محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-05-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٢٨
أبواب أحكام الملابس
ولو في غير الصلاة
١ ـ باب استحباب التجمّل وكراهة التباؤس *
[ ٥٧٣٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن أبي شعيب المحاملي ، عن أبي هاشم ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ الجمال والتجمّل ، ويبغض البؤس والتباؤس.
[ ٥٧٣٩ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير (١) قال : أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الله جميل يحبُّ الجمال ، ويحبّ أن يرى أثر نعمه على عبده.
[ ٥٧٤٠ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أنعم الله على عبد بنعمة أحبّ أن يراها عليه ، لأنّه جميل يحبّ الجمال.
__________________
أبواب أحكام الملابس ولو في غير الصلاة
الباب ١
فيه ٩ أحاديث
* التباؤس : التفاقر. ( القاموس المحيط ٢ : ٢٠٦ ).
١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٤.
٢ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ١.
(١) في المصدر زيادة : عن أبي عبد الله عليهالسلام.
٣ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ٤.
[ ٥٧٤١ ] ٤ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن يوسف بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : البس وتجمّل ، فإنّ الله جميل يحبّ الجمال ، وليكن من حلال.
[ ٥٧٤٢ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن مسمع بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أبصر رسول الله صلىاللهعليهوآله رجلاً شعثاًً شعر رأسه ، وسخة ثيابه ، سيّـئة حاله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من الدين المتعة (١).
[ ٥٧٤٣ ] ٦ ـ وبهذا الإِسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : بئس العبد القاذورة.
[ ٥٧٤٤ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) : عن محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي ، عن ابن رئاب (١) ، عن الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عليها المؤمن : طعام يأكله ، وثوب يلبسه ، وزوجة صالحة تعاونه ، ويحصن بها فرجه.
__________________
٤ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٧ ، وأورد صدره في الحديث ٧ من الباب ١٠ من أبواب لباس المصلي ، ويأتي في الحديث ٥ من الباب ٧ من هذه الأبواب.
٥ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٥.
(١) في المصدر زيادة : واظهار النعمة.
٦ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٦.
٧ ـ الخصال : ٨٠ / ٢ ، وأورده عن التهذيب في الحديث ١ من الباب ٩ من أبواب مقدمات النكاح.
(١) في نسخة : زياد ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.
[ ٥٧٤٥ ] ٨ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا عليهالسلام ، قال : قال أبي : ما تقول في اللباس الحسن ؟ فقلت : بلغني أنّ الحسن عليهالسلام كان يلبس ، وأن جعفر بن محمّد عليهالسلام كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء ، فقال لي : البس وتجمّل ، فإن علي بن الحسين عليهالسلام كان يلبس الجبّة الخزّ بخمسمائة درهم ، والمطرف الخزّ بخمسين ديناراً ، فيشتو فيه ، فإذا خرج الشتاء باعه فتصدّق بثمنه ، وتلا هذه الآية : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١).
[ ٥٧٤٦ ] ٩ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن الفحّام ، عن المنصوري ، عن علي بن محمّد الهادي عليهالسلام ، عن آبائه ، عن الصادق عليهمالسلام قال : إنّ الله يحبّ الجمال والتجمّل ، ويكره البؤس والتباؤس ، فإنّ الله إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها ، قيل : كيف ذلك ؟ قال : ينظّف ثوبه ، ويطيّب ريحه ، ويجصّص داره ، ويكنس أفنيته ، حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث لبس الخزّ (١) وغيره (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
__________________
٨ ـ قرب الاسناد : ١٥٧ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٠ من الباب ١٠ من أبواب لباس المصلّي.
(١) الأعراف ٧ : ٣٢.
٩ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٨١.
(١) تقدم في الباب ١٠من أبواب لباس المصلّي.
(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٣٣ من أبواب الاحتضار.
(٣) يأتي في الحديثين ٢ و ٥ من الباب ٧ ، وفي الباب ٩ وفي الحديثين ٤ و ١٧ من الباب ١٩ ، وفي
الباب ٢٧ من هذه الأبواب.
|
٢ ـ باب استحباب إظهار النعمة ، وكون الانسان في أحسن زيّ قومه ، وكراهة كتم النعمة |
|
[ ٥٧٤٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن هارون بن مسلم ، عن بريد بن معاوية قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لعبيد بن زياد : إظهار النعمة أحبّ إلى الله من صيانتها ، فإيّاك أن تُريَّن (١) إلاّ في أحسن زيّ قومك ، قال : فما رؤي عبيد إلاّ في أحسن زيّ قومه حتى مات.
[ ٥٧٤٨ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى ، عن حمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول ـ في حديث ـ : خير لباس كل زمان لباس أهله.
[ ٥٧٤٩ ] ٣ ـ وعن علي بن محمّد ، رفعه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أنعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمّي حبيب الله ، محدّث بنعمة الله ، وإذا أنعم الله على عبد بنعمة فلم تظهر عليه سمّي بغيض الله ، مكذّب بنعمة الله.
[ ٥٧٥٠ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، رفعه قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّني لأكره للرجل أن يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها.
__________________
الباب ٢
فيه ٤ أحاديث
١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٥.
(١) كذا ظاهر الاصل إلاّ ان على الزاي نقطة ، وفي المصدر : ( تتزين ).
٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤٤ / ١٥ ، و ١ : ٣٤٠ / ٤ ، أورده بتمامه في الحديث ٧ من الباب ٧ من هذه الأبواب.
٣ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ٢.
٤ ـ الكافي ٦: ٤٣٩ / ٩.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
|
٣ ـ باب استحباب اظهار الغنىٰ ، وإن لم يكن حاصلاً ، إذا ظنّ فقره |
|
[ ٥٧٥١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب وابن فضّال جميعاً ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن ناساً بالمدينة قالوا : ليس للحسن مال ، فبعث الحسن عليهالسلام إلى رجل بالمدينة ، فاستقرض منه ألف درهم ، وأرسل بها إلى المصدّق ، فقال : هذه صدقة مالنا ، فقالوا : ما بعث الحسن هذه من تلقاء نفسه إلاّ وعنده مال.
[ ٥٧٥٢ ] ٢ ـ وبالإِسناد عن أبي بصير قال : لمّا (١) بلغ أمير المؤمنين عليهالسلام أن طلحة والزبير يقولان : ليس لعلي مال ، قال : فشقّ ذلك عليه ، فأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّته ، حتى إذا حال عليه الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلّة مائة ألف درهم ، فنثرت (٢) بين يديه ، فأرسل إلى طلحة والزبير ، فأتياه ، فقال لهما : هذا المال ، والله لي ، ليس لأحد فيه شيء ، وكان عندهما مصدّقاً، قال : فخرجا من عنده وهما يقولان: إنّ له مالاً (٣).
[ ٥٧٥٣ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن حديد ، عن مرازم بن
__________________
(١) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٧ والباب ٧٢ من هذه الأبواب.
الباب ٣
فيه ٤ أحاديث
١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٢.
٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١١.
(١) كتب في هامش الاصل ( لمّا ) عن نسخة.
(٢) في المصدر : فنشرت.
(٣) في نسخة : لمالاً ( هامش المخطوط ).
٣ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٨.
حكيم ، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّ الناس يرون (١) أنّ لك مالاً كثيراً ، فقال : ما يسوءني ذلك ، إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام مرّ ذات يوم على ناس شتّى من قريش وعليه قميص مخرّق ، فقالوا : أصبح عليّ لا مال له ، فسمعها أمير المؤمنين عليهالسلام ، فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره ، ولايبعث إلى إنسان شيئاً ، وأن يوفّره ، ثمّ قال له : بعه الاوَّل فالأوّل ، واجعلها دراهم ، ثم اجعلها حيث تجعل التمر ، فاكبسه (٢) معه حيث لا يرى ، وقال للذي يقوم عليه : إذا دعوت بالتمر فاصعد وانظر المال ، فاضربه برجلك ، كأنّك : لا تعمد الدراهم ، حتى تنثرها ، ثم بعث إلى رجل رجل (٣) منهم يدعوه ، ثمّ دعا بالتمر ، فلمّا صعد ينزل بالتمر ضرب برجله ، فانتثرت الدراهم ، فقالوا : ما هذا يا أبا الحسن ؟ فقال : هذا مال من لا مال له ، ثمّ أمر بذلك المال فقال : أنظروا أهل كلّ بيت كنت أبعث إليهم ، فانظروا ماله ، وابعثوا إليه.
[ ٥٧٥٤ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : إنّ علي بن الحسين عليهماالسلام اشتدّت حاله حتّى تحدّث بذلك أهل المدينة ، فبلغه ذلك ، فتعيّن (١) ألف درهم وبعث بها إلى صاحب المدينة ، وقال : هذه صدقة مالي.
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢).
__________________
(١) في نسخة : يروون ( هامش المخطوط ).
(٢) ورد في هامش المخطوط ما نصه : كبس البئر والنهر طمّهما بالتراب .. ورأسه في ثوبه أخفاه وأدخله فيه. ( القاموس المحيط ٢ : ٢٤٥ ).
(٣) ليس في المصدر.
٤ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٣.
(١) تعين : أي اقترض. والعينة بالكسر السلف. ( الصحاح. هامش المخطوط ).
(٢) يأتي في الباب ٧ و ٨ وفي الحديث ٦ الباب ٣٢ من هذه الأبواب ، وتقدم في الباب ٣ من هذه الأبواب ما يدل على بعض المقصود.
|
٤ ـ باب استحباب تزيّن المسلم للمسلم ، وللغريب ،والأهل والأصحاب |
|
[ ٥٧٥٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ليتزيّن أحدكم لأخيه المسلم كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) (١) بإسناده الآتي (٢) عن علي عليهالسلام ـ في حديث الأربعمائة ـ مثله.
[ ٥٧٥٦ ] ٢ ـ الحسن بن الفضل الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) عن النبي صلىاللهعليهوآله ، أنّه كان ينظر في المرآة ، ويرجّل جمّته ، ويمتشّط ، وربّما نظر في الماء وسوّى جمّته فيه ، ولقد كان يتجمّل لأصحابه فضلاً على تجمّله لأهله ، وقال : إنّ الله يحبّ من عبده إذا خرج إلى أخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١).
__________________
الباب ٤
فيه حديثان
١ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ١٠.
(١) الخصال : ٦١٢.
(٢) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ر ).
٢ ـ مكارم الأخلاق : ٣٤.
(١) تقدم في الباب ١ و ٢ من هذه الأبواب ، ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٥ والباب ١٧ و ٢٧ وفي الحديث ٣ من الباب ٢٩ وفي الحديث ٣ من الباب ٣١ من هذه الأبواب.
|
٥ ـ الباب كراهة مباشرة الرجل السريّ * الأشياء الدنيّة من الملابس وغيرها |
|
[ ٥٧٥٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن معاوية بن وهب قال : رآني أبو عبد الله عليهالسلام وأنا أحمل بقلاً ، فقال : يكره للرجل السريّ أن يحمل الشيء الدني فيجترأ عليه.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب ، مثله (١).
[ ٥٧٥٨ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة قال : استقبلني أبو الحسن عليهالسلام وقد علّقت سمكة في يدي ، فقال : اقذفها ، إنّي لأكره للرجل السريّ أن يحمل الشيء الدنيّ بنفسه ، ثم قال : إنّكم قوم أعداؤكم كثير ، عاداكم الخلق يا معشر الشيعة ، إنّكم قد عاداكم الخلق ، فتزيّنوا لهم بما قدرتم عليه.
ورواه الصدوق في كتاب ( صفات الشيعة ) : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن عبد الله بن خالد الكناني قال : استقبلني أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ، ثمّ ذكر مثله (١).
[ ٥٧٥٩ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضّال ومحسن بن أحمد جميعاً ، عن يونس بن يعقوب قال : نظر أبو عبد الله عليهالسلام إلى رجل من
__________________
الباب ٥
فيه ٥ أحاديث
* السريّ : الرجل الشريف النبيل. ( أنظر لسان العرب ١٤ : ٣٧٧ ).
١ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٧.
(١) الخصال : ١٠ / ٣٥.
٢ ـ الكافي ٦ : ٤٨٠ / ١٢.
(١) صفات الشيعة : ١٦ / ٣١.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٠٠ / ١٠.
أهل المدينة قد اشترى لعياله شيئاً وهو يحمله ، فلمّا رآه الرجل استحيى منه ، فقال أبو عبدالله عليهالسلام : اشتريته لعيالك وحملته إليهم ، أما والله لولا أهل المدينة لأحببت أن أشتري لعيالي الشيء ثم أحمله إليهم.
أقول : يأتي وجهه (١).
[ ٥٧٦٠ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عقبة بن محمّد ، عن سلمة بن محرز (١) قال : مرّ أبو عبد الله عليهالسلام على رجل قد ارتفع صوته على رجل يقتضيه شيئاً يسيراًَ ، فقال : بكم تطالبه ؟ فقال : بكذا وكذا ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : أما بلغك أنّه كان يقال : لا دين لمن لا مروّة له ؟!
[ ٥٧٦١ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي نجران ، يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : من رقّع جيبه ، وخصف نعله ، وحمل سلعته ، فقد برئ من الكبر.
ورواه الكليني (١) ، عن علي بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة (٢) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
أقول : هذا محمول على عدم كون هذه الأشياء في العرف من الأمور الدنية بالنسبة إلى ذلك الشخص ، أو مخصوص بغير الرجل السريّ.
__________________
(١) يأتي وجهه في الحديث ٥ من هذا الباب.
٤ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ٣.
(١) في المصدر : سلمة بن محمد بياع القلانس.
٥ ـ ثواب الأعمال : ٢١٣ ، والخصال : ١٠٩ / ٧٨ ، أخرجه عنه وعن روضة الكافي وعن الخصال في الحديث ٤ ، وأخرج نحوه عن المجالس في الحديث ٥ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.
(١) الكافي ٨ : ٢٣١ / ٣٠٢.
(٢) في المصدر زيادة : عن اسحاق بن عمار.
٦ ـ باب استحباب لبس الثوب النقي النظيف
[ ٥٧٦٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الرحمن بن جندب (١) ، عن سفيان بن السمط قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : الثوب النقي يكبت العدوّ.
[ ٥٧٦٣ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : النظيف من الثياب يذهب الهمّ والحزن ، وهو طهور للصلاة.
[ ٥٧٦٤ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من اتّخذ ثوباً فلينظّفه.
[ ٥٧٦٥ ]٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) بإسناده عن علي عليهالسلام ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : غسل الثياب يذهب الهمّ والحزن ، وهو ظهور للصلاة.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه ،
__________________
الباب ٦
فيه ٤ أحاديث
١ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ١.
(١) في المصدر : عبد الله بن جندب.
٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ١٤ ، أخرجه عن المجمع مع اختلاف في ألفاظه في الحديث ١١ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.
٣ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٣.
٤ ـ الخصال : ٦١٢.
(١) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ١ من هذه الأبواب.
إن شاء الله (٢).
|
٧ ـ باب عدم كراهة لبس الثياب الفخارة الثمينة اذا لم تؤدّ الى الشهرة ، بل استحبابه ، وكراهة الشهرة بلبس الخلقان والخشن ونحوه |
|
[ ٥٧٦٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لبس رسول الله صلىاللهعليهوآله الساج والطاق والخمائص (١).
[ ٥٧٦٧ ] ٢ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : كان علي بن الحسين عليهالسلام يلبس ثوبين في الصيف يشتريان بخمسمائة درهم.
أقول : وتقدّم في أحاديث الخزّ ما يدلّ على ذلك وزيادة (١).
[ ٥٧٦٨ ] ٣ ـ وبالإِسناد عن الوشّاء ، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : بينا أنا في الطواف وإذا رجل يجذب ثوبي ، وإذا عبّاد بن كثير البصري فقال : يا جعفر ، تلبس مثل هذه الثياب وأنت في هذا
__________________
(٢) يأتي ما يدل عليه في الحديث ١١ من الباب ٢٢ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.
الباب ٧
فيه ١٢حديثاً
١ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٢.
(١) الساج : الطيلسان الأخضر ، والطاق : الطيلسان الأخضر ، والخميصة : كساء أسود له علمان ـ القاموس المحيط ١ : ١٩٥ ، ٣: ٢٦٠ ، ٢ : ٣٠٢ ( هامش المخطوط ).
٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٥.
(١) تقدم في الباب ١٠ من أبواب لباس المصلي.
٣ ـ الكافي ٦ : ٤٤٣ / ٩.
الموضع مع المكان الذي أنت فيه من علي عليهالسلام ؟! فقلت : فرقبي (١) اشتريته بدينار ، وكان علي عليهالسلام في زمان يستقيم له ما لبس فيه ، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس : هذا مراء مثل عبّاد.
ورواه الكشّي في كتاب ( الرجال ) : عن محمّد بن مسعود ، عن عبد الله بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن ابن سنان ، مثله (٢).
[ ٥٧٦٩ ] ٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن ابن القدّاح قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام متّكئاً عليّ ، أو قال : على أبي ، فلقيه عبّاد بن كثير وعليه ثياب مَرْوية (١) حِسان ، فقال : يا أبا عبد الله ، إنّك من أهل بيت نبوّة ، وكان أبوك وكان ، فما لهذه الثياب المزينة عليك ؟! فلو لبست دون هذه الثياب ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : ويلك يا عباد ، ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٢) ، إنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يراها عليه ، ليس به بأس ، ويلك يا عبّاد ، إنّما أنا بضعة من رسول الله صلىاللهعليهوآله فلا تؤذني ، وكان عبّاد يلبس ثوبين قطريّين (٣).
[ ٥٧٧٠ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن يوسف بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : إنّ عبد الله بن عبّاس لمّا بعثه أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الخوارج فواقفهم لبس
__________________
(١) فرقب كقنفذ (ع) ومنه الثياب الفرقبية أو هي ثياب بيض من كتان ( هامش الأصل ) عن القاموس.
(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٨٩ / ٧٣٦.
٤ ـ الكافي ٦ : ٤٤٣ / ١٣.
(١) ثوب مرْويّ : نسبة إلى مدينة مرو ببلاد فارس. ( لسان العرب ١٥ : ٢٧٦ ).
(٢) الأعراف ٧ : ٣٢.
(٣) في هامش الاصل عن نسخة : ( قطوبين ).
٥ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٧ ، تقدم صدره في الحديث ٧ الباب ١٠ من لباس المصلي ، وقطعة منه في الحديث ٤ الباب ١ من هذه الأبواب.
أفضل ثيابه ، وتطيّب بأطيب طيبه ، وركب أفضل مراكبه ، فخرج فواقفهم ، فقالوا : يا بن عبّاس ، بينا أنت أفضل الناس إذا اتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم ، فتلا عليهم هذه الآية : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ، والبس (٢) وتجمّل فإنّ الله جميل يحبّ الجمال ، وليكن من حلال.
[ ٥٧٧١ ] ٦ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بعث أمير المؤمنين عليهالسلام عبد الله بن عبّاس إلى ابن الكوّا وأصحابه ، وعليه قميص رقيق وحُلّة ، فلمّا نظروا إليه قالوا : يا بن عباس ، أنت خيرنا في أنفسنا ، وأنت تلبس هذا اللّباس ؟! فقال : وهذا أوّل ما أُخاصمكم فيه ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) وقال الله عزّ وجلّ : ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (٢).
[ ٥٧٧٢ ] ٧ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى ، عن حمّاد بن عثمان قال : كنت حاضراً عند (١) أبي عبد الله عليهالسلام إذ قال له رجل : أصلحك الله ، ذكرت أنّ علي بن أبي طالب كان يلبس الخشن ، يلبس القميص بأربعة دراهم ، وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللباس الجيّد ؟! قال : فقال له : إنّ علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به ، فخير لباس كلّ زمان لباس أهله ، غير أنّ قائمنا إذا قام لبس لباس عليّ ، وسار بسيرته.
__________________
(١) الأعراف ٧ : ٣٢.
(٢) في المصدر : فالبس.
٦ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٦.
(١) الأعراف ٧ : ٣٢.
(٢) الأعراف ٧ : ٣١.
٧ ـ الكافي ٦ : ٤٤٤ / ١٥.
(١) كذا في الاصل ، لكنه شطب على ( عند ) وكتب ( لأبي ).
وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، مثله (٢).
[ ٥٧٧٣ ] ٨ ـ ( وعنهم ، عن سهل بن زياد ) (١) ، عن محمّد بن عيسى ، عن العباس بن هلال الشامي مولى أبي الحسن عليهالسلام عنه قال : قلت له : جعلت فداك ، ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب ، ويلبس الخشن ، ويتخشّع ؟! فقال : أما علمت أنّ يوسف نبيّ ابن نبيّ كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب ، ويجلس في مجالس آل فرعون ـ إلى أن قال ـ إنّ الله لم يحرم طعاماً ولا شراباً من حلال ، إنّما حرّم الحرام قلّ أو كثر ، وقد قال جل وعز : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٢).
[ ٥٧٧٤ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محمّد الهاشمي ، عن أبيه ، عن أحمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ـ إلى أن قال ـ فكان أمير المؤمنين عليهالسلام في صلاة الظهر وقد صلّى ركعتين ، وهو راكع وعليه حلّة قيمتها ألف دينار ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله كساه إيّاها ، وكان النجاشيّ أهداها له ، فجاء سائل فقال : السلام عليك يا وليّ الله ، وأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، تصدّق على مسكين ، فطرح الحلّة إليه ، وأومأ (٢) إليه أن احملها ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه هذه الآية ، الحديث.
__________________
(٢) الكافي ١ : ٣٤٠ / ٤.
٨ ـ الكافي ٦ : ٤٥٣ / ٥.
(١) في المصدر : حميد بن زياد.
(٢) الأعراف ٧ : ٣٢.
٩ ـ الكافي ١ : ٢٢٨ / ٣ ، وأورد تمامه في الحديث ١ من الباب ٥١ من أبواب الصدقة.
(١) المائدة ٥ : ٥٥.
(٢) في المصدر : وأومأ بيده.
[ ٥٧٧٥ ] ١٠ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : دخل سفيان الثوريّ على أبي عبد الله عليهالسلام فرأى عليه ثياب بياض كأنّها غرقئ البيض (١) ، فقال له : إن هذا اللّباس ليس من لباسك ! فقال له : اسمع منّي وعِ ما أقول لك ، فإنّه خير لك عاجلاً وآجلاً ، إن أنت متّ على السنّة ولم تمت على بدعة ، أُخبرك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان في زمان مقفر جدب ، فأمّا إذا أقبلت الدنيا فأحقّ أهلها بها أبرارها لا فجّارها ، ومؤمنوها لا منافقوها ، ومسلموها لا كفّارها ، فما أنكرت يا ثوري ؟! فو الله إنّي لمع ما ترى ما أتى عليّ ـ مذ عقلت ـ صباح ولا مساء ولله في مالي حقّ أمرني أن أضعه موضعاً إلاّ وضعته ، الحديث.
[ ٥٧٧٦ ] ١١ ـ محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي في كتاب ( الرجال ) : عن حمدويه بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن علي بن أسباط قال : قال سفيان بن عيينة لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّه يروى أنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام كان يلبس الخشن من الثياب ، وأنت تلبس القوهي (١) المَرويّ ؟! قال : ويحك ، إنّ علياً عليهالسلام كان في زمان ضيق ، فإذا اتّسع الزمان فأبرار الزمان أولى به.
[ ٥٧٧٧ ] ١٢ ـ وعن محمد بن مسعود ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسن بن الحسين المروزي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أحمد بن عمر قال : سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام يحدّث أنّ سفيان الثوريّ دخل على أبي
__________________
١٠ ـ الكافي ٥ : ٦٥ / ١.
(١) الغرقئ : قشر البيض الخفيف ، تحت القشر الصلب ، توصف به الثياب الرقيقة البيضاء الناعمة. ( أنظر لسان العرب ١ : ١١٩ ).
١١ ـ رجال الكشي ٢ : ٦٩٠ / ٧٣٩.
(١) القوهي : ثياب بيض منسوبة الى قوهستان ( لسان العرب ١٣ : ٥٣٢ ).
١٢ ـ رجال الكشي ٢ : ٦٩١ / ٧٤٠.
عبد الله عليهالسلام وعليه ثياب جياد فقال : يا أبا عبد الله ، إنّ آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب ! فقال له : إنّ آبائي كانوا يلبسون ذلك في زمان مقفر مقصر ، وهذا زمان قد أرخت الدنيا عزاليها (١) ، فأحقّ أهلها بها أبرارهم.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
|
٨ ـ باب استحباب لبس الثوب الحسن من خارج ، والخشن من داخل ، وكراهة العكس |
|
[ ٥٧٧٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن علي ، رفعه قال : مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان ، فقال : والله ، لآتينّه ولأُوبخنّه ، فدنا منه فقال : يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والله ما لبس رسول الله صلىاللهعليهوآله مثل هذا اللباس ، ولا علي ، ولا أحد من آبائك ! فقال أبو عبد الله عليهالسلام : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله في زمان قتر مقتر ، وكان يأخذ لقتره واقتاره ، وإنّ الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها ، فأحقّ أهلها بها أبرارها ، ثم تلا : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه الله ، غير أني يا ثوري ، ما ترى عليّ من ثوب إنّما لبسته للنّاس ، ثمّ اجتذب يد سفيان فجّرها إليه ، ثمّ رفع الثوب الأعلى ، وأخرج ثوباً تحت ذلك على جلده غليظاً ، فقال : هذا لبسته لنفسي ، غليظاً ، وما رأيته للناس ، ثمّ جذب ثوباً على سفيان أعلاه غليظ خشن
__________________
(١) العزلاء : مصب الماء من الراوية ونحوها والجمع عزالي وعزالَىٰ ( القاموس المحيط ٤ : ١٥ ).
(٢) تقدم في الباب ١٠ من لباس المصلي ، والباب ١ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الحديث ١ الباب ٨ من هذه الأبواب.
الباب ٨
فيه حديثان
١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٨.
(١) الأعراف ٧ : ٣٢.