تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب - ج ١

الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي


المحقق: حسين درگاهى
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٩

فقال ـ عليه السلام ـ : كل ذلك حق.

قلت : فما معنى هذه الوجوه ، على اختلافها؟

فقال : يا أبا الصلت! ان شجرة الجنة ، تحمل أنواعا. فكانت (١) شجرة الحنطة وفيها عنب. وليست كشجرة الدنيا. وان آدم ، لما أكرمه الله ـ تعالى ذكره ـ بإسجاد ملائكته له وبإدخاله الجنة ، قال في نفسه : هل خلق الله بشرا ، أفضل مني. فعلم الله ـ عز وجل ـ ما وقع في نفسه. فناداه : ارفع رأسك ، يا آدم! وانظر «الى ساق عرشي» (٢).

فنظر الى ساق العرش. فوجد عليه مكتوبا : لا اله الا الله. محمد ، رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ. علي بن أبي طالب ، أمير المؤمنين. وزوجته فاطمة ، سيدة نساء العالمين. والحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة.

فقال آدم ـ عليه السلام ـ يا رب! من هؤلاء؟

فقال ـ عز وجل ـ : هؤلاء من ذريتك. وهم خير منك ومن جميع خلقي.

ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض. فإياك أن تنظر اليهم ، بعين الحسد ، [فأخرجك عن جواري.

فنظر اليهم بعين الحسد] (٣).

وتمنى منزلتهم. فتسلط عليه الشيطان ، حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها.

وتسلط على حواء ، لنظرها الى فاطمة ـ عليها السلام ـ بعين الحسد ، حتى أكلت

__________________

(١) الأصل ور : وكانت.

(٢) المصدر : الى ساق العرش. فرفع آدم رأسه ، و «فرفع آدم رأسه» ، يوجد ـ أيضا ـ في أ.

(٣) ما بين القوسين يوجد في المصدر.

٣٦١

من الشجرة ، كما أكل آدم. فأخرجهما الله تعالى ، عن جنته. فأهبطهما عن جواره الى الأرض.

وفي مجمع البيان (١) : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) ، أي : تأكلا منها. وهو المروي عن الصادق ـ عليه السلام ـ وقيل : هي شجرة الكافور ـ يروى عن علي ـ عليه السلام ـ.

[وفي شرح الآيات الباهرة (٢) : قال الامام ـ عليه السلام ـ : ان الله ـ عز وجل ـ لما لعن إبليس ، بإبائه ، وأكرم الملائكة ، بسجودها لآدم وطاعتهم لله ـ عز وجل ـ أمر آدم وحوا ، الى الجنة. وقال : يا آدم! أسكن أنت وزوجك الجنة.

وكلا منها ، رغدا واسعا حيث شئتما ، بلا تعب. ولا تقربا هذه الشجرة ، شجرة العلم ، علم محمد وآل محمد الذي آثرهم الله به ، دون سائر خلقه. فإنها (٣) لمحمد وآل محمد ، خاصة دون غيرهم. لا يتناول منها بأمر الله ، الا هم. ومنها كان يتناول النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم ـ بعد إطعامهم اليتيم والمسكين (٤) والأسير ، حتى لم يحسوا بعد بجوع (٥) ولا عطش ولا تعب. وهي شجرة تميزت (٦) ، بين أشجار الجنة ، ان سائر أشجار الجنة ، كان كل نوع منها ، يحمل أنواعا من الثمار والمأكول. وكانت هذه الشجرة ، وحدها ، تحمل (٧) البر والعنب والتين والعناب وسائر أنواع الثمار والفواكه

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٨٥.

(٢) شرح الآيات الباهرة / ١٢ ـ ١٣.

(٣) المصدر : وانها.

(٤) المصدر : المسكين واليتيم.

(٥) المصدر : لم يشعروا الجوع.

(٦) المصدر : وهي شجرة ممتازة بميزات.

(٧) كذا في المصدر والأصل ور : وجنسها يحمل.

٣٦٢

والأطعمة. فلذلك (١) اختلف الحاكون ، لذكر الشجرة. فقال بعضهم : برة. وقال آخرون : هي عنبة (٢) وقال آخرون : هي تينة. وقال آخرون : هي عنابة. قال الله : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) ، تلتمسان بذلك ، درجة محمد وآل محمد ، في فضلهم.

فان الله ، خصهم بهذه الدرجة ، دون غيرهم. وهي الشجرة التي من يتناول (٣) منها ، بإذن الله ، الهم علم الأولين والآخرين ، بغير تعلم. ومن تناول منها بغير اذن الله ، خاب من مراده. وعصى ربه ، فتكونا من الظالمين ، بمعصيتكما (٤) والتماسكما ، درجة ، قد أوثر بها غيركما ، كما أردتما بغير حكم الله.

وفي أصول الكافي (٥). بإسناده الى محمد (٦) بن مسلم بن شهاب. قال : سئل علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ : أي الأعمال أفضل عند الله ـ عز وجل ـ؟

فقال : ما من عمل بعد معرفة الله ـ عز وجل ـ ومعرفة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أفضل من بغض الدنيا. وان لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا : فأول ما عصي الله به ، الكبر. وهي معصية إبليس ، حين أبى واستكبر. وكان من الكافرين. ثم (٧) الحرص. وهي معصية آدم وحوا ، حين قال الله ـ عز وجل ـ لهما : كلا من حيث شئتما (. وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ. فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ). فأخذا ما لا حاجة بهما اليه. فدخل ذلك على ذريتهما ، الى يوم القيامة. وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ، ما لا حاجة به اليه.

__________________

(١) المصدر : ولذلك.

(٢) العبارة الاخيرة ، ليس في المصدر.

(٣) كذا في ر والمصدر ونسخة المتن : يتناول.

(٤) المصدر : بمعصيتها.

(٥) أصول الكافي ٢ / ١٣٠ ، ح ١١. وله تتمة.

(٦) المصدر : الزهري ، محمد...

(٧) المصدر : و.

٣٦٣

علي بن ابراهيم (١) ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن واصل بن سليمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : سمعته يقول : أمر الله ولم يشأ. وشاء ولم يأمر ، أمر إبليس أن يسجد لآدم. وشاء أن لا يسجد ، ولو شاء ، لسجد. ونهى آدم عن أكل الشجرة. وشاء أن يأكل منها. ولو لم يشأ ، لم يأكل.

علي بن ابراهيم (٢) ، عن المختار بن محمد الهمداني ، ومحمد بن الحسن ، عن (٣) عبد الله بن الحسن العلوي ، جميعا ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، عن أبي الحسن ـ عليه السلام ـ قال : ان لله إرادتين ومشيئتين : ارادة حتم وارادة عزم ، ينهى وهو يشاء. ويأمر وهو لا يشاء. أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك؟ ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت مشيئتهما مشيئة الله. وأمر ابراهيم أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه. ولو شاء ، لما غلبت مشيئة ابراهيم ، مشيئة الله] (٤).

(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها) ، أي : الشجرة ، أي : بسببها.

(فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) ، من الجنة.

[في كتاب علل الشرائع (٥) : حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن عثمان ، عن الحسن بن بشار ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : سألته عن جنة آدم.

__________________

(١) نفس المصدر ١ / ١٥٠ ـ ١٥١ ح ٣.

(٢) نفس المصدر ١ / ١٥١ ، ح ٤.

(٣) الأصل ور : بن.

(٤) ما بين القوسين ليس في أ. ويوجد فيه : «فتكونا» جزم عطف ، على «تقربا» ، أو نصب جواب النهى. وهذه العبارة يورد في المتن ور ، في أوائل تفسير الاية.

(٥) علل الشرائع / ٦٠٠ ، ح ٥٥.

٣٦٤

فقال : جنة من جنان الدنيا يطلع (١) عليه الشمس والقمر. ولو كانت من جنان الخلد ، ما خرج منها أبدا.

وفي الكافي (٢) : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسين بن ميسر. قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ عن جنة آدم.

فقال : جنة من جنات (٣) الدنيا. يطلع (٤) فيها الشمس والقمر. ولو كانت من جنان الاخرة ، ما خرج منها أبدا.

وفي تفسير العياشي (٥) ، عن أبي بصير. قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ : ان أول كفر ، كفر بالله ، حيث خلق الله آدم ، كفر إبليس ، حيث رد على الله ، أمره.

وأول الحسد ، حيث حسد ابن آدم أخاه. وأول الحرص ، حرص آدم ، حيث نهي عن الشجرة فأكل منها. فأخرجه (٦) حرصه ، من الجنة] (٧).

(وَقُلْنا) لآدم وحوا ، بالمشافهة ولذريتهما ، بالتبعية.

(اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) : متعادون (٨).

(وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) ، أي : محل استقرار. (وَمَتاعٌ) ، أي : تمتع ، (إِلى حِينٍ (٣٦)) مجيء الموت ، أو القيامة.

__________________

(١) المصدر : تطلع.

(٢) الكافي ٣ / ٢٤٨ ، ح ٢.

(٣) المصدر : جنان.

(٤) المصدر : تطلع.

(٥) تفسير العياشي ١ / ٣٤ ، ح ١٧.

(٦) الأصل ور : فأخرج.

(٧) ما بين القوسين ليس في أ.

(٨) أ ، ر : تتعادون.

٣٦٥

وفي تفسير علي بن ابراهيم (١) : قال : فهبط آدم ، على الصفا. وانما سميت الصفا ، لأن صفوة الله ، هبط (٢) عليها. ونزلت حواء ، على المروة ، وانما سميت المروة ، لأن المرأة ، نزلت عليها.

فبقي آدم أربعين صباحا ساجدا ، يبكي على الجنة.

فنزل عليه جبرئيل ـ عليه السلام ـ فقال : يا آدم! ألم يخلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته؟

قال : بلى.

قال : وأمرك أن لا تأكل من الشجرة؟ فلم عصيته؟

قال : يا جبرئيل! ان إبليس حلف لي بالله ، أنه لي ناصح. وما ظننت أن خلقا خلقه (٣) الله ، [أن] (٤) يحلف بالله كاذبا.

قال : وحدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ. قال : ان موسى ـ عليه السلام ـ سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم ـ عليه السلام ـ فجمع. فقال له موسى : يا أبت! ألم يخلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وأمرك أن لا تأكل من الشجرة؟ فلم عصيته؟

قال (٥) : يا موسى! بكم وجدت خطيئتي ، قبل خلقي في التوراة؟

قال : ثلاثين ألف سنة ، [قبل أن خلق آدم] (٦).

__________________

(١) تفسير القمي ١ / ٤٤.

(٢) المصدر : نزل.

(٣) المصدر : يخلقه.

(٤) يوجد في المصدر.

(٥) المصدر : فقال.

(٦) يوجد في المصدر.

٣٦٦

قال (١) : قال : فهو ذلك.

قال الصادق ـ عليه السلام ـ : فحج آدم ، موسى ـ عليه السلام ـ.

وفيه حديث طويل ، عن الصادق ـ عليه السلام ـ (٢) ، وفي آخره : فقال الله لهما : (اهْبِطُوا! بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ. وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ ، مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) ، قال : الى يوم القيامة.

وفي من لا يحضره الفقيه (٣) : وروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليهما السلام ـ أنه قال : جاء نفر من اليهود ، الى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فسأله أعلمهم عن مسائل. فكان فيما سأله ، أنه قال له : لأي شيء فرض الله ـ عز وجل ـ الصوم ، على أمتك بالنهار ، ثلاثين يوما وفرض الله على الأمم ، أكثر من ذلك؟

فقال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : ان آدم ـ عليه السلام ـ لما أكل من الشجرة ، بقي في بطنه ثلاثين يوما. ففرض الله على ذريته ، ثلاثين يوما الجوع والعطش.

والذي يأكلونه بالليل ، تفضل من الله ـ عز وجل ـ عليهم. وكذلك كان على آدم.

وفي نهج البلاغة (٤) : قال ـ عليه السلام ـ بعد أن ذكر آدم ـ عليه السلام ـ : فأهبطه بعد التوبة ، ليعمر أرضه بنسله. وليقيم الحجة به ، على عباده.

وفيه ـ ايضا ـ (٥) : ثم أسكن الله سبحانه ، آدم ، دارا ، أرغد فيها عيشته (٦). وأمن فيها ، محلته. وحذره إبليس وعداوته. فاغتره عدوه نفاسة عليه ، بدار المقام

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) تفسير القمي ١ / ٤٣.

(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٤٣ ، ح ١٩٥.

(٤) نهج البلاغة / ١٣٣ ، ضمن خطبة ٩١.

(٥) نفس المصدر / ٤٣ ، ضمن خطبة ١.

(٦) المصدر : عيشه.

٣٦٧

ومرافقة (١) الأبرار. فباع اليقين ، بشكه والعزيمة ، بوهنه. واستبدل بالجذل وجلا وبالاغرار ، ندما. ثم بسط الله سبحانه له ، في توبته. ولقاه (٢) كلمة رحمته.

ووعده الرد (٣) الى جنته. فأهبطه (٤) الى دار البلية وتناسل الذرية.

وفي روضة الكافي (٥) : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان. قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ : كم كان طول آدم ، حين هبط به الى الأرض؟ وكم كان طول حوا؟

قال : وجدنا في كتاب علي [بن أبي طالب] (٦) ـ عليه السلام ـ أن الله ـ عز وجل ـ لما أهبط آدم وزوجته حوا ـ عليهما السلام ـ الى الأرض ، كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون أفق السماء. وأنه شكا الى الله ـ عز وجل ـ ما يصيبه ، من حر الشمس. فأوحى الله ـ عز وجل ـ الى جبرئيل ـ عليه السلام ـ : ان آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس ، فاغمزه غمزة وصير طوله ، سبعين ذراعا بذراعه.

واغمز حوا غمزة ، فصير طولها خمسة وثلاثين ذراعا ، بذراعها.

وفي عيون الأخبار (٧) : بإسناده الى الرضا ـ عليه السلام ـ. قال : ان الله تعالى ، لما اهبط آدم ـ عليه السلام ـ من الجنة ، أهبطه (٨) على أبي قبيس. فشكى (٩) الى

__________________

(١) الأصل ور : مرافقته.

(٢) كذا في المصدر ، وفي الأصل ور : لقيه.

(٣) المصدر : المرد.

(٤) المصدر : وأهبطه.

(٥) الكافي ٨ / ٢٣٣ ، ح ٣٠٨.

(٦) يوجد في المصدر.

(٧) عيون الاخبار ١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، ح ٣١.

(٨) المصدر : أهبط.

(٩) كذا في المصدر. وفي الأصل ور : وشكا.

٣٦٨

ربه ـ عز وجل ـ الوحشة. وأنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة. فأهبط الله تعالى اليه (١) ياقوتة حمراء. فوضعها في موضع البيت. فكان يطوف بها آدم ـ عليه السلام ـ وكان ضوؤها يبلغ موضع الأعلام [فعلمت الأعلام] (٢) على ضوئها.

فجعله الله حرما.

وبإسناده (٣) الى صفوان بن يحيى عن أبي الحسن ـ عليه السلام ـ مثله.

وعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ حديث طويل (٤). وسأله عن أكرم واد على وجه الأرض. فقال : واد يقال له سرنديب ، سقط (٥) فيه آدم من السماء.

وفي كتاب الخصال (٦) : عن محمد بن سهل البحراني. يرفعه الى أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ. قال : البكاءون خمسة : آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلى بن الحسين ـ عليهم السلام ـ فأما آدم ، فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية. ـ الحديث ـ.

عن أبي لبابة بن عبد المنذر (٧) ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : يوم الجمعة ، سيد الأيام. خلق الله فيه آدم. وأهبط الله فيه آدم ، الى الأرض.

عن جعفر بن محمد (٨) ، عن آبائه ، عن علي ـ عليهم السلام ـ (٩). قال : انما

__________________

(١) كذا في المصدر. وفي الأصل ور : عليه.

(٢) يوجد في المصدر.

(٣) نفس المصدر ١ / ٢٨٥ ، ح ٣٢.

(٤) نفس المصدر ١ / ٢٤٤.

(٥) المصدر : فسقط.

(٦) الخصال ١ / ٢٧٢ ، ح ١٥.

(٧) نفس المصدر ١ / ٣١٥.

(٨) نفس المصدر / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ، ح ١٠٣. وفيه : عن أبي جعفر محمد بن على.

(٩) المصدر : عن على ـ عليهم السلام ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله.

٣٦٩

كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى أخرجا (١) منها سبع ساعات ، من أيام الدنيا ، حتى أهبطهما الله تعالى من يومهما ذلك.

عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ (٢) : قال نخر إبليس ، نخرتين : حين أكل آدم من الشجرة وحين أهبط به من الجنة.

وفيه (٣) : عن أبى عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : لما اهبط الله تعالى آدم من الجنة ، أهبط معه مائة وعشرين قضيبا (٤). منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها.

وأربعون منها ، [ما] (٥) يؤكل داخلها ويرمى خارجها (٦). وأربعون منها [ما] (٧) يؤكل خارجها ويرمى داخلها (٨). وغرارة فيها ، بذر كل شيء من النبات (٩).

وفي كتاب علل الشرايع (١٠) : بإسناده الى عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : سمي الصفا ، صفا ، لأن المصطفى آدم ، هبط عليه.

فقطع للجبل ، اسم من اسم آدم ـ عليه السلام ـ (١١). وهبطت حوا ، على المروة.

وانما سميت المروة ، مروة (١٢) ، لان المرأة هبطت عليها. فقطع للجبل اسم من

__________________

(١) الأصل ور : خرجا.

(٢) نفس المصدر / ٢٦٣ ، ذيل ح ١٤١ ، مع بعض التغيير في أوله.

(٣) نفس المصدر / ٦٠١ ، ح ٤.

(٤) المصدر : عشرين ومائة قضيب.

(٥ و ٨) يوجد في المصدر.

(٦) المصدر : بخارجها.

(٧) المصدر : بداخلها.

(٩) «من النبات» ، ليس في المصدر.

(١٠) علل الشرايع / ٤٣١ ـ ٤٣٢.

(١١) بعد هذه العبارة ، يوجد في المصدر : يقول الله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ).

(١٢) ليس في المصدر.

٣٧٠

اسم المرأة.

وبإسناده (١) ، الى أبي خديجة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : ان آدم أنزل ، فنزل في الهند.

وبإسناده (٢) الى علي بن حسان الواسطي ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : أهبط الله آدم من الجنة ، على الصفا وحوا ، على المروة.

وقد كان امتشطت في الجنة. فلما صارت في الأرض ، قالت : ما أرجو من المشط وأنا مسخوط علي. فحلت مشطتها. فانتشر من مشطتها (٣) العطر الذي كانت امتشطت به في الجنة. فطارت به الريح. فألقت أثره في الهند. فلذلك صار العطر ، بالهند.

وفي حديث آخر (٤) : انها حلت عقيصتها. فأرسل الله ـ عز وجل ـ على ما كان فيها ، من ذلك الطيب ، ريحا. فهبت به في المشرق والمغرب.

أبي ـ رحمه الله ـ قال (٥) : حدثنا علي بن سليمان الرازي. قال : حدثنا محمد ابن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ قال : قلت : كيف كان أول الطيب؟

قال : فقال لي : ما يقول من قبلكم فيه؟

قلت : يقولون : ان آدم لما هبط الى أرض الهند ، فبكى على الجنة ، سالت دموعه. فصارت عروقا في الأرض. فصارت طيبا.

__________________

(١) نفس المصدر / ٤٠٧ ، قطعة من ح ٢.

(٢) نفس المصدر / ٤٩١ ، ح ١.

(٣) الأصل ور : مشطها.

(٤) نفس المصدر.

(٥) نفس المصدر / ٤٩٢ ، ح ٢.

٣٧١

فقال : ليس كما يقولون. ولكن حوا كانت تعلق (١) قرونها ، من أطراف شجرة (٢) الجنة ، فلما هبطت الى الأرض وبليت بالمعصية ، رأت الحيض. فأمرت بالغسل. فنقضت (٣) قرونها. فبعث الله ـ عز وجل ـ ريحا ، طارت به. وحفظته.

فذرت (٤) حيث شاء الله ـ عز وجل ـ فمن ذلك الطيب ، «كان طيب الدنيا» (٥).

وبإسناده الى عمر بن علي ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ : ان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ سئل مما خلق الله ـ عز وجل ـ الكلب.

قال : خلقه من بزاق إبليس ـ لعنه الله ـ.

قيل : وكيف ذلك (٦) ، يا رسول الله؟

قال : لما اهبط الله ـ عز وجل ـ آدم وحوا ، الى الأرض ، أهبطهما كالفرخين المرتعشين. فعدا إبليس الملعون ، الى السباع. وكانوا قبل آدم في الأرض. فقال لهم : ان طيرين قد وقعا من السماء ، لم ير الراؤون أعظم منهما. تعالوا فكلوهما.

فتعادت السباع معه. وجعل إبليس يحثهم ويصيح ويعدهم بقرب المساحة. فوقع من فيه من عجلة كلامه ، بزاق. فخلق الله من ذلك البزاق ، كلبين ، أحدهما ، ذكر. والأخر ، أنثى. فقاما حول آدم وحوا ، الكلبة بجدة. والكلب بالهند. فلم يتركوا السباع أن يقربوهما. ومن ذلك اليوم ، والكلب عدو السبع. والسبع عدو الكلب.

__________________

(١) المصدر : تغلف.

(٢) المصدر : شجر.

(٣) المصدر : فنفضت.

(٤) المصدر : فذرته.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) المصدر : ذلك.

٣٧٢

وبإسناده (١) الى زيد بن علي ، عن آبائه ، «عن علي» (٢) ـ صلوات الله عليهم ـ.

قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : ن الله ـ عز وجل ـ حين أمر آدم أن يهبط ، هبط آدم وزوجته. وهبط إبليس. ولا زوجة له. وهبطت الحية. ولا زوج لها. فكان أول من يلوط بنفسه ، إبليس ـ لعنه الله ـ فكانت ذريته من نفسه.

وكذلك الحية. وكانت ذرية آدم من زوجته. فأخبرهما أنهما عدوان لهما.

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة (٣) : بإسناده الى أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن علي ـ عليه السلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السلام ـ لبعض اليهود.

وقد سأله عن مسائل : يا يهودي! أما أول حجر على وجه الأرض ، فان اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس. وكذبوا. ولكن الحجر الأسود الذي (٤) نزل به آدم ـ عليه السلام ـ معه من الجنة. وأما أول شجرة نبتت على وجه الأرض ، فأن اليهود يزعمون أنها الزيتونة. وكذبوا. ولكنها نخلة من العجوة. نزل بها آدم ـ عليه السلام ـ معه من الجنة. وبالفجل.

وبإسناده (٥) الى يحيى المدايني (٦) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ عن علي ـ عليه السلام ـ مثله. الا ذكر الفجل (٧).

وبإسناده (٨) الى الحكم بن مسكين الثقفي ، عن صالح [بن عقبة] (٩) ، عن

__________________

(١) نفس المصدر / ٥٤٧ ، ح ٢.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) كمال الدين وتمام النعمة / ٢٩٥ ـ ٢٩٦.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) نفس المصدر / ٢٩٧ ـ ٢٩٨.

(٦) المصدر : ابراهيم بن يحيى المديني.

(٧) المصدر : الفحل.

(٨) نفس المصدر / ٣٠١.

(٩) يوجد في المصدر.

٣٧٣

جعفر بن محمد ، عن علي ـ عليه السلام ـ مثله. الا ذكر الفجل ـ أيضا ـ.

وفي الكافي (١) ، بإسناده الى مسمع ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : لما هبط آدم (٢) الى الأرض ، احتاج الى الطعام والشراب. فشكى (٣) الى جبرئيل.

فقال له جبرئيل : يا آدم! كن حراثا.

قال : فعلمني دعاء قال : قل «اللهم اكفني مؤنة الدنيا وكل هول دون الجنة. وألبسني العافية ، حتى تهنئني المعيشة] (٤).

(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ. فَتابَ عَلَيْهِ. إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧)) والمراد بالكلمات ، اما قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) (٥). ـ الاية ـ أو قوله : سبحانك اللهم وبحمدك. وتبارك اسمك. وتعالى حمدك (٦). لا اله الا أنت. ظلمت نفسي. فاغفر لي. انه لا يغفر الذنوب الا أنت.

والأصح ، أن المراد ، قوله : اللهم بجاه محمد وآله الطيبين. بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهم ، لما تفضلت علي بقبول توبتي وغفران زلتي واعادتي من كراماتك الى مرتبتي.

[وفي شرح الآيات الباهرة (٧) : في تفسير الامام [الحسن] (٨) العسكري ـ عليه السلام ـ ، قال : قال الله ـ عز وجل ـ : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ. فَتابَ عَلَيْهِ. إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

__________________

(١) الكافي ٥ / ٢٦٠ ، ح ٤.

(٢) المصدر : بآدم.

(٣) المصدر : فشكى ذلك.

(٤) ما بين القوسين ليس في أ.

(٥) الاعراف / ٢٣.

(٦) أ : جدك.

(٧) شرح الآيات الباهرة / ١٣ ـ ١٤.

(٨) يوجد في المصدر.

٣٧٤

. التواب (١) القابل للتوبة (٢). الرحيم ، بالتائبين. فلما نزلت (٣) من آدم الخطيئة ، فاعتذر الى ربه ـ عز وجل ـ قال : يا رب! تب علي.

واقبل معذرتي. وأعدني الى مرتبتي. وارفع لديك درجتي. فلقد تبين نقص الخطيئة وزلتها (٤) ، بأعضائي وسائر بدني.

قال الله ـ عز وجل ـ : يا آدم! أما تذكر أمري إياك أن تدعوني بمحمد وآله الطيبين عند شدائدك ودواهيك وفي النوازل تبهضك (٥)؟

قال آدم : بلى ، يا رب! بلى (٦).

قال الله ـ عز وجل ـ : فهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم ـ خصوصا ادعني أجبك ملتمسك (٧) ، وأزدك فوق مرادك.

فقال آدم : يا رب والهى! وقد بلغ عندك من محلهم. انك بالتوسل بهم تقبل توبتي وتغفر خطيئتي. وأنا الذي أسجدت لي ملائكتك وأسكنته جنتك وزوجته أمتك وأخدمته كرام ملائكتك.

قال : يا آدم! انما أمرت الملائكة بتعظيمك بالسجود ، إذ كنت وعاء لهذه الأنوار. ولو كنت سألتني بهم ، قبل خطيئتك أن أعصمك منها وأن أفطنك لدواعي عدوك إبليس حتى تحترز منها ، لكنت قد فعلت ذلك. ولكن المعلوم في سابق

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) المصدر : للتوبات.

(٣) المصدر : زالت.

(٤) المصدر : زلها.

(٥) المصدر : التي تبغضك.

(٦) ليس في المصدر.

(٧) الأصل ور : الى ملتمسك.

٣٧٥

علمي يجري موافقا لعلمي. فالان [فيهم] (١) فادعني ، لأجيبك (٢).

فعند ذلك قال آدم : اللهم «بجاه محمد وآله الطيبين» (٣). بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين «والطيبين من» (٤) آلهم ، لمّا تفضلت «عليّ» (٥) بقبول توبتي وغفران زلتي واعادتي من كراماتك ، الى مرتبتي.

فقال الله ـ عز وجل ـ : قد قبلت توبتك. وأقبلت برضواني عليك. وصرفت آلائي ونعمائي اليك. وأعدتك الى مرتبتك من كراماتي. ووفرت نصيبك من رحماتي.

فذلك قول الله ـ عز وجل ـ : فتلقى آدم من ربه كلمات. فتاب عليه. انه هو التواب الرحيم.

وقال علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال : يا عباد الله! ان آدم لما رأى النور ساطعا في (٦) صلبه ، إذ كان الله قد نقل أشباحنا (٧) من ذروة العرش ، الى ظهره ، رأى النور ولم يتبين الأشباح. [فقال : يا رب! ما هذه الأنوار؟] (٨).

فقال (٩) الله ـ عز وجل ـ : أنوار أشباح ، نقلتهم من أشرف بقاع عرشي ، الى ظهرك. ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك ، إذ كنت وعاء لتلك الأشباح.

فقال آدم : يا رب! لو بينتها لي.

__________________

(١) يوجد في المصدر.

(٢) الأصل ور : لأجيبك.

(٣ و ٤ و ٥) ليس في المصدر.

(٦) المصدر : من.

(٧) المصدر : أرواحنا.

(٨) يوجد في المصدر.

(٩) الأصل ور : وقال.

٣٧٦

فقال الله ـ عز وجل ـ : أنظر ، يا آدم! الى ذروة العرش.

«فنظر آدم ـ عليه السلام ـ وواقع أشباحنا من ظهر آدم ـ عليه السلام ـ الى ذروة العرش (١). فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره ، كما ينطبع وجه الإنسان ، في المرآة الصافية. فرأى أشباحنا. فقال : ما هذه الأشباح؟ يا رب! قال الله ـ عز وجل ـ : يا آدم! هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي. هذا محمد وأنا الحميد المحمود (٢) في افعالي. شققت له اسما من اسمي. وهذا علي وأنا العلي العظيم. شققت له اسما من اسمي. وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض. فاطم (٣) أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي. وفاطم (٤) أوليائي مما يضرهم ويشينهم. و (٥) شققت لها اسما من «اسمي. وهذان» (٦) الحسن والحسين وأنا المحسن المجمل. شققت اسمهما من اسمي. هؤلاء خيار خلقي وكرام (٧) بريتي.

بهم آخذ. وبهم أعطي. وبهم أعاقب. وبهم أثيب. فتوسل بهم الي. يا آدم! وإذا دهتك داهية ، فاجعلهم الي شفعاءك. فاني (٨) آليت على نفسي قسما حقا ، لا أخيب بهم آملا ولا أرد بهم سائلا.

فلذلك حين نزلت (٩) منه الخطيئة ، دعا الله ـ عز وجل ـ [بهم] (١٠). فتاب

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) كذا في المصدر ، والأصل ور : الحمد والمحمود.

(٣ و ٤) المصدر : أفاطم.

(٥) المصدر : ف.

(٦) المصدر : أسمائي.

(٧) المصدر : أكرم.

(٨) المصدر : وانى.

(٩) المصدر : زالت.

(١٠) يوجد في المصدر.

٣٧٧

عليه. وغفر له.

ويؤيده ما رواه الشيخ الطوسي ـ رحمه الله ـ (١) عن (٢) رجاله ، عن ابن عباس قال : لما خلق الله آدم ـ عليه السلام ـ ونفخ فيه من روحه ، عطس. فألهمه الله أن قال : الحمد لله رب العالمين.

فقال الله : يرحمك ربك.

فلما أسجد له الملائكة ، تداخله العجب. فقال : يا رب! خلقت خلقا هو أحب اليك مني؟

فلم يجب. فقال ثانية. فلم يجب. فقال الثالثة. فلم يجب.

ثم قال الله سبحانه : نعم. ولولاهم ما خلقتك.

فقال : يا رب! فأرنيهم.

فأوحى الله الى ملائكة الحجب : ارفعوا الحجب.

فلما رفعت ، فإذا بخمسة (٣) أشباح ، قدام العرش.

فقال : يا رب! من هؤلاء؟

قال : يا آدم! هذا محمد نبيي. وهذا علي ابن عمه ووصيه. وهذه فاطمة بنت (٤) نبيي. وهذان (٥) الحسن والحسين ، ابناهما وولدا نبيي. ثم قال : يا آدم! هم ولدك.

ففرح [آدم] (٦) بذلك. فلما اقترف الخطيئة ، قال : يا رب! أسألك بمحمد

__________________

(١) نفس المصدر / ١٣ ـ ١٤.

(٢) المصدر : في.

(٣) المصدر : الخمسة.

(٤) المصدر : ابنت.

(٥) المصدر : هذا.

(٦) يوجد في المصدر.

٣٧٨

وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، إلّا (١) غفرت لي.

فغفر له. وهو قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ. فَتابَ عَلَيْهِ. إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

وما ورد أن آدم وغيره ، من أولي العزم ـ عليهم السلام ـ سألوا الله تعالى ، بحق محمد وآل محمد ـ عليهم السلام ـ فاستجاب لهم الدعاء. ونجاهم من البلاء.

وهذا يدل على أنهم ليسوا في الفضل سواء. بل فيه دلالة على أن المسئول ، أفضل من السائل. وهذه الدلالة من أوضح الدلائل.

ويؤيده (٢) ما رواه الشيخ محمد بن بابويه ـ رحمه الله ـ في أماليه ، عن (٣) رجاله ، عن معمر بن راشد. قال : سمعت أبا عبد الله الصادق ـ عليه السلام ـ يقول : أتى يهودي النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال : فقام بين يديه. وجعل يحد النظر اليه.

فقال : يا يهودي! ما حاجتك؟

قال : أنت أفضل ، أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر وظلله (٤) الغمام؟

فقال له النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : انه يكره للعبد أن يزكي نفسه. ولكن أقول : ان آدم لما أصاب الخطيئة ، كانت توبته : اللهم اني أسألك بحق محمد وآل محمد إلّا ما (٥) غفرت لي. فغفرها الله له. وأن نوحا لما ركب السفينة. وخاف

__________________

(١) المصدر : الا ما.

(٢) المصدر : هو

(٣) المصدر : من.

(٤) المصدر : أظله.

(٥) المصدر لما.

٣٧٩

الغرق. قال : اللهم [اني] (١) اسألك بحق محمد وآل محمد ، لما نجيتني من الغرق فنجاه الله منه. وان ابراهيم لما ألقي في النار ، قال : اللهم اني أسألك بحق محمد وآل محمد ، لما نجيتني منها. فجعلها عليه بردا وسلاما. وان موسى لما ألقى عصاه.

فأوجس (٢) في نفسه خيفة ، قال : اللهم أسألك بحق محمد وآل محمد ، لما أمّنتني (٣).

فقال الله ـ جل جلاله ـ : لا تخف! انك أنت الأعلى.

يا يهودي! لو أدركني موسى ، ثم لم يؤمن بي وبنبوّتي ، ما نفعه إيمانه شيئا. ولا نفعته النبوة.

[يا يهودي] (٤)! ومن ذريتي المهدي. إذا خرج ، نزل عيسى بن مريم ، لنصرته وقدمه. وصلى خلفه.

وفي تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي (٥) : قال حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد.

قال : حدثنا الحسن بن جعفر. قال : حدثنا الحسين بن سواد. قال : حدثنا محمد ابن عبد الله. قال : حدثنا شجاع بن الوليد وابو مليك (٦) السكوني. قال : حدثنا سليمان ابن مهران الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنه. قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : لما نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من الجنة ، أتاه جبرئيل ـ عليه السلام ـ فقال : يا آدم! أدع ربك.

قال : يا (٧) حبيبي ، جبرئيل! ما أدعو؟

__________________

(١) يوجد في المصدر.

(٢) المصدر : وأوجس.

(٣) كذا في المصدر. والأصل ور : نجيتني.

(٤) يوجد في المصدر ور.

(٥) تفسير الفرات / ١٣.

(٦) المصدر : أبو بدر.

(٧) ليس في المصدر.

٣٨٠