حيدر المحلاتي
الموضوع : التراجم
الناشر: المكتبة الأدبيّة المختصّة
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-185-0
الصفحات: ٣٤٤
الملاحق
الملحق رقم (١)
شجرة آل الفرطوسي
الملحق رقم (٢)
من صور الفرطوسي
الملحق رقم (٣)
الفرطوسي في الشعر
أخي (١)
|
السيد محمد جمال الدين الهاشمي |
يرف إليـك قلـب مستهـام |
|
كما رفت على الأيك الحمـام |
وتلتفت العواطف وهي حسرى |
|
لعهـد قد نمـا فيـه الغـرام |
ويندفـع النشيـد إليه شوقـاً |
|
فـللأنغـام حشد وازدحـام |
تحن إلى ليـال قـد تـوالت |
|
علينـا ، والخطوب بهـا نيام |
تـدور بها العواطف جائشات |
|
كما دارت على الشرب المدام |
بهـا نعـم الشباب بما اشتهاه |
|
وحاشـا لـم يدنسـه الحرام |
إلـى أن شاخ عمر الدهر فينا |
|
ولفـت عـن مـرابعنا الخيام |
هرمنا وانزوت عنا الأمانـي |
|
وجفّ الحقـل وانطفأ الهيـام |
وأمست تعبث الأحـداث فينا |
|
وعدنا لا نسيـم ولا نسـام |
قنعنا بـالحيـاد نلـوذ فيـه |
|
فليس لنـا اصطراع واصطدام |
ولكن الزمـان أبى علينـا |
|
هدوء يستكـن بـه السـلام |
فشق علـى بقايا العزم حرباً |
|
من الأعصاب ليس لهـا نظام |
فاقعدنـي ، وأطفأ منك فجراً |
|
به قـد كان ينجـاب الظلام |
__________________
١ ـ أرسلها الشاعر من النجف إلى الشيخ الفرطوسي عندما كان يقيم في « سويسرا » للعلاج عام ١٣٨٥ هـ. وكان الشيخ الفرطوسي قد بعث إليه قصيدة « ذكريات » على نفس الوزن والقافية.
وسرت إلى «السويس» وان قلبي |
|
على بلد حواك لـه حيــام |
* * *
اخَيَّ أثـرت احسـاسي بشعر |
|
يفوح هوى كما فـاح البشام |
عواطف منك قد دمعت فادمت |
|
كلومي فهي مـن ألم كـلام |
وقد يبري الـكلام بشفرتيـه |
|
أسى مـا ليس يبريـه الحسام |
ندبت به « أبا المهدي » كهفاً |
|
به للدين حرز واعتصـام (١) |
إمـام المؤمنين هـدىً وعلماً |
|
وللإسـلام حصـن لا يـرام |
أبو الغـرر العظـام تزل عنه |
|
إذا اصطدمت به النوب الجسام |
بــراه الله لـلإيمـان ظـلاً |
|
تلـوذ به المجـاهدة الكـرام |
ودام علـى الهدى منه لـواء |
|
بـه للنصـر سعـي واقتحام |
* * *
فزعت إلى أبي الحسنين حـبّاً |
|
به ينجـو المحـبّ المستظـام |
وصي المصطفى من فيه قامت |
|
شريعتـه وطـال لهـا مقـام |
يجلّ عن القياس بمـن سـواه |
|
ويعظم أن يقاس بـه الأنـام |
إذا ذكـر اسمـه رفـت عليه |
|
من الله التحيــة والسـلام |
به تقضى الحوائج حين تعصي |
|
على أحـد وتنكشف العظام |
ولايتـه لنـا حـرز وأرجـو |
|
بهـا لك أن يفـارقك السقام |
* * *
تبلغك التحـايا الغر صحب |
|
على ما عاهـدوك به أقاموا |
إليك هفت عـواطفهم ظماء |
|
وفـي النجوى يبل لهم أوام |
فطب نفساً فـانّك في سماء |
|
من الذكرى يجللها احتشام (٢) |
__________________
١ ـ أبو المهدي هو المرجع الديني آية الله السيد محسن الحكيم.
٢ ـ ديوان الهاشمي ، مخطوط.
أخي منعم (١)
|
السيد محمد جمال الدين الهاشمي |
قفا واغمر الحفل آلاماً واشجانا |
|
وثُر على الوضع طـوفاناً وبركانا |
وخاطب المـربع المهجور أنّ به |
|
روحاً تقمّصها التاريخ جثمـانا |
في ذمـة الفن آيـات يـرددها |
|
فـم الزمان على الأجيـال قرآنا |
كانت بها حفلات الروح عامرة |
|
بالسحر ما يهتز منها الدهر نشوانا |
من أخرس الوتر المـرنان فانبعث |
|
تمنـه الأغـاريد أعوالاً وارنـانا |
أيـن الاُولى رفعوا للشعر أخبية |
|
يرتاح فـي ظلها الوجدان جذلانا |
صـانت بـه لغـة القرآن رافعة |
|
لـها كياناً يهـز الـدهر عنـوانا |
وأرهفت قابليات جرت فشأت |
|
مواهبـاً خطت التـاريخ ميـدانا |
كم فـي الغري رعاه الله محتفـلاً |
|
في ذمـة الـذوق نرعـاه ويرعانا |
مـدارس الوحي كم ربّت عباقرة |
|
يعنو لها الفن اخـلاصاً وإيمـانا |
عـجّت بها حلبات الشعر بـاكية |
|
حينـاً وبـاسمة بـالشدو أحيانا |
فـان هـوى علم للمجـد ترفعه |
|
شعـراً يـرفرف تأبينـاً وتحنانا |
تكـرم الشعـر فـي تكريم رفعته |
|
وترفع الشعر فـي تـرفيعه شانا |
__________________
١ ـ في رثاء الشيخ علي الفرطوسي عم الشاعر عبدالمنعم. نظمت في الأول من جمادى الثانية عام ١٣٧١ هـ.
حتى نما الوحي افناناً وذاق بـه |
|
وادي الغري من الامتاع افنانا |
أواه صوح ذاك الحقل وانتثرت |
|
أزهاره وذوى حسنـاً واحسانا |
* * *
اُخَيَّ منعم هاك الكأس فاض بها |
|
قلبي كمـا تشتهي حبّاً ووجدانا |
وقد يسوؤك أن أغفى النديم ولم |
|
يستقبل السمر السكران سكرانا |
فقد تغيّر لـون الحبّ واختلفت |
|
قيثارة الـروح أوتـاراً والحانا |
لـم يبق للحب كِنٌّ نستظل بـه |
|
فقـد تبعثـر أكنـاناً وأوكـانا |
* * *
منـي السلام على عهد ومجتمع |
|
عشنا به في ظلال الحب اخوانا |
وللقلـوب صفاء لا يكــدره |
|
تفـاوت الجنس اقداراً واثمـانا |
المجـد ما شادت التقوى قواعده |
|
والنصر ما حازه الإيمان اذعانا |
* * *
على الفقيد سقى الغفران تـربته |
|
نثرت دمعي مقاطيعـاً وأوزانـا |
شيخ أناف على السبعين ما انحرفت |
|
أيامـه الغر عن نهج الهدى آنـا |
جارى الحوادث حتى فاتها فهوت |
|
ترجوه لو ترتجى الأحداث غفرانا |
لم يشك من نوب الدنيا ولو عثرت |
|
بالبحر يوماً لهاج البحر طـوفانا |
انّ الرضـا بقضـاء الله منـزلـة |
|
يسمو لها من سمـا بالله عـرفانا |
يقضي النهار وذكر الله يعمـره |
|
وبالمناجاة يقضي الليل سهـرانا |
يهنيه عمـر مضى والخير يصحبه |
|
والخلد سجله للمجـد برهانـا |
كالفجر زال وأبقى اللطف يعرضه |
|
للذوق ما شاء أوصـافاً وألوانـا |
عمر كما شاءه الإيمان ما تركت |
|
بـه الحوادث أو ضاراً وأدرانـا |
في ذمـة الفضل والإيمـان سيرته |
|
تبقى لترشـد أجيالاً وأزمـانا |
صبراً ذويه على ما نابكم فبكـم |
|
قد أنزل الصبر قبل اليوم فرقانا (١) |
__________________
١ ـ محمد جمال الدين الهاشمي : ديوان وحي الشعور ، مخطوط.
يافارس الحمى (١)
الشيخ محمد حيدر (٢)
ضـاربَ العود أنت في كل نفس |
|
وتـرٌ غـارقٌ بأحلام عُـرس |
قـد تعاليت في طباعك حتـى |
|
قيل بعض الطباع من غير جنس |
عبـرٌ قد عبـرتهـا لاهثـات |
|
وتقحمت نـارها فـي دمقس |
نشوة العمرـ والشباب طريٌ ـ |
|
أنـت غنيتهـا بآيـات قـدس |
وتعرفت ـ والمعارف شتى ـ |
|
( بـالخليلين من يراع وطرس ) |
أنت فـي مطلع السعـادة نجم |
|
كيـف تشقى وما أغيم بنحس |
ألـف درس من الحـوادث يُتلى |
|
أنـت أوجـزت محتواها بدرس |
* * *
شعلةُ الفكـر ما تـزال تغـذي |
|
فحمة الليـل بين يومـي وأمسـي |
تتحدى الأبعاد ـ والنجم غاف ـ |
|
بسنـاها فـي كـل تيـه ولبـس |
لست فـي ناظريـك أنت مُدلٌ |
|
إنّمـا أنـت بـانـطلاقـة حـسّ |
لست يافارس الحمى ـ والكفاح الـ |
|
ـمر يضري تجول من غير ترس |
__________________
١ ـ كان المرحوم الفرطوسي قد ضعف بصره أواخر عمره ونظم قصيدة رقيقة في ذلك ، مطلعها :
إن يومي الكئيب يبكي لأمسي * وكأني أرثـي لنفسي نفسي
وقد أثارت القصيدة عواطف عدد من أصدقائه الشعراء ، فباروا القصيدة بوزنها وقافيتها اكباراً للشيخ الفرطوسي وتخفيفاً من آلامه ومنها هذه القصيدة والتي تليها.
٢ ـ محمد حيدر ولد سنة ١٣٤٦ هـ. عالم متجدد في اُسلوبه ، وشاعر متفنن ، وكاتب جليل وخطيب متكلم. له « ديوان شعر ». ( معجم رجال الفكر والأدب في النجف ، ج ١ ، ص ٤٦١ ).