أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
علما بأن سوف نوليها بخدمته |
|
فخرا يقصّر عنه البدو والحضر |
أليس مولده منكم ومنشؤه |
|
فيكم وذلك فخر دونه مضر |
لا زال عزكم ينمى ومجدكم |
|
يسمو وفضلكم في الناس يشتهر |
سألت أبا عبد الله محمود بن نعمة بن رسلان عن وفاة ابن منيرة فقال : توفي في الثالث من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بعد الزلزلة (١).
٧١٤١ ـ محمد بن يوسف بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن
أبو عبد الله الأفشيني
قدم دمشق وحدث بها عن أبي القاسم بن حبابة ، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد ، وعلي بن أحمد.
روى عنه : عبد العزيز الكتاني ، وأبو إسماعيل أحمد بن حمزة بن محمد .... (٢) الهروي.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ابن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الأفشيني قدم علينا قراءة عليه.
أنا أبو القاسم عبيد الله بن إسحاق بن حبابة ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن قتادة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن ابن عمر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الحرير ثياب من لا خلاق له» [١١٨٤٨].
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد ، قالا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن قتادة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الحرير ثياب من لا خلاق له» [١١٨٤٩].
٧١٤٢ ـ محمّد بن يوسف بن نهار أبو الحسن البغدادي المقرئ (٣)
سكن الأهواز وحدّث في الغربة ، وذكر أنه سمع أبا العباس بن الزفتي (٤) بدمشق ، وأبا
__________________
(١) وقع الزلزال في شيزر سنة ٥٥٢ ه.
(٢) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٣) ترجمته في غاية النهاية ٢ / ٢٨٨ ومعرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ٣٤٦ رقم ٢٧٢ وكنّاه أبا الحسين.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : الرقي.
القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، وأبا بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري ببغداد.
روى عنه : أبو بكر محمّد بن الحسين بن محمّد بن جرير الدّشتي الأصبهاني.
أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحدّاد ، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن بن جرير الدّشتي ، نا أبو الحسين محمّد بن يوسف بن نهار البغدادي المقرئ بالأهواز ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أخبرني ابن أبي ديب ، عن صالح مولى التوأمة ، عن ابن عباس.
أن أم الفضل أرسلت بلبن إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فشربه وهو يخطب الناس بعرفة [١١٨٥٠].
ونا أبو الحسين المقرئ أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري ، أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب :
لا تحفرن بئرا تريد أحابها |
|
فإياك (١) منها أنت من دونه تقع |
كذاك الذي يبغي على الناس ظالما |
|
يصبه على رغم عواقب ما صنع |
لم يذكره الخطيب في تاريخه (٢).
٧١٤٣ ـ محمّد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الضبي الفريابي (٣)
دخل بيروت وسمع بها من الأوزاعي ، والظاهر أنه دخل بدمشق ، وسكن قيسارية ، روى عن الثوري والأوزاعي ، وإسرائيل ، وزائدة ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وسفيان بن عيينة ، وجرير بن حازم ، وأبي بكر بن عياش ، وقيس بن الربيع ، والسري بن يحيى ، وعمر بن ذرّ ، وغالب بن عبد الله ، ويحيى بن أيوب البجلي ، وعبد الحميد بن بهرام ، وأبي وكيع الجرّاح بن مليح ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، ويونس بن أبي إسحاق ، وأبي مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي ، وصدقة بن عبد الله السمين.
روى عنه أحمد بن حنبل ، وأحمد بن أبي الحواري ، ودحيم ، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة ، والقاسم بن عثمان الجوعي ، ويحيى بن عثمان بن كثير بن دينار ، وسعيد بن أسد ،
__________________
(١) في المختصر : فإنك فيها.
(٢) وقال الذهبي في معرفة القراء الكبار أنه كان إمام جامع البصرة ، وأنه توفي بعد السبعين وثلاثمائة.
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦١ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٤٢ والوافي بالوفيات ٥ / ٢٤٣ والجرح والتعديل ١٤ / ١ / ١١٩ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٦٤ ومعجم البلدان (فارياب) وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٧٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١١٤ وميزان الاعتدال ٤ / ٧١.
وأحمد بن عبد الواحد بن عبود ، وعبد العزيز بن عمران ، وأبو سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي ، ومحمّد بن إسماعيل البخاري ، ومحمود بن خالد ، وعباس بن الوليد الخلال ، ومؤمّل بن إهاب (١) ، والوليد بن عتبة ، وعبد الوارث بن الحسن بن عمرو الشيباني ، ومحمّد ابن مسلم بن واره ، وأحمد بن يوسف بن حمدان السلمي النيسابوري ، ومحمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري ، وأحمد بن عبد الرحيم (٢) بن البرقي (٣) ، وجماعة سواهم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ، أنا أحمد بن عبد الواحد ، أنا جدي محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، أنا محمود ، نا الفرياني ، عن الأوزاعي ، حدّثني إسحاق بن عبد الله ، عن أنس بن مالك ، قال :
بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المنبر يخطب (٤) فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله هلك المال وجاع العيال ، فادع الله ، فرفع يديه وما في السماء قزعة ، فما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ، فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر ينحدر عن لحيته ، فمطرنا يومنا والذي بعده والذي يليه إلى الجمعة ، فبينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المنبر إذ قام ذلك الرجل أو غيره ، فقال : يا رسول الله تهدّم البنّاء وغرق المال فادع الله ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يديه فجعل لا يشير بيده إلى ناحية إلّا انفرجت حتى صارت المدينة مثل الحوبة [١١٨٥١].
أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم ، وعمرو بن ثور الجذامي ، وإبراهيم بن أبي سفيان ، قالوا : نا محمّد بن يوسف الفرياني ، نا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن فيروز الديلمي ، عن أبيه ، قال : قلت : يا رسول الله نحن من قد علمت ، وجئنا من حيث تعلم ، ونزلنا بين ظهراني من تعلم ، فمن ولينا؟ قال : «الله ورسوله» [١١٨٥٢].
أخبرنا أبو غالب نصر بن أحمد بن المسلم ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدينوري ، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي ـ إجازة ـ أنا أبو حفص
__________________
(١) في سير الأعلام : يهاب.
(٢) تهذيب الكمال : «أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم» وفي تهذيب التهذيب : عبد الكريم بدلا من عبد الرحيم.
(٣) بالأصل : الرقي ، والمثبت عن تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب.
(٤) الأصل : خطب ، والمثبت عن المختصر.
عمر بن علي العتكي ، نا الرشيدي ، وهو أبو الحسن أحمد بن محمّد ، قال : سمعت العباس ابن عبد الله الترقفي يقول : سمعت الفريابي ومحمّد بن كثير ، قالا : سمعنا الأوزاعي قال :
كان عندنا رجل صيّاد وكان يرى التخلف عن الجمعة ، فخرج يوما كما كان يخرج ، فخسف به وببغلته فما رئي (١) منها إلّا أدناها.
قال ابن كثير والفريابي : مررنا بذلك الموضع فرأيناه. قال العتكي : وقد رأيت ذلك الموضع.
رواه غيره عن ابن كثير ، وقال : ببيروت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : سمعت الثقة من أصحابنا قال : قال الفريابي : ولدت سنة عشرين ومائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) ، حدّثني الوليد بن عتبة قال : سمعت الفريابي يقول : ولدت سنة عشرين ومائة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال : محمّد بن يوسف الفريابي ويكنى أبا عبد الله ، وهو صاحب سفيان الثوري ..
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد ، زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٣) :
محمّد بن يوسف أبو عبد الله الفريابي سكن قيسارية من الشام ، سمع زائدة ، والأوزاعي ، مات في ربيع الأول سنة ثنتي عشرة ومائتين.
أنبأنا أبو الحسن القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
__________________
(١) الأصل والمختصر : رؤى.
(٢) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٨٠.
(٣) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٢٦٤.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :
محمّد بن يوسف الفريابي أبو عبد الله سكن قيسارية ساحل دمشق ، روى عن الأوزاعي ، وسفيان الثوري ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وإسرائيل ، وزائدة ، روى عنه دحيم ، وأحمد بن أبي الحواري ، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة ، والقاسم الجوعي ، ويحيى بن عثمان ابن كثير بن دينار ، وأبو زياد القطّان ، وسعيد بن أسد (٢) ، وعبد العزيز بن عمران ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي قال : سمعت مسلما يقول :
أبو عبد الله محمّد بن يوسف الفريابي سمع سفيان الثوري ، والأوزاعي ، ومالك بن مغول.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني أبو موسى بن النسائي قال : سمعت أبي يقول :
أبو عبد الله محمّد بن يوسف الفريابي ثقة.
قرأت على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بر الدولابي ، قال :
أبو عبد الله محمّد بن يوسف الفريابي.
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا أبو الحسن الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا قراءة.
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة.
قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة : محمّد بن يوسف الفريابي.
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١١٩.
(٢) في إحدى نسخ الجرح والتعديل : «راشد» وهو سعيد بن أسد بن موسى المصري.
كتب إلى أبو زكريا بن منده ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه قال : قال أبو سعيد بن يونس :
محمّد بن يوسف الفريابي يكنى أبا عبد الله ، قدم مصر ، وكتب عنه ، وكانت وفاته بقيسارية سنة اثنتي عشرة ومائتين.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
أبو عبد الله محمّد بن يوسف الضبي مولاهم الفريابي ، سكن بقيسارية الشام ، أدرك الأعمش ، وسمع الأوزاعي ، والثوري ، روى عنه : محمّد بن يحيى الذهلي ، وأبو بكر محمّد ابن سهل بن عسكر ، ويقال : سمع من عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر كتابا ، وأخذه منه إنسان ، فذهب به ، فلم يحدث عنه بشيء.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر الكلاباذي ، قال :
محمّد بن يوسف بن واقد ، أبو عبد الله الفريابي ، سكن قيسارية من الشام ، سمع الثوري ، ومالك بن مغول ، وإسرائيل ، والأوزاعي ، وورقاء (١) بن (٢) عمر ، روى عنه البخاري في العلم ، وروى عن إسحاق غير منسوب عنه في الصلاة ، مات في شهر ربيع الأول سنة ثنتي عشرة ومائتين.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) :
الفريابي (٤) نسبة إلى فرياب (٥) فجماعة منهم : محمّد بن يوسف صاحب الثوري.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء الزيات (٦) بمكة ، نا إبراهيم بن معاوية القيسراني [نا](٧) الفريابي ، قال :
__________________
(١) فوقها ضبة بالأصل.
(٢) الأصل : به ، وهو ورقاء بن عمر اليشكري.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٧٠.
(٤) كذا بالأصل ، وفي الاكمال : الفيريابي.
(٥) الاكمال : فرياب ، الأصل فيها : فارياب مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون ، وربما أميلت فقيل لها : فرياب ، وربما خففت فقيل فرياب. راجع معجم البلدان ٤ / ٢٢٩ و ٢٥٩ و ٢٨٤.
(٦) كلمة غير واضحة بالأصل وصورتها : «الراب» والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٧) زيادة لازمة منا.
رأيت في منامي كأني (١) دخلت كرما فيه من أصناف العنب ، فأكلت من عنبه كله غير الأبيض ، فلم آكل منه شيئا ، فقصصتها على الثوري فقال : تصيب من العلم كله غير الفرائض ، فإنها جوهر العلم ، كما أنّ العنب الأبيض جوهر العنب ، فكان الفريابي كذلك لم يجد (٢) النظر في الفرائض (٣).
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن منده ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم (٤) ، أنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال : قال أحمد بن حنبل الفريابي ، سمع من سفيان بالكوفة ، وصحبه ، وسمع منه ، قال أحمد (٥) : وكتبت أنا عن الفريابي بمكة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٦) قال : قلت ـ يعني ـ لأحمد بن عبد الله بن يونس : إن الفريابي ذكر أن سفيان كان يلبس الصوف ، فأنكر ذلك ، وقال : أما إنه قد كان رجلا صالحا ، قلت : فرأيته عند سفيان بمكة (٧)؟ قال : ما أشك إلّا أني قد رأيته عند سفيان بمكة.
قال أبو زرعة (٨) : قلت (٩) لأبي نعيم : رأيت الفريابي عند سفيان؟ قال : نعم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، قال : سمعت عيسى بن محمّد قال : قال الفريابي :
كنت بمكة فجئت إلى سفيان استشيره في أمري وكان معنيا بأمري فقلت : قد ضاق (١٠) بي مكة ، وعزمت أن أرجع إلى فارياب ، قال : ويحك لا تفعل ، وتعال نشتري لك سقطا ومازرين ، وتتوجه إلى الشامات ، فقلت : يا أبا عبد الله لو رأيت أن أخرج معك إلى الكوفة
__________________
(١) الأصل : قال.
(٢) الأصل : يجيد.
(٣) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٤ وسير الأعلام ١٠ / ١١٨ والوافي بالوفيات ٥ / ٢٤٣.
(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٢٠.
(٥) قوله : «قال أحمد» مكرر بالأصل.
(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٧٩.
(٧) سقطت من تاريخ أبي زرعة.
(٨) تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٨٠.
(٩) بالأصل : قيل ، والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.
(١٠) كذا.
على أنك تحدّثني كان أحب إليّ ، فقال لي : فاخرج ، قال : فخرجت معه ونزلت معه أو بقربه ، فكان يملي عليّ وربما قال : أريد أن أذهب إلى شيخ فتعال معي ، فأقول : منه ، اذهب واسمع ، فإذا رجعت فحدّثني أنت عنه ، قال : فكان يفعل ذلك ، قال لي عيسى : فكان الفريابي يرى أن سماعه أصح من سماع أصحاب سفيان ، قال : وقال عيسى ، وكان قدومي عليه أيام الفتن ، قبل خروج عبد الله بن طاهر إلى الشام ومصر ، فلمّا قدمت عليه جعل يتعجب ويقول : غررت بنفسك ، قال : ورأيت هيئته لا تشبه هيئة المحدثين ، فندمت على خروجي إليه ، فلما قررته وخضت معه وى؟؟؟ ا تحته (١) وجدت المخبر عن المنظر.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، نا أبي المفضل قال : وقبيصة والفريابي وأبو حذيفة ، وأبو أحمد ، وأبو عاصم كانوا لا يحكمون عن سفيان.
حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، وقرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي المعالي محمّد ابن عبد السّلام ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال (٢) : سمعت يحيى بن معين وسئل عن أصحاب الثوري أيهم أثبت ، فقال :
هم خمسة : يحيى القطان ، ووكيع ، وابن المبارك ، وابن مهدي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، فأما الفريابي ، وأبو حذيفة ، وقبيصة بن عقبة ، وعبيد الله ، وأبو عاصم ، وأبو أحمد الزبيري ، وعبد الرزّاق ، وطبقتهم ، فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب (٣) من بعض ، وهم ثقات كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس قال (٤) : سمعت يحيى يقول :
قبيصة ، وأبو أحمد الزبيري ، ويحيى بن آدم ، والفريابي سماعهم من سفيان قريب من السواء (٥) قلت له : فأبو داود الحفري؟ قال : كان أبو داود خير من هؤلاء كلهم. وكان أصغرهم سنا.
__________________
(١) كذا.
(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٢.
(٣) الأصل : قريبا ، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٤) من طريق عباس بن محمد الدوري رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٢ وسير الأعلام ١٠ / ١١٦.
(٥) صورتها بالأصل : «ال؟؟؟ واء» والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) ، أنا عبد الله بن محمّد بن عمرو الغزي (٢) ، قال : سمعت أبا عمير يعني عيسى بن محمّد الرملي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : أيهما أحب إليك كتاب الفريابي أو كتاب قبيصة؟ قال : كتاب الفريابي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر اللّالكاني (٣) ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، قال (٤) : بلغني عن يحيى بن معين ، قال : ليس أحد في حديث الثوري يشبه هؤلاء [إلّا](٥) ابن المبارك ، ويحيى بن سعيد القطان ، ووكيع ، وعبد الرحمن (٦) بن مهدي ، وأبو نعيم ، فقيل له : الأشجعي؟ فقال : الأشجعي ثقة ، مأمون ، ولكن هاتوا من يروي عنه. قال يحيى : وبعد هؤلاء في سفيان يحيى بن آدم ، وعبيد الله بن موسى ، وأبو أحمد الزبيري ، وأبو حذيفة ، وقبيصة ، ومعاوية القصار ، والفريابي ، قيل ليحيى : فأبو داود الحفري؟ قال : أبو داود رجل صالح.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد قال (٧) : قلت ليحيى بن معين فالفريابي يعني [في](٨) سفيان ، قال : مثلهم ، يعني مثل المؤمّل بن إسماعيل ، وعبيد الله بن موسى ، وقبيصة ، وعبد الرزّاق.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا الحسين بن جعفر ـ زاد ابن الطّيّوري : ومحمّد بن الحسن ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي ، قال :
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : حكيم. والخبر في الجرح والتعديل ٨ / ١٢٠.
(٢) رسمها بالأصل : «العربى» والمثبت عن الجرح والتعديل.
(٣) بالأصل : الألكاني.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٧١٧.
(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن المعرفة والتاريخ.
(٦) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٧) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣.
(٨) زيادة لازمة عن تهذيب الكمال.
محمّد بن يوسف الفريابي ثقة هو ويحيى بن آدم ، وأبو أحمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي ، وقبيصة بن عقبة ، ومعاوية بن هشام ثقات ، وهم في الرواية عن سفيان قريب بعضهم من بعض ، وأبو نعيم ، ووكيع بن الجراح ، وعبيد الله بن الأشجعي ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وأبو داود الحفري أثبت في حديث سفيان من الفريابي وأصحابه (١).
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا الفضل بن زياد ، قال : قال أحمد بن حنبل : كان الفريابي رجلا صالحا.
أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت (٢) سهل بن بشر قالت : أنا أبي أبو الفرج ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفر ..... (٣) ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج ، نا أبو بشر الدولابي ، نا محمّد بن إسماعيل البخاري ، نا محمّد بن يوسف ، وكان من أفضل أهل زمانه عن سفيان بحديث ذكره (٤).
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبيد الله ، قالا : أنا ابن منده ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (٥) :
سألت أبي عن الفريابي فقال : صدوق ، وهو ثقة ، وسألت أبا زرعة ، عن الفريابي ، ويحيى بن اليمان ، فقال : الفريابي أحب إليّ من يحيى بن اليمان.
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري ، عن محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : وسألته يعني الدارقطني إذا اجتمع قبيصة والفريابي في الثوري فمن يقدم منهما فقال : يقدّم الفريابي لفضله ونسكه (٦).
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد ، أنا أبو
__________________
(١) رواه من طريق أحمد بن عبد الله العجلي المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣.
(٢) الأصل : بن.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) سير الأعلام ١٠ / ١١٦ وتهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣.
(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٢٠.
(٦) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣.
القاسم علي بن محمّد بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد المعروف بابن المفسّر ، نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي ، قال : سمعت ابن زنجويه يقول :
ما رأيت أخوف لله من إسحاق بن سليمان الرازي ، وما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون ، وما رأيت أخشع من أبي المغيرة عبد القدّوس ، وما رأيت أعقل من أبي مسهر ، وما رأيت أورع (١) من محمّد بن يوسف الفريابي ، وما رأيت أشدّ تقشفا من بشر بن الحارث.
كتب إليّ أبو نصر ابن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قرأت بخط أبي عمرو المستملي ، نا إبراهيم بن أبي طالب (٢) ، وأنا سألته قال : سمعت محمّد ابن سهل بن عسكر قال : خرجت مع محمّد بن يوسف الفريابي في الاستسقاء فرفع يديه فما أرسلهما (٣) حتى مطرنا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد الغنجار ، نا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد السجزي ببخارى ، نا عبد الله بن أحمد بن خداش البخاري ، نا داود بن أبي حجر بالأبلّة ، قال :
قدم محمّد بن الحكم السّمّان على عبد الرزّاق يكتب عنه فتجهمه قال : فبت ليلتي مغموما ، فإذا أنا برسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله عمل في عبد الرزّاق ما عمل وشكوت فقال لي : إن أردت في العلم في الله فعليك بأربعة ، قلت : من هم يا رسول الله؟ قال : محمّد ابن يوسف الفريابي ، وعبد الله بن رجاء العداني ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، ومحمّد بن الفضل عارم ، فلما أصبحت غدوت على عبد الرزّاق ، فأخبرته بما قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبكى عبد الرزّاق وقال : شكوتني إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : نعم ، فقال لي : اكتب ما شئت حتى أقرأ ، فقلت : لا أكتب عنك بعد الذي قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وارتحل إلى بيت المقدس.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة ، عن أبي الحسين بن المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد الليثي قال : سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر يقول : سمعت مسعود بن علي السجزي يقول : سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول :
__________________
(١) في المختصر : «أقنع» والمثبت يوافق رواية تهذيب الكمال وسير الأعلام.
(٢) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١١٦.
(٣) بالأصل : «أرسلها» والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل العنبري الشيخ الصالح البرقاني يقول : دخلت على علي بن عبد العزيز بمكة ، وسمعت منه ، ثم أردت الخروج إلى صنعاء لسماع كتب عبد الرزّاق قال : فقال لي علي بن عبد العزيز : حدّثني شيخ من أفاضل المسلمين قال :
دخلت إلى صنعاء إلى عبد الرزّاق لسماع الكتب ، فكان يمتنع عليّ فيه ويتعاسر عليّ فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في منامي فقلت : يا رسول الله أنا على باب عبد الرزّاق منذ مدة ، وهو يمتنع علينا في الرواية ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم اذهب إلى مدينة الرسول ، واسمع من القعنبي كتاب الموطّأ لمالك بن أنس ، واذهب إلى الشام واسمع من محمّد بن يوسف الفريابي كتب سفيان الثوري ، وارجع إلى البصرة واسمع من أبي النعمان عارم كتب حمّاد بن زيد ، قال : فبكّرت إلى عبد الرزّاق ، وقصصت عليه هذه الرؤيا فقال : شكوتني إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أقم عندنا ، واصبر عليّ حتى أقرأ لك الكتب ، قال : فقلت : والله لا أقمت يوما واحدا ، فإنّي أمتثل أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل قال :
رأيت قوما دخلوا إلى محمّد بن يوسف الفريابي فقيل لمحمّد بن يوسف : يا أبا عبد الله إنّ هؤلاء مرجئة ، فقال : أخرجوهم ، فتابوا ورجعوا (١).
قال محمّد بن إسماعيل (٢) : واستقبلنا أحمد بن حنبل وهو يريد حمص ، ونحن خارجون (٣) من حمص وفاته محمّد بن يوسف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا [علي](٤) بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٥) :
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١١٧ وتهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣.
(٢) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣ وسير الأعلام ١٠ / ١١٧.
(٣) الأصل : خارجين ، والتصويب عن سير الأعلام وتهذيب الكمال.
(٤) بياض بالأصل ، والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٥) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣ وسير الأعلام ١٠ / ١١٧.
سألت الفريابي ما تقول : أبو بكر أفضل أو لقمان رضياللهعنهما؟ فقال : ما سمعت هذا إلّا منك ، أبو بكر أفضل من لقمان رضياللهعنهما.
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر بن خلف ، قال : سمعت القاضي أبا بكر محمّد بن يوسف بن الفضل الجرجاني إملاء يقول : سمعت محمّد بن جعفر البغدادي الحافظ يقول : سمعت محمّد بن جعفر الخرائطي بعسقلان يقول : سمعت العباس ابن محمّد بن عبد الله الترقفي يقول :
خرج علينا سفيان بن عيينة رحمهالله يوما. [فنظر إلى أصحاب الحديث](١) فقال : هل فيكم (٢) أحد من أهل مصر؟ فقالوا : نعم ، فقال : ما فعل الليث بن سعد ، فقالوا : توفي رحمهالله ، فقال : هل فيكم أحد من أهل الرملة؟ فقالوا : نعم ، فقال : ما فعل ضمرة بن ربيعة الرملي؟ فقالوا : توفي رحمهالله ، فقال : هل فيكم أحد من أهل حمص؟ فقالوا : نعم ، فقال : ما فعل بقية بن الوليد؟ فقالوا : توفي رحمهالله فقال : هل فيكم أحد من أهل دمشق؟ فقالوا : نعم ، فقال : ما فعل الوليد بن مسلم؟ فقالوا : توفي رحمهالله ، فقال : هل فيكم أحد من أهل قيسارية؟ فقالوا : نعم ، فقال : ما فعل محمّد بن يوسف الفريابي؟ فقالوا : توفي رحمهالله فبكى طويلا ثم أنشأ يقول :
خلت الدّيار فسدت غير مسوّد |
|
ومن الشّقاء تفرّدي بالسؤدد (٣) |
[قال ابن عساكر :](٤) هذه الحكاية ظاهرة الاختلال لا يخفى خطؤها إلّا على الجهال ، فإنّ الليث قديم الوفاة ، لا يخفى وفاته على سفيان ، فأمّا ضمرة بن ربيعة ، فإنّما توفي بعد سفيان قيل : سنة مائتين ، وقيل : سنة اثنين ومائتين ، وأما بقية فقيل : توفي قبل سفيان ، وقيل بعده ، وتوفي سفيان سنة ثمان وتسعين ، فأما الفريابي فإنّه بقي بعد سفيان مدة طويلة وتوفي سنة ثنتي عشرة ومائتين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا
__________________
(١) الزيادة استدركت عن هامش الأصل. وبعدها صح.
(٢) بالأصل : «أحد فيكم» ، وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٣) البيت من عدة أبيات في معجم البلدان (بقيع الغرقد) ونسبها إلى عمرو بن النعمان البياضي ، وفيه : «ومن العناء» بدلا «ومن الشقاء» وقال ياقوت : وهذه الأبيات في الحماسة منسوبة إلى رجل من خثعم.
(٤) زيادة منا.
أبو أحمد بن [عدي (١) ، نا](٢) قتيبة ، نا إبراهيم بن معاوية.
ح وأخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسين ، وأحمد ابن محمود ، قال : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء صاحب المزني ، أنا إبراهيم بن معاوية القيسراني ، أنا الفريابي ، قال :
كنت أمشي مع سفيان بن عيينة فقال لي : يا محمّد ما يزهدني فيكم إلّا طلب ـ وقال أبو أحمد : إلّا أطلبك ـ الحديث قلت : فأنت يا أبا محمّد أي شيء كان علمك إلّا طلب الحديث ، قال : كنت إذ ذاك صبيا لا أعقل.
قرأت بخط أبي علي الصوري الحافظ ، وكتب إلى أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن الصوري ، نا أبو سعد أحمد بن محمّد بن عبد الله الماليني إملاء ، نا أبو عيسى إدريس بن محمّد بن أحمد بن أبي محمّد الأزدي الخلال الصوري بها ، نا أبو عاصم محرز بن عبد العزيز الحذامي صوري ، حدّثني محمّد بن إبراهيم المعروف بحباش قال :
خرجت مع خالي القاسم بن عبد الوهّاب إلى قيسارية أسمع من محمّد بن يوسف الفريابي ، فلمّا حضرنا ذكر عنده القول ، فقال محمّد بن يوسف : ما أدري ما هو ، ولا له موقع من قلبي ، فقال له خالي : إن معي من يقول ؛ قال : قل فقلت :
تخلّى الحبيب بأحبابه |
|
فطوبى لمن كان معنى به |
قال : فبكى محمّد بن يوسف ، وقال : ما أرى بهذا بأسا ، سمعت سفيان الثوري يقول : لو وجدت قلبي على مزبلة لجلست عليها.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح المؤذن ، أنا أبو الحسن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس ، قال : سمعت يحيى يقول : حدث الفريابي عن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح (٣) ، عن مجاهد : الشّعر في الأنف أمان من الجذام.
__________________
(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٣٢.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) بالأصل : «عن أبي بن نجيح» راجع ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٧٠ وفيها أنه يروي عن : عبد الله بن أبي نجيح. وفي المختصر : «حدث الفريابي عن أبي عيينة عن ابن نجيح» كذا فيه ، وذكر الحديث.
وهذا حديث باطل ليس له أصل ـ زاد غيره عن يحيى بن معين في هذه الحكاية : أنه قال : الفريابي عندنا ثقة ، ولكن طن على أذن الشيخ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا عبد الرّحمن بن أبي بكر ، نا عباس قال : سمعت يحيى يقول : حدّث الفريابي عن ابن (١) عيينة عن ابن أبي (٢) نجيح ، عن مجاهد : الشعر في الأنف أمان من الجذام ، وهذا حديث باطل لا أصل له.
أخبرناه ابن سلم ، نا عباس الخلال ، نا الفريابي ، عن سفيان بن عيينة ، قال : وسمعته بالكوفة وهو شاب عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام (٣).
قال ابن عدي (٤) : والفريابي له عن الثوري إفرادات ، وله حديث كثير عن الثوري ، وقد قدّم الفريابي [في](٥) سفيان الثوري على جماعة مثل عبد الرزّاق ونظرائه ، وقالوا : الفريابي أعلم بالثوري منهم ، ورحل إليه أحمد بن حنبل ، فلما قرب من قيسارية نعي إليه فعدل إلى حمص وكانت (٦) رحلته إليه قاصدا ، وأما الذي رواه عن ابن عيينة الذي رماه به ابن معين نبات الشعر في الأنف ، فإنّما هو حديث من قول مجاهد ، وهذا الذي رواه عن مجاهد روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم والفريابي فيما يتبين هو صدوق لا بأس به.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين الطّيّوري ، أنا العتيقي.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أنا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي أحمد قال (٧).
محمّد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية الشام ، ثقة كانت سنة (٨) كوفية ، قال بعض
__________________
(١) بالأصل : «أبي عيينة» والمثبت عن ابن عدي.
(٢) بالأصل : «أبي بن نجيح» والمثبت عن ابن عدي ، وانظر الحاشية قبل السابقة.
(٣) الكامل لابن عدي ٦ / ٢٣١.
(٤) الكامل لابن عدي ٦ / ٢٣٢ ط دار الفكر.
(٥) زيادة عن الكامل في ضعفاء الرجال.
(٦) الأصل : وكان ، والمثبت عن الكامل لابن عدي.
(٧) ثقات العجلي ص ٤١٦ رقم ١٥١٨.
(٨) صورتها بالأصل : «ممنه» وفوقها ضبة ، والمثبت عن الثقات.
البغداديين : أخطأ محمّد بن يوسف في خمسين ومائة حديث من حديث سفيان.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (١) : ونعي إلينا ـ يعني (٢) : الفريابي ـ في سنة ثنتي عشرة ومائتين أدركت ذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا ابن اللّالكاني (٣) ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال (٤) : مات فيها يعني سنة ثنتي عشرة ومائة محمّد بن يوسف الفريابي مولى لبني تميم ، في أول السنة.
وهكذا ذكر أبو بكر بن البرقي فيما بلغني عنه.
٧١٤٤ ـ محمّد بن يوسف بن يعقوب بن محمّد بن يحيى أبو بكر الصوّاف البغدادي (٥)
سمع بدمشق وتنيس : أبا الحسن أحمد بن عمير ، وبكر بن أحمد التنيسي ، وأبا عروبة بحرّان ، وأبا جعفر الطحاوي بمصر.
روى عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو بكر محمّد بن عمر بن بكير بن ودّ بن وداد النجار (٦) ، والبرقاني.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٧) ، أنا محمّد بن عمر بن بكير ، نا أبو بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الصواف ، نا أبو بكر بن ربان (٨) بمصر ، نا الحارث بن مسكين ، نا عبد الرّحمن بن القاسم قال الصواف : وحدّثناه أبو عروبة الحرّاني ، نا هوبر (٩) بن معاذ ، نا مسكين بن بكير جميعا ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ المؤمن يأكل في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» [١١٨٥٣].
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٨١.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «التابعي» مكان «إلينا ـ يعني» ولعل الصواب ما ارتأيناه و «إلينا» موجودة في تاريخ أبي زرعة.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : الالكاني.
(٤) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٥.
(٥) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٧.
(٦) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٣٩ وتحرفت فيه «بكير» إلى «بكر» وترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٧٢.
(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٧.
(٨) كذا رسمها بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : بيّان.
(٩) ضبطت بالقلم عن تاريخ بغداد.
قرأت بخط أبي بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الصواف ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا الدمشقي بها ، فذكر حديثا.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني (١) ، وأبو منصور الشيباني ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : محمّد بن يوسف بن يعقوب بن محمّد بن يحيى ، أبو بكر الصوّاف ، سافر الكثير ، وتغرّب في طلب الحديث ، وحدّث عن أبي عروبة الحرّاني ، وأبي الحسن ابن جوصا الدمشقي ، ومحمّد بن ريان (٣) المصري ، وأبي جعفر الطحاوي وغيرهم ، نا عنه أبو الحسن ابن رزقويه ، وأبو بكر البرقاني ، ومحمّد بن عمر بن بكير المقرئ.
قال الخطيب : وحدّثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : كان أبو بكر محمّد بن يوسف ابن يعقوب الصواف ثقة جميل الأمر.
قال الخطيب : وقال محمّد بن أبي الفوارس : توفي أبو بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الصواف في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة ، وكان ثقة.
٧١٤٥ ـ محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم أبو عبد الله ـ
ويقال : أبو بكر ـ الرّقّي (٤)
حدّث بدمشق ، وصور ، وبغداد ، عن أبي سعيد بن الأعرابي ، وعبد الله بن شوذب الواسطي ، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، وأبي الفتح محمّد بن أحمد بن النحوي الرملي ، ومحمّد بن معبد الأصبهاني ، وسليمان بن أحمد الطبراني ، وإسماعيل بن محمّد الصفار ، وطلحة بن عبيد الله الرملي ، وخيثمة بن سليمان ، ومحمّد بن عثمان بن سعيد بن هاشم الطبراني ، وأحمد بن زكريا المقدسي ، ومحمّد بن الحسن النقاش المقرئ ، وأبي الحسين بن ماني الكوفي ، ومحمّد بن بكر بن عبد الرزّاق بن داسة البصري.
روى عنه عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، والقاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، وأبو الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الفارضي ، وأحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان ، وأبو الحسن أحمد بن حديد بن حبيش بن زكريا الصوري ، وأبو الحسين بن أبي نصر ، وابن
__________________
(١) بالأصل : الحسين.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٧.
(٣) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : بيّان.
(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٩ وميزان الاعتدال ٤ / ٧٢ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠١٢ ولسان الميزان ٥ / ٤٣٦ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٧٣.
جميع الصيداوي ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، وأبو محمّد عبد الله بن جعفر الحنارى (١) الطبري ، وسمع منه بصيدا.
أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة ، أنا أبو الحسين بن أبي نصر سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ، أنا محمّد بن يوسف بن يعقوب الرقي ، نا أبو محمّد عبد الله بن شوذب الواسطي ، نا شعيب بن أيوب ، نا أبو أسامة قال : سمعت الأعمش يذكر عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم اجعل رزق آل محمّد كفافا» [١١٨٥٤].
قال : وأنا محمّد بن يوسف ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب ، بأصبهان ، نا إسحاق الدّبري (٢) ، نا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك.
أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا كان يوم القيامة يجوز أصحاب الحديث ومعهم المحابر ، فيقول الله عزوجل لهم : أنتم أصحاب الحديث طال ما كنتم تصلّون على نبيّي (٣) صلىاللهعليهوسلم ، انطلقوا بهم إلى الجنّة» [١١٨٥٥].
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، حدّثني محمّد بن علي الصوري ـ من لفظه (٥) مذاكرة ـ أنا أبو الحسين بن جميع ، أنا محمّد بن يوسف الرقي أبو عبد الله ـ قال الصوري : وهو مشهور عندنا أنّ كنيته أبو عبد الله ـ نا سليمان ابن أحمد الطبراني ، نا إسحاق الدّبري ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر. فيأمر الله جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهو أعلم بهم ، فيقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أصحاب الحديث. فيقول الله : ادخلوا الجنّة على ما كان منكم ، طال ما كنتم تصلون على نبيّي (٦) في دار الدنيا» أو كما قال.
قال الخطيب : هذا حديث موضوع والحمل فيه على الرّقّي ، والله أعلم.
__________________
(١) كذا رسمها.
(٢) الأصل : الديري ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، والدبري منسوبة إلى دبر ، بالتحريك ، قرية باليمن.
(٣) الأصل : نبي.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٩ ـ ٤١٠.
(٥) تاريخ بغداد : حفظه.
(٦) في تاريخ بغداد : نبي.
أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة ، أنا أبو الحسين بن أبي نصر ، قال : وسمعت محمّد ابن يوسف يقول : سمعت أحمد بن محمّد ابن الأعرابي يقول : سمعت مسلم يقول : سمعت الفضيل (١) بن عياض يقول : إنما أمس مثل ، واليوم عمل ، وغدا أمل.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ـ من أصل كتابه العتيق ـ نا أبو بكر محمّد بن يوسف ابن يعقوب الرّقّي ببغداد ـ وكان حافظا ـ قال : سمعت عثمان بن أحمد الدقاق يقول : سمعت محمّد بن عبيد الله المنادي يقول : لا جزى الله يحيى بن معين عني خيرا ، قدمت واسط العراق وبها هشيم وأبو هدبة ، فقلت : يا أبا زكريا ، من ترى أن الزم؟ فقال : الزم أبا هدبة ، فإن عنده عن أنس عاليا (٣) فتركت هشيما ولزمت أبا هدبة ، ومات هشيم فلا جزاه الله خيرا.
قال الخطيب : وهذه الحكاية باطلة لأن هشيما انتقل قديما عن واسط إلى بغداد فسكنها وبها كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة ، ولابن المنادي إذ ذاك اثنتا عشرة سنة وسمع من أبي هدبة ببغداد بعد موت هشيم بمدة طويلة ، ولا يعلم له سماعا إلّا بعد سنة تسعين ومائة ، والله أعلم.
قال الخطيب : قال لي أبو العلاء الواسطي : كان هذا الرّقّي يكنى بأبي بكر وأبي عبد الله ، وسمعت منه مع أبي عبد الله بن بكير في سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة ، وكان مولده في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
قال الخطيب (٤) : محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم أبو عبد الله وأبو بكر الرّقّي ، كان جوّالا حدّث ببغداد ، وبالشام عن أبي سعيد بن الأعرابي ، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، وأبي بكر بن داسة البصري ، وسليمان بن أحمد الطبراني ، وإسماعيل بن محمّد الصفار ، وأحمد بن سلمان النّجّاد (٥) ، وأبي عمرو بن السماك ، روى عنه محمّد بن أحمد بن جميع الصيداوي ، وكنّاه أبا عبد الله وحدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، فكناه أبا بكر ، وكان غير ثقة.
__________________
(١) الأصل : الفضل ، تحريف.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤١٠.
(٣) بالأصل : عال ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٩.
(٥) بالأصل : «وأحمد بن سليمان ، وأحمد بن سليمان النجار» صوبنا الاسم عن تاريخ بغداد وحذفنا المكرر.
٧١٤٦ ـ محمّد بن يوسف [الدمشقي](١)
من أهل دمشق.
روى عن قبيصة بن ذؤيب.
روى عنه : أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون.
أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا الحسن بن علي المعمري ، نا محمّد بن الوزير الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا ابن لهيعة ، عن أبي مرحوم محمّد بن يوسف ، عن قبيصة بن ذويب أنه سأل عبد الرّحمن بن عوف عن السّبحة عند أذان المغرب ، فقال : كنا إذا صمنا صليناهما.
كذا وقع في النسخة ، وصوابه عن أبي مرحوم ، عن محمّد بن يوسف.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، وأبو محمّد السكري ببغداد.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن أبي القاسم المقرئ ، قالا : أنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار ، قالوا : أنا إسماعيل بن محمّد الصفار ، نا عباس بن عبد الله الترقفي ، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، نا سعيد بن أبي أيوب ، حدّثني أبو مرحوم ومحمّد بن يوسف الدمشقي ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن عبد الرّحمن بن عوف ، قال :
كنا نركعهما إذا قمنا بين الأذان والإقامة من المغرب ـ وفي رواية السكري : إذا قمنا يعني من الأذان ، والإقامة من المغرب ـ.
أخبرنا أبو الغنائم في كتابه ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ، واللفظ له قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : أنا أحمد ، نا محمّد ، نا البخاري ، قال (٢) :
محمّد بن يوسف الدمشقي ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن عبد الرّحمن بن عوف قال : كنا
__________________
(١) زيادة عن المختصر ، وترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ١١٩ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٦٣.
(٢) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.