الباب السابع والأربعون والمائة
في قوله تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها). (١)
من طريق العامة وفيه حديث واحد
من تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب بن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) إنّ دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت ، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه ، فنفر الناس إليه إلّا علي والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب ، وتركوا النبي صلىاللهعليهوآله قائما يخطب على المنبر فقال النبي عليهالسلام : لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة ، فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ونزل فيهم (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ) (٢).
الباب الثامن والأربعون والمائة
في قوله تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها)
من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث
الأول : الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص قال : روي عن جابر الجعفي قال : كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليهالسلام فقرأت هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) (٣) قال : فقال عليهالسلام : مه يا جابر كيف قرأت قال قلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) قال : هذا تحريف يا جابر قال : قلت : كيف اقرأ جعلني الله فداك؟ قال : فقال يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله هكذا نزلت يا جابر ، لو كان سعيا لكان عدوا لما كرهه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة ، يا جابر لم سمّيت الجمعة يوم الجمعة؟ قال: قلت : تخبرني جعلني الله فداك.
__________________
(١) الجمعة : ١١.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ٤٠٧.
(٣) الجمعة : ٩.
قال : أفلا أخبرك بتأويله الأعظم قال : قلت : بلى جعلني الله فداك.
قال : فقال : يا جابر سمّى الله الجمعة جمعة لأن الله عزوجل جمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين ، وجميع ما خلق الله من الجن والإنس وكل شيء خلق ربنا ، والسماوات والأرضين والبحار والجنة والنار ، وكلّ شيء خلق الله في الميثاق ، فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد صلىاللهعليهوآله بالنبوة ولعلي عليهالسلام بالولاية ، وفي ذلك اليوم قال الله للسماوات والأرض (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١) فسمى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين.
ثم قال عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) (٢) من يومكم هذا الذي جمعكم ، فيه والصلاة أمير المؤمنين ، يعني بالصلاة الولاية وهي الولاية الكبرى ، ففي ذلك اليوم أتت الرّسل والأنبياء والملائكة وكل شيء خلق الله والثقلان الجنّ والإنس ، والسماوات والأرضون والمؤمنون بالتلبية لله عزوجل فامضوا إلى ذكر الله.
وذكر الله أمير المؤمنين (وَذَرُوا الْبَيْعَ) يعني الأول (ذلِكُمْ) يعني بيعة أمير المؤمنينعليهالسلام وولايته (خَيْرٌ لَكُمْ) من بيعة الأول وولايته إن كنتم تعلمون (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) يعني بيعة أمير المؤمنين (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) يعني بالأرض الأوصياء ، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين كنّى الله في ذلك عن أسمائهم فسمّاهم بالأرض ، وابتغوا من فضل الله ، قال جابر : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) قال : تحريف ، هكذا انزلت : وابتغوا من فضل الله على الأوصياء (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ثم خاطب الله عزوجل في ذلك الموقف محمدا صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد إذا رأوا ، الشكاك والجاحدون (تِجارَةً) يعني الأول (أَوْ لَهْواً) يعني الثاني انصرفوا إليها قال : قلت (انْفَضُّوا إِلَيْها) قال تحريف هكذا نزلت (وَتَرَكُوكَ) مع علي (قائِماً) قل يا محمد (ما عِنْدَ اللهِ) من ولاية علي والأوصياء (خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) يعني بيعة الأول والثاني.
(للذين اتقوا) قال : قلت : ليس فيها (للذين اتقوا)! فقال : بلى هكذا نزلت الآية ، وأنتم هم الذين اتقوا (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (٣).
الثاني : محمد بن العباس قال : حدّثنا عبد العزيز عن المغيرة بن محمد بن عبد الغفار بن محمد عن قيس بن الربيع عن حصين عن سالم بن الجعد عن جابر بن عبد الله ، قال ورد المدينة عير فيها
__________________
(١) فصلت : ١١.
(٢) الجمعة : ٩.
(٣) الاختصاص : ١٢٨ ـ ١٣٠.
تجارة من الشام ، فضرب أهل المدينة بالدفوف وفرحوا وضحكوا ، ودخلت والنبي صلىاللهعليهوآله على المنبر يخطب يوم الجمعة ، فخرج الناس من المسجد وتركوا رسول الله صلىاللهعليهوآله قائما ، ولم يبق معه في المسجد إلّا اثنا عشر رجلا علي بن أبي طالب عليهالسلام منهم. (١)
الثالث : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن سيار عن محمد ابن خالد عن الحسن بن سيف عن عميرة عن عبد الكريم بن عمرو عن جعفر الأحمر بن سيار عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ، قال : انفضّوا عنه إلّا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فأنزل الله عزوجل (قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (٢).
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ / ٦٩٢ ح ٣.
(٢) تأويل الآيات ٢ / ٦٩٢ ح ٤.
الباب التاسع والأربعون والمائة
في قوله تعالى (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (١)
من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث
الأول : محمد بن العباس من طريق العامة قال : حدّثنا علي بن عبيد ومحمد بن القاسم قالا جميعا : حدّثنا الحسين بن الحكم عن حسن بن حسين عن حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) قال : نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحرث عليهمالسلام وسهل بن حنيف والحارث بن الصرة وأبي دجانة الأنصاري رضي الله عنهم. (٢)
الثاني : محمد بن العباس من طريق العامة قال : حدّثنا الحسين بن محمد عن حجاج بن يوسف عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عزوجل (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) قال : قلت : من هؤلاء؟ قال علي بن أبي طالب عليهالسلام وحمزة أسد الله وأسد رسوله وعبيدة بن الحرث والمقدام بن الأسودعليهمالسلام. (٣)
الثالث : محمد بن العباس من طريق العامة عن عبد العزيز بن يحيى عن ميسرة بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن ابن فضيل عن حسان بن عبيد الله عن الضاحك بن مزاحم عن ابن عباسرحمهالله قال : كان علي عليهالسلام إذا صفّ إلى القتال كأنه بنيان مرصوص يتبع ما قال الله فيه ، فمدحه الله ، وما قتل من المشركين كقتله [أحد] (٤)
الرابع : الحبري عن ابن عباس أنها نزلت في علي وحمزة وعبيدة وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة وأبي دجانة. (٥)
__________________
(١) الصف : ٤.
(٢) تأويل الآيات ٢ / ٦٨٥ ح ١.
(٣) تأويل الآيات ٢ / ٦٨٥ ح ٢.
(٤) تأويل الآيات ٢ / ٦٨٥ ح ٣.
(٥) تفسير الحبري : ح ٤٦.
الباب الخمسون والمائة
في قوله تعالى (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)
من طريق الخاصة وفيه حديث واحد
صاحب تحفة الإخوان عن محمد بن العباس بحذف الإسناد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحرث وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة وأبي دجانة الأنصاري والمقداد بن الأسود الكندي. (١)
__________________
(١) شواهد التنزيل : ٢ / ٣٣٧ ح ٩٧٧.
الباب الحادي والخمسون والمائة
في قوله تعالى (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (١)
من طريق العامة وفيه حديث واحد
محمد بن العباس من طريق العامة قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن يحيى ابن صالح عن الحسين الأشقر عن عيسى بن راشد عن أبي بصير عن عكرمة عن ابن عباسرحمهالله قال : فرض الله الاستغفار لعلي عليهالسلام في القرآن على كلّ مسلم وهو قوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وهو سابق الامة. (٢)
الباب الثاني والخمسون والمائة
في قوله تعالى (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ)
من طريق الخاصة وفيه حديث واحد
الشيخ الطوسي في كتاب المجالس قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال : حدّثنا محمد بن المفضّل ابن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهمالسلام عن الحسن بن علي عليهماالسلام في خطبة خطبها عند صلحه ومعاوية ، فقال عليهالسلام فيها بمحضر معاوية وقد ذكر عليهالسلام فضائل عليعليهالسلام إلى أن قال : فصدّق أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله سابقا ووقاه بنفسه ، ثم لم يزل رسول الله صلىاللهعليهوآله في كلّ موطن يقدّمه ولكلّ شديدة يرسله ثقة منه به وطمأنينة إليه ، لعلمه بنصيحته لله عزوجل ورسوله ، وأنه أقرب المقربين من الله ورسوله وقد قال الله عزوجل : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٣) فكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلىاللهعليهوآله ، وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) (٤) فأبي كان أوّلهم
__________________
(١) الحشر : ١٠.
(٢) تاويل الآيات ٢ / ٦٨١ ح ٨.
(٣) الواقعة : ١٠ ، ١١.
(٤) الحديد : ١٠.
إسلاما وإيمانا ، وأوّلهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده ووسعه نفقة قال سبحانه (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (١) فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إياهم إلى الإيمان بنبيه صلىاللهعليهوآله ، وذلك إنه لم يسبقه إلى الإيمان أحد ، وقد قال الله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) (٢) فهو سابق جميع السابقين ، كما أنّ الله عزوجل فضّل السابقين على المتخلفين والمتأخرين فكذلك فضّل سابق السابقين على السابقين. (٣)
والخطبة طويلة تقدمت بطولها في الباب الثاني من المقصد الثاني وهو الحديث السادس والعشرون منه.
__________________
(١) الحشر : ١١.
(٢) التوبة : ١٠٠.
(٣) أمالي الطوسي ٥٦٣ / مجلس ٢١ / ح ١.
الباب الثالث والخمسون والمائة
في قوله تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (١).
من طريق العامة وفيه سبعة أحاديث
الأول : المالكي في الفصول المهمة عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) قال : علي وفاطمة (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) الحسن والحسين ، ورواه صاحب كتاب الدرر. (٢)
الثاني : محمد بن العباس من طريق العامة قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن صلت عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قولهعزوجل (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) قال : مرج البحرين علي وفاطمةعليهماالسلام، بينهما برزخ لا يبغيان ، قال : النبي صلى الله : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، قال: الحسن والحسينعليهماالسلام. (٣)
الثالث : أبو علي الطبرسي روى من طريق العامة وغيرهم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وسعيد بن جبير وسفيان الثوري أنّ البحرين علي وفاطمة عليهماالسلام ، بينهما برزخ محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين عليهماالسلام. (٤)
الرابع : ابن شهرآشوب من طريق العامة وغيرهم عن الخركوشي في كتاب اللوامع وشرف المصطفى ، وأبو بكر الشيرازي في كتابه وأبي صالح وأبي إسحاق الثعلبي وعلي بن أحمد الطائي وابن علوية القطان في تفاسيرهم ، عن سعيد بن جبير وسفيان الثوري وأبو نعيم الأصفهاني فيما نزل في القرآن في أمير المؤمنين عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وعن أبي مالك عن ابن عباس والقاضي النظيري عن سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق عليهالسلام واللفظ له في قوله تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) قال : علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه.
وفي رواية (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) رسول الله صلىاللهعليهوآله (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال : الحسن
__________________
(١) الرحمن : ١٩ ، ٢٠.
(٢) الإلمام للنويري : ٥ / ٣٠١ ، وتذكرة الخواص : ٢١٢.
(٣) تاويل الآيات ٢ / ٦٣٦ ح ١٣.
(٤) مجمع البيان.
والحسين عليهماالسلام. (١)
الخامس : عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي عباس أن فاطمةعليهاالسلام بكت للجوع والعري ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : اقنعي يا فاطمة بزوجك ، فو الله إنه سيّد في الدّنيا سيّد في الآخرة ، وأصلح بينهما فأنزل الله تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) (٢) يقول : أنا الله أرسلت البحرين علي بن أبي طالب بحر العلوم وفاطمة بحر النبوة يلتقيان يتصلان ، انا الله أوقعت الوصلة بينهما ثم قال : (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) مانع ، رسول الله يمنع علي بن أبي طالب أن يحزن لأجل الدّنيا ، ويمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدّنيا.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما) يا معشر الجن والإنس (تُكَذِّبانِ) بولاية أمير المؤمنين وحبّ فاطمة الزهراء قال : (اللُّؤْلُؤُ) الحسن (وَالْمَرْجانُ) الحسين لأن اللؤلؤ الكبار والمرجان الصغار.
ولا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما وكثرة خيرهما ، فإن البحر إنما سمي بحرا لسعته ، وأجرى النبي عليهالسلام فرسا فقال : وجدته بحرا. (٣)
السادس : كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن المبارك بن مسرور قال : أخبرني القاضي أبو عبد الله قال : حدّثني أبي رحمهالله قال : أخبرني أبو غالب محمد بن عبد الله يرفعه إلى أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : سئل ابن عباس عن قول الله عزوجل (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) فقال : علي وفاطمة (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (٤) رسول الله صلىاللهعليهوآله و (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (٥) الحسن والحسين عليهماالسلام. (٦)
السابع : الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال : أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري قال : حدّثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله قال : قرأ أبي علي أبي محمد الحسن بن علوية القطان من كتابه وأنا أسمع ، حدّثنا بعض أصحابنا ، حدّثني رجل من أهل مصر يقال له : طسم ، حدّثنا أبو حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قول الله عزوجل (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) قال : فاطمة وعلي (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال : الحسن والحسين.
قال الثعلبي : وروى هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير وقال : بينهما برزخ محمد صلىاللهعليهوآله. (٧)
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٠١.
(٢) الرحمن : ١٩.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٠١.
(٤) الرحمن : ٢٠.
(٥) الرحمن : ٢٢.
(٦) الدر المنثور ٦ / ١٤٣.
(٧) العمدة : ٤٠٠ ح ٨١٠ ـ ٨١١ عن الثعلبي المخطوط ، والدر المنثور : ٦ / ١٤٢.
الباب الرابع والخمسون والمائة
في قوله تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ)
من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث
الأول : علي بن إبراهيم قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد العطار قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) : أمير المؤمنين وفاطمة عليهماالسلام (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (١) الحسن والحسين عليهماالسلام. (٢)
الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أسعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد العطار قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) قال : علي وفاطمة بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) الحسن والحسينعليهماالسلام. (٣)
الثالث : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن محمد عن محفوظ بن بشير عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) قال : لا يبغي علي على فاطمة ، ولا فاطمة تبغي على علي (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (٤) قال : الحسن والحسين عليهماالسلام. (٥)
الرابع : محمد بن العباس قال : حدّثنا جعفر بن سهل عن أحمد بن محمد عن عبد الكريم عن يحيى عن عبد الحميد عن قيس عن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد في قوله عزوجل (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) قال : علي وفاطمة لا يبغي هذا على هذه ، ولا هذه على هذا (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال : الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين (٦).
__________________
(١) الرحمن : ٢٢.
(٢) تفسير القمي ٢ / ٣٤٤.
(٣) الخصال ٦٥ / ٩٦.
(٤) الرحمن : ١٩ ، ٢٠.
(٥) تأويل الآيات : ٢ / ٦٣٥ ح ١١ ، وبحار الأنوار ٢٤ / ٩٧ ح ١.
(٦) تأويل الآيات : ٢ / ٦٣٦ ح ١٢ ، وبحار الأنوار ٢٤ / ٩٧ ح ٢.
الخامس : محمد بن العباس عن علي بن مخلد الدهان عن أحمد بن سليمان عن إسحاق بن إبراهيم الأعمش عن كثير بن هشام عن كهمش بن الحسن عن أبي السليل عن أبي ذر رضي الله عنه في قوله عزوجل (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) قال : علي وفاطمة عليهماالسلام (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (١) الحسن والحسين عليهماالسلام ، فمن رأى مثل هؤلاء الأربعة علي وفاطمة والحسن والحسين؟ ولا يحبهم إلّا مؤمن ولا يبغضهم إلّا كافر ، فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت ، ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار. (٢)
__________________
(١) الواقعة : ٢٠.
(٢) بحار الأنوار ٢٤ / ٩٨ ح ٤.
الباب الخامس والخمسون والمائة
في قوله تعالى (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)
من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث
الأول : ابن المغازلي الشافعي في المناقب يرفعه إلى مجاهد في قوله تعالى (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : جاء به محمد ، وصدّق به علي. (١)
الثاني : من كتاب الحبري يرفعه عن ابن عباس مثل الحديث الأول. (٢)
الثالث : أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء مثل الأول. (٣)
الرابع : أبو نعيم الحافظ الأصفهاني بإسناده عن ليث عن مجاهد في قول الله عزوجل : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) علي بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
الباب السادس والخمسون والمائة
في قوله تعالى (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) (٥)
من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث
الأول : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليهالسلام في قول الله عزوجل (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : الذي جاء بالصدق رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وصدّق به علي بن أبي طالبعليهالسلام. (٦)
الثاني : ابن شهرآشوب عن علماء أهل البيت عن الباقر والصادق والكاظم والرضا وزيد بن علي عليهمالسلام في قوله تعالى (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) قالوا : هو عليعليهالسلام. (٧)
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي / ١٧٤ ح ١٣٧.
(٢) تفسير الحبري : ح ٤٢ ، وشواهد التنزيل : ٢ / ١٧٩ ح ٨١٤ وما قبله.
(٣) رواه في كتاب ما نزل من القرآن في علي : ٢٤٠ ، وتاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٥٩ ط دار الفكر.
(٤) بحار الأنوار ٣١ / ٤١١ ح ٨.
(٥) الزمر : ٣٢.
(٦) تأويل الآيات ٢ / ٥١٧ ح ١٨.
(٧) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٨٨.
الثالث : ابن الفارسي في روضة الواعظين ، قال ابن عباس : والذي جاء بالصدق محمد صلىاللهعليهوآله ، وصدّق به علي بن أبي طالب عليهالسلام. (١)
الرابع : الطبرسي في مجمع البيان (الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) علي بن أبي طالب عن مجاهد ورواه الضاحك عن ابن عباس ، قال : وهو المروي عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وعليهم. (٢)
__________________
(١) روضة الواعظين : ١٠٤.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٨٩.
الباب السابع والخمسون والمائة
في قوله تعالى (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ
وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) (١)
من طريق العامة وفيه حديث واحد
أبو علي الطبرسي قال : روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد إلى علي عليهالسلام أنه قال: «أنا ذلك الرجل السّلم لرسول الله» (٢).
الباب الثامن والخمسون ومائة
في قوله تعالى (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)
من طريق الخاصّة وفيه ثمانية أحاديث
الأوّل : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) قال : أمّا الذي فيه شركاء متشاكسون ، فلأن الأوّل يجمع المتفرّقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض ، فأمّا رجل سلم لرجل فإنّه الأوّل حقّا وشيعته ـ ثمّ قال ـ : إنّ اليهود تفرّقوا من بعد موسى عليهالسلام على إحدى وسبعين فرقة ، منها فرقة في الجنّة وسبعون فرقة في النار ، وتفرّقت النصارى بعد عيسىعليهالسلام على اثنين وسبعين فرقة ، فرقة منها في الجنّة وإحدى وسبعون في النار ، وتفرّقت هذه الامّة بعد نبيّها صلىاللهعليهوآله على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنّة ، ومن الثلاث والسبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودّتنا ، اثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنّة، وستّون فرقة من سائر الناس في النار (٣).
الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمهالله قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال : حدّثني المغيرة بن محمّد قال : حدّثنا رجا بن سلمة عن جابر
__________________
(١) الزمر : ٢٩.
(٢) في شواهد التنزيل للحسكاني (٢ / ١٧٦) : السليم.
(٣) الكافي : ٨ / ٢٢٤ ح ٢٨٣.
الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة ذكر فيها أسماء له من القرآن قال : «وأنا السلام لرسوله يقول الله عزوجل : (رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)» (١).
الثالث : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمّد تركي عن أبي محمّد بن الفضل عن محمّد بن شعيب عن قيس بن الربيع عن المنذر الثوري عن محمّد بن الحنفية عن أبيه عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) : «أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله صلىاللهعليهوآله» (٢).
الرابع : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ابن بكير عن حمران قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول في قول اللهعزوجل : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً) : «هو عليّ عليهالسلام «لرجل» هو النبيّ صلىاللهعليهوآله وشركاء متشاكسون أي : مختلفون وأصحاب عليّ مجتمعون على ولايته» (٣).
الخامس : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سالم عن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن مصقلة القمّي عن بكير بن الفضل عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) قال : «الرّجل السّالم لرجل عليّ عليهالسلام وشيعته» (٤).
السادس : ابن شهرآشوب والطبرسيّ عن العيّاشي بالاسناد عن أبي خالد عن الباقر عليهالسلام قال : «الرّجل السالم حقّا عليّ وشيعته» (٥).
السابع : الحسن بن زيد عن آبائه (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) هذا مثلنا أهل البيت (٦).
الثامن : عليّ بن إبراهيم في تفسيره في قوله : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) فإنّه مثل ضربه الله لأمير المؤمنين وشركائه الذين ظلموه وغصبوه حقّه ، وقوله : (مُتَشاكِسُونَ) أي متباغضون ، قوله : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) أمير المؤمنين عليهالسلام سلم لرسول الله صلىاللهعليهوآله (٧).
__________________
(١) معاني الأخبار : ٥٩.
(٢) بحار الأنوار : ٢٤ / ١٦١ ح ١٠ و ١١.
(٣) تأويل الآيات : ٢ / ٥١٥ ح ١٢ ، البرهان : ٤ / ٧٥ ح ٤.
(٤) كنز الفوائد : ٢٧٠ ، بحار الأنوار : ٢٤ / ١٦٠ ح ٨.
(٥) مجمع البيان : ٨ / ٧٧٥ ، بحار الأنوار : ٣١ / ١٥ عن المناقب.
(٦) بحار الأنوار : ٣١ / ٣٤٣ ح ١٥.
(٧) تفسير القمي : ٢ / ٢٥١ ضمن تفسير الآية ٢٩ من سورة الزمر.
الباب التاسع والخمسون ومائة
في قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ)
من طريق العامّة وفيه حديث واحد
ابن شهرآشوب عن الواحدي في «أسباب النزول» و «الوسيط» قال عطاء في قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) : نزلت في عليّ وحمزة ، فويل للقاسية قلوبهم في أبي لهب وولده (١).
الباب الستّون ومائة
في قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ)
من طريق الخاصّة وفيه حديث واحد
عن عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، وهو منسوب إلى الصادق عليهالسلام قال : قال : نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام (٢).
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٩٣.
(٢) تفسير القمي : ٢ / ٢٥١ ضمن تفسير الآية ٢٢ من سورة الزمر.
الباب الحادي والستّون ومائة في
قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ
ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً
إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ* أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا
رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)
من طريق العامّة وفيه حديث واحد.
ابن شهرآشوب ، عن النيسابوري في «روضة الواعظين» أنّه قال عروة بن الزّبير : سمع بعض التّابعين أنس بن مالك يقول : نزلت في عليّ عليهالسلام (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) الآية قال الرجل : فأتيت عليّا وقت المغرب فوجدته يصلّي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثمّ جدّد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلّى بالناس صلاة الفجر ، ثمّ قعد في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ، ثمّ قصده الناس فجعل يقضي بينهم إلى أن قام إلى صلاة الظهر فجدّد الوضوء ثمّ صلّى بأصحابه الظهر ، ثمّ قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر ، ثمّ كان يحكم بين الناس ويفتيهم إلى أن غابت الشمس (١).
الباب الثاني والسّتون ومائة
في قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) إلى قوله
(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ
رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)
من طريق الخاصّة وفيه اثنى عشر حديثا
الأوّل : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل: (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) قال : نزلت في أبي الفضيل أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان عنده
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٨٩ ، روضة الواعظين : ١١٧.
ساحرا فكان إذا مسّه الضرّ ـ يعني السّقم ـ دعا ربّه منيبا إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله صلىاللهعليهوآله ما يقول : (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ) ـ يعني العافية ـ (نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ) يعني نسي التوبة إلى الله عزوجل ممّا كان يقول في رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه ساحر ، ولذلك قال الله عزوجل: (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) يعني أمرتك على الناس بغير حقّ من الله عزوجل ومن رسوله صلىاللهعليهوآله قال : ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : ثمّ عطف القول من الله عزوجل في عليّ عليهالسلام يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : ثمّ قال أبو عبد اللهعليهالسلام : «فهذا تأويله يا عمّار» (١).
الثاني : ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : أبو جعفر : «إنّما نحن الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون عدوّنا وشيعتنا أولو الألباب». (٢)
الثالث : ابن يعقوب عن عدّة من اصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : «نحن الذين يعلمون ، وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولو الألباب» (٣).
الرابع : ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ دخل عليه أبو بصير وذكر حديثا في فضل الشيعة إلى أن قال عليهالسلام : «يا أبا محمّد لقد ذكرنا الله عزوجل وشيعتنا وعدوّنا في آية من كتابه فقال عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) فنحن الذين يعلمون، وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولو الألباب» (٤).
الخامس : محمّد بن الحسن الصفّار في «بصائر الدرجات» عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) فقال : «نحن الذين
__________________
(١) الكافي : ٨ / ٢٠٤ ح ٢٤٦.
(٢) الكافي : ١ / ٢١٢ ح ١.
(٣) الكافي : ١ / ٢١٢ ح ٢.
(٤) الكافي : ٨ / ٣٥ ح ٦.
نعلم وعدوّنا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولو الألباب» (١).
السادس : الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمّد عن علي عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : «نحن الذين نعلم ، وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولو الألباب» (٢).
السابع : الصفّار عن محمّد بن الحسين عن أبي داود المشرق عن محمّد بن مروان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : «نحن الذين نعلم ، وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا الذين أولو الألباب» (٣).
الثامن : أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في كتاب «المحاسن» عن أبيه عن من ذكره عن أبي علي حسّان العجلي قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام ـ وأنا جالس ـ عن قول الله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : «نحن الذين يعلمون، وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولو الألباب» (٤).
التاسع : أحمد بن محمّد هذا عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة بن خالد قال : دخلت أنا ومعلّى ابن خنيس على أبي عبد الله عليهالسلام وليس هو في مجلسه ، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب؟ فلمّا نظر إلينا رحّب فقال : «مرحبا بكما وأهلا» ثمّ جلس وقال : «أنتم أولو الألباب في كتاب الله ، قال تبارك وتعالى : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)» (٥).
العاشر : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن إسماعيل بن صبيح عن سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن عن سعد بن مجاهد عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) فقال : نحن الذين يعلمون ، وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولو الألباب(٦).
الحادي عشر : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا عبد الله بن زيدان بن بريد عن محمّد بن أيّوب عن جعفر بن عمرو عن يوسف بن يعقوب الجعفي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) قال : نحن الذين يعلمون وعدوّنا الذين
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٥٤ ح ١.
(٢) بصائر الدرجات : ٥٥ ح ٤.
(٣) بصائر الدرجات : ٥٤ ح ٢.
(٤) المحاسن : ١ / ١٦٩ ح ١٣٤.
(٥) المحاسن : ١ / ١٦٩ ح ١٣٥.
(٦) بحار الأنوار : ٢٤ / ١١٩ ح ٢.
لا يعلمون وشيعتنا أولو الألباب (١).
الثاني عشر : عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلى الصادق عليهالسلام قال : قوله : (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) قال : نزلت في أبي فلان ثمّ قال : (أَمَّنْ هُوَقانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام (وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) قال: يا محمّد (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) يعني أولي العقول. (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢٤ / ١١٩ ذيل ح ٢.
(٢) تفسير القمي : ٢ / ٢٤٩ ، ضمن تفسير الآية ٨ ـ ٩ من سورة الزمر.