شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الرابعة والعشرون
سنة إحدى وثلاثين ومائتين
فيها : توفّي : أحمد بن نصر الخزاعيّ شهيدا ،
وإبراهيم بن محمد بن عرعرة ،
وأميّة بن بسطام ،
وأبو تمّام حبيب بن أوس الطّائيّ الشّاعر ،
وخالد بن مرداس السّرّاج ،
وسليمان بن داود الختّليّ ،
وسليمان بن داود المباركيّ ،
وسهل بن زنجلة الرّازيّ ،
وعبد الله بن محمد بن أسماء ،
وعبد الرحمن بن سلّام الجمحيّ ،
وعبد الله بن مزيد المقرئ الدّمشقيّ ،
وعليّ بن حكم الأزديّ ،
وكامل بن طلحة الجحدريّ ،
ومحمد بن زياد الأعرابيّ اللّغويّ ،
ومحمد بن سلّام الجمحيّ أخو عبد الرحمن ،
ومحمد بن المنهال التّميميّ الضّرير ،
ومحمد بن المنهال العطّار أخو حجّاج ،
ومحمد بن يحيى بن حمزة قاضي دمشق ،
ومحرز بن عون ،
ومنجاب بن الحارث ،
وهارون بن معروف ،
ويحيى بن عبد الله بن بكير ،
وأبو يعقوب يوسف يحيى البويطيّ.
* * *
[الواثق يأمر بامتحان خلق القرآن]
وفيها ورد كتاب الواثق إلى أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمّة والمؤذّنين بخلق القرآن. وكان قد تبع أباه المعتصم في امتحان النّاس بخلق القرآن (١).
[رفع المتوكّل للمحنة]
فلمّا استخلف المتوكّل بعده رفع المحنة ، ونشر السّنّة (٢).
[خبر الفداء بين المسلمين والروم]
وفيها كان الفداء ، فاستفكّ من طاغية الروم أربعة آلاف وستّمائة نفس (٣). فتفضّل أحمد بن أبي دؤاد فقال : من قال من الأسارى القرآن مخلوق ، خلّصوه وأعطوه دينارين (٤). ومن امتنع دعوه في الأسر.
ولم يقع فداء بين المسلمين والروم منذ سبع وثلاثين سنة (٥).
* * *
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٢ ، مرآة الجنان ٢ / ١٠١ ، مآثر الإنافة ١ / ٢٢٦ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٠ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٩.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، مروج الذهب ٤ / ٨٦ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢١ ، مآثر الإنافة ١ / ٢٣٠ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٩.
(٣) في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٢ : «فبلغ عدة من فودي به خمسمائة رجل وسبعمائة امرأة ، وكان هذا في المحرم سنة ٢٣١» ، وفي التنبيه والإشراف للمسعوديّ ١٦١ : «عدّة من فودي به من المسلمين في عشرة أيام أربعة آلاف وثلاثمائة واثنين وستين من ذكر وأنثى ، وقيل : أربعة آلاف وسبعة وأربعين على ما في كتب الصوائف ، وقيل أقلّ من ذلك» وقد ذكر ابن العبري في (تاريخ الزمان ٣٦) ما ذكره المسعودي من أسرى المسلمين. وانظر : تاريخ مختصر الدول ١٤١ وفيه «عدّة أسارى المسلمين أربعة آلاف وأربعمائة نفسا ، والنساء والصبيان ثمانمائة». وانظر : تاريخ الطبري ٩ / ١٤١ ـ ١٤٤ ، وتجارب الأمم ٦ / ٥٣٢ ، ٥٣٣ ، وتاريخ العظيمي ٢٥٤ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٢٤ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٤٠٣ و ٣٠٧ ، وتاريخ الخلفاء ٤٤١ والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٩.
(٤) في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٢ ، كانوا يعطونه دينارين وثوبين.
(٥) اعتبر المسعودي هذا الفداء هو الثالث. أما الفداء الثاني فكان في خلافة الرشيد سنة ١٩٢ ه. =
[دخول المجوس إشبيلية]
وفيها نقل أبو مروان بن حبّان في «تاريخ الأندلس» واقعة غريبة فقال : ورد مجوس يقال لهم الأردمانيّون إلى ساحل الأندلس الغربيّ ، في أيام الأمير عبد الرحمن ، فوصلوا إشبيلية وهي بغير سور ، ولا بها عسكر ، فقاتلهم أهلها ثمّ انهزموا. فدخل المجوس إشبيلية ، وسبوا الذّرّيّة ونهبوا. فأرسل عبد الرحمن عسكرا ، فكسروهم واستنقذوا الأموال والذّرّيّة ، وأسروا منهم أربعة آلاف ، وأخذوا لهم ثلاثين مركبا (١).
__________________
= وبهذا يكون بينهما تسع وثلاثون سنة. (التنبيه والإشراف ١٦١).
(١) نهاية الأرب ٢٣ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، وفيه : «وأخذوا منهم أربعة مراكب».
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
توفّي فيها : إبراهيم بن الحجّاج النّيليّ لا الشّاميّ ،
والحكم بن موسى القنطريّ الزّاهد ،
وجويرية بن أشرس ،
وعبد الله بن عون الخرّاز ،
وعبد الوهّاب بن عبدة الحوطيّ ،
وعليّ بن المغيرة الأثرم اللّغويّ ،
وعمرو بن محمد النّاقد ،
وعيسى بن سالم الشّاشيّ ،
وهارون الواثق بالله ،
ويوسف بن عديّ الكوفيّ.
* * *
[الحرب بين بغا الكبير وبني نمير]
وفيها كانت وقعة كبيرة بين بغا الكبير وبين بني نمير ، وكانوا قد أفسدوا الحجاز وتهامة بالغارات ، وحشدوا في ثلاثة آلاف راكب ، فهزموا أصحاب بغا ، وجعل يناشدهم الرجوع إلى الطّاعة ، وبات بحذائهم. ثم أصبحوا فالتقوا ، فانهزم أصحاب بغا ، فأيقن بالهلاك. وكان قد بعث مائتي فارس إلى جبل لبني نمير. فبينما هو في الإشراف على التّلف ، إذا بهم قد رجعوا يضربون الكوسات (١) ، فحملوا على بني نمير فهزموهم ، وركبوا أقفيتهم قتلا وأسرا ،
__________________
(١) الكوسات : الأبواق.
فأسروا منهم ثمانمائة رجل. فعاد بغا وقدم سامرّاء ، وبين يديه الأسرى (١).
[خبر العطش بالحجاز]
وفيها مات خلق كثير من العطش بأرض الحجاز (٢).
[الزلازل بالشام]
وفيها كانت الزلازل كثيرة بالشّام ، وسقطت بعض الدّور بدمشق ، ومات جماعة تحت الرّدم (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ / ١٤٨ ـ ١٥٠ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٣٣ ـ ٥٣٥ ، تاريخ العظيمي ٢٥٤ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٧ ـ ٢٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣٠٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٦٢.
(٢) تاريخ الطبري ٩ / ١٥٠ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٣٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٦٢.
(٣) مرآة الجنان ٢ / ١٠٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٦٢.
سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
فيها توفّي : أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحرّانيّ ،
وإبراهيم بن الحجّاج السّاميّ ،
وإسحاق بن سعيد بن الأركون الدّمشقيّ ،
وحبّان بن موسى المروزيّ ،
وسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل ،
وداهر بن نوح الأهوازيّ ،
وروح بن صلاح المصريّ ،
وسهل بن عثمان العسكريّ ،
عبد الجبّار بن عاصم النّسائيّ ،
وعقبة بن مكرم الضّبّيّ ،
ومحمد بن سماعة القاضي ،
ومحمد بن عائذ الكاتب ،
والوزير محمد بن عبد الملك بن (الزّيّات) (١)
ويحيى بن أيّوب المقابريّ ،
ويحيى بن معين ،
ويزيد بن موهب الرّمليّ.
* * *
__________________
(١) «الزّيّات» أضفتها على الأصل ، ومكانها بياض في الأصل.
[الزلزلة بدمشق]
وفيها جاءت زلزلة مهولة بدمشق ، سقطت فيها شرفات الجامع ، وتصدّع حائط المحراب ، وسقطت منارته. وهلك خلق تحت الرّدم (١). وهرب النّاس إلى المصلّى باكين متضرّعين ، وبقيت ثلاث ساعات ، وسكنت.
وقال : أحمد بن كامل في «تاريخه» إنّ بعض أهالي دير مرّان (٢) رأى دمشق تنخفض وترتفع مرارا ، فمات تحت الهدم معظم أهلها. كذا قال ، والله حسيبه.
وهرب النّاس إلى المصلّى قال : وانكفأت قرية بالغوطة ، فلم ينج منها إلّا رجل واحد ، وكانت الحيطان تنفصل حجارتها ، مع كون الحائط عرضه سبعة أدرع. وامتدّت إلى أنطاكية ، فهدمتها ، وإلى الجزيرة فأخربتها ، وإلى الموصل ، فيقال هلك من أهلها خمسون ألفا ، ومن أهل أنطاكية عشرون ألفا (٣).
[إصابة ابن أبي دؤاد بالفالج]
وفيها أصاب أحمد بن أبي دؤاد فالج صيّره حجرا ملقى (٤).
__________________
(١) مرآة الجنان ٢ / ١٠٨.
(٢) دير مرّان : بضم الميم ، وتشد الراء المهملة ، بالقرب من دمشق على تلّ مشرف على مزارع الزعفران. (معجم البلدان ٢ / ٥٣٣).
(٣) مرآة الجنان ٢ / ١٠٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٠ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٧.
(٤) تاريخ العظيمي ٢٥٥ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١١٨ ، وقد مات سنة ٢٤٠ ه. والكامل في التاريخ ٧ / ٤٠ ، مرآة الجنان ٢ / ١٢٢ و ١٢٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١١ ، تاريخ الخلفاء ٤٣٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٠.
سنة أربع وثلاثين ومائتين
توفّي فيها : أحمد بن حرب النّيسابوريّ الزّاهد ،
وروح بن عبد المؤمن القارئ ،
وأبو خيثمة زهير بن حرب ،
وسليمان بن داود الشّاذكونيّ ،
وأبو الربيع سليمان بن داود الزّهرانيّ ،
وعبد الله بن عمر بن الرّمّاح قاضي نيسابور ،
وأبو جعفر عبد الله بن محمد النّفيليّ ،
وعليّ بن بحر القطّان ،
وعليّ بن المدينيّ ،
ومحمد بن عبد الله بن نمير ،
ومحمد بن أبي بكر المقدّميّ ،
والمعافى بن سليمان الرّسعنيّ ،
ويحيى بن يحيى اللّيثيّ الفقيه.
* * *
[خبر هبوب الريح بالعراق]
وفيها هبّت ريح بالعراق فيما قيل ـ شديدة السّموم ، لم يعهد مثلها ، أحرقت زرع الكوفة ، والبصرة ، وبغداد ، وقتلت المسافرين. ودامت خمسين يوما ، واتّصلت بهمدان ، فأحرقت الزّرع والمواشي ، واتّصلت بالموصل وسنجار ، ومنعت النّاس من المعاش في الأسواق ، ومن المشي في الطّرق ،
وأهلكت خلقا عظيما ، والله أعلم بصحّة ذلك (١).
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس من العراق محمد بن داود بن عيسى العبّاسيّ ، وهو كان أمير الحاجّ في هذه الأعوام (٢).
* * *
[إظهار المتوكّل للسّنّة]
وفيها أظهر السّنّة المتوكّل في مجلسه ، وتحدّث بها ، ووضع المحنة ونهى عن القول بخلق القرآن ، وكتب بذلك إلى الآفاق ، واستقدم المحدّثين إلى سامرّاء ، وأجزل عطاياهم وأكرمهم ، وأمرهم أن يحدّثوا بأحاديث الصّفات والرؤية (٣).
وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في جامع الرّصافة ، فاجتمع له نحو من ثلاثين ألف نفس ، وجلس أخوه عثمان بن أبي شيبة على منبر في مدينة المنصور ، فاجتمع إليه أيضا نحو من ثلاثين ألفا.
وجلس مصعب الزّبيريّ وحدّث. وتوفّر دعاء الخلق للمتوكّل ، وبالغوا في الثّناء عليه والتّعظيم له ، ونسوا ذنوبه ، حتّى قال قائلهم ، الخلفاء ثلاثة : أبو بكر الصّدّيق يوم الرّدّة ، وعمر بن عبد العزيز في ردّ المظالم ، والمتوكّل في إحياء السّنّة وإماتة التّجهّم (٤).
* * *
[خروج البعيث عن الطاعة]
وفيها خرج عن الطّاعة محمد البعيث أمير آذربيجان وأرمينية ، وتحصّن
__________________
(١) تاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء ١٤٤ ، ١٤٥ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥.
(٢) المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٠٩ ، ٩ / ١٦٧ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٥ ، تاريخ العظيمي ٢٥٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٧٩ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، ولاة مصر للكندي ٢٢٢ ، مروج الذهب ٤ / ٨٦ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢١ ، تاريخ العظيمي ٢٥٥ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٦.
(٤) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥ ، ٣٤٦.
بقلعة مرند (١) ، فسار لقتاله بغا الشّرابيّ في أربعة آلاف ، فنازله ، وطال الحصار ، وقتل طائفة كبيرة من عسكر بغا. ثم نزل بالأمان (٢).
وقيل بل تدلّى ليهرب فأسروه. والله أعلم.
__________________
(١) مرند : بفتح أوله وثانيه ، ونون ساكنة ، من مشاهير مدن أذربيجان ، بينها وبين تبريز يومان. (معجم البلدان ٥ / ١١٠).
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٦ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٦٤ ـ ١٦٦ تجارب الأمم ٦ / ٥٣٩ ـ ٥٤٢ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٤١ و ٤٧ ، ٤٨ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥.
سنة خمس وثلاثين ومائتين
فيها توفّي : أحمد بن عمر الوكيعيّ ،
وإبراهيم بن العلاء زبريق الحمصيّ ،
وإسحاق الموصليّ النّديم ،
وسريج بن يونس العابد ،
وإسحاق بن إبراهيم بن مصعب أمير بغداد ،
وشجاع بن مخلد ،
وشيبان بن فرّوخ ،
وأبو بكر بن أبي شيبة ،
وعبيد الله بن عمر القواريريّ ،
ومحمد بن عبّاد المكّيّ ،
ومحمد بن حاتم السّمين ،
ومعلّى بن مهديّ الموصليّ ،
ومنصور بن أبي مزاحم ،
وأبو الهذيل العلّاف شيخ المعتزلة ،
وهريم بن عبد الأعلى البصريّ ،
وعمرو بن عبّاس.
* * *
[إلزام النصارى بلباس العسليّ]
وفيها ألزم المتوكّل النصارى بلبس العسليّ (١).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٧ وفيه : الطيالسة العسلية ، تاريخ الطبري ٩ / ١٧١ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٤٥ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٥٢ و ٧١ «حوادث سنة ٢٣٩ ه» ، تاريخ الزمان لابن العبري ٣٧ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨١ ، مرآة الجنان ٢ / ١٤٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٣ ، النجوم الزاهرة
سنة ستّ وثلاثين ومائتين
فيها توفّي : أحمد بن إبراهيم الموصليّ ،
وإبراهيم بن أبي معاوية الضّرير ،
وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ ،
وأبو إبراهيم التّرجمانيّ إسماعيل بن إبراهيم ،
وأبو معمر القطيعيّ إسماعيل بن إبراهيم ،
والحارث بن سريج النّقّال ،
والحسن بن سهل وزير المأمون ،
وخالد بن عمرو الشّاميّ ،
وصالح بن حاتم بن وردان ،
وأبو الصّلت الهرويّ عبد السّلام بن صالح ،
ومحمد بن إسحاق المسيّبيّ ،
ومحمد بن عمرو السّوّاق ،
ومحمد بن مقاتل العبّادانيّ ،
ومصعب بن عبد الله الزّبيريّ ،
ومنصور بن المهديّ الأمير ،
ونصر بن زياد قاضي نيسابور.
وهدبة بن خالد.
* * *
[إرسال المتوكّل القضاة لأخذ البيعة لأولاده]
وفيها أشخص المتوكّل القضاة من البلدان لبيعة ولاة العهد أولاده : المنتصر بالله محمد ، ومن بعده المعتزّ بالله محمد ، ومن بعده المؤيّد بالله إبراهيم.
وبعث خواصّه إلى البلدان ليأخذوا البيعة بذلك (١).
[حوادث دمشق]
وفيها ، أو في حدودها ، وثبوا على نائب دمشق سالم بن حمد ، فقتلوه يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان من العرب ، فلما ولّي أذلّ قوما بدمشق من السّكون والسّكاسك ، ولهم وجاهة ومنعة ، فثاروا به وقتلوه. فندب المتوكّل لدمشق أفريدون التّركيّ ، وسيّره إليها. وكان شجاعا فاتكا ظالما ، فقدم في سبعة آلاف فارس ، وأباح له المتوكّل القتل بدمشق والنّهب ، على ما نقل إلينا ، ثلاث ساعات. فنزل ببيت لهيا ، وأراد أن يصبّح بالبلد ، فلمّا أصبح نظر إلى البلد وقال : يا يوم ما يصبحك منّي. وقدّمت له بغلة فضربته بالزّوج (٢) فقتلته ، وقبر ببيت لهيا (٣) ، وردّ الجيش الّذي معه خائفين.
وبلغ المتوكّل ، فصلحت نيّته لأهل دمشق (٤).
[هدم قبر الحسين]
وفيها أمر المتوكّل بهدم قبر السيّد الحسين بن عليّ رضياللهعنهما ، وهدم ما حوله من الدّور ، وأن تعمل مزارع.
ومنع الناس من زيارته ، وحرث وبقي صحراء (٥). وكان معروفا بالنّصب (٦) ،
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٧ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٧٥ وما بعدها ، مروج الذهب ٤ / ٨٧ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٤٥ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢٠ ، تاريخ حلب ٢٥٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٤٩ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٣٧ ، وتاريخ مختصر الدول ، له ١٤٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٠ (حوادث سنة ٢٣٥ ه) ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٦.
(٢) أي برجليها.
(٣) بيت لهيا : بكسر اللام وسكن الهاء. قرية مشهورة بغوطة دمشق. (معجم البلدان ١ / ٥٢٢).
(٤) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٦.
(٥) تاريخ الطبري ٩ / ١٨٥ ، تاريخ العظيمي ٢٥٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٥٥٥ ، تاريخ مختصر =
فتألّم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء (١) ، دعبل ، وغيره.
وفي ذلك يقول يعقوب بن السّكّيت ، وقيل هي للبسّاميّ عليّ بن أحمد ، وقد بقي إلى بعد الثلاثمائة :
بالله إن كانت أميّة قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيّها مظلوما |
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله |
|
هذا لعمرك (٢) قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا |
|
في قتله ، فتتبّعوه رميما (٣) |
[غزوة علي بن يحيى الصائفة]
وفيها غزا عليّ بن يحيى الصّائفة في ثلاثة آلاف فارس ، فكان بينه وبين ملك الروم مصافّ ، انتصر فيه المسلمون ، وقتل خلق من الروم ، وانهزم ملكهم في نفر يسير إلى القسطنطينية. فسار الأمير عليّ ، فأناخ على عمّورية ، فقاتل أهلها ، وأخذها عنوة ، وقتل وأسر ، وأطلق خلقا من الأسر ، وهدم كنائسها ، وافتتح حصن الفطس (٤) ، وسبى منه نحو عشرين ألفا (٥).
* * *
__________________
= الدول ١٤٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٨ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣٦٥.
(٦) النّصب ، من النواصب ، وهي تسمية أطلقها شيعة علي على المتشدّدين من السّنّة الذين انتصبوا لمهاجمتهم ، كما أطلق السّنّة على المتشدّدين من الشيعة اسم : الروافض. وانظر عن شديد انحراف المتوكل عن الشيعة في : الفخري لابن طباطبا ٢٣٧ ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٢٢٦ ، ومآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، وتاريخ الخلفاء ٣٤٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٤.
__________________
(١) تاريخ الخلفاء ٣٤٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٤.
(٢) في تاريخ الخلفاء : «لعمري».
(٣) تاريخ الخلفاء ٣٤٧.
(٤) لم أقف على موضعه وصحته.
(٥) الخبر بإيجاز في تاريخ حلب للعظيميّ ٢٥٦ ، وهو في كتاب «المنتظم» لابن الجوزي ، انظر الورقة الأولى من القسم الثاني المخطوط الموجود بدار الكتب المصرية (رقم ١٢٩٦ تاريخ) ، وعنه نقل النويري في نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٠٠.
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس محمد المنتصر وليّ العهد (١) ، ومعه أمّ المتوكّل وشيّعها المتوكّل إلى النّجف ورجع ، وأنفقت أموالا جزيلة.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٧ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢١١ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٨٦ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٥ ، تاريخ العظيمي ٢٥٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٥٦ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٥.