نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠

أصاب ؛ أي : حيث أراد [من النّواحي.

قال الأصمعيّ : العرب تقول : أصاب] (١) [فأخطاء الجواب ؛ أي : أراد] (٢) الصواب فأخطأ في الجواب (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) (٣٧) ؛ أي (٤) : سخرناهم له ، يبنون ويغوصون في البحر (٥) لإخراج الدّر واللؤلؤ والمرجان وغير ذلك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) (٣٨) ؛ أي : في القيود والأغلال.

قوله ـ تعالى ـ : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ) ؛ أي : أنعم على من شئت من الشّياطين فخلّ عنه ، واحبس من شئت منهم في العمل أو خلّه في القيود والإغلال. عن مقاتل (٦).

وقيل : أعط من شئت ، وامنع من شئت (٧).

([أَوْ أَمْسِكْ] بِغَيْرِ حِسابٍ) (٣٩) ؛ أي : عطاؤنا بغير حساب ولا تقدير

__________________

(١) ليس في ج.+ م زيادة : الصواب.

(٢) ليس في ج ، د.

(٣) البحر المحيط ٧ / ٣٩٨ نقلا عن الزجّاج.+ سقط من هنا قوله تعالى : (حَيْثُ أَصابَ) (٣٦)

(٤) ج ، د ، م : يريد.

(٥) أ زيادة : ليخرجوا.

(٦) تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٥ نقلا عن قتادة.

(٧) تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٤ نقلا عن الحسن.

٣٢١

ولا اهتدار (١) ؛ كعطاء ملوك الدّنيا (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) (٤١) ؛ أي : بمشقّه وشيء كرهته. وذلك أنّ (٣) الشّيطان يحسّن لقومه أن يخرجوه من بينهم لأجل مرضه ، وقال لهم : إنّه يعديكم فأخرجوه. وكانت زوجته تقوم به وتعالجه ، فاحتال الشّيطان عليها وقال لها : إن أحببت أن يبرأ زوجك من مرضه (٤) فأعطيني (٥) ظفرتين من ظفائرك حتّى أبرئه (٦). ففعلت ذلك.

وعلم أيّوب به فشقّ عليه ذلك (٧) ، وقال لها : والله ، لأضربنّك مائة سوط. ثمّ سأل الله (٨) العافية ، وشكا (٩) إليه ما لقي من الشّيطان.

فنزل عليه جبرائيل ـ عليه السّلام ـ وقال (١٠) له : (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) ؛ أي : اضرب بها الأرض وحرّكها بقدميك ، فهناك (مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) (٤٢) ففعل ما أمره به (١١) ، فنبع (١٢) هناك عينان عذبتان ، فاغتسل منهما وشرب فرجع

__________________

(١) ج : هدر.

(٢) سقط من هنا الآية (٤٠)

(٣) ج ، د ، م : أنّه كان.

(٤) ليس في أ.

(٥) ج ، د ، م : فاقطعي.

(٦) م : أبريه.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) د زيادة : تعالى.

(٩) ج ، د : فشكا.

(١٠) ج ، د : فقال.

(١١) ليس في د.

(١٢) ج ، د : فنبعت.+ ج ، د ، م زيادة : من.

٣٢٢

أحسن ما كان (١٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) فأخذ باقة من أسل فيها مائة عود ، فضرب بها زوجته ضربة واحدة تحلة ليمينه.

قيل : إنّ هذا الحكم منسوخ بشريعة نبيّنا ـ عليه السّلام ـ (١٤).

وقيل : إنّه حكم باق على ما كان من (١٥) زمن (١٦) أيوب ـ عليه السّلام ـ (١٧).

وقيل : هو مخصوص به ـ عليه السّلام ـ (١٨).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٤٤) ؛ أي : سبّح.

قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ) ؛ يا محمّد (عِبادَنا (١٩) إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) : وهو ولد إسحاق.

قوله ـ تعالى ـ : (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) (٤٥) ؛ أي : أولي النعم والقوّة والبصائر والرّأي (٢٠).

__________________

(١٣) سقط من هنا الآية (٤٣)

(١٤) كشف الأسرار ٨ / ٣٥٥ نقلا عن مجاهد.

(١٥) م : في.

(١٦) ليس في د.

(١٧) كشف الأسرار ٨ / ٣٥٥ نقلا عن قتادة.

(١٨) كشف الأسرار ٨ / ٣٥٥ نقلا عن مجاهد.

(١٩) ج ، د : واذكر عبادنا أي أذكر يا محمّد عبادنا.

(٢٠) م : الدّين.

٣٢٣

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) (٤٦) ؛ أي : اختصصناهم (١) بدار الآخرة ، وهي الجنّة وما فيها من النّعيم الدائم بلا تكدير ولا زوال (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ) ؛ [أي : اذكر ، يا محمّد ، إسماعيل] (٣) بن هلقايا (٤) وصبر اليسع ، أو صبر ذي الكفل لميعاده سنة. وذلك أنّه رافقه إلى بلده فقال له : قف على باب السّور إلى أن أرجع إليك. فدخل فقضى حاجته وخرج من باب (٥) آخر وسها عن الميعاد ، فبقي على باب السّور سنة يتعبّد الله ـ تعالى ـ. فلمّا كان بعد السّنة خرج فوجده قائما يصلي على باب السّور ، فقال له (٦) : متى قدمت؟

قال (٧) : لم أزل (٨) [مكاني هذا] (٩) منذ فارقتني في العام الماضي ، هاهنا ، في انتظارك إلى الآن. فأثنى الله ـ تعالى ـ عليه وذكره في كتابه (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيها) ؛ أي : آكلين شاربين ممّا يشتهون. تقول

__________________

(١) م : خصصناهم.

(٢) سقط من هنا الآية (٤٧)

(٣) ليس في د.

(٤) م : هلقان.

(٥) ج ، د ، م : بباب.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ج ، د ، م : فقال.

(٨) م : أنزل.

(٩) ليس في ج ، د ، م.

(١٠) سقط من هنا قوله تعالى : (وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ) (٤٨)

٣٢٤

العرب : اتّكأنا عند فلان ؛ أي : طعمنا (١) ما نشتهي.

قوله ـ تعالى ـ : (يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ) (٥٢) ؛ أي : قصرن (٢) نظرهنّ على أزواجهنّ ، فلا ينظرن إلى غيرهم.

و «أتراب» على سن واحد (٣) ، واحدها ترب (٤) ، بنات ثلاث وثلاثين سنة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ) ؛ (٥٥) ؛ أي : مرجع.

قوله ـ تعالى ـ : (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ) (٥٦) ؛ أي : الفراش.

قوله ـ تعالى ـ : (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) (٥٧) :

«الحميم» الماء الحار الّذي قد انتهى حرّه.

و «الغسّاق» البارد الشّديد (٦). عن الكلبيّ ومقاتل والضّحّاك (٧).

وقال السدي : «الغسّاق» من (٨) [جلود أهل النّار (٩).

__________________

(١) ج ، د ، م : أطعمنا.

(٢) أ : قصرت.

(٣) ج ، د : واحدة.

(٤) ج ، د ، م زيادة : قيل.

(٥) سقط من هنا الآيتان (٥٣) و (٥٤)

(٦) م زيادة : البرد.

(٧) تفسير الطبري ٢٣ / ١١٤ نقلا عن مجاهد والضحّاك.

(٨) ليس في أ ، د.

(٩) تفسير الطبري ٢٣ / ١١٣ نقلا عن قتادة.

٣٢٥

وقال آخر : «الغسّاق»] (١) ما يخرج من فروج المومسات في النّار (٢).

وقيل : «الغسّاق» المنتن (٣) البارد (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) (٥٨) ؛ أي : وعذاب آخر نحو الحميم والغسّاق.

و «أزواج» أصناف وألوان.

قوله ـ تعالى ـ : (هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) ؛ أي : زمرة وجماعة يقتحم ويدخل (٥) داخلا معكم (٦) في النّار (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ) (٦١) :

قالوا : هذا حين تسابّ التّابع والمتبوع وتبارءا وقالوا : أنتم قدّمتموه لنا (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) (٦٢) :

قيل : هذا قول جبابرة قريش عن فقراء المؤمنين وضعفائهم ؛ مثل سلمان

__________________

(١) ليس في د.

(٢) تفسير القرطبي ١٥ / ٢٢٢ نقلا عن قتادة.

(٣) أ : التين.+ م : منتن.

(٤) تفسير الطبري ٢٣ / ١١٤ نقلا عن بريدة.

(٥) م : تدخل.

(٦) أ : منكم.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ) (٥٩) والآية (٦٠)

(٨) تفسير الطبري ٢٣ / ١١٦.

٣٢٦

وعمّار وأبي ذرّ وبلال وصهيب الرّوميّ وأمثالهم ، من الفقراء المستضعفين من المؤمنين. وكانت الجبابرة ، من قريش ، يعدّونهم من الأشرار في الدّنيا لفقرهم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) (٦٣) ؛ أي : زاغت أبصارنا عنهم فهم (٢) في النّار معنا.

وقيل : إنّ (٣) «أم» هاهنا ، بمعنى : بل (٤).

(ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (٦٩) ؛ يعني بهم :

الملائكة ، اختصموا في آدم ـ عليه السّلام ـ (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) (٧١) حاله كذا وصفته كذا (٦) (فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (٧٥))

(قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (٧٦) :

وهو أوّل من قاس. هكذا ورد في أخبارنا عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ (٧).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٣ / ١١٦ نقلا عن الضّحّاك.

(٢) من د.+ ج ، م : وهم.

(٣) ليس في م.

(٤) التبيان ٨ / ٥٧٦.+ سقط من هنا الآيات (٦٤) ـ (٦٨)

(٥) سقط من هنا الآية (٧٠)

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي).

(٧) وسائل الشيعة ١٨ / ٢٣ و ٢٧ و ٢٩ ، ومستدركه ١٧ / ٢٥٥ ، والبرهان ٤ / ٦٦ ، والبحار ٢ / ٣١٥.

٣٢٧

وروي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ أنّه قال : قال (١) لي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : أتدري لم (٢) اختصم الملأ الأعلى؟

فقلت : لا.

فقال : اختصموا في الكفّارات والدّرجات. فأمّا الكفّارات : فإسباغ الوضوء في السّبرات ، ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة. وأمّا الدّرجات :

فإفشاء السّلام ، وإطعام الطّعام ، والصّلاة باللّيل والنّاس نيام (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) (٧٧) ؛ أي : مرجوم باللّعنة إلى يوم القيامة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ) (٧٨) ؛ أي : إلى يوم الجزاء.

قوله ـ تعالى ـ : (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (٨١) ؛ أي : إلى يوم القيامة.

قيل : إنّما سأله تأخير العقوبة ، لأنّه خشي من تعجيلها (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) ؛ يعني : على الإيمان بالله والإسلام.

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (٨٦) ؛ أي : ما تكلّفت هذا الأمر

__________________

(١) من ج.

(٢) أ : ما.

(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٥٦ وعنه نور الثقلين ٤ / ٤٧٠ وكنز الدقائق ١١ / ٢٦٣.

(٤) تفسير الطبري ٢٣ / ١١٩.+ سقط من هنا الآيات (٨٢) ـ (٨٥)

٣٢٨

من قبل نفسي ، لكن الله ـ سبحانه ـ أمرني بذلك وأرسلني أدعوكم إلى الإيمان (١) والطاعة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (٨٨) :

قيل : القتل ببدر (٣).

وقيل : انقضاء العمر (٤).

و «الحسين» على وجوه في كتاب الله ـ تعالى ـ [والله الموفّق للتّمام] (٥).

__________________

(١) ج ، م زيادة : به.

(٢) سقط من هنا الآية (٨٧)

(٣) تفسير الطبري ٢٣ / ١٢١ نقلا عن السدي.

(٤) تفسير الطبري ٢٣ / ١٢١ نقلا عن قتادة.

(٥) ليسف في ج ، د ، م.

٣٢٩

ومن سورة الزّمر

وهي سبعون آية وآيتان.

مكّيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (١) :

هذا (١) ابتداء ، وخبره «من الله».

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً [لَهُ الدِّينَ]) (٢) :

نصب «مخلصا» بوقوع الإخلاص عليه ؛ أي : مخلصين له الدّين.

وقيل : نصبه على الحال (٢).

وقيل : معنى «مخلصا» : لا رياء فيه. عن السدي (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) (٤) ؛ [يعني : آدم ـ عليه

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) التبيان ٩ / ٥ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) تفسير الطبري ٢٣ / ١٢٢ نقلا عن قتادة.

(٤) الزّمر ٣٩ / ٦.

٣٣٠

السّلام ـ] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) (٢) ؛ يعني : حوّاء ، خلقها (٣) من ضلع من أضلاعه [وهو (٤) القصير ؛ أي (٥) : آخر الأضلاع] (٦). ولهذا (٧) أضلاع الرّجل تنقص ، وأضلاع المرأة تستوي.

وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : خلق الله ـ تعالى ـ حوّاء من فضل طينة آدم ـ عليه السّلام ـ (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) (٩) ؛ يعني (١٠) : نطفة ، ثمّ علقة ، ثمّ مضغة ، ثمّ عظاما ، ثمّ كسا (١١) العظام لحما (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١٢).

قوله ـ تعالى ـ : ([أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ] وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.+ سوف يأتي تفسير هذه الآية آنفا.

(٢) الزّمر ٣٩ / ٦.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) م : هي.

(٥) ج : من.

(٦) ليس في د.

(٧) ج ، د ، م زيادة : أنّ.

(٨) بحار الأنوار ١١ / ٩٩ و ١٠١.

(٩) الزمر ٣٩ / ٦.

(١٠) ج ، د ، م : معنى.

(١١) ج ، د ، م : كسونا.

(١٢) المؤمنون (٢٣) / ١٤.

٣٣١

أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) ؛ يعني : الّذين عبدوا الملائكة وعزير وعيسى والأصنام (١).

قوله ـ تعالى ـ : (لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ) ؛ أي : من الملائكة ؛ لأنّهم أطيب وأطهر من الآدميّين (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) ؛ أي : يغشى كلّ واحد منهما الآخر.

قوله ـ تعالى ـ : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) (٣) ؛ أي : يدخل (٤) ما نقص من أحدهما في الآخر.

قوله ـ تعالى ـ : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) ؛ أي : إلى (٥) غاية ومنتهى (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) ؛ يعني : آدم ـ عليه السّلام ـ (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) ؛ أي : من الضّأن والمعز والإبل والبقر ، من كلّ واحد زوجين [ذكر وأنثى] (٨).

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) (٣)

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٤) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ).

(٣) الفاطر (٣٥) / ١٣.

(٤) م زيادة : كل.

(٥) ليس في ج.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (٥)

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها).

(٨) ليس في ج ، د ، م.

٣٣٢

(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) ؛ يعني : البطن والرّحم والمشيمة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً) ؛ أي : أمثالا.

و «النّدّ» خلاف «الضّدّ» (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً) :

قيل (٣) : نزلت هذه الآية في حذيفة [بن اليمان (٤)] (٥) ، وفيها تهديد له ووعيد.

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) :

نزلت هذه الآية [في بعض أهل الإصلاح ، المطيعين لله والرّسول] (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١٥) ؛ يريد : البيّن الظّاهر.

قوله ـ تعالى ـ : (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) ؛ أي :

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (٦) والآية (٧) وقوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ).

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ).

(٣) ليس في د.

(٤) ج : اليماني.

(٥) ليس في د.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (٨) أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ).

(٦) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٩) والآيات (١٠) ـ (١٤) وقوله تعالى : (فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ).

٣٣٣

النّار.

وقيل : «الظّلل من تحتهم» ظلل لمن تحتهم ، وهكذا إلى القعر. لأنّ النّار دركات والجنّة درجات ، والدرك إلى أسفل والدرج إلى فوق (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) :

قال قتادة : «القول» هاهنا : القرآن (٢) ، وكلّه حسن ، ولكن فيه العفو وفيه القصاص والعفو أحسن من القصاص (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً) ؛ أي : يشبه بعضه بعضا في الحكمة والفصاحة ، و (٤) ، يصدّق بعضه بعضا. عن أبي عبيدة (٥).

(مَثانِيَ) : مقاتل (٦) قال : فيه ذكر الجنّة والنّار ، والحلال والحرام (٧).

وقال غيره : «مثانى» يثنّي (٨) فيه القصص والأمثال (٩).

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٣٢٩ باختلاف يسير.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (١٦) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى).

(٢) د ، م زيادة : هو.

(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٧٠ من ذكر للقائل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) (١٨) والآيات (١٩) ـ (٢٢) الا الآية (٢١) سترد بعد عدة أسطر.

(٤) ليس في أ.

(٥) مجاز القرآن ٢ / ١٨٩.

(٦) ليس في أ.

(٧) تفسير الطبري ٢٣ / ١٣٥ نقلا عن قتادة.

(٨) م : تثنّى.

(٩) مجمع البيان ٨ / ٧٧٢.+ سقط من هنا قوله تعالى : (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٢٣)

٣٣٤

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ) (١) :

«ينابيع» جمع ينبوع ؛ [مثل العيون] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) ؛ أي : يابسا.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٢١) :

«الألباب» العقول ، واحدها لبّ.

وفي (٣) الآية تنبيه على حكمة الله ـ تعالى ـ وأفعاله واقتداره ، الّذي يدلّ على الوحدانيّة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : «زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ» ؛ يريد : منه أحمر وأخضر وأصفر وأسود [وأبيض] (٥). وفي (٦) جميع ذلك حكمة بالغة ، واعتبار ودلالة على الصّانع المختار (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ

__________________

(١) الزمر ٣٩ / ٢١.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ج ، د ، م زيادة : هذه.

(٤) م زيادة : والينابيع جمع ينبوع مثل العيون.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) ليس في أ.

(٧) سقط من هنا الآيات (٢٤) ـ (٢٦)

٣٣٥

يَتَذَكَّرُونَ) (٢٧) قال الله ـ تعالى ـ : (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (١).

قوله ـ تعالى ـ : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) ؛ أي : عبدا (٢) متخالفون فيه (٣) ، عسر والأخلاق (٤) لا يتوافقون.

قوله ـ تعالى ـ : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) ؛ أي : عبد خالص لسيّد ، ولكلّ أهل ف (هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) :

قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : هذا مثل ضربه الله ـ تعالى ـ للمؤمن والكافر في أنّهما لا يستويان (٥).

وقال بعض المفسّرين : قال (٦) النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : المؤمن عزيز (٧) كريم ، والكافر خبيث لئيم (٨).

وقال قتادة : «الشكس» الكافر ، و «الشّركاء» الشّياطين ، و «السالم» المؤمن يعمل لله ـ تعالى ـ وحده (٩).

__________________

(١) إبراهيم (١٤) / ٢٥.+ وسقط من هنا الآية (٢٨)

(٢) م : عبد.+ م زيادة : أي.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) م : الخلاق.

(٥) التبيان ٩ / ٢٤.

(٦) م : قاله.

(٧) ج : عزّ.+ د ، م : حرّ.

(٨) البحار ٦٧ / ٢٨٣ : المؤمن غرّ كريم والفاجر خبّ لئيم.

(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٣٣٦

ومن قرأ : «سلما» أراد : سلم إليه وسكن ، ولم يخالفه في شيء (١).

قوله ـ تعالى ـ : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) ؛ أي : يقبضها عند حضور أجلها.

(وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) ؛ يريد : يقبضها في منامها ؛ [أي : يقبضها ـ أيضا ـ عند النّوم] (٢).

وقيل : أراد : أنّ الله ـ تعالى ـ يقبض الأرواح عند انقضاء آجالها ، والّتي لم تقبض في منامها يقبضها أحياء (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى) : الّتي لم يحضر أجلها.

وقيل : «يتوفى الأنفس» ؛ أي : يحصيها (٤). وأنشد :

إنّ بني دارم (٥) ليسوا من أحد

[ليسوا إلى قبس وليسوا من أسد] (٦)

ولا توفّاهم قريش في العدد (٧)

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٢٩) والآيات (٣٠) ـ (٤١) وستأتي الآية (٣٣)

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) تفسير الطبري ٢٤ / ٧ نقلا عن السدي.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٥) لسان العرب : الأدرد.

(٦) ليس في لسان العرب.

(٧) أنشده أبو عبيدة لمنظور الوبري ، لسان العرب ١٥ / ٤٠٠ مادّة «وفي».

٣٣٧

أي : لا تحصيهم.

وقيل : يمسك روح الميّت ، ويرسل روح النائم (١) (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى [إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ]) (٢) (٤٢) :

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) ؛ أي : نفرت. عن أبي عبيدة (٣).

وقال غيره : استكبرت (٤).

«وحده» ، عند الخليل وسيبويه ، مصدر. وعند يونس حال (٥). ولا تخفض (٦) إلّا في ثلاثة مواضع [في قولهم] (٧) : تسبيح وحده وعيير وحده وحجيش وحده.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) (٨) :

قيل : فيه قولان :

أحدهما ، [أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ صدّق بالله ـ تعالى ـ وبما أوحي إليه (٩).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٤ / ٧ نقلا عن سعيد بن جبير.

(٢) سقط من هنا الآيتان (٤٣) و (٤٤)

(٣) تفسير الطبري ٢٤ / ٨ نقلا عن قتادة.

(٤) تفسير الطبري ٢٤ / ٨ نقلا عن قتادة.

(٥) تفسير القرطبي ١٥ / ٢٦٤.

(٦) م : لا يخفض.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) الزمر (٣٩) / ٣٣.

(٩) تفسير الطبري ٢٤ / ٣ نقلا عن السدي.

٣٣٨

والآخر ، أنّه] (١) عليّ ـ عليه السّلام ـ صدّق برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وبما جاء به. روي ذلك في أخبارنا (٢).

وقال القتيبيّ : «وصدّق به» ؛ يعني : المؤمنين ، صدّقوا برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وبما جاء به (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٩) قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ يعني : قارون.

وقيل : الأمم الخالية (٤).

مقاتل قال : نزلت هذه الآية (٥) في أبي حذيفة بن المغيرة المخزوميّ ، وقد قالها قارون قبله (٦).

(قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥٣) :

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ورد مؤدّاه في تأويل الآيات ٢ / ٥١٦ و ٥١٧ وتفسير القمّي ٢ / ٢٤٩ ومجمع البيان ٨ / ٧٧٧ وعنها أو عن بعضها كنز الدقائق ١١ / ٣٠٣ و ٣٠٤ ونور الثقلين ٤ / ٤٨٩ والبرهان ٤ / ٧٦ وفي البحار ٣٥ / ٤٠٧.

(٣) تفسير الطبري ٢٤ / ٣ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٥) والآيات (٤٦) ـ (٤٨)

(٤) تفسير الطبري ٢٤ / ٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) أي الآية (٤٩)

(٦) تفسير القرطبي ١٥ / ٢٦٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٥٠) والآيتان (٥١) و (٥٢)

٣٣٩

قيل : نزلت هذه الآية في جماعة من رؤساء مكّة (١).

وقيل : نزلت بسبب رجل فجر بامرأة ميتة لم يقدر عليها حال حياتها ، فجاء إلى قبرها فنبشه (٢) وأتى منها الفاحشة. فصاح به ملك : إلى أين (٣) تذهبون ، وإلى أين تفرّون؟ فسقط مغشيا عليه ، ثمّ ندم وطمّ عليها القبر ، وحثا التّراب على رأسه ، وهام على [وجهه في البريّة ، وأيس من رحمة الله ـ تعالى ـ : فعلم منه صدق التّوبة ، فأوحى] (٤) الله إلى نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فعرّفه حاله ، وأمره أن يحضره عنده ويتلو عليه هذه الآية ، ويعرّفه أنّ الله قد قبل توبته (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) :

واحدها إقليد. فارسيّ ، معرّب إكليد.

الكلبيّ قال : خزائن السّموات [وهو المطر] (٦) ، وخزائن (٧) الأرض [وهو] (٨) النبات (٩).

__________________

(١) أسباب النزول / ٢٧٦ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢) م زيادة : بعد موتها.

(٣) م : فإلى.+ ج ، د : قال.

(٤) ليس في د.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٤١٣ نقلا عن الزّهري ، باختلاف يسير.+ ج ، د ، م زيادة : وكان الرجل في بعض الشعاب ، فنفد النّبيّ ـ عليه السّلام ـ إليه فأحضره وتلا عليه هذه الآية وعرّفه أنّ الله ـ تعالى ـ قد قبل توبته.+ سقط من هنا الآيات (٥٤) ـ (٦٢) الّا الآية (٥٥) ستره بعد عدة أسطر.

(٦) ليس في ج ، م.+ د : المطر.

(٧) ليس في م.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) كشف الأسرار ٨ / ٤٣٤ من دون ذكر للقائل.

٣٤٠