محمود بن حمزة بن نصر الكرماني
المحقق: عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفضيلة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥٩
سورة الرّوم
٣٨٦ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) (٩) هنا ، وفى فاطر (٤٤) ، وأول المؤمن (٢١) بالواو ، وفى غيرهن بالفاء ، لأن ما قبلها فى هذه السورة : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) (٨) ، وكذلك بعدها : (وَأَثارُوا الْأَرْضَ) (٩) بالواو ، فوافق ما قبلها وما بعدها. وفى فاطر أيضا وافق ما قبله ما بعده ، فإن قبله : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) (٤٣) ، وبعدها : (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ) (٤٤) ، وكذلك أول المؤمن قبله : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) (٢٠).
وأما فى آخر المؤمن فوافق ما قبله وما بعده وكانا بالفاء ، وهو قوله : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) (٨١) ، وبعده : (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) (٨٢).
٣٨٧ ـ قوله : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (٩) و (مِنْ قَبْلِهِمْ) متصل بكون آخر مضمر (١) ، وقوله : (كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً). إخبار عما كانوا عليه قبل الإهلاك.
وخصت هذه السورة بهذا النسق لما يتصل من الآيات بعده ، وكله إخبار عما كانوا عليه وهو : (وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها) (٩) ، وفى فاطر : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا) (٤٤) بزيادة الواو ، لأن التقدير : فينظروا كيف أهلكوا وكانوا أشد منهم قوة.
وخصت هذه السورة به لقوله : (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ) الآية (٤٤).
وفى المؤمن : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (٢١). فأظهر (كانَ) العامل فى (مِنْ قَبْلِهِمْ) ، وزاد (هُمْ) ، لأن فى هذه السورة وقعت فى أوائل قصة نوح ، وهى
__________________
(١) يعنى والتقدير : كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم.
تتم فى ثلاثين آية ، فكان اللائق البسط ، وفى آخر المؤمن : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً) (٨٢) (١) فلم يبسط القول ، لأن أول السورة يدل عليه.
٣٨٨ ـ قوله : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) (٢١) ، وختم الآية بقوله : (يَتَفَكَّرُونَ) (٢١) ، لأن الفكر يؤدى إلى الوقوف على المعانى التى خلقن لها ، من التآنس والتجانس ، وسكون كل واحد منهما إلى الآخر.
٣٨٩ ـ قوله : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٢٢) ، وختم بقوله : (لِلْعالِمِينَ) (٢٢) ، لأن الكل تظلهم السماء ، وتقلهم الأرض ، وكل واحد منفرد بلطيفة فى صوته يمتاز بها عن غيرها ، حتى لا ترى اثنين فى ألف يتشابه صوتاهما (٢) ويلتبس كلاهما ، وكذلك ينفرد كل واحد بدقيقة فى صورته يتميز بها من بين الأنام ، فلا ترى اثنين يشتبهان ، وهذا يشترك فى معرفته الناس جميعا ، فلهذا قال : (لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ).
ومن حمل اختلاف الألسن على اللغات ، واختلاف الألوان على السواد والبياض والشقرة والسمرة ، فالاشتراك فى معرفتها أيضا ظاهر.
ومن قرأ (لِلْعالِمِينَ) بكسر اللام (٣) فقد أحسن ، لأن بالعلم يمكن الوصول إلى معرفة ما سبق ذكره.
٣٩٠ ـ قوله : (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ) (٢٣) ، وختم بقوله : (يَسْمَعُونَ) (٢٣) ، فإن من سمع أن النوم من صنع الله الحكيم ولا يقدر أحد على اجتلابه إذا امتنع ، ولا على دفعه إذا ورد ،
__________________
(١) سقطت كلمة (أَشَدَّ) من الأصول.
(٢) فى أ : صوتاهما.
(٣) هى قراءة حفص بكسر اللام ، والباقون بفتحها (الدانى : التيسير ص ١٧٥).
تيقن أن له صانعا مدبرا (١).
قال الخطيب : معنى (يَسْمَعُونَ) هاهنا : يستجيبون إلى ما يدعوهم إليه الكتاب.
وختم الآية الرابعة (٢) بقوله : (يَعْقِلُونَ) (٢٤) ، لأن العقل ملاك أمر فى هذه الأبواب ، وهو المؤدى إلى العلم ، فختم بذكره.
٣٩١ ـ قوله : (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ) (٢٤) أى : أنه يريكم ، وقيل : تقديره ويريكم من آياته البرق ، وقيل : أن يريكم. فلما حذف (أن) سكن الياء ، وقيل : من آياته كلام كاف. كما تقول : منها كذا ، ومنها كذا ، ومنها وتسكت تريد الكثرة.
٣٩٢ ـ قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) (٣٧) ، وفى الزمر : (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا) (٥٢) ، لأن بسط الرزق مما يشاهد ويروى ، فجاء فى هذه السورة على ما يقتضيه اللفظ والمعنى ، وفى الزمر اتصل بقوله : (أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ) (٤٩) ، وبعده : (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٤٩) ، فحسن : (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا).
٣٩٣ ـ قوله : (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) (٤٦) ، وفى الجاثية : (فِيهِ بِأَمْرِهِ) (١٢) ، لأن فى هذه السورة تقدم ذكر الرياح وهو قوله : (أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) (٤٦) بالمطر وإذاقة الرحمة ، (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ) بالرياح بأمر الله تعالى ، ولم يتقدم ذكر البحر.
وفى الجاثية تقدم ذكر البحر وهو قوله : (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) (١٢) ، فكنى عنه فقال : (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ).
__________________
(١) انظر : (العبر والاعتبار ورقة ٤٨ ، ففيه بحث ممتع عن النوم خط رقم ٣٢٩١٨ جامعة القاهرة).
(٢) المراد بالآية الرابعة : آيات الله ودلائل عظمته.
سورة لقمان
٣٩٤ ـ قوله تعالى : (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) (١) (٧) ، وفى الجاثية : (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ) (٨) زاد فى هذه السورة : (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) ، جل المفسرين على أن الآيتين نزلتا فى النضر بن الحارث (٢). وذلك أنه ذهب إلى فارس فاشترى كتاب كليلة ودمنة ، وأخبار رستم واسفنديار ، وأحاديث الأكاسرة ، فجعل يرويها ويحدث بها قريشا ويقول : إن محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار ، ويستملحون حديثه ، ويتركون استماع القرآن ، فأنزل الله هذه الآيات. وبالغ فى ذمه لتركه استماع القرآن فقال : (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) أى : صمما لا يقرع مسامعه صوت.
ولم يبالغ فى الجاثية هذه المبالغة لما ذكر بعده : (وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً) (٩) ، لأن العلم لا يحصل إلّا بالسماع ، أو ما يقوم مقامه من خط أو غيره.
٣٩٥ ـ قوله : (كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) (٢٩) (٣) ، وفى الزمر : (لِأَجَلٍ) (٥) ، قد سبق شطر من هذا ، ونزيده بيانا : أن (إِلى) متصل لآخر الكلام ، ودال على الانتهاء ، واللام متصل بأول الكلام ، ودال على الصلة والسلام.
سورة السّجدة
٣٩٦ ـ قوله : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) (٥) ، وفى المعارج : (خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤) ، موضع بيانه التفسير ، والغريب فيه ما روى عن عكرمة فى جماعة : أن اليوم فى المعارج عبارة عن أول
__________________
(١) الوقر : الصمم.
(٢) انظر : (البحر المحيط ٧ / ١٨٣) ، وذكر : أن عبد الله بن خطل اشترى جارية تغنى بالنسيب. وبهذا فسر لهو الحديث : بالمعازف والغناء. المصدر السابق.
(٣) سبق فى سورة الرعد.
أيام الدنيا إلى انقضائها ، وأنها خمسون ألف سنة ، لا يدرى أحدكم مضى وكم بقى إلّا الله عزوجل (١).
ومن الغريب أن عبارة عن الشدة واستطالة أهلها إياها ، كالعادة فى استطالة أيام الشدة والحزن ، واستقصار أيام الراحة والسرور حتى قال القائل : سنة الوصل سنة (بكسر السين) ، وسنة الهجر سنة (بفتح السين).
وخصت هذه السورة بقوله : (أَلْفَ سَنَةٍ) لما قبله ، وهو قوله :(فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) (٤) وتلك الأيام من جنس ذلك اليوم.
وخصت المعارج بقوله : (خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) ، لأن فيها ذكر القيامة وأهوالها ، فكان اللائق بها.
٣٩٧ ـ قوله : (ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها) (٢٢) ، (ثُمَ) هاهنا تدل على الإعراض عقب التذكير (٢).
٣٩٨ ـ قوله : (عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (٢٠) ، وفى سبأ : (الَّتِي كُنْتُمْ) (٤٢) ، لأن النار فى هذه السورة وقعت موقع الكناية ، لتقدم ذكرها ، والكنايات لا توصف ، فوصف العذاب.
وفى سبأ يتقدم ذكر النار (قبل) (٣) فحسن وصف النار.
٣٩٩ ـ قوله : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) (٢٦) بالواو (مِنْ قَبْلِهِمْ) بزيادة (مِنْ) سبق فى طه.
٤٠٠ ـ قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ) (٢٦) ، ليس غيره ، لأنه لما ذكر القرون والمساكن بالجمع ، حسن جمع الآيات ، ولما تقدم ذكر الكتاب وهو مسموع حسن ذكر لفظ السماع ، فختم الآية به.
__________________
(١) للأستاذ الدكتور منصور حسب النبى ، أستاذ الطبيعة بجامعة عين شمس رأى فى هاتين الآيتين وأنهما يدلّان على سرعات ، فآية السجدة تدل على أقوى سرعة فى الكون وهى سرعة الضوء ، وآية المعارج تدل على سرعات الملائكة التى تفوق سرعة الضوء ، وقد نوقشت هذه القضية على صفحات مجلة الأزهر فى أعداد تبدأ من شهر رجب ١٤١٤ ه وما بعدها فانظرها (المراجع).
(٢) وذلك فى الآية : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها).
(٣) سقطت من أ.
سورة الأحزاب
ذهب بعض القراء إلى أنه ليس فى هذه السورة ما يذكر فى المتشابه ، وبعضهم أورد فيها كلمات ، وليس فى ذلك كثير تشابه ، بل قد يلتبس على الحافظ القليل البضاعة ، وعلى الصبى القليل التجارب ، فأوردتها إذ لم تخل من فائدة ، وذكرت مع بعضها علامة يستعين بها المبتدئ فى تلاوته.
٤٠١ ـ منها قوله : (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) (٨) ، وبعده : (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ) (٢٤). ليس فيها تشابه ، لأن الأول من لفظ السؤال ، وصلته (عَنْ صِدْقِهِمْ) ، وبعده :(وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) (٨). والثانى من لفظ الجزاء ، وفاعله (اللهُ) وصلته (بِصِدْقِهِمْ) بالباء ، وبعده (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ) (٢٤).
٤٠٢ ـ ومنها قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) (٩) ، وبعده : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٤١) ، فيقال للمبتدئ : إن الذى يأتى بعد العذاب الأليم نعمة من الله على المؤمنين (١) ، وما يأتى قبل قوله : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) (٤٣) ، (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٤١) شكرا على أن أنزلكم منزلة نبيه صلىاللهعليهوسلم فى صلاته وصلاة ملائكته عليه ، حيث يقول : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) (٥٦).
٤٠٣ ـ ومنها قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَ) (٢٨) و (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ) (٥٩) ، ليس من المتشابه ، لأن الأول فى التخيير (٢) ، والثانى فى الحجاب.
__________________
(١) لأن قبل هذه الآية : (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) [٨].
(٢) المراد بالتخيير : تخيير النبى صلىاللهعليهوسلم أزواجه بين الله ورسوله صلىاللهعليهوسلم وبين الدنيا.
٤٠٤ ـ ومنها قوله : (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) «٣٨ ، ٦٢» فى موضعين ، وفى الفتح : (سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ) (٢٣). التقدير فى الآيات : سنة الله التى قد خلت فى الذين خلوا ، فذكر فى كل سورة الطرف الذى هو أعم ، واكتفى به عن الطرف الآخر ، والمراد بما فى أول هذه السورة : النكاح. نزلت حين عيروا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بنكاحه زينب ، فأنزل الله : (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) ، أى النكاح سنة فى النبيين على العموم. وكانت لداود تسع وتسعون ، فضم إليهم (١) المرأة التى خطبها أوريا ، وولدت سليمان ، والمراد بما فى آخر هذه السورة القتل. نزلت فى المنافقين والشاكين الذين فى قلوبهم مرض ، والمرجفين (٢) فى المدينة على العموم.
وما فى سورة الفتح يريد به نصرة الله لأنبيائه ، والعموم فى النصرة أبلغ منه فى النكاح والقتل.
ومثله فى حم (غافر) : (سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ) (٨٥) فإن المراد بها : عدم الانتفاع بالإيمان عند البأس ، فلهذا قال :(قَدْ خَلَتْ).
٤٠٥ ـ ومنها قوله : (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (٣٤) و (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) (٥٢) و (وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) (٢٥) و (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) (٥١) وهذا من باب الإعراب ، وإنما نصب لدخول كان على الجملة ، فتفردت السورة به ، وحسن دخول كان عليها ، مراعاة لفواصل الآى والله أعلم.
سورة سبأ
٤٠٦ ـ قوله تعالى : (مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) (٣) مرتين بتقديم السموات. خلاف يونس فإن فيها : (مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي
__________________
(١) فى أ : فضم إليها.
(٢) فى الأصول : والمرجفون.
الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) (٦١) ، لأن فى هذه السورة تقدم ذكر السموات فى أول السورة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (١) وقد سبق فى يونس.
٤٠٧ ـ قوله : (أَفَلَمْ يَرَوْا) (٩) بالفاء ، ليس غيره ، زيد الحرف ، لأن الاعتبار فيها بالمشاهدة على ما ذكرناه ، وخصت بالفاء لشدة اتصالها بالأول ، لأن الضمير يعود إلى الذين قسموا الكلام فى النبى صلىاللهعليهوسلم ، قالوا : محمد إما غافل كاذب ، وإما مجنون هاذ ، وهو قولهم : (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) (٨) ، فقال الله تعالى : بل تركتم القسمة الثالثة وهى : وإما صحيح العقل صادق.
٤٠٨ ـ قوله : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) (٢٢) ، وفى سبحان : (مِنْ دُونِهِ) (٥٦) ، لأنه فى هذه السورة اتصلت الآية بآية ليس فيها لفظ الله ، فكان الصريح أحسن ، وفى سبحان (١) اتصل بآيتين فيهما بضعة عشر مرة ذكر الله صريحا وكناية ، فكانت الكناية أولى ، وقد سبق.
٤٠٩ ـ قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) (٩) ، وبعده : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (١٩) ، بالجمع ، لأن المراد بالأول : لآية على إحياء الموتى ، فخصت بالتوحيد ، وفى قصة سبأ جمع ، لأنهم صاروا اعتبارا يضرب بهم المثل ، تفرقوا أيادى سبأ ، وفرقوا كل مفرق ، ومزقوا كل ممزق ، فرفع بعضهم إلى الشام ، وبعضهم (ذهب) (٢) إلى يثرب ، وبعضهم إلى عمان ، فختم بالجمع.
وخصت به لكثرتهم ، وكثرة من يعتبر بهم ، فقال : (لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ) على الجنة (شَكُورٍ) على النعمة ، أى المؤمنين.
٤١٠ ـ قوله : (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) (٣٦) ،
__________________
(١) فى أ : فيها.
(٢) سقطت من أ.
وبعده : (لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ) (٣٩) قد سبق.
وخص هذه السورة بذكر الرب ، لأنه تكرر فيها مرات كثيرة ، منها : (بَلى وَرَبِّي) (٣) و (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (١٥) و (رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ) (١٩) و (يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا) (٢٦) ، (مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٣١) ولم يذكر مع الأول (مِنْ عِبادِهِ) ، لأن المراد بهم الكفار ، وذكره مع الثانى لأنهم المؤمنون ، وزاد (لَهُ) وقد سبق بيانه.
٤١١ ـ قوله : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ) (٣٤) ولم يقل : (مِنْ قَبْلِكَ) ، ولا (قَبْلِكَ). خصت السورة به ، لأنه فى هذه السورة إخبار مجرد ، وفى غيرها إخبار النبى صلىاللهعليهوسلم وتسلية له ، فقال : (قَبْلِكَ) و (مِنْ قَبْلِكَ).
٤١٢ ـ قوله : (وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٢٥) ، وفى غيرها :(عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١) لأن قوله : (أَجْرَمْنا) (٢٥) بلفظ الماضى ، أى قبل هذا. ولم يقل : نجرم ، فيقع فى مقابلة تعملون ، لأن من شرط الإيمان ووصف المؤمن : أن يعزم ألّا يجرم ، وقوله : (تَعْمَلُونَ) خطاب للكفار ، وكانوا مصرين على الكفر فى الماضى من الزمان والمستقبل ، فاستغنت به الآية عن قوله : (كُنْتُمْ).
٤١٣ ـ قوله : (عَذابَ النَّارِ) (٤٢) قد سبق.
سورة فاطر
٤١٤ ـ قوله جل وعلا : (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ) (٩) بلفظ الماضى ، موافقة لأول السورة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) (١) لأنهما للماضى لا غير ، وقد سبق.
٤١٥ ـ قوله : (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ) (١٢) (٢) بتقديم
__________________
(١) يعنى : (فاطر ـ جاعل).
(٢) مواخر : تشق عباب الموج.
(فِيهِ) موافقة لتقدم : (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ) (١٢) وقد سبق.
٤١٦ ـ قوله : (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ) (٢٥) بزيادة الباءات ، قد سبق.
٤١٧ ـ قوله : (مُخْتَلِفاً أَلْوانُها) (٢٧) ، وبعده : (أَلْوانُها) (٢٧) ثم : (أَلْوانُهُ) (٢٨) ، لأن الأول يعود إلى (ثَمَراتٍ) (٢٧) ، والثانى يعود إلى (الْجِبالِ) (٢٧) ، وقيل : يعود إلى الحمر ، والثالث يعود إلى بعض الدال عليه (١) (مِنَ) ، لأنه ذكر (مِنَ) ولم يفسره كما فسره فى قوله : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ) (٢٧) ، فاختص الثالث بالتذكير.
٤١٨ ـ قوله : (إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) (٣١) بالصريح ، وبزيادة اللام ، وفى الشورى : (إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) (٢٧) ، لأنه المتقدمة فى هذه السورة لم يكن فيها ذكر الله (٢) فصرح باسمه سبحانه ، وفى الشورى متصل بقوله : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ) (٢٧) فخص بالكناية.
ودخل اللام فى الخبر موافقة لقوله : (إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (٣٤) (٣).
٤١٩ ـ قوله : (جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) (٣٩) على الأصل قد سبق ، و (أَوَلَمْ يَسِيرُوا) (٤٤) سبق ، و (عَلى ظَهْرِها) سبق بيانه.
٤٢٠ ـ قوله : (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) (٤٣) كرر. وقال فى الفتح : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) (٢٣) وقال فى سبحان : (وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧) ، التبديل :
__________________
(١) وهو قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ).
(٢) وهى قوله تعالى : (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [٣٠].
(٣) ولم تدخل اللام فى الخبر فى الشورى موافقة لقوله : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).
تغيير الشيء عما كان عليه. قيل : مع بقاء مادة الأصل ، كقوله تعالى : (بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) «٤ : ٥٦» ، وكذلك : (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) «١٤ : ٤٨». والتحويل : نقل الشيء من مكان إلى مكان آخر. وسنة الله سبحانه لا تبدل ولا تحول ، فخص هذه الموضع بالجمع بين الوصفين ، لما وصف الكفار بوصفين ، وذكر لهم غرضين ، وهو قوله : (وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً) (١) (وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَساراً) (٣٩) ، وقوله :(اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ) (٢٣).
وقيل : هما بدلان من (نُفُوراً) (٤٢) فكما ثنى الأول والثانى (٢) ثنى الثالث ، ليكون الكلام كله على غرار واحد.
وقال فى الفتح : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ (٣) تَبْدِيلاً) (٢٣) فاقتصر على مرة واحدة لما لم يكن للتكرار موجب.
وخص (سبحان) بقوله : (تَحْوِيلاً) (٧٧) ، لأن قريشا قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : لو كنت نبيّا لذهبت إلى الشام ، فإنها أرض المبعث والمحشر. فهم النبى صلىاللهعليهوسلم بالذهاب إليها ، فهيأ أسباب الرحيل والتحويل ، فنزل جبريل عليهالسلام بهذه الآيات : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها) (٧٦) ، وختم الآيات بقوله : (تَحْوِيلاً) (٧٧) تطبيقا للمعنى.
سورة يس
٤٢١ ـ قوله تبارك وتعالى : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) (٢٠) قد سبق.
٤٢٢ ـ قوله : (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) «٢٩ ، ٥٣»
__________________
(١) المقت : السخط.
(٢) المراد ذكر اثنين من الصفات : (نذيرا ، نفورا ـ استكبارا ، ومكر السيئ ـ تبديلا ، تحويلا).
(٣) فى أ : لسنتنا ، وليس هو ما فى الفتح.
مرتين ليس بتكرار ، لأن الأولى هى النفخة التى يموت بها الخلق ، والثانية هى التى يحيا بها الخلق.
٤٢٣ ـ قوله : (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ) (٧٦) ، وفى يونس : (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (٦٥) تشابها فى الوقف على (قَوْلُهُمْ) فى السورتين ، لأن الوقف عليه لازم ، و (إِنَ) فيهما مكسورة بالابتداء بالكتابة ، ومحكى القول محذوف ، ولا يجوز الوصل ، لأن النبى صلىاللهعليهوسلم منزه من أن يخاطب بذلك.
٤٢٤ ـ قوله : (وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (٥٢) ، وفى الصافات :(وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) (٣٧) ، ذكر فى المتشابه : وما يتعلق بالإعراب لا يعد فى المتشابه (١).
سورة الصّافّات
٤٢٥ ـ قوله تبارك وتعالى : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (١٦) ، وبعدها : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) (٥٣) ، لأن الأول حكاية كلام الكافرين ، وهم منكرون للبعث ، والثانى قول أحد الفريقين لصاحبه عند وقوع الحساب والجزاء وحصوله فيه : كان لى قرين ينكر الجزاء وما نحن فيه ، فهل أنتم تطلعوننى عليه؟ (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ. قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) (٢) «٥٥ ، ٥٦». قيل : كانا أخوين ، وقيل : كانا شريكين ، وقيل : هما بطروس الكافر ، ويهوذا مسلم ، وقيل : القرين هو إبليس.
٤٢٦ ـ قوله : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) (٢٧) ، وبعده : (فَأَقْبَلَ) (٥٠) بالفاء ، وكذلك فى (ن وَالْقَلَمِ) آية (٣٠) ،
__________________
(١) وليس من التكرار ، لأن ما فى يس من كلام الكفار حين البعث ومعاينتهم ما كذبوا به من قبل ، وما فى الصافات من قول الله تعالى ردا على الكفار وتأييدا لرسالة النبى صلىاللهعليهوسلم.
(٢) لتردين : لتهلكنى.
لأن الأول لعطف جملة على جملة فحسب ، والثانى لعطف جملة على جملة بينهما مناسبة والتئام ، لأنه حكى أحوال أهل الجنة ، ومذاكرتهم فيها ما كان يجرى فى الدنيا بينهم وبين أصدقائهم ، وهو قوله : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ. كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (١) * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) «٤٨ ، ٥٠» : أى يتذاكرون.
وكذلك فى (ن وَالْقَلَمِ) هو من كلام أصحاب الجنة بصنعاء ، لما رأوها كالصريم ، وندموا ما كان منهم ، وجعلوا يقولون : (سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) (٢٩). بعد أن ذكرهم التسبيح أوسطهم. ثم قال :(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ) (٣٠) أى على تركهم الاستثناء وتخافتهم : (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ) (٢٤).
٤٢٧ ـ قوله : (إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) (٣٤) ، وفى المرسلات : (كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) (١٨) ، لأن فى هذه السورة حيل بين الضمير (٢) ، وبين كذلك بقوله : (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (٣٣) فأعاد.
وفى المرسلات متصل بالأول ، وهو قوله : (ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ. كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) «١٧ ، ١٨» ، فلم يحتج إلى إعادة الضمير.
٤٢٨ ـ قوله : (إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (٣٥) ، وفى القتال : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (١٩) بزيادة (أَنَّهُ) وليس لهما فى القرآن ثالث ، لأن ما فى هذه السورة وقع بعد القول ، فحكى (المقول) ، وفى القتال وقع بعد العلم ، فزيد قبله (أَنَّهُ) ، ليصير مفعول العلم ، ثم يتصل به ما بعده.
__________________
(١) مكنون : مصون.
(٢) الضمير هو (إِنَّا) فى قوله تعالى : (فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ) [٣٢] ولو لا الفصل لاتصل الكلام ولم يكرر (إِنَّا).
٤٢٩ ـ قوله : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) «٧٨ ـ ٧٩» ، وبعده : (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) (١٠٩) ، ثم : (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) (١٢٠) ، وكذلك : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠) فيمن جعله لغة فى إلياس. ولم يقل فى قصة لوط ولا يونس ولا إلياس : (سَلامٌ) ، لأنه لما قال : (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١٣٣) و (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١٣٩) ، وكذلك :(وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١٢٣) ، فقد قال سلام على كل واحد منهم ، لقوله فى آخر السورة : (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) (١٨١).
٤٣٠ ـ قوله : (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١) ، وفى قصة إبراهيم : (كَذلِكَ) (١١٠) ولم يقل : (إِنَّا) لأنه تقدم فى قصته :(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١٠٥). ولا بقى من قصته شىء ، وفى سائرها بعد الفراغ ، ولم يقل فى قصتى لوط ويونس : (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) ، لأنه لما اقتصر من التسليم على ما سبق ذكره اكتفى بذلك.
٤٣١ ـ قوله : (بِغُلامٍ حَلِيمٍ) (١٠١) ، وفى الذاريات : (عَلِيمٍ) (٢٧) ، وكذلك فى الحجر (٥٣) لأن التقدير : بغلام حليم فى صباه ، عليم فى كبره.
وخصت هذه السورة بحليم لأنه (عليهالسلام (٢)) حليم ، فاتقاه وأطاعه وقال : (يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (١٠٢) والأظهر أن الحليم إسماعيل ، والعليم إسحاق ، لقوله : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها) (٣) «٥١ : ٢٨». قال مجاهد :
__________________
(١) وردت هذه الآية مكررة بنصها رقم ٨٠ ، ١٢١ ، ١٣١.
(٢) ما بين الحاصرين غير ظاهر فى ب فقد أكلته الأرضة.
(٣) فى صرة : جماعة ، أو فى صياح. صكت وجهها : ضربت.
العليم والحليم فى السورتين إسماعيل ، وقيل : هما فى السورتين إسحاق ، وهذا عند من زعم أن الذبيح إسحاق ، وذكرت ذلك بشرحه فى موضعه.
٤٣٢ ـ قوله : (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٥) ، ثم قال :(وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩) كرر ، وحذف الضمير من الثانى ، لأنه لما نزل (وَأَبْصِرْهُمْ) قالوا : متى هذا الوعد الذى توعدنا به؟ فأنزل الله : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) (١٧٦) ، كرّر تأكيدا. وقيل : الأولى فى الدنيا ، والثانية فى العقبى ، والتقدير : أبصر ما ينالهم ، فسوف يبصرون ذلك (١).
وقيل : أبصر (٢) حالهم بقلبك فسوف يبصرون معاينة ، وقيل : بعد ما ضيعوا من أمرنا فسوف يبصرون ما يحل بهم.
وحذف الضمير من الثانى اكتفاء بالأول ، وقيل : (الضمير (٣) مضمر تقديره : ترى اليوم خيرهم إلى تول ، وترى بعد اليوم ما تحتقر ما شاهدتهم فيه من عذاب الدنيا.
وذكر فى المتشابه : (فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ) (٩١) بالفاء ، وفى الذاريات : (قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) (٢٧) بغير فاء ، لأن ما فى هذه السورة اتصلت جملة بخمس جمل كلها مبدوءة بالفاء على التوالى وهى :(فَما ظَنُّكُمْ) الآيات «٨٧ ـ ٩٠» والخطاب للأوثان تقريعا لمن زعم أنها تأكل وتشرب.
وفى الذاريات متصل بمضمر تقديره : فقربه إليهم فلم يأكلوا ، فلما رآهم لا يأكلون. والخطاب للملائكة ، فجاء فى كل موضع بما يلائمه.
__________________
(١) انظر : (تفسير القرطبى ١٧ / ٤٥).
(٢) فى ب : (بصرهم حالهم) ، وفى أ : (أبصرهم حالهم).
(٣) سقط من ب.
سورة ص
٤٣٣ ـ قوله تعالى : (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ) (٤) بالواو ، وفى «ق» : (فَقالَ) (٢) بالفاء ، لأن اتصاله بما قبله فى هذه السورة معنوى ، وهو أنهم عجبوا من مجىء المنذر وقالوا : هذا المنذر ساحر كذاب. واتصاله فى «ق» معنوى ولفظى ، وهو أنهم عجبوا فقالوا : (هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) (٢) فراعى المطابقة والعجز والصدر ، وختم بما بدأ به ، وهو النهاية فى البلاغة.
٤٣٤ ـ قوله : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) (٨) ، وفى القمر : (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا) (٢٥) ، لأن ما فى هذه السورة حكاية عن كفار قريش يجيبون محمدا صلىاللهعليهوسلم حين قرأ عليهم : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، فقالوا : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) (٨) ، ومثله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ) «١٨ : ١» ، و (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ) «٢٥ : ١» وهو كثير.
وما فى القمر حكاية عن قوم صالح ، وكان يأتى الأنبياء يومئذ صحف مكتوبة ، وألواح مسطورة ، كما جاء إبراهيم وموسى ، فلهذا قالوا : (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ) (٢٥) ، مع أن لفظ الإلقاء يستعمل لما يستعمل له الإنزال.
٤٣٥ ـ قوله : (وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا) (٤٣) ، وفى الأنبياء :(رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا) (٨٤) ، لأن الله سبحانه ميز أيوب بحسن صبره على بلائه بين أنبيائه ، فحيث قال لهم : (مِنْ عِنْدِنا). قال له :(مِنْ) وحيث لم يقل لهم : من عندنا قال له : (مِنْ عِنْدِنا).
فخصت هذه السورة بقوله : (مِنَّا) لما تقدم فى حقهم (مِنْ
عِنْدِنا) فى مواضع ، وخصت سورة الأنبياء بقوله : (مِنْ عِنْدِنا) لتفرده بذلك.
٤٣٦ ـ قوله : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ) (١٢) ، وفى «ق» : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) إلى قوله : (فَحَقَّ وَعِيدِ) «١٢ ـ ١٤».
قال الخطيب : سورة «ص» بنيت فواصلها على ردف أواخرها. بالباء والواو ، فقال فى هذه السورة : (الْأَوْتادِ) (١٢) و (الأحزاب) (١٣) ، (عِقابِ) (١٤) ، وجاء بإزاء ذلك فى «ق» : (ثَمُودُ) (١٢) و (وَعِيدِ) (١٤) (١) ، ومثله فى الصافات : (قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ) (٤٨) ، وفى «ص» : (قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ) (٥٢). فالقصد للتوفيق بالألفاظ مع وضوح المعانى.
٤٣٧ ـ قوله فى قصة آدم عليهالسلام : (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) (٧١) قد سبق.
سورة الزّمر
٤٣٨ ـ قوله عزوجل : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) ، وفى هذه أيضا : (إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِ). الفرق بين أنزلنا إليك الكتاب ، وأنزلنا عليك ، قد سبق فى البقرة ، ونزيده وضوحا : أن كل موضع خاطب النبى صلىاللهعليهوسلم بقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) ففيه تكليف ، وإذا خاطبه بقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ) ففيه تخفيف.
واعتبر بما فى هذه السورة ، فالذى فى أول السورة (إِلَيْكَ) فكلفه الإخلاص فى العبادة والذى فى آخرها (عَلَيْكَ) فختم الآية
__________________
(١) فى جميع الأصول هكذا. ويبدو أنها أسقطت (لوطا) «» فالسياق يقتضيه.
بقوله : (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) أى : لست بمسئول عنهم ، فخفف عنه ذلك.
٤٣٩ ـ قوله : (إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) «١١ ، ١٢». زاد مع الثانى لاما ، لأن المفعول من الثانى محذوف تقديره : فأمرت أن أعبد الله لأن أكون ، فاكتفى بالأول.
٤٤٠ ـ قوله : (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) (١٤) بالإضافة. والأول : (مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (١١) ، لأن قوله : (أَعْبُدَ) إخبار صدر عن المتكلم ، فاقتضى الإضافة إلى المتكلم ، وقوله : (أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ) (١١) ليس بإخبار عن المتكلم ، وإنما الإخبار ، وما بعده فضله ومفعول.
٤٤١ ـ قوله : (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) (٣٥) ، وفى النحل : (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٩٦). وكان حقه أن يذكر هناك.
خصت هذه السورة بالذى ليوافق ما قبله ، وهو : (أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) (٣٥) ، وقبله : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) (٣٣) وخصت النحل بما ، للموافقة أيضا ، وهو قوله : (إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ) (١) ، و (خَيْرٌ لَكُمْ) (٩٥) و (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) (٩٦) فتلاءم اللفظان فى السورتين.
٤٤٢ ـ قوله : (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) (٤٨) ، وفى الجاثية : (ما عَمِلُوا) (٣٣). علة الآية الأولى : لأن ما كسبوا فى هذه السورة وقع بين ألفاظ الكسب وهو : (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) (٢٤) (٢) ، وفى الجاثية وقع بين ألفاظ العمل ، وهو : (ما كُنْتُمْ
__________________
(١) سقطت كلمة (هُوَ) من الآية فى الأصول.
(٢) وبعده : (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [٥٠] ويبدو أنها سقطت من الأصول كما يدل عليه سياق كلام المؤلف : «بين ألفاظ الكسب».
تَعْمَلُونَ) (٢٩) و (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٣٠) ، وبعده : (سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) (٣٣) فخصت كل سورة بما اقتضاه.
٤٤٣ ـ قوله : (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) (١) (٢١) ، وفى الحديد : (ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) (٢٠) ، لأن الفعل قبل قوله : (ثُمَّ يَهِيجُ) فى هذه السورة مسند إلى الله تعالى ، وهو قوله : (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً) (٢١) فكذلك الفعل بعد : (ثُمَّ يَجْعَلُهُ) (٢١).
وأما الفعل قبله فى الحديد فمسند إلى النبات وهو : (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) (٢٠) فكذلك ما بعده وهو : (ثُمَّ يَكُونُ) (٢٠) ليوافق فى السورتين ما قبله وما بعده.
٤٤٤ ـ قوله : (فُتِحَتْ أَبْوابُها) (٧١) ، وبعده : (وَفُتِحَتْ) (٧٣) بالواو للحال ، أى : جاءوها وقد فتحت أبوابها ، وقيل : الواو فى (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) زائدة وهو الجواب ، وقيل : الواو واو الثمانية ، وقد سبق فى الكهف.
٤٤٥ ـ قوله : (فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ) (٤١) ، وفى آخرها :(فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) لأن هذه السورة متأخرة عن تلك السورة ، فاكتفى بذكره فيها.
سورة غافر
٤٤٦ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا (٢) فِي الْأَرْضِ) (٢١) ما يتعلق بذكرها قد سبق.
٤٤٧ ـ قوله : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ) (٢٢) ، وفى التغابن : (بِأَنَّهُ كانَتْ) (٦) ، لأن هاء الكناية إنما زيدت لامتناع
__________________
(١) حطاما : باليا.
(٢) فى الأصول : (أفلم يسيروا). خطأ.
(أن) عن الدخول على كان ، فخصت هذه السورة بكناية المتقدم ذكرهم ، موافقة لقوله : (كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (٢١) وخصت سورة التغابن بضمير الأمر والشأن توصلا إلى كان.
٤٤٨ ـ قوله : (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِ) (٢٥) فى هذه السورة فحسب ، لأن الفعل لموسى ، وفى سائر القرآن الفعل للحق.
٤٤٩ ـ قوله : (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) (٥٩) (١) ، وفى طه :(آتِيَةٌ) (١٥) ، لأن اللام إنما تزاد لتأكيد الخبر ، وتأكيد الخبر إنما يحتاج إليه إذا كان المخبر به شاكا فى الخبر ، فالمخاطبون فى هذه السورة الكفار فأكد ، وكذلك أكد : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) (٥٧) فى هذه السورة باللام.
٤٥٠ ـ قوله : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (٦١) ، وفى يونس : (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) (٦٠) وقد سبق ، لأنه وافق ما قبله فى هذه السورة : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٥٧) ، وبعده : (أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (٥٩) ، ثم قال : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (٦١).
٤٥١ ـ قوله فى الآية الأولى : (لا يَعْلَمُونَ) (٥٧) أى : لا يعلمون أن خلق الأكبر أسهل من خلق الأصغر ، ثم قال :(لا يُؤْمِنُونَ) (٥٩) بالبعث ، ثم قال : (لا يَشْكُرُونَ) (٦١) أى : لا يشكرون الله على فضله ، فختم كل آية بما اقتضاه.
٤٥٢ ـ قوله : (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) (٦٢) سبق.
٤٥٣ ـ قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٦٥). مدح نفسه سبحانه ، وختم ثلاث آيات على التوالى بقوله : (رَبُّ الْعالَمِينَ)
__________________
(١) فى الأصول : (وأن الساعة لآية). خطأ.