شرح الشّواهد الشعريّة في أمّات الكتب النحويّة - ج ١

محمّد محمّد حسن شرّاب

شرح الشّواهد الشعريّة في أمّات الكتب النحويّة - ج ١

المؤلف:

محمّد محمّد حسن شرّاب


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٣

والشاهد : نصب «دعوة» على المصدر المؤكد لما قبله ، لأنه لما قال : إنّ نزارا أصبحت نزارا ، علم أنهم على دعوة برّة. [سيبويه / ١ / ١٩١ ، وشرح المفصل / ١ / ١١٧].

(٣٤٩) ما الله موليك فضل فاحمدنه به

فما لدى غيره نفع ولا ضرر

ما : اسم موصول : مبتدأ. و «الله موليك» مبتدأ وخبر ، والجملة صلة الموصول ، فضل : خبر المبتدأ الأول «ما» والبيت شاهد على اسمية «ما» لأنها أسند إليها الخبر. [شرح التصريح / ١ / ١٤٥ ، والهمع / ١ / ٨٩ ، والأشموني / ١ / ١٧٠].

(٣٥٠) لا تركننّ إلى الأمر الذي ركنت

أبناء يعصر حين اضطرها القدر

البيت منسوب لكعب بن زهير رضي‌الله‌عنه ، ويعصر : أبو قبيلة منها باهلة. وأصله «أعصر» جمع عصر ، فأبدلت الياء من الهمزة ، وسمى بـ «أعصر» لقوله :

أبنيّ إنّ أباك غيّر لونه

كرّ الليالي واختلاف الأعصر

 .. وقوله «ركنت» فعل ماض والتاء علامة التأنيث وعائد الموصول محذوف مع جارّه ، والتقدير : ركنت إليه وهو الشاهد. [الأشموني ج ١ / ١٧٣ ، والعيني / ١ / ٤٤٩ ، وشرح التصريح / ١ / ١٤٧].

(٣٥١) المطعمين لدى الشّتا

ء سدائفا ملنيب غرّا

في الجاهلية كان سؤ

دد وائل فهلمّ جرّا

هذا الشعر للمؤرج بن الزمان التغلبي. يريد الشاعر الثناء على قوم بالكرم والسيادة ، والعرب تمدح بالإطعام في الشتاء ، لأنه زمن يقلّ فيه الطعام ، ويكثر فيه الأكل ، والسدائف : جمع سديفة ، وهي مفعول للمطعمين ، ومعناها شرائح سنام البعير المقطع وغيره مما غلب عليه السمن.

وقوله : ملنيب : أصله «من النيب» جمع ناب وهي الناقة ، سميت بذلك لأنه يستدلّ على عمرها بنابها. وحذف نون من ، لأنه أراد التخفيف حين التقى المتقاربان ، وهما النون واللام ، وتعذر الإدغام لأن اللام ساكنة.

وقوله : «في الجاهلية» خبر كان إن قدرت ناقصة ، أو متعلق بها إن قدرت تامة بمعنى وجد.

٥٠١

وقوله : فهلمّ جرا ، متعلق في المعنى بقوله في الجاهلية ، أي : كان سؤدد وائل في الجاهلية فما بعدها وانظر إعراب «هلم جرّا في الشاهد» رقم (٣٥٤) من حرف الراء [رسالة في توجيه النصب في إعراب «هلمّ جرا ، لابن هشام / ٤٦. والبيت الأول في الهمع / ٢ / ٢].

(٣٥٢) لطالما جررتكنّ جرّا

حتى نوى الأعجف واستمرّا

رجز لا يعرف قائله ، وهو شاهد على أن معنى «جرّا» من «هلم جرّا» مأخوذ من الجرّ في السّوق ، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في السير. والأعجف : الهزيل ، و «نوى» صار له نيّ بفتح النون وتشديد الياء ـ وهو الشحم.

وأما النّيء ، بكسر النون ، وبهمزة بعد ياء ساكنة فهو اللحم الذي لم ينضج ، واستمرّ : من المرّة بكسر الميم ، وهو القوّة ، ومنه قوله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ) [النجم : ٦]. [انظر مراجع البيت السابق].

(٣٥٣) باعد أمّ العمرو من أسيرها

حرّاس أبواب على قصورها

البيت لأبي النجم ، يريد بأسيرها : نفسه ، كأنه في أسرها ، لعشقه إيّاها.

والشاهد : إدخال اللام على العمر ، لتأوله بواحد من الأمة المسماة به ، فجرى مجرى فرس ورجل.

(٣٥٤) فإن جاوزت مقفرة رمت بي

إلى أخرى كتلك هلمّ جرّا

وردت قصة هذا البيت في مجمع الأمثال ، وملخصها : أنّ عائذا غاب عن أهله ، وكان له أخ يقال له جندلة ، وهما ابنا يزيد اليشكري ، ولما رجع عائذ ، قال له أخوه جندلة :

أعائذ ليت شعري أيّ أرض

رمت بك بعد ما قد غبت دهرا

مع أبيات أخرى ، فأجابه عائذ بأبيات منها :

أجندل كم قطعت إليك أرضا

يموت بها أبو الأشبال ذعرا

فإن جاوزت مقفرة رمت بي

إلى أخرى كتلك هلمّ جرا

فكان عائذ اليشكري ، أول من قال «هلم جرا» ومعنى «هلم جرا» سيروا على

٥٠٢

هينتكم ، أي : تثبتوا في سيركم ، ولا تجهدوا أنفسكم ، وهو مأخوذ من الجرّ في السّوق ، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في السير ، وانتصاب جرّا من ثلاثة وجوه :

١ ـ أن يكون مصدرا وضع موضع الحال والتقدير : وهلمّ جارّين ، أي : متثبتين.

٢ ـ أن يكون على المصدر ، لأن في هلم معنى «جرّوا» فكأنه قال : جرّوا جرا ، على قياس قولك : جاء زيد مشيا.

٣ ـ منصوب على التمييز.

وزعم ابن هشام أن التركيب ليس عربيا محضا ، وذكر أدلة ينقضها كون هذا التركيب ، جاء في الشعر العربي الجاهلي ، وكونه جاء في كتب الحديث على لسان فصحاء قريش ، فقد جاء في موطأ الإمام مالك عن ابن شهاب ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة ، والخلفاء هلم جرّا ، وعبد الله بن عمر قال الإمام الزرقاني وفي هذا البيت : (فإن جاوزت مقفرة) ونطق ابن شهاب به ، وهو من قريش الفصحاء ، ما يدفع توقّف ابن هشام في كونه عربيا محضا. [رسالة في توجيه النصب لابن هشام / ٤٦].

(٣٥٥) حتى استكانوا وهم منّي على مضض

والقول ينفذ ما لا ينفذ الإبر

البيت للأخطل في ديوانه ، والخصائص / ج ١ / ١٥.

(٣٥٦) كأنهم أسيف بيض يمانية

عضب مضاربها باق بها الأثر

البيت في لسان العرب بلا نسبة ، وأنشده شاهدا على جمع سيف على «أسيف» وعضب : قاطع ، وصف بالمصدر ، ولهذا فقد تعرب مضاربها فاعلا ، والأثر فاعل باق ، والأثر : وزن «فعل» واحد ليس بجمع ، وهو فرند السيف ورونقه والجمع أثور. [اللسان ـ سيف ، وأثر ، والأشموني ج ٤ / ١٢٣ ، وشرح التصريح / ٢ / ٣٠١].

(٣٥٧) ولكنّ أجرا لو فعلت بهيّن

وهل ينكر المعروف في الناس والأجر

البيت غير منسوب ، وهو شاهد على أن الباء تزاد سماعا بقلة في خبر لكنّ. [الخزانة / ٩ / ٥٢٣ ، وشرح المفصل ٨ / ١٣٩].

(٣٥٨) لعلهما أن تبغيا لك حيلة

وأن ترحبا صدرا بما كنت أحصر

٥٠٣

البيت لعمر بن أبي ربيعة ، وأحصر : بفتح الصاد ، مضارع حصر ، بكسرها ، أي : ضاق صدره ، وقوله : لعلهما : جعل لعلّ بمنزلة عسى ، وجاء بخبرها مقرونا بأن وفيه أيضا جواز دخول التاء على أول المضارع «تبغيا» المخبر به عن ضمير غيبة المؤنث. [الهمع / ١ / ١٣٥ ، ٢ / ١٧١ ، والدرر / ١ / ١١٣ ، ٢ / ٢٢٦ وديوانه].

(٣٥٩) ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت

فإنما هي إقبال وإدبار

البيت للخنساء من قصيدة ترثي بها أخاها صخرا ، ومن مشهور أبيات القصيدة ، قولها :

وإنّ صخرا لمولانا وسيدنا

وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار

وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به

كأنه علم في رأسه نار

 .. وقولها : رتعت : أي : رعت ، وادكرت : تذكرت ولدها ، شبهت نفسها في شدة تذكرها لأخيها بناقة ترتع في خصب ولكنها لا تهنأ لشدة تذكرها ولدها وحنينها إليه. والبيت ذكره الرضيّ شاهدا على أن اسم المعنى (إقبال) يصحّ وقوعه خبرا عن اسم العين إذا لزم ذلك المعنى لتلك العين حتى صار كأنه هي وهو من قبيل «زيد عدل». واستشهد به الزمخشري عند قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى) [البقرة : ١٨٩] على أن الإسناد مجازي بدعوى أن المتّقي هو عين البرّ بجعل المؤمن كأنه تجسّد من البرّ ، ولعبد القاهر الجرجاني تعليق حسن على البيت في دلائل الإعجاز (٢١٢) وانظر [الخزانة ج ١ / ٤٣١ ، وكتاب سيبويه ١ / ١٦٩].

(٣٦٠) أعاذل توشكين بأن تريني

صريعا لا أزور ولا أزار

البيت بلا نسبة في الهمع ١ / ١٣٠ ، وقوله : أعاذل : الهمزة للنداء ، وعاذل منادى مرخم (عاذلة). وفيه دخول الباء في خبر أوشك على قلة.

(٣٦١) فعجتها قبل الأخيار منزلة

والطّيّبي كلّ ما التاثت به الأزر

البيت للفرزدق من قصيدة مدح بها عمر بن عبد العزيز. وقوله : فعجتها : الضمير للناقة وعجتها : عطفت رأسها بالزمام. والقبل : الجهة. ومنزلة : تمييز. والطيبي معطوف على الأخيار وهو جمع مذكر سالم حذفت نونه للإضافة. والتاثت : التفت ، والأزر : جمع إزار ، وهو ما يستر من السرة إلى أسفل. والرداء : ما يستر من المنكب إلى أسفل. وهذا كناية عن وصفهم بالعفة ، والعرب تكني بالشيء عما يحويه ويشتمل عليه ، كقولهم :

٥٠٤

ناصح الجيب ، أي : الفؤاد. أراد أنهم أخيار ذوو عفّة.

والبيت شاهد على أن الطيبي صفة مشبهة مضافة إلى مضاف إلى الموصول. [الخزانة / ٤ / ١٣٧].

(٣٦٢) ليس شيء إلا وفيه إذا ما

قابلته عين البصير اعتبار

البيت بلا نسبة في [الهمع ١ / ١١٦ ، والأشموني ١ / ٢٤٦] ، وهو شاهد على دخول الواو على خبر ليس بعد إلّا ، وهو قوله (إلّا وفيه اعتبار) الجملة الاسمية.

(٣٦٣) وما نفعت أعماله المرء راجيا

جزاء عليها من سوى من له الأمر

الشاهد بلا نسبة في الأشموني ٢ / ٥٩ ، وفيه تقديم الفاعل المتصل بضمير المفعول به فعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وجمهور النحويين يمنعون هذا وأجازه ابن مالك.

(٣٦٤) فعليك بالحجاج لا تعدل به

أحدا إذا نزلت عليك أمور

البيت للأخطل في ديوانه ص ١٩٥.

(٣٦٥) عنيت قصيرات الحجال ولم أرد

قصار الخطى شرّ النساء البحاتر

البيت منسوب لكثير عزّة ، وقبل البيت :

وأنت التي حبّبت كلّ قصيرة

إليّ وما تدري بذاك القصائر

وامرأة قصيرة وقصورة : مصونة محبوسة مقصورة في البيت ، لا تخرج منه. والقصائر : جمع قصورة وهو بيت العروس. وقصيرات الحجال : النساء المقصورات في الحجال : جمه حجلة : بيت مثل القبة ، وقصار الخطى : جمع قصيرة ، أراد المرأة القصيرة القامة ، تكون قصيرة الخطى وتجمع على قصار. وقوله : «شرّ النساء البحاتر» البحاتر : جمع بحتر وهي المرأة القصيرة ، ويروى : البهاتر ، بالهاء ، وفيه جواز تقديم الخبر ، عند حصول الفائدة في قوله «شرّ النساء البحاتر». [شرح المفصل / ٦ / ٣٧ ، والهمع / ١ / ١٠٢].

(٣٦٦) كلّ دين يوم القيامة عند الل

ه إلّا دين الحنيفة بور

البيت لأمية بن أبي الصلت الثقفي ، وبور : هلاك وخسر ، وفي البيت شاهد على جواز

٥٠٥

توسط المستثنى بين جزئي الكلام ، وكلّ : مبتدأ ، وبور : خبره وجاء المستثنى بينهما. [الهمع / ١ / ٢٢٦].

(٣٦٧) والنفس إن دعيت بالعنف آبية

وهيّ ما أمرت بالرفق تأتمر

البيت بلا نسبة في [الهمع / ١ / ٦١ ، والدرر ١ / ٣٨]. وقوله : ما أمرت ، ما : مصدرية ظرفية ، والشاهد تشديد ياء «هيّ» في لغة همدان.

(٣٦٨) كلا ثقلينا واثق بغنيمة

وقد قدّر الرحمن ما هو قادر

الشاهد بلا نسبة في الإنصاف ٢٣٦ ، والشاهد : الإخبار عن «كلا» بالمفرد «واثق».

(٣٦٩) على حين من تلبت عليه ذنوبه

يجد فقدها إذ في المقام تدابر

وتروى القافية «تداثر» وهو من قصيدة للشاعر لبيد بن ربيعة الصحابي وكان له جار في الجاهلية من بني القين قد لجأ إليه. فضربه عمّه عامر بالسيف فغضب لذلك لبيد ، وقال القصيدة التي منها البيت ، يعدّد على عمّه بلاءه عنده ، وينكر فعله بجاره. وقبل هذا البيت مما يفهم به الشاهد :

ودافعت عنك الصّيد من آل عامر

ومنهم قبيل في السّرادق فاخر

وذدت معدّا والعباد وطيّئا

وكلبا كما ذيد الخماس البواكر

فهو يعدد أسماء القبائل التي دفعها عن عمه. والخماس بكسر الخاء الإبل التي لا تشرب أربعة أيام ، والبواكر : التي تبكر غداة الخمس.

وقوله : على حين ، على : متعلقة بقوله «ذدت» وحين : يجوز جرها بالكسرة ويجوز بناؤها على الفتحة ، لأن الظروف المضافة إلى الجمل يجوز إعرابها وبناؤها على الفتحة. واللبث : البطء. والذنوب بفتح الذال المعجمة ، الدلو المملوءة ماء ، والتدابر : التقاطع. يقول لعمه عند قيامه في مقام النعمان بن المنذر ملك الحيرة مع خصومه أنا دافعت عنك بلساني في مجمع ، يقول : قمت بفخرك وأيامك على حين من لا يقوم بحجته ، وهذا على المثل يعني أنه نصره في وقت إن تبطىء فيه الحجة على المحتج يهلك ، وقوله : يجد فقدها : معناه يؤلمه فقدها ، كما يقال : وجد فلان فقد فلان إذا انقطع عنه نفعه فأثر ذلك في حاله ، ورواية «تداثر» معناه التزاحم والتكاثر.

٥٠٦

والبيت شاهد : على أن جزم أدوات الشرط المضاف إلى جملتها ظرف ، خاص بالشعر كما في البيت فإنه جازى بمن مع إضافة حين إلى جملة الشرط ضرورة ، وحكمها أن لا تضاف إلا إلى جملة خبرية ، لأن المبهمات إنما تفسر وتوصل بالأخبار ، لا بحروف المعاني وما ضمنت معناها ، وجاز هذا في الشعر تشبيها لجملة الشرط بجملة الابتداء والخبر والفعل والفاعل. [الخزانة / ٩ / ٦١ ، وكتاب سيبويه ١ / ٤٤١].

(٣٧٠) وبالزّرق أطلال لميّة أقفرت

ثلاثة أحوال تراح وتمطر

البيت لذي الرّمة في ديوانه ، والأحوال : جمع حول ، وهو السنة بأسرها.

(٣٧١) فما جنّة الفردوس أقبلت تبتغي

ولكن دعاك الخبز أحسب والتمر

البيت بلا نسبة في الهمع ١ / ١٥٣ ، والبيت شاهد لوقوع الفعل القلبي الملغى (أحسب) بين المعطوف والمعطوف عليه (الخبز ـ أحسب ـ والتمر).

(٣٧٢) أبائنة حبّى نعم وتماضر

لهنّا لمقضيّ علينا التّهاجر

 .. ليس له قائل معروف. وقوله : أبائنة : الهمزة للاستفهام. وبائنة : اسم فاعل من البين وهو الفراق ، وبائنة : مبتدأ ، استغنى بمرفوعه وهو «حبّي» عن الخبر لاعتماده على الاستفهام. و «حبّى» من أعلام النساء غير منصرف. وكذلك «تماضر» علم امرأة ، بضم التاء منقول من فعل مضارع من المضر مصدر «مضر» اللبن ، كنصر وفرح ، أي : حمض ، وهو معطوف على «حبّى» والمقضيّ : اسم مفعول من قضى عليه قضاء ، بالمدّ والقصر ، والتهاجر : نائب فاعل وأما لهنّا : فمجمل القول فيها : أن اللام ، لام القسم ، أو زائدة ، والهاء : بدل من همزة (إنّ) المكسورة الهمزة ، واللام في «لمقضيّ» هي لام الابتداء التي تكون مع خبر (إنّ). [الخزانة / ١٠ / ٣٣٥].

(٣٧٣) فقصرن الشتاء بعد عليه

وهو للذّود أن يقسّمن جار

البيت في لسان العرب «قصر» لأبي داود ، وفي كتاب سيبويه لعديّ بن الرقاع العاملي ، ولأبي داود الإيادي قصيدة من بحر الخفيف ، وبقافية رائية مضمومة ، لعلّ البيت يكون منها. وقوله : فقصرن : من قصر الشيء ، إذا حبسه ، ويريد بها النوق ، أي : حبسن عليه يشرب ألبانها في شدة الشتاء. ومعنى الشطر الثاني : أنه يجيرها من أن يغار عليها فتقسم. وموضع «أن» نصب كأنه قال : لئلا يقسمن ومن أن يقسّمن ، فحذف وأوصل ، وقال

٥٠٧

النحاس : هذا البيت حجة لمن يقول : «زرتك الشتاء» فيجعله ظرفا. [شرح أبيات سيبويه / ١١٤ ، و «لسان العرب ـ قصر» وسيبويه / ١ / ٢١٩ هارون].

(٣٧٤) كلّ سعي سوى الذي يورث الفو

ز فعقباه حسرة وخسار

البيت بلا نسبة في [الهمع ١ / ٢٠٢ ، والدرر ١ / ١٧١] ، والبيت شاهد على استعمال «سوى» للاستثناء مثل «غير».

(٣٧٥) وكنت أرى كالموت من بين ليلة

فكيف ببين كان ميعاده الحشر

البيت للشاعر سلمة الجعفي (سلمة بن يزيد) ، وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحدّث عنه ، والبيت من قطعة رثى بها أخاه لأمّه ، وسبق البيت الشاهد بيتان هما :

أقول لنفسي في الخلاء ألومها

لك الويل ما هذا التجلّد والصبر

ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا

أخي إذ أتى من دون أوصاله القبر

وقوله : كالموت ، جعل الكاف اسما ، وقوله : من بين ليلة : (من) زائدة للتبيين والبين : الفراق ، والمعنى : كنت أعدّ مفارقتي له في ليلة كالموت أو أقاسي مثل الموت من أجل مفارقة ليلة منه ، فكيف يكون حالي وقد فرّق بيني وبينه (بين) موعد الالتقاء بعده يوم القيامة وقوله : «من بين ليلة» مثل قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠] ولك أن تجعل (من بين) في موضع المفعول لأرى ، وتجعل من زائدة على مذهب الأخفش في جواز دخوله زيادة في الكلام الموجب فيكون التقدير : وكنت أرى (بين) ليلة ، أي فراق ليلة كالموت فيكون كالموت ، في موضع المفعول الثاني.

وقوله : «كان ميعاده» وضع الماضي موضع المستقبل ، أي : يكون ميعاده والهاء يرجع إلى البين. والحشر : اسم كان ، وميعاده : الخبر. [شرح الحماسة للمرزوقي ج ٣ / ١٠٨١].

(٣٧٦) على قرماء عالية شواه

كأنّ بياض غرّته خمار

البيت منسوب إلى سليك بن السلكة في كتاب سيبويه ، ولسان العرب : (قرم) وينسب إلى بشر بن أبي خازم ، في ديوانه. وقرماء : اسم مكان. وهو أحد ثلاثة أسماء جاءت على وزن «فعلاء». والشاعر يصف فرسا له ، نفق في هذا الموضع .. يقول : علت قوائمه قرماء ، وتروى (فرماء) بالفاء ، قال ابن بري : من زعم أن الشاعر رثى فرسه لم يروه إلا

٥٠٨

«عالية» شواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه ، ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه «عالية» شواه ، وعالية ، بالرفع والنصب. وقبل البيت الشاهد :

كأنّ قوائم النّحام لمّا

تحمّل صحبتي أصلا محار

والنحّام : اسم الفرس ، وقوله : كأن .. الخ شبه غرته في البياض والاستطالة بما أسبل من الخمار وهو العمامة. [سيبويه / ٤ / ٢٥٨ ، هارون].

(٣٧٧) ثم أضحوا كأنّهم ورق جفّ

فألوت به الصّبا والدّبور

البيت للشاعر عديّ بن زيد من قصيدة وعظ بها النعمان بن المنذر ، وكان قد حبسه ثم قتله ، ومطلع القصيدة أحد الشواهد (أرواح .. تصير) ، وقبل البيت الشاهد :

وتذكّر ربّ الخورنق إذ أشرف يوما وللهدى تفكير

سرّه ملكه وكثرة ما يحويه والبحر معرضا والسدير

فارعوى قلبه فقال وما غبطة حيّ إلى الممات يصير

ثم بعد الفلاح والملك والإمّة وارتهم هناك القبور

ثم أضحوا ..

وقوله : ورق جفّ .. يروى «ورق جفّ» برفع الفاء ، أي : يابس. فألوت به ، أي : ذهبت به. شبه الذين مضوا ، وانقراضهم بورق الشجر وتغيّره وجفافه. وذكر الصّبا والدبور ، وهما ريحان لأن لهما تأثيرا في الأشجار.

قال الزمخشري في المفصل «وأصبح وأمسى ، وأضحى على ثلاثة معان .. الثالث منها أن تكون بمعنى صار ، كقولك : أصبح زيد غنيا وأمسى فقيرا» .. واستشهد بالبيت على أن «أضحى بمعنى صار ، من غير أن يقصد بها إلى وقت مخصوص. [شرح المفصل ج ٧ / ١٠٤ ، والأشموني / ١ / ٢٣٠ ، والهمع / ١ / ١١٤].

(٣٧٨) لدم ضائع تغيّب عنه

أقربوه إلا الصّبا والدبور

البيت بلا نسبة في [العيني ٣ / ١٠٥ ، والدرر ١ / ١٩٤ ، والهمع / ١ / ٢٢٩].

(٣٧٩) ولهت عليه كلّ معصفة

هوجاء ليس للبّها زبر

٥٠٩

البيت لابن أحمر. والزّبر : في الأصل طيّ البئر إذا طويت تماسكت واستحكمت ، ثم أخذ للعقل ، فقيل : ماله زبر ، أي : ماله عقل وتماسك. واستعار الشاعر الزبر للريح ، وإنما يريد انحرافها وهبوبها وأنها لا تستقيم على مهبّ واحد ، فهي كالناقة الهوجاء ، وأنشد سيبويه البيت برفع هوجاء على أنه وصف لكلّ ، وأنّث الشاعر الوصف حملا على المعنى ، إذ «الكلّ» هنا ريح والريح أنثى ، وهو نظير قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥]. [كتاب سيبويه ١ / ٢٧٢ ، واللسان ـ زبر ، وهوج].

(٣٨٠) قليلا غرار العين حتى يقلّصوا

على كالقطا الجونيّ أفزعه الزّجر

البيت للأخطل. وغرار العين : قلة نومها. والجوني : نسبة إلى الجون وهو السواد. يقول : ما ناموا إلا قليلا حتى قلصوا ، أي : ركبوا القلص ، وشبهها بالقطا ، لسرعتها. والبيت شاهد على جرّ الكاف بعلى ، والتقدير : على مثل القطا. [شرح أبيات المغني ج ٤ / ١٣٣].

(٣٨١) فأمسى مقفرا لا حيّ فيه

وقد كانوا فأمسى الحيّ ساروا

البيت بلا نسبة في الهمع ١ / ١١٣ ، والبيت شاهد على جواز وقوع خبر «أمسى» ماضيا ، وهو «ساروا».

(٣٨٢) إنّي أتتني لسان لا أسرّ بها

من علو لا عجب منها ولا سخر

البيت للشاعر أعشى باهلة (عامر بن الحارث) من قصيدة رثى بها المنتشر بن وهب الباهلي أخاه لأمه. وقوله : أتتني لسان : اللسان هنا بمعنى الرسالة ، وأراد بها نعي المنتشر ولهذا أنث له الفعل ، فإنه إذا أريد به الكلمة أو الرسالة يؤنث ويجمع على «ألسن» وإذا كان بمعنى جارحة الكلام فهو مذكر ويجمع على «ألسنة» ، وقوله : «لا عجب» ، أي : لا أعجب منها ، وإن كانت عظيمة لأنّ مصائب الدنيا كثيرة ، ولا سخر : بفتحتين وبضمتين مصدر سخر منه كفرح ، وسخرا بضمتين : استهزأ به.

والشاهد قوله : «من «علو» فقد روي بالضم والفتح والكسر ، وهي لغة في «من عل» بكسر اللام وفتحها وضمها ، والتقدير : أتاني خبر من أعلى نجد. [شرح المفصل ج ٤ / ٩٠ ، والخزانة ج ١ / ١٩٠].

(٣٨٣) لا تأمن البازل الكوماء عدوته

ولا الأمون إذا ما اخروّط السّفر

٥١٠

البيت لأعشى باهلة ، من قصيدة البيت السابق. والبازل : البعير الذي فطر نابه بدخوله في السنة التاسعة ، ويقال للناقة بازل أيضا يستوي فيه الذكر والأنثى ، والكوماء بالفتح : الناقة العظيمة السنام. والعدوة : التعدي فإنه ينحرها لمن معه سواء كانت المطية مسنة كالبازل ، أو شابّة ، كالأمون وهي الناقة الموثّقة الخلق يؤمن عثارها وضعفها. واخروّط : امتد وطال.

(٣٨٤) ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ

زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

البيت للحطيئة ، من قطعة قالها يستعطف عمر بن الخطاب ، لما حبسه في هجاء الزبرقان. وذو مرخ : مكان وأراد بالأفراخ : أطفاله. وفي البيت : جمع فرخ على أفراخ ، والقياس : فراخ ، وأفرخ ، وقوله : ماذا : قال العيني ، ما : مبتدأ ، وذا خبره. [شرح المفصل / ٥ / ١٦ ، والأشموني / ٤ / ١٢٤ ، وشرح التصريح / ٢ / ٣٠٢].

(٣٨٥) وكانوا أناسا ينفحون فأصبحوا

وأكثر ما يعطونك النّظر الشزر

غير منسوب ، وفيه شاهد على مجيء خبر «أصبح» جملة مقترنة بالواو ، تشبيها لها بالجملة الحالية. [الهمع / ١ / ١٦٦ ، والدرر / ١ / ٨٦].

(٣٨٦) ومن يميل أمال السيف ذروته

حيث التقى من حفافي رأسه الشّعر

البيت للفرزدق. وهو في كتاب سيبويه ، شاهد على أنه لم يجزم بـ (من) وإنما جعلها موصولة كأنه قال : والذي يميل ، والفعل صلتها. وفي ديوانه (ومن يمل يمل المأثور ذروته) فلا شاهد فيه. وملتقى حفافي شعر الرأس ، هو القفا. أي : من مال عن الحقّ والتزام الطاعة قتل. [سيبويه / ٣ / ٧٠ ، هارون].

(٣٨٧) رأت إخوتي بعد الجميع تفرّقوا

فلم يبق إلا واحدا منهم شفر

البيت بلا نسبة في الخزانة ج ٧ / ٣٥٩ ، واللسان (شفر) ، وشفر : بفتح الشين وضمها مع سكون الفاء ، يقال : ما بها شفر ، أي : ما بها قليل ولا كثير ، من قولك «شفّر» بالتشديد ، إذا قلّ. وهذا اللفظ يقع في الغالب مصحوبا بالنفي. وقوله : إلا واحدا شفر : وجب نصب المستثنى لتقدمه على المستثنى منه وهو «شفر».

(٣٨٨) أأترك ليلى ليس بيني وبينها

سوى ليلة إني إذن لصبور

البيت لمجنون ليلى في ديوانه ، وهو لأبي دهبل الجمحي أيضا في ديوانه ، والمرزوقي

٥١١

١٣١٩ وهو بلا نسبة في الهمع ١ / ٢٠٢ / والأشموني ٢ / ١٥٩.

وقوله : أأترك : لفظه لفظ الاستفهام ، والمعنى معنى الإنكار ، كأنه أنكر من نفسه أن يترك التعريج على ليلى وبينهما مسيرة ليلة. [شرح الحماسة ص ١٣١٨].

(٣٨٩) أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

البيت لحاتم الطائي. وقوله : حشرجت : الحشرجة : الغرغرة عند الموت وتردد النفس. وقد أورد صاحب الكشاف هذا البيت عند تفسير قوله تعالى : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) [٣٦ القيامة] ، على إضمار النفس قبل الذكر لدلالة الكلام عليه ، كما أضمرها الشاعر في حشرجت. [الخزانة / ٤ / ٢١٣].

(٣٩٠) فقلنا أسلموا إنّا أخوكم

فقد برئت من الإحن الصدور

البيت للعباس بن مرداس في ديوانه. واللسان (أخا) وغير منسوب في الخزانة ج ٤ / ٤٧٨ ، والشاهد (إنّا أخوكم) فقيل : إنه وضع الواحد موضع الجمع ، وقيل : إنه جمع (أخ) كجمع «أب» على أبين ، وحذف النون من «أخون» للإضافة.

(٣٩١) واذكر غدانة عدّانا مزنّمة

من الحبلّق تبنى حولها الصّير

البيت للأخطل. وغدانة : حيّ من يربوع. وعدّانا : جمع عتود ، وأصله : عتدان إلا أنه أدغم ، والعتود : الجدي الذي استكرش ، وقيل : هو الذي بلغ السّفاد. والعتود : من أولاد المعز ، ما رعى وقوي وأتى عليه حول. والمزنمة : المزنم : الملحق في قوم ليس منهم ، ولا يحتاج إليه فكأنه فيهم زنمة ، والزنمتان : هما المعلقتان عند حلوق المعزى. والحبلّق : الصغير القصير. والصير : جمع صيرة : حظيرة من خشب وحجارة تبنى للغنم والبقر. وقيل : هي حظيرة الغنم ، وقوله عدّانا : منصوب على الذمّ. [شرح شواهد الشافية / ٤٩٢ ، واللسان «حبلق» و «غدن»].

(٣٩٢) فهل من خالد إمّا هلكنا

وهل بالموت يا للناس عار

البيت لعدي بن زيد العبادي ، من أبيات كتبها وهو في سجن النعمان بن المنذر ، وقوله : من خالد : خالد من الخلود ، وهو البقاء ، وإمّا : أداة شرط (إن) مدغمة في «ما» والشاهد حذف المستغاث له. [الهمع ج ١ / ١٨٠ والشعر والشعراء ترجمة عديّ].

٥١٢

(٣٩٣) فلا يدعني قومي صريحا لحرّة

لئن كنت مقتولا ويسلم عامر

البيت لقيس بن زهير بن جذيمة ، شاعر جاهلي ويعني عامر بن الطفيل. يقول : لئن قتلت وعامر سالم من القتل فلست بصريح النسب حرّ الأم.

والشاهد : رفع «ويسلم» على القطع والاستئناف ولو نصب بإضمار «أن» لجاز ، لأن ما قبله من الشرط غير واجب. [سيبويه / ٣ / ٤٦ ، هارون].

(٣٩٤) فلم أر بيتا كان أحسن بهجة

من الّلذ له من آل عزّة عامر

البيت بلا نسبة في الإنصاف ٣٥٤ ، وفيه حذف ياء الذي.

(٣٩٥) وكنت هناك أنت كريم قيس

فما القيسيّ بعدك والفخار

البيت غير منسوب في [سيبويه / ١ / ٣٠٠ هارون ، وشرح المفصل / ٢ / ٥٢] والفخار : بالكسر ، مصدر فاخره. يرثي الشاعر رجلا من سادات قيس ، يقول : كنت كريمها ومعتمد فخرها ، فلم يبق بعدك فخر. قال النحاس : هذا حجة لرفع القيسي والفخار ، كأنه قال : وما الفخار. وقال ابن يعيش : الشاهد فيه رفع الفخار بالعطف على القيسي ، مع ما في الواو من معنى «مع».

(٣٩٦) ولا ينجي من الغمرات إلا

براكاء القتال أو الفرار

البيت للشاعر بشر بن أبي خازم ، وهو شاهد للتقسيم الذي هو من محاسن الكلام وهو أن يقصد وصف شيء تختلف أحواله فيقسم أقساما محصورة لا يمكن الزيادة عليها وقد جعل الشاعر أقسام النجاة للمحارب قسمين لا ثالث لهما ، براكاء القتال ، أو الفرار. والبراكاء : الثبات في الحرب والجدّ ، والبراكاء أيضا : ساحة القتال. [الخزانة ج ٧ / ٥٠٦ ، واللسان «برك»].

(٣٩٧) ترك النّاس لنا أكنافهم

وتولّوا لات لم يغن الفرار

البيت شاهد على أن «لات» جاءت غير مضاف إليها «حين» ولا مذكور بعدها «حين» ولا ما رادفه. وقال ناظر الجيش : وهذا يدل على أن «لات» لا تعمل ، وإنما هي في هذا البيت حرف نفي مؤكّد بحرف النفي الذي هو «لم» ولو كانت عاملة لم يجز حذف الجزئين بعدها ، كما لا يحذفان بعد «ما» و «لا» العاملتين عمل ليس. والبيت للأفوه

٥١٣

الأودي. [الخزانة / ٤ / ١٧٤].

(٣٩٨) ذريني للغنى أسعى فإني

رأيت الناس شرّهم الفقير

وأحقرهم وأهونهم عليه

وإن كانا له نسب وخير

منسوبان لعروة بن الورد ، وليسا في ديوانه ، ولا يشبهان شعره ، وخير : بكسر الخاء : الكرم. والشاهد : أنه ألحق علامة التثنية وهي الألف في «كانا» مع المتعاطفين ، وهما نسب وخير ، والمعنى : وإن كان للفقير نسب وكرم فهو أحقر الناس وأهونهم لأجل فقره. [شرح التصريح / ١ / ٢٧٧ ، والعيني / ٢ / ٤٦٣].

(٣٩٩) وأنت التي حبّبت كلّ قصيرة

إليّ وإن لم تدر ذاك القصائر

البيت لكثير عزّة وقد مضى قبل قليل ملاصقه (عنيت .. البحاتر) ، وقد أنشد ابن يعيش البيت شاهدا على معنى الاسم المقصور ، وهو «الحبس» فإنما سمي المقصور مقصورا لأنه قصر ، أي : حبس عن المدّ والإعراب ، وأخذ من قوله تعالى : (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) [الرحمن : ٧٢] ، ويقال : امرأة قصيرة وقصورة ، إذا حبست في الحجال قبل أن تتزوج ، قالوا : وربما أخذ من قصرته أي : نقصته ، من قصر الصلاة من قوله تعالى : (أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ) [النساء : ١٠١] ، أي تنقصوا من عدد ركعاتها وإن كانا يؤولان إلى معنى واحد ، ألا ترى أنّ قصر الصلاة إنما هو حبسها عن التمام في الأفعال ، وذلك أن الاسم المقصور كأنه حبس عما استحقه من الإعراب ، أو نقص عن الممدود ، الذي هو أزيد لفظا. [شرح المفصل ج ٦ / ٣٧].

(٤٠٠) إنّا وجدنا بني جلّان كلّهم

كساعد الضبّ لا طول ولا قصر

البيت غير منسوب ، ويروى أيضا بقافية الميم (لا طول ولا عظم) ، وجلّان : علم لا ينصرف ، قبيلة من عنزة ، وهم رماة. وكلّهم : توكيد لبني جلان ، وقوله : كساعد الضب ، الساعد : ذراع اليد. والضبّ : ساعد جميع أفراده على مقدار معين خلقة ، لا يزيد ساعد فرد من أفراده طولا على ساعد فرد آخر ، وكذلك لا ينقص عن ساعد فرد آخر ، بخلاف سائر الحيوانات فإن بين ساعد أفرادها تفاوتا في الطول والقصر بحسب الجثة ، أراد أنّ بني جلان متساوون في فضيلة رشق السهام ، لا يرتفع أحدهم عن الآخر فيها ولا ينحط عنه. والبيت شاهد على أنه يجوز ترك وصف النكرة المبدلة من المعرفة إذا استفيد من

٥١٤

البدل ما ليس في المبدل منه كما هنا ، فإن قوله : «طول» المنفي ، بدل من ساعد الضب ، ومعنى الطول وما عطف عليه موجود في ساعد الضب. وفيه شاهد آخر وهو إبدال النكرة من المعرفة ، والنكرة بغير لفظ المعرفة ، والبغداديون يأبون ذلك ، ويقولون لا تبدل النكرة من المعرفة حتى يكونا من لفظ واحد نحو قوله تعالى : (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ). [العلق ١٦ ، والخزانة / ٥ / ١٨٣].

(٤٠١) كحلفة من أبي رياح

يسمعه لاهه الكبار

البيت للأعشى. وقوله : «لاهه» ، أي : إلهه. والكبار : بضم الكاف ، أي : الكبير. أو الكبّار. والبيت شاهد على أن أصل لفظ الجلالة «الله» لاه. على وزن «فعل» ، واشتقاقه من لاه ، يليه ، إذا استتر. كأنه يسمى بذلك لاستتاره عن إدراك الأبصار. وألف «لاه» منقلبة عن ياء ، لقولهم : لهي أبوك ، يريد (لاه أبوك) ، أي : (لله أبوك) .. وهناك أقوال أخرى في اشتقاق لفظ الجلالة ، انظرها في «مقدمة ابن يعيش على المفصل» ج ١ / ٣. و «الخزانة» ج ٧ / ١٧٣ ـ ١٨٤. وقد اختلفوا في وزن البيت فقال ابن يعيش إنه من الرجز ، وقال صاحب حاشيته إنه من مخلع البسيط. وذكره محقق الخزانة من السريع.

(٤٠٢) تظلّ مقاليت النساء يطأنه

يقلن : ألا يلقى على المرء مئزر

البيت لبشر بن أبي خازم. والمقاليت : جمع مقلت ، ومقلات ، وهي المرأة لم يبق لها ولد ، وكانت العرب تزعم أنّ المقلات إذا وطئت رجلا كريما قتل غدرا ، عاش ولدها. [اللسان ـ قلت].

(٤٠٣) أسيلات أبدان دقاق خصورها

وثيرات ما التّفت عليه المآزر

البيت منسوب لعمر بن أبي ربيعة. وهو في [الأشموني ٣ / ٦ ، والعيني ٣ / ٦٢٩] ، وفيه أن معمول الصفة المشبهة (وثيرات) جاء موصولا.

(٤٠٤) وغبراء يحمي دونها ما وراءها

ولا يختطيها الدهر إلا المخاطر

البيت لذي الرّمة في ديوانه ، وهو في الهمع ١ / ٢١٣ ، وفيه أنّ «دون» جاء مرفوعا وأنه ظرف متصرف.

(٤٠٥) وقلت وفي الأحشاء داء مخامر

ألا حبذا يا عزّ ذاك التّساتر

٥١٥

البيت لكثير عزّة في الهمع ٢ / ٨٩ ، والدرر ٢ / ١١٦. وفي البيت الفصل بين مخصوص حبذا ، وبينها في قوله (حبذا ـ يا عزّ ـ ذاك) حيث فصل النداء بينهما.

(٤٠٦) حتى يكون عزيزا من نفوسهم

أو أن يبين جميعا وهو مختار

البيت ليزيد بن حمار السكوني ، من قطعة قالها يوم ذي قار ، وقبل البيت :

إني حمدت بني شيبان إذ خمدت

نيران قومي وفيهم شبت النّار

ومن تكرّمهم في المحل أنهم

لا يعرف الجار فيهم أنه الجار

حتى يكون ...

وقوله : حتى يكون عزيزا ، أي : ما دام مقيما فيهم ، كأنه واحد منهم ، أو أن يبين جميعا. أي : يفارق مجتمعة أسبابه وهو مختار ، أي : لا يخرج كرها. ونصب جميعا ، على الحال : أي : يبين بجميع أسبابه ، ويجوز أن يكون حالا من الذين يفارقهم ، يعني أن يفارقهم وهم مجتمعون لتوديعه ، ويجوز أن يكون قوله : حتى يكون عزيزا معناه أنهم يعاملونه بهذه المعاملة إلى أن يكون عزيزا فيما بينهم ، أو يختار مفارقتهم. والمعنى : ذلك له فيهم ما اعتزّ بجوارهم ، أو مال إلى فراقهم. ويجوز أن يكون «من نفوسهم» في موضع الحال ، وعزيزا : خبر كان ، وإن جعلت عزيزا حالا و «من نفوسهم» خبرا جاز ، والمعنى حتى يكون كأنه من أصلهم ، كما قال تعالى : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) [التوبة : ١٢٨] ، أي : من جنسكم وبطانتكم ، وقال ابن جني في إعراب الحماسة يجوز كون «أن» في البيت زائدة ، قال ابن هشام : لأن النصب هنا يكون بالعطف لا بأن. [شرح أبيات المغني ج ٨ / ٩٩] ، والمغني الشاهد رقم ١١٧١.

(٤٠٧) في فتية جعلوا الصليب إلههم

حاشاي إني مسلم معذور

البيت للشاعر الأقيشر الأسدي. ومعذور : مختون ، والعذرة : الجلدة التي يقطعها الخاتن. والشاهد في البيت «حاشاي» على أن «حاشا» في البيت حرف جرّ ، ولو كانت فعلا لقيل : حاشاني ، وهو مذهب سيبويه ، وقال المبرد : حاشى : قد تكون فعلا واستدل بقول النابغة :

ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه

ولا أحاشي من الأقوام من أحد

فتصرفه يدل على أنه فعل ، ولأنه يقال : حاشى لزيد ، فحرف الجرّ لا يجوز أن يدخل

٥١٦

على حرف الجرّ ، ولأن الحذف يدخلها كقولهم : حاش لزيد. والحذف إنما يقع في الأسماء والأفعال دون الحروف ، والحقّ أنها تكون حرفا وتكون فعلا. [اللسان ـ حاشا ـ حشا ، والعيني / ١ / ٣٧٧ ، وشرح التصريح / ١ / ١١٢ ، والهمع / ١ / ٢٣٢].

(٤٠٨) إنّ المحبّ علمت مصطبر

ولديه ذنب الحبّ مغتفر

البيت غير منسوب ، والفعل «علم» قلبي ينصب مفعولين ، ولكنه ألغي لوقوعه بين معمولي «إنّ». [الهمع / ١ / ١٥٣].

(٤٠٩) ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه

لشيء نحته عن يديه المقادر

البيت للشاعر ذي الرّمة. والباخع : القاتل نفسه همّا وحزنا. وقوله : نحته ، أي : أزالته وأبعدته. ويروى الوجد : بالرفع ، على أنه فاعل لاسم الفاعل «الباخع» وبالجر بالإضافة ونفسه : مفعول به للباخع ، والشاهد : «أيّهذا» ، أيّ : منادى وصف باسم الإشارة «هذا» ، وانظر مثله في حرف الدال «ألا أيهذا اللائمي .. مخلدي». [شرح المفصل ج ٢ / ٧ و «اللسان ـ بخع ، ونحا»].

(٤١٠) قالوا قهرت فقلت جير ليعلمن

عما قليل أيّنا المقهور

البيت غير منسوب. وهو شاهد على أن «جير» تغني عن القسم ، قال الدماميني : لأنها للتصديق والتحقيق ، والقسم للتأكيد ، فحسن إغناؤها عن القسم ، وزعم سيبويه أن «جير» اسم ، لدخول التنوين عليه في قول الشاعر «وقائلة أسيت فقلت جير» بمعنى حقا ، فيكون مصدرا. [الهمع / ٢ / ٤٤].

(٤١١) حسن الوجه طلقه أنت في السّلم

وفي الحرب كالح مكفهرّ

البيت بلا نسبة في العيني ٣ / ٦٣٣ ، والأشموني ٣ / ٥ ، والشاهد (طلقه أنت) حيث عملت الصفة المشبهة (طلق) في الهاء ، وأما «أنت» فمبتدأ مؤخر ، وحسن الوجه طلقه ، خبران مقدمان. أما جعل بعضهم (أنت) فاعل الوصف ، فلا يتمشى على الصحيح من اشتراط اعتماد المبتدأ المكتفي بمرفوعه عن الخبر ، على نفي أو استفهام ، وزعم العيني أن «أنت» محل الشاهد في عمل «طلق» وردّ ، بأن المعمول الواجب كونه سببا ، ما عملها فيه بحق الشبه باسم الفاعل وهو المنصوب على طريق المفعول به ، و «أنت» ليس كذلك بخلاف الهاء ، لأن ما أضيف إليه الصفة أصله بعد تحويل إسنادها عنه النصب كما في

٥١٧

إعمال اسم الفاعل ، و «أنت» منفصل ، لا متّصل. [عن حاشية الصبان على الأشموني ج ٣ / ٥].

(٤١٢) فلئن تغيّر ما عهدت وأصبحت

صدفت فلا بذل ولا ميسور

لبما يساعف في اللقاء وليّها

فرح بقرب مزارها مسرور

البيتان بلا نسبة في [الهمع ٢ / ٤٢ ، والخزانة ج ١٠ / ٧٦].

قال ابن مالك : ولا يخلو الماضي المثبت المجاب به (القسم) من اللام ، مقرونة بقد ، أو ربّما أو «بما» مرادفتها ، إن كان متصرفا ، وإلا فغير مقرونة. وقد يلي «لقد» أو «لبما» المضارع الماضي معنى. فالشاهد في البيتين «فلئن .. لبما يساعف» فقد جاء الجواب مضارعا في اللفظ ، ماضيا في المعنى مسبوقا بـ اللام ، مقرونة بـ «بما» وهي في معنى «ربّما» وقال أبو حيّان في «لبما» إنّ الباء سببية وما مصدرية ، ويقدر بعد اللام فعل ، أي : لبان بما كان يؤهل.

(٤١٣) كساك ولم تستكسه فاشكرن له

أخ لك يعطيك الجزيل وناصر

البيت لأبي الأسود الدؤلي. وهو شاهد على التنازع في إعمال الأول من المتنازعين وهو قوله «كساك أخ» وأضمر في الثاني والثالث. وليس ببعيد أن يكون فاعل «كساك» عائد على سابق ، ورفع «أخ» على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو أخ». [الأشموني / ٢ / ١٠٢ ، ومعجم الأدباء / ١٨ / ١٩٣].

(٤١٤) أعوذ بربّ العرش من فئة بغت

عليّ فمالي عوض إلّاه ناصر

البيت غير منسوب في [شرح التصريح / ١ / ٩٨]. قال الشيخ خالد : وأجاز ابن الأنباري وقوع الضمير المتصل بعد «إلّا» مطلقا ومنعه المبرد مطلقا. قال : ويحتاج إلى الجواب عن قول الشاعر (البيت) فأوقع الهاء المتصلة موقع «إيّاه».

(٤١٥) فمالي إلا الله لا ربّ غيره

ومالي إلا الله غيرك ناصر

البيت للكميت بن زيد الأسدي. والشاهد فيه : تكرير المستثنى بإلا ، وغير. والتقدير : ومالي ناصر إلا الله غيرك ، فالله : بدل من ناصر ، وغيرك : نصب على الاستثناء ، فلما تقدما على المستثنى منه ، وهو «ناصر» لزما النصب. من جهة أن البدل لا يتقدم على

٥١٨

المبدل منه. والبيت من شواهد سيبويه في باب «تثنية المستثنى» أي : تكراره. و [شرح المفصل ج ٢ / ٩٣].

(٤١٦) وأيّة بلدة إلّا أتينا

من الأرضين تعلمه نزار

الشاهد بلا نسبة في [الهمع ١ / ٤٦] ، وفيه أن «الأرضين» بفتح الراء ، ملحق بجمع المذكر السالم لأنها (الأرض) مؤنثة ، واسم جنس لا يعقل ، مفردها أرض ، بسكون الراء والجمع بفتحها.

(٤١٧) عشيّة فرّ الحارثيّون بعد ما

قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر

الشاعر ذو الرّمة .. وهو شاهد على حذف المضاف مع وجود اللبس ، والتقدير : ابن هوبر ، وهو يزيد بن هوبر. [شرح المفصل ج ٣ / ٢٤. والخزانة ج ٤ / ٣٧١].

(٤١٨) أمام وخلف المرء من لطف ربّه

كواليء تزوي عنه ما كان يحذر

البيت بلا نسبة في [الهمع ١ / ٢١٠]. والشاهد (أمام وخلف) نصب الظرفان لأن المضاف إليه مذكور في الكلام.

(٤١٩) لقد تركتني منجنيق ابن بحدل

أحيد عن العصفور حين يطير

البيت قاله زفر بن الحارث. والبيت شاهد على تأنيث المنجنيق ، لأن الشاعر أنث الفعل قبله. وزفر بن الحارث الكلابي ، تابعيّ ، توفي سنة ٧٥ ه‍. [شرح شواهد الشافية ٢٩٩ ، واللسان «مجنق»].

(٤٢٠) وسطه كاليراع أو سرج المجدل

طورا يخبو وطورا ينير

البيت لعدي بن زيد في ديوانه ، والصبّان على الأشموني ٢ / ١٣١ ، واللسان (وسط) واليراع : ذباب يرى بالليل كأنه نار ، وسرج : جمع سراج. والمجدل : القصر ، والشاهد : «وسطه» حيث يرى بعضهم أن «وسط» بسكون السين ، يكون ظرفا ، و «وسط» بفتح السين يكون اسما لما بين طرفي الشيء. وقد يستعمل «الوسط» الذي هو ظرف اسما ويبقى على سكونه ، كما استعملوا «بين» اسما على حكمها ظرفا في نحو قوله تعالى : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) [الأنعام : ٩٤] و «وسطه» بالرفع على الابتداء ، ويروى

٥١٩

بالنصب على الظرفية خبرا مقدما والكاف مبتدأ. وفي الموضوع كلام غير ما ذكرته ، فانظر في اللسان.

(٤٢١) وشرّ المنايا ميّت وسط أهله

كهلك الفتى قد أسلم الحيّ حاضره

البيت للحطيئة. ويريد أن شرّ ميتة يموتها الرجل ، أن يموت بين أهله ، فهو بمنزلة المرأة. قال النحاس : أراد وشرّ المنايا منية ميّت ، فحذف. [شرح أبيات سيبويه ص ٧٣ وهو في الكتاب ١ / ١٠٩ ، و «الإنصاف» ص ٦١].

(٤٢٢) وقلن على الفردوس أول مشرب

أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره

البيت منسوب لمضرّس بن ربعي الأسدي ، وقبل البيت :

فلما لحقناهم قرأنا عليهم

تحيّة موسى ربّه إذ يجاوره

ومعنى البيت الشاهد : أن تلك النسوة قلن : أول مشرب نشربه يكون على ذلك المكان المسمّى الفردوس ، فقال : نعم. هذا يقع ، إن ضرب وأبيحت دعاثره ، وهي حياضه المتثلمة ـ جمع دعثور ـ بضم الدال ، فلم يمنع منه أحد. وأما مع عمارته فهو مصون ممنوع لا سبيل إلى الوصول إليه. وفي الشطر الأول قراءتان : الأولى : أن تجعل جملة (على الفردوس أول مشرب) مقول القول ، وهي جملة اسمية من مبتدأ وخبر ، والثانية : أن تجعل (على الفردوس) حالا. أي : وقلن حال كونهن نازلات على الفردوس ، وأول مشرب : مبتدأ خبره محذوف ، أي : لنا ، والجملة مقول القول.

والشاهد : (أجل جير) لأن كليهما بمعنى الايجاب ، ذكرهما معا للتأكيد كأنه قال : أجل أجل أو جير جير. و «جير» بالكسر ، كأمس وبالفتح للتخفيف كأين ، وكيف ، حرف جواب بمعنى نعم ، وزعم الجوهري أنها اسم بمعنى «حقا» وقال : إنها يمين للعرب فتقول : جير لا آتيك. وزعم آخرون بأنه اسم فعل بمعنى «أعترف».

قال البغدادي : ولكن رواية البيت في الأصمعيات : [وليس في الأصمعيات كما زعم] :

وقلن على الفردوس أول محضر

من الحيّ إن كانت أبيرت دعاثره

وليس فيه (أجل جير) والذي فيه الشاهد هو شعر طفيل الغنوي وهو :

٥٢٠