

مقدمة التحقيق
لمحة موجزة عن آل طاووس
آل طاووس أسرة
عراقية عريقة في السيادة والعلم بفنونه المختلفة الفقه ، الحديث ، الكلام ،
الأنساب ، الأدب ، الشعر ... تولت الزعامة الدينية في أواخر عصور الدولة العباسية
ثم في الدولة الإيلخانية المغولية.
قد تسنمت هذه
الأسرة الجليلة مدارج الكمال ومراقي المجد وقبضت على ناصية الفخار والعز في
المائتين السابعة والثامنة بحيث طار صيتها في المحافل العلمية والنوادي الأدبية
وتصدرت قائمة فضلاء عصرها وعلماء دهرها وامتطت صهوات المجد والشرف الباذخ وعلت على
دست الرئاسة والنقابة المنيف حقبة من الدهر فزانوا النقابة فتاهت بهم اعتزازا
وافتخارا.
هذه الأسرة
الشريفة قد تحلى أفرادها ـ بالإضافة الى ميزتهم النسبيّة ـ بمؤهلات قلما تجتمع في
شخص واحد ، ذكاء حاد وحافظة قوية وفطنة نادرة وفضل واسع ونجابة ساطعة ورئاسة
مقبولة ومرضية من قبل سلطات عصرهم فكانوا السادة والقادة والعلماء ، ترمقهم عيون
الفضيلة بالإكبار والإجلال ويصغي لهم سمع الدهر بالإطاعة والامتثال محطا لأنظار
الخاص والعام تقصدهم قوافل ذوي الحاجات ويؤمهم ركب طالبي الفضيلة والكمال فلا
تنكفئ إلا عن نيل مرادها وبلوغ مآربها المادية والمعنوية. تنحدر هذه الاسرة
المباركة عن أصل زكي ونجار سني عن شجرة طيبة مباركة علوية إذ يتصل
نسبها بالإمام
الهمام أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب 8 عن طريق داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
8 فإن داود المذكور كان رضيع الإمام جعفر بن محمد الصادق 7 وقد حبسه المنصور الدوانيقي فأفلت منه بالدعاء الذي علمه
الصادق 7 لامه ام داود ويعرف بدعاء ام داود وبدعاء يوم الاستفتاح وهو النصف من رجب وام
داود هي ام كلثوم بنت الإمام زين العابدين علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب : وكان داود يلي
صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 نيابة عن أخيه عبد الله المحض وقد توفي داود بالمدينة وهو
ابن ستين سنة وعقبه من ابنه سليمان بن داود وأعقب سليمان من ابنه محمد بن سليمان
ويلقب بالبربري وخرج بالمدينة أيام أبي السرايا.
قال النسابة
الشهير ابن عنبة الداودي في كتابه عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص ١٨٩ في ذكر
عقب داود بن الحسن المثنى : ومنهم أبو عبد الله محمد الطاووس بن إسحاق لقب بذلك
لحسن وجهه وجماله وولده كانوا بسورا المدينة ثم انتقلوا الى بغداد والحلة وهم سادات وعلماء ونقباء
معظمون منهم السيد الزاهد سعد الدين أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن
محمد بن أحمد بن محمد الطاووس.
وقال العلامة
المجلسي :
وجدت في بعض كتب
النسب أن محمد الطاووس كان يكنى أبا عبد الله وكان نقيب ( سورا ) وأبوه إسحاق كان
يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة خمسمائة عن نفسه وخمسمائة عن والده وهو من أوائل
من ولي النقابة بسورا.
__________________
وإنما لقب
بالطاووس لأنه كان مليح الصورة وقدماه غير مناسبة لحسن صورته فلقب بالطاووس لذلك . ولقد برزت من
هذه الاسرة الشريفة شخصيات علمية فذة قد أخذت على عاتقها مسؤولية الذب عن حريم
الشريعة المحمدية والحقيقة الجعفرية فكانت على مستوى المسؤولية فبذلت في سبيل ذلك
كل ما اوتيت من حول وقوة واستعداد قليل النظير فجنّدت في خدمة الدين فكرها الوقاد
كسراج منير يزيح الظلمات وينير الطريق للفئة الخيرة السالكة درب الحق وسبيل الخير.
ويراعها السيّال الذي هو خير من ألف سيف ذرب وعسّال مثقف. فألّفت وصنّفت وجدّت
واجتهدت فتركت لنا تراثا علميا ضخما أغنت به المكتبة الإسلامية عموما والمكتبة
الشيعية خصوصا فمنهم :
١ ـ سعد الدين أبو
إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس.
وصفه صاحب عمدة
الطالب بالسيد الزاهد .
والذي يظهر من
كلام ابنه رضي الدين علي بن موسى بن جعفر أنه كان محدثا راوية للأخبار جامعا لها
فقد قال عنه في إجازاته عند ذكر مؤلفاته : ومن ذلك كتاب فرحة الناس! وبهجة الخواطر
مما رواه والدي موسى بن جعفر ابن محمد بن طاووس قدس الله جل جلاله روحه ونور ضريحه
ونقله في أوراق وأدراج وانتقل الى الله جل جلاله وما جمعه في كتاب ينتفع به
المحتاج فجمعته بعد وفاته تلقاه الله جل جلاله بكراماته ويكمل أربع مجلدات لكل
مجلد خطبة وسميته بهذا الاسم المذكور .
__________________
وقد أعقب موسى بن
جعفر المذكور أربعة بنين :
١ ـ جمال الدين
أبا الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر.
٢ ـ رضي الدين أبا
القاسم علي بن موسى بن جعفر.
٣ ـ شرف الدين محمدا.
٤ ـ عز الدين
الحسن.
وام هولاء الأربعة
على ما هو ظاهر عبارات أغلب من ترجم لهم ليست واحدة فقد قال الشيخ يوسف البحراني
في ترجمة رضي الدين علي وجمال الدين أحمد : رضي الدين أبو القاسم علي وجمال الدين
أبو الفضائل 0 ابنا السيد سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد ابن محمد بن
أحمد بن محمد الطاووس وهما أخوان من ام وأب وامهما ـ على ما ذكره بعض علمائنا ـ بنت
الشيخ مسعود ورام بن أبي فراس بن فراس ابن حمدان وام امهما بنت
الشيخ الطوسي ، أجاز لها ولأختها ام الشيخ محمد بن إدريس جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب.
ثم قال : ويؤيده
تصريح السيد رضي الدين 2 عند ذكر الشيخ الطوسي بلفظ « جدي » وكذا عند ذكر الشيخ
ورام بلفظه وهو أكثر بكثير في كلامه كمالا يخفى على من وقف عليه .
فظاهر عبارة الشيخ
البحراني هو أن ام الأخوين علي وأحمد هي بنت الشيخ ورام وأما شرف الدين محمد وعز
الدين الحسن فامهما سواها.
وقال عبد الله
الأفندي في ترجمة أبي الفضائل أحمد :
__________________
وقال بعض العلماء
بعد نقل نسبه الى الحسن بن علي بن أبي طالب 8 كما نقلناه : إن امه ام أخيه رضي الدين علي بنت الشيخ
مسعود الورام ابن أبي فراس بن حمدان وام امه بنت الشيخ الطوسي وأجاز لها ولأختها
ام الشيخ محمد بن إدريس جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب .
وقال صاحب روضات
الجنات عند ذكره لأبي الفضائل أحمد بن موسى :
أخو السيد رضي الدين
علي من أبيه وامه التي هي بنت الورام من ابنة الشيخ المجازة منه مع أختها التي هي
ام ابن إدريس جميع مصنفات الأصحاب .
وأيضا ذكر ذلك عند
ترجمته لرضي الدين علي بن موسى فقال :
وأما امه وام أخيه
السيد جمال الدين المتقدم ذكره فهي بنت الشيخ المسعود ورام بن أبي فراس المالكي
صاحب كتاب « المجموع » المشهور وام امهما بنت شيخنا الطوسي وهي التي أجاز الشيخ
لها ولأختها ام الشيخ محمد ابن ادريس الحلي جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب على ما
نقله المحدث البحراني عن بعض علماءنا. ووقع النص على جديتهما له أيضا من جهة الام
في مواضع كثيرة من مصنفات نفسه فليلاحظ .
وقد قال السيد
محسن الأمين عند تعرضه لذكر أبي الفضائل أحمد بن موسى :
هو أخو السيد رضي
الدين علي بن طاووس لأبيه وامه ، امهما بنت
__________________
الشيخ ورام بن أبي
فراس بن حمدان وامهما بنت الشيخ الطوسي المجازة هي وأختها ام ابن إدريس من أبيهما
الشيخ الطوسي برواية جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب ولذلك يعبر ابن طاووس عن الشيخ
الطوسي والشيخ ورام بجدي كما يعبر ابن إدريس عن الطوسي بذلك .
فظاهر العبارات
السابقة كما هو واضح ، صريح في أن أبا الفضائل أحمد ورضي الدين عليا فقط هما لأب
وام. وأما الشيخ محمد علي اليعقوبي فقد قال بعد ذكر أبناء موسى بن جعفر الأربعة :
وامهم بنت الشيخ
ورام بن أبي فراس المالكي صاحب المجموعة المشهورة وام أبيهم بنت الشيخ الطوسي أبي
جعفر محمد بن الحسن المتوفى سنة ٤٦٠ كما صرح السيد المترجم في ( إقباله ) ولذلك
كان يعبر عن كل منهما بجدي .
والعبارة كما ترى
ظاهرة في أن الأربعة كلهم لأب وام واحدة هي بنت الشيخ ورام. وقد تبعه في ذلك السيد
عبد الرزاق كمونة في موارد الاتحاف .
اللهم إلا أن يقال
إنما خصت المصادر السابقة الأخوين أحمد وعليا بالذكر لكونهما الأشهر وأن الأخوين
الاخرين محمدا وحسنا لا شهرة لهما.
ملاحظة :
ذكر العلامة
المحقق الشيخ آغابزرك الطهراني في حياة الشيخ
__________________
الطوسي . أن هذه النسبة
غير صحيحة ( يعني أن ام امهما هي بنت الشيخ الطوسي ).
فليس الشيخ الطوسي
الجد الامي بغير واسطة لابني طاووس ولا لابن إدريس الحلي ، فقد صرحّ السيد رضى
الدين علي بن طاووس في كثير من تصانيفه ومنها ( الإقبال ) ـ الذي هو أحد الكتب
العشرة التي هي تتمات لمصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي ـ في دعاء أول يوم من
شهر رمضان ص ٣٣٤ ( طبعة تبريز ) : بأن الشيخ الطوسي جد والده ـ السيد الشريف أبي
إبراهيم موسى بن جعفر ـ من قبل امه وأن الشيخ أبا علي خاله كذلك لكن ليس مراده
الجد والخال أيضا بلا واسطة بأن تكون والدة أبيه الشريف موسى ابنة الشيخ الطوسي ; كما استظهره
شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في مستدرك الوسائل : ٣ / ٤٧١.
وذلك لأن السيد
رضي الدين علي بن طاووس ذكر في مقدمة كتابه ( فلاح السائل ) ما نصه :
( وجدت في المصباح
الكبير الذي صنفه جدي لبعض امهاتي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ; شيئا عظيما من
الخير الكثير ... ).
وهذا منه صريح بأن
شيخ الطائفة جده ( لبعض امهاته ) لا جده لامه بلا واسطة. كما أشار إلى ذلك المحقق
السيد محمد صادق بحر العلوم مؤيدا كلام شيخه الطهراني .
ثم ان الشيخ ورام
توفى سنة ٦٠٦ والحال أن الشيخ الطوسي توفى سنة ٤٦٠ ه فبين الوفاتين مائة وخمسة
وأربعون سنة فكيف يتصور كونه صهرا
__________________
للشيخ على بنته
وإن فرضت ولادة هذه البنت بعد وفاة الشيخ مع أنهم ذكروا أن الشيخ أجازها؟
ثم إن السيد رضي
الدين قال في كتابه ( الإقبال ) :
فمن ذلك ما رويته
عن والدي قدس الله روحه ونور ضريحه فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة بروايته عن
شيخه الفقيه حسين بن رطبة عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمد عن والده
محمد بن الحسن الطوسي جد والدي من قبل امه عن الشيخ المفيد ... فظهر أن انتساب
السيد الى الشيخ من طرف والده أبي إبراهيم موسى الذي امه بنت الشيخ لا من طرف امه
بنت الشيخ ورام. وهذا مما نبه عليه العلامة المحدث الشيخ عباس القمي في الفوائد
الرضوية : ٣٣٤.
٢ ـ جمال الدين
أبو الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر ( صاحب كتاب بناء المقالة الفاطمية ) وسأذكر
طرفا من ترجمته فيما يأتي قريبا إن شاء الله تعالى.
٣ ـ رضي الدين أبو
القاسم علي بن موسى بن جعفر.
وهو ألمع شخصية في
هذه الاسرة وأشخص أفرادها بحيث إذا أطلق ( ابن طاووس ) فالمراد هو يكون غالبا. وقد
كان عالما فقيها أديبا شاعرا منشئا ورعا زاهدا نقيبا محترما ومقدما عند السلاطين
وهو صاحب الكرامات الذي ما اتفقت كلمة العلماء على اختلاف مشاربهم على صدور
الكرامات عن أحد ممن تقدمه أو تأّخر عنه غيره .
قال العلامة الحلي
في إجازته لبني زهرة :
ومن ذلك جميع ما
صنفه السيدان الكبيران السيعدان رضي الدين علي
__________________
وجمال الدين أحمد
ابنا موسى بن طاووس الحسنيان قدس الله روحيهما وروياه وقرآه وأجيز لهما روايته عني
عنهما وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان وكان رضي الدين علي صاحب كرامات حكى لي
بعضها وروى لي والدي ; البعض الآخر .
وقال عنه الحر
العاملي :
حاله في العلم
والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر وكان أيضا
شاعرا أديبا منشئا بليغا له مصنفات كثيرة ... وعد قسما منها .
وجاء في نقد
الرجال ص ٢٤٤ :
من أجلاء هذه
الطائفة وثقاتها جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كثير الحفظ نقي الكلام ، حاله في
العبادة والزهد أظهر من أن يذكر له كتب حسنة 2.
ولد السيد رضي
الدين علي يوم الخميس منتصف شهر محرم الحرام سنة ٥٨٩ ه بالحلة المزيدية وبها نشأ ودرس
وتعلم وكان ذا ذهن وقاد وحافظة قوية بحيث كان من ابتداء أمره قد برع في الدروس
التي أخذها وقد بز أقرانه وفاق أخدانه وهو بعد في ريعان الشباب ومقتبل العمر.
ويحدثنا هو بنفسه عن ذلك فيقول :
أول ما نشأت بين
جدي ورام ووالدي ... وتعلمت الخط والعربية. وقرأت في علم الشريعة المحمدية ...
وقرأت كتبا في اصول الدين واشتغلت
__________________
بعلم الفقه وقد
سبقني جماعة الى التعليم بعدة سنين فحفظت في نحو سنة ما كان عندهم وفضلت عليهم ...
وابتدأت بحفظ الجمل والعقود ... وكان الذين سبقوني ما لأحدهم إلا الكتاب الذي
يشتغل فيه وكان لي عدة كتب في الفقه من كتب جدي ورام ، انتقلت إليّ من والدتي رضي
الله عنها بأسباب شرعية في حياتها فصرت أطالع بالليل كل شيء يقرأ فيه الجماعة
الذين تقدموني بالسنين وانظر كل ما قاله مصنف عندي واعرف ما بينهم من الخلاف على
عادة المصنفين وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار أعرف ما لا يعرفون واناظرهم ....
وفرغت من الجمل والعقود .. وقرأت النهاية فلما فرغت من الجزء الأول منها استظهرت
على العلم بالفقه حتى كتب شيخي محمد بن نما خطه لي على الجزء الأول وهو عندي الآن
... فقرأت الجزء الثاني من النهاية أيضا ومن كتاب المبسوط وقد استغنيت عن القراءة
بالكلية .. وقرأت بعد ذلك كتبا لجماعة بغير شرح ، بل للرواية المرضية ... وسمعت ما
يطول ذكر تفصيله .
وقد كان رضي الدين
علي ورعا تقيا كثير الاحتياط ، يقف عند ادنى شبهة حتى انه ترك الفتيا وتحرج عنها
بل تعدى ذلك الى انه لم يصنف كتابا في الفقه. قال هو بنفسه في ذلك :
طلبني الخليفة
المستنصر ـ جزاه الله عنا خير الجزاء ـ للفتوى ، على عادة الخلفاء فلما وصلت الى
باب الدخول .. تضرعت الى الله عز وجل وسألته أن يستودع مني ديني وكل ما وهبنيه ،
ويحفظ علي كل ما يقربني من مراضيه فحضرت فاجتهد بكل جهد بلغ توصله إليه أنني أدخل
في فتواهم فقواني الله جل جلاله على مخالفتهم والتهوين بنفسي .
__________________
وقال أيضا عند
ذكره لمؤلفاته وكتبه :
واعلم انه إنما
اقتصرت على تأليف كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى من كتب الفقه في قضاء الصلوات
عن الأموات وما صنفت غير ذلك من الفقه وتقرير المسائل والجوابات ، لأني كنت قد
رأيت مصلحتي ومعاذي في دنياي وآخرتي في التفرغ عن الفتوى في الأحكام الشرعية لأجل
ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية وسمعت كلام
الله جل جلاله يقول عن أعز موجود عليه من الخلائق عليه محمد (ص) : ( ولو تقوّل
علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه
حاجزين ) فلو صنفت كتابا في الفقه يعمل بعدي عليها كان ذلك نقضا لتورعي عن الفتوى
ودخولا تحت حظر الآية المشار إليها لأنه جل جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول
العزيز الأعلم لو تقوّل عليه فكيف يكون حالي إذا تقوّلت عليه جل جلاله وافتيت أو
صنفت خطأ أو غلطا يوم حضوري بين يديه .
انتقل المترجم له
الى بغداد وهو في ريعان شبابه وبقي فيها نحوا من خمس عشرة سنة .
وفي بغداد اتصل
بالمستنصر العباسي وكان عنده من المقربين والمحترمين وقد أنعم عليه الخليفة بدار
يسكن فيها وتقع بالجانب الشرقي عند المأمونية في الدرب المعروف بدرب الجوبة .
وهناك توثقت صلاته
بالوزير ابن العلقمي وأخيه وولده صاحب المخزن
__________________
وكذلك بالوزير
القمي وولده .
وهنا عرض عليه
الخليفة أمر الفتوى فأبى ورفض ذلك كما أشار هو إلى ذلك كما مرّ سلفا كما عرض عليه
أمر نقابة الطالبيين فرفض أيضا وهو يحدثنا عن ذلك بنفسه :
( ثم عاد الخليفة
ودعاني الى نقابة جميع الطالبيين على يد الوزير القمي وعلى يد غيره من أكابر
دولتهم وبقي على مطالبتي بذلك عدة سنين ، فاعتذرت بأعذار كثيرة ، فقال الوزير
القمي : ادخل واعمل فيها برضا الله ، فقلت له : فلأي حال لا تعمل أنت في وزارتك
برضا الله تعالى ، والدولة أحوج إليك منها إليّ ، ثم عاد يتهددني ، وما زال الله
جل جلاله يقويني عليهم حتى أيدني وأسعدني ) .
( وعاد المستنصر
... وتحيل معي بكل طريق وقيل لي : إما أن تقول أن الرضي والمرتضى كانا ظالمين أو
تعذرهما فتدخل في مثل ما دخلا فيه فقلت : ان أولئك كان زمانهم زمان بني بويه ...
وهم مشغولون بالخلفاء والخلفاء بهم مشغولون ، فتم للرضى والمرتضى ما أرادوا من رضى
الله ) .
وبقي على رفضه حتى
عاد بعد ذلك كله الى الحلة وبقي فيها مدة من الزمن ثمّ انتقل منها الى النجف
الأشرف فبقي فيها ثلاث سنين ثم انتقل الى كربلاء وبقي فيها مدة غير معلومة ثم عاد الى
بغداد سنة ٦٥٢ ه وبقي فيها الى حين احتلال بغداد من قبل المغول.
وهو يحدثنا عن ذلك
:
__________________
( تم احتلال بغداد
من قبل التترفي يوم الاثنين ١٨ محرم سنة ٦٥٦ وبتنا في ليلة هائلة من المخاوف
الدنيوية فسلمنا الله جل جلاله من تلك الأهوال ) .
وجاء في مجموعة
الشهيد ; تعالى :
تولى السيد رضي
الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس العلوي الحسني صاحب
المقامات والكرمات والمصنفات نقابة العلويين من قبل هلاكو خان وذكر أنه كان قد
عرضت عليه في زمان المستنصر العباسي فأبى وكان بينه وبين الوزير مؤيد الدين محمد
بن أحمد بن العلقمي وبين أخيه وولده عز الدين أبي الفضل محمد بن محمد صاحب المخزن
صداقة متأكدة أقام ببغداد نحوا من خمس عشرة سنة ثم رجع الى الحلة ثم سكن المشهد الشريف
برهة ثم عاد في دولة المغول الى بغداد ولم يزل على قدم في الطاعات والتنزه عن
الدنيات الى أن توفى بكرة الاثنين خامس ذي القعدة سنة ٦٦٤ وكان مولده يوم الخميس
منتصف المحرم سنة ٥٨٩ وكانت مدة ولاية النقابة ثلاث سنين واحد عشر شهرا ) .
وأما توليه نقابة
الطالبيين من قبل هلاكو فقد ذكر ذلك ابن الطقطقي فقال :
لما فتح السلطان
هلاكو بغداد في سنة ٦٥٦ ه أمر أن يستفتي العلماء أيما أفضل : السلطان الكافر
العادل أو السلطان المسلم الجائر؟ ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك فلما وقفوا على
الفتيا أحجموا عن الجواب وكان رضي الدين علي ابن طاووس حاضرا هذا المجلس وكان
مقدما محترما فلما رأى احجامهم تناول الفتيا ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر
على المسلم
__________________
الجائر فوضع الناس
خطوطهم بعده .
وقد نال ابن طاووس
بفتياه هذه مقاما كبيرا في نفس الكافر المحتل فكان نتيجة ذلك أن ( ظفرت بالأمان والإحسان وحقنت فيه
دماءنا وحفظت فيه حرمنا وأطفالنا ونساءنا وسلم على أيدينا خلق كثير ) .
وقد ولى النقابة
في سنة ٦٦١ وعندها جلس في مرتبة خضراء وكان الناس بعد كارثة المغول قد
رفعوا السواد ولبسوا اللباس الأخضر فقال الشاعر على بن حمزة العلوي يهنيه :
فهذا علي نجل
موسى بن جعفر
|
|
شبيه علي نجل
موسى بن جعفر
|
فذاك بدست
للامامة أخضر
|
|
وهذا بدست
للنقابة أخضر
|
وذلك لأن المأمون
العباسي لما عهد بولاية العهد الى الإمام علي بن موسى الرضا 7 ألبسه لباسا أخضر
وأجلسه على وسادتين خضراوين وغير السواد وهو شعار الدولة العباسية وأمر بلباس اللون
الأخضر فلبسه الناس ولبسه النقيب من بعد ذلك في عهد السلطان هلاكو خان. المتوفى
سنة ٦٦٣.
وقد أخذ السيد أبو
الفضائل المذكور وجماعة من العلماء وابن أخيه مجد الدين محمد الأمان من هلاكو لأهل
الحلة والكوفة والمشهدين الشريفين من القتل فإنهم توجهوا الى بغداد سنة ٦٥٦ وأهدى
السيد مجد الدين مؤلفه كتاب البشارة الى هلاكو فأعطاهم الأمان ورد الى مجد الدين
محمد النقابة
__________________
بالفرات ولم تطل
أيامه في النقابة وتوفي سنة ٦٥٦. انظر القصة في كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين
المبحث الثالث للعلامة الحلي والحوادث الجامعة لابن الفوطي : ٣٣٠ توفي المترجم له
كما مرّ في بكرة الاثنين خامس ذي القعدة سنة ٦٦٤ ه واختلف المترجمون في موضع قبره
فقيل إنه في آخر بساتين ( الجامعين ) بالحلة مشهد يعرف بقبر السيد علي ابن طاووس
يزوره الناس وقيل أنه دفن بالكاظمية وقال إبن الفوطى في حوادثه ص ٣٣٠ إنه حمل الى
مشهد جده علي (ع) فيجوز أنه نقل بعد دفنه من الحلة الى النجف الأشرف والأثر
الموجود هو موضع تربته وإذا تحقق هذا فالقبر الموجود في الحلة هو قبر ولده أبي
القاسم رضي الدين علي بن طاووس فإن اسمه وكنيته كاسم أبيه وكنيته وكان يلقب بلقبه
في حياته .
وقد أرخ وفاته
العلامة السيد مهدي بحر العلوم بقوله :
فقيه أهل البيت
ذو الشمائل
|
|
هو ابن طاووس
أبو الفضائل
|
هو ابن موسى شيخ
ابن داود
|
|
في باخع مضى الى
الخلود
|
وقد ذكر المترجمون
له أنه كان شاعرا ولم يعثر على شعر له سوى أبيات هي منسوبة له وربما كان قد أنشدها
وهي :
خبت نار العلى
بعد اشتعال
|
|
ونادى الخير حي
على الزوال
|
عد منا الجود
إلا في الأماني
|
|
وإلا في الدفاتر
والأمالي
|
فيا ليت الدفاتر
كن قوما
|
|
فأثرى الناس من
كرم الخصال
|
ولو أني جعلت
أمير جيش
|
|
لما حاربت إلا
بالسؤال
|
لأن الناس
ينهزمون منه
|
|
وقد ثبتوا
لأطراف العوالي
|
__________________
خلف من البنين :
صفي الدين محمدا ولقبه المصطفى مات دارجا والنقيب رضي الدين عليا وقد شارك اباه في
الاسم واللقب .
مشايخه :
١ ـ الشيخ الحسين
بن احمد السوراوي.
٢ ـ الشيخ ابو
الحسن علي بن يحيى الحناط.
٣ ـ الشيخ ابو
السعادات اسعد بن عبد القاهر الاصفهاني مؤلف ( رشح الولاء ).
٤ ـ الشيخ نجيب
الدين بن نما.
٥ ـ السيد شمس
الدين فخار بن معد الموسوي.
٦ ـ السيد صفي
الدين محمد بن معد الموسوي.
٧ ـ الشيخ تاج
الدين الحسن بن الدربي.
٨ ـ الشيخ سديد
الدين سالم بن محفوظ بن غزيرة السوراوي.
٩ ـ السيد ابو
حامد محي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحلبي ابن اخ صاحب الغنية.
١٠ ـ الشيخ نجيب
الدين يحيى بن محمد السوراوي
وقد ذكر تفاصيل
هؤلاء العشرة في خاتمة مستدرك الوسائل ص ٤٧٢.
١١ ـ السيد كمال
الدين حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني قرأ عليه في يوم السبت
السادس عشر من جمادى الثانية ٦٢٠ كما ذكر في الباب ١٩٤ من كتاب اليقين.
١٢ ـ ومن مشايخه
من العامة محب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي المتوفى ٦٤٣ صاحب
ذيل تاريخ بغداد كما جاء في الاقبال : ٥٨٥ وسعد السعود : ٧٣.
__________________
تلامذته :
وهم كثيرون نذكر
منهم :
١ ـ الشيخ جمال
الدين يوسف بن حاتم الشامي.
٢ ـ العلامة الحلي
جمال الدين الحسن بن يوسف.
٣ ـ ابن اخيه
السيد غياث الدين عبد الكريم.
٤ ـ الشيخ تقي
الدين الحسن بن داود صاحب ( الرجال ).
٥ ـ الشيخ محمد بن
أحمد بن صالح القسيني.
٦ ـ اولاده الشيخ
ابراهيم والشيخ جعفر والشيخ علي.
٧ ـ السيد احمد بن
محمد العلوي.
٨ ـ السيد نجم
الدين محمد بن الموسوي.
٩ ـ الشيخ محمد بن
بشير.
١٠ ـ علي بن عيسى
الاربلي.
مؤلفاته :
اما مؤلفاته فهي
كثيرة فقد عدها بعضهم ٤٨ كتابا في مختلف الفنون تركنا ذكرها خوفا من الاطناب وهي
مذكورة في الكتب التي ترجمت له راجع : ( علي بن طاووس ) للشيخ محمد حسن آل ياسين
وامل الآمل : ٢ / ٢٠٥. ولؤلؤة البحرين : ٢٣٥ وروضات الجنات : ٤ / ٣٢٥ وغيرها.
٤ ـ شرف الدين
محمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس.
لم اعرف عنه شيئا
سوى انه قد قتل ببغداد في غلبة التتار في سنة ست وخمسين وستمائة كما جاء في هامش
عمدة الطالب ص ١٩٠ والحوادث الجامعة : ٣٢٩ وقد ذكر ابن عنبة انه مات دارجا .
٥ ـ عز الدين ابو
محمد الحسن بن موسى بن جعفر ابن طاووس.
ذكره ابن الفوطي
في تلخيص مجمع الاداب ترجمة رقم ١٢١ ووصفه بالسيد
__________________
الجليل وانه كان
زاهدا. وله من البنين ثلاثة : قوام الدين ابو طاهر احمد ومجد الدين ابو عبد الله
محمد وسعد الدين ابو الحسن موسى. كما ورد ذكره في عمدة الطالب ص ١٩٠ وانه توفي سنة
٦٥٤ ه.
٦ ـ غياث الدين
ابو المظفر عبد الكريم بن جمال الدين احمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس.
هو الفقيه البارع
والعالم العامل ذو المقام الرفيع في العلوم المختلفة انتهت اليه رئاسة الطالبيين
وكان ; تعالى عالما فقيها عروضيا نحويا اديبا شاعرا نسابة نقيبا زاهدا ورعا ذا حافظة
قوية جدا بحيث يحفظ كل ما يسمع بالاضافة الى ذكائه المفرط فيكون بهذا كامثال
العلامة الحلي الذي نال درجة الاجتهاد قبل ان يبلغ او كابن سينا وغيرهما من
النوابغ النوادر.
قال عنه تلميذه
الحسن بن داود الحلي صاحب كتاب ( الرجال ) المعروف : سيدنا الامام المعظم غياث
الدين الفقيه النسابة النحوي العروضي الزاهد العابد ابو المظفر قدس الله روحه ،
انتهت رياسة السادات وذوي النواميس اليه ، وكان اوحد زمانه ، حائري المولد ، حلي
المنشأ ، بغدادي التحصيل ، كاظمي الخاتمة ، ولد في شعبان سنة ثمان واربعين وستمائة
وتوفي في شوال سنة ثلاث وتسعين وستمائة وكان عمره خمسا واربعين سنة وشهرين واياما.
كنت قرينة طفلين
الى أن توفي قدس الله روحه ، ما رأيت قبله ولا بعده كخلقه وجميل قاعدته وحلو
معاشرته ثانيا ولا لذكائه وقوة حافظته مماثلا ، ما دخل في ذهنه شيء فكاد ينساه ،
حفظ القرآن في مدة يسيرة وله إحدى عشرة سنة ، استقل بالكتابة واستغنى عن المعلم في
أربعين يوما وعمره إذ ذاك أربع سنين ، ولا تحصى مناقبه وفضائله له كتب كثيرة منها
كتاب ( الشمل المنظوم في مصنفي العلوم ) ما لأصحابنا مثله ومنها كتاب ( فرحة الغري
بصرحة الغري ) وغير ذلك .
__________________
فهو آية من آيات
الله في خلقه قد منحه من لدنه حافظة تكاد تكون عديمة النظير واستعدادا قليل الوجود
بحيث يستغني عن المعلم في أربعين يوما وهو في الرابعة من عمره والله يعطي من يشاء
بغير حساب ولا استبعاد في ذلك وفخر المحققين ابن العلامة الحلي فاز بدرجة الاجتهاد
في السنة العاشرة من عمره الشريف وروى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري أنه قال رأيت
صبيا له أربع سنين حملوه الى المأمون العباسي وكان قارئا ناظرا في الرأي والاجتهاد
ولكن يبكي كلما يجوع .
وقال ابن الفوطي
معاصره :
كان جليل القدر ،
نبيل الذكر ، حافظا لكتاب الله المجيد ولم أر في مشايخي أحفظ منه للسير والآثار
والأحاديث والأخبار والحكايات والأشعار جمع وصنّف وشجرّ وألّف ، وكان يشارك الناس
في علومهم وكانت داره مجمع الأئمة والأشراف ، وكان الأكابر والولاة والكتّاب
يستضيئون بأنواره ورأيه ، وكتبت لخزانته كتاب ( الدر النظيم في ذكر من تسمى بعبد
الكريم ) وسألته عن مولده فذكر أنه ولد في شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة. وتوفي
في يوم السبت سادس عشر شوال سنة ثلاث وتسعين وستمائة وحمل الى مشهد الإمام علي ـ 7 ـ ودفن عند أهله .
وكلامه هذا ( حمل
الى مشهد الإمام علي 7 ودفن عند أهله ) يؤيد القول القائل بأن رضي الدين عليا
حملت جنازته الى مشهد الإمام علي 7 وان السيد عبد الكريم دفن عند أهله وبعيد أن تحمل جنازته
من الكاظمية الى الحلة ولا يعرف حينئذ وجه نسبة القبر المعروف في الحلة له
__________________
كما أشار الى ذلك
بعض المحققين وقال الحر العاملي بعد أن نقل عبارة ابن داود : وكان السيد
المذكور شاعرا منشئا أديبا ورأيت له إجازة بخطه تاريخها سنة ٦٨٦ وكان من تلامذة
عمه وأبيه والمحقق الحلي والمحقق الطوسي وغيرهم .
ووصفه الشهيد
الثاني ; تعالى في إجازته التي كتبها لوالد الشيخ البهائي بعد ذكر أنه يروي جميع
مصنفات ومرويات السيد عبد الكريم بأنه صاحب المقامات والكرامات .
وقال عنه المحقق
الخبير المعروف عبد الله الأفندي :
الإمام العالم
الفاضل العلامة الفقيه الكامل الجامع الفهامة صاحب كتاب ( فرحة الغري ) وغيره من
المؤلفات وكان شاعرا منشئا أديبا بليغا. ( الى أن قال ) ثم ان له 1 ولدا اسمه السيد
أبو الفضل محمد ولم أدر هل كان من العلماء أم لا. ورأيت بخط السيد عبد الكريم هذا
ـ وخطه لا يخلو من جودة ـ على ظهر كتاب الفتن والملاحم تأليف السيد رضى الدين علي
ابن طاووس الذي كان بخط مؤلفه المذكور هكذا : ولد الولد المبارك أبو الفضل محمد بن
عبد الكريم بعد طلوع الشمس من يوم الاثنين سلخ محرم من سنة سبعين وستمائة ببغداد
جعله الله مباركا وسماه بهذا الاسم جده أطال الله بقاءه وذلك بباب المراتب . وقال بعد ذلك
بقليل :
واعلم أن لهذا
السيد ولد فاضل وهو السيد رضي الدين أبو القاسم علي
__________________
ابن السيد غياث
الدين عبد الكريم .
هذا وإن مترجميه
قد ذكروا أنه كان شاعرا ولم أعثر على شعر له وقد جاء في ديوان صفي الدين الحلي :
٢٢٦ طبعة بيروت أن صفي الدين قال يرثى السيد النقيب غياث الدين عبد الكريم بن عبد
الحميد وقد خرج عليه جماعة من العرب بشط ( سورا ) من الفرات فحملوا عليه وسلبوه
فمانعهم عن سلب سرواله فضربه أحدهم فقتله ويحرض النقيب الطاهر شمس الدين الآوي على
أخذ ثاره :
هو الدهر مغرى
بالكريم وسلبه
|
|
فإن كنت في شك
بذاك فسل به
|
أرانا المعالي
كيف ينهد ركنها
|
|
وكيف يغور البدر
من بين شهبه
|
أبعد غياث الدين
يطمع صرفه
|
|
بصرف خطاب الناس
عن ذم خطبه
|
أساتذته :
لقد تخرج المترجم
له على جماعة من أساطين العلم وفطاحل المعرفة منهم :
١ ـ والده النقيب
السيد جمال الدين أحمد.
٢ ـ عمه النقيب
السيد رضي الدين علي.
٣ ـ المحقق الحلي
صاحب كتاب شرائع الإسلام.
٤ ـ الشيخ نجيب
الدين يحيى بن سعيد ابن عم المحقق الحلي.
٥ ـ الفيلسوف
العظيم خواجة نصير الدين الطوسي.
__________________
٦ ـ القاضي عميد
الدين زكريا بن محمود القزويني صاحب عجائب المخلوقات.
٧ ـ السيد النسابة
عبد الحميد بن فخار الموسوي. وغيرهم.
تلامذته :
نذكر منهم :
١ ـ الحسن بن داود
صاحب كتاب ( الرجال ) المعروف.
٢ ـ الشيخ عبد
الصمد بن أحمد بن أبي الجيش الحنبلي.
٣ ـ الشيخ علي بن
الحسين بن حماد الليثي الواسطي.
وقد ذكر ابن الفوطي
في الحوادث الجامعة ص ٤٨٠ في ترجمة كمال الدين محمد بن المخرمي قال : سمعت عليه
بقراءة شيخنا غياث الدين أبي المظفر ابن طاووس جزء البانياسي.
٧ ـ السيد رضي
الدين أبو القاسم علي ابن السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن
طاووس. المسمى باسم أبيه والمكنى بكنيته والملقب بلقبه وهو صاحب كتاب زوائد
الفوائد. وكذلك شاركهما الاسم والكنية واللقب ابن عم المترجم له وهو السيد رضى
الدين أبو القاسم علي بن جمال الدين أحمد قال عن المترجم له العلامة عبد الله
الأفندي :
السيد رضى الدين
أبو القاسم علي بن السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ... ( ثم ساق نسبه
الشريف ثم قال ) المسمى باسم أبيه المكنى بكنيته والملقب بلقبه في حياته ، وهذا
غريب عند العجم لكن عند العرب شائع سيما في الأزمنة السالفة ، وعلى المشهور هو
صاحب كتاب زوائد الفوائد في الأدعية ألّفه تتميما لكتب والده كالإقبال ونحوه
وأكثره مأخوذ من الإقبال لوالده وقد
رأيت نسخا منه .
ولد المترجم له
يوم الجمعة ثامن المحرم سنة ٦٤٧ ه في النجف الأشرف حيث بقي والده فيها قرابة ثلاث سنين وهو أصغر من أخيه
محمد بأربع سنين حيث كانت ولادة أخيه محمد سنة ٦٤٣ ه ولا أعرف سنة
وفاة المترجم له.
ووصف العلامة
المجلسي قدس الله روحه المترجم له بالشريف المنيف الجليل عند ما عد له
كتاب زوائد الفوائد.
وقال عنه صاحب
روضات الجنات عند ذكر كتاب زوائد الفوائد :
ليس هو لصاحب هذه
الترجمة ( يعني رضي الدين علي بن موسى ) بل هو لولده الصالح المحدث الذي جعله شريك
نفسه في الاسم واللقب والكنية كما هو مذكور في كثير من كتب الإجازات .
وقال السيد عبد
الرزاق كمونة :
كان عالما فاضلا
ورعا ولي نقابة الطالبيين وهو الذي شارك والده في الإسم والكنية واللقب وهو صاحب
كتاب الزوائد الذي ينقل عنه المجلسي في البحار الحديث المشهور في فضل تاسع شهر
ربيع الأول وذكر شمس الدين أبو علي محمد بن أحمد العميدي الحسيني في المشجر الكشاف
: كان هذا الشريف مع رضي الدين ناصر الملك الأمجد أبي الفضل الحسن ابن الملك
__________________
الناصر داود بن
عيسى بن صلاح الدين وبينهما مكاتبات حسنة وإشارات تدل على مقام الشريف وجلالة قدره
في الرياسة .
وذكره أيضا ابن
عنبة وقال أنه والد النقيب. قوام الدين احمد بن رضي الدين علي المذكور .
٨ ـ السيد المصطفى
محمد بن رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن جعفر ابن طاووس.
وهو الذي ألّف
لأجله والده الجليل كتاب ( كشف المحجة لثمرة المهجة ) وهناك له لقب آخر وهو جلال
الدين وفي مصادر أخرى صفي الدين قال عنه ابن الطقطقي.
لقبه جلال الدين
يلقب المصطفى كان سيدا زاهدا منقطعا بداره عن الناس ذا خبر ورأي وكبر وترفع ، كانت
بيني وبينه معرفة تكاد أن تكون صداقة ، عرض عليه النقابة صاحب الديوان ابن الجويني
فامتنع وكان يتولى نقابة بغداد والمشهد ( مشهد الكاظمية ) فكفت يده عن ذلك. مات ـ ; ـ سنة ثمان
وستمائة .
ولعلّ هنا قد وقع
سهو من قلم الناسخ وذلك لأن أباه السيد رضي الدين عليا قد ذكر في كتابه كشف المحجة
أنه قد ولد سنة ٦٤٣ ه كما مرت الإشارة إليه فالظاهر أن وفاته سنة ثمان وسبعمائة
فيكون عمره الشريف ٦٥ سنة
__________________
وقال الحر العاملي
:
الشيخ ( !! ) جلال
الدين محمد بن علي بن طاووس الحسني ، كان من الفضلاء الصلحاء الزهاد ، يروي عن
المحقق .
وهي بعينها عبارة
الأفندي وبعدها استظهر أنه ولد ابن طاووس صاحب الإقبال .
قال عنه ابن عنبة
: مات دارجا .
٩ ـ السيد مجد
الدين محمد بن الحسن بن موسى بن جعفر ابن طاووس.
قال عنه ابن عنبة
:
السيد الجليل خرج
الى السلطان هلاكو خان وصنف له كتاب ( البشارة ) وسلم الحلة والنيل والمشهدين
الشريفين من القتل والنهب ورد إليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك
قليلا ثم مات دارجا .
وذكره السيد عبد
الرزاق كمونة ووصفه بالسيد الجليل العالم الفاضل الزاهد ولي نقابة الطالبية
بالبلاد الفراتية توفي سنة ٦٥٦ ه .
وقال ابن الفوطي
بعد أن ذكر تسلط المغول على بغداد وقتلهم لسكانها ونهب أموالها قال :
وأما أهل الحلة
والكوفة فإنهم انتزحوا الى البطائح بأولادهم وما قدروا
__________________
عليه من أموالهم ،
وحضر أكابرهم من العلويين والفقهاء مع مجد الدين ابن طاووس العلوي الى حضرة
السلطان وسألوه حقن دمائهم فأجاب سؤالهم وعين لهم شحنة فعادوا الى بلادهم وأرسلوا
الى من في البطائح من الناس يعرفونهم ذلك فحضروا بأهلهم وأموالهم وجمعوا مالا
عظيما وحملوه الى السلطان فتصدق عليهم بنفوسهم وقد عد مجد الدين في عداد من ماتوا
في سنة ٦٥٦ ه .
كما وذكره عمر رضا
كحالة في معجم المؤلفين .
١٠ ـ السيد قوام
الدين أبو طاهر أحمد بن الحسن بن موسى بن جعفر ابن طاووس ذكره ابن الفوطى وقال عنه
:
كان من السادات
الأكابر الأكارم ، الأعيان الأعاظم ، حج بالناس في أيام السلطان أرغون بن السلطان
أباقا وأيام أخيه كيخاتو وحسنت سيرته وتسييره الحاج ذهابا ومجيئا ، وشكره أهل
العراق والغرباء الذين حجوا معه وكان جميل السيرة كريما ، وله خيرات دارّة على
الفقراء وكان دمث الأخلاق جميل السيرة رأيته وكتبت عنه بالحلة وكان قد رسم لي في
كل عام خمسمائة رطل من القسب وكانت وفاته في سنة أربع وسبعمائة . كما ذكره ابن
عنبة فقال :
السيد قوام الدين
أحمد بن عز الدين الحسن أمير الحاج درج أيضا وانقرض السيد عز الدين .
وقال عنه ابن
بطوطة :
__________________
السيد الشريف أبو
طاهر أمير الحاج نقيب المشهد الشريف الغروي كما ورد ذكره في موارد الأتحاف .
١١ ـ السيد رضي
الدين أبو القاسم علي ابن السيد غياث الدين أبي المظفر عبد الكريم بن أحمد بن موسى
بن جعفر ابن طاووس.
وهو عالم فاضل
جليل وهو ابن صاحب كتاب ( فرحة الغري ) السيد عبد الكريم. وقد شارك عمه السيد رضي
الدين عليا وابن عمه في اسمهما وكنيتهما ولقبهما وقد مرت الإشارة الى ذلك.
ذكره عبد الله
الأفندي فقال :
فاضل جليل إلى أن
قال : قد رأيت على ظهر نسخة من كتاب المجدي في أنساب الطالبين تأليف الشريف أبي
الحسن علي بن محمد بن علي العلوي العمري النسابة صورة إجازة من السيد عبد الحميد
بن فخار الموسوي لوالد هذا السيد ـ أعني عبد الكريم ـ المذكور وله أيضا وكان في
جملته بهذه العبارة ( واجزت له ولولده السيد المبارك المعظم رضي الدين أبي القاسم
علي أمتعه الله بطول حياته ). وقال أيضا :
رأيت في مشهد
الرضا بخط ابن داود ; على آخر نسخة من كتاب الفصيح المنظوم لثعلب في اللغة نظم
ابن أبي الحديد المعتز لي بهذه العبارة : ( بلغت المعارضة بخط المصنف مع مولانا
النقيب الطاهر العلامة مالك الرق رضي الملة والحق والدين جلال الإسلام والمسلمين
أبي القاسم علي بن مولانا الطاهر السعيد الإمام غياث الحق والدين عبد الكريم ابن
طاووس العلوي الحسني عز نصره وزيدت فضائله ، كتبه مملوكه حقا حسن
__________________
ابن علي بن داود
غفر الله له في ثالث عشر من شهر رمضان المبارك من سنة إحدى وسبعمائة حامدا مصليا
مستغفرا ) .
ووصفه الحر
العاملي بالفاضل الصدوق وقال عنه إنه روى الشهيد عن ابن معية عنه ويروي عن أبيه .
وقال السيد عبد
الرزاق كمونة :
كان سيدا جليل
القدر كثير العلم واسع الرواية ولي نقابة مقابر قريش بعد وفاة والده. وقد رأيت أنه
حدث غرق في بغداد سنة ٧٢٥ وكان نقيبا في مقابر قريش وتوفي بالطاعون الجارف سنة ٧٤٩
ودفن في المشهد الكاظمي .
وقال ابن عنبة :
وولد غياث الدين عبد الكريم رضي الدين أبا القاسم عليا درج .
١٢ ـ السيد قوام
الدين أحمد بن رضي الدين أبي القاسم علي بن رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن
جعفر ابن طاووس.
قال ابن عنبة :
وأما أبو القاسم رضي الدين صاحب الكرامات فولد صفي الدين محمد الملقب بالمصطفى مات
دارجا والنقيب رضي الدين عليا والد النقيب قوام الدين أحمد .
قال عنه الأعلمي :
__________________
النقيب النسابة
ولي النقابة بعد أبيه في أيام طفولته حضر عند السلطان السعيد أولجايتو طفلا فأجلسه
على فخده وعظمه وولاه النقابة مكان رضي الدين .
وكذلك ذكره إبن
بطوطة عند وروده مشهد علي بن أبي طالب 7 وكذلك ذكره صاحب موارد الأتحاف وتلخيص مجمع
الأداب .
١٣ ـ نجم الدين
أبو بكر عبد الله بن قوام الدين أحمد بن رضي الدين علي بن رضي الدين علي بن موسى
بن جعفر بن طاووس.
ذكره ابن عنبة
فقال : وولد النقيب قوام الدين نجم الدين أبا بكر عبد الله النقيب الطاهر وأخاه
عمر ودرج الأول فإن كان للآخر عقب وإلا فقد انقرض آل طاووس .
ذكره الأعلمي فقال
:
ولي النقابة
ببغداد والحلة وسامراء بعد أبيه ولم يلي المشهدين وكان يدعى بنقيب النقباء ولكنه
مات دارجا .
١٤ ـ السيد محمد
بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس كذا جاء في موارد الأتحاف
وزاد عليه : قال ابن مهنا العبيدلي في
__________________
التذكرة كان نقيب
مشهد الكاظم 7 .
وهو كما ترى لا
يخلو من تأمل فإن علي بن موسى بن جعفر كما صرح بذلك ابن عنبة قد ولد ابنين
محمدا الملقب بالمصطفى وأنه مات دارجا وعليا وأنه قد ولد قوام الدين أحمد وولد هذا
الأخير نجم الدين أبا بكر عبد الله وأخاه عمر ودرج الأول فعليه لا بد أن يكون قد
سقط من سلسلة النسب ( علي ) الذي هو ابن علي بن موسى بن جعفر ولكن هناك ابهام آخر
وهو أنه على قول ابن عنبة فإن أبا بكر عبد الله بن أحمد قد مات دارجا لا عقب له
فمن يكون السيد محمد هذا؟
١٥ ـ السيد عز
الدين أو عز الشرف أبو المكارم حمزة بن سعد الشرف الحسن ابن الحسن بن علي ابن
طاووس العلوي الحسني.
كذا ذكره ابن
الفوطي ووصفه بالفقيه العابد وقال عنه : هو أخو كمال الدين علي وكان عز الشرف حمزة
بن سعد الشرف كثير العبادة وكثير الوسوسة ، رأيته سنة إحدى وثمانين وستمائة بالحلة
السيفية وكتبت عنه :
فلا تأمنن الناس
إني بلوتهم
|
|
فلم يبد لي منهم
سوى الشر فاعلم
|
فإن تلق ذئبا
فاطلب الخير عنده
|
|
وإن تلق إنسانا
فقل رب سلم
|
وتوفي فجأة سنة
عشر وسبعمائة .
أقول : والكلام
السابق في السيد محمد يأتي هنا أيضا فإن من ترجم للسيد رضي الدين علي ابن طاووس لم
يذكر له ابنا بإسم الحسن فتأمل وقد نقلت ما جاء عن ابن الفوطي ولم أتعرف على
المترجم له بأكثر مما هو مسطور أعلاه.
__________________
مؤلف الكتاب
هو السيد الجليل
والعالم الزاهد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس العلوي
الحسني.
قد مرت الإشارة
الى أن أباه هو السيد الجليل العابد موسى بن جعفر وقد أعقب أربعة بنين وهم : أبو
الفضائل أحمد ورضي الدين علي وشرف الدين محمد وعز الدين الحسن وان امه هي بنت
الشيخ ورام ابن أبي فراس.
كان المترجم له
فقيها عالما فاضلا أديبا شاعرا متكلما مقدما جليلا وصفه ابن عنبة بالعالم الزاهد
المصنف وقال عنه تلميذه المعظم الحسن بن داود الحلي في كتابه
المعروف برجال ابن داود : أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني سيدنا الطاهر الإمام المعظم فقيه أهل البيت
جمال الدين أبو الفضائل مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، مصنف مجتهد كان أورع فضلاء
زمانه ، قرأت عليه أكثر « البشرى » و « الملاذ » وغير ذلك من تصانيفه ، وأجاز لي
جميع تصانيفه ورواياته ، وكان شاعرا مصقعا بليغا منشئا مجيدا. من تصانيفه
__________________
كتاب « بشرى
المحققين » في الفقه ست مجلدات ، كتاب « الملاذ » في الفقه أربع مجلدات ، كتاب «
الكر » مجلد ، كتاب « السهم السريع » في تحليل المبايعة مع القرض مجلد ، كتاب «
الفوائد العدة » في اصول الفقه مجلد كتاب « الثاقب المسخر على نقض المشجر » في
اصول الدين ، كتاب « الروح » نقضا على ابن أبي الحديد ؛ كتاب « شواهد القرآن » مجلدان
، كتاب « بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية » مجلد ، كتاب « المسائل
» في اصول الدين مجلد. كتاب « عين العبرة في غبن العترة » مجلد ، كتاب « زهرة
الرياض » في المواعظ مجلد ، كتاب « الاختيار في أدعية الليل والنهار » مجلد ، كتاب
« الأزهار » في شرح لامية مهيار مجلدان كتاب « عمل اليوم والليلة » مجلد وله غير
ذلك تمام اثنين وثمانين مجلدا من أحسن التصانيف وأحقها ، وحقق الرجال والرواية
والتفسير تحقيقا لا مزيد عليه ، رباني وعلمني وأحسن إلي وأكثر فوائد هذا الكتاب
ونكته من إشاراته وتحقيقاته جزاه الله عني أفضل جزاء المحسنين .
وقال العلامة
الحلي قدس الله روحه في إجازته لبني زهرة في ذكر ما اجيز له روايته عن مشايخه :
ومن ذلك جميع ما
صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابنا موسى بن
طاووس الحسنيان قدس الله روحهما وروياه وقرآه واجيز لهما روايته عني عنهما وهذان
السيدان زاهدان عابدان ورعان .
قال عنه الحر
العاملي بعد أن ساق نسبه الشريف : كان عالما فاضلا صالحا زاهدا عابدا ورعا فقيها
محدثا مدققا ثقة ثقة شاعرا جليل القدر عظيم الشأن من مشائخ العلامة وابن داود. ثم
نقل عبارة الحسن بن داود
__________________
المتقدمة .
ووصفه الشهيد
الثاني 1 في إجازته لوالد الشيخ البهائي : بالسيد الإمام العلامة مصنف كتاب بشرى
المحققين في الفقه ست مجلدات. وقال في ذكر كتبه الاخرى : وكتاب « ملاذ علماء
الإمامية » في الفقه أربع مجلدات وكتاب « حل الإشكال في معرفة الرجال » وهذا
الكتاب عندنا موجود بخطه المبارك وغيرها من الكتب تمام اثنين وثمانين مجلدا كلها
من أحسن التصانيف وأحقها قدس الله روحه الزكية .
ووصفه المحقق عبد
الله الأفندي الأصبهاني بالسيد السند الجليل وقال بعد أن نقل عبارة تلميذه الحسن
بن داود المتقدمة :
ومن جملة كتبه «
حل الإشكال في معرفة الرجال » ألفه على منوال اختيار رجال الكشي للشيخ الطوسي وقد
حرره الشيخ حسن بن شيخنا الشهيد الثاني وسماه « التحرير الطاووسي » وكان فراغ
السيد من الكتاب المذكور يوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين
وستمائة بالحلة مجاورا للدار التي كانت لجده ورام ابن أبي فراس .
وقال عنه صاحب
روضات الجنات بعد أن وصفه بالسيد الجليل الفاضل الكامل وبعد أن نقل قسما من كلام
الحسن بن داود :
ثم ان من جملة ما
نسبه إليه الحسن بن داود المذكور هو كتاب « عين العبرة في غبن العترة » وبناؤه فيه
على التكلم في الآيات الواردة في شأن أهل البيت : وتحقيق ذلك مع الآيات النازلة في بطلان طريقة مخالفيهم وحق
الابانة عن جملة من مساويهم وهو نادر في بابه ، مشتمل على
__________________
فوائد جليلة لم
توجد في غير حسابه وقد أسنده في الديباجة وغيرها مكررا الى مسمى بعبد الله بن
إسماعيل مع أن رجلا بهذه النسبة لم يوجد في طبقة من علماء أصحابنا وكان وجه ذلك
رعاية غاية التقية ووقاية مهجة البقية. وعندنا منه نسخة ظريفة كلها بخط شيخنا
الشهيد الثاني أعلى الله تعالى مقامه ـ وعلى ظهرها بخطه الشريف أيضا ما هو بهذه
الصورة : كتاب « عين العبرة في غبن العترة » تأليف عبد الله بن إسماعيل ـ سامحه
الله ـ وجدت بخط شيخنا الشهيد ـ ; ـ على ظهر هذا الكتاب ما صورته : هذا الكتاب من تصانيف
السيد السعيد العلامة جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس الحسني طاب ثراه وانتسابه الى « عبد الله بن
إسماعيل » لأن كل العالم عباد الله ولأنه من ولد إسماعيل الذبيح 7. انتهى كلام
الشهيد ، قلت : وقد ذكر هذا الكتاب منسوبا الى السيد المذكور تلميذه الشيخ تقي
الدين الحسن بن داود الحلي ; في كتاب ( الرجال ) عند ذكر السيد وتعداد مصنفاته .
وقال العلامة
السيد محسن الأمين :
كان مجتهدا واسع
العلم إماما في الفقه والاصولين والأدب والرجال ومن أورع فضلاء أهل زمانه وأتقنهم
وأثبتهم وأجلهم وهو أول من قسم الأخبار من الإمامية الى أقسامها الأربعة المشهورة
: الصحيح والموثوق والحسن والضعيف. واقتفى أثره في ذلك تلميذه العلامة وسائر من
تأخر عنه من المجتهدين الى اليوم وزيد عليها في زمن المجلسيين على ما قيل بقية
أقسام الحديث المعروفة من المرسل والمضمر والمعضل والمسلسل والمضطرب
__________________
والمدلس والمقطوع
والموقوف والمقبول والشاذ والمعلق وغيرها .
وقال العلامة
المحدث الجليل الشيخ النوري في مستدرك وسائل الشيعة بأنه أول من نظر في الرجال
وتعرض لكلمات أربابها في الجرح والتعديل وما فيها من التعارض وكيفية الجمع في
بعضها ورد بعضها .
مشايخه :
يروى السيد جمال
الدين أحمد عن جماعة نذكر منهم.
١ ـ الشيخ نجيب
الدين ابن نما.
٢ ـ الشيخ يحيى بن
محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي.
٣ ـ السيد فخار بن
معد الموسوي.
٤ ـ السيد أحمد بن
يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني.
٥ ـ الشيخ سعيد
الدين أبا علي الحسين بن خشرم الطائي.
وأما تلامذته
فأبرزهم :
١ ـ العلامة الحلي
الحسن بن يوسف.
٢ ـ الشيخ تقي
الدين الحسن بن داود الحلي صاحب كتاب ( الرجال ).
٣ ـ ولده السيد
غياث الدين عبد الكريم ابن طاووس. توفي المترجم له كما ذكر تلميذه الشيخ حسن سنة
٦٧٣ ه بالحلة الفيحاء وقبره فيها قد ظهر في السنين الأخيرة برؤيا رآها بعض
الصالحين . وهو الآن عليه قبة بيضاء
__________________
في الشارع الواقع
ظاهر المدينة الغربي على مقربة من باب كربلاء المعروف عند أهل الحلة بباب ( الحسين
) يتبرك الناس بزيارته خصوصا في كل يوم سبت من شهر رجب وكانت المحلة التي فيها قبره
الآن تعرف قبل ثلاثة قرون بمحلة ( أبي الفضائل ) . ولكن ابن الفوطي
المعاصر له قد ذكر في كتابه « الحوادث الجامعة » في حوادث سنة ٦٧٣ « أن فيها توفي
جمال الدين أحمد ابن طاووس بالحلة ودفن عند جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 » فلا يعرف بناءا
على هذا القول الأخير وجه تسمية القبر المنسوب الى المترجم له بالحلة. هذا وقد
أعقب المترجم له العالم الجليل نادرة الدهر وأعجوبة الزمان السيد غياث الدين عبد
الكريم ولم يذكر له ابن آخر.
وقد رثاه الشاعر
عز الدين أبو علي الحسن بن محمد بن أبي الرضا ابن محمد العلوي الحلي بأبيات أولها
:
رحلت جمال الدين
فارتحل المجد
|
|
وغاض الندى
والعلم والحلم والزهد
|
شعره :
جاء في آخر كتابه
بناء المقالة الفاطمية عدة مقطوعات شعرية نذكر منها هذه الأبيات قالها عند توجهه
الى مشهد أمير المؤمنين 7 :
أتينا تباري
الريح منا عزائم
|
|
الى ملك يستثمر
الغوث آمله
|
كريم المحيا ما
أظل سحابه
|
|
فاقشع حتى يعقب
الخصب هاطله
|
إذا آمل أشفت
على الموت روحه
|
|
أعادت عليه
الروح فاتت شمائله
|
من الغرر الصيد
الأماجد سنخه
|
|
نجوم إذا ما
الجو غابت أوافله
|
إذا استنجدوا
للحادث الضخم سددوا
|
|
سهامهم حتى تصاب
مقاتله
|
وها نحن من ذاك
الفريق يهزنا
|
|
رجاء تهز
الأريحي وسائله
|
__________________
وأنت الكمي
الأريحي فتى الورى
|
|
فروّ سحابا ينعش
الجدب هامله
|
وإلا فمن تجلو
الحوادث شمسه
|
|
وتكفى به من كل
خطب نوازله
|
مصنفاته :
١ ـ « بشرى
المحققين » في الفقه ٦ مجلدات.
٢ ـ « ملاذ علماء
الإمامية » في الفقه ٤ مجلدات.
٣ ـ كتاب « الكر ».
٤ ـ السهم السريع
في تحليل المداينة أو المبايعة مع القرض.
٥ ـ « الفوائد
العدة » في اصول الفقه.
٦ ـ « الثاقب
المسخر على نقض المشجر » في اصول الدين.
٧ ـ كتاب « الروح
» وهو نقض على ابن أبي الحديد.
٨ ـ شواهد القرآن.
٩ ـ بناء المقالة
الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية.
١٠ ـ « المسائل »
في اصول الدين.
١١ ـ « عين العبرة
في غبن العترة ».
١٢ ـ « زهرة
الرياض ونزهة المرتاض » في المواعظ.
١٣ ـ « الاختيار
في أدعية الليل والنهار ».
١٤ ـ « الأزهار في
شرح لامية مهيار » مجلدان.
١٥ ـ عمل اليوم
والليلة.
هذه قد ذكرها
الحسن بن داود في رجاله وزاد عليها العلامة السيد
محسن الأمين في
أعيان الشيعة :
١٦ ـ حل الإشكال
في معرفة الرجال.
١٧ ـ ديوان شعره
وقد ذكره ولده السيد عبد الكريم في بعض إجازاته.
١٨ ـ كتاب إيمان
أبي طالب. ذكره في بناء المقالة الفاطمية.
١٩ ـ « الآداب
الحكمية » ذكره أيضا في بناء المقالة الفاطمية.
فهذه أسماء الكتب
التي حفظها لنا من ترجم له ولا ننسى كلام تلميذه الشيخ تقي الدين الحسن بن داود من
أن تصانيف السيد المترجم له تبلغ تمام اثنين وثمانين مجلدا.
هذا
الكتاب
إسم الكتاب :
ذكر جماعة ومنهم
تلميذ المصنف الحسن بن داود الكتاب باسم بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة
العثمانية.
وذكر آخرون ومنهم
اغابزرك الطهراني في الذريعة والسيد الأمين في أعيان الشيعة أنه بناء المقالة
العلوية. فإن الأخير قال في ضمن تعداد كتب المصنف :
بناء المقالة
العلوية وهو نقض لرسالة أبي عثمان ... ورأينا منه نسخة في كرمانشاه منقولة عن نسخة
بخط الحسن بن داود صاحب الرجال تلميذ المصنف وعليها إجازة من المصنف له تقدم نقلها
إلا أن إسمها بناء المقالة الفاطمية بإبدال العلوية بالفاطمية ولا يخفى أن العلوية
أنسب بالمقابلة. إنتهى
أقول : لا مجال
لتغيير اسمها بالعلوية بعد تصريح تلميذ المصنف وكاتب النسخة المقروءة على المصنف
وعليها اجازة المصنف. اذ قال ابن داود في اخر النسخة : كتبت هذا الكتاب المعروف ب
« كتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية » لابي عثمان عمرو بن بحر
الجاحظ.
واذا فتح باب «
الأنسب » و « الأولى » في أسماء الكتب وتغييرها حسب الذوق وتبديلها بغير ما وضع
لها مؤلفها من اسم لجهلت كتب معروفة واخترعت كتب جديدة غير موجودة بهذا الاسم.
__________________
الردود على «
العثمانية »
إن كتاب «
العثمانية » المطبوع سنة ١٣٧٤ في مصر الذي ألّفه الجاحظ عمرو بن بحر ( المتوفى سنة
٢٥٥ ه ) موضوع للرد على الشيعة ( الروافض على حد تعبيره ) وإبطال معتقدهم وتفنيد
آرائهم والتشويش على وضوح رؤيتهم ودفعهم الى التشكيك بطريقتهم المثلى ومذهبهم
الحق.
فأول ما فعل
الجاحظ هو أنه أنكر قضايا ضرورية وامورا مسلّمة لدى الطرفين العامة والخاصة قد
أثبتها التاريخ بشكل قاطع لم يدع مجالا لتشكيك مشكك فضلا عن إنكار منكر.
ثم أخذ بعد ذلك «
يناور » بمناورات مكشوفة لكل ذي عينين بتنميقه ألفاظا فارغة لاعبا بها أو زخرفته
لها كقوالب وقد بدت أوسع من المعاني فتاهت فيها.
ثم أخذ يعلن
المبارزة فأظهر الطراد والصيال وقد اعتلى صهوة ولكنها ظهر ذي غبب وسلّ سيفا ولكنه
من خشب فعل المشعوذ الماهر يموّه على الناظر حتى يريه درا ولكنه في الواقع مخشلب.
وأنىّ للمنافق غير
الملتزم بمبدأ ومعتقد من دليل قوي نفيا أو إثباتا على دينه المزعوم.
وأنّى للأجير ـ وشر
الناس المتاجر بدينه ـ من موقف مبدأي غير التهاوش ومنابذة الطرف المقابل ورميه بكل
شناءة ولو كان أطهر من ماء السماء ، وإلصاق التهم والأباطيل بغية تلويثه ولو كان
أنصع من البياض.
هذا الجاحظ وذاك
كتابه ، يضرب فيه يمنة ويسرة ، يريد إثبات مراده بشتى السبل ولو بذبح الحقيقة على
أعتاب الباطل.
ما اكتفى الجاحظ
بما لفق من شبهات وطعون على الشيعة حتى تعداهم الى إمامهم إمام المتقين ووصي رسول
رب العالمين علي بن أبي طالب عليه
السلام فأراد
النيل من مقامه الشامخ المرموق وكسر أشعة أنواره القدسية التي ملأت الدنيا ضياءا.
وأنىّ للجاحظ
وأمثاله هذه القدرة لإطفاء هذا النور وهو نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو
كره المشركون.
أقول : ما ألفّ
الجاحظ كتابه هذا إلا وانهالت الردود عليه من الشيعة ومن غير الشيعة وقد وصل إلينا
بعضها وحفظ لنا التاريخ أسماء قسم آخر قد فقد ناهيك عما لم نعرف عنه شيئا وبقي في
طوامير البيوت خوفا من طواغيت أعداء آل محمد : فتلف ولم يبق منه عين ولا أثر. وأما الردود فهي :
١ ـ أول من نقض
كتاب العثمانية هو الجاحظ نفسه وهو ما يؤكد نفاقه وتلاعبه بالمذاهب والمعتقدات
وعلى كل حال فقد ذكر النديم في فهرسته ص ٢١٠ من جملة كتب الجاحظ كتاب « الرد على
العثمانية ».
٢ ـ « نقض
العثمانية » لأبي جعفر الإسكافي المعتزلي المتوفى سنة ٢٤٠ ذكر بعضا منه ابن أبي الحديد
في شرحه على نهج البلاغة ثم جمع ذلك وطبع مستقلا مع « العثمانية » في مصر سنة
١٣٧٤.
٣ ـ « نقض
العثمانية » لأبي محمد ثبيت بن محمد العسكري المتكلم صاحب أبي عيسى محمد بن هارون
الوراق صاحب كتاب « دلائل الأئمة » « وتوليدات بني امية في الحديث » ذكره النجاشي
: ت ٣٠٠ والطهراني في الذريعة : ٢٤ / ٢٨٨.
٤ ـ « نقض
العثمانية » لمظفر بن محمد بن أحمد أبي الجيش البلخي المتكلم المتوفى سنة ٣٦٧ ذكره
النجاشي : ت ١١٣ والطهراني في الذريعة : ٢٤ / ٢٨٩.
٥ ـ « الرد على
العثمانية » لأبي الأحوص المصري المتكلم ذكره أغا
بزرك في الذريعة :
١٠ / ٢١١ وابن شهراشوب في معالم العلماء : ١٢٧.
٦ ـ « نقض
العثمانية » للحسن بن موسى النخعي ذكره المسعودي في مروج الذهب : ٣ / ٢٣٨.
٧ ـ « نقض
العثمانية » لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي صاحب كتاب « مروج الذهب »
كما ذكر هو بنفسه ذلك : ٣ / ٢٣٨.
٨ ـ « نقض
العثمانية » لأبي الفضل أسد بن علي بن عبد الله الغساني الحلبي المتوفى سنة ٥٣٤
ذكره في لسان الميزان : ١ / ٣٨٣.
٩ ـ بناء المقالة
الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية. وهو هذا الكتاب.
العمل في الكتاب
اعتمدت في تحقيقي
للكتاب هذا على ثلاث نسخ :
١ ـ مصورة من نسخة
هي بخط تلميذ المصنف الشيخ تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي ، صاحب كتاب
الرجال المعروف برجال ابن داود وتاريخ كتابتها سنة ٦٦٥ في شهر شوال المكرم وهذه
المصورة توجد في المكتبة المركزية بجامعة طهران رقم الفلم ٩٧٦ كما في فهرست
مصوراتها : ١ / ٢٩١ وقد رمزت إليها بحرف : ج وهذه النسخة ناقصة الأول بمقدار قليل
من مقدمة الكتاب.
٢ ـ نسخة ثانية
بخط حسين الخادم الكتابدار قد استنسخها من على النسخة الأصلية وتاريخ كتابتها سنة
١٠٩١ وهي نسخة كاملة وقد رمزت إليها بحرف : ق وتوجد هذه النسخة في كلية الحقوق
بجامعة طهران برقم ٧٠ ـ د
وعليها تملك جماعة
منهم مقبل بن حسين في ٨ شعبان ١١٨٩ ومحمد علي ابن محمد باقر الأصبهاني البهبهاني
في ١٢١١ ومحمد جعفر بن محمد علي ١٢١٨
٣ ـ نسخة متأخرة
بقلم السيد مرتضى النجومي وقد استنسخها عن نسخة للشيخ جواد بن عبد الحميد الذي هو
بدوره كتبها عن نسخة يعود تاريخ استنساخها الى سنة ١٣٣٦ وهي كاملة وتوجد لدي
صورتها ورمزت إليها بحرف : ن.
وقد قابلت النسخ
الثلاثة وطريقتي كانت التلفيق بين النسخ لإبراز متن صحيح وكامل من غير أغلاط وقد
أشرت الى اختلاف النسخ. بالإضافة الى تخريج مصادر الكتاب وترقيم الآيات والإشارة
الى الزيادة أو النقيصة الواقعة في المصدر أو الأصل وإضافة مصادر اخرى للأحاديث
المذكورة في الكتاب تتميما للفائدة وكذلك ذكر سند الحديث إذا لم يذكر في الأصل مع
ترجمة مختصرة للرجال الواردة أسماؤهم. وكذلك شرح بعض الكلمات المذكورة في المتن
التي تبدو غير واضحة المعنى. هذا عملي ولا أدعي الكمال فيه فالكمال لله سبحانه
وحده وفي الختام لا يفوتني أن اقدم شكري وتقديري للمحقق الخبير الاستاذ السيد عبد
العزيز الطباطبائي على توفيره النسختين ج وق وتمكيني من بعض المصادر الموجودة في
مكتبته العامرة وكذلك أشكر الأخ الكريم حيدر الواعظي المسؤول عن قسم المخطوطات في
مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي على تهيئته لبعض مصادر الكتاب الاخرى ووضعها
في متناول يدي.
وأدعو الله سبحانه
أن يتقبل هذا العمل الذي هو سعي لإظهار أحقية أهل البيت وإعلاء كلمتهم بقبوله
الحسن انه من وراء القصد.
|
علي
العدناني الغريفي
١٦ / محرم
الحرام / ١٤٠٨
|

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
النازل على
الخواطف بأكف الشوارق وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة يفتح بنانها أبواب المغالق
ويشرح بيانها نجاة المصدق الموافق وأشهد أن محمد بن عبد الله رسوله أنبل الخلائق
وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تلوه في السوابق وشرف الخلائق وأن حبه برهان
الأنساب اللواحق
__________________
وأن أولياءه من
طينة مماجده
__________________
السوامق وأن أعداءه حلفاء
مداحض المزالق أخدان البوائق بالأثر الصادق عن أشرف ناطق صلى الله عليه وعلى آله صلاة
يسفر فجرها عن الدوام المترادف المتتابع المتلاحق.
وبعد فإن أبا
عثمان الجاحظ صنف كتابه المسمى بالرسالة العثمانية ابتدأه غير حامد لإله البرية
ولا معترف له بالربانية ولا شاهد لنبيه بالرسالة الجلية ولا لأهله وأصحابه
بالمرتبة العلية شاردا في بيداء هواه سامدا في ظلماء عماه.
زعم مخاصما شرف
أمير المؤمنين صلوات الله
عليها بكلمات سردها ولفظات زعم
أنه شيدها رادا على نفسه في تقريرات مناقب مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليها سددها ومجدها هازلا في مقام جاد جاهلا في نظام استعداد مادا في الأول باعه
القصير إلى أعناق الكواكب وذراعه الكسير إلى النجوم الثواقب.
__________________
ولا غلاب وقد
بذت مفاخرنا
|
|
سوابق الجرد للعلياء تستبق
|
أواصر حلقت في الجو أخمصها
|
|
وبعدها شيم
للشهب تعتنق
|
أبت مفاخرة
الأمثال لا مثل
|
|
لنا مدان له روح
العلى خلق
|
فكيف يهضمنا فرع
لغير على
|
|
ولا فروع لها
مجد سما ورق
|
يرى زخارفه خطفا
لممتنع
|
|
كظامئ غاله في
ظمئه غرق
|
فشام منها بروقا لا يحالفها
|
|
نصر ويكشف عن
ديجورها الفلق
|
كيما يعد بليغا
جد ما لسن
|
|
والشمس في الجو
لا يغتالها الغسق
|
فتنا بسؤددنا
الغايات وائتلقت
|
|
بدورنا في سماء
الفخر تتسق
|
فلا بليغ له في
هضمنا طمع
|
|
ولا فصيح يحلي
جيده الملق.
|
وقد كانت هذه
الرسالة وصلت إلي قبل هذه الأوقات وصدفتني عن الإيراد عليها حواجز المعارضات وأنشدت بلسان المعتذر عن
دحضها ونقضها صورة هذه الأبيات بعد كلمات
وبعد فلو نصت كتائب محرب
|
|
وبي رمق نصت
إليه الكتائب
|
__________________
ولكن رمى عن قوسه مترفها
|
|
وقد قيدتني
بالفتور النوائب
|
على أنه عار على
البدر كاملا
|
|
ببهجته تخفى
النجوم الثواقب
|
إذا احتج يبغي
رفعة عن مدى الدجى
|
|
وقد سترت وجه
النجوم الغياهب
|
وعار على مجد
اليراع إذا انبرى
|
|
يدافع عن تفخيمه
ويحارب
|
تبين سيجلو
الدهر نجمي مشرقا
|
|
إذا صافحت كف
التراب الترائب
|
وقال لسان حار
في القول من لها
|
|
وتطرى إذا جن
الظلام الكواكب.
|
وبعد ذلك أحضر
الولد عبد الكريم أبقاه الله النسخة بعينها
__________________
وشرع يقرأ علي
شيئا منها فأجج مني نارا أخمدتها الحوائل و عيون قول أجمدتها القواطع النوازل ...
عزائم منا لا
يبوخ اضطرامها
|
|
إذا البغي سلت
للقاء مضاربه
|
نجلي بها من كل خطب ظلامه
|
|
ويشقى بها نجد
نجيب نحاربه
|
فكيف إذا لم نلق
خصما تهزه
|
|
عزائم في أقصى
الحضيض كواكبه.
|
هذا وإن كانت جدود
المزاج منوطة بالكلال وفجاج الفراغ مربوطة بحرج المجال لكن الصانع
إذا اهتم كاد يجعل آثاره في أعضاء مهجته
__________________
وزايل الإغضاء عن رحمة نقيبته
وبتلك المواد الضعيفة قد عزمت على رمي عمرو بنبال الصواب وإن كان بناؤه ملتحفا
لذاته بالخراب فليس للراد عليه فضيلة استنباط عيون الألباب بل العاجز مشكور على
النهوض إلى مبارزة ضعيف الذباب . فأقول :
إنه عرض لي مع
صاحب الرسالة نوع كلفة قد لا يحصل مثلها لنقض نقض كتاب المشجر مع عظماء المعتزلة
كالجبائي وأعيان من جماعته وأبي الحسين البصري في الرد على
السيد المرتضى وهو الحاذق المبرز في صناعته إذ هاتيك المباحث يجتمع لها
العقل فيصادمها صدام الكتائب ويصارمها صرام فوارس المقانب وهذه المباحث
مهينة
__________________
فإن أهملها الباحث
استظهرت عليه وإن صمد لها رآها دون العزم الناهض فيما يقصد إليه تهوين منعت منه
الحكمة والاعتبار واستعداد يخالطه التصغير والاحتقار فالقريحة معه إذن بين
متجاذبين ضدين ومتداعيين حربين وذلك مادة العناء وجادة الشقاء.
وليس العلى في
منهل لذ شربه
|
|
ولكن بتتويج
الجباه المتاعبا
|
مزايا لها في
الهاشميين منزل
|
|
يجاوز معناها
النجوم الثواقبا
|
إذا ما امتطى
بطن اليراع أكفهم
|
|
كفى غربه سمر القنا والقواضبا.
|
وأقول : إنك إذا
تأملت تقرير قواعد كتاب الجاحظ رأيته مبنيا على الباطل إذ سمى فرقة
بالعثمانية ثم جعل ينطق بغير الصواب عنها ملقحا الفتن بينها وبين
الفرقة الإمامية متعديا قواعد الحرورية .
شرع يقرر إسلام
أبي بكر وتقديمه على إسلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ كان إسلام علي 7 لا عبرة به لصغره وإن كان أول هذا ظاهر في كلامه وسوف أنازله إن
شاء الله في ورده وصدره مقدما على ذلك أبياتا تليق بهذه المقامات وتلتحق بها
التحاق النجوم بالسماوات
__________________
فأقول :
رميت أبا عثمان
نفسك ضلة
|
|
بسهم متى يرشق
يذقك المتالفا
|
تريد انتقاصا
للنجوم ترفعت
|
|
بعزم تخوم تبتغي النجم خاطفا
|
زللت وغرتك الدنا غير ناصح
|
|
لنفسك للكأس
الوبيئة راشفا
|
بكف لها من هاشم
أي معصم
|
|
يفل بها يوم
الزحام المزاحفا
|
إذا قصدت منها
البنان مغاورا
|
|
غدا عزمه من
مأزم الحرب صادفا
|
فلا فئة تحمي
الشريد وقد جرى
|
|
طريدا يضم الحتف
منه المعاطفا
|
مواقف لم يدرس
على الدهر رسمها
|
|
هزمنا بها يوم
اللقاء المواقفا.
|
زعم الناصب أبو
عثمان أن الناس اختلفوا في إسلام أمير المؤمنين 7 فقال المكثر إنه أسلم وله تسع سنين وزعم المقلل أنه أسلم
وله خمس سنين وقال الناصب في ذلك غير الحق فإن كان ما عرف فهو جد جاهل
بالسيرة ذو إقدام على القول من تلقاء نفسه وإن كان عرف وقال غير ما عرف فهو كذب
صريح دال على العصبية على أمير المؤمنين 7 وبغضه كفر بالنقل المعتبر.
بيان الأول :
ما رواه الشيخ
الفاضل الكبير المعظم العارف الحافظ الخبير الناقد ـ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن
محمد بن عبد البر النمري
__________________
الشاطبي وهو غير متهم
ونقلته من كتابي الذي اخترته منه قال :
أخبرنا أبو القاسم
خلف بن قاسم بن سهل ; قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ـ قال
حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج قال حدثنا محمد بن مسعود قال
حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال أسلم علي وهو أول من
أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة .
__________________
قال وضاح ما رأيت أحدا قط
أعلم بالحديث من محمد بن مسعود ولا بالرأي من سحنون .
وذكر المشار إليه
قبل هذا ما صورته قال الحسن الحلواني وحدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال
أسلم علي وهو ابن خمس عشرة سنة .
وقال عن ابن إسحاق
أول ذكر آمن بالله ورسوله علي بن أبي طالب وهو يومئذ ابن عشر سنين .
قال أبو عمر قيل
أسلم علي وهو ابن ثلاث عشرة سنة وقيل ابن اثنتي عشرة سنة وقيل ابن خمس عشرة سنة وقيل ابن ست عشرة
سنة وقيل ابن عشر
__________________
وقيل ابن ثمان .
وذكر عمر بن شبة
عن ابن المدائني عن ابن جعدبة عن نافع عن ابن عمر قال أسلم علي وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
قال وذكر أبو زيد
عمر بن شبة قال حدثنا سريج بن النعمان ـ قال حدثنا الوليد بن السائب ـ عن
ميمون بن مهران عن ابن عمر قال أسلم علي بن أبي طالب وهو ابن ثلاث عشرة سنة وتوفي
وهو ابن ثلاث وستين سنة.
قال أبو عمر هذا
أصح ما قيل في ذلك وقد روي عن ابن عمر من وجهين جيدين .
وأما بيان الوجه
الثاني من كون بغضته كفرا فيدل عليه
ما رواه أحمد بن
حنبل عن مسافر الحميري ـ عن أبيه عن أم سلمة تقول سمعت رسول الله 9 يقول لعلي 7 لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق .
__________________
ومن الجمع بين
الصحاح الستة لرزين العبدري من سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري 2 إنا كنا لنعرف
المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه .
__________________
ومن الكتاب أيضا
من صحيح البخاري بحذف الإسناد قالت أم سلمة قال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم لا يحب عليا
منافق ولا يبغضه مؤمن .
__________________
ومن مسند ابن حنبل
في جملة حديث عن النبي 7 في علي بن أبي طالب ـ لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا
منافق في غير ذلك من آثار عدة تركت إثباتها إذ نحن في غير هذه المباحث.
وذكر ما حاصله :
( إن إسلامه مع
قلة العمر تلقين القيم ورياضة السائس وبعد أن يكون في ذلك السن هو تام العقل ) .
وهي عصبية منه لا
تستند إلى برهان وإنما دأب الناصب تكثير الألفاظ مع قلة الحاصل منها وصدود الحق عنها.
وادعى أنه يعلم أن
طباعه كطباع حمزة غير مسند ذلك إلى أمارة
__________________
فضلا عن دليل.
وتعلق بأن أمير
المؤمنين 7 لم يدع ذلك .
والذي يرد على قول
الناصب :
أن أبا عمرو
المغربي الشاطبي قال إن النبي 7 قال عن علي إنه أول أصحابي إسلاما فلو كان تلقينا لا مزية له في ذلك على غيره لما مدحه النبي 9 بذلك.
وروى ذلك في إسناد
متصل عن سلمان عن النبي 7 وأما أن عليا ما
تمدح بوفور العقل وسداد الرأي
المقررين شرف إسلامه فيكفي في ذلك قوله 7 متمدحا ـ إني أول من صلى
__________________
مع رسول الله 9 .
__________________
وروى المشار إليه
أن النبي 7 استنبئ يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء .
إذا عرفت هذا
فتمدحه بالإسلام ينبئ أنه كان يرى ذلك فخرا تماما وشرفا باذخا ولو كان على سبيل
التلقين تقليدا غير بان له على قاعدة
__________________
لذهب معنى التمدح
به وفي ذلك رد على الناصب.
وتعلق الناصب في
كون إسلام أمير المؤمنين 7 ما كان فرعا لتمام آرائه وهو صبي بأنه لو
كان كذلك لاحتج به .
وذكر فنونا تجري
في هذا الباب غثة ساقطة ألفاظا سمينة جدا هزيلة المعنى جدا يسأمها اللبيب ويعافها الأريب ولو لا أنه
لا يليق بمن دخل في أمر أن يتعاجز عنه لرأيت ترك الخوض في هذا الوشل المهين أولى من
الدخول فيه وأيضا فإن الخصم و ذا الذهن الغال قد يؤثر عنده كلام الهازل ويقرر عنده قواعد الباطل.
والجواب عما قال :
بما أن من أعيان
الصحابة من كان يناظر رسول الله 9 فيما يأمر به ويرد
عليه وهو حي بين أظهرهم في عز رئاسة ينافس عليها وإمامة يسارع إليها فكيف يؤثر قول
علي 7 بعده في شيء حاصله الدفع عن مراتب الملك وتسنم درجات العز.
ونتنزل عن هذا ونقول
للناصب :
وأنت بالآخرة معرض
عن موالاة أمير المؤمنين 7 وموازرته
__________________
مع كون الانحراف
عنه كفرا.
وبعد فإن أبلغ ما
كان يقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه في مدح فطنته وطباعه ـ : إني كنت أيام الصبوة صحيح الذهن مقوم الفطنة وأي وازع هذا للخصم عن
مخاصمته على الملك ومصادمته عن مراتب المجد بل لو ذكر هذا كان
بمقام الطرد له عن الرئاسة والدفع له عن الإمامة إذ هو تعلق غث يضع المتعلق به
ويهبط درجات المتمسك بهديه.
قال الناصب ولو أن
عليا كان أيضا بالغا لكان إسلام زيد وخباب أفضل من إسلامه لأن الرجلين تركا المألوف وعلي نشأ على
__________________
الإسلام . والذي يقال
للناصب إنه ما كفاه الانحراف عن أمير المؤمنين حتى ضم إلى ذلك
الانحراف عن رسول الله 9 يناظره ويقاهره.
بيانه أن رسول
الله 9 على ما رويناه عن صاحب
كتاب الاستيعاب وهو مروي من طريق غيره أثنى على أمير المؤمنين صلوات الله عليها بتقدم إسلامه وإذا كان إسلامه في حال الطفولية بمقام الشرف على غيره فكيف ما
إذا كان إسلامه بعد انتظام سداده وتمام رشاده.
ثم إن التعلق الذي
تعلق به باغض أمير المؤمنين ضعيف من جهة الاعتبار بما أن أمير المؤمنين قبل
الإسلام كان يخالط الكفار كما يخالطهم زيد وخباب ويسمع مقالتهم كما يسمعها الرجلان
فإن كان والحال هذه عنده من السداد التام والنقد المعتبر ما لا يعتد بما سمع فهذه مرتبة له
شريفة نفسانية قدسية تعاف مهابط الخطإ وتترك مساقط الضلال يفضل بها من سواه ويعلو بها قذال غيره
وإن كان لا ينفر عنها ولا يوافق عليها فهو أيضا نوع شرف يفوق به غيره ويتميز به
على من سواه.
وأي منقبة لمن رجع
عن عبادة الأصنام وخدمة الأوثان وقد بلغ رشده وعرف قصده إلى خدمة الصانع الأزلي
الأبدي هل هذا عند من
__________________
عقل من المناقب
البليغة في شيء أو مما يستطرف.
قال عدو أمير
المؤمنين صلوات الله
عليها ولو كان علي أسلم بالغا
مدركا و كان مع إدراكه وبلوغه كهلا كان إسلام زيد وخباب أفضل من
إسلامه لأن من أسلم وهو يعلم أن له ظهرا كأبي طالب وردء كبني هاشم ليس كغيره . ولم أحك فص كلامه لأنه حشو
بغيض غمام لا غيث فيه وقشر لا لب يقارنه ويدانيه.
والجواب عنه بما
أنه كان ينبغي أن يقرر أن عليا صلوات الله عليها لو خلا من أبي
طالب لوقف عن الإسلام وإذا لم يفعل ذلك فقد فجر إذ حكم على غيب وادعى مشاركة إله الوجود
في خاص صفات مجده وهو كفر.
ثم ما يدريه أن
خبابا وزيدا ما كانا آمنين بجوار بعض رؤساء الكفار كما كان غيرهما آمنا بذلك من
أذى المشركين ثم ما يدريه أنهما لما أسلما كانا بمقام إظهار
الإسلام والإشكال إنما يتوجه بذلك.
ثم ما يدري مبغض
أمير المؤمنين عدو رسول الله بل عدو الله إذ قد روى ابن حنبل وغيره أن رسول الله 9 قال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه أن زيدا وخبابا كانا مقيمين بين كفار متعصبين
__________________
على رسول الله 9 وهذا إن كان كما قلت فالإشكال زائل وإن لم يكن فقد كان
ينبغي أن ينبه عليه ليتم تعلقه.
وزعم مؤذي أمير
المؤمنين 7 بل مؤذي رسول الله 9 بالنقل الثابت من
طريق الخصم عن رسول الله 9 أنه قال من آذى
عليا فقد آذاني وصورة ما اعتمد
المشار إليه أذى
__________________
لأمير المؤمنين
فتبرهن ما قلته.
قال المشار إليه
وإسلام أبي بكر أفضل من إسلام زيد وخباب لأنهما كانا مغمورين وكان أبو بكر ظاهرا
معروفا فإسلامه أجمل وأنبل والناس إلى قوله أميل .
وادعى أن أبا بكر
كان له مال وأن عتبة بن ربيعة كان فقيرا وأنه كان يغشاه . ولم يبرهن على
شيء من ذلك بنقل من سيرة معروفة وكتاب مشهور وقد أظهرنا كذبه في مقدمة عمر أمير
المؤمنين 7 أو بغضته ومن كان بهذه الصفة فدعواه غير متقبلة وحكايته جد مهملة وقد أكثر أصحابنا الطعن على
دعوى عتبة وأنه كان خياطا.
ونقول مع هذا ما يدري مفارق
علي بل مفارق رسول الله 9 بل مفارق الله أن
خبابا لو كان بحال أبي بكر ما كان يكون كحالهما في الإسلام إذ البرهان إنما يتقرر
حيث يريد الإثبات بهذا.
وأما قوله إن
الناس كانوا إلى إسلامه أميل فمما يحتاج إلى دليل.
والدليل على صواب
ما رميت به صاحب الرسالة ما نقلته من كتاب
__________________
فضائل علي 7 رواية ولده عنه ما صورته :
قال و حدثني أبي قال حدثني ابن نمير قال
حدثنا عامر بن السبط قال حدثنا أبو الجحاف عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر الغفاري قال قال رسول
الله 9 يا علي إنه من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فقد فارقني .
وزعم أن أبا بكر
رضوان الله عليه كان داعية رسول الله 9 وليس هذا مما نحن فيه من تقدم الإسلام أو شرف
__________________
مقامات الإسلام في
شيء إذ للفضائل والتفاخر مقام غير هذا المقام مع أن الإسكافي أجاب عن هذا الكلام
بما هو معروف .
__________________
وأما أنا فأرى التباعد
عن قذف خلصاء الصحابة والتنازح عن التعرض بالقرابة .
قال المخذول عند
الله تعالى بدليل ما رواه الخوارزمي أن رسول الله 9 قال اللهم انصر من
نصره واخذل من خذله ما صورته :
( ولا سواء إسلام
من أسلم على أن يمون ويكلف وإسلام من كان يمان قبل إسلامه ويكلف بعد
إسلامه وفرق بين الكهل الدافع والحدث وأن أبا بكر كان يلقى في الله ورسوله ما لم
يكن علي يلقاه ) .
هذا شيء من معنى
كلامه متعصبا على أمير المؤمنين 7 ويكفيه في الجواب بعد ثبوت ما ظهر من انحرافه عن أمير
المؤمنين 7 قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) إلى قوله تعالى ( مُهِيناً ) .
وقد سبق تنبيه على
هذا ويزيده وضوحا ما رواه أبو المؤيد الخوارزمي عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي قال
حدثني وهو آخذ
__________________
بشعره قال حدثني
أبي علي بن الحسين 7 وهو آخذ بشعره قال حدثني حسين بن علي وهو آخذ بشعره قال
حدثني علي بن أبي طالب 7 وهو آخذ بشعره قال حدثني رسول الله 9 وهو آخذ بشعره قال يا علي من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن
آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله لعنه ملك السماوات والأرض .
وتقرير ذلك بما
يأتي من الرواية عن رسول الله 9 أنه قال لعلي أنت
مني بمنزلة رأسي من بدني ورواه صاحب كتاب الاستيعاب .
والجواب عما قاله
أنه أحال على دعوى في أن أبا بكر رضوان الله عليه كان يلقى في الله ورسوله ما لم
يكن علي يلقاه ولئن سلمنا ذلك فليس هذا من العلم بأن إسلام أبي بكر أشرف من إسلام
علي إلا بعد أن يثبت بالبرهان أن أبا بكر لما أسلم علم أو غلب على ظنه أنه يؤذى وأن أمير المؤمنين
علم أو غلب على ظنه أنه لا يؤذى بل الذي كان يظهر
__________________
غير ذلك إذ أمير
المؤمنين ورسول الله صلوات الله عليهما كانا فيما أتياه بمقام المتعرضين للفتك بهما لأنهما أصل
القاعدة في تغيير سنن الشرك فإقدامه على الإسلام بدء تعرض للتلف وأما أن أبا طالب كان
منيعا في قومه فمن عرف السيرة عرف أن بني هاشم لم يكونوا بمقام المقاومة للمشركين كافة من
قريش وغيرهم بل من بطون قريش عدا بني هاشم فلو اغتالا رسول الله 9 وعليا عجز بنو هاشم عن مصارمتهم ومصادمتهم وخاصة إذا كان الفاتك بهما غير مشهور والقاصد
إليهما بالاغتيال غير معلوم.
وفيما أوردته
وأورده إن شاء الله تعالى على صاحب الرسالة أنه إن كان بمقام مذعن بما قلت وحاد عنه فهو
مبغض لا محالة فيكفيه وعيد بغضة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وإن كان بمقام جاهل فهو حال
في مقام المحذور إذ دخل في باب مخطر من غير أن يعرف ما ينتهي خطره إليه
فالرزية قلادة المذكور بين معرفته وجهالته.
وأما أن أبا بكر
أسلم على أن يمون ويكلف وكون علي كان يمان
__________________
ويكلف بعد الإسلام
فقول هاذ أي برهان قام على ما ذكر أو أمارة.
وأما أن أمير
المؤمنين كان يمان ويكلف بعد إسلامه فرد ظاهر على رسول الله 9 إذ لو كان إسلامه ضعيف القواعد ما مدحه رسول الله في عدة
روايات مشرفات له على غيره فيلحقه إذن من الوعيد ثمرات قوله تعالى ( وَمَنْ
يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ
مَصِيراً ) وأما أنه كان يكلف بعد الإسلام فدعوى لا برهان عليها.
ومتى فتح باب
البحث كيف كان ساغ أن يقول قائل إن أبا عثمان ملحد من غير دليل وكما أن هذا لا
يقوم به حجة قبل إقامة برهانه فكذا هذا.
وأما أنه فرق بين
إسلام الحدث والكهل فقد أجبنا عن مثله.
قال شانئ أمير
المؤمنين 7 ما حاصله إن أبا بكر كان فيه معاضدة لرسول الله 9 بعد إسلامه وليس هذا معنى
يتعلق بالإسلام الذي البحث فيه بل هو شيء خارج عن ذلك.
ولو كان ذلك في
مقابلة قول من قال إنه ما دافع ولا نصر رسول الله أصلا كان لذلك وجه لكن هذا ما
جرى فإذن المذكور يسر
__________________
حسوا في ارتغاء من بغضه أمير المؤمنين
صلوات الله عليه ومع الإضراب عن هذا فسوف يأتي الكلام في نصرة أمير
المؤمنين رسول الله ونصرة غيره له.
وادعى أن أبا بكر
ضرب على إسلامه وليس المفتون كالوادع قال الله تعالى ( وَالْفِتْنَةُ
أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) .
وبنى الناصب على
أن المراد بالفتنة العنت والأذى متعرضا بأمير المؤمنين 7 .
والجواب عن ذلك
بما أن هذا شيء لا تعلق له بتقدم الإسلام ولا بشرف إسلام هذا من إسلام ذاك إذ الذي
يدعي وقوعه من الضرب كان بعد الإسلام لا معه وما ثبت أيضا وهو متهم في حكايته
وروايته فإذن هذا من باب المفاخرة خاصة مقطوع عما نحن وهو فيه.
والجواب عنه مع
ثبوته وثبوت مرتبة له بذلك بما أن إسلام أبي بكر رضوان الله عليه كان فرعا لإسلام
أمير المؤمنين 7 وليس ببعيد أن يحث المقتبل الكهل على فعل المحاسن واعتماد
الفضائل إذ يقول الشيخ كيف يصلح لي أن أسبق وأنا ذو سن وأغلب وأنا ذو حنكة يغلبني
الأحداث ويتقدمني الناشئون.
__________________
وإذا كان الأمر
كذا فمناسب أن يكون لإسلام أمير المؤمنين 7 حصة في إسلام أبي بكر رضوان الله عليه ومهما حصل به من
ثواب الإسلام وتوابع ذلك كان له فيه النصيب الأوفر اعتبارا بما أنه كان الأصل بما
وصل إليه.
ومن المنقول : من
سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وكذا نقول في
إسلام غيره من الصحابة والتابعين ومن يتلوهم من المسلمين.
وأرى كلام الجاحظ
حاصله أن أبا بكر رضوان الله عليه ذو ثواب فيما وصل إليه من الضرب أو بكونه لم
يرجع عن الإسلام ولم يحد عنه.
والأول غير مفضل
له على أمير المؤمنين وغيره من الهاشميين إذ حصل لهم من المتاعب وحصر قريش لهم في
الشعب والترهيب ما يرجح على ذلك إذ كانوا معرضين للموت جوعا أو غير جوع وهو من أشد
المجاهدات.
وقد بذل أمير
المؤمنين صلوات الله عليه نفسه في مرضاة الله وأثنى عليه في قوله تعالى ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) رواه من لا يتهم
للإمامية بل هو إلى التهمة عليهم أقرب أبو إسحاق الثعلبي في كتابه
__________________
كشف البيان وأن أمير
المؤمنين آثر رسول الله 9 بعمره وما ثبت ذلك
لغيره عند ضربه مثبتا له ثوابا يشهد له لسان كلام الكتاب العزيز وإن كان يريد بالفضيلة كونه لم يرجع عن
الإسلام فلا ينبغي أن يوصف عين من أعيان الصحابة بالمبالغة في أنه ما ارتد عند ضرب
وقد صبر على ذلك غيره أو أشد منه ممن صبر.
وأما تفسير مبغض
أمير المؤمنين 7 الفتنة بالأذى والعنت فإنه إن كان ما عرف ما ذكر أهل
التفسير في ذلك فهو ناقص جدا إذ كان بمقام الغفلة عن اعتبار معاني كتاب الله تعالى
خائضا في تفسيره برأيه بانيا له على غير أسه وملعون على ما روي من فسر القرآن
برأيه.
وروى الواحدي بإسناده المتصل
عن ابن عباس عن رسول الله ص
__________________
قال من قال في
القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار .
وإن ادعى فيه عن
المفسرين النقل فهو بعيد إذ المفسرون فسروا الآية بأن المراد من الفتنة الكفر.
فسره الثعلبي والواحدي إذ الكفار عيروا المسلمين بالقتل في الشهر الحرام فقال
الله تعالى ( وَالْفِتْنَةُ ) التي أنتم عليها
من الكفر ( أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) في الشهر الحرام
في قصة معروفة جرت وكيف يتقدر أن يقول إله العالم إن شيئا مما كان يجري من أذى
المسلمين أعظم من القتل.
قال مبغض أمير
المؤمنين صلوات الله عليه فلو كان علي بن أبي طالب قد ساوى أبا بكر في الإسلام لقد
كان فضله أبو بكر بأن أعتق من المعذبين المفتونين بمكة وأنه كان يلقى الأذى مدة
المقام بمكة وعلي وادع .
أقول إنا قد بينا
ما جرى لبني هاشم من الأذى الشديد والخوف القاهر وبذل أمير المؤمنين نفسه فكيف
يكون وادعا من هذا سبيله هذا بغض صريح من أبي عثمان لأمير المؤمنين 7 فالوعيد المناط
__________________
بالكافرين لاحق به لا محالة
إذ بغضته بما ثبت في الصحيح عند القوم كفر .
وأما أن أبا بكر
رضوان الله عليه أعتق من المعذبين من أعتق فمما لم يثبت برهانه ولو ثبت فإنه فرق
بين من أعتق شخصا أو شخصين من الأذى الدنيوي وبين من أعتق من لا يحصى من العذاب
الأخروي الأبدي إذ بأمير المؤمنين قامت دعائم الإسلام وقعدت قوائم الشرك وقد تأتي
الرواية بك يهتدي المهتدون بعدي وتقرير المعنى منها .
وذكر شانئ أمير
المؤمنين 7 حديث الغار وهذا غير ما نحن فيه وقد سلف تقرير ذلك وسيأتي الكلام عليه
إن شاء الله تعالى.
وادعى أن جماعة
أسلموا على يده منهم خمسة من أصحاب الشورى وكلهم يفي بالخلافة وهم أكفاء علي
ومنازعوه الرئاسة والإمامة فقد أسلم على يده أكثر ممن أسلم بالسيف لأن هؤلاء أكثر
من جميع الناس .
والذي أقول على
شانئ أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم عدو الله إنه شرع معظما الجماعة المشار
إليهم من أصحاب الشورى وإن كلهم يفون بالخلافة فإن الذي يقال عليه إن الشورى ليست
فخرا دينيا لمن كان داخلا فيها.
__________________
فإن قيل لو لم
يكونوا أرباب خصائص ما عول عمر عليهم قلنا هذا ليس دالا على فضيلة باطنة توازي
فضيلة من شهد له الخصم بصلاح الباطن وشهد له النبي 7 بأن الشاك فيه بائر وسوف يأتي الحديث في هذا بفصه عند الحاجة إليه .
ويقول لسان
الجارودية إن إدخال من أدخل في الشورى إنما يثبت فضلهم لو كان المدخل
لهم رسول الله أو من لا يتهم في تدبيره بوجه من الوجوه وأين ذاك أضربنا عن هذا فإن
المدخل لهم في الشورى عابهم وتنقصهم .
__________________
__________________
أضربنا عن هذا فإن الذي نحن فيه
حال الإسلام وتقدمه
__________________
وأي الإسلامين وقع
حين ما وقع سريعا لا فيما عقب من الفضائل والخصائص إذ ذلك له باب مفتوح جدا ولأمير
المؤمنين 7 فيه الفضل المتعين الذي لا يشاركه فيه غيره ولا يدانيه فيه سواه والسير تكشف
عنه من طرق القوم ليس هذا موضع الإبانة عنه.
أضربنا عن هذا فإن
شانئ أمير المؤمنين 7 حاد عن الطريق اللاحب في بحثه إما نقصا في قريحته أو بغضا لأمير المؤمنين 7 متباعدا عن
موالاته وموازرته إذ علماء القوم وكتبهم محشوة من كون الفتنة العظمى كانت بين طلحة
والزبير وعثمان رضوان الله عليهم أجمعين فكان فرع ذلك قتله رضوان الله عليه ثم كان
فرع ذلك وقعة الجمل فقتل طلحة والزبير وقتل من الفريقين أمة كبيره.
ذكر الروحي أن المقتولين من
أصحاب طلحة والزبير ثمانية آلاف وقيل سبعة عشر ألفا وقتل من أصحاب أمير المؤمنين 7 نحو من ألف وذكر
أنه قطع على زمام الجمل سبعون يدا.
ثم كان فرع قتل
عثمان بعد ذلك حرب صفين فقتل من أصحاب
__________________
أمير المؤمنين 7 خمسة وعشرون ألفا
ومن أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفا.
وفشا الضلال وولي
عتاة بني أمية وضربت المصاحف بالسهام من عتاتهم وسم الحسن 7 وقتل الحسين 7 سيدا شباب أهل
الجنة صلّى الله عليهما وجرى غير ذلك من فنون الفتن.
هذه كانت العاقبة
بالجماعة الذين من بهم أبو عثمان على الإسلام.
وأما أنهم كانوا
يفون بالخلافة فبهت محض إذ طلحة والزبير رضوان الله عليهما كذباه بطعنهما على
عثمان رضوان الله عليه وبطعن عثمان عليهما ومحاربته ومجاذبته.
قال لسان
الجارودية ولقد أحسن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في جوابه لطلحة
إذ قال له إن عمك أدخلني في الشورى ولم يدخلك فقال له إنه خافك على الإسلام أو على
المسلمين ولم يخفني.
ثم بيان كونهما
غير صالحين للخلافة بما أنهما خرجا على الخليفة علي بن أبي طالب والخروج على
الإمام فسق عند قوم وعند آخرين كفر.
أضربنا عن ذلك فهو
تدبير غير مقترن بالحكمة التي تليق بمن يستحق
__________________
الخلافة وهو واف
بها إذ الرواية رويت بأنهما كانا يختصمان على الخلافة وليس أحدهما أظهر من صاحبه
ويتجافيان أمير المؤمنين 7 ومفارقته مفارقة
الله وحربه حرب الرسول بما روي من طريق القوم وسوف أثبته بفصه ومن يكون بهذه
الصفات كيف يفي بتدبير الخلافة أو يكون أهلا لها.
وأما أمير
المؤمنين 7 فإنه مهد قواعد الإسلام بإسلامه أولا وبكونه وقى رسول الله بمهجته وهو أصل
الإسلام فكل المسلمين حقا في ضيافة أمير المؤمنين 7 لأنه وقى لهم بنفسه أصل الإسلام وتعرض للحمام ثم بعد ذلك حطم
قرون الشرك بصولته وبدد جمعهم بمنازلته حتى ذلت صعاب الشرك وخامت عزة الكفر ولو لا
سيوفه البواتر وغروبها القواطر ما الذي كان يغني إسلام من أشار إليه وقد
جرى لهما يوم أحد أعني عثمان وطلحة رضوان الله عليهما ما رواه السدي مما لا أرى
حكايته إذ متعين على الإنسان قطع لسانه عن
__________________
القدح فيمن يجب تعظيمه
ولا تحل مسبته فلا مسلم على وجه الأرض إلا ولأمير المؤمنين 7 عليه حق السيد
المحسن على عبده ولا نسبة إذ فرق بين مخلص من معاطب الغضب الإلهي والعذاب الأبدي
موقع في سعادات الثواب الأبدي وبين سيد أحسن إلى عبد إحسانا منقطع المدة داثر
الجدة.
ثم أي نسبة بين من
أعتق نفرا من العذاب الدنيوي وبين من أعتق من لا يحصي عددهم إلا الله من العذاب
الأبدي هذا القسم الأخير حلية أمير المؤمنين 7 الواضحة براهينها اللائح يقينها والقسم الأول دعوى ومع
ثبوتها فهي مقصرة عن مجد أمير المؤمنين 7 الشامخ وشرفه الباذخ الذي تعدى ذرى الأفلاك وزاحم شرف الأملاك بل كان له الشرف
عليهم والسبق الأعظم لأخصهم وهذا تأكيد لكلام سلف سؤالا وجوابا.
وأما أن إسلام من ذكر
أكثر من جميع الناس فإنه قول غير مستند إلى أصل ولا مبني على قاعدة بل قد سلف عن
قرب تقرير الضرر بجماعة ممن ذكر.
وتعلق شانئ أمير
المؤمنين صلوات الله عليه في فضل من أشار إليه بقوله تعالى ( فَأَمَّا
مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) إلى قوله ( وَما لِأَحَدٍ
عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) وذكر أنه أنفق أربعين
__________________
ألفا على نوائب
الإسلام .
والذي يقال على
هذا إن شانئ أمير المؤمنين 7 شرع في تنقص أمير المؤمنين ثم أتبع ذلك بتنقص الكتاب
المجيد نجاة العبيد إذ الآية ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى
وَاتَّقى ) فأسقط من الكتاب المجيد حرفا إما عمدا أو جهلا وادعى أن
سبب نزول الآية صنع من صنع وصدقة من تصدق وقال بعض الشيعة عند ذلك :
روى أبو إسحاق
الثعلبي وهو ممن لا يتهم أنها نزلت في أبي الدحداح وإن كان قد روى
ما ادعى الشانئ روايته وهو مرجوح إذ هو ملتحف بالتهمة مشتمل بالشك بخلاف غيره إذ
المحكي أن أبا بكر رضوان الله عليه كان خياطا وقيل معلما وهذا حال بعيد عن ضم
الأموال النزرة فكيف عن الجمة الدثرة.
وسوف يأتي الإيراد
التام على ما ادعاه من نزول الآية فيمن ذكر وأما الصدقة
بأربعين ألفا فإن الجارودية تبعد .
فضل شانئ أمير
المؤمنين 7 غيره عليه بأنه لم يكن للنبي
__________________
7 عنده يد بخلاف علي في كونه تحت عناية رسول الله 9 وتقرير هذا كون إسلام ذاك لألحق بخلاف إسلام علي ومتابعته لرسول
الله 9 إذ يخشى العار في مخالفته
.
والذي يقال على
هذا.
إن شانئ أمير
المؤمنين صلوات الله عليه تعدى حدود الخوارج المارقين شر الخلق والخليقة بما ثبت
من الرواية عن الرسول صلوات الله عليه فهو لذلك أخفض وأخفض من اليهود والنصارى وغيرهم من أصناف الكفار رتبة.
قوله إنه لم يكن على من
أشار إليه يد من رسول الله 9 قول بغير علم وما
يدريه بذلك حتى يدعيه.
سلمنا أنه أراد ما
عرف أن له عليه يدا وعرف أن له على أمير المؤمنين 7 يدا لكن قوله إن أمير المؤمنين 7 أسلم خوف العار
أو يجوز أن يكون أسلم خوف العار فإن أراد الأول
__________________
فإن اللعن متوجه
إليه إذ هو ساب لرسول الله 9.
قال ابن السمعاني في كتابه وحدثني
أبي قال حدثنا يحيى بن أبي بكر قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله
الجدلي قال دخلت على أم سلمة رضي الله عنها فقالت أيسب رسول الله فيكم فقلت لها
معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها قالت سمعت رسول الله يقول من سب عليا فقد
سبني
ورواه ابن
المغازلي من طريق ابن عباس 2 فأشهد على
__________________
رسول الله 9 سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب 7 يا علي من سبك
فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عز وجل ومن سب الله عز وجل أكبه الله على منكبيه في النار .
__________________
وإن قال أردت يجوز أن يكون أسلم خوف العار قلت فقد
روى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا محمد بن عبيد الزيات قال حدثنا عباد
بن يعقوب قال حدثنا داود بن سليمان قال حدثنا عبد الله بن محمد القرشي عن أبي علي
الخراساني عن ابن عباس قال قال رسول الله 9 يحشر الشاك في علي
من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعبة على كل شعبة شيطان يكلح في وجهه
حتى يوقفه موقف القيامة.
ويتعلق في فضل من
أشار إليه على علي 7 بقوله تعالى ( لا يَسْتَوِي
مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ) الآية قال فما
ظنك بمن قاتل وأنفق قبل الهجرة .
والجواب عن هذا
بما أنا ما عرفنا أن أحدا قاتل قبل الهجرة وإذا عرفت هذا بان لك أن الرجل مدغل في الدين ويبين
ذلك نصرته لمذهب
__________________
ثم خذلانه له
ونصرته لمذهب يخالفه قاعدة من لا يتقيد بقيد ولا يرتبط برباط.
قال الناصب فإن
قالوا عرفنا أن أبا بكر أنفق قبل الهجرة فلا نعرفه قاتل قبل الهجرة فقتال علي بعد
الهجرة أفضل من إنفاق أبي بكر قبل الهجرة .
قلنا إن أبا بكر
وإن لم يقاتل فقد قتل مرارا قبل الهجرة وإن لم يمت .
والجواب بما أن
خصمه لا يوافقه على أن المشار إليه أنفق درهما واحدا ولأن كان أنفق ما
قيل من المال الجم وما ورد فيه ما ورد في
__________________
جانب أمير
المؤمنين 7 من الممادح عند صدقته بالخاتم على ما رواه الخصم وعند مناجاته على
ما رواه المخالف وعند صدقته بأربعة
__________________
دراهم على ما رووه
عند صدقته المذكورة عند سورة هل أتى فإنه يشكل الحال فيه على منصور أبي عثمان.
وأما أن من أشار
إليه قتل قبل الهجرة مرارا فإنه قول لا يستند إلى
__________________
برهان وإذا كانت
المباحث مبنية على تناول القلم وسطر ما يميل إليه طبع الساطر كان ذلك فتحا لباب
يغلب فيه المحق الصادق وتظهر عنده حجة المماذق المنافق.
قال مبغض أمير
المؤمنين 7 الفاقد للحمية والعزمات الأبية عبد الدنيا مملوك هواه فليس لعلي موقف من
المواقف إلا ولأبي بكر أفضل منه إما في ذلك الموقف وإما في غيره ولأبي بكر مواقف
لا يشركه فيها علي ولا غيره .
والذي أقول على
هذا إن الناصب عدل عن المباحث النقلية والاعتبارية إلى مدافعة الأمور الضرورية
رادا على رسول الله سيد البرية.
أما وجه الأول
والأخير فظاهر وأما بيان ما أشرت إليه من مدافعة المعلوم فإن الفضائل الظاهرة [ في
] الذهن التام والحكمة الباهرة والعلوم الزاهرة والشجاعة القاهرة والاجتهادات
الفاخرة والأنساب الطاهرة.
[ و ] أما العقل والقوة
الحافظة فإنها كانت تاج مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه يشهد بذلك مشهور
خطابته ومبرور بلاغته لا يجحد ذلك إلا معاند مجاحد أو جاهل عن سنن المعرفة حائد
والحكمة مضمون ما أشرت إليه.
فأما القوة الحافظة فإن
ابن عباس 2 كان يسمع
__________________
الشيء سماعا
فيحفظه حتى أنه كان يسد أذنه عند سماع مقول النوائح لئلا يحفظه بالغريزة وكان يقول ما رأيت
أذكى من علي بن أبي طالب لما مدحت قوته الحافظة .
وأما العلوم
الزاهرة فكذا عيانا ورواية عن رسول الله 9 من طريق الخصم .
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
وأما الشجاعة فهو
شيء تعرفه النصارى كما يعرفه المسلمون والبعداء كما يعرفه الأقربون .
__________________
وأما الاجتهادات
فقد تضمنت السيرة حاله صلى الله عليه في ذلك حتى أنه يكاد يموت من
خشية الله بحيث يحرك فلا يتحرك ويزوى فلا ينزوي .
__________________
روى ذلك أبو
الدرداء وليس من عدادنا.
وأما الأنساب فله
الصفوة منها .
وأما الفضائل
الباطنة فيدل عليها قرائن أحواله صلى الله عليه وميمون سيرته
وأنه كان لا يغضي على شيء يقتضي مخالفة رسم الله إلا أن يكون مقهورا عند إغضائه
ومساهلته وقد تضمنت الآثار النبوية من ذلك فنونا معروفة ينقلها المخالف لنا وبينها وبين الذي
ذهب إليه أبو
__________________
عثمان اختلاف بين
جدا.
فإما ضلال أبي عثمان
وتكذيبه أو صواب الرد على رسول الله 9 والثاني باطل
فتعين الأول.
وادعى الراد على رسول
الله 9 إن محنة أمير
__________________
المؤمنين يوم بدر
إلى آخر الغزوات كانت دون محنة المسلمين قبل الهجرة .
وقد بينا أن أمير
المؤمنين 7 كان الممتحن قبل الهجرة وجماعة بني هاشم ثم الممتحن يبذل روحه يقي بها رسول
الله 9 حتى فضله الله تعالى بذلك
على جبرئيل وميكائيل حسب ما رواه الخصم وأشار إليه .
أضربنا عن هذا
فأين لقاء الأبطال وممارسة القتال والتعرض لشبا الرماح الخطية والسيوف المشرفية
والمتاعب المتباينة القضية
__________________
[ وبين ] ضرب رجل كما زعم
ناصره بسوط أو خشبة لا يخاف منها اختلاس مهجة ولا ينتاط بها اقتباض روح.
وكان منصور الناصب
غير خائض بحار تلك الأعماق ولا مباشر شفرات الرقاق من أتم مناقبه كونه مع رسول
الله 9 على العريش وأمير
المؤمنين 7 المخالط لتلك الأهوال مخالطة المهج للأشباح والحياة للأرواح والحبيب للحبيب
والقريب للقريب.
يستعذب الموت
مسرورا بمشهده
|
|
إذا يعض به
المقدامة الذكر.
|
واعترض الناصب على
نفسه بما ذكرته من حال المبيت على الفراش وأجاب بالذي لقي منصوره قبل الهجرة وقد
أجبنا عنه عن قرب .
وأجاب بما أنه فرق
بين حال الحدث وذي الحنكة في طاعتيهما إذ الحدث الغرير في عز صاحبه عزه والكهل
الحكيم لا يرجع تسويده لمن سوده إلى رهطه . والجواب عن هذا بما أجبناه عنه عند قوله إن منصوره لا
يخاف العار وعلي يخاف العار ونقول هاهنا إنه راد على إله الوجود عمله أو على رسوله
حكايته عنه إذ الرواية من طريق المخالف أن إله الوجود أثنى بالمبيت على أمير
المؤمنين 7 وذلك دليل على كمال فضيلته ومن صنع شيئا للدنيا الفانية أو على غير قاعدة
تامة لا يشكره إله الوجود على فعلته ويفضله على أخص ملائكته.
__________________
أضربنا عن هذا فإن
الذي ينبغي أن يبني عليه المسلم جميل الظن في الأعيان دون التهمات الهادمة الأديان
وشأن أمير المؤمنين 7 في تفصيله وجملته بعيد عما قال الناصب في
مباحثه.
ثم إن ذكر الغرارة
غلط من أبي عثمان إذ كان الغرير وغيره لا بد أن يعرف أن عز مسوده القريب
منه عزه. وأما أنه إذا كان منصوره حكيما عرف أن تسويد رسول الله 7 غير راجع إلى
رهطه فإنه قول باطل إذ كيف تقلبت الحال فإن أبا بكر قرشي فيشرك رسول الله في
عزه.
فإن قال الأول
أرجح قلت قد أجبت أولا عن هذه التفرقة بما أنه ما يدريه أنه لو كان
علي غير قريب من رسول الله 9 لم ينهض بما نهض
به أبو بكر.
وبيان أن العلة
ليست ما ذكر وفور الثناء الجم من الله تعالى على علي بالمبيت مفضلا له على جبرئيل
وميكائيل .
وفرق بين الغار
والمبيت بما أن الأول يقيني والثاني ظني .
والجواب بما أنه
يقيني أن أمير المؤمنين 7 بات على الفراش وأما ما يدعى كونه معلوما من حال الغار فإن
القرآن ما صرح به بل هو رواية كما أن المبيت رواية وما يبقى إلا أن يقول إن الغار
متواتر
__________________
والمبيت غير
متواتر ولا يتعرض للقرآن في هذا الموضع إذ القرآن لا ينهض به.
والذي يقال عليه
إن الإمامية تدعي التواتر في المبيت كما ادعى غيرهم التواتر في الصحبة في الغار ومع
تسليم قوله هذا فإن الإمامية تقول إنه لا فضيلة فيه بل يذكرون ما لا أرى ذكره
ويقولون بيان عدم الفضيلة إن شخصا خائفا لجأ إلى غار وليس في ذلك فضيلة دالة على
البسالة ولا دليل على العلم ولا دليل على الفصاحة ولا دليل على الزهد ولا دليل على
السماح ولا دليل على صراحة نسب.
وأما الحاصل من
الآية فهو كون المشار إليه خاف وإن السكينة نزلت على رسول الله 9.
وأما ما تضمنته
الآية من كونه رضوان الله عليه صاحبا فإن هذا غير دال على غير مجرد الصحبة ومجرد
الصحبة لا يقارنها مدح أو ذم ولخصوم أبي عثمان مقالات فنون في هذا المقام ولا أرى
خوضا تاما في هذا المقام.
وقال الناصب لو
ثبت المبيت كما ثبت الغار لم يكن في ذلك كثير طاعة فضلا عن أن يساوي أبا بكر أو يبرز عليه لأن الذين نقلوا
__________________
ذلك نقلوا أنه قال
له ليس يصل إليك شيء تكرهه .
والجواب عن ذلك
بما أنا لا نسلم أن الذين رووا المبيت رووا ما قال هذه دعوى لا نعرف برهانها ولا
نوافق عليها ورأينا راويها متهما جدا عيانا عدوا محضا فلا يلتفت إلى دعواه.
سلمنا أن الأمر
كما قال لكن الذي أراد به تنقص أمير المؤمنين صلوات الله عليه به ينهض شرفه بليغا
على من أشار إليه إذ كان مولانا أمير المؤمنين 7 مصدق من وعده بالسلامة من الأذى غير متهم له ولا متردد فعل
العارف المحقق والمسلم المصدق بخلاف ما جرى في قصة بطن خاخ
__________________
والحديبية .
ثم بيان أن قول
أبي عثمان باطل أن أمير المؤمنين 7 لقي من المشركين أذى تضمنته السيرة فإن قبلنا قول أبي
عثمان المتهم كذبنا قول غيره ممن لا يتهم وذلك مرجوح وقد أسلفنا أن الغار ليس دليل
الشجاعة فقد انتقض ما بنى الجاحظ عليه كلامه.
ثم إن قوما من أهل
السنة يزعمون أن رسول الله 9 نص على أبي بكر
بالخلافة كما تدعي الإمامية أنه نص على علي 7 وإذا كان الأمر كذا فكيف لم يقدم على لقاء الأبطال ومكافحة
الرجال فإن كانت معارفه كمعارف غيره فأين الإقدام وإن كانت دون ذلك فأين المقام
والمقام.
وأقول إن ابن
المغازلي روى نحو ما ادعاه الناصب لكن في
__________________
الرواية لا يخلص
إليك منهم مكروه إن شاء الله عز وجل.
إذا عرفت هذا فإن رسول
الله 9 لم يجزم بحياطته من
المشركين وسلامته بل بناه على مشية الله عز وجل. ويقوي هذه
الرواية عن ابن
عباس عن مسند ابن حنبل وهو أعرف من ابن المغازلي وأثبت قولا أن
المشركين رموا عليا بالحجارة وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أهيج ثم
كشف رأسه .
وعلى كل حال فإن
أبا عثمان ادعى أن الذين نقلوا أول الحديث نقلوا آخره وليس الأمر كذا إذ ليس في
رواية ابن حنبل ما في رواية ابن المغازلي فظهر بهته.
والجواب التام بما
أن رسول الله 9 أخبر عن الله جل
وعلا بتفخيم حال أمير المؤمنين 7 عند مبيته على الفراش فأبو عثمان إذن مصغر ما عظم الله
تعالى محقر ما كبره فيرد عليه وعيد المشاققة .
قال مهين المقاصد
عين المجاحد ما حاصله إن الجلاد ليس دليل الرئاسة إذ لو كان الأمر كذا لكان لغير
النبي من الفضل ما ليس له إذ النبي 7 لم يقتل إلا واحدا .
__________________
قال وقد نجد الرجل
قد يقتل الأقران ولا يستطيع أن يرفع طرفه في ذلك العسكر إلى رجل ليس فيه من قتل
الأقران قليل ولا كثير لمعان هي عندهم أشرف من مشي ذلك المقاتل بسيفه وقتله لقرنه
وإذا ثبت أن رئيس العسكر وأشباهه قد ثبتت لهم الرئاسة بغير المباشرة للقتل ثبت أن
قتل الأقران ليس بدليل على الفضيلة والرئاسة .
وقال ما معناه إن
الرئيس قطب أصحابه فحراسته حراستهم .
واعلم أن هذا
الكلام الغث يضيق على ذي البصيرة الاهتمام بالرد عليه ويقطع لسان الأقلام عن القصد
بالتهويش إليه وهو شبيه بكلام بليد عدم حسه أو بصير فقد دينه يحاول ستر الشمس بغير حجاب
ومصاولة الشجعان بغير ساعد ولو شاءت الإمامية لرشقت بالشبه المناسبة وجوه
الدلائل ورشفت بالتمويه شفاه الحق الفاصل لكن ذلك مذهب يعافه ذو الدين المعتبر
ويتجافاه ذو الأنفة المؤيد.
هذا فيما يرجع إلى
الشبه المقترنة بالمناسبات المنوطة بالمقارنات.
وأما المسلك الذي
شرع الناقص فيه فإنه باب مسدود جدا عن عزمات عاقل أو تقريرات فاضل ومع
هذا فقد رأيت الجواب عما أورده وسرده غير مدع في ذلك فضيلة خطيب أو منقبة أريب.
قوله لو كان لقاء
القرن دليل الرئاسة لكان النبي مرءوسا معنى كلامه قول ساقط إذ الرئيس المقدم ترجع
الآراء إليه ويعول أتباعه عليه فلو خالط القتال مكثرا مشغولا به عنهم أدى ذلك إلى
اختلال الأحوال
__________________
وبلوغ العدو منه
ومن أصحابه محبوب الآمال ولم يكن منصوره في مقام الرئاسة ورسول الله 9 في مقام عزته ومنصب رئاسته حتى ينتظم كلامه منوطا بالمعاني
الصائبة والتحريرات الغالبة.
وأراه بهذا الكلام
إما مدعيا أن المنصب كان لمنصوره دون رسول الله 9 وهو كفر أو لا
يقول بذلك فهو مدلس إن كان يفطن لما قال أو كودن لا يدري معنى ما
به نطق وكل محذور بل هو في تصغيره أمر الجهاد مكذب للقرآن المجيد
في قوله تعالى ( وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى
الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) .
مع أن الجاحظ
محجوج بأن رسول الله 9 قتل قرنا وبأنه
يوم أحد كسرت رباعيته في غير ذلك من مقامات كان فيها القوي القلب الرابط الجأش
وعلى خاطري أن عليا كان يقول كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله 9 .
__________________
وأما قوله إن
القرن قد يترك النزال لمعان هي أشرف من ذلك فكلام ساقط كالأول لأنه أحال على ما لا وجه له وعلى قود ما
قال يجوز أن يكون تارك الصلاة لمعنى هو أشرف من الصلاة وتارك الحج أفضل من فاعله
لمعنى هو أشرف منه ونسوق الكلام في فنون التكاليف غير متعلقين بأمارة ولا متمسكين
ببرهان بحيث لا نرجح ذا الصلاة على تاركها وفاعل الزكاة على مهملها وفاعل الحج على
من قعد عنه لغير عذر عن الجميع يعرفه أو يتوهمه وذلك عين السفه وروح النقص وصورة
حال فساد الذهن.
وقول خاذل السنة
إنه إذا ثبت أنه ليس مأخوذا في شرف الرئيس القتل ثبت أن قتال الأقران ليس دليلا
على الفضل والرئاسة وأن الرئيس قطب أصحابه فحراسته حراستهم من أمهن الكلام
وأسخفه إذ هو في المفاخرة بين منصوره وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأين من
أشار إليه في حياة رسول الله 9 والرئاسة حتى يكون
عذره عن القتال عذر الرئيس عن النزال ولقاء الأبطال وتقحم الأهوال.
ثم قال عدو السنة
ما حاصلة إن لقاء الأبطال قد يكون بالطبيعة
__________________
وذلك لا يوازي فعل
الدين لأن الدين مكتسب .
واعلم أن هذا كلام
يغار القلم من السعي في الرد عليه والقصد بالتحقير إليه إذ كان عدو السنة شرع
مفاخرا بين منصوره وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو صاحب الدين الذي لم
يخالطه الشرك ولم يزايله الإيمان يدل عليه الآثار المعتبرة والعيان فهو الجامع بين
الدين والسيف الحاوي قصبات الشرفين والناهض بفضيلة القسمين.
ويرد على خاذل
السنة ما أوردناه من قبل من كونه رادا على الكتاب المعظم المجيد في تفضيل المجاهد
على القاعد و المتحرك في الله على الراكد.
فإن قيل ذلك فيمن
ثبت إخلاصه قلت فأمير المؤمنين صاحب ذلك بما تضمنته مطاوي هذه الأوراق بما يلتزم
به المسلم ويتجافاه أهل النفاق .
قال المباهت ما
حاصله إن رسول الله 9 أخبر عليا بقتال
الناكثين والقاسطين والمارقين على ما ترويه الشيعة ولا فضيلة لمن عرف السلامة في
الإقدام إلا أن يقولوا إن النبي 7 قال ذلك عند وفاته ولا سبيل لهم إلى ذلك .
والذي يقال على
هذا الكلام السفيه إن الفضيلة لأمير المؤمنين بعد الرواية المشار إليها من وجوه
أحدها كونه صلى الله عليه بنى على قول الرسول صلوات الله عليه ويضاف إلى ذلك أن عدو أمير المؤمنين ذكر من
__________________
قبل أن التعذيب
الذي هو الفتنة ( أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) .
فهب أن أمير
المؤمنين 7 ما كان يخاف الموت أما كان يخاف الفتنة وهي التعذيب الذي ذهب عدو الله إلى
أنه أعظم من القتل.
الوجه الآخر أن
عدو الله اختلف ما بينه وبين الله ورسوله فيلزمه وعيد ( وَمَنْ
يُشاقِقِ الرَّسُولَ ) إلى قوله ( مَصِيراً ) إذ كان رسول الله
ينطق بإذن الله.
وقد روى المحدثون
من غيرنا أن رسول الله 9 قال لقتل علي عمرو
بن عبد ود يعدل عمل أمتي إلى يوم القيامة أو لضربة وهذا روح ما نحاوله من الفضيلة ونحاوله من المجد.
__________________
وكذا الرواية
الشهيرة أن جبرئيل 7 كان ينادي
لا سيف إلا ذو
الفقار
|
|
ولا فتى إلا علي
|
وروي أنه نادى بها
رضوان والملكان كريمان .
وروى في العمدة بإسناده عن ابن
المغازلي متصلا بمحمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال نادى مناد
يوم أحد :
لا سيف إلا ذو
الفقار
|
|
ولا فتى إلا
علي.
|
__________________
وعن أبي جعفر محمد بن علي قال نادى ملك من السماء يوم بدر
يقال له رضوان
لا سيف إلا ذو
الفقار
|
|
ولا فتى إلا علي
.
|
ينبه على شرف مقامه
على من عداه وتفضيله على من سواه مقررا أن الإيعاز إليه بمقاتلة الناكثين
والقاسطين والمارقين كان بعد وقائعه المحمودة.
وقد كان الجاحظ
التمس منا تقرير ذلك ليتضح فجر فضيلة مولانا وقد تبرهن بمدح الله تعالى له وأيضا
فإن إيراد الجاحظ إنما يتوجه بعض التوجه لو ثبت أن مولانا كان عند النزال منبها بقاه بعد رسول
الله 9 وذلك منفي على تقرير الجاحظ
بيانه :
شكر الله تعالى له
وأن الإيعاز إليه كان بعد الوقائع حسب الثناء من الله تعالى
عليه بذلك ونقول .
إن الإيعاز إليه
كان قبل مشكور منازلاته وأنه غير ذاكر عندها حصول نجاته لكن حيث تقرر عند الخائن أنه لا مدح
لآمن من المتالف عند
__________________
الإقدام تعين أن
يكون الباري تقدس جلالا علم من حاله أنه بمقام النجدة ولو لم يوعز إليه بالسلامة من الحمام إذ لو
لا ذلك امتنع شكره له وقد ثبت وتبرهن ما قلناه.
ويرد على عدو الله
أن الشيعة كما روت تقاتل الناكثين بعدي كذا روى الخصوم أن منصوره خليفة بعده ومع
ذلك فلم ينهض إلى لقاء الأقران ونزال الشجعان وخوض غمرات المعارك وارتصاص المآزم بالبيض السوافك
فظهرت فضيلة من كان من وطيس الحرب في أواره ومن لجة الموت في أعماق تياره.
هذه المباحث
بحثناها في بيان فضيلة أمير المؤمنين على غيره في زمن رسول الله 9 حراسة لمجده من أن يتقدم غيره عليه.
وإن كانت بعض
مباحث عدو رسول الله في غير هذا المقام من كون أمير المؤمنين إذا ثبتت شجاعته لا
يلزمه تقدمه على غيره بها إذ الرئيس لا يباشر القتال فإن الجواب عن
ذلك بما أن الرئيس تارة يباشر القتال ولهذا كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يرى
ضرورته إلى ذلك ماسة في حرب صفين فقتل في ليلة خمسمائة إنسان ولو لم يباشر فإن من ضرورة
الرئيس العام قوة المزاج وشجاعة النفس إذ الرئيس الجبان يضعف قلبه
__________________
عن مصادمة الجيوش
بعساكره وإن كان قارا في منزله آمنا في محاله. وبتقدير ذلك يظهر العدو عليه وعلى
عساكره ورعيته وعلى مجد الإسلام وعزته وهو محذور عند من حامى عن الإسلام بدينه
الثابت وحميته.
قال خاذل السنة
فإذا كان رئيس الجيش أعظم عناء وأشدهم احتمالا فلا أجد أشبه بالرئيس ممن اختاره الرئيس وزيرا وصاحبا ومعينا لأن الرجل
إذا كان في رأي العين صاحب أمر الرئيس والمستولي على الخاصة
والعامة والقربة منه في ظعنه ومقامه وخلواته وهديه واستحقاقه وكان هو المبتدئ
بالكلام عنده والمفزع في الحوائج بعده والثاني في الدعاء إلى الله ودينه ولا نعلم
هذه الخصال اجتمعت في غير أبي بكر الصديق 2 وأن الناس كانوا يقولون أبو بكر الصديق وسرد المشار إليه
من غث الكلام نحو هذا
والذي يقال عليه
إنه مخمد نار البلاغة مقيد لسان اليراعة إذ البهت المحض والكذب الصراح يقطع مواد الاعتبارات
اللطيفة في دفعه
__________________
والتدقيقات الشريفة
في قمعه كمن يقول هذه الشمس ليل والليل نهار والحجر رخو والماء صلب والنار باردة
والثلج حار ولا بأس أن نذكر مع هذا شيئا من التفصيل القامع زخارفه والكاشف عن
بهته.
ادعى الوزارة لمن
أشار إليه والروايات المتكاثرة عن المخالف الذي لا يتهم أن ذلك وصف أمير المؤمنين
صلوات الله عليه وما هو أبلغ منه.
روى الحافظ أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه قال حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن العباس حدثنا عباد بن
يعقوب حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن عمرو بن حريث.
وحدثنا الحسن بن
محمد السكوني حدثنا محمد بن إبراهيم العامري حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات حدثنا
أبو عبد الرحمن المسعودي عن عمرو بن حريث عن إبراهيم بن سليمان عن الحصين الثعلبي
عن أسماء بنت عميس قالت رأيت النبي 9 بإزاء ثبير وهو
__________________
يقول أشرق ثبير اللهم إني
أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح ( لِي صَدْرِي ) وأن تيسر ( لِي
أَمْرِي ) وأن تحلل ( عُقْدَةً مِنْ
لِسانِي ) كي ( يَفْقَهُوا قَوْلِي ) وأن تجعل ( لِي
وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) عليا أخي ( أَشْرِكْهُ فِي
أَمْرِي ) و ( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
) ... ( كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ
كَثِيراً ) الآية
وروى أبو إسحاق
الثعلبي عن الحسين بن محمد حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسين بن علي بن شبيب
المقري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن
__________________
منشر عن أبي إسحاق عن
البراء قال :
لما نزلت (
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وذكر متنا مطولا أثبته في كتاب الأزهار منه ثم أنذرهم رسول
الله 9 فقال يا بني عبد المطلب
إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير لما يجيء به أحد جئتكم بالدنيا
والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا من يؤاخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي
وخليفتي في أهلي ويقضي ديني فأسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول
علي أنا فقال أنت فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك .
__________________
ومن طريف ما يذكر
في هذا المقام ما وقفت عليه من كتاب جاماسب ويقال إن تاريخ المصنف أربعة ألف ( كذا ) سنة قال بعد أن
ذكر فنونا :
واسم هذا النبي
إشارة إلى الرسول محمد 9 مهرآزماي ويكون
عمره ثلاث قرانات وسدس من يوم مولده ويكون موته بغتة لأنه اتفق طالع مولده
الميزان وصاحب بيت الطالع في الخامس في بيت العافية يدل على أنه يعتمد في زمن هذا
النبي شابا مذكر
__________________
( كذا ) ويخرجون على أهله
ووصيه وعقبه جماعة يكونون مقرين بدينه ويذكرونه بالقبيح ويقتلون أولاده
وسبب ذلك أن اليد التي فيها الجوهر واليد التي فيها الكتاب للمشتري إلى جهة زحل
وهو ناظر إلى سائر أيدي الكواكب تدل وتوجب أنه يقع في دينهم الضعف بل على الحقيقة لأنهم يخالفون دينه
ويكونون يزيحون تنزيله ووزيره عن الحق .
وذكر قبل ذلك
وبعده فنونا عجيبة باهرة وفي ذلك تقوية لسواد وجه المخذول.
وأما الصحبة فقد
ذكرنا بعض ما يتعلق بالكلام عليها.
وأما كون منصوره
مغنيا ترجيحا لذلك على جانب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فإنه بغي ظاهر إذ كان
أمير المؤمنين 7 ردأه من حال الطفولية إلى حين مفارقته الدنيا تارة بالسيوف
المشرفية وتارة باحتمال الأثقال حسب ما تضمنته هذه الرواية وغيرها من السير الجلية
ما بين محاجزة أعدائه واحتمال المخاطرة من جرائه إلى إصلاح حذائه مختصا
به إلى أن أدخله ضريحه وقد أهمله أكثر خلصائه حتى أن
__________________
الله تعالى قرن
معونته له 9 بمعونته له ومعونة جبرئيل أخص ملائكته في قوله تعالى في شأن عائشة وحفصة
رضوان الله عليهما ( وَإِنْ تَظاهَرا
عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ) إذ المراد بصالح المؤمنين علي 7 ورواه الثعلبي ورفعه أبو نعيم إلى النبي 9 .
قال صاحب كتاب
الاستيعاب حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال
حدثنا
__________________
علي بن عبد الله
الدهقان قال حدثنا مفضل بن صالح عن سماك ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال ـ لعلي
أربع خصال ليست لأحد غيره وهو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله 9 وهو الذي كان معه لواؤه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره وهو الذي غسله
وأدخله قبره .
قال صاحب كتاب
الاستيعاب ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله 9 منذ قدم المدينة إلا تبوك فإنه خلفه رسول الله على المدينة
وعلى عياله بعده في غزوة تبوك فقال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
وروى قوله 7 أنت مني بمنزلة
هارون من موسى جماعة من الصحابة وهو من أثبت الآثار وأصحها .
__________________
أقول هذا جزء لا صيور له من كل ذكرته عند كلام
عدو الإسلام لئلا يخلو كلامه من جواب وباقي دعاويه من الاختصاص وفنونه إحالة على ما لا أعرفه
من طرقنا ولا أعرف أن من خالفنا يذهب إليه على الحد الذي عول عليه.
وإنما المشار إليه
يأخذ العلم ويستطيب الكتابة فيكتب ما يرى ويستهدي قلمه ويؤم هواه.
والذي يظهر لي من
حاله الشاهدة بعداوة الإسلام أنه يأتي إلى أمير المؤمنين 7 فيذكر فيه من المدائح والقول الجميل ما يهيج به منافرة غير
شيعته ليسطوا بذلك على شيعته وعليه ثم يأتي متعصبا لغيره مجدا في التعرض بأمير
المؤمنين صلوات الله عليه حتى يهيج خواطر ذريته وشيعته ليسطوا على غيره قادحين
فيه إن لم يزجرهم زاجر عنه يقعد بمثابه متفرج مشتف من القبيلين يضرب هذا القبيل
بهذا القبيل غير منصف لأحدهما ولا حان عليهما أسوة بمروان بن الحكم إذ كان يرمي
سهما في عسكر أمير المؤمنين 7 وسهما في عسكره ويرى الفتح بأي القبيلين كانت النازلة.
__________________
وذكر عدو أمير
المؤمنين 7 ألفاظا سردها من كون منصوره كان مع رسول الله 9 ثاني اثنين في
التقدم إلى الإسلام وثاني اثنين في الدعاء إلى الإسلام وثاني اثنين في كثرة
المستجيبين و ( ثانِيَ اثْنَيْنِ ) في الغار وثاني
اثنين في الهجرة وثاني اثنين في العريش .
والذي يقال على
هذا :
أن أمير المؤمنين
ع كان ثاني اثنين أحدهما رسول الله 9 في التقدم إلى
الإسلام وقد سبق تقريره حقا ويأتي أيضا بعد ما هو مؤكد له وثاني اثنين أحدهما رسول
الله في الحث على الإسلام وقد ذكرنا حال المستجيبين له مع ثبوت ذلك .
وأما كونه ( ثانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ ) فقد ذكرنا ما يتعلق بالغار وبإزائه أن عليا 7 أوحد الكل في
المبيت على الفراش.
وأما كونه ثاني
اثنين في العريش مشرفا بذلك له على أمير المؤمنين 7 خاطف أرواح الكفار قاطف رءوس الفجار مسعر هاتيك المواقف
بنار عزائمه وضرام صوارمه بل مخمدها بسكب قواطر صوارمه فطريف إذ قد سبق له كلام في
أنه ليس الوادع كالمفتون ولا المستريح كالمتعب وأراه هاهنا قد نسي ما قرره وأنكر ما حرره.
ثم هو بذلك راد
على كتاب الله تعالى المجيد في قوله ( لا يَسْتَوِي
__________________
الْقاعِدُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ
بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى
وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) .
وإنما الحكمة قضت
بأن يعول في هاتيك المقامات على أرباب النجدة ويستند فيها إلى أخدان العزائم
بني هاشم لا
ناكلين إذا ألقنا
|
|
تحطم والبيض الرقاق تثلم
|
وقد سل باع
الموت عضبا شفاره
|
|
تدر نفوس الصيد واليوم أيوم
|
إذا التاحه
الثبت الصئول توهما
|
|
أزال الحياة
الخاطر المتوهم
|
ولا إلى غيرهم ممن
لم يحسن الظن به في خوض أعماق الجلاد ومباشرة شفار الرقاق الحداد والفراسة نبوية
بل مهذبه بالتدبيرات الإلهية.
وأما كونه ثاني
اثنين في الهجرة فإنه كذب صريح إذ كان مصعب بن عمير سبق إلى الهجرة
قبل توجه رسول الله ـ صلى الله عليه [ وآله ] ـ
__________________
إلى الجهات
اليثربية والعرصات الطيبية.
ومنّ عدو أمير
المؤمنين على الإسلام بمسطح بن أثاثة وإسلامه على يد أبي بكر وهو قاذف عائشة
بالقبيح حكى ذلك عدو أمير المؤمنين الجاحظ وغيره.
وهذا قد ينبهك على
أن عدو الإسلام يسر حسوا في ارتغاء ويريد القدح في المسلمين وزوج سيد النبيين إذ
أي مدحة تتعلق بما ذكر توازي ما حكاه من قدحه في عائشة بالزناء انتقم الله تعالى منه.
وذكر الناصب أن
أبا بكر حث على المشركين ببدر وكذا عمر .
وأقول إني لست
مصححا ما يحكيه ولا مستثبتا ما يرويه لأني أراه عين المباهت في المعلومات فكيف في
الروايات.
أضربنا عن هذا
فأين القول وتخلف الفعل عنه من الفعل التام وقطف الثمرات منه إذ بسيف أمير
المؤمنين صلوات الله عليه ذلت رقاب
__________________
الكفر ووهت دعائم
الشرك وتمهدت أساس الإسلام فكل مسلم خول لأمير المؤمنين صلّى الله عليه فابن عمه سيده الأصل وهو الفرع أصل الفروع وقوامها ورئيس الجموع وسنامها قتل
في ذلك اليوم أربعة وأربعين ذكره بعض الفضلاء وقال آخر خمسة وثلاثين وذلك شطر
المقتولين عدا من شرك فيه منهم الوليد بن عتبة خال معاوية وحنظلة أخوه والعاص بن
سعيد الذي حاد عنه عمر بن الخطاب وعمير بن عثمان عم طلحة وعتاب ومالك ابنا عبيد
الله أخوا طلحة بن عبيد الله واقتصرت على ذكر هؤلاء اختصارا .
وكم لأمير
المؤمنين وقائعا
|
|
أذلت عزيز المجد
من فرق الشرك
|
مناقب لا
يغتالها قدح قادح
|
|
إذا اغتال معنى
غيرها خاطر الشك .
|
وكرر عدو الصحابة
والقرابة كمال العريش وأن جماعة أعيانا شهدوا بدرا لأبي
بكر بهم تعلق فتنة وجعل له نصيبا في مشهدهم.
والذي يقال على
هذا :
أما العريش فقد
ذكرنا عن كثب ما يتعلق به وأما تشريف من أشار إليه ممن كان له في تهذيبه نصيب من
الجماعة الذين عينهم فهو وإياهم جميعا كانوا فرعا لأمير المؤمنين 7 إذ كان أول الناس
إسلاما كما
__________________
سلف وكم حدث جذب شيخا
إلى طريق الصواب وسدده وساقه إلى الحق وأرشده إذ يرى الشيخ شابا حدثا أم كعبة
الهدى وتجنب مداحض الضلال فيرى أنه بالأخلق أن يؤم ما أم ويقصد ما قصد.
أضربنا عن هذا فمن
الذي وافقه على ما قال من إرشاد من أشار إليه.
سلمنا ذلك لكن
بقدر ما أرشد رضوان الله عليه وكان له نصيب في جهاده كان بإزائه هضم عزمه في
القعود على العريش إذ يرى من اقتدى به غير خائض فيما خاض ولا ناهض فيما نهض
فبالأخلق أن يقتدي به في الآخر كما اقتدى به في الأول.
وبإزائه ما ذكره
المفضل بن سلمة من كونه لما قال لن نغلب اليوم من قلة هزم أصحاب رسول الله
9 بها وانهزم معهم وكانوا
اثني عشر ألفا أضعاف من كان ببدر مع أن أمير المؤمنين 7 كما سلف قتل شطر
المقتولين وتخلف الباقون وكان من تخلف من المقتولين قتل بالملائكة ومجموع أصحاب رسول
الله 9 فكم تكون حصة من أشار
إليهم من ذلك وكم يكون قدر نصيبه من انصبائهم إن كانوا قتلوا وبإزاء ذلك الفرار
يوم خيبر نقلته من كتاب فضائل علي 7 تصنيف أحمد بن حنبل .
__________________
__________________
ومن مناقب أمير
المؤمنين صلوات الله عليه في الغزاة البدرية ما رواه الواحدي عند قوله تعالى ( هذانِ
خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) روى عن البخاري ومسلم أنها نزلت في حمزة وعبيدة وعلي بن
أبي طالب وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ورواه مرفوعا عن أبي ذر و أنه كان يقسم على
ذلك .
__________________
وزعم ملقح الفتن
عدو الصحابة والقرابة أن منصوره خص بمخاطبته عند قذف مسطح لابنته بالذكر وليس ذلك كما
أثنى على جملة المهاجرين والأنصار فقال ( وَلا يَأْتَلِ
أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى
وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ ) .
أقول : إن هذا
الترجيح من ملقح الفتن ما جهل مفرط بالسيرة وهو خلق من لا اهتمام له بالإسلام أو
حلية مغالط مدلس يهزأ في مباحثه ولا يربطه رباط دين ولا يقيده قيد حياء إذ أمير
المؤمنين صلوات الله عليه المخصوص بنزول القرآن المتكاثر فيه من طريق من ليس من
عدادنا ولو جمع ذلك لكان عدة أجزاء وسأذكر نبذة يسيرة من ذلك من كتاب الشيخ
__________________
الإمام الحافظ أبي
نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني قال بعد الخطبة :
واعلم أدام الله
رعايتك أن القرآن مجزأ على أربعة أجزاء فربع فيه وفي أهل بيته ومواليه وربع في
مخالفه ومعاديه وربع حلال وحرام وربع فرائض وأحكام .
وروى أبو الفرج
الأصفهاني الأموي هذا المعنى أو ما يناسبه عن علي 7 بالسند المتصل
صورة المتن قال
__________________
نزل القرآن ربعا
فينا وربعا في عدونا وربعا سير وأمثال وربعا فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن .
وروى نحو هذا عن
عدة طرق في كتابه المتعلق بما نزل من القرآن في أهل البيت : .
وروى أبو نعيم عن
محمد بن عمر بن غالب قال حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا عباد بن يعقوب
قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال :
قال رسول الله 9 ما أنزل الله تعالى آية فيها ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها كذا حدثناه مرفوعا .
ورواه غير مرفوع
من عدة طرق وفي بعض ما رواه إلا وعلي سيدها وشريفها .
__________________
وروى بإسناده عن
ابن عباس قال لما نزلت ( إِنَّما أَنْتَ
مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) أومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي
المهتدون من بعدي .
ومن غريب ما يرد
على المخذول ما رواه أبو الفرج بإسناده المتصل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نزلت في علي
7 ثمانون آية صفوا ما شركه فيها أحد من هذه الأمة .
__________________
إذا عرفت هذا
فاعلم أن ملقح الفتن فضل على علي غيره بجماعة يسيرة نزرة رغبهم منصوره في الإسلام
كما ادعى وهم الزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن وعثمان وبلال ومسطح وعامر
بن فهيرة .
أقول وقد نبهت على
شيء من قواعدهم أو قواعد أعيانهم عنده وهذه الرواية الواردة من عدة طرق ومنها يا
علي بك يهتدي المهتدون دالة على أن كل مهتد بعده على وجه الأرض إلى أن تقوم
القيامة مهتدون بأمير المؤمنين صلوات الله عليه فأين النفر الذين
أشار إليهم ممن لا يحصى عدده ولا تضبط أفراده مع حوادث جرت من أعيان من ذكر رضوان الله عليهم.
وروى مرفوعا عن
ابن عباس في قوله تعالى ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) قال عن ولاية علي بن أبي طالب 7 فأين من
__________________
تسأل جميع الأمة
عن ولايته ممن أمر مثلا بالنفقة على ابن خالته قاذف ابنته وهو بمقام منهي عن كلفته
وهي عندنا منزهة وإنما ملقح الفتن ذكرها في كتابه لأمر غير مهم لا يفي بذكرها لا أحسن
الله تعالى جزاءه.
وروى ما هو مشهور
من نزول قوله تعالى ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية في علي 7 وأقل مراتبها ناصركم فإذا أمير المؤمنين ناصر جميع
المؤمنين فكل منهم مغموس في حقه مرموس في مواهبه.
وروى عن ابن عباس
مرفوعا في قوله جل وعز ( إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) أن النبي 7 قال لعلي أنت
وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوك غضابا مقمحين قال يا
رسول الله ومن عدوي قال من تبرأ منك ولعنك ثم قال رسول الله 9 من قال رحم الله عليا ; .
__________________
إذا عرفت هذا
فاعلم أن ملقح الفتن بما أراد من ترجيح غيره عليه كاذب بالنقل الذي لا يتهم راويه ولا يغلط من روى
عنه صلوات الله عليه وأقل المراتب أن يكون علي وشيعته خير البشر إذا كانت
اللفظة بغير همز وإن كانت بهمزة كان الفضل بها على جميع المكلفين بالإطلاق هذا نوع
تنبيه يليق بما نحن فيه في هذه الأوراق المختصرة.
وقد روى ابن
مردويه من نيف وأربعين طريقا ـ أن عليا خير البشر .
__________________
وهذا مؤكد لرد
ملقح الفتن على رسول الله 9 في تفضيل غير علي
عليه.
وذكر ملقح الفتن
أن سعدا فخر عليه فلم يعارضه .
ولا يمتنع أن يكون
غرض ملقح الفتن بذلك الطعن على سعد ونحن لا نستثبت ما حكاه إذ كان قد ثبت أن من آذى عليا
آذى رسول الله 9 وثبت أن سبه سبه وثبت أن مفارق
علي مفارق رسول الله 9
وروى من طريق
الخصم أن مبغض علي منافق .
وروى المخالف لنا
عن رسول الله 9 أنه من مات على
بغض علي فلا يبالي مات يهوديا أو نصرانيا وقد روينا آنفا أن
__________________
عليا 7 خير البشر وإذا
كان الأمر كذا فمن حاول تقدمه عليه بالشرف وعلوه عليه بالمنزلة كان رادا على رسول
الله 9 ومشاقا له ونحن ننزه
خلصاء الصحابة عن ذلك.
ولو ثبت أن غير
سعد كان المخاطب لأمير المؤمنين 7 بالفخر عليه وأنه سكت عنه لكان الوجه في الرد عليه منه
كونه لا يحفل بما وقع اعتبارا بما نظمته في مثل هذا المقام أو فيما يناسبه والدهر
مولع بأرباب السجايا الميمونة الكرام.
إذا الفلك
الأعلى الأثير تعرضت
|
|
لعز علاه
الساقطات النوازل
|
أبى مجده الأسمى
الحجاج وعابه
|
|
بنادي النهى يوم
الفخار التفاضل.
|
وشرع يصف سعدا
مستثمرا من ذلك أنه مستجيب لمن نصره .
ونحن غير قادحين
في سعد ولا ينهض الثناء عليه بكون من حثه على الإسلام أشرف من أمير المؤمنين 7 سيد البشر حسب
النقل الذي أشرنا إليه ولا يكون سعد مدانيا لأمير المؤمنين في شرفه أو مقارنا له
في
__________________
منزله فكيف فرعه
الذي يستثمر ملقح الفتن الشرف به لمن عول عليه.
قال ملقح الفتن
مفارق أمير المؤمنين ما معناه إنكم إذا قلتم بأن المحارب أبلغ رتبة من الوادع كان
ذلك طعنا على رسول الله 9 إذ كان علي محاربا
والنبي 7 وادعا .
والجواب بما أن
الكلام في كون غير الرئيس وادعا وغيره محاربا يشرب كئوس المتاعب
ويخضب من دماء الأقران بنان القواضب.
وذكر ملقح الفتن
عدو الدين ما حاصله إن الرئيس يعالج أتعابا كثيرة بخلاف المحارب .
وهذا كلام مدغل إذ
لم يكن منصوره أيام رسول الله رئيسا حتى يتم له ما أراد وهو موضع البحث.
أضربنا عن هذا
الكلام بأن الجارودية تمنع هذا وتقول لو سلمنا أن أتعاب الرئيس أشد
لما فضل على علي غيره إلا بعد تقرير أن ذلك الاجتهاد مشروع وأين ذاك.
أضربنا عن هذا فإن
أتعاب علي 7 ما تحمله من أعباء
__________________
الخلافة وأتعاب من
تقدم عليه جزء يسير وعين اليقين شاهدة ولا يساوي الأنزر الأغزر ولا الأصغر التافه الأكبر.
وأخذ يصغر من حال عمرو
بن عبد ود وحال الوليد بن عتبة متعصبا على أمير المؤمنين 7 وهو بما أشار
إليه مكذب رسول الله 9 إذ كانت الرواية
من طرق القوم لضربة علي بن أبي طالب عمرو بن عبد ود تعدل عمل أمتي إلى يوم القيامة
ولا يقال لمن قتل نكسا أو صادم خائما أو لاقى جبانا.
هذا وروى أخطب
خطباء خوارزم في إسناده أن عليا 7 لما قتل عمروا قال رسول الله 9 اللهم أعط علي بن
أبي طالب فضيلة لم تعطها أحدا قبله ولا تعطيها أحدا بعده .
__________________
وهذا شاهد تكثير النكاية في
المشركين والأثر البين في الكافرين. وقد ذكر الثعلبي أن الجراح أثبتت عمرا يوم بدر
فلم يحضر أحدا .
ومن أثبتته الجراح وبعد شرب
كأسه أقدم على الحرب متقدما أبطالا كثيرة كانوا معه في الجيش يطلب المبارزة عين
الندب الشجاع وقلب أنجاد البهم المكافحين.
وحكى الثعلبي صورة
حال محاورته عليا قبل مصاولته تشهد بأن المشار إليه كان من النجدة في قلتها
والشجاعة في ذروتها .
__________________
ولم يذكر المدغل
طائلا حتى يكون الكلام بحسبه.
ثم من المستغرب أن
يكون لمنصور ملقح الفتن شرف بمحاربة مستجيبيه ولا يكون لأمير المؤمنين 7 الشرف بمحاربة
يمينه كما أسلفت .
ولقد ضرب مقدم
العلماء في زمنه ابن الخطيب الرازي المثل بأمير المؤمنين 7 وحاتم هذا في شجاعته وهذا في سخاوته جاعلا ذلك في جانب
الأمور الضرورية والعلوم الجلية.
ولقد بلغنا خبر
طريف عن رجل يقال له مفرج الفرنجي وقد حضر
__________________
بساط بعض الملوك
فسئل عن أمير المؤمنين 7 وغيره فجهل غيره وقال عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه إنه
مصور عندنا في البيع لا ينال صورته إلا بطاليا وهو رجل حاسر يلقى دارعا.
وإن شروعنا في
التنبيه على هذا يلحقنا بملقح الفتن في عبارة أو عقلية فلنقتصر على هذا
حذارا من خطر زلته.
قال عدو السنة ما
معناه إن الشيعة ترى أن الذي منع العرب من تقديمه كونه قتل منهم الأحبة في كلام بسيط
ودافع بأن أبا سفيان وكان وجها كان مع بني هاشم على أبي بكر وذكر أبا حذيفة وأطرأه وكان علي
قتل أخاه .
واعلم أن هذا كلام
لا حاصل له ناصرا لملقح الفتن إذ الإمامية تقول أن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب 7 منصوص عليه فسواء بايعته العرب أو لم تبايعه لا ينقص ذلك ما ثبت من النص
المعلوم عليه وإن دوفعت عن النص فهم قائلون أنه كان أفضل الصحابة والأفضل مقدم
سواء وقعت الموافقة على بيعته أو لا.
فإن قال إنما أردت
أن الشيعة تقول إنه منصوص عليه وإنما عدلوا عن النص لتلك العلة وهي قتل الأحبة من
العرب.
__________________
قلت فقد كان ينبغي
أن يبين ذلك وما بينه سلمنا أنه ذكر ذلك لكن أمير المؤمنين 7 ما كان قتله
مقصورا على الجماعة الذين أشار إليهم حتى يتوجه الكلام إذ كان أمير المؤمنين صلوات
الله عليه قتل ولده حنظلة وشرك في عتبة وربيعة وقتل الوليد بن عتبة وعلى الإيراد
بحنظلة قول.
ولقد تضمنت السيرة
أنه قتل يوم أحد من أرباب الألوية تسعة فكيف من عداهم وله المناقب المأثورة في بني
قريظة وما صنعه في خيبر والأحزاب وغير ذلك من المقامات المعلومة والمصادمات
المفهومة وقد فهم عمر ذلك وهو أقرب عهدا وأعرف بالقواعد فقال إن قريشا تنظر إليكم
يعني بني هاشم نظر الثور إلى جازره.
ولو لم تبن
الإمامية دفع النص على قتل أمير المؤمنين ع لأحبة المشركين لكان له
وجه بما أنه ع كان مشغولا بجهاز النبي ع وخلا الجمهور بالملك فغلبوا عليه والحكم
للحاضر.
وهذا كما قال بعض
الوعاظ وقد سئل عن خبر السقيفة فقال ضاق نطاق الوقت عن شرح ما تم ثم مات الشاه
فاشتغل الرخ بتجهيزه تفرزن البيذق .
أو نقول إنهم
أحسوا من أمير المؤمنين بخشونته في الدين وحموسته في الحق فتجافاه من تجافاه لذلك.
__________________
أو نقول إن أمير
المؤمنين 7 جمع محاسن الشرف فرأى كثير منهم أنه إذا انضم إلى ذلك شرف الرئاسة غارت
نجومهم عند مجده النفساني والعرضي فرأوا تقديم غيره ممن ليس كذا.
وأقول إن عمر فهم
ما يشبه هذا في قوله إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم الخلافة والنبوة.
وقال إنه لم يحضر
من بني هاشم غير علي وحضر من بني تيم رجلان أبو بكر وطلحة وربما كانت إشارته بذلك
إلى وقعة أحد .
أقول إن تمام
المعنى على مذهب عدو الإسلام ـ فبنو تيم أفضل من بني هاشم وأدفع وأشد عناء.
والجواب عن هذا
بما أنه لم يجعل لرسول الله 9 نصيبا في الحضور
وأن وجوده وعدمه سيان فإن قال إنما أردت بذلك من عدا رسول الله 9 قلت من اعتبر عرف أن حاصل الكلام يفيد بظاهره أن شرف القبيلة التيمية
أشرف من القبيلة الهاشمية وإلا فقد كان يكفي أن يقول إن بلاء علي دون بلاء فلان
وفلان لكنه تلفظ بلفظ حاصله :
إن القبيلة أشرف
من القبيلة وهو كذب و تكذيب لرسول الله 9 فيكون كفرا.
سلمنا أنه قال إن
بلاء اثنين من بني تيم أفضل وأحمد من بلاء علي وهو كذب متعمد أو قول جاهل جدا لا يصلح له أن
يجري في
__________________
الصحائف يراعته ولا تسري في
فلوات اللطائف عزمته إذ بسيف أمير المؤمنين 7 قتل تسعة من أرباب الألوية فكيف بمن عداهم وقتل الواحد
الفرد من أرباب الألوية يقاوم قتال جيش لاكتناف الصناديد بهاتيك البنود ومعرفتهم
أن الحراسة بعزها المعقود وبكونهم روح الأنجاد الأمجاد الصابرين على الجلاد قوام العساكر
قوام عزها الباهر وما عرفنا لمن أشار إليه اصطلام قرن أو كشف غمه بل الذي نقله
السدي أن طلحة استسلم وعزم على ما لا أقدم على حكايته ولا أرى التهجم بروايته.
وأما ابن عمه فما
عرفت أنه ذكر في تلك الوقعة بمقام صيال ومحل جلاد.
وتعلق في شجاعة منصوره
بشتم بديل بن ورقاء يوم الحديبية وشتم عروة بن مسعود وكان ذلك وهو مع
رسول الله ومعه أصحابه هذا هو
__________________
المعروف قال لسان
الجارودية عند هذا مع ثبوته :
أين السباب
لمفردين مسالمي
|
|
عز الرسول وحزبه
الكرار
|
ألقى سلاحهما
الأمان فلا يد
|
|
ترجو الدفاع
بصارم بتار
|
من خوض ملتطم
الحتوف فسائح
|
|
أو سابح في موجه التيار
|
تستسلم الأنجاد
فيه لضيغم
|
|
وترى الفرار
منزها من عار
|
لو لا غلاب
الموت كل مدرع
|
|
لكسا الممات
ملابس الفرار
|
شهدت له الأسماع
بعد وقبلها
|
|
عين العيان
لحاضر نظار
|
صهر الرسول
وسيفه ووصيه
|
|
وأخوه وارث علمه
الزخار
|
حاز العلاء
تقاصرت عن شأوه
|
|
شمس النهار
ببرجها السيار
|
فليصمت المثني
عليه وشانئ
|
|
حلى الجميع
بحلية الإحصار.
|
وتعلق في شجاعته
بتجهيز الجيش إلى أهل الردة وإصبائه على ذلك .
وهذا تعلق واه إذ
هو قار والجيش هو المصادم وعدة أولئك بالأخلق القلة وعدة الجيش
بالكثرة فأين البسالة الباهرة الراجحة على
__________________
شجاعة أمير
المؤمنين 7 من هذا.
وتعلق في شجاعته
بأن رسول الله 9 جعله على ميمنته
يوم حنين ولم يذكر أن عليا 7 ثبت وذكر أن أبا بكر ثبت في موضعه .
والذي يقال على
هذا إنا لا نعرف ثبوت ما قال وقد حكينا ما جرت عليه الحال في وقعة هوازن وهي وقعة
يوم حنين من طريق المفضل بن سلمة ولو ثبت فما عرفنا للمشار إليه قتيلا ولو ثبت فما
ذهب أحد إلى أن المشار إليه رضوان الله عليه ما كان بمقام من لا يحضر حربا ولا يقف
في صف حتى يتوجه الطعن بما قال بل هو في مقام المفاخرة بينه في النجدة وبين أمير
المؤمنين صلوات الله عليه ولا نسبة بين نجدة أمير المؤمنين وصورة ما أشار إليه بل
المروي أن أمير المؤمنين 7 كان من الثابتين المحاربين الصابرين المصاولين.
وذكر مخاطبة أبي
بكر رسول الله في أسرى بدر وإشارته بأخذ الفدية .
وروى الثعلبي أن رسول
الله 9 قال في سياق حديث
أبكي للذي على أصحابك في أخذهم الفداء ولقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة
شجرة قريبة من نبي الله .
وذكر شيئا لا
نعرفه وإذا فتح تصديق الخصم أعضل على الفريقين.
__________________
وأقول إن غاش
الإسلام لم يذكر مولانا أمير المؤمنين 7 في الثابتين المجالدين وقد ذكر الشيخ الأجل الفاضل أبو
البقاء هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصير 2 ما أنا حاكيه أو بعضه في هذه الحال قال :
إن المبارزين يوم
بدر والصابرين يوم حنين لما ولى الناس مدبرين سبعة علي والعباس وابنه الفضل وأبو
سفيان بن الحارث وإخوان له ورجل من ولد الزبير بن عبد المطلب وكان ثامنهم أيمن ابن
أم أيمن وهو أيمن بن عبيد وكانت أم أيمن مولاة رسول الله 9 اسمها بركة واستشهد أيمن يومئذ.
ثم قال وقال قوم
كان علي والعباس والفضل وعقيل وأبو سفيان وربيعة ابنا الحرث وأيمن وأسامة بن زيد
وذكر أن عليا كان لازم الثنية يمنع القوم أن يجوزوا إليه وذكر شعر العباس في ذلك
__________________
و سوف أذكر موضع
الغرض منه إشارة إلى ذلك وهو
نصرنا رسول الله
في الحرب سبعة
|
|
وقد فر من قد فر
عنه فأقشعوا
|
وثامننا لاقى
الحمام بسيفه
|
|
لما مسه في الله
لا يتوجع.
|
قال وفي رواية أنهم
كانوا تسعة وسمى من روى ذلك السبعة المذكورين في الرواية الأولى وسمى معهم عتبة
ومعتبا ابني أبي لهب واستشهد على ذلك بقول رجل من المسلمين :
لم يواس النبي
غير بني هاشم
|
|
تحت السيوف يوم
حنين
|
هرب الناس غير
تسعة رهط
|
|
فهم يهتفون
فالناس أين
|
ومضى أيمن شهيدا
سعيدا
|
|
حائزا في الجنان
قرة عين
|
و اعتبرت بعض
المظان مما يرويه المفسرون من غيرنا فما رأيت
__________________
لمن أشار إليه
ذكرا فيمن ثبت.
وذكر أن أبا سفيان
دخل على أبي بكر رضوان الله عليه يستشفعه إلى رسول الله في زيادة الصلح فلم يفعل
ثم أتى عمر ثم عثمان ثم فاطمة ثم عليا وجعل صاحب الرسالة
هذا برهان شرفه على غيره.
والذي يقال على
هذا إنه بدأ بمن طمع في موافقته اعتبارا بشفاعته في أسارى بدر وأخذ الفدية منهم.
وجعل آخر من خاطبه
أبعدهم عن موافقته لأن أبا سفيان صاحب رئاسة وانتقاد والحكمة قاضية بأن يدخل
الإنسان من أسهل الأبواب وأيسر المطالب فإذا ضاق عليه الباب السهل وتعذر عليه
الوجه المتيسر عدل إلى غير ذلك من الوسائل الصعبة والوجوه المتعسرة.
وبرهان ذلك أنه
مهما شك الناس فيه فلا يشكون في أن فاطمة صلّى الله عليه ( وآله ) البضعة منه العزيزة عليه المعظمة عند الله تعالى زوج أقرب
الناس إليه والدة ابنيه العزيزين لديه فلو كانت البداءة دليل الشرف ما
كان أبو سفيان عداها ولهذا أن رسول الله 9 لما قال ـ : ثلاث
من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
فعظم ذلك على الصحابة وهابوه أن يسألوه فسألوا فاطمة أن تسأله.
ومن ذلك أنه لما
نزل قوله تعالى ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ )
__________________
[ و ] هابوه أن يسألوه
عن صورة مجيئها فلجئوا إلى علي في مسألته.
وكم لأمير
المؤمنين 7 من مناقب تدفع هباء هذه المقاصد مقلدة جيد مجده أشرف القلائد.
وروى الثعلبي في
تفسيره يقول سمعت أبا منصور الخمشاذي يقول سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول سمعت أحمد بن حنبل
يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله 9 من الفضائل ما جاء
لعلي بن أبي طالب .
وروى أخطب خطباء
خوارزم في إسناده عن ابن عباس قال :
قال رسول الله 9 لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ما
أحصوا فضائل علي بن أبي طالب .
__________________
ومن طريق المشار
إليه في سند متصل عن ابن عباس قال رجل لابن عباس سبحان الله ما أكثر مناقب علي
وفضائله إني لأحسبها ثلاثة آلاف فقال ابن عباس أولا تقول إنها إلى ثلاثين ألفا أقرب .
هذه تنبيهات اقتضت
الحال سطرها والأمر في ظهوره أشهر من أن يحتاج إلى تفصيل.
قال المباهت حكاية
عن شيعة أمير المؤمنين 7 وما يدعونه من فضله في العلم والتأويل وأنه كان يسأل ولا يسأل وأنه
ليس لأبي بكر فتيا كثيرة ولا كثير رواية وغير ذلك من فنون ذكرها أن العثمانية يعتبرون الفضل حين
وفاة النبي 9 لا بعده إذ الحادثات تحدث
وتظهر علم من أجاب عنها ويعتبرون أيضا بمن كان أسد رأيا به في ذلك الوقت وهو
وقت وفاة النبي 7 وهذا لم يثبت .
قال والبناء على
أصالة الرأي وقوة العزم ولم يكن لعلي من ذلك شيء يفضل به أبا بكر في ذلك الدهر
فإنا نستدل على صواب رأيه وأنه كان المفزع والرشد بعد رسول الله في المعضلات وعند
الشبهات .
__________________
والذي أقول على
هذا المعنى وإن كان في طي كلام بسيط غث صورة حال أبكم يعد نفسه فصيحا وأخرس يرى خرسه نطقا إذ
البلاغة قلة الكلام وكثرة معانيه وشرف اللفظ ورقة حواشيه كما قال عبد الرحمن
الكاتب
تزين معانيه
ألفاظه
|
|
وألفاظه زائنات
المعاني
|
لا في لفظ غث بسيط
يسفر فجره عن معنى قصير مع مغالطات وإيهامات تنضم إليه فتضع منه ولو انتاط
بالبلاغة وارتبط بالفصاحة فكيف إذا ضم بين الهذر والباطل والميل على من خص بكرم
الشمائل والمجد الكامل يريد الفضيلة بسعة لفظه وهو من النقص في قلته ومن البكم في
سامي درجته.
ونقول وهي بلوى
ابتلينا بمقارعتها واصطلينا بنار غيابتها أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان
صاحب ألوية رسول الله 9 في حروبه وهي دليل
البسالة و أمارة الأصالة إذ صاحب اللواء أمام الجيش يحتاج إلى قوة
الرأي في التقدم به تارة والتأخر به تارة والثبات تارة.
وأنفذه إلى اليمن
وكان السديد المقاصد الشريف المصادر والموارد واستخلفه على أهله بمدينته وجعله
بمنزلة هارون من موسى في شرف
__________________
منزلته وذلك أمارة
حصافته وأمانته وعلو مرتبته.
وغيره لما نهض إلى
مرحب خام عند منازلته ولم يحسن الرأي في مبارزته وكان من رأيه في
حياة النبي 9 قرب العذاب من أصحاب
النبي 7 في الإشارة بأخذ الفدية وكذا لما اختلف وصاحبه فيمن تولى فنزل قوله تعالى ( لا
تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) .
وأما أمير
المؤمنين صلوات الله عليه فإن رسول الله 9 لما قال له امض
إلى نسيب مارية للصولة عليه فقال يا رسول الله تأمرني في الأمر فأكون فيه مثل السكة المحماة في
العهن أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال 7 بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب
ثقة منه بميمون
تدبيره المؤيد وتهذيبه المسدد.
__________________
وبعد وفاة رسول
الله 9 كان المشير على عمر
بإنفاذ العساكر والمقام بالمدينة فرجع إلى رأيه . لما جرى الحديث
في أخذ
__________________
حلي الكعبة كان
المشير بتبقيته على قاعدته فبنى الأمر على ذلك وما عرفنا لمنصوره ما يناسب هذه التدبيرات المهمات الكليات
والجزئيات.
وأما الفقه ، فإن
المفسرين من غيرنا رووا عند قوله تعالى ( وَتَعِيَها أُذُنٌ
واعِيَةٌ ) أن رسول الله 9 قال لعلي 7 إن الله أمرني أن
أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على الله أن تعي .
__________________
وفي هذا مقنع في
علمه أيام حياة الرسول 9.
ومن ذلك ما رواه
أخطب خطباء خوارزم مرفوعا أن رسول الله 9 قال من أراد أن
ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى
موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب .
وتقرير فضل مولانا
في العلم كون الله تعالى ( عَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْماءَ
__________________
كُلَّها
) ومن روايته مرفوعا في جملة حديث يقول رسول الله 9 وهو عيبة علمي فعلم
رسول الله 9 كله عنده وذلك قبل وفاته 9 .
__________________
ومن ذلك أن رسول
الله 9 علمه ألف باب يفتح كل باب
ألف باب وفي ذلك يقول
الشاعر
علمه في مجلس
واحد
|
|
ألف حديث حسبة
الحاسب
|
كل حديث من
أحاديثه
|
|
يفتح ألفا عجب
العاجب
|
وكان من أحمد
يوم الوغى
|
|
جلدة بين العين
والحاجب
|
ولست مستوفيا ما
يليق بهذا الباب لكنا نذكر ما لا بد منه.
وأما بعد وفاته
فمن ذلك تنبيهه أبا بكر في قصة جرت لشارب
__________________
خمر قال بعض
الثقات إنها مروية من طريق الخاصة والعامة وأن أبا بكر رجع إليه وكذا فهمه ما الكلاء جواب اليهودي وقد عجز عنه أبو
بكر
__________________
() الآيات ٢٧ و ٢٨ و ٢٩ و ٣٠ و
٣١ و ٣٢. )؟ فقال : اي سماء تظلني ، وأي ارض تقلني ، وأين اذهب؟ وكيف أصنع؟ اذا
قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد تبارك وتعالى.
رضوان الله عليه.
ومن كتاب أحمد بن
حنبل عن سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن .
ومن الكتاب أن
عليا نبه عمر لما أراد أن يرجم المجنونة فصفح عنها ومن رواية أخطب خطباء خوارزم أن مولانا 7 نبه عمر على ترك
الحد على الحامل فرجع إليه وقال عمر عجزت النساء أن تلد
__________________
مثل علي بن أبي
طالب لو لا علي لهلك عمر وكذا نبه عثمان والأمر في هذا واضح.
__________________
وذكر ملقح الفتن
ساب الصحابة تنبيه أبي بكر عمر على ما دخل في قلبه من الإشكال بكون رسول الله 9 لم يدخل مكة في قصة الحديبية .
وإذا اعتبرت مقاصد
عدو الدين ظهر لك أنه غير بان على عقيدة ولا سالك جدد طريق.
شرع يذكر في عمر
من التردد ما يلقيه أعداءه من القدح فيه وأي ضرورة قادته إلى ذلك لو
لا تهمته على أصحاب رسول الله 9 يمدح شخصا ثم يقع
فيه ويثني على آخر ثم يضع منه.
وذكر في المديحة أن عمر وعثمان
جهلا أن رسول الله 9 مات وكانا يدافعان
عن ذلك وأن أبا بكر نبههما .
ولا أرى ذلك من
المناقب.
ثم إن ملقح الفتن
كما نبه على معرفة صحابي جهل صحابيين مقدمين وذكر قوله عند بذل من بذل من العرب الصلاة دون الزكاة لو
__________________
منعوني عقال بعير
لجاهدتهم.
وقال إنه علم
الجميع أن لفظة الوحدانية لا تمنع القتال لأنه قال إلا بحقها وأن الجميع تعلموا
منه ذلك .
وهذا وأشباهه مما
يشكل الحال فيه على الجاحظ ـ هي دعاو لا تستند إلى برهان وهو كون الجميع ما عرفوا
وعرف هو.
ثم إن ذلك تكذيب لرسول
الله 9 إذ كان علي عيبة علمه
فكيف يعلم غيره ما لم يعلم إلا أن يقول أبو عثمان إن أبا بكر أعلم من رسول الله
بالأحكام وهو كفر.
وقال إن عليا كان
يزكيه ويروي عنه ولم نسمعه روى عن علي شيئا ولا زكاه ولا فضله على أن عليا قد كان
عنده فاضلا عالما وجيها .
والذي يقال على
كونه أخذ عنه وروى أنه دعوى سلمنا أنه روى عنه لكن قد يروي الراوي رواية عن شخص
وإن كان يعرفها من عدة طرق أو يكون مشافها بها من رسول الله 9 إما ليكون ذلك حجة على راويها أو على من يحسن ظنه براويها
إذ قد قررنا أن عليا حوى علم رسول الله فتعين التأويل.
وأما أنه لم يرو
عن علي شيئا ولا زكاه مع معرفته بفضله وعلمه فإن الدرك على مهمل الفضائل لا على صاحب الفضائل
والمجد الكامل.
__________________
وأما أنه ما زكاه
فيكفي في تزكية أمير المؤمنين صلوات الله عليه تزكية إله الوجود حسب ما تضمنته
عرصات الكتاب المجيد الذي شرع الجاحظ في تسليط التصغير عليه والقصد بما يقتضي
التحقير له على ما أشار في بعض كتبه إليه.
وبعد ذلك تزكية رسول
الله 9 بكونه سيد البشر وخير الخلق
والخليقة وأنه المشهود له بالجنة في غير ذلك من
__________________
مناقب حالية الأعناق
جالية عنايات شبه المراق تشهد بها عين المشاهدة وتقرر أساسها أكف
اليقين.
تراءت لأحداق
العيون شهوده
|
|
فأكرم بها من
شاهد لا يكذب
|
تجلى بقطري نجره
وفخاره
|
|
فلا الدجن يخفيه ولا الليل يحجب
|
ولا الشمس حلت
في أجل بروجها
|
|
ولم يكم معناها ستار وغيهب
|
__________________
فلو أن أفواه
الرجال عواطل
|
|
من القول قال
المجد ها أنا مقرب
|
أنضد من در
العيان مناقبا
|
|
يذوب لها فخر
البرايا ويذهب
|
أقول وإن لم
ينظم القول ناظم
|
|
وأشدو وإن لم
يلف قول يطرب
|
إلا فليقل من
قال أو ظل صامتا
|
|
سواء لديه
حاضرون وغيب
|
فلا صامت يمحو
فخار ابن فاطم
|
|
علي ولا ذو مقول
يتعتب.
|
وبعد : فإن الدرك
على تارك التزكية مع المعرفة بشرف المزكى الإحاطة بمماجد الرئيس.
أراد أبو عثمان
غمص ابن فاطم
|
|
علي فألقى نفسه
في المعاطب
|
إذا المجد يجلوه لسان مؤيد
|
|
ينظمه في سلك در
المناقب
|
فكيف بغى نصرا لغير مشيد
|
|
فخارا تجلى عنده
كالثواقب.
|
[ ثم إن كلام الجاحظ سيأتي ] والرواية عن أبي
بكر رضوان الله عليه من جملة المحدثين من غيرنا أن رسول الله قال [ في ] علي والحسن
والحسين وفاطمة أنا سلم لمن سالمهم حرب لمن حاربهم ولي لمن والاهم
__________________
وهل تزكية أعظم من
هذه؟
إذ لو كانوا بمقام من يدخل في مهابط الزيغ
ويلج في أبواب النقائص لم يكن هذا الوصف التام حليتهم والثناء العام صفتهم.
وذكر أن عثمان
اشتبهت عليه كلمة النجاة وأن أبا بكر نبهه على أنها الكلمة التي قال النبي إني
عرضتها على عمي فأباها .
وأول ما نقول على
هذا كونه لم يسند ذلك إلى كتاب أو سند يبنى عليه أو لا يبنى عليه وكونه جهل عثمان
فبإزاء ما مدح صحابيا ذم صحابيا.
وقد بينا في
كتابنا المتعلق بإيمان أبي طالب ما يدفع ضعف هذه الحكاية عن رسول الله 9.
وذكر حال جيش
أسامة وتجهيزه :
والشيعة تقول إن
المحذور قام في تأخره عنه ولهم في ذلك كلام طويل.
__________________
وبعد فهل يستغرب
من ملك تجهيز الجيوش والاهتمام بما يقرر قواعد الملك.
وذكر أنه كان
المفزع في موضع دفن رسول الله .
والذي يقال على
هذا إن الشيعة تروي الرأي في ذلك عن أمير المؤمنين 7 وللجاحظ عادة بالتوسط عند الاختلاف فليكن الوساطة في أن
أهل الرجل ابنته وابن عمه ووصيه أعرف بمقاصده من البعداء
__________________
المشتغلين عنه بعد
وفاته بالاستيلاء على مقاماته.
وقد روى العلماء
من غيرنا أن النبي 9 نص على موضع دفنه وهو أثبت من رواية يتهم راويها ويستغش حاكيها وقد أشرت إلى
ذلك في كتاب الروح.
وذكر من فضائل
منصوره أن رسول الله 9 قال إن عبدا من
عباد الله خير بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر ولا أدري ما برهان كون ذلك من المناقب.
وذكر من مناقبه
تولية خالد وكأن المشار إليه كان جاهلا بالسيرة أو متجاهلا إذ كان لخالد في
ولايته من المخاطر ما أنكره عمر .
__________________
وذكر من مناقبه
تولية عمر رضوان الله عليه .
وهذا رجل فاسد
الذهن وإن تكثرت كلماته وتوافرت ألفاظه بيانه :
مخاطبة الخصم بما
يعلم أنه لا يوافق على استحسانه ولا يجامعه على جميل اعتماده.
قال عدو الله فأي
فقه أشرف وأي علم أصح وأي مذهب أحمد
__________________
مما عددنا وكثرنا
ثم أنتم هؤلاء تستطيعون أن تخبروا عن علي بن أبي طالب بموقف واحد من هذه الآراء
وكلمة واحدة من هذا الكلام ومن الصواب الذي حكيناه عن أبي بكر في
حياة النبي 9 وعند وفاته وفي أيام
خلافته حتى كان علي ورجل من المسلمين في ذلك
الدهر سواء وما يخيل إلينا إلا أن الذي قطعه عن كثير من ذلك حداثة سنه
وتقديم المشيخة على نفسه.
والذي يقال على
هذا :
ومن البلية أن
يخط يراعنا
|
|
في ذي المهازل
كي يدال جوابا
|
أي شيء ذكر حتى
يستكثره ويستوفره فإنه بما ذكر بمقام قادح في أصحاب رسول الله 9 إذ كان يرى أن منصوره أفضلهم.
وإذا كان ما أشار
إليه نهاية الإكبار وغاية المدح فما يكون حال غيره ممن لا يجري مجراه عنده ولا
يناسب مجده مجده وقد ذكرنا على ما ذكر ما اتفق مع نزارته وقلته.
ومما ينبه من كلام
رسول الله 9 على كذب أبي عثمان
__________________
في كون المشار
إليه كان صاحب الرأي المؤيد دون علي صلوات الله عليه ما رواه أخطب خطباء
خوارزم مرفوعا إلى عبد الله بن مسعود قال :
قال رسول الله 9 قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء وأعطي الناس جزء واحدا .
ومن كتاب ابن
المغازلي مرفوعا عن ابن عباس قال قال رسول الله أنا دار الحكمة وعلي بابها
فمن أراد الحكمة فليأت الباب .
__________________
وأما قوله كان علي
ورجل من المسلمين سواء فلقد كذب مبالغا متى كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو
ورجل من المسلمين سواء سابق المسلمين وواقي الرسول بالمهجة وابن عمه وزوج سيدة
النساء وأبو ابنيه سيدي شباب أهل الجنة و ريحانتيه ووزيره وصاحب لوائه وقابس علمه وأخوه ومن صفات
الرسول 9 له في حديث عن أخطب خطباء خوارزم مرفوع إلى أم سلمة تقول فيه :
وصرت إلى خدري
استأذن ودخل إشارة إلى علي فقال رسول الله 9 تعرفينه قلت نعم هذا علي بن أبي
__________________
طالب قال صدقت
سحنته من سحنتي ولحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة علمي اسمعي واشهدي هو والله محيي
سنتي اسمعي واشهدي لو أن عبدا عبد الله ألف عام من بعد ألف بين الركن
والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي لأكبه الله على منخريه في نار جهنم .
وأما قول عدو
الدين إن عليا سكت ترجيحا للشيوخ عليه ففي الشقشقية جواب هذا الكلام وغيرها مما حوته عرصات الصحائف وعرفه أهل
النقل من الموافق والمخالف.
روى أخطب خطباء
خوارزم أن رسول الله 9 دفع إليه الراية
يوم بدر وعمره عشرون سنة وهي الوقعة
الحاطمة قرون الشرك المؤيدة قواعد الإسلام فنهض بها نهضات الأنجاد الكرام.
رفيع العماد
طويل النجاد
|
|
ساد عشيرته
أمردا
|
__________________
إذا القوم مدوا
بأعناقهم
|
|
إلى المجد مد إليه
يدا
|
فنال الذي فوق
أعناقهم
|
|
من المجد ثم ثنى
مصعدا
|
يكلفه القوم ما عالهم
|
|
و إن كان أصغرهم
مولدا.
|
وإذا تقرر هذا
فكيف يرى أمير المؤمنين 7 نفسه مرءوسا للأشياخ مع أن الله تعالى ورسوله ومناقبه
أهلنه رئيسا للأشياخ وهو ابن عشرين فكيف وقد بلغ عند موت الرسول 9 نيفا على
الثلاثين هذا خلف من القول ساقط.
ثم إن أبا عثمان
هذى جدا في نظم كلامه لأنه ينقص أمير المؤمنين 7 في علمه وفقهه ومناقبه.
ثم قال بعد إن الذي نراه أن الذي منع أمير
المؤمنين من المقامات تقديمه الشيوخ عليه وقد كان ينبغي أن يكون نظم الكلام أنه كان تام
الفضائل وإنما رأى تقديم الأشياخ للشيخوخة عليه.
وذكر من مناقبه
صدق ظنه .
أقول إن هذا كلام
رجل دقيق الفطنة في إلقاح الفتن لا في لطائف المباحث لأنه يأتي إلى شخص يبالغ في
سب أبيه أو سب إمامه على غير وجه فإن لم يحجز ذلك المسافه دين أو عقل توغل في
الممدوح المشرف
__________________
على أبيه أو على
إمامه ويكون هو بمعزل يهزأ بالفريقين ولا يحن بالطبيعة والدين إلى إحدى الطائفتين.
بيان هذه الجملة
أن أمير المؤمنين 7 كان صاحب العلوم الغيبية والمواهب الكشفية حتى أنه حفر
الآبار وألقى فيها النار وحفر غير ذلك وألقى فيها من يدعي ربوبيته وفتق ما بين ذلك
لينزلوه عن درجات الإلهية فما وافقوا عليه حيث بهرتهم غرائبه
وعجائبه وإلى الآن أمم لا ترجع عن هذه الدعوى.
وفي ذلك تنبيه على
مكاشفاته لا فراساته التي تخطئ وتصيب وتظفر وتخيب ولو لا أنا نخاف من السأم وكون
هذه الأوراق تخرج عن الحد الذي وضعت له لذكرنا من ذلك تفاصيل لا يدفعها إلا مبغض
شانئ غير خاف على فهم السيرة النبوية والقواعد الإسلامية أو معاند.
ومما ينبه حمله على هذه الحال
قوله غير مكتتم فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم
بناعقها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت موتا
__________________
شابهت نوره ذكاء
|
|
مع البدر بسر من
المزايا عجاب
|
بهداه تبدو
الهداية كالشمس بها
|
|
البدر حاسر عن
نقاب
|
فإذا ازور وجهها عنه أمسى
|
|
كاسف اللون
مدرجا في حجاب .
|
ومن الطرائف أنه شرع يحكي عن الشعبي قوله
إن عليا أحد القضاة وعمر وما حكى مع بغضته عن قائل إن أبا بكر أحدهم وقد حكينا
ضرورة عمر إليه ضرورة التلميذ إلى مسدده والمعلم إلى مؤيده وهو
مأثور يكاد يلحق بالمتواترات .
__________________
وقال عن علي 7 وقد علمنا أن له
غير رجعة ولا اثنتين ولا ثلاثا وأقوالا لا يجوزها أصحاب الفتيا .
وقال وما كان إلا
كبعض فقهائهم الذين يكثر صوابهم ويقل خطؤهم . والذي يقال على هذا مع كونه مما لا يرضى به ذو أنفة من
المخالفين أو دين من المتباعدين حتى من الفرقة الخارجة الغوية :
إنه ادعى ما لا
نعرفه وقد كان ينبغي أن يبين وجهه الواضح بيانا ثابتا وما فعل.
ولكن العاجز
الساقط يرمي سهاما طائشة يشغل بها أندية الخطاب وإن كانت بعيدة عن
الصواب.
وأما أنه كان كأحد
الفقهاء الذين يكثر صوابهم ويقل خطؤهم فهو فيما قال راد على رسول الله 9 لأنه قال الحق مع علي رواه رجال القوم .
__________________
فإذن المشار إليه
قد كذب رسول الله 9 فيحيق به الكفر لا
محالة ومن يكون الحق معه مطلقا كيف يكون هو وغيره سواء ؟
والمدحة التي مدحه
بها رسول الله 9 تلحق في الاعتماد
على قوله الاعتماد على قول رسول الله 9 .
وأما أن أصحاب
الفتيا لا يجوزون ما كان يبني مولانا عليه :
فليس بعار
والنقائص حلية
|
|
لمن حاد عن نهج
الطريق المقوم
|
أضاءت دجى الخطب
البهيم نجومه
|
|
إذا اسود نجم
بالقتام المفدم
|
بدا فتراءته
العيون فمبصر
|
|
وطرف عم في حيرة
أيما عم.
|
وبعد فإن الناصب
بذلك قاذف لتارك الاعتماد على فتاويه والبناء على ما يرتضيه.
__________________
ثم القول بأنه كان
كأحد الفقهاء فيه تكذيب لرسول الله 9 إذ قد روى المخالف
الذي لا يتهم أن رسول الله 9 قال علي أقضاكم .
ومن كان أقضى
الناس كان عيبة علم رسول الله 9 على ما رواه الواحدي عند قوله تعالى (
وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على
الله أن تعي .
ولا شبهة عنده أن
عمر أحد الفقهاء العظماء العلماء وقد كان يضطر إليه اضطرار الفقير إلى الغني
والضعيف إلى القوي.
فإذن هو على هذا
قادح في عمر ـ رضوان الله عليه إذ كان أمير المؤمنين 7 عيانا على ما ترويه السنة وقد نبهنا عن قرب على تفوقه في العلوم فما
ظنك بمن يأخذ عنه ويستثمر الأحكام منه ويقول لو لا علي لهلك عمر .
__________________
شرع في تنقص علي 7 فبالغ في تنقص
أحبته وطعن بما قال في أصحاب النبي 9 وقرابته وقد بينا
ما يلزمه من المحذور وسنذكر بعد إن شاء الله تعالى ما يتفق عند سقطات ترد منه بما
يكشف الحق ويسفر عنه.
قال ومما يقررهم به ما رواه حمال الآثار
من رجوعه وما لا يجوز من فتياه من قوله أجمع رأيي ورأي عمر على عتق
أمهات الأولاد ثم رأيت أن أرثهن وقال إنه رجع إلى رأي عمر في الجد .
وذكر أن زيدا حاج عليا
في المكاتب فقال له أرأيت إن زنى أكنت راجمه قال لا قال أرأيت إن شهد أتقبل شهادته
قال لا قال زيد فهو إذن عبد ما بقي عليه درهم فسكت علي .
__________________
وحكى عن الشعبي
أنه رجع عن قوله في الحرام ثلث وكلم عثمان في الحجر على عبد الله بن جعفر فاحتج عثمان بأن
شريكه الزبير وأن عليا سكت وقال في المكاتب إنه إن أدى من ثمنه شيئا
أنه يسترق بحساب ويعتق بحساب .
وقال في النصرانية
تسلم وهي تحت النصراني قال فهو أحق بها ما لم يخرجها من دار الهجرة .
وقال في رجل قال
لامرأته اختاري فاختارته ثم قال لها اختاري فاختارته ثم قال لها الثالثة اختاري
فاختارته قال أفرق بينهما فإذا زنى فعلت كذا وكذا .
وقال في أعور فقأ
عين صحيح فأراد الصحيح أن يفقأ عين الأعور الذي فقأ فقال لا تفقأها إلا أن
تؤدي نصف الدية
__________________
وقال في الجد إنه سادس
ستة وسابع سبعة وكتب إلى عبد الله وقال قطع الكتاب واجعله سابعا .
وقال في جارية
وثبت عليها امرأة رجل غائب فافتضت عذرتها ثم قذفتها لتسقطها من عين بعلها وكانت خافت أن يتزوجها
فرفع ذلك إليه فقال لبعض بنيه قل في هذه المسألة قال عليها صداق مثلها قال لو كلفت
الإبل الطحين طحنت فاشتد تعجب أصحاب عبد الله من هذه المقالة .
وكان يرى حك أصابع
الصبيان إذا سرقوا .
وكان إذا قطع
الرجل قطع القدم وترك العقب ليمشي عليه المقطوع وكان يقطع اليد
من أصول الأصابع ويدع الكف .
قال وزعم عبد الله
بن سلمة وغيره ـ عن الأعمش عن الشعبي أو عن غيره أنه سئل عن رجل قال لامرأته أنت
طالق ألف تطليقة وله أربع نسوة فقال تبين بثلاث وتقسم الباقية على نسائه .
وذكر بعد هذا
تعرضا بالأنبياء وغرضه من ذلك فإذا كان الأنبياء كذا
__________________
فكيف يكون علي
منزها عن الغلط والخطإ .
وسأذكر الجواب عن
ذلك إن شاء الله تعالى بعد الجواب عن هذه الخرافات الساقط من قصدها الهابط من
اعتمدها.
أقول أما ما ادعاه
المشار إليه من كون علي رجع فلا نعرف لذلك أصلا أصلا ومتى قبلت دعاوي كل قبيل على
قبيل كان ذلك قدحا في جميع البرية إذ كل يقدح في صاحبه ويقذعه ويرفعه ويضعه.
وأما باقي الأسئلة
فإني أقول على ساب رسول الله 9 ما رواه البخاري
عنه قال الراوي سمعت رسول الله 9 يقول اللهم أدر الحق مع علي حيث دار
وروى أحمد بن موسى
بن مردويه في كتاب المناقب من عدة طرق منها بإسناده إلى محمد بن أبي بكر قال
حدثتني عائشة أن رسول الله 9 قال الحق مع علي
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
__________________
وروى أخطب خطباء
خوارزم بإسناده إلى ثابت مولى أبي ذر عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله 9 يقول علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي
الحوض .
__________________
وروى المشار إليه
عدة أحاديث تقتضي أن النجاة في متابعته ومشايعته .
ومن طريق أخطب
خطباء خوارزم في إسناده إلى أبي بكر بن مردويه إلى الأصبغ بن نباتة في حديث عن زيد
بن صوحان أنه سمعه من حذيفة بن اليمان يقول سمعت رسول الله 9 يقول علي أمير البررة قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من
خذله ألا وإن الحق معه يتبعه ألا فميلوا معه .
وقال صاحب كتاب
الاستيعاب :
وروى عنه 7 أنه قال أنا
مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه .
ورواه ابن
المغازلي الشافعي مرفوعا من عدة طرق .
__________________
وقال 9 أقضاكم علي.
وقال عمر بن
الخطاب أقضانا علي .
وروى بإسناده عن
إسماعيل بن خالد وقال قلت للشعبي إن مغيرة حلف بالله ما
أخطأ علي في قضاء قط فقال الشعبي لقد أفرط.
أقول لقد أفرط
الشعبي سارق الدراهم في خفه خليط عبد الملك في
__________________
الرد على رسول
الله 9.
وروى قول عمر علي
أقضانا مرفوعا عنه .
وروى مرفوعا عن سعيد بن
المسيب قال كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن .
ورفع حديثا إلى
عبد الله قال كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب .
وروى حديثا رفعه
إلى سعيد بن المسيب قال ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب .
__________________
أقول ومثل أمير
المؤمنين 7 لا يقول ذلك مع كثرة الأعداء ووفور الشانئين إلا وهو بمقام المستظهر على
الجواب.
ورفع حديثا إلى
عائشة قال قالت عائشة من أفتاكم بصوم يوم عاشوراء قالوا علي قالت أما إنه أعلم الناس بالسنة .
وفي إسناد متصل عن
ابن عباس والله لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم وايم الله لقد شاركهم في العشر العاشر .
وروى حديثا عن
الحسن الحلواني رفعه إلى ابن مسعود إن أقضى
__________________
أهل المدينة علي
بن أبي طالب .
هذا بعض من كل
أثبته في هذا المقام إذا عرفت هذا فإن كان أبو عثمان عرف ما أثبته وقال ما قال فهو
عين المكذب رسول الله الراد على أصحابه عمر وغيره وإن يكن غير عارف بما أثبتناه
فأراه رجلا جاهلا بالسنة جدا متقحما في أخطار يسئل عنها إذ العلم ومعرفة السنة
مقدم على الخوض في المسائل الشرعية وفنون السنة المحمدية.
أضربنا عن هذا فإن
الراد على رسول الله 9 ما ذكر ما يؤخذ
على آحاد الفقهاء فكيف على سيد الفقهاء إذ قد ثبت من غير خلاف أن عليا من الفقهاء
المعظمين ومن اجتهد فلا لوم عليه ولا نقص يلحقه وإن خالفه غيره وتعدى قوله سواه.
ولا يقال إن غيره
بمقام الصواب فيما قال وهو بمقام الخطإ فيما قال وقد ثبتت الرواية
عن رسول الله 9 عندهم أن كل مجتهد
مصيب وليس فيما ذكر ما يأباه
العقل أو ترد عليه السنة وهو 9 كيف اختلفت الحال صاحب الحكمة نصا ذكرته فيما سلف واعتبارا بالعيان
في خطاباته وفنون تسليكاته وتدقيقاته وبليغ مناطقه وتنبيهاته فالظن به إذن أحسن
ممن لم يرم في مثل هذه المزايا المعظمة بسهم أو يحظ منها بنصيب
__________________
ولكن عدو الدين لا
يهاب عارا ولا يقف بإزاء سنة ولنذكر من التفصيل ما يليق.
قوله إن عليا سكت
لما راجعه عثمان في الحجر على عبد الله بكون الزبير شريكه غير دال على صواب فعل
عثمان وزلل قول أمير المؤمنين 7 إذ قد أغضى مقهورا على ما هو أعظم من هذا ولم يكن عثمان
سوقة بحكم أمير المؤمنين 7 بل صاحب المنصب الذي يومأ إليه ولو جد في المخالفة لكان
الحاصل عن ذلك مصادمة عثمان وبني أمية وأتباع عثمان فرأى البلية في الإغضاء أقل من البلية في المنابذة
والحكمة تقتضي العمل بالراجح وإلغاء المرجوح.
وأما قوله في
المكاتب فهو عين الاعتبار الموزون إذ من قرر له شيء في مقابلة شيء فعمل جزءه كان
له بحساب الجزء الذي عمل من عمله جزء ما قرر له.
أقول وهذا عندنا
في المكاتبة المطلقة وأما امتناع رجمه فليس يلازم كونه لم يتحرر
منه شيء بل لأن الرجم إنما يكون في جانب الحر المحض.
وأما قوله في
النصرانية فإن الذي يروى عن بعض بنيه وهم أعرف بمذهبه أنه لا يمكن النصراني من المبيت عندها
ولكنه يأتيها بالنهار وأما الاختيار فهو كلام أراه مختلا.
__________________
وأما الأعور فإن
التدبير فيه موزون جدا إذ كان في عين الأعور كمال نظره وفي عين الصحيح شطر نظره
فإذا أفسد الأعور على الصحيح نصف بصره لم يكن للصحيح أن يفسد على الأعور جميع نظره
من غير ما رد.
وأما قوله في الجد
فإنا لا نعرفه مذهبا له ولو كان فأي محذور يلزم في ذلك.
وأما الجارية
وإلزام المرأة التي افتضتها بالمهر فإنه مناسب إذ الرجل لو افتض المرأة في نكاح استحقت
كمال المهر فكذا هذا.
وأما أن أصحاب عبد
الله تعجبوا من ذلك فإن الناقص لا بد يستغرب تدبيرات الكامل لبعده منها ونزوحه
عنها.
وأما أنه كان يحك
أصابع الصبيان فهو مذهبنا وهو عين الحكمة إذ المساواة له بالمكلفين غير داخلة في
الحكمة لضعف روابطه من قيود العقل التام خلقة والتجارب أخرى والإهمال له بالكلية
فتح لأبواب الفساد جدا إذ كان الصبي إذا عدم المؤاخذة تابع ذلك وأسرعت متابعته في
أموال المسلمين وبتقدير أن يتقرر ذلك عند المفسدين يسلطونه على أموال البرية لا
منهم عليه ويبلغ المفسدون أغراضهم بعدم الإنكار عليه وذلك خلل عظيم.
وأما ما يتعلق
بالقطع فليس في القرآن دليل على قطع رجل السارق.
وأما ما يتعلق
باليد فإن الله تعالى قال ( فَاقْطَعُوا
أَيْدِيَهُما ) وقال
__________________
تعالى (
لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ) ومعلوم أن
الكتابة بالأصابع لا بالكف وأما ما يتعلق بالطلاق فإن في الطريق جهالة والمتن
واه لا يليق بشرف أمير المؤمنين وهذا عند أهل بيته وبنيه خلط من الحكم.
وأما ما سبق
الحديث فيه من طعنه على الأنبياء فسأومئ إلى شيء منه لا أحسن الله تعالى جزاه.
وإن السنة قضت
بالستر على من وقعت منه الزلة وصدرت عنه الخطيئة قال الله تعالى ( إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ ) فكيف بسادات المؤمنين لو وقع
مثلا زلة أو صدرت عنهم خطيئة.
ومن المستغرب كونه
يجادل بالهوى عن بعض الصحابة ويقوى خلاف ذلك بضعف الدين في الطعن على الأنبياء
ليقدح في عين الصحابة وسيدهم وقد قال الله تعالى ( وَلا يَغْتَبْ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) وهذا خذلان بين .
شرع أولا في التعرض
بآدم وقد قال الله تعالى ( وَبِالْوالِدَيْنِ
__________________
إِحْساناً
) وقال تعالى ( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما
وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) .
وهذا عكس ما اعتمد
أبو عثمان .
وقال تعالى (
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) ومن الآثار
والسنة شاهد بتوقير الوالد وليس من توقيره ذكر نقائصه.
وطعن على موسى بقتل
النفس بعد مغفرة الله تعالى له ذلك وقال الله تعالى ( وَلا تَنابَزُوا
بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ) وطعن على ذي
النون وذلك بعد الرضا عنه.
__________________
وذكر قصة داود وسليمان
وليس ذلك من الأخذ في شيء لأنه غاية ما حكى أن قضية ذهبت عن داود وأصابها سليمان.
وطعن على داود
بحديث الخصمين وليس في ذلك طعن لأنهما جاءا معرفين له أن منازعة أوريا مرجوحة لكثرة نساء داود دون
أوريا ـ ولم يقل أحد أن الأنبياء لا يعاتبون ويسلكون وينتهون من قبل الله
تعالى.
وأورد على رسول الله 9 قوله تعالى ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) .
وقد ذكر بعض
الأفاضل أن ذلك العتاب لم يكن له بل لغيره.
وأورد عليه (
لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .
وقد أجاب العلماء
عن ذلك من وجوه.
أحدها ليغفر لغيرك
ذنبه إليك.
وأورد عليه
المعاتبة في الأسرى والجواب عنه بما أن عليا 7 سلك الطريق وأوضحت له المحجة وتبينت له الأحكام بما ثبت من
__________________
كونه عيبة علم رسول
الله 9 فلا تقع منه مخالفة وأما
غيره من الأنبياء فلا نقول إنه نهي فخالف وأمر فجانب فإن قيل هذا منقوض بقصة آدم
في قوله تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ ) الآية وثبت نهيه
عن الشجرة وإقدامه عليها .
قلت قد ذكر
المفسرون أن إبليس قد حلف على النصيحة وكان آدم من تعظيم الله بالمقام الأمجد وما
توهم أن أحدا يحلف بالله كذبا فبنى على ما بنى.
فإن قيل الإشكال
موجود إذ بنى على قول إبليس دون قول الله تعالى.
قلت لعله توهم
النسخ فإن قيل لو كان الأمر كذا ما عوتب قلت عوتب على بنائه على الوهم فإن قيل
الإشكال بحاله إذ لو كان البناء على الوهم حسنا ما عوتب على ذلك قلت قد تقع
المعاتبة على ترك الأولى ويسمى فاعل المرجوح عاصيا.
وأورد على جميع
الأنبياء بل على جميع البشر من المأمورين والمنهيين قوله تعالى ( وَلَوْ
يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ) الآية فإذا كان الله
__________________
قد أخبر بما ترى
عن المعصومين فلم يتبع قوم على عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان خطاياهم وهفواتهم
وللعمرية والعثمانية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه.
قال ومن أجهل ممن
زعم أن عليا لم يخط قط ولم يعص قط ولم يضع شيئا قط مع هذا .
والذي يقال على
معنى الآية إنه تعالى أراد بها غير الأنبياء بيانه السياق من قوله تعالى ( وَلكِنْ
يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) الآية وذلك أمارة عتاب يوم القيامة وبقاء الذنوب وذنوب
الأنبياء لو ثبت كما يزعم قوم فإنها تقع مكفرة لا يؤخذون بها في القيامة والذي
يقال على عدو الدين أيضا إنه بمقام البالغ في بغضه أمير المؤمنين الانحراف عنه ومع
هذا فإنه اجتهد ولم يذكر إلا أحكاما أفتى بها وقد بينا ما عندنا في ذلك جملة
وتفصيلا.
وأما أنا نجيء إلى
علي أو آحاد المسلمين نلزمه الخطأ وإن لم نعرفه والقبيح وإن لم نعلمه فهذا شيء لا
يرتضيه ذو دين ولا يعتمده ذو بصيرة بل نحن بانون على عدالة من جربنا صيانته وعرفنا
في الدين طريقته وقاعدته إلى أن نعرف منه جريمة ونتحقق منه خطيئة خاصة من ورد
الأثر النبوي في شأنه بأنه لا يفارق الحق ولا يزايل الصواب فإنا بانون على أنه
كذلك ظاهرا وباطنا.
__________________
وأما غيره ممن لم
يرد فيه ما ورد فيه ولا نعرف منه حوبا فإنا بانون على عدالته ظاهرا ما لم نعلم منه مواقعة حوب
وانتهاك حرمة.
وأما أن قوما
يتبعون عمر وعثمان فإن ذلك ليس قولا لجميع الشيعة ولا يخلو الفرق من جاهل أو مجتهد
أو عاص فالدرك لازم لمن فعل العصيان ولا يتعداه ذلك.
وأما قوله إن
للعثمانية والعمرية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه فقد كذب في ذلك
وسب رسول الله 9 وسب الله تعالى بما
رواه ابن السمعاني مرفوعا إلى أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله 7 وروى ابن مردويه
عن النبي 7 من سب عليا فقد سبني وفي رواية فقد شتمني .
وروى من طريق زيد
بن علي عن آبائه أن رجلا ساب عليا يوما وكان رجلا أجوف فسمع نبي الله صوته فخرج
فأخذ بيده وقال يا فلان لا تسبن عليا فإن من سب عليا فقد سبني ومن سبني سبه الله
في الدنيا والآخرة
وروى ابن مردويه
عن أم سلمة أيضا في إسناده عن أم سلمة عن رسول الله من سب عليا فقد سبني ومن سبني
سبه الله عز وجل من عدة طرق ومن طريق الحسن بن علي في إسناد ذكره يقول سمعت
جدي رسول الله 9 يقول لا تسبوا
عليا فمن سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عز وجل ومن سب الله عز وجل عذبه
الله عز وجل.
__________________
[ و ] رواه عن ابن عباس
عن رسول الله ولم يذكر عذبه الله عز وجل وقد سلف أن أذاه
أذى رسول الله وثمرات الجميع قلادة الجاحظ.
وأما الكذب فظاهر
نعرفه عيانا ومن اعتبر السيرة عرف معنى ما قلت وذلك يقرر الوعيد الذي أسلفناه ولا
أرى التعرض بصلحاء الصحابة رضي الله عنهم.
قال ساب رسول الله
9 بل ساب الله بما ثبت من
الأثر وكيف يقولون علي فوق الناس كلهم في صواب الرأي والفقه في الدين ونحن إذا سألنا
الفقهاء وأصحاب الآثار والعلماء عن أصحاب القرآن الذين كانوا
مخصوصين بحفظه على عهد رسول الله 9 قالوا زيد بن ثابت
وأبو زيد وفلان ولم يذكروه في باب المخصوصين بحفظ القرآن أيام حياة رسول
الله 9 فإن سألناهم عن أصحاب
الحروف والقراءات والوجوه الذين بقراءتهم يقرأ الناس وبقدر اختلافهم اختلف الناس
قالوا زيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ولم يذكر معهم ولم يقولوا هذا
في قراءة علي وهكذا في
__________________
مصحف علي وإن
سألناهم عن أصحاب التأويل والتفسير قالوا عبد الله بن العباس والحسن وفلان وفلان
ولم يذكروه .
والذي يقال على
ساب الله تعالى ولا ينبغي لنا مع هذا أن نستفضح سبه عليا إذ لنا بما ثبت من
الرواية أنه ساب الله ورسوله عزية .
وأما قوله إنه ليس
من المعدودين في حفظ القرآن على عهد رسول الله 9 فإن الشيخ الفاضل
أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الأهوازي قال وأما قراءة عاصم بن أبي النجود ورواها عنه من
طريق أبي بكر بن عياش ومن طريق حفص بن سليمان عنه بالسند قال وقرأ على أبي عبد
الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ السلمي على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه
وقرأ علي على النبي 9.
قال الشيخ وأما
قراءة حمزة وأسند قراءته إلى علي بن أبي طالب قال وقرأ على النبي 9.
__________________
قال وأما قراءة
الكسائي وذكر أنه من باكسايا قرية من سواد العراق ولد بالكوفة ونشأ بها وقرأ على جماعة
من أهلها منهم حمزة بن حبيب الزيات وقرأ حمزة على جماعة منهم ابن أبي ليلى وقرأ
ابن أبي ليلى على أخيه وقرأ أخوه على أبيه وقرأ أبوه على علي بن أبي طالب 2 وقرأ علي على
النبي 9.
قال وأما رواية
يعقوب ورفع السند إلى سلام قال وقرأ سلام على عاصم بن أبي النجود ـ وقرأ على أبي
عمرو بن العلاء وعلى عاصم بن أبي الصباح الجحدري وقرأ عاصم بن أبي النجود على أبي عبد الرحمن
السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي
بن أبي طالب على النبي 9.
وقال بعد كلام
وقال روح قال لي يعقوب قرأت على شهاب بن
__________________
شريفة المجاشعي في
خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلم بن محارب المحاربي في سبعة أيام
وقرأ مسلمة على أبي الأسود ظالم بن عمر الدؤلي وقرأ أبو الأسود على علي بن أبي طالب رضوان الله
عليه وقرأ علي على النبي 9.
إذا عرفت هذا ظهر
لك أن أبا عثمان باغض أمير المؤمنين 7 إذ مثل هذا لا يخفى عن مثله ومن أبغض عليا فهو منافق لا
محالة بالنص الصحيح النبوي جازاه الله تعالى سوء فعله.
وهذا الذي ذكرناه
آت على ما يتعلق بحفظ القرآن وما يتبعه من القراءات والحروف.
ومن التعيين الدال
على كذبه ما ذكره الثعلبي في تفسير الواقعة عند قوله تعالى ( وَطَلْحٍ
مَنْضُودٍ ) أن عليا 7 قرأ وطلع منضود عن مولى الحسن بن علي و عن قيس بن سعد .
__________________
وأما ما يتعلق
بالتأويل والتفسير فإن الشيخ الكبير المعظم العالم الحافظ ابن عبد البر روى عن
معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فو الله
لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا
أعلم بليل نزلت أم بنهار في سهل أم جبل
__________________
وذكر أبو عمر
الزاهد أنه 9 قال لابن عباس القني إلى الجبان وأنه فسر له حروف ( الْحَمْدُ
) وهي خمسة إلى أن برق عمود الفجر ومن هذا الحديث يقول ابن عباس ثم تفكرت فإذا
علمي بالقرآن في علم علي 7 كالقرارة في المثعنجر .
وروى الثعلبي
بإسناد عن ابن عباس قال بينما أنا في الحجر أتاني رجل فسأل عن (
وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقلت له الخيل حين تغير في سبيل
__________________
الله ثم تأوي إلى
الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب إلى علي بن أبي
طالب وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن ( وَالْعادِياتِ
ضَبْحاً ) فقال سألت عنها أحدا قبلي قال نعم سألت عنها ابن عباس فقال
الخيل حين تغير في سبيل الله قال اذهب فادعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتي الناس
بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزاة في الإسلام بدر وما كان معنا إلا فرسان
فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون ( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) إنما (
الْعادِياتِ ضَبْحاً ) الإبل من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى.
قال ابن عباس
فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي .
وهذا وارد على عدو
السنة ورودا جيدا إذ ذكر أن التفسير والتأويل كان المسئول عنهما ابن عباس والحسن
وغيرهما.
لعن الله من يسب
عليا
|
|
وحسينا من سوقة
وإمام
|
أيسب المطهرون
جدودا
|
|
والكريم الأخوال والأعمام
|
__________________
وروى الثعلبي في
تفسيره في إسناد متصل عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد
فرأيت عبد الله بن سلام فقلت هذا الذي ( عِنْدَهُ عِلْمُ
الْكِتابِ ) فقال إنما ذلك علي بن أبي طالب 7 ورفعه إلى ابن
الحنفية .
ورواه أبو نعيم
الحافظ عن محمد بن الحنفية مرفوعا من طريقين إلى عباد
__________________
بن يعقوب
قال ساب رسول الله
وإن سألناهم عن أصحاب الرواية والمشهورين بكثرة الإسناد عن رسول الله قالوا ابن
عمر وجابر بن عبد الله وعائشة وأبو هريرة ولم يذكر معهم في هذا الباب .
والذي يقال على
هذا ما رويناه من كون عائشة أقرت أنه أعلم الناس بالسنة من طريق لا يتهم وأوردنا أيضا أنه عيبة علم
رسول الله 9.
قال صاحب كتاب
الاستيعاب :
وعن ابن عباس في
إسناد ذكره قال كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به .
وروى صاحب العمدة عن ابن المغازلي
عن ابن عباس 2 بإسناده عن النبي 7 أنه قال علي مني كرأسي من بدني
__________________
وإذا تقرر هذا فكيف
يقاس به غيره أو يماثل به سواه فكيف ما اعتمده الناقص ساب الله من
ترجيح أبي هريرة عليه المتهم عند عمر وغيره من أعيان الصحابة المقدوح فيه
جدا.
وقد يكون العذر في
كونه 9 لم يذكر عند ذكر أبي هريرة وشبهه رئاسة من أغفل ذكره برهان سفاهة أبي عثمان
في كون ترك ذكره برهان غمضه إذ الخاص التمام لا يذكر مع العامة والنجوم الثواقب لا
تذكر مع السها.
__________________
ولقد بلي مولانا 9 بحداق عمه تجعل عماها دليل
نقص ما خفي عنها برهان التهويش لما بعده الكمه منها ومعاندين لا
يزعهم عن البهت الشنيع دين ولا يمنعهم عن الإفك البين حياء.
والشمس لا
يهبطها عائب
|
|
سيان دان أو
غفول جهول
|
والنقص إذ ذاك
على عائب
|
|
قد قيدته
بالصغار الكبول .
|
وذكر أن النبي 7 قال أقرؤكم أبي
وقال أفرضكم زيد وأعلمكم بالحلال معاذ .
والذي يقال على
هذا إن الذي يرويه الخصم غير متقبل علينا وبعد فلا نعلم إلى من أشار بقوله أقرؤكم
أفرضكم أعرفكم والأشبه أن تكون إشارة إلى مخاطبين حاضرين ولا يعرف من هم حتى تدري
الفضيلة على من.
قال وإذا صرت إلى أن تسأل
عن الاختيار وجودة الرأي والقوة في السلطان والضبط للعدو والعوام قالوا أبو بكر
وعمر وإن سألت عن الفتوح قالوا أبو بكر وعمر وعثمان .
__________________
وذكر عدو الله أن
عليا لم يكن له رأي وذكر خرافات لا تستند إلى دليل عمن لا يبنى على قوله.
والذي يقال على
هذا أنه رد على رسول الله 9 إذ قد شهد له
بالحكمة الباهرة على غيره ذكرنا ذلك من عدة طرق ولكن الدين قيد يمنع السياسة
الدنياوية السلطانية التي يرضاها غير المتقيدين بمراسم الله المنقادين إلى تدبيره المنبعثين إلى
أوامره المتباعدين عن معصيته وإلا فأي وجه خفي عنه من فنون التدبير في حرب أو
غيره وقد ارتضاه رسول الله صاحب لوائه في حروبه وجعله رئيس الناس لما وجهه إلى
اليمن فأحسن وجعله عوض مهجته في المدينة لما توجه إلى تبوك.
وينبهك على أن
الذي كان المقيد له عن تدبير الدنيا كون المغيرة بن شعبة أشار عليه باستنابة
معاوية فأبى عليه ثم جاءه فصوب رأيه في عزله فقال له نصحت في الأولى وغششت في
الثانية.
ألا تراه عرف وجه
التدبير السياسي ومنعه منه التدبير الديني ولم يكن غيره عند من عرف السيرة متقيدا
بهذه القيود.
وقد ذكر ابن أبي
الحديد شيئا من هذا ولا أرى التعرض بخلصاء الصحابة رضوان الله عليهم وقد ذكرنا
من تدبير غيره نبذة وذكرنا اقتداء أعيان الصحابة برأيه في عدة مواضع.
وأما ترجيحه
منصوره ومن تلاه بكثرة الفتوح فإن لسان الجارودية يجيب
__________________
عن هذا بأن أمير
المؤمنين 7 كان مصدودا عن ذلك بحوادث السقيفة والشورى وكان مع ذلك في محاربة من
أخبره رسول الله بمحاربتهم.
وتقول الجارودية
إن الذي جرى من الفتوح كان ببركة الإسلام وجهاد من جاهد من المسلمين وإشارة أمير
المؤمنين 7 بإنفاذ الجيوش إلى فارس وتخلف عمر عنهم وذلك أصل روح الفتوح.
وقد ذكر أبو عمر يوسف بن
عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب أنه لما ورد على عمر إجماع أهل أصبهان وهمدان والري
وآذربيجان وأن ذلك أقلقه شاور أصحاب النبي 9 فأشار عليه علي بن
أبي طالب 7 أن يبعث إلى أهل الكوفة فيسير ثلثاهم كذا ويبقى ثلثهم على ذراريهم وأيضا إلى أهل البصرة
وأن الله تعالى فتح عليه أصبهان وذلك ببركة رأي أمير المؤمنين 9.
وهذا عاضد لما
وصفناه به من حكمته ومجيد رأيه وشرف بصيرته. قال بعد ما حكينا عنه من الخرافات الرادة على
رسول الله 9 في وصفه أمير المؤمنين 7 بالحكمة والفضل
الجم والخيرية على جميع البشر إن عليا ما كان يساوي أبا بكر ولا يجاريه ولا يدانيه
ولا يقاربه وإنه كان في طبقة أمثاله طلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد .
والجواب عن هذا
السبب بما أنه غير مستغرب ممن سب الله تعالى أن
__________________
يسب عليا وقد سبق
تقرير ذلك وأن الفرقة الخارجية لو سمعت بهذا أنفت منه فإن قائلهم ما تعدى الأخذ
عليه بالتحكيم حيث يقول
كان علي قبل
تحكيمه
|
|
جلدة بين العين
والحاجب
|
ولو أن هذا الخبيث
عول على عمدة يبني عليها أو سيرة بينة يشار إليها كان لقوله وجه ولكنه يتفوه بما تفوه به غير
معتمد على أس ولا بان على أصل شغل الحنق الشانئ وقاعدة المبغض القالي.
وقد ذكرنا ما يرد
عليه من ذلك ونزيده إيضاحا بعد حديثين نذكرهما شاهدين بفضله على جميع العرب
أحدهما يقتضي الفضل على جميع المسلمين.
روى صاحب العمدة عن ابن المغازلي
بإسناده المتصل عن رسول الله إن عليا سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر
المحجلين
__________________
وفي رواية عائشة
بالسند إليها عن رسول الله 9 فقال يا عائشة إذا
سرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن
__________________
أبي طالب
__________________
وروى بالإسناد
المتصل عن أنس قال :
قال رسول الله 9 إن الله عز وجل خلق خلقا ليس من ولد آدم ولا من ولد إبليس
يلعنون مبغض علي بن أبي طالب قيل يا رسول الله و من هم قال القنابر ينادون في السحر على رءوس الشجر ألا لعنة الله على
مبغض علي بن أبي طالب .
وروى أبو نعيم
بإسناده إلى مقاتل بن سليمان في قول الله عز وجل ( وَالَّذِينَ
يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ) الآية نزلت في علي بن
أبي طالب 7 وذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه
__________________
وفي هاتين
الروايتين دليل على وعيد الجاحظ الشديد وفيما سلف عند التنقيح شاهد بأن الجاحظ ساب الصحابة يفهمه من اعتبر.
قال فإن قالوا إن
عليا كان أزهد فيما تناحر الناس عليه ولأن أزهد الناس في الدنيا أعلمهم بأعمال
الآخرة قلنا صدقتم في صفة الزهد ولكن أبا بكر أزهد منه .
وتعلق بأنه كان ذا
مال كثير فأنفقه في سبيل الله وكانت تركته يوم مات بعير ناضح وعبد صيقل مع الخلافة وكثرة
الفتوح والغنائم والخراج والصدقة وكان علي مخفقا يعال ولا يعول فاستفاد الرباع
والمزارع والعيون والنخيل ومات ذا مال وأوقاف وما يحسب ماله ووقفه بينبع إلا مثل
كل شيء ملكه أبو بكر مذ كان في الدنيا إلى أن فارقها وتزوج فأكثر وطلق فأكثر حتى
عابه بذلك معاوية .
__________________
قال واستشهد وعنده
تسع عشرة سرية وأربع نسوة عقائل ولا سواء من كان ذا مال فأنفقه ومن كان مقلا فكسبه
ولم يتزوج أبو بكر في خلافته امرأة ولا اتخذ سرية ولا تفكه بشيء .
وذكر أنه رد
عمالته على بيت المال أوصى بذلك بني تيم ولم ينقل عن علي ذلك .
وضعف مقابلة ذلك
بكونه كان ينضح بيت المال في كل جمعة ويصلي فيه ركعتين بما أنه فرق بين من يعطي
ماله إلى من يعطي مال غيره .
ويحسن أن أنشد عند
هذا
هتفت تبارى
البدر والبدر كامل
|
|
منير بدت في
الخافقين ذوائبه
|
ترفع عن شبه ولو
مد باعه
|
|
ضياء تراءت زهره
وثواقبه
|
يحالفه من طاب
فرعا ومحتدا
|
|
كما يتجافاه
خبيث مناسبه
|
سيجني ثمار
البغي والعرض قائم
|
|
وقد رجفت أخطاره
ونوائبه
|
وكان قسيم الخلد
والنار آمنا
|
|
به ري ظمآن عدته
مشاربه
|
كما لأعاديه
الشقاء وذائد
|
|
عن الحوض رصت
بالنمير جوانبه.
|
وأقول بعد هذا غير
صالح في الطعن على الصحابة بل على من يسلط الطعن على الصحابة والقرابة مؤكدا بذلك
الوقيعة بين المسلمين.
ومن الجواب له عما
سبح فيه كلام أمير المؤمنين 7
__________________
لمعاوية ـ وما أنت
والفاضل والمفضول والسائس والمسوس وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين
المهاجرين الأولين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم هيهات لقد حن قدح ليس منها وطفق
يحكم فيها من عليه الحكم لها في كلام بسيط لمولانا تضمنته مطاوي كتاب نهج البلاغة في
الكتاب الشهير البليغ إلى معاوية هذا كلامه لمنافي كذا ذي عشيرة ورئاسة قديمة
وحديثة.
وأما أبو عثمان
فليس من ذوي الأنساب العريقة والمنازل في الدنيا الرفيعة فيحسد عليها أربابها
وينازع أصحابها ولا له بالقبيلين تعلق نسب أو موالاة
بعبودية على ما أعرف.
وهذا يدلك على أنه
خبيث الولادة رديء الطبيعة إذ النبي 9 قال بوروا أولادكم بحب علي .
__________________
ويؤيد هذا ما رواه
أخطب خطباء خوارزم مرفوعا إلى زيد بن يثيع يسنده إلى أبي بكر يقول رأيت رسول الله خيم خيمة وهو متكئ
على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين 7 فقال يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة وحرب
لمن حاربهم ولي لمن والاهم لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب الولادة ولا يبغضهم إلا
شقي الجد رديء الولادة فقال رجل يا زيد أنت سمعت منه قال إي ورب الكعبة .
__________________
أما دعوى المشار
إليه أنه كان لأبي بكر رضوان الله عليه مال كثير فأنفقه في سبيل الله فدعوى لم
يثبت أبو عثمان برهانها ولم يوضح دليلها وللجارودية من الزيدية أن يقولوا فرق بين
دعوى لم يعضدها البرهان ودعوى عضدها البرهان إذ قد روى غيرنا ممن لا يتهم نزول
الآي المتكاثر في صدقة علي وشكر الله تعالى له على ذلك وثناءه عليه مثل قوله تعالى
( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً
كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً
وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ
جَزاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً
وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى
الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها
__________________
شَمْساً
وَلا زَمْهَرِيراً وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها
تَذْلِيلاً وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ
قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً ) ... ( وَيَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً
مَنْثُوراً وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً
عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ
وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ
سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) .
روى ذلك الثعلبي وأبو نعيم الحافظ
رواه الثعلبي بأسانيد متعددة عن ابن عباس في قول الله عز وجل ( يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) قال مرض الحسن
والحسين فعادهما جدهما محمد رسول الله 9 ومعه أبو بكر وعمر
وعادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت نذرا وكل نذر لا يكون له وفاء
فليس بشيء فقال علي 2 إن برأ ولداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا وذكر عن
فاطمة وفضة نحو ذلك فبرءا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فانطلق علي إلى شمعون بن
حانا الخيبري وكان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير.
وفي حديث المزني
عن ابن مهران فانطلق علي إلى جار له من اليهود يعالج الصوف يقال له شمعون بن حانا فقال هل لك أن
تعطيني جزة من صوف تغزلها ابنة محمد 9 بثلاثة أصوع من
شعير فقال نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة بذلك فقبلت
__________________
وأطاعت فقامت
فاطمة رضوان الله عليها إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص وصلى علي مع النبي
9 المغرب ثم أتى المنزل فوضع
الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين
من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة وذكر شعرا قال فأعطوه
الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح.
فلما كان اليوم
الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي 9 ثم أتى المنزل
فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمد
يتيم من
__________________
أولاد المهاجرين
استشهد أبي يوم العقبة أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه علي 2 وذكر شعرا قال فأعطوه
الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح.
فلما كان في اليوم
الثالث قامت فاطمة رضي الله عنها إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي
9 ثم أتى المنزل فوضع
الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمد
تأسرونا وتشدونا ولا تطعمونا أطعموني فإني أسير محمد أطعمكم الله من موائد الجنة
فسمعه علي وذكر شعرا
__________________
قال فأعطوه الطعام
ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح.
فلما أن كان في
اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي 2 بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين وأقبل نحو رسول
الله 9 وهم يرتعشون كالفراخ من
شدة الجوع فلما بصر به النبي 9 قال يا أبا الحسن
ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في
محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها النبي 9 قال وا غوثاه يا أهل بيت محمد تموتون جوعا فهبط
جبرئيل 7 فقال يا محمد خذها هناك الله في أهل بيتك قال وما آخذ يا جبرئيل فأقرأه ( هَلْ أَتى
عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) إلى قوله ( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) إلى آخر السورة
قال وزاد ابن مهران في هذا الحديث فوثب النبي ـ صلى الله عليه
__________________
[ وآله ] ـ حتى
دخل على فاطمة فلما رأى ما بهم انكب عليهم يبكي ثم قال لهم أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل
عنكم فهبط جبرئيل 7 بالآيات ( إِنَّ الْأَبْرارَ
يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ
اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً )
قال هي عين في دار
النبي 9 تفجر إلى دار الأنبياء : والمؤمنين ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
) يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة الغرض من الحديث .
قال والله ما
قالوا ذلك بألسنتهم ولكنهم أضمروه في نفوسهم فأخبر الله تعالى
بإضمارهم وذكر فنونا قال بعدها قال ابن عباس فبينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا ضوء
كضوء الشمس وقد أشرقت الجنان بها فيقول أهل الجنة يا رضوان قال ربنا عز وجل ( لا
يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ) فيقول لهم رضوان
ليست هذه بشمس ولا قمر ولكن هذه فاطمة وعلي ضحكا ضحكا أشرقت الجنان من نور ضحكهما
وفيهما أنزل الله سبحانه وتعالى ( هَلْ أَتى عَلَى
الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) إلى قوله ( وَكانَ
__________________
سَعْيُكُمْ
مَشْكُوراً ).
وروى حديث الصدقة
في حال الركوع أبو نعيم من عدة طرق وكذا روى حديث الصدقة أمام النجوى من عدة طرق وكذا روى حديث
الصدقة ليلا ونهارا وفي السر والعلانية من عدة طرق . أقول ولو لم يكن
إلا جوده بمهجته وشكر الله تعالى له على فعلته المقترنة بمخالصته لكفى.
وإن في القصة
الأولى من المعنى الأعظم والعلى الأضخم والمجد الأوسم والدين الأقوم والسخاء
الأشهر المعلم ما يفوق صدقات البرايا على ما يعرف عدا رسول الله 9 فإنه ذو الفخر الذي لا يصل فخر إليه ولا تقف بإزائه دعاو لا
يعلم برهانها ولا يثبت أركانها ولو ثبت لم تكن مناسبة لما ذكرناه في هذه القصة ولا
في آية النجوى الذي تفرد علي دون المسلمين كافة بها وعاتب الله تعالى المسلمين
عداه في البعد عنها .
__________________
مناقب لا ترقى
إليها عزائم
|
|
ولو حلقت فوق
السماك العزائم
|
حواها أبونا غير
ما متردد
|
|
يفرعها النجم
المحلق هاشم
|
وكم للأوالي منقبا بابن فاطم
|
|
علي به يشقى العدو المخاصم.
|
وأما أن أبا بكر
رضوان الله عليه ما خلف طائلا مع كثرة الفتوح فإن أبا عثمان صغر هذا المعنى إذ الفتوح للمسلمين كافة وله
بهم أسوة رضوان الله عليه فعلى قول أبي عثمان لا شكر له ولا مدح أيضا بإيصال أموال
المسلمين إليهم. وأما أن عليا كان مخفقا يعال ولا يعول واستفاد الرباع والمزارع
والعيون والنخيل ومات ذا مال وأوقاف إن ذلك يوازي كل شيء ملكه أبو بكر فإن الذي يرد على
ملقح الفتن في ذلك أن تكراره كون علي 7 يعال إشارة إلى كون أمير المؤمنين في تربية رسول الله 9 فلا وصمة في ذلك ولا مذلة ولو لم يكن أخاه وابن عمه العزيز
عليه القريب إليه.
ولقد أحسن أمية بن
أبي الصلت مادح عبد الله بن
__________________
جدعان في قوله
عطاؤك زين لامرئ
إن حبوته
|
|
يزين وما كل
العطاء يزين
|
فما إن يشين
باذلا حر وجهه
|
|
إليك كما بعض
العطاء يشين .
|
ولقد سعد وتمجد من
كان مغذوا بطعام الرسول وكنف أشرف بذول يجمع له بين الغذاءين غذاء الطعام المعتاد
والحكمة الهادية إلى طريق الرشاد ود من ملك ما بين خافقي المغارب والمشارق أن يكون
مغذوهما المتشرف بهما.
ويؤكد الجواب عن
تعيير أمير المؤمنين 7 بالإخفاق فنقول :
علا المجد
فانخزلت دونه
|
|
نقائص لا ترتقي
مجده
|
__________________
وحنت إليه مزايا
العلاء
|
|
فنجم السماء غدا
عبده
|
فكل كمال له صاحب
|
|
يدافع عن مجده
ضده.
|
وأما ما استفاده 9 فإنه لم يخلفه
بعده للوارث كما روى عنه بعض بنيه في وصفه ولقد تصدق بعين كأنها عنق جزور وقال
لتطفئ عني حر النار شارحا لخوفه من الله تعالى وقد سئل هل كان علي يخاف؟
ونعم المال ما وسع
المضطرين وجبر المكسورين ونقع غلة الصادين.
وقد صرح عدو رسول
الله بوقفه 9 وقد روينا في صحيح الآثار صورة حال وقفيته من ذلك :
هذا ما أوصى به
علي ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النار.
ويقول بعد كلام
هذه صدقة واجبة بتلة حيا أنا أو ميتا تنفق في كل نفقة أبتغي بها وجه الله في
سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب القريب .
وفي رواية أخرى
معتبرة الغرض منها أن رسول الله 9 قسم الفيء فأصاب
عليا أرض فاحتفر فيها عينا فخرج منها ماء ينبع في السماء كهيئة عنق الجزور فسماها
عين ينبع فجاء البشير ليبشره فقال بشر الوارث بشر الوارث هي صدقة بتا بتلا في حجيج
بيت الله وعابري سبيله الغرض من الحديث .
__________________
إذا عرفت هذا فلو
لا أن ملقح الفتن عدو مبين لأمير المؤمنين صلوات الله عليه ما كان يعد هذه المقاصد في قبيل المعايب
إذا محاسني
اللائي أمت بها
|
|
صارت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر
|
علي نحت المعاني
من أماكنها
|
|
وما علي لهم أن
تفهم البقر .
|
هل يعيب عاقل
ساعيا في مواد الإحسان إلى الفقراء والقرباء والحج إلى بيت الله الحرام هذا رأي مهين
ممن اعتمده مزاج سوء ممن قصده وغير مستغرب ذلك من خليط ابن الزيات وعشيرة
__________________
وأما أنه خلف ذهبا
أو فضة فإن صاحب كتاب الاستيعاب قال وثبت عن الحسن بن علي من وجوه أنه قال لم يترك أبي إلا
ثمانمائة درهم أو سبعمائة فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لأهله
__________________
__________________
قال صاحب كتاب
الاستيعاب وأما تقشفه في لباسه ومطعمه فأشهر من هذا كله وذكر دليله في حال كسوته صلى الله عليه وفي بعض ما نقلته أنه كان يختم على جراب فيه قوته لئلا يلت بدهن وكان صلّى الله
__________________
عليه ينشد في
تضاعيف ما روى عنه السيد الرضي من كلامه
__________________
وحسبك داء أن
تبيت ببطنة
|
|
وحولك أكباد تحن
إلى القد
|
وأما أنه أكثر
التزويج معيرا له بذلك فإن ذلك طعن على رسول الله 9 إذ كانت سنته حثه على ذلك.
وكان 9 المكثر من النساء
مات عن تسع وعلى هذا فطعن أبي عثمان طعن على رسول الله 9 فذكره لعلي إسرار للحسو في الارتغاء وطعن على الكتاب المجيد
في قوله تعالى ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) وقد قال سفيان بن عيينة إن كثرة النساء
ليس من الدنيا فإنه لم يكن في الصحابة أزهد من علي بن أبي طالب وكان له سبع عشرة
سرية وأربع نسوة.
__________________
وأما ما ذكره من
تعيير معاوية له بالطلاق المتكاثر فإني أراه واهما أو معاندا وفي السيرة أنه 7 كان يعتذر عن
الطلاق بعزة من عنده من النسوان عليه.
وأما أن أبا بكر
رضوان الله عليه أوصى أن ترد عمالته فهو قول لا يمكننا الجواب عنه.
ومدح أبا بكر
رضوان الله عليه بنزول الآي فيه قال وليس هو كمن ذكره في جملة المؤمنين وجمهور الأنصار
والمهاجرين وأعاد ذكر عائشة رضوان الله عليها وقذفها وأن الله تعالى أنزل براءتها .
وهو قول ساقط بعيد
من الأنفة وكرر قصة الغار وقد ذكرنا ما عندنا في ذلك واستجهلنا المشار إليه وأنه منافق في كونه لا
يعرف ما نزل في أمير المؤمنين 7 أو بعضه من الآي وهو لو ضبط احتاج إلى عدة أجزاء .
ومنع أن يكون الذي
نزلت عليه السكينة رسول الله 9 لأنه كان رابط
الجأش وهذا الجاهل بالسنة ما كأنه كان سمع القرآن ولا يهمه فهمه ولا علمه لأن الله
تعالى قال في غير هذا الموضع في سورة الفتح ما يشهد بجهل أبي عثمان ـ بالكتاب أو
معاندته قال الله تعالى ( فَأَنْزَلَ اللهُ
سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ
التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
)
__________________
وأطال الكلام الغث
في التعلق بحديث الغار وحكى أقوالا واردة عليه والبحث الغث المطول
مما تسأمه النفوس وتعافه العقول ثم كرر حديث مسطح قاذف عائشة بالزناء فلا أحسن
الله تعالى جزاءه وأسحقه .
[ و ] قال وكذب إن أهل
التأويل أجمعوا على أنه عنى بقوله ( وَالَّذِي قالَ
لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) عبد الرحمن بن أبي بكر في أبيه وأمه .
والدليل على كذبه
وأنه ممن لا يوثق برواياته وحكاياته إما لجهله البين أو كذبه الشنيع والأولى أن
يقال أنه احتوى على القسمين.
قال الثعلبي في
غضون تفسير سورة الأحقاف قال محمد بن زياد كتب معاوية إلى مروان حتى يبايع الناس
ليزيد فقال عبد الرحمن بن أبي بكر لقد جئتم بها هرقلية أتبايعون لأبنائكم فقال
مروان هذا الذي يقول الله فيه ( وَالَّذِي قالَ
لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) الآية فسمعت عائشة بذلك فغضبت وقالت والله ما هو به
ولو شئت لسميته ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه وأنت فضض من لعنه الله .
وأقول إن الذي
أشار إليه لو ثبت لم يحسن أن يذكر من غرر مناقب من
__________________
ارتضاه جمع كثير للخلافة وعولوا
عليه في الرئاسة ولو صدر هذا من امرأة ما استكبر منها فكيف من مثله؟
مع ذلك فإن الحائد
عن الطريق سب رجلا مسلما بعد إسلامه وادعى أن الجميع رووا كراهيته الإسلام وما كان
الأمر كذا وكيف يليق بعاقل أن يذكر مثل هذا مخايرا بينه وبين فعلات العزمات
الهاشميات ـ رسول الله 9 وعلي وحمزة وجعفر
وعبيدة بن الحارث وكونهم دعوا إلى الإسلام متعرضين لشبا الرماح وظبا الصفاح
ومنازلة أهل الكفاح حتى قتل حمزة وجعفر وعبيدة في هاتيك المقامات وكسرت رباعية رسول
الله 9 ومعنى الجميع عائد إليه.
ويشابه هذا ما
ادعى من كون الحاضرين في بعض الغزوات على ما سلف من بني تيم أكثر من
الهاشميين تفضيلا لأبي بكر رضوان الله عليه.
وأما هو 9 فإنه كان في
هاتيك المزاحف مجلي غياباتها مفرج كرباتها ممدوح إله الأرض والسماوات يحطم القرون
ويخالط المنون ويستسهل الحزون ويجرع كأس الأهوال ولا يتهيبها ويرتع منابت الأخطار ولا يتجنبها
حتى قامت دعائم الدين ووهت قوائم المعادين فله بذلك الحقوق الجمة على كل مسلم صحت
عقيدته بل وإن فسدت طريقته إذ كان 9 صادم الخطوب ليقرر قواعد الإسلام ويسفر وجه الحق ويهدي أهل
الضلالة خارجين عن الآثام.
__________________
مزايا إذا ما
قابل الشمس ضوؤها
|
|
محا ضوؤها منه
السناء المحلق
|
يحلي ذرى
تيجانها الحق إذ حوى
|
|
شوارد قد أضنى علاها التفرق .
|
قال واجتمع أهل
التأويل على أن قوله ( أَفَمَنْ يَمْشِي
مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) نزلت في أبي بكر
وأبي جهل .
أقول إني اعتبرت
ما اتفق من كتب التفسير تصانيف أهل السنة فما رأيت لما ادعى الاتفاق عليه ذكرا
أصلا ومن فظيع سوء الأدب قوله قوله إشارة إلى إله الوجود غير معظم ولا مفخم ولا ذاكر له أصلا .
[ و ] قال وقال تعالى ( فَأَمَّا
مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) الآية يعني أبا بكر في
إنفاقه المال وعتقه الرقاب والمعذبين ( وَتَوَلَّى ) يعني أبا جهل
وليس في الأرض صاحب تأويل خالف تأويلنا ولا
__________________
رد قولنا إن هذه
الآية نزلت في أبي بكر ـ .
والذي أقول على
هذا إنه كذب من عدة وجوه أنا حاكيها عن جهة لا تتهم ولا تستغش.
قال الثعلبي الشيخ
المقدم في علم التفسير الشافعي وقال أبو عبد الرحمن السلمي
والضحاك ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) لا إله إلا الله
وهي رواية عطية عن ابن عباس وقال مجاهد بالجنة ودليله قوله (
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى ) وقال قتادة ومقاتل والكلبي موعود الله.
وقال ما صورته
وقيل نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق 2 ولم يسند ذلك ولا حكاه عن مفسر .
ورواه أيضا مرفوعا
من طريق هشام بن عروة عن سالم وعن هشام بن عروة عن أبيه وآل الزبير وجههم عبد الله
وشيخهم ومقدمهم وكان عدوا للبيت العلوي.
ورواها أيضا عن
ابن الزبير عن سعيد بن المسيب غير مرفوع وهذا الذي حكيناه يظهر منه كذب المشار
إليه لأنه ادعى أن معنى ( الْحُسْنى ) الصدقة التي وقعت
منه إجماعا.
وقد حكيت عن جماعة
ليس المراد ( بِالْحُسْنى ) الصدقة.
وجه ثان في الأخذ
عليه إذ حكى أن الجملة الأخيرة نزلت في أبي جهل
__________________
إجماعا وحكى
الثعلبي عن الكلبي أنها نزلت في أبي سفيان بن حرب .
وجه ثالث في الأخذ
عليه في ادعائه الإجماع على أنها نزلت في أبي بكر قال الثعلبي وأخبرنا أبو القاسم
يعقوب بن أحمد بن السروي العروضي في درب الحاجب أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله
العماني الحفيد حدثنا محمد بن سوار بن شبان حدثنا علي بن حجر عن إسحاق بن نجيح عن عطاء قال كان لرجل
من الأنصار نخلة وكان له جار وكان يسقط من نخلها في دار جاره وكان صبيانه
يتناولون فشكا ذلك إلى النبي 9 فقال له النبي 9 بعنيها بنخلة في الجنة فأبى قال فخرج فلقيه أبو الدحداح
فقال له هل لك أن تبعنيها بحبس يعني حائطا فقال هي لك فأتى النبي 9 فقال يا رسول الله أتشتريها مني بنخلة في الجنة قال نعم هي
لك فدعى النبي 9 جار الأنصاري فقال
خذها فأنزل الله تعالى ( وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشى ) إلى قوله ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى
) أبو الدحداح والأنصاري صاحب النخلة ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى
وَاتَّقى ) أبو الدحداح ( وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنى ) يعني الثواب وإن ( الْأَشْقَى ) صاحب
__________________
النخلة قال (
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) يعني أبا الدحداح ( الَّذِي يُؤْتِي
مالَهُ يَتَزَكَّى ) أبا الدحداح ( وَما لِأَحَدٍ
عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) يكافئه بها يعني أبا الدحداح فكان النبي 9 يمر بذلك الحبس وعذوقه دانية فيقول عذوق وأي عذوق لأبي
الدحداح في الجنة.
وروى بعض أشياخنا عن ابن عباس أنها
نزلت في أبي الدحداح وروى الواحدي في الوسيط وما يبعد أن يكون منحرفا عن أهل بيت النبوة قال حدثنا
الشيخ أبو معمر المفضل بن إسماعيل إملاء بجرجان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة أخبرنا
أبو الحسن علي بن عمر الحافظ حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن هارون حدثنا
العباس بن عبد الله اليرفعي حدثنا حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن
عباس وذكر قصة النخلة وبين القصتين تفاوت ولم يذكر أبا الدحداح بل ذكر رجلا
__________________
مجهولا فقال بعد ذلك فأنزل الله تعالى (
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ
وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) ثم حكى عن المفسرين بعد ذلك أنها نزلت في أبي بكر ولا أعرف في رجال
الحديثين اللذين رويناهما مقولا فيه متهما في الافتراء.
إذا عرفت هذا ظهر
لك أن أبا عثمان رجل رديء جدا أو جاهل جدا وكيف تقلبت الحال فهو غير صالح للقاء
الخصوم ومبارزة فرسان المباحث ومتى فتح باب الجهل والعناد فتح على أبي عثمان من
ذلك ما لا طاقة له به وهو يأباه.
قال وأما قوله
تعالى ( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ
سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) إلى قوله تعالى ( أَلِيماً ) فزعم ابن عباس أن
القوم بنو حنيفة وأن أبا بكر تولى حربهم وزعم غيره أنهم فارس والروم فإن المستثير
إلى
__________________
قتال الروم أبو
بكر وإن كان عمر هو المقاتل لكسرى فإن ذلك راجع إلى أبي بكر قال ومثل هذا
كثير ولم يجئ المجيء الذي يحتج به المنصف والمرشد ولكن الحجة القاطعة وإجماع
المفسرين في الآيات التي ذكرناها من قبل في قصة الغار والنصرة وفي قصة مسطح وفي
قصة عبد الرحمن بن أبي بكر وأبويه ودعائهما إلى الإسلام وقصة أبي بكر وأبي جهل .
والذي أقول على
هذا إنه لا يلزم من الدعاء إلى قتال المشركين رئاسة من دعاهم بل كل مدعو إلى
الصواب يتعين عليه الانبعاث سواء كان ذلك من رئيس أو مرءوس شريف أو مشروف.
وأما ما يتعلق
بالغار فقد ذكرنا ما عندنا فيه وقد ذكرنا ما يتعلق بمسطح وكذا ما يتعلق بعبد
الرحمن وذكرنا ما يصلح للورود على كونه رضوان الله عليه دعا أبويه إلى الإسلام
وذكرنا الجواب عن قصة أبي بكر وأبي جهل ومع ذلك فإن أبا عثمان أكثر ما يفيده
التعلق بقصة أبي بكر رضوان الله عليه وأبي جهل أنه رضوان الله عليه مسلم أو نحو
هذا وهذا لا ينبغي أن يذكر في معرض المفاخرة لأمير المؤمنين 7 إذ قد روينا من
طريق أرباب الحديث أنه ما نزلت آية ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا وعلي أميرها حسب ما سلف .
وروى الثعلبي
الشافعي السني بإسناده ولا أعرف فيه إماميا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال
قال رسول الله 9 سباق الأمم ثلاثة
لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب
__________________
وصاحب يس ومؤمن آل
فرعون فهم الصديقون حبيب النجار مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب
وهو أفضلهم الغرض من الحديث .
وأغفلت شيئا ذكره
أبو عثمان فإنه قال وقد زعم جويبر عن الضحاك في قوله ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال أبو بكر وعمر
ولم يسند أبو عثمان ذلك .
قال وقد زعم عن الفضل بن دلهم
عن الحسن في قوله ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ ) قال وهم والله أبو بكر وأصحابه ولم يسند ذلك.
__________________
والعجب ممن يصادم
الرجال مهملا الاحتياط والتحرز.
والذي أقول عند
هذا :
إن أبا عثمان
كفانا مئونة البحث في هذه الجملة لأنه ضعفها وزيفها ونضرب عن هذا ونقول : إن أبا
نعيم الحافظ وليس من عداد الإمامية قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال حدثنا محمد
بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس ( اتَّقُوا
اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال هو علي بن أبي طالب 7 .
وروى الثعلبي عن
ابن عباس أنها نزلت في علي وأصحابه وذكر غير ذلك .
وأما الآية الأخرى
فإن الواحدي حكى حكاية أنها في أبي بكر
__________________
وأصحابه في قتال
أهل الردة ـ : ورواه عن النبي مرفوعا أنهم قوم أبي موسى الأشعري عن عياض الأشعري
قال ورواه الحاكم في صحيحه عن عثمان بن السماك عن عبد الملك بن محمد عن وهب عن
جرير عن شعبة.
أقول و قال محمد بن حبان
أبو حاتم صاحب كتاب المجروحين وهو غير متهم فيما يذكره على رجال المخالفين في
الفضل بن دلهم سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سألت يحيى بن معن عن الفضل بن دلهم
فقال ضعيف الحديث .
وأما ما يتعلق
بالضحاك فقد ذكر ابن حبان ثلاثة بهذا الاسم وضعفهم وهم الضحاك بن بيراس والضحاك بن
الأهوار والضحاك بن حجرة المسبحي .
وقال وأما ما
يتعلق بجويبر بن سعد أصله من بلخ ضعفه يحيى بن
__________________
سعد يروي عن الضحاك
أشياء مقلوبة فقال كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن جويبر بن سعد سمعت محمد بن
محمود يقول قلت ليحيي بن معن جويبر كيف حديثه فقال ضعيف .
قال وقالت
العثمانية فإن زعمت الرافضة أن الله أنزل في علي آيا كثيرا وذكر قوله تعالى ( أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وضعف الرواية
ورجح قصة الغار ومسطح .
وسوف نعتبر أصل
هذه الرواية كذا حكى عن الأصحاب أن قوله تعالى ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) أنها نزلت في علي
وسوف نعتبر أصل هذه الرواية إن شاء الله تعالى.
أقول : إني اعتبرت
كتاب الشيخ العالم أبي الفرج الأصفهاني الأموي في الآي النازل في أهل البيت : فرأيته قد روى من
عدة طرق منها أخبرني أحمد بن الحسن قال حدثنا أبي قال حدثنا حصين بن مخارق عن سعيد
بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي 7 في
__________________
قوله تعالى ( ادْخُلُوا
فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) فقال ولايتنا أهل البيت
وروى من طريقين
أحدهما عن الباقر والآخر عن علي بن الحسين 7 أن الدخول في السلم ولاية آل محمد.
وفي رواية أخرى في
الآية عن الباقر أنه قال أمروا والله بولاية علي بن أبي طالب وآل محمد : .
وأما الأولى : فرواها
الشيخ المذكور بإسناده إلى أبي مريم قال سألت جعفر بن محمد الصادق عن هذه الآية ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ ) الآية فقال كان
أمير المؤمنين 7 منهم فقلت يا ابن رسول الله أكانت طاعته مفترضة فقال والله
ما كانت لأحد من هذه الأمة إلا لرسول الله 9 خاصة من أطاع رسول
الله فليطع أمير المؤمنين من طاعة الله عز وجل
ورواه بهذا الطريق أنها
نزلت في علي بن أبي طالب وآل محمد : قال وزعموا أن
الله أنزل ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ )
__________________
الآية .
أقول والكلام ناقص
إذ يفوته في علي.
وروى هو غير ذلك
من كونها نزلت في قصة أشار إليها قال وإن يكن الأمر على غير ذلك فليس تأويل الرافضة
بأقرب التأويل .
والذي أقول على
هذا إن أبا عثمان لم يسند روايته وكذا الواحدي وهو إلى العداوة أقرب لم يسند قوله
أنها في غير علي 7 وإنما حكى ذلك حكاية.
__________________
إذن نحن نثبت ما
يدعيه الأصحاب بالروايات المتكاثرات المعتبرات وإذا تقرر ذلك حملنا قوله تعالى ( وَهُمْ
راكِعُونَ ) بلفظ الجمع على تفخيم أمير المؤمنين 7 وقد يأتي لفظ
الجمع ويراد به الواحد قال الراجز
جاء الشتاء
وقميصي أخلاق
|
|
شراذم يضحك مني
النواق
|
وهذا ظاهر في باب
الأدب. الإشارة إلى جملة من الروايات في ذلك من طرق شيخ لا يتهم نحكي منها المعنى
إيثارا للإيجاز فنقول :
روى الشيخ الحافظ
أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بإسناده المتصل إلى أبي رافع قال دخلت على رسول
الله 9 وهو نائم وحية في جانب
البيت فكرهت أن أثب عليها وأوقظ رسول الله 9 وخفت أن يكون يوحى
إليه فاضطجعت بين الحية وبين النبي 9 لأن كان فيها سوء النبي
9 دونه فمكثت ساعة فاستيقظ النبي
9 وهو يقول ( إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) الحمد لله الذي
أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي تفضيل الله تعالى إياه
__________________
وروى بإسناده
المتصل عن ابن عباس في قول الله عز وجل ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ ) إلى قوله تعالى ( فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ
هُمُ الْغالِبُونَ ) قال أتى عبد الله بن سلام ورهطه من أهل الكتاب نبي الله
فقالوا يا رسول الله إن بيوتنا قاصية لا نجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد
وإن قومنا لما رأونا صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا لا
يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا فبينما هم يشكون ذلك إلى رسول الله 9 إذ نزلت هذه الآية
على رسوله ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ
راكِعُونَ ) فنودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله إلى المسجد
والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد فإذا مسكين يسأل فدخل رسول الله 9 فقال أعطاك أحد شيئا قال نعم قال من قال ذاك الرجل
القائم قال على أي حال
__________________
أعطاكها قال وهو
راكع قال وذلك علي بن أبي طالب فكبر رسول الله عند ذلك وهو يقول ( وَمَنْ
يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ
الْغالِبُونَ ) .
ورواه بالسند
المتصل إلى محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس فأنشد حسان بن ثابت يقول في
ذلك :
أبا حسن تفديك
نفسي ومهجتي
|
|
وكل بطيء في
الهدى ومسارع
|
أيذهب مدحي
والمحبر ضائعا
|
|
وما المدح في
جنب الإله بضائع
|
فأنت الذي أعطيت
إذ كنت راكعا
|
|
أقول فدتك النفس
يا خير راكع
|
فأنزل فيك الله
خير ولاية
|
|
فبينها في محكمات الشرائع
|
وروى في إسناده
المتصل عن جعفر بن محمد أنها نزلت في علي وروي عن الباقر كلاما يشتبه الحال فيه .
وروى بإسناده
المتصل عن عبد الوهاب بن مجاهد عن ابن عباس ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال علي بن أبي طالب :
وروى مسندا إلى
مجاهد أنها نزلت في علي بن أبي طالب ولم أحك اللفظ.
وروى ذلك في إسناد
متصل بعلي بن أبي طالب 7 ورواه مرفوعا إلى عمار بن ياسر ورواه في إسناد متصل بميمون
بن مهران عن ابن
__________________
عباس أنها نزلت في
علي بن أبي طالب .
ورواه في إسناد
متصل بسلمة بن كهيل وروى ذلك في إسناد متصل عن الحسن بن زيد عن أبيه عن آبائه ورواه من
طريق آخر عن ابن عباس ومن طريقين آخرين ومن طريق آخر متصل بابن عباس .
[ وروى بإسناده
المتصل عن مجاهد ] .
[ ورواه بإسناد
متصل عن السدي ] ورواه في إسناد متصل بالضحاك عن ابن عباس ورواه الثعلبي في
إسناد متصل بعباية الربعي في متن مطول حسن قال في سياقه قال أبو ذر فو الله ما
استتم رسول الله 9 حتى أنزل عليه
جبرئيل 7 من عند الله عز وجل فقال يا محمد اقرأ قال وما أقرأ قال اقرأ ( إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ).
وذكر أن إعطاء
السائل الخاتم كان بعين النبي 9 ودعاءه بعد ذلك
اللهم ف ( اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) ... ( وَاجْعَلْ
لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) عليا اشدد به ظهري وحكى الثعلبي عن السدي وعتبة بن أبي حكيم
وعتبة بن عبد الله إنما عنى بقوله سبحانه ( وَالَّذِينَ آمَنُوا
__________________
الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) علي بن أبي طالب
مر به سائل وهو في المسجد فأعطاه خاتمه .
أقول : وقد روى
الثعلبي بإسناد عن ابن عباس أنها نزلت في عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله 9.
وروى الشيخ الفاضل
العالم يحيى بن البطريق من طريق ابن المغازلي الشافعي بالإسناد الذي له إليه قال
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان
البزاز إذنا قال حدثنا الحسن بن علي العدوي قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا عبد
الرزاق قال أخبرنا مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) قال نزلت في علي 7 .
وهذا طريق لا أعرف
فيه متهما مقدوحا فيه وفي صحيح النسائي عن ابن سلام قال أتيت رسول الله 9 فقلنا يا رسول الله إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله
وأقسموا لا يكلموننا فأنزل الله تعالى ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية ثم أذن بلال موذنه لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن
بين ساجد وراكع وسائل يسأل فأعطى علي خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول الله 9 فقرأ
__________________
علينا رسول الله ( إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) إلى آخر الآية .
أقول إن الترجيح
لما رويناه من وجوه.
أحدها كثرة
الرواية والقائلين ونزارة هذه الرواية.
الوجه الثاني أن
أيام رسول الله عقبتها دول مختلفة منها دولة بني أمية وعبد الله بن الزبير والجميع
أعداء مجاهرون إلا عمر بن عبد العزيز وكان معاوية يبذل الرغائب على الوضع من علي 7 وسبه وكانوا
يعلمون الصبيان في المكاتب فنونا تضع من علي 7 حتى أن معاوية بذل لسمرة بن جندب أربعمائة ألف
درهم على معنيين يجعل أحدهما في علي والآخر في عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله فأجاب
إلى ذلك وهو قوله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) والمعنى الآخر ( وَإِذا
تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها ) المعنى المتعلق
بالمدح في
__________________
عبد الرحمن
والمتعلق بالذم في علي.
ثم إن الرواية عن
ابن عباس ليس فيها صورة حال وجملة من هذه الروايات فيها صورة أحوال وهي قرينة صوابها.
وأما رواية ابن
عباس إن صحت عنه فلعله سمع من غير ثقة فأدى ذلك على ما سمع أو حسن ظنه مثلا بمن لم يحسن الظن
به.
وتعلق الجاحظ في
الخلاف بفنون منها أن عليا كان أزهد الناس فكيف يحول الحول وعنده مال يجب فيه
الزكاة .
قال ولو كان ذلك
كذلك ما كان بلغ من قدر صنيع رجل في إعطاء درهم ودرهمين من زكاته الواجبة ما إن
يبلغ به إلى هذه القدر الذي ليس فوقه قدر .
قال وكيف اتفق له
ألا يزكى إلا وهو يصلي قال فإن لا تفيد الآية الدلالة إلا أن تكون مشهورة كقصة الغار أو يكون لفظه
يدل على غير ما قال غيرهم أو أن ينص الرسول على أن هذه الآية نزلت في علي ولو كان
كذلك ما اختلف فيه أصحاب التأويل .
__________________
والذي أقول على
هذه الجملة إن أبا عثمان أسلف فيما مضى أن أبا بكر أزهد من أمير
المؤمنين وهاهنا ذكر أن أمير المؤمنين أزهد الناس فهو لا محالة كاذب في أحد
القولين.
قوله كيف يجامع
الزهد استبقاء المال حولا يجب فيه الزكاة قول ساقط من وجوه أحدها أن الله تعالى
قال لرسوله 9 ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى
عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) أي لا تكن بخيلا
ولا متلافا فتعينت متابعته ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .
أضربنا عن هذا
فبناء الجاحظ على أن الزكاة وجوبها محصور في حئول الحول دليل جهله
إذ الغلات لا يراعى في وجوبها الحول فلعل مولانا زرع زرعا أو جاءه ثمر نخل تعينت فيه
الزكاة وكان أداؤه في وقت ذلك.
أضربنا عن هذا فهل
يستنكر لزاهد أو نبي أن يكون عنده خمسة أباعر لسفره وحركته ومنفعته الفنون في حضرته؟
هذا لا ينكره إلا
سفيه لا يعرف السنة ولا مذاهب الحكمة وشرف المزايا إذ من بذل ما في يديه احتاج إلى
غيره وذل لمن سواه والمؤمن لا
__________________
يذل نفسه وما كل
نفس ترضى بالمهابط السفلية والرذائل الدنية.
قوله وما بلغ من
قدر الصدقة بدرهمين حتى يبلغ به هذا المبلغ .
قلت هذا مع الذي
قررناه من صواب الرواية بحث مع إله الوجود.
أضربنا عن هذا فإن
الذي شرع فيه ناقضا لغرضنا بان لغرضنا إذ كان الشكر التمام كما ذكر مع نزارة
الدرهمين برهان إخلاص مولانا صلوات الله عليه وإلا فهي نظرا إلى
حقارتها ليست موضع المدح التام كما ذكر.
أضربنا عن هذا
فلعل الله تعالى جلاله أراد أن يوقظ أحداق الغافلين بالثناء الجم حيث لم يفعلوا مثل فعله مقوما لهم
عوج غفلتهم بذلك.
أضربنا عن هذا
فلعل الله تعالى جلاله أراد أن يبين أن كثيرا ممن يتصدق لا تقارن أعماله
خلوص النية ليرجع إلى الله تعالى في إخلاص النية حيث يرى أثرها.
أضربنا عن هذا
فلعل الله تعالى أراد أن يبين لمن يبالغ في الثناء على إنسان عند إعطاء الأموال
الوافرة أن هاتيك الصدقات غير منوطة بالمقاصد الصالحات لئلا يعتمدوا عليه ويقصدوا
في المهمات إليه فيزلوا.
بيان ذلك أنهم
يرون الثناء الجم توجه لأجل درهمين ولا يتوجه إلى
__________________
غيره بإعطاء المال
الجم أو ليزيل عن خاطر من يظن أنه مخلص أنه مخلص لئلا يدخله الزهو
والعجب.
وأما استطرافه لكونه أدى الزكاة
في حال صلاته لا في غير تلك الحال فإن الجواب عنه بما أنه رأى المحل القابل وقعود
من حضر عن مساعدته فرأى اغتنام رحمته أو لأن الله تعالى بعث ذلك السائل ليظهر للحاضرين
قدر عناية الله تعالى به عقيب صدقته بما أنزل من الآي في مدحته وإرغام الأعداء
بتفخيم ناحيته من حضر منهم ومن غاب عنهم.
وأما قوله إنه إما لفظ دال
أو ما يناسب خبر الغار فقد بينا فيما روينا صريحا عن أعيان وعن النبي 9 بقرائن أحوال أن الآية نزلت في أمير المؤمنين 7.
وأما حديث الغار
فقد تكرر وتكرر الجواب عنه.
وقال لسان
الجارودية عند استثمار الشرف منه :
على أنني راض
بأن أحمل الهوى
|
|
وأخلص منه لا
علي ولا ليا.
|
وأما قوله إن
النبي لو نص على أن الآية في أمير المؤمنين ما اختلفوا فيه فقول رجل جاهل
بالسنة بعيد عن صواب النقل إذ الآثار النبوية مختلفة جدا وما لزم ذلك بطلانها.
__________________
وعلى قود بحث
الجاحظ يلزم الطعن في القرآن المجيد إذ المسلمون مختلفون عنه حسب الآيات
المختلفة في ظاهرها فلأن لزم الاختلاف في التأويل بطلان ما اختلفوا فيه كان هذا
سعيا في فساد القرآن وهو كفر وما يجهل مثل هذا إلا غبي.
هذا فيما يرجع إلى
أحكام ليست أغراضا للمختلفين فكيف ما هو مظنة لاختلاف المختلفين ومنع قول من قال
إن قول الله تعالى ( وَمَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتابِ ) علي .
فقد ذكرنا ما عندنا
في ذلك في مطاوي هذه الأوراق وقرائن الأحوال شاهدة بأنه المحل القابل لها ولو لم
تنطق هذه الرواية بها وقد سلف تبيينه على ذلك.
قال وكذب إن النبي
مات ولم يجمع القرآن إذ القراء المشهورون يروون عن الأوائل الذين مصدر القراءة
عنهم أنهم قرءوه على رسول الله 9 فكيف يقرؤه من لا
يجمعه؟
وقد ذكر ابن عبد
البر المغربي أن جماعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله 9 منهم علي .
__________________
وقد سبق من قبل في
كلام المخذول على ما حكيته عنه أن جماعة كانوا مخصوصين بحفظ القرآن على عهد رسول
الله فكيف يحفظ شيء لم يجمع بعد ولكن المخذول يتكلم بحسب الهوى غير
ناظر في عاقبة.
وطعن بما أن
السائل إذا سأل عن علماء التأويل ذكروا ابن عباس ونحوه ولم يذكروه وقد سبق جواب
الجاهل عن ذلك وأتمم ذلك فأقول :
إنه قد يكون إغفال
ذكره لاشتهار أمره إذ الشمس لا تحتاج إلى دال عليها ولا كاشف لها وأما أن أبا بكر
وعمر لا يذكران في علماء التأويل كما قال فإن الوجه فيه عدم ضبطهما القرآن وحفظه
فكيف يتأول متأول شيئا لا يحويه ولا يدريه.
وقد كان عمر رضوان
الله عليه حفظ البقرة في سبع عشرة سنة وقيل في اثنتي عشرة سنة ونحر جزورا .
وهذا يوضح عذره
رضوان الله عليه في عدم المعرفة بالتأويل وكذا نعذر أبا بكر في عدم المعرفة
بالأب وعمر أيضا .
__________________
ورجح عبد الله بن
عباس في معرفة التأويل قال في معرفته ولم نجد عند أحد شطره ولا قريبا منه يعرض بأمير
المؤمنين.
ويكفينا في
الشهادة على تكذيبه ذل الحبر المعظم ابن عباس بين يديه واستخذاؤه
عند ما نبهه عليه من معنى ( الْعادِياتِ ) عليه وقد سلف من طريق لا يتهم
فأراد الجاحظ أن يضع من علي فرفع منه إذ كان المدعى له معرفة التأويل ضارعا عنده
مستفيدا منه مقرا على نفسه بالعجز عن مداناته على ما أسلفت فأراد الجاحظ أن يذم
فمدح وأن يفضح فافتضح.
__________________
وأما أنه لو كانت
الآية كما تزعم الروافض كما قال لعرفها ابن عباس فقد روينا عنه ما يشهد بما
حاولناه من غير طريق الروافض كما زعم وأراه إشارة إلى قوله تعالى ( إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية. ادعى أن العثمانية فضلت أبا بكر على علي بما أن النبي
9 سماه الصديق قال ولم يسم
النبي عليا باسم يبينه به .
وهذا قول جاهل
بالسيرة أو معاند وكلا القسمين يمنعان ذا الدين أن يجاري أهل الفضل في ميادينه
ويساميهم في براهينه إذ قد روى المحدثون من غيرنا أن رسول الله 9 بانه بكونه أمير المؤمنين ذكر أخي السعيد
رضى
__________________
الدين قدس الله تعالى
روحه فيما سطره إلي ما صورته
__________________
ومن جملته باب
فيها كتاب له أول بخطبة وأخر نحو سبع كراريس تضمنت مائة وخمسة أحاديث عن ثمانية
عشر شيخا برجالهم إلا شاذا عسى فيه بعض رجالهم كما ذكر من عدها في تسمية مولانا
علي صلوات الله عليه في حياة النبي 9 بأمير المؤمنين منها ما سماه الله تعالى جلاله به ومنها ما سماه
جبرئيل 7 به ومنها ما سماه رسول الله 9 بالوحي.
ومنها ما قاله ولم
يذكر أنه أوحى إليه .
ومنها ما سماه به حيوان صامت.
ومنها ما سماه به
جماد بإذن الله جل جلاله وذكر غير هذا.
وفي بعض ما ذكرت
مقنع إذ هو في مقابلة دعوى لا أصل لها.
ثم من طريف الأمور
أن يدعي إجماع المسلمين على هذا الاسم وأنه لأبي بكر دون غيره .
واعلم أن الذي يرد
على عدو السنة فيما قال ما رواه الشيخ الثقة يحيى
__________________
بن البطريق من طريق الشيخ
الجليل الحافظ ربع السنة أحمد بن حنبل بالإسناد الذي له إليه في مسنده قال حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن نمير وأبو أحمد الزبيري قالا
حدثنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمر عن عمارة بن عبد الله قال سمعت عليا 7 يقول أنا عبد الله وأخو رسوله قال ابن نمير في حديثه وأنا
الصديق الأكبر لا يقولها بعد قال أبو أحمد بعدي إلا كاذب مفتر ولقد صليت قبل الناس
سبع سنين قال أبو أحمد ولقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين .
وتقرير العمل بهذه
الرواية ـ ما رويناه من طريق القوم من أن الحق معه.
وبالإسناد قال
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد
__________________
قال حدثنا الحسن
بن عبد الرحمن الأنصاري قال حدثنا عمر بن سميع عن ابن أبي ليلى عن أبيه قال قال رسول الله 9 الصديقون ثلاثة
حبيب بن موسى النجار وهو مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم وقد رويناه عن
الثعلبي ورواه الشيخ يحيى عن ابن المغازلي .
إذا عرفت هذا فأين
التعلق بما لا يعرف أصله من التعلق بما يعرف أصله من طريق من لا يستغش ولا يتهم.
قال وإن جميع
الأمة قالت يا خليفة رسول الله .
وهذه نطقات عاجز
عن إقامة البراهين فيتعلق بالدعوى مع العلم بعدم الموافقة من جماعة المسلمين عليها
وإن الإجماع مع دفع العوارض التي في هذا المقام وتحصيله استقراء في مقام الممتنع
فكيف في مثل هذا المقام والعيان يخالفها.
وذكر أشعارا تساعده
وإن استشهادا بشعر في مدح رئيس اجتمع أكثر
__________________
الناس عليه طريف إذ الشعراء
يميلون إلى الجانب الذي تحصل أغراضهم يذمون الممدوح ويمدحون المذموم ( أَلَمْ
تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ) إلى آخر السورة .
وعارض بالاعتماد على
قول رشيد الهجري والسيد الحميري
__________________
ومنصور النمري .
__________________
والذي يقال على
هذا الكلام وقد يظنه معارضا قويا وليس به إن أولئك المادحين مدحوا والدولة لمن
مدحوه قائمة ونجومها ناجمة ورشيد مدح والأرواح من شيعة أمير المؤمنين تختطف اختطاف
العقبان البغاث وكان رشيد أحدهم قطع ابن زياد يديه ورجليه وقطع لسانه وصلبه وقد
كان أمير المؤمنين 7 أخبره بذلك وأخبر به ابن زياد لعنه الله وبعد ذلك لم ينزع
عن بغضته ومسبته أسوة بقوم صالح.
والحميري مدح
والخليفة المنصور بن العباس وهو عدو هذا البيت يصطلم أرواح أكابره مجدا في هدم سور
مفاخره.
والنمري كان على
ما أرى في أيام الرشيد وما يتخيل لي أن بني أمية كثرته في اصطلامهم وترشيفهم كئوس حمامهم فأين المادح وهو
آمن راغب من المادح وهو خائف آيس مع أن الذين أشار إليهم إن أوردوا أشعار من ذكر
فليس على جهة البرهان فإن كان الجاحظ توهم غير ذلك فقد غلط.
وتعلق بقول ابن
عباس لعائشة نحن سمينا أباك صديقا وهذا إن ثبت فمعناه بطريقنا سمي أبوك صديقا
والقرائن دالة على ذلك إذ فنون
__________________
[ كلمات ] ابن عباس تشهد ـ لأمير
المؤمنين 9 بعلو الدرجات الساميات وأنه الشمس التي لا تكسفها يد الحادثات الصادق في اللهجات وأن حال بني هاشم
مع الذي تقدم عليهم ظاهر في المعاينات.
قال ثم الذي كان
من تأمير النبي 9 ـ أبا بكر عليه
حين ولاه الموسم وبعثه على الحاج سنة تسع وبعث عليا يقرأ آيات من سورة
براءة وكان الإمام وعلي المأموم وكان أبو بكر الدافع ولم يكن لعلي أن
يدفع حتى يدفع أبو بكر .
والذي يقال على
هذا إن رسول الله 9 بعثه على الموسم
مقدما حيث عرف أنه لا طعن ولا ضرب ولا قتال ولا حرب أميرا على من كان بعثه إليهم
وليس لأمير المؤمنين صلوات الله عليه نصيب في تقديمه
عليه إذ لم يكن عزم رسول الله أن يبعثه إلى مكة قبل أمر الله برد أبي بكر وأخذ
الآيات منه فلما أخذها منه وفيها نوع منابذة للكفار بعث بها مع من لا يهاب اللقاء
ولا يخاف الأعداء .
وإذا اعتبر هذا
المعنى دل على فضيلة أمير المؤمنين على من سواه وأن غيره لا يسد مسده ولا ينهض
معناه بمعناه وما برهانه على أن أبا بكر
__________________
كان الإمام وعلي
المأموم وأنه لم يكن لعلي أن يدفع وقد بينا دفعه عن ذلك بأنه ولاه الموسم على
الجماعة الذين بعث إليهم و لم يكن علي صلوات الله عليه ممن جرى في خاطره
المقدس أن يكون في جملتهم حاضرا مع جماعتهم.
ثم الوجه المانع لكونه كان أميرا
على أمير المؤمنين قدوة للدافعين ما ثبت من كونه صلّى الله عليه مسمى الله من رسول الله بأمير المؤمنين فإذن هو أمير كل من ثبت كونه مؤمنا من
المؤمنين إلى يوم الدين.
مع أن أبا الفرج
الأصفهاني الأموي روى في إسناد متصل بعبد الله بن عمر ما يشهد بأن رسول الله خير أبا بكر على لسان أمير المؤمنين أن يتوجه مع
علي وعلي أمير عليه أو يرجع فرجع وما ذكر أنه عاد .
وأما أنه إمام في
الصلاة فإنهم يروون أن رسول
الله 9 قال يؤمكم أقرؤكم ولا
يختلف الناس في أن أمير المؤمنين أقرأ من أبي بكر رضوان الله عليه وهذا مما لا
يحتاج إلى برهان يدل عليه و لأنه
__________________
بما أسلفنا وبغيره
مما تركنا كان أفضل منه والمفضول لا يتقدم على من هو أفضل في كل شيء منه
ولأنا قد روينا أن رسول الله 9 قال إنه إمام
المتقين فكل من ثبت أنه متق فهو إمامه بالنص فكيف يتقدم المأموم
الإمام والعجز السنام .
وصادم الجاحظ ولم
أكن تأملت كلامه في وجه بما أن مصادمة علي بقراءة الآيات لم يكن أبو بكر خاليا من
خطر قراءتها لأنه الأمير .
والجواب بما أن
أمير المؤمنين صلوات الله عليه المخاطر وأنه صاحب الخطر بها والأمير المشار إليه
عيال عليه.
وأورد على فضيلة
أمير المؤمنين بكون رسول الله قال لا يؤديها إلا أنا أو رجل مني بأنه لم يكن
بحضرته أبو بكر والذي يقال على هذا أنه كذب بيان ذلك :
من مسند ابن حنبل
يرفع الحديث إلى أنس بن مالك أن رسول الله بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما
بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده وقال لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي فبعث عليا 7
__________________
وفي غير هذه
الرواية من طريق ابن حنبل :
__________________
قال رجل لو لا أن
يقطع الذي بيننا وبين ابن عمك من الحلف فقال علي لو لا أن رسول الله 9 أمرني ألا أحدث شيئا حتى آتيه لقتلتك .
ومن تفسير الثعلبي
من حديث مطول فخرج علي 7 على ناقة رسول الله 9 العضباء حتى أدرك
أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه فرجع أبو بكر إلى النبي 9 فقال يا رسول الله
بأبي أنت وأمي أنزل في شيء قال لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني .
__________________
فإذا عرفت هذا بأن
لك بهت الجاحظ أو جهله وكل محذور.
ثم بيان نقصه في البصيرة
أنه فرق في غير موضع الفرق إذ كلمة رسول الله 9 لا يبلغها عني إلا
رجل مني لا يفرق الحاصل منها بين حضور أبي بكر وغيبته.
واعترض على لسان
العثمانية تفضيل علي بهذه الكلمة بما أن العقود وحلها ترجع إلى الحال أو بعض رهطه
كأخ وابن عم وهذه دعوى لا نعرفها ولا دليل عليها وعلى قود ما قال كانت
تقف حال من لا نسب له قريبا في هذه الصورة .
وذكر تقديمه له في
الصلاة ولا يعرف برهان ذلك وليست الإمامة عندهم في الصلاة برهان الفضيلة
التامة.
وقال حاكيا فيما يدل على تفضيل النبي
9 عليا قوله يوم غدير خم
وهو قابض على يده وقد أشخصه قائما لمن بحضرته من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم عاد
من عاداه ووال من والاه
__________________
وقوله : « أنت مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ».
وقوله اللهم ائتني
بأحب الناس إليك يأكل معي من هذا الطير ثلاثا كل ذلك يحجبه أنس طمعا أن يكون
أنصاريا فأبى الله إلا أن يجعله الآكل والآتي والأحب.
ومن ذلك أن النبي 9 لما آخى بين أصحابه فقرن بين الأشكال وقرد بين الأمثال جعله
أخاه من بين جميع أمته.
وذكر ما حاصله أن
المناط الأقوم الإنصاف يريد بذلك التسوية بين إثبات ما روي في فضل أمير المؤمنين
وفضل غيره في كلام بسيط يأتي بعده فنون أحاديث في فضل جماعة من الصحابة.
والذي أقول عند
هذا منصفا إن الحال في الروايات والانتفاع بها ينقسم قسمين أحدهما فيما يرجع إلى
البناء عليها والثاني فيما يرجع إلى الإلزام بها.
فأما الذي ينتفع
به فهو ما ثبتت عدالة رواته أو كان المخبرون به متواترين وأما ما يرجع إلى الإلزام
فمهما كان مما يتعين على الخصم الالتزام به فإذا وردت رواية تختص بمذهب ناصرة له فلا
تخلو أن تكون من طريق قويم أو لا قويم فإن كان قويما فلا تخلو أن يكون بمقام
الموافقة للخصم عليها أو لا فإن كان الأول كانت حجة في نفس الأمر
__________________
حجة على الخصم وإن
لم يوافق الخصم عليها ولا تلزم قواعده فليست حجة على الخصم وهي نافعة للمذهب
الذي وردت من جهته وإن كانت واردة لا من طريق قويم وليست حجة عند
أربابها ولا عند خصومهم وإن كانت واردة من جهة الخصم ناصرة لمذهب خصمه كانت حجة
عليه يلزم بها وقرينة نافعة لخصمه الذي لا يعتمد اعتمادا تاما على روايته.
وإذا تقرر ذلك
فإذا روى خصمنا حديثا ناصرا لنا كان حجة عليه لا محالة إذا كان مما يبنى عليه.
أو نقول إنه نوع
حجة وإن لم يكن الحديث معتبرا بما أن التهمة زائلة عنه فالضعيف مما يرويه خصمنا
بمقام القوي لهذه العلة.
وإن روى حديثا في
نصرته كان بمقام التهمة لا يحتج به علينا كما إذا روينا حديثا من جهتنا نصادم به
خصمنا فإنه لا يخصمه وهو باق على مذهبه إلا أن يقول يتعين عليه النظر في أصل
المذهب ليبنى على ما رويناه وذلك لا ينفع في بادئ المدافعات بل هو شيء يرجع إلى ما
ينبغي للعاقل أن يعتمد عليه من تحرير المقاصد.
وإن روى الخصم لنا
[ له ] وعليه كان الترجيح لما عليه إذا كان ثبتا إلزاما وصحة لبعد
التهمة وإن كان غير ثبت فقد ذكرنا ما فيه من كون ذلك أرجح فيما يتعلق بنا لبعده عن
التهمة إذ المدلس لا يتهم لنا إذا كان من جهتهم.
__________________
وإذا عرفت هذا
فنقول أما حديث الغدير وقول النبي 9 في شأن علي من كنت مولاه إلى
آخره فإن الشيخ الحافظ المعظم ربع المنتسبين إلى السنة أحمد بن حنبل روى بإسناده
الذي لا أعرف فيه رافضيا كما يقول في قصة الغدير وفي سياقه يقول البراء بن عازب عن النبي
9 وأخذ بيد علي فقال ألستم
تعلمون أني ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ ) مِنْ
أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى قال ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى
فأخذ بيد علي فقال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة
وبإسناده الذي لا
أعرف فيه رافضيا كما زعم مرفوعا إلى زيد بن أرقم وقال في السياق فقال النبي
أولستم تعلمون أولستم تشهدون أني
__________________
أولى بكل مؤمن من
نفسه قالوا بلى قال فمن كنت مولاه إلى آخره.
وبإسناده عن أبي
الطفيل وذكر نحوه وفي آخره اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وبإسناده عن أبي
الطفيل عن أبي السريحة أو زيد بن أرقم شعبة الناسي قال من كنت مولاه فعلي مولاه .
[ وبإسناده عن
رياح بن الحرث وسمع أن أبا أيوب روى عن النبي من
__________________
كنت مولاه فعلي
مولاه ]
وبإسناده عن زاذان
وأنه سمع ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله 9 يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه .
وبإسناده عن عطية
العوفي عن زيد بن أرقم وروى نحو هذا عن النبي
__________________
وقال إنما أخبرك
بما سمعته.
وبإسناده عن سعيد
بن وهب قال نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي 7 فشهدوا أن رسول
الله 9 قال من كنت مولاه فعلي
مولاه .
وبإسناده عن أبي
إسحاق سمعت عمر وزاد فيه أن رسول الله 9 قال اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه .
وبإسناده عن
البراء بن عازب قال أقبلنا مع النبي 9 في حجة الوداع
وقال في السياق عن النبي 7 في علي اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر فقال
هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
__________________
وبإسناده عن زيد
بن أرقم عن النبي 7 في شأن علي من كنت مولاه فعلي مولاه .
وبإسناده عن طاوس
عن أبيه عن النبي 7 يقول في شأن علي من كنت مولاه فعلي مولاه .
وبإسناده عن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله 9 من كنت مولاه فعلي
مولاه .
وبإسناده عن بريدة
عن النبي 7 يقول في شأن علي من كنت مولاه فعلي مولاه .
__________________
ورواه ابن مردويه
من طرق كثيرة جدا وهو ممن لا يتهم على نفسه وأهل نحلته وهو أحد الحفاظ فمما روى
فيه عن عمر الإقرار له بأنه مولاه فربما كانت رواية ابن مردويه خمس كراريس زائدا
فناقصا.
ورويت في بعض
أسفاري يقول من رويت عنه عمي روى عنه نقله شيخ المحدثين وأحد أئمة المسلمين أحمد بن
حنبل من ست طرق ومن الجمع بين الصحاح الستة ـ لرزين العبدري إمام الحرمين
من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن ومن صحيح الترمذي عن أبي سريحة وزيد بن أرقم ونقله الدارقطني
في جامعه عن عمر بن الخطاب من طريقين .
وعن ابن عباس من
طريق آخر وعن عدي بن ثابت من طريق واحد. وساقه الإمام الحافظ النسائي في كتابه
خصائص أمير المؤمنين 7 من تسع طرق عن زيد بن يثيع من طريقين وعن زيد بن أرقم من
طريقين وعن البراء بن عازب من طريق واحد وعن ابن حصين من طريق عبد الله بن عمر .
وساقه أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير
__________________
والتاريخ الكبير
من خمسة وسبعين طريقا .
ورواه أبو بكر
الجويني من مائة وخمسة وعشرين طريقا
ابن عبدة رواه من مائة
وخمس طرق
الحافظ أبو بكر بن
مردويه يرويه عن مائة نفر من أصحاب رسول الله منهم نساء خمس
الحافظ أبو العلاء
الهمداني يقول أنا أرويه عن مائتين وثلاثين
__________________
طريقا ونقله مسلم
بن الحجاج ومسلم بن الهيثم النيسابوري.
ورواه أبو نعيم
الحافظ في كتابه حلية الأولياء .
نقله الفقيه العدل
أبو الحسن علي بن خمارويه الشافعي الواسطي من اثنين وسبعين طريقا منهم نساء ست منهم فاطمة بنت رسول
الله 9 وعائشة بنت أبي بكر
الصديق وفاطمةبنت حمزة بن عبد المطلب وأم سلمة زوج النبي 7 وأم هانئ بنت أبي
طالب وأسماء بنت عميس الخثعمية.
ورواه أبو العباس
أحمد بن عقدة من مائة طريق.
قال الفقيه برهان
الدين حجة الإسلام أبو جعفر محمد بن علي
__________________
الحمداني القزويني سمعت بعض أصحاب
أبي حنيفة يقول شاهدت بالكوفة شابا بيده مجلدة يذكر فيها روايات هذا الكتاب مكتوب
عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طريق خبر قوله 7 من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه في المجلدة التاسعة
أخبرني.
وقد رأيت الاقتصار
على هذا فكيف يتقدر من ذي لب أن يتهم هؤلاء ولا أعرفهم متهمين ولا رافضة كما يزعم
عدو أمير المؤمنين 7 قال الحافظ المعظم
أبو عمر صاحب كتاب الاستيعاب الشاطبي وليس من الروافض في شيء وروى أبو هريرة وجابر
والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحد منهم عن النبي 9 أنه قال يوم غدير
خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وبعضهم لا يزيد على
من كنت مولاه فعلي مولاه .
وروى سعد بن أبي
وقاص وأبو هريرة وسهل بن سعد وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وعبد الرحمن بن عمر وعمران بن
الحصين وسلمة بن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي ص
__________________
أنه قال يوم خيبر
لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله
على يديه ثم دعا له وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله عليه.
قال أبو عمر وهي
كلها آثار ثابتة وأما قوله 7 أنت
__________________
مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فإن الحافظ المعظم صاحب
__________________
كتاب الاستيعاب
المغربي قال رواه جماعة من الصحابة وهو من أثبت الآثار
__________________
وأصحها رواه عن النبي
9 سعد بن أبي وقاص وطريق
حديث سعد فيه كثيرة جدا قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره.
ورواه ابن عباس
وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وجماعة يطول ذكرهم .
وأرى ابن مردويه
الشيخ المقدم الحافظ رواه في نحو كراستين.
ورواه الشيخ
المعظم ابن البطريق في نحو كراسة .
وممن رواه الشيخ
المعظم ربع السنة أحمد بن حنبل والبخاري ،
__________________
ومسلم .
وأما حديث الطائر
فرواه الشيخ الحافظ المعظم يحيى بن البطريق عن ربع السنة ابن حنبل وعن الشيخ الحافظ ابن المغازلي ومن الجمع بين
الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب 7 من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن .
أقول مجموع
الروايات نحو خمس قوائم.
قال الشيخ المعظم
يحيى بن البطريق قال ابن المغازلي قال
__________________
أسلم روى هذا
الحديث عن أنس بن مالك يوسف بن إبراهيم الواسطي وإسماعيل بن سليمان الأزرق و الزهري وإسماعيل
السدي وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثمامة بن عبد الله بن أنس وسعيد بن زربي .
قال ابن سمعان
سعيد بن زربي إنما حدث به عن ثابت عن أنس.
وقد روى جماعة عن
أنس منهم سعيد بن المسيب وعبد الملك بن عمير ومسلم الملائي وسليمان بن حجاج الطائفي وابن أبي
الرجاء الكوفي أبو الهندي وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر ونعيم بن سالم بن هبيرة
وغيرهم.
قال ابن سمعان وهم
أسلم في قوله سعيد بن زربي لأن سعيد بن زربي إنما حدث به عن ثابت البناني عن أنس . وأما حديث
المؤاخاة
__________________
فإن الشيخ العالم
الفاضل يحيى بن البطريق رواه عن الشيخ المقدم ربع السنة أحمد بن حنبل رفعه إلى سعيد بن
المسيب أن رسول الله 9 آخى بين أصحابه
فبقي رسول الله 9 وبقي أبو بكر وعمر
وعلي فآخى بين أبي بكر وعمر وقال لعلي 7 أنت أخي .
وفي حديث آخر أن
عليا لما قال آخيت بين الناس وتركتني قال ولمن تراني تركتك إنما تركتك
لنفسي .
وفي حديث آخر عن
زيد بن أبي أوفى نحو الأول وفيه زوائد عدة منها وأنت معي في قصري في الجنة
مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي
__________________
ورواه بإسناده
أيضا من طريق حذيفة .
ورواه عن ابن
المغازلي
__________________
من عدة طرق .
ورواه من الجمع
بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين 7 من سنن أبي داود
وصحيح الترمذي قال عن ابن عمر لما آخى رسول الله 9 بين أصحابه جاء علي 7 تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني
وبين أحد قال فسمعت النبي 7 يقول أنت أخي في الدنيا والآخرة .
وأقول إن الشيخ
الحافظ ابن مردويه رواه في نحو سبع قوائم وليس هذا الكتاب جمع الفضائل إذ ذلك لا ينحصر وإنما ذكرنا
ما ينبه على غرضنا ويدل عليه.
ولنذكر الآن ما
أورده الجاحظ على هذه المتون ونتكلم عليه إن شاء الله تعالى. قال إن قوله 7 وعاد من عاداه
إنما سمعناه من
__________________
الشيع ولم نجد له أصلا
في الحديث المحمول .
والذي يقال على
هذا إن الجاحظ متهم فيما تقوله وهذا لا شبهة فيه وهو جاهل بالقرآن والسنة مدع المحال
بيانه :
أنه جهل أن في
القرآن ( فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ ) وادعى الإجماع
على أن قوله تعالى ( وَالَّذِي قالَ
لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) نزل في عبد الرحمن بن أبي بكر وكذبته عائشة.
وادعى الإجماع على
أن قوله تعالى ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ) نزل في أبي بكر.
ويرد عليه العيان
وكذا غير هذا مما ادعى فيه الإجماع ولا نعرفه في الآحاد وقد أسلفنا قواعد الحديث
جلية من جهة القوم ثابتة جدا.
وكذا ادعى أن قوله
7 أنت مني بمنزلة هارون من موسى لم يروه إلا شخص وهو كذب صريح يرد
عليه العيان وقد أسلفت ذلك.
وقد أوردت من
قواعد الحديث على عين ما أنكره جملة كافية ويكفي في ثبوت ذلك كون المعظم ربع السنة
ارتضى الرواية وهو أعلم بالحديث منه ولا نسبة بينه وبينه وقد أسلفت من
طريق أبي عمر الشاطبي صاحب كتاب
__________________
الاستيعاب الخبير
العارف المعظم الذي لا يتهم وليس من الرفض في شيء أن هذه الصورة التي أنكرها ثابتة
فظهر كذب ملقح الفتن.
وأما الرواية من
طريق ابن مردويه فتكاد تلحق بالتواتر.
وقال إن قوله 7 من كنت وليه فعلي
وليه يشركه فيه سعد بن معاذ وكذب لأن اللفظة إما أن يريد بها الأولى أو الناصر فإن كان
الأول امتنع إجماعا إذ ما عرفنا بشرا يقول عن بشر إنه يقول كل من كان الرسول أولى
به فإن سعدا أولى به وإن كان يريد الناصر فمن أين اقتحم وقال إن كل من نصرته فإن
سعدا ناصره هذا قول سفيه يتقحم في مساقط الزلل عيانا أو سفها.
ثم إنه عدل عن
قوله 7 مولاه إلى وليه وقد روينا الرواية صريحة بمولاه وقال إنهم رووا
لعلي كلاما قبيحا .
والذي أقول على
عدو الله وعدو رسوله ساب الله ورسوله المنافق بالنص الصحيح عند القوم ملعون
القنابر على ما رويت من جهة من لا يتهم إذ صورة هذا الكلام يقتضي بغضته أمير المؤمنين 7 وذلك ثمرته.
أقول من الذي روى
ومن الذي قال ولأن فتح باب رووا فلنا
__________________
أن نقول سمعنا من
يقول لعن الله الجاحظ وأخزاه وجعل مثواه درك الجحيم غير مسندين ذلك
إلى أصل ثابت وقاعدة وكما أن ذلك ما كان يجوز لنا قبل أن يثبت عندنا جوازه فكذا كان ينبغي له أن
يتوقف كما توقفنا وعدل المنافق بالرواية عن وجهها إلى كون ذلك إشارة إلى زيد بن
حارثة وأن النبي 7 قال من كنت مولاه فعلي مولاه وهذا لا يقوله
إلا معاند فاجر.
أين نسبة ما
رويناه عمن لا يتهم من الأشياخ المعظمين من صورة حال هذا القول وما ذهب إليه
السفيه أبو عثمان وفرع على هذا هذيانا لا أصل له على قاعدته في التعرض بالكتاب
والتصغير له.
وذكر أنه أسلف في
صدر كتابه أن إسلام زيد كان قبل إسلام علي وأنه دل على فضيلة إسلامه على إسلام علي
وكذب كيف يكون الدليل في جهة الممتنع والبرهان في قبيل المتعذر وقد روى
علماء الحديث وحفاظه خلاف ذلك فيما سلف ونؤكده إن شاء الله تعالى بما يقتضيه ضيق الوقت والرغبة في
المبادرة.
__________________
روى الحافظ ابن
مردويه قال حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف قال حدثنا علي بن المنزل الربيعي
قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أمير المؤمنين المأمون قال حدثنا أبي الرشيد عن أبيه
المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس قال سمعت عمر بن
الخطاب 2 يقول قال النبي 9 يا علي أنت أول
المسلمين إسلاما وأنت أول المؤمنين إيمانا .
وروى المشار إليه
فقال حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى قال حدثنا الحسين بن معاذ بن حرب قال حدثنا
محفوظ بن أبي توبة وواصل بن عبد الأعلى قالا حدثنا ضرار بن صرد قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي يذكر عن
الحسن عن أنس أن رسول الله 9 قال علي أعلم
الناس علما وأقدمهم سلما حدثنا إبراهيم بن
محمد بن موسى حدثنا الحسن بن علي بن نصر قال حدثنا محمد بن السكن الأبلي قال حدثنا
داود بن المفضل الطائي قال حدثنا أبو محمد السلمي عن محمد بن واسع عن عبد الله بن
الصامت عن أبي ذر قال دخلنا على النبي 9 فقلنا من أحب
أصحابك إليك فإن كان أميرا كنا معه وإن كان نائبة كنا من دونه قال هذا علي أقدمكم
سلما وإسلاما
__________________
وروى نحو كراستين
مع الذي نقلت من كتابه.
وليس الغرض
المبالغة في هذا وشبهه إذ ليس هذا موضع الإيغال في هذه المقامات.
ورواه صاحب العمدة
عن أحمد بن حنبل في أسانيد كثيرة منها ما رواه ولده عنه عن عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني عثمان
الجذري عن مقسم عن ابن عباس أن عليا أول من أسلم ورواه عن الثعلبي
__________________
والشافعي ابن
المغازلي في عدة أحاديث .
وأقول إن صاحب
كتاب الاستيعاب المعظم الذي ليس برافضي ولا يتهم فضله وبعده عن الشيعة معروف ذكر ما صورته :
وروى عن سلمان
وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب
أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره وقال ابن إسحاق أول من آمن بالله ورسوله محمد 9 من الرجال علي بن أبي طالب وهو قول ابن شهاب إلا أنه قال من
الرجال بعد خديجة وهو قول الجميع في خديجة .
وذكر غير ذلك في
ممادحه ثم قال حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا
__________________
قاسم بن أصبغ قال
حدثنا أحمد بن زهير بن حارث قال حدثنا الحسن بن حماد قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بلخ عن عمر بن ميمون عن ابن
عباس قال كان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة
قال أبو عمر هذا
إسناد لا مطعن فيه لأحد لصحته وثقة نقلته .
وهو يعارض ما ذكر عن ابن عباس في
باب أبي بكر والصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر .
الإشارة إلى طريق
الرواية في باب أبي بكر.
روى عن أبي بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا شيخ لنا قال حدثنا مجالد عن الشعبي عن ابن عباس أنه سئل عن أول
الناس إسلاما فقال أما سمعت قول حسان إشارة إلى أبي بكر
والذي أقول على
هذا إنه ضعيف من وجوه أحدها جهالة الشيخ والثاني معرفتنا بأن الراوي الشعبي وهو
منحرف عن أهل البيت صاحب
__________________
عبد الملك سارق
الدراهم على ما يرويه الخصوم.
وقال ابن حبان عن
مجالد إنه كان رديء الحفظ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به وحكى
عن يحيى بن معين أنه ضعيف وعن الشافعي ما يناسب هذا .
وذكر ابن حبان أنه
روى عن الشعبي وذكر غير هذا .
ثم إن ابن عباس ما صرح
بالخلاف ولو ثبتت الروايات متساوية كان الرجحان لما رووه لنا لا علينا لبعد
التهمة.
قال ولو كان هذا
الحديث مجتمعا على أصله وصحة مخرجه وكان لا يحتمل من التأويل إلا معنى
واحدا ما اختلف في تأويله العلماء ولا اضطربت فيه الفقهاء ولكان ذلك ظاهرا
لكل من صح لبه وحسن بيانه ولا سيما إذا كان الحديث ليس مفصحا عن نفسه ومعربا عن
تأويله إلا عن قصد الرسول وإرادته لأن يكفيهم مئونة الرؤية والأسباب المشككة
فينبغي على هذا أن يكون علماء العثمانية وفقهاء المرجئة تعرف من ذلك ما تعرف
الروافض و لكنها تجحد ما تعرف وتنكر ما تعلم .
وأرى كلامه هذا
متعلقا بخبر الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه واعلم
__________________
أن هذا الكلام
ساقط جدا من أين يلزم إذا اختلف الناس في تأويل الحديث المشار إليه أن يكون الذين
أشار إليهم عارفين بما تعرف به الإمامية إذ القاعدة الحقة أن المختلفين قد يختلفون
فبعض يصيب في التأويل وبعض يخطئ.
وهذا الكلام الذي
صدر عنه إن كان ما فهم الدرك عليه فيه فهو بليد وإن كان عرفه وتعصب على أمير
المؤمنين 7 فهو إذن منافق بالحديث الصحيح الشاهد بذلك ثم إنه لو اتفقت الآراء وتناسبت
الاجتهادات فإن الاختلاف في الظاهر لا يندفع إذا كانت شائبة العناد وإنما كانت
الاختلافات تقل إذا كانت المقاصد متناسبة في إيثار الحق ونزع سربال العصبية
ومناسبة الاجتهادات والاعتبارات والعصبية موجودة والأذهان قد تتفاوت وعلى هذا فلا
يلزم من وجود المحل القابل للتأويل اشتراك العقلاء جميعا في إصابة الصواب ولا أن
حزبا منهم أقرب إلى إصابة الصواب إلا بدليل يدل على ذلك أو أمارة وليس مع الجاحظ
دليل على الاشتراك ولا أمارة يعرفها على أن حزبه فيما ذهب إليه من
حزب القائلين بالإمامة فبطل قوله في لزوم الاشتراك وبطل أن يكون حزبه أرباب
الأهلية للظفر بالصواب دون غيرهم.
ويمكن أن يقال بعد
هذا إن الجاحظ قال إن الكلام لو لم يحتمل إلا معنى واحدا ما وقع الاختلاف وهذا شيء
ما أجبتم عنه .
والذي يقال على
هذا إنه قد يكون الشيء لا يحتمل في الإنصاف إلا معنى واحدا ويقع الاختلاف بالعباد
أو يحتمل معاني كثيرة يكون الصواب
__________________
في أحدها وهو تفسير الإمامية
وبراهينهم الدالة على ذلك هي مذكورة في مباحثهم.
قال ولو كان هذا
الحديث مجتمعا على أصله ولكنه غامض التأويل كان العذر في جهل إمامته واسعا لأكثر المسلمين
وجل الناقلين ولكبراء المتكلمين .
واعلم أن الخصم
يقول إنه ليس بغامض بل هو مقترن بقرائن عدة دالة على مراد رسول الله 9 منه ذكرت في مواضعها
وإنما عاند من عاند ومن أعندهم صاحب الكلام لما تضمنت مطاوي هذه الأوراق من
التنبيه عليه.
قال ما حاصله إنه
إذا كان الغرض بالنص تخفيف المئونة على المكلفين وكون ذلك لا يحصل في الاختيار
فليكن بينا .
قلنا للنص أسوة
بغير ذلك من التكاليف التي لم تنقل إلينا ضرورية كالعلم بمكة ونحوها مع أن
الإمامية يدعون العلم يقينا وأن من خالف ذلك حائد عن الطريق الحق.
__________________
وأيضا فإنا لا
نقول العلة في النص التخفيف بخلاف الاختيار إذ فيه نوع كلفة بل نقول الاختيار محال بما
قررناه ونقرره وتقرر بيننا وبين الخصم أنه لا بد من إمام فتعين النص حسب ما تقوم
به الحجة وقد روي ذلك من طرقنا وطرق القوم.
وذكر لأرباب
الإمامة بعد هذا تعلقهم بحديث الطائر قال المشار إليه قيل لهم أما واحدة فإن هذا
الحديث ساقط عند أهل الحديث وبعد فإنه لم يأت إلا من قبل أنس وأنس وحده ليس بحجة وبعد فأنتم تكفرون أنسا فلا يكون قوله
مبنيا عليه .
والذي يقال على
هذا أن المشار إليه كذب في تضعيف الرواية بما نقلناه قبل من صواب طرقها ووضوح
أسانيدها من طريق أرباب الحديث من غيرنا فالمشار إليه دائر بين الجهل المفرط
والإقدام على القول بالهوى في الآثار النبوية أو معاند لأمير المؤمنين فهو إذن
منافق بالحديث الصحيح أو الأحاديث الصحاح من طرق القوم.
وأما قوله إنه جاء
من قبل أنس وحده فليس بحجة فإنه يرد عليه أن خبر الواحد حجة عند المسلمين إلا من شذ
منهم وقوله واه متروك ويعارض هذا الشيخ بما يرويه معتمدا عليه من طريق لا يذكرها
أصلا بل يروي مرسلا وهو يريد بذلك الحجة والحديث الواحد عن
__________________
الثقة خير من
المرسل خاصة في موضع مصادمة الخصم وأما قوله أنس عندكم كافر فإنها دعوى سلمنا
ذلك جدلا لكن قد أسلفنا القاعدة في أن إيراد هذا وأمثاله حسن في باب
الإلزام قال وأخرى إنه إن كان هذا الحديث كما تقولون وقد صدقتم على أنس فقد زعم
أنس بزعمكم أنه كذب النبي 9 في موقف ثلاث مرات وقد
أمسك النبي عن الطعام وهو يشتهيه وكل ذلك رواه أنس ويكذب له وقال إن
الحديث أضعف حديث عند أصحاب الأثر .
أقول إنا قد بينا
الكذب في ضعف الخبر فضلا عن كونه أضعف حديث.
وإذا اعتبرت قول
ملقح الفتن عدو أمير المؤمنين وبغضه رأيت الخوارج بالنسبة إليه على سبيل المبالغة غلاة في حب
أمير المؤمنين إذ كانوا إنما نقموا عليه التحكيم وهو شيء جنوه.
وهذا الناصب ملقح
الفتن ذو فنون في القول ساقطة بليغة وإنما قلت ذلك وهذا أمر يعقله من له أدنى فطنة
إذ كيف ضبط جميع الأحاديث النبوية وعرف أن هذا أضعفها ونحن عيانا نعرف أن فيها
الضعيف الساقط جدا يأتي في الجبر والتشبيه وغير ذلك من سقطات يثبتها ضعفاء الحديث
لا يشتبه حالها على ناقد فكيف وقد روى هذا الحديث المحدثون المعتبرون في الصحيح
عندهم.
__________________
وأما إن أنسا كذب
ثلاث مرات فلا أدري ما وجهه أما إنه كتم فلا نزاع فيه ويكفي في براءته من الحوب
عدم إنكار رسول الله 9 وإقامة العذر له
بأنه يحب قومه.
قال وأما قولكم أن
النبي 9 قال أنت مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأن النبي 9 أراد بهذا أن يعلم
الناس أن عليا وصيه وخليفته .
فإنا نقول في ذلك وبالله
وحده نستعين.
قال كلاما حاصله
إن عليا ما استخلفه النبي 7 في حياته ومنعها بعد الموت .
قال لأن هارون مات
قبل موسى وعلى هذا فإما أن يكون الحديث باطلا أو له تأويل غير ما تأولتم .
والذي يقال على
هذا أن الجاحظ جزم وأبرم بأنه 7 لم يستخلف عليا في حال حياته وإذا عرفت هذا فنقول :
تعين أن يكون ذلك
بعد موته إذ الرواية صحيحة عن النبي 9 وننازع مضطرين في أن
هارون مات قبل موسى إذ لم يقرر برهان ذلك يقينا.
__________________
سلمنا ثبوت ذلك
لكن يكون ذلك مشروطا أعني قول موسى اخلفني في أهلي أي إن بقيت بعدي وما بقي لكن
أمير المؤمنين بقي فيكون الخليفة بعده.
قال ولو أن النبي 9 أراد أن يجعله خليفة بعده لكان يقول أنت
مني بمنزلة يوشع بن نون لأن يوشع كان خليفة موسى في بني إسرائيل .
قال وإن ادعوا أن
المراد بذلك الوزارة قلنا ما المراد من الوزارة هل هي ما تشاكل الوزارة للملوك أو
المعاونة بحيث إن غاب أحدهما كان الآخر مؤازره .
وساق الكلام إلى
أن النبي 7 لا يجوز أن يستثني ما لا يملكه وهو النبوة مما يملكه وهو الخلافة .
والجواب بما أن
هارون كان شريك موسى في النبوة وخليفته فهذا ينقض كلاما بسيطا ذكره ومثله في هذا
الإسهاب معجبا به كمثل رجل أطال فأعجبته الإطالة فقال لعربي عنده ما العي عندكم قال ما كنت
فيه منذ اليوم.
__________________
فإن قال هذا عين
الإشكال لا غيره فإن الجواب عنه بما أنه إذا كان المعنى من قوله 7 أن جميع منازل
هارون من موسى حاصلة لعلي مع النبي 9 جاز أن يستثني النبوة
وإن لم يكن ملكا له لئلا يتوهم متوهم أن الله تعالى قد جعل لعلي الشركة في النبوة
كما كانت لهارون مع موسى 8.
وقوله إن الخلافة
يملكها رسول الله دون النبوة باطل إذ الإمامة عند الإمامية موقوفة على تنصيص الله
تعالى كما أن النبوة موقوفة على تنصيص الله تعالى ولو لم يكن هذا
فإن إشكال الجاحظ زائل إذ قد بينا ما يظهر منه أنه جائز أن يستثني ما لا يملكه وهو
النبوة من الخلافة ولو كانت مما يملكه.
قال وقد زعم قوم
من العثمانية أن هذا الحديث باطل لتعذر تأويله .
أقول قد بينا صواب
وجه تأويله.
قال ووجه آخر إن
هذا الحديث لم يرو إلا عن عامر بن سعد فواحدة أن عامر بن سعد رواه عن أبيه ولو
سمعنا من سعد نفسه لم يكن حجة على غيره كالحجة على علي في شهادته لأبي بكر وعمر بأنهما سيدا كهول أهل
الجنة .
والذي يقال على
هذا أنه كذب صريح ينبهك عليه ويدلك ما ذكرناه
__________________
عن قرب في ذكر
طرقه.
وأما قوله كالحجة
على علي في مدحه أبا بكر فإنا قد بينا كذب الجاحظ جدا وجهله للقرآن وجهله بالحديث
وتهمته وبغضته أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن كان بهذه الصفة لا يعتمد على
قوله.
ثم من الفظيع أن
يأتي مخاصما شرف أمير المؤمنين برواية يرويها غير مسند لها إلى أشياخ ولا محيل بها
على كتاب فهو في هذا كالبقة في مصادمة العقاب والنملة في مصادمة أسود غاب ثم
كيف يقول أمير المؤمنين 7 هذا مع قوله المعروف المشتهر جدا فيا لله وللشورى وقوله عبدت الله
قبلهما وبعدهما .
ولو لم يقل
فمزاياه دالة عليه مانعة له من قوله ما سبقت الإشارة إليه. ثم كيف يقول علي ذلك
رادا على رسول الله 9 بتفضيله على البشر حسب ما نطق به الأثر.
ثم من عرف حال
المحدثين المعتبرين وقدحهم في الأخبار كالدارقطني وشبهه والأعمش مطلقا اتهم صحيحها
المنزه عن التهمات فكيف مرجوحها الملتحف بالتهمات الظاهرات.
__________________
ثم روى الرواية عن
عامر أن النبي 7 قال إلا أنه ليس معي نبي هكذا رووه عن عامر بن سعد .
وأقول إنه لو روي
على هذا الوجه ما قدح في الغرض إذ كان الله تعالى حكى عن موسى (
اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) وقد قرر الجاحظ أن هذه الخلافة ما كانت والنبي 7 حي فتعينت بعد
وفاته تصديقا للرواية.
ثم إن قوله هكذا
رووه من الذي رواه كذا بحوث سمريه في مقام البراهين اليقينية وهذا نقص محض وزلل بين
ولغط ظاهر.
ثم بيان فساد
الرواية كون الجنة ليس في سكانها كهول وما يبعد من خاطري أن الكهل في الجنة
إبراهيم الخليل وحده فإذن يكون منصوره سيد إبراهيم الخليل والجميع يأبونه.
وإن كان المراد به
سيدا من مات كهلا في الدنيا فإذن منصوره سيد رسول الله 9 وغيره من الأنبياء الذين ماتوا كهولا وهو يأباه وإن لم يأب
ذلك فهو كافر.
وقال إن النبي 7 قال هذا خالي
أباهي به فليأت كل امرئ بخاله تفضيلا له على كل خال في الأرض وقد كان علي خال جعدة بن هبيرة ولم
يستثن أحدا .
__________________
أقول إنه إذا كان
القول لا يسند إلى برهان أمكن أن يقول قائل إن أخس الخلق الجاحظ فعلى هذا هو أخس
من كذا وكذا من فنون الحيوانات وكما أن هذا لا يقوم منه عرض فكذا هذا.
ومع الإضراب عن
هذا فما البرهان على أن جعدة كان موجودا حتى يتوجه الإيراد.
أضربت عن هذا فإن هذا
مخصوص بكمال شرف أمير المؤمنين 7 في الفنون من العلوم وغيرها من صنوف الخصائص المورقة
الغصون.
أضربنا عن هذا فإن
في الآثار النبوية من طريق الخصم ما يشهد بأن أمير المؤمنين 7 وشيعته خير
البرية وأنه سيد البشر وأنه سيد العرب وأنه وجماعة من أهله سادات أهل الجنة من طريق من لا يتهم.
وأيضا فإن الناس
اختلفوا في أفضل الصحابة ولم يذكروا الخال المشار إليه فأراه على هذا لا رافضيا
ولا سنيا ولا خارجيا ولا متعلقا بمذهب من مذاهب المسلمين فيكون منافقا.
ثم إن عدو السنة
أراد أن يضع من علي 7 فوضع من منصوره مبالغا بيانه.
إن أولاد الأشعث
بن قيس حضروا عند معاوية بن أبي سفيان ففخر أولاد ابنة أبي قحافة على إخوتهم من
النخعية وكثروا فقال أولاد النخعية والله لقد تزوج أبونا أمكم وهو مأسور على حكمه
وتزوج أمنا وهو مطلق على حكمها.
__________________
وإذا تقرر هذا
فليكن خال رسول الله 9 أشرف قدرا من
منصوره وهو يأباه ولو لم يأبه فلا يرضى بذلك أحد من أهل السنة ويرون الجاحظ بذلك
سابا لأبي بكر رضوان الله عليه وسب خلصاء الصحابة محذور فاعلم ذلك.
ويمكن الرد على
هذا بأن أبا بكر لم يكن خالا في زمن رسول الله 9 والإشكال إنما هو
متوجه بهذا ثم إن الجاحظ مرمي بمذاهب المعتزلة فالمذاهب الأشعرية تتبرأ منه
والمذاهب الحنبلية تتبرأ منه والمذاهب المالكية تتبرأ منه وكذا الشافعية والمذاهب
الشيعية تتبرأ منه والمذاهب الكرامية تتبرأ منه وإن كان على
قواعد المثبتين الجواهر وما يبعد فقواعد القائلين بالصانع تتبرأ منه إذ مذهبهم آئل
إلى ذلك وهو نفي الصانع ومن كان هذا أشرف حليته فغير بدع الانحراف منه على أمير
المؤمنين 7 وشيعته وأبو بكر وعمر يبرءان منه إذ لم ينقل عنهما إيغال في الطعن مع أن
عمر مع الذي عنده من حزونة المزاج والخشونة كان المثني عليه على ما رواه
القوم يعتمد على رأيه ويقول لو لا علي لهلك عمر ونحو هذا وقد أثبتناه فيما سلف ولا المعتزلة
راضية عنه إذ لا أعرف أحدا منهم يقول الذي يقول بل فيهم من بلغنا أنه رد عليه وسخف
رأيه وهذاه أحسن الله تعالى جزاء ذاك وهو أبو جعفر الإسكافي حسب ما
__________________
رأيت في كلام ابن
عباد وله مقامات ساميات في تفضيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأحسن جزاء ابن
عباد فيما قصد إليه.
وعند الخصوم أن رسول
الله 9 قال كونوا مع السواد
الأعظم وهذا ملقح الفتن عدل عن فنون الطرق وسلك في سبيل وعر جدا فحاق به غضب الله وغضب رسوله
وغيرهما.
أقول إن المشار
إليه ذكر حديث المؤاخاة وادعى أن المؤاخاة كانت بين علي وسهل بن حنيف
وادعى أن هذا لا دافع له وأورد على نفسه أن تكون المؤاخاة بين علي وسهل وبين
النبي وعلي وذلك لا يتنافى وأورد على ذلك أنه لم يجد بذلك إسنادا يثق
به أصحاب الحديث وأنه كان ينبغي أن يؤاخي بينه وبين أفضل الأنصار حيث رضيه لنفسه .
والذي يقال على
الجاهل بالكتاب والسنة عدو أمير المؤمنين 7 إنا قد روينا فيما سلف الحديث من طريق ربع المنتسبين إلى
__________________
السنة أحمد بن
حنبل ومن الصحيح لرزين العبدري ومن طريق ابن المغازلي ومن طريق الحافظ ابن مردويه وليس أحد من
هؤلاء رافضيا خاصة مع تصحيح رزين للطريق فإذن الحديث في الصحيح برزين وبمن روى عنه
فظهر زلل الجاحظ عدو الدين.
أما أنه كان على
قود ما ادعيناه أن يؤاخي بينه وبين أفضل الصحابة حيث رضيه لنفسه فهذيان إذ وجه المصالح
يعرفها الحاضر ويجهلها الغائب وما يدرينا ما الوجه الذي يراه رسول الله 9 في ذلك وما يدرينا أن غير سهل خير منه والبواطن إلى الله
إلا أن ينص رسول الله 9 أن فلانا أفضل من
فلان كما نص في علي 7.
ثم من وافق الجاحظ
أن أمير المؤمنين كان أخا لسهل بن حنيف وأما مؤاخاة النبي لعلي 7 فإنها بالقرائن
دالة على تخصيصه له بالمنزلة وبقوله تركتك لنفسي.
[ و ] أقول إن الجاحظ
رد التعلق في نفي إمامة أبي بكر رضوان الله عليه بكونه كان في جيش أسامة في حال
مرض رسول الله 9 وكان يحث على
إنفاذ الجيش ويكرره إلى أن قبضه الله تعالى وأورد على ذلك أن أحدا ما أنكر عليه الرجوع ولو كان خطأ
أنكر .
وللجارودية أن
يجيبوا عن ذلك بأن الوقت كان أشغل من الإنكار لمرض رسول الله 9 المخوف وقد يعرف قوم بقدومه وقد
__________________
لا يعرف وقد يتوهم
قوم أنه ورد لضرورة فلا ينكرون أو أن أسامة أنفذه فلا ينكرون أو أنه ليس
بالمهم كونه في الجيش ولا هو المقصود فلا ينكرون أو أن بعضا عرف الخطأ وعياذا
بالله وكان له غرض في قدومه فما أنكره.
أضربنا عن هذا فإن
غرض الجارودية يحصل بمجرد كون النبي حث على تبعيده عن المدينة عند مرضه المخوف وهو
دون تدبير الرئاسة.
قال وما يقرب من
قولنا كون النبي 7 قال انفذوا ولا يليق بهذا الخطاب إلا أبو بكر .
وهذه دعوى لا
يرضاها أصحاب النظر يرد عليها موارد كثيرة يفهمها العيي فضلا عن الناقد
والمقصر فضلا عن المبرز.
قال ووجه آخر وهو
أنك لو جهدت أن تجد بحديث من زعم أن أبا بكر كان في جيش أسامة أصلا لم تجد . والذي يقال على
هذا أن من لا يتهم في شرفه وسداده حكاه عن البلاذري وهو بموضع الضبط
__________________
عندهم ورواه أبو
بكر الجوهري في كتاب السقيفة ولا أراه بموضع تهمة أصلا عن أبي زيد قال حدثنا حماد
بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله جهز جيشا واستعمل
عليهم أسامة بن زيد وفيهم أبو بكر وعمر .
وروى محمد بن جرير
وهو إمامي من طريق الواقدي أن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة .
__________________
وإن قيل إن ابن جرير
موضع تهمة قلت قد أحال على شيخ معروف لا يتهم فلينظر كلامه.
وتعلق بكون منصوره
صلى بالناس والجارودية تمانع عن ثبوت ذلك.
أقول إني قد رأيت
الوفاء بما وعدت به من ذكر الأحاديث المتعلقة بفضل أبي بكر رضوان الله عليه وأقول
عندها ما يجيء على مذهب الجارودية وأنا بريء من الزيغ.
ذكر الجاحظ أنهم
يروون عن النبي 7 ليس أحد أمن علينا بصحبته وذات يده من أبي بكر !
وأنه قال لو كنت
متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن ود وإخاء!
قال وأعجب من هذا
ما يروون أن النبي 7 قال في شكاته وقبل وفاته إن خليلي
منكم أبو بكر! .
والذي يقال عند
هذا إنا قد بينا أن رواية الخصوم لا تقبل في معارضة
__________________
الخصم وهو الجاحظ
فقد تضمن كتابه هذا أن أمثال هذه الأحاديث لا عبرة بها وعول على الغار ونحو ذلك ولا
أستبعد أني حكيته بفصه .
ثم إن قوله أمن
يمكن أن يقال أنه أراد بمن علينا بذلك والجارودية يقول لسانها لا ينبغي أن يمن بالصدقة على غير رسول
الله 9 فكيف هو وهو صاحب الحقوق
الجمة قال الله تعالى ( لا تُبْطِلُوا
صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) .
وأما حديث الخلة
والإخوة فيحتاج إلى أن يعرف من الراوي له من الخصوم فإن كان ضعيفا عندهم بطل
التعلق به رأسا عندنا وعندهم وإن كان عندهم موثقا وبنوا على روايته فإن
الجارودية لا تتقبل رواية خصم لتهمته وتهمة من وثقه وكذا يقولون أعني
الجارودية عند قوله اقتدوا بالذين من بعدي! مع أن راويه عبد الملك بن عمير يقال أنه قتل
__________________
رسول الحسين بن
علي 8 ولا نعلم إلى من أشار
بالاقتداء وأين المصحح لهذه الرواية.
وكذا يقال شيء من
هذا على قوله سيدا كهول أهل الجنة! مسندا الرواية عن علي.
أقول إن الجارودية
يقول لسانها لو كان عند الجاحظ حياء ما أورد علينا مثل هذا إذ هو حديث من لا يدري
ما يقول كيف يكذب أمير المؤمنين نفسه ورسول الله 9 وكيف يرد على
معانيه وسؤدده ما شهدت به من الفضيلة على غيره والفخر له على من سواه إذ كان رسول
الله 9 شهد له بالفضيلة العالية والمذاهب
السرية والأخلاق العلية مشرفا له بها على غيره ظاهرا بها على من عداه وقد سلف بيان
ذلك.
مع أن الجاحظ
كفانا المئونة بضعف أمثال هذا وقد سلفت زيادة إيضاح في معنى قوله سيدا كهول أهل
الجنة.
وكذا يقول لسان
الجارودية على مثله من شهادة علي للجماعة بالجنة وكذا يقولون على ما يروون من خبر
الأحجار وقعود الثلاثة عليها وأنهم
__________________
الخلفاء من بعدي.
وراوي الحديث
يعقوب بن أبي شيبة قال حدثني يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا حشرج بن نباته عن سعيد
بن جمهان عن سفينة مولى رسول الله عن النبي 7 قال ابن الوليد
المحدث ببغداد إن يحيى بن عبد الحميد تكلم فيه أحمد بن حنبل واختلف الناس في جرحه وثقته وأما
حشرج بن نباته فإن محمد بن حبان صاحب كتاب المجروحين وهو لنا عدو قال ما صورته :
حشرج بن نباته
يروي عن سعيد بن جمهان روى عنه حماد بن سلمة ومروان بن معاوية كان قليل الحديث
منكر الرواية لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد روى عن سعيد بن جمهان عن
سفينة أن النبي 7 وضع حجرا ثم قال ليضع أبو بكر حجرا إلى جنب حجري ثم ليضع
__________________
عمر حجرا إلى جنب حجر أبي
بكر ثم ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر ثم قال هؤلاء الخلفاء من
بعدي!
أخبرناه أبو يعلى
قال حدثنا يحيى الحماني قال حدثنا حشرج بن نباته عن سعيد بن جمهان عن سفينة .
وكذا روى غير هذا
مما لا يعتمد عليه هو فكيف الخصم وروى حديث الميزان الذي وضع فيه أبو بكر وعمر وعثمان في منام
يرويه أبو بكرة لمعاوية وقد ورد وافدا عليه
طريق الرواية :
رواه أبو بكر
الجوهري عن أبي يوسف قال حدثنا سودة بن خليفة وموسى بن إسماعيل والأسود بن عامر بن شاذان ومعنى
حديثهم واحد قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وهو مقدوح فيه
عندهم وكذا علي
__________________
بن زيد وعبد الرحمن عمه زياد ساب أمير
المؤمنين 7 وأبو بكرة أخو زياد ابن أبيه ساب أمير المؤمنين 7 والوفادة إلى
الشام والجلساء شاميون.
إذا عرفت هذا فإن
الجارودية تخرف شيخا يورد مثل هذا على خصومه قال وقالوا قال النبي 9 إن الله بعثني
إليكم جميعا فقلتم كذبت وقال لي صاحبي صدقت فهل أنتم
__________________
تاركي وصاحبي
والذي يقول لسان
الجارودية على هذا مثل الذي قال على غيره.
ثم إن قوله أن
جميع الناس كذبوه إلا أبا بكر فإنه مشكل لثبوت تقدم إسلام غيره عليه وبلا خلاف
خديجة.
ثم ما أغث سياقه عند
من اعتبر أكد هذا بمثله وتعلق أيضا بقولهم إن النبي 7 قال إن أبا بكر لم يسؤني قط وهذا يرد عليه شيء مما أورده الجارودية على مثله وهو ظاهر التناقض
مؤكد بكونه لم يسؤه في الماضي بيانه لفظة قط وعلى هذا فقد كان النبي لا يسؤه كفر أبي بكر رضوان الله
عليه والقول بذلك كفر.
وقال بعد هذا ما
معناه فإن كان ما رويتموه في شأن علي حقا وما رووه في شأن أبي بكر حقا لزم التناقض
وجهل الحال فيما يبنى عليه من ذلك .
وأقول إن
الجارودية تقول أما ما روي من طرقكم لنا ووثقتم راويه فلا مرية في أنه حجة عليكم
وفي نفس الأمر إذا أنصفتم لأن ذلك بعيد عن التهمة وما رويتموه لكم ووثقتموه فإنه مرجوح
للتهمة وما رويتموه
__________________
علينا ووثقتموه
فإنه مرجوح لا محالة عندنا وعندكم.
وإذا تقرر هذا فلا
وجه للتوقف إذ الروايات في جانب أمير المؤمنين 7 وفضله رواها الخصم ووثق رواتها وصححها كما سلف والمصحح
عندهم في نصرتهم لا يقف بإزاء ذلك على ما سلف فكيف إذا كان ضعيفا عند الخصم.
وإذا تقرر هذا وضح
ما تقوله الإمامية وخفي ما عداه ولا يورد على هذا منصف والتكلف والمدافعة لا وجه
له عند من كان ذا حياء وأنفة والله الموفق.
وكرر حديث صلاة
أبي بكر بالناس ولا يعرف ذلك إن ثبت أنه صدر بإذن رسول الله 9 ولو ثبت فلا يدل
على إمامة ورئاسة عامة.
[ و ] قرر كون الصلاة
لا تكون إلا بإذن من رسول الله 9 حيث لم يقع إنكار .
والجارودية تقول
على هذا إنه لا مانع أن يكون المسلمون رأوا رجلا يصلي بالناس فتوهموا أن ذلك عن
رضى ولا يدرون باطن الحال فلم ينكروا.
وعارض كون ذلك لا
يكون عن إذن بأنه كيف يتقدر أن يجيء رجل من
__________________
تلقاء نفسه يصلي .
والجارودية لها أن
تقول لا مانع أن يكون بعض من كان عند النبي 7 أشار بذلك والنبي 7 لا يعلم والمرض شاغل خاصة مرض الموت.
وعارض من نازعه في
الإجماع على أبي بكر بالخلافة بأنه لا يعتد بالخلاف وفيه إشكال على
مدعي إمامته إذ كان النص غير معروف والإجماع ممتنع فتضعضعت أركان
الرئاسة.
وعارض بتخلف من
تخلف عن أمير المؤمنين 7 .
والجواب عنه لو
ثبت بأن الإمامية لا تبني على الإجماع بل على النص المروي من طرق العامة والخاصة
وبالأفضلية وتقرير ذلك في كتبهم واضح ليس هذا موضع ذكره.
والمباحث لا تكرر
في كل كتاب ولا ينطق بها لسان الأقلام مع كل باحث بل مع أرباب الأهلية وذوي
الأذهان المعتبرة الناقدة وإلى الآن ما عرفت ذلك جرى ولا رأيته روى رواية يصلح
لناقد التعلق بها بل روايات مرسلات جدا وهو ضعف بين.
ومنها ما رددناه
من غير هذا الوجه بل أبنا ضعفه من طرفهم بل الذي رأيته فيما بحثناه ودافع عنه طريقنا
إليه من طرقهم أقوى من طرقهم فيما
__________________
يختصون به إلى ما
يرومونه.
ولنا في منع
إجماعهم مواد كثيرة قد تضمنتها طيات الاجتهاد وحوتها أكف الإرشاد .
وادعى لمنصوره
فضلا راجحا كاملا على فضل غيره والجارودية تنازع في ذلك بما يروى من طريق الخصم رادا على
هذا القول من الطرق المعتبرة الواضحة والمزايا المعلومة لأمير المؤمنين غير
مستفادة من نقل خاص وخبر معين ولو لم يكن إلا ما رواه أرباب الحديث
من قول ربع السنة أحمد بن حنبل ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل ما جاء لعلي بن
أبي طالب لكفى فكيف والأمر أجلى من هذا وأبين.
وذكر حديث طلحة
وخروجه عليه وعائشة وحرب أهل الشام وادعى أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل طعن عليه
وعلى طلحة وذكر شيئا من ذلك عن أسامة .
والذي يقال على
هذا إنا قد أوردنا من طريق الخصم ـ أن الحق مع
__________________
علي 7 وإذا تقرر هذا كان الدرك على الممتنع لا على الممتنع منه .
وأما حديث طلحة
وعائشة فإن من عرف السيرة عرف أنهما كانا أصل وقعة البصرة القادحين في عثمان عرضاه
للمتالف ثم خرجا آخذين بدمه وهذا لا يجهله إلا جاهل بالسيرة جدا إذ هو ظاهر عند
العدو العارف فضلا عن الصديق المؤالف.
ثم إن أمير
المؤمنين 7 عند الجاحظ وغيره من المسلمين وقعت البيعة له وصحت وإذا تقرر هذا فينبغي أن
يقوم البرهان على جواز الخروج عليه وما عرفناه.
ولهذه المباحث
مواضع معروفة وهذا الذي ذكرنا فيه مقنع إذ هو كيف تقلبت الحال أقوى من كلام الجاحظ عند
من اعتبر وأنصف والمدافعات باب لا يغلق إلا بيد الإنصاف.
ولو أني مثلا
أوردت ما أعرف مفصلا لأمكن الجاحظ أن يقول لا نسلم وأن أحيل على
كتاب لهم يقول لا أقبل وإن قبل تأول وإن تأول عاند في تأويله وإن لم يتأول أضرب عن الجواب شرع
في فحش أو قطع الحديث مارا في غلوائه ساريا في بيداء أهوائه.
ونبرهن على هذا ما
أظهرناه عليه من البهت وفنون المدافعات عيانا
__________________
وقد أسلفنا ما
يلزم من الدرك في الطعن على أمير المؤمنين 7 والمباعدة له من طريق القوم.
ولنذكر ما روي من
قول النبي 7 إنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من طرق القوم إن شاء الله
تعالى.
قال أبو عمر
الحافظ ابن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب المغربي وروي من حديث علي ومن حديث ابن
مسعود وحديث أبي أيوب الأنصاري أنه أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
وروي عنه أنه قال
ما وجدت إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله يعني والله أعلم (
وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ) وما كان مثله هذا آخر كلامه .
ثم قال : وذكر أبو
الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف قال حدثنا محمد
بن القاسم بن زكريا قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا عفان بن سنان ـ قال حدثنا أبو
حنيفة عن عطاء
__________________
قال : قال ابن عمر
ما آسى على شيء إلا على ألا أكون قاتلت الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر .
وأقول : إن الشيخ
العالم الفاضل يحيى بن البطريق روى في كتابه العمدة من الجمع بين الصحيحين قال
وبالإسناد المقدم ذكره عن أبان بن سليمان عن النبي 9 قال من سل علينا
السيف
__________________
فليس منا .
أقول إنه أراد
والله أعلم من ديننا وقد أسلفت أن عليا من رسول الله بمنزلة الرأس من الجسد .
وروى أخطب خطباء
خوارزم حديثا مرفوعا إلى أبي سعيد الخدري صورة لفظه :
أمرنا رسول الله 9 بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين قلت يا رسول الله
أمرتنا أن نقاتل هؤلاء فمع من قال مع علي بن أبي طالب معه يقتل عمار بن ياسر
ورفع حديثا آخر
إلى عبد الله قال خرج رسول الله 9 فأتى منزل أم سلمة
فجاء علي فقال رسول الله هذا والله
__________________
قاتل الناكثين
والقاسطين والمارقين من بعدي
ورفع حديثا آخر
إلى أبي أيوب نحو حديث ابن معبد ورفع حديثا آخر إلى النبي 7 أنه قال لعمار
تقتلك الفئة الباغية ثم قال أخرجه مسلم في الصحيح
__________________
وقال أخطب خطباء
خوارزم فيما رواه في كتاب المناقب إن عليا 7 فسر الناكثين بأصحاب الجمل والمارقين بالخوارج والقاسطين
بأهل الشام
ومن كتاب الطرائف عن
الخطيب أن أبا أيوب فسر الناكثين والقاسطين بما فسره أمير المؤمنين 7 وقال وأما
المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما
أدري أين هم ولكن لا بد من قتالهم .
__________________
__________________
وقد كان يونس بن
حبيب يقول أحب أن أتولى حساب ثلاثة منهم طلحة والزبير ما الذي نقما على علي حتى
خرجا عليه أو شيئا شبه هذا المعنى .
هذا ما نقلناه على
سبيل التخصيص وأما ما يقال على سبيل العموم فإن ابن المغازلي الشافعي
روى بإسناده عن ابن عباس 2 قال قال رسول الله 9 أتاني جبرئيل 7 بدرنوك من
__________________
الجنة فجلست عليه فلما
صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني فما علمني شيئا إلا علمه عليا ثم دعاه إليه فقال يا علي سلمك سلمي وحربك حربي وأنت العلم فيما بيني وبين
أمتي بعدي .
وذكر كلاما عن
الشعبي لا طائل فيه وهو عدو مبين من حزب عبد الملك وقد كانت للشعبي قصة في السرقة
للدراهم ولا ينبغي أن يقبل قول سارق وهو مع ذلك خليط بني مروان وأمير المؤمنين
مشنوؤهم 9.
قال عن الشعبي إنه
لم يشهد الجمل ممن شهد بدرا أكثر من أربعة! وقول الشعبي كلا
قول ولو لم يشهد من أهل بدر إلا أربعة فإن الدرك عليهم إذ البيعة وقعت
لأمير المؤمنين 7 وصحت عند الخصوم فالمتخلف زاهق والناهض معه موفق لاحق ومن
عرف السير وعرف أصل القاعدة في حروب أمير المؤمنين 7 كان
__________________
المصوب له وإن لم
يرد حديث بأن موافقته صواب والعدول عنه خطأ. أول الحال أن أصحاب الجمل نقموا على عثمان
ما نقم عليه غيرهم وكانوا محاربيه معاديه وعلي مخاصم طلحة على حمل الماء إليه وعائشة
فحاله معها معلوم رواه الرواة ودونوه وقد ذكر جملة منه صاحب كتاب الاستيعاب الذي
لا يتهم فلما قتل عثمان شرعوا مطالبين عليا بدمه إلا أن خروجهم كان
لغير ذلك لأنه لم يتجدد من علي شيء أصلا يخاصمونه عليه ويؤاخذونه به ولا طالت له
مدة يحدث فيها حوادث ولا عرفت محقا ولا مبطلا ادعى ذلك.
ثم شرع معاوية
يطالب بدم ابن عمه عثمان محاربا أمير المؤمنين 7 باغيا عليه فكان ما كان.
وقد قال مولانا أمير
المؤمنين 7 فأينا كان أهدى لمقاتله .
ثم كان من الخوارج
ما كان قهروه على التحكيم فلما فعل حاربوه عليه وهذه أمور لا يبنى عليها من حديث
خاص بل هذه سير يعرفها الخائضون في السير بل من قاربهم فضلا عن الإيغال معهم فيما أوغلوا
فيه.
__________________
واعترض الطعن
بخلاف سلمان على أبي بكر بوهن حاله في الإسلام وهو دفع للمعلوم وبأنه ولي لعمر بن الخطاب وبأنه كان عند
عمر معظما ولا يكون عنده معظما من يطعن في أبي بكر ونبه على ذلك بأن عمر نازل أبا بكر في
خالد بن سعيد لما عقد له على أجناد الشام لما وقعت منه كلمة في بيعة أبي بكر حتى
عزله .
والذي يقال على
هذه الجملة أن أبا عمر صاحب كتاب الاستيعاب المغربي قال في جملة صفاته أول مشاهده
الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله 9 وكان خيرا فاضلا عالما
زاهدا متقشفا وذكر جملة حسنة من حال زهده وتقشفه .
__________________
إذا عرفت هذا فما
بعد هذا مرتبة في رفعة.
فإن قيل هذا شيء
على غير الرأي والاعتبار فإن الجواب عنه بما أن عمر رضي رأيه واستنبله إذ جعله في
مقام كسرى بالمدائن وأما أنه لو كان طعن على أبي بكر رضوان الله عليه ترك استنابته
قياسا على خالد فإن الجواب عنه بما أن الأمور استقرت وانتظمت ورأى من قاعدة سلمان
سدادا ومعرفة باللغة العجمية وهي بمقام العدم في العرب فولاه بلادا اللسان فيها اللغة العجمية وقد يغضي
العاقل عن شيء لشيء كما يكره شيئا لشيء .
ولم يكن ذا قوم
يخاف على الملك منه ويحاذر عليه بطريقة فهاتان علتان اقتضت تقديم سلمان العجمة
وعدم القوم ومنع من تقديم خالد ـ الكلمة المشار إليها وحصول القوم الذين لهم
الشكيمة والقوة.
وأما أنه ولي لعمر
بن الخطاب رضوان الله عليه فلأن الدين قاض بأنه إذا رأى الإنسان مصلحة للمسلمين
دخل في ولاية من كان ومن الذي شهد على نية سلمان بأنه كان يمضي الأمور وينوي بذلك
أنه نائب لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه.
وفسر كلمة سلمان ; تعالى في شأن
البيعة كرداد ونكرداد بمعنى أنكم صنعتم وما صنعتم وأن المراد من ذلك أنكم أقمتم
فاضلا
__________________
مجربا ولو كان
غيره أفضل منه . والذي يقال على هذا أن الجارودية يكفيهم تفسير الجاحظ إذ
سلمان أنكر ما جرى إذ قدموا المفضول على الفاضل إذ لو كان جيدا ما أنكره ولا يرد
على هذا لعل في تقديم المفضول مصلحة اقتضت تقدمه إذ لو كان ذلك كذلك
لما أنكره سلمان .
إما أن يكون
المراد من قوله صنعتم وما صنعتم صوابا أو بالعكس فإن كان الأول والثاني كان
متناقضا لا يقع من سديد إذ يكون المعنى صنعتم صوابا بتقديمه وما صنعتم صوابا
بتقديمه وإن كان الثالث كان محصلا لغرض الجارودية والرابع باطل بالإجماع
منا ومن الجاحظ مع أن صورة ما أثبته بعض الثقات من صورة الكلمة كرديد ونكرديد وحق
ميره ببرديد يعني فعلتم وما فعلتم وحق الرجل أذهبتم أي بايعتموه في حضرة الرسول
ولم تفوا بالبيعة فكأنكم لم تبايعوه وأذهبتم حقه.
منع دعوى من ادعى
أن بلالا أنكر على أبي بكر وعمر بكونه ولي لهما دمشق .
أقول إن لسان
الجارودية أجاب عن مثل هذا في حال سلمان. وادعى أن المقداد كان متنكرا لأمير المؤمنين 7 مقويا بذلك
__________________
أنه ما أنكر خلافة
أبي بكر . ولا نعرف هذا التنكر بل المقرر عند الإمامية خلافه ويكفي الإمامية في الإيراد
مخالفة من خالف ولو لم تثبت إلا مخالفة خالد بن سعيد في كلمته لكفى وما قررته
الإمامية من إنكار علي وجماعته وهو بحث طويل ذكره الأصحاب في كثير من
كتبهم.
وحكى قصة كاذبة لا أصل لها مكذبة
رسول الله صلى الله عليه
__________________
وآله في قوله إن
الحق مع علي منافية شرف أمير المؤمنين مرجحا قول ضباعة على قول أمير
المؤمنين 7.
وإذا بنيت المباحث
على هذا فلقائل أن يقول إن الجاحظ كذب على الله ورسوله غير بانين ذلك على أصل وكما
أن هذا لا ينبغي قبل ثبوته فكذا ذاك.
__________________
وذكر شيئا يتعلق
بحال عمار وطعنه على عثمان وليس هذا غرضا طائلا فنتحدث عليه وأنه ما كان ذلك قبل
إحداثه وذكر شيئا يتعلق بطاعة عمار لعمر وأن أبا ذر كان يعظم عمر قال ولو اعترضتم
مائة من أصحاب النبي 9 فقلتم إنهم كانوا
طعانين على أبي بكر مؤكدين خلافة علي ما كان عندنا في أمرهم حديث قائم ولا خبر
شاهد .
وقال إن حكم
الممسك الرضا والتسليم .
وأقول إن هذا غلط
لأنه إذا كانت الخلافة فرع الوفاق وثبت أنه لا ينسب إلى ساكت قول وقف الدليل إلا
أن يقال إنا نعلم أن كل ساكت راض بباطنه وهو من الباطل الذي لا يشتبه على بصير.
ومدح سيرة أبي بكر
رضوان الله عليه وهو يشكل إذ خلافة المشار إليه مبنية على الإجماع وإذا امتنع أشكل
شكر شيء مما جرى فرعا عليها والإجماع متعذر فالشكر ممتنع بيانه :
أن الإجماع إنما
يتقرر إذا اتفق جميع أهل الإسلام ما بين المشرق إلى المغرب والجنوب والشمال والعلم
بهذا ممتنع فامتنع ما يبنى عليه فامتنع شكر ما تفرع عن الخلافة فتبرهن الإشكال على
مذاهب الجارودية.
__________________
وإن ادعى مدع أن
محصل الإمامة غير ذلك من صنوف الإجماع فلنذكره ولا أرى إلى ذلك
سبيلا.
[ و ] قال ما الشيء
الذي كان علي أجزأ منه فيه ولم تكن الفتن إلا على رأسه ولم تغلق الفتوح إلا في
زمانه .
والذي يقال على
هذا إنه تعرض برسول الله 9 وسب له إذ سبه سبه
كما سلف وأذاه أذاه وقد سلف أن عليا على الحق فإن كان الجاحظ
أراد أنه كان على الخطأ فقد كذب رسول الله وإن ذهب إلى أنه كان فيما فعل
على الحق فلا عيب وإن قال لم يكن فيه على غلط ولا صواب بل هو أمر عارض فلا حيلة
ولا ذنب على من لم يجن وكلام الجاحظ يظهر منه التنقص .
وأما الفتن إذا
اعتبرت فإن لسان الجارودية يقول إن مسببها الشورى إذ جعل علي أسوة بغيره من أصحاب
الشورى مع الذي روى من لا يتهم من كون عمر رضوان الله عليه قال إن ولوها عليا
حملهم على المحجة وسنذكر دليل قوله وربما ذكرنا عيبه غير علي وإنما أخذ على علي
الدعابة وقد بينا أنها أخلاق النبوة فالطعن على علي بها مشكل فلما كان أحد ستة
__________________
تعلقت خواطر
الحمية بها وعلي كان يرى نفسه حقا المحل القابل لها وأنه
مستحق الخلافة فلما ولي عثمان ولي علي ضعف بمن عداه من رجال الشورى
المتشوقين إلى الخلافة المتقوين بإدخالهم في الشورى وضم إلى ذلك حوادثه فقتل وكان
الحادث الذي جرى بالبصرة بسبب قتله واختلاف الجماعة على علي 7 ثم كان فرع قتل
عثمان صفين وقيام معاوية في الأخذ بثأره ثم كانت الواقعة الخارجية بسبب حرب صفين.
وقد بينا مع قطع النظر عن النصوص الناصرة ـ أمير المؤمنين 7 أنه لم يكن سبب
شيء مما جرى وأنه بمقام من بغي عليه عن قرب فكيف وقد ثبت أن رسول الله 9 أخبر بما جرى من مخاصمته للناكثين والقاسطين والمارقين وأن
عمارا ; تعالى تقتله الفئة الباغية في الصحيح وتلك المحاربات كانت الشاغلة عليا 7 عن الفتوح فليس
عليه درك ولأن ألزم الدرك غير مهمل لزم ذلك الأنبياء في تخلف من تخلف عنهم واختلال
أحوال الرعية فيما صدر منهم وهو باطل لا محالة.
وذكر شيئا يتعلق
بحال سلمان في موافقته وليس ذلك مما يثبت حقا أو ينقض باطلا لضعف أصله.
الإشارة إلى ما
وعدت به من ذكر قول عمر رضوان الله عليه إن ولوها
__________________
عليا حملهم على
المحجة فأقول إن السيد المعظم المرتضى حكاه عن البلاذري في تاريخه صورة
اللفظ إن ولوها الأجيلح سلك بهم الطريق.
قال ابن عمر فما
يمنعك منه قال أكره أن أتحملها حيا وميتا .
ونقلنا من كتاب
السقيفة تصنيف الجوهري ما يناسب هذا.
وقد روى صاحب كتاب
الاستيعاب في إسناد لا أتهم فيه أحدا على السنة معروفا بقول باطل متصل يقول في
سياق الحديث :
فقال ويحك يا ابن
عباس ما أدري ما أصنع بأمة محمد قلت ولم وأنت بحمد الله قادر على أن تضع ذلك مكان الثقة قال إني
أراك تقول إن صاحبك أولى الناس بها يعني عليا قلت أجل والله إني لأقول ذلك في سابقته وصهره قال إنه كما
ذكرت ولكنه كثير الدعابة .
__________________
ولم أثبت ما أعرفه
من الطرق في ذلك إذ هذا الموضع موضع إيجاز الغرض منه ما
ينهض بالرد على الجاحظ ومنع أن يكون سلمان 2 قال ما قال من الكلام الفارسي لأنه كان يريد تثبيت إمامة
علي 7 والحاضرون عرب .
والجواب بما أن
المصدور ينفث ولو كان خاليا ويتأوه ولو كان فريدا ولما رأى سلمان أن الرئاسة قد
خرجت عن يد أربابها وغلب عليها الأبعد دون الأقرب والمفضول دون الأفضل قال ما قال
اتباعا لعادة المكروب عند كربته وشدته.
قال وإذا كان جميع
من حضر لا يعرف تفسير الكلمة تعين أن يكون سلمان فسرها لهم ولو كان كذا لنقل . وأقول :
إن هذا فاسد وما
يدري الجاحظ أنه ما حضر المجلس من يفهم الكلمة إذ العرب كانوا مترددين إلى بلاد
فارس وغيرها فبين مستجد وتاجر أو معاشرين لمن كان هذا فنه.
أما أن العرب
الذين حضروا ما خلطوا أعجميا ولا من خالط أعجميا عرفوا منه شيئا من كلام العجم
فتحكم ساقط مدفوع لا يذهب إليه ذو حس وأما أنه لو كان فسرها لنقل فممنوع إذ
الجمهور ممن حضر كانوا
__________________
بمقام الانحراف عن
أمير المؤمنين 7 مع أنه ليس كل مقول منقولا ولا كل منقول متصلا .
وتعلق بأن سلمان
لو قال ذلك وعرف أنكر عليه شيع أبي بكر . والجواب عن هذا بما أن أبا عثمان بعيد عن الحكمة نازح عن
التدبير الموزون ذو لفظ غثه أكثر من سمينه لا يعرف وجوه الرأي ولا يستوري زند
الاعتبار فلهذا يتفوه بما يتفوه به وينهض تارة مع أمير المؤمنين 7 وتارة مع
العباسية وتارة مع العثمانية يريد بذلك رضا الجميع وذلك موضع السفه إذ الجميع عند
ذلك ساخطون عليه ذامون له عائبون عليه فعله قادحون في دينه.
وإذا عرفت هذا فإن
الحكمة قاضية بأن الأمور إذا استقرت أو ما استقرت وطعن فيها طاعن يريد نقض إبرامها
وتهويشها أن يلغى حديثه ويقع الإضراب عن مراجعته لئلا يتسع الحديث ويتنبه
المتنبه ويراجع ذهنه الغافل ويعطف على تنقيبه العاقل ويكون ذلك مادة لنقض الإبرام
ودحض ما أظفر به الوقت من المرام.
واعترض التعلق
بمخالفة خالد بقوله يا بني عبد مناف أرضيتم بأن يلي هذا الأمر
غيركم بأن قال إن خالدا إن كان أراد عموم بني عبد مناف فليس لقول خالد معنى وإن
كان في قوم دون قوم فليس هو عاما وإن كان في عبد مناف للشرف
والقرابة ـ فالعباس أولى بذلك من علي
__________________
وجميع بني عبد
مناف .
أقول إن الجارودية
تستفسر أبا عثمان فإن قال أردت بالشرف العلم والفضل والزهد والجهاد والمعاني
النفسانية والكسبية فإن العيان يكذبه ولسان النبوة ولسان السيرة وإن أراد بالشرف
تعظيم الرسول له وتعظيم الله له فقد كذب وإن أراد بالشرف أن العباس كان أكبر من
علي فليس ذلك موضع الشرف وإن أراد أنه كان عند الصحابة أكبر قدرا من علي فقد
كذب ولئن كان هذا فهو قدح في الصحابة عظيم إذ يرجحون العباس 2 على علي 7 ويؤيد ذلك أن عمر
لم يدخله في الشورى ولا أهله 2 لها.
قال وأما قوله أرضيتم
يا بني عبد مناف فإنه لم يرد عليا بالتخصيص .
وأطال كلامه الغث
الذي لا ينهض بحجة إذ غرض الخصم أنه ما وافق على خلافة أبي بكر رضوان الله عليه
والإجماع إنما ينتظم باتفاق الجميع وهو أصل الخلافة فإذا انتفى انتفت.
وليس الجارودية
متعلقين بخلاف خالد في أن ذلك مثبت خلافة علي ولو صرح خالد بخلافة
علي ما قامت من ذلك حجة عند عاقل إذ الرواية من طريق الخصم واردة باستخلافه وما
قامت عنده بذلك حجة فكيف تقوم بقول خالد هذا محال.
__________________
وقال إن خالدا رجع
وهذه دعوى.
وقال إن الأنصار
بعد قولهم منا أمير ومنكم أمير رجعوا وهذا قول رجل جاهل بالسيرة أو معاند إذ رأس الأنصار مات
على الخلاف وهو سعد بن عبادة والأنصار خصمتهم رواية أبي بكر الأئمة
من قريش.
[ و ] قال عن علي 7 ولو ذكروه إشارة إلى من
خالف ما كان لذكرهم دليل على أنه أولى بالإمامة من أبي بكر مع ما عددناه من خصاله
التي لا يفي بها علي ولا غيره .
والذي يقول لسان
الجارودية في هذا إن النبي 9 بنى عليه وأثبت قصة الغار والعريش وربما تعلق بقصة مسطح وصدقة أبي بكر وقال
إن ما سوى ذلك مما لا يبرئ من سقم ولا يرد من حيرة يجب تركه في
الجانبين.
والذي يقول لسان
الجارودية في هذا إنا قد أجبنا عن حديث الغار والعريش والصدقة وعن حال مسطح وكذا
أجبنا عن غير ذلك من فنون عددها في السيرة.
__________________
وإذا عرفت هذا
فاعلم أن عدو أمير المؤمنين محجوج بقوله في كون الذي روى غير ما أشار إليه لا عبرة
به وقد بينا الجواب عما أشار إليه.
ولنذكر شيئا جمليا
من ممادح أمير المؤمنين 7 الثابتة عند القوم فنقول :
ـ ولقد أحسن ابن
عبد البر وهو ممن لا يتهم في قوله قال أبو عمر فضائله لا يحيط بها كتاب وقد أكثر
الناس من جمعها فرأيت الاقتصار منها على النكت التي يحسن المذاكرة بها وحكى عن
أحمد بن حنبل ما صورته قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي لم يرو في فضل
أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب وكذلك قال أحمد بن
شعيب بن علي النسائي .
وقال أخطب خطباء
خوارزم في أول كتابه المناقب وذكر فضائل
__________________
أمير المؤمنين أبي
الحسن علي بن أبي طالب هذا لفظه بل ذكر شيء منها فإن ذكر جميعها يقصر
عنه باع الإحصاء بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء ويدل على صدق ما ذكرت ما أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن
أحمد العطار الهمداني و قاضي القضاة الإمام الأجل نجم الدين أبو منصور محمد بن
الحسين بن محمد البغدادي قالا أخبرنا الشريف الإمام الأجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن
محمد بن علي الزينبي ; عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن
شاذان قال حدثنا المعافى بن زكريا أبو الفرج عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن
الحسن بن محمد بن بهرام عن يوسف بن موسى القطان عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن
عباس قال قال رسول الله 9 لو أن الغياض
أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب .
قال وبهذا الإسناد
عن ابن شاذان قال حدثني أبو محمد
__________________
الحسين بن أحمد بن مخلد
المخلدي من كتابه عن الحسين بن إسحاق عن محمد بن زكريا عن جعفر بن
محمد بن عمار عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه [ عن ]
أمير المؤمنين 7 قال قال رسول الله 9 إن الله تعالى جعل
لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من
ذنبه ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن استمع
إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع .
ثم قال النظر إلى
علي عبادة وذكره عبادة ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه .
وقد رأيت الاقتصار
على هذا إذ الشروع في أمثال هذا يقطعنا عما نحن بصدده من مبادرة الانتصار لمولانا
أمير المؤمنين صلوات الله عليه في فنون سوف يأتي في مطاوي هذه الأوراق.
وذكر القصة في
مناظرة علي أصحاب الشورى وهي جميلة جدا في إسناد مرفوع .
__________________
__________________
__________________
__________________
وكذا مدح ابن عباد
مولانا صلّى الله عليه بغرائب فنون معلومة معروفة لا تدفع وكذا غيره .
ونقلت من كتاب
مقاتل الطالبيين بعد أن ذكر مصنفه فنونا من فضائل أمير المؤمنين 7 ما صورته :
قال أبو الفرج علي
بن الحسين قد أتينا على صدر من أخباره فيه مقنع وفضائله رضوان الله عليه أكثر من
أن تحصى والعامل فيها لا
__________________
موقع له في هذا الكتاب
والإكثار منها يخرجه عما شرطناه من الاختصار وإنما ينبه على من جهل عند الناس ذكره ولم
يشع فيهم فضله وأما أمير المؤمنين فالمخالف والممالي والمضاد والموالي على ما لا يمكن من غمضه ولا يساغ ستره من فضائله
المشهورة في العامة لا المكتوبة عند الخاصة تغني من تفضيله بقول
والاستشهاد عليه برواية .
أقول فعلى قول أبي
الفرج لا أرى للجاحظ موضعا يذكر فيه إذ قد خرج عن قاعدة الموالين والممالين ولا لوم على أبي
الفرج في قوله إذ الذي شرع الجاحظ فيه شيء ما يتخيل لعاقل أن بشرا يقدم عليه أو
يشير إليه جازاه الله تعالى بسيئ عمله.
قال الجاحظ ما
معناه إنا لا نلتزم وفاق الكل وصورة كلامه
__________________
وكيف تتفق أطباعهم
على أسلوب واحد والناس بين حاسد وراض وعصي وتقي وحكيم وسفيه وغالط ومصيب وعاقل وأحمق .
وقال ما معناه إن رسول
الله 9 لمز تعلق بقوله تعالى
( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ ) قال ولو كان هذا وشبهه ناقضا إمامة أبي بكر كان لإمامة علي أنقض وأفسد
وتعلق بخلاف من خالف عليه . والذي أقول على هذا إن المثبت للخلافة لا يخلو إما أن
يكون اتفاق جميع الأمة حسب الخبر الذي يروونه
أمتي لا تجتمع على ضلالة أو اتفاق جميع عقلائهم أو إجماع المجربين منهم أو إجماع ديانيهم أو اتفاق
جميع علمائهم أو ما يترتب من هذه الأقسام هذا الذي يليق أن يذكر في القسمة فإن كان
الأول فلا بد من اتفاق الجميع وإلا فالإمامة غير ثابتة وليس المراد من الجميع
الذين كانوا في زمن النبي 7 بل الأمة كافة إلى قيام القيامة ولا يرد على هذا أنه كانت
تكون الإحالة على
__________________
الممتنع إذ النبي 7 ما قال ابنوا على
ما اتفقت عليه أمتي بل أبان أن أمته شريفة لا تجتمع على خطأ.
وكيف ما تقلبت
الأقسام فهذا المعنى متعذر في التعلق بالرواية حسب ما يريد الخصم وإن كان المراد
أحد الأقسام المذكورة في زمن أبي بكر رضوان الله عليه وكذا فيما بعده من الأزمنة
فلا بد من برهان يدل عليه سلمناه لكن أين الإحاطة بجميع ما احتوى عليه أحد الأقسام.
وإن قال المعول
على بعض من أعيان المسلمين فما برهانه بل ما أمارته ولئن ثبت ذلك لتكثرن الأئمة
وإن قال بل هو إشارة إلى جماعة أعيان من الصحابة ولا يتعدى أشكل لعدم البرهان
عليه ومن كون باب الاستدلال بالإجماع يصير مسدودا على الخصم بعد الصحابة وهو لا يوافق
عليه.
وإن تعلق الجاحظ بقوله
كونوا مع السواد الأعظم فإنه لا بد لثبوت هذه الرواية من أصل قطعي لأنه منع رواية
أنس الثقة عندهم في شأن علي بكونه واحدا.
ثم الذي يرد على
الرواية كونها قاضية بخلاف القرآن المجيد رادة عليه لأن الله تعالى قال ( إِلاَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ ) وقال تعالى ( وَقَلِيلٌ
مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) في غير ذلك من الآي الناهض بأن
__________________
الزلل مع الغالب
والصواب مع الأقل والعيان شاهد به.
ومما أقوله في
تضعيف الرواية بالسواد الأعظم ينبغي أن يكون راويها من غير السواد
الأعظم منزها من التهمات عدلا في نفسه وأين ذاك.
وأما قياس الجاحظ
بحال النبي 7 فإنه قول سفيه إذ نبوة النبي 7 لم تثبت بالإجماع ولم تتقرر قواعدها بالبشر
بل بخالق البشر ومن كانت هذه مباحثه ومن الجهالة بالسنة والقرآن ما نبهنا عليه
بمعزل عن منازلة أرباب الفضل ومصادمة أصحاب الاستنباط.
وأما أنه لو كان
هذا وأمثاله قادحا في خلافة أبي بكر كانت إمامة علي أنقض وأفسد فإن الإمامية لا
ترى البناء في إمامة علي على الإجماع لتعذر الوصول كما ذكرت إليه ولو كان ممكنا
فإنهم غير بانين على ذلك بل على المنصوص في إمامته من جهة غير شيعته ومن جهة شيعته
وبكون خصائصه المعظمة قدمته ومناقبه المفخمة رفعته ومزاياه الباهرة صدرته وأخرت
غيره ممن لم يدانه وباعدته ثم إن الجاحظ خذله الله تعالى أوغل في شرح حال انتقاض
الأمور على أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ألفاظ سردها تعاطى فيها البلاغة
وتوخى بها الفصاحة وهي إلى اللكن أقرب منها إلى البلاغة وإلى الحصر أدنى منها إلى
الخطابة كلام مخذولة معانيه طويلة ألفاظه طائشة مراميه يحاول به كسف الشمس بالهباء
وخطف النجوم بغير يد من أعنان السماء قال في سياق كلامه ثم بعث رسولا قد
__________________
اختاره بالحكم
عليه وله وبعث خصمه رسولا قد اختاره بالحكم عليه وله فكان رسوله المخدوع
ورسول خصمه الخادع ثم رجعت الأمور إلى خصمه وانتزعت منه ومن ولده مرة بالبطش
ومرة بالحيلة .
وذكر موافقة أصحاب
عدو أمير المؤمنين لأميرهم ومخالفة أصحاب أمير المؤمنين له قال وهو يسر حسوا في
ارتغاء فلم يكن ذلك عارا عندنا ولا عندكم على علي . والذي يقال على
هذا إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يحكم من أشار إليه ولقد كذب فيما ادعاه
بل كان رأيه تصويب مرامي الحتف إلى عدوه وإرهاف شفار الصوارم إلى مخالفة فشرع
أعداؤه في رفع المصاحف عند صدام المزاحف واعتراض الأخطار الخواطف فأثر ذلك في ضعفة
أصحابه فبردوا أوار الحرب بجهالاتهم وصدوه عن إيثاره بسفاهاتهم.
وقد كاد عبد الله بن بديل
يقتنص عدوه فريسة عزمه وطعمة
__________________
صارمه فلم يكن لهم
فيه حيلة جلاد ولا عزيمة مصاولة بل اكتنفوه بالحجارة واعتوروه
بالمكاثرة فقتلوه ووقف معاوية عليه وقد بهره حاله وبلغ منه صياله فأنشد مشيرا إليه
:
أخو الحرب إن
عضت به الحرب عضها
|
|
وإن شمرت يوما
له الحرب شمرا
|
كليث هزبر كان
يحمي ذماره
|
|
رمته المنايا
قصدها فتفطرا
|
ثم ألجأه سفهاء
أتباعه إلى التحكيم وقهروه على أن يحكم أبا موسى الأشعري فأجابهم جواب المضطر
ووافقهم موافقة المقهور.
ولا عار كم نجد
أسالت دماءه
|
|
بعرض وكم عضب
فرته النوازل.
|
وأما تعرضه ببنيه وانتزاع الرئاسة
منهم وصرف الملك عنهم فليس مما يأخذه ناقد ولا يطعن به نبيه إذ كانت مؤاتاة الأغراض ليست
عنوان الفخر ومداناة المحاب ليست تيجان الشرف ...
فكم في الأرض من
عبد هجين
|
|
يقبل كفه حر
هجان
|
__________________
وقد تعلو على
الرأس الذنابى
|
|
كما يعلو على
النار الدخان.
|
ولو أن خطابنا مع
غير الجاحظ من ذوي الشرف المتوجين بالمناقب لقلنا عند مجاراتنا في
ميادين الفخر وسيرنا في جدد الفخار.
علونا فلو مدت
إلينا بنانها
|
|
يمين المناوي زايلتها المعاصم
|
وغلت بمجد من
سنانا محلق
|
|
إذا ما يمين
قيدتها الأداهم
|
مفاخر ميراث
ومجد مؤثل
|
|
رفيع الذرى يشقى
بهن المخاصم
|
ألا فلتقر عين
النفاسة بعد ما
|
|
طما بحرنا
المثعنجر المتلاطم
|
وتجف مغاني الجد في نيل بغية
|
|
تقاصر عنها
السعي والسعي راغم.
|
وأما موافقة أصحاب
معاوية له فلأنه داناهم في الأغراض وناسبهم في المقاصد ورضع هو وإياهم ثدي المحاب
الفانية متفقين فصاروا يدا واحدة على الموافقات وعضدا في المكاثرات وارتفع مولانا
صلوات الله عليه بمجده والتمح جلال الله تعالى في آفاق بصيرته وسعادة الدار
الباقية بعين فكره ومهانة الدار الفانية بلطيف نقده فحمى منها نفسه وأتباعه
والأغلب على الغرام بما صدهم عنه والأغزر على الشعف بما
صانهم منه فأعرضوا عن مراسمه واعترضوه فيما دبرته فنون حكمه وقبيل
__________________
جهلوا شرفه والمجد
الرفيع تقصر عن تكييفه الحداق وتخذل عن الوصول إلى سرائره الفطن فترى لذلك سهاها أبهى من
ثواقبه وغياباتها أجلى من كواكبه.
وبعض يرى أن
مناقبه خصم لمناصبه فيغار منه غيرة المرأة الشوهاء المسنة من الخرائد والمخشلب من الفرائد
والكمال إذ ذاك لصاحبه والنقص على من لا يدانيه في مناقبه وشرف مذاهبه.
لا يوحش الربع
المحلق شأوه
|
|
هجر البغاث محله وحماه
|
سقطت ونافاها
فخارا شامخا
|
|
وأبى ارتفاعا أن
تحل ذراه.
|
ثم أجرى الجاحظ
حديث قول عمر رضوان الله عليه كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها وأطال الخطاب في ذلك بلفظ حليته الهذر وطبيعته الخداع
ومزاجه النقص حاصله أن البيعة سميت فلتة إذ سلمت من انتقاض الأمور قال وهذه مكرمة
لا يجوز أن يحبو بها خالق العباد إلا نبيا أو خليفة نبي .
فنن ذلك ولو شئنا
لفننا مقابلة تفنينه ألفاظ ومعاني لا تدانيها ألفاظه ولا تقرب منها معانيه لكن
ذلك تضييع للوقت وشغل للنفوس
__________________
والجوارح عما هو
أنفع منه.
ويقول لسان
الجارودية وأنا أستغفر الله إذا حكيت قول خصمه لكن كما ذكرنا كلامه نذكر قواعد
خصمه ليقوم العدل وتلوح وجوه المباحث قوله بعد ما أجبت عنه إن الذي جرى من حسم
مواد الفساد يشكل بما أن الجارودية تقول إنه فتح باب اختلاف القلوب وتباين الآراء
وتهييج العداوة والمنافرات واشتغال المسلمين بعض منهم ببعض عن أشد أعدائهم وأغلظ
شانئيهم ولو أعطوا القوس راميها والسيف ربه وصدور المجالس أهاليها أمير المؤمنين
صلوات الله عليه كان الخطر الذي أشار إليه زائلا وما بعد ذلك من فنون الفساد
مفقودا إذ لو ملك زمام الرئاسة أولا ما اختلفت عليه الكلمة ولا شغبت عليه الخصوم ولا
نهضت إليه الكتائب لا نهدت إليه العصب ولا تعرض بما جرى من المخالفة لمراسمه عند
ولايته أحد.
وكان ذلك فرع
تبعيده عن المنصب وتأخيره عن الرتبة فطمع فيه من طمع وقوي عليه من قوي وكان أصل
ذلك دفعه عن المقام وصرفه عن الرئاسة منزلا بعد منزل ومقاما بعد مقام.
وقد أسلفت شيئا
يلحق بهذا ولو لم يكن إلا منع رسول الله عن كتب الصحيفة وأنها مانعة من الاختلاف
بعده على ما رواه الخصوم لكفى وأن فتح باب الاختلاف كان عن المنع من كتب الصحيفة
التي فرع كتابتها زوال الاختلاف.
وأما قوله إن الذي
وقع من الفلتة لا يجوز أن يحبو به الله تعالى إلا نبيا أو خليفة نبي فإنه قول أبعد
فيه ورد على عمر رضوان الله عليه بيانه قوله
__________________
فمن عاد إلى مثلها
فاقتلوه بعد قوله وقى الله شرها ومراده بذلك من بايع بيعة مثلها عن غير مشاورة
واتفاق فاقتلوه.
لا وجه للكلام غير
هذا عند من اعتبر فإن قال إن غير هذا لا يشابهها في وجه المصلحة فلذلك قال فاقتلوه
قلت هذا ممنوع لأنه قال إلى مثلها والمثلية تمنع المخالفة في الصفات.
وأما أنه لا يجوز
أن يهب الله تعالى مثل الذي جرى إلا لنبي أو خليفة نبي فإنه افتراء محض وحكم على
الله تعالى بالباطل وما البرهان على أن الله تعالى لا يحبو بنعمة مع فرض كون ما
وقع من جليل النعم غير أنبيائه وخلفاء أنبيائه وكم رحمات لله تعالى جليلة تعم
العصاة والطائعين والجناة والصالحين والمتعففين والمتمردين .
وذكر بعد هذا
تقريرا يدفع به محذور قول عمر رضوان الله عليه وقى الله شرها بكونه لو ارتأى ما
بعد وقوع شر .
وقد أجبنا عن هذا
بأنه لا يدل على صواب ما وقع فإن قيل إن عليا كان مشغولا و هذا يرد عليكم
فيما أسلفتم من كون الصواب كان في التعويل على علي 7.
فالجواب بما أنه لم يكن ضرورة إلى حضوره بل نقول أولى الناس برسول
الله قرابته الأدنون بشرفهم وفضلهم وزهادتهم وروحهم علي بن أبي طالب 7 وفي ذلك قطع لطمع
كل طامع إذ هو مناسب
__________________
للعوائد ومن أنصف
عرف أنه لا يرد على ذلك وارد ممن سمعه وفي هذا مانع لقوله إن هذه منزلة لا يجوز أن
يهبها الله تعالى إلا لنبي أو خليفة نبي إذ بالذي أشرنا إليه كانت
تنحسم مواد الانتشار ويرد الأمر إلى من هو أولى به في فنون خصائصه وقد ذكرنا
التنبيه عليها ولكن الشر الذي خافه عمر رضوان الله عليه نشأ من دفع بني هاشم
وغيرهم من بني عبد مناف وقريش والأنصار وجعل من جعل الأمر بخاصة نفسه من غير
مشاورة.
ثم إن عمر رضوان
الله عليه أثبت الشر وكلام الجاحظ يفيد أنه كان في الذي جرى دفع الشر وهذا غريب.
اعترض الجاحظ قول
من قال إن أبا بكر احتج على الأنصار بالنسب وأنه لو كان للنسب حكم لكان بنو هاشم
أولى بأنه إنما فعل ذلك قطعا للشغب وبما أنه بدأ أولا بترجيح جانب المهاجرين قال وقد دل أبو
بكر في أول خطبة خطبها بني آدم وذكر منها بأن خيرهم من اتقى .
والذي يقول لسان
الجارودية على هذا إن أحسم المواد للشغب لو ذكر بني هاشم فلو لم يكن غرضه إلا
حسم مادة الشغب وقطع الأنصار عن الرتبة لذكر بني هاشم ولكنه عدل عنهم لغرضه رضوان
الله عليه في الخلافة .
__________________
وأما أنه رجح أولا
الهجرة فإن الجواب عنه بمثل ما أجبنا عن كونه ترك ذكر بني هاشم
لأنهم جمعوا بين النسب والهجرة والفضل والجهاد وفنون أسباب التقدم.
ثم إنه بكلامه هذا
يوهم أن الرواية بأن الأئمة من قريش لم يكن لها أصل وإلا فقد كان الجواب غير ما أجاب به وذلك
طعن منه على أبي بكر رضوان الله عليه أو على رسول الله 9 إذ الحاصل من الرواية الترجيح بالنسب القرشي.
وأما أنه رجح في
أول خطبة خطبها التقوى فإنه شيء وقع بعد استقرار الأمور له وهو ترجيح للخيرية
بالتقوى لا ترجيح للخلافة بالتقوى.
قال والعذر له في
كونه ترك ذكر نفسه لأن تبريزه كان بينا على المهاجرين وفضله كان ظاهرا على السابقين .
قال والدليل على
ذلك أنه لما روى للأنصار ما روى [ ما قالوا ] فليكن غير أبي بكر ـ.
والذي يقول لسان
الجارودية على هذا إنا قد أسلفنا ما يدل على خلافه وإن البهت مهين والمغالبة
بالقحة سفالة وأما دليله على ما قال فغريب إذ الأنصار لما ديس سعد
بن عبادة مقدمهم وحاق به الخطر اشتغلوا به عن كل مناظرة وعوجلوا عن رفع أو وضع كيف
يكون الأتباع
__________________
والرئيس بحال
القهر والمخاطرة وتكون الرعية المنتشرة وحدها بمقام المناظرة والمقاهرة هذا كلام
ساقط جدا لا يصدر عن مدبر ولا يرد عن مراقب.
قال وزعمت
العثمانية أن أحدا لا ينال الرئاسة في الدين بغير الدين وتعلق في ذلك بكلام بسيط
عريض من يملأ كتابه ويكثر خطابه بألفاظ منضدة وحروف مسددة كانت أو غير مسددة بيان ذلك :
إن الإمامية لا
تذهب إلى أن استحقاق الرئاسة بالنسب فسقط جميع ما أسهب فيه الساقط ولكن الإمامية تقول إن كان النسب
وجه الاستحقاق فبنو هاشم أولى به ثم علي أولاهم به وإن يكن بالسبب فعلي أولى به إذ
كان صهر رسول الله 9 وإن يكن بالتربية
فعلي أولى به وإن يكن بالولادة من سيدة النساء فعلي أولى به وإن يكن
بالهجرة فعلي مسببها بمبيته على الفراش فكل مهاجري بعد مبيته في ضيافته عدا رسول
الله إذ الجميع في مقام عبيده وخوله وإن يكن بالجهاد فعلي أولى به وإن يكن بحفظ
الكتاب فعلي أولى به وإن يكن بتفسيره فعلي أولى به على ما أسلفت وإن يكن بالعلم
فعلي أولى به وإن يكن بالخطابة فعلي أولى به وإن يكن بالشعر فعلي أولى به.
قال الصولي فيما
رواه كان أبو بكر شاعرا وعمر شاعرا وعلي أشعرهم .
__________________
وإن يكن بفتح
أبواب المباحث الكلامية فعلي أولى به وإن يكن بحسن الخلق فعلي أولى به إذ عمر
رضوان الله عليه شاهد به وإن يكن بالصدقات فعلي على ما سلف أولى به وإن يكن بالقوة
البدنية فعلي أولى به بيانه باب خيبر وإن يكن بالزهد فعلي أولى به في تقشفه وبكائه
وخشوعه وفنون أسبابه وتقدم إيمانه وإن يكن بما روي عن النبي 9 في فضله فعلي أولى به بيانه ما رواه ابن حنبل وغيره على ما
سلف وإن يكن بالقوة الواعية فعلي أولى به بيانه قول النبي 9 إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على
الله أن تعي وإن يكن بالرأي
والحكم فعلي أولى به بيانه شهادة رسول الله 9 له على ما مضى بالحكمة وغير ذلك مما نبهنا عليه فيما مضى.
وإذا تقرر هذا بان
معنى التعلق لمن يذكر النسب إذا ذكره ولهذا تعجب أمير المؤمنين 7 حيث يستولى على
الخلافة بالصحابة ولا يستولى عليها بالقرابة والصحابة.
ثم إني أقول إن
أبا عثمان أخطأ في قوله إن أحدا لا ينال الرئاسة في الدين بغير الدين بيانه :
أنه لو تخلى صاحب
الدين من السداد ما كان أهلا للرئاسة وهو منع أن ينالها أحد إلا بالدين والاستثناء
من النفي إثبات حاضر في غير ذلك من صفات ذكرتها في كتابي المسمى بالآداب الحكمية
متكثرة جدا ومنها ما هو
__________________
ضروري ومنها ما هو
دون ذلك.
ومن بغي عدو
الإسلام أن يأتي متلفظا بما تلفظ به وأمير المؤمنين 7 الخصم وتيجان شرفه المصادمة ومجد سؤدده المدفوع إذ هو صاحب
الدين وبه قام عموده ورست قواعده وبه نهض قاعده وأفرغت على جيد الإسلام قلائده.
وأقول بعد هذا إن
للنسب أثرا في الرئاسة قويا بيانه :
أنه إذا تقدم على
أرباب الشرف النسبي من لا يدانيهم وقادهم من لا يقاربهم ولا يضاهيهم كانوا بالأخلق
عنه نافرين آنفين بل إذا تقدم على أهل الرئيس الفائت غير عصبته وقادهم غير القريب
الأدنى من لحمته كانوا بالأخلق عنه حائدين متباعدين وله قالين وذلك مظنة الفساد في
الدين والدنيا وقد ينخرم هذا اتفاقا لكن المناط الظاهر هو ما إليه أشرت وعليه
عولت.
وأقول إن القرآن
المجيد لما تضمن العناية بالأقربين من ذرية رسول الله 9 ومواددتهم كان ذلك
مادة تقديمهم مع الأهلية التي لا يرجح غيرهم عليهم فيها فكيف إذا كان المتقدم عليهم لا يناسبهم
فيها ولا يدانيها.
قال الثعلبي بعد
قوله تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) بعد أن حكى شيئا ثم قال فأخبرني الحسين بن محمد
قال
__________________
حدثنا برهان بن
علي الصوفي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان قال
حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما
نزلت ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا
مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما .
وروى فنونا جمة
غير هذا من البواعث على محبة أهل البيت فقال أخبرنا أبو حسان المزكي قال أخبرنا
أبو العباس محمد بن إسحاق قال حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري قال حدثنا يحيى بن
عبد الحميد الحماني قال حدثنا حسين الأشقر قال حدثنا قيس قال حدثنا الأعمش عن سعيد
بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقالوا يا رسول
الله من هؤلاء الذين أمرنا
__________________
الله بمودتهم قال
علي وفاطمة وولدهما .
وقال أخبرنا أبو
بكر بن الحرث قال حدثنا أبو السبح قال حدثنا عبد الله محمد بن زكريا قال أخبرنا إسماعيل بن يزيد قال حدثنا قتيبة
بن مهران قال حدثنا عبد الغفور أبو الصباح عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن علي 2 قال فينا في آل
حم إنه لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ).
وقال الكلبي قل لا أسألكم على الإيمان
جعلا إلا أن توادوا قرابتي وقد رأيت أن أذكر
شيئا من الآي الذي يحسن أن تتحدث عنده.
[ و ] تعلق بقوله تعالى ( وَأَنْ
لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ) وليس هذا دافعا كون القرابة إذا كان ذا دين وأهلية أن يكون أولى من
غيره وأحق ممن سواه بالرئاسة.
وتعلق بقول رسول
الله لجماعة من بني عبد المطلب إني لا أغني عنكم من الله شيئا وهي رواية لم يسندها عن رجال ولم يضفها إلى كتاب.
__________________
ومما يرد عليها ما
رواه الثعلبي قال وأخبرنا يعقوب بن السري قال أخبرنا محمد بن عبد الله الحفيد قال
حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر قال حدثني أبي حديث علي بن موسى
الرضا 7 قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثنا
أبي محمد بن علي قال حدثنا أبي علي بن الحسين قال حدثنا أبي الحسين بن علي قال
حدثنا أبي علي بن أبي طالب 7 قال قال رسول الله 9 حرمت الجنة على من
ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم
يجازه عليها فأنا جازيه به غدا إذا لقيني في القيامة
ومن كتاب الشيخ
العالم ـ أبي عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني ـ فيما
__________________
نزل من القرآن في
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ما يشهد بتكذيب قصد الجاحظ ما حكايته :
ومن سورة النساء ، حدثنا علي بن محمد قال حدثني الحسن بن الحكم الجبري قال حدثنا حسن بن حسين قال حدثنا حيان بن الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله تعالى ( وَاتَّقُوا اللهَ
الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ) الآية نزلت في رسول الله 9 وأهل بيته وذوي
أرحامه وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه ( إِنَّ اللهَ كانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) .
والرواية عن عمر
رضوان الله عليه شاهدة بمعنى هذه الرواية حيث ألح بالتزويج عند أمير المؤمنين
صلوات الله عليه .
__________________
وتعلق بقوله تعالى (
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها
شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) .
أقول إن الجاحظ
جهل أو تجاهل إذ هي في شأن الكافرين لا في
__________________
سادات المسلمين أو
أقرباء رسول رب العالمين.
بيانه قوله تعالى ( وَلا هُمْ
يُنْصَرُونَ )
وتعلق بقوله تعالى ( يَوْمَ لا
يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ) ولم يتمم الآية تدليسا وانحرافا أو جهلا أو غير ذلك
والأقرب بالأمارات الأول لأن الله تعالى تمم ذلك بقوله ( وَلا هُمْ
يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ).
وخلصاء الذرية
والقرابة مرحومون بالآي والأثر فسقط تعلقه مع أن هذا جميعه ليس داخلا في كون ذي
الدين والأهلية لا يكون له ترجيح في الرئاسة وتعلق له بالرئاسة.
وتعلق بقوله تعالى ( يَوْمَ لا
يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) وليس هذا مما
يدخل في تقريره الذي شرع فيه وإن كان حديثا خارجا عن ذلك فالجواب عنه بما أن
المفسرين أو بعضهم قالوا في معنى قوله تعالى ( سَلِيمٍ ) أي لا يشرك وهذا صحيح.
وتعلق بقوله تعالى ( اتَّقُوا
رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ ) وليس هذا من
الرئاسة الدنيوية في شيء
__________________
()
وبعد فهو مخصوص بقرابة
النبي 7 بالأثر السالف عن الرضا.
وبعد فإن المفسرين
قالوا عند قوله تعالى ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ
رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قالوا الشفاعة وإذا كان الرسول شافعا في عموم الناس فأولى أن
يشفع في ذريته ورحمه وكذا قيل في قوله تعالى ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى ) إنها الشفاعة.
وتعلق بقوله تعالى ( وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ ) وليس هذا مما حاوله من سابق تقريره في شيء.
وتعلق في قصة نوح
وكنعان وليس هذا مما نحن فيه في شيء أين كنعان من سادات الإسلام.
وتعلق بقوله تعالى ( لا يَنالُ
عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) وللإمامية في هذا
__________________
()
مباحث سديدة إذ
قالوا من سبق كفره ظالم لا محالة فيما مضى فلا يكون أهلا للرئاسة فهذه واردة على
الجاحظ لا له. ورووا في شيء من ذلك الرواية من طرق القوم وساق ما لا
صيور له فيما نحن بصدده.
وقال في تضاعيف
ذلك ثم الدليل الذي ليس فوقه دليل قوله وعنده أصحاب الشورى وكبار المهاجرين ـ وجلة
الأنصار وعليه العرب وهو موف على قبره ينتظر خروج نفسه لو كان سالم حيا لم يخالجني فيه شك .
وسالم مولى امرأة
من الأنصار وكان حليفا لأبي حذيفة بن عتبة بمكة فلذلك كان يقال مولى أبي حذيفة .
والذي أقول على
هذا إن الجاحظ أراد أن ينصر فخذل وأن يعرف فجهل بيانه أن أبا بكر رضوان الله عليه دفع
الأنصار عن الرتبة بقوله إن رسول الله 9 قال الأئمة من
قريش
__________________
وكان عمر رضوان
الله عليه صاحب حله وعقده ومؤازرته ومعاضدته فأين الأئمة من قريش القاطعة للأنصار
من قول عمر لو كان سالم حيا إلى آخره فليعتبر العاقل هذا فإنه من غريب الملازم على
الجاحظ .
وروى الجوهري أن
عمر روى أن الأئمة من قريش عن رسول الله 9 وقد روى ابن حنبل في المسند حديثا متصلا بأبي رافع من متنه قال عمر لو أدركني أحد
رجلين جعلت هذا الأمر إليه سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح .
وحكى الجاحظ أن
عمر فرض لولده في ألفين ولأسامة في ألفين وخمسمائة وعلل بأن أسامة خير من عبد الله
وزيد بن حارثة كان أحب إلى رسول الله من عمر .
وقال بعد هذا بعد أن أثنى على
عمر ـ فهل يقدر أحد أن يحكي عن علي مثل الذي حكيناه عن عمر في التسوية أو
شطره إذ أكثر ما رأينا في أيديكم عنه قوله إني قرأت ما بين دفتي المصحف فلم أجد فيه
لبني إسماعيل على بني إسحاق فضلا فهذا قول إن قاله فليس فيه دليل
على أنه أراد به الطعن على عمر وإظهار خلافه لأن عليا قد ملك الأرض أكثر من
__________________
خمس حجج فلو كان رأيه في
خلاف عمر على ما يصفون وكان عمر عنده لا يرى التسوية في العطاء لقد كان غير
دواوين عمر .
والذي أقول على
هذا إني أراه كلاما مختلا بني على أنه فضل أسامة على ابنه ثم شرع يذكر أنه كان يسوي.
وأما قوله فهل
يقدر أحد أن يحكي عن علي مثل الذي حكيناه عن عمر أو شطره فإن الجواب عنه نعم نقدر
أن نحكي من تسوية أمير المؤمنين 7 وعدله ما لا مدفع عنه بشهود ثلاثة :
الأول
: رسول الله 9 في قوله إن الحق
مع علي
الثاني
: سيرته نقل ذلك من لا يتهم
الثالث
: قول عمر إن ولوها الأجيلح حملهم على المحجة.
وأما حكايته عن
أمير المؤمنين 7 أنه لا يفضل ولد إسماعيل على ولد إسحاق فليس منافيا لتقرير
عدل عمر ولا مثبتا له وقد كان ينبغي أن يحكي عن الإمامية الطعن بهذا على
عمر ثم تنازعهم في مدلوله.
وأما قوله إن عليا
كان يغير دواوين عمر عند مخالفته له في التدبير فقول ساقط إذ ما كل مراد مفعولا
ولا كل قول مقبولا وقد كان أمير المؤمنين 7 نهى عن التراويح ومعه سنة رسول الله 9
__________________
وخالفه من خالفه
في ذلك فكيف إذا جاء إلى قوم وقد رضعوا ثديا يريد أن يفطمهم منه ويرفع شفاههم عنه.
وصادم أهل الإمامة
بكونهم يوجبون الإمامة بالقرابة ويقولون إن عليا قال إن ولد إسماعيل وإسحاق سواء .
والذي أقول على
هذا إنه بهتان إذ الإمامية لا تجعل الإمامة ميراثا كالأموال وأما قوله إن ولد
إسماعيل وإسحاق سواء فأراد أنه لا فضل لأحد على أحد بشيء إلا بالتقوى وهذا حق.
قال وكيف غضبتم
على عمر لأنه فضل قريشا على العرب والعرب على العجم ولم تغضبوا على أنفسكم حين
فضلتم بني عبد المطلب على بني هاشم وساق الكلام وهذا كلام ساقط دال على جهل قائله إذ كان
ينبغي أن يكون معكوسا وهو تفضيل بني هاشم على ولد عبد المطلب وهو أيضا غلط لأن هاشما لم
يعقب إلا من عبد المطلب ومن أسد في فاطمة بنت أسد أم علي 7 إذ يكون الحاصل
منه إنا نفضل عبد المطلب على بنيه ويلزم على صورة ما قال أن نكون مفضلين عبد المطلب وأسد
على بني عبد المطلب على التقديرين معا فإن هذا الإطلاق في الدعوى علينا كذب.
وأما وجه الإشكال
على أصحاب الإمامة فإنه غلط لأن أرباب الإمامة إذا فضلوا بني هاشم على غيرهم فإنما
يفضلونهم بالنسب لا في قسمة أموال
__________________
بيت المال
والإشكال إنما يلزم إذا جرى هذا وما جرى.
قال ولو أن قائلا
قال أنا أزعم أن الناس كلهم بعد بني عبد المطلب لصلبه سواء كما قلتم إن الناس كلهم
بعد بني هاشم سواء ورتب على هذا حديثا أطال فيه وإذا كان الأصل مهدوما
فما ظنك بفرعه إذ لا يقول أحد إن الناس كلهم بعد بني هاشم سواء في شرف الأنساب
وذكر غير هذا مما لا صيور له.
قال وأما ما ذكروا
من أن الزبير خرج شادا بسيفه يوم السقيفة وبعد ذلك في كلام فيه بسط وقال بعده وكيف علمتم أن الزبير
إنما شد بسيفه ليؤكد لعلي إمامة في فنون من هذا ساقطة.
والذي يقال على
هذا إن أبا بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري صاحب كتاب السقيفة ولا أعرفه في عدادنا
بوجه من الوجوه قال أخبرنا أبو زيد عمر بن شبه ـ قال حدثنا أحمد بن معاوية قال
حدثنا النضر بن شميل ـ قال حدثنا محمد بن عمرو ـ عن سلمان بن عبد الرحمن
قال رجع أبو بكر فجلس على المنبر وبايعه الناس ودخل علي والزبير وناس من بني هاشم
بيت فاطمة بنت رسول الله 9 فجاء
__________________
عمر فقال والذي نفسي
بيده لتخرجن إلى البيعة أو لنحرقن عليكم فخرج الزبير مصلتا بالسيف فاعتنقه رجل من
الأنصار وزياد بن لبيد فدق به فبدر السيف فقال أبو بكر وهو على المنبر اضرب به الحجر قال أبو عمر بن حماس فقد رأيت الحجر فيه
أثر تلك الضربة الغرض من الحديث .
وروى غير ذلك
مرفوعا من كون عمر حضر عند فاطمة وتهددها بأن يحرق على علي والزبير إذا دخلا
منزلها.
وضعف الخائن ما
يروى في هذا بما ثبت من محاربة الزبير لعلي وبأنه كان بين الزبير وأبي بكر أسباب
واشجة فمن ذلك إسلامه على يده واحتماله مئونته في مصاهرته حيث رغب إليه في تزويجه ابنته
أسماء ـ.
والذي يقال على
هذا إن الزبير ظهرت عداوته لعلي 7 بعد أن شم روائح الملك واستنشق نسيم الخلافة بإدخاله في
الشورى.
والذي أورده
الخائن لا يرد على هذا.
وأما ما ذكر من
الأسباب الواشجة بينه وبين أبي بكر فقد كان ينبغي أن
__________________
يستدل على أن ذلك
كان وقت الخلافة موجودا وما ادعى ذلك ولو ثبت ذلك وهو ثابت ما قدح في الرواية إذ
الأمر الفظيع تأباه الغرائز العربية وتغار منه النفوس الأبية والأديان القوية ولا
نقول إن الزبير ما كان في وقت من الأوقات متدينا ولكنه بعد ما خرج على
الإمام العادل للعلة التي ذكرت.
ويكفي أرباب
الإمامة في مصادمة الزبير كون الإجماع ما حصل وهذا وارد على أوائل كلامه.
وذكر مناظرة
الزبير لعلي يوم الشورى قال أخبرني بهذا الكلام أبو زفر عن ضراب قال وخبرني جماعة من
العثمانية عن محمد بن عائشة .
والذي يقال على
هذا إن الخائن متهم وقد بينا وجوه تهمته ولا حاجة إلى أن نذكر الفوائت بل الكتاب
ليست منقطعة عنه موارد التهمات.
والعجب أن يستدل
على الإمامية بروايته عن أبي زفر ومن أبو زفر وعن ضراب ومن ضراب ثم عمن روى ضراب إذ كان ليس من
الصحابة ولا أراه من التابعين.
وأما الرواية عن
جماعة من العثمانية فمن الطرائف إيرادها في مساقط النزاع ومآزم المصاع على
الإمامية ولئن ثبتت فهي قادحة في الزبير لأنها تكذيب لما ثبت عند القوم من تفضيل
أمير المؤمنين 7 بلسان الرسالة.
__________________
وقد أوردت في كتاب
الروح على هذه المناظرة المدعاة ما يدحضها وينقضها وفيها تصغير لرسول الله 9 إذ فيها تعيير علي بكونه كان في الشعب مع رسول الله 9.
وادعى أن الروافض
تقول بأن حذيفة وعمارا كانا كافرين ثم تابا ولا أعرف هذا قولا لإمامي.
وزعم أنهما قالا
لا يلي هذا الأمر بعد عمر إلا أصغر أبتر ولا نعرف هذا أيضا بل مخالصتهما لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وأن عمارا قتل بين يديه وكان أحد الدلائل على أن معاوية وأصحابه الفئة
الباغية بما ثبت عن القوم وقد أسلفته في مطاوي هذا الكتاب قال فإن قالوا
فما تقول في خطبة أبي بكر التي خطب بها أول خلافته وليتكم ولست
بخيركم وذكر وجه الطعن وذكر وجوها تنافي كون هذا محمولا على
الظاهر وليس ذلك مما يوافق عليه الخصوم.
وتعلق أيضا بكون
عمر رضوان الله عليه قال كل أحد أفقه من عمر عند النهي عن المغالاة في المهور .
وهذا التعلق مما
تتعلق به الجارودية أيضا فهو محتاج إلى حمل
__________________
كالأول قال لسان
الجارودية والعجب من الخائن كيف يداوي الداء بالداء والعلة بالعلة.
وقرر أيضا تأويله
بتواضع أبي بكر لعمر رضوان الله عليهما وهو خير منه .
والذي يقول لسان
الجارودية إن كل إنسان أعلم بباطنه وما يدرينا أن أبا بكر رضوان الله عليه ما كان
يعرف فضل عمر في الباطن عليه أو أنه كان يتألفه لأنه عضده ويده في غير ذلك من وجوه
التأويلات الدافعة لتأويله.
وادعى آثارا في
فضيلة عمر وأبي عبيدة رواها من جهته غير مرفوعة ولا مسندة إلى رجل أصلا والغرض من
مدح أبي عبيدة كونه موافقا على بيعة أبي بكر رضوان الله عليه.
قال ولو كان ذلك
عن مواطأة منه لأبي بكر ما استعمل عليه خالد بن الوليد أميرا أيام حياته .
والجارودية تقول
لعله وجد من خالد الكفاءة التي لا يجدها من أبي عبيدة فتعداه وأمر خالدا عليه.
وقال أي بيعة أثبت من
بيعة عقدها عبد الله بن مسعود والنبي 7 يقول رضيت لأمتي ما رضيه لها ابن أم عبد
وكرهت لها ما كره لها ابن أم عبد .
__________________
وهذه الرواية
تحتاج إلى برهان الثبوت وهي مشكل عند الجارودية في شأن عثمان رضوان الله عليه.
وذكر أن عبد الله
بن مسعود أثنى على عثمان .
والجارودية تقول
لا تقوم رواية الخصم بإزاء المعلوم من واقعة عثمان وابن مسعود.
وتعلق في ثبوت
بيعة أبي بكر رضوان الله عليه أن أبا بكر لما استقال قال علي والله لا نقيلك .
والجارودية في هذا
المقام تستغرب هذا القول جدا ويقول لسان حالها إن الشقشقية سمرنا واعتبار
معانيها دأبنا فكيف تقابل بهذا مع هذا.
وجاء بحديث سيدا كهول أهل الجنة وقد سلف الجواب
عنه.
وذكر أن عليا قال
ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل صحيفته من هذا المسجى .
__________________
وهذا يرجع حاصله
إلى أن عليا كان يرى أن أبا بكر رضوان الله عليه خير من رسول الله 9 والجارودية تورد على هذا شيئا ما أرى ذكره.
وادعى نحو هذا من
جنسه والجارودية على مباحثها لا تنزع عنها. وذكر تزويج عمر رضوان الله عليه وتعلق
بتسمية علي أولاده فلانا وفلانا بأسماء أئمته وقادته والجارودية لا
تنزع عن مراتبها في مناظراتها عند هذه ولا أقدم على ذكر ما تقتضيه مذاهبهم في ذلك إذ الكف
عن أصحاب رسول الله 9 الأخيار متعين
واجب رضي الله تعالى عنهم وقدسهم.
وتعجب من إلزام
الروافض تسليمهم خبر المنزلة وغيره وكونهم لا يلتزمون بصواب ما يرويه .
أقول إنه قد سبق
الجواب عن هذا في جملة سلفت .
وتقرر الجارودية
هاهنا شيئا من ذلك فتقول فرق بين من أقر بما عليه وبين من ادعى على خصمه ما
ينكره ولا شاهد له منه ولئن قبل قول كل
__________________
مدع ذهب نور
الإسلام وغير الإسلام إذ كل يروي ما يرد على خصمه ويدعي ما يدحض مراسم مغالبه.
وأعاد حديث إسلام
علي في صغره وقد أجبنا عنه وكرر حديث الغار والصديق والصلاة بالناس وقد سبق الجواب عنه .
وتعلق بأن أبا بكر
عرفهم أن النبي 7 مات وعلي ما تكلم بذلك .
واعترض ذلك بأن
عليا كان مشغولا بحزنه وفضل أبا بكر بكونه عرف الأنصار فضل المهاجرين خوف الفتنة
وعلي بمعزل حتى كأنه كان غائبا واعترض ذلك .
وتعترض الجارودية
هذا بما أن الجاحظ غلط في قوله حتى كأنه كان غائبا إذ الذي كان ينبغي حيث كان علي
غائبا إذ السيرة شهدت بأن البيعة وقعت وعلي مشغول بجهاز رسول الله 9.
وتتعجب الجارودية
من ادعاء الفضيلة بتفضيل من فضل قريشا على الأنصار وهو مريد للتآمر عليهم وعلى
غيرهم بذلك.
__________________
قال فإن قلنا إن عليا رضي
بالشورى قالوا هذا للتقية . وهذا ناهض بالجواب وتقريره فيا لله وللشورى وغير ذلك.
قال فإن قيل فلم رضي
بعبد الرحمن مختارا وعبد الرحمن عنده من عدوه وأدنى منازله أن يكون مخوفا عنده
وأدنى من ذلك أن لا يكون الغلط مأمونا عليه . هذا آخر ما رأيت من الكلام وهو غلط إذ يليق أن يكون تمامه
قالوا للتقية وإذا كان الأمر كذا فقد حصل الجواب.
قال قلنا وهلا
أظهر من الخلاف شيئا يسيرا إلينا وهلا نطق بحرف واحد بقدر ما يتخذه الناس بعده حجة ولم يكن بلغ
أقصى خلافهم يرى وعيدا أو إيقاعا .
والجواب بما أن
هذا حديث متلاعب فيه جدا بما ظهر من إنكار مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما
جرى ومن التفصيل ما رويناه بالسند عن أخطب خطباء خوارزم في كتابه المناقب فإنه قال
وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن
__________________
الهمداني المعروف
بالمروزي فيما كتب إلي من همدان أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصفهان فيما أذن لي في
الرواية عنه أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمرو بن إبراهيم
الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة أخبرنا الإمام الحافظ
طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني حدثني قال الشيخ الإمام
شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرني بهذا الحديث
عاليا الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين
وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه حدثني سليمان بن أحمد حدثني علي بن
سعيد الرازي حدثني محمد بن حميد حدثني زافر بن أحمد حدثني الحارث بن محمد عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة قال كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا
يقول بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به فسمعت وأطعت مخافة أن
يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله
أولى بالأمر منه
__________________
فسمعت وأطعت مخافة
أن يرجع الناس كفارا ثم أنتم تريدون أن تبايعوا لعثمان إذن لا أسمع ولا أطيع إن
عمر جعلني في خمسة أنا سادسهم لا يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي مما نحن فيه شرع سواء
وايم الله لو أشاء أن أتكلم بما لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك رد خصلة منها ثم قال
:
أنشدكم بالله أيها الخمسة أمنكم
أخو رسول الله غيري قالوا لا قال أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد
الله وأسد رسوله غيري قالوا لا قال أفيكم من له ابن عم مثل ابن
عمي رسول الله قالوا لا قال أفيكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع
الملائكة في الجنة قالوا لا قال أمنكم أحد له زوج مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله
سيدة نساء هذه الأمة قالوا لا قال أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين
سبطي هذه الأمة ابني رسول الله غيري قالوا لا قال أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري
قالوا لا قال أمنكم أحد وحد الله قبلي قالوا لا قال أمنكم أحد صلى
إلى القبلتين غيري قالوا لا قال أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري قالوا لا قال
__________________
أمنكم أحد غسل
رسول الله قبلي قالوا لا قال أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا قالوا لا قال أمنكم
أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري قالوا لا قال أمنكم أحد قال له رسول
الله 9 حين قرب إليه الطائر
فأعجبه اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجئت وأنا لا أعلم ما
كان من قوله فدخلت قال وإلي يا رب غيري قالوا لا قال أمنكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله 9 مني حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري
قالوا لا قال أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة قالوا لا قال أفيكم
أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري قالوا لا قال أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حين سد رسول الله
أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي حين قام إليه عماه حمزة والعباس فقالا يا
__________________
رسول الله سددت
أبوابنا وفتحت باب علي فقال النبي 7 ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد
أبوابكم قالوا لا قال أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء حتى قال ( وَآتِ ذَا
الْقُرْبى حَقَّهُ ) قالوا اللهم لا قال أفيكم أحد ناجى رسول
الله 9 ست عشرة مرة غيري حين قال ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ
نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قالوا اللهم لا قال أفيكم أحد غمض رسول
الله قالوا لا قال أفيكم أحد آخر عهد برسول الله 9 حين وضع في حفرته غيري قالوا
لا .
وليس الغرض
استقصاء ما نقل في هذا الباب إذ لذلك وغيره مظان في المطولات.
وذكر كلاما حكاه
عن أسماء لا نعرف أصله ولا يليق فرعه من غث
__________________
الكلام قال من قال
ممازحة مع أمير المؤمنين 7 استدل عن الجواب وتعلق ببيعة أمير المؤمنين ولا سيف على رأسه وقد أثبت القاعدة
الجارودية في السيف ولم يستوف ولهم في هذا مقامات ومقالات وتعلقوا بالصحيح من الحديث
من طرق القوم أن عليا وبني هاشم لم يبايعوا إلى أن ماتت فاطمة 3 وكان لها وجهة من
الناس فضرع علي إلى مصالحة أبي بكر. وتعلق بأنه زكاهم فالجارودية تدفع
ذلك بل تنقل تعتبه . وتعلق بأن أمير المؤمنين تعدى في مديحهم حتى قال لابن
طلحة إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله تعالى ( إِخْواناً
عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) .!
أقول وهذا شيء لو ثبت ما ضر
الجارودية وما الذي يضر عاقلا من صفح الله تعالى عن مجرم ولكن الدعاوي من غير
برهان والحديث الهذر على غير قاعدة مقلو عند أرباب الحمية مهجور في نادي الحياء
__________________
والأنفة.
وذكر شيئا يتعلق
بتسمية أمير المؤمنين 7 أولاده بأسماء من تقدم .
وذكر تزويج من
تزوج عند أمير المؤمنين وقد سلف هذا وأعاد حديث أصحاب الردة متعلقا في ذلك بشجاعة
الوالي وقد سبق الجواب عنه.
وتعلق في شجاعة من
ذكر بكون عثمان عندكم أجبن من الأول وقد امتنع من نزع الخلافة حتى قتل .
والجارودية يقول
لسانها في ذلك لعله ما درى بما يئول الحال إليه والغرام بالملك يوقع في الخطر
ويبعث على المتالف.
وأعاد حديث علي 7 في كونه كان يعلم
أنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وقد أسر إليه علم ما كان يحدث وهذا لا
يشبه اتخاذ أبي موسى حكما عليه وقد سبق الجواب عن هذا بما أن المقهور معذور
ومن جملة ما أسر النبي إليه ذلك.
وذكر شيئا يتعلق
بكون الله تعالى أثنى على من بايع تحت الشجرة بعد كلام لم أر الخوض فيه إذ السباب البليغ مذاهب العامة
ولسنا ممن يرضاه.
__________________
وذكر شيئا حاصله
انقياد الرعية وكونه دليل الشرف والذي يقال على هذا إن من ملك وتصدر أطيع ومن تمكن
وظهر اتبع هذا هو الغالب وقد تخالف الرعية راعيها وتعصي الأمة من تقدم
عليها للعلل و الفنون إما من نقصه أو نقصها أو نقصه ونقصها.
وذكر أن عمر كان
يعاتب أبا بكر في خالد وأن أبا بكر كان يقول لا أشيم سيفا سله رسول الله 9 .
ولا أعرف ما وجه
الفضيلة في هذا لمن ينصره بل فيه دخل ينطق به لسان الجارودية إذ كان خالد اعتمد في
مالك بن نويرة ما اعتمد فأنكر ذلك عمر عليه وعلى من لم يؤاخذه.
قال والعجب من هذه
الأمة كيف اختلفت في رجلين أحدهما خير خلق الله والآخر شر خلق الله .
والذي يقال على
هذا إنه كلام محال إذ لا أعرف مسلما يقول إن أمير المؤمنين خير خلق الله بيانه
بالاتفاق رسول الله 9 فإن عليا مفضوله.
وأما أبو بكر
رضوان الله عليه فالأمر في كونه لا يدعى له ذلك ظاهر وأما أن أحدهما شر خلق الله
فإلى أي الرجلين أشار فهو قول بعيد من الصواب.
__________________
وتعجب أيضا كيف
يقول من يقول بتفضيل علي على أبي بكر وإنما الرجحان الفضل بالخصال التمام .
هذا شيء من معنى
كلامه وكأنه يسفه شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ يفضلونه على أبي
بكر مع مخالفة الخصم لهم في ذلك.
والذي يقال على
هذا إن الجاحظ استغرب غير مستغرب واستبعد غير مستبعد.
إذ لا يمنع من القول الحق
خلاف من خالف فيه ولو لزم الباطل الخلاف أدى ذلك إلى ألا يصح شيء ولو قال العجب كيف يفضل علي على
غيره مع جمل من مناقبه التي لا تحتمل التأويل مع الذي يدعي لغيره مما يحتمل فنون التأويل كان
لكلامه وجه.
ومن الوارد عليه
في تعجبه قوله وإنما الرجحان بالخصال التمام تصغيرا لشرف أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفضله التمام مما لا يشتبه على
ذي حس ولا يلتبس على ذي عقل.
وتعجب أيضا كيف
يقع التباس الحال بين أمير المؤمنين 7
__________________
وأبي بكر مع الذي
يقال من التفاوت بينهما .
ولقد استطرف غير
مستطرف إذ كل متلبس بمذهب لا بد ناصره كيف اختلفت الحال فيه ساريا في بيداء
هواه سائرا في فلوات غرضه.
وفي السيرة أن رسول
الله 9 قال لمالك بن الصيف وكان
حبرا سمينا إن التوراة تضمنت أن الله لا يحب الحبر السمين فجحد التوراة وهي مذهبه
وقال ( ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ) وخاصة إذا كان الفريقان لا يخلوان من ذي ذهن ولا يعدمان ذا
بلاغة.
أقول وقد رأينا
عيانا أبا عثمان صاحب هذا التعجب صنف كتابا ينصر فيه الأضداد يمدح الشيء ويضع
منه ويطري الفن وينزع قلائد الثناء عنه ومن أعطي بلاغة وجرى مع رياح هواه لا يكاد
يقف بإزائه شيء إن كان الرجل بطلا شجاعا مقداما ندبا قيل أهوج وإن كان مترددا
متضجعا متريبا قيل جبان وإن كان سخيا قيل مبذر وإن كان متوقفا قيل شحيح
وإن كان بليغا قيل متكلف وإن كان مقصرا قيل بليد وإن كان مشغولا بالعلوم قيل هو
للنوافل مهمل وإن اشتغل بالنوافل قيل هو للعلوم مهمل وإن كان
حليما قيل ذليل وإن كان مؤاخذا قيل حقود.
وقد رأينا في
العيان ممدوحا جدا مذموما جدا والخلاف دائر بين
__________________
عقلاء مجربين
ديانين ونرى عيانا ترجيح المرجوح على الراجح وهو دائر بين عقلاء متدبرين معتبرين
متدينين وموارد ذلك تارة الاشتباه وتارة البهت وليس المختلف فيهما بمقام ملك أو
منزلة قهر وقد لا يرجى منهما المنافع ولا يخاف منهما الانتقام فكيف إذا ارتقبت
سماء التفضل وهيبت سطوات الانتقام.
ومما يؤكد ذلك أن
في العقلاء من يقول أعلم بالضرورة أني فاعل غير مقهور وآخر ينكر ذلك ويهزأ ممن
يدعيه وربما سماه مشركا جاهلا بعيدا عن النقد نازحا عن الاعتبار وكذا كان في
الوجود من أنكر البديهيات والمحسنات وصرائح البراهين المحررات وسلطان الأمزجة غالبا أقوى من
سلطان الألباب ولهذا قل سالكو الطريق اللاحب وكثر سالكو الطريق الخائب وكذا في
الوقت من يقول وهو على ما أرى مذهب أبي عثمان من كون الباري ما ابتدع ذوات الجواهر
وأنها بغير مؤثر ومع ذلك يدعي المعرفة بالصانع ولازم ذلك إنكار الصانع وكيف يستغرب
شيء والأشاعرة ترى أن الله ليس في حيز ولا جهة وهو يرى هازءين ممن يخالف في ذلك.
والمعتزلة تهزأ
ممن يعتمده وترى هذا لا يصلح أن يكون قولا لعاقل. والأشاعرة ومن ضارعهم يقولون إن
الباري تعالى لا ينتج منه شيء ويجوز أن يصدق الكاذب وأنه لا يفعل لغرض ويندرج
تحت ذلك أنه لا يفعل المعجزات لغرض التصديق ومع ذلك يثبتون نبوة الأنبياء وفعلها
لأجل التصديق وهو جمع بين النقيضين وهو محال.
__________________
ومن المسلمين من
يقول بأن إعادة المعدوم محال والعقل شاهد بذلك ويتهمون عقل من يذهب إليه وآخرون
معتبرون مهذبون يهزءون من قول من لا يقول به ويذهب إليه وكل منهم يرى أن الذي هو
عليه جلي جدا لا يشتبه على ذي حس في غير ذلك من فنون يطول شرحها وهل خلا الوقت قط
من أمثال هذه الأمور ممن عقل واطلع على السيرة.
ومن التنبيه على
هذا ادعاء فرعون الإلهية والجمهور موافقون له على ذلك ومن القصة في هذا أنه كان
معه ألف ألف مسور وخمسمائة ألف مسور مع كل مسور ألف وغيرهم ممن لا يذكر من ضعفة
الناس والنساء وجماعة موسى بتقدير ستمائة ألف وقبل ذلك نمرود يدعي الربوبية مخاصما
لإبراهيم ومعه الجمهور الأكثر مع أن المشار إليهما كانا بمرأى من الناس معدومين
ثم موجودين مصنوعين وعيسى صلوات الله عليه قوم يدعون فيه
الربوبية وبإزائهم من يقدح فيه أشد القدح.
وعلي بن أبي طالب 7 أيضا الفرقة الخارجة
تسبه والنصيرية تتألهه وقد كان في زمنه من يتألهه وآخرون يفضلون عليه من لا يقارنه
.
وآخرون يرجحون
عبادة الأصنام على نهي الأنبياء عن ذلك وكل فريق يهزأ من فريق مع تباعد المذهبين
جدا.
و قال ثم تزعم
الروافض من الدليل على أن عليا كان
__________________
محقا دون طلحة والزبير
أن النبي 9 ذكر زيد بن صوحان زيد وما زيد يسبق عضو منه إلى الجنة فقتل يوم الجمل فجعلوا الدليل على صواب
علي في قتاله أن زيدا قتل في طاعته قيل لهم وفي قول النبي 7 يسبقه عضو منه إلى الجنة دليل على أن العضو لم يسبق
إلى الجنة إلا وقد قطع في طاعة الله وقد أجمعوا على أن يده قطعت يوم
نهاوند .
والذي يقال في هذا على قواعد الجارودية إن غرض الجارودية لا ينتقض في
تصويب علي أما أنه يلزم منه تصويب عمر رضوان الله عليه فلا بل يلزم عنه أن أهل
نهاوند كانوا ضلالا والمسلمون على الحق كما أن أصحاب أمير المؤمنين على الحق وعمر
على الحق ومحاربهم على الباطل.
فإن قيل إذا لزم
أن يكون أصحاب أمير المؤمنين على الحق لزم أن
__________________
يكون علي على الحق وإذا تقرر
هذا فالتزموا في كون أصحاب عمر على الحق وعمر على الحق وإلا فما الفارق.
والجواب بما أن
الجارودية تقول إن عمر على الحق في إنفاذ الجيوش وأصحابه على الحق في المحاربة لكن
لا يلزم من ذلك إقرار برئاسة إذ مجاهدة الكفار حسن.
فإن قيل هل لغير
الرئيس تجهيز الجيوش أم لا فإن قلتم لا أشكل عليكم وإن قلتم نعم أشكل عليكم.
وتقول الجارودية عند
هذا ليس لغير الرئيس الحق أن يبعث الجيوش لكن الجيش المحارب عند اصطفاف الكتائب
واصطفاف المقانب متعين عليه القتال فقاتلهم في النار ومقتولهم في الجنة مع
أن أمير المؤمنين كان غاية الموافق على إنفاذ الجيوش ونصرة الإسلام فأي جيش خرج
فعن رضاه خرج وبرضاه انبعث وبيانه المشورة على عمر بأنه لا يلقى الجيوش بنفسه
ويستعين على الجهاد بالمسلمين فانبعاث الجيوش إذن برضا الرئيس ولو لم يكن أمير
المؤمنين مثلا يعرف منه الرضا والسخط فإن المسلمين إذا لاقوا المشركين كيف كان لم
يكونوا مأجورين في الدفاع عن أنفسهم وحوزة الإسلام بل
مأجورين مشكورين مثابين.
وذكر كلاما بسيطا
في الاختيار عبارة طويلة ومعنى قصير جثمان
__________________
بغير روح وعساكر
من دون رئيس وساق الكلام في كونه ألزم إشكالا في معرفة الفاضل المؤهل للرئاسة وكأنه يذهب إلى
أن المقدم الأفضل والغي بإدخال العامة في الاختيار وأجاب بأن الفاضل لا يخفى وضرب المثل بعمرو
بن عبيد ونحوه من الأعيان وانساق كلامه إلى اختيار عثمان غير مكرهين ولا محمولين .
وذكر أن الصحابة
كان يعرف بعضهم بعضا وعولوا على أبي بكر وادعى أن النبي 7 لم يختر للأمة رئيسا ولو اختار لكان خيرا لهم لكن ذلك لا
يلزم وضرب مثلا .
والذي يقال على
هذا إن الدنيا مع سعة الأقاليم وتقاذف الجهات إذا بني الأمر على الاختيار أشكل
الحال فيما بينهم عند العزم على إقامة رئيس عام أفضل لأنه إما أن يرتقب كل أهل
إقليم تعرف من باقي الأقاليم حتى ينصبوا رئيسا أو ينصب كل إقليم رئيسا من
غير أن يرتقبوا جميع الأفاضل فيما عدا الإقليم الذي هم فيه فإن كان الأول
أشكل جدا ونضرب المثل في ذلك عيانا فنقول إنا لا نعرف من في أقاصي المغرب من
العلماء والأفاضل وأهل العقد والنقد والتجربة والشجاعة وميمون التدبير الرئاسي في
فنون كثيرة جمة يعتبر في جانب الرئيس وكذا هم قد لا يعرفون وكذا غير البلاد
المغربية من الأصقاع.
__________________
وذلك يقف الحكم
ويتعطل به أمر الدنيا إذ حاجة الدنيا إلى الرئيس حاجة الجوارح إلى
القلب والجسد إلى الروح وأين الناقد لمقادير الرجال والحال هذه وأنه مع اجتماع
الجميع والتطلع على أحوالهم يشكل فكيف مع الذي ذكرت من تباعد الجهات ونبأ كذا المحال.
وإن كان الفرض أن
كل أهل إقليم يعينون على رئيس حسب ما يقع عندهم من التدبير أشكل إذ فيه اجتماع
خلفاء متعددين وهو ممنوع عند هذا الخصم وعند خصمه هذا مع إشكال فيه جدا إذ عقول
أصحاب الاختيار متباينة جدا ونقدهم متغاير جدا ولو اتفقوا مثلا في العقول والتجارب والدين والعلوم
فإن بين هذه المزايا شائبة الهوى ومفاسد الأغراض وهذه العوارض مانعة من اتفاق من
له أهلية الاختيار على شخص واحد.
ثم إن الفرق
الإسلامية فنون هذا شيعي وهم فرق وهذا سني وهم فرق بين معتزلي وأشعري وشافعي وحنفي
وحنبلي ومالكي في غير ذلك من اختلافات بين المسائل في العقائد والفروع فكل قبيل لا يرضى إلا
برئيس على مذهبه وخليفة على طريقته وهذا يؤدي إلى انتشار عظيم وفساد جم و ربما كان ترك
الرئيس أنفع للرعية من مداناته وأجدى لهم من مقاربته .
__________________
أضربنا عن هذا
ونقول هل المؤثر إجماع كل عاقل وعالم ومجرب أو يكفي بعض منهم فإن كان الأول أعضل
جدا وإن قيل بالثاني فلا يخلو إما أن يكون عددا محصورا أو لا فإن كان الأول أشكل
إقامة البرهان عليه وإن كان الثاني أشكل أيضا إقامة البرهان عليه والمثل الذي ضربه بعمرو بن عبيد وشبهه
يخص إقليما لا الأقاليم وقد أوردنا على اعتبار الأقاليم أولا اعتبارها ما فيه
مقنع.
وأما ادعاؤه أنهم
اتفقوا على عثمان غير مكرهين ولا مجبرين فإن الجاحظ يطالب بإقامة البرهان عليه والعيان يخالف ما
قال وكذا ادعاؤه أنهم اجتمعوا على أبي بكر رضوان الله عليه ولو لم يكن إلا
مخالفة سعد بن عبادة إلى أن مات أو قتل.
فإن قال لا نراعي
اعتبار قول الجميع قلنا قد سبق الكلام عليه. وأما أن النبي 7 ما عين عليا
رئيسا فإن الخصم ينازع في ذلك ويتعلق بالوارد من طريق الخصم عن النبي 7 في إمامة أمير
المؤمنين 7 ولذلك مظان معروفة يعرفها من شاء الوقوف عليها.
وأما أن الله
تعالى لم يبن الأمر مع الرعية على الأخف والأقرب بيانه ما تضمنه مثله من مسائل لو
كشفت كشفا جيدا كان أخف وأرفه فإن الجواب عنه بما أنا والجاحظ جميعا متفقون على
أنه لا بد من رئيس فالإمامية تقول يجب على الله والجاحظ وحزبه يقولون يجب على
الأمة.
__________________
إما من دليل العقل
أو النقل وإذا كان الأمر كذا فنقول الاختيار كما ذكرته ممتنع قطعا فتعين
النص وإذا كان الأمر كذا تعين في علي إذ الجاحظ لا تعلق له به في إمامة أبي بكر
رضوان الله عليه وهذا آت على سياق كلامه.
وأورد على ادعاء
النص أن أحدا ما ادعاه يوم السقيفة لأحد .
والجواب عنه بما
أن صاحب الحق لم يحضره ومن حضر السقيفة كان بموضع الكراهية لذكره أعني
الرؤساء والعامة لا عبرة لهم مع الرؤساء وقد رأينا المسلمين تفرقوا عن النبي وهو
قائم يخطب ولم يحفلوا بملازمته وذلك بمشهد منه ومرأى فكيف غير ذلك وهم على السلم
رغبة في شراء حنطة وفروا عنه مع الحرب في وقعة هوازن إلا أمير المؤمنين 7 ونفرا يسيرا وفر
في يوم أحد من فر وجاء بعد مدة وفيه نزل قوله تعالى ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
تَوَلَّى ) رواه الثعلبي وهو ممن لا يتهم ولم تدع الإمامية أن النص
كان ينادي به على المنابر ويسمعه البادي والحاضر وإنما كان بالمقام الذي تنهض به
الحجة على الأعيان والمخالطين من الرؤساء أسوة بمهمات كثيرة من الشرائع وهذا شيء
يندفع مع المواطاة والممالاة وهذا بحث يحتمل بسطا.
وذكر مقامات زعم
كان يليق أن يذكر فيها النص وما ذكر فلو كان موجودا لذكر .
والجواب على قواعد
الجارودية بما أن عليا 7 لو صرح
__________________
بالنص لكان في ذلك
تعرض بخلافة أبي بكر وغيره ممن تلاه فأسر ثم إن الناس كانوا فيه بين متقبل له
وجاحد فذكر ما ينهض به الإنصاف لو كان ويقوم به الحجة عند من اعتبر مما لا خلاف فيه ولا منازعة لمتحر
عنده.
ثم إن من اعتبر
عرف أن من الصحابة من أعرض عن صحيح النصوص وصريحها برأيه ولم يعتمد عليها وإذا عرف
الإنسان أن ذكر دواء لمريض لا يستعمل ويضر الطبيب ذكره كانت الحكمة موجودة في الإضراب
عن ذكره وشغل الوقت بالخوض فيه.
وزعم الجاحظ أن
عمر بن علي قال ما أعرف وصية رسول الله 9 لأبي قال وأيضا وقد
تعلمون أن الأمة كلها مع اختلاف أهوائها لا تعرف مما تدعون من أمر النص والوصية قليلا ولا كثيرا
وإنما هي دعوى مقصورة فيكم لا يعرفها سواكم .
وقد رأيت أن أذكر
ما هو قامع لدعواه وأن الجاحظ ما بين مباهت وجاهل والمتفنن المتطلع إذا دافع عن شيء ظاهر
الأخلق به أن يكون مباهتا جاحدا معاندا.
روى الشيخ الحافظ
يحيى بن البطريق من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا هيثم بن خلف قال حدثنا
محمد بن أبي عمر الدوري قال حدثنا شاذان قال حدثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس
يعني ابن
__________________
مالك قال قلنا
لسلمان سل النبي عن وصيه فقال له سلمان يا رسول الله من كان وصيك فقال يا
سلمان من كان وصي موسى فقال يوشع بن نون قال وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب 7 .
ومن تفسير الثعلبي
حديث رفعه إلى النبي 7 يتضمن الشهادة لعلي بالإخوة والمؤازرة والولاية والوصية
بعده والخلافة في أهله بمعنى الإمارة عليهم .
__________________
وفي كتاب المناقب
لابن المغازلي ما يقتضي إقسام الله تعالى بأنه وصي رسول الله بعده وهو
سبب نزول قوله تعالى ( وَالنَّجْمِ إِذا
هَوى ) إلى قوله ( بِالْأُفُقِ
الْأَعْلى ) بعد أن ذكر شيئا عن الحميدي ما اتفق عليه مسلم والبخاري في معنى
الوصية صورته
__________________
وفي حديث ابن مهدي
زيادة ذكرها أبو مسعود و أبو بكر البرقاني ولم يخرجها البخاري ولا مسلم فيما عندنا من كتابيهما وهي
قال قال هذيل بن شرحبيل أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله 9 .
ومن كتاب أخطب
خطباء خوارزم يرفع الحديث إلى سلمان الفارسي
__________________
عن النبي 9 أنه قال لعلي يا
علي تختم باليمين تكن من المقربين قال يا رسول الله وما المقربون قال جبرئيل
وميكائيل قال فبم أتختم يا رسول الله قال بالعقيق الأحمر فإنه جبل أقر لله
بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة ولشيعتك بالفردوس ومن
حديث رفعه المذكور إلى أم سلمة يقول النبي 7
__________________
يا أم سلمة لا
تلوموني فإن جبرئيل أتاني من الله يأمر أن أوصي به عليا من بعدي
وكنت بين جبرئيل وعلي ـ جبرئيل عن يميني وعلي عن شمالي فأمرني جبرئيل أن آمر
عليا بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة فاعذريني ولا تلوموني إن الله اختار من
كل أمة نبيا واختار لكل نبي وصيا وأنا نبي هذه الأمة وعلي وصيي في عشيرتي وأهل بيتي وأمتي
من بعدي
__________________
ومنه بحذف الإسناد
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله 9 يا أنس اسكب لي
وضوء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير
المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال قلت اللهم اجعله
رجلا من الأنصار فكتمته إذ جاء علي فقال من هذا يا أنس فقلت علي فقام مستبشرا
فاعتنقه ثم قام يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي عن وجهه فقال يا رسول الله لقد
رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي قبل فقال ما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين
لهم ما اختلفوا فيه بعدي .
وروى أخطب خطباء
خوارزم مرفوعا إلى علي 7 قال :
__________________
خرجت مع رسول الله
9 ذات يوم نمشي في طرقات
المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بأخرى هذا النبي المصطفى و علي المرتضى ثم
جزنا فصاحت ثانية بثالثة هذا موسى وأخوه هارون ثم جزناها فصاحت رابعة
بخامسة هذا نوح وإبراهيم ثم جزناها فصاحت سادسة
بسابعة هذا محمد سيد النبيين وعلي سيد الوصيين فتبسم النبي 9 ثم قال يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا لأنه صاح بفضلي
وفضلك .
ومن كتاب ابن المغازلي
الشافعي يرفعه إلى النبي 9 يقول لفاطمة
ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك .
__________________
__________________
إذا عرفت هذا ظهر
لك غلط أبي عثمان فيما ادعاه من نفي الوصية وأن الأمة لا تعرف من ذلك قليلا ولا
كثيرا ومنها ما يتضمن الخلافة في أهله وأنه أمير المؤمنين وأن العقيق مقر له
بالولاية ولولده بالإمامة ومنع الجاحظ الجميع.
وإذا تقرر هذا
فاعلم أنه مقو لما ذكرناه من الوجه في المدافعة عن
__________________
النص إذ هذا الشيخ
ليس له سبب على ما أعرف في المتقدمين على علي 7 ولا محل قابل
للرئاسة والتقدم بطريقهم بحيث يكون خليفة متبوعا فهو متطلع على السيرة
فبالأخلق أن يكون دافع فما ظنك بغيره ممن يؤثر الرئاسة وأتباعهم ممن نفعهم نفعهم
ورفعهم رفعهم ووضعهم وضعهم.
وهذه الآثار من
طرق القوم من جهات معروفة ليست من كتب الروافض كما يزعم وتدليس للشيعة كما يتوهم.
قال وزعم ناس من
العثمانية أن الله قد اختار للناس إماما لأن الله تعالى قال ( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ
عَدْلٍ مِنْكُمْ ) وقد عرفنا صفة العدالة فمتى رأيناها في إنسان علمنا أنه
الذي عنا الله بالآية وإن لم يسمه فيها وكذلك قول الرسول ليؤمكم خياركم .
والذي يقال عند
هذا إن هذا أحد متعلقات الشيعة إذ قد قرروا أن
__________________
خير المسلمين علي بن أبي طالب
وأوضحوا برهان ذلك عيانا وأثرا.
فتى ما تخطي
خطوة لدنية
|
|
ولا مد في يوم
إلى سوءة يدا.
|
وذكر التقدم في
الصلاة وقد ذكرنا الجواب عنه وأن أحدا من الإمامية لا يوافق علما
ولا ظنا على أن رسول الله 9 أمر بذلك ولو كان
فلا يقدر أحد أن يقول إني أعلم كون علي كان مأموما لأبي بكر في الصلاة مقدما عليه
وهو موضع غرض الخصم وادعى الجاحظ أن الذي ذكره جمل جوابات العثمانية لجمل مسائل
الرافضة والزيدية ولو لا أن فيما قدمه غنى عما أخره لقد فسره كما أجمله في كلمات
منمقات ولفظات ملفقات .
وأقول على هذا إنه
بهت في إيهامه قصد الإيجاز بل الذي ظهر منه أنه أطال من غير حاجة وكرر من
غير ضرورة وأساء الأدب من غير مناسبة وفي المثل أول الغي الاختلاط وأسوء القول
الإفراط لكنا نحن نقول إنا لو أجرينا في ميادين البلاغة خيولها وبلغنا اليراعة
أفانين سؤلها ومأمولها لصدعت غياهب الإيهام بفجر غايات إبانتها وصرعت كتائب المغالط بسهام نهايات
بسالتها وفجرت ينابيع الحكم من صفاة صلادتها وسجرت وطيس القول
الألزم بشفاه أوارها وحرارتها ولكنها حالفت الإغضاء عن تشقيق المقال وخالفت انتضاء
سيوف اللقاء بدقيق الجدال ورأت أن الحق إذا
__________________
قامت بالقول
اليسير دعائمه وحامت بالصول الحقير عزائمه وخامت به من الخصم
غلواؤه وشكائمه فلا ضرورة لها إذن إلى صفها صف المنازلات وخطفها عصف
المبارزات وقنعت بأنفاس كتائبها عن خوض بحار المآزم ورفضت مراس مقانبها رفض الوادع
الآمن نزال الجانح الخائم ورأت أن العار قلادة منازلته والفخار معقود
بجبهات متاركته وكيف لا يكون الأمر كذا وأمير المؤمنين 7 منصور مباحثنا
وشرفه الفنون منثور منافثنا ومناقبه ترفرف على أندية محافلنا وثواقبه تشرف على
أفنية لطائفنا تنطق لسان البليد وتطلق بنان الوليد وتخرس بيان الخطيب المجيد
العنيد ولئن تفوه بلفظ فإن لفظه تخالفه سرائره ولبه يعاصفه ويقاهره فالحمد لله
الذي جعل لنا نصيبا من نزال الكتائب في خدمة مولانا بشفرات اليراع وقلبا مجيبا إلى
الصيال بنيات تنافر مدافعات الخداع وتحثنا على اللقاء حث الركاب إلى لقاء الأحباب
وتحدنا عن التضجيع حد الوالد الرءوف عن الولد الموافق فنون الأتعاب.
وها نحن نرجو من
دفاع ابن فاطم
|
|
معاقل من يحلل
بها لم يروع
|
يحث عليها منه
عزم وسؤدد
|
|
تذري سنان الفخر
غير مدفع
|
أغث من رماه
الدهر عن قوس فتكه
|
|
بسهم متى يقرع صفا القلب يصدع
|
ورو بصوب منك
جدبا تباعدت
|
|
سحائبه يروي
الربا غير مقلع
|
وإلا فمن
للحادثات إذا عرت
|
|
يحايدها عزم
الكمي المقنع.
|
__________________
أقول إنه ينبغي
للعاقل أن يتدبر حال أبي عثمان الجاحظ ليعرف وجوه وجوب الرد عليه ولزوم السعي في
الإيراد إليه.
صنف هذا الكتاب
ناصرا لفرقة سماها العثمانية وهو تدليس وتلبيس إذ ليس حاصل الكتاب متعلقا بالمسمين
بهذه القضية.
وصنف كتابا ينصر
فيه فرقة سماها بالعباسية ولا أعرف فرقة تسمى بهذا الاسم كما تسمى الفرقة الشافعية
بالشافعية والحنفية بالحنفية أصحاب مباحث عقلية أو نقلية بل ابتدأ تقريرات
ومباحثات ينصر من أراده ويحرر إصداره وإيراده.
وصنف كتابا للفرقة
العلوية بناه على قواعدهم المشهورة الجلية يضرب القرابة عند ذلك بالقرابة والصحابة
بالصحابة فأغرى كل فريق بفريقه بما زبره من ترويقه وتنميقه وما خلت مطاوي هذا
الكتاب الذي نحن بصدده من ضرب الأنساب بالأنساب والأصحاب بالأصحاب شيمة متفرج على
أرباب المذاهب غير حان على دين ثابت الأساس باسق الذوائب أكد الفتنة وولد المحنة
ومضى هازلا في مقام جاد مازحا في نظام استعداد وخاصة هذا كتاب العثمانية فإنه بالغ
في تصغير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قلب الإسلام ويديه .
ولن يضر علا الأفلاك عائبه
|
|
والنقص إذ ذاك
طوق المبغض الشاني
|
سيان إن جهل المهذار
منقبها
|
|
أو عاند المجد
قصد الخائف الجاني
|
مفاخر لأبي
السبطين يعرفها
|
|
قلب البسيطة
جهرا أي عرفان
|
__________________
روح المعالي الغوالي الزهر مقلتها
|
|
يمينها حل منها أي جثمان
|
سهم من الله لا
تنمى رميته
|
|
سام تقاصر عنه
مجد كيوان
|
إذن تجاذبت
الأبناء فخرهم
|
|
بمن مضى فبه فخر
لعدنان
|
بالحلم والعلم
سباق سمام عدى
|
|
غيث لغلة حران
وظمآن
|
أقام للدين رجلا
طالما سقطت
|
|
بسيفه لا بأوتار
وخرصان
|
فكل من حوت
الغبراء مقتبس
|
|
من نوره نازح
الأوطان أو دان
|
قطب لمضطرب
الآراء مقتلع
|
|
أساس غي بنى أساسها الباني
|
إذا تجمعت
الآراء تعرفه
|
|
تفرقت عن ضلال
التائه الواني
|
أو صعدت في بروج
الجهد يغمضه
|
|
تجلببت بثياب الساقط الشاني
|
لا يكسف الشمس بالإيهام
عائبها
|
|
ولا يزيل عنها عز تيجان
|
حلا ترائبنا التمجيد مفخرة
|
|
فباعنا لنجوم
حلقت حان
|
بنا بقاء الدنى
إن نبق تبق بنا
|
|
وإن نزل هد منها
أي أركان
|
فأي فخر يدانينا
ومفخره
|
|
بحبنا نص آثار وقرآن
|
وغير ذلك من
علياء ترمقها
|
|
عين التيقظ لا
عين لوسنان.
|
وشرع في الطعن على
الأنبياء وقد ذكرت عند ذلك ما يليق من الأنباء لو أن هذا الشيخ ذكر ممادح خيار
الأصحاب من دون التعرض بالقرباء اللباب
__________________
حرم الطعن على
تقريراته والقصد بالتهويش لتعلقاته فليعتبر العاقل ما قلناه وليعرف أنا بما حررناه
وحكيناه عن لسان الجارودية وسطرناه.
نصرنا فتى
أنصاره في حياطة
|
|
من الزيغ قول
المرسل الحق شاهد
|
فتى قلد الإسلام
سمط فخاره
|
|
ولولاه أضحى
ركنه وهو مائد
|
فلا مهتد إلا
عليه معاجه
|
|
ولا راشد إلا
لمسعاه حامد
|
أبونا فتى لا
يرهب الموت مقبلا
|
|
تعارضه منه
الخطوب الرواصد
|
وطيس وغى
الهيجاء يسجره القنا
|
|
ليوقظ جفن الحق
والحق راقد
|
إذا ظمئت بيض
بكف مدجج
|
|
سقاها وحلت بعد
ذاك السواعد
|
فقفر ربى
الدقعاء ريان فائض
|
|
يظلله ثوب من الأرض صاعد
|
فاعجب ببحر فوقه
الترب سائر
|
|
بكف فتى تهدى
إليه الفرائد
|
كما يتجافاه
الحسود نفاسة
|
|
وتدنو إليه بالغرام
المحامد
|
كما عدت الأخلاق
منه دعابة
|
|
وفي الحرب عباس
له الموت ساجد
|
كما يتغشاه
المنون إذا غدا
|
|
يخاطب عز الله
والليل هامد
|
ويعتنق البيض
الرقاق فكاهة
|
|
كأن شفار
المشرفي الخرائد
|
وكم لأمير
المؤمنين مناقبا
|
|
علت وغلت لا
يطبيها المكايد.
|
كتبت هذا الكتاب
المعروف بكتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية ـ لأبي عثمان عمرو
بن بحر الجاحظ من نسخة صحيحة جيدة مقروءة على المصنف ; تعالى وفي ظهرها إجازة منه ; بخطه للقارئ ما صورتها
__________________
قرأ علي هذا
الكتاب البناء من تصنيفي الولد العالم الأديب التقي حسن بن علي بن داود أحسن الله
عاقبته وشرف خاتمته وأذنت له في روايته عني وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى أحمد
بن طاوس حامدا لله ومصليا على رسوله والطاهرين من عترته والمهديين من ذريته .
هذا آخر الإجازة
وهذه النسخة المذكورة هي من جملة الكتب الموقوفة على الحضرة الشريفة الغروية صلوات
الله على مشرفها وهي بخط ابن داود المذكور وهو ; قد كتب في آخر هذا الكتاب ما صورته :
نجزت الرسالة
والحمد لله على نعمه وصلاته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين.
كتبه العبد الفقير
إلى الله تعالى حسن بن علي بن داود ربيب صدقات مولانا المصنف ضاعف الله مجده
وأمتعه الله بطول حياته وصلاته على سيدنا محمد النبي وآله وسلامه.
وكان نسخ الكتاب في
شوال من سنة خمس وستين وستمائة.
هذا آخر خط ابن
داود ; تعالى ورضي عنه.
وأنا الفقير إلى
الله الدائم الغفار الغني ـ حسين الخادم الكتابدار في الغري في شهر محرم الحرام
سنة ١٠٩١ حامدا ومصليا والحمد لله وحده.
وجدت في آخر هذه
النسخة المذكورة التي هي بخط ابن داود ; مكتوبا بخط دقيق ما صورته :
هذه الأبيات كتبها
أصغر عباد الله تعالى ـ محمد بن الحسن بن محمد بن
__________________
علجة إلى سيده
ومولاه ووالده عز الدين عز نصره وجعلت فداه لما وصلت من الأردو المعظم في خدمة
سيدي ومولاي وأخي شرف الدين جعلني من كل سوء فداه على يد قاصد يبشر سيدي وإخوتي
بالوصول إلى منزل السلامة والعافية في شعبان المبارك سنة أربع وثمانين وستمائة
حامدا لله تعالى ومصليا على رسوله والطاهرين من عترته غفر الله له ولوالديه ولأسلافه
من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات برحمته ومنه والأبيات هذه :
لله آلاما ألاقي
|
|
شوقا إلى أرض
العراق
|
وعظيم وجد ينقضي
|
|
عمر التفرق وهو
باق
|
شطت عن الزوراء بي
|
|
دار فروحي في
السياق
|
فارقتها بقضا
الزمان
|
|
فبدر لهوي في
محاق
|
لو لم أعدها
مسرعا
|
|
لقضيت من عظم
اشتياق
|
لما وصلنا أرضها
|
|
وغدت تبشرني
رفاقي
|
وشممت من أرض
العراق
|
|
نسيم لذات
التلاق
|
أيقنت لي ولمن
أحب
|
|
بجمع شمل واتفاق
|
فضحكت من طيب
اللقاء
|
|
كما بكيت من
الفراق.
|
ووجدت أيضا في آخر
النسخة المذكورة التي هي بخط ابن داود ; تعالى مكتوبا ما صورته :
وجدت على نسخة
مولاي المصنف جمال الدنيا والدين أعز الله الإسلام والمسلمين ببقائه صورة هذا
النثر والنظم :
أقول وقد رأيت أن
أنشد في مقابلة شيء مما تضمنته مقاصد أبي عثمان
__________________
ما يرد عليه ورود
السيل الرفيع الغيطان .
ومن عجب أن يهزأ
الليل بالضحى
|
|
ويهزأ بالأسد
الغضاب الفراعل
|
ويسطو على البيض
الرفاق ثمامة
|
|
ويعلو على الرأس
الرفيع الأسافل
|
ويسمو على حال
من المجد عاطل
|
|
ويبغي المدى
الأسمى العلي الأراذل
|
وينوي نزال الأضبط
النجد صافر
|
|
ويزري بسحبان البلاغة باقل
|
ويبغي مزايا
غاية السبق مقعد
|
|
وقد قيدته
بالصغار السلاسل
|
غرائب لا ينفك
للدهر شيمة
|
|
فسيان فيها آخر
وأوائل
|
وللشهب الشم
الزواهر مجدها
|
|
وإن جهلت تبغي
مداها الجنادل
|
عدتك أمير
المؤمنين نقائص
|
|
وجزت المدى تنحط
عنك الكوامل
|
غلا فيك غال
وانزوى منك ساقط
|
|
فسمتهما عن منهج
الحق مائل
|
فاعجب فغال سار
في تيه غيه
|
|
وقال رمته
بالضلال المجاهل
|
ويغنيك مدح الآي
عن كل مدحة
|
|
مناقب يتلوها
خبير وجاهل
|
ومقت لمن يكسو
القلائد مقته
|
|
إذ العرش لا تدنو
إليه النوازل
|
ويعزى بأرباب
الكمال مقلد
|
|
حلي المجد لا
خال من المجد عاطل .
|
ووجدت أيضا في آخر
الكتاب المشار إليه مكتوبا بخط ابن داود ; تعالى مكتوبا ما هذا صورته :
ورأيت في أواخر الكتاب
المشار إليه بخط مولانا الإمام المصنف ضاعف
__________________
الله إجلاله وأدام
أيامه ما صورته :
وسطرت خلف جزارة
جعلتها منذ زمن في مطاوي كتاب الجاحظ معتذرا عن الإيراد عليه والقصد بالرد إليه :
ولم يعدنا
التوفيق بعد ولم تحم
|
|
وصلنا بأطراف
اليراع القواطع
|
فلم نبق رسما
للغوي يؤمه
|
|
خيال غبي أو
بصير مخادع
|
ومن رام كسف
الشمس أعيا مرامه
|
|
بهاء به يخفي
ضياء السواطع.
|
ولما قابلناه بين
يديه أدام الله علوه سطر هذه الأبيات على آخر نسخته :
بلغنا قبالا
للبناء ولم ندع
|
|
لشانئنا في
القول جدا ولا هزلا
|
ولا غلبتنا
المعضلات ولم يخم
|
|
يراع يغل
المشرفي إذا سلا
|
ولم تنتم
التضجيع منا ملامح
|
|
ولم ترضه علا
ولم ترضه نهلا
|
وليس ببدع أن
تشن كتائب
|
|
من الدهر يبغي
مجد سؤددنا ذحلا
|
فيقذفنا عن قوس
نجد وخائم
|
|
ويهدي لنا من كف
معصمه نبلا
|
نزعنا بفرسان
الفخار فؤاده
|
|
ومقلته والسمع
والشكل والدلا
|
فقارضنا
فاستنجدت نهضاتنا
|
|
عزائم تعلو
الفرقدين ولا تعلى
|
ففتنا غلاب
الدهر إذ ذاك وانبرى
|
|
يخالص في لقيا
مناقبنا الذلا
|
خطفنا بهاء
الشمس تعمى بنورنا
|
|
حداق إذا ما
القرص في برجه حلا
|
ويخطفه حان وقال
مباهت
|
|
ومطر يحلي جيده
المجد والفضلا
|
ولو صدقت منا
العزائم مدحة
|
|
لقلنا وما نخشى
ملاما ولا عذلا
|
أبى شيخنا أن
تنفس الشهب مجده
|
|
ولم يرها شكلا
ولم يرها مثلا
|
إذا خالصتنا
الروح جلت حباهها
|
|
مناسب لا تستردف
النسب الفسلا
|
__________________
وفازت إذا ما
النار شب ضرامها
|
|
بها مهجات الشانئين
لها نصلا
|
بنجم أمير
المؤمنين اهتداؤنا
|
|
إذا زاغ عن سمت
المراشد من ضلا
|
وكم راغم أنفا
تسامى وهومه
|
|
مقاما لنا من
دونه الفلك الأعلى
|
تصادمنا والبدر
لا يلمح السها
|
|
ولو طرفت كف
السها عينه النجلا
|
ولو لمح البدر
السها عند غمضه
|
|
لظلت معاني اللوم
في لمحه تتلى.
|
وقال مولانا
المصنف عند عزمه على التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه لعرض الكتاب
الميمون عليه مستجديا سيب يديه
أتينا تباري الريح منا عزائم
|
|
إلى ملك يستثمر
الغوث آمله
|
كريم المحيا ما
أظل سحابه
|
|
فأقشع حتى يعقب
الخصب هاطله
|
إذا أمل أشفت
على الموت روحه
|
|
أعادت عليه
الروح فاتت شمائله
|
من الغرر الصيد
الأماجد سنخه
|
|
نجوم إذا ما
الجو غابت أوافله
|
إذا استنجدوا
للحادث الضخم سددوا
|
|
سهامهم حتى تصاب
مقاتله
|
وها نحن من ذاك
الفريق يهزنا
|
|
رجاء تهز
الأريحي وسائله
|
وأنت الكمي
الأريحي فتى الورى
|
|
فرو سحابا تنعش
الجدب هامله
|
وإلا فمن يجلو
الحوادث شمسه
|
|
وتكفى به من كل
خطب نوازله.
|
وقال وقد تأخر
حصول سفينة يتوجه فيها إلى الحضرة المقدسة الغروية صلى الله على مشرفها
لئن عاقني عن
قصد ربعك عائق
|
|
فوجدي لا يقاسي إليك طريق
|
تصاحب أرواح
الشمال إذا سرت
|
|
فلا عائق إذ ذاك
عنك يعوق
|
ولو سكنت ريح
الشمال لحركت
|
|
سواكنها نفس
إليك تشوق
|
__________________
إذا نهضت روح
الغرام وخلفت
|
|
جسوما يحيل
الوامقين وميق
|
وليس سواء جوهر
متأيد
|
|
له نسب في
الغابرين عريق
|
وجسم تباريه
الحوادث ناحل
|
|
ببحر الحتوف
الفاتكات غريق
|
أسير بكف الروح
يجري بحكمها
|
|
وليس سواء موثق
وطليق.
|
ومما سطره أجل
الله به أولياءه عند قراءتنا هذا الكتاب لدى الضريح المقدس عند الرأس الشريف صلّى الله عليه لما قصدنا مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه إبان الزيارة الرجبية
النبوية عرضنا عليه هذا الكتاب قارءين له بخدمته لائذين بحرم رأفته مستهطلين سحاب
إغاثته في خلوة من الجماعات المتكاثرات الشاغلات وأنشد مجده بعض من كان معنا ما
اتفق من مخاطباتنا ومنافثاتنا وغير ذلك من كلام له يناسب حالنا في مقام حاثين عزائمه على
مبراتنا وإجابة دعواتنا ولجأنا إليه التجاء الجدب الداثر إلى السحاب والمسافر
المبعد إلى الاقتراب والمريض إلى زوال الأوصاب وذي الجريض إلى إماطة مخاطر
الفناء والذهاب ومن فعل ذلك مع بعض أتباع مولانا صلوات الله عليه خليق باقتطاف ثمرات البغية من دوح يديه فكيف وهو الأصل الباذخ والملك العدل
السامق الشامخ غير مستغش في خيبة سائليه وإرجاء رجاء آمليه بل
للبناء على أن المسائل ناجحة وإن تأخرت والفواضل سانحة لديه وإن تبعدت :
يلوح بآفاق المناجح
سعدها
|
|
وإن قذفت بالبعد
عنها العوائق
|
كما الغيث يرجى
في زمان وتارة
|
|
تخاف عزاليه الدواني الدوافق.
|
__________________
وسطر رفع الله
درجته رقعة في أول كتابه إلى مولانا علي صلوات الله عليه صورتها :
العبد المملوك
أحمد بن طاوس يقبل محال الشرف بثغور العبودية ويقبل على جناب الجلال الأرأف بمبرور
النية ويقيل في أندية الكمال الألطف بالمخالصات الصفية ويستغرض أهداف المراحم
بجملة مخالصته الرضية ويستعرض إسعاف المكارم العلية ويسترفد منال المواهب العلوية
فيستردف عيان إحسان السواكب العادية السرية الروية كما يستقدم ذمام الغرائز
العربية ويستلزم زمام النحائز الهاشمية ويستوري زند المناقب الوضية ويستروي برد المشارب
الهنيئة الغروية بوسائل الأواصر الفاطمية ورسائل سجايا المفاخر السخية
ومن وعد استجلت
بدور وعوده
|
|
حداق لآمال
الرجاء المحلق
|
وبخدماته الشائعة
بين البرية الذائعة بعين المشاهدة الجلية وسبحه في تيار بحار المنازلات العميقة
القصية ولمحه بأنوار التوفيقات لطائف المنافثات السحيقة الخفية :
فكم صرعت كف
اليراع مجالدا
|
|
يصادم فخر المجد
قد ملأ القطرا
|
تراه يريد النصر
والنصر خاذل
|
|
فكان له مجد ابن
فاطمة قبرا
|
تنوره منا
العروم سواميا
|
|
ولو غارت
الجوزاء واختفت الشعرى
|
بكل شنأة من
يراع غروبه
|
|
تفل بحديها
المشحذة البترا
|
ولو لم يكن
فالبدر لا بد واضح
|
|
ولو قصدت كف
الوجود له سترا
|
على أننا لا
نعدم الفخر شامخا
|
|
بمدحتنا نعلو
بمنقبها النسرا
|
__________________
أتينا إلى الشمس
المنيرة في الضحى
|
|
نريد لها عزا
ونبغي لها نصرا
|
ومن رام كشف
الواضحات مؤكدا
|
|
وفاز بمغنى حد منصبه قدرا
|
إليك أمير
المؤمنين اعتذارنا
|
|
أبيت بيان القول
ينتظم الدرا
|
وحليت أجياد
العزائم حلية
|
|
من العجز إن همت
بمدحكم تترى
|
لك الراحة
العلياء بالفضل إذ سمى
|
|
فخارك يرضى
النظم يعتقب النثرا
|
ولكننا عدنا
بربع مروض
|
|
ومن شام روضا ضم شائمه الزهرا.
|
والحمد لله وحده
وصلاته على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله الأطهار الأخيار وسلامه.
هذا آخر ما وجدته
في ظهر الكتاب.
__________________
الفهارس العامة
١ ـ فهرس الآيات الكريمة
٢ ـ فهرس الأحاديث الشريفة
٣ ـ فهرس الأشعار
٤ ـ فهرس الأعلام
٥ ـ فهرس الأمكنة والبقاع
٦ ـ فهرس الفرق والمذاهب والقبائل
٧ ـ فهرس أسماء الكتب
الواردة في المتن
٨ ـ فهرس مصادر المقدّمة
٩ ـ فهرس مصادر التحقيق
١٠ ـ الفهرس العام لمطالب
الكتاب
١ ـ فهرس الآيات القرآنية
٢ ـ البقرة
|
الآية
|
رقمها
|
الصفحة
|
واِتَّقُوا
يَوْماً لاٰ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ولاٰ يُقْبَلُ
مِنْهٰا شَفٰاعَةٌ وَلاٰ يُؤْخَذُ مِنْهٰا عَدْلٌ
ولاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ
|
٤٨
|
٣٨٨
|
لِلَّذِينَ
يَكْتُبُونَ اَلْكِتٰابَ بِأَيْدِيهِمْ
|
٧٩
|
٢٠٧
|
لاٰ
يَنٰالُ عَهْدِي اَلظّٰالِمِينَ
|
١٢٤
|
٣٩٠
|
واَلْفِتْنَةُ
أَشَدُّ مِنَ اَلْقَتْلِ
|
١٩١
|
٨١
|
وإِذٰا
تَوَلّٰى سَعىٰ فِي اَلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهٰا
|
٢٠٥
|
٢٧٠
|
ومِنَ
اَلنّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ اِبْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ
اَللّٰهِ
|
٢٠٧
|
٨٢ و ٢٧٠
|
يٰا
أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اُدْخُلُوا فِي اَلسِّلْمِ كَافَّةً
|
٢٠٨
|
٢٦٢ و ٢٦٣
|
لاٰ
تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَاَلْأَذىٰ
|
٢٦٤
|
٣٣٠
|
٤ ـ النساء
|
واِتَّقُوا
اَللّٰهَ اَلَّذِي تَسٰائَلُونَ بِهِ وَاَلْأَرْحٰامَ
|
١
|
٣٨٧
|
وبِالْوٰالِدَيْنِ
إِحْسٰاناً
|
٣٦
|
٢٠٧
|
أَطِيعُوا
اَللّٰهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَأُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ لاٰ
يَسْتَوِي اَلْقٰاعِدُونَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي اَلضَّرَرِ واَلْمُجٰاهِدُونَ
فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ
اَللّٰهُ اَلْمُجٰاهِدِينَ بِأَمْوٰالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
عَلَى اَلْقٰاعِدِينَ دَرَجَةً وكُلاًّ وَعَدَ اَللّٰهُ
اَلْحُسْنىٰ وَفَضَّلَ اَللّٰهُ اَلْمُجٰاهِدِينَ عَلَى
|
٥٩
|
٢٦٢ و ٢٦٣
|
اَلْقٰاعِدِينَ
أَجْراً عَظِيماً
|
٩٥
|
١١٩ ، ١٣٥
|
ومَنْ
يُشٰاقِقِ اَلرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُ
اَلْهُدىٰ ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ اَلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مٰا
تَوَلّٰى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسٰاءَتْ مَصِيراً
|
١١٥
|
٨٠ ، ١٢٢
|
٥ ـ المائدة
|
واُتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ اِبْنَيْ آدَمَ
|
٢٧
|
٣٩٠
|
فَاقْطَعُوا
أَيْدِيَهُمٰا
|
٣٨
|
٢٠٦
|
فَسَوْفَ
يَأْتِي اَللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
|
٥٤
|
٢٥٩
|
إِنَّمٰا
وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ
|
٥٥
|
١٤٧ ، ٢٦٣ ، ٢٦٥ ،
٢٦٦ ، ٢٦٩ ، ٢٧٠ ،
٢٧٨
|
ومَنْ
يَتَوَلَّ اَللّٰهَ وَرَسُولَهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ
اَللّٰهِ هُمُ اَلْغٰالِبُونَ
|
٥٦
|
٢٦٦ ، ٢٦٧ ،
٢٦٨
|
٧ ـ الأعراف
|
اُخْلُفْنِي
فِي قَوْمِي
|
١٤٢
|
|
٩ ـ التوبة
|
ومِنْهُمْ
مَنْ يَلْمِزُكَ
|
٥٨
|
٣٨٠
|
يٰا
أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللّٰهَ وَكُونُوا مَعَ
اَلصّٰادِقِينَ
|
١١٩
|
٢٥٩ ، ٢٦٠
|
١٠ ـ يونس
|
لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ
|
٢٦
|
٢٥٤
|
١٣ ـ الرعد
|
إِنَّمٰا
أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ
|
٧
|
١٤٥
|
ومَنْ
عِنْدَهُ عِلْمُ اَلْكِتٰابِ
|
٤٣
|
٢٧٥
|
١٥ ـ الحجر
|
إِخْوٰاناً
عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ
|
٤٧
|
٤٠٨
|
١٧ ـ الإسراء
|
فَلاٰ
تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ وَلاٰ تَنْهَرْهُمٰا وَقُلْ
لَهُمٰا قَوْلاً كَرِيماً
|
٢٣
|
٢٠٨
|
وآتِ
ذَا اَلْقُرْبىٰ حَقَّهُ
|
٢٦
|
٤٠٧
|
ولاٰ
تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ وَلاٰ
تَبْسُطْهٰا كُلَّ اَلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً
|
٢٩
|
٢٧٢
|
عَسىٰ
أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً
|
٧٩
|
٣٩٠
|
٢٠ ـ طه
|
ولَقَدْ
عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ
|
١١٥
|
٢١٠
|
٢٢ ـ الحجّ
|
هٰذٰانِ
خَصْمٰانِ اِخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ
|
١٩
|
١٤١
|
وجٰاهِدُوا
فِي اَللّٰهِ حَقَّ جِهٰادِهِ
|
٧٨
|
٣٤٠
|
٢٤ ـ النور
|
إِنَّ
اَلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ اَلْفٰاحِشَةُ فِي اَلَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ.
|
١٩
|
٢٠٧
|
وَلاٰ
يَأْتَلِ أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ وَاَلسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي
اَلْقُرْبىٰ وَاَلْمَسٰاكِينَ وَاَلْمُهٰاجِرِينَ
|
٢٢
|
١٤٢
|
٢٦ ـ الشعراء
|
يَوْمَ
لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَلاٰ بَنُونَ `إِلاّٰ مَنْ أَتَى
اَللّٰهَ
بِقَلْبٍ
سَلِيمٍ
|
٨٨ و ٨٩
|
٣٨٩
|
وأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ
|
٢١٤
|
١٢٩
|
أَلَمْ
تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وٰادٍ يَهِيمُونَ
|
٢٢٥
|
٢٨٣
|
٢٩ ـ العنكبوت
|
ووَصَّيْنَا
اَلْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ حُسْناً
|
٨
|
٢٠٨
|
٣١ ـ لقمان
|
اِتَّقُوا
رَبَّكُمْ وَاِخْشَوْا يَوْماً لاٰ يَجْزِي وٰالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ
وَلاٰ مَوْلُودٌ
|
٣٣
|
٣٨٩
|
٣٣ ـ الأحزاب
|
لَقَدْ
كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اَللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
|
٢١
|
٢٤٩ ، ٢٧٢
|
إِنَّ
اَلَّذِينَ يُؤْذُونَ اَللّٰهَ وَرَسُولَهُ
|
٥٧
|
٧٧
|
واَلَّذِينَ
يُؤْذُونَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَاَلْمُؤْمِنٰاتِ بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا
|
٥٨
|
٢٢٩
|
٣٤ ـ سبأ
|
وقَلِيلٌ
مِنْ عِبٰادِيَ اَلشَّكُورُ
|
١٣
|
٣٧١
|
٣٥ ـ فاطر
|
ولَوْ
يُؤٰاخِذُ اَللّٰهُ اَلنّٰاسَ بِمٰا كَسَبُوا
|
٤٥
|
٢١٠ و ٢١١
|
٣٧ ـ الصافّات
|
وقِفُوهُمْ
إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ
|
٢٤
|
١٤٦
|
٣٨ ـ ص
|
إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ وَقَلِيلٌ
مٰا هُمْ
|
٢٤
|
٣٧١
|
٤٢ ـ الشورى
|
قُلْ
لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي
اَلْقُرْبىٰ.
|
٢٣
|
٣٨٣ ، ٣٨٤ ، ٣٨٥
|
٤٤ ـ الدخان
|
يَوْمَ
لاٰ يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ
`إِلاّٰ مَنْ رَحِمَ اَللّٰهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْعَزِيزُ
اَلرَّحِيمُ
|
٤١
|
٣٨٩
|
٤٦ ـ الأحقاف
|
واَلَّذِي
قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا
|
١٧
|
٢٥١ ، ٣٠٦
|
٤٨ ـ الفتح
|
لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمٰا
تَأَخَّرَ
|
٢
|
٢٠٩
|
قُلْ
لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ اَلْأَعْرٰابِ سَتُدْعَوْنَ إِلىٰ قَوْمٍ أُولِي
بَأْسٍ شَدِيدٍ
|
١٦
|
٢٥٧
|
فَأَنْزَلَ
اَللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وأَلْزَمَهُمْ
كَلِمَةَ اَلتَّقْوىٰ وَكٰانُوا أَحَقَّ بِهٰا وَأَهْلَهٰا
وكٰانَ اَللّٰهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً.
|
٢٥
|
٢٥٠ ، ٣٠٦
|
٤٩ ـ الحجرات
|
لاٰ
تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ
|
١
|
١٦٧
|
ولاٰ
تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ بِئْسَ اَلاِسْمُ اَلْفُسُوقُ بَعْدَ
اَلْإِيمٰانِ
|
١١
|
٢٠٨
|
ولاٰ
يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً
|
١٢
|
٢٠٧
|
٥٣ ـ النجم
|
واَلنَّجْمِ
إِذٰا هَوىٰ
|
١
|
٤٢٣
|
وهُوَ
بِالْأُفُقِ اَلْأَعْلىٰ
|
٧
|
٤٢٣
|
أَ
فَرَأَيْتَ اَلَّذِي تَوَلّٰى
|
٣٣
|
٤٢٠
|
وأَنْ
لَيْسَ لِلْإِنْسٰانِ إِلاّٰ مٰا سَعىٰ
|
٣٩
|
٣٨٥
|
٥٦ ـ الواقعة
|
وطَلْحٍ
مَنْضُودٍ
|
٢٩
|
٢١٦
|
٥٧ ـ الحديد
|
لاٰ
يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ اَلْفَتْحِ
|
١٠
|
٩٧
|
٥٨ ـ المجادلة
|
يٰا
أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً
|
١٢
|
٤٠٧
|
٦٥ ـ الطلاق
|
وأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ
|
٢
|
٤٣١
|
٦٦ ـ التحريم
|
وإِنْ تَظٰاهَرٰا عَلَيْهِ فَإِنَّ
اَللّٰهَ هُوَ مَوْلاٰهُ وَجِبْرِيلُ وَصٰالِحُ اَلْمُؤْمِنِينَ
وَاَلْمَلاٰئِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ
|
٤
|
١٣٢
|
٦٧ ـ الملك
|
أَفَمَنْ
يَمْشِي مُكِبًّا عَلىٰ وَجْهِهِ أَهْدىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا
عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ
|
٢٢
|
٢٥٣
|
٦٩ ـ الحاقة
|
وتَعِيَهٰا
أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ
|
١٢
|
١٦٩ ، ١٩٤
|
٧٦ ـ الإنسان
|
هَلْ
أَتىٰ عَلَى اَلْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ اَلدَّهْرِ
|
١
|
٢٣٨ ، ٢٣٩
|
إِنَّ
اَلْأَبْرٰارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كٰانَ
مِزٰاجُهٰا كٰافُوراً
|
٥
|
٢٣٩
|
عَيْناً
يَشْرَبُ بِهٰا عِبٰادُ اَللّٰهِ يُفَجِّرُونَهٰا
تَفْجِيراً
|
٦
|
٢٣٩
|
يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ وَيَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً
|
٧
|
٢٣٤ ، ٢٣٥
|
ويُطْعِمُونَ
اَلطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً
|
٨
|
٢٣٤
|
إِنَّمٰا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اَللّٰهِ لاٰ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزٰاءً
وَلاٰ شُكُوراً
|
٩
|
٢٣٤ ، ٢٣٨
|
إِنّٰا
نَخٰافُ مِنْ رَبِّنٰا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
|
١٠
|
٢٣٤
|
فَوَقٰاهُمُ
اَللّٰهُ شَرَّ ذٰلِكَ اَلْيَوْمِ وَلَقّٰاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً
|
١١
|
٢٣٤
|
وجَزٰاهُمْ
بِمٰا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً
|
١٢
|
٢٣٤
|
لاٰ
يَرَوْنَ فِيهٰا شَمْساً وَلاٰ زَمْهَرِيراً
|
١٣
|
٢٣٤ ، ٢٣٩
|
ودٰانِيَةً
عَلَيْهِمْ ظِلاٰلُهٰا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهٰا تَذْلِيلاً
|
١٤
|
٢٣٥
|
وَيَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدٰانٌ مُخَلَّدُونَ إِذٰا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ
لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً
|
١٩
|
٢٣٥
|
وإِذٰا
رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً
|
٢٠
|
٢٣٥
|
عٰالِيَهُمْ
ثِيٰابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسٰاوِرَ مِنْ
فِضَّةٍ وسَقٰاهُمْ رَبُّهُمْ شَرٰاباً طَهُوراً
|
٢١
|
٢٣٥
|
إِنَّ
هٰذٰا كٰانَ لَكُمْ جَزٰاءً وَكٰانَ سَعْيُكُمْ
مَشْكُوراً
|
٢٢
|
٢٣٥ ، ٢٣٩
|
٨٠ ـ عبس
|
عَبَسَ
وَتَوَلّٰى
|
١
|
٢٠٩
|
٨٩ ـ الفجر
|
وجِيءَ
يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ
|
٢٣
|
١٦٣
|
٩٢ ـ الليل
|
واَللَّيْلِ
إِذٰا يَغْشىٰ
|
١
|
٢٥٥ ، ٢٥٧
|
واَلنَّهٰارِ
إِذٰا تَجَلّٰى
|
٢
|
٢٥٧
|
ومٰا
خَلَقَ اَلذَّكَرَ وَاَلْأُنْثىٰ
|
٣
|
٢٥٧
|
إِنَّ
سَعْيَكُمْ لَشَتّٰى
|
٤
|
٢٥٥ ، ٢٥٧
|
فَأَمّٰا
مَنْ أَعْطىٰ وَاِتَّقىٰ `وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ
|
٥
|
٩٢ ، ٩٣ ، ٢٥٣ ، ٢٥٥
، ٣٠٦
|
وسَيُجَنَّبُهَا
اَلْأَتْقَى
|
١٧
|
٢٥٦
|
اَلَّذِي
يُؤْتِي مٰالَهُ يَتَزَكّٰى
|
١٨
|
٢٥٦
|
ومٰا
لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزىٰ
|
١٩
|
٩٢
|
٩٣ ـ الضحى
|
ولَسَوْفَ
يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ
|
٥
|
٣٩٠
|
٩٨ ـ البيّنة
|
إِنَّ
اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ
خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ
|
٧
|
١٤٧
|
١٠٠ ـ العاديات
|
واَلْعٰادِيٰاتِ
ضَبْحاً
|
١
|
٢١٨ ، ٢١٩
|
٢ ـ فهرس
الأحاديث الشريفة
ـ ا ـ
|
الأئمّة من قريش
|
٣٨٠ ، ٣٩١ ، ٣٩٢
|
أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول اللّه
|
٤٢٤
|
ابكى للذي على اصحابك في اخذهم الفداء
ولقد عرض علي عذابكم ادنى من هذه الشجرة
|
١٦٠
|
اتقوا اللّه وكونوا مع الصادقين قال
هو علي ابن أبي طالب
|
٢٦٠
|
اتاني جبرئيل 7 بدرنوك من الجنة
|
٣٤٦
|
احب ان اتولى حساب ثلاثة منهم طلحة والزبير
|
٣٤٦
|
ادخلوا في السلم كافة فقال : ولا يتنا
أهل البيت
|
٢٦٣
|
أرايت ان زنا اكنت راجمه
|
١٩٥
|
اسلم على وهو اول من اسلم وهو ابن خمس
عشرة سنة
|
٦٠ ، ٦١
|
اسلم عليّ بن أبي طالب وهو ابن ثلاث
عشرة سنة
|
٦٢
|
اشرق ثبير اللّهمّ اني اسألك بما سألك
اخي موسى
|
١٢٨
|
افرق بينهما فإذا زنى فعلت كذا وكذا
|
١٩٦
|
اقتدوا بالذين بعدي
|
٣٣٠
|
اقضى أهل المدينة عليّ بن أبي طالب
|
٢٠٢
|
اقضاكم علي
|
٢٠١
|
اقضانا علي
|
٢٠١
|
القى الى الحبان وانه فسر له حروف
الحمد وهي
|
|
خمسة الى ان برق عمود الفجر
|
٢١٨
|
اللّهمّ وآل من والاه وعاد من عاده
|
٧٢ ، ٢٩٧
|
اللّهمّ أئتني باحب الناس إليك ياكل
معي من هذا الطير
|
٢٩٢
|
اللّهمّ ادر الحق مع علي حيث دار
|
١٩٨
|
اللّهمّ اعط عليّ بن أبي طالب فضيلة
لم تعطها احدا قبله ولا تعطيها أحدا بعده
|
١٥٢
|
امتي لا تجتمع على ضلالة
|
٣٧٠
|
امرنا رسول اللّه 9 بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين
|
٣٤٢
|
امروا واللّه بولاية عليّ بن أبي طالب
وآل محمد (ص)
|
٢٦٣
|
انا دار الحكمة وعلي بابها
|
١٨٦
|
انا سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم
|
١٨٠
|
انا مدينة العلم وعلي بابها
|
٢٠٠
|
انا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم عليّ
بن أبي طالب
|
٦٣
|
انت مني بمنزلة رأسي من بدني
|
٧٨
|
انت مني بمنزلة هارون من موسي الا انه
لا نبي بعدي
|
١٣٣ ، ٢٩٢
٣٠٣ ، ٣٠٦ ، ٣١٨
|
انت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون
من بعدي
|
١٤٥ ، ١٤٦
|
انت وشيعتك تاتي انت وشيعتك يوم
القيامة راضيين مرضيين
|
١٤٧
|
انك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين
|
٣٤٠
|
انما وليكم اللّه ورسوله والذين امنوا
قال نزلت في علي بن أبي طالب (ع)
|
٢٦٧ ، ٢٦٩
|
ان القرآن مجزء على أربعة اجزاء
|
١٤٣
|
ان قريشا تنظر اليكم نظر الثور الى
جازره
|
١٥٦
|
ان اللّه امرني ان ادنيك ولا اقصيك وان
اعلمك وتعي وحقّ على اللّه ان تعي.
|
١٦٩ ، ١٩٤ ، ٣٨٢
|
ان رسول اللّه جهز جيشا واستعمل عليهم
أسامة
|
٣٢٨
|
ان عليا من رسول اللّه بمنزلة الرأس
من الجسد
|
٣٤٢
|
ان رسول اللّه 9 علمه (عليا) الف باب يفتح كل باب الف
باب
|
١٧٢
|
ان عبدا من عباد اللّه خيّر بين
الدنيا والآخرة فاختار ما عند اللّه
|
١٨٣
|
ان رسول اللّه 9 دفع إليه الراية يوم بدر وعمره عشرون
سنة
|
١٨٨
|
ان اقضى أهل المدينة عليّ بن أبي طالب
|
٢٠٤
|
ان عليا سيد المسلمين وامام المتقين وقائد
الغر المحجلين
|
٢٢٦
|
ان اللّه عزّ وجلّ خلق خلقا ليس من
ولد آدم ولا من ولد إبليس يلعنون مبغض عليّ بن أبي طالب
|
٢٢٩
|
ان رسول اللّه 9 قسم الفيء فاصاب عليا ارض
|
٢٤٣
|
ان رسول اللّه خيّر أبا بكر على لسان
أمير المؤمنين ان يتوجه مع علي وعلي امير عليه
|
٢٨٧
|
ان رسول اللّه 9 قال لمالك بن الصيف وكان حبرا سمينا
ان التوارة تضمنت ان اللّه لا يحب الحبر السمين
|
٤١٢
|
ان رسول اللّه 9 اخا بين أصحابه فبقى رسول اللّه 9 وبقى أبو بكر وعمر وعلي.
|
٣٠٩
|
ان عليا وبني هاشم لم يبايعوا الى ان
ماتت فاطمة (ع)
|
٤٠٨
|
ان عليّ بن أبي طالب اول من اسلم
|
٣١١
|
ان عليا اول من اسلم
|
٣١٠
|
ان الحق مع علي
|
٣٥٣ ، ٣٩٣
|
ان عليا لما قال آخيت بين الناس وتركتني
|
٣٠٩
|
ان عليا فسرّ الناكثين باصحاب الجمل والمارقين
بالخوارج
|
٣٤٤
|
ان جماعة جمعوا القرآن على عهد رسول
اللّه 9 منهم علي
|
٢٧٥
|
ان اللّه بعثني اليكم جميعا فقلتم
كذبت
|
٣٣٤
|
ان اللّه تعالى جعل لاخي علي فضائل لا
تحصى كثرة
|
٣٦٤
|
ان الدخول في السلم ولاية آل محمّد
|
٢٦٣
|
ان معاوية بذل لسمرة بن جندب اربعمائة
الف درهم
|
٢٧٠
|
ان ولوها الاجيلح حملهم على المحجة
|
٣٩٣
|
ان ولوها الاجيلح سلك بهم الطريق
|
٣٥٧
|
ان ولوها عليا حملهم على المحجة
|
٣٥٥ ، ٣٥٦
|
او لستم تعلمون اولستم تشهدون اني
أولى بكل مؤمن من نفسه
|
٢٩٤
|
اول اصحابي اسلاما
|
٦٦
|
اول ذكر امن باللّه ورسوله عليّ بن
أبي طالب
|
٦١
|
اول من امن باللّه ورسوله محمد (ص) من
الرجال عليّ بن أبي طالب
|
٣١١
|
انه ان أدّى من ثمنه شيئا انه يسترق
|
١٩٦
|
بحساب ويعتق بحساب.
|
|
انه كان يختم على جراب فيه قوته لئلا
يلت بدهن
|
٢٤٧
|
انه رجع الى رأي عمر في الجد
|
١٩٥
|
انه امام المتقين
|
٢٨٨
|
انه امر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين
|
٣٤٠
|
إني أوّل من صلى مع رسول اللّه 9
|
٦٦
|
اني لا اغنى عنكم من اللّه شيئا
|
٣٨٥
|
اني قرأت ما بين دفتي المصحف فلم اجد
فيه لبني إسماعيل على على بني إسحاق فضلا
|
٣٩٢
|
ـ ب ـ
|
بعينها بنخلة في الجنة فابى ، قال
فخرج فلقيه أبو الدحداح فقال له هل لك ان تبعنيها بحبس يعني حائطا فقال هي لك
|
٢٥٥
|
بينما انا في الحجر اتاني رجل فسأل عن
العاديات ضبحا
|
٢١٨
|
بوروا اولادكم بحب علي
|
٢٣٢
|
ـ ت ـ
|
تبين بثلاث وتقسم الباقية على نساءه
|
١٩٧
|
ـ ث ـ
|
ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صلى وصام
: من اذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اوتمن خان
|
١٦٣
|
ثمّ تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم
عليّ 7 كالقرارة
في المثعنجر
|
٢١٨
|
ـ ح ـ
|
حرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وإذاني
في عترتي
|
٣٨٦
|
الحق مع علي لن يفترقا حتي يردا علي
الحوض
|
١٩٨
|
الحق مع علي
|
١٩٢
|
ـ خ ـ
|
خرجت مع رسول الله (ص) ذات يوم نمشي
في طرقات المدينة
|
٤٢٨
|
خرج رسول الله (ص) ذات يوم نمشي في طرقات
المدينة رسول اللّه هذا واللّه قاتل الناكثين
|
٣٤٢
|
ـ د ـ
|
دخلت على رسول اللّه 9 وهو نائم وحية في جانب البيت فكرهت
ان اثب عليها
|
٢٦٥
|
دخلت على النبيّ 9 فقلنا من أحبّ اصحابك إليك
|
٣٠٩
|
ـ ر ـ
|
رجع أبو بكر فجلس على المنبر وبايعه
الناس
|
٣٩٥
|
رضيت لامتي ما رضيه لها ابن أم عبد
|
٣٩٩
|
ـ ز ـ
|
زيد وما زيد يسبق عضو منه الى الجنة
|
٤١٥
|
ـ س ـ
|
سئل عن أوّل الناس إسلاما
|
٣١٢
|
سئلت جعفر بن محمّد الصادق عن هذه
الآية : ( يا ايها الذين آمنوا
اطيعوا الله ... )
|
٢٦٣
|
سبّاق الأُمم ثلاثة لم يكفروا بالله
طرفة عين
|
٢٥٨
|
سبحان اللّه ما أكثر مناقب عليّ وفضائله
الى لأحسبها ثلاثة آلآف
|
١٦٥
|
سحنته من سحنتي ولحمه من لحمي ودمه من
دمي
|
١٨٨
|
سلوني فو اللّه لا تسألوني عن شيء
إلاّ اخبرتكم وسلوني عن كتاب اللّه فو اللّه ما من آية إلاّ وأنا اعلم بليل
نزلت أم بنهار
|
٢١٧
|
سمعت عليا (ع) يقول انا عبد اللّه وأخو
رسوله
|
٢٨١
|
ـ ص ـ
|
الصديقون ثلاثة حبيب النجار وهو مؤمن
آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب
|
٢٨٢
|
ـ ع ـ
|
عبدت اللّه قبلهما وبعدهما
|
٣٢١
|
عجزت النساء ان تلد مثل عليّ بن أبي
طالب
|
١٧٤
|
عذوق واي عذوق لابي الدحداح في الجنة
|
٢٥٦
|
علي مني كراسي من بدني
|
٢٢١
|
علي امير البررة قاتل الفجرة منصور من
نصره
|
٢٠٠
|
علي اعلم الناس علما واقدمهم سلما
|
٣٠٩
|
علي مع القرآن والقرآن معه
|
١٩٩
|
علي اقضانا
|
٢٠٢
|
علي اقضاكم
|
١٩٤
|
ـ ف ـ
|
فاينا كان اهدى لمقاتله
|
٣٤٨
|
فخرج علي (ع) على ناقة رسول الله (ص)
العضباء حتى ادرك ابابكر
|
٢٩٠
|
فمن عاد الى مثلها فاقتلوه
|
٣٧٨
|
فو اللّه لا تسألوني عن فئة تضل مائة
او تهدي مائة الا انبأتكم بناعقها
|
١٩٠
|
فو اللّه ما استتم رسول اللّه 9 حتّى انزل عليه جبرئيل من عند اللّه
عزّ وجلّ فقال يا محمّد إقرأ
|
٢٦٨
|
فهو احق بها (النصرانية) ما لم يخرجها
من دار الهجرة
|
١٩٦
|
فينا في آل حم انه لا يحفظ مودتنا
إلاّ كل مؤمن
|
٣٨٥
|
فياللّه وللشورى
|
٣٢١ ، ٤٠٣
|
ـ ق ـ
|
قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية
|
٣٤٣
|
قال رجل لولا ان يقطع الذي بيننا وبين
ابن عمك من الحلف
|
٢٩٠
|
قسمت الحكمة عشرة اجزاء فاعطي علي
تسعة اجزاء واعطي الناس جزءا واحدا
|
١٨٦
|
قطّع الكتاب واجعله سابعا
|
١٩٧
|
قلنا لسمان سل النبي عن وصيه
|
٤٢٢
|
ـ ك ـ
|
كان علي أوّل من آمن من الناس بعد
خديجة
|
٣١٢
|
كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو
الحسن
|
١٧٤ ، ٢٠٢
|
كان عمر حفظ البقرة في سبع عشرة سنة
|
٢٧٦
|
كرداد ونكرداد بمعنى صنعتم وما صنعتم
|
٣٥٠
|
كرديد ونكرديد وحقّ ميره ببرديد
|
٣٥١
|
كل أحد افقه من عمر
|
٣٩٨
|
كنا إذا اتانا الثبت عن علي لم نعدل
به
|
٢٢١
|
كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول
اللّه 9
|
١١٩
|
كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت
الأصوات
|
٤٠٤
|
كونوا مع السواد الأعظم
|
٣٧١
|
ـ ل ـ
|
لاعطين الراية غداً رجلا يحب الله
ورسوله
|
٣٠٣
|
لاتفقاها الا ان تودي نصف الدية
|
١٩٦
|
لا تسبوا عليا فمن سب عليا فقد سبني
|
٢١٢
|
لا يبلغها عني الا رجل مني
|
٢٩١
|
لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق
|
٦٥
|
لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق
|
٦٢
|
لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن
|
٦٤
|
لا يذهب بها الا رجل من أهل بيتي
|
٢٨٨
|
لا يؤديها إلاّ انا أو رجل مني
|
٢٨٨
|
لضربة عليّ بن أبي طالب عمرو بن عبدود
تعدل عمل امتي الى يوم القيامة
|
١٥٢
|
ليومكم خياركم
|
٤٣١
|
لقتل علي عمرو بن عبدود يعدل عمل امتي
الى يوم القيامة
|
١٢٢
|
لقد جئتم بها هرقلية اتبايعون
لابناءكم؟
|
٢٥١
|
لن نغلب اليوم من قلة
|
١٣٩
|
لم يترك ابي الا ثمانمائة درهم او
سبعمائة فضلت من عطاءه كان يعدها لخادم يشتريها لاهله
|
٢٤٥
|
لم يرو في فضل أحد من الصحابة
بالاحاديث الحسان ما روي في فضائل علي
|
٣٦٢
|
لما اخا رسول اللّه 9 بين أصحابه جاء علي تدمع عيناه
|
٣٠٥
|
لما نزلت قل لا اسئلكم عليه اجرا إلاّ
المودة في القربى قالوا يا رسول اللّه من قرابتك
|
٣٨٤
|
لو ادركني أحد رجلين جعلت هذا الامر
إليه
|
٣٩٢
|
لو ان الغياض أقلام والبحر مداد والجن
حساب والانس كتاب ما احصوا فضائل عليّ بن أبي طالب
|
١٦٤ ، ٣٦٣
|
لو كان سالم حيا لم يخالجني فيه شك
|
٣٩١
|
لو كلفت الإبل الطحين طحنت
|
١٩٧
|
لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا
لاتخذت أبا بكر خليلا
|
٣٢٩
|
لو منعوني عقال بعير لجاهدتهم
|
١٧٦
|
لو لا علي لهلك عمر
|
١٧٥ ، ٣٢٤
|
ليس أحد أمّن علينا بصحبته وذات يده
من أبي بكر
|
٣٢٩
|
ـ م ـ
|
ما انزل الله تعالى آية فيها يا ايها
الذين آمنوا الا وعلى رأسها واميرها
|
١٤٤
|
ما انت والفاضل والمفضول والسائس
والمسوس
|
٢٣٢
|
ما أحد أحبّ الي ان القي اللّه بمثل
صحيفته من هذا المسجى
|
٤٠٠
|
ما اسي على شيء الا على الا اكون
قاتلت الفئة الباغية
|
٣٤١
|
ما جاء لاحد من الصحابة من الفضائل ما
جاء لعلي بن ابي طالب
|
١٦٤ ، ٣٣٨
|
ما رأيت اذكى من عليّ بن أبي طالب
|
١٠٢
|
ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير
عليّ بن أبي طالب
|
٢٠٢
|
ما وجدت الا القتال او الكفر بما أنزل
اللّه
|
٣٤٠
|
مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما
محمّد رسول اللّه 9 ومعه أبو بكر وعمر وعادهما عامة العرب
|
٢٣٥
|
من آذى عليا فقد آذاني
|
٧٣
|
من أراد ان ينظر الى ادم في علمه والى
نوح في فهمه والى يحيى بن زكريا في زهده والى موسى في بطشه فلينظر الى عليّ بن
أبي طالب
|
١٧٠
|
من افتاكم بصوم يوم عاشوراء قالوا علي
|
٢٠٣
|
من سن سنة حسنة كان له اجرها واجر من
عمل بها
|
٨٢
|
من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب
اللّه
|
٩٥ ، ٢١٢
|
من سل علينا السيف فليس منّا
|
٣٤١
|
من قال رحم اللّه عليا ;
|
١٤٧
|
من قال في القرآن بغير علم فليتبؤا
مقعده من النار
|
٨٤
|
من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهمّ عاد
من عاداه
|
٢٩١ ، ٢٩٤ ، ٢٩٥
|
ووال من والاه
|
٢٩٦ ، ٢٩٧ ، ٢٩٨ ،
٣٠٢ ، ٣١٣
|
من مات على بغض علي فلا يبالي مات
يهوديا او نصرانيا
|
١٤٩
|
ـ ن ـ
|
نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له
رضوان
|
١٢٤
|
نزل القرآن ربعاً فينا وربعاً في
عدونا وربعاً سير وامثال وربعا فرائض واحكام ولنا كرائم القرآن
|
١٤٤
|
نزلت في عليّ 7 ثمانون اية صفوا ما شركه فيها
|
|
احد من هذه الأمة.
|
١٤٥
|
نزلت (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات
بغير ما اكتسبوا) في عليّ بن أبي طالب
|
٢٢٩
|
نزلت (والنجم إذا هوى) بشان وصي رسول
اللّه
|
٤٢٣
|
نزلت (اتقوا اللّه الذي تساءلون به والارحام)
في رسول اللّه 9
وأهل بيته وذوي ارحامه
|
٣٨٧
|
نحن سمّينا اباك صديقا
|
٢٨٥
|
النظر الى علي عبادة
|
٣٧٠
|
ـ و ـ
|
والله لقد أعطى على تسعة أعشار العلم
وايم الله لقد شاركهم في العشر العاشر
|
٢٠٣
|
وانت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي
فاطمة
|
٣٠٩
|
وقفوهم انهم مسئولون قال عن ولاية
عليّ بن أبي طالب
|
١٤٦
|
ولّيتكم ولست بخيركم
|
٣٩٨
|
ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك
|
٤٢٨
|
وهو عيبة علمي
|
١٧١
|
ويحك يا ابن عبّاس ما ادري ما اصنع
بامة محمّد
|
٣٥٧
|
ـ هـ ـ
|
هذا ما اوصى به علي ابتغاء وجه الله
ليولجني به الجنة
|
٢٤٣
|
( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) نزلت في حمزة وعبيدة وعلي بن أبي
طالب
|
١٤١
|
ـ ي ـ
|
يا انس اسكب لي وضوءاً ثم قام فصلى
ركعتين
|
٤٢٧
|
يا ابا الحسن ما اشد ما يسؤوني ما ارى
بكم انطلق الى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها
|
٢٣٨
|
يا بني عبد المطلب اني انا النذير
اليكم من اللّه
|
١٢٩
|
يا بني عبد مناف ارضيتم بان يلي هذا
الامر غيركم
|
٣٥٩
|
يا رسول اللّه تامرني في الامر فاكون
فيه مثل السكة المحماة
|
١٦٧
|
يا رسول اللّه ان قومنا حادونا لما
صدقنا اللّه ورسوله
|
٢٦٩
|
يؤمكم اقرأكم
|
٢٨٧
|
يا عائشة إذا سرك ان تنظري الى سيد
العرب فانظري الى عليّ بن أبي طالب
|
٢٢٧
|
يا علي انه من فارقني فقد فارق اللّه
ومن فارقك فقد فارقني
|
٧٥
|
يا علي من اذى شعرة منك فقد إذاني
|
٧٨
|
يا علي من سبك فقد سبني
|
٩٦
|
يا علي تختم باليمين تكن من المقربين
|
٤٢٥
|
يا علي انت اول المسلمين اسلاما
|
٣٠٩
|
يا معشر المسلمين انا سلم لمن سالم
أهل هذه الخيمة
|
٢٣٣
|
يحشر الشاك في علي من قبره وفي عنقه
طوق من نار
|
٩٧
|
٣ ـ فهرس الاشعار
ـ ب ـ
|
عزائم منا لا يبوخ اضطرامها
|
مضاربة
|
٥٦
|
هتفت تباري البدر والبدر كامل
|
ذوائبه
|
٢٣١
|
وبعد فلو نصت كتائب محرب
|
الكتائب
|
٥٤
|
علّمه في مجلس واحد
|
الحاسب
|
١٧٢
|
كان علي قبل تحكيمه
|
الحاجب
|
٢٢٦
|
شابهت نوره ذكاء
|
عجاب
|
١٩١
|
وليس العلى في منهل لذ شربه
|
المتاعبا
|
٥٨
|
ومن البلية ان يخط يراعنا
|
جوابا
|
١٨٥
|
اراد أبو عثمان غمص ابن فاطم
|
المعاطب
|
١٨٠
|
تراءت لا حداق العيون شهوده
|
يكذب
|
١٧٩
|
نصرنا فتى انصاره في حياطة
|
شاهد
|
٤٣٦
|
وحسبك داءا ان تبيت ببطنة
|
القد
|
٢٤٩
|
علا المجد فانخزلت دونه
|
مجده
|
٢٤٢
|
اخو الحرب ان عضت به الحرب عضها
|
شمرا
|
٣٧٤
|
ابا حسن تفديك نفسي ومهجتي
|
مسارع
|
٢٦٧
|
وها نحن نرجو من دفاع ابن فاطم
|
يروع
|
٤٣٣
|
ـ ق ـ
|
ولا غلاب وقد بذت مفاخرنا
|
تستبق
|
٥٤
|
مزايا إذا ما قابل الشمس ضوءها
|
المحلق
|
٢٥٣
|
ومن وعد استجلت بدور وعوده
|
المحلق
|
٤٤٣
|
يلوح بافاق المناجح سعدها
|
العوائق
|
٤٤٢
|
جاء الشتاء وقميصي اخلاق
|
النواق
|
٢٦٥
|
للّه آلاما الاقي
|
العراق
|
٤٣٨
|
لان عاقني عن قصد ربعك عائق
|
طريق
|
٤٤١
|
ـ ل ـ
|
لا سيف الا ذو الفقار
|
علي
|
١٢٣ ، ١٢٤
|
اذا الفلك الا على الأثير تعرضت
|
النوازل
|
١٥٠
|
ولا عاركم نجد اسالت دماءه
|
النوازل
|
٣٧٤
|
ومن عجب ان يهزأ الليل بالضحى
|
الفراعل
|
٤٣٩
|
بلغنا قبالا للبناء ولم ندع
|
هزلا
|
٤٤٠
|
مناقب لا ترقى إليها عزائم
|
العزائم
|
٢٤١
|
علونا فلو مدت الينا بنانها
|
المعاصم
|
٣٧٥
|
لعن اللّه من يسب عليا
|
امام
|
٢١٩
|
عطاءك زين لامرئ ان حبوته
|
يزين
|
٢٤٢
|
فكم في الأرض من عبد هجين
|
هجان
|
٣٧٤
|
ولن يضر علا الافلاك عائبه
|
الشاني
|
٤٣٤
|
ـ ي ـ
|
على انني راض بان احمل الهوى
|
ليا
|
٢٧٤
|
٤ ـ فهرس الأعلام
الاسم
|
الصفحة
|
(آ)
|
آدم 7
|
١٧٠ ، ٢١٠ ، ٢٢٩ ،
٣٩٦
|
(أ)
|
أبان بن سليمان
|
٣٤٧
|
إبراهيم 7
|
٣٢٨ ، ٤٢٠ ، ٤٣٤
|
إبراهيم بن سعيد
|
٣١٥
|
إبراهيم بن سليمان
|
١٢٧
|
إبراهيم بن محمّد بن ميمون
|
٢٦٠
|
إبراهيم بن محمّد بن موسى
|
٣١٥
|
إبليس
|
٢١٠ ، ٢٢٩
|
ابن أبي خيثمة
|
٣٠٦
|
ابن أبي الحديد
|
٢٢٤
|
ابن أبي الرجا الكوفيّ
|
٣٠٨
|
ابن أبي ليلى
|
٢١٥ ، ٢٨٢
|
ابن إسحاق
|
٣١٧
|
ابن أم عبد
|
٤٠٥
|
ابنة أبي قحافة
|
٣٢٩
|
ابن جرير الطبريّ الإمامي
|
٣٣٥
|
ابن حبان
|
٣١٩
|
ابن حصين
|
٢٩٩
|
ابن الحنفية
|
٢٢٠
|
ابن الخطيب الرازيّ
|
٢٥٤
|
ابن زياد
|
٢٨٥
|
ابن سلام
|
٢٦٩
|
ابن سمعان
|
٣٠٨
|
ابن السمعاني
|
٩٥ ، ٢١٢
|
ابن شهاب
|
٣١٧
|
ابن عبّاس ـ عبد اللّه بن عبّاس
|
|
ابن عباد
|
٣٣١ ، ٣٧٤
|
ابن عبد البر
|
٢١٧ ، ٢٧٥ ، ٣٦٨
|
ابن عبدة
|
٣٠٠
|
ابن عمر ـ عبد اللّه بن عمر
|
|
ابن فاطم
|
١٨٠
|
ابن المدائني
|
٦٢
|
ابن مسعود
|
٢٠٣ ، ٣٤٦
|
ابن معيد
|
٣٤٩
|
ابن المغازلي ـ علي بن محمّد الشافعي
|
|
ابن مهدي
|
٤٣٠
|
ابن مهران
|
٢٣٥ ، ٢٣٨
|
ابن نمير
|
٢٨١
|
ابن الوليد (المحدث ببغداد)
|
٣٣٨
|
ابو احمد الزبيري
|
٢٨١
|
ابو إسحاق
|
٩٥ ، ١٢٩ ، ٢٩٧
|
ابو أيّوب الأنصاري
|
٢٩٥ ، ٣٤٦ ، ٣٤٩
|
ابوبكر البرقاني
|
٤٣٠
|
ابوبكر بن ابي شيبة
|
٣١٨
|
أبو بكر بن أبي قحافة
|
٥٨ ، ٧٤ ، ٧٧ ، ٧٨
، ٨٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٥ ، ٩٣ ، ٩٨ ، ١٠١ ، ١١٣ ، ١٢٦ ، ١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٥٥ ، ١٥٧ ، ١٦٠
، ١٦٣ ، ١٦٥ ، ١٧٢ ، ١٧٣ ، ١٧٦ ، ١٧٧ ، ١٧٧ ، ١٨٠ ، ١٨١ ، ١٨٣ ، ١٨٥ ، ١٩١ ، ٢٢٣
، ٢٢٥ ، ٢٣١ ، ٢٣٣ ، ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٤١ ، ٢٤٥ ، ٢٥٠ ، ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، ٢٥٧ ، ٢٥٨
، ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ٢٧٢ ، ٢٧٦ ، ٢٧٨ ، ٢٨٠ ، ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، ٢٩٠ ، ٢٩١ ، ٣٠٩ ، ٣١٢
، ٣١٨ ، ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، ٣٣٠ ، ٣٣٢ ، ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٣
، ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ٣٦٠ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، ٣٦٧ ، ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، ٣٨٢ ، ٣٨٥
، ٣٨٦ ، ٣٨٧ ، ٣٩٧ ، ٤٠١ ، ٤٠٢ ، ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، ٤٠٨ ، ٤١٠ ، ٤١٧ ، ٤١٨
، ٤٢٣ ، ٤٢٥ ، ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، ٤٣٠
|
أبو بكر بن الحرث
|
٣٩١
|
أبو بكر مردويه ـ احمد بن موسى بن
مردويه
|
|
أبو بكر الجوهريّ ـ احمد بن عبد
العزيز الجوهريّ
|
|
أبو بكر الجويني
|
٣٠٠
|
أبو بكر بن عيّاش
|
٢١٤
|
أبو بكرة
|
٣٣٩ ، ٣٤٠
|
ابو بلخ
|
٣١٨
|
ابو الجحاف
|
٧٥
|
أبو جعفر الإسكافيّ
|
٧٦ ، ٣٣٠
|
أبو جعفر الباقر ـ محمّد بن علي 7
|
|
ابو جهل
|
٢٥٣ ، ٢٥٤ ، ٢٥٨
|
ابو حسان المزكي
|
٣٩٠
|
ابو حذيفة بن عتبة
|
١٥٥ ، ٣٩٧
|
ابو حسن ـ علي بن أبي طالب
|
|
ابو الحسين البصري ـ محمّد بن عليّ بن
الطيب
|
|
ابو حنيفة
|
٣٠٢ ، ٣٤٦
|
ابو داود
|
٣٠٥ ، ٣١١
|
ابو داود السجستانيّ
|
٢٩٩ ، ٣٠٧
|
ابو الدحداح
|
٩٣ ، ٢٥٥ ، ٢٥٦
|
ابو الدرادء
|
١٠٩
|
أبو ذرّ
|
٧٥ ، ١٤١ ، ٢٦٨ ،
٣١٥ ، ٣١٧
|
أبو رافع
|
٢٦٥ ، ٣٩٨
|
ابو زفر
|
٤٠٣
|
ابو زيد
|
٢١٣ ، ٣٣٤
|
ابو السبح
|
٣٩١
|
ابو سريحة
|
٢٩٥ ، ٢٩٩
|
أبو سعيد الخدري
|
٦٣ ، ٣٠٢
|
ابو سفيان
|
١٥٥ ، ١٦٣
|
ابو سفيان بن الحارث
|
١٦١
|
ابو سفيان بن حرب
|
٢٥٥
|
ابو صالح
|
٢٦٠ ، ٢٦٧ ، ٣٩٣
|
أبو طالب
|
٧٢ ، ١٢٩ ، ١٨١
|
ابو الطفيل
|
٢١٧ ، ٢٩٥
|
ابو عبد الرحمن الجدلي
|
٩٥
|
ابو عبد الرحمن السلمي
|
٢٥٤
|
ابو عبد الرحمن المسعودي
|
١٢٧
|
ابو عبيدة
|
٤٠٥
|
ابو عبيدة بن الجراح
|
٣٩٨
|
ابو عثمان ـ عمرو بن بحر الجاحظ
|
|
ابو العلاء الهمداني
|
٣٠٠
|
أبو عليّ الخراسانيّ
|
٩٧
|
ابو عمر
|
٦٢
|
ابو عمر بن حماس
|
٤٠٢
|
ابو عمر الزاهد
|
٢١٨
|
ابو عمر الشاطبي ـ يوسف بن عبد اللّه
بن محمّد بن عبد البر النمري الشاطبي
|
|
أبو عمرو بن العلاء
|
٢١٥
|
ابو عوانه
|
٣١٨
|
أبو الفرج
|
١٤٥ ، ٣٧٥
|
أبو الفرج الأصفهانيّ
|
١٤٣ ، ٢٦٢ ، ٢٨٧
|
ابو محمّد السلمي
|
٣١٥
|
ابو مريم
|
٢٦٣
|
ابو مسعود
|
٤٣٠
|
أبو منصور الخمشاذي
|
١٦٤
|
ابو موسى الأشعريّ
|
٢٦١ ، ٣٨٠
|
ابو نعيم ـ احمد بن عبد اللّه
الأصفهانيّ
|
|
ابو هاشم الرماني
|
٣٩١
|
ابو هريرة
|
٢٢١ ، ٢٢٢
٣٠٢ ، ٣٠٣
|
ابو يعلى
|
٣٣٩
|
ابو يوسف
|
٣٣٩
|
ابي
|
٢٢٣
|
ابي بن كعب
|
٢١٣
|
احمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان
البزاز
|
٢٦٩
|
احمد بن الحسن
|
٢٦٢
|
أحمد بن حنبل
|
٦٢ ، ٦٥ ، ٧٢
١٣٩ ، ١٦٤ ، ١٧٤
٢٨١ ، ٢٨٨ ، ٢٩٠
٢٩٤ ، ٢٩٩ ، ٣٠٦
٣٠٧ ، ٣٠٩ ، ٣١٦
٣٣٢ ، ٣٣٨ ، ٣٤٤
٣٦٨ ، ٣٨٨ ، ٣٩٨
|
أحمد بن زهير
|
٢٦١
|
أحمد بن زهير بن حارث
|
٣١٨
|
أحمد بن شعيب بن علي النسائي
|
٢٦٩ ، ٢٩٩ ، ٣٦٨
|
أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ
|
٩٧ ، ٣٣٤ ، ٣٣٩
٣٦٣ ، ٣٩٨ ، ٤٠١
|
أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم
الأصفهانيّ
|
١٣٢ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ،
٢٢٠ ، ٢٢٩ ، ٢٣٥ ، ٢٤٠ ، ٢٦٠ ، ٣٠١
|
أحمد بن عقدة أبو العباس
|
٣٠١
|
أحمد بن الفضل
|
١٣٢
|
أحمد بن كامل بن خلف أبو بكر
|
٣١٥
|
أحمد بن محمّد
|
١٣٢
|
أحمد بن معاوية
|
٤٠١
|
أحمد بن موسى بن مردويه أبو بكر
الأصفهانيّ
|
١٢٧ ، ١٤٨
١٩٨ ، ٢٠٠ ، ٢١٢
٢٦٥ ، ٢٩٩ ، ٣٠٠
٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ٣١١
|
|
٣١٣ ، ٣١٥ ، ٣٣٢ ،
٤١٠
|
أحمد بن يحيى البلاذري
|
٣٣٣ ، ٣٦٣
|
اسامة بن زيد
|
١٦١ ، ١٨١ ، ٣٣٢ ،
٣٣٣ ، ٣٣٤ ، ٣٤٤ ، ٣٩٨ ، ٣٩٩
|
إسحاق 7
|
٣٩٩ ، ٤٠٠
|
إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة
|
٣٠٨
|
إسحاق بن نجيح
|
٢٥٥
|
اسد
|
٤٠٠
|
إسرائيل
|
٩٥
|
اسماء بنت عميس
|
١٢٧ ، ٣٠١ ، ٣٠٦
|
إسماعيل 7
|
٣٩٩ ، ٤٠٠
|
إسماعيل بن إسحاق القاضي
|
٣٦٨
|
إسماعيل بن خالد
|
٢٠١
|
إسماعيل بن سليمان الأزرق
|
٣٠٨
|
إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر
|
٣٠٨
|
إسماعيل بن محمّد بن يزيد
|
٢٨٣ ، ٢٨٥
|
إسماعيل بن يزيد
|
٣٩١
|
الأسود بن عامر بن شاذان
|
٣٣٩
|
الاشعث بن قيس
|
٣٢٩
|
الأصبغ بن نباتة
|
٢٠٠ ، ٢٦٢
|
الأعمش
|
١٤٤ ، ١٩٧ ، ٣٢٧ ،
٣٩٠
|
أمّ سلمة
|
٦٢ ، ٦٤ ، ٩٥ ، ١٨٧
، ١٩٩ ، ٢١٢
|
|
٣٠١ ، ٣٠٦ ، ٣٤٨ ،
٤٣١ ، ٤٣٢
|
أم هاني بنت أبي طالب
|
٣٠١
|
أمير المؤمنين ـ علي بن أبي طالب 7
|
|
امية بن أبي الصلت
|
٢٤١
|
انس
|
٢٢٩ ، ٢٩٢ ، ٣٠٨ ،
٣١٥ ، ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، ٣٢٤
|
انس بن مالك
|
٢٨٨ ، ٣٠٨ ، ٤٢٧ ،
٤٣٣
|
اوريا
|
٢٠٩
|
ايمن بن أم ايمن
|
١٦١
|
ـ ب ـ
|
البخاري = محمد بن اسماعيل
|
١٤١ ، ٣٠٦ ، ٤٢٩ ،
٤٣٠
|
بديل بن ورقاء
|
١٥٨
|
البراء بن عازب
|
١٢٩ ، ٢٩٤ ، ٢٩٧ ،
٢٩٩ ، ٣٠٢
|
بركة
|
١٦١
|
برهان بن علي الصوفي
|
٣٩٠
|
بريدة
|
٢٩٨
|
بريدة الاسلمي
|
٣٠٢
|
البلاذري ـ احمد بن يحيى
|
|
بلال
|
١٤٦ ، ٢٦٩
|
بني عبد المطلب
|
١٢٩
|
بني هاشم
|
٧٩
|
البيذق
|
١٥٦
|
(ت)
|
الترمذي ـ محمّد بن عيسى
|
٢٩٩ ، ٣٠٥ ، ٣١١
|
(ث)
|
ثابت
|
٣٠٨
|
ثابت مولى ابي ذر
|
١٩٩
|
ثابت البناني
|
٣٠٨
|
الثعلبي ـ احمد بن محمّد
|
٨٢ ، ٨٤ ، ٩٣ ، ١٢٨
، ١٣٢ ، ١٥٣ ، ١٦٠ ، ١٦٤ ، ٢١٨ ٢٢٠ ، ٢٣٥ ، ٢٥١ ، ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٨ ، ٢٦٠ ، ٢٦٨ ،
٢٦٩ ، ٢٨٢ ، ٢٩٠ ، ٣١٦
٣٨٩ ، ٣٩٢ ، ٤٢٦ ،
٤٢٨
|
ثمامة بن عبد اللّه بن انس
|
٣٠٨
|
ـ ج ـ
|
جابر
|
٣١٧
|
جابر بن عبدالله الانصاري
|
٢٢١ ، ٣٠٢ ، ٣٠٦
|
جبرئيل 7
|
١١١ ، ١١٣ ، ١٢٣ ،
١٣٢ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ٢٦٨ ، ٢٨٠ ، ٣٥٢ ، ٤٣١ ، ٤٣٢
|
جرير
|
٢٦١ ، ٣٦٩
|
جعفر بن زياد
|
٤٢٧
|
جعفر (الطيار)
|
٢٥٢
|
جعفر بن محمّد الصادق 7
|
٢٦٣ ، ٢٦٧ ، ٣٧٠ ،
٣٩٢
|
جعفر بن محمّد بن عمّار
|
٣٧٠
|
جويبر بن سعد
|
٢٦١ ، ٢٦٢
|
ـ ح ـ
|
الحارث بن محمد
|
٤١٠
|
الحاكم = محمد بن عبدالله
|
|
حبيب بن موسى النجّار
|
٢٥٩ ، ٢٨٢
|
حذيفة
|
٣٠٤ ، ٣١٠ ، ٤٠٤
|
حذيفة بن اليمان
|
٢٠٠
|
حرب بن الحسن الطحان
|
٣٩٠
|
حزقيل
|
٢٥٩ ، ٢٨٢
|
حسان بن ثابت
|
٢٦٧ ، ٣١٨
|
الحسن
|
٦٠ ، ٦١ ، ٢١٤ ، ٢١٩
، ٢٥٩ ، ٣١٥
|
الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد
|
٤١٠
|
الحسن بن أحمد العطّار الهمداني
|
٣٦٩
|
الحسن الحلواني
|
٦١ ، ٢٠٣
|
الحسن بن حسين
|
٣٩٣
|
الحسن بن الحكم الجبري
|
٣٩٣
|
الحسن بن حماد
|
٣١٨
|
الحسن بن زيد
|
٢٦٨
|
الحسن بن عبدالرحمن الانصاري
|
٢٨٢
|
الحسن بن علي 7
|
٩٠ ، ١٨٠ ، ٢١٢ ، ٢٣٣
، ٢٣٥ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ٢٤٥ ، ٤١١
|
الحسن بن عليّ بن داود
|
٤٤٣
|
الحسن بن عليّ بن زياد السري
|
٣٩٠
|
الحسن بن عليّ العدوي
|
٢٦٩
|
الحسن بن عليّ بن نصر
|
٣١٥
|
الحسن بن محمّد بن بهرام
|
٣٦٩
|
الحسن بن محمّد السكوني
|
١٢٧
|
الحسن بن أحمد بن مخلد المخلدي
|
٣٧٠
|
الحسين بن إسحاق
|
٣٧٠
|
الحسين الاشقر
|
٣٩٠
|
الحسين بن علي 7
|
٧٨ ، ٩٠ ، ١٨٠ ، ٢٣٣
، ٢٣٥ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ٣٣٧ ، ٣٩٢ ، ٤١١
|
الحسين بن عليّ بن شبيب المقري
|
١٢٨
|
الحسين بن محمّد
|
١٢٨ ، ٣٨٩
|
الحسين بن محمّد بن علي الزينبي
|
٣٦٩
|
الحسين بن معاذ بن حرب
|
٣١٥
|
حشرج بن نباتة
|
٣٣٨ ، ٣٣٩
|
الحصين الثعلبي
|
١٢٨
|
حصين بن مخارق
|
٢٦٢
|
حفص بن سليمان
|
٢١٤
|
حفص بن عمر
|
٢٥٦
|
حفصه
|
١٣٢
|
الحكم بن ابان
|
٢٥٦
|
حماد بن سلمة
|
٣٣٤ ، ٣٣٨ ، ٣٣٩
|
حمزة بن حبيب الزيات
|
٢١٤ ، ٢١٥
|
الحمزة بن عبد المطلب 7
|
١٤١ ، ٢٥٢ ، ٤١١ ،
٤١٢
|
الحميدي
|
٤٢٩
|
الحميري ـ اسماعيل بن محمّد بن يزيد
الملقب بالسيّد
|
|
حنظلة بن عتبة
|
١٣٨ ، ١٥٦
|
حيان بن الكلبي
|
٣٩٣
|
ـ خ ـ
|
خالد
|
٣٥٦ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦ ،
٣٦٧ ، ٤٠٥ ، ٤١٦
|
خالد بن سعيد
|
٣٥٥ ، ٣٥٨
|
خالد بن الوليد
|
١٨٣
|
خباب
|
٧٠ ، ٧٢ ، ٧٤ ،
٣١٧
|
خديجة
|
٣١٧
|
خلف بن قاسم بن سهل
|
٦٠
|
الخوارزمي ـ الموفق بن أحمد
|
|
ـ د ـ
|
الدار قطني = علي بن عمر
|
٢٢٩ ، ٣٢٧
|
داود 7
|
٢٠٩
|
داود بن سليمان
|
٩٧
|
داود بن المفضل الطائي
|
٣١٥
|
ـ ذ ـ
|
ذي النون 7
|
٢٠٨
|
ـ ر ـ
|
ربيعة
|
١٥٦
|
الرخ
|
١٥٦
|
رزين العبدري
|
٦٣ ، ٢٩٩ ، ٣٠٥ ، ٣٠٧
، ٣١١ ، ٣٣٢
|
رسول اللّه ـ محمّد بن عبد اللّه 9
|
|
الرشيد
|
٢٨٥ ، ٣١٥
|
رشيد الهجري
|
٢٨٣ ، ٢٨٥
|
رضوان
|
١٢٣ ، ١٢٤ ، ٢٣٩
|
رضيّ الدين
|
٢٧٨
|
روح
|
٢١٥
|
الروحي
|
٨٩
|
رياح بن الحرث
|
٢٩٥
|
ـ ز ـ
|
زاذان
|
٢٩٦ ، ٣٩١
|
زافر بن احمد
|
٤١٠
|
الزبير
|
٨٩ ، ٩٠ ، ١٤٦ ، ١٩٦
، ٢٠٥ ، ٢١٩ ، ٢٢٥ ، ٣٥٢ ، ٤٠١ ، ٤٠٢ ، ٤٠٣ ، ٤٢١
|
الزبير بن عبد المطلب
|
١٦١
|
زكريا بن منشر
|
١٢٨
|
الزهري
|
٣٠٨
|
زياد
|
٣٤٠
|
زياد بن لبيد
|
٤٠٢
|
زيد
|
٧٢ ، ٧٤ ، ٢٢٣
|
زيد بن أبي اوفى
|
٣٠٩
|
زيد بن أرقم
|
٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ٢٩٦ ،
٢٩٨ ، ٢٩٩ ، ٣٠٢ ، ٣١٧
|
زيد بن ثابت
|
٢١٣
|
زيد بن حارثة
|
٧٠ ، ٣١٤ ، ٣٩٨
|
زيد بن صوحان
|
٢٠٠ ، ٤٢١
|
زيد بن علي
|
٧٧ ، ٢١٢
|
زيد بن يثيع
|
٢٣٣ ، ٢٩٩
|
ـ س ـ
|
سالم
|
٢٥٤ ، ٣٩٨
|
سالم مولى ابي حذيفة
|
٣٩٧
|
سحنون
|
٦١
|
السدي
|
٩١ ، ١٥٨ ، ٢٦٨ ،
٣٠٨
|
سريج النعمان
|
٦٢
|
السيّد الرضي ـ محمّد بن الحسين
|
٢٤٩
|
سعد بن أبي وقاص
|
١٤٦ ، ١٥٠ ، ٢٢٥ ،
٣٠٢ ، ٣٠٦
|
سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني
|
٤٠٩ ، ٤١٠
|
سعيد بن جبير
|
٣٩٠
|
سعيد بن جمهان
|
٣٣٨ ، ٣٣٩
|
سعيد بن زربي
|
٣٠٨
|
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
|
٩٠ ، ٣٤٤
|
سعيد بن طريف
|
٢٦٢
|
سعيد بن المسيب
|
١٧٤ ، ٢٠٢ ، ٢٥٤ ،
٣٠٨ ، ٣٠٩
|
سعيد بن وهب
|
٢٩٧
|
سفيان بن عيينة
|
٢٤٩
|
سفينة
|
٣٣٨ ، ٣٣٩
|
سلمان (الفارسيّ)
|
٦٦ ، ٣١٧ ، ٣٥٥ ، ٣٥٦
، ٣٥٧ ، ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، ٤٢٨ ، ٤٣٠
|
سلمان بن عبد الرحمن
|
٤٠١
|
سلمة بن الاكوع
|
٣٠٢
|
سلمة بن شبيب
|
٢٦٩
|
سلمة بن كهيل
|
٢٦٨
|
سليمان 7
|
٢٠٩
|
سليمان بن إبراهيم الأصبهانيّ
|
٤١٠
|
سليمان بن أحمد
|
٤١٠
|
سليمان بن حجاج الطائفي
|
٣٠٨
|
سماك بن حرب
|
١٣٣
|
سمرة بن جندب
|
٢٧٠
|
سودة بن خليفة
|
٣٣٩
|
سهل بن حنيف
|
٣٣١
|
سهل بن سعد
|
٣٠٢
|
السيّد الحميري ـ اسماعيل بن محمّد بن
يزيد
|
|
ـ ش ـ
|
شاذان
|
٤٢٧
|
الشاه
|
١٥٦
|
شعبة
|
٢٦١ ، ٢٩٥
|
الشعبي ـ عامر بن شراحيبل
|
|
شمعون بن خانا
|
٢٣٥
|
شهاب بن شريفة المجاشعي
|
٢١٥
|
شيبة بن ربيعة
|
١٤١
|
ـ ص ـ
|
صباح بن يحيى المزني
|
١٢٨
|
الصولي = محمد بن يحيى
|
|
ـ ض ـ
|
الضحاك
|
٢٥٤ ، ٢٦١ ، ٢٦٢ ،
٢٦٨
|
الضحاك بن حجوة المنبجي
|
٢٦١
|
الضحّاك بن زيد الأهوازي
|
٢٦١
|
الضحّاك بن نبراس
|
٢٦١
|
ضراب
|
٤٠٣
|
ضرار بن صرد
|
٣١٥
|
ـ ط ـ
|
طاووس
|
٢٩٨
|
طلحة
|
٨٩ ، ٩٠ ، ٩١ ، ١٣٨
، ١٤٦ ، ١٥٧ ، ١٥٨ ، ٢٢٥ ، ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٣٥٢ ، ٣٥٤ ، ٤٢١
|
ـ ظ ـ
|
ظالم بن عمر الدوئلي أبو الأسود
|
٢١٦
|
ـ ع ـ
|
عائشة
|
١٣٢ ، ١٣٧ ، ١٩٨ ،
٢٠٣ ، ٢٢١ ، ٢٢٧ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٨٥ ، ٣٠١ ، ٣١٢ ، ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٣٥٤
|
العاص بن سعيد
|
١٣٨
|
عاصم بن أبي الصباح الجحدري
|
٢١٥
|
عاصم بن أبي النجود
|
٢١٤ ، ٢١٥
|
عامر بن السبط
|
٧٥
|
عامر بن سعد
|
٣٢٦ ، ٣٢٨
|
عامر بن شراحييل
|
١٩١ ، ١٩٦ ، ١٩٧ ،
٢٠١ ، ٣١٨ ، ٣١٩ ، ٣٥٣
|
عامر بن فهيرة
|
١٤٣
|
عامر بن واثلة
|
٤١٠
|
عباد بن يعقوب
|
٩٧ ، ١٢٧ ، ١٢٨ ،
٢٢٠ ، ٣٤٦
|
عبادة بن الصامت
|
٣٦٩
|
العباس بن عبد اللّه اليرفعي
|
٢٥٦
|
العباس بن عبد المطلب
|
١٦١ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦ ،
٤١٢
|
عباية الربعي
|
٢٦٨
|
عبدالرحمن
|
٢٦٢
|
عبدالرحمن بن أبي بكر
|
٢٥١ ، ٢٥٨ ، ٣١٢
|
عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي
|
٣٤٠
|
عبد الرحمن بن أبي ليلى
|
١٤٥ ، ٢٥٨
|
عبد الرحمن بن عمر
|
٣٠٢
|
عبد الرحمن بن عوف
|
١٤٦ ، ٢٢٥ ، ٤٠٩
|
عبد الرحمن الكاتب
|
١٦٦
|
عبد الرحمن بن ملجم
|
٢٧٠ ، ٢٧١
|
عبد الرزاق
|
٦٠ ، ٦١ ، ٢٦٩ ،
٣١٦
|
عبد الرزاق بن عمرو بن إبراهيم
الطهرانيّ
|
٤١٠
|
عبد الغفور أبو الصباح
|
٣٩١
|
عبد الكريم
|
٥٥
|
عبد اللّه
|
٣٤٨
|
عبد اللّه بن أحمد بن حنبل
|
٢٨١ ، ٤٢٧
|
عبد اللّه بن أحمد بن عامر
|
٣٩٢
|
عبد اللّه بن بديل
|
٣٧٩
|
عبد اللّه بن جدعان
|
٢٤١
|
عبد اللّه بن جعفر
|
١٩٦ ، ١٩٧ ، ٢٠٥ ،
٢٠٦
|
عبد اللّه بن حبيب السلمي
|
٢١٤ ، ٢١٥
|
عبد اللّه بن الزبير
|
٢٥٤ ، ٢٧٠
|
عبد اللّه بن سلام
|
٢٢٠ ، ٢٦٦
|
عبد اللّه بن سلمة
|
١٩٧
|
عبد اللّه بن الصامت
|
٣١٥
|
عبد اللّه بن العباس
|
٩٥ ، ٩٧ ، ١٠١ ، ١١٧
، ١٣٣ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٤٧ ، ١٦٤ ، ١٦٥ ، ١٨٦ ،
|
|
٢٠٣ ، ٢١٣ ، ٢١٤ ،
٢١٨ ، ٢١٩ ، ٢٢١ ، ٢٣٥ ، ٢٣٩ ، ٢٥٤ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، ٢٦٦ ، ٢٦٧ ، ٢٦٨ ، ٢٦٩ ،
٢٧١ ، ٢٧٦ ، ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، ٢٩٩ ، ٣٠٦ ، ٣١٥ ، ٣١٦ ، ٣١٨ ، ٣١٩ ، ٣٥٢ ،
٣٦٣ ، ٣٦٩ ، ٣٩٠ ، ٣٩٣
|
عبد اللّه بن عطاء
|
٢٢٠
|
عبد اللّه بن عمر
|
٦٢ ، ٢٢١ ، ٢٨٧ ، ٢٩٩
، ٣٠٥ ، ٣١١ ، ٣٤٧ ، ٣٦٣
|
عبد اللّه بن محمّد القرشيّ
|
٩٧
|
عبد اللّه بن محمّد بن زكريا
|
٣٩١
|
عبد اللّه بن محمّد بن عيسى
|
٣١٥
|
عبد اللّه بن مسعود
|
١٨٦ ، ٢١٣ ، ٤٠٥ ،
٤٠٦
|
عبد المطلب
|
٤٠٠
|
عبد الملك
|
٢٠١ ، ٣١٩
|
عبد الملك بن عمير
|
٣٠٨ ، ٣٣٦
|
عبد الملك بن محمّد
|
٢٦١
|
عبد الوارث بن سفيان
|
٣١٧
|
عبد الوهاب بن مجاهد
|
٢٦٧
|
عبيدة
|
١٤١
|
عبيدة بن الحارث
|
٢٥٢
|
عتاب بن عبد اللّه
|
١٣٨
|
عتبة
|
١٥٦
|
عتبة بن أبي حكم
|
٢٦٨
|
عتبة بن أبي لهب
|
١٦٢
|
عتبة بن ربيعة
|
٧٤ ، ١٤١
|
عثمان الجذري
|
٣١٦
|
عثمان بن السماك
|
٢٦١
|
عثمان بن عفان
|
٨٩ ، ٩٠ ، ١٤٦ ، ١٦٣
، ١٧٥ ، ١٧٦ ، ١٨١ ، ١٩٦ ، ٢٠٥ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢٢٣ ، ٣٣٩ ، ٣٤٥ ، ٣٥٤ ، ٣٦٠ ، ٣٦٢
، ٤٠٦ ، ٤١١ ، ٤٢٣ ، ٤٢٥
|
عدي بن ثابت
|
٢٩٩
|
عروة بن مسعود
|
١٥٨
|
عطا
|
٢٥٥ ، ٣٤٦
|
عطية
|
٢٥٤
|
عطية العوفي
|
٢٩٦
|
عفان بن سنان
|
٣٤٦
|
عكرمة
|
١٣٣ ، ٢٥٦
|
العلاء بن صالح
|
٢٨١
|
علي بن أبي طالب 7
|
٥١ ، ٥٣ ، ٥٨ ، ٥٩
، ٦٠ ، ٦١ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٨ ، ٦٩ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٧٥ ، ٧٧ ، ٧٩ ،
٨٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٩ ، ٩٠ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٧ ، ٩٢ ، ٩٤ ، ٩٥
، ٩٦ ، ٩٧ ، ٩٩ ، ١٠٢ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٥ ، ١١٦ ، ١١٩ ، ١٢٠ ، ١٢١ ، ١٢٢ ،
١٢٥ ، ١٢٨ ، ١٣٢ ، ١٣٣ ، ١٣٤ ، ١٣٥ ، ١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٤٦ ،
١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٢ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٧ ، ١٥٨ ، ١٦٠ ، ١٦١ ،
١٦٤ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٦٧ ، ١٦٩ ، ١٧٠ ، ١٧٥ ، ١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٨٠ ، ١٨٢ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ،
١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٤ ، ١٩٥ ، ١٩٦ ، ١٩٨ ، ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٢٠١ ،
٢٠٢ ، ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، ٢٠٧ ، ٢٠٩ ، ٢١٣ ، ٢١٤ ، ٢١٥ ، ٢١٦ ، ٢١٩ ، ٢٢٠ ، ٢٢٤ ،
٢٢٥
|
|
٢٢٦ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠ ،
٢٣١ ، ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، ٢٣٥ ، ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ٢٤١ ، ٢٤٢ ، ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، ٢٤٩ ،
٢٥٢ ، ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، ٢٦٧ ، ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، ٢٧١ ، ٢٧٢ ،
٢٧٤ ، ٢٧٥ ، ٢٧٨ ، ٢٨٠ ، ٢٨١ ، ٢٨٢ ، ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، ٢٩٠ ، ٢٩٦ ، ٢٩٨ ،
٣٠٢ ، ٣٠٥ ، ٣٢٢ ، ٣٠٩ ، ٣١١ ، ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٣١٥ ، ٣١٧ ، ٣١٨ ، ٣٢٠ ، ٣٢٢ ، ٣٢٣ ،
٣٢٥ ، ٣٢٧ ، ٣٢٩ ، ٣٣٠ ، ٣٣٧ ، ٣٤٢ ، ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، ٣٤٨ ، ٣٥٠ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ ،
٣٥٤ ، ٣٥٩ ، ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، ٣٦٩ ، ٣٧٠ ، ٣٧٤ ، ٣٧٨ ،
٣٧٩ ، ٣٨٤ ، ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، ٣٩١ ، ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، ٣٩٩ ، ٤٠١ ، ٤٠٢ ، ٤٠٣ ، ٤٠٦ ، ٤٠٧ ،
٤٠٨ ، ٤٠٩ ، ٤١٠ ، ٤١٤ ، ٤١٥ ، ٤١٧ ، ٤٢٠ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٢٥ ، ٤٢٨ ، ٤٣١ ، ٤٣٢ ،
٤٣٣ ، ٤٣٤ ، ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، ٤٤٠
|
علي بن حجر
|
٢٥٥
|
عليّ بن الحسين 7
|
٧٨ ، ٢٦٣ ، ٣٧٠ ،
٣٩٢
|
عليّ بن الحسين أبو الفرج
|
٣٧٤
|
عليّ بن الحسين بن موسى السيّد
المرتضى
|
٥٧ ، ٣٦٣
|
عليّ بن الحسين بن هارون
|
٢٥٦
|
علي بن خمارويه الشافعي الواسطي
|
٣٠١
|
علي بن زيد
|
٣٣٩
|
علي بن سعيد الرازيّ
|
٤١٠
|
علي بن عبد اللّه الدهقان
|
١٣٣
|
علي بن عمر الدارقطني أبو الحسن
|
٢٥٦ ، ٣٤٦
|
علي بن محمّد
|
٣٩٣
|
علي بن محمد الشافعي الشهير بابن
المغازلي
|
٩٥ ، ١١٦ ، ١٢٣ ،
١٨٦ ، ٢٠٠ ، ٢٢١ ، ٢٢٦ ، ٢٨٢ ، ٣٠٧ ، ٣١٠ ، ٣١٧ ، ٣٣٢ ، ٣٥٢ ، ٤٢٩ ، ٤٣٤
|
علي بن محمد بن اسماعيل الطوسي
|
٦٠
|
علي بن المنزل الربيعي
|
٣١٥
|
علي بن موسى الرضا 7
|
٣٩٢
|
علي بن هاشم
|
١٢٨
|
علي بن هاشم بن البريد
|
١٢٧
|
عمار بن ياسر
|
٢٦٧ ، ٣٤٨ ، ٣٤٩ ،
٣٦٠ ، ٣٦٢ ، ٤٠٤
|
عمارة بن عبد اللّه
|
٢٨١
|
عمر بن الخطّاب
|
٨٦ ، ١٣٨ ، ١٥٦ ، ١٥٧
، ١٦٣ ، ١٦٨ ، ١٧٤ ، ١٧٥ ، ١٧٦ ، ١٨٣ ، ١٨٤ ، ١٩١ ، ١٩٤ ، ١٩٥ ، ٢٠٢ ، ٢١١ ، ٢١٢
، ٢٢٢
|
عمر بن الخطّاب
|
٢٢٣ ، ٢٢٥ ، ٢٣٥ ،
٢٥٨ ، ٢٥٩ ، ٢٧٦ ، ٢٩٤ ، ٢٩٧ ، ٢٩٩ ، ٣٠٩ ، ٣١٥ ، ٣٢٦ ، ٣٣٠ ، ٣٣٤ ، ٣٣٩ ، ٣٥٥ ،
٣٥٦ ، ٣٥٧ ، ٣٦٠ ، ٣٦٦ ، ٣٨٢ ، ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، ٣٩٣ ، ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، ٤٠٠ ،
٤٠٢ ، ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، ٤٠٧ ، ٤١٠ ، ٤١١ ، ٤١٦ ، ٤٢١ ، ٤٢٢
|
عمر بن سميع
|
٢٨٢
|
عمر بن شبة
|
٦٢ ، ٤٠١
|
عمر بن عبد العزيز
|
٢٧٠
|
عمر بن علي
|
٤٢٧
|
عمر بن ميمون
|
٣١٨
|
عمران بن الحصين
|
٣٠٢
|
عمرو بن بحر الجاحظ أبو عثمان
|
٥٣ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٨٠
، ٨٤ ، ١٠٠ ، ١٠٩ ، ١١٠ ، ١١٣ ، ١١٤
|
|
١١٦ ، ١١٧ ، ١١٩ ،
١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٨٠ ، ١٨٢ ، ١٨٥ ، ١٨٩ ، ٢١٦ ، ٢٢٢ ، ٢٣٠ ، ٢٣٢ ، ٢٣٤ ، ٢٤١ ، ٢٤٩ ،
٢٥٧ ، ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ٢٧٢ ، ٢٧٥ ، ٢٧٧ ، ٢٨٨ ، ٢٩١ ، ٣٠٥ ، ٣١١
|
عمرو بن بحر الجاحظ أبو عثمان
|
٣١٢ ، ٣١٤ ، ٣٢٠ ،
٣٢٤ ، ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، ٣٣٠ ، ٣٣٢ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٣٣٧ ، ٣٤٥ ، ٣٥٧ ، ٣٥٩ ، ٣٦١ ،
٣٦٤ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، ٣٧٥ ، ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ٣٨٥ ، ٣٨٨ ، ٣٩٤ ، ٣٩٧ ، ٣٩٨ ،
٤٠٧ ، ٤١٧ ، ٤١٨ ، ٤٢٥ ، ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، ٤٣٦ ، ٤٣٨ ، ٤٤٠ ، ٤٤٢
|
عمرو بن حريث
|
١٢٧
|
عمرو بن خالد
|
٧٧
|
عمرو بن عبدود
|
١٢٢ ، ١٥٢ ، ١٥٣
|
عمرو بن عبيد
|
٤٢٣ ، ٤٢٥
|
عمير بن عثمان
|
١٣٨
|
عياض الأشعريّ
|
٢٦١
|
عيسى 7
|
٤٢٠
|
ـ ف ـ
|
فاطمة بنت اسد
|
٤٠٠
|
فاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب
|
٣٠١
|
فاطمة بنت محمد 3
|
١٦٣ ، ١٨٠ ، ٢٣٣ ،
٢٣٦
|
فاطمة بنت محمد 3
|
٢٣٧ ، ٢٣٩ ، ٣٠١ ،
٣٩١ ، ٤٠١ ، ٤١١ ، ٤٣٤
|
الفضل بن العباس
|
١٦١
|
الفضل بن دلهم
|
٢٥٩ ، ٢٦١
|
|
|
|
ـ ق ـ
|
قاسم بن اصبغ
|
٣١٨
|
قتادة
|
٦٠ ، ٦١ ، ٢٥٤
|
قتيبة بن مهران
|
٣٩١
|
قيس
|
٣٩٠
|
قيس بن سعد
|
٢١٦
|
ـ ك ـ
|
الكسائي
|
٢١٥
|
كسرى
|
٣٥٦
|
الكلبي
|
٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٣٩١
|
كنعان
|
٣٩٦
|
ـ ل ـ
|
ليث
|
٣٦٩
|
ـ م ـ
|
مارية
|
١٦٧
|
مالك بن الصيف
|
٤١٨
|
مالك بن عبد اللّه
|
١٣٨
|
المأمون
|
٣١٥
|
مجالد
|
٣١٨ ، ٣١٩
|
مجاهد
|
١٤٤ ، ٢٥٤ ، ٢٦٨ ،
٢٦٩ ، ٣٦٩
|
محفوظ بن أبي توبة
|
٣١٥
|
محمّد رسول اللّه 6
|
٦٢ ، ٦٤ ، ٦٥ ، ٦٦
، ٦٧ ، ٦٨ ، ٦٩ ، ٧١ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٧٥ ،
|
|
٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٠ ، ٨٣ ، ٩٤ ، ٩٥ ،
٩٧ ، ١٠١، ١٠٢ ، ١١٠ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٦ ، ١١٧ ، ١١٩ ، ١٢١ ، ١٢٢ ،
١٢٤ ، ١٢٥ ، ١٢٧، ١٢٩، ١٣٠، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٤٤ ، ١٤٧ ، ١٤٩، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٦ ،
١٥٧، ١٥٨ ، ١٦٠ ، ١٦٣، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٦٧، ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٧٠، ١٧١ ، ١٧٢ ، ١٧٦ ، ١٧٧
، ١٧٨ ، ١٨٠ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، ١٨٥ ، ١٨٦، ١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٢ ، ١٩٣، ١٩٤ ،
١٩٥، ١٩٨ ، ١٩٩ ، ٢٠٢ ، ٢٠٤ ، ٢٠٩ ، ٢١٠، ٢١٢ ، ٢١٤ ، ٢١٦ ، ٢٢٣، ٢٢٥ ، ٢٢٦ ،
٢٢٧ ، ٢٢٩ ، ٢٣٢، ٢٣٦ ، ٢٣٨ ، ٢٤١ ، ٢٤٣ ، ٢٤٩، ٢٥٠ ، ٢٥٢، ٢٥٥، ٢٥٦ ، ٢٦١ ، ٢٦٣
، ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، ٢٦٨، ٢٧١، ٢٧٢ ، ٢٧٤ ، ٢٧٨ ، ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، ٢٩٠ ، ٢٩٢ ، ٢٩٤ ، ٢٩٧ ،
٢٩٨، ٣٠٢ ، ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ٣١١ ، ٣١٣ ، ٣١٥ ، ٣٢١ ، ٣٢٢ ، ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، ٣٢٨ ، ٣٣١،
٣٣٢ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٣٣٨ ، ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٨ ، ٣٦٠، ٣٦١ ، ٣٧٠ ، ٣٧٦ ، ٣٧٨ ، ٣٨٤،
٣٨٦ ، ٣٨٨ ، ٣٩٠ ، ٤١١، ٤١٢ ، ٤١٣ ، ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٤٣١ ، ٤٣٤ ، ٤٣١ ، ٤٣٣ ، ٤٣٤ ،
٤٣٨
|
محمّد بن إبراهيم العامري
|
١٢٧
|
محمّد بن أبي بكر
|
١٩٨
|
محمّد بن أبي عمر الدوري
|
٤٢٧
|
محمّد بن أحمد بن إبراهيم
|
١٢٧
|
محمّد بن أحمد بن أبي الثلج
|
٣٦٩
|
محمّد بن أحمد بن أبي خيثمة
|
١٤٩
|
محمّد بن أحمد بن عثمان
|
٢٦٩
|
محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن
شاذان
|
٣٦٩
|
محمد بن اسحاق
|
٣٩٠
|
محمد بن اسحاق بن ابراهيم السراج
|
٦٠
|
محمّد بن جرير الإمامي
|
١٣٢ ، ٢٩٩ ، ٣٣٤
|
محمّد بن حبان
|
٢٦١ ، ٣٣٨
|
محمّد بن الحسين بن محمّد البغداديّ
|
٣٦٩
|
محمّد بن حميد
|
٤١٠
|
محمّد بن الحنفية
|
٢٢٠
|
محمّد بن زكريا
|
٣٧٠
|
محمّد بن زياد
|
٢٥١
|
محمّد بن السائب
|
٢٦٠ ، ٢٦٧
|
محمّد بن السكن الابلي
|
٣١٥
|
محمّد بن سوار بن شبان
|
٢٥٥
|
محمّد بن عائشة
|
٤٠٣
|
محمّد بن العباس
|
١٢٧
|
محمّد بن عبد اللّه الأهوازي
|
٢١٤
|
محمّد بن عبد اللّه الحافظ
|
١٦٤
|
محمّد بن عبد اللّه المعروف بالحاكم
|
٢٦١
|
محمّد بن عبد اللّه الحفيد
|
٣٩٢
|
محمّد بن عبد اللّه العماني الحفيد
|
٢٥٥
|
محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي
|
٣٩٠
|
محمّد بن عبد الملك ابن الزيات
|
٢٤٤
|
محمّد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي
|
٥٧
|
محمّد بن عبيد الزيات
|
٩٧
|
محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع
|
١٢٣
|
محمّد بن عثمان بن أبي شيبة
|
٢٦٠
|
محمّد بن علي الباقر 7
|
١٢٤ ، ٢٢٠ ، ٢٦٣ ،
٢٦٧ ، ٣٩٢
|
محمد بن علي الحمداني القزويني
|
٣٠٢
|
محمد بن علي بن الطيب
|
٥٧
|
محمّد بن عمر بن غالب
|
١٤٤
|
محمّد بن عمرو
|
٤٠١
|
محمّد بن عمران بن موسى المرزباني
|
٣٩٢
|
محمّد بن القاسم بن زكريا
|
٣٤٦
|
محمّد بن محمود
|
٢٦٢
|
محمّد بن مخلد
|
٢٦٠
|
محمّد بن مروان
|
٢٦٠
|
محمّد بن مسعود
|
٦٠ ، ٦١
|
محمّد بن واسع
|
٣١٥
|
محمّد بن يحيى ـ الصولي
|
٣٨٧
|
مرحب
|
١٦٧
|
مروان
|
٢٥١
|
مروان بن الحكم
|
١٣٤
|
مروان بن معاوية
|
٣٣٨
|
المزني
|
٢٣٥
|
مسافر الحميري
|
٦٢
|
مسطح
|
١٤٢ ، ١٤٦ ، ٢٥١ ،
٢٥٨ ، ٢٦٢ ، ٣٦٧
|
مسطح بن اثاثة
|
١٣٧
|
مسلم
|
١٤١ ، ٣٠١ ، ٣٤٩ ،
٤٢٩ ، ٤٣٠
|
مسلم بن الحجاج
|
٣٠٧
|
مسلم بن محارب المحاربي
|
١٦٢
|
مسلم الملائي
|
٣٠٨
|
مسلم بن الهيثم النيسابوريّ
|
٣٠١
|
مصعب بن عمير
|
١٣٦
|
مطر
|
٤٢٧
|
معاذ
|
٢٢٣
|
المعافا بن زكريا
|
٣٦٩
|
معاوية
|
٧٥ ، ٨٩ ، ٢٣٠ ،
٢٣٢ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٧٠ ، ٣٢٩ ، ٣٣٩ ، ٣٥٤ ، ٣٨٠ ، ٣٨١ ، ٤٠٤
|
معتب بن أبي لهب
|
١٦٢
|
معتمر
|
٣١٥
|
معمر
|
٦٠ ، ٦١ ، ٢١٧ ،
٣١٦
|
المغيرة
|
٢٠١
|
المغيرة بن شعبة
|
٢٢٤
|
مفرّج الفرنجي
|
١٥٤
|
المفضل بن إسماعيل
|
٢٥٦
|
المفضل بن سلمة
|
١٣٩ ، ١٦٠
|
مفضل بن صالح
|
١٣٣
|
مقاتل
|
٢٥٤
|
مقاتل بن سليمان
|
٢٢٩
|
المقداد
|
٣١٧ ، ٣٥٧
|
المقدار بن الأسود
|
٢١٩
|
مقسم
|
٣١٦
|
المنصور
|
٣١٥
|
المنصور بن العباس
|
٢٨٥
|
منصور النمري
|
٢٨٤ ، ٢٨٥
|
المنهال بن عمر
|
٢٨١
|
موسى 7
|
١٢٨ ، ١٣٣ ، ١٦٦ ،
١٧٠ ، ٢٠٨ ، ٢٩٢ ، ٣٠٦ ، ٣١٢ ، ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، ٣٢٦ ، ٣٢٨ ، ٤٢٠ ، ٤٢٨ ، ٤٣٤
|
موسى بن إسماعيل
|
٣٣٩
|
موسى بن جعفر 7
|
٣٩٢
|
موسى بن عثمان الحضرمي
|
١٤٤
|
موسى بن محمّد
|
١٢٨
|
الموفق بن أحمد اخطب خطباء خوارزم
|
٧٧ ، ١٥٢ ، ١٦٤ ،
١٧٠ ، ١٧٤ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٢٣٣ ، ٣٤٨ ، ٣٥٠ ، ٣٦٨ ، ٤٠٩ ، ٤٣٠ ،
٤٣٣
|
مولى الحسن بن عليّ
|
٢١٦
|
المهديّ
|
٣١٥
|
مهرازماي
|
١٣٠
|
ميكائيل 7
|
١١١ ، ١١٣ ، ٤٣١
|
ميمون بن مهران
|
٦٢
|
ـ ن ـ
|
نافع
|
٦٢
|
النسائي = احمد بن شعيب بن علي
|
|
النضر بن شميل
|
٤٠١
|
نعيم بن سالم بن هبيرة
|
٣٠٨
|
نمرود
|
٤٢٠
|
النواق
|
٢٦٥
|
نوح 7
|
١٧٠ ، ٣٩٦ ، ٤٣٤
|
ـ و ـ
|
الواحدي = علي بن احمد بن محمد
|
٨٣ ، ٨٤ ، ١٤١ ،
١٩٤ ، ٢٥٦ ، ٢٦٠ ، ٢٦٤
|
واصل بن عبدالاعلى
|
٣١٥
|
وضاح
|
٦١
|
الواقدي
|
٣٣٤
|
الوليد بن السائب
|
٦٢
|
الوليد بن عتبة
|
١٣٨ ، ١٤١ ، ١٥٢ ،
١٥٦
|
وهب
|
٢٦١
|
وهب بن عبد اللّه
|
٢١٧
|
ـ هـ ـ
|
هارون 7
|
١٣٣ ، ١٦٦ ، ٢٩٢ ،
٣١٢ ، ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، ٣٢٦ ، ٤٣٤
|
هاشم
|
٤٠٠
|
هبة اللّه بن ناصر بن الحسين بن نصير
|
١٦١
|
هذيل بن شرحبيل
|
٤٣٠
|
هشام بن عروة
|
٢٥٤ ، ٣٣٤
|
هيثم بن خلف
|
٤٢٧
|
يحيى بن البطريق
|
٢٦٩ ، ٢٨٠ ، ٢٨٢ ،
٣٠٦ ، ٣٠٧ ، ٣٠٩ ، ٣٤٧ ، ٤٢٧
|
يحيى بن الحسن بن الفرات
|
١٢٧
|
يحيى بن زكريا
|
١٧٠
|
يحيى بن سعد
|
٢٦١
|
يحيى بن عبد الحميد الحماني
|
٣٣٨ ، ٣٣٩ ، ٣٩٠
|
يحيى بن معن
|
٢٦١ ، ٢٦٢
|
يحيى بن معين
|
٣١٩
|
يزيد
|
٢٥١
|
يعقوب بن أبي شيبة
|
٣٣٨
|
يعقوب بن احمد بن السروي
|
٢٥٥
|
يعقوب بن اسحاق
|
٢١٥
|
يعقوب بن السري
|
٣٩٢
|
يوسف بن إبراهيم الواسطي
|
٣٠٨
|
يوسف بن عبد اللّه بن محمّد النمري
|
٥٩ ، ٦١ ، ٦٦ ،
٢٢٥ ، ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، ٣١٢ ، ٣١٨ ، ٣٤٦
|
الشاطبي
|
٣٥٥ ، ٣٦٨
|
يوسف بن موسى القطان
|
٣٦٩
|
يوشع بن نون 7
|
٣٢٥ ، ٤٢٨
|
يونس بن حبيب
|
٣٥٢
|
٥ ـ فهرس الأمكنة والبقاع والأيّام
(أ)
|
احد
|
١٥٣ ، ١٥٧
|
أصبهان
|
٤١٠
|
ايطاليا
|
١٥٥
|
(ب)
|
باكسايا
|
٢١٥
|
بدر
|
١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ،
١٤١ ، ٢١٩ ، ٣٥٣
|
بطن خاخ
|
١١٥
|
بغداد
|
٣٣٨
|
(ت)
|
تبوك
|
١٣٣ ، ٢٢٤
|
(ث)
|
ثبير
|
١٢٧ ، ١٢٨
|
(ج)
|
جرجان
|
٢٥٦
|
(ح)
|
الحبّان
|
٢١٨
|
الحديبية
|
١١٦ ، ١٧٦
|
(خ)
|
خيبر
|
١٥٦
|
(د)
|
درب الحاجب
|
٢٥٥
|
(ذ)
|
ذو الحليفة
|
٢٨٨ ، ٢٩٠
|
(س)
|
السقيفة
|
١٥٦ ، ٢٢٥ ، ٤٢٦
|
(ش)
|
الشام
|
٣٤٠
|
(ص)
|
صفين
|
٨٩
|
(ع)
|
عرفة
|
٢١٩
|
العريش
|
١١٢ ، ١٣٥
|
|
١٣٨ ، ١٣٩ ، ٣٦٧
|
(غ)
|
الغار
|
٨٥ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٦
، ١٣٥ ، ٢٥٠ ، ٢٥٨ ، ٢٦٢ ، ٢٧١ ، ٢٧٤ ، ٣٣٦ ، ٣٦٧ ، ٤٠٨
|
غديرخم
|
٢٩١ ، ٢٩٤ ، ٣٠٢ ،
٣١٩
|
(ف)
|
فارس
|
٣٦٤
|
(ك)
|
الكعبة
|
١٦٩ ، ٢٣٣
|
الكوفة
|
٢١٥ ، ٣٠٢
|
(م)
|
ماء ينبع
|
٢٤٣
|
المدينة
|
١٣٣ ، ١٦٨ ، ٤٣٤
|
المزدلفة
|
٢١٩
|
مكّة
|
٨٤ ، ٢٨٨
|
منى
|
٢١٩
|
(هـ)
|
همدان
|
٤١٠
|
(ي)
|
اليمن
|
١٦٦ ، ٢٢٤
|
يوم أحد
|
١٢٣ ، ١٥٦
|
يوم بدر
|
١٢٤ ، ١٥٣ ، ١٦١ ،
١٨٨
|
يوم الحديبية
|
١٥٨
|
يوم حنين
|
١٦٠ ، ١٦١ ، ١٦٢
|
يوم خيبر
|
١٣٩ ، ٣٠٣
|
يوم عاشوراء
|
٢٠٣
|
يوم العقبة
|
٢٣٧
|
يوم نهاوند
|
٤٢١
|
٦ ـ فهرس الفرق والمذاهب والقبائل
آل الزبير
|
٢٥٤
|
آل فرعون
|
٢٥٩ ، ٢٨٢
|
آل يس
|
٢٨٢
|
الأحزاب
|
١٥٦
|
اصحاب الجمل
|
٣٥٠ ، ٣٥٤
|
الاشعرية
|
٣٣٠
|
الإماميّة
|
٥٨ ، ١١٦ ، ١١٨ ، ١٥٥
، ١٥٦ ، ٣٢٠ ، ٣٢١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، ٣٥٨ ، ٣٨٧ ، ٣٩٦ ، ٤٠٠ ، ٤٠٣
|
اهل
آذربيجان
|
٢٢٥
|
اهل اصبهان
|
٢٢٥
|
اسرى بدر
|
١٦٠ ، ١٦٣
|
اهل البصرة
|
٢٢٥
|
اهل البيت :
|
٢٦٢ ، ٣١٨
|
اهل بيت النبوّة
|
٢٥٦
|
اهل الردة
|
٢٦١
|
اهل الري
|
٢٢٥
|
اهل السعيفات
|
٣٥٠
|
اهل السنة
|
١١٦
|
اهل الشام
|
٣٤٤ ، ٣٥٠
|
اهل الطرفاوات
|
٣٥٠
|
اهل الفارس
|
٢٢٥
|
اهل الكوفة
|
٢٢٥
|
اهل المدينة
|
٢٠٢ ، ٢٠٤
|
اهل النخيلات
|
٣٥٠
|
اهل النهروانات
|
٣٥٠
|
اهل همدان
|
٢٢٥
|
بني إسحاق
|
٣٩٨
|
بني إسرائيل
|
٣٢٥
|
بني إسماعيل
|
٣٩٨
|
بني أميّة
|
٩٠ ، ٢٠٥ ، ٢٧٠
|
بني تيم
|
١٥٧ ، ٢٥٢
|
بنو حنيفة
|
٢٥٧
|
بني عبد المطلب
|
١٢٩ ، ٣٩١ ، ٤٠٠ ،
٤٠١
|
بني عبد مناف
|
٣٦٦ ، ٣٨٥
|
بني المطلب
|
٢٤٣
|
بني هاشم
|
٧٢ ، ٧٩ ، ٨٤ ، ١١١
، ١٣٦ ، ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٧ ، ٢٤٣ ، ٢٨٦ ، ٣٨٥ ، ٣٨٦ ، ٤٠٠ ، ٤٠١ ، ٤١٤
|
التيمية
|
١٥٧
|
الجارودية
|
٨٦ ، ٩٠ ، ١٥١ ، ١٥٩
، ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، ٢٣٤ ، ٢٧٤ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٣٣٧ ، ٣٤٠ ، ٣٤١ ، ٣٤٣ ، ٣٥٧ ، ٣٦٠ ، ٣٦١
، ٣٦٦ ، ٣٦٧ ، ٣٨٣ ، ٣٨٥ ، ٣٨٦ ، ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، ٤٠٨ ، ٤١٤ ، ٤١٥ ، ٤١٦
، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٢٦ ، ٤٤٢
|
الحرورية
|
٥٨
|
الحنبلية
|
٣٣٠
|
الحنفية
|
٤٤٠
|
الخوارج
|
٩٤ ، ٣٢٣ ، ٣٥٠ ،
٣٥٤
|
الرافضة
|
٢٦٢ ، ٢٦٤ ، ٣٠٢ ،
٤٣٨
|
الروافض
|
٢٧٨ ، ٣١٩ ، ٤٠٤ ،
٤٠٧ ، ٤٢٠ ، ٤٣٧
|
الروم
|
٢٥٧
|
الزيدية
|
٢٣٤ ، ٤٣٨
|
السنة
|
١٢٠ ، ١٢١ ، ١٢٦ ،
١٩٤ ، ٢١٩ ، ٢٨٠ ، ٣٢٩ ، ٣٣٠
|
الشافعية
|
٣٣٠ ، ٤٤٠
|
الشيعة
|
١٢١ ، ١٢٥ ، ١٥٥ ،
١٨١ ، ١٨٢ ، ٢١٢ ، ٤٣٧
|
العباسية
|
٣٦٥ ، ٤٤٠
|
العثمانية
|
٥٨ ، ١٦٥ ، ٢١١ ، ٢١٢
، ٢٦٢ ، ٢٧٨ ، ٢٩١ ، ٣٢٦ ، ٣٦٥ ، ٣٨٧ ، ٤٠٣ ، ٤٣٧ ، ٤٣٨
|
العلوية
|
٤٤٠
|
العمرية
|
٢١١ ، ٢١٢
|
فارس
|
٢٥٧
|
القاسطين
|
١٢١ ، ١٢٤ ، ٣٤٦ ،
٣٤٨ ، ٣٤٩ ، ٣٥٠ ، ٣٦٢ ، ٤١٥
|
قريش
|
٧٩ ، ٣٦٧ ، ٣٨٥ ، ٣٨٦
، ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، ٤١١
|
الكرامية
|
٣٣٠
|
المارقين
|
١٢١ ، ١٢٤ ، ٣٤٦ ،
٣٤٨ ، ٣٤٩ ، ٣٥٠ ، ٣٦٢ ، ٤١٥
|
المالكية
|
٣٣٠
|
المعتزلة
|
٥٧ ، ٣٣٠
|
الناكثين
|
١٢١ ، ١٢٤ ، ١٢٥ ،
٣٤٦ ، ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، ٣٥٠ ، ٣٦٢ ، ٤١٥
|
النصارى
|
٩٤ ، ١٠٧
|
النصيرية
|
٤٢٠
|
هوازن
|
١٦٠ ، ٤٢٦
|
اليهود
|
٩٤ ، ٢٣٥
|
٧ ـ فهرس أسماء الكتب
الواردة في المتن
اسم الكتاب
|
اسم المؤلّف
|
الآداب الحكمية
|
السيّد أحمد بن طاووس
|
الازهار
|
السيّد أحمد بن طاووس
|
اسباب النزول
|
عليّ بن أحمد الواحدي النيسابوريّ
|
الإستيعاب
|
يوسف بن عبد اللّه بن عبد البر النمري
الشاطبي
|
التاريخ
|
أحمد بن يحيى جابر البلاذري
|
تفسير الثعلبي
|
أحمد بن محمّد الثعلبي النيسابوريّ
|
جاماسبنامه
|
جاماسب بن لهراسب
|
الجمع بين الصحاح الستة
|
رزين العبدري
|
حلية الأولياء
|
أبو نعيم الأصبهانيّ
|
خصائص أمير المؤمنين
|
أحمد بن شعيب النسائي
|
الرد على العثمانية
|
أبو جعفر الإسكافيّ
|
الروح السيّد
|
أحمد بن طاووس
|
السقيفة أبو بكر
|
أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ
|
سنن ابي داود
|
أبو داود السجستانيّ
|
الشافي
|
عليّ بن الحسين السيّد المرتضى
|
شرح نهج البلاغة
|
ابن أبي الحديد
|
صحيح البخاريّ
|
محمّد بن إسماعيل البخاري
|
صحيح الترمذي
|
محمّد بن عيسى الترمذي
|
صحيح النسائي
|
أحمد بن شعيب النسائي
|
الطرائف
|
السيّد عليّ بن طاووس
|
العثمانية
|
عمرو بن بحر الجاحظ
|
عمدة عيون صحاح الاخبار
|
يحيى بن البطريق الحلي
|
فضائل الصحابة
|
أحمد بن حنبل
|
ما نزل من القرآن في أهل البيت
|
أبو نعيم الأصبهانيّ
|
ما نزل من القرآن في علي
|
أبو الفرج الأصبهانيّ
|
المؤتلف والمختلف
|
عليّ بن عمر الدارقطني
|
مسند أحمد
|
أحمد بن حنبل
|
المجروحين
|
أبو حاتم محمّد بن حبان
|
معرفة الصحابة
|
أبو نعيم الأصبهانيّ
|
مقاتل الطالبيين
|
أبو الفرج الأصبهانيّ
|
المناقب
|
عليّ بن محمّد بن محمّد بن الطيب
الواسطي المعروف بابن المغازلي
|
المناقب
|
أحمد بن موسى بن مردوية
|
المناقب
|
الموفق بن أحمد الخوارزمي
|
مناقب الصحابة
|
أبو المظفر منصور بن محمّد بن عبد
الجبار السمعاني
|
٨ ـ فهرس مصادر المقدّمة
اسم الكتاب
|
المؤلّف
|
محل الطبع
|
الآداب السلطانية
|
محمّد بن عليّ بن
طباطبا بن الطقطقي
|
مصر
|
أعيان الشيعة
|
السيّد محسن
الأمين
|
دار التعارف بيروت
|
الاقبال
|
السيّد عليّ بن
طاووس
|
تبريز
|
امل الامل
|
محمّد بن الحسن
الحرّ العامليّ
|
النجف الأشرف
|
البابليات
|
الشيخ محمّد علي
اليعقوبي
|
النجف الأشرف
|
بحار الأنوار
|
الشيخ محمّد تقيّ
المجلسي
|
ايران
|
تلخيص مجمع الأدب
|
عبد الرزاق بن
أحمد بن الفوطي
|
دمشق
|
الحوادث الجامعة
|
عبد الرزاق بن
أحمد بن الفوطي
|
بغداد
|
دائرة المعارف
|
محمد حسين الاعلمي
|
ايران
|
الذريعة الى تصانيف الشيعة
|
اغا بزرگ
الطهرانيّ
|
ايران
|
رجال بن داود
|
الحسن بن عليّ بن
داود الحلي
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
رجال النجاشيّ
|
أحمد بن عليّ بن
أحمد النجاشيّ
|
النشر الإسلامي / قم
|
روضات الجنّات
|
محمد باقر
الخوانساري
|
اسماعيليان / قم
|
رياض العلماء
|
الميرزا عبد اللّه
الافندي
|
قم
|
سعد السعود
|
السيّد عليّ بن
موسى آل طاووس
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
السيّد عليّ بن طاووس
|
الشيخ محمّد حسن
آل يس
|
بغداد
|
عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب
|
ابن عنبة الداودي
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
الفوائد الرضوية
|
الشيخ عباس القمي
|
ايران
|
فهرست ابن النديم
|
محمد بن اسحاق
الملقب بابن النديم
|
طهران
|
كشف المحجة
|
السيّد عليّ بن
طاووس
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
لؤلؤة البحرين
|
الشيخ يوسف
البحرانيّ
|
النجف الأشرف
|
لسان الميزان
|
ابن حجر العسقلاني
|
حيدرآباد الدكن
|
مروج الذهب
|
عليّ بن الحسين
المسعودي
|
نشر دار الهجرة / قم
|
مستدرك وسائل الشيعة
|
الشيخ حسين
النوريّ
|
طهران
|
معالم العلماء
|
محمّد بن عليّ بن
شهرآشوب
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
معجم البلدان
|
ياقوت الحموي
|
دار صادر / بيروت
|
معجم المؤلّفين
|
عمر رضا كحاله
|
احياء التراث
العربي / بيروت
|
مقدّمة رجال الشيخ الطوسيّ
|
السيّد محمّد صادق
بحر العلوم
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
موارد الاتحاف
|
السيّد عبد الرزاق
كمونه
|
النجف الأشرف
|
نقد الرجال
|
السيّد مصطفى
الحسيني التفريشي
|
الرسول المصطفي / طهران
|
اليقين
|
السيّد عليّ بن
طاووس
|
الحيدريّة ـ
النجف الأشرف
|
٩ ـ فهرس مصادر التحقيق
ألف : المطبوعة
اسم الكتاب
|
اسم المؤلّف
|
محل الطبع
|
القرآن المجيد
|
تنزيل الرب الحميد
|
|
الاحتجاج
|
أحمد بن علي
الطبرسيّ
|
النجف الأشرف
|
إحقاق الحقّ
|
القاضي الشهيد نور
اللّه التستريّ وفي هامشه تعليقات آية اللّه العظمى المرعشيّ النجفيّ
|
قم
|
اخبار اصبهان
|
ابو نعيم أحمد بن
عبد اللّه الأصبهانيّ
|
ليدن
|
ارجح المطالب
|
عبيد اللّه الحنفي
الامرتسري
|
لاهور
|
الإرشاد
|
محمّد بن محمّد بن
النعمان الملقب بالمفيد
|
النجف الأشرف
|
ارشاد الساري
|
أحمد بن محمّد بن
أبي بكر القسطلاني
|
القاهرة
|
اسباب النزول
|
علي بن أحمد
الواحدي النيسابوريّ
|
البابي الحلبيّ / مصر
|
الاستبصار
|
محمّد بن الحسن
الطوسيّ
|
الإسلامية / طهران
|
أسد الغابة
|
علي بن محمّد
المعروف بابن الأثير
|
الوهبية / مصر
|
أسنى المطالب
|
محمّد بن درويش
الحوت البيروتي
|
البابي الحلبيّ ـ
مصر
|
الاستيعاب
|
يوسف بن عبد اللّه
بن عبد البر النمري الشاطبي
|
حيدرآباد ـ الدكن
|
الإصابة
|
أحمد بن عليّ بن
محمّد العسقلاني
|
مصر على نسخة
كلكتا
|
اصول الكافي
|
محمّد بن يعقوب
الكليني
|
الإسلامية / طهران
|
الاعلام
|
خير الدين الزركلي
|
دار العلم
للملايين / بيروت
|
إعلام الورى بائمة الهدى
|
الفضل بن الحسن
الطبرسيّ
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
أقرب الموارد
|
سعيد الخوري
الشرتوتي
|
نشر مكتبة
المرعشيّ / قم
|
اكمال الدين
|
محمّد بن عليّ بن
الحسين بن بابوية القمّيّ
|
طهران
|
أمالي الصدوق
|
محمّد بن عليّ بن
الحسين بن بابويه القمّيّ
|
الاعلمي / بيروت
|
أمل الآمل
|
محمّد بن الحسن
الحرّ العامليّ
|
النجف الأشرف
|
انباه الرواة
|
جمال الدين علي
القفطي
|
القاهرة
|
الأنساب
|
عبد الكريم بن
محمّد بن منصور السمعاني
|
مرجليوث
|
أنساب الأشراف
|
أحمد بن يحيى بن
جابر البلاذري
|
بيروت
|
الاوراق
|
محمّد بن يحيى
الصولي
|
بيروت
|
بحار الأنوار
|
الشيخ محمّد باقر
المجلسي
|
طهران
|
البداية والنهاية
|
إسماعيل بن عمر بن
كثير الدمشقي
|
مصر
|
بغية الوعاة
|
جلال الدين عبد
الرحمن السيوطي
|
مصر
|
تاج العروس
|
محمد مرتضى
الزبيدي
|
القاهرة
|
تاريخ ابن الأثير
|
علي بن محمّد بن
محمّد المعروف بابن الأثير
|
دار صادر / بيروت
|
تاريخ اداب اللغة العربية
|
جرجي زيدان
|
الهلال / مصر
|
تاريخ بغداد
|
أحمد بن علي
الخطيب البغداديّ
|
السعادة / مصر
|
تاريخ الثقات
|
أحمد بن عبد اللّه
العجليّ
|
بيروت
|
تاريخ الخلفاء
|
جلال الدين عبد
الرحمن السيوطي
|
السعادة / مصر
|
تاريخ دمشق
|
علي بن الحسن بن
هبة اللّه المعروف بابن عساكر
|
دمشق
|
التاريخ الكبير
|
محمّد بن إسماعيل
البخاري
|
حيدرآباد الدكن
|
تاريخ الطبريّ
|
محمّد بن جرير
الطبريّ
|
الاستقامة / القاهرة
|
تاريخ اليعقوبي
|
أحمد بن إسحاق اليعقوبي
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
تذكرة الحفاظ ـ طبقات
|
أبو عبد اللّه
محمّد الذهبي
|
حيدرآباد الدكن
|
الحفاظ
|
|
|
تذكرة الخواص
|
سبط ابن الجوزي
|
النجف الأشرف
|
تفسير ابي حيان الاندلسي
|
محمد بن يوسف بن حيان الاندلسي
|
السعادة / مصر
|
تفسير الخازن
|
علاء الدين الخازن
الخطيب البغدادي
|
الحلبي / مصر
|
تفسير الدّر المنثور
|
عبد الرحمن
السيوطي
|
الميمنية / مصر
|
تفسير الرازيّ
|
فخر الدين محمّد
الرازيّ
|
الطباعة العامرة /
مصر
|
تفسير الطبريّ
|
محمّد بن جرير
الطبريّ
|
بولاق / مصر
|
تفسير القرطبيّ
|
محمّد بن أحمد
القرطبيّ
|
مصر
|
تفسير الكاشف
|
محمود بن عمر
الزمخشري
|
التجارية الكبرى /
مصر
|
تفسير الالوسي
|
محمود بن عبد
اللّه الالوسي
|
المنيرية / مصر
|
تفسير النسفيّ المطبوع
|
عبد اللّه بن أحمد
النسفيّ
|
الحلبيّ / مصر
|
بهامش تفسير الخازن
|
|
|
تفسير النيسابوريّ المطبوع
|
الحسن بن محمّد
القمّيّ النيسابوريّ
|
الميمنية / مصر
|
بهامش تفسير الطبريّ
|
|
|
تقريب التهذيب
|
أحمد بن عليّ بن
حجر العسقلاني
|
مصر
|
تلخيص مجمع الآداب
|
عبد الرزاق بن
أحمد بن الفوطي
|
مصر
|
تلخيص المستدرك المطبوع
|
شمس الدين محمّد
الذهبي
|
حيدرآباد الدكن
|
بهامش المستدرك
|
|
|
تنقيح المقال
|
الشيخ عبد اللّه
المامقاني
|
النجف الأشرف
|
تهذيب الأسماء
|
محي الدين بن شرف
النووي
|
المنيرية / مصر
|
تهذيب الأحكام
|
محمّد بن الحسن
الطوسيّ
|
الإسلامية / طهران
|
تهذيب التهذيب
|
أحمد بن عليّ بن
حجر العسقلاني
|
حيدرآباد الدكن
|
تهذيب الكمال
|
يوسف بن الزكي
المزي
|
مؤسّسة الرسالة / بيروت
|
الثقات العيون في سادس القرون
|
اغا بزرك
الطهرانيّ
|
بيروت
|
جاماسبنامه
|
جاماسب بن لهراسب
|
بمبي
|
جامع الأصول
|
المبارك بن الأثير
الجزي
|
مصر
|
جامع الرواة
|
محمّد بن علي
الأردبيليّ
|
المحمدي ـ طهران
|
الجامع الصغير
|
عبد الرحمن
السيوطي
|
مصر
|
جامع المسانيد
|
محمد بن محمود
الخوارزمي
|
حيدر آباد الدكن
|
الجرح والتعديل
|
عبدالرحمن بن أبي
حاتم الرازي
|
حيدر آباد الدكن
|
حبيب السير
|
غياث الدين الهروي
|
طهران
|
حلية الأولياء
|
ابو نعيم أحمد بن
عبد اللّه الأصبهانيّ
|
السعادة ـ مصر
|
خريدة القصر
|
عماد الدين محمّد
بن محمّد الكاتب الأصبهانيّ
|
مصر
|
خزانة البغداديّ
|
أبو بكر عبد
القادر البغداديّ
|
القاهرة
|
خصائص أمير المؤمنين (ع)
|
أحمد بن شعيب
النسائي
|
التقدّم العلمية /
مصر
|
الخطط المقريزية
|
أحمد بن علي
المقريزي
|
النيل / مصر
|
ديوان أميّة بن أبي الصلت
|
امية بن أبي الصلت
|
تحقيق عبد الحفيظ السطلي
|
ديوان البحتري
|
ابو عبادة البحتري
|
الادبية / بيروت
|
ديوان حسان
|
حسان بن ثابت
|
تحقيق عبد الرحمن
|
البرقوقيديوان الحميري
|
إسماعيل الحميري
|
تحقيق شاكر
|
هادي شكرديوان الخنساء
|
تماضر بنت عمرو بن
الشريد
|
دار صادر / بيروت
|
ذخائر العقبى
|
أحمد بن عبد اللّه
الشهير بالطبري
|
المقدسي / مصر
|
الذريعة الي تصانيف الشيعة
|
اغا بزرك الطهرانيّ
|
طهران
|
رجال ابن داود
|
الحسن بن عليّ بن
داود الحلي
|
النجف الأشرف
|
رجال النجاشيّ
|
أحمد بن عليّ بن
أحمد النجاشيّ
|
النشر الإسلامي / قم
|
روضات الجنّات
|
محمد زنجي
الاسفزاري البخاري
|
طهران
|
روضة الواعظين
|
محمّد بن الفتال
النيسابوريّ
|
قم
|
رياض العلماء
|
الميرزا عبد اللّه
الافندي
|
مكتبة المرعشيّ / قم
|
الرياض النضرة
|
محب الدين أحمد بن
عبد اللّه الطبريّ
|
الخانجي / مصر
|
سير اعلام النبلاء
|
شمس الدين محمّد
الذهبي
|
الرسالة / بيروت
|
السيرة النبويّة
|
عبد الملك بن هشام
الحميري
|
الحلبيّ / مصر
|
السيرة الحلبية
|
علي بن برهان
الدين حلبي
|
مصر
|
السقيفة
|
ابوبكر احمد بن
عبدالعزيز الجوهري
|
اعداد هادي
الأميني / طهران
|
سنن الدارميّ
|
عبد اللّه بن عبد
الرحمن الدارميّ
|
الاعتدال / دمشق
|
سنن الدارقطني
|
علي بن عمر
الدارقطني
|
الأنصاري / دهلي
|
السنن الكبرى
|
أحمد بن الحسين
البيهقيّ
|
حيدرآباد الدكن
|
الشافي
|
عليّ بن الحسين
الشريف المرتضى
|
النجف الأشرف
|
شرح ما يقع فيه التصحيف
|
حسن بن عبد اللّه
العسكريّ
|
القاهرة
|
شرح نهج البلاغة
|
ابن أبي الحديد
المعتزلي
|
مصر
|
الشرف المؤبد
|
يوسف النبهاني
|
مصر
|
شذرات الذهب
|
ابن العماد
الحنبلي
|
القاهرة
|
الشعر والشعراء
|
ابن قتيبة
|
مصر
|
شواهد التنزيل
|
عبيد اللّه الحاكم
الحسكاني
|
الاعلمي / بيروت
|
صبح الاعشى
|
أحمد بن عبد اللّه
القلقشندي
|
القاهرة
|
صحيح ابن ماجة
|
ابن ماجة
القزوينيّ
|
مصر
|
صحيح البخاريّ
|
محمّد بن إسماعيل
البخاري
|
الخيرية / مصر
|
صحيح الترمذي
|
محمّد بن عيسى
الترمذي
|
بولاق / مصر
|
صحيح مسلم
|
مسلم بن الحجاج
النيشابوري
|
بولاق / مصر
|
صفوة الصفوة
|
عبد الرحمن بن
عليّ بن الجوزي
|
حيدرآباد الدكن
|
الصواعق المحرقة
|
أحمد بن حجر
الهيثمي
|
المحمدية / مصر
|
طبقات ابن سعد
|
محمّد بن سعد
الواقدي
|
ليدن
|
طبقات ابن المعتز
|
عبد اللّه بن
المعتز باللّه العباسيّ
|
مصر
|
طبقات الشافعية
|
عبد الوهاب بن علي
السبكي
|
البابي الحلبيّ / مصر
|
طبقات المعتزلة
|
أحمد بن يحيى بن
مرتضى الصنعاني
|
بيروت
|
الطرائف
|
السيّد عليّ بن
طاووس الحلي
|
الحيدريّة / النجف
الأشرف
|
العبر
|
ابن خلدون المغربي
|
الكويت
|
العثمانية
|
عمرو بن بحر
الجاحظ
|
دار الكتب / مصر
|
عمدة عيون صحاح الاخبار
|
يحيى بن البطريق
الحلي
|
النشر الإسلامي / قم
|
عمدة القارئ
|
محمود بن أحمد
العيني
|
المنيرية / القاهرة
|
العقد الفريد
|
ابن عبدربه
|
مصر
|
غاية المرام
|
السيّد هاشم
البحرانيّ
|
طهران
|
غاية النهاية في طبقات القراء
|
محمّد بن محمّد بن
الجزري
|
الكتب العلمية / بيروت
|
الغدير
|
الشيخ عبد الحسين
الأميني
|
بيروت
|
الغرة المنيفة
|
سراج الدين عمر
الغزنوي
|
احمد خيري / القاهرة
|
فتح الباري
|
شهاب الدين
العسقلاني المعروف بابن حجر
|
البابي الحلبيّ / القاهرة
|
الفتح الكبير
|
يوسف النبهاني
|
مصر
|
فرائد السمطين
|
إبراهيم بن محمّد
الحمويني
|
المحمودي / بيروت
|
فروع الكافي
|
محمّد بن يعقوب
الكليني
|
الإسلامية / طهران
|
الفصول المهمة
|
علي بن محمّد
المالكي المعروف بابن الصباغ
|
النجف الأشرف
|
فضائل الصحابة
|
أحمد بن حنبل
|
جامعة أم القرى /
السعودية
|
فقه الرضا
|
منسوب الى الإمام
الرضا 7
|
تحقيق مؤسّسة آل
البيت
|
فواتح الرحموت المطبوع
|
محمّد بن نظام
الدين الأنصاري
|
بولاق / مصر
|
بهامش المستصفى
|
|
|
فهرست ابن النديم
|
محمّد بن إسحاق
الملقب بابن النديم
|
طهران
|
فهرست الشيخ الطوسيّ
|
محمّد بن الحسن
الطوسيّ
|
النجف الأشرف
|
فهرست منتجب الدين
|
منتخب الدين عليّ
بن عبيد اللّه بن بابوية
|
تحقيق السيّد عبد
العزيز الطباطبائي
/ قم
|
فيض القدير
|
عبد الرؤوف
المناوي
|
مصر
|
كشف الظنون
|
الكاتب الجلبي
|
إسلامبول
|
كشف الغمة
|
علي بن عيسى
الاربلي
|
تبريز
|
كفاية الاثر
|
علي بن محمد
الرازي القمي
|
بيدار / قم
|
كفاية الطالب
|
محمّد بن يوسف
الكنجي الشافعي
|
النجف الأشرف
|
الكنى والألقاب
|
الشيخ عبّاس
القمّيّ
|
العرفان ـ صيدا
|
كنز العمّال
|
حسام الدين المتقي
الهندي
|
حيدرآباد الدكن
|
كنوز الحقائق
|
عبد الرؤوف
المناوي
|
بولاق ـ مصر
|
لؤلؤة البحرين
|
الشيخ يوسف
البحرانيّ
|
النجف الأشرف
|
لباب النقول في أسباب النزول
|
عبد الرحمن
السيوطي
|
مصطفى الحلبيّ / القاهرة
|
لسان العرب
|
محمّد بن مكرم بن
منظور
|
نشر ادب الحوزة / قم
|
لسان الميزان
|
ابن حجر العسقلاني
|
حيدرآباد الدكن
|
المثل السائر
|
نصر اللّه بن
محمّد بن الأثير
|
القاهرة
|
المجتنى
|
محمّد بن الحسن بن
دريد البصري
|
حيدرآباد الدكن
|
المجروحين
|
ابو حاتم محمّد بن
حبان
|
دار الوعي / حلب
|
مجمع بحار الأنوار
|
محمد طاهر بن علي
الصديقي
|
نول كشور / لكنهو
|
مجمع البيان
|
الفضل بن الحسن
الطبرسيّ
|
العرفان / صيدا
|
مجمع الزوائد
|
علي بن أحمد بن
أبي بكر الهيثمي
|
المقدسي / مصر
|
مروج الذهب
|
عليّ بن الحسين
المسعودي
|
الهجرة / قم
|
مسند ابي داود
|
سليمان بن داود
الطيالسي
|
حيدرآباد الدكن
|
مسند أحمد بن حنبل
|
أحمد بن حنبل
|
الميمنية / مصر
|
المستدرك على الصحيحين
|
محمّد بن عبد
اللّه المعروف بالحاكم
|
حيدرآباد الدكن
|
المستصفى
|
محمّد بن محمّد
الغزالي
|
بولاق / مصر
|
مشكاة المصابيح
|
الخطيب التبريزي
|
دهلي
|
مشكل الاثار
|
أحمد بن محمّد
الطحاوي
|
حيدرآباد الدكن
|
مطالب السؤول
|
محمّد بن طلحة
الشافعي
|
طهران
|
المعارف
|
ابن قتيبة
|
مصر
|
معجم المؤلّفين
|
عمر رضا كحالة
|
احياء التراث
|
|
|
العربي / بيروت
|
معجم الأدباء
|
ياقوت الحموي
|
احياء التراث
|
|
|
العربي / بيروت
|
معجم الشعراء
|
محمّد بن عمران
المرزباني
|
تحقيق عبد الستار
احمد فراج
|
المعجم الصغير
|
الحافظ الطبراني
|
دهلي
|
المغازي
|
محمّد بن عمر بن
واقد
|
نشر دانش اسلامي /
قم
|
مقاتل الطالبيين
|
أبو الفرج
الأصبهانيّ
|
دار احياء علوم الدين
/ بيروت
|
مقاصد الطالب
|
أحمد بن إسماعيل
البرزنجي
|
كلزار حسيني / بمبي
|
مقتل الحسين
|
الموفق بن أحمد
الخوارزمي
|
النجف الأشرف
|
الملل والنحل
|
محمّد بن عبد
الكريم الشهرستاني
|
محمد علي صبيح / مصر
|
المناقب
|
محمّد بن عليّ بن
شهراشوب
|
انتشارات علامة / قم
|
المناقب
|
علي بن محمّد
الشافعي الشهير بابن المغازلي
|
دار الاضواء / بيروت
|
المناقب
|
الموفق بن أحمد
الخوارزمي
|
النجف الأشرف
|
منتخب ذيل المذيل
|
محمّد بن جرير
الطبريّ
|
الاستقامة / مصر
|
منتخب كنز العمّال
|
الشيخ علي المتقي
الهندي
|
الميمنية / مصر
|
المنجد في اللغة
|
|
المطبعة
الكاثوليكية / بيروت
|
منتهى المقال
|
الشيخ محمّد بن
إسماعيل الحائري
|
النجف الأشرف
|
الموافق
|
عبد الرحمن بن
أحمد الايجي
|
مصر
|
مودة القربى
|
السيّد علي
الهمداني
|
بمبي / الهند
|
موضح اوهام الجمع والتفريق
|
أبو بكر البغداديّ
|
حيدرآباد الدكن
|
الموطا
|
مالك بن أنس
|
مصر
|
ميزان الاعتدال
|
محمّد بن أحمد
المعروف بالذهبي
|
السعادة / مصر
|
النجوم الزاهرة
|
يوسف بن تغري بردي
الظاهري
|
مصر
|
نزهة الالباء
|
عبدالرحمن بن محمد
الانباري
|
مصر
|
نزهة المجالس
|
عبد الرحمن بن عبد
السلام الصفوري
|
مصر
|
نور الابصار
|
محمّد بن الحسن
الشبلنجي
|
الميمنية / مصر
|
نهج البلاغة
|
تعليق محمّد عبده
|
الاستقامة / مصر
|
الوافي بالوفيات
|
صلاح الدين خليل
الصفدي
|
بيروت
|
وفيات الأعيان
|
أحمد بن محمّد
خلّكان
|
تحقيق إحسان عبّاس
|
ينابيع المودة
|
سليمان الرضوي
القندوزي
|
إسلامبول
|
ب ـ المخطوطة
وقد نقلنا عنا بواسطة كتاب احقاق الحق
الذي في هامشه تعليقات لآية الله العظمى السيد المرعشي النجفي
الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ
|
محمد بن عبدالرحمن السخاوي المصري
|
تجهيز الجيش
|
حسن بن امان اللّه الدهلوي
|
قصص الأنبياء
|
أحمد بن محمّد الثعلبي النيسابوريّ
|
نهاية العقول
|
فخر الدين الرازيّ
|
١٠ ـ فهرست الموضوعات
مقدّمة
التحقيق
.......................................................... ٦ ـ ٤٧
مقدّمة الكتاب ........................................................ ٥١ ـ ٥٨
سن عليّ بن أبي طالب (ع) حين إسلامه ................................ ٥٩ ـ ٦٢
يعرفون المنافقون ببغضهم عليّ بن أبي طالب
(ع) ................................ ٦٣
لا يحبه (ع) الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق
....................................... ٦٥
انه (ع) اول من صلى مع رسول اللّه 9
...................................... ٦٧
رد المؤلّف على الجاحظ ................................................ ٦٩ ـ ٧٤
يا علي من فارقني فقد فارق اللّه ومن
فارقك فقد فارقني .......................... ٧٥
نقل كلام الجاحظ في ان عليا (ع) كان يمون
ويكلف ............................. ٧٧
رد المؤلّف عليه ............................................................... ٧٩
ادعاء الجاحظ في ان أبا بكر ضرب على
إسلامه ورد المؤلّف عليه .................. ٨١
ان أمير المؤمنين اثر رسول اللّه 9
بعمره ...................................... ٨٣
رد المؤلّف على الجاحظ في ان أبا بكر اعتق
المعذبين بمكه .......................... ٨٥
رد الجارودية على الجاحظ في قضية الشورى .................................... ٨٦
كلام حول طلحة والزبير ............................................... ٨٩ ـ ٩٢
شان نزول اية (فاما من أعطى واتقى) ........................................... ٩٣
قول رسول اللّه 9
من سب عليا فقد سبني .................................... ٩٥
يحشر الشاك في علي من قبره وفي عنقه طوق
من نار .............................. ٩٧
رد المؤلّف على الجاحظ في زعمه بان أبا
بكر انفق قبل الهجرة ..................... ٩٩
رد المؤلّف على الجاحظ في تفضيله أبا بكر ..................................... ١٠١
علوم عليّ بن أبي طالب (ع) ........................................ ١٠٣ ـ ١٠٦
شجاعة علي بن ابي طالب (ع) .............................................. ١٠٧
الفضائل الباطنية لعلي بن ابي طالب (ع) ...................................... ١٠٩
ابطال زعم الجاحظ في تقليل فضائل علي بن
ابي طالب .......................... ١١١
الرد على الجاحظ في تفضيله الغار على مبيت
علي (ع) على فراش النبي (ص) ١١٣ ـ ١١٨
رد المؤلف على الجاحظ في تنقيصه لعلي (ع) ......................... ١١٩ ـ ١٢٢
نداء جبرئيل يوم احد ........................................................ ١٢٣
طعن الجاحظ في حديث ( تقاتل الناكثين بعدي
) ............................... ١٢٥
رد المؤلف على كذب الجاحظ ............................................... ١٢٧
نزول ( وانذر عشيرتك الاقربين ) ............................................ ١٢٩
ما ورد في كتاب جاماسب بشأن اهل البيت (ع)
.............................. ١٣١
لعلي اربع خصال ليست لاحد غيره .......................................... ١٣٣
رد المؤلف على حديث الغار ................................................. ١٣٥
ان ابابكر حث على المشركين ببدر ........................................... ١٣٧
رد المؤلف على فضيلة العريش ............................................... ١٣٩
نزول ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) .................................... ١٤١
ان القرآن مجزأ على أربعة اجزاء .............................................. ١٤٣
نزلت في علي (ع) ثمانون آية ................................................ ١٤٥
نزول ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات
اولئك هم خير البرية ) في علي .......... ١٤٧
من مات على بغض علي ..................................................... ١٤٩
الرد على الجاحظ في تعظيم اتعاب ابي بكر ..................................... ١٥١
شجاعة علي بن ابي طالب (ع) .............................................. ١٥٣
اميرالمؤمنين مصور في بيع ايطاليا .............................................. ١٥٥
تفضيل الجاحظ بني تميم على بني هاشم ........................................ ١٥٧
كلام الجاحظ في شجاعة ابي بكر ............................................. ١٥٩
الصابرون يوم حنين سبعة .................................................... ١٦١
شرف ابي بكر في لجوء ابي سفيان اليه ......................................... ١٦٣
مناقب علي (ع) ثلاثون الفاً ................................................. ١٦٥
ارسال رسول الله (ص) علياً الى نسيب مارية
................................... ١٦٧
فقه عليّ 7 .............................................................. ١٦٩
عليّ 7 عيبة علم رسول اللّه 9
......................................... ١٧١
تنبيه عليّ 7 أبا بكر على اشتباهاته ......................................... ١٧٣
لو لا علي لهلك عمر ........................................................ ١٧٥
كلام الحاجظ في علم أبي بكر ................................................ ١٧٧
تزكية رسول اللّه عليا بانه سيد البشر ......................................... ١٧٩
جيش أسامة ................................................................ ١٨١
نقل الجاحظ لمناقب أبي بكر .................................................. ١٨٣
الرد على الجاحظ في تكثيره مناقب أبي بكر .................................... ١٨٥
تسوية الجاحظ عليا (ع) مع سائر المسلمين .................................... ١٨٧
تنقيص الجاحظ عليا (ع) .................................................... ١٨٩
نقل الجاحظ كلام الشعبي في تسوية عليّ 7
مع عمر ......................... ١٩١
الرد على مزاعم الجاحظ ..................................................... ١٩٣
تنقيص الجاحظ عليا (ع) ........................................... ١٩٥ ـ ١٩٨
على مع القرآن والقرآن معه .................................................. ١٩٩
قول عمر : اقضانا علي ...................................................... ٢٠١
قول عائشة : ان عليا (ع) اعلم الناس
بالسنة ................................... ٢٠٣
الرد على تخطئة الجاحظ لعلي (ع) ................................... ٢٠٥ ـ ٢٠٨
طعون الجاحظ على الأنبياء ................................................... ٢٠٩
انكار الجاحظ عصمة عليّ 7
..................................... ٢١١ ـ ٢١٤
اخذ القراء القرائة من عليّ 7
.............................................. ٢١٥
قول علي سلوني ............................................................ ٢١٧
تفسير عليّ 7 (و العاديات ضبحا) ......................................... ٢١٩
علي منى كراسى من بدنى .................................................... ٢٢١
انكار الجاحظ لافضلية علي (ع) ............................................. ٢٢٣
اشارة علي على عمر في فتح اصبهان .......................................... ٢٢٥
علي (ع) سيد العرب ....................................................... ٢٢٧
القنابر يلعنون مبغض علي بن ابي طالب ....................................... ٢٢٩
طعن الجاحظ في علي (ع) ................................................... ٢٣١
انا سلم لمن سالم اهل هذه الخيمة .............................................. ٢٣٣
نزول سورة ( هل أتى ) في اهل البيت ................................ ٢٣٥ ـ ٢٤٠
كذب الجاحظ في ان عليا استناد الرباع
وغيرها ................................ ٢٤١
صورة وقفية الامام (ع) ..................................................... ٢٤٣
قول الامام الحسن (ع) في ابيه (ع) ........................................... ٢٤٥
تقشف الامام علي (ع) ..................................................... ٢٤٧
كثرة التزويج لا تنافي الزهد .................................................. ٢٤٩
( والذي قال لوالديه اف لكما ) ............................................. ٢٥١
ادعاء الجاحظ نزول بعض الآيات بشأن ابي
بكر ................................ ٢٥٣
نزول آية ( فأما من أعطى واتقى ) .................................... ٢٥٥ ، ٢٥٨
سبّاق الامم ثلاثة ........................................................... ٢٥٩
الرد على ان ( فسوف ياتي الله بقوم ) هم
ابوبكر واصحابه ...................... ٢٦١
نزول انما وليكم الله ورسوله .......................................... ٢٦٣ ، ٢٧٠
تكذيب الجاحظ لتصديق علي (ع) في الصلاة .......................... ٢٧١ ، ٢٧٤
قول الجاحظ ان النبي مات ولم يجمع القرآن .................................... ٢٧٥
تعريض الجاحظ بامير المؤمنين (ع) ............................................ ٢٧٧
علي بن ابي طالب امير المؤمنين ............................................... ٢٧٩
قول علي : انا الصديق الاكبر ................................................ ٢٨١
استشهاد الجاحظ بشعر على مدعاه والرد عليه
................................. ٢٨٣
تعلق الجاحظ بقول ابن عباس لعائشة .......................................... ٢٨٥
بعث رسول الله عليّاً بسورة براءة ..................................... ٢٨٧ ، ٢٩٢
حديث غدير خم ................................................... ٢٩٣ ، ٣٠٢
حديث الراية ....................................................... ٣٠٣ ، ٣٠٦
حديث الطائر .............................................................. ٣٠٧
حديث المؤاخاة ...................................................... ٣٠٩ ، ٣١٢
حديث من كنت مولاه ...................................................... ٣١٣
يا علي انت اول المسلمين اسلاما ............................................. ٣١٥
ان عليّ بن أبي طالب اول من اسلم ........................................... ٣١٧
مناقشة في سند رواية ان أبا بكر اول من
اسلم .................................. ٣١٩
الرد على الجاحظ في مناقشته في ان عليا
اول من اسلم ........................... ٣٢١
الرد على مناقشة الجاحظ لحديث الطائر ....................................... ٣٢٣
الرد على مناقشة الجاحظ لحديث المنزلة ................................ ٣٢٥ ، ٣٢٨
أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ......................................... ٣٢٩
عود الى حديث المؤاخاة ...................................................... ٣٣١
جيش أسامة ................................................................ ٣٣٣
نقل الجاحظ أحاديث في فضيلة أبي بكر ....................................... ٣٣٥
رد المؤلّف ................................................................. ٣٣٧
مناقشة في حديث الاحجار .................................................. ٣٣٩
مناقشة في ان أبا بكر لم يسوء النبيّ قط ........................................ ٣٤١
معارضة الجاحظ بالمتخلفين عن عليّ 7
.............................. ٣٤٣ ، ٣٤٦
قتال الناكثين والقاسطين والمارقين ..................................... ٣٤٧ ، ٣٥٢
يا علي سلمك سلمي ........................................................ ٣٥٣
طعن الجاحظ في سلمان ...................................................... ٣٥٥
الدفاع عن سلمان .......................................................... ٣٥٧
كذب الجاحظ في قصة المقداد ................................................ ٣٥٩
الرد على ادعاء الإجماع لخلافة أبي بكر ....................................... ٣٦١
قول عمر : اكره ان اتحملها حيا وميتا ......................................... ٣٦٣
نقل كلام لخالد ............................................................. ٣٦٥
تكرار حديث الغار والعريش ................................................. ٣٦٧
كثرة فضائل عليّ بن أبي طالب (ع) .................................. ٣٦٩ ، ٣٧٦
تعلق الجاحظ بقوله (ص) كونوا مع السواد
الأعظم ............................. ٣٧٧
ذكر الجاحظ موافقة عدو أمير المؤمنين
لاميرهم ......................... ٣٧٩ ، ٣٨٢
قول عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة .......................................... ٣٨٣
اعتراض الجاحظ على من ادعى احتجاج أبي بكر
بالنسب ....................... ٣٨٥
رد المؤلّف .......................................................... ٣٨٦ ، ٣٩٠
آية المودة ................................................................... ٣٩١
نزول واتقوا اللّه الذي تساءلون به والارحام
.................................... ٣٩٣
تعلق الجاحظ بعدة آيات ..................................................... ٣٩٥
قول عمر : لو كان سالم حيا ................................................. ٣٩٧
الرد على زعم الجاحظ بتسوية عمر ........................................... ٣٩٩
نقل كلام صاحب كتاب (السقيفه) ........................................... ٤٠١
ذكر مناظرة الزبير لعلي (ع) ................................................. ٤٠٣
ادعاء الجاحظ اثارا في فضيلة عمر وابي
عبيدة .................................. ٤٠٥
عود الى حديث المنزلة ....................................................... ٤٠٧
حديث الشورى ............................................................ ٤٠٩
مناشدة عليّ 7 يوم الشورى ....................................... ٤١١ ، ٤١٤
عود الى حيث الناكثين والقاسطين والمارقين
.................................... ٤١٥
ترجيح الجاحظ أبا بكر على عليّ 7
........................................ ٤١٧
رد المؤلّف ................................................................. ٤١٩
قول النبيّ 9 في زيد بن صوحان ........................................... ٤٢١
اجماع الصحابة على أبي بكر ......................................... ٤٢٣ ، ٤٢٦
الرد على الجاحظ في نفيه وجود نص .......................................... ٤٢٧
وجود النصّ على عليّ 7
.......................................... ٤٢٩ ، ٤٣٦
اختيار الناس لامام .......................................................... ٤٣٧
الرد على الجاحظ في اسهابه .......................................... ٤٣٩ ، ٤٤٢
اجازة مؤلف الكتاب لتلميذه ................................................. ٤٤٣
ما وجد منظوماً ومنثوراً على ظهر النسخة ..................................... ٤٤٥
ابيات للمؤلف 1
......................................................... ٤٤٧
*
* * *
|