السيّد محمّد الموسوي الشيرازي
المحقق: السيّد حسين الموسوي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الثقلين الثقافيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١١٩١
كتابه «الجمع بين الصحيحين» نقل عن عمر بن الخطّاب أنّه قال بعد يوم الحديبية : ما شككت في نبوّة محمّد قط كشكّي يوم الحديبية.
فسياق الكلام يقتضي أنّه شكّ في هذا الأمر مرارا ، ولكن شكّه يوم الحديبية كان أقوى وأشدّ.
النوّاب : لو سمحت ، بيّن لنا ما كان سبب شكّ الفاروق في الحديبية؟ وما الذي جرى هناك حتّى وقع عمر منه في شكّ؟!
قلت : شرح القضية بالتفصيل يحتاج إلى وقت كثير ، لكن ملخّصه.
شكّ عمر في نبوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى في ما يرى النائم ، أنّه دخل مكّة مع أصحابه واعتمروا.
فلمّا أصبح حدّث الأصحاب برؤياه ، فسأله الأصحاب عن
__________________
ووجدت مصادر كثيرة لأعلام القوم ، تنقل قول عمر ، بهذه العبارة التالية أو غيرها : «ما شككت منذ أسلمت إلاّ يومئذ ... إلى آخره» منها تاريخ الطبري ٢ / ٧٨ و ٧٩ ، الرياض النضرة ١ / ٣٧٢ ، عمر بن الخطّاب ـ للاستاذ عبد الكريم الخطيب ـ : ٦٣ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ٤٣ ، السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ ٣ / ٣٣١ ، الإمام علي ـ لعبد الفتاح عبد المقصود ـ ١ / ١٦٥ ، تفسير الخازن ٤ / ١٥٧ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٩٦ ، السيرة الحلبية ٣ / ١٩ ، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ١ / ٥٧ ، صحيح البخاري ـ مشكول ـ ٣ / ١٩٠ ، عيون الأثر ٢ / ١١٩ ، تاريخ الاسلام السياسي ١ / ٢٤٦ ، كنز العمّال ٢ / ٥٢٧.
«المترجم»
تأويلها وتعبيرها ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ندخل مكّة إن شاء الله ونعتمر» ولم يعيّن وقتا للدخول إليها.
ثمّ تهيّأ مع الأصحاب للسفر إلى مكّة وأداء العمرة ، فلما وصل الحديبية ـ وهي بئر بالقرب من مكّة على حدود الحرم ـ ، علمت قريش بمجيء النبيّ والمسلمين ، فخرجوا مسلّحين ليمنعوهم من الدخول.
والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن يقصد من سفره إلاّ زيارة البيت الحرام وأداء العمرة ولم ينو الحرب والقتال ، لذلك لمّا بعث المشركون من قريش وفدا للمفاوضة ، استقبلهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفاوضهم وكتب معهم ما اشتهر بصلح الحديبية ، على أن يرجع النبيّ والمسلمون في ذلك العام ثمّ يأتون في العام القابل ، ليؤدّوا مناسكهم ويعتمروا ، من غير مانع ... إلى آخر الشروط.
فلمّا وقّع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على ذلك شكّ عمر بن الخطّاب في نبوّة سيّد المرسلين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : النبيّ لا يكذب ، أما قلت : ندخل مكة ونأتي بالمناسك معتمرين؟! فلما ذا صالحتهم على الرجوع ولم تدخل مكة؟!
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لكنّي ما عيّنت وقتا ، فهل قلت ، ندخل مكّة في هذا العام؟!
قال عمر : لا.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أقول مؤكّدا : ندخل مكّة إن شاء الله ، ورؤياي تتحقّق بإذن الله تعالى.
فنزل جبرئيل بالآية الكريمة مؤكّدا أيضا : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ
وَمُقَصِّرِينَ ، لا تَخافُونَ ..) إلى آخرها (١).
فهذا ملخّص صلح الحديبية وكيفيّة شكّ عمر بن الخطّاب بنبوّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكان هذا الأمر امتحانا للمسلمين ليمتاز الثابت عن المتزلزل ، والمتيقّن عن الشاكّ والمرتاب.
هل يستمر الحوار؟
لمّا وصل الحديث إلى هنا ، نظر بعض العلماء إلى ساعته وقال : أخذنا الحديث كلّ مأخذ ، وانقضى من الليل نصفه أو أكثر ، لذا نترك متابعة الموضوع والحديث إلى الليلة القابلة إن شاء الله.
الحافظ : لقد سررنا بلقياكم ، وفرحنا بمجالسكم ، وانجذبنا إلى حديثكم ، فانقادت مسامعنا بل قلوبنا أيضا إلى كلامكم القويم ، وبيانكم الرصين ، وبقي عندنا كلام كثير ما أبديناه لضيق الوقت ، وعدم إفساح المجال ، فنؤجّله إلى وقت آخر ، وسفر آخر إن شاء الله ، فإنّنا نريد أن نرجع إلى الوطن [أفغانستان] فإنّ لنا هناك أعمالا وأشغالا كثيرة قد تعطّلت وأمورا تأخّرت ، وإنّ لنا هناك مهامّا تفوتنا إن لم نحضر.
لذا أرجو أن تتفضّل علينا وتأتي إلى بلادنا ، فنقوم بضيافتكم ، ونستمرّ في البحث والحوار معكم ، لعلّنا نصل إلى نتيجة فيها رضا الله سبحانه.
النوّاب ـ متوجها إلى الحافظ قائلا ـ : نحن لا ندعك أن ترجع
__________________
(١) سورة الفتح ، الآية ٢٧.
إلى بلادك حتّى نصل إلى نتيجة قطعية مع السيد المبجّل ، لأنّكم كنتم تقولون لنا إنّ الرافضة [الشيعة] ليسوا أهل بحث ومناقشة ، ولا أهل عقل ومنطق ، لأنّهم لا يملكون أدلّة وبراهين في إثبات عقائدهم ، وإذا جلسوا معنا على طاولة النقاش والحوار سوف يتنازلون لدلائلنا وبراهيننا القاطعة.
ولكنّا على عكس ذلك ، رأيناكم خاضعين أمام براهين السيد ، مستسلمين لأدلته ، ونحن كلّنا شهود.
فالرجاء منكم ، أن تبقوا عندنا ، وتستمرّوا في المناظرة والحوار حتّى يتبين الحقّ وتظهر الحقيقة ، فحينئذ نختار لأنفسنا المذهب الحقّ الثابت بدلائل القرآن الحكيم والعقل السليم.
الحافظ : نحن ما خضعنا ولا استسلمنا لأدلّة السيد ، وإنّما سكتنا لنستفيد من بيانه العذب وحديثه الطيّب ، فإنّه خطيب عجيب ، ذو سحر في البيان ، وطلاقة في اللسان ، فاستمعنا إلى حلاوة كلامه ، وذهلنا لسحر بيانه ، وانجذبنا لعذوبة لسانه ، فقد راعينا الأدب في حقّه ، وما أردنا أن يتأذّى ضيفنا العزيز ، وإلاّ فإنّا بعد لم ندخل في صلب المواضيع الأساسية ، وإذا أردنا أن نقيم الدليل والبرهان ، لثبت لكم أنّ الحقّ معنا.
النوّاب : أمّا نحن فإلى هذه الساعة لم نسمع منكم كلاما مستدلا وحديثا مستندا إلى العقل السليم والقرآن الكريم.
وأمّا كلام مولانا السيد فكلّه مستند إلى كتاب الله وأحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المرويّة في كتب علمائنا.
فإذا كانت عندكم أدلّة وبراهين تنقض كلام مولانا السيد فأتوا
بها ، وإلاّ فإنّي أقول لكم بصراحة : إنّ هذه المحاورات والمناظرات قد انتشرت في الصحف والمجلاّت ، وأوقعت الشكّ والترديد في نفوس أكثر أهل السنّة والجماعة ، في هذا البلد.
فإذا لم تظهروا الحقّ ، ولم تعلنوا الحقيقة التي يريدها الله تعالى من عباده ، فإنّكم مسئولون أمام الله سبحانه وأمام صاحب الشريعة المقدّسة ، النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم .
على أثر هذا الكلام امتقع لون الحافظ وتغيّر وجهه ، وقد ظهر أثر الفشل والخجل على وجوه علماء القوم ، فكان الحافظ ينظر إليّ تارة وينظر إلى الأرض اخرى ، ثمّ توجّه إلى النوّاب قائلا :
أرجو أن تراعوا جانب الضيف الكريم فإنّه كان يريد السفر إلى خراسان لزيارة علي بن موسى الرضا ، ولكنّه تفضّل علينا بتأخير سفره ، فلا يجوز لنا أن نأخّره أكثر من هذا.
قلت : إنّني أشكر ألطافكم وأحساسكم ، صحيح أنّي كنت عازما على السفر والزيارة ، وأخّرت سفري لأجلكم ، ولكنّي فرحت بتأخير سفري ، إذ عملت بواجبي ، وخدمت الدين والمجتمع في كشف الحقيقة وإثبات الحقّ من خلال مناظراتي وحواري معكم ، وفي حضور هؤلاء الطيّبين الكرام ، فعرفوا الحقّ أحسن من ذي قبل.
وإنّني مستعدّ لأبقى معكم وأستفيد من مجالستكم سنة أو أكثر حتّى ينكشف الحقّ.
ولكنّي خجل من مضيّفي الكريم الاستاذ الميرزا يعقوب علي خان ، فقد أتعبته في هذه المدّة كثيرا.
وإذا بالميرزا يعقوب علي خان وإخوانه ـ ذو الفقار علي خان ،
وعدالت علي خان ، وكلّهم من شخصيات قزلباش ـ أجابوا قائلين : يا مولانا السيد ما كنّا نتوقّع منكم هذا الكلام ، فإنّ بيوتنا كلّها بيوتك ، ونحن نفتخر بخدمتك ، ونتشرف بإقامتك عندنا.
ثمّ تقدّم السيد محمد شاه ـ وهو من أشراف «پيشاور» وأعيانها ـ وكذلك السيّد عديل أختر ـ وهو من علماء الشيعة في «پيشاور» ـ فقالوا : نحن نرجو من سماحتكم أن ينتقل هذا المجلس إلى بيوتنا حتّى نحظى بخدمتكم ونتشرّف ونفتخر بوجودكم عندنا.
فقال الميرزا يعقوب علي خان : لا يمكن ذلك أبدا ، بل ما دام مولانا في «پيشاور» ، وهذا المجلس مستمرّ في الانعقاد ، فبيتي محلّه ومستقره.
قلت : أشكر الجميع ، وبالأخصّ صاحب البيت الأستاذ الكريم الميرزا يعقوب علي خان المحترم.
الحافظ : ـ بعد ما هدأ المجلس ـ قال : وأنا أنزل عند رغبة الاستاذ النّواب والإخوة الحاضرين وأؤجّل سفري وإن كانت عندي مهامّ وأعمال معطّلة في أفغانستان ، ولكن أرجو أن ينتقل مجلسنا هذا في الليالي القابلة إلى البيت الذي نحن فيه ، مراعاة للعدالة ، ورعاية لأهل هذا البيت الكريم ، فإنّهم تعبوا كثيرا ، وأثقلنا عليهم كثيرا.
قلت : لا مانع لديّ من ذلك ، ولا اصرّ على أن يكون المجلس في هذا البيت فقط ، إلاّ أنّ هذا البيت واسع بحيث يضم هذا الجمع الغفير الذي يحضر كلّ ليلة ، وإنّ وسائل الضيافة والتكريم متوفّرة عندهم ، فالاختيار إليكم ، وأمّا أنا فأينما ينعقد المجلس أحضر إن شاء الله تعالى.
الميرزا يعقوب علي خان : أظنّ أنّ الحافظ لا يعرف عادات ورسوم قبيلة قزلباش ، ولكن أهل البلد يعرفون ويعلمون بأنّ قبيلتنا يحبّون الضيف ويفرحون به ، ويفتخرون بخدمته ، وخاصّة إذا كان الضيوف علماء ومشايخ وسادة ، مثل فضيلة مولانا السيد سلطان الواعظين ، ومثل سماحة الحافظ ، وحضرات العلماء الحاضرين ، والإخوة الأعزّة المحترمين من كلّ الطبقات والأصناف ، فأهلا بكم ومرحبا في كلّ يوم.
الحافظ : أشكركم جميعا وأستودعكم الله ، وإلى اللقاء في الليلة الآتية إن شاء الله تعالى.
المجلس السابع
ليلة الخميس ٢٩ / رجب / ١٣٤٥ هجرية
في أوّل الليل حضر القوم مع علمائهم ، وبعد السلام والترحيب استقرّوا في مجلسهم وشربوا الشاي. افتتح السيّد عبد الحيّ الحديث ، فقال : سيدنا الجليل! في مجلس سابق تحدّثت عن موضوع ، ولمّا طالبك فضيلة الحافظ محمد رشيد بالدليل ، ذهبت بالكلام إلى موضوع آخر وتناسيت طلب الحافظ.
قلت : أرجو أن تتفضّلوا بتوضيح الموضوع ، حتّى أبيّن لكم الدليل.
السيّد عبد الحيّ : لقد سبق أن قلتم بأنّ سيّدنا عليا (كرم الله وجهه) كان في اتّحاد نفسيّ مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولهذا تعتقدون بأنّ الإمام عليّا أفضل من جميع الأنبياء سوى النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم .
قلت : نعم ، هذا معتقدنا.
السيّد عبد الحيّ : ما هو دليلكم على هذا المعتقد؟
وكيف يمكن اتّحاد شخصين حتى يصبحا نفسا واحدة؟!!
هذا ما طلبه منكم فضيلة الحافظ ، ولم تجيبوا عنه بشيء.
قلت : نحن لا نعتقد بشيء من غير دليل ، وقد قلت تكرارا : نحن أبناء الدليل حيثما مال نميل ، وسأبين لكم دلائلنا من القرآن والحديث الشريف.
ولكن قبل ذلك أودّ أن أصرّح بأنّ كلامكم (بأنّي تناسيت طلب الحافظ محمد رشيد ، وذهبت بالكلام إلى موضوع آخر) ما هو إلاّ سوء الظنّ منكم بالنسبة إليّ ، وإلاّ كلّنا يعلم بأنّ البحث أحيانا يأخذ بزمامنا ويجرّنا إلى موضوع آخر ، كما قيل قديما : الكلام يجرّ الكلام.
السيّد عبد الحيّ : إنّني أعتذر من سوء التعبير ، وأرجو العفو والسماح.
كيف يكون الإمام علي نفس رسول الله؟
قلت : اتّحاد شخصين بالمعنى الحقيقي غير ممكن ومحال عقلا ، ونحن إنّما نقول باتّحاد نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ونفس الإمام عليّ عليهالسلام مجازا.
وبيان ذلك : إن المحبّة والمودّة بين شخصين إذا وصلت أعلى مراتبها بحيث تصبح رغبتاهما واحدة ، وجميع الأمور المتعلّقة بالنفس والصادرة عنها تصبح واحدة أو متشابهة ومتماثلة ؛ يعبّر عن النفسين بالنفس الواحدة مجازا (١).
__________________
(١) لقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ١٠ / ٢٢١ ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، نقل كلاما لأبي جعفر النقيب ، وقد رأيته مناسبا للمقام فأنقله هنا تعميما للفائدة :
وجاء هذا المعنى في كلمات بعض الأولياء ، وفي أشعار بعض الفصحاء والبلغاء.
__________________
قال في تشابه أخلاق الإمام عليّ عليهالسلام بأخلاق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : [انظروا إلى أخلاقهما وخصائصهما ، هذا شجاع وهذا شجاع ، هذا فصيح وهذا فصيح ، هذا سخي جواد وهذا سخي جواد ، هذا عالم بالشرائع والأمور الإلهية وهذا عالم بالفقه والشريعة والأمور الإلهية الدقيقة الغامضة ، هذا زاهد في الدنيا غير نهم ولا مستكثر منها ، وهذا زاهد في الدنيا تارك لها غير متمتّع بلذّاتها ، هذا مذيب نفسه في الصلاة والعبادة ، وهذا مثله ، وهذا غير محبّب إليه شيء من الأمور العاجلة إلاّ النساء وهذا مثله ، وهذا ابن عبد المطّلب بن هاشم وهذا في قعدده (١) وأبواهما أخوان لأمّ ولأب واحد دون غيرهما من بني عبد المطلّب.
وربّي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجر والد هذا ، وهذا أبو طالب فكان جاريا عنده مجرى أحد أولاده ، ثمّ لمّا شبّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكبر استخلصه من بني أبي طالب وهو غلام ، فربّاه في حجره مكافأة لصنيع أبي طالب به ، فامتزج الخلقان وتماثلت السجيّتان.
وإذا كان القرين مقتديا بالقرين ، فما ظنّك بالتربية والتثقيف الدائم؟!
فواجب أن تكون أخلاق محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كأخلاق أبي طالب ، وتكون أخلاق عليّ عليهالسلام كأخلاق أبي طالب أبيه ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم مربّيه ، وأن يكون الكلّ شيمة واحدة وسوسا (٢) واحدا وطينة مشتركة ، ونفسا غير منقسمة ولا متجزّئة ، وألاّ يكون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل ، لو لا أنّ الله تعالى اختصّ محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم برسالته واصطفاه لوحيه ، لما يعلمه من مصالح البريّة في ذلك ، ومن أنّ اللطف به أكمل ، والنفع بمكانه أتمّ وأعمّ ، فامتاز رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك عمّن سواه وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتحاد ، وإلى هذا المعنى أشار صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» فأبان نفسه منه بالنبوّة ، وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما.] «المترجم».
__________________
(١) القعدد : القريب الآباء من الجدّ الأعلى.
(٢) سوسا واحدا : أصلا واحدا.
كما نجد في الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليهالسلام :
هموم الرجال في أمور كثيرة |
|
وهمّي في الدنيا صديق مساعد |
يكون كروح بين جسمين قسّمت |
|
فجسمهما جسمان والروح واحد |
ولبعض الشعراء:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا |
|
نحن روحان حللنا بدنا |
فإذا أبصرتني أبصرته |
|
وإذا أبصرته كان أنا |
روحه روحي وروحي روحه |
|
من رأي روحين حلاّ بدنا؟! |
فاتّحاد نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وتعبيرنا بذلك إنّما كان مجازا لا حقيقة ، والمراد أنّ رغباتهما كانت واحدة ونفسيّاتهما كانت متماثلة ، وكانا متشابهين في الفضائل النفسية والكمالات الروحية ، إلاّ ما خرج بالنصّ والدليل.
الحافظ : إذا أنتم تقولون بأنّ محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّا (كرم الله وجهه) كانا نبيّين ، ولعلّكم تعتقدون بأنّ الوحي نزل عليهما معا!!
قلت : هذا مغالطة بيّنة منكم ، ونحن الشيعة لا نعتقد بهذا ، وما كنت أتوقّع منكم أن تكرّروا ما طرحتم من قبل ، حتّى أكرّر جوابي ، فيصبح مجلس التفاهم والحوار مجلس جدل وتكرار ، فيضيع وقت الحاضرين الّذين جاءوا ليستفيدوا من حديثنا وحوارنا ، ويعرفوا الحقّ فيتّبعوه.
وقد قلت : بأنّا نعتقد أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام عليّا عليهالسلام متّحدان ، أي متشابهان في جميع الفضائل النفسية ، ومتماثلان في الكمالات
الروحيّة إلاّ ما خرج بالنصّ والدليل ، وهو مقام النبوّة الخاصّة وشرائطها ، التي منها نزول الوحي عليه ، فإنّ الوحي النبويّ خاصّ بمحمّد المصطفى دون عليّ المرتضى ؛ وقد بيّنا ذلك بالتفصيل ضمن حديثنا في الليالي الماضية ، وإذا كنتم قد نسيتم ذلك فراجعوا الصحف التي نشرت تلك المحاورات!
لقد أثبتنا ضمن تفسير حديث المنزلة ، أنّ الإمام عليّا عليهالسلام كان في مقام النبوّة [وليس بنبي] لكن كان تابعا لشريعة سيّد المرسلين ، ومطيعا لخاتم النبيّين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذا لم ينزل عليه وحي بل نزل على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما أنّ هارون كان نبيّا في زمن موسى بن عمران إلاّ أنّه كان تابعا ومطيعا لأخيه موسى عليهما السّلام.
الحافظ : لما كنتم تعتقدون بأنّ عليّا يساوي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في جميع الفضائل والكمالات ، فالنبوّة وشرائطها لازمة لتلك المساواة؟!
قلت : ربّما يتصوّر الإنسان ذلك من معنى المساواة ؛ ولكن إذا فكّر بدقّة في التوضيح الذي قلناه يعرف أنّ الحق غير ما تصوّره بادئ الأمر ، وقد أوضحنا الموضوع في الليالي السابقة وبرهنّا عليه من القرآن الحكيم ، فإنّ الله سبحانه يقول : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) (١).
ولا شكّ أنّ أفضلهم هو أكملهم وخاتمهم الذي قال تعالى في شأنه : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٢).
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٢٥٣.
(٢) سورة الأحزاب ، الآية ٤٠.
فالكمال الخاصّ بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كان السبب في أنّ الله سبحانه يختم به النبوّة ورسالة السماء ، وهذا الكمال خاصّ به صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يشاركه ولا يساويه فيه أحد ، إلاّ أنّ سائر كمالاته النفسية وفضائله الروحية قابلة للمشاركة والمشابهة ، وكان عليّ عليهالسلام يشاركه ويماثله فيها.
السيّد عبد الحيّ : هل لكم دليل على ذلك من القرآن الكريم؟
الاستدلال بآية المباهلة
قلت : دليلنا من القرآن الكريم قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (١).
إنّ كبار علمائكم ، وأعلامكم من المحدّثين والمفسّرين ، أمثال :
الإمام الفخر الرازي ، في «التفسير الكبير».
والإمام أبي إسحاق الثعلبي ، في تفسير «كشف البيان».
وجلال الدين السيوطي ، في «الدر المنثور».
والقاضي البيضاوي ، في «أنوار التنزيل».
وجار الله الزمخشري ، في تفسير «الكشّاف».
ومسلم بن الحجّاج ، في صحيحه.
وأبي الحسن ، الفقيه الشافعي ، المعروف بابن المغازلي ، في المناقب.
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ٦١.
والحافظ أبي نعيم ، في «حلية الأولياء».
ونور الدين ابن الصبّاغ المالكي ، في «الفصول المهمّة».
وشيخ الإسلام الحمويني ، في «فرائد السمطين».
وأبي المؤيّد الموفّق الخوارزمي ، في المناقب.
والشيخ سليمان الحنفي القندوزي ، في «ينابيع المودة».
وسبط ابن الجوزي ، في التذكرة.
ومحمد بن طلحة في «مطالب السئول».
ومحمّد بن يوسف الكنجي القرشي الشافعي ، في «كفاية الطالب».
وابن حجر المكّي ، في «الصواعق المحرقة».
هؤلاء وغيرهم ذكروا مع اختلاف يسير في الألفاظ ، والمعنى واحد ، قالوا : إنّ الآية الكريمة نزلت يوم المباهلة ، وهو ٢٤ أو ٢٥ من ذي الحجّة الحرام.
تفصيل المباهلة
قالوا : دعا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نصارى نجران إلى الإسلام ، فأقبلت شخصيّاتهم وأعلامهم وعلماؤهم ، وكان عددهم يربو على السبعين ، ولمّا وصلوا المدينة المنوّرة التقوا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجالسوه مرارا وتناظروا معه ، فسمعوا حديثه ودلائله على ما يدعو إليه من التوحيد والنبوّة وسائر أحكام الإسلام ، وما كان عندهم ردّ وجواب ، لكن حليت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها ، وخافوا إن أسلموا أن يفقدوا مقامهم ورئاستهم على قومهم.
فلما رأى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لجاجهم وعنادهم ، دعاهم إلى المباهلة حتّى يحكم الله بينهم ويفضح المعاند الكاذب ، فقبلوا .. ولما جاءوا إلى الميعاد ، وهو مكان في سفح جبل ، وكان النصارى أكثر من سبعين ، من علمائهم وساداتهم وكبرائهم ، فنظروا وإذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أقبل مع رجل وامرأة وطفلين ، فسألوا عنهم بعض الحاضرين ، فلمّا عرفوا أنّ الرجل الذي مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم صهره وابن عمّه علي بن أبي طالب ، وهو وزيره ، وأحبّ أهله إليه ، والمرأة ابنته فاطمة الزهراء ، والطفلين هما سبطاه الحسن والحسين.
قال لهم أكبر علمائهم : انظروا إلى محمّد! لقد جاء بصفوة أهله وأعزّهم عليه ليباهلنا بهم ، وهذا إنّما يدلّ على يقينه واطمئنانه بحقّانيّته ورسالته السماوية ، فليس من صالحنا أن نباهله ، بل نصالحه بما يريد من الأموال ، ولو لا خوفنا من قومنا ومن قيصر الروم ، لآمنّا بمحمّد وبدينه.
فوافقه قومه وقالوا : أنت سيّدنا المطاع.
فبعثوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّهم لا يباهلونه ، بل يريدون المصالحة معه ، فرضي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمصالحة وأمر عليّا عليهالسلام فكتب كتاب الصلح بإملاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم .
فصالحهم صلىاللهعليهوآلهوسلم على ألفي حلّة فاخرة ، ثمن الواحدة أربعون درهما ، وألف مثقال ذهب ، وذكر بنودا اخرى.
فوقّع الطرفان على كتاب الصلح.
ولما اعترض النصارى على الأسقف الأعظم ومصالحته مع نبيّ الإسلام ، أجابهم قائلا : والله ما باهل نبيّ أهل ملّة إلاّ نزل عليهم
العذاب وماتوا عن آخرهم ، وإنّي نظرت إلى وجوه أولئك الخمسة : محمّد وأهل بيته ، فوجدت وجوها لو دعوا الله عز وجلّ باقتلاع الجبال وزوالها لانقلعت وزالت.
الحافظ : هذا الخبر صحيح ، ومنقول في كتبنا المعتبرة ، ولا منكر له بين علمائنا ، ولكن ما هو ارتباطه بسؤالنا عن دليل اتّحاد نفس عليّ (كرم الله وجهه) مع نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
قلت : ارتباط الخبر بالسؤال كلمة (أَنْفُسَنا) في الآية الكريمة.
أولا : الآية تدلّ على أنّ عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام هم أفضل الخلق وأشرفهم بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
عند الله تبارك وتعالى ، وهذا ما وصل إليه وصرّح به كثير من علمائكم ، حتّى المتعصّبين منهم ، مثل الزمخشري في تفسيره لآية المباهلة ، فقد ذكر شرحا وافيا عن الخمسة الطيّبين وكشف حقائق ودقائق مفيدة عن فضلهم ومقامهم عند الله سبحانه ، حتى قال : إنّ هذه الآية الكريمة أكبر دليل وأقوى برهان على أفضليّة أصحاب الكساء على من سواهم.
ورأي البيضاوي والفخر الرازي في تفسير الآية قريب من رأي الزمخشري.
ثانيا : نستنبط من الآية الكريمة أنّ مولانا عليّ بن أبي طالب هو أفضل الخلق وأشرفهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ الله تعالى جعله نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا إنّ كلمة (أَنْفُسَنا) لا تعني النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ الدعوة منه لا تصحّ لنفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّما الدعوة من الإنسان لغيره ، فالمقصود من (أَنْفُسَنا) في الآية الكريمة هو سيّدنا وإمامنا عليّ عليهالسلام ، فكان بمنزلة نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذا دعاه وجاء به إلى المباهلة ، وذلك بأمر الله سبحانه.
هذا جواب سؤالكم وارتباط الآية الكريمة بالموضوع.
فعليّ عليهالسلام هو نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بتعبير القرآن الحكيم ، وهو تعبير مجازي واتّحاد اعتباري لا حقيقي.
وقد قال الأصوليّون : حمل اللفظ على المعنى المجازي الأقرب أولى من حمله على الأبعد.
وفي ما نحن فيه ، أقرب المعاني المجازيّة لاتّحاد النفسين تساويهما في جميع الأمور النفسية ، وتماثلهما في جميع الصفات الكمالية اللازمة لها إلاّ ما خرج بالدليل.
وقلنا : إنّ الخارج بالدليل والإجماع ، عدم نزول الوحي على الإمام عليّ عليهالسلام ، وعدم تساويه مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في النبوّة الخاصة به صلىاللهعليهوآلهوسلم .
الحافظ : لنا أن نقول بأنّ تعبير الآية : (نَدْعُ ... وَأَنْفُسَنا) تعبير مجازي ، وادّعاؤكم في الاتّحاد النفسي المجازي لم يكن أولى وأقوى ممّا نقول نحن!
قلت : أرجوكم أن تتركوا المراء والجدال ، ولا تضيّعوا وقت المجلس بالقيل والقال ، فإنّ العلماء والعقلاء اتّفقوا على أنّ الأخذ بالمجاز الشائع أولى وأقوى من الأخذ بالمجاز غير الشائع.
والمجاز الذي نقوله في الموضوع هو من المعنى الشائع له عند العرب والعجم ، وكم له نظائر! وقد ذكرنا بعضها ضمن الحديث قبل ساعة ، فكم من قائل لصاحبه : أنت روحي وأنت كنفسي! ولكي تطمئنّ قلوبكم لهذا المعنى ، فإنّي أنقل لكم بعض الأحاديث النبويّة فيه ..
شواهد من الأحاديث
الأخبار المرويّة والأحاديث النبويّة في هذا المعنى المجازي كثيرة ننقل نماذج منها :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليّ منّي وأنا منه ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله».
أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في «المسند» وابن المغازلي في المناقب ، والموفّق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ، وآخرون غيرهم.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليّ منّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ».
أخرجه جماعة ، منهم : ابن ماجة في السنن ١ / ٩٢ ، والترمذي في صحيحه ، وابن حجر في الحديث السادس من الأربعين حديثا التي رواها في مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في كتابه (الصواعق) وقال : رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة.
والإمام أحمد في المسند ٤ / ١٦٤ ، ومحمد بن يوسف الكنجي في الباب ٦٧ من «كفاية الطالب» نقله عن مسند ابن سماك ، و «المعجم الكبير» للطبراني.
وأخرجه الإمام عبد الرحمن النسائي في كتابه «خصائص الإمام عليّ عليهالسلام».
وأخرجه الشيخ سليمان القندوزي في الباب السابع من «ينابيع المودّة».
وروى الأخير أيضا في الباب السابع عن عبد الله بن أحمد بن حنبل مسندا ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لأمّ سلمة رضي الله عنها : «عليّ منّي وأنا من عليّ ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى ، يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي! هذا عليّ سيّد المسلمين».
وأخرج الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، وابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «عليّ منّي وأنا منه ، وعليّ منّي بمنزلة الرأس من البدن ، من أطاعه فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله».
وأخرج الطبري في تفسيره ، والمير السيّد علي الهمداني الفقيه الشافعي في المودّة الثامنة من كتابه «مودّة القربى» إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إن الله تبارك وتعالى أيد هذا الدين بعليّ ، وإنّه منّي وأنا منه ، وفيه أنزل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (١)».
وخصّص الشيخ سليمان القندوزي في كتابه «ينابيع المودّة» بابا بعنوان :
الباب السابع : في بيان أنّ عليّا (كرّم الله وجهه) كنفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحديث : «علي منّي وأنا منه».
وأخرج فيه أربعة وعشرين حديثا مسندا ـ بطرق شتّى وألفاظ مختلفة لكن متّحدة المعنى ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «عليّ منّي بمنزلة نفسي».
وفي أواخر الباب ينقل عن (المناقب) حديثا يرويه عن جابر ، أنّه
__________________
(١) سورة هود ، الآية ١٧.