مركز الأبحاث العقائديّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-03-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٦٢٣
ولا يخفى عليك ، إنّنا من خلال هذا الحديث نثبت أحقّية الإمام علي عليهالسلام لمنصب الإمامة والخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حيث يثبت هذا الحديث فضيلة كبيرة ، ومنزلة عظيمة لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وهي : أنّه أخ له ووارثه.
كما لاشكّ أنّ هذا الحديث تواتر نقله ، ولا يمكن إنكاره ، ولا التشكيك فيه ، فقد رواه أصحاب السنن والسير والتواريخ من أعلام أهل السنّة في كتبهم ، فضلاً عن علماء الشيعة ، وعليه فهو حديث صحيح ، ولا يعبأ بقول ابن كثير وابن حزم ـ المعروفين بالنصب والتعصّب ضدّ فضائل علي عليهالسلام ـ بأنّه حديث غير صحيح ، خصوصاً وأنّ بعض علماء أهل السنّة قد صححه وقوّاه.
وفي هذا المجال نذكر بعض نصوص هذا الحديث ، وبعض مصادره من أهل السنّة ، ومن قال بتصحيحه ، حتّى يتبيّن الحقّ لم ينكره.
١ ـ روي عن زيد بن أبي أوفى قال : لمّا آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بين أصحابه ، وآخى بين عمر وأبي بكر ... فقال علي : ( يا رسول الله ، ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان من سخطة عليّ؟ فلك العتبى والكرامة ).
فقال صلىاللهعليهوآله : ( والذي بعثني بالحقّ ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي ).
قال : ( يا رسول الله ما أرث منك )؟! قال : ( ما أورثت الأنبياء ) ، قال : ( ما أورثت الأنبياء قبلك )؟! قال : ( كتاب الله وسنّة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ) (١).
____________
١ ـ المعجم الكبير ٥ / ٢٢١ ، نظم درر السمطين : ٩٤ ، كنز العمّال ٩ / ١٦٧ و ١٣ / ١٠٥ ، الدرّ المنثور ٤ / ٣٧١ ، تاريخ مدينة دمشق ٢١ / ٤١٥ و ٤٢ / ٥٣ ، المناقب : ١٥٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٧٧ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢.
٢ ـ وروي : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله آخى بين أصحابه ، فبقي رسول الله وأبو بكر وعمر وعلي ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وقال لعلي : ( إنّما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإنّ ذكرك أحد فقل : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يدّعيها بعدك إلاّ كذّاب ) (١).
____________
١ ـ ذخائر العقبى : ٦٦ ، نظم درر السمطين : ٩٥ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٨ و ١٣ / ١٤٠ ، علل الدارقطنيّ ٩ / ٢٠٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٢ و ٦١ ، جواهر المطالب ١ / ٧١ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٥٢.
حديث مدينة العلم :
( ناصر ـ أمريكا ـ .... )
تصريح علماء السنّة بصحّته وحسنه :
س : سألني أحد الإخوة عن حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ، وأنا في أمريكا لا يوجد لديّ كثير من المصادر ، فهل لكم أن ترشدونا إليه من كتب العامّة.
ج : من أقوى الأدلّة على أعلميّة أمير المؤمنين عليهالسلام من جميع الصحابة ، حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ، هذا الحديث الوارد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بالأسانيد والطرق المعتبرة في كتب الفريقين ، وله ألفاظ مختلفة وشواهد متكثّرة ، حتّى نصّ جماعة من علماء أهل السنّة على كونه من الأحاديث المشتهرة ، وتفرّغ آخرون لإبطال الطاعنين في سنده.
لكن السبب الأصلي لطعن القوم في سنده قوّة دلالته على أفضلية الإمام عليهالسلام ، والأفضلية مستلزمة للإمامة والخلافة ، ولهذا عمد بعضهم إلى التلاعب في متنه بالتأويل والتحريف.
فممّن صرّح بصحّته وحسنه من علماء أهل السنّة : سبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص (١) ، الحاكم النيسابوريّ في المستدرك (٢) ، يحيى بن معين (٣) ،
____________
١ ـ تذكرة الخواص : ٥١.
٢ ـ المستدرك ٣ / ١٢٦.
٣ ـ تهذيب الكمال ١٨ / ٧٧.
البدخشانيّ في نزل الأبرار ، الذي التزم فيه بالصحّة (٤) ، محمّد بن يوسف الكنجيّ في كفاية الطالب (١) ، ابن الجزريّ في أسنى المطالب (٢) ، السخاويّ في المقاصد الحسنة (٣) ، ابن حجر العسقلانيّ (٤) ، صلاح الدين العلائيّ (٥) ، الصالحيّ الشاميّ (٦) ، المنّاويّ في فيض القدير (٧) ، الصبّان في إسعاف الراغبين (٨) ، الشوكانيّ في الفوائد المجموعة (٩).
( ... ـ ... ـ ..... )
صحّحه الحاكم :
س : أرجو إفادتنا بسند صحيح أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله قال : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).
ج : حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) له أسانيد صحيحة في كتب أهل السنّة ، منها : ما أخرجه الحاكم ـ وصححّه ـ عن سفيان بن سعيد الثوري ـ من رجال الصحاح الستة ـ عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ـ وثّقه : ابن معين والعجلي والنسائيّ وابن سعد ، وذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال أبو حاتم : ما به بأس صالح الحديث ـ عن عبد الرحمن بن بهمان ـ ذكره ابن حبّان في الثقات ، ووثّقه
____________
١ ـ نزل الأبرار : ٣٨.
٢ ـ كفاية الطالب : ١١٩.
٣ ـ أسنى المطالب : ٧٠.
٤ ـ المقاصد الحسنة : ١٢٣.
٥ ـ كشف الخفاء ١ / ٢٠٤ عنه في اللآلي.
٦ ـ سبل الهدى والرشاد ١ / ٥٠٩.
٧ ـ نفس المصدر السابق.
٨ ـ فيض القدير ٣ / ٦١.
٩ ـ إسعاف الراغبين : ١٤٨.
١٠ ـ الفوائد المجموعة : ٣٤٩.
ابن حجر في التهذيب وتقريب التهذيب ، وكذا غيرها ـ قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله يقول : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت من الباب ) (١).
( وليد محمّد ـ مصر ـ ٢٧ سنة )
جاء بسند معتبر في كتبنا :
س : تمنّيت أن تقوموا بإعطائنا السند الصحيح الموثّق من كتب الشيعة الكرام حول حديث : أنا مدينة العلم ... ولا رغبة لي بما في كتب السنّة ، وبارك الله فيكم.
ج : إنّ حديث ( أنا مدينة العلم ) موجود في كتبنا بأسانيد معتبرة ، وهو حقيقة مسلّمة ، بحيث جاء ذكره حتّى في زيارات الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وحتّى في الأدعية المأثورة.
ومن أسانيده المعتبرة : رواية الشيخ الصدوق قدسسره قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : ( قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله على منبره : يا علي ، أنا مدينة العلم وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها ) (٢).
____________
١ ـ المستدرك ٣ / ١٢٦.
٢ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٦٥٥.
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه :
( أبوعلي ـ الكويت ـ ٣١ سنة ـ دبلوم صيدلة )
في مصادر الفريقين :
س : نرجو التفضّل في معرفة سند هذا الحديث وصحّته ، والحديث هو : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) ، وشكراً لكم ، والسلام.
ج : إنّ هذا الحديث قد ورد بعبارات متقاربة ومضمون واحد ، بطرق متعدّدة في مصادر كثيرة من الفريقين ، نذكر فيما يلي طرفاً منها :
أوّلاً : قد وردت هذه الرواية في كتب الحديث عند الشيعة في حدّ التواتر والاستفاضة ، وهو كما نعلم آية صحّة الحديث من حيث الصدور ، مضافاً إلى أنّ جلّ الأسناد في هذا المجال صحيحة ومعتبرة وقابلة للاعتماد (١).
ثانياً : إنّ هذا الحديث قد جاء في موارد كثيرة عند أهل السنّة (٢).
____________
١ ـ انظر : الرسائل العشر : ٣١٧ ، الإمامة والتبصرة : ١٥٢ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٤٠٩ ، الفصول المختارة : ٣٢٥ ، الإفصاح : ٢٨ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٢١٢ و ٣ / ١٨ ، تفسير أبي حمزة الثمالي : ٨٠.
٢ ـ انظر : مسند أحمد ٤ / ٩٦ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢١٨ و ٢٢٤ ، مسند أبي داود : ٢٥٩ ، كتاب السنّة : ٤٨٩ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ، صحيح ابن حبّان ١٠ / ٤٣٤ ، المعجم الأوسط ٦ / ٧٠ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٨ ، مسند الشاميّين ٢ / ٤٣٨ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٥٥ و ١٣ / ٢٤٢ ، كنز العمّال ١ / ١٠٣ و ٦ / ٦٥ ، علل الدارقطنيّ ٧ / ٦٣ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٥١ و ٣ / ٣٧٢ و ٤٥٦.
( منى علي ـ البحرين ـ .... )
دليل على وجوب معرفة الإمام وطاعته :
س : ما معنى الحديث الشريف : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )؟ مع الشكر الجزيل.
ج : قد ورد هذا الحديث الصحيح المتّفق عليه في عدّة مصادر ، بألفاظ قريبة المعنى ، وهو دليل صريح على وجوب معرفة الإمام ، والاعتقاد بولايته الإلهيّة ، ووجوب طاعته والانقياد له ، وأنّ الجاهل أو الجاحد له يموت على الكفر ، كما هو الحال بالنسبة إلى الاعتقاد بالنبوّة لنبيّنا صلىاللهعليهوآله.
فالنتيجة : إنّ الاعتقاد والالتزام بمعرفة الإمام ركن أساسي في الدين لا مجال للتهرّب منه.
( علي محمّد الصبّاغ ـ البحرين ـ .... )
سنده وألفاظه :
س : الإخوة الأكارم في موقع العقائد الإسلاميّة المحترمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد ، سؤال مهمّ وضروريّ جدّاً : حديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) ، أُريد سند ومتن هذا الحديث من كتب السنّة تحديداً ، وماذا يعني هذا الحديث؟
ج : ورد الحديث بعبارات مختلفة ، وإليك نصّها :
١ ـ ( من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ) (١).
____________
١ ـ مسند أحمد ٤ / ٩٦ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢١٨ ، مسند أبي داود : ٢٥٩ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٨ ، مسند الشاميّين ٢ / ٤٣٨ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٥٥ ، كنز العمّال ١ / ١٠٣ و ٦ / ٦٥ ، علل الدارقطنيّ ٧ / ٦٣.
٢ ـ ( من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ) (١).
٣ ـ ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) (٢).
٤ ـ ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) (٣).
ومعنى الحديث : أنّ لكلّ زمان إماماً حقّاً ، يجب معرفته وطاعته ، والإذعان بولايته ، ومعاداة أعدائه ، والبراءة من كلّ ولاية غير ولايته ، التي هي ولاية الله ورسوله.
وأمّا تحديد مصداق الإمام ، فلابدّ من الاستفادة من سائر النصوص الشريفة ، أمثال ما ورد عند الشيعة وأهل السنّة : من أنّ الأئمّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله اثنا عشر إماماً ، كلّهم من قريش ، وفي بعض النصوص : من بني هاشم.
____________
١ ـ مجمع الزوائد ٥ / ٢٢٥ ، كتاب السنّة : ٤٨٩ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ، صحيح ابن حبّان ١٠ / ٤٣٤ ، المعجم الأوسط ٦ / ٧٠.
٢ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٣٧٢.
٣ ـ المجموع ١٩ / ١٩٠ ، مواهب الجليل ٨ / ٣٦٧ ، المحلّى ١ / ٤٦ و ٩ / ٣٥٩ ، نيل الأوطار ٧ / ٣٥٦ ، صحيح مسلم ٦ / ٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٨ / ١٥٦ ، فتح الباري ١٣ / ٥ ، تحفة الأحوذيّ ٨ / ١٣٢ ، كتاب السنّة : ٤٨٩ و ٥٠٠ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٣٥ ، رياض الصالحين : ٣٣٦ ، كنز العمّال ٦ / ٥٢ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٥٣٠.
حديث المنزلة :
( حميد ـ عمان ـ .... )
دلالته على إمامة علي ومصادره :
س : ما هو حديث المنزلة؟ وهل يدلّ على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام؟
ج : هو قول رسول الله صلىاللهعليهوآله للإمام علي عليهالسلام :
( أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ) ، وهو من الأحاديث المتواترة ، فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة ، ومصادره كثيرة ، نذكر منها من كتب أهل السنّة : صحيح البخاريّ (١) ، صحيح مسلم (٢) ، وغيرهما (٣).
____________
١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢٠٨ و ٥ / ١٢٩.
٢ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٠.
٣ ـ سبل السلام ١ / ٤٤ ، ذخائر العقبى : ١٢٠ ، فضائل الصحابة : ١٣ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٠٢ و ٣٠٤ ، المستدرك ٢ / ٣٣٧ و ٣ / ١٠٩ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٩ / ٤٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩ ، فتح الباري ٧ / ٦٠ و ٩ / ٥٣ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٥٧ و ١٦١ ، مسند أبي داود : ٢٨ ، المصنّف للصنعانيّ ٥ / ٤٠٦ و ١١ / ٢٢٦ ، مسند الحميدي ١ / ٣٨ ، مسند ابن الجعد : ٣٠١ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٦ و ٨ / ٥٦٢ ، مسند ابن راهويه ٥ / ٣٧ ، مسند سعد بن أبي وقّاص : ٥١ و ١٠٣ و ١٧٤ و ١٧٧ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، كتاب السنّة : ٥٥١ و ٥٨٦ و ٥٩٥ و ٦١٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٤ و ١٠٨ و ١١٣ و ١٢٠ و ١٢٥ و ١٤٤ و ٢٤٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٨ و ٦٤ و ٧٦ و ٨٠ و ٨٥ و ١١٦ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٨٦ و ٢ / ٥٧ و ٦٦ و ٨٦ و ٩٩ و ١٣٢ و ١٢ / ٣١٠ ، أمالي المحامليّ : ٢٠٩ و ٢٥١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٦ و ٣٦٩ ، المعجم الصغير ٢ / ٢٢ و ٥٤ ، المعجم الأوسط ٢ / ١٢٦ و ٣ / ١٣٩ و ٥ / ٢٨٧ و ٦ / ٧٧ و ٨٣
ودلالته على ولاية علي عليهالسلام وإمامته بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله واضحة ، إذ أنّ هارون كان خليفة لموسى عليهالسلام ونبيّاً ، وقد أثبت رسول الله صلىاللهعليهوآله نفس المنزلة لعلي عليهالسلام باستثناء النبوّة ، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة له عليهالسلام.
____________
و ٧ / ٣١١ و ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ١ / ١٤٦ و ٢ / ٢٤٧ و ٤ / ١٧ و ١٨٤ و ٥ / ٢٠٣ و ٢٢١ و ١١ / ٦١ و ١٢ / ١٥ و ٧٨ و ١٩ / ٢٩١ و ٢٣ / ٣٧٧ و ٢٤ / ١٤٦ ، فوائد العراقيين : ٩٤ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٦٤ و ٥ / ٢٤٨ و ٦ / ١٦٩ و ١٠ / ٢٢٢ و ١٣ / ٢١١ و ٢٤٩ و ١٧ / ١٧٤ و ١٨ / ٢٤ ، الأذكار النوويّة : ٢٧٧ ، نظم درر السمطين : ٢٤ و ٩٥ و ١٠٧ و ١٣٤ و ١٩٤ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ٥ / ٧٢٤ و ٩ / ١٦٧ و ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٣ و ١٣ / ١٠٦ و ١٢٣ و ١٥١ و ١٥٨ و ١٦٣ و ١٧٢ و ١٩٢ و ١٦ / ١٨٦ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٨٢ و ٤٢٠ ، إرواء الغليل ٥ / ١١ و ٨ / ١٢٧ ، شواهد التنزيل ١ / ١٩٠ و ١٩٤ و ٢ / ٣٥ و ٤١٨ ، الجامع لأحكام القرآن ١ / ٢٦٦ و ٧ / ١ و ٨ / ٢٨٠ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٢٣ ، التاريخ الكبير ١ / ١١٥ ، معرفة الثقات ٢ / ١٨٤ و ٤٥٧ ، الثقات ١ / ١٤٢ و ٢ / ٩٣ ، طبقات المحدّثين ٤ / ٢٦٤ ، علل الدارقطنيّ ٤ / ٣١٣ و ٣٧٣ و ٣٨١ ، تاريخ بغداد ١ / ٣٤٢ و ٤ / ٥٦ و ١٧٦ و ٢٩١ و ٤٢٥ و ٥ / ١٤٧ و ٧ / ٤٦٣ و ٨ / ٥٢ و ٢٦٢ و ١٠ / ٤٥ و ١١ / ٤٣٠ و ١٢ / ٣٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣١ و ١٣ / ١٥٠ و ١٨ / ١٣٨ و ٢٠ / ٣٦٠ و ٢١ / ٤١٥ و ٣٠ / ٦٠ و ٣٥٩ و ٣٨ / ٧ و ٣٩ / ٢٠١ و ٤١ / ١٨ و ٤٢ / ١٦ و ٤٢ و ٥٣ و ٩٨ و ١١١ و ١١٦ و ١٣٩ و ١٤٤ و ١٥٠ و ١٥٦ و ١٦٢ و ١٦٨ و ١٧٥ و ١٨١ و ٥٤ / ٢٢٦ و ٧٠ / ٣٥ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ و ٥ / ٨ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢٧٧ و ٥٧٧ و ٧ / ٣٣٢ و ٨ / ٤٤٣ و ١٤ / ٤٠٧ و ١٦ / ٣٤٦ و ٢٠ / ٤٨٣ و ٢٥ / ٣٩٦ و ٤٢٣ و ٣٢ / ٤٨٢ و ٣٥ / ٢٦٣ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ و ٢١٧ و ٢ / ٥٢٣ ، ميزان الاعتدال ١ / ٥٦١ و ٢ / ٣ و ٣ / ١٢٢ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٤٢ و ١٢ / ٢١٤ و ١٣ / ٣٤١ و ١٤ / ٢١٠ و ١٥ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٩ و ٦ / ٨٤ و ٧ / ٢٩٦ ، لسان الميزان ٢ / ٣٢٥ و ٤١٤ و ٥ / ٣٧٨ ، الإصابة ٤ / ٤٦٤ ، أنساب الأشراف : ٩٢ و ١٠٦ ، الجوهرة : ١٤ و ٦٩ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٣٦٨ ، التنبيه والإشراف : ٢٣٦ ، ذكر أخبار إصبهان ١ / ٨٠ و ٢ / ٢٨١ و ٣٢٨ ، البداية والنهاية ٥ / ١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٠ و ٣٧٥ و ٨ / ٨٤ ، السيرة النبويّة لابن هشام ٤ / ٩٤٧ ، المناقب : ٣٩ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٤ / ١٢ ، النزاع والتخاصم : ١٠١ ، جواهر المطالب ١ / ٣٧ و ٥٧ و ١٧١ و ١٩٧ و ٢١٢ و ٢٩٦ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٤٤١ و ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ١٥٦ ، ١٦٠ و ١٧٧ و ٢٠٠ و ٢٤٠ و ٢٥٥ و ٢٥٩ و ٣٠٩ و ٣٤١ و ٣٤٨ و ٣٧٤ و ٣٨٩ و ٤٠٤ و ٤٣١ و ٢ / ٦٥ و ٨٦ و ٩٧ و ١١٩ و ١٤٦ و ١٥٣ و ٢٠١ و ٢٣٧ و ٣٠٢ و ٣٨٦ و ٣ / ٢٠٨ و ٢٦١ و ٢٧٨ و ٣٦٩ و ٤٠٣.
( سعد ـ السعودية ـ .... )
هو أحد أدلّة الإمامة :
س : بالنسبة لحديث المنزلة ، يقول أهل السنّة : أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله قاله فقط عندما خلّف عليّاً بالمدينة في غزوة تبوك ، وهذا لا يدلّ على خلافته ، فما هو ردّكم؟
وثانياً : أنّ هارون لم يصبح خليفة لموسى ؛ لأنّه توفّي في زمنه ، بل أصبح يوشع بن نون ، فما هو ردّكم؟
ج : نعلمكم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يقل حديث المنزلة مرّة واحدة ـ وذلك في غزوة تبوك ـ حتّى يرد الإشكال ، بل قاله عدّة مرّات ، وكرّره في عدّة مواطن ، ومن تلك المواطن :
١ ـ عند مؤاخاته لأمير المؤمنين عليهالسلام (١).
٢ ـ في خطبة غدير خم (٢).
٣ ـ في قضية فاطمة ابنة حمزة سيّد الشهداء (٣).
٤ ـ في حديث عن جابر في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله (٤).
٥ ـ عند تسمية الإمام الحسن عليهالسلام ، عن أسماء بنت عميس ... ثمّ قال صلىاللهعليهوآله لعلي : ( أيّ شيء سمّيت ابني )؟ قال : ( ما كنت لاسبقك بذلك ) ، فقال : ( ولا أنا
____________
١ ـ الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، المعجم الأوسط ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ٥ / ٢٢١ و ١١ / ٦٣ ، كنز العمّال ٩ / ١٦٧ و ١٧٠ و ١١ / ٦٠٧ و ١٣ / ١٠٦ ، الثقات ١ / ١٤٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٢١ / ٤١٥ و ٤٢ / ٥٣ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٤٢ ، المناقب : ٣٩ و ١٤٠ و ١٥٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٥٩ و ١٧٧ و ١٧٩ و ٤٣١ ، نظم درر السمطين : ٩٥ ، الدرّ المنثور ٤ / ٣٧١.
٢ ـ المناقب : ٦١ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٧٨.
٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٧٠ و ١٨٦.
٤ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٠٤ ، كتاب السنّة : ٥٨٨ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٤٧ ، تاريخ بغداد ٤ / ٥٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٣٩ و ١٧٦ ، لسان الميزان ٥ / ٣٧٨ ، الجوهرة : ١٥ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٨ ، المناقب : ١٠٩ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٦٠ و ٢ / ٣٠٢.
أسابق ربّي ) ، فهبط جبرائيل عليهالسلام فقال : ( يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى ، لكن لا نبيّ بعدك ... ) (١).
٦ ـ في حديث عن أُمّ سلمة (٢).
وهناك موارد أُخرى ، وعليه فالحديث يدلّ على خلافة وإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وبالنسبة إلى سؤالكم الثاني فنقول : إنّ المقصود من كون هارون خليفة لموسى عليهالسلام هو ما جاء في قوله تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِح ) (٣).
فهذا مقام لهارون بأمر من الله تعالى ، وقد نزّل نبيّنا عليّاً بهذه المنزلة من نفسه ، ومن المقطوع به أنّ هذا المعنى لم يرد في حقّ غير علي عليهالسلام من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولذا ورد عن غير واحد منهم ـ كما مرّ ـ أنّه كان يتمنّى لو ورد هذا الحديث في حقّه عن النبيّ ، وثبتت له هذه المنزلة منه.
وأمّا الاستخلاف بمعنى القيام مقام النبيّ بعد الموت ، فهذا ممّا لم يثبت لهارون لموته قبل موسى ، ولكنّه ثبت لعلي لوجوده بعد الرسول الأعظم بحديث المنزلة ، وغيره من الأحاديث القطعية ، المتّفق عليها بين المسلمين.
وبعبارة أوضح : إنّ رتبة الوصاية كانت موجودة عند هارون ، ولكن لم يصل إليها لطروّ المانع وهو الموت ، وأمّا في الإمام علي عليهالسلام فلعدم وجود المانع كانت الوصاية قد وصلت إلى مرحلة الفعلية بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله.
____________
١ ـ ذخائر العقبى : ١٢٠ ، نظم درر السمطين : ١٩٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٦٤ و ٢٠١ و ٣ / ٢٦١.
٢ ـ مسند أبي يعلى ١٢ / ٣١٠ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٥ ، المعجم الكبير ١٢ / ١٥ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٢ و ١٦٩ و ١٨١ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣ ، لسان الميزان ٢ / ٤١٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٨٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١١.
٣ ـ الأعراف : ١٤٢.
وبالجملة : فإنّ الحديث يدلّ بدلالة قطعية على إمامة ووصاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )
كلّ ما ثبت لهارون يثبت لعلي إلاّ النبوّة :
س : حين نذكر دلالات حديث المنزلة ، وأنّ الاستثناء من أدوات العموم ، ممّا يعني ثبوت جميع المنازل للإمام علي عليهالسلام التي كانت لهارون عليهالسلام ما عدا النبوّة ، فإنـّهم يردّون بشبهة : بأن لو كان هذا هو المعنى الذي نذهب إليه في الحديث ، فيجب أن يكون علي عليهالسلام نبيّاً في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، كما كان هارون نبيّاً في حياة موسى عليهالسلام ، وذلك بدليل قوله : ( إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ) ، ممّا يستلزم كون علي عليهالسلام نبيّاً في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فما هو ردّكم؟
ج : من المسلّم أن لا نبيّ في زمن نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله غيره.
ثمّ إن حديث المنزلة ، وإن كان يثبت للإمام علي عليهالسلام كلّ ما كان ثابتاً لهارون عليهالسلام ، ومنها نبوّته في حياة موسى عليهالسلام ، إلاّ أنّ هناك قيود وتخصيصات في غير هذا الحديث ، أخرجت كون علي عليهالسلام نبيّاً في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
هذا ويمكن أن يردّ الأشكال بجواب آخر : بأنّ كلمة ( بعدي ) في الحديث يمكن أن تكون عامّة ، فتشمل البعدية الرتبية ، بالإضافة إلى البعدية الزمانية ، فمعنى لا نبيّ بعدي ، أي : لا نبيّ بعدي من جهة الرتبة ، كما أنّه لا نبيّ بعدي من جهة الزمان.
أي بمعنى : لا نبيّ بعد زماني ، فأنا خاتم الأنبياء ، وفي زماني لا نبيّ بعدي له رتبة النبوّة حتّى تصل له ، إن لم أكن موجوداً وحاضراً معكم.
ويؤيّد هذا الاستعمال ، أي استعمال البعدية بمعنى الرتبية ، ما ورد في قضية بريدة ، حيث قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : ( إذا التقيتم فعلي على الناس ،
وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده ).
قال : فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرّية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله يخبره بذلك ، فلمّا أتيت النبيّ صلىاللهعليهوآله دفعت الكتاب فقرأ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل ، وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( لا تقع في علي ، فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ، وأنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ) (١).
أي هو وليّكم بعدي في الرتبة ، بمعنى أن لم أكن حاضراً وموجوداً معكم فالولاية من بعدي تكون له ، فعلي وليّ عليكم في حياتي أن لم أكن موجوداً بينكم ، وإلاّ فالولاية لي.
هذا بالإضافة إلى أن الاستثناء في الحديث متّصل ، وأنّه لابدّ من أن يكون متّصلاً ، وأنّه لا يصحّ حمله على الانقطاع ، لوجوب حمل الاستثناء دائماً على الاتصال ما أمكن ، ولعدم وجود شرط الاستثناء المنقطع في هذا الحديث ، وهو وجود مخالفة بوجه من الوجوه.
وعليه فمعنى الحديث يكون : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة ، لأنّه لا نبيّ بعدي ، فحذف لفظ النبوّة الذي هو المستثنى في الحقيقيّة.
وفي بعض الروايات وردت فيها لفظ النبوّة ، ففي كتاب البداية والنهاية لابن كثير قال : ( عن عائشة بنت سعد ، عن أبيها : أنّ عليّاً خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حتّى جاء ثنية الوداع ، وعلي يبكي يقول : ( تخلّفني مع الخوالف )؟!
____________
١ ـ مسند أحمد ٥ / ٣٥٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٧ ، تحفة الأحوذيّ ٥ / ٢٩٤ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ١٣٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٨ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٧٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٨٩ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٠ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٩٠.
فقال صلىاللهعليهوآله : ( أو ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة ) ، وهذا إسناده صحيح ولم يخرّجوه (١).
إذاً لعلي عليهالسلام ما لهارون إلاّ النبوّة ، فليست له لا في حياة النبيّ ولا بعد حياته صلىاللهعليهوآله.
____________
١ ـ البداية والنهاية ٧ / ٣٧٧.
الخلفاء :
( هاني ـ الكويت ـ سنّي )
كيفية تقييمهم :
س : ما تقولون في الصدّيق أبي بكر؟ وفي الفاروق عمر بن الخطّاب؟ وفي الشهيد عثمان بن عفّان؟ وماذا تقصدون بالبراءة من الخلفاء الراشدين؟
ج : نلخّص الجواب في نقطتين :
١ ـ أنّ تقييم الفرد في المنطق الإسلاميّ يرجع إلى سلوكه وسيرته ـ قولاً وعملاً وتقريراً ـ فنحن لا نقيّم الأشخاص بما هم أشخاص ، بل نقيّمهم بعد عرض أعمالهم على الكتاب والسنّة ؛ لنرى مدى قرب هذا أو ذاك ، أو بعده عن المسار الصحيح ، لأنّ الحقّ لا يعرف بالرجال ، ولكن الرجال يُعرفون بالحقّ.
وعليه ، فقضيّتنا مع الصحابة لم تكن قضية قبلية ، أو عصبية ، أو عشائرية ، بل هي قضية دين وشريعة ، واتّباع نصّ أو مخالفته.
وحيث ثبت أنّ الخلفاء الثلاثة كانوا يجتهدون أمام النصوص ، ويتّبعون المصلحة التي يتصوّرونها مع وجود النصّ القرآنيّ والسنّة النبويّة ، وجب علينا الابتعاد عنهم ، والتمسّك بالمتعبّدين الذين لا يفتونا برأي واجتهاد ، بل كلّ ما قالوه كان عن آثار ورثوها كابر عن كابر.
إذاً ، إنّ اجتهادات هؤلاء الخلفاء ، وتأصيلهم لأُصول بعيدة عن واقع التشريع الإسلاميّ ، هو الذي أوقعهم في كثير من الأخطاء العقائديّة والفقهيّة والاجتماعيّة ، وهو الآخر قد دعا حماة الدين أن يرشدوا الناس إلى الابتعاد عن
أُولئك ، لكي لا يتأثّر الآخرون بأخطائهم.
وعليه ، فنحن حين نرشد الآخرين إلى أخطاء أُولئك الخلفاء ، لا نبغي من ورائه إلاّ الوقوف على الحقيقة ، وللحدّ من الانحراف عن جادّة النصوص ، وذلك اتباعاً لقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : ( ما إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ) ؛ لأنّ الاجتهاد مقابل النصّ يؤدّي بالفرد إلى الابتعاد عن سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وما نزل به الوحي ، وقد أطلق عن الشريعة بالإسلام لما يعنيه من التسليم والانقياد ، والأخذ بالنصوص ، والابتعاد عن الرأي.
وعليه ، فلا يمكن للمسلم المتعبّد الركون إلى أهل الاجتهاد والرأي والمصلحة المتوهّمة ، لأنّه سيؤدّي بالفرد إلى الابتعاد عن النصوص ـ قرآناً وسنّة ـ شيئاً فشيئاً ، ثمّ أخذه بما شرع رأياً على أنّه شريعة ودين.
٢ ـ وبناء على ما تقدّم من اعتبار مقاييس الأعمال ، فعلينا كمسلمين أن نتبرّأ من كلّ من خالف كتاب الله وسنّة الرسول صلىاللهعليهوآله ، واجتهد مقابل النصّ ، وشرّع أُموراً غير شرعيّة في شريعة المسلمين ، مهما كان نوع المخالفة ، ومهما كانت منزلة الشخص المخالف.
( أُمّ محمّد ـ ... ـ سنّية )
عدم قرب الشيخين من رسول الله :
س : إنّ الشيعة تدّعي : أنّ الخليفتين نكثوا العهد بعد الرسول ، فلماذا كانوا أقرب الناس إلى الرسول؟ وكانوا معاونيه في الدعوة الإسلاميّة ، ألم يكن الرسول يعلم بذلك؟ وهو الذي يخبر عن كلّ صغيرة وكبيرة ، فلماذا لم يتكلّم الرسول ويخبر بذلك؟
ج : أمّا قولك : لماذا كان الشيخان أقرب الناس إلى الرسول ، فلا ندري ما مقصودك من القرب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ هل بمعنى القرابة؟ فهذا ـ كما تعلميّن ـ غير صحيح ، أم أنّك تقصدين أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يعتمد عليهما في