شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الثامنة عشرة
سنة إحدى وسبعين ومائة
فيها مات :
إبراهيم بن سويد المدينيّ ،
وحبّان بن عليّ ، بخلف ،
وخديج بن معاوية ، فيها أو بعدها ،
وأبو المنذر سلّام القاري ،
وعبد الله بن عمر العمريّ المدنيّ ،
وعبد الرحمن بن الغسيل ،
وعديّ بن الفضل البصريّ ،
وعمر بن ميمون الرّمّاح ،
ومهديّ بن ميمون البصريّ ، بخلف ،
ويزيد بن حاتم المهلّبيّ ، في قول ،
وأبو شهاب الحنّاط عبد ربّه ، فيها أو في الآتية ،
* * *
[عزل الفضل بن سليمان ووفاته]
وفيها قدم الأمير أبو العبّاس الفضل بن سليمان الطّوسيّ معزولاً عن نيابة خراسان ، فصيّره الرشيد على ختم الخلافة ، ولم ينشب أن مات ، فدفع الخاتم إلى يحيى بن خالد بن برمك مع الوزارة (١).
* * *
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٥ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١١٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٢.
[ضرب عنق أمير الجزيرة]
وفيها أمر الرشيد أبا حنيفة بن قيس فضرب عنق أمير الجزيرة أبي هريرة محمد بن فرّوخ (١).
* * *
[إخراج الرشيد العلويّين من بغداد إلى المدينة المنوّرة]
وفيها أخرج هارون الرشيد من كان ببغداد من العلويّين إلى المدينة النّبويّة ، سوى العبّاس بن حسن بن عبد الله بن العبّاس ابن الإمام عليّ بن أبي طالب (٢).
وكان أبوه حسن في من أخرج (٣).
* * *
[سفر الخيزران للحجّ]
وفي رمضان سافرت السيّدة الخيزران للحجّ ، وكان أمير الموسم عبد الصّمد بن عليّ (٤). وأقامت الخيزران بمكّة نحو الشهر (٥).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٥ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١١٤ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٢.
(٢) في تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٥ : «العباس بن الحسن بن عبد الله بن علي بن أبي طالب» ، بإسقاط «بن العباس» ، والموجود هنا يتّفق مع نسخة من «الكامل في التاريخ» لابن الأثير. انظر ج ٦ / ١١٤ ، ١١٥ (المتن والحاشية).
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٥.
(٤) تاريخ خليفة ٤٤٨ ، المعرفة التاريخ ١ / ١٦٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٣٠ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٥ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٣ وفيه أن الّذي حجّ بالناس هو «يعقوب بن المنصور» ، وهو ساقط من الأصل ، وقد أثبته محقّق الكتاب الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ـ رحمهالله ـ ووضع عبارته بين حاصرتين دلالة على أنها إضافة منه ، فأخطأ في ذلك ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٣١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١١٥ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٧.
(٥) المعرفة والتاريخ ١ / ١٦٢ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٥ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٢.
وفي «العيون والحدائق» لمؤرخ مجهول ٣ / ٢٩١ ، أنّ الخيزران حجّت سنة ١٧٢ ه. وفيه خبر مفصّل ، قال :.
«وفي سنة ١٧٢ خرجت الخيزران حاجة ، فقسّمت بالمدينة أموالا وأجازت. بجوائز عظيمة خصّت بها نفرا من قريش والأنصار ووجوه أهلها ، وزوّجت أيتاما ، وقسّمت في النساء آنية من ذهب وفضّة مملوءة من أنواع الطّيب ، وكست كسوة كثيرة ، ووضعت لكلّ قبيلة مالا يعطون.
ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين ومائة
فمات فيها :
الحسن بن عيّاش أخو أبي بكر بن عيّاش بالكوفة ،
وروح بن مسافر البصريّ ،
وسليمان بن بلال ،
وصالح المرّيّ ، بخلف ،
وصاحب الأندلس عبد الرحمن الداخل الأمويّ ،
وابن عمّ المنصور عليّ بن سليمان بن عليّ ،
وابن عمّه الآخر الفضل بن صالح بن عليّ ،
ومهديّ بن ميمون ، بخلف.
والوليد بن أبي ثور ،
والوليد بن مغيرة المصريّ ،
ويحيى بن سلمة بن كهيل ، بخلف.
* * *
[إمارة عبيد الله بن المهديّ على أرمينية]
وفيها عزل الرشيد عن أرمينية يزيد بن مزيد الشّيبانيّ ، وأمّر عليها عبيد الله بن المهديّ (١).
* * *
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٦.
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالناس يعقوب بن المنصور (١).
__________________
(١) تاريخ خليفة ٤٤٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٣٠ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٦ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٣ وفيه أن الّذي حجّ هذا العام هو «عبد الصمد بن علي» ، وهو خطأ ، ومن الواضح أن الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ـ رحمهالله ـ قلب اسمي أمير الحجّ في هذه السنة والتي قبلها ، فجعل هذا محلّ ذاك ، والسبب أنه أضاف سطرا على أصل المولّف بين حاصرتين ، فعبارة المسعودي : «ثم كانت سنة إحدى وسبعين ومائة ، حجّ بالناس عبد الصمد بن علي ، ثم كانت سنة ثلاث وسبعين ومائة ...». وقد اعتقد الشيخ محمد محيي الذين عبد الحميد أن المسعودي سها عن ذكر الحاج سنة ١٧٢ ، فقام بإضافة سطر على أصل المؤلّف على هذا النحو : ثم كانت سنة إحدى وسبعين ومائة فحجّ بالناس [يعقوب بن المنصور ، ثم كانت سنة اثنتين وسبعين ومائة فحجّ بالناس] عبد الصمد بن عليّ ..
وواضح أن عبارة المؤلّف ـ المسعودي ـ كانت سليمة ، فقطعها الشيخ محمد محيي الدين بإضافته فأخطأ دون أن يدعم إضافته بمصدر أو توثيق. ولهذا نرى إسقاط الإضافة بين الحاصرتين لتستقيم عبارة «المسعودي» ، وأن توضع الإضافة على الأصل بعد اسم عبد الصمد بن عليّ ، لتصبح العبارة على هذا النحو : «ثم كانت سنة إحدى وسبعين ومائة وحجّ بالناس عبد الصمد بن عليّ ، [ثم كانت سنة اثنتين وسبعين ومائة حجّ يعقوب بن المنصور]».
وانظر أيضا : الكامل في التاريخ ٦ / ١١٨ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٣١ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ١٢٧ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٦٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٦٢ وفيه : حج بالناس سليمان بن أبي جعفر ، وقد قيل : بل يعقوب بن أبي جعفر.
سنة ثلاث وسبعين ومائة
مات فيها :
إسماعيل بن زكريّا الخلقانيّ ،
وجويرية بن أسماء الضّبعيّ ،
وأمّ الرشيد الخيزران ،
وسعيد بن عبد الله المعافريّ ،
وسلّام بن أبي مطيع ،
والسّيّد الحميريّ الشّاعر ،
وزهير بن معاوية ،
وطليب بن كامل اللّخميّ المصريّ ،
وعبد الرحمن بن أبي الموالي مول بني هاشم ،
والأمير محمد بن سليمان بن عليّ ،
وقاضي مرو نوح الجامع.
* * *
[الحجّ هذا الموسم]
وفيها حجّ بالنّاس هارون الرشيد (١).
* * *
__________________
(١) تاريخ خليفة ٤٤٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٦٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٣٠ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٢٣٨ ، ومروج الذهب ٤ / ٤٠٣ ، والعيون والحدائق ٣ / ٢٩١ ، ٢٩٢ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٣٢ ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٢٠ ، ونهارية الأرب ٢٢ / ١٢٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٦٥ ، وشفاء الغرام للقاضي المالكي (بتحقيقنا) ٢ / ٣٤٢.
[إمارة العباس بن جعفر على خراسان]
وعزل عن إمرة خراسان جعفر بن محمد بن أشعث ، وأمّر ولد المعزول العبّاس بن جعفر (١).
ثم دخلت سنة أربع وسبعين ومائة
فمات : بكر بن مضر المصريّ ، والأمير روح بن حاتم المهلّبيّ.
وقاضي مصر وعالمها عبد الله بن لهيعة ، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد.
ونعيم بن ميسرة ، ويعقوب القمّي ، بخلف.
* * *
[الحجّ هذا الموسم]
وفيها حجّ بالنّاس أيضا أمير المؤمنين.
__________________
(١) تاريخ خليفة ٤٤٩ ، الأخبار الطوال للدينوري ٣٨٧ ، المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ١٦٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٣٠ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٣٩ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٣ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٣٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٢١ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٧ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٥ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٤٢.
ودخلت سنة خمس وسبعين ومائة
فمات فيها :
حرم بن أبي حرم القطعيّ ،
والحكم بن فضيل الواسطيّ ،
والخليل بن أحمد ، فيما قيل ، وقد مرّ ،
وخشّاف الكوفيّ فقيه مصر ،
والقاسم بن معن المسعوديّ الكوفيّ ،
واللّيث بن سعد فقه مصر ،
والهقل بن زياد ، في قول.
* * *
[عقد البيعة لمحمد الأمين]
وفيها كان عقد البيعة بولاية العهد لابن أمير المؤمنين الرشيد محمد ، ولقّب بالأمين ، وله يومئذ خمس سنين. فكان هذا أول وهن جرى في دولة الإسلام من حيث الإمامة. حرصت أمّه زبيدة بنت جعفر بن المنصور حتّى تمّ ذلك. وأرضوا العسكر بأموال عظيمة ، فسكتوا (١).
* * *
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٠٨ ، والأخبار الطوال للدينوري ٣٨٧ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٢٤٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٢٩٢ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٧٦ وفيه بايع له في سنة ست وسبعين ومائة ، وتاريخ العظيمي ٢٣٢ ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ١١٩ ، والبدء والتاريخ لابن طاهر المقدسي ٦ / ١٠٦ ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٢٢ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ١٢٧ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٦٥ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١٨.
[ظهور يحيى بن عبد الله العلويّ بالدّيلم]
وفيها صار يحيى بن عبد الله بن حسن العلويّ إلى بلاد الدّيلم ، ثم تحرّك هناك ، وقويت شوكته وطلب الخلافة. وأسرع إليه الشّيعة من الأمصار ، فاغتمّ لذلك الرشيد وأبلس ، واشتغل عن الشّرب واللهو ، وندب لحربه الفضل بن يحيى البرمكيّ في خمسين ألفا من الخراسانية وغيرهم ، وفرّق عليهم الذّهب العظيم ، فانحلّت عزائم يحيى المذكور ، وطلب الصّلح والأمان ، فسرّ بذلك الرشيد وكتب له أمانا ، وأشهد عليه الكبار ، ونفذه مع تحف وهدايا ومال جليل ، ففرح يحيى واطمأنّ ، ووفد على الرشيد ، فبالغ في إكرامه وعطاياه (١).
ثمّ إنه بعد سجنه ، فاعتلّ ، فقيل سقي السّمّ ، ولم يصحّ.
ويقال : حبسه مرّة بعد أخرى ويطلقه (٢).
وقيل : إن الّذي وصل إلى يحيى بن عبد الله من الرشيد أربعمائة ألف دينار (٣).
[خبر اليمين الّذي أقسمه الزبيري والعلويّ]
وقد كان عبد الله بن مصعب الزّبيريّ افترى عليه لبغضه للطّالبيّة ، وزعم أنّه طلب إليه أن يخرج معه ، فباهله يحيى بحضرة الرشيد وقام ، فمات الزّبيريّ ليومه. وكان يحيى قد طلب مباهلته وشبّك يده في يده وقال : قل : اللهمّ إنّ كنت تعلم أن يحيى بن عبد الله بن حسن لم يدعني إلى الخلاف والخروج على أمير المؤمنين هذا ، فكلني إلى حولي وقوّتي واسختني بعذاب من عندك ، آمين رب العالمين.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٤١ و ٢٤٢ ـ ٢٤٤ (حوادث ١٧٥ و ١٧٦ ه.) ، والعيون والحدائق ٣ / ٢٩٢ ، ٢٩٣ (حوادث سنة ١٧٦ ه.) ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٢٢ و ١٢٥ (حوادث ١٧٥ و ١٧٦ ه.) ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٧ ، ١٢٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٦٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١٨ ، ومآثر الإنافة ١ / ١٩٤ ، ١٩٥.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٢٥١ ، وانظر عن مقتله في : تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٠٨.
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٢٥١ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٨.
قال : فتلجلج الزّبيريّ وقالها. ولمّا قال يحيى مثله ما تلجلج (١).
* * *
[هياج العصبيّة بالشام]
وفيها هاجت العصبيّة بالشام بين القيسيّة واليمانيّة. وكان كبير النّزاريّة يومئذ الأمير أبو الهيذام المرّيّ ، وقتل منهم عدد كثير ، وكان على إمرة الشام موسى ابن وليّ العهد عيسى بن موسى ، فاستعمل الرشيد على الشّام موسى بن يحيى البرمكيّ ، فقدم وأصلح بينهم (٢).
* * *
[إمارة الغطريف بن عطاء على خراسان]
وفيها عزل الرشيد عن خراسان العبّاس بن جعفر ، وأمّر عليها خاله الغطريف بن عطاء (٣).
* * *
[إمارة جعفر البرمكي على مصر]
وأمّر على ديار مصر جعفر بن يحيى البرمكيّ (٤).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٤٦ ، العيون والحدائق ٣ / ٢٩٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤١٠ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٥١ (حوادث ١٧٦ ه.) ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٢٧ ، أخبار الزمان لابن العبري ١٤ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٨ ، وكلها في حوادث سنة ١٧٦ ه. النجوم الزاهرة ٢ / ٨١ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١٩ ، ٢٢٠.
(٣) الأخبار الطوال ٣٨٧ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٤١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٢٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٨١ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١٨ و ٢٢١.
(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٢٥٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٢٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٩.
وفي «النجوم الزاهرة» ناقش «ابن تغري بردي» هذا الموضوع فقال (٢ / ٧٨ ـ ٨٠).
«قال أبو المظفّر بن قزأوغلي في تاريخه «مرآة الزمان» : وبلغ الرشيد أن موسى بن عيسى يريد الخروج عليه ، فقال : والله لا عزلته إلّا بأخسّ من على بابي ، فقال لجعفر بن يحيى : ولّ مصر أحقر من على بابي وأخسّهم ، فنظر فإذا عمر بن مهران كاتب الخيزران وكان مشوّه الخلقة ويلبس =
__________________
= ثيابا خشنة ويركب بغلا ويردف غلامه خلفه ، فخرج إليه جعفر وقال : أتتولّى مصر؟ فقال : نعم ، فسار إليها (فدخلها) وخلفه غلام على بغل للثّقل ، فقصد دار موسى بن عيسى فجلس في أخريات الناس ، فلما انفضّ المجلس قال موسي : ألك حاجة؟ فرمى إليه بالكتاب ، فلما قرأه قال : لعن الله فرعون حيث قال : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ)؟ الآية ، ثمّ سلّم إليه ملك مصر فمهّدها عمر المذكور ورجع إلى بغداد وهو على حاله. انتهى كلام أبي المظفّر.
قلت : لم يذكر عمر بن مهران أحد من المؤرّخين في أمراء مصر ، والجمهور على أن موسى بن عيسى عزل بإبراهيم بن صالح العباسي ، ولعلّ الرشيد لم يرسل عمر هذا إلّا لنكاية موسى ، ثم أقرّ الرشيد إبراهيم ، بعد خروج المذكور من بغداد ، فكانت ولاية عمر على مصر شبه الاستخلاف من إبراهيم بن صالح ولهذا أبطأ إبراهيم بن صالح على الحضور إلى الديار المصرية بعد ولايته مصر عن موسى المذكور ، أو كانت ولاية عمر بن مهران على خراج مصر وإبراهيم على الصلاة ، وهذا أوجه من الأول.
وقال الذهبي : ولّى الرشيد مصر لجعفر بن يحيى البرمكي بعد عزل موسى ، فعلى هذا يكون عمر نائبا عن جعفر ، ولم يصل جعفر إلى مصر في هذه السنة ، ولهذا لم يثبت ولايته أحد من المؤرخين. انتهى».
وانظر : ولاة مصر للكندي ١٥٩ بالحاشية رقم (٢) ، والمواعظ والاعتبار للمقريزي ١ / ٣٠٨ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٦٩ ، وحسن المحاضرة للسيوطي ٢ / ١١ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١٨.
سنة ستّ وسبعين ومائة
فيها مات :
أبو وكيع الجرّاح بن مليح الرّؤاسيّ ،
والقاضي سعيد بن عبد الرحمن الجمحيّ ،
وصالح المرّيّ ، بخلّف ،
وصالح بن الخليفة المنصور ،
وعبد الواحد بن زياد البصريّ ،
وأبو عوانة الوضّاح بن عبد الله.
* * *
[الحرب بين اليمانية والقيسيّة في الشام]
وفيها هاج الحرب بالشّام بين اليمانيّة والقيسيّة ، واشتدّ الخطب ، ونشأت بينهم أحقاد وإحن إلى وقتنا ، وبقي لبعضهم على بعض دماء يهيجون لها كلّ حين (١).
* * *
[فتح مدينة دبسة]
وفيها فتحت مدينة دبسة (٢) ، ولها قصّة يطول شرحها. افتتحها الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح بن عليّ العبّاسيّ ، ومعه مخلد بن يزيد بن
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٥١ ، ٢٥٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٢٧ ـ ١٣٣ وفيه تفصيلات ليست عند الطبري : نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٨ ، ١٢٩ ، أخبار الزمان لابن العبري ١٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٦٨ ، ١٦٩.
(٢) هكذا في الأصل وتاريخ خليفة ٤٩ ، أما في «أخبار الزمان» لابن العبري «ربسة» بالراء المهملة.
عمر بن هبيرة الفزاريّ (١).
__________________
(١) قال ابن العبري : «وغنم عبد الملك غنيمة وافرة من بلاد الروم. ودوّخ ابنه عبد الرحمن قلعة ربسه في فبدوقية ومات فيها أربعمائة رجل عطشا ثم سلّموها». (ص ١٤).
ولم يذكرها الطبري ، ولا ابن الأثير ، ولا البلاذري ، ولا ياقوت في معجمه.
[سنة سبع وسبعين ومائة]
فيها مات :
شريك بن عبد الله القاضي ،
وعبد العزيز بن أبي ثابت المدينيّ ،
وعبد الواحد بن زيد الزّاهد ، فيما قيل ،
ومحمد بن جابر ، الحنفيّ اليماميّ ،
ومحمد بن مسلم الطّائفيّ ،
وموسى بن أعين الحرّانيّ ،
وهيّاج بن بسطام الهرويّ ،
ويزيد بن عطاء اليشكريّ ، معتق أبي عوانة.
* * *
[ولاية إسحاق بن سليمان على مصر]
وفيها عزل الرشيد جعفر البرمكيّ عن مصر بإسحاق بن سليمان (١).
[ولاية الفضل بن يحيى على خراسان]
وعزل حمزة بن مالك عن خراسان ، وولّاها الفضل بن يحيى البرمكيّ ، مع سجستان والرّيّ (٢).
* * *
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٢٥ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٤٠ وانظر : ولاة مصر للكندي ١٦٠ ، خطط المقريزي ١ / ٣٠٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٧١ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٨٧ ، حسن المحاضرة ٢ / ١١.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٢٢٥ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٤٠ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٧١ ، والعيون والحدائق ٣ / ٢٩٦ وفيه أن ولايته كانت سنة ١٧٨ ه.
[الحجّ هذا الموسم]
وفيها حجّ الرشيد بالنّاس (١).
__________________
(١) تاريخ خليفة ٤٥٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٦٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٣٠ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٥٥ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٣ ، تاريخ العظيمي ٢٣٣ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٤٠ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٧١ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٤٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٨٦.
[سنة ثمان وسبعين ومائة]
فيها مات :
إبراهيم بن حميد الرّؤاسيّ الكوفيّ ،
وجعفر بن سليمان الضّبعيّ ،
وخارجة بن مصعب والصّحيح قبل هذا بعشر سنين ،
وعليلة (١) بن بدر البصريّ ،
وعبثر بن القاسم الكوفيّ ،
وعبد الله بن جعفر أبو عليّ المدينيّ ،
وعمر بن المغيرة بالمصيصة ،
ومفضّل بن يونس ، يقال فيها.
* * *
[فتنة الحوفيّة بمصر]
وفيها هاجت الحوفيّة بديار مصر من قيس وقضاعة ، فوثبوا بنائب الرشيد إسحاق بن سليمان فقاتلوه ، فوجّه الرشيد جيشا مع هرثمة بن أعين فخمدت الفتنة (٢).
__________________
(١) اسمه : الربيع ، وعليلة لقب له.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٢٦٥ ، ولاة مصر ١٦١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٤١ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٢٩ ، ١٣٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٧١ ، خطط المقريزي ١ / ٣٠٩ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٨٧ ، ٨٨ و ٩٢ حسن المحاضرة ٢ / ١١.
[ولاية هرثمة بن أعين على مصر]
ثم ولّى مصر هرثمة بن أعين ، ثم عزل بعد شهر بعبد الملك بن صالح الهاشميّ (١).
[فتنة أهل المغرب]
وفيها وثبت أهل المغرب فقتلوا متولّي إفريقيا الفضل بن روح بن حاتم المهلّبيّ ، وطردوا من عندهم من آل المهلّب ، فبادر إليها هرثمة بن أعين ، وكان شجاعا مهيبا ، فذلّوا وأذعنوا بالطّاعة (٢).
* * *
[تفويض أمور الممالك ليحيى بن خالد]
وفيها فوّض الرشيد جميع أمور ممالكه الى يحيى بن خالد البرمكيّ (٣).
* * *
[خروج الوليد بن طريف الشاري]
وفيها خرج بالجزيرة الوليد بن طريف الشّاري (٤) محكّما ، يعني قال : لا حكم إلّا لله. وفتك بإبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين ، وسار إلى أرمينية ، [إلى أن جاء الخبر] (٥) بموته (٦).
__________________
(١) ولاة مصر ١٦١ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٥٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٤١ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٣٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٧١ ، خطط المقريزي ١ / ٣٠٩ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٨٨ و ٩٢ ، حسن المحاضرة ٢ / ١١.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٢٥٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٧١ ، البيان المغرب ١ / ٨٦ ـ ٨٨.
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٢٥٦ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٢٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٣١.
(٤) الشاري : هو واحد الشراة ، وهم الخوارج ، وإنما سمّوا بذلك لقولهم : إنّا شرينا أنفسنا في طاعة الله ، أي بعناها بالجنة حين فارقنا الأئمة الجائرة. (وفيات الأعيان ٦ / ٣٤ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٧٢).
(٥) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل ، وفي أصل النسخة بياض.
(٦) تاريخ خليفة ٤٥٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤١٠ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٥٦ ، العيون والحدائق ٣ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٠١ ، ١٠٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٤١ ـ ١٤٣ ، نهاية =