زبدة الأصول مع حواشي المصنّف عليه - المقدمة

زبدة الأصول مع حواشي المصنّف عليه - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : أصول الفقه
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٦

ـ «الشهيد الثاني» ـ كتابا في نهاية الحسن والبلاغة. وكان عمر «الشيخ البهائيّ» يوم هاجر به ابوه الى «ايران» ، سبع سنين ؛ وبما انّ ولادة «الشيخ البهائيّ» كانت في ذي الحجّة سنة ٩٥٣ ه‍ ق ، فتكون هجرة «الشيخ حسين بن عبد الصمد» اواخر سنة ٩٦٠ ه‍ ق ، او اوائل سنة ٩٦١ ه‍ ق.

ظلّ «الشيخ حسين بن عبد الصمد» وعائلته في «اصفهان» ثلاث سنين ؛ ثمّ ، انتقل بعدها الى «قزوين» وتولّى مشيخة الاسلام في اواخر ذي القعدة سنة ٩٦٨ ه‍ ق ، بعد ان استدعاه «طهماسب الصفويّ» اليه. واستمرّ على ذلك سبع سنين ايّام اقامته في «قزوين» ؛ ثمّ ، صار ذلك المنصب له بارض «المشهد الرضويّ» ـ على مشرفها السلام ـ وانتقل اليها واقام بها ـ ايضا ـ برهة. سنة ٩٧٥ ه‍ ق ، صدر الامر الى «الشيخ حسين بن عبد الصمد» ان يتوجّه الى «هرات» ، بعد فتح «طهماسب الصفويّ» لها ؛ وذلك لارشاد اهلها ، ويبدو ان «الشيخ البهائيّ» صحب اباه سنة ٩٧٥ ه‍ ق في اوّل سفره الى «هرات» ، ومكث هناك مدّة ؛ ثمّ ، فارقها الى «قزوين». سنة ٩٨٣ ه‍ ق غادر «الشيخ حسين بن عبد الصمد» «هرات» الى «قزوين» لملاقات «طهماسب الصفويّ» بها وطلب الرخصة منه له ولولده بالحجّ الى بيت الله الحرام ـ وهو يضمر في نفسه امرا ـ فأذن له «طهماسب الصفويّ» المحتال ، ولم يأذن لولده «الشيخ البهائيّ» ، وامره ان يقوم مقام ابيه في «هرات». وكان هذا اوّل منصب رسميّ يتولّاه «الشيخ البهائيّ». ففرّ «الشيخ حسين بن عبد الصمد» الى «مكّة» قاصدا الجوار فيها الى ان يموت ، ولكن «مكّة» و «المدينة» كانتا تحت سيطرة العثمانيّين ، وكان الشيعة فيهما يتعرّضون للضغط والتهديد بسبب ردّات الفعل المهلكة ؛ لذا لم يجد ـ اخيرا ـ موئلا سوى «البحرين» الّتي تشبه الحياة فيها ، الحياة في «جبل عامل». ولم يعيش طويلا في «البحرين». فقد وافته المنية في الثامن من ربيع الاوّل سنة ٩٨٤ ه‍ ق. ودفن ب : «المصلّى» من قرى «هجر».

٢١

اخوته.

ارّخ «الشيخ حسين بن عبد الصمد» ـ والد «الشيخ البهائيّ» ـ ولادة ابنائه هكذا : «ولدت الميمونة ـ بنتي ـ ليلة الاثنين ثالث شهر صفر سنة خمسين وتسعمائة ؛ واخوها :

ابو الفضائل بهاء الدين محمّد ، عند غروب الشمس يوم الاربعاء ١٧ ذي الحجّة سنة ٩٥٣ ؛ واختها : أمّ ايمن سلمى ، بعد نصف الليل ١٦ المحرّم سنة ٩٥٥ ، واخوهم : ابو تراب عبد الصمد ، ليلة الاحد ـ وقد بقي من الليل نحو ساعة ـ ثالث شهر صفر سنة ستّ وستّين وتسعمائة».

يظهر ممّا سجّله «الشيخ حسين بن عبد الصمد» ـ هنا ـ انّ ل : «الشيخ البهائيّ» اختين واخا واحدا.

زوجته وذرّيّته.

ذكر المورّخون كانت زوجة «الشيخ البهائيّ» وحيدة ابويها ، ابنة «الشيخ زين الدين عليّ بن هلال» المعروف ب : «المنشار العامليّ» الّذي كان من اجلّة الفضلاء ، تلميذ «المحقّق الثاني الكركيّ» ؛ لكنّهم لم يذكروا اسم زوجته. وقيل عن زوجة «الشيخ البهائيّ» ـ ايضا ـ انّها كانت عالمة ، وافرة الفضل ، فقيهة ، محدّثة ، صالحة ، قرأت على والدها وكانت تدرّس الفقه والحديث للنساء. وقد بقيت مدّة بعد وفاة «الشيخ البهائيّ».

لم يذكر المورّخون ل : «الشيخ البهائيّ» ، انّ له ذرّيّة. وبعضهم قال : انّ «الشيخ البهائيّ» لم يخلّف ولدا ذكرا ، وكان له بنت ؛ وكان احفاد ابنته موجودين في القرن الثاني عشر الهجريّ.

وفاته ومدفنه.

انّ تحديد سنة الوفاة ، لم يسلم من اختلاف ؛ ولكن الاقرب الى التصديق ما رواه تلميذاه «المجلسيّ الاوّل» و «السيّد حسين بن حيدر الكركيّ العامليّ» ـ مصاحبه في السفر و

٢٢

الحضر ـ : انّه توفّي في «اصفهان» في شهر شوّال سنة ١٠٣٠ ه‍ ق.

اجمع المورّخون على انّه توفّي في «اصفهان» ، ونقل جثمانه الى «المشهد المقدّس الرضويّ» ، ودفن ـ هناك ـ في بيته قرب الحضرة المقدّسة. وقبره ـ هناك ـ مشهور ، يزوره الخاصّة والعامّة.

اسفاره وسياحاته.

سياحته الاولى.

بعد ذهاب ابيه الى الحجّ سنة ٩٨٣ ه‍ ق ، انتقل من «قزوين» الى «هرات» وظلّ شيخ الاسلام فيها الى حين وفاة «طهماسب الصفويّ» في ١٥ صفر سنة ٩٨٤ ه‍ ق ؛ الّذي اجبره على تولّي مشيخة الاسلام فيها. عاد سنة ٩٨٤ ه‍ ق الى «قزوين» ؛ ثمّ ، غادر «قزوين» الى «تبريز» في طريقه الى خارج «ايران». لا نعرف بالضبط ، متى ترك «قزوين» ، ولكنّه سنة ٩٨٨ ، بعد اربع سنوات من موت والده ، وموت «طهماسب الصفويّ» ، كان في «تبريز» ؛ له اشعار سمّاها «ليالي تبريز» موجودة في آثاره ؛ نظمها لمّا سافر اليها سنة ٩٨٨ ه‍ ق ، وفي سنة ٩٩٠ ه‍ ق ، انهى «شرح الجغمينيّ» بمحروسة «اصفهان». وفي ٢٠ رجب سنة ٩٩١ ، ه ق. كان ب : «اصفهان» ؛ فهو عازم على الحجّ منذ رجب سنة ٩٩١ ه‍ ق. وقد حجّ في تلك السنة. وقد سنحت له في طريقه الى الحجّ ، سوانح سجّلها في «سفر الحجاز» وفي «سوانح الحجاز في ترقّي الحقيقة عن المجاز». ومن «الحجاز» توجّه الى «مصر» للاخذ عن شيوخها. ووصل اسنادهم بطريق محدّثيها ـ مع ما يعنيه هذا التواصل ، وتلك اللقاءات ـ من معزى رفيع ، يؤكّد على التواصل بين المراكز الاسلاميّة. وفي «مصر» كان يجتمع ب : «الشيخ محمّد بن ابي الحسن البكريّ» ومدحه بقصيدة غرّاء. وقد تحدّث «الشيخ البهائيّ» في «الكشكول» عن لقائه مع «البكريّ» سنة ٩٩٢ ه‍ ق. وزار في سفره ـ ذاك ـ قبّة «محمّد بن ادريس الشافعيّ» ؛ امام

٢٣

الشافعيّة. ومن «مصر» توجّه الى «القدس الشريف». ويذكر «الشيخ البهائيّ» في «الكشكول» : انّه كان في سنة ٩٩٢ ه‍ ق في «القدس الشريف». وقد جرت مطارحات بينه وبين رئيس علماء «القدس» ، «الشيخ عمر بن ابي اللطف المقدسيّ». ومن «القدس الشريف» اتّجه «الشيخ البهائيّ» الى «دمشق» ؛ حيث نزل بمحلّة «الخراب» المعروفة ـ تاريخيّا ـ انّها موطن شيعة «دمشق» ، واجتمع به «الحافظ حسين الكربلائيّ» واستنشده شيئا من شعره ؛ كما طلب الاجتماع الى «الحسن البورينيّ». وبعد «دمشق» ، توجّه «الشيخ البهائيّ» الى «حلب» ، ولكنّه قبل وصوله اليها مرّ ب : «كرك نوح». وقد ذكر «الحرّ العامليّ» انّ «الشيخ حسن بن زين الدين العامليّ» ـ صاحب «معالم الاصول» ـ اجتمع الى «الشيخ بهاء الدين» في «الكرك» ؛ لمّا سافر اليها ؛ ثمّ ، كان الوصول الى «حلب» محطّة قبل العودة الى «ايران».

سياحته الثانية.

بعد سنة ونصف من عودته الى «ايران» ، بتأريخ ٢٣ صفر ٩٩٥ ه‍ ق ، نجده في «اصفهان» حيث فرغ من تأليف كتابه «الاربعين» الّذي ارّخ اتمامه بقوله : «لقد تمّ تأليف هذا الكتاب و (تمّ الاحاديث) تأريخه». وفي ٢٧ شعبان ٩٩٨ ه‍ ق ، كان في طريقه الى «المشهد المقدّس» ، حيث اوقف بخطّه ـ في سنة ٩٩٩ ه‍ ق ـ نسخة من كتابه «الاربعين» على الروضة المقدّسة الرضويّة. وفي سنة ١٠٠١ ه‍ ق كان في «قزوين» العاصمة. في اواخر سنة ١٠٠٢ ه‍ ق ، نجده مرّة اخرى في «اصفهان» وقد اجاز تلميذه «السيّد حسين بن حيدر الكركيّ العامليّ» اجازة مبسوطة كتبها له بخطّه على ظهر كتاب «قواعد الاحكام» تأليف «العلّامة الحلّيّ». سنة ١٠٠٣ ه‍ ق ، نجده في مشهد الكاظميّ بصحبة تلميذه «السيّد حسين بن حيدر الكركيّ العامليّ» وقد زار المشاهد الشريفة في «النجف» و «سرّ من رأى». وبعد العودة من «النجف» وقبل الاتّصال ب : «عبّاس الصفويّ» ، هو في «قم» بجانب «المعصومة» ؛ سلام الله عليها.

٢٤

سياحته الثالثة.

بعد عودته من السياحة ، بعد وفاة والد زوجته «الشيخ عليّ بن هلال المنشار» ، تولّى منصب شيخ الاسلام في «اصفهان» ـ زمن «عبّاس الصفويّ» ـ وظلّ في هذا المنصب الى اواخر حياته ؛ وما كان الاقتراب من الحاكم الصفويّ ، الّا لحفظ مصالح الناس الّذين كانوا يلجئون اليه ، بدلا من ان يعتزل الحياة العامّة ويريح نفسه من عناء المجابهة.

انّ اوّل تأريخ نعثر عليه يجتمع بين «الشيخ البهائيّ» و «عبّاس الصفويّ» سنة ١٠٠٥ ه‍ ق ؛ وهي السنة الّتي قرّر فيها «عبّاس الصفويّ» نقل العاصمة من «قزوين» الى «اصفهان». وفي اواخر تلك السنة توجّه «عبّاس» الى «المشهد المقدّس الرضويّ» في طريقه الى «هرات» لقمع فتن الاوزبكيّة ، وامر بوقف نسخة من «القرآن الكريم» بخطّ كوفيّ على المكتبة الرضويّة ؛ وقد كتب «الشيخ البهائيّ» عليها صورة الوقف بخطّه. وفي شوّال سنة ١٠٠٧ ه‍ ق ، في «المشهد الرضويّ» ؛ حيث اتمّ القسم الاوّل من كتابه «الحبل المتين». وفي سنة ١٠٠٨ ه‍ ق ، عاد من «المشهد» الى «اصفهان». في يوم الخميس اواخر شهر ربيع الثاني سنة ١٠١٠ ه‍ ق ، كان في قرية حوالي «سمنان» فحدّث فيها تلميذه «السيّد حسين الكركيّ العامليّ» بحديث «الجبن والجوز» المسلسل. في ١١ ربيع الاوّل سنة ١٠١١ ه‍ ق في «مشهد الامام الرضا» ؛ عليه‌السلام. سنة ١٠١٣ ه‍ ق في «اصفهان». وفي اواخر سنة ١٠١٤ ه‍ ق الى اوائل سنة ١٠١٥ ه‍ ق ، مع «عبّاس الصفويّ» في نواحي «تفليس» و «گنجه» ؛ وقد اتمّ في بلدة «گنجه» كتابه «مفتاح الفلاح». وفي ذي القعدة سنة ١٠١٥ ه‍ ق ، كان ب : «قم» واكمل بها كتاب الطهارة من «مشرق الشمسين» في جوار الحضرة المقدّسة. سنة ١٠١٦ ه‍ ق ، كان في «المشهد الرضويّ». وفي رجب من السنة ـ نفسها ـ كان في «اصفهان». سنة ١٠١٩ ه‍ ق ، كان في «قراباغ» ؛ لانّه اجاز في هذه السنة في «قراباغ» تلميذه «السيّد شرف الدين حسين» المشهور ب : «حسينا». سنة ١٠٢١ ه‍ ق ، ذهب مع «عبّاس الصفويّ» من «مازندران» و «جيلان» لزيارة «المشهد الرضويّ». سنة ١٠٢٢ ه‍ ق ، كان في «اصفهان» وفيها اجاز تلميذه «الرويدشتيّ» المعروف ب : «شريفا

٢٥

الاصفهانيّ». من هذه السنة كان في «اصفهان» الى حين وفاته.

شخصيّته.

جمع «الشيخ البهائيّ» في شخصيّته بين العظمة والتواضع. وقد اثنى المورّخون ، على اخلاقه الّتي تحلّى بها ، وشمائله الّتي ندّت عن كريم أصله وحسن تعامله مع الآخرين.

كان «الشيخ البهائيّ» مهيبا مقبول الهيبة ، حسن المنظر ، خفيف الوزن والجثّة نحيلا ، خفيف اللحية ، سمح الكفّ سخيّا ، عالى الهمّة ، يلبس في سفره لباس السيّاح والدراويش.

وكان عطوفا على الناس ، محسنا لهم ، لم ينزو عنهم ليريح نفسه من عناء مجابهة الواقع. وجعل داره مأوى لكلّ محتاج ولكلّ وافد.

وانّما كان يعتقد في محاوراته على الاقناع العقليّ للآخر ؛ دون تشنّج ، او توتّر. انّه في حواره مع كبّار علماء السنّة في «مصر» و «الشام» و «الحلب» ، ما كان يخفي تشيّعه ؛ ولكنّه كان محترما ؛ لانّه كان يعرف كيف يحاور الطرف الآخر ويجعله يحترم رأيه ؛ ان لم يقتنع به.

كان له ـ من قوّة شخصيّته ـ دافع ؛ لان يجهر بقول الحقّ. لم يتوان عن انتقاد الحاكم الجائر الصفويّ في كثير من المواقف في حدود ما رسمه لنفسه من امر بالمعروف ونهي عن المنكر. يذكر لنا المورّخون عددا من الحوادث الّتي تدلّنا على موقف «الشيخ البهائيّ» ، الجري والصريح من الجائر الصفويّ. على سبيل المثال : اقام الجائر الصفويّ في محرّم الحرام في عاشوراء من سنة ١٠١٨ ه‍ ق ، عيد الاضواء. (*) هذا الامر اغضب رجال

__________________

(*) عيد الاضواء : هذا العيد ، اخترعه «عبّاس» الجائر الصفويّ ؛ يقيمه في ايّ وقت شاء من السنة ؛ متى خطر بباله ان يعيّد. تضاء المشاغل والقناديل الّتي لا يحصيها العدّ ، ويدعو الجائر الصفويّ الى مثل هذه الاحتفالات ، سفراء الدول الاجنبيّة ، والسيّاح ، والتجّار الاجانب ، فيجلس معهم في منارة عالية ، ليرى العيد من على اروع واجمل ؛ بخاصّة اذا كانت القناديل المعلّقة اكثر من نجوم السماء.

٢٦

الدين ، ولكن لم يجرؤ احد على معارضته ؛ وحده «الشيخ البهائيّ» اعلن موقفه الرافض علانيّة.

لقد اختار «الشيخ البهائيّ» معايشة الواقع مع استقلال في الرأي والسلوك والتزام أمام الله بان يكون المؤمنون (قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ، شُهَداءَ لِلَّهِ) (*).

ثقافته.

الف) أساتذته ومشايخه.

تعدّد مشايخ واساتذة «الشيخ البهائيّ» في الأخذ ، والقراءة ، والرواية ؛ والمشهور منهم :

١ ـ «الشيخ حسين بن عبد الصمد العامليّ». والده اوّل معلّميه ؛ اخذ عنه علوم العربيّة ، والفقه ، والاصول ، والحديث والتفسير. يروي عنه قراءة ، وسماعا ، واجازة. وليس له شيخ في الرواية لاحاديث الشيعة ومصنّفاتهم غير والده ؛ كما يقول كثيرا ما في اسناد الاحاديث الواردة في كتابه الاربعين : «والدي واستاذي ومن اليه في العلوم الشرعيّة استنادي».

٢ ـ «شهاب الدين عبد الله بن الحسين اليزديّ» ؛ الشهير ب : «ملّا عبد الله» من اساتذة المنطق والحكمة. اخذ عنه الكلام ، والمنطق والمعاني.

٣ ـ «عليّ المذهب المدرّس». اخذ عنه علم الجبر ؛ غالبا.

٤ ـ «ملّا فضل القاضي (او القائنيّ) المدرّس». اخذ عنه الرياضيّات ، والكلام والفلسفة.

٥ ـ «احمد النهمنيّ الكهدميّ الجيلانيّ» ؛ المعروف ب : «پيراحمد». أخذ عنه الرياضيّات والحكمة.

__________________

(*) النساء / ١٣٥.

٢٧

٦ ـ «الحكيم عماد الدين محمود النطاسيّ» ؛ اشهر اطبّاء «ايران» في عصره. اخذ عنه الطبّ.

لقد استفاد «الشيخ البهائيّ» من اساطين العلم الّذي التقى بهم خارج «ايران» في الحواضر الاسلاميّة الّتي زارها في رحلته ؛ منهم :

٧ ـ «الشيخ عمر العرضيّ». حضر في «حلب» دروسه.

٨ ـ «الشيخ محمّد بن محمّد بن ابي اللطف المقدسيّ الشافعيّ». يروي «الشيخ البهائيّ» عنه «صحيح البخاريّ» وجميع مصنّفاته.

ب) تلامذته ومن يروي عنه.

بعد ان تبحّر «الشيخ البهائيّ» وتضلّع بالعلوم والمعارف ، وتعمّق في التدقيق العلميّ والموضوعيّة ، وتحلّى بالتواضع والنزاهة ، شدّت اليه الرحال ، وقصده طلّاب المعرفة ، وجاءوا من اطراف البلدان ، يأخذون عنه الفقه ، والاصول ، والرياضيّات ، والأدب وغيرها.

لقد اخذ عن «الشيخ البهائيّ» عدد كبير من التلاميذ ، وقد جمع «صاحب الغدير» ، «العلّامة الشيخ عبد الحسين الأمينيّ» اسماء تلامذته ومن يروي عنه بالاجازة ؛ كما يلي :

١ ـ الشيخ ابراهيم بن فخر الدين العامليّ.

٢ ـ السيّد نظام الدين احمد بن زين العابدين العلويّ.

٣ ـ الشيخ ابو طالب التبريزيّ.

٤ ـ السيّد ظهير الدين ابراهيم بن قوام الدين الهمدانيّ.

٥ ـ السيّد ابو القاسم الرازيّ.

٦ ـ السيّد احمد بن عبد الصمد الحسينيّ البحرانيّ.

٧ ـ السيّد معين الدين محمّد اشرف الشيرازيّ.

٨ ـ السيّد احمد بن الحسين بن الحسن الموسويّ العامليّ.

٩ ـ السيّد بدر الدين بن احمد العامليّ الأنصاريّ.

٢٨

١٠ ـ كمال الدين الحاج بابا بن ميرزا جان القزوينيّ.

١١ ـ مير محمّد باقر الاسترآباديّ ؛ المشهور ب : طالبان.

١٢ ـ المولى محمّد باقر بن زين العابدين اليزديّ.

١٣ ـ المولى بديع الزمان القهبانيّ.

١٤ ـ الشيخ جعفر بن الشيخ لطف الله بن عبد الكريم الميسيّ العامليّ.

١٥ ـ الشيخ جواد بن سعد بن جواد البغداديّ ؛ المعروف ب : الفاضل الجواد.

١٦ ـ الشيخ جعفر بن محمّد بن الحسن الخطّيّ البحرانيّ.

١٧ ـ المولى حسن عليّ بن عبد الله التستريّ.

١٨ ـ المولى حسين اليزديّ الاردكانيّ.

١٩ ـ السيّد حسين بن كمال الدين ابرز الحسينيّ الحلّيّ.

٢٠ ـ الشيخ حسين بن الحسن العامليّ.

٢١ ـ الشيخ حسين بن عليّ بن محمّد الحرّ العامليّ.

٢٢ ـ السيّد حسين بن محمّد عليّ بن الحسين العامليّ.

٢٣ ـ السيّد حسين بن حيدر الكركيّ.

٢٤ ـ السيّد شرف الدين حسين.

٢٥ ـ ميرزا خاتم بيك اعتماد الدولة الأردوباديّ.

٢٦ ـ المولى خليل بن الغازي القزوينيّ.

٢٧ ـ المولى خليل بن محمّد اشرف القائنيّ الاصفهانيّ.

٢٨ ـ رضيّ الدين بن ابي اللطف القدسيّ.

٢٩ ـ الشيخ زين الدين بن محمّد.

٣٠ ـ المولى سعيد بن عبد الله النصيريّ.

٣١ ـ المولى سلطان حسين بن محمّد باقر الأسترآباديّ.

٣٢ ـ الشيخ سليمان بن عليّ بن راشد البحرانيّ.

٢٩

٣٣ ـ السيّد كمال الدين شاه ميرالحسيني.

٣٤ ـ المولى صالح بن احمد المازندرانيّ.

٣٥ ـ المولى محمّد صادق بن محمّد عليّ التويسركانيّ.

٣٦ ـ المولى محمّد صالح الجيلانيّ.

٣٧ ـ الشيخ صالح بن الحسن الجزائريّ.

٣٨ ـ الشيخ نجيب الدين عليّ بن محمّد بن مكيّ العامليّ.

٣٩ ـ الشيخ زين الدين عليّ بن سليمان البحرانيّ.

٤٠ ـ المولى عبد الوحيد بن نعمة الله الديلميّ الأسترآباديّ.

٤١ ـ الشيخ عليّ بن نصر الله الجزائريّ.

٤٢ ـ الشيخ عليّ بن محمود العامليّ.

٤٣ ـ المولى عزّ الدين عليّ النقيّ بن ابي العلاء محمّد هاشم الكمرئيّ.

٤٤ ـ الشيخ عبد العليّ بن ناصر بن رحمة الله الحويزيّ.

٤٥ ـ الشيخ عبد اللطيف بن عليّ العامليّ.

٤٦ ـ السيّد عبد العظيم بن عبّاس الأسترآباديّ.

٤٧ ـ السيّد شمس الدين عليّ بن محمّد بن عليّ الحسينيّ الخلخاليّ.

٤٨ ـ السيّد بهاء الدين عليّ الحسينيّ التفرشيّ.

٤٩ ـ السيّد شرف الدين عليّ الطباطبائيّ الشولستانيّ.

٥٠ ـ الشيخ نور الدين عليّ بن عبد العزيز البحرانيّ.

٥١ ـ القاضي علاء الدين عبد الخالق ؛ المعروف ب : القاضي زاده الكرهروديّ.

٥٢ ـ المولى مظفر الدين عليّ.

٥٣ ـ الشيخ عليّ بن احمد النباطيّ العامليّ.

٥٤ ـ الشيخ زكيّ الدين عنايت الله بن شرف الدين عليّ القهبانيّ.

٥٥ ـ المولى غياث الدين عليّ الاصفهانيّ.

٣٠

٥٦ ـ السيّد عليّ العلويّ العامليّ.

٥٧ ـ ميرزا قاضي بن كاشف الدين محمّد اليزديّ.

٥٨ ـ المولى محمّد قاسم الجيلانيّ.

٥٩ ـ السيّد سراج الدين قاسم بن محمّد الطباطبائيّ القهبانيّ.

٦٠ ـ المولى محمّد كاظم بن عبد العليّ الجيلانيّ.

٦١ ـ الشيخ لطف الله بن عبد الكريم الميسيّ.

٦٢ ـ السيّد ابو عليّ الماجد بن هاشم البحرانيّ.

٦٣ ـ المولى محمّد محسن الفيض الكاشانيّ.

٦٤ ـ نظام الدين محمّد بن الحسين القرشيّ الساوجيّ.

٦٥ ـ السيّد ميرزا رفيع الدين محمّد النائينيّ.

٦٦ ـ الشيخ محمّد بن عليّ العامليّ.

٦٧ ـ الشيخ محمود بن حسام الدين الجزائريّ.

٦٨ ـ المولى صدر الدين محمّد بن محبّ على التبريزيّ.

٦٩ ـ السيّد محمّد تقيّ بن ابي الحسن الحسينيّ الأسترآباديّ.

٧٠ ـ المولى علاء الدين محمّد بن بدر الدين محمّد القميّ.

٧١ ـ المولى محمّد رضا البسطاميّ.

٧٢ ـ المولى محمّد تقيّ المجلسيّ.

٧٣ ـ الشيخ حسام الدين محمود بن درويش عليّ الحلّيّ.

٧٤ ـ المولى صدر الدين محمّد الشيرازيّ ؛ الشهير ب : الملّا صدراء.

٧٥ ـ المولى صفيّ الدين محمّد القميّ.

٧٦ ـ المولى محمّد باقر بن محمّد مؤمن السبزواريّ.

٧٧ ـ المولى محمّد امين القاري الراويّ.

٧٨ ـ الشيخ بهاء الدين محمّد العامليّ.

٣١

٧٩ ـ الامير شمس الدين محمّد الجيلانيّ.

٨٠ ـ المولى ملك حسين بن ملك عليّ التبريزيّ.

٨١ ـ السيّد محمّد عليّ بن وليّ الاصفهانيّ.

٨٢ ـ القاضي مجد الدين العبّاسيّ الدزفوليّ.

٨٣ ـ المولى معزّ الدّين محمّد.

٨٤ ـ الشيخ محمّد بن سليمان المقابيّ البحرانيّ.

٨٥ ـ الشيخ محمّد بن محمّد بن الحسين الحرّ العامليّ.

٨٦ ـ الشيخ محمّد بن نصّار الحويزيّ.

٨٧ ـ الشيخ ابو الحسن محمّد بن يوسف البحرانيّ.

٨٨ ـ الشيخ محمود بن حسام الدين المشرفيّ الجزائريّ.

٨٩ ـ المولى مراد بن عليّ خان التفرشيّ.

٩٠ ـ المولى محمّد ؛ الشهير ب : التقيّ الصوفيّ القزوينيّ.

٩١ ـ المولى محمّد بن مرتضى بن محمود الكاشانيّ ؛ اخو مولى محمّد محسن الفيض الكاشانيّ.

٩٢ ـ المولى مقصود بن زين العابدين الأسترآباديّ.

٩٣ ـ الشيخ شمس الدين محمّد بن عليّ بن خاتون العامليّ.

٩٤ ـ المولى شريف الدين محمّد الرويدشتيّ ؛ المعروف ب : شريفا الاصفهانيّ.

٩٥ ـ المولى شمس الدين محمّد الكشميريّ.

٩٦ ـ الشيخ هاشم بن احمد بن عصام الدين الأتكانيّ.

٩٧ ـ الشيخ يحيى اللاهيجيّ.

٣٢

ج) آثاره ومصنّفاته.

انّ جميع الذين ارّخوا ل : «الشيخ البهائيّ» ، ذكروا انّه ترك عددا كبيرا من الآثار. وقد ذكر بعضهم انّ عددها يقرب من ستّين مؤلّفا. ووصل بها بعضهم اكثر من مائة اثر ؛ وهاك مؤلّفاته وما نسب اليه :

١ ـ الاثنا عشريّة في الطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والخمس ، والصوم ، والحجّ.

٢ ـ الاجازات.

٣ ـ الاربعون حديثا مع الشرح والبيان.

٤ ـ الارث.

٥ ـ استحباب السورة ؛ او رسالة في عدم وجوب السورة.

٦ ـ استفادة انوار الكواكب من الشمس.

٧ ـ اسرار البلاغة.

٨ ـ الاعتقاديّة ؛ او عقايد الشيعة الاماميّة.

٩ ـ انوار خلاصة الحساب.

١٠ ـ بحر الحساب.

١١ ـ پند اهل دانش وهوش.

١٢ ـ التحفة في تحديد الكرّ وتقديره وزنا ومساحة ؛ او رسالة الكرّ ؛ او رسالة في الكرّ.

١٣ ـ التحفة الحاتميّة.

١٤ ـ ترجمة «محمّد بن اسماعيل».

١٥ ـ تشريح الافلاك.

١٦ ـ تضاريس الارض.

١٧ ـ توضيح المقاصد.

١٨ ـ تهذيب البيان.

١٩ ـ جامع عبّاسيّ.

٣٣

٢٠ ـ الجفر.

٢١ ـ جوابات «عبّاس الصفويّ».

٢٢ ـ جوابات «السيّد زين الدين عليّ بن الحسن الشدقميّ المدنيّ».

٢٣ ـ جوابات المسائل الجزائريّة ، وثلاث مسائل لبعض معاصريه.

٢٤ ـ جوابات المسائل الفقهيّة.

٢٥ ـ الجوهر الفرد.

٢٦ ـ جهة القبلة ؛ او رسالة في القبلة.

٢٧ ـ الحاشية على الاثنى عشريّة تأليف «الشيخ حسن بن الشهيد الثاني» ؛ صاحب معالم الاصول.

٢٨ ـ الحاشية على تشريح الافلاك.

٢٩ ـ الحاشية على تفسير «البيضاويّ».

٣٠ ـ الحاشية على تفسير الكشّاف.

٣١ ـ الحاشية على التكملة في شرح التذكرة النصيريّة.

٣٢ ـ الحاشية على خلاصة الاقوال في علم الرجال.

٣٣ ـ الحاشية على الذكرى.

٣٤ ـ الحاشية على رجال «النّجاشيّ».

٣٥ ـ الحاشية على زبدة الاصول.

٣٦ ـ الحاشية على شرح «العضديّ» على مختصر «ابن الحاجب».

٣٧ ـ الحاشية على الصحيفة السجّاديّة.

٣٨ ـ الحاشية على فهرس «الشيخ منتجب الدين».

٣٩ ـ الحاشية على القواعد والفوائد.

٤٠ ـ الحاشية على مختلف الشيعة في مختلف الشريعة.

٤١ ـ الحاشية على المطوّل.

٣٤

٤٢ ـ الحاشية على معالم العلماء.

٤٣ ـ الحاشية على الفقيه من لا يحضره الفقيه.

٤٤ ـ الحبل المتين.

٤٥ ـ حدائق الصالحين في شرح صحيفة «سيّد الساجدين» ؛ وهي تشتمل شرح دعاء الامام «السجّاد» ـ عليه‌السلام ـ عند دخول شهر رمضان ، وعند رؤية الهلال ، والصباح ، والمساء ومكارم الاخلاق.

٤٦ ـ حلّ اشكالي العطارد والقمر.

٤٧ ـ حلّ البحث في شرح فرع من القواعد تأليف «العلّامة الحلّيّ» ؛ او حلّ عبارة القواعد.

٤٨ ـ حلّ الحروف القرآنيّة.

٤٩ ـ خلاصة الحساب.

٥٠ ـ ديوان بهاء الدين العامليّ.

٥١ ـ الذبيحة ؛ او رسالة في حرمة ذبايح مطلق الكفّار واهل الكتاب ونجاستها.

٥٢ ـ رياض الارواح.

٥٣ ـ رسالة في الاسطرلاب ؛ او الصحيفة في الاسطرلاب ؛ او الصحيفة الاسطرلابيّة.

٥٤ ـ رسالة في الزكاة وتقديرها بالمثاقيل.

٥٥ ـ رسالة في سجود التلاوة ؛ او مقالة في سجدات القرآن واحكامها وآدابها.

٥٦ ـ رسالة في صحّة الصلاة.

٥٧ ـ رسالة في غرائب سور القرآن.

٥٨ ـ رسالة في قراءة سورة بعد الحمد ، او آية.

٥٩ ـ رسالة في القصر في الاماكن الاربعة.

٦٠ ـ رسالة في كرويّة الارض.

٦١ ـ رسالة في معرفة التقويم.

٣٥

٦٢ ـ رسالة في نسبة ارتفاع اعظم الجبال الى قطر الارض ، ورسالة في نسبة القطر الى المحيط.

٦٣ ـ رسالة في الوجود الذهنيّ.

٦٤ ـ رسالة في وحدة الوجود.

٦٥ ـ السوانح الحجازيّة.

٦٦ ـ الزاهرة ؛ او ارجوزة في وصف مدينة «هرات».

٦٧ ـ زبدة الاصول.

٦٨ ـ الرسالة الحريريّة ؛ او ما لا تتمّ الصلاة فيه من الحرير.

٦٩ ـ شرح الجغمينيّ.

٧٠ ـ شرح شرح الروميّ على الجغمينيّ.

٧١ ـ شرح الفرائض النصيريّة.

٧٢ ـ شرح قصيدة البردة.

٧٣ ـ شرح لغز زبدة الاصول.

٧٤ ـ العروة الوثقى.

٧٥ ـ عين الحياة في تفسير القرآن الكريم.

٧٦ ـ فال نامه.

٧٧ ـ الفرائض البهائيّة.

٧٨ ـ الفوائد الرجاليّة.

٧٩ ـ الفوائد الصمديّة ؛ او الصمديّة.

٨٠ ـ الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان.

٨١ ـ القوسيّة.

٨٢ ـ الكافية في النحو.

٨٣ ـ الألغاز ؛ تشتمل : لغز زبدة الاصول ، لغز الصمديّة ، لغز القانون في الطبّ ، لغز

٣٦

الكافية في النحو ، لغز الكشّاف ، لغز «الشيخ لطف الله العامليّ» ، ولغز شعريّ في مدينة «القدس الشريف» وجّهه في رحلة الحجّ ، «الشيخ عمر» ؛ مفتي «القدس الشريف».

٨٤ ـ مثنويات الشعريّة الفارسيّة ؛ وهي تحتوي : شير وشكر ، طوطي نامه ، نان وپنير ، نان وحلوا.

٨٥ ـ المخلاة.

٨٦ ـ مشرق الشمسين واكسير السعادتين.

٨٧ ـ مصباح العابدين.

٨٨ ـ مفتاح الفلاح.

٨٩ ـ ملل ونحل.

٩٠ ـ ميزان المقادير ؛ او اوزان شرعيّ.

٩١ ـ الوجيزة في الدراية.

أدبه.

الف) كتابته.

تمتاز مؤلّفاته بصفة عامّة بانّها خالية من الحشو. ويتفرّع اسلوب كتابته بتنوّع الموضوعات الّتي يعالجها. نراه فى التقريظ : يعتمد الى ضروب من الاستعارات ، والى ترادف فنّيّ قريب من السجع. وفي الكتابة الفنّيّة : التقطيع الصوتيّ والترادف الموسيقيّ ، ملائمين اشدّ التلاؤم مع بيانه العذب والتشبيه الايحائيّ النفسيّ ، المستمدّ من الخيال الشعريّ البعيد ؛ او هو شعر منثور تمتلئ سجعاته بالرشاقة والخفّة. ولا يقلّ اسلوبه الادبيّ في كتبه ومباحثه العلميّة ، رصانة عن اسلوبه في كتبه الأدبيّة والدينيّة ؛ حيث يراعي الترتيب والاحتراز من الحشو والفضول. ويضع العبارة بطريقة تناسب الغرض والمقام في قوّتها وايجازها وسهولتها من غير ما تأنّق في الوشي ، او تماد في الخيال

٣٧

باسلوب خالص من شوائب الغرابة والابتذال. نلاحظ انّه قدّم المادّة العلميّة باسلوب أدبيّ حين سجّع وزاوج في العبارة ؛ دون غلوّ في المحسّنات اللفظيّة والمعنويّة. وانّما ظهر عنده الغنى اللفظيّ ملائما للامتلاء المعنويّ. امّا اسلوبه الادبيّ في كتبه الدينيّة ، هو الغنى اللغويّ ، والبساطة في الاداء وحسن التقسيم. فقد قدّم لكلّ رسالة ، او كتاب بمقدّمة تناسب المقام ، وجمع الى الغنى اللفظيّ والمعنويّ ، المحسّنات البيانيّة من مراعات النظير والاستعارات قريبة المتناول. ولقد بلغ اسلوبه من حيث البلاغة والفصاحة والبيان مداه في مقدّمة كتابه «العروة الوثقى في تفسير القرآن» ؛ لانّه يتحدّث عن كلام الخالق ؛ جلّ وعلا.

ب) شعره العربيّ والفارسيّ.

لقد كان «الشيخ البهائيّ» شاعرا باللغتين العربيّة والفارسيّة ، ومع ذلك لم يصبه ما اصاب الشعراء من ذوي اللسانين الّذين لم يستطيعوا الإجادة بكلتا اللغتين. فكان ما قاله بالفارسيّة بمستوى ما قاله بالعربيّة ؛ وربّما ارقى من حيث فنون القول وعرض المعانيّ.

هو شاعر دينيّ ؛ وقد تمثّل شعره الدينيّ في المديح النبويّ ، ومديح اهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ والحنين الى عتباتهم المقدّسة ، والموعظة. ولا نجد في ديوانه بيتا مدحيّا واحدا موجّها الى الحكّام والأمراء الصفويّ.

في رحاب عالمه الشعريّ ، انّا نجد انفسنا امام شاعر انسانيّ السّمات. رقى شعره العربيّ عن شعر العربيّ المعاصر له ؛ لانّ عناصر ثقافته غنيّة متنوّعة ، عربيّة وفارسيّة وهنديّة ، فقهيّة وفلسفيّة وعلميّة وادبيّة ؛ كما انّ في شعره ، الكثير من اللمعات الفكريّة المشعّة ، والعواطف الرقارقة الخالصة ؛ لذا ابدع ما لم يبدعه الآخرون ، ووصل الى هدف قصّر عنه الباقون. لم يستخدم في شعره العربيّ ، ايّة كلمة غير عربيّة ـ كما فعل شعراء العصر العباسيّ ، الّذين وجد في شعرهم كثير من الكلام الدخيل ـ على رغم من انّه امضى معظم حياته في «ايران» ؛ ولكن فقد نظم كثيرا من شعره العربيّ على طريقة الدوبيت الفارسيّة ،

٣٨

او الرباعيّات.

في شعره الفارسيّ ، هو اوّل من نظم الشعر الفارسيّ على بحر الخبب ؛ كذلك ، لم يتّبع اسلوب التصنيع الّذي صبغ الشعر الفارسيّ في عصره الّذي سمّي بالفارسيّ «سبك هنديّ» ، يقول «سعيد نفيسيّ» : انّه الوحيد الّذي لم يتّبع هذا الاسلوب. وهو في محافظته على رصانة شعره ، صار على خطى الشعراء الكبّار : فهو في الرباعيّات والغزل العرفانيّ متأثّر بشعر «شمس الدين محمّد الحافظ الشيرازيّ» ، وفي المثنويّات يسير على خطى «جلال الدين الروميّ» و «فريد الدين العطّار النيشابوريّ».

لم يجمع «الشيخ البهائيّ» شعره. انّما توزّع كثير منه في كتابه «الكشكول» ، وتفرّق القسم الآخر في كتب الادب والتراجم الّتي ألّفت في عصره ، او بعد عصره في عدد من الامصار. وعلى ما يقول «الحرّ العامليّ» في «أمل الآمل» : انّ اوّل من جمع شعر «الشيخ البهائيّ» بعد حياته بقليل ، هو «محمّد رضا الحرّ».

٣٩
٤٠