بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي خص بالبلاء من عباده
المحبين النجباء ، أفاخم الانبياء
وأعاظم الاوصياء ، ثم الاماثل من الاولياء ، والبررة من الاتقياء ، والصلاة على
أصفى الازكياء وأزكى الاصفياء ، وأحب أهل الارض إلى أهل السماء محمد وأهل
بيته المعصومين السفراء ، المخصوصين بطرف البلاء ، المكرمين بتحف العناء
الذين لم يرضوا بمكابدة الليل والنهار في طاعة رب السماء ، حتى رملوا الوجوه
في الثرى ، وخضبوا اللحاء ، بالدماء ، ولعنة الله على أعدائهم الفجرة الاشقياء ، ومن
ظلمهم من الكفرة الادعياء.
أما
بعد : فهذا هو المجلد العاشر من كتاب بحار
الانوار ، مما ألفة أحقر
خدمة أخبار الائمة الاطهار ، وأفقرالخلق إلى رحمة الكريم الغفار محمد باقربن
محمد تقى حشرهما الله مع مواليهما الاخيار ، صلوات الله عليهم ما اختلف الليل
والنهار.
( أبواب )
( تاريخ سيدة
نساء العالمين وبضعة سيد المرسلين ومشكوة أنوار أئمة )
( الدين وزوجة
أشرف الوصيين البتول العذراء ، والانسية الحوراء )
( فاطمة
الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ماقامت )
( الارض والسماء
)
١
( باب )
( ولادتها وحليتها وشمائلها صلوات الله عليها
وجمل تواريخها )
١
ـ لى : أحمد بن محمد الخليلي ، عن محمد بن أبي
بكر الفقيه ، عن أحمد بن
محمد النوفلي ، عن إسحاق بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن زرعة بن محمد ، عن
المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله الصادق عليهالسلام
: كيف كان ولادة فاطمة
عليهاالسلام؟
فقال : نعم إن خديجة عليهاالسلام
لما تزوج بها رسول الله صلىاللهعليهوآله
هجرتها
نسوة مكة فكن لايدخلن عليها ولايسلمن عليها ولايتركن امرأة تدخل عليها
فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه صلىاللهعليهوآله
فلما حملت بفاطمة
كانت فاطمة عليهاالسلام
تحدثها من بطنها وتصبرهاوكانت تكتم ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآله
فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليهاالسلام
فقال لها : يا خديجة من
تحدثين؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ، قال : يا خديجة هذا
جبرئيل ( يبشرني ) يخبرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله
تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه
بعد انقضاء وحيه.
فلم تزل خديجة عليهاالسلام على ذلك إلى أن
حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء
قريش وبني هاشم أن
تعالين لتلين مني ماتلي النساء من النساء فأرسلن إليها : أنت
عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لامال له فلسنا نجئ ولا
نلي من أمرك شيئا فاغتمت خديجة عليهاالسلام
لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع
نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت
إحداهن : لا تحزني يا خديجة فانا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه
آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم اخت
موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة
عن يمينها ، واخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت
فاطمة عليهاالسلام
طاهرة مطهرة.
فلما سقطت إلى الارض أشرق منها النور
حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق
في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من
الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الابريق
ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت
خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها
بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليهاالسلام
بالشهادتين وقالت : أشهد
أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الانبياء وأن بعلي سيد الاوصياء وولدي
سادة الاسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها
وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليهاالسلام وحدث في
السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة
مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها. فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها
فدر عليها فكانت فاطمة عليهاالسلام
تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في
الشهر كما ينمي الصبي في السنة.
مصباح
الانوار : عن أبي المفضل
الشيباني ، عن موسى بن محمد الاشعري ابن
بنت سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشوارب
عن عبيد الله بن علي
بن أشيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد مثله.
٢
ـ لى ، ن : الهمداني ، عن علي ،
عن أبيه ، عن الهروي ، عن الرضا
عليهالسلام
قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليهالسلام
فأدخلني الجنة فناولي من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت
إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهاالسلام
ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت
إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة.
ج
: مرسلا مثله.
٣
ـ مع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن يزيد
، عن ابن فضال ، عن
عبدالرحمان بن الحجاج ، عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: خلق نور فاطمة عليهاالسلام
قبل أن يخلق الارض والسماء
فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال : فاطمة حوراء إنسية
قالوا : يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية؟ قال : خلقها الله عزوجل من نوره
قبل أن يخلق آدم إذ كانت الارواح فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم. قيل يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال : كانت في حقة تحت ساق العرش ، قالوا : يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال : التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد ، فلما خلق
الله
عزوجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله عزوجل أن يخرجها من صلبي جعلها
تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل عليهالسلام
فقال لي : السلام عليك ورحمة الله و
بركاته يامحمد! قلت : وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل ، فقال : يا محمد إن
ربك يقرئك السلام قلت : منه السلام وإليه يعود السلام قال : يا محمد إن هذه تفاحة
أهداها الله عزوجل إليك من الجنة. فأخذتها وضممتها إلى صدري ، قال : يا محمد
يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها فرأيت نورا ساطعا وفزعت منه فقال : يا محمد مالك
لا تأكل كلها ولا تخف فان ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الارض فاطمة
قلت : حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الارض فاطمة؟ قال : سميت في الارض فاطمة لانها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها
وهي في السماء
المنصورة وذلك قول الله عزوجل « ويومئذ
يفرح المؤمنون بنصر الله
ينصر من يشاء » يعني نصر فاطمة لمحبيها.
بيان
: لعل هذا التاويل مبني على أن قوله « من
بعد » قبل قوله « يومئذ » إشارة إلى القيامة.
٤
ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن
ابن عمارة ، عن أبيه
عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام
عن جابر بن عبدالله قال : قيل يا رسول الله إنك تلثم
فاطمة وتلزمها وتدنيها منك وتفعل بها مالا تفعله بأحد من بناتك؟ فقال : إن
جبرئيل عليهالسلام
أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها فتحولت ماء في صلبي ثم
واقعت خديجة فحملت بفاطمة فأنا أشم منها رائحة الجنة.
٥
ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن
عمربن عمران ، عن
عبيد الله بن موسى العبسى ، عن جبلة المكي ، عن طاووس اليماني ، عن ابن عباس
قال : دخلت عائشة على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو يقبل فاطمة فقالت له : أتحبها يا
رسول الله قال : أما والله لو علمت حبي لها لا زددت لها حبا إنه لما عرج بي إلى
السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل ثم قيل لي ادن يا محمد فقلت : أتقدم و
أنت بحضرتي يا جبرئيل قال : نعم ، إن الله عزوجل فضل أنبياءه المرسلين على
ملائكته المقربين وفضلك أنت خاصة فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت
عن يميني فإذا أنا بابراهيم عليهالسلام
في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة
من الملائكة.
ثم إني صرت إلى السماء الخامسة ومنها
إلى السادسة فنوديت : يا محمد نعم
الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك علي فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل
عليهالسلام
بيدي فأدخلني الجنة فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان
الحلل والحلي فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال : هذه لاخيك علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
وهذان الملكان يطويان له الحلي والحلل إلى يوم القيامة.
____________________
ثم تقدمت أمامي فاذا أنا برطب ألين من
الزبد وأطيب رائحة من المسك وأحلى
من العسل فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما أن هبطت إلى الارض
واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى الجنة
شممت رائحة فاطمة عليهاالسلام.
٦
ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن
أبي عبيدة ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان رسول الله (ص) يكثر تقبيل فاطمة عليهاالسلام
فأنكرت ذلك
عائشة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ياعائشة إني لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة
فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في
ظهري فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا
وجدت رائحة شجرة طوبى منها.
٧
ـ قب : أنس بن مالك قال : سألت امي عن صفة
فاطمة عليهاالسلام
فقالت : كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب وكانت
بيضاء بضة.
عطا ، عن أبي رباح قال : كانت فاطمة بنت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
تعجن وإن قصبتها
تضرب إلى الجفنة وروي أنها كانت مشرقة الرباعية.
جابربن عبدالله : ما رأيت فاطمة تمشي
إلا ذكرت رسول الله صلىاللهعليهوآله
تميل على
جانبها الايمن مرة وعلى جانبها الايسر مرة وولدت فاطمة بمكة بعد النبوة
بخمس سنين وبعد الاسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادي الآخرة وأقامت مع
أبيها بمكة ثماني سنين ، ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها
المدينة بسنتين أول يوم من ذي الحجة وروي أنه كان يوم السادس ودخل بها
يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدرو قبض النبي ولها يومئذ ثماني عشرة
سنة وسبعة أشهر وولدت الحسن ولها اثنتا عشرة سنة.
بيان
: كفرت على البناء للمجهول أي إن شئت
شبهتها بالشمس المستورة
بالغمام لسترها وعفافها أولامكان النظر إليها وإن شئت بالشمس الخارجة من تحت
الغمام لنورها
ولمعانها ، ويحتمل أن يكون الغرض التشبيه بالشمس في حالتي ابتداء
الدخول في الغمام والخروج منها تشبيها لها بالشمس ولقناعها بالسحاب التي أحاطت
ببعض الشمس أو يقال : التشبيه بها في الحالتين لجمعها فيهما بين الستر والتمكن من
النظر ، وعدم محو الضوء والشعاع ، وعلى التقادير مأخوذ من الكفر بمعنى التغطية
يقال : كفرت الشئ أكفره بالكسر كفرا أي سترته. والبضاضة رقة اللون وصفاؤه
الذي يؤثر فيه أدنى شئ.
٨
ـ كشف : ذكر ابن الخشاب ، عن شيوخه يرفعه ، عن
أبي جعفر محمد بن
علي عليهماالسلام
قال : ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه وأنزل عليه الوحي بخمس سنين
وقريش تبني البيت وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعين يوما وفي رواية
صدقة ثماني عشرة سنة وشهر وخمسة عشر يوما وكان عمرها مع أبيها بمكة ثماني
سنين ، وهاجرت إلى المدينة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأقامت معه عشر سنين وكان عمرها
ثماني عشرة سنة فأقامت مع علي أميرالمؤمنين بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما
وفي رواية اخرى أربعين يوما.
وقال الذارع : أنا أقول فعمرها على هذه
الرواية ثماني عشرة سنة وشهر و
عشرة أيام وولدت الحسن ولها إحدى عشر سنة بعد الهجرة بثلاث سنين وفي كتاب
مولد فاطمة عليهاالسلام
لابن بابويه يرفعه إلى أسماء بنت عميس قالت : قال لي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقد كنت شهدت فاطمة عليهاالسلام
وقد ولدت بعض ولدها فلم أرلها دما فقال صلىاللهعليهوآله
: إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية.
٩
ـ ضة : ولدت عليهاالسلام
بعد النبوة بخمس سنين وبعد الاسراء بثلاث سنين و
أقامت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
بمكة ثمان سنين ، ثم هاجرت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى المدينة فزوجها من علي صلوات الله عليه بعد مقدمهم المدينة بسنة وقبض النبي صلىاللهعليهوآله
ولفاطمة عليهاالسلام
يومئذ ثماني عشرة سنة وعاشت بعد أبيها اثنتين وسبعين يوما.
١٠
ـ كا : ولدت فاطمة عليهاالسلام بعد مبعث النبي صلىاللهعليهوآله بخمس سنين وتوفيت
ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما بقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما.
١١
ـ عيون المعجزات : روي عن حارثة بن
قدامة قال : حدثني سلمان
قال : حدثني عمار ، وقال : اخبرك عجبا؟ قلت : حدثني يا عمار قال : نعم شهدت
علي بن أبيطالب عليهالسلام
وقد ولج على فاطمة عليهاالسلام
فلما أبصرت به نادت ادن لاحدثك
بماكان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة قال عمار : فرأيت أميرالمؤمنين عليهالسلام
يرجع القهقرى فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي صلىاللهعليهوآله
فقال له : ادن يا أبا الحسن فدنا فلما اطمأن به المجلس قال له : تحدثني أم
احدثك؟ قال : الحديث منك أحسن يارسول الله ، فقال : كأني بك وقد دخلت
على فاطمة وقالت لك كيت وكيت فرجعت ، فقال علي عليهالسلام
: نور فاطمة من
نورنا؟ فقال عليهالسلام
: أولا تعلم؟ فسجد علي شكرا لله تعالى.
قال عمار : فخرج أمير المؤمنين عليهالسلام وخرجت بخروجه فولج
علي فاطمة عليهاالسلام
وولجت معه فقالت : كأنك رجعت إلى أبي صلىاللهعليهوآله
فأخبرته بما قلته لك؟ قال : كان
كذلك يا فاطمة ، فقالت : اعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله
جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت فلما دخل أبي الجنة أوحى الله
تعالى إليه إلهاما أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ففعل فأودعني
الله سبحانه صلب أبي صلىاللهعليهوآله
ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني وأنا من ذلك
النور أعلم ماكان وما يكون ومالم يكن يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
١٢
ـ قل : قال الشيخ المفيد في كتاب حدائق الرياض
: يوم العشرين من
جمادى الآخرة كان مولد السيدة الزهراء عليهاالسلام
سنة اثنتين من المبعث.
من
بعض كتب المخالفين باسناده ، عن
عبدالله بن محمد بن سليمان الهاشمي
عن أبيه ، عن جده قال : ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد رسول الله صلىاللهعليهوآله
وزعم محمد بن إسحاق أن فاطمة ولدت قبل أن يوحى إلى النبي صلىاللهعليهوآله وكذلك سائر
أولاده من خديجة ، وفي روايتي عن الحافظ أبي المنصور الديلمي بروايته عن
أبي علي الحداد عن أبي نعيم الحافظ في كتاب معرفة الصحابة أن فاطمة كانت أصغر
بنات رسول الله سنا ولدت وقريش تبني الكعبة وكانت فيما قبل تكنى ام أسماء.
وقال أبوالفرج في كتاب مقاتل الطالبيين
كان مولد فاطمة عليهاالسلام
قبل النبوة
وقريش حينئذ تبني الكعبة وكان تزويج علي بن أبيطالب إياها في صفر بعد
مقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله
المدينة وبنى بها بعد رجوعه من غزاة بدرولها يومئذ ثماني عشرة
سنة حدثني بذلك الحسن بن علي ، عن الحارث ، عن ابن سعد ، عن الواقدى ، عن
أبي بكر بن عبدالله بن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبدالله أبي فروة ، عن جعفر بن محمد
ابن علي عليهالسلام.
١٣
ـ كا : عبدالله بن جعفر وسعد بن عبدالله جميعا
، عن إبراهيم بن مهزيار
عن أخيه علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب
السجستاني قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام
يقول : ولدت فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
بعد مبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله
بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما.
١٤
ـ كف : ولدت [ فاطمة عليهاالسلام ] في العشرين من
جمادى الآخرة يوم الجمعة
سنة اثنتين من المبعث وقيل : سنة خمس من المبعث وكان نقش خاتمها أمن المتوكلون
وبوابها فضة أمتها.
١٥
ـ مصبا : في اليوم العشرين من جمادى الآخرة [ يوم
الجمعة ] سنة اثنتين
من المبعث كان مولد فاطمة عليهاالسلام
في بعض الروايات وفي رواية اخرى سنة خمس
من المبعث والعامة تروي أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين.
١٦
ـ كتاب دلائل الامامة لمحمد بن جرير
الطبري الامامي ، عن أبي المفضل
الشيباني ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن عبدالرحمان بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : ولدت فاطمة في جمادى الآخرة اليوم العشرين منها سنة خمس
وأربعين من مولد النبي صلىاللهعليهوآله
فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين وبعد وفات أبيها خمسا وسبعين يوما وقبضت
في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون
منه سنة إحدى عشرد من الهجرة.
وعنه
، عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن
أحمد بن محمد الضبي ، عن
محمد بن زكريا
الغلابي ، عن شعيب بن واقد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده
عن ابن عباس قال : لم تزل فاطمة تشب في اليوم كالجمعة وفي الجمعة كالشهر وفي
الشهر كالسنة فلما هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآله
من مكة إلى المدينة وابنتى بها مسجدا
وأنس أهل المدينة به وعلت كلمته وعرف الناس بركته وسار إليه الركبان وظهر
الايمان ودرس القرآن وتحدث الملوك والشراف وخاف سيف نقمته الاكابر و
الاشراف وهاجرت فاطمة مع أمير المؤمنين ونساء المهاجرين وكانت عائشة فيمن
هاجر معها فقدمت المدينة فانزلت [ مع ] النبي صلىاللهعليهوآله
على ام أبي أيوب الانصاري
وخطب رسول الله صلىاللهعليهوآله
النساء وتزوج سودة أول دخوله المدينة ونقل فاطمة إليها
ثم تزوج ام سلمة فقالت ام سلمة : تزوجني رسول الله صلىاللهعليهوآله
وفوض أمر ابنته
إلي فكنت اودبها وكانت والله أدأب مني وأعرف بالاشياء كلها.
٢
* ( باب ) *
* ( أسمائها وبعض فضائلها عليهاالسلام
) *
١
ـ لى ، ع ، ل : ابن المتوكل ، عن
السعد آبادي ، عن البرقي ، عن
عبدالعظيم الحسني ، عن الحسن بن عبدالله بن يونس ، عن يونس بن ظبيان ، قال
قال أبوعبدالله عليهالسلام
: لفاطمة عليهاالسلام
تسعة أسماء عند الله عزوجل فاطمة ، والصديقة
والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدثة ، والزهراء
ثم قال عليهالسلام
: أتدري أي شئ تفسير فاطمة؟ قلت : أخبرني ياسيدي قال : فطمت
من الشر قال : ثم قال : لو لا أن أميرالمؤمنين عليهالسلام
تزوجها لما كان لها كفو
إلى يوم القيامة على وجه الارض آدم فمن دونه.
كتاب
دلائل الامامة للطبرى : عن الحسن بن أحمد
العلوي ، عن الصدوق
مثله.
بيان
: يمكن أن يستدل به على كون علي وفاطمة عليهماالسلام أشرف من سائر
اولي العزم سوى
نبينا صلى الله عليهم أجمعين لايقال لايدل على فضلهما على نوح
وإبراهيم عليهماالسلام
لا حتمال كون عدم كونهما كفوين لكونهما من أجدادها عليهمالسلام
لانا
نقول ذكر آدم عليهالسلام
يدل على أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن
الموانع الاخر على أنه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفضل ، نعم يمكن أن يناقش
في دلالته على فضل فاطمة عليهم بأنه يمكن أن يشترط في الكفاءة كون الزوج
أفضل ، ولايبعد ذلك من متفاهم العرف والله يعلم.
٢
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن جعفر بن سهل الصيقل ،
عن محمد بن إسماعيل
الدارمي ، عمن حدثه ، عن محمد بن جعفر الهرمزاني ، عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
يابن رسول الله لم سميت الزهراء زهراء؟ فقال : لانها تزهر
لامير المؤمنين عليهالسلام
في النهار ثلاث مرات بالنور ، كان يزهر نور وجهها صلاة
الغداة والناس في فراشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم
فيعجبون من ذلك فيأتون النبي صلىاللهعليهوآله
فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليهاالسلام
فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلي والنور يسطع من
محرابها من وجهها فيعلمون أن الذي رأوه كان من نور فاطمة فاذا انتصف النهار
وترتبت للصلاة زهر نور وجهها عليهاالسلام
بالصفرة فتدخل الصفرة في حجرات الناس فتصفر
ثيابهم وألوانهم فيأتون النبي صلىاللهعليهوآله
فيسألونه عمارأو افيرسلهم إلى منزل فاطمة عليهاالسلام
فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها ـ صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها
وبنيها ـ بالصفرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجهها فإذا كان آخر النهار
وغربت الشمس احمر وجه فاطمة فأشرق وجهها بالحمرة فرحا وشكرا لله عزوجل
فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلك ويأتون
النبي صلىاللهعليهوآله
ويسألونه عن ذلك فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح الله
وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجه
فاطمة عليهاالسلام
فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين عليهالسلام
فهو يتقلب في
وجوهنا إلى يوم القيامة في الائمة منا أهل البيت إمام بعد إمام.
بيان
: ترتبت أي ثبتت في محرابها كما في اللغة
أو تهيأت من الترتيب
العرفي بمعنى جعل كل شئ في مرتبته ويحتمل أن يكون تصحيف تزينت.
٣
ـ ن : بالاسناد إلى دارم قال : حدثنا على بن
موسى الرضا ومحمد بن علي عليهماالسلام
قالا : سمعنا المأمومن يحدث عن الرشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن
أبيه ، عن جده قال : قال ابن عباس لمعوية : أتدري لم سميت فاطمة فاطمة؟ قال : لا ، قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقوله.
٤
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إني سميت ابنتي فاطمة لان الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها
من النار.
صح
: عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
٥
ـ ع : أبي ، عن محمد بن معقل القرميسيني ، عن
محمد بن يزيد الجزري ، عن
إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن
جابر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قلت : لم سميت فاطمة الزهراء زهراء فقال : لان
الله عزوجل خلقها من نور خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والارض
بنورها
وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة الله ساجدين وقالوا : إلهنا وسيدنا ما هذا
النور فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري وأسكنته في سمائي خلقته من عظمتي اخرجه
من صلب نبي من أنبيائي افضله على جميع الانبياء واخرج من ذلك النور أئمة
يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي.
مصباح
الانوار : عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
بيان
: قال الفيروز آبادي : قرميسين بالكسر بلد
قرب الدينور معرب
كرمانشاهان.
٦
ـ مع ، ع : الطالقاني ، عن
الجلودي ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة
عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن فاطمة لم سميت زهراء؟ فقال : لانها
كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لاهل المساء كمايزهر نور الكواكب لاهل
الارض.
٧
ـ ع : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني
، عن محمد بن زياد مولى
بني هاشم قال : حدثنا شيخ لنا ثقة يقال له : نجية بن إسحاق الفزاري ، قال : حدثنا عبدالله بن الحسن بن حسن قال : قال أبوالحسن عليهالسلام
: لم سميت فاطمة
فاطمة؟ قلت : فرقا بينه وبين الاسماء قال : إن ذلك لمن الاسماء ولكن الاسم
الذي سميت به أن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه فعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
يتزوج في الاحياء وأنهم يطمعون في وراثة هذا الامر من قبله فلما ولدت فاطمة
سماها الله تبارك وتعالى فاطمة لما أخرج منها وجعل في ولدها ففطمهم عما طمعوا
فبهذا سميت فاطمة فاطمة لانها فطمت طمعهم ومعنى فطمت قطعت.
بيان
: قوله فرقا بينه وبين الاسماء لعلة توهم
أن هذا الاسم مما لم يسبقها
إليه أحد فلذا سميت به لئلا يشاركها فيه امرأة ممن مضى فأجاب عليهالسلام بأنه
كان من الاسماء التي كانوايسمون بها قبل ، قوله : « إن الله » أي لان الله.
٨
ـ مع ، ع : القطان ، عن السكري
، عن الجوهري ، عن مخدج بن عمير
الحنفي ، عن بشير بن إبراهيم الانصاري ، عن الاوزاعي ، عن يحيى بن [ أبي ] كثير
عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : إنما سميت فاطمة فاطمة لان الله عزوجل فطم
من أحبها من النار.
٩
ـ ع : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن محمد
بن الحسين ، عن محمد بن
صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : لما ولدت فاطمة
عليهاالسلام
أوحى الله عزوجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد صلىاللهعليهوآله
فسماها فاطمة
ثم قال : إني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال أبوجعفر عليهالسلام : والله لقد
فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.
مصباح
الانوار : عنه عليهالسلام مثله.
بيان
: فطمتك بالعلم أي أرضعتك بالعلم حتى
استغنيت وفطمت ، أو قطعتك
عن الجهل بسبب العلم أو جعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم كناية عن كونها في
بدو فطرتها عالمة
بالعلوم الربانية. وعلى التقادير كان الفاعل بمعنى المفعول
كالدافق بمعنى المدفوق أو يقرء على بناء التفعيل أي جعلتك قاطعة الناس من
الجهل أو المعنى : لما فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منه ، والوجهان الاخيران
يشكل إجراؤهما في قوله : فطمتك عن الطمث إلا بتكلف ، بأن يجعل الطمث كناية
عن الاخلاق والافعال الذميمة ، أو يقال على الثالث : لما فطمتك عن الادناس
الروحانية والجمسانية فأنت تفطم الناس عن الادناس المعنوية.
١٠
ـ ع : ابن الوليد ، عن أحمد بن علوية
الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي ، عن جندل بن والق ، عن محمد بن عمر البصري ، عن جعفر بن محمد بن على
عن أبيه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا فاطمة أتدرين لم سميت فاطمة؟
فقال علي عليهالسلام
: يارسول الله لم سميت؟ قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار.
مصباح
الانوار : عنه عليهالسلام مثله.
بيان
: لا يقال : المناسب على ما ذكر في وجه
التمسية أن تسمى مفطومة
إذا لفطم بمعنى القطع ، يقال : فطمت الام صبيها وفطمت الرجل عن عادته و
فطمت الحبل. لانا نقول : كثيرا ما يجئ فاعل بمعنى مفعول كقولهم سركاتم و
مكان عامر ، وكما قالوا في قوله تعالى : « عيشة راضية
» و « ماء دافق
» ويحتمل أن
يكون ورد الفطم لازما أيضا.
قال الفيروز آبادي : أفطم السخلة : حان
أن تفطم فاذا فطمت فهي فاطم
ومفطومة وفطيم انتهى ويمكن أن يقال إنها فطمت نفسها وشيعتها عن النار وعن
الشرور ، وفطمت نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلك ما علم الله من محاسن أفعالها
ومكارم خصالها فالاسناد مجازي.
١١
ـ ع : ابن المتوكل ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن
محمد بن سنان ، عن
ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : لفاطمة عليهاالسلام وقفة على باب جهنم
، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت
ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فتقول :
إلهي وسيدي سميتني
فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك
الحق وأنت لاتخلف الميعاد فيقول الله عزوجل : صدقت يا فاطمة إني سميتك
فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي
الحق وأنا لا اخلف الميعاد وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فاشفعك
وليتبين ملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي فمن
قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وأدخليه الجنة.
١٢
ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن
أبي الحسن الثالث ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله عزوجل
فطمها وفطم من أحبها من النار.
١٣
ـ مع ، ع : باسناد العلوي ، عن
علي عليهالسلام
أن النبي صلىاللهعليهوآله
سئل ما البتول؟ فانا سمعناك يا رسول الله تقول : إن مريم بتول وفاطمة بتول ، فقال عليهالسلام : البتول : التي لم ترحمرة قط أي لم تحض فان الحيض مكروه في بنات الانبياء.
مصباح
الانوار : عن علي عليهالسلام مثله.
بيان
: البتل القطع أي إنها منقطعة عن نساء
زمانها بعدم رؤية الدم ، قال
في النهاية : امرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم ام
عيسى عليهالسلام
وسميت فاطمة عليهاالسلام
البتول لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا و
حسبا ، وقيل لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى ونحو ذلك قال الفيروز آبادي.
أقول
: قد مضت وسيأتي الاخبار في أنه قال النبي
صلىاللهعليهوآله
لفاطمة : شق [ الله ]
لك يا فاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر وأنت فاطمة وشبهه.
١٤
ـ قب : ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة ، والخر
كوشي في شرف النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم
وابن بطة في الابانة ، عن الكلبي ، عن جعفر بن محمد عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي : هل تدري لم سميت فاطمة؟ قال علي : لم سميت
فاطمة يا رسول الله؟ قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار.
أبوعلي السلامي في تاريخه باسناده عن
الاوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي هريرة : قال
علي عليهالسلام
: إنما سميت فاطمة لان الله فطم من أحبها عن النار.
شيرويه في الفردوس ، عن جابر الانصاري
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إنما سميت
ابنتي فاطمة لان الله فطمها وفطم محبيها عن النار.
الصادق عليهالسلام
: تدري أي شئ تفسير فاطمة قال : فطمت من الشر ويقال إنما
سميت فاطمة لانها فطمت عن الطمث.
أبوصالح المؤذن في الاربعين : سئل رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ما البتول؟ قال : التي
لم ترحمرة قط ولم تحض فان الحيض مكروه في بنات الانبياء وقال عليهالسلام : لعائشة
ياحميرا إن فاطمة ليست كنساء الآدميين لا تعتل كما تعتلن.
أبوعبدالله قال : حرم الله النساء على
علي ما دامت فاطمة حية لانها طاهرة
لاتحيض وقال عبيد الهروي في الغريبين سميت مريم بتولا لانها بتلت عن الرجال
وسميت فاطمة بتولا لانها بتلت عن النظير.
أبوهاشم العسكري : سألت صاحب العسكر عليهالسلام لم سميت فاطمة
الزهراء عليهاالسلام؟
فقال : كان وجهها يزهر لامير المؤمنين عليهالسلام
من أول النهار كالشمس الضاحية ، و
عند الزوال كالقمر المنير وعند غروب الشمس كالكوكب الدري.
الحسن بن يزيد قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : لم سميت فاطمة
الزهراء؟
قال : لان لها في الجنة قبة من ياقوت حمراء ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة
معلقة بقدرة الجبار لا علاقة لها من فوقها فتمسكها ، ولا دعامة لها من تحتها
فتلزمها
لها مأة ألف باب على كل باب ألف من الملائكة ، يراها أهل الجنة كمايرى
أحدكم الكوكب الدري الزاهر في افق السماء ، فيقولون : هذه الزهراء
لفاطمة عليهاالسلام.
١٥
ـ قب : كناها ام الحسن وام الحسين وام المحسن
وام الائمة وام
أبيها وأسماؤها على ما ذكره أبوجعفر القمي : فاطمة ، البتول ، الحصان ، الحرة
السيدة ، العذراء ، الزهراء ، الحوراء ، المباركة ، الطاهرة ، الزكية ، الراضية
المرضية ، المحدثة ، مريم الكبرى ، الصديقة الكبرى ، ويقال لها في السماء النورية
السماوية ، الحانية.
بيان
: الحانية أي المشفقة على زوجها وأولادها
، قال الجزري : الحانية
التي تقيم على ولدها لا تتزوج شفقة وعطفا ومنه الحديث في نساء قريش : أحناه على
ولد وأرعاه على زوج.
١٦
ـ ارشاد القلوب : مرفوعا إلى سلمان
الفارسى ـ ره ـ قال : كنت جالسا
عند النبي صلىاللهعليهوآله
في المسجد إذ دخل العباس بن عبدالمطلب فسلم فرد النبي صلىاللهعليهوآله ورحب به فقال : يارسول
الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن
واحدة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: إذن اخبرك ياعم إن الله خلقتني وخلق عليا ولا سماء
ولا أرض ولا جنة ولانار ولا لوح ولا قلم.
فلما أراد الله عزوجل بدو خلقنا تكلم
بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية
فكانت روحا فمزح فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور
العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل
من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما
أجل من الشمس والقمر وكانت الملائكة تسبح الله تعالى وتقول في تسبيحها : سبوح
قدوس من أنوارما أكرمها على الله تعالى ، فلما أراد الله تعالى أن يبلوا الملائكة
أرسل
عليهم سحابا من ظلمه وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها
فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه فنسألك بحق
هذه الانوار إلا ما كشفت عنا فقال الله عزوجل : وعزتي وجلالي لافعلن فخلق
نور فاطمة الزهراء عليهاالسلام
يومئذ كالقنديل وعلقه في قرط العرش فزهرت السماوات
السبع والارضون السبع ، من أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء.
وكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه فقال
الله : وعزتي وجلالي لاجعلن ثواب
تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبعلها ، وبنيها قال
سلمان : فخرج العباس فلقيه علي بن أبي طالب عليهالسلام
فضمه إلى صدوره وقبل مابين
عينيه ، وقال : بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله تعالى.
بيان
: القرط بالضم الذي يعلق في شحمة الاذن.
١٧
ـ فر : موسى بن علي بن موسى بن عبدالرحمن
المحاربي معنعنا عن أبي عبدالله
جعفر بن محمد بن على عليهمالسلام
، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: معاشر الناس تدرون لما خلقت فاطمة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : خلقت فاطمة
حوراء إنسية
لا إنسية [ و ] قال : خلقت من عرق جبرئيل ومن زغبه ، قالوا : يا رسول الله استشكل
ذلك علينا تقول : حوراء إنسية لا إنسية ثم تقول : من عرق جبرئيل ومن زغبه
قال : إذا انبئكم أهدى إلى ربي تفاحة من الجنة أتاني بها جبرئيل عليهالسلام فضمها إلى
صدره فعرق جبرئيل عليهالسلام
وعرقت التفاحة فصار عرقهما شيئا واحدا ثم قال : السلام
عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته قلت : وعليك السلام ياجبرئيل فقال : إن الله
أهدى إليك تفاحة من الجنة فأخذتها وقبلتها ووضعتها على عيني وضممتها
إلى صدري.
ثم قال : يا محمد كلها ، قلت : يا حبيبي
ياجبرئيل هدية ربي تؤكل؟ قال : نعم ، قد امرت بأكلها فأفلقتها فرأيت منها نورا ساطعا ففزعت من ذلك النور ، قال : كل فان ذلك نور المنصورة فاطمة قلت : ياجبرئيل ومن المنصورة؟ قال : جارية
تخرج من صلبك واسمها في السماء منصورة ، وفي الارض فاطمة ، فقلت : يا جبرئيل
ولم سميت في السماء منصورة وفي الارض فاطمة؟ قال : سميت فاطمة في الارض
[ لانه ] فطمت شيعتها من النار وفطموا أعداؤها عن حبها وذلك قول الله في كتابه
« ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله » بنصر فاطمة عليهاالسلام.
بيان
: الزغب الشعيرات الصغرى على ريش الفرخ
وكونها من زغب جبرئيل
إما لكون التفاحة فيها وعرقت من بينها ، أولانه التصق بها بعض ذلك الزغب فأكله
النبي صلىاللهعليهوآله.
١٨
ـ ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد
العلوي ، عن محمد بن علي
ابن الحسين بن زيد ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام
قال : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
[ يقول : ] سميت فاطمة لان الله فطمها وذريتها من النار ، من لقي الله
____________________
منهم بالتوحيد
والايمان بما جئت به.
١٩
ـ أقول : روى في مقاتل الطالبيين بإسناده إلى
جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام
أن فاطمة عليهاالسلام
كانت تكنى ام أبيها.
٢٠
ـ مصباح الانوار : عن أبي جعفر ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : إنما سميت فاطمة
بنت محمد الطاهرة ، لطهارتها من كل دنس ، وطهارتها من كل رفث ، وما رأت قط
يوما حمرة ولا نفاسا.
٣
* ( باب ) *
* ( مناقبها وفضائلها وبعض أحوالها ومعجزاتها
صلوات الله عليها ) *
١
ـ أقول : قد مر في باب الركبان يوم القيامة عن
النبي صلىاللهعليهوآله
برواية ابن
عباس أنه قال : لن يركب يومئذ إلا أربعة : أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله
فأما أنا فعلى البراق ، وأما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء تمام الخبر.
٢
ـ جا : عمر بن محمد الصيرفي ، عن محمد بن همام
، عن محمد بن القاسم. عن
إسماعيل بن إسحاق ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن
الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
٣ ـ ل : ابن
إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي
عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليهالسلام قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله تعالى اختار من النساء أربع : مريم وآسية وخديجة
وفاطمة الخبر.
٤ ـ ن : بالاسانيد
الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
إن الله ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها.
صح
: عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
٥
ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
الحسن والحسين خير
أهل الارض بعدي وبعد أبيهما ، وامهما أفضل نساء أهل
الارض.
٦
ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله إن فاطمة أحصنت
فرجها فحرم الله ذريتها على النار.
٧
ـ لى : الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ، عن
جعفر بن محمد بن جعفر
العلوي ، عن محمد بن علي بن خلف ، عن حسن بن صالح بن أبي الاسود ، عن
أبي معشر ، عن محمد بن قيس قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله
إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة عليهاالسلام
فدخل عليها فأطال عندها المكث فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة عليهاالسلام مسكتين
من ورق وقلادة وقرطين
وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها عليهماالسلام
فلما
قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله
دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون
لطول مكثه عندها فخرج عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقد عرف الغضب في وجهه حتى
جلس عند المنبر فظنت فاطمة عليهاالسلام
أنه إنما فعل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما رأى من
المسكتين والقلادة والقرطين والستر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها : ونزعت
الستر ، فبعثت به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقالت للرسول : قل له : تقرأ عليك ابنتك
السلام وتقول : اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أتاه قال : فعلت فداها أبوها ثلاث
مرات ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير
جناح بعوضة ما أسقى فيها كافرا شربة ماء ثم قام فدخل عليها.
٨
ـ ج : عن الحسين بن زيد ، عن جعفر الصادق عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال لفاطمة : يا فاطمة إن الله عزوجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك قال : فقال
المحدثون بها ، قال : فأتاه ابن جريج فقال : يا أبا عبدالله حدثنا اليوم حديثا
استشهره
الناس ، قال : وماهو؟ قال : حدثت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال لفاطمة : إن الله ليغضب
____________________
لغضبك ، ويرضى لرضاك
، قال : فقال عليهالسلام
نعم إن الله ليغضب فيما تروون لعبده
المؤمن ويرضى لرضاه؟ فقال : نعم فقال عليهالسلام
فما تنكرون أن تكون ابنة رسول
الله صلىاللهعليهوآله
مؤمنة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟ قال : صدقت. الله أعلم حيث
يجعل رسالته.
٩
ـ لى : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن
العباس بن بكار ، عن
عبدالله بن المثنى ، عن عمه ثمامة بن عبدالله ، عن أنس بن مالك ، عن امه قالت : مارأت فاطمة عليهاالسلام
دما في حيض ولا في نفاس.
١٠
ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف
، عن أبي إسحاق ، عن
الحسن بن زياد العطار قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
: فاطمة
سيدة نساء أهل الجنة أسيدة نساء عالمها؟ قال : تاك مريم ، وفاطمة سيدة نساء
أهل الجنة من الاولين والآخرين فقلت : فقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة؟ قال : هما والله سيدا شباب أهل الجنة من الاولين
والآخرين.
١١
ـ لى : الطالقاني ، عن أحمد بن إسحاق المادرائي
، عن أبي قلابة ، عن
غانم بن الحسن السعدي ، عن مسلم بن خالد المكي ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه عليهماالسلام
، عن جابربن عبدالله الانصاري ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : قالت
فاطمة عليهاالسلام
لرسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الاعظم ، ويوم الاهوال
ويوم الفزع الاكبر؟ قال : يا فاطمة عند باب الجنة ومعي لواء « الحمد الله » وأنا
الشفيع لامتي إلى ربي قالت يا أبتاه فان لم ألقك هناك ، قال : القيني على الحوض
وأنا أسقي امتي قالت : يا أبتاه فان لم ألقك هناك قال : القيني على الصراط وأنا
قائم أقول : رب سلم امتي قالت : فان لم ألقك هناك ، قال : القيني وأنا عند الميزان
أقول رب سلم امتي قالت : فان لم ألقك هناك ، قال : القيني على شفير جهنم أمنع
شررها
ولهبها عن امتي فاستبشرت فاطمة بذلك صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبينها.
١٢
ـ لى : يحيى بن زيد بن العباس ، عن عمه علي بن
العباس ، عن
علي بن المنذر ، عن
عبدالله بن سالم ، عن حسين بن زيد ، عن علي بن عمر بن
علي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن
علي ، عن علي بن أبيطالب عليهمالسلام
عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه قال : يا فاطمة إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك قال : فجاء
صندل فقال لجعفر بن محمد عليهماالسلام
يا أبا عبدالله إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة فقال له جعفر عليهالسلام : وما ذاك يا صندل ، قال : جاؤونا عنك أنك حدثتهم أن الله ليغضب لغضب فاطمة
ويرضى لرضاها؟ قال : فقال جعفر عليهالسلام
: يا صندل ألستم رويتم فيما تروون أن
الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن ، ويرضى لرضاه؟ قال : بلى قال : فما تنكرون أن تكون فاطمة عليهاالسلام
مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ، قال : فقال له : ألله أعلم حيث يجعل رسالته.
ما
: الغضائرى ، عن الصدوق ، عن يحيى مثله.
١٣
ـ لى : ابن موسى ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن
جعفر بن أحمد
التميمي ، عن أبيه ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس
عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين الخبر.
١٤
ـ لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن هشام بن
جعفر ، عن حماد
عن عبدالله بن سليمان قال : قرأت في الانجيل في وصف النبي صلىاللهعليهوآله نكاح النساء
ذوا النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة ، لا صخب فيه ولا نصب
يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا امك ، لها فرخان مستشهدان ، وقد
مر الخبر بتمامه في كتاب أحوال النبي صلىاللهعليهوآله.
١٥
ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن
محمد بن يحيى الخزاز
عن موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال علي عليهالسلام
: إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
دخل على ابنته فاطمة عليهاالسلام
وإذا في عنقها قلادة فأعرض عنها فقطعتها ورمت بها ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت مني يا فاطمة
ثم جاء سائل فناولته القلادة ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اشتد غضب الله وغضبي على من
أهرق دمي وآذاني في
عترتي.
كشف
: عن موسى بن جعفر عليهالسلام مثله.
١٦
ـ فس : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء
، عن محمد بن الفضيل ، عن
أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله « إنها لاحدى
الكبر * نذيرا للبشر »
قال : يعني فاطمة عليهاالسلام.
١٧
ـ جا ، ما : المفيد ، عن المراغي
، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن جعفر بن
محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الحسن الاحمسي ، عن خالد بن عبدالله
عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبدالله بن الحارث ، عن سعد بن مالك يعني ابن أبي وقاص
قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني ومن
ساءها فقد ساءني فاطمة أعز الناس علي.
١٨
ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن
يوسف الضبي ، عن
عبيد الله بن موسى ، عن جعفر الاحمري ، [ عن الشيباني ] ، عن جميع بن عمير
قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع : لله أنت
مسيرك إلى علي عليهالسلام
ما كان؟
قالت : دعينا منك إنه ماكان من الرجال أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله من علي عليهالسلام
ولا من النساء أحب إليه من فاطمة عليهاالسلام.
١٩
ـ ما : بالاسناد إلى عبيد الله بن موسى ، عن
زكريا ، عن فراس ، عن
مسروق ، عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة عليهاالسلام
تمشي لا والله الذي لا إله إلا هو ما مشيها
يخرم من مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما رآها قال : مرحبا بابنتي مرتين قالت فاطمة عليهاالسلام
فقال لي : أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء
هذه الامة.
____________________
توضيح
: قال الجوهري : ما خرمت منه شيئا أي ما
نقصت وما قطعت ، وقال
الجزري : في حديث سعد ما خرمت من صلاة رسول الله صلىاللهعليهوآله
شيئا أي ما تركت.
٢٠
ـ لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر
بن سلمة الاهوازي
عن إبراهيم بن محمد الثقفى ، عن إبراهيم بن موسى ، عن أبي قتادة ، عن عبدالرحمن
ابن علاء الحضرمي ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان جالسا ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام
فقال : اللهم إنك
تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس علي فأحبب من أحبهم ، وأبغض من
أبغضهم ، ووال من والاهم ، وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم ، واجعلهم مطهرين
من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ، وأيدهم بروح القدس منك.
ثم قال عليهالسلام
: يا علي أنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي وأنت قائد
المؤمنين إلى الجنة وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب
من نور عن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن يسارها سبعون ألف ملك ، وبين يديها
سبعون ألف ملك ، وخلفها سبعون ألف ملك ، تقود مؤمنات امتي إلى الجنة.
فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس
صلوات ، وصامت شهر رمضان
وحجت بيت الله الحرام ، وزكت مالها ، وأطاعت زوجها ، ووالت عليا بعدي
دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة وإنها لسيدة نساء العالمين.
فقيل : يارسول اله أهي سيدة نساء علامها؟
فقال صلىاللهعليهوآله
: ذاك لمريم بنت
عمران ، فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين وإنها
لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين وينادونها بما
نادت به الملائكة مريم فيقولون : يا فاطمة « إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك
على نساء العالمين » .
ثم التفت إلى علي عليهالسلام فقال : يا علي إن
فاطمة بضعة مني وهي نور عيني
وثمرة فؤادي يسوؤني ماساءها ويسرني ماسرها وإنها أول من يلحقني من أهل
____________________
بيتي فأحسن إليها
بعدي ، وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي وهما سيدا
شباب أهل الجنة فليكرما عليك كسمعك وبصرك.
ثم رفع صلىاللهعليهوآله
يده إلى السماء فقال : اللهم إني اشهدك أني محب لمن
أحبهم ، ومبغض لمن أبغضهم ، وسلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، وعدو لمن
عاداهم ، وولي لمن والاهم.
٢١
ـ ع : أبي ، سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن
الحكم ، عن أبي جميلة
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : إن بنات الانبياء صلوات الله عليهم لا يطمثن إنما الطمث
عقوبة وأول من طمثت سارة.
٢٢
ـ ما : حمويه ، عن أبي الحسين ، عن أبي خليفة ،
عن العباس بن الفضل ، عن
عثمان بن عمر ، عن إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة
بنت طلحة ، عن عائشة قالت : ما رأيت من الناس أحدا أشبه كلاما وحديثا برسول
الله صلىاللهعليهوآله
من فاطمة كانت إذا دخلت عليه رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه
فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبلت يديه ، ودخلت عليه في مر ضه فسارها
فبكت ثم سارها فضحكت فقلت : كنت أرى لهذه فضلا على النساء فاذا هي امرأة من
النساء ، بينما هي تبكي إذ ضحكت ، فسألتها فقالت : إذا إني لبذرة ، فلما توفي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
سألتها فقالت : إنه أخبرني أنه يموت فبكيت ثم أخبرني أني أول
أهله لحوقا به فضحكت.
بيان
: قال الجزري : في حديث فاطمة عند وفاة
النبي صلىاللهعليهوآله
قالت لعائشة : « إني إذا لبذرة » البذر الذي يفشي السر
ويظهر ما يسمعه.
٢٣
ـ فس : « إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في
الدنيا والآخرة
وأعد لهم عذاب مهينا » قال : نزلت فيمن غصب أميرالمؤمنين حقه
وأخذ حق
فاطمة وآذاها ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله
: من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي
ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ومن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد
____________________
آذى الله وهو قول
الله « إن الذين
يؤذون الله ورسوله » الآية.
٢٤
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام يا علي إن الله
عزوجل
أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم أطلع الثانية فاختارك على
رجال
العالمين بعدي ، ثم أطلع الثالثة فاختار الائمة من ولدك على رجال العالمين بعدك
ثم أطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.
٢٥
ـ مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد
بن سنان ، عن المفضل
قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: أخبرني عن قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
في فاطمة : إنها
سيدة نساء العالمين أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال : ذاك لمريم كانت سيدة نساء
عالمها ، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين.
٢٦
ـ مع : القطان ، عن أحمد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن
جعفر بن محمد ، عن جعفربن سليمان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عباية ، عن
ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : إن فاطمة شجنة
مني يؤذيني ما آذاها
ويسرني ماسرها وإن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
٢٧
ـ مع : محمد بن هارون الزنجاني ، عن علي بن
عبدالعزيز قال : سمعت
القاسم بن سلام يقول في معنى قول النبي صلىاللهعليهوآله
: الرحمن شجنة من الله عزوجل يعني
[ أنه ] قرابة مشتبكة كأشتباك العروق وقول القائل الحديث ذو شجون إنما هو تمسك
بعضه ببعض وقال بعض أهل العلم يقال : شجر مشجن إذا التف بعضه ببعض ويقال
شجنة وشجنة والشجنة كالغصن يكون من الشجرة.
٢٨
ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين
عليهمالسلام
قال : حدثتني
____________________
أسماء بنت عميس قالت
: كنت عندفاطمة جدتك إذ دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله
وفي
عنقها قلادة من ذهب كان علي بن أبي طالب عليهالسلام
اشتراها له من فيئ له فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد وعليك لباس الجبابرة فقطعتها
وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها فسر رسول الله صلىاللهعليهوآله
بذلك.
٢٩
ـ يج : روي عن عمران بن الحصين قال : كنت عند
النبي صلىاللهعليهوآله
جالسا
إذ أقبلت فاطمة عليهاالسلام
وقد تغير وجهها من الجوع ، فقال لها : ادني ، فدنت منه ، فرفع
يده حتى وضعها على صدرها في موضع القلادة وهي صغيرة ثم قال : اللهم مشبع الجاعة
ورافع الوضعة ، لا تجع فاطمة ، قال : فرأيت الدم على وجهها كما كانت الصفرة
فقالت : ما جعت بعد ذلك.
٣٠
ـ يج : روي عن جابر بن عبدالله قال : إن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أقام أياما
ولم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه ، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهن
شيئا فأتى فاطمة فقال : يا بنية هل عندك شئ آكله ، فاني جايع؟ قالت : لا والله
بنفسي وأخي فلما خرج عنها بعثت جارية لها رغيفين وبضعة لحم فأخذته ووضعته
تحت جفنة وغطت عليها وقالت : والله لا وثرن بها رسول الله صلىاللهعليهوآله على نفسي وغيري
وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام ، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فرجع
إليها فقالت : قد أتانا الله بشئ فخبأته لك فقال : هلمي علي يا بنية ، فكشفت
الجفنة
فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليه : بهتت وعرفت أنه من عندالله ، فحمدت
الله وصلت على نبيه أبيها وقدمته إليه فلما رآه حمدالله وقال : من أين لك هذا؟
قالت : هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى علي فدعاه
وأحضره وأكل رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي حتى شبعوا ، قالت فاطمة : وبقيت
الجفنة كما هي فأوسعت منها على جميع جيراني جعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا.
٣١
ـ يج : روي أن أبا عبدالله عليهالسلام قال : إن خديجة لما
توفيت جعلت فاطمة
تلوذ برسول الله صلىاللهعليهوآله
وتدورحوله وتسأله يا رسول الله أين امي فجعل النبي صلىاللهعليهوآله
لا يجيبها ، فجعلت تدور على من تسأله ، ورسول الله لايدري مايقول ، فنزل
جبرئيل فقال : إن ربك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها : إن امك في
بيت من قصب ، كعابه من ذهب ، وعمده من ياقوت أحمر ، بين آسية امرأة فرعون
ومريم بنت عمران ، فقالت فاطمة : إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام.
ايضاح
: قال الجوهري كعوب الرمح النواشر في
أطراف الانابيب.
٣٢
ـ يج : روي أن ام أيمن لما توفيت فاطمة ، حلفت
أن لا تكون
بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها ، فخرجت إلى مكة ، فلما كانت
في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا فرفعت يديها قالت : يارب أنا خادمة فاطمة
تقتلني عطشا فأنزل الله عليها دلوا من السماء فشربت فلم تحتج إلى الطعام والشراب
سبع سنين وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش .
٣٣
ـ يج : روي أن سلمان قال : كانت فاطمة عليهاالسلام جالسة قد امها رحى
تطحن بها الشعير ، وعلى عمود الرحى دم سائل والحسين في ناحية الدار يتضور من
الجوع ، فقلت : يابنت رسول الله دبرت كفاك وهذه فضة ، فقالت أو صاني رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن تكون الخدمة لها يوما ، فكان أمس يوم خدمتها قال سلمان : قلت : إني مولى
عتاقه ما أنا أطحن الشعير أو اسكت الحسين لك؟ فقالت : أنا بتسكينه أرفق وأنت
تطحن الشعير ، فطحنت شيئا من الشعير فإذا أنا بالاقامة ، فمضيت وصليت مع
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما فرغت قلت لعلي ما رأيت فبكى وخرج ثم عاد فتبسم فسأله
عن ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : دخلت على فاطمة وهي مستلقية لقفاها والحسين نائم
على صدرها ، وقد امها رحى تدور من غير يد ، فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : ياعلي أما علمت أن لله ملائكة سيارة في الارض يخدمون محمدا وآل محمد إلى
____________________
أن تقوم الساعة.
٣٤
ـ يج : روي أن أباذر قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآله أدعو عليا فأتيت
بيته فناديته فلم يجبني أحد والرحى تطحن وليس معها أحد ، فناديته فخرج وأصغى
إليه رسول الله ، فقال له شيئا لم أفهمه ، فقلت : عجبا من رحى في بيت علي تدور
وليس معها أحد ، قال : إن ابنتي فاطمة ملا الله قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا وإن
الله علم ضعفها فأعانها على دهرها وكفاها أما علمت أن لله ملائكة موكلين بمعونة
آل محمد صلىاللهعليهوآله.
٣٥
ـ يج : روي أن عليا عليهالسلام أصبح يوما فقال
لفاطمة : عندك شئ تغذينيه
قالت : لا ، فخرج واستقرض دينارا ليبتاع ما يصلحهم فاذا المقداد في جهد وعياله
جياع فأعطاه الدينار ودخل المسجد وصلى الظهر والعصر مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم أخذ
النبي بيد علي وانطلقا إلى فاطمة وهي في مصلاها وخلفها جفنة تفور.
فلما سمعت كلام رسول الله صلىاللهعليهوآله خرجت فسلمت عليه
وكانت أعز الناس
عليه ، فرد السلام ومسح بيده على رأسها ثم قال : عشينا غفر الله لك وقد فعل
فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : يا فاطمة أنى لك هذا الطعام
الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ولم أشم مثل رائحته قط ولم آكل أطيب منه؟
ووضع كفه بين كتفي وقال : هذا بدل عن دينارك إن الله يرزق من يشآء
بغير حساب.
أقول
: قال الزمخشري في الكشاف عند ذكر قصة
زكريا ومريم : وعن
النبي صلىاللهعليهوآله
أنه جاع في زمن قحط فأهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها
فرجع بها إليها فقال : هلمي يا بنية وكشفت عن الطبق فاذا هو مملوء خبرا ولحما
فبهتت وعلمت أنها نزلت من الله فقال لها : أنى لك هذا قالت هو من عندالله إن الله
يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال عليهالسلام
: الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء
بني إسرائيل ثم جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله
علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع
أهل بيته حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو وأوسعت فاطمة على جيرانها.
٣٦
ـ قب ، يج : روي أن عليا استقرض
من يهودي شعيرا فاسترهنه شيئا
فدفع إليه ملاءة فاطمة رهنا وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى دار ووضعها
في بيت فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل فرأت نورا
ساطعا في البيت أضاءبه كله فانصرفت إلى زوجها فأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت
ضوءا عظيما فتعجب اليهودي زوجها وقد نسي أن في بيته ملاءة فاطمة ، فنهض مسرعا
ودخل البيت فاذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من
قريب ، فتعجب من ذلك فأنعم النظر في موضع الملاءة فعلم أن ذلك النور من
ملاءة فاطمة ، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجته تعدو إلى أقربائها فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم.
بيان
: الملاءة بالضم والمد الازار والريطة .
٣٧
ـ يج : روي أن اليهود كان لهم عرس فجاؤوا إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقالوا : لنا حق الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلى دارنا حتى يزداد عرسنا بها وألحوا
عليه ، فقال : إنها زوجة علي بن أبي طالب وهي بحكمه وسألوه أن يشفع إلى علي
في ذلك ، وقد جمع اليهود الطم والرم
من الحلي والحلل ، وظن اليهود أن
فاطمة تدخل في بذلتها وأرادوا استهانة بها ، فجاء جبرئيل بثياب من الجنة وحلي
وحلل لم يروا مثلها فلبستها فاطمة وتحلت بها فتعجب الناس من زينتها وألوانها
وطيبها ، فلما دخلت فاطمة دار اليهود سجد لها نساؤهم يقبلن الارض بين يديها وأسلم
بسبب مارأوا خلق كثير من اليهود.
ايضاح
: قال الجوهري : الرم بالكسر الثرى يقال :
جاء بالطم والرم
إذا جاء بالمال الكثير وقال : الطم البحر وقال الفيروز آبادي : جاء بالطم والرم :
____________________
بالبحري والبري أو
الرطب واليابس أو التراب والماء أو بالمال الكثير ، والرم بالكسر
ما يحمله الماء أو ما على وجه الارض من فتات الحشيش ، وقال : الطم بالكسر الماء
أو ما على وجهه أو ما ساقه من غثاء والبحر والعدد الكثير.
٣٨
ـ شى : عن سيف ، عن نجم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن فاطمة عليهاالسلام
ضمنت لعلي عليهالسلام
عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت وضمن لها علي عليهالسلام
ماكان خلف الباب : نقل الحطب وأن يجئ بالطعام ، فقال لها يوما : يا فاطمة هل
عندك شئ؟ قالت : والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شئ نقريك به
قال : أفلا أخبرتني؟ قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
نهاني أن أسألك شيئا فقال : لا تسألين
ابن عمك شيئا إن جاءك بشئ [ عفو ] وإلا فلا تسأليه.
قال : فخرج عليهالسلام فلقي رجلا فاستقرض
منه دينارا ثم أقبل به وقد أمسى ، فلقي
مقداد بن الاسود فقال للمقداد : ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال : الجوع والذي عظم
حقك يا أمير المؤمنين ، قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام
: ورسول الله صلىاللهعليهوآله
حي؟ قال : ورسول الله صلىاللهعليهوآله
حي ، قال : فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وساؤثرك به
فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شئ مغطى فلما
فرغت اجترت ذلك الشئ فاذا جفنة من خبز ولحم قال : يا فاطمة أنى لك هذا
قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألا
احدثك بمثلك ومثلها؟ قال : بلى ، قال : مثلك مثل زكريا إذ دخل على مريم
المحراب فوجد عندها رزقا قال : يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عندالله إن الله
يرزق من يشاء بغير حساب فأكلوا منها شهرا وهي الجفنة التي يأكل منها القائم عليهالسلام
وهي عندنا.
٣٩
ـ قب : الخر كوشي في كتابيه : اللوامع ، وشرف
المصطفى بإسناده عن
سلمان ، وأبوبكر الشيرازي في كتابه عن أبي صالح ، وأبوإسحاق الثعلبي ، وعلي بن
____________________
أحمد الطائي ، وأبومحمد
الحسن بن علويه القطان في تفاسيرهم ، عن سعيد بن جبير
وسفيان الثوري ، وأبونعيم الاصفهاني فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليهالسلام عن
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، وعن أبي مالك ، عن ابن عباس والقاضي النطنزي
عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر الصادق عليهالسلام
واللفظ له ، في قوله « مرج
البحرين
يلتقيان »
قال : علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه ، وفي
رواية « بينهما برزخ » : رسول الله « يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان » الحسن
والحسين عليهماالسلام.
عمار بن ياسر في قوله تعالى : « فاستجاب لهم ربهم أني
لا اضيع عمل عامل
منكم من ذكر أو انثى »
قال : فالذكر علي والانثى فاطمة عليهماالسلام
وقت الهجرة
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
في الليلة .
الباقر عليهالسلام
في قوله تعالى « وما خلق
الذكر والانثى » فالذكر أمير المؤمنين
والانثى فاطمة عليهماالسلام
« إن سعيكم لشتى » لمختلف « فأما من أعطى واتقى وصدق
بالحسنى » بقوته وصام حتى وفابنذره وتصدق بخاتمه وهو راكع ، وآثر المقداد
بالدينار على نفسه قال : « وصدق بالحسنى »
وهي الجنة والثواب من الله
فسنيسره لك فجعله إماما في الخير وقدوة وأبا للائمة يسره الله لليسرى.
الباقر عليهالسلام
في قوله تعالى « ولقد عهدنا
إلى آدم من قبل » كلمات في محمد
وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم عليهالسلام
كذا نزلت على
محمد صلىاللهعليهوآله.
القاضي أبومحمد الكرخي في كتابه عن
الصادق عليهالسلام
قالت فاطمة عليهاالسلام
: لما
____________________
نزلت : « لا تجعلوا دعاء الرسول
بينكم كدعاء بعضكم بعضا » [ ر ] هبت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن أقول له : يا أبة فكنت أقول يارسول الله فأعرض عني مرة
أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال : يا فاطمة إنها لم تنزل فيك ، ولافي أهلك
ولا في نسلك ، أنت مني وأنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش
أصحاب البذخ والكبر قولى : يا أبة ، فانها أحيى للقلب ، وأرضى للرب.
واعلم أن الله تعالى ذكر اثنتي عشرة
امرأة في القرآن على وجه الكناية
« اسكن أنت وزوجك الجنة
» حوا « ضرب الله مثلا للذين
كفروا امرأة نوح
وامرأة لوط » « إذ قالت رب ابن لي عندك بيتافي الجنة
» امرأة فرعون
« وامرأته قائمة
» لابراهيم « وأصلحناله زوجه
» لزكريا « الآن حصحص
الحق »
زليخا « وآتيناه
أهله »
لايوب « إني وجدت
امرأة تملكهم »
بلقيس « إني اريد
أن انكحك »
لموسى « وإذ أسر
النبي إلى بعض أزواجه
حديثا »
حفصة وعائشة « ووجدك
عائلا »
خديجة « مرج
البحرين »
فاطمة عليهاالسلام.
ثم ذكرهن بخصال : التوبة من حوا « قالا ربنا ظلمنا
» والشوق من
آسية « رب ابن لي
عندك بيتا »
والضيافة من سارة « وامرأته
قائمة »
والعقل من بلقيس « إن
الملوك إذا دخلوا قرية » والحياء من امرأة موسى
____________________
« فجاءته إحديهما تمشي
» والاحسان من
خديجة « ووجدك
عائلا »
والنصيحة لعائشة وحفصة « يانساء
النبي لستن كأحد ـ إلى قوله ـ وأطعن الله
ورسوله »
والعصمة من فاطمة عليهاالسلام
« ونساءنا
ونساءكم » .
وإن الله تعالى أعطى عشرة أشياء لعشرة
من النساء : التوبة لحوا زوجة آدم ، والجمال
لسارة زوجة إبراهيم ، والحفاظ لرحمة زوجة أيوب ، والحرمة لآسية زوجة فرعون
والحكمة لزليخا زوجة يوسف ، والعقل لبلقيس زوجة سليمان ، والصبر لبرخانه
ام موسى ، والصفوة لمريم ام عيسى ، والرضى لخديجة زوجة المصطفى ، والعلم
لفاطمة زوجة المرتضى.
والاجابة لعشرة « ولقد نادانا نوح فلنعم
المجيبون »
« فاستجاب له
ربه
فصرف عنه كيدهن » يوسف قال : « قد اجيبت دعوتكما » موسى وهارون
« فاستجبناله
» يونس
« فاستجبناله
فكشفنا ما به من ضر ». أيوب « فاستجبنا
له ووهبنا له يحيى » زكريا « ادعوني أستجب لكم
» للمخلصين « أمن يجيب
المضطر »
للمضطرين « وإذا سألك
عبادي »
للداعين « فاستجاب لهم
ربهم »
فاطمة وزوجها.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يهتم لعشرة أشياء
فآمنه الله منها وبشرة بها : لفراقه
وطنه ، فأنزل الله « إن
الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد
» ولتبديل
القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب فنزل « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون »
____________________
ولامته من العذاب
فنزل : « وماكان
الله ليعذبهم وأنت فيهم » ولظهور الدين
فنزل : « ليظهره على
الدين كله »
وللمؤمنين بعده فنزل : « يثبت
الله الذين
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة » ولخصمائهم فنزل : « يوم لا
يخزي الله النبي والذين آمنوا
» والشفاعة
فنزل : « ولسوف
يعطيك ربك
فترضى »
وللفتنة بعده على وصيه فنزل : « فإمانذهبن
بك فانا منهم منتقمون »
يعني بعلي ، ولثبات الخلافة في أولاده فنزل : « ليستخلفنهم في الارض
» ولابنته
حال الهجرة فنزل : « الذين
يذكرون الله قياما وقعودا » الايات.
ورأس التوابين أربعة : آدم « قالا ربنا ظلمنا
أنفسنا »
ويونس قال : « سبحانك إني كنت من الظالمين
» وداود « وخر راكعا وأناب
»
وفاطمة « الذين
يذكرون الله قياما وقعودا » .
وخوف أربعة من الصالحات : آسية عذبت
بأنواع العذاب فكانت تقول : « رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
» ومريم خافت
من الناس وهربت
« فناديها من تحتها ألا تحزني
» وخديجة
عذلها النساء في النبي صلىاللهعليهوآله
فهجرنها فقالت فاطمة :
أما كان أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله
ألا يحفظ في ولده ، أسرع
ما أخذتم ، وأعجل ما نكصتم.
ورأس البكائين ثمانية : آدم ، ونوح ، ويعقوب
، ويوسف ، وشعيب ، وداود
وفاطمة ، وزين العابدين عليهمالسلام
، قال الصادق : أما فاطمة فبكت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك ، إما أن تبكي
____________________
بالليل وإما أن تبكي
بالنهار ، فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء فتبكي.
وخير نساء العالمين أربعة : كتاب أبي
بكر الشيرازي وروى أبوالهذيل عن
مقاتل ، عن محمد بن الحنفية ، عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قرأ « إن الله اصطفاك
وطهرك » الاية فقال لي : يا علي خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران
وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم.
أبونعيم في الحلية وابن البيع في المسند
والخطيب في التاريخ وابن بطة في
الابانة وأحمد السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس
وروى الثعلبي في تفسيره والسلامي في تاريخ خراسان وأبوصالح المؤذن في
الاربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة ، وروى الشعبي عن جابر بن عبدالله وسعيد بن
المسيب ، وروى كريب عن ابن عباس وروى مقاتل عن سليمان ، عن الضحاك
عن ابن عباس وقد رواه أبومسعود وعبدالرزاق وأحمد وإسحاق كلهم عن
النبي صلىاللهعليهوآله
واللفظ للحلية أنه قال صلىاللهعليهوآله
: حسبك من نساء العالمين مريم بنت
عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون ، وفي رواية
مقاتل والضحاك وعكرمة عن ابن عباس : وأفضلهن فاطمة.
الفضائل عن عبدالملك العكبري ومسند أحمد
بإسنادهما ، عن كريب ، عن
ابن عباس أنه قال صلىاللهعليهوآله
: سيدة نساء أهل الجنة مريم الخبر سواء.
تاريخ بغداد باسناد الخطيب ، عن حميد
الطويل ، عن أنس قال النبي صلىاللهعليهوآله
: خير نساءالعالمين الخبر سواء.
ثم إن النبي صلىاللهعليهوآله فضلها على سائر
نساء العالمين في الدنيا والآخرة
روت عائشة وغيرها عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : يا فاطمة ابشري فان الله تعالى
اصطفاك على نساء العالمين وعلى نساء الاسلام وهوخيردين.
حذيفة إن النبي صلىاللهعليهوآله قال : أتاني ملك
فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة أو نساء امتي.
البخاري ومسلم في صحيحيهما وأبوالسعادات
في فضائل العشرة وأبوبكر بن
شيبة في اماليه
والديلمي في فردوسه أنه صلىاللهعليهوآله
قال : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
حلية أبي نعيم : روى جابر بن سمرة عن
النبي صلىاللهعليهوآله
في خبر أما إنها سيدة
نساء يوم القيامة.
تاريخ البلاذري إن النبي صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة : أنت
أسرع أهلي لحاقا بي
فوجمت ، فقال لها : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فتبسمت.
بيان
: وجم كوعد أي سكت على غيظ.
٤٠
ـ قب : الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : أسر
النبي صلىاللهعليهوآله
إلى
فاطمة شيئا فضحكت ، فسألتها فقالت : قال لي : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء
أهل الجنة أو نساء امتي.
حلية الاولياء وكتاب الشيرازي روى عمران
بن حصين وجابر بن سمرة
أن النبي صلىاللهعليهوآله
دخل على فاطمة فقال : كيف تجدينك يابنية؟ قال : إني لوجعة
وإنه ليزيدني أنه مالي طعام آكله قال : يابنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟
قالت : يا أبة فأين مريم بنت عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها وإنك سيدة
نساء عالمك أم والله زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة.
وقيل للصادق عليهالسلام : قول الرسول صلىاللهعليهوآله : فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة
أي سيدة نساء عالمها؟ قال : ذاك مريم وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الاولين
والآخرين.
وفي الحديث : إن آسية بنت مزاحم ومريم
بنت عمران وخديجة يمشين أمام
فاطمة كالحجاب لها إلى الجنة.
وسأل بزل الهروي الحسين بن روح ـ ره ـ
فقال : كم بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : أربع ، فقال : أيتهن أفضل؟ فقال : فاطمة ، قال : ولم صارت أفضل وكانت
أصغر هن سنا وأقلهن صحبة لرسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : لخصلتين خصها الله بهما : إنها
ورثت رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ونسل رسول الله صلىاللهعليهوآله
منها ، ولم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها.
وقال المرتضى رحمهالله : التفضيل هو كثرة
الثواب بأن يقع إخلاص ويقين
ونية صافية ، ولا يمتنع من أن تكون عليهاالسلام
قد فضلت على أخواتها بذلك ، ويعتمد
على أنها عليهاالسلام
أفضل نساء العالمين باجماع الامامية ، وعلى أنه قد ظهر من تعظيم
الرسول صلىاللهعليهوآله
لشأن فاطمة عليهاالسلام
وتخصيصها من بين سائرهن ماربما لا يحتاج
إلى الاستدلال عليه.
جامع الترمذي وإبانة العكبري وأخبار
فاطمة عن أبي علي الصولي وتاريخ
خراسان عن السلامي مسندا أن جميعا التيمي قال : دخلت مع عمتي على عائشة
فقالت لها عمتي : ما حملك على الخروج على علي؟ فقالت عائشة : دعينا فوالله
ماكان أحد من الرجال أحب إلى رسول الله من علي ولا من النساء أحب إليه
من فاطمة.
فضائل العشرة عن أبي السعادات ، وفضائل
الصحابة عن السمعاني وفي
روايات عن الشريك والاعمش وكثير النوا وابن الحجام كلهم ، عن جميع بن
عمير ، عن عائشة وعن اسامة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
وروي عن عبدالله بن عطا ، عن عبدالله
ابن بريدة ، عن أبيه قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله
أي النساء أحب إليك؟ قال : فاطمة ، قلت : من الرجال؟ قال : زوجها.
جامع الترمذي قال بريدة : كان أحب
النساء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة
ومن الرجال علي.
قوت القلوب عن أبي طالب المكي والاربعين
عن أبي صالح المؤذن وفضائل
الصحابة عن أحمد بالاسناد عن سفيان ، وعن الاعمش ، عن أبي الجحاف ، عن جميع
عن عائشة أنه قال علي للنبي صلىاللهعليهوآله
لما جلس بينه وبين فاطمة وهما مضطجعان : أينا أحب إليك أنا أوهي؟ فقال صلىاللهعليهوآله
: هي أحب إلي وأنت أعز علي منها.
وفي خبر عن جابر بن عبدالله أنه افتخر
علي وفاطمة بفضائلهما فأخبر
جبرئيل النبي صلىاللهعليهوآله
أنهما قد أطالا الخصومة في محبتك فاحكم بينهما
فدخل وقص عليهما مقالتهما ، ثم أقبل على فاطمة وقال : لك حلاوة الولد وله
عز الرجال وهو أحب
إلي منك ، فقالت فاطمة : والذي اصطفاك واجتباك وهداك
وهدى بك الامة لا زلت مقرد له ما عشت.
عامر الشعبي والحسن البصري وسفيان
الثوري ومجاهد وابن جبير وجابر
الانصاري ومحمد الباقر وجعفر الصادق عليهماالسلام
عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : إنما فاطمة
بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني أخرجه البخاري عن المسور بن مخرمة.
وفي رواية جابر : فمن آذاها فقد آذاني
فقد آذى الله.
وفي مسلم والحلية إنما فاطمة ابنتي بضعة
مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها.
بيان
: قال الجزري : وفي الحديث « فاطمة بضعة
مني » البضعة بالفتح القطعة
من اللحم وقد تكسر أي إنها جزء مني كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم.
وقال : وفي حديث فاطمة : يريبني مايريبها أي يسوؤني مايسوؤها ويزعجني ما
يزعجها ، يقال : رابني هذا الامر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره.
٤١
ـ قب : سعدبن أبي وقاص سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : فاطمة بضعة
مني
من سرها فقد سرني ومن ساءها فقد ساءني ، فاطمة أعز البرية علي.
مستدرك الحاكم ، عن أبي سهل بن زياد ، عن
إسماعيل ، وحلية أبي نعيم عن
الزهري ، وابن ابي مليكة ، والمسور بن مخرمة أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إنما فاطمة
شجنة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني مايبسطها.
وجاء سهل بن عبدالله إلى عمربن
عبدالعزيز فقال : إن قومك يقولون : إنك
تؤثر عليهم ولد فاطمة ، فقال عمر ، سمعت الثقة من الصحابة أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : فاطمة بضعة مني يرضيني ما أرضاها ويسخطني ما أسخطها ، فوالله إني لحقيق أن
أطلب رضى رسول الله ، ورضاه ورضاها في رضى ولدها.
وقد علموا أن النبي يسره
|
|
مسرتها جدا ويشني اغتمامها
|
قوله صلىاللهعليهوآله
هذا يدل على عصمتها لانها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن
مؤذيها مؤذيا له صلىاللهعليهوآله
على كل حال ، بل كان من فعل المستحق ـ
من ذمها وإقامة
____________________
الحد إن كان الفعل
يقتضيه ـ ساراله صلىاللهعليهوآله
ومطيعا.
أبوثعلبة الخشني قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا قدم من سفره
يدخل على
فاطمة ، فدخل عليها فقامت إليه واعتنقته وقبلت بين عينيه.
الاربعين عن ابن المؤذن بإسناده ، عن
النضربن شميل. عن ميسرة ، عن
المنهال ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة بنت أبي بكر ، وفي فضائل السمعاني
بإسناده عن عكرمة قالا : كان النبي صلىاللهعليهوآله
إذا قدم من مغازيه قبل فاطمة.
ورووا عن عائشة أن فاطمة كانت إذا دخلت
على رسول الله صلىاللهعليهوآله
قام لها من
مجلسه وقبل رأسها وأجلسها مجلسه ، وإذا جاء إليها لقيته وقبل كل واحد منهما
صاحبه وجلسا معا.
أبوالسعادات في فضائل العشرة وابن
المؤذن في الاربعين بالاسناده عن عكرمة
عن ابن عباس ، وعن أبي ثعلبة الخشني ، وعن نافع ، عن ابن عمر قالوا : كان
النبي صلىاللهعليهوآله
إذا أراد سفرا كان آخر الناس عهدا بفاطمة ، وإذا قدم كان أول
الناس عهدا بفاطمة ، ولولم يكن لها عند الله تعالى فضال عظيم لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآله
يفعل معها ذلك ، إذ كانت ولده وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد ، ولايجوز أن
يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به امته عن الله تعالى.
أبوسعيد الخدري قال : كانت فاطمة من أعز
الناس على رسول الله صلىاللهعليهوآله
فدخل عليها يوما وهي تصلي فسمعت كلام رسول الله صلىاللهعليهوآله
في رحلها ، فقطعت صلاتها
وخرجت من المصلى فسلمت عليه ، فمسح يده على رأسها وقال : يا بنية كيف
أميست رحمك الله عشينا غفر الله لك وقد فعل.
أخبار فاطمة عن أبي علي الصولي قال
عبدالله بن الحسن : دخل رسول
الله صلىاللهعليهوآله
على فاطمة فقد مت إليه كسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها ثم قال : يابنية هذا أول خبز أكل أبوك منذ ثلاثة أيام ، فجعلت فاطمة تكبي ورسول الله
يمسح وجهها بيده.
أبوصالح المؤذن في الاربعين بالاسناد عن
شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن
إبراهيم ، عن مسروق
، عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ويقول : إن
الله تعالى ما أمرني أن ازوج فاطمة من علي ففعلت ، فقال لي جبرئيل : إن الله
تعالى بنى جنة من لؤلؤة بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب
وجعل سقوفها زبر جدا أخضر ، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت.
ثم جعل غرفها لبنة من ذهب ، ولبنة من
فضة ، ولبنة من در ، ولبنة من
ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها وحفت بالانهار
وجعل على الانهار قبايا من در قد شعبث بسلاسل الذهب وحفت بأنواع الشجر
وبنى في كل غصن قبة وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران ، وفتق بالمسك والعنبر ، وجعل في كل
قبة حوراء ، والقبة لها مائة باب على كل باب جاريتان وشجرتان في كل قبة
مفرش وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي ، فقلت : يا جبرئيل لمن بنى الله
هذه الجنة؟ قال ، بنا ها لعلي بن أبي طالب وفاطمة ابنتك سوى جنانهما تحفة أتحفهما
الله ، ولتقربذلك عينك يارسول الله.
بيان
: قوله : « لؤلؤة من ياقوت » لعل المعنى
أنها في صفاء اللؤلؤ ولون
الياقوت ، ولا يبعد أن تكون « من » زائدة من النساخ أو يكون الظرف متعلقا
بقوله مشذرة أي اللؤلؤة مرصعة من الياقوت بالذهب قال الفيروز آبادي : الشذر
قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة ، أو خرز يفصل بها النظم أو هو اللؤلؤ
الصغار.
قوله : قد شعبت ، الشعب الجمع والتفريق
، ولعل الاظهر هنا الاول
وقال الفيروز آبادي : الاريكة كسفينة سرير في حجلة ، أو كل ما يتكا عليه من سرير
ومنصة وفراش ، أو سرير منجد مزين في قبة أو بيت ، فاذا لم يكن فيه سرير فهو
حجلة ، والسندس : الرقيق من الحرير ، والاستبرق الغليظ منه.
قوله : « وفتق » أى جعل بين الزعفران
المسك وا لعنبر أو بين فرشها المبسوطة
من الفتق بمعنى الشق ، والمفرش كمنبر شئ كالشاذ كونة.
٤٢
ـ قب : ابن عبد ربه الاندلسي في العقد عن
عبدالله بن الزبير في خبر
عن معاوية بن أبي سفيان قال : دخل الحسن بن علي على جده صلىاللهعليهوآله وهو يتعثر
بذيله فأسر إلى النبي صلىاللهعليهوآله
سرا فرأيته وقد تغير لونه ، ثم قام النبي صلىاللهعليهوآله
حتى
أتى منزل فاطمة فأخذ بيدها فهزها إليه هزا قويا ثم قال : يا فاطمة إياك وغضب
علي فان الله يغضب لغضبه ويرضى لرضاه ، ثم جاء علي فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله بيده
ثم هزها إليه هزا خفيفا ثم قال : يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فان الملائكة
تغضب لغضبها وترضى لرضاها ، فقلت : يارسول الله مضيت مذعورا وقد رجعت
مسرورا ، فقال : يا معاوية كيف لا أسر وقد أصلحت بين اثنين هما أكرم الخلق
على الله.
وفي رواية عبدالله بن الحارث وحبيب بن
ثابت وعلي بن إبراهيم : أحب
اثنين في الارض إلي.
قال ابن بابويه : هذا غير معتمد لانهما
منزهان أن يحتاجا أن يصلح بينهما
رسول الله صلىاللهعليهوآله.
الباقر والصادق عليهماالسلام أنه كان النبي صلىاللهعليهوآله لاينام حتى يقبل
عرض وجه
فاطمة ، يضع وجهه بين ثدبي فاطمة ويدعو لها ، وفي رواية حتى يقبل عرض وجنة
فاطمة أو بين ثدييها.
أبوبكر محمد بن عبدالله الشافعي وابن
شهاب الزهري وابن المسيب كلهم
عن سعد بن أبي وقاص ، وأبومعاذ النحوي المروزي وأبوقتادة الحراني ، عن
سفيان الثوري ، عن هاشم بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، والخركوشي في شرف
النبي ، والاشنهي في الاعتقاد ، والسمعاني في الرسالة ، وأبوصالح المؤذن
في الاربعين ، وأبوالسعادات في الفضائل ، ومن أصحابنا أبوعبيدة الحذاء
وغيره ، عن الصادق عليهالسلام
أنه كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يكثر تقبيل فاطمة فأنكرت
عليه بعض نسائه فقال صلىاللهعليهوآله
: إنه لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل
فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلتها ـ في رواية : فناولني منها تفاحة فأكلتها ـ
فتحول ذلك نطفة في
صلبي ، فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة
ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي.
ودخل النبي صلىاللهعليهوآله على فاطمة فرآها
منزعجة فقال لها : مابك؟ فقالت : الحميرا افتخرت على امي أنها لم تعرف رجلا قبلك وأن امي عرفتها مسنة
فقال صلىاللهعليهوآله
: إن بطن امك كان للامامة وعاء.
ابن عبد ربه في العقد أن المهدي رأى في
منامه شريكا القاضي مصروفا وجهه
عنه ، فلما انتبه قص رؤياه على الربيع فقال : إن شريكا مخالف لك وإنه
فاطمي محضا ، قال المهدي : علي بشريك ، فاتي به ، فلما دخل عليه قال : بلغني أنك فاطمي ، قال : اعيذك بالله أن تكون غير فاطمي إلا أن تعني فاطمة
بنت كسرى ، قال : لا ولكن أعني فاطمة بنت محمد ، قال : فتلعنها؟ قال : لا ، معاذ الله ، قال : فما تقول في من يلعنها؟ قال : عليه لعنة الله ، قال : فالعن هذا
يعني الربيع؟ قال : لا والله ما ألعنها يا أمير المؤمنين ، قال له شريك : يا ماجن
فما ذكرك لسيدة نساء العالمين وابنة سيد المرسلين في مجالس الرجال ، قال
المهدي : فما وجه المنام؟ قال : إن رؤياك ليست برؤيا يوسف عليهالسلام وإن الدماء
لا تستحل بالاحلام.
واتي برجل شتم فاطمة إلى الفضل بن
الربيع فقال لابن غانم : انظر في
أمره ما تقول ، قال : يجب عليه الحد ، قال له الفضل : هي ذا امك إن حددته ، فأمر
بأن يضرب ألف سوط ويصلب في الطريق.
٤٣
ـ قب : روي أن فاطمة تمنت وكيلا عند غزاة علي عليهالسلام فنزل : « رب
المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا » .
صحيح الدار قطني أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر بقطع لص فقال
اللص : يارسول الله
قد مته في الاسلام وتأمره بالقطع؟ فقال : لو كانت ابنتي فاطمة ، فسمعت فاطمة
فحزنت فنزل جبرئيل بقوله : « لئن أشركت ليحبطن عملك » فحزن
____________________
رسول الله صلىاللهعليهوآله فنزل « لو كان فيهما آلهة إلا
الله لفسدتا » فتعجب النبي من ذلك
فنزل جبرئيل وقال : كانت فاطمة حزنت من قولك فهذه الايات لموافقتها لترضي.
بيان
: لعل المعنى أن هذه الايات نزلت لتعلم
فاطمة عليهاالسلام
أن مثل هذا
الكلام المشروط لاينافي جلالة المخاطب والمسند إليه وبراءته لوقوع ذلك بالنسبة
إلى الرسول صلىاللهعليهوآله
من الله عزوجل ، أو لبيان أن قطع يد فاطمة بمنزلة الشرك
أو أن هذا النوع من الخطاب المراد به الامة إنما صدر لصدور هذا النوع من
الكلام بالنسبة إلى فاطمة فكان خلافا للاولى ، والاول أصوب وأوفق بالاصول.
٤٤
ـ قب : سئل الصادق عليهالسلام عن معنى حي على خير
العمل ، فقال : خير
العمل بر فاطمة وولدها ، وفي خبر آخر الولاية.
أبوصالح في الاربعين ، عن أبي حامد
الاسفرائيني باسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أول شخص تدخل الجنة فاطمة.
عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ثم أخذ ذلك
النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة ثلث النور ، وأصاب عليا وأهل
بيته ثلث النور ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه
من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد.
الحسين بن زيد بن علي ، عن الصادق عليهالسلام ، وجابر الجعفي ، عن
الباقر عليهالسلام
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
ابن شريح بإسناده عن الصادق عليهالسلام ، وأبوسعيد الواعظ
في شرف النبي صلىاللهعليهوآله
عن أمير المؤمنين ، وأبوصالح المؤذن في الفضائل ، عن ابن عباس ، وأبوعبدالله
العكبري في الابانة ومحمود الاسفرائيني في الديانة رووا جميعا أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
أبوبكر مردويه في كتابه بالاسناد عن
سنان الاوسي قال النبي صلىاللهعليهوآله
: حدثني جبرئيل أن الله تعالى لما زوج فاطمة عليا عليهالسلام
أمر رضوان فأمر شجرة
____________________
طوبى فحملت رقاعا
لمحبي آل بيت محمد صلىاللهعليهوآله
ثم أمطرها ملائكة من نور بعد دتيك
الرقاع فأخذ تلك الملائكة الرقاع ، فاذا كان يوم القيامة واستوت بأهلها أهبط الله
الملائكة بتلك الرقاع فاذا لقي ملك من تلك الملائكة رجلا من محبي آل بيت محمد
دفع إليه رقعة براءة من النار.
وجاء في كثير من الكتب منها كشف الثعلبي
وفضائل أبي السعادات في معنى
قوله : « لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا »
أنه قال ابن عباس : بينا أهل
الجنة في الجنة بعد ما سكنوا رأوا نورا أضاء الجنان فيقول أهل الجنة : يارب
إنك قد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل « لايرون فيها شمسا » فينادي
مناد : ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ، وإن عليا وفاطمة تعجبا من شئ
فضحكا فأشرقت الجنان من نورهما.
أبوعلي الصولي في أخبار فاطمة
وأبوالسعادات في فضائل العشرة بالاسناد
عن أبي ذر الغفاري قال : بعثني النبي صلىاللهعليهوآله
أدعو عليا فأتيت بيته وناديته فلم
يجبني فأخبرت النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : عد إليه فانه في البيت ودخلت عليه فرأيت
الرحى تطحن ولا أحد عندها ، فقلت لعلي : إن النبي صلىاللهعليهوآله
يدعوك ، فخرج
متوحشا حتى أتى النبي صلىاللهعليهوآله
فأخبرت النبي صلىاللهعليهوآله
بما رأيت فقال : يا أباذر
لا تعجب فان لله ملائكة سياحون في الارض موكلون بمعونة آل محمد.
الحسن البصري وابن إسحاق ، عن عمار
وميمونة أن كليهما قالا : وجدت
فاطمة نائمة والرحى تدور فأخبرت رسول الله بذلك فقال : إن الله علم ضعف أمته
فأوحى إلى الرحى أن تدور فدارت.
وقد رواه أبوالقاسم البستي في مناقب
أمير المؤمنين عليهالسلام
وأبوصالح المؤذن
في الاربعين عن الشعبي باسناده عن ميمونة وابن فياض في شرح الاخبار.
وروي أنها عليهاالسلام
ربما اشتغلت بصلاتها وعبادتها فربما بكى ولدها فرأى
المهد يتحرك وكان ملك يحركه.
____________________
محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام قال : بعث رسول
الله صلىاللهعليهوآله
سلمان إلى فاطمة قال : فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت ، فسمعت فاطمة تقرء القرآن من
جوا والرحى
تدور من برا ، وما عندها أنيس ، وقال في آخر الخبر : فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال : ياسلمان إن ابنتي فاطمة ملا الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها تفرغت
لطاعة الله فبعث الله ملكا اسمه زوقا بيل وفي خبر آخر جبرئيل فأدار لها الرحى
وكفاها
الله مؤنة الدنيا مع مؤنة الآخرة.
بيان
: المراد بالجوا داخل البيت وبالبرا خارجه
ولم أظفر بهما في اللغة
نعم قال في النهاية : في حديث سلمان : من أصلح جوانيه أصلح الله برانية ، أراد
بالبراني العلانية ، والالف والنون من زيادات النسب ، وأصله من قولهم خرج
فلان برا أي خرج إلى البر والصحراء ، وقال الفيروز آبادي : الجو داخل البيت
كالجوانية ، وقال في النهاية في صفته صلىاللهعليهوآله
: جليل المشاش ، أي عظيم رؤوس العظام
كالمرفقين والكعبين والركبتين ، وقال الجوهري : هي رؤوس العظام اللينة التي
يمكن مضغها ، ومنه الحديث ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه. انتهى.
٤٥
ـ قب : علي بن معمر قال : خرجت ام أيمن إلى مكة
لما توفيت
فاطمة عليهاالسلام
وقالت : لا أرى المدينة بعدها ، فأصابها عطش شديد في الجحفة حتى خافت
على نفسها ، قال : فكسرت عينيها نحو السماء ثم قالت : يارب أتعطشني وأنا خادمة
بنت نبيك؟ قال : فنزل إليها دلو من ماء الجنة فشربت ولم تجع ولم تطعم سبع سنين.
بيان
: قال الفيروز آبادي : كسر من طرفه غض.
٤٦
ـ قب : مالك بن دينار رأيت في مودع الحج امرأة
ضعيفة على دابة
نحيفة والناس ينصحونها لتنكص ، فلما توسطنا البادية كلت دابتها فعذلتها
في إتيانها ، فرفعت رأسها إلى السماء وقالت : لا في بيتي تركتني ولا إلى بيتك
حملتني ، فو عزتك وجلالك لو فعل بي هذا غيرك لما شكوته إلا إليك ، فإذا
شخص أتاها من الفيفاء وفي يده زمام ناقة فقال لها : اركبي ، فركبت وسارت الناقة
كالبرق الخاطف ، فلما بلغت المطاف رأيتها تطوف ، فحلفتها من أنت؟ فقالت : أنا
شهرة بنت مسكة بنت فصة خادمة الزهراء عليهاالسلام.
ورهنت عليهاالسلام
كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة واستقرضت الشعير
فلما دخل زيد داره قال : ما هذه الانوار في دارنا؟ قالت : لكسوة فاطمة فأسلم في
الحال وأسلمت امرأته وجيرانه حتى أسلم ثمانون نفسا.
وسألت عليهاالسلام
رسول الله صلىاللهعليهوآله
خاتما فقال : ألا اعلمك ما هو خير من الخاتم؟ إذا صليت صلاة الليل فاطلبي من الله
عزوجل خاتما فانك تنالين حاجتك ، قال : فدعت ربها تعالى ، فاذا بهاتف يهتف : يا فاطمة الذي طلبت مني تحت المصلى
فرفعت المصلى فاذا الخاتم ياقوت لا قيمة له فجعلته في إصبعها وفرحت ، فلما نامت
من ليلتها رأت في منامها كأنها في الجنة فرأت ثلاثة قصور لم تر في الجنة مثلها
قالت : لمن هذه القصور؟ قالوا : لفاطمة بنت محمد ، قال : فكأنها دخلت قصرا من
ذلك ودارت فيه فرأت سريرا قد مال على ثلاث قوائم ، فقالت عليهاالسلام : ما
لهذا السريرقد مالت على ثلاث؟ قالوا : لان صاحبته طلبت من الله خاتما فنزع
أحد القوائم وصيغ لها خاتما وبقي السرير على ثلاث قوائم ، فلما أصبحت دخلت
على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقصت القصة فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: معاشر آل عبدالمطلب ليس لكم الدنيا إنما لكم الآخرة ، وميعادكم الجنة ، ما
تصنعون بالدنيا فانها
زائلة غرارة ، فأمر ها النبي صلىاللهعليهوآله
أن ترد الخاتم تحت المصلى فردت ثم نامت على
المصلى ، فرأت في المنام أنها دخلت الجنة ، فدخلت ذلك القصر ورأت السرير
على أربع قوائم فسألت عن حاله فقالوا : ردت الخاتم ورجع السرير إلى هيئته.
أبوجعفر الطوسي في اختيار الرجال ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
، وعن سلمان
الفارسي أنه لما استخرج أمير المؤمنين عليهالسلام
من منزله خرجت فاطمة حتى انتهت
إلى القبر فقالت : خلوا عن ابن عمي فو الذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه
لانشرن شعري ولاضعن قميص رسول الله صلىاللهعليهوآله
على رأسي ولاصرخن إلى الله
فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي ، قال سلمان : فرأيت والله أساس حيطان
المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ ، فدنوت منها
وقلت : يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة
فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها ، فدخلت في خياشيمنا.
بريدة قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن ملك الموت
خيرني فاستنظرته إلى نزول
جبرئيل. فتجلى ابنته فاطمة الغشي فقال لها : يابنتي احفظني عليك فانك وبعلك
وابنيك معي في الجنة.
بشرت مريم بولدها « إن الله يبشرك بكلمة
» وبشرت فاطمة
بالحسن والحسين
في الحديث إن النبي صلىاللهعليهوآله
بشرها عند ولادة كل منهما بأن يقول لها : ليهنئك
أن ولدت إماما يسود أهل الجنة وأكمل الله تعالى ذلك في عقبها ، قوله « وجعلها
كلمة باقية في عقبه »
يعني عليا عليهالسلام.
أبوعبدالله عليهالسلام كانت مدة حملها تسع
ساعات ، وولدت فاطمة الحسن
والحسين وبينهما ستة أشهر على رواية وردت.
ومريم بنت عمران ، وفاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله وشرف الناس بآبائهم.
ونذرت ام مريم لله محررا ، ومحمد صلىاللهعليهوآله أكثر الخلق تقربا
إلى الله في سائر
الاحوال وذلك يوجب أن يكون قد أتى عند أن سأله الزهراء عليهاالسلام بأضعاف ما قالت
ام مريم بموجب فضله على الخلائق ، وكان نذرها من قبل الام وهو يقتضي تنصف
منزلته مما ينذره الاب.
قوله « وكفلها زكريا
» والزهراء
كفلها رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولا خلاف
في فضل كفالة رسول الله صلىاللهعليهوآله
على كل كفالة وكفالة اليتيم مندوب إليها وكفالة
الولد واجبة.
ولدت مريم بعيسى عليهالسلام في أيام الجاهلية ،
وولدت فاطمة بالحسن والحسين
على فطرة الاسلام.
وكان الله أعلم مريم بسلامتها وبسلامة
ما حملته فلا يجوز أن يتطرق إليها
خوف ، والزهراء حملت بهما وهي لا تعلم ما يكون من حالها في الحمل والوضع
من السلامة والعطب ، فينبغي أن يكون في ذلك مثوبة زائدة ، ولذلك فضل المسلمون
على الملائكة يوم بدر في القتال ، لانهم كانوا بين الخوف والرجاء في سلامتهم
____________________
والملائكة ليسوا
كذلك.
وقيل لها « لاتحزني
» وقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة إن الله
يرضى
لرضاك ، وقيل لها « فنفخنا
فيه من روحنا » وفاطمة عليهاالسلام
خامسة أهل العباء
وافتخار جبرئيل بكل واحد منهم قوله : من مثلي وأنا سادس خمسة.
ولها « تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي » يحتمل أن النخلة
والنهر كانا موجودين قبل ذلك لانه لم يبق لهما أثر مثل ما بقي لزمزم والمقام
وموضع التنور وانفلاق البحر ورد الشمس ، وللزهراء عليهاالسلام
حديث التمر الصيحاني
وقدس الماء.
وروي أنه بكت ام أيمن وقالت : يا رسول
الله فاطمة زوجتها ولم تنثر
عليها شيئا ، فقال : يا ام أيمن لم تكذبين فان الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر
أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها
فأخذوا منها مالا يعلمون.
وتكلمت الملائكة مع مريم « إن الله اصطفاك وطهرك
واصطفاك على نساء
العالمين »
أراد نساء عالم أهل زمانها كقوله لبني إسرائيل « وإني فضلتكم على
العالمين »
وليسوا بأفضل من المسلمين قوله « كنتم
خير امة »
ثم إن الصفات
في هذه الاية يشاركها غيرها قوله « إن الله اصطفى آدم ـ إلى قوله ـ ذرية بعضها من
بعض » وفاطمة
وذريتها من جملتهم وقال النبي صلىاللهعليهوآله
: فاطمة سيدة نساء العالمين
من الاولين والآخرين وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من
المقربين
وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون : يا فاطمة « إن الله اصطفاك وطهرك
واصطفاك على نساء العالمين » .
____________________
وأنه « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندهارزقا » وليس في
نفس الآية أن ذلك كان الله تعالى يخلقه اختراعا أيأتيها به الملك وإنما هو يدل
على كثرة شكرها لله تعالى كما تقول : رزقني الله اليوم درهما كما قال : « قل كل
من عندالله »
وللزهراء من هذا الباب مالا ينكره مسلم من حديث المقداد وخبر
الطائر والرمان والعنب والتفاح والسفرجل وغيرها ، وذلك مما يقطع على أنها
كانت تأكل مالم يكن لغيرها من جميع الخلق بعد هبوط آدم وحوا ، وفي الحديث
أن النبي صلىاللهعليهوآله
دخل على فاطمة وهي في مصلاها وخلفها جفنة يفور دخانها فأخرجت
فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما فسأل علي عليهالسلام
أنى لك هذا قالت هو من فضل الله
ورزقه إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
ورزق مريم من الجنة وخلق فاطمة من رزق
الجنة ، وفي الحديث فناولني
جبرئيل رطبة من رطبها فأكلتها فتحولت ذلك نطفة في صلبي.
وقد مدح الله تعالى مريم في القرآن
بعشرين مدحة وصح في الاخبار لفاطمة
عشرون اسما كل اسم يدل على فضيلة ذكرها ابن بابوبه في كتاب مولد فاطمة عليهاالسلام.
وقال لها : « ومريم ابنت عمران التي
أحصنت فرجها »
يريد بذلك
العفاف لا الملامسة والذرية لانه لو لم يكن كذلك لجعل حملها له ووضعها ومخاضها
بغير ماجرت به العادة فلما جعله على مجرى العادة دل على مقالنا ويؤكد ذلك
الاخبار الواردة في مدح التزويج وطلب الولد وذم العزوبة ، وقال تعالى للزهراء
ولاولادها : « إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
» .
حسان بن ثابت :
وإن مريم أحصنت فرجها
|
|
وجاءت بعيسى كبدر الدجى
|
فقد أحصنت فاطم بعدها
|
|
وجاءت بسبطي نبي الهدى
|
٤٧ ـ يل ، فضل : دخل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
على علي فوجده هو وفاطمة عليهماالسلام
____________________
يطحنان في الجاروش
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: أيكما أعيى؟ فقال علي فاطمة يارسول الله
فقال لها : قومي يا بنية ، فقامت وجلس النبي صلىاللهعليهوآله
موضعها مع علي عليهالسلام
فواساه
في طحن الحب.
٤٨
ـ كشف : من كتاب معالم العترة لعبد العزيز بن
الاخضر بأسانيده
مرفوعا إلى قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: خير نسائها مريم وخير
نسائها فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
وباسناده إلى أحمد بن حنبل يرفعه إلى
أنس أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : حسبك
من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
وبإسناده عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : حسبك من نساء
العالمين مريم بنت
عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
ومنه قالت عائشة لفاطمة عليهاالسلام : ألا ابشرك أني
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : لسيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت محمد ، وخديجة
بنت
خويلد ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
ومن مسند أحمد عن عائشة قالت : أقبلت
فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقال : مرحبا يا بنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسر
إليها حديثا فبكت ، قلت : استخصك رسول الله صلىاللهعليهوآله
بحديثه ثم تبكين ، ثم أسر
إليها حديثا فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما
قالا ، فقالت : ما كنت لافشي سر رسول الله صلىاللهعليهوآله
، حتى قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
سألتها فقالت : أسر إلي فقال : إن جبرئيل عليهالسلام
كان يعارضني بالقرآن في كل
عام مرة وإنه عارضني به العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر أجلى ، وإنك أول أهل
بيتي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت لذلك ، فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة
نساء هذه الامة ونساء المؤمنين؟ قالت : فضحكت لذلك .
____________________
وروى ابن خالويه في كتاب الال عن أبي
عبدالله الحنبلي ، عن محمد بن أحمد
ابن قضاعة ، عن عبدالله
بن محمد ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لما خلق الله آدم وحوا تبخترا في الجنة ، فقال آدم لحوا : ما خلق الله خلقا هو أحسن منا ، فأوحى الله إلى جبرئيل : ائت بعبدي الفردوس
الاعلى ، فلما دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على در نوك من درانيك الجنة وعلى
رأسها تاج من نور وفي اذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها
فقال آدم : حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟
فقال : هذه فاطمة بنت محمد نبي من ولدك يكون في آخر الزمان ، قال : فما هذا التاج
الذي على رأسها؟ قال : بعلها علي بن أبي طالب عليهالسلام.
قال ابن خالويه : البعل في كلام العرب
خمسة أشياء : الزوج ، والصنم
من قوله : « أتدعون
بعلا »
، والبعل اسم امرأة وبها سميت بعلبك ، والبعل
من النخل ما شرب بعروقه من غير سقي ، والبعل السماء ، والعرب يقول : السماء
بعل الارض.
قال : فما القرطان اللذان في اذنيها؟
قال : ولداها الحسن والحسين ، قال
آدم : حبيبي جبرئيل أخلقوا قبلي؟ قال : هم موجودون في غامض علم الله قبل أن
تخلق بأربعة آلاف سنة.
وعن ابن خالويه من كتاب الال يرفعه إلى
علي بن موسى الرضا ، عن
آبائه ، عن علي عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة نادى مناد
من بطنان العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة عليهاالسلام بنت
____________________
محمد صلىاللهعليهوآله.
وزاد ابن عرفة عن رجاله يرفعه إلى أبي
أيوب الانصاري ، قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع
نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة عليهاالسلام
على الصراط فتمر ومعها
سبعون ألف جارية من الحورالعين.
ومنه عن نافع ابن أبي الحمراء قال : شهدت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثمانية أشهر إذا
خرج إلى صلاة الغداة مر بباب فاطمة عليهاالسلام
فقال : السلام عليكم أهل البيت
ورحمة الله وبركاته ، الصلاة « إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا » .
ومنه ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : يا فاطمة
إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
ومن كتاب أبي إسحاق الثعلبي ، عن جميع
بن عمير ، عن عمته ، قالت : سألت عائشة
من كان أحبإلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
فقالت : فاطمة عليهاالسلام
قلت : إنما أسألك عن
الرجال ، قالت : زوجها ، وما يمنعه فوالله ان كان ما علمت صواما قواما جديرا
أن يقول بما يحب الله ويرضى.
وعن جابر قال : ما رأيت فاطمة عليهاالسلام تمشي إلا ذكرت رسول الله صلىاللهعليهوآله
، تميل على جانبها الايمن مرة وعلى جانبها الايسر مرة.
وعن عائشة ـ وذكرت فاطمة عليهاالسلام ـ : ما رأيت أصدق
منها إلا أباها.
ومن كتاب مولد فاطمة لابن بابويه : روى
أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : اشتاقت
الجنة إلى أربع من النساء : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون
وهي زوجة النبي صلىاللهعليهوآله
في الجنة ، وخديجة بنت خويلد زوجة النبي صلىاللهعليهوآله
في الدنيا
____________________
والآخرة ، وفاطمة
بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
وروى عن علي عليهالسلام قال : كنا جلوسا
عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : أخبروني أي شئ خيرللنساء ، فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا فرجعت إلى فاطمة عليهاالسلام
فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
وليس أحد منا علمه ولا عرفه فقالت : ولكني
أعرفه ، خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال ، فرجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقلت : يا رسول الله سألتنا أي شئ خير للنساء وخيرلهن أن لايرين الرجال ولا
يراهن الرجال ، قال : من أخبرك فلم تعلمه وأنت عندي؟ قلت : فاطمة ، فأعجب
ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال : إن فاطمة بضعة مني.
وروى عن مجاهد قال : خرج النبي صلىاللهعليهوآله وهو آخذ بيد فاطمة عليهاالسلام فقال : من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني وهي
قلبي وروحي التي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذي الله.
[وروى عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله ليغضب
لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. وبهذا الاسناد عنه عليهالسلام
مثله فقال له : يابن رسول الله
بلغنا أنك قلت وذكر الحديث. قال : فما تنكرون من هذا؟ فوالله إن الله ليغضب
لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه ] .
وعنه عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن فاطمة شجنة مني يسخطني ما أسخطها ويرضيني ما أرضاها. وبالاسناد عنه عليهالسلام مثله.
ونقلت من كتاب لابي إسحاق الثعلبي ، عن
مجاهد قال : خرج رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وقد أخذ بيد فاطمة وقال : من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي
فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي الذ بين جنبي ، فمن آذاها فقد
آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله.
وعن جابر بن عبدالله قال : قال رسول
الله : إن فاطمة شعرة مني فمن آذى شعرة
مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والارض.
____________________
وعن حذيفة كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لاينام حتى يقبل
عرض وجنة فاطمة عليهاالسلام
أو بين ثدييها.
وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام كان النبي لاينام
ليلته حتى يضع وجهه بين
ثديي فاطمة عليهاالسلام.
وروى أن محمد بن أبي بكر قرأ « وما أرسلنا من قبلك من
رسول ولانبي »
ولا محدث قلت : وهل تحدث الملائكة إلا الانبياء؟ قال : مريم لم تكن نبية و
سارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة وبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب
ولم تكن نبية ، وفاطمة بنت محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
كانت محدثة ولم تكن نبية.
وعن ام سلمة قالت : كانت فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أشبه الناس وجها
وشبها برسول الله صلىاللهعليهوآله.
وروى عن علي عليهالسلام ، عن فاطمة عليهاالسلام قالت : قال لي رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة.
وروى عن الزهري ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : قال علي بن
أبي طالب
لفاطمة عليهماالسلام
: سألت أباك فيما سألت أين تلقينه يوم القيامة؟ قالت : نعم ، قال لي : اطلبيني عند الحوض قلت : إن لم أجدك ههنا؟ قال : تجديني إذا مستظلا بعرش
ربي ولن يستظل به غيري ، قالت فاطمة : فقلت : يا أبة أهل الدنيا يوم القيامة
عراة؟ فقال : نعم يا بنية ، فقلت : وأنا عريانة؟ قال : نعم وأنت عريانة وأنه لا
يلتفت فيه أحد إلى أحد ، قالت فاطمة عليهاالسلام
: فقلت له : واسوأتاه يومئذ من الله
عزوجل فما خرجت حتى قال لي : هبط علي جبرئيل الروح الامين عليهالسلام فقال
لي : يا محمد اقرأ فاطمة السلام وأعلمها أنها استحيت من الله تبارك وتعالى فاستحيى
الله
منها فقد وعدها أن يكسوها يوم القيامة حلتين من نور قال علي عليهالسلام : فقلت لها : فهلا سألتيه يعن ابن عمك؟ فقالت : قد فعلت فقال : إن عليا أكرم على الله عز وجل
من أن يعريه يوم القيامة.
____________________
٤٩
ـ فضائل شهر رمضان للصدوق ، عن محمد
بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أحمد بن
محمد الكوفي ، عن المنذر بن محمد ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن الرضا عليهالسلام
قال في حديث طويل : كانت فاطمة عليهاالسلام
إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها
الهلال ويخفى ، فإذا غابت عنه ظهر.
٥٠
ـ بشا : بالاسناد إلى أبي علي الحسن بن محمد
الطوسي ، عن محمد بن الحسين
المعروف بابن الصقال ، عن محمد بن معقل العجلى ، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن
ابن فضال ، عن حمزة بن حمران ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام
، عن جابر بن
عبدالله الانصاري قال :
صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله صلاة العصر فلما
انفتل جلس في قبلته والناس
حوله ، فبيناهم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل قد تهلل وأخلق
وهو لايكاد يتمالك كبرا وضعفا ، فأقبل عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله يستحثه الخبر فقال
الشيخ : يانبي الله أنا جائع فأطمعني ، وعاري الجسد فاكسني ، وفقير
فارشني.
فقال صلىاللهعليهوآله
: ما أجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى
منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى
حجرة فاطمة ، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
الذي ينفرد به لنفسه من
أزواجه ، وقال : يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة ، فانطلق الاعرابي مع بلال ، فلما
وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل ، بيت النبوة!
ومختلف الملائكة ، ومهبط جبرئيل الروح الامين بالتنزيل ، من عند رب العالمين
فقالت فاطمة : وعليك السلام فمن أنت يا هذا؟ قال : شيخ من العرب أقبلت على
أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة وأنا يا بنت محمد عاري الجسد ، جائع الكبد
فواسيني يرحمك الله ، وكان لفاطمة وعلي في تلك الحال ورسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثا
ما طعموا فيها طعاما ، وقد علم رسول الله صلىاللهعليهوآله
ذلك من شأنهما.
فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ
كان ينام عليه الحسن والحسين
فقالت : خذ هذا أيها الطارق! فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خير منه ، قال
الاعرابي : يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني جلد كبش ما أنا صانع به مع
ما أجد من السغب.
قال : فعمدت لما سمعت هذا من قوله إلى
عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة
بنت عمها حمزة بن عبدالمطلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الاعرابي فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه ، فأخذ الاعرابي العقد وانطلق
إلى مسجد رسول الله والنبي صلىاللهعليهوآله
جالس في أصحابه ، فقال : يارسول الله أعطتني
فاطمة [ بنت محمد ] هذا العقد فقالت : بعه فعسى الله أن يصنع لك.
قال : فبكى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : وكيف لا
يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة
بنت محمد سيدة بنات آدم.
فقام عماربن ياسر رحمة الله عليه فقال :
يا رسول الله أتأذن لي بشراء هذا
العقد؟ قال : اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار ، فقال
عمار : بكم العقد يا أعرابي؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانية أستربها
عورتي واصلي فيها لربي ، ودينار يبلغني إلى أهلي ، وكا ن عمار قد باع سهمه الذي
نفله رسول الله صلىاللهعليهوآله
من خبير ولم يبق منه شيئا فقال : لك عشرون دينارا ومأتا
درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلغك أهلك وشبعك من خبز البر واللحم.
فقال الاعرابي : ما أسخاك بالمال أيها الرجل ، وانطلق به عمار فوفاه ما
ضمن له.
وعاد الاعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: أشبعت واكتسيت؟ قال الاعرابي : نعم واستغنيت بأبي أنت وامي ، قال : فاجز فاطمة
بصنيعها
فقال الاعرابي : اللهم إنك إله ما استحدثناك ، ولا إله لنا نعبده سواك وأنت
رازقنا على كل الجهات اللهم أعط فاطمة مالا عين رأت ولا اذن سمعت.
فأمن النبي صلىاللهعليهوآله على دعائه وأقبل
على أصحابه فقال : إن الله قد أعطى
فاطمة في الدنيا ذلك
: أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي ، وعلي بعلها ولولا علي
ماكان لفاطمة كفوأبدا ، وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب
أسباط الانبياء وسيدا شباب أهل الجنة ـ وكان بازائه مقداد وعمار وسلمان ـ
فقال : وأزيدكم؟ قالوا : نعم يا رسول الله.
قال : أتاني الروح يعني جبرئيل عليهالسلام أنها إذا هي قبضت
ودفنت يسألها
الملكان في قبرها : من ربك؟ فتقول : الله ربي ، فيقولان : فمن نبيك؟ فتقول : أبي ، فيقولان : فمن وليك؟ فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي بن
أبي طالب عليهالسلام.
ألا وأزيدكم من فضلها : إن الله قد وكل
بها رعيلا من الملائكة يحفظونها
من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حياتها وعند قبرها
وعند موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في
حياتي ومن زار فاطمة فكأنما
زارني ، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين
فكأنما زار عليا ، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما.
فعمد عمار إلى العقد ، فطيبه بالمسك ، ولفه
في بردة يمانية ، وكان له
عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع القد إلى المملوك
وقال له : خذهذا العقد فادفعه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأنت له ، فأخذ المملوك
العقد فأتى به رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأخبره بقول عمار ، فقال النبي : انطلق إلى
فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأخذت فاطمة عليهاالسلام
العقد وأعتقت المملوك ، فضحك الغلام ، فقالت : ما يضحكك
يا غلام؟ فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعا ، وكسى عريانا
وأغنى فقيرا ، وأعتق عبدا ، ورجع إلى ربه.
بيان
: السمل بالتحريك الثوب الخلق ، قوله : قد
تهلل أي الرجل من
قولهم تهلل وجه إذا استنار وظهر فيه آثار السرور ، أو الثوب كناية عن انخراقه .
____________________
قوله : يستحثه الخبرأي يسأله الخبر
ويحثه ويرغبه على ذكر أحواله.
قوله : أرشني قال الجزري : يقع الرياش
على الخصب والمعاش والمال
المستفاد ، ومنه حديث عائشة : ويريش مملقها أي يكسوه ويعينه ، وأصله من الريش
كان الفقير المملق لانهوض به كالمقصوص الجناح ، يقال : راشه يريشه إذا أحسن
إليه ، والقرظ : ورق السلم يدبغ به ، ويقال : ارتاح الله لفلان أي رحمه ، والسغب
الجوع ، وقال الجزري يقال للقطعة من الفرسان : رعلة ولجماعة الخيل : رعيل
ومنه حديث علي عليهالسلام
سراعا إلى أمره رعيلا ، أي ركابا على الخيل.
٥١
ـ فر : عبيد بن كثير معنعنا عن أبي سعيد الخدري
قال : أصبح علي
ابن أبيطالب عليهالسلام
ذات يوم ساغبا ، فقال : يا فاطمة هل عندك شئ تغذينيه؟
قالت : لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي
شئ ، وماكان شئ اطعمناه مذيومين إلا شئ كنت اؤثرك به علي نفسي وعلى
ابني هذين الحسن والحسين ، فقال علي : يا فاطمة ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم
شيئا ، فقالت : يا أبا الحسن إني لاستحيي من إلهي أن اكلف نفسك مالا تقدر
عليه ، فخرج علي بن أبي طالب من عند فاطمة عليهماالسلام
واثقا بالله بحسن الظن
فاستقرض دينارا ، فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب عليهالسلام يريد أن يبتاع
لعياله
ما يصلحهم ، فتعرض له المقداد بن الاسود في يوم شديد الحر قد لو حته الشمس
من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه علي بن أبي طالب عليهالسلام
أنكر شأنه
فقال : يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك ، قال : يا أبا الحسن خل سبيلي
ولا تسألني عما ورائي ، فقال : يا أخي إنه لايسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك
فقال : يا أبا الحسن رغبة إلى الله وإليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي
فقال له : يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك ، فقال : يا أبا الحسن أما إذ أبيت
فو الذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد
وقد تركت عيالي يتضاغون جوعا ، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الارض
فخرجت مهموما راكب رأسي ، هذه حالي وقصتي ، فانهملت عينا علي بالبكاء
حتى بلت دمعته لحيته
فقال له : أحلف بالذي حلفت ما أزعجني إلا الذي أزعجك
من رحلك فقد استقرضت دينارا فقد آثرتك على نفسي ، فدفع الدينار إليه ورجع
حتى دخل مسجد النبي صلىاللهعليهوآله
فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
المغرب مر بعلي بن أبي طالب وهو في الصف الاول فغمزة برجله فقام
علي عليهالسلام
متعقبا خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى لحقه على باب من أبواب المسجد
فسلم عليه فرد رسول الله صلىاللهعليهوآله
[ السلام ] فقال : يا أبا الحسن هل عندك شئ
نتعشاه فنميل معك فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يعلم
ماكان من أمر الدينار ومن أين أخذه وأين وجهه ، وقد كان أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد صلىاللهعليهوآله
أن يتعشى الليلة عند علي بن أبي طالب عليهالسلام
، فلما نظر
رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى سكوته فقال : يا أبا الحسن مالك لا تقول : لا ، فأنصرف
أو تقول : نعم ، فأمضي معك ، فقال حياء وتركما فاذهب بنا ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله
يد [ ي ] علي بن أبي طالب عليهالسلام
فانطلقا حتى دخلا على فاطمة الزهراء عليهاالسلام
وهي في مصلا ها قد قضت صلاتها وخلفها جفنة تفور دخانا ، فلما سمعت كلام
رسول الله صلىاللهعليهوآله
في رحلها خرجت من مصلاها فسلمت عليه وكانت أعز الناس
عليه فرد عليهاالسلام
ومسح بيده على رأسها وقال لها : يا بنتاه كيف أمسيت
رحمك الله تعالى
عشينا غفر الله لك وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها
بين يدي النبي صلىاللهعليهوآله
وعلي بن أبيطالب ، فلما نظر علي بن أبيطالب إلى
طعام وشم ريحه رمى فاطمة ببصرة رميا شحيحا ، قالت له فاطمة : سبحان الله ما أشح
نظرك وأشده هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجبت له السخطة؟ قال : وأي
ذنب أعظم من ذنب أصبتيه أليس عهدي إليك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة
ما طعمت طعاما مذيومين؟ قال : فنظرت إلى السماء فقالت : إلهي يعلم في سمائه
ويعلم في أرضه أني لم أقل إلا حقا ، فقال لها : يا فاطمة أنى لك هذا الطعام
الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ولم أشم مثل ريحه قط وما آكل أطيب منه
____________________
قال : فوضع رسول
الله صلىاللهعليهوآله
كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي بن أبي طالب
عليهالسلام
فغمزها ثم قال : يا علي هذا بدل دينارك وهذا جزاء دينارك من عند الله
« إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
» ثم استعبر
النبي صلىاللهعليهوآله
باكيا ثم قال : الحمد الله الذي [ هو ] أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتى يجز يكما ويجريك يا علي
مجرى زكريا ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران « كلما دخل عليها زكريا
المحراب وجد عندها رزقا » .
كشف
: عن أبي سعيد مثله .
ما
: جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر
بن مسكان ، عن عبدالله
ابن الحسين ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي هارون
العبدي ، عن أبي سعيد مثله.
بيان
: قال الجوهري : لو حت الشئ بالنار أحميته
، وقال في النهاية : فيه
إن شئت دعوت الله أن يسمعك تضاغيهم في النار ، أى صياحهم وبكاءهم يقال : ضغا
يضغو ضغوا وضغاء إذا صاح ، ومنه الحديث : وصبيتي يتضاغون حولي.
قوله : رميا شحيحيا ، الشح البخل مع حرص
وهو لايناسب المقام إلا يتكلف
ويحتمل أن يكون أصله سحيحا بالسين المهملة من السح بمعنى السيلان كناية عن
المبالغة في النظر والتحديق بالبصر ، وعلى مافي النسخ يحتمل أن يكون من الحرص
كناية عن المبالغة في النظر أو البخل كناية عن النظر بطرف البصر على وجه الغيظ.
٥٢
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
إسحاق بن عبدالعزيز ، عن
____________________
زرارة ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعض أمرها فأعطاها رسول الله صلىاللهعليهوآله
كربة وقال : تعلمي ما فيها ، فاذا فيها : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي
جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت.
بيان
: كرب النخل اصول السعف أمثال الكتف.
٥٣
ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن إسماعيل بن
مهران ، عن عبيد بن معاوية
عن معاوية بن شريح ، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن
أبي جعفر عليهالسلام
، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
يريد فاطمة عليهاالسلام
وأنا معه ، فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه ثم قال : السلام عليكم
فقالت فاطمة عليهاالسلام
: عليك السلام يار سول الله ، قال : أدخل؟ قالت : ادخل يارسول الله!
قال : أدخل أنا ومن معي؟ فقالت : يا رسول الله ليس علي قناع ، فقال : يا فاطمة
خذي فضل ملحفتك ، فقنعي به رأسك ، ففعلت ، ثم قال : السلام عليكم ، فقالت : وعليك السلام يارسول الله ، قال : أدخل؟ قالت : نعم ادخل يارسول الله قال : أنا
ومن
معي؟ قالت : أنت ومن معك ، قال جابر : فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله ودخلت أنا وإذا
وجه فاطمة أصفر كأنه بطن جرادة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: مالي أرى وجهك أصفر؟
قالت : يارسول الله الجوع ، فقال : اللهم مشبع الجوعة ورافع الضيعة أشبع فاطمة
بنت محمد ، فقال جابر : فوالله فنظرت إلى الدم ينحدر من قصاصها حتى عاد وجهها
أحمر فما جاعت بعد ذلك اليوم.
٥٤
ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن جعفر ، عن
أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ، يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم
حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها [ فتمر إلى قصرها ظ ] فاطمة ابنتي وعليها ريطتان
خضراوان حواليها سبعون ألف حوراء فاذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن
قائما والحسين نائما مقطوع الرأس فتقول للحسن : من هذا؟ فيقول : هذا أخي إن
امة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه ، فيأتيها النداء من عند الله يا بنت حبيب الله إني
إنما أريتك
ما فعلت به امة أبيك
لاني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه ، إني جعلت
تعزيتك اليوم أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخل الجنة أنت وذريتك
وشيعتك ومن أولادكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة
العباد.
فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها
وشيعتها ومن أولادها معروفا ممن ليس
من شيعتها فهو قول الله عزوجل « لا
يحزنهم الفزع الاكبر » قال : هول يوم
القيامة « وهم فيما
اشتهت أنفسهم خالدون » هي والله فاطمة وذريتها وشيعتها
ومن أولادهم معروفا ممن ليس هو من شيعتها.
٥٥
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن
محمد بن إسماعيل ، عن
صالح بن عقبة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله لفاطمة : يا فاطمة
قومي فاخرجي تلك الصحفة : فقامت فأخرجت صحفة فيها تريد وعراق
يفور ، فأكل النبي صلىاللهعليهوآله
وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام
ثلاثة عشر يوما
ثم إن ام أيمن رأت الحسين معه شئ فقالت له : من أين لك هذا؟ قال : إنا
لنأكله منذ أيام ، فأتت ام أيمن فاطمة عليهاالسلام
فقالت : يا فاطمة إذا كان عند ام أيمن
شئ فانما هو لفاطمة ولولدها ، وإذا كان عند فاطمة شئ فليس لام أيمن منه
شئ ، فأخرجت لها منه ، فأكلت منه ام أيمن ونفدت الصحفة ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله
أما لو لا أنك أطعمتها لاكلت منها أنت وذريتك إلى أن تقوم الساعة ثم قال
أبوجعفر عليهالسلام
: والصحفة عندنا يخرج بها قائمنا عليهالسلام
في زمانه.
بيان
: قال الجوهري : العرق : العظم الذي اخذ
عنه اللحم والجمع عراق
بالضم انتهى.
والمراد هنا العظم مع اللحم كما ورد في
اللغة أيضا قال الفيروز آبادي : العرق وكغراب العظم اكل لحمه والجمع ككتاب وغراب نادر ، أو العراق : العظم
بلحمه فاذا اكل لحمه فعراق ، أو كلاهما لكليهما.
____________________
٥٦
ـ كا : محمدبن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن
ابن بزيع ، عن صالح بن
عقبة ، عن عقبة ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : ما عبدالله بشئ من التمجيد أفضل من
تسبيح فاطمة عليهاالسلام
، ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة.
٥٧
ـ فر : سهل بن أحمد الدينوري معنعنا عن أبي
عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام
قال : قال جابر لابي جعفر عليهالسلام
: جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث
في فضل جدتك فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك.
قال أبوجعفر عليهالسلام حدثني أبي ، عن جدي
، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : إذا
كان يوم القيامة نصب للانبياء والرسل منابر من نور فيكون منبري أعلى منابرهم
يوم القيامة ، ثم يقول الله : يا محمد اخطب ، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الانبياء
والرسل بمثلها.
ثم ينصب للاوصياء منابر من نور وينصب
لوصيي علي بن أبي طالب في
اوساطهم منبر من نور فيكون منبره أعلى منابرهم ، ثم يقول الله : يا علي اخطب
فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الاوصياء بمثلها.
ثم ينصب لاولاد الانبياء والمرسلين
منابر من نور فيكون لابني وسبطي
وريحانتي أيام حياتي منبر من نور ، ثم يقال لهما : اخطبا ، فيخطبان بخطبتين لم
يسمع
أحد من أولاد الانبياء والمرسلين بمثلهما.
ثم ينادي المنادي وهو جبرئيل عليهالسلام : أين فاطمة بنت
محمد؟ أين خديجة
بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ أين ام كلثوم ام
يحيى بن زكريا؟ فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى : يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟
فيقول محمد وعلي والحسن والحسين : لله الواحد القهار ، فيقول الله تعالى : يا
أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة ، يا
أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضوا الابصار فان هذه فاطمة تسير إلى الجنة.
فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة
مدبجة الجنبين ، خطامها من اللؤ لؤ
المخفق الرطب ، عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مأة
ألف ملك فيسيرون على
يمينها ، ويبعث إليها مأة ألف ملك فيصيرون على يسارها
ويبعث إليها مأة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يسيرونها على باب الجنة.
فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت : فيقول
: الله : يابنت حبيبي ما التفاتك
وقد أمرت بك إلى جنتي؟ فتقول : يارب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم
فيقول الله : يابنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قبله حب لك أولاحد من
ذريتك خذي بيده فادخليه الجنة.
قال أبوجعفر عليهالسلام : والله يا جابر
إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها
ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردئ ، فإذا صار شيعتها
معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عزوجل
: يا
أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ، فيقولون : يارب أحببنا
أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ، فيقول الله : يا أحبائي ارجعوا وانظروا من
أحبكم لحب فاطمة ، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة ، انظروا من كساكم لحب
فاطمة ، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة ، انظروا من رد عنكم غيبة في
حب فاطمة خذوا بيده وأدخلوا الجنة.
قال أبوجعفر : والله لا يبقى في الناس
إلا شاك أو كافر أو منافق ، فاذا صاروا
بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى « فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم
»
فيقولون : « فلو أن لنا
كرة فنكون من المؤمنين » .
قال أبوجعفر عليهالسلام : هيهات هيهات
منعوا ما طلبوا « ولوردوا
لعادوا لما نهوا
عنه وإنهم لكاذبون » .
٥٨
ـ فر : محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
أنه قال : « إنا أنزلناه في ليلة القدر
» الليلة
فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق
معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإنما سميت فاطمة لان الخلق فطمعوا عن معرفتها.
____________________
٥٩
ـ مهج : عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن
عبدالصمد ، عن جده ، عن الفقيه
أبي الحسن ، عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي ، عن الصدوق ، عن الحسن
ابن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد بن بشرويه ، عن محمد بن
إدريس بن سعيد الانصاري ، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان ، عن
عاصم ، عن عبدالله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه قال :
خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله بعشرة أيام فلقيني
علي بن أبي طالب عليهالسلام
ابن عم الرسول محمد صلىاللهعليهوآله
فقال لي : يا سلمان جفوتنا
بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفي غير أن حزني على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
طال فهو الذي منعني من زيارتكم ، فقال عليهالسلام
: يا سلمان ائت
منزل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فانها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قدا تحفت
بها من الجنة ، قلت لعلي عليهالسلام
، قد اتحفت فاطمة عليهاالسلام
بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : نعم بالامس.
قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل
فاطمة عليهاالسلام
بنت محمد صلىاللهعليهوآله
، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها
انكشف
رأسها ، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلىاللهعليهوآله
قلت : حبيبتي أأجفاكم؟ قالت : فمه اجلس واعقل ما أقول لك.
إني كنت جالسة بالامس في هذا المجلس
وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في
انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا ، فاذا انفتح الباب من غير أن
يفتحه أحد ، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ولا كهيئتهن ولا
نضارة وجوههن ولا أزكى من ريحهن ، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت : بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة؟ فقلن : يا بنت محمد لسنا من أهل مكة
ولا من أهل المدينة ولا من أهل الارض جميعا غير أننا جوار من الحوار العين من دار
السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات.
فقلت للتي أظن أنها أكبر سنا : ما اسمك؟
قالت : اسمي مقدودة ، قلت : ولم سميت مقدودة؟ قالت : خلقت للمقداد بن الاسود الكندي صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقلت للثانية : ما اسمك؟ قالت : ذرة ، قلت : ولم سميت ذرة وأنت في عيني
نبيلة؟ قالت : خلقت لابي ذر الغفاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقلت للثالثة : ما اسمك؟ قالت : سلمي ، قلت
: ولم سميت سلمى؟ قالت : أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قالت فاطمة : ثم أخرجن لي رطبا أزرق
كأمثال الخشكنانج
الكبار أبيض
من الثلج وأزكى ريحا من المسك الاذفر ، [ فأحضرته ] فقالت لي : ياسلمان أفطر
عليه عشيتك فاذا كان غدا فجئني بنواه أو قالت : عجمه.
قال سلمان : فأخذت الرطب فما مررت بجمع
من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلا قالوا : ياسلمان أمعك مسك؟ قلت : نعم ، فلما كان وقت الافطار أفطرت
عليه فلم أجد له عجما ولا نوى ، فمضيت إلى بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله في اليوم الثاني
فقلت لها : إني أفطرت على ما أتحفتيني به فما وجدت له عجما ولا نوى ، قالت : ياسلمان ولن يكون له عجم ولا نوى وإنما هو نخل غرسه الله في دار السلام بكلام
علمنيه أبي محمد صلىاللهعليهوآله
كنت أقوله غدوة وعشية.
قال سلمان : قلت : علمني الكلام ياسيدتي
، فقالت : إن سرك أن لايمسك أذى
الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه. ثم قال سلمان : علمتني هذا الحرز فقالت :
بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله
النور ، بسم الله نور النور ، بسم الله نور على
نور ، بسم الذي هو مدبر الامور ، بسم الله الذي خلق النور من النور ، الحمد
الله الذي خلق النور من النو ر ، وأنزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، في
رق منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ، الحمد الله الذي هو بالعز مذكور
____________________
وبالفخز مشهور ، وعلى
السراء والضراء مشكور ، وصلى الله على سيدنا محمد
وآله الطاهرين.
قال سلمان : فتعلمتهن فوالله لقد
علمتنهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة
ومكة ممن بهم الحمي فكل برئ من مرضه باذن الله تعالى.
بيان
: الاعتجاز : لف العمامة على الرأس ، قولها
عليهاالسلام
: فمه. أي فما السبب
في ترك زيارتنا أو اسكت؟ والتنكر : التغير على وجه الاستيحاش والكراهة ، ولما
كانت الذرة موضوعة للصغيرة من النملة قالت عليهاالسلام
: أنت مع نبلك وشرفك لم
سميت باسم يدل على الحقارة ، والخشكنانج لعله معرب أي الخبز اليابس.
٦٠
ـ من بعض كتب المناقب : باسناده عن
اسامة قال : مررت بعلي والعباس
وهما قاعدان في المسجد فقالا : يا اسامة استأذن لنا على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت : يا
رسول الله هذا علي والعباس يستأذن ، فقال : هل تدري ما جاء بهما؟ قلت : لا
والله ما أدري ، قال : لكني أدري ما جاء بهما فأذن لهما فدخلا فسلما ثم قعدا
فقالا : يارسول الله أي أهلك أحب إليك؟ قال : فاطمة.
وبإسناده عن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه
، عن عائشة أنها كانت إذا ذكرت
فاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوآله
قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون
الذي ولدها.
وبإسناده ، عن أحمد بن محمد الثعلبي ، عن
عبدالله بن حامد ، عن أبي محمد
المزني ، عن أبي يعلى الموصلي ، عن سهل بن زنجلة الرازي ، عن عبدالله بن صالح
عن ابن لهيعة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله أن النبي صلىاللهعليهوآله أقام
أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه ، وطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند
واحدة منهن شيئا ، فأتى فاطمة فقال : يا بنية هل عندك شئ آكلة فاني جائع؟
فقالت : لا والله بأبي أنت وامي ، فلما خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيفين
وقطعة لحم ، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وغطت عليها وقالت : لاؤثرن بها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
على نفسي ومن عندي ، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام
فبعثت حسنا أو حسينا
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فرجع إليها ، فقالت : بأبي أنت وامي
قد أتانا الله بشئ فخبأته ، قال : هلمي ، فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة
خبرا ولحما ، فلما نظرت إليه بهتت فعرفت أنها كرامة من الله عزوجل فحمد ت
الله وصلت على نبيه ، فقال صلىاللهعليهوآله
: من أين لك هذا يا بنية؟ فقالت : هو من عند الله
إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فحمد الله عزوجل وقال : الحمد الله الذي جعلك
شبيهة بسيدة نساء العالمين في نساء بني إسرائيل في وقتهم ، فإنها كانت إذا رزقها
الله
تعالى فسئلت عنه قالت : هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فبعث
رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى علي ثم أكل رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته جميعا وشبعوا وبقيت الجفنة كما هي ، قالت
فاطمة : فأوسعت منها على جميع جيراني وجعل الله فيها البركة والخير كما فعل
الله بمريم عليهاالسلام.
قب
: الثعلبي في تفسيره وابن المؤذن في
الاربعين بإسنادهما عن محمد بن
المنكدر ، عن جابر مثله.
٦١
ـ ومن كتاب المناقب المذكور عن أبي
الفرج محمد بن أحمد المكي ، عن
المظفر بن أحمد بن عبدالواحد ، عن محمد بن علي الحلواني ، عن كريمة بنت أحمد
ابن محمد المروزي ، وأخبرني أيضا به عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي
عن الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية
بمكة حرسها الله تعالى ، عن أبي علي زاهر بن أحمد ، عن معاذ بن يوسف الجرجاني
عن أحمد بن محمد بن غالب ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن [ ابن ] نمير ، عن مجالد
عن ابن عباس. قال :
خرج أعرابي من بني سليم يتبدى في البرية
، فإذا هو بضب قد نفر من
بين يديه ، فسعى وراءه حتى اصطاده ، ثم جعله في كمه وأقبل يزدلف نحو النبي صلىاللهعليهوآله فلما أن وقف بإزائه
ناداه : يا محمد يا محمد ، وكان من أخلاق رسول الله صلىاللهعليهوآله
إذا قيل له : يا محمد قال : يا محمد ، وإذا قيل له : يا أحمد قال : يا أحمد ، وإذا
قيل
له : يا أبا القاسم
، قال : يا أبا القاسم ، وإذا قيل [ له ] : يا رسول الله ، قال : لبيك وسعديك
وتهلل وجهه.
فلما أن ناداه الاعرابي يا محمد يا محمد
قال له النبي : يا محمد يا محمد ، قال له : أنت
الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة هو أكذب
منك ، أنت الذي تزعم أن لك في هذه الخضراء إلها بعث بك إلى الاسود والابيض
واللات والعزى ، لو لا أني أخاف أن قومي يسمونني العجول لضربتك بسيفي
هذا ضربة أقتلك بها ، فأسود بك الاولين والآخرين.
فوثب إليه عمر بن الخطاب ليبطش به فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: اجلس يا باحفص
فقد كاد الحليم أن يكون نبيا.
ثم التفت النبي صلىاللهعليهوآله إلى الاعرابي فقال
له : يا أخا بني سليم هكذا تفعل
العرب؟ يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالكلام الغليظ؟ يا أعرابي والذي
بعثني بالحق نبيا إن من ضربي في دار الدنيا هو غدا في النار يتلظى ، يا أعرابي
والذي بعثني بالحق نبيا إن أهل السماء السابعة يسمونني أحمد الصادق ، يا
أعرابي أسلم تسلم من النار يكون لك مالنا وعليك ما علينا وتكون أخانا في
الاسلام.
قال. فغضب الاعرابي وقال : واللات
والعزى لا او من بك يا محمد أو يؤمن هذا
الضب ، ثم رمى بالضب عن كمه ، فلما أن وقع الضب على الارض ولى هاربا ، فناداه
النبي صلىاللهعليهوآله
: أيها الضب أقبل إلي ، فأقبل الضب ينظر إلى النبي صلىاللهعليهوآله
، قال : فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: أيها الضب من أنا؟ فاذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير قطع
فقال : أنت محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: من تعبد؟ قال : أعبدالله عزوجل الذي فلق
الحبة وبرأ النسمة واتخذ إبراهيم
خليلا واصطفاك يا محمد حبيبا ثم أنشأ يقول :
ألا يارسول الله إنك صادق
|
|
فبوركت مهديا وبوركت هاديا
|
شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما
|
|
عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
|
فيا خير مدعو ويا خير مرسل
|
|
إلى الجن بعد الانس لبيك داعيا
|
ونحن اناس من سليم وإننا
|
|
أتيناك نرجو أن ننال العواليا
|
أتيت ببرهان من الله واضح
|
|
فأصبحت فينا صادق القول زاكيا
|
فبوركت في الاحوال حيا وميتا
|
|
وبوركت مولودا وبوركت ناشيا
|
قال : ثم أطبق على فم الضب فم يحرجوابا
، فلما أن نظر الاعرابي إلى
ذلك قال : واعجبا ضب اصطدته من البرية ثم أتيت به في كمي لا يفقه ولا ينقه
ولا يعقل يكلم محمدا صلىاللهعليهوآله
بهذا الكلام ويشهد له بهذه الشهادة أنا لا أطلب أثرا بعد
عين ، مد يمينك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم
الاعرابي وحسن إسلامه.
ثم التفت النبي صلىاللهعليهوآله إلى أصحابه فقال
لهم : علموا الاعرابي سورا من القرآن
قال : فلما أن علم الاعرابي سورا من القرآن قال له النبي صلىاللهعليهوآله : هل لك شي من
المال؟ قال : والذي بعثك بالحق نبيا إنا أربعة آلاف رجل من بني سليم ما فيهم
أفقر مني ولا أقل مالا.
ثم التفت النبي صلىاللهعليهوآله إلى أصحابه فقال
لهم : من يحمل الاعرابي على
ناقة أضمن له على الله ناقة من نوق الجنة قال : فوثب إليه سعد بن عبادة قال : فداك أبي وامي عندي ناقة حمراء عشراء وهي للاعرابي.
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : يا سعد تفخرعلينا
بناقتك؟ ألا أصف لك الناقة التي
نعطيكها بدلا من ناقة الاعرابي ، فقال : بلى فداك أبي وامي.
فقال : يا سعد ناقة من ذهب أحمر
وقوائمها من العنبر ، ووبرها من الزعفران
وعيناها من ياقوتة حمراء ، وعنقها من الزبرجد الاخضر ، وسنامها من الكافور
الاشهب وذقنها من الدر ، وخطامها من اللؤلؤ الرطب ، عليها قبة من درة بيضاء يرى
باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها تطير بك في الجنة.
ثم التفت النبي صلىاللهعليهوآله إلى أصحابه فقال
لهم : من يتوج الاعرابي أضمن له
على الله تاج التقى
، قال : فوثب إليه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
وقال : فداك أبي وامي وما تاج التقى فذكر من صفته ، قال : فنزع علي عليهالسلام عمامته
فعمم بها الاعرابي.
ثم التفت النبي صلىاللهعليهوآله فقال : من يزود
الاعرابي وأضمن له على الله عزوجل
زاد التقوى ، قال : فوثب إليه سلمان الفارسي فقال : فداك أبي وامي ومازاد التقوى؟
قال : ياسلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله عزوجل قول شهادة أن لا إله إلا
الله
وأن محمدا رسول الله فان أنت قلتها لقيتني ولقيتك ، وإن أنت لم تقلها لم تلقني ولم
ألقك أبدا.
قال : فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من
بيوت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلم يجد
عند هن شيئا ، فلما أن ولى راجعا نظرإلى حجرة فاطمة عليهاالسلام
فقال : إن يكن
خير فمن منزل فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
، فقرع الباب فأجابته من وراء الباب : من
بالباب؟ فقال لها : أنا سلمان الفارسي فقالت له : يا سلمان وما تشاء؟ فشرح قصة
الاعرابي والضب مع النبي صلىاللهعليهوآله.قالت
له : يا سلمان والذي بعث محمدا صلىاللهعليهوآله
بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من
شدة الجوع ، ثم رقدا كأنها فرخان منتوفان ، ولكن لا أرد الخير إذا نزل
الخير ببابي.
ياسلمان خذ درعي هذا ثم امض به إلى
شمعون اليهودي وقل له : تقول
لك فاطمة بنت محمد : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك
إنشاء الله تعالى.
قال : فأخذ سلمان الدرع ثم أتى به إلى
شمعون اليهودي فقال له : يا شمعون
هذا درع فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
تقول لك : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من
شعير أرده عليك إنشاء الله.
قال : فأخذ شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في
كفه وعيناه تذرفان بالدموع
وهو يقول : ياسلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران
في التوراة أنا أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم وحسن
إسلامه.
ثم دفع إلى سلمان صاعا من تمر وصاعا من
شعير فأتى به سلمان إلى فاطمة
فطحنته بيدها واختبزته خبزا ثم أتت به إلى سلمان فقالت له : خذه وامض به إلى
النبي صلىاللهعليهوآله
، قال : فقال لها سلمان : يا فاطمة خذي منه قرصا تعللين به الحسن
والحسين ، فقالت : ياسلمان هذا شئ أمضيناه لله عزوجل لسنا نأخذ منه شيئا.
قال : فأخذه سلمان فأتى به النبي صلىاللهعليهوآله فلما نظر النبي صلىاللهعليهوآله إلى سلمان
قال له : ياسلمان من أين لك هذا؟ قال : من منزل بنتك فاطمة ، قال : وكان
النبي صلىاللهعليهوآله
لم يعطم طعاما منذ ثلاث.
قال : فوثب النبي صلىاللهعليهوآله حتى ورد إلى حجرة
فاطمة ، فقرع الباب وكان
إذا قرع النبي صلىاللهعليهوآله
الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة فلما أن فتحت له الباب
نظر النبي صلىاللهعليهوآله
إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها ، فقال لها : يا بنية ما الذي أراه
من صفار وجهك وتغير حدقتيك؟ فقالت : يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما
وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما
فرخان منتوفان.
قال : فأنبههما النبي صلىاللهعليهوآله فأخذ واحدا على
فخذه الايمن والاخر على
فخذه الايسر وأجلس فاطمة بين يديها واعتنقها النبي صلىاللهعليهوآله
ودخل علي بن
أبي طالب عليهالسلام
فاعتنق النبي صلىاللهعليهوآله
من ورائه ، ثم رفع النبي صلىاللهعليهوآله
طرفه نحو السماء فقال : إلهي وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا.
قال : ثم وثبت فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله حتى دخلت إلى مخدع
لها فصفت قدميها فصلت ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت : إهلي وسيدي هذا محمد نبيك ، وهذا علي ابن عم نبيك ، وهذان الحسن والحسين
سبطا نبيك إلهي أنزل
علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل أكلوا
منها وكفروا بها ، اللهم أنزلها عليها فإنا بها مؤمنون.
قال ابن عباس : والله ما استتمت الدعوة
فاذا هي بصحفة من ورائها يفورقتارها
وإذا قتارها أزكى من المسك الاذفر ، فاحتضنتها ثم أتت بها إلى النبي صلىاللهعليهوآله وعلي
والحسن والحسين ، فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال لها : يا فاطمة
من أين لك هذا؟ ولم يكن عهد عندها شيئا فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : كل يا أبا الحسن
ولا تسأل الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران
« كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا
قال يا مريم أنى لك هذا
قالت هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
» .
قال : فأكل النبي صلىاللهعليهوآله
وعلي وفاطمة والحسن والحسين وخرج النبي صلىاللهعليهوآله.
وتزود الاعرابي واستوى على راحلته وأتى
بني سليم وهم يومئذ أربعة آلاف
رجل فلما أن وقف في وسطهم ناداهم بعلو صوته : قولوا لا إله إلا الله محمد رسول
الله.
قال : فلما سمعوا منه هذه المقالة
أسرعوا إلى سيوفهم فجردوها ، ثم قالوا
له : لقد صبوت إلى دين محمد الساحر الكذاب ، فقال لهم : ماهو بساحر ولا
كذاب.
ثم قال : يا معشر بني سليم إن إله محمد صلىاللهعليهوآله خير إله ، وإن
محمدا صلىاللهعليهوآله
خير نبي : أتيته جائعا فأطعمني ، وعاريا فكساني ، وراجلا فحلمني ، ثم شرح لهم قصة
الضب مع النبي صلىاللهعليهوآله
وأنشدهم الشعر الذي أنشد في النبي صلىاللهعليهوآله.
ثم قال : يا معاشر بني سليم أسلموا
تسلموا من النار ، فأسلم في ذلك اليوم أربعة
آلاف رجل وهم أصحاب الرايات الخضر وهم حول رسول الله صلىاللهعليهوآله.
أقول
: وجدت هذا الحديث في كتاب قديم من مؤلفات
العامة قال : حدثنا
أبوبكر أحمد بن علي الطرشيشي ببغداد سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، قال : حدثتنا
____________________
كريمة بنت أحمد بن
محمد بن حاتم المروزي ـ بمكة حرسها لله ـ بقراءتها علينا في
المسجد الحرام في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، قالت : أخبرنا أبوعلي
زاهر بن أحمد الفقيه بسرخس ، قا ل : حدثنا معاذ بن يوسف الجرجاني قال : حدثنا أحمد بن محمد بن غالب ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن ابن نمير ، عن مجالد
عن ابن عباس مثله.
بيان
: قال الجوهري : تبدى الرجل : أقام
بالبادية ، وازدلف أي تقدم
وقطع كفرح وكرم لم يقدر على الكلام ، ونقه الحديث كفرح : فهمه ، والعشراء
من النوق بضم العين وفتح الشين التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي
كالنفساء من النساء ، وذرفت عينه أي سال دمعها ، ويقال : علله بطعام وغيره أي شغله به ، والمخدع : البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير وتضم
ميمه وتفتح ، ويقال : صبأ فلان إذا خرج عن دين إلى دين غيره وقد تقلب
الهمزة واوا.
٦٢
ـ ومن الكتاب المذكور : روي في
المراسيل أن الحسن والحسين كان عليهما
ثياب خلق وقد قرب العيد فقالا لامهما فاطمة عليهاالسلام
: إن بني فلان خيطت لهم الثياب
الفاخرة أفلا تخيطين لنا ثيابا للعيد يا اماه؟ فقالت : يخاط لكما إنشاء الله ، فلما
أن جاء العيد جاء جبرئيل بقميصين من حلل الجنة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما هذا يا أخي جبرئيل ، فأخبره بقول الحسن والحسين لفاطمة
وبقول فاطمة يخاط لكما إنشاء الله ، ثم قال جبرئيل : قال الله تعالى لما سمع قولها
: لانستحسن أن نكذب فاطمة بقولها : يخاط لكما إنشاء الله.
وعن سعيد الحفاظ الديلمي بإسناده عن أنس
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: بينما أهل الجنة في الجنة يتنعمون ، وأهل النار في النار يعذبون إذا لاهل الجنة
نورساطع ، فيقول بعضهم لبعض : ما هذا النور لعل رب العزة اطلع فنظر إلينا
فيقول لهم رضوان : لا ولكن علي عليهالسلام
مازح فاطمة فتبسمت فأضاء ذلك النور من
ثناياها.
وبالاسناد عن ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : لما اسري بي
ودخلت
الجنة بلغت إلى قصر فاطمة فرأيت سبعين قصرا من مرجانة حمراء مكللة باللؤلؤ
أبوابها وحيطانها واسرتها من عرق واحد.
وقال الحسن : ما كان في الدنيا أعبد من
فاطمة عليهاالسلام
، كانت تقوم حتى
تتورم قدماها.
٦٣
ـ نبه : بينما النبي صلىاللهعليهوآله والناس في المسجد
ينتظرون بلالا أن يأتي فيؤذن
إذ أتى بعد زمان فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: ما حبسك يا بلال؟ فقال : إني اجتزت
بفاطمة عليهاالسلام
وهي تطحن واضعة ابنها الحسن عند الرحى وهي تبكي ، فقلت لها : أيما أحب إليك إن شئت كفيتك ابنك ، وإن شئت كفيتك الرحى ، فقالت : أنا أرفق بابني ، فأخذت الرحى فطحنت فذاك الذي حبسني ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : رحمتها رحمك الله.
أقول
: روى ابن شيرويه في الفردوس ، عن ابن
عباس ، وأبي سعيد ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله
قال : فاطمة سيدة نساء العالمين ما خلا مريم بنت عمران.
وعن المسور بن مخرمة عنه صلىاللهعليهوآله قال : فاطمة بضعة
مني فمن أغضبها أغضبني
أو آذاها فقد آذاني.
وعن عمر بن الخطاب عنه صلىاللهعليهوآله : فاطمة وعلي
والحسن والحسين في
حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن عزوجل.
أقول
: قال السيد ابن طاووس قدس الله روحه في
كتاب سعد السعود قال : وجدت في كتاب ما نزل من القرآن الحكيم في النبي صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته عليهمالسلام
تأليف
محمد بن العباس بن علي بن مروان ، قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد البخاري
عن جعفر بن عبدالله العلوي ، عن يحيى بن هاشم ، عن جعفر بن سليمان ، عن
أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال :
اهديت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله قطيفة منسوجة
بالذهب أهداها له
ملك الحبشة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لا عطينها رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله فمد أصحاب
رسول الله (ص) أعناقهم إليها فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أين علي
قال عمار بن ياسر : فلما سمعت ذلك وثبت حتى أتيت عليا عليهالسلام فأخبرته فجاء
فدفع رسول الله صلىاللهعليهوآله
القطيفة إليه فقال : أنت لها ، فخرج بها إلى سوق الليل
فنقضها سلكا سلكا فقسمها في المهاجرين والانصار ثم رجع إلى منزله وما معه منها
دينار ، فلما كان من غد استقبله رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : يا أبا الحسن أخذت أمس
ثلاثة آلاف مثقال من ذهب فأنا والمهاجرون والانصار نتغدى عندك غدا ، فقال علي عليهالسلام
نعم يارسول الله.
فلما كان الغد أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله في المهاجرين
والانصار حتى قرعوا
الباب ، فخرج إليهم وقد عرق من الحياء ، لانه ليس في منزله قليل ولا كثير
فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله
ودخل المهاجرون والانصار حتى جلسوا ودخل علي
على فاطمة فإذا هو بجفنة مملوءة ثريدا عليها عراق يفور منها ريح المسك الاذفر
فضرب علي بيده عليها فلم يقدر على حملها ، فعاونته فاطمة على حملها حتى أخرجها
فوضعها بين يدي رسول الله ، فدخل صلىاللهعليهوآله
على فاطمة فقال : أي بنية أنى لك هذا؟
قالت : يا أبت هومن عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الحمد الله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى رأيت في ابنتي ما رأى زكريا في مريم
بنت عمران ، فقالت فاطمة : يا أبة أنا خير أم مريم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت
في قومك ، ومريم في قومها.
٦٤
ـ مصباح الانوار : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أقبلت فاطمة عليهاالسلام إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فعرف في وجهها الخمص ـ قال : يعني الجوع ـ فقال لها : يا بنية ههنا
فأجلسها على فخذه الايمن ، فقالت : يا أبتاه إني جائعة ، فرفع يديه إلى
السماء فقال : اللهم رافع الوضعة ومشبع الجاعة أشبع فاطمة بنت نبيك ، قال
أبوجعفر عليهالسلام
: فوالله ما جاعت بعد يومها حتى فارقت الدنيا.
ذوعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إن فاطمة بنت
محمد وجدت علة فجاءها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عائدا فجلس عندها وسألها عن حالها ، فقالت : إني أشتهي طعاما
طيبا ، فقام النبي صلىاللهعليهوآله إلى طاق في البيت
فجاء بطبق فيه زبيب وكعك وأقط وقطف
عنب فوضعه بين
يدي فاطمة عليهاالسلام
فوضع رسول الله صلىاللهعليهوآله
يده في الطبق وسمى الله وقال : كلوا بسم الله ، فأكلت فاطمة ورسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي والحسن
والحسين
فبينما هم يأكلون إذ وقف سائل على الباب فقال : السلام عليكم أطعمونا مما رزقكم
الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: اخسأ ، فقالت فاطمة : يا رسول الله! ما هكذا تقول
للمسكين ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
إنه الشيطان وأن جبرئيل جاءكم بهذا الطعام من
الجنة فأراد الشيطان أن يصيب منه وما كان ذلك ينبغي له.
وعن حذيفة قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله لا ينام حتى يقبل
عرض وجنة فاطمة
عليهاالسلام
أو بيت ثدييها.
وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا ينام حتى يضع
وجهه الكريم بين ثديي فاطمة عليهاالسلام.
٦٥
ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن
شعيب بن واقد
عن إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : إنما سميت فاطمة محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما
تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة « إن الله اصطفيك وطهرك واصطفيك
على نساء العالمين ـ يا فاطمة ـ اقنتي لربك واسجدي
واركعي مع الراكعين »
فتحدثهم ويحدثونها فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت
عمران؟ فقالوا : إن مريم كانت سيدة نساء عالمها وإن الله عزوجل جعلك سيدة نساء
عالمك وعالمها وسيدة نساء الاولين والآخرين.
____________________
كتاب
دلائل الامامة للطبري عن أبي محمد
هارون بن موسى التلعكبري عن
الصدوق مثله.
٦٦
ـ ع : أبي ، عن عبدالله بن الحسن المؤدب ، عن
أحمد بن علي الاصبهاني ، عن
إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إسماعيل بن بشار قال : حدثنا علي بن جعفر الحضرمي
بمصرمنذ ثلاثين سنة ، قال : حدثنا سليمان ، قال محمد بن أبي بكر ، لما قرأ : وما
أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي
ولا محدث قلت : وهل يحدث الملائكة
إلا الانبياء؟ قال : إن مريم لم تكن نبية وكانت محدثة ، وأم موسى بن عمران
كانت محدثة ولم تكن نبية ، وسارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها
بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبية ، وفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
كانت محدثة ولم تكن نبية.
قال الصدوق ـ رحمهالله ـ : قد أخبر الله
عزوجل في كتابه بأنه ما أرسل من
النساء أحدا إلى الناس في قوله تبارك وتعالى « وما أرسلناك قبلك إلا رجالا نوحي
إليهم »
ولم يقل نساء ، والمحدثون ليسوا برسل ولا أنبياء.
٦٧
ـ ير [ كا ] : أحمد بن محمد ومحمد
بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب
عن أبي عبيدة قال : سأل أبا عبدالله عليهالسلام
بعض أصحابنا ، عن الجعفر ، فقال : هو جلد ثور مملوء علما ، فقال له : ما الجامعة؟ قال تلك صحيفة طولها سبعون
ذراعا في عرض الاديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من
من قضية إلا وفيها حتى أرش الخدش ، قال له : فمصحف فاطمة؟ فسكت طويلا
ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون ، إن فاطمة مكثت بعد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
خمسة وسبعين يوما وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان
جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه
ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكا ن علي عليهالسلام
يكتب ذلك ، فهذا
مصحف فاطمة.
____________________
٦٨
ـ ير : أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن
حماد بن عثمان
قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : تظهرزنادقة سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك
لاني نظرت في مصحف فاطمة ، قال : فقلت : وما مصحف فاطمة؟ فقال : إن الله
تباك وتعالى لما قبض نبيه صلىاللهعليهوآله
دخل على فاطمة من وفاته من الحزن مالايعلمه
إلا الله عزوجل ، فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى
أميرالمؤمنين عليهالسلام
فقال لها : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته
فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا ، قال : ثم قال : أما إنه ليس
من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم مايكون.
٦٩
ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد مثله .
أقول
: قد أوردنا كثيرا من فضائلها ومناقبها
وسيرها صلوات الله عليها في باب
غصب فدك وباب فضائل أصحاب الكساء عليهمالسلام.
وروى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر
من تفسير الثعلبي بإسناده عن
مجاهد قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقد أخذ بيد فاطمة عليهاالسلام
وقال : من عرف
هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي
بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله.
كتاب
الدلائل للطبري ، عن أبي الفرج المعافا ، عن
إسحاق بن محمد ، عن
أحمد بن الحسن ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن محمد ، عن أبيه
عن عمه زيد بن علي قال : حدثتني فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
قالت : قال لي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ألا ابشرك؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليه في الجنة بعث إليك
تبعثين إليها من حليك.
____________________
٤
* ( باب ) *
* ( سيرها ومكارم أخلاقها صلوات الله عليها
وسير بعض خدمها ) *
١
ـ ب : السندي بن محمد ، عن أبي البختري ، عن
أبي عبدالله ، عن أبيه عليهماالسلام
قال : تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
في الخدمة ، فقضى على فاطمة بخدمة
مادون الباب ، وقضى على علي بما خلفه ، قال : فقالت فاطمة : فلا يعلم ما داخلني
من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله صلىاللهعليهوآله
تحمل رقاب الرجال.
بيان
: تحمل رقاب الرجال أي تحمل امور تحملها
رقابهم من حمل
القرب والحطب ، ويحتمل أن يكون كناية عن التبرز من بين الرجال ، أو المشي على
رقاب النائمين عند خروجها ليلا للاستقاء أي التحمل على رقابهم ولا يبعد أن يكون
أصله ما تحمل فاسقطت كلمة « ما » من النساخ.
ثم اعلم أن المعروف في اللغة كفاه لا
أكفاه ولعل فيه أيضا تصحيفا .
٢
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن
آبائه ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام
أنه قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : كنت عند فاطمة عليهاالسلام إذ دخل عليها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وفي عنقها قلادة من ذهب كان اشتراها لها علي بن أبي طالب عليهالسلام
من فئ ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا فاطمة لا يقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس
لباس الجبابرة ، فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها ، فسر بذلك رسول ـ
الله صلىاللهعليهوآله.
٣
ـ ع : ابن مقبرة ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي
، عن جندل بن والق
عن محمد بن عمر المازني ، عن عبادة الكلبي ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن
الحسين ، عن فاطمة الصغرى ، عن الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي بن
أبي طالب عليهمالسلام
قال : رأيت امي فاطمة عليهاالسلام
قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم
تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات
____________________
وتسميهم وتكثر
الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت لها : يا اماه لم لا تدعين
لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت : يا بني! الجار ثم الدار.
٤
ـ ع : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المروزي ، عن
جعفر المقري ، عن
محمد بن الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم ، عن أبي زيد الكحال ، عن أبيه ، عن
موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : كانت فاطمة عليهاالسلام
إذا دعت تدعو
للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها ، فقيل لها : يابنت رسول الله إنك تدعين
للناس ولا تدعين لنفسك ، فقالت : الجار ثم الدار.
٥
ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن الحكم بن أسلم
، عن ابن علية ، عن
الحريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، عن علي عليهالسلام
أنه قال لرجل من بني سعد : ألا احدثك عني وعن فاطمة إنها كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه وأنها
استقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت
البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأو قدت النار تحت القدرحتى د كنت ثيابها ، فأصابها
من ذلك ضرر شديد.
فقلت لها : لوأتيت أباك فسألتيه خادما
يكفيك ضرما أنت فيه من هذا العمل
فأتت النبي صلىاللهعليهوآله
فوجدت عنده حداثا فاستحت فانصرفت.
قال : فعلم النبي صلىاللهعليهوآله أنها جاءت لحاجة ، قال
: فغداء علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
ونحن في لفاعنا فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام
عليكم فسكتنا ثم قال : السلام عليكم. فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف وقد كان يفعل
ذلك
يسلم ثلاثا فان اذن له وإلا انصرف ، فقلت : وعليك السلام يارسول الله ادخل
فلم يعد أن جلس عند رؤوسنا ، فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟
قال : فخشيت إن لم نجبه أن يقوم قال : فأخرجت رأسي فقلت : أنا والله
اخبرك يارسول الله إنها استقت بالقربة حتى أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى
مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأو قدت تحت القدر حتى
دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضرما أنت فيه من هذا
العمل ، قال : أفلا
اعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا
ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربع وثلاثين قال : فأخرجت عليهاالسلام
رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله ثلاث دفعات.
بيان
: قال الجزري : مجلت يده تمجل مجلا ، إذا
ثخن جلدها في العمل
بالاشياء الصلبة ، ومنها حديث فاطمة أنها شكت إلى علي عليهالسلام مجل يدها من الطحن.
وقال : في حديث فاطمة : أنها أو قدت
القدر حتى دكنت ثيابها ، دكن الثوب
إذا اتسح واغبر لونه يدكن دكنا.
وقال : اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء
كان أو غير ومنه حديث علي
وفاطمة : وقد دخلنا في لفاعنا أي لحافنا.
وقال : فحديث فاطمة أنها جائت إلى النبي
صلىاللهعليهوآله
فوجدت عنده حداثا
أي جماعة يتحدثون ، وهو جمع على غير قياس حملا على نظيره ، نحو سامر وسمار
فان السمار المحدثون.
قوله : فلم يعد أن جلس ، أي لم يتجاوز
عن الجلوس من عدايعد وقال الجوهري : عداه أي جاوزه ، وما عدا فلا ن أن صنع كذا.
٦
ـ كا ، مكا : عن زرارة ، عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
إذا أراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من أهله ثم يكون آخر من يسلم عليه
فاطمة عليهاالسلام
فيكون وجهه إلى سفرة من بيتها ، وإذا رجع بدأبها.
فسافر مرة وقد أصاب علي عليهالسلام شيئا من الغنيمة
فدفعه إلى فاطمة فخرج
فأخذت سوارين من فضة وعلقت على بابها سترا ، فلما قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل
المسجد فتوجه نحوبيت فاطمة كما كان يصنع ، فقامت فرحة إلى أبيها صبابة وشوقا
إليه فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر ، فقعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
حيث ينظر إليها ، فبكت فاطمة وحزنت وقالت : ما صنع هذا بي قلبها.
فدعت ابنيها فنزعت الستر من بابها وخلعت
السوارين من يديها ، ثم دفعت
السوارين إلى أحدهما والستر إلى الاخر ثم قالت لهما : انطلقا إلى أبي فأقرئاه
السلام وقولا له : ما
أحدثنا بعدك غيرهذا فشأنك به ، فجاءاه فأبلغاه ذلك عن امهما
فقبلهما رسول الله صلىاللهعليهوآله
والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فخذه ، ثم أمر
بذينك السوارين فكسرا فجعلها قطعا ثم دعا أهل الصفة [ وهم ] قوم من المهاجرين
لم يكن لهم منازل ولا أموال ، فقسمه بينهم قطعا ، ثم جعل يدعوالرجل منهم العاري
الذي لايستتر بشئ وكان ذلك الستر طويلا ليس له عرض فجعل يؤزر الرجل فاذا
التقيا عليه قطعه حتى قسمه بينهم ازرا ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهن من الركوع
والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم ، وذلك أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا
ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم ثم جرت به السنة أن لا يرفع النساء رؤوسهن
من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : رحم الله فاطمة
ليكسونها الله بهذا السترمن كسوة
الجنة ، وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة.
عن الكاظم عليهالسلام
قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
: دخل على ابنته فاطمة عليهاالسلام
وفي عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها ورمت بهاء ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت مني ائتيني
يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة.
٧
ـ قب : حلية أبي نعيم ومسند أبي يعلى قالت
عائشة : ما رأيت أحدا قط أصدق من
فاطمة غير أبيها.
ورويا أنه كان بينهما شئ فقالت عائشة : يارسول
الله سلها فانها لا تكذب وقد
روى الحديثين عطا وعمرو بن دينار.
الحسن البصري : ماكان في هذه الامة أعبد
من فاطمة كانت تقوم حتى تورم
قدماها.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله لها : أي شئ خير
للمرأة؟ قالت : أن لا ترى رجلا ولايراها
رجل. فضمها إليه وقال : ذرية بعضها من بعض.
وفي الحلية : الاوزاعي عن الزهري قال : لقد
طحنت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى مجلت يداها وطب الرحى في يدها.
بيان
: طب أي تأنى في الامور وتلطف ولعل المعنى
أثرت فيها قليلا قليلا
ولعل فيه تصحيفا .
٨
ـ قب : في الصحيحين إن عليا عليهالسلام قال أشتكي مما أندء
بالقرب فقالت
فاطمة عليهاالسلام
: والله إني أشتكي يدي مما أطحن بالرحى وكان عند النبي صلىاللهعليهوآله اسارى فأمرها أن
تطلب من النبى صلىاللهعليهوآله
خادما ، فدخلت على النبي صلىاللهعليهوآله
وسلمت عليه ورجعت ، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: مالك؟ قالت : والله ما استطعت أن اكلم رسول الله صلىاللهعليهوآله
من هيبته ، فانطلق علي معها إلى النبي صلىاللهعليهوآله
، فقال لهما : لقد جاءت بكما حاجة ، فقال علي : مجاراتهما فقال صلىاللهعليهوآله : لا ولكني أبيعهم
وانفق أثمانهم على أهل الصفة ، وعلمها تسبيح الزهراء.
كتاب الشيرازي أنها لما ذكرت حالها
وسألت جارية بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولاثياب
ولولا خشيتي خصلة لاعطيتك ما سألت ، يا فاطمة إني لا اريد أن ينفك عنك أجرك
إلى الجارية ، وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب عليهالسلام
يوم القيامة بين
يدي الله عزوجل إذا طلب حقه منك ثم علمها صلاة التسبيح فقال أميرالمؤمنين
: مضيت تريدين من رسول الله صلىاللهعليهوآله الدنيا فأعطانا
الله ثواب الآخرة.
[ قال ] قال أبوهريرة : فلما خرج رسول
الله صلىاللهعليهوآله
من عند فاطمة أنزل الله
على رسوله « وإما تعرضن عنهم ابتغآء رحمة من ربك ترجوها » يعني عن قرابتك
وابنتك فاطمة ابتغاء مرضاة الله ، يعني طلب رحمة من ربك ، يعني رزقا من ربك
ترجوها « فقل لهم
قولا ميسورا » يعني قولا حسنا.
فلما نزلت هذه الاية أنفذ رسول الله صلىاللهعليهوآله جارية إليها للخدمة
وسماها فضة.
تفسير الثعلبي ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام ، وتفسير القشيري ،
عن جابر الانصاري أنه
____________________
رأى النبي صلىاللهعليهوآله فاطمة وعليها كساء
من أجلة الابل وهي تطحن بيديها وترضع
ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : يابنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة
الآخرة ، فقالت : يارسول الله الحمد لله على نعمائه ، والشكر لله على آلائه
فأنزل الله « ولسوف
يعطيك ربك فترضى » .
ابن شاهين في مناقب فاطمة ، وأحمد في
مسند الانصار بإسنادهما عن أبي هريرة
وثوبان أنهما قالا : كان النبي صلىاللهعليهوآله
يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت
وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها فلما رآه النبي صلىاللهعليهوآله تجاوز عنها
وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها
ونزعت الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه قال عليهالسلام : قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات مالال محمد وللدنيا فانهم خلقوا للاخرة وخلقت
الدنيا لهم.
وفي رواية أحمد : فان هؤلاء أهل بيتي
ولا احب أن يأكلوا طيباتهم في
حياتهم الدنيا.
أبوصالح المؤذن في كتابه بالاسناد عن
علي عليهالسلام
أن النبي صلىاللهعليهوآله
دخل على
ابنته فاطمة فإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعها فرمت بها ، فقال رسول الله
: أنت مني يا فاطمة ثم جاءها سائل فناولته القلادة.
أبوالقاسم القشيري في كتابه : قال بعضهم
: انقطعت في البادية عن القافلة
فوجدت امرأة ، فقلت لها : من أنت؟ فقالت « وقل سلام فسوف تعلمون
» فسلمت
عليها ، فقلت : ما تصنعين ههنا؟ قالت : « من يهدي الله فلا مضل له » فقلت : أمن
الجن أنت أم من الانس؟ قالت : « يا
بني آدم خذوا زينتكم » فقلت : من أين
____________________
أقبلت؟ قالت : « ينادون من مكان بعيد
» فقلت : أين
تقصدين؟ قالت : « ولله على
الناس حج البيت » فقلت : متى انقطعت؟ قالت : « ولقد خلقنا السموات
والارض
في ستة أيام » فقلت : أتشتهين طعاما؟ فقالت : « وما جعلناهم جسدا لا
يأكلون
الطعام »
فأطعمتها ، ثم قلت : هرولي ولا تعجلي ، قالت : « لا يكلف الله نفسا إلا
وسعها »
فقلت : أردفك؟ فقالت : « لو
كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا
» فنزلت
فأركبتها ، فقالت : « سبحان
الذي سخرلنا هذا » .
فلما أدركنا القافلة قلت : ألك أحد فيها؟
قالت : « يا داود
إنا جعلناك
خليفة في الارض » « وما محمد إلا رسول
» « يايحيى خذ الكتاب
»
« ياموسى إني أنا الله
» فصحت بهذه
الاسماء ، فإذا أنا بأربعة شباب متوجهين
نحوها ، فقلت : من هؤلاء منك؟ قالت : « المال والبنون زينة الحيوة الدنيا
»
فلما أتوها قالت : « يا
أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين
»
فكافوني بأشياء فقالت : « والله
يضاعف لمن يشاء »
فزادوا على فسألتهم عنها فقالوا : هذه امنا فضة جارية الزهراء عليهاالسلام
ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن.
٩
ـ قية : من كتاب زهد النبي صلىاللهعليهوآله لابي جعفر أحمد
القمي أنه لما نزلت
هذه الاية على النبي صلىاللهعليهوآله
« وإن جهنم
لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل
باب منهم جزء مقسوم »
بكى النبي صلىاللهعليهوآله
بكاء شديدا وبكت صحابته لبكائه
____________________
ولم يدروا ما نزل به
جبرئيل عليهالسلام
، ولم يستطع أحد من صحابته أن يكلمه.
وكان النبي صلىاللهعليهوآله إذا رأى فاطمة عليهاالسلام فرح بها ، فانطلق
بعض أصحابه إلى
باب بيتها ، فوجد بين يديها شعيرا وهي تطحن فيه وتقول : « وما عندالله خير و
أبقي »
فسلم عليها وأخبرها بخبر النبي صلىاللهعليهوآله
وبكائه.
فنهضت والتفت بشملة لها خلقة قد خيطت في
اثني عشر مكانا بسعف النخل ، فلما
خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة وبكى وقال : واحزناه إن [ بنات ] قيصر
وكسرى لفي السندس والحرير ، وابنة محمدصلىاللهعليهوآله
عليها شملة صوف خلقة قد خيطت
في اثنى عشر مكانا.
فلما دخلت فاطمة على النبي صلىاللهعليهوآله قالت : يارسول الله
إن سلمان تعجب
من لباسي ، فوالذي بعثك بالحق مالي ولعلي منذ خمس سنين إلا مسك كبش نعلف
عليها بالنهار بعيرنا ، فاذا كان الليل افترشناه وإن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف
فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: ياسلمان إن ابنتي لفي الخيل السوابق.
ثم قالت : يا أبت فديتك ما الذي أبكاك؟
فذكرلها ما نزل به جبرئيل من
الايتين المتقدمتين قال : فسقطت فاطمة عليهاالسلام
على وجهها وهي تقول : الويل ثم الويل
لمن دخل النار ، فسمع سلمان فقال : ياليتني كنت كبشا لاهلي فأكلوا لحمي و
مزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار ، وقال أبوذر : يا ليت امي كانت عاقرا ولم
تلدني ولم أسمع بذكر النار ، وقال مقداد : يا ليتني كنت طائرا في القفار ولم
يكن علي حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار ، وقال علي عليهالسلام : ياليت السباع
مزقت لحمي وليت امي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار.
ثم وضع علي عليهالسلام يده على رأسه وجعل
يبكي ويقول : وا بعد سفراه!
واقلة زاداه في سفر القيامة يذهبون في النار ويتخطفون ، مرضى لايعاد سقيمهم ، و
جرحى لايداوى جريحهم ، وأسرى لا يفك أسرهم ، من النار يأكلون ، ومنها يشربون
وبين أطباقها يتقلبون ، وبعد لبس القطن مقطعات النار يلبسون ، وبعد معانقة الازواج
____________________
مع الشياطين مقرنون.
١٠
ـ كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن ثوبان مولى رسول الله قال : كان
رسول الله إذا سافر آخر عهده بانسان من أهله فاطمة ، وأول من يدخل عليه إذا قدم
فاطمة عليهاالسلام
قال : فقدم من غزاة فأتا فاذا هو بمسح على بابها ورأى على الحسن والحسين
عليهماالسلام
قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل
عليها من أجل ما رأى ، فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما ، فبكى
الصبيان فقسمته بينهما ، فانطلقا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهما يبكيان فأخذه رسول الله
صلىاللهعليهوآله
منهما وقال : يا ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان أهل بيت بالمدينة
واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج ، فإن هؤلاء أهل بيتي ولا احب
أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
بيان
: القلب بالضم : السوار ، قال الجزري : في
حديث ثوبان أن فاطمة
حلت الحسن والحسين بقلبين من فضة ، القلب : السوار.
وقال : وفيه أنه قال لثوبان : اشتر
لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج
قال الخطابي في المعالم : إن لم تكن الثياب اليمانية فلا أدري ماهو وما أرى أن
القلادة تكون منها ، وقال أبوموسى : يحتمل عندي أن الرواية إنما هي العصب
بفتح الصادو هو أطناب مفاصل الحيوان ، وهو شئ مدور فيحتمل أنهم كانوا يأخذون
عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز فإذا يبس يتخذون
منه القلائد وإذا جاز وأمكن أن يتخذ من عظام السلحفاة وغيرها الاسورة جاز
وأمكن أن يتخذ من عصب أشباهها خرز ينظم القلائد.
قال : ثم ذكر لي بعض أهل اليمن أن العصب
سن دابة بحرية تسمى : فرس فرعون يتخذ منها الخرز وغير الخرز من نصاب سكين وغيره ، ويكون أبيض.
١١
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
عثمان بن عيسى ، عن فرات
ابن أحنف قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : ليس على وجه الارض بقلة أشرف
ولا أنفع من الفرفخ وهوبقلة فاطمة عليهاالسلام
، ثم قال : لعن الله بني امية هم سموها
____________________
بقلة الحمقاء بغضا
لنا وعداوة لفاطمة عليهاالسلام.
١٢
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
أبي يحيى الواسطي
عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : بقلة رسول الله صلىاللهعليهوآله
الهندباء ، و
بقلة أميرالمؤمنين عليهالسلام
الباذروج ، وبقلة فاطمة عليهاالسلام
الفرفخ.
١٣
ـ يب : محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن الحسين
، عن محسن بن
أحمد ، عن محمدبن جناب ، عن يوسن ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن فاطمة عليهاالسلام
كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت فتأتي قبر حمزة وتترحم عليه ، وتستغفر له.
١٤
ـ فس : « إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس
بضارهم
شيئا إلا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون
» قال : فانه
حدثني أبي ، عن
محمد بن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال :
كان سبب نزول هذه الاية أن فاطمة عليهاالسلام رأت في منامها أن
رسول
الله صلىاللهعليهوآله
هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام
من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة ، فتعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله صلىاللهعليهوآله شاة
كبراء ـ وهي التي في إحدى اذنيها نقط بيض ـ فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في
مكانهم ، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك.
فلما أصبحت جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله بحمار فأركب عليه
فاطمة عليهاالسلام
وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام
من المدينة كما رأت فاطمة في نومها
فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات اليمين
كما رأت فاطمة حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله صلىاللهعليهوآله
شاة كما رأت فاطمة عليهاالسلام
فأمر بذبحها ، فذبحت وشويت.
فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت
ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا
فطلبها رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى وقع عليها وهي تبكي فقال : ما شأنك يا بنية؟ قالت :
____________________
يارسول الله إني
رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقدفعلت أنت كما رأيته
فتنحيت عنكم فلا أراكم تموتون.
فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فصلى ركعتين ثم
ناجى ربه ، فنزل عليه جبرئيل
فقال : يا محمد هذا شيطان يقال له : الدهار وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا
ويؤذي المؤمنين في
نومهم ما يغتمون به ، فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال : نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات
فشجه في ثلاث مواضع.
ثم قال جبرئيل لمحمد : قل يا محمد إذا
رأيت في منامك شيئا تكرهه أو
رأى أحد من المؤمنين فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه
المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت [ و ] من رؤياي ويقرأ الحمد والمعوذتين
وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات ، فإنه لايضره ما رأى وأنزل الله
على رسوله « إنما
النجوى من الشيطان » الآية.
بيان
: ما رأيت كبراء وأشكالها فيما عندنا من
كتب اللغة بهذا المعنى.
١٥
ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : رأت فاطمة عليهاالسلام في النوم
كأن الحسن والحسين ذبحا أو قتلا فأحزنها ذلك ، فأخبرت به رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رؤيا! فتمثلت بين يديه قال : أنت أريت فاطمة هذا البلاء؟ قالت : لا فقال : يا
أصغاث! أنت أريت فاطمة هذا البلاد؟ قالت : نعم يارسول الله ، قال : فما أردت
بذلك؟ قالت : أردت أن أحزنها ، فقال لفاطمة : اسمعي ليس هذا بشئ
١٦
ـ نوادر الرواندى : باسناده عن موسى بن
جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال علي عليهالسلام
استأذن أعمى على فاطمة عليهاالسلام
فحجبته فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لها : لم حجبتيه وهو لايراك؟ فقالت عليهاالسلام
: إن لم يكن يراني فاني أراه وهو يشم الريح
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أشهد أنك بضعة مني.
____________________
وبهذا الاسناد قال : سأل رسول الله صلىاللهعليهوآله أصحابه عن المرأة
ماهي ، قالوا : عورة ، قال : فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة عليهاالسلام ذلك
قالت : أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعربيتها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن فاطمة
بضعة مني.
٥
* ( باب ) *
* « ( تزويجها صلوات الله عليها ) » *
١
ـ قل : باسناده إلى شيخنا المفيد في كتاب حدائق
الرياض قال : ليلة إحدى
وعشرين من المحرم وكانت ليلة خميس سنة ثلاث من الهجرة كان زفاف فاطمة
ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى منزل أميرالمؤمنين عليهالسلام
يستحب صومه شكرالله تعالى
لما وفق من جمع حجته وصفوته.
ومن تاريخ بغداد باسناده إلى ابن عباس
قال : لما زفت فاطمة عليهاالسلام
إلى علي عليهالسلام
كان النبي صلىاللهعليهوآله
قدامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن
يسارها وسبعون ألف ملك خلفها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر.
٢
ـ مصباح : في أول يومن من ذي
الحجة زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة عليهاالسلام
من أميرالمؤمنين عليهالسلام
وروي أنه كان يوم السادس.
٣
ـ ن : جعفر بن نعيم الشاذاني ، عن أحمد بن
إدريس ، عن ابن هاشم ، عن
علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن
أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام
قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
يا علي لقد
عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة ، وقالوا : خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت
عليا ، فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوجته ، بل الله منعكم وزوجه ، فهبط
علي جبرئيل فقال : يا محمد إن الله جل جلاله يقول : لو لم أخلق عليا لما كان
لفاطمة ابنتك كفو
على وجه الارض آدم فمن دونه.
ن
: الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي
بن معبد مثله.
٤
ـ ما : المفيد ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسين
بن محمد الاسدي ، عن جعفر
بن عبدالله العلوي ، عن يحيى بن هاشم الغساني ، عن محمد بن مروان ، عن جويربن
سعد ، عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت علي بن أبيطالب عليهالسلام
يقول : أتاني أبوبكر
وعمر فقالا : لو أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فذكرت له فاطمة.
قال : فأتيته فلما رآني رسول الله صلىاللهعليهوآله ضحك ثم قال : ما
جاء بك يا
أبا الحسن حاجتك؟ قال : فذكرت له قرابتي وقدمي في الاسلام ونصرتي له وجهادي
فقال : يا علي صدقت فأنت أفضل مما تذكر ، فقلت : يا رسول الله فاطمة
تزوجنيها ، فقال : يا علي إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت
الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك.
فدخل عليها ، فقامت فأخذت رداءه ونزعت
نعليه وأتته بالوضوء فوضأته
بيدها وغسلت رجليه ، ثم قعدت ، فقال لها : يا فاطمة! فقالت : لبيك لبيك حاجتك
يارسول الله؟ قال : إن علي بن أبيطالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه و
إني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئا
فما ترين؟ فسكتت ولم تول وجهها ولم يرفيه رسول الله صلىاللهعليهوآله
كراهة : فقام وهو
يقول : الله أكبر سكوتها إقراها.
فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمد
زوجها علي بن أبيطالب فان الله قد رضيها له ورضيه لها ، قال علي : فزوجني رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ثم أتاني فأخذ بيدي فقال : قم
بسم الله وقل على بركة الله وما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله ، ثم
جاءني
حتى أقعدني عندها عليهاالسلام
، ثم قال : اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما
وبارك في ذريتهما ، واجعل عليهما منك حافظا ، وإني اعيذهما بك وذريتهما من
الشيطان الرجيم.
بيان
: الرسل بالكسر التأني والرفق.
٥
ـ ما : جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري
، عن خاله ، عن الاشعري
عن البرقي ، عن ابن أسباط ، عن داود ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لما زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا فاطمة عليهماالسلام
دخل عليا وهي تبكي
فقال لها : ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهل بيتي خير منه زوجتك ، وما أنا
زوجتك ولكن الله زوجك وأصدق عنك الخمس ما دامت السموات والارض.
قال علي : عليهالسلام
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قم فبع الدرع ، فقمت فبعته وأخذت الثمن ، ودخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فسكبت الدارهم في حجره ، فلم يسألني
كم هي ولا أنا أخبرته ، ثم قبض قبضة ودعا بلالا فأعطاه فقال : ابتع لفاطمة
طيبا ، ثم قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
من الدراهم بكلتا يدية فأعطاه أبابكر وقال : ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت وأردفه بعمار بن ياسر وبعدة من أصحابه.
فحضروا السوق فكانوا يعرضون الشئ مما
يصلح ، فلا يشترونه حتى يعرضوه
على أبي بكر فإن استصلحه اشتروه.
فكان مما اشتروه : قميص بسبعة دارهم ، وخمار
بأربعة دراهم وقطيفة سوداء
خيبرية ، وسرير مزمل بشريط ، وفراشين من خيش مصر حشو أحدهما ليف وحشو
الآخرين من جز الغنم ، وأربع مرافق من أدم الطائف ، حشوها أذخر ، وستر من صوف
وحصير هجري
، ورحى لليد ، ومخضب من نجاس ، وسقاء من أدم ، وقعب للبن
وشن للماء ، ومطهرة مزفتة
وجرة خضراء ، وكيزان خزف حتى إذا استكمل
الشراء حمل أبوبكر بعض المتاع ، وحمل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله الذين كانوا
معه الباقي.
فلما عرض المتاع على رسول الله صلىاللهعليهوآله جعل يقلبه بيده
ويقول : بارك الله
لاهل البيت.
____________________
قال علي عليهالسلام
: فأقمت بعد ذلك شهرا اصلي مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأرجع إلى منزلي ، ولا أذكر شيئا من أمر فاطمة عليهاالسلام
ثم قلن أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ألا نطلب لك من رسول الله صلىاللهعليهوآله
دخول فاطمة عليك؟ فقلت : افعلن ، فدخلن عليه
فقالت ام أيمن : يارسول الله لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة وإن
عليا يريد أهله ، فقر عين فاطمة ببعلها واجمع شملها وقر عيوننا بذلك ، فقال : فما بال علي لا يطلب مني زوجته ، فقد كنا نتوقع ذلك منه ، قال علي : فقلت : الحياء يمنعني يارسول الله.
فالتفت إلى النساء فقال : من ههنا؟
فقالت ام سلمة : أنا ام سلمة وهذه
زينب ، وهذه فلانة وفلانة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
هيئوا لابنتي وابن عمي في
حجري بيتا ، فقالت ام سلمة : في أي حجرة يارسول الله؟ فقال رسول الله : في
حجرتك وأمر نساءه أن يزين ويصلحن من شأنها.
قالت ام سلمة : فسألت فاطمة : هل عندك
طيب ادخرتيه لنفسك؟ قالت : نعم
فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قط ، فقلت
ماهذا؟ فقالت : كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيقول لي : يافاطمة
هات الوسادة فاطر حيها لعمك ، فأطرح له الوسادة فيجلس عليا ، فاذا نهض سقط
من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه ، فسأل علي عليهالسلام
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن ذلك
فقال : هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل.
قال علي : ثم قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي اصنع
لاهلك طعاما فاضلا
ثم قال : من عندنا اللحم والخبز ، وعليك التمر والسمن ، فاشتريت تمرا وسمنا
فحسر رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن ذراعه وجعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه
حيسا ، وبعث إلينا كبشا سمينا فذبح ، وخبزلنا خبز كثير.
ثم قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : ادع من أحببت ، فأتيت
المسجد وهو مشحن
بالصحابة ، فأحييت أن أشخص قوما وأدع قوما ، ثم صعدت على ربوة هناك وناديت : أجيبوا إلى وليمة فاطمة ، فأقبل الناس أرسالا ، فاستحييت من كثرة الناس وقلة
الطعام ، فعلم رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ما تداخلني فقال : يا علي إني سأدعو الله بالبركة
قال علي : فأكل القوم عن آخرهم طعامي ، وشربوا شرابي ، ودعوا لي بالبركة و
صدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل ، ولم ينقص من الطعام شئ.
ثم دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بالصحاف فملئت ووجه
بها إلى منازل أزواجه ، ثم
أخذ صحفة وجعل فيها طعاما وقال : هذا لفاطمة وبعلها حتى إذا انصرفت الشمس
للغروب قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا ام سلمة هلمي فاطمة ، فانطلقت فأتت بها وهي
تسحب أذيالها ، وقد تصببت عرقا حياء من رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فعثرت. فقال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: أقالك الله العثرة في الدنيا والآخرة.
فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها
حتى رآها علي عليهالسلام
، ثم
أخذ يدها فوضعها في يد علي عليهالسلام
وقال : بارك الله لك في ابنة رسول الله يا علي
نعم الزوجة فاطمة ، ويا فاطمة نعم البعل علي انطلقا إلى منزلكما ولا تحدثا أمرا
حتى آتيكما.
قال علي : فأخذت بيد فاطمة وانطلقت بها
حتى جلست في جانب الصفة
وجلست في جانبها وهي مطرقة إلى الارض حياء مني وأنا مطرق إلى الارض
حياء منها.
ثم جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : من ههنا؟
فقلنا : ادخل يارسول الله مرحبا
بك زائرا وداخلا ، فدخل ، فأجلس فاطمة من جانبه ثم قال : يا فاطمة ايتيني بماء
فقامت إلى قعب في البيت فملاته ماء ثم أتته به ، فأخذ جرعة فتمضمض
بها ثم محبها في القعب ثم صب منها على رأسها ، ثم قال : أقبلي! فلما أقبلت
نضح منه بين ثدييها ، ثم قال : أدبري ، فأدبرت فنضح منه بين كتفيها ثم قال : اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلى ، اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلي
اللهم اجعله لك وليا وبك حفيا ، وبارك له في أهله ، ثم قال : يا علي ادخل بأهلك
بارك الله لك ورحمة الله وبركاته عليكم إنه حميد مجيد.
بيان
: مزمل أي ملفوف ، والشريط : خوص مفتول يشرط
به السرير ونحوه
وقال الفيروز آبادي
: الخيش : ثياب في نسجها رقة وخيوطها غلاظ من مشاقة الكتان
أو من أغلظ العصب ، قوله : من جز الغنم بالكسر أي الصوف الذي جز من الغنم
والمخضب كمنبر : المركن.
قوله : فقر عين فاطمة ، ظاهره أنه بصيغة
الامربناء على أن مجردة يكون
متعديا أيضا ، لكنه لم يرد فيما عندنا من كتب اللغة.
وقال الجوهري : جمع الله شملهم ، أي ما
تشتت من أمرهم ، وشتت الله شمله
أي ما اجتمع من أمره ، وقال : الشدخ كسر الشئ الاجوف ، وقال : الحيس
هو تمر يخلط بسمن وأقط ، والسحب الجر ، والقعب قدح من خشب ، قوله صلىاللهعليهوآله : وبك حفيا ، قال الجوهري : تقول : حفيت به بالكسر أي بالغت في إكرامه
وإلطافه ـ انتهى ـ أي مطيعا لك غاية الاطاعة أو مشفقا على الخلق ناصحا لهم بسبب
إطاعة أمرك.
٦
ـ ما : جماعة ، عن أبي غالب الزراري ، عن
الكليني ، عن عدة من أصحابه
عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن الخيبري ، عن يونس بن ظبيان ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول : لو لا أن الله خلق أميرالمؤمنين لفاطمة ماكان لها
كفو على الارض.
٧
ـ ما : روي أن أمير المؤمنين عليهالسلام دخل بفاطمة بعد
وفاة اختهار قية زوجة
عثمان بستة عشر يوما ، وذلك بعد رجوعه من بد ر ، وذلك لايام خلت من شوال
وروي أنه دخل بها يوم الثلثا لست خلون من ذي الحجة والله تعالى أعلم.
٨
ـ ل : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن
عمروبن المختار
عن يحيى الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي
عن أبي أيوب الانصاري قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
مرض مرضة فأتته فاطمة عليهاالسلام
تعوده وهو ناقه
من مرضه ، فلما رأت مابرسول الله صلىاللهعليهوآله
من الجهد
____________________
والضعف خنقتها
العبرة حتى جرت دمعتها على خدها ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
لها : يا فاطمة إن الله جل ذكره اطلع إلى الارض اطلاعة فاختار منها بعلك ، فأوحى
إلي فأنكحتكه ، أما علمت يا فاطمة أن لكرامة الله إياك زوجك أقدمهم سلما
أعظمهم حلما ، وأكثرهم علما.
قال : فسرت بذلك فاطمة عليهاالسلام ، واستبشرت بما قال
لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأراد رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن يزيدها مزيد الخير كله من الذي قسمه الله له ولمحمد
وآل محمد.
فقال : يا فاطمة لعلي ثمان خصال : إيمانه
بالله وبرسوله ، وعلمه ، وحكمته
وزوجته ، وسبطاه الحسن والحسين ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، وقضاؤه
بكتاب الله.
يا فاطمة إنا أهل بيت اعطينا سبع خصال
لم يعطها أحمد من الاولين قبلنا
ولا يدكها أحد من الاخرين بعدنا : نبينا خير الانبياء وهو أبوك ، ووصينا خير
الاوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة عم أبيك ، ومنا من له جناحان
يطيربهما في الجنة وهو جعفر ، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك.
٩
ـ لى : أبي ، والعطار ، عن محمد العطار ، عن
محمد بن عبدالجبار ، عن
أبي أحمد الازدي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن
عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن
أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته
وجعله لي وصيا وخليفة ، فعلي مني وأنا منه ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي
وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته.
١٠
ـ لى : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن
علي بن الحكم
عن الحسين بن أبي العلا ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام
دخلت ام أيمن على النبي صلىاللهعليهوآله
وفي ملحفتها شئ ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما معك يا ام أيمن فقالت إن فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها
ثم بكت ام أيمن
وقالت : يارسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شئيا ، فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا ام أيمن لم تكذبين ، فان الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة
عليا عليهماالسلام
أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها
وزمردها واستبرقها فأخذوا منها مالا يعلمون ، ولقد نحل الله طوبى في مهر
فاطمة عليهاالسلام
فجعلها في منزل علي عليهالسلام.
شى
: عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر
عليهالسلام
مثله.
١١
ـ فس : أبي ، عن بعض أصحابه رفعه
قال : كانت فاطمة عليهاالسلام
لايذكرها
أحد لرسول الله صلىاللهعليهوآله
إلا أعرض عنه حتى آيس الناس منها ، فلما أراد أن يزوجها
من علي أسر إليها فقالت : يارسول الله أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش
تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن ، طويل الذراعين ، ضخم الكراديس ، أنزع
عظيم العينين والسكنة [ مشاشار كمشاشير البعير
] ضاحك السن ، لا مال له.
فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة أما
علمت أن الله أشرف على الدنيا فاختارني
على رجال العالمين ، ثم اطلع فاختار عليا على رجال العالمين ، ثم اطلع فاختارك
على نساء العالمين؟.
يا فاطمة إنه لما اسري بي إلى السماء
وجدت مكتوبا على صخرة بيت المقدس : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بوزيره ، ونصرته بوزيره ، فقلت لجبرئيل
: ومن وزيري؟ فقال : علي بن أبي طالب.
فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت
مكتوبا عليها : إني أنا الله لا إله إلا. إنا وحدى ، محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره ، ونصرته بوزيره ، فقلت لجبرئيل : ومن وزيري؟ قال : علي بن أبي طالب عليهالسلام.
فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب
العالمين ، وجدت مكتوبا على
____________________
قائمة من قوائم
العرش : أنا الله لا إله إلا أنا محمد حبيبي أيدته بوزيره ونصرته
بوزيره.
فلما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة
طوبى أصلها في دار علي وما في الجنة
قصر ولا منزل إلا وفيها فتر منها وأعلاها أسفاط حلل من سندس واستبرق يكون
للعبد المؤمن ألف ألف سفط في كل سفط مائة ألف حلة ما فيه حلة تشبه الاخرى على
ألوان
مختلفة ، وهو ثياب أهل الجنة ، وسطها ظل ممدود ، عرض الجنة كعرض السماء
والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسوله ، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة
مائة عام فلا يقطعه وذلك قوله « وظل
ممدود »
وأسفلها ثمارأهل الجنة وطعامهم
متدلل في بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا
وما لم تروه ، وما سمعتم به ومالم تسمعوا مثلها ، وكلما يجتنى منها شئ نبتت
مكانها اخرى ، لا مقطوعة ، ولا ممنوعة ، ويجري نهرفي أصل تلك الشجرة تنفجر
منها الانهار الاربعة « أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه
وأنها من خمر لذة لشاربين ، وأنهار من عسل مصفى » .
يافاطمة إن الله أعطاني في علي سبع خصال
: هو أول من ينشق عنه القبر
معي ، وهو أول من يقف معي على الصراط فيقول للنار خذي ذاوذري ذا ، وأول
من يكسى إذا كسيت ، وأول من يقف معي على يمين العرش ، وأول من يقرع
معي باب الجنة ، وأول من يسكن معي عليين ، وأول من يشرب معي من الرحيق
المختوم « ختامه مسك وفي ذلك فليتنا فس المتنافسون ».
يافاطمة هذا ما أعطاه الله عليا في
الآخرة وأعد له في الجنة إذا كان في
الدنيا لا مال له.
فأما ماقلت : إنه بطين ، فانه مملوء من
علم خصة الله به وأكرمه من بين امتي.
____________________
وأما ما قلت : إنه أنزع عظيم العينين
فإن الله خلقه بصفة آدم عليهالسلام.
وأما
طول يديه فإن الله عزوجل طولها يقتل بها أعداءه وأعداء رسوله ، وبه يظهر الله
الدين ولو كره المشركون ، وبه يفتح الله الفتوح ، ويقاتل المشركين على تنزيل
القرآن
والمنافقين من أهل البغى والنكث والفسوق على تأويله. ويخرج الله من صلبه
سيدي شباب أهل الجنة ، ويزين بهما عرشه.
يا فاطمة ما بعث الله نبيا إلا جعل له
ذرية من صلبه وجعل ذريتي من صلب
علي ، ولو لا علي ما كانت لي ذرية.
فقالت فاطمة : يارسول الله ما أختار
عليه أحدا من أهل الارض ، فزوجها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال ابن عباس عند ذلك : والله ما كان لفاطمة كفو غير علي عليهالسلام.
ايضاح
: الدحداح القصير السمين واندح بطنه
اندحاحا : اتسع ، وكل
عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس ، نحو المنكبين والركبتين والوركين
والانزع هو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، والسكنة كقرحه مقر الرأس
من العنق ، ولم أجد لمشاشار معنى في اللغة ، ولعله كان في الاصل : له مشاش
كمشاش البعير ، والمشاش رؤوس العظام ، ولم تكن تلك الفقرة في بعض النسخ
وهو أصوب .
قوله : إلا وفيها فتر ، بالفاء المكسورة
: مابين طرف الابهام وطرف المشيرة
وفي بعضها بالقاف قال الفيروز آبادي : القتر القدر ويحرك وفي بعضها قنو بالكسر
أي عذق ، والتدلل : التدلي ، والاسن الاجن المتغير ، وقد مر شرح سائر أجزاء
الخبر في كتاب الفقن وكتاب أحوال أميرالمؤمنين عليهالسلام.
١٢
ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن سلمة بن
الخطاب ، عن إبراهيم
ابن مقاتل ، عن حامد بن محمد ، عن عمربن هارون ، عن الصادق ، عن آبائه
عن علي عليهمالسلام
قال : لقد هممت بتزويج فاطمة ابنة محمد صلىاللهعليهوآله
ولم أتجرء
____________________
أن أذكر ذلك للنبي
وأن ذلك ليختلج في صدري ليلي ونهاري حتى دخلت على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : يا علي قلت : لبيك يارسول الله ، قال : هل لك في
التزويج؟ قلت : رسول الله أعلم ، وإذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش
وإني لخائف على فوت فاطمة.
فما شرعت بشئ إذ أتاني رسول رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي : أجب
النبي صلىاللهعليهوآله
وأسرع ، فما زأينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
أشد فرحا منه اليوم.
قال : فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة ام
سلمة فلما نظر إلي تهلل وجهه
فرحا وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق ، فقال : ابشر يا علي فإن الله
عزوجل قد كفاني ما قدكان أهمني من أمر تزويجك ، فقلت : وكيف ذلك
يارسول الله؟.
قال : أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة
وقرنفلها فناولنيهما ، فأخذتهما
وشممتهما ، فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى
أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأشجارها
وثمارها وقصورها ، وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب ، وأمر حور عينها
بالقراءة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق ، ثم نادى مناد من تحت
العرش : ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب عليهالسلام
ألا إني اشهدكم أني قد
زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبيطالب رضى مني بعضهما لبعض.
ثم بعث الله تبارك وتعالى سحابة بيضاء
فقطرت عليهم من لؤلؤ ها وزبرجدها
ويواقيتها ، وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها ، هذا مما نثرت
الملائكة.
ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من
ملائكة الجنة يقال له : راحيل وليس في الملائكة
أبلغ منه فقال : اخطب ياراحيل ، فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا
أهل الارض.
ثم نادى مناد : ألا يا ملائكتي وسكان
جنتي! باركوا علي علي بن
أبي طالب حبيب محمد
وفاطمة بنت محمد ، فقد باركت عليهما ، ألا إني قد زوجت أحب
النساء إلي من أحب الرجال إلي بعد النبيين والمرسلين.
فقال راحيل الملك : يارب وما بركتك
فيهما بأكثر ممارأينا لهما في جنانك
ودارك؟ فقال عزوجل : يا راحيل إن من بركتي عليهما أن أجمعهما على محبتي
وأجعلهما حجة على خلقي ، وعزتي وجلالي لاخلقن منهما خلقا ، ولانشأن منهما
ذرية أجعلهم خزاني في أرضي ، ومعادن لعلمي ، ودعاة إلى ديني ، بهم أحتج
على خلقي بعد النبيين والمرسلين.
فابشر يا علي فان الله عزوجل أكرمك
كرامة لم يكرم بمثلها أحدا ، وقد
زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمان ، وقد رضيت لها بما رضي الله لها
فدونك أهلك فإنك أحق بها مني وقد أخبرني جبرئيل عليهالسلام
أن الجنة مشتاقة
إليكما ، ولو لا أن الله عزوجل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة
لاجاب فيكما الجنة وأهلها ، فنعم الاخ أنت ، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت
وكفاك برضى الله رضى.
قال علي عليهالسلام
: فقلت : يارسول الله بلغ من قدري حتى أني ذكرت في
الجنة وزوجني الله في ملائكته؟ فقال : إن الله عزوجل إذا أكرم وليه وأحبه
أكرمه بما لاعين رأت ولا اذن سمعت ، فحباها الله لك يا علي ، فقال علي عليهالسلام : « رب
أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي » فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : آمين.
ن
: محمد بن علي بن الشاة ، عن أحمد بن
المظفر ، عن محمد بن زكريا ، عن
مهدي بن سابق ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام
مثله.
ن
: الدقاق ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن
حبيب ، عن أحمد بن الحارث
عن أبي معاوية ، عن الاعمش ، عن الصادق عليهالسلام
، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام
مثله.
١٣
ـ فر : عقبة بن مكرم الضبي ، عن محمد بن علي بن
عمرو ، عن عمرو بن
عبدالله بن هارون الطوسي ، عن أحمد بن عبدالله الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن محمد
بن
علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام
مثله ، وفي آخره : فانما حباك
____________________
الله في الجنة بما
لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، فقال علي بن أبيطالب عليهالسلام
: يارب
أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه
وأصلح لي في ذريتي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: آمين يارب العالمين ويا خير الناصرين.
١٤
ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن
أبيه عليهماالسلام
، قال : كان
فراش علي وفاطمة حين دخلت عليه إهاب كبش إذا أراد أن يناما عليه قلبها فناما
على صوفه ، قال : وكانت وسادتهما أدما حشوا ليف ، قال : وكان صداقها درعا
من حديد.
١٥
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن
أحمد بن الحسن ، عن موسى
ابن إبراهيم المروزي ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام ، عن جابر
ابن عبدالله قال : لما زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة من علي أتاه اناس من قريش فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس ، فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله عزوجل
زوجه ليلة اسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة أن انثري ما عليك
فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحورالعين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن
ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ببغلته
الشهباء ، وثنى عليها قطفة ، وقال
لفاطمة : اركبي وأمر سلمان أن يقودها والنبي صلىاللهعليهوآله
يسوقها ، فبينما هو في بعض
الطريق إذ سمع النبي صلىاللهعليهوآله
وجبة فاذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا ، وميكائل في
سبعين ألفا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: ما أهبطكم إلى الارض؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة
إلى علي بن أبي طالب فكبر جبرئيل ، وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة ، وكبر
محمد صلىاللهعليهوآله
، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.
بيان
: الوجبة السقطة مع الهدة [ أ ] وصوت
الساقط ، وفي بعض النسخ وحية
بالحاء المهملة الياء المثناة ، والوحي الكلام الخفي.
١٦
ـ ن : باسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : ما زوجت فاطمة
إلا [ بعد ] ما أمرني الله عز وجل بتزويجها.
١٧
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول
الله
صلىاللهعليهوآله
: أتاني ملك فقال : يا محمد إن الله يقرء عليك السلام ويقول
لك : قد زوجك فاطمة من علي فزوجها منه ، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل
الدر والياقوت والمرجان ، وإن أهل السماء قد فرحوا لذلك ، وسيولد منها ولدان
سيدا شباب أهل الجنة ، وبهما يزين أهل الجنة ، فابشريا محمد فانك خير الاولين
والآخرين.
صح
: عنه عليهالسلام
مثله.
١٨
ـ ما : الحفار ، عن الجعابي ، عن علي بن أحمد
العجلي ، عن عباد بن
يعقوب ، عن عيسى بن عبدالله العلوي ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام
قال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله
يطلبني فقال : أين أخي يا ام أيمن؟ قالت : ومن
أخوك؟ قال : علي. قالت : يارسول الله تزوجه ابنتك وهو أخوك ، قال : نعم ، أما
والله يا ام أيمن لقد زوجتها كفوا شريفا وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
١٩
ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد
بن وهبان ، عن علي بن
حبيش ، عن العباش بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن الحسين بن
أبي غندر ، عن إسحاق بن عمار وأبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الله
تبارك
وتعالى أمهر فاطمة عليهاالسلام
ربع الدنيا ، فربعها لها ، وأمهرها الجنة والنار ، تدخل
أعداءها النار ، وتدخل أولياء ها الجنة ، وهي الصديقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت
القرون الاولى.
٢٠
ـ ب : محمد بن الوليد ، عن ابن بكير ، قال : سمعت
أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا فاطمة صلوات الله عليهما على درع له حطمية تسوى
ثلاثين درهما.
أقول
: سيأتي في تزويج أبي جعفر الثاني عليهالسلام أنه قال : إن محمد
ابن علي بن موسى ، يخطب ام الفضل بنت عبدالله المأمون ، وبذل لها من الصداق
مهر جدته فاطمة وهو خمس مائة درهم جياد.
٢١
ـ يج : روي أنه لما كان وقت زفاف فاطمة عليهاالسلام اتخذ النبي صلىاللهعليهوآله
طعاما وخبيصا ، وقال لعلي : ادع الناس ، قال علي عليهالسلام
: جئت إلى الناس فقلت : أجيبوا الوليمة ، فأقبلوا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: أدخل عشرة ، فدخلوا وقدم إليهم
الطعام والثريد ، فأكلوا ، ثم أطعمهم السمن والتمر فلا يزداد الطعام إلا بركة
فلما أطعم الرجال عمد إلى ما فضل منها ، فتفل فيها وبارك عليها ، وبعث منها إلى
نسائه ، وقال : قل لهن : كلن وأطمعن من غشيكن.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله دعا بصحفة فجعل
فيها نصيبا فقال : هذالك ولاهلك. وهبط جبرئيل في زمرة من الملائكة بهدية. فقال لام سلمة : املئي القعب ماء
فقال لي : يا علي اشرب نصفه ، ثم قال لفاطمة : اشربي وأبقي ، ثم أخذ الباقي
فصبه على وجهها ونحرها ثم فتح السلة فاذا فيها كعك وموز وزبيب ، فقال : هذا
هدية جبرئيل ثم أقلب من يده سفرجلة فشقها نصفين وأعطى عليا وقال : هذه
هدية من الجنة إليكما وأعطى عليا نصفا وفاطمة نصفا.
٢٢
ـ قب : ابن عباس وابن مسعود وجابر والبراء وأنس
وام سلمة والسدي
وابن سيرين والباقر عليهالسلام
في قوله تعالى « وهوالذي
خلق من الماء بشرا فجعله نسبا
وصهرا »
قالوا : هو محمد وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام
« وكا ربك قديرا » القائم في آخر الزمان لانه لم يجتمع نسب وسبب في الصحابة والقرابة إلا له
فلاجل ذلك استحق الميراث بالنسب والسبب وفي رواية « البشر » الرسول « والنسب » فاطمة ، و « الصهر » علي عليهالسلام.
تفسير الثعلبي قال ابن سيرين : نزلت في
النبي وعلي زوج فاطمة وهو ابن عمه
وزوج ابنته ، فكان نسبا وصهرا.
ابن الحجاج :
بالمصطفى وبصره
|
|
ووصية يوم الغدير
|
كعب بن زهير : صهر النبي وخير الناس
كلهم
الصادق عليهالسلام
أوحى الله تعالى إلى رسوله صلىاللهعليهوآله
: قل لفاطمة لا تعصي عليا فانه
____________________
إن غضب غضبت لغضبه.
عوتب النبي صلىاللهعليهوآله في أمر فاطمة فقال
: لو لم يخلق الله علي بن أبي طالب
ما كان لفاطمة كفو ، وفي خبر : لولاك لما كان لها كفو على وجه الارض.
المفضل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لولا أن الله
تعالى خلق أمير المؤمنين
لم يكن لفاطمة كفو على وجه الارض آدم فمن دونه.
وقالوا : تزوج النبي صلىاللهعليهوآله من الشيخين وزوج من
عثمان بنتين؟ قلنا : التزويج لايدل على الفضل وإنما هو مبني على إظهار الشهادتين ثم إنه صلىاللهعليهوآله
تزوج في جماعة وأما عثمان ففي زواجه خلاف كثير وأنه كان زوجهما من
كافرين قبله وليست حكم فاطمة مثل ذلك لانها وليدة الاسلام ومن أهل العباء و
المباهلة والمهاجرة في أصعب وقت ، وورد فيها آية التطهير ، وافتخر جبرئيل بكونه
منهم ، وشهد الله لهم بالصدق ، ولها امومة الائمة إلى يوم القيامة ، ومنها الحسن
والحسين ، وعقب الرسول صلىاللهعليهوآله
، وهي سيدة نساء العالمين ، وزوجها من أصلها
وليس بأجنبي ، وأما الشيخان فقد توسلا إلى النبي صلىاللهعليهوآله
بذلك ، وأما علي
فتوسل النبي صلىاللهعليهوآله
إليه بعد مارد خطبتهما ، والعاقد بينهما هو الله تعالى ، والقابل
جبرئيل ، والخاطب راحيل ، والشهود حملة العرش ، وصاحب النثار رضوان ، وطبق
النثار شجرة طوبى ، والنثار الدر والياقوت والمرجان ، والرسول هو المشاطة ، و
أسماء صاحبه الحجلة ، ووليد هذا النكاح الائمة عليهمالسلام.
ابن شاهين المروزي في كتاب فضائل فاطمة عليهاالسلام بإسناده عن الحسين
بن واقد
عن أبي بريدة ، عن أبيه ، والبلاذري في التاريخ بأسانية ه أن أبابكر خطب إلى
النبي صلىاللهعليهوآله
فاطمة عليهماالسلام
فقال : أنتظر لها القضاء ، ثم خطب إليه عمر ، فقال : أنتظرلها القضاء الخبر.
مسند أحمد وفضائله وسنن أبي داود ، وإبانة
ابن بطة ، وتاريخ الخطيب ، و
كتاب ابن شاهين واللفظ له بالاسناد عن خالد الحذاء وأبي أيوب وعكرمة وأبي نجيح
وعبيدة بن سليمان كلهم عن ابن عباس أنه لما زوج النبي صلىاللهعليهوآله فاطمة عليا قال له
النبي أعطها شيئا ، قال
: ما عندي شئ ، قال : فأين درعك الحطمية ـ وفي رواية
غيره أنه قال علي : عندي ـ قال : فأعطها إياها.
تاريخي الخطيب والبلاذري وحلية أبي نعيم
، وإبانة العكبري : سفيان الثوري
عن الاعمش ، عن الثوري ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، قال : أصاب فاطمة صبيحة
يوم العرس رعدة ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله
: يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، يافاطمة لما أراد
الله تعالى أن املكك بعلي أمر الله
تعالى جبرئيل فقام في السمآء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك
من علي ، ثم أمر الله سبحانه شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ، ثم أمرها فنثرته
على الملائكة ، فمن أخذ منهم يومئذ شيئا أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم
القيامة
قالت ام سلمة : لقد كانت فاطمة عليهاالسلام
تفتخر على النساء لانها من خطب عليها
جبرئيل عليهالسلام.
[ و ] قد اشتهر في الصحاح بالاسانيد عن
أميرالمؤمنين عليهالسلام
وابن عباس وابن مسعود
وجابر الانصاري وأنس بن مالك والبراء بن عازب وام سلمة بألفاط مختلفة ومعاني
متفقة أن أبابكر وعمر خطبا إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فاطمة مرة بعد اخرى ، فردهما.
وروى أحمد في الفضايل عن بريدة أن
أبابكر وعمر حطبا إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فاطمة فقال : إنها صغيرة.
وروى ابن بطة في الابانة أنه خطبها
عبدالرحمان فلم يجبه ، وفي رواية غيره
أنه قال : بكذا من المهر. فغضب صلىاللهعليهوآله
ومديده إلى حصى فرفعها فسبحت في يده فجعلها
في ذيله فصارت دار ومرجانا يعرض به جواب المهر.
ولما خطب علي عليهالسلام قال : سمعتك يارسول
الله تقول كل سبب ونسب منقطع
إلا سببي ونسبي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: أما السبب فقدسبب الله ، وأما النسب فقد
قرب اله ، وهش وبش في وجهه وقال : ألك شئ ازوجك منها؟ فقال : لايخفى عليك حالي إن لي فرسا وبغلا وسيفا ودرعا ، فقال : بع الدرع.
وروى أنه أتى سلمان إليه وقال : أجب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما دخل عليه
قال : ابشريا علي
فان الله قد زوجك بها في السماء قبل أن ازوجكها في الارض
ولقد أتاني ملك وقال : ابشر يا محمد باجتماع الشمل وطهارة النسل ، قلت : وما
اسمك؟ قال : نسطائيل من موكلى قوائم العرش ، سألت الله هذه البشارة وجبرئيل
على أثري.
أبوبريدة ، عن أبيه أن عليا عليهالسلام خطب فاطمة فقال له
النبي صلىاللهعليهوآله
: مرحبا
وأهلا ، فقيل لعلي : يكفيك من رسول الله صلىاللهعليهوآله
إحداهما : أعطاك الاهل ، وأعطاك
الرحب.
ابن بطة وابن المؤذن والسمعاني في كتبهم
بالاسناد عن ابن عباس وأنس بن
مالك قالا : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآله
جالس إذ جاء علي فقال : يا علي ما جاء بك؟
قال : جئت اسلم عليك ، قال : هذا جبرئيل يخبرني أن الله عزوجل زوجك
فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك وأوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري
عليهم الدر والياقوت ، فنثرت عليهم الدر والياقوت ، فابتدرن إليه الحور العين
يلتقطن في أطباق الدر والياقوت ، وهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة ، وكانوا
يتهادون ويقولون : هذه تحفة خير النساء.
وفي رواية ابن بطة عن عبدالله : فمن أخذ
منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ
صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة.
ابن مردويه في كتابه باسناده عن علقمة
قال : لما تزوج علي فاطمة تناثر
ثمار الجنة على الملائكة.
عبدالرزاق بإسناده إلى ام أيمن في خبر
طويل عن النبي صلىاللهعليهوآله
: وعقد
جبرئيل وميكائيل في السماء نكاح علي وفاطمة ، فكان جبرئيل المتكلم عن علي
وميكائيل الراد عني.
وفي حديث خباب بن الارت أن الله تعالى
أوحى إلى جبرئيل : زوج النور
من النور ، وكان الولي الله ، والخطيب جبرئيل ، والمنادي ميكائيل ، والداعي
إسرافيل ، والناثر عزرائيل ، والشهود ملائكة السماوات والارضين ثم أوحى إلى
شجرة طوبى أن انثري
ما عليك ، فنثرت الدر الابيض والياقوت الاحمر والزبرجد
الاخضر واللؤلؤ الرطب ، فبادرن الحور العين يلتقطن ويهدين بعضهن إلى
بعض.
الصادق عليهالسلام
في خبر : أنه دعاه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال : ابشر يا علي فان
الله قد كافني ماكان همني
من تزويجك.
ثم ذكر ابن شهر آشوب مختصرا مما
مربرواية الصدوق رحمهالله
ثم قال : وقد جاء في بعض الكتب أنه خطب راحيل في البيت المعمور في جميع من أهل
السماوات السبع ، فقال :
الحمد الله الاول قبل أولية الاولين ، الباقي
بعد فناء العالمين ، نحمده إذ
جعلنا ملائكة روحانيين ، وبربوبيته مذعنين ، وله على ما أنعم علينا شاكرين
حجبنا من الذنوب ، وسترنا من العيوب ، أسكننا في السماوات ، وقربنا إلى
السرادقات ، وحجب عنا النهم للشهوات ، وجعل نهمتنا وشهوتنا في تقديسه
وتسبيحه. الباسط رحمته ، الواهب نعمته ، جل عن إلحاد أهل الارض من المشركين
وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين ـ ثم قال بعد كلام ـ اختار الملك الجبار صفوة
كرمه ، وعبد عظمته لامته سيدة النساء ، بنت خير النبيين ، وسيد المرسلين
وإمام المتقين ، فوصل حبله بحبل رجل من أهله وصاحبه ، المصدق دعوته ، المبادر
إلى كلمته ، علي الوصول بفاطمة البتول ابنة الرسول.
وروي أن جبرئيل روى عن الله تعالى
عقيبها قوله عز وجل : الحمد
ردائي ، والعظمة كبريائي ، والخلق كلهم عبيدي وإمائي زوجت فاطمة أمتي من
علي صفوتي ، اشهدوا ملائكتي.
وكان بين تزويج أميرالمؤمنين وفاطمة عليهماالسلام في السماء إلى
تزويجهما في
الارض أربعين يوما ، زوجها رسول الله صلىاللهعليهوآله
من علي أول يوم من ذي الحجة
وروي أنه كان يوم السادس منه.
____________________
٢٣
ـ مع ، ل ، لي : ابن مسرور ، عن ابن
عامر ، عن المعلى ، عن البزنطي
عن علي بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام
يقول : بينا رسول الله (ص)
جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : حبيبي
جبرئيل! لم أرك في مثل هذه الصورة ، فقال الملك : لست بجبرئيل ، أنا محمود
بعثني الله عزوجل أن ازوج النور من النور ، قال : من ممن؟ فقال : فاطمة من
علي ، قال : فلما ولى الملك إذا بين كتفيه : محمد رسول الله ، علي وصيه فقال له
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال : من قبل أن يخلق الله
عزوجل آدم باثنين وعشرين ألف عام.
٢٤
ـ قب : عن علي بن جعفر مثله ثم قال : وفي رواية
بأربعة وعشرين
ألف عام.
عبدالله بن ميمون حدثنا أبوهيريرة ، عن
أبي الزبير ، عن جابر الانصاري [ في ]
حديث محمود ، وأنبأني أبو [ يعلى ] العطار وأبوالمؤيد الخطيب بنحوهذا الخبر إلا
أنهما
رويا : ملك له عشرون رأسا في كل رأس ألف لسان ، وكان اسم الملك صرصائيل.
أبوبكر مردويه في فضائل أميرالمؤمنين
بالاسناد عن أنس بن مالك ، وكتاب
أبي القاسم سليمان الطبري بإسناده عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن إبراهيم
عن مسروق ، عن ابن مسعود كلاهما أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : إن الله تعالى أمرني
أن ازوج فاطمة من علي.
كتاب ابن مردويه ، قال ابن سيرين : قا ل
عبيدة : إن عمر بن الخطاب
ذكر عليا فقال : ذاك صهر رسول الله صلىاللهعليهوآله
نزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي.
ابن شاهين بالاسناد عن أبي أيوب ، قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: امرت بتزويجك
من البيضاء ، وفي رواية من السماء.
الضحاك أن النبي صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة : إن
علي بن أبي أبيطالب ممن قد
عرفت قرابته وفضله من الاسلام ، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه و
أحبهم إليه ، وقد
ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟ فسكتت ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو يقول : الله أكبر ، سكوتها إقرارها.
وروى ابن مردويه أنه صلىاللهعليهوآله قال لعلي : تكلم
خطيبا لنفسك ، فقال : الحمد الله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه
وأنذر بالنار من يعصيه ، نحمده على قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه
وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به
ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، شهادة تبلغه وترضيه
وأن محمدا عبده ورسوله صلىاللهعليهوآله
، صلاة تزلفه وتحظيه ، وترفعه وتصطفيه ، والنكاح مما
أمر الله به ويرضيه ، واجتماعنا مما قدره الله وأذن فيه ، وهذا رسول الله صلىاللهعليهوآله زوجني
ابنته فاطمة على خمس مائة درهم ، وقد رضيت ، فاسأوله واشهدوا.
وفي خبر : وقد زوجتك ابنتي فاطمة على ما
زوجك الرحمن ، وقد رضيت بما
رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني.
وفي خبر فنعم الاخ أنت ، ونعم الختن أنت
، ونعم الصاحب أنت ، وكفاك
برضى الله رضى ، فخر علي ساجدا شكرا لله تعالى وهو يقول : « رب أوزعني أن أشكر
نعمتك التي أنعمت علي » الآية فقال النبي صلىاللهعليهوآله : آمين ، فلما رفع
رأسه
قال النبي صلىاللهعليهوآله
، بارك الله عليكما ، وبارك فيكما ، وأسعد جدكما ، وجمع
بينكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب ، ثم أمر النبي صلىاللهعليهوآله
بطبق بسر وأمر بنهبه
ودخل حجرة النساء وأمر بضرب الدف.
الحسين بن علي عليهماالسلام في خبر : زوج النبي
صلىاللهعليهوآله
فاطمة عليا على أربع مائة
وثمانين درهما ، وروي أن مهرها أربعمائة مثقال فضة ، وروي أنه كان خمسمائة
درهم ، وهو أصح.
وسبب الخلاف في ذلك ماروى عمرو بن أبي
المقدام وجابر الجعفي ، عن
____________________
أبي جعفر عليهالسلام قال : كان صداق
فاطمة برد حبرد ، وإهاب شاة على عرار
وروي عن الصادق عليهالسلام
قال : كان صداق فاطمة درع حطمية وإهاب كبش أوجدي.
رواه أبويعلى في المسند ، عن مجاهد.
كافي الكليني زوج النبي صلىاللهعليهوآله من علي على جرد برد.
وقيل للنبي صلىاللهعليهوآله : قد علمنا مهر
فاطمة في الارض فما مهرها في السماء؟ قال : سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك ، قيل : هذا مما يعنينا يارسول الله ، قال : كان
مهرها في السماء خمس الارض فمن مشى عليها مغضبا لها ولولدها مشى عليها
حراما إلى أن تقوم الساعة.
وفي الجلاء والشفاء في خبر طويل عن
الباقر عليهالسلام
وجعلت نحلتها من علي خمس
الدنيا وثلث الجنة
وجعلت لها في الارض أربعة أنهار : الفرات ، ونيل مصر
ونهروان ، ونهر بلخ ، فزوجها أنت يامحمد بخمسمائة درهم تكون سنة لامتك.
وفي حديث خباب بن الارت ثم قال النبي صلىاللهعليهوآله : زوجت فاطمة ابنتي
منك
بأمر الله تعالى على صداق خمس الارض وأربعمائة وثمانين درهما ، الاجل خمس
الارض ، والعاجل أربعمائة وثمانين درهما.
وقد روي حديث خمس الارض عن الصادق عليهالسلام عن يعقوب بن شعيب.
إسحاق بن عمار وأبوبصير قال الصادق عليهالسلام : إن الله تعالى
مهر فاطمة ربع الدنيا
فربعها لها ، ومهرها الجنة والنار فتدخل أولياءها الجنة وأعداءها النار.
أمالي أبي جعفر الطوسي ، قال الصادق عليهالسلام في خبر : وسكب
الدراهم في
حجره فأعطى منها قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة وستين إلى ام أيمن لمتاع البيت
وقبضة إلى أسماء بنت عميس للطيب ، وقبضة إلى إم سلمة للطعام ، وأنفذ عمارا
وأبابكر وبلالا لابتياع مايصلحها.
____________________
أقول
: ثم ذكر نحوا مما نقلنا عن أمالي الشيخ
إلى قوله وجرة خضراء
وكيزان خزف ، ثم قال : وفي رواية ونطع من أدم ، وعباء قطواني وقربة ماء.
وهب بن وهب القرشي ، وكان من تجهيز علي
داره انتشار رمل لين ، ونصب
خشبة من حائط إلى حائط للثياب ، وبسط إهاب كبش ، ومخدة ليف.
أبوبكر مردويه في حديثه : فمكث علي تسعة
وعشرين ليلة ، فقال له جعفر
وعقيل : سله أن يدخل عليك أهلك ، فعرفت ام أيمن ذلك وقالت : هذا من أمر
النساء : وخلت به ام سلمة فطالبته بذلك ، فدعاه النبي صلىاللهعليهوآله وقال : حبا وكرامة
فأتى الصحابة بالهدايا فأمر بطحن البر وخبزه وأمر عليا بذبح البقر والغنم ، فكان
النبي صلىاللهعليهوآله
يفصل ولم ير على يده أثردم ، فلما فرغوا من الطبخ أمر النبي صلىاللهعليهوآله
أن ينادي على رأس داره : أجيبوا رسول الله ، وذلك كقوله « وأذن في الناس
بالحج » .
فأجابوا من النخلات والزروع ، فبسط
النطوع في المسجد وصدر الناس وهم
أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة ، ورفعوا منها ما أرادو ولم ينقص
من الطعام شئ ، ثم عادوا في اليوم الثاني وأكلوا ، وفي اليوم الثالث أكلوا مبعوثة
أبي أيوب.
ثم دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بالصحاف فملئت ووجه
إلى منازل أزواجه ، ثم أخذ
صفحة وقال : هذا لفاطمة وبعلها ، ثم دعا فاطمة وأخذ يدها فوضعها في يد علي
وقال : بارك الله لك في ابنة رسول الله ياعلي! نعم الزوج فاطمة ، ويا فاطمة نعم
البعل علي.
وكان النبي صلىاللهعليهوآله أمر نساءه أن
يزينها ويصلحن من شأنها في حجرة ام سلمة
فاستدعين من فاطمة عليهاالسلام
طيبا فأتت بقارورة ، فسئلت عنها فقالت : كان دحية الكلبي
يدخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيقول لي : يافاطمة هاتي الوسادة فاطرحيها لعمك
فكان إذا نهض سقط من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه ، فسئل رسول الله صلى الله عليه
وال عن
____________________
ذلك فقال : هو
عنبريسقط من أجنحة جبرئيل ، وأتت بماء ورد فسألت ام سلمة عنه
فقالت : هذا عرق رسول الله صلىاللهعليهوآله
كنت آخذه عند قيلولة النبي صلىاللهعليهوآله
عندي.
وروي أن جبرئيل أتى بحلة قيمتها الدنيا
، فلما لبستها تحيرت نسوة قريش
منها ، وقلن من أين لك هذا؟ قالت : هذا من عندالله.
تاريخ الخطيب ، وكتاب ابن مردويه ، وابن
المؤذن وشيرويه الديلمي
بأسانيدهم عن علي بن الجعد ، عن ابن بسطام ، عن شعبة بن الحجاج ، وعن
علوان ، عن شعبة ، عن أبي حمزة الضبعي ، عن ابن عباس وجابر ، أنه لما كانت
الليلة التي زفت فاطمة إلى علي عليهالسلام
كان النبي صلىاللهعليهوآله
أمامها ، وجبرئيل عن يمينها
وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبحون الله ويقدسونه حتى
طلع الفجر.
كتاب مولد فاطمة عن ابن بابويه في خبر :
أمر النبي صلىاللهعليهوآله
بنات عبدالمطلب
ونساء المهاجرين والانصار أن يمضين في صحبة فاطمة ، وأن يفرحن ويرجزون و
يكبرن ويحمدن ، ولايقلن مالايرضى الله ، قال جابر : فأركبها على ناقتة ـ وفي رواية
على
بغلته الشهباء ـ وأخذ سلمان زمامها ، وحولها سبعون ألف حوراء والنبي صلىاللهعليهوآله وحمزة
وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ، ونساء النبي صلىاللهعليهوآله
قدامها يرجزن فأنشأت ام سلمة :
[ شعر ]
سرن بعون الله جاراتي
|
|
واشكر نه في كل حالات
|
واذكرن ما أنعم رب العلى
|
|
من كشف مكروه وآفات
|
فقد هدانا بعد كفر وقد
|
|
أنعشنا رب السماوات
|
وسرن مع خير نساء الورى
|
|
تفدى بعمات وخالات
|
يابنت من فضله ذو العلى
|
|
بالوحي منه والرسلات
|
ثم قالت عائشة :
[ شعر ]
يانسوة استرن بالمعاجر
|
|
واذكرن مايحسن في المحاضر
|
واذكرن رب الناس إذ يخصنا
|
|
بدينه مع كل عبد شاكر
|
والحمد لله على إفضاله
|
|
والشكر لله العزيز القادر
|
سرن بها فالله أعطى ذكرها
|
|
وخصها منه بطهر طاهر
|
ثم قالت حفصة :
[ شعر : ]
فاطمة خير نساء البشر
|
|
ومن لها وجه كوجه القمر
|
فضلك الله على كل الورى
|
|
بفضل من خص بآي الزمر
|
زوجك الله فتى فضلا
|
|
أعني عليا خير من في الحضر
|
فسرن جاراتي بها إنها
|
|
كريمة بنت عظيم الخطر
|
ثم قالت معاذة ام سعدبن معاذ :
[ شعر ]
أقول قولا فيه مافيه
|
|
وأذكر الخير وابديه
|
محمد خير بني آدم
|
|
مافيه من كبرو لاتيه
|
بفضله عرفنا رشدنا
|
|
فالله بالخير يجازيه
|
ونحن مع بنت نبي الهدى
|
|
ذي شرف قد مكنت فيه
|
في ذروة شامخة أصلها
|
|
فما أرى شيئا يدانيه
|
وكانت النسوة يرجعن أول بيت من كل رجز ،
ثم يكبرن ودخلن الدار
ثم أنفذ رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى علي ودعاه إلى المسجد ثم دعا فاطمة فأخذ يديها
ووضعها في يده وقال : بارك الله في ابنة رسول الله.
كتاب ابن مردويه أن النبي سأل ماء
فأخذمنه جرعة فتمضمضن بها ثم
محبها في القعب ، ثم صبها على رأسها ، ثم قال : أقبلي فلما أقبلت نضح من بين
ثدييها ، ثم قال : أدبري فلما أدبرت نضح من بين كتفيها ، ثم دعا لهما.
كتاب ابن مردويه : اللهم بارك فيهما ، وبارك
عليهما ، وبارك لهما في شبليهما.
وروي أنه قال : اللهم إنهما أحب خلقك
إلي ، فأحبهما وبارك في ذريتهما
واجعل عليهما منك حافظا ، وإني اعيذ هما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم.
وروي أنه دعالها فقال : أذهب الله عنك
الرجس وطهرك تطهيرا.
وروي أنه قال : مرحبا ببحرين يلتقيان ، ونجمين
يقترنان.
ثم خرج إلى الباب يقول : طهر كما وطهر
نسلكما ، أنا سلم لمن سالمكما
وحرب لمن حاربكما ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما. وباتت عندها أسماء بنت
عميس سبوعا بوصية خديجة إليها فدعا لها النبي صلىاللهعليهوآله
في دنياها وآخرتها.
ثم أتاهما فط صبيحتهما وقال : السلام
عليكم أدخل رحمكم الله؟ ففتحت
أسماء الباب وكانا نائمين تحت كساء ، فقال : على حالكما ، فأدخل رجليه بين
أرجلهما فأخبر الله عن أورادهما « تتجافى
جنوبهم عن المضاجع » الآية .
فسأل عليا : كيف وجدت أهلك؟ قال : نعم
العون على طاعة الله ، وسأل
فاطمة ، فقالت : خير بعل فقال : اللهم اجمع شملهما ، وألف بين قلوبهما ، واجعلهما
وذريتهما من ورثة جنة النعيم ، وارز قهما ذرية طاهرة طيبة مباركة ، واجعل في
ذريتهما البركة ، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ، ويأمرون بمايرضيك.
ثم أمربخروج أسماء وقال : جزاك الله خيرا ، ثم خلابها باشارة الرسول صلى الله واله.
وروى شرحبيل باسناده قال : لما كان
صبيحة عرس فاطمة جاء النبي بعس
فيه لبن فقال لفاطمة : اشربي فداك أبوك ، وقال لعلي : اشرب فداك ابن عمك.
٢٥
ـ مكا : عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لما تزوج علي
فاطمة بسط
البيت كثيبا ، وكان فراشهما إهاب كبش ، ومرفقهما محشوة ليفا ، ونصبوا عودا
يوضع عليه السقاء فستره بكساء.
عن الحسين بن نعيم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سمعته يقول :
أدخل رسول
الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة علي علي وسترها عباءة ، وفرشها إهاب كبش ، ووسادتها أدم
محشوة بمسد.
____________________
بيان
: قال الفيروز آبادي : المسد حبل من ليف
أوليف المقل أو من أي شئ كان.
٢٦
ـ كشف : روى الحافظ محمد بن محمود النجار ، عن
رجال ذكرهم قال : سمعت أسماء بنت عميس تقول : سمعت سيدتي فاطمة عليهاالسلام
تقول : ليلة دخل بي
علي بن أبيطالب عليهالسلام
أفزعني في فراشي ، فقلت : أفزعت ياسيدة النساء؟ قالت : سمعت الارض تحدثه ويحدثها ، فأصبحت وأنا فزعة فأخبرت والدي صلىاللهعليهوآله فسجد
سجدة طويلة ثم رفع رأسه وقال : يافاطمة ابشري بطيب النسل ، فإن الله فضل
بعلك على سائر خلقه ، وأمر الارض أن تحدثه بأخبارها ومايجري على وجهها
من شرق الارض إلى غربها.
٢٧
ـ [ مل ] قل : أخبرني محمد بن
النجار فيما أجازه لي من كتاب تذييله على تاريخ
الخطيب في ترجمة أحمد بن محمد الدلال ، حدث عن أحمد بن محمد الاطروش وأبي بكر
محمد بن الحسن بن دريد الازدي ، روى عنه أبوالحسن علي بن محمد بن محمد بن يوسف
البزاز وأبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامريان ، أخبرنا أبوعلي ضياء بن
أحمد
ابن أبي علي ، وأبوحامد عبدالله بن مسلم بن ثابت ، ويوسف بن الميال بن كامل قالوا
: أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي البزاز ، أخبرنا أبوالحسين محمد بن أحمد البرسي
قال : حدثني القاضي أحمد بن محمد بن يوسف السامري ، حدثنا أبوالطيب أحمد بن
محمد الشاهد المعروف بالدلال ، أخبرنا محمد بن أحمد المعروف بالاطروش ، أخبرنا
أبوعمرو سليمان بن أبي معشر ، عن سليمان بن عبدالرحمن ، عن محمد بن عبدالرحمن
عن أسماء بنت واثلة بن الاسقع ، عن أسماء بنت عميس مثله.
٢٨
ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن علي عليهالسلام قال : خطبت فاطمة
إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقالت لي مولاة : هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله
صلىاللهعليهوآله؟
قلت : لا ، قالت : فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيزوجك ، فقلت : وعندي شئ أتزوج به؟ قالت : إنك إن جئت إلى رسول الله
زوجك ، فوالله ما زالت تزجيني حتى دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان لرسول
الله صلىاللهعليهوآله
جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه افحمت ، فوالله ما استطعت أن أتكلم
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما جاء بك ألك
حاجة؟ فسكت ، فقال : لعلك جئت تخطب
فاطمة ، فقلت : نعم ، فقال : وهل عندك من شئ تستحلها به؟ فقلت : لا والله
يارسول الله ، قال : ما فعلت الدرع التي سلحتكها؟ فقلت : عندي ، فوا لذي نفس
علي بيده إنها لحطمية ، ما ثمنها أربع مائة درهم ، فقال صلىاللهعليهوآله : قد زوجتكها
فابعث بها إليها ، فاستحلها بها ، فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
بيان
: قال الجزري : في حديث علي عليهالسلام ما زالت تزجيني حتى
دخلت عليه
أي تسوقني وتدفعني.
٢٩
ـ كشف : وعنه ، عن أنس قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله فغشيه الوحي
فلما أفاق قال لي : يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟
قال : قلت : الله ورسوله أعلم قال : أمرني أن ازوج فاطمة من علي ، فانطلق
فادع لي أبابكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير ، وبعددهم من الانصار
قال : فانطلقت فدعوتهم له ، فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
الحمد الله المحمود بنعمته ، المعبود
بقدرته ، المطاع [ في ] سلطانه ، المرهوب من
عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق
بقدرته ، وميزهم بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد ، ثم إن الله
جعل المصاهرة نسبا لاحقا ، وأمرا مفترضا ، وشج بها الارحام ، وألزمها الانام
فقال تبارك اسمه وتعالى جده « وهو
الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان
ربك قديرا »
فأمر الله يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، فلكل
قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب « يمحو الله مايشاء ويثبت و
عنده ام الكتاب » .
ثم إني اشهدكم أني قد زوجت فاطمة من علي
على أربعمائة مثقال فضة
إن رضي بذلك علي وكان غائبا قد بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حاجة.
____________________
ثم أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بطبق فيه بسر فوضع
بين أيدينا ، ثم قال : انتهبوا
فبينا نحن كذلك إذ أقبل علي فتبسم إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال : يا علي إن
الله أمرني أن ازوجك فاطمة ، وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة أرضيت؟
قال : رضيت يارسول الله ، ثم قام علي فخر لله ساجدا فقال النبي صلىاللهعليهوآله : جعل
الله فيكم [ الخير ] الكيثر الطيب وبارك فيكما ، قال أنس : والله لقد أخرج منها الكثير الطيب.
قب
: خطب النبي صلىاللهعليهوآله
على المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيى بن معين
في أماليه ، وابن بطة في الابانة باسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا ، ورويناها
عن الرضا عليهالسلام
وذكر نحوه.
بيان
: قال الجزري : وشحت العروق والاغصان
اشتبكت ، ومنه حديث
علي عليهالسلام
: ووشج بينها وبين أزواجها أي خلط وألف.
٣٠
ـ كشف : ومن المناقب عن عبدالله بن مسعود قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يافاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، لما أراد الله أن
املكك من علي أمر الله جبرئيل فقام في السماء الرابعة وصف الملائكة صفوفا
ثم خطب عليهم فزوجك من علي ، ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي والحلل
ثم أمرها فنثرت على الملائكة فمن أخذ منها شيئا أكثر مما أخذه غيره افتخر به
إلى يوم القيامة.
ومنه عن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر
لرسول الله صلىاللهعليهوآله
فلايذكرها
أحد إلاصد عنه حتى يئسوا منها ، فلقي سعدبن معاذ عليا فقال : إني والله ما أرى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يحبسها إلا عليك ، فقال له علي : فلم ترى [ ذلك ]؟ فوالله ما أنا بواحد الرجلين ما
أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي ، وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء
قال سعد : فاني أعزم عليك لتفرجنها عني فان لي في ذلك فرجا قال : فأقول ماذا؟
قال تقول : جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
قال : فانطلق علي فعرض للنبي صلىاللهعليهوآله وهو ثقيل حصر ، فقال
له النبي صلىاللهعليهوآله
: كأن لك حاجة يا علي؟ قال : أجل جئتك خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
مرحبا كلمة ضعيفة.
فعاد إلى سعد فأخبره فقال : أنكحك ، فوالذي
بعثه بالحق إنه لا خلف
الان ولا كذب عنده ، اعزم عليك لتأتينه غدا ولتقولن يانبي الله متى تبين لي؟ قال
علي : هذا أشد علي من الاولى أولا أقول : يارسول الله حاجتي؟ قال : قل كما أمرتك.
فانطلق علي فقال : يارسول الله متى تبين
لي؟ قال : الليلة إنشاء الله.
ثم دعا بلالا فقال : يا بلال إني قد زوجت ابنتي من ابن عمي وأنا احب أن
يكون نم سنة امتي الطعام عند النكاح ، فائت الغنم فخذ شاة منها وأربعة أمداد
فاجعل لي قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين والانصار فاذا فرغت منها فآذني بها
فانطلق ففعل ما امر به ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه.
فطعن رسول الله صلىاللهعليهوآله في رأسها ثم قال : أدخل
علي الناس زفة زفة لاتغادر
زفة إلى غيرها ، يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية ، فجعل الناس يزفون كلما فرغت زفة
وردت اخرى حتى فرغ الناس ، ثم عمد النبي صلىاللهعليهوآله
إلى فضل مافيها
فتفل فيه وبارك ، وقال : يا بلال احملها إلى امهاتك ، وقل لهن : كلن وأطعمن
من غشيكن.
ثم إن النبي صلىاللهعليهوآله قام حتى دخل على
النساء فقال : إني زوجت ابتني
ابن عمي ، وقد علمتن منزلتها مني وإني لدافعها إليه إلا فدونكن ابنتكن.
فقام النساء فغلفنها من طيبهن وحليهن وجعلن في بيتها فراشا
حشوه ليف
ووسادة ، وكساء خيبريا ، ومخضبا ، واتخذن ام أيمن بوابة.
ثم إن النبي صلىاللهعليهوآله دخل فلما رآه
النساء وثبن ، وبينهن وبين النبي صلىاللهعليهوآله
ستره ، وتخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله
كما أنت على رسلك من أنت؟
قالت : أنا التي أحرس ابنتك إن الفتاة ليلة يبنى بها لابدلها من امرأة تكون
____________________
قريبة منها إن عرضت
لها حاجة أوأرادت شيئا أفضت بذلك إليها قال : فاني أسأل
الله أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم.
ثم صرخ بفاطمة ، فأقبلت فلما رأت عليا
جالسا إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوآله
حصرت وبكت فأشفق النبي صلىاللهعليهوآله
أن يكون بكاؤها لان عليا لا مال له ، فقال
لها النبي صلىاللهعليهوآله
: ما يبكيك؟ فوالله ما ألوتك ونفسي فقد أصبت لك خير أهلي
وأيم الذي نفسي بيده لقد زوجتكه سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين
فلان منها وأمكنته من كفها.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا أسماء ائتيني
بالمخضب ، فملاته ماء فمج النبي صلىاللهعليهوآله
فيه ، وغسل قدميه ووجهه ، ثم دعا بفاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها
وكفا بين يديها ، ثم رش [ جلده و ] جلدها ، ثم التزمها فقال : اللهم إنها مني وأنا
منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها.
ثم دعا بمخضب آخرهم ثم دعا عليا عليهالسلام فصنع به كما صنع
بها ، ثم دعا له
كما دعا لها ثم قال : قوما إلى بيتكما ، جمع الله بينكما ، وبارك في نسلكما
وأصلح بالكما ، ثم قال فأغلق عليه بابه. قال ابن عباس : فأخبرتني أسماء بنت
عميس أنها رمقت رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فلم يزل يدعو لهما خاصة [ و ] لايشركهما في
دعائه أحدا حتى توارى في حجرته.
بيان
: قوله عليهالسلام
: ما أنا بواحد الرجلين ، أي لست ممن يشار إليه ويعرف
من بين الناس حتى يقال : إنه أحد الرجلين المعروفين ، ويحتمل أن يكون قوله : ما أنا بصاحب دنيا تفصيلا للرجلين فذكر أحدهما وأحال الآخر على الظهور
أي لست بمعروف بين الناس ، أولم يمهله المخاطب لذكر الآخر .
وقال الجزري : في حديث تزويج فاطمة عليهاالسلام أنه صنع طعاما وقال
لبلال : أدخل الناس علي زفة زفة ، أي طائفة بعد طائفة ، وزمرة بعدزمرة ، سميت بذلك
لزفيفها في مشيها وإقبالها بسرعة قوله : لا تغادر زفة أي لا تترك جماعة مائلا إلى
غيرهم. وتفسيره لايخلوا من بعد.
____________________
وقال في النهاية : في حديث زواج فاطمة عليهاالسلام : فلما رأت عليا
جالسا إلى
جنب النبي صلىاللهعليهوآله
حصرت وبكت ، أي استحيت وانقطعت ، كأن الامرضاق بها
كما يضيق الحبس على المحبوس.
وقال : قال النبي صلىاللهعليهوآله لفاطمة : ما يبكيك
فما ألوتك ونفسي وقد أصبت
لك خير أهلي ، أي ما قصرت في أمرك وأمري حيث اخترت لك عليا زوجا.
قوله : فلان منها ، من للتبعيض أي لان
شئ منها ، والمعنى حصول بعض
اللين والانقياد منها.
قوله : ثم رش جلده وجلدها ، لعله صلىاللهعليهوآله رش أولا عليهما ثم
خص
عليا عليهالسلام
بالرش ، والاظهر ثم رش جلدها كما سيأتي.
٣١
ـ كشف : قال الخوارزمي ، وأنبأني أبوالعلا
الحافظ الهمداني يرفعه
إلى الحسين بن علي عليهماالسلام
قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
في بيت ام سلمة إذ هبط عليه
ملك له عشرون رأسا ، في كل رأس ألف لسان ، يسبح الله ويقدسه بلغة لا تشبه الاخرى
وراحته أوسع من سبع سماوات وسبع أرضين ، فحسب النبي صلىاللهعليهوآله
أنه جبرئيل
فقال : ياجبرئيل لم تأتني في مثل هذه الصورة قط قال : ما أنا جبرئيل أنا صرصائيل
بعثني الله إليك لتزوج النور من النور ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
من ممن؟ قال : ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب ، فزوج النبي صلىاللهعليهوآله
فاطمة من علي بشهادة
جبرئيل وميكائيل وصرصائيل.
قال : فنظر النبي صلىاللهعليهوآله فاذا بين كتفي صرصائيل
: لا إله إلا الله محمد رسول الله
علي بن أبي طالب مقيم الحجة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
ياصرصائيل منذكم هذا كتب
بين كتفيك؟ قال : من قبل أن يخلق الله الدنيا باثني عشر ألف سنة.
ومن كتاب المناقب : عن بلال بن حمامة
قال : طلع علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر ، فقام إليه عبدالرحمن بن عوف فقال : يا
رسول الله ما هذا النور؟ قال : بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي
وأن الله زوج عليا من فاطمة ، وأمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى
فحملت رقاعا يعني
صكاكا بعدد محبي أهل بيتي ، وأنشأ من تحتها ملائكة من نور
ودفع إلى كل ملك صكا ، فاذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق
فلا يبقى محب لاهل البيت إلا دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النار ، بأخي وابن
عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من امتي من النار.
يج
: عن النبي صلىاللهعليهوآله
مثله.
قب
: تاريخ بغداد بالاسناد عن بلال بن حمامة
مثله ثم قال : وفي
رواية أنه يكون في الصكوك براءة من العلي الجبار لشيعة علي وفاطمة
من النار.
٣٢
ـ كشف : ومن المناقب عن ابن عباس قال : لما أن
كانت ليلة زفت
فاطمة إلى علي بن أبي طالب كان النبي صلىاللهعليهوآله
قدا مها ، وجبرئيل عن يمينها
وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من ورائها يسبحون الله ويقدسونه حتى
طلع الفجر.
ومن المناقب عن علي عليهالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: أتاني ملك فقال : يا محمد إن الله عزوجل يقرء عليك السلام ويقول : قد زوجت فاطمة من علي فزوجها
منه ، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان ، وأن أهل
السماء قد فرحوا لذلك ، وسيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة ، وبهما
يزين الجنة فابشر يا محمد فإنك خير الاولين والآخرين.
ومن المناقب عن ام سلمة وسلمان الفارسي وعلي
بن أبي طالب عليهالسلام
وكل
قالوا : إنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
مدرك النساء خطبها أكابر
قريش من أهل الفضل والسابقة في الاسلام ، والشرف والمال ، وكان كلما ذكرها
رجل من قريش لرسول الله صلىاللهعليهوآله
أعرض عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله
بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
ساخط عليه أوقد نزل على رسول
الله صلىاللهعليهوآله
فيه وحي من السماء ، ولقد خطبها من رسول الله صلىاللهعليهوآله
أبوبكر فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أمرها إلى ربها ، وخطبها بعد أبي بكر عمر بن الخطاب فقال له
رسول الله صلىاللهعليهوآله كمقالته لابي بكر.
قال : وإن أبابكر وعمر كانا ذات يوم
جالسين في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
ومعهما سعدبن معاذ الانصاري ثم الاوسي فتذاكروا من فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال أبوبكر : قد خطبها الاشراف من رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : إن أمرها إلى ربها
إن شاء أن يزوجها زوجها ، وإن علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم
يذكرها له ، ولا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد ، وإنه ليقع في نفسي أن
الله عزوجل ورسوله صلىاللهعليهوآله
إنما يحبسانها عليه.
قال : ثم أقبل أبوبكر على عمر بن الخطاب
وعلى سعد بن معاذ فقال : هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى نذكر له هذا ، فإن منعه قلة
ذات اليد واسيناه وأسعفناه ، فقال له سعدبن معاذ : وفقك الله يا أبابكر فما زلت
موفقا ، قوموا بنا على بركة الله ويمنه.
قال سلمان الفارسي : فخرجوا من المسجد
والتمسوا عليا في منزله فلم
يجدوه ، وكان ينضح ببعير ـ كان له ـ الماء على نخل رجل من الانصار باجرة ، فانطلقوا
نحوه ، فلما نظر إليهم علي عليهالسلام
قال : ماوراء كم وما الذي جئتم له؟ فقال أبوبكر : يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل ، وأنت
من رسول الله صلىاللهعليهوآله
بالمكان الذي قد عرفت من القرابة ، والصحبة والسابقة
وقد خطب الاشراف من قريش إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
ابنته فاطمة فردهم ، وقال : إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها ، فما يمنعك أن تذكرها
لرسول الله صلىاللهعليهوآله
وتخطبها منه ، فإني أرجو أن يكون الله عزوجل ورسوله صلىاللهعليهوآله
إنما يحبسانها عليك.
قال : فتغرغرت عينا علي بالدموع ، وقال
: يا أبابكر لقد هيجت مني
ساكنا ، وأيقظتني لامر كنت عنه غافلا ، والله إن فاطمة لموضع رغبة ، وما مثلي
قعد عن مثلها غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد ، فقال أبوبكر : لا تقل هذا
يا أبا الحسن فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى ورسوله كهباء منثور.
قال : ثم إن علي بن أبي طالب عليهالسلام حل عن ناضحه وأقبل
يقوده إلى منزله
فشه فيه ، ولبس نعله ، وأقبل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
في منزل زوجته ام سلمة ابنة أبي امية بن المغيرة المخزومي ، فدق علي عليهالسلام الباب
فقالت ام سلمة : من بالباب؟ فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
من قبل أن يقول علي : أنا علي : قومي يا ام سلمة فافتحي له الباب ، ومريه بالدخول ، فهذا رجل يحبه
الله ورسوله ، ويحبهما ، فقالت ام سلمة : فداك أبي وامي ومن هذا الذي تذكر
فيه هذا وأنت لم تره؟ فقال : مه يا ام سلمة فهذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق
هذا أخي وابن عمي وأحب الخلق إلي.
قالت ام سلمة : فقمت مبادرة أكاد أن
أعثر بمرطي ، ففتحت الباب ، فاذا أنا
بعلي بن أبي طالب عليهالسلام
، ووالله ما دخل حين فتحت حتى علم أني قد رجعت
إلى خدري ، ثم إنه دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : السلام عليك يارسول الله
ورحمة الله وبركاته ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: وعليك السلام يا أبا الحسن اجلس.
قالت ام سلمة : فجلس علي بن أبي طالب عليهالسلام بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
وجعل ينظر إلى الارض كأنه قصد الحاجة وهو يستحيي أن يبديها ، فهو مطرق إلى
الارض حياء من رسول الله(ص).
فقالت ام سلمة : فكأن النبي(ص)علم ما في نفس علي
عليهالسلام
فقال له : يا أبا الحسن إني أرى أنك أتيت لحاجة فقل حاجتك وأبد ما في نفسك ، فكل
حاجة
لك عندي مقضيه.
قال علي عليهالسلام
: فقلت : فداك أبي وامي إنك لتعلم أنك أخذ تني من عمك
أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي لا عقل لي ، فغذيتني بغذائك ، وأدبتنى
بأدبك ، فكنت إلى أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد. في البر والشفقة
وإن الله تعالى هداني بك وعلى يديك ، واستنقذني مما كان عليه آبائي وأعمامي
من الحيرة والشك ، وأنك والله يارسول الله ذخري وذخيرتي في الدنيا والاخرة يارسول
الله فقد أحببت مع ما شدالله من عضدي بك أن يكون لي بيت وأن يكون
لي زوجة أسكن إليها
، وقد أتيتك خاطبا راغبا أخطب إليك ابنتك فاطمة ، فهل أنت
مزوجي يارسول الله؟
قالت ام سلمة : فرأيت وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله يتهلل فرحا وسرورا
ثم تبسم
في وجه علي عليهالسلام
فقال : يا أبا الحسن فهل معك شئ ازوجك به؟ فقال علي عليهالسلام
: فداك أبي وامي والله ما يخفى عليك من أمري شئ ، أملك سيفي ، ودرعي ، وناضحي
وما أملك شيئا غير هذا ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا علي أما سيفك فلا غنا بك عنه
تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به أعداء الله ، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك
وتحمل عليه رحلك في سفرك ، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك.
يا أبا الحسن ابشرك؟ قال علي عليهالسلام : قلت : نعم فداك
أبي وامي بشرني
فانك لم تزل ميمون النقيبة ، مبارك الطائر ، رشيد الامر صلى الله عليك.
فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : ابشريا أبا الحسن
فإن الله عزوجل قد زوجكها
في السماء من قبل أن ازوجك في الارض ، ولقد هبط علي في موضعي من قبل
أن تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى ، وأجنحة شتى لم أرقبله من الملائكة مثله
فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، ابشر محمد باجتماع الشمل وطهارة
النسل ، فقلت : وماذاك أيها الملك؟ فقال لي : يامحمد أنا سيطائيل الملك الموكل
بإحدى قوائم العرش ، سألت ربي عزوجل أن يأذن لي في بشارتك ، وهذا
جبرئيل عليهالسلام
في أثري يخبرك عن ربك عزو جل بكرامة الله عزوجل.
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: فما استتم كلامه حتى هبط علي جبرئيل فقال : السلام
عليك ورحمة الله وبركاته ، يانبي الله!
ثم إنه وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير
الجنة وفيه سطران مكتوبان
بالنور.
فقلت : حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة؟
وما هذه الخطوط؟
فقال جبرئيل : يا محمد إن الله عزوجل
اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارك
من خلقه فانبعثك برسالته ، ثم اطلع إلى الارض ثانية فاختار لك منها أخا ووزيرا
وصاحبا وختنا ، فزوجه
ابنتك فاطمة.
فقلت : حبيبي جبرئيل ومن هذا الرجل؟
فقال لي : يا محمد أخوك في الدنيا وابن
عمك في النسب علي بن أبي طالب
وإن الله أوحى إلى الجنان أن تزخرفي ، فتزخرفت الجنان ، وإلى شجرة طوبى : احملي الحلي والحلل وتزينت الحور العين ، وأمر الله الملائكة أن تجتمع في السماء
الرابعة عند البيت المعمور ، فهبط من فوقها إليها وصعد من تحتها إليها ، وأمر الله
عزوجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور ، وهو الذي خطب
عليه آدم عرض الاسماء على الملائكة ، وهو منبر من نور ، فأوحى إلى ملك من
ملائكة حجبه يقال له : راحيل أن يعلو ذلك المنبر ، وأن يحمده بمحامده
ويمجده وبتمجيده ، وأن يثني عليه بما هو أهله ، وليس في الملائكة أحسن منطقا
ولا أحلى لغة من راحيل الملك ، فعلا المنبر ، وحمد ربه ، ومجده وقدسه ، وأثنى
عليه بما هو أهله ، فارتجت السماوات فرحا وسرورا.
قال جبرئيل : ثم أوحى الله إلي أن أعقد
عقدة النكاح ، فاني قد زوجت
أمتي فاطمة بنت حبيبي محمد عبدي علي بن أبي طالب ، فعقدت عقدة النكاح ، وأشهدت
على ذلك الملائكة أجمعين ، وكتب شهادتهم في هذه الحريرة ، وقد أمرني ربي
عزوجل أن أعرضها عليك ، وأن أختمها بخاتم مسك ، وأن أدفعها إلى رضوان
وإن الله عزوجل لما أشهد الملائكة على تزويج علي من فاطمة أمر شجرة طوبى
أن تنثر حملها من الحلي والحلل ، فنثرت مافيها ، فالتقطته الملائكة والحورالعين
وإن الحور العين ليتهادينه ويفخرن به إلى يوم القيامة.
يامحمد إن الله عزوجل أمرني أن آمرك أن
تزوج علينا في الارض فاطمة
وتبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين طيبين خيرين فاضلين في الدنيا
والآخرة ، يا أبا الحسن فوالله ماعرج الملك من عندي حتى دققت الباب ، ألا
وإني منفذ فيك أمر ربي عزوجل ، امض يا أبا الحسن أمامي فإني خارج إلى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس ، وذاكر من فضلك ما تقربه عينك وأعين
محبيك في الدنيا
والآخرة.
قال علي : فخرجت من عند رسول الله صلىاللهعليهوآله مسرعا وأنا لا أعقل
فرحا
وسرورا ، فاستقبلني أبوبكر وعمر فقالا : ماوراءك؟ فقلت : زوجني رسول الله صلىاللهعليهوآله
ابنته فاطمة ، وأخبرني أن الله عزوجل زوجنيها من السماء ، وهذا رسول الله صلىاللهعليهوآله
خارج في أثري ليظهر ذلك بحضرة الناس ، ففرحا بذلك فرحا شديدا ، ورجعا معي
إلى المسجد.
فماتوسطناه حتى لحق بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وإن وجهه ليتهلل
سرورا وفرحا
فقال : يا بلال ، فأجابه فقال : لبيك يارسول الله ، قال : أجمع إلى المهاجرين
والانصار ، فجمعهم ، ثم رقى درجة من المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال :
معاشر المسلمين إن جبرئيل أتاني أنفا
فأخبرني عن ربي عزوجل أنه
جمع الملائكة عند البيت المعمور وأنه أشهدهم جميعا أنه زوج أمته فاطمة ابنة
رسول الله من عبده علي بن أبي طالب وأمرني أن ازوجه في الارض واشهدكم
على ذلك.
ثم جلس ، وقال لعلي عليهالسلام : قم يا أبا الحسن
فاخطب أنت لنفسك.
قال : فقام ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى
على النبي صلىاللهعليهوآله
وقال :
الحمدلله شكرا لانعمه وأياديه ، ولا إله
إلا الله شهادة تبلغه وترضيه ، وصلى
الله على محمد صلاة تزلفه وتحظيه ، والنكاح مما أمر الله عزوجل به ورضيه ، ومجلسنا
هذا مما قضاه الله وأذن فيه ، وقد زوجني رسول الله صلىاللهعليهوآله
ابنته فاطمة وجعل
صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك فاسألوه واشهدوا و.
فقال المسلمون لرسول الله صلىاللهعليهوآله : زوجته يارسول
الله؟ فقال : نعم ، فقالوا : بارك الله لهما وعليهما ، وجمع شملهما.
وانصرف رسول الله إلى أزواجه فأمرهن أن
يدففن لفاطمة ، فضربن بالدفوف
قال علي : فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : يا أبا الحسن انطلق الان فبع درعك
وائتني بثمنه حتى اهيئ لك ولا بنتي فاطمة ما يصلحكما.
قال علي : فانطلقت فبعته بأربعمائة درهم
سود هجرية ، من عثمان بن عفان
فلما قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال : يا أبا الحسن لست أولى بالدرع
منك وأنت أولى بالدراهم مني ، فقلت : بلى ، قال : فان الدرع هدية مني إليك
فأخذت الدرع والدراهم ، وأقبلت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فطرحت الدرع والدراهم
بين يديه وأخبرته بماكان من أمر عثمان ، فدعاله بخير.
وقبض رسول الله صلىاللهعليهوآله قبضة من الدراهم ، ودعا
بأبي بكر فدفعها إليه ، وقال : يا أبابكر اشتر بهذه الدراهم لابتني ما يصلح لها في بيتها ، وبعث معه سلمان وبلالا
ليعيناه على حمل مايشتريه.
قال أبوبكر : وكانت الدراهم التي
أعطانيها ثلاثة وستين درهما فانطلقت
واشتريت فراشا من خيش مصر محشوا بالصوف ، ونطعا من أدم ، ووسادة من أدم
حشوها من ليف النخل ، وعباءة خيبرية ، وقربة للماء وكيزانا ، وجرارا ، ومطهرة
للماء ، وستر صوف رقيقا ، وحلمناه جميعا حتى وضعناه بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما نظر إليه بكى وجرت دموعه ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم بارك
لقوم جل آنيتهم الخزف.
قال علي : ودفع رسول الله صلىاللهعليهوآله باقي ثمن الدرع إلى
ام سلمة فقال : اتركي هذه الدراهم عندك ، ومكثت بعد ذلك شهرا لا اعاود رسول الله صلىاللهعليهوآله في
أمر فاطمة بشئ استحياء من رسول الله صلىاللهعليهوآله
، غير أني كنت إذا خلوت برسول
الله يقول لي : يا أبا الحسن ما أحسن زوجتك وأجملها ، ابشر يا أبا الحسن فقد
زوجتك سيدة نساء العالمين.
قال علي : فلما كان بعد شهر دخل علي أخي
عقيل بن أبي طالب فقال : يا أخي ما فرحت بشئ كفرحتي بتزويجك فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
، يا أخي فما بالك
لا تسأل رسول الله صلىاللهعليهوآله
يدخلها عليك فنقر عينا باجتماع شملكما ، قال علي : والله يا أخي إني لاحب ذلك وما يمنعني من مسألته إلا الحياء منه فقال : أقسمت
عليك إلا قمت معي.
فقمنانريدرسول الله صلىاللهعليهوآله فلقينا في طريقنا
ام أيمن مولاة رسول الله صلىاللهعليهوآله
فذكرنا ذلك لها فقالت : لا تفعل ودعنا نحن نكلمه فإن كلام النساء في هذا الامر
أحسن وأوقع بقلوب الرجال.
ثم انثنت راجعة فدخلت إلى ام سلمة
فأعلمتها بذلك وأعلمت نساء النبي صلىاللهعليهوآله
فاجتمعن عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكان في بيت عائشة ، فأحدقن به وقلن : فديناك
بآبائنا وامهاتنا يارسول الله قد اجتمعنا لامر لو أن خديجة في الاحياء لقرت
بذلك عينها.
قالت ام سلمة : فلما ذكرنا خديجة بكى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال : خديجة
وأين مثل خديجة ، صدقتني حين كذبني الناس وازرتنى على دين الله وأعانتني
عليه بمالها ، إن الله عزوجل أمرني أن ابشر خديجة ببيت في الجنة من قصب
[ الزمرد ] لا صخب فيه ولا نصب.
قالت ام سلمة : فقلنا بآبائنا وامهاتنا
يارسول الله إنك لم تذكر
من خديجة أمرا إلا وقد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها. فهناها الله
بذلك وجمع بيننا وبينها في درجات جنته ورضوانه ورحمته ، يارسول الله وهذا
أخوك في الدنيا وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته
فاطمة عليهاالسلام
، وتجمع بها شملة ، فقال : يا ام سلمة فما بال علي لايسألني ذلك؟
فقلت : يمنعه الحياء منك يارسول الله.
قالت ام أيمن : فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : انطلقي إلى علي
فائتيني به
فخرجت من عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاذا علي ينتظرني ليسأني عن جواب رسول
الله صلىاللهعليهوآله
، فلما رآني قال : ماوراك يا ام أيمن قلت : أجب رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال عليهالسلام
: فدخلت عليه وقمن أزواجه فدخلن البيت وجلست بين يديه مطرقا
نحو الارض حياء منه ، فقال أتحب أن تدخل عليك زوجتك؟ فقلت وأنا
مطرق : نعم فداك أبي وامي فقال : نعم وكرامة يا أبا الحسن أدخلها عليك في ليلتنا
هذه أو في ليلة غد إنشاء الله ، فقمت فرحا مسرورا وأمر صلىاللهعليهوآله أزواجه أن يزين
فاطمة عليهاالسلام ويطيبنها ويفرشن
لها بيتا ليدخلنها على بعلها ، ففعلن ذلك.
وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله من الدراهم التي
سلمها إلى ام سلمة عشرة دراهم
فدفعها إلى
وقال : اشتر سمنا وتمرا وأقطا ، فاشتريت وأقبلت به إلى
رسول اله صلىاللهعليهوآله
، فحسر عن ذراعيه ودعا بسفرة من أدم وجعل يشدخ التمر والسمن
ويخلطهما بالاقط حتى اتخذه حيسا.
ثم قال يا علي ادع من أحببت ، فخرجت إلى
المسجد وأصحاب رسول
الله صلىاللهعليهوآله
متوافرون ، فقلت : أجيبوا رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقاموا جميعا وأقبلوا
نحو النبي صلىاللهعليهوآله
، فأخبرته أن القوم كثير ، فجلل السفرة بمنديل وقال : أدخل
علي عشرة بعد عشرة ، ففعلت وجعلوا يأكلون ويخرجون ولا ينقص الطعام ، حتى
لقد أكل من ذلك الحيس سبع مائة رجل وامرأة ببركة النبي صلىاللهعليهوآله.
قالت ام سلمة : ثم دعا بابنته فاطمة ، ودعا
بعلي عليهالسلام
، فأخذ عليا بيمينه
وفاطمة بشماله ، وجمعهما إلى صدره ، فقبل بين أعينهما ، ودفع فاطمة إلى علي
وقال : يا علي نعم الزوجة زوجتك ، ثم أقبل على فاطمة وقال : يا فاطمة نعم
البعل بعلك ، ثم قام يمشي بينهما حتى أدخلهما بيتهما الذي هيئ لهما ، ثم خرج من
عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال : طهر كما الله وطهر نسلكما أنا سلم لمن سالمكما
وحرب لمن حاربكما ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما.
قال علي : ومكث رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد ذلك ثلاثا لا
يدخل علينا ، فلما
كان في صحبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا ، فصادف في حجرتنا أسماء بنت
عميس الخثعمية ، فقال لها : ما يقفك ها هنا وفي الحجرة رجل؟ فقالت : فداك أبي
وامي إن الفتاة إذا زفت إلى زوجها تحتاج إلى امرأة تتعاهدها وتقوم بحوائجها
فأقمت ههنا لاقضي حوائج فاطمة عليهاالسلام
، قال صلىاللهعليهوآله
: يا أسماء قضى الله لك حوائج
الدنيا والآخرة.
____________________
قال علي عليهالسلام
: وكانت غداة قرة وكنت أنا وفاطمة تحت العباء فلما سمعنا
كلام رسول الله صلىاللهعليهوآله
لاسماء ذهبنا لنقوم فقال : بحقي عليكما لا تفترقا حتى أدخل
عليكما ، فرجعنا إلى حالنا ودخل صلىاللهعليهوآله
وجلس عند رؤوسنا ، وأدخل رجليه فيما
بيننا ، وأخذت رجله اليمنى فضممتها إلى صدري ، وأخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها
إلى صدرها ، وجعلنا ندفئ رجليه من القر.
حتى إذا دفئتا قال : يا علي ائتني بكوز
من ماء فأتيته ، فتفل فيه ثلاثا
وقرأفيه آيات من كتاب الله تعالى ، ثم قال : يا علي اشربه ، واترك فيه قليلا
ففعلت ذلك فرش باقي الماء على رأسي وصدري ، وقال : أذهب الله عنك الرجس
يا أبا الحسن وطهرك تطهيرا.
وقال : ائتني بماء جديد ، فأتيته به ، ففعل
كما فعل وسلمه إلى ابنته عليهاالسلام
وقال لها : اشربي واتركي منه قليلا ، ففعلت فرشه على رأسها وصدرها ، وقال
صلىاللهعليهوآله
: أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا ، وأمرني بالخروج من
البيت. وخلا بابنته ، وقال : كيف أنت يا بنية وكيف رأيت زوجك؟ قالت له : يا أبه خير زوج إلا أنه دخل علي نساء من قريش وقلن لي : زوجك رسول الله
صلىاللهعليهوآله
من فقير لامال له فقال لها :
يابنية ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير ، ولقد
عرضت علي خزائن الارض
من الذهب والفضة فاخترت ما عند ربي عز جل.
يابنية لو تعلمين ما علم أبوك لسمجت
الدنيا في عينيك.
يابنية ما ألوتك نصحا أن زوجتك أقدمهم
سلما ، وأكثرهم علما
وأعظمهم حلما.
يابنية إن الله عزوجل اطلع إلى الارض
الطلاعة فاختار من أهلها رجلين : فجعل أحدهما أباك والاخر بعلك ، يابنية نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمرا.
ثم صاح بي رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، فقلت
لبيك يا رسول الله : قال : ادخل
بيت ، والطف بزوجتك ، وارفق بها فان فاطمة بضعة مني ، يؤلمني ما يؤلمها ويسرني
مايسرها ، أستودعكما
الله وأستخلفه عليكما.
قال علي عليهالسلام
: فوالله ما أغضبتها ، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله
عزوجل ، ولا أغضبتني ، ولا عصت لي أمرا ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني
الهموم والاحزان.
قال علي عليهالسلام
: ثم قام رسول الله صلىاللهعليهوآله
لينصرف فقالت له فاطمة : يا أبه لا
طاقة لي بخدمة البيت ، فأخدمني خادما تخدمني وتعينني على أمر البيت ، فقال
لها : يا فاطمة أولا تريدن خيرا من الخادم؟ فقال علي : قولي : بلى ، قالت : يا أبه
خيرا من الخادم فقال : تسبحين الله عزوجل ، في كل يوم ثلاثا وثلاثين مرة
وتحمدينه ثلاثا وثلاثين مرة ، وتكبرينه أربعا وثلاثين مرة فذلك مائة باللسان
وألف حسنة في الميزان ، يا فاطمة إنك أن قلتها في صبيحة كل يوم كفاك الله ما أهمك من
أمر الدنيا والاخرة
تبيان
: أقول : روى مثل تلك الرواية من كتاب
كفاية الطالب تأليف محمد بن
يوسف الكنجي الشافعي بإسناده عن ابن عباس باختصار وتغيير تركناه لتكرر
مضامينه ثم قال :
قال محمد بن يوسف : هكذا رواه ابن بطة وهو حسن
عال ، وذكر أسماء
بنت عميس في هذا الحديث غير صحيح ، لان أسماء هذه امرأة جعفر بن أبي طالب
تزوجها بعده أبوبكر فولدت له محمدا ، فلما مات أبوبكر تزوجها علي بن أبي طالب
عليهالسلام
وإن أسماء التي حضرت في عرس فاطمة عليهاالسلام
إنما هي أسماء بنت يزيد
ابن السكن الانصاري ، وأسماء بنت عميس كان مع زوجها جعفر بالحبشة ، وقدم
بها يوم فتح خيبر سنة سبع ، وكان زواج فاطمة عليهاالسلام
بعد وقعة بدر ، بأيام يسيرة
فصح بهذا أن أسماء المذكورة في هذا الحديث إنما هي بنت يزيد ولها أحاديث
____________________
عن النبي صلىاللهعليهوآله ، انتهى .
أقول
: المرط : كساء من صوف أو خز كان يؤتزربها
، والخدر بالكسر : الستر
قوله عليهالسلام
: مما كان عليه آبائي ، أي الحيرة في بعض الامور التي اهتدى إليه
أمير المؤمنين وخص به من العلوم الربانية ، والشرك إنما هو للاعلام أو يكون
المراد بعض الاجداد من جهة الام ، وقال الجزري في ميمون النقيبة أي منجح
الفعال ، مظفرالمطالب ، والنقيبة : النفس وقيل : الطبيعة والخليقة ، وقال : طائر
الانسان
ماحصل له في علم الله ما قدر له ، ومنه الحديث بالميمون طائره أي بالمبارك
حظه ، ويجوز أن يكون أصله من الطير السانح والبارح قوله عليهالسلام : تزلفه أي
تقربه ، قوله : وتحظيه من باب الافعال يقال فلان أحظى مني أي أقرب إليه مني
قوله ، ثم انثنت ، أي انصرفت قال الجوهري : ثنيته صرفته عن حاجته ، وقال
الجزري : الصخب الضجة واضطاب الاصوات للخصام ومنه حديث خديجة : لا صخب فيه ولا نصب ، قوله : فجلل السفرة أي ستر مافيها بمنديل لئلا يرى الاكلون
مافيها ، فيحل فيها البركة وقد تكرر ذلك في الاخبار المشتملة على إعجاز البركة.
٣٣
ـ كشف : ونقلت من كتاب الذرية الطاهرة تصنيف أبي
بشر محمد بن أحمد
ابن حماد الانصاري المعروف بالدولابي ، من نسخة بخط الشيخ ابن وضاح
الحنبلي الشهرباني وأجاز لي أن أروي عنه كلما يروي عن مشايخه ، وهويروي
كثيرا. وأجاز لي السيد جلال الدين بن عبدالحميد بن فخار الموسوي الحائري
أدام الله شرفه أن أرويه عنه ، عن الشيخ عبدالعزيز بن الاخضر المحدث إجازة
في محرم سنة عشر وستمائة وعن الشيخ برهان الدين أبي الحسين أحمد بن علي
الغزنوي إجازة في ربيع الاول سنة أربع عشرة وستمائة ، كلاهما عن الشيخ الحافظ
أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي باسناده ، والسيد أجازلي قديما رواية كلما يرويه
____________________
وبهذا الكتاب في ذي
الحجة من سنة ست وسبعين وستمائة عن علي عليهالسلام.
قال :
خطب أبوبكر وعمر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأبى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال
عمر : أنت لها يا علي ، فقال : مالي من شئ إلا درعي أرهنها ، فزوجه رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : مايبكيك
يافاطمة؟ فوالله لقد أنكحت أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما.
وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : تزوج علي
فاطمة في شهر رمضان ، وبنى
بها في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة.
وعن مجاهد ، عن علي عليهالسلام قال : خطبت فاطمة
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقالت مولاة لي : هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قلت : لا
قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيزوجك ، فقلت : وهل عندي
شئ أتزوج به ، فقالت : إنك إن جئت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
زوجك ، فوالله مازالت
ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وكانت له جلالة وهيبة ، فلما قعدت
بين يديه افحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم فقال : ما جاء بك ألك حاجة؟ فسكت
فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة؟ قلت : نعم ، قال : فهل عندك من شئ تستحلها به؟
قلت : لا والله يارسول الله ، فقال : ما فعلت الدرع التي سلحتكها؟ فقلت : عندي
والذي نفسي بيده إنها لحطمية ما ثمنها [ إلا ] أربعمائة درهم ، قال : قد زوجتكها
فابعث بها ، فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
بيان
: تقول : سلحته وأسلحته إذا أعطيته سلاحا
، وقال الجزري : في حديث
زواج فاطمة أنه قال لعلي : أين درعك الحطمية ، هي التي تحطم السيوف أي تكسرها
وقيل : هي العريضة الثقيلة ، وقيل : هي منسوبة إلى بطن من عبدالقيس يقال لهم : حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع ، وهذا أشبه الاقوال.
٣٤
ـ كشف : وعن عطاء بن أبي رباح قال : لما خطب علي
فاطمة أتاها رسول
الله صلىاللهعليهوآله
، فقال : إن عليا قد ذكرك ، فسكتت ، فخرج فزوجها.
وعن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال نفر
من الانصار لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
:
اخطب فاطمة ، فأتى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فسلم عليه ، فقال له : ما حاجة علي بن
أبي طالب؟ قال : يارسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : مرحبا
وأهلا ، لم يزد عليها ، فخرج علي على اولئك الرهط من الانصار ، وكانوا
ينتظرونه قالوا : ما وراك؟ قال : ما أدري غير أنه صلىاللهعليهوآله
قال : مرحبا وأهلا ، قالوا : يكفيك من رسول الله أحدهما : أعطاك الاهل والرحب.
فلما كان بعد ذلك قال : يا علي إنه لابد
للعرس من وليمة ، فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الانصار آصعا من ذرة فلما كان ليلة البناء
قال : لا تحدثن شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله
بماء فتوضأ منه ، ثم
أفرغه على علي وقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شبليهما
وقال ابن ناصر : في نسليهما.
وعن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما أصبحنا جاء النبي صلىاللهعليهوآله
إلى الباب فقال : يا ام أيمن ادعي لي أخي ، قالت : هو أخوك وتنكحه ابنتك؟ قال : نعم يا ام أيمن ، قالت : وسمع النساء صوت
النبي صلىاللهعليهوآله
فتنحين واختبيت أنا في ناحية ، فجاء علي عليهالسلام
فنضح النبي صلىاللهعليهوآله
من الماء ، ودعا له.
ثم قال : ادعي لي فاطمة ، فجاءت خرقة من
الحياء ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اسكنى لقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ، ثم نضح عليها من الماء ، ودعا لها
____________________
قالت : ثم رجع رسول
الله صلىاللهعليهوآله
فرأى سوادا بين يديه ، فقال : من هذا؟ فقلت : أنا أسماء بنت عميس ، قال : جئت في زفاف فاطمة تكرمينها؟ قلت : نعم ، قالت : فدعا لي.
قال علي بن عيسى : وحدثني السيد جلال
الدين عبدالحميد بن فخار
الموسوي بما هذا معناه ، وربما اختلف الالفاظ [ قال ] قالت أسماء بنت عميس هذه : حضرت وفاة خديجة عليهاالسلام
فبكت ، فقلت : أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين ، وأنت
زوجة النبي صلىاللهعليهوآله
مبشرة على لسانه بالجنة ، فقالت : مالهذا بكيت ، ولكن
المرأة ليلة زفافها لابد لها من امرأة تفضي إليها بسرها ، وتستعين بها على حوائجها
وفاطمة حديثة عهد بصبى وأخاف أن لايكون لها من يتولى أمرها حينئذ فقلت : ياسيدتي لك [ علي ] عهدالله إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في هذا الامر
فلما
كانت تلك الليلة وجاء النبي صلىاللهعليهوآله
أمر النساء فخرجن وبقيت ، فلما أراد الخروج
رأى سوادي فقال : من أنت؟ فقلت : أسماء بنت عميس ، فقال : ألم آمرك أن
تخرجي؟ فقلت : بلى يارسول الله فداك أبي وامي ، وما قصدت خلافك ، ولكني
أعطيت خديجة عهدا ـ وحدثته ـ فبكى ، فقال : بالله لهذا وقفت؟ فقلت : نعم والله
فدعالى. عدنا إلى ما أورده الدولابي.
وعن أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى
علي بن أبيطالب عليهالسلام
وماكان حشو فرشهما ووسائدهما إلا ليف ، ولقد أولم علي
لفاطمة عليهاالسلام
فما كانت وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمة ، رهن درعه عند يهودي
وكانت وليمته آصعا من شعير وتمر وحيس .
بيان
: قال الجزري : في حديث تزويج فاطمة عليهاالسلام : فلما أصبح دعاها
فجاءت خرقة من الحياء أي خجلة مدهوشة من الخرق التحير ، ويحتمل أن يكون
____________________
بالحاء المهملة
والزاء المعجمة ، فالمراد تقارب الخطو في المشي ، قال الجوهري :
الحزق : القصير المتقارب الخطو وكذا الحزقه ، وروي أنها أتته تعثر في مرطها
من الخجل وقال الجوهري : وقضينا إليه ذلك الامر ، أي أنهيناه إليه.
٣٥
ـ كشف : ومن كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن
أبي طالب عليهالسلام
تأليف محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ، عن أبي هريرة قال : قالت فاطمة : يارسول الله
زوجتني علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له ، فقال : يا فاطمة أما ترضين أن الله
اطلع إلى الارض الطلاعة فاختار منها رجلين : أحدهما أبوك ، والاخربعلك.
وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيها الناس هذا
علي بن أبيطالب
وأنتم تزعمون أني أنا زوجته ابنتي فاطمة ، ولقد خطبها إلي أشراف قريش فلم
اجب كل ذلك أتوقع الخبر من السماء حتى جاءني جبرئيل ليلة أربع وعشرين من
شهر رمضان : فقال : يامحمد العلي الاعلى يقرء عليك السلام ، وقد جمع الروحانيين
والكروبين في واد يقال له : الافيح ، تحت شجرة طوبى ، وزوج فاطمة عليا
وأمرني فكنت الخاطب والله تعالى الولي ، وأمر شجرة طوبى فحملت الحلي والحلل
والدر والياقوت ، ثم نثرته ، وأمر الحورالعين فاجتمعن فلقطن ، فهن يتهادينه إلى
يوم القيامة ويقلن : هذا نثار فاطمة.
وعن علقمة عن عبدالله أنه قال : أصاب
فاطمة عليهاالسلام
ليلة صبيحة العرس رعدة
فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله
: زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الاخرة لمن الصالحين
يافاطمة لما أردت أن املكك بعلي أمرالله شجر الجنان فحملت حليا وحللا
وأمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ منه صاحبه
أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة ، قالت ام سلمة : فلقد كانت فاطمة
تفتخر على النساء ، لان أول من خطب عليها جبرئيل.
وروى أن رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل على فاطمة ليلة
عرسها بقدح من لبن فقال : اشربي هذا فداك أبوك ، ثم قال لعلي عليهالسلام
: اشرب فداك ابن عمك.
وروى أنه لما زفت فاطمة إلى علي عليهماالسلام نزل جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل
ومعهم سبعون ألف ملك
وقدمت بغلة رسول الله صلىاللهعليهوآله
الدلدل ، وعليها فاطمة عليهاالسلام
مشتملة ، قال : فأمسك جبرئيل باللجام ، وأمسك إسرافيل بالركاب ، وأمسك
ميكائيل بالثفر ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله
يسوي عليها الثياب فكبر جبرئيل ، وكبر إسرافيل
وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة وجرت السنة بالتكبير في الزفاف إلى يوم القيامة.
بيان
: قال في النهاية : الاشتمال افتعال من
الشملة وهو كساء يتغطى به
ويتلفف فيه ، وقال ثفر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها.
٣٦
ـكشف : وعن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام أن أبابكر أتى
النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله
زوجني فاطمة ، فأعرض عنه ، فأتاه عمر فقال مثل ذلك
فأعرض عنه ، فأتيا عبدالرحمن بن عوف فقالا : أنت أكثر قريش مالا ، فلو أتيت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فخطبت إليه فاطمة ، زادك الله مالا إلى مالك ، وشرفا إلى شرفك
فأتى النبي صلىاللهعليهوآله
فقال له ذلك ، فأعرض عنه ، فأتاهما فقال : قد نزل بي مثل
الذي نزل بكما.
فأتيا علي بن أبي طالب وهو يسقي نخلات
له فقالا : قدعرفنا قرابتك من
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقدمتك في الاسلام ، فلو أتيت رسول الله (ص) فخطبت إليه فاطمة
لزادك الله فضلا إلى فضلك ، وشرفا إلى شرفك.
فقال : لقد نبهتماني ، فانطلق فتوضأ ، ثم
اغتسل ولبس كساء قطريا وصلى
ركعتين ، ثم أتى النبي صلىاللهعليهوآله
وقال : يارسول الله زوجني فاطمة ، قال : إذا زوجتكما
فما تصدقها؟ قال : اصدقها سيفي ، وفرسي ، ودرعي ، وناضحي ، قال : أما ناضحك
وسيفك وفرسك فلا غنى بك عنها تقاتل المشركين ، وأما درعك فشأنك بها.
فانطلق علي وباع درعه بأربع مائة
وثمانين درهما قطرية ، فصبها بين يدي
النبي صلىاللهعليهوآله
فلم يسأله عن عددها ، ولا هو أخبره عنها ، فأخذ منها رسول الله (ص) قبضة
فدفعها إلى المقداد بن الاسود فقال : ابتع من هذا ما تجهز به فاطمة وأكثر لها من
الطيب ، فانطلق المقداد فاشترى لها رحى وقربة ووسادة من أدم ، وحصيرا قطريا
فجاء به فوضعه بين يدي النبي صلىاللهعليهوآله
وأسماء بنت عميس معه ، فقالت : يارسول الله
خطب إليك ذو
والاسنان والاموال من قريش ولم تزوجهم فزوجتها من هذا الغلام؟
فقال : يا أسماء أما إنك ستزوجين بهذا الغلام ، وتلدين له غلاما.
هذا مع ما روي أنها كانت في الحبشة غريب
، فانها تزوجت بأميرالمؤمنين
عليهالسلام
وولدت منه كما ذكر صلىاللهعليهوآله.
فلما كان الليل قال لسلمان : ايتني
ببغلتي الشهباء ، فأتاه بها ، فحمل
عليها فاطمة عليهاالسلام
، فكان سلمان يقودها ورسول الله صلىاللهعليهوآله
يقوم بها.
فبينا هو كذلك إذ سمع حسا خلف ظهره
فالتفت ، فاذا هو جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل في جمع كثير من الملائكة ، فقال : ياجبرئيل ما أنزلكم؟ قال : نزف
فاطمة إلى زوجها ، فكبر جبرئيل ، ثم كبر ميكائيل ، ثم كبر إسرافيل ، ثم
كبرت الملائكة ، ثم كبر النبي صلىاللهعليهوآله
، ثم كبر سلمان الفارسي ، فصار التكبير
خلف العرائس سنة من تلك الليلة.
فجاء بها فأدخلها على علي عليهالسلام فأجلسها إلى حبنبه
على الحصر القطري
ثم قال : يا علي هذه بنتي فمن أكرمها فقد أكرمني ، ومن أهانها فقد أهانني.
ثم قال : اللهم بارك لهما ، وبارك عليهما ، واجعل لهما ذرية طيبة إنك سميع
الدعاء ، ثم وثب فتعلقت به وبكت ، فقال لها : ما يبكيك فقد زوجتك أعظمهم
حلما ، وأكثرهم علما.
ايضاح
: قال الجزري فيه : أنه عليهالسلام كان متوشحا بثوب
قطري : هو ضرب من
البرود فيه حمرة ولها أعلام فيها بعض الخشونة ، وقيل : هي حلل جياد تحمل من
قبل البحرين ، وقال الازهري : في أعراض البحرين قرية يقال لها : قطر ، وأحسب
الثياب القطرية نسبت إليها ، فكسروا القاف للنسبة وخففوا.
٣٧
ـ كشف : قد أورد صاحب كتاب الفردوس في الاحاديث
عن النبي صلىاللهعليهوآله
لولا علي لم يكن لفاطمة كفو.
وروى صاحب الفردوس أيضا عن ابن عباس ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله
: يا علي إن
الله زوجك فاطمة ، وجعل صداقها الارض فمن مشى عليها مبغضا لك مشى حراما.
وروى ابن بابويه من حديث طويل أورده في
تزويج أميرالمؤمنين بفاطمة عليهماالسلام
أنه أخذ في فيه ماء ودعا فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم مج الماء في المخضب ـ وهو
المركن ـ وغسل قدميه ووجهه ، ثم دعا فاطمة عليهاالسلام
وأخذ كفا من ماء فضرب به على
رأسها ، وكفا بين يديها ثم رش جلدها ، ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا عليا فصنع به كما
صنع
بها ، ثم التزمهما فقال : اللهم إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عني الرجس
وطهرتني تطهيرا ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ثم قال : قوما إلى بيتكما
جمع الله بينكما ، وبارك في سيركما ، وأصلح بالكما ، ثم قام فأغلق عليهما الباب
بيده ، قال ابن عباس : فأخبرتني أسماء أنها رمقت رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يزل يدعو
لهما خاصة لايشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته.
وفي رواية أنه قال : بارك الله لكما في
سيركما ، وجمع شملكما ، وألف
على الايمان بين قلوبكما ، شأنك بأهلك ، السلام عليكما.
وروى عن جابربن عبدالله قال : لمازوج
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة من علي عليهماالسلام
كان الله تعالى مزوجه من فوق عرشه ، وكان جبرئيل الخاطب ، وكان ميكائيل
وإسرافيل في سبعين ألفا من الملائكة شهودا وأوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري
مافيك من الدر والياقوت واللؤلؤ ، وأوحى الله إلى الحور العين أن التقطنه
فهن يتهادينه إلى يوم القيامة فرحا بتزويج فاطمة عليا.
وعن شرحبيل بن سعيد قال : دخل رسول الله
صلىاللهعليهوآله
على فاطمة في صبيحة
عرسها بقدح فيه لبن ، فقال : اشربي فداك أبوك ، ثم قال لعلي عليهالسلام : اشرب
فداك ابن عمك.
وعن شرحبيل بن سعيد الانصاري قال : لما
كانت صبيحة العرس أصاب فاطمة
عليهاالسلام
رعدة ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
: زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الاخرة
لمن الصالحين.
(*) وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : شكت فاطمة عليهاالسلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
____________________
عليا فقالت : يارسول
الله ما يدع شيئا من رزقه إلا وزعه بين المساكين ، فقال
لها : يافاطمة أتسخطيني في أخي وابن عمي ، إن سخطه سخطي وإن سخطي لسخط
الله ، فقالت : أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
وروى عن الاصبغ بن نباتة : قال : سمعت
أميرالمؤمنين عليهالسلام
يقول : والله
لاتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب ، ورثت نبي الرحمة ، وزوجتي خير
نساء الامة ، وأنا خير الوصيين .
٣٨
ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن البزنطي ، عن
عبدالكريم بن عمرو ، عن ابن
أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : إن عليا تزوج فاطمة عليهاالسلام
على جرد برد ، ودرع ، وفراش كان من إهاب كبش.
بيان
: قوله : على جرد برد ، أي برد خلق.
٣٩
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى
، عن ابن فضال ، عن ابن
بكير قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة على درع
حطمية يسوى ثلاثين درهما.
٤٠
ـ كا : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن
معاوية بن وهب ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا فاطمة ، على درع حطمية
وكان فراشها إهاب كبش يجعلان الصوف إذا اضطجعا تحت جنوبهما.
٤١
ـ كا : بعض أصحابنا ، عن علي بن الحسين ، عن
العباس بن عامر ، عن
عبدالله بن [ أبي ] بكير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا
فاطمة على درع حطمية تساوي ثلاثين درهما.
بيان
: يمكن الجمع بين تلك الروايات بوجوه :
الاول
: أن يكون المراد كون الدرع جزءا للمهر.
الثاني
: أن يكون المعنى أنه لو كان هذا اليوم
لساوى ثلاثين درهما وإن
كانت قيمته في ذلك الزمان أكثر.
____________________
الثالث
: أن يقال : إنه كان يسوى ثلاثين درهما ، لكن
بيع بخمسمائة درهم. الرابع : أن يكون بعض الاخبار محمولا على التقية.
٤٢
ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن
محمد بن الوليد الخزاز
عن يونس بن يعقوب ، عن أبي مريم الانصاري ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان
صداق فاطمة جرد برد حبرة ، ودرع حطمية ، وكان فراشها إهاب كبش يلقيانه و
يفرشانه وينامان عليه.
٤٣
ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن
خالد ، عن علي بن أسباط
عن داود ، عن يعقوب بن شعيب قال : لما زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا فاطمة دخل
عليها وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه
وما أنازوجتكه ولكن الله زوجك وأصدق عنك الخمس ما دامت السماوات والارض.
٤٤
ـ كا : علي بن محمد ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن
الحسين بن علي بن
سليمان ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن فاطمة عليهاالسلام
قالت لرسول الله
صلىاللهعليهوآله
: زوجتني بالمهر الخسيس ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما أنا
زوجتك ولكن الله ، زوجك من السماء ، وجعل مهرك خمس الدنيا ما دامت
السماوات والارض.
٤٥
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
جميل بن دراج ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لا غيرة في الحلال بعد قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لا تحدثا
شيئا حتى أرجع إليكما ، فلما أتاهما أدخل رجليه بينهما في الفراش.
٤٦
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله البرقى
رفعه قال : لما زوج
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاطمة قالوا : بالرفاء والبنين ، قال : لابل على الخير والبركة.
ايضاح
: [ قال الجزري ] فيه : نهى أن يقال للمتزوج
بالرفاء والبنين
الرفاء ، الالتيام والاتفاق ، والبركة ، والنماء ، وإنما نهى عنه كراهية لانه
كان من عادتهم ولهذا سن فيه غيره.
٤٧
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
ابن معروف ، عن ابن مهزيار
عن مخلد بن موسى ، عن
إبراهيم بن علي ، عن علي بن يحيى اليربوعي ، عن أبان
ابن تغلب ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنما أنا بشر مثلكم
أتزوج فيكم ، وازوجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء.
٤٨
ـ فر
: علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن ابن عباس رضياللهعنه
في قول الله تعالى « وهو
الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا
» قال : خلق الله نطفة بيضاء مكنونة فجعلها في صلب آدم ، ثم نقلها من صلب آدم إلى صلب
شيث ، ومن صلب شيث إلى صلب أنوش ، ومن صلب أنوش إلى صلب قينان ، حتى
توارثتها كرام الاصلاب في مطهرات الارحام ، حتى جعلها الله في صلب عبدالمطلب
ثم قسمها نصفين ، فألقى نصفها إلى صلب عبدالله ، ونصفها إلى صلب أبي طالب
وهي سلالة تولد من عبدالله محمدا ، ومن أبيطالب عليا عليهما الصلاة والسلام ، فذلك
قول الله تعالى « وهو الذي
خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا
».
وزوج فاطمة بنت محمد عليا ، فعلي من
محمد ، ومحمد من علي ، والحسن
والحسين وفاطمة نسب وعلي الصهر .
٤٩
ـ مصباح الانوار وكتاب المحتضر
للحسن بن سليمان نقلا من كتاب
الفردوس عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : لولا علي لم يكن لفاطمة كفو.
ومنه رفعه باسناده عن ابن عباس أن النبي
صلىاللهعليهوآله
قال لعلي عليهالسلام
: يا علي
إن الله عزوجل زوجك فاطمة وجعل صداقها الارض ، فمن مشى عليها مبغضا
لك مشى عليها حراما.
____________________
٦
( باب )
* « ( كيفية معاشرتها مع على عليهماالسلام
) » *
١
ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن الحسين بن علي
العبدي ، عن
عبدالعزيز بن مسلم ، عن يحيى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : صلى بنا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
الفجرثم قام بوجه كئيب وقمنا معه حتى صارإلى منزل فاطمة عليهاالسلام
فأبصر عليا نائما بين يدي الباب على الدقعاء ، فجلس النبي صلىاللهعليهوآله فجعل يمسح
التراب عن ظهره ويقول : قم فداك أبي وامي يا أبا تراب ، ثم أخذ بيده ودخلا
منزل فاطمة ، فمكثنا هنيئة ، ثم سمعنا ضحكا عاليا ، ثم خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
بوجه مشرق ، فقلنا : يارسول الله دخلت بوجه كئيب وخرجت بخلافه ، فقال : كيف لا أفرح وقد أصلحت بين اثنين أحب أهل الارض إلى أهل السماء.
بيان
: الدقعاء التراب ، والاخبار المشتملة على
منازعتهما مأولة بما
يرجع إلى ضرب من المصلحة ، لظهور فضلهما على الناس أو غير ذلك مما خفي
علينا جهته.
٢
ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن عثمان بن عمران
، عن عبيد الله بن
موسى ، عن عبد العزيز ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : كان بين علي وفاطمة عليهماالسلام
كلام ، فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله
والقي له مثال فاضطجع عليه ، فجاءت فاطمة عليهاالسلام
فاضطجعت من جانب ، وجاء علي عليهالسلام
فاضطجع من جانب ، قال : فأخذ رسول الله (ص)
يد علي فوضعها على سرته ، وأخذ يد فاطمة فوضعها على سرته ، فلم يزل حتى
أصلح بينهما ، ثم خرج ، فقيل له : يارسول الله دخلت وأنت على حال ، وخرجت
ونحن نرى البشرى في وجهك ، قال : [ و ] ما يمنعني وقد أصلحت بين اثنين أحب من على
وجه الارض إلي.
قال الصدوق رحمهالله : ليس هذا الخبر
عندي بمعتمد ، ولاهولي بمعتقد
في هذه العلة لان عليا وفاطمة عليهماالسلام
ماكاناليقع بينهماكلام يحتاج رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى الاصلاح بينهما ، لانه عليهالسلام
سيد الوصيين ، وهي سيدة نساء العالمين ، مقتديان بنبي الله صلىاللهعليهوآله
في حسن الخلق.
مصباح
الانوار : عن حبيب مثله.
بيان
: المثال بالكسر الفراش ، ذكره الفيروز
آبادي.
٣
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن الحسن بن عرفة ، عن
وكيع ، عن محمد بن
إسرائيل ، عن أبي صالح ، عن أبي ذر رحمة الله عليه قال : كنت أنا وجعفر بن
أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة
فاهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف
درهم ، فلما قدمنا المدينة أهداها لعلي عليهالسلام
تخدمه ، فجعلها علي في منزل فاطمة.
فدخلت فاطمة عليهاالسلام يوما فنظرت إلى رأس
علي عليهالسلام
في حجر الجارية
فقالت : يا أبا الحسن فعلتها ، فقال : لا والله يا بنت محمد ما فعلت شيئا فما الذي
تريدين؟ قالت تأذن لي في المصير إلى منزل أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لها : قد
أذنت لك.
فتجللت بجلالها ، وتبرقعت ببرقعها ، وأرادت
النبي صلىاللهعليهوآله
فهبط جبرئيل
عليهالسلام
، فقال : يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك : إن هذه فاطمة قد
أقبلت تشكو عليا فلا تقبل منها في علي شيئا ، فدخلت فاطمة فقال لها رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: جئت تشكين عليا ، قالت : إي ورب الكعبة ، فقال لها : ارجعي إليه
فقولي له : ر غم أنفي لرضاك.
فرجعت إلى علي عليهالسلام فقالت له : يا أبا
الحسن رغم أنفي لرضاك ـ تقولها
ثلاثا ـ فقال لها علي شكوتني إلى خليلي وحبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، واسوأتاه من
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، اشهد الله يا فاطمة أن الجارية حرة لوجه الله ، وأن الاربع مائة
درهم التي فضلت من عطائي صدقة على فقراء أهل المدينة.
____________________
ثم تلبس وانتعل وأراد النبي صلىاللهعليهوآله ، فهبط جبرئيل عليهالسلام فقال : يامحمد إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك : قل لعلي : قد أعطيتك الجنة بعتقك
الجارية في رضى فاطمة ، والنار بالاربعمائة درهم التي تصدقت بها ، فأدخل الجنة
من شئت برحمتي ، وأخرج من النار من شئت بعفوي ، فعندها قال علي عليهالسلام : أنا
قسيم الله بين الجنة والنار.
قب
: أبومنصور الكاتب في كتاب الروح والريحان
، عن أبي ذر مثله.
بشا
: والدي أبوالقاسم ، وعمار بن ياسر ، وولده
سعد جميعا ، عن إبراهيم بن
نصر الجرجاني ، عن محمد بن حمزة المرعشي ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن جعفر
عن حمزة بن إسماعيل ، عن أحمد بن الخليل ، عن يحيى بن عبدالحميد ، عن شريك
عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مثله بأدنى تغيير ، وقد أوردناه
في باب أنه عليهالسلام
قسيم الجنة والنار .
٤
ـ قب : لما انصرفت فاطمة من عند أبي بكر أقبلت
على أميرالمؤمنين عليهالسلام
فقالت له : يا ابن أبي طالب اشتملت شيمة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين فنقضت قادمة
الاجدال ، فخانك ريش الاعزل [ أضرعت خدك يوم أضعت جدك ، افترست الذئاب
وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت باطلا ] هذا ابن أبي قحافة يبتزني
نحيلة أبي ، وبليغة ابني ، والله لقد أجهر في خصامي ، وألفيته ألد في كلامي ، حتى
منعتني القيلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا
مانع
خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، ولا خيار ، لي ليتني مت قبل هينتي ، ودون زلتي
عذيري الله منك عاديا ، ومنك حاميا ، ويلاي في كل شارق ، ويلاي مات العمد
ووهنت العضد ، وشكواي إلى أبي. وعدواي إلى ربي اللهم أنت أشد قوة.
فأجابها أميرالمؤمنين : لا ويل لك ، بل
الويل لشانئك ، نهني عن وجدك يا
بنية الصفوة ، وبقية النبوة ، فما ونيت عن ديني ، ولا أخطأت مقدوري ، فان كنت تريدن البلغة ، فرزقك مضمومن ، وكفيلك مأمون ، وما أعد لك خير مما قطع
____________________
عنك ، فاحتسبي الله
، فقالت : حسبي الله ونعم الوكيل .
بيان
: أقول : قد مر [ تصحيح ] كلماتها وشرحها
في أبواب فدك.
٥
ـ قب : معقل بن يسارو أبوقبيل وابن إسحاق وحبيب
بن أبي ثابت وعمران
بن الحصين وابن غسان والباقر عليهالسلام
مع اختلاف الروايات واتفاق المعنى ، أن
النسوة قلن : يا بنت رسول الله خطبك فلان وفلان فردهم أبوك وزوجك عائلا!
فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقالت : يارسول الله زوجتني عائلا فهزرسول الله صلىاللهعليهوآله
بيده معصمها وقال : لا يا فاطمة ولكن زوجتك أقدمهم سلما ، وأكثر هم علما
وأعظمهم حلما ، أما علمت يا فاطمة أنه أخي في الدنيا والآخرة ، فضحكت
وقالت : رضيت يارسول الله ، وفي رواية أبي قبيل : لم ازوجك حتى أمرني جبرئيل
وفي رواية عمران بن الحصين وحبيب بن أبي ثابت أما إني قد زوجتك خير من
أعلم ، وفي رواية ابن غسان زوجتك خيرهم.
وفي كتاب ابن شاهين : عبدالرزاق ، عن
معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: أنكحتك أحب أهلي إلي.
٦ـ
فض ، يل : عن ابن عباس يرفعه
إلى سلمان الفارسي ـ رضياللهعنه
ـ قال
____________________
كنت واقفا بيد يدي
رسول الله أسكب الماء على يديه إذا دخلت فاطمة وهي تبكي ، فوضع
النبي صلىاللهعليهوآله
يده على رأسها وقال : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ياحورية ، قالت : مررت على ملاء من نساء قريش وهن مخضبات ، فلما نظرن إلي وقعوا في وفي ابن
عمي فقال لها : وما سمعتي منهن؟ قالت : قلن : كان قد عز على محمد أن يزوج إبنته
من رجل فقير قريش وأقلهم مالا ، فقال لها : والله يا بنية مازوجتك ولكن الله
زوجك من علي فكان بدوه منه.
وذلك أنه خطبك فلان وفلان فعند ذلك جعلت
أمرك إلى الله تعالى وأمسكت
عن الناس ، فبينا صليت يوم الجمعة صلاة الفجر إذ سمعت حفيف الملائكة ، وإذا
بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفا من الملائكة متوجين ، مقرطين ، مدملجين
فقلت : ماهذه القعقة من السماء يا أخي جبرئيل؟ فقال : يا محمد إن الله عزوجل
اطلع إلى الارض اطلاعة ، فاختار منها من الرجال علينا عليهالسلام ومن النساء فاطمة
عليهاالسلام
، فزوج فاطمة من علي ، فرفعت رأسها وتبسمت بعد بكائها ، وقالت
رضيت بما رضي الله ورسوله.
فقال صلىاللهعليهوآله
: ألا أزيدك يا فاطمة في علي رغبة؟ قالت : بلى ، قال : لايرد
على الله عزوجل ركبان أكرم منا أربعة : أخي صالح على ناقته ، وعمي حمزة
على ناقتي الضباء ، وأنا على البراق ، وبعلك علي بن أبيطالب على ناقة من
نوق الجنة.
فقالت : صف لي الناقة من أي شئ خلقت؟
قال : ناقة خلقت من نور الله
عزوجل ، مد بجة الجنين ، صفراء ، حمراء الرأس ، سوداء الحدق ، قوائمها
من الذهب ، خطامها من اللؤ لؤ الرطب ، عيناها من الياقوت ، وبطنها من
الزبرجد الاخضر. عليها قبة من لؤ لوءة بيضاء ، يرى باطنها من ظاهرها ، و
ظاهرها من باطنها ، خلقت من عفو الله عزوجل.
____________________
تلك الناقة من نوق الله ، لها سبعون ألف
ركنا بين الركن والركن
سبعون ألف ملك يسبحون الله عزوجل بأنواع التسبيح لايمرعلى ملاء
من الملائكة إلا قالوا : من هذا العبد؟ ما أكرمه على الله عزوجل أتراه
نبيا مرسلا ، أو ملكا مقربا ، أو حامل عرش ، أو حامل كرسي ، فينادي مناد
من بطنان العرش : أيها الناس ، ليس هذا بنبي مرسل ، ولا ملك مقرب ، هذا علي
ابن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، فيبدرون رجالا رجالا ، فيقولون : إنا لله
وإنا
إليه راجعون ، حدثونا فلم نصدق ، ونصحونا فلم نقبل ، والذين يحبونه تعلقوا
بالعروة الوثقى ، كذلك ينجون في الآخرة.
يا فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة ، قالت
: زدني يا أبتاه.
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إن عليا أكرم على الله من هارون لان هارون أغضب موسى
وعلي لم يغضبني قط والذي بعث أباك بالحق نبيط ما غضبت عليه يوما قط ، وما نظرت في وجه علي إلا ذهب الغضب عني.
يا فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة ، قالت
: زدني يا نبي الله.
قال : هبط علي جبرئيل وقال : يا محمد
اقرء عليا من السلام السلام.
فقامت وقالت فاطمة عليهاالسلام : رضيت بالله ربا
وبك يا أبتاه نبيا وبابن
عمي بعلا ووليا.
٧
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
هشام بن سالم ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : كان أميرالمؤمنين عليهالسلام
يحتطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة عليهاالسلام
تطحن وتعجن وتخبز.
ما
: الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد
بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم
عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله.
٨
ـ ما : الحسين ، عن ابن وهبان ، عن علي بن حبيش
، عن العباس بن محمد بن
الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن ابن أبي يعفور ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام قال : أوحى الله
تعالى إلى رسوله صلىاللهعليهوآله
: قل لفاطمة : لا تعصي عليا
فإنه إن غضب غضبت لغضبه.
٩
ـ وفى الديوان المنسوبة أبياتها إلى
أميرالمؤمنين أنه قال في مرضه محاطبا
لفاطمة ما روي عن أبي العلاء الحسن العطار ، عن الحسن المقري ، عن أبي عبدالله
الحافظ ، عن علي بن أحمد المقري ، عن زيد بن مسكان ، عن عبيد الله ابن محمد البلوي
أنه عليهالسلام
أنشد هذه الابيات وهو محموم يرثي فاطمة عليهاالسلام
:
وإن حياتي منك يا بنت أحمد
|
|
باظهار ما أخفيته لشديد
|
ولكن لامر الله تعنو رقابنا
|
|
وليس على أمر الا له جليد
|
أتصرعني الحمى لديك وأشتكي
|
|
إليك ومالي في الرجال نديد
|
اصر على صبر وأقوى على منى
|
|
إذا صبر خوار الرجال بعيد
|
وفي هذه الحمى دليل بأنها
|
|
لموت البرايا قائد وبريد
|
بيان
: وإن حياتي منك أي اشتدت حياتي بسببك حيث
لابد لي من
إظهار ما أخفيته من المرض ، كذا خطر بالبال
وقيل : منك أي من بعدك ، وقيل : أي حياتي منك وبسببك وأنا شديد بإظهار ما أخفيته ، أي لا اظهره ، ولايخفى
بعدهما ، تعنو ، أي تخضع ، والجليد ، الصلب ، والنديد : المثل والنظير ، والخوار
الضعيف والصياح.
١٠
ـ دعوات الراوندى : عن سويد بن غفلة قال
: أصابت عليا عليهالسلام
شدة
فأتت فاطمة عليهاالسلام
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فدقت الباب فقال : أسمع حس حبيبي
بالباب يا ام أيمن قومي وانظري! ففتحت لها الباب ، فدخلت ، فقال صلىاللهعليهوآله : لقد جئتنا في وقت ما كنت تأتينا في مثله ، فقالتت فاطمة : يارسول الله صلىاللهعليهوآله ما طعام
الملائكة عند ربنا؟ فقال : التحميد؟ فقالت : ما طعامنا؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
____________________
والذي نفسي بيده ما
أقتبس في آل محمد شهرا نارا ، واعلمك خمس كلمات علمنيهن جبرئيل عليهالسلام
قالت : يارسول الله ما الخمس الكلمات؟ قال : « يارب الاولين و
الآخرين ، يا ذاالقوة المتين ، ويا راحم المساكين ، ويا أرحم الراحمين » ورجعت
فلما أبصرها علي عليهالسلام
قال : بأبي أنت وامي ماوراءك يافاطمة؟ قالت : ذهبت
للدنيا وجئت للاخرة ، قال علي عليهالسلام
: خير أمامك خير أمامك.
١١
ـ مصباح الانوار : عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : شكت فاطمة
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا ، فقالت : يا رسول الله لايدع شيئا من رزقه إلا وزعه
على المساكين ، فقال لها : يا فاطمة أتسخطيني في أخي وابن عمي إن سخطه سخطي
وإن سخطي سخط الله عزوجل.
١٢
ـ ما : جماعة ، عن أبي غالب الزاراري ، عن خاله
، عن الاشعري ، عن
أبي عبدالله
عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل الكاتب ، عن أبي طالب
الغنوي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : حرم
الله عزوجل على علي النساء مادامت فاطمة حية ، قلت : وكيف؟ قال : لانها
طاهرة لا تحيض.
بيان
: هذا التعليل يحتمل وجهين :
الاول أن يكون المراد أنها لما كانت لا
تحيض حتى يكون له عليهالسلام
عذر
في مباشرة غيرها ، فلذا حرم الله عليه غيرها رعاية لحرمتها.
الثاني أن يكون المعنى أن جلالتها منعت
من ذلك وعبر عن ذلك ببعض
ما يلزمه من الصفات التي اختصت بها.
١٣
ـ قب : سئل عالم فقيل : إن الله تعالى قد أنزل
هل أتى في أهل البيت
وليس شئ من نعيم الجنة إلا وذكر فيه إلا الحور العين ، قال : ذلك إجلالا لفاطمة
عليهاالسلام.
____________________
سفيان الثوري ، عن الاعمش ، عن أبي صالح
في قوله : « وإذا
النفوس
زوجت »
قال : ما من مؤمن يوم القيامة إلا إذا قطع الصراط زوجه الله على
باب الجنة بأربع نسوة من نساء الدنيا ، وسبعين ألف حورية من حور الجنة إلا
علي بن أبيطالب ، فانه زوج البتول فاطمة في الدنيا ، وهو زوجها في الآخرة في الجنة
ليست له زوجة في الجنة غيرها من نساء الدنيا لكن له في الجنان سبعون ألف
حورا لكل حور سبعون ألف خادم.
أقول
: سيأتي بعض أخبار هذا الباب في باب غسلها
ودفها عليهاالسلام.
____________________
٧
* ( باب ) *
* ( ماوقع عليها من الظلم وبكائها وحزنها
وشكايتها ) *
* ( في مرضها إلى شهادتها وغسلها ودفنها ، وبيان
) *
* ( العلة في اخفاء دفنها صلوات الله عليها ) *
* ( ولعنة الله على من ظلمها ) *
١
ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف
، عن محمد بن سهيل البحراني
يرفعه إلى أبي عبدالله الصادق عليهالسلام
قال : البكاؤن خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف
وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين عليهمالسلام
، فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار
في خدية أمثال الاودية ، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى
قيل له : « تالله تفتؤ
تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين
»
وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذي به أهل السجن فقالوا له : إما أن تبكي
بالليل وتسكت بالنهار وإما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحدة
منهما ، وأما فاطمة فبكت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى تأذي به أهل المدينة فقالوا
لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي
حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف ، وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين عليهالسلام
عشرين سنة أو أربعين سنة ، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى
له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إني لم أذكر مصرع
بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.
لى
ـ الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن
ابن عيسى ، عن ابن
معروف مثله.
____________________
٢
ـ ما : المفيد ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن أحمد
بن إدريس ، عن محمد بن عبد
الجبار ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن
عبدالله بن العباس قال : لما حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله
الوفاة بكى حتى بلت دموعه
لحيته ، فقيل له : يارسول الله ما يبكيك؟ فقال : أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار
امتي من بعدي ، كأني بفاطمة بنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي يا أبتاه ، فلا يعينها
أحد من امتي ، فسمعت ذلك فاطمة عليهاالسلام
فبكت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لا تبكين يابنية ، فقالت : لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ، ولكني أبكي لفراقك
يارسول الله ، فقال لها : ابشري يابنت محمد بسرعة اللحاق بي فانك أول من يلحق
بي من أهل بيتي.
٣
ـ ص : الصدوق ، عن السناني ، عن الاسدي ، عن
البرمكي ، عن جعفر بن
سليمان ، عن عبدالله بن يحيى ، عن الاعمش ، عن عباية ، عن ابن عباس قال : دخلت فاطمة على رسول الله صلىاللهعليهوآله
في مرضه الذي توفي فيه ، قال : نعيت إلي
نفسي ، فبتكت فاطمة ، فقال لها : لا تبكين فانك لا تمكثين من بعدي إلا اثنين و
سبعين يوما ونصف يوم حتى تلحقي بي ، ولا تحلقي بي ، حتى تتحفي بثمار الجنة
فضحكت فاطمة عليهاالسلام.
٤
ـ يج : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن فاطمة مكثت
بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
خمسة
وسبعين يوما ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرئيل يأتيها ويطيب
نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه في الجنة ويخبرها ما يكون بعدها في ذريتها ، وكان
علي يكتب ذلك.
٥
ـ قب
: دخلت ام سلمة على فاطمة عليهاالسلام
فقالت لها : كيف أصبحت
عن ليلتك يا بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قالت : أصبحت بين كمد وكرب ، فقد النبي
وظلم الوصي ، هتك والله حجابه ، من أصبحت إمامته مقبضة [ مقتضبة ] على غير
____________________
ما شرع الله في
التنزيل ، وسنها النبي صلىاللهعليهوآله
في التأويل
ولكنها أحقاد بدرية ، وترات احدية ، كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة
لامكان الوشاة ، فلما استهدف الامر أرسلت عليها شآبيب الاثار من مخيلة الشقاق
فيقطع وتر الايمان من قسي صدورها ، ولبئس ـ على ما وعد الله من حفظ الرسالة
وكفالة المؤمنين ـ أحرزوا عائدتهم غرور الدنيا بعد استنصار [ انتصار ] ، ممن فتك
بآبائهم في مواطن الكرب ، ومنازل الشهادات.
أقول
: كان الخبر في المأخوذ منه مصحفا محرفا ،
ولم أجده في موضع
آخرا صححه به فأوردته على ما وجدته.
٦
ـ من بعض كتب المناقب : عن سعد بن
عبدالله الهمداني ، عن سليمان
ابن إبراهيم ، عن أحمد بن موسى بن مردويه ، عن جعفر بن محمد بن مروان ، عن
أبيه ، عن سعيد بن محمد الجرمي ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن حبة ، عن
علي عليهالسلام
قال : غسلت النبي صلىاللهعليهوآله
في قميصه ، فكانت فاطمة تقول : أرني القميص
فإذا شمته غعشي عليها ، فلما رأيت ذلك غيبته.
٧
ـ يه
: روي [ أنه ] لما قبض النبي صلىاللهعليهوآله
امتنع بلال من الاذان ، قال
لا اؤذن لاحد بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وإن فاطمة عليهاالسلام
قالت ذات يوم ، إني أشتهي
أن أسمع صوت مؤذن أبي صلىاللهعليهوآله
بالاذن ، فبلغ ذلك بلالا ، فأخذ في الاذان ، فلما
قال : الله أكبر الله أكبر ، ذكرت أباها وأيامه ، فلم تتمالك من البكاء ، فلما
بلغ إلى قوله : أشهد أن محمدا رسول لله شهقت فاطمة عليهاالسلام
وسقطت لوجهها
وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : أمسك يابلال فقد فارقت ابنة رسول صلىاللهعليهوآله
الدنيا ، وظنوا أنها قدماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه فأفاقت فاطمة عليهاالسلام وسألته
أن يتم الاذان ، فلم يفعل ، وقال لها : ياسيدة النسوان إني أخشى عليك مما
تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالاذان ، فأعفته عن ذلك.
____________________
٨
ـ مع : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا
عبدالرحمان
ابن محمد الحسيني ، قال : حدثنا أبوالطيب محمد بن الحسين بن حميد اللخمي ، قال : حدثنا أبوعبدالله محمد بن زكريا ، قال : حدثنا محمد بن عبدالرحمان المهلبي ، قال :
حدثنا عبدالله بن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الحسن ، عن امه فاطمة
بنت الحسين عليهالسلام
قالت : لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
وغلبها ، اجتمع
عندها نساء المهاجرين والانصار ، فقلن لها : يا بنت رسول الله : كيف أصبحت عن علتك؟
فقالت عليهاالسلام
: أصبحت والله عائفة لدنيا كم ، قالبة لرجالكم ، لفظتهم قبل أن عجمتهم
وشنئتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحا لفلول الحد ، وخور القناة ، وخطل الرأي ، و
بئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، لاجرم لقد
قلدتهم ربقتها ، وشننت عليهم غارها فجدعا ، وعقرا ، وسحقا للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد
النبوة ، ومهبط الوحي
الامين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نقموا
من أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطئه ، ونكال وقعته ، وتنمره في
ذات الله عزوجل.
والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله
صلىاللهعليهوآله
إليه لا عتلقه ، ولساربهم سيرا
سجحا ، لايكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولاورد هم منهلا نميرا فضفاضا تطفح
ضفتاه ولاصدرهم بطانا ، قد تحيربهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء
وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض ، وسيأخذهم الله
بما كانوا يكسبون.
ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب
، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث
إلى أي سناد استندوا ، وبأي عروة تمسكوا ، استبدلوا الذنابى والله بالقوادم
والعجز بالكاهل. فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون
ولكن لا يشعرون ، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا أن يهدى
فمالكم كيف تحكمون.
أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظره ريث ما
تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما
عبيطا ، وذعافا ممقرا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون ، غب ما سن
الاولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا ، وطأمنوا للفتنة جأشا ، وأبشروا بسيف
صارم ، وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا ، وزرعكم حصيدا
فياحسرتى لكم ، وأنى بكم ، وقد عميت [ قلوبكم ] عليكم أنلزمكموها وأنتم لها
كارهون.
ثم قال : وحدثنا بهذا الحديث [ أبوالحسن ] علي
بن محمد بن الحسن
المعروف بابن مقبرة القزويني قال : أخبرنا أبوعبدالله جعفر بن محمد بن حسن بن
جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : حدثنا محمد بن علي
الهاشمي ، قال : حدثنا عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : لما
حضرت فاطمة عليهاالسلام
الوفاة دعتني فقالت : أمنفذ أنت وصيتي وعهدي؟ قال : قلت : بلى انفذها فأوصت إليه وقالت : إذا أنا مت فادفني ليلا ولا توذنن
رجلين ذكرتهما ، قال : فلما اشتدت علتها اجتمع إليها نساء المهاجرين والانصار
فقلن : كيف أصبحت يا بنت رسول الله من علتك؟ فقالت : أصبحت والله عائفة
لدنياكم ، وذكر الحديث نحوه.
قال الصدوق ـ رحمهالله ـ : سألت أبا أحمد
الحسين بن عبدالله بن سعيد العسكري
عن معنى هذا الحديث فقال : أما قولها صلوات الله عليها : عائفة إلى آخرما ذكره وسنوردها في تضاعيف ما سنذكره في شرح
الخطبة على اختلاف رواياتها.
٩
ـ ج : قال سويد بن غفلة : لما مرضت فاطمة عليهاالسلام المرضة التي
توفيت فيها اجتمع إليها نساء المهاجرين والانصار يعدنها ، فقلن لها : كيف أصبحت
من علتك يا ابنة رسول الله؟ فحمدت الله وصلت على أبيها صلىاللهعليهوآله ثم قالت.
أصبحت والله عائفة لدنيا كن ، قالية
لرجالكن ، لفظتهم بعد أن عجمتهم
____________________
وشنأتهم بعد أن
سبرتهم ، فقبحا لفلول الحد واللعب بعد الجد ، وقرع الصفاة
وصدع القناة ، وخطل الاراء ، وزلل الاهواء ، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم
أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها ، وحملتهم
أوقتها ، وشننت عليهم غارها ، فجدعا ، وعقرا ، وبعدا للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زغرعوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد
النبوة والدلالة ، ومهبط
الروح الامين ، والطبين بامور الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين.
وما الذي نقموا من أبي الحسن ، نقموا
منه والله نكير سيفه ، وقلة مبالاته
بحتفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله.
وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة ، وزالوا
عن قبول الحجة الواضحة
لردهم إليها ، وحملهم عليها ، ولساربهم سيرا سجحا لايكلم خشاشه ، ولايكل سائره ، ولا
يمل راكبه ، ولاوردهم منهلا نميرا صافيا رويا تطفح ضغتاه ، ولا يترنق جانباه
ولا صدرهم بطانا ، ونصح لهم سرا وإعلانا ، ولم يكن يحلي من الغني بطائل ، ولا
يحظي من الدنيا بنائل ، غيرري الناهل ، وشبعة الكافل ، ولبان لهم الزاهد من
الراغب ، والصادق من الكاذب ، ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم
بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ، والذين
ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ، ألا هلم فاستمع وما
عشت أراك الدهر عجبا وإن تعجب فعجب قولهم ، ليت شعري إلى أي سناد استندوا
وعلى أي عماد اعتمدوا ، وبأية عروة تمسكوا. وعلى أيه ذرية أقدموا واحتنكوا
لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلا ، استبدلوا والله الذنابى بالقوادم
، و
العجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم
المفسدون ولكن لا يشعرون ، ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن
لايهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون.
أما لعمري لقد لقحت فنظره ريثما تنتج ، ثم
احتلبوا ملء القعب دما عبيطا
وذعافا مبيدا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون ، غب ما أسس الاولون
ثم طيبوا عن دنياكم
أنفسا ، واطمئنوا للفتنة جأشا ، وأبشروا بسيف صارم
وسطوه معتد غاشم ، وبهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا
وجمعكم حصيدا ، فياحسرة لكم ، وأنى بكم ، وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم
لها كاركون.
قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها
عليهاالسلام
على رجالهن فجاء إليها قوم
من وجوه المهاجرين والانصار معتذرين ، وقالوا : ياسيدة النساء لو كان أبوالحسن
ذكرلنا هذا الامر من قبل أن نبرم العهد ، ونحكم العقد ، لما عدلنا إلى غيره
فقالت عليهاالسلام
: إليكم عني فلا عذر بعد تعذير كم ، ولا أمر بعد تقصيركم.
١٠
ـ ما : الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن
أحمد بن علي
الخزاز ، عن أبي سهل الدقاق ، عن عبد الرزاق ، وقال الدعلبي : وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم الديري ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن
عبدالله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس قال : دخلن نسوة من المهاجرين والانصار
على فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يعدنها في علتها ، فقلن : السلام عليك يا بنت رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله
ـ كيف أصبحت؟ فقالت :
أصبحت والله عائفة لدنيا كن ، قاليد
لرجا لكن ، لفظتهم بعد إذ عجمتهم
وسئمتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحا لافون الرأي ، وخطل القول ، وخور القناة ، و
لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، لاجرم
والله لقد قلدتهم ربقتها ، وشننت عليهم غارها ، فجدعا ورغما للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زحزحوها عن أبي الحسن ، ما
نقموا والله منه إلا نكير سيفه و
نكال وقعة ، وتنمره في ذات الله ، وتالله لو تكافوا عليه عن زمام نبذه إليه رسول
الله
صلىاللهعليهوآله
لا عتلقه ، ثم لساربهم سيرة سجحا ، فانه قواعد الرسالة ، ورواسي
النبوة ، ومهبط الروح الامين ، والطبين بأمر الدين والدنيا والآخرة ألا ذلك
هو الخسران المبين.
والله لا يتكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه
، ولاوردهم منهلا رويا فضفاضا
تطفح ضفته ، ولاصدرهم
بطانا قد خثربهم الري غير متحل بطائل إلا تغمر الناهل
ودرع سورة سغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض ، وسيأخذهم الله
بما كانوا يكسبون.
فهلم فاسمع فما عشت أراك الدهر عجبا ، وإن
تعجب بعد الحادث فما بالهم؟
بأي سند استندوا ، أم بأية عرؤة تمسكوا ، لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس
للظالمين بدلا.
استبدلوا الذنابى بالقوادم ، والحرون
بالقاحم ، والعجز بالكاهل ، فتعسالقوم
يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، أفمن يهدي
إلى الحق أحق أن يتبع أن لايهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون.
لقحت فنظرة ريث ما تنتج ، ثم احتلبوا
طلاع القعب دما عبيطا ، وذعافا ممضا
هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غب ما أسكن الاولون ، ثم طيبوا بعد
ذلك عن أنفسكم لفتنها ، ثم اطمئنوا للفتنة جأشا ، وأبشروا بسيف صارم ، وهرج
دائم شامل ، واستبداد من الظالمين ، فزرع فيئكم زهيدا ، وجمعكم حصيدا ، فياحسرة
لهم ، وقد عيمت عليهم الانباء أنلزمكموها وأنتم لها كارهون.
بيان
: أقول : روى صاحب كشف الغمة الروايتين
اللتين أوردهما الصدوق
عن كتاب السقيفة بحذف الاسناد ، ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن
أحمد بن عبدالعزيز الجوهري ، عن محمد بن زكريا ، عن محمد بن عبدالرحمان
إلى آخرما أورده الصدوق وإنما أوردتها مكررة للاختلاف الكثير بين رواياتها
وشدة الاعتناء بشأنها ، ولنشرحها لا حتياج جل فقراتها إلى الشرح والبيان زيادة
على ما أورده الصدوق والله المستعان.
قولها عليهاالسلام
: « عائفة » أي كارهة ، يقال : عاف الرجل الطعام يعافيه عيافا
إذا كره ، و « القالية » : المبغضة قال تعالى : « ماودعك ربك وما قلى
» ولفظت الشئ من فمي : أي رميته وطرحته ، و « العجم » : العض تقول : عجمت العود أعجمه
____________________
بالضم إذا عضضته « وشنأه
» كمنعه وسمعه : أبغضه ، وسبرتهم أي اختبرتهم ، فعلى ما
في أكثر الروايات المعنى : طرحتهم وأبغضتهم بعد امتحانهم ومشاهدة سيرتهم وأطوارهم
وعلى رواية الصدوق المعنى : أني كنت عالمة بقبح سيرتهم وسوء سريرتهم فطرحتهم ، ثم
لما اختبرتهم شنئتهم وأبغضتهم أي تأكد إنكاري بعد الاختبار ، ويحتمل أن يكون
الاول إشارة إلى شناعة أطوارهم الظاهرة ، والثاني إلى خبث سرائرهم الباطنة.
قولها عليهاالسلام
: فقبحا لفلول الحد إلى قولها : خالدون ، قبحا بالضم مصدر
حذف فعله إما من قولهم : قبحه الله قبحا ، أو من قبح بالضم قباحة ، فحرف الجر
على الاول داخل على المفعول ، وعلى الثاني على الفاعل « والفلول » بالضم جمع فل
بالفتح ، وهو الثلمة والكسر في حد السيف ، وحكى الخليل في العين أنه يكون
مصدرا ولعله أنسب بالمقام ، وحد الشئ شباته ، وحد الرجل بأسه ، « والخور » بالفتح والتحريك : الضعف ، و « القناة » : الرمح و « الخطل » : بالتحريك المنطق
الفاسد
المضطرب ، وخطل الرأي فساده واضطرابه.
قولها عليهاالسلام
: « اللعب بعد الجد » أي أخذتم دينكم باللعب والباطل بعد أن كنتم
مجدين فيه آخذين بالحجة.
قولها عليهاالسلام
: وقرع الصفاة « الصفاة » الحجر الاملس أي جعلتم أنفسكم
مقرعا لخصامكم حتى قرعوا صفاتكم أيضا قال الجزري في حديث معاوية : يضرب
صفاتها بمعوله ، وهو تمثيل أي اجتهد عليه وبالغ في امتحانه واختباره ، ومنه الحديث
: لايقرع لهم صفاة ، أي لاينالهم أحد بسوء ، انتهى.
أقول
: لايبعد أن يكون كناية عن عدم تأثير
حيلتهم بعد ذلك ، وفلول
حدهم ، كما أن من يضرب السيف على الصفاة لايؤثر فيها ويفل السيف.
وصدع القناة : شقها ، والسأمة : الملال
، وقال الجزري : في حديث
علي : إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن. الافن النقص ، ورجل أفن
ومأفون أي ناقص العقل وقوله تعالى : « أن سخط الله
» هو المخصوص بالذم ، أو علة
الذم ، والمخصوص محذوف أي لبئس شيئا ذلك لان كسبهم السخط والخلود.
قولها عليهاالسلام
: لاجرم لقد قلدتهم ربقتها ، لاجرم كلمة تورد لتحقيق الشئ ، و
الربقة في الاصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أويدها تمسكها ، ويقال للحبل
الذي تكون فيه الربقة ربق وتجمع على ربق ورباق وأرباق ، والضمير في ربقتها راجع
إلى الخلافة المدلول عليها بالمقام ، أو إلى فدك ، أو حقوق أهل البيت عليهمالسلام أي
جعلت إثمها لازمة لرقابهم كالقلائد.
قولها : وشننت عليهم غارها ، الشن : رشن
الماء رشا متفرقا ، والسن بالمهملة
الصب المتصل ومنه قولهم : شبت عليهم الغارة إذا فرقت عليهم من كل وجه.
قولها : وحملتهم أوقتها قال الجوهري : الاوق
: الثقل يقال : ألقى عليه
أوقه ، وقد أوقته تأويقا أي حملته المشقة والمكروه.
قولها عليهاالسلام
: فجدعا وعقرا ، « الجدع » قطع الانف أو الاذن أو الشفة ، وهو
بالانف أخص ويكون بمعنى الحبس ، و « العقر » بالفتح الجرح ويقال في الدعاء على
الانسان : عقرا له وحلقا ، أي عقر الله جسده وأصابه بوجع في حلقه ، وأصل العقر
ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف ، ثم اتسع فيه فاستعمل في القتل والهلاك ، و
هذه المصادر يجب حذف الفعل منها و « السحق » بالضم : البعد.
قولها عليهاالسلام
: ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ويح كلمة تستعمل في
الترحم والتوجع والتعجب ، والزحزحة : التنحية : والتبعيد ، والزعزعة : التحريك والرواسي من الجبال : الثوابت الرواسخ ، وقواعد البيت : أساسه.
قولها عليهاالسلام
: والطبين ، هو بالطاء المهملة والباء الموحدة الفطن الحاذق.
قولها عليهاالسلام
: وما نقموا من أبي الحسن ـ إلى قولها ـ في ذات الله ، وفي كشف
الغمة وما الذي نقموا من أبي الحسن ، يقال : نقمت على الرجل كضربت ، وقال
الكسائى : كعلمت لغة أي عتبت عليه وكرهت شيئا منه ، والتنكير : الانكار
والتنكر : التغير عن حال يسرك إلى حال تكرهها ، والاسم النكير ، وما هنا
يحتمل المعنيين والاول أظهر أي إنكار سيفه فانه عليهالسلام
كان لايسل سيفه إلا لتغيير
المنكرات ، و « الوطأة » : الاخذة الشديدة والضغطة ، وأصل الوطئ : الدوس بالقدم
ويطلق على الغزو
والقتل لان من يطأ الشئ برجليه فقد استقصى في هلاكه
وإهانته ، و « النكال » : العقوبة التي تنكل الناس ، و « الوقعة » : صدمة الحرب ، وتنمر
فلان
أي تغير وتنكر وأوعد ، لان النمر لا تلقاه أبدا إلا متنكرا غضبان.
قولها : في ذات الله ، قال الطيبي : ذات
الشئ : نفسه وحقيقته ، والمراد ما
اضيف إليه ، وقال الطبرسي في قوله تعالى : « وأصلحوا ذات بينكم
» كناية عن
المنازعة والخصومة ، والذات : هي الخلقة والبنية ، يقال : فلان في ذاته صالح أي في
خلقته وبنية ، يعني أصلحوا نفس كل شئ بينكم ، أو أصلحوا حال كل نفس
بينكم ، وقيل : معناه وأصلحوا حقيقة وصلكم وكذلك معنى اللهم أصلح ذات البين
أي أصلح الحال التي بها يجتمع المسلمون انتهى.
أقول
: فالمراد بقولها : في ذات الله : أي في
الله ولله بناء على أن المراة بالذات
الحقيقة ، أو في الامور والاحوال التي تتعلق بالله من دينه وشرعه وغيره ذلك
كقوله تعالى : « إنه عليم
بذات الصدور » أي المضمرات التي
في الصدور.
قولها عليهاالسلام
: وتالله لو مالوا ، أي بعد أن مكنوه في الخلافة قولها عليهاالسلام
وتالله لو تكافوا ـ إلى قولها ـ بما كانوا يكسبون ، التكاف ، تفاعل من الكف وهو
الدفع والصرف ، والزمام ككتاب الخيط الذي يشد في البرة أو الخشاش ثم يشد
في طرفه المقود ، وقد يسمى المقود زماما ، ونبذه أي طرحه ، وفي الصحاح اعتلقه
أي أحبه ، ولعله هنا بمعنى تعلق به وإن لم أجد فيما عندنا من كتب اللغة.
والسجح ، بضمتين : اللين السهل ، والكلم
: الجرح ، والخشاش بكسر الخاء
المعجمة : ما يجعل في أنف البعير من خشب ويشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده
وتعتعت الرجل أي أقلقته وأزعجته.
والمنهل : المورد وهو عين ماء ترده
الابل في المراعي وتسمى المنازل التي
في المفاوز على طرق السفار : مناهل. لان فيها ماء قاله الجوهري ، وقال : ماء
نمير أي ناجع عذبا كان أو غيره ، وقال الصدوق نقلا عن الحسين بن عبدالله بن ـ
سعيد العسكري : النمير
الماء النامي في الجسد
، وقال الجوهري : الروي
سحابة عظيمة القطر شديدة الوقع ويقال : شربت شربا رويا ، والفضفاض : الواسع
يقال : ثوب فضفاض ، وعيش فضفاض ، ودرع فضفاضة ، وضعتا النهر بالكسر وقيل : وبالفتح : أيضا : جانباه ، وتطفح ، أي تمتلئ حتى تفيض.
ورنق الماء كفرح ونصر وترنق : كدر ، وصار
الماء رونقة : غلب الطين على
الماء ، والترنوق : الطين الذي في الانهار والمسيل ، فالظاهر أن المراد بقولها : ولا يترنق جانباه ، أنه لا ينقص الماء حتى يظهر الطين والحمأ من جانبي النهر
ويتكدر الماء بذلك ، وبطن كعلم : عظم بطنه من الشبع ، ومنه الحديث : تغدو
خماصا وتروح بطانا ، والمراد عظم بطنهم من الشرب.
وتحير الماء ، أي اجتمع ودار كالمتحير
يرجع أقصاه إلى أدناه ، ويقال : تحيرت الارض بالماء ، إذا امتلات ، ولعل الباء بمعنى في أي تحير فيهم الري
أو للتعدية أي صاروا حيارى لكثرة الري ، والري بالكسر والفتح ضد
العطش.
وفي رواية الشيخ : قد خثر ، بالخاء
المعجمة والثاء المثلثة أي أثقلهم من
قولك : أصبح فلان خاثر النفس ، أي ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط ، وحلي منه بخير
كرضي أي أصاب خيرا ، وقال الجوهري : قولهم : لم يحل منها بطائل أي لم
يستفد منها كثيرفائدة ، والتحلي : التزين ، والطائل : الغناء ، والمزية ، والسعة
والفضل ، والتغمر ، هو الشرب دون الري ، مأخوذ من الغمر بضم الغين المعجمة
وفتح الميم وهو القدح الصغير.
والناهل : العطشان والريان والمراد هنا
الاول ، والردع : الكف والدفع
والردعة : الدفعة منه ، وفي جميع الروايات سوى معاني الاخبار : سورة الساغب
وفيه : شررة الساغب ، ولعله من تصحيف النساخ ، والشرر : ما يتطاير من النار ، ولا
____________________
يبعد أن يكون من
الشرة بمعنى الحرص.
وسورة الشئ بالفتح : حدته وشدته ، والسغب
: الجوع.
وقال الفيروز آبادي : الحظوة بالضم
والكسر ، والحظة كعدة : المكانة
والحظ من الرزق ، وحظي كل واحد من الزوجين عند صاحبه كرضي ، والنائل : العطية ، ولعل فيه شبه القلب.
وقال الفيروز آبادي : الكافل : العائل ،
والذي لا يأكل أو يصل الصيام
والضامن انتهى.
أقول
: يمكن أن يكون هنا بكل من المعنيين
الاولين ويحتمل أن يكون
بمعنى كافل اليتيم ، فانه لايحل له الاكل إلا بقدر البلغة ، وحاصل المعنى أنه
لو منع كل منهم الاخرين عن الزمام الذي نبذه رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو تولي أمر
الامة ، لتعلق به أمير المؤمنين عليهالسلام
أو أخذه محبا له ولسلك بهم طريق الحق من
غير أن يترك شيئا من أوامر الله أو يتعدى حدا من حدوده ، ومن غير أن يشق على
الامة ، ويكلفهم فوق طاقتهم ووسعهم ، ولفازوا بالعيش الرغيد في الدنيا والاخرة
ولم يكن ينتفع من دنياهم وما يتولى من أمرهم إلا بقدر البلغة وسد الخلة.
قولها عليهاالسلام
: ألا هلم فاسمع ، في رواية ابن أبي الحديد : ألا هلمن فاسمعن
وما عشتن أرا كن الدهر عجبا ، إلى أي لجأ لجأوا واستندوا وبأي عروة تمسكوا
لبئس المولى ولبئس العشير ولبئس للظالمين بدلا ـ قال الجوهري : هلم يارجل
بفتح الميم بمعنى تعال يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث ، في لغة أهل الحجاز
وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين : هلما ، وللجمع : هلموا ، وللمرأة : هلمي ، وللنساء : هلممن والاول أفصح ، وإذا أدخلت عليه النون الثقيلة قلت : هلمن يارجل ، وللمرأة هلمن بكسر الميم وفي التثنية هلمان للمؤنث والمذكر
جميعا ، وهلمن يارجال بضم الميم ، وهلممنان يانسوة انتهى ، وعلى الروايات
الاخر الخطاب عام.
قولها : وما عشتن : أي أراكن الدهر شيئا
عجبا لايذهب عجبه وغرابته
مدة حياتكن ، أو
يتجد لكن كل يوم أمر عجيب متفرع على هذا الحادث
الغريب.
وقال الجوهري : شعرت بالشئ أشعر به شعرا
أي فطنت له ومنه قولهم : ليت شعري ، أي ليتني علمت ، واللجأ محركة : الملاذ والمعقل كالملجأ ، ولجأت إلى
فلان إذا استندت إليه واعتضدت به ، والسناد : ما يستند إليه.
وقال الجوهري : احتنك الجراد الارض أكل
ما عليها وأتى على نبتها
وقوله تعالى حاكيا عن إبليس « لاحتنكن
ذريته »
قال الفراء يريد الاستولين
عليهم ، والمراد بالذرية ذرية الرسول صلىاللهعليهوآله.
والمولى : الناصر والمحب ، والعشير : الصاحب
المخالط المعاشر ، ولبئس
للظالمين بدلا ، أي بئس البدل من اختاروه على إمام العدل وهو أمير المؤمنين عليهالسلام.
قولها عليهاالسلام
: استبدلوا ـ إلى قولها ـ : كيف تحكمون ، الذنابى بالضم ذنب
الطائر ومنبت الذنب والذنابي في الطائر أكثر استعمالا من الذنب وفي الفرس
والبعير ونحوهما الذنب أكثر ، وفي جناح الطائر أربع ذنابى بعد الخوافي وهي
ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح التي تسمى قوادم ، والذنابي من الناس : السفلة والاتباع.
والحرون : فرس لا ينقاد ، وإذا اشتدت به
الجري وقف ، وقحم في الامر
قحوما : رمى بنفسه فيه من غير روية ، استعير الاول للجبان والجاهل ، والثاني
للشجاع والعالم بالامور الذي يأتي بها من غير احتياج إلى ترو وتفكر ، والعجز
كالعضد مؤخر الشئ يؤنث ويذكر ، وهو للرجل والمرأة جميعا ، والكاهل : الحارك. وهو مابين الكتفين ، وكاهل القوم عمدتهم في المهمات وعدتهم للشدائد
والملمات
ورغما مثلثة مصدر رغم أنفه أي لصق بالرغام بالفتح وهوالتراب ، ورغم الانف
يستعمل في الذل والعجز عن الانتصار والانقياد على كره ، والمعاطس جمع معطس
بالكسر والفتح وهو الانف وقرئ في الاية « يهدي » بفتح الهاء وكسرها وتشديد
____________________
الدال فأصله يهتدي ،
وبتخفيف الدال وسكون الهاء.
قولها عليهاالسلام
: أما لعمر إلهك ، إلى آخر الخبر ، وفي بعض نسخ ابن أبي الحديد : أما لعمرالله ، وفي بعضها : أما لعمر إلهكن ، والعمر بالفتح والضم بمعنى العيش
الطويل ، ولا يستعمل في القسم إلا العمر بالفتح ، ورفعه بالابتداء أي عمر الله
قسمي
ومعنى عمر الله بقاؤه ودوامه.
ولقحت كعلمت أي حملت ، والفاعل فعلتهم ،
أو فعالهم ، أو الفتنة ، أو الازمنة
والنظرة بفتح النون وكسر الظاء التأخير ، واسم يقوم مقام الانظار ، ونظرة إما
مرفوع بالخبرية والمبتدأ محذوف كما في قوله تعالى « فنظرة إلى ميسرة
» أي
فالواجب نظرة ونحو ذلك ، وإما منصوب بالمصدرية ، أي انتظروا أو أنظروا نظرة
قليلة ، والاخير أظهر كما اختاره الصدوق.
وريثما تنتج : أي قدر ما تنتج ، يقال : نتجت
الناقة على مالم يسم فاعله تنتج
نتاجا وقد نتجها أهلها نتجا وأنتجت الفرس إذا حان نتاجها.
والقعب : قدح من خشب يروي الرجل ، أو
قدح ضخم ، واحتلاب طلاع
القعب هو أن يمتلئ من اللبن حتى يطلع عنه ويسيل ، والعبيط : الطري ، والذعاف
كغراب : السم ، والمقر بكسر القاف : الصبر ، وربما يسكن ، وأمقر أي صار مرا
والمبيد : المهلك ، وأمضه الجرج : أوجعه ، وغب كل شئ : عاقبته ، وطاب
نفس فلان بكذا : إي رضي به من دون أن يكرهه عليه أحد ، وطاب نفسه عن كذا
أي رضي ببذله.
و « نفسا » منصوب على التميز ، وفي كتاب
ناظر عين الغريبين
طأمنته : سكنته فاطمأن ، والجأش مهموزا : النفس والقلب أي اجعلوا قلوبكم مطمئنة
لنزول الفتنة ، والسيف الصارم : القاطع ، والغشم : الظلم ، والهرج : الفتنة
والاختلاط
وفي رواية ابن أبي الحديد : وقرح شامل ، فالمراد بشمول القرح ، إما للافراد
____________________
أو للاعضاء.
والاستبداد بالشئ : التفردبه. والضمير
المرفوع في « يدع » راجع إلى الاستبداد
والفئ : الغنيمة والخراج وماحصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب
والزهيد : القليل ، والحصيد : المحصود ، وعلى رواية : زرعكم كناية عن أخذ
أموالهم بغير حق ، وعلى رواية : جمعكم يحتمل ذلك ، وأن يكون كناية عن قتلهم
واستئصالهم.
وأنى بكم ، أي وأنى تلحق الهداية بكم ، وعميت
عليكم بالتخفيف أي خفيت
والتبست ، وبالتشديد على صيغة المجهول أي لبست ، وقرئ في الاية بهما.
والضمائر فيها ، قيل : هي راجعة إلى
الرحمة المعبر عن النبوة بها ، وقيل
إلى البينة وهي المعجزة ، أو اليقين والبصيرة في أمر الله ، وفي المقام يحتمل
رجوعها
إلى رحمة الله الشاملة للامامة والاهتداء إلى الصراط المستقيم ، بطاعة إمام العدل
إو إلى الامامة الحقة وطاعة من اختاره الله وفرض طاعته ، أو إلى البصيرة في الدين
ونحوها ، وإليكم عني : أي كفوا وأمسكوا ، وقولها : بعد تعذير كم أي تقصيركم
والمعذر : المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة.
١١
ـ كتاب دلائل الامامة للطبرى : عن
محمد بن هارون بن موسى التلعكبري
عن أبيه ، عن محمد بن همام ، عن أحمد البرقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قبضت فاطمة عليهاالسلام
في جمادى الاخرة يوم الثلثاء لثلاث خلون
منه سنة إحدى عشر من الهجرة : وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها
بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا ، ومرضت من ذلك مرضا شديدا ، ولم تدع
إحدا ممن آذاها يدخل عليها.
وكان الرجلان من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله سألا أمير المؤمنين
صلوات الله عليه
أن يشفع لهما إليها ، فسألها أميرالمؤمنين عليهالسلام
، فلما دخلا عليها قالا لها : كيف
أنت يابنت رسول الله؟ قالت : بخير بحمدالله ، ثم قالت لهما : ما سمعتما النبي
يقول : فاطمة بضعة
مني فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذي الله؟
قالا : بلى ، قالت : فوالله لقد آذيتماني ، قال : فخرجا من عندها عليهاالسلام وهي
ساخطة عليهما.
قال محمد بن همام : وروي أنها قبضت لعشر
بقين من جمادي الاخرة ، وقد
كمل عمرها يوم قبضت ثمانية عشر سنة وخمسا وثمانين يوما بعد وفاة أبيها ، فغسلها
أميرالمؤمنين عليهالسلام
، ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وام كلثوم وفضة
جاريتها وأسماء بنت عميس ، وأخرجها إلى البقيع في الليل ، ومعه الحسن والحسين
وصلى عليها ، ولم يعلم بها ، ولا حضر وفاتها ، ولاصلى عليها أحد من سائر الناس
غيرهم ، ودفنها بالروضة وعمي موضع قبرها.
وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون
قبرا جددا ، وإن المسلمين لما علموا
وفاتها جاؤوا إلى البقيع ، فوجدوا فيه أربعين قبرا ، فأشكل عليهم قبرها من سائر
القبور ، فضج الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا : لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتا واحدة
تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ، ولا تعرفوا قبرها.
ثم قال ولاة الامر منهم : هاتم من نساء
المسلمين من ينبش هذه القبور حتى
نجدها فنصلي عليها ونزور قبرها ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه فخرج
مغضبا قد احمرت عيناه ، ودرت أوداجه وعليه قباه الاصفر الذي كان يلبسه في
كل كريهة ، وهو متوكا على سيفه ذي الفقار ، حتى ورد البقيع ، فسار إلى
الناس النذير وقالوا : هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول
من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الاخر.
فتلقاه عمرو من معه من أصحابه وقال له :
مالك يا أبا الحسن والله لننبشن
قبرها ولنصلين عليها ، فضرب علي عليهالسلام
بيده إلى جوامع ثوبه فهزه ، ثم ضرب
به الارض ، وقال له : يا ابن السوداء أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس
عن دينهم ، وأما قبر فاطمة فو الذي نفس علي بيده ، لئن رمت وأصحابك شيئا من
ذلك لاسقين الارض من دمائكم ، فان شئت فأعرض ياعمر.
فتلقاه أبوبكر فقال : يا أبا الحسن بحق
رسول الله وبحق من فوق العرش
إلا خليت عنه فإنا غير فاعلين شيئا تكرهه ، قال : فخلى عنه وتفرق الناس ، ولم
يعودوا إلى ذلك.
١٢
ـ ما : ابن حمويه ، عن أبي الحسين ، عن أبي
خليفة ، عن العباس بن الفضل
عن محمد بن أبي رجاء ، عن إبراهيم ، عن سعد ، عن أبي إسحاق ، عن عبدالله بن علي
ابن أبي رافع ، عن أبيه ، عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : مرضت فاطمة ، فلما كان
اليوم الذي ماتت فيه قالت : هيئي لي ماء ، فصببت لها ، فاغتسلت كأحسن ماكانت
تغتسل ، ثم قالت : ائتيني بثياب جدد ، فلبستها ، ثم أتت البيت الذي كانت فيه
فقالت : افرشي لي في وسطه ، ثم اضطجعت واستقبلت القبلة ، ووضعت يدها تحت
خدها وقالت : إني مقبوضة الان فلا اكشفن فاني قد اغتسلت ، قالت : وماتت
فلما جاء علي أخبرته فقال : لا تكشف ، فحلمها يغسلها عليهاالسلام.
بيان
: لعلها عليهاالسلام
إنما نهت عن كشف العورة والجسد للتنظيف ، ولم تنه عن الغسل.
١٣
ـ لى : الدقاق ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن
النوفلى ، : عن ابن
البطائني ، عن أبيه ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس في خبر طويل قد أثبتناه في باب ما
أخبر
النبي صلىاللهعليهوآله
بظلم أهل البيت قال صلىاللهعليهوآله
:
وأما ابتني فاطمة فإنها سيدة نساء
العالمين ، من الاولين والاخرين وهي
بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤداي وهي روحي التي بين جنبي
وهي الحوراء الانسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها
لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لاهل الارض ، ويقول الله عزوجل
لملائكة ، ياملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ، ترتعد
فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، اشهدكم أني قد أمنت شيعتها
من النار.
وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي
، كأني بها وقد دخل الذل
بيتها ، وانتهكت
حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت
جنينها ، وهي تنادي : يامحمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث ، فلا تغاث ، فلا تزال بعدي
محزونة ، مكروبة ، باكية ، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر
فراقي اخرى ، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا
تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة.
فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره
بالملائكة فنادتها بما نادت به مريم بنت
عمران فتقول : يا فاطمة « إن الله اصطفيك وطهرك واصطفيك على نساء العالمين » يافاطمة
« اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين
»
ثم يبتدي بها الوجع فتمرض فيبعث الله
عزوجل إليها مريم بنت عمران
تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يارب إني قد سئمت الحياة وتبر مت
بأهل الدنيا ، فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عزوجل بي ، فتكون أول من يحلقني من
أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة ، مكروبة ، مغمومة ، مغصوبة ، متقولة ، فأقول عند
ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ، وخلد في نارك
من ضرب جنبيها حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين.
١٤
ـ لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن
أبي الخطاب ، عن حماد
ابن عيسى ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام
قال : قال جابر بن عبدالله : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
قبل موته بثلاث : سلام عليك يا
أبا الريحانتين ، اوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهدر كناك ، والله
خليفتي عليك.
فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله قال علي عليهالسلام : هذا أحد ركني
الذي قال لي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فلماماتت فاطمة عليهاالسلام
قال علي عليهالسلام
: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلىاللهعليهوآله.
مع
: أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد
بن يونس ، عن حماد مثله.
____________________
١٥
ـ أقول : وجدت في بعض الكتب خبرا في وفاتهاعليهاالسلام فأحببت إيراده
وإن لم آخذه من أصل يعول عليه.
روى ورقة بن عبدالله الازدي قال : خرجت
حاجا إلى بيت الله الحرام
راجيا لثواب الله رب العالمين ، فبينما أنا أطوف وإذا أنا بجارية سمراء ، ومليحة
الوجه
عذبد الكلام ، وهي تنادي بفصاحة منطقها ، وهي تقول :
اللهم رب الكعبة الحرام ، والحفظة
الكرام ، وزمزم والمقام ، والمشاعر العظام
ورب محمد خير الانام ، صلىاللهعليهوآله
البررة الكرام [ أسألك ] أن تحشرني مع
ساداتي الطاهرين ، وأبنائهم الغر المحجلين الميامين.
ألا فاشهدوا يا جماعة الحجاج والمعتمرين
أن موالي خيرة الاخيار ، وصفوة
الابرار ، والذين علا قدرهم على الاقدار ، وارتفع ذكرهم في سائير الامصار
المرتدين بالفخار .
قال ورقة بن عبدالله : فقلت : ياجارية
إني لاظنك من موالي أهل البيت عليهمالسلام
فقالت : أجل ، قلت لها : ومن أنت من مواليهم؟ قالت : أنا فضة أمة فاطمة الزهراء
ابنة محمد المصطفى صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
فقلت لها : مرحبابك وأهلا وسهلا ، فلقد
كنت مشتاقا إلى كلامك ومنطقك
فاريد منك الساعة أن تجيبني من مسألة أسألك ، فاذا أنت فرغت من الطواف
قفي لي عند سوق الطعام حتى آتيك وأنت مثابه مأجورة ، فافترقنا.
فلما فرغت من الطواف وأردت الرجوع إلى
منزلي جعلت طريقي على سوق الطعام
وإذا أنا بها جالسة في معزل عن الناس ، فأقبلت عليها واعتزلت بها وأهديت إليها
هدية ولم أعتقد أنها صدقة ، ثم قلت لها : يا فضة أخبريني عن مولاتك فاطمة الزهراء
عليهاالسلام
وما الذي رأيت منها عند وفاتها بعد موت أبيها محمد صلىاللهعليهوآله.
قال ورقة : فلما سمعت كلامي تغرغرت
عيناها بالدموع ثم انتحبت نادبة
وقالت : ياورقة بن عبدالله هيجت علي حزنا ساكنا ، وأشجانا في فؤادي كانت
____________________
كامنة ، فاسمع الان
ماشاهدت منها عليهاالسلام.
اعلم أنه لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله افتجع له الصغير
والكبير ، وكثر عليه
البكاء ، وقل العزاء ، وعظم رزؤه على الاقرباء والاصحاب والاولياء والاحباب
والغرباء والانساب ، ولم تلق إلا كل باك وباكية ، ونادب ونادبة ، ولم يكن في
أهل الارض والاصحاب ، والاقرباء والاحباب ، أشد حزنا وأعظم بكاء وانتحابا
من مولاتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام
، وكان حزنها يتجدد ويزيد ، وبكاؤها يشتد.
فجلست سبعة أيام لايهدأ لها أنين ، ولايسكن
منها الحنين ، كل يوم
جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الاول ، فلما كان في اليوم الثامن أبدت ما كتمت
من الحزن ، فلم تطق صبرا إذ خرجت وصرخت ، فكأنها من فم رسول الله صلىاللهعليهوآله
تنطق ، فتبادرت النسوان ، وخرجت الولائد والولدان ، وضج الناس بالبكاء والنحيب
وجاء الناس من كل مكان ، واطفئت المصابيح لكيلا تتبين صفحات النساء
وخيل إلى النسوان أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد قام من قبره ، وصارت الناس في دهشة
وحيرة لما قد رهقهم ، وهي عليهاالسلام
تنادي وتندب أباه : وا أبتاه ، واصفياه ، وامحمداه!
وا أبا القاسماه ، وا ربيع الارامل واليتامى ، من للقبلة والمصلى ، ومن لابنتك
الوالهة الثكلى.
ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لا تبصر
شيئا من عبرتها ، ومن تواتر دمعتها
حتى دنت من قبر أبيها محمد صلىاللهعليهوآله
فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة
فقصرت خطاها ، ودام نحيبها وبكاها ، إلى أن اغمي عليها ، فتبادرت النسوان إليها
فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجبينها حتى أفاقت ، فلما أفاقت من غشيتها قامت
وهي تقول.
رفعت قوتي ، وخانني جلدي ، وشمت بي عدوي
، والكمد قاتلي ، يا أبتاه
بقيت والهة وحيدة ، وحيرانة فريدة ، فقد انخمد صوتى ، وانقطع ظهري ، وتنغص
عيشي ، وتكدر دهري ، فما أجد يا أبتاه بعدك أنيسا لوحشتي ، ولا رادا لدمعتي
ولا معينا لضعفي ، فقد فني بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرئيل ، ومحل ميكائيل
انقلبت بعدك يا
أبتاه الاسباب ، وتغلقت دوني الابواب ، فأنا للدنيا بعدك قالية
وعليك ما ترددت أنفاسي باكيه ، لا ينفذ شوقي إليك ، ولا حزني عليك.
ثم نادت : يا أبتاه والباه ، ثم قالت :
إن حزني عليك حزن جديد
|
|
وفؤادي والله صب عنيد
|
كل يوم يزيد فيه شجوني
|
|
واكتيابي عليك ليس يبيد
|
جل خطبي فبان عني عزائي
|
|
فبكائي كل وقت جديد
|
إن قلبا عليك يألف صبرا
|
|
أو عزاء فإنه لجليد
|
ثم نادت : يا أبتاه انقطعت بك الدنيا
بأنوارها ، وزوت زهرتها وكانت ببهجتك
زاهرة ، فقد اسود نهارها ، فصار يحكي حنادسها رطبها ويابسها ، يا أبتاه لازلت
آسفة عليك إلى التلاق ، يا أبتاه زال غمضي منذ حق الفراق ، يا أبتاه من للارامل
والمساكين ، ومن للامة إلى يوم الدين ، يا أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفين
يا أبتاه أصبحت الناس عنا معرضين ، ولقد كنا بك معظمين في الناس غير مستضعفين
فأي دمعة لفراقك لا تنهمل ، وأي حزن بعدك عليك لايتصل ، وأي جفن بعدك
بالنوم يكتحل ، وأنت ربيع الدين ، ونور النبيين ، فكيف للجبال لا تمور ، وللبحار
بعدك لا تغور ، والارض كيف لم تتزلزل.
رميت يا أبتاه بالخطب الجليل ، ولم تكن
الرزية بالقليل ، وطرقت يا أبتاه
بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول.
بكتك يا أبتاه الاملاك ، ووقفت الافلاك
، فمنبرك بعدك مستوحش ، ومحرابك خال
من مناجاتك ، وقبرك فرح بمواراتك ، والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك.
ويا أبتاه ما أعظم
ظلمة مجالستك ، فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلا عليك
واثكل أبوالحسن المؤتمن أبوولديك ، الحسن والحسين ، وأخوك ووليك
وحبيبك ومن ربيته صغيرا ، واخيته كبيرا ، وأحلى أحبابك وأصحابك إليك من كان
منهم سابقا ومهاجرا وناصرا ، والثكل شاملنا ، والبكاء قاتلنا ، والاسى لازمنا
ثم زفرت زفرة وأنت أنة كادت روحها أن
تخرج ثم قالت :
قل صبري وبان عني عزائي
|
|
بعد فقدي لخاتم الانبياء
|
عين ياعين اسكبي الدمع سحا
|
|
ويك لا تبخلي بفيض الدماء
|
يارسول الاله ياخيرة الله
|
|
وكهف الايتام والضعفاء
|
قد بكتك الجبال والوحش جمعا
|
|
والطير والارض بعد بكي السماء
|
وبكاك الحجون والركن والمشغر
|
|
ياسيدي مع البطحاء
|
وبكاك المحراب والدرس
|
|
للقرآن في الصبح معلنا والمساء
|
وبكاك الاسلام إذصار في النا
|
|
س غريبا من سائر الغرباء
|
لو ترى المنبر الذي كنت تعلو
|
|
ه علاه الظلام بعد الضياء
|
يا إلهي عجل وفاتي سريعا
|
|
فلقد تنغصت الحياة يامولائي
|
قالت : ثم رجعت إلى منزلها وأخذت
بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، وهي لاترقأ دمعتها. ولا تهدأ زفرتها.
واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى
أميرالمؤمنين علي عليهالسلام
فقالوا له : يا أبا الحسن إن فاطمة عليهاالسلام
تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنا بالنوم في الليل
على فرشنا ، ولابالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ، وإنا نخبرك أن تسألها
إما أن تبكي ليلا أو نهارا ، فقال عليهالسلام
: حبا وكرامة.
فأقبل أميرالمؤمنين عليهالسلام حتى دخل على فاطمة عليهاالسلام وهي لا تفيق من
البكاء ولا ينفع فيها العزاء فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : يابنت رسول
الله
ـ صلىاللهعليهوآله
ـ إن شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلا
وإما نهارا.
فقالت : يا أبا الحسن ما أقل مكثي بينهم وما
أقرب مغيبي من بين أظهر هم
فوالله لا أسكت ليلا ولا نهارا أو ألحق بأبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال لها علي عليهالسلام : افعلي
يابنت رسول الله مابدالك.
ثم إنه بنى لها بيتا في البقيع نازحا عن
المدينة يسمى بيت الاحزان ، وكانت
إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين عليهماالسلام
أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية
فلا تزال بين القبور
باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أميرالمؤمنين عليهالسلام
إليها وساقها بين
يديه إلى منزلها.
ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لها بعد موت
أبيها سبعة وعشرون يوما ، و
اعتلت العلة التي توفيت فيها ، فبقيت إلى يوم الاربعين ، وقد صلى أميرالمؤمنين
عليهالسلام
صلاة الظهر وأقبل يرد المنزل إذا استقبلته الجواري باكيات حزينات
فقال لهن : ما الخبر ومالي أراكن متغيرات الوجوه والصور؟ فقلن : يا أميرالمؤمين
أدرك ابنة عمك الزهراء عليهاالسلام
ومانظنك تدركها.
فأقبل أميرالمؤمنين عليهالسلام مسرعا حتى دخل
عليها ، وإذا بها ملقاه على
فراشها وهو من قباطي مصروهي تقبض يمينا وتمد شمالا ، فألقى الرداء عن عاتقه
والعمامة عن رأسه ، وحل أزراره ، وأقبل حتى أخذ رأسها وتركه في حجره ، و
ناداها : يازهراء! فلم تكلمه ، فناداها : يا بنت محمد المطفى! فلم تكلمه ، فناداها
: يابنت من حمل الزكاة في طرف ردائه وبذلها على الفقراء! فلك تكلمه ، فناداها : يا ابنة من صلى بالملائكة في السماء مثنى مثني! فلم تكلمه ، فناداها : يا فاطمة
كلميني
فأنا بان عمك علي بن أبي طالب.
قال : ففتحت عينيها في وجهه ونظرت إليه
وبكت وبكى وقال : ما الذي
تجدينه فأنا ابن عمك علي بن أبيطالب.
فقالت : يا ابن العم إني أجد الموت الذي
لابد منه ولا محيص عنه ، وأنا أعلم
أنك بعدي لا تصبر على قلة التزويج فان أنت تزوجت امرأة اجعل لها يوما وليلة
واجعل لاولادي يوما وليلة يا أبا الحسن ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين
غريبين منكسرين فانهما بالامس فقدا جدهما واليوم يفقدان ، امهما ، فالويل لامة
تقتلهما وتبغضهما ثم أنشأت تقول :
ابكني إن بكيت يا خير هادي
|
|
واسبل الدمع فهو يوم الفراق
|
ياقرين البتول اوصيك بالنسل
|
|
فقد أصبحا حليف اشتياق
|
ابكني وابك لليتامى ولا تنس
|
|
قتيل العدى بطف العراق
|
فارقوا فاصبحوا يتامى حيارى
|
|
يحلف الله فهو يوم الفراق
|
قالت : فقال لها علي عليهالسلام : من أين لك يا بنت
رسول الله هذا الخبر ، والوحي
قد انقطع عنا؟ فقالت : يا أبا الحسن رقدت الساعة فرأيت حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله
في قصر من الدر الابيض فلما رآني قال : هلمي إلي يا بنية فاني إليك مشتاق
فقلت : والله إني لاشد شوقا منك إلى لقائك ، فقال : أنت الليلة عندي وهو الصادق
لما وعد والموفي لما عاهد.
فاذا أنت قرأت يس فاعلم أني قد قضيت
نحبي فغسلني ولا تكشف عني فاني
طاهرة مطهرة وليصل علي معك من أهلي الادني فالادنى ومن رزق أجري
وادفني ليلا في قبري ، بهذا أخبرني حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال علي : والله لقد أخذت في أمرها
وغسلتها في قميصها ولم أكشفه عنها
فوالله لقد كانت ميمونة طاهرة مطهرة ثم حنطتها من فضلة حنوط رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكفنتها وأدرجتها في أكفانها فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت يا ام كلثوم!
يازينب! يا سكينة! يافضة! يا حسن! يا حسين! هلموا تزو دوا من امكم فهذا
الفراق واللقاء في الجنة.
فأقبل الحسن والحسين عليهماالسلام وهما يناديان
واحسرتا لا تنطفئ أبدا من فقد
جدنا محمد المصطفى وامنا فاطمة الزهراء يا ام الحسن يا ام الحسين إذا لقيت
جدنا محمد امصطفى فاقرئيه منا السلام وقولي له : إنا قد بقينا بعد يتيمين في
دار الدنيا.
فقال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : إني اشهد الله
أنها قد حنت وأنت ومدت
يديها وضمتها إلى صدرها مليا وإذا بهاتف من السماء ينادي يا أبا الحسن ارفعها
عنها فلقد أبكيا والله ملائكة السماوات فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب ، قال : فرفعتهما عن صدرها وجعلت أعقد الرداء وأنا انشد بهذه الابيات :
فراقك أعظم الاشياء عندي
|
|
وفقدك فاطم أدهى الثكول
|
سأبكي حسرة وأنوح شجوا
|
|
على خل مضى أسنى سبيل
|
ألا يا عين جودي واسعديني
|
|
فحزني دائم أبكي خليلي
|
ثم حملها على يده وأقبل بها إلى قبر
أبيها ونادى : السلام عليك يارسول الله
السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا نور الله ، السلام عليك يا صفوة الله
مني
السلام عليك والتحية واصلة مني إليك ولديك ، ومن ابنتك النازلة عليك بفنائك
وإن الوديعة قد استردت ، والرهينة قد اخذت ، فواحزناه على الرسول ، ثم من
بعده على البتول ، ولقد اسودت علي الغبراء ، وبعدت عني الخضراء ، فواحزناه
ثم وا أسفاه.
ثم عدل بها على الروضة فصلى عليه في
أهله وأصحابه ومواليه وأحبائه وطائفة
من المهاجرين والانصار ، فلما واراها وألحدها في لحدها أنشأ بهذه الابيات يقول :
أرى علل الدنيا علي كثيرة
|
|
وصاحبها حتى الممات عليل
|
لكل اجتماع من خليلين فرقة
|
|
وإن بقائي عندكم لقليل
|
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد
|
|
دليل على أن لا يدوم خليل
|
١٦ ـ قب : قبض
النبي صلىاللهعليهوآله
ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر و
عاشت بعده اثنين وسبعين يوما ويقال : خمسة وسبعين يوما وقيل : أربعة أشهر ، وقال
القرباني : قد قيل أربعين يوما وهو أصح وتوفيت عليهاالسلام
ليلة الاحد لثلاث عشرة ليلة
خلت من شهر ربيع الاخر سنة إحدى عشرة من الهجرة ومشهدها بالبقيع وقالوا : إنها دفنت في بيتها وقالوا : قبرها بين قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ومنبره.
السمعاني في الرسالة ، وأبونعيم في
الحلية ، وأحمد في فضائل الصحابة ، و
النطنزي في الخصائص وابن مردويه في فضائل أميرالمؤمنين عليهالسلام والزمخشري في
الفائق ، عن جابر قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي قبل موته : السلام عليك أبا الريحانتين
اوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهد ركناك عليك ، قال : فلما قبض
رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال علي : هذا أحد الركنين ، فلما ماتت فاطمة قال علي : هذا
هو الركن الثاني.
البخاري ومسلم والحلية ومسند أحمد بن
حنبل روت عائشة أن النبي صلىاللهعليهوآله
دعا
فاطمة في شكواه الذي
قبض فيه فسارها بشئ فبكت ، ثم دعاها [ فسارها ] فضحكت
فسألت عن ذلك فقالت : أخبرني النيي صلىاللهعليهوآله
أنه مقبوض فبكيت ثم أخبرني أني
أول أهله لحوقا به فضحكت.
كتاب ابن شاهين قالت ام سلمة وعائشة : إنها
لما سئلت عن بكائها وضحكها
قالت : أخبرني النبي صلىاللهعليهوآله
أنه مقبوض ثم أخبر أن بني سيصيبهم بعدي شدة
فبكيت ، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت.
وفي رواية أبي بكر الجعابي وأبي نعيم
الفضل بن دكين والشعبي عن مسروق
وفي السنن عن القزويني ، والابانة عن العكبري ، والمسند عن الموصلي ، و
الفضائل ، عن أحمد بأسانيدهم ، عن عروة ، عن مسروق قالت عائشة : أقبلت فاطمة
تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال رسول الله : مرحبابابنتي فأجلسها
عن يمينه وأسر إليها حديثا فبكت ، ثم أسر إليها حديثا فضحكت فسألتها عن ذلك
فقالت : ما افشي سر رسول الله صلىاللهعليهوآله.
حتى إذا قبض سألتها فقالت : إنه أسر إلي
فقال : إن جبرئيل كان
يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وإنه عارضني به العام مرتين ولا أراني إلا وقد
حضرأجلي وإنك لاول أهل بيتى لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك. بكيت لذلك
ثم قال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين فضحكت لذلك.
وروي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة
الرأس ، ناحلة الجسم ، منهدة الركن
باكية العين ، محترقة القلب ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وتقول لو لديها : أين
أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة؟ أين أبوكما الذي كان
أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الارض؟ ولا أراه يفتح هذا الباب
أبدا ولا يحملكما على عاتقة كما لم يزل يفعل بكما.
ثم مرضت ومكثت أربعين ليلة ثم دعت ام
أيمن وأسماء بنت عميس
و
____________________
عليا عليهالسلام وأوصت إلى علي
بثلات : أن يتزوج بابنة [ اختها ]
أمامه لحبها
أولادها ، وأن يتخذ نعشا لانها كانت رأت الملائكة تصور واصورته ووصفته له ، وأن
لايشهد أحد جنازتها ممن ظلمها وأن لايترك أن يصلي عليها أحد منهم.
وذكر مسلم عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن
الزهري ، عن عروة ، عن
عائشة ، وفي حديث الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة
في خبر طويل يذكر فيه أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأل ميراثها من رسول الله
ـ القصة ـ قال : فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ولم يؤذن بها أبوبكر يصلي
عليها.
الواقدي : إن فاطمة لما حضرتها الوفاة
أوصت عليا أن لا يصلي عليها أبوبكر
وعمر فعمل بوصيتها.
عيسى بن مهران ، عن مخول بن إبراهيم ، عن
عمربن ثابت ، عن أبي إسحاق
عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : أوصت فاطمة أن لا يعلم إذا ماتت أبوبكر ولا
____________________
عمر ، ولا يصليا
عليها ، قال : فدفنها علي عليهالسلام
ليلا ولم يعلمهما بذلك.
تاريخ أبي بكر بن كامل قالت عائشة : عاشت
فاطمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
ستة
أشهر فلما توفيت دفنها علي ليلا وصلى عليها علي.
وروى فيه عن سفيان بن عيينة وعن الحسن
بن محمد وعبدالله بن أبي شيبة ، عن
يحيى بن سعيد القطان ، عن معمر ، عن الزهري أن فاطمة عليهاالسلام
دفنت ليلا.
وعنه في هذا الكتاب أن اميرالمؤمنين
والحسن والحسين عليهمالسلام
دفنوها ليلا وغيبوا قبرها.
تاريخ الطبري : إن فاطمة دفنت ليلا ولم
يحضرها إلا العباس وعلي و
المقداد والزبير وفي رواياتنا أنه صلى عليها أميرالمؤمنين والحسن والحسين وعقيل
وسلمان وأبوذر والمقداد وعمار وبريدة ، وفي رواية والعباس وابنه الفضل ، وفي
رواية وحذيفة وابن مسعود.
الاصبغ بن نباته أنه سأل أميرالمؤمنين عليهالسلام عن دفنها ليلا فقال
: إنها كانت
ساخطه على قوم كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولاهم أن يصلي على
أحد من ولدها.
وروي أنه سوى قبرها مع الارض مستويا
وقالوا : سوى حواليها قبورا
مزورة مقدار سبعة حتى لايعرف قبرها ، وروي أنه رش أربعين قبرا حتى لايبين
قبرها من غيره من القبور ، فيصلوا عليها.
أبوعبدالله حمويه بن علي البصري وأحمد
بن حنبل وأبوعبدالله بن بطة
بأسانيدهم قالت ام سلمى امرأة أبي رافع
: اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيها
وكنت امرضها فأصبحت يوما أسكن ما كانت ، فخرج علي إلى بعض حوائجه
فقالت : اسكبي لي غسلا فسكبت ، فقامت واغتسلت أحسن ما يكون من الغسل
____________________
ثم لبست أثوابها
الجدد ثم قالت : افرشي وسط البيت ثم استقبلت القبلة و
نامت ، وقالت : أنا مقبوضة ، وقد اغتسلت فلا يكشفني أحد ثم وضعت خدها على
يدها وماتت.
وقالت أسماء بنت عميس : أوصت إلي فاطمة
أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا
وعلي فأعنت عليا على غسلها.
كتاب البلاذري إن أميرالمؤمنين عليهالسلام غسلها من معقد
الازار وإن أسماء بنت
عميس غسلتها من أسفل ذلك.
أبوالحسن الخزاز القمي في الاحكام
الشرعية سئل أبوعبدالله عليهالسلام
عن
فاطمة من غسلها؟ فقال : غسلها أميرالمؤمنين لانها كانت صديقة [ و ] لم يكن ليغسلها
إلا صديق.
وروي أن اميرالمؤمنين عليهالسلام قال عند دفنها : السلام
عليك إلى آخر ما سيأتي
نقلا من الكافي.
وروي أنه لما صاربها إلى القبر المبارك
خرجت يد فتناولتها ، وانصرف.
عبدالرحمان الهمداني وحميد الطويل أنه عليهالسلام أنشأ على شفير
قبرها :
ذكرت أباودي فبت كأنني
|
|
برد الهموم الماضيات وكيل
|
لكل اجتماع من خليلين فرقة
|
|
وكل الذي دون الفراق قليل
|
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد
|
|
دليل على أن لا يدوم خليل
|
فأجاب هاتف :
يريد الفتى أن لايموت خليليه
|
|
وليس له إلا الممات سبيل
|
فلابد من موت ولابد من بلى
|
|
وإن بقائي بعدكم لقليل
|
إذا انقطعت يوما من العيش مدتي
|
|
فإن بكاء الباكيات قليل
|
ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي
|
|
ويحدث بعدي للخليل بديل
|
بيان
: « أباودي » أي من كان يلازم ودي وحبي ، والحاصل
أني ذكرت
محبوبي فبت كأنني لشدة همومي ضامن لرد كل هم وحزن كان لي قبل ذلك
وقوله : « فلابد من
موت » لعله من تتمة أبياته عليهالسلام
لا كلام الهائف ، ولو كان من
كلام الهاتف فلعله ألقاه على وجه التلقين.
١٧
ـ قب : قال أبوجعفر الطوسي : الاصوب أنها
مدفونة في دارها أو
في الروضة.
يؤيد قوله قول النبي صلىاللهعليهوآله إن بين قبري ومنبري
روضة من رياض الجنة
وفي البخاري « بين بيتي ومنبري » وفي الموطأ والحلية والترمذي ومسند أحمد
ابن حنبل « مابين بيتى ومنبري ».
وقال صلىاللهعليهوآله
: منبري على ترعة من ترع الجنة وقالوا : حد الروضة مابين
القبر إلى المنبر إلى الاساطين التي تلي صحن المسجد.
أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت أبا
الحسن عليهالسلام
عن قبر فاطمة فقال : دفنت في بيتها فلما زادت بنو امية في المسجد صارت في المسجد.
يزيد بن عبدالملك ، عن أبيه ، عن جده
قال : دخلت على فاطمة عليهاالسلام
فبدأتني
بالسلام ثم قالت : ما غدابك؟ قلت : طلب البركة قالت : أخبرني أبي وهو ذا : من سلم عليه أو علي ثلاثة أيام أو جب الله له الجنة ، قلت لها : في حياته وحياتك؟
قالت : نعم وبعد موتنا.
١٨
كشف : روي أن أبا جعفر عليهالسلام أخرج سفطا أو حقا
وأخرج منه كتابا
فقرأه وفيه وصية فاطمة عليهاالسلام
« بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصت به فاطمة بنت
محمد صلىاللهعليهوآله
أوصت بحوائطها السبعة إلى علي بن أبي طالب ، فان مضى فالى الحسن
فان مضى فالى الحسين ، فان مضى فالى الاكابر من ولدي » شهد المقداد بن الاسود
والزبير بن العوام وكتب علي بن أبي طالب.
وعن أسماء بنت عميس قالت : أوصتني فاطمة
عليهاالسلام
أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا وعلي فغسلتها أنا وعلي عليهالسلام.
وقيل : قالت فاطمة عليهاالسلام لاسماء بنت عميس
حين توضأت وضوءها للصلاة : هاتى طيبي الذي أتطيب به ، وهاتي ثيابي التي اصلي فيها ، فتوضأت ثم وضعت
رأسها فقالت لها : اجلسي
عند رأسي فاذا جاء وقت الصلاة فأقيميني فإن قمت وإلا
فأرسلي إلى علي.
فلما جاء وقت الصلاة قالت : الصلاة يا
بنت رسول الله ، فاذا هي قد قبضت
فجاء علي فقالت له : قد قبضت ابنة رسول الله قال علي : متى؟ قالت حين أرسلت إليك
قال : فأمر أسماء فغسلتها وأمر الحسن والحسين عليهماالسلام
يدخلان الماء ودفنها ليلا
وسوى قبرها فعوتب [ على ذلك ] فقال : بذلك أمرتني.
وروي أنها بقيت بعد أبيها أربعين صباحا
ولما حضرتها الوفاة قالت لاسماء : إن جبرئيل أتى النبي صلىاللهعليهوآله
لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثا ثلثا
لنفسه ، وثلثا لعلي وثلثا لي ، وكان أربعين درهما فقالت : يا أسماء ائتيني ببقية
حنوط والدي من موضع كذا وكذا فضعيه عند رأسي فوضعته ، ثم تسجت بثوبها وقالت : انتظريني
هنيهة وادعيني فان أجبتك وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي صلىاللهعليهوآله.
فانتظرتها هنيهة ثم نادتها فلم تجبها
فنادت : يا بنت محمد المصطفى! يا بنت
أكرم من حملته النسا! يا بنت خير من وطئ الحصا! يا بنت من كان من ربه
قاب قوسين أو أدنى! قال : فلم تجبها ، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت
الدنيا فوقعت عليها تقبلها وهي تقول : فاطمة! إذا قدمت على أبيك رسول الله فاقرئيه
عن أسماء بنت عميس السلام.
فبينا هي كذلك إذ دخل الحسن والحسين
فقالا : يا أسماء ما ينيم امنا في هذه
الساعة؟ قالت : يا ابني رسول الله ليست امكما نائمة ، قد فارقت الدنيا فوقع
عليها الحسن يقبلها مرة ويقول : يا اماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني قالت : وأقبل الحسين يقبل رجلها ويقول : يا اماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن يتصدع
قلبي فأموت.
قالت لها أسماء : يا ابني رسول الله
انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت
امكما ، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء ، فابتدرهما جميع
الصحابة فقالوا ما يبكيكما يا ابني رسول الله لا أبكى الله أعينكما لعلكما نظرتما
إلى موقف جدكما
فبكيتما شوقا إليه.
فقالا : [ لا ] أوليس قد ماتت امنا
فاطمة صلوات الله عليها قال : فوقع علي عليهالسلام
على وجهه يقول : بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك
ثم قال :
لكل اجتماع من خليلين فرقة
|
|
وكل الذي دون الفراق قليل
|
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد
|
|
دليل على أن لا يدوم خليل
|
ثم قال عليهالسلام
: يا أسماء غسليها وحنطيها كفنيها قال : فغسلوها وكفنوها
وحنطوها وصلوا عليها ليلا ودفنوها بالبقيع وماتت بعد العصر.
وقال ابن بابويه رحمهالله : جاء هذا الخبر
كذا والصحيح عندي أنها دفنت
في بيتها فلما زاد بنو امية في المسجد صارت في المسجد.
قلت : الظاهر والمشهور مما نقله الناس
وأرباب التواريخ والسير أنها عليهاالسلام
دفنت بالبقيع كما تقدم.
وروى مرفوعا إلى سلمى ام بني رافع قالت
: كنت عند فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
في شكواها التي ماتت فيها قالت : فلما كان في بعض الايام وهي أخف ما نراها
فغدا علي بن أبي طالب في حاجته وهويرى يومئذ أنها أمثل ما كانت فقالت : يا
امه اسكبي لي
غسلا ففعلت فاغتسلت كأشد مارأيتها ثم قالت لي : أعطيني ثيابي
الجدد فأعطيتها فلبست ثم قالت : ضعي فراشي واستقبليني ثم قالت : إني قد فرغت
من نفسي فلا اكشفن إني مقبوضة الان ثم توسدت يدها اليمنى واستقبلت القبلة
فقبضت.
فجاء علي عليهالسلام
ونحن نصيح فسأل عنها فأخبرته فقال : إذا والله لا تكشف
فاحتملت في ثيابها فغيبت.
____________________
أقول : إن هذا الحديث قد رواه ابن
بابويه رحمهالله
كما ترى وقدروى
أحمد بن حنبل في مسنده عن ام سلمى
قالت : اشتكت فاطمة عليهاالسلام
شكواها التي
قبضت فيه فكنت امرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها ذلك.
قالت : وخرج علي عليهالسلام لبعض حاجته فقالت :
يا اماه اسكبي لي غسلا
فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت : يا اماه أعطيني
ثيابي الجدد ، فأعطيتها فلبستها ثم قالت : يا اماه قدمي لي فراشي وسط البيت
ففعلت ، فاضطجعت واستقبلت القبلة ، وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت : يا اماه إني مقبوضة الان وقد تطهرت فلا يكشفني أحد فقبضت مكانها قالت : فجاء علي عليهالسلام
فأخبرته.
واتفاقهما من طرق الشيعة والسنة على
نقله مع كون الحكم على خلافه عجيب
فان الفقهاء من الطريقين لا يجيزون الدفن إلا بعدالغسل إلا في مواضع ليس
هذا منه ، فكيف رويا هذا الحديث ولم يعللاده ولا ذكرا فقهه ، ولا نبها على الجواز
ولا المنع ، ولعل هذا أمر يخصها عليهاالسلام
وإنما استدل الفقهاء على أنه يجوز للرجل
أن يغسل زوجته بأن عليا غسل فاطمة عليهماالسلام
وهو المشهور.
وروى ابن بابويه مرفوعا إلى الحسن بن
علي عليهماالسلام
أن عليا غسل فاطمة عليهماالسلام
وعن علي أنه صلى الله على فاطمة ، وكبر عليها خمسا ودفنها ليلا وعن محمد بن
علي عليهماالسلام
أن فاطمة عليهاالسلام
دفنت ليلا.
بيان
: قد بينا في كتاب المزار أن الاصح أنها
مدفونة في بيتها وأما ما
ذكره من ترك غسلها فالاولى أن يأول بما ذكرنا سابقا من عدم كشف بدنها
للتنظيف [ فلا تنافي ] للاخبار الكثيرة الدالة على أن عليا عليهالسلام غسلها ويؤيد ما
ذكرنا من التأويل مامر في رواية ورقة فلا تغفل.
١٩
كشف : ونقلت من كتاب الذرية الطاهرة للدولابي
في وفاتها
عليهاالسلام
ما نقله عن رجاله قال : لبثت فاطمة بعد النبي صلىاللهعليهوآله
ثلاثة أشهر ، وقال
____________________
ابن شهاب : ستة أشهر
وقال الزهري : ستة أشهر ومثله عن عائشة ومثله عن عروة بن
الزبير أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام
خسما وتسعين ليلة ـ في سنة إحدى عشرة ـ
وقال ابن قتيبة في معارفة : مائة يوم.
وقيل : ماتت في سنة إحدى عشرة ليلة
الثلثاء لثلاث ليال من شهر رمضان وهي
بنت تسع وعشرين سنة أو نحوها.
وقيل : دخل العباس على علي بن أبي طالب
وفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأحدهما يقول لصاحبة : أينا أكبر فقال العباس : ولدت يا علي قبل بناء قريش
البيت بسنوات وولدت [ ابنتي ] وقريش تبني البيت ورسول الله صلىاللهعليهوآله ابن خمس
وثلاثين سنة قبل النبوة بخمس سنين.
وروي أنها أوصيت عليا عليهالسلام وأسماء بنت عميس أن
يغسلاها.
وعن ابن عباس قال : مرضت فاطمة مرضا
شديدا فقالت لاسماء بنت عميس : ألا ترين إلى ما بلغت فلا تحمليني على سرير ظاهر فقالت : لا لعمري ولكن أصنع
نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة.
قالت : فأرينيه فأرسلت إلى جرائد رطبة
فقطعت من الاسواق ثم جعلت على
السرير نعشا وهو أول ما كان النعش فتبسمت وما رؤيت متبسمة إلا يومئذ ثم
حملناها فدفناها ليلا وصلى عليها العباس بن عبدالمطلب ونزل في حفرتها هو وعلي
والفضل بن عباس.
وعن أسماء بنت عميس أن فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
قالت لاسماء : إني
قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى فقالت
أسماء : يابنت رسول الله أنا اريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ، قال : فدعت بجريدة
رطبة فحسنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة عليهاالسلام
: ما أحسن هذا وأجمله
لا تعرف به المرأة من الرجل.
قال : قالت فاطمة : فاذا مت فاغسليني
أنت ولا يدخلن علي أحد فلما توفيت
فاطمة عليهاالسلام
جاءت عائشة تدخل عليها فقالت أسماء : لا تدخلي فكلمت عائشة
أبابكر فقالت : إن
هذه الخثعمية تحول بيننا وبين ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقد جعلت
لها مثل هودج العروس فقالت أسماء لابي بكر : أمرتني أن لايدخل عليها أحد
وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع لها ذلك فقال أبوبكر : اصنعي
ما أمرتك فانصرف ، وغسلها علي عليهالسلام
وأسماء.
وروى الدولابي حديث الغسل الذي اغتسلته
قبل وفاتها وكونها دفنت به
ولم تكشف وقد تقدم ذكره وروى من غير هذا أن أبابكر وعمر عاتبا عليا عليهالسلام كونه
لم يؤذنهما بالصلاة عليها فاعتذر أنها أوصته بذلك وحلف لهما فصدقاه وعذراه.
وقال على عليهالسلام
عند دفن فاطمة عليهماالسلام
كالمناجي بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
عند قبره : السلام عليك يارسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ، إلى آخر
ما سيأتي.
ثم قال علي بن عيسى : الحديث ذو شجون
أنشدني بعض الاصحاب للقاضي
أبي بكربن [ أبي ] قريعة :
يا من يسائل دائبا
|
|
عن كل معضلة سخيفة
|
لا تكشفن مغطى
|
|
فلربما كشفت جيفة
|
ولرب مستور بدا
|
|
كالطبل من تحت القطيفة
|
إن الجواب لحاضر
|
|
لكنني اخفيه خيفة
|
لو لا اعتداء رعية
|
|
ألقى سياستها الخليفة
|
وسيوف أعداء بها
|
|
هاماتنا أبدا نقيفة
|
لنشرت من أسرار آل
|
|
محمد جملا طريفة
|
تغنيكم عما رواه
|
|
مالك وأبوحنفيفة
|
وأريتكم أن الحسين اصيب
|
|
في يوم السقيفة
|
ولاي حال لحدت
|
|
بالليل فاطمة الشريفة
|
ولما حمت شيخيكم
|
|
عن وطئ حجرتها المنيفة
|
أوه لبنت محمد
|
|
ماتت بغصتها أسيفة
|
وقد ورد من كلامها عليهاالسلام في مرض موتها مايدل
على شدة تألمها
وعظم موجدتها وفرط شكايتها ممن ظلمها ومنعها حقها أعرضت عن ذكره ، وألغيت
القول فيه ، ونكبت عن إيراده لان غرضي من هذا الكتاب نعت مناقبهم ومزاياهم
وتنبيه الغافل عن موالاتهم ، فربما تنبه ووالاهم ، ووصف ما خصهم الله به من
الفضائل التي ليست لاحد سواهم ، فأما ذكر الغير والبحث عن الشر والخير فليس
من غرض هذا الكتاب وهو موكول إلى يوم الحساب وإلى الله تصير الامور.
بيان
: النقف : كسر الهامة عن الدماغ أو ضربها
أشد ضرب أو برمح أو عصا.
٢٠
ـ ضه : مرضت فاطمة عليهاالسلام مرضا شديدا ومكثت
أربعين ليلة في
مرضها إلى أن توفيت صلوات الله عليها فلما نعيت إليها نفسها دعت ام أيمن وأسماء
بنت عميس ووجهت خلف علي وأحضرته ، فقالت : يا ابن عم إنه قد نعيت إلي
نفسي وإنني لا أرى مابي إلا أنني لا حق بأبي ساعة بعد ساعة وأنا اوصيك
بأشياء في قلبي.
قال لها علي عليهالسلام : أوصيني بما أحببت
يا بنت رسول الله! فجلس عند رأسها
وأخرج من كان في البيت ثم قالت : يا ابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك
منذ عاشرتني فقال عليهالسلام
: معاذ الله أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا
من الله [ من ] أن اوبخك بمخالفتي
قد عز علي مفارقتك وتفقدك ، إلا أنه أمر لابد
منه ، والله جددت علي مصيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فانالله وإنا
إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء
لها ، ورزية لا خلف لها.
____________________
ثم بكيا جميعا ساعة وأخذ علي رأسها
وضمها إلى صدره ثم قال : أوصيني
بما شئت فانك تجدني فيها أمضي كما أمرتني به وأختار أمرك على أمري.
ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء يا
ابن عم رسول الله اوصيك أولا أن
تتزوج بعدي بابنة [ اختي ]
أمامة فانها تكون لولدي مثلي فان الرجال
لابدلهم من النساء.
قال : فمن أجل ذلك قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : أربع ليس لي إلى
فراقه
سبيل ، بنت [ أبي العاس ]
أمامة أوصتني بها فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
ثم قالت : اوصيك يا ابن عم أن تتخذلي
نعشا فقد رأيت الملائكة صوروا صورته
فقال ها : صفيه لي فوصفته فاتخذه لها فأول نعش عمل على وجه الارض ذاك
وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد.
ثم قالت : اوصيك أن لايشهد أحد جنازتي
من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا
حقي فانهم عدوي وعدو رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم ، ولا
من أتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الابصار ثم توفيت صلوات
الله عليها وعلى أبنيها وبعلها وبنيها.
فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت
نساء بني هاشم في دارها ، فصرخوا
صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهن وهن يقلن : ياسيدتاه! يا
بنت رسول الله! وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي عليهالسلام
: وهو جالس والحسن
والحسين عليهماالسلام
بين يديه يبكيان ، فبكى الناس لبكائهما.
وخرجت ام كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها
متجللة برداء عليها تسبجها
وهي تقول : يا أبتاه يارسول الله الان حقا فقدناك ، فقدا لا لقاء بعده أبدا.
واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجون وينتظرون
أن تخرج الجنازة فيصلون
عليها ، وخرج أبوذر وقال : انصرفوا فان ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله قد اخر إخراجها
في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا.
____________________
فلما أن هدأت العيون ومضى شطر من الليل
أخرجها علي والحسن والحسين عليهمالسلام
وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبوذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه
صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل وسوى علي عليهالسلام
حواليها قبورا مزورة مقدار
سبعة حتى لايعرف قبرها وقال بعضهم من الخواص : قبرها سوى مع الارض مستويا
فمسح مسحا سواء مع الارض حتى لايعرف موضعه.
٢١
ـ كا : أحمد بن مهران ـ رحمهالله ـ رفعه وأحمد بن
إدريس عن محمد
ابن عبدالجبار الشيباني قال : حدثني القاسم بن محمد الرازي قال : حدثني علي
ابن محمد الهرمزاني ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي عليهماالسلام
قال : لما قبضت فاطمة عليهاالسلام
دفنها أميرالمؤمنين عليهالسلام
سرا وعفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال :
السلام عليك يارسول الله عني! والسلام
عليك عن ابنتك ، وزائرتك
والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل يا
رسول الله عن صفيتك صبري ، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي ، إلا
أن في التأسي لي بسنتك في فرقتك ، موضع تعز ، فلقد وسدتك في ملحودة
قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري.
بلى! وفي كتاب الله لي أنعم القبول ، إنا
لله وإنا إليه راجعون
قد استرجعت الوديعة ، واخذت الرهينة ، واخلست الزهراء ، فما أقبح
الخضراء والغبراء يارسول الله!
أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، وهم
لايبرح من قلبي أو يختار الله
لي دارك التي أنت فيها مقيم ، كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق بيننا
وإلى الله أشكو.
وستنبئك ابنتك بتظافر امتك على هضمها ، فأحفها
السؤال ، واستخبرها
الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول و
يحكم الله وهو خير الحاكمين.
والسلام عليكما سلام مودع ، لا قال
ولاسئم ، فان أنصرف فلا عن ملالة
وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعدالله الصابرين.
واها واها والصبر أيمن وأجمل ، ولو لا
غلبة المستولين ، لجعلت المقام
واللبث لزاما معكوفا ، ولاعولت إعوال الثلكى على جليل الرزية.
فبعين الله تدفن ابنتك سرا ، وتهضم حقها
، ويمنع إرثها!؟ ولم يتباعد
العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، وإلى الله يا رسول الله المشتكى ، وفيك
يارسول الله أحسن العزاء ، صلى الله عليك ، وعليهاالسلام
والرضوان.
بيان
: « العفو » المحو والانمحاء « والتجلد » القوة
قوله عليهالسلام
« إلا أن في
التأسي لي بسنتك » أي بسنة فرقتك ، والمعنى أن المصيبة بفراقك كانت أعظم
فكما صبرت على تلك مع كونها أشد فلان أصبر على هذه أولى ، والتأسي
الاقتداء بالصبر في هذه المصيبة ، كالصبر في تلك. « وفاضت نفسه » خرجت روحه.
قوله عليهالسلام
: « في كتاب الله أنعم القبول » أي فيه ما يصير سببا لقبول المصائب
أنعم القبول ، واستعار عليهالسلام
لفظ الوديعة والرهينة لتلك النفس الكريمة لان
الارواح كالوديعة والرهن في الابدان أولان النساء كالودائع والرهائن عند
الازواج ، ويمكن أن يقرء « استرجعت » وقرائنه على بناء المعلوم والمجهول.
والتخالس : التسالب ، والسهود قلة النوم
« أو يختار » أي إلى أن يختار ، و
« الكمد » بالفتح وبالتحريك الحزن الشديد
، ومرض القلب منه وهو إما خبر لقوله
هم ، أو كل منهما خبر مبتدأ محذوف و « الهضم » الظلم و « الاحفاء » المبالغة في
السؤال
و « الغليل » حرارة الجوف واعتجلت الامواج : التطمت وفي نهج البلاغة وكشف
الغمة : والسلام عليكما سلام مودع.
وعكفه يعكفه : حبسه ، والاعوال : رفع
الصوت بالبكاء والصياح قوله : « فبعين
الله » أي تدفن ابنتك سرا متلبسا بعلم من الله وحضوره وشهوده قوله عليهالسلام : و « فيك » أي في إطاعة أمرك.
٢٢
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن
محبوب ، عن ابن رئاب
عن أبي عبيدة قال : سأل
أبا عبدالله عليهالسلام
بعض أصحابنا عن الجعفر فقال : هو جلد
ثور مملوء علما قال له : فالجامعة؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض
الاديم مثل فخذا لفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلا وهي
فيها حتى أرش الخدش.
قال : فمصحف فاطمة عليهاالسلام؟ قال : فسكت طويلا
ثم قال : إنكم لتبحثون
عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله خمسة وسبعين
يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على
أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعده في ذريتها
وكان علي عليهالسلام
يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام.
٢٣
ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم ، عن
جده ، عن أبي بصير
عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: أن أسقاطكم إذا
لقوكم يوم القيامة ولم تسموهم يقول السقط لابيه : ألا سميتني وقد سمى رسول الله
صلىاللهعليهوآله
محسنا قبل أن يولد.
بيان
: يحتمل أن يكون « وقد سمى » كلام السقط.
٢٤
ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن
سعيد ، عن النضر ، عن
هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول : عاشت فاطمة بعد رسول الله
صلىاللهعليهوآله
خمسة وسبعين يوما لم تركاشرة ولا ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كل
جمعة مرتين : الاثنين والخميس ، فتقول عليهاالسلام
: ههنا كان رسول الله وههنا كان المشركون.
وفي رواية أبان ، عمن أخبره ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
أنها كانت تصلي هناك و
تدعو حتى ماتت عليهاالسلام.
كا
: علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
هشام مثله.
٢٥
ـ كا : حميد ، عن ابن سماعة ، عن أحمد بن الحسن
، عن أبان ، عن محمد
ابن المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : جاءت فاطمة عليهاالسلام
إلى سارية في
المسجد وهي تقول وتخاطب النبي صلىاللهعليهوآله
:
قد كان بعد أنباء وهنبثة
|
|
لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
|
إنا فقدناك فقد الارض وابلها
|
|
واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
|
بيان
: قال الجزري « الهنيثة » واحدة النهابث
وهي الامور الشداد المختلفة
والهنبثة : الاختلاط في القول « والشهود » الحضور و « الخطب » بالفتح الامر الذي
تقع
فيه المخاطبة ، والشأن ، والحال ، و « الوابل » المطر الشديد.
٢٦
ـ قل : روينا عن جماعة من أصحابنا ذكر ناهم في
كتاب التعريف للمولد
الشريف إن وفاة فاطمة عليهاالسلام
صارت يوم ثالث جمادى الاخرة.
٢٧
ـ قب : أنشدت الزهراء عليهاالسلام بعد وفات أبيها صلىاللهعليهوآله :
وقد رزئنا به محضا خليقته
|
|
صافي الضرائب والاعراق والنسب
|
وكنت بدرا ونورا يستضاءبه
|
|
عليك تنزل من ذي العزة الكتب
|
وكان جبريل روح القدس زائرنا
|
|
فغاب عنا وكل الخير محتجب
|
فليت قبلك كان الموت صادفنا
|
|
لما مضيت وحالت دونك الحجب
|
إنا رزئنا بمالم يرز ذو شجن
|
|
من البرية لا عجم ولا عرب
|
ضاقت علي بلاد بعد ما رحبت
|
|
وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب
|
فأنت والله خير الخلق كلهم
|
|
وأصدق الناس حيث الصدق والكذب
|
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت
|
|
منا العيون بتهمال لها سكب
|
عمرو بن دينار ، عن الباقر عليهالسلام قال : ما رؤيت
فاطمة عليهاالسلام
ضاحكة قط منذ
قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى قبضت.
بيان
: « الرزء » بالضم والهمزة : المصيبة بفقد
الاعزة ورزئنا على صيغة
المجهول أي اصبنا واسقطت الهمزة للتخيف
وقوله : « محضا خليقته » مفعول
ثان لرزئنا على التجريد كقولهم : لقيت بزيد أسدا أي رزئت به بشخص محض الخليقة
لايشوبها كدروسوء و « الضريبة » الطبيعة والسجية ، و « الاعراق » جمع عرق بالكسر
وهو الاصل من كل شئ و « الشجن » بالتحريك الهم والحزن و « العجم » بالضم و
____________________
بالتحريك خلاف العرب
، وقال الجزري : الخسف : النقصان والهوان و « سيم » كلف
والزم وهملت عينه : فاضت.
٢٨
ـ ج : فيما احتج به الحسن عليهالسلام على معاوية وأصحابه
أنه قال لمغيرة
ابن شعبة : أنت ضربت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى أدميتها وألقت ما في بطنها
استذلالا منك لرسول الله صلىاللهعليهوآله
ومخالفة منك لامره وانتها كالحرمته ، وقد قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أنت سيدة نساء أهل الجنة والله مصيرك إلى النار.
٢٩
ـ أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي
برواية أبان بن أبي عياش
عنه ، عن سلمان وعبدالله بن العباس قالا : توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم توفي فلم يوضع
في حفرته ، حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف ، واشتغل علي عليهالسلام
برسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطه ووضعه في حفرته ، ثم أقبل
على تأليف القرآن وشغل عنهم بوصية رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال عمر لابي بكر : يا هذا إن الناس
أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا
الرجل وأهل بيته فابعث إليه فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له : قنفذ ، فقال له : يا قنفذ انطلق إلى علي فقل له : أجب خليفة رسول الله ، فبعثا مرارا وأبي علي
عليهالسلام
أن يأتيهم ، فوثب عمر غضبان ونادى خالد بن الوليد وقنفذا فأمرها
أن يحملا حطبا ونارا ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي وفاطمة صلوات الله عليهما
وفاطمة قاعدة خلف الباب ، قد عصبت رأسها ، ونحل جسمها في وفاة رسول
الله صلىاللهعليهوآله.
فأقبل عمر حتى ضرب الباب ثم نادى : يا
ابن أبي طالب افتح الباب! فقالت : فاطمة : يا عمر مالنا ولك لا تدعنا وما نحن فيه ، قال : افتحي الباب وإلا أحرقنا
عليكم ، فقالت : يا عمر أما تتقي الله عزوجل تدخل على بيتي وتهجم على داري
فأبي أن ينصرف ، ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب فأحرق الباب ثم دفعه عمر
فاستقبلته فاطمة عليهاالسلام
وصاحت يا أبتاه يارسول الله فرفع اليسف وهو في غمدة فوجا
به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت يا أبتاه.
فوثب علي بن أبيطالب عليهالسلام فأخذ بتلابيب عمر
ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه
ورقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
وما أوصاه به من الصبر والطاعة فقال : والذي كرم محمدا بالنبوة يا ابن صهاك لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل
بيتي ، فأرسل عمر يستغيث.
فأقبل الناس حتى دخلوا الدار فكاثروه
وألقوا في عنقه حبلا فحالت بينهم
وبينه فاطمة عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن
في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر
ضعلها من جنبها فألقت جنينا من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت ـ صلى الله
عليها ـ من ذلك شهيدة.
وساق الحديث الطويل في الداهية العظمى
والمصيبة الكبرى إلى أن قال
ابن عباس :
ثم إن فاطمة عليهاالسلام بلغها أن أبابكر
قبض فدكا فخرجت في نساء بني هاشم
حتى دخلت على أبي بكر فقالت : يا أبابكر تريد أن تأخذ مني أرضا جعلها لي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فدعا أبوبكر بدواة ليتكت به لها ، فدخل عمر فقال : يا خليفة
رسول الله لا تكتب لها حتى تقيم البينة بما تدعي فقالت فاطمة عليهاالسلام : علي
وام أيمن يشهدان بذلك ، فقال عمر ، لا تقبل شهادة امرأة أعجمية لا تفصح ، وأما
علي فيجر النار إلى قرصته.
فرجعت فاطمة مغتاظة فمرضت ، وكان علي
يصلي في المسجد الصلوات الخمس
فلما صلى قال له أبوبكر وعمر : كيف بنت رسول الله إلى أن ثقلت فسألا عنها وقالا
قد كان بيننا وبينها ما قدعلمت فان رأيت أن تأذن لنا لنعتذر إليها من ذنبنا ، قال
: ذاك إليكما.
فقاما فجلسا بالباب ودخل علي عليهالسلام على فاطمة عليهاالسلام فقال لها : أيتها
الحرة
فلان وفلان بالباب يريدان أن يسلما عليك فما تريدين؟ قالت : البيت بيتك ، و
الحرة زوجتك ، افعل ما تشاء! فقال : سدي قناعك فسدت قناعها وحولت وجهها
إلى الحائط ، فدخلا
وسلما وقالا : ارضي عنا رضي الله عنك فقالت : ما دع إلى هذا؟
فقالا : اعترفنا بالاساءة ورجونا أن تعفي عنا فقالت : إن كنتما صادقين فأخبر اني
عما أسألكما عنه ، فاني لا أسألكما عن أمر إلا وأنا عارفة بأنكما تعلمانه ، فان
صدقتما علمت أنكما صادقان في مجيئكما قالا : سلي عما بدالك.
قالت : نشدتكما بالله هل سمعتما رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يقول : « فاطمة بضعة مني
فمن آذاها فقد آذاني »؟ قالا : نعم فرفعت يدها إلى السماء فقالت : اللهم إنهما
قد آذياني فأنا أشكوهما إليك وإلى رسولك ، لا والله لا أرضى عنكما أبدا حتى ألقى أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله
واخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما قال : فعند
ذلك دعا أبوبكر بالويل والثبور ، وجزع جزعا شديدا فقال عمر : تجزع يا خليفة
رسول الله من قول امرأة؟.
قال : فبقيت فاطمة عليهاالسلام بعد وفاة أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم أربعين ليلة
فلما اشتد بها
الامر دعت علياعليهماالسلام
وقالت : يا ابن عم ما أراني إلا لما بي وأنا اوصيك أن
تتزوج بأمامة بنت اختي زينب تكون لولدي مثلي ، واتخذ لي نعشا فاني رأيت
الملائكة يصفونه لي ، وأن لايشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة
علي.
قال ابن عباس : فقبضت فاطمة عليهاالسلام من يومها فارتجت
المدينة بالبكاء من الرجال
والنساء ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأقبل أبوبكر وعمر يعزيان
عليا عليهالسلام
ويقولان له : يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله ، فلما كان
الليل دعا علي عليهالسلام
العباس والفضل والمقداد وسلمان وأباذر وعمارا فقدم العباس
فصلى عليها ودفنوها.
فلما أصبح الناس أقبل أبوبكر وعمر والناس
يريدون الصلاة على فاطمة عليهاالسلام
فقال المقداد : قد دفنا فاطمة البارحة ، فالتفت عمر إلى أبى بكر فقال : لم أقل لك
إنهم
سيفعلون قال العباس : إنها أوصت أن لا تصليا عليها فقال عمر : لا تتركون يابني
هاشم
حسدكم القديم لنا أبدا إن هذه الغضائن التي في صدوركم لن تذهب ، والله لقد هممت
آن أنبشها فاصلي عليها ، فقال علي عليهالسلام
: والله لورمت ذاك يا ابن صهاك لا رجعت
إليك يمينك ، لئن
سللت سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك : فانكسر عمر وسكت
وعلم أن عليا عليهاالسلام
إذا حلف صدق.
ثم قال علي عليهالسلام : يا عمر ألست الذي
هم بك رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأرسل إلي
فجئت متقلدا سيفي ثم أقبلت نحوك لاقتلك فأنزل الله عز وجل « فلا تعجل عليهم
إنما نعد لهم عدا » .
أقول : تمام الخبر مع الاخبار الاخر
المشتملة على ما وقع عليها من الظلم
أوردتها في كتاب الفتن.
٣٠
ـ مصباح الانوار : عن جعفر بن محمد ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : ماتت فاطمة
عليهاالسلام
ما بين المغرب والعشاء وعن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده عليهالسلام
أن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما احتضرت نظرت نظرا حادا ثم قالت : السلام
على جبرئيل ، السلام على رسول الله ، اللهم مع رسولك ، اللهم في رضوانك وجوارك
ودارك دار السلام ، ثم قالت : أترون ما أرى؟ فقيل لها ماترى؟ قالت : هذه مواكب
أهل السموات ، وهذا جبرئيل ، وهذا رسول الله ، ويقول : يابنية أقدمي فما أمامك
خير لك.
وعن زيد بن علي عليهالسلام أن فاطمة عليهاالسلام لما احتضرت سلمت
على جبرئيل
وعلى النبي صلىاللهعليهوآله
وسلمت على ملك الموت ، وسمعوا حس الملائكة ، ووجدوا رائحة
طيبة كأطيب ما يكون من الطيب.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن فاطمة
عاشت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
ستة أشهر.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : مكثت فاطمة عليهاالسلام في مرضها خمسة عشر
يوماوتوفيت.
وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : شهد دفنها
سلمان الفارسي والمقداد بن
الاسود وأبوذر الغفاري وابن مسعود والعباس بن عبدالمطلب والزبير بن العوام.
وعن أبي جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام أن فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
عاشت بعد
____________________
النبي صلىاللهعليهوآله ستة أشهر ما رؤيت
ضاحكة ، وعنه عليهالسلام
أن فاطمة كفنت في
سبعة أثواب.
وعن حسين بن علوان ، عن سعدبن طريف ، عن
أبي جعفر عليهالسلام
قال : بدو مرض
فاطمة بعد خمسين ليلة من وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله
فعلمت أنها الوفاة فاجتمعت لذلك
تأمر عليا بأمرها وتوصيه بوصيتها وتعهد إليه عهودها ، وأمير المؤمنين عليهالسلام يجزع
لذلك ، ويطيعها في جميع ما تأمره.
فقالت : يا أبا الحسن إن رسول الله صلىاللهعليهوآله عهد إلى وحدثني أني
أول
أهله لحوقا به ولابد مما لا بدمنه ، فاصبر لامر الله تعالى وارض بقضائه ، قال : و
أوصته بغلسها وجهازها ودفنها ليلا ففعل ، قال : وأوصته بصدقتها وتركتها قال : فلما
فرغ أميرالمؤمنين من دفنها لقيه الرجلان فقالا له : ما حملك على ما صنعت؟ قال : وصيتها وعهدها.
٣١
ـ ع : حدثنا علي بن أحمد قال : حدثنا
أبوالعباس أحمد بن محمد بن يحيى
عن عمرو بن أبي المقدام وزياد بن عبدالله قالا : أتى رجل أباعبدالله عليهالسلام فقال له : يرحكمك الله هل تشيع الجنازة بنار ويمشى معها بمجمرة وقنديل أو غير ذلك مما
يضاء به؟ قال : فتغير لون أبي عبدالله عليهالسلام
من ذلك واستوى جالسا ثم قال : إنه
جاء شقي من الاشقياء إلى فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
فقال لها : أما علمت أن عليا قد
خطب بنت أبي جهل فقالت : حقاما تقول : فقال : حقا ما أقول ـ ثلاث مرات ـ فدخلها
من الغيرة ما لا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب
على الرجال جهادا. وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الاجر ما جعل للمرابط
المهاجر في سبيل الله.
قال : فاشتد غم فاطمة عليهاالسلام من ذلك ، وبقيت
متفكرة هي حتى أمست وجاء
الليل حملت الحسن على عاتقها الايمن والحسين على عاتقها الايسر وأخذت بيد
ام الكثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء علي عليهالسلام فدخل
في حجرته فلم ير فاطمة عليهاالسلام
فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ، ولم يعلم القصة
ماهي فاستحيى أن
يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد فصلى فيه ماشاء الله
ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكا عليه.
فلما رأى النبي صلىاللهعليهوآله ما بفاطمة من الحزن
أفاض عليه الماء ثم لبس ثوبه
ودخل المسجد ، فلم يزل يصلي بين راكع وساجد وكلما صلى ركعتين دعا الله أن
يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم وذلك أنه خرج من عندها وهي تتقلب وتتنفس
الصعداء فلما رآها النبي صلىاللهعليهوآله
أنها لا يهنئها النوم ، وليس لها قرار قال لها : قومي يابنية
فقامت فحمل النبي صلىاللهعليهوآله
الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد ام الكثوم
فانتهى إلى علي عليهالسلام
وهو نائم فوضع النبي رجله على رجل علي فغمزه وقال : قم
يا أبا تراب ، فكم ساكن أزعجة ، ادع لي أباكبر من داره وعمر من مجلسه وطلحة.
فخرج علي عليهالسلام
فاستخر جهما من منزلهما ، واجتموا عندرسول الله فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا علي أما علمت أن فاطمة بضعة مني وأنا منها ، فمن آذاها فقد
آذاني [ ومن آذاني فقد آذي الله ]
ومن آذاها بعد موتى كان كمن آذاها في
حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتى؟ قال : فقال علي : بلى يا
رسول الله قال : فقال : فما دعاك إلى ما صنعت؟ فقال علي : والذي بعثك بالحق نبيا
ما كان مني مما بلغها شئ ولا حدثت بها نفسي فقال النبي صلىاللهعليهوآله : صدقت وصدقت.
ففرحت فاطمة عليهاالسلام بذلك وتبسمت حتيى
رئى ثغرها فقال أحدهما
لصاحبه : إنه لعجب لحينه ما دعاه إلى ما دعانا هذه الساعة قال : ثم أخذ النبي صلىاللهعليهوآله
بيد علي عليهالسلام
فشبك أصابعه بأصابعه فحمل النبي صلىاللهعليهوآله
الحسن وحمل الحسين
على عليهالسلام
وحملت فاطمة عليهاالسلام
ام الكلثوم وأدخلهم النبي صلىاللهعليهوآله
بيتهم ووضع
عليهم قطيفة ، واستودعهم الله ثم خرج وصلى بقية الليل.
فلما مرضت فاطمة عليهاالسلام مرضها الذي ماتت
فيه أتياها عائدين و
استأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما فلما رأى ذلك أبوبكر أعطى الله عهدا لا يظله سقف
____________________
بيت حتى يدخل على
فاطمة عليهاالسلام
ويتراضاها. فبات ليلة في الصقيع ما أظله
شئ ثم إن عمر أتى عليا عليهالسلام
فقال له : إن أبابكر شيخ رقيق القلب ، وقد كان
مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
في الغار فله صحبة وقد أتيناها غير هذه المرة مرارا نريد الاذن
عليها وهي تأبى أن تأذن لنا حتى ندخل عليها فنتراضى فان رأيت أن تستأذن لنا
عليها فافعل ، قال : نعم ، فدخل علي على فاطمة عليهماالسلام
فقال : يا بنت رسول الله قد
كان من هذين الرجلين ما قد رأيت وقد ترددا مرارا كثيرة ورددتهما ولم تأذني
لهما وقد سألاني أن أستأذن لهما عليك فقالت : والله لا أذن لهما ولا اكلمهما كلمة
من
رأسي حتى ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه مني.
قال علي عليهالسلام
: فاني ضمنت لهما ذلك ، قالت : إن كنت قد ضمنت لهما شيئا
فالبيت بيتك والنساء تتبع الرجال لا اخالف عليك بشئ فائذن لمن أحببت ، فخرج
علي عليهالسلام
فأذن لهما فلما وقع بصرهما على فاطمة عليهاالسلام
سلما عليها فلم ترد عليهما
وحولت وجهها عنهما فتحولا واستقبلا وجهها حتى فعلت مرارا ، وقالت : يا علي
جاف الثوب ، وقالت لنسوة حولها : حولن وجهي ، فلما حولن وجهها حولا إليها
فقال أبوبكر : يا بنت رسول الله إنما أتيناك ابتغاء مرضاتك ، واجتناب سخطك
نسألك أن تغفري لنا وتصفحي عما كان منا إليك ، قالت : لا اكلمكما من رأسي
كلمة واحدة حتى ألقى أبي وأشكو كما إليه ، وأشكو صنعكما وفعالكما وما
ارتكبتما مني.
قالا : إنا جئنا معتذرين مبتغين مرضاتك
فاغفري واصفحي عنا ولا تؤاخذينا
بماكان منا ، فالتفتت إلى علي عليهالسلام
وقالت : إني لا اكلمهما من رأسي كلمة حتى
أسألهما عن شئ سمعاه من رسول الله صلىاللهعليهوآله
فان صدقاني رأيت رأيي قالا : اللهم
ذلك لها وإنا لانقول إلا حقها ولا نشهد إلا صدقا.
فقالت : انشدكمابالله أتذكر ان أن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
استخرجكما في جوف
الليل بشئ كان حدث من أمر علي؟ فقالا : اللهم نعم ، فقالت : انشدكما بالله
هل سمعتما النبي صلىاللهعليهوآله يقول : فاطمة بضعة
مني وأنا منها من آذاها فقد آذاني
ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي ومن
آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟ قالا : اللهم نعم قالت : الحمد لله.
ثم قالت : اللهم إني اشهدك فاشهدوا يا
من حضرني أنهما قد آذياني في
حياتي وعند موتي ، والله لا اكلمكما من رأسي كلمة حتى ألقى ربي فأشكو كما إليه
بما صنعتما [ به و ] بي وارتكبتما مني ، فدعا أبوبكر بالويل والثبور وقال : ليت
امي
لم تلدني ، فقال عمر : عجبا للناس كيف ولوك امورهم وأنت شيخ قد خرفت تجزع
لغضب امرأة وتفرح برضاها وما لمن أغضب امرأة ، وقاما وخرجا.
قال : فلما نعي إلى فاطمة عليهاالسلام نفسها أرسلت إلى ام
أيمن وكانت أوثق
نسائها عندها وفي نفسها فقالت : يا ام أيمن إن نفسي نعيت إلي فادعي لي عليا
فدعته لها فلما دخل عليها قالت له : يا ابن العم اريد أن اوصيك بأشياء فاحفظها
علي فقال لها : قولي ما أحببت ، قالت له : تزوج فلانة تكون مربية لولدي من
بعدي مثلي ، واعمل نعشا رأيت الملائكة قد صورته لي فقال لها علي : أريني كيف
صورته ، فأرته ذلك كما وصفت له وكما أمرت به ، ثم قالت : فاذا أنا قضيت نحبي
فأخرجني من ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار ، ولا يحضرن من أعداء الله
وأعداء رسوله للصلاة علي ، قال علي عليهالسلام
: أفعل.
فلما قضت نحبها صلى الله عليها وهم في
ذلك في جوف الليل أخذ علي عليهالسلام
في جهازها من ساعته كما أوصته ، فلما فرغ من جهازها ، أخرج علي الجنازة
وأشعل النار في جريد النخل ، ومشى مع الجنازة بالنار ، حتى صلى عليها
ودفنها ليلا.
فلما أصبح أبوبكر وعمر عاودا عائدين
لفاطمة ، فلقيا رجلا من فريش فقالا
له : من أين أقبلت؟ قال : عزيت عليا بفاطمة ، قالا : وقد ماتت؟ قال : نعم ، ودفنت
في جوف الليل ، فجزعا شديدا ثم أقبلا إلى علي عليهالسلام
فلقياه فقالا له : والله
ما تركت شيئا من
غوائلنا ومسائتنا وما هذا إلا من شئ في صدرك علينا ، هل هذا
إلا كما غسلت رسول الله صلىاللهعليهوآله
دوننا ولم تدخلنا معك ، وكما علمت ابنك أن يصبح
بأبي بكر أن : انزل عن منبر أبي.
فقال لهما علي عليهالسلام : أتصدقاني إن حلفت
لكما؟ قالا : نعم ، فحلف فأدخلهما
علي المسجد قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لقد أوصاني وقد تقدم إلي أنه لا يطلع على
عورته أحد إلا ابن عمه ، فكنت اغسله والملائكة تقلبه والفضل بن العباس يناولني
الماء وهو مربوط العينين بالخرقة ، ولقد أردت أن أنزع القميص فصاح بي صائح
من البيت سمعت الصوت ولم أر الصورة : لا تنزع قميص رسول الله صلىاللهعليهوآله ولقد
سمعت الصوت يكرره علي فأدخلت يدي من بين القميص فغسلته ، ثم قدم إلي
الكفن فكفنته ، ثم نزعت القميص بعد ما كنفته.
وأما الحسن ابني فقد تعلمان ويعلم أهل
المدينة أنه كان يتخطى الصفوف
حتى يأتي النبي صلىاللهعليهوآله
وهوساجدفيركب ظهره فيقوم النبي صلىاللهعليهوآله
ويده على ظهر
الحسن والاخرى على ركبته حتى يتم الصلاة قالا : نعم قد علمنا ذلك.
ثم قال : تعلمان ويعلم أهل المدينة أن
الحسن كان يسعى إلى النبي صلىاللهعليهوآله
ويركب على رقبته ويدلي الحسن رجليه على صدر النبي صلىاللهعليهوآله
حتى يرى بريق
خلخاليه من أقصى المسجد والنبي صلىاللهعليهوآله
يخطب ولايزال على رقبته حتى يفرغ
النبي صلىاللهعليهوآله
من خطبته والحسن على رقبته فلما رأى الصبي على منبر أبيه غيره
شق عليه ذلك ، والله ما أمرته بذلك ولا فعله عن أمري.
وأما فاطمة فهي المرأة التي استأذنت
لكما عليها ، فقد رأيتما ما كان من كلامها
لكما ، والله لقد أوصتني أن لا تحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها ، وما كنت الذي
اخالف أمرها ووصيتها إلي فيكما فقال عمر : دع عنك هذه الهمهمة ، أنا أمضي
إلى المقابر فأنبشها حتى اصلي عليا ، فقال له علي عليهالسلام
: والله لو ذهبت تروم
من ذلك شيئا وعلمت أنك لا تصل إلى ذلك حتى يندر عنك الذي فيه عيناك فاني
كنت لا اعاملك إلا بالسيف قبل أن تصل إلى شئ من ذلك.
فوقع بين علي عليهالسلام وعمر كلام حتى
تلاحيا واستبسل ، واجتمع المهاجرون
والانصار فقالوا : والله ما نرضى بهذا أن يقال في ابن عم رسول الله وأخيه ووصيه
وكادت أن تقع فتنة ، فتفرقا.
بيان
: الصعداء بالمد تنفس ممدود ، قوله صلىاللهعليهوآله : وصدقت إما تأكيد
للاول
أو على بناء المجهول من المخاطب ، أو على الغيبة أي صدقت فاطمة عليهاالسلام لانها لم تذكر
إلا ما سمعت ، والصقيع الذي يسقط من السماء بالليل شبيه بالثلج ، ويقال
أجفيت السرج من ظهر الفرس إذا رفعته عنه ، وجافاه عنه أي أبعده ولعل المعنى : خذ الثوب وارفعه قليلا حتى أتحول من جانب إلى جانب « والهمهمة » تنويم
المرأة الطفل بصوتها ، وندر الشئ يندر ندرا سقط وشذ ، والملاحاة المنازعة ، والمباسلة
المصاولة في الحرب والمستبسل الذي يوطن نفسه على الموت ، واستبسل أي طرح
نفسه في الحرب ، وهو يريد أن يقتل لا محالة.
٣٢
ـ ع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ،
عن البزنطي ، عن
عبدالرحمن بن سالم ، عن المفضل قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك من
غسل فاطمة؟ قال : ذاك أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : فكأني استعظمت ذلك من قوله
فقال : كأنك ضقت مما أخبرتك به؟ قلت : قد كان ذلك جعلت فداك ، قال : لا
تضيقن فانها صديقة لا يغسلها إلا صديق ، أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا
عيسى عليهالسلام.
كا
: محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن
عبدالرحمن بن سالم مثله.
٣٣ ـ ب : ابن
طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام
أن
عليا عليهالسلام
غسل امرأته فاطمة عليهاالسلام
بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٣٤
ـ ع : علي بن أحمد بن محمد ، عن الاسدي ، عن
النخعي ، عن النوفلي
عن ابن البطائني ، عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
لاي علة دفنت فاطمة
____________________
عليهاالسلام
بالليل ولم تدفن بالنهار؟ قال : لانها أوصت أن لا يصلي عليها
الرجلان الاعرابيان.
بيان
: الاعرابيان : الكافران لقوله تعالى « الاعراب
أشد كفرا ونفاقا »
٣٥
ـ ع ، لى : ابن موسى ، عن ابن
زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن محمد
ابن عبيدالله وعبدالله بن الصلت الجحدري قالا : حدثنا ابن عائشة ، عن عبدالله
ابن عبدالرحمن الهمداني ، عن أبيه قال : لما دفن علي بن أبي طالب عليهالسلام فاطمة
عليهاالسلام
قام على شفير القبر وذلك في جوف الليل لانه كان دفنها ليلا ثم
أنشأ يقول :
لكل اجتماع من حليلين فرقة
|
|
وكل الذي دون الممات قليل
|
وإن افتقادي واحدا بعد واحد
|
|
دليل على أن لا يدوم خليل
|
ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي
|
|
ويحدث بعدي للخليل خليل
|
٣٦ ـ كتاب الدلائل للطبرى
: عن أحمد بن محمد الخشاب ، عن زكريا بن
يحيى ، عن ابن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن ، عن أبي بصير ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما ترك إلا الثقلين : كتاب الله
وعترته : أهل بيته ، وكان قد أسر إلى فاطمة صلوات الله عليها أنها لا حقة به أول
أهل بيته لحوقا.
قالت : بينا أني بين القائمة واليقظانة
بعد وفاة أبي بأيام إذ رأيت كأن أبي
قد أشرف علي فلما رأيته لم أملك نفسي أن ناديت يا أبتاه انقطع عنا خبرالسماء
فبينا أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفا يقدمها ملكان حتى أخذاني فصعدابي
إلى السماء فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيدة وبساتين وأنهار تطرد ، وقصر بعد
قصر ، وبستان بعد بستان ، وإذا قد اطلع علي من تلك القصور جواري كأنهن
اللعب فهن يتباشرن ويضحكن إلي ويقلن : مرحبا بمن خلقت الجنة وخلقنا من ـ
____________________
أجل أبيها.
فلم تزل الملائكة تصعد بي حتى أدخلوني
إلى دار فيها قصور في كل قصر
من البيوت ما لا عين رأت وفيها من السندس والاستبرق على أسرة وعليها
ألحاف من ألوان الحرير والديباج ، وآنية الذهب والفضة ، وفيها موائد عليها
من ألوان الطعام ، وفي تلك الجنان نهر مطرد أشد بياضا من اللبن وأطيب رائحة
من المسك الاذفر ، فقلت : لمن هذه الدار؟ وما هذا النهر؟ فقالوا : هذه الدار
الفردوس الاعلى الذي ليس بعده جنة وهي دار أبيك ومن معه من النبيين ومن
أحب الله ، قلت : فما هذا النهر؟ قالوا : هذا الكوثر الذي وعده أن يعطيه إياه فقلت
: فأين أبي قالوا : الساعة يدخل عليك.
فبينا أنا كذلك إذ برزت لى قصور هي أشد
بياضا وأنور من تلك وفرش هي
أحسن من تلك الفرش وإذا بفرش مرتفعة على أسرة وإذا أبي صلىاللهعليهوآله جالس على
تلك الفرس ، ومعه جماعة ، فلما رآني أخذني فضمني وقبل ما بين عيني وقال : مرحبا بابنتي! وأخذني وأقعدني في حجره ثم قال لي : يا حبيبتي أما ترين ما
أعد الله لك وما تقدمين عليه؟ فأراني قصورا مشرقات فيها ألوان الطرائف والحلي
والحلل ، وقال : هذه مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبك وأحبهما
فطيبي نفسا فانك قادمة علي إلى أيام ، قالت : فطار قلبي واشتد شوقي وانتبهت
من رقدتي مرعوبة.
قال أبوعبدالله : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : فلما انتبهت من
مرقدها صاحت بي
فأتيتها فقلت لها : ما تشتكين؟ فخبرتني بخبر الرؤيا ثم أخذت علي عهدالله ورسوله
أنها إذا توفت لا اعلم أحدا إلا ام سلمة زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله وأم أيمن وفضة
ومن الرجال ابنيها وعبدالله بن عباس وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد
وأبوذر وحذيفة ، وقالت : إني أحللتك من أن تراني بعد موتي فكن مع النسوة فيمن
____________________
يغسلني ولا تدفني
إلا ليلا ولا تعلم أحدا قبري.
فلما كانت الليلة التي أراد الله أن
يكرمها ويقبضها إليه أقبلت تقول : وعليكم
السلام وهي تقول لي : يا ابن عم قد أتاني جبرئيل مسلما وقال لي : السلام يقرأ
عليك السلام يا حبيبة حبيب الله ، وثمرة فؤاده ، اليوم تلحقين بالرفيع الاعلى
وجنة المأوى ثم انصرف عني. ثم سمعناها ثانية تقول : وعليكم السلام فقالت : يا ابن
عم هذا والله ميكائيل وقال لي كقول صاحبه.
ثم تقول : وعليكم السلام ورأيناها قد
فتحت عينيها فتحا شديدا ثم قالت : يا ابن عم هذا والله الحق وهذا عزرائيل قد نشر جناحه بالمشرق والمغرب وقد وصفه
لي أبي وهذه صفته ، فسمعناها تقول : وعليك السلام يا قابض الارواح عجل بي
ولا تعذبني ثم سمعناها تقول : إليك ربي لا إلى النار ثم غمضت عينيها ومدت
يديها ورجليها كأنها لم تكن حية قط.
٣٧
ـ لى : المكتب ، عن العلوي ، عن الفزاري ، عن
محمد بن الحسين الزيات
عن سليمان بن حفص المروزي ، عن ابن طريف ، عن ابن نباته قال : سئل أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام
عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليلا فقال : إنها كانت اخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولاهم أن
يصلي على أحد من ولدها.
٣٨
ـ ما : المفيد ، عن محمد بن أحمد المنصوري ، عن
سلمان بن سهل ، عن
عيسى بن إسحاق القرشي ، عن حمدان بن علي الخفاف ، عن ابن حميد ، عن
الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر ، عن أبيه عليهماالسلام
، عن محمد بن عمار بن ياسر ، عن
أبيه قال : لما مرضت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
ـ مرضتها التي توفيت فيها ـ
وثقلت جاءها
العباس بن عبدالمطلب عائدا فقيل له إنها ثقيلة وليس يدخل عليها أحد
فانصرف إلى داره وأرسل إلى علي عليهالسلام
فقال لرسوله : قل له : يا ابن أخ عمك
يقرؤك السلام ويقول لك : لله قد فجأني من الغم بشكاة حبيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله
____________________
وقرة عينيه وعيني فاطمة ماهدني وإني لاظنها
أولنا لحوقا برسول الله صلىاللهعليهوآله
يختارلها ويحبوها ويزلفها لربه ، فان كان من أمرها ما لابد منه ، فأجمع ـ أنالك
الفداء ـ المهاجرين والانصار حتى يصيبوا الاجر في حضورها والصلاة عليها ، وفي
ذلك جمال للدين.
فقال علي عليهالسلام
لرسوله وأنا حاضر عنده : أبلغ عمي السلام وقل لا عدمت
إشفاقك وتحيتك ، وقد عرفت مشورتك ، ولرأيك فضله ، إن فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
لم تزل مظلومة ، من حقها ممنوعة ، وعن ميراثها مدفوعة ، لم تحفظ
فيها وصية رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولا رعي فيها حقه ، ولا حق الله عزوجل ، وكفى بالله
حاكما ومن الظالمين منتقما ، وأنا أسألك يا عم أن تسمح لي بترك ما أشرت به فانها
وصتني بستر أمرها.
قال : فلما أتى العباس رسوله بما قال
علي عليهالسلام
قال : يغفر الله لابن أخي
فانه لمغفور له إن رأى ابن أخي لا يطعن فيه ، إنه لم يولد لعبد المطلب مولود
أعظم بركة من علي إلا النبي صلىاللهعليهوآله
إن عليا لم يزل أسبقهم إلى كل مكرمة
وأعلمهم بكل فضيلة ، وأشجعهم في الكريهة ، وأشدهم جهادا للاعداء في نصرة الحنيفية
، وأول من آمن بالله ورسوله صلىاللهعليهوآله.
٣٩
ـ ل : محمد بن عمير البغدادي ، عن أحمد بن
الحسن بن عبدالكريم ، عن
عباد بن صهيب ، عن عيسى بن عبدالله العمري ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام
قال : خلقت الارض لسبعة بهم يرزقون ، وبهم يمطرون ، وبهم ينصرون : أبوذر
وسلمان والمقداد وعمار ، وحذيفة ، وعبدالله بن مسعود قال علي عليهالسلام : وأنا إمامهم
وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة.
كش
: جبرئيل بن أحمد ، عن الحسين بن خرزاد ، عن
ابن فضال ، عن
ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام
مثله.
٤٠
ـ جا ، ما : المفيد ، عن الصدوق
، عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن
محمد بن عبد الجبار ، عن القاسم بن محمد الرازي ، عن علي بن محمد الهرمرازي
عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عليهماالسلام
قال : لما مرضت فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وصت إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا
يؤذن أحدا بمرضها ، ففعل ذلك ، وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت
عميس رحمها الله ، على استسرار بذلك ما وصت به ، فلما حضرتها الوفاة وصت
أميرالمؤمنين عليهالسلام
أن يتولى أمرها ، ويدفنها ليلا ويعفي قبرها ، فتولى ذلك
أميرالمؤمنين عليهالسلام
ودفنها ، وعفى موضع قبرها.
فلما ، نفض يده من تراب القبر هاج به
الحزن ، فأرسل دموعه على خديه
وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال :
السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك
من ابنتك وحبيبتك ، وقرة
عينك وزائرتك ، والبائتة في الثرى ببقيعك ، المختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل
يارسول الله عن صفيتك صبري ، وضعف عن سيدة النساء تجلدي ، إلا أن في التأنسي
لي بسنتك ، والحزن الذي حل بي لفراقك ، موضع التعزي ، ولقد وسدتك
في ملحود قبرك ، بعد أن فاضت نفسك على صدري ، وغمضتك بيدي ، وتوليت
أمرك بنفسي.
نعم وفي كتاب الله أنعم القبول ، إنا
لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت
الوديعة ، واخذت الرهينة ، واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء يا
رسول الله.
أما حزني فسرمد ، وأماليلي فمسهد ، لايبرح
الحزن من قلبي أو يختار الله
لي دارك التي فيها أنت مقيم ، كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان مافرق [ الله ]
بيننا ، وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظاهر امتك علي ، وعلى هضمها حقها
فاستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول و
____________________
يحكم الله وهو خير
الحاكمين.
سلام عليك يارسول الله سلام مودع لاسئم ولا قال ، فان أنصرف فلا عن
ملالة ، وإن اقم فلا عن سوء ظني بما وعدالله الصابرين ، الصبر أيمن وأجمل ولو لا
غلبة المستولين علينا ، لجعلت المقام عند قبرك لزاما ، والتلبث عنده معكوفا ، ولاعولت
إعوال الثكلى على جليل الرزية. فبعين الله تدفن بنتك سرا ، ويهتضم حقها قهرا
ويمنع إرثها جهرا ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، فالى الله يارسول الله
المشتكى ، وفيك أجمل العزاء ، فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته.
٤١
ـ عيون المعجزات للسيد المرتضى رحمهالله : روي أن فاطمة عليهاالسلام
توفيت ولها ثمان عشرة سنة وشهران ، وأقامت بعد النبي صلىاللهعليهوآله
خمسة وسبعين يوما و
روي أربعين يوما ، وتولى غلسلها وتكفينها أميرالمؤمنين عليهالسلام وأخرجها ومعه الحسن
والحسين في الليل ، وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد ، ودفنها في البقيع وجدد
أربعين قبرا فاستشكل على الناس قبرها فأصبح الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا : إن
نبينا صلىاللهعليهوآله
خلف بنتا ولم نحضر وفاتها والصلاة عليها ودفنها ، ولا نعرف
قبرها فنزورها.
فقال من تولى الامر : هاتوا من نساء
المسلمين من تنبش هذه القبور ، حتى
نجد فاطمة عليهاالسلام
فنصلي عليها ونزور قبرها ، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين عليهالسلام
فخرج
مغضبا قد احمرت عيناه وقد تقلد سيفه ذا الفقار حتى البقيع وقد اجتمعوا فيه
فقال عليهالسلام
: لو نبشتم قبرا من هذه القبور لو ضعت السيف فيكم ، فتولى القوم
عن البقيع.
٤٢
ـ يب : سلمة بن الخطاب ، عن موسى بن عمر بن
يزيد ، عن علي بن
النعمان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته
عن أول من جعل له النعش ، فقال : فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٤٣
ـ يب : سلمة بن الخطاب ، عن أحمد بن يحيى بن
زكريا عن أبيه ، عن
____________________
حميد بن المثني ، عن
أبي عبدالرحمن الحذاء عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أول نعش
احدث في الاسلام نعش فاطمة إنها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها وقالت لاسماء : إني نحلت وذهب لحمي ألا تجعلين لي شيئا يسترني؟ قالت أسماء : إني إذ كنت بأرض
الحبشة رأيتهم يصنعون شيئا أفلا أصنع لك فان أعجبك أصنع لك؟ قالت : نعم
فدعت بسرير فأكبته لوجهه ، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه ثم جللته ثوبا
فقالت : هكذا رأيتهم يصنعون فقالت : اصنعي لهي مثله استريني سترك الله من النار.
٤٤
ـ من بعض كتب المناقب القديمة : اختلف
الروايات في وقت وفاتها
ففي رواية أنها بقيت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
شهرين. وفي رواية ثلاثة أشهر ، وفي رواية مائة يوم ، وفي رواية ثمانية أشهر.
وعن علي بن أحمد العاصمي بإسناده عن
موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام
عن علي عليهالسلام
فاطمة لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله
كانت تقول : وا أبتاه من ربه
ما أدناه ، واأبتاه جنان الخلد مثواه ، واأبتاه يكرمه ربه إذا أتاه ، يا أبتاه
الرب و
الرسل تسلم عليه حين تلقاه.
فلما ماتت فاطمة عليهاالسلام قال علي بن أبي
طالب يرثيها :
« لكل اجتماع من خليلين فرقة » الابيات.
وذكر الحاكم أن فاطمة لما ماتت أنشأ علي
عليهالسلام
:
نفسي على زفراتها محبوسة
|
|
ياليتها خرجت مع الزفرات
|
لا خير بعدك في الحياة وإنما
|
|
أبكي مخافة أن تطول حياتي
|
وعن سيد الحفاظ أبي منصور الديلمي
بإسناده أن عبدالله بن الحسن دخل
على هشام بن عبدالملك وعنده الكلبي ، فقال هشام لعبد الله بن الحسن : يا أبا محمد!
كم بلغت فاطمة بنت رسول الله من السن؟ فقال : بلغت ثلاثين فقال للكلبي : ما تقول؟ قال : بلغت خمسا وثلاثين ، فقال هشام لعبدالله : ألا تسمع ما يقول الكلبي؟
فقال عبدالله : يا أميرالمؤمنين سلني عن امي فأنا أعلم بها وسل الكلبي عن امه فهو
أعلم بها.
وعن العاصمي بإسناده ، عن محمد بن عمر
قال : توفيت فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
لثلاث ليال خلون من شهر رمضان وهي بنت تسع وعشرين أو نحوها.
وذكر أبوعبدالله بن مندة الاصفهاني في
كتاب المعرفة أن عليا تزوج فاطمة
بالمدينة بعد سنة من الهجرة وبنى بها بعد ذلك بنحو من سنة وولدت لعلي الحسن
والحسين والمحسن وام كلثوم الكبرى وزينب الكبرى.
وقال محمد بن إسحاق : توفيت ولها ثمان
وعشرون سنة ، وقيل : سبع
وعشرون سنة ، وفي رواية أنها ولدت على رأس سنة إحدى وأربعين من مولد النبي
صلىاللهعليهوآله
فيكون سنها على هذا ثلاثا وعشرين ، والاكثر على أنها كانت
بنت تسع وعشرين أو ثلاثين عليهاالسلام.
وذكر وهب بن منبه ، عن ابن عباس أنها
بقيت أربعين يوما بعده ، وفي رواية
ستة أشهر وساق ابن عباس الحديث إلى أن قال : لما توفيت عليهاالسلام شقت
أسماء جيبها وخرجت فتلقاها الحسن والحسين فقالا : أين امنا؟ فسكتت فدخلا
البيت فاذا هي ممتدة فحركها الحسين فاذا هي ميتة ، فقال : يا أخاه آجرك الله
في الوالدة ، وخرجا يناديان : يا محمداه يا أحمداه اليوم جدد لنا موتك إذ ماتت
امنا.
ثم أخبرا عليا وهو في المسجد فغشي عليه
حتى رش عليه الماء ثم أفاق
فحملهما حتى أدخلهما بيت فاطمة وعند رأسها أسماء تبكي وتقول : وايتامى محمد ، كنا
نتعزى بفاطمة بعد موت جدكما فبمن نتعزى بعدها فكشف علي عن وجهها فاذا
برقعة عند رأسها فنظر فيها فإذا فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
أوصت
وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق
وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من القبور يا علي أنا فاطمة بنت محمد
زوجني
الله منك لاكون لك في الدنيا والاخرة أنت أولى بي من غيري حنطني وغسلني و
كفني بالليل وصل علي وادفني بالليل ولا تعلم أحدا وأستودعك الله وأقرء على
ولدي السلام إلى يوم القيامة.
فلما جن الليل غسلها علي ووضعها على
السرير ، وقال للحسن : ادع لي
أباذر فدعاه فحملاه إلى المصلى ، فصلى عليها ثم صلى ركعتين ، ورفع يديه إلى
السماء فنادى : هذه بنت نبيك فاطمة أخرجتها من الظلمات إلى النور ، فأضاءت
الارض ميلا في ميل فلما أرادوا أن يدفنوها نودوا من بقعة من البقيع إلي إلي فقد
رفع تربتها مني فنظروا فاذا هي بقبر محفور ، فحلمواالسرير إليها فدفنوها فجلس
علي على شفير القبر فقال : يار أرض! استودعتك وديعتي ، هذه بنت رسول الله فنودي
منها : يا علي أنا أرفق بها منك فارجع ولاتهتم فرجع وانسد القبر واستوى بالارض
فلم يعلم أين كان إلى يوم القيامة.
٤٥
ـ أقول : قال أبوالفرج في مقاتل الطالبين : كانت
وفاة فاطمة عليهاالسلام
بعد
وفاة النبي صلىاللهعليهوآله
بمدة يختلف في مبلغها فالمكثر يقول : ثمانية أشهر ، والمقلل يقول : أربعين يوما إلا أن الثبت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام أنها
توفيت بعده بثلاثة أشهر حدثني بذلك الحسن بن علي ، عن الحارث ، عن
ابن سعد ، عن الواقدي ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام.
٤٦
ـ كف ، مصبا : في الثالث من جمادى
الاخرة كان وفاة فاطمة عليهاالسلام
سنة إحدى عشرة.
٤٧
ـ مصبا : في اليوم الحادي والعشرين من رحب كانت
وفاة الطاهرة
فاطمة عليهاالسلام
في قول ابن عباس.
بيان
: أقول لايمكن التطبيق بين أكثر تواريخ
الولادة والوفاة ومدة عمرها
الشريف ، ولا بين تواريخ الوفاة وبين مامر في الخبر الصحيح أنها عليهاالسلام عاشت
بعد أبيها خمسة وسبعين يوما إذ لو كان وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله
في الثامن والعشرين من
صفر كان على هذا وفاتها في أواسط جمادى الاولى ، ولو كان في ثاني عشر ربيع الاول
كا ترويه العامة كان وفاتها في أواخر جمادى الاولى ، ومارواه أبوالفرج ، عن
الباقر عليهالسلام
من كومن مكثها بعده صلىاللهعليهوآله
ثلاثة أشهر يمكن تطبيقه على ما هو
المشهور من كون وفاتها في ثالث جمادى الاخرة ، ويدل عليه أيضا مامر من خير
أبي بصير ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
برواية الطبري بأن يكون عليهالسلام
لم يتعرض للايام
الزائدة لقلتها والله يعلم.
٤٨
ـ أقول : في الديوان المنسوب اليه عليهالسلام
أنه أنشد بعد وفاة فاطمة
عليهاالسلام
:
ألا هل إلى طول الحياة سبيل
|
|
وأنى وهذا الموت ليس يحول
|
وإني وإن أصبحت بالموت موقنا
|
|
فلي أمل من دون ذاك طويل
|
وللدهر ألوان تروح وتغتدي
|
|
وإن نفوسا بينهن تسيل
|
ومنزل حق لا معرج دونه
|
|
لكل امرئ منها إليه سبيل
|
قطعت بأيام التعزز ذكره
|
|
وكل عزيز ما هناك ذليل
|
أرى علل الدنيا علي كثيرة
|
|
وصاحبها حتى الممات عليل
|
وإني لمشتاق إلى من احبه
|
|
فهل لي إلى من قد هويت سبيل
|
فهل لي إلى من قد هويت سبيل
|
|
وقد مات قبلي بالفراق جميل
|
فقد قال في الامثال في البين قائل
|
|
أضربه يوم الفراق رحيل
|
لكل اجتماع من خليلين فرقة
|
|
وكل الذي دون الفراق قليل
|
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد
|
|
دليل على أن لايدوم خليل
|
وكيف هناك العيش من بعد فقدهم
|
|
لعمرك شئ ما إليه سبيل
|
سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي
|
|
ويظهر بعدي للخليل عديل
|
وليس خليلي بالملول ولا الذي
|
|
إذا غبت يرضاه سواي بديل
|
ولكن خليلي من يدوم وصاله
|
|
ويحفظ سري قلبه ودخيل
|
إذا انقطعت يوما من العيش مدتي
|
|
فان بكاء الباكيات قليل
|
يريد الفتى أن لايموت حبيبه
|
|
وليس إلى ما يبتغيه سبيل
|
وليس جليلا رزء مال وفقده
|
|
ولكن رزء الاكرمين جليل
|
لذلك جنبي لا يؤاتيه مضجع
|
|
وفي القلب من حر الفراق غليل
|
بيان
: خبر « أنى » محذوف و « منزل » عطف على
ألوان و « المعراج » محل
الاقامة وشطت الدار
ونزحت : بعدت ، والباء للتعدية ، والتضريب مبالغة في الضرب
والبين : الفراق أي أضرب المثل الذي قاله القائل في يوم الفراق الذي هو رحيل ، و
المثل قوله : لكل اجتماع ، وفاطم مرخم فاطمة لضرورة الشعر : والبديل : البدل ، ودخيل
الرجل الذي يداخله في اموره ويختص به « لايؤاتيه » أي لا يوافقه والغليل : العطش ،
ومنه
: قوله عليهالسلام
عند رحلتها عليهاالسلام
:
حبيب ليس يعدله حبيب
|
|
وما لسواه في قلبي نصيب
|
حبيب غاب عن عيني وجسمي
|
|
وعن قلبي حبيبي لا يغيب
|
بيان
: حبيب في الموضعين خبر مبتداء محذوف أو
الثاني خبر الاول.
ومنه
: مخاطبا لها بعد وفاتها :
مالي وقفت على القبور مسلما
|
|
قبر الحبيب فلم يرد جوابي
|
أحييب مالك لاترد جوابنا
|
|
أنسيت بعدي خلة الاحباب
|
ومنه
: مجيبا لنفسه من قبلها عليهاالسلام :
قال الحبيب : وكيف لي بجوابكم
|
|
وأنا رهين جنادل وتراب
|
أكل التراب محاسني فنسيتكم
|
|
وحجبت عن أهلي وعن أترابي
|
فعليكم مني السلام تقطعت
|
|
عني وعنكم خلة الاحباب
|
بيان
: الجنادل : الاحجار ، والترب : الموافق
في السن.
وفي شرح الديوان : روي أن الابيات
الاخيرة سمعت من هاتف.
٤٩
ـ مصباح الانوار : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن فاطمة بنت
رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: مكثت بعد رسول (ص) ستين يوما ثم مرضت فاشتدت عليها فكان من
دعائها في شكواها : يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث فأغثني اللهم زحزحني عن
النار ، وأدخلني الجنة ، وألحقني بأبي حمد صلىاللهعليهوآله
فكان أميرالمؤمنين عليهالسلام
يقول لها : يعافيك لله ويبقيك ، فتقول : يا أباالحسن ما أسر ع اللحاق بالله ، وأوصت
بصدقتها ومتاع
البيت ، وأوصته أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص ، وقالت : بنت اختى وتحنن علي
ولدي قال : ودفنها
ليلا.
وعن ابن عباس قال : رأت فاطمة في منامها
النبي صلىاللهعليهوآله
قالت : فشكوت
إليه ما نالنا من بعده ، قالت : فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لكم الاخرة التي اعدت
للمتقين وإنك قادمة علي عن قريب.
وعن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام قال : لما حضرت
فاطمة الوفاة بكت
فقال لها أمير المؤمنين : ياسيدتي مايبكيك؟ قالت : أبكي لما تلقى بعدي فقال لها : لاتبكي فوالله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله ، قال : وأوصته أن لايؤذن بها
الشيخين
ففعل.
٥٠
ـ كتاب الدلائل للطبرى : عن أبي إسحاق
الباقرجي ، عن فلا يجة
عن أبي عبدالله ، عن أبي أحمد ، عن محمد بن بغدان ، عن محمد بن الصلت ، عن عبدالله
ابن سعيد ، عن أبي جريح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن فاطمة عليهاالسلام
أنها أوصت لازواج النبي صلىاللهعليهوآله
لكل واحدة منهن باثنتي عشرة اوقية ولنساء
بني هاشم مثل ذلك وأوصت لامامة بنت أبي العاص بشئ.
وباسناد آخر عن عبدالله بن حسن ، عن زيد
بن علي : أن فاطمة عليهاالسلام
تصدقت بمالها على بني هاشم وبني عبدالمطلب وأن عليا عليهالسلام
تصدق عليهم
وأدخل معهم غيرهم.
٨
* ( باب ) *
* ( تظلمها صلوات الله عليها في القيامة ) *
« وكيفية مجيئها إلى المحشر »
١
ـ لى : الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن
الحسن بن عبدالواحد
عن إسماعيل بن علي السدي ، عن منيع بن الحجاج ، عن عيسى بن موسى ، عن جعفر
الاحمر ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام
قال : سمعت جابربن عبدالله الانصاري
يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من
نوق الجنة مدبجة الجنبين ، خطامها من لؤلوء رطب ، قوائمها من الزمرد الاخضر
ذنبها من المسك الاذفر ، عيناها ياقوتتان حمراوان.
عليها قبة من نور ، يرى ظاهرها من
باطنها ، وباطنها من ظاهره ، داخلها
عفوالله ، وخارجها رحمة الله ، على رأسها تاج من نور ، للتاج سبعون ركنا كل
ركن مرصع بالدر والياقوت ، يضئ كما يضئ الكوكب الدري في افق السماء
وعن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن شمالها سبعون ألف ملك ، وجبرئيل آخذ بخطام
الناقة ينادي باعلا صوته :
غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ،
فلا يبقى يومئذ نبي ولارسول
ولاصديق ولا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة ، فتسير حتى تحاذي
عرش ربها جل جلاله ، فتنزخ بنفسها عن ناقتها ، وتقول : إلهي وسيدي احكم بيني
وبين من ظلمني اللهم احكم بيني وبين من قتل ولدي ، فاذا النداء من قبل الله جل
جلاله : يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطى ، واشفعي تشفعي ، فوعزتي وجلالي
لاجازني ظلم ظالم ، فتقول : إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي و
محبي ذريتي.
فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : أين
ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها
ومحبوا ذريتها فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة عليهاالسلام
حتى تدخلهم الجنة.
توضيح
: قال الفيروز آبادي : المدبج المزين وقال
الجزري فيه كان له طيلسان
مدبج هو الذي زينت أطرافه بالديباج ، قوله « الاذفر » أي طيب الريح قوله « داخلها
عفوالله » كناية عن أنها مشمولة بعفو الله ورحمته وتجئ إلى القيامة شفيعة للعباد
معها رحمة الله وعفوه لهم ، وقال الفيروز آبادي : زخه : دفعه في وهدة وزيد اغتاظ
ووثب انتهى التشفيع : قبول الشفاعة.
٢
ـ ن : أحمد بن أبي جعفر البيهقي ، عن أحمد بن
علي الجرجاني ، عن إسماعيل
ابن أبي عبدالله القطان ، عن أحمد بن عبدالله بن عامر الطائي ، عن أبي أحمد بن
سليمان الطائي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: تحشر ابنتي فاطمة عليهاالسلام
يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء ، تتعلق
بقائمة من قوائم العرش تقول : يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي ، قال علي بن
أبي طالب عليهالسلام
: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ويحكم [ الله ] لابنتي ورب الكعبة.
٣
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدم فتتعلق
بقائمة من قوائم العرش فتقول : يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي ، قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: فيحكم لابنتي ورب الكعبة ، وإن الله عزوجل يغضب لغضب فاطمة
ويرضى لرضاها.
صح
: عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
٤
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم
حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
٥
ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
ثم قال : وفي رواية اخرى إذا كان يوم
القيامة قيل : يا أهل الجمع غضوا
أبصاركم تمر فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فتمر وعليها ريطتان حمراوان.
بيان
: قال الفيروز آبادي : الريطة كل ملاءة
غير ذات لفقين كلها نسج واحد
وقطعة واحدة أو كل ثوب لين رقيق.
٦
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فينظر
إليها الخلائق فيتعجبون منها ، ثم تكسى أيضا من حلل الجنة ألف حلة مكتوب
على كل حلة بخط أخضر : أدخلوا بنت محمد الجنة على أحسن الصورة ، وأحسن
الكرامة ، وأحسن منظر ، فتزف إلى الجنة كما تزف العروس ، ويوكل
بها سبعون ألف جارية.
صح
: عنه ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
بيان
: قوله عليهالسلام
« قد عجنت » في بعض النسخ بالباء الموحدة على بناء
المفعول من باب التفعيل أي جعلت عجيبة لغسلها بماء الحيوان وفي بعض النسخ بالنون
كناية
عن الغسل به أو كونها بحيث لايموت أبدا من يلبسها ، وقال الجزري : في الحديث
يزف علي بيني وبين إبراهيم إلى الجنة إن كسرت الزاء فمعناه يسرع من زف
في مشيه وأزف إذا أسرع ، وإن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذا أهديتها
إلى زوجها.
٧
ـ ثو : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن
الاشعري ، عن محمد بن الحسين
عن محمد بن سنان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليهاالسلام
قبة من نور وأقبل الحسين صلوات الله
عليه ، رأسه في يده ، فاذا رأته شهقت شهقة لايبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي
مرسل ولا عبد مؤمن إلا بكى لها ، فيمثل الله عزوجل رجلا لها في أحسن
صورة وهو يخاصم قتلته « بلا رأس » فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ، و
من شرك في قتله ، فيقتلهم حتى أتى على آخرهم ثم ينشرون فيقتلهم أميرالمؤمنين
عليهالسلام
، ثم ينشرون فيقتلهم الحسن عليهالسلام
ثم ينشرون فيقتلهم الحسين عليهالسلام
ثم
ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا قتلهم قتلة ، فعند ذلك يكشف الله الغيظ ، و
ينسي الحزن.
ثم قال أبوعبدالله عليهالسلام : رحم الله شيعتنا
، شيعتنا والله هم المؤمنون ، فقدو الله
شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة.
بيان
: قوله صلىاللهعليهوآله
: « بلا رأس » لعله حال عن الضمير في قوله قتلته.
٨
ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن
الاشعري ، عن ابن يزيد
عن محمد بن منصور ، عن رجل ، عن شريك يرفعه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة صلوات الله عليها في لمة من نسائها فيقال لها : : ادخلي الجنة فتقول : لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدي من بعدي؟ فيقال
لها : انظري في قلب القيامة فتنظر إلى الحسين صلوات الله عليه قائما وليس عليه
رأس ، فتصرخ صرخة وأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخنا ، فيغضب الله عزوجل
لنا عند ذلك فيأمر نارا يقال لها : هبهب قد اوقد عليها ألف عام حتى اسودت لايدخلها
روح أبدا ولا يخرج منها غم أبدا فيقال لها : التقطي قتلة الحسين صلوات الله عليه
وحملة القرآن فتلتقطهم.
فاذا صاروا في حوصلتها ، صهلت وصهلوابها
، وشهقت وشهقوا بها ، وزفرت
وزفروا بها ، فينطقون بألسنة ذلقة طلقة : ياربنا أو جبت لنا النار قبل عبدة
الاوثان؟
فيأتيهم الجواب عن الله عزوجل أن : من علم ليس كمن لا يعلم.
ايضاح
: اللمة بضم اللام وفتح الميم المخففة
الجماعة ، وقال الجوهري
لمة الرجل تربه وشكله ، والهاء عوض واللمة الاصحاب [ ما ] بين الثلاثة إلى العشرة
انتهى. والمراد بحملة القرآن الذين ضيعوه وحرفوه.
٩
ـ ثو : ابن البرقي عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه [ عن ]
محمد بن خالد يرفعه
____________________
إلى عنبسة الطائي ، عن
أبي خير ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: يمثل لفاطمة عليهالسلام
رأس الحسين عليهالسلام
متشحطا بدمه
فتصيح واولداه! واثمرة فؤاداه! فتصعق الملائكة لصحية فاطمة عليهاالسلام وينادي
أهل القيامة : قتل الله قاتل ولدك يافاطمة.
قال : فيقول الله عزوجل : ذلك أفعل به
وبشيعته وأحبائه وأتباعه وإن
فاطمة عليهاالسلام
في ذلك اليوم على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين ، واضحة الخدين
شهلاء العينين ، رأسها من الذهب المصفى ، [ و ] أعناقها من المسك والعنبر ، خطامها
من
الزبرجد الاخضر ، رحائلها در مفضض بالجوهر ، على الناقة هودج غشاؤها من
نور الله ، وحشوها من رحمة الله ، خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا يحف بهودجها
سبعون ألف ملك بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والثناء على رب العالمين.
ثم ينادي مناد من بطنان العرش : يا أهل
القيامة غضوا أبصاركم فهذه فاطمة
بنت محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
تمر على الصراط ، فتمر فاطمة عليهاالسلام
وشيعتها على الصراط كالبرق الخاطف. قال النبي صلىاللهعليهوآله
: ويلقي أعداءها وأعداء ذريتها في جهنم.
توضيح
: « ذلك أفعل به » أي بالحسين عليهالسلام أي أقتل قاتليه
وقاتلي شيعته
وأحبائه ، ويحتمل إرجاع الضمائر جميعا إلى القاتل وقال الجوهري : الشهلة
في العين أن يشوب سوادها زرقة ، وعين شهلاء ، قوله صلىاللهعليهوآله
: « رحائلها » الاصوب رحالها
جمع رحل وكأنه جمع رجالة ككتابة وهي السرج.
١٠
ـ قب : السمعاني في الرسالة القوامية
والزعفراني في فضائل الصحابة
والاشنهي في اعتقاد أهل السنة والعكبري في الابانة وأحمد في الفضائل وابن المؤذن
في الاربعين بأسانيدهم عن الشعبي ، عن أبي جحيفة وعن ابن عباس والاصبغ ، عن
أبي أيوب ، وقد روي حفص بن غياث ، عن القزويني ، عطاء عن أبي هريرة كلهم
عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : إذا كان يوم القيامة ووقف الخلائق بين يدي الله تعالى
نادى مناد من وراء الحجاب : أيها الناس غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم ، فان
فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
تحوز على الصراط. وفي حديث أبي أيوب : فتمر معها سبعون جارية
من الحور العين
كالبرق اللامع.
١١
ـ جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير ، عن
أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين
والاخرين في صعيد واحد فينادي مناد : غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى
تجوز فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
الصراط.
قال : فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة
عليهاالسلام
على نجيب من نجب الجنة
يشيعها سبعون ألف ملك ، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة ، ثم تنزل
عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي عليهالسلام
بيدها مضمخا بدمه وتقول يارب
هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به ، فيأتيها النداء من قبل الله عزوجل : يا
فاطمة لك عندي الرضا فتقول : يارب انتصرلي من قاتله فيأمر الله تعالى عنقا
من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي عليهالسلام
كما يلتقط الطير
الحب ، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيا بأنواع العذاب ثم تركب فاطمة
عليهاالسلام
نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها الملائكة المشيعون لها وذريتها بين
يديها وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها.
بيان
: قال الجزري فيه يخرج عنق من النار أي
طائفة منها.
١٢
ـ فر : أبوالقاسم العلوي الحسني منعنا ، عن ابن
عباس : إذا كان يوم
القيامة نادى مناد : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
فتكون أول من تكسى ويستقبلها من الفردوس اثنتا عشرة ألف حوراء لم يستقبلوا
أحدا قبلها ولا أحدا بعدها ، على نجائب من ياقوت أحنحتها وأزمتها اللؤلؤ ، عليها
رحائل من در على كل رحالة منها نمرقة من سندس ، وركائبها زبرجد ، فيجوزون
بها الصراط حتى ينتهون بها إلى الفردوس فيتباشربها أهل الجنان.
وفي بطنان الفردوس قصور بيض ، وقصور صفر
، من لؤلؤ ة من غرزواحد وإن
في القصور البيض لسبعين ألف دار منازل محمد وآله صلوات الله عليهم وإن في القصور
الصفر
لسبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآله عليهمالسلام
فتجلس على كرسي من نور فيجلسون
حولها ويبعث إليها
ملك لم يبعث إلى أحد قبلها ولا يبعث إلى أحد بعدها فيقول : إن ربك يقرئك السلام ، ويقول : سليني اعطك فتقول : قد أتم علي نعمته
وهنأني كرامته ، وأباحني جنته أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم ، فيعطيها الله
ذريتها وولدها ومن ودهم لها وحفظهم فيها ، فيقول : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن
وأقربعيني.
قال جعفر : كان أبي يقول : كان ابن عباس
إذا ذكر هذا الحديث تلاهذه الاية : « والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا
بهم ذريتهم » .
تبيين
: قال الفيروز آبادي : النمرقة مثلثة
الوسادة الصغيرة أو الميثرة أو الطنفسة
فوق الرحل ، وقال الجزري : فيه ينادي مناد من بطنان العرش أي من وسطه ، وقيل
من أصله ، وقيل : البطنان جمع بطن وهو الغامض من الارض يريد من دواخل العرش
انتهى ، قوله « من غرز واحد » أي من محل واحد من قولهم غرزت الشئ بالابرة.
١٣
ـ فر : سليمان بن محمد معنعنا عن ابن عباس قال
: سمعت أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام
[ يقول ] دخل رسول الله (ص) ذات يوم على فاطمة عليهاالسلام
وهي حزينة فقال لها : ما حزنك يا بنية؟ قالت : يا أبه ذكرت المحشر ووقوف الناس
عراة يوم القيامة قال : يا بنية إنه ليوم عظيم ولكن قد أخبرني جبرئيل عن
الله عزوجل أنه قال : أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة أنا ثم أبي إبراهيم
ثم بعلك علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ثم يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف
ملك فيضرب على قبرك سبع قباب
من نور ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند رأسك فينادينك يا فاطمة
بنت محمد! قومي إلى محشرك ، فتقومين آمنة روعتك ، مستورة عورتك ، فيناولك
إسرافيل الحلل فتلبسينها ويأتيك زوقائيل بنجيبة من نور ، زمامها من لؤلؤ رطب
عليها محفة من ذهب ، فتركبينها ويقود زوقائيل بزمامها ، وبين يديك سبعون ألف
ملك بأيديهم ألوية التسبيح.
____________________
فإذا جد بك السير استقبلتك سبعون ألف
حوراء ، يستبشرون بالنظر إليك
بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار ، وعليهن أكاليل
الجوهر
المرصع بالزبرجد الاخضر ، فيسرن عن يمينك ، فاذاسرت مثل الذي سرت من
قبرك إلى أن لقينك ، استقبلتك مريم بنت عمران ، في مثل من معك من الحور
فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك.
ثم تستقبلك امك خديجة بنت خويلد أول
المؤمنات بالله ورسوله ، ومعها
سبعون ألف ملك بأيديهم ألويه التكبير فاذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في
سبعين ألف حوراء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معك.
فإذا توسطت الجمع وذلك أن الله يجمع
الخلائق في صعيد واحد ، فيستوي
بهم الاقدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق : غضوا أبصاركم حتى
تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها ، فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم خليل
الرحمن صلوات الله وسلامه عليه وعلي بن أبي طالب ، ويطلب آدم حوا فيراها
مع امك خديجة أمامك.
ثم ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي
بين المرقاة إلى المرقاة صفوف
الملائكة ، بأيديهم ألويه النور ، ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره
وأقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية فاذا صرت في أعلي المنبر أتاك جبرئيل
عليهالسلام
فيقول لك : يا فاطمة سلي حاجتك ، فتقولين : يارب أرني الحسن والحسين
فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دما ، وهو يقول : يارب خذ لي اليوم حقي
ممن ظلمني.
فيغضب عند ذلك الجليل ، ويغضب لغضبه
جهنم والملائكة أجمعون ، فتزفر
جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء
أبنائهم ويقولون : يارب إنا لم نحضر الحسين ، فيقول الله لزبانية جهنم : خذوهم
بسيماهم بزرقة الاعين وسواد الوجود ، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الاسفل
من النار فانهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين
فقتلواه.
ثم يقول جبرئيل عليهالسلام : يا فاطمة سلي
حاجتك فتقولين : يارب شيعتي ، فيقول الله
عزوجل : قد غفرت لهم فتقولين يارب شيعة ولدي فيقول الله قد غفرت لهم فتقولين : يارب
شيعة
شيعتى فيقول الله : انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة ، فعند ذلك يود الخلائق
أنهم كانوا فاطميين فتسيرين ومعك شيعتك ، وشيعة ولدك ، وشيعة أميرالمؤمنين آمنة
روعاتهم ، مستورة عوراتهم ، قد ذهبت عنهم الشدائد ، وسهلت لهم الموارد ، يخاف
الناس وهم لا يخافون ، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون.
فاذا بلغت باب الجنة ، تلقتك اثنتا عشر
ألف حوراء ، لم يلتقين أحدا قبلك
ولا يتلقين أحدا كان بعدك ، بأيديهم حراب من نور ، على نجائب من نور
رحائلها من الذهب الاصفر والياقوت ، أزمتها من لؤلؤ رطب ، على كل نجيب نمرقة
من سندس منضود.
فاذا دخلت الجنة تباشربك أهلها ، ووضع
لشيعتك موائد من جوهر على
أعمدة من نور ، فيأكلون منها والناس في الحساب ، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون
وإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه النبيين وإن في بطنان
الفردوس لؤلوء تان من عرق واحد لؤلوءة بيضاء ولؤلوءة صفراء فيهما قصور ودور في
كل واحدة سبعون ألف دار فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا ، والصفراء منازل لابراهيم
وآل إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين.
قالت : يا أبه فما كنت احب أن أرى يومك
ولا أبقى بعدك ، قال : يا ابنتي
لقد أخبرني جبرئيل عن الله عزوجل أنك أول من تلحقني من أهل بيتي فالويل
كله لمن ظلمك ، والفوز العظيم لمن نصرك.
قال عطاء : كان ابن عباس إذا ذكر هذا
الحديث تلاهذه الاية « والذين
آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل
امرئ بما كسب رهين » .
بيان
: وما ألتناهم أي وما نقصناهم.
____________________
٩
( باب )
* ( أولادها وذريتها وأحوالهم وفضلهم وانهم من
اولاد الرسول ) *
* ( صلىاللهعليهوآله
حقيقة ) *
١
ـ وجدت في بعض كتب المناقب أخبرنا علي
بن أحمد العاصمي ، عن إسماعيل
ابن أحمد البيهقي ، عن أبيه أحمد بن الحسين ، عن أبي عبدالله الحافظ ، عن أبي محمد
الخراساني ، عن أبي بكر بن أبي العوام ، عن أبيه ، عن حريز بن عبدالحميد
عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: كل بني ام ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة ، فاني أنا أبوهم
وعصبتهم.
وأخبرنا أبوالحسن بن بشر ان العدل
ببغداد ، عن أبي عمروبن السماك
عن حنبل بن إسحاق ، عن داود بن عمرو ، عن صالح بن موسى ، عن عاصم بن بهدلة
عن يحيى بن يعمر العامري قال : بعث إلي الحجاج فقال : يا يحيى أنت الذي
تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قلت له : إن أمنتني تكلمت قال : فأنت آمن ، قلت له : نعم أقرء عليك كتاب الله إن الله يقول : « ووهبنا له إسحق
ويعقوب كلا هدينا إلى أن قال : ـ زكريا ويحيى وعيسى
وإلياس كل من
الصالحين »
وعيسى كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول ، وقد نسبه الله
تعالى إلى إبراهيم عليهالسلام.
قال : ما دعاك إلى نشر هذا وذكره؟ قالت
: ما استوجب الله عزوجل على أهل
العلم في علمهم « لتبيننه
للناس ولا تكتمونه » الاية قال : صدقت ولا تعودن
____________________
لذكر هذا ولانشره.
وجاء الحديث مرسلا أطول من هذا ، عن
عامر الشعبي أنه قال : بعث
إلي الحجاج ذات ليلة فخشيت فقمت فتوضأت وأوصيت ثم دخلت عليه فنظرت
فإذا نطلع منشور والسيف مسلول ، فسلمت عليه فرد علي السلام فقال : لا تخف
فقد أمنتك الليلة وغدا إلى الظهر وأجلسني عنده ثم أشار فاتي برجل مقيد بالكبول
والاغلال فوضعوه بين يديه فقال : إن هذا الشيخ يقول : إن الحسن والحسين كانا
ابني رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليأتيني بحجة من القرآن وإلا لاضربن عنقه.
فقلت : يجب أن تحل قيده فانه إذا احتج
فانه لا محالة يذهب وإن لم يحتج
فان السيف لا يقطع هذا الحديد ، فحلوا قيوده وكبوله فنظرت فاذا هو سعيد بن جبير
فحزنت بذلك وقلت : كيف يجد حجة على ذلك من القرآن فقال له الحجاج : ائتني
بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا أضرب عنقك فقال له : انتظر فسكت ساعة
ثم قال له مثل ذلك فقال : انتظر! فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال : أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال : « ووهبناله إسحاق ويعقوب ـ
إلى قوله ـ وكذلك نجزي المحسنين » ثم سكت وقال للحجاج : اقرء ما بعده فقرأ
« وزكريا ويحيى وعيسى » فقال سعيد : كيف
يلبق ههنا عيسى؟ قال : إنه كان
من ذريته ، قال : إن كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنته
فنسب إليه معه بعده ، فالحسن والحسين أولى أن ينسبا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله مع
قربهما منه فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه إلى داره وأذن
له في الرجوع.
قال الشعبي : فلما أصبحت قلت في نفسي : قد
وجب على أن آتى هذا الشيخ
فأتعلم منه معاني القرآن لاني كنت أظن أني أعرفها فاذا أنا لا أعرفها فأتيته فإذا
هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها ثم قال : هذا كله ببركة الحسن والحسين عليهماالسلام
، لئن كنا أغممنا واحدا لقد أفرحنا ألفا
وأرضينا الله ورسوله صلىاللهعليهوآله.
كتاب
الدلائل لمحمد بن جرير الطبرى : عن
إبراهيم بن أحمد الطبري
عن محمد بن أحمد القاضي التنوخي ، عن إبراهيم بن عبدالسلام ، عن عثمان بن أبي
شيبة ، عن جرير ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة الصغرى ، عن فاطمة الكبرى قالت : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: لكل نبي عصبة ينتمون إليه وإن فاطمة عصبتي التي تنتمي [ إلى ] .
٢
ـ مع : الحسين بن أحمد العلوي ومحمد بن علي بن
بشار معا ، عن المظفربن
أحمد القزويني ، عن صالح بن أحمد ، عن الحسن بن زياد ، عن صالح بن أبي حماد
عن الحسن بن موسى الوشاء البغدادي قال : كنت بخراسان مع علي بن موسى
الرضا عليهماالسلام
في مجلسه وزيد بن موسى حاضر وقد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر
عليهم ويقول : نحن ونحن وأبوالحسن عليهالسلام
مقبل على قوم يحدثهم.
فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال : يازيد
أغرك قول بقالي الكوفة إن
فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ، والله ما ذلك إلا للحسن والحسين
وولد بطنها خاصة.
فأما أن يكون موسى بن جعفر عليهماالسلام يطيع الله ، ويصوم
نهاره ويقوم ليله
وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء لانت أعز على الله عزوجل منه إن علي
ابن الحسين عليهماالسلام
كان يقول : لمحسننا كفلان من الاجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب.
وقال الحسن الوشاء : ثم التفت إلي وقال
: يا حسن كيف تقرؤون هذه الاية : « قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح
» فقلت من
الناس من
يقرء « إنه عمل غير صالح » ومنهم من يقرء « إنه عمل غير صالح » نفاه
عن أبيه فقال عليهالسلام
: كلا لقد كان ابنه ، ولكن لما عصى الله عزوجل نفاه الله
عن أبيه ، كذا من كان منا لم يطع الله فليس منا وأنت إذا أطعت الله فأنت منا
أهل البيت.
____________________
ن
: السناني ، عن الاسدي ، عن صالح بن أحمد
مثله.
٣
ـ مع : أبي ، عن سعد : عن البرقي ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير ، عن
جميل بن صالح ، عن محمد بن مروان قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : هل قال رسول
الله صلى عليه واله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار؟ قال : نعم
، عنى بذلك
الحسن والحسين وزينب وام كلثوم عليهمالسلام.
٤
ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف
، عن ابن مهزيار ، عن
الوشاء ، عن محمد بن القاسم بن الفضيل
، عن حماد بن عثمان قال : قلت
لابي عبدالله عليهالسلام
: جعلت فداك ما معنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن فاطمة أحصنت
فرجها فحرم الله ذريتها على النار فقال : المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن
والحسين وزينب وام كلثوم.
٥
ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار.
مصباح
الانوار : عن أبي عبدالله عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله.
٦
ـ ن : ما جيلويه وابن المتوكل والهمداني ، عن
علي ، عن أبيه ، عن ياسر
قال : خرج زيد بن موسى أخوأبي الحسن عليهالسلام
بالمدينة وأحرق وقتل وكان يسمى
زيد النار ، فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلى المأمون فقال المأمون : اذهبوا به
إلى أبي الحسن ، قال ياسر : فلما ادخل إليه قال له أبوالحسن : يا زيد أغرك قول
سفلة أهل الكوفة : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ، ذاك
للحسن والحسن خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة ، وموسى بن
جعفر أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله عزوجل من موسى بن
جعفر ، والله ما ينال أحد ما عندالله عزوجل إلا بطاعته ، وزعمت أنك تناله بمعصيته
فبئس ما زعمت.
____________________
فقال له زيد : أنا أخوك وابن أبيك ، فقال
له أبوالحسن عليهالسلام
: أنت أخي ما
أطعت الله عزوجل إن نوحا عليهالسلام
قال : « رب إن ابني
من أهلي وإن وعدك الحق
وأنت أحكم الحاكمين » فقال الله عزوجل « يا نوح إنه ليس من
أهلك إنه
عمل غير صالح » فأخرجه الله
عزوجل من أن يكون من أهله بمعصيته.
٧
ـ قب : تاريخ بغداد وكتاب السمعاني وأربعين
المؤذن ومناقب فاطمة عن
ابن شاهين بأسانيدهم عن حذيفة وابن مسعود قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إن فاطمة أحصنت
فرجها فحرم الله ذريتها على النار قال ابن منده : خاص بالحسن والحسين ويقال : أي من ولدته بنفسها ، وهو المروي عن الرضا عليهالسلام
والاولى كل مؤمن منهم.
٨
ـ ج : عن أبي الجارود قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : يا أبا الجارود
ما يقولون
في الحسن والحسين؟ قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فبأي شئ
احتججتم عليهم؟ قلت : بقول الله في عيسى بن مريم « ومن ذريته داود ـ إلى قوله ـ
وكل من الصالحين » فجعل عيسى من ذرية إبراهيم واحتججنا عليهم بقوله تعالى
« قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ونساء نا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم » قال : فأي شئ قالوا؟ قال : قلت : قالوا : قد يكون ولد البنت من الولد ولايكون
من الصلب.
قال : فقال أبوجعفر عليهالسلام : والله يا أبا
الجارو لاعطينكها من كتاب الله آية
تسمي لصلب رسول الله صلىاللهعليهوآله
لايردها إلا كافر ، قال : قلت : جعلت فداك وأين؟
قال : حيث قال الله : « حرمت
عليكم امهاتكم وبناتكم وأخواتكم
ـ إلى قوله ـ
وحلائل
أبناءكم الذين من أصلابكم » فسلهم يا أبا الجارود هل يحل لرسول
الله صلىاللهعليهوآله
نكاح حليلتهما فان قالوا : نعم فكذبوا والله ، وإن قالوا : لا ، فهما والله ابنا
رسول الله لصلبه وما حرمت عليه إلا للصلب.
بيان
: أقول : إطلاق الابن والولد عليهم كثير
وقد مضى الاخبار المفصلة
____________________
في باب احتجاج الرضا
عليهالسلام
عند المأمون في الامامة وسيأتي في احتجاج موسى بن
جعفر عليهالسلام
مع خلفاء زمانه ولعل وجه الاحتجاج بالاية الاخيرة هو اتفاقهم على
دخول ولد البنت في هذه الاية والاصل في الاطلاق الحقيقة أوأنهم يستدلون بهذه
الاية على حرمة حليلة ولد البنت ، ولا يتم إلا بكونه ولدا حقيقة للصلب ، وسيأتي
تمام القول في ذلك في أبواب الخمس إنشاء الله.
٩
ـ فس : أبي ، عن ظريف بن ناصح ، عن عبدالصمد بن
بشير ، عن أبي الجارود
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال لي أبوجعفر : يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن
والحسين عليهماالسلام؟
قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله (ص) قال : فبأي شئ احتججتم
عليهم؟ قلت : بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم « ومن ذريته داود وسليمان
ـ إلى قوله ـ وكذلك نجزي المحسنين » وجعل عيسى من ذرية إبراهيم ، قال : فأي شئ
قالوا لكم؟ قلت : قالوا : قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب قال : فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قال : قلت : احتججنا عليهم بقول الله تعالى « قل تعالوا
ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم
» الاية قال : فأي شئ قالوا لكم؟ قلت : قالوا : قد يكون في كلام العرب ابني رجل واحد فيقول أبناءنا وإنما هما ابن واحد
قال : فقال أبوجعفر عليهالسلام
: والله يا أبا الجارود لاعطينكها من كتاب الله تسمي لصلب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لايردها إلا كافر قال : قلت : جعلت فداك وأين؟ قال : حيث
قال الله « حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم ـ إلى أن ينتهى إلى قوله ـ وحلائل
أبنائكم الذين من أصلابكم » فسلهم يا أبا الجارود هل حل لرسول الله صلىاللهعليهوآله نكاح
حليلتهما ، فإن قالوا : نعم فكذبوا والله وفجروا وإن قالوا : لا ، فهما والله
ابناه لصلبه
وما حرمتا عليه إلا للصلب.
كا
: العدة ، عن البرقي ، عن الحسن بن ظريف ،
عن عبدالصمد مثله.
١٠
ـ قب : ولدت الحسن عليهالسلام ولها اثنتى عشرة
سنة وأولادها : الحسن والحسين
والمحسن سقط وفي معارف القتيبي أن محسنا فسد من زخم قنفذ العدوي. وزينب
وام كلثوم.
تذنيب
: قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح قول
أميرالمؤمنين عليهالسلام
في
بعض أيام صفين حين رأى ابنه الحسن عليهالسلام
يتسرع إلى الحرب :
املكوا عني هذا الغلام لا يهدني فاني
أنفس بهذين يعني ـ الحسن والحسين ـ
عن الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فان قلت : أيجوز أن يقال للحسن والحسين
وولدهما أبناء رسول الله ، وولد
رسول الله وذرية رسول الله ، ونسل رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قلت : نعم لان الله سماهم
أبناءه في قوله تعالى « ندع أبناءنا وأبناءكم » وإنما عنى الحسن والحسين ولو أوصى
لولد فلان بمال دخل فيه أولاد البنات وسمى الله تعالى عيسى ذرية إبراهيم ولم يختلف
أهل اللغة في أن ولد البنات من نسل الرجل.
فان قلت : فما تصنع بقوله تعالى « ما كان محمد أبا أحد
من رجالكم »
قلت : أسألك عن ابوته لابراهيم بن مارية فكلما تجيب به عن ذلك فهو جوابي عن
الحسن والحسين عليهماالسلام
، والجواب الشامل للجميع أنه عنى زيد بن الحارثة لان
العرب كانت تقول : زيد بن محمد على عادتهم في تبني العبيد ، فأبطل الله تعالى ذلك
ونهى
عن سنة الجاهلية وقال : إن محمدا ليس أبا لواحد من الرجال البالغين المعروفين
بينكم
وذلك لا ينفي كونه أبا لاطفال لم يطلق عليهم لفظة الرجال كابراهيم وحسن
وحسين عليهالسلام.
أقول
: ثم ذكر بعض الاعتراضات والاجوبة التي
ليس هذا الباب
موضع ذكرها.
____________________
١٠
* ( باب ) *
* « ( أوقافها وصدقاتها صلوات الله عليها ) » *
١
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
ابن فضال ، عن أحمد بن عمر
عن أبيه ، عن أبي مريم قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن صدقة رسول الله صلىاللهعليهوآله
وصدقة
علي عليهالسلام
فقال : هي لنا حلال ، وقال : إن فاطمة عليهاالسلام
جعلت صدقتها لبني هاشم
وبني المطلب.
٢
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن
عاصم بن حميد ، عن
أبي بصير قال : قال أبوجعفر عليهالسلام
: ألا اقرئك وصية فاطمة؟ قال : قلت : بلى فأخرج حقا أو سفطا فأخرج منه كتابا فقرأ :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به
فاطمة بنت محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
أوصت بحوائطها السبعة العواف والدلال والبرقة والمبيت والحسني والصافية وما لام
إبراهيم إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
فان مضى علي فإلى الحسن ، فان مضى
الحسن فإلى الحسين ، فان مضى الحسين ، فإلى الاكبر من ولدي شهد الله على ذلك
والمقداد بن الاسود والزبير بن العوام وكتب علي بن أبي طالب عليهالسلام.
كا
: علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
عاصم بن حميد مثله ولم يذكر
حقا ولا سفطا وقال : إلى الاكبر من ولدي دون ولدك.
٣
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
حماد بن عثمان ، عن
أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: ألا أقرئك وصية فاطمة؟ قلت : بلى
قال : فأخرج إلي صحيفة :
هذا ما عهدت فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله في أموالها إلى علي
بن أبي طالب فان مات
فإلى الحسن ، فان مات فإلى الحسين ، فان مات فإلى الاكبر من ولدي دون
ولدك : الدلال والعواف والمبيت والبرقة والحسني والصافية ما لام إبراهيم.
شهد الله عزوجل على
ذلك والمقداد بن الاسود والزبير بن العوام.
٤
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن
عاصم بن حميد ، عن
إبراهيم بن أبي يحيى المزني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : المبيت هو الذي كاتب عليه سلمان
فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها.
٥
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
أبي الحسن الثاني عليهالسلام
قال : سألته عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول الله صلىاللهعليهوآله
لفاطمة عليهاالسلام
فقال : إنما كانت وقفا فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يأخذ إليه منها ما ينفق على أضيافه والتابعة
تلزمه فيها ، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة فيها فشهد علي وغيره أنها وقف
على فاطمة عليهاالسلام
وهي : الدلال والعواف والحسني والصافية وما لام إبراهيم والمبيت
والبرقة.
* « ( أبواب )
» *
* « ( تاريخ
الامامين الهمامين قرتى عين رسول الثقلين الحسن ) » *
* « ( والحسين
سيدى شباب أهل الجنة اجمعين ) » *
* « ( صلوات
الله عليهما أبد الابدين ولعنة الله ) » *
* « ( على
اعدائهما في كل حين ) » *
١١
* ( باب ) *
* « ( ولادتهما وأسمائهما وعللها ونقش
خواتيمهما ) » *
* « ( صلوات الله عليهما ) » *
١
ـ قب : ولد الحسين عليهالسلام عام الخندق
بالمدينة يوم الخميس أو يوم الثلثا
لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه بعشرة أشهر وعشرين يوما
واسمه : الحسين وفي التوراة شبير ، وفي الانجيل طاب وكنيته : أبوعبدالله ، والخاص
أبوعلي وألقابه : الشهيد السعيد ، والسبط الثاني ، والامام الثالث.
٢
ـ كشف : قال كمال الدين بن طلحة : كنية الحسين عليهالسلام أبوعبدالله لا غير
وأما ألقابه فكثيرة : الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والزكي ، والمبارك
والتابع لمرضاة الله ، والسبط ، وأشهرها الزكي ولكن أعلاها رتبة ما لقبه به
رسول الله صلىاللهعليهوآله
في قوله عنه وعن أخيه : أنهما سيدا شباب أهل الجنة فيكون
السيد أشرفها وكذلك السبط فانه صح عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه قال : حسين سبط
من الاسباط.ذ
وقال ابن الخشاب : يكنى بأبي عبدالله
لقبه : الرشيد ، والطيب ، والوفي
والسيد ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والدليل على ذات الله عزوجل
والسبط.
٣
ـ ع ، لى : [ أحمد بن الحسن ]
القطان ، عن [ الحسن بن علي ]
السكري ، عن الجوهري ، عن الضبي ، عن حرب بن ميمون ، عن الثمالي ، عن
زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهماالسلام
قال : لما ولدت فاطمة الحسن عليهماالسلام
قالت لعلي عليهالسلام
: سمه فقال : ما كنت لاسبق باسمه رسول الله فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاخرج إليه في خرقة صفراء فقال : ألم أنهكم أن تلفوه في [ خرقة ] صفراء ثم رمى بها
وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها ثم قال لعلي عليهالسلام
: هل سميته؟ فقال : ما كنت لاسبقك
باسمه ، فقال صلىاللهعليهوآله
: وما كنت لاسبق باسمه ربي عزوجل.
فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنه
قد ولد لمحمد ابن فاهبط فأقرئه
السلام وهنئه وقل له : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون
فهبط جبرئيل عليهالسلام
فهنأه من الله عزوجل ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن
تسميه باسم ابن هارون ، قال : وماكان اسمه؟ قال : شبر قال : لساني عربي قال : سمه الحسن فسماه الحسن.
فلما ولد الحسين عليهالسلام أوحى الله عزوجل
إلى جبرئيل عليهالسلام
أنه قد ولد
لمحمد ابن فاهبط إليه فهنئه وقل له إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه
باسم ابن هارون قال : فهبط جبرئيل عليهالسلام
فهنأه من الله تبارك وتعالى ثم قال : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون قال : وما اسمه؟
قال : شبير قال : لساني عربي قال : سمه الحسين فسماه الحسين.
بيان
: قال الفيروز آبادي : شبر كبقم وشبير
كقمير ومشبر كمحدث
أبناء هارون عليهالسلام
قيل وبأسمائهم سمي النبي صلىاللهعليهوآله
الحسن والحسين والمحسن.
٤
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن
آبائه ، عن علي بن الحسين عليهمالسلام
عن أسماء بنت عميس قالت قبلت
جدتك فاطمة عليهاالسلام
بالحسن والحسين عليهماالسلام
فلما ولد الحسن عليهالسلام
جاء النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في
____________________
خرقة صفراء ، فرمى
بها النبي صلىاللهعليهوآله
وقال : يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا
المولود في خرقة صفراء ، فلففته في خرقة بيضاء ودفعته إليه فأذن في اذنه اليمنى
وأقام في اليسرى ثم قال لعلي عليهالسلام
: بأي شئ سميت ابني؟ قال : ما كنت
أسبقك باسمه يارسول الله ، قد كنت احب أن اسميه حربا فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ولا
أسبق أنا باسمه ربي.
ثم هبط جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمد
العلي الاعلى يقرئك السلام ويقول : علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك سم ابنك هذا باسم ابن هارون
قال النبي (ص) : وما اسم ابن هارون؟ قال : شبر ، قال النبي صلىاللهعليهوآله لساني عربي قال
جبرئيل عليهالسلام
: سمه الحسن.
قالت أسماء : فسماه الحسن فلما كان يوم
سابعة عق النبي صلىاللهعليهوآله
عنه بكبشين
أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا وحلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى
رأسه بالخلوق ثم قال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية.
قالت أسماء : فلما كان بعد حول ولد
الحسين عليهالسلام
وجاءني النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يا أسماء هلمي ابني ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذن في اذنه اليمنى ، وأقام
في
اليسرى ، ووضعه في حجره فبكى ، فقالت أسماء : قلت : فداك أبي وامي مم بكاؤك قال : على ابني هذا قلت : إنه ولد الساعة يارسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : تقتله الفئة الباغية
من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي.
ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا
فانها قريبة عهد بولادته ثم قال
لعلي عليهالسلام
: أي شئ سميت ابني؟ قال : ما كنت لاسبقك باسمه يارسول الله ، وقد
كنت احب أن اسميه حربا فقال النبي صلىاللهعليهوآله
ولا أسبق باسمه ربي عزوجل.
ثم هبط جبرئيل عليهالسلام فقال : يامحمد
العلي الاعلى يقرئك السلام ، ويقول
لك : على منك كهارون من موسى ، سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال النبي صلىاللهعليهوآله
وما اسم ابن هارون؟ قال : شبير قال النبي صلىاللهعليهوآله
: لساني عربي قال جبرئيل : سمه
الحسين فسماه الحسين فلما كان يوم سابعة عق عنه النبي صلىاللهعليهوآله بكبشين أملحين
وأعطى القابلة فخذا
ودينارا ثم حلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه
بالخلوق ، فقال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية.
صح
: عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
قب
: الواعظ في شرف النبي صلىاللهعليهوآله والسمعاني في فضائل
الصحابة وجماعة من
أصحابنا في كتبهم عن هانئ بن هانئ عن أميرالمؤمنين عليهالسلام
وعن علي بن الحسين
عليهماالسلام
وعن أسماء بنت عميس وذكر نحوه.
بيان
: الملحة : بياض يخالطه سواد ، والخلوق : طيب
معروف مركب يتخذ
من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة.
٥
ـ ن : بهذا الاسناد عن الحسن بن علي عليهماالسلام أنه سمي حسنا يوم
السابع
واشتق من اسم الحسن حسينا وذكر أنه لم يكن بينهما إلا الحمل.
صح
: عنه عليهالسلام
مثله.
٦
ـ ن بهذا
الاسناد عن علي بن الحسين عليهماالسلام[
أنه ]قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله
أذن في اذن الحسين بالصلاة يوم ولد.
صح
: عنه عليهالسلام
مثله.
٧
ـ ن : بهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : إن فاطمة
عليهاالسلام
عقت عن الحسن والحسين عليهماالسلام
وأعطت القابلة رجل شاة ودينارا.
صح
: عنه عليهالسلام
مثله.
٨
ـ مع ، ع : القطان ، عن السكري
، عن الجوهري ، عن الضبي ، عن عباد
بن كثير وأبي بكر الهذلي ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : لما حملت فاطمة بالحسن
فولدت وقد كان النبي صلىاللهعليهوآله
أمرهم أن يلفوه في خرقة بيضاء فلفوه في صفراء
وقالت فاطمة : يا علي سمه فقال : ماكنت لاسبق باسمه رسول الله صلىاللهعليهوآله فجاء النبي
فأخذه وقبله وأدخل لسانه في فيه فجعل الحسن عليهالسلام
يمصه.
____________________
ثم قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألم أتقدم إليكم
أن لا تلفوه في خرقة صفراء
فدعا صلىاللهعليهوآله
بخرقة بيضا فلفه فيها ورمى بالصفراء وأذن في اذنه اليمنى ، وأقام
في اليسرى ، ثم قال لعلي عليهالسلام
: ما سميته؟ قال : ما كنت لاسبقك باسمه [ فقال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ما كنت لاسبق ربي باسمه ]
قال : فأوحى الله عز ذكره إلى جبرئيل
عليهالسلام
أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه فأقرئه السلام وهنئه مني ومنك ، وقل له : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون [ فهبط جبرئيل على
النبي وهنأه من الله عزوجل ومنه ثم قال له : إن الله عزوجل يأمرك أن تسميه باسم
ابن هارون ]
قال : وما كان اسمه؟ قال شبر قال : لساني عربي قال : سمه
الحسن فسماه الحسن.
فلما ولد الحسين جاء إليهم النبي صلىاللهعليهوآله ففعل به كما فعل
بالحسن عليهالسلام
، وهبط جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : إن الله عزوجل يقرئك السلام ويقول لك إن
عليا عليهالسلام
منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون قال : وما كان
اسمه؟ قال : شبيرا قال : لساني عربي قال فسمه الحسين ، فسماه الحسين.
٩
ـ ع : بالاسناد ، عن الجوهري ، عن الحكم بن
أسلم ، عن وكيع ، عن
الاعمش ، عن سالم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إني سميت ابني هذين باسم ابني
هارون شبرا وشبيرا.
١٠
ـ ع : بالاسناد ، عن الضبي ، عن حرب بن ميمون
، عن محمد بن علي بن
عبدالله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: يا فاطمة اسم الحسن
والحسين في ابني هارون شبر وشبير لكرامتهما على الله عزوجل.
١١
ـ مع ، ع : الحسن بن محمد بن
يحيى العلوي ، عن جده ، عن أحمد بن
صالح التميمي ، عن عبدالله بن عيسى ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : أهدى جبرئيل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
اسم الحسن بن علي وخرقة حرير من ثياب
____________________
الجنة واشتق اسم
الحسين من اسم الحسن.
١٢
ـ مع ، ع : الحسن العلوي ، عن
جده ، عن داود بن القاسم ، عن عيسى
عن يوسف بن يعقوب ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال : لما
ولدت فاطمة الحسن جاءت به إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فسماه حسنا فلما ولدت الحسين جاءت
به إليه فقالت : يارسول الله هذا أحسن من هذا فسماه حسينا.
١٣
ـ ن ، لي : أبي ، عن سعد ، عن
البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن
الحسن بن أبي العقبة ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليهالسلام
قال : كان نقش
خاتم الحسن عليهالسلام
: العزة لله ، وكان نقش خاتم الحسين عليهالسلام
: إن الله بالغ
أمره الخبر.
١٤
ـ د : روي عن ام الفضل زوجة العباس أنها قالت
: قلت يارسول الله
صلى الله عليك رأيت في المنام كأن عضوا من أعضائك في حجري فقال صلىاللهعليهوآله : تلد
فاطمة غلاما فتكفليه ، فوضعت فاطمة الحسن فدفعه إليها النبي صلىاللهعليهوآله فرضعته بلبن
قثم بن العباس.
١٥
ـ لي : أبي ، عن سعد [ بن عبدالله ] ، عن
البرقي ، عن محمد بن عيسى وأبي إسحاق
النهاوندي ، عن عبيد الله بن حماد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أقبل جيران ام أيمن إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقالوا : يارسول الله إن ام أيمن لم تنم
البارحة من البكاء ، لم تزل تبكى حتى أصبحت قال : فبعث رسول الله إلى ام أيمن
فجاءته فقال لها : يا ام لا أبكى الله عينك إن جيرانك أتوني وأخبروني أنك
لم تزل الليل تبكين أجمع ، فلا أبكى الهل عينك ما الذي أبكاك؟ قالت : يارسول الله
رأيت رؤيا عظيمة شديدة فلم أزل أبكي الليل أجمع فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : فقصيها على رسول الله فان الله ورسوله أعلم فقالت : تعظم علي أن أتكلم بها
فقال لها : إن الرؤيا ليست على ما ترى فقصيها على رسول الله قالت : رأيت في
ليلتي هذه كأن بعض أعضائك ملقى في بيتي فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : نامت عينك
يا ام أيمن! تلد فاطمة الحسين فتر بينه وتلبينه فيكون بعض أعضائي في بيتك.
____________________
فلما ولدت فاطمة الحسين عليهالسلام فكان يوم السابع
أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
فحلق
رأسه وتصدق بوزن شعره فضة ، وعق عنه ، ثم هيأته ام أيمن ولفته في برد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم أقبلت به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : مرحبا بالحامل و
المحمول يا ام أيمن هذا تأويل رؤياك.
قب
: الصادق عليهالسلام
وابن عباس مثله أخرجه القيرواني في التعبير وصاحب
فضائل الصحابة.
١٦
ـ لي : أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن علي
السكري ، عن الجوهري
عن الضبي ، عن الحسين بن يزيد ، عن عمر بن علي بن الحسين ، عن فاطمة بنت
الحسين ، عن أسماء بنت أبي بكر ، عن صفية بنت عبدالمطلب قالت : لما سقط الحسين
من بطن امه وكنت وليتها عليهاالسلام
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: يا عمة هلمني إلي ابني فقلت : يارسول الله إنا لم ننظفه بعد ، فقال : يا عمة أنت تنظفينه؟ إن الله تبارك وتعالى
قد نظفه وطهره.
١٧
ـ لى : بهذا الاسناد ، عن صفيه بنت عبدالمطلب
قالت : لما سقط
الحسين عليهالسلام
من بطن امه فدفعته إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فوضع النبي صلىاللهعليهوآله
لسانه في فيه وأقبل الحسين على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يمصه قالت : فماكنت أحسب رسول الله صلىاللهعليهوآله
يغذوه إلالبناأوعسلاقالت : فبال الحسين عليه فقبل النبي صلىاللهعليهوآله بين عينيه ثم دفعه
إلي وهو يبكي ويقول : لعن الله قوما هم قاتلوك يابني يقولها ثلاثا
قالت : فقلت : فداك أمي ومن يقتله؟ قال : بقية
الفئة الباغية من
بني امية لعنهم الله.
١٨
ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن
موسى بن عمر ، عن
عبدالله بن صباح ، عن إبراهيم بن شعيب قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن
الحسين بن علي لما ولد أمر الله عزوجل جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة
فيهنئ رسول الله صلىاللهعليهوآله
من الله عزوجل ومن جبرئيل.
____________________
قال : فهبط جبرئيل فمر على جزيرة في
البحر فيها ملك يقال له : فطرس
كان من الحملة بعثه الله عزوجل في شئ فأبطأ عليه فكسر جناحه وألقاه في تلك
الجزيرة فعبدالله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى ولد الحسين بن علي عليهماالسلام
فقال الملك لجبرئيل : يا جبرئيل أين تريد؟ قال : إن الله عزوجل أنعم على محمد
بنعمة فبعثت اهنئه من الله ومني فقال : ياجبرئيل احملني معك لعل محمدا صلىاللهعليهوآله
يدعو لي ، قال : فحمله.
قال : فلما دخل جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله هنأه من الله عزوجل
، ومنه
وأخبره بحال فطرس فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: قل له : تمسح بهذا المولود ، وعد إلى
مكانك ، قال فتمسح فطرس بالحسين بن علي عليهماالسلام
وارتفع ، فقال : يارسول الله
أما إن امتك ستقتله وله علي مكافاة ألا يزوره زائر إلا أبلغته عنه ولا يسلم عليه
مسلم إلا أبلغته سلامه ولايصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته ثم ارتفع.
مل
: محمد بن جعفر الرزاز ، عن ابن أبي
الخطاب ، عن موسى بن سعدان
عن عبدالله بن القاسم ، عن إبراهيم بن شعيب مثله.
أقول : قد مضى بتغيير ما في باب أخذ
ميثاقهم من الملائكة.
١٩
ـ قب : ابن عباس والصادق عليهالسلام مثله ثم قال : وقد ذكر الطوسي في المصباح رواية عن القاسم بن أبي العلاء الهمداني حديث
فطرس الملك في الدعاء.
وفي المسألة الباهرة في تفضيل الزهراء
الطاهرة ، عن أبي محمد الحسن بن
طاهر القائني الهاشمي أن الله تعالى كان خيره بين عذابه في الدنيا أوفي الاخرة
فاختار عذاب الدنيا فكان معلقا بأشفار عينيه في جزيرة في البحر لايمر به حيوان
وتحته دخان منتن غير منقطع.
فلما أحس الملائكة نازلين سأل من مربه
منهم عما أوجب لهم ذلك فقال : ولد للحاشر النبي الامي أحمد من بنته وصيه ولد يكون منه أئمة الهدى إلى
يوم القيامة فسأل من أخبره أنه يهنئ رسول الله صلىاللهعليهوآله
بتلك عنه ، ويعلمه بحاله
فلما علم النبي صلىاللهعليهوآله بذلك سأل الله
تعالى أن يعتقه للحسين ففعل سبحانه ، فحضر
فطرس وهنأ النبي صلىاللهعليهوآله
وعرج إلى موضعه ، وهو يقول : من مثلي وأنا عتاقة الحسين
ابن علي وفاطمة وجده أحمد الحاشر.
بيان
: العتاقة بالفتح الحرية ويقال : فلان
مولى عتاقة ، فالمصدر بمعنى
المفعول ولعله سقط لفظ المولى من النساخ.
٢٠
ـ ع : أحمد بن الحسن ، عن ابن زكريا ، عن ابن
حبيب ، عن ابن بهلول
عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان بن كثير
الهاشمي قال : قلت لابي عبدالله
عليهالسلام
: جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما
يجريان في شرع واحد؟ فقال : لا أراكم تأخذون به.
إن جبرئيل عليهالسلام
نزل على محمد صلىاللهعليهوآله
وما ولد الحسين بعد ، فقال له : يولد لك غلام تقتله امتك من بعدك فقال : يا جبرئيل لا حاجة لي فيه فخاطبه ثلاثا
ثم دعا عليا عليهالسلام
فقال له : إن جبرئيل يخبرني عن الله عزو جل أنه يولد
لك ، غلام تقتله امتك من بعدك فقال : لا حاجة لي فيه يارسول الله فخاطب عليا
عليهالسلام
ثلاثم ثم قال : إنه يكون فيه وفي ولده الامامة والوراثة والخزانة.
فأرسل إلى فاطمة عليهاالسلام أن الله يبشرك
بغلام تقتله امتي من بعدي فقالت
فاطمة : ليس لي حاجة فيه يا أبه! فخطابها ثلاثا ثم أرسل إليها : لابد أن يكون
فيه الامامة والوراثة والخزانة ، فقالت له : رضيت عن الله عزوجل.
فعلقت وحملت بالحسين عليهالسلام فحملت ستة أشهر ثم
وضعته ولم يعش مولود
قط لستة أشهر غير الحسين بن علي وعيسى بن مريم عليهمالسلام
فكفلته ام سلمة
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى
يروى ، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولم يرضع من فاطمة
عليهاالسلام
ولا من غيرها لبنا قط.
____________________
فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه « وحمله وفصاله ثلاثون
شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى
والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي
» .
فلو قال : أصلح لي ذريتي كانوا كلهم
أئمة ولكن خص هكذا.
بيان
: قال الجوهري : قولهم : الناس في هذا
الامر شرع سواء ، يحرك و
يسكن ، ويستوي فيه الواحد والمؤنث والجمع ، وهذا شرع هذا وهما شرعان أي مثلان
قوله عليهالسلام
: لا أراكم تأخذون به أي لا تعتقدون المساواة أيضا بل تفضلون ولد
الحسن أو أنكم لا تأخذون بقولي إن بينت لكم العلة في ذلك والاخير أظهر.
٢١
ـ فس : « ووصينا الانسان بوالديه إحسانا
» قال : الاحسان
رسول الله
صلىاللهعليهوآله
قوله : « بوالديه » إنما عنى الحسن والحسين عليهماالسلام
ثم عطف على
الحسين فقال « حملته امه كرها وضعته كرها ».
وذلك أن الله أخبر رسول الله صل الله
عليه واله وبشره بالحسين قبل حمله ، وأن الامامة
تكون في ولده إلى يوم القيامة ، ثم أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه و
ولده ثم عوضه بأن جعل الامامة في عقبه وأعلمه أنه يقتل ثم يرده إلى الدنيا و
ينصره حتى يقتل أعداءه ويملكه الارض وهو قوله : « ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الارض »
الاية وقوله : « ولقد كتبنا
في الزبور من بعد الذكر
أن الارض يرثها عبادي الصالحون »
فبشر الله نبيه صلىاللهعليهوآله
أن أهل بيتك يملكون
الارض ويرجعون إليها ويقتلون أعداءهم.
فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة عليهاالسلام بخبر الحسين عليهالسلام وقتله فحملته كرها.
ثم قال أبوعبدالله عليهالسلام : فهل رأيتم أحدا
يبشره بولد ذكر فيحمله كرها؟
____________________
أي إنها اغتمت وكرهت
لما اخبرت بقتله ، ووضعته كرها لما علمت من ذلك و
كان بين الحسن والحسين صلوات الله عليهما طهر واحد وكان الحسين عليهالسلام في بطن
امه ستة أشهر وفصاله أربعة وعشرون شهرا وهو قول الله عزوجل « وحمله وفصاله
ثلاثون شهرا ».
بيان
: إنما عبر عن الامامين عليهماالسلام بالوالدين لان
الامام كالواد للرعية
في الشفقة عليهم ووجوب طاعتهم له ، وكون حياتهم بالعلم والايمان بسببه ، فقوله : « إحسانا » نصب على العلة أي وصينا كل
إنسان باكرام الامامين للرسول ولا نتسابهما
إليه ، ولا يبعد أن يكون مصحفا ويكون في الاصل « قال الانسان رسول الله صلىاللهعليهوآله » ويكون في قراءتهم
« بولديه » بدون الالف.
قوله عليهالسلام
: « وكان بين الحسن والحسين طهر واحد » أي مقدار أقل طهر واحد
وهي عشرة أيام كما سيجئ برواية الكليني : وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر
وعشرا.
٢٢
ـ لى : ابن موسى ، عن الاسدي عن النوفلي ، عن الحسن بن علي
ابن سالم ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : كان للحسين
بن
علي عليهماالسلام
خاتمان نقش أحدهما : لا إله إلا الله عدة للقاء الله ، ونقش الاخر : إن الله
بالغ أمره ، وكان نقش خاتم علي بن الحسين عليهماالسلام
: خزي وشقي قاتل الحسين بن
علي عليهماالسلام.
٢٣
ـ لى : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن ابن
أبي الخطاب ، عن ابن أبي
نجران ، عن المثني ، عن محمد بن مسلم قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام عن خاتم
الحسين بن علي عليهماالسلام
إلى من صار؟ وذكرت له أني سمعت أنه اخذ من أصبعه
فيما اخذ قال عليهالسلام
: ليس كما قالوا : إن الحسين عليهالسلام
أوصى إلى ابنه علي بن
الحسين عليهالسلام
وجعل خاتمه في أصبعه ، وفوض إليه أمره كما فعله رسول الله صلىاللهعليهوآله
بأميرالمؤمنين عليهالسلام
، وفعله أميرالمؤمنين بالحسن ، وفعله الحسن بالحسين عليهمالسلام
____________________
ثم صار ذلك الخاتم
إلى أبي عليهالسلام
بعد أبيه ، ومنه صار إلي فهو عندي وإني لالبسه
كل جمعة واصلي فيه.
قال محمد بن مسلم : فدخلت إليه يوم الجمعة
وهو يصلي فلما فرغ من الصلاة
مد إلي يده فرأيت في أصبعه خاتما نقشه : لا إله إلا الله عدة للقاء الله فقال : هذا
خاتم جدي أبي عبدالله الحسين بن علي عليهماالسلام.
٢٤
ـ ك
: ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن الكوفي ، عن أبي الربيع
الزاهراني ، عن حريز ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد قال : قال ابن عباس : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : إن الله تبارك وتعالى ملكا يقال له : دردائيل كان له
ستة عشر ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح هواء ، والهواء كما بين السماء
والارض.
فجعل يوما يقول في نفسه : أفوق ربنا جل
جلاله شئ؟ فعلم الله تبارك وتعالى
ماقال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ثم أوحى الله عزوجل
إليه أن : طر ، فطار مقدار خمسمائة عام ، فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش.
فلما علم الله عزوجل إتعابه ، أوحى إليه
أيها الملك عد إلى مكانك ، فأنا
عظيم فوق كل عظيم ، وليس فوقي شئ ، ولا اوصف بمكان ، فسلبه الله أجنحته
ومقامه من صفوف الملائكة.
فلما ولد الحسين بن علي صلوات الله
عليهما ، وكان مولده عشية الخميس
ليلة الجمعة أوحى الله إلى ملك خازن النيران أن اخمد النيران على أهلها لكرامة
مولود ولد لمحمد صلىاللهعليهوآله
، وأوحى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان
وطيبها لكرامة مولد ولد لمحمد صلىاللهعليهوآله
في دار الدنيا ، وأوحى إلى حور العين
[ أن ] تزين وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمد صلىاللهعليهوآله
في دار الدنيا.
وأوحى الله إلى الملائكة أن قوموا صفوفا
بالتسبيح والتحميد والتمجيد
والتكبير ، لكرامة مولود ولد لمحمد صلىاللهعليهوآله
في دار الدنيا ، وأوحى الله عزوجل
____________________
إلى جبرئيل عليهالسلام أن اهبط إلى نبيي
محمد في ألف قبيل ، في القبيل ألف ألف ملك
على خيول بلق مسرجة ملجمة ، عليها قباب الدر والياقوت ، معهم ملائكة يقال
لهم : الروحانيون بأيديهم حراب من نور أن هنئوا محمدا بمولوده.
وأخبره ياجبرئيل أني قد سميته الحسين
وعزه وقل له : يامحمد يقتله شرار امتك على شرار الدواب فويل للقاتل ، وويل للسائق ، وويل للقائد ، قاتل الحسين أنا
منه
برئ وهو مني برئ لانه لايأتي أحد يوم القيامة إلا وقاتل الحسين أعظم جرما منه
قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله إلها آخر
والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنة.
قال : فبينا جبرئيل يهبط من السماء إلى
الارض إذ مر بدردائيل فقال له
دردائيل : يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدنيا؟
قال : لا ، ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله عزوجل إليه لاهنئه
بمولوده فقال الملك له : ياجبرئيل بالذي خلقك وخلقني إن هبطت إلى محمد فأقرئه
مني السلام وقل له : بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت الله ربك أن يرضى عني
ويرد علي أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة.
فهبط جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله وهنأه كما أمره
الله عزوجل وعزاه
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: تقتله امتي؟ قال : نعم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
ما هؤلاء بامتي أنا
برئ منهم والله برئ منهم قال جبرئيل : وأنا برئ منهم يامحمد.
فدخل النبي صلىاللهعليهوآله على فاطمة وهنأ ها
وعزاها فبكت فاطمة عليهاالسلام
وقالت : ياليتني لم ألده قاتل الحسين في النار
وقال النبي صلىاللهعليهوآله
أنا أشهد بذلك يافاطمة
ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام تكون منه الائمة الهادية بعده.
ثم قال صلىاللهعليهوآله
: الائمة بعدي : الهادي علي ، المهتدي الحسن ، الناصر الحسين
المنصور علي بن الحسين ، الشافع محمد بن علي ، النفاع جعفر بن محمد ، الامين
موسى بن جعفر ، الرضا علي بن موسى ، الفعال محمد بن علي ، المؤتمن علي بن
____________________
محمد ، العلام الحسن
بن علي ، ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم ، فسكنت فاطمة
من البكاء.
ثم أخبرجبرئيل النبي صلىاللهعليهوآله بقضية الملك وما
اصيب به ، قال ابن عباس
فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله
الحسين وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السماء
ثم قال : اللهم بحق هذا المولود عليك ، لابل بحقك عليه ، وعلى جده محمد
وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ، إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عندك قدر
فارض عن در دائيل ورد عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.
فاستجاب الله دعاءه ، وغفر للملك ، والملك
لايعرف في الجنة إلا بأن يقال : هذا مولى الحسين بن علي ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
بيان
: لعل هذا على تقدير صحة الخبر كان بمحض
خطور البال ، من غير
اعتقاد بكون الباري تعالى ذا مكان أو المراد بقوله : فوق ربنا شئ فوق عرش ربنا إما
مكانا أو رتبة فيكون ذلك منه تقصيرا في معرفة عظمته وجلاله ، فيكون على هذا
ذكر نفي المكان لرفع ماربما يتوهم متوهم والله يعلم.
٢٥
ـ يج : روي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يأتي مراضع
فاطمة فيتفل في أفواهم ويقول لفاطمة : لا ترضعيهم.
٢٦
ـ شا : كنية الحسن بن علي صلوات الله عليهما
أبومحمد ، ولد بالمدينة
ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وجاءت به امه فاطمة عليهاالسلام إلى
النبي صلىاللهعليهوآله
يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان جبرئيل عليهالسلام
نزل بها إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فسماه حسنا وعق عنه عنه كبشا روى ذلك جماعة منهم أحمد
ابن صالح التميمي ، عن عبدالله بن عيسى ، عن جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام.
وكنية الحسين أبوعبدالله ولد بالمدينة
لخمس ليال خلون من شعبان سنة
أربع من الهجرة ، وجاءت به امه فاطمة إلى جده رسول الله صلىاللهعليهوآله فاستبشربه وسماه
حسينا وعق عنه كبشا.
٢٧
ـ سر : في جامع البزنطي ، عن عيسان مولى سدير ،
عن أبي عبدالله عليهالسلام
وعن رجل من أصحابنا
، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : وذكره غير واحد
من أصحابنا أن أبا عبدالله عليهالسلام
قال : إن فطرس ملك كان يطوف بالعرش فتلكأ
في شئ من أمر الله فقص جناحه ورمى به على جزيرة من جزائر البحر ، فلما
ولد الحسين عليهالسلام
هبط جبرئيل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
يهنئه بولادة الحسين عليهالسلام
فمر به فعاذ بجبرئيل فقال : قد بعثت إلى محمد اهنئه بمولود ولد له فان شئت
حملتك إليه فقال : قد شئت فحمله فوضعه بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فبصبص بأصبعه
إليه فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: امسح جناحك بحسين فمسح جناحه بحسين فعرج.
بيان
: تلكأ عن الامر تلكؤا تباطأ عنه وتوقف.
٢٨
ـ قب : مسند أحمد بالاسناد عن هانئ بن هانئ ، عن
علي عليهالسلام
وفي
رواية غيره ، عن أبي غسان باسناده عن علي عليهالسلام
قال : لما ولد الحسين جاء
النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : أروني ابني ما سميتموه ، قلت : سميته حربا قال : بل هو حسن.
مسندي أحمد وأبي يعلى قال : لما ولد
الحسن سماه حمزة فلما ولد الحسين
سماه جعفرا قال علي : فدعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : إني امرت أن اغير اسم
هذين فقلت : الله ورسوله أعلم فسماهما حسنا وحسينا وقد روينا نحو هذا عن ابن أبي
عقيل.
محمد بن علي ، عن أبيه عليهماالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : امرت أن اسمي
ابني
هذين حسنا وحسينا.
شرح الاخبار قال الصادق عليهالسلام : لما ولد الحسن بن
علي أهدى جبرئيل
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
اسمه في سرقة من حرير من ثياب الجنة فيها حسن واشتق
منها اسم الحسين ، فلما ولدت فاطمة الحسن أتت به رسول الله صلىاللهعليهوآله فسماه حسنا
فلما ولدت الحسين أتته به فقال : هذا أحسن من ذاك فسماه الحسين.
قوله « سرقة » أي أحسن الحرير.
بيان
: قال الجوهري : السرق شقق الحرير قال
أبوعبيد إلا أنها البيض
منها والواحدة منها سرقة قال : وأصلها بالفارسية « سره » أي جيد.
٢٩
ـ قب : ابن بطة في الابانة من أربع طرق منها
أبوالخليل ، عن سلمان
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا. وإني سميت ابني الحسن
والحسين.
مسند أحمد وتاريخ البلاذري وكتب الشيعة
أنه قال : إنما سميتهم بأسماء
أولاد هارون شبرا وشبيرا [ ومشبرا ]
فردوس الديلمي عن سلمان قال النبي صلىاللهعليهوآله : سمى هارون ابنيه
شبرا وشبيرا
وإنني سميت ابني الحسن والحسين بما سمى هارون ابنيه.
عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قدم
راهب على قعود له فقال : دلوني
على منزل فاطمة عليهاالسلام
قال : فدلوه عليها فقال لها : يا بنت رسول الله أخرجي
إلي ابنيك فأخرجت إليه الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويبكي ويقول : اسمهما
في التوراة شبير وشبر وفي الانجيل طاب وطيب ثم سأل عن صفة النبي صلىاللهعليهوآله فلما
ذكروه قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
بيان
: قال الجوهري : القعود من الابل هو البكر
حين يركب أي يمكن ظهره
من الركوب وأدنى ذلك أن يأتي عليه سنتان إلى أن يثني فاذا أثنى سمي جملا.
٣٠
ـ قب : عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا : الحسن
والحسين اسمان
من أسامي أهل الجنة ولم يكونا في الدنيا.
جابر قال النبي صلىاللهعليهوآله : سمي الحسن حسنا
لان باحسان الله قامت السماوات
والارضون ، واشتق الحسين من الاحسان ، وعلي والحسن اسمان من أسماء الله تعالى
والحسين تصغير الحسن.
وحكى أبوالحسين النسابة : كأن الله
عزوجل حجب هذين الاسمين عن الخلق
يعني حسنا وحسينا يسمي بهما ابنا فاطمة عليهاالسلام
فانه لايعرف أن أحدا من العرب
تسمى بهما في قديم الايام إلى عصرهما لامن ولد نزار ولا اليمن مع سعة أفخاذهما
____________________
وكثرة مافيهما من
الاسامي وإنما يعرف فيهما حسن بسكون السين وحسين بفتح
الحاء وكسرالسين على مثال حبيب فأما حسن بفتح الحاء والسين فلا نعرفه إلا
اسم جبل معروف قال الشاعر :
لام الارض وبل ما أجنت
|
|
بحيث أضر بالحسن السبيل
|
سئل أبوعمه غلام تغلب عن معنى قول
أميرالمؤمنين عليهالسلام
: « حتى لقد وطئ
الحسنان ، وشق عطفاي » فقال : الحسنان الابهامان ، واحدهما حسن ، قال
الشنفري .
مهضومة الكشحين درماء الحسن
|
|
جماء ملساء بكفيها شثن
|
شق عطفاي أي ذيلي.
[
٣١ ـ قب : ] كتاب الانوار : إن
الله تعالى هنأ النبي صلىاللهعليهوآله
بحمل الحسين
وولادته وعزاه بقتله فعرفت فاطمة ، فكرهت [ ذلك ] فنزلت « حملته امه كرها
ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا » فحمل النساء تسعة أشهر ولم يولد
____________________
مولود لستة أشهر عاش
غير عيسى والحسين عليهماالسلام.
غرر أبي الفضل بن خير [ انة ] بإسناده أنه اعتلت فاطمة لما ولدت
الحسين عليهالسلام
وجف لبنها فطلب رسول الله صلىاللهعليهوآله
مرضعا فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصها
فيجعل الله له في إبهام رسول الله صلىاللهعليهوآله
رزقا يغذوه ، ويقال : بل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يدخل لسانه في فيه فيغره كما يغر الطير فرخه ، فجعل الله له في ذلك رزقا ففعل
ذلك أربعين يوما وليلة فنبت لحمه من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله.
بيان
: قال الجوهري : غر الطائر فرخه يغره غرا
أي زقه.
٣٢
ـ قب : برة ابنة امية الخزاعي قالت : لما حملت
فاطمة عليهاالسلام
بالحسن خرج النبي صلىاللهعليهوآله
في بعض وجوهه فقال لها : إنك ستلدين غلامها قد هنأني
به جبرئيل ، فلا ترضعيه حتى أصير إليك قالت : فدخلت على فاطمة حين ولدت
الحسن ، عليهالسلام
وله ثلاث ما أرضعته فقلت لها : أعطينيه حتى ارضعه ، فقالت : كلا ثم
أدركتها رقة الامهات فأرضعته فلما جاء النبي صلىاللهعليهوآله
قال لها : ما ذا صنعت؟ قالت : أدركني عليه رقة الامهات فأرضعته فقال : أبى الله عزوجل إلا ما أراد.
فلما حملت بالحسين عليهالسلام قال لها : يا فاطمة
إنك ستلدين غلامها قد هنأني
به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجئ إليك ولو أقمت شهرا ، قالت : أفعل ذلك ، وخرج
رسول الله صلىاللهعليهوآله
في بعض وجوهه ، فولدت فاطمة الحسين عليهالسلام
فما أرضعته حتى
جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال لها : ماذا صنعت؟ قالت : ما أرضعته ، فأخذه فجعل لسانه
في فمه فجعل الحسين يمص حتى قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إيها حسين إيها حسين ثم قال : أبى الله إلا ما يريد هي فيك وفي ولدك يعني الامامة.
٣٣
ـ كشف : قال كمال الدين بن طلحة : اعلم أن هذا
الاسم الاحسن سماه به
جده رسول الله صلىاللهعليهوآله
فانه لما ولد عليهالسلام
قال : ما سميتموه قالوا : حربا قال : بل
سموه حسنا ، ثم إنه صلىاللهعليهوآله
عق عنه كبشا وبذلك احتج الشافعي في كون العقيقة
سنة عن المولود ، وتولى ذلك النبي صلىاللهعليهوآله
ومنع أن تفعله فاطمة عليهاالسلام
____________________
وقال لها : احلقي
رأسه وتصدقي بوزن الشعر فضة ففعلت ذلك ، وكان وزن شعره
يوم حلقه درهما ، وشيئا ، فتصدقت به فصارت العقيقة ، والتصدق بزنة الشعر ، سنة
مستمرة ، بما شرعه النبي صلىاللهعليهوآله
في حق الحسن عليهالسلام
، وكذا اعتمد في حق
الحسين عليهالسلام
عند ولادته ، وسيأتي ذكره إنشاء الله تعالى.
وروى الجنابذي أن عليا سمى الحسن حمزة
والحسين جعفرا فدعا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا وقال له : قد امرت أن اغير اسم ابني هذين قال : فماشاء
الله ورسوله ، قال : فهما الحسن والحسين.
ويظهر من كلامه أنه بقي الحسن عليهالسلام مسمى حمزة إلى حين
ولد الحسين
وغيرت أسماؤهما عليهماالسلام
وقتئذ وفي هذا نظر لمتأمله أو يكون قد سمي الحسن وغيره
ولما ولد الحسين وسمي جعفرا غيره ، فيكون التسمية في زمانين والتغيير كذلك.
وكنيته أبومحمد لا غير ، وأما ألقابه فكثيرة
: التقي والطيب والزكي والسيد
والسبط والولي كل ذلك كان يقال له ويطلق عليه وأكثر هذه الالقاب شهرة التقي
لكن أعلاها رتبة وأولاها به ما لقبه به رسول الله صلىاللهعليهوآله
حيث وصفه به خصه بأن
جعله نعتا له فانه صح النقل عن النبي صلىاللهعليهوآله
فيما أورده الائمة الاثبات والروات
الثقات أنه قال : ابني هذا سيد ، فيكون أولى ألقابه : السيد.
وقال ابن الخشاب : كنيته أبومحمد
وألقابه : الوزير والتقي والقائم والطيب
والحجة والسيد والسبط والولي.
وروى مرفوعا إلى ام الفضل قالت : قلت : يا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
رأيت في المنام
كأن عضوا من أعضائك في بيتي قال : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن
قثم فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم.
وروى مرفوعا إلى علي عليهالسلام قال : حضرت ولادة
فاطمة عليهاالسلام
قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
لاسماء بنت عميس وام سلمة : احضراها فاذا وقع ولدها واستهل فأذنا
في اذنه اليمنى وأقيما في اذنه اليسرى فانه لا يفعل ذلك بمثله إلا عصم من الشيطان
ولا تحدثا شيئا حتى آتيكما.
فلما ولدت فعلتا ذلك فأتاه النبي صلىاللهعليهوآله فسره ولبأه بريقه وقال : اللهم
إني اعيذه بلك وولده من الشيطان الرجيم.
ومن كتاب الفردوس عن النبي صلىاللهعليهوآله امرت أن اسمي ابني
هذين حسنا
وحسينا.
ايضاح
: سررت الصبي أسره سرا قطعت سرره وهوما
تقطعه القابلة من
سرة الصبي وقال في النهاية : في حديث ولادة الحسن بن علي وألبأه بريقه أي صب
ريقه في فيه كما يصب اللباء في فم الصبي ، وهو أول ما يحلب عند الولادة ، ولبأت
الشاة ولدها أرضعته اللباءة وألبأت السخلة أرضعتها اللباء.
٣٤
ـ عيون المعجزات للمرتضى : روي أن فاطمة
ولدت الحسن والحسين
من فخذها الايسر ، وروي أن مريم ولدت المسيح من فخذها الايمن ، وحديث
هذه الحكاية في كتاب الانوار وفي كتب كثيرة وروي العلائي في كتابه يرفع الحديث
إلى صفية بنت عبدالمطلب قالت : لما سقط الحسين بن فاطمة عليهماالسلام كنت
بين يديها فقال لي النبي صلىاللهعليهوآله
: هلمي إلي بابني فقلت : يارسول الله إنا لم ننظفه
بعد فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: أنت تنظفينه؟ إن الله قد نظفه وطهره.
وروي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قام إليه وأخذه
فكان يسبح ويهلل ويمجد صلوات
الله عليه.
٣٥
ـ كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء
، عن عبدالله بن سنان
عن معاذ الهراء ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : الغلام رهن بسابعه بكبش ، يسمى فيه
ويعق عنه ، وقال : إن فاطمة عليهاالسلام
حلقت ابنيها وتصدقت بوزن شعرهما
فضة.
٣٦
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن
يونس ، عن بعض
أصحابه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : عق رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن الحسن عليهالسلام
بيده و
____________________
قال : بسم الله
عقيقة عن الحسن ، وقال : اللهم عظمها بعظمه ، ولحمها بلحمه ، ودمها بدمه وشعرها
بشعره ، اللهم اجعلها وقاء لمحمد وآله.
٣٧
ـ كا : محمدبن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي
بن الحكم ، عن معاوية
ابن وهب قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: عقت فاطمة عن ابنيها صلوات الله عليهما
وحلقت رؤوسهما في اليوم السابع وتصدقت بوزن الشعر ورقا.
٣٨
ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن
سعيد ، عن حماد بن
عيسى ، عن عاصم الكوزي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يذكر عن أبيه أن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
عق عن الحسن عليهالسلام
بكبش ، وعن الحسين عليهالسلام
بكبش وأعطى القابلة شيئا وحلق رؤوسهما يوم سابعهما ، ووزن شعرهما فتصدق بوزنه فضة.
٣٩
ـ كا : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن
بعض أصحابه ، عن أبان
عن يحيى بن أبي العلا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمى رسول الله صلىاللهعليهوآله
حسنا و
حسينا عليهماالسلام
يوم سابعهما وشق من اسم الحسن الحسين وعق عنهما شاة شاة ، وبعثوا
برجل شاة إلى القابلة ، ونظروا ما غيره ، وفأكلوا منه ، وأهدوا إلى الجيران ، وحلقت
فاطمة عليهاالسلام
رؤوسهما وتصدقت بوزن شعرهما فضة.
٤٠
ـ كا : علي ، عن أبي ، عن الحسين بن خالد قال :
سألت أبا الحسن
الرضا عليهالسلام
عن التهنئة بالولد متى؟ فقال : أما إنه لما ولد الحسن بن علي هبط
جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله
بالتهنئة في اليوم السابع ، وأمره أن يسميه ، ويكنيه
ويحلق رأسه ، ويعق عنه ، ويثقب اذنه ، وكذلك كان حين ولد الحسين عليهالسلام أتاه
في اليوم السابع فأمره بمثل ذلك.
قال : وكان لهما ذؤ ابتان في القرن
الايسر ، وكان الثقب في الاذن اليمنى في
شحمة الاذن وفي اليسرى في أعلى الاذن فالقرط في اليمنى والشنف في اليسرى ، و
قد روي أن النبي صلىاللهعليهوآله
ترك لهما ذؤابتين في وسط الرأس وهو أصح من القرن.
بيان
: القرط بالضم : الذي يعلق فط شحمة الاذن
، والشنف بالفتح ما يعلق
في أعلى الاذن.
٤١
ـ كا : علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي
بن الحكم ، عن
ربيع بن محمد المسلي
عن عبدالله بن سليمان العامرى ، عن أبى جعفر عليهالسلام
قال : لما عرج برسول الله صلىاللهعليهوآله
نزل بالصلاة عشر ركعات : ركعتين ركعتين ، فلما ولد
الحسن والحسين زاد رسول الله صلىاللهعليهوآله
سبع ركعات شكرا لله فأجاز الله له ذلك.
٤٢
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
جميل ، عن ابن ظبيان وحفص
ابن غياث ، عن أبي عبدالله قال : كان في خاتم الحسن والحسين : الحمدلله.
٤٣
ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، عن
الحسين بن خالد ، عن
الرضا عليهالسلام
قال : كان نقش خاتم الحسن عليهالسلام
: العزة لله ، وخاتم الحسين عليهالسلام
إن الله بالغ أمره.
٤٤
ـ كا : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن محمد بن
الحسين ، عن الحسن بن
موسى ، عن زرارة عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إذا سقط لستة أشهر فهو تام وذلك
إن الحسين بن علي عليهماالسلام
ولد وهو ابن ستة أشهر.
٤٥
ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد
بن وهبان ، عن أحمد بن
إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير
عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : حمل الحسين بن علي ستة أشهر وارضع
سنتين ، وهو قول الله عزوجل : « ووصينا
الانسان بوالديه إحسانا حملته امه كرها
ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا
» .
٤٦
ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن
الحكم ، عن عبدالرحمن
العرزمي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان بين الحسن والحسين عليهماالسلام
طهر ، وكان
بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشرا.
٤٧
ـ أقول : في حديث المفضل بطوله الذي يأتي باسناده
في كتاب الغيبة
____________________
عن الصادق عليهالسلام أنه قال : كان ملك
بين المؤمنين يقال له : صلصائيل ، بعثه الله في
بعث فأبطأ فسلبه ريشه ودق جناحيه وأسكنه في جزيرة من جزائر البحر إلى ليلة
ولد الحسين عليهالسلام
، فنزلت الملائكة واستأذنت الله في تهنئة جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
وتهنئة أميرالمؤمنين عليهالسلام
وفاطمة عليهاالسلام
فأذن الله لهم فنزلوا أفواجا من العرش ومن
سماء سماء فمروا بصلصائيل وهو ملقى بالجزيرة.
فلما نظروا إليه وقفوا فقال لهم
ياملائكة ربي إلى أين تريدون؟ وفيم
هبطتم؟ فقالت له الملائكة : ياصلصائيل قد ولد في هذه الليلة أكرم مولود ولد في
الدنيا بعد جده رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأبيه علي وامه فاطمة وأخيه الحسن والحسين
وقد استأذنا الله في تهنئة حبيبه محمد صلىاللهعليهوآله
لولده فأذن لنا ، فقال صلصائيل : يا
ملائكة الله إني أسألكم بالله ربنا وربكم وبحبيبه محمد صلىاللهعليهوآله وبهذا المولود أن
تحملوني
معكم إلى حبيب الله وتسألونه وأسأله أن يسأل الله بحق هذا المولود الذي وهبه
الله له أن يغفر لى خطيئتي ويجبر كسر جناحي ويردني إلى مقامي مع الملائكة
المقربين.
فحملوه وجاؤابه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فهنؤه بابنه الحسين
عليهالسلام
وقصوا عليه
قصة الملك وسألوه مسألة الله والاقسام عليه بحق الحسين عليهالسلام أن يغفر له خطيئته
ويجبر كسر جناحه ، ويرده إلى مقامه مع الملائكة المقربين.
فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فدخل على فاطمة عليهاالسلام فقال لها : ناوليني
ابني
الحسين فأخرجته إليه مقموطا يناغي جده رسول الله صلىاللهعليهوآله
فخرج به إلى الملائكة
فحمله على بطن كفه فهللوا وكبروا وحمدوا الله تعالى وأثنوا عليه.
فتوجه به إلى القبلة نحو السماء ، فقال
: اللهم إني أسألك بحق ابني
الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته ، وتجبر كسر جناحه ، وترده إلى مقامه مع الملائكة
المقربين ، فتقبل الله تعالى من النبي صلىاللهعليهوآله
ما أقسم به عليه ، وغفر لصلصائيل خطيئته
وجبر كسر جناحه ، ورده إلى مقامه مع الملائكة المقربين.
[ ٤٨ ـ مصباح : خرج
إلى القاسم بن علاء الهمداني وكيل أبي محمد عليهالسلام
: أن مولانا الحسين عليهالسلام
ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان.
وروى الحسين بن زبد ، عن جعفر بن محمد
قال : ولد الحسين بن علي لخمس
ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. ]
أقول
: سيأتي تمام القول من المصباح وسائر
الكتب في أبواب أحوال أبي عبدالله
الحسين عليهالسلام
من ولادته وشهادته ، ولعن الله على قاتله.
١٢
* ( باب ) *
* ( فضائلهما ومناقبهما والنصوص عليهما ) *
* ( صلوات الله عليهما ) *
١
ـ كشف : الترمذي بسنده ، عن يعلى بن مرة قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الاسباط.
٢
ـ قب : تفسير النقاش بإسناده ، عن سفيان الثوري
، عن قابوس بن
أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله وعلى فخذه الايسر
ابنه إبراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن علي وهو تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا
إذ هبط جبرئيل بوحى من رب العالمين.
فلما سري عنه قال : أتاني جبرئيل من ربي
فقال : يا محمد إن ربك يقرء عليك
السلام ويقول : لست أجمعها لك فأفد أحدهما بصاحبه ، فنظر النبي صلىاللهعليهوآله إلى إبراهيم
فبكى ونظر إلى الحسين فبكى ، وقال : إن إبراهيم امه أمة ، ومتى مات لم يحزن
عليه غيري ، وام الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت
ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه ، وأنا اوثر حزني على حزنهما يا جبرئيل
يقبض إبراهيم فديته للحسين.
قال : فقبض بعد ثلاث فكان النبي صلىاللهعليهوآله إذا رأى الحسين عليهالسلام مقبلا قبله
وضمه إلى صدره ورشف ثناياه ، وقال : فديت من فديته بابني إبراهيم.
٣
ـ لى : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن
يوسف بن الحارث ، عن
محمد بن مهران ، عن علي بن الحسن ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن إسماعيل
ابن معاوية ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم
القيامة
زين عرش رب العالمين بكل زينة ، ثم يؤتى بمنبرين من نور طولهما مائة ميل
فيوضع أحدهما عن يمين العرش ، والاخر عن يسار العرش ، ثم يؤتى بالحسن و
الحسين عليهماالسلام فيقوم الحسن على
أحدهما والحسين على الاخر ، يزين الرب تبارك
وتعالى بهما عرشه كما يزين المرءة قرطاها.
٤
ـ لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن
أبي الخطاب ، عن حماد بن
عيسى ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام
قال : قال جابر بن عبدالله الانصاري : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي بن أبيطالب عليهالسلام
قبل موته بثلاث : سلام الله عليك أبا الريحانتين اوصيك بريحانتي من الدنيا فعن
قليل ينهد ركناك ، والله خليفتي عليك ، فلما
قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال علي : هذاأحدركني الذي قال لي رسول صلىاللهعليهوآله
، فلما ماتت فاطمة عليهاالسلام
قال علي : هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله.
مع
: أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد
بن يونس ، عن حماد بن
عيسى مثله.
٥
ـ لى : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن
ابن عائشة والحكم
والعباس جمعيا عن مهدي بن ميمون ، عن محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب ، عن ابن أبي
نعيم قال : شهدت ابن عمرو وأتاه رجل فسأله عن دم البعوضة فقال : ممن أنت؟ قال : من أهل
العراق قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة وقد قتلوا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : إنهما ريحانتي من الدنيا ، يعني الحسن والحسين
عليهماالسلام.
قب
: أبوعيسى في جامعة وأبونعيم في حليتة
والسمعاني في فضائله وابن بطة
في إبانته عن ابن [ أبي ] نعيم مثله.
٦ ـ لى : القطان
، عن السكري ، عن الجوهري ، عن عمير بن عمران ، عن
سليمان بن عمران النخعي ، عن ربعي بن خراش ، عن حذيفة بن اليمان قال : رأيت
النبي صلىاللهعليهوآله
آخذا بيد الحسين بن علي عليهماالسلام
وهو يقول : يا أيها الناس هذا الحسين
ابن علي فاعرفوه فو الذي نفسي بيده إنه لفي الجنة ومحبيه في الجنة ، ومحبي محبيه
في الجنة.
٧
ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن
آبائه ، عن علي عليهمالسلام
قال : بينما الحسن
والحسين يصطرعان عند النبي صلىاللهعليهوآله
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: هي يا
حسن فقالت فاطمة : يارسول الله تعين الكبير على الصغير؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : جبرئيل يقول : هي يا حسين وأنا أقول : هي يا حسن.
بيان
: قال الفيروز آبادي : هيك : أسرع فيما
أنت فيه .
٨
ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن
أبيه عليهماالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما الحسن فانحله
الهيبة والعلم
وأما الحسين فانحله الجود والرحمة.
٩
ـ ل : ابن مقبرة ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي
، عن أحمد بن يحيى الاحول
عن خلاد المنقري ، عن قيس ، عن أبي حصين ، عن يحيى بن وثاب ، عن ابن عمر
قال : كان على الحسن والحسين عليهماالسلام
تعويذان حشوهما من زغب جناح
جبرئيل عليهالسلام.
١٠
ـ ل : الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده
، عن الزبير بن أبي بكر
عن إبراهيم بن حمزة الزبيري ، عن إبراهيم بن علي الرافعي ، عن أبيه ، عن
جدته زينب بنت أبي رافع قالت : أتت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله بابنيها الحسن
والحسين عليهماالسلام
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
في شكواه الذي توفي فيه فقالت : يارسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا فقال : أما
الحسن فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما الحسين
فان له شجاعتي وجودي.
عم
، شا : عن إبراهيم بن علي الرافعي مثله .
١١
ـ ل : الحسن بن محمد العلوي ، عن جده ، عن ، محمد
بن علي ، عن عبدالله بن
الحسن بن محمد وحسين بن علي بن عبدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن شيخ من الابصار
____________________
يرفعه إلى زينب بنت
أبي رافع عن امها قالت : قالت فاطمة عليهاالسلام
: يارسول الله هذان
ابناك فانحلهما فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أما الحسن فنحلته هيبتي وسؤددي وأما الحسين
فنحلته سخائي وشجاعتي.
١٢
ـ ل : الحسن بن محمد العلوي ، عن جده ، عن
محمد بن جعفر ، عن أبيه
عن إبراهيم بن محمد ، عن صفوان بن سليمان أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : أما الحسن
فأنحله الهيبة والحلم ، وأما الحسين فأنحله الجود والرحمة.
١٣
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: الولد ريحانة ويحانتاي : الحسن والحسين عليهماالسلام.
صح
: عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
١٤
ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين
سيدا
شباب أهل الجنة وأبوهما خيرمنهما.
١٥
ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، ن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين خير أهل الارض بعدي وبعد أبيهما ، وامهما أفضل نساء أهل
الارض.
١٦
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن
إسماعيل الراشدي ، عن
علي بن ثابت العطار ، عن عبدالله بن ميسرة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن
عازب قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
حامل الحسين عليهالسلام
وهو يقول : اللهم إني
احبه فأحبه.
١٧
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن يحيى بن
زكريا بن شيبان ، عن
أرطاه بن حيدر ، عن أيوب بن واقد ، عن يونس بن حباب ، عن أبي حازم ، عن
أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : من أحب الحسن والحسين فقد
أحبني ، ومن أبغضها فقد أبغضني.
١٨
ـ فض : محمد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين
الاشناني ، عن محمد بن يزيد
القاضي ، عن محمد بن آدم ، عن جعفر بن زياد الاحمر ، عن أبي الصيرفي ، عن
صفوان بن قميصة ، عن
طارق بن شهاب قال : قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه
للحسن والحسين ، أنتما إمامان بعقي وسيدا شباب أهل الجنة ، والمعصومان
حفظكما الله ، ولعنة الله على من عاداكما.
١٩
ـ ما : ابن حشيش ، عن أبي ذر ، عن عبدالله ، عن
فضل بن يوسف ، عن
مخول ، عن منصور بن أبي الاسود ، عن أبيه ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن
علي عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
٢٠
ـ ما : الحفار ، عن عيسى بن موسى ، عن علي بن
عبيدالله بن العلاء
عن أبيه ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : الحسن والحسين عليهماالسلام
يوم القيامة عن جنبي عرش الرحمن تبارك وتعالى
بمنزلة الشنفين من الوجه.
٢١
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن
جرير الطبري ، عن عمرو بن علي
عن عمرو بن خليفة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة قال : اصطرح الحسن والحسين
فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إيها حسن ، فقالت فاطمة عليهاالسلام
: يارسول الله تقول : إيها حسن
وهو أكبر الغلامين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أقول : إيها حسن ، ويقول جبرئيل : إيها حسين.
بيان
: قال الجوهري : تقول للرجل إذا استزدته
من حديث أو عمل إيه
بكسر الهاء ، قال ابن السكيت : فان وصلت نونت فقلت إيه حدثنا ثم قال : فإذا
أسكته وكففته قلت : إيها عنا وإذا أردت التبعيد قلت : أيها بالفتح.
أقول
: يظهر من الخبر أن إيها بالنصب أيضا يكون
للاستزادة
٢٢
ـ ب ، مع : محمد بن هارون الزنجاني
فيما كتب إلي عن علي بن عبدالعزيز
عن أبي عبيد القاسم بن سلام ، عن هيثم ، عن يونس ، عن الحسن أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
اتي بالحسين بن علي عليهماالسلام
فوضع في حجره فبال عليه فاخذ فقال : لاتررموا ابني
ثم دعى بماء فصب عليه. قال الاصمعي الازرام : القطع ، يقال للرجل إذا قطع
بوله أزرمت بولك
وأزرمه غيره إذا قطعه ، وزرم البول نفسه إذا انقطع.
٢٣
ـ كشف : من كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي
، عن ام عثمان ام ولد
علي بن أبي طالب عليهالسلام
قالت : كان لال رسول الله صلىاللهعليهوآله
قطيفة يجلس عليها جبرئيل
ولا يجلس عليها غيره وإذا عرج طويت ، وكان إذا عرج انتفض فيسقط من زغب
ريشه فيقوم فيتبعه فيجعله في تمائم الحسن والحسين عليهماالسلام.
ومن كتاب حلية الاولياء قال : رأيت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
واضعا الحسن على
عاتقه وقال : من أحبني فليحبه.
وعن نعيم قال : قال أبوهريرة : ما رأيت
الحسن قط إلا فاضت عيناي
دموعا وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله صلىاللهعليهوآله ورسول
الله صلىاللهعليهوآله
يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه ويقول : اللهم إني احبه واحب من يحبه
يقولها ثلاث مرات.
٢٤
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : إن الحسن
والحسين عليهماالسلام
كانا يلعبان عند النبي صلىاللهعليهوآله
حتى مضى عامة الليل ثم قال لهما : انصرفا إلى امكما فبرقت برقة فما زالت تضئ لهما حتى دخلا على فاطمة عليهاالسلام
والنبي صلىاللهعليهوآله
ينظر إلى البرقة فقال : الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت.
صح
: عنه ، عن آبائه عليهمالسلام مثله.
٢٥
ـ لى : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن
البرقي ، عن أبيه ، عن
فضالة ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام
، عن أبيه ، عن جده عليهماالسلام
قال : مرض النبي صلىاللهعليهوآله
المرضة التي عوفي منها فعادته فاطمة سيدة النساء ومعها
الحسن والحسين عليهماالسلام
قد أخذت الحسن بيدها اليمنى وأخذت الحسين بيدها
اليسرى وهما يمشيان وفاطمة بينهما حتى دخلوا منزل عائشة ، فقعد الحسن عليهالسلام على
جانب رسول الله صلىاللهعليهوآله
الايمن والحسين عليهالسلام
على جانب رسول الله (ص) الايسر
فأقبلا يغمزان ما يليهما من بدن رسول الله صلىاللهعليهوآله
فما أفاق النبي صلى الله
عليه وآله من نومه.
فقالت فاطمة للحسن والحسين : حبيبي إن
جدكما قد غفا فانصرفا
ساعتكما هذه ودعاه حتى يفيق وترجعان إليه ، فقالا ، لسنا ببارحين في وقتنا هذا
فاضطجع الحسن على عضد النبي الايمن ، والحسين على عضده الايسر فغفيا وانتبها
قبل أن ينتبه النبي صلىاللهعليهوآله
وقد كانت فاطمة عليهاالسلام
لما نام انصرفت إلى منزلها فقالا
لعائشة : ما فعلت امنا؟ قالت : لما نمتما رجعت إلى منزلها.
فخرجا في ليلة ظلماء مد لهمة ذات رعد
وبرق وقد أرخت السماء عزاليها
فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور والحسن قابض بيده اليمنى على يد
الحسين السيرى وهما يتماشيان ويتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار ، فلما
بلغا الحديقة حارا فبقيا لا يعلمان أين يأخذان فقال الحسن للحسين : إنا قد حرنا
وبقينا على حالتنا هذه ، وما ندري أين نسلك؟ فلا عليك أن ننام في وقتنا هذا حتى
نصبح ، فقال له الحسين عليهالسلام
: دونك يا أخي فافعل ما ترى ، فاضطجعا جميعا واعتنق
كل واحد منهما صاحبه وناما.
وانتبه النبي صلىاللهعليهوآله عن نومته التي
نامها فطلبها في منزل فاطمة فلم يكونا فيه
وافتقدهما ، فقام صلىاللهعليهوآله
قائما على رجليه ، وهو يقول : إلهي وسيدي ومولاي هذان
شبلاي خرجا من المخمصة والمجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما فسطع للنبي صلىاللهعليهوآله
نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار فاذا هما نائمان قد
اعتنق كل واحد منهما صاحبه وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق فهي تمطر كأشد
مطرما رآه الناس قط وقد منع الله عزوجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها
نائمان لا يمطر عليهما قطرة وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب وجناحان
جناح قد غطت به الحسن ، وجناح قد غطت به الحسين.
فلما أن بصر بهما النبي صلىاللهعليهوآله تنحنح فانسابت
الحية وهي تقول : اللهم
إني اشهدك واشهد ملائكتك أن هذ ين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما
إليه سالمين صحيحين فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله
: أيتها الحية منم أنت؟ قالت : أنا رسول
الجن إليك قال : وأي الجن؟ قالت : جن نصيبين نفر من بني مليح نسينا آية من
كتاب الله عزوجل
فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله فلما بلغت هذا
الموضع سمعت مناديا ينادي : أيتها الحية هذان شبلا رسول الله فاحفظيهما من العاهات
والافات ، ومن طوارق الليل والنهار ، فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين
وأخذت الحية الاية وانصرفت.
فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله الحسن فوضعه على
عاتقه الايمن ووضع الحسين على عاتقه
الايسر وخرج علي عليهالسلام
فلحق برسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال له بعض أصحابه : بأبي
أنت وأمي ادفع إلي أحد شبليك اخفف عنك فقال : امض فقد سمع الله كلامك
وعرف مقامك ، وتلقاه آخر فقال : بأبي أنت وامي ادفع إلي أحد شبليك اخفف عنك
فقال : امض فقد سمع الله كلامك ، وعرف مقامك.
فتلقاه علي عليهالسلام فقال : بأبي أنت
وامي يارسول الله ادفع إلي أحد شبلي
وشبليك حتى اخفف عنك ، فالتفت النبي صلىاللهعليهوآله
إلى الحسن فقال : ياحسن هل تمضئ إلى
كتف أبيك؟ فقال له : والله ياجداه إن كتفك لاحب إلي من كتف أبي ، ثم التفت
إلى الحسين عليهالسلام
فقال : يا حسين هل تمضي إلى كتف أبيك؟ فقال له : والله يا
جداه إني لاقول لك كما قال أخي الحسن إن كتفك لاحب إلي من كتف
أبي ، فأقبل بهما إلى منزل فاطمة عليهاالسلام
وقد ادخرت لهما تميرات فوضعتها بين
أيديهما فأكلا وشبعا وفرحا.
فقال لهما النبي صلىاللهعليهوآله : قوما الان
فاصطرعا ، فقاما ليصطرعا ، وقد خرجت
فاطمة في بعض حاجتها ، فدخلت فسمعت النبي صلىاللهعليهوآله
وهو يقول : إيه يا حسن
شد على الحسين فاصرعه ، فقالت له : يا أبه واعجباه أتشجع هذا على هذا؟ تشجع
الكبير على الصغير؟ فقال لها : يا بنية أما ترضين أن أقول أنا : يا حسن شد على
الحسين فاصرعه وهذا حبيبي جبرئيل يقول : يا حسين شد على الحسين فاصرعه.
قب
: أبوهريرة وابن عباس والصادق عليهالسلام وذكر نحوه ثم قا ل
: وقد
روى الخركوشي في شرف النبي صلىاللهعليهوآله
عن هارون الرشيد ، عن آبائه ، عن ابن
عباس هذا المعني.
بيان
: غفا غفوا وغفوا : نام أو نعس كأغفى
وادلهم الظلام : كثف ، وقال
الجزري : العزالى جمع العزلاء وهو فم المزادة الاسفل فشبه اتساع المطر واندفاقه
بالذي يخرج من فم المزادة انتهى ، والشبل بالكسر ولد الاسد إذا أدرك الصيد
ويقال قشعت الريح السحاب أي كشفته ، فانقشع وتقشع ، وانسابت الحية : جرت.
٢٦
ـ مل : أبي ، عن سعد والحميري ومحمد العطار
جمعيا ، عن ابن عيسى
عن علي بن الحكم وغيره عن جميل بن دراج ، عن أخيه نوح ، عن الاجلح
عن سلمة بن كهيل ، عن عبدالعزيز ، عن علي عليهالسلام
قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : يا علي لقد أذهلني هذان الغلامان ـ يعني الحسن والحسين ـ أن احب
بعدهما أحدا إن ربي أمرني أن احبهما واحب من يحبهما.
٢٧
ـ مل : محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسين بن
علي الزيدي ، عن
أبيه ، عن علي بن عباس وعبدالسلام بن حرب معا ، عمن سمع بكر بن عبدالله
المزني ، عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لي : يا عمران بن حصين
إن لكل شئ موقعا من القلب وما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شئ قط
فقلت : كل هذا يارسول الله ، قال : يا عمران وما خفي عليك أكثر إن الله
أمرني بحبهما.
٢٨
ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عمن
حدثه ، عن سفيان
الجريري ، عن أبيه ، عن أبي رافع
، عن أبيه ، عن جده أبي رافع ، عن أبي ذر
الغفاري قال : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله
بحب الحسن والحسين فأحببتهما وأنا احب
من يحبهما لحب رسول الله صلىاللهعليهوآله
إياهما.
٢٩
ـ مل : أبي ، عن الحميري ، عن رجل من أصحابنا ،
عن عبدالله بن موسى
عن مهلهل العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة السعدي ، عن أبي ذر الغفاري
قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقبل الحسين بن علي وهو يقول : من أحب الحسن
____________________
والحسين وذريتهما
مخلصا لم تلفح النار وجهه ، ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج
إلا أن يكون ذنبا يخرجه من الايمان.
٣٠
ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن ابن أبي
الخطاب ، عن ابن محبوب
عمن ذكره ، عن علي بن عابس ، عن الجحاف ، عن عمرو بن مرة ، عن عبدالله
ابن سلمة ، عن عبيدة السلماني ، عن عبدالله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : من كان يحبني فليحب ابني هذين فان الله أمرني بحبهما.
٣١
ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ،
عن عبدالله بن المغيرة
عن محمد بن سليمان البزاز ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من أراد أن يتمسك بعروة الله الوثقى التي قال الله عزوجل
في كتابه ، فليتوال علي بن أبي طالب والحسن والحسين ، فان الله تبارك وتعالى
يحبهما من فوق عرشه.
٣٢
ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن
أبيه وابن أبي نجران
عن رجل ، عن عباس بن الوليد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: من أبغض الحسن والحسين جاء يوم القيامة وليس على وجهه لحم ولم تنله
شفاعتي.
٣٣
ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن أبي الخطاب ، عن
محمد بن
إسماعيل ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سمعته يقول
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قرة عيني النساء وريحانتي الحسن والحسين.
٣٤ ـ مل : الحسن
بن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عمن ذكره
عن علي بن عباس ، عن المنهال بن عمرو ، عن الاصبغ ، عن زاذان قال : سمعت
علي بن أبي طالب عليهالسلام
في الرحبة يقول : الحسن والحسين ريحانتا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٣٥
ـ مل : الحسين بن علي الزعفراني ، عن يحيى بن
سليمان ، عن عبدالله
ابن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى بن مرة قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله : حسين مني وأنا من
حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من
الاسباط.
عم
، شا : سعيد مثله.
٣٦
ـ مل : محمد الحميري ، عن الحسن بن علي بن
زكريا ، عن عبدالاعلى
ابن حماد ، عن وهب ، عن عبدالله بن عثمان ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى
العامري أنه خرج من عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى طعام دعي إليه ، فاذا هو بحسين
يلعب مع الصبيا ن ، فاستقبل النبي صلىاللهعليهوآله
أمام القوم ثم بسط يديه فطفر الصبي
ههنا مرة وههنا مرة وجعل رسول الله يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت
ذقنه ، والاخرى تحت قفاه ، ووضع فاه على فيه وقبله. ثم قال : حسين مني
وأنا منه أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الاسباط.
٣٧
ـ مل : محمد الحميري ، عن سعيد ، عن نصربن علي
، عن علي بن جعفر
عن أخيه موسى قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله
بيد الحسن والحسين فقال : من
أحب هذين الغلامين وأباهما وامهما فهو معي في درجتي يوم القيامة.
٣٨
ـ أقول : روى بعض مؤلفي أصحابنا ، عن هشام بن
عروة ، عن ام سلمة أنها
قالت : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يلبس ولده الحسين عليهالسلام
حلة ليست من ثياب الدنيا
فقلت له : يارسول الله ما هذه الحلة؟ فقال : هذه هدية أهداها إلي ربي للحسين عليهالسلام
وإن لحمتها من زغب جناح جبرئيل ، وها أنا البسه إياها وازينه بها ، فان
اليوم يوم الزينة وإني احبه.
٣٩
ـ يج : محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن
الحسن ، عن يحيى
ابن عبدالحميد ، عن شريك بن حماد ، عن أبي ثوبان الاسدي وكان من أصحاب
أبي جعفر ، عن الصلت بن المنذر ، عن المقداد بن الاسود الكندي أن النبي صلىاللهعليهوآله
خرج في طلب الحسن والحسين وقد خرجا من البيت وأنا معه ، فرأيت أفعى على
الارض فلما أحست بوطئ النبي صلىاللهعليهوآله
قامت ونظرت وكانت أعلى من النخلة ، و
أضخم من البكر ، يخرج من فيها النار فهالني ذلك.
فلمارات رسول الله صلىاللهعليهوآله صارت كأنها خيط
فالتفت إلي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : ألا تدري ما تقول هذه يا أخا كندة؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : قالت : الحمد لله الذي لم يمتني حتى جعلني حارسا لابني رسول الله ، وجرت في الرمل رمل
الشعاب فنظرت إلى شجرة لا أعرفها بذلك الموضع لاني مارأيت فيه شجرة قط
قبل يومي ذلك ، ولقد أتيت بعد ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها ، وكانت الشجرة
أظلتهما بورق ، وجلس النبي بينهما فبدأ بالحسين فوضع رأسه على فخذه الايمن ثم وضع
رأس الحسن على فخذه الايسر ثم جعل يرخي لسانه في فم الحسين ، فانتبه الحسين
فقال : يا أبه ، ثم عاد في نومه ، فانتبه الحسن ، وقال : يا أبه ، وعاد في نومه.
فقلت : كأن الحسين أكبر فقال النبي صلىاللهعليهوآله : إن للحسين في
بواطن المؤمنين
معرفة مكتومة ، سل امة عنه ، فلما انتبها حملهما على منكبه ، ثم أتيت فاطمة
فوقفت بالباب فأتت حمامة وقالت : يا أخا كندة! قلت : من أعلمك أني بالباب
فقالت : أخبرتني سيدتي أن بالباب رجلا من كندة من أطيبها أخبارا يسألني عن
موضع قرة عيني. فكبر ذلك عندي.
فوليتها ظهري كما كنت أفعل حين أدخل على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
في منزل
ام سلمة فقلت لفاطمة : ما منزلة الحسين؟ قالت : إنه لما ولدت الحسن أمرني أبي
أن لا ألبس ثوبا أجد فيه اللذة حتى أفطمه فأتاني أبي زائر فنظر إلى الحسن وهو
يمص الثدي فقال فطمته؟ قلت : نعم ، قال : إذا أحب على الاشتمال ، فلا تمنعيه
فإني أرى في مقدم وجهك ضوءا ونورا وذلك أنك ستلدين حجة لهذا الخلق فلما
تم شهر من حملي وجدت في سخنة فقلت لابي ذلك فدعا بكوز من ماء ، فتكلم
عليه وتفل عليه ، وقال : اشربي ، فشربت فطرد الله عني ما كنت أجد ، وصرت في
الاربعين من الايام فوجدت دبيبا في ظهري كدبيب النمل في بين الجلدة والثوب
فلم أزل على ذلك حتى تم الشهر الثاني ، فوجدت الاضطراب والحركة فوالله لقد
تحرك وأنا بعيد عن المطعم والمشرب ، فعصمني الله كأني شربت لبنا حتى تمت
الثلاثة أشهر وأنا أجد الزيادة والخير في منزلي.
فلما صرت في الاربعة آنس الله به وحشتي
، ولزمت المسجد لا أبرح
منه إلا لحاجة تظهر لي ، فكنت في الزيادة والخفة في الظاهر والباطن حتى تمت
الخمسة فلما صارت الستة كنت لا أحتاج في الليلة الظلماء إلى مصباح وجعلت
أسمع إذا خلوت بنفسي في مصلاي التسبيح والتقديس في باطني.
فلما مضى فوق ذلك تسع ازددت قوة فذكرت
ذلك لام سلمة فشد الله بها
أزري فلما زادت العشر غلبتني عيني وأتاني آت فمسح جناحه على ظهري ، فقمت
و أسبغت الوضوء ، وصليت ركعتين ، ثم غلبتني عيني فأتاني آت في منامي ، وعليه
ثياب بيض ، فجلس عند رأسي ، ونفخ في وجهي وفي قفاي ، فقمت وأنا خائفة
فأسبغت الوضوء وأديت أربعا ثم غلبتني عيني فأتاني آت في منامي فأقعدني ورقاني
وعودني.
فأصبحت وكان يوم ام سلمة فدخلت في ثوب
حمامة ثم أتيت ام سلمة فنظر
النبي صلىاللهعليهوآله
إلى وجهي فرأيت أثر السرور في وجهه فذهب عني ما كنت أجد وحكيت
ذلك للنبي صلىاللهعليهوآله
فقال : ابشري أما الاول فخليلي عزرائيل الموكل بأرحام النساء
وأما الثاني فخليلي ميكائيل الموكل بأرحام أهل بيتي ، فنفخ فيك؟ قلت : نعم
فبكى ثم ضمني إليه وقال : وأما الثالث فذاك جبيبي جبرئيل يخدمه الله ولدك ، فرجعت
فنزل تمام السنة.
بيان
: قال الجوهري : وإني لاجد في نفسي سخنة
بالتحريك وهي فضل
حرارة تجدها مع وجع ، قولها عليهاالسلام
« وأنا بعيد عن المطعم والمشرب » أي لا أجدهما
أولا أشتهيهما ، ولا يخفى تنافي الاخبار الواردة في مدة الحمل وأخبار الستة أكثر
وأقوى.
٤٠
ـ يج : عن الحسين بن الحسن ، عن أبي سمينة محمد
بن علي ، عن جعفر
ابن محمد ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي
إبراهيم عليهالسلام
قال : خرج الحسن والحسين حتى أتيا نخل العجوة للخلاء فهو يا
إلى مكان وولى كل واحد منهما بظهره إلى صاحبه ، فرمى الله بينهما بجدار يستر
أحدهما عن صاحبه ، فلما
قضيا حاجتهما ذهب الجدار وارتفع عن موضعه ، وصار
في الموضع عين ماء وجنتان
فتوضئا وقضيا ما أرادا.
ثم انطلقا حتى صارا في بعض الطريق عرض
لهما رجل فظ غليظ فقال لهما : ما خفتما عدوكما؟ من أين جئتما؟ فقالا إنهما جاءا من الخلاء فهم بهما
فسمعوا صوتا يقول : يا شيطان أتريد أن تناوي ابني محمد ، وقد علمت بالامس ما فعلت
وناويت امهما ، وأحدثت في دين الله ، وسلكت
عن الطريق ، وأغلظ له
الحسين أيضا فهوى بيده ليضرب به وجه الحسين ، فأيبسها الله من منكبه ، فأهوى
باليسرى ففعل الله به مثل ذلك فقال : أسألكما بحق أبيكما وجدكما لما دعوتما
الله أن يطلقني ، فقال الحسين : اللهم أطلقه واجعل له في هذا عبرة ، واجعل ذلك
عليه حجة ، فأطلق الله يده.
فانطلق قد امهما حتى أتيا عليا وأقبل
عليه بالخصومة فقال : أين دسستهما
وكان ـ هذا بعد يوم السقيفة بقليل ـ فقال علي عليهالسلام
: ما خرجا إلا للخلاء ، وجذب
رجل منهم عليا حتى شق رداءه فقال الحسين للرجل : لا أخرجك الله من الدنيا
حتى تبتلي بالدياثة في أهلك وولدك ، وقد كان الرجل قاد ابنته إلى رجل من
العراق.
فلما خرجا إلى منزلهما قال الحسين للحسن
: سمعت جدي يقول : إنما
مثلكما مثل يونس إذا أخرجه الله من بطن الحوت ، وألقاه بظهر الارض ، وأنبت
عليه شجرة من يقطين ، وأخرج له عينا من تحتها ، فكان يأكل من اليقطين ، و
يشرب من ماء العين ، وسمعت جدي يقول : أما العين فلكم ، وأما اليقطين فأنتم
عنه أغنياء ، وقد قال الله في يونس « أرسلناه إلى مائة ألف أويزيدون فآمنوا
افمتعناهم
____________________
إلى
حين »
ولسنا نحتاج إلى اليقطين ، ولكن علم الله حاجتناإلى العين
فخرجهالنا ، وسنرسل إلى أكثر من ذلك فيكفرون ويتمعون إلى حين فقال
الحسن : قد سمعت هذا.
بيان
: ناواه : عاداه ، والدس : الاخفاء ، والدسيس
: من تدسه ليأتيك بالاخبار
أي أين أرسلتهما خفية ليأتياك بالخبر.
٤١
ـ شا : كان الحسن بن علي عليهماالسلام يشبه بالنبي صلىاللهعليهوآله من صدره إلى
رأسه والحسين يشبه من صدره إلى رجليه ، وكانا عليهماالسلام
حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله
من
بين جميع أهله وولده.
٤٢
ـ شا : روى زاذان عن سلمان قال : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يقول في
الحسن والحسين عليهماالسلام
: اللهم إني احبهما فأحبهماوأحبب من أحبهما وقال صلىاللهعليهوآله
: من أحب الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله
الجنة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار.
وقال صلىاللهعليهوآله
: إن ابني هذين ريحانتي من الدنيا.
بيان
: ريحانتي على المفرد ، أو على التثنية
على قول من جوز نصب خبر
الحروف المشبهة بالفعل ، وقدرووا عن النبي صلىاللهعليهوآله
« أن قعر جهنم لسبعين خريفا » وقد ورد في الشعر : إن حراسنا أسدا.
٤٣
ـ شا : روى زر بن حبيش ، عن ابن مسعود ، قال : كان
النبي صلىاللهعليهوآله
يصلي فجاء الحسن والحسين فارتدفاه ، فلما رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا
فلما عاد ، فلما انصرف أجلس هذا على فخذه الايمن ، وهذا على فخذه الايسر ثم قال : من أحبني فليحب هذين ، وكانا عليهماالسلام
حجة الله لنبيه صلىاللهعليهوآله
في المباهلة
وحجة الله من بعد أبيهما أمير المؤمنين عليهالسلام
على الامة في الدين والمنة لله.
٤٤
ـ شا : ابن لهيعة ، عن أبي عوانة يرفعه إلى
النبي صلىاللهعليهوآله
قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: إن الحسن والحسين شنفا العرش وإن الجنة قالت : يارب أسكنتني
____________________
الضعفاء والمساكين ،
فقال لها الله تعالى : ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين
قال : فماست يكما تميس العروس فرحا.
بيان
: يقال : ماس يميس ميسا إذا تبخترفي مشيته
وتثنى قاله الجزري.
٤٥
ـ عم ، شا : روى عبدالله بن
ميمون القداح ، عن جعفر بن محمدالصادق
عليهماالسلام
قال : اصطرح الحسن والحسين عليهماالسلام بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إيها حسن خذ حسينا فقالت فاطمة عليهاالسلام
: يارسول الله تستنهض
الكبير على الصغير؟فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: هذا جبرئيل عليهالسلام
يقول للحسين : إيها
ياحسين خذ الحسن.
٤٦
ـ قب ، شا : روى إبراهيم الرافعي
، عن أبيه ، عن جده قال : رأيت
الحسن والحسين عليهماالسلام
يمشيان إلى الحج فلم يمرا برجل راكب إلا نزل يمشي
فثقل ذلك على بعضهم ، فقالوا لسعد بن أبي وقاص : قد ثقل علينا المشي ، ولا
نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان ، فقال سعد للحسن : يا أبا محمد إن
المشي قد ثقل على جماعة ممن معك ، والناس إذا رأو كما تمشيان لم تطب أنفسهم
أن يركبوا فلور كبتما ، فقال الحسن عليهالسلام
: لانركب قد جعلنا على أنفسنا المشي
إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ، ولكنا نتنكب عن الطريق ، فأخذ اجانبا من الناس.
٤٧
ـ جا. الجعابى ، عن أحمد بن محمد بن زياد ، عن
الحسن بن علي بن
عفان ، عن بريد بن هارون ، عن حميد ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
آخذا بيد الحسن والحسين عليهماالسلام
فقال : إن ابني
هذين ربيتهما صغيرين ، ودعوت لهما كبيرين ، وسألت الله لهما ثلاثا فأعطاني
اثنتين ومنعني واحدة : سألت الله لهما أن يجعلهما طاهرين مطهرين زكيين فأجابني
إلى ذلك ، وسألت الله أن يقيهما وذريتهما وشيعتهما النار فأعطاني ذلك ، وسألت الله
أن يجمع الامة على محبتهما فقال : يامحمد إني قضيت قضاء وقدرت قدرا وإن
طائفة من امتك ستفي لك بذمتك في اليهود والنصارى والمجوس وسيخفرون ذمتك
في ولدك ، وإني أو جبت على نفسي لمن فعل ذلك ألا احله محل كرامتي ، ولا اسكنه
جنتي ، ولا أنظر
إليه بعين رحمتي يوم القيامة.
٤٨
ـ قب : قال الله تعالى « والذين آمنوا واتبعهم
ذرياتهم بايمان »
ولا اتباع أحسن من اتباع الحسن والحسين ، وقال تعالى « ألحقنابهم ذرياتهم » فقد ألحق الله بهما ذريتهما برسول الله صلىاللهعليهوآله
، وشهد بذلك كتابه ، فوجب لهم الطاعة
لحق الامامة ، مثل ما وجب للنبي صلىاللهعليهوآله
لحق النبوة.
وقال تعالى حكاية عن حملة العرش « الذين يحملون العرش
ومن حوله
يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما
فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن
التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم *
وقهم السيئات » وقال أيضا « والذين يقولون ربنا هب
لنا من أزواجنا وذرياتنا
قرة أعين »
ولايسبق النبي صلىاللهعليهوآله
في فضيلة وليس أحق بهذا الدعاء بهذه الصيغة
منه وذريته ، فقد وجب لهم الامامة.
ويستدل على إمامتهما بما رواه الطريقان
المختلفان ، والطائفتان المتباينتان
من نص النبي صلىاللهعليهوآله
على إمامة الاثني عشر ، وإذا ثبت ذلك فكل من قال بامامة الاثني
عشر قطع على إمامتها ويدل أيضا ما ثبت بلا خلاف أنهما دعوا الناس إلى بيعتهما
والقول بامامتهما ، فلا يخلو من أن يكونا محقين أو مبطلين ، فان كانا محقين فقد
ثبت
إمامتهما ، وإن كانا مبطلين وجب القول بتفسيقهما ، وتضليلهما ، وهذا لا يقوله مسلم.
ويستدل أيضا بأن طريق الامامة لا يخلو
إما أن يكون هو النص ، أو الوصف
والاختيار ، وكل ذلك قد حصل في حقهما فوجب القول بامامتهما.
ويستدل أيضا بما قد ثبت بأنهما خرجا
وادعيا ولم يكن في زمانهما غير معاوية
ويزيد ، وهما قد ثبت فسقهما ، بل كفرهما ، فيجب أن تكون الامامة للحسن
والحسين.
____________________
ويستدل أيضا باجماع أهل البيت عليهمالسلام لانهم أجمعوا على
إمامتهما
وإجماعهم حجة.
ويستدل بالخبر المشهور أنه قال عليهالسلام : ابناي هذان
إمامان قاما أو قعدا ، أو جب لهما الامامة بموجب القول سواء نهضا بالجهاد أو قعداعنه ، دعيا إلى أنفسهما
أو تركا ذلك.
وطريقة العصمة والنصوص ، وكونهما أفضل
الخلق يدل على إمامتهما
وكانت الخلافة في أولاد الانبياء عليهمالسلام
وما بقي لنبينا ولد سواهما ، ومن برهانهما
بيعة رسول الله صلىاللهعليهوآله
لهما ، ولم يبايع صغيرا غيرهما ، ونزل القرآن بايجاب ثواب
الجنة من عملهما مع ظاهر الطفولية منهما قوله تعالى « ويطعمون الطعام
» الايات
فعمهما بهذا القول مع أبويهما.
وإدخالهما ، في المباهلة ، قال ابن علان
المعتزلي : هذا يدل على أنهما
كانا مكلفين في تلك الحال لان المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين.
وقال أصحابنا : إن صغر السن عن حد
البلوغ لاينافي كمال العقل ، وبلوغ
الحلم حد لتعلق الاحكام الشرعية ، فكان ذلك لخرق العادة ، فثبت بذلك أنهما
كانا حجة الله لنبيه في المباهلة مع طفوليتهما ، ولو لم يكونا إمامين لم يحتج الله
بهما مع صغر سنهما على أعدائه ولم يتبين في الاية ذكر قبول دعائهما ، ولو أن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وجد من يقوم مقامهم غيرهم ، لباهل بهم أو جمعهم معهم ، فاقتصاره
عليهم ، يبين فضلهم ونقص غيرهم.
وقد قدمهم في الذكر على الانفس ليبين عن
لطف مكانهم ، وقرب منزلتهم
وليؤذن بأنهم مقدمون على الانفس معدون بها ، وفيه دليل لا شئ أقوى منه أنهم
أفضل خلق الله.
واعلم أن الله تعالى قال في التوحيد
والعدل « قل يا أهل
الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء
____________________
بيننا
وبينكم »
وفي النبوة والامامة « قل
تعالو ندع أبناءنا وأبناءكم »
وفي الشرعيات « قل تعالوا
أتل ما حرم ربكم » وقد أجمع المفسرون
بأن المراد بأبنائنا الحسن والحسين قال أبوبكر الرازي : هذا يدل على أنهما ابنا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأن ولد الابنة ابن على الحقيقة.
أبوصالح عن ابن عباس في قوله تعالى « قل الحمد الله وسلام
على عباده الذين
اصطفى »
قال : هم أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
: علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن
والحسين وأولادهم إلى يوم القيامة ، هم صفوة الله وخيرته من خلقه.
أبونعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان ، عن
الاعمش ، عن مسلم بن البطين
عن سعيد بن جبير في قوله تعالى « والذين
يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا »
الاية قال : نزلت هذه الاية والله خاصة في أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : كان أكثر
دعائه
يقول « ربنا هب لنا من أزواجنا » يعني فاطمة « وذرياتنا » الحسن والحسين « قرة
أعين » قال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: والله ما سألت ربي ولدا نضير الوجه ولا سألته
ولدا حسن القامة ، ولكن سألت ربي ولدا مطيعين لله ، خائفين وجلين منه ، حتى
إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت به عيني.
قال : « واجعلنا للمتقين إماما » قال : نقتدي
بمن قبلنا من المتقين فيقتدي
المتقون بنا من بعدنا ، وقال الله « اولئك يجزون الغرفة بما صبروا
» يعني علي
ابن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة ، « ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها
حسنت مستقرا ومقاما » وقد روي أن « والتين والزيتون » نزلت فيهم.
الصادق عليهالسلام
في قوله تعالى « يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله
يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به
» قال : الكفلين
الحسن
والحسين ، والنور علي وفي رواية سماعة عنه عليهالسلام
« نورا تمشون به » قال : إماما
____________________
تأتمون به في محبة
النبي صلىاللهعليهوآله
لهما.
أحمد بن حنبل وأبويعلى الموصلي في
مسنديهما وابن ماجة في السنن وابن
بطة في الابانة وأبوسعيد في شرف النبي صلىاللهعليهوآله
والسمعاني في فضائل الصحابة
بأسانيدهم عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال النبي صلىاللهعليهوآله
: من أحب الحسن
والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني.
جامع الترمذي بإسناده عن أنس بن مالك
قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله
أي
أهل بيتك أحب إليك؟ قال : الحسن والحسين ، وقال صلىاللهعليهوآله
: من أحب الحسن
والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله الجنة ، ومن
أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله خلده النار.
جامع الترمذي وفضائل أحمد وشرف المصطفى
وفضائل السمعاني وأمالي
ابن شريح وإبانة ابن بطة أن النبي صلىاللهعليهوآله
أخذ بيد الحسن والحسين فقال : من
أحبني وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي في الجنة يوم القيامة.
وقد نظمه أبوالحسين في نظم الاخبار فقال
:
أخذ النبي يد الحسين وصنوه
|
|
يوما وقال وصحبه في مجمع
|
من ودني ياقوم أو هذين أو
|
|
أبويهما فالخلد مسكنه معي
|
جامع الترمذي وإبانة العكبري وكتاب
السمعاني بالاسناد عن اسامة بن
زيد قال : طرقت على النبي صلىاللهعليهوآله
ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج إلي وهو
مشتمل على شئ ما أدري ما هو؟ فلما فرغت من حاجتي فقلت : ما هذا الذي
أنت مشتمل عليه ، فكشفه فاذا هو الحسن والحسين ، على وركيه فقال : هذان
ابناي وابنا ابنتي اللهم إني احبهما واحب من يحبهما.
فضائل أحمد وتاريخ بغداد بالاسناد عن
عمر بن عبدالعزيز قال : زعمت المرأة
الصالحة خولة بنت حكيم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
خرج وهو محتضن أحد ابني ابنته
حسنا أو حسينا وهو يقول : إنكم لتجنبون وتجهلون وتبخلون ، وإنكم لمن
ريحان الله.
علي بن صالح بن أبي النجود ، عن زربن
حبيش ، عن ابن مسعود قال
النبي صلىاللهعليهوآله
والحسن والحسين جالسان على فخذيه : من أحبني فليحب هذين.
أبوصالح وأبوحازم عن ابن مسعود ، وأبوهريرة
قالا : خرج علينا رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه ، وهويلثم هذا
مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا ، فقال له رجل : يارسول الله إنك لتحبهما؟ فقال : من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.
الترمذي في الجامع والسمعاني في الفضائل
عن يعلى بن مرة الثقفي
والبراء بن عازب واسامة بن زيد وأبي هريرة وام سلمة في أحاديثهم أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال للحسن والحسين : اللهم إني احبهما ، وفي رواية واحب من أحبهما.
أبوالحويرث أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : اللهم أحب
حسنا وحسينا وأحب
من يحبهما.
معاوية بن عمار عن الصادق عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن حب علي
قذف في قلوب المؤمنين فلا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وإن حب الحسن
والحسين قذف في قلوب المؤمنين والمنافقين والكافرين ، فلا ترى لهم ذاما.
ودعا النبي صلىاللهعليهوآله الحسن والحسين قرب
موته ، فقر بهما وشمهما وجعل
يرشفهما وعيناه تهملان.
بيان
: رشفه يرشفه كنصره وضربه وسمعه رشفا : مصه.
٤٩
ـ قب : شرف النبي صلىاللهعليهوآله
عن الخركوشي ، والفردوس عن الديملي
عن ابن عمر ، والجامع عن الترمذي ، عن أبي هريرة ، والصحيح عن البخاري
ومسند الرضا عن آبائه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
واللفظ له : قال : الولد ريحانة ، والحسن
والحسين ريحانتاي من الدنيا ، قال الترمذي : وهذا حديث صحيح ، وقد رواه شعبة
ومهدي بن ميمون عن محمد بن يعقوب ويروى عنه صلىاللهعليهوآله
أنه قال لهما : إنكما من ريحان
الله ، وفي رواية عتبة بن غزوان أنه وضعهما في حجرة وجعل يقبل هذا مرة وهذا مرة
فقال قوم : أتحبهما يارسول الله؟ فقال : مالي لا احب ريحانتي من الدنيا وروى
نحوا من ذلك راشد بن
علي وأبوأيوب الانصاري والاشعث بن قيس بن الحسين عليهالسلام.
قال الشريف الرضي شبه بالريحان لان
الولد يشم ويضم كما يشم الريحان
وأصل الريحان مأخوذ من الشئ الذي يتروح إليه ويتنفس من الكرب به.
ومن شفقته مارواه صاحب الحلية بالاسناد
عن منصور بن المعتمر ، عن إبراهيم
عن علقمة ، عن عبدالله ، وعن ابن عمر قال : كل واحد منا كنا جلوسا عند رسول الله
إذ مر به الحسن والحسين وهما صبيان فقال : هات ابني أعوذهما بما عوذبه إبراهيم
ابنيه إسماعيل وإسحاق فقال : اعيذ كما بكلمات الهل التامة ، من كل عين لامة ، ومن
كل شيطان وهامة.
ابن ماجه في السنن ، وأبونعيم في الحلية
، والسمعاني في الفضائل بالاسناد
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله
كان يعوذ حسنا وحسينا فيقول : اعيذ كما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة. وكان إبراهيم
يعوذ بها إسماعيل وإسحاق وجاء في أكثر التفاسير أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يعوذهما
بالمعوذتين ولهذا سمي المعوذتين ، وزاد أبوسعيد الخدري في الرواية ثم يقول صلىاللهعليهوآله : هكذا كان إبراهيم يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق كان يتفل عليهما ومن كثرة عوذ
النبي صلىاللهعليهوآله
قال ابن مسعود وغيره : إنهما عوذتان للحسنين وليستا من القرآن
الكريم.
ابن بطة في الابانة ، وأبونعيم بن دكين
بإسنادهما عن أبي رافع قال : رأيت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أذن في اذن الحسن لما ولد ، وأذن كذلك في ااذن الحسين عليهماالسلام
لما ولد.
ابن غسان بإسناده أن النبي صلىاللهعليهوآله عق الحسن والحسين
شاة شاة وقال : كلوا وأطعموا وابعثوا إلى القابلة برجل يعني الربع المؤخر من الشاة ، رواه ابن بطة
في الابانة.
أحمد بن حنبل في المسند ، عن أبي هريرة
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقبل الحسن
والحسين فقال عيينة ـ وفي رواية غيره الاقرع بن حابس ـ : إن لي عشرة ما قبلت
واحدا منهم قط فقال عليهالسلام : من لا يرحم ، وفي
رواية حفص الفراء فغضب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى التمع لونه وقال للرجل : إن كان قد نزع الرحمة من قلبك
فما أصنع بك من لم يرحم صغيرنا ولم يعزز كبيرنا فليس منا.
أبويعلى الموصلي في المسند عن أبي بكر
بن أبي شيبة بإسناده عن ابن مسعود
والسمعاني في فضائل الصحابة عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أنه كان النبي صلىاللهعليهوآله
يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار
إليهم أن دعوهما ، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجرة وقال : من أحبني فليحب
هذين ، وفي رواية الحلية : ذروهما بأبي وامي ، من أحبني فليحب هذين.
تفسير الثعلبي قال الربيع بن خثيم لبعض
من شهد قتل الحسين عليهالسلام
: جئتم بها معلقيها ـ يعني الرؤوس ـ ثم قال : والله لقد قتلتم صفوة لوأدكهم رسول
الله صلىاللهعليهوآله
لقبل أفواههم وأجلسهم في حجرة ثم قرأ « اللهم فاطر السموات والارض
[ عالم الغيب والشهادة ] أنت تحكم بين عبادك
فيما كانوا فيه يختلفون » .
ومن إيثارهما على نفسه صلىاللهعليهوآله ماروي عن علي عليهالسلام أنه قال : عطش
المسلمون
عطشا شديدا فجاءت فاطمة بالحسن والحسين إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فقالت : يارسول
الله إنهما صغيران لا يحتملان العطش ، فدعا الحسن فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى
ثم دعا الحسين فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى.
أبوصالح المؤذن في الاربعين وابن بطة في
الابانة ، عن علي وعن الخدري
وروى أحمد بن حنبل في مسند العشرة وفضائل الصحابة عن عبدالرحمان بن الازرق
عن علي عليهالسلام
وقد روى جماعة ، عن ام سلمة وعن ميمونة واللفظ له عن علي عليهالسلام
قال : رأينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد أدخل رجله في اللحاف أو في الشعار فاستسقى الحسن
فوثب النبي صلىاللهعليهوآله
إلى منيحة لنا فمص من ضرعها فجعله في قدح ثم وضعه في يد
الحسن فجعل الحسين يثب عليه ورسول الله صلىاللهعليهوآله
يمنعه فقالت فاطمة : كأنه أحبهما
إليك يارسول الله قال : ما هو بأحبهما إلي ولكنه استسقى أول مرة وإني و
____________________
إياك وهذين وهذا
المنجدل يوم القيامة في مكان واحد.
بيان
: المنيحة بفتح الميم والحاء وكسر النون
منحة اللبن كالناقة أو الشاة
تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردها عليك ، وقال الجزري : فيه أنا خاتم النبيين في
ام الكتاب وإن آدم لمنجدل في طينته أي ملقى على الجدالة وهي الارض ومنه حديث
ابن صياد : وهو منجدل في الشمس انتهى ولعله عليهالسلام
كان متكئا أو نائما.
٥٠ ـ قب : أبوحازم
، عن أبي هريرة قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوآله
يمص لعاب
الحسن والحسين كما يمص الرجل الثمرة.
ومن فرط محبته لهما ما روى يحيى بن كثير
وسفيان بن عيينتة باسنادهما
أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله
بكاء الحسن والحسين وهوعلى المنبر ، فقام فزعا
ثم قال : أيها الناس ما الولد إلا فتنة ، لقد قمت إليهما وما معي عقلي ، وفي رواية
و
ما أعقل.
الخركوشي في اللوامع وفي شرف النبي أيضا
والسمعاني في الفضائل
والترمذي في الجامع والثعلبي في الكشف والواحدي في الوسيط وأحمد بن حنبل
في الفضائل وروى الخلق ، عن عبدالله بن بريدة قال : سمعت أبي يقول : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان
ويعثران فنزل رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المنبر فحملها ووضعهما بين يديه ثم قال : « إنما
أموالكم وأولادكم فتنة »
إلى آخر كلامه وقد ذكره أبوطالب الحارثي في قوت
القلوب إلا أنه تفرد بالحسن بن علي عليهالسلام
وفي خبر : أولادنا أكبادنا يمشون على
الارض.
معجم الطبراني بإسناده عن ابن عباس ، وأربعين
المؤذن وتاريخ الخطيب
بأسانيدهم إلى جابر قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إن الله عزوجل جعل ذرية كل نبي
من صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلبي ومن صلب علي بن أبي طالب إن كل بني
بنت ينسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فاني أنا أبوهم.
____________________
وقيل في قوله : « ما كان محمد أباأحد من
رجالكم »
إنما نزل في نفي التبني
لزيد بن حارثه وأراد بقوله « من رجالكم » البالغين في وقتكم والاجماع [ على ]
أنهما لم يكونا بالغين فيه.
الاحياء : عن الغزالي والفردوس : عن
الديلمي قال المقدام بن معدي كرب : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: حسن مني وحسين من علي وقال صلىاللهعليهوآله
: هما وديعتي في امتي.
ومن ملاعبته صلىاللهعليهوآله معهما ما رواه ابن
بطة في الابانة من أربعة طرق ، عن
سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله والحسن
والحسين عليهماالسلام
على ظهره وهو يجثو لهما ويقول : نعم الجمل جملكما ، ونعم
العدلان أنتما.
ابن نجيح كان الحسن والحسين يركبان
ظهرالنبي صلىاللهعليهوآله
ويقولان : حل
حل ويقول : نعم
الجمل جملكما.
السمعاني في الفضائل ، عن أسلم مولى عمر
، عن عمر بن الخطاب قال : رأيت الحسن والحسين على عاتقي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقلت : نعم الفرس لكما فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ونعم الفارسان هما.
ابن حماد ، عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوآله برك للحسن والحسين
فحملهما وخالف
بين أيديهما وأرجلهما وقال : نعم الجمل جملكما.
بيان
: لعل المعنى أنهما استقبلا أو استدبرا
عند الركوب فحاذى يمين كل
منهما شمال الاخر ، أو أنه جعل أيدي كل منهما أو أرجلهما من جانب كما سيأتي في
رواية أبي يوسف.
٥١
ـ قب : الخركوشي في شرف النبي صلىاللهعليهوآله ، عن عبدالعزيز
بأسناده ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله
أنه كان جالسا فأقبل الحسن والحسين فلما رآهما النبي صلىاللهعليهوآله
قام
____________________
لهما واستبطأ
بلوغهما إليه ، فاستقبلهما وحملهما على كتفيه ، وقال : نعم المطي
مطيكما ونعم الراكبان أنتما وأبوكما خير منكما.
تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، عن
عبيدالله بن موسى ، عن سفيان ، عن
منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود قال : حمل رسول الله صلىاللهعليهوآله الحسن
والحسين على ظهره : الحسن على أضلاعه اليمنى والحسين على أضلاعه اليسرى
ثم مشى وقال : نعم المطي مطيكما ، ونعم الراكبان أنتما ، أبوكما خير منكما.
وروي أن النبي صلىاللهعليهوآله ترك لهما ذؤ ابتين
في وسط الرأس.
مرزد قال : سمعت [ أبا هريرة ] يقول سمع اذناي هاتان وبصر عيناي
هاتان رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو آخذ بيديه جميعا بكتفي الحسن والحسين ، وقد ما هما على
قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ويقول : ترق عين بقة قال : فرقا الغلام حتى وضع قدميه على
صدر رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال له : افتح فاك ثم قبله ثم قال : اللهم أحبه فاني
احبه.
كتاب ابن البيع وابن مهدي والزمخشري قال
: حزقة حزقة ترق عين
بقة اللهم إني احبه فأحبه وأحب من يحبه.
الحزقة : القصير الصغير الخطا ، وعين
بقة أصغر الاعين وقال : أراد
بالبقة فاطمة
فقال للحسين : ياقرة عين بقة ترق وكانت فاطمة عليهماالسلام
ترقص
ابنها حسنا عليهالسلام
وتقول :
أشبه أباك ياحسن
|
|
واخلع عن الحق الرسن
|
واعبد إلها ذا منن
|
|
ولا توال ذا الاحن
|
وقالت للحسين عليهالسلام :
أنت شبيه بأبي
|
|
لست شبيها بعلي
|
____________________
وفي مسند الموصلي
أنه كان يقول أبوبكر للحسن عليهالسلام
وأباه [ يسمع ] :
أنت شبيه بنبي
|
|
لست شبيها بعلي
|
وعلي يتبسم. وكانت ام سلمة تربي الحسين
وتقول :
بأبي ابن علي
|
|
أنت بالخير ملي
|
كن كأسنان حلي
|
|
كن كبكش الحولي
|
وكانت ام الفضل امرأة العباس تربي
الحسين وتقول :
يا ابن رسول الله
|
|
يا ابن كثير الجاه
|
فرد بلا أشباه
|
|
أعاذه إلهي
|
من امم الدواهي
ايضاح
: قال الجزري : فيه أنه عليه الصلاة
والسلام كان يرقص الحسن أو
الحسين ويقول : حزقة حزقة ترق عين بقة فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره
الحزفة : الضيف المقارب الخطومن ضعفه ، وقيل : القصير العظيم البطن فذكر هاله
على سبيل المداعبة والتأنيس له ، وترق بمعنى اصعد ، وعين بقة كناية عن صغر
العين ، وحزقة مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حزقة ، وحزقة
الثاني كذلك أو أنه خبر مكرر ، ومن لم ينون حزقة فحذف حرف النداء وهي
في الشذوذ كقولهم أطرق كرا
لان حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم أو
المضاف انتهى.
والحزقة بضم الحاء المهملة والزاء
المعجمة ، وفتح القاف المشددة ، والظاهر
أن عين بقة كناية عن صغر الجثة لاصغر العين ، ويمكن أن يكون مراده ذلك بأن
يكون مراده بالعين النفس ، أو أن وجه التشبيه بعين البقة صغر عينها ولكن
الزمخشري صرح في الفائق بذلك حيث قال : وعين بقة منادى ذهب إلى صغر
عينيه تشبيها لهما بعين البعوضة ، انتهى.
قولها عليهماالسلام
: « واخلع عن الحق الرسن » الحق بفتح الحاء فيكون كناية
____________________
عن إظهارالاسرار
أوبضمها بأن يكون جمع حقة بالضم أو بالكسر وهوماكان من الابل
ابن ثلاث سنين فيكون كناية عن السخاء والجود ، أو عن التصرف في الامور
والاشتغال ، بالاعمال فان تسريح الابل تدبير لها ، وموجب للاشتغال بغيرها ، و
أسنان الحلي تضاريسه ، والتشبيه في الاستواء والحسن.
٥٢
ـ قب : في معجزاتهما عليهماالسلام أحمد بن حنبل في
المسند وابن بطة في
الابانة والنطنزي في الخصائص والخركوشي في شرف النبي صلىاللهعليهوآله
واللفظ له ، و
روى جماعة عن أبي صالح ، عن أبي هريرة وعن صفوان بن يحيى وعن محمد بن علي بن
الحسين وعن علي بن موسى الرضا وعن أميرالمؤمنين عليهمالسلام
أن الحسن والحسين
كانا يلعبان عند النبي صلىاللهعليهوآله
حتى مضى عامة الليل ثم قال لهما : انصرفا إلى امكما
فبرقت برقة فما زالت تضئ لهما حتى دخلا على فاطمة والنبي صلىاللهعليهوآله ينظر إلى
البرقة وقال : الحمد الله الذي أكرمنا أهل البيت وقدرواه السمعاني وأبوالسعادات في
فضائلهما عن أبي جحيفة إلا أنهما تفردا في حق الحسن عليهالسلام.
وفي حديث عفيف الكندي أنه قال الفارس له
: إذا رأيت في داره عليهالسلام
حمامة
يطير معها فرخاها فاعلم أنه ولد له يعني عليا عليهالسلام.
ثم قال بعد كلام : بلغني بعد برهة ظهور
النبي صلىاللهعليهوآله
فأسلمت فكنت أرى
الحمامة في دار علي تفرخ من غير وكر ، وإذا رأيت الحسن والحسين عند رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ذكرت قول الفارس.
وفي رواية بسطام عنه في حديث طويل : فلما
قتل علي ذهبت فما رأيت ، وفي
رواية أبي عقيل رأيت في منزل علي بعد موته طيران يطيران فلما مات الحسن غاب
أحدهما ، فلما قتل الحسين غاب الاخر.
الكشف والبيان ، عن الثعلبي بالاسناد ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام
قال : مرض النبي صلىاللهعليهوآله
فأتاه جبرئيل بطبق فيه رمان وعنب فأكل النبي صلىاللهعليهوآله
منه فسبح ثم دخل عليه الحسن والحسين فتناولا منه فسبح الرمان والعنب ثم دخل علي
فتناول
منه فسبح أيضا ثم دخل رجل من أصحابه فأكل فلم يسبح فقال جبرئيل : إنما
يأكل هذا نبي أو وصي
أو ولد نبي.
أبوعبدالله المفيد النيسابوري في أماليه
قال الرضا عليهالسلام
: عري الحسن و
الحسين صلوات الله عليهما وأدركهما العيد ، فقالا لامهما : قد زينوا صبيان المدينة
إلا نحن ، فمالك لا تريننا؟ فقالت : إن ثيابكما عند الخياط فاذا أتا [ ني ]
زينتكما ، فلما كانت ليلة العيد أعادا القول على امهما فبكت ورحمتهما ، فقالت لهما
ماقالت في الاولى فردا عليها.
فلما أخذ الظلام قرع الباب قارع ، فقالت
فاطمة : من هذا؟ قال : يابنت
رسول الله أنا الخياط جئت بالثياب ، ففتحت البا ، فاذا رجل ومعه من لباس العيد
قالت فاطمة : والله لم أر رجلا أهيب سيمة منه ، فناولها منديلا مشدودا ثم
انصرف.
فدخلت فاطمة ففتحت المنديل فاذا فيه
قميصان ، ودر اعتان ، وسراويلان
ورداءان ، وعمامتان ، وخفان أسودان معقبان بحمرة ، فأيقظتهما وألبستهما ، فدخل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهما مزينان فحملهما وقبلهما ثم قال : رأيت الخياط؟ قالت : نعم ، يارسول الله ، والذي أنفذته من الثياب قال : يا بنية ما هو خياط إنما هو
رضوان
خازن الجنة قالت فاطمة : فمن أخبرك يارسول الله؟ قال : ما عرج حتى جاءني و
أخبرني بذلك.
الحسن البصري وام سلمة أن الحسن والحسين
دخلا على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وبين يديه جبرئيل ، فجعلا يدوران حوله يشبهانه بدحية الكلبي فجعل جبرئيل
يومئ بيديه كالمتناول شيئا فاذا في يده تفاحة وسفرجلة ورمانة فناولهما وتهللت
وجوههما ، وسعيا إلى جدهما فأخذ منهما فشمها ثم قال : صيرا إلى امكما بما
معكما وبدوكما بأبيكما أعجب
فصارا كما أمرهما فلم يأكلوا حتى صار
النبي صلىاللهعليهوآله
إليهم فأكلوا جميعا ، فلم يزل كلما اكل منه عاد إلى ما كان حتى قبض
رسول الله صلىاللهعليهوآله.
____________________
قال الحسين عليهالسلام : فلم يلحقه
التغيير والنقصان أيام فاطمة بنت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
حتى توفيت فلما توفيت فقد نا الرمان وبقي التفاح والسفرجل أيام
أبي فلما استشهد أميرالمؤمنين فقد السفرجل وبقي التفاح على هيئته للحسن حتى مات
في سمه وبقيت التفاحة إلى الوقت الذي حوصرت عن الماء فكنت أشمها إذا عطشت
فيسكن لهب عطشي فلما اشتد علي العطش عضضتها وأيقنت بالفناء.
قال علي بن الحسين عليهماالسلام : سمعته يقول ذلك
قبل قتله بساعة ، فلما قضى
نحبه وجد ريحها في مصرعه ، فالتمست فلم يرلها أثر ، فبقي ريحها بعد الحسين عليهالسلام
ولقد زرت قبره فوجدت ريحها يفوح من قبره ، فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين
للقبر فليلتمس ذلك في أوقات السحر فانه يجده إذا كان مخلصا.
أمالي أبي الفتح الحفار : ابن عباس
وأبورافع كنا جلوسا مع النبي صلىاللهعليهوآله
إذ هبط عليه جبرئيل ومعه جام من البلور الاحمر مملوءا مسكا وعنبرا فقال له : السلام عليك! الله يقرء عليك السلام ، ويحييك بهذه التحية ويأمرك أن تحيي بها
عليا وولديه ، فلما صارت في كف النبي صلىاللهعليهوآله
هللت ثلاثا وكبرت ثلاثا ثم قال
بلسان ذرب : « بسم الله
الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشفى ، فأشمها
النبي صلىاللهعليهوآله حيى بها عليا فلما
صارت في كف علي قالت : بسم الله الرحمن
إنما وليكم الله ورسوله » الاية فأشمها علي وحيى بها الحسن فلما
صارت في كف الحسن قالت : « بسم
الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النباء
العظيم » الاية فأشمها الحسن وحيى بها الحسين
فلما صارت في كف الحسين قالت : « بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى » ثم ردت إلى النبي فقالت : « بسم
الله الرحمن الرحيم الله نور السموات والارض
»
فلم أدر : على السماء صعدت أم في الارض نزلت بقدرة الله تعالى.
بيان
: ذرابة اللسان : حدته.
____________________
٥٣
ـ قب : كتاب المعالم إن ملكا نزل من السماء على
صفة الطير ، فقعد على يد
النبي صلىاللهعليهوآله
فسلم عليه بالنبوة وعلى يد علي فسلم عليه بالوصية ، وعلى يد الحسن
والحسين فسلم عليهما بالخلافة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لم لم تقعد على يد فلان؟
فقال : أنا لا أقعد في أرض عصي عليها الله ، فكيف أقعد على يد عصت الله.
أربعين المؤذن وإبانة العكبري ، وخصائص
النطنزي قال ابن عمر : كان
للحسن والحسين تعويذان حشوهما من زغب جناح جبرئيل ، وفي رواية فيهما من
جناح جبرئيل ، وعن ام عثمان ام ولد لعلي عليهالسلام
قالت : كانت لال محمد صلى الله عليهم
وسادة لا يجلس عليها إلا جبرئيل ، فإذا قام عنها طويت فكان إذا قام انتفض من
زغبه ، فتلتقطه فاطمة ، فتجعله في تمائم الحسن والحسين.
أبوهريرة وابن عباس والحارث الهمداني
وأبوذر والصادق أنه اصطرح
الحسن والحسين بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال رسول الله : إيه حسن إيه حسن
خذ حسينا فقالت فاطمة : يارسول الله أتستنهض الكبير على الصغير؟ فقال : هذا جبرئيل
يقول للحسين : إيها حسين خذ حسنا أورده السمعاني في فضائله.
٥٤
ـ قب : في معالى امورهما عليهماالسلام : مقاتل
بن مقاتل ، عن
مرازم ، عن موسى بن جعفر عليهماالسلام
في قوله تعالى « والتين والزيتون » قال : الحسن : والحسين « وطور سينين » قال علي بن أبي طالب « وهذا البلد الامين » قال : محمد صلىاللهعليهوآله
« لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم » قال : الاول « ثم » رددناه أسفل
سافلين ببغضه أميرالمؤمنين « إلا
الذين آمنوا وعملوا الصالحات » علي
بن أبيطالب
« فما يكذبك بعد بالدين » يامحمد ولاية
علي بن أبي طالب.
واجتمع أهل القبلة على أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : الحسن
والحسين إمامان
قاما أو قعدا. واجتمعوا أيضا أنه قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
حدثني بذلك ابن كادش العكبري ، عن أبي طالب الحربي العشاري ، عن ابن شاهين
المروزي فيما قرب سنده قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حميد قال : حدثنا
إبراهيم بن العامري قال : حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر قال : سمعت أنس بن مالك
يقول : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يقول الخبر. ورواه أحمد بن حنبل في الفضائل
والمسند ، والترمذي في الجامع ، وابن ماجه في السنن ، وابن بطة في الابانة
والخطيب في التاريخ والموصلي في المسند ، والواعظ في شرف المصطفى ، والسمعاني
في الفضائل ، وأبونعيم في الحلية ، من ثلاثة طرق ، وابن حشيش التميمي
عن الاعمش.
وروى الدار قطني بالاسناد عن ابن عمر
قال : قال صلىاللهعليهوآله
: ابناى هذان سيدا شباب
أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، ورواه الخدري ، وابن مسعود وجابر الانصاري
وأبوجحيفة وأبوهريرة وعمر بن الخطاب وحذيفة وعبدالله بن عمر وام سلمة ومسلم بن
يسار والزبرقان بن أظلم الحميري ، ورواه الاعمش عن إبراهيم ، عن علقمة
عن عبدالله.
وفي حلية الاولياء واعتقاد أهل السنة
ومسند الانصار ، عن أحمد بالاسناد
عن حذيفة قال النبي صلىاللهعليهوآله
في خبر : أما رأيت العارض الذي عرض لي قلت : بلى
قال : ذاك ملك لم يهبط إلى الارض قبل الساعة فاستأذن الله تعالى أن يسلم علي
ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة.
سئل أبوعبدالله عن قوله « الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة » فقال : هما والله سيدا شباب أهل الجنة من الاولين والاخرين ، والمشهور عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : أهل الجنة شباب كلهم.
ومن كثرة فضلهما ومحبة النبي صلىاللهعليهوآله إياهما أنه جعل
نوافل المغرب
وهي أربع ركعات كل ركعتين منها عند ولادة كل واحد منهما.
سليمان بن أحمد الطبراني ، والقاضي
أبوالحسن الجراحي ، وأبوالفتح
الحفار ، والكياشيرويه ، والقاضي النطنزي بأسانيدهم عن عقبة ، عن عامرالجهني
وأبي دجانة ، وزيدبن علي ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : الحسن والحسين شنفا العرش ـ وفي
____________________
رواية ـ وليسا
بمعلقين ، وإن الجنة قالت : يارب أسكنتني الضعفاء والمساكين!
فقال الله تعالى : ألا ترضين أنى زينت أركانك بالحسن والحسين ، فما ست كما تميس
العروس فرحا.
وفي خبرعنه صلىاللهعليهوآله إذا كان يوم
القيامة زين عرش الرحمن بكل زينة ثم
يؤتى بمنبرين من نور طولهما مائة ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش والاخر عن
يسارالعرش ، ثم يؤتي بالحسن والحسين ويزين الرب تبارك وتعالى بهما عرشه كما
تزين المرأة قرطاها.
وفي رواية أبي لهيعة البصري قال : سألت
الجنة ربها أن يزين ركنا من
أركانها فأوحى الله تعالى إليها أني قد زينتك بالحسن والحسين فزادت الجنة سرورا
بذلك.
كتاب السؤدد بالاسناد عن سفيان بن سليم
والابانة : عن العكبري بالاسناد عن
زينب بنت أبي رافع أن فاطمة عليهاالسلام
أتت بابنيها الحسن والحسين إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقالت : انحل ابني هذين يارسول الله ـ وفي رواية : هذان ابناك فورثهما شيئا ـ
فقال : أما الحسن فله هيبتي وسؤددي وأما الحسين فان له جرأتي وجودي.
وفي كتاب آخر أن فاطمة قالت : رضيت
يارسول الله ، فلذلك كان الحسن
حليما مهيبا والحسين نجدا جوادا.
الاشارد والروضة والاعلام وشرف النبي صلىاللهعليهوآله وجامع الترمذي وإبانة
العكبري من ثمانية طرق رواه أنس وأبوجحيفة أن الحسين كان يشبه النبي صلىاللهعليهوآله من صدره
إلى رأسه ، والحسن يشبه به من صدره إلى رجليه.
المحاضرات عن الراغب روى أبوهريرة
وبريدة : رأيت النبي صلىاللهعليهوآله
يخطب
على المنبر ينظر إلى الناس مرة وإلى الحسن مرة وقال : إن ابني هذا سيصلح الله به
بين فئتين من المسلمين ورواه البخاري والخطيب والخركوشي والسمعاني.
وروى البخاري والموصلي وأبوالسعادات
والسمعاني : قال إسماعيل بن خالد
لابي جحيفة : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : نعم ، وكان الحسن يشبهه.
____________________
أبوهريرة قال : دخل الحسين بن علي عليهالسلام وهو معتم فظننت أن
النبي صلىاللهعليهوآله
قد بعث.
الغزالي والمكي في الاحياء وقوت القلوب
قال النبي صلىاللهعليهوآله
للحسن عليهالسلام.
أشبهت خلقي وخلقي.
٥٥
ـ قب : في محبة النبى صلىاللهعليهوآله للحسن عليهالسلام
: روى
أبوعلى الجبائي عن مسندا أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن مسعود وروى عبدالله بن شداد
عن أبيه وأبويعلى الموصلي في المسند عن ثابت البناني ، عن أنس ، وعبدالله بن شيبة
عن أبيه أنه دعي النبي صلىاللهعليهوآله
إلى صلاة والحسن متعلق به فوضعه النبي صلىاللهعليهوآله
مقابل جنبه وصلى ، فلما سجد أطال السجود فرفعت رأسي من بين القوم فاذا الحسن على
كتف رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما سلم عليهالسلام
قال له القوم : يارسول الله لقد سجدت في
صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها كأنما يوحى إليك فقال صلىاللهعليهوآله
: لم يوح إلي
ولكن ابني كان على كتفي فكرهت أن اعجلة حتى نزل.
وفي رواية عبدالله بن شداد أنه قال صلىاللهعليهوآله : إن ابني هذا
ارتحلني فكرهت
أن اعجله حتى يقضي حاجته.
الحيلة بالاسناد عن أبي بكرة قال : كان
النبي صلىاللهعليهوآله
يصلي بنا وهو ساجد
فيجئ الحسن وهو صبي صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا فلما
صلى صلاته قالوا : يارسول الله صلى الله إنك لتصنع بهذا الصبي شيئا لم تصنعه بأحد
، فقال : إن هذا ريحانتي الخبر ، وفيها عن البراء بن عازب قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله واضعا
للحسن على عاتقه فقال : من أحبني فليحبه.
سنن ابن ماجه وفضائل أحمد : روى نافع ، عن
ابن جبير ، عن أبي هريرة
أنه صلىاللهعليهوآله
قال : اللهم إني احبه فأحبه وأحب من يحبه قال : وضمه إلى
صدره.
مسند أحمد ، عن أبي هريرة قال النبي صلىاللهعليهوآله وقد جاءه الحسن وفي
عنقه
السخاب ، فالتزمه رسول الله والتزم هو رسول الله وقال : اللهم إنى احبه فأحبه
وأحب من يحبه ثلاث
مرات أخرجه ابن بطة بروايات كثيرة.
عبدالرحمن بن أبي ليلى : كنا عند النبي صلىاللهعليهوآله فجاء الحسن فأقبل
يتمرغ
عليه فرفع فميصه وقبل زبيبته.
بيان
: السخاب بالكسر قلادة تتخذ من قرنفل
ومحلب وسك ونحوه
وليس فيها من اللؤ لؤ والجوهر شئ وقيل : هو خيط ينظم فيه خرز يلبسه الصبيان
والجواري ، والزبيبة مصغر الزب بالضم وهو الذكر.
٥٦
ـ قب : وعن أبي قتادة أن النبي صلىاللهعليهوآله قبل الحسن وهو يصلي.
الخدري إن الحسن جاء والنبي صلىاللهعليهوآله يصلي فأخذ بعنقه
وهو جالس فقام
النبي صلىاللهعليهوآله
وإنه ليمسك بيديه حتى ركع.
فضائل عبدالملك قال أبوهريرة : كان
النبي صلىاللهعليهوآله
يقبل الحسن فقال الاقرع
ابن حابس : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم فقال صلىاللهعليهوآله : من لايرحم
لايرحم.
مسند العشرة وإبانة العكبري وشرف النبي صلىاللهعليهوآله وفضائل السمعاني
وقد
تداخلت الروايات بعضها في بعض عن عمير بن إسحاق قال : رأيت أبا هريرة في
طريق قال للحسن بن علي عليهماالسلام : أردني الموضع الذي قبله النبي صلىاللهعليهوآله قال : فكشف
عن بطنه فقبل سرته.
سليم بن قيس ، عن سلمان الفارسي قال : كان
الحسين عليهالسلام
على فخذ
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو يقبله ويقول : أنت السيد بن السيد أبوالسادة ، أنت الامام ابن
الامام أبوالائمة ، أنت الحجة ابن الحجة أبوالحجج تسعة من صلبك وتاسعهم قائمهم.
ابن عمر أن النبي صلىاللهعليهوآله بينما هو يخطب على
المنبر إذ خرج الحسين عليهالسلام
فوطئ في ثوبه فسقط فبكى فنزل النبي صلىاللهعليهوآله
عن المنبر فضمه إليه وقال : قاتل الله
الشيطان إن الولد لفتنة والذي نفسي بيده ما دريت أني نزلت عن منبري.
أبوالسعادات في فضائل العشرة قال يزيد
بن أبي زياد : خرج النبي صلىاللهعليهوآله
من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع الحسين يبكي ، فقال : ألم تعلمي أن
بكاءه يؤذيني.
ابن ماجه في السنن ، والزمخشري في
الفائق : رأى النبي صلىاللهعليهوآله
الحسين
يلعب مع الصبيان في السكه فاستقبل النبي صلىاللهعليهوآله
أمام القوم فبسط إحدى يديه
فطفق الصبي يفر مرة من ههنا ومرة من ههنا ورسول الله يضاحكه ، ثم أخذه فجعل
إحدى يديه تحت ذقنه والاخرى على فاس رأسه وأقنعه فقبله وقال : أنا من حسين
وحسين مني أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الاسباط.
استقبل أي تقدم وأقنعه أي رفعه.
بيان
: قال الجزري فيه : فجعل إحدى يديه في فاس
رأسه ، هو طرف مؤخره
المشرف على القنا.
٥٧
ـ قب : قال المغيرة بن عبدالله : مر الحسين عليهالسلام فقال أبوظبيان : ماله
قبحه الله إن كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليفرج بين رجليه ويقبل زبيبته.
عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : كنا جلوسا
عند النبي صلىاللهعليهوآله
إذ أقبل الحسين
عليهالسلام
فجعل ينزو على ظهر النبي صلىاللهعليهوآله
وعلى بطنه ، فقال فقال : دعوه.
أبوعبيد في غريب الحديث أنه قال صلىاللهعليهوآله : لا تزرموا ابني
أي لا تقطعوا عليه
بوله ثم دعا بماء فصبه على بوله.
سنن أبي داود أن الحسين عليهالسلام بال في حجر رسول
الله صلىاللهعليهوآله
فقالت لبانة : أعطني إزارك حتى اغسله قال : إنما يغسل من بول الانثى ، وينضح من
بول الذكر.
أحاديث الليث بن سعد أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يصلي يوما في
فئة والحسين
صغير بالقرب منه فكان النبي صلىاللهعليهوآله
إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثم حرك
رجليه وقال : حل حل ، فاذا أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى
جانبه فاذا سجد عاد على ظهره وقال : حل حل ، فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ
النبي صلىاللهعليهوآله
من صلاته ، فقال يهودي ، يا محمد إنكم لتفعلون بالصبيان شيئا ما نفعله
نحن ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
أما لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله ، لرحمتم الصبيان قال :
فاني اومن بالله
وبرسوله ، فأسلم لما رأى كرمه مع عظم قدره.
بيان
: قال الجوهري : حلحلت القوم : أي أزعجتهم
عن موضعهم ، وحلحلت
بالناقة إذا قلت لها : حل بالتسكين وهو زجر للناقة وحوب زجر للبعير وحل أيضا
بالتنوين في الوصل.
٥٨
ـ قب : أمالي الحاكم قال أبورافع : كنت الاعب
الحسين عليهالسلام
وهو صبي
بالمداحي فاذا أصابت مدحاتي مدحاته قلت : احملني فيقول : أتركب ظهرا حمله
رسول الله؟ قأتركه فاذا أصابت مدحاته مدحاتي قلت : لا أحملك كما لم تحملني
فيقول : أما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأحمله.
بيان
: قال الجزري : دحى أي رمى وألقى ، ومنه
حديث أبي رافع : كنت الا عب
الحسن والحسين عليهماالسلام
بالمداحي ، هي أحجار أمثال القرصة كانوا يحفرون حفيرة ويدحون فيها بتلك الاحجار فان وقع الحجر فقدغلب صاحبها وإن لم يقع غلب.
٥٩
ـ قب : الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: من أحب
أن ينظر إلى أحب أهل الارض إلى أهل السماء ، فلينظر إلى الحسين. رواه الطبريان
في الولاية والمناقب ، والسمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن إسماعيل بن رجاء.
وعمرو ابن شعيب أنه مر الحسين عليهالسلام على عبدالله بن
عمرو بن العاص فقال عبدالله : من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الارض إلى أهل السماء فلينظر إلى هذه المجتاز
فما كلمته منذ ليالي صفين فأتى به أبوسعيد الخدري إلى الحسين عليهالسلام فقال له
الحسين : أتعلم أني أحب أهل الارض إلى أهل السماء وتقاتلني وأبي يوم صفين؟
والله إن أبي لخير مني ، فاستعذر وقال : إن النبي صلىاللهعليهوآله
قال لي : أطع أباك فقال
له الحسين عليهالسلام
: أما سمعت قول الله تعالى « وإن
جاهداك على أن تشرك بي ماليس
لك به علم فلا تطعهما »
وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله
« إنما الطاعة الطاعة في المعروف » وقوله « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ».
وفي المسألة الباهرة في تفضيل الزهراء
الطاهرة ، عن أبي محمد الحسن بن طاهر
____________________
القائني الهاشمي قال
: جاء الحديث أن جبرئيل نزل يوما فوجدالزهراء نائمة
والحسين قلقا على عادة الاطفال مع امهاتهم فقعد جبرئيل يلهيه عن البكاء حتى
استيقظت فأعلمها رسول الله صلىاللهعليهوآله
بذلك.
الطبري : طاووس اليماني ، عن ابن عباس
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: رأيت في
الجنة قصرا من درة بيضاء لا صدع فيها ولا وصل ، فقلت : حبيبى جبرئيل لمن هذا
القصر؟ قال : للحسين ابنك ، ثم تقدمت أمامه فاذا أنا بتفاح فأخذت تفاحة
ففلقتها فخرجت منها حوراء كأن مقاديم النسور أشفار عينيها فقلت : لمن أنت؟ فبكت
ثم قالت : لابنك الحسين.
٦٠
ـ قب ، عم : في كتاب شرف النبي صلىاللهعليهوآله عن جابر قال : قال
رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين
ابن علي.
٦١
ـ قب ، عم : عبدالله بن بريدة عن
ابن عباس قال : انطلقت مع رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فنادى على باب فاطمة ثلاثا فلم يجبه أحد فمال إلى الحائط فقعد
فيه وقعدت إلى جانبه فبينا هو كذلك إذ خرج الحسن بن علي قد غسل وجهه و
علقت عليه سبحة قال : فبسط النبي صلىاللهعليهوآله
يديه ومد هما ثم ضم الحسن إلى صدره
وقبله وقال : إن ابني هذا سيد ولعل الله عزوجل يصلح به بين فئتين من
المسلمين.
٦٢
ـ كشف : قال ابن طلحة : روي مرفوعا إلى أبي بكرة
نفيع بن الحارث
الثقفي قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس
مرة وعليه مرة ، ويقول : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من
المسلمين عظيمتين ، رواه الجنابذي.
وروى عن صحيحي مسلم والبخاري مرفوعا إلى
البراء قال : رأيت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
والحسن بن علي على عاتقه يقول : اللهم إني احبه فأحبه.
وروى الترمذي مرفوعا إلى ابن عباس أنه
قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
حامل الحسن بن علي
على عاتقه فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: ونعم الراكب هو ، رواه الجنابذي.
وروى عن الحافظ أبي نعيم ما أورده في
حليته ، عن أبي بكرة قال : كان
النبي صلىاللهعليهوآله
يصلي بنافجاءه الحسن وهو ساجد وهو صغير حتى يصير على ظهره أورقبته
فيرفعه رفعا رفيقا فلما صلى قالوا : يارسول الله إنك تصنع بهذا الصبي شيئا لا
تصنعه
بأحد فقال : إن هذا ريحانتي وإن ابني هذا سيد وعسى أن يصلح الله به بين فئتين من
المسلمين ، رواه الجنابذي في كتابه.
وروى عن الترمذي من صحيحه يرفعه بسنده
إلى أنس بن مالك قال : سئل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال : الحسن والحسين ، وكان يقول
لفاطمة عليهاالسلام
: ادعي لي ابني فيشمهما ويضمهما إليه.
وروى عن مسلم والبخاري بسنديهما عن أبي
هريرة قال : خرجت مع رسول
الله صلىاللهعليهوآله
طائفة من النهار لايكلمني ولا اكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع ثم
انصرف حتى أتى مخباء وهو المخدع فقال : أثم لكع؟ أثم لكع؟ يعني حسنا فظننا
أنما تحسبه امه لان تغسله أو تلبسه سخابا فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق
كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اللهم إني احبه واحب من يحبه
وفي رواية اخرى : اللهم إني احبه فأحبه وأحب من يحبه ، قال أبوهريرة : فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ماقال.
بيان
: أثم ، الهمزة للاستفهام ، والمراد
باللكع الصغير ، وعليه حمله في النهاية
وقال الزمخشري في الفائق اللكع اللئيم وقيل : الوسخ من قولهم لكع عليه الوسخ
ولكث ولكد أي لصق وقيل : هو الصغير وعن نوح بن جرير أنه سئل عنه فقال : نحن
أرباب الحمير نحن أعلم به ، هو الجحش الراضع ومنه حديثه صلىاللهعليهوآله أنه طلب
الحسن فقال : أثم لكع أثم لكع.
٦٣
ـ كشف : روى عن الترمذي في صحيحه مرفوعا إلى
اسامة بن زيد قال : طرقت النبي صلىاللهعليهوآله
ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج وهو مشتمل على شئ ما أدري
ما هو فلما فرغت من
حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه فكشفه فاذا حسن
وحسين على وركيه فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني احبهما فأحبهما
وأحب من يحبهما.
وروى عن الترمذي بسنده عن أبي سعيدقال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
وعن ابن عمر قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : هما
ريحانتاي من الدنيا وروى
عن النسائي بسنده عن عبدالله بن شداد ، عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله في
إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا فتقدم النبي صلىاللهعليهوآله
فوضعه ثم كبر للصلاة
فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة فأطالها قال أبي : فرفعت رأسي فاذا الصبي
على ظهر رسول الله (ص) وهوساجد ، فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلىاللهعليهوآله
الصلاة قال الناس : يارسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى
ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك؟! قال : كل ذلك لم يكن ، ولكن
ابني ارتحلني فكرهت أن اعجله حتى يقضي حاجته.
بيان
: قال الجزري فيه : فأقاموا بين ظهرانيهم
أي أقاموا بينهم على سبيل
الاستظهار والاستناد إليهم وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا ومعناه أن ظهرا
منهم قدامة وظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه.
٦٤
ـ كشف : وروى عن الترمذي والنسائي في صحاحهم كل
منهم بسنده
يرفعه إلى بريدة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يخطب فجاء الحسن والحسين عليهماالسلام
وعليهما قميصان أحران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوآله من المنبر فحملهما
ووضعهما بين يديه ، ثم قال : صدق الله « إنما أموالكم وأولادكم فتنة » فنظرت إلى
هذين الصبيين يمشيان ويعثران ، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ، ورواه
الجنابذي بألفاظ قريبة من هذا وأخصر.
وروى عن الترمذي بسنده في صحيحه يرفعه
إلى أبي جحيفة قال : رأيت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكان الحسن بن علي يشبهه ، وعن أنس قال : لم يكن أحد أشبه
برسول الله من الحسن
بن علي ، وعن علي عليهالسلام
قال : كان الحسن بن علي أشبه
برسول الله صلىاللهعليهوآله
مابين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه فيما كان أسفل من ذلك.
وروى عن البخاري في صحيحه يرفعه إلى
عقبة بن الحارث قال : صلى أبوبكر
العصر ثم خرج يمشي ومعه علي عليهالسلام
فرأى الحسن يلعب بين الصبيان فحمله أبوبكر
على عاتقه وقال :
بأبي شبيه بالنبي
|
|
ليس شبيها بعلي
|
وعلي عليهالسلام
يضحك ، وروى الجنابذي هذا الحديث فقال :
بأبي شبه النبي
|
|
لا شبيها بعلي
|
قال وعلي يتبسم.
وروى عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قلت
لابي جحيفة : هل رأيت رسول
الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : نعم ، والحسن بن علي يشبهه.
وروى عن أبي هريرة قال : ما رأيت الحسن
بن علي إلا فاضت عيناي دموعا
وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
خرج يوما فوجدني في المسجد فأخذ بيدي فاتكأ علي
ثم انطلقت حتى جئنا سوق بني قينقاع فما كلمني فطاف ونظر ثم رجع ورجعت
معه ، فجلس في المسجد فاحتبي ثم قال لي : ادع لكع ، فأتى حسن يشتد حتى
وقع في حجره فجعل يدخل يده في لحية رسول الله صلىاللهعليهوآله
وجعل رسول الله (ص) يفتح
فمه ، ويدخل فمه في فمه ، ويقول : اللهم إني احبه واحب من يحبه ثلاثا.
قب
: الحلية عن أبي هريرة مثله.
٦٥
ـ كشف : وروى الجنابذي بسنده ، عن عبدالرحمان بن
عوف قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا عبدالرحمان ألا علمك عوذة كان يعوذبها إبراهيم
ابنيه إسماعيل وإسحاق وأنا اعوذ بهما ابني الحسن والحسين قل : كفى بسمع الله.
واعيا لمن دعا ولا مر مى وراء أمر الله لرام رمى.
وروي مرفوعا إلى إسحاق بن سليمان
الهاشمي عن أبيه قال : كنا عند
أميرالمؤمنين هارون الرشيد فتذاكروا علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال أميرالمؤمنين
هارون : تزعم العوام
أني ابغض عليا وولده حسناوحسينا ، ولا والله ما ذلك كما
يظنون ، ولكن ولده هؤلاء ، طالبنا بدم الحسين معهم في السهل والجبل حتى قتلنا
قتلته ثم أفضى إلينا هذا الامر ، فخالطناهم فحسدونا ، وخرجوا علينا ، فحلوا
قطيعتهم.
والله لقد حدثني أميرالمؤمنين المهدي ، عن
أميرالمؤمنين أبي جعفر المنصور
عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس قال : بينما نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ أقبلت
فاطمة عليهاالسلام
تبكي فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله
مايبكيك؟ قالت : يارسول الله إن الحسن
والحسين خرجا ، فوالله ما أدري أين سلكا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لا تبكين فداك
أبوك
فان الله عزوجل خلقهما وهو أرحم بهما اللهم إن كانا أخذا في بر فاحفظهما
وإن كانا أخذا في بحر فسلمهما ، فهبط جبرئيل عليهالسلام
فقال : يا أحمد لا تغتم ولا
تحزن ، هما فاضلان في الدنيا فاضلان في الاخرة وأبوهما خير منهما وهما في
حظيرة بني النجار نائمين ، وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما.
قال ابن عباس : فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله وقمنا معه حتى
أتينا حظيرة بني النجار
فإذا الحسن معانق الحسين ، وإذا الملك قد غطاهما بأحد جناحيه فحمل النبي
صلىاللهعليهوآله
الحسن وأخذ الحسين الملك والناس يرون أنه حاملهما فقال له
أبوبكر وأبو أيوب الانصاري : يارسول الله ألا نخفف عنك بأحد الصبيين فقال : دعاهما فانهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الاخرة وأبوهما خير منها.
ثم قال : والله لاشر فنهما اليوم بما
شرفهما الله فخطب فقال : يا أيها الناس
ألا اخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : الحسن
والحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد ، ألا اخبركم أيها الناس
بخير الناس أبا واما؟ قالوا : بلى يارسول الله قال : الحسن والحسين أبوهما علي
ابن أبي طالب وامهما فاطمة بنت محمد. ألا اخبركم أيها الناس بخير الناس عما
وعمه؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : الحسن والحسين عمهما جعفر بن أبيطالب
وعمتهما ام هانئ بنت أبي طالب. ألا يا أيها الناس ألا اخبركم بخير الناس خالا
وخالة؟ قالوا : بلى
يارسول الله قال : الحسن والحسين خالهما القاسم بن رسول الله
وخالتهما زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ألا يا إن أباهما في الجنة ، وامهما في الجنة ، و
جدهما في الجنة ، وجدتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وخالتهما في الجنة
وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة
ومن أحب من أحبهما في الجنة.
وروى مرفوعا إلى أحمد بن محمد بن أيوب
المغيري قال : كان الحسن بن
علي عليهالسلام
أبيض مشربا حمرة أدعج العينين ، سهل الخدين دقيق المسربة كث
اللحية ذاوفرة كأن عنقه إبريق فضة ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين
ربعة ليس بالطويل ولا القصير ، مليحا من أحسن الناس وجها ، وكان يخضب بالسواد
وكان جعد الشعر ، حسن البدن.
الدعج : شدة د السواد مع سعتها ، يقال :
عين دعجاء ، والمسربة بضم الراء
الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة ، وكل عظمين التقيافي مفصل
فهو كردوس ، مثل المنكبين والركبتين.
ومما جمعه صديقنا العز المحدث مرفوعا
إلى ابن عباس قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت إلى باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله ، محمد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على
باغضيهم لعنة الله.
وبإسناده قال عمر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن فاطمة
وعليا والحسن
والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمان عزوجل.
وبإسناده عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ابناي هذان
سيدا شباب أهل الجنة
وأبوهما خير منهما.
وعن كتاب الال لابن خالويه اللغوي ، عن
ابن عباس قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة من أحبهما أحبني ومن
أبغضهما أبغضني.
وعن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الجنة تشتاق
إلى أربعة من أهلي
قد أحبهم الله وأمرني بحبهم : علي بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، والمهدي
صلوات الله عليهم الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليهالسلام.
ومن كتاب الال مرفوعا إلى عقبة بن عامر
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قالت
الجنة : يارب أليس قد وعدتني أن تسكنني ركنا من أركانك؟ قال : فأوحى الله إليها
أما ترضين أني زينتك بالحسن والحسين ، فأقبلت تميس كما تميس العروس.
ومن كتاب الاربعين للفتواني ، عن جابر
بن عبدالله قال : دخلت على
النبي صلىاللهعليهوآله
وهو يمشي على أربع والحسن والحسين على ظهره ويقول : نعم الجمل
جملكما ، ونعم الحملان أنتما ، وروى اللفتواني أن النبي صلىاللهعليهوآله دعا الحسن فأقبل
وفي عنقه سخاب فظننت أن امه حبسته لتلبسه فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: هكذا ، وقال
الحسن عليهالسلام
هكذا بيده
فالتزمه فقال النبي صلىاللهعليهوآله
اللهم إني احبه فأحبه
وأحب من أحبه ثلاث مرات قال : متفق على صحته من حديث عبدالله بن أبي بريد
ورواه البخاري. في السير عن علي ، عن سفيان.
وروى الحافظ أبوبكر محمد الفتواني عن
أبي هريرة أن الحسن بن علي عليهماالسلام
قال : السلام عليكم فرد أبوهريرة فقال : بأبي ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلي فسجد
فجاء الحسن عليهالسلام
فركب ظهره وهو ساجد ، ثم جاء الحسين عليهالسلام
فركب ظهره مع
أخيه وهو ساجد فثقلا على ظهره ، فجئت فأخذتهما عن ظهره ـ وذكر كلاما سقط على
أبي يعلى ـ ومسح على رؤوسهما وقال : من أحبني فليحبهما ثلاثا.
وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من أحب
الحسن والحسين
فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ، وروي أن العباس جاء يعود النبي صلىاللهعليهوآله
في مرضه فرفعه وأجلسه في مجلسه على سريره فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : رفعك الله
____________________
ياعم فقال العباس : هذا
علي يستأذن فقال : يدخل ، فدخل ومعه الحسن والحسين
عليهماالسلام
فقال العباس : هؤلاء ولدك يارسول الله صلىاللهعليهوآله
، قال : هم ولدك ياعم
فقال : أتحبهما؟ قال : نعم قال : أحبك الله كما أحببتهما.
و عن أبي هريرة أن النبي اتي بتمر من
تمر الصدقة ، فجعل يقسهمه ، فلما
فرغ حمل الصبي وقام فإذا الحسن في فيه تمرة يلوكها فسال لعابه عليه ، فرفع
رأسه ينظر إليه فضرب شدقه وقال : كخ أي بني أما شعرت أن آل محمد لا يأكلون
الصدقة.
قلت : وقد أورده أحمد بن حنبل في مسنده
بألفاظ غير هذه قال الحسن : فأدخل
إصبعه في فمي وقال : كخ كخ ، وكأني أنظر لعابي على إصبعه.
وروى عن أبي عميرة رشيد بن مالك هذا
الحديث بألفاظ اخرى وذكر أن
رجلا أتاه بطبق من تمر فقال : أهذا هدية أم صدقة؟ قال الرجل : صدقة فقدمها
إلى القوم ، قال : وحسن بين يديه يتعفر ، قال : فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فمه
قال : ففطن له رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأدخل إصبعه في الصبي فانتزع التمرة ثم قذف بها
وقال : إناآل محمد لا نأكل الصدقة.
قال اللفتواني ت : لم يخرج الطبراني
لابي عميرة السعدي في معجمه سوى هذا
الحديث الواحد وفي حديث آخر : إنا آل محمد لا نأكل الصدقة ، وقال معروف
فحدثني أنه يدخل إصبعه ليخرجها فيقول : هكذا. كأنه يلتوي عليه ويكره أن
يؤذيه عليهالسلام.
وروى مرفوعا إلى اسامة بن زيد أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يقعده على فخذه
ويقعد الحسين على الفخذ الاخرى ويقول : اللهم ارحمهما فإني أرحمهما ، ورواه
البخاري في الادب.
وروى مرفوعا إلى أبي بكر قال : سمعت
النبي صلىاللهعليهوآله
على المنبر والحسن
إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة وقال : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن
يصلح به ما بين فئتين من المسلمين.
وروى عن زيد بن أرقم أن النبي صلىاللهعليهوآله قال لعلي وفاطمة
وحسن وحسين : أنا سلم لمن سالمتم ، وحرب لمن حاربتم. وقد روى أحمد بن حنبل أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال وقد نظر إلى الحسن والحسين عليهماالسلام
: من أحب هذين وأباهما وامهما كان
معي في درجتي يوم القيامة.
ومن كتاب الفردوس عن عائشة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : سألت الفردوس
ربها
فقالت : أي رب زيني فان أصحابي وأهلي أتقياء أبرار ، فأوحى الله عزوجل إليها ألم
ازينك بالحسن والحسين.
٦٦
ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن
جده ، عن أحمد بن
محمد الكرخي ، عن أحمد بن الخليل ، عن محمد بن إسماعيل البخاري ، عن عبدالله بن
صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن راشد بن سعد ، عن يعلى بن مرة أنه قال : خرجنا مع النبي صلىاللهعليهوآله
دعينا إلى طعام فإذا الحسن يلعب في الطريق فأسرع
النبي صلىاللهعليهوآله
أمام القوم ثم بسط يده فجعل يمر مرة هيهنا ومرة ههنا يضاحكه حتى
أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والاخرى بين رأسه ثم اعتنقه فقبله ثم قال رسول الله :
حسن مني وأنا منه أحب الله من أحبه الحسن والحسين سبطان من الاسباط.
٦٧
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن
القداح ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: رقا النبي صلىاللهعليهوآله
حسنا وحسينا فقال : اعيذكما
بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة ، ومن شر
كل عين لامة ، ومن شر كل حاسد إذا حسد.
ثم التفت النبي صلىاللهعليهوآله إلينا فقال : هكذا
[ كان ] يعوذ إبراهيم إسماعيل
وإسحاق عليهمالسلام.
٦٨
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن
السكوني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الولد الصالح ريحانة من الله قسمها بين عباده وإن
ريحانتي من الدنيا الحسن والحسين عليهماالسلام
سميتهما باسم سبطين من بني إسرائيل
شبرا وشبيرا.
٦٩
ـ يب : الحسين بن سعيد ، عن النضر وفضالة ، عن
عبدالله بن سنان
عن حفص ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان في الصلاة وإلى جانبه
الحسين بن علي فكبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلم يحر الحسين التكبير ، ولم يزل رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يكبر ويعالج الحسين التكبير ولم يحر حتى أكلم سبع تكبيرات فأحار
الحسين التكبير في السابعة فقال أبوعبدالله عليهالسلام
فصارت سنة.
٧٠
ـ فر : جعفر الفزاري معنعنا عن ابن عباس في قول
الله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله
يؤتكم كفلين من رحمته » قال : الحسن
والحسين « ويجعل لكم نورا تمشون به » قال : أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
٧١
ـ فر : علي بن محمد الزهري معنعنا عن جابر
الانصاري ، عن أبي جعفر عليهالسلام.
في قوله تعالى : « يوتكم
كفلين من رحمته » يعني حسنا وحسينا
قال : ما ضر من
أكرمه الله أن يكون من شيعتنا ما أصابه في الدنيا ولو لم يقدر على شئ يأكله
إلا الحشيش.
أقول
: قد مر بعض مناقبهما والنصوص عليهما في
باب أخبار النبي صلىاللهعليهوآله
بمظلوميتهم عليهمالسلام
وسيأتي بعض النصوص في الابواب الاتية.
٧٢
ـ في بعض كتب المناقب القديمة عن محمد بن
أحمد بن علي بن شاذان
بإسناده عن ابن عباس قال : كنت جالسا بين يدي النبي صلىاللهعليهوآله
ذات يوم ، وبين
يديه علي وفاطمة والحسن والحسين ، إذ هبط جبرئيل عليهالسلام
ومعه تفاحة فحيا بها
النبي صلىاللهعليهوآله
فتحيا بها النبي صلىاللهعليهوآله
وحيا بها علي بن أبي طالب فتحيا بها علي
وقبلهاوردهاإلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فتحيابهارسول الله صلىاللهعليهوآله
وحيا بهاالحسن وتحيا
بها الحسن وقبلها وردها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فتحيا بها رسول الله وحيا بها الحسين
فتحيا بها الحسين ، وقبلها وردها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فتحيا بها وحيا
بها فاطمة فتحيت بها وقبلتها ورد تها إلى النبي صلىاللهعليهوآله.
فتحيا بها الرابعة وحيا بها علي بن أبي
طالب فتحيا بها علي بن أبيطالب
____________________
فلما هم أن يردها
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
سقطت التفاحة من بين أنامله فانفلقت
بنصفين فسطع منها نور حتى بلغ إلى السماء الدنيا ، فاذا عليها سطران مكتوبان :
بسم الله الرحمن الرحيم تحية من الله [
تعالى ] إلى محمد المصطفيى ، وعلي
المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، والحسن والحسين سبطي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأمان
لمحبيها يوم القيامة من النار.
وعن ابن شاذان بإسناده عن زاذان ، عن
سلمان قال : أتيت النبي صلىاللهعليهوآله
فسلمت عليه ثم دخلت على فاطمة عليهاالسلام
فقالت : يا عبدالله هذان الحسن والحسين
جائعان يبكيان ، فخذ بأيديهما فاخرج بهما إلى جدهما فأخذت بأيديهما وحملتهما
حتى أتيت بهما إلى النبي صلىاللهعليهوآله.
فقال : مالكما يا حسناي قالا : نشتهي
طعاما يارسول الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
اللهم أطعمهما ـ ثلاثا ـ قال : فنظرت فاذا سفرجلة في يد رسول الله صلىاللهعليهوآله شبيهة بقلة
من قلال هجر أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل وألين من الزبد ، ففركها
صلىاللهعليهوآله
بابهامه فصيرها نصفين ثم دفع إلى الحسن نصفها وإلى الحسين
نصفها ، فجعلت أنظر إلى النصفين في أيديهما وأنا أشتهيها.
قال : ياسلمان هذا طعام من الجنة لا
يأكله أحد حتى ينجو من الحساب.
وباسناده عن الطبراني بإسناده عن سلمان
قال : كنا حول النبي صلىاللهعليهوآله
فجاءت ام أيمن فقالت : يارسول الله لقد ضل الحسن والحسين ، وذلك عند ارتفاع
النهار ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قوموا فاطلبوا ابني.
فأخذ كل رجل تجاه وجهه ، وأخذت نحو
النبي صلىاللهعليهوآله
فلم يزل حتى أتى
سفح الجبل ، وإذا الحسن والحسين عليهماالسلام
ملتزق كل واحد منهما بصاحبه ، وإذا
شجاع قائم على
ذنبه ، يخرج من فيه شبه النار ، فأسرع إليه رسول فالتفت
مخاطبا لرسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم انساب فدخل بعض الاجحرة
ثم أتاهما فأفرق بينهما
____________________
ومسح وجوههما ، وقال
: بأبي وامي أنتما ما أكرمكما على الله.
ثم حمل أحدهما على عاتقه الايمن ، والاخر
على عاتقه الايسر ، فقلت : طوبا كما نعم المطية مطيتكما فقال رسول الله : ونعم الراكبان هما وأبوهما
خير منهما.
وروي في المراسيل أن الحسن والحسين كانا
يكتبان فقال الحسن للحسين : خطي أحسن من خطك ، وقال الحسين : لا بل خطي أحسن من خطك ، فقالا لفاطمة : احكمي بيننا فكرهت فاطمة أن تؤذي أحدهما ، فقالت لهما : سلا أباكما فسألاه
فكره أن يؤذي أحدهما فقال : سلاجد كما رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقال (ص) : لا أحكم
بينكما حتى أسأل جبرئيل فلما جاء جبرئيل قال : لا أحكم بينهما ولكن إسرافيل
يحكم بينهما فقال إسرافيل : لا أحكم بينهما ولكن أسأل الله أن يحكم بينهما فسأل
الله
تعالى ذلك فقال تعالى : لا أحكم بينهما ولكن امهما فاطمة تحكم بينهما.
فقالت فاطمة : أحكم بينهما يارب وكانت
لها قلادة فقالت لهما أنا أنثر بينكما
جواهر هذه القلادة فمن أخذ منهما أكثر فخطه أحسن ، فنثرتها وكان جبرئيل وقتئذ
عند قائمة العرش فأمره الله تعالى أن يهبط إلى الارض وينصف الجواهر بينهما كيلا
يتأذى أحدهما ففعل ذلك جبرئيل إكراما لهما وتعظيما.
وروى ركن الائمة عبدالحميد بن ميكائيل ،
عن يوسف بن منصور الساوي
عن عبدالله بن محمد الازدي ، عن سهل بن عثمان ، عن منصور بن محمد النسفي ، عن
عبدالله بن عمرو ، عن الحسن بن موسى ، عن سعدان ، عن مالك بن سليمان ، عن ابن
جريح ، عن عطاء ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
جائعا لايقدر على ما
يأكل فقال لي : هاتي رداي ، فقلت : أين تريد؟ قال : إلى فاطمة ابنتي فأنظر إلى
الحسن والحسين ، فيذهب بعض مابي من الجوع.
فخرج حتى دخل على فاطمة عليهاالسلام فقال : يا فاطمة
أين ابناي؟ فقالت : يا
رسول الله خرجا من الجوع وهما يبكيان ، فخرج النبي صلىاللهعليهوآله
في طلبهما فرأى
أبا الدارداء فقال : ياعويمر هل رأيت ابني؟ قال : نعم يارسول الله هما نائمان في
ظل حائط بني جدعان ،
فانطلق النبي فضمهما وهما يبكيان وهو يمسح الدموع
عنهما ، فقال له أبوا لدرداء : دعني أحملهما فقال : يا أبا الدرداء دعني أمسح
الدموع
عنهما فوالذي بعثني بالحق نبيا لو قطر قطرة في الارض لبقيت المجاعة في امتي
إلى يوم القيامة ثم حملهما وهما يبكيان وهو يبكي.
فجاء جبرئيل فقال : السلام عليك يا محمد
رب العزة جل جلاله يقرئك السلام
ويقول : ماهذا الجزع؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله
ياجبرئيل ما أبكي جزعا بل أبكي من
ذل الدنيا ، فقال جبرئيل : إن الله تعالى يقول : أيسرك أن احول لك احدا ذهبا
ولا ينقص لك مما عندي شئ؟ قال : لا ، قال لم؟ قال : لان الله تعالى لم يحب
الدنيا ولو أحبها لما جعل للكافر أكملها ، فقال جبرئيل عليهالسلام : يا محمد ادع
بالجفنة المنكوسة التي في ناحية البيت ، قال : فدعا بها فلما حملت فإذا فيها
ثريد ولحم كثير ، فقال : كل يامحمد وأطعم ابنيك وأهل بيتك ، قال : فأكلوا
فشبعوا قال : ثم أرسل بها إلي فأكلوا وشبعوا وهوعلى حالها ، قال : ما رأيت
جفنة أعظم بركة منها ، فرفعت عنهم فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: والذي بعثني بالحق لو سكت
لتداولها فقراء امتي إلى يوم القيامة.
٧٣
ـ أقول : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه روي
مرسلا عن جماعة من
الصحابة قالوا : دخل النبي صلىاللهعليهوآله
دار فاطمة عليهاالسلام
فقال : يافاطمة إن أباك اليوم
ضيفك ، فقالت عليهاالسلام
: يا أبت إن الحسن والحسين يطالباني بشئ من الزاد فلم
أجدلهما شيئا يقتاتان به ، ثم إن النبي صلىاللهعليهوآله
دخل وجلس مع علي والحسن والحسين
وفاطمة عليهمالسلام
، وفاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع ، ثم إن النبي صلىاللهعليهوآله
نظر إلى
السماء ساعة وإذا بجبرئيل عليهالسلام
قد نزل ، وقال : يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام
ويخصك بالتحية والاكرام ، ويقول لك : قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أي شئ يشتهون من فواكه الجنة؟
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا علي! ويا
فاطمة! وياحسن! وياحسين! إن رب العزة
علم أنكم جياع فأي شئ تشتهون من فواكه الجنة؟ فأمسكوا عن الكلام
ولم يردوا جوابا
حياء من النبي صلىاللهعليهوآله
فقال الحسين عليهالسلام
: عن إذنك يا أباه يا
أميرالمؤمنين ، وعن إذنك يا اماه ياسيدة نساء العالمين ، وعن إذنك يا أخاه
الحسن الزكي أختار لكم شيئا من فواكه الجنة فقالوا جميعا : قل يا حسين
ماشئت فقد رضينا بما تختاره لنا فقال : يارسول الله قل لجبرئيل إنا نشتهي رطبا
جنيا فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: قد علم الله ذلك ثم قال : يا فاطمة قومي وادخلي البيت و
احضري إلينا مافيه ، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور ، مغطى بمنديل من السندس
الاخضر ، وفيه رطب جني في غير أوانه فقال النبي : يافاطمة أنى لك هذا؟ قالت
هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب كما قالت مريم بنت عمران.
فقام النبي صلىاللهعليهوآله وتناوله وقدمه بين
أيديهم ثم قال : بسم الله الرحمن
الرحيم ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين عليهالسلام
فقال : هنيئا مريئا
لك يا حسين ، ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن وقال : هنيئا مريئا يا حسن ، ثم
أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء عليهاالسلام
وقال لها : هنيئا مريئا لك يا
فاطمة الزهراء ، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي عليهالسلام
وقال : هنيئا مريئا لك
يا علي.
ثم ناول عليا رطبة اخرى والنبي صلىاللهعليهوآله يقول له : هنيئا
مريئا لك ياعلي
ثم وثب النبي صلىاللهعليهوآله
قائما ثم جلس ثم أكلوا جميعا عن ذلك الرطب فلما اكتفوا
وشبعوا ، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى.
فقالت فاطمة : يا أبه! لقد رأيت اليوم
منك عجبا فقال : يا فاطمة أما الرطبة
الاولى التي وضعتها في فم الحسين ، وقلت له : هنيئا ياحسين ، فاني سمعت
ميكائيل وإسرافيل يقولان : هنيئا لك يا حسين ، فقلت أيضا موافقا لهما في القول
ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن ، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان : هنيئا لك يا حسن ، فقلت : أنا موافقا لهما في القول ، ثم أخذت الثالثة فوضعتها
في فمك يا فاطمة فسمعت الحورالعين مسرورين مشرفين علينا من الجنان وهن
يقلن : هنيئا لك يا فاطمة ، فقلت موافقا لهن بالقول.
ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي
سمعت النداء من [ قبل ] الحق سبحانه وتعالى
يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ، فقلت موافقا لقول الله عزوجل ، ثم ناولت عليا
رطبة اخرى ثم اخرى وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا
لك يا علي ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله ، فسمعته يقول : يا محمد وعزتي
وجلالي ، لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة لقلت له : هنئيا
مريئا بغير انقطاع.
وروي في بعض الاخبارأن أعرابيا أتى
الرسول صلىاللهعليهوآله
فقال له : يارسول
الله لقد صدت خشفة غزالة وأتيت بها إليك هدية لولديك الحسن والحسين ، فقبلها
النبي صلىاللهعليهوآله
ودعاله بالخير فاذا الحسن عليهالسلام
واقف عند جده فرغب إليها فأعطاه إياها
فما مضى ساعة إلا والحسين عليهالسلام
قد أقبل فرأى الخشفة عند أخيه يلعب بها فقال : يا أخي من أين لك هذه الخشفة؟فقال الحسن عليهالسلام
: أعطانيها جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فسار الحسين عليهالسلام
مسرعا إلى جده فقال : ياجداه أعطيت أخي خشفة يلعب بها
ولم تعطني مثلها ، وجعل يكرر القول على جده ، وهو ساكت لكنه يسلي خاطره
ويلاطفه بشئ من الكلام حتى أفضى من أمر الحسين عليهالسلام
إلى أن هم يبكي.
فبينما هو كذلك إذ نحن بصياح قد ارتفع
عند باب المسجد فنظرنا فاذا ظبية
ومعها خشفها ، ومن خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وتضربها بأحد أطرافها
حتى أتت بها إلى النبي صلىاللهعليهوآله
ثم نطقت الغزالة بلسان فصيح وقالت : يارسول الله
قد كانت لي خشفتان إحداهما صادها الصياد وأتى بها إليك وبقيت لي هذه الاخرى
وأنا بها مسرورة وإني كنت الان ارضعها فسمعت قائلا يقول : أسرعي أسرعي يا
غزالة ، بخشفك إلى النبي محمد وأوصليه سريعا لان الحسين واقف بين يدي جده
وقدهم أن يبكي ، والملائكة بأجمعهم قدرفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة ، ولوبكى
الحسين عليهالسلام
لبكت الملائكة المقربون لبكائه.
وسمعت أيضا قائلا يقول : أسرعي ياغزالة
قبل جريان الدموع على خد
الحسين عليهالسلام
فان لم تفعلي سلطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك فأتيت
بخشفي إليك يارسول
الله وقطعت مسافة بعيدة ، ولكن طويت لي الارض حتى أتيتك
سريعة ، وأنا أحمد الله ربي على أن جئتك قبل جريان دموع الحسين عليهالسلام على
خده.
فارتفع التهليل والتكبير من الاصحاب
ودعا النبي صلىاللهعليهوآله
للغزالة بالخير و
البركة ، وأخذ الحسين عليهالسلام
الخشفة وأتى بها إلى امه الزهراء عليهاالسلام
فسرت بذلك
سرورا عظيما.
وروي عن سلمان الفارسي قال : اهدي إلى
النبي صلىاللهعليهوآله
قطف من العنب
في غير أوانه فقال لي : ياسلمان ائتني بولدي الحسن والحسين ليأكلا معي من هذا
العنب ، قال سلمان الفارسي : فذهبت أطرق عليهما منزل امهما فلم أرهما فأتيت منزل
اختهما ام كلثوم فلم أرهما فجئت فخبرت النبي صلىاللهعليهوآله
بذلك.
فاضطرب ووثب قائما وهو يقول : واولداه ،
واقرة عيناه ، من يرشدني عليهما
فله على الله الجنة فنزل جبرئيل من السماء وقال : يامحمد علام هذا الا نزعاج؟
فقال : على ولدي الحسن والحسين ، فاني خائف عليهما من كيد اليهود ، فقال جبرئيل : يامحمد بل خف عليهما من كيد المنافقين فان كيدهم أشد من كيد اليهود ، واعلم يا
محمد أن ابنيك الحسن والحسين نائمان في حديقة أبي الدحداح فصار النبي صلىاللهعليهوآله
من وقته وساعته إلى الحديقة وأنا معه حتى دخلنا الحديقة وإذاهما نائمان وقد
اعتنق أحدهما الاخر ، وثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها وجهيهما.
فلما رأى الثعبان النبي صلىاللهعليهوآله ألقى ما كان في فيه
فقال : السلام عليك يارسول الله
لست أنا ثعبانا ، ولكني ملك من ملائكة [ الله ] الكروبيين ، غفلت عن ذكر ربي
طرفة عين ، فغضب علي ربي ومسخني ثعبانا كما ترى وطردني من السماء إلى
الارض وإني منذ سنين كثيرة أفصد كريما على الله فأسأله أن يشفع لي عند ربي
عسى أن يرحمني ويعيدني ملكا كما كنت أولا إنه على كل شئ قدير.
قال : فجثاالنبي صلىاللهعليهوآله يقبلهما حتى
استيقظا فجلسا على ركبتي النبي صلىاللهعليهوآله
فقال لهما النبي صلىاللهعليهوآله
: انظرا يا ولدي هذا ملك من ملائكة الله
الكروبيين ، قد غفل
عن ذكر ربه طرفة عين ، فجعله الله هكذا وأنا مستشفع
بكما إلى الله تعالى فاشفعاله ، فوثب الحسن والحسين عليهماالسلام
فأسبغا الوضوء ، وصليا
ركعتين وقالا : اللهم بحق جدنا الجليل الحبيب محمد المصطفى وبأبينا علي المرتضى
وبامنا فاطمة الزهراء ، إلا ما رددته إلى حالته الاولى.
قال : فما استتم دعاء هما فإذا بجبرئيل
قد نزل من السماء في رهط من
الملائكة ، وبشر ذلك الملك برضى الله عنه ، وبرده إلى سيرته الاولى ثم ارتفعوا
به إلى السماء وهم يسبحون الله تعالى.
ثم رجع جبرئيل إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو متبسم وقال : يارسول
الله إن ذلك الملك يفتخر على ملائكة السبع السماوات ويقول لهم : من مثلي وأنا
في شفاعة السيدين السبطين الحسن والحسين.
وقال : حكي عن عروة البارقي قال : حججت
في بعض السنين فدخلت مسجد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فوجدت رسول الله جالسا وحوله غلامان يافعان ، وهو
يقبل هذا مرة وهذا اخرى فاذا رآه الناس يفعل ذلك أمسكوا عن كلامه حتى
يقضي وطره منهما ، وما يعرفون لاي سبب حبه إياهما.
فجئته وهو يفعل ذلك بهما فقلت : يارسول
الله هذان ابناك؟ فقال : إنهما ابنا
ابنتي وابنا أخي وابن عمي وأحب الرجال إلى ومن هو سمعي وبصري ، ومن نفسه
نفسي ونفسي نفسه ، ومن أحزن لحزنه ويحزن لحزني ، فقلت له : قد عجبت يا
رسول الله من فعلك بهما وحبك لهما فقال لي : احدثك أيها الرجل.
إني لماعرج بي إلى السماء ودخلت الجنة
انتهيت إلى شجرة في رياض الجنة
فعجبت من طيب رائحتها ، فقال لي جبرئيل : يامحمد لا تعجب من هذه الشجرة فثمرها
أطيب من ريحها فجعل جبرئيل يتحفني من ثمرها ، ويطعمني من فاكهتها وأنا لا أمل
منها ، ثم مررنا بشجرة اخرى فقال لي جبرئيل : يامحمد كل من هذه الشجرة فانها
تشبه الشجرة التي أكلت منها الثمر ، فهي أطيب طعما وأذكى رائحة قال : فجعل
جبرئيل يتحفني بثمرها ويشمني من رائحتها وأنا لا أمل منها.
فقلت : يا أخي جبرئيل ما رأيت في
الاشجار أطيب ولا أحسن من هاتين
الشجرتين فقال لي : يامحمد أتدري ما اسم هاتين الشجرتين؟ فقلت : لا أدري فقال : إحداها الحسن والاخرى الحسين فإذا هبطت يامحمد إلى الارض من فورك فأت
زوجتك خديجة ، وواقعها من وقتك وساعتك ، فانه يخرج منك طيب رائحة الثمر
الذي أكلته من هاتين الشجرتين فتلد لك فاطمة الزهراء ، ثم زوجها أخاك عليا
فتلد له ابنين فسم أحدهما الحسن والاخر الحسين.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ففعلت ما أمرني
أخي جبرئيل فكان الامر ماكان.
فنزل إلي جبرئيل بعد ما ولد الحسن
والحسين ، فقلت له : ياجبرئيل ما
أشوقني إلى تينك الشجرتين فقال لي : يامحمد إذا اشتقت إلى الاكل من ثمرة تينك
الشجرتين فشم الحسن والحسين ، قال : فجعل النبي صلىاللهعليهوآله
كلما اشتاق إلى الشجرتين
يشم الحسن والحسين ويلثمهما وهو يقول : صدق أخي جبرئيل عليهالسلام ثم يقبل الحسن
والحسين ويقول : يا أصحابي إني أود أني اقاسمهما حياتي لحبي لهما فهما ريحانتاي
من الدنيا. فتعجب الرجل [ من ] وصف النبي صلىاللهعليهوآله
للحسن والحسين ، فكيف لو شاهد
النبي صلىاللهعليهوآله
من سفك دماءهم ، وقتل رجالهم وذبح أطفالهم ، ونهب أموالهم ، و
سبى حريمهم ، اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجميعن وسيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون.
أقول
: قد مر أخبار كثيرة في باب فضائل أصحاب
الكساء وباب النصوص
على الاثني عشر عليهمالسلام
في فضائلهما.
وروى الديلمي في فردوس الاخبار عن
أميرالمؤمنين عليهالسلام
أن موسى بن
عمران سأل ربه عزوجل فقال : يارب إن أخي هارون مات فاغفرله فأوحى الله
أن : ياموسى لو سألتني في الاولين والاخرين لاجبتك ماخلا قاتل الحسين بن
علي بن أبي طالب فاني أنتقم له منه.
وروى أيضا عنه عليهالسلام أن موسى بن عمران
سأل ربه عزوجل زيارة قبر
الحسين بن علي فزاره في سبعين ألفا من الملائكة.
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله اللهم إني احبه
فأحبه وأحب من يحبه
ـ ثلاثا ـ يعني
الحسين بن علي عليهماالسلام.
وعن أبي سعيد عنه صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني
الخالة عيسى ويحيى بن زكريا.
ابن عمر ، عنه صلىاللهعليهوآله. الحسن والحسين هما
ريحاني من الدنيا.
يعلى بن مرة : الحسين مني وأنا من حسين
أحب الله من أحب حسينا ، حسين
سبط من الاسباط.
علي بن أبي طالب عليهالسلام : الحسن والحسين
يوم القيامة ، عن جنبي عرش
الرحمان بمنزلة الشنفين من الوجه.
حذيفة عنه صلىاللهعليهوآله
: الحسين اعطي من الفضل مالم يعط أحد من ولد آدم ما خلا
يوسف بن يعقوب.
وعن عائشة عنه صلىاللهعليهوآله قال : سألت الفردوس
ربها عزوجل فقالت : أي رب
زيني فان أصحابي وأهلي أتقياء أبرار ، فأوحى الله إليها أولم ازينك بالحسن والحسين؟
وروى ابن نما في مثير الاحزان من تاريخ البلاذري
قال : حدث محمد بن
يزيد المبرد النحوي في إسناد ذكره قال : انصرف النبي إلى منزل فاطمة فرآها
قائمة خلف بابها فقال : مابال حبيبتي ههنا؟ فقالت : ابناك خرجا غدوة وقد غبي
علي خبرهما ، فمضى رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقفو آثارهما حتى صار إلى كهف جبل
فوجدهما نائمين وحية مطوقة عند رؤسهما فأخذ حجرا وأهوى إليها فقالت : السلام
عليك يارسول الله! والله ما نمت عند رؤوسهما إلا حراسة لهما ، فدعا لها بخير ثم
حمل الحسن على كتفه اليمني ، والحسين على كتفه اليسرى ، فنزل جبرئيل فأخذ
الحسين وحمله فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول الحسن : حملني خير أهل الارض ، و
يقول الحسين : حملني خير أهل السماء.
٧٤
ـ د : من كتاب الدر : ذكر عبدالله بن أحمد بن
حنبل حديثا عن
أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال للحسن : اللهم إني احبه فأحب من يحبه.
وحدث عبدالله ، عن أبيه ، عن رجاله ، عن
عمير بن إسحاق قال : كنت مع
الحسن بن علي عليهماالسلام
فلقينا أبوهريرة فقال : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يقبل قال : فقال لقميصه
كذا فكشفه عن سرته.
وعنه ، عن رجاله قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوآله فجاء الحسن بن علي
يحبو
حتى صعد على صدره فبال عليه ، فابتدرناه لنأخذه فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ابني ابني
ثم دعابماء فصبه عليه.
قال المسهر مولى الزبير : تذاكرنا من
أشبه النبي صلىاللهعليهوآله
من أهله ، فدخل
علينا عبدالله بن الزبير ، فقال : أنا احدثكم بأشبه أهله إليه : الحسن بن علي
رأيته يجئ وهو ساجد فيركب ظهره فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ورأيته
يجئ وهو راكع فيفرج له بين رجليه يخرج من الجانب الاخر وقال فيه
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: هوريحاني من الدنيا وإن ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من
المسلمين وقال : [ اللهم ] إني احبه واحب من يحبه.
٧٥
ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن
جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال علي عليهالسلام
: إن النبي صلىاللهعليهوآله
قبل زب الحسين بن علي كشف عن اربيته
وقام فصلي من غير أن يتوضأ.
____________________
١٣
* ( باب ) *
* ( مكارم أخلاقهما صلوات الله عليهما واقرار
المخالف ) *
* ( والمؤالف بفضلهما ) *
١
ـ قب : استفتى أعرابي عبدالله بن الزبير وعمرو
بن عثمان فتوا كلا فقال : اتقيا الله فاني أتيتكما مسترشدا أمواكلة في الدين؟ فأشارا عليه بالحسن والحسين
فأفتياه فأنشأ أبياتا منها :
جعل الله حروجهيكما نعلين
|
|
سبتا يطأهما الحسنان
|
بيان
: قال الجزري فيه : ياصاحب السبتين اخلع
نعليك : السبت بالكسر
جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال سميت بذلك لان شعر ها قد سبت
عنها أي حلق وازيل ، وقيل : لانها انسبتت بالدباغ أي لانت ، يريد : ياصاحب
النعلين وفي تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع مثل قولهم : فلان يلبس
الصوف والقطن والابريسم أي الثياب المتخذة منها.
٢
ـ قب : إسماعيل بن بريد بإسناد عن محمد بن علي عليهماالسلام أنه قال : أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله
فتغيب حتى وجد الحسن والحسين عليهماالسلام
في طريق خال فأخذهما فاحتملهما على عاتقيه وأتى بهما النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا
رسول الله إني مستجير بالله وبهما ، فضحك رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى رد يده إلى فمه
ثم قال للرجل : اذهب فأنت طليق ، وقال للحسن والحسين : قد شفعتكما فيه أي
فتيان فأنزل الله تعالى « ولو
أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفرلهم
الرسول لوجدوا الله توابا رحيما
» .
____________________
أخبار الليث بن سعد بإسناده أن رجلا نذر
أن يدهن بقارورة رجلي أفضل
قريش ، فسأل عن ذلك ، فقيل : إن مخرمة أعلم الناس اليوم بأنساب قريش فاسأله
عن ذلك ، فأتاه وسأله وقد خرف وعنده ابنه المسور ، فمد الشيخ رجليه وقال : ادهنهما ، فقال المسور ابنه للرجل : لا تفعل أيها الرجل ، فان الشيخ قد خرف
وإنما ذهب إلى ماكان في الجاهلية وأرسله إلى الحسن والحسين عليهماالسلام وقال : ادهن
بها أرجلهما ، فهما أفضل الناس وأكرمهم اليوم.
وفي حديث مدرك بن أبي زياد ، قلت لابن
عباس وقد أمسك للحسن ثم
الحسين بالركاب ، وسوى عليهما : أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب؟ فقال : يالكع وماتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
أوليس مما أنعم الله علي
به أن امسك لهما واسوي عليهما.
عيون المحاسن عن الروياني أن الحسن
والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا
يحسن ، فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما : أنت لا تحسن الوضوء فقالا : أيها الشيخ كن حكما بيننا يتوضأ كل واحد منا فتؤضئا ثم قالا : أينا يحسن؟
قال : كلا كما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن
وقد تعلم الان منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على امة جدكما.
الباقر عليهالسلام
قال : ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاما له ، ولا تكلم محمد
ابن الحنفية بين يدي الحسين عليهالسلام
إعظاما له.
وقالوا : قيل لايوب عليهالسلام « نعم العبد » ، وللحسن والحسين : نعم المطية
مطيتكما ، ونعم الراكبان أنتما ، وقال : « وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون » وقال
الحسين عليهالسلام
: إن لم تصدقوني فاعتزلوني ولا تقتلوني.
____________________
٣
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري
: عن محمد بن يحيى
ابن زكريا ، وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه جميعا ، عن
محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي سعيد عقيصا التميمي قال : مررت بالحسن
والحسين صلى الله عليهما وهما في الفرات مستنقعان في إزارين فقلت لهما : يا ابني
رسول الله أفسدتما الازارين ، فقالالي : ياباسعيد فساد الازارين أحب إلينا من فساد
الدين إن للماء أهلا وسكانا كسكان الارض ثم قالا لي : أين تريد؟ فقلت إلى هذا
الماء ، فقالا : وما هذا الماء؟ فقلت : اريد دواءه أشرب من هذا الماء المر لعلة بي
أرجو أن يجفف له الجسد ، ويسهل البطن ، فقالا : ما نحسب أن الله عزوجل
جعل في شئ قد لعنه شفاء ، قلت : ولم ذاك؟ فقالا : لان الله تبارك وتعالى لما
آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر
وأوحى إلى الارض فاستعصت عليه عيون
منها ، فلعنها وجعلها ملحا اجاجا.
وفي رواية حمدان بن سليمان أنهما قالا عليهماالسلام : يا ابا سعيد تأتي
ماء ينكر
ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات إن الله عزوجل عرض ولايتنا على المياه ، فما قبل
ولايتنا عذب وطاب ، ما جحد ولايتنا جعله الله عزوجل مرا وملحا اجاجا.
٤
ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عمن حدثه
، عن عبدالرحمن
العرزمي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : جاء رجل إلى الحسن والحسين عليهماالسلام
وهما
جالسان على الصفا فسألهما فقالا : إن الصدقة لا تحل إلا في دين موجع ، أو غرم
مفظع ، أو فقر مدقع ، ففيك شئ من هذا؟ قال : نعم فأعطياه ، وقد كان الرجل سأل
عبدالله بن عمر ، وعبدالرحمن بن أبي بكر فأعطيناه ولم يسألاه عن شئ فرجع إليهما
فقال لهما : مالكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين ، وأخبرهما بما قالا
فقالا : إنهما غذيا بالعلم غذاء.
____________________
بيان
: قال الجزري : فيه لا تحل المسألة إلا
لذي فقرمدقع ، أي شديد
يفضي بصاحبه إلى الدقعاء ، وهو التراب.
٥
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
الحسين بن سعيد ، عن النضر
عن يحيى الحلبي ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : مات الحسن عليهالسلام
وعليه دين ، وقتل الحسين عليهالسلام
وعليه دين.
أقول
: روى السيد بن طاؤوس في كشف المحجة
باسناده من كتاب عبدالله بن
بكير بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام
أن الحسين عليهالسلام
قتل وعليه دين وإن علي بن
الحسين عليهماالسلام
باع ضيعة له بثلاثمائة ألف ليقضي دين الحسين عليهالسلام
وعدات
كانت عليه.
* ( أبواب ) *
* « ( ما يختص
بالامام الزكى سيد شباب اهل الجنة ) » *
* « ( الحسن
بن على صلوات الله عليهما ) » *
١٤
* ( باب ) *
* « ( النص عليه صلوات الله عليه ) » *
١
ـ عم : الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد
بن عيسى ، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس قال : شهدت أميرالمؤمنين حين أوصى إلى
ابنه الحسن وأشهد على وصيته الحسين ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم
دفع
إليه الكتاب والسلاح وقال له : يابني أمرني رسول الله أن اوصي إليك وأدفع إليك
كتبي
وسلاحي كما أوصى إلي ودفع إلي كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضر الموت
أن تدفعها إلى أخيك الحسين ثم أقبل على ابنه الحسين فقال : وأمرك رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن تدفعها إلى ابنك هذا ثم أخذ بيد علي بن الحسين وقال : وأمرك رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي فاقرأه من رسول الله ومني السلام.
٢
ـ عم : الكليني ، عن عدة من أصحابه ، عن ابن
عيسى ، عن الاهوازي
عن حماد بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
٣
ـ عم : الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن أبي
عمير ، عن عبدالصمد
ابن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : إن أميرالمؤمنين لما حضره
الوفاة قال لابنه الحسن : ادن مني حتى اسر إليك ما أسر إلي رسول الله
وأئتمنك على ما ائتمنني عليه ، ففعل.
٤
ـ عم : بإسناده يرفعه إلى شهر بن حوشب أن عليا عليهالسلام لما سار إلى الكوفة
استودع ام سلمة كتبه والوصية ، فلما رجع الحسن دفعتها إليه .
____________________
١٥
* ( باب ) *
* « ( معجزاته صلوات الله عليه ) » *
١
ـ ير : الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن
عبدالله الكناسي
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : خرج الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام
في بعض عمره
ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بامامته ، قال : فنزلوا في منهل من تلك المناهل
قال : نزلوا تحت نخل يابس قد يبس من العطش : قال : ففرش للحسن عليهالسلام تحت
نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة اخرى قال : فقال الزبيري ورفع رأسه : لو كان
في هذا النخل رطب لاكلنا منه ، قال : فقال له الحسن عليهالسلام
: وإنك لتشتهي الرطب؟
قال : نعم فرفع الحسن عليهالسلام
يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت
النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا قال : فقال له الجمال الذي اكتروا
منه : سحروالله ، قال : فقال له الحسن : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن النبي
مجابة ، قال : فصعدوا إلى النخلة حتى صرموا مما كان فيها ما كفاهم .
يج
: عن عبدالله مثله.
بيان
: قال الجوهري : المنهل المورد وهو عين
ماء ترده الابل في المراعي
وتسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار مناهل ، لان فيها ماء ، قوله
« إلى حالها » أي قبل اليبس وفي الخرائج
فاخضرت النخلة وأورقت.
٢
ـ يج : روي عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام أن الحسن عليهالسلام قال يوما
لاخيه الحسين ولعبد الله بن جعفر : إن معاوية بعث إليكم بجوائزكم وهي تصل
إليكم يوم كذا لمستهل الهلال ، وقد أضاقا ، فوصلت في الساعة التي ذكرها لما
كان رأس الهلال فلما وافاهم المال كان على الحسن عليهالسلام
دين كثير فقضاه مما بعثه إليه
ففضلت فضلة ففرقها في أهل بيته ومواليه ، وقضى الحسين عليهالسلام دينه وقسم ثلث ما
بقي
____________________
في أهل بيته ومواليه
وحمل الباقي إلى عياله ، وأما عبدالله فقضى دينه وما دفعه
إلى الرسول ليتعرف معاوية من الرسول ما فعلوا ، فبعث إلى عبدالله أموالا حسنة.
بيان
: قال الجوهري : ضاق الرجل أي بخل وأضاق
أي ذهب ماله.
٣
ـ يج : روي عن مندل بن اسامة عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام أن
الحسن عليهالسلام
خرج من مكة ماشيا إلى المدينة ، فتورمت قدماه ، فقيل له : لو ركبت
ليسكن عنك هذا الورم ، فقال : كلا ولكنا إذا أتينا المنزل فانه يستقبلنا أسود
معه دهن يصلح لهذا الورم فاشتبروا منه ولا تما كسوه ، فقال له بعض مواليه : ليس
أمامنا
منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء؟ فقال : بلى إنه أمامنا وساروا أميالا فاذا الاسود
قد استقبلهم ، فقال الحسن لمولاه : دونك الاسود فخذ الدهن منه بثمنه فقال
الاسود : لمن تأخذ هذاالدهن؟ قال : للحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام قال : انطلق بي إليه.
فصار الاسود إليه فقال الاسود يا ابن
رسول الله إني مولاك لا آخذله ثمنا
ولكن ادع الله أن يرزقني ولدا سويا ذكرا يحبكم أهل البيت فاني خلفت امرأتي
تمخض ، فقال : انطلق إلى منزلك فان الله تعالى قد وهب لك ولدا ذكرا سويا
فرجع الاسود من فوره فاذا امرأته قد ولدت غلاما سويا ثم رجع الاسود إلى
الحسن عليهالسلام
ودعاله بالخير بولادة الغلام له وإن الحسن قد مسح رجليه بذلك الدهن
فما قام عن موضعه حتى زال الوروم.
٤
ـ كا : عن الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن
أحمد بن محمد ، عن محمد بن
علي بن النعمان ، عن صندل ، عن أبي اسامة مثله إلى قوله فقد وهب الله لك ذكرا
سويا وهو من شيعتنا.
____________________
أقول
: قد أوردنا كثيرا من معجزاته في باب ما
جرى بينه عليهالسلام
وبين معاوية
وباب وفاته وغير هما.
٥
ـ يج : روي أن عليا عليهالسلام كان في الرحبة فقام
إليه رجل فقال : أنا من
رعيتك وأهل بلادك؟ قال عليهالسلام
: لست من رعيتي ولا من أهل بلادي ، وإن ابن
الاصغر
بعث بمسائل إلى معاوية فأقلقته وأرسلك إلي لاجلها ، قال : صدقت
يا أمير المؤمنين إن معاوية أرسلني إليك في خفية وأنت قد اطلعت على ذلك ولا
يعلمها غير الله.
فقال عليهالسلام
: سل أحد ابني هذين ، قال : أسأل ذاالوفرة
يعني الحسن فأتاه
فقال له الحسن : جئت تسأل كم بين الحق والباطل؟ وكم بين السماء والارض؟
وكم بين المشرق والمغرب؟ وما قوس قزح؟ وما المؤنث؟ وما عشرة أشياء بعضها
أشد من بعض؟ قال : نعم.
قال الحسن عليهالسلام
: بين الحق والباطل أربع أصابع ، ما رأيته بعينك فهو
حق وقد تسمع باذنيك باطلا ، وبين السماء والارض دعوة المظلوم ، مد البصر
وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، وقزح اسم الشيطان ، وهو قوس الله
وعلامة الخصب وأمان لاهل الارض من الغرق ، وأما المؤنث فهو الذي لا يدرى
أذكر أم انثى فانه ينتظر به فان كان ذكرا احتلم وإن كانت انثى حاضت وبدا ثديها
وإلا قيل له : بل! فان أصاب بوله الحائط فهو ذكر وإن انتكص بوله على
____________________
رجليه كما ينتكص بول
البعير ، فهو انثى .
وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد
شئ خلق الله الحجر وأشد منه
الحديد يقطع به الحجر ، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد ، وأشد من النار
الماء ، وأشد من الماءالسحاب ، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب
وأشد من الريح الملك الذي يردها ، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت
الملك ، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت ، وأشد من الموت أمر الله
الذي يدفع الموت.
٦
ـ قب : محمد بن إسحاق بالاسناد جاء أبوسفيان
إلى علي عليهالسلام
فقال : يا
أبا الحسن جئتك في حاجة ، وفيم جئتني؟ قال : تمشي معي إلى ابن عمك محمد
فتسأله أن يعقد لنا عقدا ويكتب لنا كتابا ، فقال : يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول
الله
عقدا لا يرجع عنه أبدا وكات فاطمة من وراء الستر ، والحسن يدرج بين يديها وهو طفل
من أبناء أربعة عشر شهرا فقال لها : يابنت محمد! قولي لهذا الطفل يكلم لي جده
فيسود
بكلامه العرب والعجم ، فأقبل الحسن عليهالسلام
إلى أبي سفيان وضرب إحدى يديه على
أنفه والاخرى على لحيته ثم أنطقه الله عزوجل بأن قال : يا أبا سفيان! قل لا إله
إلا الله محمد رسول الله حتى أكون شفيعا فقال عليهالسلام
: الحمد الله الذي جعل في آل محمد
من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا « وآتيناه الحكم صبيا » .
أبوحمزة الثمالي ، عن زين العابدين عليهالسلام قال : كان الحسن بن
علي جالسا
____________________
فأتاه آت فقال : يا ابن
رسول الله قد احترقت دارك؟ قال : لا ، ما احترقت. إذ أتاه
آت فقال : يا ابن رسول الله : قد وقعت النار في دار إلى جنب دارك حتى ماشككنا
أنها ستحرق دارك ثم إن الله صرفها عنها.
واستغاث الناس من زياد إلى الحسن بن علي
عليهماالسلام
فرفع يده وقال : اللهم
خذ لنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه وأرنا فيه نكالا عاجلا إنك على كل شئ قدير
قال : فخرج خراج في إبهام يمينه يقال لها : السلعة ، وورم إلى عنقه ، فمات.
ادعى رجل على الحسن بن علي عليهماالسلام ألف دينار كذبا ولم
يكن له عليه فذهبا
إلى شريح فقال للحسن عليهالسلام
: أتحلف؟ قال : إن حلف خصمي اعطيه فقال شريح
للرجل : قل بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة. فقال الحسن : لا اريد
مثل هذا لكن قل : بالله إن لك علي هذا ، وخذ الالف. فقال الرجل ذلك وأخذ
الدنانير فلما قام خر إلى الارض ومات ، فسئل الحسن عليهالسلام
عن ذلك ، فقال : خشيت أنه لو تكلم بالتوحيد يغفرله يمينه ببركة التوحيد ، ويخجب عنه عقوبة
يمينه.
محمد الفتال النيسابوري في مونس الحزين
بالاسناد ، عن عيسى بن الحسن
عن الصادق عليهالسلام
: قال بعضهم للحسن بن علي عليهماالسلام
في احتماله الشدائد عن معاوية
فقال عليهالسلام
كلاما معناه : لودعوت الله تعالى لجعل العراق شاما والشام عراقا وجعل
المرأة رجلا والرجل امرأة فقال الشامي : ومن يقدر على ذلك؟ فقال عليهالسلام : انهضي
ألا تستحين أن تقعدي بين الرجال ، فوجد الرجل نفسه امرأة ثم قال : وصارت
عيالك رجلا وتقاربك وتحمل عنها وتلد ولدا خنثى فكان كما قال عليهالسلام : ثم إنهما
تابا وجاءا إليه فدعا الله تعالى فعادا إلى الحالة الاولى.
الحسين بن أبي العلاء عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال الحسن بن علي عليهماالسلام
لاهل بيته : يا قوم إني أموت بالسم كما مات رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له أهل بيته :
ومن الذي يسمك؟ قال : جاريتي أو امرأتي فقالوا له : أخرجها من ملكك عليها
____________________
لعنة الله ، فقال : هيهات
من إخراجها ومنيتي على يدها ، مالي منها محيص ، ولو
أخرجتها ما يقتلني غيرها ، كان قضاء مقضيا وأمرا واجبا من الله فما ذهبت الايام
حتى بعث معاوية إلى امرأته.
قال : فقال الحسن عليهالسلام : هل عندك من شربة
لبن؟ فقالت : نعم وفيه ذلك السم
الذي بعث به معاوية فلما شربه وجد مس السم في جسده فقال : يا عدوة الله قتلتيني
قاتلك الله ، أما والله لا تصيبين مني خلفا ولا تنالين من الفاسق عدو الله اللعين
خيرا أبدا.
٧
ـ نجم : من كتاب الدلائل لابي جعفر ابن رستم
الطبري باسناده إلى عبدالله
ابن عباس قال : مرمت بالحسن بن علي عليهماالسلام
بقرة فقال : هذه حبلى بعجلة انثى لها
غرة في جبينها ورأس ذنبها أبيض ، فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة
كما وصف على صورتها ، فقلنا : أوليس الله عزوجل يقول : « ويعلم ما في الارحام »
فكيف علمت؟ فقال : مايلعم المخزون المكنون المجزوم المكتوم الذي لم يطلع عليه
ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد وذريته.
بيان
: رد استبعاده عليهالسلام بأبلغ وجه ، ولم
يبين وجه الجمع بينه وبين ماهو
ظاهر الاية من اختصاص العلم بذلك بالله تعالى وقد مر أن المعنى أنه لا يعلم ذلك
أحد إلا بتعليمه تعالى ووحيه وإلهامه وأنهم عليهمالسلام
إنما يعلمون بالوحي والالهام.
٨ـنجم
: من كتاب مولد النبي صلىاللهعليهوآله ومولدالاصفياء عليهمالسلام تأليف الشيخ المفيد
رحمهالله
باسناده إلى جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال.جاء الناس إلى الحسن بن علي عليهماالسلام
فقالوا : أرنا من عجائب أبيك التي كان يرينا! فقال : وتؤمنون بذلك؟ قالوا : نعم
نؤمن والله بذلك ، قال : أليس تعرفون أبي؟ قالوا جميعا : بل نعرفه ، فرفع لهم
جانب الستر فاذا أميرالمؤمنين عليهالسلام
قاعد ، فقال : تعرفونه؟ قالوا بأجمعهم : هذا
أميرالمؤمنين عليهالسلام
ونشهد أنك ولي الله حقا والامام من بعده ، ولقد أريتنا
أميرالمؤمنين عليهالسلام
بعد موته كما أرى أبوك أبابكر رسول الله صلىاللهعليهوآله
في مسجد قبا بعد
____________________
موته فقال الحسن عليهالسلام ويحكم أما سمعتم
قول الله عزوجل « ولا تقولوا
لمن يقتل
في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون
» فاذا كان
هذا نزل فيمن قتل في
سبيل الله ماتقولون فينا؟ قالوا : آمنا وصدقنا يا ابن رسول الله.
٩
ـ نجم : وجدت في جزو بخط محمد بن علي بن الحسين
بن مهزيار ونسخه
في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وكان على ظهر الذي نقل منه هذا الحديث ما هذا
المراد من لفظه : من حديث أبي الحسن بن علي بن محمد بن عبدالوهاب قدم علينا في سنة
أربعين وثلاث مائة وأما لفظة الحديث فهو :
حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد الاحمري
المعروف بابن داهر الرازي قال : حدثني أبوجعفر محمد بن علي الصيرفي القرشي أبوسمينة قال : حدثني داود بن
كثير الرقي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
: لما صالح الحسن بن علي عليهماالسلام
معاوية جلسا
بالنخيلة فقال معاوية : يا أبا محمد بلغني أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يخرص النخل فهل
عندك من ذلك علم ، فان شيعتكم يزعمون أنه لا يعزب عنكم علم شئ في الارض
ولا في السماء؟ فقال الحسن عليهالسلام
: إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان يخرص كيلا وأنا
أخرص عددا فقال معاوية : كم في هذه النخلة؟ فقال الحسن عليهالسلام : أربعة آلاف
بسرة وأربع بسرات.
أقول
: ووجدت قد انقطع من المختصر المذكور
كلمات فوجدتها في رواية
ابن عباس الجوهري :
____________________
فأمر معاوية بها فصرمت وعدت فجاءت أربعة
آلاف وثلاث بسرات.
ثم صح الحديث بلفظها فقال :
والله ماكذبت ولا كذبت فنظر فاذا في يد
عبدالله بن عامر بن كريز بسرة ثم
قال : يامعاوية أما والله لو لا أنك تكفر لاخبرتك بما تعمله وذلك أن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
كان في زمان لا يكذب وأنت تكذب وتقول : متى سمع من جده على صغر
سنه ، والله لتدعن زياد او لتقتلن حجرا ولتحملن إليك الرؤوس من بلد إلى بلد
فادعى زيادا وقتل حجرا وحمل إليه رأس عمروبن الحمق الخزاعي.
١٠
ـ يج : عن عبدالغفار الجازي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الحسن بن
علي عليهماالسلام
كان عنده رجلان فقال لاحدهما : إنك حدثت البارحة فلانا بحديث
كذا وكذا ، فقال الرجل : إنه ليعلم ماكان ، وعجب من ذلك فقال عليهالسلام : إنا
لنعلم مايجري في الليل والنهار ثم قال : إن الله تبارك وتعالى علم رسوله صلىاللهعليهوآله
الحلال والحرام ، والتنزيل والتأويل ، فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا علمه كله.
ير
: محمد بن الحسين ، عن النضربن شعيب ، عن
عبدالغفار مثله.
١١
ـ كشف : قال لابنه عليهالسلام
: إن للعرب جولة ولقد رجعت إليها عوازب
أحلامها ، ولقد ضربوا إليك أكباد الابل حتى يستخرجوحك ، ولو كنت في مثل وجار
الضبع.
بيان
: في أكثر النسخ لابنه والصواب لابيه وقد قال عليهالسلام : ذلك له
صلوات الله عليه قبل رجوع الخلافة إليه أي إن للعرب جولانا وحركة في اتباع
الباطل ثم يرجع إليها أحلامها العازبة البعيدة الغائبة عنهم ، فيرجعون إليك ، و
ضرب أكباد الابل كناية عن الركوب وشدة الركض ، قال الجزري فيه : لاتضرب
أكباد المطي إلا إلى ثلاثة مساجد أي لاتركب ولايسار عليها ، وقال : وجار الضبع
هو جحره الذي يأوي إليه ، ومنه حديث الحسن : لو كنت في وجار الضبع ذكره
للمبالغة لانه إذا حفر أمعن.
____________________
١٦
* ( باب ) *
* ( مكارم أخلاقه [ وعمله ] وعلمه وفضله وشرفه
) *
« وجلالته ونوادر احتجاجاته صلوات الله عليه »
١
ـ لى : علي بن أحمد ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن
النوفلي ، عن
محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قال الصادق عليهالسلام
: حدثني أبي ، عن أبيه عليهماالسلام
أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام
كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم و
كان إذا حج حج ماشيا وربما مشى حافا وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر
القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى
وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها ، وكان إذا قام
في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عزوجل ، وكان إذا ذكر الجنة والنار
اضطرب اضطراب السليم ، وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار.
وكان عليهالسلام
لايقرء من كتاب الله عزوجل « يا
أيها الذين آمنوا » إلا قال : لبيك اللهم لبيك ، ولم يرفي شئ من أحواله إلا ذاكر الله سبحانه ، وكان أصدق
الناس لهجة ، وأفصحهم منطقا ، ولقد قيل لمعاوية ذات يوم : لو أمرت الحسن بن
علي بن أبي طالب فصعد المنبر فخطب ليتبين للناس نقصه ، فدعاه فقال له : اصعد المنبر وتكلم بكلمات تعظنابها ، فقام عليهالسلام
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال : أيها الناس! من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن
أبيطالب ، وابن سيدة النسآء فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنا ابن خير خلق الله
أنا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، أنا ابن صاحب الفضائل ، أنا ابن صاحب المعجزات والدلائل ، أنا
ابن أميرالمؤمنين ، أنا المدفوع عن حقي ، أنا وأخي الحسين سيدا شباب أهل الجنة
أنا ابن الركن والمقام أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن المشعر وعرفات.
فقال له معاوية : يابا محمد خذ في نعت
الرطب ودع هذا فقال عليهالسلام
: الريح
تنفخه والحرور ينضجه
، والبرد يطيبه ، ثم عاد عليهالسلام
في كلامه فقال :
أنا إمام خلق الله ، وابن محمد رسول
الله. فخشي معاوية أن يتكلم بعد ذلك بما
يفتتن به الناس ، فقال : يابا محمد انزل فقد كفى ماجرى ، فنزل.
بيان
: قال الجزري : الفريضة : اللحمة التي بين
جنب الدابة وكتفها لا تزال
ترعد ، ومنه الحديث : فجئ بهما ترعد فرائصمها أي ترجف من الخوف انتهى والسليم
من لدغته العقرب كأنهم تفاء لواله بالسلامة قوله عليهالسلام
: تنفخه لعل المعنى تعظمه و
المنفوح : البطين والسمين.
٢
ـ لى : الطالقاني ، عن أبي سعيد الهمداني ، عن
علي بن الحسن بن فضال
عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : لما حضرت الحسن بن علي بن أبيطالب
الوفاة بكى فقيل له : يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي
أنت به؟ وقد قال فيك رسول الله صلىاللهعليهوآله
ماقال؟ وقد حججت عشرين حجة ماشيا؟
وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل؟ فقال عليهالسلام : إنما أبكي
لخصلتين : لهول المطلع وفراق الاحبة
ايضاح
: قال الجزري : هول المطلع ، يريد به
الموقف يوم القيامة [ أو ]
مايشرف عليه من أمر الاخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من
موضع عال.
٣
ـ ب : محمد بن الوليد ، عن ابن بكير قال : قلت
لابي عبدالله عليهالسلام
: بلعنا
أن الحسن بن علي عليهماالسلام
حج عشرين حجة ماشيا؟ قال : إن الحسن بن علي عليهماالسلام
حج ويساق معه المحامل والرحال ، الخبر.
ع
: ابن موسى ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن
الحسن بن سعيد ، عن
المفضل بن يحيى ، عن سليمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
مثله.
٤
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم وسهل ، عن
ابن مرار وعبدالجبار
ابن المبارك ، عن يونس ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن رجلا مر
بعثمان بن عفان وهو قاعد على باب المسجد فسأله فامر له بخمسة دراهم فقال له
الرجل : أرشدني فقال
له عثمان : دونك الفتية الذين ترى وأو مأبيده إلى ناحية
من المسجد فيها الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر عليهمالسلام.
فمضى الرجل نحوهم حتى سلم عليهم وسألهم
فقال له الحسن عليهالسلام
: ياهذا
إن المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث : دم مفجع ، أودين مقرح ، أو فقر مدقع
ففي أيها تسأل؟ فقال : في وجه من هذه الثلاث ، فأمر له الحسن عليهالسلام بخمسين دينارا
وأمر له الحسين عليهالسلام
بسعة وأربعين دينارا ، وأمر له عبدالله بن جعفر بثمانية وأربعين
دينارا.
فانصرف الرجل فمر بعثمان فقال له : ما
صنعت؟ فقال مررت بك فسألتك
فأمرت لي بما أمرت ، ولم تسألني فيما أسأل ، وإن صاحب الوفرة لما سألته قال
لي : ياهذا فيما تسأل ، فان المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث فأخبرته بالوجه
الذي أسأله من الثلاثة ، فأعطاني خمسين دينارا وأعطاني الثاني تسعة وأربعين دينارا
وأعطاني الثالث ثمانية وأربعين دينارا فقال عثمان : ومن لك بمثل هؤلاء الفتية اولئك فطموا العلم فطما وحازوا الخير والحكمة
قال الصدوق ـ رحمهالله ـ معنى قوله : فطموا
العلم فطما أي قطعوه عن غيرهم
قطعا وجمعوه لانفسهم جمعا.
بيان
: الوفرة الشعرة إلى شحمة الاذن ، ويكمن
أن يقرأ فطموا على بناء المجهول
أي فطموا بالعلم على الحذف والايصال.
٥
ـ د : حدث أبويعقوب يوسف بن الجراح ، عن رجاله
، عن حذيفة بن
اليمان قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
في جبل أظنه حرى أو غيره ومعه أبوبكر وعمر وعثمان
وعلي عليهالسلام
وجماعة من المهاجرين والانصار وأنس حاضر لهذا الحديث وحذيفة
يحدث به إذ أقبل الحسن بن علي عليهماالسلام
يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وقال : إن جبرئيل يهديه وميكائيل يسدده ، وهو ولدي والطاهر من نفسي
وضلع من أضلاعي هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو.
فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله وقمنا معه وهو يقول
له : أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة
قلبي وأخذ بيده فمشى
معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ننظر إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وهو لايرفع بصره عنه ، ثم قال : [ أما ] إنه سيكون بعدي هاديا مهديا هذا
هدية من رب العالمين لي ينبئ عني ويعرف الناس آثاري ويحيي سنتي ، ويتولى
اموري في فعله ، ينظر الله إليه فيرحمه ، رحم الله من عرف له ذلك وبرني فيه
وأكرمني فيه.
فما قطع رسول الله صلىاللهعليهوآله كلامه حتى أقبل
إلينا أعرابي يجر هراوة له
فلما نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله
إليه قال : قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر
منه جلودكم ، وإنه يسألكم من امور ، إن لكلامه جفوة. فجاء الاعرابي فلم
يسلم وقال : أيكم محمد؟ قلنا : وما تريد؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مهلا ، فقال : يامحمد لقد كنت ابغضك ولم أرك والان فقد ازددت لك بغضا.
قال : فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآله وغضبنا لذلك وأردنا
بالاعرابي إرادة فأومأ
إلينا رسول الله أن : اسكتوا! فقال الاعرابي : يامحمد إنك تزعم أنك نبي وإنك
قد كذبت على الانبياء وما معك من برهانك شئ قال له : يا أعرابي ومايدريك؟
قال : فخبرني ببرهانك قال : إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي فيكون ذلك
أوكد لبرهاني قال : أو يتكلم العضو؟ قال : نعم ، ياحسن قم! فازدرى الاعرابي
نفسه وقال : هو
ما يأتي ويقيم صبيا ليكلمني قال : إنك ستجده عالما بما تريد
فابتدره الحسن عليهالسلام
وقال : مهلا يا أعرابي.
ما غبيا سألت وابن غبي
|
|
بل فقيها إذن وأنت الجهول
|
فان تك قد جهلت فان عندي
|
|
شفاء الجهل ما سأل السؤل
|
وبحرا لا تقسمه الدوالي
|
|
تراثا كان أورثه الرسول
|
لقد بسطت لسانك ، وعدوت طورك ، وخادعت
نفسك ، غير أنك لا تبرح حتى
تؤمن إنشاء الله فتبسم الاعرابي وقال : هيه
فقال له الحسن عليهالسلام
: نعم
____________________
اجتمعهم في نادي
قومك ، وتذاكرتم ماجرى بينكم على جهل وخرق منكم ، فزعمتم
أن محمدا صنبور
والعرب قاطبة تبغضه ، ولا طالب له بثاره ، وزعمت أنك قاتله
وكان في قومك مؤنته ، فحملت نفسك على ذلك ، وقد أخذت قناتك بيدك تؤمه
تريد قتله ، فعسر عليك مسلكك ، وعمي عليك بصرك ، وأبيت إلا ذلك فأتيتنا خوفا
من أن يشتهر وإنك إنماجئت بخير يراد بك.
انبئك عن سفرك : خرجت في ليلة ضحياء إذ
عصفت ريح شديدة اشتد منها
ظلماؤها وأطلت سماؤها ، وأعصر سحابها ، فبقيت محرنجما كالاشقر إن تقدم نحر
وإن تأخر عقر ،
لاتسمع لواطئ حسا ولا لنا فخ نارجرسا ، تراكمت عليك
غيومها ، وتوارت عنك نجومها. فلا تهتدي بنجم طالع ، ولا بعلم لا مع ، تقطع
محجة وتهبط لجة في ديمومة قفر بعيدة القعر ، مجحفة بالسفر إذا علوت مصعدا
ازددت بعدا ، الريح تخطفك ، والشوك تخبطك ، في ريح عاصف ، وبرق خاطف ، قد
أو حشتك آكامها ، وقطعتك سلامها ، فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرت عينك ، وظهر
رينك ، وذهب أنينك.
قال : من أين قلت يا غلام هذا؟ كأنك
كشفت عن سويد
قلبي ، ولقد
كنت كأنك شاهدتني ، وما خفي عليك شئ من أمري وكأنه علم الغيب [ فـ ] قال
له : ما الاسلام؟ فقال الحسن عليهالسلام
: الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك
له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم وحسن إسلامه ، وعلمه رسول الله صلىاللهعليهوآله شيئا
من القرآن فقال : يارسول الله أرجع إلى قومي فاعرفهم ذلك؟ فأذن له ، فانصرف
ورجع ومعه جماعة من قومه ، فدخلوا في الاسلام فكان الناس إذا نظروا إلى
____________________
الحسن عليهالسلام قالوا : لقد اعطي
مالم يعط أحد من الناس.
٦
ـ ما : المفيد ، عن محمد بن محمد بن طاهر ، عن
ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف
عن الحسن بن محمد ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت
أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : كتب إلى الحسن بن علي عليهماالسلام
قوم من أصحابه يعزونه
عن ابنة له ، فكتب إليهم : أما بعد فقد بلغني كتابكم تعزوني بفلانة ، فعندالله
أحتسبها تسليما لقضائه ، وصبرا على بلائه ، فان أو جعتنا المصائب : وفجعتنا
النوائب
بالاخبة المألوفة التي كانت بنا حفية ، والاخوان المحبين الذين كان يسر بهم
الناظرون ، وتقربهم العيون.
أضحوا قد أختر متهم الايام ونزل بهم
الحمام ، فخلفوا الخلوف ، وأودت
بهم الحتوف ، فهم صرعى في عساكر الموتى ، متجاورون في غير محلة التجاور ، ولا
صلاة بينهم ولا تزاور ، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم ، أجسامهم نائية من أهلها
خالية من أربابها ، قد أخشعها إخوانها ، فلم أر مثل دارها دارا ، ولا مثل قرارها
قرارا
في بيوت موحشة ، وحلول مضجعة ، قد صارت في تلك الديار الموحشة ، وخرجت عن
دار المونسة ، ففارقتها من غير قلى ، فاستودعتها للبلى ، وكانت أمة مملوكة ، سلكت
سبيلا مسلوكة صار إليها الاولون ، وسيصيرإليها الاخرون والسلام.
بيان
: قال الجزري فيه : من صام رمضان إيمانا
واحتسابا أي طلبالوجه الله
وثوابه ، والا حتساب من الحسب كالاعتداد من العد ، وإنما قيل لمن ينوي بعمله
وجه الله احتسبه ، لان له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه
معتد به ، ومنه الحديث : من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الاجر بصبره على
مصيبة انتهى.
وفجعته المصيبة أي أوجعته ، وكذلك
التفجيع ، والحفاوة المبالغة في السؤال
عن الرجل والعناية في أمره ، واخترمهم الدهر أي اقتطعهم واستأصلهم ، والحمام
بالكسر قدر الموت.
وقال الجزري : الخلف بالتحريك والسكون كل من يجئ بعد
من
____________________
مضى إلا أنه
بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر ، وفي حديث ابن مسعود ثم
إنه تخلف من بعده خلوف هي جمع خلف ، انتهى.
وأودى به الموت : ذهب ، والحتوف بالضم
جمع الحتف ، وهو الموت و « عن » في
قوله « عن قرب جوارهم » لعلها للتعليل أي لا يقع منهم الملاقاة الناشية عن قرب
الجوار ، بل أرواحهم يتزاورون بحسب درجاتهم وكمالاتهم.
قوله عليهالسلام
« قد أخشعها » كذا في أكثر النسخ ولا يناسب المقام وفي بعضها
بالجيم قال في النهاية : الجشع : الجزع لفراق الالف ، ومنه الحديث : فبكى معاذ
جشعا لفراق رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ولا يبعة أن يكون تصحيف اجتنبها ، والحلول بالضم
جمع حال من قولهم حل بالمكان أي نزل فيه ، ومضجعة ، بفتح الجيم من قولهم
أضجعه أي وصع جنبه على الارض ، والقلى بالكسر : البغض.
٧
ـ ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن رجاله
، عن أبي عبدالله عليهالسلام
يرفع الحديث إلى الحسن بن علي عليهماالسلام
أنه قال : إن الله مدينتين إحداهما بالمشرق
والاخرى بالمغرب عليهما سوران من حديد ، وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع
من ذهب ، وفيها سبعون ألف ألف لغة ، يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه وأنا
أعرف جميع اللغات ، وما فيهما ومابينهما وما عليهما حجة غيري والحسين أخي.
ير
: أحمد بن الحسين عن أبيه بهذا الاسناد
مثله.
قب
: عن ابن أبي عمير مثله .
٨
ـ يج : روي أن الحسن عليهالسلام وعبدالله بن العباس
كانا على مائدة فجاءت
جرادة ووقعت على المائدة فقال عبدالله للحسن : أي شئ مكتوب على جناح
الجرادة؟ فقال عليهالسلام
: مكتوب عليه : أنا الله لا إله إلا أنا ربما أبعث الجراد لقوم
جياع ليأكلوه ، وربما أبعثها نقمة على قوم فتأكل أطعمتهم ، فقام عبدالله وقبل
رأس الحسن ، وقال : هذا من مكنون العلم.
٩
ـ سن : ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال :
____________________
أتى رجل
أميرالمؤمنين عليهالسلام
فقال له : جئتك مستشيرا إن الحسن والحسين وعبدالله
ابن جعفر عليهمالسلام
خطبوا إلي فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
: المستشار مؤتمن ، أما الحسن
فانه مطلاق للنساء ، ولكن زوجها الحسين ، فانه خير لابنتك.
١٠
ـ شا : روى جماعة منهم معمر ، عن الزهري ، عن
أنس بن مالك قال : لم يكن أحد أشبه برسول الله صلىاللهعليهوآله
من الحسن بن علي عليهماالسلام.
١١
ـ قب : محمد بن إسحاق في كتابه قال : ما بلغ
أحد من الشرف بعد رسول
الله صلىاللهعليهوآله
مابلغ الحسن ، كان يبسط له على باب داره فاذا خرج وجلس انقطع
الطريق ، فما مر أحد من خلق الله إجلالا له ، فاذا علم قام ودخل بيته ، فمر الناس
ولقد رأيته في طريق مكة ماشيا فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى حتى
رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي.
أبوالسعادات في الفضائل أنه أملا الشيخ
أبوالفتوح في مدرسة الناجية : إن
الحسن بن علي عليهماالسلام
كان يحضرمجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهوابن سبع سنين فيسمع
الوحي فيحفظه فيأتي امه فيلقي إليها ما حفظه كلما دخل علي عليهالسلام وجد عندها علما
بالتنزيل فيسألها عن ذلك فقالت : من ولدك الحسن ، فتخفى يوما في الدار ، وقد دخل
الحسن وقد سمع الوحي فأراد أن يلقيه إليها فارتج عليه ، فعجبت امه من ذلك فقال : لا تعجبين يا اماه فان كبيرا يسمعني ، فاستماعه قد أوقفني ، فخرج علي عليهالسلام
فقبله ، وفي رواية : يا اماه قل بياني وكل لساني لعل سيدا يرعاني.
بيان
: قال الجوهري : ارتج على القارئ على مالم
يسم فاعله إذا لم يقدر
على القراءة كأنه اطبق عليه كما يرتج الباب وكذلك ارتتج عليه ، ولا تقل
ارتج عليه بالتشديد.
١٢
ـ قب : قيل للحسن بن علي عليهماالسلام إن فيك عظمة ، قال
: بل في عزة
قال الله تعالى « ولله العزة
ولرسوله وللمؤمنين » .
وقال واصل بن عطاء : كان الحسن بن علي عليهماالسلام عليه سيماء
الانبياء
____________________
وبهاء الملوك.
١٣
ـ قب : أمازهده عليهالسلام
فقد جاء في روضة الواعظين أن الحسن بن علي عليهماالسلام
كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله ، واصفر لونه ، فقيل له في ذلك فقال : حق على
كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه ، وترتعد مفاصلة.
وكان عليهالسلام
إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول : إلهي ضيفك ببابك يا محسن
قد أتاك المسيئ ، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك ، ياكريم.
الفائق إن الحسن عليهالسلام كان إذا فرغ من
الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس
وإن زحزح ، أي وإن اريد تنحيه من ذلك باستنطاق مايهم.
قال الصادق عليهالسلام : إن الحسن بن علي عليهماالسلام حج خمسة وعشرين حجة
ماشيا وقاسم اله تعالى ماله مرتين ، وفي خبر : قاسم ربه ثلاث مرات وحج عشرين
حجة على قدميه.
أبونعيم في حلية الاولياء بالاسناد عن
القاسم بن عبدالرحمن ، عن محمد بن
علي عليهماالسلام
قال الحسن عليهالسلام
: إني لاستحيي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته
فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه ، وفي كتابه بالاسناد عن شهاب بن عامر
أن الحسن بن علي عليهماالسلام
قاسم الله تعالى ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله
وفي كتابه بالاسناد عن ابن نجيح أن الحسن بن علي عليهماالسلام
حج ماشيا وقسم
ماله نصفين ، وفي كتابه بالاسناد عن علي بن جذعان قال : خرج الحسن بن علي
عليهماالسلام
من ماله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطي نعلا
ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا.
وروى عبدالله بن عمر ابن عباس قال : لما
اصيب معاوية قال :
ما آسى
على شئ إلا على أن أحج ماشيا ولقد حج الحسن بن علي عليهما السام خمسا وعشرين
حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه ، وقد قاسم الله مرتين حتى أن كان ليعطي النعل
ويمسك النعل ، ويعطي الخف ويمسك الخف.
____________________
بيان
: أسي على مصيبة بالكسر يأسى أسى أي حزن.
١٤
ـ قب : وروي أنه دخلت عليه امرأة جميلة وهو في
صلاته فأوجز في
صلاته ثم قال لها : ألك حاجة؟ قالت : نعم ، قال : وماهي؟ قالت : قم فأصب
مني فاني وفدت ولا بعل لي قال : إليك عني لا تحرقيني بالنارونفسك ، فجعلت
تراوده عن نفسه وهو يبكي ويقول : ويحك إليك عني واشتد بكاؤه فلما رأت ذلك
بكت لبكائه ، فدخل الحسين عليهالسلام
ورآهما يبكيان ، فجلس يبكي وجعل أصحابه
يأتون ويجلسون ويبكون حتى كثر البكاء وعلت الاصوات فخرجت الاعرابية ، و
قام القوم وترحلوا ، ولبث الحسين عليهالسلام
بعد ذلك دهرا لا يسأل أخاه عن ذلك
إجلالا له.
فبينما الحسن ذات ليلة نائما إذا استيقظ
وهو يبكي فقال له الحسين عليهالسلام
: ماشأنك؟ قال : رؤيا رأيتها الليلة ، قال : وماهي قال : لا تخبر أحدا ما دمت حيا
قال : نعم : قال : رأيت يوسف فجئت أنظر إليه فيمن نظر فلما رأيت حسنه بكيت
فنظر إلي في الناس فقال : ما يبكيك يا أخي بأبي أنت وامي فقلت : ذكرت يوسف و
امرأة العزيز ، وما ابتليت به من أمرها وما لقيت من السجن وحرقة الشيخ يعقوب
فبكيت من ذلك وكنت أتعجب منه فقال يوسف : فهلا تعجبت مما فيه المرأة
البدوية بالابواء.
عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : دخل الحسن
بن علي عليهماالسلام
الفرات في بردة
كانت عليه ، قال : فقلت له : لو نزعت ثوبك فقال لي : يا أبا عبدالرحمن إن
للماء سكانا.
وللحسن بن علي عليهالسلام :
ذري كدر الايام إن صفاءها
|
|
تولى بأيام السرور الذواهب
|
وكيف يغر الدهر من كان بينه
|
|
وبين الليالي محكمات التجارب
|
وله عليهالسلام
:
قل للمقيم بغير دار إقامة
|
|
حان الرحيل فودع الاحبابا
|
إن الذين لقيتهم وصحبتهم
|
|
صاروا جمعا في القبور ترابا
|
وله عليهالسلام :
يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها
|
|
إن المقام بظل زائل حمق
|
وله عليهالسلام :
لكسرة من خسيس الخبز تشعني
|
|
وشربة من قراح الماء تكفيني
|
وطمرة من رقيق الثوب تسترني
|
|
حيا وإن مت تكفيني لتكفيني
|
ومن سخائه عليهالسلام
ما روي أنه سأل الحسن بن علي عليهماالسلام
رجل فأعطاه فخمسين
ألف درهم وخمس مائة دينار ، وقال : ائت بحمال يحمل لك فأتى بحملا فأعطى
طيلسانه فقال : هذا كرى الحمال.
وجاءه بعض الاعراب فقال : أعطوه ما في
الخزانة فوجد فيها عشرون ألف دينار
فدفعها إلى الاعرابي فقال الاعرابي : يامولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر
مدحتي فأنشأ الحسن عليهالسلام
:
نحن اناس نوالنا خضل
|
|
يرتع فيه الرجاء والامل
|
تجود قبل السؤال أنفسنا
|
|
خوفا على ماء وجه من يسل
|
لوعلم البحر فضل نائلنا
|
|
لغاض من بعد فيضه خجل
|
بيان
: قال الفيروز آبادي : الخضل ككتف وصاحب :
كل شئ ند يترشف
نداه وقال الجوهري : الخضل : النبات الناعم ، وقوله عليهالسلام
« خجل » خبر مبتدأ
محذوف.
١٥
ـ قب : أبوجعفر المدائني في حديث طويل : خرج
الحسن والحسين و
عبدالله بن جعفر حجاجا ففاتهم أثقالهم ، فجاعوا وعطشوا فرأوا في بعض الشعوب
خباء رثا وعجوزا فاستسقوها فقالت : اطلبوا هذه الشويهة ، ففعلوا واستطعموها
فقالت : ليس إلا هي فليقم أحدكم فليذبحها حتى أصنع لكم طعاما فذبحها أحدهم
ثم شوت لهم من لحمها فأكلوا وقيلوا عندها فلما نهضوا قالوا لها : نحن نفر
____________________
من قريش نريد هذا
الوجه ، فإذا انصرفنا وعدنا فالممي بنافإنا صانعون بك خيرا
ثم رحلوا.
فلما جاء زوجها وعرف الحال أو جعها ضربا
ثم مضت الايام فأضرت بها الحال
فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فبصربها الحسن عليهالسلام
فأمر لها بألف شاة وأعطاها ألف
دينار ، وبعث معها رسولا إلى الحسين عليهالسلام
فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبدالله
ابن جعفر فأعطاها مثل ذلك.
البخاري : وهب الحسن بن علي عليهالسلام لرجل ديته وسأله عليهالسلام رجل شيئا
فأمر له بأربعمائة درهم فكتب له بأربعمائة دينار فقيل له في ذلك فأخده ، وقال : هذا سخاؤه ، وكتب عليه بأربعة آلاف درهم.
وسمع عليهالسلام
رجلا إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة
آلاف درهم ، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.
ودخل عليه جماعة وهو يأكل فسلموا وقعدوا
فقال عليهالسلام
هلموا فانما
وضع الطعام ليؤكل.
ودخل الغاضري عليه عليه السلا فقال : إني
عصيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : بئس
ما علمت كيف؟ قال : قال صلىاللهعليهوآله
: لا يفلح قوم ملكت عليهم امرأة وقد ملكت علي
امرأتي وأمرتني أن أشتري عبدا فاشتريته فأبق مني فقال عليهالسلام : اختر أحد ثلاثة
إن شئت فثمن عبد فقال : ههنا ولا تتجاوز! قد اخترت ، فأعطاه ذلك.
فضائل العكبري بالاسناد ، عن أبي إسحاق
أن الحسن بن علي عليهالسلام
تزوج
جعدة بنت الاشعث بن قيس على سنة النبي صلىاللهعليهوآله
وأرسل إليها ألف دينار.
تفسير الثعلبي وحلية أبي نعيم قال محمد
بن سيرين : إن الحسن بن علي عليهالسلام
تزوج امرأة فبعث إليها مائة جارية مع كل جارية ألف درهم.
الحسن بن سعيد ، عن أبيه قال : كان تحت
الحسن بن علي عليهالسلام
امرأتان
تميمية وجعفية فطلقهما جميعا وبعثني إليهما ، وقال : أخبرهما فليعتداوأخبرني
بما تقولان ، ومتعهما العشرة الالاف وكل واحدة منهما بكذا وكذا من العسل
والسمن ، فأتيت
الجعفية فقلت : اعتدي ، فتنفست الصعداء ثم قالت : متاع قليل
من حبيب مفارق ، وأما التميمية فلم تدرما « اعتدي » حتى قال لها النساء
فسكتت ، فأخبرته عليهالسلام
بقوله الجعفية فنكت في الارض ثم قال : لو كنت مراجعا
لا مرأة لراجعتها.
وقال أنس : حيت جارية للحسن بن علي عليهالسلام بطاقة ريحان فقال
لها : أنت
حرة لوجه الله فقلت له في ذلك فقال : أدبنا الله تعالى : فقال : « وإذا حييتم
بتحية فحيوا بأحسن منها » الاية وكان أحسن منها إعتاقها.
وللحسن بن علي عليهالسلام :
إن السخاء على العباد فريضة
|
|
لله يقرأ في كتاب محكم
|
وعد العباد الاسخياء جنانه
|
|
وأعد للبخلاء نار جهنم
|
من كان لاتندى يداه بنائل
|
|
للراغبين فليس ذاك بمسلم
|
ومن همته عليهالسلام
ماروي أنه قدم الشام إلى عند معاوية فأحضر بارنامجا
بحمل عظيم ووضع قبله ثم إن الحسن عليهالسلام
لما أراد الخروج خصف خادم نعله
فأعطاه البارنامج.
بيان
: « بارنامج » معرب بارنامه أي تفصيل
الامتعة.
١٦
ـ قب : وقدم معاوية المدينة فجلس في أول يوم
يجيز من يدخل عليه
من خمسة آلاف إلى مائة ألف ، فدخل عليه الحسن بن علي عليهالسلام
في آخر الناس
فقال : أبطأت يا أبا محمد فلعلك أردت تبخلني عند قريش ، فانتظرت يفنى ماعندنا ، يا
غلام أعط الحسن مثل جميع ما أعطينا في يومنا هذا ، يا أبا محمد وأنا ابن هند فقال
الحسن عليهالسلام
: لا حاجة لي فيها يا أبا عبدالرحمان ورددتها وأنا ابن فاطمة بنت
محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
المبرد في الكامل : قال مروان بن الحكم
: إني مشغوف ببغلة الحسن بن علي
عليهماالسلام
فقال له ابن أبي عتيق : إن دفعتها إليك تقضي لي ثلاثين حاجة؟ قال :
____________________
نعم ، قال : إذا
اجتمع القوم فاني آخذ في مآثر قريش وأمسك عن مآثر الحسن
فلمني على ذلك.
فلما حضر القوم أخذ في أولية قريش ، فقال
مروان : ألا تذكر أولية أبي محمد
وله في هذا ماليس لاحد ، قال : إنما كنا في ذكر الاشراف ، ولو كنا في ذكر
الانبياء لقد منا ذكره.
فلما خرج الحسن عليهالسلام ليركب ، اتبعه ابن
أبي عتيق ، فقال له الحسن و
تبسم : ألك حاجة؟ قال : نعم ركوب البغلة ، فنزل الحسن عليهالسلام ودفعها إليه.
إن الكريم إذا خادعته انخذعا.
ومن حلمه ماروى المبرد وابن عائشة أن
شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه و
الحسن لايرد فلما فرغ أقبل الحسن عليهالسلام
فسلم عليه وضحك فقال : أيها الشيخ
أظنك غريبا ، ولعلك شبهت ، فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولو سألتنا أعطيناك ، ولو
استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، وإن كنت جائعا أشبعناك ، وإن كنت
عريانا كسوناك ، وإن كنت محتاجا أغنياك ، وإن كنت طريدا آويناك ، وإن كان
لك حاجة قضينا هالك ، فلو حركت رحلك إلينا ، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك
كان أعود عليك ، لان لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا.
فلما سمع الرجل كلامه ، بكى ثم قال : أشهد
أنك خليفة الله في أرضه ، الله
أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلى والان أنت أحب
خلق الله إلي وحول إليه ، وكان ضيفه إلى أن ارتحل ، وصار معتقدا
لمحبتهم.
بيان
: تقوم : استعتبته فأعتبني أي استرضيته
فأرضاني.
١٧
ـ قب : المناقب عن أبي إسحاق العدل في خبر أن
مروان بن الحكم
خطب يوما فذكر علي بن أبي طالب عليهالسلام
فنال منه والحسن بن علي عليهالسلام
جالس
فبلغ ذلك الحسين عليهالسلام
فجاء إلى مروان فقال : يابن الزرقاء! أنت الواقع في علي
ـ في كلام له ـ ثم دخل على الحسن عليهالسلام
فقال : تسمع هذا يسب أباك فلا تقول
له شيئا فقال : وما
عسيت أن أقول لرجل مسلط ، يقول ماشاء ، ويفعل ماشاء.
وروى أن الحسن عليهالسلام لم يسمع قط منه
كلمة فيها مكروه إلا مرة واحدة
فانه كان بينه وبين عمرو بن عثمان ، خصومة في أرض ، فقال له الحسن عليهالسلام : ليس
لعمرو عندنا إلا مايرغم أنفه.
دعا أميرالمؤمنين عليهالسلام محمد بن الحنفية
يوم الجمل فأعطاه رمحه وقال له : اقصد بهذا الرمح قصد الجمل ، فذهب فمنعوه بنوضبة فلما رجع إلى والده انتزع
الحسن رمحه من يده ، وقصد قصد الجمل ، وطعنه برمحه ، ورجع إلى والده ، و
على رمحه أثر الدم ، فتمغر وجه محمد من ذلك فقال أميرالمؤمنين : لا تأنف فانه ابن
النبي وأنت ابن علي.
بيان
: تمغر وجهه : احمر مع كدورة ، وأنف منه :
استنكف.
١٨
ـ قب : طاف الحسن بن علي عليهالسلام بالبيت فسمع رجلا
يقول : هذا
ابن فاطمة الزهراء ، فالتفت إليه فقال : قل علي بن أبي طالب فأبي خير من امي.
ونادى عبدالله بن عمر الحسن بن علي عليهالسلام في أيام صفين وقال
: إن لي
نصيحة ، فلما برز إليه ، قال : إن أباك بغضة لعنة وقد خاض في دم عثمان فهل
لك أن تخلعه نبايعك ، فأسمعه الحسن عليهالسلام
ماكرهه فقال معاوية : إنه ابن أبيه.
١٩
ـ كشف : قال كمال الدين ابن طلحة : روى أبوالحسن
علي بن أحمد
الواحدي في تفسيره الوسيط مايرفعه بسنده أن رجلا قال : دخلت مسجد المدينة
فاذا أنا برجل يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
والناس حوله ، فقلت له : أخبرني عن
« شاهد ومشهود » فقال : نعم ، أما الشاهد فيوم الجمعة
وأما المشهود فيوم عرفة
فجزته إلى آخر يحدث فقلت : أخبرني عن « شاهد ومشهود » فقال : نعم أما الشاهد
فيوم الجمعة وأما المشهود فيوم النحر فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار ، وهو
يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقلت : أخبرني عن « شاهد ومشهود » فقال : نعم أما
الشاهد فمحمد صلىاللهعليهوآله
وأما المشهود فيوم القيامة أما سمعته يقول : « يا أيها النبي
____________________
إنا
أرسلناك شاهدا » وقال تعالى : « ذلك يوم مجموع له
الناس وذلك يوم
مشهود » .
فسألت عن الاول فقالوا : ابن عباس ، وسألت
عن الثاني فقالوا : ابن عمر
وسألت عن الثالث فقالوا : الحسن بن علي بن أبيطالب وكان قول الحسن أحسن.
ونقل أنه عليهالسلام
اغتسل وخرج من داره في حلة فاخرة ، وبزة طاهرة ، و
محاسن سافرة ، وقسمات ظاهرة ، ونفخات ناشرة ، ووجهة يشرق حسنا ، وشكله
قدكمل صورة ومعنى ، والاقبال يلوح من أعطافه ، ونضرة النعيم تعرف في أطرافه
وقاضي القدر قد حكم أن السعادة من أوصافه ، ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف ، وسار
مكتنفا من حاشيته وغاشيته بصفوف ، فلو شاهده عبد مناف لارغم بمفاخرته به معاطس
انوف ، وعده وآباءه وجده في إحراز خصل الفخار يوم التفاخر بالوف.
فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم
في هدم قد أنهكته العلة ، وارتكبته
الذلة ، وأهلكته القلة ، وجلدة يستر عظامه وضعفه يقيد أقدامه ، وضره قد ملك
زمامه ، وسوء حاله قد حبب إليه حمامه ، وشمس الظهيرة تشوي شواه ، وأخمصه
يصافح ثرى ممشاه ، وعذاب عرعريه قد عراه ، وطول طواه قد أضعف بطنه وطواه
وهو حامل جر مملوء ماء على مطاه ، وحاله تعطف عليه القلوب القاسية عند مرآه.
فاستوقف الحسن عليهالسلام وقال : يا ابن رسول
الله : أنصفني ، فقال عليهالسلام
: في أي
شئ؟ فقال : جدك يقول : « الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر » وأنت مؤمن وأنا كافر
فماأرى الدنيا إلا جنة تتنعم بها ، وتستلذ بها ، وما أراها إلا سجنا لي قد أهلكني
ضرها ، وأتلفني فقرها.
فلما سمع الحسن عليهالسلام كلامه أشرق عليه
نور التأييد ، واستخرج الجواب
بفهمه من خزانة علمه ، وأوضح لليهودي خطاء ظنه وخطل زعمه ، وقال : ياشيخ
لو نظرت إلى ما أعد الله لي وللمؤمنين في الدار الاخرة مما لاعين رأت ، ولا
____________________
اذن سمعت ، لعلمت
أني قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا في سجن ضنك ، ولو نظرت
إلى ما أعد الله لك ولكل كافر في الدار الاخرة من سعير نار الجحيم ، ونكال
العذاب المقيم ، لرأيت أنك قبل مصيرك إليه الان في جنة واسعة ، ونعمة جامعة.
بيان
: سفر الصبح : أضاء وأشرق كأسفر ، والمرأة
كشفت عن وجهها فهي
سافر ، والقسمة بكسر السين وفتحها : الحسن ، والاعطاف : الجوانب ، والغاشية : السؤال
يأتونك والزوار والاصدقاء ينتابونك ، والهم بالكسر الشيخ الفاني ، والهدم
بالكسر : الثوب البالي أو المرقع أو خاص بكساء الصوف ، والجمع أهدام وهدم
والشوى : اليدان والرجلان والرأس من الادميين : والعر بالضم : قروح مثل
القوباء تخرج بالابل متفرقة في مشافرها وقوائمها ، يسيل منها مثل المآء الاصفر
وبالفتح : الجرب ، ويحتمل أن يكون « عرعرته » وعرعرة الجبل والسنام وكل
شئ ـ بضم العينين ـ رأسه. الطوى بالفتح : الجوع ، ولعل المراد بالطوى ثانيا ما
انطوى عليه بطنه من الاحشاء والامعاء ، والمطا. الظهر.
٢٠
ـ كشف : روى صاحب كتاب صفة الصفوة بسنده عن علي
بن زيد بن
جذعان أنه قال : حج الحسن عليهالسلام
خمس عشرة حجة ماشيا وإن الجنائب
لتقادمعه.
ومن كرمه وجوده عليهالسلام مارواه سعيد بن
عبدالعزيز قال : إن الحسن سمع
رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم ، فانصرف الحسن إلى منزله
فبعث بها إليه.
ومنها أن رجلا جاء إليه عليهالسلام وسأله حاجة فقال له
: يا هذا حق سؤالك
يعظم لدي ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت
أهله ، والكثير في ذات الله عزوجل قليل ، ومافي ملكي وفاء لشكرك ، فان قبلت
الميسور ، ورفعت عني مؤنة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت.
فقال : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله أقبل القليل ، وأشكر
الطعية ، وأعذر على
المنع ، فدعا الحسن عليهالسلام
بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها [ فـ ] قال :
هات الفاضل من
الثلاثمائة ألف درهم ، فأحضر خمسين ألفا قال : فما فعل الخمسمائة دينار؟
قال : [ هي ] عندي قال : أحضرها فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل
وقال : هات من يحملها لك فأتاه بحمالين ، فدفع الحسن عليهالسلام
إليه رداءه لكرى
الحمالين ، فقال مواليه : والله ماعندنا درهم فقال عليهالسلام
: لكني أرجو أن يكون لي عندالله
أجر عظيم.
ومنها ما رواه أبوالحسن المدائني قال : خرج
الحسن والحسين وعبدالله بن
جعفر عليهمالسلام
حجاجا ففاتهم أثقالهم ، فجاعوا وعطشوا فمروا بعجوز في خباء لها
فقالوا : هل من شراب؟ فقالت : نعم ، فأنا خوابها وليس لها ألا شويهة في كسر
الخيمة ، فقالت : احلبوها ، وامتذقوا لبنها ، ففعلوا ذلك وقالوا لها : هل من طعام؟
قالت : لا إلا هذه الشاة ، فليذبحنها أحدكم حتى أهيئ لكم شيئا تأكلون.
فقام إليها أحدهم فذبحها وكشطها ثم هيأت لهم طعاما فأكلوا ثم أقاموا حتى
أبردوا فلما ارتحلوا قالوا لها : نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، فاذا رجعنا
سالمين فألمي بنا فانا صانعون إليك خيرا ، ثم ارتحلوا. وأقبل زوجها وأخبرته عن
القوم والشاة فغضب الرجل ، وقال : ويحك تذبحين شاتي لاقوام لا تعرفينهم ثم
تقولين : نفر من قريش ، ثم بعد مدة ألجأتهم الحاجة إلى دخول المدينة ، فدخلاها
وجعلا ينقلان البعير إليها ويبيعانه ويعيشان منه ، فمرت العجوز في بعض سكك
المدينة فاذا الحسن عليهالسلام
على باب داره جالس فعرف العجوز وهي له منكرة.
فبعث غلامه فردها فقال لها : يا أمة الله تعرفيني؟ قالت : لا ، قال : أنا ضيفك يوم
كذا ، فقالت العجوز بأبي أنت وامي ، فأمر الحسن عليهالسلام
فاشترى لها من شاء الصدقة
ألف شاة وأمر لها بألف دينار وبعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين عليهالسلام فقال : بكم وصلك أخي الحسن فقالت : بألف شاة وألف دينار ، فأمر لها بمثل ذلك ، ثم
بعث بها مع غلامه إلى عبدالله بن جعفر عليهالسلام
فقال : بكم وصلك الحسن والحسين
عليهماالسلام؟
فقالت : بألفي دينار وألفي شاة فأمرلها عبدالله بألفي شاة وألفي
دينار ، وقال : لو بدأت بي لاتعبتهما ، فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك.
قب
: أبوجعفر المدائني مثله ، إلا أن فيه : فأعطاها
عبدالله بن جعفر
مثل ذلك.
٢١
ـ كشف : قلت : هذه القصة مشهورة وفي دواوين
جودهم مسطورة
وعنهم عليهمالسلام
مأثورة ، وكنت نقلتها على غير هذه الرواية ، وأنه كان معهم رجل آخر
من أهل المدينة وأنها أتت عبدالله بن جعفر فقال : ابدئي بسيدي الحسن والحسين
فأتت الحسن فأمر لها بمائة بعير وأعطاها الحسين ألف شاة ، فعادت إلى عبدالله
فسألها
فأخبرته فقال : كفاني سيداي أمر الابل والشاة ، وأمر لها بمائة ألف درهم ، وقصدت
المدني الذي كان معهم فقال لها : أنا لا اجاري اولئك الاجواد في مدى ، ولا أبلغ
عشر عشيرهم في الندى ، ولكن اعطيك شيئا من دقيق وزبيب فأخذت وانصرفت.
رجع الكلام إلى ابن طلحة رحمهالله قال : وروى عن ابن
سيرين قال : تزوج
الحسن عليهالسلام
امرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم وروى الحافظ
في الحلية عن أبي نجيح أن الحسن بن علي عليهماالسلام
حج ماشيا وقسم ماله نصفين.
وعن شهاب بن أبي عامر أن الحسن بن علي عليهماالسلام قاسم الله ماله
مرتين حتى
تصدق بفرد نعله.
وعن علي بن زيد بن جذعان ، قال : خرج
الحسن بن علي من ماله مرتين وقاسم
الله ثلاث مرات حتى أنه كان يعطي من ماله نعلا ويمسك نعلا ، ويعطي خفا
ويمسك خفا.
وعن قرة بن خالد قال : أكلت في بيت محمد
بن سيرين طعاما فلما أن شبعت
أخذت المنديل ، ورفعت يدي فقال محمد إن الحسن بن علي عليهماالسلام
قال : إن الطعام
أهون من أن يقسم فيه.
وعن الحسن بن سعيد ، عن أبيه قال : متع
الحسن بن علي عليهماالسلام
امرأتين
بعشرين ألفا وزقاق من عسل فقالت إحداهما وأراها الحنفية : متاع قليل من حبيب
مفارق .
____________________
وأتاه رجل فقال : إن فلانا يقع فيك فقال
: ألقيتني في تعب اريد الان أن
أستغفر الله لي وله.
٢٢
ـ د : قيل : وقف رجل على الحسن بن علي عليهماالسلام فقال : يا ابن
أميرالمؤمنين
بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه ، بل إنعاما منه
عليك ، إلا ما أنصفتني من خصمي فانه غشوم ظلوم ، لا يوقر الشيخ الكبير ، ولايرحم
الطفل الصغير ، وكان متكئا فاستوى جالسا وقال له : من خصمك حتى أنتصف لك
منه؟ فقال له : الفقر ، فأطرق عليهالسلام
ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له : أحضر ما
عندك من موجود ، فأحضر خمسة آلاف درهم فقال : ادفعها إليه ، ثم قال له : بحق هذه الاقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائرا إلا ما أتيتني
منه متظلما.
٢٣
ـ فر : أحمد بن القاسم معنعنا عن أبي الجارود
قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام
يقول : قال علي بن أبي طالب عليهالسلام
للحسن : قم اليوم خطيبا وقال لامهات أولاده : قمن فاسمعن خطبة ابني ، قال : فحمد الله تعالى وصلى على النبي صلىاللهعليهوآله ثم قال
ماشاء الله أن يقول ثم قال : إن أميرالمؤمنين في باب ومنزل من دخله كان آمنا ، ومن
خرج منه كان كافرا ، أقول قولي وأستغفر الله العظيم لي ولكم ، ونزل فقام على فقبل
رأسه وقال : بأبي أنت وامي ثم قرأ : « ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم
»
٢٤
ـ فر : أبوجعفر الحسني والحسن بن حباش معنعنا عن جعفر بن
محمد عليهماالسلام
قال : قال علي بن أبي طالب عليهالسلام
للحسن : يا بني قم فاخطب حتى أسمع
كلامك ، قال : يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك أستحيي منك ، قال : فجمع علي بن أبي طالب عليهالسلام
امهات أولاده ثم توارى عنه ، حيث يسمع كلامه.
____________________
فقام الحسن عليهالسلام فقال : الحمد لله
الواحد بغير تشبيه ، الدائم بغير تكوين
القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، الموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدودية
العزيز لم يزل قديما في القدم ، ردعت القلوب لهيبته ، وذهلت العقول لعزته
وخضعت الرقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولايبلغ
الناس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصفون منهم لكنه عظمته ، ولا تبلغه العلماء
بألبابها ، ولا أهل التفكر بتدبير امورها ، أعلم خلقه به الذي بالحد لا يصفه ، يدرك
الابصار ولايدركه الابصار ، وهو اللطيف الخبير أما بعد فان عليا باب من دخله
كان مؤمنا ، ومن خرج منه كان كافرا أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
فقام علي بن أبي طالب عليهالسلام وقبل بين عينيه ثم
قال : « ذريية بعضها من
بعض والله سميع عليم ».
٢٥
ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن
علي بن أسباط
عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لقي الحسن بن علي عليهماالسلام
عبدالله بن جعفر
فقال : يا عبدالله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ، ويحقر منزلته
والحاكم عليه الله ، وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله
فيستجاب له.
٢٦
ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال
وابن محبوب ، عن يونس
ابن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن ناسا بالمدينة قالوا : ليس للحسن مال فبعث الحسن إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم فأرسل
بها إلى المصدق وقال : هذه صدقة مالنا فقالوا : ما بعث الحسن هذه من تلقاء نفسه
إلا وعنده مال.
٢٧
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
ابن فضال ، عن ابن بكير
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان الحسن بن علي عليهماالسلام
يحج ماشيا وتساق معه المحامل
والرحال.
٢٨
ـ قب : كتاب الفنون عن أحمد المؤدب ، ونزهة
الابصار عن ابن مهدي
أنه مر الحسن بن علي
عليهماالسلام
على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الارض وهم
قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له : هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء قال : فنزل
وقال : إن الله لايحب المستكربين ، وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على
حاله ببركته عليهالسلام
ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم.
وروى الحاكم في أماليه للحسن عليهالسلام : من كان يباء بجد
فان جدي الرسول صلىاللهعليهوآله
أو كان يباء بام فان امي البتول ، أو كان يباء بزور فزور نا جبرئيل.
بيان
: « يباء » بالباء فيما عند نا من النسخ
ولعلة يباء
من « البأو » بمعنى الكبر
والفخر ، يقال : بأوت على القوم أبأى بأوا ، أو بالنون من نأى بمعنى بعد كناية عن
الرفعة ، أو من النوء بمعنى العطاء ، أو من المناواة بمعنى المفاخرة ، ويحتمل أن
يكون
نباء من النباء بمعنى الخبر على صيغة المبالغة أو نثاء كذلك من النثاء .
٢٩
ـ من بعض كتب المناقب المعتبرة بإسناده
عن نجيح قال : رأيت الحسن
ابن علي عليهماالسلام
يأكل وبين يديه كلب كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها فقلت له : يا ابن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟ قال : دعه إني لاستحيي من الله
عزوجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا اطعمه.
وذكر الثقة : أن مروان بن الحكم عليه
اللعنة شتم الحسن بن علي عليهماالسلام
فلما
فرغ قال الحسن : إني والله لا أمحوا عنك شيئا ولكن مهدك الله فلئن كنت صادقا
فجزاك الله بصدقك ، ولئن كنت كاذبا فجزاك الله بكذبك والله أشد نقمة مني.
وروي أن غلاما له عليهالسلام جنى جناية توجب
العقاب فأمر به أن يضرب فقال : يامولاي « والعافين عن الناس » قال : عفوت عنك ، قال : يا مولاي « والله يحب
المحسنين » قال : أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك.
٣٠
ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه وعمرو بن
عثمان جميعا ، عن هارون
____________________
ابن الهجم ، عن محمد
بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر وأبا عبدالله عليهماالسلام
يقولان : بينا
الحسن بن علي عليهماالسلام
في مجلس أميرالمؤمنين صلوات الله عليه إذ أقبل قوم فقالوا : يابا محمد أردنا أمير المؤمنين قال : وما حاجتكم؟ قالوا : أردنا أن نسأله عن مسألة
قال : وماهي تخبر ونابها ، فقالوا : امرأة جامعها زوجها ، فلما قام عنها قامت بحموتها
فوقعت
على جارية بكر فساحقتها فألقت النطقة فيها فحملت ، فما تقول في هذا؟ فقال
الحسن عليهالسلام
: معضلة وأبوالحسن لها وأقول فان أصبت فمن الله ثم من أميرالمؤمنين
وإن أخطأت فمن نفسي فأرجو أن لا اخطئ إنشاء الله.
يعمد إلى المرأة فيؤخذ منها مهر الجارية
البكر في أول وهلة لان الولد لا
يخرج منهاحتى يشق فتذهب عذرتها ، ثم ترجم المرأة لانها محصنة وينتظر بالجارية
حتى تضع ما في بطنها ، ويرد إلى أبيه صاحب النطفة ثم تجلد الجارية الحد.
قال : فانصرف القوم من عند الحسن فلقوا
أميرالمؤمنين عليهالسلام
فقال : ما قلتم
لابي محمد وما قال لكم؟ فأخبروه فقال : لو أنني المسؤل ماكان عندي فيها أكثر
مما قال ابني.
٣١
ـ ج : روي أن عمرو بن العاص قال لمعاوية : ابعث
إلى الحسن بن
علي عليهماالسلام
فمره أن يصعد المنبر يخطب الناس لعله يحصر ، فيكون ذلك مما
نعيره به في كل محلف ، فبعث إليه معاوية فأصعده المنبر ، وقد جمع له الناس
ورؤساء أهل الشام فحمد الله الحسن بن علي صلوات الله عليه وأثنى عليه ، ثم قال :
أيها الناس من عرفني فأنا الذي يعرف ، ومن
لم يعرفني فأنا الحسن بن
علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله أول المسلمين إسلاما ، وامي فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وجدي محمد بن عبدالله نبي الرحمة أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا
ابن السراج المنير ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين ، أنا ابن من بعث إلى الجن و
الانس أجمعين.
فقال معاوية : يا با محمد خذبنا في نعت الرطب ـ أراد تخجيله ـ فقال
الحسن :
____________________
الريح تنفخه ، والحر
ينضجه ، والليل يبرده ويطيبه ، ثم أقبل الحسن عليهالسلام
فرجع
في كلامه الاول فقال :
أنا ابن مستجاب الدعوة ، أنا ابن الشفيع
المطاع ، أنا ابن أول من ينفض عن
الرأس التراب ، أنا ابن من يقرع باب الجنة : فيفتح له ، أنا ابن من قاتل معه
الملائكة وأحل له المغنم ، ونصر بالرعب من مسيرة شهر.
فأكثر في هذا النوع من الكلام ، ولم يزل
به حتى أظلمت الدنيا على معاوية
وعرف الحسن عليهالسلام
من لم يكن يعرفه من أهل الشام وغيرهم ، ثم نزل فقال له
معاوية : أما إنك يا حسن قد كنت ترجو أن تكون خليفة ولست هناك ، فقال
الحسن عليهالسلام
: أما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعمل بطاعة الله عزو جل
ليس الخليفة من سار بالجور وعطل السنن واتخذ الدنيا اما وأبا ، ولكن ذلك
ملك أصاب ملكا فتمتع منه قليلا وكان قد انقطع عنه فاتخم لذته وبقيت عليه
تبعته ، وكان كما قال الله تبارك وتعالى : « وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين
»
فأومأبيده إلى معاوية ثم قام فانصرف ، فقال معاوية لعمرو : والله ما أردت إلا
شيني حين أمرتني بما أمرتني ، والله ماكان يرى أهل الشام أن أحدا مثلي في
حسب ولا غيره ، حتى قال الحسن ما قال ، قال عمرو : هذا شئ لايستطاع دفنه ولا
تغييره
لشهرته في الناس واتضاحه ، فسكت معاوية لعنه الله.
بيان
: الاتخام : الثقل الحاصل من كثرة أكل الطعام
أي اتخم من لذته.
٣٢
ـ قب : القاضي النعمان في شرح الاخبار بالاسناد
، عن عبادة بن الصامت
ورواه جماعة ، عن غيره أنه سأل أعرابي أبابكر فقال : إني أصبت بيض نعام
فشويته وأكلته وأنا محرم فما يجب علي؟ فقال له : يا أعرابي أشكلت علي
في قضيتك ، فدله على عمر ، ودله عمر على عبدالرحمان فلما عجزوا قالوا : عليك
بالاصلع فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: سل أي الغلامين شئت ، فقال الحسن : يا أعرابي
ألك إبل؟ قال : نعم ، قال : فاعمد إلى عدد ما أكلت من البيض نوقا فاضربهن بالفحول
____________________
فما فضل منها فأهده
إلى بيت الله العتيق الذي حججت إليه ، فقال أميرالمؤمنين : إن
من النوق السلوب ، ومنها مايزلق ، فقال : إن يكن من النوق السلوب وما يزلق
فان من البيض مايمرق ، قال : فسمع صوت معاشوالناس : إن الذي فهم هذا الغلام
هو الذي فهمها سليمان بن داود.
بيان
: السلوب من النوق التي القت ولدها بغير
تمام ، وأزلقت الناقة : أسقطت
والمراد هنا ما تسقط النطقة ، ومرقت البيضة : فسدت.
أقول
: قد اورد كثير من قضاياه عليهالسلام في الفقيه والكافي
في كتاب الحدود
وكتاب القضايا وكتاب الديات ، تركناها لو ضوح الامر وخوف الاطناب.
٣٣
ـ قب : ابن سنان ، عن رجل من أهل الكوفة أن
الحسن بن علي عليهماالسلام
كلم رجلا فقال : من أي بلد أنت؟ قال : من الكوفة قال : لو كنت بالمدينة لاريتك
منازل جبرئيل عليهالسلام
من ديارنا.
محمد بن سيرين أن عليا عليهالسلام قال لابنه الحسن : أجمع
الناس فاجتمعوا
فأقبل فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال : أيها الناس إن الله اختارنا
لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيم
الله
لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآخرته ، ولا
يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة ، ولتعلمن نبأه بعد حين.
ثم نزل فجمع بالناس ، وبلغ أباه ، فقبل
بين عينيه ثم قال : بأبي وامي
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.
العقد عن ابن عبد ربه والاندلسي وكتاب
المدائني أيضا أنه قال عمرو بن
العاص لمعاوية : لو أمرت الحسن بن علي يخطب على المنبر ، فلعله حصر فيكون
ذلك وضعا له عند الناس فأمر الحسن بذلك ، فلما صعد المنبر تكلم وأحسن ثم قال :
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم
يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبيطالب
أنا ابن أول المسلمين إسلاما ، وامي فاطمة بنت رسول الله ، أنا ابن البشير
النذير ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين. وفي رواية ابن
عبدربه ـ لو طلبتم
ابنا لنبيكم مابين لابتيها
لم تجدوا غيري وغير أخي ، فناداه
معاوية يا أبامحمد حدثنا بنعت الرطب أراد بذلك يخجله ، ويقطع بذل كلامه فقال : نعم
تلقحه الشمال ، وتخرجه الجنوب ، وتنضجه الشمس ويطيبه القمر ـ وفي رواية المدائني :
الريح تنفخه ، والحر تنضجه والليل يبرده ويطيبه ـ وفي رواية المدائني فقال عمرو : أبا محمد! هل تنعت الخرأة قال : نعم ، تبعد الممشى في الارض الصحصح حتى تتوارى
من القوم ، ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ، ولا تمسح باللقمة ، والرمة ، يريد
العظم والروث ـ ولا تبل في الماء الراكد.
توضيح
: الخرء بالفتح دفع الخروء بالضم ، والصحصح
المكان المستوي ولا
يخفى مافي إدخال الروث في تفسير الرمة من الاشتباه.
٣٤
ـ قب : المنهال بن عمرو أن معاوية سأل الحسن عليهالسلام أن يصعد المنبر
وينتسب ، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني : ومن
لم
يعرفني فسا بين له نفسي ، بلدي مكة ومني ، وأنا ابن المروة والصفا ، وأنا ابن
النبي
المصطفى ، وأنا ابن من علا الجبال الرواسي ، وأنا ابن كسا محاسن وجهه
الحيا ، أنا ابن فاطمة سيدة النساء ، أنا ابن قليلات العيوب ، نقيات الجيوب ـ وأذن
المؤذن ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ـ فقال : يا
معاوية
محمد أبي أم أبوك؟ فان قلت : ليس بأبي فقد كفرت ، وإن قلت : نعم ، فقد أقررت
ثم قال : أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منها ، وأصبحت العرب تفتخر
على العجم بأن محمدا منها ، وأصبحت العجم تعرف حق العرب بأن محمدا منها يطلبون
حقنا ولايردو ن إلينا حقنا.
بيان
: قال الجوهري : رجل ناصح الجيب أي أمين
انتهى ، فقوله عليهالسلام
: « نقيات الجيوب » كناية عن عفتهن كما أن طهارة
الذيل في عرف العجم كناية عنها.
____________________
٣٥
ـ قب : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن ثلاث
: عن مكان بمقدار
وسط السماء ، وعن أول قطرة دم وقعت على الارض ، وعن مكان طلعت فيه الشمس
مرة ، فلم يعلم ذلك ، فاستغاث بالحسن بن علي عليهماالسلام
فقال : ظهر الكعبة ، ودم
حوا ، وأرض البحر حين ضربه موسى.
وعنه عليهالسلام
في جواب ملك الروم : مالا قبلة له فهي الكعبة ، ومالا قرابة له فهو
الرب تعالى.
وسأل شامي الحسن بن علي عليهالسلام فقال : كم بين الحق
والباطل؟ فقال : أربع أصابع : فما رأيت بعينك فهو الحق وقد تسمع باذنيك باطلا كثيرا ، وقال : كم بين الايمان واليقين؟ فقال : أربع أصابع : الايمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه
قال : وكم بين السماء والارض؟ قال : دعوة المظلوم ، ومد البصر ، قال : كم بين
المشرق والمغرب؟ قال : مسيرة يوم للشمس.
أبوالمفضل الشيباني في أماليه وابن
الوليد في كتابه بالاسناد عن جابر بن
عبدالله قال : كان الحسن بن علي قد ثقل لسانه ، وأبطأ كلامه ، فخرج رسول
الله صلىاللهعليهوآله
في عيد من الاعياد وخرج معه بالحسن بن علي فقال النبي صلىاللهعليهوآله : الله أكبر يفتتح
الصلاة قال الحسن : الله أكبر قال : فسر بذلك رسول الله فلم يزل
رسول الله يكبر والحسن معه يكبر حتى كبر سبعا فوقف الحسن عند السابعة
فوقف رسول الله صلىاللهعليهوآله
عندها ، ثم قام رسول الله إلى الركعة الثانية فكبر الحسن
حتى إذا بلغ رسول الله خمس تكبيرات فوقف الحسن عند الخامسة ، ووقف رسول الله
عند الخامسة ، فصار ذلك سنة في تكبير العيدين ، وفي رواية أنه كان الحسين عليهالسلام.
كتاب إبراهيم : قال بعض أصحاب الحسن عليهالسلام مرفوعا : الطلق
للنساء
إنما يكون سرة المولود متصلة بسرة امه فتقطع فيؤلمها.
أقول
: قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج
البلاغة : روى محمد بن
حبيب في أماليه أن الحسن عليهالسلام
حج خمس عشرة حجة ماشيا تقاد الجنائب معه
وخرج من ماله مرتين ، وقاسم الله عزوجل ثلاث مرات ماله ، حتى أنه كان يعطي نعلا
ويمسك نعلا ويعطي
خفا ويمسك خفا.
وروى أيضا أن الحسن عليهالسلام أعطى شاعرا فقال له
رجل من جلسائه : سبحان
الله شاعرا يعصي الرحمن ويقول البهتان؟ فقال : يا عبدالله إن خير ما بذلت من
مالك ما وقيت به عرضك ، وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشر.
٣٦
ـ د : حدث الزبير بن بكار ، وابن عون ، عن
عمير بن إسحاق قال : ماتكلم أحد أخب إلى أن لا يسكت من الحسن بن علي عليهماالسلام
وما سمعت منه
كلمة فحش قط وإنه كان بين الحسن بن علي وعمرو بن عثمان خصومة في أرض فعرض الحسين
أمرا لم يرضه عمرو ، فقال الحسن عليهالسلام
: ليس له عندنا إلا ما أرغم
أنفه ، فان هذه أشد وأفحش كلمة سمعتها منه قط.
٣٧
ـ د : قيل : طعن أقوام من أهل الكوفة في الحسن
بن علي عليهماالسلام
فقالوا : إنه عي لا يقوم بحجة ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليهالسلام
فدعا الحسن فقال : يا ابن رسول الله
إن أهل الكوفة قد قالوا فيك مقالة أكرهها؟ قال : وما يقولون يا أميرالمؤمنين؟
قال : يقولون : إن الحسن بن علي عي اللسان لايقوم بحجة ، وإن هذه الاعواد
فأخبر الناس فقال : يا أميرالمؤمنين لا أستطيع الكلام وأنا أنظر إليك ، فقال
أميرالمؤمنين عليهالسلام
إني متخلف عنك فناد أن الصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون
فصعد عليهالسلام
المنبر فخطب خطبة بليغة وجيزة فضج المسلمون بالبكاء ثم قال :
أيها الناس اعقلوا عن ربكم إن الله
عزوجل اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم و
آل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ، فنحن الذرية من آدم
والاسرة من نوح ، والصفوة من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، وآل من محمد صلىاللهعليهوآله
نحن فيكم كالسماء المرفوعة ، والارض المدحوة ، والشمس الضاحية ، وكالشجرة
الزيتونة ، لاشرقية ولا غربية التي بورك زيتها ، النبي أصلها ، وعلي فرعها ، ونحن
والله ثمرة تلك الشجرة ، فمن تعلق بغصن من أغصانهانجا ، ومن تخلف عنها فإلى النار
هوى ، فقام أميرالمؤمنين من أقصى الناس يسحب رداءه من خلفه حتى علا المنبر
مع الحسن عليهالسلام
فقبل بين عينيه ، ثم قال : يا ابن رسول الله أثبت على القوم حجتك
وأوجبت عليهم طاعتك ، فويل لمن خالفك.
١٧
* ( باب ) *
* ( خطبة بعد شهادة أبيه صلوات الله عليهما ) *
« وبيعة الناس له »
١
ـ لى : أبي ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن
أبيه ، عن أحمد بن النضر
عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن الثمالي ، عن حبيب بن عمرو قال : لما توفي
أميرالمؤمنين عليهالسلام
وكان من الغد قام الحسن عليهالسلام
خطيبا على المنبر فحمد الله و
أثنى عليه ثم قال :
أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن
وفي هذه الليلة رفع عيسى بن مريم ، و
في هذه الليلة قتل يوشع بن نون ، وفي هذه الليلة مات أبي أميرالمؤمنين والله
لايسبق أبي أحد كان قبله من الاوصياء إلى الجنة ولا من يكون بعده ، وإن كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليبعثه في السرية ، فيقاتل جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره
وماترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، كان يجمعها ليشتري
بها خادما لاهله.
٢
ـ جا ، ما : المفيد ، عن إسماعيل
بن محمد الانباري ، عن إبراهيم بن
محمد الازدي ، عن شعيب بن أيوب ، عن معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام
ابن حسان قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهماالسلام
يخطب الناس بعد البيعة له
بالامر فقال : نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الاقربون ، وأهل بيته
الطيبون ، الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله صلىاللهعليهوآله في امته
والتالي كتاب الله ، فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
فالمعول علينا في تفسيره لانتظنى تأويله بل نتيقن حقائقه ، فأطيعونا فان طاعتنا
مفروضة إذ كانت بطاعة الله عزوجل ورسوله مقرونة ، قال الله عزوجل : « يا ـ
أيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ
فردوه إلى الله والرسول » « ولورد وه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم »
واحذركم الاصغاء لهتاف الشيطان فإنه
لكم عدو مبين ، فتكونوا أولياءه الذين قال لهم : لاغالب لكم اليوم من الناس
وإني جارلكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال : « إني برئ منكم إني
أرى مالا ترون » فتلقون إلى الرماح وزرا ، وإلى السيوف
جزرا ، وللعمد
حطما ، وللسهام غرضا ، ثم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت
في إيمانها خيرا.
بيان
: قال الجوهري : التظني إعمال الظن وأصله
التظنن ابدل من
إحدى النونات ياء قوله عليهالسلام
« وزراء » الوزر محركة : الجبل المنيع ، وكل معقل
والملجأ ، والمعتصم ، والوزر بالكسر : الاثم والثقل والكارة الكبيرة والسلاح ، والحمل
الثقيل ، ووزر الرجل : غلبه وأوزره : أحزره وذهب به كاستوزره ، وجعل له وزرا
وأوثقه
وخبأه كل ذلك ذكره الفيروز آبادي والاظهر أنه الوزر بالتحريك أي تكونون
معاقل للرماح تأوي إليكم ، ويحتمل أن يكون بالكسر أي لوزركم وإثمكم أو
الحال أنكم كالحمل الثقيل.
وقال الجوهري : الجزور من الابل يقع على
الذكر والانثى والجمع
الجزر وجزرالسباع : اللحم الذي تأكله ، يقال : تركوهم جزرا بالتحريك إذا
قتلوهم. والجزر أيضا : الشاة السمينة وقال الجزري فيه : أبشر بجزرة سمينة أي
شاة صالحة لان تجزر أي تذبح للاكل ومنه حديث الضحية فانما هي زجرة
أطعمها أهله وتجمع على جزر بالفتح ومنه حديث موسى والحسرة : حتى صارت
حبالهم للثعبان جزرا وقد تكسر الجيم انتهى والاظهر أنه بالتحريك. والحطم : الكسر أو خاص باليابس ، وصعدة حطم ككسر ما تكسر من اليبيس ، ذكره
____________________
الفيروز آبادي فهو
إما بالتحريك وإن لم يرد في هذا المقام فانه وزن معروف أو
بكسر الحاء وفتح الطاء كما ذكره الفيروز آبادي ، والعمد بالتحريك وبضمتين
جمع العمود أي تحطمكم وتكسر كم العمد ، ونصب الجميع بالحالية إن قرئ
فتلقون على بناء المجهول ، ويحتمل التميز ، وبالمفعولية إن قرئ على بناء المعلوم.
٣
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن علي بن
الحسين بن عبيد ، عن
إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عمرة ، عن معروف ، عن أبي الطفيل قال : خطب الحسن بن علي عليهماالسلام
بعد وفاة علي عليهالسلام
وذكر أميرالمؤمنين فقال : خاتم
الوصيين ووصي خاتم الانبياء ، وأمير الصديقين والشهداء والصالحين ، ثم قال :
أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه
الاولون ، ولا تدركه الاخرون ، لقد
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يعطيه الراية فيقاتل جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره
فما يرجع حتى يفتح الله عليه ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شئ على صبي له ، وما ترك
في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لام كلثوم.
ثم قال : من عرفني فقد عرفني ومن لم
يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي صلىاللهعليهوآله
ثم تلى هذه الاية قول يوسف : « واتبعت
ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب
»
أنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله ، وأنا ابن السراج المنير
وأنا ابن الذي ارسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين كان جبرئيل ينزل عليهم ، ومنهم
كان يعرج ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم ، فقال فيما
انزل على محمد صلىاللهعليهوآله
: « قل لا
أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف
حسنة »
واقتراف الحسنة مودتنا.
فر
: عن أبي الطفيل مثله.
٤
ـ شا : كان الحسن عليهالسلام
وصي أبيه أميرالمؤمنين عليهالسلام
على أهله وولده
____________________
وأصحابه ، ووصاه
بالنظر في وقوفه وصدقاته ، وكتب إليه عهدا مشهورا ووصية
ظاهرة في معالم الدين وعيون الحكمة والاداب ، وقد نقل هذه الوصية جمهور
العلماء واستبصربها في دينه ودنياه كثير من الفقهاء ، ولما قبض أميرالمؤمنين عليهالسلام
خطب الناس الحسن وذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه على حرب من حارب ، وسلم
من سالم.
وروى أبومخنف لوط بن يحيى قال : حدثني
أشعث بن سوار ، عن أبي
إسحاق السبيعي وغيره ، قال : خطب الحسن بن علي عليهماالسلام
في صبيحة الليلة التي
قبض فيهاأميرالمؤمنين عليهالسلام
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون بعمل ، ولم يدركه الاخرون
بعمل
لقد كان يجاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيقيه بنفسه ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوجهه برايته ، فيكنفه جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، ولا يرجع حتى يفتح
الله
على يديه ، ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ، والتي قبض فيها
يوشع بن نون [ وصي موسى ] ، وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت
عن عطائه ، أراد أن يبتاع بها خادما لاهله.
ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس من
حوله معه ، ثم قال : أنا ابن البشير
أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله باذنه أنا ابن السراج المنير ، أنا من أهل
بيت
أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه
فقال تعالى : « قل لا
أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة
نزدله فيها حسنا »
فالحسنة مودتنا أهل البيت ثم جلس.
فقام عبدالله بن العباس رحمهالله بين يديه فقال : معاشر
الناس هذا ابن نبيكم
ووصي إمامكم فبايعوه فاستجاب له الناس فقالوا : ما أحبه إلينا وأوجب حقه
علينا وبادروا إلى البيعة له بالخلافة ، وذلك [ في ] يوم الجمعة الحادي والعشرين
من
شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة.
____________________
فرتب العمال ، وأمر الامراء ، وأنفذ
عبدالله بن العباس إلى البصرة ونظر
في الامور.
أقول
: روى هذه الخطبة ابن أبي الحديد ، عن أبي
الفرج ، عن عمرو بن
ثابت ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن هبيرة بن مريم ، ورأيت أيضا في كتاب المقاتل
لابي الفرج الاصفهاني مثله.
٥
ـ قب : بويع عليهالسلام
بعد أبيه يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر
رمضان في سنة أربعين وكان عمره عليهالسلام
لما بويع سبعا وثلاثين سنة.
٦
ـ نص : الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي ، عن
الجوهري ، عن عتبة
ابن الضحاك ، عن هشام بن محمد ، عن أبيه قال : لما قتل أميرالمؤمنين عليهالسلام رقى الحسن
ابن علي عليهماالسلام
المنبر فأراد الكلام فخنقته العبرة ، فقعد ساعة ثم قام فقال : الحمد لله
الذي كان في أوليته وحدانيا في أزليته ، متعظما بإليهته ، متبكرا بكبريائه
وجبروته ، ابتدأ ما ابتدع ، وأنشأما خلق ، على غير مثال كان سبق مما خلق.
ربنا اللطيف بلطف ربوبيته ، وبعلم خبره
فتق ، وبإحكام قدرته خلق جميع
ما خلق ، فلا مبدل لخلقه ، ولا معير لصنعه ، ولا معقب لحكمه ، ولا راد لامره
ولا مستراح عن دعوته ، خلق جميع ما خلق ، ولا زوال لملكه ، ولا انقطاع لمدته
فوق كل شئ علا ، ومن كل شئ دنا ، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى
وهو بالمنظر الاعلى.
احتجب بنوره ، وسما في علوه ، فاستتر عن
خلقه ، وبعث إليهم شهيدا عليهم
وبعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي
عن بينة ، وليعقل البعاد عن ربهم ما جهلوه ، فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه.
والحمد الله الذي أحسن الخلافة علينا
أهل البيت ، وعنده نحتسب عزانا في
خير الاباء رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وعندالله نحتسب عزانا في أميرالمؤمنين ، ولقد اصيب
به الشرق والغرب ، والله ما خلف درهما ولا دينارا إلا أربعمائة درهم ، أراد أن
يبتاع لاهله خادما ،
ولقد حدثني حبيبي جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن الامر يمكله
اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته ، مامنا إلا مقتول أو مسموم.
ثم نزل عن منبره ، فدعا بابن ملجم لعنه
الله فاتي به ، قال : يا ابن رسول الله
استبقني أكن لك ، وأكفيك أمر عدوك بالشام ، فعلاه الحسن عليهالسلام بسيفه فاستقبل
السيف بيده فقطع خنصره ثم ضربه ضربة على يافوخه فقتله ، لعنة الله عليه.
إلى هنا انتهى الجزءالاول من المجليد
العاشر ويليه الجزء الثاني وأوله باب العلة
التي من أجلها صالح الحسن بن علي عليهماالسلام
معاوية بن أبي سفيان.



كلمة المصحح :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول
الله. وعلى آله الأطيبين أمناء الله.
وبعد
: فقد من الله علينا أن وفقنا لتصحيح هذا
السفر القيم ، والتراث
الذهبي المخلد ، وهو الجزء الأول من المجلد العاشر من كتاب بحار الأنوار
حسب تجزئة المصنف ـ رضوان الله عليه ـ والجزء الثالث والأربعون حسب تجزئتنا
والله أسأل أن يوفقنا لاتمام هذا المشروع المقدس ، وله المن والفضل.
مسلكنا في التصحيح :
١ ـ اعتمدنا على النسخة المطبوعة
المشهورة بكمباني تصحيح الفاضل الخبير
المرزا محمد القمي المعروف بأرباب ، فجعلناها أصلا لطبعتنا هذه عرضا ومقابلة.
وذلك لصحتها واتقانها وقد قال الفاضل المرحوم في ختام هذه الطبعة :
|
« وبعد فلما كان المجلد العاشر من كتاب بحار
الأنوار »
« مشتملا على ما يتعلق بأحوال مولانا سيد
الشهداء ، وذريعة إلى الفوز »
« بالسعادات الأخروية ، ولهذا صار هذا المجلد
من بين مجلدات هذا »
« الكتاب أشهرها ، وأعمها نفعا ، طبعوها بناة
الخير مرات عديدة »
« ولكن لم يتيسر لهم تصحيح الكتاب على ما
ينبغي ، كما هو ظاهر »
« للمحصل المراجع لها ، وهذه المرة من
الانطباع وإن جاءت آخرا »
|
|
« لكنها فاقت مفاخرا ، فبحمد الله سلمت هذه
النسخة من أغلاط لم تسلم »
« منها النسخ السابقة ، وفي المثل : كم ترك
الأول للاخر ، وأنا »
« المستضيئ من أنوار العلماء المحدثين ، محمد
بن محمد تقي القمي في »
« سنة ١٣٠٤. »
|
أقول
: وذلك لأنه قد تيسر لهم نسخ متعددة ، وبذل
العلماء جمعا ومنفردا
جهدهم في تصحيحها ومقابلتها وعرضها على النسخ المخطوطة والمطبوعة ، ثم أشرف عليها الفاضل المؤمى إليه بدقة وإتقان ، فصححها وعلق عليها ، فلو أن هذه النسخ التي أتيحت لهؤلاء المصححين ، أتيحت لنا ـ وأنى وأين ـ لم يكن في عرض النسخة عليها ثانيا كثير جدوى. ولذلك أغفلنا عن طلب النسخ.
اللهم إلا أن نجد نسخة المصنف ـ قدسسره ـ فيكون عرض النسخة
عليها من الواجب الحتم.
فمن
كان من العلماء والفضلاء عنده نسخة
من تلك النسخ أو عنده خبر عنها ، فليراجعنا خدمة للدين وأهله ، ونشكره الشكر الجزيل.
٢ ـ راجعنا سائر النسخ المطبوعة ، وهكذا
مصادر الكتاب ، عندما عرض لنا أدنى شبهة في سقط أو تصحيف ، وراجعنا مع ذلك كتب
الرجال عندما احتمل تبديل في السند.
ولأجل ذلك راجعنا كثيرا من المصادر ، وعرضنا
النسخة عليها : بين ما لم يكن بينهما اختلاف ، أو كان اختلاف يسير غير مغير للمعنى ، أو كان الترجيح لنسخة المصنف ـ قدسسره
ـ فأضربنا عن الايعاز إلى ذلك فإنه لا طائل تحته.
وأما إذا كان الترجيح لنسخة المصدر ، أو
كان في نسخة الكمباني تصحيف أو سقط ، أصلحناه في الصلب ، وأوعزنا إلى ذلك في الذيل ، كما يراه المطالع البصير في طي الصفحات ، ومنها ما في ص ٢٦ و ٥٤ و ٢٤١ فراجع.
ولم نكن لنرجح نسخة المصدر ، إلا حيث
ظهر بديهة ، وذلك لان المصنف
ـ أعلى الله مقامه ـ قد جمع الله عنده من المصادر الثمينة الغالية ، ما لا يجتمع
عند
أحد ، فقد كان عنده النسخ المصححة من المصادر وهو ـ قدسسره
ـ لم يكن
ليعتمد على النسخ المغلوطة ، فقد كان بعض الأحاديث في نسخته سقيمة ، فنقلها و
أشار إلى ذلك مع الايضاح اللازم.
فاللازم على الباحثين الثقافيين أن
يعرضوا نسختهم من المصادر عند طبعها وتحقيقها على البحار ـ كما فعل عند طبع كتاب المحاسن والاختصاص ـ لا أن يعرضوا نسخة البحار على المصادر المتهيئة عندهم مخطوطة كانت أو مطبوعة.
ولأجل ذلك لم نلتزم بعرض الأحاديث كلها
على المصادر المطبوعة الموجودة ولا بتذكار الاختلاف بينها وبين نسختنا لعدم الجدوى في ذلك.
اللهم إلا أن نظفر بنسخة الأصل من
المصدر ، أو بنسخة مطبوعة قد حققت بالأدب الصحيح وقوبلت مع النسخ الأصلية ، بعد كمال الدقة والاتقان.
٣ ـ ترى في طي الصفحات كلمات أو جملات
جعلناها بين العلامتين [ ..... ] من دون أن نذيلها بكلام يوضح ذلك ، فهي بين طوائف :
طائفة منها موجودة في هامش النسخة مع
رمز ظ أو خ فجعلناها بين العلامتين.
وطائفة منها موجودة في المصدر ـ الذي
كان عندنا ـ ساقطة من نسخة الكمباني : لا يستقيم المراد بدونها كما في ص ١٨١ و ٢٢٥ و ٣١٣ أو يستقيم ، كما في ص ٢٢٠ و ٢٤٠ وغير ذلك.
وطائفة منها غير موجودة في النسخة ، ويستدعيها
الأدب والسياق : لا يستقيم المعنى بدونها كما في ص ٨٨ و ١٤٤ ، أو يستقيم كما في ص ١٣٦ و ٢٣٨ ، وغير ذلك.
٤ ـ حققنا ألفاظ الحديث على كتب اللغة
وضبطناها بالاشكال – وهكذا
ـ ز ـ
كل ما ذكره رحمهالله ناقلا عن المعاجم
اللغوية ، فحققناها على المصادر : القاموس المحيط ، الصحاح ، النهاية ، طبعاتها المشكولة المطبوعة بمصر. وكذلك عندما اشتبه حروف الكلمة بين المعجمة والمهملة.
٥ ـ حققنا بعض الأسانيد على المصدر وكتب
الرجال ، أو بعضها على بعض كما في ص ١٣ و ٢٣ و ١١١ وغير ذلك.
هذا مسلكنا في التصحيح والتحقيق ، ولا
زال أدعو الله جاهدا مخلصا أن يهديني إلى النهج القويم ، ويحملني على الحق الصريح ، ويحفظني عن الخطاء والخطل ، إنه على صراط مستقيم.
|
شوال المكرم ١٣٨٤
محمد الباقر البهبودي
|
(
فهرس )
ما في هذا الجزء من الابواب
أبواب
تاريخ سيدة نساء
العالمين وبضعة سيدالمرسلين
فاطمة الزهراء عليهاالسلام
عناوين الابواب
|
رقم الصفحة
|
١ ـ باب ولادتها وحليتها وشمائلها صلوات الله عليها وجمل
تواريخها )............... ١٠ـ٢
٢ ـ باب أسمائها وبعض
فضائلها عليهاالسلام......................................... ١٩ـ١٠
٣ ـ باب مناقبها
وفضائلها وبعض أحوالها ومعجزاتها صلوات الله عليها............. ٨١ـ١٩
٤ ـ باب سيرها ومكارم
أخلاقها صلوات الله عليها وسير بعض خدمها............ ٩٢ـ٨١
٥ ـ باب تزويجها صلوات
الله عليه........................................... ١٤٥ـ٩٢
٦ ـ باب كيفية
معاشرتها مع على عليهماالسلام................................... ١٥٤ـ١٤٦
٧ ـ باب ماوقع عليها
من الظلم وبكائها وحزنها وشكايتها في مرضها إلى شهادتها وغسلها ودفنها ، وبيان العلة
في اخفاء دفنها صلوات الله عليه........................................................... ٢١٨ـ١٥٥
٨ ـ باب تظلمها صلوات
الله عليها في القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر.......... ٢٢٧ـ٢١٩
٩ـ باب أولادها
وذريتها وأحوالهم وفضلهم وانهم من اولاد الرسول صلىاللهعليهوآله حقيقة ٢٣٤ـ٢٢٨
١٠ـ باب أوقافها
وصدقاتها صلوات الله عليها............................... ٢٣٦ـ٢٣٥
أبواب
تاريخ الامامين
الهمامين الحسن والحسين عليهماالسلام
عناوين الابواب
|
رقم الصفحة
|
١١ ـ باب ولادتهما وأسمائهما وعللها ونقش
خواتيمهما صلوات الله عليهما..... ٢٦٠ـ٢٣٧
١٢ ـ باب فضائلهما ومناقبهما والنصوص عليهما صلوات الله عليهما.......... ٣١٧ـ٢٦١
١٣ ـ باب مكارم
أخلاقهما صلوات الله عليهما واقرار المخالف والمؤالف بفضلهما ٣٢١ـ٣١٨
أبواب
ما يختص بالامام الزكى
سيد شباب اهل الجنة الحسن بن على
عليهماالسلام
١٤ـ باب النص عليه
صلوات الله عليه............................................. ٣٢٢
١٥ـ باب معجزاته صلوات
الله عليه........................................ ٣٣٠ـ٣٢٣
١٦ ـ باب مكارم أخلاقه
[ وعمله ] وعلمه وفضله وشرفه وجلالته ونوادر احتجاجاته صلوات الله عليه ٣٥٨ـ٣٣١
١٧ـ باب خطبة بعد
شهادة أبيه وبيعة الناس له.............................. ٣٦٤ـ٣٥٩
*(رموز
الكتاب)*
ب : لقرب الاسناد.
|
ع : للعلل الشرائع.
|
لد : للبلدين الامين.
|
بشا : لبشارة المصطفى.
|
عا : لدعائم الاسلام.
|
لي : لامالى الصدوق.
|
تم : لفلاح السائل.
|
عد : للعقائد.
|
م : لتفسير الامام العسكري (ع)
|
ثو : لثواب الاعمال.
|
عدة : للعدة.
|
ما : لامالى الطوسى.
|
ج : للاحتجاج.
|
عم : لاعلام الورى
|
محص : للتمحيص.
|
جا : لمجالس المفيد.
|
عين : للعيون والمحاسن.
|
مد : للعمدة.
|
جش : لفهرست النجاشي.
|
غر : للغرر والدرر.
|
مص : لمصباح الشريعة.
|
جع : لجامع الاخبار.
|
غط : لغيبة الشيخ.
|
مصبا : للمصباحين.
|
جم : لجماع الاسبوع.
|
غو : لغوالي اللئالي.
|
مع : لمعاني الاخبار.
|
جنة : للجنة.
|
ف : لتحف العقول.
|
مكا : لمكارم الاخلاق.
|
حة : لفرحة الغرى.
|
فتح : لفتح الابواب.
|
مل : لكامل الزيارة.
|
ختص : لكتاب الاختصاص.
|
فر : لتفسير فرات بن إبراهيم.
|
منها : للمنهاج.
|
خص : لمنتخب البصائر.
|
فس : لتفسير علي بن إبراهيم.
|
مهج : لمهج الدعوات.
|
د : للعدد.
|
فض : لكتاب الروضة.
|
ن : لعيون أخبار الرضا (ع).
|
سر : للسرائر.
|
ق : للكتاب العتيق الغروى.
|
نيه : لتنبيه الخاطر.
|
سن : للمحاسن.
|
قب : لمناقب ابن شهر آشوب
|
نجم : لكتاب النجوم.
|
شا : للارشاد.
|
قبس : لقبس المصباح.
|
نص : للكافية.
|
شف : لكشف اليقين.
|
قضا : لقضاء الحقوق.
|
نهج : لنهج البلاغة.
|
شى : لتفسير العياشي.
|
قل : لاقبال الاعمال.
|
نى : لغيبة النعماني.
|
ص : لقصص الانبياء.
|
قية : للدروع.
|
هد : للهداية.
|
صا : للاستبصار.
|
ك : لاكمال الدين.
|
يب : للتهذيب.
|
صبا : لمصباح الزائر.
|
كا : للكافي.
|
يج : للخرائج.
|
صح : لصحيفة الرضا (ع).
|
كش : لرجال الكشي.
|
يد : للتوحيد.
|
ضا : لفقه الرضا (ع).
|
كشف : لكشف الغمة.
|
ير : لبصائر الدرجات.
|
ضوء : لضوء الشهاب.
|
كف : لمصباح الكفعمى.
|
يف : للطرائف.
|
ضه : لروضة الواعظين.
|
كنز : لكنز جامع الفوائد وتأويل
الايات الظاهرة معاً.
|
يل : للفضائل.
|
ط : للصراط المستقيم.
|
ل : للخصال.
|
ين : لكتابى الحسين بن سعيد او لكتابه
والنوادر.
|
طا : لامان الاخطار.
|
|
يه : لمن لايحضره الفقيه.
|
طب : لطب الائمة.
|
|
|
|