بسم الله الرّحمن الرّحيم
مستدرك الآيات النازلة في امير المؤمنين وسيد الوصيين
وابى الأئمة الطاهرين على بن أبى طالب عليهالسلام
قد تقدّم سرد الآيات النازلة فيه عليهالسلام في المجلّد الثاني والثالث من كتابنا هذا مع نقل الأحاديث الواردة في نزولها في شأنه من كتب العامّة بضبط أسماء الكتب ومؤلّفيها ومحلّ طبعها.
ونخصّ بالذكر في هذا المجلّد ما لم نذكرها من الآيات النازلة فيه عليهالسلام هناك أو ذكرناها ونقلنا في ذيلها غير الحديث المذكور هنا أو نقلناه عن غير المدارك المنقول عنها هاهنا وهي آيات :
«الآية الاولى» قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)
قد تقدم ما ورد في نزولها في شانه عليهالسلام في كتبهم (ج ٢ ص ٣٩٩ وج ٣ ص ٥٠٢) ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك ، ويشتمل على أحاديث.
الاول
حديث عمار بن ياسر
روى عنه جماعة من أعلام القوم :
منهم الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في «نزول القرآن» (ص ١٠٦ مخطوط).
روى بسند يرفعه إلى زيد بن الحسن عن أبيه قال : سمعت عمّار بن ياسر «رض» يقول : وقف لعليّ عليهالسلام سائل وهو راكع في صلاة التطوّع ، فنزع خاتمه فأعطاه فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأعلمه فنزلت هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية.
ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من اعلام القرن الخامس في
«شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٧٣ ط الاعلمى ببيروت) قال :
أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا أبو الشيخ أخبرنا الوليد بن أبان عن سلمة ابن محمّد عن خالد بن يزيد عن إسحاق بن عبد الله بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي ، عن الحسن بن زيد ، عن أبيه زيد بن حسن ، عن جده قال : سمعت عمار بن ياسر يقول :
وقف لعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة التطوّع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعلمه ذلك فنزل على النبي صلىاللهعليهوآله هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) إلى آخر الآية قال رسول الله : من كنت مولاه فإن عليّا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ورواه أيضا أبو النضر العياشي في كتابه وفي تفسيره قال : حدّثنا سلمة بن محمّد بذلك.
ومنهم الحافظ الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٧ ص ١٧ ط مكتبة القدسي في القاهرة).
روى عن عمّار بن ياسر قال : وقف على عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه سائل وهو راكع في تطوّع فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأعلمه بذلك فنزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
فقرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثمّ قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.
ومنهم العلامة الحموينى في «فرائد السمطين» (مخطوط).
روى الحديث عن عمّار بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد».
ومنهم العلامة الزرندي الحنفي في «نظم درر السمطين» (ص ٨٦
ط مطبعة القضاء).
روى الحديث عن عمّار بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن».
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن محمد بن سليمان في «جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد» (ج ٢ ص ٨٧ ط المنيرية من بلاد الهند).
روى الحديث عن عمّار بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد».
ومنهم العلامة السيوطي في «الحاوي للفتاوى» (ج ١ ص ١١٩ ط مكتبة القدسي بالقاهرة).
روى الحديث من طريق الطبراني في الأوسط عن عمّار بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن».
ومنهم العلامة المعاصر توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٦٠ ط السعادة بالقاهرة).
روى الحديث عن عمار بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد» وزاد في آخره ثمّ قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.
الثاني
حديث سلمة بن كهيل
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في «نزول القرآن» (ص ١٠٦ مخطوط).
روى بإسناد يرفعه إلى موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال تصدّق عليّ عليهالسلام بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية.
ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٧ ص ٣٥٧ ط مصر) قال :
قال الحافظ ابن عساكر : انا خالي أبو المعالي القاضي ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد الشاهد ، ثنا أبو الفضل محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن الحارث الرملي ، ثنا القاضي جملة بن محمّد ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو نعيم الأحول عن موسى بن قيس عن سلمة ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن».
ومنهم العلامة السيوطي في «الحاوي للفتاوى» (ج ١ ص ١١٩ ط مصر).
روى الحديث من طريق ابن أبي حاتم في تفسيره وابن عساكر في تاريخه عن سلمة بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن».
ومنهم العلامة السيد أحمد زيني دحلان في «الفتح المبين» (ص ١٥٤ ط الميمنية بمصر) قال :
أخرج الواحدي انّ عليّا جاءه سائل وهو راكع فنزع خاتمه وتصدّق به عليه فنزلت الآية.
الثالث
حديث أنس بن مالك
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة الحموينى في «فرائد السمطين» (ص ١٠٥ مخطوط) قال :
أخبرنا الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمّد بن محمّد المعروف بمذكويه القزويني بقراءتي عليه بها في الخافقان الإمامي ضحوة يوم الأحد ثاني ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستّمائة ، قلت له : أخبرك الشيخ الإمام امام الدين أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة قال : نعم ، قرأت على الإمام أحمد بن إسماعيل قال : أنبأنا الإمام أبو الأسعد هبة الرحمن عبد الواحد القشري وأبو المظفّر عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم القشرى إجازة قال : أنبأنا الأستاذ زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشري ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله ابن يوسف الأصفهاني ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة الشيباني بالكوفة ، أنبأنا الخضر بن الهمداني الهاشمي ، أنبأنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة ، نبّأنا أنس بن مالك انّ سائلا أتى المسجد وهو يقول : من يقرض المليّ الوفيّ وعليّ عليهالسلام راكع يقول بيده خلفه للسائل أن اخلع الخاتم من يدي ، قال : فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : يا عمر وجبت ، قال : بأبي وامّي يا رسول الله ما وجبت؟ قال : وجبت له الجنة والله ما خلعه من يده حتّى خلعه من كلّ ذنب ومن كلّ خطيئة.
ومنهم الحافظ الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٦٥ ط الاعلمى في بيروت) قال :
أخبرنا عبد الله بن يوسف إملاء وقراءة في الفوائد أخبرنا عليّ بن محمّد بن عقبة ، عن الخضر بن أبان عن إبراهيم بن هدبة ، عن أنس : انّ سائلا أتى المسجد وهو يقول : من يقرض الوفيّ المليّ؟ وعليّ عليهالسلام راكع يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا عمر وجبت. قال : بأبي وامّي يا رسول الله ما وجبت؟ قال : وجبت له الجنة ، والله ما خلعه من يده حتّى خلعه من كلّ ذنب ومن كلّ خطيئة. قال : بأبي وامّي يا رسول الله هذا لهذا؟ قال :
هذا لمن فعل هذا من أمتي.
وأخبرني الحاكم الوالد ، ومحمّد بن القاسم أن عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ أخبرهم : ان محمّد بن أحمد بن أيّوب بن الصلت المقري حدّثهم عن أحمد بن إسحاق ـ وكان ثقة / ٤٠ ب / ـ قال : أخبرنا أبو أحمد زكريا بن دويد بن محمّد بن الأشعث ابن قيس الكندي :
عن حميد الطويل ، عن أنس قال : خرج النبي صلىاللهعليهوآله إلى صلاة الظهر فإذا هو بعلي يركع ويسجد ، وإذا بسائل يسأل فأوجع قلب علي كلام السائل فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره فدنا السائل منه فسلّ خاتمه عن إصبعه فأنزل الله فيه آية من القرآن وانصرف علي إلى المنزل فبعث النبي صلىاللهعليهوآله إليه فأحضره فقال : أي شيء عملت يومك هذا بينك وبين الله تعالى؟ فأخبره فقال له : هنيئا لك يا أبا الحسن قد انزل الله فيك آية من القرآن : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية.
ومنهم العلامة الأمر تسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٦٩ ط لاهور).
روى الحديث نقلا عن الرافعيّ في «تاريخ قزوين» عن أنس بعين ما تقدّم عن «فرائد السمطين».
ومنهم العلامة الصفورى في «المحاسن المجتمعة» (ص ١٦٢ مخطوط).
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدّم عن «فرائد السمطين».
الرابع
حديث أبى ذر
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة الشيباني في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٤ ، من النسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :
وقال أبو ذر : صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة الظهر يوما من الأيّام فسأل سائل في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء قال :
أللهمّ أشهد أني سألت في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يعطني أحد شيئا ، وكان عليّ راكعا فأومى إليه بخنصره اليمنى وكان يختم فيها فأقبل السائل وأخذ الخاتم من يده وذلك بعين رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السّماء وقال : اللهمّ انّ أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فأنزلت : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا) ، أللهمّ وأنا نبيّك محمّد وصفيّك فاشرح لي صدري ويسّر لي أمرى واجعل لي وزيرا من أهلى عليّا اشدد به ازرى ، قال أبو ذر رضى الله عنه فما استتمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتّى نزل جبرئيل يقول له اقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).
ومنهم العلامة الهروي في «الأربعين حديثا» (ص ١٩ مخطوط).
روى عن أبى ذر الغفاري قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوسلم بهاتين وإلّا فصمتا ورأيته بهاتين وإلّا فعميا يقول : قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول
من خذله ، اما انّي صلّيت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء قال فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المختار» ثمّ قال : وهذا الحديث مرويّ من طريق ابن عبّاس أيضا وفيه من الزيادة فأنشأ حسّان بن ثابت.
أبا حسن يفديك نفسي ومهجتي |
|
وكلّ بطيء في الهدى ومسارع |
أيذهب مدحى والمحبّر ضائعا |
|
وما المدح في جنب الإله بضائع |
فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعا |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
وأنزل فيك الله خير ولائه |
|
وبيّنها في محكمات الشرائع |
ومنهم العلامة الأمر تسرى في «أرجح المطالب» (ص ٤٠ وص ٤٤٣ ط لاهور).
روى عن عيسى بن الرّبعي ، قال : بينا عبد الله بن عبّاس جالس في شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إذ أقبل رجل متعمّم بعمامة فجعل ابن عبّاس لا يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا والرّجل يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال ابن عبّاس : سألتك بالله من أنت؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه ، قال : أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا جندب بن جنادة البدوي : أبو ذر الغفاري ، سمعت النّبي صلىاللهعليهوسلم بهاتين وإلّا فصمتا ورأيت بهاتين وإلّا فعميا يقول : عليّ قائد البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، أما انّى صلّيت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما من الأيّام صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعط أحد شيئا ، فرفع السائل يده إلى السماء ، قال : اللهمّ اشهد انيّ سألت في مسجد نبيّك ، فلم يعطني أحد شيئا ، وكان عليّ راكعا ، فأومي إليه خنصره اليمنى ، وكان يختم فيها ، فأقبل السّائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بعين النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وهو يصلّي ، فلما فرغ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من صلاته رفع رأسه إلى السماء ، وقال : اللهمّ
إنّ أخي موسى أسئلك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي ، وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ، هارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فأنزلت عليه قرآنا ناطقا : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ، وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً ، فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) ، اللهمّ ، فأنا محمّد نبيّك وصفيّك ، اللهمّ ، فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمرى ، واجعل لي وزيرا من أهلى عليّا أخى ، أشدد به أزرى ، قال أبو ذر : فما استتمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعائه ، إلّا ونزل عليه جبرئيل من عند الله ، فقال : يا محمّد ، اقرأ ، قال : ـ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، وأخرجه الثّعلبى في تفسيره يسمّى «بكشف البيان في تفسير القرآن» ومحمّد بن طلحة الشّافعى في «مطالب السّئول» وسبط بن الجوزي في «تذكرة خواصّ الأمّة» ومحمّد بن زرندى في «نظم درر السمّطين» وابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمّة» والإمام فخر الدين رازي في «تفسير الكبير».
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٢٢٤ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).
روى الحديث عن أبى ذر بعين ما تقدّم عن «المختار».
ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد النقشبندى في «شرح وصايا أبى حنيفة» (ص ١٧٧ ط اسلامبول).
روى الحديث من أبى ذر بعين ما تقدّم عن «المختار».
ومنهم الحافظ الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٦٧ ط الاعلمى في بيروت).
حدّثنى أبو الحسن محمّد بن القاسم (الفقيه) الصيدلاني قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد الشعراني قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين القاشاني
قال : حدّثنى المظفر بن الحسين الأنصارىّ قال : حدّثنا السندي بن عليّ الوراق قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي قال :
بينما عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا قال الرجل : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال ابن عباس : سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال : أيّها النّاس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت النبي صلّى الله عليه بهاتين وإلّا فصمتا ، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا وهو يقول : عليّ قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ومخذول من خذله.
أما إنى صليت مع رسول الله يوما من الأيام صلاة الظهر فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المختار» لكنّه ذكر في آخره : قال : فو الله ما استتمّ رسول الله الكلام حتّى نزل عليه جبرئيل من عند الله وقال : يا محمّد هنيئا لك ما وهب لك في أخيك قال : وما ذا يا جبرئيل قال : امر الله امّتك بموالاته إلى يوم القيامة وانزل عليك : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
الخامس
حديث عبد الله بن عباس
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في «نزول القرآن» (ص ١٠٦ مخطوط).
روى بإسناده عن ابن صالح عن ابن عبّاس قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممّن قد آمنوا بالنّبي صلىاللهعليهوسلم قالوا يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدّث دون هذا المجلس وانّ قومنا لمّا رأوا آمنّا بالله ورسوله وصدّقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ، ولا يناكحونا ولا يكلّمونا فشقّ ذلك علينا ، فقال لهم النّبىّ صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية ، ثمّ انّ النّبىّ خرج إلى المسجد والنّاس من بين يديه ما بين قائم وراكع ، فبصر بسائل يسأل فقال النّبى هل أعطاك أحد شيئا؟ فقال : نعم خاتم ، فقال النّبى صلىاللهعليهوسلم من أعطاكه؟ قال : ذاك القائم وأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب ، فقال النّبىّ صلىاللهعليهوسلم على أىّ حال أعطاكه؟ قال : أعطانى وهو راكع ، فكبّر النّبىّ صلىاللهعليهوسلم ثمّ قرأ : (مَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) ، فأنشد حسّان بن ثابت يقول في ذلك :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي |
|
وكلّ بطيء في الهوا ومسارع |
أيذهب مدحى والمحبر ضائع |
|
وما المدح في جنب الإله بضائع |
فأنت الّذى أعطيت إذ كنت راكعا |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
فأنزل فيك الله خير ولاية |
|
وبيّنها في محكمات الشرائع |
وقيل في ذلك :
أو في الصلاة مع الزكاة أقامها |
|
والله يرحم عبده الصبّارا |
من ذا بخاتمه تصدّق راكعا |
|
وأسرّه في نفسه اسرارا |
من كان بات على فراش محمّد |
|
ومحمّد اسرى يوم الغارا |
من كان جبريل يقوم يمينه |
|
يوما وميكال يقوم يسارا |
من كان في القرآن سمّى مؤمنا |
|
في تسع آيات جعلن كبارا |
ومنهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٨١ ط الاعلمى ببيروت) قال :
أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن أبى هريرة ، أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب ، أخبرنا محمّد بن الأسود عن محمّد بن مروان ، عن محمّد بن السائب ، عن أبى صالح عن ابن عباس فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن» إلى آخر الأبيات لكنّه ذكر بدل قوله فدتك نفوس القوم يا خير راكع : زكاتا فدتك النفس يا خير راكع.
وبدل قوله وبيّنها في محكمات الشرائع : فبيّنها مثنى كتاب الشرائع.
وفي (ص ١٨٠).
حدّثنى أبو الحسن الفارسي حدّثنى محمّد بن على صاحب الفقيه حدثنا المأمون ابن أحمد السلمى حدّثنا عليّ بن إسحاق الحنظلي عن محمّد بن مروان.
وأخبرنا محمّد بن عبد الله الصوفي أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، وعبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى أخبرنا محمّد بن زكريا أبو اليسع أخبرنا أيّوب بن سليمان الحنطى كذا قال : حدّثنا محمّد بن مروان عن الكلبي ، عن أبى صالح عن ابن عباس فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن».
ومنهم الحافظ أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ١٧٧ ط تبريز):
أخبرنا الإمام شيخ الأئمة سراج الدّين أبو الفتح محمّد بن أحمد المكّى أدام
الله سموّه أخبرنى الشيخ الامام الزاهد أبو محمّد اسماعيل بن عليّ بن إسماعيل حدّثنى السيّد الأجلّ الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفّق بالله أخبرنى أبو أحمد محمّد بن عليّ المؤدّب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه أخبرنى أبو محمّد عبد الله بن جعفر أخبرنى الحسين بن محمّد بن أبى هريرة حدّثنى عبد الله بن عبد الوهاب حدّثني محمّد بن الأسود ، عن مروان بن محمّد ، عن محمّد بن السائب ، عن أبى صالح ، عن ابن عبّاس فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن» في أمير المؤمنين.
ومنهم العلامة الحموينى في «فرائد السمطين» (مخطوط) قال :
أخبرنى السيّد الامام عماد الدين محمّد بن ذى الفقار الحسيني المرعزى رحمهالله إجازة ، أخبرنى الحافظ مجد الدين محمود بن أبى الحسن بن النجار البغدادي إجازة ، أنا الامام برهان الدين ناصر بن أبى المكارم المطرزي ، أنا الامام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفّق بن أحمد المكي رحمهالله ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «مناقب الخوارزمي».
وقال في موضع آخر :
أنبأنى السيّد جلال الدين عبد الحميد بن فخّار بن معد الموسوي قال : أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة قال : أنا شاذان بن جبرئيل القمي قال : أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عليّ النطنزي قال : أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الأخشد السراج فيما قرأت عليه قال : حدّثنا أبو طاهر محمّد ابن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحيم قال : ثنا أبو محمّد بن حيّان فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «مناقب الخوارزمي» سندا ومتنا.
ومنهم العلامة الزرندي في «نظم درر السمطين» (ص ٨٧ ط مطبعة القضاء).
روى الحديث عن ابن عبّاس بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن» في
أمير المؤمنين.
ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (مخطوط).
روى الحديث من طريق ابن مردويه عن ابن عبّاس بتلخيص يسير في مقدّمة الحديث.
ومنهم العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٦٠ و ٢٢٤ ط السعادة بالقاهرة).
روى الحديث نقلا عن أسباب النزول بعين ما تقدّم عن «نزول القرآن» في أمير المؤمنين.
وقال :
أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن ابن شاذان البرار إذنا ، نبأ الحسين بن علي العدوى ، نبّأ سلمة بن سليب ، نبّأ عبد الرزاق أنبأ مجاهد عن أبيه عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) قال : نزلت في عليّ عليهالسلام.
وقال :
أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان ـ أنبأ أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب ، نبأ محمّد بن أحمد العسكري الدّقاق ـ نبّأ محمّد بن عثمان بن أبى شيبة ، نبّأ عبادة ، نبّأ عمر بن ثابت عن محمّد بن السائب ، عن أبيه عن أبى صالح ، عن ابن عبّاس قال : كان عليّ راكعا فجائه مسكين فأعطاه خاتمه فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أعطاك هذا؟ فقال : أعطانى هذا الرّاكع فأنزلت هذه الآية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر الآية.
ومنهم العلامة الثعلبي في «تفسيره» على ما في مناقب عبد الله الشافعي (ص ١١٤ مخطوط).
روى الحديث عن ابن عبّاس بعين ما تقدّم عن «مناقب ابن المغازلي».
السادس
حديث آخر له أيضا
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة السيوطي في «الحاوي للفتاوى» (ص ١١٩ ط مكتبة القدسي بالقاهرة) قال :
اخرج ابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المسجد والناس يصلّون وإذا مسكين يسأل فقال : أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم ذاك القائم ، قال : على أى حال أعطاك؟ قال : وهو راكع ، قال : وذلك عليّ فكبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتلا الآية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «تفسير القرآن» (المطبوع بهامش فتح البيان ج ٣ ص ٣٦٧).
روى الحديث عن ابن مردويه من طريق محمّد بن السائب الكلبي عن أبى صالح عن ابن عبّاس بعين ما تقدّم عن «الحاوي للفتاوى» لكنّه قال : فكبّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند ذلك وهو يقول : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
ثمّ رواه ابن مردويه من حديث عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه نفسه وعمّار بن ياسر وأبى رافع.
(احقاق الحق ١٤ ـ ج ١)
ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص ١٠٤ مخطوط) قال : قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذنا أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد السلام قال : حدّثنا محمّد بن عمر بن بشير العسقلاني قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا مطلب بن زياد عن السدى ، عن أبي عيسى ، عن ابن عبّاس قال : مرّ سائل بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم وفي يده خاتم قال : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع وكان عليّ يصلّي فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : الحمد لله الّذي جعلها فيّ وفي أهل بيتي (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية ، وكان على خاتمه الّذي تصدّق به : سبحان من فخرى بأنّي له عبد.
ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من اعلام القرن الخامس في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٦١ ط الاعلمى ببيروت) قال :
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال : أخبرنا أبو الشيخ أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير ، وعبد الرحمن بن أحمد الزهري قالا : حدّثنا أحمد بن منصور عن عبد الرزاق ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه :
عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
أخبرنا السيّد عقيل بن الحسين العلوي أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن إبراهيم ابن أحمد بن الفضل الطبري من لفظه بسجستان أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الله المزني ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الله ، أخبرنا الفهم سعيد بن الفهم بن سعيد بن سليك بن عبد الله الغطفاني صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : حدّثنا عبد الرزاق ابن همام عن / ٣٩ ب معمر :
عن أبي طاوس عن أبيه قال : كنت جالسا مع ابن عباس إذ دخل عليه رجل فقال : أخبرني عن هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) فقال ابن عباس :
أنزلت في علي بن أبي طالب.
أخبرنا الحسين بن محمّد الثقفي ، أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن شيبة كذا ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي ، أخبرنا أبو عقيل محمّد بن حاجب عن عبد الرزاق عن ابن مجاهد ، عن أبيه.
عن ابن عباس في قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) قال : عليّ عليهالسلام.
وأخبرنا الحسين ، أخبرنا أبو القاسم أبو الفتح «خ» محمّد بن الحسين الأزدى الموصلي ، عن عصام بن غياث السمان البغدادي ، عن أحمد بن سيار المروزي ، عن عبد الرزاق به ، وقال : نزلت في عليّ بن أبي طالب.
أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، أخبرنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد ، أخبرنا ابن السمان ، أخبرنا عبد الله بن ثابت المقري قال : حدّثني أبي عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس به.
وحدّثني الحسن بن محمّد بن عثمان النسوى عن ابن عبّاس.
وحدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان النسوى بالبصرة ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس.
قال سفيان : وحدّثني الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله الله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) يعني ناصر كم الله (وَرَسُولُهُ) يعنى محمّدا صلىاللهعليهوآله ثمّ قال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) فخصّ من بين المؤمنين عليّ بن أبي طالب فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يعنى يتمون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) وذلك إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى يوما بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائما يصلّي بين الظهر
والعصر إذ دخل عليه فقير من فقراء المسلمين فلم ير في المسجد أحدا خلا عليا فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالّذي يصلّى له ان تتصدّق عليّ بما أمكنك. وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه ودعا له ، ومضى وهبط جبرئيل فقال النّبى صلىاللهعليهوسلم لعلي : لقد باهي الله بك ملائكته اليوم ، اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ).
السابع
حديث جابر بن عبد الله الأنصاري
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم الحافظ محمد بن أبى الفوارس في «الأربعين» (ص ٢٢ مخطوط).
روى بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري وغيره من الرّجال قالوا : كنّا جلوسا عند النّبىّ صلىاللهعليهوآله إذ ورد أعرابي أشعث الحال رثّ الأطمار وأثر الفقر لائح بين عينيه فدخل المسجد وسلّم وجعل يقول :
أتيتك والعذراء تبكي برنّة |
|
وقد ذهلت امّ الصبّي عن الطفل |
واخت وبنتان وامّ كبيرة |
|
وقد كدت من فقري الخالط في عقلي |
وقد مسّني عرى وضرّ وفاقة |
|
وليس لنا ماء يمرّ ولا يحلي |
وما المنتهى إلّا إليك مفزّعا |
|
وأين مفرّ الخلق إلّا إلى الرّسل. |
قال فلمّا سمع النّبىّ صلىاللهعليهوآله شعر الأعرابي بكى ثمّ قال : معاشر النّاس إنّ الله ساق إليكم ثوابا وقاد إليكم أجرا عظيما والجزاء من الله غرفة في الجنّة تضاهي غرف إبراهيم الخليل فمن فيكم يواسي هذا الفقير بشيء من الدّنيا وكان علىّ عليهالسلام
في ناحية من المسجد يصلّي ركعتين يتضرّع بهما وكان يصلّيهما دائما فأومى إلى الأعرابي أدن منّي فدنا إليه فدفع إليه الخاتم خاتمه الشريف وهو في الصلاة فجعل الفقير يقول :
أنا عبد لال يس |
|
وآل طه والطّواسين |
هم خمسة في الأنام كلّهم |
|
لأنّهم في الورى ميامين |
قال فغشى النّبى صلىاللهعليهوسلم الوحى ونزل جبرئيل على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وقال : السلام عليك يا محمّد العلمىّ يقرئك السلام ويقول لك : اقرأ قال : وما أقرأ قال : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) إلخ فقال النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : معاشر النّاس من منكم اليوم عمل خيرا فقالوا : يا رسول الله ما منّا من عمل خيرا إلّا أخوك وابن عمّك وزوج ابنتك عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فإنّه تصدّق بخاتمه على الأعرابي فقال النّبىّ صلىاللهعليهوآله وجبت الغرفة والله لعلىّ ابن عمّى عليهالسلام وقرء عليهم الآية فتصدّق النّاس في ذلك اليوم على الأعرابى بأربعمائة خاتم فولّى الأعرابى وهو يقول :
أنا عبد لخمسة نزلت فيهم السّور |
|
آل طه وهل أتى فاقرؤا واعرفوا الخبر |
والطواسين بعدها والحواميم والزّمر |
|
أنا عبد لهؤلاء وعدوّ لمن كفر |
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي في «در بحر المناقب» (ص ١٠٩ مخطوط).
روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عن «الأربعين» لكنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : معاشر المسلمين أيّكم اليوم عمل خيرا حتّى جعله الله وليّ كلّ من آمن.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن موسى بن مهران الاصفهانى المتوفى سنة ٤٠٢ أو سنة ٤٣٠ في كتابه «نزول القرآن» (المخطوط).