بسم الله
الرحمن الرحيم
٢٣
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
الأبرار والمتقون والسابقون والمقربون)*
*(وشيعتهم أصحاب اليمين وأعداؤهم الفجار
والأشرار)*
*(وأصحاب الشمال)*
١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن العباس عن جعفر بن محمد عن موسى بن زياد عن عنبسة العابد عن جابر بن يزيد
عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) قال هم الشيعة
قال الله سبحانه لنبيه صلىاللهعليهوآله
( فَسَلامٌ لَكَ مِنْ
أَصْحابِ الْيَمِينِ ) يعني أنك تسلم منهم لا يقتلون ولدك .
٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن عمران عن عاصم بن حميد عن
محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عز وجل : ( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ
الْيَمِينِ ) قال أبو جعفر عليهالسلام هم شيعتنا محبونا .
٣
ـ كنز : روى شيخ الطائفة
رحمه الله بإسناده إلى الفضل بن شاذان رفعه إلى أبي جعفر
عليهالسلام
قال : إن الله عز وجل
يقول ما توجه إلي أحد من خلقي أحب إلي من داع دعاني يسأل بحق محمد وأهل بيته وإن
الكلمات التي تلقاها
__________________
آدم من ربه قال
اللهم أنت وليي في نعمتي والقادر على طلبتي وقد تعلم حاجتيفأسألك بحق محمد
وآل محمد إلا ما رحمتني وغفرت زلتي فأوحى الله إليه يا آدم أنا ولي نعمتك والقادر
على طلبتك وقد علمت حاجتك فكيف سألتني بحق هؤلاء فقال يا رب إنك لما نفخت في الروح
رفعت رأسي إلى عرشك فإذا حوله مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه أكرم خلقك
عليك ثم عرضت علي الأسماء فكان ممن مر بي من أصحاب اليمين آل محمد وأشياعهم فعلمت
أنهم أقرب خلقك إليك قال صدقت يا آدم .
٤ ـ وروى الشيخ
الطوسي رحمه الله بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده
صلىاللهعليهوآله
أن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
قال لعلي
عليهالسلام
أنت الذي احتج الله بك في
ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) قال محمد رسول الله قالوا بلى قال
وعلي أمير المؤمنين فأبى الخلق كلهم جميعا إلا استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر
قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) قال الأبرار نحن
هم والفجار هم عدونا .
__________________
٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن سعيد بن عثمان الخزاز قال سمعت أبا سعيد المدائني يقول ( كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما
عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ ) بالخير مرقوم بحب محمد وآل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن أبيه
عن الحسين بن مخارق عن أبي حمزة عن أبي جعفر
عليهالسلام
عن أبيه علي بن الحسين
عليهالسلام
عن جابر بن عبد الله رضي
الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : قوله عز وجل : ( وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ) قال هو أشرف شراب في الجنة يشربه محمد وآل محمد وهم
المقربون السابقون رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي بن أبي طالب والأئمة وفاطمة وخديجة صلوات الله عليهم
وذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان يتسنم عليهم من أعالي دورهم .
٨ ـ وروي عنه
عليهالسلام
أنه قال : تسنيم أشرف
شراب في الجنة يشربه محمد وآل محمد صرفا ويمزج لأصحاب اليمين ولسائر أهل الجنة .
٩
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب الشيرازي في كتابه بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن
الحسن بن علي عليهالسلام
قال : كل ما في كتاب الله
عز وجل ( إِنَّ الْأَبْرارَ ) فو الله ما أراد
به إلا علي بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين لأنا نحن أبرار بآبائنا وأمهاتنا
وقلوبنا علت بالطاعات والبر وتبرأت من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه
وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله .
١٠ ـ الباقر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ ) إلى قوله ( الْمُقَرَّبُونَ ) هو رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهالسلام .
__________________
١١ ـ وعن الصادق
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال نحن السابقون
ونحن الآخرون .
١٢ ـ وعن الكاظم
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) الذين فجروا في
حق الأئمة واعتدوا عليهم .
١٣
ـ كنز : وروى الشيخ الطوسي
رحمه الله عن ابن عباس قال : سألت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
عن قول الله عز وجل : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فقال قال لي جبرئيل
ذلك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله بكرامته لهم .
١٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن الفضل عن جعفر بن الحسين عن أبيه عن
محمد بن زيد عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله عز وجل : ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ
نَعِيمٍ ) فقال هذا في أمير المؤمنين والأئمة من بعده صلوات الله
عليهم أجمعين .
١٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل عن محمد بن حمران قال :
قلت لأبي جعفر عليهالسلام
فقوله عز وجل : ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) قال ذاك من كانت
له منزلة عند الإمام قلت ( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) قال ذاك من وصف
هذا الأمر قلت ( وَأَمَّا إِنْ
__________________
كانَ
مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ) قال الجاحدين للإمام .
١٦
ـ فس : أبو القاسم
الحسيني عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن الحسين بن إبراهيم عن علوان بن محمد عن
محمد بن معروف عن السدي عن الكلبي عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
في قوله ( كَلاَّ
إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) قال هو فلان وفلان ( وَما أَدْراكَ ما
سِجِّينٌ ) إلى قوله ( الَّذِينَ
يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) الأول والثاني ( وَما يُكَذِّبُ بِهِ
إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ
الْأَوَّلِينَ ) وهو الأول والثاني كانا يكذبان رسول الله إلى قوله ( ثُمَّ
إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ ) هما ( ثُمَّ يُقالُ هذَا
الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) ـ رسول الله صلىاللهعليهوآله يعني هما ومن تبعهما ( كَلاَّ إِنَّ كِتابَ
الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) إلى قوله ( عَيْناً يَشْرَبُ
بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) وهو رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين
عليهالسلام
( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) الأول والثاني
ومن تابعهما ( كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ ) برسول الله إلى آخر السورة فيهم .
١٧
ـ فس : أبي عن محمد بن
إسماعيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما
خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه
ثم تلا قوله ( كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي
عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ ) إلى قوله (
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ
__________________
يُسْقَوْنَ
مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ ) قال ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه .
١٨ ـ وقال أبو عبد
الله عليهالسلام
من ترك الخمر لغير الله
سقاه الله من الرحيق المختوم قال يا ابن رسول الله من ترك لغير الله قال نعم والله
صيانة لنفسه ( وَفِي ذلِكَ
فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ ) قال فيما ذكرناه من الثواب الذي يطلبه المؤمنون ( وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ) قال أشرف شراب أهل الجنة يأتيهم من عالي [ عال ] تسنم
عليهم في منازلهم وهي عين ( يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) بحتا والمقربون آل محمد صلىاللهعليهوآله يقول الله ( السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) رسول الله صلىاللهعليهوآله
وخديجة وعلي بن أبي طالب
وذرياتهم تلحق بهم يقول الله ( أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا وسائر المؤمنين
ممزوجا قال علي بن إبراهيم ثم وصف المجرمين الذين يستهزءون
بالمؤمنين ويضحكون منهم ويتغامزون عليهم فقال ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) إلى قوله ( فَكِهِينَ ) قال يسخرون ( وَإِذا رَأَوْهُمْ ) يعني المؤمنين ( قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ ) فقال الله ( وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ ) ثم قال الله ( فَالْيَوْمَ ) يعني يوم القيامة ( الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ
يَنْظُرُونَ هَلْ
__________________
ثُوِّبَ
الْكُفَّارُ ) هل جازيت الكفار ( ما كانُوا
يَفْعَلُونَ ) .
١٩
ـ كا : الكافي علي بن
محمد عن سهل عن إسماعيل بن مهران عن الحسن القمي عن إدريس بن عبد الله عن أبي عبد
الله عليهالسلام
قال : سألت عن تفسير هذه
الآية ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ
مِنَ الْمُصَلِّينَ ) قال عنى بها لم نكن من أتباع الأئمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم (
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) أما ترى الناس
يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلي [ المصلي ] فذلك الذي عنى حيث قال ( لَمْ نَكُ
مِنَ الْمُصَلِّينَ ) لم نك من أتباع السابقين .
بيان
: الحلبة بالتسكين
خيل تجمع للسباق والمصلي هو الذي يحاذي رأسه صلوي السابق والصلوان عظمان نابتان عن
يمين الذنب وشماله وقال الراغب في مفرداته لم نك من المصلين أي من أتباع النبيين .
٢٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبيد ومحمد بن القاسم بن سلام عن حسين بن حكم عن حسن بن حسين عن حيان بن علي عن الكلبي عن
أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( أَمْ نَجْعَلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) علي وحمزة وعبيدة
( كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ ) عتبة وشيبة
والوليد ( أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ ) علي وأصحابه (
كَالْفُجَّارِ ) فلان وأصحابه .
٢١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن علي المقري عن محمد بن إبراهيم الجواني عن محمد بن عمرو الكوفي عن حسين
الأشقر عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار
__________________
عن طاوس عن ابن
عباس قال : السباق ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون إلى موسى وحبيب صالح ياسين
إلى عيسى وعلي بن أبي طالب إلى محمد صلىاللهعليهوآله وهو أفضلهم صلوات الله عليهم أجمعين .
٢٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة بإسناده عن سليم بن قيس عن الحسن بن علي عن أبيه
صلىاللهعليهوآله
في قوله عز وجل : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال إني أسبق
السابقين إلى الله وإلى رسوله وأقرب المقربين إلى الله وإلى رسوله .
٢٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن يونس عن عثمان بن أبي شيبة عن عتيبة بن سعيد عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عز وجل : ( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ ) قال هم شيعتنا أهل
البيت .
٢٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد بن موسى النوفلي عن محمد بن عبد الله عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن
ابن زكريا الموصلي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن آبائه
عليهماالسلام
أن النبي
صلىاللهعليهوآله
قال لعلي
عليهالسلام
يا علي قوله عز وجل : ( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ فِي
جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) والمجرمون هم المنكرون لولايتك ( قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ
وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ ) فيقول
__________________
لهم أصحاب اليمين
ليس من هذا أوتيتم فما الذي سلككم في سقر يا أشقياء قالوا ( وَكُنَّا
نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ ) فقالوا لهم هذا
الذي سلككم في سقر يا أشقياء ويوم الدين يوم الميثاق حيث جحدوا وكذبوا بولايتك
وعتوا عليك واستكبروا .
٢٥ ـ أقول قال
الطبرسي رحمه الله قال الباقر عليهالسلام نحن وشيعتنا أصحاب اليمين .
٢٤
باب
*( أنهم عليهمالسلام
السبيل والصراط وهم
وشيعتهم)*
*(المستقيمون عليها)*
١
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام مع : المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري
عليهالسلام
في قوله ( اهْدِنَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال يقول أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيامنا
حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا والصراط المستقيم هو صراطان صراط في الدنيا
وصراط في الآخرة فأما الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن
التقصير واستقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل وأما الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين
إلى الجنة الذي هو مستقيم لا يعدلون عن الجنة إلى النار ولا إلى غير النار سوى
الجنة قال وقال جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام في قوله عز وجل : ( اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ ) قال يقول أرشدنا إلى الصراط المستقيم أرشدنا للزوم الطريق
المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى
__________________
دينك والمانع من أن
نتبع أهواءنا فنعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك .
٢
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام مع : بهذا الإسناد عنه عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( صِراطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) أي قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك
وطاعتك وهم الذين قال الله عز وجل ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ
رَفِيقاً ) وحكي هذا بعينه عن أمير المؤمنين
عليهالسلام
قال ثم قال ليس هؤلاء
المنعم عليهم بالمال وصحة البدن وإن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة ألا ترون أن
هؤلاء قد يكونون كفارا أو فساقا فما ندبتم إلى أن تدعوا بأن ترشدوا إلى
صراطهم وإنما أمرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالإيمان بالله
وتصديق رسوله وبالولاية لمحمد وآله الطيبين وأصحابه الخيرين المنتجبين وبالتقية
الحسنة التي يسلم بها من شر عباد الله ومن الزيادة في آثام أعداء
الله وكفرهم بأن تداريهم ولا تغريهم بأذاك وأذى المؤمنين وبالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين فإنه ما من عبد ولا
أمة والى محمدا وآل محمد وأصحاب محمد وعادى من عاداهم إلا كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا
منيعا وجنة حصينة وما من عبد ولا أمة دارى عباد الله بأحسن المداراة فلم يدخل بها في
باطل ولم يخرج بها
__________________
من حق إلا جعل
الله عز وجل نفسه تسبيحا وزكى عمله وأعطاه بصيرة على كتمان سرنا واحتمال الغيظ لما
يسمعه من أعدائنا [ و ] ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله وما من عبد أخذ نفسه بحقوق
إخوانه فوفاهم حقوقهم جهده وأعطاهم ممكنه ورضي عنهم بعفوهم وترك الاستقصاء عليهم
فيما يكون من زللهم واغتفرها لهم إلا قال الله له يوم يلقاه يا عبدي قضيت
حقوق إخوانك ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته
من المسامحة والكرم فأنا لأقضينك اليوم على حق وعدتك به وأزيدك من فضلي الواسع ولا أستقصي
عليك في تقصيرك في بعض حقوقي قال فيلحقهم بمحمد وآله وأصحابه ويجعله في خيار شيعتهم .
٣
ـ مع : معاني الأخبار
القطان عن عبد الرحمن بن محمد الحسني عن أحمد بن عيسى العجلي عن محمد بن أحمد بن
عبد الله العرزمي عن علي بن حاتم عن المفضل قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن الصراط فقال هو الطريق
إلى معرفة الله عز وجل وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة فأما الصراط
الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على
الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في
الآخرة فتردى في نار جهنم .
٤
ـ مع : معاني الأخبار
أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جده عن حماد بن
__________________
عيسى عن أبي عبد
الله في قول الله عز وجل : ( اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ ) قال هو أمير المؤمنين
عليهالسلام
ومعرفته والدليل على أنه
أمير المؤمنين عليهالسلام
قوله عز وجل : ( وَإِنَّهُ
فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌ ) حكيم وهو أمير المؤمنين
عليهالسلام
في أم الكتاب في قوله ( اهْدِنَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ )
٥
ـ مع : معاني الأخبار أبي
عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل عن الثمالي عن علي بن الحسين
عليهالسلام
قال : ليس بين الله وبين
حجته حجاب فلا لله دون حجته ستر نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة
علمه ونحن تراجمة وحيه ونحن أركان توحيده ونحن موضع سره .
٦
ـ مع : معاني الأخبار أبي
عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن
أبي جعفر عليهالسلام
قال : سألته عن هذه الآية
في قول الله عز وجل : ( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ
فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ ) قال فقال عليهالسلام أ تدري ما سبيل الله قال قلت لا والله إلا أن أسمعه منك قال
سبيل الله هو علي عليهالسلام
وذريته وسبيل الله من قتل في ولايته
قتل في سبيل الله ومن مات في ولايته مات في سبيل الله .
بيان
: قوله
عليهالسلام
وسبيل الله هو مبتدأ
والجملة الشرطية خبره ذكره لتفسير الآية لتطبيقها على هذا المعنى وليس في تفسير
العياشي قوله وسبيل
__________________
الله بل فيه فمن
قتل وهو أظهر.
٧
ـ مع : معاني الأخبار
الحسن بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن الحسن بن إبراهيم عن علوان
بن محمد عن حنان بن سدير عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : قول الله عز وجل : في الحمد ( صِراطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) يعني محمدا وذريته صلوات الله عليهم .
٨
ـ فس : ( وَأَنَّ هذا صِراطِي
مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) قال الصراط المستقيم الإمام فاتبعوه ( وَلا
تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) يعني غير الإمام ( فَتَفَرَّقَ بِكُمْ
عَنْ سَبِيلِهِ ) يعني تفترقوا وتختلفوا في الإمام.
٩ ـ أخبرنا الحسن
بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير
عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله ( هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) قال نحن السبيل فمن أبى فهذه السبل ثم قال ( ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) يعني كي تتقوا .
١٠
ـ فس : ( إِنَّ اللهَ لَهادِ
الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعني إلى الإمام
المستقيم .
١١
ـ فس : ( إِلى صِراطِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) الصراط الطريق الواضح وإمامة الأئمة
عليهالسلام
.
__________________
١٢
ـ فس : أبي عن ابن محبوب
عن ابن رئاب قال : نحن والله الذين أمر الله العباد بطاعتهم فمن شاء فليأخذ هنا
ومن شاء فليأخذ هنا ولا يجدون عنا والله محيصا ثم قال نحن والله السبيل الذي أمركم
الله باتباعه ونحن والله الصراط المستقيم .
١٣
ـ فس : ( وَإِنَّكَ
لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال إلى ولاية
أمير المؤمنين عليهالسلام
قال ( وَإِنَّ
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) قال عن الإمام
لحادون .
١٤
ـ شي : تفسير العياشي عن
سعد عن أبي جعفر عليهالسلام
( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً
فَاتَّبِعُوهُ ) قال آل محمد صلىاللهعليهوآله الصراط الذي دل عليه .
١٥
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا عن أبي برزة قال : بينما نحن
عند رسول الله صلىاللهعليهوآله
إذ قال وأشار بيده إلى
علي بن أبي طالب ( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) إلى آخر الآية فقال رجل أليس إنما يعني الله فضل هذا
الصراط على ما سواه فقال النبي
صلىاللهعليهوآله
هذا جفاؤك يا فلان أما
قولك فضل الإسلام على ما سواه فكذلك وأما قول الله ( هذا صِراطِي
مُسْتَقِيماً ) فإني قلت لربي مقبلا عن غزوة تبوك الأولى اللهم إني جعلت
عليا بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي فصدق كلامي وأنجز
__________________
وعدي واذكر عليا كما ذكرت هارون
فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن فقرأ آية فأنزل تصديق قولي هذا صراط علي
مستقيم وهو هذا جالس عندي فاقبلوا نصيحته واسمعوا قوله فإنه من يسبني يسبه الله ومن سب عليا فقد
سبني .
بيان
: فقرأ آية أي قرأ
رسول الله صلىاللهعليهوآله
آياته من الآيات التي ذكر
فيها هارون.
١٦
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي مالك الأسدي قال : قلت لأبي جعفر
عليهالسلام
أسأله عن قول الله تعالى ( وَأَنَّ
هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) إلى آخر الآية
قال فبسط أبو جعفر عليهالسلام
يده اليسار ثم دور فيها يده اليمنى
ثم قال نحن صراطه المستقيم ( فَاتَّبِعُوهُ وَلا
تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) يمينا وشمالا ثم
خط بيده .
١٧
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن حمران قال سمعت أبا جعفر
عليهالسلام
يقول في قول الله تعالى ( وَأَنَّ
هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا
__________________
السُّبُلَ
) قال علي بن أبي طالب والأئمة من ولد فاطمة هم صراط الله فمن أباهم سلك السبل .
١٨
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب من تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدي عن أسباط ومجاهد عن عبد
الله بن عباس في قوله ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال قولوا معاشر العباد أرشدنا إلى حب النبي
صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته.
١٩
ـ تفسير الثعلبي : وكتاب ابن شاهين ، عن رجاله عن مسلم بن حبان عن أبي بريدة في قول الله ( اهْدِنَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال صراط محمد وآله.
٢٠ الأعمش عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله ( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ
أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِ ) والله هو محمد وأهل بيته ( وَمَنِ اهْتَدى ) فهم أصحاب محمد.
٢١
ـ الخصائص : بالإسناد عن
الأصبغ عن علي عليهالسلام
وفي كتبنا عن جابر عن أبي
جعفر عليهالسلام
في قوله ( وَإِنَّ
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) قال عن ولايتنا.
٢٢ ـ أبو عبد الله
عليهالسلام
في قوله ( أَفَمَنْ
يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى ) أي أعداؤهم ( أَمَّنْ يَمْشِي
سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال سلمان والمقداد وعمار وأصحابه.
٢٣ ـ وفي التفسير ( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً ) يعني القرآن وآل محمد .
٢٤
ـ كشف : كشف الغمة مما
خرجه العز المحدث الحنبلي في قوله تعالى : ( اهْدِنَا
__________________
الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ ) قال بريدة صاحب رسول الله
صلىاللهعليهوآله
هو صراط محمد وآله
عليهالسلام
.
يف : الثعلبي عن مسلم
بن حيان عن أبي بريدة مثله .
٢٥
ـ كنز : علي بن إبراهيم عن أبيه عن النظر عن يحيى الحلبي عن أبي بصير عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله ( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) قال طريق الإمامة
فاتبعوه ( وَلا تَتَّبِعُوا
السُّبُلَ ) أي طرقا غيرها .
٢٦
ـ كنز : ذكر علي بن يوسف بن
جبير في كتاب نهج الإيمان قال : الصراط المستقيم هو علي بن أبي طالب
عليهالسلام
لما رواه إبراهيم الثقفي
في كتابه بإسناده إلى بريدة الأسلمي قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
( أَنَّ هذا صِراطِي
مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ
سَبِيلِهِ ) قد سألت الله أن يجعلها لعلي
عليهالسلام
ففعل .
٢٧
ـ كنز : عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : تلا هذه الآية هكذا
هذا صراط علي مستقيم .
٢٨ ـ محمد بن
العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن حماد عن حريز عن أبي عبد
الله عليهالسلام
أنه قال : قوله عز وجل : ( يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) يعني علي بن أبي
طالب عليهالسلام
.
__________________
٢٩ ـ وبهذا
الإسناد عن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر
عليهالسلام
مثله .
٣٠
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ما من عبد ولا أمة أعطي بيعة أمير المؤمنين علي
عليهالسلام
في الظاهر ونكثها في
الباطن وأقام على نفاقه إلا وإذا جاءه ملك الموت لقبض روحه تمثل له إبليس وأعوانه
وتمثلت النيران وأصناف عفاريتها لعينيه وقلبه ومقاعده من مضايقها وتمثل له أيضا الجنان
ومنازله فيها لو كان بقي على إيمانه ووفى ببيعته فيقول له ملك الموت انظر إلى تلك
الجنان التي لا يقادر قدر سرائها وبهجتها وسرورها إلا الله رب العالمين كانت معدة لك فلو
كنت بقيت على ولايتك لأخي محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يكون إليها مصيرك يوم فصل القضاء ولكن نكثت وخالفت فتلك النيران
وأصناف عذابها وزبانيتها وأفاعيها الفاغرة أفواهها وعقاربها الناصبة أذنابها
وسباعها الشائلة مخالبها وسائر أصناف عذابها هو لك وإليها مصيرك فعند ذلك
يقول ( يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ
سَبِيلاً ) وقبلت ما أمرني به والتزمت من موالاة علي
عليهالسلام
ما ألزمني .
بيان
: ومقاعده عطف على
النيران وضميره للناكث وضمير مضايقها للنيران.
٣١
ـ كنز : محمد بن العباس رحمه الله بإسناده عن جعفر بن محمد الطيار
__________________
عن أبي الخطاب عن
أبي عبد الله عليهالسلام
أنه قال : والله ما كنى
الله في كتابه حتى قال ( يا وَيْلَتى
لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) وإنما هي في مصحف
علي عليهالسلام
يا ويلتى ليتني لم أتخذ
الثاني خليلا وسيظهر يوما .
٣٢ ـ كنز : عنه بإسناده عن محمد بن جمهور عن حماد عن حريز عن رجل عن أبي
جعفر عليهالسلام
أنه قال : ( يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ
مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) قال يقول الأول
للثاني .
٣٣
ـ كا : الكافي بإسناده عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
أنه قال أمير المؤمنين
عليهالسلام
في خطبة له ولئن تقمصها
دوني الأشقيان ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقداها جهالة فلبئس ما
عليه وردا ولبئس ما لأنفسهما مهدا يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل من صاحبه يقول لقرينه إذا
التقيا ( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ
الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) فيجيبه الأشقى على رثوثة يا ليتني لم أتخذك خليلا لقد
أضللتني ( عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ
الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً ) فأنا الذكر الذي عنه ضل والسبيل الذي عنه مال والإيمان
الذي به كفر والقرآن الذي إياه هجر والدين الذي به كذب والصراط الذي عنه نكب إلى
تمام الخطبة المنقولة في الروضة .
__________________
٣٤
ـ فس : أبي عن حماد عن
حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام
أنه قرأ اهدنا الصراط
المستقيم صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين قال المغضوب
عليهم النصاب والضالين اليهود والنصارى .
٣٥
ـ فس : أبي عن ابن أبي
عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله غير المغضوب عليهم وغير الضالين قال المغضوب عليهم
النصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام .
٣٦
ـ فس : محمد بن عبد الله
عن أبيه عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر
الجعفي قال قال أبو جعفر عليهالسلام
نزل جبرئيل على رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بهذه الآية هكذا وقال الظالمون
لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا
يستطيعون سبيلا إلى ولاية علي سبيلا وعلي
عليهالسلام
هو السبيل .
وحدثني محمد بن
همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر
مثله .
٣٧
ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب
عن الصادق عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَلا
تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) نحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عرى
الإسلام .
__________________
٣٨ ـ وعنه
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ) قال هذه نزلت في
آل محمد صلىاللهعليهوآله
وأشياعهم .
٣٩ ـ وعنه
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ ) قال اتبع سبيل
محمد وعلي عليهالسلام
.
٤٠
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) على الأئمة واحدا
بعد واحد ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) الآية .
٤١
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عن زيد بن علي في قوله تعالى : ( وَعَلَى اللهِ قَصْدُ
السَّبِيلِ ) قال سبيلنا أهل البيت القصد والسبيل الواضح .
٤٢
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله ( قُلْ
هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال ذاك رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وأمير المؤمنين والأوصياء
من بعدهما .
قب
: لابن شهرآشوب عن
سلام مثله بيان ذاك إشارة إلى الداعي فالمراد بمن اتبعه أمير
المؤمنين عليهالسلام
والأوصياء
عليهالسلام
التابعون له في جميع
الأقوال والأفعال.
__________________
٤٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن الفضل الأهوازي عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل عن زيد بن موسى عن
أبيه موسى بن جعفر عليهالسلام
عن آبائه في قوله عز وجل : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) قال عن ولايتنا
أهل البيت .
٤٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن العباس عن جعفر الرماني عن حسين بن علوان عن ابن طريف عن ابن نباتة عن علي
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) قال عن ولايتنا .
٤٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
حميد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن صالح بن خالد عن منصور بن جرير عن فضيل بن يسار عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : تلا هذه الآية ( أَفَمَنْ يَمْشِي
مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال يعني والله
عليا والأوصياء عليهالسلام
.
بيان قال البيضاوي
يقال كببته فأكب وهو من الغرائب ثم قال ومعنى مكبا أنه يعثر كل ساعة ويخر على وجهه
لوعورة طريقه واختلاف أجزائه ولذلك قابله بقوله ( أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا ) قائما سالما من
العثار ( عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ
) مستوي الأجزاء أو الجهة والمراد تمثيل المشرك والموحد بالسالكين والدينين
بالمسلكين وقيل المراد بالمكب الأعمى فإنه يعتسف فينكب وبالسوي البصير وقيل من
يمشي مكبا هو الذي يحشر على وجهه إلى النار ومن يمشي سويا الذي يحشر على قدميه إلى
الجنة .
__________________
٤٦
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( قُلْ
هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال هي ولايتنا
أهل البيت لا ينكره أحد إلا ضال قال ولا ينتقص عليا إلا ضال .
٤٧
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم أحمد بن القاسم بإسناده عن زيد بن علي قال قال النبي
صلىاللهعليهوآله
في قول الله ( قُلْ
هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ ) الآية قال ( أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي ) من أهل بيتي لا يزال الرجل بعد الرجل يدعو إلى ما أدعو
إليه .
٤٨
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل عن
الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : أوحى الله إلى نبيه
صلىاللهعليهوآله
( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ
إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال إنك على ولاية علي
عليهالسلام
وعلي
عليهالسلام
هو الصراط المستقيم .
٤٩
ـ كا : الكافي أحمد بن
مهران عن عبد العظيم الحسني عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : هذا صراط علي
مستقيم .
بيان
: قرأ السبعة الصراط
مرفوعا منونا وعلي بفتح اللام وقرأ يعقوب وأبو رجاء وابن سيرين وقتادة والضحاك
ومجاهد وقيس بن عبادة وعمرو بن ميمون علي بكسر اللام ورفع الياء منونا على التوصيف
ونسب الطبرسي هذه الرواية إلى أبي عبد الله عليهالسلام فإن كان إشارة
إلى هذه الرواية فهو خلاف ظاهرها بل الظاهر أنه علي بالجر بإضافة الصراط إليه.
٥٠ ـ ويؤيده ما
رواه في الطرائف : عن محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده عن
__________________
قتادة عن الحسن
البصري قال : كان يقرأ هذا الحرف هذا صراط علي مستقيم فقلت للحسن ما معناه قال
يقول هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه
واضح لا عوج فيه .
٥١
ـ كنز : روى الحسين بن
جبير في نخب المناقب بإسناده عن حمزة بن عطاء عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ ) قال هو أمير المؤمنين
عليهالسلام
يأمر بالعدل وهو على صراط
مستقيم .
٥٢
ـ كنز : عن حماد بن عيسى
عن بعض أصحابه رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا
كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) قال هو الأول
ثاني عطفه إلى الثاني وذلك لما أقام رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أمير المؤمنين
عليهالسلام
علما للناس وقال والله لا
نفي بهذا له أبدا .
٥٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن الصيرفي عن محمد بن الفضيل عن الثمالي
عن أبي جعفر عليهالسلام
أنه قرأ وقال الظالمون
لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلا مسحورا يعنون محمدا
صلىاللهعليهوآله
فقال عز وجل لرسوله انظر
كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون إلى ولاية علي
عليهالسلام
سبيلا وعلي هو السبيل .
٥٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب الحبشي عن
جابر الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا ) قال ذلك
__________________
علي بن أبي طالب
عليهالسلام
وفي قوله ( إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال إلى ولاية
علي بن أبي طالب عليهالسلام
.
٥٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن
يزيد عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) قال في علي بن
أبي طالب عليهالسلام
.
٥٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمد بن تركي عن محمد بن الفضل رفعه عن الضحاك قال
: لما رأت قريش تقديم النبي صلىاللهعليهوآله عليا وإعظامه له نالوا من علي
عليهالسلام
وقالوا قد افتتن به محمد
صلىاللهعليهوآله
فأنزل الله تعالى ( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) قسم أقسم الله به ( ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ
مَمْنُونٍ ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ ) وسبيله علي بن أبي طالب
عليهالسلام
.
٢٥
*(باب )*
*(آخر في أن الاستقامة
إنما هي على الولاية)*
١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) يقول استكملوا
طاعة الله ورسوله وولاية آل محمد عليهالسلام ثم استقاموا عليها ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) يوم القيامة ( أَلاَّ
__________________
تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) فأولئك هم الذين إذا فزعوا يوم القيامة حين يبعثون تتلقاهم
الملائكة ويقولون لهم لا تخافوا ولا تحزنوا نحن الذين كنا معكم في الحياة الدنيا
لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد
بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) الآية قال
استقاموا على الأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد .
كا : الكافي
الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن فضالة عن الحسين بن عثمان عن أبي
أيوب مثله .
٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال هو والله ما
أنتم عليه وهو قوله تعالى : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) قلت متى تتنزل
عليهم الملائكة بـ ( أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) فقال عند الموت
ويوم القيامة .
٤
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام قال الإمام عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى
رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له وذلك أن ملك الموت يرد على
المؤمن وهو في شدة علته وعظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله وعياله
وما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه صلىاللهعليهوآله
__________________
وعياله وقد بقيت
في نفسه حزازتها واقتطع دون أمانيه فلم ينلها فيقول له ملك الموت ما لك
تتجرع غصصك فيقول لاضطراب أحوالي واقتطاعي دون آمالي فيقول له ملك
الموت وهل يجزع عاقل من فقد درهم زائف قد اعتاض عنه بألف ألف ضعف الدنيا فيقول لا
فيقول له ملك الموت فانظر فوقك فينظر فيرى درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها
الأماني فيقول له ملك الموت تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك ومن كان من أهلك هاهنا وذريتك
صالحا فهم هناك معك أفترضى به بدلا مما هاهنا فيقول بلى والله ثم يقول له انظر
فينظر فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما في أعلى عليين فيقول له أولا تراهم
هؤلاء ساداتك وأئمتك هم هناك جلاسك وآناسك أفما ترضى بهم بدلا مما تفارق هاهنا
فيقول بلى وربي فذلك ما قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ
أَلاَّ تَخافُوا ) فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها ( وَلا
تَحْزَنُوا ) على ما تخلفونه من الذراري والعيال والأموال فهذا الذي
شاهدتموه في الجنان بدلا منهم ( وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) هذه منازلكم
وهؤلاء ساداتكم آناسكم وجلاسكم ( نَحْنُ
أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما
تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ
رَحِيمٍ ) .
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله في تفسير هذه الآية ( إِنَّ الَّذِينَ
قالُوا رَبُّنَا اللهُ ) أي وحدوا الله تعالى بلسانهم واعترفوا به وصدقوا أنبياءه ( ثُمَّ
اسْتَقامُوا ) أي
__________________
استمروا على التوحيد
أو استقاموا على طاعته.
وروى محمد بن
الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام عن الاستقامة قال هي والله ما أنتم عليه.
«تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ» يعني عند الموت
|
|
وروي ذلك عن أبي
عبد الله عليه السلام
|
وقيل تستقبلهم
الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله وقيل في القيامة وقيل
عند الموت وفي القبر وعند البعث ( أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) أي يقولون لهم لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب
وقيل لا تخافوا مما أمامكم ولا تحزنوا على ما خلفتم من أهل
وولد ( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ ) أي أنصاركم
وأحباؤكم ( فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
) نتولى إيصال الخيرات إليكم من قبل الله تعالى ( وَفِي الْآخِرَةِ ) فلا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة وقيل أي
نحرسكم في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة عن ـ أبي جعفر عليهالسلام .
أقول سيأتي تأويل
آخر لها في باب أن الملائكة تأتيهم.
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله حماد عن سماعة قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام
يقول في قول الله عز وجل
: ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا
عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعني استقاموا
على الولاية في الأصل عند الأظلة حين أخذ الله الميثاق على ذرية آدم ( لَأَسْقَيْناهُمْ ) ماء غدقا يعني لأسقيناهم من الماء الفرات العذب .
بيان
: أي صببنا على طينتهم الماء العذب الفرات
لا الماء الملح الأجاج كما مر في أخبار الطينة.
٦
ـ كنز : بالإسناد عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
__________________
عز وجل : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعني لأمددناهم
علما كي يتعلمونه من الأئمة عليهالسلام .
٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي
عن محمد بن مسلم عن بريد العجلي قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ) قال يعني على
الولاية ( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً
غَدَقاً ) قال لأذقناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة
عليهالسلام
قلت قوله ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال إنما هؤلاء يفتنهم فيه يعني المنافقين .
٨ ـ وروي أيضا عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن يسار عن علي بن حفص عن جابر عن
أبي جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال قال الله لجعلنا أظلتهم في الماء العذب لنفتنهم فيه
وفتنتهم في علي عليهالسلام
وما فتنوا فيه وكفروا إلا
بما نزل في ولايته .
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله ( وَأَنْ
لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ )
أي على طريقة الإيمان ( لَأَسْقَيْناهُمْ
ماءً )
كثيرا من السماء وذلك بعد ما رفع عنهم المطر سبع سنين وقيل ضرب الماء الغدق مثلا
أي لوسعنا عليهم في الدنيا ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ
) أي لنختبرهم
بذلك.
وفي تفسير أهل
البيت عليهالسلام
عن أبي بصير قال : قلت
لأبي جعفر عليهالسلام
قول الله ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال هو والله ما
أنتم عليه و ( لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى
الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ).
٦ ـ وعن بريد
العجلي عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : معناه لأفدناهم
علما كثيرا
__________________
يتعلمونه من
الأئمة عليهالسلام. انتهى .
أقول : استعارة
الماء للعلم شائع لكونه سببا لحياة الروح كما أن الماء سبب لحياة البدن.
٢٦
باب
*(أن ولايتهم الصدق وأنهم
الصادقون والصديقون)*
*(والشهداء والصالحون)*
الآيات : التوبة «٩»
: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) «١١٩».
تفسير : قال الطبرسي رحمهالله
في مصحف عبد الله وقراءة
ابن عباس من الصادقين ـ وروي ذلك عن أبي عبد الله
عليهالسلام. ثم قال أي الذين
يصدقون في أخبارهم ولا يكذبون ومعناه كونوا على مذهب من يستعمل الصدق في أقواله
وأفعاله وصاحبوهم ورافقوهم وقد وصف الله الصادقين في سورة البقرة بقوله ( وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) إلى قوله ( أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) فأمر سبحانه بالاقتداء بهؤلاء وقيل المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في
كتابه وهو قوله ( رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ) يعني حمزة بن عبد
المطلب وجعفر بن أبي طالب ومنهم من ينتظر يعني علي بن أبي
طالب.
وروى الكلبي عن
أبي صالح عن ابن عباس قال ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) مع علي عليهالسلام وأصحابه.
__________________
وروى جابر عن أبي
عبد الله عليهالسلام
في قوله ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال مع آل محمد عليهالسلام
.
١ ـ فس : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ
رَفِيقاً ) قال ( النَّبِيِّينَ ) رسول الله
صلىاللهعليهوآله
( وَالصِّدِّيقِينَ ) علي
عليهالسلام
( وَالشُّهَداءِ ) الحسن والحسين (
وَالصَّالِحِينَ ) الأئمة ( وَحَسُنَ أُولئِكَ
رَفِيقاً ) القائم من آل محمد عليهالسلام .
٢
ـ كنز : روى الشيخ الطوسي
رحمه الله في كتاب مصباح الأنوار بإسناده عن أنس قال : صلى بنا رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في بعض الأيام صلاة الفجر
ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت له يا رسول الله أرأيت أن تفسر لنا قوله تعالى : ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) فقال
صلىاللهعليهوآله
أما النبيون فأنا وأما
الصديقون فأخي علي عليهالسلام
وأما الشهداء فعمي حمزة
وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين عليهم السلام الخبر .
٣
ـ ير : بصائر الدرجات
الحسين بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال
: سألت أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال إيانا عنى .
٤
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب جابر الأنصاري عن الباقر عليهالسلام في قوله ( وَكُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ ) أي مع آل محمد عليهالسلام .
٥
ـ ير : بصائر الدرجات
الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن عن أحمد بن محمد قال : سألت الرضا
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال الصادقون
الأئمة الصديقون بطاعتهم .
__________________
٦
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الحسن بن علي بن بزيع معنعنا عن أصبغ بن نباتة قال لي علي بن أبي طالب
عليهالسلام
إني أريد أن أذكر حديثا
قلت فما يمنعك يا أمير المؤمنين أن تذكره فقال ما قلت هذا إلا وأنا أريد
أن أذكره ثم قال عليهالسلام
إذا جمع الله الأولين
والآخرين كان أفضلهم سبعة منا بني عبد المطلب الأنبياء أكرم الخلق ونبينا أفضل
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثم الأوصياء أفضل الأمم بعد الأنبياء
ووصيه أفضل الأوصياء ثم الشهداء أفضل الأمم بعد الأوصياء وحمزة سيد
الشهداء وجعفر ذو الجناحين يطير مع الملائكة لم ينحله شهيدا قط قبله رحمة الله
عليهم أجمعين وإنما ذلك شيء أكرم الله به محمدا
صلىاللهعليهوآله
ثم قال ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ
وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً ) ثم السبطان الحسن
والحسين والمهدي عليهم السلام والتحية والإكرام جعله الله ممن يشاء من أهل البيت .
٧
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن سليمان الديلمي قال : كنت عند أبي عبد
الله عليهالسلام
إذ دخل عليه أبو بصير وقد
أخذه النفس فلما أن أخذ مجلسه قال أبو عبد الله
عليهالسلام
يا أبا محمد ما هذه النفس
العالي قال جعلت فداك يا ابن رسول الله كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي ولست أدري
ما أرد عليه من أمر آخرتي فقال أبو عبد الله
عليهالسلام
يا أبا محمد وإنك لتقول
هذا فقال وكيف لا أقول هذا فذكر كلاما ثم قال يا أبا محمد لقد ذكر الله في كتابه المبين (
فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ
__________________
أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) فرسول الله
صلىاللهعليهوآله
في الآية (
النَّبِيِّينَ ) ونحن في هذا الموضع ( الصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَداءِ ) وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله يا أبا محمد
.
٨
ـ قب : لابن شهرآشوب تفسير
أبي يوسف يعقوب بن سفيان عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ) قال أمر الله
الصحابة أن يخافوا الله ثم قال ( وَكُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ ) يعني مع محمد وأهل بيته
عليهالسلام
.
٩ ـ أقول جماعة
بإسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال مع محمد وأهل بيته
عليهالسلام
.
١٠ ـ أقول قال
السيد بن طاوس قدس الله روحه رأيت في تفسير منسوب إلى الباقر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) يقول كونوا مع علي بن أبي طالب وآل محمد صلوات الله عليهم قال
الله تعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ) وهو حمزة بن عبد
المطلب عليهالسلام
( وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ ) وهو علي بن أبي طالب يقول الله ( وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) وقال الله ( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) وهم هاهنا آل
محمد عليهالسلام
.
بيان
: التمسك بتلك الآية لإثبات الإمامة في
المعصومين عليهالسلام
بين الشيعة معروف. وقد ذكره المحقق الطوسي طيب الله روحه القدوسي في كتاب التجريد ووجه الاستدلال بها إن الله تعالى أمر
كافة المؤمنين بالكون مع الصادقين وظاهر أن ليس المراد به الكون معهم بأجسامهم بل
المعنى لزوم طرائقهم ومتابعتهم في
__________________
عقائدهم وأقوالهم
وأفعالهم ومعلوم أن الله تعالى لا يأمر عموما بمتابعة من يعلم صدور الفسق والمعاصي
عنه مع نهيه عنها فلا بد من أن يكونوا معصومين لا يخطئون في شيء حتى تجب متابعتهم
في جميع الأمور وأيضا أجمعت الأمة على أن خطاب القرآن عام لجميع الأزمنة لا يختص
بزمان دون زمان فلا بد من وجود معصوم في كل زمان ليصح أمر مؤمنين كل زمان
بمتابعتهم.
فإن قيل لعلهم
أمروا في كل زمان بمتابعة الصادقين الكائنين في زمن الرسول
صلىاللهعليهوآله
فلا يتم وجود المعصوم في
كل زمان.
قلنا لا بد من
تعدد الصادقين أي المعصومين بصيغة الجمع ومع القول بالتعدد يتعين القول بما تقوله
الإمامية إذ لا قائل بين الإمامية بتعدد المعصومين في زمن الرسول
صلىاللهعليهوآله
مع خلو سائر الأزمنة عنهم
مع قطع النظر عن بعد هذا الاحتمال عن اللفظ.
وسيأتي تمام القول
في ذلك في أبواب النصوص على أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه. والعجب من
إمامهم الرازي كيف قارب ثم جانب وسدد ثم شدد وأقر ثم أنكر وأصر حيث قال في تفسير
تلك الآية إنه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين ومتى وجب الكون مع الصادقين
فلا بد من وجود الصادقين لأن الكون مع الشيء مشروط بوجود ذلك الشيء فهذا يدل على
أنه لا بد من وجود الصادقين في كل وقت وذلك يمنع من إطباق الكل على الباطل فوجب إن أطبقوا على شيء أن يكونوا محقين فهذا يدل على أن إجماع الأمة حجة.
فإن قيل لم لا
يجوز أن يقال المراد بقوله ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) أي كونوا على طريقة الصالحين كما أن الرجل إذا قال لولده كن مع الصالحين لا يفيد إلا ذلك سلمنا ذلك لكن
نقول إن هذا الأمر كان موجودا في زمان
__________________
الرسول
صلىاللهعليهوآله
فقط وكان هذا أمرا بالكون مع الرسول صلىاللهعليهوآله فلا يدل على وجود صادق في سائر الأزمنة سلمنا ذلك لكن لم لا
يجوز أن يكون ذلك الصادق هو المعصوم الذي يمتنع خلو زمان التكليف عنه كما تقوله
الشيعة.
فالجواب عن الأول
أن قوله ( كُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ ) أمر بموافقة الصادقين ونهى عن مفارقتهم وذلك مشروط بوجود
الصادقين وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فدلت هذه الآية على وجود الصادقين
وقوله إنه محمول على أن يكون على طريقة الصادقين فنقول إنه عدول عن الظاهر من غير
دليل قوله هذا الأمر مختص بزمان الرسول قلنا هذا باطل لوجوه الأول أنه ثبت
بالتواتر الظاهر من دين محمد صلىاللهعليهوآله أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهة على المكلفين إلى
قيام القيامة فكان الأمر في هذا التكليف كذلك.
والثاني أن الصيغة
تتناول الأوقات كلها بدليل صحة الاستثناء.
والثالث لما لم
يكن الوقت المعين مذكورا في لفظ الآية لم يكن حمل الآية على البعض أولى من حملها
على الباقي فإما أن لا يحمل على شيء فيفضي إلى
التعطيل وهو باطل أو على الكل فهو المطلوب.
والرابع أن قوله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ) أمر لهم بالتقوى
وهذا الأمر إنما يتناول من يصح منه أن لا يكون متقيا وإنما يكون كذلك لو كان جائز
الخطاء فكانت الآية دالة على أن من كان جائز الخطاء وجب كونه مقتديا بمن كان واجب
العصمة وهم الذين حكم الله بكونهم صادقين وترتب الحكم في هذا يدل على أنه إنما وجب
على جائز الخطاء كونه مقتديا به ليكون مانعا لجائز الخطاء عن الخطاء وهذا المعنى
قائم في جميع الأزمان فوجب حصوله في كل الأزمان.
__________________
قوله لم لا يجوز
أن يكون المراد هو كون المؤمن مع المعصوم الموجود في كل زمان.
قلنا نحن معترف بأنه لا بد من معصوم في كل زمان إلا أنا نقول إن ذلك المعصوم هو مجموع الأمة
وأنتم تقولون إن ذلك المعصوم واحد منهم فنقول هذا الثاني باطل لأنه تعالى أوجب على
كل من المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين وإنما يمكنه ذلك لو كان عالما بأن ذلك
الصادق من هو لأن الجاهل بأنه من هو لو كان مأمورا بالكون معه كان ذلك تكليف ما لا
يطاق لأنا لا نعلم إنسانا معينا موصوفا بوصف العصمة والعلم وأنا لا نعلم أن هذا
الإنسان حاصل بالضرورة فثبت أن قوله ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ليس أمرا بالكون مع شخص معين ولما بطل هذا بقي أن المراد
منه الكون مع جميع الأمة وذلك يدل على أن قول مجموع الأمة صواب وحق ولا نعني
بقولنا الإجماع حجة إلا ذلك انتهى كلامه. والحمد لله الذي
حقق الحق بما أجرى على أقلام أعدائه ألا ترى كيف شيد ما ادعته الإمامية بغاية جهده
ثم بأي شيء تمسك في تزييفه والتعامي عن رشده وهل هذا إلا كمن طرح نفسه في البحر
العجاج رجاء أن يتشبث للنجاة بخطوط الأمواج ولنشر إلى شيء مما في كلامه من التهافت
والاعوجاج فنقول كلامه فاسد من وجوه أما أولا فبأنه بعد ما اعترف بأن الله تعالى
إنما أمر بذلك لتحفظ الأمة عن الخطإ في كل زمان فلو كان المراد ما زعمه من الإجماع
كيف يحصل العلم بتحقق الإجماع في تلك الأعصار مع انتشار علماء المسلمين في الأمصار
وهل يجوز عاقل إمكان الاطلاع على جميع أقوال آحاد المسلمين في تلك الأزمنة ولو
تمسك بالإجماع الحاصل في الأزمنة السابقة فقد صرح بأنه لا بد في كل زمان من معصوم
محفوظ عن الخطاء.
__________________
وأما ثانيا فبأنه
على تقدير تسليم تحقق الإجماع والعلم في تلك الأزمنة فلا يتحقق ذلك إلا في قليل من
المسائل فكيف يحصل تحفظهم عن الخطاء بذلك.
وأما ثالثا فبأنه
لا يخفى على عاقل أن الظاهر من الآية أن المأمورين بالكون غير من أمروا بالكون
معهم وعلى ما ذكره يلزم اتحادهما.
وأما رابعا فبأن
المراد بالصادق إما الصادق في الجملة فهو يصدق على جميع المسلمين فإنهم صادقون في
كلمة التوحيد لا محالة أو في جميع الأقوال والأول لا يمكن أن يكون مرادا لأنه يلزم
أن يكونوا مأمورين باتباع كل من آحاد المسلمين كما هو الظاهر من عموم الجمع المحلى
باللام فتعين الثاني وهو لازم العصمة وأما الذي اختاره من إطلاق الصادقين على
المجموع من حيث المجموع من جهة أنهم من حيث الاجتماع ليسوا بكاذبين فهذا احتمال لا
يجوزه كردي لم يأنس بكلام العرب قط.
وأما خامسا فبأن
تمسكه في نفس ما يدعيه الشيعة في معرفة الإمام لا يخفى سخافته إذ كل جاهل وضال
ومبتدع في الدين يمكن أن يتمسك بهذا في عدم وجوب اختيار الحق والتزام الشرائع
فلليهود أن يقولوا لو كان محمد صلىاللهعليهوآله نبيا لكنا عالمين بنبوته ولكنا نعلم ضرورة أنا غير عالمين
به وكذا سائر فرق الكفر والضلالة وليس ذلك إلا لتعصبهم ومعاندتهم وتقصيرهم في طلب
الحق ولو رفعوا أغشية العصبية عن أبصارهم ونظروا في دلائل إمامتهم ومعجزاتهم
ومحاسن أخلاقهم وأطوارهم لأبصروا ما هو الحق في كل باب ولم يبق لهم شك ولا ارتياب
وكفى بهذه الآية على ما قرر الكلام فيها دليلا على لزوم الإمام في كل عصر وزمان.
١١
ـ ما : الأمالي للشيخ
الطوسي بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم في قوله تعالى
: ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ
وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ ) قال الصدق ولايتنا أهل البيت .
قب
: لابن شهرآشوب عن
أمير المؤمنين عليهالسلام
مثله
__________________
بيان
: لعل الغرض بيان
معظم أفراد الصدق الذي أتى به النبي صلىاللهعليهوآله لا تخصيصه بالولاية.
١٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسن بن علي المقري رفعه إلى أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
الصديقون ثلاثة حزقيل
مؤمن آل فرعون وحبيب صاحب ياسين وعلي بن أبي طالب وهو أفضل الثلاثة .
١٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الفزاري عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن عمرو بن
الفضل البصري عن عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد عن آبائه
عليهالسلام
قال : هبط على النبي
صلىاللهعليهوآله
ملك له عشرون ألف رأس
فوثب النبي صلىاللهعليهوآله
ليقبل يده فقال له الملك
مهلا مهلا يا محمد فأنت والله أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين
والملك يقال له محمود فإذا بين منكبيه مكتوب ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله علي
الصديق الأكبر فقال له النبي حبيبي محمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك قال من قبل
أن يخلق الله آدم أباك باثني عشر ألف عام .
١٤ ـ أقول روى الطبرسي
عن العياشي بإسناده عن منهال القصاب قال : قلت لأبي عبد الله
عليهالسلام
ادع الله أن يرزقني
الشهادة فقال إن المؤمن شهيد ثم تلا ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ
وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ).
١٥ ـ وبإسناده
أيضا عن الحارث بن المغيرة قال : كنا عند أبي جعفر
عليهالسلام
فقال العارف منكم هذا
الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد
صلىاللهعليهوآله
بسيفه ثم قال بل والله
كمن جاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
بسيفه ثم قال الثالثة بل
والله كمن استشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في فسطاطه وفيكم آية من كتاب الله قلت أي آية جعلت فداك قال
قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ
__________________
آمَنُوا
بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ
لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) ثم قال صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم .
١٦
ـ لي : الأمالي للصدوق
ابن موسى عن الأسدي عن سهل عن مبارك مولى الرضا عن الرضا عليه السلام قال : لا
يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه
فأما السنة من ربه فكتمان سره قال الله جل جلاله ( عالِمُ الْغَيْبِ
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) وأما السنة من
نبيه فمداراة الناس فقال ( خُذِ الْعَفْوَ
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) وأما السنة من
وليه فالصبر في البأساء والضراء ويقول الله جل جلاله ( وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) .
١٧ ـ ن : أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن سهل عن الحارث عن ابن
أبي الدلهاث مولى الرضا عليهالسلام
مثله ـ كا : علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن سهل بن الحارث
الدلهاث مولى الرضا عليهالسلام
مثله بيان الآية هكذا ( لَيْسَ
الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ
الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ
__________________
عَلى
حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ
وَالضَّرَّاءِ ) الآية ويدل الخبر على نزولها فيهم ويؤيده الأخبار السابقة.
٢٧
(باب)
*(آخر في تأويل قوله
تعالى : أن لهم قدم صدق عند ربهم )*
١
ـ فس : أبي عن حماد بن
عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( قَدَمَ
صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال هو رسول الله صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهم السلام .
شي
: عن اليماني مثله .
كا
: علي عن أبيه مثله.
بيان
: لعل المراد
ولايتهم أو شفاعتهم أو المراد بالقدم المتقدم في العز والشرف ويؤيد الأول.
٢ ـ ما رواه
الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن يونس عمن رفعه عن أبي
عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال ولاية أمير
المؤمنين صلوات الله عليه .
وقال الطبرسي : قال
ابن الأعرابي القدم المتقدم في الشرف وقال أبو عبيدة والكسائي كل سابق في خير أو
شر فهو عند العرب قدم ويقال
__________________
لفلان قدم في
الإسلام ثم قال ( أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ ) أي أجرا حسنا
ومنزلة رفيعة بما قدموا من أعمالهم ـ و قيل هو شفاعة محمد
صلىاللهعليهوآله
في القيامة ـ وهو المروي
عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وروي أن المعنى
سبقت لهم السعادة في الذكر الأول .
٤
ـ شي : تفسير العياشي عن
يونس عمن ذكره في قول الله ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ
آمَنُوا ) إلى آخر الآية قال الولاية .
٢٨
باب
*(أن الحسنة والحسنى
الولاية والسيئة عداوتهم عليهمالسلام
)*
١
ـ شي : تفسير العياشي قال
محمد بن عيسى في رواية شريف عن محمد بن علي وما رأيت محمديا مثله قط في قوله تعالى : ( مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) قال الحسنة التي عنى الله ولايتنا أهل البيت والسيئة
عداوتنا أهل البيت .
٢
ـ كنز : محمد بن العباس في
تفسيره عن المنذر بن محمد عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن أبان بن تغلب عن فضيل بن
الزبير عن أبي الجارود عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي
أمير المؤمنين عليهالسلام
يا أبا عبد الله هل تدري
ما الحسنة التي من جاء بها ( هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ
وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) قلت لا قال الحسنة مودتنا أهل البيت والسيئة عداوتنا أهل
البيت .
__________________
٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عبد الله بن جبلة الكناني عن سلام
بن أبي عمرة الخراساني عن أبي الجارود عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي أمير
المؤمنين عليهالسلام
أ لا أخبرك بالحسنة التي
من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة والسيئة التي من جاء بها كب على وجهه في نار
جهنم قلت بلى يا أمير المؤمنين قال الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا أهل البيت
.
أقول روى ابن
بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي بإسناده عن أبي عبد الله الجدلي مثله ـ وفي المستدرك عن الحافظ عن أبي نعيم بإسناده إلى
الجدلي مثله .
٤
ـ كنز : أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال : كنت عند
أبي عبد الله عليهالسلام
وسأله عبد الله بن أبي
يعفور عن قول الله عز وجل : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ
آمِنُونَ ) فقال وهل تدري ما الحسنة إنما الحسنة معرفة الإمام وطاعته
وطاعته من طاعة الله .
٥ ـ وبالإسناد
المذكور عنه قال : الحسنة ولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
٦
ـ كنز : علي بن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر
الجعفي أنه سأل أبا جعفر عليهالسلام
عن
__________________
قول الله عز وجل :
( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ
بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) قال الحسنة ولاية
علي والسيئة عداوته وبغضه .
٧
ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي بإسناد عن عمار الساباطي قال : قلت
لأبي عبد الله عليهالسلام
إن أبا أمية يوسف بن ثابت
حدث عنك أنك قلت لا يضر مع الإيمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل فقال إنه لم يسألني
أبو أمية عن تفسيرها إنما عنيت بهذا أنه من عرف الإمام من آل محمد
صلىاللهعليهوآله
وتولاه ثم عمل لنفسه ما
شاء من عمل الخير قبل منه ذلك وضوعف له أضعافا كثيرة وانتفع بأعمال الخير مع
المعرفة فهذا ما عنيت بذلك وكذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي
يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى فقال له عبد الله بن أبي
يعفور أليس الله تعالى قال ( مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فكيف لا ينفع
العمل الصالح ممن يوالي أئمة الجور فقال له أبو عبد الله
عليهالسلام
هل تدري ما الحسنة التي
عناها الله تعالى في هذه الآية هي معرفة الإمام وطاعته وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ
جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ
ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وإنما أراد بالسيئة إنكار الإمام الذي هو من الله تعالى ثم
قال أبو عبد الله عليهالسلام
من جاء يوم القيامة
بولاية إمام جائر ليس من الله وجاء منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه الله تعالى
يوم القيامة في النار .
قب
: لابن شهرآشوب
مرسلا مثله .
__________________
٨
ـ فس : أحمد بن إدريس عن
محمد بن أحمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى
عن أبي الخطاب عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى
وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) قال بالولاية ( فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) قال بالولاية (
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) .
ير
: أحمد بن محمد عن
الأهوازي عن محمد بن كثير عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى عمن رواه عنه
عليهالسلام
مثله بيان لعله على
تأويله عليهالسلام
المراد بالحسنى العقيدة
أو الكلمة الحسنى وفسرها أكثر المفسرين بالعدة والمثوبة.
٩
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب صح عن الحسن بن علي عليهالسلام أنه خطب الناس فقال في خطبته إنا من أهل البيت الذين افترض
الله مودتهم على كل مسلم فقال تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقوله ( وَمَنْ
يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) فاقتراف الحسنة
مودتنا أهل البيت.
١٠ ـ العكبري في
فضائل الصحابة بإسناده عن أبي مالك وأبو صالح عن ابن عباس والثمالي بإسناده عن
ابن عباس قال : اقتراف الحسنة المودة لآل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
١١ ـ الكاظم
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( بَلى مَنْ
كَسَبَ سَيِّئَةً ) قال بغضنا ( وَأَحاطَتْ بِهِ
خَطِيئَتُهُ ) قال من شرك في دمائنا .
١٢ ـ وعن الصادق
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ) قال الحسنة
__________________
حبنا ومعرفة حقنا
والسيئة بغضنا وانتقاص حقنا .
١٣ ـ وقال زيد بن
علي وأبو عبد الله الجدلي قال علي عليهالسلام ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ) قال حبنا ( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ ) قال بغضنا .
١٤ ـ وعن سليمان
بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن آبائه عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً ) قال المودة لآل محمد .
١٥
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده عن إسحاق بن عمار قال : قال لي أبو عبد الله
عليهالسلام
في قول الله تعالى ( مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى
إِلاَّ مِثْلَها ) فما الحسنة والسيئة قال قلت أخبرني يا ابن رسول الله قال
الحسنة الستر والسيئة إذاعة حديثنا .
١٦
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده عن أبي حنيفة سائق الحاج قال سمعت عبد الله بن
الحسين يقول ( وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) قال الإذاعة
علينا حديثنا ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ) حبنا أهل البيت والسيئة
بغضنا أهل البيت .
١٧
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده إلى أبي عبد الله
عليهالسلام
أنه قرأ ( مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) فقال إذا جاء بها مع الولاية فله عشر أمثالها وإذا ( جاءَ
بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها ) وأما قوله ( مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فالحسنة ولايتنا
وحبنا ( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ
__________________
فَكُبَّتْ
وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) فهي بغضنا أهل البيت لا يقبل الله لهم عملا ولا صرفا ولا
عدلا وهم في نار جهنم ( لا يُخْرَجُونَ
مِنْها ) و ( لا يُخَفَّفُ
عَنْهُمُ الْعَذابُ ) .
١٨
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله تعالى ( وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنى ) بولاية علي عليهالسلام (
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) النار ( وَما يُغْنِي عَنْهُ
مالُهُ إِذا تَرَدَّى ) ما يغني علمه إذا مات ( إِنَّ عَلَيْنا
لَلْهُدى ) إن عليا للهدى ( وَإِنَّ لَنا
لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ) القائم
عليهالسلام
إذا قام بالسيف قتل من
ألف تسعمائة وتسعا وتسعين ( لا يَصْلاها إِلاَّ
الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ ) بالولاية ( وَتَوَلَّى ) عنها (
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) المؤمن ( الَّذِي يُؤْتِي
مالَهُ يَتَزَكَّى ) الذي يعطي العلم أهله ( وَما لِأَحَدٍ
عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) للقربة إلى الله تعالى ( وَلَسَوْفَ يَرْضى ) إذا عاين الثواب .
وقال أبو عبد الله
عليهالسلام
( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) أي بالولاية ( وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنى ) أي بالولاية .
١٩
ـ كنز : روى أحمد بن
القاسم عن البرقي عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
أنه قال : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى ) الخمس ( وَاتَّقى ) ولاية الطواغيت ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) بالولاية ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) فلا يريد شيئا من الخير إلا تيسر له ( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ ) بالخمس ( وَاسْتَغْنى ) برأيه عن أولياء الله ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) بالولاية ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) فلا يريد شيئا من الشر إلا
__________________
تيسر له وأما قوله
( وَسَيُجَنَّبُهَا
الْأَتْقَى ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ومن تبعه ( الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ) قال ذاك أمير المؤمنين
عليهالسلام
وهو قوله تعالى : ( وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وقوله ( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ
مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) فهو رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي ليس لأحد عنده نعمة تجزى ونعمته جارية على جميع الخلق .
٢٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل عن العبد الصالح
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( وَلا تَسْتَوِي
الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) فقال نحن الحسنة وبنو أمية السيئة .
٢١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرت بالتقية فسار بها عشرا حتى أمر أن يصدع بما أمر وأمر
بها علي عليهالسلام
فسار بها حتى أمر أن يصدع
بها ثم أمر الأئمة بعضهم بعضا فساروا بها فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرد السيف
ولم يأخذ من الناس ولم يعطهم إلا بالسيف .
٢٢ ـ أقول روى ابن
بطريق في العمدة عن تفسير الثعلبي بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) قال المودة لآل
محمد عليهالسلام
.
__________________
٢٣ ـ وروي عن ابن
المغازلي أيضا بإسناده عن السدي مثله وزاد في آخره وقال في قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) قال رضي محمد
صلىاللهعليهوآله
أن يدخل أهل بيته الجنة .
٢٩
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
نعمة الله والولاية شكرها
وأنهم )*
*(فضل الله ورحمته وأن
النعيم هو الولاية و)*
*(بيان عظم النعمة على
الخلق بهم عليهمالسلام)*
الآيات إبراهيم «١٤» : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا
قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ ) «٢٨ و ٢٩».
التكاثر «١٠٢» : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) «٨».
تفسير
: قال الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ ) يحتمل أن يكون المراد ألم تر إلى هؤلاء الكفار عرفوا نعمة
الله بمحمد صلىاللهعليهوآله
أي عرفوا محمدا ثم كفروا
به فبدلوا مكان الشكر كفرا.
وروي عن الصادق
عليهالسلام
أنه قال : نحن والله نعمة
الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز.
. ويحتمل أن يكون
المراد جميع نعم الله على العموم بدلوها أقبح التبديل واختلف في المعنى بالآية فروي
عن أمير المؤمنين عليهالسلام
وابن عباس وابن جبير
وغيرهم أنهم كفار قريش كذبوا نبيهم ونصبوا له الحرب والعداوة.
وسأل رجل أمير
المؤمنين عليهالسلام
عن هذه الآية فقال هما
الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين وأما بنو
المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ..
__________________
( وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) أي أنزلوا قومهم
دار الهلاك بأن أخرجوهم إلى بدر وقيل أنزلوهم دار الهلاك أي النار بدعائهم إلى
الكفر .
وقال في قوله
تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ـ قيل عن النعيم في المطعم والمشرب وغيرهما من الملاذ وقيل
هو الأمن والصحة ، وروي ذلك عن أبي جعفر عليهالسلام وأبي عبد الله عليهالسلام.
وروى العياشي
بإسناده في حديث طويل قال : سأل أبو حنيفة أبا عبد الله
عليهالسلام
عن هذه الآية فقال ما
النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال لئن أوقفك الله بين
يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين
يديه قال فما النعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على
العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا
بعد أن كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا
تنقطع والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي
صلىاللهعليهوآله
وعترته عليهالسلام.
انتهى. أقول ورواه
الراوندي أيضا في دعواته.
وقال الزمخشري في
تفسير قوله تعالى : ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ
اللهِ كُفْراً ) أي شكر نعمة الله كفرا لأن شكرها الذي وجب عليهم وضعوا
مكانه كفرا أو أنهم بدلوا نفس النعمة كفرا على أنهم لما كفروها سلبوها فبقوا
مسلوبي النعمة موصوفين بالكفر ثم روى خبر الأفجرين كما ذكره الطبرسي بعينه عن عمر
إلا أنه قدم في التفصيل بني المغيرة على بني أمية وقال ( جَهَنَّمَ
) عطف بيان لدار البوار .
__________________
١
ـ ن : عيون أخبار الرضا عليهالسلام الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن ابن
ذكوان القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم بن العباس الصولي قال : كنا يوما بين يدي علي
بن موسى الرضا عليهالسلام
فقال ليس في الدنيا نعيم
حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره فيقول الله عز وجل : ( ثُمَّ
لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) أما هذا النعيم
في الدنيا وهو الماء البارد فقال له الرضا عليهالسلام وعلا صوته كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب فقال طائفة
هو الماء البارد وقال غيرهم هو الطعام الطيب وقال آخرون هو النوم الطيب ولقد حدثني
أبي عن أبيه أبي عبد الله عليهالسلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل : (
لَتُسْئَلُنَ ) يومئذ عن النعيم فغضب
عليهالسلام
وقال إن الله عز وجل لا
يسأل عباده عما تفضل عليهم به ولا يمن بذلك عليهم والامتنان بالإنعام مستقبح من
المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى للمخلوقين به ولكن النعيم حبنا
أهل البيت وموالاتنا يسأل الله عز وجل عنه بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم
الجنة الذي لا يزول ولقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه علي بن
الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عليهالسلام أنه قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يا علي إن أول ما يسأل
عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك ولي
المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي
لا زوال له.
فقال لي ابن ذكوان
بعد أن حدثني بهذا الحديث مبتدئا من غير سؤال أحدثك بهذا من جهات منها لقصدك
لي من البصرة ومنها أن عمك أفادنيه ومنها أني كنت مشغولا باللغة والأشعار ولا أعول
على غيرهما فرأيت النبي صلىاللهعليهوآله
في النوم والناس يسلمون
عليه فيجيبهم فسلمت فما رد علي فقلت ما أنا من
__________________
أمتك يا رسول الله
فقال بلى ولكن حدث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من إبراهيم قال الصولي وهذا حديث
قد رواه الناس عن النبي صلىاللهعليهوآله
إلا أنه ليس فيه ذكر
النعيم والآية وتفسيرها إنما رووا أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الشهادة
والنبوة وموالاة علي بن أبي طالب عليهالسلام .
٢
ـ فس : أبي عن ابن أبي
عمير عن عثمان بن عيسى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) قال نزلت في
الأفجرين من قريش بني أمية وبني المغيرة فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم
بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ثم قال ونحن والله نعمة الله التي أنعم الله بها
على عباده وبنا يفوز من فاز .
٣
ـ فس : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ
اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ) قال نعمة الله هم الأئمة
عليهالسلام
والدليل على أن الأئمة
نعمة الله قول الله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) قال الصادق
عليهالسلام
نحن والله نعمة الله التي
أنعم بها على عباده وبنا فاز من فاز .
٤
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب الصادق والباقر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) نعمة الله رسوله
إذ يخبر أمته بمن يرشدهم من الأئمة ( وَأَحَلُّوا
قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) ذلك معنى قول النبي صلىاللهعليهوآله لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وبني الدين على
اتباع النبي صلىاللهعليهوآله
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ
فَاتَّبِعُونِي ) واتباع الكتاب ( وَاتَّبَعُوا
النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ) واتباع الأئمة من أولاده ( وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ ) فاتباع النبي صلىاللهعليهوآله يورث المحبة
__________________
( يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) واتباع الكتاب
يورث السعادة ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا
يَشْقى ) واتباع الأئمة يورث الجنة .
٥
ـ ما : الأمالي للشيخ
الطوسي أبو عمرو عن ابن عقدة عن جعفر بن علي عن حسن بن حسين
عن عمر بن راشد عن جعفر بن محمد عليهالسلام في قوله ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن النعيم وفي قوله ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال نحن الحبل .
٦
ـ فس : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) أي عن الولاية والدليل على ذلك قوله (
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) قال عن الولاية.
أخبرنا أحمد بن
إدريس عن أحمد بن محمد عن مسلمة بن عطاء عن جميل عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : قلت قول الله (
لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال تسأل هذه
الأمة عما أنعم الله عليهم برسول الله صلىاللهعليهوآله ثم بأهل بيته عليهالسلام .
٧
ـ فس : أبي عن الأصفهاني
عن المنقري عن شريك عن جابر قال : قال رجل عند أبي جعفر
عليهالسلام
( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً
وَباطِنَةً ) قال أما النعمة الظاهرة فهو النبي
صلىاللهعليهوآله
وما جاء به من معرفة الله
عز وجل وتوحيده وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله
قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوها باطنة فأنزل
الله ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ
الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا
بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ
__________________
تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) ففرح رسول الله
صلىاللهعليهوآله
عند نزولها إذ لم يقبل
الله تبارك وتعالى إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا .
٨
ـ ك : إكمال الدين
الهمذاني عن علي عن أبيه عن محمد بن زياد الأزدي قال : سألت سيدي موسى بن جعفر
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : (
وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ) فقال النعمة
الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب .
٩
ـ سن : المحاسن الوشاء عن
عاصم بن حميد عن عمرو بن أبي نصر قال حدثني رجل من أهل البصرة قال : رأيت الحسين بن علي
عليهالسلام
وعبد الله بن عمر يطوفان
بالبيت فسألت ابن عمر فقلت قول الله ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه ثم إني قلت للحسين بن
علي عليهالسلام
قول الله ( وَأَمَّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه من دينه .
١٠
ـ سن : المحاسن عثمان بن
عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال : كنا عند أبي عبد الله
عليهالسلام
جماعة فدعا بطعام ما لنا
عهد بمثله لذاذة وطيبا حتى تملينا وأتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه
فقال رجل لتسئلن يومئذ غدا عن هذا النعيم الذي نعمتم عند ابن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فقال أبو عبد الله
عليهالسلام
الله أكرم وأجل من أن
يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه ولكنه يسألكم عما أنعم به عليكم بمحمد وآل
محمد صلىاللهعليهوآله
.
ورواه محمد بن علي
عن عبيس بن هشام عن أبي خالد القماط عن أبي حمزة مثله
__________________
أقول أوردناه بسند
آخر في أبواب الأطعمة.
١١ ـ شي : تفسير العياشي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله
عليهالسلام
( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) بمحمد صلىاللهعليهوآله .
١٢
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي الحسن علي بن محمد بن ميثم عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله ( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا
حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) فالإنقاذ من الله
هبة والله لا يرجع من هبته .
١٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
ابن هارون قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام إذا ذكر النبي صلىاللهعليهوآله قال بأبي وأمي ونفسي وقومي وعشيرتي عجب للعرب كيف لا
تحملنا على رءوسها والله يقول في كتابه ( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا
حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) فبرسول الله
صلىاللهعليهوآله
والله أنقذوا .
١٤
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب أبو جعفر عليهالسلام
في قوله ( ثُمَّ
لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) يعني الأمن
والصحة وولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام .
١٥ ـ التنوير في
معاني التفسير ، الباقر والصادق عليهالسلام النعيم ولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
١٦ ـ الباقر
عليهالسلام
في قوله تعالى : (
وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ) قال النعمة
الظاهرة النبي صلىاللهعليهوآله
وما جاء به من معرفته
وتوحيده وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا .
١٧ ـ محمد بن مسلم
عن الكاظم عليهالسلام
الظاهرة الإمام الظاهر
والباطنة الإمام الغائب .
__________________
١٨
ـ شي : تفسير العياشي عن
الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) قال نحن نعمة
الله التي أنعم بها على العباد .
١٩
ـ شي : تفسير العياشي عن
ذريح عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال سمعته يقول جاء ابن
الكواء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فسأله عن قول الله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ
الْبَوارِ ) قال تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيهم يوم بدر .
٢٠
ـ شي : تفسير العياشي
محمد بن حاتم قال وجدت في كتاب أبي حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال : قال
ابن عباس لعمر يا أمير المؤمنين هذه الآية ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ
الْبَوارِ ) قال هما الأفجران من قريش ـ أخوالي وأعمامك فأما أخوالي
فاستأصلهم الله يوم بدر وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين .
٢١
ـ شي : تفسير العياشي عن
عمرو بن سعيد قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله : ( الَّذِينَ بَدَّلُوا
نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) قال فقال ما
تقولون في ذلك قلت نقول هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فقال بلى هي قريش قاطبة إن
الله خاطب نبيه صلىاللهعليهوآله
فقال إني قد فضلت قريشا
على العرب وأنعمت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي
وكذبوا رسلي .
__________________
٢٢ ـ وفي رواية
زيد الشحام عنه عليهالسلام
قال : قلت له بلغني أن
أمير المؤمنين سئل عنها فقال عني بذلك الأفجران من قريش أمية ومخزوم فأما مخزوم
فقتلها الله يوم بدر وأما أمية فمتعوا إلى حين فقال أبو عبد الله
عليهالسلام
عنى الله والله بها قريشا
قاطبة الذين عادوا رسول الله صلىاللهعليهوآله ونصبوا له الحرب .
٢٣
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد بن المعلى عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن الحارث النضري عن أبي جعفر
عليهالسلام
مثل الحديث الأول .
٢٤
ـ شي : تفسير العياشي عن
جعفر بن أحمد عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى
عليهالسلام
أنه سئل عن هذه الآية (
يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ) قال عرفوه ثم أنكروه .
٢٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن أحمد بن حاتم عن أحمد بن عبد الواحد عن القاسم بن
الضحاك عن أبي حفص الصائغ عن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) والله ما هو
الطعام والشراب ولكن ولايتنا أهل البيت .
٢٦ ـ وقال أيضا
حدثنا أحمد بن محمد الوراق عن جعفر بن علي بن نجيح عن حسن بن حسين عن أبي حفص
الصائغ عن الإمام جعفر بن محمد عليهالسلام في قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن النعيم .
٢٧ ـ وقال أيضا
حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن
عبد الله بن نجيح اليماني قال : قلت لأبي عبد الله
عليهالسلام
ما معنى قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال النعيم الذي
أنعم الله به عليكم من ولايتنا وحب محمد وآل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
__________________
٢٨ ـ وقال أيضا
حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن أبي عمير عن أبي
الحسن موسى عليهالسلام
في قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن نعيم
المؤمن وعلقم الكافر .
بيان
: العلقم الحنظل وكل شيء مر.
٢٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
ابن عقدة عن الحسن بن القاسم عن محمد بن عبد الله بن صالح عن مفضل بن صالح عن سعيد
بن عبد الله عن ابن نباتة عن علي
عليهالسلام
أنه قال : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) نحن النعيم .
٣٠ ـ وقال أيضا
حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن علي بن
عبد الله بن غالب عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على محمد بن علي
عليهالسلام
فقدم لي طعاما لم آكل
أطيب منه فقال لي يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا فقلت جعلت فداك ما أطيبه غير أني
ذكرت آية في كتاب الله فنغصته قال وما هي قلت ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فقال والله لا
تسأل عن هذا الطعام أبدا ثم ضحك حتى افتر ضاحكا وبدت أضراسه وقال أتدري ما النعيم
قلت لا قال نحن النعيم الذي تسألون عنه .
بيان
: قوله فنغصته على بناء المفعول أي تكدر
التذاذي به قال الفيروزآبادي أنغص الله عليه العيش ونغصه فتنغصت معيشته تكدرت وقال
افتر بتشديد الراء ضحك ضحكا حسنا.
٣١
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم معنعنا عن أبي حفص الصائغ قال سمعت عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
يقول في قول الله تعالى ( ثُمَّ
لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن من
النعيم الذي ذكر الله ثم قال جعفر عليهالسلام ( وَإِذْ
تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) .
__________________
٣٢
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن الحسن معنعنا عن حنان بن سدير عن أبيه قال : كنت عند جعفر بن محمد
عليهالسلام
فقدم إلينا طعاما ما أكلت
طعاما مثله قط فقال لي يا سدير كيف رأيت طعامنا هذا قلت بأبي أنت وأمي يا ابن رسول
الله ما أكلت مثله قط ولا أظن أني آكل أبدا مثله ثم إن عيني تغرغرت فبكيت فقال يا
سدير ما يبكيك قلت يا ابن رسول الله ذكرت آية في كتاب الله قال وما هي قلت قول
الله في كتابه ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ
النَّعِيمِ ) فخفت أن يكون هذا الطعام الذي يسألنا الله عنه فضحك حتى
بدت نواجذه ثم قال يا سدير لا تسأل عن طعام طيب ولا ثوب لين ولا رائحة طيبة بل لنا
خلق وله خلقنا ولنعمل فيه بالطاعة وقلت له بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما
النعيم قال لي حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعترته
عليهالسلام
يسألهم الله يوم القيامة
كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته .
٣٣
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن أبي حفص الصائغ قال قال عبد الله بن
الحسن يا أبا حفص ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ
النَّعِيمِ ) قال ولايتنا والله يا أبا حفص .
٣٤
ـ كنز : روى الشيخ المفيد
قدس الله روحه بإسناده إلى محمد بن السائب الكلبي قال : لما قدم الصادق
عليهالسلام
العراق نزل الحيرة فدخل
عليه أبو حنيفة وسأله عن مسائل وكان مما سأله أن قال له جعلت فداك ما الأمر
بالمعروف فقال عليهالسلام
المعروف يا أبا حنيفة
المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض وذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
قال جعلت فداك فما المنكر
قال اللذان ظلماه حقه وابتزاه أمره وحملا الناس على كتفه قال ألا ما هو أن ترى
الرجل على معاصي الله فتنهاه عنها فقال أبو عبد الله
عليهالسلام
ليس ذاك بأمر بمعروف ولا
نهي عن منكر
__________________
إنما ذاك خير قدمه
قال أبو حنيفة أخبرني جعلت فداك عن قول الله عز وجل : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال فما هو عندك
يا أبا حنيفة قال الأمن في السرب وصحة البدن
والقوت الحاضر فقال يا أبا حنيفة لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة حتى يسألك عن
كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك قال فما النعيم جعلت فداك قال النعيم
نحن الذين أنقذ الله الناس بنا من الضلالة وبصرهم بنا من العمى وعلمهم بنا من
الجهل قال جعلت فداك فكيف كان القرآن جديدا أبدا قال لأنه لم يجعل لزمان دون زمان
فتخلقه الأيام ولو كان كذلك لفني القرآن قبل فناء العالم .
٣٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن علي بن مروان عن سعيد بن عثمان عن داود الرقي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : قوله تعالى : ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) أي بأي نعمتي
تكذبان بمحمد أم بعلي فيهما أنعمت على العباد .
٣٦
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن الأصم عن ابن واقد عن أبي يوسف البزاز قال : تلا
أبو عبد الله عليهالسلام
هذه الآية (
فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ ) قال أتدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم نعم الله على
خلقه وهي ولايتنا .
٣٧
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن المعلى رفعه في قول الله عز وجل : ( فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) أبالنبي أم بالوصي نزل في الرحمن .
__________________
٣٨ ـ أقول روى
السيد الأجل محمد بن الحسن الحسيني في رواية الصحيفة الكاملة الشريفة بإسناده عن
متوكل بن هارون عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال : أخبر الله نبيه
صلىاللهعليهوآله
بما يلقى أهل بيت محمد
صلوات الله عليه وأهل مودتهم وشيعتهم منهم يعني بني أمية في أيامهم وملكهم قال
وأنزل الله تعالى فيهم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا
قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ ) ونعمة الله محمد
وأهل بيته حبهم إيمان يدخل الجنة وبغضهم كفر ونفاق يدخل النار .
بيان
: لعله على تفسيره عليهالسلام المراد أن النعمة
محمد وأهل بيته عليهالسلام
وحبهم شكر لتلك النعمة وبغضهم كفر لها فبدلوا شكر النعمة كفرا ويحتمل أن يكون قوله
عليهالسلام
حبهم إيمان بيانا لسبب كونهم نعمة وإطلاق النعمة عليهم في الآية ويكون مفاد الآية
أنهم أخذوا مكان ما جعلنا لهم من النعمة أي آل محمد عليهالسلام
أعداءهم الذين هم أصول الكفر وأركانه فرضوا بهم خلفاء فعبر عنهم بالكفر مبالغة في
كفرهم.
٣٩
ـ سن : المحاسن بعض
أصحابنا رفعه في قول الله تبارك وتعالى ( وَلِتُكَبِّرُوا
اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) قال الشكر
المعرفة وفي قوله ( وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ
تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) فقال الكفر هاهنا الخلاف والشكر الولاية والمعرفة .
٤٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام
وحمران عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( لَوْ لا
فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) قال فضل الله رسوله ورحمته ولاية الأئمة
عليهالسلام
.
__________________
أقول
: ستأتي الأخبار
الكثيرة في ذلك في أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين عليهالسلام.
٤١
ـ كا : الكافي العدة عن
ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الرضا
عليهالسلام
قال : قلت ( قُلْ
بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ ) قال بولاية محمد وآل محمد
عليهالسلام
خير مما يجمع هؤلاء من
دنياهم .
٤٢
ـ شي : تفسير العياشي عن
ابن نباتة عن أمير المؤمنين عليهالسلام في قول الله ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) قال فليفرح بنا شيعتنا هو خير مما أعطي عدونا من الذهب
والفضة .
٤٣
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب قالوا الفضل ثلاثة فضل الله قوله تعالى : ( وَلَوْ لا فَضْلُ
اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) وفضل النبي قوله ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ
وَبِرَحْمَتِهِ ) قال ابن عباس الفضل رسول الله والرحمة أمير المؤمنين
عليهالسلام
وفضل الأوصياء قال أبو
جعفر ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ
اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) قال نحن الناس ونحن المحسودون وفينا نزلت .
٤٤ ـ وعن أبي
الورد عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) قال الولاية لآل محمد
عليهالسلام
.
٤٥
ـ كنز : روى الحسن بن أبي
الحسن الديلمي بإسناده عن حماد بن
__________________
عثمان عن الرضا عن أبيه
عن جده جعفر بن محمد عليهالسلام
في قوله تعالى : ( اللهُ
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ ) قال المختص بالرحمة نبي الله ووصيه صلوات الله
عليهما إن الله خلق مائة رحمة تسع وتسعون رحمة عنده مذخورة لمحمد
صلىاللهعليهوآله
وعلي
عليهالسلام
وعترتهما ورحمة واحدة
مبسوطة على سائر الموجودين .
٤٦ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب الباقر والصادق
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( ذلِكَ
فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ) وفي قوله ( وَلا تَتَمَنَّوْا ما
فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) إنهما نزلتا فيهم
عليهم الصلاة والسلام .
٤٧
ـ شي : تفسير العياشي عن
زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام
وحمران عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قالا ( لَوْ لا
فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) قالا فضل الله رسوله ورحمته ولاية الأئمة عليهم السلام .
٤٨
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام قال الله عز وجل ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ
اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ) أن بعثت موسى
وهارون إلى أسلافكم بالنبوة فهديناهم إلى نبوة محمد ووصية علي وإمامة عترته
الطيبين وأخذنا عليكم بذلك العهود والمواثيق التي إن وفيتم بها كنتم ملوكا في
جنانه مستحقين لكراماته ورضوانه ( وَأَنِّي
فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ ) هناك أي فعلته بأسلافكم ففضلتهم دينا ودنيا أما تفضيلهم في
الدين فلقبولهم نبوة محمد صلىاللهعليهوآله وولاية علي عليهالسلام وآلهما الطيبين وأما في الدنيا فبأن ظللت عليهم الغمام
وأنزلت عليهم المن والسلوى وسقيتهم من حجر ماء عذبا
__________________
وفلقت لهم البحر
فأنجيتهم وأغرقت أعداءهم فرعون وقومه وفضلتهم بذلك على عالمي زمانهم الذين خالفوا
طرائقهم وحادوا عن سبيلهم ثم قال الله عز وجل لهم فإذا فعلت هذا بأسلافكم في ذلك
الزمان لقبولهم ولاية محمد وآله فبالحري أن أزيدكم فضلا في هذا الزمان إذا أنتم وفيتم بما آخذ من
العهود والمواثيق عليكم .
٤٩
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد
بن عيسى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهالسلام في قوله عز وجل : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ
اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ) قال لما نزلت ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في مسجد المدينة فقال
بعضهم لبعض ما تقولون في هذه الآية فقال بعضهم إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها
وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب فقالوا قد علمنا أن محمدا صادق
فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا عليهالسلام فيما أمرنا قال فنزلت هذه الآية (
يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ) يعرفون يعني
ولاية علي عليهالسلام
( وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ ) بالولاية .
بيان
: قال أكثر المفسرين
أي يعرف المشركون نعمة الله التي عددها عليهم وغيرها حيث يعترفون بها وبأنها من
الله ثم ينكرونها بعبادتهم غير المنعم بها وقولهم إنها بشفاعة آلهتنا وقال السدي
أي يعرفون محمدا صلىاللهعليهوآله
وهو من نعم الله تعالى
فيكذبونه ويجحدونه ( وَأَكْثَرُهُمُ
الْكافِرُونَ ) أي الجاحدون عنادا و
__________________
ذكر الأكثر إما
لأن بعضهم لم يعرف الحق لنقصان العقل أو لعدم بلوغ الدعوة وقيل الضمير للأمة وقيل
أي أكثرهم الكافرون بنبوة محمد صلىاللهعليهوآله ولكن لا يساعده هذا الخبر وتفسيره
عليهالسلام
قريب من قول السدي ولا
ريب أن الولاية من أعظم نعم الله على العباد إذ بها تنتظم مصالح دنياهم وعقباهم.
فإن قيل الآية
الأولى من سورة النحل وهي مكية والثانية من المائدة وهي مدنية والخبر يدل على أن
الأولى نزلت بعد الثانية قلت ذكر الطبرسي رحمهالله
أن أربعين آية من أول
السورة مكية والباقي من قوله ( وَالَّذِينَ هاجَرُوا
فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ) إلى آخر السورة مدنية فهي مدنية مع أنه لا اعتماد على
ضبطهم في ذلك.
٥٠
ـ كنز : روى الصدوق رحمه
الله بإسناده إلى محمد بن الفيض بن المختار عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر
عن أبيه عن جده عليهالسلام
قال : خرج رسول الله
صلىاللهعليهوآله
ذات يوم وهو راكب وخرج
علي عليهالسلام
وهو يمشي فقال له يا أبا
الحسن إما أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست إلا أن يكون في حد من حدود
الله لا بد لك من القيام والقعود فيه وما أكرمني الله بكرامة إلا وأكرمك بمثلها
وخصني الله بالنبوة والرسالة ـ وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وصعب أموره والذي بعثني
بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك ولا أقر بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك وإن
فضلك لمن فضلي وإن فضلي لفضل الله وهو قول ربي عز وجل ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ
مِمَّا
__________________
يَجْمَعُونَ
) ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب
عليهالسلام
( فَبِذلِكَ ) قال بالنبوة
والولاية ( فَلْيَفْرَحُوا ) يعني الشيعة ( هُوَ
خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا والله
يا علي ما خلقت إلا ليعبد بك ولتعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ولقد ضل من ضل
عنك ولن يهتدي إلى الله من لم يهتد إليك وإلى ولايتك وهو قول ربي عز وجل ( وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) يعني إلى ولايتك
ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن أفترض من حقك ما أفترض من حقي وإن حقك
لمفروض على من آمن بي ولولاك لم يعرف عدو الله ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء ولقد أنزل الله عز وجل
إلي ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) يعني في ولايتك يا علي ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ
فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي ومن لقي الله
عز وجل بغير ولايتك فقد حبط عمله وغدا سحقا له وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى وإن الذي أقول لمن
الله أنزله فيك.
٥١ ـ ومن هذا ما
ذكره في تفسير العسكري عليهالسلام
قال الإمام
عليهالسلام
قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فضل الله العلم بتأويله وتوفيقه لموالاة محمد وآله الطيبين
__________________
ومعاداة أعدائهم
وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون وهو ثمن الجنة ويستحق به الكون بحضرة محمد وآله
الطيبين الذي هو أفضل من الجنة لأن محمدا وآله أشرف زينة الجنة .
٥٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد النوفلي عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : قول الله عز وجل : ( ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ) قال هي ما أجرى
الله على لسان الإمام .
٥٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن العباس عن حسن بن محمد عن عباد بن يعقوب عن عمر بن جبير عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ) قال الرحمة ولاية علي بن أبي طالب
عليهالسلام
.
٥٤
ـ كنز : جاء في تأويل أهل
البيت الباطن في حديث أحمد بن إبراهيم عنهم صلى الله عليهم ( وَتَجْعَلُونَ
رِزْقَكُمْ ) أي شكركم النعمة التي رزقكم الله وما من عليكم بمحمد وآل
محمد ( أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) بوصيه ( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ) إلى وصيه أمير
المؤمنين يبشر وليه بالجنة وعدوه بالنار ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ) يعني أقرب إلى
أمير المؤمنين منكم ( وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ ) أي لا تعرفون .
__________________
٣٠
باب
*(أنهم : النجوم والعلامات وفيه بعض غرائب )*
*(التأويل فيهم صلوات الله عليهم وفي أعدائهم)*
الآيات النحل «١٦»
( وَعَلاماتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) «١٧».
تفسير : قال
الطبرسي رحمهالله
أي جعل لكم علامات أي
معالم يعلم بها الطرق وقيل العلامات الجبال يهتدى بها نهارا ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) ليلا وأراد بالنجم الجنس وهو الجدي يهتدى به إلى القبلة
وقال أبو عبد الله
عليهالسلام
نحن العلامات والنجم رسول
الله ص.
قال النبي
صلىاللهعليهوآله
إن الله جعل النجوم أمانا
لأهل السماء وجعل أهل بيتي أمانا لأهل الأرض.
انتهى كلامه رفع
الله مقامه . أقول وعلى تأويلهم عليهالسلام ضمير ( هُمْ ) و ( يَهْتَدُونَ ) راجعان إلى العلامات كما سيظهر من بعض الروايات.
١
ـ فس : أبي عن الحسين بن
خالد عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام
في قوله (
الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) قال الله علم محمدا القرآن قلت ( خَلَقَ
الْإِنْسانَ ) قال ذاك أمير المؤمنين
عليهالسلام
قلت ( عَلَّمَهُ
الْبَيانَ ) قال علمه بيان كل شيء يحتاج الناس إليه قلت ( الشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) قال هما يعذبان بعذاب الله قلت الشمس والقمر يعذبان قال سألت عن شيء
فأتقنه إن
__________________
الشمس والقمر
آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له ضوؤهما من نور عرشه وحرهما من حر جهنم فإذا كانت
القيامة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما فلا تكون شمس ولا
قمر وإنما عناهما لعنهما الله أوليس قد روى الناس أن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
قال إن الشمس والقمر
نوران في النار قلت بلى قال أما سمعت قول الناس فلان وفلان شمس هذه الأمة
ونورهما فهما في النار والله ما عنى غيرهما قلت ( وَالنَّجْمُ
وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) قال النجم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وقد سماه الله في غير
موضع فقال ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وقال (
وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالعلامات
الأوصياء والنجم رسول الله صلىاللهعليهوآله قلت ( يَسْجُدانِ ) قال يعبدان وقوله
( وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) قال السماء رسول الله
صلىاللهعليهوآله
رفعه الله إليه والميزان
أمير المؤمنين عليهالسلام
نصبه لخلقه قلت ( أَلاَّ
تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ) قال لا تعصوا الإمام قلت ( وَأَقِيمُوا
الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ) أقيموا الإمام العدل قلت ( وَلا تُخْسِرُوا
الْمِيزانَ ) قال ولا تبخسوا الإمام حقه ولا تظلموه وقوله (
وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ) قال للناس ( فِيها فاكِهَةٌ
وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ) قال يكبر ثمر النخل في القمع ثم يطلع منه قوله (
وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ ) قال الحب الحنطة والشعير والحبوب والعصف التبن والريحان ما
يؤكل منه وقوله ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قال في الظاهر
مخاطبة الجن والإنس وفي الباطن فلان وفلان .
__________________
بيان
: على هذا التأويل يكون
التعبير بالشمس والقمر عن الأول والثاني على سبيل التهكم لاشتهارهما بين المخالفين
بهما والمراد بالحسبان العذاب والبلاء والشر كما ذكره الفيروزآبادي وكما قال تعالى
( حُسْباناً مِنَ
السَّماءِ ) . وقال البيضاوي الريحان يعني المشموم أو الرزق يقال خرجت
أطلب ريحان الله وقال النجم النبات الذي ينجم أي يطلع من الأرض لا ساق له .
٢
ـ فس : في رواية سيف بن
عميرة عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله : ( رَبُّ
الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) قال المشرقين رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وأمير المؤمنين والمغربين
الحسن والحسين صلوات الله عليهما وأمثالهما تجري ( فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قال محمد وعلي عليهالسلام .
توضيح قوله
عليهالسلام
وأمثالهما تجري أي أمثال
هذين التعبيرين يعني بالمشرق والمغرب عن الأئمة
عليهالسلام
تجري في كثير من الآيات
كالشمس والقمر والنجم أو أن على أمثالهما تجري تلك الآية وهو قوله ( فَبِأَيِّ
آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) أو المعنى أنه على أمثال محمد وعلي
عليهالسلام
من سائر الأئمة أيضا تجري
هذه الآية فإن كل إمام ناطق مشرق لأنوار العلوم والصامت مغرب لها والأول أظهر .
__________________
٣
ـ فس : جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن
موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله (
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ) قال السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين
عليهالسلام
والطارق الذي يطرق
بالأئمة عليهم السلام من عند ربهم مما يحدث بالليل والنهار وهو الروح الذي مع
الأئمة يسددهم قلت ( النَّجْمُ الثَّاقِبُ
) قال ذاك رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
بيان
: على هذا التأويل
كان حمل النجم على الطارق على المجاز أي ذو النجم لأنه كان معه أو حصل لهم بسببه.
٤
ـ فس : أبي عن سليمان
الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله : ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها
) قال الشمس رسول الله صلىاللهعليهوآله أوضح الله به للناس دينهم قلت ( وَالْقَمَرِ إِذا
تَلاها ) قال ذاك أمير المؤمنين
عليهالسلام
قلت (
وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) قال ذاك الإمام من ذرية فاطمة
عليهالسلام
يسأل رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فيجلي لمن سأله فحكى الله سبحانه عنه فقال ( وَالنَّهارِ إِذا
جَلاَّها ) قلت ( وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشاها ) قال ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل رسول الله
صلىاللهعليهوآله
ـ وجلسوا مجلسا كان
آل رسول الله صلىاللهعليهوآله
أولى به منهم فغشوا دين
رسول الله صلىاللهعليهوآله
بالظلم والجور وهو قوله (
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال يغشى ظلمة الليل ضوء النهار ( وَنَفْسٍ وَما
سَوَّاها ) قال خلقها وصورها
__________________
وقوله (
فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) أي عرفها وألهمها ثم خيرها فاختارت ( قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) يعني نفسه طهرها ( وَقَدْ خابَ مَنْ
دَسَّاها ) أي أغواها .
كنز
: محمد بن العباس عن
محمد بن القاسم عن جعفر بن عبد الله عن محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الله عن
أبي جعفر القمي عن محمد بن عمر عن سليمان الديلمي مثله إلا أن فيه بعد قوله (
وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) يعني به القائم عليهالسلام وساق الحديث إلى قوله فغشوا دين الله بالجور والظلم فحكى
الله سبحانه فعلهم فقال ( وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشاها ) .
بيان
: على هذا التأويل
لعل القسم بالليل على سبيل التهكم قوله عن دين رسول الله
صلىاللهعليهوآله
هذا لا ينافي إرجاع
الضمير إلى الشمس المراد بها الرسول صلىاللهعليهوآله إذ تجلية دينه تجليته قوله أي أغواها هذا موافق لكلام
الفيروزآبادي حيث قال دساه تدسية أغواه وأفسده. وقال البيضاوي أي نقصها أو أخفاها
بالجهالة والفسوق وأصل دسى دسس كتقضى وتقضض.
٥
ـ فس : أحمد بن إدريس عن
محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله : (
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) قال الليل في هذا الموضع الثاني غش أمير المؤمنين
عليهالسلام
في دولته التي جرت عليه وأمر أمير
المؤمنين عليهالسلام
أن يصبر في دولتهم حتى
تنقضي قال
__________________
( وَالنَّهارِ إِذا
تَجَلَّى ) قال النهار هو القائم منا أهل البيت
عليهالسلام
إذا قام غلب دولة الباطل والقرآن ضرب فيه
الأمثال للناس وخاطب نبيه صلىاللهعليهوآله به ونحن فليس يعلمه غيرنا .
بيان
: قوله
عليهالسلام
غش أمير المؤمنين
عليهالسلام
لعله بمعنى غشي كأمللت
وأمليت أو أنه لبيان حاصل المعنى والأظهر غشي كما في بعض النسخ.
٦
ـ كنز : علي بن محمد عن أبي جميلة عن الحلبي ورواه أيضا علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضل
بن العباس عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) الشمس أمير المؤمنين
عليهالسلام
وضحاها قيام القائم
عليهالسلام
( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) الحسن والحسين عليهالسلام ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) هو قيام القائم عليهالسلام ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) حبتر ودلام غشيا عليه الحق وأما قوله ( وَالسَّماءِ وَما بَناها ) قال هو محمد صلىاللهعليهوآله هو السماء الذي يسمو إليه الخلق في العلم وقوله ( وَالْأَرْضِ وَما طَحاها ) قال الأرض الشيعة ( وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ) قال هو المؤمن المستور وهو على الحق وقوله ( فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) قال معرفة الحق من الباطل ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) قال قد أفلحت نفس زكاها الله عز وجل ( وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) الله وقوله ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها ) قال ثمود رهط من الشيعة فإن الله سبحان يقول ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى
فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ ) فهو السيف إذا قام القائم عليهالسلام وقوله
__________________
تعالى : ( فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ) هو النبي صلىاللهعليهوآله ( ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها ) قال الناقة الإمام الذي فهمهم عن الله ( وَسُقْياها ) أي عنده مستقى
العلم ( فَكَذَّبُوهُ
فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها ) قال في الرجعة ( وَلا يَخافُ عُقْباها ) قال لا يخاف من مثلها إذا رجع .
بيان حبتر ودلام [
كناية عنهما ] كما سيأتي في كتاب الفتن ولا استبعاد في هذه التأويلات لبطن الآيات
فإن القصص المذكورة في الآيات إنما هي للتحذير عن وقوع مثلها من الشرور أو للحث
على جلب مثلها من الخيرات لتلك الأمة والمراد بالرهط من الشيعة غير الإمامية
كالزيدية.
٧
ـ كا : الكافي جماعة عن
سهل عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال الشمس رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أوضح الله عز وجل به
للناس دينهم قال قلت ( وَالْقَمَرِ إِذا
تَلاها ) قال ذلك أمير المؤمنين
عليهالسلام
تلا رسول الله
صلىاللهعليهوآله
ونفثه بالعلم نفثا قال
قلت ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال ذلك أئمة
الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل الرسول عليهم الصلاة والسلام وجلسوا مجلسا كان
آل الرسول صلى الله عليه وآله أولى به منهم فغشوا دين الله بالظلم والجور فحكى
الله فعلهم فقال ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال قلت (
وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) قال ذاك الإمام من ذرية فاطمة
عليهالسلام
يسأل عن دين رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فيجليه لمن سأله فحكى
الله قوله تعالى : فقال ( وَالنَّهارِ إِذا
جَلاَّها ) .
بيان
: النفث النفخ وهو
هنا كناية عن إفاضة العلوم عليه سرا وتغيير
__________________
الترتيب في السؤال
عن الليل والنهار لا يدل على تغيير الآيات مع أنه لا استبعاد فيه .
٨
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب الباقر والصادق عليهالسلام
في قوله (
وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال هو رسول الله صلىاللهعليهوآله (
وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) علي بن أبي طالب عليهالسلام (
وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) الحسن والحسين وآل محمد
صلىاللهعليهوآله
قال (
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) عتيق وابن الصهاك وبنو أمية ومن تولاهم .
٩
ـ مع : معاني الأخبار
محمد بن عمرو البصري عن نصر بن الحسين الصفار عن أحمد بن محمد بن خوزي عن القاسم
بن إبراهيم القنطري وحدثنا أحمد بن محمد المنقري عن علي بن الحسن بن بندار عن أبي
الحسن بن حيون عن القاسم بن إبراهيم عن إبراهيم بن خالد الحلواني عن محمد بن خلف
عن محمد بن السري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
اقتدوا بالشمس فإذا غابت
الشمس فاقتدوا بالقمر فإذا غاب القمر فاقتدوا بالزهرة فإذا غابت الزهرة فاقتدوا
بالفرقدين فقالوا يا رسول الله فما الشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان فقال
أنا الشمس وعلي عليهالسلام
القمر وفاطمة الزهرة
والفرقدان الحسن والحسين عليهالسلام
.
١٠
ـ مع : معاني الأخبار
أحمد بن أبي جعفر البيهقي عن علي بن جعفر المديني عن أبي جعفر
المحاربي عن ظهير بن صالح عن يحيى بن تميم عن المعمر بن سليمان
__________________
عن أبيه عن يزيد
الرقاشي عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله
صلىاللهعليهوآله
صلاة الفجر فلما انفتل من صلاته أقبل علينا
بوجهه الكريم فقال معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ومن افتقد
القمر فليتمسك بالزهرة ومن افتقد الزهرة فليتمسك بالفرقدين قيل يا رسول الله ما
الشمس والقمر والزهرة والفرقدان فقال أنا الشمس وعلي
عليهالسلام
القمر وفاطمة الزهرة
والحسن والحسين الفرقدان وكتاب الله لا يفترقان حتى يردا علي الحوض .
مع
: محمد بن عمرو بن
علي البصري عن عبد الله بن علي الكرخي عن محمد بن عبد الله عن أبيه عن عبد الرزاق
عن معمر عن الزهري عن أنس مثله بيان قوله وكتاب الله لعل تقديره معهم كتاب الله أو هو مبتدأ ولا يفترقان خبره
وفي بعض النسخ في كتاب الله وهو الأظهر وسيأتي ما يؤيد الأول.
١١
ـ ما : الأمالي للشيخ
الطوسي جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن علي بن زكريا عن محمد بن صدقة عن موسى بن
جعفر عن أبيه عن جده عليهالسلام
عن جابر الأنصاري قال : صلى
بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوما صلاة الفجر ثم انفتل
وأقبل علينا يحدثنا ثم قال أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر ومن فقد القمر
فليتمسك بالفرقدين قال فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا يا
رسول الله من الشمس قال أنا فإذا هو ٩قد ضرب لنا مثلا فقال إن الله تعالى خلقنا
فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا
بالقمر قلنا فمن القمر قال أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي
قلنا فمن الفرقدان قال الحسن والحسين ثم مكث
__________________
مليا فقال هؤلاء
وفاطمة وهي الزهرة عترتي وأهل بيتي هم مع القرآن لا يفترقان حتى
يردا علي الحوض .
١٢
ـ فس : ( وَالنَّجْمِ إِذا
هَوى ) قال النجم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
( إِذا هَوى ) لما أسري به إلى
السماء وهو في الهواء .
١٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن أحمد الكاتب عن الحسين بن بهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
مثلي فيكم مثل الشمس ومثل
علي مثل القمر فإذا غابت الشمس فاهتدوا بالقمر .
١٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد عن الحسن بن حماد بإسناده إلى مجاهد عن ابن عباس في قول الله عز وجل :
( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال هو النبي
صلىاللهعليهوآله
( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها
) قال علي بن أبي طالب عليهالسلام ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) قال الحسن والحسين عليهالسلام ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) بنو أمية ثم قال ابن عباس قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بعثني الله نبيا فأتيت
بني أمية فقلت يا بني أمية إني رسول الله إليكم قالوا كذبت ما أنت برسول ثم أتيت
بني هاشم فقلت إني رسول الله إليكم فآمن بي علي بن أبي طالب
عليهالسلام
سرا وجهرا وحماني أبو
طالب عليهالسلام
جهرا وآمن بي سرا ثم بعث
الله جبرئيل بلوائه فركزه في بني هاشم وبعث إبليس بلوائه فركزه في بني أمية فلا يزالون أعداءنا وشيعتهم أعداء شيعتنا إلى يوم القيامة .
١٥
ـ فس : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) قال النجوم آل
محمد صلىاللهعليهوآله
.
__________________
١٦
ـ كنز : محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) قال المشارق
الأنبياء والمغارب الأوصياء عليهالسلام .
بيان
: عبر عن الأنبياء بالمشارق لأن أنوار
هدايتهم تشرق على أهل الدنيا وعن الأوصياء بالمغارب لأن بعد وفاة الأنبياء تغرب
أسرار علومهم في صدور الأوصياء ثم تفيض عنهم على الخلق بحسب قابلياتهم واستعدادهم .
١٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد الله بن العلاء عن ابن شمون عن عثمان بن أبي شيبة عن الحسين بن عبد الله
الأرجاني عن ابن طريف عن ابن نباتة عن علي عليهالسلام قال : سأله ابن الكواء عن قوله عز وجل : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ) فقال إن الله لا يقسم بشيء من خلقه فأما قوله الخنس فإنه ذكر
قوما خنسوا علم الأوصياء ودعوا الناس إلى غير مودتهم ومعنى خنسوا ستروا فقال له و ( الْجَوارِ ) الكنس قال يعني الملائكة جرت بالعلم إلى رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فكنسه عنه الأوصياء من
أهل بيته لا يعلمه أحد غيرهم ومعنى كنسه رفعه وتوارى به فقال ( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) قال يعني ظلمة الليل وهذا ضربه الله مثلا لمن ادعى الولاية
لنفسه وعدل عن ولاية الأمر قال فقوله ( وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ) قال يعني بذلك الأوصياء يقول إن علمهم أنور وأبين من الصبح
إذا تنفس .
بيان
: كأنه عليهالسلام
جعل لا نافية للقسم كما قيل لا مؤكدة له كما هو المشهور ولعل تفسير الخنس بالستر
على المجاز إذ التأخير التأخر كما فسر بهما في اللغة يكون لستر شيء إما نفسه أو
غيره كما أن الكنس أيضا كذلك فإنه
__________________
بمعنى الاختفاء
ومن يأخذ شيئا يتفرد به مع كثرة طالبيه يختفي به ويحتمل أن يكون من كنس البيت
كناية عن رفع جميعه والأول أوفق ثم إن الظاهر في قراءتهم
عليهالسلام
كان مع العطف ولم ينقل في الشواذ وتوجيهه بدونه يحتاج إلى شدة تكلف ثم إن أكثر المفسرين
فسروا الخنس بالكواكب الرواجع السيارات التي تختفي تحت ضوء الشمس أو تغيب والرواجع
ما عدا الشمس والقمر من السيارات و ( عَسْعَسَ ) أي أقبل بظلامه أو أدبر وتنفس الصبح كناية عن إضاءته.
١٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن الفزاري عن محمد بن إسماعيل بن السمان عن
موسى بن جعفر بن وهب عن وهب بن شاذان عن الحسن بن الربيع عن محمد بن إسحاق عن أم
هاني قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) فقال يا أم هاني
إمام يخنس نفسه سنة ستين ومائتين ثم يظهر كالشهاب الثاقب في الليلة الظلماء فإن
أدركت زمانه قرت عينك يا أم هاني .
١٩
ـ كنز : بالإسناد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : قوله تعالى : ( وَالْفَجْرِ ) هو القائم والليالي العشر الأئمة
عليهالسلام
من الحسن إلى الحسن ( وَالشَّفْعِ ) أمير المؤمنين وفاطمة
عليهالسلام
( وَالْوَتْرِ ) هو الله وحده لا
شريك له ( وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ
) هي دولة حبتر فهي تسري إلى قيام القائم
عليهالسلام
.
بيان
: لعل التعبير بالليالي عنهم عليهالسلام لبيان مغلوبيتهم
واختفائهم خوفا من المخالفين.
٢٠
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم عبد الرحمن بن محمد العلوي بإسناده عن عكرمة وسئل عن قول
__________________
الله تعالى : ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال ( الشَّمْسِ وَضُحاها ) هو محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
( وَالنَّهارِ إِذا
جَلاَّها ) آل محمد الحسن والحسين
عليهالسلام
( وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشاها ) بنو أمية وقال ابن عباس هكذا وقال أبو جعفر عليهالسلام
هكذا وقال الحارث الأعور للحسين بن علي عليهما السلام يا ابن رسول الله جعلت فداك
أخبرني عن قول الله في كتابه المبين ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال ويحك يا حارث محمد رسول الله قال قلت ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها
) قال ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
يتلو محمدا
صلىاللهعليهوآله
قال قلت قوله ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) قال ذلك القائم عليهالسلام من آل محمد صلىاللهعليهوآله يملأ الأرض عدلا وقسطا ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) بنو أمية.
قال ابن عباس قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعثني الله نبيا فأتيت
بني أمية فقلت يا بني أمية إني رسول الله إليكم قالوا كذبت ما أنت برسول الله قال
ثم ذهبت إلى بني هاشم فقلت يا بني هاشم إني رسول الله إليكم فآمن
__________________
بي مؤمنهم أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب وحماني كافرهم أبو طالب قال ابن
عباس قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم بعث الله جبرئيل
بلوائه فركزها في بني هاشم وبعث إبليس بلوائه فركزها في بني أمية فلا يزالون
أعداءنا وشيعتهم أعداء شيعتنا إلى يوم القيامة ( وَالنَّهارِ إِذا
جَلاَّها ) يعني الأئمة منا أهل البيت يملكون الأرض في آخر الزمان
فيملئونها عدلا وقسطا المعين لهم كالمعين لموسى على فرعون والمعين عليهم
كالمعين لفرعون على موسى .
٢١ ـ فس : أبي عن النضر عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي
عبد الله عليهالسلام
في قوله تعالى : (
وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال النجم رسول
الله صلىاللهعليهوآله
والعلامات الأئمة
عليهالسلام
.
٢٢
ـ ما : الأمالي للشيخ
الطوسي المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن
__________________
محبوب عن منصور
بزرج عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( وَعَلاماتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال النجم رسول الله والعلامات الأئمة من بعده عليه وعليهم
السلام .
شي
: عن أبي بصير مثله .
٢٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهالسلام في قوله ( وَعَلاماتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال هو أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
٢٤
ـ شي : تفسير العياشي عن
معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله ( وَعَلاماتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالنجم رسول الله صلىاللهعليهوآله والعلامات الأوصياء بهم يهتدون .
فر
: علي بن محمد
الزهري رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام وذكر مثله .
٢٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي مخلد الحناط قال : قلت لأبي جعفر
عليهالسلام
( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال النجم محمد
صلىاللهعليهوآله
والعلامات الأوصياء .
٢٦
ـ شي : تفسير العياشي عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليهالسلام في قول الله تعالى ( وَعَلاماتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال نحن العلامات والنجم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
.
٢٧
ـ شي : تفسير العياشي عن
إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَعَلاماتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال له ظاهر وباطن فالظاهر الجدي وعليه
__________________
تبنى القبلة وبه
يهتدي أهل البر والبحر لأنه لا يزول .
٢٨ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو الورد عن أبي جعفر في قوله تعالى
: ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال نحن النجم .
٢٩ ـ وعن الهيتي
وداود الجصاص عن الصادق عليهالسلام
والوشاء عن الرضا
عليهالسلام
النجم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
والعلامات الأئمة .
٣٠ أبو المضا عن
الرضا عليهالسلام
قال : قال النبي
صلىاللهعليهوآله
لعلي
عليهالسلام
أنت نجم بني هاشم .
٣١ ـ وعنه
صلىاللهعليهوآله
أنت أحد العلامات .
٣٢ ـ عباية عن علي
عليهالسلام
مثل أهل بيتي مثل النجوم
كلما أفل نجم طلع نجم .
٣١
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
حبل الله المتين والعروة
الوثقى وأنهم آخذون بحجزة الله)*
الآيات البقرة «٢»
: ( فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا
انْفِصامَ لَها ) ٢٥٦.
آل عمران «٣» : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) وقال تعالى ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ
اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) «١١٢».
__________________
تفسير : الطاغوت
الشيطان والأصنام وكل معبود غير الله وكل مطاع باطل سوى أولياء الله وقد عبر
الأئمة عن أعدائهم في كثير من الروايات والزيارات بالجبت والطاغوت واللات والعزى وسيأتي
في باب جوامع الآيات النازلة فيهم عليهم السلام أن الصادق
عليهالسلام
قال : عدونا في كتاب الله
الفحشاء والمنكر والبغي والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت.
والعروة ما يتمسك
به والانفصام الانقطاع.
وقال الطبرسي قيل
في معنى حبل الله أقوال.
أحدها أنه القرآن
وثانيها أنه دين الإسلام وثالثها ما رواه أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
قال : نحن حبل الله الذي
قال ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) والأولى حمله على الجميع والذي يؤيده ما رواه أبو سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين
إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء
إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
. وقال رحمهالله في قوله : ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ
اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) أي بعهد من الله وعهد من الناس.
أقول سيأتي في
كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أخبار كثيرة في أنه المراد بالحبل
في الآيتين.
١
ـ كنز : ذكر صاحب نهج
الإيمان في تأويل قوله تعالى : ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) ـ روى أبو عبد
الله الحسين بن جبير في كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب حديثا مسندا إلى الرضا
عليهالسلام
قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
من أحب أن يتمسك بالعروة
__________________
الوثقى فليستمسك بحب علي بن أبي طالب عليهالسلام .
٢ ـ وروي أيضا في
الكتاب المذكور عن الحسين بن جبير بإسناده إلى أبي جعفر الباقر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) قال حبل من الله
كتاب الله وحبل من الناس علي بن أبي طالب عليهالسلام .
٣
ـ مد : العمدة بإسناده عن
الثعلبي عن عبد الله بن محمد بن عبد الله عن عثمان بن الحسن عن جعفر بن محمد بن
أحمد عن حسن بن حسين عن يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
قال : نحن حبل الله الذي قال
الله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا ) .
قب
: لابن شهرآشوب أبان
مثله .
٤
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب موسى بن جعفر عن آبائه عليهالسلام وأبو الجارود عن الباقر
عليهالسلام
وزيد بن علي
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) قال مودتنا أهل البيت .
٥
ـ ما : الأمالي للشيخ
الطوسي أبو عمرو عن ابن عقدة عن جعفر بن علي بن نجيح عن حسن بن حسين عن أبي
حفص الصائغ عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال نحن الحبل .
__________________
قب
: أبو حفص مثله .
٦
ـ فس : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال التوحيد والولاية.
وفي رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله ( وَلا
تَفَرَّقُوا ) قال إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم
ويختلفون فنهاهم الله عن التفرق كما نهى من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية
آل محمد عليهالسلام
ولا يتفرقوا .
٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
ابن عقدة عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن حصين بن مخارق عن أبي الحسن موسى عن آبائه
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) قال مودتنا أهل
البيت .
٨ ـ وبهذا الإسناد
عن حصين عن هارون بن سعيد عن زيد بن علي عليهالسلام قال : العروة الوثقى المودة لآل محمد
عليهالسلام
.
٩
ـ شي : تفسير العياشي عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : آل محمد
عليهالسلام
هم حبل الله الذي أمر
بالاعتصام به فقال ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) .
أقول
: قد مضت أخبار
الحجزة في كتاب التوحيد وغيره وسيأتي إن شاء الله تعالى.
__________________
٣٢
(باب)
*(أن الحكمة معرفة الإمام)*
١ ـ فس : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن
صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن القصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : قلت جعلت فداك قوله
( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ) قال أوتي معرفة
إمام زمانه .
٢ سن ، المحاسن
أبي عن النضر عن الحلبي عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله تبارك وتعالى
( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ
خَيْراً كَثِيراً ) فقال هي طاعة الله ومعرفة الإمام .
كا
: علي عن اليقطيني
عن يونس عن أيوب بن الحسن عن أبي بصير مثله ـ شي
: عن أبي بصير مثله .
٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام
قال سمعته يقول ( وَمَنْ
يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) قال معرفة الإمام
واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار .
٤
ـ شي : تفسير العياشي عن
سليمان بن خالد عن أبي عبد الله قال : الحكمة المعرفة والتفقه في الدين
فمن فقه منكم فهو حكيم وما أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه .
أقول
: قد مضى مثلها
بأسانيد مع شرحها في كتاب العلم.
__________________
٣٣
(باب)
*(أنهم : الصافون والمسبحون وصاحب المقام
المعلوم)*
*(وحملة عرش الرحمن وأنهم السفرة الكرام البررة)*
١ ـ فس : محمد بن جعفر عن عبد الله بن محمد بن خالد عن العباس بن
عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن مسلم عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال سمعته يقول ( وَما مِنَّا
إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) قال نزلت في الأئمة والأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم
.
قب
: لابن شهرآشوب يحيى
بن محمد الفارسي عنه عليهالسلام
مثله ـ فر : الفزاري بإسناده عنه عليهالسلام مثله .
٢ ـ فس : أحمد بن محمد الشيباني عن محمد بن أحمد بن معاوية عن محمد
بن سليمان عن عبد الله بن محمد التفليسي عن الحسن بن محبوب عن صالح بن رزين عن
شهاب بن عبد ربه قال سمعت الصادق عليهالسلام يقول يا شهاب نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف
الملائكة ونحن عهد الله وذمته ونحن ود الله وحجته كنا أنوار صفوف حول العرش نسبح
فيسبح أهل السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا
( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا
لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته ومن
__________________
خفر ذمتنا فقد خفر
ذمة الله عز وجل وعهده .
بيان
: كون الآيتين بعد
ذكر الملائكة لا ينافي نزولهما فيهم عليهالسلام فإن مثل ذلك كثير في القرآن مع أنه لكونهم من المقدسين
الروحانيين واختلاطهم بالملائكة في عالم الظلال لا يبعد إطلاق الملائكة عليهم
مجازا.
٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد العزيز بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس الحنفي
اليمامي عن داود بن سليمان المروزي عن الربيع بن عبد الله الهاشمي عن أشياخ من آل
محمد عن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قالوا قال علي عليهالسلام
في بعض خطبه إنا آل محمد
كنا أنوارا حول العرش فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ثم
أهبطنا إلى الأرض فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا فسبحت أهل الأرض بتسبيحنا ف ( إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) .
٤
ـ كنز : محمد بن العباس
رفعه إلى محمد بن زياد قال : سأل ابن مهران عبد الله بن العباس عن تفسير قوله
تعالى : ( وَإِنَّا لَنَحْنُ
الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) فقال ابن عباس إنا كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فأقبل علي بن أبي طالب
عليهالسلام
فلما رآه النبي
صلىاللهعليهوآله
تبسم في وجهه وقال مرحبا
بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام فقلت يا رسول الله أكان الابن قبل الأب قال
نعم إن الله تعالى خلقني وخلق عليا عليهالسلام قبل أن يخلق آدم بهذه المدة خلق نورا فقسمه نصفين فخلقني
__________________
من نصفه وخلق عليا
عليهالسلام
من النصف الآخر قبل
الأشياء كلها ثم خلق الأشياء فكانت مظلمة فنورها من نوري ونور علي
عليهالسلام
ثم جعلنا عن يمين العرش
ثم خلق الملائكة فسبحنا فسبحت الملائكة وهللنا فهللت الملائكة وكبرنا فكبرت
الملائكة فكان ذلك من تعليمي وتعليم علي عليهالسلام وكان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محب لي ولعلي
عليهالسلام
ولا يدخل الجنة مبغض لي
ولعلي ألا وإن الله عز وجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوة من ماء الحياة
من الفردوس فما أحد من شيعة علي عليهالسلام إلا وهو طاهر الوالدين تقي نقي مؤمن بالله فإذا أراد أحدهم أن يواقع أهله
جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنة فيطرح من ذلك الماء في الآنية
التي يشرب منها فيشربه فبذلك الماء ينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع فهم على
بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيه علي عليهالسلام ومن ابنتي الزهراء ثم الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من ولد
الحسين فقلت يا رسول الله ومن هم الأئمة قال أحد عشر مني وأبوهم علي بن أبي طالب
عليهالسلام
ثم قال النبي
صلىاللهعليهوآله
الحمد لله الذي جعل محبة
علي والإيمان به سببين يعني سببا لدخول الجنة وسببا للنجاة من النار .
٥ ـ فس : ( الَّذِينَ
يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله ( وَمَنْ
حَوْلَهُ ) يعني الملائكة ( يُسَبِّحُونَ
بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يعني شيعة آل محمد ( رَبَّنا وَسِعْتَ
كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ) من ولاية فلان
وفلان وبني أمية ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) أي ولاية ولي
الله ( وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ
آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
) يعني
__________________
من تولى عليا
عليهالسلام
فذلك صلاحهم ( وَقِهِمُ
السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ) يعني يوم القيامة
( وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لمن نجاه الله من
ولاية فلان وفلان ثم قال ( إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا ) يعني بني أمية ( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ
اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ) يعني إلى ولاية
علي عليهالسلام
( فَتَكْفُرُونَ ) .
بيان
: سيأتي الأخبار
الكثيرة في إطلاق العرش على العلم إن شاء الله تعالى.
٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن خلف
بن حماد عن أبي
أيوب الحذاء عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ ) قال هم الأئمة عليهالسلام .
٧
ـ فس : ( كَلاَّ إِنَّها
تَذْكِرَةٌ ) قال القرآن ( فِي صُحُفٍ
مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ ) قال عند الله ( مُطَهَّرَةٍ
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال بأيدي الأئمة ( كِرامٍ بَرَرَةٍ ) .
بيان
: قال البيضاوي ( سَفَرَةٍ ) أي كتبة من
الملائكة أو الأنبياء .
٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
جعفر بن محمد الفزاري عن أحمد بن الحسين عن محمد بن حاتم
عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر
عليهالسلام
يقول قول الله تعالى ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ
الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) يعني محمدا وعليا والحسن والحسين وإبراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى صلوات الله عليهم أجمعين .
__________________
٩ ـ فس : ( إِنَّ
الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ ) يعني الأنبياء والرسل والأئمة
عليهالسلام
( لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ
وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ) .
إيضاح المشهور بين
المفسرين أن المراد بهم الملائكة ولا بعد في هذا التأويل لأن كون الملائكة عند
ربهم ليس إلا بحسب القرب المعنوي وهذا في الأنبياء والأئمة
عليهالسلام
أتم.
١٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده عن علي بن حديد عن منصور بن يونس
عن أبي السفاتج عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر
عليهالسلام
يقول ( وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ) وأومأ بيده إلى
صدره وقال ( لا يَسْبِقُونَهُ
بِالْقَوْلِ ) إلى قوله ( وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) .
بيان لعله على
تأويله عليهالسلام
يكون إشارة إلى قول من
قال بألوهية أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمة عليهالسلام مع أن لهم أولادا فالمراد بالعباد المكرمون الذين ظنوهم
رحمانا ويحتمل أن يكون المعنى أنهم يدعون أن الله اتخذ الملائكة ولدا ثم نزه
سبحانه نفسه تعالى عن ذلك ثم قال بل له عباد مكرمون عنده يصطفيهم ويختارهم وهم في
غاية الإطاعة والانقياد والتذلل له فلا يبعد حينئذ أن يكون المراد بالعباد إما
الأئمة عليهالسلام
أو ما يشملهم وسائر
المكرمين من الملائكة والنبيين والوصيين صلوات الله عليهم أجمعين.
١١
ـ عد : العقائد وأما
العرش الذي هو العلم فحملته أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين فأما الأربعة من
الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وأما الأربعة من الآخرين ـ فمحمد
وعلي والحسن والحسين عليهم السلام هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمة
عليهالسلام
.
__________________
٣٤
باب
*(أنهم : أهل الرضوان والدرجات وأعداءهم)*
*(أهل السخط والعقوبات)*
١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد
الله عليهالسلام
عن قوله تعالى : ( أَفَمَنِ
اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ ) فقال الذين
اتبعوا رضوان الله هم الأئمة عليهالسلام وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم إيانا
يضاعف لهم أعمالهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى .
كا
: علي بن محمد عن
سهل عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار مثله .
٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن
جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) قال كرهوا عليا عليهالسلام وكان علي رضا الله ورضا رسوله أمر الله بولايته يوم بدر
ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ونزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجة التي صد
فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن المسجد الحرام بالجحفة
وبخم .
روضة الواعظين عنه
عليهالسلام
مثله .
٣
ـ فس : ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ
اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ ) يعني موالاة فلان وفلان ظالمي أمير المؤمنين
عليهالسلام
( فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) يعني التي عملوها
من الخير .
__________________
٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد الواسطي عن زكريا بن يحيى
عن إسماعيل بن عثمان عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : قلت له قول الله عز
وجل : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ
عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) كم كانوا قال
ألفا ومائتين قلت هل كان فيهم علي عليهالسلام قال نعم سيدهم وشريفهم .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الرحمن بن
سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً
مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) قال نزلت في علي
بن أبي طالب عليهالسلام
.
٦ ـ وروى الحسن بن
محبوب عن صندل عن ابن فرقد قال قال أبو عبد الله
عليهالسلام
اقرءوا سورة الفجر في
فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين وارغبوا فيها رحمكم الله فقال له أبو أسامة
وكان حاضر المجلس كيف صارت هذه السورة للحسين
عليهالسلام
خاصة فقال ألا تسمع إلى قوله
تعالى : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي
عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) إنما يعني الحسين بن علي صلوات الله عليهما فهو ذو النفس
المطمئنة الراضية المرضية وأصحابه من آل محمد صلوات الله عليهم الرضوان [ هم الراضون ] عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم وهذه السورة في الحسين بن
علي عليهالسلام
وشيعته وشيعة آل محمد
خاصة فمن أدمن قراءة الفجر كان مع الحسين
عليهالسلام
في درجته في الجنة ( إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
__________________
٧ ـ وروى الصدوق
رحمه الله بإسناده عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا ابن
رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه قال لا إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع
لذلك فيقول له ملك الموت يا ولي الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا بالحق لأنا أبر بك
وأشفق عليك من الوالد البر الرحيم بولده افتح عينيك وانظر قال فيتمثل له رسول الله
وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم فيقول هؤلاء
رفقاؤك فيفتح عينيه وينظر إليهم ثم تنادى نفسه ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) إلى محمد وأهل
بيته عليهالسلام
( ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ
راضِيَةً ) بالولاية ( مَرْضِيَّةً ) بالثواب ( فَادْخُلِي فِي عِبادِي ) يعني محمد [ محمدا ] وأهل بيته ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فما من شيء أحب إليه من انسلال روحه واللحوق بالمنادي .
٣٥
*(باب أنهم : الناس)*
١ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم عبيد بن كثير عن أحمد بن صبيح عن
الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عن جده عليهالسلام قال : قام رجل إلى علي
عليهالسلام
فقال يا أمير المؤمنين
أخبرنا عن الناس وأشباه الناس والنسناس قال علي
عليهالسلام
يا حسن أجبه قال فقال له
الحسن عليهالسلام
سألت عن الناس فرسول الله
صلىاللهعليهوآله
الناس لأن الله يقول :
__________________
( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ
حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) ونحن منه وسألت عن أشباه الناس فهم شيعتنا وهم منا وهم
أشباهنا وسألت عن النسناس وهم هذا السواد الأعظم وهو قول الله تعالى ( أُولئِكَ ) كالأنعام بل هم
أضل سبيلا .
بيان قال الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ
حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) قيل المراد بالناس سائر العرب وهو المروي عن أبي جعفر
عليهالسلام
وقيل أراد به إبراهيم
فإنه لما كان إماما كان بمنزلة الأمة فسماه وحده ناسا وقيل أراد إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق ومن بعدهم من الأنبياء عليهالسلام عن أبي عبد الله عليهالسلام وقيل أراد به آدم عليهالسلام وقيل هم العلماء الذين يعلمون الدين ويعلمونه الناس .
٢
ـ كا : الكافي العدة عن
سهل وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن
سعيد بن المسيب قال سمعت علي بن الحسين عليهالسلام يقول إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام
فقال أخبرني إن كنت عالما
عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس فقال أمير المؤمنين
عليهالسلام
يا حسين أجب الرجل فقال
الحسين عليهالسلام
أما قولك أخبرني عن الناس
فنحن الناس ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في كتابه ( ثُمَّ
أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) فرسول الله صلىاللهعليهوآله الذي أفاض بالناس وأما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا وهم
موالينا وهم منا ولذلك قال إبراهيم صلى الله عليه ( فَمَنْ تَبِعَنِي
فَإِنَّهُ مِنِّي ) وأما قولك النسناس فهم السواد الأعظم وأشار بيده إلى جماعة
الناس ثم قال ( إِنْ هُمْ
__________________
إِلاَّ
كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) .
توضيح قال الجزري
النسناس قيل هم يأجوج ومأجوج وقيل خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في
شيء وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني آدم ومنه الحديث أن حيا من عاد عصوا رسولهم
فمسخهم الله نسناسا لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد ينقرون كما ينقر الطائر
ويرعون كما ترعى البهائم.
ونونها مكسورة وقد
تفتح انتهى .
وأما قوله
عليهالسلام
فرسول الله الذي أفاض
بالناس الظاهر أن المراد بالناس هنا غير ما هو المراد به في الآية على هذا التفسير
والمراد بالناس رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهالسلام كما مر لأن الله تعالى قال في تلك الآية مخاطبا لعامة الخلق
( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) وهم إنما أطاعوا
هذا الأمر بأن أفاضوا مع الرسول صلىاللهعليهوآله فهم الناس حقيقة ويحتمل على بعد أن يكون المراد بالناس هنا
وفي الآية أهل البيت عليهالسلام
بأن يكون الرسول أمر
بالإفاضة مع أهل بيته عليهمالسلام.
وقال الفيروزآبادي
السواد من الناس عامتهم.
٣ ـ فس : ( وَقالَ
الْإِنْسانُ ما لَها ) قال ذاك أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
__________________
٣٦
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
البحر واللؤلؤ والمرجان)*
١ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد عن محفوظ بن بشر عن ابن شمر
عن جابر عن أبي عبد الله قال عليهالسلام في قوله عز وجل : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) قال علي وفاطمة ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال لا يبغي علي على فاطمة ولا تبغي فاطمة على علي ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) الحسن والحسين
عليهالسلام
.
٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن سهل عن أحمد بن محمد عن عبد
الكريم عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن أبي هارون
العبدي عن أبي سعيد الخدري في قوله عز وجل : ( مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) قال علي وفاطمة قال لا يبغي هذا على هذه ولا هذه على هذا ( يَخْرُجُ
مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين .
٣
ـ كنز : علي بن عبد الله
عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود
عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) علي وفاطمة ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال النبي صلىاللهعليهوآله ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن
والحسين عليهما السلام .
__________________
٤
ـ كنز : علي بن مخلد
الدهان عن أحمد بن سليمان عن إسحاق بن إبراهيم الأعمش عن كثير بن هشام عن كهمش بن الحسن عن أبي
السليل عن أبي ذر رضي الله عنه في قوله عز وجل : ( مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) قال علي وفاطمة عليهالسلام ( يَخْرُجُ
مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن والحسين عليهالسلام فمن رأى مثل هؤلاء الأربعة علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات
الله عليهم لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت
ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار .
بيان قال الطبرسي رحمهالله البحران العذب والمالح يلتقيان ثم لا يختلط أحدهما بالآخر
ومعنى مرج أرسل.
وقد روي عن سلمان
الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري بأن البحرين علي وفاطمة
عليهالسلام
بينهما برزخ محمد
صلىاللهعليهوآله
( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ
) الحسن والحسين عليهالسلام
ولا غرو أن يكونا بحرين
لسعة فضلهما وكثرة خيرهما فإن البحر إنما يسمى بحرا لسعته.
وقد قال النبي
صلىاللهعليهوآله
لفرس ركبه وأجراه فأحمده
وجدته بحرا .
انتهى.
أقول لا غرو أي لا
عجب.
٥
ـ ل : الخصال أبي عن
سعيد عن الأصبهاني عن المنقري عن يحيى بن سعيد القطان قال سمعت أبا عبد الله
عليهالسلام
يقول ( مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال علي وفاطمة
بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا
اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) الحسن والحسين عليهالسلام .
__________________
فس
: محمد بن أبي عبد
الله عن سعد مثله .
٦
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب أبو معاوية الضرير عن الأعمش بن أبي صالح عن ابن عباس أن فاطمة
عليهالسلام
بكت للجوع والعري فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
اقنعي يا فاطمة بزوجك فو
الله إنه سيد في الدنيا وسيد في الآخرة وأصلح بينهما فأنزل الله ( مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) يقول أنا الله أرسلت البحرين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
بحر العلم وفاطمة بحر
النبوة ( يَلْتَقِيانِ ) يتصلان أنا الله
أوقعت الوصلة بينهما ثم قال ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ ) مانع رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يمنع علي بن أبي طالب
عليهالسلام
أن يحزن لأجل الدنيا
ويمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا ( فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما ) يا معشر الجن والإنس ( تُكَذِّبانِ ) بولاية أمير
المؤمنين عليهالسلام
أو حب فاطمة الزهراء
عليها السلام فاللؤلؤ الحسن والمرجان الحسين لأن اللؤلؤ الكبار والمرجان الصغار .
٧
ـ مد : العمدة بإسناده عن
الثعلبي من تفسيره عن الحسين بن محمد الدينوري عن موسى بن محمد عن علي بن محمد بن
الحسن بن علوية عن رجل من أهل مصر عن أبي حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قول الله عز وجل
: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما
بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال فاطمة وعلي عليهالسلام ( يَخْرُجُ
مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن والحسين ع.
قال الثعلبي وروي
هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير وقال : ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ ) محمد
صلىاللهعليهوآله
.
__________________
٣٧
(باب)
*(أنهم : الماء المعين والبئر المعطلة والقصر
المشيد)*
*(وتأويل السحاب والمطر والظل والفواكه وسائر
المنافع)*
*(الظاهرة بعلمهم وبركاتهم عليهمالسلام
)*
١ ـ فس : قوله ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) قال أرأيتم إن
أصبح إمامكم غائبا فمن يأتيكم بإمام مثله.
حدثنا محمد بن
جعفر عن محمد بن أحمد عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن علي الفزاري عن محمد بن
جمهور عن فضالة بن أيوب قال : سئل الرضا عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) فقال
عليهالسلام
ماؤكم أبوابكم أي الأئمة
والأئمة أبواب الله بينه وبين خلقه ( فَمَنْ يَأْتِيكُمْ
بِماءٍ مَعِينٍ ) يعني يأتيكم بعلم الإمام .
٢
ـ غط : الغيبة للشيخ
الطوسي جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي عن الأسدي عن سعد عن ابن عيسى عن موسى
بن القاسم وأبي قتادة معا عن علي بن حفص عن علي بن جعفر عن أخيه موسى
عليهالسلام
قال : قلت له ما تأويل
قول الله ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ
غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) فقال إذا فقدتم
إمامكم فلم تروه فما ذا تصنعون .
٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن يسار عن محمد بن خالد عن النضر عن يحيى الحلبي
عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ
مَعِينٍ ) قال إن غاب إمامكم
__________________
فمن يأتيكم بإمام
جديد .
بيان
: كون الماء كناية عن علم الإمام
لاشتراكهما في كون أحدهما سبب حياة الجسم والآخر سبب حياة الروح غير مستبعد
والمعين الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض.
٤
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عبد العظيم الحسني بإسناده إلى جعفر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَأَنْ
لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يقول لأشربنا
قلوبهم الإيمان والطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب
عليهالسلام
والأوصياء
عليهالسلام
.
٥
ـ فس : ( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
وَقَصْرٍ ) مشيد قال هو مثل لآل محمد صلىاللهعليهوآله قوله ( بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) هو الذي لا يستقى
منها وهو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت الظهور والقصر المشيد هو
المرتفع وهو مثل لأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم وفضائلهم المنتشرة في
العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ ) وقال الشاعر في
ذلك
بئر معطلة وقصر
مشرف
|
|
مثل لآل محمد
مستطرف
|
فالقصر مجدهم
الذي لا يرتقى
|
|
والبئر علمهم
الذي لا ينزف
|
٦ ـ
مع : معاني الأخبار
محمد بن إبراهيم بن أحمد الليثي عن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم بن زياد قال : سألت أبا
عبد الله عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَبِئْرٍ
__________________
مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال البئر
المعطلة الإمام الصامت والقصر المشيد الإمام الناطق .
ير
: علي بن إسماعيل عن
محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس عن أبي عبد الله
عليهالسلام
مثله ـ خص ، منتخب
البصائر سعد عن علي بن إسماعيل مثله ـ
مع : أبي عن أحمد بن
إدريس عن الأشعري عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن
قابوس قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام وذكر مثله سواء
٨ ـ كا : الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن موسى بن
القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام مثله ـ وعن محمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر مثله .
٩
ـ مع : معاني الأخبار
المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن إسحاق بن محمد عن ابن شمون عن الأصم عن
عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل أنه قال : أمير المؤمنين
عليهالسلام
هو القصر المشيد والبئر
المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك.
وقال محمد بن
الحسن بن أبي خالد الأشعري الملقب بشنبولة
بئر معطلة وقصر
مشرف
|
|
مثل لآل محمد
مستطرف
|
فالناطق القصر
المشيد منهم
|
|
والصامت البئر
التي لا تنزف
|
كنز
: محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن
الربيع بن محمد عن صالح بن سهل مثله .
__________________
١٠ ـ قال وروى أبو
عبد الله الحسين بن جبير في كتاب نخب المناقب حديثا يرفعه إلى الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : ( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) أنه قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
القصر المشيد والبئر
المعطلة علي عليهالسلام.
وأحسن ما قيل في
هذا التأويل.
بئر معطلة وقصر
مشرف.
|
|
مثل لآل محمد
مستطرف.
|
فعلي القصر المشيد
منهم.
|
|
والبئر علمهم
الذي لا ينزف.
|
بيان أول الآية قوله
تعالى : ( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها
وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) قال البيضاوي عطف
على قرية أي وكم بئر عامرة في البوادي تركت لا يستقى منها لهلاك أهلها وقصر مشيد
أي مرفوع أي مجصص أخليناه عن ساكنيه وقيل المراد ببئر بئر في سفح جبل
بحضرموت وبقصر قصر مشرف على قلته فكانا لقوم حنظلة بن صفوان من بقايا قوم صالح
فلما قتلوه أهلكهم الله وعطلهما انتهى. وأقول على تأويلهم عليهالسلام يحتمل أن يكون المراد بهلاك أهل القرية هلاكهم المعنوي أي ضلالتهم فلا
ينتفعون لا بإمام صامت ولا بإمام ناطق ووجه التشبيه فيهما ظاهر كما نبهناك عليه
تشبيها للحياة المعنوية بالصورية والانتفاعات الروحانية بالجسمانية ويحتمل على بعد
أن يكون الواو فيهما للقسم والأول أصوب وقد عرفت مرارا أن ما وقع في الأمم السابقة
يقع نظيرها في
__________________
تلك الأمة فكل ما
وقع من العذاب والهلاك البدني ومسخ الصور في الأمم السالفة فنظيرها في هذه الأمة
هلاكهم المعنوي بضلالتهم وحرمانهم عن العلم والكمالات وموت قلوبهم ومسخها فهم وإن
كانوا في صورة البشر فهم ( كَالْأَنْعامِ بَلْ
هُمْ أَضَلُ ) وإن كانوا ظاهرا من الأحياء فهم أموات ولكن لا يشعرون إذ
لا يسمعون الحق ولا يبصرونه ولا يعقلونه ولا ينطقون به ولا يتأتى منهم أمر ينفعهم
في آخرتهم فعلى هذا التحقيق لا تنافي تلك التأويلات تفاسير ظواهر الآيات وهذا
الوجه يجري في أكثر الروايات المشتملة على غرائب التأويلات مما قد مضى وما هو آت.
١١ ـ ير : بصائر الدرجات علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد عن
بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَظِلٍّ
مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ
) قال يا نصر إنه ليس حيث تذهب الناس إنما هو العالم وما يخرج منه .
خص ، منتخب
البصائر سعد عن علي بن إسماعيل مثله بيان هذا من غرائب التأويل ولعل المراد أنه ليس حيث تذهب
الناس من انحصار جنة المؤمنين في الجنة الصورية الأخروية بل لهم في الدنيا أيضا
ببركة أئمتهم عليهالسلام
جنات روحانية من ظل
حمايتهم ولطفهم الممدود في الدنيا والآخرة وماء مسكوب من علومهم الحقة التي بها
تحيا النفوس والأرواح وفواكه كثيرة من أنواع معارفهم التي لا تنقطع عن شيعتهم ولا
يمنعون منها وفرش مرفوعة مما يلتذون بها من حكمهم وآدابهم بل لا يلتذ المقربون في
الآخرة أيضا في الجنان الصورية إلا بتلك الملاذ المعنوية التي كانوا يتنعمون بها
في الدنيا كما يشهد به بعض الأخبار ومرت الإشارة إليه في كتاب المعاد وأشبعنا
القول فيه في كتاب عين الحياة.
__________________
١٢ ـ فس : (
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال التين رسول
الله صلىاللهعليهوآله
والزيتون أمير المؤمنين
عليهالسلام
وطور سينين الحسن والحسين
عليهالسلام
وهذا البلد الأمين الأئمة
عليهالسلام
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ ) قال نزلت في الأول ( ثُمَّ رَدَدْناهُ
أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال ذاك أمير
المؤمنين عليهالسلام
( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) أي لا يمن عليهم
به ثم قال لنبيه صلىاللهعليهوآله
( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال أمير
المؤمنين عليهالسلام
( أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ) .
١٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن عبد الله بن العلاء عن
ابن شمون عن الأصم عن البطل عن ابن دراج قال سمعت أبا عبد الله
عليهالسلام
يقول قوله تعالى : (
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) التين الحسن والزيتون الحسين صلوات الله عليهما .
١٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن يحيى الحلبي عن بدر بن الوليد عن أبي
الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ ) قال التين
والزيتون الحسن والحسين وطور سينين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
قلت قوله ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ
بِالدِّينِ ) قال الدين ولاية علي بن أبي طالب
عليهالسلام
.
١٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن القاسم عن محمد بن زيد عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن محمد بن الفضيل قال : قلت لأبي الحسن الرضا
عليهالسلام
أخبرني
__________________
عن قول الله عز
وجل : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) إلى آخر السورة
فقال التين والزيتون الحسن والحسين عليهالسلام قلت ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال ليس هو طور
سينين ولكنه طور سيناء قال فقلت وطور سيناء فقال نعم هو أمير المؤمنين
عليهالسلام
قلت ( وَهذَا
الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال هو رسول الله صلىاللهعليهوآله أمن الناس به إذا أطاعوه قلت ( لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال ذاك أبو فصيل
حين أخذ الله ميثاقه له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولأوصيائه
بالولاية فأقر وقال نعم ألا ترى أنه قال ( ثُمَّ رَدَدْناهُ
أَسْفَلَ سافِلِينَ ) يعني الدرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمد ما فعل قال قلت ( إِلاَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال والله هو
أمير المؤمنين عليهالسلام
وشيعته ( فَلَهُمْ
أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) قال قلت ( فَما يُكَذِّبُكَ
بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال مهلا مهلا لا تقل هكذا هذا هو الكفر بالله لا والله ما
كذب رسول الله صلىاللهعليهوآله
بالله طرفة عين قال قلت
فكيف هي قال فمن يكذبك بعد بالدين والدين أمير المؤمنين
عليهالسلام
( أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ) .
بيان : لعله
عليهالسلام
على تأويلهم
عليهالسلام
إنما استعير اسم التين
للحسن عليهالسلام
لكونه من ألذ الثمار
وأطيبها ، وروي أنه من ثمار الجنة ، وهي كثيرة المنافع والفوائد وهو عليهالسلام من ثمار الجنة لتولده منها وبعلومه وحكمه تتغذى وتتقوى
أرواح المقربين واسم الزيتون للحسين عليهالسلام لأنه فاكهة وإدام ودواء وله دهن مبارك لطيف وهو عليهالسلام ثمرة فؤاد المقربين وعلومه قوت قلوب المؤمنين وبنور أولاده
الطاهرين اهتدى جميع المهتدين وقد مثل الله نوره بأنوارهم كما شاع
في أخبارهم واسم الطور لأمير المؤمنين عليهالسلام إما لأنه صاحبه إذ بين الله فضله
عليهالسلام
وفضل أولاده وشيعته لموسى
عليهالسلام
عليه أو لتشبيهه
عليهالسلام
به في
__________________
رزانته في أمر الدين وثباته في الحق وعلو قدره كما خاطبه الخضر
عليهالسلام
بقوله كنت كالجبل لا
تحركه العواصف أو لكونه وتدا للأرض به تستقر كما أن الجبال أوتاد لها كما روي أنه
عليهالسلام
زر الأرض الذي تسكن عليه.
أو لكونه مهبطا
لأنوار الله وتجلياته وإفاضاته كما أن ذلك الجبل كان كذلك أو لأنه عليهالسلام تولد منه الحسنان عليهالسلام كما نبتت من الطور الشجرتان وفسر البلد الأمين بمكة وإنما
عبر عن النبي صلىاللهعليهوآله
بها لكونه صاحب مكة
ومشرفها أو لكونه لشرفه بين المقربين والمقدسين كمكة بين سائر الأرضين أو لأنه
عليهالسلام
من آمن به وبأهل بيته فهو
آمن من الضلالة في الدنيا والعذاب في الآخرة كما أن من دخل مكة فهو آمن وقد قال
صلىاللهعليهوآله
أنا مدينة العلم وعلي
بابها.
ويمكن إجراء مثل
ما ذكرنا فيما رواه علي بن إبراهيم وإن كان التشبيه في غيرها أتم وأما تأويل
الإنسان بأبي بكر فيحتمل أن يكون سببا لنزول الآية أو لأنه أكمل أفرادها ومصداقها
في ظهور تلك الشقاوة فيه وكونه سببا لشقاوة غيره كما أن تأويل ( إِلاَّ
الَّذِينَ آمَنُوا ) بأمير المؤمنين عليهالسلام لكونه مورد نزوله أو أكمل أفراده على أنه يحتمل تخصيص في
الموضعين فيكون الاستثناء منقطعا ويكون الجمع للتعظيم أو لدخول سائر الأئمة
عليهالسلام
فيه.
وقال البيضاوي في قوله
تعالى : ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) فأي شيء يكذبك يا
محمد دلالة أو نطقا بعد بالدين بالجزاء بعد ظهور هذه الدلائل وقيل ما بمعنى من
وقيل الخطاب للإنسان على الالتفات والمعنى فما الذي يحملك على الكذب .
١٦
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد بإسناده عن محمد بن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا الحسن
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : (
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال التين الحسن
__________________
عليه السلام
والزيتون الحسين عليهالسلام
فقلت وقوله ( وَطُورِ
سِينِينَ ) فقال ليس هو طور سينين إنما هو طور سيناء ذلك أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام قلت قوله ( وَهذَا الْبَلَدِ
الْأَمِينِ ) قال ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم سكت ساعة ثم قال لم لا تستوفي مسألتك إلى آخر السورة قلت
بأبي وأمي قوله ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ ) قال ذلك أمير المؤمنين
عليهالسلام
وشيعته كلهم ( فَلَهُمْ
أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) .
١٧ ـ وقال أبو
الحسن موسى عليهالسلام
في قوله ( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله ونحن سبيله آمن الله به الخلق في سبيلهم من النار إذا أطاعوه .
١٨
ـ فس : ( إِنَّ اللهَ فالِقُ
الْحَبِّ وَالنَّوى ) قال الحب أن يفلق العلم من الأئمة
عليهالسلام
والنوى ما بعد عنه .
١٩
ـ فس : ( وَالْبَلَدُ
الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ) هو مثل للأئمة عليهالسلام يخرج علمهم بإذن ربهم ( وَالَّذِي خَبُثَ ) مثل لأعدائهم ( لا
يَخْرُجُ ) علمهم ( إِلاَّ نَكِداً ) أي كدرا فاسدا .
__________________
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله (
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ ) معناه الأرض الطيب ترابه ( يَخْرُجُ نَباتُهُ ) أي زروعه خروجا
حسنا ناميا زاكيا من غير كد ولا عناء ( بِإِذْنِ رَبِّهِ ) بأمر الله وإنما
قال ذلك ليكون أدل على العظمة ونفوذ الإرادة من غير تعب ولا نصب ( وَالَّذِي
خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ) أي والأرض السبخة التي خبث ترابها لا يخرج ريعها إلا شيئا
قليلا لا ينتفع به .
وأقول على تأويله
عليهالسلام
هذا تمثيل للطينة الطيبة
التي هي منشأ العلوم والمعارف والطاعات والخيرات والطينة الخبيثة التي لا يتوقع
منها نفع وخير ويؤيده ما روى الطبرسي عن ابن عباس ومجاهد والحسن أن هذا مثل ضربه
الله لمؤمن والكافر فأخبر أن الأرض كلها جنس واحد إلا أن منها طينة تلين بالمطر
ويحسن نباتها ويكثر ريعها ومنها سبخة لا تنبت شيئا وإن أنبتت فمما لا منفعة فيه
وكذلك القلوب كلها لحم ودم ثم منها لين يقبل الوعظ ومنها قاس جاف لا يقبل الوعظ
فليشكر الله تعالى من لان قلبه لذكره .
٢٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
المفضل قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله ( فالِقُ الْحَبِّ
وَالنَّوى ) قال الحب المؤمن وذلك قوله ( وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) والنوى هو الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله .
شي
: عن صالح بن رزين
رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام
مثله بيان يظهر منه أن
الحب صفة مشبهة من المحبة ولم يرد فيما عندنا من كتب اللغة وإنما ذكروا الحب
بالكسر بمعنى المحبوب وبالفتح جمع الحبة ولا يبعد أن يكون هنا جمع الحبة بمعنى حبة
القلب وهي سويداؤه ويكون وجه
__________________
تسمية حبة القلب
بها أنها محل للمحبة والنوى بالواو البعد كالنأى بالهمز ولعله ليس الغرض بيان
الاشتقاق بل هو تفسير له بالبعد الذي يكون لقلب الكافر عن قبول الحق مع أنه يحتمل
أن يكون في الأصل مهموزا فخفف وأبدل وإن لم يذكره اللغويون.
٢١ ـ كا : الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن موسى بن محمد
عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله ( وَأَنْ لَوِ
اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يقول لأشربنا
قلوبهم الإيمان والطريقة هي ولاية علي أبي طالب والأوصياء
عليهالسلام
.
٣٨
(باب)
*(نادر في تأويل النحل
بهم عليهمالسلام
)*
١ ـ فس : أبي عن الوشاء عن رجل عن حريز عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَأَوْحى
رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) قال نحن النحل الذي أوحى الله إليه ( أَنِ
اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة ( وَمِنَ الشَّجَرِ ) يقول من العجم ( وَمِمَّا
يَعْرِشُونَ ) من الموالي والشراب المختلف ألوانه العلم الذي يخرج
منا إليكم .
٢
ـ كنز : روى الحسن بن أبي
الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ
__________________
اتَّخِذِي
مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) قال ما بلغ من
النحل أن يوحى إليها بل فينا نزلت فنحن النحل ونحن المقيمون لله في أرضه بأمره
والجبال شيعتنا والشجر النساء المؤمنات .
٣ ـ قال ويؤيده ما
وجدته في مزار بالحضرة الغروية سلام الله على مشرفها في زيارة جامعة وهذا لفظه
اللهم صل على الفئة الهاشمية والمشكاة الباهرة النبوية والدوحة المباركة الأحمدية
والشجرة الميمونة الرضية التي تنبع بالنبوة وتتفرع
بالرسالة وتثمر بالإمامة وتغذي ينابيع الحكمة وتسقي من مصفى العسل والماء العذب
الغدق الذي فيه حياة القلوب ونور الأبصار الموحى إليه بأكل الثمرات واتخاذ
البيوتات من الجبال والشجر ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) السالك سبل ربه التي من رام غيرها ضل ومن سلك سواها هلك ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ
لِلنَّاسِ ) المستمع الواعي القائل الداعي .
بيان
: قد عرفت في كثير
من الأخبار أن ما في القرآن مما ظاهره في غذاء الأجساد ونمو الأبدان والتذاذها
فباطنه في قوت القلوب وغذاء الأرواح وتوقير الكمالات كتأويل الماء والنور والضياء
بالعلم والحكمة فلا غرو في التعبير عنهم عليهالسلام بالنحل لمظلوميتهم بين الخلق وإخفائهم ما في بطونهم من
العلم الذي هو شفاء القلوب ودواء الصدور وغذاء الأرواح فيخرج منهم شراب مختلف
ألوانه من أنواع العلوم والمعارف والحكم المتنوعة التي لا تحصى وكذا لا عجب في
التعبير عن العرب بالجبال لثباتهم ورسوخهم في الأمر وكونهم قبائل مجتمعة وكذا
استعارة الشجر للعجم لكونهم متفرقين ولكثرة منافعهم وشدة انقيادهم وقابليتهم وكذا
استعارة ما يعرشون للموالي لأنهم ملحقون كأنهم
__________________
مصنوعون ولوجوه
أخر لا تخفى وكذا تشبيه النساء بالشجر ظاهر.
٤ ـ ويؤيد الوجه
الأول ما رواه الكليني بإسناده عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : اتقوا على دينكم
واحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له إنما أنتم في الناس
كالنحل في الطير لو أن الطير يعلم ما في أجواف
النحل ما بقي منها شيء إلا أكلته ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا
أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر
والعلانية رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا .
٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَأَوْحى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ
وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فالنحل الأئمة والجبال العرب والشجر الموالي عتاقة ( وَمِمَّا
يَعْرِشُونَ ) يعني الأولاد والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله
والأئمة عليهالسلام
والشراب المختلف ألوانه
فنون العلم قد يعلمها الأئمة شيعتهم ( فِيهِ شِفاءٌ
لِلنَّاسِ ) يقول في العلم شفاء للناس والشيعة هم الناس وغيرهم الله
أعلم بهم ما هم قال ولو كان كما يزعم أنه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه
فلا يشرب ذو عاهة إلا برأ لقول الله ( فِيهِ شِفاءٌ
لِلنَّاسِ ) ولا خلف لقول الله و
__________________
إنما الشفاء في
علم القرآن لقوله ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) فهو شفاء ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية وأهله الأئمة
الهدى الذين قال الله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا ) الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا .
٦ ـ وفي رواية أبي
الربيع الشامي عنه في قول الله ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ( أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) قال تزوج من قريش
( وَمِنَ الشَّجَرِ ) قال في العرب ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) قال في الموالي ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ) قال أنواع العلم ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) .
٧
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن الحسين بن إبراهيم معنعنا عن محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن
عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( وَأَوْحى
رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) قال من قريش قلت قوله ( وَمِنَ
الشَّجَرِ ) قال يعني من العرب قال قلت ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
) قال يعني من الموالي قال قلت قوله ( فَاسْلُكِي سُبُلَ
رَبِّكِ ذُلُلاً ) قال هو السبيل الذي نحن عليه من دينه قلت ( فِيهِ
شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) قال يعني ما يخرج من علم أمير المؤمنين
عليهالسلام
علي بن أبي طالب
عليهالسلام
فهو الشفاء كما قال ( شِفاءٌ
لِما فِي الصُّدُورِ ) .
__________________
٣٩
باب
*(أنهم عليهمالسلام
السبع المثاني )*
١ ـ فس : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن محمد بن سيار عن سورة بن كليب
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : نحن المثاني التي
أعطاها الله نبينا ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم عرفنا من عرفنا وجهلنا
من جهلنا من عرفنا فأمامه اليقين ومن جهلنا فأمامه السعير .
بيان قوله فأمامه
اليقين أي الموت المتيقن فينتفع بتلك المعرفة حينئذ أو إن المعرفة التي حصلت له في
الدنيا بالدليل تحصل له حينئذ بالمشاهدة وعين اليقين أو تحصل له المثوبات المتيقنة
وأما قوله نحن المثاني فهو إشارة إلى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ
سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) والمشهور بين
المفسرين أنها سورة الفاتحة وقيل السبع الطوال وقيل مجموع القرآن لقسمته أسباعا
وقوله من المثاني بيان للسبع والمثاني من التثنية أو الثناء فإن كل ذلك مثنى تكرر
قراءته وألفاظه أو قصصه ومواعظه أو مثنى بالبلاغة والإعجاز ومثن على الله بما هو
أهله من صفاته العظمى وأسمائه الحسنى ويجوز أن يراد بالمثاني القرآن أو كتب الله
كلها فتكون من للتبعيض وقوله ( وَالْقُرْآنَ
الْعَظِيمَ ) إن أريد بالسبع الآيات أو السور فمن عطف الكل على البعض أو
العام على الخاص وإن أريد به الأسباع فمن عطف أحد الوصفين على الآخر هذا ما قيل في
تفسير ظاهر الآية الكريمة ويدل عليها بعض الأخبار أيضا وأما تأويله
عليهالسلام
لبطن الآية فلعل كونهم
عليهالسلام
سبعا باعتبار أسمائهم
فإنها سبعة
__________________
وإن تكرر بعضها أو
باعتبار أن انتشار أكثر العلوم كان من سبعة منهم فلذا خص الله هذا العدد منهم
بالذكر فعلى تلك التقادير يجوز أن يكون المثاني من الثناء لأنهم الذين يثنون عليه
تعالى حق ثنائه بحسب الطاقة البشرية وأن يكون من التثنية لتثنيتهم مع القرآن كما
ذكره الصدوق رحمهالله
أو مع النبي
صلىاللهعليهوآله
أو لأنهم
عليهالسلام
ذوو جهتين جهة تقدس
وروحانية وارتباط تام بجنابه تعالى وجهة ارتباط بالخلق بسبب البشرية ويحتمل أن
يكون السبع باعتبار أنه إذا ثنى يصير أربعة عشر موافقا لعددهم
عليهالسلام
إما بأخذ التغاير
الاعتباري بين المعطي والمعطى له إذ كونه معطي إنما يلاحظ مع جهة النبوة والكمالات
التي خصه الله بها وكونه معطي له مع قطع النظر عنها أو يكون الواو في قوله (
وَالْقُرْآنَ ) بمعنى مع فيكونون مع القرآن أربعة عشر وفيه ما فيه ويحتمل
أن يكون المراد بالسبع في ذلك التأويل أيضا السورة ويكون المراد بتلك الأخبار أن
الله تعالى إنما امتن بهذه السورة على النبي
صلىاللهعليهوآله
في مقابلة القرآن العظيم
لاشتمالها على وصف الأئمة عليهالسلام ومدح طريقتهم وذم أعدائهم في قوله ( صِراطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) إلى آخر السورة فالمعنى نحن المقصودون بالمثاني ويحتمل بعض
الأخبار أن يكون تفسيرا للمثاني فقط بأن تكون من بمعنى مع أو تعليلية والله يعلم
وحججه ع.
٢ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم جعفر بن أحمد بإسناده عن سماعة قال : سألت
أبا عبد الله عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( وَلَقَدْ
آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال فقال لي نحن
والله السبع المثاني ونحن وجه الله نزول بين أظهركم من عرفنا
__________________
ومن جهلنا فأمامه
اليقين .
٣ ـ يد : التوحيد العطار عن أبيه عن سهل عن ابن يزيد عن محمد بن سنان
عن أبي سلام عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليهالسلام قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا
صلىاللهعليهوآله
ونحن وجه الله نتقلب في
الأرض بين أظهركم عرفنا من عرفنا ومن جهلنا فأمامه اليقين .
ير
: أحمد بن محمد عن
الحسين بن سعيد عن علي بن حديد عن علي بن أبي المغيرة عن أبي سلام عن سورة بن كليب
عن أبي جعفر عليهالسلام
مثله .
شي
: عن سورة مثله .
قال الصدوق رحمهالله معنى قوله نحن المثاني أي نحن الذين قرننا النبي
صلىاللهعليهوآله
إلى القرآن وأوصى بالتمسك
بالقرآن وبنا وأخبر أمته أن لا نفترق حتى نرد عليه حوضه .
٤
ـ ير : بصائر الدرجات
محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن هارون بن خارجة قال : قال
لي أبو الحسن عليهالسلام
نحن المثاني التي أوتيها
رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن وجه الله نتقلب بين أظهركم فمن عرفنا ومن لم
يعرفنا فأمامه اليقين .
٥
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن الحسن عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي سلام
__________________
عن بعض أصحابه عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : نحن المثاني التي
أعطى الله نبينا ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم .
٦ ـ شي : تفسير العياشي عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال : سألت أبا
عبد الله عليهالسلام
عن قول الله : ( وَلَقَدْ
آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال إن ظاهرها الحمد وباطنها ولد الولد والسابع منها القائم
عليهالسلام
.
٧ ـ قال حسان سألت أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال ليس هكذا
تنزيلها إنما هي ولقد آتيناك سبع مثاني نحن هم ( وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
) ولد الولد .
٨ ـ شي : تفسير العياشي عن القاسم بن عروة عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله ( وَلَقَدْ
آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال سبعة أئمة
والقائم .
٩
ـ شي : تفسير العياشي سماعة
قال قال أبو الحسن عليهالسلام
( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي
وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال لم يعط الأنبياء إلا محمد
صلىاللهعليهوآله
وهم السبعة الأئمة الذين
يدور عليهم الفلك والقرآن العظيم محمد صلىاللهعليهوآله .
بيان
: يجري في تلك
الأخبار أكثر الاحتمالات التي ذكرناها في الخبر الأول وإن كان بعضها هنا أبعد ولا
يبعد أن تكون تلك الأخبار من روايات الواقفية أو من الأخبار البدائية وفي بعضها
يحتمل أن يكون المراد بالسابع السابع من الصادق
عليهالسلام
فلا تغفل.
__________________
١٠
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم علي بن يزداد القمي بإسناده عن حسان العامري قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله : ( وَلَقَدْ
آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي ) قال ليس هكذا تنزيلها إنما هي ولقد آتيناك سبع مثاني نحن هم ولد الولد
( وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) علي بن أبي طالب
عليهالسلام
.
٤٠
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
أولو النهى)*
١ ـ فس : أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن عمار عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) قال نحن والله
أولو النهى فقلت جعلت فداك وما معنى أولي النهى قال ما أخبر الله به رسوله مما
يكون بعده من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها والآخر من بعده والثالث من بعدهما وبني
أمية فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا
عليهالسلام
وكان ذلك كما أخبر الله
نبيه وكما أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام وكما انتهى إلينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني
أمية وغيرهم فهذه الآية التي ذكرها الله في الكتاب ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) فنحن أولو النهى الذين انتهى إلينا علم هذا كله فصبرنا
لأمر الله فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونستره ونكتتم به من
عدونا كما اكتتم رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى أذن الله له في الهجرة وجاهد المشركين فنحن
على منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
حتى يأذن الله لنا
في إظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بدوا .
ير
: علي بن إسماعيل عن
أبي عبد الله البرقي عن أبي محبوب مثله.
كنز
: محمد بن العباس عن
أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب مثله ـ قب : لابن شهرآشوب عمار بن مروان مثله بيان المشهور أن
النهى جمع النهية بالضم بمعنى العقل لأنه ينهى صاحبه عن القبيح ويظهر من الخبر أنه
مشتق من الانتهاء ولا استبعاد فيه مع أنه يحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعنى لا
لمأخذ الاشتقاق.
٤١
*(باب أنهم)*
*(
عليهمالسلام
العلماء في القرآن
وشيعتهم أولو الألباب)*
١ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازي عن النضر عن القاسم
بن سليمان عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا
الْأَلْبابِ ) فقال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولو
الألباب .
٢
ـ ير : بصائر الدرجات
محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان قال : قلت لأبي عبد الله
عليهالسلام
( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) الآية وذكر مثله .
__________________
كنز
: محمد بن العباس عن
علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن إسماعيل بن صبيح عن سفيان بن إبراهيم
عن عبد المؤمن عن سعد بن مجاهد عن جابر عنه عليهالسلام مثله .
وعنه عن عبد الله
بن زيدان بن يزيد عن محمد بن أيوب عن جعفر بن عمر عن يوسف بن يعقوب عن جابر مثله .
فر
: الفضل بن يوسف
بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام
مثله .
٣
ـ ير : بصائر الدرجات
محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله
عليهالسلام
فسأله رجل من أهل هيت
فقال جعلت فداك قول الله ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا
الْأَلْبابِ ) فقال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وأولو الألباب شيعتنا .
قب
: لابن شهرآشوب عن
الصادق عليهالسلام
مثله ورواه سعد والنضر عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
.
٤
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن أبي بصير قال : سألت أبا
عبد الله عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) الآية قال نحن الذين نعلم وعدونا ( الَّذِينَ
لا يَعْلَمُونَ ) وشيعتنا ( أُولُوا الْأَلْبابِ ) .
ير
: بهذا الإسناد عن
أبي جعفر عليهالسلام
مثله ـ ٥ الحسن بن علي
عن العباس بن عامر عن أسباط بن سالم عن الصادق
__________________
عليه السلام مثله .
ير
: أحمد بن محمد عن الحكم عن البطائني عن أبي بصير عنه
عليهالسلام
مثله .
٦ ـ ير : بصائر الدرجات بعض
أصحابنا عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد عن عبد الله بن عميد
عنه عليهالسلام
مثله .
٧ ـ ير : بصائر الدرجات ابن
هاشم عن ابن المغيرة عن عبد المؤمن الأنصاري عن سعد عن جابر الجعفي عن أبي جعفر
عليهالسلام
مثله .
٨ ـ كا : الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن
هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَإِذا
مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ) قال نزلت في أبي
الفصيل أنه كان رسول الله عنده ساحرا فكان إذا مسه الضر يعني السقم دعا ربه منيبا
إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله صلىاللهعليهوآله ما يقول ( ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ
نِعْمَةً مِنْهُ ) يعني العافية ( نَسِيَ ما كانَ
يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ ) يعني نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في رسول
الله صلىاللهعليهوآله
إنه ساحر ولذلك قال الله
عز وجل ( قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ
مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ) يعني إمرتك على الناس بغير حق من الله عز وجل ورسوله قال
ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام
ثم عطف القول من الله عز
وجل في علي يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى فقال ( أَمَّنْ
هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا
رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) أن محمدا رسول
الله ( وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) أن محمدا رسول
الله وأنه ساحر كذاب ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ
أُولُوا
__________________
الْأَلْبابِ
) قال ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام هذا تأويله يا عمار.
بيان
: أقول سيأتي أن أبا
بكر كان يعبر عنه بأبي الفصيل لتقارب البكر والفصيل في المعنى وقال السيد الشريف
في بعض تعليقاته قد يعتبر في الكنى المعاني الأصلية كما روي أن في بعض الغزوات
نادى بعض المشركين أبا بكر يا أبا الفصيل انتهى.
ثم اعلم أن هذه
الآية من أعظم الحجج على إمامة أئمتنا عليهالسلام للاتفاق على كونهم أعلم أهل زمانهم لا سيما بالنسبة إلى
الخلفاء المعاصرين لهم.
٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن عامر عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن مالك بن عطية عن محمد بن مروان
عن الفضيل عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ
الْعالِمُونَ ) قال نحن .
١٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله ( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ
الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) قال تفسيرها في الباطن أنه لم يؤت العلم إلا أناس يسير
فقال ( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ
قَلِيلاً ) منكم .
بيان
: على هذا التأويل
يكون الاستثناء من ضمير الخطاب.
١١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد قال
: قلت لأبي جعفر عليهالسلام
قوله عز وجل : ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال إيانا عنى .
١٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن عمر عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن
ابن عباس في قوله
__________________
عز وجل : ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) قال يعني به عليا
كان عالما بالله ويخشى الله ويراقبه ويعمل بفرائضه ويجاهد في سبيله ويتبع جميع
أمره برضاه ومرضاة رسوله صلىاللهعليهوآله
.
٤٢
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
المتوسمون ويعرفون جميع
أحوال الناس عند رؤيتهم)*
الآيات
: الحجر ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) ٧٥ و ٧٦.
تفسير
: هذه الآية وقعت
بعد قصة قوم لوط قال الطبرسي رحمهالله
أي فيما سبق ذكره من
إهلاك قوم لوط لدلالات للمتفكرين المعتبرين وقيل للمتفرسين والمتوسم الناظر في
السمعة الدالة وهي العلامة وتوسم فيه الخير أي عرف سمة ذلك فيه وقال مجاهد قد صح عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : اتقوا فراسة
المؤمن فإنه ينظر بنور الله وقال قال إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ثم قرأ
هذه الآية.
وروي عن أبي عبد
الله عليهالسلام
أنه قال : نحن المتوسمين
والسبيل فينا مقيم والسبيل طريق الجنة ( وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ).
معناه أن مدينة
لوط لها طريق مسلوك يسلكه الناس في حوائجهم فينظرون إلى آثارها ويعتبرون بها وهي
مدينة سدوم وقال قتادة إن قرى قوم لوط بين المدينة والشام .
١
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن البراء عن علي
__________________
بن حسان عن عبد
الرحمن يعني ابن كثير قال : حججت مع أبي عبد الله
عليهالسلام
فلما صرنا في بعض الطريق
صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج فقال له داود
الرقي يا ابن رسول الله هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذي أرى قال ويحك يا [ با
] سليمان إن الله هل ( لا يَغْفِرُ أَنْ
يُشْرَكَ بِهِ ) الجاحد لولاية علي عليهالسلام كعابد وثن قال قلت جعلت فداك هل تعرفون محبكم ومبغضكم قال ويحك يا با
سليمان إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر وإن الرجل ليدخل
إلينا بولايتنا وبالبراءة من أعدائنا فنرى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر قال الله
عز وجل ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) نعرف عدونا من
ولينا .
ختص
: الخشاب عن علي بن
حسان وأحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم والحسن بن براء عن علي بن حسان عن عبد
الرحمن بن كثير مثله .
٢
ـ ختص ، ير : الحسن بن علي بن عبد الله عن عبيس بن هشام عن سليمان عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : سأله رجل عن الإمام
هل فوض الله إليه كما فوض إلى
__________________
سليمان فقال نعم
وذلك أنه سأله رجل عن مسألة فأجاب فيها وسأله رجل آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول
ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب هكذا في قراءة
علي عليهالسلام
قال قلت أصلحك الله فحين
أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام قال سبحان الله أما تسمع قول الله تعالى في
كتابه ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) وهم الأئمة ( وَإِنَّها
لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) لا يخرج منها أبدا ثم قال نعم إن الإمام إذا نظر إلى رجل عرفه وعرف لونه
وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو لأن الله يقول ( وَمِنْ
آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ
وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ ) فهم العلماء وليس
يسمع شيئا من الألسن إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به .
بيان
: قوله أو أعط لعله
على تلك القراءة المن بمعنى القطع كما قيل في قوله تعالى : ( لَهُمْ
أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) ـ قوله لا يخرج منها أي الآيات من السبيل أو السبيل من
الأئمة والأظهر منا كما في الكافي .
__________________
٣ ـ ير : بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن موسى بن سلام عن محمد بن
مقرن عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام
أنه قال : لنا أعين لا
تشبه أعين الناس وفيها نور ليس للشيطان فيه شرك .
٤
ـ شي : تفسير العياشي عن
عبد الرحمن بن سالم الأشل رفعه في قوله ( لَآياتٍ
لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال هم آل محمد الأوصياء
عليهالسلام
.
٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام إن في الإمام آيات للمتوسمين وهو السبيل المقيم ينظر بنور
الله وينطق عن الله لا يعزب عنه شيء مما أراد .
بيان
: قوله
عليهالسلام
إن في الإمام أي نزل فيه
قوله ( لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) وهو ذو السبيل
المقيم على حذف المضاف أو المراد أن ذلك إشارة إلى الإمام وفيه علامات تدل على
إمامته للمتوسمين من شيعته والآيات إنما هي في الإمام الذي هو السبيل إلى الله
الذي لا يتغير ولا يبطل.
٦
ـ ختص : الإختصاص ابن أبي
الخطاب وابن هاشم عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن
أبي جعفر عليهالسلام
قال : بينا أمير المؤمنين
عليهالسلام
في مسجد الكوفة إذ جاءت
امرأة تستعدي على زوجها فقضى لزوجها عليها فغضبت فقالت لا والله ما الحق فيما قضيت
وما تقضي بالسوية ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية فنظر إليها مليا
ثم قال لها كذبت يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلقلقية يا التي لا تحمل من حيث تحمل النساء قال فولت
المرأة هاربة مولولة وتقول ويلي ويلي ويلي لقد هتكت يا ابن أبي طالب سترا كان
مستورا قال فلحقها عمرو بن حريث فقال يا أمة الله لقد استقبلت عليا
__________________
بكلام سررتني به
ثم إنه نزع لك بكلام فوليت عنه هاربة تولولين فقالت إن عليا والله أخبرني بالحق
وبما أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي ومن أبوي فعاد عمرو إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام
ـ فأخبره بما قالت له
المرأة وقال له فيما يقول ما أعرفك بالكهانة فقال له علي
عليهالسلام
ويلك إنها ليست بالكهانة
مني ولكن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام فلما ركب الأرواح في أبدانها كتب
بين أعينهم كافر ومؤمن وما هم به مبتلين وما هم عليه من سيئ عملهم وحسنه في قدر
أذن الفأرة ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه صلىاللهعليهوآله فقال ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله المتوسم ثم أنا من بعده والأئمة من ذريتي هم المتوسمون فلما
تأملت عرفت ما فيها وما هي عليه بسيمائها .
السلفع الصخابة
البذية السيئة الخلق ذكره الفيروزآبادي وقال سلقه بالكلام آذاه وفلانا طعنه ولم
يذكر هذا البناء وكذا لم يذكر السلسع الذي في الخبر الآتي قوله نزع لك لعله على
سبيل الاستعارة من قولهم نزع في القوس إذا مدها وفيما سيأتي نزغك من قولهم نزغه
كمنعه طعن فيه.
٧
ـ كنز : روى الفضل بن
شاذان بإسناده عن رجاله عن عمار بن أبي مطروف عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال سمعته يقول ما من أحد
إلا ومكتوب بين عينيه مؤمن أو كافر محجوبة عن الخلائق إلا الأئمة والأوصياء فليس
بمحجوب عنهم ثم تلا ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ثم قال نحن
المتوسمون وليس والله أحد يدخل علينا إلا عرفناه بتلك السمة .
٨
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عن أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله المتوسم والأئمة من ذريتي المتوسمون إلى
__________________
يوم القيامة ( وَإِنَّها
لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) فذلك السبيل المقيم هو الوصي بعد النبي
صلىاللهعليهوآله
.
٩ ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي
الحسن الثالث عن آبائه عليهم السلام قال قال الباقر
عليهالسلام
اتقوا فراسة المؤمن فإنه
ينظر بنور الله ثم تلا هذه الآية ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) .
١٠
ـ فس : ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) قال نحن
المتوسمون والسبيل فينا مقيم والسبيل طريق الجنة .
١١
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب روى هذا المعنى بياع الزطي وأسباط بن سالم وعبد الله بن
سليمان عن الصادق عليهالسلام
ورواه محمد بن مسلم وجابر
عن الباقر ع.
١٢ ـ وسأله داود
هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم قال نعم يا داود لا يأتينا من يبغضنا إلا نجد بين
عينيه مكتوبا كافر ولا من محبينا إلا نجد بين عينيه مكتوبا مؤمن وذلك قول الله
تعالى ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فنحن المتوسمون
يا داود .
١٣
ـ ن : عيون أخبار الرضا عليهالسلام تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن
الجهم قال : سئل عن الرضا عليهالسلام ما وجه إخباركم بما في قلوب الناس قال أما بلغك قول الرسول
صلىاللهعليهوآله
اتقوا فراسة المؤمن فإنه
ينظر بنور الله قال بلى قال فما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر
إيمانه ومبلغ
__________________
استبصاره وعلمه
وقد جمع الله للأئمة ما فرقه في جميع المؤمنين وقال عز وجل في كتابه ( إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فأول المتوسمين
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم علي بن أبي طالب
عليهالسلام
من بعده ثم الحسن والحسين
والأئمة من ولد الحسين عليهالسلام
إلى يوم القيامة الخبر .
١٤ ـ ير : بصائر الدرجات عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن هارون
بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : بينا أمير المؤمنين
عليهالسلام
جالس في مسجد الكوفة وقد
احتبى بسيفه وألقى ترسه خلف ظهره إذ أتته امرأة تستعدي على زوجها فقضى للزوج عليها
فغضبت فقالت والله ما هو كما قضيت والله ما تقضي بالسوية ولا تعدل في الرعية ولا
قضيتك عند الله بالمرضية قال فغضب أمير المؤمنين
عليهالسلام
فنظر إليها مليا ثم قال
كذبت يا جرية يا بذية يا سلسع يا سلفع يا التي لا تحيض مثل النساء قال فولت هاربة
وهي تقول ويلي ويلي فتبعها عمرو بن حريث فقال يا أمة الله قد استقبلت ابن أبي طالب
بكلام سررتني به ثم نزغك بكلمة فوليت منه هاربة تولولين قال فقالت يا هذا إن ابن
أبي طالب أخبرني والله بما هو في لا والله ما رأيت حيضا كما تراه المرأة قال فرجع
عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له يا ابن أبي طالب ما هذا التكهن قال ويلك يا ابن
حريث ليس هذا مني كهانة إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام
ثم كتب بين أعينها مؤمن أو كافر ثم أنزل بذلك قرآنا على محمد ( إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله من المتوسمين وأنا بعده والأئمة من ذريتي .
__________________
١٥ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر
عليهالسلام
مثله .
١٦
ـ ختص ، ير : السندي بن الربيع عن ابن فضال عن ابن رئاب عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : ليس مخلوق إلا وبين
عينيه مكتوب أنه مؤمن أو كافر وذلك محجوب عنكم وليس بمحجوب من الأئمة من آل محمد
صلىاللهعليهوآله
ليس يدخل عليهم أحد إلا
عرفوا مؤمن أو كافر ثم تلا هذه الآية ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فهم المتوسمون .
١٧
ـ ختص ، ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أسباط بياع الزطي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : كنت عنده فسأله رجل
من أهل هيت عن قول الله تعالى
: ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) قال نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم .
ير
: محمد بن الحسين عن
علي بن أسباط عنه عليهالسلام
مثله بيان لعل المعنى
أن تلك الآيات حاصلة في سبيل مقيم ثابت فينا هي الإمامة أو متلبسة به أو أن الآيات
منصوبة على سبيل ثابت هو السبيل إلى الله والدين
__________________
الحق وعلى
التقادير لعل ذلك إشارة إلى القرآن.
١٨
ـ ختص ، ير : العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال هم الأئمة قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
اتقوا فراسة المؤمن فإنه
ينظر بنور الله في قوله ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) .
بيان
: قوله في قوله أي
قال هذا الكلام في تفسير تلك الآية
ير
: أبو طالب عن حماد
مثله إلا أن فيه في آخره لقول الله إن في ذلك .
شي
: عن محمد بن مسلم
مثله .
١٩
ـ ير : بصائر الدرجات
يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن زياد القندي عن ابن أذينة عن معروف بن خربوذ عن
أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال إيانا عنى .
٢٠
ـ ير : بصائر الدرجات
سلمة بن الخطاب عن يحيى بن إبراهيم عن أسباط بن سالم قال : كنت عند أبي عبد الله
عليهالسلام
فدخل عليه رجل من أهل هيت
فقال أصلحك الله قول الله في كتابه ( إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم .
شي
: عن أسباط مثله بيان هيت بالكسر
بلد على الفرات.
٢١
ـ ير : بصائر الدرجات أبو
الفضل العلوي عن سعيد بن عيسى الكبري عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك
بن عبد الله عن عبد الأعلى التغلبي عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي رحمه الله قال
سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام
يقول في قول الله عز
__________________
وجل : ( إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعرف الخلق بسيماهم وأنا بعده المتوسم والأئمة من ذريتي
المتوسمون إلى يوم القيامة .
٤٣
(باب)
*(أنه
نزل فيهم عليهالسلام قوله تعالى : «وَعِبادُ الرَّحْمنِ)*
*(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً» إلى قوله «وَاجْعَلْنا)*
*(لِلْمُتَّقِينَ إِماماً»)*
أقول
: قال الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : ( يَمْشُونَ عَلَى
الْأَرْضِ هَوْناً ) أي بالسكينة والوقار والطاعة غير أشرين ولا مرحين ولا
متكبرين ولا مفسدين وقال أبو عبد الله عليهالسلام هو الرجل الذي يمشي بسجيته التي جبل عليها لا يتكلف ولا
يتبختر.
وقيل معناه حلماء
علماء لا يجهلون وإن جهل عليهم ( وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) بأن نراهم يطيعون
الله تعالى تقر بهم أعيننا في الدنيا بالصلاح وفي الآخرة بالجنة (
وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) أي اجعلنا ممن يقتدي بنا المتقون وفي قراءة أهل البيت
عليهالسلام
واجعل لنا من المتقين
إماما .
١
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا ) الآية قال هذه
الآية والله خاصة في أمير المؤمنين علي عليهالسلام كان أكثر دعائه يقول ( رَبَّنا هَبْ لَنا
مِنْ أَزْواجِنا ) يعني فاطمة ( وَذُرِّيَّاتِنا ) الحسن
__________________
و الحسين ( قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) قال أمير المؤمنين عليهالسلام والله ما سألت ربي ولدا نضير الوجه ولا
ولدا حسن القامة ولكن سألت ربي ولدا مطيعين لله خائفين وجلين منه حتى إذا نظرت
إليه وهو مطيع لله قرت به عيني قال ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) قال نقتدي بمن قبلنا من المتقين فيقتدي المتقون بنا من
بعدنا وقال ( أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا ) يعني علي بن أبي
طالب والحسن والحسين عليهالسلام
وفاطمة ( وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ
مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً ) .
٢ ـ فس : قوله ( وَعِبادُ الرَّحْمنِ
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ) قال نزلت في
الأئمة عليهالسلام
أخبرنا أحمد بن إدريس عن
ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله ( وَعِبادُ
الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ) قال الأئمة
عليهالسلام
يمشون على الأرض هونا
خوفا من عدوهم .
٣
ـ فس : أحمد بن إدريس عن
أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سليمان بن جعفر قال : سألت أبا الحسن
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَعِبادُ
الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ
الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً
وَقِياماً ) قال هم الأئمة يتقون في مشيهم على الأرض .
٤
ـ فس : أبي عن جعفر بن
إبراهيم عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : قرئ عند أبي عبد الله
عليهالسلام
( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا
مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ
إِماماً ) فقال لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين أئمة فقيل له
كيف هذا يا ابن رسول الله قال إنما أنزل الله والذين يقولون ربنا
__________________
هب لنا من أزواجنا
وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما .
٥ ـ فس : محمد بن أحمد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن حماد عن أبان بن
تغلب قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله ( وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) قال نحن هم أهل البيت .
وروى غيره (
أَزْواجِنا ) خديجة و ( ذُرِّيَّاتِنا ) فاطمة و ( قُرَّةَ
أَعْيُنٍ ) الحسن والحسين ( وَاجْعَلْنا
لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) علي بن أبي طالب عليهالسلام .
فر
: بإسناده عن ابن
تغلب مثله إلى قوله أهل البيت بيان الظاهر من سياق الخبر أن هذا حكاية دعاء الرسول
صلىاللهعليهوآله
فيكون قوله علي بن أبي
طالب تفسيرا للمتقين ويحتمل أن يكون الدعاء منهما
صلىاللهعليهوآله
وإنما ذكر تطبيق على
الرسول صلىاللهعليهوآله
وأحال في أمير المؤمنين
عليهالسلام
على الظهور لأن زوجته
فاطمة عليهالسلام
وذريته الحسن والحسين
وسائر الأئمة عليهالسلام
ولما كانت الإمامة في
الرسول صلىاللهعليهوآله
ظاهرا بينها في علي
عليهالسلام
ولا يبعد أن يكون هذا
التأويل على قراءة أهل البيت عليهالسلام أي واجعل لنا فإن كان حكاية كلام الرسول
صلىاللهعليهوآله
فالمراد اجعل لي من
المتقين وصيا ويحتمل التعميم أيضا ليشمل سائر المؤمنين ويكون التخصيص بالرسول
صلىاللهعليهوآله
لبيان أكمل أفراده.
٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
ابن عقدة عن حريث بن محمد الحارثي عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن السدي
عن أبي مالك عن ابن عباس قال : قوله ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا ) الآية نزلت في
علي بن
__________________
أبي طالب
عليهالسلام
.
٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين عن جعفر بن عبد الله
المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا ) إلى قوله ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) أي هداة يهتدى بنا وهذه لآل محمد
صلىاللهعليهوآله
خاصة .
٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن جمهور عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير قال : لأبي عبد
الله عليهالسلام
( وَاجْعَلْنا
لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) قال لقد سألت ربك عظيما إنما هي واجعل لنا من المتقين
إماما وإيانا عنى بذلك .
٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن القاسم بن سلام عن عبيد بن كثير عن الحسين بن مزاحم عن علي بن زيد
الخراساني عن عبد الله بن وهب الكوفي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري في قول
الله عز وجل : ( رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ
أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
لجبرئيل ( مِنْ أَزْواجِنا ) قال خديجة قال ( وَذُرِّيَّاتِنا ) قال فاطمة قال ( قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) قال الحسن والحسين قال ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين .
فر
: تفسير فرات بن
إبراهيم علي بن حمدون بإسناده عن أبي سعيد مثله بيان لعله تفسير
قرة أعين بالحسنين عليهالسلام
لأن أحد أسباب كون فاطمة عليهاالسلام قرة عين الرسول صلىاللهعليهوآله هو ولادتهما منها أو لا يكون من للتبعيض
__________________
بل للابتداء أي هب
لنا قرة أعين بسبب أزواجنا وأولادنا.
١٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس
عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا
خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ) قال هذه الآيات للأوصياء إلى أن يبلغوا ( حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً ) .
١١
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَعِبادُ
الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ) قال هم الأوصياء
من مخافة عدوهم .
٤٤
باب
*(أنهم عليهمالسلام
الشجرة الطيبة في القرآن
وأعداءهم الشجرة الخبيثة)*
الآيات : إبراهيم «١٣»
: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً
كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي
السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ
الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ
كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ )«٢٤ ـ ٢٦».
تفسير قال الطبرسي
رحمهالله
: ( كَلِمَةً
طَيِّبَةً ) هي كلمة التوحيد وقيل كل كلام أمر الله به وإنما سماها
طيبة لأنها زاكية نامية لصاحبها بالخيرات والبركات ( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
) أي شجرة زاكية نامية راسخة أصولها في الأرض عالية أغصانها وثمارها من جانب
السماء وأراد به المبالغة في الرفعة فالأصل سافل
__________________
والفرع عال إلا
أنه يتوصل من الأصل إلى الفرع وقيل إنها النخلة وقيل إنها شجرة في الجنة.
وروى ابن عقدة عن
أبي جعفر عليهالسلام
أن الشجرة رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وساق الحديث مثل ما سيأتي
في رواية جابر.
ثم قال وروي عن
ابن عباس قال قال جبرئيل عليهالسلام
للنبي
صلىاللهعليهوآله
أنت الشجرة وعلي غصنها
وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها.
وقيل أراد بذلك
شجرة هذه صفتها وإن لم يكن لها وجود في الدنيا لكن الصفة معلومة وقيل إن المراد
بالكلمة الطيبة الإيمان وبالشجرة الطيبة المؤمن ( تُؤْتِي أُكُلَها ) أي تخرج هذه
الشجرة ما يؤكل منها ( كُلَّ حِينٍ ) أي في كل ستة
أشهر ـ عن أبي جعفر عليهالسلام.
أو في كل سنة أو
في كل وقت وقيل إن معنى قوله ( تُؤْتِي أُكُلَها
كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) ما تفتي به الأئمة من آل محمد
عليهالسلام
شيعتهم في الحلال والحرام
( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ ) وهي كلمة الشرك وقيل هو كل
كلام في معصية الله ( كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ
) غير زاكية وهي شجرة الحنظل وقيل إنها شجرة هذه صفتها وهو أنه لا قرار لها في
الأرض وقيل إنها الكشوث.
وروى أبو الجارود
عن أبي جعفر عليهالسلام
أن هذا مثل بني أمية.
( اجْتُثَّتْ مِنْ
فَوْقِ الْأَرْضِ ) أي قطعت واستؤصلت واقتلعت جثتها من الأرض ( ما لَها
مِنْ قَرارٍ ) أي من ثبات ولا بقاء وروي عن ابن عباس أنها شجرة لم يخلقها
الله بعد وإنما هو مثل ضربه .
. ١ ـ مع : معاني الأخبار الطالقاني عن الجلودي عن عبد الله بن محمد
العبسي عن محمد بن
__________________
هلال عن نائل بن
نجيح عن عمرو بن شمر عن جابر قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : (
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها
كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) قال أما الشجرة فرسول الله
صلىاللهعليهوآله
وفرعها علي
عليهالسلام
وغصن الشجرة فاطمة بنت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وثمرها أولادها
عليهالسلام
وورقها شيعتنا ثم قال إن
المؤمن من شيعتنا ليموت فيسقط من الشجرة ورقة وإن المولود من شيعتنا ليولد فتورق
الشجرة ورقة .
٢ ـ فس : أبي عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
تعالى : ( مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً ) الآية قال الشجرة
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ونسبه ثابت في بني هاشم
وفرع الشجرة علي بن أبي طالب عليهالسلام وغصن الشجرة فاطمة عليهالسلام وثمرتها الأئمة من ولد علي وفاطمة
عليهالسلام
وشيعتهم ورقها وإن المؤمن
من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة وإن المؤمن ليولد فتورق الشجرة ورقة قلت أرأيت
قوله ( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ
رَبِّها ) قال يعني بذلك ما يفتون الأئمة شيعتهم في
كل حجة وعمرة من الحلال والحرام .
ير
: أحمد عن ابن محبوب
مثله .
٣
ـ ير : بصائر الدرجات
الخشاب عن عمرو بن عثمان عن ابن عذافر عن الثمالي عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
تبارك وتعالى : ( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ
__________________
فَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ
حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) فقال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أنا أصلها وعلي فرعها والأئمة أغصانها وعلمنا ثمرها وشيعتنا
ورقها يا أبا حمزة هل ترى فيها فضلا قال قلت لا والله ما أرى فيها فضلا قال فقال
يا أبا حمزة والله إن المولود يولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ويموت فتسقط ورقة
منها .
بيان
: قوله هل ترى فيها
أي في الشجرة فضلا أي شيئا آخر غير ما ذكرنا فلا يدخل في هذه الشجرة الطيبة ولا
يلحق بالنبي صلىاللهعليهوآله
غير ما ذكر والمخالفون
خارجون منها داخلون في الشجرة الخبيثة.
٤
ـ ير : بصائر الدرجات ابن
يزيد عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله تبارك وتعالى
: ( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ
وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) قال الشجرة رسول
الله صلىاللهعليهوآله
نسبه ثابت في بني هاشم
وفرع الشجرة علي وعنصر الشجرة فاطمة وأغصانها الأئمة وورقها الشيعة وإن الرجل
ليموت فتسقط منها ورقة وإن المولود ليولد فتورق ورقة قال قلت جعلت فداك قوله تعالى
: ( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ
رَبِّها ) قال هو ما يخرج من الإمام من الحلال والحرام في كل سنة إلى
شيعته .
٥
ـ ير : بصائر الدرجات
موسى بن جعفر قال وجدت بخط أبي روايته عن محمد بن عيسى الأشعري عن محمد بن سليمان الديلمي مولى
أبي عبد الله عن سليمان قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( سِدْرَةِ
الْمُنْتَهى ) قال ( أَصْلُها ثابِتٌ ) و
__________________
( فَرْعُها فِي السَّماءِ
) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
جذرها وعلي
عليهالسلام
ذروها وفاطمة فرعها
والأئمة أغصانها وشيعتهم أوراقها قال قلت جعلت فداك فما معنى المنتهى قال إليها
والله انتهى الدين من لم يكن من الشجرة فليس بمؤمن وليس لنا شيعة .
بيان
: الجذر بالذال المعجمة
بفتح الجيم وكسرها الأصل من كل شيء وفي بعض النسخ بالدال المهملة جمع الجدار ولعله
تصحيف وفي بعضها جذيها وهو أظهر قال الفيروزآبادي الجذية بالكسر أصل الشجرة وجذي
الشيء بالكسر أصله.
٦
ـ ير : بصائر الدرجات
إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان الخزاز عن عبد الرحمن بن حماد عن عمر بن يزيد
قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( أَصْلُها
ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله جذرها وأمير المؤمنين عليهالسلام ذروها وفاطمة عليهالسلام فرعها والأئمة من ذريتها أغصانها وعلم الأئمة ثمرها وشيعتهم
ورقها فهل ترى فيهم فضلا فقلت لا فقال والله إن المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك
الشجرة وإنه ليولد فتورق ورقة فيها فقلت قوله ( تُؤْتِي أُكُلَها
كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) فقال ما يخرج إلى الناس من علم الإمام في كل حين يسأل عنه .
فر
: تفسير فرات بن
إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بإسناده إلى عمر بن يزيد مثله شي : عن ابن يزيد مثله .
__________________
ير
: أحمد بن محمد عن
علي بن سيف عن أبيه عن عمر بن يزيد مثله إلى قوله فتورق ورقة
. ٧ ـ ك : إكمال الدين جماعة من أصحابنا عن محمد بن همام عن جعفر
الفزاري عن جعفر بن إسماعيل الهاشمي عن خاله محمد بن علي عن عبد الرحمن بن حماد عن
عمر بن يزيد السابري قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن هذه الآية ( أَصْلُها
ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) قال أصلها رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وفرعها أمير المؤمنين
عليهالسلام
والحسن والحسين ثمرها وتسعة من ولد الحسين أغصانها والشيعة ورقها والله إن
الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة قلت قوله عز وجل : ( تُؤْتِي
أُكُلَها كُلَّ حِينٍ ) قال ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل حج وعمرة .
٨
ـ شي : تفسير العياشي عن
محمد بن علي الحلبي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله ( ضَرَبَ
اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ
وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) قال يعني النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة من بعده هم الأصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل
فيها .
ير
: أحمد بن محمد عن
الحسين بن سعيد عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
مثله .
__________________
بيان
: قوله : والفرع الولاية أي هم أصل الشجرة وفرعها ولاية من
دخل في أصل الشجرة فمن تعلق بالفرع وصل إلى الأصل ورفع إلى السماء ويحتمل أن يكون
قوله الولاية استئنافا للكلام فالمعنى هم أصل الشجرة وفرعها والولاية واجبة ولازمة
دخل فيها.
٩ ـ شي : تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي
عبد الله عليهالسلام
في قوله تعالى : ( ضَرَبَ
اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً ) الآية قال هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه ولمن عاداهم هو
( مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ
خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ ) .
١٠
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بإسناده عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله تعالى : (
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
والله جذرها وأمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فرعها وشيعتهم ورقها فهل ترى فيها فضلا فقلت لا .
١١
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد الفزاري بإسناده عن أبي سلمة السراج قال : سألت عبد
الله بن الحسن عن هذه الآية ( أَصْلُها ثابِتٌ
وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) قال نحن هم قال قلت ( تُؤْتِي أُكُلَها
كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) قال يخرج منا بعد حين فيقتل .
١٢
ـ كا : الكافي العدة عن
أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله : (
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) فقال قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أنا أصلها وأمير المؤمنين
عليهالسلام
فرعها
__________________
والأئمة
عليهالسلام
من ذريتهما أغصانها وعلم
الأئمة ثمرتها وشيعتهم المؤمنون ورقها هل فيها فضل قال قلت لا والله قال والله إن
المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها وإن المؤمن ليموت فيسقط ورقة منها .
١٣ ـ أقول روي في
المستدرك من كتاب الفردوس بإسناده عن ابن عباس قال قال رسول الله أنا شجرة وفاطمة
حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها والمحبون لأهل البيت ورقها من الجنة حقا
حقا.
ومن كتاب السمعاني
: بإسناده عنه مثله .
٤٥
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
الهداية والهدى والهادون
في القرآن )*
١ ـ سن : المحاسن بعض أصحابنا رفعه في قول الله عز وجل : (
وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ ) قال التكبير التعظيم لله والهداية الولاية .
٢
ـ ب : قرب الإسناد ابن
عيسى عن البزنطي فيما كتب الرضا عليهالسلام قال الله عز وجل ( فَإِنْ لَمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ
مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ ) يعني من اتخذ
دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى الخبر .
كا
: العدة عن أحمد بن
محمد عن البزنطي مثله .
٣
ـ فس : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا
فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا )
في رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : هذه الآية لآل محمد
صلىاللهعليهوآله
وأشياعهم .
__________________
بيان
: يحتمل أن يكون
المراد بيان أكمل أفراد من دخل تحت الآية الكريمة وكذا في أكثر الأخبار الواردة في
تلك الأبواب.
٤
ـ فس : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ
يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه الآية لآل محمد
صلىاللهعليهوآله
وأتباعهم .
٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
حمران عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله ( وَمِمَّنْ
خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال هم الأئمة .
٦ ـ وقال محمد بن
عجلان عنه نحن هم .
٧
ـ شي : تفسير العياشي عن
يعقوب بن يزيد قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام ( وَمِمَّنْ
خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال يعني أمة
محمد صلىاللهعليهوآله
.
٨ ـ توضيح قال
الطبرسي رحمه الله في تفسير هذه الآية روى ابن جريح عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنه قال : هي لأمتي بالحق
يأخذون وبالحق يعطون وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ )
٩ ـ وقال الربيع
بن أنس قرأ النبي صلىاللهعليهوآله
هذه الآية فقال إن من
أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم .
١٠ ـ وروى العياشي
بإسناده عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام أنه قال : والذي نفسي بيده ليفترقن هذه الأمة على ثلاث
وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه التي تنجو .
١١ ـ وروي عن أبي
جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام
أنهما قالا نحن هم .
١٢
ـ ير : بصائر الدرجات ابن
يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن موسى
__________________
النميري عن علاء
بن سيابة عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى ( إِنَّ هذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال يهدي إلى
الإمام .
بيان
: أي طريقة الإمام
وملته هي الأقوم.
١٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
الفضيل عن أبي جعفر عليهالسلام
( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ
أَقْوَمُ ) قال يهدي إلى الولاية .
١٤ ـ وعن أبي
إسحاق قال يهدي إلى الإمام .
١٥
ـ فس : في رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله ( أَفَمَنْ
يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ
يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) فأما من يهدي إلى الحق فهو محمد وآل محمد من بعده وأما من
لا يهدي إلا أن يهدى فهو من خالف من
قريش وغيرهم أهل
بيته من بعده .
بيان
: هذه الآية من أعظم
الدلالة على إمامة أئمتنا عليهالسلام لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد للاتفاق على فضلهم
وكونهم في كل زمان أعلم أهل زمانهم لا سيما أمير المؤمنين
عليهالسلام
فإن أعلميته أشهر من أن
ينكر.
١٦
ـ شي : تفسير العياشي عن
العباس بن هلال عن الرضا عليهالسلام
أن رجلا أتى عبد الله بن
الحسن وهو بالسبالة فسأله عن الحج فقال هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا
فاسأله فأقبل الرجل إلى جعفر عليهالسلام فسأله فقال له قد رأيتك واقفا على عبد الله بن الحسن فما
قال لك قال سألته فأمرني أن آتيك وقال هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا فقال
جعفر عليهالسلام
نعم أنا من الذين قال
الله في كتابه
__________________
( أُولئِكَ الَّذِينَ
هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ) سل عما شئت فسأله الرجل فأنبأه عن جميع ما سأله .
١٧ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن عبد الله بن
سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا
أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال هم الأئمة
صلوات الله عليهم .
قب
: لابن شهرآشوب ابن
سنان مثله .
ير
: أحمد بن محمد عن
صفوان عن ابن مسكان عن محمد بن حمران عن أبي عليهالسلام مثله .
١٨
ـ كنز : روى الجمهور عن
أبي نعيم وابن مردويه بإسنادهما عن زاذان عن علي
عليهالسلام
قال : تفترق هذه الأمة
على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهم الذين قال الله
عز وجل ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا
أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي .
١٩
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن المعلى عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي عن أبي السفاتج عن أبي بصير عن
أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل
__________________
( وَقالُوا الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا
اللهُ ) قال إذا كان يوم القيامة دعي بالنبي
صلىاللهعليهوآله
وبأمير المؤمنين وبالأئمة
من ولده عليهالسلام
فينصبون للناس فإذا رأتهم
شيعتهم قالوا ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما
كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ) يعني إلى ولايتهم
.
٢٠ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب محمد بن سالم عن زيد بن علي وأبو
الجارود وأبو الصباح الكناني عن الصادق عليهالسلام وأبو حمزة عن السجاد عليهالسلام في قوله تعالى : ( ثُمَّ اهْتَدى ) إلينا أهل البيت .
٢١ ـ وعن زين
العابدين عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا ) نحن عنينا بها .
٢٢ ـ وعن زيد بن
علي عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ) قال نحن هم .
٢٣ ـ وعنه في قوله
تعالى : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى
الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى ) قال نزلت فينا .
٢٤ ـ وعن علي بن
عبد الله قال : سأل أبا عبد الله عليهالسلام رجل عن قوله تعالى : ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) قال من قال
بالأئمة عليهالسلام
واتبع أمرهم ولم يجز عن
طاعتهم .
بيان
: الآية في طه هكذا ( قالَ
اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً )
... ( فَإِمَّا
يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي
__________________
هُدىً
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ ) فالمراد بالهدى الرسول والكتاب النازلان في كل أمة واتباع
الهدى إنما هم بمتابعة أوصيائهم ومصداقه في هذه الأمة الأئمة
عليهالسلام
ومتابعتهم فمن قال بهم
ولم يتجاوز عن طاعتهم ( فَلا يَضِلُ ) في الدنيا عن
طريق الحق ( وَلا يَشْقى ) في الآخرة
بالعذاب والهدى مصدر بمعناه أو بمعنى الفاعل للمبالغة.
٢٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الرازي عن محمد بن الحسين
عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : كان علي بن الحسين
يسجد في سورة مريم حين يقول ( وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ
خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا ) ويقول نحن عنينا بذلك ونحن أهل الجبوة والصفوة .
٢٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن العباس البلخي عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن جابر بن الحر عن جابر
الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) قال إلى ولايتنا .
٢٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) قال إلى ولاية
أمير المؤمنين عليهالسلام
.
٢٨
ـ فس : أبي عن ابن أبي عمير
عن ابن أذينة عن الفضيل عن زرارة عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( ثُمَّ
اهْتَدى ) قال اهتدى إلينا .
__________________
٢٩ ـ بيان قال
الطبرسي رحمه الله ( لِمَنْ تابَ ) من الشرك ( وَآمَنَ ) بالله ورسوله ( وَعَمِلَ
صالِحاً ) أي أدى الفرائض ( ثُمَّ اهْتَدى ) أي ثم لزم
الإيمان إلى أن يموت واستمر عليه وقيل ثم لم يشك في إيمانه عن ابن عباس وقيل ثم
أخذ بسنة النبي صلىاللهعليهوآله
ولم يسلك سبيل البدع عن ابن
عباس أيضا ـ
وقال أبو جعفر
الباقر عليهالسلام
( ثُمَّ اهْتَدى ) إلى ولايتنا أهل
البيت فو الله لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجئ
بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه.
رواه الحاكم أبو
القاسم الحسكاني بإسناده وأورده العياشي في تفسيره من عدة طرق .
٣٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى
بن جعفر عليهالسلام
أنه سأل أباه
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) قال قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يا أيها الناس اتبعوا هدى
الله تهتدوا وترشدوا وهو هداي هدى هذا علي بن أبي طالب
عليهالسلام
فمن اتبع هداه في حياتي وبعد موتي فقد اتبع هداي ومن اتبع
هداي فقد اتبع هدى الله ومن اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى قال ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ
يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) إلى قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ ) في عداوة آل محمد ( وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى ) ثم قال الله عز
وجل ( أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ
كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) وهم الأئمة من آل محمد وما كان في القرآن مثلها .
بيان
: قوله وما كان في القرآن مثلها أي كل ما
كان في القرآن من
__________________
أولي النهى وأولي
الألباب وأمثالها فهي إشارة إلى الأئمة عليهماالسلام.
٣١ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن السياري عن علي بن عبد
الله قال : سأله رجل عن قوله تعالى : ( فَمَنِ اتَّبَعَ
هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) قال من قال بالأئمة واتبع أمرهم ولم يخن طاعتهم .
٣٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله بن راشد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن محمد بن ميمون
عن عبد الكريم بن يعقوب عن جابر قال : سئل الباقر
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) قال اهتدى إلى
ولايتنا .
٣٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) قال علي صاحب
الصراط السوي ومن اهتدى أي إلى ولايتنا أهل البيت .
٣٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه
عليهالسلام
في قول الله عز وجل ( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ
أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) قال الصراط السوي
هو القائم عليهالسلام
والهدى من اهتدى إلى
طاعته ومثلها في كتاب الله عز وجل ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) قال إلى ولايتنا .
٣٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي
جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ ) قال نزلت فينا .
__________________
ختص : الإختصاص مرسلا
مثله .
٣٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن حصين بن مخارق عن مسلم الحذاء عن زيد بن علي في قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ ) قال نحن هم قلت وإن لم
تكونوا وإلا فمن .
٣٧
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد بن سعيد عن الأحمسي بإسناده عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله تعالى (
وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ ) قال نزلت فينا أهل البيت .
٣٨
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الفزاري عن الحسن بن علي عن محمد بن الفضيل عن خيثمة قال : دخلت على أبي جعفر
عليهالسلام
فقال لي يا خيثمة إن شيعتنا أهل
البيت يقذف في قلوبهم الحب لنا أهل البيت ويلهمون حبنا أهل البيت وإن الرجل يحبنا
ويحتمل ما يأتيه من فضلنا ولم يرنا ولم يسمع كلامنا لما يريد الله به من الخير وهو
قول الله تعالى ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً
وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ ) يعني من لقينا وسمع كلامنا زاده الله هدى على هداه .
٣٩
ـ شي : تفسير العياشي عن
عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسى
أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال قوم موسى هم
أهل الإسلام .
__________________
بيان
: لعل مراده أن
نظيره جار فيهم أو إنما هم ذكر في الآية تمثيلا لحال هذه الأمة كما أومأنا إليه
مرارا.
٤٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
المفضل بن صالح عن بعض أصحابه في قوله ( قُولُوا آمَنَّا
بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ
وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ ) أما قوله ( قُولُوا ) فهم آل محمد
صلىاللهعليهوآله
وقوله ( فَإِنْ
آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) فهم سائر الناس .
٤١
ـ شي : تفسير العياشي عن
سلام عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله ( آمَنَّا
بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) قال عنى بذلك عليا والحسن والحسين وفاطمة وجرت بعدهم في
الأئمة قال ثم رجع القول من الله في الناس فقال ( فَإِنْ آمَنُوا ) يعني الناس ( بِمِثْلِ
ما آمَنْتُمْ بِهِ ) يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من بعدهم ( فَقَدِ
اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) .
٤٢
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن ابن هلال عن أبيه عن أبي السفاتج عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا
اللهُ ) فقال إذا كان يوم القيامة دعي بالنبي
صلىاللهعليهوآله
وبأمير المؤمنين وبالأئمة
من ولده عليهالسلام
فينصبون للناس فإذا رأتهم
شيعتهم قالوا ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما
كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ) يعني هدانا الله
في ولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهالسلام .
٤٣
ـ كنز : علي بن إبراهيم عن
أبيه عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ ) قال هو من يتخذ
دينه برأيه بغير هدى إمام من الله من أئمة الهدى .
ير
: بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان مثله .
__________________
٤٦
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
خير أمة وخير أئمة أخرجت
للناس)*
*(وأن الإمام في كتاب
الله تعالى إمامان )*
١
ـ شي : تفسير العياشي عن
حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : في قراءة علي
عليهالسلام
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
) قال هم آل محمد صلىاللهعليهوآله
.
٢
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي بصير عنه عليهالسلام
قال : إنما أنزلت هذه
الآية على محمد صلىاللهعليهوآله
في الأوصياء خاصة فقال
أنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر هكذا والله نزل بها
جبرئيل عليهالسلام
وما عنى بها إلا محمدا
وأوصياءه صلوات الله عليهم .
٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله ( كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) قال يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم فهم الأمة التي
بعث الله فيها ومنها وإليها وهم الأمة الوسطى وهم خير أمة أخرجت للناس .
٤
ـ فس : في رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله (
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ) فهذه لآل محمد
ومن تابعهم يدعون إلى الخير ( وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )
٥ ـ أقول قال
الطبرسي رحمه الله يروى عن أبي عبد الله عليهالسلام ولتكن
__________________
منكم أئمة وكنتم
خير أئمة أخرجت للناس .
٦ ـ فس : أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال قرأت على أبي عبد
الله عليهالسلام
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ) فقال أبو عبد
الله عليهالسلام
خير أمة تقتلون أمير
المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهالسلام فقال القاري جعلت فداك كيف نزلت فقال نزلت أنتم خير أئمة أخرجت
للناس ألا ترى مدح الله لهم ( تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ) .
٧
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له أخبرني عن أمة محمد
صلىاللهعليهوآله
من هم قال أمة محمد بنو
هاشم خاصة قلت فما الحجة في أمة محمد صلىاللهعليهوآله أنهم أهل بيته الذين ذكرت دون غيرهم قال قول الله ( وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ
مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ
لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ
عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) فلما أجاب الله
إبراهيم وإسماعيل وجعل من ذريتهما أمة مسلمة وبعث فيها رسولا منها يعني من تلك
الأمة ( يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ) ردف إبراهيم دعوته الأولى بدعوته الأخرى فسأل لهم تطهيرهم
من الشرك ومن عبادة الأصنام ليصح أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم فقال (
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ
كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي
فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فهذه دلالة أنه لا تكون الأئمة والأمة المسلمة التي بعث
محمد صلىاللهعليهوآله
إلا من ذرية إبراهيم
لقوله ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ
الْأَصْنامَ ) .
__________________
٨ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو حمزة عن الباقر
عليهالسلام
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
) قال نحن هم .
٩ عن أبي الجارود
عن الباقر عليهالسلام
( وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) قال آل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
بيان قال الطبرسي رحمهالله أي هذا دينكم دين واحد وقيل معناه جماعة واحدة في أنها
مخلوقة مملوكة لله تعالى وقيل معناه هؤلاء الذين تقدم ذكرهم من الأنبياء فريقكم
الذين يلزمكم الاقتداء بهم في حال اجتماعهم على الحق انتهى. أقول على تأويله
عليهالسلام
المراد بالأمة الأئمة
عليهالسلام
وقيل المخاطب بها هم
عليهالسلام
فإن شيعتهم على طريق
واحدة والأول أظهر.
١٠
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عن جابر عن الباقر عليهالسلام قال : ( خَيْرَ أُمَّةٍ ) يعني أهل بيت
النبي صلىاللهعليهوآله
.
١١ ـ وقال محمد بن
منصور أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله
خير أهل بيت أخرجت للناس
عليهالسلام
.
١٢
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب قرأ الباقر عليهالسلام
أنتم خير أمة أخرجت للناس
بالألف إلى آخر الآية نزل بها جبرئيل وما عنى بها إلا محمدا
صلىاللهعليهوآله
وعليا والأوصياء من ولده
عليهم السلام .
١٣
ـ فس : حميد بن زياد عن
محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن
__________________
زيد عن جعفر بن
محمد عن أبيه عليهالسلام
قال : الأئمة في كتاب
الله إمامان قال الله ( وَجَعَلْنا ) منهم أئمة يهدون
بأمرنا لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال (
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) يقدمون أمرهم قبل
أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلافا لما في كتاب الله .
ير
: محمد بن الحسين
مثله .
ختص
: ابن الوليد عن
الصفار عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن طلحة مثله بيان لا ينافي كون سابق آية المدح ذكر موسى وبني
إسرائيل وفي موضع آخر ذكر سائر الأنبياء وكون سابق آية الذم ذكر فرعون وجنوده وكون
الأولى في الأئمة والثانية في أعدائهم لما مر مرارا أن الله تعالى إنما ذكر القصص
في القرآن تنبيها لهذه الأمة وإشارة لمن وافق السعداء من الماضين وإنذارا لمن تبع
الأشقياء من الأولين فظواهر الآيات في الأولين وبواطنها في أشباههم من الآخرين كما
ورد أن فرعون وهامان وقارون كناية عن الغاصبين الثلاثة فإنهم نظراء هؤلاء في هذه
الأمة وإن الأول والثاني عجل هذه الأمة وسامريها مع أن في القرآن الكريم يكون صدر
الآية في جماعة وآخرها في آخرين.
١٤
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن طلحة بن زيد ومحمد
بن عبد الجبار بغير هذا الإسناد يرفعه إلى طلحة بن زيد عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : قرأت في كتاب أبي
الأئمة في كتاب الله إمامان إمام هدى وإمام ضلال فأما أئمة الهدى فيقدمون أمر الله
قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم وأما أئمة الضلال فإنهم يقدمون أمرهم قبل أمر الله
وحكمهم قبل
__________________
حكم الله اتباعا
لأهوائهم وخلافا لما في الكتاب .
١٥ ـ ير : بصائر الدرجات بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن صفوان بن
يحيى عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال سمعته يقول إن الدنيا
لا تكون إلا وفيها إمامان بر وفاجر فالبر الذي قال الله تعالى : (
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) وأما الفاجر
فالذي قال الله تعالى : ( وَجَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) .
١٦
ـ ير : بصائر الدرجات
محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : لا يصلح الناس إلا
إمام عادل وإمام فاجر إن الله عز وجل يقول ( وَجَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) وقال ( وَجَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) .
١٧
ـ ير : بصائر الدرجات
محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن عثمان الأعمش عن أبي صادق عن
ربيعة بن ناجد عن علي عليهالسلام
قال : الأئمة من قريش
أبرارها أئمة أبرارها وفجارها أئمة فجارها ثم تلا هذه الآية (
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا
يُنْصَرُونَ ) .
١٨
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن علي عن الحسين بن جعفر بن إسماعيل عن عمران بن عبد الله عن عبد الله بن
عبيد الفارسي عن محمد بن علي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَكَذلِكَ
جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) قال نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في
أرضه .
١٩
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الفزاري عن أحمد بن الحسين الهاشمي عن محمد بن حاتم عن الثمالي عن أبي
جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : (
وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) قال نزلت
__________________
في ولد فاطمة
عليهالسلام
.
٢٠ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة
الخراساني بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَجَعَلْنا مِنْهُمْ
أَئِمَّةً ) قال عليهالسلام نزلت في ولد فاطمة عليها السلام خاصة وجعل الله منهم أئمة
يهدون بأمره .
٢١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الفزاري عن محمد بن الحسن عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) قال أبو جعفر
عليهالسلام
يعني الأئمة من ولد فاطمة
يوحى إليهم بالروح في صدورهم .
٢٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن الحسين بن مخارق عن أبي الورد عن أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله ( إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) قال آل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
٢٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن علي بن هلال الأحمسي عن
الحسن بن وهب العبسي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : نزلت هذه الآية في
ولد فاطمة خاصة ( وَجَعَلْنا مِنْهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ ) .
٢٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد الله بن أبي العلاء عن ابن شمون عن الأصم عن البطل عن صالح بن سهل قال سمعت
أبا عبد الله عليهالسلام
يقرأ ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) قال في أمير
المؤمنين عليهالسلام
.
__________________
٤٧
(باب)
*(أن السلم الولاية وهم
وشيعتهم أهل الاستسلام والتسليم)*
١
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ
الشَّيْطانِ ) قال أتدري ما السلم قال قلت أنت أعلم قال ولاية علي
والأئمة الأوصياء من بعده عليهالسلام قال وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان .
٢
ـ شي : تفسير العياشي عن
زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله
عليهالسلام
قالوا سألناهما عن قول
الله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي
السِّلْمِ كَافَّةً ) قال أمروا بمعرفتنا .
٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله
: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي
السِّلْمِ كَافَّةً» قال السلم هم آل محمد
صلىاللهعليهوآله
أمر الله بالدخول فيه .
٤
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي بكر الكلبي عن جعفر عن أبيه عليهالسلام في قوله ( ادْخُلُوا فِي
السِّلْمِ كَافَّةً ) هو ولايتنا .
٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله ( وَإِنْ جَنَحُوا
لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ) فسئل ما السلم قال الدخول في أمرك .
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله : ( ادْخُلُوا
فِي السِّلْمِ ) أي في الإسلام وقيل في الطاعة وهذا أعم ويدخل فيه ما رواه
أصحابنا من أن المراد به الدخول في الولاية كافة أي ادخلوا جميعا في الاستسلام
والطاعة ( وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ
__________________
الشَّيْطانِ
) أي آثاره ونزغاته لأن
ترككم شيئا من شرائع الإسلام اتباع للشيطان انتهى. والمشهور في
الآية الثانية أن المراد به الميل إلى المصالحة وترك الحرب وما ذكره
عليهالسلام
بطن من بطونها واللفظ لا
يأبى عنه .
٦ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن مثنى الحناط
عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) قال في ولايتنا .
٧ ـ الديلمي في
إرشاد القلوب : عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : السلم ولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام.
أقول
: ستأتي الأخبار في
ذلك في أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين عليهالسلام.
٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن سلام عن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن
مصقلة القمي عن بكير بن الفضل عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( وَرَجُلاً سَلَماً
لِرَجُلٍ ) قال الرجل السالم لرجل علي
عليهالسلام
وشيعته .
٩
ـ كا : محمد بن يحيى عن
ابن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : ( ضَرَبَ
اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ
هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً ) قال أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع
المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض فأما رجل سلم
لرجل فإنه الأول حقا وشيعته .
__________________
بيان قال الطبرسي
قدس الله روحه في تفسير الآية ضرب سبحانه مثلا للكافر وعبادته الأصنام فقال ( ضَرَبَ
اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ) أي مختلفون سيئوا
الأخلاق وإنما ضرب هذا المثل لسائر المشركين ولكنه ذكر رجلا واحدا
وصفه بصفة موجودة في سائر المشركين فيكون المثل المضروب له مضروبا لهم جميعا ويعني
بقوله ( رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ ) أي يعبد آلهة
مختلفة وأصناما كثيرة وهم متشاجرون متعاسرون هذا يأمره وهذا ينهاه ويريد كل واحد
منهم أن يفرده بالخدمة ثم يكل كل منهم أمره إلى الآخر ويكل الآخر إلى آخر فيبقى هو
خاليا عن المنافع وهذا حال من يخدم جماعة مختلفة الآراء والأهواء هذا مثل الكافر
ثم ضرب مثل المؤمن الموحد فقال ( وَرَجُلاً سَلَماً
لِرَجُلٍ ) أي خالصا يعبد مالكا واحدا لا يشوب بخدمته خدمة غيره ولا
يأمل سواه ومن كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته لا سيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا
كريما .
١٠ ـ وروى الحاكم
أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن علي عليهالسلام أنه قال : أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله
صلىاللهعليهوآله
.
١١ ـ وروى العياشي
بإسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الرجل السلم للرجل علي حقا وشيعته .
قوله
عليهالسلام
فلان الأول أي أبو بكر
فإنه لضلالته وعدم متابعته للنبي صلىاللهعليهوآله اختلف المشتركون في ولايته على أهواء مختلفة يلعن بعضهم
بعضا ومع ذلك تقول العامة كلهم على الحق وكلهم من أهل الجنة قوله
عليهالسلام
فإنه الأول حقا يعني أمير
المؤمنين عليهالسلام
وبالرجل الثاني رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فإنه الإمام الأول حقا
وهذا يحتمل وجهين الأول أن يكون المراد بالرجل
__________________
الأول أمير
المؤمنين عليهالسلام
وبالرجل الثاني رسول الله
صلىاللهعليهوآله
ويؤيده ما مر من رواية
الحاكم فالمقابلة بين الرجلين باعتبار أن التشاكس بين الأتباع إنما حصل لعدم كون
متبوعهم سلما للرسول صلىاللهعليهوآله
ولم يأخذ عنه
صلىاللهعليهوآله
ما يحتاج إليه أتباعه من
العلم فيكون ذكر الشيعة هنا استطراديا لبيان أن شيعته لما كانوا سلما له فهم أيضا
سلم للرسول صلىاللهعليهوآله
والثاني أن يكون المراد
بالرجل الأول كل واحد من الشيعة وبالرجل الثاني أمير المؤمنين
عليهالسلام
والمعنى أن الشيعة لكونهم
سلما لإمامهم لا منازعة بينهم في أصل الدين فيكون الأول حقا بيانا للرجل الثاني
وشيعته بيانا للرجل الأول والمقابلة في الآية تكون بين رجل فيه شركاء وبين الرجل
الثاني من الرجلين المذكورين ثانيا والأول أظهر في الخبر والثاني أظهر في الآية .
١٢ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن صفوان
عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عز وجل : ( وَإِنْ جَنَحُوا
لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ) قلت ما السلم قال الدخول في أمرنا .
بيان
: الجنوح الميل
والسلم بالكسر والفتح الصلح ويؤنث ويذكر وقيل الآية منسوخة وقيل هي في موادعة أهل
الكتاب وعلى تأويله يمكن أن يكون الضمير راجعا إلى المنافقين أي إن أظهروا القول
بولاية علي في الظاهر فاقبل منهم وإن علمت نفاقهم.
١٣
ـ فس : قال علي بن
إبراهيم في قوله عز وجل : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً
) الآية فإنه مثل ضربه الله عز وجل لأمير المؤمنين
عليهالسلام
وشركائه الذين ظلموه
وغصبوا حقه وقوله تعالى : ( مُتَشاكِسُونَ ) أي متباغضون وقوله
عز وجل : ( وَرَجُلاً
__________________
سَلَماً
لِرَجُلٍ ) أمير المؤمنين عليهالسلام سلم لرسول الله صلىاللهعليهوآله .
١٤ ـ مع : معاني الأخبار بإسناده عن جابر عن الباقر
عليهالسلام
عن أمير المؤمنين
عليهالسلام
أنه قال : ألا وإني مخصوص
في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم أنا السلم لرسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول الله عز وجل : ( وَرَجُلاً
سَلَماً لِرَجُلٍ ) الخبر .
٤٨
(باب)
*(أنهم خلفاء الله والذين
إذا مكنوا في الأرض أقاموا شرائع الله)*
*(وسائر ما ورد في قيام
القائم عليهالسلام
زائدا على ما سيأتي)*
١ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن هشام بن علي عن
إسماعيل بن علي المعلم عن بدل بن البحير عن شعبة عن أبان
بن تغلب عن مجاهد قال : قوله عز وجل : ( أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ) نزلت في علي
وحمزة عليهالسلام
.
٢ ـ ويؤيده ما
رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ) قال الموعود
__________________
علي بن أبي طالب
عليهالسلام
وعده الله أن ينتقم له من
أعدائه في الدنيا ووعده الجنة له ولأوليائه في الآخرة .
٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الفزاري عن القاسم بن إسماعيل الأنباري
عن ابن البطائني عن إبراهيم عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ ) قال في الآفاق انتقاص الأطراف عليهم وفي أنفسهم بالمسخ حتى
يتبين لهم أنه القائم عليهالسلام
.
٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر
الحضرمي عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ) قال هي ساعة القائم عليهالسلام
تأتيهم بغتة.
٥
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب زيد بن علي عليهالسلام
في قوله تعالى : ( ثُمَّ
جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ ) قال نحن هم .
٦ ـ وروى حمران عن
أبي جعفر عليهالسلام
وأبو الصباح عن أبي عبد
الله عليهالسلام
في قوله تعالى : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) قالا نحن هم .
٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
ابن عقدة عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن الحصين بن مخارق عن الإمام موسى بن جعفر
عليهالسلام
ـ عن آبائه في قوله عز وجل : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا
الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ
__________________
نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ) قال نحن هم .
٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي
عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل فوقف أمامه
وقال يا ابن رسول الله أعيت علي آية في كتاب الله عز وجل سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني
إليك فقال وما هي قال قوله عز وجل : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) الآية فقال نعم
فينا نزلت وذلك أن فلانا وفلانا وطائفة معهم وسماهم اجتمعوا إلى النبي
صلىاللهعليهوآله
فقالوا يا رسول الله إلى
من يصير هذا الأمر بعدك فو الله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك إنا لنخافهم على
أنفسنا ولو صار إلى غيرهم لعل غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم فغضب رسول الله
صلىاللهعليهوآله
من ذلك غضبا شديدا ثم قال
أما والله لو آمنتم بالله ورسوله ما أبغضتموهم لأن
بغضهم بغضي وبغضي هو الكفر بالله ثم نعيتم إلي نفسي فو الله لئن مكنهم الله في
الأرض ليقيموا [ ليقيمون ] الصلاة لوقتها وليؤتوا [ ليؤتون ] الزكاة لمحلها
وليأمرن بالمعروف ولينهن عن المنكر إنما يرغم الله أنوف رجال يبغضونني ويبغضون أهل
بيتي وذريتي فأنزل الله عز وجل ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) إلى قوله ( وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) فلم يقبل القوم ذلك فأنزل الله سبحانه ( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ
وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ
مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ) .
٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد الله عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن
أبي جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ ) الآية قال هذه
لآل محمد المهدي وأصحابه
__________________
يملكهم الله مشارق
الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله عز وجل به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات
السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ( وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) .
١٠ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم بإسناده عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( الَّذِينَ
إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ ) الآية قال فينا
والله نزلت .
قب
: لابن شهرآشوب عن
موسى بن جعفر والحسين بن علي عليهالسلام مثله .
١٢
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن بشرويه القطان بإسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى : ( وَعَدَ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ
فِي الْأَرْضِ ) الآية قال نزلت في آل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
١٣
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم أحمد بن موسى بإسناده عن القاسم بن عون قال سمعت عبد الله بن محمد يقول ( وَعَدَ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) الآية قال هي لنا
أهل البيت .
١٤
ـ الإقبال : نقلا من كتاب محمد
بن أبي قرة بإسناده عن محمد بن عثمان العمري عن القائم
عليهالسلام
من أدعية ليالي شهر رمضان
ـ اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك إلى قوله اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل
إلى قوله استخلفه في
__________________
الأرض كما استخلفت
الذين من قبله مكن له دينه الذي ارتضيته له أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك
بك شيئا .
وأقول مثله في
الزيارات والأدعية كثير.
٤٩
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
المستضعفون الموعودون
بالنصر من الله تعالى)*
الآيات : القصص
«٢٨» : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ
وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) تفسير قال
الطبرسي قدس الله روحه في قوله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَ ) المعنى أن فرعون كان يريد إهلاك بني إسرائيل وإفناءهم ونحن
نريد أن نمن عليهم ( وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً ) أي قادة ورؤساء في الخير يقتدى بهم أو ولاة وملوكا (
وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) لديار فرعون وقومه وأموالهم وقد
صحت الرواية عن
أمير المؤمنين علي عليهالسلام
أنه قال : والذي فلق
الحبة وبرأ النسمة لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على
ولدها وتلا عقيب ذلك ( وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية.
وروى العياشي
بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال نظر أبو جعفر
عليهالسلام
إلى أبي عبد الله
عليهالسلام
فقال : هذا والله من
الذين قال الله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية.
وقال سيد العابدين
علي بن الحسين عليهالسلام
والذي بعث محمدا بالحق
بشيرا
__________________
و نذيرا إن
الأبرار منا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته وإن عدونا وأشياعهم بمنزلة
فرعون وأشياعه.
انتهى. أقول قد ورد في
أخبار كثيرة أن المراد بفرعون وهامان هنا أبو بكر وعمر.
١
ـ مع : معاني الأخبار
العجلي عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن محمد بن سنان عن
المفضل قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن رسول الله صلىاللهعليهوآله نظر إلى علي والحسن والحسين
عليهالسلام
فبكى وقال أنتم
المستضعفون بعدي قال المفضل فقلت له ما معنى ذلك يا ابن رسول الله قال معناه أنكم
الأئمة بعدي إن الله عز وجل يقول ( وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة .
٢
ـ لي : الأمالي للصدوق
محمد بن عمر عن محمد بن حسين عن أحمد بن غنم بن حكم عن شريح بن مسلمة عن إبراهيم
بن يوسف عن عبد الجبار عن الأعشى الثقفي عن أبي صادق قال قال علي
عليهالسلام
هي لنا أو فينا هذه الآية ( وَنُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) .
٣
ـ فس : ( نَتْلُوا عَلَيْكَ
مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
) أخبر الله نبيه بما نال موسى وأصحابه من فرعون من القتل والظلم ليكون تعزية له
فيما يصيبه في أهل بيته من أمته ثم بشره بعد تعزيته أنه يتفضل عليهم بعد ذلك
ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمة على أمته ويردهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا
منهم فقال ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ
__________________
نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما ) منهم ما كانوا
يحذرون أي من القتل والعذاب ولو كانت هذه الآية نزلت في موسى وفرعون لقال ونرى
فرعون وهامان وجنودهما منه ما كانوا يحذرون أي من موسى ولم يقل منهم فلما تقدم
قوله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) علمنا أن
المخاطبة للنبي صلىاللهعليهوآله
وما وعد الله به رسوله
فإنما يكون بعده والأئمة يكونون من ولده وإنما ضرب الله هذا المثل لهم في موسى بني
إسرائيل وفي أعدائهم بفرعون وهامان وجنودهما فقال إن فرعون قتل في بني إسرائيل
وظلم فأظفر الله موسى بفرعون وأصحابه حتى أهلكهم الله وكذلك أهل بيت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أصابهم من أعدائهم القتل
والغصب ثم يردهم الله ويرد أعداءهم إلى الدنيا حتى يقتلوهم وقد ضرب أمير المؤمنين
عليهالسلام
في أعدائه مثلا مثل ما
ضربه الله لهم في أعدائهم بفرعون وهامان فقال أيها الناس إن أول من بغى على الله
عز وجل على وجه الأرض عناق ابنة آدم خلق الله لها عشرين إصبعا في كل إصبع منها ظفران
طويلان كالمنجلين العظيمين وكان مجلسها في الأرض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها
أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار وكان ذلك في الخلق الأول فسلطهم الله
عليها فقتلوها ألا وقد قتل الله فرعون وهامان وخسف بقارون وإنما هذا مثل أعدائه
الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله ثم قال علي على أثر هذا المثل الذي ضربه وقد كان لي
حق حازه دوني من لم يكن له ولم أكن أشركه فيه ولا توبة له إلا بكتاب منزل أو برسول
مرسل وأنى له بالرسالة بعد محمد صلىاللهعليهوآله ولا نبي بعد محمد فأنى يتوب وهو في برزخ القيامة غرته
الأماني وغره بالله الغرور وقد أشفى على ( جُرُفٍ هارٍ
فَانْهارَ بِهِ
__________________
فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) وكذلك مثل القائم عليهالسلام في غيبته وهربه واستتاره مثل موسى خائف مستتر إلى أن يأذن
الله في خروجه وطلب حقه وقتل أعدائه في قوله ( أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ ) وقد ضرب بالحسين
بن علي عليهالسلام
مثلا في بني إسرائيل
بإدالتهم من أعدائهم.
٤ ـ حدثني أبي عن
النضر عن ابن حميد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لقي المنهال بن عمرو علي بن الحسين
عليهالسلام
فقال له كيف أصبحت يا ابن
رسول الله قال ويحك أما آن لك أن تعلم كيف أصبحت أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل
في آل فرعون يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا الخبر .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن يوسف بن كلب المسعودي عن عمر بن عبد
الغفار بإسناده عن ربيعة بن ناجد قال سمعت عليا
عليهالسلام
يقول في هذه الآية وقرأها
قوله عز وجل : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ
عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) فقال لتعطفن هذه
الدنيا على أهل البيت كما تعطف الضروس على ولدها .
٦ ـ وبهذا الإسناد
عن إبراهيم بن محمد عن يحيى بن صالح بإسناده عن أبي صالح عن علي
عليهالسلام
قال : في هذه الآية والذي
فلق الحبة وبرأ النسمة لتعطفن علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها .
بيان
: قال الجوهري ضرسهم الزمان اشتد عليهم
وناقة ضروس سيئة الخلق تعض حالبها ومنه قولهم هي بجن ضراسها أي بحدثان نتاجها وإذا
__________________
كان كذلك حامت عن
ولدها انتهى.
وقيل الضروس
الناقة يموت ولدها أو يذبح فيحشى جلده فتدنو منه وتعطف عليه.
٧
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم بإسناده عن ابن المغيرة قال قال علي
عليهالسلام
فينا نزلت هذه الآية ( وَنُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية .
٨
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا عن ثوير بن أبي فاختة قال : قال
لي علي بن الحسين أتقرأ القرآن قال قلت نعم قال فقرأت طسم سورة موسى
وفرعون قال فقرأت أربع آيات من أول السورة إلى قوله ( وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) فقال لي مكانك حسبك والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا إن
الأبرار منا أهل البيت وشيعتنا كمنزلة موسى وشيعته .
٩
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده إلى علي بن أبي طالب
عليهالسلام
قال : من أراد أن يسأل عن
أمرنا وأمر القوم فإنا وأشياعنا يوم خلق الله السماوات والأرض على سنة فرعون وأشياعه
فنزلت فينا هذه الآيات من أول السورة إلى قوله ( يَحْذَرُونَ ) وإني أقسم بالذي
فلق الحبة وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على محمد
صلىاللهعليهوآله
صدقا وعدلا ليعطفن عليكم
هؤلاء عطف الضروس على ولدها .
١٠
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم علي بن محمد الزهري بإسناده عن زيد بن سلام الجعفي قال :
__________________
دخلت على أبي جعفر
عليهالسلام
فقلت أصلحك الله إن خيثمة
الجعفي حدثني عنك أنه سألك عن قول الله : ( وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) وأنك حدثته أنكم الأئمة وأنكم الوارثون ـ قال صدق والله
خيثمة لهكذا حدثته .
١١
ـ شي : تفسير العياشي عن
حمران عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : (
الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها ) إلى قوله ( نَصِيراً ) قال نحن أولئك .
١٢
ـ شي : تفسير العياشي عن
سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ( الْمُسْتَضْعَفِينَ ) قال هم أهل
الولاية قلت أي ولاية تعني قال ليست ولاية الدين ولكنها في المناكحة والموارثة والمخالطة وهم
ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار ومنهم المرجون لأمر الله فأما قوله (
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ ) إلى قوله ( نَصِيراً ) فأولئك نحن .
بيان
: هذه الآية وقعت في
موضعين في سورة النساء إحداهما قوله تعالى : ( وَما لَكُمْ لا
تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ
وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ
الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ
لَدُنْكَ نَصِيراً ) وثانيتهما في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا
كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ) إلى قوله : ( إِلاَّ
الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ
حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) فأول عليهالسلام الأولى بالأئمة عليهالسلام لأن الله تعالى قد قرنهم بنفسه
__________________
حيث جعل الجهاد في
سبيلهم كالجهاد في سبيله والثانية بالذين لم يكملوا في الإيمان وكانوا معذورين
وانطباقها عليهم ظاهر.
١٣ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو الصباح قال : نظر الباقر
عليهالسلام
إلى الصادق
عليهالسلام
فقال هذا والله من الذين
قال الله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية .
٥٠
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
كلمات الله وولايتهم
الكلم الطيب)*
الآيات : الكهف
«١٨» : ( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ
رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا
بِمِثْلِهِ مَدَداً ) «١٠٩».
لقمان «٣١ » : ( وَلَوْ
أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ
بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ ) «٢٧».
الفتح «٤٨» : (
وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) «٢٦».
تفسير قيل المراد
بكلمات الله تقديراته وقيل علومه وقيل وعده لأهل الثواب ووعيده لأهل العقاب وعلى
تفسير أهل البيت لعل المراد بعدم نفادها عدم نفاد فضائلهم ومناقبهم وعلومهم وأما
كلمة التقوى ففسرها الأكثر بكلمة التوحيد وقيل هو الثبات والوفاء بالعهد وفي تفسير
أهل البيت عليهالسلام
أنها الولاية فإن بها
يتقى من النار أو لأنها عقيدة أهل التقوى.
وفي تفسير علي بن
إبراهيم عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( قُلْ لَوْ
كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) الآية قال قد
أخبرك أن كلام الله ليس له آخر ولا
__________________
غاية ولا ينقطع
أبدا .
أقول هذا أيضا
يرجع إلى فضائلهم فإنهم عليهالسلام
مهبط كلماته وعلومه
فتدبر.
١
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب ف ، تحف العقول ج ، الإحتجاج سأل يحيى بن أكثم أبا الحسن العالم
عليهالسلام
عن قوله ( سَبْعَةُ
أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) ما هي فقال هي عين الكبريت وعين اليمن وعين البرهوت
وعين الطبرية وحمة ماسيدان وحمة إفريقية وعين باحوران ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى .
بيان
: الحمة بفتح الحاء
وتشديد الميم كل عين فيها ماء حار ينبع يستشفي بها الأعلاء ذكره الفيروزآبادي.
٢
ـ فس : ( وَلَوْ لا كَلِمَةُ
الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) قال الكلمة الإمام والدليل على ذلك قوله (
وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) يعني الإمامة ثم
قال ( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ ) يعني الذين ظلموا
هذه الكلمة ( لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) ثم قال ( تَرَى
الظَّالِمِينَ ) يعني الذين ظلموا آل محمد حقهم (
مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا )
__________________
أي خائفون مما
ارتكبوا وعملوا ( وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ ) ما يخافونه ثم
ذكر الله الذين آمنوا بالكلمة واتبعوها فقال ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ ) إلى قوله ( ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) بهذه الكلمة ( وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) مما أمروا به .
٣
ـ فس : ( لا تَبْدِيلَ
لِكَلِماتِ اللهِ ) أي لا تغير للإمامة .
أقول
: قد مضت الأخبار
الكثيرة في أبواب أحوال آدم وإبراهيم عليهالسلام أنهم عليهمالسلام
كلمات الله.
٤
ـ كا : الكافي بإسناده عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : وقال لأعداء الله
أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار ( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) يقول متكلفا أن
أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض أما يكفي محمدا أن يكون
قهرنا عشرين حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمد أو
مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا وأراد الله عز ذكره أن يعلم نبيه
صلىاللهعليهوآله
الذي أخفوا في صدورهم
وأسروا به فقال في كتابه عز وجل ( أَمْ يَقُولُونَ
افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) يقول لو شئت حبست
عنك الوحي فلم تخبر بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم وقد قال الله عز وجل ( وَيَمْحُ
اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) يقول الحق لأهل
بيتك والولاية ( إِنَّهُ عَلِيمٌ
بِذاتِ الصُّدُورِ ) يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة
__________________
لأهل بيتك والظلم
بعدك الحديث .
٥ ـ فس : أبي عن ابن أبي نجران عن ابن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليهالسلام
( فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) قال لو افتريت ( وَيَمْحُ
اللهُ الْباطِلَ ) يعني يبطله ( وَيُحِقُّ الْحَقَّ
بِكَلِماتِهِ ) يعني بالأئمة والقائم من آل محمد الخبر .
٦
ـ ما : الأمالي للشيخ
الطوسي المفيد عن المظفر بن محمد البلخي عن محمد البلخي عن محمد بن جبير عن عيسى
عن مخول بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيد الله عن عمر بن علي
عن أبي جعفر عن آبائه عليهالسلام
قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
إن الله عهد إلي عهدا
فقلت رب بينه لي قال اسمع قلت سمعت قال يا محمد إن عليا راية الهدى
بعدك وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين فمن أحبه فقد
أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك .
٧
ـ ير : بصائر الدرجات الحسين
بن محمد عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان
عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : ( وَلَقَدْ عَهِدْنا
إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ) كلمات في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم ( فَنَسِيَ ) هكذا والله أنزلت على محمد صلىاللهعليهوآله .
__________________
قب
: لابن شهرآشوب عن
الباقر عليهالسلام
مثله .
٨
ـ ك : إكمال الدين
الدقاق عن حمزة العلوي عن الفزاري عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد
الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( وَإِذِ ابْتَلى ) إبراهيم ربه
بكلمات فأتمهن ما هذه الكلمات قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ( فَتابَ
عَلَيْهِ ) وهو أنه قال أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
إلا تبت علي فتاب الله عليه ( إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) قلت له يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله (
فَأَتَمَّهُنَ ) قال يعني فأتمهن إلى القائم
عليهالسلام
اثنا عشر إماما تسعة من
ولد الحسين قال المفضل فقلت له يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل : (
وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قال يعني بذلك
الإمامة جعلها الله في عقب الحسين عليهالسلام إلى يوم القيامة قال فقلت له يا ابن رسول الله فكيف صارت
الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولد لرسول الله
صلىاللهعليهوآله
وسبطاه وسيدا شباب أهل
الجنة فقال عليهالسلام
إن موسى وهارون كانا
نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد
أن يقول لم جعلها الله ذلك وكذلك الإمامة خلافة الله في أرضه ولم يكن لأحد أن يقول
لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله عز وجل هو الحكيم في أفعاله ( لا
يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) .
__________________
بيان
: فسر بعض المفسرين
الكلمات بالتكاليف وبعضهم بالسنن الحنيفية وقيل غير ذلك ولا يخفى أن تفسيره
عليهالسلام
أظهر من كل ما ذكروه إذ
الظاهر أن قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلى ) مجمل يفسره قوله
قال ( إِنِّي جاعِلُكَ ) إلى آخر الآية
فالحاصل أن الله تعالى ابتلى إبراهيم بالكلمات التي هي الإمامة أو الأئمة فأكرمه
بالإمامة فأتمهن أي إبراهيم حيث استدعى الإمامة من الله تعالى لذريته فأجابه تعالى
إلى ذلك في المعصومين من ذريته الذين آخرهم القائم
عليهالسلام
فقوله ( قالَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) تفسير لقوله ( فَأَتَمَّهُنَ ) ويمكن على هذا
الوجه إرجاع الضمير المستكن في ( فَأَتَمَّهُنَ ) إليه تعالى أيضا
أي فأتم الله تعالى الإمامة وأكملها بدعاء إبراهيم والأول أظهر ولا يخفى انطباق
جميع الكلام على هذا الوجه غاية الانطباق بلا تكلف وتعسف.
٩
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن يونس بن ظبيان عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
قال سمعته يقول إن الله
إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثم أوصلها أو
دفعها إلى الإمام فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع بعد ذلك فإذا
وضعته أمه بعث ذلك الملك الذي كان أخذ الشربة ويكتب على عضده الأيمن ( وَتَمَّتْ
كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ) .
١٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
جابر قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن تفسير هذه الآية في قول الله : ( يُرِيدُ
اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ) قال أبو جعفر
عليهالسلام
تفسيرها في الباطن يريد
الله فإنه شيء يريده ولم يفعله بعد وأما قوله ( يُحِقَّ الْحَقَّ
بِكَلِماتِهِ ) فإنه يعني يحق حق آل محمد وأما قوله (
بِكَلِماتِهِ ) قال كلماته في الباطن ـ علي هو كلمة الله في الباطن وأما
قوله ( وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ) فيعني بني أمية هم
الكافرون يقطع الله دابرهم وأما قوله ( لِيُحِقَ
__________________
الْحَقَ ) فإنه يعني ليحق
حق آل محمد حين يقوم القائم وأما قوله ( وَيُبْطِلَ الْباطِلَ
) يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني أمية وذلك ( لِيُحِقَّ
الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) .
بيان
: وذلك أي قيام
القائم عليهالسلام
ليحق أو هذا هو المراد
بقوله في تتمة الآية ( لِيُحِقَّ الْحَقَ ) الآية.
١١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن محمد الجعفي عن أحمد بن القاسم الأكفاني عن علي بن محمد بن مروان عن أبيه
عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال : خرج علينا علي بن أبي طالب
عليهالسلام
ونحن في المسجد فاحتوشناه
ـ فقال سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن القرآن فإن في القرآن
علم الأولين والآخرين لم يدع لقائل مقالا ولا يعلم تأويله ( إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) وليسوا بواحد ورسول الله صلىاللهعليهوآله
كان واحدا منهم علمه الله
سبحانه إياه وعلمنيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم لا يزال في عقبه إلى يوم تقوم الساعة ثم قرأ ( وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ
) فأنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة والعلم في عقبنا إلى أن
تقوم الساعة ثم قرأ ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) ثم قال كان رسول الله عقب إبراهيم ونحن أهل البيت عقب إبراهيم وعقب محمد
صلىاللهعليهوآله
.
١٢
ـ كنز : محمد بن الحسين بن
علي بن مهران عن أبيه عن جده عن
__________________
الحسين بن سعيد عن
محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي بصير عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قال إنها في
الحسين فلم يزل هذا الأمر منذ أفضى إلى الحسين
عليهالسلام
ينتقل من والد إلى ولد
ولا يرجع إلى أخ ولا إلى عم ولا يعلم أحد منهم خرج من الدنيا إلا وله ولد وإن عبد
الله بن جعفر خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا .
بيان
: لعل قوله ولا يعلم أحد منهم كلام الحسين
بن سعيد أو غيره من رواة الخبر وغرضه بيان إبطال مذهب الفطحية بهذا الخبر فإنهم
قالوا بإمامة عبد الله الأفطح بن الصادق عليهالسلام
ثم اعلم أن تلك الآية وقعت بعد قصة إبراهيم عليهالسلام
حيث قال ( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ
إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ
سَيَهْدِينِ )
ثم ذكر ذلك.
وقال البيضاوي أي
وجعل إبراهيم أو الله تعالى كلمة التوحيد ( كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) أي في ذريته فيكون فيهم أبدا من يوحد الله ويدعو إلى
توحيده ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
) أي يرجع من أشرك منهم بدعاء من وحده ونحوه قال الطبرسي رحمهالله
ثم قال وقيل
الكلمة الباقية في
عقبه هي الإمامة إلى يوم القيامة ـ عن أبي عبد الله
عليهالسلام.
واختلف في عقبه من
هم فقيل ولده إلى يوم القيامة عن الحسن وقيل هم آل محمد
صلىاللهعليهوآله
عن السدي .
١٣
ـ كنز : روى الحسن بن أبي
الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله عن مالك بن عبد الله قال : قلت لمولاي الرضا
عليهالسلام
قوله تعالى : ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) قال هي ولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
__________________
١٤
ـ كنز : روى محمد بن
العباس عن ابن عقدة عن محمد بن هارون عن محمد بن مالك عن نعمة بن فضيل عن غالب الجهني عن أبي جعفر عن آبائه عن علي
عليهالسلام
قال : قال لي النبي
صلىاللهعليهوآله
لما أسري بي إلى السماء
ثم إلى سدرة المنتهى أوقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي يا محمد فقلت لبيك ربي
وسعديك قال قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك قلت ربي عليا
عليهالسلام
قال صدقت يا محمد فهل
اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون
قال قلت لا فاختر لي فإن خيرتك خير لي قال قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة
ووصيا وقد نحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد
بعده يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي
ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد قال
فبشره بذلك فقال علي عليهالسلام
أنا عبد الله وفي قبضته
إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي فقال النبي
صلىاللهعليهوآله
اللهم أجل قلبه واجعل
ربيعه الإيمان بك قال الله سبحانه قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه من البلاء
بما لم أختص به أحدا من أوليائي قال قلت ربي أخي وصاحبي قال إنه سبق في علمي أنه
مبتلى به ولو لا علي لم تعرف أوليائي ولا أولياء رسولي .
١٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسين عن علي بن منذر عن مسكين الرحال العابد وقال ابن المنذر عنه وبلغني
أنه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة وقال أيضا حدثنا فضيل الرسان عن أبي داود عن أبي برزة قال سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول إن الله عهد إلي في
علي عهدا فقلت اللهم بين
__________________
لي فقال لي اسمع
اللهم قد سمعت فقال الله عز وجل أخبر عليا بأنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى
الناس بالناس والكلمة التي ألزمتها المتقين .
١٦
ـ فس : ( إِنَّ الَّذِينَ
حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ
آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ ) قال الذين جحدوا
أمير المؤمنين عليهالسلام
قوله ( إِنَّ
الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ) قال عرضت عليهم
الولاية وفرض عليهم الإيمان بها فلم يؤمنوا بها .
بيان
: على تأويله
عليهالسلام
المراد بالكلمة الولاية
أي تمت عليهم الحجة فيها وقال بعض المفسرين أي أخبر الله بأنهم لا يؤمنون وقيل أي
وجب عليهم سخطه وغضبه.
١٧
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عمار بن يقظان الأسدي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قال ولايتنا أهل
البيت وأهوى بيده إلى صدره فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا .
١٨ ـ السدي في قوله
تعالى : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) أي في آل محمد أي
نوالي بهم إلى يوم القيامة ونتبرأ من أعدائهم إليها .
١٩
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب يحيى بن عبد الله بن الحسن عن الصادق
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ
سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ
) قال نحن هم .
بيان
: لعل المعنى أنا
نحن الكلمة التي ذكرها الله للعباد المرسلين أو ولايتنا بأن يكون قوله ( إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) استئنافا ويحتمل أن يكون المعنى إنا
__________________
داخلون في الوعد
بالنصرة والغلبة لأن نصرهم نصر النبي صلىاللهعليهوآله.
٢٠ ـ فس : ثم ذكر الأئمة صلوات الله عليهم فقال (
وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) يعني فإنهم
يرجعون إلى الأئمة إلى الدنيا .
٢١
ـ مد : العمدة بإسناده
إلى ابن المغازلي من مناقبه عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب عن محمد بن عثمان عن
محمد بن سليمان عن محمد بن علي بن خلف عن حسين الأشقر عن عثمان بن أبي المقدام عن أبيه عن ابن
جبير عن ابن عباس قال : سئل النبي صلىاللهعليهوآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ( فَتابَ
عَلَيْهِ ) قال سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ما تبت
علي فتاب عليه .
٢٢
ـ كا : الكافي بإسناده عن أبي
جعفر عليهالسلام
إنه لينزل إلى ولي الأمر
تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا وفي أمر الناس بكذا وكذا
وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب
المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي
الْأَرْضِ ) الآية .
٢٣
ـ فس : ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي
الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ ) الآية قال وذلك أن اليهود سألوا رسول الله
صلىاللهعليهوآله
عن الروح فقال ( الرُّوحُ
مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) قالوا نحن خاصة
قال بل الناس عامة قالوا فكيف
__________________
يجتمع هذا يا محمد
تزعم أنك لم تؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتيت القرآن وأوتينا التوراة وقد
قرأت ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) وهي التوراة ( فَقَدْ
أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فأنزل الله تبارك وتعالى ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي
الْأَرْضِ ) الآية يقول علم الله أكبر من ذلك وما أوتيتم كثير عندكم
قليل عند الله .
٢٤ ـ ل : الخصال عن ابن عباس عن النبي
صلىاللهعليهوآله
أنه قال في خطبته نحن
كلمة التقوى وسبيل الهدى .
٢٥
ـ يد : التوحيد بإسناده
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين
عليهالسلام
في خطبته أنا عروة الله
الوثقى وكلمة التقوى .
٢٦
ـ ك : إكمال الدين عن
الرضا نحن كلمة التقوى والعروة الوثقى .
__________________
٥١
(باب)
*(أنهم
عليهالسلام
حرمات الله)*
الآيات : الحج
«٢٢» : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ
خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )«٣٠». تفسير الحرمة ما لا يحل انتهاكه وقيل في الآية إنها مناسك
الحج وقيل هي البيت الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام والمسجد الحرام وما ورد
فيما سيأتي من الأخبار هو المعول عليه ولا شك في وجوب تعظيم الأئمة وتكريمهم في
حياتهم وبعد وفاتهم وكذا تعظيم ما ينسب إليهم من مشاهدهم وأخبارهم وآثارهم وذريتهم
وحاملي أخبارهم وعلومهم.
١
ـ مع ، ل ، لي : معاني الأخبار ل ، الخصال لي ، الأمالي للصدوق أبي عن الحميري عن اليقطيني عن
يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لله عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء كتابه وهو حكمته ونوره
وبيته الذي جعله قبلة للناس لا يقبل من أحد توجها إلى غيره وعترة نبيكم
صلىاللهعليهوآله
.
٢
ـ ل : الخصال سليمان بن
أحمد اللخمي عن يحيى بن عثمان بن صالح ومطلب بن شعيب الأزدي وأحمد بن رشيد
المصريين قالوا حدثنا إبراهيم بن حماد عن أبي حازم المديني عن عمران بن عمر بن
سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
إن لله حرمات ثلاث [
ثلاثا ] من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله شيئا
حرمة الإسلام و
__________________
حرمتي وحرمة عترتي
.
٣
ـ ل : الخصال محمد بن
عمر البغدادي عن عبد الله بن بشر عن الحسن بن الزبرقان عن أبي بكر بن عياش عن
الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقول يجيء يوم القيامة
ثلاثة يشكون المصحف والمسجد والعترة يقول المصحف يا رب حرفوني ومزقوني ويقول
المسجد يا رب عطلوني وضيعوني ويقول العترة يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فأجثو
للركبتين للخصومة فيقول الله جل جلاله لي أنا أولى بذلك .
٤
ـ كا : الكافي علي بن
إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن علي بن شجرة عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : لله عز وجل في
بلاده خمس حرم حرمة رسول الله صلىاللهعليهوآله وحرمة آل الرسول صلىاللهعليهوآله وحرمة كتاب الله عز وجل وحرمة كعبة الله وحرمة المؤمن .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن الإمام موسى بن جعفر
عن أبيه عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) قال هي ثلاث
حرمات واجبة فمن قطع منها حرمته فقد أشرك بالله الأولى انتهاك حرمة الله في بيته
الحرام والثانية تعطيل الكتاب والعمل بغيره والثالثة قطيعة ما أوجب من فرض مودتنا
وطاعتنا .
٦
ـ أقول : روى ابن بطريق في
المستدرك من كتاب الفردوس بإسناده عن جابر قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يجيء يوم القيامة ثلاثة
المصحف والمسجد والعترة
__________________
يقول المصحف
حرقوني ومزقوني ويقول المسجد خربوني وعطلوني وضيعوني ويقول العترة يا رب قتلونا
وطردونا وشردونا وجثوا باركين للخصومة فيقول الله تبارك وتعالى ذلك إلي وأنا أولى
بذلك .
٥٢
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
وولايتهم العدل والمعروف
والإحسان والقسط)*
*(والميزان وترك ولايتهم
وأعداءهم الكفر والفسوق )
*(والعصيان والفحشاء
والمنكر والبغي)*
١ ـ شف : كشف اليقين من كتاب محمد بن العباس بن مروان عن محمد بن
هشام بن سهيل العسكري عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه
في قول الله جل وعز ( وَأَوْفُوا
بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ
وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) قال العهد ما أخذ النبي
صلىاللهعليهوآله
على الناس في مودتنا
وطاعة أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدموه ولا يقطعوا رحمه وأعلمهم أنهم
مسئولون عنه وعن كتاب الله جل وعز وأما القسطاس فهو الإمام وهو العدل من الخلق
أجمعين وهو حكم الأئمة قال الله جل وعز ( ذلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) قال الله هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي .
٢
ـ فس : ( وَضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ
عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ
وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال كيف يستوي
هذا وهذا الذي يأمر بالعدل يعني
__________________
أمير المؤمنين
والأئمة عليهالسلام
.
٣ ـ شي : تفسير العياشي عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله تعالى ( خُذِ
الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) قال يعني بالولاية
.
٤
ـ كا : الكافي العدة عن
أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمذاني يرفعه إلى أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَنَضَعُ
الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال الأنبياء
والأوصياء عليهالسلام
.
بيان
: لعل المعنى أنهم
أصحاب الميزان والحاكمون عنده.
٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفر عليهالسلام قال : نزل جبرئيل على محمد
صلىاللهعليهوآله
بهذه الآية (
الظَّالِمِينَ ) آل محمد حقهم ( إِلاَّ خَساراً ) .
٦
ـ فس : قوله تعالى : ( إِنَّ
اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ
الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) قال العدل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
والإحسان أمير المؤمنين عليهالسلام
والفحشاء والمنكر والبغي
فلان وفلان وفلان .
٧
ـ إرشاد القلوب : بإسناده إلى عطية بن الحارث عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( إِنَّ
اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ) الآية قال العدل
شهادة الإخلاص وأن محمدا رسول الله والإحسان ولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
والإتيان بطاعتهما وإيتاء
ذي القربى الحسن والحسين والأئمة من ولده عليهالسلام ( وَيَنْهى
عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) هو من ظلمهم
وقتلهم ومنع حقوقهم .
__________________
٨
ـ شي : تفسير العياشي عن
إسماعيل الجريري قال : قلت لأبي عبد الله قول الله ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) قال اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل إن الله يأمر بالعدل
والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه وينهى قلت جعلت فداك إنا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد
قال ولكنا نقرؤها وهكذا في قراءة علي عليهالسلام قلت فما يعني بالعدل قال شهادة أن لا إله إلا الله قلت
وإحسان قال شهادة أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله قلت فما يعني بإيتاء ذي القربى حقه قال أداء
إمام إلى إمام بعد إمام ( وَيَنْهى عَنِ
الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) قال ولاية فلان .
بيان
: لعله كان في
قراءته عليهالسلام
حقه فأسقطته النساخ أو أداء مكان إيتاء فصحفته.
٩
ـ ني : الغيبة للنعماني
الكليني عن العدة عن أحمد بن محمد عن الأهوازي عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال : سألته
يعني أبا عبد الله عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَإِذا
فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ
إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا
تَعْلَمُونَ ) قال فهل رأيت أحدا زعم أن الله أمره بالزنا وشرب الخمر أو
شيء من هذه المحارم قلت لا قال فما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها قلت
الله أعلم ووليه قال فإن هذا في أولياء أئمة الجور ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام
بهم فرد الله ذلك عليهم وأخبرهم أنهم قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منهم فاحشة .
١٠ ـ وبهذا
الإسناد عن محمد بن منصور قال : سألت عبدا صالحا
عليهالسلام
عن قول الله
__________________
عز وجل : ( إِنَّما
حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) قال فقال إن القرآن
له ظاهر وباطن فجميع ما حرم الله في القرآن فهو حرام على ظاهره كما هو في الظاهر
والباطن من ذلك أئمة الجور وجميع ما أحل الله في الكتاب فهو حلال وهو الظاهر
والباطن من ذلك أئمة الهدى .
١١ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمد بن زكي
عن محمد بن الفضيل عن محمد بن شعيب عن قيس بن الربيع عن منذر الثوري عن محمد بن
الحنفية عن أبيه علي عليهالسلام
قال : يقول الله عز وجل :
( وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ ) فأنا ذلك المحسن .
١٢
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : كنت معه جالسا فقال
لي إن الله تعالى يقول ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ) قال العدل رسول
الله صلىاللهعليهوآله
والإحسان أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام
وإيتاء ذي القربى فاطمة
عليهالسلام
.
١٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
عطاء الهمداني عن أبي جعفر عليهالسلام قال : العدل شهادة أن لا إله إلا الله والإحسان ولاية أمير
المؤمنين عليهالسلام
والفحشاء الأول والمنكر الثاني
والبغي الثالث .
١٤ ـ وفي رواية
سعد الإسكاف عنه قال : يا سعد ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) وهو محمد فمن أطاعه فقد عدل والإحسان علي
عليهالسلام
ومن تولاه فقد أحسن والمحسن في
__________________
الجنة وإيتاء ذي
القربى قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وأبنائنا ونهاهم ( عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) من بغى علينا أهل
البيت ودعا إلى غيرنا .
٥٣
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
جنب الله ووجه الله ويد
الله وأمثالها)*
١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب عن أبي الجارود عن الباقر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( ما
فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال نحن جنب الله.
وعن الصادق
عليهالسلام
مثله .
٢ ـ أبو ذر في خبر
عن النبي صلىاللهعليهوآله
يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي
يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة ينادي ( يا حَسْرَتى عَلى ما
فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) .
٣ ـ الصادق
والباقر والسجاد عليهالسلام
في هذه الآية قالوا جنب
الله علي وهو حجة الله على الخلق يوم القيامة .
٤ ـ الرضا
عليهالسلام
( فِي جَنْبِ اللهِ ) قال في ولاية علي
عليهالسلام
.
٥ ـ وقال أمير
المؤمنين عليهالسلام
أنا صراط الله أنا جنب
الله .
__________________
٦ ـ وقوله : ( وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ) قال الصادق
عليهالسلام
نحن وجه الله .
٧ ـ وروى أبو حمزة
عن الباقر عليهالسلام
وضريس الكناسي عن الصادق
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن الوجه
الذي يؤتى الله منه .
٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن حمران عن ابن تغلب عن
الصادق عن آبائه عليهالسلام
في قول الله تعالى ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال خلقنا الله جزءا من جنب الله وذلك قوله عز وجل : ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) يعني في ولاية
علي عليهالسلام
.
٩ ـ وبهذا الإسناد
عن عبد الله بن حماد عن سدير قال سمعت أبا عبد الله
عليهالسلام
يقول وقد سأله رجل عن قول
الله عز وجل : ( يا حَسْرَتى عَلى ما
فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) فقال أبو عبد الله عليهالسلام نحن والله خلقنا من نور جنب الله وذلك قول الكافر إذ استقرت
به الدار ( يا حَسْرَتى عَلى ما
فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) يعني ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
١٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الأهوازي عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي
بن سويد السائي عن أبي الحسن
__________________
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال جنب الله
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وكذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي
إلى الأخير منهم والله أعلم بما هو كائن بعده .
ير
: بصائر الدرجات ابن
عيسى مثله .
١١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد الله بن همام عن عبد الله بن جعفر عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد عن
الحسن بن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن والله
وجهه الذي قال ولن نهلك إلى يوم القيامة بما أمر الله به من طاعتنا وموالاتنا فذلك
والله الوجه الذي هو قال ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) وليس منا ميت
يموت إلا وخلفه عاقبة منه إلى يوم القيامة .
١٢
ـ كنز : عبد الله بن
العلاء عن المذاري عن ابن شمون عن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن
صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن وجه الله
عز وجل .
١٣
ـ فس : أبي عن ابن أبي
عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله ( كُلُّ
شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال فيفنى كل شيء ويبقى الوجه الله أعظم من أن يوصف لا ولكن معناه كل
شيء هالك إلا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه لم نزل في عباده ما دام الله له
فيهم روية فإذا لم يكن له فيهم روية رفعنا إليه ففعل بنا ما أحب قلت
جعلت فداك وما الروية قال الحاجة .
__________________
بيان
: الروية إما
بالتشديد بمعنى التفكر فإن من له حاجة إلى أحد ينظر ويتفكر في إصلاح أموره أو
بالتخفيف مهموزا أي نظر رحمة والأظهر أنه كان بالباء الموحدة قال الفيروزآبادي
الروبة ويضم الحاجة وعلى التقادير هي كناية عن إرادة بقائهم وخيرهم وصلاحهم.
١٤
ـ فس : ( وَاتَّبِعُوا
أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) من القرآن وولاية
أمير المؤمنين عليهالسلام
والأئمة والدليل على ذلك قول
الله عز وجل : ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما
فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال في الإمام لقول الصادق
عليهالسلام
نحن جنب الله .
١٥
ـ فس : الآية هكذا ( مِنْ
رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا
تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ ) الآية فلما فسر الصادق
عليهالسلام
جنب الله بالأئمة دل ذلك
على أن ما أمر الله بمتابعته في الآية السابقة شامل للولاية فتدبر .
١٦
ـ ير : بصائر الدرجات
محمد بن الحسين عن أحمد بن بشر عن حسان الجمال عن هاشم بن أبي عمار قال سمعت أمير
المؤمنين عليهالسلام
يقول أنا عين الله وأنا
جنب الله وأنا يد الله وأنا باب الله .
١٧
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد عن الحسين عن فضالة عن القاسم بن بريد عن مالك الجهني قال سمعت أبا عبد الله
عليهالسلام
يقول أنا شجرة من جنب
الله فمن وصلنا وصله الله ثم تلا هذه الآية ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ
يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ
السَّاخِرِينَ ) .
بيان
: قوله
عليهالسلام
إنا شجرة في بعض النسخ
شجنة قال الجزري فيه الرحم شجنة من الرحمن أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبه
بذلك مجازا وأصل الشجنة بالضم والكسر شعبة من غصن من غصون الشجرة أقول على
__________________
التقديرين هو
كناية عن قربهم من جناب الرب عز وجل وإن من تمسك بهم فهو يصل إليه تعالى.
١٨
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن المسلي عن عبد الله بن سليمان قال : قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام
قول الله عز وجل : ( أَنْ
تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال علي
عليهالسلام
جنب الله .
١٩
ـ ج : الإحتجاج في حديث
طويل يذكر فيه إتيان رجل من الزنادقة أمير المؤمنين عليه السلام وسؤاله عما اشتبه
عليه من آيات القرآن وظن التناقض فيها فأجابه عليه السلام وأسلم فكان مما سأله
قوله وأجده يقول ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ
اللهِ ) ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا
فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) و ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ ) و ( أَصْحابُ الْيَمِينِ
ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ) و ( أَصْحابُ الشِّمالِ
ما أَصْحابُ الشِّمالِ ) ما معنى الجنب والوجه واليمين والشمال فإن الأمر في ذلك
ملتبس جدا فأجابه عليه السلام بأن المنافقين قد غيروا وحرفوا كثيرا من القرآن
وأسقطوا أسماء جماعة ذكرهم الله بأسمائهم من الأوصياء ومن المنافقين لكن أعمى الله
أبصارهم فتركوا كثيرا من الآيات الدالة على فضل منزلة أوليائه وفرض طاعتهم ثم ذكر
عليه السلام كثيرا من ذلك إلى أن قال وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة
بقوله في أصفيائه وأوليائه عليهالسلام ( أَنْ
تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) تعريفا للخليقة
قربهم ألا ترى أنك تقول فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه إنما جعل الله
تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه
لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون
__________________
من إسقاط أسماء
حججه منه وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوهم على باطلهم فأثبت فيه الرموز وأعمى
قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه
وجعل أهل الكتاب القائمين به والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة ( أَصْلُها
ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) أي يظهر مثل هذا
العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت وجعل أعداءها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا
إطفاء نور الله بأفواههم ( وَيَأْبَى اللهُ
إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ) ثم بين عليهالسلام ذلك بأوضح البيان إلى أن قال وأما قوله ( كُلُّ
شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) فالمراد كل شيء
هالك إلا دينه لأن من المحال أن يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه هو أجل وأعظم وأكرم
من ذلك وإنما يهلك من ليس منه ألا ترى أنه قال ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها
فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) ففصل بين خلقه ووجهه .
٢٠
ـ فس : علي بن الحسين عن
البرقي عن البزنطي عن هشام بن سالم عن ابن طريف عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله تعالى ( تَبارَكَ
اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ) فقال نحن جلال
الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا .
٢١
ـ ك : إكمال الدين ابن
الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبان عن ضريس
الكناسي عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( كُلُّ
شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن الوجه الذي يؤتى الله منه .
٢٢
ـ يد : التوحيد العطار عن
أبيه عن سهل عن ابن يزيد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : نحن المثاني التي
أعطاها الله نبينا صلىاللهعليهوآله
ونحن وجه الله نتقلب في
الأرض بين أظهركم عرفنا من عرفنا ومن جهلنا فأمامه اليقين .
__________________
٢٣
ـ يد : التوحيد أبي عن
سعد عن ابن عيسى عن علي بن سيف عن أخيه الحسين عن أبيه سيف بن عمير [ عميرة ] عن
خيثمة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال دينه وكان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وأمير المؤمنين عليه
السلام دين الله ووجهه وعينه في عباده ولسانه الذي ينطق به ويده على خلقه ونحن وجه
الله الذي يؤتى منه لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية قلت وما الروية قال الحاجة فإذا
لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه فصنع ما أحب .
٢٤
ـ يد : التوحيد الدقاق عن
الأسدي عن البرمكي عن ابن أبان عن بكر عن الحسين بن سعيد عن الهيثم بن عبد
الله عن مروان بن صباح قال قال أبو عبد الله عليه السلام إن الله عز وجل خلقنا
فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه
ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه
وخزانه في سمائه وأرضه بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار وبنا
أنزل غيث السماء ونبت عشب الأرض وبعبادتنا عبد الله ولو لا نحن ما عبد الله .
بيان
: قوله
عليهالسلام
لو لا نحن ما عبد الله أي
نحن علمنا الناس طريق عبادة الله وآدابها أو لا تتأتى العبادة الكاملة إلا منا أو
ولايتنا شرط قبول العبادة والأوسط أظهر.
__________________
٢٥
ـ يد : التوحيد الدقاق عن
الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبد الرحمن بن كثير عن
أبي عبد الله عليهالسلام
قال إن أمير المؤمنين
عليه السلام قال : أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق وعين الله
الناظرة وأنا جنب الله وأنا يد الله .
ير
: محمد بن إسماعيل
النيشابوري عن أحمد بن الحسن الكوفي عن إسماعيل بن نصر وعلي بن عبد الله الهاشمي
عن عبد الرحمن مثله قال الصدوق رحمهالله
معنى قوله
عليهالسلام
وأنا قلب الله الواعي أنا
القلب الذي جعله الله وعاء لعلمه وقلبه إلى طاعته وهو قلب مخلوق لله عز وجل كما هو
عبد الله عز وجل ويقال الله كما يقال عبد الله وبيت الله وجنة الله ونار الله وأما
قوله عين قوله عين الله فإنه يعني به الحافظ لدين الله وقد قال الله عز وجل ( تَجْرِي
بِأَعْيُنِنا ) أي بحفظنا وكذلك قوله عز وجل : (
وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ) معناه على حفظي .
٢٧
ـ مع : معاني الأخبار يد
، التوحيد ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر عن ابن سنان عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال أمير المؤمنين
عليهالسلام
في
__________________
خطبته أنا الهادي
وأنا المهتدي وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل وأنا ملجأ كل
ضعيف ومأمن كل خائف وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة وأنا حبل الله المتين وأنا عروة
الله الوثقى وكلمة التقوى وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده وأنا جنب الله الذي
يقول ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما
فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة وأنا
باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا
ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله .
قال الصدوق رحمهالله الجنب الطاعة في لغة العرب يقال هذا صغير في جنب الله أي في
طاعة الله عز وجل فمعنى قول أمير المؤمنين عليهالسلام أنا جنب الله أي أنا الذي ولايتي طاعة الله قال الله عز وجل
( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما
فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) أي في طاعة الله عز وجل .
٢٨
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن
مالك الجهني قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إنا شجرة من جنب الله أو جذوة فمن وصلنا وصله الله .
بيان
: الجذوة بالكسر
القطعة من اللحم ذكره الفيروزآبادي وقال
__________________
ما أحسن شجرة ضرع
الناقة أي قدره وهيأته أو عروقه وجلده ولحمه انتهى والظاهر أن الترديد من الراوي.
٢٩
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن البطائني عن ابن عميرة عن أبي بصير عن الحارث
بن المغيرة قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام فسأله رجل عن قول الله تبارك وتعالى ( كُلُّ
شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) فقال ما يقولون قلت يقولون هلك كل شيء إلا وجهه فقال سبحان
الله لقد قالوا عظيما إنما عنى كل شيء هالك إلا وجهه الذي يؤتى منه ونحن وجهه الذي
يؤتى منه .
٣٠
ـ ير : بصائر الدرجات
الحجال عن صالح بن السندي عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله : ( كُلُّ
شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن والله وجهه الذي قال ولن يهلك يوم القيامة من أتى
الله بما أمر به من طاعتنا وموالاتنا ذاك الوجه الذي قال الله ( كُلُّ
شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) ليس منا ميت يموت إلا خلف منه إلى يوم القيامة .
٣١
ـ ير : بصائر الدرجات ابن
يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن جليس لأبي حمزة عن أبي حمزة قال : قلت لأبي
جعفر عليهالسلام
جعلني الله فداك أخبرني
عن قول الله تبارك وتعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال يا فلان فيهلك كل شيء ويبقى الوجه الله أعظم من أن
يوصف ولكن معناها كل شيء هالك إلا دينه نحن الوجه الذي يؤتى منه لم نزل في عباد
الله ما دام لله فيهم روية قلت وما الروية جعلني الله فداك قال حاجة فإذا لم يكن
له فيهم حاجة رفعنا إليه فيصنع بنا ما أحب .
__________________
يد
: مع : أبي عن سعد عن ابن
عيسى عن ابن بزيع عن منصور مثله ـ ك ، إكمال الدين العطار عن سعد عن اليقطيني عن ابن بزيع
مثله .
٣٢
ـ يد : التوحيد بإسناده
عن صفوان عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد والأئمة من بعده
صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك ثم قرأ ( مَنْ يُطِعِ
الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) .
٣٣ ـ وبإسناده
أيضا عن صفوان عنه عليه السلام قال : نحن وجه الله الذي لا يهلك .
٣٤
ـ سن : المحاسن بإسناده
عن الحارث النضري قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن هذه الآية قال كل شيء هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم
عليه .
٣٥
ـ ن : عيون أخبار الرضا عليهالسلام في حديث طويل عن أبي الصلت عن الرضا
عليهالسلام
قال : فقلت يا ابن رسول
الله فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى
فقال يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله
وحججه عليهالسلام
الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل
وإلى دينه ومعرفته وقال الله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ ) هالك إلا وجهه
فالنظر إلى أنبياء الله تعالى
__________________
ورسله وحججه
عليهالسلام
في درجاتهم ثواب عظيم
للمؤمنين يوم القيامة وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة .
بيان قد مضى
الكلام في كتاب التوحيد في تأويل تلك الآيات فلا نعيده حذرا من التكرار وجملة
القول في ذلك أن تلك المجازات شائعة في كلام العرب فيقال لفلان وجه عند الناس
وفلان يد على فلان وأمثال ذلك والوجه يطلق على الجهة فالأئمة الجهة التي أمر الله
بالتوجه إليها ولا يتوجه إليه تعالى إلا بالتوجه إليهم وكل شيء هالك باطل مضمحل
إلا دينهم وطريقتهم وطاعتهم وهم عين الله أي شاهده على عباده فكما أن الرجل ينظر
بعينه ليطلع على الأمور فكذلك خلقهم الله ليكونوا شهداء من الله عليهم ناظرين في
أمورهم والعين يطلق على الجاسوس وعلى خيار الشيء وقال الجزري في حديث عمر إن رجلا
كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين فلطمه علي
عليهالسلام
فاستعدى عليه فقال ضربك
بحق أصابته عين من عيون الله أراد خاصة من خواص الله عز وجل ووليا من أوليائه
انتهى وإطلاق اليد على النعمة والرحمة والقدرة شائع فهم نعمة الله التامة ورحمته
المبسوطة ومظاهر قدرته الكاملة والجنب الجانب والناحية وهم الجانب الذي أمر الله
الخلق بالتوجه إليه والجنب يطلق على الأمير ويحتمل أن يكون كناية عن أن قرب الله
تعالى لا يحصل إلا بالتقرب بهم كما أن قرب الملك يكون بجنبه.
٣٦ ـ وروى الكفعمي
عن الباقر عليهالسلام
في تفسير هذا الكلام أنه
قال : معناه أنه ليس شيء أقرب إلى الله تعالى من رسوله ولا أقرب إلى رسوله من وصيه
فهو في القرب كالجنب وقد بين الله تعالى ذلك في قوله ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) يعني في ولاية
أوليائه وقال عليهالسلام
في قولهم باب الله معناه
أن الله احتجب عن خلقه بنبيه والأوصياء
__________________
من بعده وفوض
إليهم من العلم ما علم احتياج الخلق إليه ولما استوفى النبي
صلىاللهعليهوآله
على علي
عليهالسلام
العلوم والحكمة قال أنا
مدينة العلم وعلي بابها وقد أوجب الله على خلقه الاستكانة لعلي
عليهالسلام
بقوله ( ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ
وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) أي الذين لا يرتابون في فضل الباب وعلو قدره وقال في موضع
آخر ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ
مِنْ أَبْوابِها ) يعني الأئمة عليهم السلام الذين هم بيوت العلم ومعادنه وهم
أبواب الله ووسيلته والدعاة إلى الجنة والأدلاء عليها إلى يوم القيامة .
__________________
٥٤
(باب)
*(أن المرحومين في القرآن
هم وشيعتهم عليهمالسلام
)*
١ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله : ( وَلا
يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) في الدين ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ
رَبُّكَ ) يعني آل محمد وأتباعهم يقول الله ( وَلِذلِكَ
خَلَقَهُمْ ) يعني أهل رحمة لا يختلفون في الدين .
بيان
: أرجع
عليهالسلام
اسم الإشارة إلى الرحمة
كما ذهب إليه المحققون من المفسرين ومنهم من أرجعه إلى الاختلاف وجعل اللام
للعاقبة.
٢
ـ شي : تفسير العياشي عن
عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل قال : سألت علي بن الحسين
عليهالسلام
عن قول الله : ( وَلا
يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) قال عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة وكلهم يخالف بعضهم
بعضا في دينهم ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ
رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة طينا أما تسمع لقول
إبراهيم ( رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ
أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ ) قال إيانا عنى
وأولياءه وشيعته وشيعة وصيه ( قالَ وَمَنْ كَفَرَ
فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ ) قال عنى بذلك من
جحد وصيه ولم يتبعه من أمته وكذلك والله حال هذه الأمة .
__________________
شي
: عن سعيد بن المسيب
عنه عليهالسلام
مثله .
٣
ـ كا : الكافي أحمد بن
مهران عن عبد العظيم الحسني عن ابن أسباط عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام
قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام ونحن في الطريق ليلة الجمعة اقرأ فإنها ليلة الجمعة قرآنا
فقرأت ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ ) كان (
مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا
هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) فقال أبو عبد
الله عليهالسلام
نحن والله الذين رحم الله
ونحن والله الذين استثنى الله ولكنا نغني عنهم .
بيان ( إِنَّ
يَوْمَ الْفَصْلِ ) أي يوم التميز بين المحق والمبطل بالثواب والعقاب ونحوهما (
مِيقاتُهُمْ ) أي موعدهم والضمير للكفار وليس كان في المصحف ولعله زيد من
النساخ ( لا يُغْنِي ) أي لا يدفع
مكروها ( مَوْلًى عَنْ مَوْلًى ) أي متبوع عن تابع
ويحتمل جميع معاني الأولى ( شَيْئاً ) نائب المفعول
المطلق أي شيئا من غناء ( وَلا هُمْ
يُنْصَرُونَ ) الضمير للمولى الأول والجمع باعتبار المعنى أو الأعم ( إِلاَّ
مَنْ رَحِمَ اللهُ ) استثناء من الأول على تفسيره
عليهالسلام
وإفراد الدين كما في بعض
النسخ لموافقة لفظة من وضمير هم في عنهم للشيعة.
٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن إسحاق بن عمار عن شعيب عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ
إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) قال نحن والله الذين رحم الله والذين استثنى والذين تغني
ولايتنا .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عيسى عن
__________________
النضر بن سويد عن
يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( يَوْمَ لا
يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ
اللهُ ) قال نحن أهل
الرحمة .
٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن عبد الله بن أحمد عن ابن
أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الشحام قال : كنت عند أبي عبد الله
عليهالسلام
ليلة جمعة فقال لي اقرأ
فقرأت ثم قال يا شحام اقرأ فإنها ليلة قرآن فقرأت حتى إذا بلغت ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) قال هم قال قلت ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ
اللهُ ) قال نحن القوم الذين رحم الله ونحن القوم الذين استثنى
الله وإنا والله نغني عنهم .
٧
ـ ج : الإحتجاج عن محمد
ويحيى ابني عبد الله بن الحسن عن أبيهما عن جدهما عن علي
عليهالسلام
قال : لما خطب أبو بكر
قام أبي بن كعب فقال يا معاشر المهاجرين ثم ذكر خطبته الطويلة في الاحتجاج على أبي
بكر في خلافة علي عليهالسلام
إلى أن قال وايم الله ما
أهملتم لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام ولو أطعتموه ما اختلفتم
ولا تدابرتم ولا تقاتلتم ولا برئ بعضكم من بعض فو الله إنكم بعده لمختلفون في
أحكامكم وإنكم بعده لناقضو عهد رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وإنكم على عترته لمختلفون
إن سئل هذا عن غير من يعلم أفتى برأيه فقد أبعدتم وتجاريتم وزعمتم الاختلاف رحمة
هيهات أبى الكتاب ذلكم يقول الله تبارك وتعالى ( وَلا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ
وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) ثم أخبرنا باختلافكم فقال ( وَلا يَزالُونَ
مُخْتَلِفِينَ
__________________
إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ
خَلَقَهُمْ ) أي للرحمة وهم آل محمد إلى آخر الخبر .
٨ ـ فس : قوله عز وجل : ( يَوْمَ لا يُغْنِي
مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ) قال من والى غير أولياء [ الله ] لا يغني
بعضهم عن بعض ثم استثنى من والى آل محمد فقال إلا من رحمه الله .
٩
ـ كا : الكافي العدة عن
سهل عن محمد بن سليمان عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال لأبي بصير يا با محمد والله ما استثنى الله عز ذكره
بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعته فقال في كتابه
وقوله الحق ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى
شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) يعني بذلك عليا
وشيعته .
__________________
٥٥
(باب)
*(ما نزل في أن الملائكة يحبونهم ويستغفرون لشيعتهم)*
١ ـ كنز : عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا
جعفر عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) قال يعني
الملائكة ( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ
رَبِّهِمْ ) ... ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يعني شيعة محمد
وآل محمد ( رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ
شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ) من ولاية
الطواغيت الثلاثة ومن بني أمية ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) يعني ولاية علي عليهالسلام وهو السبيل وقوله تعالى : ( وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ ) يعني الثلاثة ( وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ) وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني بني أمية ( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ
تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ) يعني إلى ولاية علي عليهالسلام وهي الإيمان ( فَتَكْفُرُونَ ) .
٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
ابن عقدة رفعه إلى ابن نباتة عن أمير المؤمنين
عليهالسلام
قال : إن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أنزل عليه فضلي من السماء
وهي هذه الآية ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ
الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا ) وما في الأرض يومئذ مؤمن غير رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وأنا .
بيان
: يدل هذا الخبر على أن سورة المؤمن من
أوائل السور النازلة على رسول الله صلىاللهعليهوآله
بمكة ولا خلاف في أنها مكية لكن عدها بعضهم من أواسط ما نزلت بمكة ولا عبرة بقولهم
مع أنه لا ينافي ذلك لأن أكثر من عدوه من السابقين صاروا من المنافقين.
__________________
٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله بن أسد بإسناده إلى أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
قال قال علي
عليهالسلام
لقد مكثت الملائكة سبع
سنين وأشهرا لا يستغفرون إلا لرسول الله صلىاللهعليهوآله ولي وفينا نزلت هذه الآيات ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ
رَبِّهِمْ ) إلى قوله تعالى : ( رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ
مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ ) فقال قوم من المنافقين من أبو علي وذريته الذين أنزلت فيهم
هذه الآية فقال سبحان الله أما من آبائهم إبراهيم وإسماعيل هؤلاء آباؤنا .
بيان
: كأنهم لعنهم الله اعترضوا على نزول
الآية في علي عليهالسلام
بأن آباءه القريبة كانوا مشركين لزعمهم أن أبا طالب وعبد المطلب وأكثر آبائهم لم
يؤمنوا فأجاب على سبيل التنزل بأنه تعالى قال ( وَمَنْ صَلَحَ مِنْ
آبائِهِمْ )
ولم يقيده بالآباء القريبة فإن صح قولكم يمكن أن يكون المراد آباءه البعيدة
كإبراهيم وإسماعيل.
٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن علي عن حسين الأشقر عن علي بن هاشم
عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي أيوب عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه
قال قال رسول الله لقد صلت الملائكة على علي
عليهالسلام
سنتين لأنا كنا نصلي وليس معنا أحد غيرنا .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله
عليهالسلام
يا با محمد إن لله ملائكة
تسقط الذنوب عن ظهر شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر أوان سقوطه وذلك قوله عز
وجل : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا ) واستغفارهم والله لكم دون هذا الخلق يا با محمد فهل سررتك
قال فقلت نعم .
__________________
٦ ـ وفي حديث آخر
بالإسناد المذكور وذلك قوله عز وجل : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) إلى قوله عز وجل
: ( عَذابَ الْجَحِيمِ ) فسبيل الله علي
والذين آمنوا أنتم ما أراد غيركم .
٧
ـ فس : أبي عن القاسم بن
محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حماد عن أبي عبد الله
عليهالسلام
أنه سئل هل الملائكة أكثر
أم بنو آدم فقال والذي نفسي بيده لملائكة الله في السماوات أكثر من عدد التراب في
الأرض وما في السماء موضع قدم إلا وفيها ملك يسبحه ويقدسه ولا في الأرض شجرة ولا
مدر إلا وفيها ملك موكل بها يأتي الله كل يوم بعلمها والله أعلم بها
وما منهم أحد إلا ويتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبينا
ويلعن أعداءنا ويسأل الله أن يرسل عليهم العذاب إرسالا .
٨
ـ فس : عن محمد بن عبد
الله الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعا عن محمد بن
سنان عن المنخل بن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله ( وَكَذلِكَ حَقَّتْ
كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ ) يعني بني أمية ( الَّذِينَ
يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله ( وَمَنْ
حَوْلَهُ ) يعني الملائكة ( يُسَبِّحُونَ
بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) أي شيعة آل محمد ( رَبَّنا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ) من ولاية فلان
وفلان وبني أمية ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) أي ولاية ولي ( وَقِهِمْ
عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ
وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) يعني من تولى عليا عليهالسلام فذلك صلاحهم ( وَقِهِمُ
السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ
__________________
رَحِمْتَهُ ) يعني يوم القيامة ( وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لمن نجاه الله من هؤلاء يعني من ولاية فلان وفلان ثم قال ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني بني أمية ( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ
تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ) يعني إلى ولاية علي عليهالسلام ( فَتَكْفُرُونَ ) .
٥٦
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
حزب الله وبقيته وكعبته
وقبلته وأن)*
*(الأثارة من العلم علم
الأوصياء)*
١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو عبد الله
عليهالسلام
في خبر ونحن كعبة الله
ونحن قبلة الله قوله تعالى : ( بَقِيَّتُ اللهِ
خَيْرٌ لَكُمْ ) نزلت فيهم عليهمالسلام.
بيان
: فسر أكثر المفسرين
بقية الله بما أبقاه الله لهم من الحلال بعد التنزه عما حرم عليهم من تطفيف
المكيال والميزان أو إبقاء الله نعمته عليهم أو ثواب الآخرة الباقية وأما الخبر
فالمراد به من أبقاه في الأرض من الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام
لهداية الخلق أو الأوصياء
والأئمة الذين هم بقايا الأنبياء في أممهم والأخبار في ذلك كثيرة أوردناها في
مواقعها منها ما ذكر في الإحتجاج في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن حيث قال
أمير المؤمنين عليهالسلام
وقد ذكر الحجج والكنايات
التي وردت لهم في القرآن هم بقية الله يعني المهدي
عليهالسلام
الذي يأتي عند انقضاء هذه
النظرة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ومنها ما سيأتي إن شاء الله نقلا عن الكافي
عن أبي عبد الله عليهالسلام
أنه سأله رجل عن القائم
عليهالسلام
يسلم عليه بإمرة المؤمنين
قال لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين لم يسم به أحد
__________________
قبله ولا يتسمى به
بعده إلا كافر قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه قال يقولون السلام عليك يا بقية الله
ثم قرأ الآية.
ومنها ما سيأتي
أيضا في كتاب الغيبة أن القائم عليهالسلام قال : أنا بقية الله في أرضه.
وفي خبر آخر إذا
خرج يقرأ هذه الآية ثم يقول أنا بقية الله وحجته إلى أن قال لا يسلم عليه مسلم إلا
قال السلام عليك يا بقية الله في أرضه.
وفي حديث ولادة
الرضا عليهالسلام
أن الكاظم
عليهالسلام
أعطاه أمه نجمة وقال خذيه
فإنه بقية الله عز وجل في أرضه.
وسيأتي أيضا إن
شاء الله في باب ذهاب الباقر عليهالسلام إلى الشام بأسانيد جمة أن أهل مدين لما أغلقوا عليه الباب
صعد جبلا يشرف عليهم فقال بأعلى صوته يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية الله
يقول الله ( بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) وسيأتي جميع ذلك
في محالها إن شاء الله تعالى.
٢
ـ فس : ( أُولئِكَ حِزْبُ
اللهِ ) يعني الأئمة أعوان الله ( أَلا إِنَّ حِزْبَ
اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
٣
ـ ير : بصائر الدرجات
صالح عن الحسن عمن رواه عن أبي عبيدة قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله : ( ائْتُونِي
بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) إنما عنى بذلك
علم الأوصياء والأنبياء ( إِنْ كُنْتُمْ
صادِقِينَ ) .
٤
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( ائْتُونِي
بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) قال عنى بالكتاب
التوراة والإنجيل وأما الأثارة من العلم فإنما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء .
__________________
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله ( أَوْ
أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) أي بقية من العلم يؤثر من كتب الأولين تعلمون به أنهم
شركاء لله .
٥
ـ كنز : روى أبو نعيم
الحافظ عن محمد بن حميد بإسناده عن عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن أبي
طالب عن أبيه عن جده عن علي عليهالسلام أنه قال : قال سلمان الفارسي يا أبا الحسن ما طلعت على رسول
الله صلىاللهعليهوآله
إلا وضرب بين كتفي وقال
يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون .
٦
ـ ج : الإحتجاج عن أمير
المؤمنين عليهالسلام
في حديث المدعي للتناقض
قال عليهالسلام
الهداية هي الولاية كما
قال الله عز وجل ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) والذين آمنوا في
هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلائق والأوصياء في عصر بعد عصر .
٧
ـ يد : التوحيد بإسناده
عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : فنحن وشيعتنا حزب
الله وحزب الله ( هُمُ الْغالِبُونَ ) الخبر.
__________________
٥٧
(باب)
*(ما نزل فيهم عليهمالسلام
من الحق والصبر)*
*(والرباط والعسر واليسر)*
١ ـ ك : إكمال الدين أحمد بن هارون وابن مسرور وابن شاذويه جميعا عن
محمد الحميري عن أبيه عن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل قال : سألت الصادق
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : (
وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال
عليهالسلام
العصر عصر خروج القائم
عليهالسلام
( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) يعني أعداءنا ( إِلاَّ
الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني بآياتنا ( وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ ) يعني بمواساة الإخوان ( وَتَواصَوْا
بِالْحَقِ ) يعني بالإمامة ( وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ ) يعني بالفترة .
بيان
: قوله
عليهالسلام
يعني أعداءنا أي الباقون
بعد الاستثناء أعداؤنا فلا ينافي كون الاستثناء متصلا قوله تعالى : (
وَتَواصَوْا ) أي وصى بعضهم بعضا قوله يعني بالفترة أي بالصبر على ما
يلحقهم من الشبه والفتن والحيرة والشدة في غيبة الإمام عليهالسلام.
٢
ـ فس : بإسناده عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله
عليهالسلام
في خطبة الغدير في علي
والله نزلت سورة العصر ( بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ ) إلى آخره .
٣
ـ فس : محمد بن جعفر عن
يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله ( إِلاَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ ) فقال استثنى أهل صفوته من خلقه
__________________
حيث قال : ( إِنَّ
الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) يقول آمنوا
بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام
( وَتَواصَوْا بِالْحَقِ ) ذرياتهم ومن
خلفوا بالولاية ( وَتَواصَوْا ) بها وصبروا عليها
.
٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم بن سلمة عن جعفر بن عبد
الله المحمدي عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل عن عمران بن عبد الله المشرقاني عن عبد
الله بن عبيد عن محمد بن علي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : استثنى الله سبحانه أهل صفوته من خلقه حيث قال ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) بولاية أمير
المؤمنين عليهالسلام
( وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
) أي أدوا الفرائض ( وَتَواصَوْا بِالْحَقِ ) أي بالولاية ( وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) أي وصوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها .
فر
: تفسير فرات بن
إبراهيم مرسلا عنه عليهالسلام
مثله .
٥
ـ مع : معاني الأخبار ابن
الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن البطائني عن أبي بصير قال
: سألت أبا عبد الله عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فقال اصبروا على
المصائب وصابروهم على التقية ورابطوا على من تقتدون به (
وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .
بيان
: لعل الضمير في
صابروهم راجع إلى المخالفين والإتيان بتلك الصيغة إما للمبالغة وبيان لزوم تحمل
المشقة في ذلك والاهتمام به لأن ما
__________________
يكون في مقابلة
الخصم يكون الاهتمام به أكثر أو لأنهم أيضا يصبرون على ما يرون من الشيعة مما
يخالف دينهم وينتهزون الفرصة في الانتقام منهم أحيانا.
وقال الطبرسي رحمهالله أي اصبروا على دينكم وأثبتوا عليه وصابروا الكفار ورابطوهم
في سبيل الله أو اصبروا على الجهاد وصابروا وعدي إياكم ورابطوا الصلوات أي
انتظروها واحدة بعد واحدة.
٦ ـ وروي عن أبي
جعفر عليهالسلام
أنه قال : معناه ( اصْبِرُوا ) على المصائب ( وَصابِرُوا ) على عدوكم ( وَرابِطُوا ) عدوكم .
٧
ـ فس : قال علي بن
إبراهيم في قوله ( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ
بِما صَبَرُوا ) قال هم الأئمة.
وقال الصادق
عليهالسلام
نحن صبر وشيعتنا أصبر منا
وذلك أنا صبرنا على ما نعلم وصبروا هم على ما لا يعلمون وقوله (
وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) أي يدفعون سيئة من أساء إليهم بحسناتهم .
بيان
: على ما نعلم أي
وقوعه قبله أو كنه ثوابه.
٨
ـ شي : تفسير العياشي عن
مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تبارك وتعالى ( اصْبِرُوا ) يقول عن المعاصي (
وَصابِرُوا ) على الفرائض ( وَاتَّقُوا اللهَ ) يقول مروا
بالمعروف وانهوا عن المنكر ثم قال وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا (
وَرابِطُوا ) يقول في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه ونحن
الرباط الأدنى فمن جاهد عنا جاهد عن النبي صلىاللهعليهوآله وما جاء به من عند الله ( لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ) يقول لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك ونظيرها من قول الله
( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى
اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ
__________________
الْمُسْلِمِينَ ) ولو كانت هذه
الآية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم .
بيان
: لعل المراد
المؤذنين بالمرابطون الذين يتوقعون في الثغور لإعلام المسلمين أحوال المشركين أي
لو كان المراد بالرباط هذا المعنى لزم فوز القدرية من المخالفين وأهل البدع لأنه
يتأتى منهم تلك المرابطة فترتب الفلاح عليه يقتضي فلاحهم أيضا.
٩
ـ شي : تفسير العياشي عن
ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا ) قال اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على
الأئمة عليهالسلام
.
١٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
يعقوب السراج قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه قال فقال
لي إذا لا يعبد الله يا با يوسف لا تخلو الأرض من عالم ظاهر منا يفزع الناس إليه
في حلالهم وحرامهم وإن ذلك لمبين في كتاب الله قال الله ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا اصْبِرُوا ) على دينكم (
وَصابِرُوا ) عدوكم ممن يخالفكم ( وَرابِطُوا ) إمامكم (
وَاتَّقُوا اللهَ ) فيما أمركم به وافترض عليكم .
١١ ـ وفي رواية
أخرى عنه ( اصْبِرُوا ) على الأذى فينا
قلت ( وَصابِرُوا ) قال عدوكم مع وليكم قلت ( وَرابِطُوا ) قال المقام مع إمامكم ( وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) قلت تنزيل قال
نعم .
بيان
: لعله كان على وجه آخر فصححته النساخ على
وفق ما في المصاحف
__________________
أو المراد
بالتنزيل المعنى الظاهر من الآية.
١٢ ـ شي : تفسير العياشي عن أبي الطفيل عن أبي جعفر
عليهالسلام
في هذه الآية قال نزلت
فينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسل
ابن ناتل المرابط .
بيان ابن ناتل
كناية عن ابن عباس والناتل المتقدم والزاجر أو بالثاء المثلثة كناية عن أم العباس
نثيلة فقد وقع في الأخبار المنشدة في ذمهم نسبتهم إليها والحاصل أن من نسلنا من ينتظر الخلافة
ومن نسلهم أيضا ولكن دولتنا باقية ودولتهم زائلة.
١٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
بريد عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله ( اصْبِرُوا
) يعني بذلك عن المعاصي ( وَصابِرُوا ) يعني التقية (
وَرابِطُوا ) يعني على الأئمة ثم قال أتدري ما معنى البدوا ما لبدنا
فإذا تحركنا فتحركوا واتقوا الله ما لبدنا ربكم لعلكم تفلحون قال قلت جعلت فداك
إنما نقرؤها ( وَاتَّقُوا اللهَ ) قال أنتم
تقرءونها كذا ونحن نقرؤها كذا .
بيان
: لبد كنصر وفرح
لبودا ولبدا أقام ولزق كألبد ذكره الفيروزآبادي والمعنى لا تستعجلوا في الخروج على
المخالفين وأقيموا في بيوتكم ما لم يظهر منا ما يوجب الحركة من النداء والصيحة
وعلامات خروج القائم عليهالسلام
وظاهره أن تلك الزيادات
كانت داخلة في الآية ويحتمل أن يكون تفسيرا للمرابطة والمصابرة بارتكاب تجوز في
قوله عليهالسلام
نحن نقرؤها كذا ويحتمل أن
يكون لفظة الجلالة زيدت من النساخ ويكون واتقوا ما لبدنا ربكم كما يومئ إليه كلام
الراوي.
__________________
١٤ ـ ني : علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن هارون بن مسلم عن
القاسم بن عروة عن بريد عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عز وجل : ( اصْبِرُوا وَصابِرُوا
وَرابِطُوا ) فقال اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا
إمامكم .
١٥
ـ ني : الغيبة للنعماني
علي عن عبيد الله عن علي بن إبراهيم عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم
بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام أن ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فغضب علي بن
الحسين عليهالسلام
وقال للسائل وددت أن الذي
أمرك بهذا واجهني به قال نزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد
وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط ثم قال أما إن في صلبه يعني ابن عباس وديعة ذرئت
لنار جهنم سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل
محمد عليهالسلام
تنهض تلك الفراخ في غير
وقت وتطلب غير مدرك ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون ( حَتَّى
يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) .
١٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر
عن أبيه عليهالسلام
قال : جمع رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب وفاطمة والحسن والحسين وأغلق عليه وعليهم الباب وقال يا أهلي وأهل الله إن
الله عز وجل يقرأ عليكم السلام وهذا جبرئيل معكم في البيت يقول إني قد جعلت عدوكم
لكم فتنة فما تقولون قالوا نصبر يا رسول الله لأمر الله وما نزل من قضائه حتى نقدم
على الله عز وجل ونستكمل جزيل ثوابه فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله
__________________
فبكى رسول الله
صلىاللهعليهوآله
حتى سمع نحيبه من خارج
البيت فنزلت هذه الآية ( وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ
بَصِيراً ) أنهم سصيبرون [ سيصبرون ] أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله
عليهم .
١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد بن ثابت عن القاسم بن
إسماعيل عن محمد بن سنان عن سماعة عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) قال صبار على ما نزل به من شدة أو رخاء صبور على الأذى فينا شكور لله على ولايتنا أهل
البيت .
١٨
ـ سن : المحاسن بعض
الصحابة في قول الله عز وجل : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ
الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) اليسر الولاية والعسر الخلاف وموالاة أعداء الله .
١٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد البرقي عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قوله تعالى : ( اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) يا محمد من تكذيبهم إياك فإني منتقم منهم برجل منك وهو
قائمي الذي سلطته على دماء الظلمة .
٢٠
ـ فس : أبي عن ابن أبي
عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ( اصْبِرُوا ) على المصائب (
وَصابِرُوا ) على الفرائض ( وَرابِطُوا ) على الأئمة .
٢١
ـ كا : الكافي بعض
أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : إن الله تبارك
وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الأئمة
عليهالسلام
وخلق شيعتهم أخذ عليهم
الميثاق أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا
__________________
وأن يتقوا الله
الخبر .
٢٢ ـ كا : الكافي العدة عن سهل عن ابن أبي نجران عن حماد بن عيسى عن
أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( اصْبِرُوا وَصابِرُوا
وَرابِطُوا ) قال اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على
الأئمة .
٥٨
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
المظلومون وما نزل في
ظلمهم)*
١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليهالسلام
( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ) قال نزلت فينا .
٢ ـ ابن عباس في قوله
تعالى : ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً ) أنزلت في رسول
الله صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته خاصة .
٣
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : نزل جبرئيل بهذه
الآية هكذا على محمد صلىاللهعليهوآله فقال ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا
لِلظَّالِمِينَ ) آل محمد حقهم ( ناراً ) .
كا
: بإسناده عن أبي
حمزة مثله .
__________________
٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو الحسن الماضي
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَما
ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) إن الله أعز
وأمنع من أن يظلم وأن ينسب نفسه إلى ظلم ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه
وولايتنا ولايته .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه
عليهالسلام
في قوله تعالى : وقد خاب
من حمل ظلما لآل محمد هكذا نزلت .
٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسن بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبان بن
أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين
عليهالسلام
أنه قال : قوله عز وجل : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللهَ ) وظلم آل محمد ف ( إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) لمن ظلمهم .
٧
ـ فس : قال علي بن
إبراهيم في قوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكُمْ ) الآية فقال أبو عبد الله
عليهالسلام
نزلت هذه الآية هكذا ( وَقُلِ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) يعني ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا
للظالمين آل محمد نارا أحاط بهم سرادقها .
٨
ـ شي : تفسير العياشي عن
زيد الشحام عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : نزل جبرئيل بهذه الآية فبدل الذين
ظلموا آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا
من السماء بما كانوا يفسقون .
__________________
٩ ـ فس : ( احْشُرُوا
الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ ) قال الذين ظلموا آل محمد ( وَأَزْواجَهُمْ ) قال وأشباههم .
١٠
ـ فس : محمد بن جعفر
الرزاز عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله ( ما أَصابَ
مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ
قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) صدق الله وبلغت رسله وكتابه في السماء علمه بها وكتابه في الأرض إعلامنا
في ليلة القدر وفي غيرها ( إِنَّ ذلِكَ عَلَى
اللهِ يَسِيرٌ )
١١ ـ وحدثنا محمد
بن أبي عبد الله عن سهل عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني في قوله ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام
سأل رجل أبي
عليهالسلام
عن ذلك فقال نزلت في أبي
بكر وأصحابه واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة ( لِكَيْلا تَأْسَوْا ) على ما فاتكم مما خص به علي بن أبي طالب
عليهالسلام
( وَلا تَفْرَحُوا بِما
آتاكُمْ ) من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل فذهب فلم أره .
بيان
: سيأتي شرح الخبر في باب الأرواح التي
فيهم إن شاء الله.
١٢
ـ فس : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ ) إلى قوله ( لَقَدِيرٌ ) قال نزلت في علي
وجعفر وحمزة ثم جرت في الحسين عليهالسلام وقوله ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا
) الآية
__________________
قال الحسين
عليهالسلام
حين طلبه يزيد لعنه الله ليحمله إلى الشام فهرب إلى الكوفة وقتل بالطف .
١٣ ـ حدثني أبي عن
ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ ) الآية قال إن العامة يقولون نزلت في رسول الله لما أخرجته
قريش من مكة وإنما هو القائم عليهالسلام إذا خرج يطلب بدم الحسين وهو قوله نحن أولياء الدم وطلاب الدية .
١٤
ـ كنز : روى شيخ الطائفة
في كتاب مصباح الأنوار بإسناده عن محمد بن إسماعيل عن أبي الحسن الميثمي عن علي بن
مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه
عليهالسلام
قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
حرم الله الجنة على ظالم
أهل بيتي وقاتلهم وسابيهم والمعين عليهم ثم تلا هذه الآية ( أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا
يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ
أَلِيمٌ ) .
١٥
ـ كا : الكافي أحمد بن
مهران عن عبد العظيم الحسني عليهالسلام عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : نزل جبرئيل
عليهالسلام
بهذه الآية على محمد
صلىاللهعليهوآله
هكذا فبدل الذين ظلموا آل
محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من
السماء بما كانوا يفسقون وقال عليهالسلام نزل جبرئيل بهذه
الآية هكذا إن الذين ظلموا
__________________
آل محمد حقهم لم
يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك
على الله يسيرا ثم قال ( يا أَيُّهَا النَّاسُ
قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ ) في ولاية علي
عليهالسلام
( فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا ) بولاية علي ( فَإِنَّ
لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) .
بيان
: قوله فبدل الذين
ظلموا آل محمد لعل المعنى أن ولاية آل محمد في تلك الآية نظير مورد هذا الآية في
بني إسرائيل كما ورد في الأخبار المستفيضة أن النبي
صلىاللهعليهوآله
قال : مثل أهل بيتي مثل
باب حطة في بني إسرائيل.
أو أن هذا من بطون
الآية بمعنى أنه المقصود منها لأنه تعالى إنما أورد القصص في القرآن للتذكير
والتنبيه على ما هو نظيرها في تلك الأمة على أنه قد ورد في تفسير الإمام الحسن
العسكري عليهالسلام
وغيره أنه كان كتب على
باب حطة بني إسرائيل أسماء النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهالسلام وأمروا بأن يخضعوا لهم ويقروا بفضلهم فأبوا فنزل عليهم
الرجز فلا إشكال حينئذ والآية الثانية في القرآن هكذا ( إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا
لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً ) الآية.
١٥
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن المعلى عمن أخبره عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن
عليهالسلام
يقول لما رأى رسول الله
صلىاللهعليهوآله
تيما وعديا وبني أمية
يركبون منبره أفظعه فأنزل الله تبارك وتعالى قرآنا يتأسى به ( وَإِذْ
قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى ) ثم أوحى إليه يا
محمد إني أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك .
١٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن خالد البرقي عن محمد بن علي الصيرفي عن ابن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : وننزل من القرآن ما
هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد ظالمي آل محمد
حقهم إلا خسارا .
__________________
١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي
عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عن أبيه عليهالسلام قال : نزلت هذه الآية وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين ولا يزيد الظالمين لآل محمد إلا خسارا .
١٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد البرقي عن الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه
عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قوله تعالى : وقل
الحق من ربكم في ولاية علي عليهالسلام فمن شاء فيؤمن ومن شاء فيكفر إنا أعتدنا لظالمي آل محمد
حقهم نارا أحاط بهم سرادقها .
١٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن البرقي عن محمد بن علي عن علي بن حماد
الأزدي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) قال الذين ظلموا
آل محمد حقهم .
٢٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه
عن جده عليهالسلام
قال : نزلت هذه الآية في
آل محمد خاصة ( أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا
رَبُّنَا اللهُ ) إلى قوله ( وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) .
٢١
ـ كنز : بهذا الإسناد عنه
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ
__________________
دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ ) قال نزلت فينا
خاصة في أمير المؤمنين عليهالسلام
وذريته وما ارتكب من أمر
فاطمة عليهالسلام
.
٢٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن اليقطيني عن صفوان عن
حكيم الحناط عن ضريس عن أبي جعفر عليهالسلام قال سمعته يقول ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى
نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال الحسن والحسين عليهما السلام .
٢٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن المثنى عن عبد الله بن عجلان
عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى
نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال هي في القائم عليه السلام وأصحابه .
بيان قال الطبرسي رحمهالله هذه الآية أول آية نزلت في القتال وتقديره أذن للمؤمنين أن
يقاتلوا من أجل أنهم ظلموا بأن أخرجوا من ديارهم وقصدوا بالإيذاء والإهانة ( وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وهذا وعد لهم
بالنصر أنه سينصرهم وقال أبو جعفر عليهالسلام نزلت في المهاجرين وجرت في آل محمد الذين أخرجوا من ديارهم
وأخيفوا .
٢٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن عن المفضل عن جعفر بن الحسين الكوفي عن
محمد بن زيد مولى أبي جعفر عن أبيه قال : سألت مولاي أبا جعفر
عليهالسلام
قلت قوله عز وجل : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا
رَبُّنَا اللهُ ) قال نزلت في علي وحمزة وجعفر
__________________
عليهالسلام
ثم جرت في الحسين
عليهالسلام
.
٢٥ ـ كا : الكافي بإسناده عن سلام بن المستنير عنه
عليهالسلام
مثله
٢٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسين
عن أبيه عن حصين بن مخارق عن عبيد الله بن الحسين عن
أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن أبيه صلوات الله عليهم قال : لما نزلت ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا
يُفْتَنُونَ ) قال قلت يا رسول الله ما هذه الفتنة قال يا علي إنك مبتلى
بك وإنك مخاصم فأعد للخصومة .
٢٧
ـ كنز : أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سماعة عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
ذات ليلة في المسجد فلما
كان قرب الصبح دخل أمير المؤمنين عليهالسلام فناداه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال يا علي قال لبيك قال هلم إلي فلما دنا منه قال يا علي
بت الليلة حيث تراني فقد سألت ربي ألف حاجة فقضاها لي وسألت لك مثلها فقضاها وسألت
لك ربي أن يجمع لك أمتي من بعدي فأبى علي ربي فقال ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا
يُفْتَنُونَ ) .
٢٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسين اليقطيني عن عيسى بن مهران عن الحسن بن الحسين العرني عن علي بن
أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن حسن بن حسين عن يحيى بن علي بن أسباط عن السدي في قوله
__________________
عز وجل : ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا
يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ
الَّذِينَ صَدَقُوا ) قال علي وأصحابه ( وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) أعداؤه .
٢٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن
علي بن هلال الأحمسي عن الحسن بن وهب عن جابر الجعفي عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) قال ذاك القائم
عليهالسلام
إذا قام انتصر من بني
أمية ومن المكذبين والنصاب .
٣٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قرأ وترى ظالمي آل محمد حقهم لما رأوا
العذاب وعلي هو العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل .
٣١ ـ وبهذا
الإسناد عنه عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( إِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) آل محمد حقهم ( عَذاباً دُونَ ذلِكَ ) .
٣٢
ـ كنز : بهذا الإسناد عن
البرقي عن محمد بن أسلم عن أيوب البزاز عن ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله عز وجل ( خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ
__________________
يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ ) يعني إلى القائم
عليهالسلام
.
٣٣ ـ وبهذا
الإسناد عنه قال : ( وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ ) آل محمد حقهم ( أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ) .
٣٤ ـ وبهذا
الإسناد عن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ) قال وما ظلمناهم
بتركهم ولاية أهل بيتك ولكن كانوا هم الظالمين .
٣٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن عبد الرحمن عن محمد بن سليمان بن بزيع عن جميع بن المبارك عن إسحاق بن
محمد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال قال النبي صلىاللهعليهوآله
لفاطمة
عليهالسلام
إن زوجك يلاقي بعدي كذا
ويلاقي بعدي كذا فخبرها بما يلقى بعدي فقالت يا رسول الله ألا تدعو الله أن يصرف
ذلك عنه فقال قد سألت الله ذلك له فقال إنه مبتلى ومبتلى به فهبط جبرئيل فقال ( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى
اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) وشكواها له لا
منه ولا عليه .
بيان
: على هذا التأويل لا يكون حكم الظهار
مربوطا بهذه الآية ومثل هذا في الآيات كثير.
٣٦
ـ كنز : قد جاءت الرواية
أنه لما تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايع جاء رجل إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام
وهو يسوي قبر رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بمسحاة في يده وقال له إن
القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم وبدر
__________________
الطلقاء للعقد
للرجل خوفا من إدراككم الأمر فوضع طرف المسحاة في الأرض ويده عليها ثم قال ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا
أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا
ساءَ ما يَحْكُمُونَ ) .
٣٧ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر قال : قلت لأبي جعفر
عليهالسلام
قوله لنبيه
صلىاللهعليهوآله
ليس لك من الأمر شيء فسره
لي قال فقال أبو جعفر عليهالسلام
يا جابر إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان حريصا على أن يكون علي
عليهالسلام
من بعده على الناس وكان
عند الله خلاف ما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله قال قلت فما معنى ذلك قال نعم عنى بذلك قول الله لرسوله
صلىاللهعليهوآله
( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) يا محمد في علي
الأمر إلي في علي وفي غيره ألم أنزل إليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك ( الم أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) إلى قوله (
وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) قال فوض رسول الله صلىاللهعليهوآله الأمر إليه .
أقول
: وقد بين وأوضح
أمير المؤمنين عليهالسلام
في الخطبة القاصعة تأويل
هذه الآية.
__________________
٥٩
(باب)
*( نادر في تأويل قوله
تعالى : ( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) )*
١ ـ ج : الإحتجاج عن أبي حمزة الثمالي قال : أتى الحسن البصري أبا
جعفر عليهالسلام
فقال جئتك لأسألك عن
أشياء من كتاب الله فقال له أبو جعفر عليهالسلام أ لست فقيه أهل البصرة قال قد يقال ذلك فقال له أبو جعفر
عليهالسلام
هل بالبصرة أحد تأخذ عنه
قال لا قال فجميع أهل البصرة يأخذون عنك قال نعم فقال له أبو جعفر
عليهالسلام
سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر
بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك قال ما هو قال زعموا أنك تقول إن
الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم قال فسكت الحسن فقال أفرأيت من قال الله له في
كتابه إنك آمن هل عليه خوف بعد هذا القول فقال الحسن لا فقال أبو جعفر
عليهالسلام
إني أعرض عليك آية وأنهي
إليك خطبا ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه فإن كنت فعلت ذلك
فقد هلكت وأهلكت فقال له ما هو قال أرأيت حيث يقول ( وَجَعَلْنا
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا
فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) يا حسن بلغني أنك
أفتيت الناس فقلت هي مكة فقال أبو جعفر عليهالسلام فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم
فمتى يكونون آمنين بل فينا
__________________
ضرب الله الأمثال
في القرآن فنحن القرى التي بارك الله فيها وذلك قول الله عز وجل : فمن أقر بفضلنا
حيث أمرهم الله أن يأتونا فقال ( وَجَعَلْنا
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها ) أي جعلنا بينهم
وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها ( قُرىً ظاهِرَةً ) والقرى الظاهرة
الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا وقوله (
وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ ) فالسير مثل للعلم سيروا به ( لَيالِيَ وَأَيَّاماً
) مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام
والفرائض والأحكام ( آمِنِينَ ) فيها إذا أخذوا
من معدنها الذي أمروا أن يأخذوا منه ( آمِنِينَ ) من الشك والضلال
والنقلة من الحرام إلى الحلال لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم بأخذهم إياه عنهم
المغفرة لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصطفاة
بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى ونحن تلك الذرية لا أنت ولا
أشباهك يا حسن فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك يا جاهل أهل البصرة لم
أقل فيك إلا ما علمته منك وظهر لي عنك وإياك أن تقول بالتفويض فإن الله جل وعز لم
يفوض الأمر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ولا أجبرهم على معاصيه ظلما والخبر طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
٢ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب ج ، الإحتجاج عن الثمالي قال : دخل
قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين عليهالسلام فقال له جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عز وجل : (
وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً
وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) قال له ما يقول
الناس فيها قبلكم بالعراق قال يقولون إنها مكة قال وهل رأيت السرق في موضع أكثر
منه بمكة قال فما هو
__________________
قال إنما عنى
الرجال قال وأين ذلك في كتاب الله فقال أوما تسمع إلى قوله عز وجل
: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ
رَبِّها وَرُسُلِهِ ) وقال ( وَتِلْكَ الْقُرى
أَهْلَكْناهُمْ ) وقال ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ
الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) فليسأل القرية أو الرجال والعير
قال وتلا عليهالسلام
آيات في هذا المعنى قال
جعلت فداك فمن هم قال نحن هم وقوله ( سِيرُوا فِيها
لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) قال آمنين من الزيغ .
٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم
بن عبد الله الرماني عن الرضا عن أبيه عن جده جعفر
عليهالسلام
قال : دخل على أبي بعض من
يفسر القرآن فقال له أنت فلان وسماه باسمه قال نعم قال أنت الذي تفسر القرآن قال
نعم قال فكيف تفسر هذه الآية ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً
ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً
آمِنِينَ ) قال هذه بين مكة ومنى فقال له أبو عبد الله
عليهالسلام
أ يكون في هذا الموضع خوف
وقطيع قال نعم قال فموضع يقول الله أمن يكون فيه خوف وقطع قال فما هو قال ذاك نحن
أهل البيت قد سماكم الله ناسا وسمانا قرى قال جعلت فداك أوجدني هذا في كتاب الله
أن القرى رجال فقال أبو عبد الله عليه السلام أليس الله تعالى يقول ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا
فِيها ) فللجدران والحيطان السؤال أم للناس وقال تعالى ( وَإِنْ مِنْ
__________________
قَرْيَةٍ
إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً
شَدِيداً ) فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان .
٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن
إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد
الله عليهالسلام
قال : دخل الحسن البصري
على محمد بن علي عليهالسلام
فقال له يا أخا أهل
البصرة بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت فإن كنت فعلت فقد هلكت
واستهلكت قال وما هي جعلت فداك قال قول الله عز وجل : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً
ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً
آمِنِينَ ) ويحك كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة
وما بينهما وربما أخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه ثم مكث مليا ثم أومأ بيده إلى صدره
وقال نحن القرى التي بارك الله فيها قال جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله إن القرى رجال قال نعم قول الله عز وجل : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ
فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً ) فمن العاتي على الله عز وجل الحيطان والبيوت أم الرجال فقال الرجال ثم قال
جعلت فداك زدني قال قوله عز وجل : في سورة يوسف عليه السلام ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ
الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) لمن أمروه أن يسأل القرية والعير أم الرجال فقال جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهرة
قال هم شيعتنا يعني العلماء منهم .
__________________
٥ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله
عليهالسلام
فسأله
عليهالسلام
عن أشياء لم يعرف الجواب
عنها فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن قول الله تعالى : (
وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) أي موضع هو قال
هو ما بين مكة والمدينة فقال عليهالسلام نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة والمدينة لا تأمنون على دمائكم من
القتل وعلى أموالكم من السرق ثم قال وأخبرني عن قوله ( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ
آمِناً ) أي موضع هو قال ذاك بيت الله الحرام فقال نشدتكم بالله هل
تعلمون أن عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل قال فأعفني يا
ابن رسول الله .
بيان
: أقول التأويل
الوارد في تلك الأخبار من غرائب التأويل ولعل الوجه فيها ما أشرنا إليه مرارا من
أن ما ذكره سبحانه في القرآن الكريم من القصص إنما هو لزجر هذه الأمة عن أشباه أعمالهم
وتحذيرهم عن أمثال ما نزل بهم من العقوبات ولم يقع في الأمم السابقة شيء إلا وقد
وقع نظيره في هذه الأمة كقصة هارون مع العجل والسامري وما وقع على أمير المؤمنين
عليهالسلام
من أبي بكر وعمر وكقارون
وعثمان وصفورا والحميراء وأشباه ذلك مما قد أشرنا إليه في كتاب النبوة لكن بعضها
ظاهر الانطباق على ما مضى وبعضها يحتاج إلى تنبيه وأمثال ذلك من القسم الثاني فإن
نظير ما وقع على قوم سبإ من حرمانهم لنعم الله تعالى لكفرانهم وتعويضهم بالخمط والأثل أن الله
__________________
تعالى هيأ لهم من
أثمار حدائق الحقائق ببركة الصادقين من أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ما لا
يحيط به البيان مع كونهم آمنين من فتن الجهالات والضلالات فلما كفروا بتلك النعمة
سلبهم الله تعالى إياها فغاب أو خفي عنهم وذهبت الرواة وحملة الأخبار من بينهم أو
خفوا عنهم فابتلوا بالآراء والمقاييس واشتبه عليهم الأمور وقل عندهم ما يتمسكون به
من أخبار الأئمة الأطهار واستولت عليهم سيول الشكوك والشبهات من أئمة البدع ورءوس
الضلالات فصاروا مصداق قوله تعالى : ( وَبَدَّلْناهُمْ
بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ
سِدْرٍ قَلِيلٍ ) وهذا طريق وسعت عليك لفهم أمثال تلك الأخبار والله يهدي
إلى سواء السبيل.
٦ ـ كا : الكافي العدة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد
الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر
عليهالسلام
فقال يا قتادة أنت فقيه
أهل البصرة فقال هكذا يزعمون فقال أبو جعفر عليهالسلام بلغني أنك تفسر القرآن قال له قتادة نعم فقال له أبو جعفر
عليهالسلام
بعلم تفسره أم بجهل قال
لا بعلم فقال له أبو جعفر عليهالسلام فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك قال قتادة سل قال
أخبرني عن قول الله عز وجل : في سبإ ( وَقَدَّرْنا فِيهَا
السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) فقال قتادة ذلك
من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله
فقال أبو جعفر عليهالسلام
نشدتك الله يا قتادة هل
تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه
الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه قال قتادة اللهم
نعم فقال أبو جعفر عليهالسلام
ويحك يا قتادة إن كنت
إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد
هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من
__________________
بيته بزاد وراحلة
وكراء حلال يروم هذا البيت عارف بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل ( فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) ولم يعن البيت
فيقول إليه فنحن والله دعوة إبراهيم
عليهالسلام
التي من هوانا قلبه قبلت
حجته وإلا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال
قتادة لا جرم والله ولا فسرتها إلا هكذا فقال أبو جعفر
عليهالسلام
ويحك يا قتادة إنما يعرف
القرآن من خوطب به .
بيان
: أي لا أفسرها بعد
إلا كما ذكرت.
٦٠
(باب)
*(تأويل الأيام والشهور
بالأئمة عليهمالسلام
)*
١ ـ ل : الخصال ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد
الموصلي عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال : لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن
العسكري عليهالسلام
جئت أسأل عن خبره قال
فنظر إلي الزراقي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال يا صقر
ما شأنك فقلت خير أيها الأستاد فقال اقعد فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت أخطأت في
المجيء قال فوحى الناس عنه ثم قال لي ما شأنك وفيم جئت قلت لخير ما فقال
لعلك تسأل عن خبر مولاك فقلت له ومن مولاي مولاي أمير المؤمنين
__________________
فقال اسكت مولاك
هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك فقلت الحمد لله قال أتحب أن تراه قلت نعم قال
اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده قال فجلست فلما خرج قال لغلام له خذ بيد الصقر
وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه قال فأدخلني إلى
الحجرة وأومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو ٧جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور قال
فسلمت فرد ثم أمرني بالجلوس ثم قال لي يا صقر ما أتى بك قلت سيدي جئت
أتعرف خبرك قال ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي فقال يا صقر لا عليك لن يصلوا
إلينا بسوء الآن فقلت الحمد لله ثم قلت يا سيدي حديث يروى عن النبي
صلىاللهعليهوآله
لا أعرف معناه قال وما هو
فقلت قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه فقال نعم الأيام نحن ما قامت
السماوات والأرض فالسبت اسم رسول الله صلىاللهعليهوآله والأحد كناية عن أمير المؤمنين والإثنين الحسن والحسين
والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد والأربعاء موسى بن جعفر وعلي
بن موسى ومحمد بن علي وأنا والخميس ابني الحسن بن علي والجمعة ابن ابني وإليه
تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فهذا معنى
الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال ودع واخرج فلا آمن عليك.
قال الصدوق رضياللهعنه الأيام ليست بأئمة ولكن كنى
عليهالسلام
بها عن الأئمة لئلا يدرك
معناه غير أهل الحق كما كنى الله عز وجل بـ ( التِّينِ
وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) عن النبي
صلىاللهعليهوآله
وعلي والحسن والحسين
عليهالسلام
وكما كنى عز وجل بالنعاج
عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود والخصمين وكما كنى بالسير
في الأرض عن النظر في القرآن
__________________
سئل الصادق
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) قال معناه أولم ينظروا في القرآن.
وكما كنى بالسر عن
النكاح في قوله عز وجل : ( وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا ) وكما كنى عز وجل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسى وأمه ( كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ ) ومعناه أنهما كانا يتغوطان وكما كنى بالنحل عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
في قوله ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) ومثل هذا كثير .
٢
ـ غط : الغيبة للشيخ
الطوسي وروى جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن تأويل قول الله عز وجل
: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا
عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ ـ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها
أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ
أَنْفُسَكُمْ ) قال فتنفس سيدي الصعداء ثم قال يا جابر أما السنة فهي جدي
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وشهورها اثنا عشر شهرا
فهو أمير المؤمنين إلي وإلى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي
وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماما حجج الله في خلقه
وأمناؤه على وحيه وعلمه والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون
باسم واحد علي أمير المؤمنين عليهالسلام وأبي علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فالإقرار
بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهم أنفسكم أي قولوا بهم جميعا تهتدوا .
__________________
قب
: مثله.
٣ ـ وفي خبر آخر ( حُرُمٌ ) علي والحسن والحسين والقائم بدلالة قوله ( ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) .
٤
ـ ني : الغيبة للنعماني
علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي
عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن عيسى عن عبد الرزاق عن محمد بن سنان عن فضال أبي سنان
عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر
عليهالسلام
ذات يوم فلما تفرق من كان
عنده قال يا أبا حمزة من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي
الله وهو كافر به وجاحد له ثم قال بأبي وأمي المسمى باسمي المكنى بكنيتي السابع من
بعدي يأتي من يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما يا أبا حمزة من أدركه فليسلم ما سلم لمحمد
صلىاللهعليهوآله
ومن لم يسلم ( فَقَدْ
حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى
الظَّالِمِينَ ).
__________________
وأوضح من هذا بحمد
الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه وأحسن إليه قول الله عز وجل : في محكم كتابه ( إِنَّ
عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ
خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) ومعرفة الشهور
المحرم وصفر وربيع وما بعده والحرم منها رجب وذو القعدة وذو
الحجة والمحرم وذلك لا يكون دينا قيما لأن اليهود والنصارى والمجوس وسائر
الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائها
وليس هو كذلك وإنما عنى بهم الأئمة القوامين بدين الله والحرم منها
أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله سبحانه له اسما من أسمائه العلي كما اشتق
لمحمد صلىاللهعليهوآله
اسما من أسمائه المحمود وثلاثة
من ولده أسماؤهم اسمه علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من
أسماء الله عز وجل حرمة به يعني أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
بيان الظاهر أن
قوله وأوضح إلى آخره من كلام النعماني استخرجه من الأخبار ويحتمل كونه من تتمة
الخبر.
__________________
٤ ـ ني : الغيبة للنعماني سلامة بن محمد عن أبي الحسن علي بن معمر عن
حمزة بن القاسم عن جعفر بن محمد عن عبيد بن كثير عن أحمد بن موسى عن داود بن كثير
الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد
عليهالسلام
بالمدينة فقال لي ما الذي
أبطأ بك عنا يا داود قلت حاجة لي عرضت بالكوفة فقال من خلفت بها قلت جعلت فداك
خلفت بها عمك زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا ينادي بعلو صوته سلوني قبل أن
تفقدوني فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ والمنسوخ والمثاني والقرآن
العظيم وإني العلم بين الله وبينكم فقال لي يا داود لقد ذهبت تلك المذاهب ثم نادى يا سماعة
بن مهران ائتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب فتناول رطبة أكلها واستخرج النواة من
فيه وغرسها في الأرض ففلقت ونبتت وأطلعت وأعذقت فضرب بيده إلى شق من عذق منها فشقه واستخرج منها رقا أبيض ففضه ودفعه إلي
وقال اقرأه فقرأته وإذا فيه مكتوب سطران الأول لا إله إلا الله محمد رسول الله
والثاني ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا
عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها
أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب الحسن بن علي ـ الحسين بن علي علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن
محمد موسى بن جعفر ـ علي بن موسى محمد بن علي علي بن محمد الحسن بن علي الخلف
الحجة ثم قال يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا قلت الله ورسوله وأنتم أعلم قال
قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام .
__________________
٦١
(باب)
*(ما نزل من النهي عن اتخاذ كل بطانة ووليجة وولي من )*
*(دون الله وحججه عليهمالسلام)*
١ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن مثنى عن عبد
الله بن عجلان عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ
يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) يعني بالمؤمنين
الأئمة عليهالسلام
لم يتخذوا الولائج من
دونهم .
قب
: لابن شهرآشوب عن
ابن عجلان مثله بيان وليجة الرجل بطانته ودخلاؤه وخاصته ومن يتخذه معتمدا
عليه من غير أهله.
( أَمْ حَسِبْتُمْ ) قال البيضاوي
خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال وقيل للمنافقين وأم منقطعة ومعنى همزتها
التوبيخ على الحسبان ( وَلَمَّا يَعْلَمِ
اللهُ ) أي لم يتبين المخلص منكم نفى العلم وأراد نفي المعلوم للمبالغة فإنه كالبرهان
عليه من حيث إن تعلق العلم به مستلزم لوقوعه ( وَلَمْ يَتَّخِذُوا ) عطف على ( جاهَدُوا ) انتهى .
وأقول الظاهر أن
تأويله عليهالسلام
أوفق بالآية إذ ضم
المؤمنين إلى الله والرسول يدل على أن المراد بالوليجة من يتولى أمرا عظيما من
أمور الدين وليس الكامل في الدين القويم والمستحق لهذا الأمر العظيم إلا الأئمة عليهالسلام.
__________________
٢ ـ كا : الكافي علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله عن إسحاق بن محمد
النخعي عن سفيان بن محمد الضبعي قال : كتبت إلى أبي محمد
عليهالسلام
أسأله عن الوليجة وهو قول
الله ( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا
رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) فقلت في نفسي لا
في الكتاب من ترى المؤمنين هاهنا فرجع الجواب الوليجة الذي يقام دون ولي الأمر
وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع فهم الأئمة الذين يؤمنون على الله
فيجيز أمانهم .
٣
ـ كا : الكافي بإسناده
قال أبو جعفر عليهالسلام
لا تتخذوا من دون الله
وليجة فلا تكونوا مؤمنين فإن كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع مضمحل
كما يضمحل الغبار الذي يكون على الحجر الصلد إذا أصابه المطر الجود إلا ما أثبته
القرآن .
بيان
: الصلد بالفتح
ويكسر الصلب الأملس والجود بالفتح المطر الغزير أو ما لا مطر فوقه.
٤
ـ كنز : عن أبي العباس عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : أتى رجل النبي
صلىاللهعليهوآله
فقال بايعني يا رسول الله
فقال على أن تقتل أباك قال فقبض الرجل يده ثم قال بايعني يا رسول الله قال
على أن تقتل أباك فقال الرجل نعم على أن أقتل أبي فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
الآن لن تتخذ ( مِنْ
دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) إنا لا نأمرك أن
تقتل والديك ولكن نأمرك أن تكرمهما.
__________________
سن
، شي : تفسير العياشي عن
أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد عنه عليهالسلام مثله .
٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول يا معشر الأحداث اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء دعوهم
حتى يصيروا أذنابا لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله أنا والله أنا والله
خير لكم منهم ثم ضرب بيده إلى صدره .
٦
ـ شي : تفسير العياشي أبو
الصباح الكناني قال قال أبو جعفر عليهالسلام يا أبا الصباح إياكم والولائج فإن كل وليجة دوننا فهي طاغوت
أو قال ند .
٧
ـ شي : تفسير العياشي عن
أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى ( اتَّخَذُوا
أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) قال أما والله ما
صاموا لهم ولا صلوا ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم .
٨ ـ وقال في خبر
آخر عنه ولكنهم أطاعوهم في معصية الله .
٩
ـ شي : تفسير العياشي عن
جابر عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
: ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ
أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) قال أما إنهم لم يتخذوهم آلهة إلا أنهم أحلوا حلالا فأخذوا
به وحرموا حراما فأخذوا به فكانوا أربابهم من دون الله .
١٠ ـ وقال أبو بصير
قال أبو عبد الله عليهالسلام
ما دعوهم إلى عبادة
أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ولكنهم أحلوا لهم حلالا وحرموا
عليهم حراما فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون .
__________________
١١ ـ شي : تفسير العياشي عن حذيفة سئل عن قول الله : (
اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) فقال لم يكونوا
يعبدونهم ولكن كانوا إذا أحلوا لهم أشياء استحلوها وإذا حرموا عليهم حرموها .
١٢
ـ فس : في رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَلَمْ
يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) يعني بالمؤمنين
آل محمد والوليجة البطانة .
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله وليجة الرجل من يختص بدخلة أمره دون الناس ثم قال أي بطانة
ووليا يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم .
٦٢
(باب)
*(أنهم عليهمالسلام
أهل الأعراف الذين ذكرهم
الله في)*
*(القرآن لا يدخل الجنة
إلا من عرفهم وعرفوه)*
١
ـ فس : أبي عن ابن محبوب
عن أبي أيوب عن بريد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الأعراف كثبان بين الجنة والنار والرجال الأئمة
عليهالسلام
يقفون على الأعراف مع
شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنة بلا حساب فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب
انظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سبقوا إليها بلا حساب وهو قول الله تبارك وتعالى ( سَلامٌ
عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ ) ثم يقولون لهم
انظروا إلى أعدائكم في النار وهو قوله ( وَإِذا صُرِفَتْ
أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ
بِسِيماهُمْ ) في النار ف ( قالُوا ما أَغْنى
عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ ) في الدنيا
__________________
( وَما كُنْتُمْ
تَسْتَكْبِرُونَ ) ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم هؤلاء شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم
تحلفون في الدنيا أن ( لا يَنالُهُمُ اللهُ
بِرَحْمَةٍ ) ثم يقول الأئمة لشيعتهم ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) .
بيان على تفسيره
عليهالسلام
المراد بأصحاب الجنة
المذنبون من الشيعة الذين سيصيرون لشفاعتهم إلى الجنة فيسلمون عليهم تسلية لهم
وبشارة بالسلامة من العذاب فقوله ( وَهُمْ يَطْمَعُونَ ) حال من الأصحاب ( ما أَغْنى
عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ ) أي كثرتكم أو جمعكم المال ( وَما كُنْتُمْ
تَسْتَكْبِرُونَ ) أي عن الحق وعلى أهله قوله هؤلاء شيعتي تفسير لقوله تعالى
: ( أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا
يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ) قال البيضاوي أي
فالتفتوا إلى أصحاب الجنة وقالوا لهم ادخلوا. أقول هذا موافق لتفسيره
عليهالسلام
والظاهر أن المراد
بشيعتهم المذنبون وهؤلاء أيضا إشارة إليهم فهذا تكذيب لهم ورد لحلفهم وهذا أظهر
الوجوه المذكورة في هذه الآية.
٢
ـ ج : الإحتجاج عن الأصبغ
بن نباتة قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين
عليهالسلام
فجاءه ابن الكواء فقال يا
أمير المؤمنين قول الله عز وجل : ـ ( وَلَيْسَ الْبِرُّ
بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى
وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) فقال نحن البيوت
التي أمر الله أن تؤتى من أبوابها نحن باب الله وبيوته التي يؤتى منه فمن بايعنا وأقر
بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها ومن خالفنا و
__________________
فضل علينا غيرنا
فقد أتى البيوت من ظهورها فقال يا أمير المؤمنين ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) فقال علي عليهالسلام
فنحن الأعراف نعرف
أنصارنا بسيماهم ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف يوم القيامة بين الجنة والنار فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل
النار إلا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بأن الله عز وجل لو شاء عرف الناس نفسه حتى
يعرفوه ويأتوه من بابه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه قال فمن
عدل عن ولايتنا وفضل علينا غيرنا فإنهم ( عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) .
٣
ـ خص ، ير : أحمد بن محمد عن
الحسين بن سعيد عن ابن طريف عن ابن نباتة قال : كنت عند أمير المؤمنين
عليه السلام جالسا فجاءه رجل فقال له يا أمير المؤمنين ( وَعَلَى
الْأَعْرافِ رِجالٌ ) إلى قوله وبابه الذي يؤتى منه .
٤
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم عبيد بن كثير معنعنا عن ابن نباتة وذكر الخبر بتمامه إلى قوله وبابه الذي
يؤتى منه قال فمن عدل عن ولايتنا وفضل علينا غيرنا فإنهم ( عَنِ
الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) فلا سواء من اعتصمت [ اعتصم ] به المعتصمون لا سواء من
اعتصم به الناس ولا سواء حيث ذهب من ذهب فإنما ذهب الناس إلى عيون كدرة
يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري عليهم بإذن الله تعالى
__________________
ولا انقطاع لها
ولا نفاد .
٥
ـ خص ، ير : محمد بن الحسين عن
عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة عن الهلقام عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَعَلَى
الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) قال نحن أولئك
الرجال ـ الأئمة منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم
الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح .
٦
ـ خص ، ير : أحمد بن محمد عن
الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر
عليهالسلام
وإسحاق بن عمار عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ
رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) قال هم الأئمة .
٧
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي زيد عن الهلقام عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ
كُلًّا بِسِيماهُمْ ) ما يعني بقوله ( وَعَلَى الْأَعْرافِ
رِجالٌ ) قال ألستم تعرفون عليكم عريفا على قبائلكم
لتعرفوا من فيها من صالح أو طالح قلت بلى قال فنحن أولئك الرجال الذين ( يَعْرِفُونَ
كُلًّا بِسِيماهُمْ ) .
٨
ـ خص ، ير : المنبه عن الحسين
بن علوان عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن هذه الآية ( وَعَلَى الْأَعْرافِ
رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) قال يا سعد آل محمد صلىاللهعليهوآله لا يدخل الجنة إلا
من عرفهم وعرفوه
__________________
ولا يدخل النار
إلا من أنكرهم وأنكروه وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم .
٩ ـ ير : بصائر الدرجات عبد الله بن عامر وابن عيسى وعن الحجال عن رجل عن
نصر العطار قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي ثلاث أقسم أنهن حق إنك والأوصياء عرفاء لا يعرف الله
إلا بسبيل معرفتكم وعرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه وعرفاء لا يدخل
النار إلا من أنكركم وأنكرتموه .
١٠
ـ ير : بصائر الدرجات
الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عتيبة بياع القصب عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليهالسلام
قال : سألته عن قوله ( وَعَلَى
الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) قال نحن أصحاب
الأعراف فمن عرفناه كان منا ومن كان منا كان في الجنة ومن أنكرناه في النار .
١١
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن إسحاق بن ميمون عن رجل عن سعد قال : سألت أبا
جعفر عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( وَعَلَى
الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) فقال الأئمة يا
سعد .
ير
: علي بن إسماعيل عن
صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
ير
: عباد بن سليمان عن
سعد مثله .
١٣
ـ ير : بصائر الدرجات
محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل
__________________
عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : سألته عن الأعراف
ما هم قال هم أكرم الخلق على الله .
١٤ ـ كتاب المقتضب
لأحمد بن محمد بن عياش : عن أحمد بن زياد الهمذاني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن
الحسن بن علي سجادة عن أبان بن عمر ختن آل ميثم قال : كنت عند أبي عبد الله
عليهالسلام
فدخل عليه سفيان بن مصعب
العبدي فقال جعلني الله فداك ما تقول في قوله تعالى : ذكره ( وَعَلَى
الْأَعْرافِ رِجالٌ ) الآية قال هم الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر لا يعرف الله
إلا من عرفهم وعرفوه قال فما الأعراف جعلت فداك قال كثائب من مسك عليها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
والأوصياء (
يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) فقال سفيان فلا أقول في ذلك شيئا فقال من قصيدة شعر :
أيا ربعهم هل
فيك لي اليوم مربع
|
|
وهل لليالي كن
لي فيك مرجع
|
وفيها يقول :
وأنتم ولاة
الحشر والنشر والجزاء
|
|
وأنتم ليوم
المفزع الهول مفزع
|
وأنتم على
الأعراف وهي كثائب
|
|
من المسك رياها
بكم يتضوع
|
ثمانية بالعرش
إذ يحملونه
|
|
ومن بعدهم هادون
في الأرض أربع
|
بيان
: الربع الدار
والمحلة والمنزل والموضع يرتبعون فيه في الربيع كالمربع كمقعد والريا الريح
الطيبة.
١٥
ـ خص : أحمد بن الحسن بن
علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد بن حنان عن بعض أصحابه رفع إلى الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي
قال : أقسم بالله لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقول لعلي عليهالسلام يا علي إنك
__________________
والأوصياء من بعدي
أو قال من بعدك أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم وأعراف لا يدخل الجنة إلا من
عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه .
١٦
ـ خص ، ير : الحسين بن محمد عن
المعلى عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال
سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
يقول جاء ابن الكواء إلى
أمير المؤمنين عليهالسلام
فقال يا أمير المؤمنين ( وَعَلَى
الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) فقال نحن الأعراف
نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا
ونحن الأعراف يعرفنا الله عز وجل يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة
إلا من عرفنا ونحن عرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه إن الله لو شاء
لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل
عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم ( عَنِ الصِّراطِ
لَناكِبُونَ ) ولا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس
ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عين صافية تجري
بأمور لا نفاد لها ولا انقطاع .
بيان
: قوله ولا سواء من
اعتصم الناس به أي ونحن فالمراد بالناس المخالفون أو المراد كل الناس أي لا يتساوى
من اعتصم به الناس بعضهم مع بعض ثم بين عليهالسلام عدم المساواة بأن الناس يذهبون إلى عيون من العلم مكدرة
بالشكوك والشبهات والجهالات يفرغ أي يصب بعضها في بعض كناية عن أن كلا منهم يرجع
إلى الآخر فيما يجهله وليس فيهم من يستغني عن غيره ويكمل في علمه.
__________________
١٧ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم علي بن عتاب معنعنا عن ابن عباس رضي
الله عنه قال : إن لعلي بن أبي طالب عليهالسلام في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قال قلنا وما هي قال
أسماء [ سماه ] الله في القرآن مؤذنا وأذانا فأما قوله تعالى : ( فَأَذَّنَ
مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) فهو المؤذن بينهم
يقول ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي .
١٨
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم عبيد بن كثير معنعنا عن حبة العرني أن ابن الكواء أتى عليا
عليهالسلام
فقال يا أمير المؤمنين
آيتان في كتاب الله تعالى قد أعيتاني وشككتاني في ديني قال وما هما قال قول الله
تعالى ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ
كُلًّا ) بسيماهم قال وما عرفت هذه إلى الساعة قال لا قال نحن
الأعراف من عرفنا دخل الجنة ومن أنكرنا دخل النار قال وقوله (
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) قال وما عرفت هذه
إلى الساعة قال لا قال إن الله خلق ملائكته على صور شتى فمنهم من صوره على صورة
الأسد ومنهم من صوره على صورة نسر ولله ملك على صورة ديك براثنه تحت الأرض السابعة السفلى
وعرفه مثنى تحت العرش نصفه من نار ونصفه من ثلج فلا الذي من النار يذيب التي من
الثلج ولا التي من الثلج تطفئ التي من النار فإذا كان كل سحر خفق بجناحيه وصاح سبوح قدوس
رب الملائكة والروح ـ محمد
__________________
خير البشر وعلي
خير الوصيين فصاحت الديكة .
١٩ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : ما في التوراة ولا
في الإنجيل ولا في الزبور أحد إلا عندنا اسمه واسم أبيه وإن في التوراة لمكتوبا ( أَلا
لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) .
٢٠
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن الفضل بن جعفر بن الفضل العباسي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى
: ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ
كُلًّا بِسِيماهُمْ ) قال النبي صلىاللهعليهوآله وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين
عليهالسلام
على سور بين الجنة والنار
يعرفون المحبين لهم ببياض الوجوه والمبغضين لهم بسواد الوجوه .
٢١
ـ كنز : روى الشيخ أبو
جعفر الطوسي عن رجاله عن أبي عبد الله عليهالسلام وقد سئل عن قول الله عز وجل : ( وَبَيْنَهُما حِجابٌ ) فقال سور بين الجنة والنار قائم عليه محمد وعلي والحسن
والحسين وفاطمة وخديجة عليهالسلام
فينادون أين محبونا أين
شيعتنا فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وذلك قوله تعالى : ( يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) فيأخذون بأيديهم فيجوزون
بهم على الصراط
ويدخلونهم الجنة .
٢٢
ـ نهج : نهج البلاغة قال
أمير المؤمنين عليهالسلام
إنما الأئمة قوام الله
على خلقه وعرفاؤه على عباده لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا
من أنكرهم وأنكروه .
تذييل وتفصيل أقول
قد مرت أخبار هذا الباب في باب سؤال القبر وأكثرها في باب الأعراف من المعاد وقد
تقدم منا بعض القول فيها هناك وجملة
__________________
القول فيه أن
للمفسرين أقوالا شتى في تفسير الأعراف وأصحابه فأما تفسير الأعراف فلهم فيه قولان
الأول أنها سور بين الجنة والنار أو شرفها وأعاليها أو الصراط والثاني أن المراد على معرفة
أهل الجنة والنار رجال وقد عرفت أن الأخبار تدل عليهما وربما يظهر من بعضها أنه
جمع عريف كشريف وأشراف فالتقدير على طريقة الأعراف رجال أو على التجريد ثم
القائلون بالأول اختلفوا في أن الذين على الأعراف من هم فقيل إنهم الأشراف من أهل
الطاعة والثواب وقيل إنهم أقوام يكونون في الدرجة السافلة من أهل الثواب فالقائلون
بالأول منهم من قال إنهم ملائكة يعرفون أهل الجنة والنار ومنهم من قال إنهم
الأنبياء أجلسهم الله على أعالي ذلك السور تمييزا لهم عن سائر أهل القيامة ومنهم
من قال إنهم الشهداء والقائلون بالثاني منهم من قال إنهم أقوام تساوت حسناتهم
وسيئاتهم ومنهم من قال إنهم قوم خرجوا إلى الغزو بغير إذن إمامهم وقيل إنهم مساكين
أهل الجنة وقيل إنهم الفساق من أهل الصلاة.
أقول قد عرفت مما
مر من الأخبار الجمع بين القولين وأن الأئمة عليهمالسلام
يقومون على الأعراف
ليميزوا شيعتهم من مخالفيهم ويشفعوا لفساق محبيهم وأن قوما من المذنبين أيضا
يكونون فيها إلى أن يشفع لهم.
__________________
٦٣
(باب)
*(الآيات الدالة على رفعة شأنهم ونجاة شيعتهم في الآخرة)*
*(والسؤال عن ولايتهم)*
١
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عن الكاظم عليهالسلام
في قوله تعالى : ( إِلاَّ
مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ ) الآية قال نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون
صوابا .
٢ ـ وعن عبد الله
بن خليل عن علي عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ ) الآية قال نزلت فينا
.
٣ ـ وعن زيد
الشحام قال قال أبو عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى
عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) قال شيعتنا الذين
يرحم الله ونحن والله الذين استثنى الله ولكنا نغني عنهم .
٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى
عليهالسلام
قال سمعت أبي
عليهالسلام
يقول ورجل يسأله عن قول
الله عز وجل : ( يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ
الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ) قال لا ينال
شفاعة محمد يوم القيامة إلا من أذن له بطاعة آل محمد ورضي له قولا وعملا فيهم فحيي
على مودتهم ومات عليها فرضي الله قوله وعمله فيهم ثم قال وعنت الوجوه للحي القيوم
وقد خاب من حمل ظلما لآل محمد كذا نزلت
__________________
ثم قال ( وَمَنْ
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً ) قال مؤمن بمحبة
آل محمد مبغض لعدوهم .
٥ ـ وبهذا الإسناد
عنه عن أبيه عليهالسلام
قال : سألت أبي أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) قال نزلت فينا ثم
قال قال الله عز وجل ( أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ ) في علي
عليهالسلام
( فَكُنْتُمْ بِها
تُكَذِّبُونَ ) .
٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن أبي شيبة عن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن عبد الله بن
زيدان عن الحسن بن محمد بن أبي عاصم عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن
أبي طالب عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : نزلت هذه الآية فينا وفي
شيعتنا وذلك أن الله سبحانه يفضلنا ويفضل شيعتنا إنا لنشفع ويشفعون ـ فإذا رأى ذلك من ليس لهم قالوا ( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) .
٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن محمد البرقي عن رجل عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) قال يعني بالصديق
المعرفة وبالحميم القرابة .
٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الأهوازي عن ابن فضال عن محمد بن الفضيل عن الثمالي
قال قال أبو جعفر عليهالسلام
لا يعذر
__________________
الله أحدا يوم
القيامة يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة وفي ولد فاطمة أنزل الله هذه
الآية خاصة ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى
أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .
٩
ـ كنز : عن الصدوق بإسناده
إلى سليمان الديلمي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي بصير لقد ذكركم الله
عز وجل في كتابه إذ حكى قول أعدائكم وهم في النار ( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) والله ما عنوا
ولا أرادوا بها غيركم إذ صبرتم في العالم على شرار الناس وأنتم خيار الناس وأنتم
والله في النار تطلبون وأنتم والله في الجنة تحبرون .
١٠ ـ وروى الشيخ
في أماليه عن أبي محمد الفحام عن عم أبيه قال : دخل سماعة بن مهران على الصادق
عليهالسلام
فقال له يا سماعة من شر
الناس عند الناس قال نحن يا ابن رسول الله قال فغضب حتى احمرت وجنتاه ثم استوى
جالسا وكان متكئا فقال يا سماعة من شر الناس عند الناس فقلت والله ما كذبتك يا ابن
رسول الله نحن شر الناس عند الناس لأنهم سمونا كفارا ورافضة فنظر إلي ثم قال كيف
بكم إذا سيق بكم إلى الجنة وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون ( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) يا سماعة بن
مهران إنه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع
فيه فنشفع والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل
النار منكم ثلاثة رجال والله لا يدخل النار منكم رجل واحد فتنافسوا في الدرجات
وأكمدوا أعداءكم بالورع .
بيان
: الكمد تغير اللون والحزن الشديد ومرض
القلب منه كمد كفرح
__________________
وأكمده فهو مكمود ذكره
في القاموس.
وقال الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : ( وَقالُوا ما لَنا لا
نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) أي يقولون ذلك
حين ينظرون في النار فلا يرون من كان يخالفهم فيها معهم وهم المؤمنون وقيل نزلت في
أبي جهل والوليد بن المغيرة وذويهما يقولون ما لنا لا نرى عمارا وخبابا وصهيبا
وبلالا.
١١ ـ وروى العياشي
بالإسناد عن جابر عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : أهل النار يقولون ( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) يعنونكم لا
يرونكم في النار لا يرون والله أحدا منكم في النار .
١٢
ـ كنز : روى الصدوق
بإسناده عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال : قال أبو عبد الله
عليهالسلام
لأبي بصير لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ ) والله ما أراد بذلك غيركم يا با محمد فهل سررتك قال نعم .
١٣
ـ كنز : محمد بن علي عن
عمرو بن عثمان عن عمران بن سليمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
) فقال إن الله يغفر لكم جميعا الذنوب قال فقلت ليس هكذا نقرأ فقال يا با محمد فإذا غفر الذنوب جميعا فلمن يعذب والله ما عنى من عباده
غيرنا وغير شيعتنا وما نزلت إلا هكذا إن الله يغفر لكم جميعا الذنوب .
١٤
ـ كنز : روى أصحابنا
بإسنادهم عن أمير المؤمنين عليهالسلام أن رسول الله
__________________
تلا هذه الآية : ( لا
يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ ) الآية فقال أصحاب
الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي وأقر بولايته وأصحاب النار من أنكر
الولاية ونقض العهد من بعدي .
١٥ ـ وعن مجروح بن زيد الذهلي وكان في وفد قومه إلى النبي
صلىاللهعليهوآله
فتلا هذه الآية ( لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ
هُمُ الْفائِزُونَ ) قال فقلنا يا رسول الله من أصحاب الجنة قال من أطاعني وسلم
لهذا من بعدي قال وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بكف علي عليهالسلام وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها وقال ألا إن عليا مني وأنا منه
فمن حاده فقد حادني ومن حادني فقد أسخط الله عز وجل ثم قال يا علي حربك حربي وسلمك
سلمي وأنت العلم بيني وبين أمتي .
١٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن هاشم بن الصيداوي قال : قال
لي أبو عبد الله عليهالسلام
يا هاشم حدثني أبي وهو
خير مني عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال ما من رجل من فقراء شيعتنا إلا وليس عليه تبعة قلت
جعلت فداك وما التبعة قال من الإحدى والخمسين ركعة ومن صوم ثلاثة أيام من الشهر
فإذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم ووجوههم مثل القمر ليلة البدر فيقال للرجل
منهم سل تعط فيقول أسأل ربي النظر إلى وجه محمد
صلىاللهعليهوآله
قال فيأذن الله عز وجل
لأهل الجنة أن يزوروا محمدا صلىاللهعليهوآله قال فينصب لرسول الله
صلىاللهعليهوآله
منبر على درنوك من درانيك
الجنة له ألف مرقاة بين المرقاة إلى المرقاة ركضة الفرس فيصعد محمد
صلىاللهعليهوآله
وأمير المؤمنين
عليهالسلام
قال فيحف ذلك المنبر شيعة
آل محمد فينظر الله إليهم وهو قوله ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) قال فيلقى عليهم
من النور حتى إن أحدهم إذا رجع لم تقدر الحوراء تملأ بصرها منه قال ثم
__________________
قال أبو عبد الله
عليهالسلام
يا هاشم لمثل هذا فليعمل
العاملون .
بيان
: الدرنوك ضرب من البسط ذو خمل.
١٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن سعدان بن مسلم عن معاوية بن وهب عن أبي
عبد الله عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) قال نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا
قال قلت ما تقولون إذا تكلمتم قال نحمد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا
يردنا ربنا.
وروي عن الكاظم
عليهالسلام
مثله ـ وروى علي بن
إبراهيم مثله .
١٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي
عبد الله عليهالسلام
عن أبيه
عليهالسلام
قال : قال إذا كان يوم
القيامة وجمع الله الخلائق من الأولين والآخرين في صعيد واحد خلع قول لا إله إلا
الله من جميع الخلائق إلا من أقر بولاية علي
عليهالسلام
وهو قوله تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ
مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) .
١٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن يونس بن يعقوب عن خلف بن
حماد عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن سعيد السمان عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : قوله تعالى : ( يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا
لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) يعني علويا يوالي أبا تراب .
وروى محمد بن خالد
البرقي عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة وخلف بن حماد عن أبي بصير مثله.
٢٠ ـ وجاء في
تفسير باطن أهل بيت [ باطن تفسير أهل البيت ]
عليهالسلام
ما يؤيد هذا التأويل في
تأويل
__________________
قوله تعالى : ( أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ
فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً ) قال هو يرد إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام
فيعذبه عذابا نكرا حتى يقول ( يا لَيْتَنِي كُنْتُ
تُراباً ) أي من شيعة أبي تراب .
بيان
: يمكن أن يكون الرد إلى الرب أريد به
الرد إلى من قرره الله لحساب الخلائق يوم القيامة وهذا مجاز شائع أو المراد بالرب
أمير المؤمنين عليهالسلام
لأنه الذي جعل الله تربية الخلق في العلم والكمالات إليه وهو صاحبهم والحاكم عليهم
في الدنيا والآخرة.
٢١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن أحمد عن القاسم بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن سماعة عن جابر بن يزيد عن
أبي جعفر عليهالسلام
قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
الكرة المباركة النافعة
لأهلها يوم الحساب ولايتي واتباع أمري وولاية علي والأوصياء من بعده واتباع أمرهم
يدخلهم الله الجنة بها معي ومع علي وصيي والأوصياء من بعده والكرة الخاسرة عداوتي
وترك أمري وعداوة علي والأوصياء من بعده يدخلهم الله بها النار في أسفل السافلين .
٢٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد الله عن مصعب بن سلام
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في مرضه الذي قبض فيه
لفاطمة عليهالسلام
يا بنية بأبي أنت وأمي
أرسلي إلى بعلك فادعيه لي فقالت فاطمة عليهالسلام للحسن عليهالسلام انطلق إلى أبيك فقل له إن جدي يدعوك فانطلق إليه الحسن
فدعاه فأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام حتى دخل على رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وفاطمة
عليهالسلام
عنده وهي تقول وا كرباه
لكربك يا أبتاه فقال رسول الله لا كرب على أبيك بعد
__________________
اليوم يا فاطمة إن
النبي لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ولكن قولي كما
قال أبوك على إبراهيم تدمع العين وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا
إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبيا ثم قال يا
علي ادن مني فدنا منه فقال أدخل أذنك في فمي ففعل فقال يا أخي ألم تسمع قول الله
عز وجل : في كتابه ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ ) قال بلى يا رسول الله قال هم أنت وشيعتك تجيئون غرا محجلين
شباعا مرويين ألم تسمع قول الله عز وجل : في كتابه ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ
جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) قال بلى يا رسول
الله قال هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودة وجوههم ظماء مظمئين أشقياء
معذبين كفارا منافقين ذاك لك ولشيعتك وهذا لعدوك وشيعتهم .
٢٣
ـ مد : العمدة بإسناده عن
عبد الله بن أحمد بن حنبل من مسنده عن أبيه عن سفيان عن أبي موسى عن الحسن بن علي
عليهالسلام
قال : فينا نزلت (
وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ )
٢٤
ـ ن : عيون أخبار الرضا عليهالسلام بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في قول الله تبارك وتعالى
( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال يدعى كل قوم
بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم .
صح ، صحيفة الرضا عليهالسلام عنه عن آبائه عليهالسلام مثله .
__________________
٢٥
ـ فس : أحمد بن إدريس عن
ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله تبارك وتعالى
( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال يجيء رسول
الله صلىاللهعليهوآله
في قومه وعلي
عليهالسلام
في قومه والحسن
عليهالسلام
في قومه والحسين
عليهالسلام
في قومه وكل من مات بين
ظهراني قوم جاءوا معه .
٢٦ ـ وقال علي بن
إبراهيم في قوله تعالى : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال ذلك يوم
القيامة ينادي مناد ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته وعثمان وشيعته وعلي وشيعته .
٢٧
ـ سن : المحاسن ابن فضال
عن ثعلبة عن بشير العطار قال أبو عبد الله عليهالسلام ( يَوْمَ
نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي إمامكم وكم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه
ويلعنونه نحن ذرية محمد وأمنا فاطمة عليهالسلام وما آتى الله أحدا من المرسلين شيئا إلا وقد آتاه محمدا
صلىاللهعليهوآله
كما آتى من قبله ثم تلا و ( لَقَدْ
أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً )
٢٨
ـ سن : المحاسن ابن محبوب
عن عبد الله بن غالب عن جابر الجعفي عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : لما أنزلت ( يَوْمَ
نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال المسلمون يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنا رسول الله إلى الناس
أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من الله يقومون في الناس
فيكذبونهم ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ألا فمن
__________________
والاهم واتبعهم
وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا
معي وأنا منه بريء .
أقول
: قد مضى كثير من
الأخبار في ذلك في أبواب المعاد.
٢٩ ـ وروى الحسن
بن سليمان في كتاب المختصر من تفسير محمد بن العباس بن مروان عن أحمد بن محمد عن
محمد بن الحسن عن أبيه عن حصين بن مخارق عن أبي الورد عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : تسنيم أشرف شراب
أهل الجنة يشربه محمد وآل محمد صرفا ويمزج لأصحاب اليمين ولسائر أهل الجنة.
٣٠
ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم
الفزاري بإسناده عن أبي سعيد المدائني قال : قلت لأبي عبد الله
عليهالسلام
ما معنى قوله تعالى : ( وَما
كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا ) قال كتاب كتبه الله يا أبا سعيد في ورقة آس قبل أن يخلق
الخلق بألفي عام ثم صيرها في عرشه أو تحت عرشه فيها يا شيعة آل محمد قد أعطيتكم قبل أن تسألوني
وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ومن أتاني منكم بولاية محمد وآله أسكنته جنتي برحمتي .
كنز
: شيخ الطائفة
بإسناده إلى الفضل رفعه إلى سليمان الديلمي عنه
عليهالسلام
مثله .
كنز
: محمد بن العباس عن
الفزاري عن الحسن بن علي بن مروان عن طاهر
__________________
بن مدرار عن أخيه عن أبي
سعيد المدائني مثله .
٣١ ـ فض : كتاب الروضة يل ، الفضائل لابن شاذان قال أبو تمامة كنت عند
أبي عبد الله عليهالسلام
ليلة جمعة فقال اقرأ
فقرأت إلى أن بلغت ( يَوْمَ لا يُغْنِي
مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) فقال نحن الذين
يرحم الله بنا نحن الذين استثنى الله .
٣٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله عليهالسلام
قال : إذا كان يوم
القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم وما
كان للآدميين سألنا الله أن يعوضهم بدله فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قرأ ( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) .
٣٣
ـ كنز : بهذا الإسناد إلى
ابن حماد عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) قال إذا كان يوم
القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألناه أن يهبه لنا فهو لهم وما كان
لمخالفيهم فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قال هم معنا حيث كنا .
٣٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن جميل بن دراج قال : قلت لأبي
الحسن عليهالسلام
أحدثهم بتفسير جابر قال
لا تحدث به السفلة فيذيعوه أما تقرأ ( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) قلت بلى قال إذا
كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين ولانا حساب شيعتنا فما كان بينهم وبين
الله حكمنا على الله فيه فأجاز حكومتنا وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم
فوهبوه لنا وما كان بيننا وبينهم فنحن
__________________
أحق من عفا وصفح .
بيان
: هذا تأويل ظاهر
شائع في كلام العرب جار في كثير من الآيات عادة السلاطين والأمراء جارية بأن
ينسبوا ما يقع من خدمهم بأمرهم إلى أنفسهم مجازا بل أكثر الآيات التي وردت بصيغة
الجمع وضميره كذا كما لا يخفى على المتتبع.
٣٥
ـ شي : تفسير العياشي عن
ابن ظبيان قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله : ( وَما لِلظَّالِمِينَ
مِنْ أَنْصارٍ ) قال ما لهم من أئمة يسمونهم بأسمائهم .
٣٦
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي
السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله ( فَلَمَّا رَأَوْهُ
زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ
تَدَّعُونَ ) قال هذه نزلت في أمير المؤمنين وأصحابه والذين عملوا ما
عملوا يرون أمير المؤمنين عليهالسلام في أغبط الأماكن لهم فيسيء وجوههم ويقال لهم : ( هذَا
الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) الذي انتحلتم اسمه .
بيان ( فَلَمَّا
رَأَوْهُ زُلْفَةً ) أي ذا زلفة وقرب وأرجع أكثر المفسرين الضمير إلى الوعد أو
العذاب يوم بدر أو في القيامة ( سِيئَتْ ) أي اسودت أو ظهرت
عليها آثار الغم والحسرة ( وَقِيلَ ) لهم ( هذَا
الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) أي تطلبون وتستعجلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث من
الدعوى في أغبط الأماكن أي أحسن مكان يغبط الناس عليه ويتمنونه والانتحال ادعاء
أمر لم يتصف به والمراد بالاسم أمير المؤمنين أي كنتم بسببه تدعون اسمه ومنزلته .
٣٧ ـ وقال الطبرسي
روى الحسكاني بالأسانيد الصحيحة عن شريك عن
__________________
الأعمش قال : لما
رأوا ما لعلي بن أبي طالب عند الله من الزلفى ( سِيئَتْ وُجُوهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا ) .
٣٨ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عمر
الحلال قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قوله تعالى : ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) قال المؤذن أمير
المؤمنين عليهالسلام
.
٣٩
ـ كنز : قوله تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى ) تأويله قال محمد
بن العباس حدثنا الحسين بن علي بن عاصم عن هيثم بن عبد الله قال حدثنا مولاي علي
بن موسى عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أتاني جبرئيل عن ربه عز
وجل وهو يقول ربي يقرئك السلام ويقول لك يا محمد بشر المؤمنين الذين يعملون
الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنة ولهم عندي جزاء الحسنى يدخلون الجنة .
٤٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن سهل عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن موسى
بن جعفر عليهالسلام
قال : سألت أبي عن قول
الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خالِدِينَ
فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً ) قال نزلت في آل محمد
عليهالسلام
.
٤١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسين الخثعمي عن محمد بن يحيى الحجري عن عمر بن صخر الهذلي عن الصباح بن
يحيى عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليهالسلام أنه قال : لكل شيء ذروة وذروة الجنة الفردوس وهي لمحمد وآل
__________________
محمد صلوات الله
عليه وعليهم .
٤٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد رفعه إلى أبي جميلة عن عمر
بن رشيد عن أبي جعفر عليهالسلام
أنه قال في حديث أن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
قال : إن عليا وشيعته يوم
القيامة على كثبان المسك الأذفر يفزع الناس ولا يفزعون ويحزن الناس ولا يحزنون وهو
قول الله عز وجل : ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا
يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .
٤٣
ـ ما : الأمالي للشيخ
الطوسي المفيد عن الجعابي عن أبي عقدة عن العباس بن بكر عن محمد بن زكريا عن كثير
بن طارق قال : سألت زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( لا تَدْعُوا
الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ) فقال زيد يا كثير
إنك رجل صالح ولست بمتهم وإني خائف عليك أن تهلك إنه إذا كان يوم القيامة أمر الله
عز وجل الناس بأتباع كل إمام جائر إلى النار فيدعون بالويل والثبور ويقولون
لإمامهم يا من أهلكنا فهلم الآن فخلصنا مما نحن فيه فعندها يقال لهم ( لا
تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ) ثم قال زيد حدثني
أبي عن أبيه الحسين عليهالسلام
قال قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
لعلي بن أبي طالب
عليهالسلام
أنت يا علي وأصحابك في
الجنة أنت يا علي وأصحابك في الجنة .
٤٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
صالح بن أحمد عن أبي مقاتل عن حسين بن حسن عن حسين بن نصر بن مزاحم عن القاسم بن
الغفار عن أبي الأحوص عن المغيرة عن الشعبي عن ابن عباس في قول الله عز وجل : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) قال عن ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وروي مثله : من
طريق العامة عن أبي نعيم عن ابن عباس ـ ومثله : عن أبي سعيد الخدري ـ ومثله عن
سعيد بن جبير كلهم عن
__________________
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم .
٤٥ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم بإسناده عن ابن عباس في قوله
تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) قال عن ولاية علي
بن أبي طالب عليهالسلام
.
٤٦
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب محمد بن إسحاق والشعبي والأعمش وسعيد بن جبير وابن عباس وأبو نعيم
الأصفهاني والحاكم الحسكاني والنطنزي وجماعة أهل البيت
عليهالسلام
( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) عن ولاية علي بن
أبي طالب عليهالسلام
وحب أهل البيت عليهم
السلام .
٤٧ ـ الرضا
عليهالسلام
إن النبي
صلىاللهعليهوآله
قرأ ( إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فسئل عن ذلك
فأشار إلى الثلاثة فقال هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصيي هذا وأشار إلى
علي بن أبي طالب عليهالسلام
ثم قال وعزة ربي إن جميع
أمتي لموقوفون يوم القيامة ومسئولون عن ولايته وذلك قول الله (
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) الآية .
٤٨ ـ تفسير وكيع
بن سفيان ، عن السدي في قوله ( فَوَ رَبِّكَ
لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) عن ولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
ثم قال : ( عَمَّا
كانُوا يَعْمَلُونَ ) عن أعمالهم في الدنيا صحيفة أهل البيت
عليهالسلام
.
٤٩ ـ قال أمير
المؤمنين عليهالسلام
في نزلت هذه الآية ( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) .
__________________
٥٠ ـ أبو عبد الله
عليهالسلام
: إذا كان يوم القيامة
وكلنا بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا وما كان لنا نهبه لهم ثم
قرأ هذه الآية .
٥١ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم جعفر بن محمد بن يوسف بإسناده عن
صفوان قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم .
٥٢
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد الفزاري بإسناده عن قبيصة الجعفي قال : سألت
أبا عبد الله عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( إِنَّ
إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) قال فينا التنزيل
قلت إنما أسألك عن التفسير قال نعم يا قبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب
شيعتنا علينا فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد
صلىاللهعليهوآله
من الله وما كان فيما
بينهم وبين الناس من المظالم أداه محمد صلىاللهعليهوآله عنهم وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتى يدخلوا
الجنة بغير حساب .
٥٣ ـ أقول روى
البرسي في المشارق : بإسناده عن المفضل في قوله تعالى : ( إِنَّ
إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام
من تراهم نحن والله هم
إلينا يرجعون وعلينا يعرضون وعندنا يقضون وعن حبنا يسألون.
٥٤ ـ قال وروى
البرقي في كتاب الآيات : عن أبي عبد الله عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام يا علي أنت ديان هذه الأمة
والمتولي حسابهم وأنت ركن الله الأعظم يوم القيامة ألا وإن المآب إليك
والحساب عليك والصراط صراطك والميزان ميزانك والموقف موقفك.
٥٥ ـ وعن محمد بن
سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إن الله
__________________
أباح محمدا
الشفاعة في أمته وأعطانا الشفاعة في شيعتنا وإن لشيعتنا الشفاعة في أهاليهم وإليه
الإشارة بقوله ( فَما لَنا مِنْ
شافِعِينَ ) قال والله لنشفعن في شيعتنا حتى يقول أعداؤنا ( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ ) ثم قال والله ليشفعن شيعتنا في أهاليهم حتى تقول شيعة
أعدائنا ( وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) .
٥٦ ـ كنز : روى شيخ الطائفة رحمه الله في مصباح الأنوار بإسناده إلى
ابن عباس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا كان يوم القيامة أقف أنا وعلي
عليهالسلام
على الصراط بيد كل واحد
منا سيف فلا يمر أحد من خلق الله إلا سألناه عن ولاية علي
عليهالسلام
فمن كان معه شيء منها نجا
وفاز وإلا ضربنا عنقه وألقيناه في النار ثم تلا ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ
الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ) .
٥٧
ـ كنز : روي أنه سئل أبو
الحسن الثالث عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) فقال
عليهالسلام
وأي ذنب كان لرسول الله
صلىاللهعليهوآله
متقدما أو متأخرا وإنما
حمله الله ذنوب شيعة علي عليهالسلام
ممن مضى منهم وبقي ثم
غفرها له .
٥٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن شريك قال : بعث إلينا
الأعمش وهو شديد المرض فأتيناه وقد اجتمع عنده أهل الكوفة وفيهم أبو حنيفة وابن
قيس الماصر فقال لابنه يا بني أجلسني فأجلسه فقال يا أهل الكوفة إن أبا حنيفة وابن
قيس الماصر أتياني فقالا إنك قد حدثت في علي بن أبي طالب
عليهالسلام
أحاديث فارجع عنها فإن
التوبة مقبولة ما دامت الروح في البدن فقلت لهما مثلكما يقول لمثلي هذا أشهدكم يا
أهل الكوفة فإني في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام
__________________
الآخرة إني سمعت
عطاء بن رباح يقول سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله عز وجل : ( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أنا وعلي نلقي في جهنم كل
من عادانا فقال أبو حنيفة لابن قيس قم بنا لا يجيء بما هو أعظم من هذا فقاما
وانصرفا .
٥٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن عيسى بن مهران عن داود
بن مجير عن الوليد بن محمد عن زيد بن جذعان عن عمه علي بن زيد قال
: كنا عند عبد الله بن عمر نفاضل فنقول أبو بكر
وعمر وعثمان ويقول قائلهم فلان وفلان فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن فعلي قال علي
من أهل بيت لا يقاس بهم أحد من الناس علي عليهالسلام مع النبي صلىاللهعليهوآله في درجته إن الله عز وجل يقول ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا
بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ـ ففاطمة ذرية النبي
صلىاللهعليهوآله
وهي معه في درجته وعلي
عليهالسلام
مع فاطمة صلى الله عليهما
.
٦٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
جعفر بن محمد الحسيني عن محمد بن الحسين عن حميد بن والق عن محمد بن يحيى المازني عن الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه
عليهالسلام
قال : إذا كان يوم
القيامة نادى مناد من لدن العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت
محمد فتكون أول من يكسى ويستقبلها من الفردوس اثنا عشر ألف حوراء معهن خمسون ألف
ملك على نجائب من ياقوت أجنحتها من زبرجد وأزمتها من اللؤلؤ الرطب عليها رحائل من
در على كل رحل نمرقة من سندس حتى تجوز بها الصراط ويأتون الفردوس فيتباشر
__________________
بها أهل الجنة
وتجلس على عرش من نور ويجلسون حولها وفي بطنان العرش قصران قصر أبيض وقصر أصفر من
لؤلؤ من عرق واحد وإن في القصر الأبيض سبعين ألف دار مساكن محمد وآل محمد وإن في
القصر الأصفر سبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآل إبراهيم ويبعث الله إليها ملكا لم
يبعث إلى أحد قبلها ولم يبعث إلى أحد بعدها فيقول لها إن ربك يقرأ عليك السلام
ويقول لك سليني أعطك فتقول قد أتم علي نعمته وأباحني جنته وهنأني كرامته وفضلني
على نساء خلقه أسأله أن يشفعني في ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي وحفظهم بعدي قال
فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يتحول عن مكانه أن خبرها أني قد شفعتها في
ولدها وذريتها ومن ودهم وأحبهم وحفظهم بعدها قال فتقول الحمد لله الذي أذهب عني
الحزن وأقر عيني ثم قال جعفر عليهالسلام كان أبي عليهالسلام إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية (
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما
كَسَبَ رَهِينٌ ) .
٦١ ـ كنز : روى الصدوق بإسناده عن ميسرة
قال سمعت الرضا عليهالسلام
يقول والله لا يرى منكم
في النار اثنان لا والله ولا واحد قال قلت فأين ذلك من كتاب الله قال فأمسك عني
سنة قال فإني معه ذات يوم في الطواف إذ قال لي يا ميسرة أذن لي في جوابك عن مسألة كذا قال فقلت فأين من القرآن قال في سورة الرحمن
وهو قول الله عز وجل : فيومئذ لا يسأل عن ذنبه منكم إنس ولا جان فقلت له عليهالسلام
ليس فيها منكم قال إن
__________________
أول من غيرها ابن
أروى وذلك أنها حجة عليه وعلى أصحابه ولو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عن خلقه
إذ لم يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فلمن يعاقب إذا يوم القيامة .
٦٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه
عن جده عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله تبارك وتعالى
: ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ
بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ
يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ) قال فقال عليهالسلام أما إنها نزلت فينا وفي شيعتنا وفي الكفار أما إنه إذا كان
يوم القيامة وحبس الخلائق في طريق المحشر ضرب الله سورا من ظلمة فيه ( بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) يعني النور ( وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ ) يعني الظلمة فيصيرنا الله وشيعتنا في باطن السور الذي فيه
الرحمة والنور ويصير عدونا والكفار في ظاهر السور الذي فيه الظلمة فيناديكم عدونا
وعدوكم من الباب الذي في السور من ظاهره ( أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ) في الدنيا نبينا ونبيكم واحد وصلاتنا وصلاتكم وصومنا
وصومكم وحجنا وحجكم واحد قال فيناديهم الملك من عند الله ( بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ) بعد نبيكم ثم
توليتم وتركتم اتباع من أمركم به نبيكم ( وَتَرَبَّصْتُمْ ) به الدوائر ( وَارْتَبْتُمْ ) فيما قال فيه نبيكم ( وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ ) وما اجتمعتم عليه من خلافكم لأهل الحق وغركم حلم الله عنكم في تلك الحال حتى جاء الحق ويعني بالحق ظهور علي بن أبي طالب عليهالسلام ومن ظهر من الأئمة عليهالسلام بعده بالحق وقوله ( غَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ) يعني الشيطان ( فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ
__________________
الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي لا توجد حسنة
تفدون بها أنفسكم ( مَأْواكُمُ النَّارُ
هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) .
٦٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الهاشمي عن محمد بن عيسى
العبيدي عن أبي محمد الأنصاري وكان خيرا عن شريك عن الأعمش عن عطاء عن ابن عباس
قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن قول الله عز وجل : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ
وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله أنا السور وعلي الباب .
٦٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام عن
أبيه عن ابن جبير قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله عز وجل : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ ) الآية فقال أنا
السور وعلي الباب وليس يؤتى السور إلا من قبل الباب .
بيان
: لعل المعنى أن السور والباب في الآخرة
سورة مدينة العلم وبابها في الدنيا فمن أتى في الدنيا المدينة من الباب يكون في
الآخرة مع من يدخل الباب إلى باطن السور فيدخل في رحمة الله ومن لم يأتهم في
الدنيا من الباب ولم يؤمن بالوصي يكون في الآخرة في ظاهر السور في عذاب الله.
__________________
٦٤
(باب)
*(ما نزل ما في صلتهم
وأداء حقوقهم عليهمالسلام
)*
١
ـ فس : ( وَلا يَحُضُّ عَلى
طَعامِ الْمِسْكِينِ ) حقوق آل محمد التي غصبوها .
٢
ـ كا : الكافي محمد بن
أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس وعن عبد العزيز بن المهتدي عن رجل عن أبي الحسن الماضي
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( مَنْ ذَا
الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) قال صلة الإمام
في دولة الفسقة.
٣
ـ فس : ( لَنْ تَنالُوا
الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) أي لن تنالوا
الثواب حتى تردوا على آل محمد حقهم من الأنفال والخمس والفيء .
٤
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب عن الباقر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( لَقَدْ
سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ) الآية قال هم يزعمون أن الإمام يحتاج منهم إلى ما يحملون
إليه .
بيان
: أي إنهم لم ينسبوا
الفقر إلى الله تعالى بل لما نسبوا الفقر والحاجة إلى خلفائه وحججه فكأنهم نسبوه
إليه.
٥
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن المعلى عن ابن أورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن
كثير عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله تعالى (
وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ) قال أمير المؤمنين
__________________
والأئمة
عليهالسلام
.
٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله
بن حماد عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ) قال ذاك في صلة
الرحم والرحم رحم آل محمد عليهم السلام خاصة .
٧
ـ كا : الكافي العدة عن
أحمد عن الوشاء عن عيسى بن سليمان عن المفضل عن ابن ظبيان قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام
يقول ما من شيء أحب إلى
الله عز وجل من إخراج الدرهم إلى الإمام وإن الله عز وجل ليجعل له الدرهم في الجنة
مثل جبل أحد ثم قال إن الله سبحانه يقول ( مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) ثم قال هو والله
في صلة الإمام خاصة .
أقول
: سيأتي الأخبار
الكثيرة في ذلك في كتاب الخمس إن شاء الله.
٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن أبي بكر عن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عن أبيه
عليهالسلام
أن رجلا سأل أباه محمد بن
علي عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) فقال له أبي احفظ
يا هذا وانظر كيف تروي عني إن السائل والمحروم شأنهما عظيم أما السائل فهو رسول
الله صلىاللهعليهوآله
في مسألته الله لهم حقه
والمحروم هو من حرم الخمس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
وذريته الأئمة صلوات الله
عليهم هل سمعت وفهمت ليس هو كما يقول الناس .
__________________
بيان
: أي ليس منحصرا في
المعنى الظاهر كما يقوله الناس.
٩
ـ كنز : روى أحمد بن
إبراهيم بن عباد بإسناده إلى عبد الله بن بكير رفعه إلى أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) يعني لخمسك يا محمد ( الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) أي إذا ساروا إلى حقوقهم من الغنائم يستوفون ( وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ) أي إذا سألوهم
خمس آل محمد نقصوهم وقوله تعالى ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) بوصيك يا محمد قوله تعالى : ( إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) قال يعني تكذيبهم
بالقائم عليهالسلام
إذ يقولون له لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة عليهالسلام كما قال المشركون لمحمد
صلىاللهعليهوآله
.
٦٥
(باب)
*(تأويل سورة البلد فيهم عليهمالسلام
)*
١ ـ كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي في تفسيره حديثا مسندا
يرفعه إلى أبي يعقوب الأسدي عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عز وجل : ( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ ) قال العينان رسول
الله صلىاللهعليهوآله
واللسان أمير المؤمنين
عليه السلام والشفتان الحسن والحسين عليهالسلام ( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) إلى ولايتهم جميعا وإلى البراءة من أعدائهم جميعا .
__________________
٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس
بن يعقوب عن يونس بن زهير عن أبان قال : سألت أبا عبد الله
عليهالسلام
عن هذه الآية ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) فقال يا أبان هل بلغك من أحد فيها شيء فقلت لا فقال نحن
العقبة فلا يصعد إلينا إلا من كان منا ثم قال يا أبان ألا أزيدك فيها حرفا خيرا لك
من الدنيا وما فيها قلت بلى قال ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) الناس مماليك النار كلهم غيرك وغير أصحابك ففكهم الله منها
قلت بما فكنا منها قال بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهالسلام
.
فر
: تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد الفزاري رفعه عن يونس بن نصير عن أبان مثله .
فر
: تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن أحمد بإسناده عن أبان مثله .
٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن عمر عن أبي بكر
الحضرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قوله تعالى : ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) قال الناس كلهم عبيد النار إلا من دخل في طاعتنا وولايتنا
فقد فك رقبته من النار والعقبة ولايتنا .
٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد الطبرسي بإسناده عن محمد بن الفضيل عن أبان بن تغلب قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) فضرب بيده إلى صدره وقال نحن العقبة التي من اقتحمها نجا
ثم سكت ثم قال لي ألا أزيدك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها ثم ذكر مثل ما مر .
__________________
فر
: تفسير فرات بن
إبراهيم عبد الرحمن بن محمد الحسني رفعه إليه
عليهالسلام
مثله إلى قوله نجا .
٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن الفضيل عن أبان بن
تغلب عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال نحن العقبة ومن اقتحمها نجا وبنا فك الله رقابكم من
النار .
٦
ـ فس : جعفر بن أحمد عن
عبيد الله بن موسى عن ابن البطائني عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( فَكُّ
رَقَبَةٍ ) قال بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا ونحن المطعمون في يوم الجوع
وهو المسغبة .
٧
ـ فس : ( وَما أَدْراكَ مَا
الْعَقَبَةُ ) قال العقبة الأئمة عليهالسلام من صعدها فك رقبته من النار ( أَوْ مِسْكِيناً ذا
مَتْرَبَةٍ ) قال لا يقيه من التراب شيء قوله ( أَصْحابُ
الْمَيْمَنَةِ ) قال أصحاب أمير المؤمنين
عليهالسلام
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا ) قال الذين خالفوا
أمير المؤمنين عليهالسلام
( هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ ) قال المشأمة
أعداء آل محمد عليهالسلام
( عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ ) أي مطبقة.
٨ ـ أخبرنا أحمد
بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي
يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) يعني نعثل في قتل
ابنة النبي صلىاللهعليهوآله
( يَقُولُ أَهْلَكْتُ
مالاً لُبَداً ) يعني الذي جهز به النبي
صلىاللهعليهوآله
في جيش العسرة ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ) قال في فساد كان في نفسه ( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ) رسول الله صلىاللهعليهوآله ( وَلِساناً ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ( وَشَفَتَيْنِ ) يعني الحسن والحسين ( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) إلى ولايتهما ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ ) يقول ما
__________________
أعلمك وكل شيء في
القرآن ( ما أَدْراكَ ) فهو ما أعلمك ( يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله والمقربة قرباه ( أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) يعني أمير المؤمنين عليه السلام مترب بالعلم .
بيان
: اقتحام العقبة كناية عن الدخول في أمر
شديد وإنما عبر عن الولاية باقتحام العقبة لشدتها على المنافقين وحمل ما بعده على الولاية على المبالغة
حملا للمسبب على السبب والسببية في الفك ظاهر وأما في الإطعام فعلى ما في هذا
الخبر من حمل اليتيم والمسكين عليهم عليهالسلام
أيضا ظاهرا وعلى ما في غيره فإن الولاية سبب لتسلط الإمام فيهدي الناس ويفك رقابهم
من النار ويطعم الفقراء والمساكين ويؤدي إليهم حقوقهم ويؤيده ما في رواية أبي بصير
نحن المطعمون في يوم الجوع ويحتمل أيضا بعض الأخبار أن يكون المراد باليوم ذي
المسغبة يوم القيامة وباليتامى الشيعة المنقطعين عن إمامهم وبالمساكين فقراء
الشيعة
فإن الولاية سبب
لإطعامهم في الآخرة.
وقال الفيروزآبادي
النعثل كجعفر الشيخ الأحمق ويهودي كان بالمدينة ورجل لحياني كان يشبه به عثمان إذا
نيل منه انتهى.
والمراد به هنا
عثمان وجيش العسرة غزوة تبوك قوله عليهالسلام مترب بالعلم أي مستغن فيه عن غيره قال الجوهري أترب الرجل
استغنى كأنه صار له من المال بقدر التراب.
٩
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده عن ابن تغلب عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قلت له جعلت فداك ( فَكُّ
رَقَبَةٍ ) قال الناس كلهم عبيد النار غيرك وغير أصحابك فإن الله فك
رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت .
__________________
١٠ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري
بإسناده عن إبراهيم بن أبي يحيى قال : سئل أبو عبد الله
عليهالسلام
عن قول الله تعالى : ( لا
أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) قال إن قريشا
كانوا يحرمون البلد ويتقلدون لحاء الشجر وقال حماد أغصانها إذا خرجوا من الحرم
فاستحلوا من نبي الله الشتم والتكذب فقال ( لا أُقْسِمُ بِهذَا
الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) إنهم عظموا البلد
واستحلوا ما حرم الله تعالى .
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : ( لا أُقْسِمُ بِهذَا
الْبَلَدِ ) أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة ( وَأَنْتَ
حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) وأنت يا محمد مقيم به وهو محلك وهذا تنبيه على شرف البلد
بشرف من حل فيه وقيل معناه وأنت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم أي حلال لك قتل من
رأيت به من الكفار وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة وقيل معناه لا أقسم به وأنت
حلال فيه منتهك الحرمة لا تحترم فلم تبق للبلد حرمة حيث هتكت حرمتك عن أبي مسلم
وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه فقال ( لا
أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) يريد أنهم
استحلوك فيه فكذبوك وشتموك وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء
شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول الله
صلىاللهعليهوآله
ما لم يستحلوا من غيره
فعاب الله ذلك عليهم .
. ١١ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن يونس
قال أخبرني من رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عز وجل : ( فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ ) يعني بقوله ( فَكُّ
رَقَبَةٍ ) ولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
فإن ذلك فك رقبة .
__________________
١٢ ـ كا : الكافي علي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان الديلمي عن
أبيه عن ابن تغلب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له جعلت فداك قوله ( فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ ) قال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة
التي من اقتحمها نجا قال فسكت فقال لي فهلا أفيدك حرفا خيرا لك من الدنيا وما فيها
قلت بلى جعلت فداك قال قوله ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) ثم قال الناس
كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت .
١٣
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى : ( لا
أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال أمير
المؤمنين وما ولد من الأئمة عليهالسلام .
بيان قيل لا للنفي
أي الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم أورد لما يخالف المقسم عليه أو لا مزيدة
للتأكيد أو أصله لأنا أقسم فحذف المبتدأ وأشبع فتحة لام الابتداء وقيل الوالد آدم
وقيل إبراهيم وقيل محمد صلىاللهعليهوآله
والتنكير للتعظيم وإيثار
ما على من للتعجب كما في قوله تعالى : ( وَاللهُ أَعْلَمُ
بِما وَضَعَتْ ) .
__________________
٦٦
(باب)
*(أنهم الصلاة والزكاة
والحج والصيام وسائر الطاعات وأعداؤهم)*
*(الفواحش والمعاصي في بطن القرآن وفيه بعض الغرائب وتأويلها)*
١ ـ ير : بصائر الدرجات علي بن إبراهيم عن القاسم بن الربيع عن محمد
بن سنان عن صباح المدائني عن المفضل أنه كتب إلى أبي عبد الله
عليهالسلام
فجاءه هذا الجواب من أبي
عبد الله عليهالسلام
أما بعد فإني أوصيك ونفسي
بتقوى الله وطاعته فإن من التقوى الطاعة والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد
والأخذ بأمره والنصيحة لرسله والمسارعة في مرضاته واجتناب ما نهى عنه فإنه من يتق
الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة ومن أمر
بالتقوى فقد أبلغ الموعظة جعلنا الله من المتقين برحمته جاءني
كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك ألبسنا الله
وإياك عافيته في الدنيا والآخرة كتبت تذكر أن قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم
وشأنهم وأنك أبلغت عنهم أمورا تروي عنهم كرهتها لهم ولم تر بهم إلا طريقا حسنا وورعا
وتخشعا وبلغك أنهم يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال ثم بعد ذلك إذا عرفتهم
فاعمل ما شئت وذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال فوفقك الله وذكرت أنه
بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام
والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هو رجل وأن
__________________
الطهر والاغتسال
من الجنابة هو رجل وكل فريضة افترضها الله على عباده هو رجل وأنهم
ذكروا ذلك بزعمهم أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه به من غير عمل وقد صلى وآتى
الزكاة وصام وحج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات الله والشهر الحرام
والمسجد الحرام وأنهم ذكروا أن من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جاز
له أن يتهاون فليس له أن يجتهد في العمل وزعموا أنهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت
منهم هذه الحدود لوقتها وإن لم يعملوا بها وأنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها
الخمر والميسر والربا والدم والميتة ولحم الخنزير هو رجل وذكروا أن ما حرم
الله من نكاح الأمهات والبنات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما حرم على
المؤمنين من النساء مما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي
صلىاللهعليهوآله
وما سوى ذلك مباح كله
وذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة ويشهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون
أن لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم والباطن
هو الذي يطلبون وبه أمروا بزعمهم وكتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليك حين بلغك وكتبت تسألني عن
قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام وكتبت تسألني عن تفسير ذلك وأنا أبينه حتى لا تكون
من ذلك في عمى ولا في شبهة وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه
كله كما قال الله في كتابه ( وَ
__________________
تَعِيَها
أُذُنٌ واعِيَةٌ ) وأصفه لك بحلاله وأنفي عنك حرامه إن شاء الله كما وصفت
ومعرفكه حتى تعرفه إن شاء الله فلا تنكره إن شاء الله ولا قوة إلا بالله والقوة
لله جميعا أخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك
بالله تبارك وتعالى بين الشرك لا شك فيه وأخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن
أهله ولم يعطوا فهم ذلك ولم يعرفوا حد ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة
برأيهم ومنتهى عقولهم ولم يضعوها على حدود ما أمروا كذبا وافتراء على الله ورسوله
وجرأة على المعاصي فكفى بهذا لهم جهلا ولو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم
وقبلوها لم يكن به بأس ولكنهم حرفوها وتعدوا وكذبوا وتهاونوا بأمر الله وطاعته ولكني أخبرك أن الله
حدها بحدودها لئلا يتعدى حدوده أحد ولو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما
لم يعرفوا حد ما حد لهم ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا ولكن جعلها حدودا
محدودة لا يتعداها إلا مشرك كافر ثم قال ( تِلْكَ حُدُودُ اللهِ
فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) فأخبرك حقائق أن الله تبارك
وتعالى اختار الإسلام لنفسه دينا ورضي من خلقه فلم يقبل من أحد إلا به وبه بعث
أنبياءه ورسله ثم قال ( وَبِالْحَقِّ
أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا
صلىاللهعليهوآله
فأفضل الدين معرفة
الرسل وولايتهم وأخبرك أن الله أحل حلالا وحرم حراما إلى يوم القيامة
فمعرفة الرسل و
__________________
ولايتهم وطاعتهم
هو الحلال فالمحلل ما أحلوا والمحرم ما حرموا وهم أصله ومنهم الفروع الحلال وذلك
سعيهم ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة
وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله ومشاعره وتعظيم البيت الحرام
والمسجد الحرام والشهر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الأخلاق
ومحاسنها وجميع البر ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فعدوهم هم الحرام
المحرم وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة فهم الفواحش ( ما ظَهَرَ
مِنْها وَما بَطَنَ ) والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير
فهم الحرام المحرم وأصل كل حرام وهم الشر وأصل كل شر ومنهم فروع الشر كله ومن ذلك
الفروع الحرام واستحلالهم إياها ومن فروعهم تكذيب الأنبياء وجحود الأوصياء وركوب الفواحش
الزنا والسرقة وشرب الخمر والمسكر وأكل مال اليتيم وأكل الربا والخدعة والخيانة وركوب الحرام
كلها وانتهاك المعاصي وإنما يأمر الله ( بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ) يعني مودة ذي القربى وابتغاء طاعتهم ( وَيَنْهى
عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) وهم أعداء
الأنبياء وأوصياء الأنبياء وهم المنهي عن مودتهم وطاعتهم (
يَعِظُكُمْ ) بهذه ( لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ ) وأخبرك أني لو قلت لك إن الفاحشة والخمر والميسر والزنا
والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل وأنا أعلم أن الله قد حرم هذا الأصل وحرم فرعه
ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركا ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو
كفرعون إذ قال ( أَنَا
__________________
رَبُّكُمُ
الْأَعْلى ) فهذا كله على وجه إن شئت قلت هو رجل وهو إلى جهنم ومن
شايعه على ذلك فإنهم مثل قول الله ( إِنَّما حَرَّمَ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ) لصدقت ثم لو أني
قلت إنه فلان ذلك كله لصدقت إن فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها
أن يتعدى ثم إني أخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو
اليقين وهو الإيمان وهو إمام أمته وأهل زمانه فمن عرفه عرف الله ودينه ومن أنكره
أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير
ذلك الإمام كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله والمعرفة على وجهين معرفة ثابتة على بصيرة يعرف
بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها
الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها من من الله يمن به
على من يشاء مع المعرفة الظاهرة ومعرفة في الظاهر فأهل المعرفة في الظاهر الذين
علموا أمرنا بالحق على غير علم لا تلحق بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم ولا يصلون بتلك المعرفة
المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه ( وَلا يَمْلِكُ
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) فمن شهد شهادة الحق لا يعقد عليه قلبه ولا يبصر ما يتكلم
به لا يثاب عليه مثل ثواب من عقد عليه قلبه على بصيرة فيه كذلك من تكلم بجور لا
يعقد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة فقد عرفت كيف
كان حال رجال أهل المعرفة
__________________
في الظاهر
والإقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن انتهى الأمر إلى نبي الله
وبعده إلى من صاروا إلى من انتهت إليه معرفتهم وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان الله به المحسن
بإحسانه والمسيء بإساءته وقد يقال إنه من دخل في هذا الأمر بغير يقين ولا بصيرة
خرج منه كما دخل فيه رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة وأخبرك أني لو قلت إن
الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام
والمشعر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي
صلىاللهعليهوآله
الذي جاء به من عند ربه
لصدقت لأن ذلك كله إنما يعرف بالنبي ولو لا معرفة ذلك النبي والإيمان به والتسليم
له ما عرف ذلك فذلك من من الله على من يمن عليه ولو لا ذلك لم يعرف شيئا من هذا فهذا كله ذلك النبي
وأصله وهو فرعه وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب علي له الطاعة
فيما أمرني به لا يسعني جهله وكيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله وكيف
يستقيم لي لو لا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي أن أصف أن الدين غيره
وكيف لا يكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله وإنما أنكر الدين من
أنكره بأن قالوا : ( أَبَعَثَ اللهُ
بَشَراً رَسُولاً ) ثم قالوا ( أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا
) فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به وقالوا ( لَوْ لا أُنْزِلَ
عَلَيْهِ مَلَكٌ ) فقال الله : ( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ
الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ) ثم قال في آية
أخرى
__________________
( وَلَوْ أَنْزَلْنا
مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً
لَجَعَلْناهُ رَجُلاً ) إن الله تبارك وتعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال وأن يطاع
بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه لا يقبل الله من العباد غير ذلك ( لا
يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) فقال فيما أوجب ذلك من محبته
لذلك ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ
وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) فمن قال لك إن
هذه الفريضة كلها إنما هي رجل وهو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق ومن قال على الصفة
التي ذكرت بغير الطاعة فلا يغني التمسك في الأصل بترك الفروع كما لا تغني شهادة أن
لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمدا رسول الله ولم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر
والعدل والمكارم ومحاسن الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عن الفواحش ( ما ظَهَرَ
مِنْها وَما بَطَنَ ) فالباطن منه ولاية أهل الباطل والظاهر منه فروعهم ولم يبعث
الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر ونهي فإنما يقبل الله من العباد
العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من جاءهم به من عنده ودعاهم
إليه فأول ذلك معرفة من دعا إليه ثم طاعته فيما يقربه بمن الطاعة له وإنه من عرف
أطاع ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر
إنما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا ولا يكون الأصل والفروع وباطن
الحرام حرام [ حراما ] وظاهره حلال ولا يحرم الباطن ويستحل الظاهر وكذلك لا يستقيم
أن يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا
العمرة ولا المسجد الحرام وجميع حرمات الله وشعائره وأن يترك معرفة الباطن لأن باطنه ظهره
ولا يستقيم إن ترك واحدة منها إذا كان الباطن حراما خبيثا
__________________
فالظاهر منه إنما
يشبه الباطن فمن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب
وأشرك ذاك لم يعرف ولم يطع وإنما قيل اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل ذلك
منك بغير معرفة فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك أخبرك أن من عرف
أطاع إذا عرف وصلى وصام واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل
بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها وتجنب سيئها وكل ذلك هو النبي
والنبي أصله وهو أصل هذا كله لأنه جاء به ودل عليه وأمر به ولا يقبل من أحد شيئا
منه إلا به ومن عرف اجتنب الكبائر وحرم ( الْفَواحِشَ ما
ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) وحرم المحارم كلها لأن بمعرفة النبي وبطاعته دخل فيما دخل
فيه النبي وخرج مما خرج منه النبي ومن زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير
معرفة النبي لم يحلل لله حلالا ولم يحرم له حراما وأنه من صلى وزكى وحج واعتمر
وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك ولم
يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم
لله حراما ولم يحلل لله حلالا وليس له صلاة وإن ركع وسجد ولا له زكاة وإن أخرج لكل
أربعين درهما درهما ومن عرفه وأخذ عنه أطاع الله وأما ما ذكرت أنهم يستحلون
نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله في كتابه فإنهم زعموا أنه إنما حرم علينا بذلك
نكاح نساء النبي فإن أحق ما بدأ به
__________________
تعظيم حق الله
وكرامة رسوله وتعظيم شأنه وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعد قوله ( وَما كانَ
لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ
بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً ) وقال الله تبارك
وتعالى ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) وهو أب لهم ثم قال : ( وَلا تَنْكِحُوا ما
نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً
وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً ) فمن حرم نساء النبي صلىاللهعليهوآله لتحريم الله ذلك فقد حرم ما حرم الله في كتابه من الأمهات
والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما حرم الله من
الرضاعة لأن تحريم ذلك كتحريم نساء النبي فمن حرم ما حرم الله من الأمهات والبنات
والأخوات والعمات من نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله واستحل ما حرم الله من
نكاح سائر ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك دينا وأما ما ذكرت أن الشيعة
يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله ورسوله إنما دينه أن
يحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله وأن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه
والمتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة
فعلى كتاب الله وسننه نكاح غير سفاح تراضيا على ما أحبا من الأجر والأجل كما قال الله ( فَمَا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ
عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ) إن هما أحبا أن
يمدا في الأجل على ذلك الأجر فآخر يوم من
__________________
أجلها قبل أن
ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدا فيه وزادا في الأجل ما أحبا فإن مضى آخر يوم
منه لم يصلح إلا بأمر مستقبل وليس بينهما عدة إلا من سواه فإن أرادت سواه اعتدت
خمسة وأربعين يوما وليس بينهما ميراث ثم إن شاءت تمتعت من آخر فهذا حلال لهما إلى
يوم القيامة إن هي شاءت من سبعة وإن هي شاءت من عشرين ما بقيت في الدنيا كل هذا حلال لهما
على حدود الله ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ
نَفْسَهُ ) وإذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق واجعلها متعة
فمتى ما قدمت طفت بالبيت واستلمت الحجر الأسود وفتحت به وختمت سبعة أشواط ثم
تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا والمروة سبعة أشواط
تفتح بالصفا وتختم بالمروة فإذا فعلت ذلك قصرت حتى إذا كان يوم التروية صنعت ما
صنعت بالعقيق ثم أحرم بين الركن والمقام بالحج فلم تزل محرما حتى تقف بالموقف ثم
ترمي الجمرات وتذبح وتحلق وتحل وتغتسل ثم تزور البيت فإذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت
وهو قول الله ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى
الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) أن تذبح وأما ما
ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم فإن ذلك ليس هو إلا قول الله ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ
إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي
__________________
الْأَرْضِ
فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ) إذا كان مسافرا وحضره الموت اثنان ذوا عدل من دينه فإن لم يجدوا فآخران
ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته ( تَحْبِسُونَهُما مِنْ
بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ
ثَمَناً ) قليلا ( وَلَوْ كانَ ذا
قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ فَإِنْ
عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ
الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ ) من أهل ولايته (
فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا
إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى
وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا
اللهَ وَاسْمَعُوا ) وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي ولا يبطل حق مسلم ولا
يرد شهادة مؤمن فإذا أخذ يمين المدعي وشهادة الرجل قضى له بحقه وليس يعمل بهذا فإذا كان لرجل
مسلم قبل آخر حق يجحده ولم يكن له شاهد غير واحد فإنه إذا رفعه إلى ولاة الجور
أبطلوا حقه ولم يقضوا فيها بقضاء رسول الله صلىاللهعليهوآله كان الحق في الجور أن لا يبطل حق رجل فيستخرج
الله على يديه حق رجل مسلم ويأجره الله ويحيي عدلا كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يعمل به وأما ما ذكرت في
آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي وأنك شبهت قولهم بقول الذين
قالوا في عيسى ما قالوا فقد عرفت أن السنن والأمثال كائنة لم يكن شيء فيما
مضى إلا سيكون مثله حتى لو كانت شاة
__________________
برشاء كان هاهنا
مثله واعلم أنه سيضل قوم على ضلالة من كان قبلهم كتبت تسألني عن مثل ذلك ما هو وما
أرادوا به أخبرك أن الله تبارك وتعالى هو خلق الخلق ( لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ
الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) والدنيا والآخرة وهو رب كل شيء وخالقه خلق الخلق وأحب أن
يعرفوه بأنبيائه واحتج عليهم بهم فالنبي عليه السلام هو الدليل على الله عبد مخلوق
مربوب اصطفاه لنفسه برسالته وأكرمه بها فجعله خليفته في خلقه ولسانه فيهم وأمينه
عليهم وخازنه في السماوات والأرضين قوله قول الله لا يقول على الله إلا الحق من
أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى الله وهو مولى من كان الله ربه ووليه من أبى أن يقر
له بالطاعة فقد أبى أن يقر لربه بالطاعة وبالعبودية ومن أقر بطاعته أطاع الله
وهداه فالنبي مولى الخلق جميعا عرفوا ذلك أو أنكروه وهو الوالد المبرور فمن أحبه
وأطاعه فهو الولد البار ومجانب للكبائر وقد بينت ما سألتني عنه
وقد علمت أن قوما سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها
على نحو ما قد بلغك وقد برئ الله ورسوله من قوم يستحلون بنا
أعمالهم الخبيثة وقد رمانا الناس بها والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول ( الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا
وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ
وَأَيْدِيهِمْ ) وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله أعمالهم
السيئة
__________________
( وَيَعْلَمُونَ أَنَّ
اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) وأما ما كتبت به ونحوه وتخوفت أن يكون صفتهم من صفته فقد
أكرمه الله عن ذلك تعالى ربنا عما يقولون علوا كبيرا صفتي هذه صفة صاحبنا التي
وصفنا له وعنه أخذناه فجزاه الله عنا أفضل الجزاء فإن جزاءه على الله فتفهم كتابي
هذا والقوة لله .
بيان
: قال الفيروزآبادي
ردفت النجوم توالت وترادفا تعاونا وتناكحا وتتابعا قوله هو الحلال المحلل ما أحلوا
أي عرفانهم حلال يصير سببا لتحليل كل حلال وتحريم كل حرام قوله وذلك سعيهم أي
الفروع الحلال يحصل من سعيهم ويعرف ببيانهم ولعله كان من شعبهم.
قوله فهم الفواحش
أي هم والخمر والميسر وغير ذلك الفواحش ما ظهر وما بطن فهم ما بطن والخمر والميسر
وغيرها ما ظهر قوله عليهالسلام
وأنا أعلم الجملة حالية
وقوله لصدقت جزاء الشرط وبعض الجمل معترضة وفي بعض النسخ ولصدقت قوله فهذا كله
جزاء الشرط قوله وإنما عرفوا أي أهل المعرفة ويحتمل الأوصياء قوله
عليهالسلام
وكيف يستقيم لي أي لا
يستقيم لي أن أقول إن الدين غير النبي إلا بأن أقول إن ديني هو الذي أتاني به
النبي فما لم أنسب ديني إلى النبي صلىاللهعليهوآله لا يصح ديني فعلى هذا الوجه يصح أن يقال الدين وأصله ذلك
الرجل كما أن كل من أنكر الدين فقد أنكر أولا النبي ثم أنكر دينه قوله وهو يعرف
الضمير راجع إلى الموصول أي يقول هذا الكلام على الوجه الذي قلنا قوله وباطن
الحرام حرام الجملة حالية أي لا يكون الأصل والفروع مع هذا القول وكذا قوله ويستحل
الظاهر حالية قوله وهو أب لهم كذا في قراءة أهل البيت كما سيأتي قوله
عليهالسلام
فمن حرم نساء النبي
صلىاللهعليهوآله
أي يستلزم تحريم نساء
النبي صلىاللهعليهوآله
لتحريم الله لها تحريم
سائر النساء المحرمات لأن الله كما حرم في
__________________
القرآن نساء النبي
حرم سائر المحرمات أيضا فمن اقتصر على تحريم نسائه صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقد أشرك وأنكر القرآن
وأما سائر الفقرات فسيأتي شرح كل منها في بابه والخبر لا يخلو من تشويش والنسخ
التي عندنا كانت سقيمة فأوردناه كما وجدناه والمقصود منه ظاهر لمن تأمل فيه.
٢ ـ خص : منتخب البصائر محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : قلت له قول الله عز
وجل : ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) قلت أنت أعلم قال
طاعة الله معرفة الرسل وولايتهم هي الحلال فالمحلل ما حللوا إلى آخر الخبر .
٣
ـ كش : رجال الكشي حمدويه
عن محمد بن عيسى عن يونس عن بشير الدهان عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال كتب أبو عبد الله
عليهالسلام
إلى أبي الخطاب بلغني أنك
تزعم أن الزنا رجل وأن الخمر رجل وأن الصلاة رجل والصيام رجل وأن الفواحش رجل وليس
هو كما تقول إنا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش
وكيف يطاع من لا يعرف وكيف يعرف من لا يطاع .
بيان
: قال السيد الداماد
رحمهالله
فيه وجهان الأول أن يكون
الطاعة جمع طائع أو طيع كما أن السادة جمع السيد والقادة جمع قائد والصاغة جمع
صائغ وعلى هذا ففروع الحق الشيعة ومعنى الكلام أنا أصل الحق وفروع الحق من شيعتنا
إنما هم الطيعون الطائعون المطيعون لله عز وجل.
الثاني أن تكون هي
اسم الجنس فيعني بها جنس الطاعات والحسنات أو المصدر أي إطاعة الله والتعبد له عز
وجل فيما أمر به من العبادات ونهى عنه من المعاصي وحينئذ يقدر حذف المضاف إلى الضمير
في اسم إن والتقدير
__________________
أن معرفة حقنا
والدخول في ولايتنا أصل الحق وأس الدين وفروع الحق ومتممات الدين هي ضروب الطاعات
والعبادات والامتثال في أوامر الله تعالى والانتهاء عند نواهيه وكذلك الفواحش على
قياس ما ذكر إما بمعنى الطواغي على جمع الفاحشة والطاغية بالهاء للمبالغة لا
بالتاء للتأنيث فكل فاحش جاوز الحد في الفحش والسوء وطاغ تعدى الحد في الطغيان
والعتو فهو فاحشة وطاغية من باب المبالغة فالمعنى عدونا أصل الشر وأساس الضلال
وفروعهم الفواحش الطواغي من أصحاب الغواية والضلالة وإما بمعنى الفاحشات من الآثام
والسيئات من المعاصي يعني أن الدخول في حزب عدونا والانخراط في سلكهم أصل الشر
والضلال في الدين وفروع ذلك فواحش الأعمال وموبقات المعاصي قوله
عليهالسلام
وكيف يطاع من لا يعرف على
صيغة المجهول يعني أن معرفة الله تعالى وطاعته سبحانه لا تتم إحداهما من دون
الأخرى فكما لا يطاع من لا يعرف عزه وجلاله لا يعرف كبرياءه ومجده من لا يطاع
انتهى كلامه رفع مقامه.
أقول لما كان
الخبر السابق كالشرح لهذا الخبر لم نتعرض لبيانه.
٤
ـ كش : رجال الكشي طاهر
بن عيسى عن جعفر بن محمد عن الشجاعي عن الحمادي رفعه إلى أبي عبد الله
عليهالسلام
أنه قيل له روي أن الخمر
والميسر والأنصاب والأزلام رجال فقال ما كان الله عز وجل ليخاطب خلقه بما لا
يعلمون .
٥
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب إدريس بن عبد الله عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( ما سَلَكَكُمْ فِي
سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) قال عنى بها لم
نك من أتباع الأئمة الذين قال الله فيهم ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ
) ألا ترى أن الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة المصلي فذلك الذي
عنى حيث قال لم نك
__________________
من أتباع السابقين
.
٦ ـ أبو جعفر وأبو
عبد الله عليهالسلام
في قوله تعالى : ( الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ ) نزلت في آل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
بيان
: لعل المعنى أن
الإثم والفواحش أعداؤهم أو هم المجتنبون عن جميعها لأنه لازم للعصمة فالمراد
باللمم المكروهات.
٧
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور
قال : سألت عبدا صالحا عليهالسلام
عن قول الله تبارك وتعالى
( إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما
ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) فقال إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم في الكتاب هو
الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور وجميع ما أحل في الكتاب هو الظاهر والباطن من
ذلك أئمة الحق .
شي
: محمد بن منصور
مثله .
٨
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال عن حفص المؤذن قال : كتب
أبو عبد الله عليهالسلام
إلى أبي الخطاب بلغني أنك
تزعم أن الخمر رجل وأن الزنا رجل وأن الصلاة رجل وأن الصوم رجل وليس كما تقول نحن
أصل الخير وفروعه طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعه معصية الله ثم كتب كيف يطاع من
لا يعرف وكيف يعرف من لا يطاع .
٩
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام
لا تقولوا لكل آية هذه
رجل وهذه رجل من القرآن حلال ومنه حرام ومنه نبأ ما قبلكم وحكم ما بينكم وخبر ما
بعدكم فهكذا هو .
__________________
بيان
: أي لا تقتصروا على
هذا بأن تنفوا ظاهرها كما مر وكذا الكلام في سائر الأخبار.
١٠
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن الحجال عن حبيب الخثعمي قال : ذكرت لأبي عبد
الله عليهالسلام
ما يقول أبو الخطاب فقال
اذكر لي بعض ما يقول قلت في قول الله عز وجل : ( وَإِذا ذُكِرَ اللهُ
وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ) إلى آخر الآية يقول ( إِذا ذُكِرَ اللهُ
وَحْدَهُ ) أمير المؤمنين عليهالسلام ( وَإِذا
ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) فلان وفلان فقال أبو عبد الله
عليهالسلام
من قال هذا فهو مشرك
ثلاثا أنا إلى الله منه بريء ثلاثا بل عنى الله بذلك نفسه وأخبرته بالآية التي في
حم ( ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ
كَفَرْتُمْ ) ثم قال قلت يعني بذلك أمير المؤمنين
عليهالسلام
قال أبو عبد الله
عليهالسلام
من قال هذا فهو مشرك
ثلاثا أنا إلى الله منه بريء ثلاثا بل عنى بذلك نفسه بل عنى بذلك نفسه .
١١
ـ ير : بصائر الدرجات
أحمد بن محمد بن عيسى عن آدم بن إسحاق عن هشام عن الهيثم التميمي قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام
يا ميثم التميمي إن قوما
آمنوا بالظاهر وكفروا بالباطن فلم ينفعهم شيء وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن
وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا ولا إيمان بظاهر إلا بباطن ولا بباطن إلا
بظاهر .
١٢
ـ شي : تفسير العياشي عن
عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( حافِظُوا
عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) طائعين للأئمة
عليهم السلام .
__________________
١٣
ـ فس : ( حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) قال من ذلك أئمة
الجور .
١٤
ـ كنز : روى الشيخ أبو
جعفر الطوسي رحمه الله بإسناده إلى الفضل بن شاذان عن داود بن كثير قال : قلت لأبي
عبد الله عليهالسلام
أنتم الصلاة في كتاب الله
عز وجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج فقال يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل ونحن
الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد
الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى : ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) ونحن الآيات ونحن البينات وعدونا في كتاب الله عز وجل الفحشاء والمنكر والبغي
والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة
والدم ولحم الخنزير يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضلنا وجعلنا أمناءه
وحفظته وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض وجعل لنا أضدادا وأعداء فسمانا في
كتابه وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه
وكنى عن أسمائهم وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده
المتقين .
١٥ ـ وروى الشيخ
أيضا بإسناده عن الفضل بإسناده عن أبي عبد الله
عليهالسلام
أنه قال : نحن أصل كل خير
ومن فروعنا كل بر ومن البر التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسيء
ورحمة الفقير وتعاهد الجار والإقرار بالفضل لأهله وعدونا أصل كل شر ومن فروعهم كل
قبيح وفاحشة فمنهم الكذب والنميمة والبخل والقطيعة وأكل الربا وأكل مال اليتيم
بغير حقه وتعدي الحدود التي أمر الله عز وجل وركوب الفواحش ( ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) من الزنا والسرقة
__________________
وكل ما وافق ذلك
من القبيح وكذب من قال إنه معنا وهو متعلق بفرع غيرنا .
١٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة عن محمد بن فضيل عن أبيه عن
النعمان عن عمرو الجعفي عن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي قال : دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمن على أبي عبد الله فسلم عليه فرد
عليه السلام وأدناه وقال ابن من هذا معك قال ابن أخي إسماعيل قال رحمه الله وتجاوز
عن سيئ عمله كيف مخلفوه قال قال نحن جميعا بخير ما أبقى الله لنا مودتكم قال يا
حصين لا تستصغر مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات فقال يا ابن رسول الله ما
أستصغرها ولكن أحمد الله عليها .
١٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن سعدان بن مسلم عن ابن تغلب قال
قال أبو عبد الله عليهالسلام
وقد تلا هذه الآية ( وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ
بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ ) يا أبان هل ترى الله سبحانه طلب من المشركين زكاة أموالهم
وهم يعبدون معه إلها غيره قال قلت فمن هم قال ويل للمشركين الذين أشركوا بالإمام
الأول ولم يردوا إلى الآخر ما قال فيه الأول وهم به كافرون.
وروي عن محمد بن
بشار أيضا بإسناده عن ابن تغلب مثله بيان على هذا
التأويل يكون المراد بالزكاة أداء ما يوجب طهارة الأنفس من الشرك والنفاق وتنمية
الأعمال وقبولها من ولاية أهل البيت عليهالسلام وطاعتهم.
__________________
٦٧
(باب)
*( جوامع تأويل ما أنزل
فيهم عليهمالسلام
ونوادرها)*
١
ـ كنز : روت الخاصة
والعامة عن ابن عباس قال قال أمير المؤمنين عليه السلام نزل القرآن أرباعا ربع
فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن .
٢
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم أحمد بن الحسن بن إسماعيل والحسن بن علي بن الحسن بن عبيدة معا عن محمد بن
الحسن بن مطهرة عن صالح بن الأسود عن جميل بن عبد الله النخعي عن زكريا بن ميسرة
عن ابن نباتة عنه عليهالسلام
مثله .
٣
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم مقداد بن علي الحجازي عن عبد الرحمن العلوي عن محمد بن سعيد ومحمد بن عيسى
بن زكريا عن عبد الرحمن بن سراج عن حماد بن أعين عن الحسن بن عبد الرحمن عن ابن
نباتة عن أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : القرآن أربعة أرباع
ربع فينا وربع في أعدائنا وربع فرائض وأحكام وربع حلال وحرام ولنا كرائم القرآن .
٤
ـ فس : محمد بن جعفر عن
محمد بن أحمد بن محمد بن السياري عن فلان قال : خرج عن أبي الحسن
عليهالسلام
قال إن الله جعل قلوب
الأئمة موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاءوه وهو قوله ( وَما
تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) .
__________________
بيان
: هذا أحسن
التوجيهات في تلك الآيات بأن تكون مخصوصة بالأئمة عليهمالسلام
على وجهين أحدهما أنهم
عليهالسلام
صاروا ربانيين خالين عن
مراداتهم وإرادتهم فلا تتعلق مشيتهم إلا بما علموا أن الله تعالى يشاؤه.
وثانيهما معنى
أرفع وأدق من ذلك وهو أنهم لما صيروا أنفسهم كذلك صاروا بحيث ربهم الشائي لهم
والمريد لهم فلا يفعلون شيئا إلا بما يفيض الله سبحانه عليهم من مشيته وإرادته
وهذا أحد معاني قوله تعالى : كنت سمعه وبصره ويده ولسانه وسيأتي بسط القول في ذلك في
كتاب مكارم الأخلاق إن شاء الله تعالى.
٥
ـ فس : علي بن الحسين عن
أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار
يرفعه في قوله ( وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما
بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ) قال كذب الذين من
قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم
أجمعين .
بيان
: ظاهره أنه تنزيل
ويحتمل التأويل أيضا بإرجاع ضمير الجمع إلى الرسل.
وقال البيضاوي أي
وما بلغ هؤلاء عشر ما آتينا أولئك من القوة وطول العمر وكثرة المال أو ما بلغ
أولئك عشر ما آتينا هؤلاء من البينات والهدى .
٦
ـ شي : تفسير العياشي عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : سألته عن تفسير هذه
الآية ( لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ
رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) قال تفسيرها
بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد
عليهالسلام
يخرج إلى القرن الذي هو
إليهم رسول وهم الأولياء وهم الرسل وأما قوله ( فَإِذا جاءَ
__________________
رَسُولُهُمْ
قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) قال معناه أن الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال
الله .
بيان
: لعله على تأويل
الباطن المراد بالرسول معناه اللغوي ليشمل الإمام أو المعنى أنهم
عليهالسلام
بمنزلة الأنبياء في الأمم
السالفة ففي كل قرن بهم تتم الحجة كما
ورد أن علماء أمتي
كأنبياء بني إسرائيل.
وفسر بهم
عليهالسلام
وأما تفسيره لقوله تعالى
: ( قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) فهو وجه حسن لم
يذكره المفسرون بل قالوا بعد تكذيبهم رسولهم قضى الله بينهم وبينه بالعدل بإنجائه
وإهلاكهم وقيل هو بيان لحالهم في القيامة وشهادة الرسل عليهم وعدل الله فيهم.
٧
ـ كا : الكافي أحمد بن
إدريس عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عمارة بن مروان عن منخل عن جابر
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : أما قوله ( أَفَكُلَّما
جاءَكُمْ ) محمد ( بِما لا تَهْوى
أَنْفُسُكُمُ ) بموالاة علي ( اسْتَكْبَرْتُمْ
فَفَرِيقاً ) من آل محمد ( كَذَّبْتُمْ
وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) .
٨
ـ شي : تفسير العياشي عن
جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : أما قوله ( أَفَكُلَّما
جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ ) الآية إلى (
يَعْمَلُونَ ) قال أبو جعفر عليهالسلام ذلك مثل موسى والرسل من بعده وعيسى صلوات الله عليه ضرب
لأمة محمد صلىاللهعليهوآله
مثلا فقال الله لهم فإن
جاءكم محمد ( بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ ) بموالاة علي (
اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً ) من آل محمد ( كَذَّبْتُمْ
وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) فذلك تفسيرها في الباطن .
بيان
: على هذا التأويل
يكون الخطاب متوجها إلى الكافرين والمكذبين للرسل جميعا في صدر الآية وفي قوله
تعالى : ( فَفَرِيقاً ) إلى هذه الأمة أي
فأنتم
__________________
يا أمة محمد فريقا
من آله كذبتم ويحتمل أن يكون الخطاب في جميع الآية عاما ويكون تحققه في هذه الأمة
في ضمن قتل أهل بيته صلىاللهعليهوآله
إما بتعميم الرسل مجازا
أو بإسناد القتل مجازا فإن قتل أهل بيته بمنزلة قتله وفيه بعد ويحتمل أن يكون
الخطاب متوجها إلى اليهود كما هو ظاهر الآية ولما كان ما صدر عن الأمم السالفة
يصدر عن هذه الأمة فالقتل إنما تحقق هنا في قتل أهل البيت عليهمالسلام لما ورد عنهم عليهالسلام أن الله صرف القتل والأذى عن نبينا وأوقعهما علينا.
٩
ـ شي : تفسير العياشي عن
خالد بن زيد عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله ( وَحَسِبُوا أَلاَّ
تَكُونَ فِتْنَةٌ ) قال حيث كان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بين أظهرهم ( ثُمَّ
عَمُوا وَصَمُّوا ) حيث قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم تاب عليهم حيث قام أمير المؤمنين
عليهالسلام
قال ( ثُمَّ
عَمُوا وَصَمُّوا ) إلى الساعة .
١٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
محمد بن حمران قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاءه رجل وقال له يا أبا عبد الله ما تتعجب من عيسى بن زيد
بن علي يزعم أنه ما يتولى عليا إلا على الظاهر وما يدري لعله كان يعبد سبعين إلها
من دون الله قال فقال وما أصنع قال الله ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِها
هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) وأومأ بيده إلينا
فقلت نعقلها والله .
بيان قال الطبرسي رحمهالله ( فَإِنْ
يَكْفُرْ بِها ) أي بالكتاب والنبوة والحكم ( هؤُلاءِ ) يعني الكفار
الذين جحدوا نبوة النبي صلىاللهعليهوآله
( فَقَدْ وَكَّلْنا بِها ) أي بمراعاة أمر
النبوة وتعظيمها والأخذ بهدى الأنبياء ( قَوْماً لَيْسُوا
بِها بِكافِرِينَ ) أي الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أتى به النبي
صلىاللهعليهوآله
قبل مبعثه وقيل
__________________
الملائكة وقيل من
آمن به عليهالسلام
بعد مبعثه انتهى أقول فسر
عليهالسلام
القوم بالشيعة أو أولاد
العجم كما ورد في خبر آخر وأما كلام عيسى فلعله أراد أنا لا نعلم باطن أمير
المؤمنين عليهالسلام
أنه مؤمن أو مشرك وإنما
نواليه بظاهره وقوله نعقلها والله أي نعلم إيمانه باطنا لإخبار الله ورسوله بذلك.
١١ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله ( كُلَّما أَوْقَدُوا
ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ ) كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد قصمه الله .
١٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن علي بن مهران عن سعيد بن عثمان عن داود الرقي
قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام
عن قوله تعالى : ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) قال يا داود سألت عن أمر فاكتف بما يرد عليك إن الشمس
والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره ثم إن الله ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا
وهتك حرمتنا وظلمنا حقنا فقال هما بحسبان قال هما في عذابي
قال قلت ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ
يَسْجُدانِ ) قال النجم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
والشجر أمير المؤمنين
والأئمة عليهالسلام
لم يعصوا الله طرفة عين
قال قلت ( وَالسَّماءَ رَفَعَها
وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) قال أسماء رسول الله
صلىاللهعليهوآله
قبضه الله ثم رفعه إليه ( وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) والميزان أمير المؤمنين نصبه لهم من بعده قلت ( أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ) قال لا تطغوا في الإمام بالعصيان والخلاف قلت ( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ) قال أطيعوا
الإمام بالعدل ولا تبخسوه من حقه قلت قوله ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قال أي بأي نعمتي
تكذبان بمحمد أم بعلي فبهما أنعمت على العباد .
١٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عبد الله بن
__________________
مهران عن محمد بن
خالد البرقي عن محمد بن سليمان قال : قلت لأبي عبد الله
عليهالسلام
ما معنى قوله تعالى : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال الذين همزوا آل محمد حقهم ولمزوهم وجلسوا مجلسا كان آل
محمد أحق به منهم .
بيان
: قال الفيروزآبادي الهمز الغمز والضغط
والنخس والدفع والضرب والعض والكسر والهمزة الغماز وقال اللمز العيب والإشارة
بالعين ونحوها والضرب والدفع وكهمزة العياب للناس أو الذي يعيبك في وجهك والهمزة
من يعيبك في الغيب وما ذكره عليهالسلام
قريب من بعض تلك المعاني.
١٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن سنان عن محمد بن
النعمان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن الله عز وجل لم يكلنا إلى أنفسنا ولو وكلنا إلى
أنفسنا لكنا كبعض الناس ولكن نحن الذين قال الله عز وجل ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
١٥
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم عبيد بن كثير بإسناده عن جعفر بن محمد
عليهالسلام
في قول الله تعالى ( لا
تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) قال أهل بيت نبيكم عليهالسلام .
بيان
: إنما أول
عليهالسلام
قتل الأنفس بقتلهم
عليهالسلام
لأنهم أسباب للحياة
الجسمانية والروحانية فهم بمنزلة أنفس الناس أو لأن قتلهم سبب لهلاكهم الصوري
والمعنوي فكأنهم قتلوا أنفسهم.
١٦
ـ كا : الكافي العدة عن
سهل عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ
الْغاشِيَةِ ) قال يغشاهم القائم بالسيف قال قلت ( وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ ) قال خاضعة لا تطيق الامتناع قال قلت ( عامِلَةٌ ) قال
__________________
عملت بغير ما أنزل
الله قال قلت ( ناصِبَةٌ ) قال نصبت غير
ولاة الأمر قال قلت ( تَصْلى ناراً
حامِيَةً ) قال تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة
نار جهنم .
١٧
ـ كا : الكافي علي بن
محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : قلت له إن بعض
أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم فقال الكف عنهم أجمل ثم قال والله يا با حمزة إن
الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا قلت كيف لي بالمخرج من هذا فقال لي يا با
حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه إن الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما
ثلاثة في جميع الفيء ثم قال عز وجل : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما
غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى
وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) فنحن أصحاب الخمس
والفيء وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا والله يا با حمزة ما من أرض تفتح
ولا خمس يخمس فيضرب على شيء منه إلا كان حراما على من يصيبه فرجا كان أو مالا ولو
قد ظهر الحق لقد بيع الرجل الكريمة عليه نفسه فيمن لا يزيد حتى إن الرجل
منهم ليفتدي بجميع ماله ويطلب النجاة لنفسه فلا يصل إلى شيء من ذلك وقد أخرجونا وشيعتنا
من حقنا ذلك بلا عذر ولا حق ولا حجة قلت قوله عز وجل : ( هَلْ
تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) قال إما موت في
طاعة الله أو إدراك ظهور إمام ونحن نتربص بهم مع ما نحن فيه من الشدة أن يصيبهم
الله ( بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ ) قال هو المسخ ( أَوْ
بِأَيْدِينا ) وهو القتل قال الله عز وجل لنبيه
صلىاللهعليهوآله
قل (
فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) والتربص انتظار
وقوع البلاء بأعدائهم .
__________________
بيان
: قوله يفترون أي
عليهم ويقذفونهم بأنهم أولاد زنا فأجاب عليهالسلام بأنه لا ينبغي لهم ترك التقية لكن لكلامهم محمل صدق قوله
كيف لي بالمخرج أي بم أستدل وأحتج على من أنكر هذا قوله فيضرب على شيء منه يحتمل
أن يكون من قولهم ضربت عليه خراجا إذا جعلته وظيفة أي يضرب خراج على شيء من تلك
المأخوذات من الأرضين سواء أخذوها على وجه الخمس أو غيره أو من قولهم ضرب بالقداح
إذا ساهم بها وأخرجها فيكون كناية عن القسمة قوله
عليهالسلام
لقد بيع الرجل هو على
بناء المجهول فالرجل مرفوع به والكريمة صفة للرجل أي يبيع الإمام أو من يأذن له من
أصحاب الخمس والخراج والغنائم المخالف الذي تولد من هذه الأموال مع كونه عزيزا في
نفسه كريما في سوق المزاد ولا يزيد أحد على ثمنه لهوانه وحقارته عندهم هذا إذا قرئ
بالزاء المعجمة كما في أكثر النسخ وبالمهملة أيضا يرجع إلى هذا المعنى وبعض
الأفاضل قرأ بيع على المعلوم من التفعيل ونصب الكريمة ليكون مفعولا لبيع وجعل نفسه
عطف بيان للكريمة أو بدلا عنها فالمعنى أن المخالف يبيع نفسه للفداء وما ذكرنا
أظهر كما لا يخفى.
قوله
عليهالسلام
ليفتدي بجميع ماله أي
ليفك من قيد الرقية فلا يتيسر له ذلك لعدم قبول الإمام
عليهالسلام
ذلك منه قوله تعالى : ( هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا ) أي تنتظرون ( إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) أي إلا إحدى العاقبتين اللتين كل منهما حسنى العواقب وذكر
المفسرون أن المراد بهما النصرة والشهادة ولعل الخبر محمول على أن ظاهر الآية
متوجه إلى هؤلاء وباطنها إلى الشيعة في زمان عدم استيلاء الحق فإنهم أيضا بين إحدى
الحسنيين إما الموت على الحق أو إدراك ظهور الإمام وغلبته ويحتمل أن يكون المراد
أن نظير مورد الآية وشبيهها جار في الشيعة وما يقاسون من الشدائد من المخالفين قوله
تعالى : ( وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ
بِكُمْ ) أي نحن أيضا ننتظر فيكم إحدى السوأتين ( أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ ) أي بقارعة ونازلة
من السماء وعلى تأويله عليهالسلام
المسخ ( أَوْ ) بعذاب ( بِأَيْدِينا ) وهو
القتل في زمن
استيلاء الحق.
١٨
ـ كا : الكافي بهذا
الإسناد عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( قُلْ ما
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ
إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) قال هو أمير المؤمنين
عليهالسلام
( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) قال عند خروج
القائم عليهالسلام
وفي قوله عز وجل : ( وَلَقَدْ
آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ) قال اختلفوا كما
اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به
حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم وأما قوله عز وجل : ( وَلَوْ لا
كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ
أَلِيمٌ ) قال لو لا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم
منهم واحدا وفي قوله عز وجل : ( وَالَّذِينَ
يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) قال بخروج القائم عليهالسلام وقوله عز وجل : ( وَاللهِ رَبِّنا ما
كُنَّا مُشْرِكِينَ ) قال يعنون بولاية علي
عليهالسلام
وقوله عز وجل : ( وَقُلْ
جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) قال إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل .
بيان
: قوله تعالى : ( قُلْ ما
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ ) أي على القرآن أو على تبليغ الوحي.
قوله تعالى : ( وَما
أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) أي من المتصنعين بما لست من أهله على ما عرفتم من حالي
فأنتحل النبوة وأتقول القرآن وعلى تفسيره فأقول في أمير المؤمنين
عليهالسلام
ما لم يوح إلي ( إِنْ هُوَ
) أي القرآن وعلى ما فسره عليهالسلام
__________________
أمير المؤمنين
عليهالسلام
أو ما نزل من القرآن فيه
صلوات الله عليه ( إِلاَّ ذِكْرٌ ) أي مذكر وموعظة ( لِلْعالَمِينَ ) أي للثقلين ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ ) أي نبأ القرآن وهو ما فيه من الوعد والوعيد أو صدقه أو نبأ
الرسول صلىاللهعليهوآله
وصدقه فيما أتى به وعلى
تفسيره عليهالسلام
نبأ أمير المؤمنين صلوات
الله عليه وصدقه وعلو شأنه أو نبأ القرآن وصدقه فيما أخبر به من فضله
عليهالسلام
وجلالة شأنه ( بَعْدَ حِينٍ ) أي بعد الموت أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام وعلى
تفسيره عليهالسلام
عند خروج القائم صلوات
الله عليه.
قوله تعالى : ( وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ ) قال البيضاوي القضاء السابق بتأجيل الجزاء أو العدة بأن
الفصل يكون يوم القيامة ( لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) بين الكافرين والمؤمنين أو المشركين وشركائهم. قوله عليهالسلام
لو لا ما تقدم فيهم أي
بأنه سيجزيهم يوم القيامة أو يولد منهم أولاد مؤمنون لقتلهم القائم
عليهالسلام
أجمعين ويحتمل أن يكون ما
أبقى القائم عليهالسلام
بيانا لما تقدم فيهم أي
لو لا أن قدر الله أن يكون قتلهم على يد القائم لأهلكهم الله وعذبهم قبل ذلك ولم
يمهلهم ولكن لا يخلو من بعد قوله عليهالسلام بخروج القائم عليهالسلام اعلم أن أكثر الآيات الواردة في القيامة الكبرى دالة
بباطنها على الرجعة الصغرى ولما كان في زمن القائم
عليهالسلام
يرد بعض المشركين
والمخالفين والمنافقين ويجازون ببعض أعمالهم فلذلك سمي بيوم الدين وقد يطلق اليوم
على مقدار من الزمان وإن كانت أياما كثيرة ويحتمل أن يكون المراد يوم رجعتهم.
قوله
عليهالسلام
ذهبت دولة الباطل فعلى
تفسيره التعبير بصيغة الماضي للتأكيد وقوعه وبيان أنه لا ريب فيه فكأنه قد وقع.
١٩
ـ كا : الكافي بهذا
الإسناد عن الحسن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال : دخلت مع أبي جعفر
عليهالسلام
المسجد الحرام وهو متكئ
علي فنظر إلى الناس ونحن على باب بني شيبة فقال يا فضيل هكذا كان يطوفون في
الجاهلية لا يعرفون
__________________
حقا ولا يدينون
دينا يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على
وجوههم ثم تلا هذه الآية ( أَفَمَنْ يَمْشِي
مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعني والله عليا
عليهالسلام
والأوصياء ثم تلا
عليهالسلام
هذه الآية ( فَلَمَّا
رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي
كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) أمير المؤمنين عليهالسلام يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي
عليهالسلام
إلا مفتر كذاب إلى يوم
الناس هذا أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب إلا لكم ولا
يتقبل إلا منكم وإنكم لأهل هذه الآية ( إِنْ تَجْتَنِبُوا
كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ
مُدْخَلاً كَرِيماً ) يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا
ألسنتكم وتدخلوا الجنة ثم قرأ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا
الزَّكاةَ ) أنتم والله أهل هذه الآية .
بيان
: قوله ( فَلَمَّا
رَأَوْهُ زُلْفَةً ) قال المفسرون أي ذا زلفة وقرب ( وَقِيلَ
هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) أي تطلبون وتستعجلون تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث
من الدعوى وعلى تأويله عليهالسلام
الضمير في المواضع راجع
إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
أي لما رأوا أمير
المؤمنين عليهالسلام
ذا قرب ومنزلة عند ربه في
القيامة ظهر على وجوههم أثر الكآبة والانكسار والحزن فتقول الملائكة لهم مشيرين
إليه هذا الذي كنتم بسببه تدعون منزلته وتسميتم بأمير المؤمنين وقد كان مختصا به عليهالسلام.
قوله
عليهالسلام
أنتم والله أهل هذه الآية
أي أنتم عملتم بمضمون صدر الآية لا مع التتمة أو هذا الأمر متوجه إليكم فاعلموا
بصدرها واحذروا آخرها.
__________________
٢٠
ـ عد : العقائد قال
الصادق عليهالسلام
ما من آية في القرآن
أولها ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا وعلي بن أبي
طالب عليهالسلام
أميرها وقائدها وشريفها
وأولها وما من آية تسوق إلى الجنة إلا وهي في النبي والأئمة
عليهالسلام
وأشياعهم وأتباعهم وما من
آية تسوق إلى النار إلا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم وإن كانت الآيات في ذكر
الأولين فما كان منها من خير فهو جار في أهل الخير وما كان منها من شر فهو جار في
أهل الشر .
٢١
ـ قب : المناقب لابن
شهرآشوب الشيرازي في كتابه بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن
الحسن بن علي عليهالسلام
في قوله تعالى : ( فِي أَيِّ
صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ) قال صور الله عز وجل علي بن أبي طالب
عليهالسلام
في ظهر أبي طالب على صورة
محمد صلى الله عليه وآله فكان علي بن أبي طالب أشبه الناس برسول الله
صلىاللهعليهوآله
وكان الحسين بن علي أشبه
الناس بفاطمة وكنت أنا أشبه الناس بخديجة الكبرى وقالوا النداء من الله ثلاثة نداء
من الله للخلق نحو ( وَناداهُما رَبُّهُما
) ( وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ ) (
وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ) والثاني نداء من الخلق إلى الله نحو ( وَلَقَدْ
نادانا نُوحٌ ) ( فَنادى فِي
الظُّلُماتِ ) ( وَزَكَرِيَّا إِذْ
نادى رَبَّهُ ) ( وَأَيُّوبَ إِذْ نادى
رَبَّهُ ) والثالث نداء الخلق للخلق نحو (
فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ ) ( فَناداها
__________________
مِنْ
تَحْتِها ) ( يُنادُونَهُمْ أَلَمْ
نَكُنْ مَعَكُمْ ) ( وَنادى أَصْحابُ
الْجَنَّةِ ) ( وَنُودُوا أَنْ
تِلْكُمُ الْجَنَّةُ ) ( وَنادَوْا يا مالِكُ ) ونداء النبي في
ذريته ( رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي ) للإيمان .
٢٢
ـ كنز : محمد بن العباس عن
عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قوله عز وجل : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما
يَحْكُمُونَ ) نزلت في عتبة وشيبة والوليد بن عتبة وهم الذين بارزوا عليا
وحمزة وعبيدة ونزلت فيهم ( مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ ) قال في علي
وصاحبيه .
٢٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسين عن حميد بن الربيع عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن
أبي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل : ( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) قال قال علي بن
أبي طالب عليهالسلام
ليس عبد من عبيد الله ممن
امتحن قلبه للإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يودنا وما من عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على
قلبه فهو يبغضنا فأصبحنا نفرح بحب المحب ونعرف بغض المبغض وأصبح محبنا ينتظر رحمة
الله جل وعز فكأن أبواب الرحمة قد فتحت
__________________
له وأصبح مبغضنا
على شفا جرف من النار فكأن ذلك الشفا قد انهار ( بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ) فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم وتعسا لأهل النار مثواهم إن الله عز وجل يقول ( فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) وإنه ليس عبد من عبيد الله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده إذ لا يستوي من يحبنا ومن يبغضنا ولا يجتمعان في قلب رجل أبدا إن الله لم
يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا ويبغض بهذا أما محبنا فيخلص الحب لنا كما
يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه ومبغضنا على تلك المنزلة نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء وأنا وصي الأوصياء والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان
منهم فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فإن شارك في حبنا عدونا فليس منا ولسنا
منه والله عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين.
٢٤ ـ وقال علي
عليهالسلام
لا يجتمع حبنا وحب عدونا
في جوف إنسان إن الله عز وجل يقول ( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) .
٢٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن حديد عن ابن بزيع عن بزرج بن بصير والكناني قالا قلنا لأبي عبد الله
عليهالسلام
جعلنا الله فداك قوله
تعالى : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ
وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال يا با محمد الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يخبره ويسدده وهو مع
الأئمة عليهالسلام
يخبرهم ويسددهم .
__________________
٢٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام
أمر رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أبا بكر وعمر وعليا
عليهالسلام
أن يمضوا إلى الكهف
والرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصف قدميه ويصلي ركعتين وينادي ثلاثا فإن أجابوه
وإلا فليقل مثل ذلك عمر فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك علي
عليهالسلام
فمضوا وفعلوا ما أمرهم به
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فلم يجيبوا أبا بكر ولا
عمر فقام علي عليهالسلام
وفعل ذلك فأجابوه وقالوا
لبيك لبيك ثلاثا فقال لهم ما لكم لم تجيبوا الصوت الأول والثاني وأجبتم الثالث
فقالوا إنا أمرنا أن لا نجيب إلا نبيا أو وصيا ثم انصرفوا إلى النبي
صلىاللهعليهوآله
فسألهم ما فعلوا فأخبروه
فأخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
صحيفة حمراء فقال لهم
اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم وسمعتم فأنزل الله ( سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ ) يوم القيامة .
٢٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن خلف بن حماد عن أبي بصير قال :
ذكر أبو جعفر عليهالسلام
الكتاب الذي تعاقدوا عليه
في الكعبة وأشهدوا فيه وختموا عليه بخواتيمهم فقال يا با محمد إن الله أخبر نبيه
بما يصنعونه قبل أن يكتبوه وأنزل الله فيه كتابا قلت أنزل الله فيه كتابا قال نعم
ألم تسمع قوله تعالى : ( سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ ) .
٢٨
ـ كا : الكافي أحمد بن
مهران وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن
إبراهيم قال : كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني فسأله عن
مسائل فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن ( حم وَالْكِتابِ
الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا
مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) ما تفسيرها في
الباطن فقال أما ( حم ) فهو محمد صلىاللهعليهوآله وهو
__________________
في كتاب هود الذي
أنزل عليه وهو منقوص الحروف وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين
عليهالسلام
وأما الليلة ففاطمة
عليهالسلام
وأما قوله ( فِيها
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم
إلى آخر الخبر بطوله .
٢٩
ـ فس : سعيد بن محمد عن
بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن بن جريح عن عطار عن ابن
عباس في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صالِحاً
فَلِنَفْسِهِ ) يريد المؤمنين ( وَمَنْ أَساءَ
فَعَلَيْها ) يريد المنافقين والمشركين ( ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ
تُرْجَعُونَ ) يريد إليه تصيرون .
٣٠
ـ كنز : روي عن البرقي عن
أحمد بن النضر عن أبي مريم رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله
عليهالسلام
قالا لما نزلت على رسول
الله صلىاللهعليهوآله
( قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً
مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) يعني في حروبه
قالت قريش فعلى ما نتبعه وهو لا يدري ما يفعل به ولا بنا فأنزل الله ( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) وقالا قوله ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ
ما يُوحى إِلَيَ ) في علي هكذا نزلت .
٣١
ـ كنز : روي مرفوعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : قرأ أبو عبد الله
عليهالسلام
( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ
تَوَلَّيْتُمْ ) وسلطتم وملكتم ( أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ) ثم قال نزلت هذه
الآية في بني عمنا بني العباس
__________________
وبني أمية ثم قرأ ( أُولئِكَ
الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ ) عن الدين ( وَأَعْمى
أَبْصارَهُمْ ) عن الوصي ثم قرأ ( إِنَّ الَّذِينَ
ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ ) بعد ولاية علي ( مِنْ بَعْدِ ما
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ ) ثم قرأ (
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا ) بولاية علي ( زادَهُمْ هُدىً ) حيث عرفهم الأئمة
من بعده والقائم ( وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ ) أي ثواب تقواهم
أمانا من النار وقال عليهالسلام
وقوله عز وجل : ( فَاعْلَمْ
أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) وهم علي صلوات
الله عليه وأصحابه ( وَالْمُؤْمِناتِ ) وهن خديجة
وصويحباتها وقال عليهالسلام
وقوله (
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى
مُحَمَّدٍ ) في علي ( وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ ) ثم قال (
وَالَّذِينَ كَفَرُوا ) بولاية علي ( يَتَمَتَّعُونَ ) بدنياهم (
وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ ) ثم قال عليه
السلام ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ
الْمُتَّقُونَ ) وهم آل محمد وأشياعهم ثم قال قال أبو جعفر
عليهالسلام
أما قوله ( فِيها
أَنْهارٌ ) فالأنهار رجال وقوله ( ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) فهو علي
عليهالسلام
في الباطن وقوله (
وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ) فإنه الإمام وأما
قوله ( وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ
لِلشَّارِبِينَ ) فإنه علمهم يتلذذ منه شيعتهم وأما قوله (
وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) فإنها ولاية أمير المؤمنين وأما قوله ( كَمَنْ
هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ ) أي إن المتيقن كمن هو خالد في ولاية عدو آل محمد وولاية
عدو آل محمد هي النار من دخلها فقد دخل النار ثم أخبر سبحانه عنهم ( وَسُقُوا
ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ) قال جابر ثم قال أبو جعفر
عليهالسلام
نزل جبرئيل بهذه الآية
على محمد صلىاللهعليهوآله
هكذا ( ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ ) في علي ( فَأَحْبَطَ
أَعْمالَهُمْ ) و
__________________
قال جابر سألت أبا
جعفر عليهالسلام
عن قوله عز وجل : ( أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) فقرأ أبو جعفر ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) حتى بلغ إلى ( أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) ثم قال هل لك في رجل يسير بك فيبلغ بك من المطلع إلى
المغرب في يوم واحد قال فقلت يا ابن رسول الله جعلني الله فداك ومن لي بهذا فقال
ذاك أمير المؤمنين عليهالسلام
أ لم تسمع قول رسول الله
لتبلغن الأسباب والله لتركبن السحاب والله لتؤتن [ لتؤتين ] عصا موسى والله لتعطن [ لتعطين ] خاتم
سليمان ثم قال هذا قول رسول الله صلىاللهعليهوآله والله .
٣٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد عن عيسى بن إسحاق عن الحسن
بن الحارث عن أبيه عن داود بن أبي هند عن ابن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ) قال قوله ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) أصل الزرع عبد المطلب وشطؤه محمد
صلىاللهعليهوآله
ويعجب الزراع علي بن أبي
طالب عليهالسلام
.
بيان
: ( شَطْأَهُ ) أي فراخه ( فَآزَرَهُ ) أي قواه ( فَاسْتَغْلَظَ ) أي صار من الدقة إلى الغلظ ( فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ ) أي فاستقام على قصبه جمع ساق ( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ) أي بقوته وغلظه وحسن منظره قال المفسرون هو مثل ضربه الله
تعالى للصحابة قلوا في بدء الإسلام ثم كثروا واستحكموا فترقى أمرهم بحيث أعجب
الناس وعلى ما ذكره عليهالسلام
التمثيل للرسول
صلىاللهعليهوآله
والذين معه من أهل بيته
فكان ابتداء أمرهم من عبد المطلب وكانت قوة أمرهم وتمامه بعلي عليهالسلام.
٣٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
جعفر بن العلوي عن عبد الله بن محمد الزيات عن جندل بن والق عن محمد بن يحيى عن
غياث بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أنا سيد الناس ولا فخر وعلي سيد المؤمنين
__________________
اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه فقال رجل من قريش والله لا يألوا يطرئ ابن عمه فأنزل الله سبحانه ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوى ) وما هذا القول الذي يقوله بهواه في ابن عمه ( إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) .
٣٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن أحمد بن خالد عن محمد بن خالد الأزدي عن عمرو
بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عز وجل : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) ما فتنتم إلا ببغض آل محمد إذا مضى ( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ) بتفضيله أهل بيته إلى قوله ( إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) .
بيان
: ما فتنتم ظاهره أنه تنزيل ويحتمل أن
يكون تأويلا بأن يكون النجم كناية عن الرسول صلىاللهعليهوآله
وهويه عن وفاته ففيه إيماء إلى افتتانهم بذلك بقرينة ما بعده.
٣٥
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن القاسم عن منصور بن العباس عن داود بن الحصين عن الفضل بن عبد الملك عن
أبي عبد الله عليهالسلام
قال : لما أوقف رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أمير المؤمنين يوم الغدير
افترق الناس ثلاث فرق فقالت فرقة ضل محمد وفرقة قالت غوى وفرقة قالت بهواه يقول في
أهل بيته وابن عمه فأنزل الله سبحانه ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) الآيات .
٣٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن محمد بن عبد الله عن جعفر بن
محمد عن آبائه عليهالسلام
قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله ليلة أسري بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى فقال لي جبرئيل تقدم
يا محمد فدنوت دنوة والدنوة مد البصر فرأيت نورا ساطعا فخررت لله ساجدا فقال لي يا
محمد من خلفت في الأرض قلت يا رب أعدلها وأصدقها
__________________
وأبرها علي بن أبي طالب وصيي ووارثي وخليفتي في أهلي فقال لي أقرئه مني السلام وقل
له إن غضبه عز ورضاه حكم يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا العلي الأعلى وهبت
لأخيك اسما من أسمائي فسميته عليا وأنا العلي الأعلى يا محمد إني أنا الله لا إله
إلا أنا فاطر السماوات والأرض وهبت لابنتك اسما من أسمائي فسميتها فاطمة وأنا فاطر
كل شيء يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا الحسن البلاء وهبت لسبطيك اسمين من
أسمائي فسميتهما الحسن والحسين وأنا الحسن البلاء قال فلما حدث النبي
صلىاللهعليهوآله
قريشا بهذا الحديث قال
قوم ما أوحى الله إلى محمد بشيء وإنما تكلم عن هوى نفسه فأنزل الله تبارك وتعالى
تبيان ذلك ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى
ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) إلى آخر الآيات .
بيان
: غضبه عز أي سبب لعزة الدين وغلبته ورضاه
عن أحد حكم بإيمانه أو حكمه فهو العزيز الحكيم.
٣٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن خارجة عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد
الله عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) قال الثقلان نحن
والقرآن .
٣٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن الحميري عن السندي بن محمد عن أبان عن زرارة قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قول الله عز وجل : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) قال كتاب الله
ونحن .
بيان
: المشهور بين المفسرين أن المراد
بالثقلين
في تلك الآية الجن و
__________________
الإنس والمعنى
سنتجرد لحسابكم ولجزائكم يوم القيامة وعلى تأويله المراد بالثقلين القرآن وأهل
البيت عليهالسلام
كما مر والمعنى سنفرغ
لسؤال الخلق لكم والانتقام ممن لم يرع حقكم.
٣٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن ابن
محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) يعني بموتها كفر
أهلها والكافر ميت فيحييها الله بالقائم فيعدل فيها فتحيا الأرض ويحيا أهلها بعد
موتهم .
٤٠
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أبي الأزهر عن الزبير بن بكار عن بعض أصحابه قال قال رجل للحسن
عليهالسلام
إن فيك كبرا فقال كلا الكبر لله وحده ولكن في عزة قال الله
تعالى : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) .
٤١
ـ كنز : جاء في تفسير أهل
البيت عليهالسلام
عن عمرو بن شمر عن جابر
عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ) قال يعني بهذه الولاية [ الآية ] إبليس
اللعين خلقه وحيدا من غير أب ولا أم وقوله ( وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً ) يعني هذه الدولة إلى يوم الوقت المعلوم يوم يقوم القائم ( وَبَنِينَ شُهُوداً ) إلى قوله ( كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً ) يقول معاندا
للأئمة يدعو إلى غير سبيلها ويصد الناس عنها وهي آيات الله وقوله ( سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ) قال أبو عبد الله عليهالسلام صعود جبل في النار من نحاس يحمل عليه حبتر ليصعده كارها
فإذا ضرب بيديه على الجبل ذابتا حتى تلحقا بالركبتين فإذا رفعهما عادتا فلا يزال
هكذا ما شاء الله وقوله تعالى : ( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) إلى قوله ( إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ ) قال هذا يعني تدبيره ونظره وفكرته واستكباره في
__________________
نفسه وادعاءه الحق
لنفسه دون أهله ثم قال الله تعالى : ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) إلى قوله ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قال يراه أهل الشرق كما يراه أهل الغرب أنه إذا كان في سقر
يراه أهل الشرق والغرب ويتبين حاله والمعني في هذه الآيات جميعها حبتر قال قوله ( عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) أي تسعة عشر رجلا فيكونون من الناس كلهم في الشرق والغرب
وقوله ( وَما جَعَلْنا أَصْحابَ
النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً ) قال فالنار هو القائم
عليهالسلام
الذي أنار ضوؤه وخروجه
لأهل الشرق والغرب والملائكة هم الذين يملكون علم آل محمد صلوات الله عليهم وقوله ( وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) قال يعني المرجئة
وقوله ( لِيَسْتَيْقِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) قال هم الشيعة وهم أهل الكتاب وهم الذين أوتوا ( الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ) وقوله ( وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ ) أي لا يشك الشيعة في شيء من أمر القائم
عليهالسلام
وقوله ( وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يعني بذلك الشيعة
وضعفاءها ( وَالْكافِرُونَ ما ذا
أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً ) فقال الله عز وجل لهم ( كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) فالمؤمن يسلم
والكافر يشك وقوله ( وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ ) فجنود ربك هم
الشيعة وهم شهداء الله في الأرض وقوله ( وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ
أَوْ يَتَأَخَّرَ ) قال يعني اليوم قبل خروج القائم
عليهالسلام
من شاء قبل الحق وتقدم
إليه ومن شاء تأخر عنه وقوله ( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ ) قال هم أطفال
المؤمنين قال الله تعالى : ( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
) قال يعني أنهم آمنوا في الميثاق وقوله ( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ) قال يوم الدين
خروج القائم
__________________
عليهالسلام
وقوله ( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) يعني بالتذكرة
والآية أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقوله ( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ) قال يعني كأنهم
حمر وحش فرت من الأسد حين رأته وكذلك المرجئة إذا سمعت بفضل آل
محمد صلوات الله عليهم نفرت عن الحق ثم قال الله تعالى : ( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) قال يريد كل رجل
من المخالفين أن ينزل عليه كتاب من السماء ثم قال تعالى ( كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ ) هي دولة القائم
عليهالسلام
ثم قال تعالى بعد أن
عرفهم التذكرة أنها الولاية ( كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ) فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى
وأهل المغفرة قال فالتقوى في هذا الموضع النبي
صلىاللهعليهوآله
والمغفرة أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
٤٢ ـ كنز : روي عن البرقي عن خلف بن حماد عن الحلبي قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام
يقرأ بل يريد الإنسان
ليفجر إمامه أي يكذبه .
٤٣ ـ وقال بعض
أصحابنا عنهم صلوات الله عليهم إن قوله عز وجل : يريد الإنسان ليفجر إمامه قال
يريد أن يفجر أمير المؤمنين عليهالسلام يعني يكيده .
بيان
: لعله عليهالسلام
قرأ إمامه بكسر الهمزة إما بقراءة ( لِيَفْجُرَ ) على القراءة المشهورة أو من باب
الإفعال أو التفعيل قال الفيروزآبادي فجر فسق وكذب وكذب وعصى وخالف وأمرهم فسد
والراكب فجورا مال عن سرجه وعن الحق عدل وعلى القراءة المشهورة قالوا أي ليدوم على
فجوره فيما يستقبله من الزمان.
٤٤
ـ كنز : محمد بن العباس عن
علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن سعيد
__________________
بن عثمان الخزاز
قال سمعت أبا سعيد المدائني يقول ( كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما
عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ ) بالخير مرقوم بحب محمد وآل محمد
عليهالسلام
.
٤٥ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم محمد بن الحسن معنعنا عن جابر رضي
الله عنه قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله تعالى : ( فَلَمَّا نَسُوا ما
ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ ) إلى ( رَبِّ
الْعالَمِينَ ) قال أبو جعفر عليهالسلام أما قوله ( فَلَمَّا نَسُوا ما
ذُكِّرُوا ) يعني لما تركوا ولاية علي بن أبي طالب
عليهالسلام
وقد أمروا بها .
٤٦
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم جعفر بن محمد الفزاري بإسناده عن خيثمة عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله تعالى : ( يَوْمَ
يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها ) إلى آخر الآية
قال يعني مودتنا ونصرتنا قلت أيما [ إنما ] قدر الله منه باللسان واليدين والقلب قال يا خيثمة نصرتنا
باللسان كنصرتنا بالسيف ونصرتنا باليدين أفضل يا خيثمة إن القرآن نزلت أثلاثا فثلث فينا وثلث في عدونا
وثلث فرائض وأحكام ولو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا أولئك ماتت الآية إذا ما بقي
من القرآن شيء إن القرآن يجري من أوله إلى آخره ما قامت السماوات والأرض
فلكل قوم آية يتلونها يا خيثمة إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا
فطوبى
__________________
للغرباء يا خيثمة سيأتي
على الناس زمان لا يعرفون الله ما هو والتوحيد حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل
عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام من السماء ويقتل الله الدجال على يديه ويصلي
بهم رجل منا أهل البيت ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي ألا ونحن أفضل منه .
٤٧ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم فرات بن إبراهيم الكوفي رحمة الله
عليه معنعنا عن زيد بن علي عليه السلام في قوله تعالى : ( فَلَوْ لا
كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ
الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ ) إلى آخر الآية قال يخرج الطائفة منا ومثلنا كمن كان قبلنا من القرون
فمنهم من يقتل وتبقى منهم بقية ليحيوا ذلك الأمر يوما ما .
٤٨ ـ وعن جعفر بن
محمد الفزاري معنعنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب
عليهالسلام
قال : هذه الآية فينا
نزلت .
٤٩
ـ شي : تفسير العياشي عن
ثعلبة عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : قال الله تبارك
وتعالى ( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال فينا ( عَزِيزٌ
عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ ) قال فينا ( حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ) قال فينا (
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) قال شركنا المؤمنين في هذه الرابعة وثلاثة لنا .
٥٠
ـ شي : تفسير العياشي عن
عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليهالسلام قال : تلا هذه الآية ( لَقَدْ جاءَكُمْ
رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال من أنفسنا قال ( عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما
عَنِتُّمْ ) قال ما عنتنا قال ( حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ) علينا (
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) قال بشيعتنا
__________________
رءوف رحيم فلنا
ثلاثة أرباعها ولشيعتنا ربعها .
بيان
: لا يخفى أن هذا
التأويل على الآية أشد انطباقا من تفسير المفسرين لقوله ( مِنْ
أَنْفُسِكُمْ ) ولتغيير الأسلوب في قوله ( بِالْمُؤْمِنِينَ )
٥١
ـ شي : تفسير العياشي عن
خطاب بن سلمة قال قال أبو جعفر عليهالسلام ما بعث الله نبيا قط إلا بولايتنا والبراءة من عدونا وذلك
قول الله في كتابه ( وَلَقَدْ بَعَثْنا
فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ) بتكذيبهم آل محمد
عليهالسلام
ثم قال ( فَسِيرُوا
فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) .
٥٢
ـ كنز : روى الحسن بن أبي
الحسن الديلمي رفعه إلى النوفلي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال قال أمير المؤمنين
صلوات الله عليه أنا التجارة المربحة المنجية من العذاب الأليم التي دل عليها في
كتابه فقال ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) .
٥٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن حسين بن نصر بن مزاحم عن أبيه عن أبان بن أبي
عياش عن سليم بن قيس عن علي عليهالسلام قال : نحن الذين بعث الله فينا رسولا يتلو علينا آياته
ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة .
٥٤
ـ فس : أحمد بن علي عن
الحسين بن أحمد عن أحمد بن هلال عن عمر الكلبي عن أبي الصامت قال قال أبو عبد الله
عليهالسلام
إن الليل والنهار اثنتا
عشرة
__________________
ساعة وإن علي بن
أبي طالب أشرف ساعة منها وهو قوله تعالى : ( بَلْ كَذَّبُوا
بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً ) .
٥٥ ـ فس : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن
أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام
في قوله تعالى : ( إِنَّها
لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) قال يعني فاطمة عليهالسلام .
بيان
: وإن كانت الآيات
السابقة على تلك الآيات واردة في ذكر سقر وزبانيتها فلا استبعاد في إرجاع تلك
الضمائر إليها عليهالسلام
إذ في قوله تعالى : ( وَما هِيَ
إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ ) قالوا الضمير إما راجع إلى سقر أو إلى عدة الخزنة أو إلى
السورة فمع احتمال إرجاعه إلى السورة لا يبعد إرجاعه إلى صاحبتها على أنه يحتمل أن
يكون المراد به أن تلك التهديدات إنما هي لمن ظلمها وغصب حقها صلوات الله عليها.
٥٦
ـ كا : الكافي العدة عن
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط
قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام
أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ
الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ ) قال هي الولاية لأمير المؤمنين
عليهالسلام
.
٥٧
ـ كا : الكافي أحمد بن
إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي
الحسن عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ ) الذي أخذ عليهم من ولايتنا .
بيان
: في القاموس نذر
على نفسه ينذر وينذر نذرا ونذورا أوجبه و
__________________
النذر ما كان وعدا
شرط وما ذكره عليهالسلام
من تأويل الإيفاء بالنذر
بالفاء في عالم الأجساد بما أوجب على نفسه من ولاية النبي والأئمة صلوات الله
عليهم في الميثاق بطن من بطون الآية ولا ينافي ظاهره من الوفاء بالنذور والعهود
المعهودة في الشريعة وما سيأتي في باب نزول هل أتى أنها نزلت في نذر أهل البيت
الصوم لشفاء الحسين عليهالسلام
ويمكن أن يكون المراد
بالنذر مطلق العهود مع الله أو مع الخلق أيضا وخصوص سبب النزول لا يصير سببا لخصوص
الحكم والمعنى واكتفى هنا بذكر الولاية لكونها الفرد الأخفى ويؤيده أن الآيات
السابقة مسوقة لوصف مطلق الأبرار وإن كان المقصود الأصلي منها الأئمة الأطهار.
أقول وفي رواية
أخرى عن محمد بن فضيل قلت قوله ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
) قال يوفون لله بالنذر وهو أظهر فهنا سقط.
٥٨
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن
أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَإِذا
تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا
أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ) قال كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله
دعا قريشا إلى ولايتنا
فنفروا وأنكروا فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا الذين أقروا لأمير المؤمنين
ولنا أهل البيت ( أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ
نَدِيًّا ) تعييرا منهم فقال الله ردا عليهم ( وَكَمْ
أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ ) من الأمم السالفة ( هُمْ أَحْسَنُ
أَثاثاً وَرِءْياً ) قلت قوله ( مَنْ كانَ فِي
الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا ) قال كلهم كانوا
في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ولا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمد لهم في ضلالتهم
وطغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم الله شرا مكانا وأضعف جندا قلت قوله ( حَتَّى
إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ
مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً ) قال أما قوله ( حَتَّى
إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ ) فهو خروج القائم وهو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل
بهم من الله على يدي قائمه فذلك قوله ( مَنْ هُوَ شَرٌّ
مَكاناً ) يعني عند القائم ( وَأَضْعَفُ جُنْداً ) قلت قوله
( وَيَزِيدُ اللهُ
الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً ) قال يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا
يجحدونه ولا ينكرونه قلت قوله ( لا يَمْلِكُونَ
الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) قال إلا من دان
الله بولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده عليهالسلام فهو العهد عند الله قلت قوله ( إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قال ولاية أمير
المؤمنين عليهالسلام
هي الود الذي قال الله
قلت ( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ
بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) قال إنما يسره
الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليهالسلام علما فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين وهم الذين ذكرهم
الله في كتابه ( لُدًّا ) أي كفارا وقال
سألته عن قول الله ( لِتُنْذِرَ قَوْماً
ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ ) قال لتنذر القوم الذي أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون
عن الله وعن رسوله وعن وعيده ( لَقَدْ حَقَّ
الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ ) ممن لا يقرون بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمة من بعده ( فَهُمْ لا
يُؤْمِنُونَ ) بإمامة أمير المؤمنين والأوصياء من بعده فلما لم يقروا
كانت عقوبتهم ما ذكر الله ( إِنَّا جَعَلْنا فِي
أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ) في نار جهنم ثم
قال ( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا
وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) عقوبة منه لهم
حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده هذا في الدنيا وفي الآخرة في نار
جهنم مقمحون ثم قال يا محمد ( وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ
أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) بالله وبولاية
علي ومن بعده ثم قال ( إِنَّما تُنْذِرُ
مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ) يعني أمير المؤمنين ( وَخَشِيَ الرَّحْمنَ
بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ ) يا محمد ( بِمَغْفِرَةٍ
وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ) .
توضيح الندي على
فعيل مجلس القوم ومتحدثهم ذكره الجوهري وقال الأثاث متاع البيت.
__________________
وقال في قوله
تعالى : ( هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً
وَرِءْياً ) من همزه جعله من المنظر من رأيت وهو ما رأته العين من حال
حسنة وكسوة ظاهرة ومن لم يهمزه إما أن يكون على تخفيف الهمزة أو يكون من رويت
ألوانهم وجلودهم ريا أي امتلأت وحسنت.
قوله تعالى : ( فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا ) قال القاضي فيمده
ويمهله بطول العمر والتمتع به وإنما أخرجه على لفظ الأمر إيذانا بأن إمهاله مما
ينبغي أن يفعله استدراجا وقطعا لمعاذيره .
قوله
عليهالسلام
حتى يموتوا كأنه
عليهالسلام
فسر العذاب النازل بهم
بعد الموت والساعة بالرجعة في زمن القائم عليهالسلام أو بوصولهم إلى زمن القائم
عليهالسلام
أو الأعم منهما فإن
الساعة ظهرها القيامة وبطنها الرجعة كما سيأتي ولما ردد الله تعالى ما يوعدون بين
العذاب وبين الساعة وفرع سبحانه عليهما قوله ( فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً ) بين
عليهالسلام
التفريع على كل منهما
مفصلا فقال في التفريع على العذاب حتى يموتوا فيصيرهم الله إلخ ولما لم يذكر
عليهالسلام
الشق الآخر أعاد السائل
الآية ثانيا فبين عليهالسلام
الساعة بقوله أما قوله
حتى إذا رأوا إلخ أي أحد شقي ما يوعدون خروجه
عليهالسلام
لأنه
عليهالسلام
بين الشق الآخر سابقا
ولذا قال عليهالسلام
وهو الساعة ثم بين
التفريع على هذا الشق بقوله فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل ولعل الواو زيد من النساخ
كما في تأويل الآيات الباهرة نقلا عن الكليني وعلى ما في أكثر النسخ
فقوله ذلك اليوم مفعول لا ظرف أي حقيقة ذلك اليوم فقوله وما نزل عطف تفسير قال
يزيدهم لعله على تفسيره يزيد عطف على يعلمون أي فسيزيد الله لا
__________________
على الشرطية
المحكية بعد القول ولا على قوله فليمدد كما ذكره المفسرون قوله
عليهالسلام
إلا من دان يحتمل أن يكون
الاستثناء من الشافعين أو المشفوع لهم أو الأعم لأن قوله تعالى : ( لا
يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ ) يحتمل الوجوه الثلاثة وحمله الطبرسي رحمهالله على الأخير حيث قال إن هؤلاء الكفار لا تنفذ شفاعة غيرهم
فيهم ولا شفاعة لهم لغيرهم .
قوله
عليهالسلام
هي الود ظاهره أنه
عليهالسلام
فسر الذين آمنوا بالشيعة
فإن الله جعل لهم مودة أمير المؤمنين ويحتمل أن يكون المراد بهم أمير المؤمنين
وأولاده الأئمة عليهالسلام
فإن الله جعل لهم المودة
الواجبة على الناس كما روى علي بن إبراهيم عن الصادق
عليهالسلام
قال : كان سبب نزول هذه
الآية أن أمير المؤمنين عليهالسلام
كان جالسا بين يدي رسول
الله صلىاللهعليهوآله
فقال له قل يا علي اللهم
اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا فأنزل الله تعالى الآية انتهى .
قوله
عليهالسلام
إنما يسره الله الضمير
للقرآن باعتبار الآيات النازلة فيه عليهالسلام أو للود المفسر بالولاية وفسر اللد بالكفار لبيان أن شدة
الخصومة في ولاية علي عليهالسلام
كفر واللد جمع الألد وهو
الشديد الخصومة لتنذر قوما ما أنذر قال البيضاوي قوما غير منذرين آباؤهم يعني
آباءهم الأقربين لتطاول مدة الفترة أو الذي أنذر به أو شيئا أنذر به آباؤهم
الأبعدون أو أنذر به آباؤهم على المصدر انتهى .
وظاهر الخبر
المصدرية ويحتمل الموصولة والموصوفة على بعد.
قوله ( لَقَدْ
حَقَّ الْقَوْلُ ) على تأويله عليهالسلام هو الوعيد بالقتل في الدنيا على يد القائم
عليهالسلام
والعقوبة بالنار في
الآخرة والإقماح رفع الرأس وغض البصر يقال أقحمه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه
قوله عليهالسلام
عقوبة منه لهم
__________________
لعله
عليهالسلام
فسر عدم الإبصار بعدم
إبصار الحق وتركهم النظر في الدلائل كما هو المشهور بين المفسرين وفسر أكثرهم
الآية الأولى أيضا بذلك وفسر عليهالسلام الذكر بأمير المؤمنين
عليهالسلام
على المثال والمراد جميع
الأئمة عليهالسلام
لأنهم يذكرون الناس ما
فيه صلاحهم من علوم التوحيد والمعاد وسائر المعارف والشرائع والأحكام .
٥٩ ـ كا : الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن
الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام قال : سألته عن قول الله جل وعز (
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ ) قال يريدون
ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام بأفواههم قلت ( وَاللهُ مُتِمُّ
نُورِهِ ) قال والله متم الإمامة لقوله عز وجل : الذين آمنوا ( بِاللهِ
وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) فالنور هو الإمام
قلت ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى
وَدِينِ الْحَقِ ) قال هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه والولاية هي دين
الحق قلت ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) قال يظهره على
جميع الأديان عند قيام القائم قال يقول الله والله متم ولاية القائم ( وَلَوْ
كَرِهَ الْكافِرُونَ ) بولاية علي عليهالسلام قلت هذا تنزيل قال نعم أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره
فتأويل قلت ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ) قال إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية
وصيه منافقين وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا وأنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد
( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ ) بولاية
__________________
وصيك ( قالُوا
نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ
يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ ) بولاية علي ( لَكاذِبُونَ
اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) والسبيل هو الوصي
( إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ) برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله ( عَلى قُلُوبِهِمْ
فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ) قلت ما معنى ( لا يَفْقَهُونَ ) قال يقول لا
يعقلون بنبوتك قلت ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ ) قال وإذا قيل لهم
ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ ) قال الله (
وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ ) عن ولاية علي ( وَهُمْ
مُسْتَكْبِرُونَ ) عليه ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال ( سَواءٌ
عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ
اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ) يقول الظالمين
لوصيك قلت ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ
أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال إن الله ضرب
مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويا على
صراط مستقيم والصراط المستقيم أمير المؤمنين
عليهالسلام
قال قلت قوله ( إِنَّهُ
لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) قال يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي قال قلت ( وَما هُوَ
بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ) قال قالوا إن محمدا كذاب على ربه وما أمره الله بهذا في
علي فأنزل الله بذلك قرآنا فقال إن ولاية علي
عليهالسلام
( تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَلَوْ
تَقَوَّلَ عَلَيْنا ) محمد ( بَعْضَ الْأَقاوِيلِ
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ) ثم عطف القول
فقال إن ولاية علي ( لَتَذْكِرَةٌ
لِلْمُتَّقِينَ ) للعالمين ( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ
أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) وإن عليا ( لَحَسْرَةٌ عَلَى
الْكافِرِينَ ) وإن ولايته ( لَحَقُّ الْيَقِينِ
فَسَبِّحْ ) يا محمد ( بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ ) يقول اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل قلت قوله ( لَمَّا
__________________
سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ ) قال الهدى
الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه ( فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً ) قلت تنزيل قال لا تأويل قلت قوله ( إِنِّي لا أَمْلِكُ
لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ) قال إن رسول الله صلىاللهعليهوآله دعا الناس إلى ولاية علي فاجتمعت إليه قريش فقالوا يا محمد
أعفنا من هذا فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله هذا إلى الله ليس إلي فاتهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله ( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ
يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ ) إن عصيته ( أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللهِ
وَرِسالاتِهِ ) في علي قلت هذا تنزيل قال نعم ثم قال توكيدا ( وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ) في ولاية علي ( فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ) قلت ( حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً
وَأَقَلُّ عَدَداً ) قال يعني بذلك القائم وأنصاره قلت ( وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) قال يقولون فيك ( وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً وَذَرْنِي ) يا محمد ( وَالْمُكَذِّبِينَ ) بوصيك ( أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً ) قلت إن هذا تنزيل
قال نعم قلت ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) قال يستيقنون أن
الله ورسوله ووصيه حق قلت ( وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً ) قال يزدادون
بولاية الوصي إيمانا قلت ( وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال بولاية علي
قلت ما هذا الارتياب قال يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله فقال ولا
يرتابون في الولاية قلت ( وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ ) قال نعم ولاية علي قلت ( إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ ) قال الولاية قلت ( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) قال من تقدم إلى
ولايتنا أخر عن سقر ومن تأخر عنا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين قال هم والله
شيعتنا قلت ( لَمْ نَكُ مِنَ
الْمُصَلِّينَ ) قال إنا لم
__________________
نتول وصي محمد
والأوصياء من بعده ولا يصلون عليهم قلت ( فَما لَهُمْ عَنِ
التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) قال عن الولاية معرضين قلت ( كَلاَّ إِنَّها
تَذْكِرَةٌ ) قال الولاية قلت قوله ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
) قال يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا قلت ( إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ) قال بولاية علي
تنزيلا قلت هذا تنزيل قال نعم هذا تأويل قلت ( إِنَّ هذِهِ
تَذْكِرَةٌ ) قال الولاية قلت ( يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ
فِي رَحْمَتِهِ ) قال في ولايتنا قال ( وَالظَّالِمِينَ
أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) ألا ترى أن الله يقول ( وَما ظَلَمُونا
وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قال إن الله أعز وأمنع من أن يظلم أو أن ينسب نفسه إلى ظلم
ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على
نبيه فقال ( وَما ظَلَمْناهُمْ ) ولكن كانوا
أنفسهم يظلمون قلت هذا تنزيل قال نعم قلت ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ
لِلْمُكَذِّبِينَ ) قال يقول ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية
علي ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ
نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ) قال ( الْأَوَّلِينَ ) الذين كذبوا
الرسل في طاعة الأوصياء ( كَذلِكَ نَفْعَلُ
بِالْمُجْرِمِينَ ) قال من أجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب قلت ( إِنَّ
الْمُتَّقِينَ ) قال نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا وسائر
الناس منها براء قلت ( يَوْمَ يَقُومُ
الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ ) الآية قال نحن
والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا قلت ما تقولون إذا تكلمتم قال نمجد
ربنا ونصلي على
__________________
نبينا ونشفع
لشيعتنا فلا يردنا ربنا قلت ( كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) قال هم الذين
فجروا في حق الأئمة واعتدوا عليهم قلت ثم يقال ( هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) قال يعني أمير المؤمنين قلت تنزيل قال نعم .
تبيين قوله
عليهالسلام
ليطفئوا ولاية أمير
المؤمنين عليهالسلام
فسر المفسرون النور
بالإيمان والإسلام وفسره عليهالسلام
بالولاية لأنها العمدة
فيهما وبها يتبين سائر أركانهما قوله عليهالسلام متم الإمامة أي بنصب إمام في كل عصر وتبيين حجيته للناس وإن
أنكروه أو الإتمام في زمان القائم عليهالسلام ثم استشهد عليهالسلام لكون النور الإمام بآية أخرى في سورة التغابن وهي هكذا ( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ) فالتغيير إما من الرواة والنساخ أو منه
عليهالسلام
نقلا بالمعنى وفسر
المفسرون النور بالقرآن وأوله عليهالسلام بالإمام عليهالسلام لمقارنته للنبي صلىاللهعليهوآله في سائر الآيات الواردة في ذلك كآية ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ) وآية ( أُولِي الْأَمْرِ ) وغيرهما والإنزال لا ينافي ذلك لأنه قد ورد في شأن الرسول
صلىاللهعليهوآله
أيضا ( قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً ) فأنزل نور النبي والوصي صلوات الله عليهما من صلب آدم إلى الأصلاب الطاهرة
إلى صلب عبد المطلب فافترق نصفين فانتقل نصف إلى صلب عبد الله ونصف إلى صلب أبي
طالب كما مر وقد قال تعالى : ( النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ) وفسر بعلي عليهالسلام وأيضا يحتمل أن يكون الإنزال إشارة إلى أنه بعد رفعهم
عليهالسلام
إلى أعلى منازل القرب
والتقدس والعز والكرامة أنزلهم إلى معاشرة الخلق وهدايتهم ليأخذوا عنهم العلوم
بقدسهم وطهارتهم ويبلغوا إلى
__________________
الخلق بظاهر
بشريتهم فإنزالهم إشارة إلى هذا المعنى كما حققناه في مقام آخر ويحتمل أن يكون
مبنيا على أنه ليس المراد بالإيمان بالقرآن الإذعان به مجملا بل فهم معانيه
والتصديق بها ولا يتيسر ذلك إلا بمعرفة الإمام وولايته فإنه الحافظ للقرآن لفظا
ومعنى وظهرا وبطنا بل هو القرآن حقيقة كما سيأتي تحقيقه في كتاب القرآن وغيره إن
شاء الله.
( هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ )
أقول هذا المضمون مذكور في ثلاثة مواضع من القرآن أولها في التوبة ( يُرِيدُونَ
أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ
نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى
وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ )
.
وثانيها في الفتح ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ) وثالثها في الصف ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) والظاهر أن الذي ورد في الخبر هو تأويل ما في سورة الصف وقوله ( وَاللهُ مُتِمُ ) ولاية القائم عود إلى تأويل تتمة الآية الأولى لأن السائل
استعجل وسأل عن تفسير الآية الثانية قبل إتمام تفسير الأولى فعاد عليهالسلام إلى تفسير الآية الأولى ولم يفسر ( وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) لتقارب مفهومي عجزي الآيتين ويحتمل أن يكون ( وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) تفسيرا لقوله ( وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) أو نقلا بالمعنى والأول أظهر.
وقوله
عليهالسلام
أما هذا الحرف أي قوله
بولاية علي في آخر الآية أو من قوله والله إلى قوله علي.
__________________
قوله
عليهالسلام
بولاية وصيك أي بسببها
فإن نفاقهم كان بسبب إنكار الولاية أو فيها لأنهم كانوا يظهرون قبولها ويسعون
باطنا في إزالتها ( لَكاذِبُونَ ) أي في ادعائهم
الإذعان بنبوتك إذ تكذيب الولاية يستلزم تكذيب النبوة والسبيل هو الوصي لأنه
الموصل إلى النجاة والداعي إلى سبيل الخير ولا يقبل عمل إلا بولايته لا يعقلون
بنبوتك أي لا يدركون حقيقتها وحقيتها ولا يفهمون أن إنكار الوصي تكذيب للنبي
صلىاللهعليهوآله
وأن معنى النبوة وفائدتها
ونفعها لا تتم إلا بتعيين وصي معصوم حافظ لشريعته فمن لم يؤمن بالوصي لم يعقل معنى
النبوة فتصديقه على فرض وقوعه تصديق من غير تصور ( لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ ) أي عطفوها إعراضا واستكبارا عن ذلك ( وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ ) أي يعرضون قوله عليهالسلام ثم عطف القول هو على بناء المفعول والباء في قوله بمعرفته
بمعنى إلى أي عطف الله تعالى القول عن بيان حالهم إلى بيان علمه بعاقبة أمرهم
وأنهم لا ينفعهم الإنذار ويحتمل أن تكون الباء سببية فيرجع إلى الأول.
فإن قيل المشهور
بين المفسرين نزول تلك الآيات في ابن أبي المنافق وأصحابه وهو مناف لما في الخبر.
قلت خصوص السبب لا
يصير سببا لخصوص الحكم وما ورد من الأحكام في جماعة يجري في أضرابهم إلى يوم
القيامة مع أنه قد كانت الآيات تنزل مرتين في قضيتين لتشابههما وأيضا لا اعتماد
على أكثر ما رووه في أسباب النزول وبالجملة يحتمل أن يكون المعنى أن آيات النفاق
تشمل جماعة كانوا يظهرون الإيمان بالرسول صلىاللهعليهوآله وينكرون إمامة وصيه فإنه كفر به حقيقة ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا ) يقال كببته فأكب وقد مر تفسير الآية من حاد أي مال وعدل
والحاصل أن شيعة علي عليهالسلام
التابع له في عقائده
وأعماله يمشي على صراط مستقيم لا يعوج عن الحق ولا يشتبه عليه الطريق ولا يقع في
الشبهات التي توجب عثاره ويعسر عليه التخلص منها والمخالف له أعمى حيران لا يعلم
مقصده عاقبة أمره فيسلك الطرق الوعرة المشتبهة التي لا يدري أين ينتهي ويقع في حفر
ومضايق وشبهات لا يعرف
كيفية التخلص منها
والصراط المستقيم أمير المؤمنين أي ولايته ومتابعته أو يقدر في الآية مضاف.
( إِنَّهُ لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ )
قال المفسرون الضمير راجع إلى القرآن وعلى ما فسره عليهالسلام
أيضا راجع إليه لكن باعتبار الآيات النازلة في الولاية أو المعنى أنها جار فيها
أيضا بل هي عمدتها.
قوله
عليهالسلام
قالوا إن محمدا تفسير
لشاعر لأن المراد به من يروج الكذب بلطائف الحيل ويكون بناء كلامه على الخيالات
الشعرية لأن عدم كون القرآن شعرا مما لا يريب فيه أحد قوله
عليهالسلام
إن ولاية علي لا ينافي
رجوع الضمير إلى القرآن لأن المراد به الآيات النازلة في الولاية كما عرفت ( لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) كناية عن شدة الأخذ لأن الأخذ بها أشد وأقوى من الأخذ
باليسار والوتين عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه ثم عطف على بناء المعلوم
والضمير لله أي أرجع القول إلى ما كان في الولاية إن ولاية علي تفسير لقوله ( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ ) أي الآيات النازلة في الولاية وفسر المتقين بالعالمين
بالولاية ( أَنَّ مِنْكُمْ
مُكَذِّبِينَ ) أي بالولاية وإن عليا لحسرة هذا أيضا تفسير لمرجع الضمير
وبيان لحاصل المعنى فإن الآيات النازلة في الولاية وعدم العمل بها لما صارت وبالا
وحسرة على الكافرين يوم القيامة فكأنه عليهالسلام حسرة لهم وكذا الكلام في قوله وإن ولايته فإن الضمائر كلها
راجعة إلى شيء واحد وعبر عنه بعبارات مختلفة تفننا وتوضيحا ( لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى ) فسروا الهدى بالقرآن ولما كان أكثره في الولاية إما تصريحا
أو تلويحا وإما ظهرا أو بطنا فسر عليهالسلام الهدى بالولاية ولما كان الإيمان بالولاية راجعا إلى
الإيمان بالمولى أي صاحب الولاية والذي هو أولى بكل أحد من نفسه أرجع ضمير به إلى
المولى بيانا لحاصل المعنى ويحتمل أن يكون الهدى مصدرا بمعنى اسم الفاعل مبالغة
فالمراد بالهدى الهادي وهو المولى وأول عليهالسلام ( فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ ) بالإيمان بالولاية للدلالة على أن من لم يؤمن
بالولاية لم يؤمن
بربه فإنها شرط الإيمان بالله.
( فَلا يَخافُ بَخْساً
وَلا رَهَقاً )
قال البيضاوي أي نقصا في الجزاء ولا أن ترهقه دلة أو جزاء نقص لأنه لم يبخس حقا
ولم يرهق ظلما لأن من حق الإيمان بالقرآن أن يجتنب ذلك .
وفي القاموس البخس
النقص والظلم والرهق محركة غشيان المحارم ( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ) قال البيضاوي أي
ولا نفعا أو غيا ولا رشدا عبر عن أحدهما باسمه وعن الآخر باسم سببه أو مسببه
إشعارا بالمعنيين ( قُلْ إِنِّي لَنْ
يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ ) إن أراد بي سوءا ( وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) أي منحرفا
وملتجئا ( إِلاَّ بَلاغاً مِنَ
اللهِ ) استثناء من قوله ( لا أَمْلِكُ ) فإن التبليغ إرشاد وإنفاع وما بينهما اعتراض مؤكد لنفي
الاستطاعة أو من ( مُلْتَحَداً ) أو معناه أن لا
أبلغ بلاغا وما قبله دليل الجواب و ( رِسالاتِهِ ) عطف على ( بَلاغاً ) و ( مِنَ اللهِ ) صفته فإن صلته عن كقوله أبلغوا عني ولو آية انتهى .
قوله أعفنا يقال
أعفاه عن الأمر إذا لم يكلفه يعني بذلك القائم فإنه من جملة ما وعدوا به ولا ينافي
شموله للقيامة وعقوباتها أيضا فاصبر ( عَلى ما يَقُولُونَ ) في المزمل ( وَاصْبِرْ ) وكأنه من النساخ أو ذكر الفاء للإشعار بأن ( وَاصْبِرْ ) عطف على ما اتخذ وهو من تتمة التفريع قال يقولون فيك أي
إنه شاعر أو كاهن أو إن ما يقوله في ابن عمه هو من قبل نفسه ( وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ) بأن تجانبهم وتداريهم ولا تكافيهم وتكل أمرهم إلى الله ( وَذَرْنِي ) أي دعني وإياهم فإني أجازيهم ( أُولِي النَّعْمَةِ ) أي أرباب التنعم ( وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً ) أي زمانا أو إمهالا قليلا قلت إن هذا تنزيل أي قوله بوصيك
أي كذا نزل أو هو مدلوله التضمني فإن تكذيبه
صلىاللهعليهوآله
في أمر الوصي تكذيب للوصي
( لِيَسْتَيْقِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) قبله في المدثر ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً
__________________
مَمْدُوداً ) إلى قوله سبحانه ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ
إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا
لِيَسْتَيْقِنَ ) إلخ.
وقال المفسرون
الوحيد الوليد بن المغيرة واستيقان أهل الكتاب لموافقة عدد الزبانية لما في كتبهم
وازدياد إيمان المؤمنين بالإيمان به أو بتصديق أهل الكتاب ( وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) تأكيد للاستيقان
وزيادة الإيمان ونفي لما يعرض المستيقن حيثما عراه شبهة وقد ورد في أخبارنا أن
الوحيد ولد الزنا وهو عمر وكذا تتمة الآيات فيه كما أوردناه في موضع آخر ولما كان
تهديده بعذاب سقر لإنكار الولاية فذكر الولاية في تلك الآيات لذلك وفقه ذلك أنك قد
عرفت مرارا أن الآية إذا نزلت في قوم فهي تجري في أمثالهم إلى يوم القيامة فظاهر
الآيات في الوليد وباطنها في الزنيم العنيد وكما أن الأول كان معارضا في النبوة
فكذا الثاني كان معارضا في الولاية وهما متلازمان ونفي كل منهما يستلزم نفي الأخرى
فلا ينافي هذا التأويل كون السورة مكية مع أن النبي
صلىاللهعليهوآله
في أول بعثته
عليهالسلام
أظهر إمامة وصيه كما مر
فيحتمل أن يكون الكافر والمنافق معا نسباه إلى السحر لإظهار الولاية وأيضا نفي
القرآن على أي وجه كان يستلزم نفي الولاية وإثباته إثباتها.
قوله ما هذا
الارتياب لعل السائل جعل قوله بولاية علي متعلقا بالمؤمنين فلا يعلم حينئذ أن
متعلق الارتياب المنفي ما هو فلذلك سأل عنه.
قوله نعم ولاية
علي كان المعنى أن التذكير لولايته ويحتمل في بطن القرآن إرجاع الضمير إلى الولاية
لكون الآيات نازلة فيها وكذا قوله عليهالسلام الولاية يحتمل الوجهين وقوله
عليهالسلام
من تقدم إلى ولايتنا
يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد بالتقدم التقدم إلى الولاية وبالتأخر التأخر عن
سقر فالترديد بحسب اللفظ فقط.
الثاني أن يكون
كلاهما بالنظر إلى الولاية وأو للتقسيم كقولهم الكلمة
اسم أو فعل أو
حرف. الثالث أن يكون المراد كليهما بحسب ظهر الآية وبطنها بأن يكون بحسب ظهرها
المراد التقدم إلى سقر والتأخر عنها وبحسب بطنها التقدم إلى الولاية والتأخر عنها ( كَلاَّ إِنَّها ) في المدثر ( إِنَّهُ ) فكأنه في قراءتهم عليهالسلام إنها أو هو من النساخ نعم في سورة عبس ( كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) فيحتمل أن يكون سؤال السائل عنها.
قال بولاية علي أي
المراد بالقرآن ما نزل منه في الولاية أو هي العمدة فيه قال نعم ليس نعم في بعض
النسخ وهو أظهر ورواه صاحب تأويل الآيات الباهرة نقلا عن الكافي قال لا تأويل وعلى ما في أكثر النسخ من وجود نعم فيمكن أن يكون مبنيا على أن سؤال السائل
على وجه الإنكار والاستبعاد فقال عليهالسلام نعم تصديقا لإنكاره أو يكون نعم فقط جوابا عن السؤال وذا
إشارة إلى ما قال عليهالسلام
في الآية السابقة ( إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ ) أقول المفسرون أرجعوا الضمير إلى السورة أو الآيات القريبة
ولما تعاضدت روايات الخاص والعام على نزول السورة في أهل البيت
عليهالسلام
فتفسيره الإشارة بالولاية
غير مناف لما ذكروه إذ السورة من حيث نزولها فيهم تذكرة لولايتهم والاعتقاد
بجلالتهم بل يحتمل أن يكون على تفسيره عليهالسلام هذه إشارة إلى السورة أو الآيات ويكون قوله
عليهالسلام
الولاية تفسيرا لمتعلق
التذكرة أي ما يتذكر بها فلا تكلف أصلا في ولايتنا لا ريب أن الولاية من أعظم
الرحمات الدنيوية والأخروية والظلم عليهم أعظم الظلم فهم لا محالة داخلون في الآية
إن لم تكن مخصوصة بهم بقرينة مورد النزول ثم الظاهر من كلامه
عليهالسلام
أن المراد بالظالمين من
ظلم الله أي من ظلم الأئمة عليهالسلام وأنه عبر كذلك لبيان أن ظلمهم بمنزلة ظلم الرب تعالى شأنه
والحاصل أن الله تعالى أجل من أن ينسب إليه أحد ظلما بالظالمية
__________________
أو المظلومية حتى
يحتاج إلى أن ينفي عن نفسه ذلك بل الله سبحانه خلط الأنبياء والأوصياء
عليهالسلام
بنفسه ونسب إلى نفسه
سبحانه كل ما يفعل بهم أو ينسب إليهم لبيان كرامتهم لديه فقوله تعالى : ( وَما ظَلَمْناهُمْ ) ليس الغرض نفي الظلم عن نفسه بل عن حججه بأنهم لا يظلمون
الناس بقتلهم وجبرهم على الإسلام والاستقامة على الحق بل هم يظلمون أنفسهم بترك
متابعة الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم ثم إن تلك الآيات وردت في مواضع من
القرآن المجيد ففي سورة البقرة ( وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ
وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا
أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) .
وفي الأعراف ( وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَ ) إلى آخر ما مر وفي هود ( وَما ظَلَمْناهُمْ
وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) وفي النحل ( وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما
ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) فالآية الأولى هنا هي ما في البقرة والأعراف والثانية هي ما في النحل فقوله
عليهالسلام
نعم في جواب هذا تنزيل
مشكل إذ كون الولاية مكان الرحمة بعيد جدا وكون الآية والظالمين آل محمد كما قيل تنافي
ما حققه عليهالسلام
من قوله خلطنا بنفسه إلخ
إلا أن يقال المراد بالتنزيل ما مر من أنه مدلوله المطابقي والتضمني لا الالتزامي
أو أنه قاله جبرئيل عند إنزال الآية وفي بعض النسخ وما ظلموناهم في الأخير فيدل
على أنه كان في النحل هكذا فضمير هم تأكيد ومضمونها مطابق لما في البقرة والأعراف
وهو أظهر.
فإن قيل هذه
القراءة تنافي ما في صدر الآية إذ الظاهر أنه استدراك لما يتوهم من أن التحريم ظلم
عليهم فبين أن هذا جزاء ظلمهم.
قلت قد قال تعالى
في سورة النساء ( فَبِظُلْمٍ مِنَ
الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ
__________________
طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ
اللهِ كَثِيراً ) الآية فيحتمل أن يكون هذا لبيان أن ظلمهم الذي صار سببا
لتحريم الطيبات عليهم لم يكن علينا أي على أنبيائنا وحججنا بل كان على أنفسهم حيث
حرموا بذلك طيبات الدنيا والآخرة ولعل هذا أفيد فخذ ( وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ ) هي في المرسلات
بعد قوله ( لِيَوْمِ الْفَصْلِ وَما
أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ ) أي يوم القيامة وتفسير المكذبين بالذين كذبوا الرسول
صلىاللهعليهوآله
فيما أوحي إليه من
الولاية إما لأنه مورد نزول الآية أو لأن التكذيب في الولاية داخل فيه بل هي عمدته
وأشد أفراده وكذا الآيات اللاحقة يجري فيها الوجهان ثم قال في هذه السورة ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ) ففسر المتقين بالأئمة
عليهمالسلام
وشيعتهم لأنه في مقابلة
المكذبين المنكرين للولاية ولا ريب أن الإقرار بالولاية مأخوذ في التقوى بل فيما
هو أعم منه وهو الإيمان وملة إبراهيم هي التوحيد الخالص المتضمن للإقرار بجميع ما
جاء به الرسل وأصله وعمدته الولاية وقد مر نزول الآية التالية في شفاعة النبي
والأئمة عليهالسلام
في كتاب المعاد.
٦٠
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَمَنْ
أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) قال يعني به
ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيامَةِ أَعْمى ) قال يعني أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن
ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام
( قالَ ) وهو متحير في القيامة يقول ( لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها ) قال الآيات
الأئمة عليهالسلام
( فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) يعني تركتها
وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة عليهالسلام فلم تطع أمرهم ولم تسمع لهم قلت : ( وَكَذلِكَ
نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ
__________________
لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى ) قال يعني من أشرك
بولاية أمير المؤمنين غيره ولم يؤمن بآيات ربه وترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم
ولم يتولهم قلت ( اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ
يَشاءُ ) قال ولاية أمير المؤمنين قلت ( مَنْ كانَ يُرِيدُ
حَرْثَ الْآخِرَةِ ) قال معرفة أمير المؤمنين والأئمة
عليهالسلام
( نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ) قال نزيده منها
قال يستوفي نصيبه من دولتهم ( وَمَنْ كانَ يُرِيدُ
حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) قال ليس له في
دولة الحق مع القائم نصيب .
بيان
: الضنك الضيق مصدر
وصف به وكذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث وفسر
عليهالسلام
الذكر بالولاية لشموله لها
وكونها عمدة أسباب ذكر الله والذكر المذكور في الآية شامل لجميع الأنبياء وولايتهم
ومتابعتهم وشرائعهم وما أتوا به لكون الخطاب إلى آدم وحواء وأولادهما لكونها تتمة قوله
تعالى : ( اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً ) الآية لكن أشرف
الأنبياء نبينا صلى الله عليهم وأكرم الأوصياء أوصياؤه
عليهالسلام
وأفضل الشرائع شريعته
فتخصيص أمير المؤمنين عليهالسلام
لكونه أشرف ولكونه
المتنازع فيه أولا في هذه الأمة قوله الآيات الأئمة أي هم آيات الله أو المراد
الآيات النازلة فيهم أو هي عمدتها وفسر الأكثر الإسراف بالشرك بالله وفسره
عليهالسلام
بالشرك في الولاية فإنه
يتضمن الشرك بالله وفسر عليهالسلام
الرزق بالولاية تفسيرا له
بالرزق الروحاني أو الأعم وخص أشرفه وهو الولاية بالذكر لأنها الأصل والمادة لسائر
العلوم والمعارف وفسر زيادة الحرث بالمنافع الدنيوية أو الأعم منها ومن العلوم
والمعارف التي يلقونها إليهم وفسر الآخرة بالرجعة ودولة القائم لما عرفت أن أكثر
آيات القيامة مأولة بها.
٦١
ـ فس : ( وَالشَّفْعِ ) قال الشفع ركعتان
والوتر ركعة وفي حديث
__________________
آخر قال الشفع
الحسن والحسين والوتر أمير المؤمنين صلوات الله عليهم .
٦٢ ـ فس : جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن ابن البطائني عن أبيه
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله ( يا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) الآية يعني الحسين بن علي
عليهالسلام
.
٦٣
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال : الشفع هو رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وعلي
عليهالسلام
والوتر هو الله الواحد عز
وجل .
٦٤
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قوله (
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) قال يا زرارة أولم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق
في أمر فلان وفلان وفلان .
بيان
: أي كانت ضلالتهم
بعد نبيهم مطابقة لما صدر من الأمم السابقة من ترك الخليفة واتباع العجل والسامري
وأشباه ذلك كما
قال علي بن
إبراهيم في تفسير تلك الآية يقول حالا بعد حال يقول لتركبن سنة من كان قبلكم حذو
النعل بالنعل والقذة بالقذة لا تخطئون طريقهم ولا يخطئ شبر بشبر وذراع بذراع وباع
بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يا
رسول الله قال فمن أعني لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من
دينكم الأمانة وآخره الصلاة. ويحتمل أن يكون المعنى تطابق أحوال خلفاء الجور في الشدة
والفساد.
قال البيضاوي : ( طَبَقاً
عَنْ طَبَقٍ ) أي حالا بعد حال مطابقة لأختها في الشدة أو مراتب الشدة
بعد المراتب.
__________________
٦٥ ـ كا : الكافي العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مفضل بن
صالح عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنا
إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال عهدنا إليه
في محمد والأئمة من بعده فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا وإنما سمي أولو العزم أولي
العزم أنه [ لأنه ] عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده
عليهالسلام
والمهدي
عليهالسلام
وسيرته وأجمع عزمهم على
أن ذلك كذلك والإقرار به .
٦٦
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن المعلى عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن
سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله ( وَلَقَدْ
عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ) كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة
عليهالسلام
من ذريتهم ( فَنَسِيَ ) هكذا والله أنزلت
على محمد صلىاللهعليهوآله
.
٦٧
ـ كنز : روى الحسين بن
جبير في نخب المناقب بإسناده عن الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما
أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) قال يسألونك يا محمد أعلي وصيك قل إي وربي إنه لوصيي .
٦٨
ـ كا : الكافي علي عن
أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله : ( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ
أَحَقٌّ هُوَ ) قال ما تقول في علي عليهالسلام ( قُلْ إِي
وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) .
بيان
: المشهور بين
المفسرين أن الضمير راجع إلى العذاب أو إلى ما يدعيه الرسول
صلىاللهعليهوآله
أو إلى القرآن.
٦٩
ـ فس : أبي عن ابن أبي
عمير عن جميل بن صالح عن المفضل عن جابر عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : ( الم ) وكل حرف في القرآن
مقطعة من حروف اسم
__________________
الله الأعظم الذي
يؤلفه الرسول والإمام عليهالسلام
فيدعو به فيجاب قال قلت
قوله ( ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ) قال الكتاب أمير
المؤمنين لا شك فيه أنه إمام ( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ
) فالآيتان لشيعتنا هم المتقون ( الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) وهو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة ( وَمِمَّا
رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) قال مما علمناهم من القرآن يتلون .
أقول
: هذا الخبر على هذا
الوجه كان في بعض نسخ التفسير.
٧٠
ـ كنز : روى الحسن بن أبي
الحسن الديلمي بإسناده عن فرج بن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله
عليهالسلام
يقول وقد تلا هذه الآية ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ
وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ ) يعني رسول الله
صلىاللهعليهوآله
( وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) يعني وصيه أمير
المؤمنين عليهالسلام
ولم يبعث الله نبيا ولا
رسولا إلا وأخذ عليه الميثاق لمحمد صلىاللهعليهوآله بالنبوة ولعلي بالإمامة .
٧١
ـ كا : الكافي الحسين بن
محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد
الله بن كثير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( عَمَّ يَتَساءَلُونَ
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) قال النبأ العظيم الولاية وسألته عن قوله ( هُنالِكَ
الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ ) قال ولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
.
بيان
: لعل المعنى أن
الولاية الخالصة لله هي ما يكون مع ولايته عليهالسلام.
٧٢
ـ كا : الكافي العدة عن
أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمداني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله
تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيامَةِ ) قال الأنبياء و
__________________
الأوصياء
عليهالسلام
.
٧٣ ـ كا : الكافي العدة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان
عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الاستطاعة وقول الناس فقال وتلا هذه الآية ( وَلا
يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) يا با عبيدة
الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالك قال قلت قوله ( إِلاَّ
مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ) قال هم شيعتنا ولرحمته خلقهم وهو قوله ( وَلِذلِكَ
خَلَقَهُمْ ) يقول لطاعة الإمامة الرحمة التي يقول ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ
كُلَّ شَيْءٍ ) يقول علم الإمام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شيء وهو شيعتنا ثم قال (
فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ) يعني ولاية غير الإمام وطاعته ثم قال (
يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ) يعني النبي
صلىاللهعليهوآله
والوصي والقائم (
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) إذا قام ( وَيَنْهاهُمْ عَنِ
الْمُنْكَرِ ) والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده ( وَيُحِلُّ
لَهُمُ الطَّيِّباتِ ) أخذ العلم من أهله ( وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ) والخبائث قول من خالف ( وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ ) وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام (
وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ ) والأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك
فضل الإمام فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم والإصر الذنب وهي الآصار ثم
نسبهم فقال ( فَالَّذِينَ آمَنُوا ) يعني بالإمام (
وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) يعني الذين اجتنبوا
__________________
الجبت والطاغوت أن
يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان والعبادة طاعة الناس لهم ثم قال ( أَنِيبُوا
إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) ثم جزاهم فقال ( لَهُمُ الْبُشْرى فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) والإمام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم
وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد صلىاللهعليهوآله وآله الصادقين على الحوض .
بيان
: عن الاستطاعة أي
هل يستطيع العبد من أفعاله شيئا أم لا وقول الناس أي اختلافهم في هذه المسألة كما
مر في كتاب العدل والواو في وتلا للحالية وقوله يا با عبيدة مفعول قال والمراد
بالناس المخالفون وبالإصابة الوجدان والإدراك والآية في سورة هود هكذا ( وَلَوْ
شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ ) وعلى تفسيره
عليهالسلام
المشار إليه في ولذلك
الرحمة أو الرحم وضمير هم للموصول في قوله إلا من وقوله يقول لطاعة الإمام تفسير
للرحمة فحاصل المعنى حينئذ ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ
رَبُّكَ ) بأن وفقه لطاعة الإمام ولهذه الطاعة خلقهم فالرحمة حقيقة
هو الإمام من جهة أن طاعته تورث النجاة وهو رحمة أيضا من جهة علمه الكامل الذي
انتفع به الشيعة كلهم ووسعهم وجميع أمورهم وهما يرجعان إلى معنى واحد لتلازمهما
فقوله عليهالسلام
الرحمة بدل لطاعة الإمام
أو للإمام ففسر الطاعة بالعلم لتلازمهما أو الإمام بالرحمة من جهة أن علمه وسع
الشيعة وكفاهم فقوله الرحمة التي يقول أي الإمام هو الرحمة التي يقولها في قوله (
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) يقول علم الإمام تفسير للرحمة لبيان أن كونه رحمة من جهة
علمه ويمكن أن يقرأ علم بصيغة الماضي ووسع علمه أي علم الإمام الذي من علمه أي من
علم الله.
وفسر
عليهالسلام
الشيء بالشيعة لأنهم
المنتفعون به فصار رحمة وأما سائر
__________________
الخلق فإنه وإن
كان لهم أيضا رحمة لكن لما لم ينتفعوا به صار عليهم سخطا ووبالا فالمراد بكل شيء
إما كل محل قابل وهم الشيعة أو يكون عاما والتخصيص لما ذكر أو لأنه لو لا خواص
الشيعة لم تفض رحمة على غيرهم أصلا كما ورد في الأخبار الكثيرة أنه لو لا الإمام
وخواص شيعته لم تمطر السماء ولم تنبت الأرض.
فتخصيص الرحمة
بالإمام لأنه عمدة الرحمات الخاصة ومادتها وتخصيص محلها بالشيعة لأنهم المقصودون
بالذات منها ويحتمل أن يكون المراد بسعة علمه لهم أنه يعرف شيعته من غير شيعته
كناية عن علمه بحقائق جميع الأشياء وأحوالها لكن فيه بعد.
قوله يعني ولاية
غير الإمام هو بيان لمفعول يتقون المحذوف أي الذين يكفون أنفسهم عن ولاية غير
الإمام المنصوب من قبل الله تعالى وكان الغرض بيان الفرد الأخفى وجميع أفراد الشرك
داخل فيه يعني النبي والوصي لعل المعنى أنه ذكر في ضمن نعته المذكور في الكتابين
أن له أوصياء أولهم علي وآخرهم القائم عليهالسلام يقوم بإعلاء كلمتهم فهو بيان للوجدان أي يجدونه بتلك
الأوصاف وضمير ( يَأْمُرُهُمْ ) راجع إلى القائم
عليهالسلام
والغرض بيان أن الأمر
والنهي المنصوبين إلى النبي عليهالسلام ليس المراد به صدورهما عنه
صلىاللهعليهوآله
بخصوصه بل يشمل ما يصدر عن
أوصيائه عليهالسلام
والذي يتأتى منه صدورهما
على وجه الكمال وهو القائم عليهالسلام لنفاذ حكمه وجريان أمره والمنكر بفتح الكاف من أنكر أي
إنكار من أنكر نظير قوله تعالى : ( وَلكِنَّ الْبِرَّ
مَنِ اتَّقى ) والكسر تصحيف ولما كان المعروف كل أمر يعرف العقل السليم
حسنه والمنكر ضده فولاية الإمام وطاعته أهم المعروفات وأعظمها واختيار ولاية غيره
عليه أفظع المنكرات وأشنعها وكذا المراد بالطيبات كل ما تستطيبه العقول السليمة
وبالخبائث كل ما تستقذره النفوس الطيبة فتشمل الطيبات العلوم الحقة المأخوذة عن
أهل بيت العصمة عليهمالسلام
__________________
والخبائث العلوم
الباطلة والشبهات الواهية المأخوذة عن أئمة الضلالة وأتباعهم مع أن كل ما ورد في
الأغذية الجسمانية والنعم الظاهرة مأولة في بطن القرآن بالأغذية الروحانية والنعم
الباطنة كما عرفت مرارا وهي الذنوب التي كانوا فيها أي ذنب ترك الولاية وما يتبعه
من الخطاء في الأعمال والأغلال هي الخطأ في العقائد والأقوال شبه آراءهم
الناشئة عن ضلالتهم بالأغلال لأنها قيدتهم وحبستهم عن الاهتداء إلى الحق أو لأنها
لزمت أعناقهم بأوزارها لزوم الغل ومن في قوله من ترك للتعليل.
وقال الفيروزآبادي
الإصر الكسر والحبس وبالكسر العهد والذنب والثقل ويضم ويفتح في
الكل والجمع آصار والإصار ككتاب حبل صغير يشد به أسفل الخبإ ووتد الطنب فقوله وهي
الآصار إما بصيغة الجمع يريد أن قراءتهم عليهالسلام هكذا موافقا لقراءة ابن عامر أو أن المراد بالمفرد هنا
الجمع أو أن الأغلال عمدة آصارهم وذنوبهم فإنها متعلقة بالعقائد أو بصيغة المفرد
يريد أن الإصر مأخوذ من الإصار الذي يشد به الخبأ ثم نسبهم الضمير للشيعة
المذكورين في صدر الحديث أي ذكر صفتهم وحالهم ومثوباتهم فقال الذين آمنوا في
القرآن ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ ) نقل بالمعنى يعني
بالإمام أي الإيمان بالإمام داخل في الإيمان بالرسول وقد مر أن المراد بالنور أمير
المؤمنين عليهالسلام.
قوله يعني الذين
اجتنبوا كأنه تفسير لقوله ( وَاتَّبَعُوا
النُّورَ ) فإن اتباع القرآن أو الإمام لا يتم إلا بالبراءة من أئمة
الضلال أو المعنى أن المؤمنين المذكورين في هذه الآية هم المذكورون في الآيات
الأخر المبشرون فيها لأن الآيات السابقة في الأعراف وفي الزمر (
وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ
لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ
فَيَتَّبِعُونَ
__________________
أَحْسَنَهُ
) وبعدها بفاصلة ( وَأَنِيبُوا إِلى
رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا
تُنْصَرُونَ ) وفي يونس ( الَّذِينَ آمَنُوا
وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) .
فجمع
عليهالسلام
بين مضامين الآيات لبيان
اتحاد مواردها واتصال بعضها ببعض في المعنى فالتي في الزمر شرط البشارة فيها
باجتناب عبادة الطاغوت وهو كل رئيس في الباطل وفسر عبادتها بطاعتها كقوله تعالى : ( لا
تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ ) وضم الجبت إليها لقرب مضمونها واقترانهما في سائر الآيات
وإيماء إلى أنه في سائر الآيات أيضا إشارة إلى هؤلاء المنافقين وكأنه
عليهالسلام
فسر الإنابة إلى الرب
والإسلام له بقبول الولاية لأن من لم يقبلها رد على الله ولم يسلم له ثم جزاهم أي
بين جزاءهم وظاهر الخبر أن البشارة من الإمام والظرفان لمتعلق البشارة لا لنفسها
أي يبشرهم بما يكون لهم في الدنيا لهم في زمن القائم
عليهالسلام
وفي الآخرة وقد مر في
كتاب المعاد تأويلات أخرى لها.
٧٤
ـ كا : الكافي محمد بن
يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن قوله تعالى : ( الَّذِينَ
يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ) قال هم الأوصياء من مخافة عدوهم .
٧٥
ـ كا : الكافي علي بن
محمد وغيره عن سهل عن ابن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ولايتنا أهل
البيت وأهوى بيده إلى صدره فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا .
__________________
بيان
: الظاهر أن قوله
عليهالسلام
ولايتنا تفسير للعمل
الصالح فالمستتر في قوله ( يَرْفَعُهُ ) راجع إليه
والبارز إلى الكلم والمراد به كلمة الإخلاص والأذكار كلها وبصعوده بلوغه إلى محل
الرضا والقبول أي العمل الصالح وهو الولاية يرفع الكلم الطيب ويبلغه حد القبول
ويحتمل أن يكون تفسيرا للكلم الطيب وإشارة إلى أن المراد به الولاية والإقرار به
وحكم الضميرين حينئذ بعكس ما سبق وهو أنسب بآخر الخبر وبما ذكره علي بن إبراهيم
حيث قال قوله ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قال كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء به من عند الله من
الفرائض والولاية يرفع العمل الصالح إلى الله.
٧٦ ـ وروي عن
الرضا عليهالسلام
أنه قال : الكلم الطيب هو
قول لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله وخليفته حقا وخلفاؤه خلفاء الله
والعمل الصالح يرفعه فهو دليله وعمله اعتقاده الذي في قلبه بأن هذا الكلام صحيح
كما قلته بلساني .
٧٧
ـ كا : الكافي علي عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن سماعة عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : (
وَأَوْفُوا بِعَهْدِي ) قال بولاية أمير المؤمنين
عليهالسلام
( أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) أوف لكم بالجنة .
٧٨
ـ كنز : محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن الحسن بن مخارق عن أبي
الورد عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قوله عز وجل : ( أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) هم آل محمد صلوات
الله عليهم .
٧٩
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن حكيم عن سفيان بن إبراهيم الجريري عن أبي
صادق قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام
__________________
عن قول الله عز
وجل : ( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي
الزَّبُورِ ) الآية قال نحن هم قال قلت ( إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ ) قال هم شيعتنا .
٨٠ ـ كنز : محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود
النجار عن أبي الحسن موسى عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ
يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) قال آل محمد صلوات الله عليهم ومن تابعهم على منهاجهم
والأرض أرض الجنة .
٨١
ـ كنز : بهذا الإسناد عنه
عليهالسلام
عن أبيه عن جده أبي جعفر
صلوات الله عليهم أن النبي صلىاللهعليهوآله قال ذات يوم إن ربي وعدني نصرته وأن يمدني بملائكته وأنه
ناصرني بهم وبعلي عليهالسلام
أخي خاصة من بين أهلي
فاشتد ذلك على القوم أن خص عليا عليهالسلام بالنصرة وأغاظهم ذلك فأنزل الله عز وجل ( مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ ) محمدا بعلي ( فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ
لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ ) قال ليضع حبلا في
عنقه إلى سماء بيته يمده حتى يختنق فيموت فينظر هل يذهبن كيده غيظه .
٨٢ ـ كنز : بهذا الإسناد عنه عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) يعني بهم آل محمد
صلىاللهعليهوآله
.
٨٣
ـ كنز : بهذا الإسناد عنه
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ
وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً ) قال هم الأئمة
عليهالسلام
وهم الأعلام ولو لا صبرهم
وانتظارهم الأمر أن يأتيهم من الله لقتلوا جميعا قال الله عز وجل ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) .
بيان أي لو خرج
الأئمة الذين أمروا بالصبر وترك الخروج وانتظار
__________________
الفرج لقتلوا وقتل
أكثر الناس ويصير سببا لتعطيل معابد جميع أهل الكتب وإبطال شرائعهم فبهم وصبرهم
دفع الله شر الكافرين والمخالفين عن المؤمنين ويحتمل أن يكون المعنى أن نظير تلك
الآية جار فيهم ع.
٨٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة رفعه إلى عبد الله بن سنان
عن ذريح المحاربي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام قوله تعالى : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) قال هو لقاء
الإمام عليهالسلام
.
بيان
: يحتمل أن يكون المراد تفسير الوفاء
بالنذور بلقاء الإمام كما ورد في أخبار كثيرة في قوله تعالى : ( يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ )
أن النذر هو
العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق بالولاية ويحتمل أن يكون المراد تأويل قضاء التفث
به فإنه مفسر بإزالة الأدناس والأشعاث نحو قص الأظفار والشارب وحلق العانة وأعظم
الأدناس وأخبث الأرجاس الروحانية الجهل والظلالة ومذام الأخلاق وهي إنما تزول
بلقاء الإمام.
ويؤيده ما رواه
الكليني بإسناده عن عبد الله بن سنان عن ذريح قال : قلت لأبي عبد الله
عليهالسلام
إن الله أمرني في كتابه
بأمر فأحب أن أعلمه قال وما ذاك قلت قول الله عز وجل : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) قال ( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) لقاء الإمام ( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) تلك المناسك قال عبد الله بن سنان فأتيت أبا عبد الله
عليهالسلام
فقلت جعلت فداك قول الله
عز وجل : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا
تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) قال عليهالسلام أخذ الشارب وقص الأظفار وما أشبه ذلك قال قلت جعلت فداك إن
ذريحا المحاربي حدثني عنك بأنك قلت له ( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) لقاء الإمام ( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) تلك المناسك قال صدق ذريح وصدقت
__________________
إن للقرآن ظاهرا
وباطنا ومن يحتمل مثل ما يحتمل ذريح .
٨٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زائدة عن حمران عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله
عز وجل : ( وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ
النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) الآية فقال كان قوم صالحون هم مهاجرون قوم سوء خوفا أن
يفسدوهم فيدفع الله بهم من الصالحين ولم يأجر أولئك بما يدفع بهم وفينا مثلهم .
بيان
: أي كان قوم صالحون هجروا قوم سوء خوفا
أن يفسدوا عليهم دينهم فالله تعالى يدفع بهذا القوم السوء عن الصالحين شر الكفار
كما كان الخلفاء الثلاثة وبنو أمية وأضرابهم يقاتلون المشركين ويدفعونهم عن
المؤمنين الذين لا يخالطونهم ولا يعاونهم خوفا من أن يفسدوا عليهم دينهم لنفاقهم
وفجورهم ولم يأجر الله هؤلاء المنافقين بهذا الدفع لأنه لم يكن غرضهم إلا الملك
والسلطنة والاستيلاء على المؤمنين وأئمتهم كما قال النبي
صلىاللهعليهوآله
إن الله يؤيد هذا الدين
بأقوام لا خلاق لهم.
وأما قوله
عليهالسلام
وفينا مثلهم يعني نحن
أيضا نهجر المخالفين لسوء فعالهم فيدفع الله ضرر الكافرين وشرهم عنا بهم.
٨٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر
عن أبيه عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا ) إلى قوله ( إِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ) قال نزلت في أمير المؤمنين
عليهالسلام
وقال سمعت أبي محمد بن
علي عليهالسلام
كثيرا ما يردد هذه الآية ( وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ
لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ ) فقلت
__________________
يا أبت جعلت فداك
أحسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام خاصة قال نعم .
٨٧ ـ وبهذا
الإسناد عن الكاظم عن أبيه عليهالسلام قال : لما نزلت هذه الآية ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ) جمعهم رسول الله
ثم قال يا معشر المهاجرين والأنصار إن الله تعالى يقول ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ) والمنسك هو
الإمام لكل أمة بعد نبيها حتى يدركه نبي ألا وإن لزوم الإمام وطاعته هو الدين وهو
المنسك وهو علي بن أبي طالب عليهالسلام إمامكم بعدي فإني أدعوكم إلى هداه وإنه على هدى مستقيم فقام القوم يتعجبون من ذلك ويقولون والله إذا لننازعن الأمر ولا نرضى طاعته أبدا فأنزل الله عز وجل ( ادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ وَإِنْ جادَلُوكَ
فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ
الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ
يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى
اللهِ يَسِيرٌ ) .
٨٨ ـ وبهذا
الإسناد عنه عن أبيه عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا ) بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون
بالذين يتلون عليهم آياتنا الآية قال كان القوم إذا نزلت في أمير المؤمنين آية في
كتاب الله فيها فرض طاعته أو فضيلة فيه أو في أهله سخطوا ذلك وكرهوا حتى هموا به
وأرادوا به العظيم وأرادوا برسول الله صلىاللهعليهوآله أيضا ليلة العقبة غيظا وغضبا وحسدا حتى نزلت هذه الآية وقال
عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ) الآية أمرهم
بالركوع والسجود وعبادة الله وقد افترضها الله عليهم وأما فعل
__________________
الخير فهو طاعة
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ( وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ) يا شيعة آل محمد ( وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) قال من ضيق ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ
وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) يا آل محمد يا من
قد استودعكم المسلمين وافترض طاعتكم عليهم ( وَتَكُونُوا ) أنتم ( شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) بما قطعوا من رحمكم وضيعوا من حقكم ومزقوا من كتاب الله
وعدلوا حكم غيركم بكم فالزموا الأرض ( فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ ) يا آل محمد وأهل
بيته ( هُوَ مَوْلاكُمْ ) أنتم وشيعتكم ( فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) .
٨٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم بن عبيد عن جعفر بن عبد
الله المحمدي عن أحمد بن إسماعيل عن العباس بن عبد الرحمن عن سليمان عن
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : لما قدم النبي
صلىاللهعليهوآله
المدينة أعطى عليا
عليهالسلام
وعثمان أرضا أعلاها
لعثمان وأسفلها لعلي عليهالسلام
فقال علي
عليهالسلام
لعثمان إن أرضي لا تصلح
إلا بأرضك فاشتر مني أو بعني فقال له أنا أبيعك فاشترى منه علي
عليهالسلام
فقال له أصحابه أي شيء
صنعت بعت أرضك من علي وأنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئا حتى يبيعك بحكمك
قال فجاء عثمان إلى علي عليهالسلام
فقال له لا أجيز البيع فقال له بعت ورضيت وليس ذلك لك قال فاجعل بيني وبينك رجلا قال علي
عليهالسلام
النبي
صلىاللهعليهوآله
فقال عثمان هو ابن عمك
ولكن اجعل بيني وبينك غيره فقال علي عليهالسلام لا أحاكمك إلى غير النبي
صلىاللهعليهوآله
والنبي شاهد علينا فأبى
ذلك فأنزل الله ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا
بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ
ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ
__________________
إِذا
دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ
مُعْرِضُونَ ) إلى قوله ( وَأُولئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ ) .
٩٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد
الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ) الآيات قال إنها
نزلت في رجل اشترى من علي بن أبي طالب عليهالسلام أرضا ثم ندم وندمه أصحابه فقال لعلي
عليهالسلام
لا حاجة لي فيها فقال له
قد اشتريت ورضيت فانطلق أخاصمك إلى رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فقال له أصحابه لا تخاصمه
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال انطلق أخاصمك إلى
أبي بكر وعمر أيهما شئت بيني وبينك قال علي عليهالسلام لا والله ولكن إلى رسول الله
صلىاللهعليهوآله
بيني وبينك لا أرضى بغيره فأنزل الله عز وجل هذه الآيات ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ) إلى قوله ( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
٩١
ـ كا : الكافي علي بن
محمد عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي عمن رفعه إلى أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله عز ذكره ( وَمَنْ
يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) قال هؤلاء قوم من
شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا
فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا
فينقلوه إليهم فيعيه هؤلاء ويضيعه هؤلاء فأولئك الذين يجعل الله عز
ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون وفي قول
__________________
الله عز وجل : ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال الذين يغشون الإمام إلى قوله عز وجل : ( لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) قال لا ينفعهم ولا يغنيهم لا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود .
بيان
: حمل عليهالسلام
الرزق في الآية على الرزق الروحاني وهو العلم قوله عليهالسلام
يغشون الإمام أي يدخلون عليه مع النصب وعدم الولاية فلا ينتفعون بالدخول عليه ولا
يمكنهم ترك السؤال لجهلهم أو المراد أنهم في زمن القائم عليهالسلام لا ينفعهم الدخول
عليه لعلمه بنصبهم الذي أضمروه ولا الجلوس في البيوت لعلمه بهم وعدم تمكينه إياهم
لذلك.
٩٢
ـ كا : الكافي علي بن
محمد عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( ما
يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ
سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما
كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ ) قال نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجراح
وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم
وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا
فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية قال قلت قوله عز وجل : ( أَمْ
أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ
سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) قال وهاتان
الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم قال أبو عبد الله
عليهالسلام
لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب
الكتاب إلا يوم قتل الحسين عليهالسلام وهكذا كان في سابق علم الله عز وجل
__________________
الذي أعلمه رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أن إذا كتب الكتاب قتل
الحسين عليهالسلام
وخرج الملك من بني هاشم
فقد كان ذلك كله قلت ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما
فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى
تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ ) قال الفئتان إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم
الذين بغوا على أمير المؤمنين عليهالسلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله
ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا
ويرجعوا عن رأيهم لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين وهي الفئة الباغية كما قال الله
عز وجل فكان الواجب على أمير المؤمنين عليهالسلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول الله
صلىاللهعليهوآله
في أهل مكة إنما من عليهم
وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنين عليهالسلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي
صلىاللهعليهوآله
بأهل مكة حذو النعل
بالنعل قال قلت قوله عز وجل : ( وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى ) قال هم أهل البصرة هي المؤتفكة قلت ( وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ) قال أولئك قوم لوط ائتفكت عليهم انقلبت عليهم .
بيان
: انقلاب البصرة إما حقيقة كقرى قوم لوط
وإما مجازا بالغرق والبلايا التي نزلت عليهم ويؤيد الأول ما رواه علي بن إبراهيم
حيث قال قد ائتفكت البصرة بأهلها مرتين وعلى الله تمام الثالثة وتمام الثالثة في
الرجعة.
٩٣
ـ فر : تفسير فرات بن
إبراهيم علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا عن محمد بن علي ابن الحنفية أنه
قرأ ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال والذي نفسي بيده لو أن رجلا عبد الله بين الركن والمقام
حتى تلتقي ترقوتاه لحشره الله مع من يحب .
__________________
بيان
: قال الطبرسي رحمهالله أي قرن كل واحد منها إلى شكله وضم إليه أي قرن كل إنسان
بشكله من أهل النار وبشكله من أهل الجنة وقيل معناه ردت الأرواح إلى الأجساد فتصير
أحياء وقيل يقرن الغاوي بمن أغواه من إنسان أو شيطان وقيل أي قرنت نفوس الصالحين
بالحور العين ونفوس الكافرين بالشياطين .
٩٤
ـ كا : الكافي علي بن
محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله عز وجل : ( وَمَنْ
يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) قال من تولى
الأوصياء من آل محمد صلىاللهعليهوآله
واتبع آثارهم فذاك يزيده
ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم
عليهالسلام
وهو قول الله عز وجل : ( مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) تدخله الجنة وهو قول الله عز وجل : ( قُلْ ما
سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) يقول أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به
وتنجون من عذاب يوم القيامة وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار
( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند
ذلك بعضهم لبعض أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته
على رقابنا فقالوا ما أنزل الله هذا وما هو إلا شيء يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته
على رقابنا ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا
وأراد الله أن يعلم نبيه الذي أخفوا في صدورهم وأسروا به فقال في كتابه عز وجل ( أَمْ
يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى
__________________
قَلْبِكَ
) يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم وقد قال الله
عز وجل ( وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ
بِكَلِماتِهِ ) يقول الحق لأهل بيتك الولاية ( إِنَّهُ عَلِيمٌ
بِذاتِ الصُّدُورِ ) ويقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم
بعدك وهو قول الله عز وجل : ( وَأَسَرُّوا
النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ
السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ) وفي قول الله عز وجل : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى
) قال أقسم بقبر محمد صلىاللهعليهوآله
إذا قبض ( ما ضَلَّ
صاحِبُكُمْ ) بتفضيله أهل بيته ( وَما غَوى وَما
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) يقول ما يتكلم لفضل أهل بيته بهواه وهو قول الله عز وجل : ( إِنْ هُوَ
إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) وقال الله عز وجل لمحمد ( قُلْ لَوْ أَنَّ
عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) قال لو أني أمرت
أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي
فكان مثلكم كما قال الله عز وجل ( كَمَثَلِ الَّذِي
اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ) يقول أضاءت الأرض
بنور محمد صلىاللهعليهوآله
كما تضيء الشمس فضرب مثل
محمد صلىاللهعليهوآله
الشمس ومثل الوصي القمر
وهو قوله عز وجل : ( جَعَلَ الشَّمْسَ
ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ) وقوله : ( وَآيَةٌ لَهُمُ
اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ ) وقوله عز وجل : ( ذَهَبَ
اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ) يعني قبض محمد
صلىاللهعليهوآله
فظهرت الظلمة فلم يبصروا
فضل أهل بيته وهو قوله عز وجل : ( وَإِنْ تَدْعُوهُمْ
إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ
__________________
يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وضع العلم الذي كان عنده
عند الوصي وهو قول الله عز وجل : ( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) يقول أنا هادي
السماوات والأرض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة فيها
المصباح فالمشكاة قلب محمد صلىاللهعليهوآله والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله ( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) يقول إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما
يجعل المصباح في الزجاجة ( كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ ) فأعلمهم فضل الوصي ( يُوقَدُ ) من شجرة مباركة فأصل الشجرة المباركة إبراهيم
عليهالسلام
وهو قول الله عز وجل : ( رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ ) وهو قول الله عز وجل : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى
الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( لا شَرْقِيَّةٍ وَلا
غَرْبِيَّةٍ ) يقول لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ولا نصارى فتصلوا قبل
المشرق وأنتم على ملة إبراهيم عليهالسلام وقد قال الله عز وجل ( ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً
مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) وقوله عز وجل : ( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ
يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) يقول مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر
من الزيتون ( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ
وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ
يَشاءُ ) يقول يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك .
بيان
: قوله فذاك يزيده أي مودتهم مستلزمة
لمودة هؤلاء أو لا تقبل
__________________
مودة هؤلاء إلا
بمودتهم قوله عليهالسلام
وهو قول الله أي المراد
بالحسنة فيها أيضا مودة الأوصياء عليهالسلام أي نزلت فيها أي هي الفرد الكامل من الحسنة التي يشترط قبول
سائر الحسنات بها فكأنها منحصرة فيها قوله عليهالسلام أجر المودة الإضافة بيانية وما ذكره
عليهالسلام
وجه حسن تام في الجمع بين
الآيات التي وردت في أجر الرسالة لأن الله تعالى قال في موضع ( قُلْ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فدلت على أن
المودة أجر الرسالة وقال في موضع آخر ( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ
مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) أي الأجر الذي سألتكم يعود نفعه إليكم وقال في موضع آخر ( قُلْ ما
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ
سَبِيلاً ) فيظهر من تفسيره عليهالسلام هنا أن المراد به أن أجر الرسالة إنما أطلبه ممن قبل قولي
وأطاعني واتخذ إلى ربه سبيلا وقال عز ذكره في موضع آخر ( قُلْ ما
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ) فهذا على تفسيره عليهالسلام متوجه إلى الكافرين والجاحدين والمنافقين قوله
عليهالسلام
يقول الحق أي عنى بالحق
الولاية قوله يقول بما ألقوه تفسير لقوله ( بِذاتِ الصُّدُورِ ) قوله
عليهالسلام
أقسم بقبر محمد
صلىاللهعليهوآله
أي المراد بالنجم الرسول
صلىاللهعليهوآله
كما بيناه في باب مفرد
والمراد بهويه أي سقوطه وهبوطه وغروبه أو صعوده وموته وغيبته في التراب أو صعود
روحه المقدسة إلى رب الأرباب.
قوله
عليهالسلام
لو أني أمرت لعله على
تأويله عليهالسلام
في الكلام تقدير أي لو أن
عندي الأخبار بما تستعجلون به ولم يفسر عليهالسلام الجزاء لظهوره أي لقضي الأمر بيني وبينكم لظهور كفركم
ونفاقكم ووجوب قتلكم وقوله عليهالسلام فكان مثلكم لبيان ما يترتب على ذهابه
صلىاللهعليهوآله
من بينهم من ضلالتهم
وغوايتهم وبه أشار عليهالسلام
إلى تأويل حسن لآية أخرى
وتشبيه تام كامل فيها وهي ما ذكره
__________________
الله تعالى في وصف
المنافقين حيث قال : ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ
الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ) فالمراد استضاءة
الأرض بنور محمد صلىاللهعليهوآله
من العلم والهداية واستدل
عليهالسلام
على أن المراد بالضوء
هاهنا نور محمد صلىاللهعليهوآله
بأن الله مثل في جميع
القرآن الرسول صلىاللهعليهوآله
بالشمس ونسب إليها الضياء
والوصي بالقمر ونسب إليه النور فالضوء للرسالة والنور للإمامة وهو قوله عز وجل : ( جَعَلَ
الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ) وربما يستأنس لذلك بما ذكروه من أن الضياء يطلق على ضوء
النير بالذات والنور على نور المضيء بالغير ولذا ينسب النور إلى القمر لأنه يستفيد
النور من الشمس ولما كان نور الأوصياء مقتبسا من نور الرسول
صلىاللهعليهوآله
وعلمهم
عليهالسلام
من علمه عبر عن علمهم
وكمالهم بالنور وعن علم الرسول صلىاللهعليهوآله بالضياء.
وأشار
عليهالسلام
إلى تأويل آية أخرى وهي قوله
عز وجل : ( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ
النَّهارَ ) فهي إشارة إلى ذهاب النبي
صلىاللهعليهوآله
وغروب شمس الرسالة فالناس
مظلمون إلا أن يستضيئوا بنور القمر وهو الوصي ثم ذكر
عليهالسلام
تتمة الآية السابقة بعد
بيان أن المراد بالإضاءة إضاءة شمس الرسالة فقال المراد بإذهاب الله نورهم قبض
النبي صلىاللهعليهوآله
فظهرت الظلمة بالضم أو
بالتحريك فلم يبصروا فضل أهل بيته ع.
وقوله
عليهالسلام
بعد ذلك وهو قوله عز وجل
: ( وَإِنْ تَدْعُوهُمْ ) يحتمل أن يراد به
أنها نزلت في شأن الأمة بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله وذهاب نورهم فصاروا كمن كان في ظلمات ينظر ولا يبصر شيئا
ويحتمل أن يكون على سبيل التنظير أي كما أن في زمان الرسول
صلىاللهعليهوآله
أخبر الله عن حال جماعة
تركوا الحق واختاروا الضلالة فأذهب الله نور الهدى عن أسماعهم وأبصارهم فصاروا
بحيث مع سماعهم الهدى كأنهم لا يسمعون ومع رؤيتهم الحق كأنهم لا يبصرون فكذا هؤلاء
لذهاب نور الرسالة من بينهم لا يبصرون الحق وإن كانوا ينظرون إليه قوله
عليهالسلام
النور الذي فيه العلم هو
عطف بيان للنور.
__________________
٩٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن ابن سدير
عن أبي محمد الحناط قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام قول الله عز وجل : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ
الْمُنْذِرِينَ ) بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين قال ولاية علي
عليهالسلام
.
٩٦
ـ كنز : محمد بن العباس عن
الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن صفوان عن أبي عثمان عن معلى بن خنيس عن
أبي عبد الله عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا
يُوعَدُونَ ) قال خروج القائم ( ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ) قال هم بنو أمية
الذين متعوا في دنياهم .
٩٧
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن الحسن الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي
جعفر عليهالسلام
في قوله عز وجل : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) قال في علي وفاطمة والحسن والحسين وأهل بيته
عليهالسلام
.
٩٨
ـ كنز : روي من طريق
العامة عن ابن عباس قال : قوله عز وجل : ( وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ) قال الأعمى أبو
جهل والبصير أمير المؤمنين عليهالسلام ( وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ ) فالظلمات أبو جهل والنور أمير المؤمنين ( وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ) فالظل ظل أمير المؤمنين
عليهالسلام
في الجنة والحرور يعني
جهنم لأبي جهل ثم جمعهم جميعا فقال ( وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ ) فالأحياء علي
وحمزة و
__________________
جعفر والحسن والحسين
وفاطمة وخديجة عليهالسلام
والأموات كفار مكة .
٩٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن
محمد الثقفي عن يوسف بن كليب المسعودي عن عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عن محمد عن
أبي الحكم بن المختار عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : ( حم ) اسم من أسماء الله عز وجل ( عسق ) علم علي بفسق كل جماعة ونفاق كل فرقة .
١٠٠ ـ وبحذف
الإسناد يرفعه إلى محمد بن جمهور عن السكوني عن أبي جعفر قال : ( حم ) حتم وعين عذاب وسين سنون كسني يوسف وقاف قذف وخسف ومسخ يكون في
آخر الزمان بالسفياني وأصحابه وناس من كلب ثلاثون ألف ألف يخرجون معه وذلك حين يخرج القائم عليهالسلام بمكة وهو مهدي هذه الأمة .
١٠١ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن سهل عن محمد بن
إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار قال حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر
عليهالسلام
قال : كنت عند أبي يوما
قاعدا حتى أتى رجل فوقف به قال أفيكم باقر العلم ورئيسه محمد بن علي قيل له نعم فجلس طويلا ثم قام إليه فقال يا
ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل : في قصة زكريا ( وَإِنِّي
خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً ) قال نعم الموالي
بنو العم وأحب الله أن يهب له وليا من صلبه وذلك أنه فيما كان علم من فضل محمد
صلىاللهعليهوآله
قال يا رب أمع ما شرفت
محمدا
__________________
وكرمته ورفعت ذكره
حتى قرنته بذكرك فما يمنعك يا سيدي أن تهب له ذرية من صلبه فيكون فيها النبوة قال
يا زكريا قد فعلت ذلك بمحمد صلىاللهعليهوآله ولا نبوة بعده وهو خاتم الأنبياء ولكن الإمامة لابن عمه
وأخيه علي بن أبي طالب من بعده وأخرجت الذرية من صلب علي إلى بطن فاطمة بنت محمد
وصيرت بعضها من بعض فخرجت منه الأئمة حججي على خلقي وإني مخرج من صلبك ولدا يرثك ( وَيَرِثُ
مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) فوهب الله له يحيى عليهالسلام .
١٠٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن سهل عن محمد بن
إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى
عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله ( أُولئِكَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ
وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ ) قال نحن ذرية إبراهيم والمحمولون مع نور ونحن صفوة الله
وأما قوله ( وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا ) فهم والله شيعتنا الذين هداهم الله لمودتنا واجتباهم لديننا
فحيوا عليه وماتوا عليه وصفهم الله بالعبادة والخشوع ورقة القلب فقال ( إِذا
تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا ) قال عز وجل ( فَخَلَفَ
مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا ) وهو جبل من صفر يدور في وسط جهنم ثم قال عز وجل ( إِلاَّ
مَنْ تابَ ) من غش آل محمد ( وَآمَنَ وَعَمِلَ
صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً ) إلى قوله ( مَنْ كانَ
تَقِيًّا ) .
١٠٣ ـ فس ، أبي عن
حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : جاء رجل إلى علي بن
الحسين عليهالسلام
فقال له إن ابن عباس يزعم
أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيمن
__________________
نزلت فقال أبي
عليهالسلام
سله فيمن نزلت ( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ
سَبِيلاً ) وفيمن نزلت ( وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ
اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ ) وفيمن نزلت ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فأتاه الرجل فسأله فقال وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله عن العرش مم
خلقه الله ومتى خلق وكم هو وكيف هو فانصرف الرجل إلى أبي
عليهالسلام
فقال أبي
عليهالسلام
فهل أجابك بالآيات قال لا
قال أبي لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ولا المنتحل أما قوله ( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ
سَبِيلاً ) ففيه نزل وفي أبيه وأما
قوله ( وَلا يَنْفَعُكُمْ
نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ) ففي أبيه نزلت
وأما الأخرى ففي بنيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به وسيكون ذلك من
نسلنا المرابط ومن نسله المرابط وأما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله فإن الله
خلقه أرباعا لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور ثم خلقه من ألوان
أنوار مختلفة من ذلك النور نور أخضر منه اخضرت الخضرة ونور أصفر منه اصفرت الصفرة
ونور أحمر منه احمرت الحمرة ونور أبيض وهو نور الأنوار ومنه ضوء النهار ثم جعله
سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين ليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة لو
أذن للسان واحد فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمدائن
__________________
والحصون وكشف البحار ولهلك ما دونه له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا
يحصي عددهم إلا الله يسبحون بالليل والنهار ( لا يَفْتُرُونَ ) ولو أحس حس شيء مما فوقه ما قام
لذلك طرفة عين بينه وبين الإحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة والعلم
وليس وراء هذا مقال فقال لقد طمع الحائر في غير مطمع أما
إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم فيخرجون أقواما من دين الله وستصبغ الأرض
بدماء أفراخ من أفراخ آل محمد تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مدرك ويرابط
الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون ( حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) .
بيان
: قوله عليهالسلام
ففي أبيه نزلت أي هو من جملة الذين هم مصداق الآية في هذه الأمة ونزلت لتهديدهم
وتنبيههم ولا ينافي وقوعها في سياق قصة نوح عليهالسلام
وكونه حكاية لقوله قوله ففي بنيه نزلت وفينا أي فينا نزلت إن نصبر في دولة بنيه
ونرابط حتى يظهر أمرنا وفي أكثر النسخ ابنه على إرادة الجنس أو أول من خرج منهم ثم
بين عليهالسلام
أن من نسله من يرابط وينتظر الغلبة في دولة بني أمية ومن نسلنا من يرابط وينتظر
الفرج في دولة بني أمية ودولتهم.
قوله ولو أحس أي
لو أحس الحاس أو ابن عباس حس شيء أي صوت شيء مما فوقه لم يقدر على ذلك طرفة عين بل
يهلك وفي بعض النسخ شيئا أي لو أحس حس من الحواس شيئا من تلك الأصوات لبطل الحس
ولم يطق ذلك وفي بعضها ولو أحس شيء مما فوقه فهو على بناء المجهول أو قوله مما
فوقه مفعول أحس أي شيئا مما فوقه قوله بينه أي بين المرء وابن عباس أو الملك أو
__________________
الحاس وبين الأحساس
بالفتح جمع حس أي الأصوات ويحتمل الكسر الجبروت أي حجب الجبروت والكبرياء والعظمة
وغير ذلك مانعة عن وصول الأصوات إلى الخلق.
قوله
عليهالسلام
لقد طمع الحائر أي ابن
عباس الجاهل المتحير فيما ليس له الطمع فيه من علم الغيوب.
قوله
عليهالسلام
تنهض تلك الفراخ في غير
وقت أي يخرجون عند استقرار دولة بني عباس وعدم انقضاء ملكهم ويطلبون ما لا يمكنهم
إدراكه من الظفر عليهم وأما الأئمة وشيعتهم فلا يستعجلون بل يصبرون إلى أن يؤذن
لهم وقد تكلمنا في تحقيق الأنوار والحجب في كتاب السماء والعالم.
١٠٤
ـ فس : جعفر بن أحمد عن
عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه والحسين بن أبي العلاء
وعبد الله بن وضاح وشعيب العقرقوفي جميعهم عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله ( إِنَّما
أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) يعني في الخلق أنه مثلهم مخلوق ( يُوحى
إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) قال لا يتخذ مع
ولاية آل محمد غيرهم ولايتهم العمل الصالح فمن أشرك بعبادة ربه فقد أشرك
بولايتنا وكفر بها وجحد أمير المؤمنين عليهالسلام حقه وولايته قلت قوله : ( الَّذِينَ كانَتْ
أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي ) قال يعني بالذكر ولاية علي
عليهالسلام
وهو قوله : ( ذِكْرِي ) قلت قوله ( لا
يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ) قال كانوا لا يستطيعون إذا ذكر علي عندهم أن يسمعوا ذكره
لشدة بغض له وعداوة منهم له ولأهل بيته قلت قوله ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا
جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً ) قال يعنيهما وأشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله أولياء
__________________
وكانوا يرون أنهم
بحبهم إياهما أنهما ينجيانهم من عذاب الله وكانوا بحبهما كافرين قلت قوله ( إِنَّا
أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً ) أي منزلا فهي
لهما ولأشياعهما عتيدة عند الله قلت قوله ( نُزُلاً ) قال مأوى ومنزلا .
بيان
: قوله فمن أشرك
بعبادة ربه كأنه على سبيل القلب واعلم أن المفسرين فسروا النزل بما يعد للضيف لكن
ورد في اللغة بمعنى المنزل كما فسره عليهالسلام به قال الفيروزآبادي النزل بضمتين المنزل وما يهيئ للضيف
قبل أن ينزل عليه.
١٠٥ ـ شي : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : جاء رجل إلى أبي
فقال ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيمن نزلت قال
فسله فيمن نزلت ( وَمَنْ كانَ فِي
هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) وفيمن نزلت ( وَلا
يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ
أَنْ يُغْوِيَكُمْ ) وفيمن نزلت ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فأتاه الرجل فغضب
وقال وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني فأسائله ولكن سله عن العرش مم خلق وكيف هو
فانصرف الرجل إلى أبي فقال ما قيل له فقال هل أجابك في الآيات قال لا قال لكني
أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى ولا المنتحل أما الأوليان فنزلتا فيه وفي أبيه
وأما الأخرى فنزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد و
__________________
سيكون من نسلنا
المرابط ومن نسله المرابط .
١٠٦ ـ م : ( يا
أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّما يَأْمُرُكُمْ
بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) قال الإمام
عليهالسلام
قال الله عز وجل ( يا
أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ ) من أنواع ثمارها
وأطعمتها ( حَلالاً طَيِّباً ) لكم إذا أطعتم
ربكم في تعظيم من عظمه والاستخفاف لمن أهانه وصغره ( وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) ما يخطو بكم إليه ويغريكم به من مخالفة من جعله الله رسولا
أفضل المرسلين وأمره بنصب من جعله أفضل الوصيين وسائر من جعلهم خلفاءه وأولياءه ( إِنَّهُ
لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) لكم العداوة ويأمركم بمخالفة أفضل النبيين ومعاندة أشرف
الوصيين ( إِنَّما يَأْمُرُكُمْ ) الشيطان (
بِالسُّوءِ ) بسوء المذهب والاعتقاد في خير خلق الله محمد رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وجحود ولاية أفضل أولياء
الله بعد محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
( وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ
) بإمامة من لم يجعل الله له في الإمام حظا ومن جعله من أراذل أعدائه وأعظمهم
كفرا به.
قال علي بن الحسين
عليهالسلام
قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فضلت على الخلق أجمعين
وشرفت على جميع النبيين واختصصت بالقرآن العظيم وأكرمت بعلي سيد الوصيين وعظمت
بشيعته خير شيعة النبيين والوصيين وقيل لي يا محمد قابل نعمائي عليك بشكر الممتري
للمزيد فقلت يا ربي وما أفضل ما أشكرك به فقال لي يا محمد أفضل ذلك بثك فضل
أخيك علي وبعثك سائر عبادي على تعظيمه وتعظيم شيعته وأمرك إياهم أن لا يتوادوا إلا
في ولا يتباغضوا إلا في ولا يوالوا ولا يعادوا إلا في وأن ينصبوا الحرب لإبليس
وعتاة مردته الداعين إلى مخالفتي
__________________
وأن يجعلوا جنتهم منهم العداوة
لأعداء محمد وعلي وأن يجعلوا أفضل سلاحهم على إبليس وجنوده تفضيل محمد على جميع
النبيين وتفضيل علي على سائر أمته أجمعين واعتقادهم بأنه الصادق لا يكذب والحليم لا يجهل والمصيب
لا يغفل والذي بمحبته تثقل موازين المؤمنين وبمخالفته تخف موازين الناصبين فإذا هم
فعلوا ذلك كان إبليس وجنوده المردة أخسأ المهزومين وأضعف الضعيفين .
إيضاح امترى الشيء
استخرجه.
١٠٧
ـ م : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ
اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ
آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) قال الإمام
عليهالسلام
وصف الله هؤلاء المتبعين
لخطوات الشيطان فقال وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل في كتابه من وصف محمد وحلية
علي ووصف فضائله وذكر مناقبه وإلى الرسول وتعالوا إلى الرسول لتقبلوا منه ما
يأمركم به قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا من الدين والمذهب فاقتدوا بدين آبائهم
في مخالفة رسول الله صلىاللهعليهوآله ومنابذة علي ولي الله
عليهالسلام
قال الله عز وجل ( أَوَلَوْ
كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) شيئا ولا يهتدون إلى شيء من الصواب.
قال علي بن الحسين
عليهالسلام
قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يا عباد الله اتبعوا أخي
ووصيي علي بن أبي طالب بأمر الله ولا تكونوا كالذين اتخذوا أربابا من دون الله
تقليدا لجهال آبائهم الكافرين بالله فإن المقلد دينه ممن لا يعلم دين الله يبوء
__________________
بغضب من الله
ويكون من أسراء إبليس لعين الله واعلموا أن الله عز وجل جعل أخي عليا أفضل زينة عترتي فقال
ومن والاه ووالى أولياءه وعادى أعداءه جعلته من أفضل زينة جناني ومن أشرف أوليائي
وخلصائي ومن أدمن محبتنا أهل البيت فتح الله عز وجل له من الجنة ثمانية
أبوابها وأباحه جميعها يدخل مما شاء منها وكل أبواب الجنان تناديه يا ولي الله ألم
تدخلني ألم تخصني من بيننا .
بيان
: ما ذكر في العنوان
موافق لما في سورة البقرة وما ذكر في التفسير موافق لما في سورة المائدة وهو قوله
تعالى : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما
أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا
أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) ولعله من الرواة
أو منه عليهالسلام
لبيان اتحاد مضمون
الآيتين.
١٠٨
ـ م : قوله عز وجل : ( لَيْسَ
الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ
الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى
وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ
الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ).
قال الإمام قال
علي بن الحسين عليهالسلام
( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا ) الآية قال إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما فضل عليا
عليهالسلام
وأخبر عن جلالته عند ربه
عز وجل وأبان عن فضائل شيعته وأنصار دعوته ووبخ اليهود والنصارى على كفرهم
وكتمانهم لذكر محمد وعلي عليهما وآلهما السلام في كتبهم بفضائلهم ومحاسنهم فخرت
اليهود والنصارى عليهم فقالت اليهود قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة وفينا
من يحيي الليل صلاة إليها وهي قبلة موسى التي أمرنا بها وقالت النصارى قد
__________________
صلينا إلى قبلتنا
هذه الصلاة الكثيرة وفينا من يحيي الليل صلاة إليها وهي قبلة عيسى
عليهالسلام
التي أمرنا بها وقال كل
واحد من الفريقين أترى ربنا يبطل أعمالنا هذه الكثيرة وصلاتنا إلى قبلتنا لأنا لا
نتبع محمدا على هواه في نفسه وأخيه فأنزل الله تعالى يا محمد قل ( لَيْسَ
الْبِرَّ ) الطاعة التي تنالون بها الجنان وتستحقون بها الغفران
والرضوان ( أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ) بصلاتكم ( قِبَلَ
الْمَشْرِقِ ) يا أيها النصارى ( وَ) قبل (
الْمَغْرِبِ ) يا أيها اليهود وأنتم لأمر الله مخالفون وعلى ولي الله
مغتاظون ( وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ ) يعني بأنه الواحد
الأحد الفرد الصمد يعظم من يشاء ويكرم من يشاء ويهين من يشاء ويذله لا راد لأمره و
( لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
) وآمن باليوم الآخر يوم القيامة التي أفضل من يوافيها محمد سيد النبيين وبعده علي أخوه
وصفيه سيد الوصيين والتي لا يحضرها من شيعة محمد أحد إلا أضاءت فيها أنواره فسار
فيها إلى جنات النعيم هو وإخوانه وأزواجه وذرياته والمحسنون إليه والدافعون في
الدنيا عنه ولا يحضرها من أعداء محمد أحد إلا غشيته ظلماتها فيصير فيها إلى العذاب
الأليم هو وشركاؤه في عقده ودينه ومذهبه والمتقربون كانوا في الدنيا إليه لغير
تقية لحقتهم والتي تنادي الجنان فيها إلينا إلينا أولياء محمد وعلي
عليهالسلام
وشيعتهما وعنا عنا أعداء
محمد وعلي عليهالسلام
وأهل مخالفتهما وتنادي
النيران عنا عنا أولياء محمد وعلي وشيعتهما وإلينا إلينا أعداء محمد وعلي وشيعتهما
يوم تقول الجنان يا محمد ويا علي إن الله تعالى أمرنا بطاعتكما وأن تأذنا في
الدخول إلينا من تدخلانه فاملئانا بشيعتكما مرحبا بهم وأهلا وسهلا وتقول النيران
يا محمد ويا علي إن الله أمرنا بطاعتكما وأن يحرق بنا من تأمراننا بحرقه فاملئانا
بأعدائكما ( وَالْمَلائِكَةِ ) ومن آمن
بالملائكة أنهم عباد معصومون ( لا يَعْصُونَ اللهَ ) عز وجل ( ما
أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
__________________
ما
يُؤْمَرُونَ ) وإن أشرف أعمالهم في مراتبهم التي قد رتبوا
فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم واستدعاء
رحمة الله ورضوانه لشيعتهم المتقين واللعن للمتابعين لأعدائهم المجاهرين
والمنافقين المجاهرين ( وَالْكِتابِ ) ويؤمنون بالكتاب
الذي أنزل الله مشتملا على ذكر فضل محمد سيد المرسلين وعلي المخصوص بما لم يخص به
أحد من العالمين وعلى ذكر فضل من تبعهما وأطاعهما من المؤمنين وبغض من خالفهما من
المعاندين والمنافقين ( وَالنَّبِيِّينَ ) وآمن بالنبيين أنهم
أفضل خلق الله أجمعين وأنهم كلهم دلوا على فضل محمد سيد المرسلين وفضل علي سيد
الوصيين وفضل شيعتهما على سائر المؤمنين بالنبيين وبأنهم كانوا لفضل محمد وعلي معترفين ولهما
بما خصهما الله به مسلمين وأن الله تعالى أعطى محمدا
صلىاللهعليهوآله
من الشرف والفضل ما لم
تسم إليه نفس أحد من النبيين إلا نهاه الله عن ذلك وزجره وأمره أن يسلم
لمحمد وعلي وآلهما الطيبين فضلهم وأن الله قد فضل محمدا بفاتحة الكتاب على جميع
النبيين ما أعطاها أحدا قبله إلا ما أعطى سليمان بن داود من ( بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فرآها أشرف من جميع ممالكه كلها التي أعطيها فقال يا رب ما
أشرفها من كلمات إنها لآثر من جميع ممالكي التي وهبتها لي قال الله تعالى : يا
سليمان وكيف لا تكون كذلك وما من عبد ولا أمة سماني بها إلا أوجبت له من الثواب
ألف ضعف ما أوجبت لمن تصدق بألف ضعف ممالكك يا سليمان هذه سبع ما أهبه لمحمد سيد
النبيين تمام فاتحة الكتاب إلى آخرها فقال يا رب أتأذن لي
__________________
أن أسألك تمامها قال
الله تعالى : يا سليمان اقنع بما أعطيتك فلن تبلغ شرف محمد وإياك وأن تقترح على درجة محمد
وفضله وجلاله فأخرجك عن ملكك كما أخرجت آدم عن ملك الجنان لما اقترح درجة محمد
وعلي في الشجرة التي أمرته أن لا يقربها يروم أن يكون له فضلها وهي شجرة أصلها محمد ـ وأكبر أغصانها علي
وسائر أغصانها آل محمد على قدر مراتبهم وقضبانها شيعته وأمته على مراتبهم وأحوالهم إنه ليس لأحد
مثل درجات محمد فعند ذلك قال سليمان يا رب قنعني بما رزقتني فأقنعه فقال
يا رب سلمت ورضيت وقنعت وعلمت أن ليس لأحد مثل درجات محمد
صلىاللهعليهوآله
( وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ) أعطى في الله
المستحقين من المؤمنين على حبه للمال وشدة حاجته إليه يأمل الحياة ويخشى الفقر
لأنه صحيح شحيح ( ذَوِي الْقُرْبى ) أعطى قرابة النبي
الفقراء هدية وبرا لا صدقة فإن الله عز وجل قد أجلهم عن الصدقة وآتى قرابة نفسه
صدقة وبرا وعلى أي سبيل أراد ( وَالْيَتامى ) وآتى اليتامى من
بني هاشم الفقراء برا لا صدقة وآتى يتامى غيرهم صدقة وصلة (
وَالْمَساكِينَ ) مساكين الناس ( وَابْنَ السَّبِيلِ ) المجتاز المنقطع
به لا نفقة معه ( وَالسَّائِلِينَ ) الذين يتكففون
ويسألون الصدقات ( وَفِي الرِّقابِ ) المكاتبين يعينهم
ليؤدوا فيعتقوا قال فإن لم يكن له مال يحتمل المواساة فليجدد الإقرار بتوحيد الله
ونبوة محمد رسول الله وليجهر بتفضيلنا والاعتراف بواجب حقوقنا أهل البيت وبتفضيلنا
على سائر النبيين وبتفضيل محمد على سائر النبيين وموالاة أوليائنا
__________________
ومعاداة أعدائنا
والبراءة منهم كائنا من كانوا آباءهم وأمهاتهم وذوي قراباتهم وموداتهم فإن ولاية
الله لا تنال إلا بولاية أوليائه ومعاداة أعدائه ( وَأَقامَ الصَّلاةَ ) قال والبر بر من
أقام الصلاة بحدودها وعلم أن أكبر حدودها الدخول فيها والخروج عنها معترفا بفضل
محمد سيد أنبيائه وعبيده والموالاة لسيد الأوصياء وأفضل الأتقياء علي سيد الأبرار
وقائد الأخيار وأفضل أهل دار القرار بعد النبي الزكي المختار ( وَآتَى
الزَّكاةَ ) الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين فإن لم يكن له مال يزكيه
فزكاة بدنه وعقله وهو أن يجهر بفضل علي والطيبين من آله إذا قدر ويستعمل التقية
عند البلايا إذا عمت والمحن إذا نزلت ولأعدائنا إذا غلبوا أو يعاشر عباد الله بما
لم يثلم دينه ولا يقدح في عرضه وبما يسلم معه دينه ودنياه فهو استعمال التقية يوفر
نفسه على طاعة مولاه ويصون عرضه الذي فرض الله عليه صيانته ويحفظ على نفسه
أمواله التي جعلها الله له قياما ولدينه وعرضه وبدنه قواما ولعن المغضوب عليهم
الآخذين من الخصال بأرذلها ومن الخلال بأسخطها لدفعهم الحقوق عن أهلها
وتسليمهم الولايات إلى غير مستحقها ثم قال ( وَالْمُوفُونَ
بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا ) قال ومن أعظم عهودهم أن لا يستروا ما يعلمون من شرف من
شرفه الله تعالى وفضل من فضله الله وأن لا يضعوا الأسماء الشريفة على من لا
يستحقها من المقصرين والمسرفين الضالين الذين ضلوا عمن دل
__________________
الله عليه
بدلالاته واختصه بكراماته الواصفين له بخلاف صفاته والمنكرين لما عرفوا من
دلالاته وعلاماته الذين سموا بأسمائهم من ليسوا بأكفائهم من المقصرين المتمردين ثم قال (
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ ) يعني في محاربة الأعداء ولا عدو يحاربه أعدى من إبليس
ومردته يهتف به ويدفعه وإياهم بالصلاة على محمد وآله الطيبين عليهم السلام (
وَالضَّرَّاءِ ) الفقر والشدة ولا فقر أشد من فقر مؤمن يلجأ إلى التكفف
من أعداء آل محمد يصبر على ذلك ويرى ما يأخذه من مالهم مغنما يلعنهم به ويستعين
بما يأخذه على تجديد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين ( وَحِينَ الْبَأْسِ ) عند شدة القتال
يذكر الله ويصلي على محمد رسول الله وعلى علي ولي الله ويوالي بقلبه ولسانه أولياء
الله ويعادي كذلك أعداء الله قال الله عز وجل ( أُولئِكَ ) أهل هذه الصفات
التي ذكرها الموصوفون بها ( الَّذِينَ صَدَقُوا ) في إيمانهم
وصدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم ( وَأُولئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ ) لما أمروا باتقائه من عذاب النار ولما أمروا باتقائه من
شرور النواصب الكفار .
١٠٩
ـ ير : أحمد بن محمد عن
الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر
عليهالسلام
في قول الله ( يا أَهْلَ
الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما
أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) قال هي الولاية وهو قول الله تعالى ( يا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ
تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) قال هي الولاية .
__________________
١١٠
ـ ير : ابن معروف عن حماد
عن ربعي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله تبارك وتعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ
أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ ) قال الولاية .
شي
: عن محمد بن مسلم
مثله ـ كا : محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد مثله بيان لعل المعنى
أن الولاية أهم الأشياء التي أنزلت إليهم وأعظمها.
١١١
ـ سن : ابن فضال عن علي
بن عقبة عن أبيه عن سليمان بن خالد قال : كنت في محمل أقرأ إذ ناداني أبو عبد الله
عليهالسلام
اقرأ يا سليمان وأنا في
هذه الآيات التي في آخر تبارك ( وَالَّذِينَ لا
يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً
يُضاعَفْ ) فقال هذه فينا أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني
اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى قوله ( إِلاَّ مَنْ تابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ
حَسَناتٍ ) قال قف هذه فيكم إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى
يوقف بين يدي الله عز وجل فيكون هو الذي يلي حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا
فيقول عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا فيقول أعرف يا رب قال حتى يوقفه على سيئاته
كلها كل ذلك يقول أعرف فيقول سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم أبدلوها
لعبدي حسنات قال فترفع صحيفته للناس فيقولون سبحان الله أما كانت لهذا العبد سيئة
واحدة وهو قول الله عز وجل : ( فَأُوْلئِكَ
يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ) قال ثم قرأت حتى انتهيت إلى قوله (
وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) فقال
عليهالسلام
هذه فينا ثم قرأت (
وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا
__________________
عَلَيْها
صُمًّا وَعُمْياناً ) فقال هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا ثم قرأت (
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) إلى آخر السورة فقال هذه فينا .
١١٢ ـ م : قوله عز وجل : ( إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي
أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا
فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي
بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ
عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ
يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) قال الباقر
عليهالسلام
فلما قال الله تعالى : ( يا أَيُّهَا
النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ ) وذكر الذباب في قوله ( إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً ) الآية ولما قال ( مَثَلُ
الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ
اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ
كانُوا يَعْلَمُونَ ) وضرب المثل في هذه السورة بالذي استوقد نارا وبالصيب من
السماء قالت النواصب والكفار وما هذا من الأمثال فتضرب يريدون به الطعن على رسول
الله صلىاللهعليهوآله
فقال الله يا محمد ( إِنَّ
اللهَ لا يَسْتَحْيِي ) لا يترك حياء ( أَنْ يَضْرِبَ
مَثَلاً ) للحق يوضحه به عند عباده المؤمنين ( ما
بَعُوضَةً ) ما هو بعوضة المثل ( فَما فَوْقَها ) فما فوق البعوضة
وهو الذباب يضرب به المثل إذا علم أن فيه صلاح عباده ونفعهم ( فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا ) بالله وبولاية محمد وعلي وآلهما الطيبين وسلم لرسول الله
صلىاللهعليهوآله
وللأئمة
عليهالسلام
أحكامهم
__________________
وأخبارهم وأحوالهم
ولم يقابلهم في أمورهم ولم يتعاط الدخول
في أسرارهم ولم يفش شيئا مما يقف عليه منها إلا بإذنهم ( فَيَعْلَمُونَ ) يعلم هؤلاء المؤمنون الذين هذه صفتهم ( أَنَّهُ ) المثل المضروب ( الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ) أراد به الحق وإبانته والكشف عنه وإيضاحه ( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ) بمحمد صلىاللهعليهوآله بمعارضتهم في علي عليهالسلام بلم وكيف وتركهم الانقياد له في سائر ما أمر به ( فَيَقُولُونَ ما ذا
أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً ) يقول الذين كفروا إن الله يضل بهذا المثل كثيرا ويهدي به كثيرا أي فلا معنى للمثل
لأنه وإن نفع به من يهديه فهو يضر به من يضله به فرد الله تعالى عليهم قيلهم فقال ( وَما يُضِلُّ بِهِ ) يعني ما يضل الله بالمثل ( إِلاَّ الْفاسِقِينَ ) الجانين على أنفسهم بترك تأمله وبوضعه على خلاف ما أمر
الله بوضعه عليه ثم وصف هؤلاء الفاسقين الخارجين عن دين الله وطاعته منهم فقال عز
وجل ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ
عَهْدَ اللهِ ) المأخوذ عليهم لله بالربوبية ولمحمد
صلىاللهعليهوآله
بالنبوة ولعلي بالإمامة
ولشيعتهما بالمحبة والكرامة ( مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ ) إحكامه وتغليظه ( وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) من الأرحام
والقرابات أن يتعاهدوهم ويقضوا حقوقهم وأفضل رحم وأوجبه حقا رحم محمد
صلىاللهعليهوآله
فإن حقهم بمحمد كما أن حق قرابات الإنسان بأبيه وأمه ومحمد
أعظم حقا من أبويه كذلك حق رحمه أعظم وقطيعته أفظع وأفضح ( وَ
__________________
يُفْسِدُونَ فِي
الْأَرْضِ ) بالبراءة ممن فرض الله إمامته واعتقاد إمامة من قد فرض
الله مخالفته ( أُولئِكَ ) أهل هذه الصفة ( هُمُ الْخاسِرُونَ ) خسروا أنفسهم لما صاروا إلى النيران وحرموا الجنان فيا لها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد وحرمتهم نعيم الأبد قال
وقال الباقر عليهالسلام
ألا ومن سلم لنا ما لا
يدريه ثقة بأنا محقون عالمون لا نقف به إلا على أوضح المحجات سلم الله تعالى إليه
من قصور الجنة أيضا ما لا يعلم قدرها هو ولا يقادر قدرها إلا خالقها وواهبها ألا ومن ترك
المراء والجدال واقتصر على التسليم لنا وترك الأذى فإذا حبسه الله تعالى على الصراط فجاءته الملائكة تجادله على أعماله وتوافقه على ذنوبه
فإذا النداء من قبل الله عز وجل يا ملائكتي عبدي هذا لم يجادل وسلم الأمر لأئمته
فلا تجادلوه وسلموه في جناني إلى أئمته يكون منيخا فيها بقربهم كما كان مسلما في الدنيا لهم وأما من عارض بلم وكيف ونقض الجملة
بالتفصيل قالت له الملائكة على الصراط واقفنا يا عبد الله وجادلنا على أعمالك كما
جادلت في الدنيا الحاكمين لك عن أئمتك فسيأتيهم النداء صدقتم بما عامل فعاملوه ألا فواقفوه فيواقف ويطول حسابه ويشتد في ذلك
الحساب عذابه فما أعظم هناك ندامته وأشد حسراته لا تنجيه هناك إلا رحمة الله إن لم
يكن فارق في الدنيا جملة دينه وإلا فهو في النار أبد الآبدين قال الباقر
عليهالسلام
ويقال للموفي بعهوده في
الدنيا ونذوره وأيمانه و
__________________
مواعيده يا أيتها
الملائكة وفى هذا العبد في الدنيا بعهوده فوفوا له هاهنا بما وعدناه وسامحوه ولا
تناقشوه فحينئذ تصيره الملائكة إلى الجنان وأما من قطع رحمه فإن كان وصل رحم محمد
صلىاللهعليهوآله
وقد قطع رحم نفسه شفع أرحام محمد له
إلى رحمه وقالوا لك من حسناتنا وطاعتنا ما شئت فاعف عنه فيعطونه ما يشاء فيعفوا عنه ويعوض الله
المعطين ولا ينقصهم وإن كان وصل أرحام نفسه وقطع أرحام محمد
صلىاللهعليهوآله
بأن جحد حقوقهم ودفعهم عن
واجبهم وسمى غيرهم بأسمائهم ولقبهم بألقابهم ونبز بالألقاب القبيحة مخالفيه من أهل ولايتهم قيل له يا
عبد الله اكتسبت عداوة آل محمد الطهراء [ المطهر ] أئمتك لصداقة هؤلاء فاستعن بهم الآن ليعينوك
فلا يجدوا معينا ولا مغيثا ويصير إلى العذاب الأليم المهين قال الباقر
عليهالسلام
ومن سمانا بأسمائنا
ولقبنا بألقابنا ولم يسم أضدادنا بأسمائنا ولم يلقبهم بألقابنا إلا عند الضرورة
التي عند مثلها نسمي نحن ونلقب أعداءنا بأسمائنا وألقابنا فإن الله عز وجل يقول
لنا يوم القيامة اقترحوا لأوليائكم هؤلاء ما تغنونهم به فنقترح لهم
على الله عز وجل ما يكون قدر الدنيا كلها فيه كقدر خردلة في السماوات والأرض
فيعطيهم الله تعالى إياه ويضاعفه لهم أضعافا مضاعفات فقيل للباقر
عليهالسلام
فإن بعض من ينتحل
موالاتكم يزعم أن البعوضة علي
__________________
وأن ما فوقها وهو
الذباب محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال الباقر
عليهالسلام
سمع هؤلاء شيئا لم يضعوه
على وجهه إنما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله قاعدا ذات يوم وعلي إذ سمع قائلا يقول ما شاء الله وشاء
محمد وسمع آخر يقول ما شاء الله وشاء علي فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
لا تقرنوا محمدا ولا عليا
بالله عز وجل ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد ثم ما شاء علي ثم ما شاء محمد
ما شاء الله ثم ما شاء علي إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوى ولا تكافى ولا
تدانى وما محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله في دين الله وفي قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك
الواسعة وما علي في دين الله وفي قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك مع أن فضل
الله تعالى على محمد وعلي الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره
هذا ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
في ذكر الذباب والبعوضة
في هذا المكان فلا يدخل في قوله ( إِنَّ اللهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً ) .
توضيح قوله
عليهالسلام
ما هو بعوضة المثل لعله
كان في قراءتهم عليهالسلام
بعوضة بالرفع كما قرئ به
في الشواذ قال البيضاوي بعد أن وجه قراءة النصب بكون كلمة ما مزيدة للتنكير
والإبهام أو للتأكيد وقرئت بالرفع على أنه خبر مبتدإ وعلى هذا يحتمل ما وجوها أخر
أن تكون موصولة حذف صدر صلتها أو موصوفة بصفة كذلك ومحلها النصب بالبدلية على
الوجهين واستفهامية هي المبتدأ انتهى .
ثم إنه
عليهالسلام
جعل قوله تعالى : ( يُضِلُّ
بِهِ كَثِيراً ) من تتمة كلام المنافقين وقد ذهب إلى هذا بعض المفسرين وأما
ما رده عليهالسلام
من نزول الآية في محمد
وعلي
__________________
صلوات الله عليهما
فينافيه ظاهر
ما رواه علي بن
إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي
عبد الله عليهالسلام
أن هذا المثل ضربه الله
لأمير المؤمنين عليهالسلام
فالبعوضة أمير المؤمنين
وما فوقها رسول الله صلىاللهعليهوآله
والدليل على ذلك قوله ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ) يعني أمير
المؤمنين كما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله الميثاق عليهم له ( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً
يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً ) فرد الله عليهم
فقال ( وَما يُضِلُّ بِهِ
إِلاَّ الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) يعني من صلة أمير
المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم ( وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) انتهى .
وأقول يمكن الجمع
بينهما بأنه عليهالسلام
إنما نفى كون هذا هو
المراد من ظهر الآية لا بطنها ويكون في بطنها إشارة إلى ما ذكره
عليهالسلام
من سبب هذا القول أو إلى
ما مثل الله بهم عليهالسلام
لذاته تعالى من قوله ( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) وأمثاله لئلا يتوهم متوهم أن لهم عليهالسلام في جنب عظمته تعالى قدرا أو لهم مشاركة له تعالى في كنه
ذاته وصفاته أو الحلول أو الاتحاد تعالى الله عن جميع ذلك فنبه الله تعالى بذلك
على أنهم وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة
وأشباهها والله تعالى يعلم حقائق كلامه وحججه عليهمالسلام.
١١٣
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام قوله عز وجل : ( وَآمِنُوا بِما
أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا
تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) قال الإمام
عليهالسلام
قال الله تعالى : لليهود ( آمِنُوا ) أيها اليهود ( بِما
أَنْزَلْتُ ) على محمد صلىاللهعليهوآله من ذكر نبوته
__________________
وأنباء إمامة أخيه
علي وعترته الطاهرين ( مُصَدِّقاً لِما
مَعَكُمْ ) فإن مثل هذا الذكر في كتابكم أن محمدا النبي سيد الأولين
والآخرين المؤيد بسيد الوصيين وخليفة رب العالمين فاروق الأمة وباب مدينة
الحكمة ووصي رسول رب الرحمة ( وَلا تَشْتَرُوا
بِآياتِي ) المنزلة لنبوة محمد وإمامة علي والطيبين من
عترته ( ثَمَناً قَلِيلاً ) بأن تجحدوا نبوة
النبي صلىاللهعليهوآله
وإمامة الإمام
عليهالسلام
وتعتاضوا منها عرض الدنيا فإن ذلك وإن كثر فإلى نفاد وخسار وبوار ثم قال عز
وجل ( وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) في كتمان أمر
محمد وأمر وصيه فإنكم إن لم تتقوا لم تقدحوا في نبوة النبي صلىاللهعليهوآله ولا في إمامة الوصي بل حجج الله عليكم قائمة وبراهينه بذلك واضحة قد
قطعت معاذيركم وأبطلت تمويهكم وهؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد وخانوه وقالوا نحن
نعلم أن محمدا نبي وأن عليا وصيه ولكن لست أنت ذاك ولا هذا يشيرون إلى علي فأنطق
الله تعالى ثيابهم التي عليهم وخفافهم التي في أرجلهم يقول كل واحد منها للابسه
كذبت أنت يا عدو الله بل النبي محمد هذا والوصي علي هذا ولو أذن لنا لضغطناكم وعقرناكم
وقتلناكم فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
إن الله عز وجل يمهلهم
لعلمه بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات
__________________
طيبات مؤمنات و ( لَوْ
تَزَيَّلُوا ) لعذب الله هؤلاء ( عَذاباً أَلِيماً ) إنما يعجل من
يخاف الفوت .
١١٤
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام
قوله عز وجل : (
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) قال ( أَقِيمُوا
الصَّلاةَ ) المكتوبات التي جاء بها محمد وأقيموا أيضا الصلاة على محمد
وآله الطيبين الطاهرين الذين علي سيدهم وفاضلهم ( وَآتُوا الزَّكاةَ ) من أموالكم إذا
وجبت ومن أبدانكم إذا لزمت ومن معونتكم إذا التمست ( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
) تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله عز وجل في الانقياد لأولياء الله محمد نبي
الله وعلي ولي الله والأئمة بعدهما سادات أصفياء الله .
١١٥
ـ م : تفسير الإمام عليهالسلام قال الله تعالى : لسائر اليهود والكافرين المظهرين (
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) بالصبر عن الحرام على تأدية الأمانات وبالصبر عن الرئاسات الباطلة
على الاعتراف لمحمد بنبوته ولعلي بوصيته ( وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ ) على خدمتهما وخدمة من يأمرانكم بخدمته على استحقاق الرضوان
والغفران ودائم نعيم الجنان في جوار الرحمن ومرافقة خيار المؤمنين والتمتع بالنظر
إلى عترة محمد سيد الأولين والآخرين وعلي سيد الوصيين والسادة الأخيار المنتجبين
فإن ذلك أقر لعيونكم وأتم لسروركم وأكمل لهدايتكم من سائر نعيم الجنان واستعينوا
أيضا بالصلوات الخمس وبالصلاة على محمد وآله الطيبين على قرب الوصول إلى جنات
النعيم ( وَإِنَّها ) أي هذه الفعلة من
الصلوات الخمس والصلاة على محمد وآله الطيبين مع الانقياد لأوامرهم والإيمان بسرهم
وعلانيتهم وترك معارضتهم بلم وكيف ( لَكَبِيرَةٌ ) عظيمة ( إِلاَّ
عَلَى الْخاشِعِينَ ) الخائفين عن الله في مخالفته في
__________________
أعظم فرائضه .
١١٦
ـ خص ، ير : أحمد بن محمد عن
البزنطي عن هشام بن سالم عن سعد عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : نحن عنده ثمانية رجال
فذكرنا رمضان فقال لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان فإن رمضان اسم
من أسماء الله لا يجيء ولا يذهب وإنما يجيء ويذهب الرائل ولكن قولوا ـ شهر رمضان
فالشهر المضاف إلى الاسم والاسم اسم الله وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله
الله مثلا وعيدا ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ونحن سبيل الله
الذي من دخل فيه يطاف بالحصن والحصن هو الإمام فكبر عند رؤيته كانت له يوم القيامة صخرة أثقل في ميزانه من
السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن قلت يا با جعفر وما
الميزان قال إنك قد ازددت قوة ونظرا يا سعد رسول الله الصخرة ونحن الميزان وذلك قول الله في
الإمام ( لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) قال ومن كبر بين
يدي الإمام وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له كتب الله له رضوانه الأكبر ومن
يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمد والمرسلين في دار الجلال فقلت له
وما دار الجلال فقال
__________________
نحن الدار وذلك
قول الله ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها
لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ ) فنحن العاقبة يا سعد وأما مودتنا للمتقين فيقول الله تبارك
وتعالى ( تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ
وَالْإِكْرامِ ) فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى
العباد بطاعتنا .
بيان
: مثلا أي حجة وشرفا
وفضلا لهذه الأمة أو مثلا لأهل البيت عليهالسلام وعيدا للمؤمنين بعوائد الله عليكم أو بعوده عليهم بالرحمة
والرضوان ( لِيَقُومَ النَّاسُ ) إشارة إلى قوله
تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ
وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ ) الآية وفي الخبر
رموز وتأويلات وكأنه لم يخل من تصحيفات.
١١٧
ـ شي : عن هارون بن محمد
الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ
) قال هم نحن خاصة .
١١٨
ـ شي : عن محمد بن علي عن
أبي عبد الله قال : سألته عن قوله ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ
) قال هي خاصة بآل محمد .
١١٩
ـ شي : عن أبي داود عمن
سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول أنا عبد الله اسمي
أحمد وأنا عبد الله اسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني .
بيان
: لعل المعنى أن
المراد بقوله تعالى : ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ
اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى
الْعالَمِينَ ) في الباطن آل محمد عليهالسلام لأن إسرائيل معناه عبد الله وأنا ابن عبد الله وأنا عبد
الله لقوله تعالى : ( سُبْحانَ الَّذِي
أَسْرى )
__________________
( بِعَبْدِهِ ) فكل خطاب حسن
يتوجه إلى بني إسرائيل في الظاهر يتوجه إلي وإلى أهل بيتي في الباطن.
١٢٠ ـ كنز : روي مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قول الله تعالى (
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) قال دولة إبليس إلى يوم القيامة وهو يوم قيام القائم ( وَالنَّهارِ
إِذا تَجَلَّى ) وهو القائم إذا قام وقوله ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى
وَاتَّقى ) أعطى نفسه الحق واتقى الباطل ( فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرى ) أي الجنة ( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ
وَاسْتَغْنى ) يعني بنفسه عن الحق واستغنى بالباطل عن الحق ( وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنى ) بولاية علي بن أبي طالب
عليهالسلام
والأئمة من بعده (
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) يعني النار وأما قوله إن عليا للهدى يعني
أن عليا هو الهدى وإن له الآخرة والأولى ( فَأَنْذَرْتُكُمْ
ناراً تَلَظَّى ) قال هو القائم إذا قام بالغضب فيقتل من ألف تسعمائة وتسعة
وتسعين ( لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى ) قال هو عدو آل
محمد عليهالسلام
( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) قال ذاك أمير
المؤمنين وشيعته.
١٢١ ـ وروي بإسناد
متصل إلى سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو
عبد الله عليهالسلام
( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا
تَجَلَّى ) الله خلق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى.
١٢٢ ـ وروى محمد
بن خالد البرقي عن يونس بن ظبيان عن علي بن أبي حمزة عن فيض بن مختار عن أبي عبد
الله عليهالسلام
أنه قرأ إن عليا للهدى
وإن له الآخرة والأولى وذلك حيث سئل عن القرآن قال فيه الأعاجيب فيه وكفى الله
المؤمنين القتال بعلي عليهالسلام وفيه أن عليا للهدى وأن له الآخرة والأولى.
١٢٣ ـ ويؤيده ما
رواه مرفوعا بإسناده عن محمد بن أورمة عن الربيع بن بكر
__________________
عن يونس بن ظبيان
قال قرأ أبو عبد الله عليهالسلام
( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا
تَجَلَّى ) الله خالق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى.
١٢٤ ـ ويعضده ما
رواه إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي عبد الله
عليهالسلام
قال نزلت هذه الآية هكذا
والله الله خالق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى.
ويدل على ذلك ما
جاء في الدعاء سبحان من خلق الدنيا والآخرة و ( ما سَكَنَ فِي
اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) لمحمد وآل محمد .
١٢٥ ـ أقول روى
العلامة في كشف الحق ، في قوله تعالى : ( وَلا تَقْتُلُوا
أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً ) ـ عن ابن عباس لا تقتلوا
أهل بيت نبيكم.
بيان
: أي أهل بيت نبيكم بمنزلة أنفسكم
فيلزمكم أن تكرموهم كأنفسكم بل ينبغي أن يكونوا عندكم أولى من أنفسكم.
١٢٦ ـ ختص : عن جابر الجعفي قال قال أبو جعفر
عليهالسلام
لم سميت يوم الجمعة يوم الجمعة قال
قلت تخبرني جعلني الله فداك قال أفلا أخبرك بتأويله الأعظم قال قلت بلى جعلني الله
فداك فقال يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لأن الله عز وجل جمع في ذلك اليوم الأولين
والآخرين وجميع ما خلق الله من الجن والإنس وكل شيء خلق ربنا والسماوات والأرضين
والبحار والجنة والنار وكل شيء خلق الله في الميثاق فأخذ الميثاق منهم له
بالربوبية ولمحمد صلىاللهعليهوآله
بالنبوة ولعلي
عليهالسلام
بالولاية وفي ذلك اليوم
قال الله للسماوات
__________________
والأرض ( ائْتِيا
طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ) فسمى الله ذلك
اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين ثم قال عز وجل ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) من يومكم هذا الذي جمعكم فيه والصلاة أمير المؤمنين
عليهالسلام
يعني بالصلاة الولاية وهي
الولاية الكبرى ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء والملائكة وكل شيء خلق الله
والثقلان الجن والإنس والسماوات والأرضون والمؤمنون بالتلبية لله عز وجل فامضوا
إلى ذكر الله وذكر الله أمير المؤمنين ( وَذَرُوا الْبَيْعَ ) يعني الأول ( ذلِكُمْ ) يعني بيعة أمير
المؤمنين عليهالسلام
وولايته ( خَيْرٌ
لَكُمْ ) من بيعة الأول وولايته ( إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ ) يعني بيعة أمير المؤمنين
عليهالسلام
( فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ ) يعني بالأرض
الأوصياء أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين كنى
الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالأرض وابتغوا فضل الله قال جابر (
وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) قال تحريف هكذا نزلت وابتغوا فضل الله على الأوصياء
واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ثم خاطب الله عز وجل في ذلك الموقف محمدا
صلىاللهعليهوآله
فقال يا محمد ( إِذا
رَأَوْا ) الشكاك والجاحدون ( تِجارَةً ) يعني الأول ( أَوْ
لَهْواً ) يعني الثاني انصرفوا إليها قال قلت (
انْفَضُّوا إِلَيْها ) قال تحريف هكذا نزلت وتركوك مع علي قائما قل يا محمد ( ما عِنْدَ
اللهِ ) من ولاية علي والأوصياء ( خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ
وَمِنَ التِّجارَةِ ) يعني بيعة الأول والثاني للذين اتقوا قال قلت ليس فيها
للذين اتقوا قال فقال بلى هكذا نزلت وأنتم هم الذين اتقوا ( وَاللهُ
خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) .
١٢٧
ـ فس : قوله ( قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) قال أبو عبد الله عليهالسلام أمير المؤمنين
__________________
علي بن أبي طالب
زكاه النبي صلىاللهعليهوآله
.
بيان
: على هذا التأويل
يكون المراد بالنفس نفس أمير المؤمنين عليهالسلام حيث ألهمه الله تعالى خيره وشره ويكون المراد بمن دساها من
أخفى فضله ع.
١٢٨
ـ كا : محمد بن يحيى عن
حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن هشام
بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى ( لا يَنْفَعُ نَفْساً
إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) أو كسبت في
إيمانها خيرا قال الإقرار بالأنبياء والأوصياء وأمير المؤمنين خاصة قال لا ينفع
إيمانها لأنها سلبت .
بيان
: لعله
عليهالسلام
فسر كسب الخير بالإقرار
بالأنبياء والأوصياء في الدنيا فإذا لم يفعلوا لم ينفعهم الإيمان في الميثاق لأنه
سلب منهم.
١٢٩
ـ كا : بالإسناد المتقدم
عن يونس عن صباح المزني عن أبي حمزة عن أحدهما
عليهالسلام
في قول الله جل وعز ( بَلى مَنْ
كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) قال إذا جحد
إمامة أمير المؤمنين ( فَأُولئِكَ أَصْحابُ
النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) .
١٣٠
ـ كنز : أبو عبد الله
الحسين بن جبير في نخب المناقب ، قال روينا حديثا مسندا عن أبي الورد عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : قوله عز وجل : ( أَفَمَنْ
يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ ) هو علي بن أبي
طالب والأعمى هنا هو عدوه وأولو الألباب شيعته الموصوفون بقوله تعالى : ( الَّذِينَ
يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ ) المأخوذ عليهم في
الذر بولايته ويوم الغدير .
١٣١
ـ كنز : محمد بن العباس عن
محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي
__________________
عن عيسى بن داود
قال قال موسى بن جعفر عليهالسلام
سألت أبي عن قول الله عز
وجل : ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) الآية قال نزلت
فينا خاصة .
١٣٢
ـ كا : علي عن أبيه وعلي
بن محمد القاشاني جميعا عن الأصفهاني عن المنقري عن حفص عن أبي عبد الله
عليهالسلام
في قوله تعالى : (
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ
راجِعُونَ ) قال ما الذي أتوا أتوا والله الطاعة مع المحبة والولاية
وهم مع ذلك خائفون ليس خوفهم خوف شك ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في طاعتنا
وولايتنا .
__________________
|
بسمه تعالى
إلى هنا انتهى
الجزء الثاني من المجلد السابع من كتاب بحار الأنوار في جمل أحوال الأئمة الكرام
عليهم الصلاة والسلام وهو الجزء الرابع والعشرون حسب تجزئتنا ، فقد بذلنا الجهد
في تصحيحه وتطبيقه على النسخة المصححة بيد الخبير الشيخ عبد الرحيم الرباني
المحترم ، والله ولي التوفيق.
ربيع الثاني ١٣٨٦ ـ محمد
باقر البهبودي
|
|
مراجع
التصحيح والتخريج
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد
لله رب العالمين : والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير المرسلين وعلى آله
الطيبين الطاهرين المعصومين واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
فقد وفقنا الله
تعالى ـ وله الشكر والمنة ـ لتصحيح هذا المجلد ـ وهو المجلد الرابع والعشرون حسب
تجزئتنا ـ وتنميقه وتحقيق نصوصه وأسانيده ومراجعة مصادره ومآخذه ، مزدانا بتعاليق
مختصرة لا غنى عنها ، وكان مرجعنا في المقابلة والتصحيح مضافا إلى أصول الكتاب
ومصادره نسختين من الكتاب : أحدهما النسخة المطبوعة المشهورة بطبعة أمين الضرب ،
وثانيها نسخة مخطوطة تفضل بها الفاضل المعظم السيد جلال الأموري الشهير بالمحدث.
وكان مرجعنا في
تخريج أحاديثه وتعاليقه كتبا أوعزنا إليها في المجلدات السابقة ، والحمد لله أولا
وآخرا.
|
ربيع
الثاني : ١٣٨٦
عبد الرحيم الرباني
الشيرازي
عفي عنه وعن والديه
|
(فهرست)
(ما في هذا الجزء من الأبواب)
عناوين الأبواب
عناوين الأبواب
|
|
رقم الصفحة
|
٢٣ ـ باب أنهم عليهمالسلام الأبرار والمتقون والسابقون والمقربون وشيعتهم أصحاب اليمين
وأعداؤهم الفجار والأشرار وأصحاب الشمال....................................................................... ٩
ـ ١
٢٤ ـ باب أنهم عليهمالسلام السبيل
والصراط وهم وشيعتهم المستقيمون عليها.... ٢٥
ـ ٩
٢٥ ـ باب آخر في أن
الاستقامة إنما هي على الولاية.................... ٣٠
ـ ٢٥
٢٦ ـ باب أن ولايتهم
الصدق : وأنهم الصادقون والصديقون والشهداء والصالحون ٤٠ ـ ٣٠
٢٧ ـ باب آخر في تأويل
قوله تعالى : أن لهم قدم صدق عند ربهم....... ٤١ ـ ٤٠
٢٨ ـ باب أن الحسنة
والحسنى الولاية والسيئة عداوتهم عليهمالسلام .......... ٤٨ ـ ٤١
٢٩ ـ باب أنهم عليهمالسلام نعمة
الله والولاية شكرها وأنهم فضل الله ورحمته وأن النعيم هو الولاية وبيان عظم
النعمة على الخلق بهم عليهمالسلام .................................................................... ٦٦
ـ ٤٨
٣٠ باب أنهم عليهمالسلام النجوم
والعلامات وفيه بعض غرائب التأويل فيهم وفي أعدائهم.... ٢٨ ـ ٦٧
٣١ ـ باب أنهم عليهمالسلام حبل
الله المتين والعروة الوثقى وأنهم آخذون بحجزة الله
.................................................................... ٨٥
ـ ٨٢
عناوين الأبواب
|
|
رقم الصفحة
|
٣٢ ـ باب أن الحكمة
معرفة الإمام ......................................... ٨٦
٣٣ ـ باب أنهم عليهمالسلام الصافون
والمسبحون وصاحب المقام المعلوم وحملة عرش الرحمن ، وأنهم السفرة الكرام البررة ٩١ ـ ٨٧
٣٤ ـ باب أنهم عليهمالسلام أهل
الرضوان والدرجات وأعداءهم أهل السخط والعقوبات
.................................................................... ٩٤
ـ ٩٢
٣٥ ـ باب أنهم عليهمالسلام الناس......................................... ٩٦ ـ ٩٤
٣٦ ـ باب أنهم عليهمالسلام البحر
واللؤلؤ والمرجان ......................... ٩٩
ـ ٩٧
٣٧ ـ باب أنهم عليهمالسلام الماء
المعين والبئر المعطلة والقصر المشيد وتأويل السحاب والمطر والظل والفواكه وسائر
المنافع الظاهرة بعلمهم وبركاتهم........................................................ ١١٠ ـ ١٠٠
٣٨ ـ باب نادر في
تأويل النحل بهم عليهمالسلام ........................ ١١٣ ـ ١١٠
٣٩ ـ باب أنهم عليهمالسلام السبع
المثاني................................ ١١٨ ـ ١١٤
٤٠ باب أنهم عليهمالسلام أولو
النهى.................................... ١١٩ ـ ١١٨
٤١ ـ باب أنهم عليهمالسلام العلماء
في القرآن وشيعتهم أولو الألباب....... ١٢٣ ـ ١١٩
٤٢ ـ باب أنهم عليهمالسلام المتوسمون
ويعرفون جميع أحوال الناس عند رؤيتهم
................................................................. ١٣٢
ـ ١٢٣
٤٣ ـ باب أنه نزل فيهم عليهمالسلام قوله تعالى :
«وَعِبادُ
الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً»
إلى قوله «وَاجْعَلْنا
لِلْمُتَّقِينَ إِماماً»................................................................. ١٣٦
ـ ١٣٢
٤٤ ـ باب أنهم عليهمالسلام الشجرة
الطيبة في القرآن وأعداءهم الشجرة الخبيثة
................................................................. ١٤٣
ـ ١٣٦
٤٥ ـ باب أنهم عليهمالسلام الهداية
والهدى والهادون في القرآن............. ١٥٢ ـ ١٤٣
عناوين الأبواب
|
|
رقم الصفحة
|
٤٦ ـ باب أنهم عليهمالسلام خير
أمة وخير أئمة أخرجت للناس وأن الإمام في كتاب الله تعالى إمامان ١٥٨ ـ ١٥٣
٤٧ ـ باب أن السلم
الولاية وهم وشيعتهم أهل الاستسلام والتسليم.. ١٦٣ ـ ١٥٩
٤٨ ـ باب أنهم خلفاء
الله والذين إذا مكنوا في الأرض أقاموا شرائع الله وسائر ما ورد في ١٢ قيام القائم
عليهالسلام
زائدا على ما سيأتي ١٦٧ ـ ١٦٣
٤٩ ـ باب أنهم عليهمالسلام المستضعفون
الموعودون بالنصر من الله تعالى... ١٧٣ ـ ١٦٧
٥٠ باب أنهم عليهمالسلام كلمات
الله وولايتهم الكلم الطيب.............. ١٨٤ ـ ١٧٣
٥١ ـ باب أنهم
عليهالسلام
حرمات الله.................................. ١٨٦
ـ ١٨٥
٥٢ ـ باب أنهم عليهمالسلام وولايتهم
العدل والمعروف والإحسان والقسط والميزان وترك ولايتهم وأعداءهم الكفر والفسوق
والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي.......................................... ١٩١ ـ ١٨٧
٥٣ ـ باب أنهم عليهمالسلام جنب
الله ووجه الله ويد الله وأمثالها........... ٢٠٣ ـ ١٩١
٥٤ ـ باب أن المرحومين
في القرآن هم وشيعتهم عليهمالسلام ............. ٢٠٧ ـ ٢٠٤
٥٥ ـ باب ما نزل في أن
الملائكة يحبونهم ويستغفرون لشيعتهم....... ٢١١ ـ ٢٠٨
٥٦ ـ باب أنهم عليهمالسلام حزب
الله وبقيته وكعبته وقبلته وأن الأثارة من العلم علم الأوصياء ٢١٣ ـ ٢١١
٥٧ ـ باب ما نزل فيهم عليهمالسلام من
الحق والصبر والرباط والعسر واليسر.............. ٢٢١ ـ ٢١٤
٥٨ ـ باب أنهم عليهمالسلام المظلومون
وما نزل في ظلمهم................ ٢٣١ ـ ٢٢١
٥٩ ـ باب نادر في
تأويل قوله تعالى : «سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ» ٢٣٨ ـ ٢٣٢
٦٠ باب تأويل الأيام
والشهور بالأئمة عليهمالسلام ....................... ٢٤٣ ـ ٢٣٨
عناوين الأبواب
|
|
رقم الصفحة
|
٦١ ـ باب ما نزل من
النهي عن اتخاذ كل بطانة ووليجة وولي من دون الله وحججه عليهمالسلام ٢٤٧ ـ ٢٤٤
٦٢ ـ باب أنهم عليهمالسلام أهل
الأعراف الذين ذكرهم الله في القرآن لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ٢٥٦ ـ ٢٤٧
٦٣ ـ باب الآيات
الدالة على رفعة شأنهم ونجاة شيعتهم في الآخرة والسؤال عن ولايتهم ٢٧٧ ـ ٢٥٧
٦٤ ـ باب ما نزل ما في
صلتهم وأداء حقوقهم عليهمالسلام .............. ٢٨٠ ـ ٢٧٨
٦٥ ـ باب تأويل سورة
البلد فيهم عليهمالسلام ......................... ٢٨٥ ـ ٢٨٠
٦٦ ـ باب أنهم الصلاة
والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات وأعداؤهم الفواحش والمعاصي في بطن القرآن
وفيه بعض الغرائب وتأويلها ......................................................... ٣٠٤
ـ ٢٨٦
٦٧ ـ باب جوامع تأويل
ما أنزل فيهم عليهمالسلام ونوادرها.............. ٤٠٢ ـ ٣٠٥
*(رموز الكتاب)*
ب : لقرب الاسناد.
|
ع : للعلل الشرائع.
|
لد : للبلدين الامين.
|
بشا : لبشارة المصطفى.
|
عا : لدعائم الاسلام.
|
لي : لامالى الصدوق.
|
تم : لفلاح السائل.
|
عد : للعقائد.
|
م : لتفسير الامام العسكري (ع)
|
ثو : لثواب الاعمال.
|
عدة : للعدة.
|
ما : لامالى الطوسى.
|
ج : للاحتجاج.
|
عم : لاعلام الورى
|
محص : للتمحيص.
|
جا : لمجالس المفيد.
|
عين : للعيون والمحاسن.
|
مد : للعمدة.
|
جش : لفهرست النجاشي.
|
غر : للغرر والدرر.
|
مص : لمصباح الشريعة.
|
جع : لجامع الاخبار.
|
غط : لغيبة الشيخ.
|
مصبا : للمصباحين.
|
جم : لجماع الاسبوع.
|
غو : لغوالي اللئالي.
|
مع : لمعاني الاخبار.
|
جنة : للجنة.
|
ف : لتحف العقول.
|
مكا : لمكارم الاخلاق.
|
حة : لفرحة الغرى.
|
فتح : لفتح الابواب.
|
مل : لكامل الزيارة.
|
ختص : لكتاب الاختصاص.
|
فر : لتفسير فرات بن إبراهيم.
|
منها : للمنهاج.
|
خص : لمنتخب البصائر.
|
فس : لتفسير علي بن إبراهيم.
|
مهج : لمهج الدعوات.
|
د : للعدد.
|
فض : لكتاب الروضة.
|
ن : لعيون أخبار الرضا (ع).
|
سر : للسرائر.
|
ق : للكتاب العتيق الغروى.
|
نيه : لتنبيه الخاطر.
|
سن : للمحاسن.
|
قب : لمناقب ابن شهر آشوب
|
نجم : لكتاب النجوم.
|
شا : للارشاد.
|
قبس : لقبس المصباح.
|
نص : للكافية.
|
شف : لكشف اليقين.
|
قضا : لقضاء الحقوق.
|
نهج : لنهج البلاغة.
|
شى : لتفسير العياشي.
|
قل : لاقبال الاعمال.
|
نى : لغيبة النعماني.
|
ص : لقصص الانبياء.
|
قية : للدروع.
|
هد : للهداية.
|
صا : للاستبصار.
|
ك : لاكمال الدين.
|
يب : للتهذيب.
|
صبا : لمصباح الزائر.
|
كا : للكافي.
|
يج : للخرائج.
|
صح : لصحيفة الرضا (ع).
|
كش : لرجال الكشي.
|
يد : للتوحيد.
|
ضا : لفقه الرضا (ع).
|
كشف : لكشف الغمة.
|
ير : لبصائر الدرجات.
|
ضوء : لضوء الشهاب.
|
كف : لمصباح الكفعمى.
|
يف : للطرائف.
|
ضه : لروضة الواعظين.
|
كنز : لكنز جامع الفوائد وتأويل
الايات الظاهرة معاً.
|
يل : للفضائل.
|
ط : للصراط المستقيم.
|
ل : للخصال.
|
ين : لكتابى الحسين بن سعيد او لكتابه
والنوادر.
|
طا : لامان الاخطار.
|
|
يه : لمن لايحضره الفقيه.
|
طب : لطب الائمة.
|
|
|
|