أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي
المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠
أخبرني الأزهري ، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: سمعت عبّاسا ـ يعني الدّوريّ ـ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو يوسف أنبل من أن يكذب.
أخبرنا التّنوخيّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدثني مكرم بن أحمد ، حدثني أحمد بن عطية قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ليس أحد من أصحاب الرأي أثبت عندي من أبي يوسف ، ولا في أصحاب أبي حنيفة أحفظ للفقه عندي منه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرّازيّ قال : سمعت محمّد بن أحمد بن عصام يقول : سمعت محمّد بن سعيد العوفي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو يوسف ثقة ، إلا أنه كان ربما غلط.
أخبرنا الأزهري ، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كتبت عن أبي يوسف وأنا أحدث عنه. وقال جدي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أول من كتبت عنه الحديث أبو يوسف وأنا لا أحدث عنه.
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت عبد الله بن حنبل يقول : قال أبي : أبو يوسف صدوق ، ولكن أصحاب أبي حنيفة لا ينبغي أن يروي عنهم شيء.
أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدثنا عبد الواحد بن علي الفامي ، حدثنا عبد الله ابن سليمان بن عيسى الفامي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وسئل عن أبي حنيفة يروي عنه؟ قال : لا. قيل له فأبو يوسف؟ قال : كأنه أمثلهم. ثم قال : كل من وضع الكتب من كلامه فلا يعجبني أو يجرد الحديث.
أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على إسحاق النعالي ـ وأنا أسمع ـ حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت عمي ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول : كان يعقوب أبو يوسف يروي عن حنظلة وعن المكيين ، وكان منصفا في الحديث.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : أبو يوسف صدوق كثير الغلط.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدثنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ، حدثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال : يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي تركوه.
أخبرنا البرقانيّ قال : سألت أبا الحسن الدّارقطنيّ عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة فقال : هو أقوى من محمّد بن الحسن.
حدثنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ سئل عن أبي يوسف القاضي فقال : أعور بين عميان. وكان القاضي أبو عبد الله الصيمري حاضرا فقام فانصرف ولم يعد إلى مجلس الدّارقطنيّ بعد ذلك.
أخبرنا ابن رزق ، حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرّازيّ ، حدثنا علي بن موسى بن داود القمي الفقيه قال : سمعت محمّد بن شجاع يقول : حدثني عبد الرّحيم القوّاس ، قال ابن شجاع وسمعت أصحاب معروف ـ يعني قال ـ قال معروف وهو الكرخيّ بلغني أن أبا يوسف عليل ثقيل من علته. فأحب أن تأتي منزله ، فإذا مات أعلمتني. قال فجئته فحين صرت إلى باب دار الرقيق إذا جنازة أبي يوسف قد أخرجت ، فقلت لا أدرك أن آتي معروفا فأخبره. فصليت عليه مع الناس ، ثم أتيت معروفا فأخبرته ، فاشتد ذاك عليه وجعل يسترجع. فقلت له : يا أبا محفوظ وما أسفك على ما فاتك من جنازته؟ فقال : رأيت كأني دخلت الجنة فإذا قصر قد بنى ، وتم شرفه وجصص ، وعلقت أبوابه وستوره ، وتم أمره. فقلت : لمن هذا؟ فقالوا : لأبي يوسف القاضي. فقلت لهم : وبم نال هذا؟ فقالوا بتعليمه الناس الخير وحرصه على ذلك ، وبأذى الناس له.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن معاذ الهرويّ ، حدثنا أبو داود السنجي قال : قال الهيثم بن عدي : وأبو يوسف يعقوب القاضي توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون كذا قال وهو خطأ ، والصواب ما :
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدثنا خليفة بن خياط. قال : وأبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها توفي أبو يوسف يعقوب القاضي.
وأخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ قال : حدثنا أبو حسّان الزيادي قال : سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي وهو ابن تسع وستين. فمات في شهر ربيع الأول لخمس خلون منه ، وولى القضاء سنة ست وستين أيام خرج موسى بن المهدي إلى جرجان ، فولى القضاء إلى أن مات ست عشرة سنة.
أخبرنا الأزهري ، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي قال : وتوفي أبو يوسف القاضي ببغداد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : سمعت أبي يقول : سمعت شجاع بن مخلد يقول : حضرنا جنازة أبي يوسف القاضي ومعنا عبّاد بن العوّام فسمعت عبّادا يقول : ينبغي لأهل الإسلام أن يعزي بعضهم بعضا بأبي يوسف.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد ، أخبرنا السّكن بن سعيد عن أبيه عن هشام بن محمّد الكلبيّ قال : قال ابن أبي كثير ، مولى بني الحارث بن كعب ـ من أهل البصرة ـ يرثي أبا يوسف القاضي :
سقي جدثا به يعقوب أضحى |
|
رهينا للبلى هزج ركام |
تلطف بالقياس لنا فأضحت |
|
حلالا بعد شيعتها المدام |
فلو لا أن قصدن له المنايا |
|
وأعجله عن الفطر الحمام |
لأعمل في القياس الرأى حتى |
|
يعز على ذوي الريب الحرام |
٧٥٥٩ ـ يعقوب بن داود بن عمر بن طهمان ، أبو عبد الله مولى عبد الله بن خازم السّلميّ :
استوزره أمير المؤمنين المهدي ، وقرب من قلبه وغلب على أمره ، ثم نكبه وأودعه السجن ، فلم يزل فيه محبوسا إلى أن ولى هارون الرّشيد الخلافة فأطلق عنه. ويقال : إن يعقوب كان سمحا جوادا ، كثير البر والصدقة واصطناع المعروف. وذكره دعبل بن علي في شعراء أهل بغداد.
أخبرنا أبو القاسم سلامة بن الحسين المقرئ وأبو طالب عمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قالا : أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، حدثنا الحسين بن إسماعيل ، حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال : حدثني محمّد بن عبد الله بن طهمان ، حدثني أبي قال : جاءت امرأة من اليمامة جعدية مملوكة لبني جعدة يقال لها وحشية ، قد كاتبت على ولدها وأخيها وأهل بيتها بألف دينار ، فوقفت بين يدي يعقوب بن داود فقالت :
أما ومعلم التوراة موسى |
|
ومرسى البيت في حرم الألال |
وباعث أحمد فينا رسولا |
|
فعلمنا الحرام من الحلال |
لشهرا نحو يعقوب سرينا |
|
فأداني له وقت الهلال |
أغثني يا فداك أبي وأمي |
|
وعمي لا أحاشيه وخالي |
يبشرني بنجحي كل طير |
|
جرت لي عن يميني أو شمالي |
قال : فقال : صدقت طيرك فأعطاها ألف دينار. وقال : ارحلي فاشتري أهلك ، وولدك وأقدميهم ، ففعلت ، فما زالت في عيال يعقوب هي وأهلها أجمعون حتى ماتت.
ولسلم الخاسر ، وأبي الشيص ، وأبي حنش ، وغيرهم من الشعراء مدائح في يعقوب ، وأما بشار بن برد فكان يعقوب عنه منحرفا ، فهجاه بشار وهجا المهدي بسببه عند غلبة يعقوب عليه. فمما قال بشار في المهدي بسببه :
بني أميّة هبوا ، طال نومكم |
|
إن الخليفة يعقوب بن داود |
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا |
|
خليفة الله بين الزق والعود |
وقيل : إن يعقوب كان يعمل على لسان بشار الشعر في هجاء المهدي وينشده المهدي على أنه لبشار ، وما زال يسعى عليه عند المهدي حتى قتله.
__________________
٧٥٥٩ ـ انظر : نكت الهميان ٣٠٩. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٣١. والبداية والنهاية ١٠ / ١٤٧. وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١١. وتاريخ ابن الأثير ٦ / ٢٣. وتاريخ الطّبري ١٠ / ٣ ، ٨٩. ومرآة الجنان ١ / ٤١٧. والأعلام ٨ / ١٩٧
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن الهيثم الأنباريّ ، حدثنا محمّد بن أبي العوّام ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن محمّد المؤدّب ، حدثني عبد الله بن أيّوب قال : رأيت يعقوب بن داود في الطواف. فقلت له : أحب أن تخبرني كيف كان سبب خروجك من المطبق والمهدي كان من أغلظ الناس عليك؟ فقال لي : إني كنت في المطبق ـ وقد خفت على بصري ـ فأتاني آت في منامي فقال لي : يا يعقوب كيف ترى مكانك؟ قلت : وما سؤالك؟ أما ترى ما أنا فيه ليس يكفيك هذا؟ قال : فقم فأسبغ الوضوء فصل أربع ركعات وقل : يا محسن ، يا مجمل ، يا منعم ، يا مفضل ، يا ذا النوافل والنعم ، يا عظيم يا ذا العرش العظيم ، اجعل لي مما أنا فيه فرجا ومخرجا. فانتبهت فقلت يا نفس هذا في النوم. فرجعت إلى نفسي وتحفظت الدعاء وقمت فتوضأت وصليت ودعوت به ، فلما أسفر الصبح جاءوا فأخرجوني. فقلت : ما دعاني إلا ليقتلني ، فلما رآني أومأ بيده ، واذهبوا به إلى الحمام فنظفوه وائتوني به ، فطابت نفسي فسجدت شكرا لله فأطلت السجود ، فقالوا لي قم. فقال لهم المهدي دعوه ما كان ساجدا ، ثم رفعت رأسي ، فلما ردوني إليه خلع عليّ وضرب بيده على ظهري وقال لي : يا يعقوب لا يمنن عليك أحد بمنة ، فما زلت منذ الليلة قلقا بأمرك.
كذا جاء في هذا الخبر أن المهدي أطلقه ، وليس ذلك بصحيح ، إنما الرّشيد أطلقه كما حكينا أولا.
أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي.
وأخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد قالا : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني خالد بن يزيد الأزديّ ، حدثني عبد الله بن يعقوب بن داود قال : قال أبي : حبسني المهدي في بئر ، وبنيت على قبة ، فمكثت فيها خمس عشرة حجة ، حتى مضى صدر من خلافة الرّشيد. وكان يدلى إلى في كل يوم رغيف وكوز من ماء ، وأوذن بأوقات الصّلاة. فلما كان في رأس ثلاثة عشرة حجة أتاني آت في منامي فقال :
حنا على يوسف رب فأخرجه |
|
من قعر جب وبيت حوله غمم |
قال : فحمدت الله وقلت أتى الفرج. قال : فمكثت حولا لا أرى شيئا ، فلما كان رأس الحول أتاني ذلك الآتي فقال لي :
عسى فرج يأتي به الله إنه |
|
له كل يوم في خليقته أمر |
قال : ثم أقمت حولا لا أرى شيئا ، ثم أتاني ذلك الآتي بعد الحول فقال :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه |
|
يكون وراءه فرج قريب |
فيأمن خائف ويفك عان |
|
ويأتي أهله النائي الغريب |
قال : فلما أصبحت نوديت ، فظننت أني أوذن بالصلاة ، فدلى لي حبل أسود وقيل لي : أشدد به وسطك ، ففعلت فأخرجوني ، فلما قابلت الضوء غشى بصري ، فانطلقوا بي فأدخلت على الرّشيد فقيل : سلم على أمير المؤمنين ، فقلت : السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته المهدي ، قال لست به. قلت السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الهادي ، قال : ولست به. قلت السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، قال الرّشيد ، فقلت الرّشيد. فقال : يا يعقوب بن داود إنه والله ما شفع فيك إليّ أحد ، غير أني حملت الليلة صبية لي على عنقي فذكرت حملك إياي على عنقك ، فرثيت لك من المحل الذي كنت به فأخرجتك. قال : فأكرمني وقرب مجلسي ، قال : ثم إن يحيى بن خالد تنكر لي كأنه خاف أن أغلب على أمير المؤمنين دونه ، فخفته فاستأذنت للحج فأذن لي ، فلم يزل مقيما بمكة حتى مات بها.
قلت : وكان سبب غضب المهدي عليه أنه دفع إليه رجلا علويّا وقال له : أحب أن تكفيني مئونته وتريحني منه ، فأخذه يعقوب إليه وأطلقه ، وانتهى الخبر إلى المهدي ، فوضع الأرصاد على العلوي حتى ظفر به ، ثم جعله في بيت وبعث إلى يعقوب فسأله عن العلوي ، فقال : يا أمير المؤمنين قد أراحك الله منه ، قال : مات؟ قال : نعم! قال : والله؟ قال : والله! قال : فضع يدك على رأسي واحلف به ففعل ، ففتح المهدي الباب على العلوي فبقى يعقوب متحيرا ، فقال له المهدي : قد حل دمك ولو أردت لأرقته ، ولكن احبسوه في المطبق ، فأقام فيه حتى أخرجه الرّشيد. وذكر سعيد بن مسلم الباهليّ أن يعقوب مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
٧٥٦٠ ـ يعقوب بن الوليد ، أبو يوسف الأزديّ المدينيّ :
وقيل : أبو هلال كناه كذلك محمّد بن الصباح الجرجرائي. سكن بغداد وحدث
__________________
٧٥٦٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٠٦ (٣٢ / ٣٧٢). وتاريخ الدّوري ٢ / ٦٨١ ، وسؤالات ابن محرز ، ـ
بها عن أبي حازم سلمة بن دينار وهشام بن عروة ، وجعفر بن محمّد ، وابن أبي ذئب ، ومالك بن أنس. روى عنه يحيى بن أيّوب العابد ، والصّلت بن مسعود الجحدري ، ومحمّد بن الصباح الجرجرائي وأحمد بن منيع البغوي ، والحسن بن عرفة العبديّ.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيري ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثني يعقوب بن الوليد المدينيّ عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن سمعان ـ مولى الزرقيين ـ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا رقد المرء قبل أن يصلي العتمة وقف عليه ملكان يوقظانه يقولان الصّلاة ، ثم يوليان عنه ويقولان : رقد الخاسر وأبى» (١).
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبي يقول : يعقوب بن الوليد المدينيّ أبو يوسف كتبت عنه ، وخرقت حديثه منذ دهر وكان من الكذابين ، وكان يضع الحديث. وكان يكذب يحدث عن أبي حازم وهشام ابن عروة ، وابن أبي ذئب.
وسمعت أبي غير مرة يقول : كان كذابا يضع الحديث.
أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى بن معين : أبو يوسف يعقوب بن الوليد حدث عن جعفر بن محمّد ، كذاب رأيته ببغداد.
__________________
ـ الترجمة ٤٩ ، وعلل أحمد ١ / ١٩٧. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٢٣٣ ، والمعرفة ليعقوب ٣ / ٤٢. وضعفاء النّسائي ، الترجمة ٦١٥. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٣٧. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٩٠٣. وعلل الحديث ، الترجمة ١٥١٥ و ١٢٣٥ و ٢٤٢٣. والمجروحين لابن حبان ٣ / ١٣٧. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ٢١٠. وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٥٩٤. وضعفاء ابن الجوزي ، الترجمة ٣٨٣٠. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٥١٥. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٧٨٢. والمغني ٢ / الترجمة ٧٢٠٥. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٨٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦١ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). والمجرد في رجال ابن ماجة ، الورقة ١٤. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٨٢٩. والكشف الحثيث ، الترجمة ٨٤٩. ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٣. وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٩٧. والتقريب ، الترجمة ٧٨٣٥.
(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ١٢. والفوائد المجموعة ١٦. وتنزيه الشريعة ٢ / ٨٠. والكامل لابن عدي ٧ / ٢٦٠٦.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى. يقول : يعقوب بن الوليد كان بحضرة الرصافة ولم يكن بشيء.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق. وحدثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : يعقوب بن الوليد المدينيّ ضعيف الحديث جدّا.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا علي بن محمّد بن جعفر المالكي ، حدثنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكّل بن مشكان ـ ببيروت ـ أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدثنا عبد الجبّار بن عبد الصمد السّلميّ ، حدثنا القاسم بن عيسى العصار قالا : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : أبو يوسف يعقوب بن الوليد غير ثقة ولا مأمون ـ زاد العصار ـ هو صاحب حديث سهل بن سعد في الرطب بالقثاء.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ـ فذكر جماعة ، منهم يعقوب بن الوليد.
أخبرني محمّد بن علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن يعقوب بن الوليد المدينيّ فقال : غير ثقة كان يكون ببغداد.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدثنا أبي قال : يعقوب بن الوليد ليس بشيء ، متروك.
أخبرني أبو طالب عمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : يعقوب بن الوليد ضعيف.
٧٥٦١ ـ يعقوب بن الرّبيع ، حاجب أبي جعفر المنصور :
وهو أخو الفضل بن الرّبيع كان أحد الأدباء الشعراء ، وكان ماجنا خليعا حسن
__________________
٧٥٦١ ـ انظر : رغبة الآمل ٨ / ٢٥١ ـ ٢٥٤. وإرشاد الأريب ٧ / ٣٠٢. والمرزباني ٥٠٤. وديوان المعاني للعسكري ٢ / ٢٢٤. والأعلام ٨ / ١٩٨.
الافتنان في العلوم ، وكان له جارية طلبها سبع سنين يبذل فيها ماله وجاهه حتى ملكها ، وأعطى بها مائة ألف دينار فلم يبعها ، ولم تمكث عنده إلا ستة أشهر حتى ماتت ، فرثاها بمراث كثيرة ، وإحسانه كله مجموع في مراثيها ، وكان غير مقصر فيما سوى ذلك.
أخبرنا التّنوخيّ ، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني قال : أنشدنا علي بن سليمان الأخفش ليعقوب بن الرّبيع :
أضحوا يصيدون الظباء وإنني |
|
لأرى تصيدها عليّ حراما |
أشبهن منك سوالفا ومدامعا |
|
فأرى بذاك لها عليّ ذماما |
أعزز عليّ بأن أروع شبهها |
|
أو أن تذوق على يديّ حماما |
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى قال : أنشدنا علي بن سليمان الأخفش عن أبي العبّاس أحمد بن يحيى ليعقوب بن الرّبيع في جاريته :
لئن كان قربك لي نافعا |
|
لبعدك أصبح لي أنفعا |
لأني أمنت رزايا الدهو |
|
ر ـ وإن جل خطب ـ بأن أجزعا |
٧٥٦٢ ـ يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ، أبو يوسف الزّهريّ :
من أهل المدينة. وهو أخو سعد بن إبراهيم سكن بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعن محمّد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزّهريّ ، وعن شعبة بن الحجّاج. روى عنه ابن أخيه عبيد الله بن سعد ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المدينيّ ،
__________________
٧٥٦٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٠٨٢ (٣٢ / ٣٠٨ ـ ٣١١). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٤٣ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٨٥٥ ، وسؤالات ابن طهمان ، الترجمة ٣٧٦ ، وتاريخ خليفة : ٤٧٣ ، وطبقاته : ٣٢٩ ، وعلل أحمد : ١ / ١١٠ ، العجلي ، الورقة ٥٩ ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ٦٣٨ و ٢ / ٣٢٢ و ٣ / ١٨٢ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٨٤٣ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٤ ، وسنن الدارقطني :١ / ٥٨ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٢٠٢ ، والسابق واللاحق : ٣٧٥ ، والتعديل والتجريح : ٣ / ١٢٤٧ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٥٨٨ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٤٩١ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٣٣٥ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٤٩٢ ، والعبر : ١ / ٣٥٦ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٨٣ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، وميزان الاعتدال : ٤ / الترجمة ٩٧٩٨ (ذكره تمييزا) ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤١ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٨٠ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨١١ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٢٢.
وخلف بن سالم ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وعمرو النّاقد ، ومحمّد بن منصور الطوسي ، وعبّاس الدّوريّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ويعقوب بن شيبة ، وغيرهم.
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي عن صالح بن كيسان قال : حدثني نافع أن عبد الله قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع»(١).
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقال : ثقة. قلت : فأخوه؟ فقال : ثقة.
أخبرنا الصيمري ، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدثنا أحمد بن زهير قال : سئل يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم سمع المغازي من أبيه وعرضها؟ قال : أحسن حالاته أن يكون عرضها ، لأن العرض والسماع عندهم واحد.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدثني أبي قال : ويعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ثقة.
أخبرنا الأزهري ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحسين بن فهم ، حدثنا محمّد بن سعد قال : يعقوب بن إبراهيم بن سعد يكنى أبا يوسف ، وكان ثقة مأمونا ، يقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث ، ولم يزل ببغداد ، ثم خرج إلى الحسن بن سهل ـ وهو بفم الصلح ـ فلم يزل معه حتى توفي هناك في شوال سنة ثمان ومائتين ، وكان أصغر من أخيه سعد بأربع سنين.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرميّ قال : مات يعقوب بن إبراهيم بن سعد سنة ثمان ومائتين.
__________________
(١) انظر الحديث في صحيح مسلم ٢١٤٦. ، سنن النّسائي ٨ / ١٢٤. ومسند أحمد ٢ / ٣٢.
٧٥٦٣ ـ يعقوب بن محمّد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف ، أبو يوسف الزّهريّ المدينيّ :
قدم بغداد وحدث بها عن صالح بن قدامة ، وسفيان بن حمزة ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وإبراهيم بن سعد ومحمّد بن فليح ، وحاتم ابن إسماعيل ، وابن أبي فديك. روى عنه حاتم بن الليث الجوهريّ ، وحجّاج بن الشّاعر ، وعبّاس الدّوريّ ، والحارث بن أبي أسامة ، وأحمد بن زياد السّمسار ، وإسحاق بن الحسن الحربيّ ، ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي وأبو العبّاس الكديمي ، وأبو العيناء محمّد بن القاسم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدثنا حاتم بن الليث ، حدثنا يعقوب بن محمّد الزّهريّ ، حدثنا عبد العزيز بن محمّد بن عمارة بن عزية عن حميد بن أبي الصعبة عن سعد بن عبادة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره أن يسقي الماء.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصّيرفيّ قال : قرأنا على عبد الرّحمن بن عمر الخلّال عن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : حدثني أبي قال : سمعت يعقوب بن المعدل يقول : قال لي يعقوب بن محمّد : مررت ببغداد يوما فعرض لي رجلان قاما من مجلس ، فأخذا بعنان دابتي ، ثم قالا : اختلفنا في شيء فأردنا أن نعرف فيه قول أهل بلدك ، فقلت وما هو؟ فقال أحدهما : قلت القرآن مخلوق ، وقال الآخر : قلت ليس بمخلوق؟ قال يعقوب : فقلت لهما قول أهل بلدي أنهم لو أخذوكما لأوجعوكما ضربا.
أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا محمّد بن عمرو
__________________
٧٥٦٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٠٥ (٣٢ / ٣٦٧). وطبقات ابن سعد : ٥ / ٤٤١. وعلل أحمد : ٢ / ٣٠٩ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٨ / الترجمة ٣٤٦٩ ، وأبو زرعة الرازي : ٤٤٩ ، ٦٩١ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٣٧ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٨٩٦ ، والعلل لابن أبي حاتم ، الترجمة ٢٥٣٣ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٤ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٢١١ ، والسابق واللاحق : ٧٤ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الترجمة ٣٨٢٨ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٥١٤ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٧٨٠ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٧٢٠٢ ، والعبر : ١ / ٣٦٥ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٧ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، والمجرد في رجال ابن ماجة ، الورقة ١٥ ، وميزان الاعتدال : ٤ / الترجمة ٩٨٢٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٣ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٩٦ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨٣٤ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٢٩.
العقيلي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : يعقوب بن محمّد الزّهريّ ليس بشيء.
أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود عن يعقوب بن محمّد بن عيسى الزّهريّ فقال : سمعت الدقيقي يقول : سألت يحيى بن معين عن يعقوب بن محمّد فقال : إذا حدث عن الثقات.
أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد ، حدثنا علي ابن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريّا : يعقوب ابن محمّد الزّهريّ صدوق ولكن لا يبالي عمن حدث. حدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود» (١).هذا كذب وباطل لا يحدث بهذا أحد يعقل.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرني عبد المؤمن بن خلف النّسفيّ قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين ـ وسئل عن يعقوب بن محمّد ـ فقال : أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي محمّد بن عمر ابن واقد ـ يعني تركوا حديثه ـ.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني أبو النّضر محمّد بن أحمد الفقيه (٢) قال : سئل صالح بن محمّد عن يعقوب بن محمّد الزّهريّ فقال : حديثه يشبه حديث الواقدي ، كأنه يضعفه.
وفيما ذكر لنا البرقانيّ أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال : حدثنا أحمد ابن طاهر بن النّجم ، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : سمعت أبا زرعة ـ هو الرّازيّ ـ يقول : ليس على يعقوب الزّهريّ قياس ، يعقوب الزّهريّ ، وابن زبالة ، والواقدي ، وعمر بن أبي بكر المؤملي ، يتقاربون في الضعف في الحديث.
أخبرنا الأزهري والجوهريّ قالا : حدثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أبو أيّوب
__________________
(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ١٥٧. والأسرار المرفوعة ٣٥٩. والفوائد المجموعة ٦٥ ، ٥٠٧. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٣٢. وكشف الخفا ٢ / ٣٨٢. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٤٠. والأحاديث الضعيفة ١٠٤.
(٢) في الأنماطي : «أبو النضر محمّد بن محمّد الفقيه».
سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدثنا الحارث بن محمّد ، حدثنا محمّد بن سعد قال : يعقوب بن محمّد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف يكنى أبا يوسف ، وكان أبوه محمّد بن عيسى من سراة أهل المدينة وأهل المروءة منهم ، وكان يعقوب كثير العلم والسماع للحديث ، ولم يجالس مالكا ولكنه قد لقى من كان بعد مالك من فقهاء أهل المدينة ورجالهم (٣) أهل العلم منهم ، وكان حافظا للحديث.
أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدثنا ابن قانع : أن يعقوب بن محمّد بن عيسى الزّهريّ مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
٧٥٦٤ ـ يعقوب بن عيسى بن ماهان ، أبو يوسف المؤدّب :
مروزيّ الأصل. حدث عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ. روى عنه أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد ـ وكان جاره ـ وأبو يعلى الموصليّ.
أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا أبو يوسف المؤدّب يعقوب ـ جارنا ـ.
وأخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا يعقوب ـ أبو يوسف جارنا ـ.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الحافظ.
وأخبرنا أبو الفرج الطناجيري وأبو محمّد الجوهريّ قالا : أخبرنا محمّد بن النّضر ابن محمّد بن سعيد النخاس ـ قال عبد الله : حدثنا وقال محمّد : أخبرنا ـ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصليّ ، حدثنا يعقوب بن عيسى ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن عبد العزيز بن المطّلب عن عبد الرّحمن بن الحارث ـ زاد أبو يعلى بن عبد الله بن عيّاش ثم اتفقا ـ عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قتل دون ماله ـ وقال أبو يعلى دون حقه ـ فهو شهيد» (١).
__________________
(٣) في الأنماطي : «ورجال أهل العلم منهم.»
(١) ٧٥٦٤ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٧٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٢٤٦. وفتح الباري ٥ / ١٢٣ ، ٩ / ٦٦١.
٧٥٦٥ ـ يعقوب بن القاسم بن محمّد بن يحيى بن زكريّا بن طلحة بن عبيد الله ، أبو يوسف القرشيّ ثم التّميميّ :
حدث عن عاصم بن سويد ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعبد الله بن المبارك ، والوليد بن مسلم ، وخلف بن خليفة ، والمطّلب بن زياد ، وسفيان بن عيينة ، ومحمّد ابن فضيل بن غزوان. روى عنه محمّد بن سعد العوفي ، والحارث بن أبي أسامة ، وعبد الله بن أبي سعد الورّاق. وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم كتب أبي عنه ببغداد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف الصّيّاد ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، حدثنا الحارث بن محمّد ، حدثنا يعقوب بن القاسم أبو يوسف الطلحي ، حدثنا الوليد ، حدثنا الأوزاعي عن محمّد بن عبد الملك عن المغيرة بن شعبة أنه قال لعثمان حين حصر : إنه قد نزل بك من الأمر ما ترى ، فاختر بين ثلاث ، إن شئت أن نفتح لك بابا سوى الباب الذي هم عليه ، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فلن يستحلوك بها ، وإن شئت أن تلحق بالشام وفيها معاوية ، وإن شئت خرجت بمن معك فقاتلناهم ، فإنا على الحق وهم على الباطل. قال فقال عثمان : أما قولك تأتي مكة فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة» (١) فلن أكونه ، وأما أن آتي الشام فلم أكن لأدع دار هجرتي ومجاورة نبي الله صلىاللهعليهوسلم وآتي الشام ، وأما قولك أن أخرج بمن معي فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أمته بإراقة محجمة دم.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ، أخبرنا أبو بشر الدولابي ، حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح. قال أبو يوسف الطلحي : قال يحيى بن معين : صدوق ثقة إذا حدث عن الثقات المعروفين.
٧٥٦٦ ـ يعقوب بن إسحاق بن السكيت ، أبو يوسف النّحويّ اللّغويّ :
صاحب كتاب «إصلاح المنطق» ، كان من أهل الفضل والدين ، موثوقا بروايته.وكان يؤدب ولد جعفر المتوكّل على الله. وروى عن أبي عمرو الشّيبانيّ. حدث عنه
__________________
(١) ٧٥٦٥ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٥٧ ، ٦٤ ، ٦٧. وكنز العمال ٣٤٦٩١. والبداية والنهاية ٧ / ٢١١.
٧٥٦٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣١١. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٠٩. والفهرس ٧٢ ـ ٧٣. وهدية العارفين ٢ / ٥٣٦. ودائرة المعارف الإسلامية ١ / ٢٠٠. والأعلام ٨ / ١٩٥
أبو عكرمة الضّبّيّ ، وأبو سعيد السّكّري ، وميمون بن هارون الكاتب ، وعبد الله بن محمّد بن رستم ، وأحمد بن فرج المقرئ. وأبو إسحاق ـ وهو المعروف بالسكيت ـ وحكى أن الفرّاء سأل السكيت عن نسبه؟ فقال : خوزي أصلحك الله من قرى دورق من كور الأهواز.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي ، حدثني محمّد بن فرج قال : كان يعقوب بن السكيت يؤدب مع أبيه ـ بمدينة السلام في درب القنطرة ـ صبيان العامة ، حتى احتاج إلى الكسب فجعل يتعلم النحو ، وحكى عن أبيه أنه حج فطاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، وسأل الله أن يعلم ابنه النحو. قال : فتعلم النحو واللغة ، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة ، فأجروا له كل دفعة عشرة وأكثر ، حتى اختلف إلى بشر وإبراهيم ابني هارون ـ أخوين كانا يكتبان لمحمّد بن عبد الله بن طاهر ـ فما زال يختلف إليهما وإلى أولادهما دهرا ، فاحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلم ولده ، وجعل ولده في حجر إبراهيم ، ثم قطع ليعقوب رزقا خمسمائة درهم ، ثم جعلها ألف درهم. وكان يعقوب قد خرج قبل ذلك إلى سر من رأى ، وذلك في أيام المتوكّل ، فصيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان عند المتوكّل ، فضم إليه وأسنى له الرزق.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز قال : سمعت أبا عمر اللّغويّ يقول : سمعت ثعلبا ـ وقد ذكر يعقوب بن السكيت ـ فقال : ما عرفنا له خربة قط.
حدثني أبو القاسم عبيد الله بن علي بن عبيد الله الرقي ، حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدثنا أبو بكر الصولي ، حدثنا الحسن بن الحسين الأزدي ، حدثني أبو الحسن الطوسي قال : كنا في مجلس على اللحياني ـ وكان عازما على أن يملى نوادره ضعف ما أملى. فقال يوما : تقول العرب مثقل استعان بذقنه ، فقام إليه ابن السكيت ـ وهو حدث ـ فقال : يا أبا الحسن إنما هو تقول العرب مثقل استعان بدفيه ، يريدون الجمل إذا نهض بالحمل استعان بجنبيه. فقطع الإملاء ، فلما كان في المجلس الثاني أملى فقال : تقول العرب هو جاري مكاشري ، فقام إليه يعقوب بن السكيت فقال : أعزك الله ـ وما معنى مكاشري؟ إنما هو مكاسري ، كسر بيتي إلى كسر بيته. قال : فقطع اللحياني الإملاء ، فما أملى بعد ذلك شيئا.
أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء ، أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال : سمعت أبا أحمد البغداديّ يقول : سمعت الحسين بن عبد المجيب الموصليّ يقول : سمعت يعقوب بن سكيت ـ في مجلس أبي بكر بن أبي شيبة ـ يقول :
ومن الناس من يحبك حبا |
|
ظاهر الحب ليس بالتقصير |
فإذا ما سألته عشر فلس |
|
ألحق الحب باللطيف الخبير |
قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أبي سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان قال : سمعت ثعلبا يقول : عدي بن زيد العبّادي أمير المؤمنين في اللغة ، وكان يقول في ابن السكيت قريبا من هذا.
قال أبو سهل : سمعت المبرد يقول : ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن من كتاب يعقوب بن السكيت في المنطق.
بلغني أن يعقوب بن السكيت مات في رجب من سنة ثلاث ـ وقيل من سنة أربع ، وقيل من سنة ست ـ وأربعين ومائتين. وقد بلغ ثمانيا وخمسين سنة.
٧٥٦٧ ـ يعقوب بن ماهان ، البنّاء مولى بني هاشم :
سمع هشيم بن بشير ، والقاسم بن مالك المزني. روى عنه أبو عبد الرّحمن النّسائيّ ، ومحمّد بن إسحاق السراج النّيسابوريّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وهارون ابن علي المزوق ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ.
وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : هو صدوق قال : وقال لي حجّاج بن الشّاعر : ليس ببغداد مثل يعقوب بن ماهان.
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا عبد الله بن موسى الهاشميّ ، حدثنا عبد الله بن إسحاق ابن حمّاد ، حدثنا يعقوب بن ماهان ، حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول الله تعالى : إذا أخذت كريمتي عبدي ، فصبر واحتسب ، لم أرض له ثوابا دون الجنة» (١) ولم يحدث هذا الحديث غير يعقوب بن ماهان.
__________________
٧٥٦٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٠١ (٣٢ / ٣٦٠). والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٩٠٠ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٥ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٨٠ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٥١٠ ، وتهذيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٧ ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٣ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٩٤ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨٣٠.
(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١٢ / ٥٤ ، ١٨ / ٢٥٧. وإتحاف السادة المتقين ٩ / ٢٨ ، ٥٢٥.
قلت : أظن هذا كلام المدائنيّ عبد الله بن إسحاق والله أعلم.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : يعقوب بن ماهان بغدادي لا بأس به.
قرأت على البرقانيّ ، عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ قال : مات يعقوب بن ماهان البنّاء ببغداد آخر سنة أربع وأربعين ومائتين.
٧٥٦٨ ـ يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم ، أبو يوسف البصريّ ، مولى آل جرير بن حازم الأزديّ :
ولى القضاء بمدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم وقدم بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، ووهب بن جرير بن حازم ، وروح بن عبادة ، وأبي عاصم النبيل ، وأبي أحمد الزّبيري. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الورّاق ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، وأبو صخرة عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب ، وعبد الله بن ناجية ، وقاسم المطرّز.
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : صدوق كتبت عنه بسامرا.
أخبرنا محمّد بن أبي نصر النرسي ، أخبرنا علي بن عمر الحضرميّ ، حدثنا محمّد ابن هارون بن حميد بن المجدر ، حدثنا يعقوب بن إسماعيل ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني عمرو بن دينار عن وهب بن منبه قال : ـ حسبت أنه عن معاوية ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تلحفوا في المسألة ، فإنه لا يسألني إنسان فتخرج له المسألة مني شيئا وأنا كاره ، إلا لم يبارك له فيه» (١).
أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدثنا ابن قانع : أن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد مات في سنة ست وأربعين ومائتين.
قلت : وكانت وفاته ببلد فارس وهو يتولى القضاء عليه.
__________________
٧٥٦٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٥١.
(١) انظر الحديث في : مسند الحميدي ٦٠٤.
٧٥٦٩ ـ يعقوب بن موسى بن الفيرزان ، أبو يوسف ابن أخي معروف الكرخيّ:
حكى عن عمه معروف حكايات. رواها عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي ، وأحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي.
٧٥٧٠ ـ يعقوب بن إبراهيم بن صالح :
صاحب المصلى. حدث عن عمه علي بن صالح. روى عنه محمّد بن موسى بن حمّاد البربري ، وقد ذكرت له حديثا عن عمه فيما تقدم.
٧٥٧١ ـ يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان ، أبو يوسف التّنوخيّ الأنباريّ :
حدثني علي بن المحسّن القاضي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول عن أبيه قال : يعقوب بن إسحاق بن البهلول التّنوخيّ يكنى أبا يوسف ، وكان من حفاظ القرآن العالمين بعدده وقراءاته ، وكان حجّاجا متنسكا.وحدث حديثا كثيرا عن جماعة من مشايخ أبيه إسحاق وغيرهم ولم ينتشر حديثه.وولد بالأنبار في سنة سبع وثمانين ومائة ، ومات ببغداد لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين ، ومات في حياة أبيه. فوجد عليه وجدا شديدا ، ودفن في مقابر باب التبن ، وخلف ابنه يوسف الأزرق ، وابنه إبراهيم يتيمين ، وبنات وزوجة حاملا ، ولدت بعد موته ابنا سمى إسماعيل ، فرباهم جدهم إسحاق بن البهلول ، وكان يؤثرهم جدّا ويحبهم لمحبته أباهم ولكونهم أيتاما.
وقال أبو الحسن : حدثني عمي إسماعيل بن يعقوب قال : أخبرت عن جدي إسحاق بن البهلول أنه كان يقول : على ودي أن لي ابنا آخر مثل يعقوب في مذهبه ، وأني لم أرزق سواه. وأنه لما توفي يعقوب أغمى على إسحاق وفاتته صلوات ، فأعادها بعد ذلك لما لحقه من مضض المصيبة ، وأنه كان يقول : ابني يعقوب أكمل مني.
قلت : وقد روى إسحاق بن البهلول عن ابنه يعقوب عن محمّد بن بكّار بن الرّيّان حديثين ذكرتهما في كتاب رواية الآباء عن الأبناء.
__________________
٧٥٧١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٥٣.
٧٥٧٢ ـ يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم ، أبو يوسف العبديّ ، المعروف بالدّورقيّ :
وهو أخو أحمد بن إبراهيم ـ وكان الأكبر ـ رأى الليث بن سعد ، وسمع إبراهيم ابن سعد الزّهريّ ، وعبد العزيز الدراوردي ، وسفيان بن عيينة ، وعيسى بن يونس ، وعبد الرّحمن المحاربي ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وإسماعيل بن علية ، وغندرا ، ووكيعا ، وأبا أسامة ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة. روى عنه أخوه أحمد ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان ، وأبو داود السجستاني ، وابنه أبو بكر ، وأبو عبد الرّحمن النّسائيّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدّقّاق ، وأبو القاسم البغوي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، والقاضي المحاملي ، وأخوه أبو عبيد ، وآخر من حدث عنه محمّد بن مخلد. وكان ثقة حافظا متقنا صنّف المسند.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار قال : أملى علينا يعقوب بن إبراهيم ـ وكتبت بيدي ـ قال : حدثنا روح ، حدثنا صالح بن أبي الأخضر ، حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى «لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب ، وذكر الله عزوجل» (١).
أخبرنا العتيقي ، حدثنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزّاز قال : سمعت يعقوب الدّورقيّ يقول : رأيت
__________________
٧٥٧٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٠٨٣ (٣٢ / ٣١١ ـ ٣١٤). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٦٠ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٨٤٤ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٦ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٢٠٢ ، والتعديل والتجريح : ٣ / ١٢٤٨ ، وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٧ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٥٨٩ ، وطبقات الحنابلة : ١ / ٤١٤ ، وأنساب السمعاني : ٥ / ٣٥٤ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٧٦ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ١٤١ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٤٩٣ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٩٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٢ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٨١ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨١٢. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٦١.
(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٥١٣ ، ٥٣٥ ، ٣ / ٤٩٤. ومجمع الزوائد ٣ / ٢٠٣. والمعجم الكبير ٣ / ١٧٣ ، ١١ / ٢٣٢.
الليث بن سعد على بغلة ، عليه قلنسوة طويلة يدخل الرصافة وأنا صغير ، فقال إنسان : هذا الليث بن سعد ، وما رأيته إلا مرة واحدة.
أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير النجار ، حدثنا عثمان بن حنيف الدراج ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث ، ومحمّد بن هارون بن حميد بن المجدر ، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدّقّاق ، ويحيى بن صاعد ، وصالح بن أبي مقاتل. قالوا : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدّورقيّ ، حدثنا إسماعيل بن علية عن يحيى بن عتيق عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى أن يبال في الماء الراكد ، ويتوضأ منه. قال أبو عمرو الدراج : كل واحد من هؤلاء الشيوخ ذكر أنه سمع هذا الحديث من يعقوب بثلاثة دنانير.
أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، أخبرنا يحيى بن عتيق عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه نهى أن يبال في الماء الراكد ثم يغتسل منه.
قال أبو بكر : سمعت أبي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان عند ابن علية حديث يحيى بن عتيق لم يصح له. قال أبي : ونهى أحمد بن حنبل يعقوب أن يحدث به ، وهو هذا الحديث. قال أبو بكر : غرمت على هذا الحديث ثلاثة دنانير حتى سمعته منه ، أعطيت فضلة الأحول.
وأخبرنا محمّد ، أخبرنا الميانجي ، حدثنا يحيى بن صاعد ، حدثنا يعقوب قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث يحيى بن عتيق هذا فقال : كان إسماعيل يحدث به ولم أسمعه منه ، أليس قد سمعته منه؟ قلت : بلى! قال : فإنه كذاك أليس فيه «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم» (٢)؟ قلت : بلى.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن الفرج الخلّال ، حدثنا أبو موسى هارون بن الحسين النّجّاد ، حدثنا السّريّ ابن عاصم الهمدانيّ وعلي بن عبدة التّميميّ. قالا : حدثنا ابن علية عن يحيى بن
__________________
(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٦٩. وصحيح مسلم ، كتاب الطهارة باب ٢٨. وفتح الباري ٨ / ٥٨٨.