الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي
المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٢
ـ ٦١ ـ
أبو الحسين الجزّار
وُلد (٦٠١)
تُوفّي (٦٧٢)
حُكم العيون على القلوبِ يجوزُ |
|
ودواؤها من دائهنّ عزيزُ |
كم نظرةٍ نالت بطرفٍ فاترٍ |
|
ما لم ينلْه الذابلُ المحزوزُ |
فحذارِ من تلك اللواحظِ غرّة |
|
فالسحرُ بين جفونها مركوزُ |
يا ليت شعري والأماني ضلّةٌ |
|
والدهر يُدرك طرفه ويحوزُ |
هل لي إلى روضٍ تصرّم عمرُه |
|
سببٌ فيرجع ما مضى فأفوزُ |
وأزور مَن ألِفَ البعادَ وحبُّه |
|
بين الجوانحِ والحشا مرزوزُ (١) |
ظبيٌ تناسبَ في الملاحةِ شخصُه |
|
فالوصفُ حين يطولُ فيه وجيزُ |
والبدرُ والشمسُ المنيرةُ دونه |
|
في الوصف حين يحرّر التمييزُ |
لو لا تثنِّي خصرِهِ في ردفِه |
|
ما خلت إلاّ أنَّه مغروزُ |
تجفو غلالته عليه لطافةً |
|
فبحسنها من جسمه تطريزُ (٢) |
من لي بدهرٍ كان لي بوصالِهِ |
|
سمحاً ووعدي عنده منجوزُ |
والعيشُ مخضرُّ الجنابِ أنيقُه |
|
ولأوجه اللذات فيه بروزُ |
__________________
(١) رَزّ الشيّ : أثبته.
(٢) فبجسمه من جفوها تطريز. كذا في بعض النسخ. (المؤلف)
والروضُ في حُلَلِ النبات كأنّه |
|
فُرشِتْ عليه دبائجٌ وخزوزُ |
والماءُ يبدو في الخليجِ كأنَّه |
|
ظلٌّ لسرعة سيره محفوزُ |
والزهرُ يوهم ناظريه أنَّما |
|
ظهرت به فوق الرياض كنوزُ |
فأُقاحُه ورقٌ ومنثورُ الندى |
|
درٌّ ونَوْرُ بهارِه إبريزُ |
والغصنُ فيه تغازلٌ وتمايلٌ |
|
وتَشاغلٌ وتراسلٌ ورموزُ |
وكأنَّما القمريُّ ينشد مصرعاً |
|
من كلِّ بيت والحمام يجيزُ |
وكأنَّما الدولاب زمّر كلّما |
|
غنّت وأصواتُ الدوالب شيزُ |
وكأنَّما الماءُ المصفِّق ضاحكٌ |
|
مستبشرٌ ممّا أتى فيروزُ |
يهنيك يا صهرَ النبيِّ محمدٍ |
|
يومٌ به للطيّبين هزيزُ |
أنت المقدّمُ في الخلافةِ ما لها |
|
عن نحو ما بك في الورى تبريزُ |
صبَ الغدير على الأُلى جحدوا لظىً |
|
يوعى لها قبل القيام أزيزُ |
إن يهمزوا في قول أحمد أنت مو |
|
لىً للورى فالهامز المهموزُ |
لم يخشَ مولاك الجحيمَ فإنَّها |
|
عنه إلى غير الوليِّ تجوزُ |
أترى تمرُّ به وحبُّك دونَه |
|
عوذٌ ممانعةٌ له وحروزُ |
أنت القسيم غداً فهذا يلتظي |
|
فيها وهذا في الجنان يفوزُ |
توجد هذه القصيدة في غير واحد من المجاميع الشعريّة المخطوطة العتيقة وهي طويلة ، وترى أبياتها مبثوثةً منثورة في كتب الأدب.
الشاعر
يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد بن عليّ جمال الدين أبو الحسين الجزّار المصري ، أحد شعراء الشيعة المنسيّين ، ولقد شذّت عن ذكره معاجم السلف بالرغم من اطّراد شعره في كتب الأدب وفي المعاجم أيضاً استطراداً متحلّياً بالجزالة والبراعة ،
فإن غفل عن تاريخه المترجمون فقد عقد هو لنفسه ترجمة ضافية الذيول ، خالدة مع الدهر ، فلم يترك لمن يقف على شعره ملتحداً عن الاعتراف له بالعبقريّة والنبوغ ، والإخبات إليه بالتقدّم في التورية والاستخدام.
قال ابن حجّة في الخزانة (١) : تعاصر هو والسرّاج الورّاق والحمّامي ، وتطارحوا كثيراً وساعدتهم صنائعهم وألقابهم في نظم التورية ، حتى إنّه قيل للسرّاج الورّاق : لو لا لقبك وصناعتك لذهب نصف شعرك. ودون مقامه ما يوجد من جميل ذكره في الخزانة (٢) لابن حجّة ، وفوات الوفيات للكتبي (٢ / ٣١٩) ، والبداية والنهاية لابن كثير (١٣ / ٢٩٣) ، وشذرات الذهب (٥ / ٣٦٤) ، ونسمة السحر لليمني ، والطليعة في شعراء الشيعة للعلاّمة السماوي ، وقد جمع له شيخنا السماوي من شعره ديواناً يربو على ألف ومائتين وخمسين بيتاً ؛ وكان له ديوان وصف بالشهرة في معاجم السلف ، وله أُرجوزة في ذكر من تولّى مصر من الملوك والخلفاء وعمّالها ذكرها له صاحب نسمة السحر ، فقال : مفيدة ، فكأنّها توجد في مكتبات اليمن ، وقد وقف عليها صاحب النسمة ، ومن شعره قوله في رثاء الإمام السبط عليهالسلام في تمام المتون للصفدي (٣) (ص ١٥٦) وغيره :
ويعود عاشورا يُذكّرني |
|
رزءَ الحسين فليت لم يعُدِ |
يومٌ سيبلى حين أذكره |
|
أن لا يدور الصبر في خلدي |
يا ليت عيناً فيه قد كُحِلتْ |
|
في مرود لم تنجُ من رمدِ |
ويداً به لشماتةٍ خُضِبتْ |
|
مقطوعةٌ من زندها بيدي |
أما وقد قُتل الحسينُ به |
|
فأبو الحسين أحقّ بالكمدِ |
__________________
(١) خزانة الأدب : ٢ / ٤٨.
(٢) خزانة الأدب : ص ٥٦ ، فوات الوفيات : ٤ / ٢٧٧ رقم ٥٧١ ، البداية والنهاية : ١٣ / ٣٤٢ حوادث سنة ٦٧٩ ه ، شذرات الذهب : ٧ / ٦٣٦ حوادث سنة ٦٧٩ ه ، نسمة السحر : مج ٩ / ج ٢ / ٥٩٦.
(٣) تمام المتون : ص ٢٠٧.
وله في حريق الحرم النبويِّ قوله :
لا تعبأوا أن يحترق في طيبةٍ |
|
حرمُ النبيِّ بقول كلِّ سفيهِ |
لله في النارِ التي وقعت به |
|
سرٌّ عن العقلاء لا يخفيهِ |
إذ ليس تبقي في فناه بقيّةً |
|
ممّا بنته بنو أُميّة فيهِ |
احترق المسجد الشريف النبويّ ليلة الجمعة أوّل ليلة من شهر رمضان سنة (٦٥٤) بعد صلاة التراويح ، على يد الفرّاش أبي بكر المراغي بسقوط ذبالة من يده فأتت النار على جميع سقوفه ، ووقعت بعض السواري وذاب الرصاص وذلك قبل أن ينام الناس ، واحترق سقف الحجرة الشريفة ووقع بعضه فيها ، وقال فيه الشعراء شعراً ، ولعلّ ابن تولو المغربي أجاب عن أبيات المترجم المذكورة بقوله :
قل للروافضِ بالمدينةِ ما لكم |
|
يقتادكم للذمِّ كلُّ سفيهِ |
ما أصبح الحرمُ الشريفُ محرّقاً |
|
إلاّ لذمِّكمُ الصحابةَ فيهِ |
كانت بين شاعرنا ـ الجزّار ـ وبين السرّاج الورّاق مداعبة ، فحصل للسرّاج رمد فأهدى الجزّار له تفّاحاً وكمثرى ، وكتب مع ذلك :
أكافيكَ عن بعض الذي قد فعلته |
|
لأنّ لمولانا عليَّ حقوقا |
بعثتُ خدوداً مع نهودٍ وأعيناً |
|
ولا غرو أن يجزي الصديقُ صديقا |
وإن حال منك البعضُ عمّا عهدته |
|
فما حال يوماً عن ولاك وثوقا |
بنفسجُ تلك العينِ صار شقائقاً |
|
ولؤلؤُ ذاك الدمعِ عاد عقيقا |
وكم عاشقٍ يشكو انقطاعك عندما |
|
قطعتَ على اللذات منه طريقا |
فلا عدمتكَ العاشقون فطالما |
|
أقمت لأوقات المسرّة سوقا |
وذكر له ابن حجّة (١) قوله مورّياً في صناعته :
ألا قل للذي يسأ |
|
ل عن قومي وعن أهلي |
لقد تسأل عن قومٍ |
|
كرامِ الفرعِ والأصلِ |
تُرجّيهم بنو كلبٍ |
|
وتخشاهم بنو عجلِ |
ومثله قوله :
إنِّي لمن معشرٍ سفكُ الدماءِ لهم |
|
دأبٌ وسل عنهمُ إن رُمتَ تصديقي |
تضيء بالدمِ إشراقاً عراصُهمُ |
|
فكلُّ أيّامِهم أيّامُ تشريقِ |
ومثله قوله :
أصبحتُ لحّاماً وفي البيت لا |
|
أعرفُ ما رائحة اللحمِ |
واعتضت من فقري ومن فاقتي |
|
عن التذادِ الطعمِ بالشمِ |
جهلته فقراً فكنت الذي |
|
أضلّه اللهُ على علمِ |
وظريف قوله :
كيف لا أشكر الجزارةَ ما عش |
|
تُ حفاظاً وأرفض الآدابا |
وبها صارتِ الكلابُ ترجّي |
|
ني وبالشعر كنت أرجو الكلابا |
ومثله قوله :
معشرٌ ما جاءهمْ مسترفدٌ |
|
راح إلاّ وهو منهم معسرُ |
أنا جزّارٌ وهم من بقرٍ |
|
ما رأوني قطُّ إلاّ نفروا |
كتب إليه الشيخ نصير الدين الحمّامي مورّياً عن صنعته :
__________________
(١) خزانة الأدب : ٢ / ٥٦.
ومذ لزمت الحمّام صرت بها |
|
خلاّ يُداري من لا يُداريه |
أعرفُ حرَّ الأشيا وباردَها |
|
وآخذُ الماء من مجاريه |
فأجابه أبو الحسين الجزّار بقوله :
حسنُ التأنّي ممّا يعينُ على |
|
رزق الفتى والحظوظ تختلفُ |
والعبدُ مذ صار في جزارته |
|
يعرف من أين تُؤكل الكتفُ |
وله في التورية قوله :
أنت طوّقتني صنيعاً وأسمع |
|
تك شكراً كلاهما ما يضيعُ |
فإذا ما شجاك سجعي فإنِّي |
|
أنا ذاك المطوّق المسموعُ |
ومن لطائفه ما كتب به إلى بعض الرؤساء وقد منع من الدخول إلى بيته :
أمولاي ما من طباعي الخروجُ |
|
ولكن تعلّمته من خمولِ |
أتيت لبابِك أرجو الغنى |
|
فأخرجني الضربُ عند الدخولِ |
ومن مجونه في التورية قوله في زواج والده :
تزوّج الشيخ أبي شيخةً |
|
ليس لها عقلٌ ولا ذهنُ |
لو برزت صورتها في الدُجى |
|
ما جسرت تبصرها الجنُ |
كأنَّها في فرشها رمّةٌ (١) |
|
وشَعرها من حولها قطنُ |
وقائل لي قال ما سنُّها |
|
فقلت ما في فمِها سنُ |
وله قوله في داره :
ودارُ خرابٍ بها قد نزل |
|
ت ولكن نزلت إلى السابعه |
__________________
(١) الرمّة ـ بالكسر والفتح ـ : ما بَلي من العظام. (المؤلف)
طريقٌ من الطرقِ مسلوكةٌ |
|
محجّتُها للورى شاسعه |
فلا فرق ما بين أنّي أكونُ |
|
بها أو أكونُ على القارعه |
تساررُها هفواتُ النسيمِ |
|
فتصغي بلا أُذنٍ سامعه |
وأخشى بها أن أُقيمَ الصلاةَ |
|
فتسجدُ حيطانُها الراكعه |
إذا ما قرأتُ إذا زلزلتْ |
|
خشيتُ بأن تقرأَ الواقعه |
وله في بعض أدباء مصر ـ كان شيخاً كبيراً ظهر عليه جرب فالتطخ بالكبريت ـ قوله ذكره له ابن خلكان في تاريخه (١) (١ / ٦٧).
أيّها السيّد الأديب دعاءً |
|
من محبٍّ خالٍ من التنكيتِ |
أنت شيخٌ وقد قربتَ من النا |
|
ر فكيف ادّهنت بالكبريتِ |
وله قوله :
مَن مُنصفي من معشرٍ |
|
كثروا عليَّ وأكثروا |
صادقتُهمْ وأرى الخرو |
|
جَ من الصداقةِ يعسرُ |
كالخطِّ يسهلُ في الطرو |
|
سِ ومحوُه يتعذّرُ |
وإذا أردتَ كشطتَهُ |
|
لكنّ ذاك يؤثِّرُ |
ومن قوله في الغزل :
بذاك الفتورِ وهذا الهَيَفْ |
|
يهونُ على عاشقيكَ التلفْ |
أطرت القلوبَ بهذا الجمالِ |
|
وأوقعتها في الأسى والأسفْ |
تكلّفَ بدرُ الدجى إذ حكى |
|
محيّاك لو لم يَشِنْهُ الكلفْ |
وقام بعذري فيك العذارُ |
|
وأجرى دموعيَ لمّا وقفْ |
__________________
(١) وفيات الأعيان : ١ / ١٩٨ رقم ٨٤.
وكم عاذلٍ أنكرَ الوجدَ فيك |
|
عليَّ فلمّا رآك اعترفْ |
وقالوا به صلفٌ زائدٌ |
|
فقلت رضيت بذاك الصلفْ |
لئن ضاع عمريَ في من سواك |
|
غراماً فإنّ عليك الخلفْ |
فهاك يدي إنَّني تائبٌ |
|
فقلْ لي عفا اللهُ عما سلفْ |
بجوهرِ ثغرِك ماءُ الحياةِ |
|
فما ذا يضرُّك لو يُرتشَفْ |
ولم أَرَ من قبلِهِ جوهراً |
|
من البهرمانِ (١) عليه صدفْ |
أُكاتِمُ وجديَ حتى أراك |
|
فيعرفُ بالحالِ لا من عرفْ |
وهيهات يخفى غرامي عليك |
|
بطرفٍ همى وبقلبٍ رجفْ |
ومنه قوله :
حمت خدّها والثغر عن حائمٍ شجٍ |
|
له أملٌ في مورد ومورّدِ |
وكم هام قلبي لارتشاف رضابها |
|
فأعرفُ عن تفصيلِ نحو المبرّدِ |
ومن بديع غزله قوله :
وما بي سوى عينٍ نظرتُ لحسنِها |
|
وذاك لجهلي بالعيونِ وغرّتي |
وقالوا به في الحبِّ عينٌ ونظرةٌ |
|
لقد صدقوا عين الحبيبِ ونظرتي |
وله قوله يرثي حماره :
ما كلُّ حينٍ تنجح الأسفارُ |
|
نفقَ (٢) الحمار وبادتِ الأشعارُ |
خرجي على كتفي وها أنا دائرٌ |
|
بين البيوتِ كأنَّني عطّارُ |
ما ذا عليَّ جرى لأجلِ فراقِهِ |
|
وجرت دموعُ العينِ وهي غزارُ |
لم أنسَ حدّةَ نفسِهِ وكأنَّه |
|
من أن تسابقَه الرياحُ يغارُ |
__________________
(١) البهرمان : الياقوت الأحمر. (المؤلف)
(٢) نفقت الدابّة : خرجت روحها. (المؤلف)
وتخالُه في القفرِ جنّا طائراً |
|
ما كلُّ جنٍّ مثله طيّارُ |
وإذا أتى للحوض لم يخلع له |
|
في الماء من قبل الورود عذارُ |
وتراه يحرسُ رجلَهُ من زلّةٍ |
|
برشاشِها يتنجّسُ الحضّارُ |
ويلينُ في وقتِ المضيقِ فيلتوي |
|
فكأنَّما بيديك منه سوارُ |
ويشيرُ في وقتِ الزحامِ برأسِهِ |
|
حتى يحيدَ أمامه النظّارُ |
لم أدرِ عيباً فيه إلاّ أنَّه |
|
مع ذا الذكاءِ يقال عنه حمارُ |
ولقد تحامتْهُ الكلابُ وأحجمتْ |
|
عنه وفيه كلُّ ما تختارُ |
راعت لصاحبه عهوداً قد مضت |
|
لمّا علمن بأنَّه جزّارُ |
وقال في موت حمار صديق له :
مات حمارُ الأديبِ قلتُ لهمْ |
|
مضى وقد فات منه ما فاتا |
من مات في عزِّه استراح ومن |
|
خلّف مثل الأديب ما ماتا |
وله قوله :
لا تَعِبْني بصنعةِ القصّابِ |
|
فهي أذكى من عنبر الآدابِ |
كان فضلي على الكلاب فمذ صر |
|
تُ أديباً رجوت فضل الكلابِ |
كان كمال الدين عمر بن أحمد بن العديم (١) إذا قدم مصر يلازمه أبو الحسين الجزّار ، فقال بعض أهل عصره حسداً عليه :
يا ابن العديم عدمت كلّ فضيلةٍ |
|
وغدوت تحمل راية الإدبارِ |
ما إن رأيتُ ولا سمعتُ بمثلِها |
|
نفسٌ تلذُّ بصحبة الجزّارِ |
__________________
(١) أبو القاسم الوزير الرئيس الكبير الحلبي الحنفي ، سمع الحديث وحدّث وتفقّه وأفتى ودرس وصنّف ، ولد سنة (٥٨٦) وتوفّي (٦٦٠). (المؤلف)
قال الصفدي في تمام المتون (١) (ص ١٨١) ـ بعد ذكره قول هارون الرشيد : إنَّ الكريم إذا خادعته انخدعا ـ : ذكرت هنا قضيّة جرت لأبي الحسين الجزّار ، وهي أنّه توجّه الجزّار إلى ابن يعمور بالمحلّة وأقام عنده مدّة ، ثمّ إنَّه أعطاه وردّه وجاء ليودِّعه ، فاتّفق أن حضر في ذلك الوقت وكيل ابن يعمور على أقطاعه ، فقال له : ما أحضرت؟ قال كذا وكذا دراهم ، فقال : أعطه الخزندار. فقال : كذا وكذا غلّة. فقال : احملها إلى الشونة ، قال : كذا وكذا خروف. فقال : اعطها الجزّار. فقام الجزّار وقبّل الأرض وقال : يا مولانا : كم وكم تتفضّل ؛ فتبسّم ابن يعمور وانخدع وقال : خذها.
وذكر له الصفدي في تمام المتون شرح رسالة ابن زيدون (٢) (ص ٣٥) من أبيات له
وحقّك ما ليَ من قدرةٍ |
|
على كشف ضرّيَ إذ مسّني |
فكم أخذتني عيونُ الظبا |
|
ءِ وبعد الإنابة من مأمني |
وفي (ص ٤٦) من تمام المتون (٣) قوله :
أُطيل شكاياتي إلى غيرِ راحمٍ |
|
وأهل الغنى لا يرحمون فقيرا |
وأشكر عيشي للورى خوف شامتٍ |
|
كذا كلّ نحسٍ لا يزال شكورا |
وله في تمام المتون (٤) (ص ٢١٢) قوله :
لست أنسى وقد وقفت فأنشد |
|
ت قصيداً تفوقُ نظمَ الجمانِ |
كلُّ بيت يُزري على خلفِ الأح |
|
مرِ بالحسن وهو شيخ ابن هاني |
__________________
(١) تمام المتون : ص ٢٤١.
(٢) تمام المتون : ص ٤٩.
(٣) تمام المتون : ص ٦٤.
(٤) تمام المتون : ص ٢٨٥.
ببديعٍ يحار في نظمِه الطا |
|
ئيُّ بل مسلمٌ صريع الغواني |
ومديحٍ ما نال جودته قد |
|
ماً زياد في خدمة النعمانِ |
قمت وسط الإيوانِ بين يدي مل |
|
ك تسامى على أنوشروانِ |
وله في تمام المتون (١) (ص ٢٢٠) قوله :
ولقد كسوتك من قريضي حلّةً |
|
جلّت عن التلفيق والترقيعِ |
حسنتْ برقمٍ من جلالِك فاغتدتْ |
|
كالروضِ في التسهيمِ والترصيعِ |
وذكر في تمام المتون (٢) (ص ٢٢٦) قوله :
أُحمّل قلبي كلّ يوم وليلة |
|
هموماً على من لا أفوزُ بخيرِه |
كما سوّد القصّارُ في الشمسِ وجهَهُ |
|
حريصاً على تبييض ثوبٍ لغيرِه |
قال ابن حجّة في الخزانة (٣) (ص ٣٣٨) : ولد سنة (٦٠١) وتوفّي (٦٧٢) بمصر ، وزاد فيه ابن كثير في البداية والنهاية (٤) يوم وفاته وشهره : ثاني عشر شوّال ، وهكذا أرّخ ولادته ووفاته من أرّخهما من المؤلِّفين ، غير أنَّ صاحب شذرات الذهب شذَّ عنهم وعدّه ممّن توفّي سنة (٦٧٩) وقال : توفّي في شوّال وله ستٌّ وسبعون سنة أو نحوها ودفن بالقرافة (٥). والله العالم.
__________________
(١) تمام المتون : ص ٢٩٧.
(٢) تمام المتون : ص ٣٠٦.
(٣) خزانة الأدب : ٢ / ١٠٨.
(٤) البداية والنهاية : ١٣ / ٣٤٢ حوادث سنة ٦٧٩ ه.
(٥) شذرات الذهب : ٧ / ٦٣٧ حوادث سنة ٦٧٩ ه ، ووافقه في هذا التاريخ ابن كثير في البداية والنهاية.
ـ ٦٢ ـ
القاضي نظام الدين
المتوفّى (٦٧٨)
لله درُّكمُ يا آلَ ياسينا |
|
يا أنجم الحقِّ أعلام الهدى فينا |
لا يقبلُ اللهُ إلاّ في محبّتكِمْ |
|
أعمالَ عبدٍ ولا يرضى له دينا |
أرجو النجاةَ بكم يومَ المعادِ وإن |
|
جنت يداي من الذنبِ الأفانينا |
بلى أُخفِّفُ أعباءَ الذنوبِ بكمْ |
|
بلى أُثقِّل في الحشرِ الموازينا |
من لا يواليكمُ في الله لم يرَ من |
|
قيح اللظى وعذابِ القبر تسكينا |
لأجل جدِّكمُ الأفلاكُ قد خُلِقت |
|
لولاه ما اقتضت الأقدار تكوينا |
من ذا كمثل عليٍّ في ولايتِهِ |
|
ما مبغضيه أرى إلاّ مجانينا (١) |
اسمٌ على العرشِ مكتوبٌ كما نقلوا |
|
من يستطيعُ له محواً وترقينا (٢) |
من حجّةُ اللهِ والحبلُ المتينُ ومن |
|
خيرُ الورى وولاهُ الحشرَ يغنينا |
من المبارزُ في وصفِ الجلالِ ومن |
|
أقامَ حقّا على القطع البراهينا |
من مثلُه كان ذا جفرٍ وجامعةٍ |
|
له يُدوَّنُ سرُّ الغيبِ تدوينا |
ومن كهارونَ من موسى أُخوّته |
|
للخلق بيَّن خيرُ الرسلِ تبيينا |
مهما تمسّك بالأخبارِ طائفةٌ |
|
فقولهُ والِ من والاه يكفينا |
يومَ الغديرِ جرى الوادي فطمّ على |
|
قويّ قومٍ همُ كانوا المعادينا |
__________________
(١) ورد الشطر الثاني في الطبعتين السابقتين : (ما المبغضين له إلاّ مجانينا) وغيّرناه وفق ما ذكر في مجالس المؤمنين.
(٢) الترقين : الكتابة.
شبلاه ريحانتا روضِ الجنانِ فقل |
|
في طيبِ أرضٍ نمت تلك الرياحينا |
ما يتبع الشعر
تناهز القصيدة (٤٢) بيتاً ، ذكرها القاضي المرعشي في مجالس المؤمنين (١) (ص ٢٢٦).
وبقوله :
لأجل جدّكمُ الأفلاكُ قد خُلِقتْ |
|
لولاه ما اقتضت الأقدارُ تكوينا |
أشار إلى ما أخرجه الحاكم وصحّحه في المستدرك (٢) (٢ / ٦١٥) عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : أوحى الله إلى عيسى عليهالسلام : يا عيسى ، آمِن بمحمد وأمر من أدركه من أُمّتك أن يؤمنوا به ، فلو لا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقت الجنّة والنار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، فسكن.
وذكره السبكي في شفاء السقام (٣) (ص ١٢١) وأقرّ صحته ، وكذلك الزرقاني في شرح المواهب (١ / ٤٤) وقال : أخرجه أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيّين (٤) ، وصحّحه الحاكم وأقرّه السبكي (٥) والبلقيني في فتاواه.
وأخرج الحاكم (٦) بعده حديثاً وصحّحه وفيه نحو دلالة على ما نرتئيه ولفظه :
__________________
(١) مجالس المؤمنين : ١ / ٥٤٣.
(٢) المستدرك على الصحيحين : ٢ / ٦٧٢ ح ٤٢٢٧.
(٣) شفاء السقام : ص ١٦٢.
(٤) طبقات المحدّثين بأصبهان : ٣ / ١٠٨ رقم ٣٤٨.
(٥) شفاء السقام : ص ١٦٢.
(٦) المستدرك على الصحيحين : ٢ / ٦٧٢ ح ٤٢٢٨.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ ، أسألك بحقِّ محمد لمّا غفرت لي ؛ فقال الله : يا آدم ، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال : يا ربّ ، لأنَّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك ، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ؛ فعلمت أنَّك لم تضف إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك ، فقال الله : صدقت يا آدم ، إنّه لأحبُّ الخلق إليَّ ، ادعني بحقّه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك».
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (١) وهو الكتاب الذي قال فيه الذهبي : عليك به فكلّه هدىً ونور ، والطبراني في المعجم الصغير (٢) ، وأقرَّ صحّته السبكي في شفاء السقام (ص ١٢٠) ، والسمهودي في وفاء الوفا (٣) (ص ٤١٩) ، والقسطلاني في المواهب اللدنيّة (٤) ، والزرقاني في شرحه (١ / ٤٤) ، والعزّامي في فرقان القرآن (ص ١١٧).
كتبنا هذا المختصر لإيقاف القارئ على بطلان ما لابن تيميّة ومن غزل غزله أمثال القصيمي من جلبةٍ ولغطٍ ، حتى يكون على بصيرة من فضل النبيِّ الأقدس صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الشاعر
نظام الدين محمد ابن قاضي القضاة إسحاق بن المظهر الأصبهاني ، أحد أعيان أدباء الطائفة ، وأوحديّها في الفنون والفضائل ، قاضي القضاة في الأقطار العراقيّة ، مخالطاً مع خواجة شمس الدين محمد الجويني الملّقب بصاحب الديوان ، المتوفّى (٦٨٣)
__________________
(١) دلائل النبوّة : ٥ / ٤٨٩.
(٢) المعجم الصغير : ٢ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٣) وفاء الوفا : ٤ / ١٣٧١.
(٤) المواهب اللدنيّة : ٤ / ٥٩٤.
وله فيه مدائح ، منها قوله :
ما الناسُ إلاّ كالقريضِ وإنَّما |
|
بيتُ القصيدةِ صاحب الديوانِ |
شمسُ الممالكِ تزدهي بعلائِها |
|
وبهاءُ دست الملك والإيوانِ |
وله في رثاء ولده خواجة بهاء الدين محمد قصيدة تناهز (٥٨) بيتاً ، ذكرها القاضي في مجالسه (١) (ص ٤٣٨) مطلعها :
ما للظلام يغطّي وجهةَ الأُفقِ |
|
ما للرواسي اضطربنَ اليومَ من قلقِ |
ما للحظوظ تولي القومَ أظهرَها |
|
ما للنوائبِ تُبدي صفحةَ العنقِ |
بكى السماءُ وضجَّ الأرضُ وانكدرت |
|
زهرُ النجومِ وطاشت أنفسُ الفرقِ |
اليومُ يومٌ لعمري كاسمه فقدتْ |
|
به العلى والنهى إنسانةَ الحدقِ |
مولى الأنامِ بهاءُ الدين صاحبُنا |
|
مضى فبدّلَ صفوَ العيشِ بالرنقِ |
وتخلّص في غديريّته المذكورة إلى مدح خواجة بهاء الدين ، وكتب باسم أخي صاحب الديوان : علاء الدين خواجة عطاء الملك الجويني ، المتوفّى (٦٨١) ديوان رباعيّاته ، وله شعر يمدح به سلطان المحقِّقين خواجه نصير الدين الطوسي ، المتوفّى (٦٧٢).
توجد ترجمته في مجالس المؤمنين (٢) (ص ٢٢٦) ، وتاريخ آداب اللغة (٣) (٣ / ١٣) وقال : توفّي سنة (٦٧٨) ، له ديوان اسمه : ديوان المنشئات ، في المتحف البريطاني ، وذكره صاحب رياض الجنّة ـ في الروضة الرابعة ـ في عدِّ العلماء ، وقال : له رسالته القوسيّة ، كتب بعض أعلام نيسابور شرحاً عليها وأثنى عليه في شرحه بقوله :
__________________
(١) مجالس المؤمنين : ٢ / ٤٨٣.
(٢) مجالس المؤمنين : ١ / ٥٤٣.
(٣) مؤلّفات جرجي زيدان الكاملة ـ تاريخ آداب اللغة العربية ـ : مج ١٤ / ٤١٥.
أقضى قضاة العالم ، مفتي طوائف الأمم ، منشئ البدائع والعجائب ... الخ.
ومن دوبيتاته في كشكول شيخنا البهائي (١) (١ / ١٠٩):
أنتم لظلام قلبي الأضواءُ |
|
فيكم لفؤادي جُمِعتْ أهواءُ |
يروي الظمأ ادّكارُكم لا الماءُ |
|
داويتُ بغيرِكمْ فزادَ الداءُ |
أوصيتك بالجدِّ فدع من ساخر |
|
فاخر بفضيلة التقى مَن فاخر |
لا ترج سوى الربّ لكشف البلوى |
|
لا تدعُ مع الله إلهاً آخر |
ما لي وحديث وصل من أهواهُ |
|
حسبي بشفاءِ علّتي ذكراهُ |
هذا وإذا قضيت نحبي أسفاً |
|
يكفيني أن أُعدَّ من قتلاهُ |
وافى فجذبت عطفه الميّادا |
|
شوقاً فطلبت قُبلةً فانقادا |
حاولت وراء ذاك منه نادى |
|
لا تطلب بعدُ بدعةً إلحادا |
* * *
قالوا انتهِ عنه إنّه ما صدقا |
|
ما أجهلَ من بوعده قد وثقا |
لا لا فنتيجة الهوى صادقةٌ |
|
مع كذب مقدِّمات وعدٍ سبقا |
وذكر له القاضي في المجالس (٢) قوله :
لم أرضَ سوى هدي نبيٍّ وولي |
|
لا أتبع الباطل والحقُّ جلي |
في الشرِّ تراني ابن حرب بطلاً |
|
لكن أنا من شيعة مولاي علي |
__________________
(١) الكشكول الكامل : ١ / ٢٩٧.
(٢) مجالس المؤمنين : ١ / ٥٤٥.
وذكر له العلاّمة النراقي في الخزائن (ص ١١٥):
مذ غبتَ ألمّ في سقامٌ وأ لمْ |
|
كم أصبرُ في هواك كم أصبر كمْ |
يا بدر إلى وصالي ارجع وارحمْ |
|
يا بدر ألم يأن ألم يأن ألمْ |
ـ ٦٣ ـ
شمس الدين محفوظ
المتوفّى حدود (٦٩٠)
راق الصبوحُ ورقّتِ الصهباءُ |
|
وسرى النسيمُ وغنّتِ الورقاءُ |
وكسا الربيعُ الأرضَ كلَّ مدبّجٍ |
|
ليست تجيدُ مثالَه صنعاءُ |
فالأرضُ بعد العريِ إمّا روضةٌ |
|
غنّاءُ أو ديباجةٌ خضراءُ |
والطيرُ مختلف اللحان فنائحٌ |
|
ومطرّبٌ مالت به الأهواءُ |
والماءُ بين مدرّجٍ ومجدولٍ |
|
ومسلسلٍ جادت به الأنواءُ |
وسرى النسيمُ على الرياضِ فضمّختْ |
|
أثوابَهُ عطريّةٌ نكباءُ (١) |
كمديحِ آلِ محمدٍ سفنِ النجا |
|
فبنظمِه تتعطّرُ الشعراءُ |
الطيّبون الطاهرون الراكعو |
|
ن الساجدون السادة النجباءُ |
منهم عليُّ الأبطحيُّ الهاشميّ |
|
اللوذعيُّ إذا بدت ضوضاءُ |
ذاك الأمير لدى الغدير أخو البشي |
|
ـر المستنير ومن له الأنباءُ |
طهرت له الأصلابُ من آبائه |
|
وكذاك قد طهرت له الأبناءُ |
أفهل يحيطُ الواصفون بمدحِهِ |
|
والذكرُ فيه مدائحٌ وثناءُ |
ذو زوجةٍ قد أزهرتْ أنوارُها |
|
فلأجل ذلكمُ اسمُها الزهراءُ |
وأئمّةٌ من ولدها سادت بها ال |
|
ـمتأخِّرون وشُرّف القدماءُ |
__________________
(١) النكباء : الريح.
مبداهمُ الحسن الزكيُّ ومن إلى |
|
أنسابهِ تتفاخر الكرماءُ |
والطاهر المولى الحسين ومن له |
|
رفعت إلى درجاتها الشهداءُ |
والندبُ زين العابدين الماجد الن |
|
دب الأمين الساجد البكّاءُ |
والباقر العلَمُ الشريفُ محمدٌ |
|
مولىً جميعُ فعالِهِ آلاءُ |
والصادق المولى المعظّمُ جعفرٌ |
|
حبرٌ مواليه هم السعداءُ |
وإمامنا موسى بنُ جعفر سيّدٌ |
|
بضريحِه تتشرّفُ الزوراءُ |
ثمّ الرضا علَمُ الهدى كنزُ التقى |
|
باب الرجا محيي الدجى الجلاّءُ |
ثمّ الجوادُ مع ابنهِ الهادي الذي |
|
تهدي الورى آياتُه الغرّاءُ |
والعسكريُّ إمامنا الحسنُ الذي |
|
يغشاه من نورِ الجلالِ ضياءُ |
والطاهرُ ابن الطاهرين ومن له |
|
في الخافقين من البهاء لواءُ |
من يُصلح الأرضين بعد فسادها |
|
حتى يُصاحب ذئبهنَّ الشاءُ |
أنا يا ابن عمِّ محمد أهواكمُ |
|
وتطيب منّي فيكمُ الأهواءُ |
وأكفّر الغالينَ فيك وألعنُ ال |
|
قالينَ إنّهمُ لديَّ سواءُ (١) |
الشاعر
الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد أبو محمد الحلّي الأسدي ، قطب من أقطاب الفقاهة ، وطود راسٍ للعلم والأدب ؛ كان متكئاً على أريكة الزعامة الدينيّة ، ومرجعاً في الفتوى ، ومنتجعاً لحلِّ المشكلات ، وكهفاً تأوي إليه العفاة ، والحكم الفاصل للدعاوي ، ومن مشايخ الإجازة الراوين عن الشيخ نجم الدين المحقّق الحلّي المتوفّى (٦٦٧) ، ويروي عنه الحافظ المحقّق كمال الدين علي ابن الشيخ شرف الدين الحسين بن حمّاد الليثي الواسطي ، ويروي عنه شارح القصائد السبع العلويّات
__________________
(١) ذكرها العلاّمة السماوي في الطليعة : ج ٢. (المؤلف)