محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-09-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٦٧
[ ١٢٤٩٩ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أفضل الصدقة صدقة عن ظهر الغنى (١).
ورواه الصدوق مرسلاً (٢). ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد مثله (٣).
[ ١٢٥٠٠ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن المثنّى قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ) (١) ؟ فقال : كان فلان بن فلان الأنصاري ـ سمّاه ـ وكان له حرث فكان إذا أخذ يتصدّق به فيبقى هو وعياله بغير شيء ، فجعل الله عزّ وجلّ ذلك سرفاً.
[ ١٢٥٠١ ] ٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أفضل الصدقة صدقة تكون عن فضل الكفّ.
[ ١٢٥٠٢ ] ٥ ـ وعن أبي علي الأشعرى ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
__________________
٢ ـ الكافي ٤ : ٤٦ / ٢ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٢٨ ، وبسند آخر في الحديث ٢ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.
(١) في نسخة : ظهر غنى ( هامش المخطوط ).
(٢) الفقيه ٢ : ٣٠ / ١١٥.
(٣) ثواب الأعمال : ١٧٠ / ١٥.
٣ ـ الكافي ٤ : ٥٥ / ٥ ، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٢٩ من أبواب النفقات.
(١) الأنعام ٦ : ١٤١.
٤ ـ الكافي ٤ : ٤٦ / ٣.
٥ ـ الكافي ٤ : ٢٦ / ١ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٢٦ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٨ ، وفي الحديث ١ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كلّ معروف صدقة ، وأفضل الصدقة عن (١) ظهر غنى ، وابدأ بمن تعول ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، ولا يلوم الله على الكفاف.
ورواه الصدوق مرسلاً (٢).
[ ١٢٥٠٣ ] ٦ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمّد بن الحسن المقري ، عن محمّد بن سهل ، عن أحمد بن عمر ، عن محمّد بن كثير ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكا إليه الجوع ، فبعث إلى بيوت أزواجه فقلن : ما عندنا إلاّ الماء ، فقال : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : أنا له يا رسول الله وأتى فاطمة فقال لها : ما عندك ؟ فقالت : ما عندنا إلاّ قوت الصبية ، لكنّا نؤثر ضيفنا ، فقال علي عليهالسلام : نومي الصبية وأطفئي المصباح ، فلما أصبح علي عليهالسلام غدا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتى أنزل الله : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ) (١).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢).
__________________
(١) في الفقيه : علىٰ ( هامش المخطوط ).
(٢) الفقيه ٢ : ٣٠ / ١١٥.
٦ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٨٨.
(١) الحشر ٥٩ : ٩.
(٢) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.
|
٤٣ ـ باب كراهة اختيار المشي في طريق لا يقصده السؤال ، واستحباب التعرّض لهم ، وكثرة الصدقة عليهم |
|
[ ١٢٥٠٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن ابن أبي نصر قال : قرأت في كتاب أبي الحسن عليهالسلام إلى أبي جعفر عليهالسلام : يا أبا جعفر ، بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير ، وإنّما ذلك من بخل بهم لئلاّ ينال منك أحد خيراً ، وأسألك بحقّي عليك ، لا يكن مدخلك ومخرجك إلاّ من الباب الكبير ، فإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضّة ثمّ لا يسألك أحد شيئاً إلاّ أعطيته ، ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقل من خمسين ديناراً ، والكثير إليك ، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً ، والكثير إليك ، إنّي إنّما اُريد بذلك أن يرفعك الله ، فأنفق (١) ولا تخش من ذي العرش إقتاراً.
ورواه الصدوق في ( عيون الأخبار ) عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن يحيى العطار (٢).
أقول : وتقدم ما يدلّ على ذلك (٣).
__________________
الباب ٤٣
فيه حديث واحد
١ ـ الكافي ٤ : ٤٣ / ٥.
(١) في نسخة من العيون : فاتق الله ( هامش المخطوط ).
(٢) عيون الأخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٨ / ٢٠.
(٣) تقدم ما يدل علىٰ بعض المقصود في الباب ٦ من هذه الأبواب.
|
٤٤ ـ باب استحباب إنفاق شيء في كلّ يوم ولو يسيراً ، وأحكام النفقات |
|
[ ١٢٥٠٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : دخل عليه مولى له فقال له : هل أنفقت اليوم شيئاً ؟ فقال : لا والله ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : فمن أين يخلف الله علينا ؟ أنفق ولو درهماً واحداً.
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في النكاح ، إن شاء الله (١).
|
٤٥ ـ باب تأكّد استحباب الصدقة ولو بالجاه ، ووجوبها على صاحب الضرورة |
|
[ ١٢٥٠٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجلّ : ( وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) (١) قال : هو الزمن الذي لا يستطيع أن يخرج لزمانته.
[ ١٢٥٠٧ ] ٢ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن سليمان بن سفيان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
__________________
الباب ٤٤
فيه حديث واحد
١ ـ الكافي ٤ : ٤٤ / ٩.
(١) يأتي في أبواب النفقات من كتاب النكاح.
وتقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.
الباب ٤٥
فيه حديثان
١ ـ الكافي ٤ : ٤٦ / ٤.
(١) الحج ٢٢ : ٢٨.
٢ ـ الكافي ٤ : ٤٦ / ١.
قال : يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش ومن سكت مات ، قلت : فما أصنع إن أدركت ذلك الزمان ؟ قال : تعينهم بما عندك فإن لم تجد فبجاهك (١).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
|
٤٦ ـ باب استحباب الصدقة بأطيب المال وأحلّه ، وعدم جواز الصدقة بالمال الحرام مع العلم بصاحبه |
|
[ ١٢٥٠٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب قال : في رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزّ وجلّ : ( أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) (١) فقال : كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهليّة فلمّا أسلموا أرادوا أن يخرجوها من أموالهم فيتصدّقوا بها ، فأبى الله عزّ وجلّ أن يخرجوا إلاّ من أطيب ما كسبوا.
[ ١٢٥٠٩ ] ٢ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( المشيخة ) للحسن بن محبوب : عن صالح بن رزين ، عن شهاب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) (١) ؟ فقال في الكسب : هم قوم
__________________
(١) في المصدر : فتجاهد.
(٢) تقدم في الباب ١ ، وعلى بعض المقصود في الحديث ٥ من الباب ٢١ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب ، وعلى بعض المقصود في الباب ٣٤ من أبواب فعل المعروف.
الباب ٤٦
فيه ٧ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٤٨ / ١٠.
(١) البقرة ٢ : ٢٦٧.
٢ ـ مستطرفات السرائر : ٨٩ / ٤١ ، وأورده في الحديث ٢ ، ونحوه في الحديث ١ من الباب ١٩ من أبواب زكاة الغلات.
(١) البقرة ٢ : ٢٦٧.
كسبوا مكاسب خبيثة قبل أن يسلموا ، فلمّا أن حسن إسلامهم أبغضوا ذلك الكسب الخبيث وجعلوا يريدون أن يخرجوه من أموالهم فأبى الله أن يتقرّبوا إليه إلاّ بأطيب ما كسبوا.
[ ١٢٥١٠ ] ٣ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق عليهالسلام : لو أن الناس أخذوا ما أمرهم الله به فأنفقوه فيما نهاهم الله عنه ما قبله منهم ، ولو أخذوا ما نهاهم الله عنه فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم ، حتى يأخذوه من حقّ وينفقوه في حقّ.
ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله (١).
[ ١٢٥١١ ] ٤ ـ وفي ( المقنع ) عن الحلبي ، أنّه سأل الصادق عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَلا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) (١) ؟ فقال : كان الناس حين أسلموا عندهم مكاسب من الربا ومن أموال خبيثة ، فكان الرجل يتعمّدها من بين ماله فيتصدّق بها ، فنهاهم الله عن ذلك ، وإنّ الصدقة لا تصلح إلاّ من كسب طيّب.
[ ١٢٥١٢ ] ٥ ـ ورواه العيّاشي في ( تفسيره ) عن أبي الصباح ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
[ ١٢٥١٣ ] ٦ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن محمّد بن القاسم الاسترابادي ،
__________________
٣ ـ الفقيه ٢ : ٣١ / ١٢١.
(١) الكافي ٤ : ٣٢ / ٤.
٤ ـ المقنع : ٥٤.
(١) البقرة ٢ : ٢٦٧.
٥ ـ تفسير العياشي ١ : ١٤٩ / ٤٩٢.
٦ ـ معاني الأخبار : ٣٣ / ٤.
عن يوسف بن محمّد بن زياد ، وعلي بن محمّد بن سيّار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه ، عن الصادق عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ قال : إنّ من اتّبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعتُ غثاء العامّة (١) تعظّمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني ، فرأيته قد أحدق به خلق كثير من غثاء العامّة ، فما زال يراوغهم حتى فارقهم ولم يقر ، فتبعته فلم يلبث أن مرّ بخبّاز فتغفّله فأخذ من دكّانه رغيفين مسارقة فتعجّبت منه ، ثمّ قلت في نفسي : لعلّه معاملة ، ثم مرّ بعده بصاحب رمّان فما زال به حتى تغفّله وأخذ من عنده رمّانتين مسارقه فتعجّبت منه ، ثمّ قلت في نفسي : لعلّه معاملة ، ثمّ أقول : وما حاجته إذاً إلى المسارقة ؟! ثمّ لم أزل أتبعه حتى مرّ بمريض فوضع الرغيفين والرمّانتين بين يديه ـ ثم ذكر أنّه سأله عن فعله ـ فقال له : لعلّك جعفر بن محمّد ؟ قلت : بلى ، فقال لي : فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك ؟! فقلت : وما الذي جهلت منه ؟ قال : قول الله عزّ وجلّ : ( مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا ) (٢) ، وإنّي لمّا سرقت الرغيفين كانت سيّئتين ، ولمّا سرقت الرمّانتين كانت سيّئتين ، فهذه أربع سيّئات ، فلمّا تصدّقت بكلّ واحدة منها كان لي أربعين حسنة ، فانتقص من أربعين حسنة أربع سيّئات وبقى لي ستّ وثلاثون حسنة ، فقلت له : ثكلتك اُمّك ، أنت الجاهل بكتاب الله ، أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ ) (٣) إنّك لما سرقت رغيفين كانت سيّئتين ، ولما سرقت رمّانتين كانت أيضا سيّئتين ، ولمّا دفعتهما إلى غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما كنت إنّما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات ، ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات فجعل يلاحظني فانصرفت وتركته ،
__________________
(١) في الاحتجاج : الناس ( هامش المخطوط ).
(٢) الأنعام ٦ : ١٦٠.
(٣) المائدة ٥ : ٢٧.
قال الصادق عليهالسلام : بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يُضلّون ويضلّون (٤).
ورواه العسكري عليهالسلام في ( تفسيره ) (٥).
ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) مرسلاً (٦).
[ ١٢٥١٤ ] ٧ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله : ( وَلا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) (١) قال : كانت بقايا في أموال الناس أصابوها من الربا ومن المكاسب الخبيثة قبل ذلك ، فكان أحدهم يتممها فينفقها ويتصدّق بها ، فنهاهم الله عن ذلك.
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك على التصدّق بالمال الحرام مع عدم العلم بالمالك في الحجّ (٢) ، وفي التجارة (٣) ، وفي اللقطة (٤) ، وغير ذلك (٥).
__________________
(٤) فيه أن الحمل علىٰ الظاهر تأويل ، ولا يخفى أن ذلك مخصوص بحمل العام علىٰ الأفراد التي ليست بظاهرة الفردية ، كما في الصورة المفروضة في الحديث ، أو علىٰ العمل بظواهر القران التي لا يوافقها حديث ، ليؤمن به من النسخ والتخصيص والتقييد ونحوها ، وذلك قد تواتر النص بالمنع منه وعلىٰ هذا فالحمل علىٰ الظاهر في القرآن واستنباط الأحكام النظرية منه قبل التفحص عن تفسيره وتأويله وتخصيصه وتقييده ونحوها داخل في التأويل المذكور في قوله تعالى ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) وغير ذلك من الآيات والروايات المتواترة الصريحة والله أعلم ، ولا يلزم من ذلك الدور لوجود الروايات الصريحة ، وانتفاء التقية « منه قده ».
(٥) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٤ و ٤٥ / ٢٠.
(٦) الاحتجاج : ٣٦٩.
٧ ـ تفسير العياشي ١ : ١٤٩ / ٤٩١.
(١) البقرة ٢ : ٢٦٧.
(٢) يأتي في الباب ٥٢ من أبواب وجوب الحج.
(٣) يأتي في البابين ٤ ، ٥٠ من أبواب ما يكتب به.
(٤) يأتي في البابين ٢ ، ٧ من أبواب.
(٥) يأتي في الحديث ٢٢ من الباب ٢٦ من أبواب آداب المائدة.
٤٧ ـ باب استحباب إطعام الطعام
[ ١٢٥١٥ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق عليهالسلام : المنجيات : إطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصلاة بالليل والناس نيام.
[ ١٢٥١٦ ] ٢ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أحمد بن محمّد وابن فضّال جميعاً ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال إنّ الله عز وجلّ يحبّ إطعام الطعام وإراقة الدماء.
وعن محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام نحوه (١).
[ ١٢٥١٧ ] ٣ ـ وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ إشباع جوعة المؤمن ، أو تنفيس كربته ، أو قضاء دينه.
__________________
وتقدم ما يدل علىٰ ذلك في الحديث ١ من الباب ٢ من أبواب مكان المصلي ، وفي الباب ١٩ من أبواب زكاة الغلات.
الباب ٤٧
فيه ٥ أحاديث
١ ـ الفقيه ٢ : ٣٥ / ١٤٦ ، وأورده عن الكافي في الحديث ٥ من الباب ١٦ من أبواب فعل المعروف.
٢ ـ الكافي ٤ : ٥١ / ٨ ، وأورده في الحديث ٧ ، ونحوه في الحديث ٦ من الباب ١٦ من أبواب فعل المعروف ، وعن المحاسن في الأحاديث ٣ ، ١١ ، ١٢ ، ١٥ من الباب ٢٦ من أبواب آداب المائدة.
(١) الكافي ٤ : ٥١ / ٦.
٣ ـ الكافي ٤ : ٥١ / ٧.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (١).
[ ١٢٥١٨ ] ٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن سعيد ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اُتي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باُسارى فقدّم رجل منهم ليضرب عنقه ، فقال له جبرئيل : أخّر هذا اليوم يا محمّد ، فردّه وأخرج غيره حتى كان هو آخرهم فدعا به ليضرب عنقه ، فقال له جبرئيل : يا محمّد ، ربّك يقرؤك السلام ويقول لك : إنّ أسيرك هذا يطعم الطعام ، ويقري الضيف ، ويصبر على النائبة ، ويحمل الحمالات ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : إنّ جبرئيل أخبرني فيك عن الله بكذا وكذا وقد اعتقتك ، فقال له : وإنّ ربّك ليحبّ هذا ؟ فقال : نعم ، قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله ، والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لا رددت عن مالي أحداً أبداً.
[ ١٢٥١٩ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر ، عن أبيه ، أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام من السكّين في السنام.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا (٢) ، وفي
__________________
(١) التهذيب ٤ : ١١٠ / ٣١٨.
٤ ـ الكافي ٤ : ٥١ / ٩.
٥ ـ الكافي ٤ : ٥١ / ١٠ ، وأورده في الحديث ٨ من الباب ١٦ من أبواب فعل المعروف ، وفي الحديث ١٨ من الباب ٢٦ من أبواب آداب المائدة.
(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٤ ، وفي الحديث ٦ من الباب ٨ ، وفي الحديث ٨ من الباب ١٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٤ من الباب ٢ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
(٢) يأتي في الحديثين ٤ ، ٧ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب ، وفي الباب ١٦ من أبواب فعل المعروف ، وفي الحديث ٩ من الباب ١ من أبواب العتق.
الأطعمة إن شاء الله (٣).
|
٤٨ ـ باب استحباب تصدّق الإِنسان بأحبّ الأشياء إليه وأطيب الأطعمة كالسكّر ونحوه |
|
[ ١٢٥٢٠ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن معمّر بن خلاّد قال : كان أبو الحسن الرضا عليهالسلام إذا أكل اُتي بصحفة فتوضع بقرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام ممّا يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئاً فيضع في تلك الصحفة ثمّ يأمر بها للمساكين ، ثمّ يتلو هذه الآية ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) (١) ثمّ قال : علم الله عزّ وجلّ أنّه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنّة.
[ ١٢٥٢١ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن شعيب ، عن الحسين بن الحسن بن عاصم (١) ، عن يونس ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام إنّه كان يتصدّق بالسكّر ، فقيل له : أتتصدّق بالسكّر ؟ قال : نعم ، إنّه ليس شيء أحب إليّ منه ، وأنا اُحبّ أن أتصدّق بأحبّ الأشياء إليّ.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد عن الحسين ، عن القاسم بن الحسين ، عن الحسين بن عاصم بن يونس (٢) ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله
__________________
(٣) يأتي في البابين ٢٣ ، ٢٦ من أبواب آداب المائدة ، وفي الباب ٨٨ من أبواب أحكام العشرة.
الباب ٤٨
فيه حديثان
١ ـ الكافي ٤ : ٥٢ / ١٢.
(١) البلد ٩٠ : ١١.
٢ ـ الكافي ٤ : ٦١ / ٣.
(١) في نسخة : الحسين بن الحسن ، عن عاصم ( هامش المخطوط ) ...
(٢) في نسخة : الحسين بن عاصم ، عن يونس ( هامش المخطوط ) ...
عليهالسلام (٣).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٤).
|
٤٩ ـ باب تأكّد استحباب سقي الماء الناس والبهائم ولو في موضع يوجد فيه |
|
[ ١٢٥٢٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام (١) قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أوّل ما يبدأ به في الآخرة صدقة الماء ـ يعني : في الأجر ـ.
ورواه الصدوق مرسلاً (٢).
ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد مثله ، إلى قوله : صدقة الماء (٣).
[ ١٢٥٢٣ ] ٢ ـ وعنه ، عن محمّد بن عبد الله بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن مسمع ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أفضل الصدقة إبراد كبد حرّىٰ (١).
__________________
(٣) التهذيب ٤ : ٣٣١ / ١٠٣٦.
(٤) تقدم في الباب ٤٦ من هذه الأبواب.
الباب ٤٩
فيه ٧ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٥٧ / ١.
(١) في الثواب : عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام ( هامش المخطوط ).
(٢) الفقيه ٢ : ٣٦ / ١٤٩.
(٣) ثواب الأعمال : ١٦٨ / ٢.
٢ ـ الكافي ٤ : ٥٧ / ٢.
(١) الكبد الحرّىٰ : المراد حياة صاحبها لأنه إنّما تكون كبد حرّىٰ اذا كان فيها حياة ، أو
ورواه الصدوق مرسلاً (٢).
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٣).
[ ١٢٥٢٤ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة ، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفساً ، ومن أحيا نفساً فكأنّما أحيا الناس جميعاً.
ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله (١).
[ ١٢٥٢٥ ] ٤ ـ وعن علي بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جاء أعرابي إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : علّمني عملاً أدخل به الجنّة ، فقال : أطعم الطعام ، وأفش السلام ، قال : فقال لا اُطيق ذلك ، قال : فهل لك إبل ؟ قال : نعم ، قال : فانظر بعيراً فاسق عليه أهل بيت لا يشربون الماء إلاّ غبّاً فلعلّه لا ينفق بعيرك ولا يتخرّق (١) سقاؤك حتى تجب لك الجنّة.
[ ١٢٥٢٦ ] ٥ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن ضريس بن عبد الملك ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله تبارك
__________________
العطشىٰ ( مجمع البحرين ـ حرر ـ ٣ : ١٢٦٤ ).
(٢) لم نعثر عليه في الفقيه.
(٣) التهذيب ٤ : ١١٠ / ٣١٩.
٣ ـ الكافي ٤ : ٥٧ / ٣.
(١) الفقيه ٢ : ٣٦ / ١٥١.
٤ ـ الكافي ٤ : ٥٧ / ٥.
(١) كذا في الاصل والمخطوط ، لكن في المصدر : لا ينخرق.
٥ ـ الكافي ٤ : ٥٨ / ٦.
وتعالى يحبّ إبراد الكبد الحرّىٰ ، ومن سقى كبداً حرّىٰ من بهيمة وغيرها (١) أظلّه الله (٢) يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه.
ورواه الصدوق مرسلاً (٣).
[ ١٢٥٢٧ ] ٦ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن علي بن محمّد بن حبيش (١) ، عن إبراهيم بن محمّد الدينوري ، عن عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز ، عن يحيى بن عبد الحميد ، عن إسحاق بن سعيد ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : أتى رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : ما عمل إن عملت به دخلت الجنّة ؟ قال : اشتر سقاءاً جديداً ثمّ اسق فيها حتى تخرقها فإنّك لا تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنّة.
[ ١٢٥٢٨ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة ، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن كسا مؤمناً كساه الله من الثياب الخضر.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
__________________
(١) في نسخة : أو غيرها ( هامش المخطوط ).
(٢) في الفقيه زيادة : في ظل عرشه ( هامش المخطوط ).
(٣) الفقيه ٢ : ٣٦ / ١٥٠.
٦ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣١٧.
(١) في المصدر : علي بن محمد بن خشيش.
٧ ـ ثواب الأعمال : ١٦٤ / ٢ ، واورد صدره عن الكافي في الحديث ١ من الباب ٣٢ من أبواب آداب المائدة.
(١) تقدم ما يدل علىٰ بعض المقصود في الحديث ٣ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في الباب ٢٠ ، وعلىٰ بعض المقصود في الحديث ٤ من الباب ٢٩ من أبواب فعل المعروف.
|
٥٠ ـ باب استحباب البرّ بالإِخوان ، والسعي في حوائجهم ، وصلة فقراء الشيعة |
|
[ ١٢٥٢٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد (١) ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن عبد الله (٢) ، عن محمّد بن يزيد ، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام قال : من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا ، ومن لم يستطع أن يزور قبورنا فليزر قبور صلحاء إخواننا.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٣).
[ ١٢٥٣٠ ] ٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن جميل قال : قال الصادق عليهالسلام : خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم ، ومِن خالص الإِيمان البرّ بالإِخوان والسعي في حوائجهم ، وإنّ البارّ بالإِخوان ليحبّه الرحمن ، وفي ذلك مرغمة الشيطان ، وتزحزح عن النيران ، ودخول الجنان ثم قال لجميل : يا جميل أخبر بهذا غُرر أصحابك ، قلت : جعلت ، فداك ، من غُرر أصحابي؟ قال : هم البارّون بالإِخوان في العسر واليسر ... الحديث.
ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عمّن
__________________
الباب ٥٠
فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٥٩ / ٧ ، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٩٧ من أبواب المزار.
(١) في المصدر : أحمد بن محمد.
(٢) في نسخة : محمّد بن عبيد الله ( هامش المخطوط ) ، وما في المتن موافق للوافي.
(٣) التهذيب ٤ : ١١١ / ٣٢٤.
٢ ـ الفقيه ٢ : ٣٣ / ١٣٤ ، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٢٨ ، ونحوه في الحديث ٢ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.
حدّثه ، عن جميل بن درّاج مثله (١).
[ ١٢٥٣١ ] ٣ ـ قال الصدوق : وقال الصادق عليهالسلام : من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا (١) يكتب له ثواب صلتنا ، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا (٢) يكتب له ثواب زيارتنا.
[ ١٢٥٣٢ ] ٤ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن ابن الغضائري ، عن التلعكبري ، عن محمّد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي قتادة ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ أنّه قال للمعلّى بن خنيس : يا معلّى ، اعزز بالله يعززك ، قال : بماذا ؟ قال : يا معلّى ، خف الله يخف منك كل شيء ، يا معلّى ، تحبّب إلى إخوانك بصلتهم فإنّ الله تبارك وتعالى جعل العطاء محبة والمنع مبغضة ، فأنتم والله إن تسألوني فاُعطكم فتحبّوني أحبّ إليّ من أن لا تسألوني فلا اُعطيكم فتبغضوني ، ومهما أجرى الله لكم من شيء على يدي فالمحمود الله ، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي.
[ ١٢٥٣٣ ] ٥ ـ علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) قال : ذكر رجل عند أبي عبد الله عليهالسلام الأغنياء ووقع فيهم ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : اسكت ، فإنّ الغني إذا كان وصولاً لرحمه وبارّا بإخوانه أضعف الله له الأجر ضعفين ، لأن الله يقول : ( وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) (١).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤١ / ١٥.
٣ ـ الفقيه ٢ : ٤٣ / ١٩١.
(١ ، ٢) في نسخة : شيعتنا ( هامش المخطوط ).
٤ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣١٠.
٥ ـ تفسير القمي ٢ : ٢٠٣.
(١) سبأ ٣٤ : ٣٧.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
٥١ ـ باب جواز الصدقة في حال ركوع الصلاة بل استحبابها
[ ١٢٥٣٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن محمّد الهاشمي ، عن أبيه ، عن أحمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عز وجل : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (١) قال : إنّما يعني أولى بكم أحقّ بكم وباُموركم من أنفسكم وأموالكم الله ورسوله والذين آمنوا يعني عليّاً وأولاده الأئمة عليهمالسلام إلى يوم القيامة ، ثمّ وصفهم الله عزّ وجلّ فقال : ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٢) وكان أمير المؤمنين عليهالسلام في صلاة الظهر وقد صلّى ركعتين وهو راكع وعليه حلّة قيمتها ألف دينار ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كساه إيّاها ، وكان النجاشي أهداها له ، فجاء سائل فقال : السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من انفسهم ، تصدّق على مسكين ، فطرح الحلّة إليه وأومأ بيده إليه أن احملها ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه هذه الآية وصير نعمه أولاده بنعمته ، وكلّ من بلغ من أولاده مبلغ الإِمامة يكون بهذه النعمة مثله فيتصدّقون
__________________
(٢) تقدم في الحديث ٤ من الباب ١ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣٤ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث ١٠ من الباب ٧ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
(٣) يأتي في الحديث ٥ من الباب ١٠٤ ، وفي الحديث ٢٥ من الباب ١٢٢ من أبواب أحكام العشرة ، وفي الحديث ٦ من الباب ٩ ، وفي الحديثين ٥ ، ٨ من الباب ٧٤ من أبواب جهاد النفس ، وفي الحديث ١٨ من الباب ١ من أبواب الأمر بالمعروف ، وفي الحديث ٧ من الباب ١ ، وفي الحديث ٥ من الباب ١١ ، وفي الباب ٣٢ من أبواب فعل المعروف.
الباب ٥١
فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ١ : ٢٢٨ / ٣ ، واورد قطعة منه في الحديث ٩ من الباب ٧ من أبواب الملابس.
(١ ، ٢) المائدة ٥ : ٥٥.
وهم راكعون ، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين عليهالسلام من الملائكة ، والذين يسألون الأئمّة من أولاده يكونون من الملائكة.
[ ١٢٥٣٥ ] ٢ ـ الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن الباقر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ في حديث ـ وقد أنزل الله في كتابه : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ـ إلى قوله ـ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) وعلي بن أبي طالب عليهالسلام أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد وجه الله عزّ وجلّ في كلّ حال.
[ ١٢٥٣٦ ] ٣ ـ علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن صفوان ، عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآله جالس وعنده قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ـ إلى قوله ـ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المسجد فاستقبله سائل فقال : هل أعطاك أحد شيئاً ؟ فقال : نعم ، ذاك المصلّي ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله فإذا هو أمير المؤمنين عليهالسلام.
ورواه العيّاشي في ( تفسيره ) عن أبي حمزة نحوه (٢).
[ ١٢٥٣٧ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الأمالي ) بإسناده عن أبي الجارود ـ في حديث ـ عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ) (١) الآية ، أنّ رهطاً من اليهود أسلموا فقالوا : من
__________________
٢ ـ الاحتجاج :
(١) المائدة ٥ : ٥٥.
٣ ـ تفسير القمي ١ : ١٧٠.
(١) المائدة ٥ : ٥٥.
(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٢٨ / ١٣٩.
٤ ـ أمالي الصدوق : ١٠٧ / ٤.
(١) المائدة ٥ : ٥٥.
وصيّك يا رسول الله ومن وليّنا من بعدك ؟ فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قوموا ، فقاموا فأتوا المسجد فإذا سائل خارج ، فقال : يا سائل ، أما أعطاك أحد شيئاً ؟ فقال : بلى هذا الخاتم ، فقال : من أعطاك ؟ فقال أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلّي ، قال : على أيّ حال أعطاك ؟ قال : كان راكعاً ، فكبّر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكبّر أهل المسجد ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي بن أبي طالب وليّكم بعدي ... الحديث.
أقول : لا يبعد أن يكون أعطى الحلّة والخاتم معاً سائلاً واحداً أو سائلين في صلاة واحدة أو صلاتين.
[ ١٢٥٣٨ ] ٥ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن خالد بن بريد ، عن معمر المكّي ، عن إسحاق ابن عبد الله بن محمّد بن علي بن الحسين عليهمالسلام ، عن الحسن بن زيد ، عن أبيه زيد بن الحسن ، عن جدّه عليهالسلام قال : سمعت عمّار بن ياسر يقول : وقف لعلي بن أبي طالب عليهالسلام سائل وهو راكع في صلاةٍ تطوّع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعلمه بذلك ، فنزلت على النبي صلىاللهعليهوآله هذه الآية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ـ إلى قوله ـ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) فقرأها علينا ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً (٢).
__________________
٥ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٢٧ / ١٣٨.
(١) المائدة ٥ : ٥٥.
(٢) تقدم في الأبواب ٥ ، ٧ ، ٢١ ، ٢٢ من هذه الأبواب.
٥٢ ـ باب استحباب التصدّق بنصف المال
]١٢٥٣٩ [ ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ـ إلى أن قال : ـ فقال : إنّ الحسن بن علي عليهالسلام قاسم ربّه ثلاث مرّات حتى نعلاً ونعلاً وثوباً وثوباً وديناراً وديناراً ، وحجّ عشرين حجّة ماشياً على قدميه.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً (١) وخصوصاً (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
تم كتاب الزكاة من كتاب ( تفصيل وسائل الشيعة ).
__________________
الباب ٥٢
فيه حديث واحد
١ ـ التهذيب ٥ : ١١ / ٢٩.
(١) تقدم في الأبواب ١ ، ٨ ، ٩ ، ١٠ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ١٦ ، ١٨ ، ٣٩ ، ٥٠ من هذه الأبواب.
(٢) تقدم في الأبواب ٦ ، ٢٧ ، ٢٨ ، ٤٥ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الحديث ٣١ من الباب ٤٥ من أبواب وجوب الحج.