أخرج البخاري عن ابن عباس قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا نزل عليه الوحي يحرك به لسانه ، يريد أن يحفظه ، فأنزل الله تعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)
الآيتان : ٣٤ ـ ٣٥. قوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ، ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)
أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : «لما نزلت : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ، يخبركم ابن أبي كبشة أن خزنة جهنم تسعة عشر وأنتم الدّهم!!! أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم؟!!! فأوحى الله إلى رسوله أن يأتي أبا جهل فيقول له : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ، ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى).
وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير : «أنه سأل ابن عباس عن قوله : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) أشيء قاله رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قبل نفسه أم امره الله به؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ، ثم أنزله الله».
ـ سورة الإنسان ـ
الآية : ٨. قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً)
روى الواحدي عن عطاء عن ابن عباس : «وذلك أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) نوبة أجرّ نفسه يسقى نخلا بشيء من شعير ليله حتى أصبح ، وقبض الشعير ، وطحن ثلاثة ، فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له : الخزيرة فلما تم إنضاجه أتى يتيم ، فسأل ، فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم انضاجه أتى أسير من المشركين ، فأطعموه ، وطووا يومهم
ذلك ، فانزل الله فيه هذه الآية.
الآية : ٢٠. قوله تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً).
أخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : «دخل عمر بن الخطاب على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو راقد على حصير من جريد ، وقد أثّر في جنبه ، فبكى عمر ، فقال له : ما يبكيك؟! قال : ذكرت كسرى ، وملكه ، وهرمز ، وملكه ، وصاحب الحبشة ، وملكه ، وأنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم على حصير من جريد. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أما ترضى أنّ لهم الدنيا ، ولنا الآخرة ، فأنزل الله : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً).
الآية : ٢٤. قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)
أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر عن قتادة : «أنه بلغه أنّ أبا جهل قال : لئن رأيت محمدا يصلّي لأقطعن عنقه ، فأنزل الله : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)
سورة المرسلات
الآية : ٤٨. قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) أخرج المنذر عن مجاهد في قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) قال : «نزلت في ثقيف».
ـ سورة النبأ ـ
الآية : ١ ـ ٢. قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)
أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن الحسن قال : «لما بعث النبي
صلىاللهعليهوسلم ، جعلوا يتساءلون بينهم ، فنزلت : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)
سورة النازعات
الآية : ١٢. قوله تعالى : (قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ)
أخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب القرظي قال : «لما نزلت قوله : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) قال كفار قريش : لئن حيينا بعد الموت لنخسرن ، فنزل : (قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ)
الآيات : ٤٢ ـ ٤٦. قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)
أخرج الحاكم وابن جرير عن عائشة قالت : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها ، إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) فانتهى.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس : «أن مشركي هل مكة سألوا النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا : متى تقوم الساعة؟؟ استهزاء منهم ، فأنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) إلى آخر السورة.
وأخرج الطبراني ، وابن جرير عن طارق بن شهاب قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها ، إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها).
وأخرج ابن أبي حاتم مثله عن عروة.
سورة عبس
الآيات : ١ ـ ١٠ قوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ، وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى ، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى ، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ، وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ، وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى ، وَهُوَ يَخْشى ، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)
روى الواحدي عن عائشة : «أنها نزلت في ابن أم مكتوم ـ وكان أعمى ـ وذلك أنه أتى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة ، وأبا جهل بن هشام ، وعباس بن عبد المطلب ، وأبيّا وأميّة ابني خلف ، ويدعوهم إلى الله تعالى ، ويرجو اسلامهم. فقام ابن أم مكتوم ، وقال : يا رسول الله ، علمنى مما علّمك الله ، وجعل يناديه ، ويكرر النداء ، ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره ، حتى ظهرت الكراهية على وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقطعه كلامه ، وقال في نفسه : يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان ، والسفلة ، والعبيد ، فعبس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأعرض عنه ، وأقبل على القوم الذين يكلمهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك يكرمه ، وإذا رآه يقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي».
الآية : ١٧. قوله تعالى : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ).
أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) قال : نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال : كفرت بربّ النجم».
الآية : ٣٧. قوله تعالى : (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
روى الواحدي عن أنس بن مالك قال : «قالت عائشة للنبي صلىاللهعليهوسلم : أنحشر عراة؟!! قال : نعم. قالت : وا سوأتاه!! فأنزل الله تعالى : (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ).
ـ سورة التكوير ـ
الآية : ٢٩. قوله تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)
أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن سليمان بن موسى قال : «لما أنزلت : (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) قال أبو جهل : ذلك إلينا ان شئنا استقمنا ، وان شئنا لم نستقم ، فأنزل الله تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق بقية عن عمرو بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة مثله.
وأخرج ابن المنذر من طريق سليمان عن القاسم بن مخيمرة مثله.
ـ سورة الانفطار ـ
الآية : ٦. قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ).
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) الآية. قال نزلت في أبيّ بن خلف.
ـ سورة المطففين ـ
أخرج النسائي وابن ماجة بسند صحيح عن ابن عباس قال : «لمّا قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة كانوا من أبخس الناس كيلا فأنزل الله تعالى (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) فأحسنوا الكيل بعد ذلك»
وروى الواحدي عن القرطبي قال : «كان بالمدينة تجار يطففون ، وكانت بياعاتهم كشبه القمار المنابذة ، والمخاطرة ، فأنزل الله تعالى : هذه الآية ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم الى السوق ، وقرأها.
وروى الواحدي عن السدي : «قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، وبها رجل يقال له أبو جهينة ، ومعه صاعان يكيل بأحدهما ، ويكتال بالآخر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية».
ـ سورة الطارق ـ
الآية : ١ ـ ٣. قوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ، وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ ، النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
قال الواحدي : «نزلت في أبي طالب ، وذلك أنه أتى النبي صلىاللهعليهوسلم بخبز ، ولبن ، فبينما هو جالس إذ انحط نجم فامتلأ ماء ثم نارا ، ففزع أبو طالب ، وقال : أي شيء هذا!! فقال : هذا نجم ، رمي به ، وهو آية من آيات الله ، فعجب أبو طالب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية».
الآية : ٥. قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ)
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ) قال : نزلت في أبي الأشد ، كان يقوم على الأديم ، فيقول : يا معشر قريش ، من أزالني عنه فله كذا ، ويقول : إن محمدا يزعم أن خزنة جهنم تسعة عشر ، فأنا أكفيكم وحدي عشرة ، واكفوني أنتم تسعة».
ـ سورة الأعلى ـ
الآية : ٦. قوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى).
أخرج الطبراني عن ابن عباس قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا أتاه جبريل بالوحي لم يفرغ جبريل من الوحي حتى يتكلم النبي صلىاللهعليهوسلم بأوّله ، مخافة أن ينساه ، فأنزل الله : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) في اسناده جويبر ضعيف جدا».
ـ سورة الغاشية ـ
الآية : ١٧. قوله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة قال : «لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة ، فأنزل الله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).
ـ سورة الفجر ـ
الآية : ٢٧. قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) أخرج ابن أبي حاتم عن بريدة في قوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) قال : نزلت في حمزة».
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن
عباس : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : من يشتري بئر رومة يستعذب بها غفر الله له ، فاشتراها عثمان. فقال : هل لك أن تجعلها سقاية للناس؟ قال : نعم. فأنزل الله في عثمان».
ـ سورة اللّيل ـ
أخرج ابن أبي حاتم ، وغيره من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس : «أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال ، فكان الرجل إذا جاء ، فدخل الدار ، فصعد إلى النخلة ، ليأخذ منها التمر ، ربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير ، فينزل من نخلته ، فيأخذ التمرة من أيديهم ، وإن وجدها في فم أحدهم أدخل إصبعه حتى يخرج التمرة من فيه ، فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : اذهب. ولقي النبي صلىاللهعليهوسلم صاحب النخلة ، فقال له : أعطيني نخلتك التي فرعها في دار فلان ، ولك بها نخلة في الجنة. فقال الرجل : لقد أعطيت ، وأن لي نخلا كثيرا ، وما فيه نخلة أعجب إليّ ثمرة منها. ثم ذهب الرجل ، ولقي رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومن صاحب؟؟؟؟ ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أتعطيني يا رسول الله ، ما أغطيت الرجل إن أنا أخذتها؟! قال : نعم. فذهب الرجل ، فلقي صاحب النخلة ، ولكليهما نخل ، فقال له صاحب النخلة : أشعرت أن محمدا صلىاللهعليهوسلم أعطاني. خلتي المائلة في دار فلان نخلة في الجنة. فقلت له : لقد أعطيت ، ولكن يعجبني ثمرها ، ولي نخل كثير ما فيه ، ولا أظن أعطى مثلها قال : فكم مناك منها؟ قال : أربعون نخلة. قال : لقد جئت بأمر عظيم ، ثم سكت عنه ، فقال له : أنا أعطيك أربعين نخلة فاشهد لي ان كنت صادقا ، فدعا قومه فأشهد له ، ثم ذهب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم
فقال له : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنّ النخلة قد صارت لي ، وهي لك ، فذهب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى صاحب الدار ، فقال له : النخلة لك ، ولعيالك ، فأنزل الله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) إلى آخر السورة». قال ابن كثير : حديث غريب جدا.
الآيات : ١ ـ ٤. قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ، وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)
روى الواحدي عن عبد الله : «أن أبا بكر اشترى بلالا من أمية بن خلف ببردة ، وعشر أواق ، فأعتقه ، فأنزل الله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ، وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)».
الآيات : ٥ ـ ٧. قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى).
روى الواحدي عن عبد الرحمن السلمي عن علي قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما منكم من أحد الّا كتب مقعده من الجنة ، ومقعده من النار. قالوا : يا رسول الله ، أفلا نتكل؟ قال : اعملوا فكل ميسر (أي لما له) ثم قرأ : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى)».
وأخرج الحاكم عن عبد الله بن الزبير عن أبيه ، وأخرج الواحدي عن عامر بن عبد الله عن بعض أهله : «قال أبو قحافة لابنه أبي بكر : يا بنيّ ، أراك تعتق رقابا ضعافا فلو انك إذا فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدة يمنعونك ، ويقومون دونك. فقال : أبو بكر : يا أبت ، إني إنما أريد ما أريد. قال : فتحدث ما أنزل هؤلاء الآيات الّا فيه ، وفيما قاله ابوه : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) إلى آخر السورة».
الآيات : ١٩ ـ ٢١. قوله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ
تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ، وَلَسَوْفَ يَرْضى).
روى الواحدي عن ابن عباس : «إن بلالا لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسلح عليها ـ وكان عبدا لعبد الله بن جدعان ـ فشكى إليه المشركون ما فعل ، فوهبه لهم ، ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم ، فأخذوه ، وجعلوا يعذبونه في الرمضاء ، وهو يقول : أحد أحد ، فمر به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ينجيك أحد أحد. ثم أخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر أن بلالا يعذب في الله ، فحمل أبو بكر رطلا من ذهب ، فابتاعه به ، فقال المشركون : ما فعل أبو بكر ذلك إلّا ليد كانت لبلال عنده ، فأنزل الله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ، وَلَسَوْفَ يَرْضى).
وأخرج البزار عن ابن الزبير قال : «نزلت هذه الآية : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) إلى آخرها في أبي بكر الصديق».
سورة والضّحى
الآيات : ١ ـ ٥. قوله تعالى : (وَالضُّحى ، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ، وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).
أخرج الشيخان ، وغيرهما عن جندب قال : «اشتكى النبي صلىاللهعليهوسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين ، فأتته امرأة ، فقالت : يا محمد ، ما أرى شيطانك الّا قد تركك. فأنزل الله تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)».
وأخرج سعيد بن منصور ، والفريابي عن جندب قال : «أبطأ جبريل على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال المشركون : قد ودّع محمد ، فنزلت».
وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال : «مكث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أياما لا ينزل عليه جبريل ، فقالت ام جميل ـ امرأة أبي لهب ـ ما أرى صاحبك الّا قد ودعك ، وقلاك ، فأنزل الله تعالى : (وَالضُّحى).
وروى الواحدي عن جندب قال : «قالت امرأة من قريش للنبي
صلىاللهعليهوسلم : ما أرى شيطانك الّا ودّعك ، فنزل : (وَالضُّحى ، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)».
وأخرج الطبراني ، وابن أبي شيبة في مسنده ، والواحدي ، وغيرهم بسند فيه من لا يعرف عن حفص بن ميسرة القرشي عن أمه عن أمها خولة ـ وقد كانت خادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ إن جروا دخل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فدخل تحت السرير فمات ، فمكث النبي صلىاللهعليهوسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي ، فقال : يا خولة ، ما حدث في بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم!!! جبريل لا يأتيني ، فقلت في نفسي : لو هيأت البيت فكنسته ، فأهويت بالمكنسة تحت السرير ، فأخرجت الجرو ، فجاء النبي صلىاللهعليهوسلم يرعد بجبته وكان إذا أنزل عليه الوحي أخذته الرعدة ، فأنزل الله تعالى : (وَالضُّحى) إلى قوله : (فَتَرْضى) قال الحافظ بن حجر : قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة ، لكن كونها سبب نزول الآية غريب بل شاذ مردود بما في الصحيح».
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن شداد : «أن خديجة قالت للنبي صلىاللهعليهوسلم : ما أرى ربك إلا قلاك فنزلت».
وأخرج ابن جرير عن عروة قال : «أبطأ جبريل على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فجزع جزعا شديدا ، فقالت خديجة : إني أرى ربك قد قلاك. مما يرى من جزعك ، فنزلت».
وكلاهما مرسل رواتهما ثقات قال الحافظ بن حجر : «فالذي يظهر أن كلا من أم جميل ، وخديجة قالت ذلك ، لكن ام جميل قالته شماتة وخديجة قالته توجعا».
الآيات : ١ ـ ٣. قوله تعالى : (وَالضُّحى ، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)
روى الواحدي عن جندب قال : «قالت امرأة من قريش للنبي صلىاللهعليهوسلم ما أرى شيطانك الا ودعك فنزل : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما
وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)
الآيات : ٤ ـ ٥. قوله تعالى : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)
روى الواحدي عن ابن عباس عن أبيه قال : «رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما يفتح على أمته من بعده ، فسرّ بذلك ، فأنزل الله عزوجل :
(لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) قال :
فأعطاه الله ألف قصر في الجنة ، من لؤلؤ ترابه مسك في كل قصر منها ما ينبغي له».
الآيات : ٦ ـ ٨. قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ، وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى)
روى الواحدي عن ابن عباس قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لقد سألت ربي مسألة ، ووددت أني لم أكن سألته. قلت : يا رب ، إنه قد كانت الأنبياء قبلي : منهم من سخّرت له الريح ـ وذكر سليمان بن داود ـ ومنهم من كان يحيي الموتى ـ وذكر عيسى بن مريم ـ ومنهم ، ومنهم. قال : قال : ألم أجدك يتيما ، فآويتك؟ قال : قلت : بلى. قال : ألم أجدك ضالا ، فهديتك؟ قال : قلت : بلى يا رب. قال : ألم أجدك عائلا ، فأغنيتك؟ قال : قلت : بلى يا رب. قال : ألم أشرح لك صدرك ، ووضعت عنك وزرك؟ قال : قلت : بلى يا رب».
ـ سورة الانشراح ـ
الآية : ٦. قوله تعالى : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) أخرج ابن جرير عن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أبشروا ، أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين.
قال السيوطي : «نزلت لما عيّر المشركون المسلمين بالفقر».
ـ سورة التين ـ
الآية : ٥. قوله تعالى : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ)
أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) قال : هم نفر ردّوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسئل عنهم حين سفهت عقولهم ، فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم».
ـ سورة العلق ـ
الآية : ٦ ـ ١٩. قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)
أخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال : «قال أبو جهل : هل يعرف محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل : نعم. فقال : واللات والعزى ، لئن رأيته يفعل لأطأن على رقبته ، ولأعفرنّ وجهه في التراب ، فأنزل الله : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)» الآية.
الآية : ٩ ـ ١٦. قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ، عَبْداً إِذا صَلَّى)
أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي فجاءه أبو جهل ، فنهاه ، فأنزل تعالى (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ، عَبْداً إِذا صَلَّى) إلى قوله (كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ)».
الآيات : ١٧ ـ ١٨. قوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ)
أخرج الترمذي ، وغيره عن ابن عباس قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يصلي
فجاءه أبو جهل فقال : ألم أنهك عن هذا؟! فزجره النبي صلىاللهعليهوسلم فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها ناد اكثر مني فأنزل الله : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ)
قال الترمذي : حسن صحيحي.
قال ابن عباس في رواية الواحدي : «لو دعا ناديه ، لاخذته زبانية الله تبارك وتعالى».
ـ سورة القدر ـ
أخرج ابن أبي حاتم ، والواحدي عن مجاهد قال : «ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجلا من بني اسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فتعجب المسلمون من ذلك ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) قال : قال : خير من التي لبس فيها السلاح ذلك الرجل».
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : «كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ، فعمل ذلك ألف شهر ، فأنزل الله تعالى : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)». عملها ذلك الرجل.
ـ سورة الزلزلة ـ
الآيات : ١ ـ ٦. قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها ، وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ، يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ)
روى الواحدي عن عبد الله بن عمر قال : «نزلت (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) ، وأبو بكر الصديق قاعد ، فبكى أبو بكر ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما يبكيك يا أبا بكر؟! قال : أبكاني هذه السورة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لو أنكم لا تخطئون ، ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون ، ويذنبون ، فيغفر لهم».
الآيتان : ٧ ـ ٨. قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : «لما نزلت (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) الآية».
كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوا ، وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير : الكذبة ، والنظرة ، والغيبة ، وأشبه ذلك ، ويقولون : إنما أوعد الله النار على الكبائر ، فأنزل الله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
وروى الواحدي عن مقاتل : «نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة ، والكسرة ، والجوزة ، ويقول ما هذا شيء ، وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبّه. وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير : الكذبة ، والنظرة ، والغيبة ، ويقول : ليس عليّ من هذا شيء ، وانما أوعد الله بالنار على الكبائر ، فأنزل الله تعالى يرغبهم في القليل من الخير ، فإنه يوشك أن يكثر ، ويحذرهم اليسير من الذنب ، فإنه يوشك أن يكثر».
ـ سورة العاديات ـ
أخرج البزار ، وابن أبي حاتم ، والحاكم عن ابن عباس قال : «بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيلا ، ولبثت شهرا لا يأتيه منها خبر ، فنزلت : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)
وروى الواحدي عن مقاتل قال : «بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرية إلى حي من كنانة ، واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري ، فتأخر خبرهم. فقال المنافقون : قتلوا جميعا. فأخبر الله تعالى عنها ، فأنزل : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) أي الخيل».
ـ سورة التكاثر ـ
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال : «نزلت في قبيلتين من الأنصار : في بني حارثة ، وبني الحارث ، تفاخروا ، وتكاثروا. فقالت إحداهما : فيكم مثل : فلان ، وفلان. وقال الآخرون : تفاخروا بالأحياء ، ثم قالوا : انطلقوا بنا إلى القبور ، فجعلت إحدى الطائفتين تقول : فيكم مثل : فلان ، ومثل فلان ـ يشيرون إلى القبر ـ وتقول الأخرى مثل ذلك ، فأنزل الله : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ)
وأخرج الواحدي عن مقاتل ، والكلبي : «نزلت في حيّين من قريش : بني عبد مناف ، وبني سهم ، كان بينهما لحا فتعاند السادة ، والأشراف أيهم أكثر. فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيدا ، وعزا وعزيزا ، وأعظم نفرا. وقال بنو سهم : مثل ذلك ، فكثر بنو عبد
مناف ثم قالوا : نعد موتانا حتى زاروا القبور ، فعدوا موتاهم فكثر بنو سهم ، لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية».
الآيات : ١ ـ ٤. قوله تعالى : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ، كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)
أخرج ابن جرير عن عليّ قال : «كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) إلى قوله : (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) في عذاب القبر».
ـ سورة الهمزة ـ
أخرج ابن أبي حاتم عن عثمان ، وابن عمر قالا : «ما زلنا نسمع أنّ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) نزلت في أبيّ بن خلف».
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : «نزلت في الأخنس بن شريق».
وأخرج ابن جرير عن رجل من أهل الرقة قال : «نزلت في جميل بن عامر الجمحي».
وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال : «كان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم همزه ، ولمزه فأنزل الله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) السورة كلها».
ـ سورة قريش ـ
أخرج الحاكم ، وغيره عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فضّل الله قريشا بسبع خصال ، الحديث ، وفيه نزلت
فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)
وروى الواحدي عن أم هاني بنت أبي طالب : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم : أن الله فضّل قريش بسبع خصال لم يعطها قبلهم أحد ، ولا يعطها أحد بعدهم : إن الخلافة فيهم ، والحجابة فيهم ، وأن السقاية فيهم ، وأن النبوة فيهم ، ونصروا على الفيل ، وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم ، ونزلت فيهم سورة لم يذكر أحد فيها غيرهم : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)
ـ سورة الماعون ـ
الآيات : ١ ـ ٣. قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ، فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ، وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) روى الواحدي عن مقاتل ، والكلبي : «نزلت في العاص بن وائل السهمي».
وروى الواحدي عن ابن جرير : «كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين ، فأتاه يتيم ، فسأله شيئا ، فقرعه بعصا ، فأنزل الله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ، فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)
الآية : ٤ ـ ٧. قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ، الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ، وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ)
أخرج ابن المنذر عن طريف بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) الآية. قال : نزلت في المنافقين ، كانوا يراءون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابوا ، ويمنعونهم العارية».
ـ سورة الكوثر ـ
الآيات : ١ ـ ٣. قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
أخرج البزار ، وغيره بسند صحيح عن ابن عباس قال : «قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش : أنت سيدهم ، ألا ترى إلى هذا الصابئ المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ، ونحن أهل الحجيج ، وأهل السقاية ، وأهل السدانة! قال : أنتم خير منه ، فنزلت : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
وأخرج ابن أبي شيبة في (المصنف) ، وابن المنذر عن عكرمة قال : «لما أوحي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قالت قريش : بتر محمد منا ، فنزلت (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : «كانت قريش تقول ، إذا مات ذكور الرجال : بتر فلان. فلما مات ولد النبي صلىاللهعليهوسلم قال العاص بن وائل : بتر محمد ، فنزلت».
وأخرج البيهقي في (الدلائل) عن مجاهد قال : «نزلت في العاص بن وائل ، وذلك أنه قال : أنا شانئ محمد»
وأخرج ابن جرير عن شمر بن عطية قال : كان عقبة بن أبي معيط يقول : إنه لا يبقى للنبي صلىاللهعليهوسلم ولد ، وهو أبتر ، فأنزل الله فيه (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)».
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : «بلغني أن إبراهيم ولد النبي صلىاللهعليهوسلم لما مات قالت قريش : أصبح محمد أبترا ، فغاظه ذلك ، فنزلت (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) تعزية له».
وروى الواحدي عن ابن عباس قال : «نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وذلك أنه رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخرج من المسجد ، وهو يدخل ، فالتقيا عند باب بني سهم ، وتحدثا ، وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوسا ، فلما دخل العاص قالوا له : من الذي كنت تحدث؟! قال : ذلك الأبتر (يعني النبي صلىاللهعليهوسلم) وقد كان توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان من خديجة ، وكانوا يسمّون من ليس له ولد أبتر ، فأنزل الله تعالى هذه السورة».
ـ سورة الكافرون ـ
أخرج الطبراني ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس : «أنّ قريشا دعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجلا بمكة ، ويزوجوه ما أراد من النساء ، فقالوا : هذا لك يا محمد ، وتكف عن شتم آلهتنا ، ولا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل ، فاعبد آلهتنا سنة. قال : حتى أنظر ما يأتيني من ربي ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) إلى آخر السورة. وأنزل : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ).
وأخرج عبد الرزاق عن وهب قال : «قالت كفار قريش للنبي صلىاللهعليهوسلم : إن سرّك أن تتّبعنا عاما ، ونرجع إلى دينك عاما ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) إلى آخر السورة».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن ميناء قال : «لقي الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب ، وأمية بن خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا محمد ، هلم فلتعبد ما نعبد ، ونعبد ما تعبد ، ولنشترك نحن ، وأنت في أمرنا كله ، فأنزل الله (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) إلى آخر السورة».