٧٠
( باب )
* ( ماظهر من فضله صلوات
الله عليه يوم الخندق ) *
١
ـ يف : روى أبوهلال العسكري في كتاب الاوائل
قال : أول من قال :
« جعلت فداك » علي عليهالسلام ، لما دعا عمرو بن
عبدود إلى البراز يوم الخندق ولم يجبه
أحد قال علي عليهالسلام
: جعلت فداك يارسول الله أتأذن لي؟ قال : إنه عمرو بن عبدود
قال : وأنا علي بن أبي طالب ، فخرج إليه فقتله ، واخذ الناس منه. ومن غير كتاب
الاوائل أن النبي صلىاللهعليهوآله
لما أذن لعلي عليهالسلام
في لقاء عمرو بن عبدود وخرج إليه قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: برز الايمان كله إلى الكفر كله .
ومن كتاب صدر الائمة عندهم
موفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم بإسناده أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : لمبارزة علي بن
أبي طالب لعمرو بن عبدود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة .
أقول
: روى ابن شيروية في الفردوس عن معاوية
بن حيدة عن النبي صلىاللهعليهوآله
مثله ، وفيه : من عمل أمتي. وروى صاحب كتاب الاربعين عن الاربعين عن إسحاق
ابن بشير القرشي عن وهب بن الحكم عن أبيه عن جده عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله.
وقال العلامة في شرحه على التجريد : قال
حذيفة : لما دعا عمرو إلى المبارزة أحجم
____________________
المسلمون كافة ماخلا عليا ، فإنه برز إليه ،
فقتله الله على يديه ، والذي نفس
حذيفة بيده لعمله في ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد إلى يوم القيامة ، و
كان الفتح في ذلك اليوم على يد علي عليهالسلام
وقال النبي صلىاللهعليهوآله
: « لضربة علي خير
من عبادة الثقلين » وذكره القوشجي أيضا في شرحه من غير تفاوت.
وروى الشيخ أمين الدين الطبرسي في مجمع
البيان عند سياق هذه القصة
برواية محمد بن إسحاق فجز علي عليهالسلام
رأسه وأقبل نحو رسول الله صلىاللهعليهوآله
ووجهه
يتهلل ، قال حذيفة
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: ابشر ياعلي فلو وزن اليوم عملك بعمل
أمة محمد صلىاللهعليهوآله
لرجح عملك بعملهم ، وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد
دخله وهن بقتل عمرو ، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو.
وروى السيد أبومحمد الحسيني عن الحاكم
أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن سفيان
الثوري عن زبيد الشامي عن مرة عن عبدالله بن مسعود قال : وكان يقرأ « وكفى الله
المؤمنين القتال » بعلي .
أقول
: وقال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود
: قول النبي صلىاللهعليهوآله
:
« لضربة علي لعمرو بن عبدود أفضل من عمل
أمتي إلى يوم القيامة » رواه
موفق
ابن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في كتاب المناقب وأبوهلال العسكري في كتاب
الاوائل .
وقال ابن أبي الحديد : في شرح نهج البلاغة
: فأما الجراحة التي جرحها يوم
الخندق إلى عمرو بن عبدود فإنها أجل من أن يقال جليلة ، وأعظم من أن يقال
عظيمة وماهي إلا كما قال شيخنا أبوالهذيل وقد سأله سائل : أيما أعظم منزلة عند
الله علي أم أبوبكر؟ فقال : ياابن أخي والله لمبارزة علي عمروا يوم الخندق يعدل
____________________
أعمال المهاجرين
والانصار وطاعاتهم كلها ، وتربى عليها فضلا عن أبي بكر وحده.
وقد روي عن حذيفة بن اليمان مايناسب هذا
بل ماهو أبلغ منه : روى قيس بن الربيع
عن أبي هارون العبدي عن ربيعة بن مالك السعدي قال : أتيت حذيفة بن اليمان
فقلت : يا أبا عبدالله إن الناس ليتحدثون عن علي بن أبي طالب ومناقبه فيقول لهم
أهل البصيرة : إنكم لتفرطون في تقريظ هذا الرجل ، فهل أنت محدثي بحديث عنه
أذكره للناس؟ فقال : ياربيعة وما الذي تسألني عن علي عليهالسلام
وما الذي أحدثك
به عنه؟ والذي نفس حذيفة بيده لو وضع جميع أعمال أمة محمد في كفة الميزان منذ
بعث الله تعالى محمدا إلى يوم الناس هذا ووضع عمل واحد من أعمال علي في الكفة
الاخرى لرجح على أعمالهم كلها ، فقال ربيعة : هذا المدح الذي لايقام له ولايعقد
ولايحمل ، إني لاظنه إسرافا يا أبا عبدالله! فقال حذيفة : يالكع وكيف لايحمل؟
وأين كان المسلمون يوم الخندق وقد عبر إليهم عمرو وأصحابه فملكهم الهلع و
الجزع ، ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه ، حتى برز إليه علي عليهالسلام فقتله ، والذي
نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من أعمال أمة محمد إلى هذا اليوم وإلى
أن تقوم القيامة.
وجاء في الحديث المرفوع أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال ذلك اليوم حين
برز إليه :
برز الايمان كله إلى الشرك كله. وقال أبوبكر بن عياش : لقد ضرب علي بن
أبي طالب عليهالسلام
ضربة ماكان أشأم منها
يعني ضربة ابن ملجم لعنه الله. وفي الحديث
المرفوع أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما بارز علي عمروا مازال رافعا يديه مقمحا رأسه قبل
السماء داعيا ربه قائلا : اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر وحمزة يوم أحد
فاحفظ علي اليوم عليا « رب لاتذرني فردا وأنت خير الوارثين ».
____________________
وقال جابر بن عبدالله الانصاري : والله
ماشبهت يوم الاحزاب قتل علي
عمروا وتخاذل المشركين بعده إلا بما قصه تعالى قصة داود وجالوت في قوله :
« فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت
» وروى عمر
بن عزهر
عن عمرو بن عبيد عن
الحسن أن عليا عليهالسلام
لما قتل عمروا جز رأسه وحمله فالقاه بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقام أبوبكر وعمر فقبلا رأسه ووجه رسول الله صلىاللهعليهوآله
يهلل فقال : هذا النصر أو
قال : هذا أول النصر وفي الحديث المرفوع أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : يوم قتل
عمرو : ذهب ريحهم ولا يغزوننا بعد اليوم ونحن نغزوهم إن شاء الله.
وينبغي أن يذكر ملخص هذه القصة من مغازي
الواقدي وابن إسحاق ،
قالا : خرج عمرو بن عبدود يوم الخندق وقد كان شهد بدرا فارتث جريحا ، ولم
يشهد أحدا ، فحضر الخندق شاهرا نفسه معلما مدلا بشجاعته وبأسه ، وخرج معه
ضرار بن الخطاب الفهري وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب ونوفل بن
عبدالله بن المغيرة المخزوميون ، فطافوا بخيولهم على الخندق إصعادا وانحدارا
يطلبون موضعا ضيقا يعبرونه ، حتى وقفوا على أضيق موضع فيه فأكرهوا خيلهم
على العبور فعبرت ، وصاروا مع المسلمين على أرض واحدة ورسول الله عليهالسلام جالس
وأصحابه قيام على رأسه ، فتقدم عمرو بن عبدود فدعا إلى البراز مرارا ، فلم يقم
إليه أحد ، فلما أكثر قام علي عليهالسلام
فقال : أنا أبارزه يارسول الله ، فأمر
بالجلوس
وأعاد عمرو النداء والناس سكوت على رؤوسهم الطير ، فقال عمرو : أيها الناس
إنكم تزعمون أن قتلاكم في الجنة وقتلانا في النار ، أفما يحب أحدكم أن يقدم
على الجنة أو يقدم عدوا له إلى النار؟ فلم يقم إليه أحد ، فقام علي عليهالسلام دفعة
____________________
ثانية وقال : أنا له
يارسول الله ، فأمره بالجلوس ، فجال عمرو بفرسه مقبلا ومدبرا
إذ جاءت
عظماء الاحزاب فوقفت من وراء الخندق ومدت أعناقها تنظر ، فلما رأى
عمرو أن أحدا لايجيبه قال :
ولقد بححت من النداء بجمعهم هل من
مبارز
|
|
ووقفت إذ جبن الشجاع موقف القرن
المناجز
|
إني كذلك لم أزل متسرعا قبل الهزاهز
|
|
إن الشجاعة في الفتى والجود من خير
الغرائز
|
فقام علي عليهالسلام
فقال : يارسول الله ائذن لي في مبارزته ، فقال : ادن ، فدنا
فقلده سيفه وعممه بعمامته وقال : امض لشأنك ، فلما انصرف قال : اللهم أعنه عليه
فلما قرب منه قال له مجيبا إياه من شعره :
لاتعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
|
|
ذو نية وبصيرة يرجو بذاك نجاة فائز
|
إني لآمل أن أقيم عليك نائحة الجنائز
|
|
من ضربة فوهاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
|
فقال عمرو : من أنت؟ وكان عمرو شيخا
كبيرا قد جاوز الثمانين وكان نديم
أبي طالب في الجاهلية فانتسب علي عليهالسلام
له وقال : أنا ابن أبي طالب ، فقال :
أجل ، لقد كان أبوك نديما لي وصديقا ،
فارجع فإني لا أحب أن أقتلك كان شيخنا
أبو الخير مصدق بن شبيب النحوي يقول : إذا مررنا في القراءة عليه بهذا الموضع :
والله ما أمره بالرجوع إبقاءا عليه بل
خوفا منه! فقد عرف قتلاه ببدر وأحد وعلم
أنه إن ناهضه قتله ، ( فاستحيا )؟ أن يظهر الفشل فاظهر الابقاء والارعاء وإنه
لكاذب
فيها قالوا : فقال له علي عليهالسلام
: لكني أحب أن أقتلك : فقال : يا ابن أخي
____________________
إني لاكره أن أقتل
الرجل الكريم مثلك فارجع ورائك خيرا لك
، فقال علي
عليهالسلام
: إن قريشا يتحدث عنك أنك قلت : لايدعوني أحد إلى ثلاث الا أجيب
ولو إلى واحدة منها ، قال : أجل ، قال : فإني أدعوك إلى الاسلام ، قال : دع
هذه ، قال : فإني أدعوك إلى أن ترجع بمن يتبعك من قريش إلى مكة ، قال :
إذا تتحدث نساء قريش عني أن غلاما خدعني! قال : فإني أدعوك إلى البراز
راجلا ، فحمي عمرو
وقال : ماكنت أظن أحدا من العرب يرومها مني ، ثم نزل
فعقر فرسه وقيل. ضرب وجهه ففر وتجاولا ، فثارت لهما غبرة وارتهما عن
العيون إلى أن سمع الناس التكبير عاليا من تحت الغبرة ، فعلموا أن عليا قتله
وانجلت الغبرة عنهما وعلي راكب صدره يجز رأسه ، وفر أصحابه ليعبروا الخندق
فظفرت بهم خيلهم إلا نوفل بن عبدالله ، فإنه قصر فرسه فوقع في الخندق ، فرماه
المسلمون بالحجارة ، فقال : يامعشر الناس أكرموا من هذه ، فنزل إليه علي
عليهالسلام
فقتله ، وأدرك الزبير هبيرة بن أبي وهب فضربه فقطع قربوسه وسقطت درع
كان حملها من ورائه ، فأخذه الزبير ، وألقى عكرمة رمحه ، وناوش عمر بن الخطاب
ضرار بن عمرو
: فحمل عليه ضرار حتى إذا وجد عمر مس الرمح رفعه عنه وقال :
إنها لنعمة مشكورة فاحفظها ياابن الخطاب ، إني كنت آليت أن لا يمتلئ يداي
من قتل قرشي فأقتله ، فانصرف ضرار راجعا إلى أصحابه ، وقد كان جرى له معه
____________________
مثل هذه في يوم احد
، وقد ذكرناها ، ذكر القصتين
معا محمد بن عمرو الواقدي
في كتاب المغازي .
توضيح
: التقريظ : مدح الحي ووصفه. وارتث فلان
على بناء المجهول :
حمل من المعركة جريحا. وقد مر مرارا أن كون الطير على رؤسهم كناية عن سكونهم
وعدم تحركهم للخوف ، فان الطير لايقع إلا على شئ ساكن. ثم اعلم أن تفصيل
القصة وشرحها وسائر مايتعلق بها مذكورة في كتاب النبوة ، وإنما ذكرنا ههنا
قليلا منها لمناسبتها لابواب المناقب ، ولايخفى على أحد أن من كان عمل من أعماله
معادلا لاعمال الثقلين إلى يوم القيامة وبضربة منه تشيد أركان الدين لا ينبغي أن
يكون رعية لمن امتن عليه ضرار فأعتقه وأمثاله من المنافقين.
٧١
( باب )
* ( ماظهر من فضله صلوات
الله عليه في غزوة خيبر ) *
١
ـ يف : روى أحمد بن حنبل في مسنده من أكثر من
ثلاثة عشر طريقا فمنها
عن عبدالله بن بريدة قال : سمعت أبي يقول : حاضرنا خيبر فأخذ اللواء أبوبكر
فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذها من الغد عمر فرجع ولم يفتح له ، ثم أخذها عثمان
ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إني دافع
الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، لايرجع حتى يفتح الله
له ، وبتنا طيبة أنفسنا أن نفتح غدا ، ثم قام قائما ودعا باللواء والناس على
مصافهم
ودعا عليا عليهالسلام
وهو أرمد ، فتفل في عينه ودفع إليه اللواء وفتح له .
ورواه البخاري في صحيحه في أواخر الجزء
الثالث منه عن سلمة بن الاكوع
____________________
ورواه أيضا البخاري
في الجزء المذكور عن سهل ، ورواه أيضا البخاري في الجزء
الرابع في رابع كراس من النسخة المنقول منها ، ورواه أيضا في الجزء الرابع في
ثلثه الاخير من صحيحه في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ورواه
البخاري في الجزء الخامس من صحيحه في رابع كراس من أوله من النسخة المنقولة
منها. ورواه مسلم أيضا
في صحيحه في أواخر كراس من الجزء المذكور من
النسخة المشار إليها.
فمن رواية البخاري ومسلم في صحيحهما من
بعض طرقهما أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال في يوم الخيبر
: « لاعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله » قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ،
فلما ، أصبح الناس غدوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
كلهم يرجون
أن يعطاها فقال :
أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يارسول الله يشتكي عينيه ، قال : فارسلوا
إليه فأتي به فبصق رسول الله صلىاللهعليهوآله
في عينه ودعا له ، فبرئ كأن لم يكن به وجع ،
فأعطاه الراية ، فقال علي عليهالسلام
: يارسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال :
انفذ على رسلك
حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام فأخبرهم بما يجب
عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لان يهدي بك رجلا واحدا خير لك من أن
تكون لك حمر النعم.
ورووه في الجمع بين الصحاح الستة من جزء
الثالث في غزوة خيبر في صحيح
الترمذي ، ورواه في الجمع بين الصحيحين للحميدي في مسند سهل بن سعد وفي مسند
سعد بن أبي وقاص وفي مسند أبي هريرة وفي مسند سلمة بن الاكوع ورواه الفقيه
____________________
الشافعي ابن
المغازلي أيضا من طرق جماعة ، فمن روايات الشافعي ابن المغازلي
في كتاب المناقب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله
أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح له ، ثم بعث عمر فلم يفتح له ، فقال : لاعطين الراية
غدا رجلا كرارا غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فدعا علي بن
أبي طالب عليهالسلام
وهو أرمد العين ، فتفل في عينيه ففتح عينيه كأنه لم يرمد قط ،
فقال : خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك ، فخرج يهرول وأنا خلف
أثره حتى ركز رايته
في أصلهم تحت الحصن ، فأطلع رجل يهودي من رأس
الحصن فقال : من أنت؟ قال : علي بن أبي طالب ، فالتفت إلى أصحابه فقال :
غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى ، قال : فما رجع حتى فتح الله عليه.
ورواه علماء التاريخ مثل محمد بن يحيى
الازدي وابن جرير الطبري والواقدي
ومحمد بن إسحاق وأبي بكر البيهقي في دلائل النبوة وأبي نعيم في كتاب حلية الاولياء
والاشنهي في الاعتقاد عن عبدالله بن عمر وسهل بن سعد وسلمة بن الاكوع وأبي سعيد
الخدري وجابر الانصاري أن النبي صلىاللهعليهوآله
بعث أبا بكر برايته مع المهاجرين ، هي
رايته البيضاء
فعاد يؤنب قومه ويؤنبونه
، ثم بعث عمر من بعده فرجع يجبن
أصحابه ويجبنونه حتى ساء ذلك النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : لاعطين الراية غدا رجلا
يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله
كرارا غير فرار لايرجع حتى يفتح الله على
يديه ، فأعطاها عليا ففتح على يديه .
ورواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى : « ويهديك صراطا مستقيما
وينصرك الله
نصرا عزيزا » وذلك في فتح خيبر قال : حاصر رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أهل خيبر حتى
____________________
أصابتنا مخمصة شديدة
، وأن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض من
نهض معه من الناس ، فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه ورجعوا إلى رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يجبنه أصحابه ويجبنهم ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ أبوبكر راية رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم نهض فقاتل ، ثم
رجع فأخذها
عمر فقاتل ، ثم رجع ، فأخبر بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : أنا والله لاعطين الراية
غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة ، وليس ثم علي ،
فلما كان الغد تطاول إليها أبوبكر وعمر ورجال من قريش رجاء كل واحد منهم أن
يكون هو صاحب ذلك فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوآله
سلمة بن الاكوع إلى علي عليهالسلام
فجاءه على بعير له حتى أناخ قريبا من رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو أرمد قد عصب عينيه
بشقة برد قطري ، قال سلمة : فجئت به أقوده إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: مالك؟ قال : رمدت ، قال : ادن مني ، فدنا منه فتفل في عينيه ، فما شكا
وجعها بعد حتى مضى لسبيله ، ثم أعطاه الراية فنهض بالراية. ثم ذكر الثعلبي
صورة حال الحرب بين علي وبين مرحب ، وكان على رأس مرحب مغفر مصفر
وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، ثم قال : فاختلفا ضربتين ، فبدره علي عليهالسلام
بضربة فقد الحجر والمغفر وفلق رأسه حتى أخذ السيف في الاضراس ، وأخذ المدينة
وكان الفتح على يده.
قال السيد : ورأيت في الحديث الذي رواه
مسلم في صحيحه في الموضع الذي
تقدمت الاشارة إليه وهو في أواخر كراس من الجزء الرابع زيادة وهي أن عمر بن
الخطاب قال : ما أحببت الامارة إلا يومئذ ، فتشاوقت لها رجاء أن أدعى لها ،
فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله
علي بن أبي طالب عليهالسلام
فأعطاه الراية
وقال : امش ولاتلتفت حتى يفتح الله عليك ، قال : فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت ،
فصرخ : يا
رسول الله على ماذا أقاتل؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا
____________________
رسول الله ، فإن
فعلوا فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ،
انتهى كلام السيد .
أقول
: وروى ابن الاثير في جامع الاصول من
صحيح الترمذي عن البراء
إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعث إلى اليمن جيشين وأمر على أحدهما عليا وعلى الآخر
خالدا ، فقال : إذا كان القتال فعلي ، قال : فافتح علي حصنا فأخذ منه جارية ،
قال : فكتب معي خالد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
بخبره ، قال : فلما قدمت على رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وقرأ الكتاب رأيته يتغير لونه ، فقال : ماترى في رجل يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله؟ فقلت : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول ،
فسكت.
وروي أيضا من الترمذي عن بريدة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
إن الله تبارك
وتعالى أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم ، قيل : يارسول الله سمهم لنا ، قال :
علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبوذر والمقداد وسلمان ، أمرني بحبهم وأخبرني
أنه يحبهم.
وروى من صحيحي مسلم والترمذي عن سعد بن
أبي وقاص قال : سمعت
النبي صلىاللهعليهوآله
يقول يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله ، فتطاولنا
فقال : أدعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع
الراية إليه ففتح الله عليه .
وروى من الصحيحين عن سلمة بن الاكوع قال
: كان علي عليهالسلام
قد تخلف
عن النبي صلىاللهعليهوآله
في خيبر وكان رمدا ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
فخرج علي فلحق النبي صلىاللهعليهوآله
فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: لاعطين ألراية أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله أو قال :
____________________
يحب الله ورسوله
يفتح الله على يديه ، فإذا نحن بعلي ومانرجوه ، فقالوا : هذا
علي ففتح الله عليه.
وروى أيضا من الصحيحين عن سهل بن سعد أن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال يوم
خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا
على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقيل : هو
يارسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأتي به فبصق في عينه ودعا له
فبرئ
حتى كان كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي عليهالسلام : يارسول الله
أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم
إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عزوجل فيه ، فوالله لان يهدي الله
بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
وروى من الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
قال يوم خيبر :
لاعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ، قال عمر بن الخطاب :
ما احببت الامارة إلا يومئذ ، قال : فتساورت لها ( رجاء )؟ أن أدعى لها ، قال :
فدعا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
علي بن أبي طالب عليهالسلام
فأعطاه إياها وقال : امش ولاتلتفت حتى
يفتح الله عليك ، قال : فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت ، فصرخ برسول الله صلىاللهعليهوآله :
على ماذا أقاتل الناس؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
الله
فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله .
وروى ابن شيرويه في الفردوس عن سهل بن
سعد قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: لاعطين
الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لايرجع حتى يفتح عليه
يعني علي بن أبي طالب .
[ بيان :
قال في النهاية : في حديث خيبر : « لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله
ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه » ، فبات الناس يدوكون تلك الليلة
____________________
أي يخوضون ويموجون
فيمن يدفعها إليه ، يقال : وقع الناس في دوكة ودوكة أي
في خوض واختلاط .
وقال : القطري : أي بالكسر ضرب من البرود فيه حمرة
ولها أعلام فيها بعض الخشونة ، وقيل : هي
حلل جياد تحمل من قبل البحرين.
وقال الازهري : في أعراض البحرين قرية
يقال لها « قطر » وأحسب الثياب القطرية
نسبت إليها ، فكسر والقاف للنسبة وخففوا.
وكأن المراد بالمصفر المذهب.
وفي القاموس : اشتاف : تطاول ونظر ،
وتشوف إلى الخبر تطلع ، ومن السطح :
تطاول ونظر وأشرف.
وبالراء معناه قريب من ذلك ، والاظهر « فتساورت » قال في النهاية : في الحديث « فتساورت لها أي رفعت لها شخصي. والتطاول أيضا
قريب منه أي كل منهم يمد عنقه ليراه النبي صلىاللهعليهوآله
رجاء أن يعطاها.
]
٢
ـ مد : بالاسناد إلى عبدالله بن أحمد ، عن
أبيه ، عن وكيع ، عن ابن
ليلى ،
عن المنهال بن عمرو ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر
مع علي عليهالسلام
وكان علي عليهالسلام
يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ،
فقيل له : لو سألته عن هذا فسأله عن هذا
فقال : صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعث إلي
وأنا أرمد يوم خيبر فقلت : يارسول الله إني أرمد ، فتفل في عيني وقال : « اللهم
اذهب عنه الحر والقر » فما وجدت حرا ولا بردا ، قال : وقال : لابعثن رجلا
يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ليس بفرار ، قال فتشوف لها الناس فبعث
عليا عليهالسلام
.
____________________
أقول
: روى ابن بطريق ما مر من الاخبار من
مسند أحمد بن حنبل باثني
عشر طريقا آخر عن أبي سعيد الخدري وسعيد بن المسيب وبريدة وأبي هريرة
وسهل بن سعد وأبي ليلى وسعد بن أبي وقاص ، ومن صحيح مسلم بستة طرق
عن سلمة بن الاكوع وسهل بن سعد ، ومن صحيح مسلم بستة طرق عن عمر بن
الخطاب وابن عباس وأبي هريرة وسهل بن سعد وسلمة بن الاكوع ، ومن مناقب
ابن المغازلي باثني عشر طريقا عن سلمة وأبي موسى الاشعري وعمران بن حصين
وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وسعد وبريدة وعامر بن سعد ، ومن الجمع بين
الصحاح الستة مما رواه من صحيح الترمذي بسندين عن سلمة وسعد ، ومن تفسير
الثعلبي مثل مامر ، وساق الحديث إلى أن قال : ثم أعطاه الراية فنهض بالراية وعليه
حلة أرجوانية حمراء قد أخرج كميها ، فأتى مدينة خيبر ، فخرج مرحب صاحب
الحصن وعليه مغفر مصفر
وحجر قد ثقبه مثل البيضة ووضعه على رأسه ، وهو
يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب
|
|
شاك السلاح بطل مجرب
|
أطعن أحيانا وحينا أضرب
|
|
إذالحروب أقبلت تلهب
|
كان حماي كالحمى لاتقرب
فبرز إليه علي صلوات الله عليه فقال :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
|
|
كليث غابات شديد القسورة
|
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
فاختلفا ضربتين فبدره علي عليهالسلام بضربة فقد الحجر
والمغفر وفلق رأسه حتى
أخذ السيف في الاضراس ، وأخذ المدينة وكان الفتح على يديه ، ثم قال ابن بطريق :
قال أبومحمد عبدالله بن مسلم : سألت بعض
آل أبي طالب عن قوله : « أنا الذي سمتني
أمي حيدرة » فذكر أن أم علي عليهالسلام
كانت فاطمه بنت أسد ولدت عليا عليهالسلام
و
____________________
أبوطالب غائب ،
فسمته أسدا باسم أبيها : فلما قدم أبوطالب كره هذا الاسم الذي
سمته به أمه وسماه عليا ، فلما رجز علي عليهالسلام
يوم خيبر ذكر الاسم الذي سمته
أمه فقال ، « حيدرة » اسم من أسماء الاسد ، والسندرة شجرة يعمل منها القسي وفي
الحديث يحتمل أن يكون مكيالا يتخذ من هذه الشجرة ، ويحتمل أن يكون السندرة
أيضا امرأة تكيل كيلا وافيا .
أقول
: قد مضت الاخبار المعتبرة في ذلك في
أنواع ماظهر من إعجازه صلوات الله
عليه في تلك الغزوة في باب قصة خيبر ، وإنما أوردنا ههنا قليلا من الاخبار من
طرق المخالفين الزاما عليهم.
وروى السيد المرتضى في كتاب الشافي عن
أبي سعيد الخدري أن النبي
(ص) وآله أرسل عمر إلى خيبر فانهزم ومن معه ، فقدم على رسول الله صلىاللهعليهوآله يجبن أصحابه
ويجبنونه ، فبلغ ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآله
كل مبلغ ، فبات ليلته مهموما ، فلما
أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال : « لاعطين الراية اليوم رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار » فتعرض لها جميع المهاجرين والانصار ،
فقال صلىاللهعليهوآله
: أين علي؟ فقالوا : يارسول الله هو أرمد ، فبعث إليه أبا ذر وسلمان
فجاءا به يقاد لايقدر على فتح عينيه من الرمد ، فلما دنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله تفل في
عينيه وقال : « اللهم اذهب عنه الحر والبرد وانصره على عدوه فانه عبدك يحبك
ويحب رسولك غير فرار »
ثم دفع إليه الراية ، واستأذنه حسان بن ثابت أن
يقول فيه شعرا فأذن
فأنشأ يقول :
وكان علي أرمد العين يبتغي
|
|
دواء فلما لم يحس مداويا
|
شفاه رسول الله منه بتفلة
|
|
فبورك مرقيا وبورك راقيا
|
____________________
وقال سأعطي الراية اليوم صارما
|
|
كميا محبا للرسول مواليا
|
يحب إلهي والاله يحبه
|
|
به يفتح الله الحصون الاوابيا
|
فأصفى بها دون البرية كلها
|
|
عليا وسماه الوزير المواخيا
|
ويقال : إن أمير المؤمنين عليهالسلام لم يجد بعد ذلك أذي
حر وبرد .
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس هذا
الخبر على وجه آخر قال : بعث
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أبا بكر إلى خيبر فرجع وقد انهزم وانهزم الناس معه ، ثم بعث
من الغد عمر فرجع وقد جرح في رجليه وانهزم الناس معه ، فهو يجبن أصحابه و
أصحابه يجبنونه! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله و
رسوله ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار ولا يرجع حتى يفتح الله عليه » وقال ابن
عباس : فأصبحنا متشوقين نرائي وجوهنا رجاء أن يكون يدعى رجل منا ، فدعا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا عليهالسلام
وهو أرمد ، فتفل في عينيه ودفع إليه الراية ففتح بابه
عليه .
ثم قال السيد : فهذه الاخبار وجميع ما
روي في هذه القصة وكيفية ماجرت
عليه يدل على غاية التفضيل والتقديم ، لانه لو لم يفد القول إلا المحبة التي
هي حاصلة في الجماعة وموجودة فيهم لما قصدوا لدفع الراية وتشوقوا إلى
دعائهم إليها ، ولا غبط أمير المؤمنين بها ، ولا مدحته الشعراء ولا افتخرت له بذلك
المقام ، وفي مجموع القصة وتفصيلها إذا تأملت مايكاد يضطر إلى غاية التفضيل و
نهاية التقديم.
ثم ذكر عن بعض الاصحاب استدلالا وثيقا
على أن ما ذكره النبي صلىاللهعليهوآله
في شأنه بعد فرار أبي بكر وعمر وسخطه عليهما في ذلك يدل على أنهما لم يكونا متصفين
بشئ من تلك الصفات ، وقال : إنهم لم يرجعوا في نفي الصفة عن غيره إلى مجرد
____________________
إثباتها له ، وإنما
استدلوا بكيفية ماجرى في الحال على ذلك لانه لايجوز أن يغضب
من فرار من فر وينكره ثم يقول : إني أدفع الراية إلى من عنده كذا وكذا وذلك
عند من تقدم ، ألا ترى أن بعض الملوك لو أرسل رسولا إلى غيره ففرط في أداء رسالته
وحرفها ولم يوردها
على حقها فغضب لذلك وأنكر فعله وقال : « لارسلن رسولا
حسن القيام بأداء رسالتي مضطلعا
بها لكنا نعلم
أن الذي أثبته منفي عن
الاول؟ وقال : كما انتفي عمن تقدم فتح الحصن على أيديهم وعدم فرارهم كذلك
يجب أن ينتفي سائر ما أثبت له ، لان الكل خرج مخرجا واحدا أورد على طريقة
واحدة انتهى.
أقول
: لايخفي متانة هذا الكلام على من راجع
وجدانه وجانب تعسفه و
عدوانه ، فيلزم منه عدم كون الشخصين محببين لله ولرسوله ومن لم يحبهما فقد ابغضهما
ومن ابغضهما فقد كفر ، ويلزم منه ان لا يحبهما الله ورسوله ، ولا ريب في أن من كان
مؤمنا صالحا يحبه الله ورسوله ، بل يكفي الايمان في ذلك وقد قال تعالى : « والذين
آمنوا أشد حبا لله
» وقال : « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله » ويلزم منه أن لايقبل الله منهما شيئا من الطاعات لان الله تعالى يقول « إن الله يحب
الذين يقاتلون في سبيله صفا » « إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
» فلو كان الله تعالى قبل منهما الجهاد لكان يحبهما ، ولو كان قبل منهما توبتهما عن
الشرك لكان يحبهما ، ولو كانا متطهرين لكان يحبهما ويلزم
أن لايكونا من الصابرين
____________________
ولا من المتقين ولا
من المتوكلين ولا من المحسنين ولا من المقسطين ، لان الله بين
حبه لهم في آيات كثيرة ، وإن الله إنما نسب عدم حبه إلى الخائنين والظالمين
والكافرين والفرحين والمستكبرين والمسرفين والمعتدين والمفسدين وكل كفار
أثيم وكل مختال فخور وأمثالهم كما لايخفى على من تدبر في الآيات الكريمة ،
ومن كان بهذه المثابة كيف يستحق الخلافة والامامة والتقدم على جميع الامه لاسيما
خيرهم وأفضلهم علي بن أبي طالب عليهالسلام؟
وأيضا يدل على أن قوله تعالى : « يحبهم
ويحبونه »
نازل فيه صلوات الله عليه لافي أبي بكر كما زعمه إمامهم الرازي في
تفسيره ، إذ لايجوز أن ينفي الرسول عنه ما أثبته الله له.
ومما ظهر من فضله صلوات الله عليه في
ذلك اليوم مارواه الشيخ الطبرسي في
كتاب إعلام الورى من كتاب المعرفة لابراهيم بن سعيد الثقفي ، عن الحسن بن
الحسين العرني
وكان صالحا عن كادح بن جعفر البجلي وكان من الابدال
عن لهيعة
، عن عبدالرحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار ، عن جابر بن عبدالله
الانصاري قال : لما قدم علي عليهالسلام
على رسول الله صلىاللهعليهوآله
بفتح خيبر قال له
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى
ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لاتمر بملا إلا أخذوا من تراب رجليك ومن فضل
طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك ، وأنك
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنك تبرئ ذمتي وتقاتل على
سنتي ، وأنك في الآخرة أقرب الناس مني ، وأنك غدا على الحوض خليفتي ،
وأنك أول من يرد علي الحوض غدا ، وأنك أول من يكسى معي ، وأنك أول
من يدخل الجنة من أمتي ، وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي
أشفع لهم ويكونون في الجنة جيراني ، وأن حربك حربي ، وأن سلمك سلمي ، و
____________________
أن سرك سري ، وأن
علانيتك علانيتي ، وأن سريرة صدرك كسريرة صدري ، و
أن ولدك ولدي ، وأنك تنجز عداتي
، وأن الحق معك وأن الحق على لسانك
وفي قلبك وبين عينيك ، وأن الايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ،
وأنه لايرد على الحوض مبغض لك ولن يغيب عنه محب لك غدا حتى يرد والحوض
معك » فخر علي عليهالسلام
ساجدا ثم قال :
الحمد لله الذي من علي بالاسلام وعلمني
القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين إحسانا منه إلي و
فضلا منه علي ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
عند ذلك : لولا أنت ياعلي لم يعرف المومنون
بعدي .
لى
: الحافظ ، عن عبدالله بن يزيد ، عن محمد
بن ثواب ، عن إسحاق بن منصور ،
عن كادح البجلي ، عن عبدالله بن لهيعة مثله .
٧٢
( باب )
* ( أن النبي صلىاللهعليهوآله
أمر بسد الابواب الشارعة إلى ) *
* ( المسجد الا بابه صلوات
الله عليه ) *
١
ـ لى : الحافظ ، عن أحمد بن موسى ، عن خلف بن
سالم ، عن غندر ، عن
عوف ، عن ميمون ، عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أبواب شارعة في
المسجد فقال يوما : سدوا هذه الابواب إلا باب علي ، فتكلم في ذلك
الناس ، قال : فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت
بسد
هذه الابواب غير باب علي عليهالسلام
فقال فيه قائلكم ، وإني والله ماسددت شيئا ولا
____________________
فتحته ولكني أمرت
بشئ فاتبعته .
٢
ـ ن ، لى : بإسناد التميمي عن
الرضا عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: لايحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين
عليهمالسلام
ومن كان من أهلي ، فإنهم مني.
٣
ـ ن ، لى : بهذا الاسناد قال :
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: سدوا الابواب الشارعة
في المسجد إلا باب علي .
٤
ـ لى : أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري ، عن
أحمد بن شعيب ، عن محمد بن
وهب ، عن مسكين بن بكير ، عن شعبه عن أبي بلح ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن
عباس قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي .
٥
ـ لى : الدينوري ، عن محمد بن محمد بن سليمان
، عن محمد بن عمر [ عن عبدالله
ابن جعفر ] عن عبدالله بن عمر ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء ،
عن ابن عمر أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : سدوا الابواب إلى المسجد إلا باب علي .
٦
ـ لى ، ن : فيما بين الرضا عليهالسلام من فضائل العترة
الطاهرة قال : فأما
الرابعة فإخراجه الناس من مسجده ماخلا العترة ، حتى تكلم الناس في ذلك و
تكلم العباس فقال : يارسول الله تركت عليا وأخرجتنا؟ فقال رسول الله ص : ما أنا
تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم. وفي هذا تبيان قوله صلىاللهعليهوآله لعلي
عليهالسلام
: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » قالت العلماء : وأين هذا من القرآن
قال أبوالحسن : أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟ قالوا : هات ، قال : قول
الله عزوجل : « وأوحينا
إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا وأجعلوا
____________________
بيوتكم
قبلة
» ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى ، وفيها أيضا منزلة علي عليهالسلام
من رسول الله صلىاللهعليهوآله
ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
حين قال ألاإن هذا المسجد لايحل لجنب إلا لمحمد وآله .
بيان
: اختلف المفسرون في تفسير الآية فقيل :
لما دخل موسى مصر أمروا
باتخاذ مساجد وأن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة ، وكانت قبلتهم إلى
الكعبة ، وقيل : إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني إسرائيل فأمروا أن يتخذوا
مساجد في بيوتهم ، وبه وردت رواية عن إبراهيم
، وقيل : معناه : اجعلوا بيوتكم
يقابل بعضها بعضا ، ويحتمل أن يكون على تأويله عليهالسلام
المعنى قولا لسائر بني إسرائيل
أن يتخذوا لانفسهم بيوتا ويخرجوا من المسجد « واجعلوا بيوتكم » أي بيوت موسى
وهارون وذريتهما مسجد الا يبيت فيها غيركم ، ويحتمل أن يكون الاستشهاد بالآية
لبيان اختصاص هارون بموسى حيث ضمهما في الخطاب ونسب القوم إليهما ، فيدل
قوله صلىاللهعليهوآله
: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » بتوسط الآية على ذلك الاختصاص
ومن لوازم هذا الاختصاص كونهما مختصين بدخول المسجد جنبا دون سائر الناس.
٧ ـ ع :
محمد بن أحمد الشيباني
، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله
ابن أحمد ، عن سليمان بن حفص المروزي ، عن عمرو بن ثابت ، عن سعد بن طريف ،
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما سد رسول الله صلىاللهعليهوآله الابواب الشارعة
إلى المسجد إلا باب علي ضج أصحابه من ذلك ، فقالوا : يارسول الله لم سددت
أبوابنا وتركت باب هذا الغلام؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أمرني بسد أبوابكم
وترك باب علي ، فإنما أنا متبع لما يوحى إلي من ربي .
____________________
٨
ـ ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن
أبيه ، عن نصير بن أحمد
البغدادي ، عن عيسى بن مهران ، عن مخول ، عن عبدالرحمن بن الاسود ، عن محمد بن
عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه وعمه ، عن أبيهما ، عن أبي رافع قال : إن رسول
الله
صلىاللهعليهوآله
خطب الناس فقال أيها الناس إن الله عزوجل أمر موسى وهارون أن يبنيا
لقومهما بمصر بيوتا ، وأمرهما أن لايبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلا
هارون وذريته ، وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى ، فلا يحل لاحد أن يقرب
النساء في مسجدي ولايبيت فيه جنب إلا علي وذريته ، فمن شاء ذلك فههنا وضرب
بيده نحو الشام .
شى
: عن أبي رافع مثله .
بيان
: الاشارة نحو الشام لبيان أن آثارهما
ههنا موجودة ، ويظهر منها أن
أبواب بيوت موسى وهارون شارعة إلى المسجد دون سائر الناس ، وفيه أن موسى
وهارون على المشهور لم يدخلا الشام فكيف بنيا فيه البيوت؟ ويمكن أن يكون
يوشع عليهالسلام
بنى بيوت ذرية هارون بجنب بيت المقدس وفتح أبوابها إلى المسجد
بأمر موسى عليهالسلام.
ع
: بهذا الاسناد عن نصير بن أحمد ، عن
محمد بن عبيد بن عتبة ، عن إسماعيل بن
أبان ، عن سلام بن أبي عميرة ، عن معروف بن خر بوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة
ابن أسيد الغفاري قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله
قام خطيبا فقال : إن رجالا لايجدون في
أنفسهم أن أسكن عليا في المسجد وأخرجهم ، وساق الحديث إلى آخر ماسيأتي في
رواية ابن المغازلي .
٩
ـ م : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
لما بنى مسجده
بالمدينة وأشرع بابه
وأشرع المهاجرون والانصار أبوابهم أراد الله عزوجل إبانة
____________________
محمد وآله الافضلين
بالفضيلة ، فنزل جبرئيل عليهالسلام
عن الله بأن سدوا الابواب عن
مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
قبل أن ينزل بكم العذاب ، فأول من بعث إليه رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يأمره بسد الابواب
العباس بن عبدالمطلب ، فقال : سمعا وطاعة لله و
لرسوله ، وكان الرسول معاذ بن جبل ، ثم مر العباس بفاطمة عليهاالسلام فرآها قاعدة
على بابها وقد أقعدت الحسن والحسين عليهماالسلام
فقال لها : مابالك قاعدة؟ انظروا إليها
كأنها لبوءة بين يديها جراؤها تظن أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
يخرج عمه ويدخل ابن
عمه! فمر بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال لها : مابالك قاعدة؟ فقالت : أنتظر أمر رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بسد الابواب ، فقال صلىاللهعليهوآله
: إن الله تعالى أمرهم بسد الابواب واستثنى منهم رسوله وأنتم نفس رسول الله ، ثم
إن عمر بن الخطاب جاء فقال : إني أحب النظر
إليك يارسول الله إذا مررت إلى مصلاك ، فأذن لي في خوخة أنظر إليك منها!
فقال : قد أبي الله ذلك ، فقال : فمقدار ما أضع عليه وجهي ، قال : قد أبي الله ذلك
،
قال فمقدار ما اضع عليه عيني فقال قد ابي الله ذلك ولو قلت : قدر طرف إبرة لم آذن
لك ، والذي نفسي بيده
ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم ولكن الله أدخلهم وأخرجكم
ثم قال : لاينبغي لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر يبيت في هذا المسجد جنبا إلا محمد
وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم الطيبون من أولادهم.
قال عليهالسلام
: فأما المؤمنون فرضوا وأسلموا
وأما المنافقون فاغتاظوا لذلك
وأنفوا ، ومشي بعضهم إلى بعض يقولون فيما بينهم : ألا ترون محمدا لا يزال يخص
بالفضل
ابن عمه ليخرجنا منها صفرا ؟
والله لئن أنفذ ناله في حياته لنتأبين
____________________
عليه بعد وفاته! وجعل عبدالله بن أبي يصغى
إلى مقالتهم فيغضب تارة ويسكن
أخرى ، فيقول لهم : إن محمدا صلىاللهعليهوآله
لمتأله فإياكم ومكاشفته ، فإن من كاشف المتأله
انقلب خاسئا حسيرا وتنقص عليه عيشه ، وإن الفطن اللبيب من تجرع على الغصة
لينتهز الفرصة ، فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم رجل من المؤمنين يقال له زيد بن أرقم ،
فقال
لهم : ياأعداء الله أبالله تكذبون وعلى رسوله تطعنون والله ودينه تكيدون ؟ لاخبرن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
بكم ، فقال عبدالله بن أبي والجماعة : والله لان أخبرته بنا
لنكذبنك ولنحلفن له ، فإنه إذا يصدقنا ، ثم والله لنقيمن من يشهد عليك
عنده بما يوجب قتلك أو قطعك أو حدك! قال : فأتى زيد رسول الله ص فأسر إليه
ما كان من عبدالله بن أبي وأصحابه ، فأنزل الله تعالى « ولا تطع الكافرين
» المجاهدين لك يا محمد فيما تدعوهم إليه من الايمان بالله والمولاة لك ولاوليائك
والمعاداة لاعدائك « والمنافقين » الذين يطيعونك في الظاهر ويخالفونك في الباطن
« ودع أذاهم » وما يكون منهم من القول
السيئ فيك وفي ذويك « وتوكل على الله » في تمام أمرك
وإقامة حجتك ، فإن المؤمن هو الظاهر وإن غلب في الدنيا ، لان
العاقبة له ، لان غرض المؤمنين في كدحهم في الدنيا إنما هو الوصول إلى نعيم
الابد في الجنة وذلك حاصل لك ولآلك وأصحابك وشيعتهم.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يلتفت إلى
مابلغه عنهم وأمر الرجل
زيدا فقال
له : إن أردت ألا يصيبك شرهم ولاينالك مكروههم
فقل إذا أصبحت : « أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم » فإن الله يعيذك من شرهم ، فإنهم شياطين يوحي بعضهم إلى
____________________
بعض زخرف القول
غرورا ، فأذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق والحرق
والسرق فقل إذا أصبحت : « بسم الله ماشاء الله لا يصرف السوء إلا الله ، بسم الله
ما شاء الله لايسوق الخير إلا الله ، بسم الله ماشاء الله مايكون من نعمة فمن الله
، بسم الله
ماشاء الله لاحول ولا قوة إلا ( بالله )؟ العلي العظيم ، بسم الله ماشاء الله صلى
الله على محمد
وآله الطيبين » فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق
حتى يمسي ، ومن قالها ثلاثا إذا أمسي أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يصبح ،
وإن الخضر وإلياس عليهماالسلام
يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه
الكلمات ، وإن ذلك شعار شيعتي ، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم
صلوات الله عليه.
قال الباقر عليهالسلام لما أمر العباس بسد الابواب وأذن لعلي عليهالسلام بترك بابه
جاء العباس وغيره من آل محمد صلىاللهعليهوآله
فقالوا : يارسول الله ما بال علي يدخل ويخرج؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ذلك إلى الله فسلموا له حكمه ،
هذا جبرئيل جاءني عن الله
عزوجل بذلك ، ثم أخذه ما كان يأخذه إذا نزل الوحي فسرى عنه ، فقال : ياعباس
ياعم رسول الله إن جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أن عليا لم يفارقك في وحدتك
وآنسك في وحشتك فلاتفارقه في مسجدك ، لو رأيت عليا وهو يتضور على فراش
محمد صلىاللهعليهوآله
واقيا روحه بروحه متعرضا لاعدائه مستسلما لهم أن يقتلوه كافيا شر
قتله لعلمت أنه يستحق من محمد الكرامة والتفضيل ومن الله تعالى التعظيم والتبجيل
إن عليا قد انفرد عن الخلق بالبيتوتة
على فراش محمد صلىاللهعليهوآله
ووقاية روحه بروحه ،
فأفرده الله تعالى دونهم بسلوكه في مسجده ، ولو رأيت عليا يا عم رسول الله وعظيم
منزلته عند رب العالمين وشريف محله عند ملائكته المقربين وعظيم شأنه في أعلى
____________________
عليين لاستقللت
ماتراه له ههنا ، إياك ياعم رسول الله أن تجد له في قلبك مكروها
فتصير كأخيك أبي لهب فإنكما شقيقان ، ياعم رسول الله لو أبغض عليا أهل السماوات
والارضين لاهلكهم الله ببغضه ولو أحبه الكفار أجمعون لاثابهم الله عن محبته
بالخلقة
المحمودة
بأن يوفقهم للايمان ثم يدخلهم الجنة برحمته ، ياعم رسول الله إن شأن
علي عظيم ، إن حال علي جليل ، إن وزن علي ثقيل ، ماوضع حب علي في ميزان
أحد إلا رجح على سيئآته ، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته ،
فقال العباس : قد سلمت ورضيت يارسول الله.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ياعم انظر إلى
السماء ، فنظر العباس ، فقال : ماذا ترى؟
قال : أرى شمسا طالعه نقية من سماء صافية جلية فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عباس
يا عم رسول الله إن حسن تسليمك لما وهب الله عزوجل لعلي من الفضيلة أحسن
من هذه الشمس في هذه السماء ، وعظم بركة هذا التسليم عليك أكثر من عظيم
بركة هذا الشمس على النبات والحبوب والثمار حيث تنضجها وتنميها وتربيها ،
فاعلم أنه قد صافاك بتسليمك لعلي فضيلته من الملائكة المقربين أكثر من عدد
قطر المطر وورق الشجر ورمل عالج وعدد شعور الحيوانات وأصناف النبات وعدد
خطى ابن آدم
وأنفاسهم وألفاظهم وألحاظهم كل يقولون : اللهم صل على العباس
عم نبيك في تسليمه لنبيك فضل أخيه علي ، فاحمد الله واشكره فلقد عظم ربحك
وجلت رتبتك في ملكوت السماوات .
بيان
: اللبوءة بفتح اللام وضم الباء : أنثى
الاسد ، واللبوة ساكنة الباء غير مهموز
____________________
لغة. والجراء جمع
الجرو وهو ولد السبع. والخوخة بالفتح : كوة في الجدار
تؤدي الضوء.
١٠
ـ قب : حديث سد الابواب رواه نحو ثلاثين رجلا
من الصحابة منهم
زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وأبوسعيد الخدري وام سلمة وأبورافع وأبوالطفيل
عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، وأبوحازم عن ابن عباس ، والعلاء عن ابن عمر ، و
شعبة عن زيد بن علي عن أخيه الباقر عليهالسلام
عن جابر ، وعلي بن موسى الرضا عليهالسلام
وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض ، أنه لما قدم المهاجرون إلى المدينة بنوا حوالى
مسجده بيوتا فيها أبواب شارعة في المسجد ، ونام بعضهم في المسجد ، فأرسل النبي
صلىاللهعليهوآله
معاذ بن جبل فنادى : إن النبي صلىاللهعليهوآله
يأمركم أن تسدوا أبوابكم إلا باب علي ، فأطاعوه إلا رجل ، قال : فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فحمد الله وأثنى
عليه.
ثم قال : ما حدثني به أبوالحسن العاصمي
الخوارزمي ، عن أبي البيهقي ،
عن أحمد بن جعفر. عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن محمد بن جعفر ، عن
عون ، عن عبدالله بن ميمون ، عن زيد بن أرقم أنه قال النبي صلىاللهعليهوآله : « أما بعد فإني
أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، وإني والله ماسددت شيئا
ولا فتحته ولكنت أمرت بشئ فأتبعته » ذكره أحمد في الفضائل.
مسند أبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص : أنا
ما فتحته ولكن الله فتحه.
خصائص العلوية عن بريدة الاسلمي : يا
أيها الناس ما أنا سددتها وما أنا
فتحتها بل الله عزوجل سدها ثم قرأ « والنجم إذا هوى » إلى قوله : « إن هو إلا
وحي يوحى ».
مسند أبي يعلى وفضائل السمعاني وحلية
الاولياء عن أبي نعيم بطريقين
عن أبي صالح عن عمرو بن ميمون قال ابن عباس : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : سدوا أبواب
المسجد كلها إلا باب علي ، وفي رواية عن ابن عباس : سدوا هذه الابواب إلا باب
علي قبل أن ينزل العذاب.
تاريخ بغداد فيما
أسنده الخطيب إلى زيد بن علي عن أخيه محمد بن علي عليهالسلام
أنه سمع جابر بن عبدالله يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : سدوالابواب كلها
إلا باب علي ـ وأومأ بيده إلى باب علي
الفردوس عن
الكياشيروية :
سدوالابواب كلها إلا باب علي.
جامع الترمذي عن شعبة عن أبي بلج يحيى
بن أبي سليم عن عمرو بن ميمون
عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أمر بسد الابواب إلا باب علي.
مسند العشرة عن أحمد بن عبدالله بن
الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة
زمن الجمل
فلقينا سعد بن مالك يقول : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
بسد الابواب الشارعة
في المسجد وترك باب علي.
تاريخ البلاذري ومسند أحمد قال عمرو بن
ميمون في خبر : خلا ابن عباس
مع جماعة ثم قام يقول : أف أف وقعوا في رجل قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من كنت
مولاه فعلي مولاه » وقال له : « من كنت وليه فعلي وليه » وقال له : « أنت مني
بمنزلة هارون من موسى » الخبر ، وقال له : « لادفعن الراية [ غدا ] إلى رجل » الخبر
،
وسد الابواب إلا باب علي ، ونام مكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليلة الغار ، وبعث برائة مع
أبي بكر ثم أرسل عليا فأخذها.
الابانة عن أبي عبدالله العكبري والمسند
عن أبي يعلى وأحمد وفضائل أحمد
وشرف المصطفى عن أبي سعيد النيسابوري واللفظ له قال عبدالله بن عمر : ثلاثة
أشياء لو كان لي واحدة منهن لكان أحب إلي من حمر النعم : أحدها إعطاء الراية
إياه يوم خيبر ، وتزويجه فاطمة إياه ، وسد الابواب إلا باب علي. قالوا : فخرج
العباس يبكي وقال : يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك؟ فقال : ما
أخرجتك ولا أسكنته ولكن الله أسكنه. وروي أن العباس قال لفاطمة عليهاالسلام : انظروا
إليها كأنها لبوءة بين يديها جروها تظن أن رسول الله يخرج عمه ويدخل ابن
عمه! وجائه حمزة يبكي ويجر عبائه الاحمر فقال له كما قال العباس ، فقال
____________________
عمر : دع لي خوخة
أطلع منها إلى المسجد ، فقال : لا ولا بقدر اصبعة ، فقال أبوبكر :
دع لي كوة أنظر إليها ، فقال : ولا رأس إبرة ، فسأل عثمان مثل ذلك فأبى.
الفائق عن الزمخشري قال : سعد : لما
نودي ليخرج من في المسجد إلا آل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وآل علي خرجنا نجر قلاعنا ، هو جمع قلع وهو الكنف .
بيان
: قال في النهاية : في حديث سعد : « قال
لما نودي ليخرج من في المسجد
إلا آل رسول الله صلىاللهعليهوآله
وآل علي خرجنا من المسجد نجر قلاعنا » أي كنفنا وأمتعتنا ،
واحدها قلع بالفتح ، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعي ومتاعه .
١١ ـ قب :
فضائل السمعاني روى جابر عن ابن عمر في خبر أنه سأله رجل
فقال : ما قولك في علي وعثمان؟ فقال : أما عثمان فكأن الله قد عفا عنه فكرهتم
أن يعفو عنه ، وأما علي فابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله
وختنه وهذا بيته وأشار بيده
إلى بيته حيث ترون ، أمر الله سبحانه نبيه أن يبني مسجده ، فبني فيه عشرة
أبيات تسعة لبنيه وأزواجه وعاشرها وهو متوسطها لعلي وفاطمة عليهماالسلام وكان ذلك
في أول سنة الهجرة ، وقالوا : كان في آخر عمر النبي صلىاللهعليهوآله
والاول أصح وأشهر ،
وبقي على كونه فلم يزل علي وولده في بيته إلى أيام عبدالملك بن مروان ، فعرف
الخبر فحسد القوم على ذلك واغتاظ وأمر بهدم الدار وتظاهر أنه يريد أن يزاد
في المسجد! وكان فيها الحسن بن الحسن فقال : لا أخرج ولا أمكن من هدمها ،
فضرب بالسياط وتسابيح الناس
وأخرج عند ذلك وهدمت الدار وزيد في المسجد.
وروى عيسى بن عبدالله أن دار فاطمة عليهاالسلام حول تربة النبي صلىاللهعليهوآله وبينهما حوض.
وفي منهاج الكراجكي أنه مابين البيت
الذي فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وبين الباب
المحاذي لزقاق البقيع .
____________________
فتح له باب وسد على سائر الاصحاب. من قلع
الباب كيف يسد
عليه
الباب؟ قلع باب الكفر من التخوم فتح له أبواب من العلوم.
وفي رواية أبي رافع أنه صلىاللهعليهوآله صعد المنبر ، وقال
: إن رجالا يجدون في أنفسهم
أن سكن علي في المسجد وخرجوا ، والله ما فعلت إلا عن أمر ربي ، إن الله تعالى
أوحى إلى موسى أن يسكن مسجده فلايدخل جنب غيره وغير أخيه هارون وذريته ،
واعلموا رحمكم الله أن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ،
ولو كان كان عليا.
جابر بن عبدالله : كنا ننام في المسجد
ومعنا علي عليهالسلام
فدخل علينا رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فقال : قوموا فلا تناموا في المسجد ، فقمنا لنخرج فقال : أما انت ياعلي فنم
فقد أذن لك.
أبوصالح المؤذن في الاربعين وأبوالعلاء
العطار الهمداني في كتابه
بالاسناد عن أم سلمة أنه قال بأعلى صوته :
ألا إن هذا المسجد لايحل لجنب
ولا حائض إلا للنبي وأزواجه وفاطمه بنت محمد وعلي ، ألا بينت لكم أن تضلوا
مرتين
جامع الترمذي ومسند أبي يعلى : أبوسعيد
الخدري قال النبي صلىاللهعليهوآله
: يا
علي لايحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. وفي رواية : يا علي
لايحل لاحد من هذه الامة غيري وغيرك. وفي رواية : ولايحل أن يدخل مسجدي
جنب غيري وغيره وغير ذريته ، فمن شاء فهنا وأشار بيده نحو الشام فقال
المنافقون : لقد ضل وغوى في أمر ختنه! فنزل « ماضل صاحبكم وماغوى » .
____________________
١٢
ـ كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن زيد بن أرقم
قال : كان لنفر من أصحاب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوما : سدوا هذه الابواب إلا باب
علي عليهالسلام
قال : فتكلم في ذلك أناس ، قال : فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي
فقال فيه قائلكم ،
والله ماسددت شيئا ولافتحته ولكني أمرت بشئ فأتبعته.
وبالاسناد المقدم عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال :
لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا لان أكون أوتيتها أحب إلي أن أعطى حمر
النعم : جوار رسول الله صلىاللهعليهوآله
له في المسجد ، والراية يوم خيبر ، والثالثة نسيها
سهيل.
وبالاسناد عن ابن عمر قال ، كنا نقول :
خير الناس أبوبكر ثم عمر ، ولقد
أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لان يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر
النعم : زوجه رسول الله صلىاللهعليهوآله
بنته وولدت له ، وسد الابواب إلا بابه في المسجد ،
وأعطاه الراية يوم خيبر.
ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي عن عدي
بن ثابت قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى المسجد فقال : إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لايسكنه
إلا موسى وهارون وإبنا هارون ، وإن الله أوحى إلي أن أبني مسجدا طاهرا لايسكنه
إلا أنا وعلي وإبنا علي.
وبالاسناد المقدم عن حذيفة بن أسيد
الغفاري قال : لما قدم أصحاب النبي
صلىاللهعليهوآله
المدينة لم تكن لهم بيوت فكانوا يبيتون في المسجد ، فقال لهم النبي صلىاللهعليهوآله : لاتبيتوا في
المسجد فتحتلموا ، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها
إلى المسجد ، وإن النبي صلىاللهعليهوآله
بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال : إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يأمرك أن تخرج من المسجد وتسد بابك ، فقال : سمعا وطاعة ،
فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى عمر فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله يأمرك أن
____________________
تسد بابك الذي في
المسجد وتخرج منه ، فقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله غير أني
أرغب إلى الله تعالى في خوخة في المسجد ، فأبلغه معاذ ماقاله عمر ، ثم أرسل إلى
عثمان
وعنده رقية ، فقال : سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى حمزة
رضياللهعنه
فسد بابه وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، وعلي عليهالسلام
على ذلك متردد
لايدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله
قد بنى له في المسجد بيتا
بين أبياته ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: أسكن طاهرا مطهرا ، فبلغ حمزة قول النبي صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
فقال : يامحمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبدالمطلب؟ فقال له نبي الله :
لو كان الامر إلي ماجعلت دونكم من أحد ، والله ماأعطاه إياه إلا الله وإنك لعلى
خير من الله ورسوله ، ابشر ، فبشره النبي صلىاللهعليهوآله
فقتل يوم أحد شهيدا ، ونفس ذلك
رجال على علي فوجدوا في أنفسهم ، وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب
رسول الله (ص) فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله
فقام خطيبا فقال : إن رجالا يجدون في أنفسهم
في أن أسكن عليا في المسجد وأخرجهم ، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته ، إن الله
عزوجل أوحى إلى موسى وأخيه « أن
تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم
قبلة وأقيموا الصلاة » وأمر موسى أن لايسكن مسجده ولاينكح
فيه ولايدخله
إلا هارون وذريته ، وإن عليا بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ، ولا
يحل مسجدي لاحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ، فمن شائه فههنا وأومأ بيده
نحو الشام.
وبالاسناد عن سعد بن أبي وقاص قال :
كانت لعلي عليهالسلام
مناقب لم يكن لاحد
كان يبيت في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر ، وسد الابواب إلا باب علي.
وبالاسناد عن البراء بن عازب قال : كان
لنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله
أبواب شارعة في المسجد ، وأن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : سدوا هذه الابواب غير باب
علي ، قال : فتكلم في ذلك أناس ، قال : فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فحمد الله وأثني
عليه
____________________
ثم قال : أما بعد
فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي ، فقال قائلكم ، ما
سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشئ فاتبعته.
وبالاسناد المقدم عن سعيد أن النبي صلىاللهعليهوآله أمر بالابواب فسدت وترك باب
علي ، فأتاه العباس فقال : يارسول الله سددت أبوابنا وتركت باب علي ، فقال : ما
أنا فتحتها ولاسددتها .
وبالاسناد عن ابن عباس أيضا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر بسد الابواب
كلها
فسدت إلا باب علي عليهالسلام.
وبالاسناد عن نافع مولى ابن عمر قال :
قلت لابن عمر : من خير الناس بعد
رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : ما أنت وذاك لا أم لك؟ ثم استغفر الله وقال : خيرهم بعده
من كان يحل له ما يحل له ويحرم عليه مايحرم عليه ، قلت : من هو؟ قال : علي ،
سد أبواب المسجد وترك باب علي عليهالسلام
وقال : لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه
ما علي ، وأن وارثي ووصيي تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنتي ، كذب
من زعم أنه يبغضك ويحبني.
يف : ابن المغازلي بإسناده إلى نافع
مثله .
١٣
ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن جعفر بن
محمد عن آبائه عليهمالسلام
إن الله
تعالى أوحى إلى موسى عليهالسلام
أن ابن مسجدا طاهرا لايكون فيه إلا موسى وهارون
وابنا هارون شبر وشبير ، وإن الله تعالى أمرني أن أبني مسجدا لايكون فيه غيري
وغير أخي علي وابني الحسن والحسين صلوات الله عليهم.
____________________
١٤
ـ يف : روى أحمد بن حنبل عن عبدالله بن عمر عن
النبي صلىاللهعليهوآله
وروى
أبوزكريا بن مندة الاصفهاني الحافظ في مسانيد المأمون عن إبراهيم بن سعيد
الجوهري قال : حدثني المأمون ، قال : حدثني الرشيد ، قال : حدثني المهدي ،
قال : حدثني المنصور ، قال : حدثني أبي عن عبدالله بن عباس قال : قال النبي
صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: أنت وارثي ، وقال : إن موسى سأل الله تعالى أن يطهر له مسجدا لايسكنه إلا موسى
وهارون وابنا هارون ، وإني سألت الله تعالى أن يطهر مسجدا
لك ولذريتك من بعدك ، ثم أرسل إلي أبي بكر أن سد بابك ، فاسترجع وقال :
فعل هذا بغيري؟ فقيل : لا ، فقال : سمعا وطاعة ، فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر فقال
:
سد بابك ، فاسترجع وقال : فعل هذا بغيري؟ فقيل : بأبي بكر ، فقال : إن في
أبي بكر أسوة حسنة ، فسد بابه ، ثم ذكر رجلا آخر فسد النبي بابه ، وذكر
كلاما له ثم قال : فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ولا
فتحت باب علي عليهالسلام ولكن الله سد
أبوابكم وفتح باب علي عليهالسلام
ورواه
الشافعي ابن المغازلي من ثمانية طرق ، فمنها عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لما
قدم أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله
المدينة لم
يكن لهم بيوت يسكنون فيها ، وكانوا يبيتون
في المسجد ، وساق الحديث إلى آخر مامر.
بيان
: هذا الخبر من المتواترات ، ورواه ابن
بطريق في العمدة من مسند أحمد
ابن حنبل بثلاثة أسانيد عن زيد بن أرقم وعمر بن الخطاب وابنه ، ومن مناقب ابن
المغازلي بثمانية طرق عن عدي بن ثابت وحذيفة بن أسيد وسعد بن أبي وقاص
والبراء بن عازب وسعيد ونافع وابن عباس بسندين
، وهو يدل على فضيلة جليلة
ومنقبة نبيلة تستلزم الامامة والخلافة والعصمة والطهارة ، ولذا احتج صلوات الله
عليه
____________________
به في الشورى ، وأي
فضيلة أسنى من إدخاله بعد إخراج حمزة سيد الشهداء مع كبر
سنه وتقادم عهده؟ وتجويز أن يجنب هو في المسجد ويمر فيه جنبا دون غيره؟ وهل
يكون مثل هذا إلا لبيان استحقاقه للرئاسة العظمى والخلافة الكبرى؟.
٧٣
( باب )
* ( أن فيه عليهالسلام
خصال الانبياء واشتراكه مع نبينا في جميع ) *
* ( الفضائل سوى النبوة ) *
١
ـ ما : المفيد ، عن الجبائي ، عن أحمد بن عيسى
، عن مسعر بن يحيى ، عن
شريك ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا في جماعة من أصحابه
إذ أقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر
إلى علي بن
أبي طالب.
٢
ـ لى : ابن الوليد ، عن ابن متيل ، عن ابن أبي
الخطاب ، عن محمد بن سنان
عن جعفر بن سليمان ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهماالسلام قال : نظر
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ذات يوم إلى علي عليهالسلام
قد أقبل وحوله جماعة من أصحابه ، فقال : من أحب أن ينظر إلى يوسف في جماله وإلى
إبراهيم في سخائه وإلى سليمان في بهجته
وإلى داود في حكمته فلينظر إلى هذا .
٣
ـ ك : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن
البرقي ، عن أبيه ، عن
عبدالملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبدالله بن عباس قال : كنا
جلوسا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في
____________________
سلمه وإلى إبراهيم
في حلمه وإلى موسى في فطنته
وإلى داود في زهده فلينظر إلى
هذا ، فنظرنا إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
قد أقبل
كالماء ينحدر من صبب.
٤ جا : محمد بن عمر بن مسلم ،
عن محمد بن عيسى العجلي ، عن مسعود بن
يحيى النهدي ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن أبيه قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآله
جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام
نحوه ، فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه وإلى نوح في حكمته وإلى
إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام.
٥
ـ ن : أحمد بن الحسين البغدادي ، عن علي بن محمد بن عنبسته ، عن
الحسن بن سليمان الملطي ومحمد بن القاسم العلوي ودارم بن قبيصة ، جميعا عن الرضا ،
عن آبائه ، عن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ياعلي ماسألت ربي
شيئا إلا سألت لك مثله غير أنه قال : لا نبوة بعدك ، أنت خاتم النبيين وعلي
خاتم الوصيين.
٦
ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن
المنذر ، عن أحمد بن يحيى
عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن آبائه عليهمالسلام قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله أخرجني ورجلا معي من ظهر إلى ظهر
من
____________________
صلب آدم حتى خرجنا
من صلب أبينا ، وسبقته
بفضل هذه على هذه وضم بين
السبابة والوسطى وهو النبوة ، فقيل له : من هو يا رسول الله؟ قال : علي بن
أبي طالب.
٧
ـ لى : أبي ، عن إبراهيم بن عمروس ، عن الحسن
بن إسماعيل القحطبي
عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، عن أبيه ، عن الاوزاعي ، عن يحيى بن أبي
كثير ، عن عبدالله بن مرة ، عن سلمة بن
قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله : علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الارض ، وفي السماء الدنيا
كالقمر بالليل في الارض ، أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الارض
لوسعهم ، وأعطاه الله من الفهم لو قسم على أهل الارض لوسعهم شبهت لينه بلين
لوط ، وخلقه بخلق يحيى ، وزهده بزهد أيوب ، وسخاؤه بسخاء إبراهيم وبهجته
ببهجة سليمان بن داود ، وقوته بقوة داود [ و ] له اسم مكتوب على كل حجاب في
الجنة بشرني به ربي وكانت له البشارة عندي ، علي محمود عند الحق ، مزكى
عند الملائكة ، وخاصتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي ، آنسني به
ربي فسألت ربي أن لايقبضه قبلي ، وسألته أن يقبضه شهيدا أدخلت الجنة فرأيت
حور علي أكثر من ورق الشجر ، وقصور علي كعدد البشر ، علي مني وأنا من
علي ، من تولى عليا فقد تولاني ، حب علي نعمة واتباعه فضيلة ، دان به الملائكة
وحفت به الجن الصالحون ، لم يمش على الارض ماش بعدي إلا كان هو أكرم
منه عزا وفخرا ومنهاجا ، لم يك فظا عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا متعندا ، حملته
الارض فأكرمته ، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ،
ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا ، أنزل الله عليه الحكمة ، ورداه بالفهم ، تجالسه
____________________
الملائكة ولا يراها
، ولو أوحي إلى أحد بعدي لاوحي إليه ، فزين الله به المحافل
وأكرم به العساكر ، وأخصب به البلاد ، وأعز به الاجناد ، مثله كمثل بيت الله
الحرام يزار ولا يزور ، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة ، ومثله كمثل الشمس
إذا طلعت أنارت [ الدنيا ] وصفه الله في كتابه ومدحه بآياته ، ووصف فيه آثاره ، و
أجرى منازله ، فهو الكريم حيا والشهيد ميتا.
٨
ـ ير : ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي ، عن حماد
بن عثمان ، عن فضيل
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : كانت في علي سنة ألف نبي.
٩
ـ فض : أحمد بن عبدالجبار ، عن زيد بن الحارث
، عن الاعمش ، عن
إبراهيم التميمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر الغفاري قال : بينما ذات يوم من الايام
بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
إذ قام وركع وسجد شكرا لله تعالى ، ثم قال : ياجندب من
أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في خلته وإلى موسى
في مناجاته وإلى عيسى في سياحته
وإلى أيوب في صبره وبلائه
فلينظر إلى
هذا الرجل المقابل
الذي هو كالشمس والقمر الساري والكوكب الدري ،
أشجع الناس قلبا وأسخى الناس كفا ،
فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين ، قال : فالتفت الناس ينظرون من هذا المقبل فإذا هو علي بن أبي طالب
عليه الصلاة والسلام .
١٠
ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن أبي الحمراء قال
: قال رسول الله
____________________
صلىاللهعليهوآله
: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن
زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال أحمد بن الحسين البيهقي : لم أكتبه إلا بهذا الاسناد.
وقد روى البيهقي في كتابه المصنف في
فضائل الصحابة يرفعه بسنده إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه قال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه و
إلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن
أبي طالب عليهالسلام.
ومن كتاب المناقب عن الحارث الاعور صاحب
راية علي عليهالسلام
قال : بلغنا
أن النبي صلىاللهعليهوآله
كان في جمع من أصحابه فقال : أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه
وإبراهيم في حكمته ، فلم يكن بأسرع من أن طلع علي عليهالسلام
فقال أبوبكر : يارسول
الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل؟ بخ بخ لهذا الرجل من هو يارسول الله؟ قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: ألا تعرفه يا أبا بكر؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أبوالحسن علي بن
أبي طالب ، قال أبوبكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن؟.
فض
، يل : بالاسناد إلى الحارث مثله.
١١
ـ مد : من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن محمد
بن عبدالوهاب ، عن
الحسين بن محمد العدل ، عن محمد بن محمود ،
عن إبراهيم بن سليمان بن رشيد ، عن
زيد بن عطية ، عن أبان بن فيروز ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من
أراد أن ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام.
١٢ ـ ع :
أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، عن القاسم
ابن عروة ، عن بريد العجلي ، عن ابن نباتة قال : قام ابن الكواء إلى علي عليهالسلام
وهو على المنبر فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟
____________________
وأخبرني عن قرنه أمن
ذهب كان أم من فضة؟ فقال له : لم يكن نبيا ولا ملكا ولم
يكن قرناه من ذهب ولا فضة
، ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه الله ونصح لله
ونصحه الله ، وإنما سمي ذا القرنين لانه دعا قومه إلى الله عزوجل فضربوه على
قرنه فغاب عنهم حينا ثم عاد إليهم ، فضرب على قرنه الآخر ، وفيكم مثله.
بيان : قوله : ( وفيكم مثله ) يعني نفسه عليهالسلام
وقد اشتهر في الحديث أنه
ذو قرني هذه الامة ، وفيه وجوه :
أحدها أنه عاش قرنين : قرنا مع الرسول صلىاللهعليهوآله وقرنا بعده ، وهذا
الخبر
لايحتمله.
وثانيها أنه يشبهه في كونه عبدا صالحا
مؤيدا ملهما بإلهام الله تعالى ، مطاعا
للخلق بإذنه تعالى ، مع كونه غير نبي ، وعليه تدل الاخبار الكثيرة التي أوردناها
في كتاب الامامة في باب مفرد.
وثالثها أنه يشبهه في أنه ضرب على قرنيه.
ورابعها أنه صاحب القوتين العظيمتين في
الدنيا والدين.
وخامسها أنه يشبهه في أنه دعاهم فضربوه
على قرنه ، وسيرجع إلى الدنيا
وينقاد له شرق الارض وغربها.
وسادسها أنه خلق الله تعالى له طرفي
الارض : شرقها وغربها ، وسيملكهما إياه
وخلق له طرفي الجنة ، فهو قسيمها.
وقال الجزري في النهاية : فيه أنه قال
لعلي عليهالسلام
« إن لك بيتا في الجنة
وإنك ذو قرنيها » أي طرفي الجنة وجانبيها ، قال أبوعبيد : وأنا أحسب أنه أراد
____________________
ذو قرني الامة فأضمر
، وقيل : أراد الحسن والحسين عليهماالسلام
وأرضاهما
ومنه حديث
علي عليهالسلام
وذكر قصة ذي القرنين ثم قال : « وفيكم مثله » فيرى أنه إنما عنى
نفسه ، لانه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق والاخرى ضربة ابن
ملجم لعنه الله انتهى.
وسيأتي ذكر الوجوه الاخر.
١٣
ـ مع : الاشناني ، عن جده ، عن محمد بن عمار ،
عن موسى بن إسماعيل ،
عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن سلمة ، عن
أبي الطفيل ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام
أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال له : يا علي إن
لك كنزا في الجنة وأنت ذو قرنيها. فلا تثبع النظرة في الصلاة فإن لك الاولى
وليست لك الاخيرة.
قال الصدوق رضياللهعنه : معنى قوله صلىاللهعليهوآله : « إن لك كنزا في
الجنة » يعني مفتاح نعمها ،
وذلك أن الكنز في المتعارف لايكون إلا المال من ذهب أو فضة ،
____________________
ولا يكنز إلا خيفة
الفقر ،
ولا يصلحان إلا للانفاق في أوقات الافتقار إليهما ،
ولا حاجة في الجنة ولا فقر ولا فاقة ، لانها دار السلام من جميع ذلك ومن الآفات
كلها وفيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين ( وهذا )؟ الكنز هو المفتاح وذلك أنه
عليهالسلام
قسيم الجنة وإنما صار عليهالسلام
قسيم الجنة والنار لان قسمة
الجنة والنار إنما هي على الايمان والكفر ، وقد قال له النبي صلىاللهعليهوآله :
يا علي حبك إيمان وبغضك نفاق وكفر ، فهو عليهالسلام
بهذا الوجه قسيم الجنة
والنار ، وقد سمعت بعض المشائخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن عليهالسلام وهو
السقط الذي ألقته فاطمة عليهاالسلام
لما ضغطت بين البابين ، واحتج على ذلك
بما
روي في السقط أنه يكون محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة فيقول
لا حتى يدخل أبواي قبلي ، وماروي أن الله تعالى كفل سارة وإبراهيم أولاد المؤمنين
يغذونهم بشجر في الجنة لها أظلاف كأظلاف البقر ، فإذا كان يوم القيامة البسوا
وطيبوا وأهدوا إلى آبائهم فهم في الجنة ملوك مع آبائهم ، وأما قوله صلىاللهعليهوآله : « وأنت
ذو قرنيها » فإن قرنيها
الحسن والحسين عليهماالسلام
لما روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : إن الله عزوجل يزين بهما جنته كما تزين المرأة بقرطيها ، وفي خبر
آخر : يزين الله بهما عرشه.
وفي وجه آخر معنى قوله صلىاللهعليهوآله : « وأنت ذو قرنيها
» أي إنك صاحب قرني
الدنيا ، وإنك الحجة على شرق الدنيا وغربها ، وصاحب الامر فيها والنهي فيها ،
____________________
وكل ذي قرن في
الشاهد إذا أخذ بقرنه فقد أخذ به ، وقد يعبر عن الملك بالآخذ
بالناصيه كما قال عزوجل : « مامن
دابة إلا هو آخذ بناصيتها » ومعناه على هذا
أنه عليهالسلام
مالك حكم الدنيا في إنصاف المظلومين والاخذ على أيدي الظالمين ، و
في إقامة الحدود إذا وجبت وتركها إذا لم تجب ، وفي الحل والعقد وفي النقض و
الابرام ، وفي الحظر والاباحة ، وفي الاخذ والاعطاء ، وفي الحبس والاطلاق ، وفي
الترغيب والترهيب.
وفي وجه آخر معناه أنه عليهالسلام ذو قرني هذه الامة
كما كان ذو القرنين لاهل
وقته ، وذلك أن ذا القرنين ضرب على قرنه الايمن فغاب ثم حضر ، فضرب على قرنه
الآخر ، وتصديق ذلك قول الصادق عليهالسلام
: « إن ذا القرنين لم يكن نبيا ولا ملكا
وإنما كان عبدا أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصحه الله وفيكم مثله » يعني بذلك
أمير المؤمنين عليهالسلام
وهذه المعاني كلها صحيحة يتناولها ظاهر قوله صلىاللهعليهوآله
: « لك كنز
في الجنة وأنت ذو قرنيها ».
١٤
ـ قب : أبوعبيد في غريب الحديث أن النبي صلىاللهعليهوآله قال لامير المؤمنين
عليهالسلام
: إن لك
بيتا في الجنة وإنك لذو قرنيها.
سويد بن غفلة وأبوالطفيل : قال أمير
المؤمنين عليهالسلام
: إن ذا القرنين كان ملكا
عادلا فأحبه الله وناصح لله فنصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه
بالسيف
فغاب عنهم ماشاء الله ، ثم رجع إليهم فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر
بالسيف
فذلك قرناه وفيكم مثله ، يعني نفسه لانه ضرب على رأسه ضربتين : أحدهما يوم
الخندق والثاني ضربة ابن ملجم لعنه الله.
الرضي في مجازات الآثار النبوية : عنى
رأس الامة ، إن القرنين إنما
يكونان فيه ، وهذا يدل على أنه كان رأس أمته ورئيس أسرته ، ويقال : أي
____________________
كذي القرنين أي
الاسكندر الرومي ، ويدل أيضا على سيادته لانه كان قد أخذ بأزمة
الملوك ، وإن أراد اسم نبي من الانبياء فهو أفضل أهل زمانه كما كان ذو القرنين في
زمانه. وقال ثعلب : كان وصفه ببلوغ غايات المثابين في الجنة كأنه أخذ طرفي
الجنة. وقال ثعلب أيضا : أي ذو جبليها يعني الحسن والحسين عليهماالسلام ، وقال : أي
طرفي الامة أي أنت إمام في الابتداء والمهدي ولدك إمام في الانتهاء ، ويجوز من
قولهم : « عصرت الفرس قرنا أو قرنين » أي استخرجت عرقه بالجري مرة أو مرتين
وكأنه ذو اقتباس العلم الظاهر واستخراج العلم الباطن.
١٥
ـ قب : لنبيه « آمن الرسول
» وله « وصالح المؤمنين
».
وقال لنفسه : « إن بطش ربك لشديد
» ولنبيه :
« أشد حبا
لله
» وله :
« أشداء على الكفار
».
وقال لنفسه : « بسم الله الرحمن
الرحيم » ولنبيه : « وما أرسلناك إلا رحمة
» وله : « قل بفضل
الله وبرحمته ».
وقال لنفسه : « من الله العزيز الحكيم
» ولنبيه :
« لقد جاءكم
رسول من
أنفسكم عزيز » وله : « ويعز من يشاء
».
وقال لنفسه : « وهو العلي العظيم
» ولنبيه :
« إنك لعلى
خلق عظيم
»
____________________
وله : « عم يتساءلون عن النبأ
العظيم
».
وقال لنفسه : « الله نور السماوات
والارض
» ولنبيه : « قد جاءكم
من الله
نور
» وله : « واتبعوا
النور الذي أنزل معه ».
ثم إن الله تعالى سمى عليا مثل ما سمى
به كتبه قال : « إنا أنزلنا
التوراة
فيها هدى
» ولعلي : « ولكل قوم
هاد
».
وقال : « فيه هدى ونور
» وللقرآن :
« واتبعو
النور الذي أنزل معه » ولعلي : « جعلناه نورا نهدي به
».
وقال : « يحكم بها النبيون
» ولعلي : «
لدنيا لعلي
حكيم
».
وقال : « صحف إبراهيم وموسى
» ولعلي : «
ألم ذلك
الكتاب لاريب فيه » والكتاب أكبر.
وقال في القرآن : « وكل شئ أحصيناه في
إمام مبين
» وله : « يوم ندعو كل
أناس بإمامهم ».
وفي القرآن : « هذا بيان للناس
» وله : « أفمن كان على بينه من
ربه
».
وفي القرآن « هذا بصائر للناس
» وله : « قل هذه سبيلي أدعو إلى
الله على
بصيرة
».
____________________
وفي القرآن : « يتلونه حق تلاوته
» وله : « ويتلوه شاهد
».
وفي القرآن : « هدى وبشرى
» وله : « لهم البشرى
».
وفي القرآن : « سنلقي عليك قولا ثقيلا
» وله : إني
تارك فيكم الثقلين ،
الخبر.
وفي القرآن : « وإنه لذكر لك
» وله : « أفمن يهدي إلى الحق
».
وفي القرآن : « قل فلله الحجة
» وله : قال
أمير المؤمنين عليهالسلام
: أنا حجة الله
وأنا خليفة الله.
وفي القرآن : « إنا نحن نزلنا الذكر
» وله : « وأنزلنا إليك الذكر
».
وفي القرآن : « ولاتكتموا الشهادة
» وله : « قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم
ومن عنده علم الكتاب ».
وفي القرآن : « والذي جاء بالصدق
» وله : « وكونوا مع الصادقين
».
وفي القرآن : « تفصيل كل شئ
» وله : « إنه لقول فصل
».
وفي القرآن : « ولم يجعل له عوجا قيما
» وله : « ذلك الدين القيم
».
وفي القرآن : « الله نزل أحسن الحديث
» وله : « من جاء بالحسنة
».
____________________
وفي القرآن : « قالوا خيرا
» وله : « أولئك هم خير البرية
».
وفي القرآن : « مانفدت كلمات الله
» وله : « وجعلها كلمة باقية
».
وفي القرآن : « هدى للمتقين
» وله : « وقالوا إن نتبع الهدى
».
وفي القرآن : « يس والقرآن الحكيم
» وله : « وإنه في أم الكتاب
لدينا
لعلي حكيم
» أي عال في البلاغة وعلا على كل كتاب لكونه معجزا وناسخا و
منسوخا ، وكذلك علي بن أبي طالب عليهالسلام
ثم قال : « حكيم » أي مظهر للحكمة البالغة
بمنزلة حكيم ينطق بالصواب ، وهذا
في علي بن أبي طالب عليهالسلام
وهاتان الصفتان
له خليقة لانهما من صفات الحي ، وفي القرآن على سبيل التوسع.
ثم قال للقرآن : « أفنضرب عنكم الذكر
» وله : « فاسألوا أهل
الذكر
» وفي القرآن « ولارطب
ولايابس إلا في كتاب مبين » وعلم هذا الكتاب
عنده لقوله : « ومن عنده
علم الكتاب ».
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « الاسلام يعلو
ولا يعلى » وقال تعالى : « وكلمة الله هي
العليا
» وبيانه « وجعلها
كلمة باقية في عقبه ».
* ( في مساواته عليهالسلام
مع آدم وادريس ونوح عليهمالسلام ) *
ساواه مع آدم في أشياء : في العلم « وعلم آدم الاسماء كلها
» وله « أنا
مدينة
العلم وعلي بابها » والتزويج لانه جرى تزويجهما في الجنة ، وأنزل الحديد على
آدم وأنزل على علي عليهالسلام
ذا الفقار ، وآدم أبوالآدميين وعلي أبوالعلويين ، واعتذر
____________________
عن آدم « فنسي ولم نجد له عزما
» وشكر عن
علي « يوفون
بالنذر
» وآمن
آدم في قوله : « ثم اجتباه
ربه
» وكذلك لعلي عليهالسلام
« فوقاهم
الله شر ذلك
اليوم
» وكان آدم خليفة الله « إني
جاعل في الارض خليفة » وعلي خليفة
الله قوله عليهالسلام
: « من لم يقل إني رابع الخلفاء » الخبر.
خلق آدم من التراب فكان ترابيا « فإنا خلقناكم من تراب
» وسمى
( النبي )؟ عليا أبا تراب ، وقال آدم وقت خلقته وقد عطس : الحمد لله ، فقال [ الله
] :
« رحمك الله ولهذا خلقتك ، سبقت رحمتي غضبي
» فهو أول كلمة قالها ، وعلي عليهالسلام
لما ولد سجد لله على الارض وحمده ، وآدم خلق بين مكة والطائف وعلي ولد في
الكعبة ، واصطفى الله آدم « إن
الله اصطفى آدم » ولعلي « وآل عمران على
العالمين
» والانبياء كلهم من صلب آدم وأوصياء النبي صلىاللهعليهوآله
من صلب علي ،
رفع آدم
على مناكب الملائكة ورفع جنازة علي على مناكبهم أيضا ، نسب
أولاد آدم إليه فقالوا : « آدمي » ونسب أولاد النبي صلىاللهعليهوآله
إليه فقالوا : « علوي » أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وعلي أمر بأن يؤتى إليه ، روى العباس بن بكار
عن شريك عن سلمة بن كهيل عن علي عليهالسلام
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: يا علي أنت بمنزلة
الكعبة تؤتى ولاتأتي. آدم باع الجنة بحبات حنطة فأمر بالخروج منها « قلنا
اهبطوا منها جميعا
» وعلي اشترى الجنة بقرص فأذن له بالدخول فيها « وجزاهم
بما صبروا جنة » « وعلم آدم الاسماء كلها
» وكان اسم
علي وأسماء أولاده عليهمالسلام
فعلم الله آدم أسماءهم ، أخبرني محمود بن عبدالله بن عبيد الله الحافظ ، بإسناده
____________________
عن زيد بن أسلم ، عن
ابن عمر قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يفتخر يوم القيامة آدم بابنه شيث
وأفتخر أنا بعلي بن أبي طالب.
المفجع
: كان في علمه لآدم إذ علم شرح الاسماء
والمكنيا
وساواه مع إدريس عليهالسلام
بأشياء : أطعم إدريس بعد وفاته من طعام الجنة و
أطعم علي في حياته من طعامها مرارا ، وسمي إدريس لانه درس الكتب كلها ، وقوله
تعالى في علي عليهالسلام
« ومن عنده علم الكتاب
» وإدريس أول من وضع الخط
وعلي أول من وضع النحو والكلام.
وساواه مع نوح عليهالسلام في خمسة عشر موضعا
: في الميثاق « وإذ أخذنا
من النبيين
ميثاقهم
» ولعلي ماروي : أن الله تعالى أخذ ميثاقي على النبوة وميثاق اثني عشر
بعدي ، وخص بطول العمر فلبث فيهم ألف سنة وطول عمر ولده القائم عليهالسلام « ونريد
أن نمن على الذين استضعفوا » الآية ، ونوح شيخ المرسلين وعلي شيخ
الائمة ،
وقيل لنوح : « يا نوح قد
جادلتنا
» ولعلي : « فمن حاجك
فيه
» ونبع الماء
لنوح من بين النار « وفار
التنور
» وهوى النجم لعلي من بئر الدار « والنجم
إذا هوى
» أجيبت دعوة نوح فهطلت
له السماء بالعقوبة وأجيبت لعلي
بالرحمة فنبعت له الارض في أرض بلقع ويمنى السواد وغيرهما ، ذكر الله نوحا في
كتابه في اثنين وأربعين موضعا أوله قوله : « إن الله اصطفى آدم ونوحا
» وآخره
« وقال نوح رب لاتذر
» وذكر عليا
في تسعة وثمانين موضعا أنه أمير المؤمنين ،
____________________
وسمي نوحا لكثرة
نوحه وزهادته وقال لعلي : « أمن
هو قانت
» وسماه شكورا
« إنه كان عبدا شكورا
» وسمى عليا
باسمه « وجعلنا لهم
لسان صدق عليا » وأهلك جميع الخلق بالطوفان سوى قومه « فأنجيناه والذين معه في الفلك
» وأهلك
أعداء علي في طوفان النصب فيلقى في جهنم ويفوز أحباؤه « إن للمتقين مفازا
» نوح أب ثاني وعلي أبوالائمة والسادات ، واشتق لنوح اسمه من صفته لما ناح
واشتق اسم علي من صفته لانه علا « قيل
يا نوح اهبط بسلام منا » وقيل
لعلي : « سلام على
آل يس
» وحمله على السفينة عند طوفان الماء « وحملناه على
ذات ألواح ودسر » وقيل لعلي : « مثل أهل بيتي كسفينة
نوح » الخبر ، فسفينة
علي نجاة من النار.
المفجع
:
وكنوح نجا من الهلك من سير في الفلك إذ
علا الجوديا
* ( في مساواته مع ابراهيم
واسماعيل واسحاق عليهمالسلام ) *
ساوى عليا مع إبراهيم عليهالسلام في ثلاثين خصلة :
الاجتباء « اجتباه
وهداه
» ولعلي : « إن الله
اصطفى آدم
» وفي الهدى : « وهداه إلى
صراط
» ولعلي
عليهالسلام
: « ولكل قوم
هاد
» وفي الحسنة : « وآتيناه في
الدنيا حسنة » ولعلي :
« من جاء بالحسنة
» وفي
البركة : « وباركنا
عليه
» ولعلي : « وبركاته
عليكم
أهل البيت
» وفي البشارة : « وبشرناه
بإسحاق
» ولعلي : « وهو الذي خلق
____________________
من ( الماء )؟ بشرا فجعله نسبا وصهرا
» وفي
السلام « سلام على
إبراهيم
» ولعلي
« سلام على آل ياسين
» وفي الخلة
« واتخذ الله
إبراهيم خليلا » ولعلي :
« إنما وليكم الله
» وفي
الثناء الحسن « وجعلنا لهم
لسان صدق عليا » ولعلي : « والذين
آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون
» وفي
المقام « واتخذوا
من مقام إبراهيم مصلى » ولعلي : وهو أول من صلى مع رسول الله
صلىاللهعليهوآله.
وفي الامامة : « إني جاعلك للناس إماما
» ولعلي « وكل شئ أحصيناه
في إمام مبين » وجعل مثابته قبلة للخلق « وإذ جعلنا البيت مثابة
» ولعلي
« حب علي إيمان
» وبناؤه طواف المؤمنين « وطهر بيتي للطائفين
» ولعلي
« إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
» وأمر
إبراهيم بتطهير البيت « وطهر
بيتي
» والله تعالى طهر بيت علي « ويطهركم
تطهيرا
» وملوك الروم من نسل
إبراهيم والائمة الاثني عشر من صلب علي ، وأثنى الله عليه أن إبراهيم كان أمة
لانه كان وحيدا في زمانه بالتوحيد وعلي أول من أسلم ، وقال : « إن إبراهيم
كان أمة قانتا لله » ولعلي : « أمن هو قانت
» وقال له :
« ولكن كان
حنيفا
مسلما
» ولعلي : على ملة إبراهيم ودين محمد ومنهاج علي حنيفا مسلما ، وقال
له : شاكرا لانعمه
» ولعلي : « الذين
يذكرون الله » وقال : « وإبراهيم
____________________
الذي
وفى
» ولعلي : « يوفون
بالنذر
» وقال : « وإنه في
الآخرة لمن
الصالحين
» ولعلي : « وصالح
المؤمنين
» وقال : « إن إبراهيم
لحليم أواه
منيب
» ولعلي : « يحذر
الآخرة ويرجو رحمة ربه » وكان إبراهيم مؤذنا
للحج « وأذن في
الناس بالحج » وعلي مؤذن لله « وأذان من الله ورسوله
وإبراهيم فارق قومه « » فأخرج الله من نسله
سبعين ألف نبي « ووهبنا له إسحاق ويعقوب
» وعلي فارق قريشا فجعله الله في
أفضلها وهم بنو هاشم ، وأعطاه النسل الطيب ، وعادى إبراهيم قومه « فإنهم عدو
لي إلا رب العالمين » وعادت قريش عليا فأبادهم بالسيف ، وقال إبراهيم :
« إن هذا لهو البلاء المبين
» وقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل
وعبدالله وابتلاء علي أكثر ، ورمي إبراهيم مشدودا على المنجنيق وهو مكره
ورمي علي على المنجنيق في ذات السلاسل وهو مختار ، وقال في حق إبراهيم :
« فألقوه في الجحيم
» وألقى علي
نفسه في وادي الجن وحاربهم ، وصارت نار الدنيا
على إبراهيم بردا وسلاما « قلنا
يانار كوني بردا وسلاما » وتصير نار الآخرة
على محبي علي عليهالسلام
بردا وسلاما حتى تنادي الجحيم : جزيامؤمن فقد أطفأ نورك
لهبي ، ادعى في محبة إبراهيم خلق فقال : « فمن تبعني فإنه مني
» وادعى في
محبة علي خلق فقال الله : « إن
أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه
» الآية ،
____________________
وإبراهيم أوجس في
نفسه خيفة من الملائكة وتكلم علي معهم ، وسائر الانبياء بعد
إبراهيم من نسله « ملة
أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين
» وسائر
الاوصياء
من ولد علي « واتبعتهم
ذريتهم بإيمان » إبراهيم أسس الكعبة « إن أول بيت
وضع للناس
» وعلي أظهر الاسلام وطهر الكعبة من الازلام ، وإبراهيم كسر
أصناما « قالوا من
فعل هذا بآلهتنا قال بل فعله كبيرهم هذا
» يعني
أفلون ،
وعلي كسر ثلاثمائة وستين صنما أكبرها هبل ، ابتلى الله إبراهيم بقربان الولد
« إني أرى في المنام إني أذبحك » وأبات أبوطالب عليا على فراش رسول
الله صلىاللهعليهوآله
كل ليلة في الشعب ، وأباته النبي صلىاللهعليهوآله ليلة الهجرة ، وبين
الفدائين فروق ، وربما
يشفق الوالد على ولده فلايذبحه وعلي كان على يقين من الكفار ، ويقوى في ظن
ولده أن أباه يمتحنه في طاعته فيزول كثير من الخوف ويرجو السلامة وعلي خائف
بلا رجاء ، وأمره مسند إلى الوحي فيجب الانقياد وعلي على غير ذلك ، وأثنى
الله على إبراهيم في خمسة وستين موضعا أوله « ابتلى إبراهيم ربه
» وآخره
« صحف إبراهيم وموسى
» وأنزل
الله ربع القرآن في علي.
إسحاق وإسماعيل عليهماالسلام.
المفجع البصري :
وله من صفات إسحاق حال
|
|
صار في فضلها لاسحاق سيا
|
صبره إذ تل للذبح حتى
|
|
ظل بالكبش عندها مفديا
|
____________________
وكذا استسلم الوصي لاسياف
|
|
قريش إذ بيتوه عتيا
|
فوقى ليلة الفراش أخاه
|
|
بأبي ذاك واقيا ووليا
|
وله من أبيه ذي الايد إسماعيل
|
|
شبه ما كان عني خفيا
|
إنه عاون الخليل على الكعبة
|
|
إذ شاد ركنها المبنيا
|
ولقد عاون الوصي حبيب الله
|
|
أن يغسلان منه الصفيا
|
كان مثل الذبيح في الصبر والتسليم
|
|
سمحا بالنفس ثم سخيا
|
حواست جمع كن
|
|
حواست جمع كن
|
* ( في مساواته يعقوب ويوسف عليهماالسلام
) *
كان ليعقوب اثنا عشر ابنا أحبهم إليه
يوسف ويامين
وكان لعلي سبعة
عشر ابنا أحبهم إليه الحسن والحسين ، وكان أصغر أولاده لاوي [ لانه أخذ بعقب
عيص ] فصارت
النبوة له ولاولاده ، ألقي له يوسف في غيابة الجب وذبح لعلي
الحسين عليهالسلام
، وابتلي
يعقوب بفراق يوسف وابتلي علي بذبح الحسين عليهالسلام
، لم يرتفع يوسف من يعقوب وإن بعد عنه ولم ترتفع الخلافة عن علي وإن بعدت عنه
أياما ، كان
ليعقوب بيت الاحزان ولآل النبي عليهمالسلام
كربلاء ، ويعقوب ارتد بصيرا بقميص
ابنه وكان لعلي قميص من غزل فاطمة عليهاالسلام
يتقي به نفسه في الحروب ، وكلم ذئب
يعقوب وقال : لحوم الانبياء علينا حرام وكلم ثعبان عليا على المنبر ، وكلمه ذئب
وأسد أيضا.
المرزكى :
وكيعقوب كلم الذئب لما
|
|
حل في الجب يوسف الصديق
|
____________________
سمي يعقوب لانه أخذ بعقب أخيه عيص وسمي
عليا لانه علافي حسبه و
نسبه وعلمه وزهده وغير ذلك ، وكان ليعقوب اثنا عشر ولدا منهم مطيع ومنهم عاص
ولعلي اثنا عشر ولدا كلهم معصومون مطهرون.
المفجع
:
وله من نعوت يعقوب نعت
|
|
لم أكن فيه ذا شكوك عتيا
|
كان أسباطه كأسباط يعقوب
|
|
وإن كان نجرهم نبويا
|
أشبهوهم في البأس والعدة والعلم
|
|
فافهم إن كنت ندبا ذكيا
|
كلهم فاضل وجاز حسين
|
|
وأخوه بالسبق فضلا سنيا
|
وساواه مع يوسف عليهالسلام في أشياء قال يوسف
: « رب قد
آتيتني من الملك » وقال في علي عليهالسلام
: « وإذا رأيت
ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا » ولما رأى إخوته
زيادة النعمة وكمال الشفقة حسدوه! كذلك حال علي « أم يحسدون الناس على
ما آتاهم الله من فضله » فزادهما علوا وشرفا « ولاتتمنوا مافضل الله
به بعضكم
على بعض
» وقال إخوة يوسف في الظاهر : « وإنا
له لناصحون وإنا له
لحافظون
» وعادوه في الباطن فقال الله تعالى : « إنكم لسارقون
» « إنا
إذا لظالمون » وكذلك حال علي نصحوه ظاهرا ومقتوه
باطنا ، وقال ليوسف :
____________________
« أيها الصديق
» وقال علي عليهالسلام : أنا الصديق
الاكبر ، إخوة يوسف وافقوه
باللسان وخالفوه بالجنان « أرسله
معنا غدا
» وكذلك حال المنافقين مع علي
عليهالسلام
« فهل عسيتم إن توليتم
» وقالوا
عند أبيه : « إنا له
لحافظون
» وهم مضيعوه ، وقالت المنافقون : علي مولانا ، وظلموه بعد وفاته « أم حسب الذين
اجترحوا السيئات ».
سلم يعقوب إليهم يوسف بالامانة « إني ليحزنني أن تذهبوا
به
» والمصطفى
صلىاللهعليهوآله
قال : « إني تارك
فيكم الثقلين » الخبر ، وقال
يعقوب : « يا أسفا
على
يوسف
» وقال المصطفى : « ما
أوذي نبي مثل ما أوذيت » وقال الله تعالى
: « ولما
بلغ أشده آتيناه حكما وعلما
» وأوتي علي حكمة في صغره بأشياء كما تقدم ،
أطعم يوسف لاهل مصر وأطعم علي الملائكة « ويطعمون الطعام
» الجائع
كان يشبع
بلقاء يوسف والمؤمن ينجو بلقاء علي من النار « ألقيا في جهنم
» مدح يوسف
نفسه
فقال : « إني حفيظ
عليم
» وقوله : « ألا ترون
أني أوفي الكيل » وقد مدح
عليا « ويطعمون
الطعام
» « يوفون
بالنذر
» وجد يعقوب رائحة قميص يوسف
من مسيرة شهر وستجد شيعة علي رائحة الجنة من فوق سبع سماوات « فأما إن كان
من المقربين ».
ادعوا في يوسف أربعة دعاوي قال يعقوب :
« يابني
لاتقصص رؤياك » وقال
العزيز : « عسى أن
ينفعنا أو نتخذه ولدا » واسترقه إخوته وشروه بثمن بخس
____________________
واتخذته زليخا
معشوقا « قد شغفها حبا
» وقال الله تعالى في علي : « إن
هو إلا
عبد أنعمنا عليه » وقال المصطفى صلىاللهعليهوآله : « علي أخي
» وأنكره جماعة « يريدون
ليطفؤا نور الله » واعتقدت الشيعة إمامته « رجال صدقوا
» وسموا
يوسف ولدا وأخا و
عبدا ومعشوقا كذلك علي قالت الغلاة : هو الله! وقالت الخوارج : هو كافر! وقال
المرجئة
هو المؤخر! وقالت الشيعة : هو معصوم مطهر.
نظر في يوسف ثمانية نظر : يعقوب بالمحبة فحرم لقاءه « يا أسفا على
يوسف
» ومالك بن
الذعر
بالحرمة
فصار ملكا « أكرمي مثواه » والعزيز
بالفتوة
فوجد منه الصيانة « قالت
هيت لك قال معاذ الله » وزليخا بالشهوة فسخر منها
« وقال نسوة في المدينة
» والمؤمنون
بالنبوة « يوسف أيها الصديق
» وكذلك نظر
في علي عليهالسلام
ثمانية نظر : الكفار بالعداوة فالنار مأواهم ذلك لهم خزي ،
والمنافقون بالحسد فخسروا « قل
هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا » والمصطفى
بالوصية والامامة [ والنظارة ] فصار ختنه وصاحب جيشه « وهو الذي خلق من الماء
بشرا
» وسلمان [ وأبوذر ] والمقداد بالشفقة فصاروا خواص الصحابة وسرور
____________________
الشيعة « والسابقون السابقون
» والنواصب
بالحقارة فضلوا « إذ تبرأ
الذين
اتبعوا من الذين اتبعوا » والغلاة بالمحال فصاروا من الضلال « ومن يبتغ غير
الاسلام دينا » والملاحدة بالكذب فصاروا مبتدعين « إن الذين يلحدون في
آياتنا
» والشيعة بالديانة فصاروا مقربين « انظرونا نقتبس من نوركم
».
المفجع
:
ابن راحيل يوسف وأخوه
|
|
فضلا القوم ناشئا وفتيا
|
ومقال النبي في ابنيه يحكي
|
|
في ابن راحيل قوله المرويا
|
كان ذاك الكريم وابناه سادا
|
|
كل من حل في الجنان نجيا
|
* ( في مساواته مع موسى عليهالسلام
) *
ربي موسى في حجر عدو الله فرعون وربي
علي في حجر حبيب الله محمد صلىاللهعليهوآله
وهو موسى بن عمران وعلي آل عمران ، وقالوا : إن اسم أبي طالب عمران ، و
حفظ الله موسى في صغره من فرعون وفي كبره من البحر وحفظ عليا في صغره من
الحية حين قتلها وفي كبره من الفرات حين أغارها ، وكان لموسى عليهالسلام انفلاق البحر
وهو نيل مصر « اضرب بعصاك
البحر
» وانشق نهروان بإشارة علي حين يبس ،
ضرب موسى بعصاه على البحر وقال : اخرجي أيتها الضفادع فخرجت ، وأطاعت
الحية والثعبان عليا وذلك أهول ، وسخر لموسى الجراد والقمل وسخر لعلي عليهالسلام حيتان
نهروان إذ نطقت معه وسلمت عليه ، وسخر لموسى الدم « آيات مفصلات
» وعلي
أراق دماء الكفار حتى سموه الموت الاحمر ، وكان موسى صاحب تسع آيات بينات
وعلي صاحب كذا وكذا معجزات ، وأحيا الله بدعاء موسى قوما « ثم بعثناكم من
____________________
بعد
موتكم
» وأحيا بدعاء علي سام بن نوح وأصحاب الكهف وبوادي صرصر و
غيرها ، وذكر الله موسى في كتابه في مائة وثلاثين موضعا وسمى عليا في كتابه في
ثلاثمائة موضع ، وقيل لموسى : « وقربناه
نجيا
» وقيل لعلي : « وجعلنا لهم
لسان
صدق عليا
» وكلم الله موسى تكليما وعلي علمه الله تعليما « الرحمن علم القرآن
خلق الانسان علمه البيان ».
وسخرت الارض لموسى حتى خسف بقارون ودمر
على علي أعداء النبي
« فإنا منهم منتقمون » وقال موسى : « اجعل لي وزيرا من أهلي
هارون أخي
» وفي آية أخرى « اخلفني في
قومي
» وقال الله : « قد أوتيت
سؤلك ياموسى » و
قال الله ليلة المعراج : اخلف عليا ، وقال صلىاللهعليهوآله
: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ،
وسقى الله موسى من الحجر « فانفجرت
منه اثنتا عشرة عينا » وعلي « هو الذي
خلق من الماء بشرا
اثنا عشر إماما.
وأخو المصطفى الذي قلب الصخرة
|
|
عن مشرب هناك رويا
|
بعد أن رام قلبها الجيش جمعا
|
|
فرأوا قلبها عليهم أبيا
|
وأنزل الله على موسى المن والسلوى وعلي
أعطاه النبي من تفاح الجنة و
رمانها وعنبها وغير ذلك ، خاصم موسى وهارون مع فرعون في كثرة خيله ، قال
الطبري : كان الذهلي والبوقي
أربعة آلاف رجل وظفرا بهم ، وإن محمدا وعليا
خاصما اليهود والنصارى والمجوس والمشركين والزنادقة وقد ظفرا عليهم « هو الذي
____________________
أيدك
بنصره وبالمؤمنين ».
وكان خصم موسى وهارون فرعون وهامان
وقارون وجنودهما ، وخصماء
محمد وعلي عدد النحل والرمل من الاولين والآخرين ، وأغرق الله أعداءهما في
البحر » وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين « وسيلقي الله أعداء
محمد وعلي في جهنم » ألقيا في جهنم كل
كفار عنيد
« وينجيهما وأحباءهما الله
« ثم ننجي الذين اتقوا
» عدو موسى
برص ومن عادى عليا برص ، قال أنس :
هذه دعوة علي ، خاف موسى من الحية في كبره فقيل : « خذها ولاتخف
» ومزق
علي الحية في صغره ، وتقول العامة من هذا الوجه « حيدر » خاف موسى وهارون
من الاستهزاء فقال : « لاتخافا
إنني معكما » ولم يخف محمد وعلي منه « الله يستهزئ
بهم
».
خاف موسى من عصاه « خذها ولاتخف
» ولم يخف
علي من الثعبان وكلمه ،
كان لموسى عصا ولعلي سيف ، وكان في عصا موسى عجائب عجزت السحرة عنها وفي
سيف علي عجائب عجزت الكفرة عنها ، وفي عصا موسى أربعة أحوال « هي عصاي
» ثم تحركت « حية تسعى
» ثم كبرت «
فإذا هي
ثعبان
» ثم لقفت « فاذا هي
تلقف
» وفي سيف علي أربعة أحوال مذكورة في بابه ، نزل جبرئيل بعصا موسى
فأعطاها شعيبا وأعطاها شعيب موسى ثم أنزل ذا الفقار فأعطي محمد وأعطاه محمد عليا ،
وكان عصا موسى من اللوز المر وشجرة طوبى في دار فاطمة وعلي عليهماالسلام ، وكان رأسها
____________________
ذا شعبتين وكان ذو
الفقار ذا شعبتين ، وعين اسم علي ذو شعبتين ، موسى قذفته أمه في
تنور مسجور وقذف علي من منجنيق ، إن ابتلي موسى بفرعون فقد ابتلي علي
بفراعنة ، وكان لموسى اثنا عشر سبطا ولعلي اثنا عشر إماما ، وقيل لموسى :
« اخلع نعليك
» وأمر علي
أن يضع رجله على كتف محمد صلىاللهعليهوآله
، وكان موطئ
موسى حجرا وموطئ علي منكب محمد صلىاللهعليهوآله
، ارتفع موسى على الطور وارتفع علي على كتف الرسول ، وقال لموسى : « وألقيت عليك محبة مني
فكان كل من رآه
أحبه وفرض حب علي على الخلق وحبه يميز بين الحق والباطل
» لايحبك إلا
مؤمن تقي « الخبر ، وقال لموسى : « وأنا اخترتك
» ولعلي : «
وربك يخلق
مايشاء ويختار » وقال لموسى : « واصطنعتك لنفسي
» ولعلي « إنما
وليكم الله » الآية ، وقال لموسى : « إنه كان مخلصا
» ولعلي « إنما نطعمكم
لوجه الله
».
« وإذ قال موسى لفتاه
» وكان فتى
موسى يوشع وفتى محمد علي ، ولا فتى إلا
علي ، وكان لموسى شبر وشبير ولعلي شبير وشبر
، وكان ولاية موسى في أولاد
هارون وولاية محمد صلىاللهعليهوآله
في أولاد علي ، عبدوا العجل وتركوا هارون
« عجلا جسدا له
خوار
» وتركوا عليا وعبدوا بني أمية « إذا
قومك منه يصدون » موسى
ساقي بنات شعيب « ووجد من
دونهم امرأتين تذودان » وعلي ساقي المؤمنين في القيامة
____________________
والولدان سقاة أهل
الجنة والمولى
ساقي علي « وسقاهم ، ووقاهم ، ولقاهم
وجزاهم
» وجر موسى الحجر من رأس البئر وكان يجرونه أربعون رجلا « ولما
ورد ماء مدين » وعلي جر الحجر من عين زاحوما وكانت
مائة رجل عجزت عن
قلعه.
المفجع
:
كان فيه من الكليم خلال
|
|
لم يكن عنك علمها مطويا
|
كلم الله ليلة الطور موسى
|
|
واصطفاه على الانام نجيا
|
وأبان النبي في ليلة الطائف
|
|
أن الاله ناجى عليا
|
وله منه عفوة عن أناس
|
|
عكفوا يعبدون عجلا حليا
|
حرق العجل ثم من عليهم
|
|
إذ أنابوا وأمهل السامريا
|
وعلي فقد عفا عن أناس
|
|
شرعوا نحوه القنا الزاعبيا
|
* ( في مساواته مع هارون ويوشع ولوط عليهمالسلام
) *
قول النبي صلىاللهعليهوآله
يوم بيعة العشيرة ويوم أحد ويوم تبوك وغيرها : « يا علي
أنت مني بمنزلة هارون من موسى » فالمؤمنون أحبوا عليا كما أحب أصحاب هارون
هارون ، ولم يكن لاحد منزلة عند موسى كمنزلة هارون ولا لاحد عند النبي صلىاللهعليهوآله
كمنزلة علي ، وكان هارون خليفة موسى وعلي خليفة محمد صلىاللهعليهوآله
، ولما دخل موسى
على فرعون ودعاه إلى الله قال : ومن يشهد لك بذلك؟ قال : هذا القائم على رأسك
يعني هارون فسأله عن ذلك قال : أشهد أنه صادق
وأنه رسول الله إليك ، قال :
أما إني لا أعاقبه إلا بإخراجه من تكرمتي وإلحاقه بدرجتك ، فدعا له بجبة صوف
وألبسه إياه ، وجاء بعصا فوضعها في يده ، فعوضه الله من ذلك أن ألبسه قميص الحياة
،
____________________
فكان هارون آمنا في
سربه مادام عليه ذلك ، وكذلك ألبس الله عليا قميص الامن
بقول النبي صلىاللهعليهوآله
: « إن من المحتوم أن لاتموت إلا بعد ثلاثين سنة بعد أن تؤمر
وتقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ثم يخضب لحيته من دم رأسه وقت كذا » فكان هارون إذا نزع القميص مخوفا وكان علي عليهالسلام
آمنا على كل حال ، وكان
أول من صدق بموسى هارون وهكذا أول من صدق بالنبي صلىاللهعليهوآله
علي ، ولما ولد
الحسن سماه علي حربا فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: سمه حسنا ، فلما ولد الحسين عليهالسلام
سماه أيضا حربا فقال صلىاللهعليهوآله
: لا ، هو الحسين كأولاد هارون شبر وشبير.
المفجع
:
إن هارون كان يخلف موسى
|
|
وكذا استخلف النبي الوصيا
|
وكذا استضعف القبائل هارو
|
|
ن وراموا له الحمام الوحيا
|
نصبوا للوصي كي يقتلوه
|
|
ولقد كان ذا محال قويا
|
وأخو المصطفى كما كان هارو
|
|
ن أخا لابن أمه لادعيا
|
وساواه مع يوشع بن نون ، علي بن مجاهد
في تاريخه مسندا قال النبي صلىاللهعليهوآله
عند وفاته : أنت مني بمنزلة يوشع من موسى.
المفجع
:
وله من صفات يوشع عندي
|
|
رتب لم أكن لهن نسيا
|
كان هذا لما دعا الناس موسى
|
|
سابقا قادحا زنادا وريا
|
وعلي قبل البرية صلى
|
|
خائفا حيث لايعاين ربا
|
كان سبقا مع النبي يصلي
|
|
ثاني اثنين ليس يخشى ثويا
|
وساواه مع أيوب عليهالسلام فأيوب أصبر
الانبياء وعلي أصبر الاوصياء ، صبر
أيوب ثلاث سنين في البلايا وعلي صبر في الشعب مع النبي صلىاللهعليهوآله ثلاث سنين ثم صبر
____________________
بعده ثلاثين سنة ،
وقد وصف الله صبر أيوب « إنا
وجدناه صابرا » وقال لعلي
عليهالسلام
« الذين إذا
أصابتهم مصيبة » وقال : « والصابرين في البأساء والضراء وحين
البأس
».
وساواه مع لوط عليهالسلام وقد ذكره الله في
كتابه في ستة وعشرين موضعا وذكر
عليا في كذا موضعا.
المفجع
:
ودعا قومه فآمن لوط
|
|
أقرب الناس منه رحما وريا
|
وعليا لما دعاه أخوه
|
|
سبق الحاضرين والبدويا
|
* ( في مساواته مع أيوب وجرجيس ويونس وزكريا ) *
* ( ويحيى عليهمالسلام
) *
قال في أيوب : « مسني الشيطان بنصب
وعذاب
» ولعلي نصب من نواصب
وعداوة شياطين الانس وقال لايوب : « أركض برجلك
» ولعلي
بوادي بلقع
وغيره ، ولايوب « إنا وجدناه
صابرا
» ولعلي « وجزاهم بما
صبروا
» وقال
أيوب : « إنما أشكو
بثي وحزني إلى الله » وقال علي عليهالسلام : إلى كم أغضي
الجفون
على القذى ؟.
____________________
المفجع
:
وله من عزاء أيوب والصبر نصيب ما كان
بردا نديا
جرجيس عليهالسلام
صبر في المحن وعلي صبر في المحن والفتن ، ولم يقبل قوله
الحق وقتل في الحق وعلي كان على الحق وقتل في الحق للحق ، وعذب جرجيس
بأنواع العذاب وعذب علي بأنواع الحروب ، كسر جرجيس صنما وكسر علي
عليهالسلام
ثلاث مائة وستين في الكعبة سوى ماكسره في غيرها ، أهلك الله أعداء جرجيس
بالنار وسيهلك أعداء علي بنار جهنم « ألقيا في جهنم ».
يونس عليهالسلام
« إذ ذهب
مغاضبا
» فذهب علي مجاهدا محاربا « التقمه
الحوت
وهو مليم
» وسلمت الحيتان على علي عليهالسلام
وشتان بين الغالب والمغلوب! وسماه
الله ذا النون وسمى النبي صلىاللهعليهوآله
عليا ذا الريحانتين ، وقال في يونس : « إذ أبق إلى
الفلك المشحون » وعلي عليهالسلام
فلك مشحون من العلم « أنا
مدينة العلم » الخبر ،
وقيل ليونس : « لنبذ
بالعراء وهو مذموم » وفي موضع « وهو مليم
» وعلي
تركوه وخذلوه ولعنوه ألف شهر ، وفي حق يونس « وأنبتنا عليه شجرة من يقطين
وأطعم علي عليهالسلام
من فواكه الجنة ، وقال : « وأرسلناه
إلى مائة ألف أو يزيدون » وعلي إمام الانس والجن ، وإنه عبدالله في مكان ما عبده فيه بشر وعلي ولد
في موضع ما ولد فيه قبله ولا بعده أحد.
زكريا ، بشر زكريا بيحيى في المحراب
وعلي بشر بالحسن والحسين عليهماالسلام
،
وسأل زكريا « رب هب لي
من لدنك ذرية طيبة » وقيل للنبي صلىاللهعليهوآله بلا سؤال :
____________________
« ذرية بعضها من بعض
» وقالت
امرأة عمران : « إني نذرت
لك مافي بطني
محررا
» وقال للمرتضى : « يوفون
بالنذر
» وقالت : « رب إني
وضعتها
أنثى
» وقال الله تعالى في زوجة علي : « ونساءنا ونساءكم
» أجاب الله
دعاء
زكريا « رب لاتذرني
فردا
» الآية ، وأجاب عليا من غير سؤال « فاستجاب لهم
ربهم
» نشر زكريا في الشجر وجز رأس يحيى في الطشت وقتل علي في المحراب
وذبح الحسين عليهالسلام
بكربلاء ، وذكره الله في كتابه في سبعة عشر موضعا أولها « البقرة » وآخرها في « ص » وذكر عليا في كذا موضع أوله « صراط الذين أنعمت عليهم
وآخره
» وتواصوا بالحق
« وقالت : « إني أعيذها
بك وذريتها » وقال
المصطفى صلىاللهعليهوآله
للحسن والحسين عليهماالسلام
: أعيذكما من شر السامة والهامة ومن شر كل عين لامة ، وزكريا كان واعظ بني إسرائيل وكافل
مريم وعلي كان مفتي
الامة وكافل فاطمة عليهاالسلام.
المفجع
:
وله خلتان من زكريا
|
|
وهما غاظتا الحسود الغويا
|
كفل الله ذاك مريم إذ كـ
|
|
انتقيا وكان برا حفيا
|
فرأى عندها وقد دخل المحـ
|
|
راب من ذي الجلال رزقا هنيا
|
وكذا كفل الاله عليا
|
|
خيرة الله وارتضاه كفيا
|
خيرة بنت خير رضي اللـ
|
|
ـه لها الخير والامام الرضيا
|
ورأى جفنة تفور لديها
|
|
من طعام الجنان لحما طريا
|
____________________
يحيى عليهالسلام
، قال الله ليحيى : « وسلام
عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث
حيا
» وقال لعلي : « سلام على
( آل ) يس
» وقال
ليحيى : « وبرا
بوالديه
» ولعلي « إن الابرار
يشربون
».
الحميري :
ألم يؤت الهدى والحكم طفلا
|
|
كيحيى يوم أوتيه صبيا
|
المفجع
:
وله من صفات يحيى محل
|
|
لم أغادره مهملا منسيا
|
إن رجسا من النساء بغيا
|
|
كفلت قتله كفورا شقيا
|
وكذاك ابن ملجم فرض الله
|
|
له اللعن بكرة وعشيا
|
ذو القرنين ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : « إنك لذو قرنيها
» وقد شرحناه ، وإنه قد
سد على يأجوج ومأجوج وسد الله على الشيعة كيد الشياطين ، وإنه قد كان يعرف
لغات الخلق وعلي علم منطق الطير والدواب والوحش والجن والانس والملائكة ،
طلب ذو القرنين عين الحياة ولم يجدها وعلي عليهالسلام
عين الحياة من أحبه لم يمت
قلبه قط.
ولقمان ظهرت الحكمة منه وعلي استفاضت
العلوم كلها منه ، وقال الله تعالى
« ولقد آتينا لقمان الحكمة
» وقال لعلي
عليهالسلام
: « الرحمن علم
القرآن
».
المفجع
:
نظير الخضر في العلماء فينا
|
|
وذاك له بلا كذب نظير
|
وهو فينا كذي القرنين فيهم
|
|
برجعته له لون نضير
|
____________________
شعيب عليهالسلام.
المفجع
:
وكما آجر الكليم شعيبا
|
|
نفسه فاصطفى فتى عبقريا
|
وكذاك النبي كان مدى الايام
|
|
مستأجرا أخاه التقيا
|
فوفى في سنين عشر بما عاهد
|
|
عفوا ولم يجده عصيا
|
فحباه بخيرة الله في النسوان
|
|
عرسا وحبة وصفيا
|
وشعيبا كان الخطيب إذا ما
|
|
حضر القوم محفلا أو نديا
|
وعلي خطيب فهم إذا المنطق أعـ
|
|
يا المفوه اللوذعيا
|
* ( في مساواته مع داود وطالوت وسليمان عليهمالسلام
) *
قال الله تعالى : « يا داود إنا جعلناك
خليفة في الارض » وعلي عليهالسلام
قال :
« من لم يقل إني رابع الخلفاء » الخبر ،
وقال : « وقتل داود جالوت
» وقتل علي
عمروا ومرحبا ، وكان له حجر فيه سبب قتل جالوت ولعلي سيف يدمر الكفار ،
وقال لداود : « بقية مما ترك آل موسى وآل هارون » ولعلي وولده « بقية الله
خير لكم
» وبقية الله خير من بقية موسى ، ولداود سلسلة الحكومة وعلي فلاق
الاغلاق
أقضاكم علي ، وقال داود : « الحمد
لله الذي فضلنا على العالمين » وهذا دعوى وقال الله لعلي : « فضل
الله المجاهدين » وهذا دليل ، وقال الله
لداود : « والطير محشورة كل له أواب
» وقوله : « ياجبال
أوبي معه
» وكان
علي يسبح بالحصى ويسبحن معه. وقال الله لداود : « علمنا منطق الطير
» ____________________
وكان لعلي صوت يميت
الشجعان وتكلمه مع الطير في الهواء. وقال لداود : « وآتيناه
الحكمة وفصل الخطاب » وقال لعلي عليهالسلام : « قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم
ومن عنده علم الكتاب
» وقال : « واذكر
عبدنا داود ذا الايد » وقال في علي :
« هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
» وداود
خطيب الانبياء وعلي أوتي فصل
الخطاب ، وقال : « فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وعلي هزم جنود الكفر
والبغي.
المفجع
:
كان داود سيف طالوت حتى
|
|
هزم الخيل واستباح العديا
|
وعلي سيف النبي يسلع
|
|
يوم أهوى بعمرو المشرفيا
|
فتولى الاحزاب عنه وخلوا
|
|
كبشهم ساقطا يخال كريا
|
أنبأ الوحي أن داود قد كـ
|
|
ان بكفيه صانعا هالكيا
|
وعلي من كسب كفيه قد أعتق
|
|
ألفا بذاك كان جزيا
|
وقال داود : « إن الله قد بعث لكم
طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك
علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال
» ولما أقام
النبي صلىاللهعليهوآله
عليا مقامه قالوا : نحن
فقال النبي : علي مع الحق ، وقال في طالوت : « إن
الله اصطفاه عليكم » وقال في علي : « وآل عمران على
العالمين
» وقال في طالوت
« والله يؤتي ملكه من يشاء
» وقال لعلي
: « وربك يخلق
مايشاء ويختار » ____________________
وقال في طالوت : « وزاده بسطة في العلم
والجسم
» وكان علي أعلم الامة وأشجعهم ،
وعطش بنو إسرائيل في غزاة جالوت فقال طالوت : « إن الله مبتليكم بنهر
» وهو نهر فلسطين « فمن شرب
منه فليس مني. فشربوا منه إلا قليلا منهم
» وكانوا
أربعمائة رجل وقيل : ثلاثمائة وثلاثة عشر من جملة ثلاثين ألفا فقال : لم تطيعوني
في شربة ماء فكيف تطيعونني في الحرب؟ فخلفهم ، وعلي أتوه فقالوا : امدد يدك
نبايعك فقال : « إن كنتم صادقين فاغدوا علي غدا محلقين » الخبر ، قصد جالوت
إلى قلع بيت داود فقتل داود جالوت واستقر الملك عليه ، وطلب أعداء علي قهره
فقتلهم أو ماتوا قبله وبقيت الامامة له ولاولاده « يريدون ليطفؤا نور الله .
سليمان عليهالسلام
سأل خاتم الملك « هب لي ملكا
» وعلي أعطى خاتم الملك
« يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
» واليد
العليا خير من اليد السفلى ،
فكان سليمان سائلا وعلي معطيا ، سليمان قال : « هب لي ملكا
» وعلي قال
:
ياصفراء يا بيضاء غري غيري ، سليمان سأل ملكا لاينبغي لاحد من بعده فأعطي
وكان فانيا وأعطي علي ملكا باقيا بلا سؤال « نعيما وملكا كبيرا
» سليمان
لما سأل
خاتم الملك أعطي « غدوها
شهر ورواحها شهر » وحبا المرتضى خاتم الملك
فأعطي السيادة في الدنيا « إنما
وليكم الله )
الآية ، والملك في العقبى » وإذا
رأيت ثم رأيت
« وقال عن
سليمان : « علمنا منطق الطير » كما أخبر عن
الهدهد وعن النملة ، وروى جابر لعلي عليهالسلام
أنه قال للطير : أحسنت أيها الطير ،
وقال لسليمان : « إذ عرض
عليه بالعشي الصافنات الجياد » وكانت من غنيمة
دمشق ألف فرس ، فلما رآه الله
تعالى فاتت صلاته رد الشمس عليه فصلى إذا ،
____________________
وقد ردت الشمس لعلي عليهالسلام غير مرة ، وقال
لسليمان : « فسخرنا له الريح
» وعلي قلب الرياح
في بئر ذات العلم وأطاعته وقت خروجه إلى أصحاب الكهف ،
وقال في سليمان : « وحشر
لسليمان جنوده من الجن والانس والطير
» وسخر
علي الجن والانس بسيفه وقال له رسول الجن : « لو أن الانس أحبوك كحبنا » الخبر ، وقال في سليمان : « علمنا منطق الطير
وقال في علي عليهالسلام
: « وكل
شئ أحصيناه في إمام مبين
« وأضاف الناس سليمان وعجز عن ضيافتهم وعلي
قد وقعت ضيافته موقع القبول » ويطعمون الطعام على حبه « وتزوج سليمان
من بلقيس بالعنف وزوج الله عليا من فاطمة باللطف ، وقال في سليمان : « ومن
يزغ منهم عن أمرنا
الآية ، وقال في علي : « ومن يكفر بالايمان فقد حبط
عمله » الآية ،
وقال في سليمان : « ففهمناها
سليمان
» فكان يحكم بالغرائب
وفي علي « فاسألوا أهل الذكر
».
صالح ، سماه الخلق صالحا وسمى الخالق
عليا صالح المؤمنين ، وأخرج صالح
ناقة الله من الجبل وأخرج علي من الجبل مائة ناقة وقضى دين النبي صلىاللهعليهوآله.
* ( في مساواته مع عيسى عليهالسلام
) *
خلقه الله روحانيا « فنفخنا فيه من روحنا
» وخلق عليا
من نور ، وعيسى
خرجت أمه وقت الولادة « فانتبذت
به مكانا قصيا » ودخلت أم علي في الكعبة
وقت ولادته ، وعيسى قرأ التوراة والانجيل في بطن أمه حتى سمعته أمه وكان
علي يتكلم في بطن أمه وتخر له الاصنام ، وقال عيسى في مهده : « إني عبدالله
____________________
آتاني
الكتاب
» وعلي عليهالسلام
آمن في صغره ، وقال عيسى : « وجعلني
مباركا أين
ما كنت
» وعلي سمته ظئره ميمونا ومباركا ، وقال : « أوصاني بالصلاة و
الزكاة
» وعلي صلى وزكى في حالة واحدة « إنما
وليكم الله » الآية ، وقال :
« والسلام علي يوم ولدت وقال لعلي : « سلام على آل ياسين
» وكان أمه
بتولا وزوجة علي بتول ، عيسى قدم الاقرار ليبطل قول من يدعي فيه الربوبية
وكان الله تعالى قد أنطقه بذلك لعلمه بما تتقوله الغالون فيه وكذا حكم علي
عليهالسلام
لما ولد في الكعبة شهد الشهادتين ليتبرأ من قول الغلاة فيه ، وقال
في عيسى « ويكلم
الناس في المهد » وعلي تكلم في صغره مع النبي صلىاللهعليهوآله ،
وقال عيسى : « إني
عبدالله
» وهو أول من تكلم بهذا وقال علي : أنا عبدالله
وأخو رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وأنزل الله عليه الوحي في ثلاثين سنة وكانت
إمامة علي ثلاثين سنة ، وقال عيسى : « ربنا أنزل علينا مائدة
» ولعلي عليهالسلام أنزل
موائد ، ولعيسى « ويعلمه
الكتاب
» ولعلي « ومن عنده
علم الكتاب » وخص
عيسى بالخط حتى قالوا : الخط عشرة أجزاء فتسعة لعيسى وجزء لجميع الخلق ،
ولعلي كانت علوم الكتب والصحف ، وقال لعيسى : « وتبرئ الاكمه والابرص
» وعلي طبيب القلوب في الدنيا وفي العقبى « إلا من أتى الله بقلب سليم
» وقال
عيسى : « وأحيي
الموتى بإذن الله » وعلي أحيا بإذن الله سام وأصحاب الكهف ،
وقال لعيسى : بكلمة منه اسمه المسيح
« ولعلي « ويحق الله
الحق بكلماته »
____________________
ولعيسى « وأوصاني بالصلاة
» ولعلي « سيماهم في وجوههم
» وقال عيسى
:
« والزكاة مادمت حيا
» ولم تكن
الزكاة عليه واجبة ، ولعلي عليهالسلام
« إنما
وليكم الله ورسوله » الآية ولم تكن الزكاة عليه واجبة.
وقال عيسى : « ومبشرا
برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد
» وعلي ناصره ووصيه وختنه وابن عمه وأخوه ،
وتكلم الاموات مع عيسى وتكلم مع علي جماعة من الموتى ، وإن الله تعالى حفظه
من اليهود ، قال : « وما
قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
» وحفظ عليا
على فراش
الرسول
من المشركين « ومن الناس
من يشري نفسه » وقال لعيسى : « وأيدناه
بروح القدس
» وقال لمحمد وعلي : « وأيده
بجنود لم تروها » وعيسى ولد
لستة أشهر وعلي ولده الحسين عليهالسلام
مثله ، وسلمته أمه إلى المعلم فقرأ التوراة
عليه وقال علي : « لو
ثنيت لي الوسادة » الخبر ، وأحيا
الله الموت بدعاء عيسى
والقلب الميت يحيا بذكر علي عليهالسلام
« أومن كان
ميتا فأحييناه » وقال له المعلم :
قل « أبجد » فقال : مامعناه؟ فزجره ، فقال عيسى : أنا أفسر لك تفسيره ، وعلي
استكتب من بعض أهل الانبار
فوجده أكتب منه ، وكان عيسى ينبئ الصبيان
بالمدخر في بيوتهم والصبيان يطالبون أمهاتهم به ، وعلي عليهالسلام أخبر بالغيب كما
تقدم ، وسلمته أمه مريم إلى صباغ فقال الصباغ : هذا للاحمر وهذا للاصفر وهذا
للاسود ، فجعلها عيسى في حب ، فصرخ الصباغ ، فقال : لا بأس أخرج منه كما
تريد ، فأخرج كما أراد ، فقال الصباغ : أنا لاأصلح أن تكون تلميذي! وعلي قد
عجزت قريش عن أفعاله وأقواله ، وكان عيسى زاهدا فقيرا ، وسئل النبي صلىاللهعليهوآله : من
أزهد الناس وأفقرهم؟ فقال : علي وصيي وابن عمي وأخي وحيدري وكراري و
____________________
صمصامي وأسدي وأسد
الله ، واختلفوا في عيسى : قالت اليعقوبية
: هو الله! وقالت
النسطورية
هو ابن الله! وقالت الاسرائيلية : هو ثالث ثلاثة وقالت اليهود : هو
كذاب ساحر! وقالت المسلمون : هو عبدالله كما قال عيسى : « إني عبدالله
» و
اختلفت الامة في علي عليهالسلام
فقالت الغلاة : إنه المعبود! وقالت الخوارج : إنه
كافر! وقالت المرجئة : إنه المؤخر! وقالت الشيعة : إنه المقدم. وقال النبي
صلىاللهعليهوآله
: يدخل من هذا الباب رجل أشبه الخلق بعيسى عليهالسلام
فدخل علي عليهالسلام
فضحكوا من هذا القول ، فنزل : « ولما
ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه
يصدون
» الآيات.
مسند الموصلي قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي : فيك مثل من
عيسى بن مريم ، أبغضته
اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له.
المفجع
:
وله من مراتب الروح عيسى
|
|
رتب زادت الوصي مزيا
|
مثل ماضل في ابن مريم ضربان
|
|
من المسرفين جهلا وغيا
|
* ( في مساواته مع النبي عليهماالسلام
) *
النبي صلىاللهعليهوآله
له الكتاب ولعلي السيف والقلم ، وللنبي معجزان عظيمان : كلام
الله وسيف علي وللنبي صلىاللهعليهوآله
انشقاق القمر ولعلي انشقاق النهروان ، وأوجب الله على
جميع الانبياء الاقرار به « وإذ أخذ الله ميثاق النبيين » وقال في علي : « واسئل من
أرسلنا
» جعله الله إمام الانبياء ليلة المعراج وجعل عليا إمام الاوصياء ليلة
الفراش ويوم الغدير وغيرهما ، ركب النبي صلىاللهعليهوآله
على البراق وركب علي عليهالسلام
____________________
على عاتق النبي.
وقال فيه : « بالمؤمنين
رؤوف رحيم
» وقال في علي : « وجعلنا
لهم لسان صدق عليا » قال للنبي صلىاللهعليهوآله : « ليغفر لك الله ما تقدم
من ذنبك وما
تأخر
» وقال لعلي عليهالسلام
: « فوقاهم
الله شر ذلك اليوم » وأقسم بنبيه « والضحى
والليل إذا سجى » وأقسم بعلي « والفجر وليال عشر
» سماه « والنجم إذا
هوى
» ولعلي « وعلامات
وبالنجم هم يهتدون » وقال فيه : « أم يحسدون الناس
» وفي علي « ومن الناس
من يشري نفسه » وقال فيه : « يعرفون نعمة الله ثم
ينكرونها
» وفي علي «
وأتممت
عليكم نعمتي » وقال فيه : « الله نور السماوات
والارض
» وفي علي « يريدون
ليطفؤا نور الله بأفواههم » وفيه « وما أرسلناك
إلا رحمة
» وفي علي « قل بفضل
الله وبرحمته » وقال فيه : « ذكرا * رسولا
» وفي علي « وأنزلنا
إليك الذكر » وقال فيه : « على رجل منكم
» وفي علي
« رجال لاتلهيهم تجارة
» وقال فيه
: « ثم دنا
فتدلى
» وكان صلىاللهعليهوآله
يجد شبه علي
في معراجه ، وكانت علامة النبوة بين كتفيه وعلامة الشجاعة في ساعدي علي ، نزلت
الملائكة يوم بدر بنصرته « يمددكم
ربكم
» وكان جبرئيل يقاتل عن يمين علي
وميكائيل عن يساره وملك الموت قدامه ، أرسله الله إلى الناس كافة وعلي إمام
الخلق كلهم ، كان النبي من أكرم العناصر
« الذي يراك
حين تقوم وتقلبك
____________________
في
الساجدين
» وعلي منه « وهو الذي
خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا
» وقال فيه : « ومنهم
الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن
» وقال لعلي
: « وتعيها
أذن واعية
» وقال النبي صلىاللهعليهوآله
: « نصرت بالرعب » وقال : « ياعلي الرعب معك
يقدمك أينما كنت ».
سهل بن عبدالله ، عن محمد بن سوار ، عن
مالك بن دينار ، عن الحسن البصري ،
عن أنس في حديث طويل : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : أنا خاتم الانبياء وأنت ياعلي
خاتم الاولياء.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ختم محمد ألف نبي
وإني ختمت ألف وصي وإني
كلفت مالم يكلفوا.
ابن عباس : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : أعطاني الله
خمسا وأعطى عليا خمسا :
أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع الكلام ، وجعلني نبيا وجعله وصيا ،
وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي
إليه وفتح له أبواب السماوات والحجب.
عبدالرحمن الانصاري : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أعطيت في علي
تسعا : ثلاثة
في الدنيا وثلاثة في الآخرة واثنتان أرجوهما له وواحدة أخافها عليه ، فأما الثلاثة
التي في الدنيا فساتر عورتي ، والقائم بأمر أهلي ، ووصيي فيهم ، وأما الثلاثة التي
في الآخرة فإني أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأدفعه إلى علي بن أبي طالب فيحمله
عني ، وأعتمد عليه في مقام الشفاعة ، ويعينني على مفاتيح الجنة ، وأما اللتان
أرجوهما له فإنه لايرجع من بعدي ضالا ولا كافرا ، وأما التي أخافها عليه فغدر قريش
به من بعدي.
الخركوشي في شرف النبي وأبوالحسن بن
مهرويه القزويني واللفظ له
عن الرضا عليهالسلام
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: يا علي أعطيت ثلاثا لم أعطها : أعطيت صهرا
____________________
مثلي وأعطيت مثل
زوجتك فاطمة وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين عليهماالسلام.
المفجع
:
كان مثل النبي زهدا وعلما
|
|
وسريعا إلى الوغى أحوذيا
|
* ( في المساواة مع سائر الانبياء ) *
سمى الله تعالى سبعة نفر ملكا : ملك التدبير ليوسف « رب قد آتيتني من
الملك
» وملك
الحكم والنبوة لابراهيم : «
فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة و
آتيناهم ملكا عظيما » وملك العزة والقوة لداود « وشددنا ملكه
» وقوله :
« وألنا له الحديد » وملك الرئاسة لطالوت « إن الله قد
بعث لكم طالوت ملكا
» وملك الكنوز لذي القرنين « إنا
مكنا له في الارض
» وملك الدنيا لسليمان « وهب
لي ملكا
» وملك الآخرة لعلي « وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ».
وقد سمى الله تعالى ستة نفر صديقين « يوسف أيها الصديق
» « واذكر في
الكتاب
إدريس إنه كان صديقا » « واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان
صديقا » « واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق
الوعد » « وأمه صديقة
» يعني
مريم « والذي جاء
بالصدق
» [ يعني محمدا صلىاللهعليهوآله
] « وصدق به
» يعني عليا
،
____________________
وكذلك قوله : « والذين آمنوا الله
ورسله أولئك هم الصديقون. » وإخوة يوسف عادوه فصاروا له منقادين ، وأحبه أبوه فبشر به « فلما أن
جاء البشير » وعادى إدريس قومه فرفعه الله إليه ،
وإبراهيم عاداه نمرود فهلك ،
وأحبته سارة فبشرت « فبشرناها
بإسحاق
» وعادت اليهود مريم فلعنت ، وأحبها
زكريا فبشر « يازكريا
إنا نبشرك
» وعادت النواصب عليا فلعنهم الله في الدنيا
والآخرة ، وأحبته الشيعة فبشرهم بالجنة « يبشرهم ربهم برحمة منه
».
وخمسة نفر فارقوا قومهم في الله : قال
نوح : « يا قوم إن
كان كبر عليكم
مقامي
» وقال هود حين قالوا : « إن
نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء
» « إني أشهد الله
» وقال
إبراهيم : « وأعتزلكم وما تدعون من دون الله
» الآيات
وقال محمد صلىاللهعليهوآله
: « إني نهيت
أن أعبد الذين تدعون من دون الله
» وقال علي
:
فأغضيت على القذى وشربت على الشجى وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمر من
العلقم.
وخمسة من الانبياء وجدوا خمسة أشياء في
المحراب : وجد سليمان ملك سنة
بعد موته « مادلهم على
موته إلا دابة الارض » ووجد داود العفو « فاستغفر ربه
وخر راكعا
وأناب
» ووجدت مريم طعام الجنة « كلما
دخل عليها زكريا
____________________
المحراب
وجد عندها رزقا » ووجد زكريا بشارة يحيى « فنادته الملائكة وهو
قائم يصلي في المحراب » ووجد علي الامامة « إنما وليكم الله
ورسوله
» الآية.
وقد ساواه الله تعالى مع نوح في الشكر «
إنه كان
عبدا شكورا » وقال
لعلي عليهالسلام
« لانريد
منكم جزاء ولاشكورا » وبالصبر مع أيوب « إنا وجدناه
صابرا » وفي علي «
وجزاهم بما صبروا
» وبالملك مع سليمان « وهب
لي
ملكا
» وقال في علي : « وملكا كبيرا
» وبالبر مع يحيى « وبرا بوالديه
» وقال في علي : « إن الابرار يشربون
» وبالوفاء مع إبراهيم « وإبراهيم الذي وفى
» وقال في علي : « يوفون بالنذر
» وبالاخلاص
مع موسى « إنه كان
مخلصا
» وقال في علي : « إنما
نطعمكم لوجه الله » الآية ، وبالزكاة مع عيسى « وأوصاني
بالصلاة والزكاة » وقال في علي : « إنما وليكم الله
ورسوله
» الآية ،
وبالامن مع محمد « ليغفر
لك الله
» وقال في علي : « فوقاهم
الله شر ذلك اليوم » وبالخوف مع الملائكة « يخافون
ربهم من فوقهم » وقال في علي : « إنا نخاف
من ربنا
» وبالجود مع نفسه « وهو
يطعم ولا يطعم » وقال فيه : « إنما نطعمكم
لوجه الله ».
____________________
وخمس فضائل في خمسة من الانبياء وقد
استجمع في علي كلها « هل أتيك
حديث ضيف إبراهيم
» « وكلم الله موسى تكليما
» « ماهذا بشرا
» يعني
يوسف « وكأين من نبي قاتل معه
يعني زكريا ويحيى « فيستحيي منكم
» يعني محمدا صلىاللهعليهوآله
وقال في علي : « ويطعمون الطعام
» وقد كلمه الجان والشمس
والاسد والذئب والطير « وهو الذي خلق من الماء بشرا » وقتل في المحراب ، و
سم الحسن وذبح الحسين عليهماالسلام.
وكان يونس في بطن الحوت محبوسا « فنادى في الظلمات
ويوسف في الجب
مطروحا » فألقوه في غيابت الجب « وموسى في التابوت مقذوفا
» فاقذفيه في اليم
» ونوح في السفينة راكبا « أن
اصنع الفلك » وعلي في السقيفة مظلوما « ألم * أحسب
الناس أن يتركوا
» فظفر الله جميعهم وأهلك عدوهم.
أربعة أشياء تخافه كل أحد حتى الانبياء
: الشيطان والحية والقتل والجوع ،
بيانه « وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين
» « فأوجس في
نفسه خيفة
» « إني قتلت منهم نفسا
» « وقال لفتاه آتنا
غداءنا
» وعلي حارب الشيطان وكلم
الثعبان وقاتل الكفار وأطعم المسكين واليتيم والاسير.
وقد وضع الله خمسة أنوار في خمسة مواضع
فأثمرت خمسة أشياء : في عارض
إبراهيم فأثمر الرحمة ، وفي وجه يوسف فأثمر المحبة ، وفي يد موسى فأثمر المعجز ،
وفي جبين محمد صلىاللهعليهوآله
فأثمر الهيبة ، قوله (ص) « نصرت بالرعب » وفي ساعد علي
فأثمر الاسلام « هو الذي
أيدك بنصره وبالمؤمنين ».
____________________
أحمد بن حنبل ، عن عبدالرزاق ، عن معمر
، عن الزهري ، عن ابن المسيب ،
عن أبي هريرة ، وابن بطة في الابانة عن ابن عباس كلاهما عن النبي صلىاللهعليهوآله قال :
من أراد أن ينظر إلى آدم في حلمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في مناجاته وإلى
إدريس في تمامه وكماله وجماله فلينظر إلى هذا الرجل المقبل ، قال : فتطاول
الناس فإذا هم بعلي عليهالسلام
كأنما ينقلب
في صبب وينحط من جبل. تابعهما أنس
إلا إنه قال : وإلى إبراهيم في خلته وإلى يحيى في زهده وإلى موسى في بطشه فلينظر
إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وروي أنه نظر ذات يوم إلى علي عليهالسلام فقال : من أحب أن
ينظر إلى يوسف
في جماله وإلى إبراهيم في سخائه وإلى سليمان في بهجته وإلى داود في قوته فلينظر
إلى هذا.
وفي خبر عنه صلىاللهعليهوآله : شبهت لينه بلين
لوط ، وخلقه بخلق يحيى ، وزهده
بزهد أيوب ، وسخاؤه بسخاء إبراهيم ، وبهجته ببهجة سليمان ، وقوته بقوة
داود عليهمالسلام.
النطنزي في الخصائص قال : أخبرني أبوعلي
الحداد قال : حدثني أبونعيم
الاصفهاني بإسناده عن الاشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : يا علي إن اسمك في ديوان الانبياء الذين لم يوح
إليهم.
وقال الله تعالى لسائر الانبياء : « إن الله اصطفى آدم
ونوحا
» الآية ولعلي
خاصة « الله يصطفي
من الملائكة رسلا ومن الناس » وقال في قصة موسى : « وكتبنا
له في الالواح من كل شئ » و « من » للتبعيض وقال في قصة عيسى عليهالسلام
« ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه
» بلفظة
البعض ، وقال في قصة علي عليهالسلام
____________________
« وكل شئ أحصيناه في إمام مبين
» وقال الله
تعالى في حق الملائكة : « يخافون
ربهم من فوقهم » وفي حق علي عليهالسلام « إنا نخاف من ربنا
».
سأل جبرئيل الخاتم فحباه « إنما
وليكم الله » وسأل ميكائيل الطعام
فأعطاه « ويطعمون
الطعام على حبه » وسأل المصطفى الروح ففداه « ومن الناس
من يشري نفسه ابتغاء » وسأل الله السر والعلانية فآتاه « الذين ينفقون أموالهم
» الآية.
فردوس الديلمي جابر قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن الله تعالى
يباهي بعلي بن
أبي طالب عليهالسلام
كل يوم الملائكة المقربين حتى يقولوا : بخ بخ هنيئا لك ياعلي.
قال جبرئيل : أنا منكما يا محمد ، والنبي
قال : « أنفسنا
وأنفسكم
» وقال
جبرئيل : « ومامنا إلا
له مقام معلوم » ومقام علي أشرف ، وهو منكب النبي
صلىاللهعليهوآله.
وجبرئيل جاوز بلحظة واحدة سبع سماوات وسبع حجب حتى
وصل إلى النبي صلىاللهعليهوآله
من عند العرش ما كان لم يقطع في خمسين ألف سنة ، وعلي
رآه النبي صلىاللهعليهوآله
في معراجه في أعلى مكان ، وعلي عليهالسلام
في المكانة والامانة عند
النبي صلىاللهعليهوآله
كجبرئيل وميكائيل في المكانة والامانة عند الله تعالى.
* ( في المفردات )
*
علي أول هاشمي ولد من هاشميين ، وأول من
ولد في الكعبة ، وأول من آمن
وأول من صلى ، وأول من بايع ، وأول من جاهد ، وأول من تعلم من النبي صلىاللهعليهوآله
وأول من صنف ، وأول من ركب البغلة في الاسلام بعد النبي صلىاللهعليهوآله ولذلك
أخوات كثيرة
، وعلي أخو الاوصياء ، وآخر من آخى النبي صلىاللهعليهوآله
، وآخر من
____________________
فارقه عند موته ،
وآخر من وسده في قبره وخرج.
ومن نوادر الدنيا هاروت وماروت في
الملائكة ، وعزير في بني آدم ، وولادة
سارة في الكبر ، وكون عيسى بلا أب ، ونطق يحيى وعيسى في صغرهما ، والقرآن في
الكلام ، وشجاعة علي بين الناس.
ومن العجائب كلب أصحاب الكهف ، وحمار
عزير ، وعجل السامري ، وناقة
صالح ، وكبش إسماعيل ، وحوت يونس ،
وهدهد سليمان ونملته ، وغراب نوح ،
وذئب أوس بن أهنان ،
وسيف علي.
وقد من الله على المؤمنين بثلاثة :
بنفسه « يمنون عليك
أن أسلموا
» وبالنبي صلىاللهعليهوآله
« لقد من
الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا
» الآية ،
وبعلي
« قل بفضل الله وبرحمته
» .
وقد سمى الله ستة أشياء رحمة : « فانظر إلى آثار رحمة
الله
» المطر « ولولا
فضل الله عليكم ورحمته
» التوفيق « يدخل من
يشاء في رحمته » الاسلام « وآتاني
____________________
منه
رحمة
» الايمان « وما
أرسلناك إلا رحمة » النبي صلىاللهعليهوآله
« قل بفضل الله و
برحمته »
علي.
وقد مدح الله حركاته وسكناته ، فقال
لصلاته : « إلا
المصلين
» ولقنوته
« أمن هو قانت
» ولصومه « وجزاهم بما صبروا
» ولزكاته «
ويؤتون
الزكاة
» ولصدقاته « الذين
ينفقون أموالهم » ولحجه « وأذان من الله ورسوله
» ولجهاده
أجعلتم سقاية الحاج
« ولصبره » الذين إذا
أصابتهم مصيبة « ولدعائه » الذين
يذكرون الله «
ولوفائه
» يوفون بالنذر
« ولضيافته » إنما
نطعمكم لوجه الله » ولتواضعه « إنما يخشى
الله من عباده العلماء » ولصدقه « وكونوا مع الصادقين
» ولآبائه « وتقلبك في
الساجدين
» ولاولاده « إنما يريد
الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ولايمانه
» السابقون السابقون
« ولعلمه » ومن عنده علم
الكتاب « .
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: ياعلي ماعرف الله حق معرفته غيري وغيرك ، وما عرفك
حق معرفتك غير الله وغيري.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : علي في السماء
كالشمس في النهار في الارض ، وفي السماء
الدنيا كالقمر بالليل في الارض.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : مثله كمثل بيت
الله الحرام يزار ولايزور ، ومثله كمثل
____________________
القمر إذا طلع أضاء
الظلمة ، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت.
وكان للنبي صلىاللهعليهوآله خليفتان ، وفي
الخبر : أن النبي صلىاللهعليهوآله
بكى عند موته فجاء جبرئيل وقال : لم تبكي؟ قال : لاجل أمتي من لهم بعدي؟ فرجع ثم
قال : إن
الله تعالى يقول : « أنا خليفتك في أمتك ». وقال لعلي عليهالسلام : أنت تبلغ عني
رسالاتي ،
قال : يارسول الله أما بلغت؟ قال : بلى ولكن تبلغ عني تأويل الكتاب.
خلفه ليلة الفراش ويوم تبوك لحفظ
الاولياء وتخويف الاعداء ، فكانت دلالة
على إمامته « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » أقامه مقامه بالنهار وأنامه منامه
بالليل ، وقدمه للاخاء والمباهلة والغدير وغيرها « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
قوله تعالى : « وإذ أخذنا من النبيين
ميثاقهم ومنك ومن نوح » كان
النبي صلىاللهعليهوآله
مقدما في الخلق مؤخرا في البعث ، ومنه قوله : « نحن الآخرون
السابقون يوم القيامة » وقوله : « خلقت أنا وعلي من نور واحد » الخبر ، فكنا
مقدمين في الابتداء مؤخرين في الانتهاء ، فلم يزد محمد إلا حمدا ولا علي إلا علوا.
منعوا حقه فعوضه الله الجنة « وجزاهم بما صبروا جنة
» عزلوه عن
الملك فملكه الله الآخرة « وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا » أطعم قرصه فأثنى الله
عليه بثمان عشر آية من قوله : « إن
الابرار يشربون » إلى قوله : « مشكورا
» وأنزل في شأن المتكلفين « وما
منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم » أطعم الطعام على
حبه فأوجب حبه على الناس ، وبذل النفس على رضاه فجعل الله رضاه في رضاه.
قال الشيخ : وليتكم ولست بخيركم! وقال
الله في علي : « إن الذين
آمنوا
وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية
».
الماء على ضربين : طاهر ونجس ، فعلي
طاهر لقوله : « وهو الذي
خلق من الماء بشرا »
____________________
وعدوه نجس « إنما المشركون نجس
» الطهور
طاهر ومطهر ، والنجس ( نجس )؟
عينه كيف يطهر غيره؟ « فلم
تجدوا ماء فتيمموا » فمحمد الطهور وعلي
الصعيد ، لان محمدا أبوالطاهر وعلي أبوالتراب.
قوله تعالى : « أو من ، أفمن ، أم من
» في القرآن في عشرة مواضع ، وكلها في أمير
المؤمنين وفي أعدائه « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا
» « أم من هو قانت
» « أفمن كان على بينة
» « أفمن شرح الله صدره
للاسلام
» « أفمن يعلم
أنما
أنزل إليك من ربك الحق » « أفمن يمشي مكبا على وجهه
» « أفمن
زين
له سوء عمله
» وقد تقدم شرح جميعها ، قال الصادق عليهالسلام
: « أو من كان
ميتا
» عنا « فأحييناه » بنا.
أبومعاوية الضرير ، عن الاعمش ، عن أبي
صالح ، عن ابن عباس قال : نزلت
قوله : « أفمن
وعدناه وعدا حسنا » في حمزة وجعفر وعلي.
مجاهد وابن عباس في قوله : « أفمن يلقى في النار
خير
» يعني الوليد بن
المغيرة « أم من يأتي
آمنا
» من غضب الله وهو أمير المؤمنين عليهالسلام
ثم أوعد أعداءه
فقال : « اعملوا
ماشئتم
» الآية.
الاغاني : كان إبراهيم بن المهدي شديد
الانحراف عن أمير المؤمنين عليهالسلام
فحدث المأمون يوما قال : رأيت عليا في النوم فمشيت معه حتى جئنا قنطرة ،
فذهب يتقدمني لعبورها فأمسكته وقلت له إنما أنت رجل تدعي هذا الامر بامرأة
ونحن أحق به منك ، فما رأيته بليغا في الجواب! قال : وأي شئ قال لك؟ قال :
____________________
ما زادني على أن قال
: سلاما سلاما ، فقال المأمون : قد والله أجابك أبلغ جواب
قال : كيف؟ قال : عرفك أنك جاهل لاتجاب ، قال الله عزوجل : « وإذا خاطبهم
الجاهلون قالوا سلاما
».
أبومنصور الثعالبي في كتاب الاقتباس من
كلام رب الناس أنه رأى المتوكل
في منامه عليا بينا موقدة ، ففرح بذلك لنصبه ، فاستفتى معبرا ، فقال المعبر :
ينبغي أن يكون هذا الذي رآه أمير المؤمنين نبيا أو وصيا ، قال : من أين قلت
هذا؟ قال : من قوله تعالى : « أن
بورك من في النار ومن حولها ».
الحريري في درة الغواص أنه ذكر شريك بن
عبدالله النخعي فضائل علي
عليهالسلام
فقال أموي : نعم الرجل علي ، فغضب وقال : ألعلي يقال نعم الرجل فقال :
ياعبدالله ألم يقل الله في الاخبار عن نفسه : « فقدرنا فنعم القادرون
» وقال في
أيوب
« إنا وجدناه صابرا نعم العبد
» وقال في
سليمان : « ووهبنا لداود سليمان نعم
العبد » أفلا ترضى
لعلي ما رضي الله لنفسه ولانبيائه؟ فاستحسن منه. وقال بعض
النحاة : هذا الجواب ليس بصواب ، وذلك أن « نعم » من الله تعالى ثناء على حقيقة
الوصف له ، تقريبا على فهم السامعين لمكان إنعامه عليهم ، وفي حق أنبيائه تشريفا
لهم ، فأما من الآدمي في حق الاعلى فهو يقرب من الذم وإن كان مدحا في
اللفظ ، كما يقال في حق النبي صلىاللهعليهوآله
: « محمد فيه خير » فهو صادق إلا أنه مقصر.
وكان أبوبكر الهروي يلعب بالشطرنج ،
فسأله جبلي عن الامام بعد النبي
صلىاللهعليهوآله
فوضع الهروي شاه وأربع بياذق فقال : هذا نبي وهذه الاربعة
خلفاؤه ، فقال الجبلي : الذي في جنبه ابنه؟ قال : لا ولم يبق له سوى بنت ، قال :
فهذا ختنه؟ قال : لا وإنما هو ذاك الاخير ، قال : هذا أقربهم إليه أو أشجعهم
أو أعلمهم أو أزهدهم؟ قال : لا إنما ذلك هو الاخير ، قال : فما يصنع هذا بجنبه؟
____________________
* ( في الشواذ )
*
إن الله تعالى ذكر الجوارح في كتابه
وعنى به عليا عليهالسلام
نحو قوله :
« ويحذركم الله نفسه
» قال الرضا
عليهالسلام
: علي خوفهم به.
قوله : « ويبقى وجه ربك
» فقال
الصادق عليهالسلام
: نحن وجه الله ونحن
الآيات ونحن البينات ونحن حدود الله.
أبوالمضا عن الرضا عليهالسلام
قال في قوله : « أينما
تولوا فثم وجه الله » قال : علي.
قوله تعالى : « تجري بأعيننا
» الاعمش :
جاء رجل مشجوج الارس
يستعدي عمر على علي عليهالسلام
، فقال علي : مررت بهذا وهو يقاوم امرأة فسمعت
ماكرهت ، فقال عمر : إن لله عيونا وإن عليا من عيون الله في الارض. وفي رواية
الاصمعي أنه قال عليهالسلام
: رأيته ينظر في حرم الله إلى حريم الله ، فقال عمر : اذهب
وقعت عليك عين من عيون الله ، وحجاب من حجب الله ، تلك يد الله اليمنى يضعها
حيث يشاء.
أبوذر في خبر عن النبي صلىاللهعليهوآله : يا أبا ذر يؤتى
بجاحد علي يوم القيامة أعمى
أبكم ، يتكبكب
في ظلمات القيامة ينادي « ياحسرتى
على ما فرطت في جنب الله » ____________________
وفي عنقه طوق من
النار.
الصادق والباقر والسجاد وزيد بن علي عليهمالسلام في هذه الآية قال : جنب الله
علي ، وهو حجة الله على الخلق يوم القيامة.
الرضا عليهالسلام
« في جنب الله » قال : في ولاية علي عليهالسلام
وقال أمير المؤمنين : أنا
صراط الله ، أنا جنب الله.
٧٤
( باب )
* ( قول الرسول لعلي اعطيت
ثلاثا لم اعط ) *
١
ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن
محمد القزويني ، عن داود بن
سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: ياعلي إنك أعطيت ثلاثة لم أعط ،
قلت : يارسول الله ما أعطيت؟ فقال : أعطيت
صهرا مثلي ولم أعط ، وأعطيت زوجتك فاطمة ولم أعط ، وأعطيت الحسن والحسين
ولم أعط .
٢
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه
، عن علي عليهالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنك أعطيت ثلاثا لم أعطها
قلت : فداك أبي وأمي وما أعطيت
قال : أعطيت صهرا مثلي ، وأعطيت مثل زوجتك ، وأعطيت مثل ولديك الحسن
والحسين .
____________________
صح
: عنه عليهالسلام
مثله.
قب
: الخركوشي في شرف النبي وأبو الحسن بن
مهرويه القزويني عن الرضا
عليهالسلام
مثله.
٣
ـ يل ، فض : روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : أعطيت
ثلاثا وعلي
مشاركي فيها ، وأعطي علي ثلاثا ولم أشاركه فيها ، فقيل له : يارسول الله وما هذه
الثلاث التي شاركك فيها علي عليهالسلام؟
قال : لي لواء الحمد وعلي حامله ، والكوثر
لي وعلي ساقيه ، ولي الجنة والنار وعلي قسيمهما ، وأما الثلاث التي أعطيها
علي ولم أشاركه
فيها فإنه أعطي ابن عم مثلي
ولم أعط مثله ، وأعطي
زوجته فاطمة ولم أعط مثلها ، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلهما .
٧٥
( باب )
* ( فضله عليهالسلام
على سائر الائمة عليهمالسلام ) *
١
ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة و
أبوهما خير منهما .
____________________
ن
: بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
صح
: عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام مثله .
٢
ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليهالسلام فيما كتب إليه قال
: أبوجعفر
عليهالسلام
: لايستكمل عبد الايمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري
لاولهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء ، ولمحمد صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين
عليهالسلام
فضلهما .
٣
ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله قال :
الحسن والحسين خير أهل الارض بعدي وبعد أبيهما .
٤
ـ ن : بهذا الاسناد عن علي عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن الله عز و
جل اطلع إلى أهل الارض فاختارني ثم اطلع الثانية فاختارك بعدي ، فجعلك
القيم بأمر أمتي بعدي
، وليس أحد بعدنا مثلنا .
٥
ـ ير : محمد بن الحسن ويعقوب بن يزيد ، عن ابن
أبي عمير ، عن ابن
أذينة ، عن بريد قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام
: « قل كفى
بالله شهيدا بيني
وبينكم ومن عنده علم الكتاب » قال : إيانا عنى ، وعلي أولنا
وأفضلنا
وخيرنا
بعد النبي صلىاللهعليهوآله
.
ير
: محمد بن الحسين وابن يزيد عن ابن أبي
عمير عن بريد مثله .
____________________
ير
: بعض أصحابنا ، عن الحسن بن موسى ، عن
عبدالرحمن بن كثير ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
مثله .
٦
ـ مل : أبي والكليني معا ، عن محمد العطار ،
عن حمدان بن سليمان ، عن
عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن أبي وهب القصري
عن أبي عبدالله عليهالسلام
أنه قال : اعلم أن أمير المؤمنين عليهالسلام
أفضل عند الله من الائمة
كلهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فضلوا .
٧
ـ ير : علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن ابن
مسكان ، عن الحارث
النضري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول : رسول الله صلىاللهعليهوآله
ونحن في
الامر والنهي والحلال والحرام نجري مجرى واحد
، فأما رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي
فلهما فضلهما .
٧٦
( باب )
* ( حب الملائكة له
وافتخارهم بخدمته صلوات الله عليه وعليهم اجمعين ) *
١
ـ لى : الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن
إبراهيم ، عن محمد بن ظهير ،
عن عبدالله بن الفضل ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية مانصبت عليا
____________________
علما لامتي في الارض
حتى نوه الله
باسمه في سماواته ، وأوجب ولايته على
ملائكته .
أقول
: أثبتنا الخبر بتمامه في باب أخبار
الغدير ، وسيأتي في باب تزويج
فاطمة عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله
: أن الملائكة تتقرب إلى الله بمحبته.
٢
ـ لى : أحمد بن محمد بن إسحاق ، عن أبي عروبة
الحسين بن أبي معشر و
أبي طالب بن أبي عوانة ، عن سليمان بن سيف الخراني ، عن عبدالله بن واقد ، عن
عبدالعزيز الماجشون ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله قال : استبشرت
الملائكة يوم بدر وحنين بكشف علي الاحزاب عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله فمن لم
يستبشر برؤية علي عليهالسلام
فعليه لعنة الله .
٣
ـ لى : السناني ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن
عبدالله بن أحمد ، عن
القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعيد بن علاقة ، عن أبي سعيد
عقيصا ، عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
عن سيد الاوصياء
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، أن المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة ، وأنا صاحب
التنزيل وأنت
صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري
ووارثي وأبوولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤك
أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود
وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك
وشقي من عاداك ، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك
والله إن أهل مودتك في السماء لاكثر منهم في الارض ، يا علي أنت أمين أمتي
وحجة الله عليها بعدي ، قولك قولي ، وأمرك أمري ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك
____________________
زجري ، ونهيك نهيي ،
ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي وحزبي حزب الله « ومن
يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون
».
٤
ـ ع ، لى : الحسن بن محمد بن
سعيد الهاشمي ، عن فرات بن إبراهيم
،
عن علي بن محمد بن الحسن ، عن علي بن نوح ، عن أبيه ، عن محمد بن مروان ، عن
أبي داود ، عن معاذ بن سالم ، عن بشر بن إبراهيم الانصاري ، عن خليفة بن سليمان
الجهني ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن أبي هريرة قال : غزى النبي صلىاللهعليهوآله غزاة
فلما رجع إلى المدينة وكان علي عليهالسلام
تخلف على أهله فقسم المغنم
فدفع إلى
علي بن أبي طالب عليهالسلام
سهمين ، فقال الناس : يارسول الله دفعت إلى علي بن
أبي طالب سهمين وهو بالمدينة متخلف؟ فقال : معاشر الناس ناشدتكم بالله و
برسوله ألم تروا إلى الفارس الذي حمل على المشركين من يمين العسكر فهزمهم ثم
رجع إلي فقال : يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي بن أبي طالب وهو جبرئيل؟
معاشر الناس ناشدتكم بالله وبرسوله هل رأيتم الفارس الذي حمل على المشركين من
يسار العسكر ثم رجع فكلمني وقال لي : يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي
ابن أبي طالب وهو ميكائيل؟ فوالله مادفعت إلى علي إلا سهم جبرئيل وميكائيل عليهماالسلام
فكبر الناس بأجمعهم .
ع
: القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني
، عن فرات مثله .
ع
: ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ،
عن ابن عباس
____________________
قال : انتدب رسول الله صلىاللهعليهوآله الناس ليلة بدر إلى
الماء ، فانتدب علي عليهالسلام
فخرج وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة ، فخرج بقربته ، فلما كان إلى القليب لم يجد
دلوا ، فنزل إلى الجب
تلك الساعة فملا قربته ، ثم أقبل فاستقبلته ريح شديدة
فجلس حتى مضت ، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت ، ثم قام ثم
مرت به أخرى فجلس حتى مضت ، فلما جاء قال النبي صلىاللهعليهوآله
: ما حبسك يا
أبا الحسن؟ قال : لقيت ريحا ثم ريحا ثم ريحا شديدة ، فأصابتني قشعريرة ، فقال :
أتدري ما كان ذاك يا علي؟ فقال : لا ، فقال : ذاك جبرئيل في ألف من الملائكة وقد
سلم عليك وسلموا
، ثم مر ميكائيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا
ثم مر إسرافيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا .
بيان
: قال الفيروزآبادي : ندبه إلى الامر
كنصره : دعاه وحثه ووجهه
وانتدب الله لمن خرج في سبيله ، أجابه إلى غفرانه أو ضمن وتكفل أو سارع بثوابه
وحسن جزائه .
٦
ـ فس : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن
محمد بن سنان ، عن المفضل
عن جابر الجعفي ، عن أبي الرس المكي ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: والذي نفسي بيده ما وجهت عليا قط في سرية إلا ونظرت
إلى جبرئيل عليهالسلام
في سبعين ألف من الملائكة عن يمينه ، وإلى ميكائيل عن يساره في
سبعين ألف من الملائكة ، وإلى ملك الموت أمامه ، وإلى سحابة تظله حتى يرزق
حسن الظفر .
____________________
٧
ـ ير : أحمد بن الحسين ، عن الحسين بن أسد ،
عن الحسين القمي ، عن
نعمان بن المنذر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال أمير
المؤمنين
عليهالسلام
بعد قتل عثمان حين ناشد القوم : نشدتكم الله هل فيكم أحد سلم عليه
جبرئيل وميكائيل وإسرائيل في ثلاثة آلاف من الملائكة يوم بدر غيري؟ قالوا :
اللهم لا.
٨
ـ شف : موفق بن أحمد الخوارزمي ، عن شهردار ،
عن المفضل بن محمد
الجعفري ،
عن أحمد بن موسى بن مردويه ، عن عبدالله بن محمد بن يزيد ، عن محمد
ابن أبي يعلى ، عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، عن زكريا بن يحيى ، عن مندل
ابن علي ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب بالغداة وكان يحب أن لايسبقه إليه أحد ، فدخل
فإذا النبي صلىاللهعليهوآله
في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال :
السلام عليكم كيف أصبح رسول الله؟ فقال : بخير يا أخا رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فقال :
جزاك الله عنا أهل بيت خيرا ، قال له دحية : إني أحبك وإن لك عندي مدحة
أزفها إليك
، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، أنت سيد ولد آدم ما خلا
النبيين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمد صلىاللهعليهوآله
وحزبه إلى الجنان زفا ، قد أفلح من تولاك ، وخسر من تخلاك ، محب محمد محبك
ومبغض محمد مبغضك ، لن يناله
شفاعة محمد ، أدن مني صفوة الله ، فأخذ رأس
النبي صلىاللهعليهوآله
فوضعه في حجره ، فانتبه النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : ما هذه الهمهمة؟ فأخبره.
الحديث ، فقال : لم يكن هو الكلبي كان جبرئيل ، سماك باسم سماك الله به
____________________
وهو الذي ألقى محبتك
في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين.
ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن سليمان ، عن إسحاق بن إبراهيم
عن زكريا بن يحيى مثله وقال بعد إتمام الرواية : قال أبوالمفضل : سمعت عبدالله
ابن أبي داود قبل أن يبنى له المنبر يعتذر إلى أبي عبدالله المستملي من النصب ، ثم
أملى ذلك المجلس كله من حفظه فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام
وهذا الحديث أول ما
بدأ به .
بيان
: في قوله عليهالسلام
: « تخلاك » حذف وإيصال ، أي تخلى منك ومن ولايتك
يقال : تخلى منه وعنه أي تركه. وفي رواية الشيخ : خلاك.
أقول
: قد مضى مثله بأسانيد في باب أنه عليهالسلام أمير المؤمنين ،
وسيأتي في
باب جوامع المناقب وغيره.
٩
ـ قب : أحاديث علي بن الجعدة ، عن شعبة ، عن
قتادة في تفسير قوله تعالى :
« وترى الملائكة حافين من حول العرش
» الآية قال
أنس : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
:
لما كانت ليلة المعراج نظرت تحت العرش أمامي فإذا أنا بعلي بن أبي طالب قائما
أمامي تحت العرش يسبح الله ويقدسه ، قلت : ياجبرئيل سبقني علي بن أبي طالب؟
قال : لكني أخبرك
: اعلم يا محمد أن الله عزوجل يكثر من الثناء والصلاة على
علي بن أبي طالب عليهالسلام
فوق عرشه ، فاشتاق العرش إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
فخلق الله تعالى هذا الملك على صورة علي بن أبي طالب عليهالسلام
تحت عرشه لينظر إليه
العرش فيسكن شوقه ، وجعل تسبيح هذا الملك وتقديسه وتمجيده ثوابا لشيعة أهل
بيتك يا محمد. الخبر.
طاوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما أسري بي إلى
السماء
وصرت أنا وجبرئيل إلى السماء السابعة قال جبرئيل : يا محمد هذا موضعي ، ثم زخ
____________________
بي في النور زخة ،
فإذا أنا بملك من ملائكة الله تعالى في صورة علي عليهالسلام
اسمه
علي ساجد تحت العرش يقول : اللهم اغفر لعلي وذريته ومحبيه وأشياعه وأتباعه
والعن مبغضيه وأعاديه وحساه إنك على كل شئ قدير.
ايضاح : قال في النهاية : فيه : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف
عنها زخ به في النار » أي دفع ورمي.
١٠
ـ قب : مجاهد عن ابن عباس والحديث مختصر : لما
عرج بالنبي صلىاللهعليهوآله
إلى السماء رأى ملكا على صورة علي حتى لايفاوت منه شيئا ، فظنه عليا ، فقال :
يا أبا الحسن سبقتني إلى هذا المكان؟ فقال جبرئيل عليهالسلام
: ليس هذا علي بن أبي طالب
هذا ملك على صورته ، وإن الملائكة اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام فسألوا
ربهم أن يكون من علي صورته فيرونه.
وفي حديث حذيفة أنه رآه في السماء
الرابعة.
الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في
قوله تعالى : « ولما ضرب
ابن مريم
مثلا إذا قومك منه يصدون » قال : كان جبرئيل عليهالسلام جالسا عند النبي صلىاللهعليهوآله
عن يمينه إذا أقبل
أمير المؤمنين عليهالسلام
فضحل جبرئيل عليهالسلام
فقال : يا محمد هذا
علي بن أبي طالب قد أقبل ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ياجبرئيل وأهل السماوات يعرفونه؟
قال : يامحمد والذي بعثك بالحق نبيا إن أهل السماوات لاشد معرفة له من أهل
الارض ، ما كبر تكبيرة في غزوة إلا كبرنا معه ، ولا حمل حملة إلا حملنا معه ، ولا
ضرب
بسيف إلا ضربنا معه ، يامحمد إن اشتقت إلى وجه عيسى وعبادته وزهد يحيى وطاعته
وملك سليمان
وسخاوته فانظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليهالسلام
وأنزل الله تعالى
____________________
« ولما ضرب ابن مريم مثلا » يعني شبها لعلي بن
أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب شبها
لعيسى بن مريم « إذا قومك منه يصدون » يعني يضحكون ويعجبون.
تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، عن
سفيان الثوري ، عن الاعمش ، عن
أبي صالح ، عن ابن عباس أنه لما تمثل إبليس لكفار مكة يوم بدر على صورة
سراقة بن مالك وكان سابق عسكرهم
إلى قتال النبي صلىاللهعليهوآله
فأمر الله
تعالى جبرئيل عليهالسلام
فهبط على رسول الله صلىاللهعليهوآله
ومعه ألف من
الملائكة ، فقام
جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين عليهالسلام
فكان إذا حمل علي عليهالسلام
حمل معه جبرئيل ، فبصر
به إبليس لعنه الله فولى هاربا وقال : إني أرى ما لاترون ، قال ابن مسعود : والله
ماهرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين عليهالسلام
فخاف أن يأخذه ويستأسره ويعرفه
الناس فهرب ، وكان أول منهزم « وقال
إني أرى مالاترون إني أخاف الله
» في
قتاله « والله شديد العقاب » لمن حارب أمير المؤمنين عليهالسلام.
السمعاني في فضائل الصحابة عن ابن
المسيب عن أبي ذر أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : يا أبا ذر علي أخي وصهري وعضدي ، إن الله لايقبل فريضة إلا بحب علي بن
أبي طالب عليهالسلام
، يا أبا ذر لما أسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير
من نور على رأسه تاج من نور ، إحدى رجليه في المشرق والاخرى في المغرب ، بين
يديه لوح ينظر فيه
والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ، ويده تبلغ المشرق
والمغرب ، فقلت : يا جبرئيل من هذا؟ فما رأيت في ملائكة ربي جل جلاله أعظم
خلقا منه؟ قال : هذا عزرائيل ملك الموت ، ادن فسلم عليه ، فدنوت منه فقلت :
سلام عليك حبيبي ملك الموت ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك علي
____________________
ابن أبي طالب عليهالسلام؟ فقلت : وهل تعرف
ابن عمي؟ قال : وكيف لا أعرفه وإن الله
جل جلاله وكلني بقبض أرواح الخلائق ماخلا روحك وروح علي بن أبي طالب عليهالسلام
فإن الله يتوفا كل بمشيته.
كتابي الخطيب الخوارزمي وأبي عبدالله
النطنزي قال أبوعبيد صاحب سليمان
ابن عبدالملك : بلغ عمر بن عبدالعزيز أن قوما تنقصوا بعلي بن أبي طالب عليهالسلام
فصعد المنبر وقال : حدثني غزال بن مالك الغفاري عن أم سلمة قال : بينا رسول الله
صلىاللهعليهوآله
عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآله
ضاحكا ، فلما
سري عنه قلت : ما أضحكك؟ قال : أخبرني جبرئيل أنه مر بعلي وهو يرعى ذودا
له وهو نائم قد
أبدي بعضه جسده ، قال : فرددت عليه ثوبيه فوجدت برد إيمانه
وقد وصل
إلى قلبي.
وفي رواية الاصبغ : أن عليا مضى من
المدينة وحده ، فأتى عليه سبعة أيام
فرئي النبي صلىاللهعليهوآله
يبكي ويقول : اللهم رد إلي عليا قرة عيني وقوة ركني وابن
عمي ومفرج الكرب عن وجهي : ثم ضمن الجنة لمن أتى بخبر علي ، فركب
الناس في كل طريق ، فوجده الفضل بن العباس ، فبشر النبي صلىاللهعليهوآله بقدومه
فاستقبله فما زال يفتش عن يمين علي وعن يساره وعن رأسه وعن بدنه فقلت : تفتش
عليا كأنه
كان في الحرب؟ فأخبرني عن جبرئيل عليهالسلام
أن أقواما من المشركين
يقصدونك من الشام فأخرج إليهم عليا وحده ، فخرج معه جبرئيل عليهالسلام في ألف
ملك وميكائيل عليهالسلام
في ألف ملك ، ورأيت ملك الموت يقاتل دون علي.
أربعين الخطيب وشرح ابن الفياض وأخبار
أبي رافع في خبر طويل عن حذيفة
____________________
ابن اليمان : أنه
دخل أمير المؤمنين عليهالسلام
على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو مريض ، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن الخلق والنبي صلىاللهعليهوآله
نائم ، فقال الرجل : ادن إلى ابن عمك
فأنت أحق به مني ، فوضع رأسه في حجره ، فلما استيقظ النبي صلىاللهعليهوآله سأله عن
الرجل ، قال علي عليهالسلام
: كان كذا وكذا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: ذاك جبرئيل عليهالسلام
كان يحدثني حتى خف عني وجعي وفي خبر : أن النبي صلىاللهعليهوآله
كان يملي عليه
جبرئيل ، فقام
صلىاللهعليهوآله
وأمره بكتابة الوحي.
محمد بن عمرو بإسناده عن جابر بن
عبدالله أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ماعصاني قوم من المشركين إلا رميتهم بسهم الله ، قيل : وما سهم الله يارسول الله؟
قال : علي بن
أبي طالب عليهالسلام
ما بعثته في سرية ولا أبرزته لمبارزة إلا رأيت جبرئيل عليهالسلام عن يمينه
وميكائيل عن يساره وملك الموت [ عن ] أمامه وسحابة تظله حتى يعطيه الله خير النصر
والظفر.
وروي مشاهدته لجبرئيل عليهالسلام على صورة دحية
الكلبي حين سماه بتلك
الاسامي ، وحين وضع رأس رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حجره ، وقال : « أنت أحق به مني » وحين كان يملي الوحي ونعس النبي صلىاللهعليهوآله
، وحين اشترى الناقة من الاعرابي بمائة
درهم وباعها من آخر بمائة وستين ، وحين غسل النبي صلىاللهعليهوآله
، وغير ذلك ، وروى
نحوا منه أحمد في الفضائل.
وقد خدمه جبرئيل عليهالسلام في عدة مواضع روى
علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن
قتادة ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « تنزل الملائكة والروح فيها بإذن
ربهم من كل أمر سلام » قال : لقد صام رسول الله صلىاللهعليهوآله سبع رمضانات وصام
علي
ابن أبي طالب معه ، فكان كل ليلة القدر ينزل فيها جبرئيل عليهالسلام على علي فيسلم
عليه من ربه.
وروي عن الباقر عليهالسلام في خبر يذكر فيه
وفاة النبي صلىاللهعليهوآله
أنه أتاهم آت لايرونه
____________________
ويسمعون كلامه ،
فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الله عزاء من كل مصيبة ،
ونجاة من كل هلكة ، وردك لما فات « كل نفس ذائقة الموت
» الآية إن
الله
عزوجل اصطفاكم وفضلكم وطهركم ، وجعلكم أهل بيت نبيه ، وأودعكم رحكمه
وأورثكم كتابه ، وجعلكم تابوت علمه ، وعصا عزه ، وضرب لكم مثلا من نوره
وعصمكم من الذنوب ، وآمنكم من الفتنة ، فتعزوا بعزاء الله فإن الله عزوجل
لاينزع عنكم نعمته ، ولا يزيل عنكم بركته في كلام طويل فقيل للباقر عليهالسلام :
ممن كانت التعزية؟ فقال : من الله تعالى على لسان جبرئيل عليهالسلام. وقد روى نحوا
من ذلك سفيان بن عيينة عن الصادق عليهالسلام
، وقد احتج أمير المؤمنين عليهالسلام
يوم
الشورى فقال : هل فيكم من غسل رسول الله غيري وجبرئيل يناجيني وأجد حس
يده معي؟.
حدث أبوعوانة ، عن الحسن بن علي بن عفان
، عن محمد بن الصلت ، عن مندل بن علي ، عن إسماعيل بن زياد ، عن إبراهيم بن شمر ، عن أبي الضحاك
الانصاري قال : كان على مقدمة [ جيش ] النبي صلىاللهعليهوآله
يوم حنين علي عليهالسلام
فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: وددت أن عليا قال : من دخل الرجل
فهو آمن ، قال : فقال علي :
من دخل الرجل فهو آمن ، قال : فضحك جبرئيل ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله قال أبوعوانة
وذلك حديثا لم أحفظه ثم قال : قال علي عليهالسلام
: وقد بلغ من أمري ما يجيبني
جبرئيل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: نعم وهو جبرئيل يجيبك من الله تبارك وتعالى.
خلقة الملائكة على صورته ، ومجيئهم إلى
زيارته ونصرته ، وإذنهم في
مكالمته ، وكونهم في خدمته يدل على أنه أكرم خليقته بعد النبي صلىاللهعليهوآله .
____________________
١١
ـ شى : عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن
علي بن الحسين عليهماالسلام
قال : لما عطش القوم يوم بدر انطلق علي بالقربة يستقي وهو على القليب ، إذ جاءت
ريح شديدة ثم مضت ، فلبث مابدا له ، ثم جاءت ريح أخرى ثم مضت ، ثم جاءته
أخرى كادت أن تشغله وهو على القليب ، ثم جلس حتى مضى ، فلما رجع إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أخبره بذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
أما الريح الاولى فيها جبرئيل مع ألف من الملائكة ، والثانية فيها ميكائيل مع ألف
من الملائكة ، والثالثة فيها
إسرافيل مع ألف من الملائكة ، وقد سلموا عليك ، وهم مدد لنا ، وهم الذين رآهم
إبليس فنكص
على عقبيه يمشي القهقرى حين يقول : « إني أرى مالا ترون إني
أخاف الله والله شديد العقاب ».
١٢
ـ م : قال الامام عليهالسلام : قال الحسين بن
علي بن أبي طالب عليهمالسلام
:
إن الله تعالى ذم اليهود في بغضهم لجبرئيل الذي كان ينفذ قضاء الله فيهم بما
يكرهون
وذمهم أيضا وذم النواصب في بغضهم لجبرئيل وميكائيل وملائكة الله النازلين لتأييد
علي بن أبي طالب عليهالسلام
على الكافرين حتى أذلهم بسيفه الصارم ، فقال : « قل من كان
عدوا لجبريل
» من اليهود ، لرفعه
من بخت نصر أن يقتله دانيال من غير ذنب
كان جناه بخت نصر ، حتى بلغ كتاب الله في اليهود أجله ، وحل بهم ماجرى في
سابق علمه ، ومن كان أيضا عدوا لجبرئيل من سائر الكافرين ومن أعداء محمد وعلي
الناصبين
، لان الله تعالى بعث جبرئيل لعلي عليهالسلام
مؤيدا وله على أعدائه
ناصرا ، ومن كان عدوا لجبرئيل لمظاهرته محمدا وعليا ومعاونته لهما وانقياده لقضاء
____________________
ربه عزوجل في إهلاك
أعدائه على يد من يشاء من عباده « فإنه » يعني جبرئيل
« نزله » يعني نزل هذا القرآن « على قلبك
» يامحمد « بإذن الله
» بأمر الله وهو كقوله :
« نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من
المنذرين * بلسان عربي مبين » « مصدقا لما بين يديه » نزل هذا القرآن
جبرئيل على قلبك يامحمد مصدقا موافقا لما
بين يديه من التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم وكتب شيث وغيرهم من
الانبياء .
ثم قال : « من كان عدوا لله
» لانعامه
على محمد وعلي وآلهما الطيبين
وهؤلاء الذين بلغ من جهلهم أن قالوا : نحن نبغض الله الذي أكرم محمدا وعليا بما
يدعيان « وجبريل » : من كان عدوا لجبريل ، لانه جعله ظهيرا لمحمد وعلي
على أعداء الله وظهيرا لسائر الانبياء والمرسلين ، وكذلك « وملائكته » يعني ومن
كان
عدوا لملائكة الله المبعوثين لنصرة دين الله وتأييد أولياء الله ، وذلك قول بعض
النصاب
والمعاندين : برئت من جبريل الناصر لعلي وهو قوله : « ورسله » : ومن كان عدوا
لرسل الله موسى وعيسى وسائر الانبياء الذين دعوا إلى إمامة علي عليهالسلام .
ثم قال : « وجبريل وميكال » : ومن كان عدوا لجبرئيل وميكائيل ، و
ذلك كقول من قال من النواصب
لما قال النبي صلىاللهعليهوآله
في علي عليهالسلام
: جبرئيل عن
يمينه وميكائيل عن يساره وإسرافيل خلفه وملك الموت أمامه والله تعالى من فوق
عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره قال بعض النواصب : فأنا أبرأ من الله ومن جبرئيل
____________________
وميكائيل والملائكة
الذين حالهم مع علي عليهالسلام
ما قاله محمد صلىاللهعليهوآله
، فقال : من كان
عدوا لهؤلاء تعصبا على علي بن أبي طالب « فإن الله عدو للكافرين » فاعل بهم مايفعل
العدو بالعدو من إحلال النقمات وتشديد العقوبات ، وكان سبب نزول هاتين الآيتين
ما كان من اليهود أعداء الله من قول سيئ في جبرئيل وميكائيل. وكان من أعداء الله
النصاب من قول أسوأ منه في الله وفي جبرئيل وميكائيل وسائر ملائكة الله :
أما ما كان من النصاب فهو أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما كان لايزال يقول في علي
عليهالسلام
الفضائل التي خصه الله عزوجل بها والشرف الذي أهله الله تعالى له
وكان في ذلك
يقول : أخبرني به جبرئيل عن الله ، ويقول في بعض ذلك : جبرئيل
عن يمينه وميكائيل عن يساره ، يفتخر
جبرئيل على ميكائيل في أنه عن يمين
علي الذي هو أفضل من اليسار ، كما يفتخر نديم ملك عظيم في الدنيا يجلسه
الملك عن يمينه على النديم الآخر الذي يجلسه على يساره ، ويفتخران على إسرافيل
الذي خلفه بالخدمة ، وملك الموت الذي أمامه بالخدمة ، وأن اليمين والشمال أشرف
من ذلك كافتخار حاشية الملك
على زيادة قرب محلهم من ملكهم ، وكان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول في بعض أحاديثه : إن الملائكة أشرفها عند الله أشدها لعلي
ابن أبي طالب حبا ، وإنه
قسم الملائكة فيما بينها « والذي شرف عليا على
جميع الورى بعد محمد المصطفى » ويقول مرة : إن ملائكة السماوات والحجب
يشتاقون
إلى رؤية علي بن أبي طالب كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها
البار الشفيق الآخر من بقي عليها
بعد عشرة دفنتهم ، فكان هؤلاء النصاب يقولون :
____________________
إلى متى يقول محمد :
جبرئيل وميكائيل والملائكة؟ كل ذلك تفخيم لعلي وتعظيم
لشأنه ، ويقول : الله تعالى لعلي خاص من دون سائر الخلق! برئنا من رب ومن
ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعلي بعد محمد مفضلون! وبرئنا من رسل الله
الذين هم لعلي بعد محمد مفضلون! وأما ماقاله اليهود.
أقول
: أوردنا تتمة الخبر في باب احتجاج الرسول
صلىاللهعليهوآله
على اليهود ، ولنذكر
ههنا ما يناسب الباب.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا سلمان إن الله
عزوجل صدق قولك ووفقك
رأيك ، وإن جبرئيل
عن الله تعالى يقول : يامحمد سلمان والمقداد أخوان متصافيان
في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك ، وهما في أصحابك كجبرئيل و
ميكائيل في الملائكة ، عدوان لمن أبغض أحدهما وليان لمن والاهما ووالى محمدا
وعليا ، عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياءهما ، ولو أحب أهل الارض سلمان
والمقداد كما يحبهما ملائكة السماوات والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما
لمحمد صلىاللهعليهوآله
وعلي عليهالسلام
وموالاتهما لاوليائهما ومعاداتهما لاعدائهما لما عذب الله
أحدا منهم بعذاب البتة.
قال الحسين بن علي عليهالسلام : فلما قال ذلك
رسول الله صلىاللهعليهوآله
في سلمان والمقداد سر به المؤمنون وانقادوا ، وساء ذلك المنافقين فعاندوا وعابوا
وقالوا : يمدح محمد صلىاللهعليهوآله
الاباعد ويترك الادنين من أهله لايمدحهم ولايذكرهم ، فاتصل ذلك برسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال : مالهم لحاهم الله يبغون للمسلمين السوء؟ وهل نال أصحابي مانالوه من درجات
الفضل إلا بحبهم لي ولاهل بيتي؟ والذي بعثني
بالحق نبيا إنكم لم تؤمنوا
حتى يكون محمد وآله أحب إليكم من أنفسكم وأهاليكم وأموالكم ومن في الارض
____________________
جميعا ، ثم دعا بعلي
وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام
فعمهم بعبايته القطوانية ثم
قال : هؤلاء خمسة لا سادس لهم من البشر ، ثم قال : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن
سالمهم ، فقامت أم سلمة فرفعت جانب العباء لتدخل فكفها رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال : لست هناك وأنت في خير
وإلى خير ، فانقطع عنها طمع البشر ، وكان
جبرئيل معهم ، فقال : يارسول الله وأنا سادسكم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نعم [ و ]
أنت سادسنا ، فارتقى السماوات وقد كساه الله من زيادة الانوار ما كادت الملائكة
لاتثبته
حتى قال : بخ بخ من مثلي؟ أنا جبرئيل سادس محمد وعلي وفاطمة و
الحسن والحسين عليهمالسلام
فذلك مافضل الله به جبرئيل على سائر الملائكة في الارضين
والسماوات.
قال : ثم تناول رسول الله صلىاللهعليهوآله الحسن بيمينه
والحسين بشماله فوضع هذا
على كاهله
الايمن وهذا على كاهله الايسر ثم وضعهما في الارض ، فمشى بعضهما
إلى بعض يتجاذبان ، ثم اصطرعا ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول للحسن : « أيها
أبا محمد »
فيقوي الحسن فيكاد
يغلب الحسين ، ثم يقوي الحسين فيقاومه ، فقالت
فاطمة عليهاالسلام
: يا رسول الله أتشجع الكبير على الصغير؟ فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة أما إن
جبرئيل وميكائيل كلما قلت للحسن : « أيها أبا محمد » قالا للحسين :
« أيها أبا عبدالله » فلذلك قاما وتساويا
، أما إن الحسن والحسين لما كان
يقول
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « أيها أبا محمد » ويقول جبرئيل : « أيها أبا عبدالله » لورام كل واحد
____________________
منهما حمل الارض بما
عليها من جبالها وبحارها وتلالها وسائر ما على ظهرها لكان
أخف عليهما من شعرة على أبدانهما ، وإنما تقاوما لان كل واحد منهما نظير
الآخر ، هذان قرتا عيني وثمرتا فؤادي ، هذان سندا ظهري ، هذان سيدا شباب أهل
الجنة من الاولين والآخرين ، وأبوهما خير منهما ، وجدهما رسول الله خيرهم
أجمعين.
قال عليهالسلام
: فلما قال ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قالت اليهود والنواصب : إلى
الآن كنا نبغض جبرئيل وحده والآن قد صرنا أيضا نبغض ميكائيل لادعائهما
لمحمد وعلي إياهما ولولديه ، فقال تعالى : « من كان عدوا لله وملائكته ورسله و
جبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين
».
بيان
: لحاهم الله أي قبحهم ولعنهم. وقال
الجزري : القطوانية : عباءة بيضاء
قصيرة الخمل ، والنون زائدة .
١٣
ـ يل : روي أنه عليهالسلام
كان ذات يوم على منبر البصرة إذ قال : « أيها الناس
سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق
الارض » فقام إليه رجل من وسط القوم وقال له : أين جبرئيل في هذه الساعة؟
فرمق بطرفه إلى
السماء ثم رمق بطرفه إلى المشرق ثم رمق بطرفه إلى المغرب
فلم يجد موطنا ، فالتفت إليه فقال : ياذا الشيخ أنت جبرائيل ، قال : فصفق طائرا
من بين الناس ، فضج الحاضرون
وقالوا : نشهد أنك خليفة رسول الله صلى الله
عليه وآله حقا .
____________________
١٤
ـ ن : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ، عن
أحمد بن الفضل ، عن بكر بن
أحمد القصري ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال :
سمعت جدي رسول الله عليهالسلام
يقول : ليلة أسرى بي ربي عزوجل رأيت في بطنان
العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما يلعب علي بن أبي طالب عليهالسلام بذي
الفقار ، وإن الملائكة إذا اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
نظروا إلى وجه ذلك
الملك ، فقلت يارب هذا أخي علي بن أبي طالب وابن عمي؟ فقال : يامحمد هذا ملك
خلقته على صورة علي عليهالسلام
يعبدني في بطنان عرشي ، تكتب حسناته وتسبيحه و
تقديسه لعلي بن أبي طالب إلى يوم القيامة .
١٥
ـ كشف : من كفاية الطالب عن أنس قال قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: مررت
ليلة أسري بي إلى السماء ، فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق
به ، فقلت : يا جبرئيل من هذا الملك؟ قال : ادن منه وسلم عليه ، فدنوت منه و
سلمت عليه ، فإذا أنا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقلت : يا جبرئيل
سبقني علي إلى السماء الرابعة؟ فقال لي : يا محمد لا ولكن الملائكة شكت حبها
لعلي عليهالسلام
فخلق الله هذا الملك من نور على صورة علي فالملائكة تزوره في كل
ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرة ، ويسبحون الله ويقدسونه ويهدون ثوابه
لمحب علي عليهالسلام
.
١٦
ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ،
عن أبي الحسن الثالث
عن آبائه عن الباقر عليهمالسلام
، عن جابر قال : كنت أماشي
أمير المؤمنين عليهالسلام
على
الفرات إذ خرجت موجة عظيمة فغطته حتى استتر عني ، ثم انحسرت عنه ولا رطوبة
____________________
عليه ، فوجمت لذلك
وتعجبت وسألته عنه ، فقال : ورأيت ذلك؟ قال : قلت : نعم
قال : إنما الملك الموكل بالماء فرح
فسلم علي واعتنقني .
توضيح
: قال الفيروزآبادي : وجم كوعد وجما
ووجوما : سكت على غيظ ،
والشئ : كرهه ، ولم أجم عنه : لم أسكت فزعا .
قوله عليهالسلام
« فرح » أي بقدومه
إلى شاطئ النهر.
١٧
ـ كشف : من مناقب الخوارزمي ، عن عبدالله بن
مسعود قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: أول من اتخذ علي بن أبي طالب عليهالسلام
أخا من أهل السماء
إسرافيل ثم ميكائيل
ثم جبرائيل ، وأول من أحبه من أهل السماء حملة العرش
ثم رضوان خازن الجنان ثم ملك الموت ، وإن ملك الموت يترحم على محبي
علي بن أبي طالب عليهالسلام
كما يترحم على الانبياء عليهمالسلام
.
ومن كتاب كفاية الطالب عن وهب بن منبه ،
عن عبدالله بن مسعود قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما بعثت عليا في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن
يساره والسحابة تظله حتى يرزقه الله الظفر .
١٨
ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ،
عن جده ، عن إصباهان بن
اسبوزن الديلمي ، عن محمد بن عيسى الكابي ، عن القعنبي ، عن موسى بن وردان
عن ثابت ، عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : ليلة أسري بي إلى السماء الرابع
____________________
رأيت صورة علي بن
أبي طالب عليهالسلام
فقلت : يا جبرئيل هذا علي ؟
فأوحي
إلي بأن هذا ملك خلقه الله في صورة
علي بن أبي طالب عليهالسلام
يزوره كل
يوم سبعون ألف ملك ، يسبحون ويكبرن وثوابهم لمحبي علي بن أبي طالب
عليهالسلام
.
١٩
ـ فر : جعفر بن أحمد بن يوسف معنعنا عن الحسن
قال : سمعت عبدالله بن
عباس يقول في قوله تعالى : « إذ
تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم
» :
انجفل الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوم أحد ولم يبق معه غير علي بن أبي طالب
عليهالسلام
ورجل من الانصار ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: يا علي قد صنع الناس
ماترى ، فقال : لا
والله يارسول الله ، لاسأل
عنك الخبر من وراء؟ فقال له
النبي صلىاللهعليهوآله
: أما لا فاحمل على هذه الكتيبة
، فحمل عليها ففضها
، فقال جبرئيل
عليهالسلام
لرسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن هذه لهي المواساة
، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: إني منه وهو مني ، فقال جبرئيل : وأنا منكما.
ثم أقبل وقال : ماضيعت من الحديث ، ما حدثت بهذا الحديث منذ
سمعته
عن ابن عباس رضياللهعنه
مع حديث آخر سمعتهما من علي بن أبي طالب عليهالسلام
____________________
وما حدثت بهذين
الحديثين منذ سمعتهما ، وما أقر لاحد من الناس أن يكون
أشد حبا لعلي مني ، ولا أعرف بفضله مني ، ولكني أكره أن يسمع هذا مني
هؤلاء الذين يغلون ويفرطون فيزدادوا شرا ، فلم أزل به أنا وأبوخليفة صاحب
منزله نطلب إليه حتى أخذ علينا أن لانحدث به مادام حيا ، فأقبل فقال :
حدثني عبدالله بن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
دعا عليا فقال : يا علي احفظ
علي الباب فلا يدخلن أحد اليوم
، فإن ملائكة من ملائكة الله استأذنوا ربهم
أن يتحدثوا لي اليوم إلى الليل ، فاقعد ، فقعد علي بن أبي طالب عليهالسلام على الباب
فجاء عمر بن الخطاب فرده ، ثم جاء وسط النهار فرده ، ثم جاء عند العصر
فرده ، وأخبره أنه قد استأذن على النبي صلىاللهعليهوآله
ستون وثلاث مائة ملك ، فلما
أصبح عمر غدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأخبره بما قال علي بن أبي طالب عليهالسلام
فدعا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا عليهالسلام
فقال : وماعلمك أنه قد استأذن علي ثلاث مائة وستون
ملك؟ فقال : والذي بعثك بالحق ما منهم ملك استأذن عليك إلا وأنا أسمع صوته
بأذني وأعقد بيدي حتى عقدت ثلاث مائة وستين ، قال : صدقت يرحمك الله ، حتى
أعادها رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
بيان
: انجفل القوم أي انقلعوا كلهم ومضوا.
قوله عليهالسلام
: « لاسأل عنك
الخبر » أي لادعك في هذا الموضع وأرجع فلا أعلم حالك وما نابك فأسأل خبرك
عن الناس وراءك؟
٢٠
ـ فر : محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان معنعنا
عن أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليهالسلام
قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو يقرء سورة المائدة ، فقال : اكتب ، فكتبت حتى انتهى إلى هذه الآية « إنما وليكم الله
ورسوله والذين
____________________
آمنوا
» ثم إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
خفق برأسه
كأنه نائم وهو يملي بلسانه حتى
فرغ من آخر السورة
، ثم انتبه فقال لي : اكتب ، فأملى علي من الموضع التي
خفق عندها ، فقلت : ألم تملئ علي حتى ختمتها؟ فقال : الله أكبر ذلك الذي أملى
عليك جبرئيل عليهالسلام
، ثم قال علي بن أبي طالب عليهالسلام
: فأملى علي
رسول الله (ص)
ستين آية ، وأملى علي جبرئيل أربعا وستين آية .
بيان
: هذا الخبر يخالف المشهور بوجهين :
الاول أنه على المشهور عدد
الآيات مائة وعشرون ، وفي الخبر زيد أربع ، والثاني أن آية الولاية هي الخامسة
والخمسون لا الستون ، لكن لا اعتماد على ما هو المشهور في ذلك وأمثاله.
٢١
ـ يف : أحمد بن حنبل في مسنده في حديث ليلة
بدر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
من يستقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس ، فقام علي عليهالسلام
فاحتضن قربة ، ثم أتى بئرا
بعيدة القعر مظلمة ، فانحدر فيها ، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل
تأهبوا
لنصرة محمد صلىاللهعليهوآله
وحزبه ، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه ،
فلما حاذوا البئر سلموا على علي عليهالسلام
من عند ربهم عن آخرهم إكراما و
تبجيلا .
توضيح
: أحجم عن الامر : كف. واحتضن الشئ :
جعله في حضنه ، وهو
بالكسر ما دون الابط إلى الكشح. واللغط بالتحريك : الصوت والجلبة.
٢٢
ـ كنز : روى الشيخ أبوجعفر الطوسي في مصباح
الانوار بإسناده عن
جابر بن عبدالله قال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حفر الخندق وقد حفر الناس
وحفر علي عليهالسلام
، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: بأبي من يحفر وجبرئيل يكنس التراب
____________________
بين يديه ويعينه
ميكائيل ولم يكن يعين قبله أحدا من الخلق ، ثم قال النبي صلىاللهعليهوآله
لعثمان بن عفان : احفر ، فغضب عثمان وقال : لايرضى محمد أن أسلمنا على يده حتى
أمرنا بالكد! فأنزل الله على نبيه « يمنون عليك أن أسلموا » الآية .
٧٧
باب
* ( نزول الماء لغسله عليهالسلام
من السماء ) *
١
ـ لى : صالح بن عيسى العجلي ، عن محمد بن علي
بن علي ، عن محمد بن منده
الاصبهاني ، عن محمد بن حميد ، عن جرير ، عن الاعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس
قال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
ورجلان من أصحابه في ليلة ظلماء مكفهرة
إذ
قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ائتوا باب علي ، فأتينا باب علي عليهالسلام
فنقر أحدنا الباب
نقرا خفيا ، إذ خرج علينا علي بن أبي طالب عليهالسلام
مستزر بإزار من
صوف
مرتد بمثله ، في كفه سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال لنا : أحدث حدث؟ فقلنا : خير
أمرنا رسول الله أن نأتي بابك وهو بالاثر ، إذ أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : ياعلي ،
قال : لبيك ، قال : أخبر أصحابي بما أصابك البارحة ، قال علي عليهالسلام : يارسول الله
إني لاستحيي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله لايستحيي من الحق ، قال علي عليهالسلام
يارسول الله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فطلبت في البيت ماء
فلم أجد الماء ، فبعثت الحسن كذا والحسين كذا ، فأبطآ علي ، فاستلقيت على قفاي
فإذا أنا بهاتف من سواد البيت : قم ياعلي وخذ السطل واغتسل ، فإذا أنا بسطل من
ماء مملوء ، عليه منديل من سندس ، فأخذت السطل واغتسلت ومسحت بدني بالمنديل ،
____________________
ورددت المنديل على
رأس السطل ، فقام السطل في الهواء ، فسقط من السطل جرعة
فأصابت هامتي ، فوجدت بردها على فؤادي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: بخ بخ يا ابن
أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل ، أما الماء فمن نهر الكوثر ، وأما السطل و
المنديل فمن الجنة ، كذا أخبرني جبرئيل ، كذا أخبرني جبرئيل ، كذا أخبرني
جبرئيل .
يج
: روي عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن
عبدالله بن داهر ، عن الاعمش
عن أبي سفيان قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله
وأبو بكر وعمر في ليلة مكفهرة ، فقال
لهما النبي صلىاللهعليهوآله
: قوما فأتيا باب حجرة علي ، فذهبا فنقرا الباب نقرا خفيا ، و
ساق الحديث نحوا مما مر .
٢
ـ قب : عبدالله بن عباس وحميد الطويل عن أنس
قالا : صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما ركع أبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه نزل عليه وحي ، فلما سلم واستند إلى
المحراب نادى : أين علي بن أبي طالب؟ وكان في آخر الصف يصلي فأتاه ، فقال :
يا علي لحقت الجماعة؟ فقال : يا نبي الله عجل بلال الاقامة ، فناديت الحسن
بوضوء فلم أر أحدا
، فإذا أنا بهاتف يهتف : يا أبا الحسن أقبل عن يمينك ، فالتفت
فإذا أنا بقدس من ذهب مغطى بمنديل أخضر معلقا ، فرأيت ماء أشد بياضا من
الثلج وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وأطيب ريحا من المسك فتوضأت و
شربت ، وقطرت على رأسي قطرة وجدت بردها على فؤادي ، ومسحت وجهي بالمنديل بعد
ما كان الماء يصب على يدي وما أرى شخصا ، ثم جئت يانبي الله ولحقت الجماعة ، فقال
____________________
النبي صلىاللهعليهوآله : القدس من أقداس
الجنة ، والماء من الكوثر ، والقطرة
من تحت العرش ، والمنديل من الوسيلة ، والذي جاء به جبرئيل ، والذي ناولك المنديل
ميكائيل ، ومازال جبرئيل واضعا يده على ركبتي يقول : يا محمد قف قليلا حتى يجيئ
علي فيدرك معك الجماعة .
بيان
: قال الفيروزآبادي : القدس كصردو كتب :
قدح نحو الغمر ، وكجبل :
السطل .
٣
ـ يل ، فض : من فضائله عليهالسلام أنه كان في بعض
غزواته وقد دنت الفريضة
ولم يجد ماء يسبغ به الوضوء
، فرمق السماء بطرفه والخلق قيام
ينظرون
فنزل جبرئيل وميكائيل عليهماالسلام
ومع جبرئيل سطل فيه ماء ومع ميكائيل منديل ، فوضع
السطل والمنديل
بين يدي أمير المؤمنين عليهالسلام
فأسبغ الوضوء
ومسح وجهه
الكريم بالمنديل ، فعند ذلك عرجا إلى السماء والخلق ينظرون إليهما .
٤
ـ يف : أخطب خوارزم في المناقب ، عن أحمد بن
محمد الدقاق ، عن أبي المظفر
وابن إبراهيم السيفي ، عن علي بن يوسف بن محمد بن حجاج ، عن الحسين بن جعفر بن
محمد الجرجاني ، عن إسماعيل بن إسحاق بن سليمان ، عن محمد بن علي الكفرتؤتي ،
عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله صلاة العصر و
أبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه قد سها وغفل ، ثم رفع رأسه وقال : « سمع الله لمن
حمده » ثم أوجز في صلاته وسلم ، ثم أقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر في وسط
____________________
النجوم ، ثم جثا على
ركبتيه
وبسط قامته حتى تلالا المسجد بنور وجهه ،
ثم رمى بطرفه إلى الصف الاول يتفقد أصحابه رجلا رجلا ثم رمى نظره إلى
الصف الثاني ، ثم رمى نظره إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلا رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم كثرت الصفوف على رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال : ما لي لا أرى ابن عمي علي بن
أبي طالب؟ فأجابه علي عليهالسلام
من آخر الصفوف وهو يقول : لبيك لبيك يارسول الله
فنادى النبي صلىاللهعليهوآله
بأعلى صوته : ادن مني يا علي ، فما زال يتخطى
رقاب
المهاجرين والانصار حتى دنا المرتضى من المصطفى ، وقال النبي صلىاللهعليهوآله : ما الذي
خلفك عن الصف الاول؟ قال : شككت أنني على غير طهر ، فأتيت منزل فاطمة
عليهاالسلام
فناديت : ياحسن ياحسين يافضة ، فلم يجبني أحد ، فإذا بهاتف يهتف
من ورائي وهو ينادي : يا أبا الحسن يا ابن عم النبي التفت ، فالتفت فإذا أنا بسطل
من ذهب وفيه ماء وعليه منديل ، فأخذت المنديل فوضعته على منكبي الايمن ،
وأومأت إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفي ، فتطهرت وأسبغت الطهر ، ولقد وجدته
في لين الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك ، ثم التفت ولا أدري من أخذه ، فتبسم
النبي صلىاللهعليهوآله
في وجهه وضمه إلى صدره وقبل مابين عينيه ثم قال : يا أبا الحسن ألا
أبشرك؟ إن السطل من الجنة ، والماء والمنديل من الفردوس الاعلى ، والذي
هيأك للصلاة جبرئيل عليهالسلام
، والذي مندلك ميكائيل عليهالسلام
، والذي نفس محمد بيده
مازال إسرافيل قابضا بيدي على ركبتي حتى لحقت معي الصلاة وأدركت ثواب
ذلك ، أفيلومني الناس على حبك والله تعالى وملائكته يحبونك من فوق
السماء؟ .
٥
ـ مد : ابن المغازلي في مناقبه ، عن أحمد بن
المظفر العطار ، عن عبدالله
ابن محمد بن عثمان ، عن أبي الحسن الراوي بالبصرة ، عن محمد بن منده الاصفهاني ،
____________________
عن محمد بن عبد
الحميد
عن الاعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس بن مالك قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لابي بكر وعمر : امضيا إلى علي حتى يحدثكما ما كان منه في ليلته
وأنا على أثركما ، قال أنس : فمضيا ومضيت معهما ، فاستأذن أبوبكر وعمر على علي
فخرج إليهما فقال : يا أبا بكر حدث شئ؟ قال : لا وما يحدث إلا خير ، قال لي
النبي صلىاللهعليهوآله
ولعمر أيضا : امضيا إلى علي يحدثكما ما كان منه في ليلته ، فجاء
النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يا علي حدثهما ماكان منك في الليل ، فقال : أستحيي يارسول الله
فقال : حدثهما إن الله لايستحيي من الحق ، فقال علي : أردت الماء للطهارة وأصبحت
وخفت أن تفوتني الصلاة ، فوجهت الحسن في طريق والحسين في طريق في طلب الماء
فأبطآ علي ، فأحزنني ذلك ، فرأيت السقف قد انشق ونزل علي منه سطل مغطى
بمنديل ، فلما صار في الارض نحيت المنديل عنه ، وإذا فيه ماء ، فتطهرت للصلاة
واغتسلت وصليت ، ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله :
أما السطل فمن الجنة ، وأما الماء فمن نهر الكوثر ، وأما المنديل فمن استبرق الجنة
من مثلك يا علي في ليلتك وجبرئيل يخدمك؟ .
يف
: ابن المغازلي بإسناده إلى أنس مثله.
٧٨
( باب )
* ( تحف الله تعالى وهداياه
وتحياته إلى رسول الله وأمير المؤمنين ) *
* ( صلوات الله عليهما وعلى
آلهما ) *
١
ـ قب : ثابت عن أنس : لما خرج النبي صلىاللهعليهوآله إلى غزوة الطائف
فبينما
نحن بغمامة ، فأدخل يده تحتها فأخرج رمانا ، فجعل يأكل ويطعم عليا ، ثم قال
____________________
لقوم رمقوه بأبصارهم
: هكذا يفعل كل نبي بوصيه ، وفي رواية الباقر عليهالسلام
: أن
النبي صلىاللهعليهوآله
مصها ثم دفعها إلى علي فمصها حتى لم يترك منها شيئا ، فقال النبي
صلىاللهعليهوآله
: إنه لايذوقها إلا نبي أو وصي نبي.
محمد بن أبي عمير ومحمد بن مسلم وزرارة
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : نزل جبرئيل
على محمد صلىاللهعليهوآله
برمانتين من الجنة فأعطاهما إياه ، فأكل واحدة وكسر الاخرى
وأعطى عليا نصفها فأكله ، ثم قال : الرمانة التي أكلتها فهي النبوة ليس لك فيها
شئ ، وأما الاخرى فهي العلم فأنت شريكي فيها.
عيسى بن الصلت عن الصادق عليهالسلام في خبر : فأتوا جبل
ذباب فجلسوا عليه
فرفع رسول الله صلىاللهعليهوآله
رأسه فإذا رمانة مدلاة ، فتناولها رسول الله (ص) ففلقها فأكل
وأطعم عليا منها ، ثم قال : يا أبا بكر هذه رمانة من رمان الجنة ، لا يأكلها في
الدنيا
إلا نبي أو وصي نبي.
أبان بن تغلب عن أبي الحمراء أنه قال صلىاللهعليهوآله : يا فلان ما أنا
منعتك من هذه
الرمانة ولكن الله أتحفني بها ووصيي ، وحرمها على غير نبي أو وصي في دار الدنيا
فسلم لامر ربك ، تطعم في الآخرة إن قبلت وصدقت ، وإن كذبت وجحدت فويل
يومئذ للمكذبين ، إن عليا وشيعته « في ظلال وعيون
» إلى قوله
: « ويل يومئذ
للمكذبين » بهذا.
وقد روينا من حديث الزمان عند الخروج
إلى العقيق ، فإن نزول المنديل
من السماء فيه رمان معجز ، ثم فقد الرمان من كمه عند مشاهدة الثاني معجز
ثان ، ثم وجدانه بعد ذلك معجز ثالث.
أم فروة : كانت ليلتي من أمير المؤمنين عليهالسلام فرأيته يلقط من
الحجرة حب
____________________
طعام من طعام قد نثر
ويقول : يا آل علي قد سبقتم .
أحمد بن يحيى الازدي عن إبراهيم النخعي
أنه قال : لما أسري برسول الله
صلىاللهعليهوآله
هتف به هاتف في السماوات : يا محمد إن الله عزوجل يقرأ عليك
السلام ويقول لك : اقرأ على علي بن أبي طالب مني السلام .
الخركوشي في شرف المصطفى عن زينب بنت
حصين في خبر أن النبي صلىاللهعليهوآله
دخل على فاطمة عليهاالسلام
غداة من الغدوات ، فقالت : يا أبتاه قد أصبحنا وليس عندنا
شئ ، فقال : هاتي ذينك الطيرين ، فالتفتت فإذا طيران خلفها ، فوضعتهما عنده ،
فقال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام
: « كلوا باسم الله » فبينماهم يأكلون
إذ جاءهم سائل فقام على الباب فقال : السلام عليكم أهل البيت أطعمونا مما رزقكم
الله ، فرد النبي صلىاللهعليهوآله
: يطعمك الله يا عبدالله ، فمكث غير بعيد ثم رجع فقال مثل
ذلك ، ثم ذهب ثم رجع ، فقالت فاطمة عليهاالسلام
: يا أبتاه سائل ، فقال : يا بنتاه هذا
هو الشيطان جاء ليأكل من هذا الطعام ولم يكن الله ليطعمه ، هذا من طعام
الجنة .
أقول
: أوردنا بعض الاخبار في ذلك في باب نزول
« هل أتى ».
٢
ـ فض : حضرت الجامع بواسط وتاج الدين نقيب
الهاشميين يخطب
بالناس على أعواده ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه وذكر الخلفاء بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال في حق علي عليهالسلام
: إن جبرئيل عليهالسلام
نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وبيده أترجة فقال له : يارسول الله الحق يقرؤك السلام ويقول لك : قد أتحفت ابن عمك
علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
بهذه التحفة فسلمها إليه ، فسلمها إلى علي عليهالسلام
، فأخذها بيده
وشقها نصفين ، فطلع في نصف منها حريرة من سندس الجنة مكتوب عليها « تحفة
من الطالب الغالب لعلي بن أبي طالب » .
____________________
٣
ـ فض : عن القاروني حكاية عنه قيل : إنه كان
يوما على منبره ومجلسه
يومئذ مملوء بالناس في جمادى الآخرة سنة اثنين وخمسين وستمائة بواسط ، فروى
عن ابن عباس رضياللهعنه
أنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
في مجلسه ومسجده
وعنده جماعة من المهاجرين والانصار إذ نزل عليه جبرئيل عليهالسلام وقال له : يا محمد
الحق يقرؤك السلام ويقول لك : أحضر عليا واجعل وجهك مقابل وجهه ، ثم
عرج جبرئيل عليهالسلام
إلى السماء فدعا النبي صلىاللهعليهوآله
عليا فأحضروه ، وجعل وجهه
مقابل وجهه ، فنزل جبرئيل ثانيا ومعه طبق فيه رطب ، فوضعه بينهما ، ثم قال : كلا ،
فأكلا ، ثم أحضر طشتا وإبريقا وقال : يا رسول الله صلى الله عليك وآلك قد
أمرك الله أن تصب الماء على يدي علي بن أبي طالب عليهالسلام
، فقال له : السمع
والطاعة لله ولما أمرني به ربي ، ثم أخذ الابريق وقام يصب الماء على يد علي بن
أبي طالب عليهالسلام
، فقال له علي عليهالسلام
: يا رسول الله أنا أولى أن أصب الماء على يدك
فقال له : يا علي إن الله سبحانه وتعالى أمرني بذلك ، وكان كلما صب الماء على يد
علي لم يقع منه
قطرة في الطشت ، فقال علي عليهالسلام
: يارسول الله إني لم أر شيئا
من الماء يقع في الطشت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ياعلي إن الملائكة يتسابقون على
أخذ الماء الذي يقع من يدك فيغسلون به وجوههم يتبركون به .
٤
ـ يل : روي أن جبرئيل عليهالسلام نزل على النبي صلىاللهعليهوآله بجام من الجنة فيه
فاكهة كثيرة ، فدفع
إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فسبح الجام وكبر وهلل في يده
، ثم
دفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
فسبح الجام وكبر وهلل في يده ، ثم قال الجام : إني
____________________
أمرت أن لا أتكلم
إلا في يد نبي أو وصي ، ثم عرج إلى السماء وهو يقول بلسان
فصيح يسمعه كل أحد : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا
».
٥
ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ،
عن أبيه عليهماالسلام
قال : كان
النبي صلىاللهعليهوآله
ليسير في جماعة من
أصحابه وعلي معه إذ نزلت عليه ثمرة ، فمد يده
فأخذها فأكل منها ، ثم نظر إلى ما بقي منها فدفعه إلى علي عليهالسلام فأكله ،
قال : فسئل ما تلك الثمرة؟ فقال : أما اللون فلون البطيخ وأما الريح فريح
البطيخ .
٦
ـ ما : ابن حشيش ، عن علي بن القاسم بن يعقوب
، عن محمد بن الحسين بن
مطاع ، عن أحمد بن الحسن القواص
، عن محمد بن سلمة ، عن يزيد بن هارون ، عن
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : ركب رسول الله ذات يوم بغلته
فانطلق
إلى جبل آل فلان ، وقال : يا أنس خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا تجد
عليا جالسا يسبح بالحصى : فاقرأه مني السلام واحمله على البغلة وأت به إلي ،
قال أنس : فذهبت فوجدت عليا كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
فحملته على البغلة فأتيت
به إليه ، فلما أن بصر برسول الله صلىاللهعليهوآله
قال :
السلام عليك يارسول الله ، قال :
وعليك السلام يا أبا الحسن ، اجلس
فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون
نبيا مرسلا ، ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع
كل نبي أخ له ما جلس من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه ، قال أنس : فنظرت
____________________
إلى سحابة قد
أظلتهما ودنت من رؤوسهما ، فمد النبي صلىاللهعليهوآله
يده إلى السحابة فتناول
عنقود عنب ، فجعله بينه وبين علي عليهالسلام
وقال : كل يا أخي فهذه هدية من الله
تعالى إلي ثم إليك ، قال أنس : فقلت : يارسول الله علي أخوك؟ قال : نعم علي
أخي ، قلت
: يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك؟ قال : إن الله عزوجل خلق
ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في
غامض علمه إلى أن خلق آدم ، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ، فأجراه
في صلب آدم إلى أن قبضه الله ثم نقله في صلب شيث فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى
ظهر حتى صار في
عبدالمطلب ، ثم شقه الله عزوجل نصفين
: فصار نصفه في
أبي : عبدالله بن عبدالمطلب ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف
الآخر ، فعلي أخي في الدنيا والآخرة ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله : « وهو الذي خلق من
الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ».
٧
ـ لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن
جعفر بن سلمة ، عن الثقفي
عن محمد بن عبدالله الكوفي ، عن همام ، عن علي بن جميل الرقي ، عن ليث ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس قال : كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ورسول الله صلىاللهعليهوآله فينا ، فرأينا رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وقد أشار بطرفه إلى السماء ، فنظرنا
فرأينا سحابة قد أقبلت ، فقال لها : أقبلي فأقبلت ، ثم قال لها : أقبلي فأقبلت ،
ثم قال لها : أقبلي فأقبلت ، فرأينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقد قام قائما على قدميه ، فأدخل
يديه إلى السحاب حتى استبان لنا بياض إبطي رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فاستخرج من ذلك
السحاب جامة بيضاء مملوءة رطبا ، فأكل النبي صلىاللهعليهوآله
من الجام ، وسبح الجام في
____________________
كف رسول الله صلىاللهعليهوآله فناوله علي بن أبي
طالب عليهالسلام
، فأكل علي عليهالسلام
من الجام وسبح الجام في كف علي عليهالسلام
فقال رجل : يا رسول الله أكلت من الجام وناولته
علي بن أبي طالب؟! فأنطق الله عزوجل الجام وهو يقول : لا إله إلا الله خالق
الظلمات والنور ، اعلموا معاشر الناس أني هدية الصادق إلى نبيه الناطق ، ولا
يأكل مني إلا نبي أو وصي نبي .
٨
ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن الثقفي ، عن يعقوب
بن محمد البصري ، عن ابن
عمارة ، عن علي بن أبي الزعزاع ، عن أبي ثابت الخزري ، عن عبدالكريم الخزري
عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس قال : جاع رسول الله صلىاللهعليهوآله جوعا شديدا ،
فأتى الكعبة فتعلق بأستارها فقال : رب محمد لاتجع محمدا أكثر مما أجعته ، قال :
فهبط جبرئيل عليهالسلام
ومعه لوزة ، فقال : يا محمد إن الله جل جلاله يقرأ عليك السلام
فقال : يا جبرئيل ، الله السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام ، فقال إن الله
يأمرك
أن تفك عن هذه اللوزة ، ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوبة عليها
« لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدت
محمدا بعلي ونصرته به ، ما أنصف الله من نفسه
من اتهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه
».
٩
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن
محبوب ، عن مالك بن
عيينة ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : يا حبيب إن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله عزوجل والشكر لنعمه في
الطواف بالبيت ، وكان علي عليهالسلام
معه ، فلما غشيهم الليل انطلقا إلى الصفا والمروة
يريدان السعي ، قال : فلما هبطا من الصفا إلى المروة وصارا في الوادي دون العلم
الذي
رأيت غشيهما من السماء نور ، فأضاءت لهما جبال مكة وخشعت أبصارهما ، قال :
ففزعا لذلك فزعا شديدا ، قال : فمضى رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى ارتفع عن الوادي
____________________
وتبعه علي عليهالسلام فرفع رسول الله صلىاللهعليهوآله رأسه إلى السماء
فاذا هو برمانتين على رأسه
قال فتناولهما رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأوحى الله عزوجل إلى محمد صلىاللهعليهوآله
: يا محمد إنها من قطف الجنة
فلا يأكل منها
إلا أنت ووصيك علي بن أبي طالب ، قال : فأكل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أحدهما وأكل علي عليهالسلام
الاخرى الخبر .
١٠
ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن
آبائه ، عن علي عليهمالسلام
قال :
دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوما وفي يده سفرجل ، فجعل يأكل ويطعمني ويقول :
كل ياعلي فإنها هدية الجبار إلي وإليك ، قال : فوجدت فيها كل لذة ، فقال
لي : يا علي من أكل السفرجل ثلاثة أيام على الريق صفا ذهنه ، وامتلا جوفه
حلما وعلما ، ووقي من كيد إبليس وجنوده .
١١
ـ يج : روت عائشة أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث عليا عليهالسلام يوما في حاجة
فانصرف إلى النبي صلىاللهعليهوآله
وهو في حجرتي ، فلما دخل علي عليهالسلام
من باب الحجرة
استقبله رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى وسط واسع من الحجرة وعانقه ، وأظلتهما غمامة سترتهما
عني ، ثم زالت عنهما ، فرأيت في يد رسول الله صلىاللهعليهوآله
عنقود عنب أبيض وهو يأكل
ويطعم عليا ، فقلت : يارسول الله تأكل وتطعم عليا ولاتطعمني؟ قال : إن هذا من
ثمار الجنة ، لايأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا .
١٢
ـ يج : روي عن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه قال : كنت مع
النبي صلىاللهعليهوآله
فسار مليا وهو راكب وسايرته ماشيا ، فالتفت إلي فقال : يا أبا الحسن اركب كما
ركبت أو أمشي كما مشيت ، فقلت : بل تركب وأمشي ، فسار ثم التفت إلي فقال
____________________
يا علي اركب كما
ركبت أو أمشي كما مشيت ، فأنت أخي وابن عمي وزوج ابنتي و
أبوسبطي ، فقلت : بل تركب وأمشي ، فسار مليا ثم التفت إلي فقال : يا علي
بلغنا إلى عين ماء
، فثنى رجله من الركاب فنزل
، وأسبغ الوضوء وأسبغت
الوضوء معه ، ثم صف قدميه وصلى ، وصففت قدمي وصليت حذاه ، فبينما أنا ساجد
إذ قال : يا علي ارفع رأسك فانظر إلى هدية الله إليك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بنشر
من الارض
، وإذا عليه فرس بسرجه ولجامه ، وقال صلىاللهعليهوآله
: هذا هدية الله إليك
اركبه ، فركبته وسرت مع النبي صلىاللهعليهوآله
.
قب
: في حديث الحسن بن كردان القادسي مثله .
١٣
ـ يج : روي عن أبي جعفر الطوسي ، عن أبي محمد
الفحام ، عن أبيه ، عن
أبي محمد العسكري ، عن آبائه عن الحسين عليهمالسلام
عن قنبر قال : كنت مع مولاي
علي عليهالسلام
على شاطئ الفرات ، فنزع قميصه ونزل إلى الماء ، فجاءت موجة فأخذت
القميص ، فإذا هاتف
يهتف : يا أبا الحسن انظر عن يمينك وخذ ماترى ، فإذا
منديل عن يمينه وفيها قميص مطوي ، فأخذه ولبسه ، وإذا في جيبه رقعه فيها مكتوب :
هدية من الله العزيز الحكيم
إلى علي بن أبي طالب هذا قميص هارون بن عمران
« كذلك وأورثناها قوما آخرين
» .
١٤
ـ قب : أمالي أبي عبدالله النيسابوري إنه دخل
الكاظم على الصادق والصادق
____________________
على الباقر والباقر
على زين العابدين وزين العابدين على الشهيد عليهمالسلام
وكلهم فرحون
وقائلون : إنه ناول النبي صلىاللهعليهوآله
عليا تفاحة فسقط من يديه وصارت بنصفين ، فخرج
في وسطه مكتوب فيه « من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب ».
كتاب الخطيب الخوارزمي عن ابن عباس أنه
هبط جبرئيل ومعه أترجة ،
فقال : إن الله تعالى يقرؤك السلام ويقول لك : هذه هدية علي بن أبي طالب ، فدعاه
النبي صلىاللهعليهوآله
فدفعها ، فلما صارت في كفه انفلقت الاترجة ، فإذا فيها حريرة خضراء
مكتوب فيها سطران نضرة
« هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب » يقال :
كان ذلك لما قتل عمرا.
الاعمش ، عن أبي سفيان ، عن أبي أيوب
الانصاري قال : نزل النبي صلىاللهعليهوآله
داري ، فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام
من السماء بجام من فضة فيه سلسلة من ذهب فيه
ماء من الرحيق المختوم ، فناول النبي صلىاللهعليهوآله
فشرب ، ثم ناول عليا عليهالسلام
فشرب ،
ثم ناول الحسن عليهالسلام
فشرب ، ثم ناول الحسين عليهالسلام
فشرب ثم ناول فاطمة عليهاالسلام
فشربت ، ثم ناول
الاول الاول فانضم الكأس ، فأنزل الله تعالى « لايمسه إلا
المطهرون » ، « وفي ذلك
فليتنافس المتنافسون ».
١٥
ـ يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى
صعصعة بن صوحان قال : أمطرت المدينة
مطرا ثم صحت
فخرج النبي صلىاللهعليهوآله
إلى صحرائها ومعه أبوبكر ، فلما خرجا
فإذا بعلي مقبل ، فلما رآه النبي صلىاللهعليهوآله
قال مرحبا بالحبيب القريب ، ثم قرأ هذه
____________________
الآية : « وهدوا إلى صراط الحميد
» أنت ياعلي
منهم ، ثم رفع رأسه إلى السماء
وأومأ بيده إلى الهواء ، وإذا برمانة تهوي عليه من السماء أشد بياضا من الثلج
وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك
، فأخذها رسول الله صلىاللهعليهوآله
فمصها
حتى روي ، ثم ناولها عليا عليهالسلام
فمصها ، ثم التفت
إلى أبي بكر وقال يا
أبا بكر لولا أن طعام الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي كنا أطعمناك منها .
١٦
ـ بشا : محمد بن عبد الوهاب الرازي عن محمد بن
أحمد النيسابوري ، عن
الحسن بن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن محمد الاهوازي ، عن الحسن بن محمد
ابن سهل ، عن أحمد بن محمد بن موسى الفارسي ، عن أحمد بن يحيى البلخي عن
محمد بن جرير ، عن الهيثم بن الحسين بن محمد بن عمر ، عن محمد بن هارون بن عمارة
عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
نتماشى حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد
، فإذا نحن بسدرة عارية لا نبات عليها ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله تحتها ،
فأورقت الشجرة وأثمرت واستظلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
فتبسم وقال : يا أنس ادع
لي عليا ، فعدوت حتى انتهيت إلى منزل فاطمة عليهاالسلام
، فإذا أنا بعلي يتناول شيئا
من الطعام ، قلت له
: أجب رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : لخير أدعى؟ فقلت : الله و
رسوله أعلم ، قال : فجعل علي عليهالسلام
يمشي ويهرول على أطراف أنامله حتى مثل
____________________
بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجذبه رسول الله
وأجلسه إلى جنبه ، فرأيتهما يتحدثان
ويضحكان ، ورأيت وجه علي قد استنار ، فإذا أنا بجام من ذهب مرصع بالياقوت
والجواهر
، وللجام أربعة أركان ، على كل ركن منه مكتوب « لا إله إلا الله محمد
رسول الله » وعلى الركن الثاني « لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب ولي
الله ،
وسيفه على الناكثين والقاسطين والمارقين » وعلى الركن الثالث « لا إله إلا الله
محمد
رسول الله ، أيدته بعلي بن أبي طالب » وعلى الركن الرابع « نجا الله المعتقدين لدين
الله الموالين لاهل بيت رسول الله » وإذا في الجام رطب وعنب ولم يكن أوان العنب
ولا أوان الرطب فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله
يأكل ويطعم عليا ، حتى إذا شبعا ارتفع
الجام ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا أنس أترى هذه السدرة؟ قلت : نعم ، قال : قعد تحتها ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا
وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا ، ما في النبيين نبي أوجه
مني ، ولا في
الوصيين وصي أوجه من علي بن أبي طالب ، يا أنس من أراد أن
ينظر إلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في وقاره وإلى سليمان في قضائه وإلى يحيى في
زهده وإلى أيوب في صبره وإلى إسماعيل في صدقه فلينظر إلى علي بن أبي طالب ،
يا أنس ما من نبي إلا وقد خصه الله تبارك وتعالى بوزير ، وقد خصني الله تبارك
وتعالى بأربعة : اثنين في السماء واثنين في الارض ، فأما اللذان في السماء :
فجبرئيل
وميكائيل ، وأما اللذان في الارض : فعلي بن أبي طالب وعمي حمزة .
١٧
ـ عيون المعجزات للسيد المرتضى :
ذكر الجام في رواية العامة وعن
____________________
الخاصة إبراهيم بن
الحسين الهمداني ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبدالغفار بن
القاسم ، عن جعفر الصادق ، عن أبيه ، يرفعه إلى أمير المؤمنين عليهمالسلام أن جبرئيل
نزل على النبي صلىاللهعليهوآله
بجام من الجنة فيه فاكهة كثيرة من فواكه الجنة ، فدفعه
إلى النبي صلىاللهعليهوآله
، فسبح الجام وكبر وهلل في يده ، ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت
الجام ، ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام ، ثم دفعه إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام فسبح
الجام وهلل وكبر في يده ، ثم قال الجام : إني أمرت أن لا أتكلم إلا في يد نبي
أو وصي.
وفي رواية أخرى من كتاب الانوار أن
الجام من كف النبي صلىاللهعليهوآله
عرج
إلى السماء وهو يقول بلسان فصيح سمعه كل أحد : « إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
» وفي ذلك
قال العوني شعرا :
علي كليم الجام إذ جاءه به
|
|
كريمان في الاملاك مصطفيان
|
وقال أيضا غيره :
إمامي كليم الجان والجام بعده
|
|
فهل لكليم الجان والجام من مثل؟
|
أقول
: قد مضى كثير من الاخبار في أبواب
معجزات النبي صلىاللهعليهوآله
في ذلك.
٧٩
( باب )
* ( أن الخضر كان يأتيه عليهماالسلام
وكلامه مع الاوصياء ) *
١
ـ ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ،
عن الثقفي ، عن إبراهيم بن
ميمون ، عن مصعب بن سلام ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : كان أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام
يصلي عند الاسطوانة السابعة من باب الفيل مما يلي الصحن
____________________
إذ أقبل رجل عليه
بردان أخضران ، وله عقيصتان
سوداوان ، أبيض اللحية ،
فلما سلم أمير المؤمنين عليهالسلام
من صلاته أكب عليه فقبل رأسه ، ثم أخذ بيده فأخرجه
من باب كندة ، قال : فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه ، فاستقبلنا عليهالسلام في
جارسوخ كندة قد أقبل راجعا ، فقال : مالكم؟ فقلنا : لم نأمن عليك هذا الفارس
فقال : هذا أخي الخضر ، ألم تروا حيث أكب علي؟ قلنا : بلى ، فقال : إنه قال
لي : إنك في مدرة لايريدها جبار بسوء إلا قصمه الله ، واحذر الناس ، فخرجت معه
لاشيعه لانه أراد الظهر .
٢
ـ قب : عن ابن نباتة مثله. وروى خرور وسعد بن
طريف عن الاصبغ أنه
جاءه ثانية فإذا ميثم يصلي إلى تلك الاسطوانة ، فقال : يا صاحب السارية اقرأ
صاحب الدار السلام يعني عليا وأعلمه أني بدأت به فوجدته نائما .
بيان
: قال الجزري : مدرة الرجل بلدته.
٣
ـ ص : الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن
علي الكوفي ، عن إبراهيم
ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن الحارث الاعور الهمداني قال : رأيت مع أمير
المؤمنين
عليه الصلاة والسلام شيخا بالنخيلة
، فقلت : يا أمير المؤمنين من هذا؟ قال :
هذا أخي الخضر ، جاءني يسألني عما بقي من الدنيا ، وسألته عما مضى من الدنيا ،
فأخبرني وأنا أعلم بما سألته منه ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : فأتينا بطبق رطب
من
السماء ، فأما الخضر فرمى بالنوى وأما أنا فجمعته في كفي ، قال الحارث : وقلت
فهبه لي يا أمير المؤمنين ، فوهبه
فغرسته ، فخرج مشانا جيدا بالغا عجبا لم
أر مثله قط. .
____________________
بيان
: المشان كغراب وكتاب من أطيب الرطب.
٤
ـ قب : جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام قال : لما قبض رسول
الله جاء آت
يسمعون حسه ولايرون شخصه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته
في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلف من كل هالك ، ودرك من كل مافات ، فبالله
فثقوا وإياه فارجوا ، فإن المحروم من حرم الثواب ، والسلام.
فقال علي عليهالسلام
: تدرون من هذا؟ هذا الخضر عليهالسلام.
وروى محمد بن يحيى قال : بينا علي يطوف
بالكعبة إذا رجل متعلق بالاستار
وهو يقول : « يامن لايشغله سمع عن سمع يا من لايغلطه السائلون يا من لايتبرم
بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك
» فقال علي عليهالسلام
: ياعبدالله دعاؤك
هذا؟ قال : وقد سمعته؟ قال : نعم ، قال : فادع به في دبر كل صلاة ، فوالذي نفس
الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وقطرها وحصباء الارض
وترابها لغفر لك أسرع من طرفة عين.
عبد الله بن الحسن بن الحسن ، عن أبيه ،
عن جده ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام
كان في مسجد الكوفة يوما ، فلما جنه الليل أقبل رجل من باب الفيل عليه ثياب
بيض ، فجاء الحرس وشرطة الخميس ، فقال لهم أمير المؤمنين عليهالسلام : ماتريدون؟ فقالوا
:
رأينا هذا الرجل أقبل إلينا فخشينا أن يغتالك ، فقال : كلا فانصرفوا رحمكم
الله ، أتحفظوني من أهل الارض؟ فمن يحفظني من أهل السماء؟ ومكث الرجل
عنده مليا يسأله ، فقال : يا أمير المؤمنين لقد ألبست الخلافة بهاء وزينة وكمالا
ولم تلبسك ، ولقد افتقرت إليك أمة محمد صلىاللهعليهوآله
وما افتقرت إليها ، ولقد تقدمك قوم
____________________
وجلسوا مجلسك
فعذابهم على الله ، وإنك لزاهد في الدنيا وعظيم في السماوات
والارض ، وإن لك في الآخرة لمواقف كثيرة تقر بها عيون شيعتك ، وإنك لسيد
الاوصياء وأخوك سيد الانبياء ، ثم ذكر الائمة الاثني عشر وانصرف .
وأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام على الحسن والحسين عليهماالسلام فقال : تعرفانه؟
قالا :
ومن هو يا أمير المؤمنين؟ قال : هذا أخي الخضر عليهالسلام.
وفي الخبر أن خضرا وعليا عليهماالسلام قد اجتمعا ، فقال
له علي عليهالسلام
: قل كلمة
حكمة ، فقال : ما أحسن تواضع الاغنياء للفقراء قربة إلى الله ، فقال أمير المؤمنين
عليهالسلام
، وأحسن من ذلك تيه الفقراء
على الاغنياء ثقة بالله ، فقال الخضر :
ليكتب هذا بالذهب.
أمالي المفيد النيسابوري وتاريخ بغداد
قال الفتح بن شخرف
: رأى
أمير المؤمنين الخضر عليهماالسلام
في المنام فسأله نصيحة ، قال ، فأراني كفه فإذا فيها مكتوب
بالخضرة.
قد كنت ميتا فصرت حيا
|
|
وعن قليل تعود ميتا
|
فابن لدار البقاء بيتا
|
|
ودع لدار الفناء بيتا
|
٥ ـ جا :
محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد الصولي ، عن الجلودي ، عن
الحسين بن حميد ، عن مخول بن إبراهيم ، عن صالح بن أبي الاسود ، عن محفوظ بن
عبيد الله ، عن شيخ من أهل حضرموت ، عن محمد بن الحنفية عليه الرحمة قال : بينا
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بالاستار وهو
يقول : « يا من لايشغله سمع عن سمع يا من لايغلطه السائلون يا من لايبرمه إلحاح
____________________
الملحين أذقني برد
عفوك وحلاوة رحمتك » فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام
: هذا دعاؤك؟
قال له الرجل : وقد سمعته؟ قال : نعم ، قال : فادع به في دبر كل صلاة فوالله ما
يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إلا غفر الله له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم
السماء وقطرها وحصباء الارض وثراها ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : علم ذلك
عندي ، والله واسع كريم ، فقال له الرجل
وهو الخضر : صدقت والله ياأمير المؤمنين
وفوق كل ذي علم عليم .
٦
ـ ير : محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عمن
أخبره ، عن عباية الاسدي
قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام
وعنده رجل رث الهيئة وأمير المؤمنين عليهالسلام
مقبل
عليه يكلمه ، فلما قام الرجل قلت : يا أمير المؤمنين من هذا الذي شغلك عنا ؟
قال : هذا وصي موسى عليهالسلام
.
قب
: عن عباية مثله .
٧
ـ ير : الحسن بن علي بن عبدالله ، عن علي بن
حسان ، عن عمه عبدالرحمن
ابن كثير الهاشمي مولى محمد بن علي ، عن أبي عبدالله عليهمالسلام
قال : خرج أمير المؤمنين
عليهالسلام
بالناس يريد صفين حتى عبر الفرات ، وكان
قريبا من الجبل بصفين
إذ حضرت صلاة المغرب ، فأمعن بعيدا ثم توضأ وأذن ، فلما فرغ من الاذان انفلق
الجبل عن هامة بيضاء بلحية بيضاء ووجه أبيض ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين
ورحمة الله وبركاته ، مرحبا بوصي خاتم النبيين وقائد الغر المحجلين والاغر المأثور
والفاضل والفائق بثواب الصديقين وسيد الوصيين ، قال له : وعليك السلام يا أخي
____________________
شمعون بن حمون وصي
عيسى بن مريم روح القدس ، كيف حالك؟ قال : بخير يرحمك
الله ، أنا منتظر روح الله ينزل ، فلا أعلم أحدا أعظم في الله بلاء ولا أحسن غدا
ثوابا
ولا أرفع مكانا منك ، اصبر يا أخي على ما أنت عليه حتى تلقى الحبيب غدا ، فقد
رأيت أصحابك بالامس لقوا مالقوا
من بني إسرائيل ، نشروهم بالمناشير وحملوهم
على الخشب ، فلو تعلم هذه الوجوه العزيزة الشائهة ما أعد الله لهم من عذاب
ربك وسوء نكاله لاقصروا ، ولو تعلم هذه الوجوه المضيئة ماذا لهم من الثواب في
طاعتك لتمنت أنها قرضت بالمقاريض ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله و
بركاته ، والتأم الجبل عليه ، وخرج أمير المؤمنين عليهالسلام
إلى قتاله
، فسأله عمار بن
ياسر وابن عباس ومالك الاشتر وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وأبو أيوب الانصاري
وقيس بن سعد الانصاري وعمرو بن الحمق الخزاعي وعبادة بن الصامت وأبوالهيثم
بن التيهان عن الرجل ، فأخبرهم أنه شمعون بن حمون وصي عيسى بن مريم ، و
سمعوا كلامهما فازدادوا بصيرة ، فقال له عبادة بن الصامت وأبوأيوب : لايهلعن
قلبك يا أمير المؤمنين ، بأمهاتنا وآبائنا نفديك يا أمير المؤمنين ، فوالله
لننصرنك كما
نصرنا أخاك رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولا يتخلف عنك من المهاجرين والانصار إلا شقي
فقال
لهما معروفا وذكرهما بخير .
قب
: عن عبدالرحمن مثله .
بيان
: الشائهة : البعيدة. والهلع : أفحش
الجزع.
أقول
: قد أثبتنا إتيان الخضر إليه عليهالسلام في أبواب النصوص
وباب قوله عليهالسلام
« سلوني » وباب « وصية النبي صلىاللهعليهوآله » وسيأتي كلام سام
بن نوح عليهماالسلام
معه وإقراره بولايته في باب استجابة دعواته.
____________________
٨٠
( باب )
* ( أن الله تعالى أقدره على
سير الافاق ، وسخر له السحاب ) *
* ( وهيأ له الاسباب ، وفيه
ذهابه صلوات الله عليه ) *
* ( إلى أصحاب الكهف ) *
١
ـ ير : محمد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن
عمار بن مروان ، عن المنخل ، عن
جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال يا جابر : هل لك من حمار يسير بك فبلغ بك
من المطلع
إلى المغرب في يوم واحد؟ قال : قلت : يا أبا جعفر جعلني الله فداك
وأني لي هذا؟ قال : فقال أبوجعفر عليهالسلام
: وذلك أمير المؤمنين ، ثم قال : ألم تسمع
قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
في علي بن أبي طالب عليهالسلام
: لتبلغن الاسباب والله لتركبن
السحاب .
٢
ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن
عثمان بن عيسى ، عن سماعة
ابن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام
أنه قال : إن عليا عليهالسلام
ملك ما في
الارض وما تحتها ، فعرضت له السحابان : الصعب والذلول ، فاختار الصعب ،
وكان في الصعب ملك ما تحت الارض وفي الذلول ملك ما فوق الارض ، واختار
الصعب على الذلول فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاث خراب وأربع عوامر .
يج
: عن أبي بصير مثله .
٣
ـ يج : روي عن شريك بن عبدالله وهو يومئذ قاض
أن النبي صلىاللهعليهوآله
بعث
عليا عليهالسلام
وأبا بكر وعمر إلى أصحاب الكهف فقال : ائتوهم فأبلغوهم مني السلام
____________________
فلما خرجوا من عنده
قال أبوبكر لعلي : أتدري أين هم؟ فقال : ما كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بعثنا إلى مكان
إلا هدانا الله له ، فلما أوقفهم على باب الكهف
قال : يا أبا بكر سلم فإنك أسننا ، فسلم فلم يجب ، ثم قال : يا أبا حفص سلم
فإنك أسن مني ، فسلم فلم يجب ، قال : فسلم علي عليهالسلام
فردوا السلام وحيوه
وأبلغهم سلام رسول الله صلىاللهعليهوآله
فردوا عليه ، فقال أبوبكر : سلهم مالهم سلمنا عليهم
فلم يجيبوا؟ قال : سلهم أنت ، فسألهم فلم يكلموه ، ثم سألهم عمر فلم يكلموه ،
فقالا : يا أبا الحسن سلهم أنت فقال علي عليهالسلام
: إن صاحبي هذان سألاني
أن أسألكم لم رددتم علي ولم تردوا عليهما؟ قالوا : إنا لانكلم إلا نبيا أو وصي
نبي .
٤
ـ يج : روي أن الصحابة سألوا النبي صلىاللهعليهوآله أن يأمر الريح
فتحملهم إلى
أصحاب الكهف ففعل ، فلما نزلوا هناك سلم عليهم أبوبكر وعمر وعثمان فلم يردوا
عليهم ، ثم قام القوم الآخرون كلهم فسلموا فلم يردوا عليهم أيضا ، فقام علي
عليهالسلام
فقال : السلام عليكم يا أصحاب الكهف والرقيم الذين كانوا [ من
آياتنا ] عجبا ، فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أبا الحسن ، فقال
أبوبكر : مالنا سلمنا عليهم فلم يجيبوا؟ فسألهم علي ، فقالوا : إنا لانكلم إلا
نبيا أو وصي نبي وأنت وصي خاتم الانبياء ، ثم قال علي عليهالسلام : يا ريح احملينا ،
فإذا نحن في الهواء ، فلما أن كان في جوف الليل قال علي عليهالسلام : يا ريح
ضعينا ، ثم قام فركض برجله ، فإذا نحن بعين ماء ، فتوضأ وقال : توضؤوا
فإنكم مدركون بعض صلاة الصبح عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ثم قال : ياريح احملينا ،
فأدركنا آخر ركعة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلما أن قضينا ما سبقنا به التفت إلينا و
أمرنا بالاتمام ، فلما فرغنا قال : يا أنس وأحدثكم أو تحدثونا؟ قلت : يارسول الله
من فيك أحسن ، فحدثنا كأنه كان معنا ، ثم قال : اشهد بهذا لعلي يا أنس ،
____________________
فاستشهدني علي عليهالسلام وهو على المنبر
فداهنت في الشهادة ، قال : إن كنت كتمتها
مداهنة من بعد وصية رسول الله عليهالسلام
فأبرصك الله وأعمى عينيك وأظمأ جوفك ، فلم
أبرح من مكاني حتى عميت وبرصت ، وكان أنس لايستطيع الصوم في شهر رمضان
ولا في غيره من شدة الظماء ، وكان يطعم في شهر رمضان كل يوم مسكينين حتى فارق
الدنيا وهو يقول : هذا من دعوة علي .
أقول
: قد أوردنا نحوه مع زيادة في باب
استجابة دعواته عليهالسلام.
٥
ـ شف : روينا من عدة طرق ورأينا من طرقهم
وتصانيفهم في مواضع عن
محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن دينار ، عن عبدالله بن موسى ، عن
أبيه ، عن جده جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه عليهمالسلام ، عن
جابر بن عبدالله الانصاري قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوما ونحن في مسجده
فقال : من ههنا؟ فقلت : أنا يا رسول الله وسلمان الفارسي ، فقال : يا سلمان اذهب
فادع لي مولاك علي بن أبي طالب ، قال جابر : فذهب سلمان يبتدر به ، حتى
أخرج عليا من منزله ، فلما دنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله
قام فخلا به وأطال مناجاته ،
ورسول الله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ ويتهلل حسنا ثم انصرف رسول الله صلىاللهعليهوآله من
مناجاته وجلس ، فقال له : أسمعت يا علي ووعيت؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال
جابر : ثم التفت إلي وقال : يا جابر ادع لي أبا بكر وعمر وعبدالرحمن بن عوف
الزهري ، قال جابر : فذهبت مسرعا فدعوتهم ، فلما حضروا قال : يا سلمان
اذهب إلى منزل أمك أم سلمة فأتني ببساط الشعر الخيبري ، قال جابر : فذهب
سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
سلمان فبسطه ، ثم قال :
لابي بكر وعمر وعبدالرحمن : اجلسوا على البساط ، فجلسوا كما أمرهم ، ثم خلا
رسول الله سلمان ، فلما جاءه أسر إليه شيئا ، ثم قال له : اجلس في الزاوية الرابعة
،
فجلس سلمان ، ثم أمر عليا عليهالسلام
أن يجلس في وسطه ، ثم قال له : قل ما أمرتك
____________________
فوالذي بعثني بالحق
نبيا لو شئت قلت على الجبل لسار ، فحرك علي عليهالسلام
شفتيه
قال جابر : فاختلج البساط فمر بهم.
قال جابر : فسألت سلمان فقلت : أين مر
بكم البساط؟ قال : والله ماشعرنا
بشئ حتى انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق ، وصرنا إلى باب كهف ، قال
سلمان : فقمت وقلت لابي بكر : يا أبا بكر أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن نصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم الله في محكم كتابه ، فقام أبوبكر
فصرخ بهم بأعلى صوته فلم يجبه أحد ، ثم قلت لعمر : قم فاصرخ في هذا الكهف
كما صرخ أبوبكر ، فصرخ عمر
فلم يجبه أحد ، ثم قلت لعبد الرحمن : قم
فاصرخ فيه
كما صرخ أبوبكر وعمر ، فقام وصرخ فلم يجبه أحد ، ثم قمت أنا
وصرخت بهم بأعلى صوتي فلم يجبني أحد ، ثم قلت لعلي بن أبي طالب عليهالسلام : قم
يا أبا الحسن واصرخ في هذا الكهف فإنه أمرني رسول الله أن آمرك كما أمرتهم ،
فقام علي عليهالسلام
فصاح بهم بصوت خفي ، فانفتح باب الكهف ، ونظرنا إلى داخله
يتوقد نورا ويأتلق
إشراقا ، وسمعنا ضجة
ووجبة شديدة ، فملئنا رعبا وولى
القوم هاربين ، فناداهم : مهلا ياقوم وارجعوا ، فرجعوا وقالوا : ماهذا ياسلمان؟
قلت :
هذا الكهف الذي وصفه الله عزوجل في كتابه ، والذين نراهم هم الفتية الذين ذكرهم
عزوجل هم الفتية
المؤمنون ، وعلي عليهالسلام
واقف يكلمهم ، فعادوا إلى موضعهم ،
قال سلمان : وأعاد علي عليهمالسلام
فقاوا كلهم
: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ،
وعلى محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
خاتم النبوة منا السلام ، أبلغه منا السلام وقل له : قد
شهدوا لك بالنبوة التي أمرنا قبل وقت مبعثك
بأعوام كثيرة ، ولك يا علي
____________________
بالوصية ، فأعاد علي
عليهالسلام
سلامه عليهم فقالوا كلهم : وعليك وعلى محمد منا
السلام ، نشهد بأنك مولانا ومولى كل من آمن بمحمد صلىاللهعليهوآله.
قال سلمان : فلما سمع القوم أخذوا
بالبكاء وفزعوا واعتذروا إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام
، وقاموا كلهم إليه يقبلون رأسه ويقولون : قد علمنا ما أراد رسول الله
ومدوا أيديهم وبايعوه بإمرة المؤمنين ، وشهدوا له بالولاية بعد محمد صلىاللهعليهوآله ، ثم جلس
كل واحد مكانه من البساط وجلس علي عليهالسلام
في وسطه ، ثم حرك شفتيه فاختلج البساط
فلم ندر كيف مر بنا في البر أم في البحر حتى انقض بنا على باب مسجد رسول الله
صلىاللهعليهوآله
، قال : فخرج إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : كيف رأيتم أبا بكر ؟
قالوا : نشهد يارسول الله كما شهد أهل الكهف ونؤمن كما آمنوا ، فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: الله أكبر لاتقولوا : « سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون » ولا تقولوا يوم القيامة : « إنا كنا عن هذا غافلين » والله لئن فعلتم لتهتدون « وما
على الرسول إلا البلاغ المبين » وإن لم تفعلوا تختلفوا ، ومن وفى وفى الله له ،
ومن
يكتم ماسمعه فعلى عقبيه ينقلب ولن يضر الله شيئا ، أفبعد الحجة والمعرفة والبينة
خلف؟! والذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته فبايعوه و
أطيعوه بعدي ، ثم تلا هذه الآية « ياأيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي
الامر منكم » يعني علي بن أبي طالب ، قالوا : يا
رسول الله قد بايعناه وشهد علينا
أهل الكهف ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: إن صدقتم فقد اسقيتم ماء غدقا وأكلتم من فوقكم
ومن تحت أرجلكم ، أو يلبسكم شيعا
وتسلكون طريق بني إسرائيل ، فمن تمسك
بولاية علي لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض.
قال سلمان : والقوم ينظر بعضهم إلى بعض
، فأنزل الله هذه الآية في ذلك
اليوم « ألم يعلموا
أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب
» قال سلمان
____________________
فاصفرت وجوههم ينظر
كل واحد إلى صاحبه ، فأنزل الله هذه الآية « يعلم خائنة
الاعين وماتخفي الصدور * والله يقضي بالحق
» فكان
ذهابهم إلى الكهف ومجيئهم
من زوال الشمس إلى وقت العصر .
٦
ـ أقول : روى السيد هذا الخبر في كتاب سعد
السعود من بعض الكتب
المعتبرة بهذا الاسناد بعينه
، وروى من تفسير أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني
بإسناده عن محمد بن يعقوب الدينوري
، عن جعفر بن نصر ، عن عبدالرزاق ، عن
معمر ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله بساط من قرية
يقال لها « بهندف
» فقعد علي عليهالسلام
وأبوبكر وعمر وعثمان والزبير وعبدالرحمن
ابن عوف وسعد ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: يا علي قل : « ياريح احملينا » فقال علي عليهالسلام
: « يا ريح احملينا » فحملتهم حتى أتوا أصحاب الكهف ، فسلم أبوبكر وعمر فلم يردوا
عليهماالسلام
، ثم قام علي عليهالسلام
فسلم فردوا عليهالسلام
، فقال أبوبكر : ياعلي
مابالهم ردوا عليك وما ردوا علينا؟ فقال لهم علي عليهالسلام
، فقالوا : إنا لانرد بعد الموت
إلا على نبي أو وصي نبي ، ثم قال عليهالسلام
: « ياريح احملينا » فحملتنا ، ثم قال : « يا
ريح ضعينا » فوضعتنا ، فوكز
برجله الارض فتوضأ علي عليهالسلام
وتوضأنا ، ثم
قال : « ياريح احملينا » فحملتنا ، فوافينا المدينة والنبي صلىاللهعليهوآله في صلاة الغداة ، و
هو يقرأ : « أم حسبت أن
أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا
» فلما
____________________
قضى النبي الصلاة
قال : ياعلي أخبروني
عن مصيركم أم تحبون أن أخبركم؟
قالوا : بل تخبرنا يارسول الله ، فقال أنس : فقص القصة كأنه معنا.
قال السيد : يحتمل أن يكون رواية واحدة
فرواها أنس مختصرة وجابر
مشروحة ، ويحتمل أن يكون حمل البساط لهم دفعتين روى كل واحد مارآه .
٧
ـ يج : روي أن عليا عليهالسلام دخل المسجد
بالمدينة غداة يوم وقال رأيت في
النوم رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال لي
: إن سلمان توفي ، ووصاني بغسله وتكفينه
والصلاة عليه ودفنه ، وها أنا خارج إلى المدائن لذلك ، فقال عمر : خذ الكفن في
بيت المال
، فقال علي عليهالسلام
: ذلك مكفي مفروغ منه ، فخرج والناس معه إلى
ظاهر المدينة ، ثم خرج وانصرف الناس ، فلما كان قبل ظهيرة رجع وقال :
دفنته ، وأكثر الناس لم يصدقوا
حتى كان بعد مدة وصل من المدائن مكتوبا
« إن سلمان توفي في يوم كذا ، ودخل علينا
أعرابي فغسله وكفنه وصلى عليه و
دفنه ثم انصرف » فتعجب الناس كلهم .
٨
ـ يج : روي عن أبي الحسين بن غسق ، عن أبي
الفضل بن يعقوب البغدادي ،
عن الهيثم بن جميل ، عن عمرو بن عبيد ، عن عيسى بن سلام ، عن علي بن نصر بن سنان
عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
، عن حذيفة بن اليمان قال : بينما النبي صلىاللهعليهوآله
جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور
، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله
: أيتها الريح
الدبور أستودعك إخواننا فرديهم إلينا ، قالت : قد أمرت بالسمع والطاعة لك ،
____________________
فدعا ببساط كان أهدي
إليه فبسطه ، ثم دعا بعلي بن أبي طالب فأجلسه عليه ثم دعا
بأبي بكر وعمر وعثمان وعبدالرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعمار
ابن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي وأبي ذر وسلمان وأجلسهم عليه ، ثم قال : أما
إنكم
سائرون إلى موضع فيه ماء ، فانزلوا وتوضؤوا وصلوا ركعتين وأدوا الرسالة كما
يؤدى إليكم ، ثم قال : أيتها الريح استعلي بإذن الله ، فحملتهم حتى رمتهم في
بلاد الروم عند أصحاب الكهف ، فنزلوا ، وتوضؤوا وصلوا ، فأول من تقدم إلى
باب الكهف أبوبكر ، فسلم فلم يردوا ، ثم عمر فسلم فلم يردوا ، ثم تقدم واحد
بعد واحد يسلم فلم يردوا ، ثم قام علي بن أبي طالب عليهالسلام
فأفاض عليه الماء وصلى ركعتين
ثم مشى إلى باب الغار فسلم بأحسن ما يكون من السلام ، فانصدع الكهف ، ثم
قاموا إليه فصافحوه وقالوا : يابقية الله في خلقه بعد رسول الله ، ثم رد الكهف كما
كان
فحملتهم الريح وجاءت بهم إلى مسجد رسول الله (ص) وقد خرج النبي صلىاللهعليهوآله لصلاة
الفجر فصلوا معه .
٩
ـ قب : كتاب ابن بابويه وأبي القاسم البستي
والقاضي أبوعمرو بن أحمد
عن جابر وأنس أن جماعة تنقصوا عليا عند عمر ، فقال سلمان : أوماتذكر يا عمر
اليوم الذي كنت فيه وأبوبكر وأنا وأبوذر عند رسول الله صلىاللهعليهوآله وبسط لنا شملة و
أجلس كل واحد منا على طرف وأخذ بيد علي عليهالسلام
وأجلسه في وسطها ثم قال :
قم يا أبا بكر وسلم على علي عليهالسلام
بالامامة وخلافة المسلمين ، وهكذا كل واحد
منا ، ثم قال : قم ياعلي وسلم على هذا النور يعني الشمس ، فقال أمير المؤمنين
عليهالسلام
: أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابته القرصة وارتعدت وقالت
عليك السلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اللهم إنك أعطيت لاخي سليمان صفيك
ملكا وريحا غدوها شهر ورواحها شهر اللهم أرسل تلك لتحملهم إلى أصحاب الكهف
وأمرنا أن نسلم على أصحاب الكهف ، فقال علي عليهالسلام
: يا ريح احملينا ، فإذا نحن
في الهواء ، فسرنا ماشاء الله ، ثم قال : ياريح ضعينا ، فوضعتنا عند الكهف ، فقام
كل
____________________
واحد منا وسلم فلم
يردوا الجواب ، فقام علي عليهالسلام
فقال : « السلام عليكم أهل
الكهف » فسمعنا : وعليك السلام ياوصي محمد ، إنا قوم محبوسون ههنا في زمن
دقيانوس ، فقال
: لم لم تردوا سلام القوم؟ فقالوا : نحن فتية لانرد إلا على نبي
أو وصي نبي ، وأنت وصي خاتم النبيين وخليفة رسول رب العالمين ، ثم قال :
خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثم قال : ياريح احملينا ، فإذا نحن في الهواء ،
فسرنا ماشاء الله ، ثم قال : ياريح ضعينا فوضعتنا ، ثم ركض برجله الارض فنبعت
عين ماء فتوضأ وتوضأنا ثم قال : ستدركون الصلاة مع النبي أو بعضها ، ثم قال :
ياريح احملينا ، ثم قال : ضعينا ، فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد
صلى من الغداة ركعة.
فقال أنس : فاستشهدني علي وهو على منبر
الكوفة فداهنت ، فقال : إن كنت
كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله صلىاللهعليهوآله
إياك فرماك الله ببياض في جسمك ولظى
في جوفك وعمى في عينيك ، فبما برحت حتى برصت وعميت ، فكان أنس لا يطيق
الصيام في شهر رمضان ولا غيره ، والبساط أهدوه أهل هربوق ، والكهف في بلاد روم
في موضع يقال له « اركدى » وكان في ملك باهندق ، وهو اليوم اسم الضيقة .
وفي خبر أن الكساء أتى به حطي بن الاشرف
أخو كعب ، فلما رأى معجزات
علي عليهالسلام
أسلم وسماه النبي صلىاللهعليهوآله
محمدا .
١٠
ـ ارشاد القلوب : عن سلمان الفارسي رضياللهعنه قال : دخل أبوبكر
وعمر وعثمان على رسول الله فقالوا : ما بالك يارسول الله تفضل علينا عليا في كل
حال؟ قال : ما أنا فضلته بل الله تعالى فضله ، فقالوا : وما الدليل؟ فقال صلىاللهعليهوآله :
____________________
إذا لم تقبلوا مني فليس من الموتى عندكم أصدق من أهل
الكهف ، وأنا أبعثكم
وعليا فأجعل
سلمان شاهدا عليكم إلى أصحاب الكهف ، حتى تسلموا عليهم ،
فمن أحياهم الله له وأجابوه كان الافضل ، قالوا : رضينا ، فأمر فبسط بساطا له ،
ودعا بعلي عليهالسلام
فأجلسه وسط البساط ، وأجلس كل واحد
على قرنة من البساط
وأجلس سلمان على القرنة الرابعة
، ثم قال : ياريح احمليهم إلى أصحاب الكهف
ورديهم إلي ، قال سلمان : فدخلت الريح تحت البساط وسارت بنا ، وإذا نحن
بكهف عظيم فحطتنا عليه ، فقال علي عليهالسلام
: ياسلمان هذا الكهف والرقيم ، فقل
للقوم يتقدمون أو نتقدم؟ فقالوا : نحن نتقدم ، فقام كل واحد منهم فصلى
ركعتين ودعا ونادى : يا أصحاب الكهف ، فلم يجبه أحد ، فقام أمير المؤمنين عليهالسلام
بعدهم فصلى ركعتين ودعا ونادى : ياأصحاب الكهف ، فصاح الكهف وصاح القوم
من داخله بالتلبية ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
: السلام عليكم أيها الفتية الذين
آمنوا بربهم فزادهم هدى ، فقالوا : وعليك السلام ياأخا رسول الله ووصيه و
أمير المؤمنين ، لقد أخذ الله علينا العهد بإيماننا بالله وبرسوله محمد صلىاللهعليهوآله وبالولاية
يا أمير المؤمنين لك
إلى يوم القيامة يوم الدين فسقط القوم على وجوههم وقالوا
لسلمان : يا أبا عبدالله ردنا ، فقال : وما ذاك إلي ، فقالوا : يا أبا الحسن ردنا
____________________
فقال عليهالسلام : ياريح ردينا إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فحملتنا فإذا نحن بين يديه ، فقص
عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
كل ماجرى وقال : هذا حبيبي جبرئيل عليهالسلام
أخبرني به ،
فقالوا : الآن علمنا أن فضل علي علينا من أمر الله عز وجل لامنك .
١١
ـ عيون المعجزات للسيد المرتضى :
حدثني أبوعلي يرفعه إلى
الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : جرى بحضرة السيد محمد صلىاللهعليهوآله
ذكر سليمان ابن داود عليهماالسلام
والبساط وحديث أصحاب الكهف وأنهم موتى أو غير موتى ، فقال (ص) : من أحب منكم أن
ينظر باب الكهف ويسلم عليه؟ فقال أبوبكر وعمر وعثمان : نحن
يارسول الله ، فصاح صلىاللهعليهوآله
: يا درحان بن مالك ، وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة ،
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: ائتنا ببساط سليمان عليهالسلام
، فذهب ووافى بعد لحظة ومعه
بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الابيض ، فألقى في صحن المسجد وغاب ،
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
لبلال وثوبان مولييه : أخرجا هذا البساط إلى باب المسجد وابسطاه
ففعلا ذلك وقام صلىاللهعليهوآله
وقال لابي بكر وعمر وعثمان وأمير المؤمنين عليهالسلام
وسلمان :
قوموا وليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط وليقعد أمير المؤمنين عليهالسلام في
وسطه ، ففعلوا ، ونادى : يامنشبة ، فإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتى
وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام لابي بكر :
تقدم وسلم عليهم وإنك شيخ قريش فقال : يا علي ما أقول؟ فقال عليهالسلام : قل :
السلام عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم ، السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه
،
فتقدم أبوبكر إلى الكهف وهو مسدود ، فنادى بما قال له أمير المؤمنين عليهالسلام ثلاث
مرات فلم يجبه أحد ، فجاء وجلس ، وقال : يا أمير المؤمنين ما أجابوني ، فقال
أمير المؤمنين عليهالسلام
: قم يا عمر ثم قل كما قاله صاحبك ، فقام وقال مثل قوله ثلاث
مرات ، فلم يجب أحد مقالته ، فجاء وجلس ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام لعثمان : قم
أنت وقل مثل قولهما ، فقام وقال فلم يكلمه أحد ، فجاء وجلس ، فقال أمير المؤمنين
عليهالسلام
لسلمان : تقدم أنت وسلم عليهم ، فقام وتقدم فقال مثل مقالة الثلاثة ،
____________________
وإذا بقائل يقول من
داخل الكهف : أنت عبد امتحن الله قلبك بالايمان ، وأنت من
خير وإلى خير ، ولكنا أمرنا أن لانرد إلا على الانبياء والاوصياء ، فجاء وجلس ،
فقام أمير المؤمنين عليهالسلام
فقال : السلام عليكم يانجباء الله في أرضه الوافين بعهده ،
نعم الفتية أنتم ، وإذا بأصوات جماعة : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وسيد
المسلمين
وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، فاز والله من والاك ، وخاب من عاداك ، فقال
أمير المؤمنين عليهالسلام
: لم لم تجيبوا أصحابي؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين إنا نحن أحياء
محجوبون عن الكلام ، ولا نجيب إلا الانبياء أو وصي نبي ، وعليك السلام وعلى
الاوصياء من بعدك حتى يظهر حق الله على أيديهم ، ثم سكتوا ، وأمر أمير المؤمنين
عليهالسلام
المنشبة فحملت البساط ، ثم ردته إلى المدينة وهم عليه كما كانوا ، وأخبروا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
بما جرى ، قال الله تعالى : « إذ
أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا
آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا
» .
١٢
ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ،
عن ابن عيسى ، عن الاهوازي
عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن زكريا الزجاجي قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول :
إن عليا عليهالسلام
كان فيما ولي بمنزلة سليمان بن داود ، قال له سبحانه : « هذا عطاؤنا
فامنن أو أمسك بغير حساب » .
١٣
ـ فر : الحسن بن علي بن رحيم معنعنا عن جابر
الانصاري قال : افتقدت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
[ و ] لم أره بالمدينة أياما ، فغلبني الشوق ، فجئت
فأتيت أم سلمة المخزومية ، فوقفت بالباب ، فخرجت وهي تقول : من بالباب؟ فقلت :
أنا جابر بن عبدالله ، فقالت : ما حاجتك ياأخا الانصاري؟ فقلت : إني فقدت سيدي
أمير المؤمنين عليهالسلام
لم أره بالمدينة مذ أيام ، فغلبني الشوق إليه ، أتيتك لاسألك ما
فعل أمير المؤمنين عليهالسلام
، فقالت : يا جابر أمير المؤمنين في السفر ، فقلت : في أي
____________________
سفر؟ فقالت : يا
جابر علي في برحات
منذ ثلاث ، فقلت : في أي برحات؟
فأجافت الباب
دوني ، فقالت : يا جابر ظننتك أعلم مما أنت
، صر إلى مسجد
النبي صلىاللهعليهوآله
فانك سترى عليا ، فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من
نور ولا أرى عليا ، فقلت : يا عجبا غرتني أم سلمة ، فتلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب
وانشقت ونزل منها أمير المؤمنين عليهالسلام
وفي كفه سيف يقطر دما ، فقام إليه الساجد
فضمه إليه وقبل بين عينيه وقال : الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي نصرك على أعدائك
وفتح على يدك
، لك إلي حاجة؟ قال : حاجتي إليك أن تقرأ ملائكة السماوات
مني السلام وتبشرهم بالنصر ، ثم ركب السحاب فطار ، فقمت إليه وقلت : يا
أمير المؤمنين لم أرك بالمدينة أياما فغلبني الشوق إليك فأتيت أم سلمة المخزومية
لاسألها عنك ، فوقفت بالباب فخرجت تقول
: من بالباب؟ فقلت : أنا جابر ،
فقالت : ماحاجتك يا أخا الانصار؟ فقلت : إني فقدت أمير المؤمنين عليهالسلام ولم أره
بالمدينة ، فأتيتك لاسألك ما فعل أمير المؤمنين عليهالسلام
، فقالت : يا جابر اذهب إلى
المسجد ستراه ،
فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نور ولا أراك ،
فلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب وانشقت ونزلت وفي يدك سيف يقطر دما ، فأين
كنت يا أمير المؤمنين؟ قال : يا جابر كنت في برحات منذ ثلاث ، فقلت : وايش
صنعت في برحات؟ فقال لي : يا جابر ما أغفلك! أما علمت أن ولايتي عرضت
على أهل السماوات ومن فيها وأهل الارضين ومن فيها ، فأبت طائفة من الجن
ولايتي. فبعثني حبيبي محمد بهذا السيف ، فلما وردت الجن افترقت الجن ثلاث
____________________
فرق : فرقة طارت
بالهواء فاحتجبت مني ، وفرقة آمنت بي وهي الفرقة التي نزل
فيها الآية من « قل أوحي » وفرقة جحدتني حقي فجادلتها بهذا السيف سيف حبيبي
محمد حتى قتلتها عن آخرها ، فقلت : الحمد لله يا أمير المؤمنين ، فمن كان الساجد؟
قال : أكرم الملائكة
على الله صاحب الحجب وكله الله تعالى بي ، إذا كان أيام
الجمعة يأتيني بأخبار السماوات والسلام من الملائكة ، ويأخذ السلام من ملائكة
السماوات إلي .
بيان
: البرحات كأنه جمع البراح وهو المتسع من
الارض لا ذرع بها ولا شجر ،
وهو غير موافق للقياس ، وفي بعض النسخ بالجيم ، وكأنه أيضا جمع البرج على غير
القياس ، ولعل فيه تصحيفا. والتطأمن : الانخفاض.
١٤
ـ يف : ابن المغازلي في كتاب المناقب والثعلبي
في تفسيره عن أنس بن مالك
قال : أهدي لرسول الله بساط من خندق ، فقال لي : ياأنس ابسطته فبسطته ، ثم قال :
ادع العشرة ، فدعوتهم ، فلما دخلوا عليه أمرهم بالجلوس على البساط ، ثم دعا
عليا عليهالسلام
وناجاه طويلا ، ثم رجع علي على البساط
، ثم قال : ياريح احملينا
فحملتنا الريح [ قال ] فإذا البساط يدف بنادفا
، ثم قال : ياريح ضعينا ، ثم قال علي
أتدرون في أي مكان أنتم؟ قلنا : لا ، قال : هذا موضع الكهف والرقيم ، قوموا
فسلموا على إخوانكم ، قال أنس : فقمنا رجلا رجلا فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا
السلام ، فقام علي عليهالسلام
فقال : السلام عليكم يامعشر الصديقين والشهداء ، فقالوا :
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : فقلت : ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا
علينا؟
فقال لهم : ما بالكم لم تردوا على إخواني؟ فقالوا : إنا معشر الصديقين والشهداء
____________________
لانكلم بعد الموت
إلا نبيا أو وصيا ، قال
: ياريح احملينا ، فحملتنا تدف بنادفا
ثم قال : يا ريح ضعينا ، فوضعتنا فإذا نحن بالحرة ، قال : فقال علي عليهالسلام :
ندرك النبي صلىاللهعليهوآله
في آخر ركعة ، فتوضأنا وأتيناه ، وإذا النبي يقرأ في آخر ركعة :
« أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من
آياتنا عجبا » وزاد الثعلبي في
هذا الحديث على ابن المغازلي : قال : فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند
خروج المهدي عليهالسلام
فقال : إن المهدي يسلم عليهم فيحييهم الله عزوجل له ، ثم
يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة .
مد
: بإسناده عن ابن المغازلي ، عن أبي طاهر
محمد بن علي البغدادي ، عن
أبي بكر أحمد بن جعفر الجبلي ، عن عمر بن أحمد ، عن عمر بن الحسن بن إدريس ،
عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن أبان ، عن أنس بن مالك مثله .
١٥
ـ ختص : أحمد بن عبدالله ، عن عبدالله بن محمد
العبسي ، عن حماد بن سلمة
عن الاعمش ، عن زياد بن وهب ، عن عبدالله بن مسعود قال : أتيت فاطمة صلوات الله
عليها فقلت لها : أين بعلك؟ فقالت : عرج به جبرئيل إلى السماء ، فقلت : فيماذا؟
فقالت إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين ، فأوحى الله
إليهم أن تخيروا ، فاختاروا علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
____________________
١٨
( باب )
* ( أن الله تعالى ناجاه
صلوات الله عليه ، وأن الروح يلقى اليه ) *
* ( وجبرئيل أملى عليه ) *
١
ـ ما : أبو عمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن
يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن
أبيه ، عن الاجلح
بن عبدالله ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : ناجى رسول الله صلىاللهعليهوآله
علي بن أبي طالب عليهالسلام
يوم طائف فأطال مناجاته ، فرئي الكراهة في وجوه رجال ،
فقالوا : قد أطال مناجاته منذ اليوم ، فقال : ما انتجيته ولكن الله انتجاه .
ما
: ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن
يحيى بن زكريا ، عن إسماعيل
ابن أبان ، عن عبدالله بن المسلم الملائي ، عن الاجلح مثله .
٢
ـ خص : موسى بن جعفر البغدادي ، عن الوشاء ،
عن علي بن عبدالعزيز ،
عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: إن الناس يزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وجه
عليا عليهالسلام
إلى اليمن ليقضي بينهم ، فقال علي عليهالسلام
: فما وردت علي قضية إلا
حكمت فيها بحكم الله وحكم رسوله ، فقال : صدقوا ، فقلت : وكيف ذاك ولم
يكن أنزل القرآن كله وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
غائبا؟ فقال : كان يتلقاه به روح
القدس .
٣
ـ خص : أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق
بن سعيد ، عن الحسن بن
عباس بن حريش ، عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام
قال : قال أبوجعفر الباقر عليهالسلام
:
____________________
إن الاوصياء محدثون
، يحدثهم روح القدس ولايرونه ، وكان علي عليهالسلام
يعرض
على روح القدس مايسأل عنه ، فيوجس
في نفسه أن قد أصبت الجواب ، فيخبر
به ، فيكون كما قال .
٤
ـ ختص : علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن صفوان بن
يحيى ، عن رفاعة
بن موسى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
أن رسول الله (ص) كان يملي على علي عليهالسلام
صحيفة
فلما بلغ نصفها وضع رسول الله رأسه في حجر علي عليهالسلام
ثم كتب علي عليهالسلام
حتى
امتلات الصحيفة ، فلما رفع رسول الله رأسه قال : من أملى عليك يا علي؟ فقال :
أنت يا رسول الله ، قال : بل أملى عليك جبرئيل .
٥
ـ ختص : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد
وعبدالله ابنا محمد بن عيسى ، عن
ابن محبوب ، عن ابن سدير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول : دعا رسول الله
صلىاللهعليهوآله
عليا عليهالسلام
ودعا بدفتر ، فأملى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله
بطنه وأغمي عليه ، فأملى عليه جبرئيل ظهره ، فانتبه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : من أملى
عليك هذا يا علي؟ فقال : أنت يارسول الله ، فقال : أنا أمليت عليك بطنه وجبرئيل
أملى عليك
ظهره ، وكان قرآنا يملي عليه .
٦
ـ ختص : الحسن بن علي بن المغيرة ، عن عبيس بن هشام ، عن كرام
عن ابن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: إنا نقول : إن عليا عليهالسلام
كان
ينكت في أذنه ويوقر في صدره ، فقال : إن عليا عليهالسلام
كان محدثا ، فلما أراني قد
كبر علي قال
: إن عليا يوم بني قريظة والنضير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل
عن يساره يحدثانه .
____________________
٧
ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن
الفضالة ، عن عمر بن أبان ، عن
أديم أخي أيوب ، عن حمران بن أعين قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك
بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليهالسلام
قال : أجل قد كان بينهما مناجاة
بالطائف نزل بينهما جبرئيل .
ختص
: أحمد مثله وزاد في آخره وقال : إن الله
علم رسوله الحلال والحرام
والتأويل ، فعلم رسول الله عليا ذلك كله .
٨
ـ ختص ، ير : إبراهيم بن هاشم ،
عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن
حماد بن عثمان ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إن سلمة بن كهيل
يروي في علي عليهالسلام
شيئا ، قال :
ماهي؟ قلت : حدثني أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان محاصرا أهل الطائف وإنه خلا بعلي عليهالسلام
يوما فقال رجل من أصحابه : عجبا لما نحن
فيه من الشدة وإنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أنا
بمناجي له
إنما يناجي ربه ، فقال أبوعبدالله عليهالسلام
: إنما هذه أشياء تعرف
بعضها من بعض .
بيان
: لعل مراده عليهالسلام أن فضائله ومناقبه
يشهد بعضها لبعض بالصحة ، ففيه
تصديق مع برهان ، أو المعنى أن هذه المناقب تدل على إمامته.
٩
ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن
الحسين بن سعيد ، عن صفوان ومحمد ، عن
____________________
معاوية بن عمار ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله
الانصاري أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
في غزوة الطائف دعا عليا عليهالسلام
فناجاه. فقال الناس وقال أبوبكر وعمر : ناجاه
دوننا ، فقام النبي صلىاللهعليهوآله
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنكم تقولون
إني ناجيت عليا ، إني والله ما ناجيته ولكن الله ناجاه ، قال : فعرضت هذا الحديث
على أبي عبدالله عليهالسلام
فقال : إن ذلك ليقال .
١٠
ـ ير : محمد بن عيسى ، عن القاسم بن عروة ، عن
عاصم ، عن معاوية ، عن
أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا عليهالسلام
فقال أبوبكر وعمر : انتجيته دوننا؟ فقال : ما انتجيته بل الله
ناجاه. .
١١
ـ ير : علي بن محمد ، عن حمدان بن سليمان
النيشابوري ، قال : حدثنا
عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين ، عن أبي رافع قال
:
لما دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا يوم خيبر فتفل في عينيه قال له : إذا أنت فتحتها فقف
بين الناس ، فإن الله أمرني بذلك ، قال أبورافع : فمضى علي عليهالسلام وأنا معه ، فلما
أصبح افتتح خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف ، فقال الناس : إن عليا يناجي ربه
فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي فتحها ، قال أبورافع : فأتيت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فقلت : إن عليا وقف بين الناس كما أمرته قال : قوم منهم يقول :
إن الله ناجاه ، فقال : نعم يا أبا رافع إن الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة تبوك
ويوم
حنين .
____________________
١٢
ـ ختص ، ير : بهذا الاسناد عن
منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين ، عن
أخيه ، عن جده ، عن أبي رافع قال : لما بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله ببراءة مع أبي بكر
أنزل الله عليه : تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه؟ فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي عليهالسلام
، فقال له علي : أوصني يا رسول الله ، فقال
له : إن الله يوصيك ويناجيك ، قال : فناجاه يوم براءة قبل صلاة الاولى إلى صلاة
العصر .
١٣
ـ ختص ، ير : بهذا الاسناد عن
منيع ، عن جده ، عن أبي رافع قال :
إن الله تعالى ناجى عليا يوم غسل رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
١٤
ـ ير : محمد بن عيسى ، عن القاسم بن عروة ، عن
عاصم بن معاوية ، عن
أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلىاللهعليهوآله
[ عليا عليهالسلام
] فقال أبوبكر وعمر : ناجاه دوننا ، فقال : ما أنا أناجي بل الله ناجاه .
١٥
ـ ختص ، ير : محمد بن الحسين ،
عن جعفر بن بشير وابن فضال ، عن مثنى
الحناط ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
ناجى عليا يوم الطائف ، فقال أصحابه : ناجيت عليا من بيننا وهو أحدثنا سنا ، فقال
:
ما أنا أناجيه بل الله يناجيه .
١٦
ـ ختص ، ير : بالاسناد المتقدم
عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لاهل الطائف : لابعثن إليكم رجلا
كنفسي يفتح الله به الخيبر ، سوطه سيفه
فيشرف الناس له ، فلما أصبح دعا
عليا عليهالسلام
فقال : اذهب بالطائف ، ثم أمر الله النبي صلىاللهعليهوآله
: أن يرحل إليها بعد أن
رحله علي عليهالسلام
فلما صار
إليها كان علي رأس الجبل
، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
____________________
اثبت فثبت ، فسمعنا
مثل صرير الزجل فقيل
: يارسول الله ماهذا ، قال : إن الله
يناجي عليا عليهالسلام
.
١٧
ـ ير : محمد بن الحسين أو عمن رواه ، عن محمد
بن الحسين
، عن محمد بن
أسلم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إن الناس
يقولون : إن أمير المؤمنين عليهالسلام
كان يقول : وجهني رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى اليمن و
الوحي ينزل على النبي صلىاللهعليهوآله
بالمدينة ، فحكمت بينهم بحكم الله حتى لقد كان الحكم
يزهر ، فقال : صدقوا ، قلت : وكيف ذاك جعلت فداك؟ فقال : إن أمير المؤمنين
عليهالسلام
إذا وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب الله تلقاه به روح
القدس .
١٨
ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن جابر قال : دعا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا
يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
والله ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه. وذكره النسائي في صحيحه ، وأورده الترمذي
أيضا في صحيحه ، وذكر بعد : ولكن الله انتجاه ، يعني أن الله أمرني .
يف
: ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها
مثله .
١٩
ـ مد : مناقب ابن المغازلي ، عن أحمد بن محمد
بن عبد الوهاب ، عن الحسين بن
محمد العدل ، عن محمد بن محمود ، عن أحمد بن علي بن خالد ، عن مخول بن إبراهيم ،
عن
عبدالجبار بن عباس ، عن عمار بن خالد الدهني ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن
عبدالله قال : ناجى رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوم الطائف عليا عليهالسلام
وطال نجواه ، فقال
____________________
أحد الرجلين : لقد
طال نجواه لابن عمه ، فلما بلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : ما أنا
انتجيته ولكن الله انتجاه .
بيان
: رواه عن ابن المغازلي بستة أسانيد اقتصرنا منها على واحد ، و
رواه ابن الاثير في جامع الاصول من صحيح الترمذي عن جابر ، فقد ثبت بنقل
الفريقين هذا الخبر بأسانيد متعددة صحته وتواتره ، وهذه درجة تضاهي النبوة بل
تربي على درجة
بعض الانبياء الذين كان نبوتهم بالنوم ، ومثل هذا لايكون رعية
لمن لاينتجيه إلا الشيطان باعترافه
وقد مضى أخبار روح القدس في كتاب الامامة
وسيأتي كونه عليهالسلام
محدثا ، وقال الجزري في النهاية : في حديث علي عليهالسلام
: « دعاه
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوم الطائف فانتجاه فقال الناس : لقد طال نجواه فقال : ماانتجيته
ولكن الله انتجاه » أي إن الله أمرني أن أناجيه انتهى .
أقول
: أيد الخبر بنقله ولا حجة له على تأويله
سوى التعصب والعناد ، مع
أن فيما ذكره أيضا فضل عظيم لايخفى على من له عقل سليم.
____________________
٨٢
( باب )
* ( اراءته عليهالسلام
ملكوت السماوات والارض وعروجه إلى السماء ) *
١
ـ يج : سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ،
عن ابن عميرة ، عن حسان
بن مهران الجمال ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الاسلمي قال : كنت جالسا
مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي عليهالسلام
معه جالس إذ قال : يا علي ألم أشهدك معي سبعة مواطن حتى ذكر المواطن الثالثة والمواطن الرابعة ليلة الجمعة أريت
ملكوت
السماوات والارض ورفعت إلى هناك حتى نظرت فيها
واشتقت إليك فدعوت الله
فإذا أنت معي ، ولم أر من شي ء إلا وقد رأيته .
ير
: أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم أو
غيره ، عن ابن عميرة ، عن بشار ،
عن أبي داود مثله ، وفيه : رفعت لي حتى نظرت إلى مافيها .
٢
ـ يج : سعد ، عن اليقطيني ، عن أبي عبدالله
زكريا بن محمد المؤمن ، عن
حسان بن أبي علي الجمال ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الاسلمي ، عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه قال : ياعلي إن الله أشهدك معي سبعة مواطن ذكرها حتى
ذكر الموطن الثاني فقال : أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء فقال : أين أخوك؟
قلت : ودعته
خلفي ، فقال : ادع الله يأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي وكشط
____________________
لي عن السماوات
السبع والارضين السبع حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل
ملك فيها ، فلم أر من ذلك شيئا إلا وقد رأيته كما رأيته .
ير
: محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن
، عن علي بن حسان ، عن أبي داود
السبيعي ، عن بريدة مثله .
٣
ـ يل : عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أعطاني الله
تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني
نبيا وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه
الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماوات والحجب حتى نظر إلي و
نظرت إليه.
قال : ثم بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت له : مايبكيك
يا رسول الله فداك أبي و
أمي؟ قال : يا ابن عباس إن أول ما كلمني به ربي قال : يا محمد انظر تحتك ،
فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد انفتحت ، ونظرت إلى علي
عليهالسلام
وهو رافع رأسه إلي ، ( فكلمته )؟ وكلمني ربي عزوجل ، فقال : يارسول الله
بما كلمك ربك؟ قال لي
: يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك
من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك ، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عزوجل ، وقال لي
قد قبلت وأطعت ، فأمر الله تعالى الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملا من ملائكة
السماوات إلا هنأني
وقالوا : يامحمد والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور
على جميع الملائكة باستخلاف الله عزوجل ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا
رؤوسهم إلى الارض ، فقلت : ياجبرئيل لم نكسوا حملة العرش رؤوسهم؟ قال : يامحمد
مامن ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليهالسلام استبشارا به
____________________
ما خلا حملة العرش ،
فإنهم استأذنوا الله عزوجل في هذه الساعة فأذن لهم فنظروا
إلى علي بن أبي طالب ، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني ، فعلمت أني
لم أوطئ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه.
فقال ابن عباس رضياللهعنه : فقلت : يارسول الله
أوصني ، فقال : عليك
بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبيا لايقبل الله تعالى من عبد حسنة
حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب ، وهو يقول : اعلم فمن مات على ولايته
قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لايقبل من عمله شئ ، ثم يؤمر به إلى
النار ، يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لاشد غضبا على مبغض
علي منهم على من زعم أن لله ولدا ، يا ابن عباس لو أن الملائكة المقربين والانبياء
والمرسلين اجتمعوا على بغض علي بن أبي طالب ، مع مايقع من عبادتهم في السماوات
لعذبهم الله تعالى في النار ، قلت : يارسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال : ياابن عباس
نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، ياابن
عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم لمن هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحق
نبيا ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ولا وصيا أكرم عليه من وصيي.
قال ابن عباس : فلم
أزل له كما أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأوصاني [ بالصلاة و
أوصاني ] بمودته ، وإنه لاكبر عملي عندي ، قال ابن عباس : ثم مضى من الزمان
مامضى وحضرت رسول الله الوفاة قلت : فداك أبي وأمي يارسول الله قد دنا أجلك فما
تأمرني؟ قال : يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا
قلت : يارسول الله ولم لاتأمر الناس بترك مخالفته؟ قال : فبكى صلىاللهعليهوآله ثم قال : يا
ابن عباس سبق فيهم علم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لايخرج أحد خالفه من
الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ، يا ابن عباس إذا أردت أن
تلقى الله تعالى وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث مال
وارض به إماما وعاد من عاداه ووال من والاه ، ياابن عباس احذر أن يدخلك شك
فيه ، فإن الشك في
علي كفر بالله تعالى .
٤
ـ فر : أبوالقاسم عبدالله بن هاشم الدوري ،
معنعنا عن محمد بن علي ، عن
آبائه عليهمالسلام
قال : هبط جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله
وهو في منزل أم سلمة فقال :
يا محمد إن ملا من ملائكة السماء الرابعة يجادلون في شئ حتى كثر بينهم الجدال
فيهم ، وهم من الجن من قوم إبليس الذين قال الله في كتابه : « إلا إبليس كان من
الجن ففسق عن أمر ربه » فأوحى الله تعالى إلى الملائكة قد
كثر جدالكم فتراضوا
بحكم من الآدميين يحكم بينكم ، قالوا : قد رضينا بحكم من أمة محمد صلىاللهعليهوآله ،
فأوحى الله إليهم : بمن ترضون من أمة محمد؟ قالوا : رضينا بعلي بن أبي طالب عليهالسلام
فأهبط الله ملكا من ملائكة السماء الدنيا ببساط وأريكتين فهبط إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فأخبره بالذي جاء فيه ، فدعا النبي صلىاللهعليهوآله
بعلي بن أبي طالب عليهالسلام
وأقعده على
البساط ووسده بالاريكتين ، ثم تفل في فيه ثم قال : يا علي ثبت الله قلبك
ونور حجتك
بين عينيك ، ثم عرج به إلى السماء ، فلما نزل
قال : يا محمد
إن الله يقرؤك السلام ويقول لك : « نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم
عليم ».
____________________
٨٣
( باب )
* ( ما وصف ابليس لعنه الله
والجن من مناقبه عليهالسلام ) *
* ( واستيلائه عليهم وجهاده
معهم ) *
١
ـ ع ، لى : الحسين بن أحمد
العلوي ، عن علي بن أحمد بن موسى ، عن أحمد
ابن علي ، عن الحسن بن إبراهيم العباسي ، عن عمير بن مرداس الدولقي ، عن
جعفر بن بشير المكي ، عن وكيع ، عن المسعودي رفعه عن سلمان الفارسي رحمهالله
قال : مر إبليس لعنه الله بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليهالسلام فوقف أمامهم ، فقال
القوم : من الذي وقف أمامنا؟ فقال : أنا أبومرة ، فقالوا : يا أبا مرة أما تسمع
كلامنا؟ فقال : سوأة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب؟ فقالوا له : من أين
علمت أنه مولانا؟ فقال : من قول نبيكم : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله » فقالوا له : فأنت من
مواليه وشيعته؟ فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكني أحبه ، وما يبغضه
أحد إلا شاركته في المال والولد ، فقالوا له : يا أبا مرة فتقول في علي شيئا؟ فقال
لهم : اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله عزوجل في الجان
اثنتي عشرة ألف سنة ، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عزوجل الوحدة ،
فعرج بي إلى السماء الدنيا ، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة
أخرى في جملة الملائكة ، فبينا نحن كذلك نسبح الله عزوجل ونقدسه إذ مر بنا
نور شعشعاني ، فخرت الملائكة لذلك النور سجدا فقالوا : سبوح قدوس ، نور
ملك مقرب أو نبي مرسل ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : لانور ملك مقرب
ولا نبي مرسل ، هذا نور طينة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه .
____________________
بيان
: لعل إبليس لعنه الله إنما بين لهم من
مناقبه عليهالسلام
لتأكيد الحجة
عليهم مع علمه بأنهم لايرجعون عماهم عليه فيكون عذابهم أشد.
٢
ـ لى : الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ،
عن الحسن بن محمد ، عن
الحسن بن يحيى الدهان قال : كنت ببغداد عند قاضي بغداد واسمه سماعة ، إذ دخل
عليه رجل من كبار أهل بغداد ، فقال له : أصلح الله القاضي إني حججت في السنين
الماضية ، فمررت بالكوفة فدخلت في مرجعي إلى مسجدها ، فبينا أنا واقف في المسجد
أريد الصلاة إذا أمامي امرأة أعرابية بدوية مرخية الذوائب ، عليها شملة وهي
تنادي وتقول : يا مشهورا في السماوات يا مشهورا في الارضين يا مشهورا في الآخرة
يامشهورا في الدنيا ، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك فأبى الله
لذكرك إلا علوا ولنورك إلا ضياء وتماما ولو كره المشركون ، قال : فقلت : يا
أمة الله ومن هذا الذي تصفينه بهذه الصفة؟ قالت : ذاك أمير المؤمنين ، قال : فقلت
لها : أي أمير المؤمنين هو؟ قالت : علي بن أبي طالب الذي لايجوز التوحيد إلا به
وبولايته ، قال : فالتفت إليها فلم أر أحدا .
٣
ـ كا : محمد بن يحيى وأحمد بن محمد ، عن محمد
بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم
عن عمرو بن عثمان ، عن إبراهيم بن أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن
أبي جعفر عليهالسلام
قال : بينا أمير المؤمنين عليهالسلام
على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية
باب من أبواب المسجد ، فهم الناس أن يقتلوه ، فأرسل أمير المؤمنين عليهالسلام أن كفوا
فكفوا ، وأقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر ، فتطاول فسلم على أمير
المؤمنين
عليهالسلام
فأشار أمير المؤمنين عليهالسلام
إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته ، ولما فرغ
من خطبته أقبل عليه فقال : من أنت؟ فقال : أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن
وإن أبي مات وأوصاني أن آتيك وأستطلع
رأيك ، وقد أتيتك يا أمير المؤمنين فما
تأمرني به وماترى؟ فقال له أمير المؤمنين : أوصيك بتقوى الله وأن تنصرف وتقوم
____________________
مقام أبيك في الجن ،
فإنك خليفتي عليهم ، قال : فودع عمرو أمير المؤمنين عليهالسلام
وانصرف وهو
خليفته على الجن.
فقلت له : جعلت فداك فيأتيك عمرو ، وذاك الواجب
عليه؟ قال : نعم .
يج
: عن أبي جعفر عليهالسلام مثله .
٤
ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ،
عن ابن محبوب ، عن رجل ،
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : بينا رسول الله بين جبال تهامة إذا رجل على عكازة فقال
له النبي صلىاللهعليهوآله
: لغة جني ووطؤهم
من جبال تهامة؟! فقال : من الرجل؟ قال :
أنا هام بن هيم بن لاقيس السليم بن إبليس ، قال : ليس بينك وبين إبليس غير
أبوين؟ قال : لا ، قال : أكلت عامة عمر الدنيا
قال : على ذلك كم أتى عليك؟
قال : كنت أيام قتل قابيل هابيل أخاه غلاما أعلو الآكام وأنهي عن الاعتصام وآمر
بفساد الطعام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب
المؤمل ، فقال : دع يا محمد عنك اللوم والهتك فقد جئتك تائبا ، وإني أعوذ بالله أن
أكون من الجاهلين ، ولقد كنت مع إبراهيم فلم أزل معه حتى ألقي في النار ،
فقال لي : إن لقيت عيسى فاقرأه مني السلام ، ولقد كنت مع عيسى فقال لي : إن
لقيت محمدا صلى الله عليه وعلى جميع أنبيائه ورسله فاقرأه مني السلام ، وعلمني
الانجيل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: وعلى عيسى السلام ما دامت الدنيا وعليك ياهامة
بما أديت الامانة ، هات حاجتك ، قال : علمني من القرآن ، قال : فأمر عليا
عليهالسلام
أن يعلمه ، فقال : يا رسول الله من هذا الذي أمرتني أن أتعلم منه؟
____________________
قال : يا هامة من كان وصي آدم؟ قال :
كان شيث ، قال : من كان وصي نوح؟ قال
كان سام ، قال : فمن وجدتم وصي هود؟ قال : ذاك ياسر بن هود ، قال : فمن وجدتم
وصي عيسى؟ قال : شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم عليهماالسلام
، ثم قال له
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا هام ولم كانوا هؤلاء أوصياء الانبياء؟ فقال : يا رسول الله لانهم
كانوا أزهد الناس في الدنيا وأرغب الناس في الآخرة ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : فمن
وجدتم وصي محمد؟ قال هام : ذاك إليا ابن عم محمد صلىاللهعليهوآله
قال : فهو علي وهو وصيي
وأخي ، وهو أزهد أمتي في الدنيا وأرغب إلى الله في الآخرة ، قال : فسلم هام على
أمير المؤمنين عليهالسلام
وتعلم منه سورا ، ثم قال : أخبرني
بهذه السور أصلي بها؟ قال
له : نعم يا هام قليل القرآن كثير ، فسلم هام على رسول الله صلىاللهعليهوآله وانصرف ، فلم
يلقه رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى قبض (ص) ، فلما كان يوم الهرير أتى أمير المؤمنين عليهالسلام
في حربه فقال له : يا وصي محمد إنا وجدنا في كتب الانبياء أن الاصلع وصي
محمد خير الناس ، اكشف رأسك ، فكشف عن رأسه مغفره فقال : أنا والله ذاك
ياهام .
يج
: سعد بإسناده مثله .
بيان
: قال الجوهري : العكازة عصا ذات زج قوله صلىاللهعليهوآله
: « لغة جني » لعله إنما قال ذلك على سبيل التعجب أي لغته لغة جني فكيف وطئ جبال تهامة؟
قوله : « عن الاعتصام » أي بحبل الله ودينه. قوله : « والشاب المؤمل » على بناء
الفاعل أي الراجي للامور العظيمة ، أو لطول البقاء ، أو لاضلال الخلق ، أو على
بناء المفعول أي تجعل الناس بحيث يأملون منك الخير. وفي كتاب السماء والعالم
برواية علي بن إبراهيم : « بئس لعمري الشاب المؤمل والكهل المؤمر » وقال
____________________
الزمخشري في الفائق
: إن رجلا من الجن أتاه في صورة شيخ فقال : إني كنت
آمر بإفساد الطعام وقطع الارحام وإني تائب إلى الله ، فقال : بئس لعمر الله عمل
الشيخ المتوسم والشاب المتلوم ، قالوا : المتوسم : المتحلي بسمة الشيوخ ، والمتلوم
المتعرص للائمة بالفعل القبيح ، ويجوز أن يكون المتوسم المتفرس ، يقال :
توسمت فيه الخير إذا تفرسته فيه ، ورأيت فيه وسمه أي أثره وعلامته ، والمتلوم
المنتظر لقضاء اللؤمة ، وهي الحاجة ، أو المسرع المتهافت من قول الاصمعي : أسرع
وأغذ وتلوم بمعنى .
٥
ـ سن : عبدالله بن الصلت ، عن أبي هدية ، عن
أنس بن مالك أن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
كان ذات يوم جالسا على باب الدار ومعه علي بن أبي طالب عليهالسلام
إذ أقبل شيخ فسلم على رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم انصرف ، فقال رسول الله (ص) لعلي عليهالسلام
أتعرف الشيخ؟ فقال له علي عليهالسلام
: ما أعرفه ، فقال صلىاللهعليهوآله
: هذا إبليس ، فقال علي عليهالسلام
لو علمت يا رسول الله لضربته ضربة بالسيف فخلصت أمتك منه ، قال :
فانصرف إبليس إلى علي عليهالسلام
فقال له : ظلمتني يا أبا الحسن أما سمعت الله عزوجل
يقول : « وشاركهم في
الاموال والاولاد » فوالله ما شركت أحدا أحبك في
أمه .
٦
ـ سن : علي بن حسان الواسطي رفع الحديث قال :
أتت امرأة من الجن
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فآمنت به وحسن إسلامها ، فجعلت تجيئه في كل أسبوع ،
فغابت عنه أربعين يوما ثم أتته ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما الذي أبطأ بك ياجنية
فقالت : يا رسول الله أتيت البحر الذي هو محيط بالدنيا في أمر أردته ، فرأيت على
شط ذلك البحر صخرة خضراء وعليها رجل جالس قد رفع يديه إلى السماء
وهو يقول : اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ماغفرت
____________________
لي ، فقلت له : من
أنت؟ قال : أنا إبليس ، فقلت : ومن أين تعرف هؤلاء؟ قال :
إني عبدت ربي في الارض كذا وكذا سنة ، وعبدت ربي في السماء كذا وكذا سنة
ما رأيت في السماء أسطوانة إلا وعليها مكتوب : « لا إله إلا الله محمد رسول الله
علي
أمير المؤمنين أيدته به
».
٧
ـ يج : روي عن جعفر بن عبدالحميد قال :
اجتمعنا يوما فقال نفر : إن
عليا عليهالسلام
كان وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال آخرون : لم يكن وصيا لمحمد (ص)
فقمنا فأتينا أبا حمزة الثمالي فقلنا : جرى بيننا الكلام على كذا وكذا ، فغضب
أبوحمزة وقال : لقد شهدت الجن فضلا عن الانس أن عليا كان وصي رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أخبرني أبوخيثمة التميمي : لما كان بين الحكمين ما كان قلت
لا أكون مع علي ولا عليه ، فخرجت أريد أرض الروم ، فبينما أنا مار على شاطئ
نهر بميافارقين
إذا أنا بصوت من ورائي وهو يقول :
ياأيها الساري بشط فارق
|
|
مفارق للحق دين الخالق
|
متبع به رئيس مارق
|
|
ارجع إلى وصي النبي الصادق
|
فالتفت فلم أر أحدا ، فقلت :
أنا أبوخيثمة التميمي
|
|
لما رأيت القوم في الخصوم
|
تركت أهلي غازيا للروم
|
|
حتى يكون الامة في الضميم
|
فإذا بصوت وهو يقول :
اسمع مقالي وارع قولي ترشدا
|
|
ارجع إلى علي الخضم الاصيدا
|
إن عليا هو وصي أحمدا
قال أبوخيثمة فرجعت إلى علي عليهالسلام .
٨
ـ يج : روي أن عليا عليهالسلام بينما هو قائم على
المنبر إذ أقبلت حية من
____________________
باب الفيل مثل
البختي العظيم ، فناداهم علي : افرجوا لها فإن هذا رسول قوم من
الجن ، فجاءت حتى وضعت فاها على أذنه ، وإنها لتنق كما ينق الضفدع ،
وكلمها بكلام شبيه بنقها ، ثم ولت الحية ، فقال الناس : ما حالها؟ قال : هو
رسول قوم من الجن ، أخبرني أنه وقع بين بني عامر وغيرهم شر وقتال ، فبعثوه
لآتيهم فأصلح بينهم ، فوعدتهم أني آتيهم الليلة ، فقالوا : أتأذن لنا أن نخرج معك
قال : ما أكره ذلك ، فلما صلى بهم العشاء الآخرة انطلق بهم حتى أتى ظهر الكوفة
قبل الغري ، فخط حولهم خطة ثم قال : إياكم أن تخرجوا من هذه الخطة فإنه
إن يخرج أحد منكم من هذه الخطة يختطف ، فقعدوا في الخطة ينظرون ، وقد نصب
له منبر ، فصعد عليه فخطب خطبة لم يسمع الاولون والآخرون مثلها ، ثم لم
يبرح حتى أصلح ذات بينهم ، وقد برئ [ بأمرهم ]
بعضهم من بعض ، وكان الجن
أشبه شئ بالزط .
٩
ـ شف : من كتاب الاربعين لمحمد بن مسلم بن أبي
الفوارس ، عن علي بن
الحسين الطوسي ، عن مسعود بن محمد الغزنوي ، عن الحسن بن محمد ، عن أحمد بن
عبدالله الحافظ ، عن الطبراني ، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن إسماعيل بن
موسى الفزاري ، عن تلميذ بن سليمان
، عن أبي الجحاف ، عن عطية ، عن
أبي سعيد الخدري قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله
ذات يوم جالسا بالابطح وعنده جماعة من
أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظر إلى زوبعة قد ارتفعت ، فأثارت الغبار وما
زالت تدنو والغبار تعلو إلى أن وقعت بحذاء النبي صلىاللهعليهوآله
فسلم على رسول الله صلىاللهعليهوآله
شخص فيها ، ثم قال : يارسول الله إني وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا
____________________
وابعث معي من قبلك
من يشرف على قومنا ، فإن بعضهم قد بغوا علينا ، ليحكم
بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه ، وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أني أرده إليك
سالما في غداة إلا أن يحدث علي حادثة من قبل الله ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : من أنت
ومن قومك؟ قال : أنا عرفطة بن سمراخ
أحد بني كاخ من الجن المؤمنين ، أنا
وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع ، فلما منعنا ذلك وبعثك الله نبيا آمنا بك و
صدقنا قولك ، وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه ، فوقع بيننا وبينهم
الخلاف ، وهم أكثر منا عددا وقوة ، وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا و
بدوابنا ، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق. فقال له النبي صلىاللهعليهوآله اكشف لنا عن
وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها ، فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى
شخص عليه شعر كثير ، وإذا رأسه طويل ، طويل العينين ، عيناه في طول رأسه ، صغير
الحدقتين ، في فيه أسنان كأسنان السباع ، ثم إن النبي صلىاللهعليهوآله أخذ عليه العهد
والميثاق
على أن يرد عليه من غد
من يبعث معه به.
فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر وقال
: سر مع أخينا عرفطة وتشرف
على قومه وتنظر
إلى ماهم على فاحكم بينهم بالحق ، فقال : يا رسول الله وأين
هم؟ قال : هم تحت الارض ، فقال أبوبكر : وكيف أطيق النزول في الارض؟ و
كيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم؟ فالتفت إلى عمر بن الخطاب وقال له مثل
قوله لابي بكر ، فأجاب بمثل جواب أبي بكر ، ثم استدعى بعلي عليهالسلام وقال له :
يا علي سر مع أخينا عرفطة وتشرف على قومه وتنظر إلى ماهم عليه وتحكم بينهم
بالحق ، فقام علي عليهالسلام
مع عرفطة وقد تقلد سيفه ، وتبعه أبوسعيد الخدري وسلمان
الفارسي ، قالا : نحن أتبعناهما إلى أن صاروا إلى واد ، فلما توسطاه نظر إلينا
____________________
علي عليهالسلام فقال : قد شكر الله
تعالى سعيكما فارجعوا
فقمنا ننظر إليهما ، فانشقت
الارض ودخلا فيها وعادت إلى ماكانت ، ورجعنا وقد تداخلنا من الحسرة والندامة
ما الله أعلم به ، كل ذلك تأسفا على علي عليهالسلام
وأصبح النبي صلىاللهعليهوآله
وصلى الناس
الغداة ، ثم جاء وجلس على الصفا ، وحف به أصحابه وتأخر علي عليهالسلام وارتفع
النهار وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس ، وقالوا : إن الجني احتال على
النبي صلىاللهعليهوآله
وقد أراحنا الله من أبي تراب ، وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا!
وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي صلىاللهعليهوآله
صلاة الاولى وعاد إلى مكانه وجلس على
الصفا ، وما زال أصحابه في الحديث إلى أن وجبت صلاة العصر ، وأكثر القوم الكلام
وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين عليهالسلام
وصلى بنا النبي صلىاللهعليهوآله
صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا ، وأظهر الفكر في علي عليهالسلام وظهرت شماتة
المنافقين بعلي عليهالسلام
وكادت الشمس تغرب ، وتيقن القوم أنه هلك إذا انشق الصفا وطلع علي عليهالسلام منه و
سيفه يقطر دما ، ومعه عرفطة ، فقام النبي صلىاللهعليهوآله
فقبل ما بين عينيه وجبينيه ، فقال
له : ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت؟ فقال : صرت إلى خلق كثير قد بغوا
على عرفطة وقومه الموافقين
، ودعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي ذلك : دعوتهم
إلى الايمان بالله تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا ، فدعوتهم إلى الجزية
فأبوا ، وسألتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المرعى لعرفطة وقومه وكذلك
الماء فأبوا ، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم رهطا ثمانين ألفا ، فلما نظر القوم إلى
ما حل بهم طلبوا الامان والصلح ثم آمنوا وصاروا إخوانا ، وزال الخلاف
وما زلت معهم إلى الساعة ، فقال عرفطة : يا رسول الله جزاك الله وعليا خيرا ،
وانصرف .
يل
: عن سلمان رضياللهعنه
مثله .
____________________
فض
: عن أبي سعيد مثله .
ايضاح
: قال الفيروزآبادي : الزوبعة : اسم
شيطان أو رئيس للجن ، ومنه
سمي الاعصار زوبعة .
١٠
ـ شف : من أربعين محمد بن أبي الفارس ، عن سعد
بن أبي طالب الرازي ، عن
عمه زين الدين عبدالجليل ، عن عبدالوهاب ،
عن محمد بن مروك القزويني ، عن
مسعود بن إبراهيم ، عن يحيى بن يوسف ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن ابن يزيد
عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن سعد بن أبي وقاص
أنه قال : بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلىاللهعليهوآله
معنا إذ خرج علينا مما يلي الركن
اليماني شئ عظيم كأعظم مايكون من الفيلة ، فتفل رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : لعنت
أو خزيت شك سعد فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
وقال : ماهذا
يارسول الله؟ قال : أوما تعرفه يا علي؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا إبليس
،
فوثب علي من مكانه وأخذ بناصيته وجذبه عن مكانه ، ثم قال : أقتله يا رسول الله؟
قال : أو ماعلمت يا علي أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم ، فجذبه من يده ووقف
وقال : مالي ومالك يا ابن أبي طالب؟ والله مايبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه .
١١
ـ فض ، يل : بالاسناد يرفعه عن
جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده
الشهيد عليهمالسلام
قال : كان علي بن أبي طالب عليهالسلام
يخطب بالناس يوم الجمعة على منبر
الكوفة إذ سمع وجبة عظيمة
، وعدوا الرجال يتواقعون بعضهم على بعض ، فقال
لهم أمير المؤمنين عليهالسلام
: ما بالكم ياقوم؟ قالوا : ثعبان عظيم قد دخل من باب المسجد
كأنه النخلة السحوق ، ونحن نفزع منه ونريد أن نقتله فلا نقدر عليه ، فقال :
____________________
لاتقربوه وطرقوا له
، فإنه رسول إلي قد جاءني في حاجة ، قال : فعند ذلك فرجوا
له ، فما زال يخترق الصفوف إلى أن وصل إلى عيبة علم رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم جعل
ينق نقيقا ، فجعل الامام عليهالسلام
ينق مثل مانق له ، ثم نزل عن المنبر وانسل من
الجماعة ، فما كان أسرع أن غاب فلم يروه ، فقالت الجماعة : يا أمير المؤمنين ماهذا
الثعبان؟ قال : هذا درجان بن مالك خليفتي على الجن المؤمنين ، وذلك أنهم
اختلف عليهم شئ من أمر دينهم فأنفذوه إلي ليسألني عنه فأجبته ، فاستعلم جوابها
ثم رجع إليهم .
بيان
: قال الجزري : فيه « كالنخلة السحوق » أي
الطويلة التي بعد ثمرها
على المجتني « .
وقال : « فيه : فانسللت بين يديه » أي مضيت وخرجت بتأن و
تدريج .
١٢
ـ فر : محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا ، عن
عبدالله بن عباس قال : بينا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
جالس إذا نظر إلى حية كأنها بعير ، فهم علي أن يضربها بالعصا
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: إنه إبليس وإني قد أخذت عليه شروطا ، مايبغضك مبغض
إلا شارك
في رحم أمه وذلك قوله تعالى : « وشاركهم
في الاموال والاولاد ».
١٣
ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن
محمد بن عمر ، عن إبراهيم بن السندي ، عن يحيى الازرق قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام احتفر أمير
المؤمنين عليهالسلام
بئرا فرموا فيها ، فأخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال : لتكفن أو لاسكننها
الحمام؟ ثم قال
أبوعبدالله عليهالسلام
: إن حفيف أجنحتها يطرد الشياطين .
١٤
ـ مشارق الانوار للبرسي : بإسناده عن
أبان بن تغلب ، عن جعفر بن
____________________
محمد عليهماالسلام قال : كان أمير
المؤمنين عليهالسلام
على منبر الكوفة يخطب وحوله الناس
فجاء ثعبان ينفخ في الناس وهم يتحاودون عنه
، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
: وسعوا
له ، فأقبل حتى رقا المنبر والناس ينظرون إليه ، ثم قبل أقدام أمير المؤمنين عليهالسلام
وجعل يتمرغ عليها
، ونفخ ثلاث نفخات ثم نزل وانساب
، ولم يقطع
أمير المؤمنين عليهالسلام
خطبته ، فسألوه عن ذلك فقال : هذا رجل من الجن ذكر أن
ولده قتله رجل من الانصار اسمه جابر بن سبيع عند خفان من غير أن يتعرض له
بسوء ، وقد استوهبت دم ولده ، فقام إلى رجل طويل بين الناس وقال : أنا الرجل
الذي قتلت الحية في المكان المذكور
، وإني منذ قتلتها لا أقدر أستقر
في مكان
من الصياح والصراخ ، فهربت إلى الجامع ، وإني منذ سبعة أيام ههنا ، فقال
له أمير المؤمنين عليهالسلام
: خذ جملك واعقره في موضع
قتلت الحية وامض لابأس
عليك .
١٥
ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن
آبائه عليهمالسلام
، عن أمير المؤمنين
عليهالسلام
قال : كنت جالسا عند الكعبة ، فإذا شيخ محدودب
قد سقط حاجباه
على عينيه من شدة الكبر ، وفي يده عكازة وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من
الشعر ، فدنا إلى النبي صلىاللهعليهوآله
والنبي مسند ظهره على الكعبة
، فقال : يارسول الله
____________________
ادع لي بالمغفرة ،
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: خاب سعيك
يا شيخ وضل عملك ، فلما
تولى الشيخ قال لي : يا أبا الحسن أتعرفه؟ فقلت : لا ، قال : ذلك اللعين إبليس
قال علي عليهالسلام
: فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الارض ، وجلست على
صدره ووضعت يدي في حلقه لاخنقه ، فقال لي : لاتفعل يا أبا الحسن فإني من
المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، والله
يا علي إني لاحبك جدا ، وما أبغضك
أحد إلا شركت أباه في أمه فصار ولد زنا ، فضحكت وخليت سبيله .
١٦
ـ ع : ابن سعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمد
بن علي بن معمر
، عن
أحمد بن علي الرملي ، عن أحمد بن موسى ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن عمر بن منصور
عن إسماعيل بن أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، عن أبي هارون العبدي ،
عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : كنا بمنى مع رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ بصرنا برجل
ساجد وراكع ومتضرع ، فقلنا : يا رسول الله ما أحسن صلاته! فقال صلىاللهعليهوآله : هو الذي
أخرج أباكم من الجنة ، فمضى إليه علي عليهالسلام
غير مكترث
، فهزه هزة أدخل
أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ، ثم قال : لاقتلنك إن شاء الله ، فقال
لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي ، مالت تريد قتلي فوالله ما أبغضك
أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه ، ولقد شاركت مبغضيك في
الاموال والاولاد ، وهو قول الله عزوجل في محكم كتابه : « وشاركهم في الاموال
والاولاد
».
____________________
١٧
ـ يج : روي عن مقرن قال : دخلنا جماعة على أبي
عبدالله عليهالسلام
فقال : إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال لام سلمة : إذا جاء أخي فمريه أن يملا هذه الشكوة من الماء
ويلحقني بها بين الجبلين ومعه سيفه ، فلما جاء علي عليهالسلام
قالت له : قال أخوك :
املا هذه الشكوة من الماء والحقه بها بين الجبلين ، قالت : فملاها وانطلق حتى
إذا دخل بين الجبلين استقبله طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ ، فرأى راعيا على الجبل
فقال : يا راعي هل مر بك رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
فقال الراعي ، ما لله من رسول ، فأخذ
علي عليهالسلام
جندلة ، فصرخ
الراعي فإذا الجبل قد امتلا بالخيل والرجل ، فما
زالوا يرمونه بالجندل ، واكتنفه طائران أبيضان ، فما زال يمضي ويرمونه حتى لقي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : ياعلي مالك منهزما؟ فقال : يارسول الله كان كذا وكذا ، فقال : وهل تدري من
الراعي وما الطائران؟ قال : لا ، قال : أما الراعي فإبليس وأما
الطائران فجبرئيل وميكائيل ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا علي خذ سيفي هذا وامض
بين هذين الجبلين ولا تلق أحدا إلا قتلته ولا تهيبه ، فأخذ سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله و
دخل بين الجبلين ، فرأى رجلا عيناه كالبرق الخاطف وأسنانه كالمنجل ، يمشي
في شعره ، فشد عليه فضربه ضربة فلم يبلغ شيئا ، ثم ضربه أخرى فقطعه بين
اثنين ، ثم أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : قتلته ، فقال النبي صلى الله عليه
وآله : الله أكبر ثلاثا هذا يغوث ولا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتى تقوم
الساعة .
بيان
: قال الفيروزآبادي : الشكوة ، وعاء من
أدم للماء واللبن .
١٨
ـ يج ، قب ، شا : من معجزات أمير
المؤمنين عليهالسلام
ما تظاهر به الخبر من
بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآله
له إلى وادي الجن ، وقد أخبره جبرئيل عليهالسلام
أن طوائف
____________________
منهم قد اجتمعوا
لكيده ، فأغنى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكفى الله المؤمنين به كيدهم ،
ودفعهم عن المسلمين بقوته التي بان بها عن جماعتهم ، فروى محمد بن أبي السري
التميمي ، عن أحمد بن الفرج ، عن الحسن بن موسى النهدي ، عن أبيه ، عن وبرة
ابن الحارث ، عن ابن عباس قال : لما خرج النبي صلىاللهعليهوآله
إلى بني المصطلق جنب
عن الطريق فأدركه الليل ، فنزل بقرب واد وعر
، فلما كان في آخر الليل هبط
جبرئيل عليه
يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده
وإيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه ، فدعا أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : اذهب
إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك ، فادفعه بالقوه التي
أعطاك الله عزوجل إياها ، وتحصن منهم بأسماء الله عزوجل التي خصك
بعلمها
، وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس
، وقال لهم : كونوا معه وامتثلوا
أمره ، فتوجه أمير المؤمنين عليهالسلام
إلى الوادي ، فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين
صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ولا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم ، ثم تقدم فوقف
على شفير الوادي ، وتعوذ بالله من أعدائه وسمى الله عز اسمه ، وأومأ إلى القوم
الذين اتبعوه أن يقربوا منه ، فقربوا وكان بينهم وبينه فرجة مسافتها غلوة ،
ثم رام الهبوط إلى الوادي ، فاعترضت ريح عاصف كاد أن تقع القوم على وجوههم
لشدتها ، ولم تثبت أقدامهم على الارض من هول الخصم ومن هول مالحقهم ، فصاح
أمير المؤمنين عليهالسلام
، أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله
و
ابن عمه ، اثبتوا إن شئتم ، فظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم
____________________
شعل النيران ، قد
اطمأنوا وأطافوا بجنبات الوادي ، فتوغل
أمير المؤمنين عليهالسلام
بطن الوادي وهو يتلو القرآن وهو يوئي
بسيفه يمينا وشمالا ، فما لبث الاشخاص
حتى صارت كالدخان الاسود ، وكبر أمير المؤمنين عليهالسلام
ثم صعد من حيث انهبط
فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى اصفر الموضع عما اعتراه ، فقال له أصحاب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: مالقيت يا أبا الحسن؟ فلقد كدنا أن نهلك خوفا وأشفقنا عليك أكثر
مما لحقنا ، فقال عليهالسلام
لهم : إنه لما تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالى
فتضاءلوا
، وعلمت ما حل بهم من الجزع ، فتوغلت الوادي غير خائف منهم ،
ولو بقوا على هيأتهم لاتيت على أنفسهم
، وقد كفى الله كيدهم وكفى أمير المؤمنين
شرهم ، وستسبقني
بقيتهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
يؤمنون به ، وانصرف أمير المؤمنين
عليهالسلام
بمن معه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأخبره الخبر ، فسري عنه ودعا له بخير ،
وقال له : كيف قد سبقك يا علي من أخافه الله بك وأسلم وقبلت إسلامه ، ثم ارتحل
بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين ، وهذا الحديث قد روته
العامة كما روته الخاصة ولم يتناكروا شيئا منه .
١٩
ـ أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره
في غيره بأسانيدهم عن
المعلى بن خنيس قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: يوم النيروز هو اليوم الذي وجه فيه
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا عليهالسلام
إلى وادي الجن فأخذ عليهم العهود والمواثيق .
____________________
٢٠
ـ شا : روى حملة الآثار ورواة الاخبار أن أمير
المؤمنين عليهالسلام
كان
يخطب على منبر
الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر وجعل يرقى حتى دنا من
أمير المؤمنين عليهالسلام
فارتاع الناس لذلك وهموا بقصده ودفعه عن أمير المؤمنين عليهالسلام
فأومأ إليهم بالكف عنه ، فلما صار على المرقاة التي عليها أمير المؤمنين عليهالسلام قائم
انحنى إلى الثعبان ، وتطاول الثعبان إليه حتى التقم أذنه ، وسكت الناس و
تحيروا لذلك ، ونق نقيقا سمعه كثير منهم ، ثم إنه زال عن مكانه وأمير المؤمنين
عليهالسلام
يحرك شفتيه والثعبان كالمصغي إليه ، ثم انساب وكأن الارض
ابتلعته ، وعاد أمير المؤمنين عليهالسلام
إلى خطبته فتممها ، فلما فرغ منها ونزل
اجتمع الناس إليه يسألونه عن حال الثعبان والاعجوبة فيه ، فقال لهم : ليس ذلك
كما ظننتم ، إنما هو حاكم من حكام الجن التبست عليه قضية ، فصار إلي أن
يستفهمني
عنها فأفهمته إياها ، ودعا لي بخير وانصرف .
٢١
ـ قب : جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ائت
الوادي ، فدخل الوادي ودار فيه فلم ير أحدا ، حتى إذا صار على بابه لقيه شيخ
فقال : ما تصنع هنا؟ قال : أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : تعرفني؟ قال : ينبغي أن
تكون أنت الملعون ، فقال : ما ترى أصارعك؟ فصارعه فصرعه علي عليهالسلام ، فقال
قم عني حتى أبشرك ، فقام عنه فقال : بم تبشرني يا ملعون؟ قال : إذا كان يوم
القيامة صار الحسن عن يمين العرش والحسين عن يسار العرش يعطون شيعتهم الجواز
من النار ، فقام إليه فقال : أصارعك مرة أخرى؟ قال : نعم ، فصرعه مرة أخرى
أمير المؤمنين عليهالسلام
، فقال : قم عني حتى أبشرك ، فقام عنه ، قال : لما خلق الله
تعالى آدم أخرج ذريته عن ظهره
مثل الذر ، فأخذ ميثاقهم « ألست بربكم قالوا
____________________
بلى » فأشهدهم على
أنفسهم ، فأخذ ميثاق محمد وميثاقك ، فعرف وجهك الوجوه و
روحك الارواح ، فلا يقول لك أحد يحبك
إلا عرفته ، ولا يقول لك [ أحد ]
أبغضك إلا عرفته ، قال : قم صارعني ثالثة ، قال : نعم فصارعه فاعتنقه ، ثم صارعه
فصرعه أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : ياعلي لاتنقضني قم عني حتى أبشرك ، فقال :
أبرأ منك
وألعنك ، قال : والله يا ابن أبي طالب ما أحد يبغضك إلا شركت أباه
في رحم أمه وولده وماله ، أما قرأت كتاب الله : « وشاركهم في الاموال والاولاد » الآية .
فر : إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم
الفارسي معنعنا عن أبي جعفر عليهالسلام
مثله .
٢٢
ـ قب : تاريخ الخطيب وكتاب النطنزي بإسنادهما
عن ابن جريح ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس ، وبإسناد الخطيب عن الاعمش ، عن أبي وائل عن عبدالله ، عن
علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وفي إبانة الخركوشي بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس ، وقد
رواه القاضي أبو الحسن الاشناني عن إسحاق الاحمر ، وروى من أصحابنا جماعة منهم
أبوجعفر بن بابويه في الامتحان ولفظ الحديث للخركوشي قال ابن عباس :
كنت أنا ورسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي بن أبي طالب عليهماالسلام
بفناء الكعبة إذ أقبل شخص عظيم مما يلي الركن اليماني كفيل ، فتفل رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : لعنت ، فقال
علي عليهالسلام
: ماهذا يارسول الله؟ قال : أوما تعرفه؟ ذاك إبليس اللعين ، فوثب علي
عليهالسلام
وأخذ بناصيته وخرطومه وجذبه ، فأزاله عن موضعه وقال : لاقتلنه
يا رسول الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أما علمت يا علي أنه قد أجل له إلى يوم
____________________
الوقت المعلوم؟
فتركه ، فوقف إبليس وقال : ياعلي دعني أبشرك فما لي عليك
ولا على شيعتك سلطان ، والله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن
« وشاركهم في الاموال والاولاد » فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: دعه يا علي ، فتركه.
كتاب إبراهيم روى أبوسارة الشامي
بإسناده ، وكتاب ابن فياض روى
إسماعيل بن أبان بإسناده ، كلاهما عن أم سلمة في حديث أنه خرج علي عليهالسلام
ومعه بلال يقفوان أثر رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى انتهيا إلى الجبل ، فانقطع الاثر عنهما
فبينما هما كذلك إذ رفع لهما
رجل متكئ على عصا ، له كساء على عاتقه كأنه
راعي من هذه
الرعاة فقال علي عليهالسلام
: يا بلال اجلس حتى آتيك بالخبر ،
وتوجه قبل الرجل حتى إذا كان قريبا منه قال : يا عبدالله رأيت رسول الله؟ فقال
الرجل : وهل لله من رسول؟ فغضب علي عليهالسلام
وتناول حجرا ورماه ، فأصاب بين
عينيه ، فصاح صيحة فإذا الارض كلها سواد بين خيل ورجل حتى أطافوا به ، ثم
أقبل علي عليهالسلام
فبينما هو كذلك إذ أقبل طائران من قبل الجبل ، فأخذ أحدهما
يمنة والآخر يسرة ، فما زالا يضربانهم بأجنحتهما حتى ذهب ذلك السواد ورجع
الطائران حتى أخذا في الجبل ، فقال لبلال : انطلق حتى نتبع هذين الطائرين ،
فصعد علي عليهالسلام
الجبل وبلال فإذا هما برسول الله صلىاللهعليهوآله
وقد أقبل من خلف الجبل
فتبسم في وجه علي عليهالسلام
فقال : يا علي مالي أراك مذعورا
فقص عليه الخبر ،
فقال : تدري
ما الطائران؟ قال : لا ، قال : ذاك جبرئيل وميكائيل
عليهماالسلام
كانا عندي يحدثاني ، فلما سمعا الصوت عرفا أنه إبليس ، فأتياك
يا علي ليعيناك .
____________________
٢٣
ـ قب : في حديث طويل عن علي بن محمد الصوفي
أنه لقي إبليس وسأله فقال له :
من أنت؟ فقال : أنا من ولد آدم ، فقال : لا إله إلا الله ، أنت من قوم يزعمون أنهم
يحبون
الله ويعصونه ويبغضون إبليس ويطيعونه! فقال : من أنت؟ فقال : أنا صاحب الميسم ،
والاسم الكبير ، والطبل العظيم ، وأنا قاتل هابيل ، وأنا الراكب مع نوح في الفلك
أنا عاقر ناقة صالح ، أنا صاحب نار إبراهيم ، أنا مدبر قتل يحيى ، أنا ممكن قوم
فرعون من النيل ، أنا مخيل السحر وقائده إلى موسى ، أنا صانع العجل لبني
إسرائيل ، أنا صاحب منشار زكريا ، أنا السائر مع أبرهة إلى الكعبة بالفيل ،
أنا المجمع لقتال محمد صلىاللهعليهوآله
يوم أحد وحنين ، أنا ملقي الحسد يوم السقيفة في قلوب
المنافقين ، أنا صاحب الهودج يوم البصرة والبعير ، أنا الواقف بين عسكر صفين ،
أنا الشامت يوم كربلاء بالمؤمنين ، أنا إمام المنافقين ، أنا مهلك الاولين ، أنا
مضل
الآخرين ، أنا شيخ الناكثين ، أنا ركن القاسطين ، أنا ظل المارقين ، أنا أبومرة
مخلوق من نار لامن طين ، أنا الذي غضب الله عليه رب العالمين ! فقال الصوفي :
بحق الله عليك إلا دللتني على عمل أتقرب به إلى الله وأستعين به على نوائب دهري ،
فقال : اقنع من دنياك بالعفاف والكفاف ، واستعن على الآخرة بحب علي بن أبي طالب
عليهالسلام
وبغض أعدائه ، فإني عبدت الله في سبع سماواته وعصيته في سبع أرضيه
فلا وجدت ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا إلا وهو يتقرب بحبه ، قال : ثم غاب عن
بصري ، فأتيت أبا جعفر عليهالسلام
فأخبرته بخبره فقال عليهالسلام
: آمن الملعون بلسانه
وكفر بقلبه.
مناقب أبي إسحاق الطبري وإبانة الفلكي
قال أبوحمزة الثمالي : كان رجل
من بني تميم يقال له خيثمة ، فلما حكموا الحكمين خرج هاربا نحو الجزيرة ،
فمر بواد مخيف يقال له : « ميافارقين » فهتف به من الوادي :
____________________
يا أيها الساري باميا فارق
|
|
مخالفا للحق دين الصادق
|
تابعت دينا ليس دين الخالق
|
|
بل دين كل أحمق منافق
|
فقال خيثمة :
لما رأيت القوم في الخصوم
|
|
فارقت دين أحمق لئيم
|
حتى يعود الدين في الصميم.
فقال :
اسمع لقولي ثم ترشد
|
|
إن عليا كالحسام الاصيد
|
منهاجه دين النبي المهتدي
|
|
فارجع إلى دين وصي أحمد
|
فخالف المراق فيه واشهد .
فرجع إلى علي عليهالسلام ولم يزل معه حتى
قتل.
وفي بعض كتب الاخبار عن بعض صالحات الجن
ممن كانت تدخل على أهل
البيت عليهمالسلام
أنها قالت : رأيت إبليس على صخرة جزيرة ماثلا وهو يقول :
شفيعي إلى الله أهل العباء
|
|
وإن لم يكونوا شفيعي فمن؟
|
شفيعي النبي شفيعي الوصي
|
|
شفيعي الحسين شفيعي الحسن
|
شفيعي التي أحصنت فرجها
|
|
فصلى عليهم إله المنن
|
وهذه من عجائبه عليهالسلام لان الخلائق يخافون
من إبليس وجنوده ويتعوذون
منه وهم يخافون من علي بن أبي طالب عليهالسلام
ويحبونه ويتوسلون به ، لعلو شأنه
وسمو مكانه .
المعجزات والروضة ودلائل ابن عقدة
أبوإسحاق السبيعي والحارث الاعور :
____________________
رأينا شيخا باكيا
وهو يقول : أشرفت على المائة وما رأيت العدل إلا ساعة ، فسئل
عن ذلك فقال : أنا هجر الحميري وكنت يهوديا أبتاع الطعام ، قدمت يوما نحو
الكوفة ، فلما صرت بالقبة بالمسجد فقدت حميري
، فدخلت الكوفة على الاشتر
فوجهني إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
فلما رآني قال : ياأخا اليهود إن عندنا علم البلايا
والمنايا ما كان أو يكون ، أخبرك أم تخبرني بماذا جئت؟ فقلت : بل تخبرني فقال
اختلست الجن مالك في القبة ، فما تشاء؟ قلت : إن تفضلت علي آمنت بك ،
فانطلق معي حتى إذا أتى القبة صلى
ركعتين ودعا بدعاء وقرأ : « يرسل
عليكما
شواظ من نار * ونحاس فلا تنتصران
» الآية ،
ثم قال : يا عبيد الله ما هذا العبث؟
والله ما على هذا بايعتموني وعاهدتموني يا معشر الجن ، فرأيت مالي يخرج من
القبة ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أن عليا
ولي
الله ، ثم إني لما قدمت الآن وجدته مقتولا.
قال ابن عقدة : إن اليهود من سورات المدينة .
كتاب هواتف الجن : محمد بن إسحاق ، عن
يحيى بن عبدالله بن الحارث ، عن
أبيه قال : حدثني سلمان الفارسي في خبر : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في يوم مطير و
نحن ملتفتون نحوه فهتف هاتف : السلام عليك يارسول الله ، فرد عليهالسلام وقال
من أنت؟ قال : عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح ، قال : اظهر لنا رحمك الله في صورتك
قال سلمان : فظهر لنا شيخ أذب أشعر قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه ،
وعيناه مشقوقتان طولا ، وفمه في صدره ، فيه أنياب بادية طوال ، وأظفاره كمخالب
____________________
السباع ، فقال الشيخ
: يانبي الله ابعث معي من يدعو قومي إلى الاسلام وأنا أرده إليك
سالما ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني وله الجنة؟ فلم يقم
أحد ، فقال ثانية وثالثة فقال علي عليهالسلام
: أنا يارسول الله ، فالتفت النبي صلىاللهعليهوآله
إلى
الشيخ فقال : وافني إلى الحرة في هذه الليلة أبعث معك رجلا يفصل حكمي و
ينطق بلساني ويبلغ الجن عني ، قال : فغاب الشيخ ثم أتى في الليل وهو على بعير
كالشاة ومعه بعير آخر كارتفاع الفرس ، فحمل النبي صلىاللهعليهوآله
عليا عليهالسلام
عليه وحملني خلفه وعصب عيني ، وقال : لاتفتح عينيك حتى تسمع عليا يؤذن ، ولايروعك
ماتسمع
وإنك آمن ، فثار البعير
فدفع سائرا يدف كدفيف النعام وعلي يتلو القرآن ، فسرنا
ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذن علي عليهالسلام
وأناخ البعير وقال : انزل يا سلمان ،
فحللت عيني ونزلت ، فإذا أرض قوراء ، فأقام الصلاة وصلى بنا ولم أزل أسمع
الحس ، حتى إذا سلم علي عليهالسلام
التفت فإذا خلق عظيم ، وأقام علي يسبح ربه
حتى طلعت الشمس ، ثم قام خطيبا فخطبهم ، فاعترضته مردة منهم ، فأقبل علي
عليهالسلام
فقال : أبالحق تكذبون وعن القرآن تصدفون وبآيات الله تجحدون؟
ثم رفع طرفه إلى السماء فقال : اللهم بالكلمة العظمى والاسماء الحسنى والعزائم
الكبرى والحي القيوم ومحيي الموتى ومميت الاحياء ورب الارض والسماء ياحرسة
الجن ورصدة الشياطين وخدام الله الشرهاليين
وذوي الارواح الطاهرة
اهبطوا
بالجمرة التي لاتطفأ والشهاب الثاقب والشواظ المحرق والنحاس القاتل بكهيعص
والطواسين والحواميم ويس ون والقلم وما يسطرون والذاريات والنجم إذا هوى
والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والاقسام العظام ومواقع
____________________
النجوم لما أسرعتم
الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين آثار رب
العالمين ، قال سلمان : فأحسست بالارض من تحتي ترتعد وسمعت في الهواء دويا
شديدا ، ثم نزلت نار من السماء صعق كل من رآها من الجن ، وخرت على
وجوهها مغشيا عليها ، وسقطت أنا على وجهي ، فلما أفقت إذا دخان يفور من الارض
فصاح بهم علي عليهالسلام
ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله الظالمين ، ثم عاد إلى خطبته
فقال : يامعشر الجن والشياطين والغيلان وبني شمراخ وآل نجاح وسكان الآجام
والرمال والقفار وجميع شياطين البلدان اعلموا أن الارض قد ملئت عدلا كما كانت
مملوءة جورا ، هذا هو الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال ، فأنى تصرفون؟ فقالوا
آمنا بالله وبرسوله ورسول رسوله ، فلما دخلنا المدينة قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام
ماذا صنعت؟ قال : أجابوا وأذعنوا وقص عليه خبرهم ، فقال صلىاللهعليهوآله : لايزالون
كذلك هائبين إلى يوم القيامة .
وأخذ البيعة على الجن بوادي العقيق بأن
لا يظهروا في رحالاتنا وجواد
المسلمين .
وقضى منه ومن رسول الله صلىاللهعليهوآله
فشكت الجن
مأكلهم ، فقال :
أو ليس قد أبحت لكم النثيل
والعظام قالوا : يا أمير المؤمنين على أن لا يستجمر
بها ، فقال : لكم ذلك ، فقالوا : يا أمير المؤمنين فإن الشمس تضر بأطفالنا فأمر
أمير المؤمنين عليهالسلام
الشمس أن ترجع فرجعت ، وأخذ عليها العهد أن لا تضر بأولاد
المؤمنين من الجن والانس .
توضيح
: الاذب : الطويل ، وقال الجزري : فيه « إنه
دفع من عرفات »
____________________
أي ابتدأ السير ،
ودفع نفسه منها ونحاها أو دفع ناقته وحملها على السير . وقال :
فيه : « إن في الجنة لنجائب تدف بركبانها » أي تسير بهم سيرا لينا . انتهى.
وفي بعض النسخ : « يزف كزفيف النعام » أي
يسرع. والقوراء : الواسعة.
٢٤
ـ فض ، يل : عن علي عليهالسلام قال : دعاني رسول
الله ذات ليلة من الليالي
وهي ليلة مدلهمة سوداء فقال لي : خذ سيفك ومر في جبل أبي قبيس ، فكل من
رأيته على رأسه فاضربه بهذا السيف ، فقصدت الجبل ، فلما علوته وجدت عليه رجلا
أسود هائل المنظر كأن عينيه جمرتان ، فهالني منظره ، فقال لي : يا علي ، فدنوت
إليه وضربته بالسيف فقطعته نصفين ، فسمعت الضجيج من بيوت مكة بأجمعها ، ثم
أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو بمنزل خديجة رضياللهعنها
، فأخبرته بالخبر فقال :
أتدري من قتلت ياعلي؟ قلت : الله ورسوله أعمل ، فقال : قتلت اللات والعزى والله
لاعادت عبدت بعدها أبدا .
٢٥
ـ فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى
ابن عباس رضياللهعنه
قال : صلى بنا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
الغداة واستند إلى محرابه والناس حوله ، منهم المقداد وحذيفة و
أبوذر وسلمان ، وإذا بأصوات عالية قد ملات المسامع ، فعند ذلك قال صلىاللهعليهوآله :
يا حذيفة انظر ما الخبر؟ قال فخرجت وإذا هم أربعون رجلا على رواحلهم بأيديهم
الرماح الخطية على رؤوس الرماح أسنة من العقيق الاحمر ، وعلى كل واحد ضربة
من اللؤلؤ ، وعلى رؤوسهم قلانس مرصوعة بالدر والجواهر ، يقدمهم غلام لا نبات
بعارضيه كأنه فلقة قمر ، وهم ينادون : الحذار الحذار البدار البدار إلى محمد
المختار
المبعوث في الارض ، قال حذيفة : فأخبرت النبي صلىاللهعليهوآله
بذلك ، قال : ياحذيفة انطلق
إلى حجرة كاشف الكروب وعبد علام الغيوب والليث الهصور واللسان الشكور و
الهزبر الغيور والبطل الجسور والعالم الصبور الذي حوى اسمه التوراة والانجيل
____________________
والزبور ، انطلق إلى
حجرة ابنتي فاطمة وائتني ببعلها علي بن أبي طالب.
قال : فمضيت وإذا به قد تلقاني ، قال لي
: ياحذيفة جئت لتخبرني عن قوم
أنا عالم بهم منذ خلقوا ومنذ ولدوا وفي أي شئ جاؤوا ، فقال حذيفة : فقلت زادك الله
علما وفهما يا مولاي ، ثم أقبل عليهالسلام
إلى المسجد والقوم حافون بالنبي صلىاللهعليهوآله
فلما
رأوه نهضوا قياما على أقدامهم ، فقال لهم النبي صلىاللهعليهوآله
: كونوا على مجالسكم ،
فقعدوا ، فلما استقر بهم المجلس قام الغلام الامرد قائما دون أصحابه وقال : أيها
الناس أيكم الراهب إذا انسدل الليل الظلام؟ أيكم مكسر الاصنام؟ أيكم
ساتر عورات النسوان؟ أيكم الشاكر لما أولاه المنان ، أيكم الضارب يوم الضرب
والطعان؟ أيكم مكسر رؤوس الفرسان؟ أيكم محمد معدن الايمان؟ أيكم وصيه
الذي ينصر به دينه على سائر الاديان؟ أيكم علي بن أبي طالب؟ فعند ذلك قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: ياعلي أجب الغلام الذي هو في وصفه غلام وقم لحاجته ، فعند ذلك قال
علي عليهالسلام
: ادن مني ياغلام ، إني أعطيك سؤلك والمرام ، وأشفي عليك الاسقام
بعون رب الانام ، فانطلق بحاجتك
فأنا أبلغك أمنيتك ، لتعلم المسلمون أني
سفينة النجاة ، وعصا موسى ، والكلمة الكبرى ، والنبأ العظيم ، وصراطه المستقيم
فقال الغلام : إن معي أخي وكان مولعا بالصيد ، فخرج في بعض أيامه متصيدا
فعارضته بقرات وحش عثر
، فرمى إحداهن فقتلها ، ففلج
نصفه في الوقت و
الحال ، وقل كلامه حتى لايكلمنا إلا إيماء ، وقد بلغنا أن صاحبكم يدفع عنه
مايجده ، فإن شفى صاحبكم علته آمنا به ، فنحن بني النجدة والبأس والقوة و
المراس
، ولنا الذهب والفضة والخيل والابل والمضارب العالية ، ونحن سبعون
ألفا بخيول جياد ، وسواعد شداد ، ونحن بقايا قوم عاد.
____________________
فعند ذلك قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أين أخوك عجاج بن
الحلاحل بن أبي
الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذهب بن سعد العادي؟ فلما سمع الغلام
نسبه قال : ها هو في هودج سيأتي مع جماعة منا ، يا مولاي فإن شفيت علته رجعنا
عن عبادة الاوثان واتبعنا ابن عمك صاحب البردة والقضيب والغمام ، قال : فبينما هم
في الكلام إذا قد أقبلت عجوز فوق جمل عليه محمل قد أبركته بباب المصطفى ،
قال الغلام : جاء أخي يا فتى ، فنهض أمير المؤمنين عليهالسلام
ودنا من المحمل وإذا فيه
غلام له وجه صبيح ، ففتح عينيه فنظر إلى وجه علي عليهالسلام
فبكى وقال بلسان ضعيف
وقلب حزين : إليكم المشتكى والملتجى يا أهل بيت النبوة ، فقال له علي عليهالسلام :
لا بأس عليك بعد اليوم ، ثم نادى : أيها الناس اخرجوا هذه الليلة إلى البقيع
سترون من علي عجبا ، قال حذيفة بن اليمان : فاجتمع الناس من العصر بالبقيع
إلى أن هدأ الليل ، ثم خرج إليهم أمير المؤمنين عليهالسلام
ومعه ذو الفقار ، فقال : اتبعوني
حتى أريكم عجبا ، فتبعوه فإذا هو بنارين متفرقة نار كثيرة ونار قليلة ، فدخل في
النار القليلة فأقبلها على النار الكثيرة ، قال حذيفة : فسمعت زمجرة كزمجرة
الرعد وقد قلب النار بعضها في بعض ، ثم دخل فيها ونحن بالبعد منه ، وقد تداخلنا
الرعب من كثرة الزمجرة ، ونحن ننتظر ما يصنع بالنار ، فلم يزل كذلك إلى أن
اسفر الصباح ، ثم خمدت النار ، فطلع منها وقد كنا آيسنا منه ، فوصل إلينا و
بيده رأس فيه ذروة ، له أحد عشر إصبعا ، وله عين واحدة في جبهته ، وهو ماسك بشعره
وله شعر كالدب ، فقلنا له : أعان الله عليك ، ثم أتى به إلى المحفل الذي فيه
الغلام
وقال : قم بإذن الله ياغلام فما بقي عليك بأس ، فنهض الغلام ويداه صحيحتان و
رجلاه سليمتان ، فانكب على رجل الامام يقبلها وهو يقول : مد يدك فأنا أشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك علي ولي الله وناصر دينه ، ثم أسلم
القوم
الذين كانوا معه.
قال : وبقي الناس متحيرين قد بهتوا لما
رأوا الرأس وخلقته ، فالتفت إليهم
علي عليهالسلام
وقال : أيها الناس هذا رأس عمرو بن الاخيل بن لاقيس بن إبليس اللعين
كان في اثني عشر ألف
فيلق من الجن ، وهو الذي فعل بالغلام ماشاهدتموه ، فضربتهم
بسيفي هذا وقاتلتهم بقلبي هذا فماتوا كلهم بالاسم الاعظم الذي كان على عصا موسى
الذي ضرب بها البحر فانفلق اثنا عشر فرقا ، فاعتصموا بطاعة الله وطاعة رسوله
ترشدوا .
بيان
: الخط : موضع باليمامة تنسب إليه الرماح
الخطية. والزمجرة :
الصياح والصخب. والفيلق كصيقل : الجيش والرجل العظيم.
٢٦
ـ ارشاد القلوب : بالاسناد إلى أبي
حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي
قال دخلت المسجد الاعظم بالكوفة فاذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية لا أعرفه ،
مستندا
إلى أسطوانة وهو يبكي. ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : ياشيخ ما يبكيك؟ فقال
لي : أتى علي
نيف ومائة سنة لم أر فيها عدلا ولا حقا ولا علما ظاهرا إلا ساعتين
من ليل وساعتين من نهار ، وأنا أبكي لذلك ، فقلت : وما تلك الساعة والليلة و
اليوم الذي رأيت فيه العدل؟ قال : إني رجل من اليهود وكان لي ضيعة بناحية
سوراء ، وكان لنا
جار في الضيعة من أهل الكوفة يقال له الحارث الاعور الهمداني
وكان رجلا مصاب العين ، وكان لي صديقا وخليطا ، وإني دخلت الكوفة يوما من
الايام ومعي طعام على أحمرة لي أريد بيعها
بالكوفة ، فبينما أنا أسوق الاحمرة
وقد صرت في مسبخة الكوفة
وذلك بعد عشاء الآخرة ، فافتقدت حميري ، فكأن
الارض ابتلعتها أو السماء تناولتها ، وكأن الجن اختطفتها ، وطلبتها يمينا وشمالا
____________________
فلم أجدها ، فأتيت
منزل الحارث الهمداني من ساعتي أشكو إليه ما أصابني ، وأخبرته
بالخبر ، فقال : انطلق بنا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
حتى نخبره ، فانطلقنا إليه
فأخبره الخبر
، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
للحارث : انصرف إلى منزلك وخلني
واليهودي فأنا ضامن لحميره وطعامه حتى أردها له ، فمضى الحارث إلى منزله
وأخذ أمير المؤمنين عليهالسلام
بيدي حتى أتينا الموضع الذي افتقدت حميري وطعامي ،
فحول وجهه عني وحرك شفتيه ولسانه بكلام لم أفهمه ، ثم رفع رأسه فسمعته يقول :
والله ما على هذا بايعتموني يامعشر الجن
، وايم الله لئن لم تردوا على اليهودي
حميره وطعامه لانقضن عهدكم ولاجاهدنكم في الله حق جهاده ، قال : فوالله مافرغ
أمير المؤمنين عليهالسلام
من كلامه حتى رأيت حميري وطعامي بين يدي
، ثم قال
أمير المؤمنين عليهالسلام
: اختر يا يهودي إحدى خصلتين : إما أن تسوق حميرك وأحثها
عليك أو أسوقها أنا وتحثها علي أنت ، قال : قلت : بل أسوقها وأنا أقوى على حثها
وتقدم أنت ياأمير المؤمنين عليهالسلام
أمامها إلى الرحبة
، فقال : يا يهودي إن عليك
بقية من الليل فاحفظ حميرك حتى تصبح وحط أنت عنها أو أحط أنا عنها وتحفظ
أنت ، فقلت : يا
أمير المؤمنين أنا قوي
على حطها وأنت على حفظها حتى
يطلع الفجر ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
: خلني وإياها ونم أنت حتى يطلع الفجر
فلما طلع الفجر انتبهت ، فقال : قم قد طلع الفجر فاحفظ حميرك وليس عليك بأس
ولا تغفل عنها حتى أعود إليك إن شاء الله تعالى.
____________________
ثم انطلق أمير المؤمنين عليهالسلام فصلى بالناس الصبح
، فلما طلعت الشمس
أتاني وقال : افتح برك على بركة الله تعالى وسعر طعامك ، ففعلت ، ثم قال :
اختر مني خصلة من خصلتين : إما أن أبيع أنا وتستوفي أنت الثمن أو تبيع أنت
وأستوفي أنا لك الثمن ، فقلت : بل أبيع أنا وتستوفي أنت الثمن ، فقال : افعل ،
فلما فرغت من بيعي سلم إلي الثمن وقال لي : لك حاجة؟ فقلت : نعم أريد
أدخل السوق في شراء حوائج ، قال : فانطلق حتى أعينك فإنك ذمي ، فلم يزل
معي حتى فرغت من حوائجي ، ثم ودعني ، فقلت عند الفراغ أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأشهد أنك عالم هذه الامة وخليفة
رسول الله صلىاللهعليهوآله
على الجن والانس ، فجزاك الله عن الاسلام خير الجزاء ، ثم
انطلقت إلى ضيعتي فأقمت بها شهورا ونحو ذلك ، فاشتقت إلى رؤيته فقدمت وسألت
عنه فقيل : قد قتل أمير المؤمنين عليهالسلام
فاسترجعت وصليت عليه صلاة كثيرة وقلت
عند فراقي : ذهب العلم ، وكان أول عدل رأيته منه تلك الليلة وآخر عدل رأيته
منه في ذلك اليوم ، فمالي لا أبكي؟ وكان هذا من دلائله عليهالسلام .
٢٧
ـ ختص : القاسم بن محمد الهمداني ، عن إبراهيم
بن محمد بن أحمد بن إبراهيم
الكوفي ، عن أبي الحسين يحيى بن محمد الفارسي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن
أبيه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام
قال : خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة وبين يدي
قنبر ، فقلت له : ياقنبر ترى ما أرى؟ فقال : قد ضوأ الله لك يا أمير المؤمنين عما
عمي عنه بصري ، فقلت : يا أصحابنا ترون ما أرى؟ فقالوا : لا قد ضوأ الله لك يا
أمير المؤمنين عما عمي عنه أبصارنا ، فقلت والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لترونه
كما أراه ولتسمعن كلامه كما أسمع ، فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة مديد
القامة له عينان بالطول ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
،
____________________
فقلت : من أين أقبلت
يا لعين؟ قال : من الآثام
، فقلت : وأين تريد؟ قال : الآثام
فقلت : بئس الشيخ أنت ، فقال : لم تقول هذا ياأمير المؤمنين؟ فوالله لاحدثنك بحديث
عني عن الله عزوجل ما بيننا ثالث؟ فقلت : يالعين عنك عن الله؟! مابينكما ثالث؟
قال : نعم ، إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت : إلهي وسيدي ماأحسبك
خلقت خلقا هو أشقى مني ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلي : بلى قد خلقت من هو أشقى
منك ، فانطلق إلى مالك يريكه ، فانطلقت إلى مالك وقلت : السلام يقرأ عليك السلام
ويقول : أرني من هو أشقى مني ، فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الاعلى ،
فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا ، فقال لها : اهدئي ، فهدأت
ثم انطلق منه
إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سوادا وأشد حمى
فقال لها : اخمدي ، فخمدت ، إلى أن انطلق بي إلى السابع ، وكل نار تخرج
من طبق فهي أشد من الاولى ، فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا
وجميع ماخلقه الله عزوجل ، فوضعت يدي على عيني وقلت : مرها يامالك تخمد
وإلا خمدت ، فقال : إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم ، فأمرها فخمدت ، فرأيت
رجلين في أعناقهما سلاسل النيران ، معلقين بها إلى فوق ، وعلى رؤوسهما قوم معهم
مقامع النيران يقمعونهما بل ، فقلت : يا مالك من هذان؟ فقال : وما قرأت على
ساق العرش؟ وكنت قبل قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام : « لا إله إلا الله
محمد رسول الله أيدته ونصرته بعلي » فقال : هذان عدوا أولئك وظالماهم .
أقول
: قد مضى بعض الاخبار في باب حبه عليهالسلام ، وبعضها في باب أن
الجن
تأتيهم عليهمالسلام
في كتاب الامامة ، وسيأتي قصة بئر العلم وغيرها في باب شجاعته
صلوات الله عليه.
____________________
٨٤
( باب )
* ( أنه عليهالسلام
قسيم الجنة والنار ، وجواز الصراط ) *
١
ـ لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن
النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة
عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ، عن علي عليهالسلام
قال : قال رسول الله (ص) إذا كان يوم القيامة يؤتى بك ياعلي على عجلة
من نور ، وعلى رأسك تاج له
أربعة أركان ، على كل ركن ثلاثة أسطر : « لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي
الله » وتعطى مفاتيح الجنة ، ثم يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه
ثم يجمع لك الاولون والاخرون في صعيد واحد ، فتأمر بشيعتك إلى الجنة و
بأعدائك إلى النار ، فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار ، ولقد فاز من تولاك وخسر
من عاداك ، فأنت في ذلك اليوم أمين الله وحجة الله الواضحة .
٢
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ياعلي إنك قسيم النار
وإنك لتقرع باب الجنة وتدخلها بلا حساب .
صح
: عنه عليهالسلام
مثله .
٣
ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن
علي الانصاري ، عن الهروي
قال : قال المأمون يوما للرضا عليهالسلام
: يا أبا الحسن أخبرني عن جدك أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام
بأي وجه هو قسيم الجنة والنار؟ وبأي معنى؟ فقد كثر
فكري في ذلك ، فقال له الرضا عليهالسلام
: يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه
____________________
عن عبدالله بن عباس
أنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول حب علي إيمان و
بغضه كفر؟ فقال : بلى ، فقال الرضا عليهالسلام
فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبه
وبغضه فهو قسيم الجنة والنار ، فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن ،
أشهد أنك وارث علم رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال أبوالصلت الهروي : فلما انصرف الرضا
إلى منزله أتيته فقلت له :
يا ابن رسول الله ما أحسن ماأجبت به أمير المؤمنين! فقال لي الرضا عليهالسلام : إنما كلمته
من حيث هو
، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي عليهمالسلام
أنه قال : قال
لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ياعلي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة تقول للنار : هذا
لي وهذا لك .
٤
ـ ما : الفحام ، عن عمه عمرو بن يحيى ، عن
إسحاق بن عبدوس ، عن محمد
ابن بهار ، عن زكريا بن يحيى ، عن جابر ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث ،
عن أبيه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : أتيت النبي صلىاللهعليهوآله وعنده أبوبكر
وعمر فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلا فخذي أو فخذ
رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
فقال صلىاللهعليهوآله
: مه يا عائشة لا تؤذيني في علي فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وهو أمير
المؤمنين يجلسه الله يوم القيامة على الصراط فيدخل
أولياءه الجنة وأعداءه النار .
٥
ـ ع : القطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن
البرمكي ، عن عبدالله بن
داهر ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله جعفر بن محمد
الصادق عليهالسلام
: لم صار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
قسيم الجنة والنار؟
قال : لان حبه إيمان وبغضه كفر ، وإنما خلقت الجنة لاهل الايمان وخلقت
النار لاهل الكفر ، فهو قسيم الجنة والنار لهذه العلة ، فالجنة لايدخلها إلا أهل
محبته والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه ، قال المفضل : فقلت : ياابن رسول الله
فالانبياء
____________________
والاوصياء عليهمالسلام [ وأولياؤهم ]
كانوا يحبونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه؟ قال : نعم
قلت : فكيف ذلك؟ قال : أما علمت أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال يوم خيبر : « لاعطين الراية
غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ما يرجع حتى يفتح الله عليه يديه » فدفع الراية إلى علي عليهالسلام
ففتح الله عزوجل على يديه؟ قلت : بلى ، قال : أما
علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما أتي بالطائر المشوي قال : « اللهم ائتني بأحب
خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر » وعنى به عليا عليهالسلام؟ قلت : بلى ،
قال : فهل يجوز أن لايحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم رجلا يحبه الله ورسوله ،
ويحب الله ورسوله ، فقلت له : لا ، قال : فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم
لايحبون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائه عليهمالسلام؟
قلت : لا ، قال : فقد ثبت أن
جميع أنبياء الله ورسله [ وجميع الملائكة ] وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب
عليهالسلام
محبين ، وثبت أن أعداءهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبتهم مبغضين ،
قلت : نعم ، قال : فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الاولين والآخرين ولا يدخل
النار إلا من أبغضه من الاولين والآخرين ، فهو إذن قسيم الجنة والنار.
قال المفضل بن عمر :
فقلت له : يا ابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك ،
فزدني مما علمك الله ، قال : سل يا مفضل ، فقلت له : يا ابن رسول الله فعلي بن
أبي طالب عليهالسلام
يدخل محبه الجنة ومبغضه النار أو رضوان ومالك؟ فقال :
يامفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو روح إلى الانبياء و
هم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام؟ قلت : بلى ، قال : أما علمت أنه دعاهم إلى
توحيد الله وطاعته واتباع أمره ووعدهم الجنة على ذلك وأوعد من خالف ما
أجابوا إليه وأنكره النار؟ قلت : بلى ، قال : أو ليس النبي صلىاللهعليهوآله ضامنا لما وعد
وأوعد عن ربه عزوجل؟ قلت : بلى ، قال : أوليس علي بن أبي طالب عليهالسلام خليفته
وإمام أمته؟ قلت : بلى ، قال : أوليس رضوان ومالك من جملة الملائكة و
المستغفرين لشيعته الناجين بمحبته؟ قلت : بلى ، قال : فعلي بن أبي طالب عليهالسلام
إذا قسيم الجنة والنار عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ورضوان ومالك صادران عن أمره
بأمر الله تبارك
وتعالى ، يامفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لاتخرجه
إلا إلى أهله .
٦
ـ ما : الفحام ، عن محمد بن هاشم الهاشمي ، عن
أبيه ، عن محمد بن زكريا الجوهري
البصري ، عن عبدالله بن المثنى ، عن تمامة بن عبدالله بن أنس بن مالك ، عن أبيه ،
عن جده ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم
لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام. قال : قال
الفحام : وفي هذا المعنى حدثني أبوالطيب محمد بن الفرحان الدوري ، قال : حدثنا
محمد بن علي بن فرات الدهان ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن
الاعمش ، عن ابن المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب : أدخلا الجنة من
أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما ، وذلك قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل
كفار عنيد
».
٧
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إبراهيم بن
حفص ، عن عبيد بن
الهيثم الانماطي ، عن الحسن بن سعيد النخعي ، عن شريك بن عبدالله القاضي
قال : حضرت الاعمش في علته التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن
شبرمة وابن أبي ليلى
وأبوحنيفة ، فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديدا ، و
____________________
ذكر ما يتخوف من
خطيئاته ، وأدركته رنة فبكى ، فأقبل عليه أبوحنيفة فقال :
يا أبا محمد اتق الله وانظر لنفسك فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من
أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب عليهالسلام
بأحاديث لو رجعت
عنها كان خيرا لك ، قال الاعمش : مثل ماذا يا نعمان؟ قال : مثل حديث عباية :
« أنا قسيم النار » قال : أو لمثلي تقول
يا يهودي؟ أقعدوني سندوني أقعدوني ،
حدثني والذي إليه مصيري موسى بن طريف ولم أر أسديا كان خيرا منه ،
قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحي ، قال : سمعت عليا أمير المؤمنين عليهالسلام
يقول : أنا قسيم النار ، أقول : هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه. وحدثني
أبوالمتوكل الناجي في إمرة الحجاج وكان يشتم عليا شتما مقذعا يعني الحجاج
لعنه الله عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان
يوم القيامة يأمر الله عزوجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا
الجنة من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما ، قال
أبوسعيد : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما آمن بالله من لم يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم
يتول أو قال : لم يحب عليا ، وتلا : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » قال : فجعل
أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا لا يجيبنا أبومحمد بأطم من هذا ، قال
الحسن بن سعيد : قال لي شريك بن عبدالله : فما أمسى يعني الاعمش حتى
فارق الدنيا .
٨
ـ ما : المفيد ، عن المظفر بن محمد الوراق ،
عن محمد بن همام ، عن الحسن
بن زكريا البصري ، عن عمر بن المختار ، عن أبي محمد البرسي ، عن النضر ، عن
____________________
ابن مسكان ، عن
الباقر عليهالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقدمت الصراط وقيل للناس : « جوزوا » وقلت
لجهنم :
هذا لي وهذا لك؟ فقال علي : يارسول الله ومن أولئك؟ فقال : أولئك شيعتك
معك حيث كنت .
٩
ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه
، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامد وفرغ الله من حساب الخلائق دفع
الخالق عزوجل مفاتيح الجنة والنار إلي فأدفعها إليك ، فأقول لك : احكم ،
قال علي : والله إن للجنة إحدى وسبعين بابا يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل
بيتي ، ومن باب واحد سائر الناس .
١٠
ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي
الخطاب ، عن موسى بن
سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبوعبدالله
عليهالسلام
: إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق ، يقف عليه رجل
يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره ، فينادي الذي عن يمينه : يا معشر الخلائق ،
هذا علي بن أبي طالب يدخل الجنة من شاء ، وينادي الذي عن يساره : يا معشر
الخلائق هذا علي بن أبي طالب عليهالسلام
صاحب النار يدخلها من شاء .
ير
: ابن أبي الخطاب مثله .
١١
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وعبدالله
بن عامر ، عن محمد بن سنان
عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: أنا
قسيم الله بين الجنة والنار ، وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم .
____________________
١٢
ـ لى : أبي ، عن المؤدب ، عن أحمد الاصفهاني ،
عن الثقفي ، عن قتيبة
ابن سعيد ، عن حماد بن زيد ، عن عبدالرحمن السراج ، عن نافع ، عن عبدالله بن
عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
: إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور ، وعلى رأسك تاج قد أضاء
نوره ، وكاد يخطف أبصار
أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمد رسول الله؟
فتقول
ها أنا ذا ، قال : فينادي
يا علي أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك النار ، فأنت
قسيم الجنة وأنت قسيم النار .
١٣
ـ فس : أبوالقاسم الحسيني ، عن فرات بن
إبراهيم ، عن محمد بن أحمد بن حسان
عن محمد بن مروان ، عن عبيد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين ، عن
أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم في قوله : « ألقيا في جهنم كل
كفار عنيد
» قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس
يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، ثم يقول الله تبارك
وتعالى لي ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وكذبكما في النار .
١٤
ـ ير : موسى بن عمر ، عن عثمان بن عيسى ، عن
عروة بن موسى ، عن جابر
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال علي : أنا قسيم الجنة والنار ، أدخل أوليائي الجنة
وأدخل أعدائي النار .
١٥
ـ ير : علي بن حسان ، قال : حدثني أبو عبدالله
الرياحي ، عن
أبي الصامت الحلواني ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
:
أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، لايدخلهما داخل إلا على أحد قسمي ، وأنا الفاروق
الاكبر .
____________________
١٦
ـ ير : محمد بن الحسين ، عن المفضل بن عمر
الجعفي ، عن أبي عبدالله
عليهالسلام
قال : سمعته يقول : إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لديان
الناس يوم القيامة وقسيم الله بين الجنة والنار ، لايدخلهما داخل إلا على أحد
قسمين
وإنه الفاروق الاكبر .
١٧
ـ ير : أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ،
عن محمد بن جمهور ، عن
عبدالله بن عبدالرحمن ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إذا كان
يوم القيامة وضع منبر يراه الخلائق ، يصعده رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن
شماله ، ينادي الذي عن يمينه : يامعشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب صاحب الجنة
يدخلها من يشاء ، وينادي الذي عن يساره : يامعشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب
صاحب النار يدخلها من يشاء .
١٨
ـ ير : أبومحمد ، عن عمران بن موسى ، عن موسى
بن جعفر ، عن علي بن
أسباط ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن الاعمش ، عن موسى بن طريف ، عن
عباية الاسدي قال : سمعت عليا عليهالسلام
يقول : أنا قسيم النار .
١٩
ـ ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن
عروة بن موسى ، عن جابر
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال علي عليهالسلام
: أنا قسيم النار أدخل أوليائي الجنة و
أعدائي النار .
٢٠
ـ ير : أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر ، عن
محمد بن سنان ، عن المفضل بن
عمر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: أنا قسيم بين الجنة
والنار ، وأنا الفاروق الاكبر ، وأنا صاحب العصا والميسم .
٢١
ـ شف : من كتاب إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن
مخول بن إبراهيم ، عن
عمر بن شيبة ، عن جابر الجعفي ، قال : أخبرني وصي الاوصياء قال : دخل علي
عليهالسلام
على النبي صلىاللهعليهوآله
وعنده عائشة ، فجلس قريبا منها ، فقالت : ماوجدت
____________________
يا ابن أبي طالب
مقعدا إلا فخذي! فضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله
على ظهرها فقال :
يا عائشة لا تؤذيني في أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين ،
يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار .
٢٢
ـ شف : محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن
محمد بن وهبان ، عن أحمد بن
إبراهيم الثقفي ، عن يحيى بن عبد القدوس ، عن علي بن محمد الطيالسي ، عن وكيع
ابن الجراح ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري
قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على
الصراط ، فلا يجوز أحد إلا ببراءة
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
وإلا
أكبه الله على منخره
في النار ، ذلك قوله تعالى : « وقفوهم
إنهم مسئولون » قلت : فداك أبي وأمي يا رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما تعني براءة
أمير المؤمنين؟ قال :
لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين وصي رسول الله .
٢٣
ـ قب : تفسير مقاتل عن عطاء ، عن ابن عباس « يوم لا يخزي الله
النبي
» لايعذب الله محمدا « والذين
آمنوا معه » لايعذب علي بن أبي طالب وفاطمة
والحسن والحسين وحمزة وجعفر « نورهم
يسعى » يضيئ على الصراط لعلي وفاطمة
مثل الدنيا سبعين مرة ، فيسعى نورهم بين أيديهم ويسعى عن أيمانهم وهم يتبعونها
فيمضي أهل بيت محمد وآله زمرة على الصراط مثل البرق الخاطف ، ثم قوم مثل الريح
ثم قوم مثل عدو الفرس ، ثم يمضي قوم مثل المشي ، ثم قوم مثل الحبو ، ثم قوم
____________________
مثل الزحف ، ويجعله
الله على المؤمنين عريضا وعلى المذنبين دقيقا ، قال الله تعالى :
« يقولون ربنا أتمم لنا نورنا
» حتى نجتاز به على الصراط ، قال : فيجوز
أمير المؤمنين عليهالسلام
في هودج من الزمرد الاخضر ، ومعه فاطمة عليهاالسلام
على نجيب من
الياقوت الاحمر ، حولها سبعون ألف حوراء
كالبرق اللامع.
ابن عباس وأنس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا كان يوم
القيامة ونصب الصراط
على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام وذلك
قوله تعالى : « وقفوهم
إنهم مسئولون ».
وحدثني أبي شهر آشوب بإسناد له إلى
النبي صلىاللهعليهوآله
: لكل شئ جواز وجواز
الصراط حب علي بن أبي طالب.
تاريخ الخطيب : ليث ، عن مجاهد ، عن
طاوس ، عن ابن عباس قلت للنبي
صلىاللهعليهوآله
: يا رسول الله للناس جواز؟ قال : نعم ، قلت : وما هو؟ قال
حب علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وفي حديث وكيع قال أبوسعيد : يا رسول
الله ما معنى براءة علي؟ قال : لا إله
إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله.
وسأل النبي صلىاللهعليهوآله جبرئيل : كيف تجوز
أمتي الصراط؟ فمضى وعاد وقال
إن الله تعالى يقرؤك السلام ويقول : إنك تجوز الصراط بنوري ، وعلي بن أبي طالب
عليهالسلام
يجوز الصراط بنورك ، وأمتك تجوز الصراط بنور علي ، فنور أمتك
من نور علي ، ونور علي من نورك ، ونورك من نور الله.
وفي خبر : وهو الصراط الذي يقف على
يمينه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلى شماله
أمير المؤمنين عليهالسلام
ويأتيهما النداء من الله : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ».
الحسن البصري ، عن عبدالله ، عن النبي صلىاللهعليهوآله في خبر : وهو جالس
على
____________________
كرسي من نور يعني
عليا يجري بين يديه التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلا
وله براة
بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف على الجنة ويدخل محبيه الجنة و
مبغضيه النار.
الباقر عليهالسلام
سئل النبي صلىاللهعليهوآله
عن قوله تعالى : « ألقيا
في جهنم » الآية ، فقال
يا علي إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت عن
يمين العرش
، ويقول الله ، يا محمد ويا علي قوما وألقيا من أبغضكما وخالفكما و
كذبكما في النار.
الرضا عليهالسلام
عن النبي صلىاللهعليهوآله
: نزلت في وفي علي هذه الآية.
شريك القاضي وعبدالله بن حماد الانصاري
قال كل واحد منهما : حضرت
الاعمش في علته التي قبض فيها وعنده ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبوحنيفة ، فقال
أبوحنيفة : يا با محمد اتق الله وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا و
أول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بأحاديث لو تبت عنها كان خيرا
لك ، قال الاعمش : مثل ماذا؟ قال : مثل حديث عباية الاسدي « إن عليا قسيم
النار » قال : أقعدوني سندوني
، حدثني والذي إليه مصيري موسى بن
طريف إمام بني أسد ، عن عباية بن ربعي إمام الحي ، قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول :
أنا قسيم النار أقول : هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه. وحدثني أبوالمتوكل
الناجي في إمرة الحجاج عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم
القيامة يأمر الله عزوجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنة
من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما. وفي رواية : ألقيا في
النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما. وفي رواية غيرهما. وحدثني أبووائل
____________________
قال : حدثني ابن
عباس قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان
يوم القيامة يأمر الله عليا
أن يقسم بين الجنة والنار ، فيقول للنار : خذي ذا عدوي وذري ذا وليي ، قال :
فجعل أبوحنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا لايجئ أبومحمد بأعظم من هذا! قال :
فما أمسى الاعمش حتى توفي .
شيرويه في الفردوس قال حذيفة : قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: علي قسيم النار.
الصفواني في الاحن والمحن في خبر طويل
عن إسحاق بن موسى بن جعفر ،
عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: وينزل الملكان يعني رضوان ومالك فيقول مالك : إن الله أمرني بلطفه ومنه أن أسعر
النيران فسعرتها ، وأن أغلق
أبوابها فغلقتها ، وأن آتيك بمفاتيحها فخذها يا محمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من
ربي فله الحمد على على ما من به علي ، ثم أدفعها إلى علي ، ثم يقول رضوان : إن
الله
أمرني بمنه ولطفه أن أزخرف الجنان فزخرفتها ، وأن أغلق أبوابها فغلقتها ، وأن
آتيك بمفاتيحها فخذها يا محمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على
مامن به علي ، ثم أدفعها إلى علي عليهالسلام
فينزل علي وفي يده مفاتيح الجنة ومقاليد
النار ، فيقف علي بحجزتها ويأخذ بزمامها ، وقد تطاير شررها وعلا زفيرها وتلاطمت
أمواجها ، فتناديه النار : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي :
اتركي هذا وليي وخذي هذا عدوي ، وإن جهنم يومئذ لاطوع لعلي من غلام
أحدكم لصاحبه.
وقال الزمخشري في الفائق : معنى قول علي : أنا قسيم النار أي
مقاسمها
ومساهمها ، يعني أن القوم على شطرين : مهتدون وضالون ، فكأنه قاسم النار إياهم
فشطر لها وشطر معه في الجنة.
ولقد صنف محمد بن سعد كتاب من روى في علي عليهالسلام أنه قسيم النار.
____________________
قال عمرو بن شمر : اجتمع الكلبي والاعمش
فقال الكلبي : أي شئ أشد
ما سمعت في مناقب علي عليهالسلام
؟ فحدث بحديث
عباية أنه قسيم النار ، فقال
الكلبي : وعندي أعظم مما عندك ، أعطى رسول الله صلىاللهعليهوآله
كتابا فيه أسماء
أهل
الجنة وأسماء أهل النار.
عبد الصمد بن بشير عن الصادق عليهالسلام في خبر طويل يذكر
فيه حديث الاسراء
ثم قال : « فأوحى إلى عبده ما أوحى » قال : دفع إليه كتابا يعني إلى النبي
صلىاللهعليهوآله
فيه أسماء أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فأخذ كتاب
اليمين بيمينه ونظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، فقال
الله
تعالى : « آمن الرسول
بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله
» الآية ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « ربنا
لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
» فقال
تعالى : قد فعلت ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: « ولا تحملنا مالا طاقة لنا به » إلى آخر
السورة ، كل ذلك يقول الله تعالى : قد فعلت ، ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه
وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ،
ثم ساق جعفر الصادق عليهالسلام
الكلام إلى أن قال : ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما
إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وفي رواية محمد بن زكريا الغلابي
والحديث مختصر أن رضوان ينادي : إن الله
أمرني أن أدفع مفاتيح الجنان إلى محمد صلىاللهعليهوآله
، وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
فاشهدوا لي عليه
، ثم يقوم خازن جهنم وينادي : ألا إن الله
عزوجل أمرني أن أدفع مفاتيح جهنم إلى محمد وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى
____________________
علي ، فقال : اشهدوا
لي عليه فيأخذ
مفاتيح الجنة والنار ، وتأخذ حجزتي وأهل
بيتك يأخذون حجزتك ، وشيعتك يأخذون حجزة أهل بيتك ، قال : فصفقت بكلتي
يدي وقلت : إلى
الجنة يا رسول الله؟ فقال : إي ورب الكعبة.
محمد الفتال في روضة الواعظين قال النبي
صلىاللهعليهوآله
: حلقة باب الجنة ذهب ،
فإذا دقت الحلقة على الصفيحة طنت وقالت : يا علي.
خصائص النطنزي قيس بن أبي حازم عن ابن
مسعود قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
:
علي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة من تعلق بها دخل الجنة .
٢٤
ـ جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن
عيسى ، عن علي بن
النعمان ، عن غانم بن مغفل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : يا أبا حمزة
لا تضعوا عليا دون ما رفعه الله ، ولا ترفعوا عليا فوق ما جعل الله ، كفى عليا أن
يقاتل أهل الكرة وأن يزوج أهل الجنة .
٢٥
ـ جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ،
عن ابن عيسى ، عن علي بن
الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: يا علي أنت مني وأنا منك ، وليك وليي
ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، يا علي أنا حرب لمن حاربك
وسلم لمن سالمك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، يا علي أنت قسيم
الجنة والنار ، لايدخل الجنة إلا من عرفك وعرفته ، ولا يدخل النار إلا من
أنكرك وأنكرته ، يا علي أنت والائمة من ولدك
على الاعراف يوم القيامة ،
____________________
تعرف المجرمين
بسيماهم والمؤمنين بعلاماتهم ، يا علي لولاك لم يعرف المؤمنون
بعدي .
٢٦
ـ بشا : والدي أبوالقاسم الفقيه وعمار بن ياسر
وولده سعد بن عمار ، جميعا
عن إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن محمد بن حمزة العلوي من كتابه بخطه ، عن محمد
ابن جعفر ، عن حمزة بن إسماعيل ، عن أحمد بن الخليل ، عن يحيى بن عبدالحميد ،
عن شريك ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما فتح
رسول الله صلىاللهعليهوآله
مدينة خيبر
قدم جعفر عليهالسلام
من الحبشة ، فقال النبي (ص) :
لا أدري أنا بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ وكانت مع جعفر عليهالسلام جارية
فأهداها إلى علي عليهالسلام
فدخلت فاطمة عليهاالسلام
بيتها فإذا رأس علي في حجر الجارية ،
فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها ، فتبرقعت ببرقعها ووضعت خمارها
على رأسها تريد النبي صلىاللهعليهوآله
تشكو إليه عليا ، فنزل جبرئيل عليهالسلام
على النبي
صلىاللهعليهوآله
فقال له : يا محمد الله يقرء عليك السلام
ويقول لك : هذه
فاطمة أتتك
تشكو عليا فلا تقبلن منها ، فلما دخلت فاطمة عليهاالسلام
قال
لها النبي صلىاللهعليهوآله
: ارجعي إلى بعلك وقولي له : رغم أنفي لرضاك ، فرجعت فاطمة
عليهاالسلام
فقالت : يا ابن عم رغم أنفي لرضاك رغم أنفي لرضاك ، فقال علي عليهالسلام
يا فاطمة شكوتيني إلى النبي صلىاللهعليهوآله
واحياآه من رسول الله صلىاللهعليهوآله
أشهدك يافاطمة أن هذه الجارية حرة لوجه الله في مرضاتك ، وكان مع علي خمس مائة
درهم فقال :
وهذه الخمس مائة درهم صدقة على فقراء المهاجرين والانصار في مرضاتك ، فنزل
جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يا محمد الله يقرء عليك السلام
ويقول : بشر علي
____________________
ابن أبي طالب عليهالسلام بأني قد وهبت له
الجنة بحذافيرها بعتقه
الجارية في مرضاة
فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف علي على باب الجنة فيدخل من يشاء الجنة
برحمتي ويمنع منها من يشاء بغضبي ، وقد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمس
مائة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار
فيدخل من يشاء النار بغضبي ويمنع منها من يشاء منها برحمتي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله :
بخ بخ من مثلك يا علي وأنت قسيم الجنة والنار؟ .
٢٧
ـ بشا : يحيى بن محمد الجواني ، عن جامع بن
أحمد الدهستاني
، عن
علي بن الحسين بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، عن يعقوب بن أحمد ،
عن محمد بن عبدالله بن محمد ، عن عبيد بن كثير العامري ، عن إسماعيل بن موسى ، عن
محمد بن الفضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : إذا كان
يوم القيامة أقعد الله جبرئيل ومحمدا عليهماالسلام
ولا يجوز أحد إلا كان
معه براءة من علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
.
٢٨
ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن محمد بن القاسم الفارسي
عن عبدالله بن أحمد بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد المروزي ، عن محمد بن عمير ، عن
عمر
ابن هارون ، عن الهيثم بن أحمد المصري ، عن ذي النون ، عن مالك بن أنس ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة نصب الصراط على شفير جهنم ، فلا يجاوز إلا من كان معه براءة بولاية
علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
____________________
٢٩
ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ،
عن جده ، عن محمد بن القاسم الفارسي
عن أحمد بن محمد بن أبي السميدع ، عن علي بن سلمة ، عن الحسين بن الحسن القرشي ،
عن
معاذ الحماني ، عن جابر الجعفي ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن النوفل
عن أبيه ، عن علي عليهالسلام
قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعنده أبوبكر وعمر وعائشة فقعدت بينهما ، فقالت عائشة : ماوجدت مكانا غير هذا؟
فضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله
فخذها وقال : لاتؤذيني في أخي فإنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر
المحجلين ،
يقعده الله عزوجل يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار .
٣٠ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي
الحسين بن أبي الطيب ، عن محمد بن
فضيل ، عن علي بن عاصم ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن ابن مسعود
عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : يا علي أنت قسيم الجنة والنار وأنت يعسوب المؤمنين.
٣١
ـ يف : ابن المغازلي بإسناده قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: أنت قسيم الجنة والنار ، وإنك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب .
٣٢
ـ أقول : قال البرسي في مشارق الانوار : روى
الرازي في كتابه مرفوعا
إلى ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النار ، وأمر
رضوان
أن يزخرف الجنة ، ثم يمد الصراط وينصب ميزان العدل تحت العرش ، وينادي
مناد يامحمد قرب أمتك إلى الحساب ، ثم يمد على الصراط سبع قناطر بعد كل
قنطرة سبعة آلاف سنة ، وعلى كل قنطرة ملائكة يتخطفون الناس ، فلا يمر
هلى هذه القناطر إلا من والى عليا وأهل بيته وعرفهم وعرفوه ، ومن لم يعرفهم سقط
في النار على أم رأسه ولو كان معه عمل سبعين ألف عابد .
وقال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح
قول أمير المؤمنين عليهالسلام
: « نحن الشعار
____________________
والاصحاب والخزنة
والابواب » يشير إلى نفسه ، وهو أبدا يأتي بلفظ الجمع ، و
مراده الواحد ، والشعار مايلي الجسد من الثياب ، فهو أقرب من سائرها إليه ، و
مراده الاختصاص برسول الله صلىاللهعليهوآله
والخزنة والابواب يمكن أن يعنى به خزنة العلم
وأبواب العلم بقول
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة
فليأت الباب » وقوله : « فليأت خازن علمي
» وقال : تارة أخرى : « عيبة علمي » ويمكن أن يريد به خزنة الجنة وأبواب الجنة ، أي لا يدخل الجنة إلا من وافى
بولايتنا ، فقد جاء في حقه الشائع المستفيض
أنه قسيم النار والجنة ، وذكر
أبوعبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا :
لانه لما كان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار كان بهذا الاعتبار قسيم النار
والجنة ، قال أبوعبيد : وقال غير هؤلاء : بل هو قسيمها بنفسه على الحقيقة ، يدخل
قوما إلى الجنة وقوما إلى النار وهذا الذي ذكره أبوعبيد أخيرا هو يطابق الاخبار
الواردة فيه : يقول للنار : هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه .
وقال ابن الاثير في النهاية : في حديث
علي عليهالسلام
: « أنا قسيم النار » أراد أن
الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي فهم على ضلال. فنصف معي
في الجنة ونصف علي في النار ، وقسيم فعيل بمعنى مفاعل. انتهى .
أقول
: قد مضى مايدل على ذلك في الابواب
السالفة ، وسيأتي في الابواب
اللاحقة ، وقد أوردنا جلها في كتاب المعاد ، ولا شك في تواترها ، ولا يريب عاقل في
أن من كان قسيم الجنة والنار لايكون تابعا لغيره ، وكيف يجوز عاقل أن يكون
الامام محتاجا في دخول الجنة إلى إذن أحد من رعيته؟ مع أنه لايخفى على منصف
تتبع الآثار أن من تقدم عليه كانوا أعداءه ، وقد اشتمل تلك الاخبار على أنه يدخل
أعداءه النار ، فالحمد لله الذي رزقنا ولايته وولاية الائمة من ذريته الاخيار.
____________________
٨٥
( باب )
* ( أنه عليهالسلام
ساقي الحوض وحامل اللواء ، وفيه أنه عليهالسلام
) *
أول من يدخل الجنة
١
ـ ن : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن
ابن معبد ، عن ابن خالد
عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ياعلي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وأنت صاحب حوضي ، من أحبك
أحبني
ومن أبغضك أبغضني .
٢
ـ ن : أبي ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن
أبيه ، عن إبراهيم بن أبي حمود
عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ياعلي أنت المظلوم من بعدي فويل لمن ظلمك واعتدى عليك ، وطوبى لمن تبعك ولم يختر
عليك. يا علي أنت
المقاتل بعدي فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك ، ياعلي أنت الذي تنطق بكلامي
وتتكلم بلساني
بعدي ، فويل لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك ، يا علي
أنت سيد هذه الامة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها ، من فارقك فارقني يوم
القيامة ، ومن كان معك كان معي يوم القيامة ، ياعلي أنت أول من آمن بي وصدقني
وأنت أول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي ، وأنت أول من صلى معي والناس
يومئذ في غفلة الجهالة ، يا علي أنت أول من تنشق عنه الارض معي [ وأنت أول
من يبعث معي ] وأنت أول من يجوز الصراط معي ، وإن ربي عزوجل أقسم
بعزته أنه لايجوز
عقبة الصراط إلا من معه براءة بولايتك وولاية الائمة من
____________________
ولدك ، وأنت أول من
يرد حوضي تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك ، وأنت صاحبي
إذا قمت المقام المحمود ، ونشفع لمحبينا فنشفع فيهم ، وأنت أول من يدخل
الجنة وبيدك لوائي ، وهو لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من
الشمس والقمر ، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك وأغصانها في دور
شيعتك ومحبيك .
٣
ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ،
عن الحسن بن القاسم ، عن
علي بن إبراهيم بن يعلى ، عن علي بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبان بن عثمان
عن ابن سيابة ، عن حمران ، عن أبي حرب بن أبي الاسود الدئلي ، عن أبيه قال : سمعت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
يقول : والله لاذودن بيدي هاتين القصيرتين
عن حوض رسول الله صلىاللهعليهوآله
أعداءنا وليردنه أحباؤنا .
٤
ـ قب : في أخبار أبي رافع من خمسة طرق قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: يا علي ترد
( علي الحوض )؟ أنت وشيعتك
رواء مرويين ، ويرد عليك عدوك ظماء مقمحين.
وجاء في تفسير قوله تعالى : وسقاهم ربهم
« يعني
سيدهم علي بن أبي طالب
والدليل على أن الرب بمعنى السيد قوله تعالى : « اذكرني عند ربك
».
الفائق
: إن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : لعلي عليهالسلام
أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة
تذود عنه الرجال كما يذاد الاصيد البعير الصادي أي الذي به الصيد ، والصيد
داء يلوي عنقه .
____________________
٥
ـ قب : مقاتل والضحاك وعطاء وابن عباس في قوله
تعالى : « ومنهم »
أي
من المنافقين « من يستمع
إليك
» وأنت تخطب على منبرك وتقول : إن حامل
لواء الحمد يوم القيامة علي بن أبي طالب « حتى إذا خرجوا من عندك » تفرقوا عنك
وقالوا : ماذا قال آنفا على المنبر؟ استهزاء بذلك ، كأنهم لم يسمعوا ، ثم قال :
« أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ».
أبوالفتح الحفار ، بالاسناد ، عن جابر ،
عن ابن عباس
أنه سئل النبي
صلىاللهعليهوآله
عن قوله تعالى : « وعد
الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم
مغفرة وأجرا عظيما » قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء
من نور أبيض ونادى
مناد : ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلىاللهعليهوآله ، فيقوم علي عليهالسلام
فيعطى لواء من النور الابيض بيده ، تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين
والانصار ، لايخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ، الخبر .
المنتهى في الكمال عن ابن طباطبا قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: آدم ومن دونه تحت
لوائي يوم القيامة ، فإذا حكم الله بين العباد أخذ أمير المؤمنين اللواء وهو على
ناقة
من نوق الجنة ، ينادي : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » والخلق تحت اللواء إلى
أن
يدخلوا الجنة.
اعتقاد أهل السنة : جابر بن سمرة قال :
يا رسول الله من يحمل رايتك يوم
القيامة؟ قال : ومن عسى يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا علي بن
أبي طالب.
الاربعين عن الخطيب والفضائل عن أحمد في
خبر قال النبي صلىاللهعليهوآله
: آدم وجميع
____________________
خلق الله يستظلون
بظل لوائي يوم القيامة ، طوله مسيرة ألف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء
قضيبه فضة بيضاء ، زجه
درة خضراء ، له ثلاث ذوائب من در ، ذؤابة في المشرق ،
وذؤابة في المغرب ، والثالثة وسط الدنيا ، مكتوب عليه ثلاثة أسطر : الاول : « بسم
الله
الرحمن الرحيم » والثاني : « الحمد لله رب العالمين » والثالث « لا إله إلا الله
محمد
رسول الله » طول كل سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة ، وتسير بلوائي
يعني عليا والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين
إبراهيم في ظل العرش ، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ، ثم ينادي مناد من تحت
العرش : نعم الاب أبوك إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك علي.
وأخبرني أبوالرضي الحسيني الراوندي
بإسناده عن النبي صلىاللهعليهوآله
إذا كان
يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع
من الشمس والقمر ، وأنا على كرسي من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر
القدس ، فآخذه وأدفعه إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
، فوثب عمر فقال : يا رسول الله
وكيف يطيق على حمل اللواء؟ فقال صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة يعطي الله تعالى عليا
من القوة مثل قوة جبرئيل ، ومن النور مثل نور آدم ، ومن الحلم مثل حلم رضوان
ومن الجمال مثل جمال يوسف ، الخبر.
ونبأني أبوالعلاء الهمداني بالاسناد عن
جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول : أول من يدخل الجنة بين يدي النبيين والصديقين علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
فقام إليه أبودجانة فقال له : ألم تخبرنا أن الجنة محرمة
على الانبياء حتى تدخلها أنت وعلى الامم حتى تدخلها أمتك؟ قال : بلى ولكن
أما علمت أن حامل لواء الحمد أمامهم وعلي بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة
بين يدي يدخل به الجنة وأنا على أثره؟ الخبر.
أبوهريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : يقبل علي بن
أبي طالب عليهالسلام
يوم القيامة على
ناقة من فوق الجنة بيده لواء الحمد ، فيقول أهل الموقف : هذا ملك مقرب أو نبي
____________________
مرسل ، فينادي مناد
: هذا الصديق الاكبر علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وجاء فيما نزل من القرآن في أعداء آل
محمد عليهمالسلام
عن أبي عبدالله عليهالسلام
إذا رأى
أبوفلان وفلان منزل علي يوم القيامة إذا دفع الله لواء الحمد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
تحته كل ملك مقرب وكل ( نبي )؟ مرسل حتى يدفعه إلى علي « سيئت وجوه
الذين كفروا وقيل هذا » اليوم « الذي
كنتم به تدعون » أي باسمه تسمون
أمير المؤمنين .
عبدالرزاق ، عن معمر بن قتادة ، عن أنس
قال : سألت النبي صلىاللهعليهوآله
عن قوله
تعالى : « من جاء
بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون
» قال لي :
يا أنس أنا أول من تنشق الارض عنه يوم القيامة وأخرج ، ويكسوني جبرئيل سبع
حلل من حلل الجنة ، طول كل حلة مابين المشرق إلى المغرب ، ويضع على رأسي
تاج الكرامة ورداء الجمال ، ويجلسني على البراق ويعطبني لواء الحمد ، طوله مسيرة
مائة عام ، فيه ثلاث مائة وستون حلة من الحرير الابيض ، مكتوب عليه : « لا إله إلا
الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب ولي الله » فآخذه بيدي وأنظر يمنة ويسرة فلا
أرى أحدا ، فأبكي وأقول : يا جبرئيل ما فعل أهل بيتي وأصحابي ؟ فيقول :
يا محمد إن الله تعالى أول من أحيا اليوم من أهل الارض أنت ، فانظر كيف يحيي الله
بعدك أهل بيتك وأصحابك ، وأول من يقوم من قبره أمير المؤمنين ، ويكسوه جبرئيل
حللا من الجنة ، ويضع على رأسه تاج الوقار ورداء الكرامة ، ويجلسه على ناقتي
العضباء ، وأعطيه لواء الحمد فيحمله بين يدي ، ونأتي جميعا ونقوم تحت العرش ،
ومنه الحديث : أنت أول من تنشق عنه الارض بعدي .
____________________
٦
ـ عم : روى محمد بن المنكدر ، عن جابر بن
عبدالله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
كأني أنظر إلى ترافع مناكب أمتي على الحوض فيقول الوارد للصادر : هل شربت؟
فيقول : نعم والله لقد شربت ، ويقول بعضهم : لا والله ما شربت ، فيا طول عطشاه!
وقال صلىاللهعليهوآله
لعلي : والذي نبأ محمدا وأكرمه إنك الذائد عن حوضي تذود عنه رجالا
كما تذاد
البعير الصادي عن الماء ، بيدك عصا من عوسج ، كأني أنظر إلى مقامك
من حوضي.
وعن طارق عن علي عليهالسلام قال : ورب العباد
والبلاد والسبع الشداد لاذودن
يوم القيامة عن الحوض بيدي هاتين القصرتين ، قال : وبسط يديه.
وفي رواية أخرى : والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة لاقمعن بيدي هاتين عن
الحوض أعداءنا ولاوردنه أحباءنا .
٧
ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ،
عن جده ، عن محمد بن إسماعيل
العلوي ، عن أحمد بن علي بن مهدي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي : إن الله اطلع إلى الارض فاختارني ، ثم اطلع إليها
فاختارك ، أنت أبوولدي وقاضي ديني والمنجز عداتي وأنت غدا على حوضي طوبى لمن
أحبك وويل لمن أبغضك .
٨
ـ فر : أبوأحمد يحيى بن عبيد بن القاسم
القزويني ، معنعنا عن أبي وقاص
قال : صلى بنا النبي صلاة الفجر يوم الجمعة ، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن
وأثنى على الله تعالى فقال : أخرج يوم القيامة وعلي بن أبي طالب عليهالسلام أمامي ،
وبيده لواء الحمد ، وهو يومئذ شقتان : شقة من السندس وشقة من الاستبرق ،
فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة فقال :
____________________
قد أرسلوني إليك
لاسألك ، فقال : قل يا أخا البادية ، قال : ما تقول في علي بن
أبي طالب فقد كثر الاختلاف فيه؟ فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآله
ضاحكا فقال :
يا أعرابي ولم كثرت الاختلاف فيه؟ علي مني كرأسي من بدني وزري من قميصي
فوثب الاعرابي مغضبا ثم قال : يا محمد إني أشد من علي بطشا فهل يستطيع
علي أن يحمل لواء الحمد؟! فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: مهلا يا أعرابي فقد أعطاه الله
يوم القيامة خصالا شتى : حسن يوسف ، وزهد يحيى ، وصبر أيوب ، وطول آدم ،
وقوة جبرئيل عليهم الصلاة والسلام ، وبيده لواء الحمد ، وكل الخلائق ، تحت
اللواء ، وتحف به الائمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والاذان ، وهم الذين
لايتدودون في قبورهم ، فوثب الاعرابي مغضبا وقال : اللهم إن يكن ما قال محمد
حقا فأنزل علي حجرا ، فأنزل الله فيه : « سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له
دافع * من الله ذي المعارج ».
٩
ـ ع : الحسين بن علي الصوفي ، عن عبدالله بن
جعفر الحضرمي ، عن محمد
ابن عبدالله القرشي ، عن علي بن أحمد التميمي ، عن محمد بن مروان ، عن عبدالله بن
يحيى ، عن محمد بن الحسن بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين
ابن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام
قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أول
من يدخل الجنة
، فقلت يارسول الله : أدخلها قبلك؟ قال : نعم ، لانك صاحب
لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، وحامل اللواء هو المتقدم ، ثم
قال صلىاللهعليهوآله
: ياعلي كأني بك وقد دخلت الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد وتحته
آدم ومن دونه .
____________________
١٠
ـ ل : علي بن محمد بن الحسن القزويني ، عن
عبدالله بن زيدان ، عن
الحسن بن محمد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي خالد ، عن
زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهالسلام
قال : شكوت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
حسد من يحسدني ، فقال : ياعلي أما ترضى أن تكون أول أربعة يدخلون الجنة : أنا و
أنت وذرارينا خلف ظهورنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا ؟.
١١
ـ فر : أبوالقاسم الحسين معنعنا عن جابر بن عبدالله رضياللهعنه قال :
تذاكر أصحابنا الجنة عند النبي صلىاللهعليهوآله
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: إن أول أهل الجنة
دخولا في الجنة علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : فقال أبودجانة الانصاري رضي الله
عنه : يارسول الله أليس أخبرتنا أن الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها وعلى
الامم حتى يدخلها أمتك؟ قال : بلى يا أبا دجانة ، أما علمت أن لله لواء من نور
وعموده من ياقوت مكتوب على ذلك اللواء : « لا إله إلا الله محمد رسول الله وآل
محمد خير
البرية »؟ وصاحب اللواء أمام القوم ، قال : فسر بذلك علي عليهالسلام فقال : الحمد لله
يارسول الله الذي أكرمنا وشرفنا بك ، قال : فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ابشر ياعلي
مامن عبد يحبك وينتحل مودتك إلا بعثه الله يوم القيامة معنا ، ثم قرأ النبي
صلىاللهعليهوآله
هذه الآية : « إن المتقين
في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك
مقتدر
».
١٢
ـ يف : مسند أحمد بن حنبل عن مخدوج بن زيد
الهذلي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
آخى بين المسلمين ثم قال : يا علي أنت أخي بمنزلة هارون من موسى غير أنه
لا نبي بعدي ، ثم قال بعد كلام ذكره في وصف حال الانبياء عليهمالسلام يوم القيامة : ألا
وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الامم يحاسبون يوم القيامة ، ثم أنت أول من
يدعى بك لقرابتك ومنزلتك عندي ، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد ، فتسير
____________________
بين السماطين ، آدم
وجميع خلق الله تعالى يستظلون به ، ثم ذكر صفة اللواء ثم قال
فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم
عليهالسلام
في ظل العرش
ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ، ثم ينادي مناد من
تحت العرش : نعم الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك علي ، ابشر يا علي إنك
تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحيا إذا حييت .
مد
: بالاسناد إلى أحمد بن حنبل ، عن الحسين
بن راشد ، والصباح بن عبدالله
عن قيس بن ربيع ، عن سعد الحجاف ، عن عطية ، عن مخدوج بن زيد الهذلي وذكر
الحديث بتمامه مثل ما مر في باب الاخوة برواية الخوارزمي .
١٣
ـ مد : بالاسناد عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ،
عن محمد بن هشام ، عن الفضل
ابن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أعطيت
في علي خمس خصال هي أحب إلي من الدنيا وما فيها : أما واحدة فهو ذاب
بين يدي الله عزوجل حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيده و
آدم عليهالسلام
ومن ولد تحته ، وأما الثالثة فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف
من أمتي ، وأما الرابعة فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي عزوجل ، وأما الخامسة
فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان .
أقول
: أثبت عمدة أخبار هذا الباب في كتاب
المعاد ، وإنما أوردت منها ههنا
نزرا منها لئلا يخلو منها هذا المجلد ، وقد مضى وسيأتي بعضها في الابواب السالفة
والآتية ، وأي فضل يضاهي كونه صلوات الله عليه ساقي الحوض وحامل اللواء وأول
من يدخل الجنة؟ وكيف يجوز أن يتقدم عليه من لم يكن له فضل يدانيها؟.
____________________
٨٦
( باب )
* ( سائر ما يعاين من فضله
ورفعة درجاته صلوات الله عليه ) *
* ( عند الموت وفي القبر
وقبل الحشر وبعده ) *
١
ـ قب : أمالي ابن خشيش التميمي وتاريخ الخطيب وإبانة العكبري ،
بأسانيدهم عن عليم الكندي ، عن سليمان ، وفي فردوس شيرويه عن ابن عباس ، و
في رواية جماعة عن إسماعيل بن كهيل عن أبيه عن أبي صادق ، وعن سلمان واللفظ له
قال : أول هذه الامة ورودا على نبيها يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب
عليهالسلام
سمعت ذلك من نبيكم.
تاريخ بغداد بالاسناد عن ابن عباس قال :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو آخذ
بيد علي عليهالسلام
يقول : هذا أول من يصافحني يوم القيامة.
وروي أن النبي صلىاللهعليهوآله يأتي يوم القيامة
متكئا على علي.
حلية الاولياء سلمان بن عبدالله بإسناده عن الخدري قال : قال النبي
صلىاللهعليهوآله
: أعطيت في علي خمسا : أما إحداها فيواري عورتي ، والثاني
يقضي ديني ، وأما الثالثة فإنه متكاي في طول القيامة ، وأما الرابعة فإنه عوني
على حوضي ، وأما الخامسة فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا
زانيا بعد إحصان.
الطبري التاريخي بإسناده عن ابن عباس
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: أول من يكسى
يوم القيامة إبراهيم بخلته وأنا بصفوتي ، وعلي بن أبي طالب يزف بيني وبين إبراهيم
زفا إلى الجنة.
____________________
سعيد بن حبير عن ابن عباس : أول من يكسى
من حلل الجنة إبراهيم
بخلته من الله ، ثم محمد لانه صفوة الله ، ثم علي يزف بينهما إلى الجنان ،
ثم قرأ ابن عباس : « يوم
لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه » قال : علي
وأصحابه.
شرف المصطفى عن الخركوشي زاذان عن علي
بن أبي طالب عليهالسلام
قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: أما ترضى أن إبراهيم خليل الله يدعى يوم القيامة فيقام عن
يمين العرش فيكسى ، ثم أدعى فأكسى ، ثم تدعى فتكسى؟.
ومنه الحديث : إنه أول من يكسى معي .
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم
القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور
وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره ، وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من
عند الله : أين خليفة محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
فيقول علي : هاأناذا ،
فينادي المنادي
أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك النار ، وأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار.
وفي خبر عن جعفر الصادق عليهالسلام : فيأتي النداء من
قبل الله : يامعشر الخلائق
هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على عباده ، فمن تعلق بحبله في
دار الدنيا فليتعلق بحبله هذا اليوم يستضيئ بنوره ، وليتبعه إلى الدرجات العلى
من الجنان ، الخبر.
الفلكي المفسر قال علي عليهالسلام في قوله تعالى : « إخوانا على سرر متقابلين
» فينا والله نزلت أهل بدر ، ونزلت فيه قوله : « متكئين فيها على الارائك
».
____________________
الطبري والخركوشي في كتابيهما بالاسناد
عن سلمان قال النبي صلىاللهعليهوآله
:
إذا كان يوم القيامة ضربت لي قبة من ياقوتة حمراء على يمين العرش ، وضرب لابراهيم
قبة خضراء على يسار العرش ، وضرب فيما بينهما لعلي بن أبي طالب عليهالسلام قبة
من لؤلؤة بيضاء ، فما ظنكم بحبيب بين خليلين؟.
أبوالحسن الدار قطني وأبونعيم الاصفهاني
في الصحيح والحلية بالاسناد
عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم
القيامة نصب لي منبر طوله ثلاثون ميلا ، ثم ينادي مناد من بطنان العرش : أين محمد؟
فأجيب ، فيقال لي : ارق ، فأكون في أعلاه ، ثم ينادي الثانية : أين علي بن أبي
طالب؟ فيكون دوني بمرقاة ، فيعلم جميع الخلائق بأن محمدا سيد المرسلين وأن
عليا سيد الوصيين ، فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله فمن يبغض عليا بعد هذا؟
فقال : يا أخا الانصار لايبغضه من قريش إلا سفحي ولا من الانصار إلا يهودي
ولا من العرب إلا دعي
ولا من سائر الناس إلا شقي وفي رواية ابن مسعود :
ومن النساء إلا سلقلقية .
قوله تعالى : « فأولئك الذين أنعم
الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا » عبدالله بن حكيم بن جبير عن علي عليهالسلام أنه
قال للنبي (ص) : هل نقدر على رؤيتك في الجنة كلما أردنا؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
إن لكل نبي رفيقا وهو أول من يؤمن به من أمته ، فنزلت هذه الآية.
عباد بن صهيب ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه ، عن جده ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
في خبر قيل : يارسول الله فكم بينك وبين علي في الفردوس الاعلى؟ قال : فتر أو أقل
من فتر
، أنا على سرير من نور عرش ربنا ، وعلي على كرسي من نور كرسي
____________________
ربنا ، لايدرى أينا
أقرب من ربه عزوجل.
السدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن
ابن عباس في قوله تعالى : « فأما
إن
كان من المقربين » نزلت في علي عليهالسلام وأصحابه.
وروى الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن
عباس ، وروى الخطيب في تاريخه
بالاسناد عن أبي لهيعة
، عن جعفر بن ربيعة ، عن ابن عباس ، وروى الرضا ، عن
آبائه عليهمالسلام
واللفظ له كلهم عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : ليس في القيامة راكب غيرنا
ونحن أربعة ، أنا على دابة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، و
عمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب عليهالسلام
على ناقة من نوق الجنة
بيده لواء الحمد واقف بين يدي العرش ، ينادي : « لا إله إلا الله محمد رسول الله »
قال :
فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب
العالمين قال : فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش ما هذا ملك مقرب ولا نبي
مرسل ولا حامل عرش هذا الصديق الاكبر هذا علي بن أبي طالب عليهالسلام. وقد رواه
الخطيب في تاريخه بإسناده عن أبي هريرة ، وأبوجعفر الطوسي في أماليه بإسناده إلى
هارون الرشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، إلا
أنهما لم يذكرا حمزة وقالا في موضعه : فاطمة عليهاالسلام.
قوله تعالى : « إن الابرار يشربون من
كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب
بها عباد الله يفجرونها تفجيرا
» وقوله تعالى : « ويطاف
عليهم بآنية من فضة » إلى قوله : « سلسبيلا
» النبي صلىاللهعليهوآله في خبر : إن عليا
أول من يشرب السلسبيل
والزنجبيل ، وإن لعلي عليهالسلام
وشيعته من الله تعالى مكانا يغبطه الاولون و
الآخرون.
____________________
جابر الجعفي عن
الباقر عليهالسلام
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: ياعلي إن على يمين العرش
لمنابر من نور وموائد من نور ، فإذا كان يوم القيامة جئت وشيعتك يجلسون على
تلك المنابر يأكلون ويشربون والناس في الموقف يحاسبون.
تفسير أبي صالح قال ابن عباس في قوله
تعالى : « إن الابرار
لفي نعيم * على
الارائك ينظرون » إلى قوله : « المقربون
» نزلت في
علي وفاطمة والحسن
والحسين وحمزة وجعفر عليهمالسلام
وفضلهم فيها باهر.
الزجاج ومقاتل والكلبي والضحاك والسدي
والقشيري والثعلبي إن
عليا عليهالسلام
جاء في نفر من المسلمين نحو سلمان وأبي ذر والمقداد وبلال وخباب و
صهيب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فسخر بهم أبوجهل والمنافقون فضحكوا وتغامزوا ، ثم
قالوا لاصحابهم : رأينا اليوم الاصلع فضحكنا منه ، فأنزل الله تعالى : « إن الذين
أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون
» السورة « فاليوم الذين آمنوا
» يعني عليا وأصحابه « من
الكفار يضحكون » يعني أبا جهل
وأصحابه إذا رأوهم في
النار وهم « على
الارائك ينظرون ».
كتاب أبي عبدالله المرزباني قال ابن
عباس : « الذين آمنوا » علي بن أبي طالب
و « الذين كفروا » منافقو قريش.
الاصبغ بن نباتة وزيد بن علي أنه سئل
أمير المؤمنين عليهالسلام
عن قوله : « وعلى
الاعراف رجال » وسئل الصادق عليهالسلام واللفظ له فقال : نحن
أولئك الرجال
على الصراط مابين الجنة والنار ، فمن عرفناه وعرفنا دخل الجنة ، ومن لم يعرفنا
ولم نعرفه أدخل النار.
إبانة العكبري وكشف الثعلبي وتفسير
الفلكي بالاسناد عن أبي إسحاق
____________________
عاصم بن سليمان
المفسر ، عن جوير بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال :
الاعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر
ذو الجناحين ، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.
وروينا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال لعلي عليهالسلام : أنت ياعلي
والاوصياء من
ولدك أعراف الله بين الجنة والنار ، لايدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ، ولا
يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه.
وسأل سفيان بن مصعب العبدي الصادق عليهالسلام عنها فقال : هم
الاوصياء من
آل محمد صلىاللهعليهوآله
الاثنا عشر ، لا يعرف الله إلا من عرفهم ، قال : فما الاعراف جعلت
فداك؟ قال : كثائب من المسك عليها رسول الله والاوصياء يعرفون كلا بسيماهم ،
فأنشأ سفيان يقول :
وأنتم ولاة الحشر والنشر والجزا
|
|
وأنتم ليوم المفزع الهول مفزع
|
وأنتم على الاعراف وهي كثائب
|
|
من المسك رياها بكم يتضوع
|
ثمانية بالعرش إذ يحملونه
|
|
ومن بعدهم في الارض هادون أربع
|
وأما قول العامة : إن أصحاب الاعراف من
لايستحق الجنة ولا النار محال
وما جعل الله في الآخرة غير منزلتين إما للثواب وإما للعقاب ، وكيف يكون أصحاب
الاعراف بهذه الحالة وقد أخبر الله أنهم يعرفون الناس يومئذ بسيماهم وأنهم
يوقفون أهل النار على ذنوبهم ويقولون لهم : « ما أغنى عنكم جمعكم
» الآية ، و
ينادون أهل الجنة « أن
سلام عليكم » الآية.
أبان بن عياش عن أنس ، والكلبي عن أبي
صالح ، وشعبة عن قتادة ، والحسن
عن جابر ، والثعلبي عن ابن عباس ، وأبوبصير وعبدالصمد عن الصادق عليهالسلام قال :
سئل النبي صلىاللهعليهوآله
عن قوله تعالى : « طوبى
لهم وحسن مآب » قال : نزلت في علي
____________________
بن أبي طالب عليهالسلام وطوبى شجرة أصلها
في دار علي عليهالسلام
في الجنة ، وليس من
الجنة شئ إلا وهو فيها ، وعن ابن عباس : وفي دار كل مؤمن منها غصن.
وفي الكشف عن الثعلبي بإسناده عن أبي
جعفر عليهالسلام
وعن الحاكم الحسكاني
بالاسناد عن موسى بن جعفر عليهالسلام
قال : سئل النبي صلىاللهعليهوآله
عن طوبى فقال : شجرة
في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ، ثم سألوه عنها ثانية فقال : شجرة
أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة ، فقيل له في ذلك فقال : إن داري و
دار علي غدا واحدة.
سفيان بن عيينة عن ابن شهاب عن الاعرج
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يوما لعمر بن الخطاب : يا عمر إن في الجنة لشجرة مافي الجنة قصر
ولا دار ولا منزل ولا مجلس إلا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة ، أصل تلك
الشجرة في داري.
ثم مضى على ذلك ثلاثة أيام ثم قال :
ياعمر إن في الجنة لشجرة ما في الجنة
قصر ولا دار ولا منزل ولا مجلس إلا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة وأصل تلك
الشجرة في دار علي بن أبي طالب ، فقال عمر في ذلك فقال صلىاللهعليهوآله : يا عمر أما علمت
أن منزلي ومنزل علي بن أبي طالب عليهالسلام
في الجنة واحد؟.
الفلكي المفسر قال ابن سيرين : طوبى
شجرة في الجنة أصلها في دار علي
وسائر أغصانها في سائر الجنة.
السمعاني في فضائل الصحابة عن الفضل بن
مرزوق ، عن عطية ، عن
أبي سعيد قال النبي صلىاللهعليهوآله
: أول من يأكل من شجرة طوبى علي.
أم أيمن قال النبي صلىاللهعليهوآله : ولقد نحل الله
طوبى في مهر فاطمة عليهاالسلام
فجعلها
في منزل علي.
أبوالقاسم بإسناده عن محمد بن الحنفية
عن علي عليهالسلام
قال : أنا ذلك المؤذن.
وبإسناده عن أبي
صالح عن ابن عباس : إن لعلي عليهالسلام
آية في كتاب الله لايعرفها
الناس قوله : « فأذن مؤذن
بينهم
» يقول : ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي
واستخفوا بحقي.
أبوجعفر عليهالسلام
« ونادى
أصحاب الجنة
» الآية ، قال : المؤذن
أمير المؤمنين عليهالسلام.
في خطبة الافتخار : وأنا أذان الله في
الدنيا ومؤذنه في الآخرة ، يعني قوله
تعالى : « وأذان من
الله ورسوله » في حديث براءة ، وقوله : « فأذن مؤذن
» وأنه
لما صار في الدنيا منادي رسول الله صلىاللهعليهوآله
على أعدائه صار منادي الله في الاخرى
على أعدائه.
زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « فلما رأوه زلفة سيئت
وجوه الذين
كفروا
» الآية هذه نزلت في أمير المؤمنين وأصحابه الذين عملوا ما عملوا ، يرون
أمير المؤمنين عليهالسلام
في أغبط الاماكن لهم فيسوء وجوههم ويقال لهم : « هذا الذي
كنتم به تدعون » الذي انتحلتم اسمه. وفي رواية عنهم عليهمالسلام : هذا الذي كنتم
به تكذبون يعني أمير المؤمنين عليهالسلام.
أبوحمزة الثمالي عنه عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله في قوله : « لا يحزنهم الفزع
الاكبر
» الآيات ، قال : فيعطى ناقة فيقال : اذهب في القيامة حيث ماشئت ،
فإن شاء وقف في الحساب ، وإن شاء وقف على شفير جهنم ، وإن شاء دخل الجنة ،
وإن خازن النار يقول : يا هذا من أنت أنبي أم وصي؟ فيقول : أنا من شيعة محمد
وأهل بيته ، فيقول : ذلك لك.
الصادق عليهالسلام
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: من أحبني وأحب ذريتي أتاه جبرئيل
____________________
إذا خرج من قبره ،
فلا يمر بهول إلا أجازه إياه ، الخبر.
تاريخ بغداد : سفيان الثوري ، عن منصور
بن المعتمر ، عن جدته ، عن عائشة
قال النبي صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: حسبك ، مالمحبك حسرة عند موته ، ولا وحشة في قبره ولا فزع يوم القيامة.
أمالي الطوسي : الحارث الاعور عن أمير
المؤمنين عليهالسلام
قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة من ذي العرش ، وأخذت
أنت يا علي بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذت شيعتكم بحجزتكم ،
فماذا يصنع الله بنبيه؟ وما يصنع نبيه بوصيه؟ خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة
أنت مع من أحببت
ولك ما اكتسبت.
قوله تعالى : « فوقاهم الله شر ذلك
اليوم ولقاهم نضرة وسرورا » زيد بن علي وجعفر الصادق عليهالسلام
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة
وحشر الناس في المحشر وجدتم علي بن أبي طالب عليهالسلام
يتلالا نورا كالكوكب
الدري.
شيرويه في الفردوس ويحيى بن الحسين
بإسناده عن أنس قال النبي
صلىاللهعليهوآله
: إن علي بن أبي طالب ليزهر في الجنة ككوكب الصبح لاهل
الدنيا .
(*) ٢ ـ وسئل القاروني ذات يوم عن قوله
تعالى : « وقفوهم
إنهم
مسئولون
» فقال : اقعد يا هذا الرجل ، فما هذا موضع هذه المسألة ، فقال له :
____________________
لابد من تفسير هذه
الآية ويؤدي
فيه الامانة ، فقال له : اعلم أنه إذا كان يوم
القيامة تحشر الخلق حول الكرسي كل على طبقاتهم ، الانبياء عليهمالسلام والملائكة
المقربون وسائر الاوصياء عليهمالسلام
، فيؤمر الخلق بالحساب ، فينادي الله عزوجل :
وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال له السائل : ومحمد صلىاللهعليهوآله
يسأل عن ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام؟
فقال له : نعم ومحمد يسأل عن ولاية علي بن
أبي طالب عليهالسلام
.
٣
ـ وروى أنس بن مالك فقال : سمعت بأذني
هاتين وإلا صمتا أن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول في حق علي بن أبي طالب عليهالسلام
: عنوان صحيفة المؤمن يوم
القيامة حب علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
٤
ـ كشف : نقل الزمخشري في كتاب ربيع الابرار عن
علي عليهالسلام
رفعه :
لما أسري به إلى السماء
أخذ جبرئيل بيدي وأقعدني على در نورك من درانيك
الجنة ، ثم ناولني سفرجلة ، فأنا أقلبها فاذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء
لم أر أحسن منها ، فقالت : السلام عليك يامحمد ، قلت : من أنت؟ قالت : أنا الراضية
المرضية ، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف : أسفلي من مسك ووسطي من كافور وأعلاي
من عنبر ، عجنني من ماء الحيوان ، قال الجبار : « كوني » فكنت ، خلقني لاخيك و
ابن عمك علي صلوات الله عليه .
ن
: بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله .
صح
: عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام مثله .
____________________
٥
ـ كشف : من مناقب الخوارزمي ، عن الحسن البصري
، عن عبدالله قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب عليهالسلام
على
الفردوس ، وهو جبل قد علا على الجنة ، وفوقه عرش رب العالمين ، ومن سفحه
تنفجر أنهار الجنة
وتتفرق في الجنة ، وهو جالس على كرسي من نور ، تجري
بين يديه التسنيم ، لايجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته ،
يشرف على الجنة
فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار .
٦
ـ يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى
أبي الحمراء قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : إن وجه علي بن أبي طالب عليهالسلام
يزهر في الجنة كما يزهر كوكب الصبح
لاهل الدنيا .
٧
ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد مولى
بني هاشم ، عن جعفر بن
عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن الحسين بن بكر ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن
جابر بن عبدالله قال : قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأخذ بعضد علي بن أبي طالب عليهالسلام
حتى رئي بياض إبطيه ، وقال له : إن الله ابتدأني فيك بسبع خصال ، قال جابر :
فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما السبع التي ابتدأك الله بهن؟ قال : أنا أول
من يخرج من قبره وعلي معي ، وأنا أول من يجوز الصراط وعلي معي ، وأنا أول
من يقرع باب الجنة وعلي معي ، وأنا أول من يسكن عليين وعلي معي ، وأنا أول
من تزوج من الحور العين وعلي معي ، وأنا أول من يسقى من الرحيق المختوم
الذي ختامه مسك وعلي معي .
٨
ـ فر : الحسن بن علي بن بزيع معنعنا عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : « ونادى
____________________
أصحاب
الجنة أصحاب النار » إلى آخر الآية « فأذن مؤذن بينهم » علي
بن
أبي طالب عليهالسلام
.
٩
ـ فر : أبوعمرو الزهري معنعنا عن زيد بن علي عليهماالسلام قال : دخل على
النبي
صلىاللهعليهوآله
رجل من أصحابه وجماعة معه قال : فقال يا رسول الله : أين شجرة
طوبى؟ قال : في داري في الجنة ، قال : ثم سأله آخر فقال صلىاللهعليهوآله : في دار علي بن
أبي طالب في الجنة ، فقال الاول : يا رسول الله سألتك آنفا فقلت : في داري ثم
قلت : في دار علي ، فقال له : إن داري وداره في الدنيا والآخرة في مكان واحدة ،
إلا إذا هممنا بالنساء استترنا ببيوت .
١٠
ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن ابن عباس رضياللهعنه عن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في قوله تعالى : « طوبى
لهم وحسن مآب » شجرة في الجنة
غرسها الله بيده ونفخ فيه من روحه ، تنبت الحلي والحلل ، والثمار متدلية على أفواه
أهل الجنة ، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة وفي منزل علي بن أبي طالب
لن يحرمها وليه ولن ينالها عدوه .
١١
ـ فر : الحسن بن الحكم معنعنا عن ابن عباس رضياللهعنه في قول الله :
« الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب
» شجرة أصلها في دار
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الجنة ، وفي دار كل مؤمن منها غصن ، يقال لها
طوبى ، فذلك قوله : « طوبى لهم وحسن مآب » بحسن المرجع .
____________________
١٢
ـ فر : فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن علي
بن الحسين عليهماالسلام
في
قوله تعالى : « ياحسرتى
على مافرطت في جنب الله » قال : جنب الله علي ، وهو
حجة الله على الخلق يوم القيامة ، إذا كان يوم القيامة أمر الله خزان جهنم أن
يدفع مفاتيح جهنم إلى علي ، فيدخل من يريد وينجي من يريد ، وذلك أن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ، يا علي
أنت أخي وأنا أخوك ، ياعلي إن لواء الحمد معك يوم القيامة ، تقدم به قدام أمتي
والمؤذنون عن يمينك وعن شمالك .
١٣
ـ فر : زيد بن حمزة ، معنعنا عن سالم بن
عبدالله بن عمر ، عن أبيه قال :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : معاشر الناس اعلموا أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
فيكم مثل النجم الزاهر في السماء ، إذا طلع أضاء ما حوله ، معاشر
الناس اعلموا أني إنما قلت هذا لاتقدم إليكم ليوم الوعيد ، معاشر الناس إنه
إذا كان يوم القيامة حشر الناس في صعيد واحد وحشر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
في وسط الفوج ، فأنا
في أوله وولد علي بن أبي طالب في آخر الفوج
معاشر الناس فهل رأيتم عبدا يسبق مولاه؟ معاشر الناس إنه لاينجو في ذلك
الموقف
إلا كل ضامر مهزول
، معاشر الناس اعلموا أن ولاية أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام
فرض عليكم أحفظه الله عليكم ، وهو قول جبرئيل عليهالسلام
هبط به إلي من رب العالمين ، معاشر الناس اعلموا أنه قول الله تعالى في كتابه :
____________________
« وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
» قال ابن
عباس رضي الله
عنه : والله لا أشركت في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام معه غيره ، ثم
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اعلموا أن
هذه الجنة والنار ، فمن اليمين علي بن أبي طالب
وعلى الشمال شيطان
، إن اتبعتموه أضلكم وإن أطعتموه أدخلكم النار ، و
علي بن أبي طالب إن اتبعتموه هداكم وإن أطعتموه أدخلكم الجنة ، فوثب إليه
أبوذر الغفاري رضي الله تعالى عنه فقال : يارسول الله : فكيف قلت ذا؟ قال : لانه
يأمر بالتقى ويعمل بها والشيطان يأمر بالمنكر ويعمل بالفحشاء .
١٤
ـ فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن أبي هريرة
قال : سمعت عن أبي القاسم
يقول في هذه الآية : « يوم
يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه
» إلا
من أتى
بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فإنه لايفر ممن والاه ، ولا
يعادي من أحبه ، ولايحب من أبغضه ، ولا يود من عاداه ، وعلي له في الجنة قصر
من ياقوتة حمراء ، أسفلها من زبرجد أخضر ، وأعلاها من ياقوتة حمراء ، ووسطها أحمر
وثلثا القصر مرصع بأنواع الياقوت والجوهر ، عليه شرف يعرف بتسبيحه و
تقديسه وتحميده وتمجيده له ، يا أبا هريرة ماهو؟ قال أبوهريرة : ما أدري يا
رسول الله ، قال : هو العرش وأرضه الزعفران ، قال له الرحمن « كن » فكان ، لايسكنه
إلا علي وأصحابه ، وأنا وعلي في دار واحدة ، وعلي مع الحق وغيره مع
الباطل .
____________________
١٥
ـ يف : ابن المغازلي في مناقبه قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: يضرب
لي
عن يمين العرش قبة من ذهب حمراء ، ويضرب لابراهيم قبة من ذهب حمراء ،
ويضرب لعلي عليهالسلام
قبة من زبرجد خضراء فما ظنك بحبيب بين خليلين ؟.
وروى أيضا من عدة طرق بأسانيدها عن
النبي صلىاللهعليهوآله
والمعنى متقارب فيها
أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم لم يجز
عليه إلا من معه كتاب بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وفي بعض رواياتهم من عدة
طرق بأسانيدها إلى النبي صلىاللهعليهوآله
: لم يجز على الصراط إلا من معه جواز من
علي عليهالسلام
.
١٦
ـ ما : المفيد ، عن عمر بن محمد ، عن أحمد بن
إسماعيل بن ماهان ، عن أبيه
عن مسلم ، عن عروة بن خالد ، عن سليمان التميمي ، عن أبي مخلد ، عن قيس
ابن سعد بن عبادة قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام
يقول : أنا أول من يجثو بين
يدي الله عزوجل يوم القيامة للخصومة .
١٧
ـ يف : ذكر الخطيب في تاريخه بإسناده إلى أبي
جعفر بن ربيعة ، عن
عكرمة ، عن عبدالله بن عباس رضياللهعنه
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
، مافي القيامة
راكب غيرنا نحن أربعة ، فقال له عمه العباس رضياللهعنه
: ومن هم يارسول الله؟ قال :
أما أنا فعلى البراق فوصفها صلىاللهعليهوآله
بوصف طويل ، قال العباس : ثم من يارسول الله؟
قال : وأخي صالح على ناقة الله تعالى التي عقرها قومه ، قال العباس : ومن يا
رسول الله؟ قال : وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتي ، قال
العباس
ومن يارسول الله؟ قال : وأخي علي على ناقة من نوق الجنة ، زمامها من لؤلؤ رطب
____________________
عليها محمل من
ياقوتة أحمر ، قضبانها من الدر الابيض ، على رأسه تاج من نور ، لذلك
التاج سبعون ركنا ، مامن ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء عليه حلتان خضراوان ،
بيده لواء الحمد وهو ينادي : « أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله » فيقول
الخلائق : ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو حامل عرش ، فينادي مناد من
بطنان العرش : ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش ، هذا علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
وصي رسول الله رب العالمين ، وإمام المتقين وقائد الغر
المحجلين .
١٨
ـ لى : أبي ، عن المؤدب ، عن أحمد بن علي ، عن
الثقفي ، عن محمد بن داود
عن منذر الشعراني ، عن سعيد بن زيد ، عن أبي قنبل ، عن أبي الجارود ، عن سعيد
ابن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : إن حلقة باب الجنة من
ياقوتة حمراء على صفائح الذهب ، فإذا دقت الحلقة على الصفحة طنت وقالت :
ياعلي .
١٩
ـ قب : عن النبي صلىاللهعليهوآله
إن عليا عليهالسلام
أول من يدخل الجنة.
وعنه صلىاللهعليهوآله
: ومنزلك في الجنة حذاء منزلي كمنزل الاخوين.
وعنه صلىاللهعليهوآله
في خبر قال للعباس : دخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من
ورق الشجر ، وقصور علي بعدد البشر .
٢٠
ـ شف : محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن
أحمد بن ميسور الخادم
عن الحسين بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد بن بلال ، عن إبراهيم بن صالح الانماطي
____________________
عن عبدالصمد ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهمالسلام
قال : سئل النبي صلىاللهعليهوآله
عن قوله تعالى : « طوبى
لهم وحسن مآب » قال : نزلت
في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وطوبى شجرة في دار أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب
في الجنة ، ليس في الجنة شئ إلا وهو فيها .
٢١
ـ شف : أبوبكر الخوارزمي ، عن محمد بن أحمد بن
شاذان ، عن طلحة بن
أحمد ، عن شابور بن عبدالرحمن ، عن علي بن عبدالله بن عبدالحميد ، عن هيثم بن
بشير ، عن شعبة بن الحجاج ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن
عباس قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة
فرأيت نورا ضرب به وجهي ، فقلت لجبرئيل : ماهذا النور الذي رأيته؟ قال : يامحمد
ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ، ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب
عليهالسلام
طلعت من قصورها
فنظرت إليك وضحكت ، فهذا النور خرج من فيها
وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين عليهالسلام
.
شف
: محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن
أحمد بن طلحة النيسابوري ، عن
شابور بن عبدالرحمن مثله .
شف
: من كفاية الطالب عن محمد بن طرحان
الدمشقي ، عن الحسن بن أحمد
العطار ، عن الحسن بن محمد ، عن علي الوشاء ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن حسن بن
شاذان ، عن طلحة بن أحمد مثله .
قب
: شعبة بن الحجاج مثله .
____________________
٢٢
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن
الحسين بن حفص ، عن إسماعيل
ابن موسى ، عن جرير ، عن الاعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن
حذيفة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : إذا كان يوم القيامة ضرب لي عن يمين العرش قبة
من ياقوتة حمراء ، وضرب لابراهيم عليهالسلام
من الجانب الآخر قبة من درة بيضاء
وبينهما قبة من زبر جدة خضراء لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
فما ظنكم بحبيب بين
خليلين؟ .
٢٣
ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن فضال ، عن علي
بن عقبة ، عن أبيه
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لن تموت نفس مؤمنة حتى ترى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعليا
عليهالسلام
يدخلان جميعا على المؤمن ، فيجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله
عند رأسه وعلي
عند رجليه ، فيكب عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيقول : يا ولي الله ابشر أنا رسول الله إني
خير لك مما تركت من الدنيا ، ثم ينهض رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيقوم علي عليهالسلام
حتى
يكب عليه فيقول : يا ولي الله ابشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحب ،
أما لانفعنك ، ثم قال : إن هذا في كتاب الله ، فقلت : أين جعلني الله فداك؟
قال : في يونس :
« الذين
آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي
الآخرة لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم
» .
٢٤
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن
عيسى ، عن ابن فضال ، عن
يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن يسار أنه حضر أحد ابني سابور وكان لهما فضل
____________________
وورع وإخبات ، فمرض
أحدهما ولا أحسبه إلا زكريا بن سابور ، قال : فحضرت
عند موته فبسط يده ثم قال : ابيضت يدي يا علي ، قال : فدخلت على أبي عبدالله
عليهالسلام
وعنده محمد بن مسلم قال : فلما قمت من عنده ظننت أن محمدا يخبره بخبر
الرجل ، فأتبعني برسول فرجعت إليه ، فقال : أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته
عند الموت أي شئ سمعته يقول؟ قال : قلت : بسط يده ثم قال : ابيضت يدي يا
علي ، فقال أبوعبدالله عليهالسلام
: رآه والله ، رآه والله ، رآه والله .
٢٥
ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن
الحسين بن سعيد ، عن النضر بن
سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عبدالرحيم القصير قال : قلت
لابي جعفر عليهالسلام
: حدثني صالح بن ميثم عن عباية الاسدي أنه سمع عليا عليهالسلام
يقول : والله لايبغضني عبد أبدا يموت على بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره ، ولا
يحبني عبد أبدا فيموت على حبي إلا رآني عند موته حيث يحب ، فقال أبوجعفر
عليهالسلام
: نعم ورسول الله صلىاللهعليهوآله
باليمين .
٢٦
ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن
عبدالعزيز العبدي ، عن
ابن أبي يعفور قال : كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لآل محمد صلىاللهعليهوآله
وكان يصحب نجدة الحروري
، قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية ، فإذا
هو مغمى عليه في حد الموت ، فسمعته يقول : مالي ولك ياعلي؟ فأخبرت بذلك
أبا عبدالله عليهالسلام
فقال أبوعبدالله عليهالسلام
: رآه ورب الكعبة ، رآه ورب الكعبة ، رآه و
رب الكعبة .
____________________
٢٧
ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار
، عن صفوان بن يحيى
عن أبي المستهل ، عن محمد بن حنظلة قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك حديث
سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك ، قال : وما هو؟ قلت : زعموا أنه
كان يقول : أغبط مايكون امرء بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه ، فقال : نعم
إذا كان ذلك أتاه نبي الله صلىاللهعليهوآله
وأتاه علي وأتاه جبرئيل وأتاه ملك الموت عليهمالسلام
فيقول ذلك الملك لعلي عليهالسلام
: ياعلي إن فلانا كان مواليا لك ولاهل بيتك ، فيقول
نعم كان يتولانا ويتبرأ من عدونا ، فيقول ذلك نبي الله لجبرئيل عليهالسلام فيرفع ذلك
جبرئيل إلى الله عزوجل .
٢٨
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن علي
بن مهدي الكندي العطار
وغيره ، عن محمد بن علي بن عمرو ، عن أبيه ، عن حميد بن صالح ، عن أبي خالد
الكابلي ، عن ابن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليهالسلام
في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل يعني الحارث يتأود في
مشية ويخبط الارض بمحجنه
، وكان مريضا ، فأقبل عليه أمير المؤمنين عليهالسلام
وكانت
له منه منزلة ، فقال : كيف تجدك يا حار؟ قال : نال الدهر مني يا أمير المؤمنين ،
وزادني أوارا وغليلا
اختصام أصحابك ببابك ، قال : وفيم خصومتهم؟ قال : في
شأنك والبلية من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد أقال ومن متردد مرتاب لا
يدري أيقدم أو يحجم ، قال : فحسبك يا أخا همدان ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط
إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي ، قال : لو كشفت فداك أبي وأمي الرين عن
____________________
قلوبنا وجعلتنا في
ذلك على بصيرة من أمرك
، قال : قدك فإنك امرؤ ملبوس
عليك ، إن دين الله لايعرف بالرجال بل بآية الحق ، فاعرف الحق تعرف أهله
يا حار إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحق أخبرك فارعني
سمعك ، ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك ، ألا إني عبدالله وأخو رسوله
وصديقه الاول ، قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الاول في
أمتكم حقا ، فنحن الاولون ونحن الآخرون ، ألا وأنا خاصته يا حار وخالصته
وصنوه ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره ، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب
وعلم القرون والاسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي
كل باب إلى ألف ألف عهد ، وأيدت أو قال : أمددت بليلة القدر نفلا ، وإن
ذلك ليجري لي ومن استحفظ من ذريتي ماجرى الليل والنهار حتى يرث الله
الارض ومن عليها ، وأبشرك يا حار ليعرفني والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
وليي وعدوي في مواطن شتى ، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة
فقال : وما المقاسمة يا مولاي؟ قال : مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحا ، أقول :
هذا وليي وهذا عدوي.
ثم أخذ أمير المؤمنين عليهالسلام بيد الحارث وقال :
يا حار أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله
بيدي فقال لي
واشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين لي إنه إذا كان يوم
القيامة أخذت بحبل أو بحجزة يعني عصمة من ذي العرش تعالى ، وأخذت أنت
يا علي بحجزتي ، وأخذ ذريتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع
الله بنبيه؟ وما يصنع
نبيه بوصيه؟ خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة ، أنت
مع من أحببت ولك ما احتسبت أو قال : ما اكتسبت قالها : ثلاثا ، فقال الحارث :
____________________
وقام يجر رداءه جذلا
ـ : ما
أبالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني ،
قال جميل بن صالح : فأنشدني السيد بن محمد في كتابه :
قول علي لحارث عجب
|
|
كم ثم أعجوبة له حملا
|
يا حار همدان من يمت يرني
|
|
من مؤمن أو منافق قبلا
|
يعرفني طرفه وأعرفه
|
|
بنعته واسمه وما فعلا
|
وأنت عند الصراط تعرفني
|
|
فلا تخف عثرة ولا زللا
|
أسقيك من بارد على ظماء
|
|
تخاله في الحلاوة العسلا
|
أقول للنار حين تعرض للعر
|
|
ض دعيه لا تقبلي الرجلا
|
دعيه لا تقربيه إن له
|
|
حبلا بحبل الوصي متصلا
|
٢٩ ـ ما :
جماعة ، عن أبي المفضل ، عن يحيى بن علي بن عبدالجبار ، عن
عمه محمد بن عبدالجبار ، عن علي بن الحسين بن أبي حرب ، عن أبيه الحسين بن عون
قال : دخلت على السيد بن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها ، فوجدته
يساق به ووجدت عنده جماعة من جيرانه ، وكانوا عثمانية ، وكان السيد جميل الوجه
رحب الجبهة عريض ما بين السالفتين
، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة
من المداد ، ثم لم تزل تزيد وتنمي حتى طبقت وجهه يعني اسودادا فاغتم لذلك
من حضر
من الشيعة وظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك إلا قليلا
حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء ، فلم تزل تزيد أيضا وتنمي حتى اسفر
وجهه وأشرق ، وأفتر
السيد ضاحكا وأنشأ يقول :
كذب الزاعمون أن عليا
|
|
لن ينجي محبه من هناة
|
____________________
قد وربي دخلت جنة عدن
|
|
وعفا لي الاله عن سيئات
|
فابشروا اليوم أولياء علي
|
|
وتولوا علي حتى الممات
|
ثم من بعده تولوا بنيه
|
|
واحدا بعد واحد بالصفات
|
ثم أتبع قوله هذا : « أشهد أن لا إله
إلا الله حقا حقا ، أشهد أن محمدا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
حقا حقا ، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا ، وأشهد أن لا
إله إلا الله » ثم أغمض عينه لنفسه فكأنما كانت روحه زبالة طفئت أو حصاة سقطت.
قال علي بن الحسين : قال لي أبي ،
الحسين بن عون : وكان أذينة حاضرا فقال :
الله أكبر مامن شهد كمن لم يشهد ، أخبرني وإلا فصمتا الفضيل بن يسار عن أبي جعفر
وعن جعفر عليهماالسلام
أنهما قالا : حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة
حتى ترى محمدا وعليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهمالسلام
بحيث تقر عينها أو تسخن عينها
فانتشر هذا القول في الناس ، فشهد جنازته والله الموافق والمفارق .
٣٠
ـ فس : قال أبوعبدالله عليهالسلام : قال رجل لعمار بن
ياسر : يا أبا اليقظان
آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي وشككتني ، قال عمار : وأية آية هي؟ قال : قول
الله : « وإذا وقع
القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا
بآياتنا لايوقنون » الآية ، فأية دابة هذه؟ قال عمار : والله
ما أجلس ولا آكل
ولا أشرب حتى أريكها ، فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يأكل
تمرا وزبدا ، فقال [ له ] : يا أبا اليقظان هلم ، فجلس عمار وأقبل يأكل معه ،
فتعجب
الرجل منه ، فلما قام عمار قال له الرجل : سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت
أنك لاتأكل ولاتشرب ولاتجلس حتى ترينيها ، قال عمار : قد أريتكها إن كنت
تعقل .
____________________
٣١
ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ،
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال :
انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه ، فحركه برجله ثم قال : قم يا دابة
الله ، فقال رجل من أصحابه : يا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال : لا والله ما هو إلا له خاصة
وهو دابة الارض الذي ذكر الله في كتابه : « وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة
من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لايوقنون
» ثم قال :
ياعلي إذا كان
آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم
تسم به أعداءك ، فقال
الرجل لابي عبدالله عليهالسلام
: إن العامة يقولون هذه الآية إنما هي « تكلمهم » فقال أبوعبدالله عليهالسلام
: كلمهم الله في نار جهنم إنما هو « يكلمهم » من الكلام .
بيان
: كانوا يقرؤونه على بناء المجرد من
الكلم بمعنى الجرح ، وسيأتي
شرحه في كتاب الغيبة.
٣٢
ـ كنز : محمد بن العباس ، عن جعفر بن محمد بن
الحسين ، عن عبدالله ، عن
محمد بن عبدالحميد ، عن مفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي عبدالله الجدلي قال :
دخلت على علي عليهالسلام
يوما فقال : أنا دابة الارض.
وقال : حدثنا علي بن أحمد بن حاتم ، عن
إسماعيل بن إسحاق الراشدي
عن خالد بن محمد ، عن عبدالكريم بن يعقوب الجعفي ، عن جابر بن يزيد ، عن
أبي عبدالله الجدلي قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال : ألا أحدثك
ثلاثا قبل أن يدخل علي وعليك داخل؟ قلت : بلى ، فقال : أنا عبدالله وأنا دابة
الارض صدقها وعدلها وأخو نبيها ، ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه؟ قال : قلت : بلى
قال : فضرب بيده إلى صدره وقال : أنا.
وقال : عبيد بن ناصح ، عن الحسين بن
علوان ، عن سعد بن طريف ، عن ابن
____________________
نباتة قال : دخلت
على أمير المؤمنين عليهالسلام
وهو يأكل خبزا وخلا وزيتا ، فقلت : يا
أمير المؤمنين قال الله عزوجل : « وإذا
وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض
تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لايوقنون
» فما هذه
الدابة؟ قال : هي دابة
تأكل خبزا وخلا وزيتا.
وقال أيضا : حدثنا الحسن بن أحمد ، عن
محمد بن عيسى ، عن يونس بن
عبدالرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن الفضل بن زيد ، عن ابن نباتة قال : قال لي
معاوية : يا معشر الشيعة تزعمون أن عليا دابة الارض؟ قلت : نحن نقول واليهود
يقولون ، قال : فأرسل إلى رأس الجالوت فقال : ويحك تجدون دابة الارض عندكم
مكتوبة؟ فقال : نعم ، فقال : وما هي أتدري ما اسمها قال : نعم اسمها إيليا ، قال :
فالتفت إلي فقال ويحك يا أصبغ ما أقرب إيليا من عليا .
٣٣
ـ قب : قال الرضا عليهالسلام في قوله تعالى : « أخرجنا لهم دابة من
الارض تكلمهم » قال : علي.
أبوعبدالله الجدلي : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا دابة الارض .
أقول
: جل أخبار هذا الباب في كتاب الجنائز
وكتاب المعاد وأبواب تأويل
الآيات من هذا المجلد ، وسيأتي في كثير من الابواب.
وقال ابن أبي الحديد في شرح قول أمير
المؤمنين عليهالسلام
« فإنكم لو قد عاينتم
ماقد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم ولكن محجوب عنكم
ماقد عاينوا ، وقريب مايطرح الحجاب » قال : يمكن أن يعني ما كان يقوله عليهالسلام
عن نفسه أنه لايموت ميت حتى يشاهده حاضرا عنده ، والشيعة تذهب إلى هذا
القول وتعتقده وتروي عنه شعرا قاله للحارث الهمداني :
____________________
ياحار همدان من يمت يرني
|
|
من مؤمن أو منافق قبلا
|
يعرفني طرفه وأعرفه
|
|
بعينه واسمه وما فعلا
|
أقول للنار وهي توقد للعر
|
|
ض ذريه لاتقربي الرجلا
|
ذريه لاتقربيه إن له
|
|
حبلا بحبل الوصي متصلا
|
وليس هذا بمنكر إن صح أنه عليهالسلام قاله عن نفسه ، ففي
الكتاب العزيز ما
يدل على أن أهل الكتاب ما يموت
منهم ميت حتى يصدق بعيسى بن مريم
عليهالسلام
وذلك قوله تعالى : « وإن
من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم
القيامة يكون عليهم شهيدا » قال كثير من المفسرين يعني بذلك أن كل
ميت من اليهود وغيرهم من أهل الكتب السالفة إذا احتضر رأى المسيح عنده ، فيصدق
به من لم يكن في أوقات التكليف مصدقا به ، انتهى .
أقول
: وروى ابن الاثير في جامع الاصول من
صحيح الترمذي عن أنس
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة : علي وعمار وسلمان.
وروى من سنن أبي داود وصحيح الترمذي
بأسانيد عن سعيد بن زيد أن
النبي صلىاللهعليهوآله
قال : علي في الجنة .
____________________
٨٧
( باب )
* ( حبه وبغضه صلوات الله
عليه ، وأن حبه ايمان وبغضه كفر ) *
* ( ونفاق ، وأن ولايته
ولاية الله ورسوله ، وأن عداوته ) *
* ( عداوة الله ورسوله ، وأن
ولايته عليهالسلام حصن ) *
* ( من عذاب الجبار ، وأنه
لو اجتمع الناس ) *
* ( على حبه ما خلق الله نار
) *
١
ـ جع ، لى ، ن ، مع : القطان ، عن
عبدالرحمن بن محمد الحسيني ، عن
محمد بن إبراهيم الفزاري ، عن عبدالله بن بحر الاهوازي ، عن علي بن عمرو ، عن
الحسن بن محمد بن جمهور ، عن علي بن بلال ، عن علي بن موسى الرضا ، عن موسى بن
جعفر
عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن
علي بن أبي طالب عليهمالسلام
، عن النبي صلىاللهعليهوآله
، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل عن اللوح ، عن القلم قال : يقول الله عزوجل
: ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن
دخل حصني أمن من عذابي .
٢
ـ ما : ابن حشيش ، عن يزيد بن جناح ، عن عبدالله بن زيد ، عن عباد
بن يعقوب ، عن يوسف بن كهيل
، عن هارون بن الحسن ، عن أبي سلام مولى
قيس قال : خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن ، قال : سمعت سعد بن حذيفة
يقول : سمعت أبي حذيفة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : ما من عبد ولا أمة
____________________
يموت وفي قلبه مثقال
حبة خردل
من حب علي بن أبي طالب عليهالسلام
إلا أدخله الله
عزوجل الجنة .
٣
ـ ما : الحفار ، عن عبدالله بن محمد بن عثمان
، عن محمد بن علي بن معمر ، عن
أحمد بن المعافا ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله
، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن اللوح ، عن القلم ،
عن الله تعالى قال : ولاية علي حصني من دخله أمن ناري .
٤
ـ لى : السناني ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن
النوفلي ، عن علي
ابن سالم ، عن أبيه ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن
عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قال الله جل جلاله : لو اجتمع الناس كلهم على
ولاية علي ما خلقت النار .
٥
ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ،
عن أبي الحسن الثالث ،
عن آبائه عليهمالسلام
، عن جابر قال : سمعت ابن مسعود يقول : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: حرمت النار على من آمن بي وأحب عليا وتولاه ، ولعن الله من مارى عليا وناواه ،
علي
مني كجلدة ما بين العين والحاجب .
٦
ـ وبالاسناد عن جابر بن عبدالله الانصاري قال :
سمعت النبي صلىاللهعليهوآله
يقول : من أحب أن يجاور الجليل في داره ويأمن حر ناره فليتول علي بن
أبي طالب .
٧
ـ ما : بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول
الله
صلىاللهعليهوآله
: يقول الله عزوجل من آمن بي وبنبيي وتولى عليا أدخلته الجنة
____________________
على ما كان من عمله .
٨
ـ قب : الفردوس : طاوس عن ابن عباس قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن الناس
لو اجتمعوا على حب علي بن أبي طالب عليهالسلام
لما خلق الله النار .
٩
ـ فض ، يل : عن أحمد بن محمد
الفقيه الطبري بإسناده يرفعه إلى طاوس
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لامير المؤمنين عليهالسلام
: لو اجتمعت الخلائق
على ولايتك لما خلق الله النار ، ولكن أنت وشيعتك الفائزون يوم القيامة .
١٠
ـ كشف : من كتاب الفردوس عن معاذ عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : حب علي بن
أبي طالب حسنة لاتضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لاتنفع معها حسنة .
ومن مناقب الخوارزمي قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: لو اجتمع الناس على
حب علي بن أبي طالب لما خلق الله عزوجل النار .
١١
ـ يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى
سعد بن عبادة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
:
لما عرج بي إلى السماء وقفت عن ربي كقاب قوسين أو أدنى سمعت النداء من قبل
الله : يامحمد من تحب ممن معك في الارض؟ فقلت : يا رب أحب من تحبه وتأمرني
بمحبته ، فقال : يا محمد أحب عليا فإني أحبه وأحب من يحبه ، فلما رجعت
إلى السماء الرابعة تلقاني جبرئيل فقال لي : ما قال لك رب العزة وما قلت له؟
فقلت : حبيبي جبرئيل قال لي كيت وكيت ، وقلت له كيت وكيت قال : فبكى جبرئيل
وقال : يامحمد والذي بعثك بالحق نبيا لو أن أهل الارض يحبون عليا كما يحبه
أهل السماوات لما خلق الله نارا يعذب بها أحدا .
____________________
١٠
ـ بشا : محمد بن عبد الوهاب الرازي ، عن محمد
بن أحمد النيسابوري ، عن
أحمد بن محمد بن عمر الفقيه ، عن محمد بن عبدالله الشيباني ، عن يحيى بن طلحة ، عن
أبي معاوية ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لو اجتمع
الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار .
١١
ـ بشا : محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده
عبدالصمد ، عن محمد بن قاسم
الفارسي ، عن محمد بن أبي إسماعيل العلوي ، عن محمد بن عبدالله الانصاري ، عن محمد
ابن الحسين النهاوندي ، عن صدقة بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن
جده عليهمالسلام
، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إني لارجو لامتي
في حب علي كما أرجو في قول لا إله إلا الله .
١٢
ـ بشا : بالاسناد عن الصدوق ، عن جماعة ، عن
المرضية ، عن العباس بن
محمد ، عن سلام بن سالم ، عن جابر الجعفي ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : بينا
علي بن أبي طالب عليهالسلام
على منبر الكوفة يخطب إذ أقبل ثعبان
من آخر المسجد
فوثب إليه الناس بنعالهم ، فقال لهم علي عليهالسلام
: مهلا يرحمكم الله فإنها مأمورة ،
فكف الناس عنها ، فأقبل الثعبان إلى علي عليهالسلام
حتى وضع فاه على أذن علي عليهالسلام
فقال له ماشاء الله أن يقول ، ثم إن الثعبان نزل وتبعه علي عليهالسلام فقال الناس : يا
أمير المؤمنين ألا تخبرنا بمقالة هذا الثعبان؟ فقال : نعم إنه رسول الجن ، قال لي
:
أنا وصي الجن ورسولهم إليك ، يقول الجن : لو أن الانس أحبوك كحبنا إياك
وأطاعوك كطاعتنا لما عذب الله أحدا من الانس بالنار .
١٣
ـ قب : النبي صلىاللهعليهوآله
في خبر : يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا
____________________
إن النار لاشد غضبا
على مبغضي علي منها على من زعم أن لله ولدا.
أبوحمزة عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « هذان خصمان اختصموا في
ربهم
فالذين كفروا » بولاية علي بن أبي طالب « قطعت لهم
ثياب من نار
».
تاريخ بغداد وشرف المصطفى وشرح الالكاني
: عبدالرزاق ، عن معمر ، عن
الزهري ، عن عبدالله ، عن ابن عباس ،
عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه نظر إلى علي بن
أبي طالب عليهالسلام
فقال : أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني
ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله .
١٤
ـ يل ، فض : روي عن عمر بن
الخطاب قال : كنا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
في مسجده وقد صلى بالناس صلاة الظهر واستند إلى محرابه كأنه البدر في تمامه ،
وأصحابه حوله إذ نظر إلى السماء وأطال النظر إليها ، ونظر إلى الارض وأطال
النظر إليها ، ثم نظر سهلا وجبلا وقال : معاشر المسلمين أنصتوا يرحمكم الله
واعلموا
أن في جهنم واديا يعرف بوادي الضباع ، وفي ذلك الوادي بئر ، وفي تلك البئر
حية ، فشكت جهنم من ذلك الوادي إلى الله عزوجل ، وشكا الوادي من تلك البئر ،
وشكا تلك البئر من تلك الحية إلى الله تعالى في كل يوم سبعين مرة ، فقيل :
يارسول الله ولمن هذا العذاب المضاعف الذي يشكو بعضه عن بعض؟ قال : هو لمن يأتي
يوم القيامة وهو غير ملتزم بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
١٥
ـ فض : عن أحمد بن المظفر العطار يرفعه عن
النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال
لعلي عليهالسلام
: يا علي لاتبال بمن مات وهو مبغض لك ، فمن مات على بغضك مات
يهوديا أو نصرانيا.
____________________
وعنه بإسناده عن أنس قال : كنا عند رسول
الله وعنده جماعة من أصحابه ،
فقالوا : يا رسول الله إنك لاحب إلينا من أولادنا وأنفسنا ، فدخل علي عليهالسلام فقال :
إلي يا أبا الحسن لقد كذب الذي يزعم أنه يحبني ويبغضك .
وعن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله خلق خلقا
لاهم من الجن ولا
من الانس يلعنون مبغض علي عليهالسلام
، قيل : يارسول الله من هم؟ قال القنابر ينادون
في السحر على رؤوس الاشجار : ألا لعنة الله على مبغض علي بن أبي طالب .
مد
: روى ابن المغازلي عن أبي نصر الطحان ،
عن القاضي أبي الفرج الحنوطي ،
عن أحمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن ، عن المقدام بن داود ، عن الاسد بن موسى ،
عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس مثله .
١٦
ـ ع : الحسين بن يحيى البجلي ، عن أبيه ، عن
ابن عوانة ، عن عطاء
بن السائب ، عن عباية بن الصامت ، عن أبيه ، عن جده قال : إذا رأيت رجلا من
الانصار يبغض علي بن أبي طالب فاعلم أن أصله يهودي .
١٧
ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن علي بن
العباس ، عن إبراهيم بن بشر ،
عن منصور بن يعقوب ، عن عمرو بن شمر ، عن إبراهيم بن عبدالاعلى ، عن سويد
بن غفلة قال : سمعت عليا عليهالسلام
يقول : والله لو صببت الدنيا على المنافق صبا ما
أحبني ، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لاحبني ، وذلك أني سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : يا علي لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق .
١٨
ـ ما : المفيد ، عن المظفر بن محمد ، عن محمد
بن أحمد بن أبي الثلج ، عن
أبيه ، عن داود بن [ أبي ] رشيد ، عن عطاء بن مسلم ، عن الوليد بن بشار عن عمران
____________________
بن ميثم ، عن أبيه رحمهالله قال : سمعت عليا أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يجود
بنفسه يقول : يا حسن : فقال الحسن : لبيك يا أبتاه ، فقال : إن الله أخذ ميثاق
أبيك على بغض كل منافق وفاسق ، وأخذ ميثاق كل منافق وفاسق على بغض أبيك .
ما
: أبومنصور السكري ، عن جده علي بن عمر ،
عن محمد بن محمد الباغندي ،
عن هاشم بن ناجية ، عن عطاء بن مسلم مثله .
بيان
: لعل معنى أخذ ميثاقهم على البغض أنه
لما أخذ الله ميثاق ولايته عنهم
أنكروه في ذلك اليوم وأبغضوه.
١٩
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن عبدالرحمن
، عن أبيه ، عن جابر ،
عن عبدالله بن يحيى قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام
يقول : صليت مع رسول الله
صلىاللهعليهوآله
قبل أن يصلي معه أحد من الناس ثلاث سنين ، فكان مما عهد إلي أن
لايبغضني مؤمن ولايحبني كافر أو منافق ، والله ما كذبت ولا كذبت ، ولا ضللت ولا
ضل بي ، ولا نسيت مما عهد إلي .
٢٠
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن
محمد بن يحيى الجعفي ، عن أبيه
عن زياد بن خيثمة وزهير بن معاوية معا ، عن الاعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن
زر بن حبيش ، عن علي عليهالسلام
قال : إن فيما عهد إلي رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أن لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق .
٢١
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن الحسن بن
علي بن بزيع ، عن
عمرو بن إبراهيم ، عن سوار بن مصعب ، عن الحكم بن عتيبة ، عن يحيى بن
____________________
الخزار عن عبدالله بن مسعود قال : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يقول : من زعم أنه آمن
بي وبما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن .
٢٢
ـ ما : الغضائري ، عن هارون بن موسى ، عن محمد
بن همام ، عن الحسين
ابن أحمد المالكي ، عن اليقطيني ، عن يحيى بن زكريا ، عن داود بن كثير أبي خالد
الرقي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قال الله عزوجل : لولا أني أستحيي من عبدي المؤمن ماتركت عليه خرقة يتوارى بها ،
وإذا كملت
له الايمان
ابتليته بضعف في قوته وقلة في رزقه ، فإن هو حرج أعدت عليه ، فإن صبر باهيت
به ملائكتي ، ألا وقد جعلت عليا علما للناس ، فمن تبعه كان هاديا ومن تركه
كان ضالا ، لايحبه إلا مؤمن ولايبغضه
إلا منافق .
٢٣
ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه
عليهمالسلام
قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في قوله عزوجل : « ألقيا
في جهنم كل كفار عنيد » قال :
نزلت في وفي علي بن أبي طالب ، وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي و
شفعك وكساني
وكساك ياعلي ، ثم قال لي ولك يا علي : ألقيا في جهنم كل
من أبغضكما ، وأدخلا في الجنة كل من أحبكما ، فإن ذلك هو المؤمن .
٢٤
ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن الحسن بن
علي بن بزيع ، عن
إسماعيل بن أبان ، عن صباح بن يحيى ، عن جابر ، عن عبدالله بن يحيى ، عن
____________________
علي عليهالسلام قال : إن ابني
فاطمة يشترك في حبهم البر والفاجر
، وإني كتب
لي أن يحبني كل مؤمن ويبغضني كل منافق .
٢٥
ـ سن : أبي ، عن يونس بن عبدالرحمن أو غيره ،
عن رياح بن أبي نصر قال :
سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان جالسا في ملا من أصحابه إذ
قام فزعا فاستقبل جنازة على أربعة رجال من الحبش ، فقال : ضعوه ، ثم كشف
عن وجهه فقال : أيكم يعرف هذا؟ فقال علي بن أبي طالب عليهالسلام
: أنا يا رسول الله
هذا عبد بني رياح ، ما استقبلني قط إلا قال : والله أنا أحبك : قال : قال رسول
الله
صلىاللهعليهوآله
فأشهد ما يحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا كافر ، وإنه قد شيعه
سبعون ألف قبيل من الملائكة ، كل قبيل على سبعين ألف قبيل ، قال : ثم أطلقه
من جريده وغسله وكفنه وصلى عليه وقال : إن الملائكة تضايق به الطريق ، وإنما
فعل به هذا لحبه إياك ياعلي .
بيان
، قوله : « ثم أطلقه من جريده » لعله تصغير
الجرد وهو الثوب الخلق ، أي
نزع ثيابه البالية.
٢٦
ـ سن : أبي ، عمن حدثه ، عن جابر ، قال : قال
أبوجعفر عليهالسلام
: قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: مامن مؤمن إلا وقد خلص ودي إلى قلبه ، وما خلص ودي إلى
قلب أحد إلا وقد خلص ود علي إلى قلبه ، كذب ياعلي من زعم أنه يحبني و
يبغضك ، قال : فقال رجلان من المنافقين : لقد فتن رسول الله بهذا الغلام! فأنزل
الله
تبارك وتعالى « فستبصر
ويبصرون * بأيكم المفتون » « ودوا لو تدهن فيدهنون
*
ولا تطع كل
حلاف مهين
» قال : نزلت فيهما إلى آخر الآية .
____________________
٢٧
ـ سن : ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن جابر بن
يزيد ، عن عبدالله بن يحيى
قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام
يقول :
إن ابني فاطمة اشترك في حبهما البر
والفاجر ، وإنه كتب لي أن لا يحبني كافر ولا يبغضني مؤمن ، وقد خاب من
افترى .
٢٨
ـ شا : محمد بن عمر الجعابي ، عن محمد بن سهل
، عن أحمد بن عمر الدهقان
عن محمد بن كثير ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الاعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن
حبيش قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
على المنبر فسمعته يقول :
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي إلي أنه لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك
إلا منافق [ شقي ] .
بشا
: محمد بن عبدالوهاب ، عن عيسى الرازي ،
عن محمد بن أحمد النيسابوري
عن أحمد بن محمد البزاز ، عن عبيد الله بن محمد العدل ، عن محمد بن يحيى الصولي ،
عن
محمد بن يونس القرشي ، عن عبدالله بن داود ، عن الاعمش مثله ، وفيه : والذي فلق
الحبة [ وبرأ النسمة ] وتردى بالعظمة .
٢٩
ـ شا : محمد بن عمران المرزباني ، عن عبدالله
بن محمد بن عبدالعزيز البغوي
عن عبيد الله بن عمر القواريري ، عن جعفر بن سليمان ، عن النضر بن حميد ، عن
أبي الجارود ، عن الحارث الهمداني قال : رأيت عليا عليهالسلام
وقد جاء ذات يوم فصعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : قضاء قضاه الله تعالى على لسان النبي الامي
أنه
لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ، وقد خاب من افترى .
٣٠
ـ شا : محمد بن المظفر البزار ، عن محمد بن
يحيى ، عن محمد بن موسى البربري
____________________
عن خلف بن سالم ، عن
وكيع ، عن الاعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش
عن أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : عهد إلي النبي صلىاللهعليهوآله
أنه لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك
إلا منافق .
بشا
: إسماعيل بن أبي القاسم الديلمي ، عن
نصر بن عبدالجبار ، عن أبي محمد
الجوهري ، عن أبي بكر القطيفي ، عن الحسين بن عمر ، عن إسماعيل الثقفي ، عن
أسباط بن محمد ، عن الاعمش مثله .
٣١
ـ قب : قوله تعالى : « ولم يتخذوا من دون
الله ولا رسوله ولا المؤمنين
وليجة
» في أمير المؤمنين عليهالسلام.
تفسير الثعلبي والسدي ، عن أبي مالك ،
عن ابن عباس في قوله : « ومن
يقترف حسنة نزد له فيها حسنا » قال : المودة لآل محمد عليهالسلام.
الحسن بن علي عليهماالسلام قال : الحسنة حب
أهل البيت عليهمالسلام.
أبوتراب في الحدائق والخوارزمي في
الاربعين بإسنادهما عن أنس ، والديلمي
في الفردوس عن معاذ ، وجماعة عن ابن عمر قال النبي صلىاللهعليهوآله
: حب علي بن أبي طالب
حسنة لاتضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لاتنفع معها حسنة.
كتاب ابن مردويه بالاسناد عن زيد بن علي
عن أبيه عن جده عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : ياعلي لو أن عبدا عبدالله مثل ما قام
نوح في قومه وكان له مثل جبل أحد
ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ثم قتل بين
الصفا والمروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها .
____________________
أقول
: روى ابن شيرويه في الفردوس عن علي عليهالسلام مثله.
٣٢
ـ قب : في تاريخ النسائي وشرف المصطفى واللفظ
له : قال النبي صلىاللهعليهوآله
لو أن عبدا عبدالله تعالى بين الركن والمقام ألف عام ثم ألف عام [ ثم ألف عام ]
ولم يكن يحبنا أهل البيت لاكبه الله على منخره في النار.
حنان بن سدير عن الباقر عليهالسلام قال : ماثبت الله
حب علي في قلب أحد
فزلت له قدم إلا ثبتها الله وثبت له قدم أخرى.
الفردوس والرسالة القوامية : أبوصالح عن
ابن عباس قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب.
كتاب خطيب الخوارزمي وشيرويه الديلمي :
جابر بن عبدالله : قال النبي صلىاللهعليهوآله
جاءني جبرئيل عليهالسلام
من عند الله بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض : إني افترضت
محبة علي بن أبي طالب على خلقي ، فبلغ ذلك عني.
معجم الطبراني بإسناده إلى فاطمة عليهاالسلام قالت : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: إن
الله تعالى باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة ، وإني رسول الله إليكم غير هائب
لقومي ولا محاب لقرابتي ، هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد كل السعيد من أحب
عليا في حياته وبعد موته ، وأن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته و
بعد موته.
حذيفة بن اليمان عن النبي صلىاللهعليهوآله في خبر : إن الله
فرض على الخلق خمسة
فأخذوا أربعة وتركوا واحدا ، فسئل عن ذلك قال : الصلاة والزكاة والصوم والحج
قالوا : فما الواحد الذي تركوا؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب ، قالوا : هي واجبة
من الله؟ قال : نعم ، قال الله تعالى : « فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا
» الآيات.
روضة الواعظين في خبر أن النبي صلىاللهعليهوآله قال يوما لاصحابه :
أيكم يصوم الدهر
ويحيي الليل ويختم القرآن؟ فقال سلمان : أنا يا رسول الله ، قال : فغضب بعضهم وقال
:
____________________
إن سلمان رجل من
الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش وهو يكذب في جميع ذلك!
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: مه يافلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم؟ سله فإنه ينبئك ، فقال :
رأيتك في أكثر أيامك تأكل ، وأكثر لياليك نائما وأكثر أيامك صامتا ، فقال : ليس
حيث تذهب ، إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
» وأوصل رجب وشعبان بشهر رمضان وذلك صوم الدهر ، وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول
« من بات على طهر فكأنما أحيا الليل » وأنا
أبيت على طهر ، وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي : « يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد ، فمن قرأها مرة
فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث
مرات فقد ختم القرآن كله ، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ، ومن
أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك
بيده فقد استكمل الايمان ، والذي بعثني بالحق نبيا ياعلي لو أحبك أهل الارض
كمحبة أهل السماء لما عذب أحد بالنار » وأنا أقرأ قل هو الله أحد كل يوم ثلاث
مرات ، فقام كأنه ألقم حجرا .
وقال ابن عباس : كان يهودي يحب عليا حبا
شديدا ، فمات ولم يسلم ، قال
ابن عباس : فيقول الجبار تبارك وتعالى : أما جنتي فليس له فيها نصيب ، ولكن يا
نار لاتهيديه أي لاتزعجيه.
فضائل أحمد وفردوس الديلمي : قال عمر بن
الخطاب : قال النبي صلىاللهعليهوآله
:
حب علي براءة من النار. وأنشد :
حب علي جنة للورى
|
|
احطط به يارب أوزاري
|
لو أن ذميا نوى حبه
|
|
حصن في النار من النار
|
وفي فردوس الديلمي قال أبوصالح : لما
حضرت عبدالله بن عباس الوفاة قال :
اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام.
____________________
حليه
الاولياء : قال يحيى بن كثير
الضرير : رأيت زبيد بن الحارث النامي
في النوم فقلت له : إلى ما صرت يا أبا عبدالرحمن؟ قال : إلى رحمة الله ، قلت : فأي
العمل وجدت أفضل؟ قال : الصلاة وحب علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ونزل جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا محمد
الله العلي الاعلى يقرأ عليك
السلام وقال : محمد نبي رحمتي وعلي مقيم حجتي ، لا أعذب من والاه وإن عصاني ،
ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني.
حلية الاولياء وفضائل أحمد وخصائص
النطنزي روى زيد بن أرقم عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي
عزوجل غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب عليهالسلام
فإنه لم يخرجكم من
هدى ولن يدخلكم في ضلالة.
وفي رواية ابن عباس وأبي هريرة : من سره
أن يحيا حياتي ويموت ميتتي
ويدخل جنة عدن منزلي منها غرسه ربي ثم قال له كن فكان فليتول علي بن
أبي طالب وليا ثم الاوصياء من ولده ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، الخبر.
وقال عبدالله بن موسى : تشاجر رجلان في
الامامة فتراضيا بشريك بن عبدالله
فجاءا إليه ، فقال شريك : حدثني الاعمش عن شقيق عن سلمة عن حذيفة بن
اليمان قال النبي صلىاللهعليهوآله
: « إن الله عزوجل خلق عليا قضيبا من الجنة ، فمن
تمسك به كان من أهل الجنة » فاستعظم ذلك الرجل وقال : هذا حديث ما سمعناه
نأتي ابن دراج ، فأتياه فأخبراه بقصتهما ، فقال : أتعجبان من هذا؟ حدثني الاعمش
عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إن الله
خلق قضيبا من نور فعلقه ببطنان عرشه ، لا يناله إلا علي ومن تولاه من شيعته » فقال الرجل : هذه أخت تلك : نمضي إلى وكيع ، فمضيا إليه فأخبراه بالقصة ،
فقال وكيع : أتعجبان من هذا؟ حدثني الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « إن أركان العرش لا ينالها أحد إلا علي ومن تولاه من
شيعته » قال : فاعترف الرجل بولاية علي عليهالسلام.
ابن بطة في الابانة والخطيب في الاربعين
بإسنادهما عن السدي عن عبدالرحمن
ابن أبي ليلى وعن زيد بن أرقم ، وبإسنادهما عن شريك ، عن الاعمش ، عن حبيب بن
ثابت ، عن زيد بن أرقم ، والثعلبي في ربيع المذكورين بإسناده عن أبي هريرة
واللفظ لزيد قال النبي صلىاللهعليهوآله
: « من أحب أن يتمسك بالقضيب الاحمر الذي
غرسه الله في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليهالسلام ».
٣٣
ـ قب : ابن عقدة وابن جرير بالاسناد عن الخدري
وجابر الانصاري و
جماعة من المفسرين في قوله تعالى : « ولتعرفنهم في لحن القول
» ببغضهم
علي
ابن أبي طالب عليهالسلام.
قال الربيع بن سليمان : كنت بالكوفة
فمررت بمجنون ، فقرأت عليه : « آلله
أذن لكم أم
على الله تفترون » قال : ما على الله يفتري ولكن يبغض
علي بن
أبي طالب عليهالسلام.
جابر
: سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله تعالى : « فالذين لايؤمنون
بالآخرة
قلوبهم منكرة وهم مستكبرون » فقال عليهالسلام
: فإنهم عن ولاية علي مستكبرون
فقال لمن فعل ذلك
وعيدا منه : « لاجرم أن
الله يعلم مايسرون ومايعلنون إنه
لايحب المستكبرين » عن ولاية علي عليهالسلام.
الباقر عليهالسلام
في قوله تعالى : « إنا
كفيناك المستهزئين » : أعداؤه وأولياؤه
ومن كان يهزأ بأمير المؤمنين عليهالسلام
، وهم الذين قالوا : هذا صفي محمد من بين أهله
____________________
وكانوا يتغامزون
بأمير المؤمنين عليهالسلام
، فأنزل الله تعالى : « ولقد
نعلم أنك يضيق صدرك
بما يقولون ».
الباقر عليهالسلام
في قوله تعالى : « قل
إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله » الآية نزلت فيهم ، وذلك حين اجتمعوا
فقالوا : لئن مات محمد لم نسمع
لعلي ولا لاحد من أهل بيته.
ذكر ابن بطة في الابانة بإسناده عن جابر
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: لو أن أمتي
أبغضوك لاكبهم الله على مناخرهم في النار.
عطية عن أبي سعيد قال النبي صلىاللهعليهوآله : من أبغضنا أهل
البيت فهو منافق.
ابن مسعود قال النبي صلىاللهعليهوآله : من زعم أنه آمن
بما جئت به وهو يبغض
عليا فهو كاذب ليس بمؤمن.
النبي صلىاللهعليهوآله
: من لقي الله عزوجل وفي قلبه بغض علي بن أبي طالب لقي الله
وهو يهودي.
ابن عباس وأم سلمة وسلمان : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من أحب عليا فقد
أحبني
ومن أبغض عليا فقد أبغضني.
أم سلمة وأنس : قال النبي صلىاللهعليهوآله ونظر إلى علي عليهالسلام : كذب من زعم
أنه يحبني وببغض هذا.
تاريخ الخطيب وكتاب ابن المؤذن واللفظ له أنه رئي
يزيد بن هارون
في المنام فقيل : ما فعل بك؟ فقال : عاتبني فقال : أتحدث عن جرير بن عثمان؟
قال : قلت : يارب ما علمت إلا خيرا ، قال : يا يزيد إنه كان يبغض علي بن
أبي طالب عليهالسلام.
____________________
الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : « أفكلما جاءكم رسول بما
لاتهوى أنفسكم » بموالاة علي « ففريقا » من آل محمد « كذبتم وفريقا تقتلون ».
الصادق عليهالسلام
سئل عن قوله تعالى : « قل
إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا
» فقال : إن رسول الله دعا الناس إلى ولاية علي فكره ذلك قوم وقالوا فيه ، فأنزل
الله
« قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن
يجيرني من الله أحد » إن
عصيته فيما أمرني به ، الآيات.
هلقام عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « فاصبر على مايقولون » قال : دفعهم
ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
ابن بطة من ستة طرق وابن ماجة والترمذي
ومسلم والبخاري وأحمد وابن
البيع وأبوالقاسم الاصفهاني وأبوبكر بن أبي شيبة عن وكيع وأبومعاوية عن
الاعمش بأسانيدهم عن زر بن حبيش قال علي عليهالسلام
: والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة إنه لعهد النبي الامي أنه لايحبني إلا مؤمن ولايبغضني إلا منافق.
الحلية وفضائل السمعاني والعكبري وشرح
الالكاني وتاريخ بغداد عن
زر بن حبيش قال : سمعت عليا عليهالسلام
يقول : عهد إلي النبي صلىاللهعليهوآله
أنه لا يحبك
إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق. وقد رواه كثير النوا وسالم بن أبي حفصة.
جامع الترمذي ومسند الموصلي وفضائل أحمد
عن أم سلمة قال النبي صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: لايحبك منافق ولا يبغضك مؤمن.
أحمد في مسند النساء الصحابيات عن أم
سلمة وكتاب إبراهيم الثقفي عن
أنس قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ابشر فإنه لايبغضك مؤمن ولايحبك منافق ، ولولا أنت
لم يعرف حزب الله.
____________________
وفي الخبر : يا علي حبك تقوى وإيمان
وبغضك كفر ونفاق.
الصادق عليهالسلام
: « وليعلمن
الله الذين آمنوا » يعني بولاية علي
« وليعلمن
المنافقين »
يعني الذين أنكروا ولايته.
ربيع المذكورين : قال النبي صلىاللهعليهوآله : يا علي لولاك لما
عرف المؤمنون بعدي.
البلاذري والترمذي والسمعاني عن أبي
هارون العبدي قال أبوسعيد
الخدري كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الانصار ببغضهم علي بن أبي طالب عليهالسلام.
إبانة العكبري وكتاب ابن عقدة وفضائل
أحمد بأسانيدهم أن جابرا و
الخدري قالا : كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله
ببغضهم عليا.
إبانة العكبري وشرح الالكاني قال جابر
وزيد بن أرقم : ما كنا نعرف
المنافقين ونحن مع النبي صلىاللهعليهوآله
إلا ببغضهم عليا.
الباقر عليهالسلام
في قوله : « ولاتلقوا
بأيديكم إلى التهلكة » قال : لاتعدلوا
عن ولايتنا فتهلكوا في الدنيا والآخرة.
أبوبكر بن مردويه ، عن أحمد بن محمد بن
الصباح النيسابوري ، عن عبدالله بن
أحمد بن حنبل ، عن أحمد قال : سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : قال
أنس بن مالك : ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض علي بن أبي طالب.
أنس في خبر طويل : كان الرجل من بعد يوم
خيبر يحمل ولده على عاتقه
ثم يقف على طريق علي عليهالسلام
فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه : يابني تحب هذا الرجل؟
فإن قال : نعم قبله ، وإن قال : لا خرق به الارض وقال له : الحق بأمك.
الهروي في الغريبين قال عبادة بن الصامت
: كنا نسبر
أولادنا بحب علي
بن أبي طالب ، فإذا رأينا أحدهم لايحبه علمنا أنه لغير رشدة.
____________________
الطبري في الولاية بإسناد له عن الاصبغ
بن نباتة قال علي عليهالسلام
: لا يحبني
ثلاثة : ولد زنا ومنافق ورجل حملت به أمه في بعض حيضها.
وروى عبادة بن يعقوب بإسناده عن يعلى بن
مرة أنه كان جالسا عند النبي
صلىاللهعليهوآله
إذ دخل علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: كذب من
زعم أنه يتوالاني ويحبني وهو يعادي هذا ويبغضه ، والله لايبغضه ويعاديه إلا كافر
أو منافق أو ولد زنية .
شيرويه في الفردوس : قال ابن عباس : قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: إنما رفع الله القطر
عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وإن الله يرفع القطر عن هذه الامة ببغضهم
علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وفي رواية : فقام رجل فقال : يارسول
الله وهل يبغض عليا أحد؟ قال : نعم
القعود عن نصرته بغض .
٣٤
ـ جا : علي بن محمد بن خالد ، عن محمد بن
الحسين السبيعي ، عن عباد
بن يعقوب ، عن أبي عبدالرحمن المسعودي ، عن كثير النوا ، عن أبي مريم الخولاني ،
عن مالك بن ضمرة قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : أخذ رسول الله
بيدي وقال : من تابع هؤلاء الخمس ثم مات وهو يحبك فقد قضى نحبه ، ومن مات
وهو يبغضك فقد مات ميتة جاهلية ، يحاسب بما يعمل في الاسلام ، ومن عاش
بعدك وهو يحبك ختم الله له بالامن والايمان حتى يرد علي الحوض .
بيان
: هؤلاء الخمس أي الصلوات الخمس. وقوله :
« فقد قضى نحبه » إشارة
إلى قوله تعالى : « فمنهم
من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا
.
____________________
٣٥
ـ جا : محمد بن عمران المرزباني ، عن عبدالله
بن محمد الطوسي ، عن عبدالله
بن أحمد بن حنبل ، عن علي بن حكيم الاودي ، عن شريك ، عن عثمان بن أبي
زرعة ، عن سالم بن الجعد قال : سئل جابر بن عبدالله الانصاري وقد سقط حاجباه
على عينيه فقيل له : أخبرنا عن علي بن أبي طالب ، فرفع حاجبيه بيديه ثم
قال : ذاك خير البرية ، لايبغضه إلا منافق ولا يشك فيه إلا كافر .
٣٦
ـ جا : محمد بن جعفر التميمي ، عن هشام بن
يونس النهشلي ، عن أبي محمد
الانصاري ، عن أبي بكر بن عياش ، عن الزهري ، عن أنس قال : نظر النبي
صلىاللهعليهوآله
إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال : ياعلي من أبغضك أماته الله
ميتة جاهلية وحاسبه بما عمل يوم القيامة .
٣٧
ـ جا : علي بن بلال ، عن علي بن عبدالله ، عن
الثقفي ، عن عبدالرحمن
ابن أبي هاشم ، عن يحيى بن الحسين ، عن أبي هارون العبدي ، عن زاذان ، عن سلمان
الفارسي رحمهالله
قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوم عرفة فقال : أيها الناس إن الله
باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة ويغفر لعلي خاصة ، ثم قال : ادن مني ياعلي
فدنا منه ، فأخذ بيده ثم قال : إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أطاعك و
تولاك من بعدي ، وإن الشقي كل الشقي حق الشقي من عصاك ونصب لك عداوة
من بعدي .
٣٨
ـ ما ، جا : المفيد ، عن الحسن
بن عبيد الله القطان ، عن عثمان بن أحمد
عن أحمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن محمد بن بسام ، عن علي بن الحكم ، عن الليث بن
سعد ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: معاشر الناس أحبوا
عليا فإن لحمه لحمي ودمه دمي ، لعن الله أقواما من أمتي ضيعوا فيه عهدي ونسوا فيه
____________________
وصيتي ، مالهم عند
الله من خلاق .
٣٩
ـ جا : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن
محمد بن مروان ، عن أبيه ،
عن إبراهيم بن الحكم ، عن المسعودي ، عن الحارث بن حصيرة ، عن عمران بن
الحصين قال : كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام جالس إلى جنبه ، إذ
قرأ رسول الله : « أمن
يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم
خلفاء الارضءإله مع الله قليلا ما تذكرون
» قال :
فانتفض علي عليهالسلام
انتفاضة
العصفور ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: ما شأنك تجزع؟ فقال : مالي لا أجزع والله يقول
إنه يجعلنا خلفاء الارض؟ فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: لاتجزع فوالله لايحبك إلا مؤمن
ولايبغضك إلا منافق .
كنز
: محمد بن العباس ، عن إسحاق بن محمد بن
مروان ، عن أبيه ، عن عبدالله بن
خنيس ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود ، عن بريدة قال
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي عليهالسلام
إلى جنبه : « أمن يجيب » إلى قوله : فوالله
لايبغضك مؤمن ولا يحبك كافر .
٤٠
ـ يل ، فض : عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: حب علي بن
أبي طالب يحرق الذنوب كما تحرق النار الحطب. وعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
حب علي بن أبي طالب حسنة لاتضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لاتنفع معها حسنة.
وعنه صلىاللهعليهوآله
قال : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، فمحبي محب علي
ومبغضي مبغض علي .
____________________
٤١
ـ يل ، فض : من كتاب الفردوس
مما رفع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه قال :
لواجتمعت على حب علي بن أبي طالب أهل الدنيا ما خلق الله النار.
وعنه صلىاللهعليهوآله
أنه قال : من أراد أن يتمسك بالقضيب الاحمر المغروس في جنة
عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب .
٤٢
ـ كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن زر بن حبيش
قال : قال علي عليهالسلام
والله إنه لما عهد إلي رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه لايبغضني إلا منافق ولا
يحبني إلا مؤمن.
ومن كتاب الآل لابن خالويه عن حذيفة قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من أحب
أن يتمسك بقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتول
علي بن أبي طالب من بعدي.
ومثله عن حذيفة بن اليمان قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من سره أن يحيا حياتي
ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله ثم قال لها كوني فكانت
فليتول
علي بن أبي طالب من بعدي.
قلت : رواه الحافظ أبونعيم في حلية
الاولياء ، وتفرد به بشر عن شريك.
ومن كتاب ابن خالويه عن أبي سعيد قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
:
حبك إيمان وبغضك نفاق ، وأول من يدخل الجنة محبك ، وأول من يدخل النار
مبغضك ، وقد جعلك الله أهلا لذلك ، فأنت مني وأنا منك ولا نبي بعدي. ومنه
أيضا : عبدالله بن مسعود
قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
من بيت زينب جحش حتى
أتى بيت أم سلمة فجاء داق ودق الباب ، فقال : يا أم سلمة قومي فافتحي له ، قالت
فقلت : ومن هذا يارسول الله الذي بلغ من خطره أن أفتح له الباب وأتلقاه
بمعاصمي
وقد نزلت في بالامس آيات من كتاب الله؟ فقال : ياأم سلمة إن طاعة
____________________
الرسول طاعة الله
وإن معصية الرسول معصية الله عزوجل ، وإن بالباب لرجلا ليس
بنزق ولا خرق
، وما كان ليدخل منزلا حتى لايسمع حسا ، هو يحب الله و
رسوله ويحبه الله ورسوله ، قالت : ففتحت الباب ، فأخذ بعضادتي الباب ، ثم جئت
حتى دخلت الخدر
، فلما أن لم يسمع وطئي دخل ، ثم سلم على رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم قال صلىاللهعليهوآله
: يا أم سلمة وأنا من وراء الخدر أتعرفين هذا؟ قلت : نعم هذا
علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : هو أخي ، سجيته سجيتي ولحمه من لحمي ودمه من
دمي ، يا أم سلمة هذا قاضي عداتي من بعدي ، فاسمعي واشهدي يا أم سلمة هذا
وليي من بعدي ، فاسمعي واشهدي يا أم سلمة لو أن رجلا عبدالله ألف سنة بين
الركن والمقام ولقي الله مبغضا لهذا أكبه الله عزوجل على وجهه في نار جهنم.
وقد رواه الخطيب في كتاب المناقب ، وفيه
زيادة : ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ،
اسمعي واشهدي هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، اسمعي واشهدي
هو والله محيي سنتي ، اسمعي واشهدي لو أن عبدا عبدالله ألف عام من بعد ألف عام
بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي أكبه الله على منخريه في نار جهنم .
٤٣
ـ كشف : من مسند أحمد بن حنبل باسناده عن علي
بن الحسين عن أبيه
عن جده أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أخذ بيد حسن وحسين وقال : من أحبني وأحب هذين
وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. وهذا الحديث نقله أحمد في مواضع
من مسنده.
وعن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله قالت : قال رسول الله
(ص) لعلي عليهالسلام
: أما إنك يا ابن أبي طالب وشيعتك في الجنة.
ومنه عن أم سلمة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : علي وشيعته
الفائزون يوم القيامة.
____________________
ومن مناقب ابن مردويه عن أبي سعيد
الخدري قال : أقبلت ذات يوم قاصدا إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال لي : يا أبا سعيد! فقلت : لبيك يارسول الله ، قال : إن لله عمودا
تحت العرش يضئ لاهل الجنة كما تضئ الشمس لاهل الدنيا ، لا يناله إلا علي
ومحبوه.
ومن مناقب المغازلي عن أبي هريرة قال :
صلى بنا رسول الله صلاة الفجر ثم
قال : أتدرون بما هبط جبرئيل عليهالسلام؟
ثم قال :
هبط جبرئيل عليهالسلام
فقال : يا
محمد إن الله غرس قضيبا في الجنة ثلثه من ياقوتة حمراء وثلثه من زبر جدة خضراء
وثلثه من لؤلؤة رطبة ، ضرب عليها طاقات
، جعل بين الطاقات غرفا ، وجعل في
كل غرفة شجرة ، وجعل حملها الحور العين ، وأجرى عليه عين السلام ، ثم أمسك ،
فوثب رجل من القوم فقال : يارسول الله لمن ذلك القضيب؟ فقال : من أحب أن يتمسك
بذلك القضيب فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ومن كتاب كفاية الطالب عن الحارث
الهمداني قال : دخلت على أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال : ما جاء بك؟ فقلت : حبي لك يا أمير المؤمنين ، فقال :
ياحارث أتحبني؟ فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين ، فقال : أما لو بلغت نفسك
الحلقوم
لرأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل
لرأيتني حيث تحب .
٤٤
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن
سليمان بن الاشعث ، عن
هشام بن يونس ، عن حسين بن سليمان الرفاء ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أنس قال :
نظر النبي إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
وأخذ بيده وقال : ياعلي كذب من زعم أنه
يحبني وهو يبغضك .
____________________
٤٥
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن
الحسين الخثعمي ، عن عباد بن
يعقوب الاسدي ، عن السيد بن عيسى الهمداني ، عن الحكم بن عبدالرحمن بن
أبي نعيم ، عن أبي سعيد الخدري قال : كانت أمارة المنافقين بغض علي بن أبي طالب
فبينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
في المسجد ذات يوم في نفر من المهاجرين والانصار وكنت فيهم
إذ أقبل علي عليهالسلام
فتخطى القوم
حتى جلس إلى النبي صلىاللهعليهوآله
وكان هناك مجلسه
الذي يعرف به ، فسار رجل رجلا وكانا يرميان بالنفاق فعرف رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما أرادا ، فغضب غضبا شديدا حتى التمع وجهه ، ثم قال : والذي نفسي بيده لايدخل
عبد الجنة حتى يحبني ، ألا وكذب من زعم أنه يحبني وهو يبغض هذا وأخذ
بكف علي عليهالسلام
فأنزل الله عزوجل هذه الآية في شأنهما : « يا أيها الذين آمنوا
إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول
» إلى آخر الآية .
٤٦
ـ مع : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن
نوح بن شعيب
عن أبي
بصير ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام
، عن سلمان رضياللهعنه
قال : سمعت حبيبي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي عليهالسلام
يوما : يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله
أحد ، فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن
ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان
ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك
بيده فقد استكمل الايمان ، والذي بعثني بالحق ياعلي لو أحبك أهل الارض
كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار ، الخبر .
كنز
: أخطب خوارزم يرفعه إلى ابن عباس مثله .
____________________
* [ بيان :
قال السيد الداماد قدسسره
: إنا نحن قد تلونا على أسماع
المتعلمين وأملينا على قلوب المتبصرين في كتبنا العقلية وصحفنا الحكمية لا سيما
تقويم الايمان أن جملة الممكنات أي النظام الجملي لعوالم الوجود على الاطلاق
المعبر عنه ألسنة أكارم الحكماء بالانسان الكبير كتاب الله المبين الغير المغادر
صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، فإن روعيت أعمية الصنف بالقياس إلى الشخص
المندرج تحته وشموله إياه وكذلك النوع بالقياس إلى الصنف والجنس بالقياس
إلى النوع قيل : الشخصيات والاشخاص بمنزلة الحروف والكلمات المفردة ،
والاصناف بمنزلة أفراد الكلام ، والجمل والانواع بمنزلة الآيات ، والاجناس بمنزلة
السور ، والقوى واللوازم والاوصاف بمنزلة التشديد والمد والاعراب ، وإن لوحظ
تركب النوع من الجنس والفصل والصنف من النوع واللواحق المصنفة والشخص
من الحقيقة الصنفية والعوارض المشخصة عكس فقيل : الاجناس العالية والفصول
بمنزلة حروف المباني ، والانواع الاضافية المتوسطة بمنزلة الكلمات ، والانواع
الحقيقية السافلة بمنزلة الجمل ، والاصناف بمنزلة الآيات ، والاشخاص بمنزلة
السور ، وعلى هذا فتكون النفس الناطقة البشرية البالغة في جانبي العلم والعمل
قصيا درجات الاستكمال بحسب أقصى مراتب العقل المستفاد ، لكونها وحدها في حد
مرتبتها تلك عالما عقليا هو نسخة عالم الوجود بالاسر ، ومضاهيته في الاستجماع
والاستيعاب كتابا مبينا جامعا مثابته في جامعيته مثابة مجموع الكتاب الجملي الذي
هو نظام عوالم الوجود قضها وقضيضتها
على الاطلاق قاطبة ، ومن هناك يقال
للانسان العارف « العالم الصغير » ولمجموع العالم « الانسان الكبير » بل للانسان
العارف « العالم الكبير » ولمجموع العالم » الانسان الصغير « وإذ قد هديناك سبيلي
النسبتين المتعاكستين فيما ينتظم منه العالم وما يأتلف منه الكتاب فاعلمن أن لكل
____________________
من الاعتبارين درجة
من التحقيق وقسطا من التحصيل ، فإذن بالاعتبار الاول ينزع
فقه إطلاق الكلمات على أشخاص المعلولات ، ومنه ما قال جل سلطانه في التنزيل
الكريم : « إن الله
يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم
» وبالاعتبار
الثاني يظهر سر قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « مثل علي بن أبي طالب فيكم مثل قل هو الله
أحد في القرآن » وطي مطاويه سر عظيم يكشف عنه قوله صلىاللهعليهوآله
: « مثل علي بن
أبي طالب في هذه الامة مثل عيسى بن مريم في بني إسرائيل » وقد روته العامة
والخاصة من طرق مختلفة ، ثم إن تخصيص التشبيه بقل هو الله أحد فيه بعد روم التنبيه
على قصيا الجلالة وأقصى المنزلة رعاية الانطباق على حال علي بن أبي طالب صلوات
الله
عليه في درجة الاخلاص لله سبحانه ، ومعرفة حقائق التوحيد ، فهو عليهالسلام ينطق بلسان
حاله بما تنطق به قل هو الله أحد بلسان ألفاظها ، ولسان الحال أفصح وبيانه أبلغ ،
ومن هناك انبزغ عن لسانه صلوات الله عليه « ذلك الكتاب الصامت وأنا الكتاب
الناطق » فعلي صلوات الله عليه سورة الاخلاص والتوحيد في كتاب العالم ، وهو أيضا
كتاب عقلي مبين مضاه لكتاب نظام الوجود ، وأسرار الآيات مفاتيحها عند الله العليم
الحكيم ، ورموز الاحاديث ومصابيحها في مشكاة كما قال رسوله الكريم ، وما الفضل
إلا بيد الله ، وما الفوز إلا في اتباع رسول الله صلىاللهعليهوآله
والتمسك بأهل بيته الاطهرين
صلوات الله عليهم وتسليماته عليه وعليهم أجمعين. ]
٤٧
ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ،
عن أبي الحسن الثالث ،
عن آبائه عليهمالسلام
، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لي وإلا صمتا :
ياعلي محبك محبي ومبغضك مبغضي .
٤٨
ـ ما : أبومنصور السكري ، عن جده علي بن عمر ،
عن أحمد بن الازهر
عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله ، عن ابن عباس
قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
لعلي : يا علي أنت سيد في الدنيا سيد
في الآخرة ، من
____________________
أحبك فقد أحبني ،
ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن
أبغضني فقد أبغض الله عزوجل .
٤٩
ـ ما : الحفار ، عن عبدالله بن محمد بن عثمان
، عن محمد بن علي بن معمر
عن علي بن يونس اللؤلؤئي ، عن جده هشام بن يونس ، عن حسين بن سليمان
عن عبدالملك بن عميرة ، عن أنس قال : نظر النبي صلىاللهعليهوآله
إلى علي عليهالسلام
فقال : كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني .
٥٠
ـ ير : أبوالجوزاء ، عن ابن علوان ، عن ابن
طريف قال : قال أبوجعفر
عليهالسلام
: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ألا إن جبرئيل عليهالسلام
أتاني فقال : يا محمد ربك
يأمرك بحب علي بن أبي طالب عليهالسلام
ويأمرك بولايته .
٥١
ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن ابن
مهران ، عن أبيه ، عن
إسحاق بن جرير قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: جاءني ابن عمك كأنه أعرابي مجنون
وعليه إزار وطيلسان ونعلاه في يده ، فقال لي : إن قوما يقولون فيك ، قلت له :
ألست عربيا؟ قال : بلى ، فقلت : إن العرب لاتبغض عليا عليهالسلام ثم قلت له :
لعلك ممن يكذب بالحوض؟ أما والله لئن أبغضته ثم وردت على الحوض لتموتن
عطشا .
سن
: ابن مهران مثله .
٥٢
ـ كشف : من الاحاديث التي جمعها العز المحدث عن
أنس قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك.
ومنه عن عبدالله بن مسعود قال : رأيت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
آخذا بيد علي عليهالسلام
____________________
وهو يقول : الله
وليي وأنا وليك ، ومعادي من عاداك ، ومسالم من سالمك.
ومنه عن أبي علقمة مولى بني هاشم قال :
صلى بنا النبي صلىاللهعليهوآله
الصبح ثم التفت
إلينا فقال : معاشر أصحابي رأيت البارحة عمي حمزة بن عبدالمطلب وأخي جعفر بن
أبي طالب وبين أيديهما طبق من نبق
، فأكلا ساعة ، ثم تحول النبق عنبا فأكلا
ساعة ، ثم تحول العنب رطبا فأكلا ساعة ، فدنوت منهما وقلت : بأبي أنتما ؟ أي
الاعمال وجدتما أفضل؟ قالا : فديناك بالآباء والامهات وجدنا أفضل الاعمال
الصلاة عليك وسقي الماء وحب علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وقد أورده الخوارزمي
في مناقبه.
وروى الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر
الجنابذي في كتابه مرفوعا إلى فاطمة
عليهاالسلام
قالت : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
عشية عرفة ، فقال : إن الله تبارك
وتعالى باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة ، وإني رسول الله إليكم غير محاب
لقرابتي ، إن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته.
قال كهمس : قال علي بن أبي طالب عليهالسلام : يهلك في ثلاثه [
وينجو في ثلاثة ] :
اللاعن والمستمع ، والمفرط
، والملك المترف يتقرب إليه بلعني ويتبرأ إليه من
ديني ويقضب
عنده حسبي وإنما ديني دين رسول الله وحسبي حسب رسول الله
صلىاللهعليهوآله
، وينجو في ثلاثة : المحب ، والموالي لمن والاني ، والمعادي لمن
عاداني ، فإن أحبني محب أحب محبي وأبغض مبغضي وشايع مشايعي فليمتحن
أحدكم قلبه ، فإن الله عزوجل لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب بأحدهما
ويبغض بالآخر.
____________________
ومن كتاب الاربعين للحافظ أبي بكر محمد
بن أبي نصر ، عن زياد بن مطرف ،
عن زيد بن أرقم وربما لم يذكر زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من
أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فإن
ربي عزوجل غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب عليهالسلام
فإنه لن
يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة.
ونقلت من مناقب الخوارزمي ، عن عبد خير
، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : أهدي إلى النبي صلىاللهعليهوآله
قنو موز
، فجعل يقشر الموزة ويجعلها في
فمي ، فقال له قائل : يا رسول الله إنك تحب عليا؟ قال : أما علمت أن عليا مني
وأنا منه.
ومنه عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : جاءني جبرئيل من
عند الله عز
وجل بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض : إني افترضت محبة علي بن أبي طالب
على خلقي ، فبلغهم ذلك عني.
ومنه عن معاوية بن ثعلبة قال : جاء رجل
إلى أبي ذر وهو جالس في المسجد
وعلي عليهالسلام
يصلي أمامه ، فقال يا أبا ذر ألا تحدثني بأحب الناس إليك فوالله لقد
علمت أن أحبهم إليك أحبهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : أجل والذي نفسي بيده
إن أحبهم إلي أحبهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو ذاك الشيخ وأشار بيده إلى
علي عليهالسلام.
ومن المناقب أيضا قال رجل لسلمان : ما
أشد حبك لعلي عليهالسلام؟
قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا
فقد أبغضني.
ومنه قال : أنبأني الامام الحافظ صدر
الحفاظ الحسن بن أحمد العطار عن
أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف
ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة.
____________________
ومنه عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول : من زعم أنه آمن
بي وبما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن.
ومنه عن زيد بن أرقم قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: من أحب أن يتمسك
بالقضيب الاحمر الذي غرسه الله في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي
طالب عليهالسلام
.
٥٣
ـ كشف : من مناقب الخوارزمي قال : من المراسيل
في معجم الطبراني
بإسناده إلى فاطمة الزهراء عليهاالسلام
قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله عزوجل
باهى وغفر لكم عامة ولعلي خاصة ، وإني رسول الله إليكم غير هائب لقومي ولا
محاب لقرابتي ، هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد كل السعيد من أحب عليا
في حياته وبعد موته ، وأن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد
وفاته .
٥٤
ـ كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن عبدالله بن
بريدة عن أبيه قال :
أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط ، وأحببت
رجلا من قريش لم أحبه إلا
على بغضه عليا ، قال : فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، ما أصحبه إلا على
بغضه عليا ، قال : فأصبنا سبيا ، قال : فكتب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله : ابعث إلينا
من يخمسه ، قال : فبعث إلينا عليا عليهالسلام
وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي ،
قال : وقسم
فخرج ورأسه يقطر ، قلنا : يا أبا الحسن ماهذا؟ قال : ألم تروا إلى
الوصيفة التي كانت في السبي ، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس ثم صارت في
أهل بيت النبي ثم صارت في آل علي ووقعت بها ، قال : فكتب الرجل إلى نبي الله ،
____________________
فقلت : ابعثني مصدقا
، قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق! قال : فأمسك
يدي والكتاب ، قال : أتبغض عليا؟ قال : قلت؟ نعم ، قال : فلا تبغضه وإن كنت
تحبه فازدد له حبا ، فو الذي نفس محمد بيده لنصيب علي في الخمس أفضل من وصيفة
قال : فما كان من الناس
بعد قول رسول الله أحب إلي من علي. قال عبدالله :
فو الذي لا إله غيره مابيني وبين النبي في هذا الحديث غير أبي بريدة .
٥٥
ـ أقول : روى جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه
الشامي رحمهالله
في
كتاب الاربعين عن الاربعين في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام
عن حماد بن يزيد ، عن
عبدالرحمن [ بن ] السراج ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سألت النبي صلىاللهعليهوآله عن علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
فقال : فما بال قوم ينكرون من له منزلة [ عند الله ] كمنزلتي؟!
ألا ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني رضياللهعنه
، ومن رضياللهعنه
كافاه
الجنة ، ألا ومن أحب عليا يقبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب الله دعاءه ، ألا
ومن أحب عليا استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب
شاء بغير حساب ، ألا ومن أحب عليا لايخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر
ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة ، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله في الجنة
بعدد كل عرق في بدنه حورا ، ويشفع في ثمانين من أهل بيته ، وله بكل شعرة في
بدنه مدينة في الجنة ، ألا ومن أحب عليا بعث الله ملك الموت إليه برفق ، ودفع الله
عزوجل عنه هول منكر ونكير ، ونور قلبه
وبيض وجهه ، ألا ومن أحب عليا
نجاه الله من النار ، ألا ومن أحب عليا أثبت الله الحكم في قلبه وأجرى على لسانه
الصواب وفتح الله له أبواب الرحمة ، ألا ومن أحب عليا سمي في السماوات أسير الله
في
الارض ، ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبدالله استأنف العمل
فقد غفر الله لك الذنوب كلها ، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر
____________________
ليلة البدر ، ألا
ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الكرامة ، ألا ومن أحب عليا
مر على الصراط كالبرق الخاطف ، ألا ومن أحب عليا وتولاه كتب الله له براءة من
النار وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب ، ألا ومن أحب عليا لاينشر له ديوان
ولاينصب له ميزان ويقال له : ادخل الجنة بغير حساب ، ألا ومن أحب آل محمد أمن
من الحساب والميزان والصراط ، ومن أحب آل محمد صافحته الملائكة وزارته الانبياء
وقضي له كل حاجة كانت له عند الله عزوجل ، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا
كفيله بالجنة قاله ثلاثا قال قتيبة بن سعيد بن رجاء : كان حماد بن زيد يفتخر
بهذا الحديث ويقول : هو الاصل لمن يقر به .
أقول
: رواه الصدوق محمد بن بابويه رحمهالله في كتاب فضائل
الشيعة
عن أبيه
عن عبدالله بن الحسين المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصفهاني ، عن محمد بن أسلم الطوسي
عن أبي رجاء قتيبة بن سعيد عن نافع عن ابن عمر مثله.
٥٦
ـ بشا : يحيى بن محمد الجواني ، عن الحسن بن
علي بن الداعي ، عن جعفر
بن محمد الحسيني ، عن محمد بن عبدالله الحافظ ، عن علي بن حماد العدل ، عن أحمد بن
علي الابار ، عن ليث بن داود ، عن مبارك بن فضالة ، عن عمران بن حصين أن
النبي صلىاللهعليهوآله
قال لفاطمة عليهاالسلام
: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، قالت :
فأين مريم بنت عمران؟ قال لها : أي بنية تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء
عالمك ، والذي
بعثني بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة ،
فلايحبه إلا مؤمن ولايبغضه إلا منافق .
٥٧
ـ بشا : أبوعلي بن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن
المفيد ، عن المراغي ،
عن علي بن العباس ، عن جعفر بن محمد بن الحسين ، عن موسى بن زياد ، عن يحيى
ابن يعلى ، عن أبي خالد الواسطي ، عن أبي هاشم الخولاني ، عن زاذان قال : سمعت
____________________
سلمان رحمهالله يقول : لا أزال أحب
عليا عليهالسلام
فإني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليضرب فخذه ويقول : محبك لي محب ومحبي لله محب ، ومبغضك لي مبغض ومبغضي لله
مبغض .
ما
: الحفار ، عن الجعابي ، عن محمد بن أحمد
الكاتب ، عن أحمد بن يحيى الاودي
عن حسن بن حسين الانصاري ، عن يحيى بن يعلى ، عن عبدالله بن موسى ، عن
أبي هاشم الرماني ، عن أبي البختري ، عن زاذان قال : قال لي سلمان : يازاذان
أحب عليا ، إلى آخر مامر .
٥٨
ـ بشا : محمد بن أحمد بن شهريار ، عن جعفر
الدوريستي ، عن أحمد بن عبدون
عن أبي المفضل الشيباني ، عن أحمد بن الحسين الانباري قال : قدم أبونعيم الفضل
بن دكين بغداد فنزل الرميلة وهي محلة بها ، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ونصبوا
له كرسيا صعد عليه وأخذ يعظ الناس ويذكرهم ويروي لهم الاحاديث ، وكانت
أياما صعبة في التقية ، فقام رجل من آخر المجلس وقال له : يا أبا نعيم أتتشيع؟
قال : فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه
وتمثل بهذين البيتين :
ومازال بي حبيك حتى كأنني
|
|
برد جواب السائلي عنك أعجم
|
لاسلم من قول الوشاة وتسلمي
|
|
سلمت وهل حي من الناس يسلم
|
قال : فلم يفطن الرجل بمراده وعاد إلى
السؤال وقال : يا أبا نعيم أتتشيع؟
فقال : يا هذا كيف بليت بك وأي ريح هبت بك إلي؟ نعم سمعت الحسن بن
____________________
صالح بن حي يقول : سمعت جعفر بن محمد يقول : حب علي عبادة وخير العبادة
ما كتمت .
٥٩
ـ بشا : أبوعلي بن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن
المفيد ، عن أبي القاسم
جعفر بن محمد ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن علي بن محمد بن مسعدة بن صدقة ، عن
جده مسعدة قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهالسلام
يقول : والله لايهلك هالك
على حب علي بن أبي طالب إلا رآه في أحب المواطن إليه ، ولا يهلك هالك على
بغض علي بن أبي طالب إلا رآه في أبغض المواطن إليه .
٦٠
ـ بشا : محمد بن أحمد بن شهريار ، عن عبد
الرحمن بن يعقوب ، عن أبيه ، عن أحمد
ابن إسحاق القاضي ، عن أحمد بن عبدالله بن سابور ، عن عبيد بن هشام ، عن إسماعيل بن
جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: يا علي لو أن عبدا عبدالله مثل ماقام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه
في
سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف حجة ثم قتل بين الصفا والمروة ثم لم يوالك
يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها ، أما علمت يا علي أن حبك حسنة لاتضر
معها سيئة ، وبغضك سيئة لاتنفع معها طاعة ، ياعلي لو نثرت الدر على المنافق ما
أحبك ، ولو ضربت خيشوم المؤمن ما أبغضك ، لان حبك إيمان وبغضك نفاق ،
لايحبك إلا مؤمن تقي ، ولايبغضك إلا منافق شقي .
٦١
ـ بشا : ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن
عبدالواحد بن محمد ، عن ابن
عقدة ، عن الحسن بن عتبة ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن
ياسر ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أوصي من
آمن بي وصدقني بالولاية لعلي ، فإنه من تولاه تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله
____________________
ومن أحبه أحبني ومن
أحبني أحب الله ، ومن أبغضه أبغضني ، ومن أبغضني أبغض الله
عزوجل .
٦٢
ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ،
عن جده ، عن أحمد بن الحسين
ابن مروان ، عن موسى بن العباس الجويني
، عن عبدالله بن أحمد الدورقي ، عن
عبدالعزيز بن الخطاب ، عن علي بن الهاشم بن البريد ، عن محمد بن عبدالله بن
أبي رافع ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن جده مثله.
ما : عبدالواحد ، عن ابن عقدة مثله .
٦٣
ـ بشا : الحسن بن حسين بن بابويه ، عن عمه محمد
بن الحسن ، عن أبيه
الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر بن بابويه ، عن ماجيلويه ، عن محمد العطار ،
عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين بن نصر بن سعيد ، عن خالد بن ماد ، عن القندي
عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يا رسول الله
أكل من قال « لا إله إلا الله » مؤمن؟ قال : إن عداوتنا تلحق باليهودي والنصراني
إنكم لا تدخلون الجنة حتى تحبوني ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا
يعني عليا عليهالسلام.
٦٤
ـ بشا : ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن
عبدالواحد بن محمد ، عن ابن عقدة
عن الحسن بن علي بن عفان ، عن الحسن بن عطية ، عن سعاد ، عن عبدالله بن عطاء
____________________
عن عبدالله بن بريدة
، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله
علي بن أبي طالب وخالد بن
الوليد كل واحد منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم علي ، قال :
فأخذنا
يمينا ويسارا قال : فأخذ علي فأبعد فأصاب شيئا ، فأخذ جارية من الخمس ، قال بريدة
:
وكنت أشد الناس بغضا لعلي عليهالسلام
وقد علم ذلك خالد بن الوليد ، فأتى رجل خالدا
فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس ، فقال : ماهذا ، ثم جاء آخر ، ثم تتابعت الاخبار
على
ذلك ، فدعاني خالد فقال : يا بريدة قد عرفت الذي صنع ، فانطلق بكتابي هذا إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأخبره ، وكتب إليه ، فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فأخذ الكتاب فأمسكه بشماله ، وكان كما قال الله عزوجل لايكتب
ولايقرأ ، وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي
حتى أفرغ من حاجتي ، فطأطأت
أو فتكلمت
فوقعت في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنضير ، فنظر إلي فقال : يا
بريدة إن عليا وليكم بعدي ، فأحب عليا فإنما يفعل مايؤمر ، قال : فقمت
وما أحد من الناس أحب إلي منه. وقال عبدالله بن عطاء : حدثت أنا حرب بن
سويد بن غفلة فقال : كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال له : أنافقت بعدي يابريدة؟ .
٦٥
ـ بشا : محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده
عبدالصمد ، عن محمد بن القاسم الفارسي
عن محمد بن الحسن الاصفهاني ، عن محمد بن أحمد الاسفرائني ، عن محمد بن يوسف بن
راشد ، عن أبيه ، عن علي بن قادم ، عن عطاء بن مسلم ، عن يحيى بن كثير قال : رأيت
زبيد الايامي
في المنام فقلت : إلى ماصرت يا أبا عبدالرحمن؟ قال : إلى رحمة الله
____________________
عزوجل ، قال : قلت :
فأي عمل وجدت أفضل؟ قال : الصلاة وحب علي بن
أبي طالب عليهالسلام
.
٦٦
ـ بشا : بهذا الاسناد عن الفارسي ، عن يحيى بن
زكريا ، عن أبي تراب ،
عن أحمد بن الازهر ، عن عبدالرزاق ، عن البريري عن عبيد الله بن عبدالله ، عن
ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله
نظر إلى علي عليهالسلام
فقال : يا علي أنت سيد في الدنيا
وسيد في الآخرة ، طوبى لمن أحبك وويل لمن أبغضك من بعدي.
قال أبوزكريا ، قال لي أبوتراب الاعمش :
سمعت أحمد بن يوسف السلمي
يقول : رأيت هذا في كتاب عبدالرزاق وكان يمتنع لايحدث به ، فحدث أبوالازهر
بهذا الحديث فأعرضوه على يحيى بن معن ، فصاح يحيى وكان أبوالازهر حاضرا
فقال : من الكذاب الذي يحدث بهذا الكذب على عبدالرزاق؟ فقام أبوالازهر
فقال : أنا يا سيدي بسلامة صدري .
٦٧
ـ بشا : بهذا الاسناد عن محمد الفارسي ، عن
محمد بن محمد بن حماد ، عن القاسم
بن جعفر بن أحمد ، عن الحسين بن الحكم ، عن أبي غسان ، عن جعفر بن الاحمر ،
عن الاعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش قال : قال علي عليهالسلام : إن
فيما عهد إلي النبي صلىاللهعليهوآله
لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق .
٦٨
ـ بشا : بهذا الاسناد عن الفارسي : عن أحمد بن
محمد الجرى
، عن
عتيق بن محمد المدني ، عن إسحاق بن بشر ، عن عبدالرحمن بن قصبة بن ذويب ،
عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أقضى أمتي بكتاب الله علي
بن أبي طالب ، ألا من يحبني
فليحبه ، فإن العبد لاينال ولايتي إلا بحب علي
بن أبي طالب .
____________________
٦٩ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد
العطريفي ، عن الحسين بن محمد بن هارون ،
عن محمد بن حمدان بن مهران ، عن عبدان ، عن حبيب بن المغيرة ، عن جندل بن والق ،
عن محمد بن عمر المازني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن
فاطمة الصغرى ، عن حسين بن علي ، عن أمه فاطمة عليهمالسلام
قالت : خرج علينا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عشية عرفة فقال : إن الله تعالى باهى بكم الملائكة ، فغفر لكم
عامة وغفر لعلي خاصة ، وإني رسول الله إليكم غير هائب لقومي ولا محاب لقرابتي ،
هذا جبرئيل يخبرني
أن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في
حياتي وبعد موتي .
٧٠ ـ وبهذا الاسناد عن الفارسي ، عن
محمد بن أحمد الدقاق ، عن ابن عقدة ،
عن الحسين بن عبدالملك ، عن إسحاق بن يزيد ، عن هاشم بن البريد ، عن إسماعيل
بن رجاء ، عن أبيه قال : سمعت عليا عليهالسلام
يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
إنه لعهد النبي الامي أنه لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، ولو ضربت
أنف المؤمنين بسيفي هذا ما أبغضوني أبدا ، ولو أعطيت المنافقين هكذا وهكذا ما
أحبوني أبدا .
٧١ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن جعفر
البيهقي ، عن أحمد بن محمد العسكري ،
عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله ، عن أبي النعمان بن الفضل بن قدامة ، عن محمد بن
شهاب
الزهري ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن
أبي طالب .
٧٢ ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن محمد بن
إسحاق ، عن عبيد الله بن أحمد البجلي
عن الحسن بن محمد بن نصر ، عن قرة بن العلاء ، عن عثمان بن عبدالله بن عمرو ،
____________________
عن محمد بن جعفر ،
عن أبيه ، عن جده أن جبرئيل عليهالسلام
نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال له : يا محمد إن الله تعالى يأمرك أن تحب علي بن أبي طالب ، فإن الله يحب
عليا ويحب من يحبه ، فقال : يا رسول الله ومن يبغض عليا؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
من يحمل الناس على عداوته .
٧٣ ـ وبهذا الاسناد عن بشر بن أحمد ، عن
محمد بن عبدالله بن عامر ، عن عصام
ابن يوسف ، عن محمد بن أيوب الكلابي وعمر بن سليمان وأبي الربيع الاعرجي ،
عن عبدالله بن عمران ، عن علي ، عن سعيد بن المسيب ، عن زيد بن ثابت قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من أحب عليا في حياته وبعد موته كتب الله له الامن و
الايمان ماطلعت شمس وما غربت ، ومن أبغضه في حياته وبعد موته مات ميتة جاهلية
وحوسب بما عمل .
٧٤ ـ
وبهذا الاسناد عن إبراهيم بن أحمد الرجائي ، عن أبي بكر بن أبي داود
عن هلال بن بشر ، عن عبدالملك بن موسى ، عن أبي هاشم صاحب الرمان ، عن
زاذان ، عن سلمان الفارسي قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي : محبك محبي
ومبغضك مبغضي .
٧٥ ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن أحمد
الفارسي ، عن محمد بن عبدالله بن يزداد ،
عن أبي صالح البزاز ، عن أبي حاتم ، عن يحيى الحماني ، عن يحيى بن يعلى ، عن عمار
بن
زريق ، عن إسحاق بن زياد ، عن مطرف ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
من أحب أن يحيا حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي وغرس
قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
____________________
٧٦ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن
سعيد ، عن محمد بن سليمان ، عن أحمد بن
الازهر ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن الزهري ، عن عبيد الله
بن عبدالله بن مسعود ، عن ابن عباس قال : نظر النبي صلىاللهعليهوآله
إلى علي بن أبي
طالب عليهالسلام
فقال : ياعلي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني
ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله ، وبغيضك بغيضي و
بغيضي بغيض الله ، فطوبى لمن أحبك بعدي .
كشف
: من الاحاديث التي جمعها العز المحدث عن
ابن عباس مثله وفي آخره
فالويل لمن أبغضك بعدي .
٧٧
ـ بشا : بالاسناد المقدم عن عبدالله بن محمد بن
عبدالله بن دينار ، عن إسماعيل
ابن محمد الصفار ، عن الحسن بن عرفة ، عن سعيد بن محمد الوراق ، عن علي بن الخرور
عن أبي مريم الثقفي ، عن عمار بن ياسر قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول لعلي بن
أبي طالب عليهالسلام
ياعلي طوبى لمن أحبك وويل لمن كذبك وكذب فيك .
٧٨ ـ وبهذا الاسناد عن نصر بن عبدالله
القرشي ، عن العيسي ، عن حماد بن
سلمة ، عن زياد بن مخراق ، عن شهر بن حوشب ، عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي عليهالسلام
: لا تلومن الناس على حبك ، فإن حبك
مخزون تحت العرش ، لاينال حبك من يريد ، إنما ينزل من السماء بقدر .
٧٩
ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن
العباس ، عن عثمان بن هاشم
ابن الفضل ، عن محمد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود الشعبي ، عن
عمران بن حصين قال : كنت جالسا عند النبي صلىاللهعليهوآله
وعلي عليهالسلام
إلى جنبه إذ قرأ
النبي صلىاللهعليهوآله
: « أمن يجيب
المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض
»
____________________
قال : فارتعد علي عليهالسلام فضرب (ص) بيده على
كتفه وقال : مالك ياعلي؟ فقال يارسول الله
قرأت هذه الآية فخشيت أن نبتلي بها فأصابني ما رأيت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
ياعلي لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة .
٨٠
ـ كشف اليقين للعلامة قدسسره :
كان لابي دلف ولد فتحادث أصحابه
في حب علي عليهالسلام
وبغضه ، فروى بعضهم عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : « يا علي لا
يحبك إلا مؤمن تقي
ولا يبغضك إلا ولد زنية أو حيضة » فقال ولد أبي دلف :
ما تقولون في الامير هل يؤتى في أهله؟ فقالوا : لا فقال : والله إني لاشد الناس
بغضا لعلي بن أبي طالب ، فخرج أبوه وهم في التشاجر ، فقال : والله إن هذا الخبر
لحق ، والله إنه لولد زنية وحيضة معا! إني كنت مريضا في دار أخي في حمى
ثلاث ، فدخلت علي جارية لقضاء حاجة ، فدعتني نفسي إليها! فأبت وقالت : إني
حائض ، فكابرتها على نفسها فوطئتها ، فحملت بهذا الولد ، فهو لزنية وحيضة معا!.
وحكى والدي رحمهالله قال : اجتزت يوما
في بعض دروب
بغداد مع أصحابي
فأصابني عطش ، فقلت لبعض أصحابي : اطلب ماء من بعض الدروب ، فمضى يطلب
الماء ، ووقفت أنا وباقي أصحابي ننتظر الماء ، وصبيان يلعبان أحدهما يقول : الامام
هو علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، والآخر يقول : إنه أبوبكر! فقلت : صدق
النبي صلىاللهعليهوآله
« ياعلي ما يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ولد حيضة » فخرجت
المرأة بالماء فقالت : بالله عليك ياسيدي أسمعني ماقلت ، فقلت : حديث رويته عن
النبي صلىاللهعليهوآله
لا حاجة إلى ذكره ، فكررت السؤال فرويته لها ، فقالت : والله ياسيدي
إنه لخبر صدق إن هذين ولداي : الذي يحب عليا ولد طهر ، والذي يبغضه حملته
في الحيض ، جاء والده إلي فكابرني على نفسي حالة الحيض ، فنال مني ، فحملت
____________________
بهذا الذي يبغض عليا.
٨١
ـ كنز : محمد بن العباس ، عن سعيد بن عجب
الانباري ، عن سعيد بن
سويد ، عن علي بن سهر ، عن حكيم بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
: إنما مثلك مثل قل هو الله أحد ، فإنه
من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن
ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله ، وكذلك أنت من أحبك بقلبه
كان له ثلث ثواب العباد ، ومن أحبك بقلبه ولسانه كان له ثلثا ثواب العباد ، ومن
أحبك بقلبه ولسانه ويده كان له ثواب العباد أجمع .
٨٢ ـ ويؤيده مارواه أيضا عن علي بن
عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد ، عن
الكاهلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن
قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن
كله ، وكذلك من أحب عليا بقلبه أعطاه الله ثلث ثواب هذه الامة ، ومن أحبه
بقلبه ولسانه أعطاه الله ثلثي ثواب هذه الامة ، ومن أحبه بقلبه ولسانه ويده أعطاه
الله
ثواب هذه الامة كلها.
٨٣ ـ ويعضده أيضا مارواه أيضا علي بن
عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد ، عن الحكم
ابن سليمان ، عن محمد بن كثير ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله (ص) : يا علي
إن فيك مثلا من قل هو الله أحد : من قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها
مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله ،
ياعلي من أحبك بقلبه كان له مثل أجر ثلث هذه الامة ، ومن أحبك بقلبه ولسانه
كان له مثل أجر ثلثي هذه الامة ، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بسيفه
كان له مثل أجر هذه الامة.
____________________
٨٤ ـ وروى الصدوق محمد بن بابويه ، عن
أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن
الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور ، عن يحيى بن صالح ، عن علي بن أسباط ، عن
عبدالله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق عليهالسلام
قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
في ملا من أصحابه وإذا أسود تحمله أربعة من الزنوج ملفوف في كساء يمضون به إلى
قبره ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: علي بالاسود ، فوضع بين يديه فكشف عن وجهه ثم
قال لعلي عليهالسلام
: ياعلي هذا رباح غلام آل النجار ، فقال علي عليهالسلام
: والله ما
رآني قط إلا وحجل في قيوده
وقال : يا علي إني أحبك ، قال : فأمر رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بغسله وكفنه في ثوب من ثيابه وصلى عليه وشيعه والمسلمون إلى
قبره ، وسمع الناس دويا شديدا في السماء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنه قد شيعه
سبعون ألف قبيل من الملائكة ، كل قبيل سبعون ألف ملك ، والله ما نال ذلك إلا
بحبك يا علي ، قال : ونزل رسول الله صلىاللهعليهوآله
في لحده ثم أعرض عنه ثم سوى عليه
اللبن ، فقال له أصحابه : يارسول الله رأيناك قد أعرضت عن الاسود ساعة سويت عليه
اللبن ، فقال : نعم إن ولي الله خرج من الدنيا عطشانا ، فتبادر إليه أزواجه من
الحور العين بشراب من الجنة ، وولي الله غيور ، فكرهت أن أحزنه بالنظر إلى
أزواجه ، فأعرضت عنه.
٨٥
ـ فر : محمد ، عن عون بن سلام قال : أخبرنا
مندل ، عن إسماعيل بن سلمان
عن أبي عمر الاسدي ، عن ابن الحنفية في قوله تعالى : « سيجعل لهم الرحمن ودا
» قال : لا تلقى مؤمنا إلا وفي قلبه ود لامير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته
عليهمالسلام
.
٨٦
ـ فر : جعفر بن محمد بن سعيد معنعنا عن أبي
سعيد الخدري رضياللهعنه
____________________
قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : يا أبا الحسن قل
: اللهم اجعل لي عندك عهدا
واجعل لي عندك ودا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة ، فنزلت هذه الآية : « إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا
» قال :
لاتلقى رجلا مؤمنا
إلا وفي قلبه حب لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام.
٨٧
ـ فر : أحمد بن موسى معنعنا عن ابن عباس رضياللهعنه قال : أخذ رسول
الله
صلىاللهعليهوآله
يدي ويد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
، فعلا بنا على ثبير
ثم صلى ركعات ، ثم رفع يديه إلى السماء فقال : « اللهم إن موسى بن عمران
سألك وأنا محمد نبيك أسألك أن تشرح لي صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من
لساني ليفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي اشدد به
أزري وأشركه في أمري » قال فقال ابن عباس رضياللهعنه
: سمعت مناديا ينادي :
يا أحمد قد أوتيت ما سألت
، قال : فقال النبي صلىاللهعليهوآله
لامير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليهالسلام
: يا أبا الحسن ارفع يدك إلى السماء فادع ربك وسله يعطك ، فرفع
يده إلى السماء وهو يقول : « اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودا » فأنزل الله على نبيه : « إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات » إلى آخر الآية ، فتلاها
النبي صلىاللهعليهوآله
على أصحابه فتعجبوا من ذلك عجبا شديدا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: بم تعجبون؟ إن القرآن أربعة أرباع : ربع فينا أهل البيت خاصة ، وربع في أعدائنا
وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وإن الله أنزل في علي بن أبي طالب عليهالسلام
كرائم القرآن.
٨٨
ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : جاء
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
وقريش في حديث لهم ، فلما رأوه سكتوا ، فشق
ذلك عليه ، فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يارسول الله قتلت بين يديك سبعين رجلا
____________________
صبرا مما تأمرني
بقتله وثمانين رجلا مبارزة ، فما أحد من قريش
ولا من وجوه
العرب إلا وقد دخل عليهم بغض لي ، فادع الله أن يجعل لي محبة في قلوب المؤمنين ،
قال : فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى نزلت هذه الآية : « إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات
سيجعل لهم الرحمن ودا » فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا علي إن الله
قد أنزل فيك آية من
كتابه ، وجعل لك في قلب كل مؤمن محبة.
٨٩
ـ فر : محمد بن أحمد بن عثمان بن دليل معنعنا
عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال : جاؤوا ستة نفر من قريش في زمان أبي بكر ، فقالوا له : يا أباسعيد هذا
الرجل الذي يكثر فيه ويقل ، قال : عمن تسألون؟ قالوا : نسألك عن علي بن
أبي طالب عليهالسلام
، فقال : أما إنكم سألتموني عن رجل أمر من الدفلى ، وأحلى من
العسل ، وأخف من الريشة ، وأثقل من الجبل ، أما والله ماحلا إلا على ألسنة المتقين
ولا خف إلا على قلوب المؤمنين ، والله مامر على لسان أحد قط إلا على لسان كافر ،
ولا ثقل على قلب أحد إلا على قلب منافق ، ولا زوى عنه أحد ولا صدف ولا التوى ولا
كذب ولا احوال ولا ازوار عنه
ولا فسق ولا عجب ولاتعجب وهي
سبعة عشر
حرفا إلا حشره الله منافقا من المنافقين ، ولا علي إلا أريد ولا أريد إلا علي ، و
سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
بيان
: « يكثر فيه ويقل » على بناء المجهول
فيهما أي بعض الناس يكثرون
ويبالغون في حبه ، وبعضهم يقلون ويقصرون في ذلك ، ويمكن أن يقرأ الاول على
بناء المخاطب والثاني على التكلم ، أي أنت تكثر في مدحه ونحن نقلل فيه. والدفلى
بكسر الدال وسكون الفاء وفتح اللام نبت مر ، يكون واحدا وجمعا ، ذكره
____________________
الجوهري . قوله : « ولا علي إلا أريد » أي كأنه عليهالسلام ليس إلا ليتعرض
الناس
له بالكلام وسوء القول فيه ولا يريد الناس إلا إياه ، ولعل فيه تصحيفا.
٩٠
ـ فر : الحسين بن الحكم معنعنا عن أنس بن مالك
قال : لما نزل على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
هذه الآية في طس النمل
« أمن جعل الارض قرارا وجعل خلالها
أنهارا » إلى قوله : « قليلا
ما تذكرون
» قال : انتفض
علي انتفاض العصفور
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: مالك يا علي؟ قال : عجبت يا رسول الله من كفرهم و
جرأتهم على الله وحلم الله عنهم ، فمسحه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وبارك ثم قال : ابشر ياعلي
فإنه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق ، ولو لا أنت لم يعرف حزب الله ولا حزب
رسوله .
٩١
ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري ، معنعنا عن أبي
عبدالله الجدلي ، عن
أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : قال لي : يا أبا عبدالله ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها
أمن من فزع يوم القيامة؟ حبنا
أهل البيت ، ألا أخبرك بالسيئة التي من جاء
بها أكبه الله تعالى على وجهه في نار جهنم؟ : بغضنا أهل البيت ، ثم تلا أمير المؤمنين
عليهالسلام
: « من جاء
بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء
بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون
» .
٩٢
ـ فر : محمد بن عيسى بن زكريا معنعنا عن ابن
عمر قال : سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول في خطبته : أيها الناس لا تسبوا عليا ولا تحسدوه فإنه
____________________
ولي كل مؤمن ومؤمنة
بعدي فأحبوه بحبي
وأكرموه لكرامتي ، وأطيعوه لله
ولرسوله ، واسترشدوه توفقوا وترشدوا ، فإنه الدليل لكم على الله بعدي ، فقد
بينت لكم أمر علي فاعقلوه ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين .
٩٣
ـ فر : الحسين بن سعيد ، عن أبي سعيد الاشج ،
عن يحيى بن يعلى ، عن
يونس بن حباب ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
إيمان وبغضه نفاق ، ثم قرأ : « ولكن الله حبب إليكم الايمان » إلى قوله : « نعمة
» .
٩٤
ـ يف : روى أحمد بن حنبل في مسنده ، والحميدي
في الجمع بين الصحيحين
في مسند أمير المؤمنين عليهالسلام
في الحديث التاسع من افراد مسلم ، ورواه في الجمع بين
الصحاح الستة في الجزء الثاني في باب مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام من صحيح أبي داود
ومن الباب المذكور أيضا من صحيح البخاري ، ويليه أيضا من صحيح أبي داود أن
النبي صلىاللهعليهوآله
قال لعلي عليهالسلام
: لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، وفي بعض
رواياتهم عن أبي سعيد الخدري : إنا كنا نعرف منافقي الانصار ببغضهم عليا ، و
من مسند أحمد عن عمار بن ياسر أنه سمع النبي صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي عليهالسلام
: ياعلي
طوبى لمن أحبك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك .
مد
: عن عبدالله بن أحمد ، عن أبيه ، عن
سعيد بن محمد الوراق ، عن علي بن
خرور ، عن أبي مريم الثقفي ، عن عمار مثله .
٩٥
ـ يف : ابن مردويه ، عن أحمد بن عبدالله بن
الحسين ، عن عبدالعزيز بن
يحيى البصري ، عن مغيرة بن محمد المهلبي ، عن عبدالرحمن بن صالح ، عن علي بن
هاشم بن البريد ، عن جابر الجعفي ، عن صالح بن ميثم ، عن أبيه قال : سمعت ابن
____________________
عباس يقول : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : من لقي الله تعالى وهو جاحد ولاية علي
ابن أبي طالب عليهالسلام
لقي الله وهو عليه غضبان لايقبل الله منه شيئا من أعماله ، فيوكل
به سبعون ملكا يتفلون في وجهه ، ويحشره الله أسود الوجه أزرق العين ، قلنا : يا
ابن
عباس أينفع حب علي بن أبي طالب في الآخرة؟ قال : قد تنازع أصحاب رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في حبه حتى سألنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : دعوني حتى أسأل الوحي
فلما هبط جبرئيل عليهالسلام
سأله فقال : أسأل ربي عزوجل عن هذا ، فرجع إلى السماء
ثم هبط إلى الارض ، فقال : يامحمد إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول : أحب
عليا ، فمن أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، يا محمد حيث تكن يكن
علي ، وحيث يكن علي يكن محبوه [ وإن اجترحوا وإن اجترحوا ].
فض
، يل : بالاسانيد يرفعه إلى ابن عباس مثله .
٩٦
ـ قب : أبوجعفر عليهالسلام
إنه جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : يارسول الله من قال « لا إله إلا الله » مؤمن؟ قال : إن أعداءنا تلحق
باليهود والنصارى ، إنكم
لاتدخلون الجنة حتى تحبوني ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا يعني
عليا عليهالسلام
.
أقول
: قال ابن أبي الحديد في المجلد الثامن
من شرح نهج البلاغة : في الخبر
الصحيح المتفق عليه أنه لايحبه إلا مؤمن ولايبغضه إلا منافق ، وحسبك بهذا الخبر
ففيه وحده كفاية .
وقال في موضع آخر : قال شيخنا أبوالقاسم
البلخي : قد اتفقت الاخبار
الصحيحة التي لاريب عند المحدثين فيها أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال له : « لا يبغضك إلا
____________________
منافق ولا يحبك إلا
مؤمن » قال : وروى حبة العرني عن علي عليهالسلام
أنه قال :
إن الله عزوجل أخذ ميثاق كل مؤمن على حبي وميثاق كل منافق على بغضي
فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبني.
وروى عبدالكريم بن هلال ، عن أسلم المكي
، عن أبي الطفيل قال : سمعت عليا عليهالسلام
يقول : لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت على المنافق
ذهبا وفضة ما أحبني ، إن الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبي وميثاق المنافقين ببغضي
فلا يبغضني مؤمن ولا يحبني منافق أبدا قال الشيخ أبو القاسم البلخي : قد روى
كثير من أصحاب الحديث عن جماعة من الصحابة قالوا : ما كنا نعرف المنافقين على عهد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلا ببغض علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
وقال في موضع آخر : روى أبوغسان النهدي
قال : دخل قوم من الشيعة
على علي عليهالسلام
في الرحبة وهو على حصير خلق ، فقال : ما جاء بكم؟ قالوا : حبك
يا أمير المؤمنين ، قال : أما إنه من أحبني رآني حيث يحب أن يراني ، ومن أبغضني
رآني حيث يكره أن يراني ، ثم قال : ما عبدالله أحد قبلي إلا نبيه صلىاللهعليهوآله ، ولقد
هجم أبوطالب
علينا وأنا وهو ساجدان ، فقال : أو فعلتموها؟ ثم قال لي وأنا غلام :
ويحك انصر ابن عمك ويحك لاتخذله ، وجعل يحثني على مؤازرته ومكانفته. وروى
جعفر الاحمر عن مسلم الاغور عن حبة العرني قال : قال علي عليهالسلام : من أحبني
كان معي ، أما إنك لو صمت الدهر كله وقمت الليل كله ثم قتلت بين الصفا والمروة
أو قال : بين الركن والمقام لما بعثك الله إلا مع هواك بالغا ما بلغ ، إن في جنة
ففي جنة وإن في نار ففي نار. وروى جابر الجعفي عن علي عليهالسلام أنه قال : من
أحبنا أهل البيت فليستعد عدة للبلاء. وروى أبوالاحوص عن أبي حيان عن علي
عليهالسلام
: يهلك في رجلان : محب غال ومبغض قال. وروى حماد بن صالح عن
____________________
أيوب عن أبي كهمش عن علي صلوات الله عليه قال : يهلك في
ثلاثة : اللاعن و
المستمع المقر وحامل الوزر ، وهو الملك المترف
الذي يتقرب إليه بلعني ، ويبرأ
عنده من ديني ، وينتقص عنده حسبي ، وإنما حسبي حسب رسول الله وديني دينه ،
وينجو في ثلاثة : من أحبني ومن أحب محبي ومن عادى عدوي ، فمن أشرب
قلبه بغضي أو ألب
علي أو انتقصني فليعلم أن الله عدوه
وجبريل ، والله عدو
الكافرين.
قال : وروى الناس كافة أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له : « هذا
وليي وأنا وليه
عاديت من عاداه وسالمت من سالمه » أو نحو هذا اللفظ. وروى محمد بن عبدالله بن
أبي رافع عن زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: « عدوك عدوي وعدوي عدو الله عز وجل » وروى العبادلة عن أبي مريم الانصاري
عن علي عليهالسلام
قال : لا يحبني كافر ولا ولد زناء. وروى جعفر بن زياد عن
أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نختبر أولادنا بحب علي بن
أبي طالب ، فمن أحبه عرفنا أنه منا .
٩٧
ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لو ضربت خيشوم
المؤمن بسيفي هذا
على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني
ما أحبني ، وذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبي الامي أنه قال : لايبغضك مؤمن
ولا يحبك منافق .
قال ابن أبي الحديد : مراده عليهالسلام من هذا الفصل إذكار
الناس ما قاله فيه
____________________
رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مروي في الصحاح
بغير هذا اللفظ : لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك
إلا منافق .
٩٨
ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ،
عن جده ، عن الصدوق ،
عن إبراهيم بن أحمد ، عن أبي بكر بن أبي داود ، عن هلال بن بشر ، عن عبدالملك
ابن موسى الطويل ، عن أبي هاشم ، عن زاذان ، عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام : محبك محبي ومبغضك
مبغضي .
٩٩
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسن بن
علي بن نعيم ، عن عقبة
بن المنهال ، عن عبدالله بن جعفر الهاشمي ، عن المنتجع بن مصعب ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام
، قال : وحدثنا عقبة بن المنهال ، عن عبدالله بن حميد
عن موسى بن إسماعيل بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه
عليهماالسلام
، عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: جاءني جبرئيل عليهالسلام
من عند الله بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض : إني افترضت محبة علي على خلقي ،
فبلغهم ذلك عني .
١٠٠
ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن البرقي ، عن
ابن معروف ، عن محمد
ابن يحيى الخزاز ، عن طلحة بن زيد ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أتاني جبرئيل من قبل ربي جل جلاله فقال : يا محمد
إن الله عزوجل يقرؤك السلام ويقول لك : بشر أخاك عليا بأني لا أعذب
من تولاه ولا أرحم من عاداه .
١٠١
ـ ما : المفيد ، عن علي بن خالد ، عن محمد بن
صالح ، عن عبدالاعلى بن
واصل ، عن مخول بن إبراهيم ، عن علي بن خرور ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن عمار
____________________
ابن ياسر قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: يا علي إن الله قد زينك بزينة لم
يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها ، زينك بالزهد في الدنيا ، وجعلك لاتزرأ
منها شيئا ولاتزرأ منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا
ويرضون بك إماما ، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب
عليك ، فأما من أحبك وصدق فيك فأولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في
جنتك ، وأما من أبغضك وكذب عليك فحق على الله أن يوقفه موقف الكذابين يوم
القيامة .
كشف
: من كتاب كفاية الطالب عن أبي مريم
السلولي عن النبي صلىاللهعليهوآله
مثله
وذكره ابن مردويه في مناقبه .
١٠٢
ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن ابن
العياشي ، عن أبيه ، عن القاسم
ابن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن صالح ، عن سفيان بياع الحرير ، عن
عبدالمؤمن الانصاري ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال : سألته : من كان أبر
الناس عند رسول
الله صلىاللهعليهوآله
فيما رأيت؟ قال : مارأيت أحدا بمنزلة علي بن
أبي طالب عليهالسلام
إن كان يبغيه في جوف الليل
فيستخلي به حتى يصبح ، هذا كان
له عنده حتى فارق الدنيا ، قال : ولقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقول : يا أنس
تحب عليا؟ قلت : يا رسول الله والله إني لاحبه لحبك إياه ، فقال : أما إنك
إن أحببته أحبك الله وإن أبغضته أبغضك الله ، وإن أبغضك الله أولجك في النار .
١٠٣
ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه
عيسى بن أحمد ، عن
أبي الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن الباقر عليهمالسلام
، عن جابر ، قال الفحام : وحدثني
____________________
عمي عمير بن يحيى ،
عن إبراهيم بن عبدالله البلخي ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
قال : سمعت الصادق عليهالسلام
يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، عن جابر بن عبدالله
قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله
أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين عليهالسلام
من جانب ، إذ
أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل قد تلبب به
، فقال : ما باله؟ قال : حكى عنك
يارسول الله أنك قلت : من قال « لا إله إلا الله محمد رسول الله » دخل الجنة ،
وهذا إذا
سمعته الناس فرطوا في الاعمال ، أفأنت قلت ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم إذا تمسك
بمحبة هذا وولايته .
١٠٤
ـ جا : علي بن بلال ، عن أحمد بن الحسين ، عن
محمد بن إسماعيل ، عن
محمد بن الصلت ، عن أبي لزيبة
، عن عطاء ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال :
لما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « إنا أعطيناك الكوثر » قال له علي بن أبي طالب عليهالسلام
ما هو الكوثر يارسول الله؟ قال : نهر أكرمني الله به ، قال علي عليهالسلام : إن هذا النهر
شريف فانعته لنا يا رسول الله ، قال : نعم يا علي الكوثر نهر يجري تحت عرش الله
عزوجل ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ، حصاه الزبرجد
والياقوت والمرجان ، حشيشه الزعفران ، ترابه المسك الاذفر ، مواعده تحت عرش
الله عزوجل ، ثم ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله
يده على جنب أمير المؤمنين علي عليهالسلام
وقال : يا علي إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي .
١٠٥
ـ فض : قال الصادق عليهالسلام : ولايتي لعلي بن
أبي طالب عليهالسلام
أحب إلي
من ولادتي منه ، لان ولايتي لعلي بن أبي طالب فرض ، وولادتي منه فضل .
١٠٦
ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن أبي برزة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
____________________
ونحن جلوس ذات يوم :
والذي نفسي بيده لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله
الله تبارك وتعالى عن أربع : عن عمره فيم أفناه؟ وعن جسده فيم أبلاه؟ وعن ماله
مما اكتسبه
وفيم أنفقه؟ وعن حبنا أهل البيت ، فقال له عمر : فما آية حبكم
من بعدك؟ فوضع يده على رأس علي عليهالسلام
وهو إلى جانبه فقال : إن حبي من
بعدي حب هذا .
١٠٧
ـ ج : روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال لعلي بن
أبي طالب عليهالسلام
: ياعلي
لايحبك إلا من طابت ولادته ، ولايبغضك إلا من خبثت ولادته ولايواليك إلا مؤمن
ولا يعاديك إلا كافر.
١٠٨
ـ ع ، لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن
الاشعري ، عن محمد
ابن السندي ، عن علي بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير المكي
قال : رأيت جابرا متوكئا على عصاه وهو يدور في سكك الانصار ومجالسهم وهو يقول :
علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ، يامعشر الانصار أدبوا أولادكم على حب علي
عليهالسلام
فمن أبى فانظروا في شأن أمه .
١٠٩
ـ ع : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ،
عن حفص المقدسي
عن عيسى بن إبراهيم ، عن أحمد بن حسان ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس أنه
قال : معاشر الناس اعلموا أن الله تبارك وتعالى خلق خلقا ليس هم من ذرية آدم
يلعنون مبغضي أمير المؤمنين عليهالسلام
، فقيل له : ومن هذا الخلق؟ قال : القنابر تقول
في السحر : اللهم العن مبغضي علي ، اللهم أبغض من أبغضه وأحب من أحبه.
____________________
١١٠
ـ ع : محمد بن المظفر بن نفيس المصري ، عن
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن
أخي شباب ، عن أحمد بن الهذيل الهمداني ، عن الفتح بن قرة السمرقندي ، عن محمد
ابن خلف المروزي ، عن يونس بن إبراهيم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن
جابر قال : قال أبوأيوب الانصاري : اعرضوا حب علي على أولادكم ، فمن أحبه
فهو منكم ، ومن لم يحبه فاسألوا أمه من أين جاءت به ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية
أو حملته أمه وهي طامث.
١١١
ـ ما : أبومنصور السكري ، عن جده علي بن عمر ،
عن محمد بن محمد
الباغندي ، عن هاشم بن ناجية ، عن عطاء بن مسلم ، عن الوليد بن يسار ، عن عمران
بن ميثم ، عن أبيه قال : شهدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو يجود بنفسه
فسمعته يقول : يا حسن! قال الحسن : لبيك يا أبتاه ، قال : إن الله تعالى أخذ
ميثاق أبيك وربما قال : أعطى [ في ] ميثاقي وميثاق كل مؤمن على بغض كل منافق
وفاسق ، وأخذ ميثاق كل منافق وفاسق على بغض أبيك .
١١٢
ـ ب : محمد بن عيسى ، عن القداح ، عن جعفر ،
عن أبيه عليهماالسلام
قال :
قال عبدالله بن عمر : والله ما كنا نعرف المنافقين في زمان رسول الله صلىاللهعليهوآله إلا ببغضهم
علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
١١٣
ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول
الله
صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: لايبغضك من الانصار إلا من كان أصله يهوديا. وبهذا
الاسناد قال : قال علي عليهالسلام
: إنه لعهد النبي الامي إلي أنه لايحبني إلا مؤمن
____________________
ولا يبغضني إلا
منافق. وبهذا الاسناد قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: بغض علي كفر وبغض
بني هاشم .
وبهذا الاسناد عن علي عليهالسلام قال : قال لي النبي
صلىاللهعليهوآله
: فيك مثل من عيسى
أحبه النصارى حتى كفروا ، وأبغضه اليهود حتى كفروا في بغضه. وبهذا الاسناد
قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: محبك محبي ومبغضك مبغضي ، ومبغضي مبغض الله. وبهذا
الاسناد قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: لايحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. وبهذا
الاسناد عن حسين بن علي عليهماالسلام
عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلا ببغضهم عليا وولده .
١١٤
ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد بن جعفر ، عن
موسى بن عمران ، عن
النوفلي ، عن عتيبة بياع القصب ، عن الصادق ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إن الجنة لتشتاق ويشتد ضوؤها لاحباء علي عليهالسلام
وهم في
الدنيا قبل أن يدخلوها ، وإن النار لتغيظ ويشتد زفيرها على أعداء علي عليهالسلام وهم
في الدنيا قبل أن يدخلوها .
١١٥
ـ سن : محمد بن علي ، عن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي عاصم
السجستاني قال : سمعت مولى لبني أمية يحدث قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول :
من أبغض عليا دخل النار ، ثم جعل الله في عنقه اثني عشر ألف شعبة ، على كل
شعبة منها شيطان يبزق في وجهه ويكلح .
١١٦
ـ سن : ابن يزيد ، عن المبارك ، عن عبدالله بن
جبلة ، عن حميدة ،
عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: التاركون ولاية
____________________
علي المنكرون لفضله
المظاهرون أعداءه خارجون عن الاسلام من مات منهم على
ذلك .
١١٧
ـ مد : عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه
، عن وكيع ، عن الاعمش
عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي عليهالسلام
قال : عهد النبي صلىاللهعليهوآله
إلي
أنه لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق.
وعنه ، عن أبيه ، عن أسود بن عامر ، عن
إسرائيل ، عن الاعمش ، عن أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري قال : إنما كنا نعرف منافقي الانصار ببغضهم عليا عليهالسلام.
وعنه عن علي بن مسلم ، عن عبدالله بن
موسى ، عن محمد بن علي السلمي ، عن
عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبدالله قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر
الانصار
إلا ببغضهم عليا.
وعنه عن أحمد بن عبدالجبار ، عن محمد بن
عباد ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي نصر
عبدالله بن عبدالرحمن ، عن مساور الحميري ، عن أمه قالت : دخلت على أم
سلمة فسمعتها تقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: لايبغضك مؤمن ولا يحبك منافق.
وعنه عن أبيه ، عن عثمان ، عن محمد بن
أبي شيبة
، عن محمد بن فضيل مثله.
وعنه عن الهيثم بن خلف ، عن عبدالملك بن
عبد ربه ، عن معاوية بن عمار ،
عن أبي الزبير قال : قلت لجابر : كيف كان علي فيكم؟ قال : ذاك من خير البشر ،
ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم إياه.
وعنه عن الفضل بن حباب البصري ، عن
عبدالله بن سلمة ، عن أبي لهيعة ،
عن أبي الاسود ، عن عروة بن الزبير أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب عليهالسلام
بمحضر من عمر ، فقال له عمر : تعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمد بن عبدالله بن
عبدالمطلب
وعلي ابن أبي طالب بن عبدالمطلب ، فلا تذكر عليا إلا بخير ، فإنك إن أبغضته
آذيت هذا في قبره.
____________________
ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي من
افراد مسلم بالاسناد عن زر بن
حبيش قال : قال علي بن أبي طالب عليهالسلام
: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لعهد
النبي الامي إلي أن لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. وروى من سنن
أبي داود عن ابن حبيش مثله.
ومن الجمع بين الصحاح الستة للعبدري من
سنن أبي داود عن أبي سعيد
الخدري قال : إنا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب عليهالسلام .
أقول
: روى ابن الاثير في جامع الاصول مثل ما
مر عن البخاري ومسلم و
أبي داود والترمذي لانعيدها حذرا من التكرار.
١١٨ ـ وروى ابن شيرويه في كتاب الفردوس
عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : إنما دفع الله القطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وإن الله
عزوجل يدفع القطر عن هذه الامة ببغضهم علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : أوصيكم بهذين
خيرا
يعني عليا والعباس لايكف عنهما أحد ولا يحفظهما لي إلا أعطاه الله نورا يرد
به علي يوم القيامة.
وعن عمر بن شراحيل عنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : اللهم
انصر من نصر عليا ، اللهم
أكرم من أكرم عليا ، اللهم اخذل من خذل عليا.
وعن ابن عباس عنه صلىاللهعليهوآله : اللهم أعنه وأعن
به ، وارحمه وارحم به ، وانصره و
انصر به ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه يعني عليا عليهالسلام.
وعن أنس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : حب علي يخمد
النيران.
وعن معاذ عنه صلىاللهعليهوآله قال : حب علي بن
أبي طالب حسنة لاتضر معها سيئة ، و
بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة.
وعن ابن عباس عنه صلىاللهعليهوآله : حب علي بن أبي
طالب يأكل الذنوب كما تأكل
النار الحطب.
____________________
وعن عمر عنه صلىاللهعليهوآله : حب علي براءة من
النار.
وعن أم سلمة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : شيعة علي هم
الفائزون يوم القيامة.
وعن أنس عنه صلىاللهعليهوآله قال : عنوان صحيفة
المؤمن حب علي بن أبي طالب.
وعن ابن عباس عنه صلىاللهعليهوآله قال : لو اجتمع
الناس على حب علي بن أبي طالب
لما خلق الله النار.
وعن ابن عباس عنه صلىاللهعليهوآله قال : لما أسري بي
إلى السماء السابعة رأيت في
ساق العرش « لا إله إلا الله محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
أيدته ونصرته بأخيه علي ».
وعن معاوية بن حبدة عنه صلىاللهعليهوآله : من مات وفي قلبه
بغض علي بن أبي طالب
فليمت يهوديا أو نصرانيا. وعن علي عليهالسلام
عنه صلىاللهعليهوآله
قال : يامعشر المهاجرين
والانصار أحبوا عليا بحبي وأكرموه لكرامتي ، والله ما قلت لكم هذا من قبلي
ولكن الله أمرني بذلك.
وعن علي عليهالسلام
عنه صلىاللهعليهوآله
قال : يا علي لايبغضك من الرجال إلا منافق ومن
حملته أمه وهي حائض ، ولايبغضك من النساء إلا السلقلقي السلقلقي : التي تحيض
من دبرها.
وعن ابن عباس عنه صلىاللهعليهوآله قال : يحشر الشاك
في علي من قبره وفي عنقه طوق
من نار فيه ثلاثمائة شعبة ، على كل شعبة شيطان يلطخ في وجهه حتى يوقف موقف
الحساب ، انتهى .
١١٩ ـ وروى الصدوق رحمهالله فيما وصل إلينا من
كتاب ألفه في فضائل
الشيعة عن الحسين بن إبراهيم ، عن أحمد بن يحيى ، عن بكر بن عبدالله ، [ عن
محمد بن عبيد الله ] عن علي بن الحكم ، عن هشام ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: يا علي ما ثبت حبك في قلب
امرئ مؤمن فزلت به قدم على الصراط إلا ثبتت له قدم أخرى حتى يدخله الله
بحبك الجنة.
____________________
١٢٠ ـ وبإسناده عن أبي سعيد الخدري قال
: كنا جلوسا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
إذ أقبل إليه رجل ، فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل لابليس :
« أستكبرت أم كنت من العالين
» فمن هم
يارسول الله الذين هم أعلى من الملائكة؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش
نسبح الله وتسبح الملائكة لتسبيحنا قبل أن خلق الله عزوجل آدم بألفي عام ، فلما
خلق الله عزوجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة
كلهم إلا إبليس فإنه أبى ولم يسجد ، فقال الله تعالى : « أستكبرت أم كنت من
العالين » أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم
في سرادق العرش ، فنحن باب الله
الذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته ، ومن
أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره. ولايحبنا إلا من طاب مولده.
١٢١ ـ وبإسناده عن حماد بن يزيد ، عن
أيوب ، عن عطاء ، عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار
الحطب.
١٢٢ ـ وبإسناده عن أبي بصير ، عن أبي
عبدالله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين
عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا علي إن الله وهب لك حب المساكين
والمستضعفين في الارض ، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ، فطوبى لمن أحبك
وصدق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي أنت العالم بهذه الامة ، من
أحبك فاز ومن أبغضك هلك ، يا علي أنا المدينة وأنت بابها ، فهل تؤتى المدينة إلا
من بابها؟ يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمر ، لو أقسم على
الله لبر قسمه ، يا علي إخوانك كل طاو
وزاك مجتهد ، يحب فيك ويبغض فيك
محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند الله ، يا علي محبوك جيران الله في دار الفردوس
____________________
لا يتأسفون على ما
خلفوا من الدنيا ، يا علي أنا ولي لمن واليت وأنا عدو لمن عاديت
يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني. يا علي إخوانك الذبل
الشفاه
تعرف الرهبانية في وجوههم. يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن
عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض ، و
عند الصراط ، إذ سئل سائر الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا. يا علي حربك حربي
وسلمك سلمي وحربي حرب الله ، من سالمك فقد سالم الله عزوجل. يا علي بشر
إخوانك بأن الله قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا. يا علي أنت
أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.
يا علي شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت
وشيعتك ما قام لله دين ، ولولا من في
الارض منكم لما أنزلت السماء قطرها. يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها
شيعتك تعرف بحزب الله. ياعلي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه
يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق. ياعلي أنت
وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم
الفزع الاكبر في ظل العرش ، يفزع الناس ولاتفزعون ، ويحزن الناس ولاتحزنون
فيكم نزلت هذه الآية : « إن
الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون *
لايسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الاكبر
وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون
».
يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف ،
وأنتم في الجنان تتنعمون. ياعلي
إن الملائكة والخزان يشتاقون إليكم ، وإن حملة العرش والملائكة المقربين
ليخصونكم بالدعاء ، ويسألون الله لمحبيكم
ويفرحون لمن قدم عليهم منهم كما
يفرح الاهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة. يا علي شيعتك الذين يخافون الله في
____________________
السر وينصحونه في
العلانية. يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات ، لانهم
يلقون الله وما عليهم من ذنب. يا علي إن أعمال شيعتك تعرض علي كل يوم جمعة
فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم وأستغفر لسيئاتهم. يا علي ذكرك في التوراة و
ذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير ، وكذلك في الانجيل ، فاسأل أهل الانجيل
وأهل الكتاب يخبروك عن « إليا » مع علمك بالتوراة والانجيل وما أعطاك الله عز
وجل من علم الكتاب ، وإن أهل الانجيل ليتعاظمون « إليا » ومايعرفون شيعته
وإنما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم.
يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أعظم
من ذكر أهل الارض لهم بالخير
فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا. يا علي أرواح شيعتك تصعد إلى السماء في
رقادهم
، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال ، شوقا إليهم ولما يرون
من منزلتهم عند الله عزوجل. يا علي قل لاصحابك العارفين بك يتنزهون عن
الاعمال التي تعرفها يفارقها عدوهم
، فما من يوم ولا ليلة إلا ورحمة من الله تغشاهم
فليجتنبوا الدنس. يا علي اشتد غضب الله على من قلاهم وبرئ منك ومنهم ، و
استبدل بك وبهم ، ومال إلى عدوك ، وتركك وشيعتك ، واختار الضلال ، ونصب
الحرب لك ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل
مهجته وماله فينا ، ياعلي اقرأهم مني السلام من رآني منهم ومن لم يرني ، وأعلمهم
أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم ، فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي ، و
ليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل ، فإنا لانخرجهم من هدى
إلى ضلالة ، وأخبرهم أن الله عنهم راض وأنهم يباهي بهم ملائكته ، وينظر إليهم في
كل جمعة برحمة ، ويأمر الملائكة أن يستغفروا لهم.
____________________
يا علي لاترغب عن نصر قوم يبلغهم أو
يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبي
إياك ودانوا الله عزوجل بذلك ، وأعطوك صفوا المودة من قلوبهم واختاروك على
الآباء والاخوة والاولاد ، وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا
نصرنا
وبذلوا المهج فينا مع الاذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك ، فكن بهم
رحيما واقنع بهم ، فإن الله اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا و
استودعهم سرنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقنا ، وشرح صدورهم وجعلهم متمسكين
بحبلنا ، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم وميل الشيطان
بالمكاره عليهم ، أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة
الضلال
متحيرين في الاهواء ، عموا عن المحجة
وما جاء من عند الله ، فهم يمسون و
يصبحون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة ، لايستأنسون إلى من
خالفهم ، ليست الدنيا منهم وليسوا منها ، أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى
أولئك مصابيح الدجى .
١٢٣
ـ كنز الكراجكي : عن أسد بن إبراهيم
السلمي ، عن عمر بن علي
العتكي الخطيب ، عن محمد بن إبراهيم البغدادي ، عن الحسن بن عثمان الخلال
عن أحمد بن حماد ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عكرمة ، عن
ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : إن الله تبارك وتعالى حبس قطر المطر عن بني إسرائيل
بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وإنه حابس قطر المطر عن هذه الامة ببغضهم علي بن
أبي طالب عليهالسلام.
وعن السلمي ، عن العتكي ، عن أحمد بن
جعفر الجوهري ، عن أحمد بن علي
المروزي عن الحسن بن شبيب ، عن خلف بن أبي هارون العبدي قال : كنت جالسا
عند عبدالله بن عمر ، فأتى نافع بن الازرق فقال : والله إني لابغض عليا ، فرفع
____________________
ابن عمر رأسه فقال :
أبغضك الله أتبغض ويحك رجلا سابقة من سوابقه خير من
الدنيا بما فيها؟
وعن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن
أحمد الشامي ، عن أحمد بن زياد القطان ،
عن يحيى بن أبي طالب ، عن عمرو بن عبدالغفار ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن
أبي هريرة قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله
إذ أقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال النبي
صلىاللهعليهوآله
: تدري من هذا؟ قلت : هذا علي بن أبي طالب عليهالسلام
فقال النبي
صلىاللهعليهوآله
: هذا البحر الزاخر ، هذا الشمس الطالعة ، أسخى من الفرات
كفا ، وأوسع من الدنيا قلبا ، فمن أبغضه فعليه لعنة الله .
وعن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمر بن
علي العتكي ، عن أحمد بن محمد
الحنبلي ، عن أحمد بن حازم ، عن جعفر بن عون ، عن عمر بن موسى البربري ، عن
أبيه ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لايبغض عليا
إلا فاسق أو منافق أو صاحب بدايع.
بيان
: لا يخفى على متأمل أن أكثر أخبار هذا
الباب نص في الامامة ، و
بعضها ظاهر ، إذ كون محبة رجل واحد من بين جميع الامة علامة للايمان وبغضه
علامة للنفاق لايكون إلا لكونه إماما وخليفة من الله وكون ولايته من أركان الايمان
وإلا فسائر المؤمنين وإن بلغوا الدرجة القصوى من الايمان لايدخل حبهم أحدا في
الايمان ولا يخرج بغضهم عن الايمان إلى الكفر والنفاق ، بل غاية الامر أن يكون
بغضهم من الكبائر ، وذلك لايقتضي الكفر ، ومع قطع النظر عن ذلك مثل هذا الفضل
والامتياز يمنع تقدم غيره عليه عند أولي الالباب. ثم اعلم أن أكثر أخبار هذا
الباب متفرقة في سائر الابواب لاسيما أبواب حبهم وبغضهم عليهمالسلام في كتاب الامامة
وأبواب فضائل الشيعة في كتاب الايمان والكفر ، وباب ذم عائشة وحفصة في كتاب
النبوة ، وباب استيلائه عليهالسلام
على الشياطين ، وباب جوامع المناقب من هذا المجلد
والله الموفق.
____________________
٨٨
( باب )
* ( كفر من سبه أو تبرأ منه
صلوات الله عليه ، وما أخبر بوقوع ذلك بعد ) *
وما ظهر من كرامته عنده
١
ـ لى : القطان ، عن العباس بن الفضل ، عن علي
بن الفرات ، عن أحمد
ابن محمد البصري ، عن جندل بن والق ، عن علي بن حماد ، عن سعيد ، عن ابن عباس
أنه مر بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال لقائده :
مايقول هؤلاء؟ قال : يسبون عليا ، قال : قربني إليهم ، فلما أن وقف عليهم قال :
أيكم الساب الله؟ قالوا : سبحان الله ومن يسب الله فقد أشرك بالله. قال : فأيكم
الساب رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قالوا : ومن يسب رسول الله فقد كفر ، قال : فأيكم الساب
علي بن أبي طالب؟ قالوا : قد كان ذلك ، قال : فأشهد بالله وأشهد لله لقد سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : « من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزوجل » ثم مضى فقال لقائده : فهل قالوا شيئا حين قلت لهم ما قلت؟ قال : ما قالوا شيئا
قال : كيف رأيت وجوههم؟ قال :
نظروا إليك بأعين محمرة
|
|
نظر التيوس إلى شفار الجازر
|
قال : زدني فداك أبوك ، قال :
خزر الحواجب ناكسو أذقانهم
|
|
نظر الذليل إلى العزيز القاهر
|
قال : زدني فداك أبوك ، قال : ما عندي
غير هذا ، قال : لكن عندي :
أحياؤهم خزي على أمواتهم
|
|
والميتون فضيحة للغابر
|
قب
: الطبري في الولاية والعكبري في الابانة
عن ابن عباس مثله .
____________________
كشف
: من كتاب كفاية الطالب عنه مثله .
بيان
: خزر العيون : ضيقها ، ولعله إنما نسبه إلى
الحاجب بإطلاق الحاجب
على العين مجازا ، أو نسب إلى الحاجب لان تضييق العين يستلزم تضييقها.
٢
ـ ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن محمد
بن أحمد بن محمد المكي ، عن عبدالله
ابن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي بكر ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق
عن أبي عبدالله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : أيسب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيكم؟ فقلت : معاذ الله ، فقال : سمعت رسول الله (ص) يقول : من
سب عليا فقد سبني .
٣
ـ ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ،
عن الثقفي ، عن عثمان بن
سعيد ، عن منصور بن مهاجر ، عن علي بن عبدالاعلى ، عن زر بن حبيش قال : كان
عصابة من قريش في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله
فذكروا علي بن أبي طالب عليهالسلام
وانتهكوا
منه ورسول الله صلىاللهعليهوآله
قايل في بيت بعض
نسائه ، فأتي بقولهم فثار
من نومه في
إزار ليس عليه غيره ، فقصد نحوهم ، ورأوا الغضب في وجهه ، فقالوا : نعوذ بالله من
غضب الله وغضب رسوله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: مالكم ولعلي؟ ألا تدعون عليا؟
ألا إن عليا مني وأنا منه ، من آذى عليا فقد آذاني من آذى عليا فقد آذاني .
٤
ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من سب عليا فقد
سبني ومن سبني فقد سب الله.
٥
ـ قب : تفسير القشيري : نزل قوله تعالى : « قد كانت آياتي تتلى
عليكم
____________________
فكنتم
على أعقابكم تنكصون * مستكبرين به سامرا تهجرون
» أي تهذون
من
الهذيان في ملا من قريش سبوا علي بن أبي طالب عليهالسلام
وسبوا النبي صلىاللهعليهوآله
وقالوا
في المسلمين هجرا.
الحلية
: كعب بن عجرة عن أبيه قال النبي صلىاللهعليهوآله : لاتسبوا عليا
فانه ممسوس
في ذات الله .
بيان
: أي يمسه الاذى والشدة في رضاء الله
تعالى وقربه ، أو هو لشدة حبه لله
واتباعه لرضاه كأنه ممسوس أي مجنون ، كما ورد في صفات المؤمن « يحسبهم القوم
أنهم قد خولطوا » ويحتمل أن يكون المراد بالممسوس المخلوط والممزوج مجازا ،
أي خالط حبه تعالى لحمه ودمه.
٦
ـ قب : مسند الموصلي : قالت أم سلمة : أيسب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأنتم
أحياء؟ قلت : وأنى ذلك؟ قالت : أليس يسب علي ومن يحب عليا؟ وقد كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يحبه .
٧
ـ جا : علي بن محمد ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن
علي بن الحسن ، عن الحسين
ابن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبد الملك ، عن يحيى بن سلمة بن
كهيل ، عن أبيه ، عن أبي صادق قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
يقول : ديني دين رسول الله وحسبي حسب رسول الله ، فمن تناول ديني وحسبي فقد
تناول دين رسول الله وحسبه .
٨
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن المفضل بن
محمد بن حارث الليثي ، عن
أبيه ، عن عبدالجبار بن سعيد ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان قال : سمع عامر بن
عبدالله بن الزبير وكان من عقلاء قريش ابنا له ينتقص علي بن أبي طالب عليهالسلام
____________________
فقال له : يا بني
لاتنتقص عليا فان الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه
وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين ، يابني إن بني أمية لهجوا بسب علي بن
أبي طالب في مجالسهم ، ولعنوه على منابرهم ، فكأنما يأخذون والله بضبعيه إلى
السماء مدا ، وإنهم لهجوا بتقريظ
ذويهم وأوائلهم من قومهم فكأنما يكشفون منهم
عن أنتن من بطون الجيف ، فأنهاك عن سبه .
٩
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أبي يعلى
محمد بن زهير ، عن علي بن
أيمن الطهوري ، عن مصبح بن هلقام ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي أمية الطرسوسي
عن الحسن بن عطية ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن شمر بن عطية
قال : كان أبي ينال من علي بن أبي طالب عليهالسلام
فأتي في المنام فقيل له : أنت
الساب عليا؟ فخنق حتى أحدث في فراشه ثلاثا يعني صنع به ذلك في المنام ثلاث
ليال .
١٠
ـ ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن ابن
دريد ، عن الرواسي
، عن
عمر بن بكير ، عن ابن الكلبي ، عن أبي مخنف ، عن كثير بن الصلت قال : جمع زياد بن
مرجانة الناس برحبة الكوفة ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه ، والناس من ذلك في كرب عظيم ، فأغفيت فإذا أنا بشخص قد سد
مابين السماء والارض ، فقلت له : من أنت؟ فقال : أنا النقاد ذو الرقبة أرسلت إلى
____________________
صاحب القصر ، فانتبت
مذعورا وإذا غلام لزياد قد خرج إلى الناس ، فقال :
انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول ، وسمعنا الصياح من داخل القصر ، فقلت في
ذلك :
ما كان منتهيا عما أراد بنا
|
|
حتى تناوله النقاد ذو الرقبة
|
فأسقط الشق منه ضربة ثبتت
|
|
كما تناول ظلما صاحب الرحبة
|
كنز
الكراجكي : عن أسد بن إبراهيم
الحراني ، عن عمر بن علي العتكي ،
عن أحمد بن محمد بن سليمان الجوهري ، عن أبيه ، عن محمد بن السري ، عن هشام بن
محمد السائب ، عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن السائب ، عن أبيه مثله .
١١
ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ،
عن يحيى بن زكريا ، عن
بكير بن مسلم ، عن محمد بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال :
قال أمير المؤمنين علي عليهالسلام
: ستدعون إلى سبي فسبوني ، وتدعون إلى البراءة مني
فمدوا الرقاب فإني على الفترة .
١٢
ـ كشف : من كفاية الطالب قال : أمر معاوية بن
أبي سفيان سعدا
فقال :
ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال : أما ماذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلىاللهعليهوآله فلن
أسبه ، لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول له ، وقد خلفه في بعض مغازيه فقال علي عليهالسلام
: يارسول الله خلفتني مع النساء
والصبيان؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لانبوة
بعدي؟ » وسمعته يقول
يوم خيبر : « لاعطين الراية رجلا
____________________
يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله » قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ،
فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية
:
« ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم
» دعا رسول
الله صلىاللهعليهوآله
عليا وفاطمة وحسنا
وحسينا فقال : « اللهم هؤلاء أهلي ». هكذا رواه مسلم في صحيحه وغيره من الحفاظ
قال محمد بن يوسف الكنجي : نعوذ بالله من الحور بعد الكور .
ومن مناقب الخوارزمي بالاسناد عن
الترمذي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه مثله .
١٣
ـ ما : بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن علي بن أبي طالب
عليهالسلام
أنه قال : ألا إنكم ستعرضون على سبي ، فإن خفتم على أنفسكم
فسبوني ، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلاتفعلوا فإني على الفطرة .
١٤
ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ،
عن مسعدة بن صدقة قال :
قيل لابي عبدالله عليهالسلام
: إن الناس يروون أن عليا قال على منبر الكوفة : « أيها
الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تبرؤوا
مني » فقال عليهالسلام
: ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليهالسلام!
ثم قال : إنما قال :
« إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون
إلى البراءة مني وإني لعلى دين
محمد » ولم يقل « ولا تبرؤوا مني » فقال له السائل : أرأيت إن اختار القتل دون
البراءة؟ فقال : والله ما ذلك عليه وماله إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه
أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان فأنزل الله عزوجل فيه « إلا من أكره وقلبه
مطمئن بالايمان » فقال له النبي صلىاللهعليهوآله عندها : يا عمار إن
عادوا فعد ، فقد
____________________
أنزل الله عذرك
وأمرك أن تعود إن عادوا .
١٥
ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن
علي عليهمالسلام
قال : إنكم
ستعرضون على البراءة مني فلا تتبرؤوا مني فإني على دين محمد .
١٦
ـ شا : من معجزات أمير المؤمنين صلوات الله
عليه ما استفاض عنه من قوله :
« إنكم ستعرضون من بعدي على سبي فسبوني ،
فإن عرض عليكم البراءة مني
فلا تبرؤوا مني فإني ولدت على الاسلام ، فمن عرض عليه البراءة فليمدد عنقه
فمن تبرأ مني فلا دنيا له ولا آخرة وكان الامر في ذلك كما قال عليهالسلام .
١٧
ـ قب : سفيان بن عيينة عن طاوس اليماني أنه
قال عليهالسلام
لحجر البدري
« يا حجر كيف بك إذا أوقفت على منبر صنعاء
وأمرت بسبي والبراءة مني؟ قال :
فقلت : أعوذ بالله من ذلك ، قال : والله إنه كائن فإذا كان ذلك فسبني ولا تبرأ
مني ، فإنه من تبرأ مني في الدنيا برئت منه في الآخرة » قال طاوس : فأخذه
الحجاج على أن يسب عليا ، فصعد المنبر وقال : يا أيها الناس إن أميركم هذا
أمرني أن ألعن عليا ألا فالعنوه لعه الله .
١٨
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن
إبراهيم ، عن أحمد بن داود
المكي ، عن زكريا بن يحيى الكسائي ، عن نوح بن دراج القاضي ، عن ابن
____________________
أبي ليلي ، عن أبي
جعفر المنصور قال : كان عندنا بالشراة
قاص إذا فرغ من
قصصه ذكر عليا فشتمه ، فبينا هو كذلك إذا ترك ذلك يوما ومن الغد ، فقالوا :
نسي ، فلما كان اليوم الثالث تركه أيضا ، فقالوا له أو سألوه ، فقال : لا والله لا
أذكره بشتيمة أبدا ، بينا أنا نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلىاللهعليهوآله فيقول لرجل :
اسقهم ، حتى وردت على النبي صلىاللهعليهوآله
فقال له : اسقه ، فطردني ، فشكوت ذلك إلى
النبي صلىاللهعليهوآله
فقلت : يارسول الله مره فليسقني ، فقال : اسقه ، فسقاني قطرانا فأصبحت
وأنا أتجشى .
١٩
ـ قب : زياد بن كليب قال : كنت جالسا في نفر
فمر بنا محمد بن صفوان مع
عبيد الله بن زياد ، فدخلا المسجد ثم رجعا إلينا وقد ذهب عينا محمد بن صفوان ،
فقلنا :
ما شأنه؟ فقال إنه قام في المحراب وقال : إنه من لم يسب عليا بنية فإنه
يسبه بنية ، فطمس الله بصره. وقد رواه عمر بن ثابت عن أبي معشر.
البلاذري والسمعاني والمامطيري والنطنزي
والفلكي أنه مر بسعد بن
مالك رجل يشتم عليا عليهالسلام
فقال : ويحك ماتقول؟ قال : أقول ما تسمع ، فقال :
اللهم إن كان كاذبا فأهلكه ، فخبطه جمل بختي
فقتله.
ابن
المسيب : صعد مروان المنبر وذكر عليا عليهالسلام فشتمه ، قال سعيد :
____________________
فهومت عيناي فرأيت كفا في منامي خرجت من قبر رسول
الله صلىاللهعليهوآله
عاقدة على
ثلاث وستين ، وسمعت قائلا يقول : يا أموي ياشقي أكفرت بالذي خلقك من تراب
ثم من نطفة ثم سواك رجلا؟ قال : فما مرت بمروان إلا ثلاث حتى مات.
مناقب إسحاق العدل أنه كان في خلافة
هشام خطيب يلعن عليا على المنبر ،
قال : فخرجت كف من قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
يرى الكف ولا يرى الذراع ، عاقدة
على ثلاث وستين ، وإذا كلام من قبر النبي صلىاللهعليهوآله
: ويلك من أموي أكفرت
بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا؟ وألقت ما فيها وإذا دخان
أزرق ، قال : فما نزل عن منبره إلا وهو أعمى يقاد ، قال : وما مضت له ثلاثة أيام
حتى مات .
بيان
: على حساب العقود العقد على ثلاث وستين
هو أن يثني الخنصر والبنصر
والوسطى ويأخذ ظفر الابهام بباطن العقدة الثانية من السبابة ، فأشار بعقد الثلاثة
إلى أنه لايعيش أكثر منها.
٢٠
ـ قب : روى علماء واسط أنه لما رفعوا اللعائن
جعل خطيب واسط يلعن ،
فإذا هو بثور عبر الشط وشق السور ودخل المدينة وأتى الجامع وصعد المنبر ونطح
الخطيب فقتله بها وغاب عن أعين الناس ، فسدوا الباب الذي دخل منه ، وأثره ظاهر
وسموه باب الثور.
وقال هاشمي : رأيت رجلا بالشام قد اسود
نصف وجهه وهو يغطيه ، فسألته
عن سبب ذلك فقال : نعم قد جعلت علي أن لايسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته : كنت
شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب كثير الذكر له بالمكروه ، فبينا أنا ذات ليلة
نائم
إذ أتاني آت في منامي فقال : أنت صاحب الوقيعة في علي؟ فضرب شق وجهي ،
فأصبحت وشق وجهي أسود كما ترى.
____________________
شمر بن عطية قال : كان أبي ينال من علي
، فأتي في المنام فقيل له : أنت
الساب عليا؟ فخنق حتى أحدث في فراشه ثلاث ليال.
أبوجعفر المنصور : كان قاص إذا فرغ من
قصصه ذكر عليا فشتمه ، فبينما
هو كذلك إذ ترك ذلك ، فسئل عن سببه فقال : والله لا أذكر له شتيمة أبدا ، بينا أنا
نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلىاللهعليهوآله
فيقول لرجل : اسقهم ، حتى وردت
على النبي صلىاللهعليهوآله
فقال له : اسقه ، فطردني فشكوت ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : اسقه ، فسقاني قطرات
وأصبحت وأنا أتجشاه وأبوله.
الاعمش أنه حدثه المنصور : وقع عمامة
رجل فإذا رأسه رأس خنزير ، فسأله
عن قصته فقال : كنت مؤذنا ثلاثين سنة وكنت ألعن عليا بين الاذان والاقامة
مائة مرة كل يوم خمس مائة مرة ، ولعنته ليلة جمعة ألف لعنة ، فبينما أنا نائم
وقد لحقني العطش فإذا أنا برسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام
، فقلت
للحسنين عليهماالسلام
: اسقياني ، فلم يكلماني ، فدنوت من علي وقلت : يا أبا الحسن
اسقني ، ولم يسقني ، ولم يكلمني ، فدنوت من النبي صلىاللهعليهوآله
فقلت : اسقني ، فرفع
رأسه فبصر بي وقال : أنت اللاعن عليا في كل يوم خمس مائة مرة وقد لعنته البارحة
ألف مرة؟ فلم أحر إليه جوابا ، فتفل في وجهي وقال : اخسأ يا خنزير ، فوالله ما
أصبح إلا وجهه ورأسه كخنزير.
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهالسلام
: كان إبراهيم بن هاشم
المخزومي واليا على المدينة ، وكان يجمعنا كل يوم جمعة قريبا من المنبر ويشتم عليا
،
فلصقت بالمنبر فأغفيت ، فرأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجل عليه ثياب بيض ،
فقال لي : يا أبا عبدالله ألا يحزنك مايقول هذا؟ قلت : بلى والله ، قال : افتح
عينيك
انظر مايصنع الله به ، وإذا هو قد ذكر عليا فرمي به من فوق المنبر فمات.
عثمان بن عفان السجستاني : إن محمد بن
عباد قال : كان في جواري صالح ،
فرأى النبي صلىاللهعليهوآله
في منامه على شفير الحوض والحسن والحسين يسقيان الامة
____________________
[ قال ] فاستسقيت
أنا فأبيا علي ، فأتيت النبي أسأله ، فقال : لاتسقوه فإن في جوارك
رجلا يلعن عليا فلم تمنعه ، فدفع إلي سكينا وقال : اذهب فاذبحه ، قال : فخرجت
وذبحته ودفعت السكين إليه ، فقال : ياحسين اسقه ، فسقاني وأخذت الكأس بيدي
ولاأدري أشربت أم لا ، فانتبهت وإذا أنا بولولة ويقولون : فلان ذبح على فراشه ،
وأخذ
الشرط الجيران ،
فقمت إلى الامير فقلت : أصلحك الله هذا أنا فعلته والقوم برآء ،
وقصصت عليه الرؤيا ، فقال : اذهب جزاك الله خيرا.
عبدالله بن السائب وكثير بن الصلت قالا
: جمع زياد بن أبيه أشراف الكوفة في
مسجد الرحبة ليحملهم على سب أمير المؤمنين والبراءة منه ، فأغفيت فإذا أنا بشخص
طويل العنق أهدل أهدب قد سد مابين السماء والارض ، فقلت له : من أنت؟ فقال :
أنا النقاد ذو الرقبة طاعون بعثت إلى زياد ، فانتبهت فزعا وسمعنا الواعية عليه ، و
أنشأت أقول :
قد جشم الناس أمرا ضاق ذرعهم
|
|
يحملهم حين أداهم إلى الرحبة
|
يدعو على ناصر الاسلام دام له
|
|
على المشركين الطول والغلبة
|
ما كان منتهيا عما أراد به
|
|
حتى تناوله النقاد ذو الرقبة
|
فأسقط الشق منه ضربة عجبا
|
|
كما تناول ظلما صاحب الرحبة
|
أقول
: قال ابن أبي الحديد : روى أبوالفرج
عبدالرحمن بن علي الجوزي
في كتاب المنتظم أن زيادا لما حصبه
أهل الكوفة وهو يخطب على المنبر قطع
أيدي ثمانين منهم وهم أن يخرب دورهم ويجمر نخلهم ، فجمعهم حتى ملا بهم المسجد
والرحبة ليعرضهم على البراءة من علي عليهالسلام
وعلم أنهم سيمتنعون فيحتج بذلك
على استئصالهم وإخراب بلدهم ، قال عبدالرحمن بن السائب الانصاري : فإني لمع
____________________
نفر من قومي والناس
يومئذ في أمر عظيم إذ هومت تهويمة ، فرأيت شيئا أقبل طويل
العنق مثل عنق البعير أهدر أهدل ، فقلت : ماأنت؟ فقال : أنا النقاد ذو الرقبة بعثت
إلى
صاحب هذا القصر ، فاستيقظت فزعا فقلت لاصحابي : هل رأيتم ما رأيت؟ قالوا : لا
فأخبرتهم ، وخرج علينا خارج من القصر فقال : انصرفوا فإن الامير يقول لكم :
إني عنكم اليوم مشغول ، وإذا الطاعون قد ضربه فكان يقول : إني لاجد في النصف
من جسدي حر النار. حتى مات ، فقال عبدالرحمن بن السائب :
ما كان منتهيا عما أراد بنا
|
|
حتى تناوله النقاد ذو الرقبة
|
فأثبت الشق منه ضربة عظمت
|
|
كما تناول ظلما صاحب الرحبة
|
انتهى.
بيان
: في النهاية : التهويم : أول النوم وهو
دون النوم الشديد .
وقال :
أهدب الاشفار أي طويل شعر الاجفان ، ومنه حديث زياد : طويل العنق أهدب .
وقال : الاهدل : المسترخى الشفة السفلى
الغليظها ، ومنه حديث زياد : أهدب أهدل
والاهدر كأنه من هدير البعير وهو ترديد صوته في حنجرته.
وأقول سيأتي أمثالها في باب ما ظهر من
معجزاته صلوات الله عليه في المنام.
٢١
ـ شى : عن معمر بن يحيى بن سالم قال : قلت
لابي جعفر عليهالسلام
: إن
أهل الكوفة يروون عن علي عليهالسلام
أنه قال : ستدعون إلى سبي والبراءة مني ، فإن
دعيتم إلى سبي فسبوني وإن دعيتم إلى البراءة مني فلا تتبرؤوا مني فإني على
دين محمد صلىاللهعليهوآله.
فقال أبوجعفر : ما أكثر ما يكذبون على علي عليهالسلام!
إنما قال :
« إنكم ستدعون إلى سبي والبراءة مني ، فإن
دعيتم إلى سبي فسبوني وإن دعيتم
إلى البراءة مني فإني على دين محمد صلىاللهعليهوآله
» ولم يقل : « فلا تتبرؤوا مني » قال :
____________________
قلت : جعلت فداك فإن
أراد رجل يمضي على القتل ولايتبرأ؟ فقال : لا والله إلا على
الذي مضى عليه عمار ، إن الله يقول : « إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان
».
أقول
: قد أوردنا نحوه بأسانيد في باب التقية.
٢٢
ـ قب : الاصل في سبه عليهالسلام ماصح عند أهل العلم
أن معاوية أمر بلعنه
على المنابر ، فتكلم فيه ابن عباس فقال : هيهات هذا أمر دين ليس إلى تركه سبيل!
أليس الغاش لرسول الله صلىاللهعليهوآله
الشتام لابي بكر المعير عمر الخاذل عثمان؟ قال :
أتسبه على المنابر وهو بناها بسيفه؟ قال : لا أدع ذلك حتى يموت عليه الكبير و
يشب عليه الصغير! فبقي ذلك إلى أن ولى عمر بن عبدالعزيز فجعل بدل اللعنة في
الخطبة قوله تعالى : « إن
الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى
» فقال
عمرو بن شعيب : ويل للامة رفعت الجمعة وتركت اللعنة وذهبت السنة!.
٢٣ جا : المرزباني ، عن محمد بن الحسين ، عن هارون بن عبيد الله ، عن عثمان
ابن سعيد ، عن أبي يحيى التميمي ، عن كبير ، عن أبي مريم الخولاني ، عن مالك
ابن ضمرة قال : سمعت عليا أمير المؤمنين عليهالسلام
يقول : أما إنكم تعرضون على لعني
ودعائي كذابا ، فمن لعنني كارها مكرها يعلم الله أنه كان مكرها وردت أنا وهو على
محمد صلىاللهعليهوآله
معا ، ومن أمسك لسانه فلم يلعني سبقني كرمية سهم أو لمحة بالبصر ، ومن
لعنني منشرحا صدره بلعنتي فلا حجاب بينه وبين الله ولا حجة له عند محمد صلىاللهعليهوآله ، ألا
إن محمدا أخذ بيدي يوما فقال : من بايع هؤلاء الخمس ثم مات وهو يحبك فقد قضى
نحبه ، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسب بما عمل في الاسلام .
بيان
: قوله : « فلا حجاب بينه وبين الله » أي
لا يحجبه شئ عن عذاب الله.
____________________
وهؤلاء الخمس إشارة إلى أصابعه صلىاللهعليهوآله وفي بعض النسخ
بالتاء المثناة
فالمراد الصلوات الخمس.
٢٤
ـ كش : روى يعقوب بن شيبة ، عن خالد بن أبي
يزيد ، عن ابن شهاب
عن الاعمش قال : رأيت عبدالرحمن بن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج حتى اسود
كتفاه ، ثم أقامه للناس على سب علي والجلاوزة
معه يقولون : سب الكذابين
فجعل يقول : ألعن الكذابين علي والزبير
والمختار. قال ابن شهاب : يقول
أصحاب العربية : سمعك يعلم مايقول ، لقوله « علي » أي هو ابتداء الكلام .
٢٥
ـ كش : يعقوب ، عن ابن عيينة ، عن طاوس ، عن
أبيه قال : أنبأنا حجر
ابن عدي قال : قال لي علي عليهالسلام
: كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعنتي؟
قلت له : كيف أصنع؟ قال : العني ولا تبرأ مني فإني على دين الله. قال : ولقد
ضربه محمد بن يوسف وأمره أن يلعن عليا وأقامه على باب مسجد صنعاء ، قال : فقال :
إن الامير أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله ، فرأيت مجوزا من الناس إلا رجلا
فهمها وسلم .
٢٦
ـ كنز الكراجكي : عن أسد بن إبراهيم
السلمي ، عن عمر بن علي العتكي
عن محمد بن الحسين الهمداني ، عن محمود بن متويه الواسطي ، عن القاسم بن عيسى
عن رحمة بن مصعب ، عن قرة بن خالد ، عن أبي رجاء العطاردي قال : لاتسبوا هذا
____________________
الرجل يعني عليا عليهالسلام فإن رجلا سبه فرماه
الله عزوجل بكوكبين
في
عينيه.
وعن السلمي ، عن العتكي ، عن محمد بن
صالح الرازي ، عن أبي زرعة الرازي
عن عبدالرحمن بن عبد الملك ، عن ابن أبي فديك ، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي
نعيم
عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : كنت مستندا إلى المقصورة وخالد بن عبدالملك
على المنبر يخطب وهو يؤذي عليا في خطبته ، فذهب بي النوم فرأيت القبر
قد انفرج فأطلع منه مطلع فقال : آذيت رسول الله لعنك الله [ آذيت رسول الله لعنك
الله ].
٢٧
ـ نهج : من كلام له عليهالسلام لاصحابه : أما إنه
سيظهر عليكم بعدي رجل
رحب البلعوم ، مندحق البطق ، يأكل مايجد ويطلب ما لايجد ، فاقتلوه ولن تقتلوه
ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني ، فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة ولكم
نجاة ، وأما البراءة فلا تبرؤوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الايمان
والهجرة .
أقول
: قال ابن أبي الحديد : مندحق البطن :
بارزها ، والدحوق من النوق
التي يخرج رحمها بعد الولادة. وسيظهر : سيغلب. ورحب البلعوم : واسعه. وكثير
من الناس يذهب إلى أنه عليهالسلام
عنى زيادا ، وكثير منهم يقول : إنه عنى الحجاج
وقال قوم : إنه عنى المغيره بن شعبة ، والاشبه عندي أنه عنى معاوية لانه كان
موصوفا بالنهم وكثرة الاكل وكان بطنا .
ثم قال : وروى صاحب كتاب الغارات عن
يوسف بن كليب المسعودي ، عن
____________________
يحيى بن سليمان
العدوي ،
عن أبي مريم الانصاري ، عن محمد بن علي الباقر عليهماالسلام
قال : خطب علي عليهالسلام
على منبر الكوفة فقال : « سيعرض عليكم سبي وستذبحون
عليه ، فإن عرض عليكم سبي فسبوني وإن عرض عليكم البراءة مني فإني على
دين محمد صلىاللهعليهوآله
» ولم يقل « فلا تبرؤوا مني ».
وقال أيضا : حدثني أحمد بن المفضل ، عن
الحسن بن صالح ، عن جعفر بن محمد
عليهماالسلام
قال : قال علي عليهالسلام
: ليذبحن
على سبي وأشار بيده إلى حلقه
ثم قال : فإن أمروكم بسبي فسبوني وإن أمروكم أن تتبرؤوا مني فإني
على دين محمد صلىاللهعليهوآله
، ولم ينههم عن إظهار البراءة. ثم قال : إنه أباح لهم سبه عند
الاكراه لان الله تعالى قد أباح عند الاكراه التلفظ بكلمة الكفر فقال : « إلا
من أكره وقلبه مطمئن بالايمان
» وأما قوله : « فإنه لي زكاة ولكم نجاة » فمعناه أنكم تنجون من القتل إذا أظهرتم ذلك ، ومعنى الزكاة يحتمل أمرين :
أحدهما ماورد في الاخبار النبوية أن سب المؤمن زكاة له وزيادة في حسناته ، الثاني
أن يريد أن سبهم لي لاينقص في الدنيا من قدري بل أزيد به شرفا وعلو قدر وشياع
ذكر ، فالزكاة بمعنى النماء والزيادة.
فإن قيل فأي فرق بين السب والبراءة وكيف
أجاز لهم السب ومنعهم من
التبري
والسب أفحش من التبري؟ فالجواب أما الذي يقوله أصحابنا في ذلك
فإنه لافرق عندهم بين السب والتبري منه في أن كلا منهما فسق وحرام وكبيرة
وأن المكره عليهما يجوز له فعلهما عند خوفه على نفسه كما يجوز له إظهار كلمة
الكفر عند الخوف ، ويجوز أن لايفعلهما وإن قتل إذا قصد بذلك إعزاز الدين كما
____________________
يجوز له أن يسلم
نفسه للقتل ولا يظهر كلمة الكفر إعزازا للدين ، وإنما استفحش
عليهالسلام
البراءة لان هذه اللفظة ما وردت في القرآن العزيز إلا من المشركين
ألا ترى إلى قوله تعالى : « براءة
من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين
» وقال الله تعالى : « أن
الله برئ من المشركين ورسوله » فقد صارت بحكم العرف
الشرعي مطلقة على المشركين خاصة ، فإذن يحمل هذا النهي على ترجيح تحريم
لفظ البراءة على تحريم لفظ السب وإن كان حكمهما واحدا ، ألا ترى أن إلقاء المصحف
في العذرة
أفحش من إلقائه في دن الشراب وإن كانا جميعا محرمين وكان حكمهما
واحدا ، فأما الامامية فتروي عنه أنه قال : « إذا عرضتم على البراءة منا فمدوا
الاعناق » ويقولون : إنه لايجوز التبري عنه وإن كان الحالف صادقا وأن عليه الكفارة
ويقولون : إن للبراءة من الله ومن الرسول ومن إحدى الائمة حكما واحدا
ويقولون : الاكراه على السب يبيح إظهاره ولا يجوز الاستسلام للقتل ويجوز أن
يظهر التبري
، والاولى أن يستسلم للقتل.
فإن قيل : كيف علل نهيه لهم من البراءة
منه بقوله : « فإني ولدت على
الفطرة » فإن هذا التعليل لا يختص به لان كل ولد يولد على الفطرة وإنما
أبواه يهودانه وينصرانه؟ والجواب أنه علل نهيه لهم عن البراءة منه بمجموع أمور
وهو كونه ولد على الفطرة وسبق إلى الايمان والهجرة ، ولم يعلل بآحاد هذا المجموع
ومراده هنا بالولادة على الفطرة أنه لم يولد في الجاهلية لانه ولد لثلاثين عاما
مضت من عام الفيل ، والنبي أرسل لاربعين مضت من عام الفيل ، وقد جاء في الاخبار
الصحيحة أنه مكث قبل الرسالة سنين عشرا يسمع الصوت ويرى الضوء ولا يخاطبه
أحد ، وكان ذلك إرهاصا لرسالته
فحكم تلك السنين العشر حكم أيام رسالته صلىاللهعليهوآله
____________________
فالمولود فيها إذا
كان في حجره وهو المتولي لتربيته مولود في أيام كأيام النبوة
وليس بمولود في جاهلية محضة ، ففارقت حاله حال من يدعى له من الصحابة مماثلته
في الفضل ، وقد روي أن السنة التي ولد فيها هذه السنة التي بدئ فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأسمع الهتاف من الاحجار والاشجار وكشف عن بصره ، فشاهد أنوارا وأشخاصا
ولم يخاطب منها
بشئ ، وهذه السنة هي السنة التي ابتدأ فيها بالتبتل والانقطاع والعزلة
في جبل حراء ، فلم يزل به حتى كوشف بالرسالة وأنزل عليه الوحي ، وكان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يتيمن بتلك السنة وبولادة علي عليهالسلام
فيها ، ويسميها سنة الخير
وسنة البركة ، وقال لاهله ليلة ولادته وفيها شاهد ما شاهد من الكرامات والقدرة
الالهية ولم يكن من قبلها شاهد من ذلك شيئا : « لقد ولد لنا مولود يفتح الله
علينا به أبوابا كثيرة من النعمة والرحمة » وكان كما قال صلوات الله عليه ، فإنه
كان
ناصره والمحامي عنه وكاشف الغم عن وجهه ، وبسيفه ثبت دين الاسلام ورست
دعائمه وتمهدت قواعده.
وفي المسألة تفصيل آخر وهو أن يعني
بقوله : « فإني ولدت على الفطرة » التي لم تتغير ولم تحل ، وذلك أن معنى قول النبي صلىاللهعليهوآله
: « كل مولود يولد على
الفطرة » أن كل مولود فإن الله تعالى قد هيأه بالعقل الذي خلقه فيه وبصحة
الحواس والمشاعر لان يتعلم التوحيد والعدل ، ولم يجعل فيه مانعا يمنعه من ذلك
ولكن التربية والعقيدة في الوالدين والالف لاعتقادهما وحسن الظن فيهما يصده
عما فطر عليه ، وأمير المؤمنين عليهالسلام
دون غيره ولد على الفطرة التي لم تحل ولم يصد
عن مقتضاها مانع لامن جانب الابوين ولامن جهة غيرهما ، وغيره ولد على الفطرة
ولكنه حال عن مقتضاها وزال عن موجبها.
____________________
ويمكن أن يفسر أنه أراد بالفطرة العصمة
، وأنه منذ ولد لم يواقع قبيحا
ولا كان كافرا طرفة عين ، ولا مخطئا ولا غالطا في شئ من الاشياء المتعلقة بالدين
وهذا تفسير الامامية. انتهى كلامه .
وأقول : الاخبار في البراءة من طرق
الخاصة والعامة مختلفة ، والاظهر في
الجمع بينها أن يقال : بجواز التكلم بها عند الضرورة الشديدة وجواز الامتناع عنه
وتحمل ما تترتب عليه ، وأما أن أيهما أولى ففيه إشكال ، بل لايبعد القول بذلك
في السب أيضا ، وذهب إلى ماذكرناه في البراءة جماعة من علمائنا ، وأما ما نسبه ابن
أبي الحديد إليهم جميعا من تحريم القول بالبراءة فلعله اشتبه عليه ما ذكروه من
تحريم الحلف بالبراءة اختيارا ، فإنهم قطعوا بتحريم ذلك وإن كان صادقا ، ولا
تعلق له بأحكام المضطر.
وقال الشيخ الشهيد في قواعده : التقية
تنقسم بانقسام الاحكام الخمسة ،
فالواجب إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به أو ببعض المؤمنين ، والمستحب إذا كان
لايخاف ضررا عاجلا ويتوهم ضررا آجلا أو ضررا سهلا ، أو كان تقية في المستحب
كالترتيب في تسبيح الزهراء عليهاالسلام
وترك بعض فصول الاذان ، والمكروه التقية في
المستحب حيث لاضرر عاجلا ولا آجلا ، ويخاف منه الالتباس على عوام المذهب ،
والحرام التقية حيث يؤمن الضرر عاجلا وآجلا أو في قتل مسلم ، قال أبوجعفر عليهالسلام
« إنما جعلت التقية ليحقن بها الدماء فإذا
بلغ الدم فلا تقية » والمباح التقية في
بعض المباحات التي رجحها العامة
ولايصل بتركها ضرر .
ثم قال رحمهالله
: التقية يبيح كل شئ حتى إظهار كلمة الكفر ، ولو تركها
حينئذ أثم إلا في هذا المقام ومقام التبري من أهل البيت عليهمالسلام فإنه لايأثم بتركها
بل صبره إما مباح أو مستحب ، وخصوصا إذا كان ممن يقتدى به .
____________________
وقال الشيخ أمين الدين الطبرسي : قال
أصحابنا : التقية جائزة في الاحوال
كلها عند الضرورة
، وربما وجب فيها لضرب من اللطف والاستصلاح ، وليس يجوز
من الافعال في قتل المؤمن ولا فيما يعلم أو يغلب على الظن أنه استفساد في الدين.
قال المفيد رضياللهعنه : إنها قد تجب
أحيانا وتكون فرضا ، وتجوز أحيانا من غير
وجوب ، وتكون في وقت أفضل من تركها ، وقد يكون تركها أفضل وإن كان
فاعلها معذورا ومعفوا عنه متفضلا عليه بترك اللوم عليها. وقال الشيخ أبوجعفر
الطوسي رحمهالله
: ظاهر الروايات يدل على أنها واجبة عند الخوف على النفس ،
وقد روي رخصته في جواز الافصاح بالحق عنده ، انتهى .
أقول
: سيأتي تمام القول في ذلك في باب التقية
إن شاء الله تعالى.
٨٩
( باب )
* ( كفر من آذاه أو حسده أو
عانده وعقابهم ) *
١
ـ قب : الواحدي في أسباب النزول ومقاتل بين
سليمان وأبوالقاسم القشيري
في تفسيرهما
أنه نزل قوله تعالى : « والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات » الآية
في علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه و
يكذبون عليه. وفي رواية مقاتل : « والذين يؤذون المؤمنين » يعني عليا « والمؤمنات
» يعني فاطمة « فقد
احتملوا بهتانا وإثما مبينا » قال ابن
عباس : وذلك أن الله تعالى
أرسل عليهم الجرب في جهنم ، فلا يزالون يحتكون حتى تقطع أظفارهم ، ثم
يحتكون حتى تنسلخ جلودهم ، ثم يحتكون حتى تبدو لحومهم ، ثم يحتكون
____________________
حتى تظهر عظامهم ،
ويقولون : ماهذا العذاب الذي نزل بنا؟ فيقولون لهم : معاشر
الاشقياء هذا عقوبة لكم ببغضكم أهل بيت محمد صلىاللهعليهوآله.
تفسيري الضحاك ومقاتل : قال ابن عباس في
قوله تعالى : « إن الذين
يؤذون الله ورسوله » وذلك حين قال المنافقون : إن محمدا
مايريد منا إلا أن نعبد
أهل بيت رسول الله بألسنتهم ، فقال : لعنهم الله في الدنيا والآخرة بالنار وأعد
لهم
عذابا مهينا في جهنم.
وفي تفاسير كثيرة أنه نزل في حقه : « لئن لم ينته المنافقون
والذين في قلوبهم
مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها إلا
قليلا » يعني
يهلكهم ، ثم قال : « ملعونين أينما ثقفوا » يعني بعدك يا محمد « أخذوا وقتلوا
تقتيلا » فوالله لقد قتلهم أمير المؤمنين عليهالسلام
ثم قال : « سنة الله في الذين خلوا من
قبل » الآية.
محمد بن هارون رفعه إليهم عليهمالسلام : « لاتؤذوا رسول
الله » في علي والائمة « كالذين
آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ».
كتاب ابن مردوية بالاسناد عن محمد بن
عبدالله الانصاري وجابر الانصاري
وفي الفضائل عن أبي المظفر بإسناده عن جابر الانصاري وفي الخصائص عن
النطنزي بإسناده عن جابر كلهم عن عمر بن الخطاب قال : كنت أجفو عليا ، فلقيني
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : إنك آذيتني يا عمر ، فقلت : أعوذ بالله من أذى رسوله ،
قال : إنك قد آذيت عليا ومن آذى عليا فقد آذاني.
العكبري في الابانة : مصعب بن سعد عن
أبيه سعد بن أبي وقاص قال : كنت
أنا ورجلان في المسجد ، فنلنا من علي عليهالسلام
، فأقبل النبي صلىاللهعليهوآله
مغضبا فقال :
مالكم ولي؟ من آذى عليا فقد آذاني [ من آذى عليا فقد آذاني ومن آذى عليا
فقد آذاني ].
____________________
الحاكم الحافظ في أماليه وأبوسعيد
الواعظ في شرف المصطفى وأبوعبدالله
النطنزي في الخصائص بأسانيدهم أنه حدث زيد بن علي وهو آخذ بشعره ، قال :
حدثني الحسين بن علي وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني علي بن أبي طالب وهو
آخذ بشعره ، قال : حدثني رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو آخذ بشعره فقال : من آذى
أبا حسن فقد آذاني حقا ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فعليه لعنة الله
وفي رواية : ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات وملء الارض.
الترمذي في الجامع وأبونعيم في الحلية
والبخاري في الصحيح والموصلي
في المسند وأحمد في الفضائل والخطيب في الاربعين عن عمران بن الحصين وابن عباس
وبريدة أنه رغب علي عليهالسلام
من الغنائم في جارية ، فزايده حاطب بن أبي بلتعة وبريدة
الاسلمي ، فلما بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها أخذها بذلك ، فلما رجعوا وقف
بريدة قدام الرسول صلىاللهعليهوآله
وشكا من علي ، فأعرض عنه النبي صلىاللهعليهوآله
، ثم جاء عن يمينه وعن شماله ومن خلفه يشكو ، فأعرض عنه ، ثم قام إلى بين يديه
فقالها ،
فغضب النبي صلىاللهعليهوآله
وتغير لونه وتربد وجهه
وانتفخت أوداجه وقال : مالك
يابريدة ما آذيت رسول الله منذ اليوم؟ أما سمعت الله تعالى يقول : « إن الذين
يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا
مهينا
» أما علمت
أن عليا مني وأنا منه وأن من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله
ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم؟ يا بريدة أنت أعلم
أم الله أعلم؟ أم قراء اللوح المحفوظ أعلم؟ أنت أعلم أم ملك الارحام أعلم؟ أنت
أعلم يابريدة أم حفظة علي بن أبي طالب؟ قال : بل حفظته ، قال : وهذا جبرئيل
أخبرني عن حفظة علي أنهم ما كتبوا قط عليه خطيئة منذ ولد ، ثم حكى عن ملك
الارحام وقراء اللوح المحفوظ
وفيها ما تريدون من علي ، ثلاث مرات ،
____________________
ثم قال : إن عليا
مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي. وفي رواية أحمد :
دعوا عليا .
٢
ـ قب : ابن سيرين عن أنس : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من حسد عليا فقد
حسدني
ومن حسدني فقد كفر. وفي خبر : ومن حسدني فقد دخل النار .
٣
ـ فض : بإسناده إلى عبدالله بن عباس أنه قال :
كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله
إذ أقبل علي بن أبي طالب وهو مغضب ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله
: ما بك يا أبا الحسن
قال : آذوني فيك يارسول الله ، فقام صلىاللهعليهوآله
وهو مغضب وقال : أيها الناس من منكم
آذى عليا؟ فإنه أولكم إيمانا وأوفاكم بعهد الله ، أيها الناس من آذى عليا
بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا ، فقال جابر بن عبدالله الانصاري :
يا رسول الله وإن شهد أن لا إله إلا الله؟ قال : نعم وإن شهد أن محمدا رسول الله
يا جابر .
٤
ـ يف : أحمد في مسنده وابن المغازلي في مناقبه
من عدة طرق أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : ياأيها الناس من آذى عليا فقد آذاني. وزاد فيه ابن المغازلي عن النبي صلىاللهعليهوآله :
يا أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا ، فقال جابر بن
عبدالله
الانصاري : يارسول الله وإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله؟ فقال :
ياجابر
كلمة يحتجزون بها أن لاتسفك دماؤهم وتؤخذ أموالهم وأن لايعطوا الجزية عن يد
وهم صاغرون.
وروى أحمد في مسنده بإسناده عن عمرو بن
شاس الاسلمي وكان من أصحاب
الحديبية قال : كنت
مع علي عليهالسلام
إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت
____________________
عليه في نفسي ، فلما
قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
فدخلت المسجد غداة غدا رسول الله صلىاللهعليهوآله
في أناس من أصحابه ، فلما رآني حدد
إلي النظر حتى إذا جلست قال : ياعمرو أما والله لقد آذيتني ، فقلت : أعوذ بالله أن
أوذيك يا رسول الله ، فقال : بلى من آذى عليا فقد آذاني .
٥
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إسحاق بن
محمد بن مروان ، عن أبيه ،
عن مسيح بن حاتم ، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس
بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من حسد عليا فقد حسدني ، ومن حسدني
فقد كفر .
ما
: جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن
أحمد بن عمرو ، عن الحسن بن
الحكم ، عن الحسن
بن الحسين الانصاري ، عن الحسين بن سليمان ، عن أبي
الجارود ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من حسد
عليا حسدني ، ومن حسدني دخل النار. وأنشدني العرني :
إني حسدت فزاد الله في حسدي
|
|
لاعاش من عاش يوما غير محسود
|
ما يحسد المرء إلا من فضائله
|
|
بالعلم والظفر أو بالبأس والجود
|
____________________
٩٠
( باب )
* ( ما بين من مناقب نفسه
القدسية ) *
١
ـ لى : ابن المتوكل ، عن سعد والحميري معا ،
عن الحسن بن علي بن
النعمان ، عن محمد بن الفضيل ، عن غزوان الضبي ، عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن
النعمان بن سعد ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : أنا حجة الله ، وأنا خليفة الله ، وأنا
صراط الله ، وأنا باب الله ، وأنا خازن علم الله ، وأنا المؤتمن على سر الله ،
وأنا إمام
البرية بعد خير الخليقة محمد نبي الرحمة صلىاللهعليهوآله
.
٢
ـ لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن جعفر
بن محمد بن بشار ، عن
الدهقان ، عن درست ، عن عبدالحميد بن أبي العلى ، عن الثمالي ، عن ابن طريف
عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه ، أنا
أخو رسول الله ووصيه وحبيبه ، أنا صفي رسول الله وصاحبه ، أنا ابن عم رسول الله و
زوج ابنته وأبوولده ، أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، أنا الحجة العظمى
والآية الكبرى والمثل الاعلى وباب النبي المصطفى ، أنا العروة الوثقى وكلمة
التقوى وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا.
٣
ـ لى : محمد بن عمر الحافظ ، عن محمد بن
الحسين بن حفص ، عن إبراهيم بن
إسماعيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة ، عن أبي صادق قال : قال علي عليهالسلام :
ديني دين النبي وحسبي حسب النبي ، فمن تناول ديني وحسبي فإنما يتناول
رسول الله .
٤
ـ لى : الطالقاني ، عن الهمداني ، عن المنذر
بن محمد ، عن جعفر بن سليمان
____________________
عن عبدالله بن الفضل
، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين
عليهالسلام
في بعض خطبه : أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق
قريب ، أنا إمام البرية ، ووصي خير الخليقة ، وزوج سيدة نساء هذه الامة ، و
أبوالعترة الطاهرة والائمة الهادية ، أنا أخو رسول الله ووصيه ووليه ووزيره و
صاحبه وصفيه وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد
الوصيين ، حربي حرب الله ، وسلمي سلم الله ، وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية
الله
وشيعتي أولياء الله ، وأنصاري أنصار الله ، والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم
المستحفظون
من أصحاب رسول الله محمد صلىاللهعليهوآله
أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان
النبي الامي وقد خاب من افترى .
٥
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن
سعيد ، عن أحمد بن إبراهيم
وأحمد بن زكريا ، عن محمد بن نعيم ، عن يزداد بن إبراهيم ، عمن حدثه من أصحابنا
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: والله لقد أعطاني الله
تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلي ما خلا النبي صلىاللهعليهوآله : لقد فتحت لي
السبل ، وعلمت الانساب ، وأجري لي السحاب ، وعلمت المنايا والبلايا وفصل
الخطاب ، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربي فما غاب عني ماكان قبلي [ ولايكون
ما فاتني من بعدي
] وما يأتي بعدي ، وإن بولايتي أكمل الله لهذه الامة دينهم
وأتم عليهم النعم ، ورضي [ لهم ] إسلامهم ، إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلىاللهعليهوآله : يا محمد
أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم نعمتي ورضيت لهم الاسلام دينا
كل ذلك من من الله علي فله الحمد .
ير
: أحمد بن الحسين مثله .
____________________
بيان
: المراد بفتح السبل كشف طرق العلوم
والمعارف أو سبل السماوات [ كما
مر ] وإجراء السحاب معناه ما مر وسيأتي أنه تعالى سخر لهم السحاب يذهب بهم
حيث يشاؤون.
وقال البيضاوي في قوله تعالى : « وآتيناه الحكمة وفصل
الخطاب
» أي فصل
الخصام بتمييز الحق عن الباطل أو الكلام المخلص الذي ينبه المخاطب على المقصود
من غير التباس يراعى فيه مظان الفصل والوصل والعطف والاستيناف والاضمار و
الاظهار والحذف والتكرار ونحوها ، وإنما سمي به « أما بعد » لانه يفصل المقصود
عما سبق مقدمة له من الحمد والصلاة ، وقيل : هو الخطاب القصد الذي ليس فيه
اختصار مخل ولا إشباع ممل ، كما جاء في وصف كلام الرسول صلىاللهعليهوآله : فصل لا نزر
ولا هذر .
٦
ـ ل : علي بن محمد المعروف بابن مقبرة ، عن
محمد بن أحمد بن المؤمل ، عن
محمد بن علي بن خلف ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن
أبيه ، عن جده عليهمالسلام
قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: كان لي من رسول الله عشر [ خصال ] ما أحب أن يكون لي بإحداهن ما طلعت عليه الشمس : قال لي : أنت أخي
في
الدنيا والآخرة ، وأقرب الخلائق مني في الموقف وأنت الوزير والوصي والخليفة
في الاهل والمال ، وأنت آخذ لوائي في الدنيا والآخرة ، وإنك وليي ووليي ولي الله
وعدوك عدوي وعدوي عدو الله .
٧
ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي
الكوفي ، عن نصر بن مزاحم
عن أبي خالد ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : كان
لي عشر من رسول الله لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي ، قال لي : ياعلي
____________________
أنت أخي في الدنيا [
وأخي ] في الآخرة ، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة
ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الاخوين ، وأنت الوصي وأنت الولي
وأنت الوزير وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله .
لى
: الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده
يحيى بن الحسن ، عن
إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى معا عن نصر بن مزاحم مثله .
ما
: المفيد ، عن الحسن بن محمد بن يحيى ،
عن جده ، عن إبراهيم والحسن
بن يحيى ، جميعا عن نصر بن مزاحم ، عن أبي خالد الواسطي مثله .
٨
ـ ل : أحمد بن محمد بن الصقر ، عن محمد بن
العباس ، عن محمد بن خالد بن
إبراهيم ، عن إسماعيل بن موسى ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر
عن جابر بن يزيد ، عن محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : قال
علي عليهالسلام
: كانت لي من رسول الله صلىاللهعليهوآله
عشر خصال ما يسرني بإحداهن ماطلعت عليه الشمس وما غربت ، فقال بعض أصحابه : بينها لنا يا علي ، قال :
سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : يا علي أنت الوصي وأنت الوزير وأنت الخليفة في الاهل و
المال ، وليك وليي وعدوك عدوي ، وأنت سيد المسلمين من بعدي ، وأنت أخي و
أنت أقرب الخلائق مني في الموقف ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة .
٩
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن
بكر بن محمد الازدي ، عن
بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: كان لي من
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عشر ما يسرني بالواحدة منهن ماطلعت عليه الشمس : قال : أنت أخي
في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ، ومنزلك تجاه منزلي
____________________
في الجنة كما يتواجه
الاخوان في الله ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، و
أنت وصيي ووارثي وخليفتي في الاهل والمال والمسلمين في كل غيبة ، شفاعتك
شفاعتي ، ووليك وليي ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله .
١٠
ـ يد ، مع : ابن الوليد ، عن
ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر
عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
في
خطبته : أنا الهادي أنا المهتدي وأنا أبواليتامى والمساكين وزوج الارامل ، وأنا
ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة ، وأنا حبل الله
المتين ، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى
، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده
وأنا جنب الله الذي يقول : « أن
تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله
» وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطة ، من عرفني وعرف
حقي فقد عرف ربه ، لاني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه ، لاينكر هذا
إلا راد على الله وعلى رسوله .
بيان
: قوله عليهالسلام
: « أنا حبل الله » إشارة إلى قوله تعالى : « واعتصموا بحبل
الله جميعا » وإنما شبه بالحبل لانه وسيلة الخلق ،
إذ به وبولايته ومتابعته يصلون
إلى قرب الله وحبه وكرامته وجنته ، فكأنه حبل ممدود بين الله وبين الخلق ، قال
الجزري : فيه « هو حبل الله المتين » أي نور هداه ، وقيل : عهده وأمانه الذي يؤمن
من العذاب ، والحبل : العهد والميثاق .
قوله عليهالسلام
: « وأنا عروة الله الوثقى »
____________________
إشارة إلى قوله
تعالى : « فقد استمسك
بالعروة الوثقى » والعروة : مايتمسك به
وكلمة التقوى إشارة إلى قوله تعالى : « وألزمهم كلمة التقوى
» وقد مر
بيانها
قوله عليهالسلام
: « وأنا عين الله » أي شاهده على عباده من العين بمعنى الباصرة أو الجاسوس
وقال الجزري : في حديث عمر : « أن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم
المسلمين ، فلطمه علي عليهالسلام
فاستعدى عليه
، فقال : ضربك بحق ، أصابته عين من
عيون الله » أراد خاصة من خواص الله ووليا من أولياء الله .
وشبه عليهالسلام
باللسان لان اللسان يعبر ويظهر ما يريد الرجل إظهاره ، وهو
صلوات الله عليه يبين علومه تعالى وأسراره. واليد : النعمة والرحمة وهو مجاز شائع
والمراد بالجنب إما الجانب والناحية وهو صلوات الله عليه الناحية التي أمر الله
الخلق
بالتوجه إليها ، أو هو كناية عن قربهم من جنابه تعالى وأن قربه تعالى لا يحصل
إلا بالتقرب بهم ، كما أن من أراد أن يقرب من الملك يجلس بجنبه ومن يجلس
بجنبه فهو أقرب الخلق إليه وأعزهم إليه.
قال الكفعمي : قال الباقر عليهالسلام
: معناه أنه ليس شئ أقرب إلى الله تعالى
من رسوله ولا أقرب إلى رسوله من وصيه ، فهو في القرب كالجنب ، وقد بين الله
تعالى ذلك في كتابه في قوله : « أن
تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله
» يعني في ولاية أوليائه. وقال الطبرسي في مجمعه : الجنب : القرب ، أي ياحسرتى
على مافرطت في قرب الله وجواره ، وفلان في جنب فلان أي في قربه وجواره ، ومنه
____________________
قوله تعالى : « والصاحب بالجنب
» .
١١
ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن إبراهيم بن
محمد بن إسحاق
، عن
الحسن بن عمرو ، عن رشيد ، عن حبة العرني قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : نحن
النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء ، حزبنا حزب الله والفئة الباغية حزب الشيطان ،
من
ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا .
بيان
: الفرط بالتحريك : الذي يتقدم الواردة ،
ومنه قيل للطفل إذا مات
أنه فرط ، فالمعنى أن أولادنا أولاد الانبياء ، أو المعنى أن من يموت منا يتقدم
الانبياء ويسبقهم إلى المراتب العالية كما قال النبي صلىاللهعليهوآله
: أنا فرطكم على الحوض.
١٢
ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن علوان ، عن عمرو
بن ثابت ، عن أبيه ، عن
ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذات يوم على
منبر
الكوفة : أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، أنا إمام المسلمين وقائد المتقين
وولي المؤمنين وزوج سيدة نساء العالمين ، أنا المتختم باليمين والمعفر للجبين ،
أنا
الذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الضارب بالسيفين
والحامل على فرسين ، أنا وارث علم الاولين وحجة الله على العالمين بعد الانبياء
ومحمد بن عبدالله خاتم النبيين ، أهل موالاتي مرحومون وأهل عداوتي ملعونون ، ولقد
كان حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله
كثيرا مايقول : ياعلي حبك تقوى وإيمان وبغضك كفر
ونفاق وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك .
بيان
: قوله عليهالسلام
: « أنا الضارب بالسيفين » أي بسيف التنزيل في حياة الرسول صلىاللهعليهوآله وبسيف التأويل بعده
، أو أنه أخذ بسيفين في بعض الغزوات معا ، أو سيفا ، بعد سيف
____________________
كما كان في غزوة أحد
، أعطاه النبي صلىاللهعليهوآله
ذا الفقار بعد تكسر سيفه ، أو إشارة
إلى ماهو المشهور من أن ذا الفقار كان ذا شعبتين قوله عليهالسلام : « والحامل على
فرسين » أي فارسين ، أو أنه ركب في بعض الغزوات على فرس بعد فرس ، وفي بعض
النسخ « قوسين » ويجري فيه أكثر الاحتمالات المذكورة في السيفين ، ويحتمل أن
يكون المراد التعرض لراميين دفعة واحدة.
١٣
ـ ير : محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلة ،
عن داود الرقي ، عن الثمالي
عن أبي الحجاز قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
ختم مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي ، وختمت أنا مائة ألف وصي وأربعة وعشرين
ألف وصي
وكلفت ماتكلف الاوصياء قبلي والله المستعان ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال في مرضه
« لست أخاف عليك أن تضل بعد الهدى ولكن
أخاف عليك فساق قريش وعاديتهم
حسبنا الله ونعم الوكيل » على أن ثلثي القرآن فينا وفي شيعتنا ، فما كان من خير
فلنا
ولشيعتنا ، وثلث الباقي أشركنا فيه الناس ، فما كان من شر فلعدونا ، ثم
قال : « هل يستوي
الذين يعلمون والذين لايعلمون
» إلى آخر
الآية ، فنحن أهل
البيت وشيعتنا أولو الالباب ، والذين لا يعلمون عدونا ، وشيعتنا هم المهتدون .
١٤
ـ ير : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ،
عن أبي الحصين الاسدي
عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : خرج أمير المؤمنين عليهالسلام
ذات ليلة بعد
عتمة وهو يقول :
همهمة وليلة مظلمة ، خرج عليكم الامام وعليه قميص آدم و
في يده خاتم سليمان وعصا موسى عليهمالسلام
.
____________________
١٥
ـ ير : عبدالله بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي ، عن بعض من رفعه
إلى أبي عبدالله عليهالسلام
أنه قال : الفضل لمحمد صلىاللهعليهوآله
وهو المقدم على الخلق جميعا
لايتقدمه أحد ، وعلي عليهالسلام
المتقدم من بعده ، والمتقدم بين يدي علي عليهالسلام
كالمتقدم
بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وكذلك يجري للائمة بعده
واحدا بعد واحد ، جعلهم
الله أركان الارض أن تميد بأهلها ، ورابطيه على سبيل هداه ، لايهتدي هاد من ضلالة
إلا بهم ، ولايضل خارج من هدى إلا بتقصير عن حقهم ، وأمناء الله على ما أهبط
من علم
أو عذر أو نذر ، وشهداؤه على خلقه ، والحجة البالغة على من في الارض
جرى لآخرهم من الله مثل الذي أوجب لاولهم ، فمن اهتدى بسبيلهم وسلم لامرهم
فقد استمسك بحبل الله المتين وعروة الله الوثقى ، ولايصل إلى شئ من ذلك إلا بعون
الله ، وإن أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : أنا قسيم بين الجنة والنار ، لا يدخلها أحد إلا
على أحد قسمي ، وأنا الفاروق الاكبر
، وقرن من حديد ، وباب الايمان ، و
إني لصاحب العصا والميسم ، لاينقد مني أحد إلا أحمد ، وأن رسول الله صلىاللهعليهوآله ليدعى
فيكسى ثم أدعى فأكسى ، ثم يدعى فيستنطق فينطق ثم أدعى فأنطق على حد
منطقه ، ولقد أقرت لي جميع الاوصياء والانبياء بمثل ما أقرت به لمحمد صلىاللهعليهوآله و
لقد أعطيت البسع التي لم يسبقني إليها أحد ، علمت الاسماء والحكومة بين العباد
وتفسير الكتاب وقسمة الحق من المغانم بين بني آدم ، فما شذ عني من العلم شئ
إلا وقد علمنيه المبارك ، ولقد أعطيت حرفا يفتح ألف حرف ، ولقد أعطيت زوجتي
مصحفا فيه من العلم مالم يسبقها إليه أحد خاصة من الله ورسوله .
بيان
: قوله : « ورابطيه على سبيل هداه » أي
ربطوا أنفسهم لهداية الخلق ، و
الرابط أيضا : الراهب والزاهد والحكيم والقرن : الحصن ، شبه عليهالسلام نفسه
____________________
بالحصن من الحديد
لمناعته ورزانته وحمايته للخلق ، وقد مر تفسيره.
١٦
ـ ير :
أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل
قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : فضل أمير المؤمنين عليهالسلام
: ما جاء به النبي (ص) علي عليهالسلام
أخذ به وما نهى عند انتهى عنه
، جرى له من الفضل ما جرى لمحمد صلىاللهعليهوآله
ولمحمد الفضل على جميع من خلق الله ، المتعقب عليه في شئ من أحكامه كالمتعقب
على الله وعلى رسوله ، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله ، كان
أمير المؤمنين عليهالسلام
باب الله الذي لايؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك
وكذلك جرى لائمة الهدى
واحدا بعد واحد ، جعلهم الله أركان الارض أن تميد
بأهلها ، والحجة البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى. وقال عليهالسلام : كان
أمير المؤمنين عليهالسلام
كثيرا مايقول : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، وأنا الفاروق الاكبر
وأنا صاحب العصا والميسم ، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل
ما أقروا لمحمد صلىاللهعليهوآله
ولقد حملت على مثل حمولته وهي حمولة الرب تبارك وتعالى
وإن رسول الله يدعى فيكسى ويستنطق فينطق ، ثم أدعى فأكسى فأستنطق فأنطق
على حد منطقه ، ولقد أعطيت خصالا ماسبقني إليها أحد قبلي ، علمت المنايا و
البلايا والانساب وفصل الخطاب ، فلم يفتني ماسبقني ، ولم يعزب عني ما غاب عني
أبشر بإذن الله
وأؤدي عنه ، كل ذلك منا من الله مكنني فيه بعلمه .
بيان
: قوله : « ولمحمد الفضل على جميع من خلق
الله » أي فلي أيضا الفضل
على جميعهم بضم المقدمة السابقة ، ويحتمل أن يكون المراد تفضيله عليهالسلام على نفسه
____________________
أي له الفضل على
جميع الخلق حتى علي ، ولي الفضل على من سواه. وقال
الفيروز آبادي : تعقبه : أخذه بذنب كان منه ، وعن الخبر : شك فيه وعاد للسؤال
عنه ، وتعقبه : طلب عورته أو عثرته .
اقول : لعل المعنى : من شك في شئ من أحكامه
، بأن يكون « على » بمعنى
« عن » أو من عاب عليه واعترض بتضمين معنى
الطعن والاعتراض ، أو المتقدم عليه
في شئ ، بأن يجعله عقبه وخلفه وأراد التقدم عليه ، أو بأن يجعل حكمه عقبه ووراء
ظهره فلا يعمل به. وفي رواية سليمان بن خالد وسعيد الاعرج على مافي أكثر نسخ
الكافي « المعيب » .
قوله : « في صغيرة أو كبيرة » صفتان للكلمة أو الخصلة أو
المسألة أو نحوها. قوله : « أن تميد » أي كراهة أن تميد ، والميد : التحرك و
الاضطراب. وسمي عليهالسلام
بالفاروق لانه فرق بين الحق والباطل ، أو هو أول
من أظهر الاسلام ففرق بين الايمان والكفر. وقوله : « أنا صاحب العصا والميسم » إشارة إلى أنه صلوات الله عليه دابة الارض. وقد روى العامة عن حذيفة أن
النبي صلىاللهعليهوآله
قال : دابة الارض طولها سبعون
ذراعا لايفوتها هارب ، فتسم المؤمن
بين عينيه وتسم الكافر بين عينيه ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن
بالعصا وتختم
أنف الكافر بالخاتم حتى يقال : يا مؤمن ويا كافر . وسيأتي
تفصيل القول في ذلك في باب الرجعة من كتاب الغيبة. والحمولة بالضم : الاحمال
والمراد أعباء النبوة وأسرار الخلافة والتكاليف الشاقة التي تختص بهم.
١٧
ـ ير : أبوالفضل العلوي ، عن سعد بن عيسى ، عن
إبراهيم بن الحكم
بن ظهير ، عن أبيه ، عن شريك بن عبدالله ، عن عبدالاعلى ، عن أبي وقاص ، عن
سلمان الفارسي ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : سمعته يقول : عندي علم المنايا والبلايا
____________________
والوصايا والانساب
والاسباب
وفصل الخطاب ومولد الاسلام وموارد الكفر ، و
أنا صاحب الميسم ، وأنا الفاروق الاكبر ، وأنا صاحب الكرات ودولة الدول
فاسألوني عما يكون إلى يوم القيامة وعما كان على عهد كل نبي بعثه الله .
بيان
: قوله عليهالسلام
: « ومولد الاسلام ( » )؟ أي من يعلم الله وقت ولادته أنه يموت
على الاسلام وكذا مورد الكفر. قوله عليهالسلام
: « وأنا صاحب الكرات » أي الرجعات
إلى الدنيا أو الحملات في الحروب. والدولة : الغلبة أي أنا صاحب الغلبة على أهل
الغلبة في الحروب ، أو المعنى أنه كان دولة كل ذي دولة من الانبياء والاوصياء
بسبب أنوارنا ، أو كان غلبتهم على الاعادي بالتوسل بنا كما دلت عليه الاخبار
الكثيرة ، أو المعنى أن لي علم كل كرة وعلم كل دولة ، والتفريع يؤيد الاخير.
١٨
ـ شف : من كتاب محمد بن العباس بن مروان ، عن
إسحاق بن محمد بن مروان
عن أبيه ، عن إسحاق بن بريد
، عن سهل بن سليمان ، عن محمد بن سعيد ، عن
الاصبغ بن نباتة قال : خطب علي عليهالسلام
الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ياأيها
الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، أنا يعسوب المؤمنين ، وغاية السابقين ، وإمام
المتقين
وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ، ووارث الوراث ، أنا قسيم النار وخازن
الجنان وصاحب الحوض ، وليس منا أحد إلا وهو عالم بجميع أهل ولايته ، وذلك
قوله عزوجل : « إنما أنت
منذر ولكل قوم هاد ».
بيان
: قوله : « وغاية السابقين
» أي لايسبقني سابق ، فإن كل سابق إنما
يسبق إلى الغاية في المضمار ولا يتعداها.
١٩
ـ قب : تذاكروا الفخر عند عمر فأنشأ أمير
المؤمنين عليهالسلام.
____________________
الله أكرمنا بنصر نبيه
|
|
وبنا أقام دعائم الاسلام
|
وبنا أعز نبيه وكتابه
|
|
وأعزنا بالنصر والاقدام
|
في كل معترك تطير سيوفنا
|
|
منه الجماجم عن فراخ الهام
|
ويزورنا جبريل في أبياتنا
|
|
بفرائض الاسلام والاحكام
|
فتكون أول مستحل حله
|
|
ومحرم لله كل حرام
|
نحن الخيار من البرية كلها
|
|
ونظامها وزمام كل زمام
|
٢٠ ـ قب :
سئل أمير المؤمنين عليهالسلام
: كيف أصبحت؟ فقال : أصبحت وأنا
الصديق الاكبر
والفاروق الاعظم ، وأنا وصي خير البشر ، وأنا الاول وأنا
الآخر ، وأنا الباطن وأنا الظاهر ، وأنا بكل شئ عليم ، وأنا عين الله ، وأنا جنب
الله
وأنا أمين الله على المرسلين ، بنا عبدالله ، ونحن خزان الله في أرضه وسمائه ،
وأنا
أحيي وأنا أميت
وأنا حي لا أموت.
فتعجب الاعرابي من قوله فقال عليهالسلام : أنا الاول أول من
آمن برسول الله
صلىاللهعليهوآله
وأنا الآخر آخر من نظر فيه لما كان في لحده ، وأنا الظاهر
ظاهر الاسلام ، وأنا الباطن بطين من العلم ، وأنا بكل شئ عليم فإني عليم
بكل شئ أخبر الله به نبيه فأخبرني به ، فأما عين الله فأنا عينه على المؤمنين و
الكفرة ، وأما جنب الله فأن تقول نفس : يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ، ومن
فرط في فقد فرط في الله ، ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتما من محمد صلىاللهعليهوآله
فلذلك سمي خاتم النبيين ، محمد سيد النبيين وأنا سيد الوصيين ، وأما خزان الله
____________________
في أرضه فقد علمنا
ما علمنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
بقول صادق ، وأنا أحيي
أحيي سنة رسول الله ، وأنا أميت أميت البدعة ، وأنا حي لا أموت لقوله تعالى :
« ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل
أحياء عند ربهم يرزقون ».
كتاب أبي بكر الشيرازي : إن أمير
المؤمنين عليهالسلام
خطب في جامع البصرة
فقال فيها : معاشر المؤمنين والمسلمين إن الله عزوجل أثنى على نفسه فقال : « هو
الاول » يعني قبل كل شئ « والآخر » يعني بعد كل شئ « والظاهر » على كل
شئ « والباطن » لكل شئ سواء علمه عليه ، سلوني قبل أن تفقدوني ، فأنا الاول
وأنا الآخر ، إلى آخر كلامه ، فبكى أهل البصرة كلهم وصلوا عليه.
وقال عليهالسلام
: أنا دحوت أرضها ، وأنشأت جبالها ، وفجرت عيونها ، وشققت
أنهارها ، وغرست أشجارها ، وأطعمت ثمارها ، وأنشأت سحابها ، وأسمعت رعدها ،
ونورت برقها ، وأضحيت شمسها ، وأطلعت قمرها ، وأنزلت قطرها ، ونصبت نجومها
وأنا البحر القمقام الزاخر ، وسكنت أطوادها ، وأنشأت جواري الفلك فيها ، وأشرقت
شمسها ، وأنا جنب الله وكلمته ، وقلب الله وبابه الذي يؤتى منه ، ادخلوا الباب
سجدا
أغفر لكم خطاياكم وأزيد المحسنين ، وبي وعلى يدي تقوم الساعة ، وفي يرتاب
المبطلون ، وأنا الاول والآخر والظاهر والباطن وبكل شئ عليم .
شرح ذلك عن الباقر عليهالسلام « أنا دحوت أرضها »
يقول : أنا وذريتي الارض
التي يسكن إليها « وأنا أرسيت جبالها
» يعني الائمة من ذريتي هم الجبال
الرواكد التي لاتقوم إلا بهم « وفجرت عيونها » يعني العلم الذي ثبت في قلبه و
جرى على لسانه « وشققت أنهارها » يعني منه انشعب الذي من تمسك بها نجا « وأنا
غرست أشجارها » يعني الذرية الطيبة « وأطعمت ثمارها » يعني أعمالهم الزكية
« وأنا أنشأت سحابها » يعني ظل من استظل
ببنائها « وأنا أنزلت قطرها » يعني حياة
____________________
ورحمة « وأنا أسمعت
رعدها » يعني لما يسمع من الحكمة « ونورت برقها » يعني بنا
استنارت البلاد « وأضحيت شمسها » يعني القائم منا نور على نور ساطع « وأطلعت قمرها
» يعني المهدي من ذريتي « وأنا نصبت نجومها » يهتدي بنا ويستضاء بنورنا « وأنا
البحر القمقام الزاخر » يعني أنا إمام الائمة
وعالم العلماء وحاكم الحكماء وقائد
القادة ، يفيض علمي ثم يعود إلي ، كما أن البحر يفيض ماؤه على ظهر الارض ثم
يعود إليه بإذن الله « وأنا أنشأت جواري الفلك فيها » يقول : أعلام الخير وأئمة
الهدى مني « وسكنت أطوادها » يقول : فقأت عين الفتنة وأقتل أصول الضلالة
« وأنا جنب الله وكلمته وأنا قلب الله » يعني
أنا سراج علم الله « وأنا باب الله » يعني من
توجه بي إلى الله غفر له. وقوله « بي وعلى يدي تقوم الساعة » يعني الرجعة قبل
القيامة ، ينصر الله في ذريتي المؤمنين ولي المقام المشهود .
٢١
ـ كش : طاهر بن عيسى قال : وجدت في بعض الكتب
عن محمد بن الحسين
عن إسماعيل بن قتيبة ، عن أبي العلاء الخفاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال
أمير المؤمنين عليهالسلام
: أنا وجه الله وأنا جنب الله وأنا الاول وأنا الآخر وأنا الظاهر
وأنا الباطن وأنا وراث الارض وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه. فقال معروف بن خر بوذ
ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو .
بيان
: « وبه عزمت عليه » أي بالله أقسمت على
الله عند سؤال الحوائج عنه.
٢٢
ـ فض : من قول علي عليهالسلام.
أنا للحرب أليها وبنفسي أصطليها
|
|
نعمة من خالق العرش بها قد خصنيها
|
وأنا حامل لواء الحمد يوما أحتويها
|
|
ولي السبقة في الاسلام طفلا ووجيها
|
ولي الفضل على الناس بفاطم وبنيها
|
|
ثم فخري برسول الله إذ زوجنيها
|
____________________
وإذا أنزل ربي آية علمنيها
|
|
ولقد زقني العمل لكي صرت فقيها
|
٢٣ ـ فر :
أحمد بن محرز الخراساني ، عن جعفر بن محمد الفزاري ، عن أحمد بن
ميثم الميثمي ، عن عبدالواحد بن علي قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
أنا أورث
من النبيين إلى الوصيين ومن الوصيين إلى النبيين ، وما بعث الله
نبيا إلا وأنا أقضي دينه وأنجز عداته ، ولقد اصطفاني ربي بالعلم والظفر ، ولقد
وفدت إلى ربي اثني عشر وفادة ، فعرفني نفسه وأعطاني مفاتيح الغيب. ثم قال :
أنا الفاروق الذي أفرق بين الحق والباطل. وأنا أدخل أوليائي الجنة وأعدائي
النار ، أنا الذي
قال الله : « هل ينظرون
إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام
والملائكة وقضي الامر وإلى الله ترجع الامور
» .
٢٤
ـ فر : عبدالرحمن بن الحسن التميمي البزاز ،
معنعنا عن أبي عبدالله ، عن
أبيه ، عن جده عليهمالسلام
قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
على منبر
الكوفة وكان فيما قال : والله إني لديان الناس يوم الدين ، وقسيم بين الجنة
والنار
، لايدخلها الداخل إلا على أحد قسمي ، وأنا الفاروق الاكبر ، وإن
جميع الرسل والملائكة والارواح خلقوا لخلقنا ، ولقد أعطيت التسع الذي لم يسبقني
إليها أحد ، علمت فصل الخطاب وبصرت سبيل الكتاب ، وأزجل إلى السحاب ، و
علمت علم المنايا والبلايا والقضايا ، وبي كمال الدين ، وأنا النعمة التي أنعمها
الله
على خلقه ، كل ذلك من من الله من به علي
، ومنا الرقيب على خلق الله ، و
نحن قسيم الله
وحجته بين العباد إذ يقول الله : « اتقوا الله الذي تساءلون به
____________________
والارحام
إن الله كان عليكم رقيبا » فنحن أهل بيت عصمنا الله من أن نكون
فتانين
أو كذابين أو ساحرين أو زيانين
، فمن كان فيه شئ من هذه الخصال فليس منا ولا
نحن منه ، إنا أهل بيت طهرنا الله من كل نجس ، نحن الصادقون إذا نطقنا و
العالمون إذا سئلنا ، أعطانا الله عشر خصال لم يكن لاحد قبلنا ولا يكون لاحد
بعدنا : العلم والحلم واللب والنبوة والشجاعة والسخاوة والصبر والصدق والعفاف
والطهارة ، فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى
والعروة الوثقى والحق الذي أقر الله به ، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى
تصرفون؟ .
بيان
: قال الفيروزآبادي : زجله وبه : رماه
ودفعه ، وبالرمح : زجه ، والحمام
أرسلها .
٢٥
ـ نهج : فقمت بالامر حين فشلوا ، وتطلعت حين
تعتعوا
، ومضيت
بنور الله حين وقفوا ، وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا ، فطرت بعنانها واستبددت
برهانها ، كالجبل لاتحركه القواصف ولاتزيله العواصف ، لم يكن لاحد في مهمز
ولا لقائل في مغمز ، الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له ، والقوي عندي
ضعيف حتى آخذ الحق منه ، رضينا عن الله قضاءه ، وسلمنا لله أمره ، أتراني
____________________
أكذب على رسول الله؟
والله لانا أول من صدقه فلا أكون أول من كذب عليه ،
فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي وإذا الميثاق في عنقي لغيري .
بيان
: التعتعة الاضطراب في الكلام من حصر أو
عي. والفوت : السبق إلى
الشئ. والضميران في « عنانها ورهانها » راجعان إلى الفضيلة بقرينة المقام.
والاستبداد : الانفراد. قوله عليهالسلام : « فإذا طاعتي قد
سبقت بيعتي » أي طاعتي
لرسول الله صلىاللهعليهوآله
فيما أمرني به من ترك القتال معهم إذا غصبوا خلافتي ولم أجد
ناصرا سبقت بيعتي وصارت سببا لها ، وميثاق الرسول في ذلك كان في عنقي ، أو
المعنى : لما أطاعني الناس لم أجد بدا من قبول بيعتهم لي ، فصار ميثاق بيعتهم في
عنقي ، أو طاعتي لغيري سبقت وغلبت بيعة الناس لي في زمن الرسول وصار الامر
ظاهرا بالعكس ، فحصل لغيري من خلفاء الجور في عنقي الميثاق. كذا خطر بالبال
وهو عندي أظهر ، وقيل : المراد بالطاعة طاعته لله ولرسوله ، وبالميثاق بالبيعة
بيعته
للخلفاء ، أي لايضرني بيعتي لهم ولايلزمني القيام بلوازمها ، فإن طاعتي لله قد
سبقت
بيعتي ، فإني أول من أطاع الله وآمن به وبرسوله ، فلا يلزمني مبايعتي لهم مع
كونها خلاف ما أمر الله ورسوله به.
٢٦
ـ أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس روى ابن أبي
عياش عنه قال :
سمعت عليا عليهالسلام
يقول : كانت لي من رسول الله عشر خصال ما يسرني بإحداهن
ما طلعت عليه الشمس وما غربت ، فقيل له سمها
لنا يا أمير المؤمنين ، فقال : قال
لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أنت الاخ
، وأنت الخليل ، وأنت الوصي ، وأنت الوزير ، و
أنت الخليفة في الاهل والمال في كل غيبة أغيبها ، ومنزلتك مني كمنزلتي من ربي
وأنت الخليفة في أمتي ، وليك وليي وعدوك عدوي ، وأنت أمير المؤمنين وسيد
المسلمين من بعدي.
____________________
ثم أقبل علي عليهالسلام على أصحابه فقال :
يا معشر الصحابة والله ما تقدمت على
أمر إلا ما عهد إلي فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله
فطوبى لمن رسخ حبنا أهل البيت في قلبه
فوالله ما ذكر العالمون ذكرا أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
مني ، وصلى القبلتين
كصلاتي
، صليت صبيا ولم أرهق حلما ، وهذه فاطمة صلوات الله عليها بضعة
من رسول الله تحتي ، هي في زمانها كمريم بنت عمران في زمانها ، وإن الحسن
والحسين سبطا هذه الامة ، وهما من محمد كمكان العينين من الرأس ، وأما أنا فكمكان
اليد من البدن ،
وأما فاطمة فكمكان القلب من الجسد ، مثلنا مثل سفينة نوح من
ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .
* ( بسمه تعالى وله الحمد )
*
إلى هنا انتهى الجزء التاسع والثلاثون
من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة
النفيسة وهو الجزء الخامس من المجلد التاسع في تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله
عليه حسب تجزءة المصنف أعلى الله مقامه يحوي زهاء ألف حديث في أحد وعشرين بابا
غير ما حوى من المباحث العلمية والكلامية.
ولقد بذلنا الجهد عند طبعها في التصحيح
( إلا من صفحة ١ إلى ٤٨ )
فخرج بعون الله ومشيته نقيا من الاغلاط إلا نزرا زهيدا زاغ عنه البصر وحسر
عنه النظر.
محمد الباقر البهبودي
____________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
وبعد فإن الله المنان قد وفقنا لتصحيح
هذا الجزء وهو الجزء الخامس من أجزاء المجلد التاسع من الأصل والجزء التاسع
والثلاثون حسب تجزءتنا من كتاب بحار الأنوار وتخريج أحاديثه ومقابلتها على ما
بأيدينا من المصادر وبذلنا في ذلك غاية جهدنا على ما يراه المطالع البصير وقد
راجعنا في تصحيح الكتاب وتحقيقه ومقابلته نسخا مطبوعة ومخطوطة إليك تفصيلها
١ ـ النسخة المطبوعة بطهران في سنة ١٣٠٧
بأمر الواصل إلى رحمة الله وغفرانه الحاج محمد حسن الشهير ب « كمپاني » ورمزنا إلى
هذه النسخة بـ ( ك ) وهي تزيد على جميع النسخ التي عندنا كما أشار إليه العلامة
الفقيد الحاج ميرزا محمد القمي المتصدي لتصحيحها في خاتمة الكتاب ، فجعلنا
الزيادات التي وقفنا عليها بين معقوفين هكذا [ ... ] وربما أشرنا إليها في ذيل
الصفحات.
٢ ـ النسخة المطبوعة بتبريز في سنة ١٢٩٧
بأمر الفقيد السعيد الحاج إبراهيم التبريزي ورمزنا إليها بـ ( ت ).
٣ ـ نسخة كاملة مخطوطة بخط النسخ الجيد
على قطع كبير تاريخ كتابتها ١٢٨٠ ورمزنا إليها بـ ( م ).
٤ ـ نسخة مخطوطة أخرى بخط النسخ أيضا
على قطع كبير وقد سقط منها من أواسط الباب التاسع والتسعين « باب زهده عليهالسلام وتقواه » ورمزنا
إليها بـ ( ح ).
٥ ـ نسخة مخطوطة أخرى بخط النسخ أيضا
على قطع متوسط وهذه الأخيرة أصحها وأتقنها وفي هامش صحيفة منها خط المؤلف قدسسره وتصريحه بسماعه
إياها في سنة ١١٠٩ ولكنها أيضا ناقصة من أواسط الباب السابع والتسعين « باب ما
علمه الرسول صلىاللهعليهوآله
عند وفاته » ورمزنا إليها بـ ( د ).
وهذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة
العالم البارع الأستاذ السيد جلال الدين الحسيني الأرموي الشهير بالمحدث لا زال
موفقا لمرضاة الله.
ثم إنه قد اعتمدنا في تخريج أحاديث
الكتاب وما نقله المصنف في بياناته أو ما علقناه وذيلناه على هذه الكتب التي نسرد
أساميها
١ ـ الأتقان للسيوطي طبعة مصر سنة ١٣٧٠
٢ ـ الإحتجاج للطبرسي طبعة النجف ١٣٥٠
٣ ـ إحقاق الحق وإزهاق الباطل طبعة
إيران ـ
٤ ـ الإختصاص للمفيد طبعة طهران طبعة
إيران سنة ١٣٧٩
٥ ـ الأربعين في أصول الدين للرازي طبعة
حيدر آباد كن سنة ١٣٥٣
٦ ـ إرشاد القلوب للديلمي طبعة النجف ـ
٧ ـ الإرشاد للشيخ المفيد طبعة إيران
١٣٧٧
٨ ـ أساس البلاغة للزمخشري طبعة مصر سنة
١٣٧٢
٩ ـ أسباب النزول للواحدي طبعة مصر سنة
١٣١٥
١٠ ـ أسد الغابة للجزري طبعة إيران سنة ـ
١١ ـ إعلام الورى للطبرسي طبعة إيران
١٣٧٨
١٢ ـ إقبال الأعمال لابن طاوس طبعة
إيران ١٣١٢.
١٣ ـ الأمالي للشيخ المفيد طبعة النجف
سنة ١٣٥١
١٤ ـ الأمالي للشيخ الصدوق طبعة إيران
١٣٠٠
١٥ ـ الأمالي للشيخ الطوسي طبعة إيران
١٣١٣
١٦ ـ بشارة المصطفى طبعة النجف سنة ١٣٦٩
١٧ ـ بصائر الدرجات للصفار طبعة إيران
١٢٨٥
١٨ ـ تاريخ الطبري طبعة مصر سنة ١٣٥٨
١٩ ـ تحف العقول لابن شعبة طبعة إيران
١٣٧٦
٢٠ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري
عليهالسلام
طبعة إيران ١٣١٥
٢١ ـ تفسير البرهان للبحراني طبعة إيران
سنة ١٣٧٥
٢٢ ـ تفسير البيضاوي طبعة مصر سنة ١٣٥٥
٢٣ ـ تفسير التبيان للشيخ الطوسي طبعة
إيران سنة ١٣٦٥
٢٤ ـ تفسير الدر المنثور للسيوطي طبعة
إيران سنة ١٣٧٧
٢٥ ـ تفسير فرات الكوفي بالنجف ـ.
٢٦ ـ تفسير القمي طبعة إيران ١٣١٣
٢٧ ـ تفسير الكشاف للزمخشري طبعة مصر
سنة ١٣١٨
٢٨ ـ تفسير مجمع البيان للطبرسي طبعة
إيران سنة ١٣٧٣
٢٩ ـ تفسير مفاتيح الغيب للرازي طبعة
مصر سنة ١٣٠٨
٣٠ ـ تفسير النيسابوري طبعة إيران سنة ـ
٣١ ـ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر إيران
سنة ١٣٧٦
٣٢ ـ تهذيب الأحكام طبعة إيران ١٣١٧
٣٣ ـ التوحيد للصدوق طبعة الهند ١٣٢١
٣٤ ـ تيسير الوصول إلى جامع الأصول طبعة
مصر سنة ١٣٥٢
٣٥ ـ ثواب الأعمال للصدوق طبعة إيران
سنة ١٣٧٥
٣٦ ـ جامع الأخبار للصدوق طبعة إيران
سنة ١٣٥٤
٣٧ ـ جامع الرواة للأردبيلي طبعة إيران
سنة ١٣٣٤
٣٨ ـ الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي
طالب طبعة النجف سنة ١٣٥١
٣٩ ـ الخرائج والجرائح للراوندي طبعة إيران
١٣٠١
٤٠ ـ الخصال للصدوق طبعة إيران ١٣٠٢
٤١ ـ الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام
طبعة الهند سنة ١٣١٠
٤٢ ـ الرجال للنجاشي طبعة الهند سنة
١٣١٧
٤٣ ـ الرجال للكشي طبعة الهند ١٣١٧
٤٤ ـ الروضة في الفضائل طبعة إيران ١٣٢١
٤٥ ـ روضة الواعظين للفتال طبعة إيران
طبعة إيران سنة ـ
٤٦ ـ سر العالمين للغزالي طبعة إيران
سنة ١٣٠٥
٤٧ ـ سعد السعود لابن طاوس طبعة النجف
سنة ١٣٦٩
٤٨ ـ الشافي للسيد المرتضى طبعة إيران
سنة ١٣١٠
٤٩ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
طبعة بيروت سنة ١٣٧٤
٥٠ ـ صحاح اللغة للجوهري طبعة إيران سنة
ـ
٥١ ـ صحيح البخاري طبعة مصر سنة ١٣٤٦
٥٢ ـ صحيح مسلم طبعة الهند سنة ١٣٣٤
٥٣ ـ صحيفة الرضا عليهالسلام طبعة إيران ١٣٧٧
٥٤ ـ الصواعق المحرقة لابن حجر طبعة مصر
سنة ١٣٧٥
٥٥ ـ الطرائف للسيد ابن طاوس طبعة إيران
سنة ١٣٠٢
٥٦ ـ علل الشرائع للصدوق طبعة إيران
١٣٢١
٥٧ ـ العمدة لابن بطريق طبعة إيران سنة
١٣٠٩
٥٨ ـ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب
طبعة الهند سنة ١٣١٨
٥٩ ـ عيون الأخبار للصدوق طبعة إيران
١٣١٨
٦٠ ـ الغدير للعلامة الأميني طبعة إيران
سنة ١٣٧٢
٦١ ـ الغيبة للشيخ الطوسي طبعة إيران
سنة ١٣٢٣
٦٢ ـ الغيبة للنعماني طبعة إيران ١٣١٨
٦٣ ـ الفائق للزمخشري طبعة مصر سنة ١٣٦٤
٦٤ ـ فتح الباري في شرح البخاري طبعة
مصر سنة ١٣٠١
٦٥ ـ الفصول المختارة من العيون
والمحاسن طبعة النجف سنة ـ
٦٦ ـ الفصول المهمة لابن الصباغ طبعة
النجف سنة ـ
٦٧ ـ فقه الرضا عليهالسلام طبعة إيران سنة
١٣٧٤
٦٨ ـ القاموس المحيط للفيروز آبادي طبعة
مصر سنة ١٣٥٤
٦٩ ـ قرب الأسناد للحميري طبعة إيران
١٣٧٠
٧٠ ـ القوائد والفوائد للشهيد طبعة
إيران سنة ١٣٨٠
٧١ ـ الكافي للكليني الاصول والروضة
طبعة إيران سنة ١٣٧٥
٧٢ ـ الكافي للكليني الفروع طبعة إيران
سنة ١٣١٢
٧٣ ـ الكامل لابن الأثير طبعة مصر سنة
١٣١٢
٧٤ ـ كامل الزيارات لابن قولويه طبعة
النجف ١٣٥٦.
٧٥ ـ كتاب سليم بن قيس طبعة النجف سنة ـ
٧٦ ـ كشف الحق للعلامة طبعة بغداد سنة
١٣٤٤
٧٧ ـ كشف الغمة للإربلي طبعة إيران ١٢٩٤
٧٨ ـ كشف اليقين للعلامة طبعة النجف
١٣٧١
٧٩ ـ كمال الدين للصدوق طبعة إيران سنة
١٣٠١
٨٠ ـ كنز الفوائد للكراجكي طبعة إيران
١٣٢٢
٨١ ـ الكنى والألقاب للمحدث القمي طبعة
النجف سنة ١٣٧٦
٨٢ ـ المحاسن للبرقي طبعة إيران سنة
١٣٣١
٨٣ ـ المحتضر للحسن بن سليمان الحلي
طبعة النجف ١٣٧٠
٨٤ ـ مختصر بصائر الدرجات له أيضا طبعة
النجف ١٣٧٠
٨٥ ـ مراصد الإطلاع طبعة مصر سنة ١٣١٣
٨٦ ـ مشارق الأنوار للبرسي طبعة الهند
سنة ١٣٠٣
٨٧ ـ مشكاة المصابيح طبعة الهند سنة
١٣٠٠
٨٨ ـ مصابيح الكفعمي طبعة إيران سنة
١٣٢١
٨٩ ـ مصباح المتهجد للشيخ الطوسي طبعة
إيران سنة ١٣٣٨
٩٠ ـ مطالب السؤول لمحمد بن طلحة
الشافعي طبعة النجف سنة ١٣٤٦
٩١ ـ معاني الأخبار للصدوق طبعة إيران
سنة ١٣٧٢
٩٢ ـ المصباح المنير للفيومي طبعة مصر
سنة ١٣٠٥
٩٣ ـ المفردات في غريب القرآن للراغب
الأصبهاني طبعة إيران سنة ١٣٧٣
٩٤ ـ مكارم الأخلاق للطبرسي طبعة إيران
سنة ١٣٧٦
٩٥ ـ الملل والنحل للشهرستاني طبعة مصر
سنة ١٣٦٨
٩٦ ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب
طبعة إيران سنة ١٣١٣
٩٧ ـ مناقب علي بن أبي طالب للخوارزمي
طبعة إيران سنة ١٣١٣
٩٨ ـ النهاية لابن الأثير طبعة مصر سنة
١٣١١
٩٩ ـ نهج البلاغة للرضي وفي ذيله شرحه
لابن ( عبده ) ـ
١٠٠ ـ اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليهالسلام لابن طاوس طبعة
النجف ١٣٦٩
وقد اعتمدنا في تعيين مواضع الآيات إلى
المصحف الشريف الذي وفق لطبعه المكتبة العلمية الإسلامية في شهر جمادي الأخرى ١٣٧٧
هـ
نسأل الله التوفيق لإنجاز هذا المشروع
ونرجو من فضله أن يجعله ذخرا لنا ليوم تشخص فيه الأبصار.
جمادي الثانية ١٣٨٠
|
يحيى العابدي الزنجاني السيد
كاظم الموسوي المياموي
|
فهرس ما في هذا الجزء من
الأبواب
رقم
الباب
|
*(عناوين الأبواب)*
|
رقم الصحيفة
|
الباب ٧٠ : ما ظهر من فضله
صلوات الله عليه يوم الخندق.................................. ١
ـ ٧
الباب ٧١ : ما ظهر من فضله
صلوات الله عليه في غزوة خيبر.............................. ٧
ـ ١٩
الباب ٧٢ : أن النبي صلىاللهعليهوآله أمر بسد الأبواب
الشارعة إلى المسجد الا بابه صلوات الله عليه... ١٩
ـ ٣٥
الباب ٧٣ : أن فيه عليهالسلام خصال الأنبياء
(ع) واشتراكه مع نبينا صلىاللهعليهوآله في جميع الفضائل
سوى النبوة
................................................................................... ٣٥
ـ ٨٩
الباب ٧٤ : قول الرسول (ص)
لعلى أعطيت ثلاثا لم اعط............................... ٨٩
ـ ٩٠
الباب ٧٥ : فضله (ع) على
سائر الأئمة (ع).......................................... ٩٠
ـ ٩٢
الباب ٧٦ : حب الملائكة له
وافتخارهم بخدمته صلوات الله عليه وعليهم................. ٩٢
ـ ١١٤
الباب ٧٧ : نزول الماء
لغسله عليهالسلام من السماء...................................... ١١٤
ـ ١١٨
الباب ٧٨ : تحف الله تعالى
وهداياه وتحياته إلى رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وعلى آلهما
................................................................................ ١١٨
ـ ١٣٠
الباب ٧٨ : أن الخضر كان
يأتيه عليهماالسلام وكلامه مع
الأوصياء........................ ١٣٠
ـ ١٣٥
الباب ٨٠ : ان الله تعالى
أقدره على سير الآفاق ، وسخر السحاب ، وهيأ له الأسباب ، وفيه ذهابه صلوات الله
عليه إلى أصحاب الكهف................................................................................ ١٣٦
ـ ١٥٠
الباب ٨١ : ان الله تعالى
ناجاه صلوات الله عليه وان الروح يلقى إليه وجبرئيل املى عليه١٥١.. ـ ١٥٧
الباب ٨٢ : اراءته عليهالسلام ملكوت السماوات
والأرض وعروجه إلى السماء.............. ١٥٨
ـ ١٦١
الباب ٨٣ : ما وصف إبليس
لعنه الله والجن من مناقبه عليهالسلام واستيلائه عليهم
وجهاده معهم
................................................................................ ١٦٢
ـ ١٩٢
رقم
الباب
|
*(عناوين الأبواب)*
|
رقم الصحيفة
|
الباب ٨٤ : أنه عليهالسلام قسيم الجنة
والنار ، وجواز الصراط............................ ١٩٣
ـ ٢١٠
الباب ٨٥ : أنه عليهالسلام ساقى الحوض
وحامل اللواء ، وفيه أنه عليهالسلام أول من يدخل
الجنة... ٢١١ ـ ٢١٩
الباب ٨٦ : ساير ما يعاين
من فضله ورفعة درجاته صلوات الله عليه عند الموت وفى القبر وقبل الحشر وبعده ٢٢٠ ـ ٢٤٥
الباب ٨٧ : حبه وبغضه صلوات
الله عليه ، وأن حبه ايمان وبغضه كفر ونفاق ، وأن ولايته ولاية الله ورسوله وأن
عداوته عداوة الله ورسوله ، وأن ولايته عليهالسلام حصن من عذاب
الجبار ، وأنه لو اجتمع الناس على حبه ما خلق الله النار ٢٤٦ ـ ٣١٠
الباب ٨٨ : كفر من سبه أو
تبرء منه صلوات الله عليه وما أخبر بوقوع ذلك بعد ، وما ظهر من كرامته عنده ٣١١ ـ ٣٣٠
الباب ٨٩ : كفر من آذاه أو
حسده أو عانده وعقابهم................................ ٣٣٠
ـ ٣٣٤
الباب ٩٠ : ما بين من مناقب
نفسه القدسية صلوات الله عليه......................... ٣٣٥
ـ ٣٥٣
*(رموز الكتاب)*
ب : لقرب الاسناد.
|
ع : للعلل الشرائع.
|
لد : للبلدين الامين.
|
بشا : لبشارة المصطفى.
|
عا : لدعائم الاسلام.
|
لي : لامالى الصدوق.
|
تم : لفلاح السائل.
|
عد : للعقائد.
|
م : لتفسير الامام العسكري (ع)
|
ثو : لثواب الاعمال.
|
عدة : للعدة.
|
ما : لامالى الطوسى.
|
ج : للاحتجاج.
|
عم : لاعلام الورى
|
محص : للتمحيص.
|
جا : لمجالس المفيد.
|
عين : للعيون والمحاسن.
|
مد : للعمدة.
|
جش : لفهرست النجاشي.
|
غر : للغرر والدرر.
|
مص : لمصباح الشريعة.
|
جع : لجامع الاخبار.
|
غط : لغيبة الشيخ.
|
مصبا : للمصباحين.
|
جم : لجماع الاسبوع.
|
غو : لغوالي اللئالي.
|
مع : لمعاني الاخبار.
|
جنة : للجنة.
|
ف : لتحف العقول.
|
مكا : لمكارم الاخلاق.
|
حة : لفرحة الغرى.
|
فتح : لفتح الابواب.
|
مل : لكامل الزيارة.
|
ختص : لكتاب الاختصاص.
|
فر : لتفسير فرات بن إبراهيم.
|
منها : للمنهاج.
|
خص : لمنتخب البصائر.
|
فس : لتفسير علي بن إبراهيم.
|
مهج : لمهج الدعوات.
|
د : للعدد.
|
فض : لكتاب الروضة.
|
ن : لعيون أخبار الرضا (ع).
|
سر : للسرائر.
|
ق : للكتاب العتيق الغروى.
|
نيه : لتنبيه الخاطر.
|
سن : للمحاسن.
|
قب : لمناقب ابن شهر آشوب
|
نجم : لكتاب النجوم.
|
شا : للارشاد.
|
قبس : لقبس المصباح.
|
نص : للكافية.
|
شف : لكشف اليقين.
|
قضا : لقضاء الحقوق.
|
نهج : لنهج البلاغة.
|
شى : لتفسير العياشي.
|
قل : لاقبال الاعمال.
|
نى : لغيبة النعماني.
|
ص : لقصص الانبياء.
|
قية : للدروع.
|
هد : للهداية.
|
صا : للاستبصار.
|
ك : لاكمال الدين.
|
يب : للتهذيب.
|
صبا : لمصباح الزائر.
|
كا : للكافي.
|
يج : للخرائج.
|
صح : لصحيفة الرضا (ع).
|
كش : لرجال الكشي.
|
يد : للتوحيد.
|
ضا : لفقه الرضا (ع).
|
كشف :
لكشف الغمة.
|
ير : لبصائر الدرجات.
|
ضوء : لضوء الشهاب.
|
كف : لمصباح الكفعمى.
|
يف : للطرائف.
|
ضه : لروضة الواعظين.
|
كنز : لكنز جامع الفوائد وتأويل
الايات الظاهرة معاً.
|
يل : للفضائل.
|
ط : للصراط المستقيم.
|
ل : للخصال.
|
ين : لكتابى الحسين بن سعيد او لكتابه
والنوادر.
|
طا : لامان الاخطار.
|
|
يه : لمن لايحضره الفقيه.
|
طب : لطب الائمة.
|
|
|
|