مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

التعجب والتعظيم. و (أَصْحابُ) الثاني خبر (ما) ، و (ما) وخبرها خبر «أصحاب» الأولى ، وجاز ذلك ، وليس في الجملة ما يعود على المبتدأ ؛ لأنّ المعنى : ما هم ، ف «هم» تعود على المبتدأ الأول ، فهو كلام محمول على معناه لا على لفظه ، ومثله : (الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ)(١) و (الْقارِعَةُ* مَا الْقارِعَةُ)(٢) ، وإنما ظهر الاسم الثاني ، وحقه أن يكون مضمرا ؛ لتقدّم إظهاره ، ليكون أجلّ في التعظيم والتعجب وأبلغ ، ومثله أيضا : (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) ـ ٩ ـ

٢١٧٧ ـ قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) ـ ١٠ ـ الأول ابتداء ، والثاني نعته ، و (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) ـ ١١ ـ ابتداء وخبر في موضع خبر الأول. وقيل : (السَّابِقُونَ) الأول ابتداء ، والثاني خبره ، و (أُولئِكَ) خبر ثان أو بدل ؛ على معنى : السابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله عزوجل.

٢١٧٨ ـ قوله تعالى : (ثُلَّةٌ) ـ ١٣ ـ خبر ابتداء ، أي : هم ثلة ، و (قَلِيلٌ)(٣) عطف عليه ، و (عَلى سُرُرٍ) خبر ثان.

٢١٧٩ ـ قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ) و (مُتَقابِلِينَ) ـ ١٦ ـ حالان من المضمر في (سُرُرٍ) ، ولو كان (عَلى سُرُرٍ) ملغى غير خبر ؛ لم يكن فيه ضمير.

٢١٨٠ ـ قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) ـ ٢٢ ـ من (٤) رفعه حمله على المعنى ؛ لأن معنى الكلام : فيها أكواب وأباريق ، فعطف «وحور عين» على المعنى ، ولم يعطفه على اللفظ. ومن خفضه عطفه على ما قبله ، وحمله أيضا على المعنى ؛ لأنّ المعنى : ينعمون بفاكهة ولحم وبحور عين.

__________________

(١) سورة الحاقة : الآيتان ١ ، ٢.

(٢) سورة القارعة : الآيتان ١ ، ٢.

(٣) في الأصل : «وثلة» وهو تحريف.

(٤) الرفع قراءة غير أبي جعفر وحمزة والكسائي ، وقرأ هؤلاء بخفض الاسمين. النشر ٣٦٦/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٧ ؛ والإتحاف ص ٤٠٨.

٦٦١

ويجوز النصب (١) على أن يحمل أيضا على المعنى ؛ لأن المعنى : يطوف عليهم بكذا وكذا ، ويعطون كذا وكذا ، ثم عطف «وحورا» (٢) على معنى : ويعطون (٣).

٢١٨١ ـ قوله تعالى : (عِينٌ) ـ ٢٢ ـ هو جمع عيناء ، وأصله «عين» (٤) على فعل ، كقولك : حمراء وحمر ، فكسرت العين لئلا تنقلب الياء واوا فتشبه ذوات الواو ، وليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة ، ولا واو ساكنة قبلها كسرة. ومن العرب من يقول : حير عين ، على الاتباع.

٢١٨٢ ـ قوله تعالى : (جَزاءً) ـ ٢٤ ـ مصدر. وقيل : مفعول من أجله.

٢١٨٣ ـ قوله تعالى : (إِلَّا قِيلاً) ـ ٢٦ ـ نصب على الاستثناء المنقطع ، وقيل : نصب ب «يسمعون».

٢١٨٤ ـ قوله تعالى : (سَلاماً سَلاماً) ـ ٢٦ ـ نصب بالقول. وقيل : هو نصب على المصدر. وقيل : هو نعت ل «قيل». ويجوز في الكلام الرفع على معنى : سلام عليكم ؛ ابتداء وخبر.

٢١٨٥ ـ قوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَ) ـ ٣٥ ـ الضمير يعود على «الحور» المتقدّم الذكر. وقال الأخفش (٥) : هو ضمير لم يجز له ذكر ، إلا أنّه عرف معناه.

٢١٨٦ ـ قوله تعالى : (عُرُباً) ـ ٣٧ ـ [هو] جمع «عروب». ومن

__________________

(١) قرأ بالنصب الأشهب العقيلي والنخعي وعيسى بن عمر الثقفي ، وكذلك هو في مصحف أبيّ. انظر : تفسير القرطبي ٢٠٥/١٧ ؛ وفي المحتسب ٣٠٩/٢ والبحر المحيط ٢٠٦/٨ : قرأ بالنصب أبيّ بن كعب ؛ وعبد اللّه بن مسعود.

(٢) في الأصل : «وحور».

(٣) الكشف ٣٠٤/٢ ؛ ومعاني القرآن ١٢٣/٣ ؛ والبيان ٤١٥/٢ ؛ والعكبري ١٣٦/٢.

(٤) في الأصل : «عون».

(٥) معاني القرآن ، ص ٤٩١.

٦٦٢

أسكن (١) الراء فعلى التخفيف ، كعضد (٢) وعضد. و «الأتراب» جمع «ترب».

٢١٨٧ ـ قوله تعالى : (أَإِذا مِتْنا) ـ ٤٧ ـ من كسر (٣) الميم [في (مِتْنا)] جعل الفعل على : فعل يفعل ، كخاف يخاف ؛ والمستقبل عنده «يمات». و [قيل] : هو شاذ في المعتل ، أتى على : فعل يفعل ، بضم العين في المستقبل ؛ كما أتى في السالم : فضل يفضل على فعل يفعل ؛ وهو شاذ أيضا (٤).

٢١٨٨ ـ قوله تعالى : (شُرْبَ الْهِيمِ) ـ ٥٥ ـ من فتح (٥) الشين جعله مصدر (شُرْبَ). ومن ضمها جعله اسما للمصدر ، ونصب على المصدر ، أي : شربا مثل شرب الهيم ، ثم حذف الموصوف والمضاف ؛ وقد تقدّم له نظائر. و (الْهِيمِ) جمع «هيماء» (٦) وكسرت الهاء لئلّا تنقلب الياء واوا ، فهو مثل «عين». وقيل : هو جمع «هائم».

٢١٨٩ ـ قوله تعالى : (فَظَلْتُمْ) ـ ٦٥ ـ أصلها «ظللتم» ، ثم حذفت اللام الأولى. وقد قرئ (٧) بكسر الظاء على أنّ حركة اللام الأولى ألقيت على الظاء ثم حذفت.

__________________

(١) وهي قراءة حمزة وخلف وأبي بكر ، وقرأ الباقون بالضم. النشر ٣٦٦/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٧ ؛ وانظر : الكشف ٣٠٤/٢.

(٢) في الأصل : «كفخذ» بإسكان الخاء.

(٣) قرأ بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف. النشر ٢٣٤/٢ ؛ والإتحاف ص ٤٠٨.

(٤) انظر التاج : (موت).

(٥) قرأ بفتح الشين من «شرب» غير نافع وأبي جعفر وعاصم وحمزة ، وقرأ هؤلاء بضم الشين. النشر ٣٦٦/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٧ ؛ وانظر : الكشف ٣٠٥/٢.

(٦) في تفسير القرطبي ٢١٥/١٧ : الهيم واحدها أهيم ، والأنثى هيماء ، بفتح الهاء وتسكين الياء. وانظر معاني القرآن ١٢٨/٣ ؛ والكشف ٣٠٥/٢.

(٧) قرأ بكسر الظاء المطوعي. الإتحاف ص ٤٠٨.

٦٦٣

٢١٩٠ ـ قوله تعالى : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) ـ ٧٩ ـ هذه الضمة في (يَمَسُّهُ) يجوز أن تكون إعرابا ، و (لا) نفي ، أي ليس يمسّه إلّا المطهرون ، يعني الملائكة ، وهو خبر وليس بنهي ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم (١). وقيل : (لا) للنهي ، والضمة في (يَمَسُّهُ) بناء ، والفعل مجزوم ، فيكون ذلك أمرا من الله عزوجل ألّا يمسّ القرآن إلّا طاهر ، وهو مذهب مالك وغيره ، ويكون بمعنى التطهر ، على القول الأول ، من الذنوب والخطايا ، وعلى القول الثاني : التطهر بالماء [من الأحداث](٢).

٢١٩١ ـ قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ) ـ ٨٨ ـ جواب «أمّا» و (إِنْ) في الفاء في قوله تعالى : (فَرَوْحٌ) ، أي : فله روح ، ابتداء وخبر. وقيل : الفاء جواب «أمّا» ، و (إِنْ) جوابها فيما قبلها ؛ لأنها لم تعمل في اللفظ. وقال المبرد : جواب (إِنْ) محذوف ، ولا يلي «أمّا» إلا الأسماء والجمل ، وفيها معنى الشرط ، وكان حقّها ألّا يليها إلّا الفعل ، للشرط الذي فيها ؛ لكنّها نائبة عن فعل ، لأنّ معناها : مهما يكن من شيء فالأمر كذا [وكذا] ، فلما نابت بنفسها عن فعل ، والفعل لا يليه فعل ، امتنع أن يليها فعل ، ووليها الاسم والجمل ، وتقدير الاسم أن يكون بعد جوابها ، فإن أردت أن تعرف إعراب الاسم الذي بعدها فاجعل موضعها «مهما» وقدّر الاسم بعد الفاء ، وأدخل الفاء على الفعل. ومعنى «أمّا» عند أبي إسحاق أنّها خروج من شيء إلى شيء ، أي : دع (٣) ما كنّا فيه وخذ في غيره (٤).

٢١٩٢ ـ قوله تعالى : (فَسَلامٌ لَكَ) ـ ٩١ ـ ابتداء وخبر.

__________________

(١) تفسير القرطبي ٢٢٦/١٧.

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) في الأصل : «ردّ».

(٤) انظر : تفسير القرطبي ٢٣٤/١٧.

٦٦٤

٢١٩٣ ـ قوله تعالى : (فَنُزُلٌ) ـ ٩٣ ـ أي : فلهم نزل. و (مِنْ حَمِيمٍ) نعت ل «نزل» ، وهو ابتداء وخبر.

٢١٩٤ ـ قوله تعالى : (حَقُّ الْيَقِينِ) ـ ٩٥ ـ (الْيَقِينِ) نعت قام مقام المنعوت ، تقديره : حقّ الخبر اليقين.

٦٦٥

مشكل إعراب سورة

«الحديد»

٢١٩٥ ـ قوله تعالى : (ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ـ ١ ـ أي : وما في الأرض ، ثم حذفت «ما» على أنها نكرة وموصوفة ، قامت الصفة ، وهي «في الأرض» ، مقام الموصوف وهو «ما» المحذوفة. ولا يحسن أن تكون «ما» بمعنى الذي فتحذف ، لأنّ الصلة لا تقوم مقام الموصول عند البصريين ، وتقوم الصفة مقام الموصوف عند الجميع ، فحمله على الإجماع أولى من حمله على الاختلاف.

٢١٩٦ ـ قوله تعالى : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ)(١) «الذي» [في موضع] رفع على إضمار مبتدأ ، أو نعت لما قبله ، أو في موضع نصب على «أعني».

٢١٩٧ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ) ـ ٤ ـ نصب (مَعَكُمْ) على الظرف ، العامل فيه المعنى ، تقديره : وهو شاهد معكم.

٢١٩٨ ـ قوله تعالى : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ) ـ ٨ ـ (ما) ابتداء ، و (لَكُمْ) الخبر ، و (لا تُؤْمِنُونَ) حال.

٢١٩٩ ـ قوله تعالى : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) ـ ١٠ ـ انتصب (كُلًّا)

__________________

(١) هذه الآية ليست من سورة الحديد ، وهي من سورة الأعراف : الآية ١٥٨ ، والفرقان : الآية ٢ ، والزخرف ٨٥ ، والبروج ٩ ، أما التي في هذه السورة فهي : (لَهُ مُلْكُ السَّمٰاوٰاتِ وَالْأَرْضِ).

٦٦٦

ب «وعد». ومن (١) قرأه «كلّ» بالرفع ، جعل «وعد» نعتا ل «كل» ، فلا يعمل فيه ، فرفعه (٢) على إضمار مبتدأ تقديره : أولئك كلّ وعد الله الحسنى. وقد منع بعض النحويين أن يكون «وعد» صفة ل «كل» ؛ لأنه معرفة ، إذ تقديره : وكلهم ، فلا يكون الخبر إلّا «وعد» ، وهو بعيد ، لا يجوز عند سيبويه إلّا في الشعر (٣).

٢٢٠٠ ـ قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ) ـ ١١ ـ قد تقدّم ذكره في البقرة (٤).

٢٢٠١ ـ قوله تعالى : (قَرْضاً) ـ ١١ ـ مصدر أتى على غير المصدر ، كما قال تعالى : (أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)(٥) ، وكما قالوا : أجابه جابة. وقيل : هو مفعول به ، كأنه قال : يقرض الله مالا حلالا.

٢٢٠٢ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى) ـ ١٢ ـ (يَوْمَ) نصب على الظرف ، والعامل [فيه] : (وَلَهُ أَجْرٌ.) و (يَسْعى) في موضع نصب على الحال ؛ لأن (تَرَى) من رؤية العين.

٢٢٠٣ ـ قوله تعالى : (بُشْراكُمُ) ـ ١٢ ـ ابتداء ، و (جَنَّاتٌ) خبره ، وتقديره : بشراكم دخول جنات ، ثم حذف المضاف. ومعناه : يقال (٦) لهم ذلك. وأجاز الفراء (٧) نصب «جنات» على الحال ، فيكون «اليوم» خبر

__________________

(١) وهي قراءة ابن عامر. تفسير القرطبي ٢٤١/١٧ ؛ والبحر المحيط ٢١٩/٨.

(٢) في الأصل : «ورفعه».

(٣) الكشف ٣٠٧/٢ ؛ والبيان ٤٢٠/٢ ؛ والعكبري ٢١٢/١ ؛ وتفسير القرطبي ٢٤١/١٧.

(٤) الآية : ٢٤٥ من سورة البقرة ، وانظر : الفقر : (٢٦٧ ، ٢٦٨ ، ٢٦٩) ، والكشف ٢٩٩/١ و ٣٠٨/٢.

(٥) سورة نوح : الآية ١٧.

(٦) في الأصل : «جعل».

(٧) معاني القرآن ١٣٣/٣.

٦٦٧

(بُشْراكُمُ) ؛ وكون (١) (جَنَّاتٌ) حالا لا معنى له ؛ إذ ليس فيها معنى فعل. وأجاز (٢) أن تكون (بُشْراكُمُ) في موضع نصب على معنى : يبشّرونهم بالبشرى ، وتنصب (جَنَّاتٌ) ب «البشرى» ، وكلّه بعيد ؛ لأنه يفرق بين الصلة والموصول ب «اليوم».

٢٢٠٤ ـ قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها) ـ ١٢ ـ نصب على الحال من الكاف والميم.

٢٢٠٥ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُولُ) ـ ١٣ ـ (يَوْمَ) ظرف زمان ، والعامل فيه (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ)(٣). وقيل : هو بدل من «اليوم» الأول.

٢٢٠٦ ـ قوله تعالى : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) ـ ١٣ ـ الباء زائدة ، و (بِسُورٍ) في موضع رفع مفعول ما لم يسمّ فاعله ، والباء متعلقة بالمصدر ، أي : ضربا بسور.

٢٢٠٧ ـ قوله تعالى : (وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) ـ ١٦ ـ (ما) بمعنى الذي ، في موضع خفض عطف على «ذكر» ، وفي (نَزَلَ) ضمير الفاعل يعود على «ما». ولا يجوز أن تكون «ما» مع الفعل مصدرا ؛ لأنّ الفعل يبقى بغير فاعل. ومن قرأ (نَزَلَ) بالتشديد (٤) ، جعل في (نَزَلَ) اسم الله تعالى ذكره ، مضمرا ، وقدّر هاء محذوفة ، تعود على (ما) ؛ لأنّ الفعل لمّا شدّد تعدّى إلى مفعول.

٢٢٠٨ ـ قوله تعالى : (وَالشُّهَداءُ) ـ ١٩ ـ رفع عطف على «الصدّيقين» ، و (لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) تعود على الجميع. وقيل : هو مبتدأ ، و (عِنْدَ رَبِّهِمْ) الخبر ، و (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) ابتداء وخبر في موضع خبر

__________________

(١) في الأصل : «وتكون».

(٢) أي الفراء ، وانظر : تفسير القرطبي ٢٤٤/١٧.

(٣) في الأصول : «ذلك الفوز» بغير هو.

(٤) وهي قراءة الجمهور ، وقد قرأ نافع وحفص بالتخفيف. الكشف ٣١٠/٢ ؛ وانظر معاني القرآن ١٣٤/٣ ؛ والبحر المحيط ٢٢٣/٧.

٦٦٨

(الشُّهَداءُ) إن شئت ، والضمير يعود على (الشُّهَداءُ)(١) فقط.

٢٢٠٩ ـ قوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) ـ ٢٠ ـ «أنّ» سدّت مسدّ مفعولين ل (اعْلَمُوا)(٢) ، و «ما» كافة ل «أنّ» عن العمل ، [و] (الْحَياةُ) ابتداء ، و (لَعِبٌ) الخبر ، و (الدُّنْيا) في موضع رفع نعت ل (الْحَياةُ).

٢٢١٠ ـ قوله تعالى : (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ) ـ ٢٠ ـ الكاف في موضع رفع نعت ل (تَفاخُرٌ) ، أو على أنّها خبر بعد خبر ل (الْحَياةُ).

٢٢١١ ـ قوله تعالى : (عَرْضُها كَعَرْضِ) ـ ٢١ ـ ابتداء وخبر ، في موضع خفض على النعت ل (جَنَّةٍ). وكذلك (أُعِدَّتْ) نعت أيضا للجنّة.

٢٢١٢ ـ قوله تعالى : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ) ـ ٢٢ ـ قوله تعالى : (فِي الْأَرْضِ) في موضع رفع صفة ل «المصيبة» على الموضع ، لأنّ (مِنْ) زائدة. ويجوز أن تكون في موضع خفض على النعت على لفظ «المصيبة» ، وفي الصفة ضمير يعود على الموصوف. ويجوز أن تكون «في الأرض» ظرفا ل (أَصابَ) أو ل «المصيبة» ، فلا يكون فيه حينئذ ضمير.

٢٢١٣ ـ قوله تعالى : (نَبْرَأَها) ـ ٢٢ ـ الضمير يعود على «المصيبة» ، وقيل : على «الأرض» ، وقيل : على «الأنفس».

٢٢١٤ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) ـ ٢٤ ـ (الَّذِينَ) في موضع رفع على الابتداء ، أو على إضمار مبتدأ ، والخبر محذوف ، أو في موضع نصب على البدل من «كل» أو على «أعني».

٢٢١٥ ـ قوله تعالى : (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) ـ ٢٥ ـ ابتداء وخبر ، في موضع نصب على الحال من «الحديد».

٢٢١٦ ـ قوله تعالى : (إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) ـ ٢٧ ـ (ابْتِغاءَ) استثناء ليس من الأول ، ويجوز أن يكون بدلا من المضمر المنصوب في (كَتَبْناها).

__________________

(١) في الأصل : «المبتدأ».

(٢) في(ح ، ق ، د) : «مفعولي علم».

٦٦٩

مشكل إعراب سورة

«المجادلة»

٢٢١٧ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ)(١) ـ ٢ ـ «الذين» ابتداء ، و (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) الخبر ؛ وأتت (ما) في هذا [عاملة](٢) على لغة أهل الحجاز. ويجوز أن يكون «الذي» في موضع نصب ب «بصير» (٣) على مذهب سيبويه (٤) ؛ في جواز إعمال «فعيل».

٢٢١٨ ـ قوله تعالى : (إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) ـ ٢ ـ [«اللَّائِي»] في موضع رفع خبر «ما» بعد «إلّا» الموجبة ، لأنّ «إن» بمعنى «ما» في قوله تعالى : (إِنْ أُمَّهاتُهُمْ) ، واللغتان متفقتان [إذا جئت ب «إلا»](٢) في الإيجاب على الرفع في الخبر [الذي بعد «إلا» (٢)] ، وكذلك إن تقدم الخبر على الاسم ، فالرفع في الخبر لا غير ؛ [المعنى : ما أمهاتهم إلّا اللائي ولدنهم](٢).

٢٢١٩ ـ قوله تعالى : (مُنْكَراً وَزُوراً) ـ ٢ ـ نعتان لمصدر محذوف ، نصب بالقول ، أي : ليقولون (٥) قولا منكرا وقولا زورا ، أي كذبا وبهتانا. ولو رفعته لانقلب المعنى ؛ لأنك كنت تحكي قولهم فتخبر أنّهم

__________________

(١) في المصحف «يُظٰاهِرُونَ» وهي قراءة أبي العالية وعاصم وزرّ بن حبيش ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب «يظهرون» بحذف الألف وتشديد الهاء والظاء وفتح الياء. تفسير القرطبي ٢٧٣/١٧ ؛ وانظر : الكشف ٣١٣/٢.

(٢) زياد في الأصل ليست في باقي النسخ.

(٣) في الأصل : «للمضمر».

(٤) الكتاب ٥٦/١.

(٥) في الأصل : «يقولون».

٦٧٠

يقولون هاتين اللفظتين ، وليس اللفظ بهاتين اللفظتين يوجب ذمّهم.

٢٢٢٠ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) ـ ٣ ـ اللام متعلقة ب (يَعُودُونَ) ، أي : يعودون لوطء المقول فيه الظهار ، وهن الأزواج (١) ، ف «ما» والفعل مصدر لقولهم ، والمصدر في موضع المفعول ، كقولهم : هذا درهم ضرب الأمير ، أي مضروبه ، فيصير معنى لقولهم للمقول فيه الظهار ، أي لوطئه بعد التظاهر منه ، فعليهم تحرير رقبة من قبل الوطء. وقيل : التقدير : ثم يعودون لإمساك المقول فيه الظهار ولا يطلق.

وقال الأخفش : اللام متعلقة ب «تحرير» ، وفي الكلام تقديم وتأخير ، [و] المعنى : فعليهم تحرير رقبة لما نطقوا به من الظهار ، وتقدير الآية عنده : والذين يظّهّرون من نسائهم فعليهم تحرير رقبة للفظهم بالظهار ، ثم يعودون للوطء. وقد قال أهل الظاهر : إنّ اللام متعلقة ب «يعودون» ، وإنّ المعنى : ثم يعودون لقولهم فيقولونه مرة أخرى ، فلا يلزم المظاهر عندهم كفارة حتى يظاهر مرة أخرى ؛ وهذا غلط ، لأنّ العود ليس هو أن يرجع الإنسان إلى ما كان فيه ؛ دليلة تسميتهم الآخرة «المعاد» ، ولم يكن فيها أحد فيعود إليها. وقد قال قتادة : معناه : ثم يعودون لما قالوا من التحريم فيحلّونه ، فاللام على هذا متعلقة ب «يعودون» (٢).

٢٢٢١ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) ـ ٦ ـ (يَوْمَ) ظرف زمان والعامل فيه (وَلِلْكافِرِينَ)(٣) (عَذابٌ مُهِينٌ) ـ ٥ ـ ، أي في هذا اليوم.

٢٢٢٢ ـ قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ) ـ ٧ ـ «ثلاثة» خفض بإضافة (نَجْوى) إليها ، و «النجوى» بمعنى السر ؛ كما قال تعالى : (نُهُوا عَنِ النَّجْوى) ـ ٨ ـ و (بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ) ـ ١٢ ـ. ويجوز أن تكون (ثَلاثَةٍ) بدلا

__________________

(١) في الأصل : «المقول فيها الظهار ، وهي الأزواج».

(٢) البيان ٤٢٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٨١/١٧.

(٣) في الأصول : «ولهم «وهو تحريف للآية ، وانظر : البيان ، لابن الأنباري ٤٢٦/٢ ؛ فقد نقل الآية عن مكي دون تصحيح.

٦٧١

من «النجوى» ، و «النجوى» بمعنى المتناجين ، كما قال تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ)(١). ويجوز في الكلام رفع (ثَلاثَةٍ) على البدل من موضع (نَجْوى) ، لأنّ موضعها رفع ، و (مِنْ) زائدة. ولو نصبت (ثَلاثَةٍ) على الحال من المضمر المرفوع في (نَجْوى) ، إذا جعلته بمعنى المتناجين ، جاز في الكلام.

٢٢٢٣ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) ـ ١٨ ـ (جَمِيعاً) نصب على الحال ، [أي مجتمعين](٢).

٢٢٢٤ ـ قوله تعالى : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ) ـ ١٩ ـ هذا مما جاء على أصله ، وشذّ عن القياس ، وكان قياسه : استحاذ عليهم ، كما يقال : استقام الأمر ، واستجاب الداعي (٣).

٢٢٢٥ ـ قوله تعالى : (آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ) ـ ٢٢ ـ أصل «أب» : أبو ، على وزن «فعل» ؛ دليله قولهم : «أبوان» في التثنية ، وحذفت الواو منه لكثرة الاستعمال ؛ ولو جرى على أصول الاعتلال والقياس لقلت : «أباك» في الرفع والنصب والخفض ، ولقلت : «أبا» في الرفع والنصب والخفض ، بمنزلة : عصا وعصاك. وبعض العرب يفعل فيه ذلك ، ولكن جرى على غير قياس الاعتلال في أكثر اللغات ، وحسن فيه ذلك لكثرة استعماله (٤) وتصرفه. فأمّا «ابن» فالساقط [منه] ياء ، [وهي لام الفعل](٢) ، وأصله : «بني» مشتق من : بنى يبني ، والعلة فيه كالعلة في «أب».

و [قد] قيل : إنّ السّاقط منه واو ، لقولهم : «البنوّة» ، [وهو غلط ؛ لأنّ «البنوّة»] وزنها «الفعولة» ، وأصله : «البنوية» ، فأدغمت الياء ، [وهي

__________________

(١) سورة النساء : الآية ١١٤.

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) في الأصل : «للداعي».

(٤) في الأصل : «الاستعمال».

٦٧٢

لام الفعل](١) ، في الواو الزائدة ، وغلّبت الواو للضمتين قبلها ؛ ولو كانت ضمة واحدة لغيّرت إلى الكسر وغلّبت الياء ، ولكن لو أتى بالياء في هذا لوجب تغيير ضمتين ، فيستحيل الكلام (٢).

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) في (ح ، ظ ، ق ، د ، ك) :» «فتستحيل الكلمة».

٦٧٣

مشكل إعراب

سورة «الحشر»

٢٢٢٦ ـ قوله تعالى : (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) ـ ٦ ـ يجوز في الكلام «ولا ركابا» بالنصب تعطفه على موضع (من خیل) (١) ؛ لأن (مِنْ) زائدة ، و (خَيْلٍ) مفعول به.

٢٢٢٧ ـ قوله تعالى : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) ـ ٧ ـ [«دُولَةً»] خبر كان ، وفي «كان» اسمها تقديره : كيلا يكون الفيء دولة. ومن قرأه (٢) «تكون دولة» بالتاء ، ورفع (دُولَةً) جعلها اسم «كان» ، و «كان» بمعنى وقع ، لا تحتاج إلى خبر. و (لا) في القراءتين غير زائدة (٣).

٢٢٢٨ ـ قوله تعالى : (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ) ـ ٨ ـ (يَبْتَغُونَ) في موضع نصب على الحال من «الفقراء» ، أو من الضمير في (أُخْرِجُوا).

٢٢٢٩ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ) ـ ٩ ـ (الَّذِينَ) في موضع خفض عطف على «الفقراء». و (يُحِبُّونَ) في موضع نصب على الحال من

__________________

(١) في الأصل : «على موضع ركاب».

(٢) قرأ أبو جعفر وهشام من أكثر طرق الحلواني عنه «تكون» بالتاء ، و «دولة» بالرفع ؛ وقرأ الباقون بالياء والنصب. النشر ٣٦٨/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٩ ؛ والإتحاف ص ٤١٣ ؛ وانظر : المحتسب ٢١٦/٢.

(٣) الكشف ٣١٦/٢ ؛ ومعاني القرآن ١٤٥/٣ ؛ وتفسير القرطبي ١٦/١٨.

٦٧٤

(الَّذِينَ) ، ومثله : (وَلا يَجِدُونَ وَيُؤْثِرُونَ.) أو في موضع (١) رفع على الابتداء ، والخبر (يُحِبُّونَ.)

٢٢٣٠ ـ قوله تعالى : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ) ـ ١٦ ـ الكاف في موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره : مثل هؤلاء كمثل الشيطان.

٢٢٣١ ـ قوله تعالى : (لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ) و (لا يَنْصُرُونَهُمْ) ـ ١٢ ـ لم يجزما لأنهما جوابان لقسمين قبلهما ، ولم يعمل فيهما الشرط.

٢٢٣٢ ـ قوله تعالى : (لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً) ـ ١٤ ـ (جَمِيعاً) نصب على الحال من المضمر المرفوع.

٢٢٣٣ ـ قوله تعالى : (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ) ـ ١٧ ـ «أنّ» في موضع رفع اسم «كان» ، و «العاقبة» الخبر ، و (خالِدَيْنِ) حال. ويجوز رفع (خالِدَيْنِ) على خبر «أنّ» ، ويلغى الظرف ؛ وبه قرأ الأعمش (٢). وكلا الوجهين عند سيبويه (٣) سواء. وقال المبرد (٤) : نصب (خالِدَيْنِ) على الحال أولى ، لئلّا يلغى الظرف مرتين ؛ (فِي النَّارِ) و (فِيها). ولا يجوز عند الفراء (٥) : إلا نصب (خالِدَيْنِ) على الحال ؛ لأنك لو رفعت (خالِدَيْنِ) على خبر «أنّ» ، كان حق (فِي النَّارِ) أن يكون مؤخّرا ، فيتقدّم المضمر على المظهر ؛ لأنه يصير التقدير عنده : فكان عاقبتهما أنهما خالدان فيها في النار ؛ وهذا جائز عند البصريين ، إذا كان المضمر في اللفظ بعد المظهر ، وإن كان رتبة المظهر التأخير ، إنما ينظر إلى اللفظ عندهم ، وكلهم أجاز : ضرّ زيدا طعامه ، لتأخير الضمير في اللفظ ، وإن كانت رتبته التقديم لأنّه فاعل (٦).

__________________

(١) يعني كلمة : «الذين».

(٢) تفسير القرطبي ٤٢/١٨.

(٣) الكتاب ٢٧٧/١.

(٤) المقتضب ٢٦٠/٣ و ٣١٧/٤.

(٥) معاني القرآن ١٤٦/٣.

(٦) البيان ٤٢٩/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٤٢/١٨ ؛ والبحر المحيط ٢٥٠/٨.

٦٧٥

٢٢٣٤ ـ قوله تعالى : (خاشِعاً مُتَصَدِّعاً) ـ ٢١ ـ حالان من الهاء في «رأيته» ؛ و «رأيته» من رؤية العين.

٢٢٣٥ ـ قوله تعالى : (الْمُصَوِّرُ) ـ ٢٤ ـ هو مفعّل ، من صوّر يصوّر [فهو مصوّر](١) ، ولا يحسن أن يكون من : صار يصير ؛ لأنه يلزم أن يقال منه : «المصيّر» ، بالياء ، وهو نعت بعد نعت ، أو خبر بعد خبر. ويجوز نصبه في الكلام ، ولا بدّ من فتح الواو فتنصبه ب (الْبارِئُ) ، أي هو الله الخالق البارئ المصوّر ، يعني آدم ـ عليه‌السلام ـ وبنيه. ولا يجوز نصبه مع كسر الواو ، لأنه مفعول. وقد روي عن علي (٢) ـ رضي الله عنه ـ أنه قرأ بفتح الواو وكسر الراء ، على التشبيه ب «الحسن الوجه».

__________________

(١) زيارة من(ظ).

(٢) البحر المحيط ٢٥١/٨.

٦٧٦

مشكل إعراب سورة

«الممتحنة»

٢٢٣٦ ـ قوله تعالى : (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) ـ ١ ـ (تُلْقُونَ) في موضع نصب على النعت (١) ل (أَوْلِياءَ).

٢٢٣٧ ـ قوله تعالى : (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ) ـ ١ ـ في موضع نصب على الحال من المضمر في (كَفَرُوا).

٢٢٣٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ تُؤْمِنُوا) ـ ١ ـ (أَنْ) في موضع نصب مفعول من أجله.

٢٢٣٩ ـ قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً) ـ ١ ـ (أَنْ) للشرط ، وجواب الشرط فيما تقدم من الكلام ؛ لأنّها لم تعمل في اللفظ.

٢٢٤٠ ـ قوله تعالى : (جِهاداً) ـ ١ ـ نصب على المصدر ، في موضع الحال. وقيل : [هو] مفعول من أجله ، ومثله : (وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي.)

٢٢٤١ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ) ـ ٣ ـ (يَوْمَ) ظرف ، العامل فيه (تَنْفَعَكُمْ) ، وتقف على (الْقِيامَةِ). وقيل : (يَفْصِلُ) هو العامل في الظرف ، وتقف على (بَيْنَكُمْ) ، ولا تقف على (الْقِيامَةِ).

__________________

(١) في العكبري ١٣٩/٢ : «هو حال من ضمير الفاعل في (تَتَّخِذُوا) ، ويجوز أن يكون مستأنفا» وانظر : البيان ٤٣٢/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٥٢/١٨.

٦٧٧

٢٢٤٢ ـ قوله تعالى : (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ) ـ ٤ ـ [هو] جمع بريء ، مثل كريم وكرماء. وأجاز أبو عمرو وعيسى بن عمر «براء» بكسر الباء ، [جعلاه] مثل كريم وكرام (١). وأجاز الفرّاء «براء منكم» بفتح الباء (٢) ، بلفظ الواحد يدل على الجمع ، كقوله تعالى : (إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ)(٣). و «براء» في الأصل مصدر ، فهو يقع للواحد والجمع بلفظ واحد (٤) ، وتحقيقه : إنني [ذو براء ، أي] ذو تبرّؤ منكم (٥).

٢٢٤٣ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَبَرُّوهُمْ) ـ ٨ ـ (أَنْ) في موضع خفض على البدل من (الَّذِينَ) ، وهو بدل الاشتمال. ومثله : (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) ـ ٩ ـ. وقيل : هما مفعولان من أجلهما.

٢٢٤٤ ـ قوله تعالى : (إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ) ـ ٤ ـ (قَوْلَ) استثناء ليس من الأول.

٢٢٤٥ ـ قوله تعالى : (مُهاجِراتٍ) ـ ١٠ ـ نصب على الحال من (الْمُؤْمِناتُ).

٢٢٤٦ ـ قوله تعالى : (مُؤْمِناتٍ) ـ ١٠ ـ مفعول ثان ل «علم» ، و «هنّ» الأول.

٢٢٤٧ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) ـ ١٠ ـ (أَنْ) في موضع نصب بحذف حرف الجر تقديره : في أن تنكحوهن ، أي : ليس عليكم حرج في نكاحهن (٦) إذا آتيتموهنّ أجورهنّ.

__________________

(١) تفسير القرطبي ٥٦/١٨.

(٢) في الأصل «الراء» وهو تحريف.

(٣) سورة الزخرف : الآية ٢٦.

(٤) في الأصل : «الواحد».

(٥) معاني القرآن ١٤٩/٣ ؛ وتفسير القرطبي ٥٦/١٨ ؛ والبحر المحيط ٢٥٤/٨.

(٦) في الأصل : «إنكاحهن».

٦٧٨

مشكل إعراب سورة

«الصّف»

٢٢٤٨ ـ قوله تعالى : (كَبُرَ مَقْتاً) ـ ٣ ـ (مَقْتاً) نصب على البيان.

٢٢٤٩ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) ـ ٣ ـ (أَنْ) في موضع رفع على الابتداء ، وما قبلها الخبر ، تقديره : قولكم ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله. ويجوز أن تكون (أَنْ) في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هو أن تقولوا. وفي (كَبُرَ) ضمير فاعل ، أي : كبر المقت مقتا ؛ وهذا مما أضمر من غير تقدم ذكر قبله ؛ لكنه أضمر على شريطة التفسير ، ففسر ب «مقت» (١). وحسن أن تكون (كَبُرَ مَقْتاً) خبرا للقول ، لأنه بمعنى الذم ، تقديره : قولكم ما لا تفعلون مذموم ، وقام قوله : (كَبُرَ مَقْتاً) مقام «مذموم» ، كما تقول : زيد نعم رجلا ، فترفع زيدا بالابتداء ، وما بعده خبره ، وليس فيه ما يعود عليه ؛ لكنه جاز وحسن ؛ لأنّ معناه المدح ، فكأنه قال : زيد الممدوح (٢) ، وقام قولك : نعم رجلا ، مقام «ممدوح» ، [فافهمه].

٢٢٥٠ ـ قوله تعالى : (صَفًّا) ـ ٤ ـ مصدر ، في موضع الحال.

٢٢٥١ ـ قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) ـ ٤ ـ في موضع الحال

__________________

(١) في الأصل : «على شريطة التفسير لمقت» وأثبت ما في : (ق ، د ، ك).

(٢) في(ح ، د ، ق) : «فكأنه في التقدير : زيد ممدوح».

٦٧٩

من المضمر المرفوع في (يُقاتِلُونَ) ، أي : يقاتلون مشبهين (١) بنيانا مرصوصا.

٢٢٥٢ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ عِيسَى) ـ ٦ ـ العامل في (إِذْ) فعل مضمر تقديره : واذكر إذ قال.

٢٢٥٣ ـ قوله تعالى : (مُصَدِّقاً وَمُبَشِّراً) ـ ٦ ـ حالان من (عِيسَى) عليه‌السلام.

٢٢٥٤ ـ قوله تعالى : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَتُجاهِدُونَ) ـ ١١ ـ هذا عند المبرّد (٢) لفظه لفظ الخبر ، ومعناه الأمر ، كأنّه قال : آمنوا وجاهدوا ؛ ولذلك قال : (يَغْفِرْ لَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ) ـ ١٢ ـ بالجزم لأنه جواب الأمر ، فهو محمول على المعنى ؛ ودلّ على ذلك أنّ في حرف عبد الله «آمنوا» على الأمر. وقال غيره : «تُؤْمِنُونَ و تُجاهِدُونَ» عطف بيان على ما قبله [وتفسيره للتجارة ما هي] ، كأنه [لما] قال : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ) ـ ١٠ ـ لم (٣) يدر ما التجارة ، فبيّنها بالإيمان والجهاد ؛ فعلم أنّ التجارة هي الإيمان والجهاد ، فيكون على هذا (يَغْفِرْ لَكُمْ) جواب الاستفهام ؛ محمول على المعنى ؛ لأنّ المعنى : هل تؤمنون بالله وتجاهدون ، يغفر لكم ؛ لأنّه قد بيّن التجارة بالإيمان والجهاد ، فهي هما ، فكأنهما (٤) قد لفظ بهما في موضع «التجارة» بعد «هل» ، فحمل الجواب على ذلك المعنى. وقد قال الفراء (٥) : جواب الاستفهام (يَغْفِرْ) ؛ فإن أراد هذا المعنى فهو حسن ، وإن لم يرده فذلك غير جائز ؛ لأنّ الدلالة لا تجب بها المغفرة ، إنما تجب المغفرة بالقبول والعمل.

__________________

(١) في الأصل : «متشبهين».

(٢) انظر : تفسير القرطبي ٨٧/١٨ ؛ والبحر المحيط ٢٦٣/٨.

(٣) في الأصل : «فلم».

(٤) في الأصل : «وكأنه».

(٥) معاني القرآن ١٥٤/٣ ؛ وتفسير القرطبي ٨٧/١٨.

٦٨٠