شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٨
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[الطبقة الحادية والستون]
سنة إحدى وستمائة ومما تمّ فيها :
[عزل وليّ العهد]
فيها عزل النّاصر لدين الله ولده أبا نصر محمدا عن ولاية العهد ، بعد أن خطب له بولاية العهد سبع عشرة سنة ، ومال إلى ولده عليّ ورشّحه للخلافة ، فاخترم في إبّان شبابه ، فاضطرّ النّاصر إلى إعادة عدّة الدين أبي نصر وهو الخليفة الظّاهر (١).
[الحريق بدار الخلافة]
قال أبو شامة (٢) : وفيها وقع حريق عظيم بدار الخلافة لم ير مثله ، واحترقت جميع خزانة السّلاح والأمتعة وقدور النفط. ثم قال : وقيمة ما ذهب ثلاثة آلاف دينار وسبعمائة ألف دينار (٣).
[دفاع المنصور عن حماه]
قال (٤) : وفيها أخذت الفرنج النساء من على العاصي بظاهر حماه ،
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، ذيل الروضتين ٥٠ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٢ ، ٥٢٣ ، العسجد المسبوك ٢ / ٢٩٣ ، الجامع المختصر ٩ / ١٤٤ ، البداية والنهاية ١٣ / ٤٠ ، مفرّج الكروب ٣ / ١٦٨ ، ١٦٩.
(٢) في ذيل الروضتين ٥١.
(٣) انظر عن (خبر الحريق أيضا) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٠٦ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٨ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٢٩٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٤١.
(٤) في ذيل الروضتين ٥١.
فخرج الملك المنصور إليهم ، وثبت وأبلى بلاء حسنا ، وكسر عسكره وثبت هو ، ولو لا وقوفه لراحت حماه (١).
[مهادنة العادل للفرنج]
وفيها كانت جموع الفرنج نازلين بمرج عكّا ، والملك العادل بجيوشه نازل في قبالتهم مرابطهم ، والرسل تتردّد في معنى الصلح ، ثم آخر الأمر تقررت الهدنة مدة بأن تكون يافا لهم ومغلّ الرّملة ولدّ ، ثم ترحّل العادل إلى مصر ، وتفرّقت العساكر إلى أوطانهم (٢).
[غارة الفرنج على حمص]
وفيها أغارت الفرنج على حمص ، وقتلوا وبدّعوا ، وردّوا غانمين (٣).
[محاصرة حماه]
وفيها بعث صاحب حماه عسكرا فحاصروا المرقب وكادوا يفتحونه ، لو لا قتل أميرهم مبارز الدين أقجا ، جاءه سهم فقتله (٤).
__________________
(١) انظر خبر (حماه أيضا) في : مفرّج الكروب لابن واصل ٣ / ١٦٢ ، ١٦٣ ، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج ٨ ق ٢ / ٥٢٣ ، والتاريخ المنصوري ٤٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٠٦ ، ونهاية الأرب للنويري ٢٩ / ٤٠ (حوادث سنة ٦٠٣ ه.) ، والدرّ المطلوب لابن أيبك ١٥٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٢ ، وتاريخ ابن الفرات (مخطوطة فيينا ٨١٤) ج ٥ / ورقة ١٦ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٠ ، والسلوك للمقريزي ج ١ ق ١ / ١٦٤ ، والإعلام والتبيين للحريري ٤٦ ، وشفاء القلوب للحنبلي ٢١٥ ، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٦ / ١٨٦ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ج ١ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، وشذرات الذهب لابن العماد ٥ / ٢ ، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ ـ (تأليفنا ـ طبعة ٢ ـ ج ١ / ٥٤٥).
(٢) انظر خبر (الهدنة) في : مفرّج الكروب ٣ / ١٦٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٠٦ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٢ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٠ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٦٤ ، والإعلام والتبيين ٤٦ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٨ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٣٩ ، وشفاء القلوب ٢١٤.
(٣) مفرّج الكروب ٣ / ١٦٤.
(٤) مفرّج الكروب ٣ / ١٦٥ ، دول الإسلام ٢ / ١٠٨ وفيه : «أقجبا».
[منازلة العادل طرابلس]
ثم في أواخر العام أغارت فرنج طرابلس على جبلة واللاذقية ، وكان عليها عسكر الحلبيين ، فهزمتهم الفرنج ، وقتل من المسلمين خلق ، وحصل الوهن في الإسلام ، وطمعت الملاعين في البلاد ، فأهمّ العادل أمرهم ، ثم خرج من مصر في سنة ثلاث وستمائة ، وأسرع حتى نازل عكّا ، فصالحه أهلها على إطلاق جميع ما في أيديهم من أسرى المسلمين ، فقبل الأسرى وترحّل عنهم ، ثم قدم دمشق وتهيّأ للغزاة ، وعلم أنّ الفرنج عدوّ ملعون ، وسار حتى نزل على بحيرة قدس (١) ، واستدعى العساكر والملوك فأقبلوا إليه ، وأشاع قصد طرابلس ، ثم سار فنازل حصن الأكراد ، وافتتح منه برجا ، وأسر منه خمسمائة ، ثم توجّه إلى قلعة قريبة من طرابلس وحاصرها فافتتحها ، ثم سار إلى مدينة طرابلس فنازلها ، ونصب عليها المجانيق ، وقطع جميع أشجارها ، وخرّب أعمالها ، وقطعوا عنها العين ، وبقي أياما إلى أن أيس (٢) من جنده فشلا ومللا ، فعاد إلى حمص ، فبعث إليه صاحب طرابلس يخضع له ، وبعث له هدايا وثلاثمائة أسير ، والتمس الصّلح فصالحه ، وذلّت له الفرنج ولله الحمد (٣).
[الحجّ من الشام]
وفيها حجّ من الشام صارم الدّين بزغش العادليّ ، وزين الدين قراجا صاحب صرخد (٤).
__________________
(١) قدس : بالتحريك. وهي بحيرة في الجنوب من حمص.
(٢) أيس : بالعامّية ، من «يئس».
(٣) مفرّج الكروب ٣ / ١٦٦ ، ١٦٧ (حوادث ٦٠١ ه.) و ٣ / ١٧٢ ، ١٧٣ (حوادث سنة ٦٠٣ ه.) ، التاريخ المنصوري ٥٢ ، ٥٣ ، زبدة الحلب ٣ / ١٥٨ ، ١٥٩ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٠٨ ، الدر المطلوب ١٦٠ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٤ ، السلوك ج ١ ق ١ / ١٦٦ ، ١٦٧ ، شفاء القلوب ١٢٥ ، تاريخ الأيوبيين لابن العميد ١٢٧ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٢٤١ و ٢٤٢ (حوادث ٦٠٣ و ٦٠٤ ه.).
(٤) ذيل الروضتين ٥١ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٤ وفيه : «برغش» بالراء المهملة.
[تغلّب الفرنج على القسطنطينية]
وقال العز النّسّابة : فيها تغلّبت الفرنج على القسطنطينية وأخرجوا الرّوم منها بعد حصر وقتل ، وحازوا مملكتها وانتهبوا ذخائرها ، ووصل ما نهب منها إلى الشام وإلى مصر (١).
[مولود برأسين وأربعة أرجل]
وقال محمد بن محمد القادسيّ في «تاريخه» : إنّ امرأة بقطفتا (٢) ولدت ولدا برأسين وأربعة أرجل ويدين ، فتوفّي ، وطيف به (٣).
[هزيمة الكرج أمام صاحب خلاط]
وفيها كان خروج الكرج على بلاد أذربيجان فعاثوا وقتلوا وسبوا ، واشتدّ البلاء ، ووصلوا إلى أعمال خلاط ، فجمع صاحب خلاط عسكره ، ونجده عسكر أرزن الروم ، فالتقوا الكرج ، فنصرهم الله على الكرج ـ لعنهم الله ـ وقتل في المصافّ مقدّم الكرج ، وغنم المسلمون وقتلوا مقتلة كبيرة (٤).
__________________
(١) ذيل الروضتين ٥٢ ، تاريخ الخلفاء ٤٥٦.
(٢) قطفتا : بضم الطاء المهملة وسكون الفاء. محلّة مشهورة بالجانب الغربي من بغداد.
(٣) انظر خبر (المولود) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٠٦ ، والجامع المختصر لابن الساعي ٩ / ١٤٥ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٢٩٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٤٣ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٦.
(٤) انظر خبر (الكرج) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، والجامع المختصر ٩ / ١٥١ ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ٢٢٨ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٤١ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٢٩٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٩ (حوادث سنة ٦٠٢ ه.).
سنة اثنتين وستمائة
[وزارة نصير الدين العلويّ]
فيها استوزر الخليفة الوزير نصير الدين ناصر بن مهديّ العلويّ الحسنيّ ، وخلع عليه خلعة الوزارة ، فركب وبين يديه دواة عليها ألف مثقال ، ووراءه المهد الأصفر وألوية الحمد والكوسات ، والعهد منشور قدّامه ، والأمراء بين يديه مشاة (١).
[هرب الوزير ابن حديدة]
وفيها هرب الوزير أبو جعفر محمد بن حديدة الأنصاريّ المعزول من دار الوزير نصير الدين بن مهديّ ، وكان محبوسا عنده ليعذّبه ويصادره ، فحلق لحيته ورأسه وهرب ، فلم يظهر خبره إلّا من مراغة بعد مدّة ، وعاد إلى بغداد (٢).
[غارة الأرمن على حلب]
وفيها أغار ابن لاون الأرمنيّ على حلب ، واستباح نواحي حارم ، فبعث الملك الظاهر غازي إليه جيشا ، عليهم ميمون الكرديّ ، فتهاون ، فكبسهم ابن لاون ، وقتل جماعة من العسكر ، وثبت أيبك فطيس ، وبلغ الخبر الملك الظاهر فخرج وقصد حارم ، فهرب ابن لاون إلى بلاده (٣).
__________________
(١) خبر الوزارة في : ذيل الروضتين ٥٢ ، ٥٣ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٥.
(٢) خبر هرب الوزير في ذيل الروضتين ٢ / ٥٣ وفيه تحرّفت «مراغة» إلى «فراغه» ، وذيل مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٦.
(٣) انظر خبر (ابن لاون) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، وذيل الروضتين ٥٣ ،
[منازلة دنيسر]
وفيها توجّه ناصر الدّين الأرتقيّ صاحب ماردين إلى خلاط بمكاتبة أهلها ، فجاء الملك الأشرف موسى فنازل دنيسر ، فرجع ناصر الدّين إلى ماردين بعد أن خسر مائة ألف دينار ، ولم ينل شيئا (١).
[تسليم ترمذ للخطأ]
وفيها سلّم خوارزم شاه محمد إلى الخطا ترمذ ، فتألّم الناس من ذلك ، ثم بان أنّه إنّما فعل ذلك مكيدة ليتمكّن بذلك من ملك خراسان ، لأنّه لمّا ملك خراسان قصد بلاد الخطا وأخذها واستباحها وبدّع (٢).
[حرب الكرج وعسكر خلاط]
وفيها قصدت الكرج أعمال خلاط فقتلوا وأسروا وبدّعوا ، فلم يخرج إليهم عسكر خلاط ، لأنّ صاحبها صبيّ ، فلمّا اشتد البلاء على المسلمين تناخوا ، وحرّض بعضهم بعضا ، وتجمّعت العساكر والمطوّعة ، وعملوا مصافّا مع الكرج ، وأمسكوا على الكرج مضيق الوادي ، فقتلوا فيهم قتلا ذريعا ، وبعد ذلك تزوّج صاحب أذربيجان أبو بكر ابن البهلوان بابنة ملك الكرج ، لأنّ الكرج تابعت الغارات على بلاده ، فهادنهم (٣).
__________________
= ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٦ ، ومفرّج الكروب ٣ / ١٧٠ ، وزبدة الحلب ٣ / ١٥٥ ـ ١٥٨ (حوادث ٦٠١ و ٦٠٢ ه.) ، والبداية والنهاية ١٢ / ٤٣.
(١) انظر خبر (دنيسر) في : ذيل الروضتين ٥٣ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٦ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٨٩ ، ٩٠ ، والجامع المختصر ٩ / ٢٠٦ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ١٨٩ وأورده ابن الأثير مفصّلا في حوادث سنة ٦٠٣ ه. من : الكامل في التاريخ ٢٥٣١٢ ـ ٢٥٥ وانظر : الإمارات الأرتقية في الجزيرة والشام للدكتور عماد الدين خليل ـ ص ١٦٨ ، ١٦٩ (طبعة مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٤٠٠ ه. / ١٩٨٠ م.).
(٢) انظر خبر (ترمذ) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٣١ والعسجد المسبوك ٢ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٩٠.
(٣) انظر خبر (خلاط) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٤٠ ، والجامع المختصر ٩ / ١٧٧ ، ودول
[خروف بوجه آدميّ]
وفيها حمل إلى إربل خروف وجهه وجه آدميّ ، وتعجّب النّاس منه (١).
[حصار مراغة]
وفيها اتّفق علاء الدّين صاحب مراغة ومظفّر الدّين صاحب إربل على قصد أذربيجان وأخذها ، لاشتغال ابن البهلوان بالخمور ، وإهماله أمر المملكة ، فسارا نحو تبريز ، وطلب صاحبها النّجدة من مملوك أبيه آيدغمش صاحب الرّيّ وأصبهان ، وكان حينئذ ببلاد الإسماعيلية ، فنجده ، ثم أرسل إلى صاحب إربل يقول : إنّا كنّا نسمع عنك أنّك تحبّ الخير والعلم ، وكنّا نعتقد فيك ، والآن قد ظهر لنا ضدّ ذلك لقصدك قتال المسلمين ، أما لك عقل تجيء إلينا وأنت صاحب قرية ، ونحن لنا من باب خراسان إلى خلاط وإربل ، ثم قدّر أنّك هزمت هذا السلطان ، أما تعلم أنّ له مماليك أنا أحدهم؟ فلمّا سمع مظفّر الدّين ذلك عاد خائفا. ثمّ قصد آيدغمش وابن البهلوان مراغة وحاصروها ، فصالحهم صاحبها على تسليم بعض حصونه ، وداهن (٢).
[محاصرة آيدغمش للإسماعيلية]
وفيها سار الملك آيدغمش إلى بلاد الإسماعيلية المجاورة لقزوين ، فقتل وأسر ونهب ، وحاصرهم فافتتح خمس قلاع ، وصمّم على حصار الألموت واستئصال شأفتهم (٣).
__________________
= الإسلام ٢ / ١٠٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٤٣ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٩٠ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٠٤.
(١) انظر خبر (الخروف) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٤٢ ، والجامع المختصر ٩ / ١٧٦ ، والعبر ٥ / ٣ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٩١ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٠٧ وقد تكرّر مرتين.
(٢) انظر خبر (مراغة) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٣٦ ، ٢٣٧.
(٣) انظر خبر (الإسماعيلية) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٣٨ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٠٤ وفيه «أيتغمش» ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٩.
[مواقعة الخوارزمية]
وفيها واقع آيدغمش طائفة من الخوارزمية نحو عشرة آلاف ، فكسرهم ، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا وقتلوا (١).
[غارات ابن ليون على حلب]
وفيها توالت الغارات من الكلب ابن ليون (٢) الأرمنيّ صاحب سيس على أعمال حلب ، فسبى ونهب وحرّق ، فجهّز صاحب حلب عسكرا لحربهم ، فاقتتلوا وكان الظّفر للأرمن ـ لعنهم الله (٣).
__________________
(١) انظر عن (الخوارزمية) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٣٨ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٩.
(٢) يرد «ليون» و«لاون».
(٣) انظر خبر (ابن ليون) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ومفرّج الكروب ٣ / ١٧٠ ، وزبدة الحلب ٣ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٩.
سنة ثلاث وستمائة
[أمير الركب العراقي في الشام]
فيها فارق أمير الركب العراقي الركب وقصد الشام ، وهو الأمير وجه السّبع ، فقصده الأعيان والحجّاج وبكوا وسألوه ، فقال : أمير المؤمنين محسن إليّ ، وما أشكو إلّا الوزير ابن مهديّ ، فإنّه يقصدني لقربي من الخليفة ، وما عن الرّوح عوض. وقدم الشام ، فأكرمه العادل وبنوه (١).
[ولاية القضاء ببغداد]
وفيها ولي قضاء القضاة ببغداد عماد الدّين أبو القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغانيّ (٢).
[القبض على الركن عبد السلام]
وفيها قبض الخليفة على الركن عبد السّلام بن عبد الوهّاب ابن الشيخ عبد القادر فاستأصله ، وكان قد بلغه فسقه وفجوره (٣).
[حجّ ابن مازة]
وفيها قدم بغداد حاجّا العلّامة برهان الدّين محمد بن عمر بن مازة الملقّب صدر جهان ، وتلقّاه الأعيان ، وحملت إليه الإقامات ، وكان معه
__________________
(١) انظر عن (أمير الركب) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٥٨ وفيه اسمه «مظفّر الدين سنقر» ، وذيل الروضتين ٥٥ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٨ ، ٥٢٩.
(٢) انظر عن (القضاء) في : ذيل الروضتين ٥٥ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٩.
(٣) انظر عن (الركن عبد السلام) في : ذيل الروضتين ٥٥ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٩.
ثلاثمائة فقيه ، وكان زعيم بخارى يؤدّي الخراج إلى الخطا ، وينوب عنهم بالبلد ، ويظلم ويعسف ، حتّى لقّبوه «صدر جهنّم» (١).
[منازلة الفرنج حمص]
وفيها نزلت الفرنج على حمص ، فسار من حلب المبارز يوسف نجدة ، ووقع مصافّ أسر فيه الصّمصام ابن العلائيّ ، وخادم صاحب حمص (٢).
[الفتن بخراسان]
وفيها كانت بخراسان فتن وحروب ، قوي فيها خوارزم شاه واتّسع ملكه ، وافتتح بلخ وغير مدينة من ممالك خراسان.
[الحرب بين خوارزم شاه وسونج]
وفيها التقى خوارزم شاه وسونج بالقرب من الطّالقان ، فلمّا تصافّ الجيشان حمل الملك سونج وهو وحده بين الصّفّين ، وساق إلى القلب ، ثمّ ترجّل ، ورمى عنه سلاحه ، وقبّل الأرض ، وقال : العفو. فظنّ خوارزم شاه أنّه سكران ، فلمّا علم صحوه سبّه وذمّه وقال : من يثق إلى مثل هذا. وكان نائبا لغياث الدين الغوريّ على الطّالقان ، فاستولى خوارزم شاه عليها ، وقرّر بها نوّابه (٣).
__________________
(١) انظر عن (ابن مازة) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ وفيه «ابن مارة» بالراء ، وذيل الروضتين ٥٧ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٩ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤١٠.
(٢) انظر خبر (حمص) في : ذيل الروضتين ٥٧ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٢٩.
(٣) انظر خبر (خوارزم شاه) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، والجامع المختصر ٩ / ٢٠٤ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٠٨.
سنة أربع وستمائة
[ملك ابن البهلوان مدينة مراغة]
فيها ملك السّلطان نصرة الدين أبو بكر ابن البهلوان مدينة مراغة ، وذلك أنّ صاحبها علاء الدّين ابن قراسنقر مات وخلّف ابنا طفلا فملّكوه ، ثم مات (١).
[حرب خوارزم شاه والخطا]
وفيها عبر خوارزم شاه إلى بلاد الخطا بجميع جيوشه وجيش بخارى وسمرقند ، وحشد أهل الخطا فجرى بينهم وقعات ودام القتال.
قال ابن الأثير (٢) : في سنة أربع عبر علاء الدّين محمد ابن خوارزم شاه ـ قلت : ولقبه خوارزم شاه ـ إلى ما وراء النّهر لقتال الخطا ، وكانوا قد طالت أيّامهم ببلاد تركستان وما وراء النّهر! وثقلت وطأتهم على أهلها ، ولهم في كلّ بلد نائب ، وهم يسكنون الخركاوات (٣) على عادتهم ، وكان مقامهم بنواحي كاشغر وأوزكند وبلاساغون. وكان سلطان سمرقند وبخارى مقهورا معهم ، فكاتب علاء الدّين وطلب منه النّجدة على أن يحمل إليه ما يحمله إلى الخطا ويريح الإسلام منهم.
__________________
(١) انظر عن (ابن البهلوان) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٧٥ ، الجامع المختصر ٩ / ٢٤٢ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٢٠ ، ٣٢١ وفيه : «نصرة الدولة».
(٢) في الكامل ١٢ / ٢٥٩ وما بعدها.
(٣) في الكامل : الخركاهات ، والمعنى واحد ، وهي : الخيم.
قلت (١) : ثمّ اشتدّ القتال في بعض الأيّام بين المسلمين والخطا ، فانهزم المسلمون هزيمة شنيعة وأسر خلق ، منهم السلطان خوارزم شاه وأمير من أمرائه الكبار ، أسرهما رجل واحد ووصل المنكسرون إلى خوارزم ، وتخبّطت الأمور. وأمّا خوارزم شاه فأظهر أنّه غلام لذلك الأمير ، وجعل يخدمه ويخلّعه خفّه ، فقام الّذي أسرهما وعظّم الأمير وقال : لو لا أنّ القوم عرفوا بك عندي لأطلقتك ، ثمّ تركه أيّاما ، فقال الأمير : إنّي أخاف أن يظنّ أهلي أنّي قتلت فيقتسمون مالي ، فأهلك ، وأحبّ أن تقرّر عليّ شيئا من المال حتّى أحمله إليك ، وقال : أريد رجلا عاقلا يذهب بكتابي إليهم. فقال : إنّ أصحابنا لا يعرفون أهلك. قال : فهذا غلامي أثق به ، فهو يمضي إن أذنت. فأذن له الخطائيّ فسيّره ، وبعث معه الخطائيّ من يخفّره إلى قريب خوارزم ، فخفروه ، ووصل السلطان خوارزم شاه بهذه الحيلة سالما ، وفرح به النّاس وزيّنت البلاد. وأمّا ذاك الأمير ، وهو ابن شهاب الدّين مسعود ، فقال له الّذي استأسره : إنّ خوارزم شاه قد عدم. فقال له : أما تعرفه؟ قال : لا. قال : هو أسيرك الّذي كان عندك. فقال : لم لا عرفتني حتّى كنت خدمته وسرت بين يديه إلى مملكته. قال : خفتكم عليه. فقال الخطائيّ : فسر بنا إليه. فسارا إليه.
ثمّ أتته الأخبار بما فعله أخوه عليّ شاه وكزلك خان ، فسار ثمّ تبعه جيشه. وكان قبل غزوة الخطا قد أمّر أخاه على طبرستان وجرجان ، وأمّر كزكان (٢) على نيسابور وهو نسيبه ، وولّى جلدك مدينة الجام ، وولّى أمين الدّين مدينة زوزن ـ وأمين الدّين كان من أكبر أمرائه ، وكان حمّالا قبل ذلك ، وهو الّذي ملك كرمان ، وقتل حسين بن جرميك (٣) ـ وصالحه غياث الدّين الغوري وخضع له ، وأمّر على مرو وسرخس نوابا ، ثمّ جمع عساكره وعبر جيحون ، واجتمع بسلطان سمرقند ، وجرى حرب الخطا الّذي ذكرناه.
__________________
(١) القول لابن الأثير.
(٢) هكذا بخط المؤلّف ، وهو كزلك خان المذكور قبل قليل ، كما في : الكامل ١٢ / ٢٦٤.
(٣) هكذا بخط الذهبي مجود التقييد ، وفي المطبوع من كامل ابن الأثير : خرميل (١٢ / ٢٦٠ فما بعد).
فأمّا ابن جرميك نائب هراة فإنّه رأى صنيع عسكر السلطان خوارزم شاه بالرعيّة من النّهب والفتك ، فأمسك منهم جماعة ، وبعث إلى السّلطان يعرّفه ما صنعوا ، فغضب وأمره بإرسال الجند لحاجته إليهم في قتال الخطا ، وقال : إنّي قد أمرت عزّ الدّين جلدك صاحب الجام أن يكون عندك لما أعلمه من عقله وتدبيره. وكتب إلى جلدك يأمره بالمسير إلى هراة ، ويقبض على ابن جرميك. فسار في ألفي فارس ـ وقد كان أبوه طغرل متولّي هراة في دولة سنجر ، فجلدك ـ إليها بالأشواق ويؤثرها على جميع خراسان. فلمّا خرج لتلقّيه نزلا واعتنقا ، ثمّ أحاط أصحابه بابن جرميك فهرب غلمانه إلى البلد ، فأمر الوزير بغلق هراة واستعدّ للحصار ، فنازل جلدك هراة ، وأرسل إلى الوزير يتهدّده بأنّه إن لم يسلّم البلد قتل مخدومه ابن جرميك ، فنادى الوزير بشعار السلطان غياث الدّين محمود الغوريّ ، فقدّموا ابن جرميك إلى السّور فحدّث الوزير في التسليم فلم يقبل ، فذبحوه. ثمّ أمر خوارزم شاه في كتبه إلى أمين الدّين صاحب زوزن ، وإلى كزلك خان متولّي نيسابور بالمسير لحصار هراة ، فسارا ونازلاها في عشرة آلاف ، واشتدّ القتال ، وقد كان ابن جرميك قد حصّنها ، وعمل لها أربعة أسوار ، وحفر خندقها وملأها بالميرة ، وأشاع أنّي قد بقيت أخاف على هراة شيئا ، وهو أن تسكر المياه الّتي لها ، ثمّ ترسل عليها دفعة واحدة فينهدم سورها. فلمّا بلغ أولئك قوله فعلوا ذلك ، فأحاطت المياه بها ولم تصل إلى السّور لارتفاع المدينة ، بل ارتفع الماء في الخندق ، وكثر الوحل بظاهر البلد ، فتأخّر لذلك العسكر عنها ، وهذا كان قصد ابن جرميك ، فأقاموا أيّاما حتّى نشف الماء.
ولمّا أسر خوارزم شاه ـ كما قدّمنا ـ سار كزلك خان مسرعا إلى نيسابور ، وحصّنها ، وعزم على السّلطنة. وكذلك همّ بالسّلطنة عليّ شاه ودعا إلى نفسه ، واختبطت خراسان. فلمّا خلص خوارزم شاه وجاء هرب كزلك خان بأمواله نحو العراق ، وهرب عليّ شاه ملتجئا إلى غياث الدّين الغوريّ ، فتلقّاه وأكرمه.
وأمّا خوارزم شاه فإنّه استعمل على نيسابور نائبا ، وجاء فتمّم حصار هراة ، ولم ينل منها غرضا بحسن تدبير وزيرها. فأرسل إليه خوارزم شاه يقول : إنّك وعدت عسكري أنّك تسلّم إليّ البلد إذا حضرت. فقال : لا أفعل ، أنتم غدّارون لا تبقون على أحد ، والبلد للسّلطان غياث الدّين. فاتّفق جماعة من أهل هراة ، وقالوا : أهلك النّاس من الجوع ، وتعطّلت المعايش ، وهذه ستّة أشهر. فأرسل الوزير من يمسكهم ، فثارت فتنة في البلد وعظمت ، فتداركها الوزير بنفسه ، وكتب إلى خوارزم شاه ، فزحف على البلد وهم مختبطون فملكها ، ولم يبق على الوزير وقتله ، وذلك في سنة خمس. ثمّ سلّم البلد إلى خاله أمير ملك ، فرمّ شعثه. ثمّ أمر خاله أن يسير إلى السّلطان غياث الدّين محمود بن غياث الدّين ، فيقبض عليه وعلى عليّ شاه ، فسار لحربهما ، فأرسل غياث الدّين يبذل له الطّاعة ، فأعطاه الأمان ، فنزل غياث الدّين من فيروزكوه ، فقبض عليه وعلى عليّ شاه. ثمّ جاء الأمر من خوارزم شاه بقتلهما ، فقتلهما في وقت واحد من سنة خمس الآتية (١).
[تملّك ابن العادل خلاط]
وفيها تملّك الأوحد أيّوب ابن العادل مدينة خلاط بعد حرب جرت بينه وبين بلبان صاحبها. وقتل بعد ذلك بلبان على يد ابن صاحب الروم مغيث الدّين طغرل شاه ، وساق القصّة ابن الأثير في «تاريخه» (٢) وابن واصل (٣) وغيرهما.
وخلاط مملكة عظيمة وهي قصبة أرمينية ، وبلادها متّسعة حتّى قيل : إنّها في وقت كانت تقارب الدّيار المصريّة ، وهذا مبالغة ، وكانت لشاه
__________________
(١) انظر الخبر أيضا في : الجامع المختصر ٩ / ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٠٩ ، ١١٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٤٧ ، ٤٨ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣١٤ ـ ٣١٩ ، ونهاية الأرب ٢٧ / ٢٢٥ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٤٤ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤١٠.
(٢) الكامل : ١٢ / ٢٧٢.
(٣) مفرج الكروب : ٣ / ١٧٥ فما بعد.
أرمن بن سكمان ، ثمّ لمملوكه بكتمر ، فقتل بكتمر سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، فملكها ولده. ثمّ غلب عليها بلبان مملوك شاه أرمن. وكان الملك الأوحد قد ملّكه أبوه ميّافارقين وأعمالها بعد موت السّلطان صلاح الدّين ، فافتتح مدينة موش وغيرها ، وطمع في مملكة خلاط وقصدها ، فالتقاه بلبان فكسره ، فردّ إلى ميّافارقين ، فحشد وجمع ، وأنجده أبوه بجيش فالتقى هو وبلبان ، فانهزم بلبان وتحصّن بالبلد ، واستنجد بطغرل شاه السّلجوقيّ صاحب أرزن الروم ، فجاء وهزم عنه الأوحد ، ثمّ سار السّلجوقيّ وبلبان فحاصرا حصن موش ، فغدر السّلجوقيّ ببلبان وقتله ، وساق إلى خلاط ليملكها فمنعه أهلها ، فساق إلى منازكرد (١) فمنعه أهلها ، فردّ إلى بلاده ، واستدعى أهل خلاط الأوحد فملّكوه ، وملك أكثر أرمينية. فهاجت عليه الكرج وتابعوا الغارات على البلاد ، واعتزل جماعة من أمراء خلاط وعصوا بقلعة ، فسار لنجدته الأشرف موسى في جيوشه ، وتسلّموا القلعة بالأمان. ثمّ سار الأوحد ليقرّر قواعد ملازكرد ، فوثب أهل خلاط وعصوا ، فكرّ الأوحد وحاصرهم ، ودخل وبذل السيف فقتل خلقا ، وأسر الأعيان. وكان شهما سفّاكا للدّماء ، فتوطّدت له الممالك (٢).
[محاصرة الفرنج حمص]
وفيها اتّفق الفرنج من طرابلس وحصن الأكراد على الإغارة بأعمال حمص ، ثمّ حاصروها ، فعجز صاحبها أسد الدّين عنهم ، ونجده الظّاهر صاحب حلب بعسكر قاوموا الفرنج. ثمّ إنّ السّلطان سيف الدّين سار من
__________________
(١) ويقال فيها : ملازكرد ـ باللام ـ كما هو معروف.
(٢) انظر خبر (خلاط) في : ذيل الروضتين ٦٠ ، ٦١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٠٨ ، ١٠٩ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ٢٤٦ ، والدرّ المطلوب ١٦١ ، وتاريخ الأيوبيين لابن العميد ١٢٧ ، ومرآة الجنان ٤ / ٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٤ ، والعبر ٥ / ٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٤٧ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣١٩ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٠ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٦١٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ١٩٣ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٤٣ ، والجامع المختصر ٩ / ٢٤٢.
مصر بالجيوش وقصد عكّا ، فصالحه صاحبها ، ثمّ سار فنزل على بحيرة حمص (١) ، فأغار على بلاد طرابلس ، وأخذ حصنا صغيرا من أعمالها (٢). وقد مرّ ذلك استطرادا في سنة إحدى وستّمائة.
__________________
(١) هي بحيرة قدس التي مرّ ذكرها في حوادث سنة ٦٠١ ه.
(٢) أفادت بعض المصادر أنّ «العادل» خرّب في طريقه حصن القليعات شماليّ طرابلس على الساحل. انظر : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٧٤ ، والتاريخ المنصوري ٥٣ ، وتاريخ الأيوبيين لابن العميد ١٢٧ ، وشفاء القلوب ٢١٥.