مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

١٩٧٤ ـ قوله تعالى : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ) ـ ٥٢ ـ (ما) الأولى نفي ، والثانية رفع بالابتداء ؛ لأنّها استفهام ، و (الْكِتابُ) الخبر ، والجملة في موضع نصب ب (تَدْرِي).

١٩٧٥ ـ قوله تعالى : (وَلكِنْ جَعَلْناهُ) ـ ٥٢ ـ الهاء تعود على (الْكِتابُ) ، وقيل : على الإيمان ، وقيل : على التنزيل.

٦٠١

مشكل إعراب سورة

«الزخرف»

١٩٧٦ ـ قوله تعالى : (صَفْحاً) ـ ٥ ـ نصب على المصدر ، لأن معنى (أَفَنَضْرِبُ) : أفنصفح صفحا. وقيل : هو حال بمعنى «صافحين».

١٩٧٧ ـ قوله تعالى : (أَنْ كُنْتُمْ) ـ ٥ ـ من فتح (١) (أَنْ) جعلها (٢) مفعولا من أجله. ومن كسر «إن» جعلها للشرط ، وما قبل «إن» جواب لها ؛ لأنّها لم تعمل في اللفظ.

١٩٧٨ ـ قوله تعالى : (بَطْشاً) ـ ٨ ـ نصب على البيان.

١٩٧٩ ـ قوله تعالى : (خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) ـ ١٢ ـ [هو] جمع «زوج» ، وكان حقّه أن يجمع على «أفعل» ، إلّا أنّ الواو يستثقل فيها الضمة ، فردّ إلى جمع «فعل» ، كما ردّ «فعل» إلى جمع «أفعل» في قولهم : زمن وأزمن.

١٩٨٠ ـ قوله تعالى : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) ـ ١٧ ـ (وَجْهُهُ) اسم (ظَلَّ) و (مُسْوَدًّا) خبره. ويجوز أن يكون في (ظَلَّ) ضمير ، هو اسمها ، يعود على «أحد» ، و (وَجْهُهُ) بدل من الضمير ، و (مُسْوَدًّا) خبر (ظَلَّ). ويجوز في

__________________

(١) قرأ بالفتح غير نافع وأبي جعفر وحمزة والكسائي وخلف ، وهؤلاء قرءوا بكسر الهمزة. النشر ٣٥٣/٢ ؛ والتيسير ص ١٩٥ ؛ وانظر : الكشف ٢٥٥/٢.

(٢) في الأصل : «جعله».

٦٠٢

الكلام رفع «وجهه» على الابتداء ، ورفع «مسود» [على] خبره ، والجملة خبر «ظلّ» ، وفي «ظلّ» اسمها.

١٩٨١ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ كَظِيمٌ) ـ ١٧ ـ ابتداء وخبره ، في موضع الحال.

١٩٨٢ ـ وقوله تعالى : (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) ـ ٦ ـ (كَمْ) في موضع نصب ب (أَرْسَلْنا).

١٩٨٣ ـ قوله تعالى : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا)(١) ـ ١٨ ـ (مَنْ) في موضع نصب بإضمار فعل ، كأنّه قال : أجعلتم من ينشأ. وقال الفراء (٢) : هو في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف.

١٩٨٤ ـ قوله تعالى : (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ) ـ ٣٣ ـ «البيوت» بدل من «من» بإعادة الخافض ، وهو بدل الاشتمال من جهة الفعل.

١٩٨٥ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا) ـ ٣٥ ـ من (٣) خفّف «لما» جعل «إن» مخففة من الثقيلة ، وهو قول البصريين ، واسمها «كل» ، لكن لمّا خففت ونقص وزنها عن وزن الفعل ، ارتفع ما بعدها بالابتداء [على أصله]. ويجوز في الكلام نصب «كل» [ب «إن»] وإن نقص الوزن ، كما يعمل الفعل وهو ناقص ، نحو : لم يك زيد قائما. ويجوز أن يكون اسم (إِنْ) مضمرا ؛ هاء محذوفة ، و (كُلُّ) رفع بالابتداء ، وما بعدها الخبر. والجملة خبر (إِنْ) ، وفيه قبح لتأخير اللام في الخبر ، واللام لام

__________________

(١) في المصحف «ينشّأ» بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ، وهي قراءة ابن عباس والضحاك وابن وثاب وحفص وحمزة والكسائي وخلف ، وقرأ الباقون «ينشأ» بفتح الياء وإسكان النون. تفسير القرطبي ٧١/١٦ ؛ وانظر : الكشف ٢٥٥/٢.

(٢) معاني القرآن ٢٩/٣.

(٣) قرأ بتشديد الميم عاصم وحمزة وابن جماز ، وهشام بخلاف عنه ، وقرأ الباقون بتخفيفها. انظر : التيسير ص ١٩٦ ، والإتحاف ص ٣٨٥.

٦٠٣

التأكيد. و (إِنْ) عند الكوفيين بمعنى «ما» ، و (لَمَّا) عندهم بمعنى «إلّا» في قراءة من شدّد (لَمَّا). ومن خفف «لما» ف «ما» عندهم زائدة ، واللام داخلة على (مَتاعُ). وقيل : «ما» نكرة ، و «متاع» بدل من «ما».

١٩٨٦ ـ قوله تعالى : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) ـ ٥١ ـ لم ينصرف (مِصْرَ) لأنه مذكّر سمي به مؤنّث ، ولأنه معرفة.

١٩٨٧ ـ قوله تعالى : (ابْنُ مَرْيَمَ) ـ ٥٧ ـ لم ينصرف (مَرْيَمَ) لأنه اسم أعجميّ ، وهو معرفة ، وقيل : هو معرفة مؤنث فلم ينصرف ، وهو عربيّ من «رام» فهو «مفعل» ، لكن أتى على الأصل ، بمنزلة استحوذ ، وكان حقّه لو جرى على الاعتلال أن يقال : «مرام» كما يقال في «مفعل» من «رام» مرام (١) ، ومن «كال» مكال.

١٩٨٨ ـ قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) ـ ٦١ ـ الهاء لعيسى (٢) عليه‌السلام ، وقيل : الهاء تعود على القرآن ، [أي وإن القرآن لعلم للساعة](٣) ، لا كتاب بعده.

١٩٨٩ ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) ـ ٨١ ـ (إِنْ) بمعنى «ما» ، والكلام على ظاهره ، و (الْعابِدِينَ) من العبادة. وقيل : (إِنْ) للشرط ، ويكون معنى (الْعابِدِينَ) الجاحدين لقولكم : إنّ له ولدا. وقيل : (إِنْ) للشرط ، و (الْعابِدِينَ) على بابه ، والمعنى : فأنا أوّل من عبده موحّدا ، على أنّه لا ولد له.

١٩٩٠ ـ قوله تعالى : (وَقِيلِهِ يا رَبِ) ـ ٨٨ ـ من نصب (٤) عطفه على قوله : (سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) ـ ٨٠ ـ ، أي : نسمع سرّهم ونجواهم ونسمع

__________________

(١) في(ق ، د ، ظ ، ك) : «دام مدام».

(٢) في الأصل : «يعني عيسى».

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) أي نصب «وقيله» وهي قراءة غير عاصم وحمزة ، أما هما فقرئا بالخفض. النشر : ٣٥٤/٢ ؛ والتيسير ص ١٩٧.

٦٠٤

قيله. وقيل : هو معطوف على مفعول «يعلمون» المحذوف ، كأنه قال : وهم يعلمون الحقّ ويعلمون قيله. وقيل : هو معطوف على مفعول «يكتبون» المحذوف ، تقديره : ورسلنا [لديهم] يكتبون ذلك وقيله ، أي : ويكتبون قيله. وقيل : هو معطوف على معنى : (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) ـ ٨٥ ـ ، لأنّ معناه (١) : [ويعلم السّاعة ، فكأنّه قال] : ويعلم الساعة (٢) ويعلم قيله. وقيل : هو منصوب على المصدر ، معناه : وقال قيلا.

ومن قرأه بالخفض عطفه على (السَّاعَةِ) في قوله : (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) وعلم قيله (٣). وقرأه [مجاهد و] الأعرج : «وقيله» بالرفع (٤) على الابتداء [، والخبر محذوف تقديره : وقيله قيل (٥) يا ربّ ، وقيل تقديره : وقيله يا ربّ مسموع أو متقبّل ونحوه. وقرأ أبو قلابة (٦) «يا ربّ» بالنصب وبخفض «قيله» ، تقديره : أنه أبدل من الياء (٧) ألفا ، وحذفها لدلالة الفتحة عليها ولخفة الألف]. و «القول والقال والقيل» ، مصادر بمعنى واحد. والهاء في (وَقِيلِهِ) ترجع على عيسى ، وقيل : على محمد صلّى الله عليهما وسلم.

١٩٩١ ـ قوله تعالى : (وَقُلْ سَلامٌ) ـ ٨٩ ـ هو خبر ابتداء محذوف تقديره : وقل أمري سلام ، أي مسالمة منكم ، ولم يؤمر بالسلام عليهم ،

__________________

(١) في الأصل : «لأن معنى وعنده».

(٢) في الأصل : «ويعلم علم الساعة».

(٣) انظر : الكشف ٢٦٢/٢ ؛ والبيان ٣٥٥/٢ ؛ والعكبري ١٢٣/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٢٣/١٦.

(٤) الرفع قراءة الأعرج وقتادة وابن هرمز ، ومسلم بن جندب. تفسير القرطبي ١٢٣/١٦ ؛ والبحر المحيط ٣٠/٨ ؛ وفي المحتسب ٢٥٨/٢ : الرفع قراءة الأعرج ، ورويت عن أبي قلابة وعن مجاهد أيضا.

(٥) في(ح) : «وقيله».

(٦) انظر : تفسير القرطبي ١٢٤/١٦ ؛ والبحر المحيط ٣٠/٨.

(٧) في(ح) : «الهاء».

٦٠٥

إنما أمر بالتبري منهم ومن (١) دينهم ، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ، لأن السورة مكّية ، ثم نسخ بالأمر بالقتال. وقال الفراء (٢) : معناه : وقل سلام عليكم ؛ وهذا مردود ؛ لأنّ النّهي قد أتى ألا يبدءوا بالسّلام.

__________________

(١) في(ظ) : «ومن مسالمة دينهم».

(٢) معاني القرآن ٣٨/٣.

٦٠٦

مشكل إعراب سورة

«الدخان»

١٩٩٢ ـ قوله عزوجل : (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا) ـ ٥ ـ (أَمْراً) نصب عند الأخفش (١) على الحال ، بمعنى «آمرين» (٢). وقال المبرد : هو في موضع المصدر كأنه قال : إنا أنزلناه إنزالا (٣). وقال الجرميّ : هو حال من نكرة ، وهو (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) فحسن ذلك لمّا وصف النكرة ب (حَكِيمٍ) ، وأجاز : هذا رجل مقبلا ، [ووقع أمر فجاءة](٤). وقال الزجاج (٥) : هو مصدر ، كأنه قال : يفرق فرقا ، فهو بمعنى فرق. وقيل : «يفرق [بمعنى] يؤمر أمرا ، فهو أيضا مصدر عمل فيه ما قبله (٦).

١٩٩٣ ـ قوله تعالى : (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) ـ ٦ ـ قال الأخفش (٧) :

__________________

(١) معاني القرآن ص ٤٧٥.

(٢) في هامش(ك) : «وقيل : حالا ؛ إما من الفاعل وإما من المفعول في «أنزلناه» ، وقيل : على المدح ، أي أعني».

(٣) في الأصل : «تنزيلا».

(٤) زيادة مثبتة في هامش الأصل.

(٥) معاني القرآن ٤٢٣/٤.

(٦) البيان ٣٥٧/٢ ؛ والعكبري ١٢٣/٢.

(٧) معاني القرآن ص ٤٧٥.

٦٠٧

(رَحْمَةً) نصب على الحال. وقال الفراء (١) : هو مفعول ل «مرسلين» ، وجعل الرحمة النبيّ عليه‌السلام. وقال الزجّاج (٢) : (رَحْمَةً) مفعول من أجله ، أي : للرحمة ، وحذف مفعول «مرسلين». وقيل : هي بدل من قوله : «أمرا من عندنا». وقيل : هي نصب على المصدر (٣).

١٩٩٤ ـ قوله تعالى : (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى) ـ ١٣ ـ (الذِّكْرى) رفع بالابتداء ، و (أَنَّى) الخبر.

١٩٩٥ ـ قوله تعالى : (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً) ـ ١٥ ـ (قَلِيلاً) نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف ، تقديره : إنّا كاشفوا كشفا قليلا أو وقتا قليلا.

١٩٩٦ ـ قوله تعالى : (رَبِّ السَّماواتِ) ـ ٧ ـ من رفعه جعله نعتا ل «السميع» ، أو على إضمار مبتدأ. ومن خفضه (٤) جعله بدلا من (رَبِّكَ).

١٩٩٧ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ نَبْطِشُ) ـ ١٦ ـ (يَوْمَ) نصب بإضمار فعل تقديره : اذكر يا محمد يوم نبطش.

١٩٩٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ أَدُّوا إِلَيَ) ـ ١٨ ـ (أَنْ) في موضع نصب على حذف حرف الجر ، أي جاءهم بأن أدّوا ، [أي جاءهم بتأدية بني إسرائيل](٥). [و] (عِبادَ اللهِ) نصب ب (أَدُّوا). وقيل : هو نداء مضاف ، ومفعول (أَدُّوا) [إذا نصبت (عِبادَ اللهِ) على النداء ،] محذوف ، أي : أدّوا إليّ أمركم يا عباد الله.

__________________

(١) معاني القرآن ٣٩/٣.

(٢) معاني القرآن ٤٢٤/٤.

(٣) البيان ٣٥٧/٢ ؛ والعكبري ١٢٣/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٢٨/١٦.

(٤) قرأ بخفض الباء من «رب» الكوفيون ، وقرأ الباقون برفعها. النشر ٣٥٥/٢ ؛ والتيسير ص ١٩٨.

(٥) زيادة في الأصل.

٦٠٨

١٩٩٩ ـ وقوله تعالى : (وَأَنْ لا تَعْلُوا) ـ ١٩ ـ (أَنْ) عطف على (أَنْ) الأولى ، في موضع نصب.

٢٠٠٠ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَرْجُمُونِ) ـ ٢٠ ـ (أَنْ) في موضع نصب على حذف الجار ، أي من أن ترجمون ، أي تشتمون (١).

٢٠٠١ ـ قوله تعالى : (فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ) ـ ٢٢ ـ (أَنَّ) في موضع نصب ب «دعا». ومن كسر (٢) فعلى إضمار القول ، أي : فقال إنّ هؤلاء.

٢٠٠٢ ـ وقوله تعالى : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) ـ ٢٤ ـ (رَهْواً) في موضع الحال ، أي ساكنا ؛ طريقا اتركه كذلك حتى يحصلوا فيه ، ولا ينفروا عنه ، يقال : عيش راه ، أي ساكن [وادع]. وقيل : الرّهو : المتفرّق ، أي اتركه على حاله متفرقا طريقا طريقا ، [حتى يحصلوا فيه] ، [وهي اثنا عشر طريقا لاثني عشر سبطا ، أولاد يعقوب النبي عليه‌السلام](٣).

٢٠٠٣ ـ قوله تعالى : (كَمْ تَرَكُوا) ـ ٢٥ ـ (كَمْ) في موضع نصب ب (تَرَكُوا) ، [أي كثيرا تركوا](٤).

٢٠٠٤ ـ قوله تعالى : (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها) ـ ٢٨ ـ الكاف في موضع رفع خبر ابتداء مضمر تقديره : الأمر كذلك. وقيل : هي في موضع نصب على تقدير : نفعل فعلا كذلك بمن نريد هلاكه.

٢٠٠٥ ـ قوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) ـ ٣٥ ـ رفعت (مَوْتَتُنَا) على خبر «ما» ؛ لأنّ (إِنْ) بمعنى «ما» ، فالتقدير : ما هي إلّا موتتنا [الأولى].

٢٠٠٦ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ـ ٣٧ ـ (الَّذِينَ) في موضع

__________________

(١) في الأصل : «أن في موضع نصب ب‍ «عذت بربي».

(٢) الكسر قراءة ابن أبي إسحاق وعيسى والحسن في رواية ، وزيد بن علي. البحر المحيط ٣٥/٨.

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) زيادة في الأصل.

٦٠٩

رفع على العطف على (قَوْمُ تُبَّعٍ) ، أو على الابتداء ، وما بعدهم الخبر ، أو في موضع نصب على إضمار فعل دل عليه (أَهْلَكْناهُمْ).

٢٠٠٧ ـ قوله تعالى : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ) ـ ٤٠ ـ (يَوْمَ) اسم (إِنَّ) ، وخبرها (مِيقاتُهُمْ). وأجاز الكسائي والفراء (١) نصب «ميقاتهم» ب (إِنَّ) ، ويجعلان (يَوْمَ الْفَصْلِ) ظرفا للميقات ، في موضع خبر «إنّ» ، أي : إنّ ميقاتهم في يوم الفصل.

٢٠٠٨ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُغْنِي) ـ ٤١ ـ هو بدل من (يَوْمَ) الأوّل.

٢٠٠٩ ـ قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) ـ ٤٢ ـ (مَنْ) في موضع رفع على البدل من المضمر في (يُنْصَرُونَ) ، تقديره : لا ينصر إلّا من رحم الله. وقيل : هو مرفوع على الابتداء ، والتقدير : إلّا من رحم الله فيعفى عنه. وقيل : هو بدل من «مولى» الأول ، التقدير : يوم لا يغني إلا من رحم الله ، أي : لا يشفع إلا من رحمه‌الله ، وهذا دليل على جواز الشفاعة من المؤمنين للمؤمنين أهل الذنوب. وقال الكسائي والفراء : هي في موضع نصب على الاستثناء المنقطع (٢).

٢٠١٠ ـ قوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) ـ ٤٩ ـ من قرأه بكسر (٣) «إنّ» جعلها مبتدأ بها ، أراد به : إنك كنت تقول هذا لنفسك في الدنيا ، ويقال لك ؛ وهو أبو جهل. وقيل : معناه في الكسر التعريض به ، بمعنى : أنت الذّليل المهان الساعة ، خلاف ما كنت تقول في الدنيا ويقال لك. ومن فتح فعلى حذف لام الجر ، أي لأنك أو بأنك أنت الذي كان يقال لك ذلك في الدنيا ، وتقوله لنفسك ؛ روي أنه (٤) كان يقول : أنا

__________________

(١) معاني القرآن ٤٢/٣.

(٢) معاني القرآن ٤٢/٣ والتقدير : اللهم إلا من رحمت.

(٣) الكسر قراءة غير الكسائي ، وأما هو فقرأ بفتح الهمزة. النشر ٣٥٥/٢ ؛ والتيسير ص ١٩٨.

(٤) في الأصل : «ذق في أنه».

٦١٠

أعزّ أهل الوادي وأمنعهم ، والكسر يدل على ذلك (١).

٢٠١١ ـ قوله تعالى : (مُتَقابِلِينَ) ـ ٥٣ ـ حال من المضمر في (يَلْبَسُونَ).

٢٠١٢ ـ قوله تعالى : (كَذلِكَ) ـ ٥٤ ـ الكاف في موضع رفع ، أي : الأمر كذلك. وقيل : في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره : نفعل بالمتقين فعلا كذلك.

٢٠١٣ ـ قوله تعالى : (يَدْعُونَ) ـ ٥٥ ـ حال من الهاء والميم في (زَوَّجْناهُمْ) ؛ وكذلك (آمِنِينَ) ؛ وكذلك (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ.)

٢٠١٤ ـ قوله تعالى : (إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) ـ ٥٦ ـ استثناء منقطع ، وقيل : (إِلَّا) بمعنى «بعد» ، وقيل : بمعنى «سوى» والأول أحسن.

٢٠١٥ ـ قوله تعالى : (فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) ـ ٥٧ ـ مصدر عمل فيه «يدعون فيها» ، وقيل : العامل (وَوَقاهُمْ). وقيل : العامل «آمنين».

__________________

(١) الكشف ٢٦٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٥١/١٦.

٦١١

مشكل إعراب سورة

«الجاثية»

٢٠١٦ ـ قوله تعالى : (آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ـ ٤ ـ و (آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ـ ٥ ـ من قرأ [«آيات»] في الموضعين بكسر (١) التاء ، عطفه على لفظ اسم (إِنَّ) في قوله تعالى : (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ) ـ ٣ ـ ، وتقدّر حذف «في» من قوله تعالى : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ، أي : وفي اختلاف الليل والنهار. فتحذف «في» لتقدّم ذكرها في قوله : (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، وفي قوله : (وَفِي)(٢) (خَلْقِكُمْ) ، فلمّا تقدّمت مرّتين حذفها مع الثالث لتقدّم ذكرها ؛ فبهذا يصح النصب في (آياتٌ) الآخرة ، وإن لم تقدّر هذا الحذف كنت قد عطفت على عاملين مختلفين ، وذلك لا يجوز عند البصريين ، والعاملان هما : «إنّ» الناصبة ، و «في» الخافضة ، فتعطف بالواو على عاملين مختلفي الإعراب ؛ ناصب وخافض. فإذا قدّرت حذف «في» لتقدّم ذكرها ، لم يبق إلا أن تعطف على عامل واحد ، وذلك حسن. وقد جعله بعض الكوفيين من باب العطف على عاملين ، ولم يقدّر حذف «في» ، وذلك بعيد. وعلى تقدير الحذف من مثل هذه الآية أنشد سيبويه (٣) :

__________________

(١) قرأ بكسر التاء حمزة والكسائي ويعقوب ، وقرأ الباقون بالرفع. النشر ٣٥٥/٢ ؛ ٣٥٦ ؛ والتيسير ص ١٩٨.

(٢) في الأصل : «إن في» وهو تحريف.

(٣) البيت لأبي داود الإيادي ، وهو من شواهد سيبويه ٣٣/١ ؛ وفي أمالي ابن ـ

٦١٢

أكلّ امرئ تحسبين امرأ

ونار توقّد باللّيل نارا

فخفض «ونار» (١) ونصب «نارا» الأخيرة ، عطفا على «كل» المنصوبة ب «تحسبين» ، وعلى «امرئ» المخفوض ب «كل» فخفض ، فعطف على عاملين مختلفين ، فقدّره سيبويه على حذف «كل» مع «نار» لتقدّم ذكرها ، كأنّه قال : وكلّ نار ، ثم حذف «كلّا» لتقدم ذكرها ، فيسلم بهذا التقدير من العطف على عاملين. وحذف حرف الجر إذا تقدّم ذكره جائز ؛ وعلى ذلك أجاز سيبويه : مررت برجل صالح إلا صالح ، فصالح يريد : إلّا بصالح ، ثم حذف الباء لتقدّم ذكرها.

وقد قيل : إن (٢) قوله : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ) ـ ٥ ـ معطوف على (السَّماواتِ) ، و (آياتٌ) نصبت على التكرير لمّا طال الكلام ، فهي الأولى ؛ لكن كررت فيها لمّا طال الكلام ، كما تقول : ما زيد قائما ولا جالسا زيد ، فتنصب «جالسا» على أنّ «زيدا» الأخير هو الأول ، ولكن أظهرته للتأكيد ، ولو كان الأخير غير الأول لم يجز نصب «جالس» ، لأنّ خبر «ما» لا يتقدّم على اسمها [لأنها لا تتصرف](٣) ، فهي بخلاف «ليس». وكذلك «آيات» الآخرة هي الأولى ، لكن أظهرت لمّا طال الكلام للتأكيد ، فلا يلزم في ذلك عطف على عاملين على هذا التقدير ، فافهمه.

فأمّا من رفع «آيات» في الموضعين فإنّه عطف ذلك على موضع «إنّ» وما عملت فيه ، وموضع «إنّ» وما عملت فيه رفع على الابتداء ، لأنّها لا تدخل إلّا على مبتدأ وخبره ، فرفع وعطف على الموضع قبل دخول «إنّ» ، ولا بدّ من إضمار «في» وإلّا يدخله العطف أيضا على عاملين ؛ على الابتداء والمخفوض. وقد منع البصريون : زيد في الدار والحجرة عمرو ،

__________________

ـ الشجري ٢٩٦/١ بغير نسبة ؛ والمحتسب ٢٨١/١ ؛ وإعراب القرآن المنسوب للزجاج ٥٢/١ ، ٧٠ ، ٣٢١.

(١) في الأصل : «نارا».

(٢) في الأصل : «إن في».

(٣) زيادة في الأصل.

٦١٣

بخفض «الحجرة». ويجوز أن يكون إنما رفع على القطع (١) والاستئناف ، فعطف جملة على جملة. ومذهب الأخفش أن ترتفع «الآيات» بالاستقرار ، وهو الظرف (٢) ، فلا يدخله (٣) عطف على عاملين (٤).

٢٠١٧ ـ قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ) ـ ١٤ ـ هو مجزوم ، محمول (٥) على المعنى ؛ لأن المعنى : قال لهم : اغفروا يغفروا. وقد مضى ذكر هذا بأشبع من هذا.

٢٠١٨ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً) ـ ٨ ـ هو حال من المضمر المرفوع في (يُصِرُّ) ، وكذلك موضع قوله تعالى : (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) وقوله تعالى : (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ)(٦) كلاهما حال أيضا من المضمر في (يُصِرُّ) ، أو من المضمر في «مستكبر» ، تقديره : ثم يصرّ على الكفر بآيات الله في حال تكبّره ، وحال تصامه (٧). وإن شئت قدّرته : ثم يصرّ مستكبرا مشبها من لم يسمعها ، مشبها (٨) من في أذنيه وقر.

٢٠١٩ ـ قوله تعالى : (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) ـ ٢١ ـ إن جعلت (ما) معرفة كانت في موضع رفع ب (ساءَ) فاعل. وإن جعلتها نكرة كانت في موضع نصب على البيان.

٢٠٢٠ ـ قوله تعالى : (فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ) ـ ٢٣ ـ [«من»] استفهام رفع بالابتداء ، وما بعدها خبرها.

__________________

(١) في الأصل : «العطف».

(٢) في الأصل : «بالظرف».

(٣) في الأصل : «فلا يدخل».

(٤) الكشف ٢٦٧/٢ وما بعده ؛ والبيان ٣٦٣/٢ ؛ والعكبري ١٢٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٥٧/١٦.

(٥) في الأصل : «معطوف».

(٦) سورة لقمان : الآية ٧.

(٧) في الأصل : «انصمامه» وفي قاموس المحيط : تصامّ عن الحديث أرى أنه أصم.

(٨) في الأصل : «شبيها».

٦١٤

٢٠٢١ ـ قوله تعالى : (سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) ـ ٢١ ـ (سَواءً) خبر (١) لما بعده ، و (مَحْياهُمْ) مبتدأ ، أي : محياهم ومماتهم سواء ، أي مستوين (٢) في البعد عن رحمة الله ، والضميران في (مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) ، للكفّار ، فلا يحسن أن تكون الجملة في موضع الحال من «الذين آمنوا» ؛ إذ لا عائد يعود عليهم من حالهم. ويبعد عند سيبويه (٣) رفع (مَحْياهُمْ) ب (سَواءً) ؛ لأنه ليس باسم فاعل ولا مشبه باسم فاعل ، إنما هو مصدر. فأمّا من نصب «سواء» فإنّه جعله حالا من الهاء والميم في (نَجْعَلَهُمْ) ، ويرفع (مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) ب (سَواءً) ؛ لأنّه بمعنى «مستو» ، ويكون المفعول الثاني ل «نجعل» الكاف في (كَالَّذِينَ) ، ويكون الضميران في (مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) يعودان على الكفّار والمؤمنين ، وفيها نظر (٤).

٢٠٢٢ ـ قوله تعالى : (ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا) ـ ٢٥ ـ (أَنْ) في موضع رفع اسم (كانَ) ، و (حُجَّتَهُمْ) الخبر. ويجوز رفع (٥) «حجتهم» ، وتجعل (أَنْ) في موضع نصب [على] خبر (كانَ)

٢٠٢٣ ـ قوله تعالى : (وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) ـ ٢٢ ـ (بِالْحَقِّ) في موضع الحال ، وليست الباء للتعدية.

٢٠٢٤ ـ قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) ـ ٢٧ ـ (يَوْمَ) الأول منصوب ب (يَخْسَرُ) ، و (يَوْمَئِذٍ) تكرير للتأكيد.

__________________

(١) وذلك لمن رفع «سواء» وهي قراءة غير حمزة والكسائي وخلف ، وحفص عن عاصم ، وقرأ هؤلاء بالنصب. النشر ٣٥٦/٢ ؛ والتيسير ص ١٩٨.

(٢) في(ظ ، ق ، د ، ك) : «مستو».

(٣) الكتاب ٢٣٣/١.

(٤) معاني القرآن ٤٧/٣ ؛ والكشف ٢٦٨/٢ ؛ والبيان ٣٦٥/٢ ؛ والعكبري ١٢٥/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٦٥/١٦.

(٥) قرأ بالرفع الحسن ، وعبيد بن عمير ، وجاء من بعض الطرق عن رويس عن يعقوب ، وعن أبي بكر عن عاصم ، ورواية عبد الحميد بن بكار عن ابن عامر.

وقرأ الجمهور بنصب(حجتهم). النشر ٣٥٦/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٩٠.

٦١٥

٢٠٢٥ ـ قوله تعالى : (يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) ـ ٢٩ ـ في موضع الحال من «الكتاب» ، أو من «ذا» (١). ويجوز أن تكون خبرا ثانيا ل «ذا». ويجوز أن يكون (كِتابُنا) بدلا من (هذا) ، و (يَنْطِقُ) الخبر.

٢٠٢٦ ـ قوله تعالى : (وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها) ـ ٣٢ ـ (السَّاعَةُ) رفع بالابتداء أو على العطف على موضع (إِنَّ) وما عملت فيه. ومن نصب (٢) (السَّاعَةُ) عطفها على (وَعْدَ اللهِ).

٢٠٢٧ ـ قوله تعالى : (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) ـ ٣٢ ـ تقديره عند المبرّد : إن نحن إلّا نظنّ ظنّا. وقيل المعنى : إن نظنّ إلا أنّكم تظنون ظنّا ؛ وإنما احتيج إلى هذا التقدير ؛ لأنّ المصدر فائدته كفائدة الفعل ، فلو جرى الكلام على غير حذف لصار تقديره : إن نظنّ إلا نظن ، وهذا كلام ناقص. ولم يجز النحويون : ما ضربت (٣) إلا ضربا ؛ لأن معناه : ما ضربت إلّا ضربت ، وهذا كلام لا فائدة فيه.

__________________

(١) في الأصل : «هذا».

(٢) قرأ بالنصب حمزة ، وقرأ الباقون بالرفع. التيسير ، ص ١٩٩ ؛ والنشر ٣٥٦/٢ ؛ والكشف ٢٦٩/٢.

(٣) في الأصل : «ما ضرب».

٦١٦

مشكل إعراب سورة

«الأحقاف»

٢٠٢٨ ـ قوله عزوجل : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا) ـ ٥ ـ (مَنْ) رفع بالابتداء ، وهي استفهام ، وما بعدها خبرها. و «من» الثالثة (١) في موضع نصب ب (يَدْعُوا) ، وهي بمعنى الذي ، وما بعدها صلتها.

٢٠٢٩ ـ قوله تعالى : (إِماماً وَرَحْمَةً) ـ ١٢ ـ حالان من «الكتاب».

٢٠٣٠ ـ قوله تعالى : (كَفى بِهِ شَهِيداً) ـ ٨ ـ [«شَهِيداً»] نصب على الحال أو البيان ، و (بِهِ) هو الفاعل ، والباء زائدة للتوكيد ، [والمعنى : كفى الله شهيدا](٢).

٢٠٣١ ـ قوله تعالى : (لِساناً عَرَبِيًّا) ـ ١٢ ـ حالان من المضمر المرفوع في «مصدق» أو من «الكتاب» ، لأنه قد نعت ب «مصدق» ، فقرب من المعرفة أو من «ذا» والعامل في الحال معنى الإشارة أو التنبيه. وقيل : إن «عربيا» هو الحال ، و «لسانا» توطئة للحال.

٢٠٣٢ ـ قوله تعالى : (وَبُشْرى) ـ ١٢ ـ في موضع رفع عطف على (كِتابُ). وقيل : هو في موضع نصب على المصدر.

__________________

(١) في(ظ ، ق ، د ، ك) : «الثانية».

(٢) زيادة في الأصل.

٦١٧

٢٠٣٣ ـ قوله تعالى : (بوالديه حسنا) (١) ـ ١٥ ـ وزنه «فعل» ، وليس بفعلى ؛ لأنّ «فعلى» لا تنصرف في معرفة ولا نكرة ، وأيضا فإنّ «فعلى» في مثل هذا الموضع لا يستعمل إلّا بالألف واللام. والنصب فيه على أنه قام مقام مضاف محذوف تقديره : ووصّينا الإنسان بوالديه أمرا ذا حسن ، فحذف الموصوف وقامت الصفة مقامه ، كما قال : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ)(٢) ، أي دروعا سابغات. ثم حذف المضاف وهو «ذا» ، وأقام المضاف إليه مقامه ، وهو «حسن». ومن قرأ «إحسانا» بالنصب فعلى المصدر ، تقديره : ووصّينا الإنسان بوالديه أن يحسن إليهما إحسانا. وقرأ عيسى بن عمر «حسنا» بفتحتين (٣) ، تقديره : [أن يفعلا بهما](٤) فعلا حسنا.

٢٠٣٤ ـ قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) ـ ١٥ ـ أصل الانتصاب في «ثلاثين شهرا» أنه ظرف ، لكن في الكلام حذف ظرف مضاف تقديره : وأمد حمله وفصاله ثلاثون شهرا ، فأخبرت بظرف عن ظرف ، وهذا حقّ الكلام أن يكون الابتداء هو الخبر في المعنى ، ولو لا هذا الإضمار لنصبت «ثلاثين» على الظرف ، ولو فعلت ذلك لانقلب المعنى وتغيّر ، ولصارت الوصيّة في ثلاثين شهرا ، كما تقول : كلّمته ثلاثين شهرا ، أي كلّمته في هذه المدة ، فيتغيّر المعنى بذلك ، فلم يكن بدّ من إضمار ظرف ليصحّ المعنى الذي قصد إليه عزوجل ؛ فإنما أراد تعالى أن يبيّن كم أمد الحمل والفصال عن الرضاع. ودلت هذه الآية أنّ أقلّ الحمل ستة أشهر ؛ لأنه تعالى قد بيّن في غير هذا الموضع (٥) أنّ أمد الرضاع سنتان ،

__________________

(١) في المصحف «إِحْسٰاناً» وهي قراءة الكوفيين ، وقرأ الباقون «حسنا» بضم الحاء وإسكان السين. الكشف ٢٧١/٢ ؛ والتيسير ص ١٩٩ ؛ والنشر ٣٥٧/٢.

(٢) سورة سبأ : الآية ١١.

(٣) وقرأ به أيضا علي وأبو عبد الرحمن السّلمي. انظر : المحتسب ٢٦٥/٢ ؛ والبحر المحيط ٦٠/٨.

(٤) زيادة في الأصل.

(٥) في سورة البقرة : الآية : ٢٣٣ وهي : (وَالْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ ...).

٦١٨

وبيّن هاهنا أنّ أمد الرضاع والحمل ثلاثون شهرا ، فإذا أسقطت سنتين من ثلاثين شهرا بقيت (١) ستة أشهر ، أمد الحمل.

٢٠٣٥ ـ قوله تعالى : (وَيْلَكَ آمِنْ) ـ ١٧ ـ (وَيْلَكَ) نصب على المصدر. ويجوز رفعه على الابتداء ، والخبر محذوف. وهذه المصادر [التي] لا أفعال لها من لفظها ، الاختيار (٢) فيها إذا أضيفت النصب ، ويجوز الرفع ، ولذلك أجمع القراء على النصب في قوله تعالى : (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا)(٣) وما أشبهه مثله ، وهو كثير. ويجوز فيها الرفع. فإن كانت غير مضافة فالاختيار فيها الرفع ، ويجوز النصب ، ولذلك أجمع القراء على الرفع في قوله : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)(٤) و (فَوَيْلٌ)(٥) (لَهُمْ)(٦) ، وشبهه كثير.

فإن كانت المصادر من أفعال جارية عليها ، فالاختيار فيها إذا كانت معرفة الرفع ، ويجوز النصب نحو : الحمد الله والحمد ، والشكر للرحمن ، فالرفع على الابتداء والخبر. فإن كانت نكرة فالاختيار فيها النصب ، ويجوز الرفع نحو : حمدا لزيد وشكرا لعمرو ، فهي بضد الأول ، فاعرفها. [ولم يجز المبرّد (٧) في قوله : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) إلّا الرفع ، لعلة ذكرها].

٢٠٣٦ ـ وقوله تعالى : (خَلَتِ النُّذُرُ) ـ ٢١ ـ (النُّذُرُ) جمع «نذير» ، كرسول ورسل ، ويجوز أن يكون اسما للمصدر.

٢٠٣٧ ـ قوله تعالى : (رَأَوْهُ عارِضاً) ـ ٢٤ ـ الهاء في (رَأَوْهُ) للسحاب ، وقيل : للوعد ، ودلّ عليه قولهم : (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) ـ ٢٢ ـ.

__________________

(١) في سائر النسخ «بقي أمد الحمل ستة أشهر».

(٢) في الأصل : «والاختيار».

(٣) سورة طه : الآية ٦١.

(٤) سورة المطففين : الآية ١.

(٥) في الأصل : «وويل لهم».

(٦) سورة البقرة : الآية ٧٩.

(٧) المقتضب ٢٢١/٣.

٦١٩

٢٠٣٨ ـ قوله تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ) ـ ٢٦ ـ «ما» بمعنى الذي ، و (إِنْ) بمعنى «ما» التي للنفي ، والتقدير : ولقد مكنّاهم في الذي ما مكنّاكم فيه. و «قد» تجيء مع الماضي بمعنى التوقع [والقرب] ، ومع المستقبل للتقليل.

٢٠٣٩ ـ وقوله تعالى : (فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ) ـ ٢٦ ـ «ما» نافية ، والمفعول (مِنْ شَيْءٍ) تقديره : فما أغنى عنهم سمعهم شيئا. ويجوز أن تكون «ما» استفهاما في موضع نصب ب «أغنى». ودخول «من» للتأكيد يدل على أنّ «ما» للنفي.

٢٠٤٠ ـ قوله تعالى : (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ـ ٢٦ ـ (ما) رفع ب (حاقَ) ؛ وهي وما بعدها مصدر ، وفي الكلام حذف مضاف ، تقديره : وحاق بهم عقاب ما كانوا به يستهزءون ، أي عقاب استهزائهم ؛ لأنّ الاستهزاء لا يحلّ عليهم يوم القيامة ، إنّما يحل عليهم عقابه ؛ وهو في القرآن كثير ، مثل قوله : (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا)(١) أي عقاب السيئات. ومثله : (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ)(٢) أي : وقهم عقاب السيئات ، ومن تق عقاب السيئات يومئذ فقد رحمته. ومثله : (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ)(٣) ، [أي وعقابه واقع بهم] ، وليس السيئات يوم القيامة تحل بالكفار وتقع بهم ، إنما يقع (٤) ([بِهِمْ]) عقابها ، فافهم.

٢٠٤١ ـ قوله تعالى : (قُرْباناً آلِهَةً) ـ ٢٨ ـ «قربان» مصدر ، وقيل :

مفعول من أجله. وقيل : هو مفعول ب (اتَّخَذُوا) ، و (آلِهَةً) بدل منه.

٢٠٤٢ ـ قوله تعالى : (وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) ـ ٢٨ ـ (ما) في

__________________

(١) سورة غافر : الآية ٤٥.

(٢) سورة غافر : الآية ٩.

(٣) سورة الشورى : الآية ٢٢.

(٤) في سائر النسخ : «يحل».

٦٢٠