الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
بسم الله الرحمن الرحيم
( أبواب )
التحية والتسليم والعطاس وما يتعلق بها
٩٧
( باب )
*«(افشاء السلام والابتداء به وفضله وآدابه وأنواعه وأحكامه والقول عند الافتراق)»*
الايات : النساء : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أورد وها إن الله كان على كل شئ حسيبا (١).
يونس : وتحيتم فيها سلام (٢).
هود : ولقد جائت رسلنا إبرهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام إلى قوله تعالى : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت (٣).
ابراهيم : تحيتهم فيها سلام (٤).
الحجر : ونبئهم عن ضيف إبراهيم * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما (٥).
النحل : يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بماكنتم تعملون (٦).
____________________
(١) النساء : ٨٦. (٢) يونس : ١٠.
(٣) هود : ٦٨ ٧٣. (٤) ابراهيم : ٢٣.
(٥) الحجر : ٥١ ٥٢. (٦) النحل : ٣٢.
مريم : قال سلام عليك سأستغفر لك ربي.
وقال تعالى : لايسمعون فيها لغوا إلا سلاما (١).
النور : فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون (٢).
الفرقان : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
وقال تعالى : ويلقون فيها تحية وسلاما (٣).
الاحزاب : تحيتهم يوم يلقونه سلام (٤).
الذاريات : إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام (٥).
الواقعة : إلا قيلا سلاما سلاما (٦).
١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرهم بسبع : عيادة المرضى ، واتباع الجنائز ، وإبرار القسم ، وتسميت العاطس ، ونصر المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي (٧).
أقول : أوردناه باسناد آخر في باب المناهي (٨) وقد مضى أخبار كثيرة في باب جوامع المكارم وباب المنجيات والمهلكات.
٢ ـ مع (٩) لى : العطار ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن البطائني ، عن أبي بصير عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام ، وأطعم الطعم ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام ، ثم قال : إفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين (١٠).
____________________
(١) مريم : ٤٧ و ٦٢. (٢) النور : ٦١.
(٣) الفرقان : ٦٣ و ٧٥. (٤) الاحزاب : ٤٤.
(٥) الذاريات : ٢٥. (٦) الواقعة : ٢٦.
(٧) قرب الاسناد : ٤٨. (٨) مر في باب اجابة الداعى ج ٧٥ ص ٤٤٧.
(٩) معانى الاخبار ص ٢٥٠. (١٠) أمالى الصدوق ص ١٩٨.
٣ ـ فس : «فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم» في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : يقول : إذا دخل الرجل منكم بيته ، فان كان فيه أحد يسلم عليهم ، وإن لم يكن فيه أحد فليقل : السلام علينا من عند ربنا ، يقول الله : «تحية من عند الله مباركة طيبة» (١).
أقول : وفي بعض النسخ : وقيل : إذا لم ير الداخل بيتا أحدا يقول فيه : السلام عليكم ورحمة الله ، يقصد به الملكين اللذين عليه شهود.
٤ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من التواضع أن تسلم على من لقيت (٢).
٥ ـ جا : عن أنس قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : يا أنس سلم على من لقيت : يزيد الله في حسناتك ، وسلم في بيتك يزيد الله في بركتك.
٦ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من بدأ بالكلام قبل السلام ، فلا تجيبوه ، وقال عليهالسلام : لا تدع إلى طعامك أحدا حتى يسلم (٣).
٧ ـ ل : أبي ، عن الحميري ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي ، عن عيسى بن عبدالله الهاشمي ، عن خاله محمد بن سليمان ، عن رجل عن ابن المنكدر رفعه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خيركم من أطعم الطعام ، وأفشى السلام وصلى والناس نيام (٤).
سن : القاساني عمن حدثه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن النبي صلوات الله عليهم مثله (٥).
٨ ـ ل : محمد بن عمرو بن علي ، عن عبدالسلام بن محمد العباسي ، عن محمد بن
____________________
(١) تفسير القمى ص ٤٦٢. (٢) الخصال ج ١ ص ٩.
(٣) الخصال ج ١ ص ١٣. (٤) الخصال ج ١ ص ٤٥.
(٥) المحاسن ٣٨٧.
محمد بن عقبة ، عن الخضر بن أبان ، عن إبراهيم بن هدبة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما : يا أنس أسبغ الوضوء تمر على الصراط مر السحاب ، أفش السلام يكثر خير بيتك ، أكثر من صدقة السر فانها تطفئ غضب الرب عزوجل (١).
٩ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة : من أنفق ولم يخف فقرا ، وأنصف الناس من نفسه وأفشى السلام في العالم ، وترك المراء وإن كان محقا (٢).
سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، [ مثله ] (٣).
١٠ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا دخل أحدكم منزله فليسلم على أهله يقول : السلام عليكم ، فان لم يكن له أهل فليقل السلام علينا من ربنا ، وقال عليهالسلام : إذا قال لك أخوك : حياك الله بالسلام فقل أنت : فحياك الله بالسلام ، وأحلك دار المقام (٤).
١١ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن محمد بن صالح القاضي ، عن مسروق ابن المرزبان ، عن حفص ، عن عاصم بن أبي عثمان ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن أعجز الناس من عجز من الدعاء ، وإن أبخل الناس من بخل بالسلام (٥).
١٢ ـ ما : عن أبي قلابة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من لقي عشرة من المسلمين فسلم عليهم كتب الله له عتق رقبة (٦).
أقول : أوردناه باسناده في باب جوامع المكارم.
١٣ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ابن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٨٥. (٢) الخصال ج ١ ص ١٠٦.
(٣) المحاسن ص ٨. (٤) الخصال ج ٢ ص ١٦٤.
(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٨٧. (٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٨٥.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار (١).
١٤ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن عباد بن أحمد القزويني ، عن أبيه ، عن جابر ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبدالله البجلي قال : سمعت سلمان الفارسي يقول لي وللاشعث بن قيس : إن لي عند كما وديعة ، فقلنا : ما نعلمها إلا أن قوما قالوا لنا : أقرؤه عنا السلام ، قال : فأي شئ أفضل من السلام ، وهي تحية أهل الجنة (٢).
١٥ ـ ما : جماعة : عن أبي المفضل ، عن أحمد بن إسحاق بن بهلول ، عن أبيه ، عن جده البهلول بن حسان ، عن أبي شيبة ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث الهمداني ، عن علي عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إن للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستا : يسلم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذ مرض ، ويسمته إذا عطس ويشهده إذا مات ، ويجيبه إذا دعاه ، ويحب له مايحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه (٣).
١٦ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : «فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم» الآية (٤) فقال : هو تسليم الرجل أهل البيت حين يدخل ثم يردون عليه فهو سلامكم على أنفسكم (٥).
١٧ ـ مع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن معاوية بن وهب عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : البخيل من بخل بالسلام (٦).
١٨ ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميري ، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام وكنت تركت التسليم على أصحابنا في مسجد
____________________
(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢١٩. (٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٥٦.
(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٨. (٤) النور : ٦١.
(٥) معانى الاخبار ص ١٦٣. (٦) معانى الاخبار ص ٢٤٦.
الكوفة ، وذلك لتقية علينا فيها شديدة ، فقال لي أبوعبدالله ، يا إسحاق متى أحدثت هذا الجفاء لا خوانك؟ تمر بهم فلا تسلم عليهم؟ فقلت له : ذلك لتقية كنت فيها فقال : ليس عليك في التقية ترك السلام وإنما عليك في التقية الاذاعة إن المؤمن ليمر بالمؤمنين فيسلم عليهم ، فترد الملائكة : سلام عليك ورحمة الله وبركاته أبدا (١).
١٩ ـ مع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : إن من التواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون المجلس ، وأن يسلم على من يلقى ، وأن يترك المراء وإن كان محقا ، ولايحب أن يحمد على التقوى (٢).
٢٠ ـ فس : قال : كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا أتوه يقولون له : أنعم صباحا وأنعم مساء ، وهي تحية أهل الجاهلية فأنزل الله «وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله» فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية أهل الجنة السلام عليكم (٣).
٢١ ـ ع : بالاسناد إلى وهب قال : أسجد الله عزوجل الملائكة لآدم عليهالسلام وأبي إبليس أن يسجد ، قال له ربه عزوجل : «اخرج منها فانك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين» ثم قال عزوجل لآدم : يا آدم انطلق إلى هؤلاء الملا من الملائكة فقل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فسلم عليهم فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فلما رجع إلى ربه عزوجل قال له ربه تبارك وتعالى : هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك ، فيما بينهم إلى يوم القيامة (٤).
٢٢ ـ مع : محمد بن هارون الزنجاني ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن القاسم ابن سلام رفعه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا غرار في الصلاة ، ولا التسليم.
____________________
(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٤٠٩. (٢) معانى الاخبار ص ٣٨١.
(٣) تفسير القمى ص ٦٦٨ ، والايات في المجادلة : ٩ وسورة ص ٧٩ ٧٨.
(٤) علل الشرائع ج ١ ص ٩٦.
الغرار في التسليم أن يقول الرجل : السلام عليك أويرده فيقول : وعليك ولا يقول : وعليكم السلام ، ويكره تجاوز الحد في الرد كما يكره الغرار وذلك أن الصادق عليهالسلام سلم على رجل فقال له الرجل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال : لا تجاوزوا بنا قول الملائكة لابينا إبراهيم عليهالسلام : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد (١).
٢٣ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي عيينة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ثلاثة يرد عليهم الدعاء جماعة وإن كانوا واحدا الرجل يعطس فيقال له : يرحمكم الله ، فان معه غيره ، والرجل يسلم على الرجل فيقول : السلام عليكم ، والرجل يدعوا للرجل فيقول : عافاكم الله (٢).
٢٤ ـ مكا : سأل الساباطي أبا عبدالله عليهالسلام عن النساء كيف يسلمن إذا دخلن على القوم؟ قال : المرءة تقول : عليكم السلام ، والرجل يقول : السلام عليكم (٣).
٢٥ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن البرقي ، عن رجل عن ابن أسباط ، عن عمه رفعه إلى علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا دخل أحدكم بيته فليسلم فانه ينزله البركة ، وتؤنسه الملائكة الخبر.
٢٦ ـ ما : الحفار ، عن علي بن أحمد الحلواني ، عن محمد بن إسحاق المقري ، عن علي بن حماد أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ليسلم الراكب على الماشي وإذا سلم من القوم واحد أجزأعنهم (٤).
٢٧ ـ فس : «وإذ حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا» قال : السلام وغيره من البر (٥).
٢٨ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال :
____________________
(١) معانى الاخبار ص ٢٨٣. (٢) الخصال ج ١ ص ٦٢.
(٣) مكارم الاخلاق ص ٢٤.
(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٦٩.
(٥) تفسير القمى ص ١٣٣.
إذا دخلت المسجد والقوم يصلون فلا تسلم عليهم وسلم على النبي صلىاللهعليهوآله ثم أقبل على صلاتك ، وإذا دخلت على قوم جلوس يتحدثون فسلم عليهم (١).
٢٩ ـ ب : أبوالبختري ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام أن عليا عليهالسلام كان يكره رد السلام والامام يخطب (٢).
٣٠ ـ ب : محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا ، عن سعدان بن مسلم قال : كنت في الحمام في البيت الاوسط فدخل أبوالحسن موسى بن جعفر عليهالسلام وعليه النورة قال : فقال : السلام عليكم ، فرددت عليه وتأخرت فدخل البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجت (٣).
٣١ ـ ل : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب رفعه إلى الصادق عليهالسلام : ثلاثة لا يسلمون : الماشي مع جنازة ، والماشي إلى الجمعة ، وفي بيت حمام (٤).
٣٢ ـ ل : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : نهي رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يسلم على أربعة : على السكران في سكره ، وعلي من يعمل التماثيل ، وعلى من يلعب بالنرد ، وعلى من يلعب بالاربعة عشر ، وأنا أزيد كم الخامسة : أنها كم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج (٥).
٣٣ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه عن
____________________
(١) قرب الاسناد ص ٤٥. (٢) قرب الاسناد ص ٦٩.
(٣) قرب الاسناد ص ١٧٧. (٤) الخصال ج ١ ص ٤٥.
(٥) الخصال ج ١ ص ١١٢ ، والاربعة عشر لعبة للصبيان وقد يلعب به المقامرون يخطون على صفحة كصفحة الارض خطوطا متقاطعة كالجدول ويصفون على متقاطع الخطوط حصيات فقد يكون الخطوط فيه ثمان والحصيات ستا لكل واحد من المقامرين ثلاث حصيات ، ويقال له سدر وفارسيته سه در وسه بر وقد يكون الخطوط فيه ست عشرة والحصيات أربعة عشر لكل واحد منهما سبع ، روى الكلينى في الكافى ج ٦ ص ٤٣٥ باسناده عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليهالسلام قال : النرد والشطرنج والاربعة عشر بمنزلة واحدة ، وكل ماقومر عليه فهو ميسر
ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : سنة لا يسلم عليهم : اليهودي ، والمجوسي ، والنصراني ، والرجل على غائطه وعلى موائد الخمر ، وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات ، وعلى المتفكهين بسب الامهات (١).
٣٤ ـ ل أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن أبي جميلة عن ابن طريف ، عن ابن نباته ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم : اليهود والنصارى ، وأصحاب النرد والشطرنج ، وأصحاب الخمر والبربط والطنبور ، والمتفكهون بسب الامهات والشعراء (٢).
سر : من كتاب ابن قولويه ، عن ابن نباته مثله (٣).
٣٥ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق عن أبيه عليهماالسلام قال : لا تسلموا على اليهود ، ولا على النصارى ، ولا على المجوس ، ولا عبدة الاوثان ، ولا على موائد شراب الخمر ، ولا على صاحب الشطرنج والنرد ، ولا على المخنث ، ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات ، ولا على المصلي وذلك لان المصلي لا يستطيع أن يرد السلام لان التسليم من المسلم تطوع والرد عليه فريضة ولا على آكل الربا ، ولا على رجل جالس على غائط ، ولا على الذي في الحمام ، ولا على الفاسق المعلن بفسقه (٤).
٣٦ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا قام الرجل من مجلسه فليودع إخوانه بالسلام ، فان أفاضوا في خير كان شريكهم ، وإن أفاضوا في باطل كان عليهم دونه (٥).
٣٧ ـ ب : أبوالبختري عن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لا تبدؤا أهل الكتاب بالسلام ، فان سلموا عليكم فقولوا :
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١٥٨. (٢) الخصال ج ١ ص ١٦٠.
(٣) السرائر ص ٤٩٠. (٤) الخصال ج ٢ ص ٨٧.
(٥) قرب الاسناد ص ٢٣.
عليكم (١).
٣٨ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض مع العبيد ، وركوبي الحمار مؤكفا ، وحلبي العنزبيدي ، ولبس الصوف ، والتسليم على الصبيان ، لتكون سنة من بعدي (٢).
أقول : قد مضى بأسانيد كثيرة في باب مكارم أخلاق النبي صلىاللهعليهوآله.
٣٩ ـ ضه : قيل : إذا سلم الرجل على المطيع المتقي كان معناه : الله يكرمك ويثبتك على طاعتك ، وإذا سلم على أهل المعصية كان معناه السلام مطلع عليك ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : السلام من أماءالله فأفشوه بينكم ، فان الرجل المسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم فان لم يردوا عليه يرد من خير منهم وأطيب.
وروي أن اليهود أتت النبي صلىاللهعليهوآله فقالوا : السام عليك يامحمد ، والسام بلغتهم الموت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وعليكم فأنزل الله تعالى : «وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله» الآية (٣).
٤٠ ـ سن : عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله بني عبدالمطلب فقال : يا بني عبدالمطلب أفشوا السلام وصلوا الارحام ، وتهجدوا والناس نيام ، وأطعموا الطعام ، وأطيبوا الكلام تدخلوا الجنة بسلام (٤).
٤١ ـ سن : الحسن بن علي ، عن ثعلبة عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله يحب إطعام الطعام ، وإفشاء السلام (٥).
٤٢ ـ ضا : لا تسلم على شارب الخمر إن مررت به ، وإن سلم عليك فلاترد عليهالسلام بالمساء والصباح ، والسلام على اللاهي بالشطرنج كفر.
٤٣ ـ سر : في جامع البزنطي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال :
____________________
(١) قرب الاسناد ص ٦٢. (٢) أمالى الصدوق ص ٤٤. (٣) المجادلة : ٨.
(٤) المحاسن ص ٣٨٧. (٥) المحاسن ص ٣٨٨.
السلام على اللاهي بالشطرنج معصية ، وكبيرة موبقة ، واللاهي بها ، والناظر إليها في حال مايلهي بها ، والسلام على اللاهي بها في حالته تلك في الاثم سواء أقول تمامه في باب القمار.
٤٤ ـ شى : عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن علي بن أبيطالب عليهالسلام مر بقوم فسلم عليهم ، فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال لهم أمير المؤمنين عليهالسلام : لا تجاوزوا بناما قالت الانبياء لابينا إبراهيم عليهالسلام إنما قالوا : «رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد» (١).
وروى الحسن بن محمد مثله غير أنه قال : ماقالت الملائكة لابينا (٢).
٤٥ ـ سر : عبدالله بن بكير ، عن بريد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا سلم عليك اليهودي والنصراني والمشرك فقل عليك (٣).
٤٦ ـ جع : قال أبوعبدالله عليهالسلام : البادي بالسلام أولى بالله وبرسوله.
عن علي عليهالسلام قال : السلام سبعون حسنة تسعة وستون للمبتدى وواحدة للراد.
قال أبوعبدالله عليهالسلام : من التواضع أن تسلم على من لقيت ، قال أبوعبدالله عليهالسلام : من قال سلام عليكم ورحمة الله ، فهي عشرون حسنة.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا قام أحد كم من مجلسه فليود عهم بالسلام ، وقال عليهالسلام : أفشوا السلام تسلموا.
وقال عليهالسلام : إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام ، وعن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا دخلت منزلك فقل بسم الله وبالله وسلم على أهلك ، فان لم يكن فيه أحد فقل بسم الله وسلام على رسول الله وعلى أهل بيته ، والسلام علينا وعلى عبادالله الصالحين ، فاذا قلت ذلك فر الشيطان من منزلك ، وعنه عليهالسلام قال : يسلم الرجل إذا دخل على أهله ، وإذا دخل يضرب بنعليه
____________________
(١) هود : ٧٣. (٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٥٤.
(٣) السرائر ص ٤٧٥.
وينحنح يصنع ذلك حتى يؤذنهم أنه قد جاء حتى لا يرى شيئا يكرهه.
وقال عليهالسلام : السلام تحية لملتنا ، وأمان لذمتنا ، وقال عليهالسلام : السلام للراكب على الراجل ، وللقائم على القاعد ، وقال عليهالسلام : السلام قبل الكلام (١).
٤٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إن أبخل الناس من بخل بالسلام ، وأجود الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل الله.
وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن أهل خيبر يريدون أن يلقوكم فلا تبدؤهم بالسلام فقالوا : يا رسول الله فان سلموا علينا فما ذا نرد عليهم؟ قال صلىاللهعليهوآله تقولون : وعليكم (٢).
٤٨ ـ عدة الداعى : عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : أبخل الناس من بخل بالسلام وقال عليهالسلام : أبخل الناس رجل يمر بمسلم فلا يسلم عليه.
٤٩ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الراكب أحق بالسلام.
٥٠ ـ كتاب الغايات : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ قالوا : بلى يا رسول الله : فقال : إفشاء السلام في العالم ، ومنه : عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام.
ومنه : عن علي عليهالسلام قال : من أحسن الحسنات عيادة المرضى ومساعدة الدعاء عند العطاس إجابة.
٥١ ـ المجازات النبوة : قال صلىاللهعليهوآله وقد أتاه رجل فقال : السلام عليك يا نبي الله فقال : وعليك ورحمة الله ، ثم أتاه آخر فقال : السلام عليك يانبي الله ورحمة الله [ فقال : وعليك ورحمة الله وبركاته ثم أتاه آخر فقال : السلام عليك
____________________
(١) جامع الاخبار ص ١٠٣. (٢) نوادر الراوندى ص ٢٠ و ٣٣.
يانبي الله ورحمه الله ] ظ وبركاته ، فقال : وعليك فقيل له : يا رسول الله لم لم تقل لهذا كما قلت للذين قبله؟ فقال : إنه تشافها.
فقوله عليهالسلام : إنه تشافها استعارة ، والمراد استفرغ جميع التحية فلم يدع منها شيئا يزاد به على لفظه ويرد عليه جوابا عن قوله ، والاولان بقيا من تحيتهما بقية ردت عليهما ، وأعيدت إليهما ، وأصل ذلك مأخوذ من التشاف وهو تتبع بقية الاناء والحوض حتى يستنفد جميع مافيه ، وتلك البقية تسمى الشفافة ومن أمثال العرب ليس الري عن التشاف ، يقولون : ليس يروي العطشان تتبع بقية الماء حتى يستفرغ جميع ما في الاناء (١).
٩٨
( باب )
*«(الاذن في الدخول ، وسلام الاذن)»*
الايات : النور يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون * فان لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم * ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ماتبدون وماتكتمون (٢).
وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا ليسأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلوة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلوة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعد هن طو افون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم (٣).
الاحزاب : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم (٤).
١ ـ فس : «يا أيها الذين آمنوا ليسأذنكم الذين ملكت أيمانكم» إلى قوله :
____________________
(١) المجازات النبوية : ١٩٩. (٢) النور : ٢٦ ٢٨.
(٣) النور : ٥٨. (٤) الاحزاب : ٥٣.
«ثلث عورات لكم» قال : إن الله تبارك وتعالى نهي أن يدخل أحد في هذه الثلاثة الاوقات على أحد لا أب ولا أخت ولا أم ولا خادم إلا باذن ، ولا أوقات بعد طلوع الفجر ونصف النهار وبعد عشاء الآخرة ثم اطلق بعد هذه الثلاثة الاوقات فقال : «ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن» يعني بعد هذه الثلاثة الاوقات «طوافون عليكم بعضكم على بعض» (١).
٢ ـ ل : ابن الويد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أسباط عن عمه ، عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الاستيذان ثلاثة أولهن يسمعون ، والثانية يحذرون ، والثالثة إن شاؤا أذنوا وإن شاؤا لم يفعلوا فيرجع المستأذن (٢).
٣ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ومحسن بن أحمد ، عن أبان الاحمر ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : «لاتدخلوا بيوتا غيربيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها» قال : الا ستيناس وقع النعل والتسليم (٣).
٤ ـ فس : علي بن الحسين ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبان ، عن عبدالرحمن مثله.
وقال علي بن إبراهيم في قوله : «وإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة» (٤) قال : هو سلامك على أهل البيت ، وردهم عليك ، فهو سلامك على نفسك ، ثم رخص الله فقال : «ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم» قال الصادق عليهالسلام : هي الحمامات والخانات والارحية تدخلها بغير إذن (٥).
٥ ـ كنز الكراجكى : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن سعيد الدهقان عن ابن عقدة ، عن محمد بن منصور ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن حسين بن علوان
____________________
(١) تفسير القمى : ٤٦٠. (٢) الخصال ج ١ : ٤٥.
(٣) معانى الاخبار : ١٦٣. (٤) النور : ٦١.
(٥) تفسير القمي : ٤٥٤.
عن أبي خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله وهو في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي فلما دخلت قال لي : يا علي أماعلمت أن بيتي بيتك ، فمالك تستأذن علي؟ قال : فقلت : يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك ، قال : يا علي أحببت ما أحب الله ، وأخذت بآداب الله الخبر.
٩٩
( باب )
*«(نادر فيما قيل في جواب كيف أصبحت؟)»*
١ ـ جع : قيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال : أصبحت مطلوبا بثمان خصال : الله تعالى يطلبني بالفرائض ، والنبي صلىاللهعليهوآله بالسنة العيال بالقوت ، والنفس بالشهوة ، والشيطان بالمعصية والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح ، والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب (١).
دعوات الراوندى : مثله.
٢ ـ جع : وقيل للحسين بن علي عليهماالسلام : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ فقال : أصبحت ولي رب فوقي والنار أمامي ، والموت يطلبني ، والحساب محدق بي وأنا مرتهن بعملي ، لا أجد ما أحب ولا أدفع ما أكره ، والامور بيد غيري فان شاء عذبني ، وإن شاء عفا ، فأي فقير أفقر مني.
قال : قلت لاميرالمؤمنين عليهالسلام؟ كيف أصحبت؟ فقال : كيف يصبح من كان لله عليه حافظان ، وعلم أن خطاياه مكتوبة في الديوان ، إن لم يرحمه ربه فمرجعه إلى النيران.
قيل لفاطمة عليهاالسلام : كيف أصبحت يا ابنت المصطفى؟ قالت : أصبحت عائفة لدنيا كم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد أن عجمتهم ، فأنا بين جهد وكرب بينما فقد النبي صلىاللهعليهوآله وظلم الوصي.
____________________
(١) جامع الاخبار ص ١٠٥.
عن المنهال قال : دخلت على علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت : السلام عليكم كيف أصبحتم رحمكم الله؟ قال : أنت تزعم أنك لنا شيعة وأنت لا تعرف صباحنا ومساءنا ، أصبحت في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون الابناء ويستحيون النساء ، وأصبح خير البرية بعد نبيها صلىاللهعليهوآله يلعن على المنابر ، ويعطى الفضل والاموال على شتمه ، وأصبح من يحبنا منقوصا بحقه على حبه إيانا وأصبحت قريش تفضل على جميع العرب بأن محمدا صلىاللهعليهوآله منهم يطلبون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا ، ادخل فهذا صباحنا ومساؤنا.
وقال جابر بن عبدالله : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام يومافقلت له : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال : آكل رزقي ، قال جابر : ما تقول في دار الدنيا؟ قال : مانقول في دار أولها غم ، وآخرها الموت ، قال : فمن أغبط الناس؟ قال : جسد تحدت التراب ، أمن من العقاب ، ويرجوا الثواب.
وقيل لسلمان الفارسي : كيف أصحبت؟ قال : كيف يصبح من كان الموت غايته ، والقبر منزله ، والديدان جواره ، وإن لم يغفر له فالنار مسكنه ، قيل لحذيفة بن اليمان : كيف أصبحت؟ قال : كيف يصبح من كان اسمه عبدا ويدفن غدا في القبر وحدا ، ويحشر بين يدي الله فردا.
عن المسيب قال : خرج أمير المؤمنين عليهالسلام يوما من البيت فاستقبله سلمان فقال عليهالسلام له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟ قال : أصبحت في غموم أربغة فقال له : وماهن؟ قال : غم العيال يطلبون الخبز والشهوات ، والخالق يطلب الطاعة والشيطان يأمر بالمعصية ، وملك الموت يطلب الروح فقال : له أبشر يا أبا عبدالله فان لك بكل خصلة درجات وإني كنت دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله [ ذات يوم ] فقال : كيف أصبحت يا علي؟ فقلت : أصبحت وليس في يدي شئ غير الماء ، وأنا مغتم لحال فرخي الحسن والحسين عليهمالسلام فقال لي : يا علي غم العيال ستر من النار ، وطاعة الخالق أمان من العذاب ، والصبر على الطاعة جهاد ، وأفضل من عبادة ستين سنة ، وغم الموت كفارة الذنوب ، واعلم يا علي أن أرزاق العباد على الله سبحانه ، وغمك لهم لا يضرك ولا
ينفغ غير أنك توجر عليه ، وإن أغم الغم غم العيال (١).
٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن غياث بن مصعب بن عبده ، عن محمد ابن حماد ، عن حاتم الاصم ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل لعيسى بن مريم عليهالسلام : كيف أصبحت يا روح الله؟ قال : أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي والنار أمامي ، والموت في طلبي ، لا أملك ما أرجو ولا أطيق دفع ما أكره ، فأي فقير أفقرمني.
وقال : وقليل للنبي صلىاللهعليهوآله : كيف أصبحت؟ قال : بخير من رجل لم يصبح صائما ، ولم يعد مريضا ، ولم يشهد جنازة.
قال : وقال جابر بن عبدالله الانصاري : لقيت علي بن أبي طالب عليهالسلام ذات يوما صياحا فقلت : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال : بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخا ، ولم يدخل على مؤمن سرورا ، قلت : وماذلك السرور؟ قال : يفرج عنه كربا ، أويقضي عنه دينا ، أو يكشف عنه فاقة.
قال جابر : ولقيت عليا يوما فقلت : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين قال : أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله مالا نحصيه ، مع كثير ما نحصيه ، فماندري أي نعمة نشكر؟ أجميل ماينتشر؟ أم قبيح مايستر؟
وقيل لابي ذر رضياللهعنه : كيف أصبحت يا صاحب رسول الله؟ قال : أصبحت بين نعمتين بين ذنب مستور وثناء من اغتر به فهو المغرور.
وقيل لربيع بن خثيم : كيف أصبحت يا يزيد؟ قال : أصبحت في أجل منقوص وعمل محفوظ ، والمتوت في رقابنا والنار من ورائنا ، ثم لاندري ما يفعل بنا.
وقيل لاويس بن عامر القرنى : كيف أصبحت يا أبا عامر؟ قال : ماظنكم بمن يرحل إلى الآخرة كل يوم مرحلة لايدري إذا انقضى سفره أعلى جنة يرد أم على نار.
____________________
(١) جامع الاخبار ص ١٠٦ و ١٠٧.
قال : وقال عبدالله بن جعفر الطيار ، دخلت على عمي علي بن أبيطالب عليهالسلام صباحا وكان مريضا ، فقلت : كيف أصبحت يا أميرالمؤمنين؟ قال : يابني كيف أصبح من يفنى ببقائه ويسقم بدوائه ، ويؤتى من مأمنه.
وقيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال : أصبحت مطلوبا بثمان : الله تعالى يطلبني بالفرايض ، والنبي صلىاللهعليهوآله بالسنة؟ والعيال بالقوت بالنفس بالشهوة ، والشيطان باتباعه والحافظان بصدق العمل ، وملك الموت بالروح والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب.
وقيل لابنه محمد بن علي عليهماالسلام : كيف أصبحت؟ قال : أصبحنا غرقى في النعمة موقورين بالذنوب ، يتحبب إلينا إلهنا بالنعم ، ونتمقت إليه بالمعاصي ، ونحن نفتقر إليه ، وهو غني عنا.
وقيل لبكر بن عبدالله المزني : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت قريبا أجلي بعيدا أملى ، سيئا عملي ، ولوكان لذنوبي ريح ما جالستموني قال : وقل لرجل من المعمرين : كيف أصبحت؟ قال :
أصبحت لا رجلا يغدوا لحاجته |
|
ولا قعيدة بيت تحسن العملا |
وقيل لابي رجاء العطاري وقد بلغ عشرين ومائة سنة : كيف أصبحت؟ قال :
أصبحت لا يحمل بعضي بعضا |
|
كأنما كان شبابي قرضا (١). |
أقول : نقل من خط الشهيد رحمهالله قال قطب الدين الكيدري : روى معمر ، عن الزهري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كنا مارين في أزقة المدينة يوما إذا أقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : السلام عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته فقال : وعليك السلام يا أمير المؤمنين كيف أصبحت؟ قال : أصبحت ونومي خطرات ويقظني فزعات ، وفكرتي في يوم الممات ، الخبر.
٤ ـ نهج : قيل لامير المؤمنين عليهالسلام : كيف تجدك يا أمير المؤمنين : فقال : كيف يكون حال من يفني ببقائه ، ويسقم بصحته ، ويؤتى من مأمنه (٢).
____________________
(١) أمالى الطوسي ج ٢ ص ٢٥٣ و ٢٥٤. (٢) نهج البلاغة الرقم ١١٥ من الحكم.
١٠٠
* ( باب ) *
*«(المصافحة والمعانقة والتقبيل)»*
١ ـ لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن عمران عن أبيه عمران بن إسماعيل ، عن أبي علي الانصاري ، عن محمد بن جعفر التميمي قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام بينا إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لنغمه إذ سمع صوتا فاذا هو برجل قائم يصلي طوله اثنا عشر شبرا فقال له : يا عبدالله لمن تصلي؟ قال : لاله السماء ، فقال له إبراهيم عليهالسلام هل بقي أحد من قومك غيرك؟ قال : لا ، قال : فمن أين تأكل؟ قال : أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء قال له : فأين منزلك؟ قال : فأومأ بيده إلى جبل فقال له إبراهم عليهالسلام : هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة؟ فقال : إن قدامي ماء لا يخاض ، قال : كيف تصنع؟ قال : أمشي عليه ، قال : فاذهب بي معك فلعل الله أن يرزقني ما رزقك.
قال : فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى الماء فمشى ومشى إبراهيم عليهالسلام حتى انتهيا إلى منزله فقال له إبراهيم : أي الايام أعظم؟ فقال له العابد : يوم الدين يوم يدان الناس بعضهم من بعض ، قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فندعو الله عزوجل أن يؤمننا من شرذلك اليوم؟ فقال : وما تصنع بدعوتي فو الله إن لي لدعوة منذ ثلاث سنين ما أجبت فيها بشئ ، فقال له إبراهيم عليهالسلام : أو لا أخبرك لاي شئ احتبست دعوتك؟ قال : بلى ، قال له : إن الله عزوجل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه ، ويسأله ويطلب إليه وإذا أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها.
ثم قال له : وماكانت دعوتك؟ قال : مربي غنم ومعه غلام له ذؤابة ، فقلت : يا غلام لمن هذا الغنم؟ فقال لابراهيم خليل الرحمن عليهالسلام فقلت : اللهم إن
كان لك في الارض خليلا فأرينه ، فقال له إبراهيم عليهالسلام : فقد استجاب الله لك أنا إبراهيم خليل الرحمن ، فعانقه ، فلما بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآله جاءت المصافحة (١).
٢ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير عن الحسين بن المختار ، عن الحذاء قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : إن المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب (٢).
٣ ـ ل : الاربعمائة (٣) قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر ، تتفرقوا وما عليكم من الاوزار قد ذهب ، وقال عليهالسلام : صافح عدوك وإن كره ، فانه مما أمره الله عزوجل به عباده يقول : «ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * ومايلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم» (٤).
٤ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح ، وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار (٥).
٥ ـ مع : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن هشام ابن أحمد اليربوعي ، عن عبدالله بن الفضل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام عن جابر الانصاري قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عن المكاعمة والمكامعة.
فالمكاعمة أن يلثم الرجل الرجل ، والمكامعة أن يضاجعه ولا يكون بينهما.
ثوب من غير ضرورة (٦).
٦ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه ، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : كنت بالكوفة فيأتيني
____________________
(١) أمالى الصدوق : ١٧٨.
(٢) الخصال : ج ١ : ١٣.
(٣) الخصال ج ٢ : ١٦٨. (٤) فصلت : ٣٤.
(٥) أمالى الطوسي ج ١ : ٢١٩. (٦) معانى الاخبار : ٣٠٠.