أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني
المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣
مشكل إعراب سورة
«والتين»
٢٥٥٣ ـ قوله تعالى : (وَطُورِ سِينِينَ) ـ ٢ ـ هذه لغة في «سيناء» ، وقد تقدم (١) ذكره.
٢٥٥٤ ـ قوله تعالى : (وَهٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) ـ ٣ ـ الاسم من «هذا» عند البصريين «ذا» ، والذال وحدها بغير ألف عند الكوفيين هو الاسم. و «ذا» اسم مبهم مبني ، وإنما بني لأنه لا يخص مسمّى بعينه ، بل ينتقل إلى كل مشار إليه[مما يعقل ومما لا يعقل] (٢) ، فلا يستقرّ على شيء بعينه (٣) ، فخالف الأسماء ، فدخل بمخالفته الأسماء في مشابهة الحروف ؛ لأنّ الحروف مخالفة للأسماء ، فبني كما تبنى الحروف. وقال الفرّاء : إنما لم يعرب «ذا» ، لأنّ آخره ألف ، والألف لا تتحرك ؛ وهذا قول ضعيف ، يلزم فيه بناء : موسى وعصا ومثنى (٤) ، وشبهه ، وقد تقدم ذكر هذا بأشبع من هذا.
٢٥٥٥ ـ قوله تعالى : (فَمٰا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ) ـ ٧ ـ «ما» استفهام رفع بالابتداء ، و «يكذبك» الخبر.
__________________
(١) انظر فقرة(١٥٢١)من سورة المؤمنين.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) في الأصل : «فلا يستقر لشيء بعينه».
(٤) في الأصل : «ومسمّى».
٢٥٥٦ ـ قوله تعالى : (بِأَحْكَمِ الْحٰاكِمِينَ) ـ ٨ ـ [إنما]انصرف «أحكم» ، لأنه مضاف ، وهو صفة ، وعلى وزن الفعل ، فلما أضيف خرج من شبه الأفعال ؛ إذ لا تضاف الأفعال ، فانصرف إلى الخفض بالإضافة.
مشكل إعراب سورة
«العلق» (١)
٢٥٥٧ ـ قوله تعالى : (اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ـ ١ ـ دخلت الباء في «بِاسْمِ» لتدلّ على الملازمة والتكرير ، ومثله : أخذت بالخطام (٢). فإن قلت : اقرأ اسم ربّك ، وأخذت الخطام ، لم يكن في الكلام ما يدلّ على لزوم الفعل وتكريره. وأجاز النحويون : اقرأ (٣) يا هذا ، بحذف الهمزة ، على تقدير إبدال الألف من الهمزة قبل الأمر ، كما قال تعالى : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنىٰ) (٤) ، فالألف في «أَدْنىٰ» ، على قول جماعة (٥) ، بدل من الهمزة ، وهو من «الدّناءة» ، فلما دخله الأمر حذفت الألف للبناء. وهو مبني عند البصريين ، ومعرب عند الكوفيين.
٢٥٥٨ ـ قوله تعالى : (اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) ـ ٣ ـ ابتداء وخبر ، في موضع الحال من المضمر في «اقرأ» ، [أي اقرأ مجازيا لك ربك] (٦).
٢٥٥٩ ـ قوله تعالى : (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنىٰ) ـ ٧ ـ «أن» مفعول من أجله ، والهاء و «استغنى» مفعولان ل «رأى» ، و «رأى» بمعنى العلم ، يتعدّى إلى
__________________
(١) في هامش الأصل عبارة «بلغت مقابلة».
(٢) الخطام : الزّمام.
(٣) في الأصل : «اقر».
(٤) سورة البقرة : الآية ٦١.
(٥) في الأصل : «الجماعة».
(٦) زيادة في الأصل.
مفعولين. وقرأ (١) قنبل عن أصحابه ، عن ابن كثير «أن رأه» بغير ألف ممدودة بعد الهمزة ، كأنه حذف لام الفعل ، كما حذفت في «حاش للّه» وحكي حذفها عن العرب ، حكي : أصاب الناس جهد ولو تر أهل مكة ، فحذفوا الألف[من «ترى»] (٢) لدلالة الفتحة عليها. وقد قبل : إنما سهلت الهمزة على البدل ، فاجتمع ألفان ، فحذفت الثانية ؛ لسكونها (٣) وسكون الأولى قبلها ؛ فلمّا نقصت الكلمة ردّت الهمزة إلى أصلها. وقيل : إنما حذفت الألف لسكونها وسكون السين بعدها ؛ ولم يعتدّ بالهاء لأنها حرف خفي ، وجرى الوقف على لفظ الوصل ، فحذفت في الوقف ، كما حذفت في الوصل ، لئلاّ تختلف. وقيل : إنما حذفت الألف لأن مضارع «رأى» [وهو «ترى»] (١) قد استعمل بحذف عينه بعد أن ألقيت الحركة على ما قبله استعمالا ، فصار فيه كالأصل ؛ لا يجوز غيره ، فقيل : يرى وترى وأرى ، فجرى الماضي على ذلك ، ولم يمكن حذف العين ، إذ ليس قبلها ساكن تلقى عليه الحركة ، فحذفت اللام (٤).
٢٥٦٠ ـ قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ ـ ٩ ـ الياء ساكنة ، لا يجوز تحركها البتة ؛ لاتصال المضمر المرفوع ، وهو التاء ، بها. ومن ترك همز «أرأيت» جعل الهمزة مكنيّة بين الهمزة والألف ، وقيل : أبدل منها ألفا ؛ [قاله أبو عبيد] (٥) ، والأول هو الأصل.
٢٥٦١ ـ قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً) ـ ١٥ ـ هذه النون الخفيفة ، نون التوكيد ، دخلت مع لام القسم ، والوقف عليها إذا انفتح ما قبلها بالألف ، وإذا انضمّ ما قبلها أو انكسر حذفت في الوقف ، ويردّ ما حذف من
__________________
(١) وقرأه الباقون بالمد «رآه». النشر ٣٨٤/٢ ؛ ٣٨٥ ؛ والتيسير ص ٢٢٤ ؛ والإتحاف ص ٤٤١.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) في سائر النسخ : «لالتقاء الساكنين».
(٤) الكشف ٣٨٣/٢ وما بعده ؛ والبيان ٥٢٣/٢.
(٥) زيادة في الأصل.
الحروف من أجلها ؛ لو قلت : الزيدون هل يقومن يا هذا ، بالنون الخفيفة ، ثم وقفت عليه ، رددت الواو التي هي علامة الضمير ، وترد النون التي هي لرفع الفعل ، فتقول : هل تقومون ، وكذلك تقول للمؤنث : هل تضربن زيدا. فإن وقفت ، رددت الياء التي هي علامة التأنيث (١) ، وترد النون التي هي علامة الرفع فتقول : هل تضربين. [ويجوز حذف هذه النون الخفيفة في الوصل ، ويبقى ما قبلها مفتوحا ليدل على حذفها ، وذلك في ضرورة الشعر ؛ أنشد النحاس لبعضهم (٢).
اضرب عنك الهموم طارقها |
|
ضربك بالسّوط قونس الفرس] (٣) |
__________________
(١) في الأصل : «التي للتأنيث».
(٢) البيت في اللسان مادة(قنس). ونسب إلى طرفة ، وقيل : إنه مصنوع عليه ، وهو في ديوانه ، ص ٥٥ بين الأبيات المنسوبة إليه ، وروايته فيه : ضربك بالسيف. والبيت في المحتسب : ٣٦٧/٢ ، والمغني ، ص ٦٤٢ بغير نسبة. وأراد «اضربن» بنون التوكيد الخفيفة ، فحذفها للضرورة.
(٣) ما بين قوسين زيادة مثبتة في هامش الأصل ولم ترد في سائر النسخ.
مشكل إعراب سورة
«القدر»
٢٥٦٢ ـ قوله تعالى : (إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ـ ١ ـ تعود الهاء في «أنزلناه» على القرآن ، وإن لم يجر ذكره في هذه السورة ؛ إذ قد جرى ذكره فيما تقدم من غيرها ، ففهم[من]المعنى.
٢٥٦٣ ـ وقوله تعالى : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) ـ ٢ ـ «مٰا» الأولى استفهام ابتداء ، و «أَدْرٰاكَ» فعل رباعي ، وفيه ضمير الفاعل ، يعود على «مٰا» ، والكاف في «أَدْرٰاكَ» مفعول أوّل ل «أَدْرٰاكَ» ، و «مٰا» الثانية استفهام ابتداء ثان ، و «لَيْلَةِ» خبر عن الثاني ، والجملة في موضع المفعول الثاني (١) ل «أَدْرٰاكَ» ، و «أَدْرٰاكَ» ومفعولاها خبر «مٰا» الأولى ، ومثلها : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْقٰارِعَةُ) (٢) ، وقد تقدم الكلام على هذه في «الحاقة» وغيرها.
٢٥٦٤ ـ قوله تعالى : (سَلاٰمٌ هِيَ) ـ ٥ ـ ابتداء وخبر.
٢٥٦٥ ـ قوله تعالى : (حَتّٰى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ـ ٥ ـ الأصل في قياس «مَطْلَعِ» فتح اللام ؛ لأنّ اسم المكان والمصدر جميعا من فعل يفعل «المفعل» ، وقد جاءت حروف شاذة ، أتى فيه الكسر لغة ، نحو : المسجد والمجلس.
__________________
(١) في الأصل : «في موضع الثاني المفعول».
(٢) سورة القارعة : الآية ٣ ، وانظر فقرة(٢٣٢٠).
وقرأ الكسائي (١) «مطلع» بكسر اللام ، جعله مما خرج وشذ عن القياس ، [نحو : المسجد ، وشبهه في الاختلاف في كسر العين من «مطلع» ؛ لأن «حتى» بمعنى «إلى» ؛ بمعنى الغاية] (٢).
__________________
(١) قرأ به أيضا خلف. وقرأ الباقون بفتح اللام. النشر ٣٨٥/٢ ؛ والتيسير ص ٢٢٤ ؛ والإتحاف ص ٤٤٢ ؛ وانظر : الكشف ٣٨٥/٢.
(٢) زيادة في الأصل.
مشكل إعراب سورة
«لم يكن»
٢٥٦٦ ـ قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ) ـ ١ ـ كسرت النون لسكونها ، وسكن لام «الذين» بعدها ، وأصلها السكون للجزم ، وحذفت الواو قبلها لسكونها وسكون النون للجزم ، ولم ترد الواو عند حركة النون ؛ لأنّ الحركة عارضة لا يعتدّ بها ؛ ومثله : (قُمِ اللَّيْلَ) (١) ، وهو كثير في القرآن ؛ في كل فعل مجزوم (٢) أو مبني ، وعينه واو أو ياء مبدلة من أحدهما. ولا يحسن حذف النون من هذا ، من «يكن» على لغة من قال : لم يك زيد قائما (٣) ؛ لأنها قد تحركت ؛ وإنما يجوز حذفها إذا كانت ساكنة في الوصل ، فتشبّه بحروف المدّ واللين ، فتحذف للمشابهة ولكثرة الاستعمال ، وإذا تحركت زالت المشابهة ، وامتنع الحذف إلاّ في الشعر ، فقد أتى فيه حذفها بعد أن تحرّكت لالتقاء الساكنين.
٢٥٦٧ ـ قوله تعالى : (وَالْمُشْرِكِينَ) ـ ١ ـ عطف على «أهل» ، [ولا يحسن عطف «المشركين» على «الذين» ، لأنه ينقلب المعنى ويصير
__________________
(١) سورة المزمل : الآية ٢.
(٢) في الأصل : «وهو كثير في القرآن ، مثل : (فإن يشاء اللّه) ، ونحوه كثير ، فبني كل فعل مجزوم ....».
(٣) في الأصل : «قال : يك».
المشركون من أهل الكتاب وليسوا منهم] (١).
٢٥٦٨ ـ وقوله تعالى : (مُنْفَكِّينَ) ـ ١ ـ معناه : مفارقين بعضهم بعضا ، أي متفرقين ؛ ودلّ على ذلك قوله تعالى بعد ذلك : (وَمٰا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ) ـ ٤ ـ ، ف «مُنْفَكِّينَ» مأخوذ من قولهم : انفكّ الشيء من الشيء إذا فارقه ؛ فلا تحتاج إلى خبر إذا كانت بمعنى «متفرقين» ؛ [لأن الخبر وفائدته في التفرق] (٢). ولو كانت بمعنى «زائلين» لاحتاجت إلى خبر ، فيه الفائدة ، وعنه المسألة ، لأنها من أخوات «كان».
٢٥٦٩ ـ قوله تعالى : (رَسُولٌ) ـ ٢ ـ بدل من «البيّنة» ، أو رفع على إضمار : هي رسول. «يتلو» في موضع رفع على النعت ل «رسول». وفي حرف أبيّ (٣) : «رسولا» بالنصب على الحال.
٢٥٧٠ ـ قوله تعالى : (فِيهٰا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) ـ ٣ ـ ابتداء وخبر ، في موضع النعت ل «صحف».
٢٥٧١ ـ قوله تعالى : (مُخْلِصِينَ وحُنَفٰاءَ) ـ ٥ ـ حالان من المضمر في «يعبدوا».
٢٥٧٢ ـ قوله تعالى : وَذٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ـ ٥ ـ «ذلك» ابتداء ، و «دين» خبره ، و «القيّمة» صفة قامت مقام موصوف محذوف ، تقديره : دين الملّة القيّمة ، أي المستقيمة ، وقيل تقديره : دين الجماعة القيّمة.
٢٥٧٣ ـ قوله تعالى : (وَالْمُشْرِكِينَ) ـ ٦ ـ الثاني ، في موضع نصب عطف على «الذين». وقيل : في موضع خفض عطف على «أهل» ، [كالأول في علته].
٢٥٧٤ ـ قوله تعالى : (جَزٰاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ـ ٨ ـ ابتداء ، و «جنّات»
__________________
(١) ما بين قوسين تكملة من : (ق ، ظ ، ك).
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) وقرأ به أيضا عبد اللّه بن مسعود. تفسير القرطبي ١٤٢/٢٠ ؛ والبحر المحيط ٤٩٨/٨.
خبره ، أي جزاؤهم دخول جنّات ، و «تجري» نعت ل «جنات». (خالدين) حال من الهاء والميم في «جزاؤهم» ، وجاء ذلك لأنّ المصدر ليس بمعنى «أن فعل» و «أن يفعل» ، فيحتاج ألا يفرق بينه وبين ما تعلّق به ؛ [إنما يمتنع أن يفرق بينه وبين ما تعلق به]إذا كان بمعنى : أن فعل ، وأن يفعل ، وليس هذا منه.
٢٥٧٥ ـ قوله تعالى : (أَبَداً) ـ ٨ ـ ظرف زمان.
مشكل إعراب سورة
«الزلزلة»
٢٥٧٦ ـ قوله تعالى : (إِذٰا زُلْزِلَتِ) ـ ١ ـ «إِذٰا» ظرف زمان ماض ، والعامل فيه «زُلْزِلَتِ» ، وجاز ذلك لأنها بمعنى الشرط ، يعمل فيه ما بعدها ، وتعمل هي فيه أيضا ، كالشرط ، فكما جاز عملها فيما بعدها ، وهي في الحكم مضافة إلى الجملة[بعدها ، جاز]عمل ما بعدها فيها ؛ كما يعمل في «من» و «ما» اللتين للشرط ما بعدهما ، [ويعملان هما فيما بعدهما] ؛ تقول : من تكرم أكرمه ، وما تفعل أفعله ؛ ف «ما» و «من» في موضع نصب بالفعل المجزوم الذي بعدهما ، وهما قد جزما ما بعدهما ، فعملا فيه الجزم ، وعمل فيهما النصب. وكذلك إذا جرّت «إذا» كان فيها معنى الشرط ، على حكم «ما» و «من» ، وإن كانت في التقدير (١) مضافة إلى جملة بعدها.
٢٥٧٧ ـ قوله تعالى : (زِلْزٰالَهٰا) ـ ١ ـ مصدر أضيف ، كما تقول : ضربتك ، ضربك ، وحسن إضافته إلى الضمير لتتفق رءوس الآي على لفظ واحد. و «الزّلزال» بالفتح الاسم ، وبالكسر مصدر ، وقيل : هما جميعا مصدر. و [قد]قرأ (٢) عاصم الجحدريّ : (وَزُلْزِلُوا زِلْزٰالاً) (٣)
__________________
(١) في الأصل : «على حكمهما ومجراهما ، وإن كان هي في التقدير».
(٢) وقرأ به أيضا عيسى بن عمر. وقراءة الجمهور بكسر الزاي. تفسير القرطبي ١٤٧/٢٠ ؛ والبحر المحيط ٥٠٠/٨.
(٣) سورة الأحزاب : الآية ١١.
بالفتح ، وقرأ «زلزالها» بالفتح.
٢٥٧٨ ـ قوله تعالى : (مٰا لَهٰا) ـ ٣ ـ «مٰا» ابتداء ، استفهام ، اسم تام ، و «لَهٰا» الخبر.
٢٥٧٩ ـ قوله تعالى : (أَشْتٰاتاً) ـ ٦ ـ حال من «النّٰاسُ» ؛ [أي يصدرون في حال تشتت وتفرق] (١).
٢٥٨٠ ـ قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ) ـ ٧ ـ «من» شرط ، وهي اسم مبتدأ تام[بغير صلة] (١) ، و «يره» الخبر ، ومثله الثاني.
__________________
(١) زيادة في الأصل.
مشكل إعراب سورة
«والعاديات»
٢٥٨١ ـ قوله تعالى : (وَالْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً) ـ ١ ـ مصدر في موضع الحال ، مثل (أَصْبَحَ مٰاؤُكُمْ غَوْراً) (١).
٢٥٨٢ ـ قوله تعالى : (قَدْحاً) ـ ٢ ـ مصدر على بابه (٢) ؛ [لأنّ] «فالموريات» بمعنى : فالقادحات (٣). [«قدحا» نصب على المصدر] (٤).
٢٥٨٣ ـ قوله تعالى : (صُبْحاً) ـ ٣ ـ ظرف زمان ، عمل في «المغيرات».
٢٥٨٤ ـ قوله تعالى : (نَقْعاً) ـ ٤ ـ مفعول به ، نصب ب «أثرن».
٢٥٨٥ ـ وقوله تعالى : (جَمْعاً) ـ ٥ ـ حال.
٢٥٨٦ ـ قوله تعالى : (إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي الْقُبُورِ) ـ ٩ ـ العامل في «إذا» عند المبرّد «بعثر» ؛ ولا يعمل فيه عنده «يعلم» ولا «خبير» ؛ لأنّ الإنسان لا يراد منه العلم والاعتبار ذلك الوقت ، إنما الاعتبار في الدنيا. ولا يعمل ما بعد «إنّ» (٥) فيما قبلها ؛ لو قلت : يوم الجمعة إنّ زيدا لقائم ، لم يجز إلاّ على
__________________
(١) سورة الملك : الآية ٣٠.
(٢) في(ح ، ق ، د ، ك) : «مصدر محض».
(٣) في الأصل : «القادحات» بغير فاء.
(٤) زيادة في حاشية الأصل.
(٥) في الأصل : «ما بعد اللام».
كلامين ، وإضمار عامل ل «يوم» ؛ كأنك قلت : اذكر يوم الجمعة ، ثم قلت : إنّ زيدا لقائم ، فلا يعمل فيه «قائم» البتّة. فأمّا «يومئذ» الثاني فالعامل فيه «خبير» ، وجاز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها ؛ لأن التقدير في اللام أن تكون في الابتداء ؛ وإنما دخلت في الخبر لدخول «إنّ» على الابتداء ، فعمل الخبر فيما قبله ، وإن كان فيه لام على أصل حكم اللام في التقدير قبل الابتداء.
مشكل إعراب سورة
«القارعة»
٢٥٨٧ ـ قوله تعالى : (اَلْقٰارِعَةُ ـ ١ ـ مَا الْقٰارِعَةُ ـ ٢ ـ وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْقٰارِعَةُ) ـ ٣ ـ [قد تقدّم الكلام فيها ، وفيما كان مثلها ، مثل : وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا هِيَهْ) ـ ١٠ ـ وشبهه في «الحاقة» (١) ، وفي «الواقعة» (٢) ، وفي «القدر» (٣) ، فأغنى ذلك عن تكريره] (٤).
٢٥٨٨ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يَكُونُ النّٰاسُ) ـ ٤ ـ العامل في «يَوْمَ» «الْقٰارِعَةُ» ، أي : تقرع آذان الخلق يوم يكون [النّٰاسُ كَالْفَرٰاشِ الْمَبْثُوثِ] (٥). وقيل : «الْقٰارِعَةُ» رفع بإضمار فعل ، وذلك الفعل عامل في «يَوْمَ» ، تقديره : ستأتي القارعة[يوم يكون] ٥ ، والأول أحسن.
٢٥٨٩ ـ قوله تعالى : (كَالْفَرٰاشِ) ـ ٤ ـ الكاف في موضع نصب خبر «كان» ، [و «الناس» اسمها] ، ومثله «كَالْعِهْنِ» ، وهو جمع «عهنة».
٢٥٩٠ ـ قوله تعالى : (مَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ) ـ ٦ ـ «من» [شرط]اسم تامّ[مبهم ، لا يحتاج إلى صلة] (٦) ، في موضع رفع بالابتداء ، و «فهو» الخبر ، ومثله (مَنْ خَفَّتْ) ـ ٨ ـ.
__________________
(١) الآية : ٣.
(٢) الآيتان : ٢٧ ، ٤١.
(٣) الآية : ٢.
(٤) في الأصل : «قد تقدم شرح إعرابه في الحاقة» وانظر فقرة(٢٣٢٠).
(٥) زيادة في الأصل.
(٦) زيادة في الأصل.
٢٥٩١ ـ قوله تعالى : (هِيَهْ) ـ ١٠ ـ الهاء دخلت للوقف ، لبيان الحركة في الياء ؛ [لأنها خفية] (١).
٢٥٩٢ ـ قوله تعالى : (نٰارٌ حٰامِيَةٌ) ـ ١١ ـ «نار» رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هي نار (٢).
__________________
(١) زيادة في الأصل.
(٢) في الأصل «أي هي نار حامية بعثها».
مشكل إعراب سورة
«التكاثر»
٢٥٩٣ ـ قوله تعالى : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) ـ ٦ ـ من قرأ بضم (١) التاء جعله فعلا متعديا رباعيا[منقولا من «رأى»]من رؤية العين ، فتعدّى بنقله إلى الرباعي إلى مفعولين ، قام أحدهما مقام الفاعل ، وهو المضمر في «لَتَرَوُنَّ» ، مفعول ما لم يسمّ فاعله ، و «الْجَحِيمَ» المفعول الثاني. ومن فتح التاء جعله فعلا ثلاثيا غير منقول إلى الرباعي ، فعدّاه إلى مفعول واحد ؛ لأنّه في الوجهين من رؤية العين. أصله «لترأيون» ، فألقيت حركة الهمزة على الراء ، كما فعل ذلك في «ترى ويرى ونرى» ، على التسهيل تسهيلا مستمرا في هذا البناء (٢) ، حيث وقع مستقبلا ، فبقي «لتريون» ، فلمّا تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها ، فبقي «لترون» ، ثم دخلت النون المشددة فحذفت نون الإعراب للبناء ، وحركت الواو بالضم لسكونها وسكون أول النون المشددة
ولا يجوز همز (٣) الواو المضمومة من «لترونّ» لانضمامها ؛ لأنّ
__________________
(١) وهي قراءة ابن عامر والكسائي. وقرأ الباقون بفتح التاء. التيسير ، ص ٢٢٥ ، والنشر ٣٨٥/٢. وفي هامش(ظ) : «قال أبو معاذ : وكلّ واو مضمومة متحركة لك أن تصيرها همزة. كتاب غرائب القرآن».
(٢) في(ح) : «الفعل».
(٣) روي عن الحسن وأبي عمرو ـ واختلف عنهما ـ أنهما همزا «لترؤن الجحيم ثم لترؤنها». المحتسب : ٣٧١/٢ ؛ وانظر الكشف : ٣٨٧/٢.
حركتها عارضة لالتقاء الساكنين ، وهما الواو وأول النون المشدّدة ؛ (١) ألا ترى أنك لم تردّ لام الفعل المحذوفة قبل الواو ، لسكونها وسكون واو الضمير بعدها ، وقد تحركت واو الضمير لسكونها وسكون أوّل النون المشدّدة (٢) التي للتأكيد ، فلما لم يعتدّ بحركتها لم تردّ لام الفعل ، ولم يجز همزها للحركة العارضة ، ومثله الثاني (٣).
٢٥٩٤ ـ قوله تعالى : (عَيْنَ الْيَقِينِ) ـ ٧ ـ نصب على المصدر ؛ لأن معناه : لتعايننّها عيانا يقينا.
__________________
(١) في الأصل : «الشديدة».
(٢) في الأصل : «الشديدة».
(٣) عبارة(ح) : «التي للتأكيد. ولم يجز حذف الواو لالتقاء الساكنين ؛ لأنه قد حذف لام الفعل قبلها ، ولأن قبلها فتحة ، والفتحة لا تدل على الواو لو حذفت. فلما لم يعتد بحركتها لم ترد لام الفعل التي قد حذفت قبل الواو لسكونها وسكون واو الضمير ؛ وقد تحركت واو الضمير لسكون أول النون المشددة التي للتأكيد. فلما لم يعتد بحركتها لم ترد لام الفعل ، ولم يجز همزها. ومثله الثاني».
مشكل إعراب سورة
«العصر»
٢٥٩٥ ـ قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ) ـ ١ ـ [هو]قسم ، والواو مبدلة من الباء ، وتقديره : ورب العصر ، وكذلك التقدير في كل قسم بغير اللّه. و «العصر» : الدهر.
٢٥٩٦ ـ قوله تعالى : (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) ـ ٣ ـ «الذين» في موضع نصب على الاستثناء من «الْإِنْسٰانَ» ، لأنه بمعنى الجماعة.
مشكل إعراب سورة
«الهمزة»
٢٥٩٧ ـ قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) ـ ١ ـ «وَيْلٌ» رفع بالابتداء ، وهو الاختيار. ويجوز نصبه على المصدر ، ويجوز على الإغراء ، [أي الزموا ويلا] (١) وقد مضى (٢) تفسيره.
٢٥٩٨ ـ قوله تعالى : (اَلَّذِي جَمَعَ) ـ ٢ ـ «الَّذِي» في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هو الذي ، أو في موضع نصب على أعني الذي ، أو في موضع خفض على البدل من «لكل».
٢٥٩٩ ـ قوله تعالى : (يَحْسَبُ أَنَّ مٰالَهُ أَخْلَدَهُ) ـ ٣ ـ «أَنَّ» تسدّ مسد مفعولي «يَحْسَبُ».
٢٦٠٠ ـ قوله تعالى : (وَعَدَّدَهُ) ـ ٢ ـ «عدّد» فعل ماض ، مبني على الفتح (٣). وقرأه (٤) الحسن «وعدده» مخففا ، فهو منصوب على العطف على «مال» ، [أي جمع مالا وعدده] (٥) أي : وجمع عدده (٦). ولا يحسن
__________________
(١) زيادة في الأصل.
(٢) انظر فقرة(١٣(٤).
(٣) في الأصل : «مبني على الفتح ، وكل فعل ماض مبني على الفتح».
(٤) الإتحاف ، ص ٤٤٣.
(٥) زيادة في الأصل.
(٦) في الأصل : عبارة زائدة ليست في باقي النسخ وهي : «أي وحشمه ... وعبيده وعياله ونحوهم من ...». ـ