شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٤
بسم الله الرحمن الرّحيم
[الطبقة الثانية والستون]
سنة إحدى عشرة وستّمائة
[ملك خوارزم شاه كرمان ومكران والسّند]
قال ابن الأثير (١) : فيها وصل الخبر أنّ السّلطان خوارزم شاه ملك كرمان ومكران والسّند ، وسبب ذلك أنّ من جملة أمرائه تاج الدّين أبا بكر ، الّذي أسلفنا أنّه كان جمّالا ، ثمّ سعد بأن صار سيروان السلطان ، فرأى منه جلدا وأمانة ، فقدّمه ، فقال له : ولّني مدينة زوزن. فولّاه ، فوجده ذا رأي وحزم وشجاعة ، فلما ولّاه سيّر إليه يقول : إنّ بلاد مكران مجاورة لبلدي ، فلو أضفت إليّ عسكرا لأخذتها ، فنفذ إليه جيشا فسار به إليها ، وصاحبها حرب بن محمد بن أبي الفضل ، من أولاد الملوك ، فقاتله فلم يقو به ، وأخذ أبو بكر بلاده سريعا ، وسار منها إلى نواحي مكران ، فملكها جميعها إلى السّند ، وسار منها إلى هرمز ، وهي مدينة على ساحل بحر مكران ، فأطاعه صاحبها مليك (٢) ، وخطب بها لخوارزم شاه ، وحمل إليه أموالا ، وخطب لخوارزم شاه بهلوات (٣). وكان خوارزم يصيّف بأرض سمرقند لأجل التّتار ، وكان سريع السّير ، إذا قصد جهة يسبق خبره إليها (٤).
__________________
(١) في الكامل : ١٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ وقال : «هذه الحادثة لا أعلم الحقيقة أي سنة كانت ، إنما هي إما هذه السنة أو قبلها بقليل ، أو بعدها بقليل ، لأن الّذي أخبر بها كان من أجناد الموصل ، وسافر إلى تلك البلاد ، وأقام بها عدة سنين ، وسار مع الأمير أبي بكر الّذي فتح كرمان ثم عاد فأخبرني بها على شك من وقتها ، وقد حضرها».
(٢) في الكامل «ملنك».
(٣) هكذا في الأصل. وفي الكامل ١٢ / ٣٠٤ «قلهات» وهو الصواب. وهي مدينة بعمان على ساحل البحر ، كما في (معجم البلدان).
(٤) والخبر باختصار شديد في : دول الإسلام ٢ / ١١٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٧ ، والعسجد المسبوك ٣٤٥ ، ٣٤٦.
[قصد الفرنج بلاد الإسماعيلية]
وفيها قصدت الفرنج بلاد الإسماعيليّة ، ونزلوا على حصن الخوابي ، وجدّوا في الحصار ، وكانوا حنقين على الإسماعيلية بسبب قتلهم ابن البرنس صاحب أنطاكية ، شابّ ابن ثمان عشرة سنة ، وثبوا عليه عام أوّل ، فخرج الملك الظّاهر بعسكره ليكشف عنهم ، فترحّلت الفرنج عن الحصن (١).
[تبليط جامع دمشق]
وفيها شرع في تبليط جامع دمشق ، فابتدئ بمكان السّبع الكبير ، وكانت أرضه قد تكسّر رخامها وتحفّرت (٢).
[تدريس النورية]
وفيها ولي تدريس النّوريّة جمال الدّين محمود الحصيريّ (٣).
[وفاة صاحب اليمن]
وفيها توفّي صاحب اليمن ابن سيف الإسلام ، واستولى على اليمن شاهنشاه ابن تقيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أيّوب ، فتزوج بأمّ المتوفّى ، ثمّ نفّذ الملك الكامل صاحب مصر ولده الملك المسعود أقسيس (٤) إلى اليمن فتملّكها ، وكان شجاعا فاتكا ظالما جبّارا ، قيل : إنّه قتل باليمن ثمان مائة نفس ، منهم أكابر (٥).
[أخذ المعظّم قلعة صرخد]
وفيها أخذ الملك المعظّم من ابن قراجا قلعة صرخد ، وعوّضه عنها مالا
__________________
(١) انظر خبر (بلاد الإسماعيلية) في : زبدة الحلب ٣ / ١٦٦ ، ١٦٧ ، ومفرّج الكروب ٣ / ٢٢٤ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٧٩ و ١٨٠.
(٢) انظر خبر (تبليط الجامع) في : ذيل الروضتين ٨٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٦٧ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٨٠.
(٣) انظر خبر (تدريس النورية) في : ذيل الروضتين ٨٦.
(٤) ويقال فيه : «آتسيس» ، و «أطسيز» ، ومعناه بالتركية : بلا اسم.
(٥) انظر خبر (اليمن) في : ذيل الروضتين ٨٦ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٥ ، وغاية الأماني ٤٠٣ ، ٤٠٤.
وإقطاعا ، ثمّ أعطاها لمملوكه عزّ الدّين أيبك المعظّميّ ، فبقيت في يده إلى أن أخرجه عنها الملك الصّالح أيّوب (١).
[حجّ الملك المعظّم]
وفيها حجّ الملك المعظّم ، فسار من الكرك على الهجن ، ومعه عزّ الدّين أيبك صاحب صرخد ، وعماد الدّين بن موسك ، والظّهير بن سنقر الحلبيّ ، وجدّد البرك والمصانع ، وأحسن إلى النّاس ، وتلقّاه سالم صاحب المدينة ، وقدّم له خيلا ، وكانت وقفة الجمعة ، وقدم معه الشّام صاحب المدينة (٢).
__________________
(١) انظر خبر (قلعة صرخد) في : ذيل الروضتين ٨٦ و ٨٧ وكان إخراج الصالح عنها سنة ٦٤٤ ه. ، وانظر : البداية والنهاية ١٣ / ٦٧.
(٢) انظر خبر (الحج) في : ذيل الروضتين ٨٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٧ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٨٠ ، وشفاء الغرام ٢ / ٣٧٣.
سنة اثنتي عشرة وستّمائة
[بناء المدرسة العادلية]
فيها شرعوا في بناء المدرسة العادليّة (١).
[غارة الفرنج على بلاد الإسماعيلية]
وفيها أغار الفرنج على بلاد الإسماعيلية ، وأخذوا ثلاثمائة نفس (٢).
[غارة الكرج على أذربيجان]
وفيها أغارت الكرج على أذربيجان ، فحازوا ذخائرها ، وما يزيد على مائة ألف أسير. قاله أبو شامة (٣).
[استيلاء الملك المسعود على اليمن]
وفيها استولى الملك المسعود ابن الكامل على اليمن بلا حرب ، وانضمّ (٤) ابن عمّه سليمان شاه (٥) بعائلته إلى قلعة تعزّ ، فحاصره وأخذه ، وبعث به إلى مصر ، هو وزوجته بنت سيف الإسلام (٦).
__________________
(١) انظر عن (بناء العادلية) في : ذيل الروضتين ٨٩ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٦٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٨.
(٢) انظر عن (غارة الفرنج) في : ذيل الروضتين ٨٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٩.
(٣) في ذيل الروضتين ٨٩.
(٤) كتب المؤلف : «وانضم إليه» ثم ضرب على «إليه» ، وهو الصواب.
(٥) هو ابن تقي الدّين عمر. (وانظر : ذيل الروضتين ٨٩).
(٦) وانظر الخبر في : المختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٦ ، ومفرّج الكروب ٣ / ٢٢٧ ، وتاريخ المسلمين لابن العميد ١٢٨ (حوادث سنة ٦١١ ه.) والدرّ المطلوب ١٨٢ ، والعبر ٥ / ٣٩ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣٢ ، ١٣٣ ، ومرآة الجنان ٤ / ٢٣ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٣ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٦٩ ، ٧٠ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٨١ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٥٥ ، وغاية الأماني ٤٠٤.
[حصار المدينة]
وفي صفر نزل قتادة على المدينة وحاصرها ، لغيبة سالم أميرها ، وقطع كثيرا من نخيلها ، وقتل جماعة ، ثمّ رحل عنها خائبا (١).
[ملك خوارزم شاه غزنة]
وفيها ملك خوارزم شاه بلد غزنة وأعمالها ، عمل على صاحبها تاج الدّين ألدز نائبة قتلغ تكين ، وكاتب خوارزم شاه ، وكان ألدز في الصّيد ، فجاء خوارزم شاه فهجمها ، فلمّا بلغ ألدز الخبر هرب على وجهه إلى لهاوور ، وجلس خوارزم شاه على تخت الملك بها ، ثمّ قال لقتلغ تكين : كيف كان حالك مع ألدز؟ قال : كلانا مماليك السّلطان شهاب الدّين ، ولم يكن ألدز يقيم بغزنة ألّا في الصّيف ، وأنا الحاكم بها. فقال : إذا كنت لا ترعى لرفيقك مع ذلك (٢) ، فكيف يكون حالي معك؟ فقبض عليه ، وصادره حتّى استصفاه ، ثمّ قتله ، وترك ولده جلال الدين خوارزم شاه بغزنة.
قال ابن الأثير (٣) : وقيل إنّ ذلك كان في سنة ثلاث عشرة.
وأمّا ألدز فإنّه افتتح لهاوور فلم يقنع بها ، وسار ليفتح دهلة ، فالتقى هو وصاحبها شمس الدّين الترمش ، مملوك أيبك مملوك شهاب الدّين (٤) ، فانكسر ألدز وقتل. وكان ألدز موصوفا بالعدل والمروءة والإحسان إلى التّجّار (٥).
[ولاية القضاء بدمشق]
وفيها عزل زكيّ الدّين الطّاهر ابن محيي الدّين عن قضاء دمشق ، وولّي
__________________
(١) انظر عن (حصار المدينة) في : ذيل الروضتين ٨٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٩.
(٢) هكذا في الأصل ، وفي الكامل لابن الأثير : «إذا كنت لا ترعى لرفيقك ومن أحسن إليك صحبته وإحسانه ...» (الكامل : ١٢ / ٣١٠).
(٣) في الكامل : ١٢ / ٣١٠.
(٤) يعني : مملوك أيبك الّذي هو مملوك شهاب الدّين الغوري.
(٥) الكامل ١٢ / ٣١١ ، تاريخ مختصر الدول ٢٣١ ، العسجد المسبوك ٢ / ٣٤٩ ـ ٣٥١ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٦.
جمال الدّين أبو القاسم عبد الصّمد ابن الحرستانيّ ، فقضى بالحقّ ، وحكم بالعدل (١).
[إبطال ضمان الخمر]
وفيها بطّل العادل ضمان الخمر والقيان ، فلم يكرّر ذلك إلى بعد موته (٢).
[السهروردي رسولا]
وفيها وصل السّهرورديّ رسولا من الخلافة إلى العادل ، ونزل بجوسق العادل (٣).
[قتال قتادة]
وفيها سار من دمشق سالم أمير المدينة بمن استخدمه من التّركمان والرّجال ، ليقاتل قتادة صاحب مكّة ، فمات في الطّريق ، وقام ابن أخيه جمّاز بعده ، فمضى بأولئك وقصد قتادة ، فانهزم إلى الينبع ، فتبعوه وحصروه بقلعتها ، وحصل لحميد بن راجب من الغنيمة مائة فرس ، وحميد من عرب طيّ ، وعادّ الّذين استخدموا صحبة النّاهض بن الجرخيّ خادم المعتمد ، ومعهم كثير ممّا غنموه من عسكر قتادة ، ومن وقعة وادي الصّفراء ، من نساء وطبيان سبوهم ، وظهر فيهم أشراف علويّون ، فتسلّمهم أشراف دمشق ليواسوهم من الوقف (٤).
[كسر الفرنج]
وفيها كسر كيكاوس صاحب الرّوم الفرنج الّذين ملكوا أنطاكية ، وأخذها منهم (٥).
__________________
(١) انظر خبر (القضاء بدمشق) في : ذيل الروضتين ٨٩ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٨٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٨ ، ٦٩ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٦٩.
(٢) أي إلى سنة ٦١٥ ه. كما في : الروضتين ٨٩ ، والخبر في : نهاية الأرب ٢٩ / ٦٩.
(٣) ذيل الروضتين ٨٩ ، نهاية الأرب ٢٩ / ٧٠ ، ومفرّج الكروب ٣ / ٢٣٢.
(٤) انظر خبر (قتادة) في : ذيل الروضتين ٨٩ ، ٩٠ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٦٧ ـ ٦٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٩.
(٥) انظر خبر (كسر الفرنج) في : ذيل الروضتين ٩٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٩ ، ومفرّج الكروب ٣ / ٢٣٣.
[أخذ غزنة]
وفيها أخذ خوارزم شاه غزنة بغير قتال (١).
[أخذ أنطاكية]
وأخذ ابن لاون أنطاكية من الفرنج ، ثمّ عاد أخذها صاحب طرابلس (٢) من ابن لاون.
[حركة التتار]
ويقال : فيها كانت حركة التّتار إلى قصد بلاد التّرك.
[انهزام منكلي]
وفيها انهزم منكلي الّذي غلب على همذان وأصبهان والرّيّ فقتل ، واستقرّت القواعد ، على أنّ بلاده للخليفة ، وبعضها لجلال الدّين الصّبّاحي ملك الإسماعيليّة وصاحب الألموت وقلاعها ، بعضها لأزبك بن البهلوان. ولكن كان الخليفة في شغل شاغل ، وحزن عظيم بموت ابنه عليّ عن المسرّة بهلاك منكلي (٣).
__________________
(١) خبر خوارزم شاه في : ذيل الروضتين ٩٠.
(٢) في ذيل الروضتين ٩٠ «أبوس الطرابلس» ، وفي البداية والنهاية ١٣ / ٦٩ ، «ابريس طرابلس» ، والصواب : «ابرنس» بمعنى الأمير ، كما في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٧٢ ، ومفرّج الكروب ٣ / ٢٣٣.
(٣) الخبر في : ذيل الروضتين ٩١ ، ٩٢ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٧٢ ، ٥٧٣ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٦ ، وانظر : مفرّج الكروب ٣ / ٢٢٩ ، ٢٣٠.
سنة ثلاث عشرة وستّمائة
[ترميم قبّة النسر]
قال أبو شامة (١) : فيها أحضرت الأوتار الخشب لأجل نسر قبّة الجامع (٢) ، وعدّتها أربعة ، كلّ واحد منها اثنان وثلاثون ذراعا بالنّجّار (٣) ، قطعت من الغوطة ، وكان الدّخول بها من باب الفرج إلى المدرسة العادليّة إلى باب النّاطفانيّين ، وأقيم لها هناك الصّواري ، ورفعت لأجل القرنة ، ثمّ مدّدت (٤).
[ترميم خندق باب السّر]
وفيها شرع في تحرير خندق باب السّرّ ، وهو الباب المقابل لدار الطّعم العتيقة المجاورة لنهر بأناس ، وكان المعظّم ومماليكه والجند ينقلون التّراب بالقفاف على قرابيس سروجهم ، وكان عمله كلّ يوم على طائفة من أهل البلد ، وعمل فيه الفقهاء والصّوفيّة (٥).
[الفتنة بين أهل الشاغور والعقيدة]
قال (٦) : وفيها كانت الحادثة بين أهل الشّاغور والعقيبة وحملهم السّلاح ، وقتالهم بالرّحبة والصّيارف ، وركوب العسكر ملبسا للفصل بين الفريقين ، وحضر
__________________
(١) في ذيل الروضتين ٩٢.
(٢) في ذيل الروضتين : «لأجل قبّة النسر في الجامع بدمشق».
(٣) في ذيل الروضتين : «بذراع النجارين».
(٤) وانظر الخبر في : البداية والنهاية ١٣ / ٧١.
(٥) انظر خبر (ترميم الخندق) في : ذيل الروضتين ٩٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٧١.
(٦) أي أبو شامة في ذيل الروضتين ٩٢ ، والخبر أيضا في : نهاية الأرب ٢٩ / ٧١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٧١.
المعظّم بنفسه لإطفاء الفتنة ، فقبض على جماعة من كبار الحارات ، منهم رئيس الشّاغور ، وحبسهم.
[مسير المعظّم إلى الأشرف]
وفيها سار المعظّم على الهجن إلى أخيه الملك الأشرف ، واجتمع به بظاهر حرّان ، ففاوضه في أمر حلب عند ما بلغه موت صاحبها الملك الظّاهر ، وكان قد سبق من الأشرف الاتّفاق مع القائم بأمرها ، فرجع المعظّم بعد سبعة عشر يوما ، ولم يظهر إلّا أنّه كان يتصيّد (١).
[بناء المصلّى بظاهر دمشق]
وفيها فرغ من بناء المصلّى بظاهر دمشق ، ورتّب له خطيب ، وهو الشيخ صدر الدّين ، معيد الفلكيّة ، ثمّ ولّي بعده بهاء الدّين بن أبي اليسر ، ثمّ بنو حسّان (٢).
قلت : وهم إلى الآن.
[وعظ سبط ابن الجوزي بخلاط]
قال سبط الجوزيّ (٣) : وفيها ذهبت إلى خلاط ، ووعظت بها ، وحضر الملك الأشرف.
[رسليّة ابن أبي عصرون]
وفيها ذهب شهاب الدّين عبد السّلام بن أبي عصرون ، رسولا من الملك العزيز محمّد ابن الظّاهر صاحب حلب ، يسأل تقليدا من الدّيوان بحلب (٤).
__________________
(١) انظر خبر (مسير المعظم) في : ذيل الروضتين ٩٢.
(٢) الخبر في : ذيل الروضتين ٩٢ ، ٩٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٧١.
(٣) في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٧٤.
(٤) انظر خبر (الرسلية) في : ذيل الروضتين ٩٣ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٧٤.
[وعظ سبط ابن الجوزيّ]
وفيها وعظ ابن الجوزيّ (١) بحرّان ، وحضره الأشرف ، وفخر الدّين ابن تيميّة ، وكان يوما مشهودا (٢).
[وقوع البرد بالبصرة]
قال ابن الأثير (٣) : فيها وقع بالبصرة برد قيل : إنّ أصغره كان مثل النّارنجة الكبيرة. قال : قيل في أكبره ما يستحي الإنسان أن يذكره (٤).
قلت : أرض العراق قد وقع فيه هذا البرد الكبار غير مرّة.
__________________
(١) المراد به «سبط ابن الجوزي».
(٢) الخبر في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٧٤.
(٣) في الكامل ١٢ / ٣١٤ ، ٣١٥.
(٤) قال ابن الأثير : «فكسر كثيرا من رءوس النخيل».
سنة أربع عشرة وستّمائة
[زيادة دجلة]
فيها كان الغرق ببغداد بزيادة دجلة ، وركب الخليفة شبّارة ، وخاطب النّاس ، وجعل يتأوّه لهم ويقول : لو كان هذا يردّ عنكم بمال أو حرب ، دفعته عنكم.
قال أبو شامة (١) ـ وقد نقله من كلام أبي المظفّر سبط الجوزيّ (٢) ، إن شاء الله : فانهدمت بغداد بأسرها ، والمحالّ ، ووصل الماء إلى رأس السّور ، ولم يبق له أن يطفح على السّور إلّا مقدار إصبعين ، وأيقن النّاس بالهلاك ، ودام ثماني أيّام (٣) ، ثمّ نقص الماء ، وبقيت بغداد من الجانبين تلولا لا أثر لها! (٤).
قلت : هذا من خسف أبي المظفّر ، فهو مجازف.
[قدوم خوارزم شاه إلى بغداد]
قال أبو المظفّر (٥) : وفيها قدم خوارزم شاه محمّد بن تكش في أربعمائة ألف ، وقيل : في ستّمائة ألف ، فوصل همذان قاصدا بغداد ، فاستعدّ الخليفة ، وفرّق الأموال والعدد ، وراسله مع الشيخ شهاب الدّين السّهرورديّ ، فأهانه ولم يحتفل به ، واستدعاه ، وأوقفه إلى جانب الخيمة ، ولم يجلسه ، قال : فحكى شهاب الدّين ، قال : استدعاني إلى خيمة عظيمة لها دهليز لم أر مثله في الدّنيا ، وهو من أطلس (٦) ، والأطناب حرير ، وفي الدّهليز ملوك العجم على طبقاتهم ، كصاحب أصبهان ،
__________________
(١) في ذيل الروضتين ١٠٠.
(٢) في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٨٢.
(٣) عبارة سبط ابن الجوزي : «ودام سبع ليال وثمانية أيّام حسوما».
(٤) والخبر أيضا في : البداية والنهاية ١٣ / ٧٥ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٥٧ ، ٣٥٨.
(٥) في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٨٢.
(٦) في المرآة : «والدهليز والشقة أطلس».
وصاحب همذان ، والرّيّ ، قال : ثمّ دخلنا إلى خيمة أخرى وفي دهليزها ملوك ما وراء النّهر ، ثم دخلنا عليه وهو شابّ ، له شعرات ، قاعد على تخت ساذج ، وعليه قباء بخاريّ يساوي خمسة دراهم ، وعلى رأسه قطعة جلد تساوي درهما ، فسلّمت عليه فلم يردّ ، ولا أمرني بالجلوس ، فشرعت فخطبت خطبة بليغة ، ذكرت فيها فضل بني العبّاس ، ووصفت الخليفة بالزّهد والورع والتّقيّ والدّين ، والتّرجمان يعيد عليه قولي ، فلمّا فرغت قال للتّرجمان : قل له هذا الّذي تصفه ما هو في بغداد ، بل أنا أجيء وأقيم خليفة يكون بهذه الصّفة ، ثمّ ردّنا بغير جواب ، ونزل عليهم بهمذان الثّلج ، فهلكت خيلهم ، وركب الملك خوارزم شاه يوما فعثر به فرسه ، فتطيّر ، ووقع الفساد في عساكره ، وقلّت الميرة ، وكان معه سبعون ألفا من الخطا ، فردّه الله تعالى عن بغداد.
وقال أبو شامة (١) : ذكر محمد بن محمد النّسويّ في كتابه الّذي ذكر فيه وقائع التّتار مع علاء الدّين محمد ، ومع ولده جلال الدّين (٢) ، قال : حكى لي القاضي مجير الدّين عمر بن سعد الخوارزميّ ، أنّه أرسل إلى بغداد مرارا ، آخرها مطالبة الدّيوان بما كان لبني سلجوق من الحكم والملك ببغداد ، فأبوا ذلك ، وأصحب المذكور في عوده شهاب الدّين السّهرورديّ رسولا مدافعا. قال : وكان عند السّلطان من حسن الاعتقاد برفيع منزلته ما أوجب تخصيصه بمزيد الإكرام والاحترام تمييزا له عن سائر الرّسل الواردة عليه في الدّيوان ، فوقف قائما في صحن الدّار ، فلمّا استقرّ المجلس بالشّيخ ، قال : إنّ من سنّة الدّاعي للدّولة القاهرة أن يقدّم على أداء رسالته حديثا. فأذن له السّلطان ، وجلس على ركبتيه تأدّبا عند سماع الحديث ، فذكر الشّيخ حديثا معناه التّحذير من أذيّة آل العباس. فقال السّلطان : ما آذيت أحدا من آل العبّاس ولا قصدتهم بسوء وقد بلغني أنّ في محابس أمير المؤمنين خلقا منهم يتناسلون بها ، فلو أعاد الشيخ هذا الحديث على مسامع أمير المؤمنين كان أولى وأنفع. فعاد الشّيخ والوحشة قائمة ، ثمّ عزم على قصد بغداد ، وقسّم نواحيها إقطاعا
__________________
(١) في ذيل الروضتين ١٠١.
(٢) هو الكتاب المطبوع باسم «سيرة السلطان جلال الدّين منكبرتي».
وعملا ، وسار إلى أن علا عقبة أسدآباد ، فنزلت عليه ثلوج غطّت الخراكي والخيام ، وبقي ثلاثة أيّام ، فعظم إذ ذاك البلاء ، وشمل الهلاك خلقا من الرّجال ، ولم ينج شيء من الجمال ، وتلفت أيدي رجال وأرجل آخرين ، فرجع السّلطان عن وجهه ذلك على خيبة ممّا همّ به.
[وصول الفرنج إلى عين جالوت]
وفيها تجمّع الفرنج وأقبلوا من البحر بفارسهم وراجلهم لأجل قصد بيت المقدس ، وتتابعت الأمداد من رومية الكبرى ، الّتي هي دار الطّاغية الأعظم المعروف بالبابا ، لعنه الله ، وتجمّعوا كلّهم بعكّا ، عازمين على استيفاء الثّأر ممّا تمّ عليهم في الدّولة الصّلاحيّة ، فجفل الملك العادل لمّا خرجوا عليه ، ووصلوا إلى عين جالوت ، وكان على بيسان فأحرقها ، وتقدّم إلى جهة عجلون ، ووصل الفوّار (١) ، فقطع الفرنج خلفه الأردنّ ، وأوقعوا باليزك ، وعادوا (٢) على البلاد ، وجاء الأمر إلى المعتمد والي دمشق بالاهتمام والاستعداد واستخدام الرّجال ، وتدريب دروب قصر حجّاج ، والشّاغور ، وطرق البساتين ، وتغريق أراضي داريّا ، واختبط البلد ، وأرسل العادل إلى ملوك البلاد يستحثّ العساكر ، ونزل مرج الصّفّر ، وضجّ النّاس بالدّعاء ، ثمّ رجع الفرنج نحو عكّا بما حازوه من النّهب والأسارى ، فوصل الملك المجاهد صاحب حمص ، ففرح به النّاس.
قال أبو المظفّر ابن الجوزيّ (٣) : فيها انفسخت الهدنة بين المسلمين والفرنج ، وجاء العادل من مصر بالعساكر ، فنزل بيسان ، والمعظّم عنده في عسكر الشّام ، فخرج الفرنج من عكّا ، عليهم ملك الهنكر ، فنزلوا عين جالوت في خمسة عشر ألفا ، وكان شجاعا ، خرج معه جميع ملوك السّاحل ، فقصد العادل ، فتأخّر العادل وتقهقر ، فقال له المعظّم : إلى أين؟ فشتمه بالعجميّة ، وقال : بمن أقاتل؟ أقطعت الشّام مماليكك وتركت أولاد النّاس. وساق فعبر الشّريعة (٤).
__________________
(١) في الذيل لأبي شامة : «الغور».
(٢) في ذيل الروضتين : «وغاروا».
(٣) في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٨٣.
(٤) الشريعة : نهر الأردن.
وجاء الهنكر إلى بيسان ، وبها الأسواق والغلال والمواشي وشيء كثير ، فأخذت الفرنج الجميع ، ورحلوا منها بعد ثلاثة أيّام إلى قصير الغور (١) ، ووصل أوائلهم إلى خربة اللّصوص والجولان ، وأقاموا يقتلون ويسبون ، ثمّ عادوا إلى الغور ، ونزلوا تحت الطّور ، فأقاموا أيّاما يقاتلون من فيه ويحاصرونهم ، وكان معهم سلّم عظيم ، فزحفوا ونصبوه ، فأحرقه المسلمون بالنّفط ، وقتل تحته جماعة من أعيان الفرنج ، منهم بعض الملوك. واستشهد يومئذ الأمير بدر الدّين محمد بن أبي القاسم ، وسيف الدّين ابن المرزبان ، وكان في الطّور أبطال المسلمين ، فاتّفقوا على أنّهم يقاتلوا قتال الموت ، ثمّ رحل الفرنج عنهم إلى عكّا ، وجاء المعظّم فأطلق لأهل الطّور الأموال ، وخلع عليهم. ثمّ اتّفق العادل وابنه المعظّم على خراب الطّور كما يأتي.
وأمّا ابن أخت الهنكر فقصد جبل صيدا في خمسمائة من الفرنج إلى جزّين (٢) ، فأخلاها أهلها ، فنزلها الفرنج ليستريحوا ، فتحدّرت عليهم الرجال من الجبل ، فأخذوا خيولهم وقتلوا عامّتهم ، وأسر مقدّمهم ابن أخت الهنكر.
وقيل : إنّه لم يسلم من الفرنج إلّا ثلاثة أنفس.
قلت : وكثرت جيوش الفرنج بالسّاحل ، وغنموا ما لا يوصف ، ثم قصدوا مصر لخلوّها من الجيش ، وكانت عساكر الإسلام مفرّقة ، ففرقة كانت بالطّور محصورين ، وفرقة ذهبت مع المعظّم يزكا على القدس عسكروا بنابلس ، وفرقة مع السّلطان في وجه العدوّ عن دمشق ، وأشرف المسلمون على خطّة صعبة ، وكان الملك العادل مع جبن فيه ، حازما سائسا ، خاف أن يلتقي العدوّ وهو في قلّ من النّاس أن ينكسر ولا تقوم للإسلام بعده قائمة ، فاندفع بين أيديهم قليلا قليلا حتّى كفى الله شرّهم (٣).
__________________
(١) هو القصر المعروف بقصر ابن معين الدين.
(٢) جزّين : بلدة شرقيّ صيدا ، بجنوب لبنان. وقد تصحّفت في المرآة إلى «جزيز».
(٣) انظر خبر (الفرنج) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٣٢٠ ، ٣٢١ ، والتاريخ المنصوري ٧٣ ، وذيل الروضتين ١٠٢ ، وتاريخ الزمان ٢٥٢ ، وزبدة الحلب ٣ / ١٨٠ ، ومفرّج الكروب ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٧ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٨٣ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٨ ، والدرّ المطلوب ١٨٧ و ١٩٠ ، ١٩١ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٧٨ ـ ٨١ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٦ ، ١١٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣٤ ، والإعلام والتبيين ٤٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٧٦ ، ٧٧ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٨٦ ، ١٨٧ ، وشفاء القلوب ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٥٩.
سنة خمس عشرة وستّمائة
[نزول الفرنج على دمياط]
في ربيع الأوّل نزلت الفرنج على دمياط ، فبعث الملك العادل العساكر التي عنده بمرج الصّفّر إلى ابنه الملك الكامل ، وطلب ابنه المعظّم وقال له : قد بنيت هذا الطّور وهو يكون سبب خراب الشام ، وأرى المصلحة أن تخرّبه ليتوفر من فيه على حفظ دمياط. فتوقّف المعظّم ، ثم أرضاه بمال ووعده ببلاد ، فأجاب وأخلاه وخرّبه ، وكان قد غرم على بنائه أموالا لا تحصى.
قال ابن واصل (١) : لمّا طالت إقامة جيوش الفرنج بمرج عكّا ، أشار عقلاؤهم بقصد الدّيار المصريّة وقالوا : صلاح الدّين إنّما استولى على البلاد بتملّكه مصر. فصمّموا ، وركبوا البحر إلى دمياط ، فنزلوا على برّ جيزتها ، وزحفوا على برج السّلسلة ، وكان مشحونا بالرّجال ، وكان الكامل قد أقبل ونزل ببرّ دمياط ، ودام الحصار والنّزال أربعة أشهر ، وجاءت الكامل النّجدات من الشّام ، ومات الملك العادل في وسط الشّدّة ، واستراح.
وفي ربيع الآخر كسر الملك الأشرف ابن العادل ملك الرّوم كيكاوس. ثمّ جمع الأشرف عساكره وعسكر حلب ، ودخل بلد الفرنج ليشغلهم بأنفسهم عن قصد دمياط ، فنزل على صافيثا وحصن الأكراد ، فخرج ملك الرّوم ووصل إلى رعبان يريد أن يملك حلب ، فنزل إليه الملك الأفضل من سميساط ، فأخذا رعبان وتلّ باشر ، فردّ الملك الأشرف إلى حلب ، ونزل على الباب وبزاعة ، وقدّم بين يديه العرب. وقدم الرّوم يعملون (٢) مصافا مع العرب فكسرهم العرب. وبعث الأشرف نجدة من عسكره إلى دمياط.
__________________
(١) في : مفرج الكروب ٣ / ٢٥٨ وما بعدها.
(٢) في الأصل : «يعملوا».
وفي جمادى الأولى أخذت الفرنج من دمياط برج السّلسلة ، فبعث الكامل يستصرخ بأبيه ، فدقّ أبوه ـ لمّا بلغه الخبر ـ بيده ، ومرض مرضة الموت.
قال أبو شامة (١) : وضرب شيخنا علم الدّين السّخاويّ بيد على يد ، ورأيته يعظّم أمر البرج ، وقال : هو قفل الدّيار المصريّة (٢). وقد رأيته (٣) وهو برج عال في وسط النّيل ، ودمياط بحذائه من شرقيّة ، والجيزة بحذائه على حافّة النّيل من غربيّه ، وفي ناحيتيه سلسلتان ، تمتدّ إحداهما على النّيل إلى دمياط ، والأخرى على النّيل إلى الجيزة ، تمنعان عبور المراكب من البحر المالح (٤).
[نصرة المعظّم على الفرنج]
وفي جمادى الآخرة التقى المعظّم والفرنج على القيمون (٥) ، فنصره الله ، وقتل منهم خلقا ، وأسر مائة فارس (٦).
[رسلية خوارزم شاه]
قال (٧) : وفيها وصل رسول خوارزم شاه علاء الدّين محمد بن تكش إلى العادل ، فبعث في جوابه الخطيب جمال الدّين محمد الدّولعيّ ، والنّجم خليل قاضي العسكر ، فوصلا إلى همذان ، فوجدا خوارزم شاه قد اندفع من بين يدي
__________________
(١) في ذيل الروضتين ١٠٩.
(٢) هكذا أجاب حينما سأله عز الدّين بن عبد السلام.
(٣) رآه أبو شامة سنة ٦٢٨.
(٤) انظر خبر (نزول الفرنج على دمياط) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٣٢٣ ، ومفرّج الكروب ٣ / ٢٥٨ ـ ٢٦١ ، والدرّ المطلوب ١٩٥ ، وذيل الروضتين ١٠٩ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٨٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٨ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٧٨ ـ ٨١ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٧٨ ، ٧٩ ، والإعلام والتبيين ٤٨ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٤ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٦.
(٥) القيمون : حصن قرب الرملة بفلسطين.
(٦) الخبر في ذيل الروضتين ١٠٩.
(٧) القائل هو أبو شامة في ذيل الروضتين ١٠٩ ، ١١٠.