فصل الشّين

شبلد

شِبْلادُ ، كفِرْصاد : قريةٌ بالأَندُلُسِ.

شجرد

الشَّاجِرْدُ (١) بكسرِ الجيم : التّلميذُ ، معرَّبُ « شاكِرْد » ؛ قال الأَعشى :

وَمَا كُنتُ شَاجِرْداً وَلَكِنْ حَسِبْتُنِي

إِذَا مِسْحَلٌ سَدَّى لِيَ القَوْلَ أَنطِقُ (٢)

ورواه أَبو عبيدٍ : شاقِرْداً (٣) ، بالقافِ.

ومِسْحَلٌ ، كمِنْبَرٍ : جِنِّيُّهُ الَّذي يُلقِي عليه الشِّعرَ.

شحدد

الشُّحْدُودُ ، كثُؤْلُولٍ : السَّيِءُ الخُلُقِ مِنَ الرِّجالِ ، أَو الحديدُ.

شخد

شُخْدُدٌ ، كهُدْهُدٍ (٤) : من أَسمائِهِم.

شدد

شَدَّ شِدَّةً ، كصَحَّ صِحَّةً : قَوِيَ ، فهو شَدِيدٌ. الجمعُ : أَشِدَّاءُ ، وشِدَادٌ.

وشَدَّهُ اللهُ شَدّاً ، وشَدَّ منه ، وشَدَّ

__________________

(١) في التّاج : شاجردى.

(٢) ديوانه : ١٢٤ ، وفيه : شاحردا.

(٣) في التّاج : ورواه أَبو عبيدة : شاقِردَى.

(٤) في القاموس : شَخْدَدٌ كجَعْفَر.


عَضُدَهُ شَدّاً ، كقَتَلَ : قوَّاهُ فاشْتَدَّ ..

و ـ الرَّجُلُ وغيرُهُ : عَدَا (١) ..

و ـ عليه في الحرْبِ : حَمَلَ ، كاشْتَدَّ فيهما ..

و ـ العُقْدَةَ : أَوثَقَها ، كشَدَّها يَشِدُّها ـ كضَرَبَ ـ وهو نادرٌ.

وشَدَّ عليهم شَدَّةً صادِقةً ـ بالفتح ـ أَي مرَّةً واحدةً.

وهذا مَشَدُّ العِصابَة ، كمَرَدٍّ : موضعُ شَدِّها.

وهو شَدِيدٌ على قومِهِ : ذو غِلظةٍ وجَفاءٍ لا يَرأَفُ بهم ، وقد شَدَّد عليهم تَشدِيداً. ومَنْ شَدَّدَ شَدَّد اللهُ عليه.

وأَشَدَّ الرَّجُلُ إِشْداداً ، إِذا كان ذا دابَّةٍ شَدِيدَةٍ ، فهو مُشِدٌّ.

وشادَّهُ مُشادَّةً : قَاوَاهُ.

وتَشَدَّدَ في الأَمرِ : لم يُسامِح فيه.

وهو شَدِيدٌ ، ومُتَشَدِّدٌ : بخيلٌ ، وفيه شِدَّةٌ ، وتَشَدُّدٌ.

وبَلَغَ أَشُدَّهُ ، بضمِّ الشِّينِ : كمالَ قُوَّتِهِ وعقلِهِ وتَمييزِهِ ، أَو سِنَّ الشَّبابِ ومبدأَ الحُلُم ، أَو أَوَّلَهُ ؛ خمسَ عشرةَ سنةً ، أَو ثماني عشرةَ ، أَو عشرون إِلى ثلاثِ وثلاثين ، أَو أَربعونَ إِلى ستِّين ، أَو إِلى اثنتين وستِّين.

وهو جمعٌ لم يُسمَع له واحدٌ ، فواحدُهُ مقدَّرٌ وهو شَدٌّ ـ بالفتح ـ كأَشُرٍّ في شَرٍّ ؛ قال :

هَل غَيرَ أَنْ كَثُرَ الأَشُرُّ وَأَهْلَكَتْ

حَرْبُ المُلُوكِ أَكاثِرَ الأَمْوالِ (٢)

أَو شُدٌّ ـ بالضَّمِّ ـ كأَقْفُلٍ في قُفْلٍ ، أَو شِدٌّ ـ بالكسر ـ كأَذْؤُبٍ في ذِئْبٍ ، أَو شِدَّةٌ كأَنْعُمٍ في نِعْمَةٍ ، أَو هو مفردٌ جاءَ على بناءِ الجمعِ ك‍ « آنُكٍ » ولا نظيرَ لهما.

وشَدَّ النّهارُ والضُّحى ، كقَتَلَ : ارتَفَعَ ، كاشْتَدَّ ؛ يقال : أَتانا شَدَّ النَّهارِ ، وشَدَّ الضُّحى ، أَي وقتَ ارتفِاعِهِ.

__________________

(١) في « ج » : والرَّجُلُ وغيرُه في العدْوِ : جَدَّ وأَسرع.

(٢) البيت بلا عزوٍ في تفسير الطّبري ١٢ : ٢٣٠ ، والتبيان ٦ : ١١٧.


وأَصابتْهُ شِدَّةٌ ـ بالكسر ـ وشُدَّى كحُبْلَى : محنةٌ وبليَّةٌ.

وهو عامُ شِدَّةٍ ، أَي قحطٍ.

وشَدائِدُ الدَّهرِ : نوائبُهُ.

ورجلٌ شَدِيدٌ : شُجاعٌ.

وما رُئِيَ أَشَدُّ منه : أَشجَعُ.

وفي خُلُقِهِ شِدَّةٌ : شراسَةٌ.

وهو شَدِيدٌ لهذا الأَمرِ : قويٌّ عليه مطيقٌ له.

والشِّدادُ ، ككِتابٍ : رَحلُ النّاقةِ ، لغةٌ فاشيَةٌ في نَجدٍ والحِجازِ.

وشَدَّادٌ ، كعَبَّاسٍ : ابنُ عادٍ ؛ أَحدُ الجبابرةِ ، وهو صاحب إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ.

و ـ : ابنُ الأَوسِ ، وابنُ الهادِ ؛ صحابيِّان ، واسمٌ لجماعة من المحدِّثين ..

وشَدِيدٌ ، كأَمِيرٍ : مولى أَبي بكرٍ ، وابنُ قيسٍ اليَزَنِيُّ ؛ محدِّث.

وكزُبَيْرٍ : ابنُ شَدَّادِ بنِ عامِرِ بن لَقِيطٍ العامِريُّ ؛ شاعرٌ في الخلافةِ الأَمويَّةِ.

وعبدُ اللهِ بنُ أبي شَدِيدَةَ ، بالفتح : صحابيٌّ.

وأَشَدُّ ، كأَغَرَّ : أَخو يوسفَ 7.

وسِنانُ بنُ خالدٍ الأَشَدُّ : فارسٌ مشهورٌ من الأَبطال.

وعَمرُو بنُ أُهْبَانَ بنِ دِثارِ بنِ فَقْعَسٍ الأَشَدُّ : جاهليٌّ.

واختُلِفَ في أَبي الأَشَدِّ السُّلَمِيِّ الشَّاميِّ المحدِّث ، فقيل : مثلهُ ، وهو الرَّاجحُ. وقيل : بالمهملة باسم الحيوانِ المعروف ، وقول الفيروزاباديّ : وأَبو الأَشَدِّ : من الأَبطالِ ، وآخَرُ محدِّثٌ ، أَو هو بالسّين. فيه غلطتانِ : إِحداهما : قوله أَوَّلاً : « أَبو الأَشَدِّ » وإِنَّما هو الأَشَدُّ لقبٌ لا كنيةٌ.

والثّانيةُ : قوله : « أَو هو بالسِّين » فإِنَّه يوهِمُ أَنِّه بتشديدِ الدّال ، والَّذي خالف قال : هو بتَخفيفِها لا غيرُ.

وأَبو الأَشَدِّ بنُ كَلَدَةَ الجُمَحِيُّ : كان شَدِيدَ القوَّةِ ، يُبسَطُ له الأَديمُ العُكاظيُّ فيقومُ عليه ويقول : من أَزالني عنه فله


كذا ، فَتَجذِبُهُ عشرةٌ فيَتَمَزَّقُ الأَديمُ قِطَعاً ويبقى منه موضعُ قَدَمَيه ، وهو الَّذي قال الكلبِيُّ : عناه اللهُ سبحانَهُ بقوله : ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) (١).

ويُقال : أَشَدُّ لقد كان كذا ـ بتشديدِ الدّالِ وتخفيفِها ـ أَي أَشهَدُ.

الكتاب

( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) (٢) لأجلِ حُبِّ المالِ وثِقلِ إِنفاقِهِ عليه لَبَخيلٌ مُمسِكٌ ، أَو لحُبِّ المالِ وإيثارِ الدُّنيا وطَلَبِها قويٌّ مطيقٌ ، ٢ أَو لحبِّ الخيراتِ والحَسَناتِ غيرُ هشٍّ مُنبسِطٍ ولكنَّهُ شَديدٌ مُنقَبضٌ.

( غِلاظٌ شِدادٌ ) (٣) في خُلُقِهِم غِلظةٌ وشِدَّةٌ فهم أَقوياءُ على الأَفعالِ الشَّدِيدَةِ ، أَو في خُلُقِهِم جَفاءٌ وخُشُونَةٌ لا تأْخُذُهم رَأْفةٌ في تَنفيذِ أَوامرِ اللهِ تعالى.

( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ) (٤) مَلَكٌ شَديدٌ قواه الجِسمِيَّة أَو العِلمِيَّة والعَمَليَّة ؛ وهو جبرئيلُ 7.

( بَلَغَ أَشُدَّهُ ) (٥) تقدَّمَ مَشروحاً.

( وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ ) (٦) اطبَع عليها واجعَلها قاسيةً حتَّى لا تَنشَرِحَ للإِيمان.

( سَبْعاً شِداداً ) (٧) جمعُ شَدِيدَةٍ ، أَي مُحكمَةً قويَّةً لا يُؤثِّرُ فيها مرورُ الأَزمانِ ، ولا تقبلُ الشَّقَّ والخَرقَ إِلاَّ ما شاءَ اللهُ.

الأثر

( كانَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ) (٨) كنايةٌ عن اعتزالِهِ النّساءَ ، أَي غشيانِهِنَّ ؛ كما قال الشّاعرٌ (٩) :

قومٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُم

دُونَ النِّساءِ وَلَو باتَتْ بِأَطْهَارِ

__________________

(١) البلد : ٥.

(٢) العاديات : ٨.

(٣) التّحريم : ٦.

(٤) النّجم : ٥.

(٥) يوسف : ٢٢ ، القصص : ١٤ ، الأَحقاف : ١٥.

(٦) يونس : ٨٨.

(٧) النّبأ : ١٢.

(٨) البخاري ٢ : ٥٥ ، الجامع الصّغير ٢ : ٣٣٣ / ٦٦٨٢.

(٩) الأَخطل ، ديوانه : ٨٤.


أَو كنايةٌ عن الجِدِّ في العملِ والعِبادةِ والتَّشَمُّرِ له.

( مَنْ يُشَادَّ هَذا الدِّينَ يَغْلِبهُ ) (١) أَي مَن يُقاوِهِ (٢) ويُغالِبهُ يَغلِبهُ الدِّينُ ، والمعنى : مَن يَتَعمَّق في العِبادةِ ويَحمِل على نفسِهِ ويتركِ الرِّفقَ يَعجِزْ عن القيامِ بالعملِ كلِّه أَو بعضِهِ.

( يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِم ) (٣) أَي الَّذي دوابُّهُ شَديدَةٌ على الَّذي دوابُّهُ ضعيفةٌ ، والمعنى : يُساهِمُ القويُّ من الغُزاةِ الضَّعيفَ منهم فيما يَكسِبُهُ من الغنيمةِ.

( لَا تَبِيعُوا الحَبَّ حَتَى يَشْتَدَّ ) (٤) أَي يَقوَى ويَصلُبَ.

( لَا تُجِز البَطْحاءَ الاَّ شَدَّاً ) (٥) أَي بَطنَ المَسعَى إِلاَّ سَعياً وإِحضاراً.

( يَشْدُدْنَ في الجَبَلِ ) (٦) يُسْرِعنَ (٧) عَدواً ، ورُوي : « يَشْتَدِدْنَ » (٨) كما مرَّ.

( يُشَدِّدُ في البَولِ ) (٩) أَي في الاحترازِ عنه حتَّى كان يَبُولُ في قارورةٍ (١٠) خَوفاً من رشاشِهِ.

( خَرَجَ يَشْتَدُّ ) (١١) أَي يجري (١٢).

( أَلا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ ) (١٣) أَي تَحمِل على العدوِّ فنَحمِلَ معك ، ومنه : ( ثمَ شَدَّ عليه فَكَانَ كأَمْسِ الذَّاهِبِ ) (١٤) أَي حَمَلَ عليه فقَتَلَه.

( كانُوا يَشُدُّونَ بَينَ الأَغْراضِ ) (١٥) يَعدُونَ بينَ الأَهدافِ.

__________________

(١) الفائق ٤ : ٧٣ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.

(٢) في « ش » : يقاومه بدل : يقاوه.

(٣) الفائق ٣ : ٢٦٥ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.

(٤) النّهاية ٢ : ٤٥١ ، مجمع البحرين ٣ : ٧٦.

(٥) النّهاية ١ : ٣١٥ ، وفيه : لا تجيزوا.

(٦) تفسير الثعالبي ٢ : ١٠١ ، وفي « ش » : يشدون.

(٧) في « ش » : يسرعون.

(٨) النّهاية : ٢ : ٤٥١.

(٩) البخاري ١ : ٦٦ ، مجمع البحرين ٣ : ٧٦.

(١٠) في « ش » : الرَّخْو بدل : قارورة.

(١١) سيرة ابن هشام ٤ : ٨٦٢ ، عيون الأَثر ٢ : ١٨٧.

(١٢) في « ش » : يعدو.

(١٣) البخاري ٥ : ٢٧ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.

(١٤) مسند أَحمد ٣ : ٥٠١ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.

(١٥) مصنف ابن أَبي شيبة ٥ : ٣٠٣ ، حلية الأولياء ٥ : ٢٢٤.


المصطلح

الشِّدَّةُ في الحَرفِ : امتناعُ الصّوتِ أَن يجريَ فيه ، والحُرُوفُ الشَّدِيدَةُ يَجمَعُها : « أَجِدُكَ تُطِبقُ ».

المثل

( بَقِيَ أَشَدُّهُ ) (١) بفتح الشّينِ ، أَي أَكثرُهُ شِدَّةً ، ويُروى : « شَدُّهُ » ، وهذا ممّا تَمَثَّلَت به العربُ على أَلْسُنِ البهائمِ ، ثمَّ زعموا أَنَّ هِرّاً عاثَ في الجِرذانِ ، فأَجمَعَت على أَن تحتالَ له حِيلةً ، فاجتَمَعَ رَأْيُها على أَن تُعَلِّقَ في رقبتِهِ جُلْجُلاً حتَّى إِذا تحرَّك سَمِعَتْ صَوتَهُ فأَخَذَت حِذْرَها ، فجاءَت بالجُلْجُل ، فقال بعضُها : أَيُّنا يُعلِّقهُ الآن في رقبتِهِ ، فقال آخرُ : « بقِيَ أَشدُّهُ أَو شَدُّهُ ». يُضرَبُ لمن يَهزأُ ممَّن هو دونَه عندَ الأَمرِ يَبقَى أَصعبُهُ وأَهولُهُ.

( حَلَبْتُها بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ ) (٢) أَي أَخذتُها بالقوَّةِ إِذ لم تَتَأتَّ بِالرّفقِ. يُضرَبَ في أَخذِ الشَّيءِ غِلاباً.

شرد

شَرَدَ البَعيرُ ـ كقَعَدَ ـ شُرُوداً وشِرَاداً ، بالضَّمِّ والكسرِ : نَدَّ ونَفَرَ ، فهو شارِدٌ ، وشَرُودٌ. الجمعُ : شَرَدٌ ، وشُرُدٌ ، كخَدَمٍ وصُبُرٍ ..

و ـ عنِّي فلانٌ : نَفَرَ.

وشَرَّدَهُ تَشْرِيداً : حملَهُ على الشُّرُودِ وطَرَدَهُ ، فهو شَرِيدٌ طَرِيدٌ ، ومُشَرَّدٌ مُطَرَّدٌ ..

و ـ القومَ : فَرَّقَهُم مع اضطرِابٍ ..

و ـ به : فَعَلَ فِعلةً تُشْرِدُ غيرَه أَن يفعَلَ مِثلَ فِعْلِهِ ، وسَمَّعَ النّاسَ بعُيُوبهِ ؛ لغةٌ قُرشيَّةٌ ، وبالمعنَيَين فُسِّرَ قولُه تعالى : فَشَرِّدْ ( بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) (٣).

وأَشْرَدَهُ : جعلَهُ شَرِيداً.

ومن المجاز

قافيةٌ شَرُودٌ : سائرةٌ في البلادِ ، وهي قوافٍ شُرُدٌ ، كصُبُرٍ.

__________________

(١) مجمع الأَمثال ١ : ١٠٠ / ٤٩٠.

(٢) مجمع الأَمثال ١ : ١٩٢ / ١٠٢٤.

(٣) الأنفال : ٥٧.


وشَوارِدُ الكلامِ : غرائبُهُ ، ونوادرُهُ ، وحُوْشِيُّهُ (١).

وبنو الشَّرِيدِ : بطنٌ.

شقد

الشِّقْدَةُ ، كَسِدرَةٍ : حشيشةٌ كثيرةُ الإِهالةِ واللَّبَنِ ؛ عن اللَّيث (٢). قال أَبو منصور : لم أَسمعه لغيره ، وكأَنَّه في الأَصل « القِشْدَة » فقُلِبَت ، كما قيل : جَذَبَ وجَبَذَ (٣). وفي كتاب العين : هي حَشيشةٌ كثيرةٌ الإِهالةِ واللَّبَنِ تُطبَخُ بدقيقٍ ولبنٍ وأَشياءَ وتُؤكلُ ، وهي « القِشْدَةُ » أَيضاً (٤).

وشَقَنْدَةُ ، كسَمَنْدَة : قريةٌ مطلَّةٌ على نهرِ قُرطبَةَ بالأَندُلُسِ محاذيَةٌ لها من جهةِ الجنوبِ ، منها : أَبو الوليدِ الشَّقَنْدِيُ الفاضلُ الأَديبُ.

شكده

شَكَدَهُ شُكْداً ، كشَكَرَهُ شُكراً زنةً ومعنىً ، وهو شاكِرٌ شاكِدٌ.

وشَكَدَهُ شَكْداً ، كقَتَلَ : أَعطاهُ ، كأَشْكَدَهُ. والاسم : الشُّكْدُ ـ بالضّمِّ ـ وهو العَطاءُ ، وعن اللّيث : هو بلغة اليمنِ : ما أَعطَيتَ من الكُدْسِ عندَ الكَيْلِ ، ومن الحُزَمِ عند الحَصْدِ ؛ يقال : استَشْكَدَنِي فأَشْكَدْتُهُ (٥).

وأَشكَدَ الرَّجُلُ : إِذا اقْتَنَى رَدِيءَ المالِ ؛ عن ابنِ الأَعرابيِ (٦).

شمرد

الشَّمَرْداةُ ، كعَلَنْدَاة : السَّريعةُ من النّوقِ ، بالدّال والذّال.

والشَّمَرْدَى ، كسَبَنْتَى : شَجَرٌ أَو نَبْتٌ.

__________________

(١) في نسخة بدلٍ من « ج » : وحشيّه.

(٢) العين ٥ : ٣٣.

(٣) حكاه عنه في التّهذيب ٨ : ٣٠٩.

(٤) العين ٥ : ٣٣.

(٥) العين ٥ : ٢٩٠.

(٦) انظر اللّسان.


شند

شَنُودَةُ ، كتَنُوفَة : كُورَةٌ من كُوَرِ مِصرَ الجنوبيَّة ، وربَّما قيل لها : شَبُودَةُ ، بالموحَّدةِ.

وأَشْنَدُ ، كأَحْمَدَ : قريةٌ ببُخارى ، وقيل : بالذال المعجمة.

وشَنْدَوِيدُ ، كزَمْهَرِير : جزيرةٌ في وسطِ نيلِ مِصرَ.

شهد

شَهِدَهُ ـ كعَلِمَهُ ـ شُهُوداً : حَضَرَهُ وعايَنَهُ ، كشاهَدَهُ مُشَاهَدَةً ، فهو شاهِدٌ من شُهُودٍ ، وشُهَّدٍ ، كرُكَّعٍ ..

و ـ بكذا شَهادَةً ( بالفتح ) (١) : أَخبَرَ بصحَّتِهِ عن مُشاهَدَةٍ وعِيانٍ ..

و ـ عندَ الحاكِمِ : بيَّنَ وَأَوضَحَ لمَنِ الحقُّ وعلى مَن هو ، فهو شَهِيدٌ من شُهَداءَ ، وشاهِدٌ من شُهُودٍ وأَشهادٍ ..

و ـ عليه : اطَّلَع ..

و ـ باللهِ : حَلَفَ.

وأَشْهَدَهُ الأَمرَ : أَحْضَرَهُ إِيَّاهُ ..

و ـ عليه : قالَ له : اشْهَد عليه.

واسْتَشْهَدَهُ : سأَلَهُ أَن يَشْهَدَ له.

وكلَّمَهُ على رؤوسِ الأَشهادِ ، أَي جِهاراً.

وامرأةٌ مُشْهِدٌ ـ كمُحْسنٍ ـ وبهاءٍ : زوجُها حاضرٌ ، وهي خِلافُ المُغِيبِ والمُغِيبَةِ.

والمَشْهَدُ ، كمَقْعَدٍ : مصدرٌ كالشُّهُودِ وزمانُهُ ومكانُهُ ؛ وهو مَحْضَرُ النّاسِ ، كالمَشْهَدَةِ ، ويُكَنُّون به عن الحَربِ ، فيقولون : شَهِدنا المَشاهِدَ كلَّها مع فلانٍ ، أَي كنَّا معه في الحروب.

والشَّهِيدُ : القتيلُ في سبيلِ اللهِ ؛ لشُهُودِ ملائكةِ الرَّحمةِ إِيَّاهُ ، أَو لأَنَّه يَشْهَدُ عندَ خُرُوجِ روُحِهِ ما أُعِدَّ له من النَّعيمِ والكرامةِ ، أَو لأَنَّ اللهَ تعالى

__________________

(١) ليست في « ت » و « ش ».


وملائكتَهُ يَشْهَدُونَ له بالجَنَّة ، أَو لأَنَّه شُهِدَ له بالإِيمان وخاتَمةِ الخيرِ بظاهِرِ حالِهِ ، أَو لأَنَّ عليه شاهِداً يَشْهَدُ بكونِهِ شَهِيداً وهو الدَّمُ ؛ فإِنَّه يُبعَثُ يومَ القيامةِ وأَوداجُهُ تَشخَبُ دَماً ، أَو لأَنَّه ممَّن يَشهَدُ على الأُممِ يومَ القيامةِ ، أَو لأَنَّ روحَهُ تَشْهَدُ دارَ السَّلامِ وتَحضُرُها وغيرُهُ إنَّما يَشْهَدُها يومَ القيامةِ ، أَو لأَنَّ رُوحَهُ تَشْهَدُ وتَحضُرُ عندَ الله تعالى ؛ كما قال : ( وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ ) (١) ، أَو لأَنَّه حيٌ يُشاهِدُ ملكوتَ اللهِ ومُلْكَهُ ، أَو لسقوطِهِ على الشَّاهِدَةِ ، وهي الأَرضُ. الجمعُ : شُهَداءُ ، وقد أُشْهِدَ واسْتُشْهِدَ ، بالبناءِ للمجهول فيهما ، والاسمُ : الشَّهادَةُ ( بالفتح ) (٢).

والشَّاهِدُ ، والشَّهِيدُ : من أَسماءِ النّبيِّ 9 ؛ لقولهِ تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً ) (٣) أَي على مَن بُعِثْتَ إِليهم ، وقولِه تعالى : ( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٤).

ويُطلَقُ الشَّاهِدُ على اللِّسانِ والمَلَكِ ؛ قال : الأَعشى :

فَلَا تَحْسَبَنِّي كافِراً لَكَ نِعْمَةً

عَلَى شاهِدِي يا شَاهِدَ اللهِ فَاشْهَدِ (٥)

فَشاهِدُهُ : اللِّسانُ ، وشاهِدُ الله تعالى : المَلَكُ.

وصلاةُ الشَّاهِدِ : صلاةُ المَغْرِبِ ؛ لاسْتِواءِ المقيمِ والمُسافِرِ فيها ؛ لأَنَّها لا تقصَرُ ، فهي كصلاةِ شاهِدِ المِصرِ ، أَو لأَنَّها تُصَلَّى حينَ يُرى الشَّاهِدُ ؛ وهو النّجمُ الَّذي يَشْهَدُ ، أَي يحضُرُ ويَظهَرُ باللَّيلِ ؛ وهو مُعَشِّي البَقَرِ.

وللفَرَسِ غائِبٌ وشاهِدٌ ، أَي جَرْيٌ مَصُونٌ وشاهِدٌ مَبْذُولٌ ، أَي حاضرٌ ، كما يقال له : صَونٌ وبَذلٌ.

وأَمرٌ شاهِدٌ : سَريعٌ.

__________________

(١) الحديد : ١٩.

(٢) ليست في « ت » و « ش ».

(٣) الأحزاب : ٤٥ ، الفتح : ٨.

(٤) البقرة : ١٤٢.

(٥) الصّحاح ، اللّسان ، وفي ديوانه : ٥١ :

عليّ شهيدٌ شاهدَ اللهِ فَاشْهَدِ


والشَّاهِدُ مِنَ الجَنينِ : ما يَخرُجُ على رأسِهِ منَ الماءِ شِبْهَ المُخاطِ حينَ يُولَدُ ، أَو هو الغِرْسُ. الجمعُ : شُهُودٌ.

وشُهُودُ النّاقةِ : آثارُ موضعِ مَنْتِجِها من دَمٍ أو سَلَىً.

وأَشْهَدَ الرَّجُلُ : أَمْذَى ، كشَهَّدَ تَشْهِيداً.

وأَشْهَدَتِ الجاريةُ : حاضَت وأَدرَكَت.

وتَشَهَّدَ : قال : « أَشْهَدُ أَلاّ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ».

والتَّشَهُّدُ في الصَّلاة : التَّحِيَّاتُ المقروءَةُ فيها.

والشَّهْدُ ، كفَلْسٍ ويُضمُّ : العَسَلُ في شَمْعِهِ أَو مطلقاً ، والشُّهْدَةُ أَخصُّ. الجمعُ : شِهادٌ.

وشَهَدَهُ ، كمَنَعَهُ : جَعلَ فيه الشَّهْدَ ، فهو مَشْهُودٌ ؛ قال ربيعةُ بنُ مَقرُومٍ :

وَبارِداً طَيِّباً عَذْباً مُقَبَّلُهُ

مُخَيَّفاً نَبْتُهُ بالظَّلْمِ مَشْهُودا (١)

قال في شرحِ المفضلّيّاتِ : مَشْهُودٌ بَمعنى جُعِلَ فيه الشَّهْدُ.

وشَهْدٌ بلا لامٍ : ماءٌ لبني المُصْطَلِقِ من خُزاعَةَ ـ وغَلِطَ الفيروزاباديُّ في قولِهِ : الشَّهْدَةُ ـ قال كُثَيِّرُ

ومَسْكِنُ أَقصاهُمِ بِشَهْدٍ فَمِنْصَحٍ (٢)

والشَّهْدُ ، باللاّمِ : جَبَلٌ في ديارِ أَبي بكرِ بنِ كلابٍ.

وذو الشَّهادَتَيْنِ : خُزَيْمَةُ بنُ ثابتٍ الأَنصاريُّ ، جَعَلَ رسولُ اللهِ 9 شَهادَتَهُ بشَهادَةِ رَجُلَينِ.

والشَّهِيدُ : لقبٌ لجماعةٍ من العلماءِ وغيرِهمُ رزِقوا الشَّهادَةَ.

وعُمَيرُ بنُ سَعدِ بنِ شُهَيْدٍ ، كزُبَيْرٍ : صحابيٌّ.

وشُهْدَةُ ، بالضّمِّ : بنتُ أَبي نَصرٍ أَحمَدَ ابنِ الفَرَجِ الدِّيْنَوَرِيِّ المشهورةُ بالكاتبَةِ ؛ مُسنِدَةُ العراقِ ، كان لها السَّماعُ العالي ، أَلحَقَتِ الأَصاغِرَ بالأَكابِرِ ، ولم يكن

__________________

(١) شرح اختيارات المفضل ٢ : ٩٥٩ ، تاج العروس ( خيف ).

(٢) ديوانه : ١٨ ، وصدره :

تحلّ أدانيهم بودّان فالشبا


في عصرِها مَن يكتبُ مِثلَها ، واختصَّت بالمُقتَفِي لأَمرِ اللهِ فاشتَهَرَ ذِكرُها وبَعُدَ صيتُها.

الكتاب

( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ) (٢) بيَّنَ سبحانه وحدانيَّتَهُ بنصبِ الدَّلائلِ الدَّالَّةِ عليها ، وإِنزالِ (٣) الآياتِ النّاطقةِ بها ، والملائكَةُ بالإِقرارِ بها ، وأولو العِلمِ بالإِيمانِ بها والاحتجاجِ عليها ، أَو أَخْبَرَ كلٌّ منهم بوحدانيَّتِهِ إِخباراً مقروناً بالعِلم.

( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (٤) أَي أَيُ شَهيدٍ أَعظَمُ وأَصدَقُ شَهادَةً ـ فأَقامَ شيئاً مقامَ شَهيدٍ للمبالغة في التّعميمِ ؛ إِذ « لا شيءَ أَكَبَرُ شَهادةً » أَبلَغُ من « لا شَهِيد » ـ قلِ اللهُ أَكبرُ شَهادَةً فَلَن يستطيعوا إِنكارَ ذلك ، وهذا الشَّهيدُ الّذي لا أَصدَقَ منه هو شَهيدٌ بيني وبينَكم يَشْهَدُ لي بصدقِ نبوَّتي.

أَو : قُلِ اللهُ الَّذي هو أَكبرُ شَهادَةً شَهيدٌ بيني وبينَكم ، فيكون الجوابُ محذُوفاً لتعيُّنِهِ ؛ إِذ من المعلومِ أَنَّ اللهَ تعالى هو الأَكبرُ شَهادَةً فيكون المعنى : قُل أَيُّ شَيءٍ أَكبرُ شَهادَةً فَسَيقُولون اللهُ ، فإِذا قالوا ذلك قُل : إِنَّ اللهَ شَهيدٌ لي بالنّبوَّةِ.

( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) (١) يومُ الجمعةِ ويومُ عرَفَةَ ، أَو بالعكسِ ، أَو يومُ النَّحرِ ويومُ عَرَفَةَ ، أَو محمَّدٌ 9 ويومُ القِيامةِ ، أَو المَلَكُ ويومُ القيامةِ ، أَو الخَلْقُ والحَقُّ ، أَو الحجرُ الأَسودُ والحاجُّ ، أَو الأَيَّامُ واللّيالي وبنو آدمَ ، أَو أَعضاءُ الإِنسانِ ونفسُهُ ، أَو هذه الأُمَّةَ وسائرُ الأُمم ، أَو الأَنبياءُ ومحمَّدٌ 9 ، أَو بالعكس ، أَو عيسى 7 وأُمَّتُهُ ، أَو الحَفَظَةُ والمُكَلَّفُونَ ، أَو الحاجُّ ويومُ عَرَفَةَ يَشْهَدُونَهُ ، أَو العاملون ويومُ القيامة.

__________________

(٢) آل عمران : ١٨.

(٣) في « ش » : أَنزل بدل : إِنزال.

(٤) الأنعام : ١٩.

(١) البروج : ٣.


( وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها ) (١) هو ابنُ خالٍ لها (٢) ، وكان صَبيّاً في المهدِ له ثلاثةُ أَشهرٍ أَنطَقَهُ اللهُ تعالى ببرائتِهِ ، أَو ابنُ عمٍّ لها ، وكان رَجُلاً ( حكيماً ) (٣) اتَّفقَ في ذلك الوقت أَنَّه كان مع بَعْلِها.

( وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ) (٤) أَخرَجْنا منهم شاهِداً ، هو نبيُّهم ؛ لأَنَّ الأَنبياءَ هم الَّذين يَشْهَدُونَ على أُممِهِم بما كانوا عليه ، ومثلُهُ : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ) (٥).

( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) (٦) تَشهَدُهُ ملائكَةُ اللّيلِ والنّهارِ ، فهو في آخرِ ديوانِ اللّيلِ وأَوَّلِ ديوان النّهار ، وتقدَّم في : « ق ر أ ».

( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (٧). المرادُ بـ « مَن كان » : محمَّدٌ 9 ، ( و ) (٨) « البيِّنةُ » : القرآنُ ، و ( يَتْلُوهُ ) : يَقرؤهُ.

« شاهِدٌ » من الله ؛ هو جبرئيلُ نزَلَ بأَمرِ الله ، أَو « شاهِدٌ » من مُحمَّدٍ ؛ هو لِسانُهُ ، أَو « شاهِدٌ » هو بعضُ مُحمَّدٍ 9 ؛ هو عليُّ بنُ أَبي طالبٍ 7.

أَو البيِّنةُ : البُرهانُ العقليُّ الدَّالُّ على صحَّةِ دينِ الإِسلامِ ، والَّذي ( هو ) (٩) على البيِّنةِ مؤمنو أَهلِ الكتابِ ، كعبدِ الله بنِ سلامٍ ، ومعنى ( يَتْلُوهُ ) يَعقُبُهُ ، و « الشَّاهِدُ » : القرآن ، و « مِنْهُ » أَي مِنَ الله.

وخبرُ الموصولِ محذوفٌ للعلم بهِ ، أَي : أَفمن كان على هذه الصِّفةِ كمَن ليس كذلك ، والمرادُ إِنكارُ استوائهما.

( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (١٠) من حَضَرَ فيه ولم يكن مسافراً ، أَو شَهِدَ منكم هلالَ الشَّهرِ ؛ كقولك : شَهِدْتُ يومَ الجمعةِ ، أَي صلاتَها.

__________________

(١) يوسف : ٢٦.

(٢) في « ج » : ابن خالها.

(٣) ليست في « ت » و « ش ».

(٤) القصص : ٧٥.

(٥) النّساء : ٤١.

(٦) الإِسراء : ٧٨.

(٧) هود : ١٧.

(٨) و (٩) ليستا في « ت » و « ش ».

(١٠) البقرة : ١٨٥.


( وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ ) (١) جمعُ شَهيدٍ بمعنى الحاضر ، أَو القائِمِ بالشَّهادَةِ ، أَو النّاصر (٢) ، أَي ادعُوا من حَضَرَكم كائناً من كان ، أَو الحاضرينَ في مَشاهِدِكُم ومحاضِرِكُم من رؤسائكُم الَّذي تُعوِّلُونَ عليهم ، أو القائمين بشهاداتكم الجاريةِ فيما بينكم لاستخلاص حقوقكم عند التّحاكم ، أو القائمين بنصرتكم حقيقةً أو زعماً (٣) من الإِنس والجِنِّ ليُعينوكم.

الأثر

( وَشاهِدُكَ يَوْمَ الدِّينِ ) (٤) الَّذي جَعَلتَهُ شاهِداً على أُمَّتِهِ يومَ القيامة.

( حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ ) (٥) أَي النَّجمُ ؛ لأنَّهُ يَشْهَدَ باللَّيل ، أَي يحضُرُ.

( أَمُشْهِدٌ أَمْ مُغِيبٌ؟ فَقالَتْ : مُشْهِدٌ كمُغِيبٍ ) (٦) أَي أَزَوجُكِ حاضرٌ أَم غائبٌ؟ فقالت : حاضِرٌ كغائِبٍ ، تُريدُ أَنَّهُ لا يَقرَبُها.

( المَبْطُونُ شَهِيدٌ ) (٧) أَي كالشَّهِيدِ ؛ وهو القَتيلُ في سبيلِ الله ، أَي له مثلُ ثوابِهِ ، وكذا المَطعُونُ ، وصاحبُ الهَدْمِ والغريقُ ، والمرأَةُ تموتُ في نفاسِها ، والمَقتُولُ دونَ مالهِ ، وغيرُهُم ممَّن وَرَدَتِ الأَحاديثُ بتسميتِهِ شَهِيداً.

( أَنا شَهِيدٌ عَلَى هؤُلاءِ ) (٨) حَفيظٌ عليهم أُراقِبُ أَحوالَهُم وأَصُونُهُم عن المكارِهِ.

المصطلح

الشَّهادةُ في الشَّريَعةِ : إِخبارٌ عن عيانٍ بلفظ : أَشْهَدُ في مجلِسِ القاضي بحقٍّ للغَيرِ على آخَرَ.

( والشُّهُودُ : رُؤْيةُ الحقِ بالحقِ ) (٩).

__________________

(١) البقرة : ٢٣.

(٢) في « ش » : النّاظر بدل : النّاصر ، والمثبت موافق لكتب التّفاسير.

(٣) في « ش » : زعمائكم بدل : زعما.

(٤) نهج البلاغة ١ : ١١٨ ، النّهاية ٢ : ٥١٣ ، وفيهما : وشهيدك.

(٥) الفائق ٢ : ٢٧٢ ، النّهاية ٢ : ٥١٤.

(٦) البخاري ٧ : ١٦٩ ، النّهاية ٢ : ٥١٤ ـ ٥١٥.

(٧) الغريبين ٣ : ١٠٤٧ ، النّهاية ٢ : ٥١٣.

(٨) البخاري ٢ : ١١٧ ، سنن أبي داود ٣ : ١٨٨ / ٣١١١.

(٩) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».


وشواهِدُ الحقِّ : حقائقُ الأَكوانِ لشَهادَتِها بالمكوِّنِ.

والشَّاهِدُ : ما كانَ حاضِراً في قلبِ المؤمنِ وغلب عليه ذِكرُه ، فإِن كان الغالبُ عليه العِلْمُ فهو شاهِدُ العِلمِ ، وإن كان الغالِبُ عليه الوَجْدُ فهو شاهِدُ الوَجْدِ ، وإِن كان الغالِبُ عليه الحقُّ فهو شاهِدُ الحَقِّ ..

و ـ في اصطلاحِ أَربابِ العربيَّة : ما أَوردَ حُجَّةً على المُدّعَى من مفرداتِ الكلامِ أَو مركَّباتِهِ منْ كلامِ الفُصَحاءِ الَّذين يُحتَجُّ بكلامِهم.

المثل

( ما لَهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ ) (١) أَي لا مَنظرَ له ولا لِسانَ. يُضرَبُ لمَنْ لا يَسُرُّ البصرَ ولا السَّمعَ.

شيد

الشِّيدُ ، كشِيث : الجِصُّ ، أَو ما طُلِيَ به الحائطُ جِصّاً كان أَو غيرَهُ.

وشادَ الرَّجُلُ بيتَهُ شَيْداً ، كباعَ : بَناهُ بالشِّيدِ ، أَو طلاه ( به ) (٢) فهو مَشِيدٌ ، كشَيَّدَهُ تَشْيِيداً ، فهو مُشَيَّدٌ ..

و ـ القصرَ : رَفَعَهُ وطَوَّلَهُ في السَّماءِ ، كأَشادَهُ ، وشَيَّدَهُ ، فهو مَشِيدٌ ، ومُشادٌ ، ومُشَيَّدٌ ، أَو المَشِيدُ المعمولُ بالشِّيدِ لا غيرُ ، والمُشَيَّدُ ـ كمُعَظَّم ـ بالمعنيَينِ ، ويدفعُهُ قولُ امرئ القيسِ :

... إِلاَّ مَشِيداً بجَنْدَلِ (٣)

وقال الكِسائِيُّ : المَشِيدُ للواحِدِ ؛ من قوله تعالى : ( وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) (٤) ، وَالمُشَيَّدُ للجمع ؛ من قولهِ تعالى ( فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) (٥) ؛ حكاه الجوهريُ

__________________

(١) مجمع الأَمثال ٢ : ٢٧٤ / ٣٨٢٨ ، الزّاهر في معاني كلمات النّاس ٢ : ١٩٣ / ٦٩٦ ، وفيه : ما لفلان رواء ولا شاهد.

(٢) ليست في « ت » و « ش ».

(٣) ديوانه : ٦١ ، وفيه :

و تيماءَ لم يترك بها جذعَ نخلةٍ

و لا أُطُماً إلاّ مشيداً بجندَلٍ

(٤) الحج : ٤٥.

(٥) النّساء : ٧٨.


وأَقرَّهُ (١).

وأَرادَ الكسائي : أَنَ المَشِيدَ من « شادَ » الَّذي هو لإِيقاعِ الفاعلِ أَصلَ الفِعلِ ، فهو للواحد ، كما تقول : فَتَحتُ البابَ ، وذَبَحتُ الكَبْشَ ، فهو بابٌ مفتُوحٌ وكَبشٌ مَذْبُوحٌ.

والمُشَيَّدَ من « شَيَّدَ » الَّذي هو لتكثيرِ الفاعلِ أَصلَ الفِعلِ ، فهو للجمعِ ممَّا شِيدَ ؛ كما تقول : فَتَّحْتُ الأَبوابَ وذَبَّحتُ النَّعَمَ ، فهي أَبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ونَعَمٌ مُذَبَّحٌ.

ولم يَفهمِ الفيروزاباديُّ مغزى كلامهِ ، فتعقَّبهُ بقولِهِ : « وقول الجوهريُّ : المُشَيَّدُ للجمع ، غَلَطٌ ، وإِنَّمَا المُشَيَّدَةُ جمعُ المُشَيَّدِ ».

وكَمْ مِنْ عائِبٍ قَولاً صَحيحاً

وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقيمِ (٢)

على أَنَّ قولَه : « المُشَيَّدَةُ جمعُ المُشَيَّدِ » غلطٌ ، وإِنَّما هي تأنيثُ المُشَيَّدِ ، وإِنَّما وُصِفَ بها الجمعُ لتأويلِهِ بالمؤنَّثِ ، وهو كونُهُ بمعنى جماعةٍ.

ومن المجاز

أَشادَ بِذِكرهِ : رَفَعَهُ بالثناءِ عليه ..

و ـ عليه : أَفشى عليه مكروهاً ..

و ـ عليه قَبيحاً ، والقَبيحَ (٣) : أَشاعَهُ وأَظهرَهُ ..

و ـ صوتَهُ ، وبه : رفعَهُ ..

و ـ بالضَّالَّةِ : عَرَّفَها.

وشادَ جَسَدَهُ بالطِّيبِ : دَلَكَه ؛ كأَنَّه طَلاهُ به ..

و ـ بالإِبل : دَعَا (٤) ، والاسمُ : الشِّيادُ ، بالكسر.

وشادَ يَشيدُ : لغةٌ في شاطَ يَشِيطُ ، بمعنى : هَلَكَ.

وأَشْادَهَ : أَشاطَهُ ، أَي أَهلَكَهُ ، أَبدلوا الطَّاءَ دالاً ؛ كما قالوا : مَطَّهُ في مَدَّهُ ، وعكسه الإِيعاطُ في الإِيعادِ.

__________________

(١) الصّحاح.

(٢) البيت للمتنبيّ ، ديوانه : ٢٣٢.

(٣) كذا في النّسخ ، وفي الأساس : وبقبيح.

(٤) في « ش » : والإِبل : رعاها.


الكتاب

( فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) (١) في قصورٍ مُجَصَّصَةٍ أَو مرفوعةٍ مُطوَّلةٍ ، أَو هي قُصورٌ في السَّماءِ بأعيانِها ، أَو بروجُ السَّماءِ ، أَو البيوتٌ الَّتي فوقَ الحصونِ والقلاعِ. خمسةُ أَقوالٍ (٢).

( وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) (٣) رفيعٍ أَو مُجَصَّصٍ ، وكان ببلدةٍ يقال لها : حاضُورا من حَضْرَمَوْتَ ، بناها قومُ صالحٍ 7 ، وأَقاموا بها زماناً ، ثمَّ كفروا وعَبَدوا صنماً ، فأَرْسَلَ اللهُ إِليهم حَنظَلَةَ بنَ صَفوانَ نبيّاً ، فَقَتَلوه ، فأَهلَكَهُم الله تعالى ، وعَطَّلَ بِئرَهم ، وخَرَّبَ قَصرَهُم.

الأثر

( مَنْ أَشَادَ عَلَى مُسْلِمٍ عَوْرَةً ) (٤) أَظهَرَها ونَدَّدَ عَلَيه بها.

ومنه : ( أَيُّما رَجلٍ أَشادَ عَلَى مسْلمٍ كَلِمَةً هُوَ مِنْها بَرِيء ) (٥).

( إِلاَّ مَنْ أَشادَ بِها ) (٦) عرَّفَ اللّقطةَ وأَنشَدَها.

فصل الصّاد

صخد

صَخدَ النَّهارُ صَخَداً ـ كتَعِبَ ـ وصَخَدَ صَخْداً ، كمَنَعَ : اشتدَّ حَرُّهُ.

وصَخَدَهُ الحرُّ صَخْداً ، كمَنَعَ : صَهَرَهُ وأَحرقَهُ ؛ لازمٌ متعدٍّ.

ويَومٌ صَيْخُودٌ وصَخَدانٌ ، كسَرَطانٍ ويُسكَّنُ : شديدُ الحرِّ.

وهاجِرَةٌ [ صَيخُودٌ ] (٧) : تَصْخَدُ مَنْ أَصابَتْهُ.

وأَقبَلَت صَياخيدُ الحَرِّ : وهي ما اشتَدَّ

__________________

(١) النّساء : ٧٨.

(٢) انظر الدّرّ المنثور ٢ : ٥٩٥.

(٣) الحج : ٤٥.

(٤) و (٥) الفائق ٢ : ٢٧٣ ، النّهاية ٢ : ٥١٧.

(٦) سنن أَبي داود ٢ : ٢١٦ / ٢٠٣٥ ، سنن البيهقي ٥ : ٢٠١ ، وفيهما : إلاّ لمن.

(٧) بدل ما بين المعقوفين في النّسخ : صَخُودٌ والمثبت عن كتب اللّغة.


منه.

وصَخَدَتْهُ المَصاخِدُ : صَهَرَتهُ الهواجِرُ ، واحدتُها مَصْخَدَةٌ ، كمَرْحَلَةٍ.

وأَصْخَدَ : دَخَلَ في الحرِّ ..

و ـ الحِرْباءُ : تَصَلَّى بحرِّ الشَّمسِ ، كاصْطَخَدَ.

والصَّيْخَدُ : عَينُ الشَّمسِ ؛ لشدَّةِ حرِّها.

وصَخَدَ الصُّرَدُ والهامُ ، كمَنَعَ : صاحَ ، وهي هامٌ صَواخِدُ ..

و ـ الرَّجُلُ : صَرَخَ.

وصَخْرَةٌ صَيْخُودٌ وصَيْخادٌ (١) : شديدةٌ لا تَعمَلُ فيها المَعَاولُ.

والصَّيْخَدُونُ : الصَّلابةُ ، قال ابنُ دُرَيدٍ في الجمهرةِ : ولا أَعرِفُها (٢).

وهو واحدٌ قاحِدٌ صاخِدٌ ، أَي فَردٌ ضعيفٌ ذليلٌ لا أَهلَ له ولا عَقِبَ ولا ناصِرَ.

وصَيْخَدٌ ، كغَيْهَبٍ : موضعٌ (٣) باليَمَنِ.

صدد

صَدَّ عنه صُدُوداً ، كقَعَدَ : أَعرَضَ ..

و ـ زيداً عن الشَّيءِ صدّاً ، كقَتَلَ : صَرَفَهُ ومَنَعَهُ ، كأَصَدَّهُ إِصْداداً ( وبِها قرأ الحسنُ (٤) : « وَيُصِدُّونَ عَنْ سَبيلِ اللهِ » (٥) بضمِّ الياءِ وكسرِ الصَّاد ، والهمزةُ فيها لتعدية « صدَّ » اللاّزم. قال جارُ اللهِ : وليست بفصيحةٍ ؛ لأَنَّ الفصحاءَ استغلوا بـ « صَدَّه » الموضوع على التّعديةِ عن تكلُّفِ التعديةِ بالهمزة (٦).

وصَادَّهُ مُصادَّةً : مانَعَهُ ) (٧).

والصَّدُّ ، كسَدٍّ ، ويُضَمُّ : الجَبَلُ ، وناحِيةُ الوادي وجانِبُهُ.

والصَّدَدُ ، كسَبَبٍ : المانِعُ ؛ تقولُ :

__________________

(١) ومنه حديث الإمام علي بن أبي طالب 7 : « ذَوَات الشَّناخيب الصّمّ من صَياخيدها » النّهاية ٣ : ١٤.

(٢) انظر جمهرة اللّغة ٢ : ١٢٢٢.

(٣) في « ش » : قرية بدل : موضع.

(٤) انظر معجم القراءات القرآنية ٣ : ٢٢٨.

(٥) إبراهيم : ٣ ، وقراءة المصحف ـ حفص عن عاصم ـ : ( وَيَصُدُّونَ ).

(٦) الكشّاف ٢ : ٥٣٨.

(٧) ما بين القوسين ليس في « ج ».


لا صَدَدَ لك عنه ، أَي لا مانِعَ.

ودارِي صَدَدَ دارَهُ وبصَدَدِها : قُبَالَتَها.

وأَخَذَهُ من صَدَدٍ : من قُرْبٍ.

وأَنا بصَدَدٍ من هذا الأَمرِ : بقُربٍ منه.

وصَدَّ منه ـ كضَرَبَ وقَتَلَ ـ صَدِيداً ضجَّ جَدَلاً أَو جَذَلاً ، وضَحِكَ ، وجَزِعَ.

وتَصَدَّى للأَمرِ : تعرَّضَ ، وأَصلُهُ تَصَدَّدَ من الصَّدَدِ ، وهو ما استَقبَلَكَ وصار تِجاهَكَ ؛ كأَنَّك اسْتَقْبَلْتَهُ وجَعَلْتَهُ قُبالَتَكَ بتعرُّضِكَ له ، فقُلِبتِ الدَّالُ الأَخيرةُ ياءً كتَمَطَّى من المَطِّ ، وتَمَدَّى من المَدِّ. وقيل : هو من الصَّدَى ؛ وهو الظَّمَأُ ؛ كأَنَّه تعرَّضَ له تعرُّضَ الصَّديانِ للماءِ.

والصَّدِيدُ : القَيْحُ ، أَو المُختَلِطُ بدمٍ ، أَو ما رَقَّ منه ، فإِذا خَثُرَ فهو مِدَّةٌ.

وأَصَدَّ الجُرْحُ : صار ذا صَديدٍ ، أَو سال صَديدُهُ.

واصْطَدَّتِ المَرْأَةُ : اسَتَتَرت.

وأَرْخَتْ عَلَيها صِداداً ، ككِتابٍ : سِتراً.

والصُّدَّادُ ، كسُمَّاقٍ : الطَّريقُ إِلى الماءِ ودُوَيْبّةٌ من جِنسِ الجِرذانِ ، والحَيَّةُ ، وسامُّ أَبْرَصَ. الجمعُ : صَدائِدُ ؛ على غيرِ قياسٍ.

والصَّدُودُ ، كلَدُود : ما يُدلَكُ على مِرآةٍ ( ويُكتحَلُ به ) (١) ، والمِجْوَلُ ؛ وهي الدُّرَّاعَةُ الصَّغيرةُ.

ومن المجاز

صَدَّ الطَّريقُ ، إِذا اعتَرَضَ دونَهُ مانعٌ من عَقَبَةٍ أَو غيرِها فأَخَذْتَ في غيرِهِ.

ووَضَعَ الوَتَرَ بينَ الصَّدَّيْنِ : الشَّرْخَيْنِ من السَّهْمِ ، وهما زَنَمَتا فُوقِهِ.

ونَفَذُوا بينَ الصَّدَّين : جانبي السّكَّةِ.

وانضَمَّ عليهم الصَّدَّانِ ، إِذا تَوَسَّطُوا الطَّريقَ. كلُّ ذلك بالفتحِ والضَّمِّ.

وهو بصَدَدِ هذا الأَمرِ : متعرِّضٌ له

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».


مُتَحَرٍّ حصولَهُ ؛ كأَنَّهُ جاعلٌ له قُبالتهُ.

وصَدَّاءُ ، كغَبْراءَ : لُغَةٌ في صَدَاءَ ـ كرَثْآءَ ـ أَو هي رَكِيَّةٌ عَذْبةُ الماءِ ، وتقدَّم في : « ص د أ ».

وصَدَدٌ ، كسَبَبٍ : موضعٌ في شِعرٍ أَبِي العيصِ المازنيِ (١).

وصُداصِدٌ ، كحُلاحِلٍ : جبلٌ لهُذَيْلٍ.

وصَدْصَدُ ، كسَلْسَل : اسمُ امرَأةٍ.

الكتاب

( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) (٢) لمَّا ضَرَبَ ابنُ الزِّبَعْرَى عيسى شَبَهاً للآلهةِ في العذابِ ، فقال ـ لمَّا سَمِعَ قولَهُ تعالى : ( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) (٣) ـ : لَأَخْصِمنِّ محمَّداً ، فجاءَ إِلى النّبيِّ 9 فقال : أَليس قد عُبِدَتِ الملائكةُ؟ أَليس قد عُبِدَ المسيحُ؟ فيكون هؤلاءِ حَصَبَ جَهَنَّمَ؟! فقال النّبيُ 9 : ( ما أَجْهَلَكَ بِلُغَةِ قَوْمِكَ! « ما » لِمَا لَا يَعْقِل ) (٤) ، فألقمَه حجراً. والمراد بقومهِ كفّارُ قريشٍ ، ومعناهُ أَنَّهُم لَمّا سَمِعوا كلامَ ابنِ الزِّبَعْرَى ارتَفَعَ لهم جَلَبَةٌ وضجيجٌ فرحاً وجذلاً ظنّاً منهم أَنَّه أَلزَمَ النّبيَّ 9 ، أَو ضَجُّوا ضَجيجَ المجادلِ وارتَفَعَت أَصواتُهُم بذلك.

( مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ) (٥) هو ما يسيلُ من الدَّمِ والقَيْحِ من فُرُوجِ الزَّواني في النّارِ ، أَو هو ما لونُهُ لونُ الماءِ وطعُمُه طعمُ الصَّدِيدِ ، أَو ما يشبه الصَّديدَ نتناً وقذارةً وغِلَظاً.

( فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) (٦) في « ص د ى ».

( وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ ) (٧) صَدَّ بلقيسَ عن الإِيمانِ عبادَةٌ كانت عليها ، وهي عبادةُ الشَّمسِ.

__________________

(١) إشارةً إلى قوله :

قالوا ضريّة أَمست وهي مسكنه

ولم تكن مسكنا منه ولا صَدَدا

معجم البلدان ٣ : ٣٩٧.

(٢) الزّخرف : ٥٧.

(٣) الأنبياء : ٩٨.

(٤) الإحكام للآمدي ٢ : ٢٠٩.

(٥) إبراهيم : ١٦.

(٦) عبس : ٦.

(٧) النّمل : ٤٣.


الأثر

( فَأَلْقَوْهُ بَيْنَ صَدَّيْنِ ) (١) هما جانِبا الوادِي.

( وَهمْ صادُّوكَ عَنِ البَيتِ ) (٢) مانِعُوكَ عنه ، جمعُ صادٍّ.

( المَصْدُودُ تَحلُّ له النِّساءُ ) (٣) الّذي صدَّه المشركون ومنعوه من الحجِّ.

صرد

الصَّرْدُ ، كفَلْس : الصِّرفُ الخالصُ لا يشوُبُه شيءٌ ، والبَرْدُ ـ فارسيٌّ مُعرَّبُ سَرْد ، كالصَّريدِ ـ والبارِدُ ، وقد صَرِدَ يومُنا صَرَداً ، كتَعِبَ ..

و ـ الرَّجُلُ : أَصابَهُ الصَّرْدُ ، أَو بَرَدَ شَدِيداً ، أَو وَجَدَ البَرْدَ سريعاً ، وهو يومٌ صَرِدٌ ، ورَجُل صَرِدٌ ـ ككَتِفٍ فيهما ـ وهي بهاءٍ ، وقومٌ صَرْدَى ، كزَمْنَى.

وريحٌ مِصْرادٌ ، كمِصْباحٍ : بارِدَةٌ.

ورَجُلٌ مِصْرادٌ أَيضاً وصَرِدٌ : جَزوعٌ من البَرْدِ ، أَو قويٌّ عليه.

ونَعْجَةٌ صَرِيدَةٌ : أَضَرَّ بها البَردُ.

وصَرِدَ السَّهْمُ صَرَداً وصَرْداً ، كتَعِبَ وقَتَلَ ـ عن الزّمخشريِّ ـ (٤) : خرجت شباةُ حَدِّهِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، وأَخطَأَ (٥) ؛ ضدٌّ ، فهو صَرِدٌ ، وصارِدٌ ، ومِصْرادٌ ، وهي سهامٌ صَوارِدُ ، وقد أَصرَدَهُ الرَّامي.

وصَرَّدَ السَّقْيَ تَصْرِيداً : قَطَعَهُ قبلَ الرَّيِّ ..

و ـ شَرابَهُ : قَلَّلَهُ ..

و ـ الشَّاربَ : قَطَعَ عليه شُربَهُ ، فهو مُصَرَّدٌ في الجميعِ ، ومنه : غَيْمٌ صُرَّادٌ ، وصُرَّيْدٌ ، كتفَّاحٍ وجُمَّيْزٍ : رقيقٌ لا ماءَ فيه.

وأَرضٌ مِصْرادٌ : لا شجرَ بها ولا نبتَ.

والصُّرَدُ ، كزُفَرٍ : طائرٌ أَبقَعُ أَبيضُ البَطْنِ ضخمُ الرَّأسِ والمِنْقَارِ يَصِيدُ

__________________

(١) الشَّفا بتعريف حقوق المصطفى ١ : ٣٢٩.

(٢) البخاري ٣ : ٢٥٣ ، مسند أحمد ٤ : ٣٢٨.

(٣) تهذيب الأحكام ٥ : ٦٦٤ / ٦٢١ ، مجمع البحرين ٣ : ٨٤.

(٤) أساس البلاغة : ٢٥٢.

(٥) في النّسخ : « فأخطأ » ، والصّواب ما أثبتناه.


العصافيرَ ، والعَرَبُ تتشاءمُ به ، قال القرطبيُّ : ويقال له الصُّرَدُ الصّوَّامُ (١) ؛ لِمَا

رواهُ أُميَّةُ بنُ خَلَفٍ الجُمَحِيُّ : قال : رآني رسولُ الله 9 وعلى يدي صُرَدٌ ، فقال : ( هذا أَوَّل طائِرٍ صامَ عاشُوراءَ ) ، قال الحاكم : وهو من الأَحاديثِ الّتي وضعتها قَتَلَةُ الحسين 7 (٢). الجمع : صِردان ، كغِرْبانٍ.

وكفَلْسٍ : مِسمارٌ يُشَكُّ به السِّنانُ في الرُّمحِ ، وكأَنَّ الصَّادَ بدلٌ من السِّينِ ، فيكون من « السَّرْد » بمعنى الثَّقْبِ ؛ لأَنَّه يَثقُبُ الرُّمحَ.

ومن المجاز

صَرِدَ قلبي منه ، كتَعِبَ : انتَهَى عنه فلا يُريدُهُ ، فهو صَرِدٌ ؛ قال :

أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا

لا يَشْتَهِي أَن يَرِدا (٣)

و ـ السِّقاءُ : خرج زُبْدُهُ متقَطِّعاً ..

و ـ الفَرَسُ : دَبِرَ موضعُ السَّرْجِ منه ، فهو صَرِدٌ ، ككَتِفٍ.

وجيشٌ صَرْدٌ ، وصَرِدٌ ، كفَلْسٍ وكَتِفٍ : عظيمٌ ثقيلُ السَّيرِ لعِظَمِهِ حتَّى كأَنَّه من تُؤَدَةِ سَيْرِهِ جامدٌ.

وصَرَّدَ له العطاءَ تَصْرِيداً : قَلَّلَهُ.

وعلى دابَّتِهِ صِرْدانٌ ، كغِرْبانٍ : وهي بُقَعٌ بيضٌ من الشَّعَرِ النّابتِ (٤) على الدَّبَرةِ أَو من أَثَرِها ، واحدها صُرَدٌ ، شُبِّهَ بالصُّرَدِ الطَّائِرِ ، وهو فَرَسٌ مُصَرَّدٌ ، كمُعَظَّمٍ.

والصُّرَدَانِ : تثنيةُ صُرَدٍ أيضاً ؛ عِرقانِ تحت اللِّسانِ من الإِنسانِ وغيرِه ، وهو مستعارٌ من اسمِ الطَّائِرِ أيضاً.

ولَبَنٌ صَرِدٌ ، ككَتِفٍ : مَنتَفِشٌ لا يلْتَئمُ.

واصطَرَدَ : حَنِقَ واغتاظَ شَديداً حتَى كأَنَّه انتَقَضَ من الغيظِ انتقاضَ المِصَرادِ ،

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٣ : ١٧٢.

(٢) حياة الحيوان الكبرى ١ : ٦١٣ ـ ٦١٤.

(٣) الرّجز معزوّ إلى الضَّبِّ في التّهذيب ٢ : ١٩٩ ، والتّاج ( ضبب ) ، وبلا عزوٍ في العين ٦ : ١٩٣ ، وأساس البلاغة : ٢٥٢.

(٤) في متن « ج » : « من الشعرات » ، وفي نسخة بدل منه كالمثبت.


فهو مُصْطَرِدٌ.

والصَّارِدُ : سيفُ عاصمِ بنِ ثابتٍ الأَنصاريِّ الصَّحابيِّ ؛ حَمِيُّ الدَّبْرِ.

والصُّرادُ ، كغُرابٍ : المكانُ المرتفعُ من الجبالِ ، وهو أَبرَدُها ، كالصَّرْدِ ، كفَلْسٍ.

وصُرادٌ أَيضاً : موضعٌ في شعرِ الشَّماخِ (١) ، وأَرضٌ مُضيئَةٌ في ديارِ بني كلام بالحَوْأَبِ ، وجبلٌ بقربِ رَحْرَحانَ.

والصُّرَيْدُ : موضعٌ بقربِهِ أيضاً.

والصِّمْرِدُ ، كزِبْرجٍ : النّاقةُ القليلةُ اللَّبنِ ، ذكرهُ الجوهريُّ هنا ، وقال : أَرَى أَنَّ الميمَ فيه زائدةٌ (٢) ، وقَطَعَ بزيادتِها أَبو حيَّان في الارتشاف ، فقال : والصِّمْرِدُ من التَّصْريدِ (٣) ، فقول الفيروزاباديِّ : الصِّمْرِدُ ليس هنا موضعُ ذِكرِهِ ، ضيقُ عَطَنٍ.

الأثر

( تَحاتَّ وَرَقُهُ مِنَ الصَّرِيدِ ) (٤) كأَمِيرٍ ، وهو البَرْدُ ، ويروَى : « من الجَلِيدِ ».

( إِنِّي مِصْرادٌ ) (٥) كمِصْباحٍ ، هو الَّذي يشتدُّ عليه البَردُ ويَقِلُّ صبرُهُ عليه.

( لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ تَصْرِيداً ) (٦) أَي قليلاً ؛ من صَرَّدَ شرابَهُ ، إِذا قلَّلَهُ.

( بِما يَمُوتُ في البَحْرِ صَرْداً ) (٧) يعني سَمَكاً يموتُ فيه من البَرْدِ.

( كانَ عَليُّ بنُ الحُسَيْنِ 8 رَجُلاً صَرِداً ) (٨) ككَتِفِ ، أَي مِصْراداً لا يقوى على البَرْدِ ؛ لأنَّه كان ضعيفَ الجسمِ قد انهَكَتْهُ العِبادةُ.

المثل

( حَدُّ إِكامٍ وَانْصِرادٌ وعَسَمْ ) (٩)

__________________

(١) إِشارة إلى قوله :

من اللاّئي ما بين الصُرَادِ فيأْجَج

معجم ما استعجم ٢ : ٨٢٩.

(٢) الصّحاح.

(٣) ارتشاف الضّرب ١ : ١٩٨.

(٤) الفائق ١ : ٢٥٨ ، النّهاية ٣ : ٢١.

(٥) الفائق ٣ : ٢١ ، غريب ابن الجوزي ١ : ٥٨٤.

(٦) النّهاية ٣ : ٢١.

(٧) الموطأ ٢ : ٤٩٥ ، النّهاية ٣ : ٢١ ، بتفاوت يسير.

(٨) مجمع البحرين ٣ : ٨٥.

(٩) مجمع الأَمثال ١ : ٢٠٢ / ٦٥. وفيه : غسم ، بالغين المعجمة.


الإِكامُ ، كجِبال : جمعُ أَكَمَةٍ ـ محرَّكةً ـ وهي الرَّبوةُ الغليظةُ لا تبلغُ أَن تكونَ حجراً. وحدُّها : طرفُها الَّذي لا يستقرُّ عليه. والانصرادُ : وجْدانُ البَرْدِ. والعَسَمُ (١) ، بفتح العين والسّينِ المهملتين : الظُّلمةُ أَو اختلاطُها.

قال الميدانيُّ : هذا قول رَجُلٍ يشكو امرأَتَهُ ، وأَنَّه في بليَّه منها. يضرَبُ لمنِ ابتُلِيَ بشيءٍ فيه كلُّ شرٍّ ولا يستطيعُ مفارقَتَهُ. قال : والانصِرادُ لفظٌ ما رأَيتُهُ مستعملاً إِلاَّ هنا ، والله أعلمُ بصحتِهِ.

( أَصْرَدُ مِنَ الجَرادِ ) (٢) من الصَّرْدِ بمعنى البَردِ ؛ وذلك لأَنَّه لا يُرَى في الشّتاءِ لقلَّةِ صَبْرِهِ على البَرْدِ.

( أَصْرَدُ مِنَ السَّهْمِ ) (٣) مِنَ الصَّرْدِ بمعنى النُّفُوذِ ، يُضرَبُ للنَّافِذِ الماضي في أَمرِهِ.

صرخد

صَرْخَدٌ ، كفَرْقَدٍ : بلدٌ بحَوْرانَ من أَعمالِ دمشقَ.

والصَّرْخَدِيُ : الخَمرُ ؛ نسبةٌ إِليه ؛ لأَنَّه كثيرُ الكُرومِ فيُعصَرُ منه الخمرُ كثيراً ، ثمَّ توسَّعوا فسمَّوا الخمرَ نفسَها صَرْخَداً ، وأَدخلوا عليه اللاّمَ ، وقال أَبو العبَّاس : الصَّرْخَدِيُ : العَسَلُ في قولِ الشّاعرِ :

ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِ تَرَكْتُهُ

بِأَرْضِ العِدَى من خَشْيَةِ الحَدَثانِ (٤)

واللَّذُّ ، كفَلْسٍ : النّومُ.

صرفد

صَرَفَنْدَةُ ، بفتحاتٍ وسكون النّون : بلدٌ بصُورَ من سواحِلِ بحرِ الشَّامِ ، منها : محمَّدُ بنُ إِبراهيمَ بنُ رَواحَةَ بنِ

__________________

(١) لم نجد في كتب اللّغة المتداولة « عسم » بمعنى الظّلمة ، وإِنّما هو « الغسم » بالغين المعجمة.

(٢) جمهرة الأمثال ١ : ٥٨٥ ، وفيه : « أَصرد من جرادة ».

(٣) مجمع الأمثال ٤١٣١ / ٢١٨١.

(٤) هو للرّاعي النّميري ، ديوانه : ١٨٦ ، وروايته فيه :

ولذّ كطعم الصَّرخديِّ طرحتُه

عشيّةَ خمس القومِ والعينُ عاشقه


محمّدِ بنِ النّعمانِ بنِ بشيرٍ الصَّحابيُّ المُحدِّثُ ، وآخرون.

صعد

صَعِدَ السَّطْحَ ، وإِليه ، وفي السُّلَّم ، وفي الدَّرَجَةِ ـ كتَعِبَ ـ صَعَداً ، وصُعُوداً : ارتَقَى.

وصَعَّدَ تَصْعيداً : رَقَى مكاناً عالياً ، كأَصْعَدَ ..

و ـ في الجَبَلِ ، وعليه : علا ، ولا تقل : صَعِدَ فيه ـ كسَمِعَ ـ أَو هِي لغةٌ حكاها ابنُ الأَعرابيِ (١) ، وعن أَبي زيد ـ صَعِدْتُهُ ـ كسَمِعتُهُ ـ بعد أَن قال : صَعَّدَ في الجَبَلِ تَصْعيداً ـ : ولم يعرفوا فيه صَعِدَ (٢). قال في المُحكم : وقد رجع أَبو زيدٍ عن ذلك ، فقال في الهَمزةِ : اسْتَورَأَتِ الإِبِلُ : نَفَرَت فصَعِدَتِ الجَبَلَ ، كسَمِعت (٣).

وأَصْعَدَ في الأَرضِ : ذهب مُستقِبلَ أَرضٍ أَرفعَ من الأُخرى ، أَو ذَهَبَ أَينما تَوَجَّه.

و ـ : أَتى مكَّةَ.

و ـ من بَلَدِهِ : ابتدأَ السَّفَرَ منه ، فهو مُصْعِدٌ في ابتدائِهِ مُنْحَدِرٌ في رُجوعِهِ ..

و ـ في الوادي : ذهب إِلى حيثُ يجيءُ السَّيلُ لا إِلى أَسفلِهِ ، كصَعَّدَ فيه تَصْعِيداً ، أَو انحَدَرَ فيه ؛ عن الأَخفش (٤) ، وأَنشَدَ قولَ الشَّاعِرِ (٥) :

أُصَعِّدُ سَيْراً في البِلَادِ وأُفْرِعُ

لكن قال ابنُ سيده : إِنَّما ذَهَبَ فيه إِلى الصُّعُودِ في الأَماكِنِ العاليةِ ، و « أُفرعُ » ها هنا أَنحدِرُ ؛ لأَنَّ الإِفراعَ من الأَضدادِ ، فقابَلَ التَّصَعُّدَ بالتَّسَفُّلِ (٦).

وأَصْعَدَتِ السَّفينةُ : مُدَّ شِراعُها فذهبَتْ بها الرِّيحُ.

__________________

(١) انظر المحكم والمحيط الأعظم ١ : ٤٢٢.

(٢) نوادر أبي زيد : ٥٢٠.

(٣) المحكم والمحيط الأعظم ١ : ٤٢٢.

(٤) انظر الصحاح.

(٥) عبد الله بن همّام السّلوليّ ، كما في كتاب سيبويه ٣ : ٥٧ ، واللّسان ، والتّاج ، وصدره :

إِذ ما تَرَينِي اليومَ مُزجىً ظَعينتي

(٦) المحكم والمحيط الأعظم ١ : ٤٢٢.


وتَصَعَّدَ وتَصاعَدَ : تكلَّفَ الصُّعُودَ وبالغَ فيه ، كاصَّعَّدَ اصَّعُّداً كاطَّيَّرَا طَّيُّراً ، واصَّاعَدَ اصَّاعُداً كاطَّايرَ (١) اطّايُراً بضمِّ ما قبلَ الآخرِ من المصادِرِ ، وكذا مصدرُ كلِّ ما كان على « افَّعَّل » و « افَّاعَل » اللَّذين أَصلُهُما « تَفَعَّل » و « تفاعَل » فأُدغِمَت التَّاءُ في فاءِ الفعلِ واجتُلِبَ لها همزةُ الوصلِ في الماضي والأمرِ والمصدرِ فإِنَّه يكون بضمِّ ما قبل الآخرِ.

وقولُ الفيروزاباديِّ : الإِصَّعُّدُ ، بالكسرِ وفتحِ الصّادِ وضمِّ العين مشَدَّدتينِ ، غلطٌ قَبيحٌ لا يَقعُ مثلُه عن صغارِ الطّلبةِ ؛ لأَنَّ الهمزةَ فيه همزةُ وصلٍ ، فلا وجه لقوله : « بالكسر » إِلاَّ جهله بعلم الصّرف.

وتَصاعَدَ نَفَسُهُ ، وتَصَعَّدَ : عَلا متواتراً ، أَو صَعُبَ مَخرَجُهُ.

وهو يَتَنَفَّسُ صُعُداً كعُنُقٍ ، وتَنَفَّسَ الصُّعَداءَ ، كنُفَساءَ : يَتَنَفَّسُ عالياً طويلاً أَو بتوجُّع.

وذَهَبَ السَّهمُ صُعُداً ، كعُنُقٍ : علا في الهواءِ.

وهذا النَّباتُ [ يَنمِي ] (٢) صُعُداً أَيضاً : طولاً وارتفاعاً.

والصَّعيدُ : وجهُ الأَرضِ ، أَو المُرتفعُ منها ، أَو المُرتفِعُ من منخفضِها ، أَو ما لم يُخالِطهُ رَملٌ ولا سَبَخَةٌ ، أَو الأَرضُ الطيِّبةُ ، أَو كلُّ تُرابٍ طَيِّبٍ ، والموضعُ العريضُ الواسعُ ، والقبرُ ، والطَّريقُ. الجمعُ : صُعْدانٌ ، وصُعُدٌ ككُثْبانٍ وكُثُبٍ في كَثيبٍ ، جمعُ الجمعِ : صُعُداتٌ ، كطُرُقاتٍ في طُرُقٍ.

والصَّعُودُ ، كصَبُورٍ : المكانُ الَّذي يُصْعَدُ فيه ، وهو خِلافُ الحَدورِ. الجمعُ : صُعُدٌ ، وصَعائِدُ ، كعَجائِزَ في عَجُوزٍ ..

و ـ من النُّوقِ : الَّتي تَخْدِجُ أَو يموتُ حُوارُها فَتَرْأَمُ على ولدِها الأَوَّلِ أَو ( على ) (٣) وَلَدِ غيرِها. الجمعُ : صَعائِدُ ،

__________________

(١) في « ت » و « ش » : اطيّر.

(٢) في النّسخ : « سمّي » ، والتصحيح عن كتب اللّغة.

(٣) ليست في « ت » و « ج ».


وصُعُدٌ ، وأَنَكَرَهُ سيبويه ، وقد أَصْعَدَت إِصْعاداً ، وأَصْعَدْتُها أَنا ؛ لازمٌ متعدٍّ ، كصَعَّدتُها تَصْعيداً ..

و ـ من الطُّرُقِ : الصَّاعِدُ ، مؤنَّثةٌ.

الجمعُ : صُعُدٌ ، وأَصْعِدَةٌ ..

و ـ من العَقَباتِ : الكَؤُودُ الشَّاقَّةُ ، كالصَّعُوداءِ ، ممدودةً.

وأَكَمَةٌ ذاتُ صُعَداءَ ، كنُفَساءَ : صَعُودٌ يَشقُ صُعُودُها على راقيها.

وتَصَعَّدَهُ الأَمرُ ، وتَصاعَدَهُ : شقَّ عليه ؛ كأنَّه علاهُ وغَلَبَهُ.

وعذابٌ صَعَدٌ ، كسَبَبٍ : شاقٌّ ، وأَصلُهُ المصدرُ.

والصَّعْدَةُ ، كهَضْبَةٍ : القناةُ ، والقَصَبَةُ تَنبُتُ مستقيمةً لا تحتاجُ إِلى تَثْقِيفٍ ، وشِبهُ الحَرْبَةِ. الجمعُ : صِعادٌ ، وصَعَداتٌ ، محرَّكةً ..

و ـ : الأَتانُ الطَّويلةُ الظَّهرِ ، شُبِّهَت بالصَّعْدَةِ من القنا.

وابنُ صَعْدَةَ : حمارُ الوحش.

وبناتُ صَعْدَةَ ، وأَولادُ صَعْدَةَ : الحُمُرُ الوحشيَّةُ ، والنّسبةُ إليها صاعِدِيٌ ؛ على غيرِ قياسٍ.

وصُعْدَةُ البابِ كغُرْفَةٍ : فِناؤُهُ ، ومَمَرُّ النّاس بينَ يَدَيْهِ ؛ يقال : أَراكَ تَلزَمُ صَعْدَةَ بابِك. الجمعُ : صُعُداتٌ ، كظُلُمات.

وجَبَلٌ مُصَعِّدٌ ، كمُحَدِّثٍ : مُرتَفعٌ عالٍ.

والمِصْعادُ : الحَبْلُ يُصْعَدُ به على النّخلِ.

ومن المجاز

أَخَذَ مائةً فَصاعِداً ، أَي فزائِداً.

وله شَرَفٌ وجَدٌّ صاعِدٌ.

ورَتبَةٌ بعيدةُ المَصْعَدِ والمَصاعِدِ.

وعُنُقٌ صاعِدٌ : طويلٌ.

وجارِيَةٌ صَعْدَةٌ : مستقيمةُ القامةِ ، كأَنَّها الصَّعْدَةُ من الرِّماحِ ، وهُنَّ جوارٍ صَعْداتٌ ، بالسّكون لأنَّها صِفَةٌ بخِلافِ المُشبَّهِ به فإِنَّها صَعَدات ، بالحركة ؛ لأنَّها اسمٌ.

وأَرهَقْتُهُ صَعُوداً ، كصَبُورٍ : جشَّمُتهُ مشقَّة.


وللِسيادَةِ (١) صُعَداءُ ، كنُفَساءَ : ارتِقاءٌ شاقٌّ على صاعِدِهِ.

وهو يَتَّبِعُ صُعَداءَهُ : يرفعُ رَأْسَهُ كِبْراً ولا يُطَأْطِئُهُ.

وناقةٌ صُعاديَّةٌ ، كغُرابيَّةٍ : طويلةٌ.

ويقال للنَّاقةِ إِذا دنت من البُزُول : هي في صُعَيْدَةِ بازِلَيْها ـ كجُهَيْنَة ـ تَصغيرُ « صَعْدَة » الَّتي هي بمعنى المرَّةِ من الصُّعُودِ ، والتّصغيرُ لتقريبِ زمانِ بُزُولِ سِنَّيْها ، أَي انشِقاقِهما.

ورَكَبٌ مُصَعِّدٌ ، ومُصْعِدٌ ، كمُحَدِّثٍ ومُحْسِنٍ : مرتفِعٌ في البطنِ مُنتَصِبٌ ؛ قال :

تَقُولُ ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ

لَا خافِضٍ جِدّاً ولا مُصَعِّدِ (٢)

وصَعَّدَ الشَّرَابَ تَصْعِيداً : عالجَهُ بالنّارِ أَو استَعْرَقَهُ (٣) ، فهو مُصَعَّدٌ.

وصُعائِدُ بالضَّمِّ ، وصُعادَى كحُبارَى ، والصُّعَيْداءُ كالغُبَيْراءَ ، وصُعْدُدٌ كهُدْهُدٍ ، وصُعْدٌ كقُفْلٍ : مواضعُ.

وصَعْدَةُ ، كهَضْبَة : مدينةٌ عامرةٌ باليمنِ بينَها وبينَ صنعاءَ ستُّونَ فرسخاً ، وهي مَعرِفَةٌ لا تَدخُلُها الأَلفُ واللاّمُ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : الصَّعْدَةُ موضعٌ باليمنِ ، غلطٌ.

وصَعْدَةُ أَيضاً : ماءٌ جَوْفَ العَلَمينِ.

وصَعْدَةُ بني عَوْفٍ ، وصَعْدَةُ عارمٍ : موضعان.

والصَّعيدُ : بمصرَ ؛ بلادٌ واسعةٌ كبيرةٌ فيها عِدَّةُ مُدُنٍ عظامٍ ..

و ـ : وادٍ قُربَ وادِي القُرَى فيه مسجدٌ للنّبيِّ 9.

وصاعِدٌ : ابنُ الحَسَنِ البغدادِيُّ ؛ لغويٌّ مشهورٌ ..

و ـ : اسمُ فَرَسِ صَخْرِ بنِ عمروٍ ، وبَلْعَاءَ بنِ قيسٍ.

وصَعْدَةُ : اسمُ عَنْزٍ ، وفَرَسُ ذُؤَيبِ بنِ هلالٍ.

__________________

(١) في « ش » : وللسيارة.

(٢) الرّجز بلا عزو في المحكم والمحيط الأعظم ١ : ٤٢٣ ، واللّسان.

(٣) في « ت » و « ش » : واستعرقه.


الكتاب

( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ ) (١) أَي تذهبون وتَبعُدونَ في الأَرض مُنهزِمينَ من العدِّوِ لا يقفُ منكم أَحَدٌ على أَحَدٍ ممَّن خلفَكم ، أَو تذهبونَ في وادي أُحُدٍ فِراراً ولا تُعرِّجونَ على أَحَدٍ.

( سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ) (٢) سأُغْشيهِ عَقَبَةً شاقَّةَ المَصعَدِ ، وهو مَثَلٌ لِمَا يَلقَى من العذابِ الشَّاقِّ الصَّعبِ.

أَو هو على حقيقتِهِ ـ وهو الظّاهرُ ـ لما روي عنه 9 : ( إِنَ الصَّعُودَ جَبَلٌ مِنْ نَار يَصْعَدُ فيه خَمسِينَ خَرِيفاً ثمَّ يَهْوِي مِنْهُ كَذَلِكَ أَبَداً ) (٣).

وعنه 9 : ( أَنَّه يُكَلَّفُ أَنْ يَصْعَدَ عَقَبَةً فِي النَّارِ كُلَّمَا وَضَعَ عَلَيْهَا يَدَهُ ذَابَتْ وَإِذَا رَفَعَها عَادَتْ ، وَإِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ ذابَتْ وَإِذَا رَفَعَها عَادَتْ ) (٤).

( كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ) (٥) كأَنَّما يُزاولُ أَمراً غيرَ ممكنٍ ؛ لأَنَ صُعُودَ السَّماءِ مَثَلٌ فيما يَمتنِعُ ويَبعُدُ عن الاستطاعةِ ؛ فكأَن الكافرَ في نفورِهِ عن الإِسلام وثِقلِه عليه بمنزلَةِ مَن يَتَكَلَّفُ الصُّعُودَ إِلى السَّماءِ.

( يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً ) (٦) أَي في عذابٍ شاقٍّ. والصَّعَدُ ، كسَبَبٍ : مصدرٌ كالصُّعُودِ وُصِفَ به العذابُ مبالغةً ؛ لأَنَّه يعلو المُعذَّبَ ويَغلبُهُ فلا يَطيقُهُ.

( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) (٧) قال الزجَّاجُ : الصَّعِيدُ : وَجْهُ الأَرضِ تُراباً كان أَو غيرَه ، وإِن كان صخراً لا ترابَ عليه لو ضَرَبَ المُتَيَمِّمُ يَدَهُ عليه ومَسَحَ لكان ذلك طَهُورهُ (٨). وهو مذهبُ أبي حنيفة والإِماميَّةِ من الشِّيعة (٩) ، وعلى هذا فالطَّيِّبُ : الطّاهرُ أَو الحلالُ.

__________________

(١) آل عمران : ١٥٣.

(٢) المدّثر : ١٧.

(٣) سنن التّرمذي ٤ : ١٠٤ / ٢٧٠٢ ، الكشّاف ٤ : ٦٤٨ ، باختلاف يسير.

(٤) مجمع الزّوائد ٧ : ١٣١ ، الكشّاف ٤ : ٦٤٨.

(٥) الأنعام : ١٢٥.

(٦) الجن : ٧.

(٧) النّساء : ٤٣ ، المائدة : ٦.

(٨) انظر التّهذيب ٢ : ٧ ، وعون المعبود ١ : ٣٦١.

(٩) انظر فقه القرآن ١ : ٣٧ ، وجوامع الجامع ١ : ٤٠٢.


ومَن فسَّرهُ بالمُنبِتِ دونَ السَّبَخَةِ قال : الصَّعيدُ : التُّرابُ لا غيرُ ؛ لأَنَّه الَّذي يَحتَمِلُ الإِنباتَ ؛ لقولِهِ : ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ) (١) وهو مذهبُ الشَّافعيِ (٢).

صَعِيداً( جُرُزاً ) (٣) في : « ج ر ز ».

صَعِيداً( زَلَقاً ) (٤) في : « ز ل ق ».

( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) (٥) في : « ط ي ب ».

الأثر

( إِيَّاكُمْ وَالقُعُودَ بالصُّعُدَاتِ ) (٦) هي الطُّرُقُ ، جمعُ صُعُدٍ ، وهي جمعُ صَعِيدٍ ، كطَرِيقٍ وطُرُقٍ وطُرُقاتٍ ، أَو جمعُ صُعْدَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ ، وهي وَصِيدُ البابِ وفِناؤُهُ ، ومنه :

( اجْتَنِبُوا مَجالِسَ الصُّعُداتِ ) (٧) وحديثُ : ( لَخَرَجْتُمْ إِلى الصُّعُداتِ ) (٨)

أَي إِلى الطُّرُقاتِ ، كفِعلِ المَحزونِ الَّذي يضيقُ به المنزلُ فيخرجُ منه يَتَردَّدُ في الطُّرُق.

( خَرَج عَلَى صَعْدَةٍ ) (٩) كهَضْبَةٍ ، أَي أَتانٍ طويلةِ الظّهرِ.

( فَصَعَّدَ في النَّظَرِ وصَوَّبَهُ ) (١٠) من التَّصْعيدِ ، أَي نظر إِلى أَعلايَ وأَسفلي.

( مَا تَصَعَّدَنِي شَيْءٌ مَا تَصَعَّدَتْنِي خِطبَةُ النِّكاحِ ) (١١) أي ما صَعُبَ عليَّ وشقَّ ؛ مِنَ الصَّعُودِ ، وهي العَقَبة ، كتَكَأَّدَهُ من الكُؤُودِ ، وإِنَّما صَعُبت عليه ؛ لقربِ الوجوهِ إِلى الوجوهِ ونظرِ الحَدَقِ في الحَدَقِ ؛ ولأَنَّه إِذا كان جالساً معهم كانوا نُظَراءَ وأَكفاءَ ، وإِذا كان على المِنبرِ كانوا سُوقَةً ورَعيَّةً.

__________________

(١) الأعراف : ٥٨.

(٢) انظر تفسير القرطبي ٥ : ٢٣٦.

(٣) الكهف : ٨.

(٤) الكهف : ٤٠ ، أي أَرضاً ملساء يُزلق فيها. انظر مجمع البحرين ٥ : ١٧٧.

(٥) فاطر : ١٠.

(٦) الفائق ٢ : ٢٩٧ ، غريب ابن الجوزي ١ : ٥٨٩.

(٧) مسند أحمد ٤ : ٣٠.

(٨) الفائق ٢ : ٢٩٧ ، النّهاية ٣ : ٢٩.

(٩) الغريبين ٤ : ١٠٧٧ ، الفائق ٢ : ٢٩٨.

(١٠) البخاري ٧ : ٨ و ١٩ ، النّهاية ٣ : ٣٠.

(١١) الغريبين ٤ : ١٠٧٧ ، الفائق ٢ : ٢٩٩.


( فَسَما بَصَرِي صُعُداً ) (١) كعُنُقٍ ، إِذا ارتَفَعَ صاعِداً ، وقال الأَصيليُّ : صُعَداءُ كنُفَساءَ (٢) ، والأَوَّلُ هو الأَصَحُّ.

( أَقْبَلت مِنَ الصَّعِيدِ ) (٣) وادٍ بعوالي المدينةِ.

صغد

الصُّغْدُ ، كقُفْلٍ : لغةٌ في السُّغْدِ ؛ وهي النّاحيةُ المشهورةُ بسَمَرْقَنْدَ ، وقد سَبَقَ ذِكرُها. وقيل هما صُغْدانِ : صُغْدُ سَمَرْقَنْدَ ، وصُغدُ بُخارى.

وصُغْدُ بِيْلُ ، بزيادةِ لفظِ « بيْل » بكسر الباءِ الموحَّدة وسكون المثنَّاةِ التّحتيَّة بعدها لامٌ : بلدٌ بأَرضِ أَرْمِيْنِيَّةَ بناها أَنوشَروانَ العادلُ حيثُ بنى بابَ الأَبوابِ ، وأَنزَلَها قوماً من الصَّغْدِ وجعلَها مَسْلَحةً.

صفد

صَفَدَ صَفْداً ، كضَرَبَ : شدَّهُ ، وأَوثَقَهُ وقيَّدَهُ ، كأَصْفَدَهُ وصَفَّدَهُ تَصْفِيداً.

والصِّفادُ ، والصَّفَدُ ، ككِتابِ وسَبَبٍ : القَيْدُ أو الغُلُ (٤). الجمع : أَصفادٌ (٥).

وصَفَّدَهُ ، وأَصْفَدَهُ أَيضاً : أَعطاهُ ، والاسم : الصَّفَدُ ـ كسَبَبٍ ـ وهو من الأَوَّل ؛ لأَنَّ العَطِيَّةَ تَصْفِدُ المُنعَمَ عليه وتُقَيِّدُهُ ؛ كما يقال : قَيَّدَنِي إِحسانُكَ ، وأَنا أَسيرُ نِعْمَتِكَ.

قال بعضُهُم : والمختارُ في العَطِيَّة « أَصْفَدْتُهُ » ، وفي القَيْدِ « صَفَدْتُهُ ».

ومن المجاز

صَفَّدْتُهُ بكلامِي تَصْفِيداً ، إِذا غَلَبْتُهُ.

وأَصْفَدْتُ الشيءَ : ادَّخَرْتُهُ.

وصَفَدٌ : بلدٌ بالشَّامِ.

__________________

(١) غريب ابن سلام ١ : ٢٢٣ ، الفائق ١ : ١٧٢.

(٢) حكاه عنه ابن حجر في مقدمة فتح الباري : ١٤١.

(٣) مسلم ٣ : ٣٩ ، مسند أَبي يعلى ١٢ : ٣٨٨ ، وفيهما : « أَقبلت امرأَةٌ من الصّعيد ».

(٤) في « ج » : والغلُّ.

(٥) ومنه قوله تعالى : وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ص : ٣٨.


صفرد

الصِّفْرِدُ ، كحِصْرِمٍ : طائرٌ صغيرٌ كالعُصفُورِ يُسمَّى أَبا المليحِ. وفي المثلِ : ( أَجْبَنُ مِنْ صِفْرِدٍ ) (١).

صفعد

الإِصْفَعِنْدُ (٢) ، بكسرِ أَوَّله وسكونِ ثانيه وفتحِ الفاء وكسرِ العين المهملة وسكون النّونِ : من أَسماء الخَمْرِ ، والنُّونُ فيه زائدةٌ إِجماعاً ، وإِنِّما حكموا بزيادتِها للدخولِ في أَوسعِ البابينِ ، وهو كونُ أَبنيةِ المزيدِ أكثرَ من أَبنيةِ المُجرَّد ، وإِلاَّ فلا نظيرَ له على تقديرِ أَصالةِ النّونِ ولا زيادتها.

صلد

الصَّلْدُ ، كفَلْسٍ : الصُّلْبُ الأَملسُ من الحِجارةِ كالصَّلِيدِ ، كأَمِيرٍ ، وقد صَلِدا صَلَداً ، كتَعِبَ.

ومن المجاز

أَرْضٌ صَلْدٌ : لا تُنبِتُ شيئاً ، وقد صَلَدَت صُلُوداً ـ كجَلَسَ ـ كأَصْلَدَتْ.

ورَأسٌ صَلْدٌ : لا يُخرِجُ شَعَراً.

ورَجُلٌ صَلْدٌ ، وصَلُودٌ ، وأَصْلَدُ : بخيلٌ جدّاً ، وقد صَلُدَ صَلادَةً ، وصَلَدَ صُلُوداً ـ كصَلُبَ صَلابةً ، وجَلَسَ جُلُوساً ـ كصَلَّدَ تَصْلِيداً.

ومكانٌ أَصْلَدُ : أَجرَدُ.

وزَنْدٌ صَلُودٌ : لا يَرِي ، وقد صَلِدَ وصَلَدَ صُلُوداً ، كصَعدَ وجَلَسَ.

وأَصْلَدَ الرَّجُلُ : صَلِدَ زَندُهُ ..

و ـ الله الزَّنْدَ : جَعَلَهُ صَلُوداً.

والصَّلُودُ من النّوقِ : البَكِيَّةُ الغليظةُ جِلدِ الضَّرْعِ ، كالمِصلادِ ..

و ـ من الخَيْلِ : الَّذي لا يَعْرَقُ ، كالصَّلْدِ ـ كفَلْس ـ وهو مَذمومٌ ..

و ـ من القُدُورِ : البطيئةُ الغَلْيِ ..

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ١٨٥ / ٩٨١ ، المستقصى ١ : ٤٥ / ١٥٩.

(٢) في القاموس والتّاج : « الإصفعيد » ، وفي نسخة من القاموس : « الإصفعند ».


و ـ من النّاسِ وغيرِهِم : المُنفَرِدُ كالصَّلِيدِ ..

و ـ : مَن يَصعَدُ في الجبلِ فَزَعاً.

وصَلَدَتْ أَنيابُ الدَّابَّةِ ، كضَرَبَت : صَوَّتَ صَرِيفُها ، فهي صالِدَةٌ ، وصَوالِدُ ..

و ـ الدّابَّةُ : ضَرَبَت بِيَدَيْهَا الأَرضَ فَزَعاً ..

و ـ صَلْعَتُهُ صَلِيداً : بَرَقَت.

وخَرَجَ الدَّمُ يَصْلِدُ ، كيَضْرِبُ : يَبرُقُ (١).

وناقةٌ صَلْدَةٌ ، كجَلْدَةٍ زنةً ومعنىً.

ومِصلادٌ ، إِذا نَتَجَت ولم يكن لها لَبَنٌ.

وأَرضٌ صِلداءُ ، وصِلْداءَةٌ ، بكسرهما : غليظةٌ صُلْبَةٌ.

وعُودٌ صَلاَّدٌ ، كعَبَّاسٍ : لا يأكُلُه الدُّودُ.

والمِصْلَدُ (٢) : اللَّبنُ يُحْلَبُ في إِناءٍ دسمٍ فلا تَعلوه رَغوةٌ.

وصَلْدَدٌ ، كمَهْدَدٍ : موضعٌ من نواحي اليمن في بلادِ هَمْدانَ ؛ قال مالكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدانِيُّ لمَّا وَفَدَ على النّبيِّ 9 فكَتَبَ له كتاباً على قومه :

ذَكَرْتُ رَسُولَ اللهِ في فَحْمَةِ الدُّجَا

ونَحْنُ بأَعْلَى رَحْرَحانَ وصَلْدَدِ (٣)

الكتاب

( فَتَرَكَهُ صَلْداً ) (٤) أَجرَدَ نقيّاً من التُّرابِ الَّذي كان عليه.

صلخد

الصَّلْخَدُ ، كعَسْجَدٍ ، والصِّلَخْدُ كهِزَبْرٍ ، والصَّلَخْدَى كسَبَنْتَى ، والصِّلْخَادُ كفِرْصادٍ ، والصِّلَّخْدُ كصِنَّبْرِ ، والصُّلاخِدُ كسُرادِق : البعيرُ الصُّلْبُ القَوِيُّ ..

و ـ من السِّهام : الماضي النّافذُ.

وناقةٌ صَلَخْداةٌ ـ كعَلَنْداةٍ ـ وصَلْخُودٌ ،

__________________

(١) ومنه خبر عمر : « لمّا طُعِن سقاه الطَّبيب لبناً فخرج من الطّعنة أَبيضُ يَصلِد » النّهاية ٣ : ٤٦.

(٢) كذا ضبطت ضبط قلم في النّسخ ، وضبطت في تكملة الصّاغاني والتّاج ضبط قلم بضمّ الميم وكسر اللاّم.

(٣) الإِصابة ٣ : ٣٥٦ ، معجم البلدان ٣ : ٤٢١.

(٤) البقرة : ٢٦٤.


كجَلْمُودٍ : شديدةٌ.

واصْلَخَدَّ ، كاقْشَعَرَّ : انتَصَبَ قائِماً.

والصِّلْخادُ ـ كحِمْلاق ـ والمُصْلَخِدُّ ، كمُسْيَطِرّ : الأَسدُ.

صلغد

الصِّلَّغْدُ ، كعِلَّكْد بالغينِ المعجمة : مَن تَقَشَرَّ أَنفُهُ فاحْمَرَّ.

صمد

صَمَدَهُ وإِليه صَمْداً ، كقَتَلَ : قَصَدَهُ ، فهو مَصْمُودٌ.

وصَمَدٌ ، كسَبَبٍ : فَعَلٌ بمعنى مَفعُول.

وسَيِّدٌ صَمَدٌ : مَصْمُودٌ إِليه في الحوائِجِ.

وصَمَدَ صَمْدَ هذا الأَمرِ : قَصَدَ قَصْدَهُ مُعْتَمِداً عليه.

وبيتٌ مُصَمَّدٌ ، كمُعظَّمٍ : مَقْصُودٌ كثيراً ؛ من صَمَّدَهُ تَصْميداً ، إِذا بالغ في صَمْدِهِ ، أَى قَصْدِهِ.

والصَّمْدُ ، كفَلْسٍ : المكانُ الصُّلْبُ المُرتفِعُ لا يَبلُغُ أَن يكونَ جَبَلاً ، وكُلُّ غليظٍ من الأَرض ، وماءٌ للضِّباب ، وموضعٌ بينَ مكَّةَ والطَّائفِ لا ماءَ به.

وذاتُ الصَّمْدِ : موضعٌ أَو ماءٌ في شاكِلَةِ الحِمَى من ضَريَّةَ ، وإِيَّاه عَنَى بشَّارٌ بقولِهِ :

يا طَلَلَ الحَيِّ بِذاتِ الصَّمْدِ

باللهِ خَبِّر كَيْفَ كُنْتَ بَعْدي (١)

والصَّمْدَةُ ، كهَضْبَةٍ : الصَّخْرَةُ الرَّاسِيَةُ في الأَرض مرتفعةٌ عنها أَو مستويةٌ بها ، والأَرضُ المرتفعةُ المستويةُ ، والنّاقةُ العائِطُ ؛ وهي الَّتي لم تُلقَح سِنيِنَ ( من ) (٢) غيرِ عُقْرٍ. الجمع : صِلادٌ ، كهِضابٍ.

وصَمَدَهُ بالعَصا ، كقَتَلَهُ : ضَرَبَهُ ..

و ـ الشَّيءَ : نَصَبَهُ ..

و ـ لَفَحَ الشَّمسُ وجهَه : أَثَّر فيه.

والصَّمَدُ ، كسَبَبٍ : ما لا جَوْفَ له ،

__________________

(١) ديوانه : ٨٤.

(٢) ليست في « ت » و « ش ».


ومن لا يَظمأُ ولا يجُوعُ إِذا حارَبَ ؛ كأَنَّه لا جَوفَ له.

وقومٌ صَمَدٌ أَيضاً : لا حِرْفَةَ لهم ولا ما يعيشون به.

والمُصْمَدُ ، كالمُصْمَتُ زِنة ومعنىً.

والمُصَمَّدُ ، كمُعَظَّمٍ : المحكمُ المُوثَقُ ، والصُّلبُ الَّذي لا خَوَرَ فيه ، وما ليس بأَجْوَفَ.

والمُصَوْمِدُ ، كمُحَوْلِقٍ : الغَلِيظُ.

والمِصْمادُ : النّاقةُ الدَّائمةُ الرِّسْلِ على السَّنَةِ والقُرِّ. الجمع : مَصامِيدُ ، ومَصامِدُ.

والصِّمادُ ، ككِتابٍ : صِمَامُ القارورةِ ، وقد صَمَدَها ، كمَنَعَها ..

و ـ : منديلٌ أَو خِرقةٌ دونَ العِمامةِ يُلَفُّ على الرَّأسِ ؛ لغةٌ في الضِّمادِ ، بالضَّاد المعجمة.

وصَمَّدَ رَأْسَهُ تَصْمِيداً : لفَّه به ، كضَمَّدَهُ تَضْمِيداً ، بالمعجمة.

وصامَدَهُ صِماداً ، ومُصامَدَةً : جالَدَهُ.

وصَمْدَةُ ، كهَضَبَةٍ : اسمُ امرأة.

الكتاب

( اللهُ الصَّمَدُ ) (١) الَّذي يَصْمُدُ إِليه كلُّ مخلوقٍ في حوائِجِهِ لا يَستَغنِي عنه وهو غنيٌّ عنهم بذاتِهِ.

أَو الدَّائمُ الباقي الَّذي لم يزل ولا يزالُ.

( والَّذي يَفْعَلُ ما يَشاءُ ) و ( يَحْكُمُ ما يُرِيدُ ).

أَو الَّذي انتَهَى إِليه السُّؤدَدُ.

أَو الَّذي ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (٢).

أَو الَّذي لا جوفَ له ؛ لأَنَّ الجَوْفَ من صفاتِ الجسمِ ، فَنَفْيُهُ كنايةٌ عن نفْيِ الجسميَّةِ ، أَو عن نفْيِ الماهيَّة ؛ لأَنَّها (٣) إِنَّما تَظهَرُ بالوجودِ ؛ فالوجودُ ظاهرٌ والماهيَّةُ باطنةٌ ، فهي بمنزلةِ الجوفِ.

فما لا ماهيَّةَ له وهو موجودٌ يناسبُ ما لا جَوْفَ له ، وإِذا لم تكن له ماهيّةٌ لم يكن إِلاَّ الوجودُ البحتُ المُجرَّدُ عن

__________________

(١) الإخلاص : ٢.

(٢) الإخلاص : ٣ ، ٤.

(٣) في « ش » : لأنّه بدل : لأَنَّها.


جميعِ المخالطاتِ الغريبة ، فلا اعتبارَ في ذاتِهِ إِلاَّ الوجودُ ، والّذي لا اعتبارَ له إِلاَّ الوجود فهو غيرُ قابلٍ للعدم ؛ فإِنَّ الشَّيءَ من حيثُ هو موجودُ غيرُ قابلِ للعدمِ ، فإِذن « الصَّمَدُ » الحقُّ واجبُ الوجوب مطلقاً من جميع الوجوه.

الأثر

( صَمَدِيّاً ) (١) أَي ليس بجسم ولا جسمانيِّ مفتقرٍ إِلى شيءٍ ، بل كلُّ ما سواهُ مُفْتَقِرٌ إِليه ، والنّسبةُ للمبالغة ، كالأَحْمَريِّ.

( لا يَخرُجُ مِنْ هَذَا البابِ إِلاَّ صَمَدٌ ) (٢) سَيِّدٌ مَصْمُودٌ مَقْصُودٌ.

( فَصَمْداً صَمْداً حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ الحَقِّ ) (٣) أَي اقصُدوا عدوَّكم قَصْداً بعدَ قَصْدٍ ، كقَوله (٤) تعالى : ( كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) (٥) أَي دَكّاً بَعدَ دَكٍّ ، فالثَّاني ليس تَوْكيداً للأوَّل كما توهَّمَهُ كثيرٌ ، وإِنَّما هو للتَّكريرِ والتَّكثيرِ منصوبٌ على الحال ، والمعنى مُكَرِّرينَ عليهم الصَّمْدَ ، ومَكَرِّراً عليها الدَّكٌّ.

( ما رَأَيْتُ رَسُولَ الله 9 صلّى إِلى عُودٍ أَو عَمُودٍ إِلاَّ جَعَلَهُ على حاجِبِهِ الأَيْمَنِ أَوِ الأَيْسَرِ ولا يَصْمُدُ لَهُ صَمْداً ) (٦) أَي لا يقابله مستوياً مُستقيماً كأنَّه قاصدٌ له ، بل كان يميلُ عنه حَذَراً من أَن يُضاهِيَ عِبادةَ الأَصنامِ.

صمحدد

الصَّمَحْدَدُ ـ بالحاء المهملة لا المعجمة ، وغلط الفيروزاباديَّ ـ كسَبَهْلَلٍ وحُزَعْبلٍ (٧) : الخالصُ من كلِّ شيءٍ كأَنّه مقلوبُ الصُمادِح (٨) مع تغييرِهِ.

وهو في صَمَحْدَدِ قومِهِ : في صَميمِهِم.

__________________

(١) الكافي ١ : ٩١ / ٢ ، مجمع البحرين ٥ : ٤١٨.

(٢) الغريبين ٤ : ١٠٩٧ ، الفائق ٢ : ٣١٥.

(٣) نهج البلاغة ١ : ١١٠ ، النّهاية ٣ : ٥٢.

(٤) في « ج » : لقوله بدل : كقوله.

(٥) الفجر : ٢١.

(٦) مسند أحمد ٦ : ٤ ، سنن أبي داود ١ : ١٨٤ / ٦٩٣.

(٧) في « ت » و « ج » : خزعبيل.

(٨) في « ش » : الصّمدح بدل : الصّمادح.


واصْمَحَدَّ ، كاضْمَحَلَّ : امتلأَ وانتَفَخَ غَضَباً وغَيْظاً.

صمرد

الصِّمْرِدُ ، كحِصْرِمٍ : النّاقةُ القليلةُ اللَّبَنِ ـ قالوا : هو من التَّصْريد والميمُ زائدةٌ ؛ نصَّ عليه أَبو حيَّان في الارتشافِ (١) ـ وكذلك غَنَمٌ صَمارِيدُ ، إِذا كانت هِزالاً.

وقال قومٌ : الصِّمْرِدُ : النّاقة الكثيرةُ اللَّبَن.

والصَّمارِيدُ : الغنمُ السِّمانُ أَيضاً ، وإِنَّهما من الأَضداد.

وأَرَضُونَ صَماريدُ : صِلابٌ.

صمعد

اصْمَعَدَّ اصْمِعْداداً : ذَهَبَ في الأَرضِ ، أَو انطَلَق سريعاً ، ومنه قيلَ للأَسَدِ : مُصْمَعِدٌّ.

صمغد

اصْمَغَدَّ اصْمِغْداداً : انتَفَخَ غَضَباً أَو مَرَضاً (٢).

وشيءٌ صِمَغْدٌ ، كهِزَبْرٍ : صُلْبٌ شديدٌ.

صندد

الصِّنْدِيدُ ، بالكسرِ : السَّيِّدُ الضَّخْمُ ، أَو السَّيِّدُ الشُّجاعُ ، أَو الشَّريفُ ، أَو المُنفرِدُ بالسُّؤدَدِ والشَّرَفِ. الجمع (٣) : صناديدُ ، كالصِّنْدِدِ ، كحِصْرِمٍ. الجمع : صَنادِدُ ، وهو « فِنْعِيل » و « فِنْعل » من الصَّدِّ ؛ لأَنَّه يَصُدُّ ويَقهَرُ من يَسُودُهُ أَو يُنازِلهُ.

ومن المجاز

غَيْثٌ صِنْدِيدٌ : عظيمُ القطرِ ، وهي غُيُوثٌ صَناديدُ.

وريحٌ صِنديدٌ : شَديدةٌ.

وبَرْدٌ صِنْدِيدٌ ، وحرٌّ صِنْدِيدٌ : شَديدٌ ،

__________________

(١) ارتشاف الضّرب ١ : ١٩٨.

(٢) في « ش » : مرَحاً بدل : مرضاً.

(٣) ومنه ما في دعاء النّدبة : ( وقد وتر فيه صناديدَ العرب ) مزار ابن المشهدي : ٥٧٧.


وأَقبلت صَناديدُ البَرْدِ ، ويومٌ حامي (١) الصَّناديدِ : وهي ما اشتَدَّ منهما.

ورَمَتِ الغَمامُ بصَناديدِ البَرَدِ : بكِبارِهِ.

ونعوذُ بالله مِن صَناديدِ القَدَر : غوالبِهِ ودواهيهِ.

وازدحمت (٢) صناديدُ الجيشِ : جماعتُهُ.

وصَناديدُ السّحابِ : معاظمه وأَعاليه.

والصِّنْدِدُ من الجَبَل ، كزِبْرِجٍ : حَرْفُهُ المُنفرِدُ فيه.

وصِنْدِدٌ ، بلا لامٍ : جبلٌ بتهامةَ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : الصِّندِدُ (٣) ، باللاّمِ ، غلطٌ ؛ قال كثيِّرٌ :

الحِلْمُ أَثْبَتُ مَنْزِلاً في صَدْرِهِ

مِنْ هَضْبِ صِنْدِدَ حَيْثُ حَلَّ خَيالُها (٤)

وقال ضِرارُ بنُ الأَزْوَرِ :

وحتَّى تُزيلُوا بَعْد ثَهْلانَ صِنْدِدا (٥)

وصَنْدُودَاءُ : بلدٌ بالشَّامِ ، سمّيت بصَنْدُوداءَ بنتِ لَخْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَّ.

وبنو الصَّنْدانِ ، كسَكْران : بطنٌ من أَسَدٍ ، منهم : عبد الرَّحمان بنِ محمَّدٍ الصَّنْدانِيُ الكوفيُّ النّحّاسُ المحدِّثُ.

صهدد

صَهَدَتْهُ الشَّمسُ صَهْداً ، كمَنَعَ : صَخَدَتْهُ وصَهَرَتْهُ.

والصَّيْهَدُ ، كغَيْهَبٍ : شِدَّةُ الحرِّ ، كالصَّهَدانِ ، محرّكة ..

و ـ : السَّرَابُ الجارِي ، والفَلاةُ لا يُنالُ ماؤُها ـ كالصَّيْهُودِ ـ والطّويلُ ، والأَيْرُ الضَّخْمُ في رَأْسِه مَيَلٌ.

وجِسْمٌ صَهْوَدٌ ، كجَدْوَلٍ : جَسِيمٌ.

وعِزٌّ صَيْهُودٌ : مَنِيعٌ.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « جافي » ، وفي « ش » : « جاء في ». والمثبت عن أَمّهات كتب اللّغة.

(٢) في « ت » و « ج » ونسخة بدل من « ش » : « زحفت » ، والمثبت عن متن « ش ».

(٣) في « ت » و « ش » : « الصّنديد » ، كما في التّاج ، والمثبت عن « ج » موافقة للقاموس.

(٤) ديوانه : ٢٦٦.

(٥) معجم البلدان ٣ : ٤٢٥ ، وصدره :

وحتى تميطوا ثهمداً من مكانه


وصَيْهَدُ (١) ، بلا لامٍ : مفازةٌ بينَ مَأْرِبٍ وحَضْرَموتَ ، وغلطَ الفيروزاباديُّ في تعريفِها.

صيد

صادَ الطَّيرَ وغَيرَهُ يَصِيدُهُ ، ويَصَادُهُ ـ كيَنالُهُ ـ صَيْداً : أَخَذَهُ ، فهو صائِدٌ ، والطَّيرُ مَصِيدٌ ، كاصْطادَهُ ، وتَصَيَّدَهُ.

وخَرَجَ إِلى مَصادِهِ ، ومُصْطادِهِ ، ومُتَصَيَّدِهِ : المكانِ الَّذي يَصِيدُ فيه.

والصَّيْدُ : ما يُصْطادُ (٢) ؛ « فَعْل » بمعنى « مَفْعُول ». الجمعُ : صُيُودٌ.

والصَّيَّادُ : الكثيرُ الصَّيْدِ ، ومَن حِرفتُهُ ذلك.

والمِصْيَدُ ، والمِصْيَدَةُ ، والمَصِيدَةُ ، كمِنْبَرٍ ومِلْعَقَةٍ ومَعِيشَةٍ : الآلةُ التي يُصادُ بِها. الجمعُ : مَصايِدُ ، بغيرِ همزٍ (٣).

وهو كَلْبٌ صَيُود ـ كصَبُورٍ ـ من كلابٍ صُيُدٍ ، وصِيدٍ ، كصُبُرٍ وبِيضٍ ، وأَصلُهُ الأَوَّلُ سُكِّنَ تَخفيفاً فكُسرتِ الصّادُ لتسلمَ الياءُ.

وصِدْتُ فُلاناً صَيْداً : صِدتُهُ له.

وأَصَدْتُهُ : حملتُهُ على الصَّيْدِ وأَغرَيتُهُ به.

والصَّيَدُ ، بفتحتين : المَيَلُ في العُنُقِ ، أَو داءٌ فيها لا يُستطاعُ أَن يَلتفِتَ معه (٤) ، أَو داءٌ يُصيبُ البعيرَ في رأسِهِ فيسيلُ أَنفُهُ ويرفعُ رأسَهُ ولا يَقدِرُ أَن يلوِيَ عُنُقَهُ ، كالصَّادِ ، والصِّيدِ كِشيثٍ ، وقد صَيِدَ كتَعِبَ ، وصَيْدَ (٥) كلَيْسَ بتخفيف العين ، فهو أَصْيَدُ ، وصادٌ ، وأَصلُهُ صَيِدٌ ـ ككَتِفٍ ـ تحرَّكتِ الياءُ فانقَلَبَ أَلِفاً لانفتاحِ ما قَبلَها.

وصادَهُ : جعلَهُ أَصْيَدَ.

__________________

(١) في معجم البلدان ٣ : ٤٣٦ : صَهِيد ، بفتح الصّاد وكسر الهاءِ وياء ساكنة ودال مهملة : مفازةٌ ما بين اليمن وحضرموت ... والّذي عليه علبه النّحويون في الأَمثلة أَنَّه « صَيْهَد » على وزن « فَيْعَل » ، وهو من قراءات الكتاب.

(٢) في « ج » : يصاد بدل : يصطاد.

(٣) في « ش » : بالهمزة.

(٤) في « ت » و « ش » : وبدل : أو.

(٥) لم يذكر الفعل في كتب اللّغة المتداولة ، وانظره في الانصاف في مسائل الخلاف ١ : ١٦١.


والصّادُ : النُّحاسُ والصُّفْرُ ، ومنه : قُدورُ الصَّادِ ، أَي النّحاس.

والصَّيْدانُ ، كرَيْحان : بِرَامُ الحِجارةِ ، أَو الحِجارَةُ الَّتي لا تُصنَعُ منها البِرامُ ، كالصَّيْداءِ ، كغَيْداءَ ..

و ـ : الذَّهَبُ ، والنُّحاسُ.

والصَّيْداءُ : الأَرضُ الغليظةُ ، وحَجَرٌ أَبيضُ تُتَّخَذُ منه البِرامُ.

وبلا لامٍ : مدينةٌ على ساحِلِ بحرِ الشَّامِ من أَعمالِ دمشقَ ، سمِّيت بصَيْدُونَ ابنِ صَدْفاءَ بنِ كَنْعانَ بنِ حامِ بنِ نُوحٍ ، والنّسبةُ إِليها : صَيْداوِيٌ ، وصَيْدانِيٌ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : الصَّيْداءُ ، باللاّمِ ، غلطٌ.

وصَيْداءُ أَيضاً : موضِعٌ بحَوْرانَ ، ولغةٌ في صَدَّاءَ ـ وهي الرِّكيّةُ المضروبُ بعذوبةِ مائِها المَثَلُ ـ وامرأةٌ شَبَّبَ بها ذو الرُّمَّةِ (١) ، وغلطَ الفيروزاباديُّ في تحليةِ الثّلاثِ باللاّمِ.

وصَيْدٌ ، كزَيْدٍ : جبلٌ عالٍ باليمنِ ، وغَلِطَ الفيروزاباديُّ في قوله : الصَّيْدُ ، ومنه : نَقِيلُ صَيْدٍ ـ وهو (٢) بلغةِ أهلِ اليمنِ العَقَبَةُ ـ أَي عَقَبَةُ هذا الجَبَلِ.

والصَّيُودُ ، كغَيُورٍ : فرسٌ لهم مشهورٌ.

وابنُ صَيَّادٍ ، كعَبَّاسٍ : من يهودِ المدينةِ ، واسمُهُ عبدُ الله أوصافُ ، ويقال له : ابنُ صائِدٍ ، وهو الَّذي جاء ذَكرهُ في الحديثِ (٣) ، وأَنَّ ظهورَهُ من أَشراطِ السّاعةِ ، وأَقوالُ النّاسِ فيه كثيرةٌ.

ومن المجاز

صِدْنا الكمأَةَ.

وهو يُصِيدُ النّاسَ بالمعروفِ.

وصادَتْ فلانةُ بِحُسنِها قلبَهُ.

والنِّساءُ مصايدُ الشّيطانِ.

__________________

(١) إِشارةً إلى قوله :

و إِنَّ هوى صَيْداءَ في ذاتِ نفسه

بسائر أَسبابِ الصَّبابةِ راجحُ

ديوانه ٢ : ٨٦٥.

(٢) في « ش » : هي بدل : هو.

(٣) وفي حديث جابر : « كان يحلف أَنَّ ابنَ صيّادٍ الدّجالُ » النّهاية ٣ : ٦٦.


ومَلِكٌ أَصْيَدُ من مُلوكٍ صِيدٍ : لا يلتفتُ من زَهْوهِ يميناً وشمالاً ؛ كأَنَّ في عُنُقِهِ صَيَداً ، ( وبه صَيَدٌ أو صادٌ ، ومنه قول الحجّاج لابن الجارود : إِنَّ في عُنُقِكَ صَيَداً ) (١) لا يقيُمهُ إِلاَّ السَّيفُ (٢).

وتقول : لأُقِيمَنَ صَيَدَكَ ولأَقبِضَنَّ يَدَكَ.

والأَصْيَدُ : الأَسَدُ ، كالصَّيَّادِ ، والمُصْطادِ.

وبنو الصَّيْداءِ : بطنٌ من أَسَدٍ ، منهم : أَبو الصَّيْداءِ ناجِيةُ بنُ حيَّانِ بنِ بُشْرٍ الصَّيْداوِيُ المحدِّثُ.

الكتاب

( غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ ) (٣) الاصطِيادِ في البرِّ أَو أَكْلِ صَيْدِه ، ومعنى عدمِ إِحلالِهِم له تقريرُ حرمَتِهِ عملاً واعتقاداً.

( لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ ) (٤) ليَمتَحِنَنَّكُم ويَختَبُرَنَّ طاعتَكم من معصيتِكُم بشيءٍ من صَيْدِ البَرِّ حَلَّ أَكْلُهُ أَو حَرُمَ تَتَمَكَّنونَ من صَيْدِهِ أَخذاً بِأَيديكُم وطَعناً برِماحِكُم ، وروي : « أَنَّه تعالى ابتلاهُم عامَ الحديبيةِ بالصَّيْدِ وهم مُحرِمُونَ ؛ كانت الوحوشُ تَغْشَاهُم في رِحالِهِم بحيثُ كانوا متمكِّنِينَ من صَيْدِها أَخداً بالأَيدِي وطَعْناً بالرِّماحِ » (٥).

الأثر

( كَما يُذادُ البَعيرُ الصَّادُ ) (٦) هو الَّذي به صَيَدٌ يَرفعُ له رأسَه ، وهو اسمُ فاعلٍ منه ، أصلُهُ صَيِدٌ ككَتِفٍ كما تقدَّم. أَو على حذفِ مُضافٍ ، أَي ذو الصَّادِ ؛ لغةٌ في الصَّيَدِ. أَو اسمُ فاعلٍ من الصَّدَى ؛ وهو العطشُ ، وأَصلهُ الصَّادي ، فحذفت الياءُ في الوقفِ.

( إِنِّي رَجُلٌ أَصْيَدُ ) (٧) بفتحِ الياءِ

__________________

(١) الزّيادة عن « ج » ، وقد جاءت في أَوّلها كلمة غير مقروءة.

(٢) أساس البلاغة : ٢٦٤.

(٣) المائدة : ١.

(٤) المائدة : ٩٤.

(٥) تفسير الكشّاف ١ : ٦٧٧.

(٦) الغريبين ٤ : ١١٠٧ ، مجمع البحرين ٣ : ٩٠.

(٧) سنن أَبي داود ١ : ١٧٠ / ٦٣٢ ، النّهاية ٣ : ٦٥.


كأَغْيَدَ ، وهو الَّذي في عُنُقِهِ داءٌ لا يَطيقُ أَن يَلتفِتَ له ، والمشهورُ : أَصِيدُ ـ فِعلٌ مضارعٌ ـ أَي أَتعاطى الصَّيْدَ.

( اصَّدْنا حِمارَ وَحْشٍ ) (١) بتشديدِ الصّادِ ، وأَصلُه : اصْطَدْنا ـ كاصَّبَرَ في اصطَبَرَ ـ فأُدغِمَ بقلبِ الطّاءِ صاداً ، وهو افتعالٌ من الصَّيْدِ.

( إِنَّكِ لَفُوتٌ صَيُودٌ ) (٢) كصَبُورٍ فيهما ، أَي كثيرةُ الالتفاتِ إِلى الأَشياءِ تَصيدُ ما أمكنَها صَيْدُهُ من زوجِها ، أَي تأخذُهُ وتحتوي عليهِ.

المصطلح

الصَّيْدُ : ما تَوَحَّش وامتنعَ بجناحِه أو قوائمِه ـ مأكولاً أَو غيرَهُ ـ فلا يُؤخَذُ إِلاَّ بحيلةٍ.

وقيل : ما كان مُمتنِعاً لا مالكَ له حلالاً أَكلُه.

المثل

( صَيْدَكَ لا تُحْرَمْهُ ) (٣) أَي أَصبت الصَّيْدَ الَّذي أَنت طالبُهُ فلا تَغفل عنه. يُضرَبُ في الحثِّ على انتهازِ الفرصة.

( اقصِدِي تَصِيدِي ) (٤) أي توخَّ الحقَّ والعدلَ تُصِب حاجَتكَ. يُضرَبُ في الحثِ على تحرِّي القَصدِ والعَدلِ في الطَّلَبِ وقيل : يُضرَبُ في الحثِّ على الطَّلَبِ ، فيكونُ معناه : أُقصُد لِمَا تَطلُبُ ، وجُدَّ في طَلَبِه تَظفَر به.

( أَنْتَ كَالْمُصْطادِ بِاستِهِ ) (٥) يُضرَبُ لِمَن يَطْلُبُ أَمراً فيناله من قُربٍ.

( كُلَّ يَوْمٍ في سِلاحِهِ صَيْدٌ ) هو من (٦) قولِ أَبي طلحةَ الأَنصاريِّ :

أَنا أَبو طَلْحَةَ واسْمِي زَيْدُ

وَكُلَّ يَوْمٍ فِي سِلاحِي صَيْدُ (٧)

يُضرَبَ للمَجدُودِ الَّذي لا يزالُ يظفَرُ

__________________

(١) البخاري ٢ : ٢١١ ، النّهاية ٣ : ٦٥.

(٢) الفائق ٣ : ٢٤٧ ، النّهاية ٣ : ٦٥.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٩٤ / ٢٠٨٨.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ١٠٨ / ٢٩٠٧.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٢٢ / ٥٩.

(٦) في « ج » : في بدل : من.

(٧) الطّبقات الكبرى ٣ : ٥٠٤ ، ثقات ابن حبان ٣ : ١٣٧.


بما يَرومُهُ ويَطلُبُه.

فصل الضّاد

ضأد

ضَأَدَهُ ضَأْداً ، كمَنَعَ : خَصَمَهُ.

والضُّؤْدُ ، كقُفْلٍ وبهاءٍ : الزَّكْمَةُ ، وقد ضُئِدَ ـ بالبناءِ للمجهول ـ ضُؤَاداً ، وضُؤُودَةً ـ كزُكامٍ وسُهُولةٍ ـ فهو مَضْؤُودٌ ، وأَضْأَدَهُ الله.

والضَّأْدُ ، كفَلْسٍ : هَنُ المَرْأَةِ.

وضَئِيدَةُ ، كسَفينَة : موضعٌ في شعرِ القتَّالِ الكِلابِيِّ ، وهو قوله :

وَتَحَمَّلَتْ عَبْسٌ فَأَصْبَحَ خالِياً

وادِي ضَئِيدَة عافِياً لَمْ يُورَدِ (١)

ضبد

ضَبِدَ ضَبَداً ، كتَعِبَ : غَضِبَ ، يقال : ضَبِدَ وضَمِدَ وأَبِدَ وأَمِدَ وعَبِدَ وعَمِدَ ؛ كلُّها بمعنىً.

وأَضْبَدَهُ : أَغْضَبَهُ ..

وضَبَّدَهُ تَضْبِيداً : أَذكَرَهُ ما يُغضِبُهُ.

وضَبَدَ بينَ الرَّطْبِ واليابسِ ضَبْداً (٢) ، كقَتَلَ : خَلَطَ.

ضدد

الضِّدُّ ، بالكسرِ : المُخالِفُ المنافي ، كالضَّدِيدِ. الجمع : أَضدادٌ. ويقال : الضِّدّانُ ما لا يَصِحُّ اجتماعُهُما وحصولُهما في محلٍّ واحدٍ ؛ سواءٌ كانا متعاندين ؛ وهما اللَّذان بينَهما غايةُ الخِلافِ كالسّوادِ والبياض ، أَو متضايِفَينِ كالضِّعْفِ والنِّصفِ ، أَو أَحَدُهما وجوديّاً والآخرُ عدميّاً كالبَصَرِ والعَمَى ، أَو أَحَدُهما إيجاباً والآخرُ سَلباً ، نحو : زيدٌ كاتبٌ وليس بكاتِبٍ. ويخصُّهما الحكماءُ بالنّوعِ الأَوَّل.

__________________

(١) معجم البلدان ٣ : ٤٥١.

(٢) في القاموس : الضَّبْدُ : الخلط بين الرُّطَبِ والبُسْرِ.


ومعنى قولِ المُوحِّدِ : « ليس لله نِدٌّ ولا ضِدٌّ » نَفْيُ ما يَسُدُّ مَسَدَّهُ ونَفْيُ ما ينافيه.

ويُطلَقُ الضِّدُّ على العدوِّ ؛ لأَنَّه يُحِبُّ ما يكرَهُ عَدوُّه ، وعلى العَوْنِ ؛ لأنَّه يُضادُّ عَدُوَّ مَن يُعينُهُ ويُنافيهِ بإِعانتِهِ عليه. ويستوي فيه الواحدُ والجمعُ بهذين المعنَيَنِ.

وضادَّهُ مُضادَّةً : خالَفَهُ ونافاهُ ، وهما مُتَضادَّان.

وضَدَّ القِرْبَةَ ضَدّاً ، كمَدَّ : مَلأَها ..

و ـ زَيْداً : غَلَبَهُ في الخُصُومةِ ..

و ـ عن الشَّيءِ : صَرَفَهُ ومَنَعَهُ برفقٍ.

وأَضَدَّ إِضْداداً : غَضِبَ.

وبنو ضِدٍّ ، بالكسرِ : قبيلةٌ من عادٍ.

الكتاب

( وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ) (١) يكونون أَعداءَهُم يومَ القيامةِ وقد كانوا أَولياءَهُم في الدُّنيا ، أَو (٢) يكونون عوناً عليهِم يخاصِمونهُم ويكذِّبونَهم.

ضرغد

ضَرْغَدٌ ، بالغينِ المعجمةِ كفَرْقَدٍ : جَبَلٌ أو حَرَّةٌ بنجدٍ بينَ اليمامةِ وضَرِيَّةَ ، أَو على بلادِ غَطَفانَ ، أَو مَقْبُرَةٌ. فمن جَعَلَها جَبَلاً أَو حَرَّةً صَرَفَ ، ومن جَعَلَها مَقبرةً لم يصرف.

ضغد

ضَغَدَهُ ضَغْداً ، كمَنَعَ : خَنَقَهُ ..

و ـ حَلْقَهُ : ضَغَطَهُ وعَصَرَهُ.

ضفد

ضَفَدَهُ ضَفْداً ، كضَرَبَ : ضَرَبَهُ براحتِهِ.

واضْفادَّ اضْفِيداداً : امتَلَأَ غَضَباً.

والضَّفَادِي : الضَّفادِعُ ، أُبدلت الياءُ من العين ، كما أُبدلت من الباءِ في الثَّعَالِي والأَرَانِي ، وهي الثَّعالبُ والأَرانبُ.

__________________

(١) مريم : ٨٢.

(٢) في « ج » : « و» بدل « أَو ».


ضفند

الضَّفَنَّدُ ، كجَهَنَّمٍ : الرَّخْوُ البَطِينُ أو اللَّحِيمُ.

والضَّفَنْدَدُ : الضَّخمُ الأَحمقُ ، أَو مطلقاً ، أَو العظيمُ السّمينُ.

ضمد

ضَمَد رَأْسَهُ بمنديلٍ أَو عِصابةٍ ضَمْداً ، كضَرَبَ وقَتَلَ : عَصَبَهُ به ..

و ـ ثيابَهُ وعِمامَتَهُ عليه : شدَّها ..

و ـ الجُرْحَ ، وموضعَ الرّيحِ من الجَسَدِ : جَعَلَ عليه الدّواءَ وإِن لم يَعصِبهُ ، كضَمَّدَهُ تَضْمِيداً في الجميع.

وأَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ ، أي شُدَّه.

والضِّمادُ ـ ككِتابٍ ـ وبهاءٍ : ما عُصِبَ به الرّأسُ من خِرقةٍ ونحوها ، وما ضُمِّدَ به الجُرْحُ وغيرُه من دواءٍ.

وضَمِدَ ضَمَداً ، كتَعِبَ : يَبِسَ ..

و ـ عليه : حَقَدَ وغَضِبَ واغْتاظَ.

والضَّمَدُ : الغيظُ على مَن يُقدَرُ عليه. والغَيظُ أَعَمُّ.

والضَّمَدُ ، كسَبَبٍ : يبيسُ الدَّمِ على الدَّابَّةِ من جُرْحٍ أَو غيرِهِ ، والغابِرُ من الحقِّ ، تقول : لنا عندَ فلانٍ ضَمَدٌ ، أي باقي حَقٍ من دِيَةٍ أَو دَيْنٍ.

وأَضْمَدَ العَرْفَجُ إِضْماداً : تَجَوَّفَتْهُ الخُوصَةُ ؛ وذلك إِذا كانَت في جوفِهِ ولم تَظهَر منه.

والضَّمْدُ ـ كفَلْسٍ ـ من الغَنَمِ : خِيارُها ورِذَالها وصِغَارُها وكِبَارها ..

و ـ مِنَ الكَلإِ : رَطبُهُ ويَبيسُهُ وقديمُهُ وحديثُهُ. وليس ذلك من باب تسميةِ المُتضادَّين باسمٍ واحدٍ ـ كتسميه الأَسودِ والأَبيضِ بالجَوْن ـ ليكونَ (١) من باب الأَضدادِ ، بل هو من باب إِطلاقِ الجِنسِ على أَصنافِهِ ؛ أَلا ترى إِلى قولِهِم : شَبِعَتِ الإِبِلُ من ضَمْدِ الأَرض ، إِذا شَبِعَت من

__________________

(١) في « ش » : فيكون بدل : ليكون.


أَصنافِ كَلَئِها رطباً ويابساً وقديماً وحديثاً ، وكذلك قولُ الرَّجُلِ لغريمِهِ : أَقضيكَ مِن ضَمْدِ هذه الغَنَمِ ، أَي من جُملاتِها خياراً ورذالاً وصغاراً وكباراً ، فقول الفيروزاباديّ : الضَّمْدُ : الرَّطبُ واليَبِيسُ ضِدَّ ، خطأٌ محضٌ فَاحذَرهُ.

ومن المجاز

ضَمَدَهُ ضَمْداً ، كضَرَبَ وقَتَلَ : داجاهُ ..

و ـ بالعَصَا والسَّيفِ على رأسِهِ : مِثلُ عَمَّمَهُ.

وضَمَدَتِ المرأةُ زوجَها وخِدْنَها ، أَو خِدْنَها وآخَرَ : جَمَعَت بينَهما ؛ قال أَبو ذُؤَيبٍ :

تُريدِينَ كَيْما تَضْمِدِينِي وَخالِداً

وهَل يُجْمَعُ السَّيْفانِ وَيْحَكِ في غِمْدِ (١)

والاسمُ : الضِّمادُ ، بالكسرِ.

وأَضمَدَهُم إِضْماداً : جَمَعَهم ؛ كأنَّه لَفَّهُم.

وضِمادٌ ـ ككِتابٍ ـ الأَزْدِيُّ : من أَزْدِ شَنُوءَهَ ، كان صديقاً للنّبيّ 9 في الجاهليَّة ، وكانَ طبيباً راقياً ، وأَسلَمَ في أَوَّل الإِسلام لمَّا سَمِعَ القرآنَ.

وضَمَدٌ ، كسَبَبٍ : موضعٌ بناحيةِ اليَمَنِ بينَهُ وبينَ مكَّةَ على الطّريق التِّهامي ، ومنه

الحديث : ( اتَّقِ اللهَ ولا يَضُرُّكَ أَنْ تَكُونَ بجانِبِ ضَمَدٍ ) (٢)

ضود

الضَّادُ : حرفُ هجاءٍ مخرجُهُ من أَصلِ حافَّةِ اللِّسانِ وما يَليها من الأَضراسِ من يَمينِ اللِّسانِ أَو يَسارِه ، وهو خاصٌّ بلسانِ العرب ، ولذلك جاء في الحديثِ : ( أَنا أَفصَحُ مَنْ نَطَقَ بالضَّادِ ) (٣) أَي أَفصَحُ العَرَبِ.

واللِّسانُ الضَّادِيُ : لسانُ العَرَبِ ؛ نسبةٌ إِليه.

والضَّوادي من الكلامِ : ما يُتَعَلَّل به.

__________________

(١) شرح أَشعار الهذليين ١ : ٢١٩ ، وفيه : « كيما تجمعيني » ، والبيت كما هنا في كتب اللغة.

(٢) النّهاية ٣ : ٩٩.

(٣) تفسير ابن كثير ١ : ٣٣.


ضهد

ضَهَدَهُ ضَهْداً ، كمَنَعَ : قَهَرَهُ ، فهو مَضْهُودٌ ، كاضْطَهَدَهُ فهو مُضْطَهَدٌ.

وهو ضُهْدَةٌ لكلِّ أَحَدٍ ، كغُرْفَةٍ : يَقْهَرُهُ مَن يشاءُ.

وما أَنا بضُهْدَةِ واحِدٍ ، أَي لست بمَن يَضْطَهِدُهُ واحدٌ ؛ قال :

إن تَلْقَنِي لَم تَلْقَ ضُهْدَةَ واحِدٍ (١)

وأَضْهَدَ بِهِ إِضْهاداً : جارَ عليه.

والمُضْطَهِدُ : الأَسَدُ.

والضَّهْيَدُ ، كعَسْجَدٍ : الصُّلْبُ الشَّديد ، وأَنكره ابنُ دريدٍ ، وقال في الجمهرة : ليس في كلامهم « فَعْيَل » بفتح الفاء ، وأَمَّا ضَهْيَدٌ ـ وهو الرَّجُلُ الصُّلْبُ ـ فمصنوعٌ لم يأتِ في الكلامِ الفصيح ، وأَمَّا مَهْيَعٌ فهو « مَفْعَل » من هاعَ يَهيعُ ، وأَمَّا مَرْيَمُ فاسمٌ أَعجميٌ (٢) ، انتهى.

وأَثبَتَهُ غيرُهُ لِثبوتِ ضَهْيَإٍ للمرأةِ الَّتي لا تَحيضُ واسمِ شَجَرَةٍ ، وعَتْيَدٍ اسمِ موضعٍ.

واضطَرَبَ كلامُ الفيروزاباديِّ فأَثبَتَ ضَهْيَداً هنا ، وقال : ولا « فَعْيَل » سواهُ ، وقال في « م ه‍ ع » : المَهْيَعُ : الطّريقُ ، والصّوابُ أَنِّه من « ه‍ ي ع » ؛ لأَنَّه ليس في الكلام « فَعْيَل » ، وأمَّا ضَهْيَدٌ فمصنوعٌ. مع أنَّه أَثبَتَ ضَهْيَأً وعَتْيَداً ولم يَذكر فيهما خلافاً ، فلينظر إِلى هذا التّدافعِ والاضطراب في كلامهِ ، والله المستعان.

فصل الطّاء

طرد

طَرَدَهُ طَرْداً ، كقَتَلَ : أَبعَدَهُ ونحَّاهُ (٣) ،

__________________

(١) الفائق ٢ : ٣٥١ ، وعجزه :

لا طائش رعش ولا أَنا أَعزل

(٢) الجمهرة ٢ : ١١٧٣.

(٣) ومنه قوله تعالى : وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ الأَنعام : ٥٢.


فهو مَطْرُودٌ ، وطَرِيدٌ ، والاسمُ : الطَّرَدُ كسَبَبٍ ، وتقول في مُطاوعِهِ : طَرَدتُهُ فذَهَب ، ولا تقل فانْطَرَدَ ولا اطَّرَدَ على « افتَعَل » إِلاَّ في لغةٍ رديئةٍ ، وأَفهَمَ كلامُ بعضِهِم أَنَّه يقال : طَرَدَهُ (١) فَطَرِدَ ـ كتَعِبَ ـ نحو : « جَدَعَهُ فجَدِعَ » فإِن ثَبَتَ سماعاً صحَّ ، وإِلاَّ فلم يَنصُّوا على قياسِهِ وإن نصُّوا على كثرتِهِ.

وأَطْرَدَهُ (٢) السُّلطانُ ، وطَرَّدَهُ تَطْريداً : أَمَرَ بإِخراجِهِ عن بَلَدِهِ ، وجَعَلَهُ طَريداً لا يَأْمَنُ.

وطَرَدَ العَدوُّ طَريدَةً وطَرائِدَ ، كقَتَلَ : وهي النَّعَمُ يُغِيرُ عليها فيَطرُدُها.

ومن المجاز

طَرَدَ بَصَرَهُ في أَثَر القوم : أَتبَعَهم نَظَرَهُ ..

و ـ الإِبلَ : ضَمَّها من نواحيها ..

و ـ القومَ : أَتَى عليهم وجازَهُم.

وخرج يَطْرُدُ حُمُرَ الوَحْشِ ، كيَقتلُ : يَصيدُها.

والطَّرِيدَةُ ، والطَّرَدُ ، كسَبَبٍ : الصَّيدُ يثيرُهُ النّاسُ أَو الكلابُ ويَطْرُدُونه ليأخذوه.

وهو صاحبُ طَرَدٍ أيضاً : مُزاولةٍ للصَّيْدَ ، ومنه : الطَّرَدِيَّاتُ ـ كعَرَبِيَّات ـ لما يُوصَفُ بِهِ الصَّيدُ من الشِّعرِ.

وطَرَدَتِ الرِّيحُ الحَصَى : عصَفَت به ..

و ـ القِيعانُ السَّرابَ ، أَي أَطْرَدَ فيها ومارَ.

والمِطْرَدُ والطِّرادُ ، كمِنْبَرٍ وكِتابٍ : رمحٌ قصيرٌ يُطْرَدُ به الوحشُ.

والطَّرِيدَةُ من الثَّوبِ والحريرِ : شُقَّةٌ مستَطِيلَةٌ (٣) ..

و ـ من الكلإِ والأَرضِ : طَرِيقَةٌ قليلةُ العرْضِ ..

و ـ : خشبةٌ أَو قَصَبَةٌ فيها حَديدَةٌ

__________________

(١) في « ج » : طردته بدل : طرده.

(٢) في « ت » و « ج » : اطّرد ، وفي « ش » : طرده. والمثبت عن أَمّهات كتب اللغة.

(٣) وفي خبر معاوية : « أَنه صعد المنبر وفي يده طَرِيدَةٌ » النّهاية ٣ : ١١٨.


تُبرَى بها القِداحُ ..

و ـ : خِرْقةٌ تُبَلُّ ويُمسَحُ بها التَّنُّورُ ، كالمِطْرَدَةِ بالكسر ..

و ـ : لُعبةٌ لهم تسمَّى الضَّبطَةَ.

وثوبٌ طَرائِدُ : شَبارِقُ.

وإِبِلٌ طَوارِدُ : متخلِّفاتٌ.

والطَّرِيدُ ، كأَميرٍ : المولودُ بعدَ أَخيهِ ، فالثَّاني طَريدُ الأَوَّلِ ، والعُرجُونُ.

واللَّيلُ والنّهارُ طَرِيدانِ : كلُّ واحدٍ يَطْرُدُ صاحبَهُ.

وطَرَّدَ سَوطَهُ تَطْريداً : مَدَّدَهُ.

وطارَدَ قِرنَهُ طِراداً ، ومُطارَدَةً ، وتَطارَدَا : حَمَلَ أَحَدُهما على صاحبِهِ وقاتَلَهُ (١) ؛ كأَنَّه يَطْرُدُهُ وإِن لم يكن ثَمَ طَرْدٌ.

ولم يكن بينَهما إِلاَّ طِرْدَةٌ ، بالكسرِ : مُطارَدَةٌ مرَّةً واحدةً.

واستَطرَدَ لقِرنهِ استِطراداً : طَرَدَ فَرَسَهُ بينَ يديه يُوهِمُهُ الفِرارَ منه لِيعطِفَ عليه على غِرِّةٍ منه ، وهو ضربٌ من المكيدةِ.

وأَطْرَدَ صاحِبَهُ في السّباقِ ، كأَكْرَمَ : قال له : إِن سَبَقتَني فلك عليَّ كذا ، وإِن سَبَقتُكَ فلي عليك كذا (٢).

والمِطْرَدَةِ ، بالفتحِ ويكسر : مَحَجَّةُ الطَّريقِ.

والهَمُ مَطْرَدَةٌ للنَّومِ ، بالفتحِ لا غير : سَبَبٌ لكثرةِ طَرْدِهِ.

وماءٌ طَرِدٌ ، ككَتِفٍ : طَرْقٌ ـ كفَلْس ـ وهو الَّذي خاضتْهُ الدَّوابُّ وبَوَّلَت فيه (٣).

واطَّرَدَ الشَّيءُ اطِّراداً ، على « افْتَعَل » : نَبِعَ بعضهُ بعضاً وجَرَى ..

و ـ الأَمرَ : استَقامَ ..

و ـ الماءُ : جَرَى متتابعاً (٤) ..

و ـ الرّمحُ : اعتَدَلَ فلم يكن فيه ولا في

__________________

(١) في « ش » : قابله بدل : قاتله.

(٢) ومنه الأثر : « لا بأس بالسّباق ما لم تُطرِده ويُطرِدك » غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣٠.

(٣) ومنه حديث قتادة : « في الرجل يتوضّأ بالماءَ الرَّمد وبالماءِ الطَّرِد » الفائق ٢ : ٨٧.

(٤) ومنه حديث الاسراء : ( فإذا نهران يَطرِدان ) النّهاية ٣ : ١١٧.


كُعُوبُهُ عِوَجٌ ولا نُتُوءٌ ، وهو مُطَّرِدٌ ، ومُطَّرِدُ الكعوبِ والأَنابيبِ ، وقد تَطارَدَ مَتنُهُ.

والقاعُ مُطَّرَدُ السَّرابِ ـ بالضَّمِّ وتشديدِ الطّاءِ وفتح الرَّاء ـ أي يَطَّرِدُ فيها ، كما يَطَّرِدُ الماءُ ويَمورُ.

والأَنفُ مُطَّرَدُ النّسيمِ.

ومِنَىً مُطَّرَدُ الدِّماءِ ؛ لكثرةِ النَّحْرِ والذَّبْحِ بها.

والطَرَّادُ ، كعَبَّاسٍ : سفينةٌ صغيرةٌ سريعةٌ ، كالطرَّادَةِ ..

و ـ من الفضاءِ والمكان : الواسعُ ..

و ـ من اليومِ والشَّهرِ والعامِ : التَّامُّ والطَّويلُ ، كالَطَّرِيدِ.

وهي بلادٌ طَرَّادَةٌ : واسعةٌ.

ومَرَّت عليه سِنُونَ طَرَّادَةٌ : تامَّةٌ.

والطُّرْدِينُ ، بالضَّمِّ : طعامٌ للأَكرادِ ، وكأَنَّها دخيلةٌ.

والمَطارِدُ : جبالٌ باليمامةِ ؛ قال :

غَداةَ عَلا الحادي بِهِنَ المَطارِدا (١)

والطُّرَّادُ ، كتُفَّاحٍ : موضعٌ في شعرِ الأَسوَدِ بن يَعفُرَ (٢).

وطِرادٌ ، ككِتابٍ : ابنُ محمَّدِ بنِ عليِّ الزَّيْنَبِيُّ ؛ مسندُ عصرِهِ قبلَ الخمسمائة.

وبنو طَريدٍ ، وبنو مَطْرُودٍ : بطنانِ من العرب.

المصطلح

الطَّرْدُ : ما يوجب الحكمَ لوجودِ العلَّة ، وهو التَّلازمُ في الثّبوت.

والاطِّرادُ ـ بتشديد الطّاء ـ في البديع : أَن يأتيَ الشّاعرُ باسمِ المَمدُوحِ أَو غيرِه وأَسماءِ آبائِهِ على التّرتيبِ من غيرِ تكلُّفٍ ، كقولِهِ :

إِنْ يَقْتُلُوكَ فَقَدْ ثَلَلْتَ عُرُوشَهُمْ

بِعُتَيْبَةَ بنِ الحارثِ بنِ شِهابِ (٣)

__________________

(١) الشّطر في معجم البلدان ( ٥ : ١٤٧ ) معزوّ إلى يحيى بن أَبي حفصة ، وفيه : ... المطارد.

(٢) إِشارةً إلى قوله :

بالجوّ فالأمراج حول مُرَامر

فبضارج فقصيمة الطُرّاد

معجم البلدان ٤ : ٢٦ و ٣٦٨.

(٣) البيت لربيعة أَبي ذؤاب ، كما في شرح الشَّافية ٤ : ٤١٤ ، ومختصر المعاني : ٢٨٧ ، وبعده :

بأَشدّهم ضراً على أَعدائهم

وأَعزّهم فَقْداً على الأَصحاب


والاسْتِطْرادُ : أَن يكونَ المتكلِّمُ (١) آخِذاً في غَرَضٍ فيخرجُ منه إِلى غرَضٍ آخَرَ ثمَّ يعودُ إلى ما كان فيه ، كقول السَّموءل :

وإِنَّا لَقَوْمٌ لا نرَى المَوْتَ سُبَّةً

إِذا ما رَأَتْهُ عامِرٌ وسَلُولُ (٢)

فاستَطَرَدَ من الفخرِ بالشّجاعةِ إِلى هجوِ أَعدائِه ثمَّ عاد إِلى ما كان فيه من الافتخارِ فيما بعدَهُ من الأَبيات.

طرند

طُرَنْدَةُ : بلدٌ بالرّومِ على ثلاثِ مراحلَ من مَلَطْيَةَ.

طسبند

طاسْبَنْد (٣) ، بسكون السّين المهملة وفتح الموحَّدة وسكون النّون : قريةٌ بهَمَذانَ ، منها : إِبراهيمُ بنُ محمَّدٍ الخطيبُ الطّاسْبَنْدِيُ.

طود

الطَّوْدُ : الجبلُ العظيمُ المنيفُ ، وَوَصَفَهُ بالعظيم في قوله تعالى : ( كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) (٤) لكونِهِ عظيماً فيما بينَ سائرِ الجبالِ.

وطَوَّدَهُ اللهُ تَطْويداً : طوَّلَهُ.

وابْنُ الطَّوْدِ : الجُلْمُودُ المنحطُّ من أَعلاهُ ، أَو الصَّدَى ، وهو الصَّوْتُ الَّذي يرجعُ على الصّائِحِ منه ؛ قال :

دَعَوْتُ كُلَيْباً دَعْوَةً فَكَأَنَّما

دَعَوتُ بِهِ ابنَ الطَّوْدِ أَو هو أَسْرَعُ (٥)

وطَوَّدَ في الجبلِ تَطْويداً : طَوَّفَ ، كتَطَوَّدَ.

وطادَ طَوْداً ، كقَالَ : ثَبَتَ.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : التَّكلم.

(٢) ديوانه : ٩٠ ، وفيه : القتل بدل : الموت.

(٣) في أَنساب السّمعاني ٤ : ٢٨ : طاسْبَنْدي ، وفي معجم البلدان ٤ : ٤ : طاسَبَنْدا ، وفي « ش » : طاسْبَنْده ، وفي تكملة الزّبيدي : طاسَبَنْده.

(٤) الشّعراء : ٦٣.

(٥) البيت بلا غزوٍ في التّهذيب ١٤ : ٤ ، وأساس البلاغة ، واللّسان.


وانطادَ البِناءُ : ذَهَبَ في السّماءِ صُعُداً ، وهو بناءٌ مُنْطَادٌ.

والمَطَادَةُ : المَفازةُ البعيدةُ ، وطَوَّدَ فيها : تاهَ.

وطَوَّحَتْهُ المَطاوِدُ ؛ المَطاوِحُ ، أَي أَهلكتهُ المَهالكُ.

والطَّادُ : الثَّقيلُ ، والهائجُ من الإِبِلِ.

وطَوْدٌ : عَلَمٌ للجَبَلِ المُشرفِ على عَرَفَةَ وينقادُ إِلى صَنْعَاءَ ، ويُسمَّى السَّراةَ لعلوِّهِ ..

و ـ : بُليدةٌ بالصَّعِيدِ الأَعلى فوقَ قُوصَ.

فصل الظّاء

ظدد

الظِّدُّ ، بالكسرِ : القبيحُ أَو ذو الوجه القبيح ؛ ذَكَرَهُ ابنُ مالكٍ في الاعتضادِ وصاحبُ الاقتصادِ.

فصل العين

عبد

العَبْدُ : المَملوكُ من النّاس ـ كالعَبْدَلِ ، واللاّمُ زائدةٌ ـ ويُطلقُ على الإِنسانِ حُرّاً كان أَو رقيقاً ؛ ذهاباً إِلى أَنَّه مَربُوبٌ لبارئِهِ سبحانَهُ.

قال سيبويه : هو في الأَصلِ صِفةٌ ؛ قالوا : رَجُلٌ عَبْدٌ ، لكنَّه استُعمِلَ استعمالَ الأَسماءِ (١).

وله أَحَدٌ وعشرون جمعاً ، وهي : عَبِيدٌ ، وعِبادٌ كسِهَامٍ ، وأَعْبُدٌ كأَسْهُمٍ ، وعُبُودٌ كفُلُوسٍ ، وأَعْبادٌ كأَبْياتٍ ، وأَعْبِدَةٌ كأَوْدِيَةٍ ، وعُبُدٌ ككُتُبٍ ، وعُبْدانٌ كرُغْفانٍ ، وعِبْدانٌ كغِلْمانٍ ، وعِبِدَّانٌ ، وعِبِدُّونٌ ، وعِبِدَّةٌ (٢) بالكسر وتشديدِ الدّالِ فيهنَّ ،

__________________

(١) انظر المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٢٥.

(٢) في « ش » : عبيدّة.


وعَبُدٌ كعَضُدٍ ، وعَبْدَةٌ كهَضْبَةٍ ، وعِبِدَّى كزِمِكَّى ، وعِبِدَّاءُ كزِمِكَّاءَ ، ومَعْبَدَةٌ كمَشْيَخَةٍ ، ومَعْبُودَى مقصورةً ، ومَعْبُدَاءُ ممدودةً ، وعَابِدٌ كسَامِرٍ ، ومَعابِدُ كمَحاسِنَ.

وجمعُ الأَعْبُدِ أَعابِدُ ، وجعل بعضُهم « العِبادَ » للهِ وما سواهُ من الجموعِ للهِ وللمخلوقينَ ، وجاءَ نادراً في موضعٍ واحدٍ قولُهُ تعالى : ( وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ ) (١).

وخَصَّ بعضُهُم العِبِدَّى ـ كزِمِكَّى ـ بالعَبيدِ الَّذين ولدوا في المِلكِ.

والأُنثَى عَبْدَةٌ. وقيل : يُطلِقُ على الذَّكَرِ والأُنثى.

والاسمُ : العُبُودَةُ ، والعُبُودِيَّةُ ، والعَبْدِيَّةُ ، ولا فِعلَ له عندَ الجمهور ، وحكى اللِّحْيَانِيُ عَبُدَ ـ كقَرُبَ ـ عُبُودَةً ، وعُبُودِيَّةً (٢).

وأَعْبَدَهُ : صَيَّرَهُ كالعَبْدِ له ، كاعْتَبَدَهُ ، وتَعَبَّدَهُ ..

و ـ زيداً عَبْداً : ملَّكَهُ إِيَّاهُ.

واسْتَعْبَدَهُ ، وتَعَبَّدَهُ ، واعْتَبَدَهُ ، وعَبَّدَهُ تَعْبِيداً : اتَّخَذَهُ عَبْداً.

وعَبَدَ العَبْدُ خالِقَهُ عِبادَةً : أَطاعَهُ بارتسامِ ما أَمَرَ به ونهى عنه ، وأَعمَلَ جوارحَهُ فيه تقرُّباً إِليه مع غاية التّذلُّلِ والخُضُوعِ ، فهو عابِدٌ من قومِ عُبَّادٍ كصُوَّامٍ ، وعُبَّدٌ كرُكَّعٍ ، وعَبَدَةٌ ككَتَبَةٍ.

وتَعَبِّدَ : تَنَسَّكَ وتَأَلَّه.

وتَعَبَّدَهُ : دَعاهُ إِلى الطَّاعةِ.

والمُتَعَبَّدُ ، بفتحِ الباءِ مشدَّدةً : مَحَلُ التَّعَبُّدِ.

والمُعَبَّدُ ، كمُحَمَّدٍ : المُكَرَّمُ المُعَظَّمُ ؛ كأَنَّه يُعْبَدُ ..

و ـ من الأَباعِرِ : المَذلَّلُ ، والمُكْرَمُ (٣) ..

و ـ من الطُّرُقِ : المَسلُوكُ الذي سُهِّلَ وذُلِّلَ بكثرةِ الاختلاف فيه ..

و ـ من الفُحُولِ : المُغْتَلِمُ ..

__________________

(١) النّور : ٣٢.

(٢) انظر المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٢٥.

(٣) وهو من الأَضداد.


و ـ من الإِبلِ : المَهْنوءُ بالقَطِرانِ ..

و ـ من البُلدانِ : ما لا ماءَ فيه ولا عَلَمَ ولا أَثَرَ ..

و ـ : الوَتِدُ ؛ لأَنَّه يُذلَّلُ بالضَّرْبِ والشَّجِّ.

وبهاءٍ : السَّفينةُ المُقيَّرةُ تَشبيهاً بالمَهْنوءِ بالقَطِرانِ من الإِبِلِ.

وتَعَبَّدَ البَعيرُ : صَعُبَ.

وتَعَبَّدَهُ صاحبُهُ : طَرَدَهُ حتَّى أَعيا.

وعَبِدَ عَبَداً ، كتَعِبَ : غَضِبَ وأَنِفَ ، فهو عَبِدٌ ـ ككَتِفٍ ـ وعابِدٌ. والاسمُ : العَبَدَةَ ، كالأَنَفَةِ ..

و ـ البعيرُ : جَرِبَ جَرَباً لا دواءَ له ، فهو عَبَدٌ (١) ..

و ـ الرَّجُلُ : حَرِصَ وجَحِدَ ، ونَدِمَ ولامَ نفسَهَ ..

و ـ عليه : أَنكَرَ.

وعَبَدَ به ، كقَتَلَ : لَزِمَهُ فلم يُفارِقُه ..

و ـ بفلانٍ يؤذيه : أُغرِيَ به.

والعبَدَةُ ، كقَصَبَةٍ : النّاقةٌ الشَّديدَةُ ، وصلاءَةَ الطِّيبِ ، والشِّدَّةُ ، والسِّمَنُ ، والبقاءُ (٢) ، والقوَّةُ ؛ يقال : ليس لثوبِكَ عَبَدَةٌ ، أي بقاءٌ وقوَّةٌ.

وأُعْبِدُ به ، بالبناءِ للمجهولِ : ماتَت راحِلتُهُ ، أَو اعتلَّت فانْقُطِعَ به.

وأَعْبَدُوا به : اجتمعوا عليه يضربونهُ.

وعَبَّدَ تَعْبِيداً : أَسرَعَ وذَهَبَ شَريداً ..

و ـ عنهُ : حَبَسهُ.

وما عَبَّدَ أَن فَعَلَ ذلك تَعْبِيداً : ما لَبِثَ.

والمَعابِدُ : المَسَاحي ، واحدُها مِعْبَدٌ ، كمِنْبَرٍ.

والعِبادُ ، بكسرِ العينِ ـ لا بفتحها كما توهَّمه الجوهريُّ ـ : قومٌ من قبائلَ شَتَّى اجتمعوا على النَّصرانيَّة فأَنِقوا أَن يَتَسَمَّوا بالعَبِيدِ ، فقالوا : نحن العِبادُ ،

__________________

(١) هذا هو الضّبط المعروف للكلمة ، ونصّ عليه في القاموس ، ولكن الصّاغاني نظّرها « ككَتِفٍ ».

(٢) في « ت » و « ج » : النّقاء ، وفي « ش » : النقة ، والمثبت طبقاً للمعاجم ولما سيأتي ، وقال شارح القاموس : العبدة ( : البقاء ) بالموحدة ، عن شمرٍ ، ويقال بالنّون ، هكذا وجد مضبوطاً في الأُمّهات.


ونزلوا الحيرةَ ، والنّسبةُ إِليهمُ : عِبادِيٌ كأَنْصارِيٍ (١) ، منهم : عَدِيُّ بن زَيْدٍ العِبادِيُ الشّاعرُ المشهورُ.

والعَبادِلَةُ في عُرفِ الفقهاءِ ثلاثةٌ : ابنُ عبَّاسٍ ، وابنُ عُمَرَ ، وابنُ مسعودٍ ..

و ـ في عُرفِ المحدِّثين أربعةٌ : ابنُ عبَّاسٍ ، وابنُ عُمَرَ ، وابنُ الزُّبيرِ ، وابنُ عمروِ بن العاصِ ، ولم يدخلوا فيهم ابنَ مسعودٍ لتقدُّمِ وفاتِه عليهم ، وقولُ طاووس : رأيتُ العَبادِلَةَ يفعلون ذلك (٢). أَراد ابنَ عبَّاسٍ وابنَ عمرَ وابنَ الزّبيرِ.

والعبادِيدُ : الآكامُ.

والعَبابِيدُ : الأَطرافُ البعيدةُ.

وتفرَّقَ القومُ عَبَادِيدَ وعَبَابِيدَ ، أَي فِرَقاً.

وأَقبَلَت الخيلُ وذَهَبَت عَبادِيدَ ، وعَبابيدَ : متفرِّقةً في كلِّ وجهٍ ، ولم يُسمَع لشيءٍ من ذلك واحدٌ ، وواحده تقديراً « فُعْلول » و « فَعَّول » أَو « فِعْلال » و « فِعَّال ».

وتَعَبْدَدُوا : تَفَرَّقوا عَباديدَ.

ومرَّ راكِباً عَبادِيدَهُ ، أَي مِذْرَوَيْه.

وأُمُ عُبَيْدٍ ، كزُبَيْرٍ : الأَرضُ الخلاءُ أَو القطعةُ منها يُخطِئُها المطرُ ويُمطِرُ ما حولَها ، والمفازةُ ، والسَّنَةُ المُجدبةُ ، وسمكةٌ في نيلِ مِصرَ لا قشرَ لها ، والقِبَةُ (٣) ، كالعُبَيْدَةِ ، كجُهَيْنَة.

وأَبو عبَّادٍ ، كعَبَّاسٍ : الهُدهُدُ.

والعَبْدُ ، كفَلْسٍ : نبتٌ ذكيُّ الرَّائحةِ ، والنَّصْلُ العَرِيضُ القَصِيرُ.

وبلا لامٍ : جَبَلٌ لبني أَسَدٍ بالدَّآث ، وموضعٌ بالسَّبُعانِ في بلادِ طَيِّئِ ، وجُبَيْلٌ أَسْوَدٌ يَكتَنِفُهُ جُبَيْلانِ هو أَصغَرُ منهما يسمَّيان الثَّدْيَيْنِ ، وجَبَلٌ يقال له : عَبْدُ سَلْمَى ؛ شماليَّ سَلْمَى ؛ أَحَدُ جَبَلَي طَيِّئٍ.

__________________

(١) في « ش » : عبادى كنصارى.

(٢) انظر المغني ١ : ٥٦٤ ، والشرح الكبير ١ : ٦٠٢.

(٣) في المرصّع : ٢٤٤ : القُنة : وفي نسخة بدل منه : القلة.


وعَبَّادُ ، كعَبَّاس : قريةٌ بمَرْوَ.

والعَبَّادِيَّةَ ، كعَبَّاسِيَّة : قريةٌ بالمَرْجِ ظاهرَ دمشقَ.

وعَبَدانُ ، كسَرَطان : صُقْعٌ باليَمَن ، ومنه : ذو عَبَدَانِ ؛ قَيْلٌ من أَقيالِهم.

وعابِدٌ : جبلٌ بأَطرافِ مصرَ سمِّي به ؛ لأَنَّه يُرَى كالسَّاجِدِ.

وعابُودُ : بُليدَةٌ بنواحِي القُدْسِ.

وعابِدَيْنَ : وادٍ.

وعَبَّادانُ ، بالفتحِ وتشديدِ الباءِ : بُليدَةٌ بنواحي البصرةِ في وَسَطِ الماءِ تُحيطُ بها شُعْبَتا دِجْلَةَ ، كان يسكنها جماعةٌ من العُبَّاد والزهَّاد والعلماءِ للخَلْوَةِ.

وعَبْدانُ ، كحَمْدان : قريةٌ بمَرْوَ.

ونهرُ عَبْدانَ : بالبصرةِ.

وعُبَيْدانُ ، مصغَّراً : الفلاةُ ، ووادٍ باليمنِ كان فيه حيَّةٌ عظيمةٌ فلا يُؤوى ولا يُرعى.

وعَبُّودٌ ، كتَنُّورٍ : جبلٌ بالشَّام ، وآخَرُ بينَ السَّيَّالَةِ ومَلَلٍ (١) فيما بينَ الحَرَمَين.

والعَبابِيدُ : موضعٌ له ذكرٌ في حديث الهجرةِ على اختلافٍ في لفظِهِ (٢).

وعَبْدٌ ، كفَلْسٍ : اسمٌ لجماعةٍ من الصَّحابةِ وغيرِهم.

وعَبْدَةُ ، كهَضْبَة : ابنُ حَزْنٍ النَّصْرِيُّ ؛ صحابيٌّ ..

و ـ : ابنُ الطَّبيبِ (٣) ؛ شاعرٌ من مُفلِقي المخضرمين.

وكقَصَبَة (٤) : ابنُ مُغيثٍ البَلَويُّ ؛ صحابيٌّ ..

و ـ : ابنُ ناشِرَةَ ؛ والِدُ عَلْقَمَةَ الفَحلِ الشَّاعرِ ، وآخرون.

وكقُبَّرَة ، أَو رُطَبَة ، أَو غُرْفَة ، أَو جُمُعَة : ابنُ هِلالٍ الثَّقَفِيُّ الزَّاهدُ.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « ملك » ، وفي « ش » : « مكّة » ، والمثبت عن معجم البلدان.

(٢) قال صاحب معجم البلدان : وقد روي في اسم هذا الموضع « العبابيب » وروي فيه أَيضاً « العثيانة » ، كلَّ ذلك جاء مختلفاً فيه في حديث الهجرة : « إِنّ دليل النّبيّ 9 وأَبي بكر مرّ بهما على مُدلجة تَعْهِنَ ثم على العبابيد ».

(٣) في « ش » : ابن الطّيب.

(٤) في « ج » : كهضبة.


وكغُرْفَة : ابنُ عَدِيٍّ ؛ في بني العَنْبَرِ ، وابنُ أُسامة ؛ في عِجْلٍ ، وابنُ بَهْراءَ ؛ في قُضاعَةَ.

وعَبادَةُ ، كسَحَابة : ابنُ زِيادٍ ، وابنُ عُمَرَ بنِ أَبي ثابِتٍ.

وكسُلافَة : جماعَةٌ من الصَّحابةِ والمحدِّثين وغيرِهم.

وكعصابَةٍ : ابنُ البَكَّاءَ والدُ معاويةَ العامريّ.

وكعَبَّاسَةٍ : مُخَنّثٍ ذو نوادر ، وجاريةُ المُهَلَّبِيَّةِ.

وربيعةُ بن عِبادٍ ، ككِتابٍ : صحابيٌّ.

وكغُرابٍ : ابنُ الحارِثِ بنِ سامَةَ بنِ لؤيّ.

والحَارِثُ بنُ عُبادٍ أيضاً : فارسُ النَّعامَة.

وكعَبَّاس : جماعةٌ.

وعَبيدٌ ، كأميرٍ (١) : ابنُ الأَبْرَص ؛ شاعرٌ جاهليٌّ ..

و ـ : ابنُ شِرْبَة (٢) ـ كسِدْرَةٍ ـ الجُرْهِميُّ ؛ شاعرٌ عاشَ ثلاثمائةِ سنة ، وأَدركَ الإِسلامَ وأَسلم ..

و ـ : ابنُ عَوِيجٍ القُرشيُّ ، تُنسَبُ إِليه جماعَةٌ من الصّحابَةِ.

وكزُبَيْرٍ ، وجُهَيْنَة : خلقٌ كثيرٌ.

وكسَفِينَة : ابنُ مُسافِعَ ، وأَبو خِداشٍ ؛ تابعيَّانِ ، وابنُ عمروٍ السَّلْماني ؛ أَسلَمَ زمنَ الفتح ولم يلقَ النّبيَّ 9 ، وابنُ معاويةَ بنُ قُشَير ، وابنُ عمرو بنِ معاويةَ ، ويقال لهما : العَبِيدَتَانِ (٣).

والعَبْدانِ : عبدُ الله بنُ قُشَيرٍ ، وعبدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ بنِ قُشَيْرٍ.

والعَبْدِيُ : نسبةٌ إِلى عَبْدِ القَيسِ ، ويقال له : العَبْقَسِيُّ أَيضاً.

وكهُذَلِيِّ : نسبةٌ إِلى بني عُبَيْدٍ ؛ بطنٌ ، وهو من نادِرِ معدولِ النَّسَبِ.

وعَبْدانُ ، كحَمْدَانَ : جَماعَةٌ.

وكعِمْرانَ : جدُّ عطاءِ بنِ نَقادَةَ

__________________

(١) في « ج » : كأمين.

(٢) في « ش » : ابن سبرة.

(٣) في النّسخ : العبيدان ، والتصويب عن الصّحاح.


المحدِّثِ ، وجَدُّ عمروِ بنِ قَطَنِ بنِ المُنذرِ الشّاعرِ الملقبِ جُهُنَّام.

وكعِرِّفَانَ ، مُشدَّدةً : والدُ ربيعةَ الصَّحابيِّ.

ومَعْبَدٌ ، كمَقْعدٍ : جماعةٌ من الصَّحابَةِ وغيرِهم.

والأُعْبُودُ ، كأُسْلُوبٍ : بطنٌ من السَّكاسِكِ ، منهم : القَيْلُ ذُو عَبَدانَ ـ كسَرَطان ـ من أَقيالِ اليَمَنِ.

وسَمَّوْا عابِداً ، وعَبْدَلاً ، وعَبْدَك (١) بالكافِ ، وعِبْدِيداً كجِرْجِيرٍ ، وعَبُّوداً كتَنُّورٍ.

وأُمُ عُبَيْدٍ ، كزُبَيْرٍ : المفازَةُ ، وإِيَّاها عنى القائلُ :

بئسَ قَريناً يَفَنٍ هالِكِ

أُمُ عُبَيْدٍ وأَبُو مالِكِ (٢)

وأَرادَ بأبي مالكٍ الكِبَرَ.

الكتاب

( قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) (٣) هذه قضيّةٌ شرطيَّةٌ ممتنعةُ الجزأين صادقةُ الملازمةِ ، كقولك : إِن كانت الخمسةُ زوجاً فهي منقسمةٌ بمتساويين ، وهو على سبيل الفرضِ والتّقدير. وبيانُ الملازمة : أنَّ الولدَ تَجِبُ طاعته وخدمته لرضا الوالِدِ وتَعظيمِهِ ، فلو كان المقدَّم حاصلاً في الواقعِ لزم وقوعُ التّالي عادةً ، وإِنَّما ادَّعى أَوَّليَّتَهُ في العبادةِ ؛ لأنَّ النّبيَّ مقدَّمٌ في كلِّ حكمٍ على أُمَّتِهِ خصوصاً فيما يتعلَّقُ بالأُصولِ ، كتعظيمِ المعبودِ وتنزيهه ، لكنَّ التّاليَ غيرُ واقعٍ فكذا المُقدَّم. وهذا الكلامُ ظاهرُ الإِلزامِ ، واضِحُ الإِفحامِ.

وقيل : إِن كان للرّحمانِ ولدٌ في زعمكُمْ فأنا أوَّلُ المُوحِّدينَ لله ، أَو أَوَّل الآنفينَ من أَن يكون له ولدٌ ؛ من عَبِدَ كأَنِفَ زنةً ومعنىً.

__________________

(١) كذا في النّسخ ، وهي منّونة في القاموس والتّاج.

(٢) الرّجز بلا عزوٍ في ثمار القلوب : ٢٤٩ و ٢٦١ ، والمخصص ١٣ : ١٧٦ و ١٨٦.

(٣) الزّخرف : ٨١.


وقيل : « إِن » نافية ، ما كان للرّحمان ولدٌ فأَنا أَوَّلُ من قال بذلك ، وكلُّ ذلك ظاهرُ التّكلُفِ.

( فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا ) (١) الجمهور على أنَّه الخَضِرُ. وقيل : اليَسَعُ.

وقيل : مَلَكٌ أمَرَهُ اللهُ أَن يأخُذَ ما حَمَّلَهُ إِيَّاه من علم بواطِنِ الأشياءِ.

( لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ * وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ) (٢) أَي لا أَفعلُ في المستقبل ما تطلبونه منّي من عبادةِ آلهتكم ، ولا أنتم عَابِدُونَ في المستقبل ما أطلبُهُ منكم من عِبَادَة إلهي ، ولا أَنا عابِدٌ في الحالِ ما عَبَدتُم فيه ، وما عَبَدتُم في وقتٍ من الأَوقاتِ ما أَنا على عِبَادَتِهِ ، وإِطلاقُ لفظ « ما » على الله تعالى للطّباقِ والمشاكلةِ أَو المرادُ بها الصّفةُ ؛ كأنَّه قيل : لا أَعبُدُ الباطِلَ ولا أَعبُدُ إِلاَّ الحقَّ ، أَو هي مصدريَّةٌ.

( إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً ) (٣) مُقرّاً بعُبُودِيَّتِهِ ملتجئاً إِلى ربوبيَّته.

( وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ) (٤) عطفٌ على صلة « مِنْ » أي ومَنْ عَبَدَ الطّاغوتَ ، وقرأَ حمزةُ « وعَبُدَ الطّاغوت » (٥) كعَضُدٍ مضافاً إِلى الطّاغُوتِ ـ وهو اسمُ جمعٍ أَو جمعٌ لـ « عَبْد » ولا نظيرَ له في أَبنيَةِ الجُمُوع ـ وهو عطفٌ على القِرَدَةِ والخنازير.

( وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ ) (٦) « تِلْكَ » إِشارةٌ إِلى مشارٍ إِليه ذهنيٍّ يفسِّره قولُه : ( أَنْ عَبَّدْتَ ) والمعنى : تَعبيدُكَ بني إِسرائيلَ نعمةٌ تَمنُّها عليَّ ، كأَنَّه أَبَى أَن تُسمَّى نعمتُهُ نعمةً ؛ إِذ كان تعبيدُهُم ـ أَي اتِّخاذُهُم عَبِيداً ـ وقصدُهُ إِلى ذَبْحِ أَبنائِهِم

__________________

(١) الكهف : ٦٥.

(٢) الكافرون : ٢ ـ ٥.

(٣) مريم : ٩٣.

(٤) المائدة : ٦٠.

(٥) انظر معجم القراءات القرآنية ٢ : ٢٢٢.

(٦) الشّعراء : ٢٢.


صارَ هو السَّبَبُ في حصولِهِ عندَه وتربيتِهِ إِيَّاه.

الأثر

( رَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ) (١) اتَّخَذَهُ عَبداً بأَن يُعتِقَهُ ثمَّ يَكتُمهُ إِيَّاه ، أَو يَعتقِلُهُ بعدَ العِتقِ فيَستخدِمُهُ كُرهاً ، أَو يَتَمَلَّكُ حُرّاً أَو يدَّعيهِ عَبداً ، ويُروَى « مُحَرَّرةً » بالتّاء على أَنَّها صفةٌ لنفسٍ ، ويُروَى « مُحَرَّره » بالهاءِ على أنَّه ضميرٌ مضافٌ إِليه.

( فَعَبِدَ وضَمِدَ ) (٢) كتَعِبَ فيهِما ، أَي أَنِفَ وغَضِبَ.

المصطلح

العُبُودِيَّةُ : عبارةٌ عن صيرورةِ العَبدِ عَبداً خالصاً مُفتقِراً محضاً لم تبقَ له جهةُ أَنانيَّةٍ أَو نَظَرٍ والْتِفاتٍ إِلى سوى المعبودِ الحقِّ الأوَّل ، وذلك بعد انسلاخاتٍ عن نسبةِ الوجوداتِ الكونيَّةِ ، وعُقبِ رياضاتٍ عِلْميَّةٍ وعَمَليَّةٍ ، وتَجَرُّداتٍ من نشأةٍ إِلى نشأةٍ وصورةٍ إِلى صورةٍ حتَّى يصيرَ عبداً محضاً فانياً عن نفسِهِ وعن كلِّ شيءٍ سوى الحقِّ ، مستغرقاً في عبوديَّتِهِ وفقرهِ إِلى ربِّه ، بل فانياً عن ملاحظةِ هذا الاستغراقِ ، قاصراً نَظَرَهُ عن مطالعةِ الجلالِ ومشاهدةِ الجمالِ.

وهذا هو غايةُ إِيجادِ الخلق ، ورتبةُ هذه العبوديَّةِ المحضةِ فوقَ رتبةِ الرّسالةِ ، ولهذا قُدِّمت عليها في التّشهُّدِ من قول : « أَشهدُ أَنَّ محمَّداً عَبدُهُ ورسولُه ».

والعِبادَةُ : قد تُطلَقُ على أَعمال الجوارح بشرطِ قصدِ القُربةِ ، فتحدُّ : بأَنَّها فعلٌ اختياريٌّ يصدرُ عن نيَّةٍ يرادُ بها التقرُّبُ إِلى اللهِ تعالى طاعةً للشّريعةِ.

وقد تُطلَقُ على التحقُّقِ (٣) بالعَبديَّةِ بارتسامِ ما أَمَرَ السّيِّدُ جلَّ شأنه أَو نَهَى ، وعلى هذا تتناولُ الأَعمالَ والعقائدَ القلبيَّةِ فيدخُلُ فيها الإِيمانُ ؛ وهو عِبادَةٌ في نفسِهِ وشرطٌ لسائر العِباداتِ.

__________________

(١) الفائق ١ : ٤٠٦ ، النّهاية ٣ : ١٦٩.

(٢) الفائق ٢ : ٣٨٨ ، النّهاية ٣ : ١٧٠.

(٣) في « ش » : التّحقيق بدل : التحقُّق.


المثل

( العَبْدُ يُفْرَعُ بِالعَصَا والحُرُّ تَكْفِيهِ المَلامَة (١) ) (٢) يُضرَبُ في خِسِّةِ العَبيدِ ، ولمَن لا يُنَهْنَهُ إِلاَّ بالعقوبةِ دونَ القول.

( هُمْ عبِيدُ العَصَا ) (٣) أَوَّلُ مَن قيل له ذلك : بنو أَسَدِ حينَ أَمَرَ معاويةُ بنُ عمروٍ المَلِكُ بقتلِهِم من أَجلِ وَلَدٍ له فُقِدَ في الحجِّ ، فاتُّهِمَ به رجلٌ منهم ، ثمَّ إِنَّ امرأةً من كِندَةَ يقال لها : عُصَيَّةُ وأَخوالُها بنو أَسَدٍ استوهَبتهُم مِنَ الملكِ فأعتقَتْهُم ، فقالوا : إنَّا لا نَأمَنُ إِلاَّ بأَمانِ الملِكِ ، فأُعطِيَ كلُّ واحد منهم عصاً ، فأَقبلوا إِلى تهامةَ وبأيديهم العِصِيُّ ، فسمُّوا عَبِيدَ العصا. يُضرَبُ للذّليلِ الَّذي عزُّهُ في إِهانتِهِ.

( عَبْدٌ وَحُلِّيَ في يَدَيْهِ ) (٤) أَي أُلِبسَ حُليّاً (٥) ، ويروى : « ... وخَلاً في يَدَيْهِ » يُضرَبُ في المالِ يَملِكُه من ليس له بأَهلٍ ، ولِمَن أخصَبَ فبَطِرَ للؤمهِ.

( عَبْدُ غَيْرِكَ حُرٌّ مِثْلُكَ ) (٦) يُضرَبُ للرَّجُل يرى لنفسِهِ فضلاً على النّاس من غيرِ تفضُّلٍ وتطوُّلٍ ، ومثلُه قولُهم : ( سَاوَاكَ عَبْدُ غَيْرِكَ ) (٧).

( نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ ) (٨) أصلهُ أَنَّ رجلاً اسمُه عَبُّود ـ كتَنُّور ـ تماوَتَ على أَهلِهِ ، وقال : اندبُوني لأعلَمَ كيف تندبوني ميِّتاً ، فَنَدَبوه ، فماتَ عَلَى تلك الحال.

أَو هو رَجُلٌ حطَّابٌ كان كثيرَ النّومِ ، فنامَ في مُحتَطَبِهِ سبعَ سنين.

أَو هو عَبدٌ أَسوَدُ ، وكان من حديثِهِ ما

روي مرفوعاً عن محمَّدِ بنِ كعبٍ القُرَظِيِّ أَنَّ رسولَ الله 9 قال : ( إِنَّ أَوَّلَ النّاسِ دُخُولاً الجَنَةَ لَعَبْدٌ أَسودُ ، يقال له : عَبُّودٌ ؛ وذلك أنَّ اللهَ تعالى بعث نبيّاً إلى

__________________

(١) في « ش » : الإشارة بدل : الملامة.

(٢) مجمع الأَمثال ٢ : ١٩ / ٢٤٤٧.

(٣) المستقصى ٢ : ٣٩٨ / ١٤٧٦.

(٤) المستقصى ٢ : ١٥٧ / ٥٣١ ، مجمع الأمثال ٢ : / ٢٣٨٨ ، وانظر اختلاف رواية المثل فيهما.

(٥) في النّسخ : « حليٌّ » بتنوين الرفع ، والتصحيح من عندنا.

(٦) مجمع الأَمثال ٢ : ٥ / ٢٣٨٧.

(٧) مجمع الأَمثال ١ : ٣٢٩ / ١٧٦٨.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٣٣٦ / ٤٢١٠.


أَهلِ قريةٍ ، فلم يؤمِنْ به أحدٌ إِلاَّ ذلك الأَسودُ ، وإِنَّ قومَهُ احتفروا له بئراً فَصَيَّروهُ فيها ، وأَطبقوا عليه صخرةً ، فكان ذلك الأَسودُ يَخرُجُ فيَحتطِبُ ويَبيعُ الحطَبَ ويشتري به طعاماً وشراباً ، ثمَّ يأتي تلك الحُفرةَ فيُعِينُهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على تلك الصّخرةِ فيرفعها ويُدْلي إِليه ذلك الطّعامَ والشّرابَ ، وإِنَّ الأَسوَدَ احتَطَبَ يوماً ثمَّ جلس ليستريحَ فضرب بنفسِهِ شِقَّه الأَيسرَ فنام سبعَ سنين ، ثمَّ هبَّ من نومتِهِ وهو لا يرى أَنَّه نام إِلا ساعةً من نهار ، فاحتَمَلَ حُزمَتَهُ فأَتَى القريةَ فباعَ حَطَبَهُ ، ثمَّ أَتى إِلى الحفرةِ فلم يَجِد النّبيَّ فيها ، وكان قد بدا لقومِهِ فأَخرجوه ، فكان يسألُ عن الأَسود ، فيقولون : لا ندري أَينَ هو ) (١).

فضُرِبَ به المثلُ لكلِّ من نام نوماً طويلاً.

عبرد

العُبْروُدُ (٢) ، كعُصْفُور : النّاعمُ اللّيِّنُ من الأَغصان ـ كالعُبارِدِ كسُرادِق ـ والشَّحْمُ إذا كان يَرتَجُّ.

والعُبْرُدُ ، كعُصْفُر : العشبُ الدّقيقُ الرّديءُ ، والجارِيةُ البيضاءُ النّاعمةُ الّتي تَرتَجُّ من نَعْمَتِها ، كالعُبَرِدِ ، والعُبَرِدَةُ ، والعُبارِدِ ، كعُلَبِط وعُلَبِطَة وعُلابِط.

عتد

عَتُدَ ـ كقَرُبَ ـ عَتَاداً ، وعَتادَةً ، بفتحهما : حَضَرَ ، فهو عَتِيدٌ ، وعَتَدٌ ، كسَبَبٍ.

وأَعْتَدَهُ ، وعَتَّدَهُ تَعْتِيداً : أَحضَرَهُ وأَعَدَّهُ وهيَّأهُ ، فهو مُعْتَدٌ ، وعَتيدٌ (٣). وعن يعقوب : أنَّ « التّاءَ » في أَعْتَدْتُهُ بدلٌ من « دال » أَعْدَدْتهُ (٤).

وتَعَتَّدَ في عَمَلِهِ : تأَنَّقَ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٣٣٦ ، القاموس : والتّاج.

(٢) وردت هذه المادة في اللّسان بتشديد الرّاء ولم يُشر فيه إلى التّخفيف.

(٣) ومنه قوله تعالى : ( وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً يوسف ) : ٣١.

(٤) حكاه عنه في اللّسان ٣ : ٢٧٩.


والعَتادُ ، كسَحَابٍ : العُدَّةُ ، يقال : هو عَتادٌ لكذا (١).

وأَخَذَ للحربِ عَتادَها : أُهْبَتَها وما أَعَدَّ وهَيَّأَ لها من سلاحٍ وغيرِهِ. الجمع : أَعْتِدَةٌ ، وعُتُدٌ ، كسُحُبٍ.

وفَرَسٌ عَتَدٌ ، كسَببٍ وكَتِفٍ : حاضرُ العَدْوٍ ، أَو مُعَدٌّ للجَرْيِ ، أَو شديدُ الخَلق سريعُ الوَثبةِ ليس فيه اضطِرابٌ ولا رخاوةٌ. يستوي فيه الذَّكَرُ والأُنثى.

والعَتُودُ ، كصَبُورٍ : الشَّجرةُ من الطَّلْحِ أَو (٢) السِّدرِ ، والحَوْليُّ من أَولادِ المَعَزِ ، أَو الَّذي اسْتَكْرَشَ ، أَو بَلَغَ السِّفادَ ، أَو أَجذَعَ (٣). الجمع : أَعْتِدَةٌ ، وعِدّانٌ ، وأَصلهُ عِتْدانٌ فأُدغمتِ التاءُ في الدالِ ، ويجوزُ استعمالُهُ على الأَصل.

والعَتِيَدةُ ، كسَفِينَةٍ : وعاءٌ يُجعَلُ فيه الطِّيبُ والأَدهانُ (٤).

وكَسَحابٍ : العُسُّ من الأَثْلِ (٥) ، أَو كلُّ قَدَح ضخمٍ.

وعِتْوَدٌ ، كدِرْهَمٍ وجَدْوَلٍ : وادٍ أَو [ موضعٌ ] (٦) بالحجازِ ، وذَكَرَهُ الأَزهريُّ بالرَّاءِ (٧).

وكتَنُّورٍ : جبلٌ أَسوَدُ بجانِب البقيع (٨) ، أَو هو تصحيفُ عَبُّودٍ ، بالموحَّدة.

وكجَدْوَل : دُوَيْبَّةٌ.

وعتْيَدٌ ، كحِدْيَمٍ وضَهْيَدٍ : موضعٌ.

وكزُبَيْرٍ : موضعٌ في شِعرِ الأَعشى (٩).

وعُتائِدُ ، كسُرادِق : ماءٌ بالحجازِ.

__________________

(١) ومنه في صفته 9 : « لكلِّ حالٍ عنده عَتادٌ » النّهاية ٣ : ١٧٧.

(٢) في « ج » : وبدل : أَو.

(٣) ومنه حديث الأضحية : « بَقِيَ عِندي عَتُودٌ » النّهاية ٣ : ١٧٧.

(٤) ومنه حديث أُمّ سليم : « ففتحت عَتِيدَتَها » النّهاية ٣ : ١٧٧.

(٥) في النّسخ : الإبل بدل : الأثل ، والتّصويب عن اللّسان.

(٦) ما بين المعقوفين أثبتناه عن معجم البلدان.

(٧) تهذيب اللّغة ٢ : ٢٦٦.

(٨) كذا في النّسخ ، وفي معجم البلدان : النّقيع بالنّون.

(٩) إِشارة إِلى قوله :

جزى اللهُ فتيانَ العُتَيْدِ وقد نأت

بي الدّارُ عنهم خيرَ ما كان جازيا

معجم البلدان ٤ : ٨٣.


وبُحْتُرُ بنَ عَتُودٍ ، كصَبُورٍ : أَبو قبيلةٍ عظيمةٍ من طيِّئٍ ، منهم : أبو عبادَةَ البُحْتُرِيُّ الشَّاعرُ.

وعَتِيدٌ ، كأَمِيرٍ : ابنُ ضَرارِ بنِ سلامانَ الكَلْبِيُّ.

ومحمّدُ بنُ يوسفَ العَتايدِيُ ، بالفتح : محدِّثٌ.

عثد

عَثْوَدٌ ، بالمُثلَّة كجَدْوَلٍ : وادٍ أَو موضعٌ ، هكذا ضَبَطَهُ العمرانيُّ في كتابِهِ ، والمشهورُ أنَّه بالمثنَّاة ، لكنَّهُ ذكرهما معاً (١).

عجد

العَجَدُ ، كسَبَب : الغِربانُ ، واحدتُها بهاءٍ ؛ قال صَخْرُ الغَيِّ يَصِفُ الخيلَ :

فَأرْسَلُوهُنَّ يَهْتَلِكْنَ بِهِمْ

شَطْرَ سَوامٍ كَأنَّها العَجَدُ (٢)

وكقُفْلٍ : الزَّبِيبُ ، كالعُنْجُد ، كسُنْبُلٍ وعَنْبَرٍ وخُنْفَسٍ ، واحدتُه بهاءٍ في الجميعِ ، والنّونُ زائدةٌ إِجماعاً ، وما قيل : إِنَّهُ ضَرْبٌ منه ، أو الأَسوَدُ منه ، أو أَردؤه ، أَو ثَمَرٌ يشبهه وليس به. أقوالٌ لا طائلَ تحتها ؛ أَلا ترى إِلى قولِ أَبي الصَّلْتِ والِدِ أُمَيَّةَ :

وَ يانِعٌ مِنْ صُنُوفِ الكَرْمِ عُنْجَدْنا

مِنْهُ وَنَعْصِرُهُ خَلاًّ ولذَّانا (٣)

فَجَعَلَ زَبِيبَهُم مطلقاً من يانِعِ أَصنافِ العِنَبِ.

وكفَلْسٍ : حَبُّ الزَّبيبِ والعِنَب ، ويضمُّ.

وعَنْجَدَ العِنَبُ عَنْجَدٌ : صارَ عُنْجُداً.

والمُعَنْجِدُ ، والمُنَعْجدُ : الغضوبُ الحديدُ.

ورافِعُ بنُ عُنْجُدَةَ ، كسُنْبُلَة : صحابيٌّ ، وهي اسمُ أُمِّهِ ، وصَحَّفَها الفيروزاباديُّ بالغين المعجمةِ فذكرها في « غ ن ج د »

__________________

(١) عنه في معجم البلدان ٤ : ٨٣ و ٨٦.

(٢) شرح أَشعار الهذليين ١ : ٢٥٩.

(٣) معجم البلدان ٥ : ٣٦١.


ويأتي تمامُ الكلامِ عليها هناك.

قال ابنُ حَجَرٍ : وقيل : هو رافعُ بنُ عَنْجَرَةَ ـ براءٍ بدل الدّالِ ـ وهو تصحيفٌ. وقيل : رافِعُ بنُ عَنْبَرَةَ ، وهو تحريفٌ ، وكان أَبو مَعْشَرٍ يسمِّيه عامرَ بنَ عُنْجُدَّةَ ، ولم يُتابَع عليه (١).

عجرد

العَجْرَدُ ، كعَسْجَدٍ : الذَّاهبُ ـ عن أَبي خليفةَ الجُمَحِيِّ ـ والخَفيفُ السَّريعٌ ، والغليظُ الشّديدُ ، والذَّكَرُ الصُّلْبُ ، كالعُجارِدِ كسُرادِق. ويقال : العُجارِمُ ، بالميم أَيضاً.

وكعَمَلَّسٍ : الجَرِيءُ.

وعَجْرَدْتُهُ عَجْرَدَةً : عرَّيتُهُ فَتَعَجْرَدَ ، ومنه : عَجْرَدٌ ، كفَرْقَدٍ : لقبُ حمَّادِ بنِ كُليبٍ الشّاعرِ ؛ لأَنَّ أَعرابيّاً مرَّ به في يومٍ شَديدِ البَرْدِ وهو عُريانٌ يَلعبُ مع الصِّبيانِ ، فقال له : ما لك تَعَجْرَدْتَ يا غلامُ؟! (٢)

وعبدُ الكريمِ بنُ [ العَجْرَد ] ) : زَعيمُ العَجارِدَةِ ؛ من الخوارج.

والعَنْجَرِدُ ، كجَحْمَرِش : الجُريئَةُ ، أَو السَلِيطةُ من النّساءِ.

والعَجْرَدُ ، كجَعْفَر : قريةٌ من أَعمالِ ذَمَارَ (٤) باليمنِ.

وعُجْرُودٌ ، كعُصْفُورٍ : وادٍ من أَعمال السّويس على نصفِ مرحلةٍ منها وعلى مرحلتين من مصرَ ، وهو من منازِل الحاجِّ ماؤُهُ مِلْحٌ خَبيثٌ.

عجلد

العُجَلِدُ ، والعُجالِدُ ، كعُجَلِط وعُجالِط زنةً ومعنىً ؛ وهو اللَّبَنُ الخاثرُ الغليظُ ، ومنه : تَعَجْلدَ الأَمرُ ، إِذا غلظ وعظم واشتدَّ.

__________________

(١) الإصابة ١ : ٤٩٩.

(٢) الأغاني ١٤ : ٣٢٣.

(٣) ما بين المعقوفين أَثبتناه عن الصّحاح واللّسان ، وفي القاموس : « العجرّد » بالتّشديد.

(٤) في معجم البلدان ٤ : ٨٦ : العجرد : من قرى زُنّار ذِمار باليمن.


عدد

عَدَّهُ ـ كمَدَّهُ ـ عَدّاً ، وعِدَّةً بالكسر ، وتَعْداداً بالفتح : أَحصاهُ ، ( كعَدَّدَهُ تَعْديداً ) (١). والاسم : العَدَدُ ؛ وهو تَركيبُ الآحادِ ، ويطلق على المَعْدُودِ ؛ وهو الآحادُ المُركَّبةُ.

وأَقَمتَ أَيَّاماً عَدَداً ، أَي مَعْدُودَةً ، تُريدُ الكثرةَ ؛ لأَنَّ القليلَ لا يُعَدُّ عادَةً.

وما عَدَدُكَ؟ أَي سِنُو عُمُرِكَ الَّتي تَعُدُّها.

وما أَكثرَ عَديدَهُم! أَي عَدَدَهم.

وهذه الدَّراهِمُ عَدِيدُ هذه ، أَي مِثلُها في العَدَدِ.

وهم عَدِيدُ الحَصَى : بعَدَدِها في الكثرة.

وهو عَديدُ بني فُلانٍ : يُعَدُّ فيهم وليس منهم.

وعَدَدتُهُ المالَ ، وعَدَدتُ له المالَ عَدّاً ـ يَتَعَدَّى إِلى مفعولين بنفسهِ وباللاّم ـ فاعْتَدَّهُ هو ، أَي استَوفَى عَدَدَهُ ، نحو : كِلتُهُ فَاكتالَهُ.

وتَعَدَّدَ الشَّيءُ : صار ذا عَدَدٍ ..

و ـ الجيشُ على عشرةِ آلاف : زادَ.

وهم يَتَعَادُّونَ ، ويَتَعَدَّدُون على عَدَدِ كذا : يَزِيدُون عليه.

والعِدَّةُ بالكسرِ : العَدَدُ ، والجماعةُ قَلَّت أَو كَثُرَت ؛ تقول : رأيتُ عِدَّةَ رجالٍ ، وعِدَّةَ نساءٍ ، وأَنفَذْتُ إِليه عِدَّةَ كُتُبٍ.

وعِدَّةُ الرَّجُلِ : أَجَلُهُ ؛ يقالُ : انقَضَت عِدَّتُهُ ، كما يقال : انقَضَت مُدَّتُهُ.

وعِدَّةُ المرأةِ : أَيَّامُ أَقْرائِها ، وإِحدادِها على زَوْجِها ، وقد اعتَدَّت. الجمع : عِدَدٌ ، كعِنَبٍ.

وعادَّتْهُ العِلَّةُ عَداداً ، ومُعادَّةً : عاوَدَتْهُ لوقتٍ معلُومٍ ؛ كأَنَّها تُحاسِبُ صاحبَها أَيَّامَ إِفاقتِهِ منها ، فإِذا تمَ العَدَدُ أَصابتْهُ ،

__________________

(١) بدل ما بين القوسين في « ش » : كعدّده تعدد تعديداً.


ومنه قولُهم : به مَرَضٌ عِدادٌ (١) ، إِذا كان يَدَعُهُ زَماناً ثمَّ يأتيهِ ؛ وهو وَصفٌ بالمصدرِ.

وعِدادُ كلِّ وَجَعٍ : اهْتِياجُهُ لوقتٍ معلومٍ ، ويقال : عدادُ السَّليمِ سبعةُ أَيَّامٍ ، وإِذا مَضَت رَجَوا له البُرْءَ ، ما دامَ فيها قيل : هو في عِدادِهِ ، وأَمَّا قولهُ :

يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى

كَما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ (٢)

فالمْراد اهتِياجُ وَجَعِهِ ، وذلك إِذا تَمَّت له سَنَةٌ مُذْ يوم لُدِغَ اهتاجَ به الأَلم.

والعِدَدُ ، كعِنَبٍ : لغةٌ فيه ، وهو مقصورٌ منه ، وجاءَ ذلك في ضرورةِ الشِّعرِ.

وبه عِدادٌ : أَي مَسٌّ من جنونٍ يأخذه في أَوقاتٍ معلومةٍ.

ولَقِيتُه عِدادَ القَمَرِ الثُّرَيَّا ، أَي في الشَّهر مرّةً ؛ لأنَّ القَمَرَ لا يَنْزِلُها في الشَّهر إِلاَّ مرّةً واحدةً.

وأَتيتُهُ يومَ عِدَادِ ، أَي يومَ جُمْعَةٍ أَو فِطْرٍ أَو عيدٍ.

ويَوْمُ العِدادِ : يومُ العطاءِ.

وأَوصَى وهو في العِدادِ ، أَي وقتَ الموت.

وبينَهم عِدادٌ ، أَي مُناهَدَةٌ في النَّفَقَةِ.

وعِدَادُ القَوْسِ : رَنِينُها ؛ وهو صَوتُ الوَتَرِ.

وعِدادُهُ في بَني تَميمٍ ، أَي يُعَدُّ منهم في الدِّيوانِ.

وهو عِدادُهُ : نظيرُهُ ومِثلُهُ وقِرْنُهُ ، كعَدِيدِهِ ، وعِدِّهِ بالكسرِ ، وحقيقته : أَنَّه يُعَدُّ معه.

وعادَّهُمُ الشَّيءُ : تَساهَموهُ فَساواهُم.

وهم يَتَعادُّونَ ، إِذا اشتَرَكُوا فيما يُعادُّ منه بعضُهُم بعضاً من مكارِمَ وغيرِها.

__________________

(١) في النّسخ : عداداً ، بتنوين النّصب ، وهو من أَغلاط النّسّاخ.

(٢) البيت بلا عزوٍ في العين ١ : ٨٠ ، والجمهرة ١ : ٣٣٢ ، وتهذيب اللّغة ١ : ٨٩ ، والصحاح ، واللّسان ، وروايته في الجمهرة والصّحاح :

ألاقي من تذكّر آل ليلى


والعَدائِدُ : الحِصَصُ من المالِ المُقْتَسَمِ ، والميراثُ ، واحدتُها عَدِيدَةٌ.

وأَعْدَدْتُ الشَّيءَ إِعداداً : هيَّأْتُهُ وأَحضَرْتُهُ وجعلتُه عِدَّةً لحوادِثِ الدَّهرِ ، كعَدَّدتُهُ تَعْدِيداً.

واستَعَدَّ لِكذا ، وتَعَدَّدَ : تَهَيَّأَ له وتَأهَّبَ ، كاعْتَدَّ ، ومنه : رجُلٌ مُعْتَدٌّ ، أَي مُجِدٌّ. والاسمُ : العُدَّةُ ، بالضّمِّ ؛ يقال : كونوا على عُدَّةٍ ، أَي استِعدادٍ وتَأهُّبٍ.

والعُدَّةُ أَيضاً : ما أَعدَدْتَهُ لحادثِ الدَّهرِ من المالِ والسِّلاحِ وغيرهما ، وكسرُها لُغَيَّة. الجمع : عُدَدٌ.

وهو أَعَدُّ منه : أَكمَلُ عُدَّةً ؛ على غيرِ قياسٍ.

واعْتَدَّ به اعْتِداداً : أَدْخَلَهُ في العَدَدِ والحِسابِ ، فهو مُعْتَدٌّ به مَحسُوبٌ غيرُ ساقِطٍ ، ومنه : رَجُلٌ مُعْتَدٌّ : أي منظورٌ إِليه.

والعِدُّ ، بالكسر : الماءُ الَّذي لا انْقِطاعَ له ـ كماءِ العَيْنِ والبِئرِ ـ أَو ما نَبَعَ من الأَرضِ ، أو ما غَزُرَ مِن مائِها ، أَو ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ قَلَّ أو كَثْرَ ـ وهو الماءُ الكثيرُ بلُغَةِ تَمِيمٍ ، والقليلُ بلُغَةِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ ـ أو القديمُ الَّذي لا يَنْتَزِحُ (١) ، والقديمةُ من الرَّكَايا.

ومن المجاز

حَسَبٌ عِدٌّ ، بالكسرِ : تشبيهاً بالماءِ الغَزيرِ أَو القديم.

والعِدَّانُ ، بالكسرِ : الزَّمانُ والعَهْدُ ؛ يقال : أَتانا على عِدَّانِ ذلك ، أَي حينِهِ وزمانِهِ ؛ قال الفرزدقُ :

كَكِسْرَى علَى عِدَّانِهِ أَو كَقَيْصَرا (٢)

وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلكِ أَيضاً : أوَّلُهما وأَفضَلُهما.

__________________

(١) في « ش » : لا ينزح.

(٢) ديوانه : ١٨٠ ، وهو ضمن أَبيات له في هجاء مسكين الدّارمي وكان قد رثى زياد بن أَبيه ، قال :

أَمسكينُ أَبكى اللهُ عَيْنَكَ إِنما

جرى في ضلالٍ دَمعُها إِذ تحدّرا

أَتبكي امرأً من أَهل ميسان كافراً

ككسرى على عِدَّانهِ أَو كقيصرا

أَقول له لمّا أَتاني نَعِيُّه

به لا بظبيٍ بالصَّريمة أَعفرا


والعُدُّ ، بالضَّمِّ : بَثْرٌ يكونُ في الوَجْهِ ، واحدتُه بهاءٍ.

ومَعَدُّ الفَرَسِ ، كمَحَلٍّ : حيثُ تقع دَفَّتا السَّرْجِ من جَنْبَيهِ ؛ تقول : عَرِقَ مَعَدَّاهُ. وقيل : هو « فَعَلّ » لا « مَفْعَل » فموضع ذكرِه « م ع د » وعليه اقتَصَرَ في المحكم (١).

قيلَ : وبِهِ سمِّي مَعَدُّ بنُ عدنانَ أَبو العرب. قال سيبويه وتبعَهُ المحقِّقون : ميمهُ أَصليَّةُ ، فهو « فَعَل » (٢) ، واستدلَّ بالحديث عن عمر : ( اخْشَوشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ) أي تشبَّهُوا بمعدٍّ. وقال مَن خالَفَهُ : هو « مَفْعَل » لأنَّ « فعَلاًّ » في غاية القلَّةِ (٣) فلا يحمل عليه ، وسيأتي تمامُ الكلام عليه في : « م ع د » ..

وقولُ الفيروزاباديِّ : « الصّوابُ :

قال النّبيُّ 9 : ( تَمَعْدَدُوا واخشَوْشِنُوا ) رواه ابنُ أَبي حَذْرَد » لا يُوجِبُ تغليطَ الجوهريِّ في قوله : قال عمر : ( اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ). كما ستقفُ عليه في الأثرِ من : « م ع د ».

وعَدْعَدَ القَطا عَدْعَدَةً : صوَّتَ ..

و ـ الرَّجُلُ في المشي وغيرِهِ : أَسرَعَ.

وعَدْعَدْ : زَجَرٌ للبَغْلِ.

وعُدادٌ ، بالضّمِّ : موضعُ بباديةِ اليمامة.

وكعَفَّانَ : مدينةٌ كانت على الفراتِ لأُختِ الزَّبَّاءِ.

وعَدِيدٌ ، كشَديدٍ : ماءٌ لعَمِرَةَ ؛ بطنٌ من كَلْبٍ.

الكتاب

( لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ) (٤) حصرهم بعِلمِه وأَحاط بهم وضبطَ أَشخاصَهُم وأَنفاسَهُم وأَحوالَهُم وأَيَّامَهِّم وآثارَهُم ، فلا يَخفَى عليه شيءٌ منها (٥) ، فكأنَّه سبحانه عَدَّهم عَدّاً.

__________________

(١) المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٤١.

(٢) انظر الصّحاح.

(٣) في « ش » : الخفة بدل : القلّة.

(٤) مريم : ٩٤.

(٥) في « ج » : فيها بدل : منها.


( فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ) (١) لا تَعْجَل عليهم بأن يَهلِكُوا فتَسْتَريحَ أَنتَ والمؤمنون مِن شُرُورِهِم ؛ فإِنَّه لم يبق لهم إِلاَّ أَيَّامٌ وأَنفاسٌ نَعُدُّها عَدَّاً ، وما دَخَلَ تحتَ العَدَدِ فكأَنَّه قد نَفَدَ.

( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ) (٢) أَنمناهُم سِنينَ ذواتَ عَدَدٍ ، أَو تُعَدُّ عَدَداً ، أَو مَعْدُودَةً ، ووَصَفَها بذلك إِمَّا للتّكثير ، أَي سنينَ كثيرةً تَفتقِرُ إِلى العَدِّ ؛ لأَنَّ القليلَ لا يَفتَقِرُ إِليه عادَةً ، وهو الأَنسبُ بإِظهارِ كمالِ القُدرةِ.

أَو للتّقليلِ في مقابَلَةِ (٣) ما لا يُعدُّ كثرةً ، وهو الأَليَقُ بمقامِ إِنكارِ كونِ القضيَّةِ عَجَباً من بين سائر الآيات العجيبة ؛ فإِنَّ مدَّةَ لَبثِهِم كبعضِ يومٍ عندَهُ جلَّ شأنُه ، كقوله : ( لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ ) (٤) وقد تقدَّم الكلامُ على قولهِ تعالى : ( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ ) في : « ض ر ب ».

( وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ) (٥) تَمييزٌ محوَّلٌ عن المَفْعُول ، وأَصلُهُ أَحصَى عَدَدَ كُلِّ شيءٍ ، أَو حالٌ أَي مَعْدُوداً ، أَو مصدرٌ بمعنى الإِحصاءِ ، أَي أَحصاهُ إِحصاءً ، والمعنى : عَلِمَ وأَحاط ما كان وما يكون فرداً فرداً.

( لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً ) (٦) قليلةً محصورةً ، وهي أَيَّامُ عبادتِهِم العِجلَ ، وهي أَربعون يوماً مُدَّةَ غَيبَةِ موسى 7 ، أَو سبعةَ أَيَّامٍ ؛ على ما رواه الأَصمُّ عن بعضِ اليهود ، وعن مجاهدٍ : أنَّهم قالوا : مدَّةُ الدُّنيا سبعةُ الآف سنةٍ ، وإِنَّما نُعَذَّبُ بكلِّ أَلفِ سنةٍ يوماً ؛ لأَنَّ يوماً عندَ الله أَلفُ سَنَةٍ (٧).

__________________

(١) مريم : ٨٤.

(٢) الكهف : ١١.

(٣) في « ش » : مبالغة بدل : مقابلة.

(٤) الأحقاف : ٣٥.

(٥) الجن : ٢٨.

(٦) البقرة : ٨٠.

(٧) تفسير مجاهد ١ : ٨٣.


( إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) (١) طائفةٍ من الأَيَّام قليلةٍ ؛ لأَنَّ ما يَحصرهُ العدوُّ ويضبطُهُ (٢) قليلٌ.

( دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ) (٣) قليلةٍ تَعُدُّها عَدّاً ولا تُوزَنُ ؛ لأنَّهم كانوا لا يَزِنُونَ إِلاَّ ما بلغ الأَوقيةَ وهي الأَربعون ، فعن ابن عبَّاس : أَنَّها كانت عشرين ، وعن السدّي : كانت اثنين وعشرين (٤).

( أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ ) (٥) موَّقتاتٍ بعدَدٍ معلومٍ ، أَو قلائِلَ ؛ وأَصلُهُ : أَنَّ القليلَ من المالِ يُعَدُّ عَدّاً ، والكثيرَ يُهالُ هَيْلاً.

( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ) (٦) هي أَيَّامُ التَّشْرِيق ، سمِّيت مَعْدوداتٍ ؛ لأَنَّها قلائلُ ، أَو لأَنَّها مضبوطةٌ لا تزيدُ على الثَّلاثةِ بعدَ النَّحْرِ ولا تتقدَّمُ ولا تتأَخَّرُ.

( وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ) (٧) لانتهاءِ مدَّةٍ معلومةٍ موقَّتةٍ ، عيَّنَ اللهُ وقوعَ الجزاءِ بعدَ انقضائِها.

( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (٨) فعليه صَومُ عِدَّةِ أَيَّامِ السَّفَرِ والمَرَضِ.

( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ) (٩) عِدَّةَ ما أَفْطَرتُم فيه ـ وهي أَيَّامُ السَّفَرِ والمرَضَ ـ بالقضاءِ إِذا أَقَمتُمْ أَو بَرَأْتُم ، أَو عِدَّةَ صومِ رمضانَ.

( فَطَلِّقُوهُنَ لِعِدَّتِهِنَ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) (١٠) اللاَّمُ للوقتِ ، أَي في الوقت الَّذي يُمكنُهُنَّ الشّروعُ في العِدَّةِ ؛ وهو الطُّهْرُ الَّذي لم يُجامَعنَ فيه.

وقال جماعَةٌ من السَّلَفِ : مستقبلاتٍ لعِدَّتِهِنَ ؛ فإِنَّ المرأَةَ إِذا طُلِّقت في طُهرٍ يَعقبُهُ القُرْءُ الأَوَّلُ من أَقرائِها فقد طُلِّقَتْ مستقبلةً لعدَّتِها ، والمرادُ أَن يُطلَقنَ في طُهرٍ لم يُجامَعْنَ فيه ثُمَّ يُخَلَّينَ حتَّى

__________________

(١) هود : ٨.

(٢) في « ش » : يضربه.

(٣) يوسف : ٢٠.

(٤) انظر الكشّاف ٢ : ٤٥٣.

(٥) البقرة : ١٨٤.

(٦) البقرة : ٢٠٣.

(٧) هود : ١٠٤.

(٨) البقرة : ١٨٤ ، ١٨٥.

(٩) البقرة : ١٨٥.

(١٠) الطّلاق : ١.


تَنقضي عِدَّتُهُنَ.

( وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) (١) أَي اضبِطُوها واحفَظُوا عَدَدَ أَيَّامِها ليراجعَ من أَرادَ قبلَ انتِهائِها.

( فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها ) (٢) تَستَوفونَ عَدَدَها ؛ من عَدَدْتُهُ الدّراهِمَ فاعْتَدَّها.

( فَسْئَلِ الْعادِّينَ ) (٣) الَّذين يَقدِرونَ على العَدِّ ويَتَمكَّنونَ منه ؛ فإِنَّا بِما دَهَمنا من العذاب بمعزلٍ عن التَّمكُّن منه ، أَو سلِ الملائكةَ الَّذين يَعُدُّون أَعمارَ العِبادِ وأَعمالَهم.

( جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ ) (٤) ضَبَطَ عَدَدَهُ وأَحصاهُ ، أَو جَعَلَهُ (٥) عُدَّةً لحوادثِ الدَّهر.

الأثر

( مَا زالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادُّني ) (٦) أي عادِيَةُ أكلةِ خيبرَ ومضرَّتُها تُعاوِدُني ؛ من عادَّهُ الوجعُ مُعَادَّةً ، إِذا عاوَدَهُ لوقتٍ معلومٍ ، وقد تقدَّمَ بيانُه.

( إِذا تَكامَلَتِ العِدَّتانِ ) (٧) عِدَّةُ أهلِ الجنَّة وعِدَّةُ أَهلِ النّار.

( آدَى شَيْءٍ وَأَعَدَّهُ ) (٨) أي أَكمَلُ شيءٍ أداةً وأَتَمُّهُ عُدَّةً ـ بالضمِّ ـ وكلاهما شاذَّان.

( عَدَّهُنَ فِي يَدِي ) (٩) أَي أَخَذَ يَدِي وجَعَلَ يَعُدُّها في كفِّي خمسَ مرَّاتٍ.

( مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ ) (١٠) كتَظُنُّونَ زنةً ومعنىً وعملاً ، و « ما » مفعولُهُ الأَوَّل ، و « الشّهيد » مفعولُه الثَّاني.

( ولا نَعُدُّ فَضْلَهُ عَلَيْنَا ) (١١) لا يمكننا عَدَّهُ لكثرتِهِ ، أَو نَعُدُّهُ مِنَّةً له ولا نَذكُرهُ ؛ لأَنَّه يَفضُلُ علينا من غير أَن يريدَ منَّا

__________________

(١) الطّلاق : ١.

(٢) الأحزاب : ٤٩.

(٣) المؤمنون : ١١٣.

(٤) الهمزة : ٢.

(٥) في « ش » : وجعله.

(٦) الغريبين ٤ : ١٢٣٦ ، الفائق ١ : ٥٠.

(٧) الغريبين ٤ : ١٢٣٦ ، النّهاية ٣ : ١٨٩.

(٨) الفائق ١ : ٣١ ، النّهاية ٣ : ١٩٠.

(٩) مسند أحمد ٥ : ٣٦٣ ، تفسير القرطبي ١٤ : ٢٣٤.

(١٠) مسلم ٦ : ٥١ ، مجمع الزَّوائد ٢ : ٣١٧.

(١١) الغريبين ٤ : ٢٣٦ ، النّهاية ٣ : ١٨٩.


شكراً وذِكراً له.

( نَزَلُوا أَعْداد [ مياه ] الحُدَيْبِيَّةِ ) (١) جمعَ عِدٍّ ، بالكسرِ ، وهو الماءُ الدَّائِمُ الَّذي لا انقطاعَ له.

المصطلح

العَدَدُ عند أَهلِ العربيَّة : ما وقعَ جواباً لـ « كَمْ » ، فيشملُ الواحدَ والاثنين ، لا خلافَ بينَهُم في ذلك ..

و ـ عِندَ أَهلِ الحساب : هو كمِّيَّةٌ حاصلةٌ عن آحادٍ مجتمعةٍ فلا يكونُ الواحدُ عَدَداً ، وبعبارةٍ أُخرى : ما زادَ على الواحدِ ، فيكون الاثنان وما فوقَه عَدَداً.

وقيل : الاثنان ليس بعَدَدٍ ؛ لأَنَّه الزّوجُ الأَوَّلُ فلا يكونُ عَدَداً ، كالفَرْدِ الأَوَّلِ ؛ وهو الواحِدُ.

قالوا : وليستِ العَشَرَةُ المحمولةُ على النّفوسِ ـ في نحوِ : « نُفوسٌ عَشرٌ » مثلاً ـ هي العَدَدُ ؛ لأَنَّ العَدَدَ كَمٌ ، والكَمُ عَرَضٌ قسيمٌ للجوهرِ ، فلا يمكنُ حَملُها على الجواهرِ الَّتي هي النّفوسُ هنا حَمْلَ هو هو ، بل العَشْرُ في هذا المقام بمعنى الصّفةِ المُشتَقةِ ، أَي نفوسٌ موصوفةٌ بكونِها معروضةً لعَشر.

والعِدَّةُ ـ بالكسرِ ـ في الفقه : تَربُّصٌ يَلزَمُ المَرْأَةَ عندَ زوالِ النِّكاحِ المُتأكِّدِ أَو شبهته.

عربد

عَرْبَدَ السَّكرانُ عَرْبَدَةً : آذَى نديمَهُ بشتمٍ أَو ضربٍ أَو خصومةٍ ، فهو مُعَرْبِدٌ ، وعِرْبِيدٌ ، كعِفْرِيتٍ ..

و ـ الرَّجُلُ على أَصحابِهِ : أَوقَعَ بهم مكروهاً لسُوءِ خُلُقِهِ.

والعِرْبِدُ ، كزِبْرِج : الحيَّةُ ، والأَرضُ الخشنةُ.

وبتشديدِ آخره ، وفتحِ الباءِ أَشهرُ : حيَّةٌ تنفخُ ولا تُؤذي ، أَو حيَّةٌ حَمراءُ

__________________

(١) الفائق ١ : ٣٤٦ ، النّهاية ٣٢ : ١٨٩ ، والزيادة عنهما.


خبيثةٌ ، والذَّكَرُ من الأَفاعي ، والصُّلْبُ الشَّديدُ من كلِّ شيءٍ ، والعادةُ ؛ يقال : ذلك من عِرْبَدِّهِ ، أَي دَأْبِهِ وعَادَتِهِ.

ورَكِبَ عِرْبَدَّهُ أَيضاً : مَضَى فلم يَلْوِ على شيءٍ.

عرد

عَرَدَ الشَّيءُ عُرُوداً ، كقَعَدَ : غلُظَ ، وصَلُبَ ..

و ـ النَّابُ : طَلَعَ كلُّه واشتدَّ وانتَصَبَ ..

و ـ النَّبْتُ : ارتَفَعَ وقَوِيَ وخرجَ من نعومتِهِ ولينِهِ وتَرافتِهِ ، فهو عارِدٌ ..

و ـ الرَّجُلُ الحَجَرَ عَرْداً ، كقَتَلَ : رماهُ رَمْياً بعيداً.

والعَرْدُ ، كفَلْسٍ : الصُّلبُ الشَّديدُ من كلِّ شيءٍ ـ كالعُرُنْدِ كتُرُنْج ـ وذَكَرُ الإِنسانِ أَو الغليظُ المُنتَصِبُ منه ، والحِمارُ ، ومَغْرَزُ العُنُقِ ، والرِّشاءُ الغليظُ. الجمعُ : أَعْرادٌ.

والعَرادُ ، كسَحابٍ : الغليظُ العاسي من النّبات ، وحشيشٌ طَيِّب الرِّيحِ أَو هو من الحَمْضِ ترعاهُ الإِبِلُ. واحدتُه بهاءٍ.

وعَرادٌ عَرِدٌ ـ ككَتِف ـ مبالغةٌ ؛ قال :

لا يَشْتَهِي أَن يَرِدا

إِلاَّ عَراداً عَرِدَا (١)

والعَرادَةُ ، كسَحابَةٍ : الأُنثَى مِن الجراد ، والحالُ ؛ يقال : هو في عَرادَةٍ خَيْرٍ ، أَي في حالِ خَيْرٍ ..

و ـ : اسمٌ لعِدَّةِ أَفراسٍ ، أَشهرُها فَرَسُ كَلْحَبَةَ اليَرْبوعِيِّ ، وفَرَسُ الرّبيعِ بنِ زيادٍ القُضاعِيِّ ؛ قال الكلبيُّ : كان يَنيخُ العَرادَةَ كما يُناخُ الجملُ ثمَّ يركبُها.

وبلا لامٍ : عَرادَةُ النُّمَيرِيُّ ؛ راويةُ راعي الإِبلِ الَّذي هجاهُ جريرٌ (٢).

__________________

(١) الرّجز بلا عزوٍ في التّكملة للصّاغاني ، واللّسان.

(٢) ومن قوله فيه :

أَتاني عن عرادةَ قولُ سوءٍ

فلا وأَبي عرادة ما أَصابا

وكم لك يا عرادَ من أمّ سوءٍ

بأرض الطّلح تحتبل الزّبابا

عرادةُ من بقية قوم لوطٍ

أَلا تبّاً لما عملوا تبابا

ديوانه ٢ : ٨١٩.


وكعَبَّاسَة : شِبْهُ المَنْجَنيقِ إِلاَّ أَنَّها صغيرةٌ ، وصانعها : عَرَّادٌ ، كعَبَّاسٍ.

وعَرَّدَ تَعْرِيداً : تَرَكَ القصدَ ، وانهَزَمَ ، كعَرِدَ عَرْداً ، كسَمِعَ ..

و ـ عنه : انحَرَفَ وبَعُدَ ..

و ـ عن قِرْنِهِ : أَحجَمَ ..

و ـ النّجمُ : ارتَفَعَ ، وغارَ ؛ ضدٌّ ..

و ـ الماءُ : قَلَصَ ..

و ـ السَّهْمُ في الرَّمِيَّة : نَفَذَ منها.

والعَرِيدُ : البعيدُ ـ ( لغةٌ ) (١) يمانيَّةُ ـ والدّأَبُ والعادةُ ؛ يقال : ما زالَ ذلك عَرِيدَهُ ؛ أَي دأبَهُ وهِجِّيرَه.

والعِرْدَادُ ، كجِلْبابٍ : الشّجاعُ القويُّ والفيلُ ، وعصاً ضَخَمةٌ يُشدُّ ( بها ) (٢) الفَرَسُ أَو الجَمَلُ.

والعارِدُ : المُنْتَبِذُ.

وشيءٌ عَرِدٌ ، وعُرُدٌّ ، وعُرُنْدٌ ، وعَرَنْدَدٌ ، ككَتِفٍ وعُتُلٍّ وتُرُنْجٍ وعَفَنْجَجٍ : صُلْبٌ شَديدٌ.

وعَرْدَةُ ، كهَضْبَة : مَوضعٌ.

وكهُمَزَة : ماءٌ عِدٌّ لبني صَخْرٍ من (٣) طيِّئٍ بينَ العُلَا وتَيْماءَ.

وكعَرَفات : وادٍ لبني بَجيلَةً.

والعَرَّادَةُ ، مشدَّدةً : قريةٌ بينَ رَأْسِ ونصِيبِينَ عَيْنٍ تنزلُها القَوافِلُ.

والعُرُّوَنْدُ ، بضمِّ العين والرَّاء المشدَّدة وفتح الواو وسكون النّون : حِصْنٌ بصنعاء اليمن.

وأَحمدُ بنُ محمّدٍ بن موسى العَرَّادُ ـ كعَبَّاسٍ ـ وابنُهُ سعيدُ بنُ أَحمدَ : محدِّثان.

عرجد

العُرْجُودُ : من النَّخْلِ كالعُرْجُونِ زنةً ومعنىً ، كالعُرْجُدِ كدُمْلُجٍ ، ويُشدَّدُ آخِرُهُ.

وعَراجِيدُ الكَرْمِ : أَوَّلُ ما يَخرُجُ من العِنَبِ كالثّآليلِ ، واحِدُها عُرْجُودٌ.

__________________

(١) و (٢) ليستا في « ت » و « ج ».

(٣) في « ت » و « ج » : بن بدل : من.


عرقد

عَرْقَدْتُ الحَبْلَ عَرْقَدَةً ، بالقاف : أَحكَمْتُ فَتْلَهُ وأَبرَمْتُهُ.

عزد

عَزَدَ : المرأةَ عَزْداً ، كضَرَبَ : جامَعَها ؛ لغةٌ في عَسَدَها. وقيل : العَزْدُ ، والعَصْدُ ، والعَسْدُ : النِّكاحُ ، ولا فعلَ لشيءٍ منها.

وأَعْزِدْني عَزْداً من حِمارِكَ ـ كفَلْسٍ ـ أَي أطْرِقْنِي إِيَّاه.

عسد

عَسَدَ عَسْداً ، كضَرَبَ : سارَ (١) ..

و ـ الحَبْلَ : فَتَلَه شديداً ..

و ـ المرأةَ : جامَعَها. قال ابنُ دُرَيدٍ : وهو مِن الأَفعالِ المُماتَةِ (٢).

والعِسْوَدُّ ، كعِثْوَلٍّ : الشَّديدُ القويُّ من الرّجال والجِمالِ ، وحَيَّةٌ خَبيثَةٌ تكونُ في الأَنْقاءِ ، وذَكَرُ العِظاءَةِ.

وبهاءٍ : دُوَيْبَّةٌ بيضاءُ كأَنَّها شَحْمةٌ يقال لها : بنت النَّقَا تُشَبّهُ بها بَنانُ الجواري ، ودُوَيْبَّةٌ أُخرى تُشبِهُ العِظاءَةَ أَصغَرُ منها وأَدَقُّ رَأْساً سوداءُ غَبْراءُ.

وتَفَرَّقَ القَوْمُ عُسادَيَاتٍ ، أَي في كُلِّ وجهٍ.

عسجد

العَسْجَدُ : الذَّهَبُ ، أَو اسمٌ جامعٌ للجَوهَرِ كُلِّهِ ..

و ـ : فحلٌ من الإِبِلِ مُنجِبٌ تُنْسَبُ إِليه النَّجائِبُ منها ، فيقال : العَسْجَد [ يّةُ ] (٣) [ و ] (٤) بنات العَسْجَد ..

و ـ : البعيرُ الضَّخمُ.

__________________

(١) قال شارح القاموس : والعسد أيضاً : البَبْر ، فصَحَّفَه المصنِّف بالسَّيْر ، ثم اشتقّ منه فعلاً فقال : عَسَدَ يَعسِدُ ، إِذا سار ولم أَرَ لأحدٍ من أَئمّة اللّغة ذكر العَسْدِ بمعنى السّير ، وإِنما هو البَبْر.

(٢) جمهرة اللّغة ٢ : ٦٤٥.

(٣) عن اللّسان ، والتّاج.

(٤) الزّيادة يستدعيها السياق.


وبلا لامٍ : موضعٌ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : العَسْجَدُ باللاّم (١) ، غلطٌ ؛ قال رِزاحٌ العُذريُّ :

فَلَمَّا مَرَرْنَ عَلَى عَسْجَدٍ

وأسْهَلْنَ مِنْ مُسْتَناخٍ سَبيلا (٢)

قيل : وإِليه تُنْسَبُ الإِبلُ العَسْجَدِيَّة.

والعَسْجَدِيُ ، بياءِ النّسبة : فَرَسٌ لبني سَعْدٍ (٣).

والعَسْجَدِيَّةُ : إِبلٌ كانت تُزَيَّنُ للنّعمان ، وركابُ المُلُوكِ ، والإِبلُ تَحمِلُ العَسْجَدَ ، وكبارُ الفُصْلانِ ، وسُوقٌ كان يباعُ فيها الذَّهَبُ ، وماءٌ لبني سَعْدٍ ؛ وهو في شعرِ الأَعشى (٤).

وأَحمدُ بنُ محمَّدٍ العَسْجَدِيُ.

عسقد

العُسْقُدُ ، كعُصْفُرٍ : الضَّخمُ الجافي الخَلْقِ ، والأَحمَقُ الشَّمَقْمَقُ.

عشد

عَشَدَهُ عَشْداً ، كضَرَبَ : جَمَعَه.

عصد

عَصَدَ عَصْداً ، كضَرَبَ : لَوَاهُ ولَفَتَهُ ، كأَعْصَدَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ : لَوَى رأسَهُ من النّومِ ..

و ـ البعيرُ : لَوَى عُنُقَهُ للموتِ ..

و ـ جارِيَتَهُ : جامَعَها ..

و ـ زيداً على الأَمرِ : أَكرهَهُ ؛ كأَنَّه

__________________

(١) ما قاله الفيروزابادي : « العسجديّة : موضع » يوافق ما في الصّحاح ومعجم ما استعجم ٢ : ٩٤٢ ، وما ذكره المصنّف يوافق ما في معجم البلدان ٤ : ١٢٠.

(٢) معجم البلدان ٤ : ١٢٠.

(٣) في كتب اللّغة ونسب الخيل : ٣٦ : « فَرَسٌ لبني أَسَد » ، وفي أَسماءِ خيل العرب : ٥٨ : « فرس لغطفان » وهو يوافق ما ذكره المصنّف ؛ لأَن غطفان من بني سعد : انظر الجمهرة : ٢٤٨.

(٤) إِشارة إِلى قوله :

قالوا نِمَارٌ فبطنُ الخال جادهما

فالعسجديّة فالأبلاءُ فالرِّجَل

ديوانه : ١٥١.


لَواه إِليهِ.

وعَصَدَ عُصُوداً ، كقَعَدَ : ماتَ ..

و ـ السَّهمُ : الْتَوَى في مَرِّهٍ ولم يَقصِد للغَرَض.

ورَجُلٌ عاصِدٌ : غَلَبَهُ النّومُ فَلَوى رأسَه ؛ قال ذو الرُّمَّةِ :

عَلَى الرَّحْلِ مِمَّا مَسَّهُ السَّيْرُ عاصِدُ (١)

والعَصْدُ ، كفَلْسٍ : المَنِيُّ ، ومنه : أَعْصِدْنِي عَصْداً من حِمارِكَ ، إِذا استَطْرَقْتَهُ إِيَّاه.

والعَصِيدُ : المَعْصُودُ.

وبهاءٍ : طعامٌ معروفٌ ؛ لأَنَّها تُلْفَتُ وتُلْوَى بالمِسْوَاطِ (٢).

والمِعْصَدُ ، كمِنْبَرٍ : ما يُعْصَدُ به.

والعِصْوادُ ، كسِرْدابٍ : الأَمرُ العظيمُ ، والمُتْعِبُ من الوِرْدِ ، والكثيرُ الشَّرِّ العَسِرُ من الرِّجالِ والنِّساءِ ، والقليلةُ اللَّحْمِ مِنهُنَّ ..

و ـ من الظَّلامِ : اختلاطُهُ وتراكُمهُ ..

و ـ : اختلاطُ القومِ وجَلَبَتُهُم ومُستَدارُهُم في حَرْبٍ أَو خُصُومَةٍ. الجمعُ : عَصاوِيدُ. وَقَدَ عَصْوَدُوا ، وَتَعَصْوَدُوا ، إِذا اخَتَلَطوا وجَلَّبُوا وصاحُوا.

وعَصَدَتْهُمُ العَصَاوِيدُ : أَصابَتْهم بذلك.

وقَومٌ عَصَاوِيدُ في الحَرْب : يلازمون أَقرانَهُم ؛ كأَنَّهم يَعْصِدُونَهُم.

وجاءَت الإِبلُ عَصَاوِيدَ ؛ إِذا رَكِبَ بعضُها (٣) بعضاً.

وعَصَاوِيدُ الكلامِ : مُلتوياتُهُ.

ويومٌ عَصَوَّدٌ ، كحَزَوَّرٍ : طويلٌ.

وامْرأَةٌ عِصْوَدٌّ ، كرِخْوَدٍّ : دَقِيقَةٌ.

ورَكِبَ عِصْوَدَّهُ أَيضاً ، إِذا رَكِبَ رَأْسَهُ ومَضَى على وَجهِهِ لا يُطيعُ مُرشِداً.

والعِصْيَدُ ، كحِذْيَمٍ : المَأْبُونُ.

__________________

(١) ديوانه ٢ : ١١١٢ ، وفيه : مَنَّه بدل : مَسَّه ، وصدره :

ترى النّاشئَ الغِرّيدَ يُضحي كأَنَّه

(٢) ومنه حديث خولة : « فقرَّبت له عَصِيدةً » النّهاية ٣ : ٢٤٦.

(٣) في « ش » : بعضهم.


وبلا لامٍ : لَقَبُ حِصنِ بنِ حُذَيفةِ بنِ بَدْرٍ ، أَو حُذَيفَةَ نفسِهِ.

وعَصِيدَةُ ، كسَفِينَة : لقبُ جماعةٍ.

وأَبو عَصِيدَةَ : أَحمدُ بنُ عُبيدِ بنِ ناصحٍ التَّميميُّ النّحويُّ.

عصلد

العَصْلَدُ ، كعَسْجَدٍ : الصُّلْبُ الشَّديدُ ، كالعُصْلُود ، بالضّمِّ.

عضد

العَضُدُ ، كرَجُلٍ وعُنُقٍ وكَتِفٍ وفَلْسٍ وقُفْلٍ وسَبَبٍ ؛ عن اللِّحْيانيِّ : ما بينَ المَرْفِقِ إِلى الكَتِفِ من الإِنسانِ وغيرهِ ، يُؤنَّثُ في تِهامَةَ ، ويُذكَّرُ في تميمٍ. الجمعُ : أَعْضُدٌ ، وأَعضادٌ.

ورَجُلٌ عُضادِيٌ ، بضمِّ العينِ وكسرِها وقد تفتح : عظيمُ العَضُدِ.

ورَجُلٌ أَعْضَدُ ، كأَحْمَرَ : دَقيقُها ، وقصيرُ إِحدَى العَضُدينِ.

وعَضُدٌ عَضِدَةٌ ، ككَلِمَةٍ : قصيرةٌ.

ويَدٌ عَضِدَةٌ أَيضاً : قَصيرَةُ العَضُدِ.

وامرأةٌ عَضادٌ ، كسَحَابٍ : غَليظَتُها (١).

وعَضَدَهُ عَضْداً ، كقَتَلَ : أَصابَ عَضُدَهُ.

وعُضِدَ الرَّجل عَضْداً ، بالبناءِ للمفعول : اشتَكَى عَضُدَه.

وعَضِدَ عَضَداً ، كتَعِبَ : أَصابَهُ داءٌ فيها ، وهو العَضَدُ ـ كسَبَبٍ ـ تسميةٌ بالمَصدر ، فهو عَضِدٌ ـ ككَتِفٍ ـ إِنساناً كان أَو غيرَهُ ولا يَختَصُّ بالإِبِلِ.

والمِعْضَدُ ، والمِعْضادُ ، ( والعِضادُ ) (٢) ، كمِنْبَرٍ ومِصْباحٍ وكِتابٍ : الدُّمْلُجُ ، وما يُشَدَّ في العَضُدِ من خَرَزٍ وسَيْرٍ ونحوه.

وكمِلْعَقَةٍ : ما يَشُدُّ المسافرُ على عَضُدِهِ ويَجعلُ فيها نَفَقَتَهُ ؛ شِبْهُ الهِمْيانِ اللّطيفِ.

__________________

(١) في « ش » : غليظتهما.

(٢) ليست في « ت » و « ج ».


وعَضَدَهُ في عَضُدِهِ ، كقَتَلَ : شدَّهُ عليها ، كاعْتَضَدَهُ.

والعِضادُ ، ككِتابٍ : سِمَةٌ توسَمُ في العَضُدِ.

ورَجُلٌ مُعَضَّدٌ ، كمُعَظَّمٍ : مُوثَّقُ الخَلْقِ مُحكمُهُ.

وبعيرٌ مُعَضَّدٌ أَيضاً : مَوسُومٌ في عَضُدِهِ.

وعَضَدَهُ عَضْداً ، كقَتَلَ : قوَّاه وأَعانَه ، فهو عاضِدٌ من عَضَدٍ ـ كخادِمٍ من خَدَمٍ ـ كعاضَدَهُ.

والمؤمنُ مَعْضُودٌ بتوفيقِ اللهِ.

واعْتَضَدَ به : استَعانَ وتقوَّى [ به ] (١).

واعتَضَدَهُ ، وتَعَضَّدَهُ : احتَضَنَهُ.

ومن المجاز

شَدَّ اللهُ عَضُدَكَ : أَعانَكَ وقوَّاكَ.

وهو عَضُدِي : عَوْني ومُعْتَمَدي ، وهم أَعضادِي.

وفتَّ في عَضُدِهِ : كَسَرَ قوَّتَهُ وفَرَّقَ أَعوانَهُ.

وعَضُدُ الحَوْضِ : جانِبُهُ ..

و ـ مِنَ الطَّريقِ : ناحِيَتُهُ ، كعِضادَتِهِ ، بالكسر ..

و ـ من الدَّبْرةِ : جُدُرُها الَّذي يُمسِكُ (٢) الماءَ ..

و ـ من النَّخْلِ : الطَّريقةُ المُتساطِرةُ في جهةٍ.

ويقولون : إِذا نَخَرَتِ الرِّيحُ من هذه العَضُدِ أَتاكَ الغَيْثُ ، يريدون ناحِيةَ اليَمَنِ.

ومَلَكَ أَعضادَ الإِبِلِ : قَوَّمَ مسيرَها حتَّى لا تذهبَ يَميناً وشِمالاً.

وعَضَدَها عَضْداً ، كقَتَلَ : أَتاها من قبلِ أَعْضادِها فَضَمَّ بعضَها إِلى بعضٍ.

والعَضُدانِ مِنَ الرَّحْلِ : خَشَبَتَان تَلْزَقان بواسِطَتِهِ ، ومنه : قولُ الرَّجُلِ

__________________

(١) زيادة يستدعيها السّياق.

(٢) في « ش » : التي تمسك.


لصاحبيه (١) : كفاني بكما عَضادَتَيْنِ (٢) ، أَي مُعينَين.

وفُلانٌ عِضادَةُ فلانٍ ، إِذا كان لا يُفارِقُهُ.

وثَوبٌ مُعَضَّدٌ ، كمُعَظَّمٍ : مُخطَّطٌ على شَكْلِ العَضُدِ ، أَو ما كان وَشيُهُ في جوانبِهِ.

وبُسْرٌ مُعَضِّدٌ ، كمُحَدِّثٍ : بَدَا التَّرْطِيبُ في أَحَدِ جانَبِيْه ، أَو أَرطَبَ في وَسَطِهِ ، وقد عَضَّدَ تَعْضِيداً.

والعَاضِدانِ : سَطَرانِ من النَّخلِ على فَلَجٍ.

والعَواضِدُ : ما نَبَتَ منه على جانِبَي النّهرِ.

والعَضِيدُ : النَّخلَةُ الَّتي تَناوَلُها بيدِك ، وهي خِلافُ الجَبَّارةِ. الجمعُ : عِضْدانٌ.

والعاضِدُ : الماشي إِلى جانب دابَّة ..

و ـ من الجمالِ : الَّذي يأخُذُ عَضُدَ النّاقةِ فيَتَنَوَّخُها ..

و ـ من الحَميرِ : الَّذي يَضُمُّ الأُتُنَ من جوانِبِها ، كالعَضِدِ ككَتِفٍ.

وغُلامٌ عَضادٌ ـ كسَحابٍ ـ وعُضادِيٌ ، بالضّمِّ : قصيرٌ مُلَزَّزٌ.

وامرأةٌ عَضادٌ أَيضاً : قَصيرَةٌ.

ورجلٌ عَضُدٌ ، كرَجُلٍ وكَتِفٍ وفَلْسٍ : قَصيرٌ.

وعَضَدَ الشَّجَرَ عَضْداً : قَطَعَهُ ، فهو مَعْضُودٌ ، وعَضِدٌ ، كاعْتَضَدَهُ ، واسْتَعْضَدَهُ ..

و ـ الشَّجرةَ وفُرُوْعَها : نَثَرَ وَرَقَها لإِبلِهِ.

واسْتَعْضَدَ الثَّمَرَةَ : جَناها.

والعَضَدُ ، كسَبَبٍ : ما قُطِعَ من الشَّجَرِ أَو تَكسَّرَ ، والوَرَقُ المنَثْورُ منه.

والمِعْضَدُ ، والمِعْضادُ : ما عُضِدَ بِهِ الشَّجَرُ ، وسَيْفٌ مُمْتَهَنٌ في قَطْعِ الشَّجَرَةِ ، وحَديدَةٌ كالمِنجَلِ لا أُشُرٌ لها يُربَطُ نِصابُها إِلى عصاً أَو قَناةٍ ثمَ يَقصِمُ

__________________

(١) في « ت » و « ج » : لصاحبه.

(٢) في أساس البلاغة : ٣٠٤ : كفاني بكما عِضَادتين ، والأصل : عِضَادتا الباب.


بها الرَّاعي فُرُوْعَ الشَّجَرِ على غَنَمِهِ أَو إِبلِهِ ، وسيفٌ للقصَّابِ يَقطَعُ به العِظامَ.

وعَضَدَ القَتَبُ البَعيرَ : عَضَّهُ (١) فَعَقَرَهُ.

ورَمَى فَأَعْضَدَ : ذَهَبَ سَهْمُهُ يميناً وشِمالاً ، كعَضَّدَ تَعْضيداً.

واليَعْضِيدُ ، كيَقْطين : نوعٌ من الهِندِبَاءِ البرِّيِّ أصفرِ الزَّهْرِ ، أَو بَقْلَةٌ من الأَحرارِ تَعْجَبُ بها الماشيةُ وتَخصِبُ عليها.

والعَضَدِيَّةَ ، بفتحتين : ماءٌ غربيَّ فَيْدَ ، أَو المُغِيثَةُ في طريقِ الحاجِّ إِلى مكَّةَ.

وعُضْدانُ ، كعُثْمانَ : قَلْعَةٌ من قِلاع صنعاءِ اليمن.

وعُضَيْدَةُ ، كجُهَيْنَةٍ : ابنُ عِفاسٍ الظِّهريُّ : محدِّثٌ.

والقاضي العَضُدُ : عبدُ الرّحمانِ بنُ عبدِ الغفَّارِ الأَيجِيُ عَضُدُ الدّين ؛ صاحبُ المواقف في عِلمِ الكلام ، وشرحِ مختصرِ ابنِ الحاجب في أُصولِ الفقهِ.

الكتاب

( وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) (٢) أَعواناً ، وإِنَّما أَفرَدَ ، ولم يقل : أَعْضاداً ؛ لتَعتَدلَ الفواصلُ بالإِفرادِ ، أَو هو ممَّا يستوي فيه المفردُ والجمعُ ؛ يقال : هو عَضُدِي ، وهم عَضُدِي.

( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) (٣) سَنُقَوِّيكَ ونُعينُكَ به ، وهو إِمِّا استعارةٌ تمثيليَّةٌ ؛ شَبَّهَ حالَهُ في تقويتِهِ بأَخيهِ بحال اليدِ في تقويتِها بعَضُدٍ شَديدَة ، أَو كنايةٌ تلويحيَّةٌ عن تقويتِهِ ؛ لأنَّ اليدَ تُشَدُّ بشِدَّةِ العَضُدِ ، وجُملَة البَدَنِ تَشتَدُّ على مُزاولةِ الأُمورِ بشِدَّةِ اليَدِ.

الأثر

( فَشَدَدْتُ عَلَى عَضُدِهِ ) (٤) أَي عَضَدْتُهُ وأَعنتُهُ ، و « على » صلةٌ للتّأكيد ، أَو على معنى : أَوقعتُ الشَّدَّ عليه.

__________________

(١) في « ش » : عضده بدل : عضّه.

(٢) الكهف : ٥١.

(٣) القصص : ٣٥.

(٤) غريب الحديث لابن قتيبة ٢ : ٩٩ ، الفائق ١ : ٣٣٥.


( فَاعتَضَدَ ابنَ ابنِهِ محمَّداً فَرَفَعَهُ عَلَى عاتِقِهِ ) (١) أَي احتَضَنَهُ وضمَّ عليه عَضُدَيهِ ، أَو أَخَذَ بعَضُدَيْهِ فَرَفَعَهُ.

( نَسْتَعْضِدُ البَريرَ ) (٢) هو ثَمَرُ الأَراكِ ، أَي نَجْنِيهِ من شَجَرِه فنَأكلُهُ للجَدْبِ.

( كانَ أَبْيَضَ مُعَضَّداً ) (٣) كمُحَمَّدٍ : مُوثَّقُ الخَلْقِ مُحكمُهُ.

وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ : ( وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَ ) (٤) أَرادَتْ بعَضُدَيْها جَسَدَها كُلَّه ؛ لِأَنَ العَضُدَ إِذا سَمِنَ فقد سَمِنَ سائرُ الجَسَدِ ، تُريدُ أَنَّه كانَ يُوسِّعُ عليها الغذاءَ والطّعامَ حتَّى امتلأَت شَحْماً.

المثل

( إِنَّ الذَّلِيلَ الَّذي لَيْسَت لَهُ عَضُدٌ ) (٥) أَي مُعينٌ وناصرٌ ، يُضرَبُ لمن خَذَلَه ناصرُهُ ، ومَن لم يجد مُعيناً يَشُدُّ (٦) عَضُدَهُ.

عطد

العَطْدُ ، كفَلْسٍ : الشِّدَّةُ والمشقَّةُ ، ولم يُسمَع له فِعل.

والعَطَوَّدُ ، بالفتح وتشديد الواو : الشَّدِيدُ الشَّاقُّ من السَّيْرِ والسَّفَرِ ، أَو من كلِّ شيءٍ ، أَو هو من السَّيْر السَّرِيع ، ومن السَّفَرِ البعيدُ ..

و ـ : البَيِّنُ اللاّحِبُ من الطَّريقِ يَسلُكُهُ السَّالِكُ كيف شاء ، والطَّويلُ من الجِبالِ ، والنَّجِيبُ من الرِّجال ، والمُذَلَّقُ من الأَسِنَّةِ ، والتَّامُّ من السِّنينَ والأَيَّام ، والمُرتَفِعُ من البناءِ وغيرِه.

وذَهَبَ يَوُمنا عَطَوَّداً : أَجمَعَ.

عطرد

العَطَرَّدُ ، كالعَطَوَّدِ في وزنه ومعانيه أَجمَعَ.

__________________

(١) الفائق ٣ : ١٥٩ ، شرح النّهج ٧ : ٢٧١.

(٢) الغريبين ٤ : ١٢٩٠ ، النّهاية ٣ : ٢٥٢.

(٣) الفائق ٣ : ٣٧٦ ، النّهاية ٣ : ٢٥٢.

(٤) الغريبين ٤ : ١٢٩٠ ، الفائق ٣ : ٤٩.

(٥) مجمع الأَمثال ١ : ٢١ / ٥٤.

(٦) في « ش » : ليشدّ بدل : يشدّ.


وبلا لام : مَولَى الأَنصارِ ، كان مُغنِّياً مُجيداً مشهوراً بحُسْنِ الغناءِ (١) ، وكان مع ذلك فقيهاً قارِئاً للقُرآن مُعَدَّلَ الشّهادةِ بالمدينة.

وعُطارِدُ ، كسُرادِقَ : نجمٌ معروفٌ ، وهو أَحَدُ السّيَّارات السَّبع ، قال ابنُ دريد : هو عربيٌّ صحيحٌ مأخوذٌ من العَطرَّدِ ؛ وهو الطّويل المُمتدُّ (٢).

وعُطارِدٌ : ابنُ عَوْفِ بنِ كَعْبِ بنِ سَعدِ ابنِ زَيدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ ، وَفَدَ على النّبيِّ 9 في طائفةٍ من وجوه قومه فأَسلموا ، وكان سيِّداً في قومِهِ زعيماً لهم ، وأَبوه حاجِبٌ صاحبُ القوسِ المشهورِ.

والعُطْرُودُ ، كعُصْفُورٍ : الشَّيءُ تَعِدُ به القومَ وَعْداً ، أَو تُعِدُّهُ لهم وتُهَيِّئُهُ ؛ تقول : جَعَلَه لنا عُطْرُوداً ، أَي عِدَّةً أَو عُدَّةً.

وقد عَطْرَدَه لنا عَطْرَدَةً ، إِذا صَيَّرَهُ كذلك.

عفد

عَفَدَ ـ كضَرَبَ ـ عَفْداً ، وعَفَدَاناً ، محرَّكةً : طَفَرَ ، ووَثَبَ صافّاً رِجلَيْهِ من غيرِ عَدْوٍ ؛ لغةٌ يمانيَّةٌ.

واعْتَفَدَ الرَّجُلُ ، إِذا أَغلَقَ بابَ دارِهِ على نفسِهِ ثم لا يَخرُجُ منها حتَّى يَمُوتَ جُوعاً تَكَبُّراً عن السّؤَال ، وكان أُولو النّفوسِ الأَبيَّة يفعلون ذلك في الجاهليَّةِ أَيّامَ الجَدْبِ ، ولقى رَجُلٌ جاريةً تبكي ، فقال ما لَكِ؟ قالت : نُريدُ أَن نَعْتَفِدَ ، وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابيِّ :

وقائِلَةٍ ذا زَمانُ اعْتِفاد

ومَنْ ذاكَ يَبْقَى عَلَى الاعْتِفاد (٣)

وقيل : لغةٌ حِمْيَرِيَّةٌ ، كانوا يفعلون ذلك وقتَ انقطاعِ الحَبِّ مِنَ اليَمَن في سِنِي يوسفَ 7.

والعَفْدُ ، كفَلْسٍ : الحَمَامُ ، أَو طائِرٌ مثلُه. الجمع : عِفْدانٌ ، بالكسرِ.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : يُحْسِنُ الغناء.

(٢) الجمهرة ٢ : ١٢٨٠.

(٣) البيت بلا عزوٍ في التّهذيب ٢ : ٢٢٥ ، والأساس ، واللّسان ، وغيرها.


عقد

عَقَدَهُ ـ كضَرَبَهُ ـ عَقْداً وتَعْقاداً (١) : شَدَّهُ وأَوثَقَه ، كاعتَقَدَه ؛ قال :

ورَيّاً حَيثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا (٢)

و ـ الشَّيءَ بالشَّيءِ : وَصَلَهُ به على سبيل الاشتياقِ والإِحكام ، فانْعَقَدَ.

وعَقَّدَهُ تَعقِيداً : أَكثَرَ عَقْدَهُ ، فتَعَقَّدَ.

والعُقْدَةُ ، بالضَّمِّ : حَجْمُ العَقْدِ. الجمعُ : عُقَدٌ.

والمَعْقِدُ ، كمَسْجِدٍ : موضعُ العَقْدِ ، كمَعْقِدِ الإِزارِ من الجَسَدِ (٣). الجمعُ : مَعاقِدُ.

وعَقَدَ التَّاجَ فوقَ رأسهِ عَقْداً : عَصَبَهُ به ، كاعْتَقَدَهُ ؛ قال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ :

يَعْتَقِدُ التَّاجَ فَوْقَ مَفْرَقِهِ

عَلَى جَبينٍ كَأَنَّهُ ذَهَبُ (٤)

و ـ البِناءَ بالجِصِّ : أَلْزَقَهُ وأَحكمَهُ ، وجَعَلَه طاقاً مَعْطوفاً كالبابِ ، كعَقَّدَهُ تَعْقيداً ، وهو بناءٌ مَعْقُودٌ ، ومُعَقَّدٌ ، وذو عُقُودٍ وأعْقادٍ ؛ وهي الطّاقاتُ المَعطُوفَةُ منه ، واحدها عَقْدٌ ـ كفَلْسٍ ـ تسميةً بالمصدر ، ومنه : تَعَقَّدَ السَّحابُ ، إِذا صار كأَنَّه عَقْدٌ مَبْنِيٌّ ، وأَعقادُهُ : ما تَعَقَّدَ منه.

وعَقَدَ اليَمِينَ والعَهدَ : أَكَّدَهُ ، كعاقَدَهُ ، وعَقَّدَهُ تَعْقيداً ..

و ـ قَلْبَه على الشَّيءِ : عَزَمَ عليه ..

و ـ البيعَ والنِّكاحَ والنَّذرَ ونحوَه : أَوجَبَهُ ، وسمِّيَت العُهُودُ والأَنكِحَةُ [ عُقُوداً ] ) تشبيهاً بالحبلِ المُوثَقِ (٦) بالعَقْدِ.

والعُقْدَةُ بالضَّمِّ من النِّكاحِ واليَمِينِ وغيرهما : وجوبُهُ ، وما يُعْقَدُ منه ..

__________________

(١) ضبطت الكلمة في النّسخ بكسر التّاء ، وما أَثبتناه عن اللّسان ، والتّاج ، ونصّ التّكملة.

(٢) عجز بيت لجرير ، كما في ديوانه ٢ : ٨١٤ ، وصدره : أَسيلة مَعْقِدِ السِمْطَين منها.

(٣) في « ش » : الجيد : بدل : الجسد.

(٤) ديوانه : ٥ ، وفيه : يعتدل بدل : يعتقد ، والذهب بدل : ذهب.

(٥) زيادة يستدعيها السّياق.

(٦) في « ت » و « ج » : بالخيل الموثق.


و ـ من كلِّ شيءٍ : ما يَصعُبُ حَلُّهُ ..

و ـ من اللِّسانِ : حَبستُهُ ..

و ـ من العصا ونحوِها : الهنةُ النّاتئةُ في متنِها.

وعاقَدَهُ : حالَفَهُ وعاهَدَهُ ، وتَعاقَدُوا : تَعاهَدُوا.

والعَقِيدُ : الحَلِيفُ.

والعِقْدُ ، بالكسرِ : الخَيْطُ يُنظَمُ فيه الدُّرُّ والجَوهَرُ. الجمع : عُقُودٌ.

واعْتَقَدَ اللّؤلؤَ والجَوهَرَ : اتَّخَذَ منه عِقْداً.

والمِعْقادُ ، كمِصْباحٍ : خَيْطٌ يُنْظَمُ فيه خَرَزاتٌ ويُناطُ على الصَّبيِّ.

وعَقَدْتُ العَسَلَ والرُّبَ عَقْداً : طَبَختُهُ حتّى غَلُظَ ، كأَعْقَدتُهُ ، وعَقَّدتُهُ تَعْقِيداً ، لازمٌ متعدٍّ ، ونَظيرُهُ : وقَّفتُهُ فوَقَفَ ، وجَبَرتُهُ فَجَبَرَ ، فهو عَقيدٌ ، ومُعْقَدٌ ، وعاقِدٌ ، ومنه : اليَعْقِيدُ : وهو عَسَلٌ يُعْقَدُ بالنّارِ ، وطعامٌ يُعْقَدُ بالعَسَلِ.

وعقَدَ الشَّحمُ ، كضَرَبَ : ابتنى وظهر في البَدَن.

و ـ الثَّمَرُ : غَلُظَ ، فهو عاقِدٌ ، كانْعَقَدَ ..

و ـ القَومُ بينَهم موادَّ ومَعاقِدَ : أَحكَمُوا وأكَّدوا مَوَدَّاتٍ وعُهُوداً.

واعْتَقَدَ (١) النَّوَى وغيرُهُ : صَلُبَ ..

و ـ الوُدُّ والإِخاءُ بينَهما : ثَبَتَ وصَدَقَ ، كتَعَقَّدَ ..

و ـ الرَّجُلُ الأَمرَ : عَقَدَ عليه قَلْبَهُ وضَميرَهُ. والاسم : العَقِيدَةُ ..

و ـ أَخاً في الله : اتَّخَذَهُ ..

و ـ عَقاراً ومالاً : اشتَراهُ واقتناهُ.

والعُقْدَةُ ، بالضَّمِّ : الضَّيْعَةُ ..

و ـ من العَقارِ والخيلِ : ما اعْتَقَدَهُ صاحبُهُ مِلكاً ، والأَرضُ الكثيرةُ الشَّجَرِ ، والسَّفْحُ ذو الشَّجَرِ الكثيرِ يكفي أَهلَهُ عامَهُم ، والشَّجَرُ لا يَبيدُ ؛ وهو ما يلجَأُ النّاسُ إِليه إِذا لم يَجدوا عُشْباً ، وشَجَرٌ بالباديةِ يقال له : الرَّتَمُ ، والكلأُ يكفي

__________________

(١) في « ت » و « ج » : واعتقدوا.


الإِبلَ وما فيه كفايةٌ ، وبلاغٌ للمرءِ من مالٍ وعقارٍ ، والأَرضُ الكثيرةُ النَّخْل ، وكلُّ أَرضٍ ذاتُ خَصبٍ ، وبقيَّةُ الرَّعْيِ من الجَنْبةِ ؛ وهو ما يكون فيها من مَرعَى عامٍ أَوَّل ، وما يَضطَرُّ المالُ إِلى رَعْيهِ من الشَّجَرِ ، وقول الفيروزاباديِّ : والمالُ المُضْطَرُّ إِلى [ أَكل ] (١) الشَّجَرِ ، غَلَطٌ قَبيحٌ أَوقَعَهُ فيه سُوءُ فَهمِهِ لقول ابنِ الأَعرابيِّ :

وقد يضَطَرُّ المالُ إِلى الشَّجَر فيسمَّى عُقْدَةً ، فَظَنَّ أَنَّ الضّميرَ من قوله : « فيسمَّى » عائِدٌ إِلى « المالِ » وانَّما هو عائِدٌ إِلى « الشَّجَر » وهو الَّذي يسمَّى عُقْدَةً ، وكيف يَصِحُّ عودُهُ إِلى « المال » وقد استشهد ـ أَعني ابن الأَعرابيِّ ـ على ذلك بقول الشّاعر :

خَضَبَتْ لَهَا عقَدُ البِراقِ جَبِينَها

مِنْ عَرْكِها عَلَجَانَها وعَرادَها (٢)

وجَبَرَ عَظْمُهُ على عُقْدَةٍ أَيضاً ، إِذا جَبَرَ على عَثْمٍ ولم يَستوِ.

وعَقَدَتِ الكَلْبَةُ على عُقْدَةِ الكَلْبِ ، وهي قَضِيبُهُ.

وتَعاقَدَتِ الكِلابُ : تَلازَمَت في السِّفَادِ.

واسْتَعْقَدَتِ الخنزيرَةُ : اشتَهَتِ الفَحْلَ.

والعاقِدُ من النّوق : الَّتي تعقدُ بذَنَبِها عندَ اللِّقاحِ فيُعَلَمُ أَنَّها لَقَحَت.

و ـ من الظِّباءِ : الواضعُ عُنُقَهُ على عَجُزِهِ قد عَطَفَها للنَّومِ ، والَّتي انَعَقَدَ طَرَفُ ذَنَبِها ، والرّافعهُ رأَسَها حِذراً على نَفسِها ووَلَدِها ..

و ـ من البِئْرِ : حَرِيمُها وما حَوْلَها.

وناقةٌ مَعْقَودَةُ القَرَى : وَثِيقَةُ الظَّهْرِ.

وفَرَسٌ شَدِيدُ مَعاقِدِ الأَرساغِ ، أَي شديدُ المَعاقِمِ ؛ وهي المَفاصِلُ. واحِدُها مَعْقِدٌ ، كمَجْلِسٍ.

وتَعَقَّدَ الثَّرَى : تَجَعَّدَ ، وهو ثَرىً عَقِدٌ ، ككَتِفٍ : مُتَجعِّدٌ ..

__________________

(١) عن القاموس.

(٢) هو لعدي بن الرّقاع العاملي ، ديوانه : ٣٥.


و ـ قَوْسُ السّماءِ (١) : صار كالعَقْدِ المَبْنِيِّ ..

و ـ الدِّبسُ : غَلُطَ.

والعَقِدَةُ ، ككَلِمَةٍ : الضَّخْمَةُ من الرّملِ الّتي لا تُنْبِتُ شيئاً ؛ وهي الحمراء.

والتَّعَقُّدُ في البِئْرِ : أَن يَخْرُجَ أَسْفَلَ الطَّيِّ ويَدخُلَ أَعلاهُ إِلى أَسفَلِ جِرابِها ، أَي مُتَّسَعِها.

والأَعْقَدُ : المُلتَوِي الذَّنَبِ من كلِّ ذي ذَنَبٍ ، والكَلْبُ ، جَعَلُوهُ اسماً مخصوصاً له لانعقِادِ ذَنَبِهِ ..

و ـ من التُّيوسِ : الَّذي في قَرْنِهِ عُقْدَةٌ. والاسمُ : العَقَدُ ، كسَبَبٍ.

ورَجُلٌ أَعْقَدُ ، وعَقِدٌ ، ككَتِفٍ : في لِسانِهِ عُقْدَةٌ ، وقد عَقِدَ عَقَداً ، كتَعِبَ.

ولَئِيمٌ أَعْقَدُ (٢) : عَسِرُ الخُلُقِ.

وعَقَّدَ كَلامَهُ تَعْقِيداً : أَعوَصَهُ وعمَّاه ، وهو كلامٌ مُعَقَّدٌ.

والعَقْدَاءُ : الشّاةُ الَّتي ذَنَبُها كأَنَّه مَعقُودٌ ، والأَمَةُ كأَنَّها مَعْقُودَةٌ على اللُّؤْمِ.

والعَقْدُ ـ كفَلْسٍ وكَتِفٍ ـ منَ العَدَدِ : ما كانَ من مرتَبَةِ العَشَراتِ أَو المِئاتِ أَو الأُلوفِ ..

و ـ : الجَمَلُ القَويُّ المُمَرُّ الخَلْقِ.

وككَتِفٍ وسَبَبٍ : ما تَعَقَّدَ وتَرَاكَمَ من الرَّملِ واحدتهما بهاءٍ ، وضَرْبٌ من الشَّجَرِ يُلحِمُ وَرَقُهُ الجِراحَ.

والمُعَقِّدُ ، كمُحَدِّثٍ : السَّاحِرُ ، وقد عَقَّدَ سِحْرَهُ تَعْقيداً ، وزيداً : سَحَرَ.

وكمُعَظَّمٍ : ضربٌ من بُرودِ هَجَرَ.

والعُقْدُ ، كالعُقْمِ زِنةً ومعنىً.

وكسَبَبٍ ، كالقادِحِ في الأَسنانِ (٣).

وبهاءٍ : أَصلُ اللِّسانِ.

وجاءَ عاقِداً عُنُقَهُ : لاوياً لها تكبُّراً.

__________________

(١) كأَنَّ المؤلِّف عدل عن قولهم : « قوس قزح » لما ورد عن أمير المؤمنين 7 : « لا تقل قوس قزح فإِنَّ قزحاً اسم شيطان » انظر الاحتجاج ١ : ٣٨٥ ، والفائق ٣ : ١٩٠.

(٢) في « ج » و « ش » : ولئمٌ أعقد.

(٣) في « ت » و « ج » : الإسناد ، والمثبت عن « ش » موافقة لما في المحكم والمحيط الأعظم ١ : ١٦٨ ، واللّسان.


ويقال لِمَن تَهَيَّأ للشَّرِّ : عَقَدَ ناصيَتَهُ ، ولمن سَكَنَ غَضَبُهُ : قد تَحَلَّلَت عُقَدُهُ.

وفلانٌ لا يَعْقِدُ الحَبلَ ، إِذا كان عاجزاً لا غَناءَ عندَه على هَوانِهِ.

وعَقَدَ حَبْلَهُ المُنْحَلَّ ، إِذا جَدَّ وتَشَمَّرَ للأَمرِ.

وهو منِّي مَعْقِدَ الإِزارِ : بمَنزِلَتِهِ في القُرْبِ.

وهم طَيِّبُوا مَعَاقِدِ الأُزُرِ : أعِفَّاءُ.

وهو عَقِيدُ الكَرَمِ ، أَو اللُّؤْمِ : لا يَنفكُّ عنه.

وما لَهُ مَعْقَودٌ ، أَي عَقْدُ رأيٍ.

والعَقَدانُ ، كسَرَطان : ضربٌ من التَّمْرِ.

وكحَمْدَانَ (١) : نَبْزٌ للفرزدقِ ، نَبَزَهُ به جَريرٌ في قوله :

وما زِلْتَ يا عَقْدَانُ صاحِبُ سَوْءَةٍ

تُناجِي بها نَفْساً خَبيثاً ضَمِيرُها (٢)

وهو على التّشبيه له بالكَلْبِ الأَعْقَدِ الذَّنَبِ ، أَو المُنْعَقِدِ مع الكَلْبةِ إِذا سَفَدَها.

والعُنْقُودُ ، بالضّمّ : واحدُ عَناقيدِ العِنَبِ ونحوِهِ ، كالعِنْقادِ بالكسر ، والنّونُ زائِدةٌ فيهما.

وعُنْقُودٌ : عَلَمُ ثَوْرٍ.

وبِنْتُ العُنْقُودِ : الخَمْرُ.

وعُقَدٌ ، كصُرَدٍ أَو كَتِفٍ ، الأوَّلُ عن نَصْرٍ (٣) : موضعٌ بينَ البصرةِ وضَرِيَّةَ.

وكغُرْفَة : أَرضٌ كثيرةُ النَّخْلِ لا تُصرَفُ ، وبلدٌ (٤) قُربَ يَزْدَ من نواحي فارسَ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : العُقْدَةُ باللاّم ، غلطٌ.

وعُقْدَةُ الأَنصافِ أَو الأَنْصابِ : موضع في شِعرِ عبدِ منافٍ الهُذَلِيِ (٥).

وعُقْدَةُ الجَوْفِ : موضعٌ في سَمَاوَةَ

__________________

(١) في كتب اللّغة : « عُقدان » بالضّمّ. ولعلّ كلمة « حَمدان » مصحفةٌ عن « حُمران ».

(٢) ديوانه ٢ : ٨٨٣ ، وروايته فيه :

وما زلت يا عُقدان باني سوءة

تناجي بها نفساً لئيماً ضميرها

(٣) انظر معجم البلدان ٤ : ١٣٥.

(٤) في « ش » : وقرية.

(٥) إِشارة إِلى قوله :

وإِنَ بعُقْدَةِ الأنصاب مِنكُم

غلاماً خَرَّ في عَلَق شنين

شرح أَشعار الهذليين ٢ : ٦٨٠.


كَلْبٍ بينَ الشّامِ والعراق ، ذَكَرَه المُتنبِّي في قوله :

إِلى عُقْدَةِ الجَوْفِ حَتَّى شَفَتْ

بِماءِ الجَرَاوِيِّ بَعْضَ الصَّدَى (١)

والمَعْقِدُ (٢) ، كمَسْجِدٍ : منزلٌ في طريقِ حاجِّ اليمنِ ( من ) (٣) بعدِ حَلْيٍ للذّاهب إِلى زَبيدَ.

وكَسَبَبٍ : بطنٌ من بَجِيلَةَ ، أَو من قَيْسٍ ، منهم : أَبو عامرٍ عبد الملك بن عمرو العَقَدِيُ المُحَدِّثُ ، وآخرون.

وبنو عُقَيْدَةَ ، كجُهَيْنَة : بطنٌ من قُريشٍ.

والعُقُدُ ، كعُنُقٍ : بطونٌ من تَميمٍ.

وكصُرَدٍ : من بني يَربُوع خاصَّةً.

وعُقْدَةُ ، كغُرْفَة : بنتُ مُعتَزِّ بن بَولانَ ؛ أُمُّ بني سِنْبِسِ بنِ معاويةَ بنِ جَرْوَلِ بن ثُعَلِ بنِ عَمْرِو بن الغَوْثِ بنِ طيّئٍ ، وإِليها يُنْسَبُ العُقْدِيُّونَ ، منهم : الطِّرِمَّاحُ بنُ الجَهْمِ الطّائيُّ ثمَ العُقْدِيُ الشّاعرُ ؛ وقولُ الفيروزاباديِّ : والعُقْدَةُ بنتُ مُعْتَزٍّ ، باللاّم ، غلطٌ.

وعُقْدَةُ أَيضاً أَو كرُطَبَةٍ : لقبُ والدِ أَبي العَبَّاسِ أحمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ سعيدٍ الكُوفيّ الحافظِ المشهورِ ، لَقِّبَ بذلك لعِلمِهِ بالصّرفِ والنَّحْوِ.

الكتاب

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا ) بِالْعُقُودِ (٤) جمع عَقْدٍ ـ كفَلْسٍ ـ وهو العَهْدُ المُوثَقُ ؛ شُبِّهَ بعَقْدِ الحَبْلِ ونحوِهِ ، والمرادُ بها : عُقُودُ اللهِ تعالى الَّتي عَقَدَها على عِبادِهِ وأَلزَمَهم إِيَّاها من تكاليفِه فِعلاً وتركاً ، وما يَعقدُونَهُ فيما بينَهم مِن عُقُودِ الأَماناتِ والمُعامَلاتِ ونحوِها ممَّا يَجِبُ الوفاءُ به.

( وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ ) (٥) أَي تَوْثِيقُها بالقَصْدِ والنّيَّة ،

__________________

(١) ديوانه : ٥١٠.

(٢) لم نقف عليه في كتب البلدان.

(٣) ليست في « ت » و « ج ».

(٤) المائدة : ١.

(٥) المائدة : ٨٩.


والمعنى : يُؤاخذُكُم بما عقَّدتُمُوها إِذا حَنِثْتُم ، أَو بِنَكْثِ ما عقَّدتُم ، فحُذِفَ الظّرفُ أَو المضافُ للعِلمِ به. وقُرِئَ « عَقَدْتُم » (١) بالتَّخفيفِ ، و « عَقَّدْتُمُ » بالتّشديد ، و « عاقَدتْم » (٢) والمعنى واحدٌ.

( وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ) (٣) أي عاقدتْهُم أَيمانُكُم ، وقُرِئَ « عَقَدَتْ » (٤) أَي عَقَدَت حَلْفَهُم أَيمانُكُم ، وهي جمعُ يَمينٍ بمعنى اليَدِ ؛ لأنَّهم كانوا يَضرِبَون صَفْقَةَ العَهْدِ والحَلْفِ بأَيمانِهِم ، ويَأْخُذُ بعضُهُم بِيَدِ بعضٍ على الوفاءِ ثمَّ يَتَحالفونَ.

ويجوزُ أَن يكونَ بمعنى الحَلْفِ ، والمرادُ بها العَقْدُ عَقْدُ الموالاةِ ؛ كان يُعاقِدُ الرَّجُلَ ، فيقول : دَمِي دَمُكَ ، وهَدْمِي هَدْمُكَ ، وحَرْبِي حَرْبُكَ ، وسِلْمِي سِلْمُكَ ، وتَرِثُني وأَرِثُكَ ، وتَعقِلُ عنِّي وأَعقِلُ عنكَ ، فيكونُ للحليفِ السُّدُسُ من ميراثِ الحَليف ، فنُسِخَ بقوله تعالى : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) (٥). واللهُ أعلمُ.

( وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ ) (٦) أي لا تَنووا ؛ على التّضمين ، ولهذا عُدِّي بنفسِه لا بـ « على » ، وعُقْدَتُهُ : إِيجابُهُ ؛ وهو مبالغةٌ في النَّهي عن نِكاحِ المُعْتَدّاتِ ؛ لأَنَّ العَزْمَ على الفِعلِ يتقدَّمُهُ فإِذا نُهِيَ عنه كان عن الفِعلِ أَنهى.

__________________

(١) قرأ بها حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر ، وخلف ، والأعمش. انظر كتاب السّبعة : ٢٤٧ ، وحجّة القراءات : ٢٣٤ ، والتذكرة لابن غلبون : ٢٤٨ ، ومعجم القراءات القرآنية ٢ : ٢٣٤.

(٢) قرأ بها ابن عامر ، وابن ذكوان ، انظر المبهج ٢ : ٢٢١ ، واعراب القراءات : ٢٤٨ ، ومعجم القراءات القرآنية ٢ : ٢٣٥.

(٣) النّساء : ٣٣ ، وهي قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأَبو عمرو ، وابن عامر ، انظر كتاب السّبعة : ٢٣٣ ، الحجّة للقراء ٢ : ٨٠ ، ومعجم القراءات القرآنية ٢ : ١٢٩.

(٤) وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي ، انظر كتاب السّبعة : ٢٣٣ ، وحجّة القراءات : ٢٠١.

(٥) الأَنفال : ٧٥ ، الأَحزاب : ٦.

(٦) البقرة : ٢٣٥.


( أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) (١) هو الوليُّ الّذي يَلِي عَقْدَ نكاحِهِنَّ فلا يُطالِبُ بنصفِ المَهْرِ ، وهو مذهبُ الشّافعيِّ وقيل : هو الزَّوْجُ ، وعَفْوُهُ أَن يسوقَ المَهْرَ إِليها كَمَلاً ، وهو مذهبُ أَبي حنيفةَ (٢).

( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ) (٣) عن ابنِ عبَّاس كان في لِسانِهِ رُثَّةٌ ؛ لمَا رُوِيَ من حديثِ الجَمْرَةِ (٤). و « مِنْ لِسانِي » صِفَةٌ للعُقْدَةِ ، فكأَنَّه قيل : عُقْدَةٌ من عُقَدِ لِساني ، والظّاهرُ أَنَّه مُتَعَلِّقٌ بـ« احْلُلْ » فيكونُ لَغْواً.

( النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ) (٥) في « ن ف ث ».

الأثر

( مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ فَإِنَّ مُحَمَّداً مِنْهُ بَرِيءٌ ) (٦) قيل : كانوا يَعقِدُون لِحاهُم في الحُرُوبِ فَنَهاهُم عنه ـ وقيل : هو معالَجَتُها حتَّى تَنْعَقِدَ وتَتَجَعَّدَ ، أَي من لواها وجَعَّدَها ـ لِمَا فيه من التّشبيه بَمن فَعَلَه من الكَفَرَةِ.

( فَإِذَا أَنا بِعُقْدةٍ مِنْ شَجَرٍ ) (٧) هِي البُقْعَةُ الكثيرةُ الشَّجَر.

( هَلَكَ أَهْلُ العُقْدَةِ ) (٨) أَي البَيعَةِ المَعْقُودَةِ ، والمراد بهم الأُمراءُ ؛ لأنَّ النّاسَ قد عَقَدُوا لهم البيعةَ.

__________________

(١) البقرة : ٢٣٧.

(٢) انظر كنز العرفان ٢ : ٢٠٧ ، وأَحكام القرآن لابن العربي ١ : ٢١٩.

(٣) طه : ٢٧.

(٤) حديث الجمرة : أَنه أَراد فرعون قتل موسى 7 وهو طفل ؛ لأنَّه أَخذ بلحيته ونتفها ، فقالت له آسية زوجته : إِنّه صبيٌّ لا يعقل ، وعلامة جهله أَنّه لا يميّز بين الدّرة والجمرة ، فاحضر فرعون الدّرة والجمرة لامتحانه ، فأَراد موسى 7 أَن يأخذ الدّرة فصرف جبرائيل يده إِلى الجمرة فأخذها ووضعها في فيه فاحترق لسانه. انظر جوامع الجامع ٢ : ٤٨١ ، وانظر مجمع البيان ٧ : ١٨.

(٥) الفلق : ٤.

(٦) الغريبين ٤ : ١٣٠٧ ، الفائق ٣ : ١٠.

(٧) الغريبين ٤ : ١٣٠٧ ، النّهاية ٣ : ٢٧١ ، وفيهما : « فإذا بعقدة ».

(٨) الغريبين ٤ : ١٣٠٧ ، الفائق ٣ : ١٦.


( أَهْلُ العَقْدِ والحَلِّ ) (١) هم الَّذين يرجعُ النّاسُ إِلى أَقوالِهِم وأَحكامِهِم من الأَكابِرِ والعُلماءِ.

( هَلَكَ أَهْلُ العَقْدِ ) (٢) كفَلْسٍ ، يعني أصحابَ الولايات على الأَمصار ؛ من عَقْدِ الولايةِ للأُمراءِ.

( الخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَواصِيها الخَيْرُ ) (٣) أَي ملازمٌ لها كأَنَّه مَشدُودٌ بنواصيها.

( أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ) (٤) أَي بمواضِعِ انْعِقادِهِ منه ، وحقيقتُهُ : بعِزِّ عَرشِكَ.

( وَلَكِنَّها عُقِدَتْ ) (٥) أَي عُولِجَت بالأُخَذِ والطِّلَّسمَاتِ كما يُعالِجُ الرّومُ الهَوامَّ ذَواتِ السُّمومِ بها ، كأَنَّها رُبِطَت عن أَن تَضُرَّ البهائِمَ.

( لَكَ مِنْ قُلُوبِنا عُقْدَةُ النَّدَمِ ) (٦) أي ما استُوثِقَ واستُحِكمَ مِنهُ ، يريد تَحَقُّقَ التّوبةِ وتَأَكُّدَها.

( ثَوْبَيْنِ ظَهْرانِيّاً ومُعَقَّداً ) (٧) الظَّهرانيُّ : الَّذي يُجاءُ به من مَرِّ الظَّهْران ، أو من قريةٍ من قرى البحرين تسمَّى ظَهْران ، والمُعَقَّدُ : ضربٌ من بُرُودِ هَجرَ.

المثل

( آلَفُ مِنْ غُرَابِ عُقْدَةَ ) (٨) قال محمَّد بن حبيب : « عُقْدَةُ » هنا أَرضٌ بعينها كثيرةُ الشَّجَر لا يَطِيرُ غُرابُها ، فهي ممنوعةُ الصَّرْفِ. وقال ابنُ الأَعرابيِّ : كلُّ أَرضٍ ذات خِصْبٍ عُقْدَةٌ ، فهي مَصرُوفَةٌ.

( أَعْجَزُ عَنِ الشَّيْءِ مِنَ الثَّعْلَبِ عَنِ العُنْقُودِ ) (٩) أَصلهُ ما تَزعُمُهُ العَرَبُ أَنَّ الثّعلبَ نَظَرَ إِلى عنقودٍ فَرَامَهُ فلم يَنَلْه ، فقال : هذا حامِضٌ.

__________________

(١) مجمع البحرين ٣ : ١٠٦.

(٢) الغريبين ٤ : ١٣٠٧ ، النّهاية ٣ : ٢٧٠.

(٣) الفائق ٣ : ١٣٨ ، مجمع البحرين ٣ : ١٠٦.

(٤) النّهاية ٣ : ٢٧٠ ، مجمع البحرين ٣ : ١٠٦.

(٥) الفائق ٣ : ٣٠٠ ، النّهاية ٣ : ٢٧١.

(٦) النّهاية ٣ : ٢٧٠ ، مجمع البحرين ٣ : ١٠٦.

(٧) الفائق ٢ : ٣٨٢ ، النّهاية ٣ : ٢٧١.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٨٧ / ٤٢٢.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ٥٣ / ٢٦٤٢.


عكد

عَكِدَ الضَّبُّ والبَعِيرُ عَكَداً ، كتَعِبَ : سَمِنَ وصَلُبَ لَحْمُهُ ، فهو عَكِدٌ ككَتِفٍ ، كاسْتَعْكَدَ ..

و ـ به : لَزِقَ.

وعَكَدَ إِليه عَكْداً ، كضَرَبَ : لَجَأَ ، كأَعْكَدَ (١) ..

و ـ الأَمرُ : أَمكَنَ.

والمَعْكِدَ ، كمَسْجِدٍ : المَلْجَأُ.

واستَعْكَدَ الطَّائرُ : لاذَ بالشَّيءِ وانضمَّ إِليه مخافَةَ الجَوارِحِ ..

و ـ الماءُ : اجتَمَعَ.

والمُسْتَعْكِدُ من الأَرض : الغليظُ الصُّلْبُ.

وشَجَرٌ عَكِدٌ ، ككَتِفٍ : يابسٌ بعضُهُ فوقَ بعضٍ.

واعتَكَدَهُ : لَزِمَهُ.

وعَكْدُكَ هذا الأَمْرُ ، ومَعْكُودُكَ : قُصَاراكَ.

وهذا لك مَعْكُودٌ ، أَي عَتِيدٌ حاضرٌ.

وهو مَعْكُودٌ لنّا : مُمِكنٌ.

وطَعَامٌ مَعْكُودٌ : ثابتٌ دائمٌ (٢).

ورَجُلٌ مَعْكُودٌ : مَحْبُوسٌ.

وناقةٌ مِعْكادٌ ، كمِصْباحٍ : غليظةٌ شديدةٌ.

والعَكَدَةُ ـ كقَصَبَة ـ من اللّسانِ والذَّنَبِ والذَّكَرِ والقَلْبِ : أَصْلُهُ ..

و ـ : ريشٌ يُنَقَّط (٣) به الخُبْزُ.

وكُغْرفَةٍ : العُصْعُصُ ، وجُحْرُ الضَّبِّ ، والشِّدَّةُ ، والقُوَّة.

وجَبَلا عَكَادٍ (٤) ، كسَحَابٍ : فوقَ مدينةِ الزَّرائِبِ من اليَمَنِ قُرْبَ زَبِيدَ ؛ قال :

إذا رَأَيْتِ جَبَلَيْ عَكَادٍ

وعُكْوَتَيْنِ مِنْ مَكانٍ بادٍ

فَأَبْشِري يا عَيْنُ بالرِقاد (٥)

__________________

(١) في « ش » : كاعتكد.

(٢) في « ش » : أَي دائم.

(٣) في « ش » : ينقض بدل : ينقّط.

(٤) في معجم البلدان : عُكّاد ، ضبط قلم.

(٥) الرّجز بلا عزو في معجم البلدان ٤ : ١٤٣.


عكرد

عَكْرَدَ عَكْرَدَةً : سَمِنَ وقَوِي (١).

وغلامٌ عُكْرُودٌ ـ كعُصْفُورٍ ـ وعُكْرُدٌ ، كعُصْفُرٍ وعَسْجَدٍ وعُلَبِطٍ : سَمِينٌ أَو مُراهِقٌ.

وعَكْرَدَت به ناقَتُهُ ، إذا رَجَعَت به نحو أُلاَّفُها كَرْهاً.

عكلد

العُكَلِدُ ، كعُلَبِط : اللَّبَنُ الخاثرُ ، كالعُكالِدِ ، كعُلابِط.

وامرأَةٌ عِلْكِدٌ ، كزِبْرِجٍ : لَحِيمَةٌ.

والعَكَلَّدُ ، كعَمَلَّسٍ : الشَّديدُ.

علد

عَلِدَ عَلْداً (٢) ، كسَمِعَ : صَلُبَ واشتَدَّ ، فهو عَلْدٌ ، كفَلْسٍ ، ومنه : العَلْدُ : لعَصَبِ العُنُقِ. الجمعُ : أَعلَادٌ ، كفَرْدٍ وأَفرادٍ.

واعْلَوَّدَ اعْلِوّاداً ، كاجْلَوَّذَ : غَلُظَ ، وقَويَ ، ورَزُنَ ، ولَزِمَ مكانَه فلمُ يُقدَر على تحريكِهِ ؛ قال رُؤْبهُ :

وعِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوَحَّدا

تَثاقَلَت أَرْكَانُهُ واعْلَوَّدا (٣)

وقولُ الفيروزاباديِّ : « عَلْوَدَ : لَزِمَ مكانَه » ، مع إِهماله « اعْلَوَّدَ » وهو المعروفُ ، خلافُ الأَولى إِن صَحَّ أَنَّه لغةٌ فيه ، وإِلاَّ فهو تحريفٌ.

والعِلْوَدُّ ، كرِخْوَدّ وسِنَّور : العاسِي الشّديدُ ، والكبيرُ ..

و ـ من الرِّجالِ والإِبل : المُسِنُّ الغَلِيظُ.

و ـ من البُظُور : العظيمُ الصُّلْب.

وسَيِّدٌ عَلْوَدٌّ : رَزِينٌ رَكينٌ.

وبهاءٍ : من الإِبِلِ الهَرِمَةُ ..

و ـ من الخيلِ : الصَّعبةُ القِيادِ لا تَنقادُ حتَّى تُساقَ.

__________________

(١) ومنه حديث العُرنيِّين : « فسَمِنوا وعَكْرَدُوا » النّهاية ٣ : ٢٨٤.

(٢) في « ش » : علده علداً.

(٣) ديوانه : ١٧٣.


وفرسٌ عَلَنْدَدٌ ، كغَضَنْفَرٍ : شديدٌ.

( و ) (١) عَلَنْدَدٌ أَيضاً ، ومُعْلَنْدَدٌ ـ بالضمِّ وفتح الدَّال وكسرها ـ أَي بُدٌّ ومَحيصٌ.

وما وَجَدتُ إِليه مُعْلَنْدَداً ، ومُعْلَنْدِداً : سبيلاً.

ووَقَعوا في مُعْلَنْدِدٍ من الأَرض ، كمُقْعَنْسِسٍ : قَفْر لا نباتَ فيه ولا ماءَ. و « النّون » في كلِّ ذلك هي الزائدَةُ لا « اللاّم » ( لكثرة زيادة النّون ) (٢) ثالثة يتلوها حرفان فصاعداً (٣) ، وأَمّا « اللاّم » فَقَلَّت زيادتُها ، حتَّى إنَّ الجَرْمِيَّ أَنكَرَ كوَنَها من حروفِ الزيادةِ. فَذِكْرُ ذلك في « ع ن د » ـ كما فَعَلَ الجوهريُّ والفيروزاباديُّ ـ لا وَجْهَ له.

واعْلَنْدَى الجَمَلُ : غَلُظَ واشتَدَّ.

والعَلَنْدَى ، بالفتح والضّمِّ : الغَليظُ من كلِّ شيءٍ ، وضَرْبٌ من شَجَرِ الرَّمْلِ ، أَو من العِضاهِ لا شَوكَ له. واحِدَتُها عَلَنْداةٌ.

وفَرَسٌ وجَمَلٌ عُلادَى ـ كجُمادَى ـ وعَلَنْدَى ، بفتحتين وضمَّتَين وفتحةٍ فضمَّة : ضَخْمٌ شَدِيدٌ ، وهي عَلَنْداةٌ.

والعَلْدَاةُ ، كَضَحْياة : موضعٌ في شِعْرِ هُذَيلٍ (٤).

وذاتُ العَلَنْدى : أَرضٌ في شِعرِ الرّاعي (٥).

علكد

العَلْكِدُ ، كزِبْرِجٍ : المرأةُ اللَّحيَمةُ القصيرَةُ ، والعَجُوزُ الصَّخَّابَةُ ، والقَليلَةُ

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج ».

(٢) بدل ما بين القوسين في « ت » و « ج » : لكثرة زيادتها.

(٣) انظر التّاج ( عند ).

(٤) إِشارة إلى قول المُعَطَّلِ الهُذَليِّ :

فما لُمتُ نفسي في دواء خويلد

ولكن أَخو العَلْداة ضاع وضُيِّعا

شرح أَشعار الهذليين ٢ : ٦٣٤.

(٥) إشارة إلى قوله :

دعاها من الحَبلين حبلى ضَئيدَةٍ

خِيامٌ بعُكَّاشٍ لها ومَحاضِرُ

تحمّلنَ حتّى قلت لسنَ بوارحاً

بذات العَلندى حيث نام المفاخر

ديوانه : ١٢١.


الخير ، والغَليظُ الشّديدُ ، كالعِلَّكْدِ ، والعُلاكِدِ ، والعَلَنْكَدِ ، كصِنَّبْرٍ وإِرْدَبٍّ وعَسْجَدٍ ودُمْلُجٍ وعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ وغَضَنْفَرٍ.

ولَبَنٌ عُلَكِدٌ وعُلاكِدٌ ، كعُلَبِط وعُلابِط : خاثِرٌ غليظٌ.

علمد

العِلْمادُ ـ كسِرْداب ـ وبهاءٍ : ما يُلَفُّ ويُكَبُّ عليه الغَزْلُ. الجمعُ : علامِيدُ.

عمد

عَمَدَهُ ، وله ، وإِليه عمْداً ، كضرَبَ : قَصَدَهُ ، كاعْتَمَدَهُ ، وتَعَمَّدَهُ ..

و ـ الشّيءَ : أَقامَهُ ، فانْعَمَدَ ..

و ـ الحائِطَ : دَعَمَهُ وأَسْنَدَهُ ، [ كأَعْمَدهُ ](١) ..

و ـ المريضَ : وَضَعَ له ما يَعْتَمِدُ عليه ، ومنه : فلانٌ عَمِيدٌ ، إِذا كان شَديدَ المرضِ لا يَقدِرُ على الجُلُوسِ حتَّى يُعْمَدَ بالوَسائِدِ ..

و ـ الحُبُّ : شَغَفَه وبَلَغَ به مَبلَغاً ..

و ـ المرضُ : أَضْناه ، وفَدَحَه ، وأَوْجَعَه ، فعَمِدَ ، كفَرِحَ ..

و ـ العِشقُ قلبَهُ : هَدَّهُ وكسَرَه ؛ كأَنَّه قَطَعَ عَمُودَه ، فهو عَمِيدٌ ، ومَعْمُودٌ ..

و ـ الأَمرُ : أَحزَنَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ قِرْنَهُ : ضَرَبَه بالعَمُودِ ، وضَرَبَ عَمُودَ بَطْنِهِ وأَسْقَطَهُ.

وفَعَلَه عَمْداً ، أي عن قَصْدٍ بالنِّيَّةِ لا سهواً ، كتَعَمَّدَهُ.

وفَعَلَهُ عَمْدَ عَيْنٍ ، وعَمْداً على عَيْنٍ ، أَي بجِدٍّ ويَقينٍ لا خطأً وظنّاً ، كمَنْ يَرَى شَبَحاً فيَظنُّهُ صَيْداً فَيَرمِيه ، فإنَّه لا يُسَمَّى « عَمْدَ عَيْنٍ » ؛ لأَنَّه إنَّما تَعَمَّد صَيداً على ظنِّهِ.

والعِمادُ ، بالكسرِ : ما يُعمَدُ ويُسنَدُ به. الجمعُ : عُمُدٌ ، ككُتُبٍ وخَدَمٍ ..

__________________

(١) في النّسخ : كأَدْعَمَهُ ، والتّصويب عن كتب اللّغة.


و ـ : البناءُ الرّفيعُ ، والأَبنيةُ الرَّفيعةُ ، واحِدَتُها عِمادَةٌ ـ كجِراحٍ وجِراحَةٍ ـ لا جَمعُها ، كما توهَّمَهُ الفيروزاباديُّ ، فإِنَّه غَلَطٌ صَريحٌ.

وهو رَفيعُ العِمادِ : شريفٌ ؛ لارتفِاعِ عِمادِ خِباءِ الشَّريف منهم ، أَو جَوادٌ يَرفَعُ عِمَادَ بَيْتهِ ليمتازَ عن غيرِه فيُقْصَد.

والعَمُودُ ، كصَبُور : الخَشَبَةُ الَّتي تُقامُ وسَطَ الخِباءِ والخيَمةِ ـ كالعِمادِ ـ والأُسطوانَةُ. الجمعُ : أَعْمِدَةٌ ، وعُمُدٌ ، ككُتُبٍ وخَدَمٍ ..

و ـ : قضيبٌ من الحديد يُضرَبُ به ، والعصا ..

و ـ من الأَمرِ : قِوامُهُ الَّذي لا يستقيم إِلاَّ به ؛ على الاستعارة ..

و ـ من الصُّبْح : ضوؤُهُ المُستَطِيرُ ؛ على التّشبيه ؛ يقال : ضَرَبَ الصُّبْحُ بعَمُودِهِ ..

و ـ : الجَبَلُ المُسْتَدِقُّ المُصَعَّدُ في السماءِ ، ومنه قولُهم : إِنَّما تَبِيضُ العُقابُ في رَأْسِ عَمُودٍ ..

و ـ من الكِتابِ : مَتْنُهُ ..

و ـ من القَلْبِ والكَبِدِ : وَسَطُهُما ، أَو هو عِرْقٌ يَسقِيهُما ..

و ـ من الأُذُن : ما استَدارَ فَوْقَ الشَّحْمَةِ ، وهو قِوامُ الأُذُنِ الَّذي تَنبُتُ عليه ..

و ـ من اللِّسانِ : وَسَطُهُ طُولاً ..

و ـ من السَّحْرِ : الوَتِينُ ..

و ـ من البَطْنِ : عِرقٌ يَمتَدٌّ من لَدُنِ الرَّهَابةِ إِلى دُوَيْنِ السُّرَّة ، أَو هو (١) الظَّهْرُ ..

و ـ من السَّيُفِ : شَطِيبَتُهُ الَّتي في مَتْنِهِ ..

و ـ من السِّنانِ : ما تَوَسَّطَ شَفْرَتَيه وامتدَّ طُولاً ..

و ـ من الظَّليمِ : رِجْلاهُ ..

و ـ من البِئرِ : قائمتان عليهما المَحَالَةُ ..

و ـ من النَّوَى (٢) : ما استقامَت عليه السيَّارةُ.

__________________

(١) في « ج » : وهو بدل : أو هو.

(٢) في « ش » : النّوق بدل : النّوى.


واستقاموا على عَمُودِ رَأْيهم ، أَي على الوَجهِ الَّذي يَعْتَمِدُونَ عليه.

والعَمُودانِ في النَّسَب : الآباءُ وإِن عَلَوا ، والأَبناءُ وإِن سَفَلوا.

وهو عَمُودُ قومِهِ ، وعَمِيدُهُم ، وعِمادُهُم ، وعُمْدَتُهُم ـ بالضَّمِّ ـ أَي قِوامَهُم ؛ قالت أُختُ حُجْرِ من صَخْرٍ :

فَإِنْ تَهْلِكْ فَكُل عَمُودِ قَوْمٍ

مِنَ الدُّنَيا إِلى هُلْكٍ يَصيرُ (٣)

ويقال لأَصحاب الأَخبيَةِ : هم أَهلُ عَمُودٍ ، وأَهلُ عِمادٍ ، وأَهلُ عُمُدٍ.

ودائِرَةُ العَمُودِ في الفَرَسِ : الَّتي في موضعِ القِلادةِ ، والعَرَبُ تَستَحِبُّها.

والعَمِيدُ : السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في الأُمور. الجمعُ : عُمَداءُ ، كشُرَفاءَ ..

و ـ : رَئيسُ العَسْكَرِ ، كالعُمْدانِ ، بالضّمِّ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : رَسِيلُ العَسْكَر (٤) ، تصحيفٌ ..

و ـ : الشَّديدُ الحُزْنِ ، والمَشغُوفُ عِشقاً ..

و ـ من الوَجَعِ : مكانُهُ.

وفلانٌ مَعْمُودٌ : مَقْصُودٌ مَصْمُودٌ بالحوائِجِ.

والعُمْدَةُ ، بالضَّمِّ : القَصدُ ، يقال له : الْزَم عُمْدَتَكَ ، أَي قَصدَكَ ..

و ـ : المُعْتَمَدُ في الشَّدائِدِ والحَوائِجِ ـ يستوي فيه الواحِدُ وفُروعُهُ ـ وكلُّ ما يُركَنُ إِليه ويُتَّكأُ ويُتَوَكَّلُ عليه.

واعْتَمَدَ على الشَّيءِ : اتَّكَأَ وتَوَكَّأَ (١).

ومن مجازه

اعتَمَدْتُ على فلان ، وعلى رَأْيِهِ ، إِذا سَكَنتُ إِليه ووَثِقتُ به ، وهو مُعْتَمَدٌ عليه.

وأَعْمَدْتُ لَيْلَتِي أَسيرُها : رَكِبْتُها سائراً.

__________________

(٣) البيت ضمن قصيدة في رثاء حُجر بن عديّ الشّهيدِ بمرج عذراء معزوّة إلى ابنته ، أَو إلى هند الأنصارية ، وعزاه الزّمخشري إلى عمّة امرئ القيس بن حُجر. انظر مروج الذهب ٣ : ١٢ ، وتاريخ الطّبري ٤ : ٢٠٨ ، وأساس البلاغة.

(٤) في مطبوع القاموس : رئيس العسكر.

(١) في « ش » : توكل بدل : توكَّأَ.


ورَجُلٌ عُمُدٌّ ، وعُمُدَّانُ ، وعُمُدَّانِيٌ ومُعَمَّدٌ ، كقُمُدٍّ وقُمُدَّانَ وقُمُدَّانيِّ ومُعَظَّمٍ ، وتُفتَحُ الميمُ في الثّلاثِ الأُوّلِ : مُمتلئٌ شَباباً ، أَو ضخمٌ طويلٌ ، وهي بهاءٍ في الجميع.

وطِرافٌ مُعَمَّدٌ ، كمُعَظَّمٍ : مَرفُوعٌ بالعَمَدِ.

وعَمِدَ عَمَداً ، كتَعِبَ : غَضِبَ ، وتَوَجَّعَ ، واشَتَكى ..

و ـ به : لزِمَهُ ..

و ـ البَعِيرُ : دَبَرَ ووَرِمَ سَنامُهُ وانشَدَخَ ، وانفَضَخَ داخِلُهُ من طُولِ رُكُوبٍ أَو حِملِ ثَقيلٍ وظاهرُهُ صحيحٌ ، فهو عَمِدٌ ككَتِفٍ ، وهي بهاءٍ ..

و ـ كَفَلُ الرَّاكِبُ مِن الرُّكُوب : وَرِمَ واختَلَجَ ..

و ـ الجُرْحُ (١) : عُصِرَ قبلَ أَن يَنْضَحَ فَوِرمَ ولم تَخرُج بَيضتتُهُ ..

و ـ الثَّرَى : بَلَّه المَطَرُ فتَجَعَّدَ وَتَقبَّضَ ، فهو عَمِدٌ أَيضاً ، ومنه : هو عَمِدُ الثَّرَى ، أَي كثيرُ المَعرُوف.

وقولهم : أَعمَدُ من كَيْلٍ مُحِقٍ (٢) ، أَي هل زادَ على هذا؟.

والمَعْمُودِيَّةُ : ماءٌ لِلنَّصارى أصَفرُ كانوا يَغمِسُونَ فيه أَولادَهُم ، ويَعْتَقِدُونَ ذلك تَطهيرٌ للمَولُود ، كالخِتَانِ لغَيرِهم.

وعَمُودٌ : هَضْبَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ عندها ماءٌ (٣) لبني جَعْفَرٍ.

وعَمُودُ الحَفِيرَةِ : جبلٌ بها ؛ وهي ماءٌ لبني مُوَجّنٍ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : عَمودُ الحفيرة : موضعٌ ، غلطٌ قطعاً.

وعَمُودُ سُوادِمةَ : جبلٌ بالقربِ منها ، وهو أَطولُ جَبَلٍ ببلادِ العَرَبِ ، يُضرَبُ به المَثَلُ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : أَطولُ جَبَلٍ بالمَغرِبِ ، تحريفٌ وتصحيفٌ قطعاً ، كيف وسُوادِمَةُ ماءٌ لغَنِيِّ ؛ قال أَبو زيادٍ :

__________________

(١) كذا في النّسخ ، وفي أُمّهات كتب اللّغة : الخُرَّاجُ.

(٢) كذا ضبطت الجملة في النّسخ ، وهناك أقوال أخرى في ضبطها جاءت في المعاجم.

(٣) في النّسخ : عندهم بدل : عندها ماء ، والمثبت عن معجم البلدان ٤ : ١٥٨.


عَمُودُ سُوادِمَةَ جبلٌ مُصَعْلَكٌ (١) في السّماءِ (٢) ، أَي مَرفُوعٌ (٣).

وعَمُودُ أَلْبان ، وعَمُودُ السَّفْحِ : جَبَلانِ طويلانِ ، لا يَرْقاهُما شيءٌ إِلاَّ أَن يكونَ طائراً ؛ وهما بالحجاز.

وعَمُودُ المُحْدَثَةَ (٤) ، كمُعْجَمَةٍ : جَبَلٌ بها ، وهي ماءٌ ونَخْلٌ لبني مُحَاربٍ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : عَمُودُ المُحَدِّثِ : ماءٌ لبني مُحارِبٍ ، غلطٌ.

وعَمُودُ غِرْيَفَةَ ـ بالمعجمة ـ تأنيثُ غِرْيَفٍ كدِرْهَم : في أَرض غَنِيٍّ من الحِمَى.

والعَمُودانِ : جَبَلانِ في بلادِ بَني جَعفَرٍ ، يقال لأَحَدِهِما : بِلالٌ ، وللآخِرِ : ذاتُ السَّوَاسَى.

وعَمُودانُ بلا لامٍ : موضعٌ في شِعرِ حاتمٍ الطّائيّ (٥).

وعِمادُ الشَّبَا : موضعٌ بمصرَ.

وغَوْرُ العِمَادِ : بلدٌ قربَ مكَّةَ في دِيارِ بني سُلَيمٍ.

والعِمادِيَّةُ : قلعةٌ في شماليِّ الموصِلِ ، بناها عِمادُ الدِّين زَنْكي بنُ آق سُنقُرَ.

والعِمادُ : الكاتبُ محمَّدُ بنُ صفيِّ الدِّين الإِصبهانيُّ ؛ العَلَمُ المشهورُ.

والعَمِيدُ : لَقَبُ الحسينِ بنِ محمَّدٍ والدِ أَبي الفضلِ محمَّدِ الشَّهير بابنِ العَميدِ الكاتبِ وزيرِ رُكنِ الدولةِ بنِ بويه ، وهو الَّذي كان يقالُ فيه : بُدِئتِ الكِتابةُ ( بعبد الحميد وخُتِمَت ) (٦) بابنِ العَميدِ.

الكتاب

( اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ

__________________

(١) في « ش » : مصعد بدل : مصعلك.

(٢) عنه في معجم البلدان ٤ : ١٥٨.

(٣) في معجم البلدان : المصعلك : الطّويل.

(٤) ويقال له : عَمُودُ المُحْدَثَّ أَيضاً ، انظر معجم البلدان ٥ : ٦٠.

(٥) إِشارةً إلى قوله :

بكيت وما يُبكيكَ من دِمَنٍ قفرِ

بسُقفٍ إِلى وادي عُمُودان فالغمر

إِلى الشِّعبِ من أَدنى مشارٍ فثرمُدٍ

فبلدةَ مبنى سِنبِسٍ لابنة العمر

معجم ما استعجم ٣ : ٧٤٢.

(٦) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».


تَرَوْنَها ) (١) أَي بغيرِ دعائِمَ مَرْئِيَّةٍ ، فجملةُ « تَرَوْنَها » صفَةٌ لـ« عَمَدٍ » جيءَ بها إِيهاماً أَنَّ لها عَمَداً ولكنَّها غيرُ مرئيَّةٍ ، وهي قُدرتُهُ تعالى وحِفظُهُ الَّذي أَوقفها في الجَوِّ العالي وقيل : هي مُستأنَفةٌ على سبيل الاستشهاد ، أي وأَنتم تَروْنَها مرفوعةً بلا عِمادٍ.

( إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ) (٢) قيل : « إِرَمَ » عطفُ بيانٍ لـ « عادٍ » للإِيذانِ بأنَّهم عادٌ الأُولى ؛ لأَنَّهم أَولادُ عادِ بنِ عَوْضِ بن إرَمَ ابنِ سامِ بنِ نوحٍ 7 فسمُّوا باسمِ جَدِّهم.

وقيل : « إِرَم » بَلدَتُهُم وأَرضُهُم الَّتي كانوا فيها.

ولم تَنصَرِف قبيلةً أَو أَرضاً ؛ للعلميَّةِ والتَّأْنيثِ.

و « ذاتِ الْعِمادِ » صفةٌ لازمةٌ على كلٍّ من الوجهين ، فإِن كان بمعنى القبيلةٍ فالمعنى : أَنَّهم كانوا بَدَوِيّينَ أَهلَ عُمُدٍ ، أَو كانوا طوالَ الأجسامِ على تَشبيهِ قُدُودِهِم بالأَعمِدَةِ ، أَو كانت ذاتَ العِمادِ الرّفيعِ ، وإِن كان بمعنى البَلدَةِ فالمعنى : ذات أَساطينَ أَو أَبنيةٍ رفيعةٍ.

ثمَّ قيل : هذه المدينةُ الإسْكَندَرِيَّةُ ، وقيل : دِمشقَ ، [ وروي أَنَ ] (٣) بلادَ عادٍ كانت بينَ عُمانَ إِلى حَضْرَمَوْتَ ، وهيَ بلادُ الرّمالِ المسمَّاةُ بالأَحقافِ.

وروي (٤) : أنَّه كان لعادٍ ابنان شدَّادٌ وشَديدٌ فمَلَكا وقَهَرا ، فمات شَديدٌ وخَلَصَ الأَمرُ لشدَّادٍ ، فمَلَكَ الدّنيا ودانَت له مُلُوكُها ، فسَمِعَ بذكرِ الجَنَّةِ ، فقال :

أَبني مِثلَها ، فبنى إِرَمَ في بعضِ صحاري عَدَنَ في ثلاثمائةِ سنةٍ ، وكان عمرُه تسعمائة سنة ، وهي مدينةٌ عظيمةٌ ، قصورُها من الذّهبِ والفِضَّةِ ، وأَساطينُها مِنَ الزَّبَرجَدِ والياقوتِ ، وفيها أَصنافُ الأَشجارِ والأَنهارِ ، ولمَّا تمَّ بناؤها سار

__________________

(١) الرّعد : ٢.

(٢) الفجر : ٧.

(٣) في النّسخ : « وريفابان » بدل : « وروي أَنّ » ، والمثبت بمقتضى ما في معجم البلدان ( إِرم ).

(٤) في « ش » : ويروى بدل : وروي.


إِليها بأَهلِ مملكتِهِ ، فلمَّا كان منها على مسيرةِ يومٍ بَعَثَ اللهُ عليهم صيحةً من السّماءِ فهلكوا ويُروى : أَنَّه وَضَعَ إِحدى قدميهِ فيها فأُمِرَ ملكُ الموتِ بقبضِ رُوحِه.

( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) (١) هي العَمَدُ الَّتي تُمَدَّدُ على الأَبوابِ للاستيثاق ، أَو هي مِثُل المقاطِرِ الَّتي تُقَطَّرُ فيها اللّصُوصُ ـ جمعِ مِقْطَرَةٍ ، وهي خَشَبَةٌ فيها خُرُوقٌ تُدخَلُ فيها أَرجُلُ المَحبُوسينَ ـ أَو هي عَمَدُ السُّرادِقِ في قولهِ : ( أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها ) (٢) فإِذا مُدِّدَت تلك العَمَدُ أُطبِقَت عليهم ، نعوذ بالله من ذلك.

الأثر

( عَلَى عَمُودِ بَطْنِهِ ) (٣) أَي على ظهرِهِ ؛ لأَنَّه يَعْمِدُ البطنَ وقِوامُهُ به ، أَو هو عِرْقٌ يَمْتَدُّ إِلى البَطْنِ من الرَّهَابةِ ، شَبِّه بعَمُودِ الخِباءِ لامتدادِهِ واستطالَتِهِ.

( وَشَقَى العَمَد ) (٤) كسَبَبٍ ، مستعارٌ من عَمَدِ البَعيرِ ، وهو أَن يَدْبَرَ ظَهرُهُ أَو يَرِمَ (٥).

ومنه : قولُ عليّ 7 : ( كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى البِكَارُ العَمِدَةُ ) (٦) تَأْنيثُ عَمِدٍ ـ ككَتِفٍ ـ أَي الأَفتاءُ من الإِبِلِ الَّتي أُتعِبت (٧) ظُهُورُها (٨).

قَالَ أَبُو جَهْلٍ : ( أَعْمَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ ) (٩) وفي رواية : ( أَعْمَدُ من سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ ) (١٠) قال الزّمخشريُّ : أَي أَتوَجَّعُ وأَشتكي من أَن يَقتُلَ القومُ سَيِّدَهم ، وقيل : هو من عَمِدَ عليه ، إِذا غَضِبَ ، فمعناه أَغضَبُ من ذلك (١١) انتهى.

__________________

(١) الهمزة : ٩.

(٢) الكهف : ٢٩.

(٣) الفائق ٣ : ٢٧ ، النّهاية ٣ : ٢٩٦.

(٤) الفائق ١ : ٦٥ ، النّهاية ٣ : ٢٩٧.

(٥) في « ش » : يورم بدل : يَرِم.

(٦) نهج البلاغة ١ : ١١٣ / ٦٦ ، النّهاية ٣ : ٢٩٧.

(٧) في « ت » و « ج » : أيقت بدل : أُتعِبت.

(٨) في « ش » : ظهرها بدل : ظهورها.

(٩) البخاري ٥ : ١٦٣ / ٤٦٠ ، النّهاية ٣ : ٢٩٧.

(١٠) الغريبين ٤ : ١٣٢٥ / ٤٦٠ ، النّهاية ٣ : ٢٩٧.

(١١) الفائق ٢ : ١٨.


وهذا لا يناسبُ ما رُوي عن ابنِ مسعودٍ أَنَّه قال : وَجَدْتُهُ بآخِرِ رَمَقٍ ، فَوضَعْتُ رِجلِي عَلَى عُنُقِهِ ، فقلت له : هل أَخزاكَ اللهُ يا عدوَّ اللهِ؟ قال : بِمَ أَخزاني؟ أَعْمَدُ من رَجُلٍ قَتَلتموه أَو أَعْمَدُ من سَيِّدٍ قَتَلَهُ قومُهُ (١).

والصّواب ما قال أَبو عبيدة : معناه هل زادَ على سَيِّدٍ قَتَلَه قومُهُ (٢)؟ ويؤَيِّدهُ ما في صحيحِ البخاري : فقال له أَبو جهلٍ : هل أَعْمَدُ مِن رَجُلٍ قَتَلْتُمُوه وكان غَرَضُهُ أَن يُهَوِّنَ على نفسِهِ ما حَلَّ به ، وأَنَّه ليس بعارٍ عليه أَن يَقْتُلَهُ قومُهُ.

( وأَعْمَدَتَاهُ رِجْلَاهُ ) (٣) مِن أَعْمَدَهُ إِعْماداً بمعنى عَمَدَهُ ، إِذا أَسْنَدَهُ ودَعَمَه ، وقال أَبو عبيد : عَمَدْتُهُ إِذا أَقَمْتُهُ ، وأَعْمَدْتُهُ إِذا جَعَلتُ تَحتَهُ عَمَداً ، يُرِيدُ أَنَّه لا يَنْفَكُّ مصلِّياً مُعْتَمِداً على رِجّلَيه في القِيامِ (٤) ، أَو صَيَّرَتهُ رِجلاهُ عَمِيداً أَي مريضاً ، يُرِيدُ أَنَّ دوامَ كونِهِ قائماً قد جَهَدَهُ وأَدنَفَهُ ، والأَلف في « أَعْمَدَتَاه » لِلتّثنيةِ ، كالواوِ في : أكَلُونِي البراغيثُ ، وهي لغةٌ طائيَّةُ.

عمرد

العَمَرَّدُ ، كجَهَنَّم : الطّويلُ من كلِّ شيءٍ ـ كالعُمْرُودِ بالضّمِّ ـ والبعيدُ مِن الطُّرُقِ ، والنّشيطُ ، والدّاهيةُ الخبيثُ (٥) من الرِّجال ، والشَّكِسُ الأَخلاقِ ، والذّئبُ أَو الخَبِيثُ منه ، والنَّجِيبُ من الإِبِلِ القويُّ على السَّيرِ ، واسمُ فَرَسٍ.

وعَمْرَدٌ : ابنُ يَزيدَ ؛ سَمِعَ أَبا بكرٍ في روايةٍ ضعيفَة ..

و ـ : ابنُ الحَسَنِ ، شيخٌ لابنِ جُرَيْحِ ؛ ذَكَرَهُ البخاريُ (٦).

والعَمَرَّدَةُ : بنتُ مَعْدِي كَرِبَ ، أُختُ

__________________

(١) فتح الباري ٧ : ٢٣٦.

(٢) انظر الغريبين ٤ : ١٣٢٥ ، وفتح الباري ٧ : ٢٣٥.

(٣) الفائق ٣ : ٤١٣ ، النّهاية ٣ : ٢٩٧.

(٤) انظر الفائق ٣ : ٤١٣.

(٥) في « ش » : والخبيث.

(٦) التّاريخ الكبير ٧ : ٨٨.


الملوكِ الأَربعة من كِندَةَ ـ الَّذين لَعَنَهُمُ النّبيُّ 9 ولَعَنَها معهم ، وهم : مِشْرَحٌ ، ومِخْوسٌ ، وجَمَدٌ ، وأَبْضَعَةُ ـ بني مَعْدِي كَرِبَ ، وفدوا مع الأَشعثِ بن قيسٍ ـ وكانت تحتَهُ آمنةُ بنتُ جَمَدٍ منهم ـ فأَسلموا ثمَّ ارتدّوا ، فقُتِلُوا يومَ النُّجَيْرِ ، فقالت نائِحَتُهُم :

يا عَيْنُ بَكِّي لِيَ المُلُوكَ الأَرْبَعَه

مِشْرَحٍ ومِخْوَسٍ وجَمَدٍ وأَبْضَعَه (١)

عنجد

العُنْجُدُ : في : « ع ج د » ، والنّونُ فيه زائدةٌ.

عند

العَنْدُ ، مثلَّثةَ الأَوّلِ ساكِنةَ الثّاني : النّاحِيَةُ.

وكبَلَدٍ : الجانِبُ ، ومنه : عَنَدَ عنِ الطَّريقِ والقَصْدِ (٢) ـ مثلَّثةَ العينِ ـ عُنُوداً : مالَ وعَدَلَ ..

و ـ عن الشَّيءِ : نَفَرَ وذَهَبَ كارِهاً له ، فهو عَنُودٌ ..

و ـ البَعِيرُ : رَعَى وَحْدَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ : طَغَا وعَتَا وتَجَبَّرَ ، وخالَفَ الحَقَّ وأَباه وهو يَعرِفُهُ ، كعانَدَ عِناداً ، فهو عَانِدٌ ، وعَنِيدٌ ، ومُعانِدٌ ، ومنه : عَنَدَ العِرْقُ ، إِذا سالَ دَمُهُ فلم يَرقَأْ ، كأَعنَدَ ؛ كأَنَّه أَخَذَ في العِنادِ.

وعَانَدَه مُعَانَدَةً ، وعِناداً : عارَضَهُ ، وفَعَلَ مِثلَ فِعلِهِ مضادّاً له أَو مساوياً.

وتَعانَدَ الخَصمانِ : تَجادَلا.

وأَعْندَ أَنفُهُ : كَثُرَ سَيَلانُ الدَّم منه ..

و ـ الرَّجُلُ القَيءَ ، وفيه : تابَعَهُ ..

و ـ فلاناً : عاندَهُ.

واستَعْنَدَهُ الدَّمُ والقَيْءُ : غَلَبَه وكَثُرَ خُروجُهُ منه ..

و ـ الفَرَسُ والبَعيرُ اللِّجامَ والزِّمامَ : غَلَباهُ ..

__________________

(١) انظر تاريخ المدينة ٢ : ٥٤٤.

(٢) في « ش » : واتعند بدل : القصد.


و ـ الرَّجُلُ السِّقاءَ : كَسَرَهُ إِلى خارج فشَرِبَ من فِيهِ ..

و ـ عصاهُ : اضَرَبَ بِها في النّاسِ ..

و ـ ذَكَرَهُ : زَنَى به في [ النّاسِ ] (١) ..

و ـ فلاناً : قَصَدَه.

وعَنِدَ عَنَداً ، كتَعِبَ : غَضِبَ.

وطَعْنٌ عَنِدٌ ـ ككَتِفٍ ـ وعانِدٌ ، إِذا كان يَمْنَةً ويَسْرَةً.

وعانِدَةُ الطَّريقِ : ما عُدِلَ عنه ، فَعَنَدَ ؛ قال :

فَإِنَّكَ والبُكَا بَعْدَ ابنِ عَمْروٍ

لكالسَّارِي بِعَانِدَةِ الطَّرِيقِ (٢)

يقول : بكاؤك على هالكٍ ( بَعْدَه ) (٣) ضلالٌ.

والعانِدُ : البَعيرُ يَعْدِلُ عن الطّريقِ ، ويَجوزُ عن القَصْدِ. الجمعُ : عُنَّدٌ ، كُركَّعٍ.

والعَنُودُ ، كصَبُورٍ : الرَّجُلُ يَحِلُّ وَحْدَهُ ولا يُخالِطُ النّاسَ ..

و ـ من الدَّوَابِّ وحُمُرِ الوَحْش : المُتَقَدِّمُ في السَّيرِ ..

و ـ من النُّوقِ : الَّتي تَنَكَّبُ الطَّريقَ من نَشَاطِها وقُوَّتِها ..

و ـ من العُقَابِ : الصَّعْبَةُ المُرتَقَى ..

و ـ من السَّحابِ : الكثيرةُ المَطَرِ والدَّائمةُ لا تَكادُ تُقلِعُ ..

و ـ من السّهامِ : الَّذي يخرُجُ فائزاً على غيرِ جهةِ سائرِ القِدَاحِ.

وعِنْدَ ، بكسرِ فائِها ـ وهو المشهورُ ، وحكى ابنُ السِّكِّيت وغيرهُ تثليثَها (٤) ـ : اسمٌ لا يُستعمَلُ إِلاَّ ظَرْفَ مكانٍ أَو زمانٍ أَو مجروراً بـ « من » ، وقولُ العامَّةُ : ذَهَبتُ إِلى عِنْدِهِ ، لحنٌ.

ويقال : هذا عِنْدِي أَفضلُ من هذا ، أَي في حُكْمِي.

ويقول الرَّجُلُ : هو عِنْدي كذا ، فيقال له : أَو لك عِندٌ؟! منوَّناً مُراداً به لفظُهُ

__________________

(١) في النّسخ : « النّساء » ، والمثبت عن أَمّهات كتب اللّغة.

(٢) بلا عزوٍ في التّهذيب ٧ : ٣٧٩ ، والمقاييس ٢ : ٢١٦ ، والمحكم ٢ : ١٩ ، واللّسان.

(٣) في « ت » و « ج » : بعد بدل : بعده.

(٤) إصلاح المنطق : ٨٥.


لا الظّرفيَّةُ ، وكلُّ كلمةٍ أُرِيدَ به لفظُها فسائغٌ أَن تَتَصَرَّفَ تصرُّفَ الأَسماءِ ، وأَن تُعرَبَ ، وأَن يُحْكَى أَصلُها ، ومنه قولُ بعضِهم :

يَقُولُونَ هَذا عِنْدَنا لَيْسَ ثابِتاً

ومَنْ أَنْتُمُ حتَّى يَكُونَ لَكُم عِنْدٌ (١)

وقول الآخر :

كلُ عِنْدٍ لَكَ عِنْدِي

لا يُساوي نِصْفَ عِنْدِ (٢)

وزَعَمَ الحريريُّ أَنَّ ذلك لَحنٌ ؛ جهلاً منه بالمسأَلة.

وقد يُوضَعُ موضعَ الفِعلِ الطَّلَبيِّ فيكونُ اسمَ فِعلٍ ، ولا يُستعمَلُ إِلاَّ متَّصِلاً بحرفِ خطابٍ ، فيقال : عِندَكَ أَي تقدَّم ، وعِنْدَكَ زَيْداً أَي خُذهُ ، وعِنْدَكَ الأَسْدَ أَي احْذَرْهُ ، وذلك إِذا كان بينَ يَدَيه.

ومالي عَنْهُ عُنْدُهٌ ـ بالضّمِّ ويضمُّ [ الدّال ] (٣) ويفتح ـ أَي بُدٌّ ومَحِيصٌ.

وما وَجَدْتُ إِلى ذلك عُنْدُداً أَيضا ، أَي سَبِيلاً.

والمُعْلَنْدَدُ : في : « ع ل د ».

ووادي العانِدِ : قَبلَ السُّقْيا من عَمَلِ الفَرَعِ بميلٍ.

وعانِدانِ ، مثنَّى : قلَّةٌ في جَبَلِ إِضَمْ ؛ قال :

شَبَّتْ بِأَعْلَى عانِدَيْنِ مِنْ إِضَمْ (٤)

والعُوَيْنِدُ ، كعُوَيْمِرٍ : موضعٌ باليمامةِ لبني خَدِيجٍ ، وماءٌ ببطن الكِلابِ لبني عَوْفٍ (٥).

ويَوْمُ عانِدٍ وجَرَّةَ : من أَيَّامهم.

وعَنْدَةُ ، كهَضْبَة : أُمُّ عَلْقَمَةَ بنِ سَلَمَةَ.

وسمَّوا : عَناداً ، وعَنادَةَ ، كسَحَابٍ وسَحابَة.

الكتاب

( فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ ) (٦) أَي فإِن أَتمَمتَ عَمَلَ عشرِ حِجَجٍ فإِتمامُهُ

__________________

(١) التّاج ، بلا عزو.

(٢) البيت لبعض المولَّدين في المغني ١ : ٢٠٧.

(٣) زيادة يستدعيها السياق.

(٤) معجم البلدان ٤ : ٧٢ ، اللّسان ، بلا عزوٍ.

(٥) في معجم البلدان : لبني نميرٍ.

(٦) القصص : ٢٧.


[ من ] (١) عِندِكَ ـ بطريقِ التّفضُّلِ والتَّبَرُّع ـ لا من عِندي ، بطريقِ الإِلزامِ عليك.

( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) (٢) أَي مُقَرَّبين عِندَهُ قربَ منزلةٍ ، كما يقال : فلانٌ في بَلَد كذا مُقَرَّبٌ عِندَ الملِكِ ، أَو هو صفةٌ لـ « مَقْعَدِ » ، كما يقال : قليلٌ عِندَ أَمينٍ خيرٌ من كثيرٍ عِنْدَ خائِنٍ.

الأثر

( وَمَلِكاً عَنُوداً ) (٣) جائراً عن القصدِ عادلاً عن الحقِّ.

( وَأَضُمُ العَنُود ) (٤) البعيرَ السَّائرَ عن سَنَنِ الطَّريقِ ومَحَجَّتِهِ ، أَي أَجمعُهُ إِلى الإِبِلِ السَّالِكَةِ نَهْجَ الطَّريقِ ولا أَدَعُهُ مُنفَرِداً عنها ؛ وهو تَمثيلٌ لحُسْنِ سِياسَتِهِ للنَّاس ، وأَصلُه في سَوْقِ الإِبِلِ.

المصطلح

المُعانَدَةُ : المُنازَعَةُ في المسألةِ العِلميَّةِ مع عَدَمِ العِلمِ بها من كلامِهِ وكلامِ صاحبِهِ.

والعِنادِيَّةُ : القضيَّةُ الَّتي يكونُ الحُكمُ فيها بالتّنافي لذات الجُزأَين مع قَطعِ النَّظَرِ عنِ الواقعِ ، كما بينَ الفردِ والزَّوجِ ، والشَّجَرِ والحَجَرِ ، وكونِ زَيْدٍ في البحرِ وأَن لا يَغرَقُ.

عنكد

العَنْكَدُ ، كحَنْبَلٍ : الصُّلْبُ من كلِّ شيءٍ ، والأَحمقُ ، والغليظُ الشَّديدُ. والظَّاهرُ أَنَّ النّونَ فيه زائدةٌ.

ومُعَنْكَدُ (٥) بنُ مُهَلْهِلٍ : اسمُ الشّيخِ الجِنِّي الِّذي سَمِعَهُ رافعُ بنُ عُمَيرٍ التَّمِيميُّ الصَّحابيُّ.

عود

عادَ له وإِليه يَعُودُ عَوْداً ، وعَوْدَةً ،

__________________

(١) زيادة يستدعيها السّياق.

(٢) القمر : ٥٥.

(٣) النّهاية ٣ : ٣٠٨ ، مجمع البحرين ٣ : ١٠٩.

(٤) الغريبين ٤ : ١٣٣٤ ، الفائق ٢ : ١١.

(٥) في الإِصابة ٣ : ٤٤٣ : معتكد ، بالمثناة الفوقية.


ومَعاداً : رَجَعَ إِليه بعدَ الانصرافِ عنه ..

و ـ الشَّيءُ كذا : صار ، ومنه : ( حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) (١).

و ـ زيداً عن كذا : صَرَفَهُ ، وهو مقلوبُ « عَدَاه » ؛ عن يعقوب (٢) ..

و ـ عليه بمَعرُوفهِ : أَفضَلَ ، والاسم : العائِدَةُ ..

و ـ الأَمرُ زيداً : انْتابَهُ ، كاعْتادَهُ.

و ـ زيدٌ المريضَ : زارَهُ ، فهو عائِدٌ من عُوَّدٍ ، وعُوَّادٍ ، وعَوْدٍ ، كَرُكَّعٍ وزُوَّارٍ قَوْمٌ ، وهي عائِدَةٌ مِنْ عَوائِدَ ، وعُوَّدٍ كُركَّعٍ ، والمريضُ مَعُودٌ كمَقُولٍ ، ومَعْوُودٌ كمَعْقُولٍ ؛ في لغةِ تَميمٍ.

وعادَ عليهم الدّهرُ : أَفناهُم.

وعادَتِ الرِّياحُ والأَمطارُ على الدِّيارِ حتَّى دَرَسَت ؛ قال ابنُ مقبلٍ :

وكائنْ تَرَى مِن مَنْهَلٍ بادَ أَهْلُهُ

وَ عِيدَ عَلَى مَعْرُوفِهِ فَتَنَكَّرَا (٣)

وأَعادَهُ : رَدَّهُ وفعَلَهُ ثانياً ، ومنه : إِعادَةُ الصَّلاة ..

و ـ الكلامَ : كَرَّرَهُ ..

و ـ إِلى مكانِهِ رَجَعَهُ.

واستَعادَهُ : سَأَلَهُ الإِعادَةَ ، والعَوْدَ.

ورَجَعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ ، وعَوْداً على بَدْءٍ ، أَي وَصَلَ مَجيئَهُ برجوعِهِ ، فالمجيءُ بَدْءٌ ، والرُّجُوعُ عَوْدٌ.

ولك العَوْدُ ، والعَوْدَةُ ، والعُوادَةُ ـ بالضمِّ ـ أَي لك أَن تَعُودَ في هذا الأَمرِ.

وعُدْ فَلَكَ عَوادٌ حَسَنٌ ـ مُثَلَّثَةً ـ أَي لك ما تُحِبُّ.

وعاوَدَهُ : رَجَعَ إِليه ، ومنه : عَاوَدَتْهُ الحُمَّى ..

و ـ بالمسأَلةِ : سَأَلَهُ مرَّةً بعدَ أُخرى ، ومنه : العادَةُ ، وهي اسمٌ لتكريرِ الفِعلِ أَو الانفعالِ حتَّى يَسْهُلَ تعاطيه فيَصيرَ كالطَّبعِ ؛ ولذلك قيل : العادَةُ طبيعةٌ ثانيةٌ. الجمع : عادٌ ، وعِيدٌ ، وعَاداتٌ ، وعوائِدُ.

وعَوَّدْتُهُ إِيَّاه : صيَّرتُهُ عادَةً له ،

__________________

(١) يس : ٣٩.

(٢) انظر المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٣٢٤.

(٣) ديوانه : ١٣٢ ، أساس البلاغة : ٣١٦.


فاعتادَهُ ، وتَعَوَّدَهُ ، وأَعادَهُ ، وعاوَدَهُ ، واستَعادَهُ ؛ قال :

فإِنَّ المَرْءَ يَأْلَفُ ما استَعادَا (١)

والمُعاوِدُ : المُواظِبُ ، والماهرُ في عَمَلِهِ ، والشُّجاعُ البَطَلُ ؛ لأَنَّه لا يَمَلُّ الحربَ.

وتَعاوَدَ القومُ في الحَرْبِ وغيرِها : عاد كُلُّ فريقٍ إِلى صاحبِهِ.

والمُعِيدُ : المُطِيقُ للشّيء يُعاوِدُهُ ، والعالِمُ بالأُمورِ الحاذقُ فيها ، والفَحلُ الَّذي قد ضَرَبَ في الإِبِلِ غيرَ مرَّةٍ والأَسَدُ.

وهو ما يُبدِئُ وما يُعِيدُ إِذا لم تكن له حِيلَةٌ ، أَو لا يَتكَلَّمُ ببادِئةٍ ولا عائِدَةٍ ، أَي بشيءٍ.

والعِيدُ ، بالكسرِ : المَوسِمُ ، وكلُّ يَومٍ فيه جَمعٌ وفَرَحٌ وسُرُورٌ ، وما يُعتادُ ويُعاوَدُ مرَّةً بَعْدَ أُخْرَى مِن همٍّ ومَرَضٍ ونحوِه. الجمع : أَعْيادٌ.

وعَيَّدَ المسلمونَ تَعْييداً : شهدوا عِيدَهُم.

والعُودُ ، بالضمِ (٢) : خَشَبَةُ كلِّ شَجرَةٍ دَقَّ أَو غَلُظَ ، أَو ما جَرَى فيه الماءُ من الشَّجَر رطباً كان أَو يابساً. الجمع : أَعوادٌ ، وعِيدانٌ ..

و ـ : الخَشَبُ الهِندِيُّ الَّذي يُتَبَخَرُ به ..

و ـ : الآلةُ المعروفةُ المُتَّحَدَةُ للغِناءِ ، وضاربُهُ : عَوَّادٌ

و ـ : عَظْمٌ في أَصلِ اللّسانِ.

وأُمُ عُودٍ : القِبَةُ أَو الكَرِشُ.

وابنُ عُودٍ : الرَّجُلُ القَصيرُ.

والعُوادَةُ ، بالضّمِّ : ما يُعادُ على الرَّجُلِ من طعامٍ يُخَصُّ به بَعْدَ ما يَفرَغُ القومُ ، وعَوَّدَهُ : أَكَلَهُ.

__________________

(١) المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٣٢١ ، اللسان ، بلا عزو ، وتمامه فيهما :

تعوَّد صالحَ الأَخلاقَ إِنّي

رأيتُ المرءَ يأْلَفُ ما استعادا

(٢) العبارة في النّسخ : « العَودُ ، بالفتح : خشبةٌ ... » ، ويبدو أَنَّ في النّسخ سقطاً وتصويبها يكون هكذا : « والعَودُ ، بالفتح : المُسِنُّ من الإِبِلِ والشّاءِ ، والطّريقُ القديمُ ، والقديمُ من السّؤددِ ، واسمُ فَرَسٍ. والعُودُ ، بالضّم : خشبةٌ ... » ؛ انظر المعاجم اللّغوية.


وعادٌ : قومُ هودٍ 7 ، وهو عادُ بنُ إرَمَ بنِ سامِ بنِ نوحٍ 7 ، وهي عادٌ الأُولى.

والعَرَبُ تَنِسبُ كُلَّ قديمٍ من مَجْدٍ وشَرَفٍ وبِناءٍ وبِئرٍ إِلى عادٍ ، فيقولون : مَجْدٌ عادِيٌ ، وبِئرٌ عادِيَّةٌ ، أَي قَديمان.

وما أَدرِي أَيُ عادٍ هو ـ غيرُ منصرفٍ ـ [ أَي ] (١) أَيُّ الخَلْقِ.

والعائِدَةُ : المعروفُ ، والصِّلَةُ ، والمنفعةُ ، والعطفُ ؛ تقول : ما أَكثرَ عائِدَةَ فلانٍ على قومِهِ ، وهو كثيرُ العوائِدِ.

وهذا أَعْوَدُ عليكَ ، أَي أَرفَقُ بك من غيرِهِ.

والمَعَادُ : الآخِرَةُ ، والحَجُّ ، والجَنَّةُ ، والمَرجِعُ والمَصيرُ ، والمناحَةُ والمَأْتَمُ ، كالمَعادَةِ.

وبلا لام : مكَّةُ شرَّفَها اللهُ تعالى ، وقول الفيروزاباديِّ : المَعادُ ، غلطٌ ؛ قال ابنُ عبَّاسٍ : سمِّيت مكَّةُ مَعاداً لعَوْدِ النّاسِ إِليها.

ومَعادُ الرَّجُلِ : بَلَدُهُ ؛ لأَنَّه يَنصَرِفُ في البِلادِ ثمِ يَعُودُ إِليه.

والعَيدانُ ، كرَيحَان : النَّخْلُ الطِّوالُ العاري من السَّعَفِ ، واحدتُها بهاءٍ.

والمُتَعَيِّدُ : الظَّلُومُ ، والغَضبانُ ، والمُوعِدُ شرّاً ، والمُتَجَنِّي.

وتَعَيَّدَ العائِنُ على المَعْيُونِ : شَهَقَ بعينِهِ عليه وعاوَدَ النَّظَرَ إِليه ليُبالِغَ في إِصابتِهِ.

وتَعَيَّدَتِ المَرْأَةُ على ضرّاتِها : اندَفَعَت بلِسانِها عليهِنَّ وحرَّكت يَدَيْهَا مرَّةً بعدَ أُخرى.

والعِيدِيَّةُ ، وبناتُ عِيدٍ ، بالكسرِ : نُوقٌ نجائِبُ تُنْسَبُ إِلى فَحْلٍ مُنْجِبٍ يقال له : عِيدٌ وإِلى بني عيدِ بنِ الآمِرِي بنِ مَهرَةَ بنِ حَيدَانَ بنِ الحافِ بنِ قُضاعَةَ ، وقول الفيروزاباديِّ : العِيدُ فَحْلٌ ، باللاّمِ ، غلطٌ.

والعِيدُ أَيضاً : شَجَرٌ جَبَليٌّ يُنْبِتُ عِيدَاناً ، لا وَرَقَ له ولا نَوْرَ ، كثير اللِّحاءِ ،

__________________

(١) زيادة من الصّحاح يستدعيها السّياق.


يُضْمَدُ بلحائِهِ الجُرْحُ الطَّرِيُّ فيَلتَحِمُ.

وعائِدٌ : موضعٌ.

وعَيدانُ ، كرَيْحَان : موضعٌ في شعرِ بشر بنِ أَبي خَازمٍ (١) ، ولَقَبُ الحسينِ والدِ أَبي الطّيِّبِ أَحمَدَ المُتنبِّي الشّاعِرِ ، وكان يقال له : عَيْدانُ السِّقاءِ (٢) ..

و ـ : ابنُ حَجْرِ بن ذي رُعَيْن ؛ جاهليٌّ ـ أَو هو بالمعجمةِ ـ واسمُهُ جَيْشانُ.

وربيعةُ بن عَيدانَ بن ربيعةَ الحَضرَمِيُّ : صحابيٌّ.

ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَيْدانَ العَيْدانِيُ الأَهوازيُّ : محدِّثٌ.

ودُهَينُ بن قُرْظُمٍ القُضاعِيُ العِيدِيُ : صحابي.

ومحمَّد بنُ أَحمدَ البخاريُ العِيديُ الفقيه : كان في آبائِهِ من وُلِدَ في العِيدِ ، فنسب إِليه.

وذو الأَعْوادِ : رَبيعَةُ بنُ مُخَاشِنِ بنِ رَبِيعَةَ ، أَحدُ بني أُسَيّدِ بن عمرِو بنِ تَمِيمٍ ، كان يَجلسُ على سريرٍ في قُبَّةٍ من خَشَبٍ ، فسمِّى به ، وهو أَوَّل مَن جلس من العَرَبِ على سريرٍ ، وتميمٌ تقول : هو أَوَّل من قُرِعَت له العصا.

وعادِيَاءُ ، كسابِياء : جَدُّ السَّمْؤَلِ ، أَو أَبوه.

وجِرَانُ العَوْدِ ، كطَوْد : لَقَبُ عامر بنِ الحارثِ النُّمَيرِيِّ الشَّاعِرِ ؛ لقوله يُخاطِبُ امرأَتَيه :

خُذَا حَذَراً يا جارَتَيَّ فإِنَّني

رَأَيْتُ جِرانَ العَوْدِ قَدْ كانَ يَصْلُحُ (٣)

وكان قد اتَّخَذَ من جِرَانِ عَودٍ من الجمالِ سَوْطاً يَضرِبُ به نساءَهُ.

ومحمَّدُ بن أَحمدَ بن هارون ، ومحمَّدُ ابنُ عمر ، ومحمَّدُ بنُ أَيُّوبَ العُودِيُّون ،

__________________

(١) إشارة إلى قوله :

وقد جاوزت من عَيدانَ أَرضاً

لأَبوالِ البغال بها وقيعُ

معجم البلدان ٤ : ١٧١.

(٢) كذا ضبطت ضبط قلم في النّسخ ، ومثله في القاموس ، وضبطت بفتح السّين وتشديد القاف ضبط قلمٍ في التّكملة ، والتّاج.

(٣) التهذيب ١١ : ٣٦ ، المقاييس ١ : ٤٤٧ ، أساس البلاغة : ١٩ ، وفيها : كاد بدل : كان.


بالضّمّ : محدِّثون.

الكتاب

( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ) (١) إِلى مَرجِعٍ ومَصيرٍ تَمتَدُّ إِليه أَعناقُ الهِمَمِ (٢) ، وتَرنُوا إِليه أَبصارُ الأُممِ ، وهو المقامُ المَحْمُودُ الَّذي وَعَدَكَ أَن يَبعَثَكَ فيه ، فالتّنكيرُ (٣) فيه للتّعظيم.

وقيل : هو مكَّةُ شَرَّفَها اللهُ تعالى على أَنَّه وَعَدَهُ ـ وهو بها في أَذىً من أَهلِها ـ أَن يُهاجِرَ به منها ثمَ يُعِيدُهُ إِليها في ظَفَرٍ ودَولةٍ ، والسّورةُ مكِّيَّةٌ.

وقيل : نَزَلَت عليه هذه الآيةُ حينَ بَلَغَ الجُحْفَةَ في مهاجَرِهِ ، وقد اشتاقَ إِلى وطنِهِ ومولدِهِ ومولدِ آبائِهِ وحَرَمِ إِبراهيمِ 7 ، فَنَزَلَ جبرئيلُ ، فقال له : ( أَتَشْتاقُ إِلى مكَّةَ؟ ) قال : ( نعم ) ، فأَوحاها إِليه.

( تَكُونُ لَنا عِيداً ) (٤) أَي يكونُ يومُ نزولِها لنا عِيداً نُعَظِّمُه ، وإِنَّما أَسنَدَ ذلك إِلى المائِدةِ ؛ لأَنَّ شرفَ اليومِ مستعارٌ من شرفِها ، وكان نزولُها يومَ الأَحدِ ، فلذلك اتَّخذَهُ النّصارى عيداً ، أَو يكونُ لنا فَرَحاً وسروراً ؛ من العِيدِ الَّذي هو السّرورُ العائِدُ.

( وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ ) (٥) في : « ب د أ ».

الأثر

( المُبْدِئُ المُعِيدُ ) (٦) هو اللهُ تعالى ؛ لإِبدائِهِ الخَلْقَ ـ أَي خَلَقَهم ابتداءً ـ وإِعادَتِهِ لهم إِلى المَماتِ في الدّنيا ، وبعدَ المَماتِ إِلى الحياةِ في الآخرةِ. ومن الرِّجالِ الَّذي أَبْدَأَ في غزوةٍ فأَعادَ فَغَزَا مَّرةً بَعْدَ أُخرى. ومن الخيلِ الَّذي غُزِيَ عليه مرَّةً بعدَ أُخرى حتَّى عادَ مُجَرَّباً مُرتاضاً في ذلك.

__________________

(١) القصص : ٨٥.

(٢) في « ش » : أَعناق الهيم.

(٣) في « ش » : والتنكير.

(٤) المائدة : ١١٤.

(٥) سبأ : ٤٩.

(٦) الفائق ٤ : ٢٣ ، النّهاية ٣ : ٣١٦.


( وَالحُكْمُ للهِ ، والمَعْوَدُ إِلَيْهِ ) (١) أَي المَعادُ ؛ جاءَ على الأَصلِ ، والقياسُ قَلْبُهُ أَلِفاً.

( أَعُدْتَ فَتَّاناً؟! ) (٢) أَي صِرتَ ، ومنه : ( وَدِدْتُ [ أَنَ ] هذا اللَّبَنَ يَعُودُ قَطِرَاناً ) (٣).

( الزَمُوا تُقَى اللهِ وَاسْتَعيدُوها ) (٤) أَي اعتادُوها.

( يَكْثُرُ عُوَّادُها ) (٥) أَي زُوَّارُها ، جمعُ عائِدٍ ، وكلُّ آتٍ مَرَّةً بعدَ أُخرى فهو عائِدٌ ، وإِنِ اشتَهَرَ في عِيادةِ المريضِ حتَّى صار كأَنَّه مختصٌّ به ، فقالوا : العِيادَةُ في المَرَضِ ، والزّيارةُ في الصِّحَّةِ ، ومن الأَوَّلِ : ( إِنَّ للهِ مَلائِكةً سيَّاحينَ ، عِيادَتُها كُلَّ يومٍ دارٌ فِيها أَحمَدُ أَو محمَّدٌ ) (٦).

( لَبِئْسَ مَا عَوَّدَتْكُمْ أَقْرانُكُم ) (٧)

أَي أَمثالُكُم في الشّجاعة ، يعني جعلوه لكم عادةً بتركِهِم اتّباعَكُم وقَتلَكُم ، حتّى اتَّخَذتُمُ الفِرارَ عادةً طلباً للنّجاةِ والسَّلامةِ ، وروي : « عَوَّدْتُم أَقْرانَكُم » بالنّصبِ ، أَي جعلتموه لهم عادَةً.

( وَفيهِ ذِكْرُ العُودَيْنِ ) (٨) هما عصاهُ ومِنبَرُهُ 9.

( إِنَّما القَضاءُ جَمْرٌ ، فَادفَعْهُ عَنْكَ بِعُودَيْنِ ) (٩) مَثَّلَ الشَّاهِدَيْنِ ـ في دفِعهِما الوبالَ والمأْثَمَ عن الحاكِمِ ـ بعُودَيْنِ يُنَحِّي بهما المُصطلي الجَمرَ عن مكانهِ لئلاَّ يَحتَرِقَ.

( تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُوداً عُوداً ) (١٠) أَي تَظهَرُ على

__________________

(١) نهج البلاغة ١ : ٨٠ / ١٥٧ ، النّهاية ٣ : ٣١٦ ، وفيهما : والحَكَمُ اللهُ.

(٢) الغريبين ٤ : ١٣٤٠ ، غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ١٣٣.

(٣) الغريبين ٤ : ١٣٤١ ، الفائق ٢ : ١٨٦ ، وما بين المعقوفين عنهما.

(٤) الغريبين ٤ : ١٣٤١ ، النّهاية ٣ : ٣١٧.

(٥) الفائق ٣ : ٣٧ ، النّهاية ٣ : ٣١٧.

(٦) الشّفا بتعريف حقوق المصطفى ١ : ١٧٤.

(٧) البخاري ٤ : ٣٣ ، المعجم الكبير ٢ : ٧١.

(٨) الغريبين ٤ : ١٣٤١ ، النّهاية ٣ : ٣١٧.

(٩) الغريبين ٤ : ١٣٤١ ، الفائق ٣ : ٤٠.

(١٠) مسلم ١ : ١٢٨ / ٢٣١ ، النّهاية ٣ : ٣١٧.


القلوبِ فتنةً بعدَ فتنةٍ كما يُنسَجُ الحصيرُ عُوداً ؛ شبَّه [ عَرضَها ] (١) عليها بعَرضِ قُضبان الحصيرِ على صاحبِهِ واحِداً بعدَ واحِدٍ ، ويُروى : « عَوْداً عَوْداً » بفتحهما ، أَي مرَّةً بعدَ أُخرى ، وبذالٍ معجمةٍ ، كأَنَّه استعاذَ من الفتنِ ، والتّكريرُ للمبالغة.

( إِنَّها عَوْدَةٌ ) (٢) بالفتح ، أَي مُسِنَّةٌ.

( قَدَحٌ مِنْ عِيدانٍ ) (٣) بالكسر ، جمعِ عُودٍ ؛ اعتباراً للأَجزاءِ ، ويروى بالفتح ، وهو الطِّوالُ من النَّخْلِ لا سَعَفَ عليها.

( لا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً ) (٤) أَي لا تَجتمعوا لزيارتهِ اجتماعَكم للعِيدِ ؛ فإِنَّه يومُ فَرَحٍ وسرورٍ ، وحالُ الزّيارةِ بخلافهِ ، وكان دَأْبَ أهلِ الكتابِ فأَورثَهُم القسوةَ ، أَو لا تَتَكَلَّفوا العَوْدَ إِليه مرَّةً بعدَ أُخرى في وقتٍ معلومٍ ؛ فقد استَغنيتُم عن ذلك بالصّلاهِ عليَّ.

( إِنَّك لتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَةً ) (٥) قديمةً بعيدةً والنَّسَب ؛ استعارةً من النّاقةِ أَو الشّاةِ المُسِنَّةِ.

( مُعِيداً يَبْتَغِي سَقَطَ العَذَارَى ) (٦) أَي يَفعَلُ ذلك عَوْداً بعدَ بَدْءٍ.

المصطلح

المَعادُ : إعادةُ الرّوحِ المفارقةِ لجسدِها إِليه في يومِ البعث.

وعودُ الشّيءِ على موضعه (٧) بالنّقض : عبارةٌ عن كونِ ما شُرِعَ لمنفعةِ العبادِ [ ضرراً لهم كالأَمر بالبيع والاصطياد فإِنهما شُرِعا لمنفعة العباد ] (٨) فيكونُ الأَمرُ بهما [ للإباحة ، فلو كان الأَمر بهما ] (٩) للوجوب لَعَادَ الأَمرُ على موضعه

__________________

(١) في النّسخ : « شبّه عرضهما » ، والصّواب ما أثبتناه.

(٢) الفائق ٣ : ٣٦ ، النّهاية ٣ : ٣١٧.

(٣) سنن أَبي داود ١ : ٧ / ٢٤ ، سنن النّسائي ١ : ٣١.

(٤) سنن أبي داود ٢ : ٢١٨ / ٢٠٤٢ ، مسند أَحمد ٢ : ٣٦٧.

(٥) النّهاية ٣ : ٣٧١.

(٦) الفائق ٣ : ١٠٧ ، النّهاية ٣ : ١٩٦.

(٧) كذا في النّسخ ، وفي كتاب التعريفات : ٢٠٤ : « على موضوعه ».

(٨) و (٩) ما بين المعقوفين أَثبتناه عن التّعريفات : ٢٠٤.


بالنّقضِ ، حيثُ يلزمُ الإِثمُ والعقوبة بتركهِ.

عائِدُ المَوصُولِ : الضّميرُ الرّابِطُ له بصلتِهِ ، المطابقُ له في الأَفرادِ والتّذكيرِ وفروعِهما.

المثل

( زاحِمْ بِعَوْدٍ أَو دَعْ ) (١) بالفتح : المُسِنُّ من الإِبِلِ ، أَي استَعِن بأَهلِ السِّنَّ والتّجربةِ في الأُمور ؛ فإِنَّ رأْيَ الشّيخِ خيرٌ من مَشْهَدِ الغُلامِ ، ومنه : ( إِنْ جَرْجَرَ العَوْدُ فَزِدْهُ وِقْراً ) (٢) أَي إِن صاحَ الإِبلُ المُسِنُّ وضَجَّ من الحِملِ فَزِدهُ ثِقلاً. يضُرَبُ لسؤالِ البخيلِ المُوسِرِ وإِن كَرِهَهُ.

( رَكِبَ واللهِ عُودٌ عُوداً ) (٣) بالضّمِّ فيهما ، والمرادُ بهما السّهمُ والقوسُ يُضرَبُ في هَيَجانِ الفتنةِ والْتحامِ الحَربِ والشّرِّ ؛ لأَنَّه حينئذٍ يَركَبُ السّهمُ القوسَ للرَّميِ ؛ قال :

وَلَستُ بِزُمَّيْلةٍ نَأْنَأٍ

ضَعيفٍ إِذا رَكِبَ العُودُ عُودا (٤)

( زَوْجٌ مِنْ عُودٍ خَيْرٌ مِنْ قُعُودٍ ) (٥) أَوَّلُ من قاله إِحدى بناتِ ( ذي ) (٦) الإِصبعِ العَدْوانيِّ ، وذلك أَنَّه كان رَجُلاً غَيُوراً وله بناتٌ أَربع ، وكان لا يُزوِّجُهُنَّ غَيرةً ، فاستَمَعَ إِليهنَّ يَوماً من حيثُ لا يَرينَهُ وقد خَلَوْنَ يَتَحَدَّثنَ ، فقلنَ بعضِهِنَّ لبعضٍ : لتَقُلْ كلُّ واحدةٍ منّا ما في نفسِها ، فقالت الكُبرى :

أَلا لَيْتَ زَوجي مِن أُناسٍ ذَوِي غِنىً

حَديثُ شَبابٍ طيّبُ النَّشْرِ والذِّكْرِ

لَصُوقٌ بأكبَادِ الحِسَانِ كأَنَّه

خَلِيفَةُ جانٍ لا يَنَامُ على وِتْرِ

فَقُلْنَ لها : أَنتِ تُرِيدينَ فتىً ليس من أَهلك.

__________________

(١) مجمع الأَمثال ١ : ٣٢٠ / ١٧٢٧.

(٢) المستقصى ١ : ٣٧٢ / ١٦٠٣ ، وفيه : ثقلاً بدل : وقراً.

(٣) أساس البلاغة : ٣١٦.

(٤) أساس البلاغة : ٣١٦ ، التاج ( أَنس ) ، بلا عزو.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٣٢٠ / ١٧٢٩.

(٦) ليست في « ت » و « ج ».


فقالت الثّانيةُ :

أَلا لَيْتَهُ يَكْسو الجَمالَ نَدِيَّهُ

لَهُ جَفْنَةٌ تَشقَى بِها النِّيبُ وَالجُزْرُ

لَهُ حَكَماتُ الدَّهْرِ مِنْ غَيْرِ كَبْرَةٍ

تَشِينُ فَلَا وانٍ ولَا ضَرَعٌ غَمْرُ

فَقُلْنَ لها : أَنْتِ تُريدينَ سَيِّداً شَريفاً.

فقالت الثّالثةُ :

أَلا هَلْ تَراها مَرَّةً وَحليلُها

أَشَمُّ كنَصْلِ السَّيْفِ عَيْنُ المُهَنَّدِ

عَليمٌ بِأَدواءِ النِّساءِ ورَهْطُهُ

إِذا ما انْتَمَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَمَحْتِدِي (١)

فَقلنَ لها : أَنتِ تُريدينَ ابن عمٍّ لكِ قد عَرَفتِهِ.

وقلن للرّابعةِ ـ وهي صُغراهُنَّ ـ قُولى ، فقالَت : لا أَقولُ شيئاً ، فقُلْنَ لها : يا عَدُوَّةَ اللهِ ، عَلِمتِ ما في أَنفُسِنا ولا تُعلِمينا ما في نفسك ، فَقالَت : ( زَوْجٌ مِنْ عُودٍ خَيْرٌ مِنْ قُعُودٍ ) فذهَبَت مثلاً. يُضرَبُ للرّضا باليسيرِ عندَ تَعَذُّرِ ما يُرادُ.

عهد

عَهِدَ إِليه عَهْداً ، كسَمِعَ : أَوصاهُ ..

و ـ بالأَمرِ : تَقَدَّمَ إِليه فيه ، وأَمَرَهُ به ..

و ـ زيداً بمكان كذا : لَقِيَهُ ..

و ـ بمالٍ : عَرَفَه به.

والأَمرُ كما عَهِدتَ ، أَي كما عَرَفتَ.

وهو قَريبُ العَهْدِ بكذا ، أَي قريبُ العِلمِ واللّقاءِ له ، ومنه : متى عَهْدُكَ بِهِ؟ أَي لقاؤكَ ورؤيتُك له.

وعَهْدِي بفلانٍ وهو شابٌّ ، أَي أَدركتُهُ فرأيتُهُ كذلك ، وحقيقته : معرفتي به حينَ شبابِهِ.

وما لي به عَهْدٌ ، أَي لم أَلقَهُ ولم أَرَهُ.

وبينَهما عَهْدٌ ، أَي مَوْثِقٌ.

وأَعطاه العَهْدَ ، أَي الأَمانَ والذِّمَّةَ.

وعَلَيَ عَهْدُ اللهِ ، أَي يَمينُهُ.

وما لفُلانٍ عَهْدٌ ، أَي حِفاظٌ ورعايةٌ للحُرمَة.

__________________

(١) وردت الأبيات في كتب الأَمثال مع اختلاف.


وكان ذلك على عَهْدِ فُلانٍ ، أَي زمانِهِ.

وفي عَهْدِهِ ، أَي ضَمانِهِ وكفالَتِهِ.

وكَتَبَ له العَهْدَ : وهو ما يُكتَبُ للوُلاةِ.

وهو وليُ العَهْدِ ، أَي المِيثاقِ الَّذي يُؤخَذُ على مَن بايَعَ (١) الخليفةَ.

وهذا عَهْدُ القوم ، ومَعْهَدُهُم : مَنزلُهُم الَّذي إِذا انتَوَوا عنه (٢) رَجَعوا إِليه.

وهو كريمُ العَهْدِ ، أَي الوفاءِ.

والعَهْدُ : مَطَرُ الرَّبيعِ بعدَ الوَسْمِيِّ ، أَو أَوَّلُ مَطَرِ الوَسْمِيِّ ، أَو مَطَرٌ بعدَ مَطَرِ يُدرِكُ آخرُهُ بَلَلَ أَوَّلِهِ ، أو المَطَرُ يكونُ أَوَّلاً لما يأتي بعدَهُ ، كالعَهْدَةِ ، والعِهْدَةِ ، بالفتحِ والكسرِ. الجمع : عِهادٌ.

وعُهِدَتِ الرَّوضةُ ، بالبناءِ للمفعولِ : سقاها العَهْدُ ، فهي مَعْهُودَةٌ.

وعاهَدَهُ مُعاهَدَةً : حالَفَهُ وعاقَدَهُ ، وهو عَهيدُهُ ، ( و ) (٣) مُعاهِدُهُ ..

و ـ الذِّمِّيَّ : أَعطاهُ العَهْدَ ، وبايَعَهُ على إِعطاءِ الجِزيَةِ والكفِّ عنه.

وأَهلُ العَهْدِ : أَهلُ الذِّمَّةِ ، فإِذا أَسلموا سقط عنهم اسمُ العَهْدِ.

وذو العَهْدِ : الحربيُّ يَدخُلُ بأمانٍ.

وتَعَهَّدَهُ ، واعْتَهَدَهُ : تَفَقَدَهُ وأَحْدَثَ العَهْدَ به ، كتَعاهَدَهُ ، وأَنكرها جماعةً ؛ لأنَّ « التَّفَاعُل » لا يكونُ إِلاَّ من اثنين (٤) ، وسأل الحكمُ بنُ قنبرٍ أبا زيدٍ عنها فمنعها ، وسألَ يونسَ فأَجازَها ، فجمع بينهما ، وكان عندَهُ من فصحاءِ العَرَبِ ، فسئلوا فامتنعوا من « تَعاهَدَ » ، فقال يونس : يا أَبا زيد ، كم من عِلمٍ استفدناه كنت سببه (٥).

واستَعْهَدَهُ ، ومنه : اشتَرَطَ عليه ..

و ـ من نفسه : كَفَلَه أُمورَهُ ..

و ـ فلانٌ من فلانٍ : كَتَبَ عليه عُهْدَةً.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « تابع » ، والمثبت عن « ش » موافقة لما في كتب اللّغة.

(٢) في النّسخ : انتووا فيه ، والمثبت عن أساس البلاغة.

(٣) ليست في « ت » و « ش ».

(٤) في « ش » : عن اثنين.

(٥) انظر مغني اللّبيب ٢ : ٦٧٧.


والعِهْدانُ ، كهِجْران : الوَقْتُ ، يقال : هذا حينُ ذلك وعِهْدَانُهُ ، أَي وَقتُهُ ..

و ـ : العَهْدُ ، كالعُهَّيْدَى كبُقَّيْرَى ، ومنه قولُ أُمِّ سَلَمةَ لعائشة : ( وتَرَكْتِ عُهَّيْداهُ ) (١).

والعُهْدَةُ ، بالضّمِّ : الضّعفُ في العَقلِ ، ورداءَةُ الخَطِّ ؛ يقال : في عَقلِهِ عُهْدَةٌ ، إِذا كان رديءَ الخطِّ لا يقيمُ حُروفَه.

وكَتَبَ له عُهَدَةً : وهي وثيقةُ الحِلفِ والشِّرى يكتب للمتحالفينَ أَو المتبايعين ؛ لأَنَّه يُرجَعُ إِليها عندَ الالتباس.

وبَرِئتُ إِليك من عُهْدَةِ هذا العَبدِ ، أي ممَّا يُدرَكُ فيه من عَيبٍ كان مَعْهُوداً فيه عندي.

وعُهْدَتُهُ عليك ، أَي ما يُدرَكُ فيه من دَرَكٍ فإِصلاحُهُ عليك ؛ من قولهم : في الأَمرِ عُهْدَةٌ ، أَي مَرْجعٌ للإِصلاحِ فإِنَّه لم يُحكَم بعدُ فَصَاحِبُهُ يَرجِعُ إِليه لإِحكامِهِ ، ومنه : عليك في هذا الأَمرِ عُهْدَةٌ لا تَتفَصَّى منها ، أَي تَبِعَةٌ.

ولا عُهْدَةَ في الأَمرِ ، أَي لا رَجعَةَ.

أَبيعُكَ المَلَسَى لا عُهْدَةَ ، أَي أبيعُكَ البيعةَ الَّتي انمَلَستُ منها سالماً لا تَبِعَةَ منها عليَّ ، وقولهم : مَلَسَى لا عُهْدَةَ ، أَي تَمَلَّسنا فلا رَجعَةَ.

وأَنا أُعْهِدُكَ من إِباقِهِ إِعْهاداً : أُبْرِئُكَ وأُومِنُكَ ..

و ـ من الأمرِ ، أَي أكفُلُكَ.

والعَهِيدُ ، كأَمِيرٍ : القديمُ العَتيقُ.

وقريةٌ عَهِيدَةٌ : قديمةٌ أَتَى عليها عَهْدٌ طويلٌ.

وأَرضٌ مُعَهّدَةٌ ، كمُظَفَّرَةٍ : أَصابَتْها الدَّفعةُ من المَطَرِ.

وبنو عُهَادَةَ ، كُسَلافَة : بَطنٌ.

الكتاب

( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ ) (٢) عَهْدُ اللهِ تعالى : هو ما رُكِزَ في عقولهم من إِقامة البيِّنةِ على الصّانع

__________________

(١) الفائق ٢ : ١٦٩ ، النّهاية ٣ : ٣٢٦.

(٢) البقرة : ٢٧.


وعلى توحيده وحقِّيَّةِ شرائعه بعدَ إِزاحةِ العلل وإِزالةِ الشّبهاتِ ، فالمرادُ بالنّاقضين كلُّ مَن ضَلَّ وكَفَرَ.

أَو ما أُخِذَ على الأُممِ من جهةِ الرُّسُلِ بأنَّهم إِذا بُعِثَ إِليهم رسولٌ مُؤيَّدٌ بالمعجزات صدَّقوه واتَّبعوه.

أَو ما أُخِذَ على أَهلِ الكتابِ من العَهْدِ بتصديقِ محمَّدِ 9 واتِّباعِه ، والمرادُ بهم مَن نقض منهم ذلك وأَعرض عنهم (١) وجحد.

( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) (٢) أَي أَوفوا بما عاهدتموني عليه من الإِيمان والْتِزامِ الطّاعةِ أُوفِ بما عاهَدتُكُم عليه من حُسنِ الثّوابِ ، أَو أَوْفُوا بِعَهْدِي في اتِّباعِ محمَّدٍ ( أُوفِ ) بِعَهْدِكُمْ في رفعِ الآصارِ والأَغلالِ.

( قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٣) هو العَهْدُ بالإِمامةِ المطلوبةِ ، أَي من كان ظالماً من ذرِّيَّتِكَ لا ينالُهُ عَهْدِي إِليه بها وإِنَّما ينالُ مَنْ ليس بظالمٍ ، وهذا ليس ردّاً لدعوته 7 بل إِجابةٌ لها وإِسعافٌ لطَلِبَتِه بأَبلَغِ معنىً ؛ وذلك أَنَّه طَلَبَ الإِمامةَ لأَولادِهِ المؤمنين لا محالةَ لعِلمِهِ بأَنَّها لا تصلح للكَفَرَةِ والظَّلَمَةِ ، فأُجيبَ بأَنَّها لا تَتَعَدّاهم إِلى غيرهم ، كما إِذا قيل لمن أَشرَفَ على الموتِ : أَوصِ لابنك بشيءٍ ، فيقول : لا يَرِثُ منّي أَجنبيٌّ ، أَي كلُّ ما يَبقى منّي فهو لابني فكيف أُوصي لهم بشيءٍ ، وفيه دليلٌ على عصمةِ الأَنبياءِ وعدمُ صلاحيَّةِ الظّالمِ للإِمامةِ.

( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً ) (٤) هو كلُ عَهْدٍ وعَقْدٍ جرى بينَ اثنينِ سواءٌ كان بينَ العبدِ وربِّهِ أَو بينَ إِنسانين على قانونِ الشَّرع في المعاملاتِ والمناكحاتِ وغيرِها.

__________________

(١) كذا في النّسخ ، ولعلّ الصواب : « وأعرض عنه ».

(٢) البقرة : ٤٠.

(٣) البقرة : ١٢٤.

(٤) الإسراء : ٣٤.


( إِنَ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً ) أَي مطلوباً يُطلَبُ من المُعاهِدِ حِفظُهُ والوفاءُ به ، أو مسئولاً عنه ؛ على حذفِ الجارِّ وجَعْلِ الضّميرِ بعدَ انقلابِهِ مرفوعاً مستكنّاً في اسمِ المفعولِ ، أَو هو من باب التّخييل ، كأَنَّه يقال للعَهْدِ : لَم نُكِثتَ؟ وهلاَّ وُفِيَ بك؟ تبكيتاً للنّاكِث ، كقوله : ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) (١).

( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) (٢) أَي بأَن يؤتَى في الآخِرةِ بزعمِه مالاً وولداً ؛ إذ لا يتوصَّلُ إِلى العِلمِ به إِلاَّ بأَحَدِ هذين الطّريقَين ، أَو العَهْدُ كلمةُ الشّهادةِ أَو العملُ الصّالحِ ؛ فإِنَّ وَعدَهُ تعالى بالثّواب عليهما كالعَهْدِ ، ومنه قولُه تعالى : ( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) (٣).

( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) (٤) هم رِجالٌ من الصّحابةِ عاهدوا اللهَ بأَنَّهم إِذا لقوا حرباً مع رسولِ اللهِ 9 ثبتوا وقاتلوا حتَّى يَستشهدوا ، ومحلُ ( ما عاهَدُوا ) النّصبُ بنزعِ الخافضِ عنه وإِيصالِ الفِعلِ ، والأصلُ : فيما عاهَدُوا ، كقولهم : صَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِهِ ، أي في سنِّهِ.

الأثر

( حُسْنُ العَهْدِ مِنَ الإِيمانِ ) (٥) أَي الوَفاءُ والحِفاظُ ورِعايَةُ الحُرمة.

( وَأَنا عَلَى عَهْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ) (٦) أَي على ما عاهَدتُكَ عليه من الإِيمانِ والإِقرارِ بوحدانيَّتِكَ والطّاعةِ لك.

( وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ ) (٧) هو الحَرْبِيُّ أُعطي أَماناً فدَخَلَ دارَ الإِسلام.

( وأَنْشُدُكَ عَهْدَكَ ) (٨) أي ما عَهِدتَ إِلي ووَعَدتَنِي به من النَّصرِ.

__________________

(١) التّكوير : ٨.

(٢) مريم : ٧٨.

(٣) مريم : ٨٧.

(٤) الأحزاب : ٢٣.

(٥) الغريبين ٤ : ١٣٤٦ ، النّهاية ٣ : ٣٢٥.

(٦) النّهاية ٣ : ٣٢٤ ، مجمع البحرين ٣ : ١١٥.

(٧) الغريبين ٤ : ١٣٤٦ ، الفائق ٣ : ٢٦٥.

(٨) البخاري ٥ : ٩٣ ، مسند أحمد ١ : ٣٢٩.


( عَهِدَ إِليَّ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ ) (١) أَي أَوصَى.

( لَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ ) (٢) أي لِمَن لا وَفاءَ لعَهدِهِ بأن يُعذَرَ بِغيرِ عُذرٍ شرعيٍّ.

( وَتَرَكْتِ عُهَّيْداهُ ) (٣) بالضّمِّ مقصورةً مُشَّدَدةً ، هي من العَهْدِ ـ كالجُهَّيدَى من الجَهْدِ ، والعُجَّيلَى من العَجَلَة ـ أَي تَرَكتِ ما عَهِدَ إِليك وأَوصاكِ به في جملةِ نسائهِ ممَّا أَوحاه اللهُ إِليه من قوله : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ ) (٤).

( وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ ) (٥) أي عمَّا كان يَعرِفُهُ ويَعْهدُهُ في البيتِ من طعامٍ ونحوِهِ ؛ لجودِهِ وسَماحَةِ نفسِهِ.

( قَدِمَتْ أُمِّي فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ ) (٦) في المدَّةِ الَّتي عيَّنوها للصُّلحِ وتركِ القِتالِ.

( تَعاهَدُوا القُرآنَ ) (٧) واظِبُوا على قراءتِهِ.

المصطلح

ضَمانُ العُهْدَةِ : هو أَن يَشتريَ رَجُلٌ سلعةً فيَضمنَ آخَرُ له ثمنَها الَّذي دَفَعَهُ للبائعِ إِن خرجتْ مستحقَّةً ، ويُسَمَّى ضمانَ الدَّرَكِ.

المُعاهِدُ ، وذو العَهْدِ : مَن دَخَلَ من الكفَّار في عَهْدِ المسلمين وذِمَّتِهِم.

المثل

( مَتَى عَهْدُكَ بِأَسْفَلِ فِيكَ؟ ) (٨) أي متى ثُغرتَ؟ يضرب لِلأَمر القَديمِ ، وللرَّجُلِ يَخرَفُ قبل أَوانِ الخَرَف قال أَبو زيد : يقال هذا إِذا سألتَ الرَّجُلَ عن أَمرٍ قديمٍ لا عَهْدَ له به. وقال ابنُ الأَعرابيِّ : يُضربُ للأَمر قد فاتَ لا يُطمَعُ فيه ، ومثله :

( عَهْدُكَ بالفالِياتِ قَدِيمٌ ) (٩) وأَصلُهُ في الرّأَسِ يَبعُدُ عَهدُهُ بالدُّهنِ والفَلْيِ.

__________________

(١) النّهاية ٣ : ٣٢٦ ، مجمع البحرين ٣ : ١١٦.

(٢) بحار الأنوار ٦٩ : ١٩٨ ، مسند أحمد ٣ : ١٣٥.

(٣) الفائق ٢ : ١٦٩ ، النّهاية ٣ : ٣٢٦.

(٤) الأحزاب : ٣٣.

(٥) الغريبين ٤ : ١٣٤٦ ، النّهاية ٣ : ٣٢٦.

(٦) مسلم ٣ : ٨١ ، مسند أحمد ٦ : ٣٤٤.

(٧) البخاري ٦ : ٢٣٨ ، مجمع البحرين ٣ : ١١٦.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩٩ / ٤٠١٠.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ٤٠ / ٢٥٧٨.


عيد

العِيدُ ـ بالكسر ـ والعَيْدَانَةُ ـ بالفتح ـ أَصلهما الواو ، وقد تَقَدَّمَ معناهما ، وإِبدالُ الواوِ ياءً لازمٌ إِذا وَقَعَت ساكنةً مفردةً ، أَو قبلَ زيادَتَي فَعْلانَ ، كريحٍ ورَيْحان ، وإِنَّما جُمِعَ العِيدُ على أَعيادٍ فرقاً بينَه وبينَ أَعوادِ الخَشَبِ مع لزومِ الياءِ في واحدِه ، فقولُ الفيروزاباديِّ :

العَيْدَانَةُ واويَّةٌ يائِيَّةٌ ، لا معوَّلَ عليه ، وإِن قاله غيرُه أيضاً ؛ قال في المحكم : ليس في الكلام : « ع ي د » (١).

فصل الغين

غجد

غُجْدُوانُ (٢) ، كعُنْفُوان : قريةٌ ببخارى ، منها : أَبو النّصر أَحمدُ بنُ يوسفَ الغُجْدُوانِيُ المحدِّثُ ، وأحمدُ بنُ عليٍ الغُجْدُوانِيُ ؛ شارِحُ الحاجيَّة ، وآخرون.

غدد

الغُدَّةُ ، والغُدَدَةُ ، كغُمَّة وحُمَمَة : عُقدَةٌ تكونُ في البَدَنِ ، إمَّا خِلقَةً وتسمَّى طَبيعيَّةً ، كالَّتي في أصل اللّسانِ ـ تُولِّدُ اللّعابات ـ والَّتي قربَ أَوعيةِ المَنِيِّ ، وإِمَّا حادثةً بينَ اللّحمِ والجِلدِ تَجري مجرى الزّوائِدِ في البَدَنِ ، وتسمَّى غير طبيعيَّةٍ تَتَولَّدُ من الفَضلِ الغليظِ السَّوداويِّ أَو البلغمي ..

و ـ : داءٌ يَأخُذُ البعيرَ فَيَرِم ما بينَ لَحيَيهِ وعُنُقِهِ من جانبَي حلقومهِ فَيقتلهُ ، ويسمّى طاعونَ الإبلِ. الجمع : غُدَدٌ.

وقد غُدَّ البعيرُ ، وأُغِدَّ ـ بالبناءِ للمفعول فيهما ـ وأَغَدَّ ، وغَدَّ ، بالبناءِ للفاعل فيهما : صار ذا غُدَّةٍ ، فهو مَغْدُودٌ ، ومُغَدٌّ ، ومُغِدٌّ ، ومُغَدِّدٌ ، وغَادٌّ. والاسم : الغَدَدُ ، كسَبَبٍ.

__________________

(١) المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٣٢٤.

(٢) قيّدها السّمعاني في الأنساب ( ٤ : ٢٨٢ ) بفتح الدّال ، وصاحب التّاج بفتح الغين.


وأَغَدَّ القومُ : أَصابت إِبِلَهُمُ الغُدَّةُ.

أَغَدَّ الرَّجُلُ فهو مُغِدٌّ ، إِذا انتَفَخَ من الغَضَبِ ؛ كأَنَّهُ بعيرٌ بهِ غُدَّةٌ.

ورَجُلٌ وامرأَةٌ مِغْدادٌ : كثيرا الغضبِ أَو دائِماهُ ؛ قال :

فَهَب لَهُ حَلِيلَةً مِغْدادا (٢)

والغَدَّةُ ، بالفتح : القِطْعةُ من الإِبِلِ ، والنّصيبُ. الجمع : غِدادٌ ، وغَدَائِدُ.

وغَدَّدَ تَغْدِيداً : أَخَذَ نَصِيبَهُ.

وغُداوَدُ ، بالضّمِّ وفتح الواو : مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ ، وضبطها السّمعانيُّ بذالين معجمتين (١) فذِكرُ الفيروزاباديِّ لها هنا تصحيفٌ.

الأثر

( أَطَافَ بنَاقَةٍ قَدِ انْكَسَرتْ ، فَقَالَ : وَاللهِ مَا هِيَ بِمُغِدٍّ ) (٢) أي ذاتِ غُدَّةٍ ، كقولِهِم : ناقةٌ ضارِبٌ ـ إِذا ضَرَبَت ـ أَي ذاتُ ضَرْبٍ ؛ ولذلك لم يُدخِل التّاءَ عَلَيها ، وعلى ذلك عامَّةُ بابِ طالقٍ وحائضٍ وطامثٍ ، أَي ذاتِ طلاقٍ وذاتِ حيضٍ وذاتِ طمثٍ ، فهذه أَلفاظٌ مرادٌ بها النَّسَبُ ، وليست جاريةً على الفِعلِ ؛ إِذ لو جرت عليه للزِمَ إِلحاقُها تاءَ التّأنيث ، كما لَحِقَت نفسَ الفعِلِ.

المثل

( أَغُدَّةٌ كغدَّةِ البَعِيرِ وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ؟! ) (٣) يروى « أَغُدَّةً ... ومَوتاً » بالنّصب فيهما على المصدريَّة ، أي أُغَدُّ غُدَّةً وأَموتُ موتاً ، وبالرّفعِ فيهما على الخبريَّةِ ، أَي أَغُدَّتي غُدَّةٌ كغُدَّةِ البعير وموتي موتٌ في بيت سلوليَّةٍ.

وأَصلُهُ : أَنَّ عامرَ بنَ الطُّفيلِ وفد على النّبيِّ 9 فاستخفَّ به وتوعَّده ، حتَّى قال : واللهِ لأَملَأَنَّها عَلَيكَ خَيْلاً

__________________

(٢) التهذيب ٣ : ٣٤٧ و ٦ : ٥٢ ، مجمل اللّغة ٢ : ٦ ، ٤ : ٩ ، المقاييس ٤ : ٣٨٠ ، ٢ : ٤ ، اللّسان ، بلا عزوٍ ، وقبله :

يا ربّ مَن يكتمني الصِّعادا

(١) الأنساب ٤ : ٢٨٤.

(٢) الفائق ٣ : ٥٥ ، النّهاية ٣ : ٣٤٣.

(٣) جمهرة الأَمثال ١ : ١٠٢ / ٩٠ ، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب : ٣٥٢.


جُرْداً وفتياناً مُرْداً ، فدعا 9 عليه فأصابته غُدَّةٌ ، وقد كان نزل بامرأةٍ من بني سلولٍ فقال ذلك. يُضرَبُ في خَصْلَتَي إِساءَةٍ يَجتمعانِ على الرَّجُلِ.

غرد

غَرِدَ الطّائِرُ غَرَداً ، كتَعِبَ : طَرَّبَ في صوتِهِ ، كغَرَّدَ تَغْرِيداً ، وتَغَرّدَ كتَرَنَّمَ ، وأَغْرَدَ ، فهو غَرِدٌ ككَتِفٍ ، ومُغَرِّدٌ ، وغِرِّيدٌ.

وهو مُسْتَمْلَحُ الأَغاريدِ ، أَي الأَصواتِ المُطرِبَةِ ، واحدتُها أُغْرُودَةٌ ، كأُحْدُوثَةٍ.

واسْتَغْرَدَ الرَّوضُ الحمامَ : بَعَثَهُ ببهجتِهِ ونضارتهِ على أَن يُغَرِّدَ.

والمُغْرُودُ بضمِّ الميم ، والغَرادُ كسَحاب ، والغَرْدُ كتَمْرٍ ، والغِرْدُ كتِبْنٍ : أَسماءُ أَجناسٍ لضَرْبٍ من الكَمْأَةِ ، والواحدةُ : مُغْرُودَةٌ ، وغَرادَةٌ كسَحابَةٍ ، وغَرْدَةٌ كتَمْرَةٍ ، وغِرْدَةٌ كتِبْنَةٍ ـ وما أَفْهَمَهُ كلامُ الفيروزاباديِّ من أَنَّها مُفرَداتٌ غلطٌ صريحٌ ـ ويُجمَعُ الأَوَّلُ على مَغارِيدَ ، والأَخيران على غِرَدَةٍ ، وغِرادٍ ؛ كسَقَبَةٍ في سَقْبٍ ، وقِرَدَةٍ في قِرْدٍ ، وكِلابٍ في كَلبٍ ، وذِئابٍ في ذِئبٍ.

والغَرْدُ ، كفَلْسٍ : الخُصُّ ـ بضمِّ الخاءِ المعجمة ـ وصانعُهُ غَرَّادٌ ، كعبَّاسٍ ، ومنه : لَبيدُ بنُ أَحمَدَ الغَرَّادُ المحدِّثُ ..

و ـ : بناءٌ للمُتوكِّلِ بسُرِّ مَنْ رَأَى على دجلةَ أَنفَقَ عليه أَلفَ أَلفِ درهمٍ.

وككَتِفٍ : جبلٌ بينَ ضَرِيّةَ والرَّبَذَةِ.

وغَرْدِيانُ ، كتَيِّحان : قريةٌ بكَشَ وراءَ نهرِ جَيْحُونَ.

واغْرَنْداهُ اغْرِنْداءً : عَلَاهُ وغَلَبَهُ ؛ قالَ :

قَدْ جَعَلَ النُعَاسُ يَغْرَنْدِينِي

أَدْفَعُهُ عَنِّي وَيَسْرَنْدِينِي (١)

و ـ القومُ الرَّجُلَ ، وعليه : عَلَوْهُ شتماً وضَرْباً وقَهْراً.

__________________

(١) الرّجز بلا عزوٍ في العين ٧ : ٣٤١ ، والجمهرة ٢ : ١٢١٥ ، والصّحاح ، والمقاييس ، وغيرها.


غرقد

الغَرْقَدُ : كِبارُ العَوسَجِ ، أَو النّوعُ الأَبيضُ منه (١) ، واحدتُه بهاءٍ ، وبه سُمِّي بَقيعُ الغرْقَدِ مَقبَرَةُ أَهلِ المدينة ؛ لأَنَّه كان يُنبِتُهُ.

وبهاءٍ : ماءٌ بنجدٍ.

وكزِبْرِج (٢) : الغِرقىءُ ، أَو بَيَاضُ البَيضِ الَّذي يُؤكَلُ.

غزيد

الغِزْيَدُ ، بالزّاي كدِرْهَمٍ : النّاعمُ من النّبات ، والصّوتُ الشّديدُ (٣) ، وقولُ الفيروزاباديِّ : أَو هو تصحيفُ غِرِّيدٍ ، لا يُلتَفَت إِليه.

غلد

المُتغَلِّدُ من السُّمِّ : الَّذي لا يَتَلَبَّثُ بصاحِبِهِ ، وكأنَّ الدّالَ فيه بدلٌ من التّاءِ ، وأصلهُ من تَغَلَّتَهُ ، إِذا أَخَذَه على غِرَّةٍ.

غمد

الغِمْدُ ، كعِهْنٍ : غِلافُ السَّيفِ ، الجمع : أَغْمادٌ ، وغُمُودٌ.

وغَمَدْتُ السَّيفَ غمْداً ، كضَرَبَ : جعلتُهُ في غِمْدِهِ ، وجعلتُ له غِمْداً ، كأَغْمَدْتُهُ ، فهو مَغْمُودٌ ، ومُغْمَدٌ ، كلتاهما فصيحتان.

ومن المجاز

أَغْمَدَ الرَّاكِبُ مَتاعَهُ ، إِذا رَكِبَهُ ..

و ـ الحِلْسَ : جَعَلَه تحتَ الرَّحْلِ ليَقِيَ به ظَهرَ الدَّابَّةِ ..

و ـ الأَشياءَ : أَدخَلَ بعضَها في بَعضٍ.

وتَغمَّدَهُ اللهُ برحمتِهِ : سَتَرَه وغَمَرَهُ (٤) ..

__________________

(١) جاء في حديث أَشراط السّاعة : « إِلاّ الغرقدَ ؛ فإِنّه من شجر اليهود » ، وفي رواية : « إِلاَّ الغرقدة » ، النّهاية ٣ : ٣٦٢.

(٢) ضبطت في التّكملة ، والقاموس ، والتّاج « الغَرْقَد » بفتح الغين والقاف ضبط قلم.

(٣) في بعض المعاجم : الشّديدُ الصّوت.

(٤) ومنه الحديث : « إِلاّ أَن يتغمّدني الله برحمته » النّهاية ٣ : ٣٨٣.


و ـ الرِّجُلُ الثّوبَ ونحوه : جَعَلَه تحتَه ليُغَطِّيَه عن العيون ..

و ـ المِكيالَ والإِناءَ : مَلَأَهما.

ورَكِيٌ غامِدٌ : مُغَطَّىً ماؤُه بالتُّرابِ ، ونقيضُهُ : رَكِيٌّ مُبْدٍ ، إِذا كان ماؤُهُ بارزاً. قال أَبو عُبيدةَ : غمِدَت الرّكيَّةُ ـ كفَرِحَت ـ إِذا قَلَّ ماؤُها (١) ، وقال غيرُه : إِذا كَثُرَ ماؤُها.

وغَمَدَ العُرفُطُ غُمُوداً ، كقَعَدَ : كَثُرَت أَوراقُ أَغصانِهِ فسترتْ شوكَها.

وسفينةٌ غامِدٌ ، وبهاءٍ : مشحونةٌ.

واغْتَمَدَ الرَّجُلُ اللّيلَ : دَخَلَ فيه ؛ كأَنَّه جَعَلَه له غِمْداً ، كما يقال : ادَّرَعَ اللّيلَ.

وغِمْدٌ ، كهِنْدٍ : جبلٌ عظيمٌ قربَ الطّائف من جهة اليمنِ.

وابنُ الغِمْدِ : السّيفُ.

وغُمْدانُ ، كعُثمانَ : قَصرٌ باليمن بناهُ أَحَدُ ملوك حِميَرَ على أَربعة أَوجه : أَبيضَ ، وأَحمَر ، وأَصفرَ ، وأَخضَرَ ، وبَنَى في جوفِهِ قصراً بسبعةِ سقوف ، بينَ كلِّ سَقفَين أَربعون ذِراعاً ، وبَنَى في أَعلاه مجلساً بالرّخام الملوَّن ، وجَعَلَ سقفَهُ رخامةً واحدةً ، وكان ظِلُّهُ إِذا طَلَعَتِ الشّمسُ يُرَى على ثلاثةِ أَميال ، وكان ملوك اليمن إِذا قعدوا فيه باللّيل واشتَعَلَت الشّموعُ رأَى النّاسُ ضَوْءَها على مسيرةِ أَيَّام.

وقال المسعوديُّ : إِنَّ بانيه الضَّحَّاك ، وهو البيتُ الخامسُ من البيوت المعظَّمةِ المتَّخذةِ على أَسماءِ الكواكِبِ ، وكان الضَّحَّاكُ بناه على اسم الزُّهرةِ ، وهَدَمَهُ عثمانُ بنُ عفّان (٢) ، فقيل له : إِنَّ كُهَّانَ اليمنِ يَزعمونَ أَنَّ الَّذي يَهدِمُهُ يُقتَلُ ، فأَمَرَ بإِعادتِهِ ، فقيل له : لو أَنفَقْتَ خراجَ الأَرضِ ما أَعدتَهُ كما كان ، فَتَرَكَهُ.

وقيل : لمّا هُدِمَ وُجِدَ على خَشَبَةٍ منه مكتوبٌ برصاصٍ مصبوب : أَسلِم غُمْدانُ هادِمُكَ مقتولٌ ، فَهَدَمَهُ عُثمان ، فقُتِلَ.

__________________

(١) حكاه عنه في التّهذيب ٨ : ٧٩.

(٢) مروج الذّهب ٢ : ٢٢٩.


وبَرْكُ الغِمادِ ـ ككِتَابٍ ـ ويضمُّ : موضعٌ وراءَ مكَّةَ بخمسِ ليالٍ ممَّا يلي البحر ، أَو بَلَدٌ باليمن دُفِنَ عِندَهُ عبدُ الله ابنُ جُدعانَ ، أَو موضعٌ في أَقاصي أرضِ هَجَرَ ، أَو هو أَقْصَى مَعْمُورِ الأَرض.

وغامِدُ : بطنٌ من الأَزدِ ، وهو لَقَبُ جَدِّهم عمرِو بنِ عبد الله ، وكان قد وَقَعَ بينَ قَبيلَتِهِ شرٌّ فأَصلَحَه ، فسمَّاه قَيْلٌ من أَقيالِ حِمَيرَ : غامِداً ، فقال له في ذلك :

تَلافَيْتُ شَرّاً كانَ بَيْنَ عَشِيرَتِي

فَسَمَّانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُ غامِداً (١)

ومنهم : محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عمَّارٍ الغامِدِيُ المحدِّثُ الثّقةُ ، روى عن سفيانَ بن عُيَبنَةَ وطَبَقَتِهِ.

غمرد

الغَمارِيدُ : مقلوبُ المَغارِيدِ ـ وهي جمعُ مُغْرُودٍ بالضّمِّ ـ لضربٍ من الكمأةِ.

غنجد

غُنْجُدَةُ ، كسُنْبُلَة : أُمُّ رافِعِ بنِ الحارثِ الصّحابيِّ ، هكذا ذكَرَهُ الفيروزاباديُّ في القاموس ، وهو تَصحيفٌ قَبيحٌ ، والصّوابُ أنَّها بالعينِ المهملة ؛ كما ضبَطَهُ ابن حَجَرٍ في الإِصابةِ وغَيرُهُ ، وقوله : ابن الحارِثِ ، غلطٌ ، وصوابُهُ عبد الحارِثِ ؛ كما ذَكَرهُ في الاستيعاب (٢) ، والإِصابَة (٣) ، وغيرهما (٤).

غيد

غَيِدَ غَيَداً ، كتَعِبَ : لانَ ، ونَعِمَ ، ورَخِصَت معاطِفُهُ وأَعضاؤُهُ ، فهو أَغْيَدُ ، وهي غَيْداءُ ، وغادَةٌ.

ونباتٌ أَغْيَدُ : ناعمٌ يتثنَّى لِيناً.

ومكانٌ أَغْيَدُ : كثيرُ النّباتِ.

__________________

(١) الجمهرة ٢ : ٦٧٠ ، ٣ : ١٢٥٨ ، التهذيب ٨ : ٧٧ ، الصحاح ، اللسان ، القاموس ، ويروى : « تغمّدت أمراً » ، « فأَسماني ».

(٢) الاستيعاب بهامش الإصابة ١ : ٤٩٦.

(٣) الإصابة ١ : ٤٩٩.

(٤) الطّبقات الكبرى ٣ : ٤٦١.


وهو أَغْيَدُ ، وهم غِيدٌ من النُّعاسِ : مِيلُ الأَعناقِ.

وشَجَرَةٌ غَيْداءُ : غضَّةٌ ناعمةُ الأغصانِ.

وغَيْدَانُ الشَّبَابِ ، كرَيْعانِهِ زنةً ومعنىً.

وتَغايَدَ في مَشيهِ : تمايَلَ.

وغِيدِ غِيدِ ، أي اعْجَل.

وغادَةُ ، بلا لامٍ : موضعٌ في شِعرِ الهُذليِ (١) ، وقول الفيروزاباديِّ : الغادَةُ باللاّم ، غلطٌ.

وغَيْدانُ كرَيْحان : موضعٌ باليمنِ ، سُمِّيَ بغَيدانَ بنِ حَجْرِ [ بن ] (٢) ذي رُعَيْن.

فصل الفاء

فأد

الفُؤَادُ ، بالضّمِّ : القَلْبُ أَو وَسَطُهُ أَو غِشاؤُهُ ـ مُذَكَّرٌ ـ الجمع : أَفْئِدَةٌ.

وفَأَدَهُ فَأْداً ، كمَنَعَ : أَصابَ فُؤَادَهُ ..

و ـ الخَوْفُ : ذَهَبَ بفُؤَادِهِ جُبناً.

والمَفْؤُودُ : مَن أُصيبَ فُؤَادُهُ بداءٍ ـ كالمَصدورِ ، والمَظهورِ ـ والجَبانُ الذَّاهبُ الفُؤَادِ فَزَعاً ، كالفَئِيدِ ـ كأَمير ـ وقد فَئِدَ فيهما.

وفَأَدْتُ اللَّحَم في النّارِ ـ كمَنَعَ ـ إِذا شَوَيْتُهُ ..

و ـ الخُبزَ : مَلَيتُهُ في المَلَّةِ ، كافْتَأَدْتُهُ فيهما ، فهو مَفْؤُودٌ ، وفَئِيدٌ ، ومُفْتَأَدٌ.

وخُبزٌ أُفْؤُودٌ ، كأُسْلُوبٍ : مَفْؤُودٌ.

وافْتَأَدَ : أَوقَدَ ناراً ليَشتَوِيَ.

والفَئِيدُ ، كأَمِيرٍ : النّارُ ، والمُفْتَأَدُ ، كمُنْتَدَحٍ : مَوقِدُها.

والمِفْآدُ ، والمِفْأَدُ ، وبهاءٍ ، بكسرهنَّ : السَّفُّودُ ، ومُحَرَّكُ (٣) التَّنُّورِ. الجمع : مَفائِيدُ ، ومَفائِدُ.

__________________

(١) إشارة : إلى قول ساعدة بن جؤيّة الهذليّ :

فما راعهم إلاّ أَخُوهُم كأنّه

بغادة فَتْحَاءُ الجناحِ لَحُومُ

شرح أَشعار الهذليين ٣ : ١١٦٤.

(٢) ما بين المعقوفين عن تبصير المنتبه ٢ : ٩٠٥.

(٣) كذا في النّسخ ، ولعلّ الصّواب « مِحراك ».


وتَفَأَّدَ ، كتَوَقَّدَ زنةً ومعنىً ، ومنه اشتقاقُ الفُؤَادِ ؛ لتَوَقُّدِهِ.

ومن المجاز

أَنشَدَنا من بُنَيَّاتِ فُؤادِهِ ، أي من شِعرِه.

الكتاب

( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ ) (١) نُصَرِّفُها عن إِدراكِ الحقِّ ؛ لكمالِ نبوِّها وإِعراضها عنه بالكلِّيَّة ، وعدم استِعدادِها وتوجُّهِها لقبولِهِ ، أَو نُقَلِّبها في جهنَّمَ على لهب النّارِ ، أَو نَختَبِرُها فنَجِدُ باطنَها بخلاف ظاهرِها ، كما يُختبرُ الثّوبُ ونحوُهُ بالتّقليبِ.

( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) (٢) أَي أَفْئِدَةً من أَفْئِدَةِ النّاسِ تُسرِعُ إِليهم ، أَو تَنحَطُّ وتَنحَدِرُ ، ف « من » للتّبعيض ؛ ولذلك قال مجاهدٌ : لو قال : « أَفئِدَةَ النّاسِ » لزاحَمَتكُم عليه فارسٌ والرّومُ والتّركُ والهنُد (٣) ، أَو اجْعَل أَفئدَةَ ناسٍ تهوي إِليهم ، ف « من » لابتداءِ الغاية ، كقولك : القَلبُ منّي سَقيمٌ ، والتّبعيضُ مُستفادٌ من تنكيرِ الأَفئِدَةِ.

( وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ ) (٤) أَي خاليةٌ عن الفهمِ والعقلِ ؛ لفَرطِ الحيرةِ والدّهش ، أَو عن كلِّ رجاءٍ وأَمَلٍ لما تَحَقَّقوهُ مِن العذاب ، كأَنَّها نفسُ الهواءِ ، وهو الخلاءُ الَّذي لم تَشغَلْهُ الأَجرامُ ؛ ولذلك قيل للأَحمقِ والجبانِ : قَلبُهُ هواءٌ.

( ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ ) (٥) نَزيدُ قَلبَكَ به يقيناً وطمأنينةً ؛ لأَنَّ تكاثرَ الأَدلَّةِ أَثبَتُ للقَلبِ وأَرسَخُ للعِلم ، أَو نزيدُ به قَلبَكَ ثباتاً على أَداءِ الرّسالةِ وتحمُّلِ الأَذى من الكفَّارِ أُسوة بسائِرِ الأَنبياءِ.

( الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ) (٦) تَعْلُوها وتَشتَمِلُ عليها ، وتَخصيصُها بالذِّكرِ لما أَنَ الفُؤَادَ ألطَفُ شيءٍ في البدنِ ، وأَشَدُّهُ

__________________

(١) الأَنعام : ١١٠.

(٢) إِبراهيم : ٣٧.

(٣) حكاه عنه في الكشّاف ٢ : ٥٥٩.

(٤) إِبراهيم : ٤٣.

(٥) هود : ١٢٠.

(٦) الهمزة : ٧.


تأَلّماً بأَدنى أذىً يمسُّهُ ، فكيف إِذا عَلَتْهُ نارُ جهنَّمَ وغَشِيتْهُ ؛ لأَنَّه مَحَلُّ الكفرِ والعقائِدِ الفاسدةِ والنِّيّاتِ الخبيثة ، فهو أَشدُّ تعذيباً من سائِرِ الجَسَدِ.

وعندَ أَهلِ التّأويلِ إِذا كان النّارُ أَمراً معنويّاً فلا ريبَ أَنَّه لا يتألَّمُ بها إِلاَّ الفُؤَادُ الَّذي هو مَحَلُّ الإدراكاتِ والعقائِدِ.

( كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ ) فُؤادَكَ (١) في : « ث ب ت ».

الأثر

( إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْؤُودٌ ) (٢) أَي في فُؤَادِكَ وَجَعٌ ؛ من فَئِدَ ، إِذا أُصيبَ فُؤادُهُ بوَجَعٍ ، فهو مَفْؤْودٌ.

وفي حديث اليمن : ( هُمْ أَرَقُ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوباً ) (٣) فُسِّرَتِ الأَفْئِدَةُ بأَغشية القلوب فَرِقَّتُها عبارةٌ عن سرعةِ نفاذِ القولِ فيها من الموعظة والتَّذكير إِلى ما وراءها من القلوب ، ومَن قال باتِّحاد الفُؤَاد والقلب حَمَلَها على التَفَنُّنِ والمُبالغة.

فثد

الفَثاثِيدُ : بطائِنُ الثِّيابِ.

وفَثَّدَ ثوبَهُ تَفْثِيداً : بَطَّنَهُ.

ومن المجاز

في السَّماءِ فَثاثِيدُ : وهي السَّحائِبُ البيضُ يعلو بعضُها بعضاً ؛ شُبِّهَت بالبطائِنِ ، ويقال : الفَثافِيدُ أَيضاً.

فدد

فَدَّ فَدِيداً ، كحَنَّ حَنيناً : صاحَ ، وأَجلَبَ ، وعَدَا ، واتَّأَدَّ في عَدْوِهِ ، وَعَدا عَدْواً يُسمَعُ له صَوْتٌ ، كفَدْفَدَ فَدْفَدَةً ..

و ـ لفلانٍ : أَوعَدَهُ من بَعيدٍ.

ومرَّ بي يَفِدُّ ، أَي يَعْدُو.

وهذه أَحْمِرةٌ (٤) يَتَفادَدْنَ ، أَي يَتَعادَيْنَ.

__________________

(١) الفرقان : ٣٢.

(٢) الفائق ٣ : ٨٥ ، النّهاية ٣ : ٤٠٥.

(٣) مسند أحمد ٢ : ٣٨٠ ، النّهاية ٣ : ٤٠٥.

(٤) في النّسخ : أَحمر ، والمثبت عن الفائق ٣ : ٩٣.


وعن ابنِ الأَعرابيِّ : فلانٌ يَفِدُّ لي ويُعِدُّ اليومَ ، إِذا أَوعَدَكَ (١).

وقال الأَصمَعِيُّ : يقال للوَعِيد من وراءُ وراءُ : الفَدِيدُ ، والهَدِيدُ (٢).

ولفلانٍ فَدِيدٌ مِنَ الإِبِلِ والغَنَمِ : يُرادُ الكثرةُ.

ولإِبلِهِ وشائِهِ فَدِيدٌ : وهو صَوتُها مع حُداتِها ورُعاتِها.

والفَدَّادُ ، كعَبَّاسٍ : الصَّيِّتُ ، والكثيرُ الصِّياحِ ، والجافي الكلام ، والشَّدِيدُ الوَطْءِ ، والمُتَكَبِّرُ ، ومالكُ المِئينَ إِلى الأَلْفِ من الإِبلِ ـ وهو « فعَّالٌ » من النَّسَبِ ، أَي ذو فَدِيدٍ منها ـ والحَرَّاثُ ، والرَّاعي ، والجمَّالُ ـ لأَنَّ هؤلاءِ دَيْدَنُهُم السَّعيُ الدَّائِبُ ـ والصِّياحُ في الحَرْثِ ، والماشيةُ ، والطُّرُقُ. الجمعُ : فَدَّادُونَ.

والفَدّادَةٌ ، كعَبّاسَةٍ : الضِّفدِعُ لنَقِيقِها ، والجَبَانُ ؛ ويُخَفَّفُ.

وكَسُلافَةٍ : طائرٌ.

والفَدْفَدُ ، كسَبْسَبٍ : الفلاةُ ، والأَرضُ المرتفعةُ ذاتُ الحَصَى ، والمكانُ المرتِفعُ ، والأَرضُ المستويةُ ، وما غَلُظَ وصَلُبَ من الأَرضِ.

وبلا لام : اسمٌ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : الفَدْفَدُ : اسمٌ ، غلطٌ.

ورَجُلٌ فُدْفُدٌ ، [ وفُدَفِدٌ ] (٣) ، وفَدافِدٌ ، كهُدْهُدٍ وعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ : شديدُ الصّوتِ جافي الكلام.

وفَدْفَدَ فَدْفَدَةً : عَدا هارباً من عَدُوٍّ أَو سَبُعٍ.

وفَدَّدَ تَفْديداً : مَشَى الخُيَلاءَ ..

و ـ البائِعُ : رَفَعَ صوتَهُ عندَ البيعِ والشِّرَى.

والفِدِّينُ (٤) ، كتِنِّين : قريةٌ بحَورانَ ، ووَزنُها « فِعْلِيل » لا « فِعْلِين » كصِفِّين وسِجِّين ، فموضعُ ذِكرِها « ف د ن »

__________________

(١) و (٢) انظر الفائق ٣ : ٩٣.

(٣) زيادة يستدعيها السياق.

(٤) ضبطت في القاموس ضبط قلم بفتح الفاء ، ونصّ الشّارح ، وضبطت « الفَدَّين » شكلاً في معجم البلدان.


لا هنا ، ووهم الفيروزاباديُّ.

ومُحمَّدُ بنُ إِسحاقَ الفَدُّوني ، ومحمود بنُ الفَذُّوني ، ككَمُّوني فيهما : محدِّثان ؛ نسبةٌ إِلى فَدُّوَيه ، بفتح أوَّله وضمِّ الدّال مشدَّدةً.

الأثر

( إِنَّ الجَفَاءَ وَالقَسْوَةَ فِي الفَدَّادِينَ ) (١) جمعِ فَدَّادٍ ـ كشَدادٍ ـ أَي الفلاَّحينَ والرُّعاةِ من الجمَّالينَ والبقِّارينَ والحمَّارينَ الَّذين يَجلِبُونَ في حُرُوثِهِم ومَواشِيهم ، أو المُكْثِرينَ من الإِبلِ الَّذي يَملِكُ أَحَدُهُم المِئينَ إِلى الأَلف منها ، ويُروَى : « الفَدادِينَ » مخفَّفاً ـ كدَكاكِينَ ـ جمعِ فَدَّانٍ ـ ككَتَّان ـ وهو آلةُ الحَرثِ ، فهو على حذف المضاف ، أَي أَصحابِها.

( هَلَكَ الفَدَّادُونَ إِلاَّ مَنْ أَعْطَى في نَجْدَتِها وَرِسْلِها ) (٢) أَي المُكثِرونَ من الإِبِلِ إِلاَّ من أَعطَى حَقَّ اللهِ منها في شِدَّتِها ورَخائِها من الجَدبِ والخِصبِ ، ويأتي في : « ن ج د ».

( إِنَّ الأَرْضَ تَقُولُ للمَيْتِ : رُبَّما مَشَيْتَ عَلَيَ فَدَّاداً ) (٣) كشَدَّادٍ ، أَي شَديدَ الوطْءِ عَلَيَّ ، أَو متكبّراً مختالاً في مَشْيِكَ ، أَو دائِبَ السّعي قليلَ الهدوءِ.

( ما لَكُما تَفِدَّانِ فَدِيدَ الجَمَلِ؟ ) (٤) أَي تَعْدُوَانِ عَدْوَهُ ؛ فإِنَّه إِذا عَدَا سُمِعَ له صَوْتٌ.

فرد

الفَرْدُ : ما كان وَحدَهُ ، وما لا ثانِيَ له ، وما لا نَظِيرَ له من جِنْسِهِ ، وما لا يَختَلِطُ به غيرُه ، والوَحيدُ لا أَهلَ له ولا مالَ ولا تَبَعَ ، وهي بهاءٍ ..

و ـ من العَدَدِ : ما لا ينقسمُ بمتساويينِ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : نِصفُ الزَّوجِ ، خَطَأٌ صريحٌ. الجمعُ : أَفْرادٌ ، وفُرَادَى على غيرِ قياسٍ.

__________________

(١) الغريبين ٥ : ١٤٢١ ، الفائق ٣ : ٩٣.

(٢) الفائق ٣ : ٩٣ ، النّهاية ٣ : ٤١٩.

(٣) الغريبين ٥ : ١٤٢١ ، الفائق ٣ : ٩٣.

(٤) الغريبين ٥ : ١٤٢٠ ، الفائق ٣ : ٩٣.


ونَعْلٌ فَرْدٌ ، إِذا كانت طاقاً واحداً لم تُخصَف ولم تُطارَق.

ولَقِيتُهُ فَرْدَيْنِ ، إِذا لم يكن معكما أَحَدٌ.

وفَرَدَ ـ مثلَّثُ العين ـ فُرُوداً : صارَ فَرْداً ، كانْفَرَدَ ..

و ـ بالشَّيءِ : اخْتَصَّ به واستَبَدَّ ، كأَفْرَدَ ، وانْفَرَدَ ، وتَفَرَّدَ ، واسْتَفَرَدَ.

وثورٌ فارِدٌ ، وفَرْدٌ كفَلْسٍ وسَبَبٍ وكَتِفٍ وعُنُقٍ ورَجُلِ ، وفَرِيدٌ كأَمِيرٍ ، وفَرُودٌ كصَبُورٍ ، وفَرْدانُ كحَمْدانَ : مُنْفَرِدٌ.

وظَبْيَةٌ فارِدٌ : مُنْفَرِدَةٌ عن القَطيعِ.

ونَخْلَةٌ فارِدٌ : مُتنحِّيةٌ عن النّخلِ.

والفارِدَةُ من الغَنَمِ : ما أَفرَدَها صاحبُها عنها ليَحتَلِبَها في بيتِهِ ..

و ـ من النُّوقِ : الَّتي تَنْفَرِدُ في المَرعَى ، كالفَرُودِ ، والمِفْرادِ.

وجاءَ القومُ فُرادَى كأُسَارَى ، وفُرادَ كرُباعَ ، وفُراداً كجُمانٍ ، وفِراداً كسِهامٍ ، وفَرْدَى كأَسْرَى : فَرْداً فَرْداً ، أَو وُحْداناً لا شيءَ معهم.

وعَدَدتُ الدَّراهِمَ أَفْراداً ، أَي واحداً واحداً.

وأَفْرادُ النُجُومِ ، وفُرُودُها : درارِيُّها ، أَو الطّوالعُ في آفاقِ السَّماءِ.

وأَفْرَدَهُ : جَعَلَهُ فَرْداً ..

و ـ الشَّيءَ عن الشَّيءِ : عَزَلَ كلاًّ منهما على حِدَةٍ ..

و ـ إِليه رَسُولاً : بَعَثَهُ إِليه قاصداً له خاصَّةً.

وأَفْرَدَتِ الحامِلُ وأَتْأَمَت ، فهي مُفْرِدُ ومُتْئِمٌ ، إِذا وَضَعَت واحداً واثنين.

وما قيل من أَنَّ النّاقةَ لا يقال فيها : مُفْرِدٌ ولا مُتْئِمٌ ؛ لأَنَّها لا تضع إِلاَّ واحداً ، غالبيٌّ ؛ فقد أَخبرني السيِّدُ مهنَّأُ بنُ الحسينيِّ ـ من بني حُسَين ـ البَرَّانَةَ شاهد ناقةً وضعت اثنين.

وتَفَرَّدَ للأَمرِ وفَرَّدَ تَفْريداً : تَخَلَّى لمُراعاتِهِ.

واستَفْرَدَ للقومِ : خَرَجَ إِليهم فَرْداً لا ثانيَ معه ..

و ـ الغَوَّاصُ هذه الدُّرَّةَ : لم يَجد معها


أُخرى.

ورَجُلٌ فُرَدَةٌ ، كحُطَمةٍ : يَذهبُ وَحْدَهُ.

وبَعَثوا في حاجَتِهِم راكباً مُفَرِّداً ، كمُحَدِّثٍ : لا ثانيَ معه غيرَ بَعيرِهِ.

والفَرِيدُ : الشَّذْرُ والدُّرُّ الَّذي يَفصِلُ بينَ الذّهَبِ في القلادةِ المفصَّلةِ ، واحدتُهُ بهاءٍ. الجمع : فَرائِدُ ، وبائِعُها : فَرَّادٌ.

والمُفَرَّدُ ، كمُعَظَّمٍ : الَّذي يُفصَلُ بينَهُ بالفَريدِ من الدُّرِّ.

ودُرَّةٌ فَرِيدَةٌ : نفيسةٌ لا ثانيَ لها ولا نظيرَ ، أَو هي الَّتي لا تكونُ في صَدَفَتِها غيرُها.

والفارِدُ من السُّكَّرِ : أَجْوَدُهُ وأَشَدُّهُ بَيَاضاً.

والفَوارِدُ من الإِبِلِ : الَّتي لا تُشبِهُها فُحُولٌ.

والفُرَادَاتُ (١) ، بالضّمِّ : الآكامُ.

والفَرْدُ ، كفَلْسٍ : جَبَلٌ من جَبَلَينِ يقال لهما « الفَرْدان » في ديارِ بني سُلَيْمٍ بالحجازِ.

وكعِهْنٍ : موضعٌ من دِيارِ يربوعِ بنِ حنظلة ، كانت به وَقعَةٌ.

وكهَضْبَة : ماءٌ بالثَّلَبوتِ لبني نَعامةَ ، وماءٌ لجَرْمٍ في ديارِ طيِّئٍ به قبرُ زيدِ الخيل ، أَو هو بالقاف (٢).

وكشَعْبَى : موضعٌ في شِعرِ أَبي صَخرٍ (٣).

والفارِدُ : جَبَلٌ بنجدٍ.

والفَرُودُ ، كصَبُورٍ : موضعٌ.

وفَرْدَدُ ، كمَهْدَد : قريةٌ بسَمَرقَنْدَ.

__________________

(١) في متن المحيط ٩ : ٢٩٢ ، والتّكملة للصّاغاني ، والقاموس : « الفردات » ، وفي نسخة من المحيط يوافق ما في الطّراز ، انظر هامش المحيط.

(٢) انظر معجم البلدان ٤ : ٣٢٢.

(٣) إِشارةً إِلى قوله :

لمن الدِّيارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ

بالجابتَيْن فروضةِ الحَزْمِ

فَبِرَمْلَتُيْ فَرْدَى فذي عُشَرٍ

فالبيضِ فالبَرَدَانِ فالرَّقْمِ

معجم البلدان ٤ : ٢٤٩ ، شرح أَشعار الهذليين ٢ : ٩٧٢ ، وفيه : « قَرْدَى » بالقاف.


وزِيادُ بنُ الفَرْدِ أَو ابنُ أَبي الفَرْدِ ، كفَلْسٍ : صحابيٌّ ؛ وهو ممَّن سَمِعَ النّبيَّ 9 يقول لعمّارٍ : ( تَقْتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ ) (١).

وقيل : هو بالقاف (٢).

وحَفْصٌ الفَرْدُ أَيضاً : جَبرِيٌّ مُبتدِعٌ مشهورٌ ناظَرَ الشَّافعيَّ.

الكتاب

( وَيَأْتِينا فَرْداً ) (٣) مُنْفَرِداً لا مالَ له ولا ولدَ كانا له في الدّنيا فضلاً عن أَن يُؤتى بزعمِهِ ثمّةَ زائداً.

( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) فَرْداً (٤) أَي كلُّ واحدٍ منهم يأتيهِ يومَ القيامةِ مُنْفَرِداً ليس معه من هؤلاءٍ المشركين أَحَدٌ وهم برآءُ منه ، أَو وحيداً من الأَتباعِ والأَنصار.

( وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (٥) مُنْفَرِدينَ عن أَولادِكُم وأَموالِكُم وغيرِ ذلك ممَّا كُنتُم تحرصونَ عليه وتؤثرونَهُ من دنياكم ، أَعن الأَعوانِ والأَصنام الَّتي كُنتُم تَزعمون أَنَّهم شُفعاؤُكُم ، وهو جمعُ فَرْدٍ على غيرِ قياسٍ ، أَو فَرِيدٍ كأُسارى في أَسيرٍ ، أَو فَرْدَان ككَسَالَى في كَسْلان وقُرئَ : « فُراداً » بالتنوين (٦) ، و « فُرادَ » كثُلاثَ (٧) ، و « فَرْدَى » كسَكْرى (٨).

وقولهُ : ( كَما خَلَقْناكُمْ ) أَي على الهيئَة الَّتي وُلِدتَم عليها في الانفراد ، أَو مَجيئاً مِثلَ خلقنا لكُم أَوَّلَ مرَّة.

( أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ) (٩) في « وح د ».

__________________

(١) المعجم الكبير ٥ : ٢٦٦ ، كنز العمال ١٣ : ٥٣٦ / ٣٧٤٠١.

(٢) الوافي بالوفيات ١٥ : ٩ / ٦.

(٣) مريم : ٨٠.

(٤) مريم : ٩٥.

(٥) الأنعام : ٩٤.

(٦) قراءة عيسى بن عمر وأبي حيوة ، انظر إعراب القرآن للنّحاس ٢ : ٨٢ ، والبحر المحيط ٢ : ١٨٢.

(٧) حكاها أحمد بن يحيى ، انظر تفسير القرطبيّ ٧ : ٤٢ ، وانظر الكشّاف ٢ : ٤٧ والبحر المحيط ٢ : ١٨٢.

(٨) قراءة أبي عمر ونافع والأعرج ، انظر تفسير القرطبيّ ٧ : ٤٢ ، والبحر المحيط ٢ : ١٨٢.

(٩) سباً : ٤٦.


الأثر

( سَبَقَ المُفَرِّدُونَ ، قَالُوا : وما المُفَرِّدُونَ؟ قالَ : الَّذينَ اهْتِرُوا فِي ذِكْرِ اللهِ ) (١) أي المُتَفَرِّدُونَ بِذِكرِ اللهِ المُتَحَلُّونَ بِهِ من النّاس ؛ من فَرَّدَ برأيِهِ تَفْرِيداً بمعنى تَفَرَّدَ. وقيل : هم [ الهَرْمَى ] (٢) الَّذين هَلَكَت لِدَاتُهُم (٣) وبقوا يذكرونَ اللهَ تعالى. وروي : « طوُبَى للمُفَرِّدِينَ ». وأُهتِرَ بكذا بمعنى اسْتُهتِرَ ـ بالبناءِ للمجهول فيهما ـ يقال : هو مُهْتَرٌ بكذا ومُستَهَتَرٌ ؛ أَي مُولَعٌ به لا يُحدَّثُ بغيرِه ، أَي أُولعوا بالذِّكرِ خائِضينَ فيه خَوضَ المُهْتَرينَ. وقيل : من أَهْتَرَ الرَّجُلُ إِذا خَرِفَ ، أَي الَّذين هَرِمُوا وخَرِفوا في ذِكرِ اللهِ وطاعتِهِ ، أَي لم يَزَل ذلك دَيدَنَهم ودَأَبَهُم حتَّى بَلَغوا حَدَّ الشّيخوخةِ والخَرَف.

( يا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ ) (٤) هي السُّمُطُ الَّتي لم تُخصَف ولم تُطارَق ، وإِنَّما لم يقل : « فَرْدَة » ؛ لأَنَّه أَرادَ بالنّعلِ السِّبْت ؛ كما تقول : فلان يَلْبَسُ الحَضْرَميَّ المُلَسَّن ، فتُذَكِّر قاصداً للسِّبْتِ ، وإِنَّما وصف النَّعْلَ بذلك ؛ لأَنَّ العَرَبَ تَتَمَدَّحُ بقلَّةِ النّعالِ ولا تَلبَسُ السِّبتيَّةَ الرِّقاقَ الأَسماطَ إِلاَّ مُلُوكُهُم وسادَتُهُم ، فكأَنَّه قال : يا خيرَ الأَكابِرِ ، ويجوز أَن يكون « فَرْدٌ » صفةً لـ « من » ، والتّقدير : يا خَيْرَ ماشٍ فَرْدٍ في فَضلِهِ وتَقَدُّمِهِ.

( حَتَّى تَنْفَرِدَ سالِفَتي ) (٥) أَي حتَّى تَنعَزلَ وتَصيرَ على حِدَةٍ مِن جسدي ، يُريدُ حتَّى اهلَكَ أَو اقتَلَ والسّالفَةُ : جانب العُنُقِ.

( لا تُعَدُّ فارِدَتُكُم ) (٦) هي الشّاةُ المُنفَردَةُ التي تُعزَلُ عن الغَنَم ؛ لتُحلَبَ في البَيتِ أَي لا تُضمُّ إِلى غيرها من

__________________

(١) الفائق ٣ : ٩٩ ، النّهاية ٣ : ٤٢٥.

(٢) في النّسخ : « الهرى » ، والتصحيح عن الفائق.

(٣) في « ج » و « ش » : لَذَّاتهم.

(٤) الغريبين ٥ : ١٤٢٦ ، الفائق ٣ : ١٠٣.

(٥) الفائق ١ : ٣٤٧ ، النّهاية ٣ : ٤٢٦.

(٦) الفائق ٢ : ٣٣١ ـ ٣٣٢ ، النّهاية ٣ : ٤٢٦.


الشَّاءِ (١) فتُحسَبُ وتُعَدّ منها.

( صاحِبُ العِمامَةِ المُفْرَدَةِ ) (٢) قيل ( له ) (٣) ذلك لأَنَّه كان إِذا رَكِبَ لم يعتمَّ معه غيرُهُ إِجلالاً له وتمامه في : « ز ل ف ».

المصطلح

الفَرْدُ : ما تَناوَلَ شخصاً واحداً دون (٤) غيرِهِ ، وهو والزَّوْجُ عِند الحكماء من العوارض الذّاتيَّة للعَدَدِ ، فالواحد عندهم ليس ( فَرْداً ؛ لأَنَّه ليس ) (٥) بعَدَدٍ ، وقد يقال له : الفَردُ الأَوَّل.

والإِفْرادُ من الحَجِّ : أَن يُحرِمَ بالحجِّ من ميقات بلدِهِ ويأتي بأعمالِهِ ، ثمَّ بالعُمرَةِ من ميقاتها ـ في حقِّ الحاضِرِ ـ ويأتي بأعمالِها ، وسمِّي إِفراداً لإِفرادِ الحجِّ عن العُمْرةِ ، أي فِعْلُ كلٍّ منهما على حِدَةٍ.

والمُفْرَدُ مِنَ الأَلفاظِ : ما لا يُقصَدُ بجُزئِهِ الدَّلالةُ على جُزءِ المَعنَى المَقصُودِ حين الجزئيّة.

فرتد

فَرْتَدَ (٦) وَجهُ الإِنسان : امتَلأَ لحماً.

فريزهند

فَريزهندُ (٧) ، كَبَني عِجْل : قريةٌ بأصبهان ، منها : أَحمَدُ بنُ إِبراهيمَ الفَريزِهِنديّ (٨) المُحَدِّثُ.

فرشد

فَرْشَدَ فَرْشَدَةً : فَحَجَ بين رِجلَيهِ وباعَدَ إِحداهما عن الأُخرى.

فرصد

الفِرْصادُ ، بالكسرِ : التُّوتُ ، أَو الأَحمَرُ

__________________

(١) في « ش » : الشّياه بدل : الشّاء.

(٢) الفائق ٣ : ٤٢٣ ، النّهاية ٣ : ٤٢٦ ، وفيهما : الفردة.

(٣) ليست في « ت ».

(٤) في « ش » بدون بدل : دون.

(٥) ما بين القوسين ليس في « ش ».

(٦) كذا في النّسخ ، وفي التّكملة للصّاغاني والقاموس : « فرثد » ضبط قلم وفي التّاج : « فرثد » بالثّاء المثلثة بعد الراء.

(٧) في « ش » : فرينهند.

(٨) في « ش » : الفرين هندي.


منه ، أَو شَجَرةٌ ، وصِبْغٌ أَحمَرُ ، وعَجَمُ العِنَبِ والزَّبيب ، كالفِرْصِدِ ، والفِرْصيدِ ، بكسرهما.

فرقد

الفَرْقَدُ : وَلَدُ البَقَرَةِ مطلقاً ، أَو الوحشيَّةُ ، كالفُرْقُودِ ، بالضّمِّ.

وأَبو فَرْقَدٍ : الثَّورُ الوحشيُّ لا غيرُ.

والفَرْقَدَانِ : نجمانِ من بناتِ نعشٍ الصُّغرَى.

وفَرقَدُ ، بلا لام : موضعٌ بِبخارَى ، واسمٌ لجماعةٍ.

وكسُرادِقَ : شعبةٌ قُرْبَ المدينةِ ، وهضبةٌ حمراءُ في الحَرَّةِ بوادي راهِط.

فرند

الفِرِنْدُ ، بكسرتين فَسُكونٍ : الحَريرُ ، والسَّيفُ وجَوهَرُهُ وماؤُهُ وطرائقُهُ ، فارسيٌّ معرَّبٌ ، كالإِفرِندِ ، وحَبُّ الرّمّان ، وأَبزارِ القِدرِ ، كالفِرْنِدِ كحِصْرِمٍ ، يقال : القِدرُ بفِرنِدِها ، وفَرانِدِها ، أَي أَبزارِها.

والفَرَنْداةُ (١) ، كعَقَنْباة : القَطاةُ.

وفُورِنْد ، بالضّمِّ : رستاقٌ بِسَمَرْقَنْدَ شماليَّ وادي السُّغدِ.

وفِرِنْدَادُ (٢) ، كحِغِنْظار (٣) : جبلٌ بالدَّهناء بحَذائِهِ جَبَلٌ آخَرُ يقال لهما : الفِرِنْدادانِ ، أَو رملان بها مرتفعان جِدّاً وأَعلى أَحدهِما قبر ذِي الرُّمَّةِ.

وفَرَنْدَابادُ (٤) ، بفتح الفاء والرَّاء : قريةٌ على باب نيسابور ، منها العبَّاس بن منصور الفَرَنْدابادِيّ محدِّث.

فرنكد

فَرَنْكَد ، كغَضَنْفَر : قريةٌ قرب

__________________

(١) ضبطت في القاموس والتّكملة ضبط قلم بكسر الفاء والرّاء.

(٢) في معجم البلدان ٤ : ٢٥٦ : بكسر أوّله وثانيه ثم نون ساكنه بعدها دال وآخره ذال.

(٣) كذا في « ت » و « ج » وفي « ش » : كخنفطار.

(٤) في معجم البلدان ٤ : ٢٥٦ : فِرَنْدَاباذ بالكسر ثم الفتح ثم نون ودال بعدها ألف ثمّ باء موحده وآخره ذال. وفي التّاج : فرِنْدآباد.


سَمَرقَندَ ، ويقال لها : أَفْرَنْكَدُ ، منها جماعةٌ من المحدِّثين.

فرهد

الفُرْهُودُ ، كعُصْفُورٍ : الغَليظُ المُمتَلئْ لحماً ، والنّاعِمُ البَدَنِ ، والغُلامُ السَّمينُ التَّارُّ ، ووَلَدُ الأَسدِ ، كالفُرْهُد ـ كعُصْفُر في الكلِّ ـ وولد الضَّبُعِ أَو الوَعِلِ.

وتَفَرْهَدَ الغُلامُ : سَمِنَ.

والفَراهِيدُ : صِغَارُ الغَنَمِ ، وبطنٌ من الأَزدِ ، منهم : الخليلُ بنُ أَحمَدَ صاحب العَروضِ ، والنّسبةُ : فَراهيدِيٌ ، وفَرْهُودِيٌ.

وفَرْهادُ ، كبَهْرامَ : اسمٌ أَعجميٌّ.

وفَرْهاذْ جِرْدُ ، بفتح أوَّله وسكون الذَّالِ المعجمةِ وكسرِ الجيمِ : قريةٌ بجامَ ، وأُخرى بنيسابور ، وأُخرى بمَرْوَ.

فزد

الفَزْدُ : لُغَةٌ طائيَّةٌ في الفَصْدِ ، ومنه قول حاتم : ( هكذا فَزْدِي أَنّه ) (١) أَراد فَصْدِي ، وفي المثلِ : ( لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فُزِدَ لَهُ ) (٢) أَي فُصِدَ له ويروى : « ... مَنْ فُصِدَ لَهُ » على الأَصل ويأتي في : « ف ص د ».

فسد

فَسَدَ ـ كقَعَدَ وقَرُبَ وضَرَبَ ـ (٣) فُسُوداً : خَرَجَ عن أَن يكون منتفعاً به ، فهو فاسِدٌ ، وفَسِيدٌ. الجمع : فَسْدَى فيهما كهَلْكَى في هالِك وقَتْلَى في قَتيل. والاسم : الفَسادُ ، وضِدُّهُ الصَّلاحُ.

والمَفْسَدَةُ : خلاف المَصلَحَةِ.

وهذا الأَمرُ مَفْسَدَةٌ له ، أَي فيه فَسادُهُ.

وأَفْسَدَ إِفْساداً : فَعَلَ الفَسادَ ..

و ـ الشَّيءَ : صيَّرهُ فاسِداً ، كفَسَّدَهُ تَفْسيداً ففَسَدَ ، ولا تَقُلْ : انفَسَدَ ؛ لِعَدَم السَّماعِ ، قال ابن الخشَّابِ : أَفعال

__________________

(١) في النّسخ : فزديه بدل : فزدي أنه ، والمثبت عن جمهرة الأمثال ٢ : ١٩٤ ، والمفصل للزّمخشري : ٣٧٣.

(٢) المستقصى ٢ : ٢٩٤ / ١٠٤١.

(٣) في « ش » طرب بدل : ضرب.


المُطاوَعَةِ لا تقاس ، لا تقول : أَخرَجتُهُ فانخَرَجَ.

واستَفْسَدَ الأَميرُ رَعِيَّتَهُ : أساءَ رعيَّتَهُم حتّى فَسَدُوا ، كأَنَّه طَلَبَ وحاوَلَ بذلك فَسادَهُم ، وقد تَمادَى في استِفسادِهِم.

وفاسَدَ فلانٌ رَهطَهُ : أَفْسَدَ ما بينه وبينهم وقاطَعَهُم ، وقد تَفاسَدُوا ، إذا تَقاطَعوا وقَطَعوا أَرحامَهُم.

أُمُ فاسِدٍ : الفأرة.

الكتاب

( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) (١) أَي لا تَفْعَلوا الفَسادَ ، وهو إِظهار مَعْصيَةِ الله تعالى وإِهمالُ شرائِعِهِ المَوضوعَةِ لصلاحِ الأَرضِ وأَهلها ؛ فإِنَّ في ذلك اشتعال نَوائِرِ الفِتَنِ وحُدوثِ المفاسِدِ.

أَو هُوَ ما كانَ عليه المنافقونَ من مخالَطَةِ الكفَّار وممالأَتهم (٢) بإِفشاءِ أَسرارِ المُسلِمينَ إِليهم وإِغرائِهِم (٣) عليهم ، وذلك ممَّا يُؤَدّي إِلى الفسادِ في الأَرضِ الذي هو تَهْيِيجُ الحروبِ والفِتَنِ المُسَتتبِعَةِ لاختلالِ أَحوالِ العِبادِ واختلافِ أَمرِ المَعاشِ والمعادِ ، ولمَّا نهوا عن الإِفسادِ في الأَرض كان قولهم : « إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ » كالمقابل له ، وقد تقدَّم الكلام عليه في : « ص ل ح ».

( أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ) (٤) بالكُفْرِ وارتِكابِ المعاصي ، قالوا ذلك قياساً على حال الجنِّ الذي كانوا قبل آدَمَ في الأَرضِ.

أَو لأَنَّه تعالى لَمَّا قال لهم : ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) قالوا : ربَّنا ما يكون الخليفة؟ قال : ( يكون له ذرِّيَّةٌ يفْسِدونَ في الأَرض ويَتَحاسَدون ويقتل بعضهم بعضاً ) (٥) فقالوا : ( أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ ).

__________________

(١) البقرة : ١١.

(٢) في « ت » و « ج » : وممّا لا يهمّ.

(٣) في « ش » : اغوائهم بدل : اغرائهم.

(٤) البقرة : ١١.

(٥) انظر جامع البيان « تفسير الطبري » ١ : ١٥٧.


( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) (١) أَي بَرَزَ للأَبصارِ والبَصائِرِ قِلَّةُ المنافع وكَثرةُ المَضارِّ ومَحْقُ البركاتِ من كلِّ شيءٍ بشؤم معاصي النّاس ، أَو هو إِجدابُ البَرِّ وانقطاعُ مادَّة البَحر ، أَو هو في البَرِّ قتلُ قابيلَ أَخاهُ ، وفي البَحرِ أَخَذَ جَلَنْدَى كلَّ سفينةٍ غَصباً.

( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا ) (٢) أَي لو كان يَتَوَلاَّهما ويدبِّر أَمرهما آلِهةٌ شتَّى غير الواحد الذي فَطَرَهما لَفَسَدتا وبَطَلَتا بما فيهما جميعاً ، ومدلول ذلك أَمران : أَحدهما : وجوب أَن لا يكون مدبِّرهما إِلاَّ واحداً. والثّاني : أن لا يكون ذلك الواحدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ؛ لقوله : « غير الله » (٣) وذلك لعِلمِنا أَنَّ الرّعيَّة تفسد بتدبير مَلِكَينِ لِما يحدث بينهما من التّغالب والتّناكر والاختلاف.

المصطلح

الفَسادُ : زوال الصُّورةِ عن المادَّة بعد أَن كانت حاصلةً ..

و ـ عند الفُقَهاءِ : ما كان مَشروعاً بأصلِهِ غَيرَ مَشروع بوصفِهِ ، وهو مرادفٌ للبطلان عند الشّافعيّ ، وقِسمٌ ثالث مباينٌ لِلصحَّةِ والبطلان عند الحنفيّ (٤).

وفَسَادُ الوضع (٥) : عبارةٌ عن كون العلَّة معتبرةً في نقيض الحكم بالنّصِ (٦) والإِجماع ، مثل تعليل أَصحاب الشّافعيِّ لإِيجاب الفُرقةِ بسبب إِسلام أَحد الزَّوجين. وبعبارة أُخرى : هو كونُ الجامِعِ ثبت اعتبارِهِ بنصٍّ أَو إِجماعٍ في نقيض الحُكم.

وفَسادُ الإِعتبارِ : هو مخالفةُ القياسِ للنصِّ.

__________________

(١) الرّوم : ٤١.

(٢) الأنبياء : ٢٢.

(٣) كذا في النّسخ والتّوضيح عن الكشّاف ٣ : ١١٠ وفيه : لقوله : « إِلاَّ اللهُ ».

(٤) التّعريفات : ٢١٤.

(٥) في النّسخ : الاعتبار ، والتّصويب عن التّعريفات : ٢١٤ ، وكشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ٢ : ١٢٧٢.

(٦) في التّعريفات : أو بدل : و.


فصد

فَصَدَهُ فَصْداً ، كضَرَبَ : شقَّ عِرقَهُ بمِبضَعٍ ونحوه ، فهو مَفْصودٌ ، وفَصِيدٌ.

والاسم : الفِصادُ ، بالكسرِ.

وافْتَصَدَ الرَّجلُ : استَعمَلَ الفَصْدَ ، بِأَن فَصَدَهُ الفاصِدُ.

والمَفْصِدُ ، والمُفْتَصَدُ ، كمَجْلِسٍ ومُرتَبَعٍ : موضعُ الفَصدِ ، تقول : عَصَبتُ مَفْصِدَهُ ومُفْتَصَدَهُ.

وكمِنْبَرٍ : آلةُ الفَصْدِ.

والفَصِيدُ ، كأَميرٍ : دمٌ كان في الجاهليَّةِ يُجعَلُ في مِعىً من فَصْدِ عِرْقِ البَعيرِ ثمَّ يُشوَى ويُؤكلُ في القحطِ.

وبهاءٍ : تَمرٌ يُصبُّ عليه دمٌ فيُعجنُ به ويُؤْكَلُ ، كالفُصْدَةِ ، بالضّمِّ.

وتَفَصَّدَ دَمُهُ وانْفَصَدَ : تَصَبَّبَ أَو سالَ في قِلَّةٍ.

والفاصِدانِ : مَجرَيَا الدُّموعِ.

وفَصَدَ له عطاءً : قَطَعَ له وأَمضاهُ.

وأَفْصَدَ الشَّجَرُ : انشَقَّت عيونُ وَرَقِهِ ، كانْفَصَدَ.

وفَصَّدَهُ تَفْصِيداً : نَقَعَهُ بماءٍ قَليل.

وفي الأَرْضِ تَفْصيدٌ : تَخَدُّدٌ وتَشَقُّقٌ.

الأثر

( كانَ إِذا نَزَلَ عَلَيه الوَحيُ تَفَصَّدَ (١) عَرَقاً ) (٢) أَي سال منه العَرَقُ من ثِقل الوحي في اليوم الثَّاني. وأَصلُه تَفَصَّدَ عَرَقهُ ، فَحُوِّل الإِسناد إِلى الضَّمير ونُصِبَ « عرقاً » على التَّمييز.

( اسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرْنَبٍ دَفيناً وأَلْقَيْنا عَلَيها مِنْ بُقُولِ الأَرْض وفَصَدْنَا عَلَيْها ) (٣) يعني أَنَّهم طرحوا شِلْوَ الأَرنبِ في القِدرِ والبقول وفَصَدُوا عليها بعيراً وجَعَلوا فيها الدَّمَ فَطَبَخوا من ذلك طَبْخاً وأَكلوهُ.

__________________

(١) في النّسخ : تَصَبّبَ ، وما أثبتناه من المصدر وهو الظّاهر ، كما استظهره ناسخ « ج ».

(٢) الفائق ٣ : ١٢١ ؛ النّهاية ٣ : ٤٥٠ ، مجمع البحرين ٣ : ١٢١.

(٣) الفائق ٣ : ١٢٢ ، النّهاية ٣ : ٤٥٠.


المثل

( لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فُصِدَ لَهُ ) (١) أَصلهُ : أَنَّ رَجلينِ باتا عند أَعرابيّ فالتَقَيا صباحاً ، فَسَأَل أَحدُهُما صاحِبَهُ عن القِرَى؟ فقال : ما قُرِيْتُ ولكن فُصِدَ لي ؛ فقالَ ذلك : لم يُحرَم القِرَى مَنْ أُطعِمَ الفَصيدَ أَوْ من فُصِدَ لِقِراهُ البعير.

ويروى : « ... فُزِدَ له » (٢) بالزّاي مكسورةً وساكنةً للتّخفيف. ويروى : « ... مَنْ قُصِدَ لَهُ » (٣) بالقاف أَي من أُعطيَ قَصْداً أَي قَليلاً.

فقد

فَقَدَهُ ـ كضَرَبَهُ ـ فَقْداً ، وفُقْداناً بالكسر والضمِّ ، وفُقُوداً : عَدِمَهُ بَعْدَ وجدانِهِ ، فهو أَخصُّ من العَدَم ، كافتَقَدَهُ ، فهو مَفْقُودٌ ، وفَقِيدٌ ، ومُفَتَقَدٌ (٤).

وأَفْقَدَهُ الله إِيَّاه : جعله فاقداً له ..

و ـ الرَّجلُ الشَّيءَ : تَعَهَّدَهُ وتَطَلَّبَهُ عند فِقدانِهِ وغَيبَتِهِ ، كتَفَقَّدَهُ (٥) ، وافتَقَدَهُ.

وما أفْقَدْتُهُ ، أَي ما تَفَقَّدْتُهُ منذ افتَقَدْتُهُ ، أَي ما تَفَقَّدْتُهُ منذ فَقَدْتُهُ.

وماتَ غَيرَ فَقيدٍ ولا حَميدٍ ، وغير مَفْقُودٍ ولا مَحْمُودٍ : غير مُكْتَرثٍ لفَقْدِهِ.

والفَاقِدُ من النّساءِ : الثَّكولُ ، والتي مات زوجها أو ولدها أَو حميمها ..

و ـ من البقرِ : الَّتي أَكل السِّباعُ وَلَدَها. وتَفاقَدُوا : فَقَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.

والفَقَدُ ، كَسَبَبٍ : نَبْتٌ يُشْبهُ الكُشوثَ عَنِ الأَزهريِ (٦).

وقالَ ابن البيطار : وهو بفتح الفاء والقاف : حبُ البنجنكشت سمّي بذلك

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ١٩٢ / ٣٣٣٦.

(٢) المستقصى ٢ : ٢٩٤ / ١٠٤١.

(٣) انظر الصّحاح ٢ : ١٠٤١.

(٤) جاء في الكتاب : ما ذا تَفْقِدُونَ قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ يوسف : ٧١ ـ ٧٢.

(٥) جاء في الكتاب : وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ النّمل : ٢٠.

(٦) تهذيب اللّغة ٩ : ٤٢.


لأَنَّه يَفقد النَّسل فيما زعموا (١).

وقال أَبو حنيفة : يُلقَى في شراب العَسَل فيَشُدَّه (٢).

وقال اللّيثُ : الفَقْدُ شرابٌ يُتَّخَذُ من الزَّبيبِ والعَسَل (٣). وقول الفيروزاباديِّ لا يحرَّك ووَهِمَ الجوهريُ (٤) ؛ لا يُلْتَفَتُ إِليه.

الأثر

( مَنْ يَتَفَقَّدْ يَفْقِد ) (٥) أَي من يتأَمّل أَحوالَ النّاس ويتعرَّفها يعدم منهم من يرتَضيه ؛ لقلَّة الخير فيهم.

ويروي : « يُفقَدُ » على المجهول أَي يصيرُ كالمَفْقُودِ ؛ لأنَّهم يَهجُرونَهُ إِذا أَنكَرَ عليهم ما يراه منهم ، فَيَبقَى فَريداً عنهم لا يُوجَدُ بينهم لانقطاعِهِم عنه.

( اغَيْلِمَةٌ حَيَارَى تَفاقَدُوا ) (٦) يَدعو عليهم بالموتِ ، أَي فَقَدَ بعضهم بعضاً.

فلد

الأُفْلُودُ ـ كأُمْلُود ـ من الغِلمانِ : التّامُّ المُحتَلِمُ ، والسَّبْطُ النّاعِمُ المُمْتَلِئُ لَحْماً.

فلهد

الفَلْهَدُ والفُلْهُدُ ، والفُلْهُودُ ، والمُفَلْهَدُ ، كعَسْجَدٍ وزُخْرَفٍ وجُلْمُودٍ ومُسَرْهَدٍ : الفَرْهَدُ من الغِلمانِ ، والمُكْتَنِزُ المُراهِقُ.

فند

الفِنْدُ ، كعِهْنٍ : الجَبَلُ العظيم ، أَو القطعةُ العظيمةُ منه ، أَو شِمراخُهُ ، أَو أَنفُهُ الخارجُ منه ..

و ـ : لَقَبُ شَهْلِ بن شَيْبانَ الزِّمّانيِ (٧) لعظمِ حلقِهِ ؛ أو لقولِهِ في بعض الوقائِعِ : استَنِدُوا إِليَّ فإِني لكم فِنْدٌ (٨) ..

__________________

(١) و (٢) انظر الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار ( فقد ).

(٣) انظر العين ٥ : ١٢١.

(٤) في القاموس : الأَزهري يدل : الجوهري.

(٥) الفائق ٣ : ١٣٥ ، النّهاية ٣ : ٤٦٢.

(٦) الفائق ٤ : ٥٦ ، النّهاية ٣ : ٤٦٢.

(٧) في النّسخ : الرمّاني ، والتصويب عن المعاجم انظر تبصير المنتبه ٢ : ٦٣٣.

(٨) أَساس البلاغة : ٣٤٨ ، التاج ( فند ).


و ـ : الأرضُ المُجْدِيةُ ، والطّائفةُ من اللَّيلِ ، والجماعةُ المُجتمِعَةُ من النّاس ـ تشبيهاً بالجبلِ ـ والغُصن ، الجمع : أَفنادٌ.

وكسَبَبٍ : الكَذِبُ ؛ كأَنَّهم استَعظَمُوهُ فاشتَقُّوا له الاسم مِن فَنَدَ الجَبَلُ.

وأَفْنَدَ إِفْناداً : تكلَّم بالفَنَدِ ، ثمَّ قالوا للشَّيْخِ إِذا أَنكر عَقلَهُ من الهَرَم وخَرِفَ : قد أَفْنَدَ ، لأَنَّه يتكلَّمُ بالمُحَرَّفِ من الكلام عن سَنَنِ الصّحَّةِ فشُبِّه بالكاذِبِ في تَحريفِهِ ، فهو مُفْنِدٌ بَيِّنُ الفَنَدِ ، وأَطلَقوهُ على الخطأ في القَول والرَّأي ، وعلى الفَسادِ مِنَ النَّاس ؛ قال النَّابغةُ :

قُمْ للبَرِيَّةِ وَاحْدُدْها من الفَنَدِ (١)

أَي امَنعها من الفَسادِ.

وأفْنَدَ الهَرَمُ الشَّيخَ : جعلَهُ ذا فَنَدٍ أَو صيَّرهُ كالفِنْدِ من الجَبَل في قلَّةِ الفهم وقد أُفْنِدَ ـ بالبناء للمفعول ـ فهو مُفْنِدٌ كمُحْسِن ، كقولك : نهارُهُ صائِمٌ جَعَلَ الفَنَدَ للهَرَمِ وإِنَّما هو للهَرِمِ.

وشَيْخٌ مُفَنَّدٌ ، كمُظَفَّرَ : مَنسوبٌ إِلى الفَنَدِ ، ولا يقال : امرأَةٌ مُفَنَّدَةٌ ، لأَنَّها لم تكن في شَبيبَتِها ذات رأي فَتُفَنَّدُ في كِبَرِها.

وفَنَّدَهُ تَفْنيداً : كَذَّبهُ وضَعَّفَ رأيَه وخطّأَهُ وسفَّههُ ونسبه إِلى الفَنَدِ ، وقال : إنَّه شيخٌ قد هَرِمَ وخَرِفَ وذَهَبَ عَقلُهُ ..

و ـ على فِعلِهِ : لامهُ وعنَّفهُ ، وبكلّ ذلك فُسِّرَ قوله : ( لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) (٢) ..

و ـ الرَّجلُ جَلَسَ على فَنَدِ الجَبَل ..

و ـ في الشَّرابِ : عَكَفَ عليه ..

و ـ الفَرَسَ : ضمَّرهُ حتَّى صار كالغُصنِ ..

و ـ زيداً على الأَمر : أَرادَهُ منه ، كتَفَنَّدَهُ ، وفانَدَهُ.

وتَفَنَّدَ : تَنَدَّمَ.

__________________

(١) عجز بيت ، والبيت في العين ٨ : ٤٩ ، والأغاني ١١ : ٤ :

إلاّ سليمانَ إذ قالَ الإله له

قُمْ في البرَيَّةِ فاحدُدْها عن الفَنَدِ

(٢) يوسف : ٩٤.


وفاسٌ فِنْدَاوَةٌ وفِنْدَايَةٌ ، بالكسرِ فيهما : حادَّةٌ ، وأَصلهُ الهمز ؛ لأَنَّه من باب « فِنْعَلْوٍ » عِند سيبويهِ (١) ، وذِكر الفيروزاباديّ فِنْدَأْوَةَ هنا وإِحالتهُ فِنْدَأْيَةَ على الهمز ؛ خطأٌ صريحٌ كما بيَّناهُ هناك.

وفِنْدٌ ، كهِنْدٍ : جبلٌ بين الحرمين قُربَ البَحْر.

وسَعيدُ بنُ فَنْدٍ البخاريِّ : محدِّثٌ.

وفُنْدِينُ ، بالضَّمِّ : قريةٌ بِمرو ، منها : إِبراهيمُ بنُ الحسن الفُنْدِينِيُ المُحدِّث.

الكتاب

( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) (٢) أَي إِنِّي لأَجِدُ بحاسَّةِ الشَّمِّ ريحَ يوسفَ ، وخبرُ « لَوْ لا » محذوفٌ ، أَي لو لا أَن تَنسِبُوني إِلى الفَنَدِ من الخَرَفِ لَصَدَّقتُمُوني ، أَو لقُلتُ : إِنَّه قَريبٌ أَو واصِلٌ.

الأثر

( ما يَنْتَظِرُ أَحَدُكُم إِلاَّ هَرَماً مُفْنِداً ) (٣) اسم فاعلٍ من الإِفنادِ أَو التَّفْنيدِ ؛ أي موقعاً في الفَنَدِ وهو الخَرَفُ وضعفُ العقلِ والرَّأْي من الكبرِ ، أَو هو على الأَوَّل ، أَي من باب الإِسنادِ المجازيِّ ك‍ « نهاره صائم » كما مرَّ.

( لا عابِسٌ وَلا مُفْنِدٌ ) (٤) كمُحْسِنٍ ، أَي ولا متكلّم بالخطأ من القول وما لا فائدة له.

( وتَتَّبِعُوني أَفْناداً ) (٥) جمع فَنَدٍ ـ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ ـ أَي جَماعاتٍ متفرِّقينَ قوماً بعدَ قومٍ.

ومنه : ( ويَعِيشُ النَّاسُ بَعْدَهُمْ أَفْناداً يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ) (٦) أَي يصيرون فِرَقاً مختلفين.

وحَديثُ : ( صَلَّى النَّاسُ عَلَى النَّبيِّ 9 بعد وفاتِهِ أفْناداً أفْناداً ) (٧)

__________________

(١) انظر الكتاب ٤ : ٢٦٩ ـ ٢٧٠.

(٢) يوسف : ٩٤.

(٣) الفائق ٣ : ١٤٤ ، النّهاية ٣ : ٤٧٤.

(٤) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٠٨ ، والنّهاية ٣ : ٤٧٥ وفيهما : مفنّد.

(٥) و (٦) و (٧) الفائق ٣ : ١٤٣ ، النّهاية ٣ : ٤٧٥.


أَي فرقاً بعد فِرَقٍ فُرادَى بلا إِمامٍ.

( أُريدُ أَن أُفَنِّدَ فَرَساً ) (١) من التَّفنيدِ ، أي أَرتَبِطَهُ وأتَّخِذَهُ حِصناً ألجَأُ إِليه كما يُلجَأُ إِلى الفِنْدِ من الجبل ، أَو أَقتَنيهِ من الفِنْدِ بمعنى الجماعةِ ؛ لأَنَّ اقتِناءَكَ الشَّيءَ جمعاً له إِلى نفسك ، أَو معناهُ أُريدُ أن أُضَمِّرهُ من الفِنْدِ وهو الغُصنُ أي أَجعلُهُ بالتَّضمير كغُصنِ الشَّجرةِ.

( لَوْ كانَ جَبَلاً لكانَ فِنْداً ) (٢) أَي جبلاً عظيماً يُلجأُ ويُستَنَدُ إليه.

المثل

( أبْطَأُ مِنْ فِنْدٍ ) (٣) كهِنْد ، هو أَبو زيد مولى عائشةَ بنت سعد بن أَبي وقَّاص بَعَثْتُه مولاتُهُ يأتيها بنار فسار إِلى مصر وأَقام بها حولاً ثمَّ قدم وأَخذ ناراً فجاءَ يعدو فعثر وتبدَّد الجَمرُ فقال : تَعِسَتِ العَجَلَةُ.

قال أبو الفرح : اختلف في اسمه ، فقيل بالقاف ، وقيل بالفاء ، وهو الأَصحُ (٤).

[ فنجكرد ]

فِنْجِكرْدُ ، بالكسر وسكون النّون وكسر الجيم و ( الكاف ) (٥) وسكون الراء : قريةٌ (٦) بنيسابورَ ، منها : عَليُّ بن أَحمد الفِنْجِكرْدِيّ الملقَّب بشيخ الأَفاضل.

فكند

فَنْكَد ، كحَنبَل : قريةٌ بِنَسَفَ ، منها : محمَّدُ بنُ منصورٍ الفَنْكَدِيُ القارئُ المُحَدِّثُ.

__________________

(١) الفائق ٣ : ١٤٣ ، النّهاية ٣ : ٤٧٥.

(٢) نهج البلاغة ٤ : ٢٥٨ / ٤٤٣ ، النّهاية ٣ : ٤٤٣.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ١١٧ / ٥٧٩.

(٤) الأغاني ١٧ : ٢٧٦.

(٥) بدل ما بين القوسين فى النّسخ : الرَّاء ، والظّاهر ما أثبتناه ، وفي معجم البلدان ٤ : ٢٢٧ : بالفتح ثم السّكون وجيم مفتوحة وكاف مكسورة وراء ساكنة ودال مهملة. وفي الأنساب ٤ : ٤٠٢ : بفتح الفاء وسكون النّون وضم الجيم أو سكونها وكسر الكاف وسكون الرَّاء وفي آخرها الدَّال المهملة.

(٦) في « ت » : موضع بدل : قرية.


فود

الفَوْدُ ، كطَوْدٍ : ما بَينَ حَرْفِ الجَبهةِ والأُذُن إلى أَعلى الرأْسِ ، أَو معظَمُ شعَرِ الرَّأَسِ ممّا يَلي الأُذنينِ ، أَو ناحيةُ الرَّأَسِ وهما فَوْدَانِ كلُّ شِقٍ فَوْدٌ ، وقال ابن السّكّيت : الفَوْدانِ الضَّفيرَتانِ (١). الجمع : أَفْوادٌ.

فَوْدُ الخِباءِ : جانبُهُ ..

و ـ من البَيتِ : رُكنُهُ.

وفَوْدا الوادِي : جانباهُ.

وفُؤَادُ (٢) العُقابِ : جناحاها.

وساوِ بَينَ الفَوْدَيْنِ ، أَي العِدلَينِ ؛ لأَنَّهما شقَّا الحِملِ.

وجَعَلتُ الكتابَ فَوْدَينِ ، إِذا طَوَيتَ أَسفلَهُ وأَعلاهُ حتَّى جَعَلتَهُ نِصفَيْنِ.

وأَقبَلْوا فَوْداً فَوْداً ، أَي فَوْجاً فَوْجاً.

وفادَ فَوْداً ـ كقَالَ ـ وفُؤْداً ، مات ، فهو فائِدٌ ، وبه سُمِّى والدُ عَمرو بن فائِد ..

و ـ مالُهُ : ذَهَبَ.

وأَفادَهُ الله : أَماتهُ وأَهلَكَهُ ..

و ـ الرَّجلُ الشيءَ : خَلَطَه.

والفَوَادُ ، كسَوَادٍ : لغةٌ عربيَّةٌ في الفُؤَادِ للقلبِ.

وتَفَوَّدَ الوَعِلُ فَوقَ الجَبَلِ : أَشرَفَ.

وفَوْدٌ : جَبَلٌ في شِعرِ أَبي صَخْرٍ الهُذلِيِ (٣).

وفائِدُ : جَبَلٌ بطريق مكَّةَ سمِّى بفائِدٍ رَجُلٌ من العماليقِ وهو أَخُو سَلَمَى التي سمِّي بها أَحد جَبَلَيْ طيِءٍ.

الأثر

قالَ معاوية للَبيدٍ الشّاعر : كَمْ عَطاؤْكَ؟ قال : أَلفان وخَمسمائَة ، فقال : ( ما بال العِلاوَةِ بَيْنَ الفَوْدَيْنِ؟! ) (٤)

__________________

(١) انظر اصلاح المنطق : ٤١٧.

(٢) كذا في « ت » و « ج » وفي « ش » : فواد ، وفي الأساس : وألقت العُقابُ فَوْديها على الهَيثم أي جناحَيها.

(٣) اشارة إلى قوله :

بنا إذا اطّرَدَتْ شهراً أَزِمَّتها

ووازنَتْ من ذُرى فَوْدٍ بأرياد

شرح أشعار الهذليين ٢ : ٩٤٢ / ٢٨ ، ومعجم البلدان ٤ : ٢٧٩ وفيه : أَطّرت بدل : اطّردت.

(٤) الفائق ٣ : ٢٣ ، النّهاية ٣ : ٤٧٨.


أَرادَ بالفَودَينِ الأَلفَيْنِ ، وبالعِلاوَةِ : خَمْس المِائَةِ ، شَبَّه الأَلفَينِ بالعِدلَينِ من الحِملِ ، وخَمسَ المائَةِ بما عُوِليَ فَوقَ الحِمِل زائداً عليه.

فهد

الفَهْدُ ، كفَلْس : سَبُعٌ معروفٌ يصطاد به ، وأَوَّل من اصطادَ به كُليب بن وائلٍ.

الجمع : فُهُودُ ، والأُنثى بهاءٍ ، الجمعُ : فَهْداتٌ. والفَهَّاد ، كعَبَّاسٍ : سائِسُهُ ومُعَلِّمُهُ الصَيْدَ.

وفَهِدَ الرَّجُلُ ، كتَعِبَ : أَشبَهَ الفَهْدَ في كثرةِ نومِهِ وتَمَدُّدِهِ ، ولمَّا كان كثرةُ النَّوم يَلزَمُها الغَفلةُ وَعَدَمُ التَّيَقُّظِ لِما يجب تَعَهُّدُهُ ، قالوا : فَهِدَ عنه ؛ إِذا غَفَلَ عنه ولم يَتَفَقَّدْهُ ، فهو فَهِدٌ ككَتِفٍ ، لا غيرُ في لغةِ أَهل الحجاز.

وتميمٌ ، تقولُ : فَهِدٌ ككَتِفٍ ، وفِهْدٌ كَعِهْنٍ ، وفِهِدٌ كإِبِلٍ ، وهو مُطَّرِدٌ عِندَهُم في كلِّ فِعْلٍ حَلِقيِّ العَينِ اسماً كان أَو صفةً أَو فِعلاً. وأمَّا أَهلُ الحِجازِ فلا يغيِّرونَ البناءَ.

وفَهَدَ له ، كمَنَعَ : أَولاهُ بالغيبِ جَميلاً.

والفَهْدُ : مسمارٌ في واسطة الرَّحلِ.

وبهاءٍ : الجاعِرَةُ ، واسمُ فَرَسِ عُبَيْدٍ النَهْشَلِيِّ ، وقارةٌ باليمامةِ.

والفَهْدتانِ من الفَرَسِ : لحمتان كالفِهْرَيْن ناتِئَتانِ في زَوْرِهِ ..

و ـ من البعير : عَظمانِ ناتِئانِ خلف أُذُنَيهِ.

وغُلامٌ فَوْهَدٌ ، وأُفْهُودٌ ، كجَوْهَرٍ وأُمْلُودٍ : سَمينٌ مُراهِقٌ ، وهي بهاءٍ.

والأَفاهيدُ : قاراتٌ بُلقٌ على موطِئِ طَريقِ الرَّبذَةِ من نخل.

والفَهَداتُ ، كجَمَرات : قاراتٌ ببطن ذي بَهْدَى من اليمامةِ.

وسَمَّوْا : فَهْداً ، وفُهَيْداً مصغَّراً.


الأَثر

( إِنْ دَخَلَ فَهِدَ ) (١) كتَعِبَ أَي كان كالفَهْدِ كَثيرَ النَّومِ والغفلةِ في منزلِهِ ، وصِفَتُهُ بحُسنِ الخُلُق ، والمرادُ أَنَّه لا يَتَفَقَّدُ ما ذَهَبَ من مالِهِ ولا يَلتَفِتُ إِلى معايب البيتَ بل ينام عنها. وقيل : مرادها أنَّه يَثِب عليها وَثِبةَ الفهد على الصَّيد تريد مبادَرَتَهَ إِلى الجماع.

المثل

قالوا : ( أَنْوَمُ مِنْ فَهْدٍ ) (٢). و ( أَثْقَلُ رأساً من فَهْدٍ ) (٣) وذلك لكثره نومِهِ.

( وأَكْسَبُ مِنْ فَهْدٍ ) (٤) وتقدَّم بيانُه في : « ك‍ س ب ».

فيد

فَادَ له مالٌ فَيْداً ، كبَاعَ : حَدَثَ وحَصَلَ ، ومنه : الفائِدَةُ ، وهي ما حَصَلَ لك من خير أَو علم أَو مال. الجمع : فَوائِدُ.

وأَفادَهُ مالاً : أَعطاهُ ..

و ـ منه خَيْراً : حصَّلهُ ، كاسْتَفادَهُ.

وهما يَتَفايَدَانِ العلم : يُفيدُ كلٌّ صاحِبَهُ ، ولا تقل : يَتَفاوَدانِ.

ورجلٌ مِفْيادٌ مِتْلافٌ ، كمِفْتاحٍ فيهما : مُفيدٌ مُتْلِفٌ ، وربَّما قالوا : مِفْوادٌ.

وفادَ زَيدٌ يَفيدُ : ماتَ ..

و ـ الرَّجلُ : اختالَ وتَبَختَرَ ، كتَفَيَّدَ ، وهو فَيَّادٌ مَيَّادٌ ..

و ـ عن الشيءِ : حَذِرَ منه ، فَعَدَل عنه ..

و ـ الزَّعْفَرانَ : دافَهُ ، ومنه : الفَيْدُ ، كصَيْد : للزَعْفَران المَدُوفِ ، وقيل : هو وَردُ الزَعْفَرانِ.

والفَيَّادُ ، كعَبَّاسٍ : ذَكَرُ البُومِ ..

و ـ من الرِّجالِ : الأَكولُ والثَّقيلُ الضَّخمُ ، كالفَيَّادَةِ.

والفَيْدُ أَيضاً : شَعَراتٌ فَوْقَ جَحْفَلَةِ الفَرَسِ.

__________________

(١) الفائق ٣ : ٤٩ ، النّهاية ٣ : ٤٨١.

(٢) المستقصى ١ : ٤٢٦ / ١٨١٠.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ١٥٨ / ٨١٥ ، وفيه : الفهد.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ١٦٩ / ٣٢١١.


وبلا لامٍ : بُليدةٌ في نِصفِ طريقِ الحاجِّ من الكوفةِ إِلى مكَّة بالقربِ من أَجا وسَلمَى جَبَلي طيّء ينسب إِليها جماعةٌ من المحدِّثين. ( قيل : سمِّيت بِفَيْدِ بن حامٍ ) (١) من عِمليقٍ وهو أَوَّلُ من نَزَلَها. وقيل : لأَنَّ من حَولَها يَستفيدُ منها. وقول الفيروزاباديِّ : الفَيْدُ باللاّم ، غَلَطٌ.

وفَيْدُ القُرَيَّاتِ (٢) : موضعٌ آخَرُ في شعرِ زهَيرٍ (٣).

وحَزَمُ فَيْدَةَ ، كبَيْضَةٍ : موضعٌ في شعرِ كُثَيِّر (٤).

والمُفِيدُ : لقبٌ لجماعةٍ من المحدِّثين والمشايِخِ.

المصطلح

الفائِدَةُ : ما يَتَرَتَّبُ من المصلحةِ على فعلٍ من حَيْثُ ترتُّبِهِ عليه ، وهو من حيث إنَّه على طَرَفِ الفعل ونهايتِهِ يسمَّى غايةً ، فيَختَلِفانِ اعتباراً ، وتَعُمَّانِ الأَفعالَ الاختياريَّةَ وغَيَرها.

فصل القاف

قتد

القَتَدُ ، كسَبَبٍ : خَشَبُ الرَّحْلِ ، الجمع : أَقتادٌ ، وقُتُودٌ ، وأَقْتِدَةٌ ، وفاتَ الفيروزاباديَّ ذكرُهُ مَعَ شُهرَتِهِ ، ومن الغَريبِ جعلُهُ هذه الجُمُوعَ للقتَادِ وإِنَّما هِيَ للقَتَدِ.

والقَتادُ كسَحَابٍ : شجرٌ كثيرُ الشَّوْكِ حَديدُهُ كأَنَّها الإِبَرُ ، وهو شَجَرُ الكَثيراء ، أَو هي صَمْغُهُ ، الواحدةُ :

__________________

(١) بدل ما بين القوسين في « ت » و « ج » : قَيْلٌ بفيدِ حام ، انظر معجم البلدان ٤ : ٢٨٢.

(٢) في النّسخ القرياب والمثبت عن شعر زهير الآتي.

(٣) اشارة إلى شعره :

عَومَ السَّفِينِ ، فلمّا حال دُونَهُمُ

فَيْد القُرَيّاتِ ، فالعِتْكانُ فالكرمُ

شرح ديوانه بصنعة ثعلب : ١١٧.

(٤) اشارة إلى شعره :

حُزِيَتْ لي بحزم فَيْدَةَ تُحدَى

كاليَهوديّ من نطاة الرِّقالِ

معجم البلدان ٤ : ٢٨٣.


قَتادَةٌ ، وبها سمِّي الرَّجُلُ.

وإِبلٌ قَتَادِيَّةٌ : تأْكلُهُ ، ولا تأْكلُهُ عامَّةُ الإِبل إِلاَّ في عامِ جَدْبٍ ؛ لكثرة شوكه وصَلابتِهِ وذلك بعد إِحراقِهِ بالنّار ، ويسمَّى التَّقْتِيدُ ، يقال : قَتَّدَ الرَّجُلُ القَتادَ تَقْتيداً ، إِذا لَوَّحَ أَطرافَهُ بالنَّارِ ، أَو أَضرَمَها فيه حتَّى يَحتَرِقَ شوكَهُ فيُرعيها إِبِلَهُ.

وزَمَنُ القَتادِ : زَمَنُ المَحْلٍ الَّتي تَرْعى فيهِ الإِبلُ القَتادَ.

وقَتِدَتِ الإِبلُ قَتَداً ، كتَعِبَ : اشْتَكَتْ بُطونَها مِنْ أكلِهِ ، فهي قَتْدَةٌ ، وقَتَادَى ، كرَمْثَةٍ ورَماثَى.

وقَتادٌ بلا لامٍ : عَلَمٌ لبني سُلَيْم ، وضَبَطَهُ نصرٌ بالضمِ (١) والصَّوابُ الفتح.

وذاتُ القَتَاد : موضعٌ من وراء الفَلْجِ.

وقَتائِدُ : موضعٌ.

وبهاءٍ : ثنيَّةٌ مشهورةٌ.

وقُتَائداتٌ : نَخيلٌ بين المُنْصَرِفِ وَالرَّوحاءِ.

وقُتُودٌ بالضَّمِّ : جبلٌ.

وقُتُنْدَةُ ، كتُرُنْجَة : بَلْدَةٌ بالأُندُلُسِ ، وهى ثَغْرُ سَرَقُسْطَةَ.

وأَبو قَتادَةَ : كُنيَةُ الدُّبِّ.

والقَتادَةُ : فَرَسُ بكرِ بنِ وائلٍ.

والقَتادِيّ : فرسٌ كان للخَزرَج.

وتَقْتَدُ ، كتَمْنَعُ أو تَقْعُدْ : ركيَّةٌ بالحجازِ ، أَو قريةٌ به.

وقَتادَةُ : اسمٌ لأربَعَةَ عشر صحابيّاً ، واقتصارُ الفيروزاباديِّ على اثنين ضيقُ عَطَنٍ.

المثل

( دُونَ عُلَيّانَ القَتادَةُ وَالخَرَطُ ) (٢) قالهُ (٣) كُلَيبُ بن وائلٍ لمَّا بَلَغَهُ قول جسَّاسٍ للبَسوسِ حين عَقَرَ كُلَيبٌ ناقَتَها : ليُقتَلَنَّ غداً فحلٌ هو أَعظمُ من ناقَتِكِ ، فظنَّ أَنَّه يعني فحلاً له يسمَّى عُليَّانَ وإنَّما عنى جسَّاسٌ كليباً نَفسَهُ ، يُضربُ للأَمرِ المُمتَنِعِ ، وذلك : أَنَّ الخَرطَ أَن تَقبِضَ

__________________

(١) حكاه عنه في معجم البلدان ٤ : ٣١٠.

(٢) المستقصى ٢ : ٨٢ / ٢٩٩ ، وفي مجمع الأمثال ١ : ٢٦٩ / ١٤١٩ : غليّان باعجام الغين.

(٣) في « ج » : قال بدل : قاله.


على رأَس الغُصنِ ثمَّ تُمِرُّ يَدَكَ عليه ليَنتَثِرَ وَرَقُهُ أَو شوكُهُ ، والقَتادُ له شوكٌ صُلبٌ منتصب إِلى فوقُ لا يُقدَرُ على خرطِهِ باليد البَتَّةَ.

( دُونَهُ خَرْطُ القَتادِ ) (١) يضرب للأَمر الشَّاقِّ والمُمتَنِعِ كالذي قبلَهُ.

قثد

القَثَدُ ، كسَبَب : الخيارُ المأكول أَو القثَّاءُ المدوَّر (٢). وقَثَدَ قَثْداً ، كقَتَلَ : أَكلَهُ.

واقْتَثَدَهُ اقْتِثاداً ، وقَثَّدَهُ تَقْثِيداً : قَطَعَهُ كما يُقطَعُ القَثَدُ ، قال حُصَيْبٌ الهُذليُّ :

في كُلِّ وَجْهٍ رَعيلٌ ثُمَ تَقْثِيدُ (٣)

قثرد

القُثَرِدُ ، والقُثارِدُ ، كعُلَبِط وعُلابِط : قِماشُ البيتِ ، والرَّجلُ الكَثيرُ الغَنَمِ والسِّخالِ ، والقِماشِ ، واللَّبَنِ والأُقُطِ (٤) ، كالقَثْرَدِ كعَسْجَدٍ وعُصْفُرٍ وحِصْرِمٍ ، وقد قَثْرَدَ فهو مُقَثْرِدٌ ، إِذا كَثُرَ ذلك عِندَهُ.

وكحِصْرِمٍ : الكَثْرَةُ مِنَ النَّاسِ ، وما اجتَمَعَ في أُصولِ الكَرْمِ من يَبِيسِ وَرَقِهِ [ وغُثَائِهِ ] (٥).

وكعَسْجَدٍ : ما يُلْقَى عند الرَّحيلِ من المتاعِ ، وقِطَعُ الصُّوفِ.

وكسُرادِق : ذَلاذِلُ القَميصِ ونحوها.

وعليه قِثْرِدَةُ مالٍ ـ كشِرْذِمَة ـ أَي كَثْرَةُ مالٍ ، وذكر بعضهم هذه المادَّةَ كلَّها

__________________

(١) المستقصى ٢ : ٨٢ / ٣٠٠ ، وفي مجمع الأمثال ١ : ٢٦٥ / ١٣٩٥ : « دون ذلك خرط القتاد ».

(٢) ومنه : « أنه كان يأكل القِثَّاء والقَثَدَ بالمجاج » انظر النَّهاية ٤ : ١٦.

(٣) شرح أشعار الهُذَليين ١ : ٣٣٩ وصدره فيه :

تُدْعَى خُثَيْمٌ وعَمْروٌ في طوائِفِها

وفي تهذيب اللَّغة ٩ : ١٩ والتَّكملة للصّاغاني واللّسان والتّاج :

تُدْعَى خُثيم بن عَمروٍ في طَوائفها

(٤) في « ت » و « ع » : والاقُطُ بضمّ القاف ، وما أثبتناه من المعاجم.

(٥) في النّسخ : وقثّائه ، بالقاف ، وما أثبتناه من المعاجم هو الصّحيح.


بالتّاء المثنَّاة (١) ، منهم : الجوهريُّ ، والّذي عليه المحقِّقون أَنَّها بالثّاء المثلَّثة كما ذكرناه (٢).

قحد

القَحَدَةُ ، بفتحتينِ وتسكَّن : السَّنامُ ، أَو أَصلُهُ ، أو قبَّتُهُ. الجمع : قِحادٌ ، وأَقْحُدٌ (٣).

وقَحَدَتِ النّاقَةُ قَحْداً ـ كمَنَعَ ـ وأَقْحَدَتْ ، واسْتَقْحَدَتْ : صارَت لها قَحْدَةٌ ، أَو عَظُمَت قَحْدَتُها ، فهي قَحْدَةٌ كهَضْبَةٍ ، وأَصلُها قَحِدَةٌ ـ ككَلِمَةٍ ـ فَسُكِّنَتْ.

وناقَةٌ مِقْحادٌ : عَظيَمةُ القَحْدَةِ من إِبلٍ مَقاحِيد.

وواحِدٌ قاحِدٌ أتباعٌ.

ورجلٌ قَحَّادٌ ، كعَبَّاسٍ : فَردٌ لا أَخَ ولا وَلَدَ.

وبنو قُحادَةَ ، كسُلافَة : قومٌ من العَرَب.

والقَمَحْدُوَةُ ، كقَلَنْسُوَةٍ : ما خَلْفَ الرَّأسِ وهو مؤَخَّرُ القَذالِ.

قيلَ : الميمُ فيها زائدةٌ فهي من مَزيدِ الثّلاثيِّ ووزنها « فَمَعْلُوَةٌ » ، وعليه جماعةٌ من النَّحْويّينَ ، منهم : أَبو حيَّان (٤) وجمعٌ من اللّغويّين منهم : الجوهريُ (٥) ، ولذلك ذكرها هنا.

وقيل : الميمُ أَصليَّة فهي رباعيَّةٌ ووزنها « فَعَلُّوَة » ، ومرَّض أَبو حيَّانُ (٦) هذا القولَ ، وقَطْعُ الفيروزاباديّ بأَنَّها رباعيَّةٌ ضيقُ عَطَنٍ.

قدد

قَدَّهُ قَدّاً ، كقَتَلَ : قَطَعَهُ طولاً. وقَطَّهُ قَطّاً : قَطَعَهُ عرضاً. ومنه : قدَّ القَلَمَ وقَطَّهُ ،

__________________

(١) انظر المحكم ٦ : ٥٢٥ ، واللّسان « قترد ».

(٢) انظر المحيط في اللّغة ٦ : ٩٩ ، والتّكملة للصّاغاني « قثرد ».

(٣) ومنه حديث أبي سفيان في غزوة السَّويق : « فقمتُ إلى بَكْرَةٍ قَحْدَةٍ أَن أُعرقبَها » الفائق ٣ : ١٦٣.

(٤) ارتشاف الضّرب ١ : ١٠١.

(٥) الصّحاح « قحد ».

(٦) ارتشاف الضرب ١ : ١٠١.


إِذا بَرَى جَلْفَتَهُ وجَزَمَ سِنَّتَهُ ؛ تقول : إذا جادَ قَدُّكَ وقَطُّكَ فَقَد استَوَى خطُّكَ ..

و ـ القَميصَ والأَديمَ : شَقَّهُ شقّاً ذاهباً في الطّول على استواءٍ ، ومنه حديث عليّ 7 : ( كانَ إِذا اعْتَلَا قَدَّ وإِذا اعْتَرَض قَطَّ ) (١).

ويقال : قَدَّهُ نِصفين ، وبنصفين ـ بزيادَةِ الباءِ ـ فانْقَدَّ فهو مَقْدُودٌ ، ومُنقَدٌّ.

واقتَدَّهُ : قَدَّهُ ، أَو تَسَبَّبَ في قَدِّهِ ، واجتَهَدَ فيه.

وقَدَّدَهُ تَقْديداً : أَكثَرَ قَدَّهُ فَتَقَدَّدَ.

والقَدُّ ، كفَلْس : جِلْدُ السَّخْلَةِ ، ومنه : قَدَّ العَسَلَ. الجمع : قِدادٌ ، وأَقُدٌّ ، كسِهامٍ وأَسْهُمٍ ..

و ـ من الشَّيءٍ : تَقطيعُهُ ، وقَدْرُ خَلقِهِ. الجمع : قُدُودٌ ، يُقال : شيءٌ حَسَنُ القَدِّ ؛ أَي التَّقطيعِ ، ومنه : قَدُّ الإِنسانِ لِقَوامِهِ ، ولا يَختَصُّ بالرَّجل كما تُوهِمُهُ عبارةُ الفيروزاباديّ.

وهذا على قَدِّ ذاك ، أَي على قَدَرِهِ ، يراد المماثَلَةُ والمساواةُ.

والقُدُّ ، بالضَّمِّ : سمكٌ بحريٌّ.

وبالكسرِ : السَّيْرُ يُقَدُّ من جِلدٍ غير مَدبُوغٍ ، والسَّوْطُ ، والوَتَرُ ؛ لأَنَّهما يُتَّخَذانِ منه ، وسقاءٌ صغيرٌ ، وإِناءٌ من جلدٍ.

وبهاء : القِطعةُ من القِدِّ ـ بالكسر ـ بمعنى السَّيرِ ، لا واحدتُهُ ، وقَولُ الفيروزاباديّ : والقِدَّةُ واحِدُهُ ، غلطٌ في اللّفظِ ، والمعنى.

وهي أيضاً من قَدَّ كالقِطْعَةِ من قَطَعَ.

ومنه : القِدَّةُ : للطَّريقةِ والفِرقَةُ من النّاس إِذا كان هوى كُلِّ واحدٍ على حِدَةٍ ، أَو مطلقاً. الجمع : قِدَدٌ ، كسِدْرَةِ وسِدَرٍ.

وقد تَقَدَّدُوا ، أَي صاروا قِدَداً.

والقَديدُ : اللَّحم ، يُشرَحُ طُولاً ويُجَفَّفُ ويُدَّخَرُ ، وقَدَّدْتُ اللَّحمَ ، إِذا

__________________

(١) الفائق ٣ : ١٦٦ ، النّهاية ٤ : ٢١ ، مجمع البحرين ٣ : ١٢٥.


شَرَحتَهُ كذلك وجَعَلتَهُ قَديداً.

وثَوْبٌ قَديدٌ : خَلِقٌ أَو مَشقُوقٌ ، وقد تَقَدَّدَ ، إِذا تَشَقَّقَ ، ومنْهُ : القَديديُّونَ : لتُبَّاع العَسكر منَ الصُّنَّاع كالشَّعَّابِ والحَدَّادِ والبَيْطارِ بلُغةِ أَهل الشّام ، سُمُّوا بذلك ؛ لتَقَدُّدِ ثِيابِهم. الواحد : قَدِيديٌ.

ويُشْتَمُ الرَّجُلُ فيقالُ : يا قَديديُ ، كلُّ ذلكَ بفَتْح القاف وكسرِ الدَّال ، وقيل :

بضمِّ القاف وفتح الدَّال على التّصغير تحقيراً لشأنِهِم ، أو لأنَّهم لخسَّتِهِم يلبسون القُدَيْدَ ـ كزُبَيْرٍ ـ وهو مِسْحٌ صَغيرٌ ، والأوَّل هو المعروفُ ، وقول الفيروزاباديّ : ولا يضمُّ ، لا يفيد هذا الضَّبطَ.

والقُدادُ ، كغُرابٍ : داءٌ في البَطْنِ.

وكسَحابٍ : اليَرْبوعُ ، والقُنْفُدُ.

والمِقَدُّ ، كمِقَصٍّ : حديدةٌ يُقَدُّ بها.

ومن المجاز

قَدَّ المفازةَ قَدّاً ، كقَتَلَ : قَطَعَها ..

و ـ الفَلاةَ : خَرَقَها ..

و ـ الكلامَ : قَطَعَه.

واقْتَدَّ الأُمورَ : دبَّرها وميَّزها.

واستَقَدَّ أمرُهُ : استَمَرَّ.

واستَقَدَّتِ الإِبلُ : استَقامَت على جهةٍ واحدَةٍ.

وهو مُستَقيم المَقَدِّ ـ كمَحَلّ ـ أَي الطَّريق.

وتَقَدَّدَ الشَّيءُ : يَبِسَ ..

و ـ القَومُ : تفرَّقُوا.

وناقةٌ مُتَقَدِّدَةٌ ، إِذا كانت بين السِّمَنِ والهِزَالِ ، وهي الّتي كانت سَمِينَةً فهَزِلَت ، أَو كانت مَهزولةً فأَخَذَتْ في السِّمَنِ ، يقال : كانَت سمينَةً فَتَقَدَّدَتْ ؛ أي هَزِلَت بعض الهزالِ.

والقَيْدُودُ : النَّاقةُ الطَّويلةُ الظَّهرِ ، وقيل : اشتقاقها مِن القَوْدِ ، كالكَيْنُونَةِ من الكَوْنِ.

والقُدَيْدُ ، كزُبَيْرٍ : مِسْحٌ صغيرٌ.

وبلا لامٍ : موضعٌ قربَ مَكَّةَ ، قال ابن الكلبيِّ : لمّا رجع تُبَّعٌ من المدينةِ بعد حرب أَهلها : نزل قُدَيْداً فَهَبَّت ريحٌ فَقَدَّدَتْ خِيَمَ أَصحابِهِ فسُمِّيَت


قُدَيْداً (١).

وقِدْقِدٌ ، كسِمْسِمٍ : جبلٌ قُرْبَ مكَّةَ أَيضاً فيه معدِن البِرامِ ، وقيل : هو قَرْقَدُ بالرَّاءِ. وجَعَلَهُما الكنْديُّ موضعين (٢).

وقَدْقَداءُ ، كعَقْربَاءَ ويُضَمَّ : منَ البلادِ اليَمانِيَّةِ.

ومَقَدٌّ ، كمَحَلٍّ : من قُرَى البَثْنِيَّةِ بَينَ دِمَشْقَ وأَذْرِعاتَ ، أَو بِحَمْصٍ ، أَو بطَرَف حَوْرانَ قيل : وإِليها ، يُنسَبُ الخَمرُ المَقَدِّيّ ؛ لأَنَّ هذه القرية معروفةٌ بجَودةِ الخمرِ.

وعن رَجاءِ بنِ سَلَمَةَ : المَقَدِّي ، بتشديد الدَّالِ : الطِّلاءُ المُنَصَّفُ مشبَّهٌ بما قُدَّ بنصفين ، وأَنشَدَ لعَمرو بنِ مَعديكربَ :

وهم شَغَلُوهُ عن شُرْبِ المَقَدِّيّ (٣)

وقال اللّيث : المَقَدِيُ من نعت الخَمرِ ـ بتخفيف الدَّال ـ مَنسُوبَةٌ إِلى قريةٍ بالشّام ، وأَنشَدَ :

مَقَدِيّاً أَحَلَّهُ اللهُ لِلنَّا

سِ شَراباً وَما تَحِلُّ الشَّمُولُ (٤)

فَجَعَلَ اسم القرية مقَداً بالتَّخفيف كمَسَدٍ ، وعلى هذا القول جرى الجوهريّ وابن فارس وغيرهما (٥) فذكروهُ في « م ق د » فقول الفيروزاباديّ : غَلِطَ الجَوهريّ في تخفيف دالها وذَكَرَها في « م ق د » والشَّرابُ المَقَديُ بالتّخفيف غير المَقَدِّيِ من ضيق العَطَن وعدم الاطِّلاع على أَقوال العُلماءِ فهو كما قيل :

حَفِظْتَ شَيئاً وغابَتْ عَنْكَ أشْياءُ (٦)

__________________

(١) عنه في معجم البلدان ٤ : ٣١٣.

(٢) انظر معجم البلدان ٤ : ٣٢٦.

(٣) عجز بيت وصدره كما في المعجم والتّهذيب :

وهم تركوا إبن كَبْشَةَ مُسْلَحبّاً

انظر معجم البلدان ٥ : ١٦٥ ، وتهذيب اللّغة ٩ : ٤٤ ، واللّسان « مقد » ، وفي المحكم ٦ : ٣٢٧ وعنه في اللّسان : « المَقدّ » بدل : « المُقدِّي ».

(٤) انظر العين ٥ : ١٢٤ ، والتّهذيب ٩ : ٤٣ ، والبيت لقيس بن الرّقيات ديوانه : ١٤٤ ، والتّكملة واللّسان.

(٥) الصّحاح ( مقد ) والمقاييس ٥ : ٣٤٢ ، ومجمل اللّغة ٤ : ٣٤١.

(٦) عجز بيت لأبي نؤاس ( ديوانه : ٨ ) وصدره :

قل للّذي يدعي في العلم فلسفة


والمَقَدِّيَةُ ، بتشديد الدَّال والمثنَّاه التَّحتيَّة كما ضَبَطَهُ ابنُ السَّمعانيِّ في الأَنساب وغَيرُه (١) : من عَمَل الاردنِّ أَو دِمَشْقَ ، منها : الأَسودُ بن مَروانَ المَقَدِّيُ المحدِّثُ ، وغَلِط الفيروزاباديُّ في تخفيف دالها وذَكَرَها في « م ق د ».

وقُدادٌ ، كغُرابٍ : ابنُ ثَعلَبَةَ الأنماريُّ ، جاهليٌّ.

والشَّريفُ أَبو البركات أَحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بن أبي قَدَّاد ـ كشَدَّاد ـ الهاشميُّ : محدِّثٌ.

وعليُّ بن الحُسَينِ بنِ قُدَيْدٍ ، كزُبَيْرٍ : من المُحَدِّثين.

وقَدِيدَةُ ، كشَدِيدَةٍ : لقب موسى بنِ جعفرِ بنِ محمَّدٍ البزَّازِ.

والمِقْدَادُ ، بالكسر : ابنُ عَمروِ بن ثَعْلَبَةَ البَهْرانِيُّ ، صحابيٌّ ، ويُعرَف بابنِ الأَسودِ الكِنْدِيِّ ؛ لأَنَّ أَباهُ عَمْرواً كان حالفَ كِندَةَ ثمَّ حالَفَ الأَسوَدَ ابن عبد يَغوثَ الزَّهْريَّ فتبَنَّى المِقْدادَ فصارَ يقال له : المِقْدادُ بنُ الأَسودِ ، وغَلَبَ عليه واشتَهَرَ بذلك ، فلمَّا نَزَلَت : ( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ ) (٢) قيل له : المِقْدادُ ابنُ عمروِ بنِ ( الأَسود ) (٣) واشتَهَرَت شهرَتُه بابنِ الأَسود ، وعلى ذلك جَرى قراءةُ الحديثِ في قولِهِم : ( المِقْدادُ بنُ عَمروِ بنُ الأَسْوَدِ ) (٤) فَجَعَلوا ابنَ الأَسْوَدِ عطفَ بيانٍ على ابنِ عمرو ؛ لشهرتِهِ به ، لا ظنّاً منهم أَنَّه جَدُّه كما زَعَمَه الفيروزاباديّ ، على أنَّ قولَه : مِقْدادُ بن عمرو الأَسود غَلَطٌ ، لأنَّه لا يُنعَتُ بالأسودِ على القول بأَنَّها كنيتُهُ.

الكتاب

( كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً ) (٥) أَي كُنَّا قبلَ الإِسلام في اختِلافِ أحوالنا مِثلَ الطَّرائِقِ المختلفَةِ ، أَو ذوي مَذاهبَ مُختَلِفَة ، أَو

__________________

(١) الأنساب ٥ : ٣٦٥ ، وتبصير المنتبه ٤ : ١٣٨٥.

(٢) الأحزاب : ٥.

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٤) انظر صحيح مسلم ١ : ٩٦ / ١٥٧ وشرح النّووي عليه ١ : ١٠٣ ـ ١٠٣.

(٥) الجن : ١١.


على حَذفِ الجارِّ ؛ أي في طَرائِقَ مُختَلِفَةٍ ، أَو على حَذفِ المضاف إِلى الضّمير ؛ أَي كانت طَرائِقُنا طَرائِقَ مُخْتَلِفَةً.

( وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ) (١) اجتَذَبَتْهُ من خَلفِهِ أَو تَعَلَّقَتْ به فَقُدَّ قميصُهُ ؛ شقَّته طولاً من خلفِهِ.

( إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) (٢) لأنَّه يدلُّ على أَنَّها قَدَّتْ قَميصَهُ من قُدَّامِهِ بمدافَعَتها له 7 عن نَفسِها عن إِراده المخالَطَةِ والتَّكشَّف ، أَو لأَنَّه أَسرَعَ خلفها فتعثَّر بذيلِهِ فانقَدَّ جَيبُهُ.

( وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) (٣) لأنَّه يَدلُّ على أَنَّها (٤) تَبِعَتْهُ فاجتَذَبَت ثَوبَهُ ، أَو تَعَلَّقَت به فَشَقَّتْهُ.

الأثر

( أرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِجَدْيَيْنِ مَرْضوفَيْنِ وَقَدٍّ ) (٥) كَفَلْس أَي سقاءٍ صغيرٍ متَّخذٍ من جِلدِ السَّخلَةِ مملوء لبناً أَو عَسَلاً. قيل : ويحتمل أَن يكون بالكسر ؛ أَي نَعْل لأَنَّها تُقَدُّ من الجِلْدِ.

( نَهَى أَنْ يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ ) (٦) أي يُشَقّ لئَلاَّ تعقر الحديدة يدهُ ، والمراد بالسَّيرِ الجِلد تسميّةً له بما يَؤُولُ إِليه ، نَحْو : ( إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً ) (٧) لأنَّ السَّيرَ هو الجِلدُ المَقْدُودُ طولاً.

( مَوْضِعُ قِدَّةِ في الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيهَا ) (٨) بالكسرِ هو السَّوْطُ أي قَدْرُ سَوْطِ أَحَدِكُم ، أو قَدرُ مَوضعٍ يَسَعُ سَوطَهُ في الجنَّة.

( كانُوا يَأكُلُونَ القِدَّ ) (٩) بالكسرِ أي

__________________

(١) يوسف : ٢٥.

(٢) يوسف : ٢٦.

(٣) يوسف : ٢٧.

(٤) في « ت » و « ج » : أنّه.

(٥) الفائق ٢ : ٦٢ ، النّهاية ٤ : ٢١.

(٦) النّهاية ٤ : ٢١ ، مجمع البحرين ٣ : ١٢٥.

(٧) يوسف : ٣٦.

(٨) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٢٢ ، وفي الغريبين ٥ : ١٥٠٧ : « قدٍّ » ، وفي الفائق ٣ : ٢٣١ ، والنّهاية ٤ : ٢١ : « قِدِّه ».

(٩) النّهاية ٤ : ٢١ ، وانظر الفائق ٣ : ٤٢٩.


جلد السَّخْلَةِ في الجَدْبِ.

( كانَ يَتَزَوَّدُ قَديدَ الظِّباءِ وهُوَ مُحْرِمٌ ) (١) هو اللَّحمُ المُشَرَّحُ المَملُوحُ المُجفَّفُ في الشَّمْسِ أَو مطلقاً.

( كانَ أَبُو طَلْحَةَ شَديدَ القِدِّ ) (٢) بالكسر أَي الوتر ، وروي بالفتحِ (٣) وفسِّر بالمدِّ والنَّزْعِ في القوسِ.

( فَوَجَدُوا قَميصَ ابن أُبَيّ يُقَدُّ عَلَيهِ فَكَساهُ إِيَّاهُ ) (٤) بالبناء للمجهول ؛ أي كان على قَدِّهِ وقامَتِهِ كأَنَّه قُدَّ عليه.

( رُبّ آكِل عَبيطٍ سَيُقَدُّ عَلَيهِ ) (٥) بالبناءِ للمجهول من القُدادِ بالضَّمِّ وهو داءٌ في البَطَنِ.

ومنه : ( فَجَعَلَه الله حَبَناً وقُداداً ) (٦) والحَبَنُ ، بفتح الحاء والموحَّدُ : الاستسقاءُ.

( ولا القَدِيدِيّين ) (٧) تقدَّم آنفاً في اللّغة.

( كقَدِّ الأُبْلُمَةِ ) (٨) أَي كشَقِّ الخوصة نصفين.

المثل

( ما يَجْعَلُ قَدَّكَ إِلىَ أَدِيمِكَ؟ ) (٩) هو بالفتحِ جِلدْ السَّخْلَةِ. والأَديمُ : الجِلدُ العَظيمُ ، والمعنى أَي شيءٍ يَجعَلُ صغيرك مُنْضَمّاً إِلى كبيرك ؛ أَي ما يَحملُكَ على أن تقيس الصَّغيرَ من الأمرِ بالعظيمِ منهُ؟! يضرب لمن أَخطأَ في القياس فقاس الحقيرَ بالخطيرِ ، وللمتعدّي طورهُ.

( شَريفُ قَوْمٍ يُطْعِمُ القَدِيدَ ) (١٠) يُضْرَب لمن يظهر السَّخاءَ ولا يُرَى منه إِلاَّ قليلُ خَيْرٍ ، وذلك لأَنَ القَديدَ شَرُّ

__________________

(١) النَّهاية ٤ : ٢٢.

(٢) البخاري ٥ : ٤٦ ، النَّهاية ٤ : ٢١.

(٣) انظر النَّهاية واللّسان وفي فتح الباري ٧ : ١٠١ : وقد روي بالميم المفتوحة بدل القاف.

(٤) النَّهاية ٤ : ٢١ ـ ٢٢ ، مجمع البحرين ٣ : ١٢٥.

(٥) الفائق ٣ : ١٦٨ ، النَّهاية ٤ : ٢٢.

(٦) الفائق ١ : ٢٥٧ ، النَّهاية ٤ : ٢٢.

(٧) غريب الحديث لابن قتيبة ٢ : ٣٤٦ ، الفائق ٣ : ١٦٨ والنَّهاية ٤ : ٢٢.

(٨) الفائق ٣ : ١٦٦ ، النّهاية ٤ : ٢١.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ٢٦٠ / ٣٧٤٩.

(١٠) مجمع الأمثال ١ : ٣٧١ / ٢٠٠٨.


الأَطعمةِ ، والرَّجُلُ الشَّريفُ لا يُقَدِّدُ اللَّحمَ.

قد

قَدْ مُخَفَّفاً يَرِدُ على أَوجهٍ :

اسماً بمعنى حَسبُ ، ويُستَعمَلُ مبنيّاً غالباً ـ نحو : « قَدْ زَيدٍ دِرهَمٌ » بالسّكون ، و « قَدْنِي » بالنُّونِ محافظةً على السُّكون ـ ومعرباً قليلاً ، نحو : « قَدُ زَيْدٍ دِرهَمٌ » كما يقال : « حَسْبُهُ دِرْهَمٌ » ، و « قَدِي » بغير نون كما يقال : حَسْبي.

واسمَ فعلٍ بمعنى كَفَى ، نحو : « قَدْنِي دِرَهَمٌ » و « قَدْ زيداً دِرهمٌ » أَي يكفينِي ويكفِي زيداً.

وحَرْفاً مُختصّاً بالفعل المتصرِّفِ الخبريِّ المُثبَتِ المجرَّدِ من ناصبٍ وجازمٍ وحرفِ تَنفيسٍ ، وله ستَّةُ مَعانٍ : التّحقيقُ : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) (١) و « قَدْ يَعْلَمُ اللهُ ».

وتقريب الماضي من الحال : « قد قامَت الصَّلاةُ ».

والتّوقُّع : نحو « قد يَقدِمُ المسافرُ » و « قد رَكِبَ الأَميرُ » لِمَنْ ينتَظِرُ ركوبَهُ.

والتّقليلُ : « قَد يَصدُقُ الكَذوبُ ».

والتّكثير :

قَدْ أَشْهَدُ الغَارَةَ الشَّعْواءَ تَحْملُنِي

جَرْداءَ مَعْرُوقَةَ اللّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ (٢)

والنَّفْي : حَكَى ابن سِيدَةَ :

قَدْ كُنْتُ في خَيْرٍ فَتَعْرِفَهُ (٣)

بنصب « تَعْرِف » وهو غريبٌ.

قال الجوهريُّ : وان جَعَلْتَ « قَدْ » اسماً شدَّدتَهُ وقُلتَ : « كَتَبتُ قَدّاً حَسَنَةً » (٤).

وتعقَّبهُ الفيروزاباديُّ بأَنَّه غلطٌ وإِنَّما يُشدَّدُ ما كان آخِرُهُ حرفَ علَّةٍ تقول في « هُو » : « هُوَّ » ؛ وإِنَّما شُدِّدَ لئلاَّ

__________________

(١) الشّمس : ٩.

(٢) لامرئ القيس ، ديوانه : ٧٦.

(٣) المحكم والمحيط الأعظم ٦ : ١١٥ ، وانظر المغني ١ : ٢٣٢ الشّاهد ٣١٨ ، واللّسان « قد ».

(٤) الصّحاح « قدد ».


يَبقَى الاسم على حرفٍ واحدٍ ؛ لسكون حرفِ العِلَّة مع التّنوين ، وأَمَّا « قَدْ » إِذا سَمَّيتَ بِها تقول : قَدٌ ، و « مَنْ » : مَنٌ و « عَنْ » : عنٌ ، بالتّخفيف لا غير ونظيرُه « يدٌ » و « دَمٌ » وشبهُهُ. انتهى.

ولم يَغلَط الجوهريُّ بل ما ذكرهُ أَحدُ الأَقوال في المسألةِ ، وهي خَمسةُ أَقوالٍ لهم في المُسمَّى به إِذا كان مبنيَّاً وكان على حرفَيْنِ :

أَحدُها : ما ذكره الجوهريُّ ، وهو التَّضعيفُ مطلقاً ، سواءٌ كان ثاني الحرفين صحيحاً أَو معتلاًّ ، قال أبو حيَّان : وفي كتاب الخليل يضعَّف كلُّ مبنيٍّ على حرفين فتقول : « قامَ مَنٌّ » و « رأيتُ مَنّاً » و « مررت بمَنٍّ » بالتّشديد (١).

الثَّاني : الحكايةُ إِن كان صحيحاً : تقول : « قامَ مَن وهَل » و « رأيتْ مَنْ وهَل » و « مَرَرتُ بمَنْ وهَلْ » بالسُكون ، وهو قَولُ الفَرّاء (٢).

الثَّالث : التَّفْصيلُ ، فان جُعِلَ عَلَماً للَّفظِ وقُصدَ الإِعرابُ ضُعِّف الثَّاني إِذا كان صحيحاً تقول : « كَتَبتُ قَدّاً » و « أَكثرتُ من الكَمِّ والهَلِّ » بالتّشديد في كلِّ ذلك. وإِن جُعِلَ عَلَماً لغير اللَّفظ فلا يُضَعَّفُ بل يُعرَبُ كَيَدٍ ودَمٍ تقولُ : « جاءَني قَدٌ وكمٌ » و « رأيتُ قَداً وكماً » و « مَرَرتُ بقَدٍ وكمٍ » بالتَّخفيفِ والإِعرابِ في كلِّ ذلك ، وهو مختارُ الرَّضيّ الإِستراباديّ ، ولم يَذكُر غَيْرَهُ في شرح الكافية (٣).

الرَّابعُ : جوازُ الإِعراب والحكايَة ، قال أَبو حيَّان : وأَطلَقَ بعضهم الوجهينِ في كلِّ مبنيّ مُسَمّىً به (٤).

الخامسُ : ما ذكره الفيروزاباديّ (٥) وبنى عليه تغليطَ الجوهريّ جهلاً منه بسائر الأَقوال وعدم تَبَحُّرٍ منه في هذا الفَنِّ ، وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي سواء السَّبيل.

__________________

(١) و (٢) ارتشاف الضرب ٢ : ٩٠٣.

(٣) شرح الرضي على الكافية ٣ : ٢٦٩.

(٤) ارتشاف الضرب ٢ : ٩٠٣.

(٥) القاموس المحيط « قد ».


قرد

القِرْدُ ، كعِهْنٍ : حَيَوانٌ معروفٌ. الجمع : قُرُودٌ ، وأقْرادٌ ، وقِرَدَةٌ ، كعِنَبَةٍ ، والأُنثَى بهاء. الجمع : قِرَدٌ ـ كسِدْرَةٍ وسِدَرٍ ـ ووَهِمَ الفيروزاباديّ فَجَعَلَ هذا جمعاً لِلذَّكَر.

والقَرَّادُ ، كعَبَّاسٍ : سائسُهُ.

وكفَلْسٍ : لغةٌ في الكَرْدِ ؛ وهو العُنُقُ ، أَو مَجثَمُ الهامةِ على سالِفَةِ العُنُقِ. معَرَّب « كَرْدَن » والقصيرُ من كلِّ شيءٍ ؛ قال :

قَرْدُ العِفاءِ وفي يافُوخِهِ صَقَعُ (١)

يَعني قصيرَ الرِّيشِ.

والقُرادُ ، وَالقُرْدُ ، كغُرابٍ وقُفْلٍ : دُويَّبةٌ تعلَّق بالبعيرِ ونحوِهِ ، وهي كالقَمْلِ للإِنسان. الجمع : أَقْرِدَةٌ ، وقِرْدانٌ ، كأَغرِبَةٍ وغِرْبانٍ. وبعيرٌ قَرِدٌ ككَتِفٍ : كثيرُها.

وقَرَّدُ الغُرابُ البَعيرَ تَقريداً : وقع عليه يلتقط قِردانَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ بَعيرَهُ : نزع قِرْدانَهُ وأَلقاها عنه.

وأَقْرَدَ البعيرُ إِقراداً : سكن للتَّقريدِ ولم يَنفِرْ ، وهو جملٌ قَرُودٌ.

وقَرِدَ الأَديمُ كقَرِحَ : وَقَعَ فيه القُرادُ.

والقَرَدَةُ ، كقَصَبَةٍ : واحدةُ القَرَدِ ـ كقَصَبٍ ـ وهو ما تَمَعَّطَ وتساقَطَ من الصُّوفِ والوَبَرِ ، أَو نفايتُهُما ، أَو أَرْدَءُ ما يكونُ منهُما ، ومنه : القَرَدُ في السماءِ : للهناتِ الصغارِ تكون تحت السحاب ..

و ـ من السَّعَفِ : ما سُلَّ خوصُهُ.

والقَرْدَدُ ، كمَهْدَدٍ : ما ارتَفَعَ من [ ثَبَجِ ] (٢) الظَّهرِ ، وما غَلُظَ من الأَرضِ في ارتفاعٍ ، وما ارتَفَعَ إِلى جَنْبِ وَهْدَةٍ ، كالقُرْدُودَةِ بالضمِّ. الجمع : قَرادِدٌ ، وقَراديدُ.

والقِرْديدَةُ ، بالكسرِ : الخطُّ في وَسَطِ الظَّهر ، وأَعلى الجَبَلِ ، ورأْسُ الرَّجُلِ ،

__________________

(١) عجز بيت كما في التّكملة للصّاغاني ٢ : ٣١٧ ، واللّسان « قد » ، وصدره فيهما :

أَو هِقْلةٌ من نَعَامِ الجوِّ عارَضَها

(٢) في « ت » و « ج » : نتج ، وفي « ش » : سبخ ، والمثبت عن المعاجم انظر التّكملة للصّاغاني ( قرد ).


ولغةٌ في الكِرْديِدَةِ ؛ وهي القطعةُ من التَّمْرِ.

ومن المجاز

قَرِدَ الشَعَرُ قَرَداً ، كتَعِبَ : تَعَقَّدَت أَطرافُهُ ..

و ـ الصُّوفُ : تَلَبَّدَ كَتَقرَّدَ ..

و ـ السَّحابُ : تَراكَمَ ..

و ـ السَّنامُ : اشتَدَّ ؛ لرُكُوبِ شحمِهِ بعضِهِ بعضاً ..

و ـ العِلكُ : فَسَدَت [ مَمْضَغَتُهُ ] (١) ، فهو قَرِدٌ ؛ ككَتِفٍ في الكلِّ.

وفَرَسٌ قَرِدُ الخَصيلِ ، إِذا لم يكن مُستَرخياً.

ورجلٌ قَرِدُ الفَمِ ، إِذا كان أَسنانُهُ صغاراً.

وفي لسانِهِ قَرَدٌ ، كسَبَبٍ : لَجْلَجَةٌ.

وأَقرَدْ البعيرُ إقراداً : سارَ سَيْراً ليِّناً لا يحرِّكُ راكِبَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ : سَكَتَ عَيّاً وذُلاًّ ، وسَكَنَ ، وذَلَّ ، وتَماوَتَ ، وأَصلُهُ : أَن يُنْزَعَ القُرادُ منَ البَعيرِ فَيَقَرُّ ويسكُنُ لما يجد من الرَّاحةِ ، ويُحكَى أَنَّ اليزيديَّ قال للكسائي : تأتينا من قِبَلِكَ أشياءُ من اللُّغةِ لا نَعرِفُها؟ فقال الكسائي : وما أَنت وهذا! ما مَعَ النَّاسِ منَ العلمِ إِلاّ فضلُ بُزاقي! فأَقْرَدَ اليزيديُ (٢).

وقَرِدَ قَرَدَاً ، كتَعِبَ : لغةٌ فيه.

وقَرَدَ في السِّقاءِ قَرْداً ، كضَرَبَ : جَمَعَ السَّمْنَ أَو اللَبَنَ فيه ..

و ـ الشَّيءَ على الشَّيءِ : جَمَعَهُ وكَسَبَهُ ، لغةٌ في قَلَدَ.

وقَرَّدَ تَقْرِيداً : ذَلَّ وخَضَعَ ..

و ـ زيداً : خَدَعَهُ مُتَلَطِّفاً ، وأَصلُهُ : أَن يَجئ الرَّجُل إِلى الإِبلِ لَيلاً لِيَركَبَ مِنها بَعيراً فَيَخافُ أَن يَرغُوَ ويَستَصعِبَ عليه فَيَنزِعَ منه القُرادَ ليَستأنِسَ ثمَّ يَخْطِمُهُ ، ولذلك قالوا : نَزَعتَ قُرادَ بَني فلان إِذا خَدعتَهُم لتُوقِعَهُم في مكروهٍ ؛

__________________

(١) في النّسخ : بمضغته ، وما أثبتناه من الأساس هو الأنسب.

(٢) غريب الحديث للخطّابي ١ : ٤٤٢ ، والفائق ٣ : ١٧٠.


قالَ الحُطَيئةُ :

لَعَمْرُكَ ما قُرادُ بَني كُلَيْبٍ

إذا نُزِعَ القُرادُ بمُسْتَطاع (١)

ويقال لِحَلَمَةِ الثّدي وحَلَمَةِ إِحليلِ الفرسِ : قُرادٌ ، على التَّشبيه كما قالوا حَلَمَة ، ومنه : إِنَّه لَحَسنُ قُرادَي الصَّدرِ.

وقال أَبو الهَيْثَم : القُرادانِ من الرَّجُل أَسفَلُ الثُّنْدُوَةِ (٢).

وجاءَ بالحديثِ على قَرْدَدِهِ : على وَجهِهِ.

وقَرْديدَةُ الشَّتاءِ ، وقُرْدُودَتُهُ : شِدَّتُهُ وحِدَّتُهُ.

وأَخَذَ مِنَ الكلام قَرْديدَةً ، أَي طريقةً سَلَكَها منه ، وأَصلهُ : قَرْديدَةُ الظَّهرِ.

وأُمُ القُرْدِ ، وأُمُ القُرادِ ، وأُمُ القِرْدانِ ، بالكسرِ : النُّقرَةُ في أصل فِرسِنِ البعيرِ من يَدِهِ ورجلِهِ ، أَو هي مؤَخَّر الرُّسْغ فَوْقَ الخُفِّ ، سمِّيت بذلك لاجتِماعِ القِرْدانِ فيها.

وقولُهُمْ : ( لا عِشْتَ إلاَّ عَيْشَ القُراد ) (٣) يريدون الشّدَّةَ والصَّبْرَ على المَشَقَّةِ ، ويَزعَمونَ أَنَ القُرادَ يَعيشُ بِبَطْنِهِ عاماً وبِظَهْرِهِ عاماً ، ويقولون : إِنَّه يُترَكُ في طينَةٍ وَيُرمَى بها الحائِطُ فَيَبقَى سَنَةً على بطنِهِ وسَنَةً على ظَهرِهِ ولا يَموتُ ؛ قال :

فَلا عِشْتَ إِلاَّ كعَيْشِ القُرادِ

عاماً بِبَطْنٍ وعاماً بِظَهْرٍ (٤)

وقُرَدٌ ، كزُفَرٍ : موضعٌ.

وذُو قَرَدٍ ، كسَبَبٍ وعُنُقٍ وزُفَرَ ، والأَشهر أَو الصَّواب الأوَّلُ : ماءٌ على ليلةٍ أَو ليلتينِ مِنَ المَدينةِ بينها وبين خَيْبَرَ وكان رسولُ الله 9 انتَهَى إِليه لمَّا خَرَجَ في طلب عُيَينَةَ بن حِصنٍ حينَ أَغارَ على لقاحِهِ بالغابةِ وصلَّى بالمسلمين صلاةَ الخوف ، وقول الفيروزاباديّ : ذو قَرَدٍ :

__________________

(١) الصّحاح ( قرد ) وأساس البلاغة : ٣٦١ ، واللّسان ( قرد ).

(٢) حكاه عنه في اللّسان « قرد ».

(٣) و (٤) شرح ابن أبي الحديد على النّهج ١٩ : ٤١٠ ، وانظر جمهرة الأمثال ٢ : ١٢٤ ، وفي النّسخ : القرادين.


موضعٌ بالمدينة أَغاروا به على لِقاحِ رسول الله 9 فَغَزاهُم ، غلطٌ ؛ فإِنَّ اللِّقاح لم تكن بذي قَرَدٍ وإِنَّما كانت بالغابة قربَ المدينة ، ولذلك سمِّيت الغَزوَةُ بِغَزوَة الغابة ، ولكن لمَّا انتَهَى الطَّلَبُ إِلى ذي قَرَدٍ سمِّيت الغَزوَةُ أيضاً به ، كما يَدُلُّ عليه ما في الحديث : ( وَلَحِقَهُم بذي قَرَدٍ ) (١) لأَنَّهم لَم يَأخُذُوا اللِّقاحَ ويُقيمُوا بمكانِهِم حَتَّى لَحِقَ بِهِم الطَّلَبُ.

والقَرَدَةُ ، كقَصَبَةٍ : ماءٌ بنجدٍ أَو هو بالفاء كهَضْبَةٍ أَو كَلِمَةٍ.

وذُو القَرْدَةِ ، كهَضْبَةٍ : من أَرضِ نَجْد أَو هو الذي قَبْلهُ.

وقَرْدَى ، كسَكْرَى : موضعٌ قُربَ جَبَل الجوديِّ بالجزيرةِ.

والقَرَدِيَّةُ ، كعَجَمِيَّة : ماءةٌ مِلْحَةٌ بين الحاجزِ ومَعْدِنِ النُّقْرَة على طريق الحاجِّ.

وقَرْدَدٌ ، كمَهْدَدٍ : جبلٌ.

والقُرْدُودَةُ ، بالضَّمِّ : موضعٌ بِحِمى ضَرِيَّة.

وقُرادٌ ، كغُرابٍ : لقب عبد الرَّحمان بن غَزوانَ جَدُّ عبد الله بن محمَّد المؤدِّب القُرادِيّ ، وكان معروفاً بوضع الحديث هو وأَبوهُ.

و [ نصير ] (٢) القَرَّادِيِ ، كعَبَّاسيّ : محدِّثٌ.

وقِرْدٌ ، كعِهْن : ابنُ معاويةَ الهُذليّ يأتي في المثل.

وحُجْرُ القَرِدِ ، ككَتِفٍ : ابن الحارِثِ بن عَمرو الكِنْديُّ : جدُّ المُلوكِ الأربَعَةِ ، قال ابن عبد رَبِّه : سمِّي بذلك لجودِهِ وأَهلُ اليَمَن يسمُّونَ الجَوادَ : القِرْدَ (٣).

الكتاب

( وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ ) (٤)

__________________

(١) معجم البلدان ٤ : ٣٢٢.

(٢) في النّسخ : تصغير وما أثبتناه هو الصّحيح ظاهراً ، راجع التّاريخ الكبير ٨ : ١١٥ ، والإكمال ١ : ٣٢٢ ، تبصير المنتبه ٣ : ١١٦٣.

(٣) في العقد الفريد ٣ : ٣٤٠ : الفرد « ضبط قلم » انظر جمهرة الانساب ٤٢٨. وتبصير المنتبه ٣ : ١٠٧٥.

(٤) المائدة : ٦.


هم أَصحابُ السَّبْتِ مُسِخَت شُبَّانُهُم قِرَدَةً ومَشايخُهُم خَنازير ، وقيل : مُسِخَ أَصحابُ السَّبْتِ قِرَدَةً ، وكفَّارُ مائِدَةِ عيسى خَنازيرَ.

الأثر

( فَلَمَّا انْفَتَلَ تَناوَلَ قَرَدَةً ) (١) كقَصَبَةٍ واحد القَرَدِ وهو ما تمعَّط من الصّوف والوَبَر.

( إِيَّاكُمْ والأَقْرادُ ) قالوا يا رسولَ اللهِ وما الأَقْرادُ؟ قال : ( الرَّجُلُ يكون منكم أميراً أَو عاملاً فيأتيه المِسكينُ والأَرملةُ فيقول لهم : مكانَكُم حتَّى أنظُرَ في حوائِجِكُم ، وَيَأَتيهِ الشَّريفُ والغَنِيُّ فَيُدْنيهِ ويَقْضي حاجَتَهُ ويَتْرُكُ الآخَرينَ مُقْرِدينَ ) (٢) أَي ساكِنينَ (٣) ذُلاًّ.

ومنه : حديث عائشة : ( كانَ لَنا وَحْشٌ فَإِذا خَرَجَ 7 أسْعَرَنا قَفْزاً وإِذا حَضَرَ مَجِيئُهُ أَقْرَدَ ) (٤) أي سَكَنَ وذَلَّ.

( ذُرِّي الدَّقيقَ وأَنا أُحَرِّكُ ؛ لِئَلاَّ يَتَقَرَّدَ ) (٥) أَي لئلاَّ يَجتَمِعَ ويَركَبَ بَعضُهُ بعضاً.

( لَجَؤُوا إِلى قَرْدَدٍ ) (٦) بالفتح أَي إِلى موضع مُرْتَفِعٍ من الأَرض كأَنَّهُم تَحَصَّنُوا به.

المثل

( أَزْنَى مِنْ قِرْدٍ ) (٧) لأَنَ القِرْدَ أَزْنَى الحيوان ، وزعموا أَنَ قِرْداً زَنَى في الجاهليَّةِ فَرَجَمتهُ القُرُودُ (٨).

وقيل : هو لقب عمرو بنِ معاوية بن تَميم بن سَعْد بن هُذَيْلٍ وَفَدَ على النّبيّ 9 فقال له : أُسلِمُ على أَن تُحِلَّ لي الزِّنا ، فقال له : ( أَتُحِبُّهُ لِبِنْتِكَ وأُخْتِكَ؟ ) قال : لا ، قال : ( فَأَحِبَّ للنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ) فَرَجَعَ وَلَم

__________________

(١) الفائق ٣ : ١٧٠ ، النَّهاية ٤ : ٣٧.

(٢) الفائق ٣ : ١٧٠ ، النَّهاية ٤ : ٣٦.

(٣) في « ش » : ساكتين.

(٤) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٣٠ ، النَّهاية ٤ : ٣٦.

(٥) النَّهاية ٤ : ٣٧ ، وفيه : أحِرُّ لك.

(٦) الفائق ٤ : ١١ ، النَّهاية ٤ : ٣٧.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٣٢٦ / ١٧٥٦.

(٨) انظر تأويل مختلف الحديث : ٢٣٧ ، وحياة الحيوان ٢ : ٢٠٤.


يُسلِم (١).

( أَذَلُّ مِنْ قُرادٍ بِمَنْسِمٍ ) (٢) يُضْرَبُ للمتناهي في الذُّلِّ ؛ لأَنَ القُراد أَذَلُّ حَيَوان ، والمَنْسِمُ أَخفَضُ موضعٍ من الجَمَل وهو طَرَفُ خُفِّه.

( أَسْمَعُ مِنْ قُرادٍ ) (٣) تَزْعَمُ العَرَبُ أنَّه يَسمَعُ هَمْسَ أَخفافِ الإِبِلِ على مسيرة سَبْعٍ فيثور في العَطَن وَيَقصُدُ الطَّريقَ.

( أعْمَرُ مِنْ قُرادٍ ) (٤) قال حمزةُ : تَزعُمُ العَرَبُ أَنَ القُراد يعيشُ سَبعمائةِ سنةً ، وهذا من أَكاذيبها ، وإِنَّما الضَّجَرُ منهم به دعاهم إِلى هذا القول فيه (٥).

( عَذَرْتُ القِردْانَ فَمَا بالُ الحَلَمِ ) (٦) جمع قُرادٍ ، والحَلَم : جنسٌ منه صغارٌ. يضرب في الأَمر يخوض فيه كلُّ أَحَدٍ حتَّى أَعجَزَهُم عنه.

( عَثَرَتْ عَلَى الغَزْلِ بأَخَرَةٍ فَلَم تَدَعْ بنَجْدٍ قَرَدَةً ) (٧) أَصلهُ أَنَّ المرأَةَ تَدَعُ الغَزلَ وهِيَ تَجِدُ ما تَغزِلُهُ من قُطنٍ وغيرِهِ حتَّى إِذا فاتها تَتَبَّعَت القَرَدَ في القُماماتِ فَتَلقِطُها فَتَغزِلُها.

ومعنى « عَثَرَت على الغَزْلِ » : اطَّلَعتْ عليه وعَرَفَت مَنفَعَتَه. والقَرَدُ ، كسَبَبٍ : قِطَعُ الصُّوف.

يُضرَبُ لِمَن فَرَّطَ فيما يحتاج إِليه وهو مُتَأَتٍّ لَهُ ثمَّ جاءَ يَطلبُهُ بعد فواتِهِ.

( هُوَ يَدِبُّ مَعَ القُرادِ ) (٨) أَصلُهُ أَنَّ رجلاً كان يَجمَعُ القِردانَ في شَنَّةٍ ثمَّ يَشُدُّها في ذَنَب البعيرٍ ، فإِذا عَضَّهُ منها قُرادٌ نَفَرَ فَنَفَرَتِ الإِبلُ فَيَستَلُّ منها بعيراً. يُضرَبُ في الرَّجُلِ الخَبيثِ.

قرصد

القَرْصَدُ ، كعَسْجَدٍ : القُصارَةُ ، وهي

__________________

(١) انظر المستقصى ١ : ١٤٩.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٣ / ١٥٠٠.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٤٩ / ١٨٧٨.

(٤) و (٥) مجمع الأمثال ٢ : ٥٠ / ٢٦٣٢ ، وحياة الحيوان ٢ : ٢٠٠.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩ / ٢٥٦٧.

(٧) مجمع الأمثال ٢ : ٥ / ٢٣٨٤.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩٦ / ٤٥٥٧.


ما يبقى (١) في السُّنْبُل مِنَ الحَبِّ بعد ما يُداسُ. أَو هو القُصالةُ ، وهي ما يُعزلُ من البُرِّ إِذا نُقِّي ثمَّ يُداسُ ثانِيَةً ، وفارسيَّتُه « كَفَّه » كضَبَّه.

قرمد

القِرْمِدُ ، والقِرْميدُ ، كزِبْرِجٍ وعِفْريتٍ : الآجرُّ أَو الكبارُ منه ، أَو شيءٌ يُشبهُهُ ، معرَّبُ « قِرْميديّ » بالرُّوميَّةِ.

وقيل : هي حجارةٌ لها نخارِيب يُوقَدُ عليها حتَّى إِذا نَضِجَت قُرْمِدَت بها الحِياضُ أَي طُلِيَت (٢).

وقال اللَّيث : هو كلُّ شيءٍ يُطلَى به للزِّينَةِ نحو الجَصِّ حتِّى يقالُ : ثَوبٌ مُقَرْمَدٌ بالزَّعفران والطِّيب ، أَي مَطْلِيٌ (٣).

وقال يعقوب : هو خَزَفٌ يُطبَخُ لأَهل الشّام يفرشونَ به سطوحَهم ، وجمعهُ قَراميدُ.

وقال ابن الأَعرابيِّ : يقال لطوابيقِ الدّار القَراميدُ ، وهي الصّخور ، واحدها قِرْميدٌ (٤).

وقال الأَصمعيُّ : القَرامِيدُ في كلام أَهل الشَّام : آجرُّ الحمَّامات (٥).

والمُقَرْمَدُ من البناءِ : المبنيُّ بالآجرِّ أَو الصّخور ، والعالي المشرف ..

و ـ من الحياض : الضيِّقُ ..

و ـ من الثِّياب وغيره : المطليُّ بالزّعفرانِ والطِّيبِ ، ومنه قول النّابِغة يصف الرَّكَب (٦) :

رابي المجسَّة بالعَبيرِ مُقَرْمَدٍ (٧)

__________________

(١) في « ش » : يتبقى بدل : يبقى.

(٢) حكاه الأزهري في التّهذيب ـ ٩ : ٤١٠ ـ عن العدبّس الكنانيّ.

(٣) انظر العين ٥ : ٢٦٠ ، وعنه في التّهذيب ٩ : ٤١٠.

(٤) حكاه الأزهري في التّهذيب ٩ : ٤١٠ عن ثعلب عن ابن الاعرابيّ. وحكاه ابن منظور أيضاً في اللّسان.

(٥) حكاه عنه في التَّهذيب ٩ : ٤١٠.

(٦) بدل : « الرّكب » في « ش » : « حر المتجرِّدة زوجة النَّعمان بن المنذر ملك الحيرة ».

(٧) ديوانه : ٤٢ وصدره :

وإذ طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدَفٍ

وفي النَّسخ : « رابي المحبّة » والمثبت عن الدّيوان.


والقُرْمُودُ ، بالضّمِّ : الوعِلِ وذَكَر الوُعُولِ والأُرويَّةُ (١) وثمر الغضا ، لغةٌ في القُرْمُوطِ.

وقَرْمَدَ الرَّجلُ في مَشْيِهِ : قارَبَ خَطْوَهُ ..

و ـ الكتابَ : قارَبَ بين حروفِهِ وسطورِهِ ، لغةٌ في قَرْمَطَ.

قرهد

القَرْهَدُ : لغةٌ في الفَرْهَدِ بالفاء عن اللَّيث (٢) ، وهو ممّا يُؤمَنُ فيه التَّصحيفُ ، وقالَ الأَزهريّ : إنَّما هو الفُرْهُدُ بالفاء وضَمِّ الهاء ، والقافُ فيه تصحيفٌ (٣).

والقَراهيدُ : أَولادُ الوُعُولِ.

[ قرند ]

قارَوَنْدا (٤) بواو مفتوحةٍ بعدها نونٌ ساكنةٌ : والد كُثَيِّرٍ (٥) الكوفيُّ المحدِّثِ من كبارِ أَتباعِ التّابِعينَ.

قزد

القَزْدُ : القَصْدُ ، أُبدلت الصّادُ زاياً وأَنشد الأَصمعيُّ :

فَلاةُ فَلَاً لَمَّاعَةٍ لَمْ يَجُر بِها

عَنِ القَزْدِ تُجْحفُهُ المَنَايا الجَواحِفُ

هكذا رواه أَبو حاتمٍ عن الأَصمعيِّ لِمُزاحِمٍ العُقَيْليِ (٦).

قسود

القِسْوَدُّ ، كعِلْوَدّ : الغليظُ الرَّقَبَةِ

__________________

(١) القرمود : الأرويّة لم نعثر عليه ، والذي في العين والقاموس واللّسان وغيرها : القرميد : الأُرويّة.

(٢) انظر استدراك الغلط الواقع في كتاب العين لأبي بكر الزّبيدي : ٩٠.

(٣) انظر تهذيب اللَّغة ٦ : ٥٠٥ ، واللَّسان « قرهد ».

(٤) في التَّاج : « قارونداء » بفتح الرَّاء والواو وسكون النّون ثمّ دال مهملة ممدوداً.

(٥) في القاموس : « كثير » ضبط قلم.

(٦) انظر التَّهذيب ٨ : ٤٢٧ والتَّكملة للصّاغاني ٢ : ٣١٩ واللَّسان والتَّاج : وفي الجميع : من بدل : لم.


القويُّ ، قال :

ضَخْمُ الذَّفارِي قَاسِياً قِسْوَدَّا (١)

قسبند

القُسْبَنْدُ (٢) ، بضمِّ أَوَّله وسكون ثانيه ورابعِهِ وفتح ثالثه : الطَّويل العظيم العُنُق قاله ابن القطَّاع في كتاب الأَبنيةِ ، وقال في كتاب الطَّوال : هو الطَّويل العنق وهي بهاء ، وقول الفيروزاباديِّ : ذكروه في أَبنية مجرَّد الخماسيّ ولم يفسِّروهُ وعندي أَنَّه معرّب « كُسْبَنْد » لما يُشدُّ في الوسطِ أَو « كُوسْبَنْد » للشّاة ، رجمٌ بالغَيْبِ يُنبئُ عن قلَّةِ اطّلاعِهِ.

قسند

القُسَنْدُ (٣) : الطَّويلُ العظيم العنق وهي بهاءٍ ، قالهُ الفيروزاباديُّ ، وكأَنَّه تحريفُ القُسْبَنْدِ.

قشد

قَشَدَهُ قَشْداً ، كضَرَبَ وقَتَلَ : كشَطَهُ.

والقِشْدَةُ ، كسِدْرَةٍ : ثُفْلُ السَّمنِ ، وما يَبْقَى أَسْفَلَ الزُّبْدِ إِذا طُبِخَ مَعَ السَّويقِ ليُتَّخَذَ سَمناً ، كالقُشادَةِ ـ بالضمِّ ـ والزُّبْدَةُ الرَّقيقَةُ ، والشِّقدَةُ ، قال في كتاب العين : هي جَشيشَةٌ (٤) كثيرةُ الإِهالةِ واللّبن تُطبَخُ بدقيقٍ ولَبَن وتؤكلُ. وقولُ الفيروزاباديِّ : عُشْبَةٌ كثيرةُ اللَّبَنِ ، غَلَطٌ قَبيحٌ ؛ فإِنَّهُ صَحَّفَ الجَشيشَةَ بالجيم ـ وهي ما جُشَّ من البُرِّ وغيره ـ بالحشيشةِ بالحاءِ المهملةِ وعبَّر عنها بالعُشْبَةِ.

قصد

قَصَدَهُ ، وله ، قَصْداً ، كضَرَبَ : أَمَّهُ ، ونَحاه ، وطَلَبَه بعينِهِ.

وقَصَدَ قَصْدَهُ : نَحَا نَحْوَهُ وإِليه

__________________

(١) العين ٥ : ٧٣ ، التّهذيب ٨ : ١٩٤ ، التَّكملة للصّاغاني ٢ : ٣١٩ ، واللَّسان « قسد ».

(٢) ذكره في القاموس والتَّاج بالشين المعجمة.

(٣) في القاموس : القشبند وفي نسخه بدل منه : القسند.

(٤) في العين ٥ : ٣٣ ، وعنه في التَّهذيب ٨ : ٣٠٩ : « حشيشه » بإهمال الحاء ضبط قلم.


قَصدي ومَقصَدي.

وتَنَجَّزَ منه مَقْصَدَهُ ومَقاصِدَهُ : أَغراضَهُ ومطالِبَهُ.

ومَقْصَدُنا فلانٌ : مَنْ نَقْصدُهُ ، ومنه قول المعرّي :

سألن فَقُلنَ مَقْصَدُنا سَعيدٌ

فَكانَ اسْمُ الأَميرِ لَهُنَّ فالا (١)

وأَخَذْتُ قَصْدَ الوادي ، وقَصيدَهُ : بطينَهُ الذي يُقْصَدُ سلوكُهُ منه ، قال (٢) :

أَرمي قَصيدَهُمُ طَرْفي وقَد سَلَكُوا

بَطْنَ المُجَيْمِرِ فالرَّوْحاءِ فالوادِي

وأَقْصَدَ الرَّامي : سَدَّدَ سَهمَهُ نحوَ الرَّمْيَةِ ..

و ـ السَّهمُ : أَصابَ فقَتَلَ مكانهُ ..

و ـ الرَّجُلُ فلاناً : طَعَنَهُ ، أو رماهُ فَلَمْ يُخطِئهُ.

وعضَّتْهُ حيَّةٌ فأقْصَدَتْهُ : قَتَلَتْهُ.

وأَقْصَدَتْهُ المَنيَّةُ : أَهْلَكَتْهُ.

ورماه فأقْصَدَهُ ، وتَقَصَّدَهُ : قَتَلَهُ مكانهُ ، قال اللّيث : الإِقصادُ : القتلُ على المكانِ (٣). وعن الأَصمعيِّ : هو القتل على كلِّ حال (٤).

ورجلٌ مُقْصَدٌ ، كمُعْجَمٍ : مَرِضَ فَماتَ وَحِيّاً.

وقَصَدْتُ العُودَ قَصْداً ، كضَرَبَ : كَسَرتُهُ بنصفين حتَّى يَبينَ ، أَو بأيِّ وَجهٍ كانَ.

وانْقَصَدَ الرُّمحُ : انْكَسَرَ.

وتَقَصَّدَتِ الرِّماحُ : تَكَسَّرَت.

ورُمحٌ قَصِدٌ ، ككَتِفٍ : سَريعُ الانكسارِ ، لا مُتكسِّرٌ ، وَوَهِمَ الفيروزاباديُّ.

ورُمْحٌ قَصيدٌ : مَكسورٌ.

ورُمحٌ أَقْصَادٌ : مُتكَسِّرٌ ، وهو كبُرمَةٍ أَعشارٍ وثوبٍ أسْمالٍ.

والقِصْدَةُ ، كسِدْرَةٍ : القِطْعَةُ من

__________________

(١) خزانة الأدب وغاية الأرب ١ : ٣٣٤.

(٢) القطامي التّغلبي ، ديوانه : ٨ ، وفي الأساس : ٣٦٧ : بين بدل : بطن.

(٣) العين ٥ : ٥٥ ، وفيه : القتل مكانه. وعنه في التَّهذيب ٨ : ٣٥٤ واللَّسان « قصد » كما في المتن.

(٤) عنه في التَّهذيب ٨ : ٣٥٤.


المتكسِّرِ (١). الجمع : قِصَدٌ كعِنَبٍ ، ومنه : الرِّماحُ بينهم قِصَدٌ ؛ أَي متكسِّرةٌ قِطَعاً.

وانقَصَدَتِ المُخَّةُ : خَرَجَت من العَظْمِ وانفَصَلَت مِن موضِعِها فهي قَصيدَةٌ.

والقَصِيدُ كأميرٍ : العَصَا ، الجَمع : قَصائِدُ ، والمُخُّ السَّمينُ الجامِسُ (٢) الذي يَتَقَصَّدُ ؛ أَي يَتَكَسَّرُ لِسِمَنِهِ ، أو هو دون السَّمين وفوق المهزولِ ، كالقَصُودِ ، والسَّنامُ السَّمينُ ..

و ـ من اللَّحمِ : اليابسُ ..

و ـ مِنَ العظمِ : المُمِخُّ ..

و ـ من النُّوقِ : السَّمينةُ الممتلئةُ ، كالقَصُودِ ..

و ـ : القَصِيدَةُ ـ وقد قَصُدَت قَصَادَةً ككَرُمَت ـ واسمُ جنسٍ للقَصِيدَةِ من الشِّعرِ ـ كسَفِينٍ وسَفِينَةٍ ـ وهي ما بُنِيَت مِن أَبياتِ بَحْرٍ واحدٍ بشرط أَن تكون الأَبياتُ كلُّها مستويةً في عَدَدِ الأَجزاءِ وفيما يجوز فيها أَو يَلزَمُ أَو يَمتَنعُ ، وَأَقلُّها ثلاثةٌ ، أَو لا بُدَّ أَن تكون عشرةً فما فوقَها ، أَو أَزيَدَ من عشرة ، أَو سبعةً فما فَوقَها ، أَو سبعة فما فوقها ، أَو أَزيَدَ من سبعة ، أَو سِتَّةَ عَشَرَ فصاعداً ، أَو ما دونَ السَّبعة قطعة اتِّفاقاً وفيما بينهما خِلاف ، وعن الفرّاءِ : أَنَّ العرب تسمِّي البيتَ الواحد يتيماً ؛ لانفرادِهِ ، فإِذا بَلَغَ البَيتَينِ والثَّلاثَةَ فهُو تُتفَةٌ كغُرْفَةٍ ، وإِلى العشرة يسمَّى قِطْعةً ، فإذا بَلَغَ العشرينَ استَحَقَّ أَن يسمَّى قَصِيدَةً (٣) ، الجمع : قَصائِدُ.

وأَقْصَدَ ، وقَصَدَ ـ كضَرَبَ ـ الشَّاعِرُ : نَظَمَ القَصِيد (٤) ، كما يقال : أَرْمَلَ وأَهزَجَ وأَرجَزَ من الرَّمَلِ والهَزَجِ والرَّجَزِ.

وشِعرٌ مُقَصَّدٌ ، كمُعَظَّمٍ : منظومٌ قَصائِدَ ، ومنه : مُقَصَّداتُ المُفَضَّلِ الضَّبِّي ؛ وهي ثَمانونَ قَصِيدَةً انتَخَبَها من دواوين العرب وتسمَّى المفضَّليّات.

__________________

(١) في « ش » : المنكسِر.

(٢) في « ش » : الجاسم.

(٣) انظر اعجاز القرآن : ٢٥٧.

(٤) في « ج » و « ش » : القصيدة بدل : القصيد.


والقَصَدُ ، كقَصَب : مَشْرَةُ العِضاهِ ، وهي شِبهُ الخُوص (١) تخرُجُ فيها أَيَّام الخريف لَها وَرَقٌ وأَغصانٌ رَطبَةٌ غضَّةٌ رخاصٌ ..

و ـ من كلِّ شَجْرَةٍ ذات شوكٍ : أَوَّل ما يظهر من نَبَاتِها ..

و ـ من العَوْسَجِ ونحوِهِ : أَغصانُهُ النَّاعِمِةُ.

و ـ : العَوسَجُ نفسه ، واحدتُهُ قَصَدَةٌ كقَصَبَة في الكلِّ.

ومن المجاز

قَصَدَ في الأَمرِ وَفي معيشَتِهِ ، واقْتَصَدَ : لم يُجاوِزِ الحَدَّ ورَضي بالتَّوسُّطِ ؛ لأَنَّه في ذلك يَقْصُدُ الأَسَدَّ ، ومنه : القَصْدُ في الحُكمِ وغيرِهِ ؛ وهو العدل ؛ لأَنَّه بين الإِفراط والتَّفريط ، وقول الفيروزاباديّ : القَصْدُ ضدُّ الإِفراط ، غلطٌ صريحٌ ، وإِنَّما ضدُّ الإِفراطِ التَّفريطُ والقَصْدُ بينهما.

وهو على القَصْدِ ؛ أَي الاستقامة.

وعلى قَصْدِ السَّبيلِ ، إِذا كان راشداً.

وطريقٌ قَصْدٌ : مُستقيمٌ ، مصدرٌ بَمعنى فاعل ؛ أَي قاصِدٌ ، كأَنَّه يَقْصِدُ الوجه الذي يَؤُمُّهُ السَّالِكُ لا يعدل عنه.

وسَيرٌ قاصِدٌ : هَيِّنٌ لا تَعَبَ فيه ولا بُطْءَ.

وبيننا ليلةٌ قاصِدَةٌ ، وليالٍ قَواصِدُ : هَيِّنَةُ السَّيرِ.

وسَهمٌ قاصِدٌ ، وسِهامٌ قَواصِدُ : مستويةٌ نحو الرَّميةِ.

ورَجُلٌ قَصْدٌ ، ومُقْتَصِدٌ ، ومُقَصَّدٌ ، كمُظَفَّرٍ : ليس بجسيمٍ ولا قصيرٍ.

وامرأةٌ مَقْصَدَةٌ ، كمَخْمَصَةٍ : جسيمةٌ تامَّةُ الخَلْقِ تُعجِبُ كلَّ أَحَدٍ ، كأَنَّها تحمل على كثرة القَصْدِ لها ، والتي إِلى القصر ( أَميل ) (٢).

والمُقَصَّدَةُ ، كمُعَظَّمَةٍ : سِمَةٌ في آذانِها (٣).

__________________

(١) في « ت » و « ج » : الحوض.

(٢) ليست في « ت » و « ج ».

(٣) في القاموس : المقصَّدَةُ : سمة للإبل في آذانها.


الكتاب

( وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ ) (١) أَي حقٌّ عليه تعالى بموجِبِ رحمتِهِ وفضلِهِ بيانُ الطَّريق المستقيمِ ، الموصلةِ إِلى الحَقِّ ، أَو عليه تقويمها وتعديلها ؛ أَي جعلها بحيث يصل مالِكُها إِلى الحقِّ. وبعضُ السَّبيل جائرٌ ؛ أَي مائلٌ مُنْحَرِفٌ عن الحَقِّ ، وهي (٢) سبيل الضَّلال.

( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) (٣) اعدِل فيه حتَّى يكون بينَ الدَّبيبِ والوَثيبِ ، وعنه 7 : ( سُرْعَةُ المَشْي تُذْهِبُ بَهاءَ المُؤْمِنِ ) (٤) وقيل : معناه لا تَختَل في مَشِيكَ بل امشِ متواضعاً بسكينةٍ ووَقارٍ.

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ ) (٥) الظّالِمُ لنفسِهِ : المرتكِبُ للصغيرةِ. والمُقْتَصِدُ : المتوسّط في الطَّاعَةِ. والسَّابقُ : أَهل الدَّرَجَة القُصْوَى منها ، أَو الظَّالم : راجِح السيِّئاتِ ، والمُقْتَصِدُ : مُتَساوي الحَسَناتِ والسيِّئاتِ. والسَّابقُ : راجِحُ الحَسَناتِ ، أَو الظَّالم : صاحِبُ الكبيرةِ والمُقْتَصِدُ : صاحب الصَّغيرة والسَّابِق : المَعصومُ.

الأثر

( القَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا ) (٦) أَي الْزَموا العدلَ ؛ وهو التَّوَسُّطُ بين التَّفريطِ والإِفراطِ في القول والعَمَلِ ، أَو الزموا الاستقامة ولا تَجُورُوا (٧) عن سبيل الحقِّ.

( كانَتْ صَلاتُهُ قَصْداً وخُطْبَتُهُ قَصداً ) (٨) متوسّطةً لا في غاية الطّول

__________________

(١) النَّحل : ٩.

(٢) في « ش » : وهو بدل : وهي.

(٣) لقمان : ١٩.

(٤) الجامع الصّغير ٢ : ٥١ / ٤٦٨٩ وفي الخصال ١ : ٩ / ٣٠ : ببهاء.

(٥) فاطر : ٣٢.

(٦) مسند أحمد ٢ : ٥١٤ ، النّهاية ٤ : ٦٧ ، مجمع البحرين ٣ : ١٢٧.

(٧) في « ش » : تجوزوا بدل : تجوروا.

(٨) مسند أحمد ٥ : ٩٣ ، مسلم ٢ : ٥٩١ / ٤١ و ٤٢ ، النَّهاية ٤ : ٦٨.


ولا في غاية القِصَرِ.

( كانَ أَبْيَضَ مُقَصَّداً ) (١) كمُظَفَّرٍ ليس بطويلٍ ولا قصيرٍ ولا جسيم ولا ضَئيلٍ.

( هَدْياً قاصِداً ) (٢) طريقاً مستقيماً.

( ما عالَ مَنِ اقْتَصَدَ ) (٣) أي ما افتَقَرَ من لا يُسرِفُ ولا يُقَتِّرُ.

قعد

قَعَدَ يَقْعُدُ بضمِّ العين قُعُوداً ومَقْعَداً : جَلَس وثَبَتَ ، والمختارُ أن يقال للقائِمِ : اقعُد وللمُضْطَجِعِ والسَّاجِدِ : اجلِس ، فالقُعُودُ انتقالٌ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ ، والجلوس انتقالٌ من سُفْلٍ إِلى عُلْوٍ ، وهو قاعدٌ من رجالٍ قُعُودٍ ، وهي قاعِدَةٌ من نساءٍ قَواعِدَ ، وقَولُ الفيروزاباديِّ : وقَعَدَ : قامَ ضِدٌّ. ليس بصحيح ، وإِنَّما اتُّسِعَ في قَعَدَ وقام حتّى أُجْرِيا مجرى صار ـ كما نَصَّ عليه الزمخشريّ في الكشَّاف (٤) ـ فقيل : قَعَدَ يُعْطي كلَّ من سَأله ، وقام يَفعلُ كذا ، كلاهما بمعنى صار ، ولا ضدِّيَّة في ذلك ، بل هما بمعنىً وإِنَّما تَلزَمُ الضدِّيَّة لو سُمِعَ قَعَدَ بمعنى نَهَضَ ولا قائل به.

وأَقْعدَهُ ، وقَعَدَ به : صيَّرهُ قاعِداً.

والمَقْعَدُ ـ كمَعْهَدٍ ـ وبهاء : مكان القُعُودِ. حكى اللّحيانيُّ : ارْزُنْ في مَقْعَدِكَ ومَقْعَدَتِكَ (٥). الجمع : مَقاعِدُ ، ومنه المَقاعِدُ : لموضِعِ قُعُودِ النَّاسِ في أَسواقِهِم وغيرها.

والقَعْدَةُ ، بالفتح : المرَّةُ.

وبالكسرِ : الهيئةُ ، وبهما : مِقدارُ ما يأخُذُه مَقْعَدُ الرَّجل من الأَرضِ ، وطول إِنسانٍ قاعدٍ تقول : عمقُ بِئرِنا قِعْدَةٌ ، ومَرَرتُ بماء قِعْدَةَ رَجُلٍ ، وما حَفَرتُ من

__________________

(١) الفائق ٣ : ٣٧٦ ، النَّهاية ٤ : ٦٨.

(٢) مسند أحمد ٥ : ٣٥٠ ، النَّهاية ٤ : ٦٨ ، مجمع البحرين ٣ : ١٢٨.

(٣) مجمع البحرين ٥ : ٤٣٣ ، وفي نهج البلاغة ١٣ : ١٨٥ / ١٤٠ أعال بدل : عال.

(٤) انظر الكشّاف ٢ : ٦٥٧ و ٦٦٢.

(٥) عنه في اللَّسان ( قعد ).


الأَرض إِلاَّ قِعْدَةً ، وأَتانا بِثريدةٍ مثل قِعْدَةِ الرَّجلِ بالكسرِ والفتحِ في كلّ ذلك ، قال سيبويه : والكسر هو الوَجْهُ.

وأَقْعَدَ البِئرَ : حفرها قَدْرَ قِعْدَةٍ ، أَو لم يبلغ بها الماءَ ، أَو حَفَرَها فلم يُنبِط ماءَها فَتَرَكها ، فهي مَقْعَدَةٌ.

وذو القَعْدَةِ ـ بالفتح والكسر لغةٌ ، وحكى ابن العَطَّار عن ابن مالك فيها لغةً ثالثةً وهي فتح القاف وكسر العين ، قال : سَمِعتُها منه غيرَ مرَّةٍ. وهي غريبةٌ ـ وهو الشَّهْرُ الحادي عَشَرَ من شهور العرب ؛ لأنَّهم كانوا يَقعُدُونَ فيه عن الحرب لكونِهِ من الأَشهر الحُرُمِ ، وخُصَّ بذلك لكونِهِ أَوَّلَها على قولٍ ، أَو لقُعُودِهِم فيه عن السَّفَر والمِيرَةِ وطَلَبِ الكَلَإِ ، وجمعه ذَواتُ القَعْدَةِ [ وذوات القَعَدَات ] (١) والثانيةُ عن الكوفيّين ، وتثنيتُهُ ذَواتا القَعْدَةِ ، وذواتا القَعْدَتَيْنِ.

ورجلٌ قُعَدَةٌ ضُجَعَةٌ ـ كرُطَبَة فيهما ـ وقُعْدِيٌ ضُجْعِيٌّ ـ كتُرْكِيّ وهِنْدِيّ ـ وبهاء فيهما : كثيرُ القُعُودِ والاضطجاع ، أَو عاجزٌ لا يكسب ما يعيش به ، أَو لازمٌ للبيت لا يكاد يَبرَحُ منه ، وَقَولُ الفيروزاباديِّ هنا : وضُجْعِيّ لا تَدخلُهُ الهاء يَنقضُهُ قوله في « ض ج ع » : ورجُلٌ ضُجْعِيَّةٌ ، وضُجْعِيٌّ ، بكسرِهِما وضَمِّهما : كثيرُ الاضطِجاعِ.

وقاعَدَهُ : قَعَدَ معه ، وهو قَعِيدُهُ كجَلِيسِهِ.

ومن المجاز

قَعَدَ عن الأَمر : تَرَكَهُ ، كتَقَعَّدَ ..

و ـ له : اهتمَّ به ، وتَرَصَّدَهُ ..

و ـ عن حاجتِهِ : تأخَّر عنها ..

و ـ بنو فلان لبني فُلانٍ : أَطاقُوهُم وجاؤُوهُم بأَعدادِهِم ..

و ـ لقَرنِهِ : أَطاقَهُ ..

و ـ للحربِ : هيَّأَ لها أَقرانَهَا.

وقَعَدَ يَشْتُمني : أَقبَلَ ، وجَعَلَ.

__________________

(١) الزّيادة يقتضيها السّياق انظر المصباح المنير ( قعد ).


وما قَعَدَ به عن نيل المساعي.

وما أَقْعَدَهُ ، وما تَقَعَّدَهُ ، وما اقتَعَدَهُ إِلاَّ لؤم عُنصُرِهِ ، أَي ثَبَّطَهُ وحَبَسَهُ.

وقَعَدَتِ الرَّخَمةُ : جَثَمَتْ ..

و ـ الفَسيلَةُ : صار لها جِذعٌ تَقْعُدُ عليه ، فهي قاعِدَةٌ ..

و ـ المرأةُ عَن الحَيْض والوَلَدِ والزَّوْجِ : أَسَنَّتْ فلم تَحِض ، ولم تَلِد ، ولم تَشتَهِ الزِّواجَ ، فهي قاعِدٌ من قَواعِدَ.

وأَرهَفَ شَفرَتَهُ حتَّى قَعَدَتْ كأنَّها حَرْبَةٌ ، أَي صارَتْ.

وثَوبُكَ لا تَقْعُد تَطيرُ به الرِّيحُ : احفَظهُ لا تَصيرُ الرِّيحُ طائرةً به.

وقَعَدَ الرَّجُلُ وقَعَدَتِ المرأَةُ ، إِذا آمَ كلٌّ منهما ولم يكن له زَوجٌ ، فهو قاعِدٌ ، وهي قاعِدَةٌ.

وأضَرَّ به القُعُودُ ، أَي الأَيمَة.

وهو قاعِدٌ بأسوءِ حالٍ ، أَي ماكِثٌ سواء كان قائماً أَو جالساً.

وفي أَرضِ بني فلانٍ من القاعِدِ كذا ، أَي الفَسيلِ الَّذي قَعَدَ ـ ذهبوا به إِلى الجنس ـ ونخلةٌ تنالُها اليدُ.

وأُقْعِدَ الرَّجلُ ، بالبناءِ للمَجهولِ : أَصابهُ داءٌ يُقْعِدُهُ ، فهو مُقْعَدٌ. والاسم : القُعادُ ـ كغُراب ـ وهو في الإِبل داءٌ يأخذُ في أَوراكها ويميلها إِلى الأَرضِ كالإِقْعادِ.

والإِقْعادُ في رِجْلِ الفَرَسِ : أَن تَنفَرِشَ جدّاً فلا تَنتَصِبَ.

والقَعَدُ ، كسَبَبٍ : أَن يكون بوظيفِ البعيرِ تَطَامُنٌ واسترخاءٌ ، وهو جملٌ أَقْعَدُ كأعْرَج.

وأَقْعَدَهُ الهَرَمُ : مَنَعَهُ النُّهُوضَ ، وكلُّ من لا حَراك به من داءٍ في جَسَدِهِ فهو مُقْعَدٌ.

وثديٌ مُقْعَدٌ : ناهِدٌ لا يَنثَني.

ورجلٌ مُقْعَدُ الأَنفِ : في مَنخَرَيهِ سَعَةٌ وقِصَرٌ.

والمُقْعَداتُ : الضَّفادِعُ ، وفِراخُ القَطا ، وَكلُّ فَرخ طائرٍ لم يستقلَّ ، فهو مُقْعَدٌ.

والمُقْعَدُ من النُّسُورِ : الَّذي قُشِبَ له


فَصِيدَ (١) وأُخِذَ ريشُهُ ، وفَرخُ النّسر كالقُعْدَدِ (٢) فيهما ، واسم رجُلٍ كان يُرِيشُ السِّهامَ ، والأَعرجُ.

ونَسَبٌ مُقْعِدٌ ، كمُحْسِنٍ : يَقُعُد بصاحبِهِ عَنْ بُلُوغِ الشَّرفِ.

وأَخَذَهُ المُقِيمُ المُقْعِدُ ، إِذا دَهَمَهُ أَمرٌ عظيمٌ يقوم له ويَقْعُدُ.

وهو منّي مَقْعَدَ القَابِلَةِ ، ومَقْعَدَ الخاتِنِ ـ كمَعْهَد فيهما بالنّصب ـ أَي قَريبٌ جدّاً ؛ وذلك إِذا دنا فَلَزِقَ من بين يَدَيكَ. والتقدير : هو منّي مُستَقِرٌّ في مَقْعَدِ القابلةِ من النُّفَساءِ ، وفي مَقْعَدِ الخاتِنِ من المَختُونِ ؛ أي بتلك المنزلة ، فحُذفت « في » وانتَصَبَ مجرورها على الظرفيَّة.

وتَقاعَدَ عن الأَمرِ : لم يطلُبهُ ..

و ـ بفلانٍ : لم يخرج إِليه من حقِّه.

وأَقعَدَهُ ، وتَقَعَّدَهُ ، وقَعَّدَهُ ، تَقْعيداً : خَدَمَه وقام بأَمرِهِ.

والقاعِدَةُ من النِّساءِ : الَّتي أَتَت عليها ستُّون لم تتزوَّج ..

و ـ من الجَبَلِ : أَصلُهُ ..

و ـ من البناءِ : أَساسُهُ الَّذي يُبْنَى عليه كالقاعِدِ. الجمع : قواعِدُ في الكلِّ ، ومنه : قَواعِدُ السَّحَابِ : لِما اعتَرَضَ منها وسَفِلَ كقَواعِدِ البناءِ.

وقواعِدُ الهَوْدَجِ : لخَشَباتٍ أَربَعٍ مُعتَرِضاتٍ في أَسفَلِهِ تجري مجرى قواعِدِ البناءِ يركب فيهِنَّ.

وقواعِدُ البَيْتِ أَيضاً : أَساطِينُهُ الَّتي تَعمدُهُ.

والقَعَدُ ، كخَدَمٍ : الَّذين لا ديوانَ لهم ولا يَغزُونَ ، وقومٌ من الخوارِجِ قعدوا عن نصرةِ عليّ 7 وعن مقاتَلَتِهِ ، كالقَعَدَةِ ككَتَبَةٍ ، واحدهم [ قاعد ] ) كخادِمٍ وكاتِبٍ. والنِسبةُ : قَعَدِيُ ، كعَجَمِيّ.

والقَعُودُ ، كصَبُورٍ : الفصيلُ ، والبَكرُ حينَ يُمكِنُ ظَهرَهُ من الرَّكوبِ ، وأَدنى

__________________

(١) في الفائق ٣ : ٢١١ : حتى صيد.

(٢) كذا في النَّسخ ، وفي اللِّسان : كالمُقَعْدَد.

(٣) الزيادة استظهرها ناسخ « ج ».


ذلك أَن تَأْتي عليه سَنَتانِ إِلى أَن يُثْنِي (١) فَيَدخُلُ في السَّنَةِ السَّادسةِ فهو جَمَلٌ ، ولا تكون البَكْرَةُ قَعُوداً وإِنَّما تكون قَلُوصاً ولهذا قيل : القَعُودُ ذَكَرُ القِلاصِ. وقيل : القَعُودُ : القَلُوصُ ، حكاه في المحكم (٢).

والقَعُودُ أيضاً من الإِبل : ما اتَّخَذَهُ الرَّاعي للرُّكوب وحملِ الزَّادِ وغيرِهِ ، وكلُّ دابَّةٍ تَبذَّلها صاحبها بالرَّكوب ، فهي قَعُودُهُ ، وقَعُودَتُهُ ، وقُعْدَتُهُ ـ بالضمِّ ـ وهنَ قَعائِدُ ، وأَقْعِدَتُهُ ، وقِعْدانُهُ ، وقُعُدُهُ ، وقُعُدانُهُ.

وقد اقتَعَدَها : تَبَذَّلَها بالرَّكوب ، واتَّخَذَها قَعُوداً.

والقُعْدَةُ ، بالضَّمِّ : الحِمارُ ، والسَّرجُ ، والرَّحلُ. الجمع : قُعُداتٌ.

والقَعيدُ ، كأَمِيرٍ : الأَبُ ، والقاعِدُ ، والحافِظُ ، للواحِدِ وفُرُوعِهِ ..

و ـ من الجَرادِ : ما لم يَسْتَوِ جناحاهُ بَعدُ ..

و ـ من الوَحشِ : ما يأْتيكَ من وَرائِكَ خلافَ النَّطيحِ ..

و ـ من الخَيلِ : المتخلِّفُ المُتَباطئُ.

وقَعيدَكَ اللهَ ، وقَعْدَكَ اللهَ ، بفتح القاف ولا أَعرف كسرَها. وقال المازنيُّ : سَمِعْتُ كسرَها ممَّن لا يوثَقُ به (٣). فقول الفيروزاباديّ : وقِعْدَكَ اللهَ بالكسرِ ؛ خلافُ الصَّوابِ وإِن جرى على المشهور ، وهما مثل : عَمْرَكَ الله ، إلاَّ أَنَّ اسم الجلالةِ بعدهما واجبُ النَّصبِ إِمَّا على المفعوليَّة على أَنَّهما مصدران كالحِسِّ والحَسيسِ ، ومَعناهما المراقبةُ ؛ أَي أُقسِمُ بِمراقَبَتِكَ الله ، أَو على البدليَّة على أَنَّهما وصفان كالخِلِّ والخليلِ ، ومَعناهما : الرَّقيبُ والحفيظُ ، وهو الله تعالى ، فهما منصوبان بِنَزعِ الخافِضِ ، والأَصلُ أُقسمُ بكذا ، واسمُ الله بدلٌ

__________________

(١) في « ت » و « ج » غير مقروءه والمثبت عن « ش ».

(٢) المحكم والمحيط الأعظم ١ : ١٧٠.

(٣) حكاه عنه في شرح الرَّضي على الكافية ١ : ٣١١.


منهما ، وأَكثرُ ما يستعملان في الاستعطافِ فيكون جوابُهُما ما فيه الطَّلب كالأَمر والنَّهيِ.

وقال أَبو عُبَيدٍ : يقال قَعيدُكَ لَتَفعَلَنَ (١) فَيُستَعَمَلُ قسماً. وقال صاحِبُ البسيطِ : يدلُّ على القَسَمِ فيهِما قَولُكَ قَعْدَكَ اللهَ لأَفعَلَنَ (٢) ، فقولُ الفيروزاباديّ : هُما استعطافٌ لا قَسَمٌ بدليل أَنَّه لم يَجئْ بجواب القَسَمِ ؛ ضيقُ عَطَنٍ.

والقَعيدَةُ ، كسَفِينَةٍ : امرأةُ الرَّجل ، كالقِعادِ ككِتابٍ. يقال : هي قَعِيدَتُهُ ، وقَعِيدَةُ بيتِهِ ، وقِعادُهُ ، أَي امرأَتُهُ ..

و ـ من الرَّملِ : ما ارتَكَمَ منه ، أَو ما ليست بمستطيلةٍ ، أَو الصُّفرَةُ الَّتي لم تُنبِتِ الشَّجَرَ ..

و ـ : الجَبَلُ اللاَّطئُ بالأَرض ..

و ـ : شِبه الغَرارَةِ يكون فيها القَديدُ ، والكَعْكُ ..

و ـ : شيءٌ تَنسِجُهُ النِّساءُ يُشبِهُ العَيْبَةَ يَجلِسْنَ (٣) عليها ، وقد اقتَعَدَتْها. الجمع : قَعائِدُ.

والقَعَدُ ، كسَبَبٍ : العَذِرَةُ.

وبهاءٍ : الطَّنفَسَةُ ، ومركبٌ للنِّساءِ (٤).

والمُقْعَدَةُ ، كمُعْجَمَة : السَّفيفةُ (٥) من الخوص.

وكمَرْحَلَة : السّافِلَةُ من الإِنسان وهو المَحَلُّ المَخصوصُ.

والمُقْعَدانُ ، كمُسْحَلانِ : شجرٌ كشَجَرِ الصَبْرِ لا مَرارةَ له ، يخرج في وسطِهِ قَضيبٌ بطول قامة ، وفي رأسِهِ مثل ثَمَرَةِ العَرْعَرَةِ ، صُلْبَةٌ حمراءُ يَتَرامى بها الصِّبيانُ ولا يَرعاهُ شيءٌ.

وقولُهُم : ضرَبَهُ ضَرْبَ ابنةِ اقعُدي وقُومي ؛ أَي ضَرْبَ أَمةٍ ؛ لأَنَّها تُؤْمَرُ

__________________

(١) انظر تهذيب اللّغة ١ : ٢٠٠ واللّسان ( قعد ).

(٢) حكاه عنه في خزانة الأدب ٢ : ٢١.

(٣) في « ش » : يجلس بدل : يجلسن.

(٤) وهكذا في القاموس وقال شارحه في التّاج : والصّواب على ما في اللّسان والتّكملة : مركبُ الإنسان ، وأما مركب النّساءِ فهو القعيدةُ.

(٥) في « ت » : السّفينة بدل : السفيفة.


بالقُعُودِ والقيام للخدمةِ.

وقالوا في الدّعاءِ : ( إِن كنت كاذباً فَحَلَبتَ قاعداً ) (١) ، يريدون ذَهَبَتْ إِبلُكَ فَصِرتَ تَحلِبُ الغَنَمَ ؛ لأَنَّ حالِبَ الغَنَمِ لا يكون إِلاَّ قاعِداً.

والقُعْدَدُ ، بضمِّ أوَّلهِ وفتح ثالثِهِ وضمِّهِ : الخامِلُ ، والجَبانُ اللَّئيمُ القاعِدُ عن الحرب والمكارِمِ ، والقليلُ المروَّةِ ، وأَقربُ القومِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ ، كالقُعْدُودِ ، وأَبعَدُهُم منه ضدٌّ ، وأَملَكُ القرابةِ في النَّسَبِ وأَقربُها إِلى الميِّت في الميراث ، ومنه : وَرَثْتُهُ بالقُعْدُدِ ، وقال اللّحيانيّ : رَجُلُ ذُو قُعْدَدٍ ، إِذا كان قريباً من أَبِ القبيلةِ والعَدَدُ فيه قِلَّةٌ ؛ يقال : هو أَقْعَدُهُمْ ؛ أَي أَقرَبُهُم إِلى الجدِّ الأَكبرِ (٢) ، وقال ابن الأَعرابيِّ : فلانٌ أَقْعَدُ من فُلانٍ ، أَي أَقلُّ آباءً (٣).

والإِقْعادُ : قلَّةُ الآباءِ وهو مَذْمُومٌ ، والإِطرافُ : كثرَتُهُم وهو مَحمُودٌ وعليه (٤) :

أَمِرُونَ وَلاَّدُونَ كُلَّ سَمَيْدَعٍ

طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ (٥)

يريدُ لا يموت لهم واحدٌ فَيَرِثُهُ الأَقْعَدُ في النَّسَبِ ولكنَّهم يتركون أَعقاباً كثيرةً ، وقيل : أَرادَ بالطَّرِفِ الكثيرَ الآباءِ من الجدِّ الأَعلى فَيَرِثُ مَنْ كانَ أَقْرَبَ منه ويكون له بقيَّةُ الميراثِ. وقيلَ : القُعْدُدُ يُمدَحُ به من وجهٍ لأنَّ الولاءَ للكُبر ، ويُذَمُّ به

__________________

(١) البيان والتّبيين ١ : ١٣٦.

(٢) حكاه عنه ابن سيدة في المحكم والمحيط ١ : ١٧٢ ، والزبيدي في التَّاج ٩ : ٤٩.

(٣) حكاه عنه في المحكم والمحيط ١ : ١٧٢ ، واللَّسان ٣ : ٣٦٢ ، والتَّاج ٩ : ٥٠.

(٤) في النسخ زيادة غير مفهومة وهي : فواحد قرية الأَقْعَدِ.

(٥) نسب إلى الأعشْى كما في الصّحاح واللَّسان وفيهما :

طرفون ولاّدون كل مبارك

أمِرون لا يرثون سهم القعدَدِ

وفي اللّسان : وأنشده ابن بري

أمرون ولا دون كل مبارك

طرفون ..........

وفي اللَّسان والتّاج : انشده المرزباني في معجم الشّعراء لأبي وجزَةَ السّعدي في آل الزّبير.


من وجهٍ لأَنَّه من أَوْلاد الهَرمَى وينسب إِلى الضَّعف (١).

واقْعَنْدَدَ بالمكانِ : أَقامَ.

والمَقاعِدُ ، جمع مَقْعَدٍ : دَكاكين كانت عند دارِ عثمانَ بالمدينةِ ، أَو دَرَجٌ ، أَو مواضِعُ كان يُقْعَدُ عليها للوُضُوءِ عند باب المسجِدِ ، ومنه الحديث : ( أُتِيَ بِطَهُورٍ وَهُوَ جالِسٌ عَلَى المَقاعِدِ فَتَوَضَّأ ) (٢) وحديث : ( لَمَّا ماتَ إِبراهيمُ بنُ النَّبيِّ 9 : صلّى عَلَيهِ في المَقاعِدِ ) (٣).

والقاعِدُ : جَبَلٌ بمكَّة أَسفلُ منْ حِراء على الطَّريق مَن عن يمين من أَقبَلَ من العِراقِ.

الكتاب

( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ) (٤) جمع قاعِدَةٍ ، وهِيَ الأَساسُ والأَصل لما فَوقَهُ ، صفةٌ غالِبَةٌ مِن القُعُودِ بمعنى الثَّباتِ ، أَو مجازٌ من نَقيضِ القيامِ ، ورَفْعُها : البناءُ عليها ؛ لنقلها به من هيئة الانخفاض إِلى هيئة الارتفاع ؛ لأَنَّها تلتَئِمُ بما بُنِيَ عليها فتصير شيئاً واحداً فكأنَّها نَمَت وارتَفَعَت.

أَو هي : أَساسٌ أسَّسَتْها المَلائكةُ حينَ بَنو الكعبة ، روي : أَنَّ الأَرضَ انشَقَّت إِلى مَتنِها و [ قَذَفَت ] (٥) فيها حجارةً أَمثالَ الإِبل وبنى عليها إِبراهيمُ وإِسماعيلُ 8 (٦).

أَو المرادُ بها : سافاتُ البناء ؛ فإِنَّ كلَّ سافٍ قاعدةٌ لما يُبْنَى عليه ، ويَرْفَعها بناءُ بعضِها على بعض فَيَرتَفِعُ منها بسَبَبِ وضع الآخر (٧) عليه.

أو المَعْنى وإِذ يرفع إِبراهيمُ ما قَعَدَ من البَيْتِ واستوطَأَ ، يعني يجعل هَيئَتَهُ القاعِدَة المستوطئَةَ عاليةً مُرتفعةً بالبناءِ.

__________________

(١) الصّحاح ٢ : ٥٢٧.

(٢) البخاري ٨ : ١١٤.

(٣) سنن أبي داود ٣ : ٢٠٧ / ٣١٨٨.

(٤) البقرة : ١٢٧.

(٥) في « ت » و « ج » : وقد قَفَت ، وفي « ش » : وقد وقفت ، والمثبت عن المصدر.

(٦) مجمع البحرين ٣ : ١٢٩.

(٧) في « ش » : الآجر بدل : الآخر.


أَو المراد برفعِها : رفع مكانةِ البيتِ وإِظهارُ شَرَفِهِ ودعاءُ النّاس إِلى حَجِّهِ.

وإِنَّما لم يَقُلْ قَواعِدَ البيت ؛ لأَنَّ في الإِبهامِ ثمَّ التَّبيينِ تفخيماً لشأنِ المُبيِّنِ.

( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ ) الْقَواعِدِ (١) هيَ أساطين البناءِ التي تعمدُهُ ، أَو أساسُهُ ، مُثِّلَتْ حالُ أُولئك المَكَرَةِ الَّذينَ نصبوا الحِيَل والمكائِدَ لإِلحاق الضَّرَرِ برُسُلِ الله فجَعَلَها الله تعالى أسباباً لهلاكِهِم ، بحال قوم بنوا بنياناً وعَمَدوهُ بالأَساطين فأَتَى ذلك البُنيان من قِبَلِ أَساطينِهِ بأَن ضُعضِعَت فَسَقَطَ عليهم السَّقف فَهَلَكوا.

وقيل : المرادُ بهم نَمرُودُ بن كَنعانَ ، وقومُهُ ، فإِنَّهم بَنَوْا صَرْحاً عظيماً بِبابلَ طولُهُ خمسة آلافِ ذراعٍ أَو فَرسَحانِ وراموا الصُّعُودَ إِلى السَّماءِ ليقاتلوا أَهلَها ، فأهَبَّ الله ريحاً ضَعضَعَت ذلك الصَّرْح وهَدَمَتْهُ فَخَرَّ عليهم فَهَلَكوا وألقتْ رأس الصَّرحِ في البحرِ فأَخَذَتْ نَمرُودَ ، وعليه فالكلام على حقيقتِهِ.

( وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً ) (٢) جمع قاعدٍ ـ كحائض وطالق ـ أي ذات قُعُودٍ ، صفةٌ للمرأةِ خاصّةً ؛ لقُعُودِها عن الحَيْضِ والحَمْلِ ، والمُرادُ بهنَّ العجائزُ اللاَّتي لا يَطمَعنَ في النّكاح لِكِبرهنَّ.

( الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا ) (٣) حالٌ من ضمير « قالُوا » بإِضمارِ « قَدْ » أَي قالوا وَقَد قَعَدُوا عن القتالِ.

( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ ) (٤) جمع قائمٍ وقاعِدٍ ـ كَصِيامٍ ورُقُودٍ لِصائِمٍ وراقِدٍ ـ أَي يذكُرُونهُ قائمين وقاعِدينَ ومُضْطَجِعينَ ، والمرادُ تعميمُ الذِّكرِ للأَوقاتِ ، وتخصيصُ الأَحوالِ المذكورة بالنّصِّ لا لتخصيصِ الذِّكرِ بها ، بل لأَنَّها الأَحوالُ المَعْهُودَةُ التي لا يخلوا الإِنسان عنها

__________________

(١) النّحل : ٢٦.

(٢) النّور : ٦٠.

(٣) آل عمران : ١٦٨.

(٤) آل عمران : ١٩١.


غالباً ، ومثلهُ : ( فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ ) (١) أَي واظبوا على ذِكِرهِ في جميع الأَحوالِ.

( لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ ) (٢) هم الّذين أُذِنَ لهم في القُعُودِ عن الجهادِ اكتفاءً بَغيرِهِم. قال ابن عبَّاس : هم القاعِدُونَ عن بدر والخارجونَ إليها (٣).

وفائدةُ نفي الاستواءِ [ مع أنَّه معلوم ] (٤) أنَ القاعِدَ بغير عُذرٍ والمُجاهِدَ لا يستويانِ ، تذكير ما بَينَهُما من التّفاوت ؛ ليأنفَ القاعِدُ من القُعُودِ ، وتَتَرَفَّعَ نفسُهُ عن انحطاطِ مَرتَبَتِهِ عَن المجاهد فيهتزُّ رغبةً للجِهادِ ، كقولِهِ تعالى : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) (٥) تحريكاً للجاهلِ لينهضَ بنفسِهِ عن ضَعَةِ الجهل إِلى شَرَفِ العلم.

( لَأَقْعُدَنَ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) (٦) أَي على صِراطِكَ ، فانتصابُهُ على الحَذْف ، أَو على الظَرْفِ [ كقوله ] (٧) :

... كما عَسَلَ الطّريقَ الثَّعلَبُ (٨).

والمعنى : لَأَعْتَرِضَنَّ أَو لَأَتَرَصّدَنَّ لبني آدَمَ على طريق الإِسلام كما يَعتَرِضُ العدوُّ على الطَّريق لِيقطعهُ على السَّابِلَةِ.

( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) (٩) في مكانٍ مرضيٍّ مقرَّبينَ عند مَليكٍ مُقْتَدِرٍ لا يكتنهُ كُنْهُ عَظَمَتِهِ واقتدارِهِ.

__________________

(١) النّساء : ١٠٣.

(٢) النّساء : ٩٥.

(٣) معاني القران للنّحاس ٢ : ١٦٩ ، وتفسير القرطبي ٥ : ٣٤١.

(٤) ما بين المعقوفتين أضفناه لاستقامة المتن. انظر الكشاف ١ : ٥٥٣.

(٥) الزّمر : ٩.

(٦) الأعراف : ١٦.

(٧) الزّيادة يقتضيها السّياق.

(٨) لساعده بن جؤيه كما نسبه سيبويه في كتابه ١ : ٣٦. وتمام البيت :

لَدْنٌ بِهَزِّ الكفِّ يَعْسِل مَتْنهُ

فيه ........

(٩) القمر : ٥٥.


( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ ) (١) أَي واذكُر إِذ غَدَوْتَ إِلى أَحَدٍ مِن عِندِ أَهلِكَ بالمدينةِ تُسوِّي وتُهيِء مواطنَ وأَماكن لأَجل القتالِ ، وهي مواقفُهُم من المعركةِ للحربِ ، والجملةُ حال من فاعلِ « غَدَوْتَ ».

( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ ) (٢) أَي كان يتسنَّى لنا القُعُودُ في مواضِعَ مِن السَّماءِ ؛ لأَجلِ استماعِ كلامِ أَهلها.

( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) (٣) أَي عن اليمينِ قعيدٌ وعن الشِّمالِ قَعيدٌ فحُذِفَ الأَوَّل لدلالةِ الثَّاني عليه ، والقَعيدُ : المُقاعِدُ كالجَليسِ بمعنى المُجَالِسِ لفظاً ومعنىً ، أَو بمعنى الحافِظِ والرَّقيبِ. قال سيبويه : أُفرِدَ كما يقال للجماعة هم فريقٌ (٤). وقيل : يُطلَقُ الفَعيلُ على الواحِدِ والاثنين والجَمعِ وَالمُذَكَّرِ والمؤَنّثِ بلفظ واحد ، ومنه : ( وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ) (٥) (٦).

( فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً ) (٧) أَي تصيرُ أَو تمكُثُ جامعاً على نفسك الذَّمَّ مَن الملائكةِ والمؤمنينَ والخِذلانَ من الله تعالى ، ويجوز أَن يكون القعود (٨) على حقيقتِهِ ؛ فإِنَّ من شأن المَذْمومِ المَخذُولِ أَن يَقْعُدَ نادِماً متفكِّراً على ما فَرَّط منه. ومثله : فَتَقْعُدَ ( مَلُوماً مَحْسُوراً ) (٩).

الأثر

( نَهَى أَنْ يُقْعَدَ عَلَى القَبْرِ ) (١٠) أَرادَ القُعُودَ عَلَيهِ للحَدَثِ وقضاءِ الحاجةِ ؛ لما فيه من الاستهانَةِ وتَرْكِ حُرْمَةِ صاحِبِ

__________________

(١) آل عمران : ١٢١.

(٢) الجن : ٩.

(٣) ق : ١٧.

(٤) حكاه عنه في المحكم ١ : ١٧١ واللَّسان ( قعد ).

(٥) التَّحريم : ٤.

(٦) انظر مختار الصّحاح ( قعد ) واللَّسان ( قعد ).

(٧) الإسراء : ٢٢.

(٨) في « ش » : الفعل بدل : القعود.

(٩) الإسراء : ٢٩.

(١٠) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٥٥ ، النَّهاية ٤ : ٨٦ ، مجمع البحرين ٣ : ١٣٠.


القَبْرِ ، أَو القُعُودَ للإِحداد والحُزنِ كعادَةِ النِّسوانِ في ملازَمَتِهِنَّ القُبُورَ في المَقابرِ ، أَو الجلوس عليه ؛ لما فيه مِنَ الاستِخفافِ بحقِّ أَخيه ، ولأنَّه تهاوُنٌ بالمَوْتِ.

( فَانَّ الشَّياطينَ تَلْعَبُ بِمَقاعِدِ بَني آدَمَ ) (١) جمع مَقْعَدَةٍ وهي السَّافلةُ ، أَو مَقْعَدٍ وهُوَ مَكانُ القُعُودِ ، يريدُ مَواضِعَ قُعُودهم لقضاءِ الحاجةِ ؛ أَي تَحضُرُها وتَرصُدُها بالأَذَى ؛ لأَنَّها مَواضِعُ يُهْجَرُ فيها ذكرُ اللهِ فامرَ بسِترِ العَوْرَةِ والاستِتارِ عن النَّاظرين والتَّوقّي من ترشُّشِ البولِ.

( سَألَ عَنْ سَحائِبَ مَرَّتْ فَقالَ : كَيْفَ تَرَوْنَ قَواعِدَها ) (٢) هي أُصولُها المعتَرِضَةُ في الأُفق تَشْبيهاً بقواعد البناء.

( أَبُو سُلَيْمانَ وَرِيشُ المُقْعَدِ ) (٣) أي أَنا أَبو سليمانَ ومعي ريشُ المُقْعَدِ ـ كمُكْرَم ـ وهو اسم رجل كان يَريش السِّهامَ بالمَدينَة. وعن ابن الأعرابيِّ : المُقْعَدُ فَرخُ النَّسر وريشُهُ أَجوَدُ الرِّيش (٤).

( لا تَكُون مُتَّقِياً حَتَّى تَكُونَ أَذَلَّ من قَعُودٍ ) (٥) هو البعيرُ الذَّلول الَّذي يُقْتَعَدُ ويتبذَّل بالرّكوبِ.

( تردّ سَرَاياهم على قَعِيدَتِهِم ) (٦) هي الجُيُوشُ يَنْزِلُونَ دارَ الحَرْبِ ويَقعُدُونَ بها ويَبعثون سَراياهُم إِلى العدوِّ ، فما غَنِمَتهُ يُرَدُّ مِنْهُ على القاعِدينَ حِصَّتُهُم كأَنَّهم كانوا رِدْءاً لهم.

المصطلح

القَاعِدَةُ : قضيَّةٌ كلِّيَّةٌ مُنْطَبِقَةٌ على جميعِ جزئيّاتها ، نحو : الفاعلُ مُرفوعٌ ، والمفعولُ مَنصوبٌ.

والمُقْعَدُ من الشِّعرِ : ما نَقَصَ من عَروضِهِ تشبيهاً بالمُقْعَدِ من النّاسِ.

__________________

(١) النَّهاية ٤ : ٢٥٣ ، مجمع البحرين ٣ : ١٣١.

(٢) الفائق ٣ : ٢١٢ ، النَّهاية ٤ : ٨٧.

(٣) رجز لعاصم بن ثابت ، الفائق ٣ : ٢١١ ، النَّهاية ٤ : ٨٧.

(٤) انظر تهذيب اللَّغة ١ : ٢٠٤ واللَّسان.

(٥) الفائق ٣ : ٢١٣ ، النَّهاية ٤ : ٨٧ ، مجمع البحرين ٣ : ١٣٠.

(٦) السّنن الكبرى ٨ : ٢٩ و ٩ : ٥١ وفيهما : قعدتهم ، وفي مسند أحمد ٢ : ١٨٠ : قعدهم.


المثل

( أوَى إلى رُكْنٍ بلا قَواعِدَ ) (١) يضرب لمن يأوي إِلى مكثارٍ في الكلامِ ولا حقيقةَ عندَهُ.

( ثَوْرُ كِلابٍ في الرِّهانِ أَقْعَدُ ) (٢) هُوَ كِلابُ بن صَعْصَعَة القيسيّ كان محمَّقاً ، وكانَ قَدِ ارتَبَطَ عِجلَ ثور فزعم أنَّه يَصنعُهُ ليسابق عليه. والأَقْعَدُ من القَعيدِ وهو المتخلِّف المتباطئ. يضرب للرَّجُلِ يَرومُ ما لا يكون.

( رُبَّ ساعٍ لِقاعِدٍ وآكلٍ غَيْرِ حامِدٍ ) (٣) أَوَّلُ مَن قاله النَّابغةُ الذّبيانيّ وكان وَفَدَ إِلى النَّعمان بن المنذر وُفُودٌ من العرب فيهم رجلٌ عَبْسيٌّ يقال له شقيق فمات عنده ، فلَّما حبا النَّعمان الوُفُودَ ، بَعَثَ إِلى أَهل شقيق مثل ما حَبا الوفودَ ، فقال النَّابغة ذلك ، ويُروَى :

أسلِمي أُمَّ خالِدٍ

رُبِّ ساعٍ لِقاعِدٍ

آكِلٍ غَيْرِ حامِدٍ

يُضرَب للرَّجُلِ ينالُ ما يسعى له غيره من غير تَعَبٍ ولا احتمالِ مِنَّةٍ له.

وقال أَبو عبيد : من أَمثالهم : ( إِذا نَزَلَ بِكَ الشَّرُّ فَاقْعُدْ ) (٤) أَي فاحلَم ولا تُسارِع إِليه.

قفد

قَفَدَهُ قَفْداً ، كقَتَلَ : صَفَعَ رأسَهُ ببسط كفِّه من قبل قَفاء (٥).

والأَقْفَدُ من النّاس : الضَّعيفُ الرَّخوُ المفاصِلِ ، وقد قَفِدَت أَعضاؤُهُ قَفَداً ، كتَعِبَ ..

و ـ : من في عَقِبِهِ استرخاءٌ ..

و ـ : الّذي يمشي على صدور قَدَمَيه

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٦٩ / ٣٥٢.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ١٥٤ / ٧٨٢.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٩٩ / ١٥٨٣.

(٤) فصل المقال في شرح كتاب الأمثال : ٢٢٩ وزهر الأكم ١ : ٧٥ وفي مجمع الأمثال ١ : ٤٤ / ١٧١ : « إذا نزا ».

(٥) ومنه الأثر : « قَفَدَني قفدة » النَّهاية ٤ : ٨٩.


من قِبلَ الأَصابِعِ ولا تبلُغُ عَقِباهُ الأَرضَ ..

و ـ : الكزُّ اليَدَينِ والرِّجلَينِ القصيرُ الأَصابعِ ..

و ـ : من يُرى مقدَّمُ رجلِهِ من مؤخَّرها من خَلْفٍ ..

و ـ من الدّوابِّ : المنتصب الرُّسغِ من الرِّجل المقبل رسغُهُ على حافرِهِ ..

و ـ : الّذي كأَنَّه يمشي على سُنبُكهِ ليُبْسٍ في رُسغِهِ وهو عَيبٌ ..

و ـ من الإِبل : المائلُ خُفُّهُ منَ اليَدِ أَو الرِّجلِ إِلى الجانِبِ الإِنسيّ ، وقد قَفِدَ قَفَداً كتَعِبَ في الكلِّ ، فهو أَقْفَدُ وهي قَفْداءُ.

والقَفَدُ ، كسَبَبٍ : جنسٌ من العِمَّةِ ، وهو أن يَعتَمَّ ولم يُسدِلُ. يقال : اعتمَ القَفداءَ ـ كحَمْراءَ ـ وهي خلافُ المَيلاء ، وكانَ مصعب بن الزّبير يعتمُ القَفداءَ ، ومحمَّدُ بن سعد بن أَبي وقَّاص قتيلُ الحَجَّاجِ يعتمُّ المَيلاءَ.

والقَفَدانُ ، كسَرَطان : خَريطَةُ العطَّار.

وبهاء : غِلافُ المُكحلَةِ ، ( و ) (١) كلاهما فارسيّ معرَّبٌ.

قفعدد

القَفَعْدَدُ ، كسَبَهْلَلٍ : القَصيرُ القامةِ.

قفند

القَفَنَّدُ ، كجَهَنَّمَ : العظيمُ الأَلواحِ من النَّاسِ (٢) ، والعظيمُ الرّأس الشَّدِيدُهُ من كلّ حيوان.

قلد

قَلَدَ الرَّجلُ الماءَ في الحوضِ واللَّبن قَلْداً ، كضَرَبَ : جَمَعَهُ فيه شيئاً على شيءٍ ، أَو قَدَحٌ يَقدَحُهُ في كلٍّ منهما ثمَّ صَبَّهُ في الحَوض أَو في السِّقاءِ ..

و ـ منَ الشَّرابِ في جَوفِهِ ، إِذا شَرِبَ ..

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج ».

(٢) في القاموس : القفندد : العظيم الألواح.


و ـ الحَبلَ : فَتَلَه ، فهو قليدٌ ، ومَقْلُودٌ ..

و ـ الشَّيءَ على الشَّيءِ : لواهُ ..

و ـ الحديدةَ الدّقيقةَ على مثلها : ثَنَاها ..

و ـ القُلبَ من الحلي على قُلبٍ آخَرَ : أَدارَهُ ولَواه ، وَكُلٌّ مِنهما قَلْدٌ ، كفَلْسٍ.

وسِوارٌ مَقْلُودٌ : ذو قُلْبَيْن مَلوِيَّين.

والقِلْدُ ـ كعِهْن ـ من السَّقْي والحُمَّى : ما يكون في يومٍ معلومٍ ، ويوم كلٍّ منهما ، والمحمومُ يومُ نَوْبَةٍ حَماء.

وقَدَ قَلَدَ زَرعَهُ قَلْداً ، كضَرَبَ ضرباً ، إِذا سقاهُ في يومٍ معلومٍ.

وقَلَدَتْهُمُ السَّماءُ : أَمطَرَتْهُم في يومٍ معلومٍ بعد عدَّةِ أَيَّامٍ.

وقَلَدَتْهُ الحُمَّى : أَخَذَتْهُ في يَومِ النّوبةِ.

ويقال : كيف قِلْدُ نَخلِ بَني فلانٍ بالكسرِ؟ فيقالُ : تَشْرَبُ في كلّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ مرَّة ، فالقَلدُ بالفتح المصدرُ ، وبالكسرِ الاسم ، وجمعه : أَقلادٌ ؛ تقول : استوفى قِلْدَهُ من الماءِ. واستوفُوا أَقْلادَهُم : أَي نُوَبَهَم.

وأَقامَ قِلْدَهُ وإِقليدَهُ ، بالكسر فيهما : سَقَى أَرضهُ يوم نوبتها من الماء.

وهم يَتَقالَدُون الماءَ : يَتَناوَبوتهُ.

وعن الفرّاء : سَقَى إِبلَهُ قِلْداً ، إِذا سقاها كلّ يوم بمنزلةِ الظَّاهرةِ (١).

وقَلَدَتْهُ الحُمَّى : أَخَذَتْه كلَّ يومٍ ، وهو خلافُ المشهور.

وسمَّوا قوافِلَ جُدَّةَ قِلْداً ـ بالكسرِ ـ أَخذاً من قِلْدِ الحُمَّى إِذا كانت (٢) رِبْعاً ؛ لأنَّ كلاًّ مِنها يأتي بَعْدَ إِتيان الأُولى بيومين فيكون وُصُولُها في اليوم الرَّابع ، كما أنَّ حُمَّى الرِّبْعِ تَقَعُ نَوبَتُها الثَّانيةُ بَعْدَ الأُولى بِيَومينِ فيكونُ في اليوم الرّابع.

والقِلْدُ ، بالكسرِ أيضاً : الجماعةُ من قَلْد الشَّيءِ إِلى الشَّيء وهو جمعُهُ ، وقضيبُ الدَّابَّة ، وظرفٌ كالقَعْبِ.

__________________

(١) عنه في اللّسان قلد.

(٢) في « ش » : كان بدل : كانت.


والقِلادَةُ ، بالكسرِ : ما يُجْعَلُ في العُنُقِ من خَيطٍ ونَحوه ، وقَلَّدَهُ إِيَّاها تَقْليداً فَتَقَلَّدَها : أَلبسهُ إِيّاها فَلَبِسَها ، ومنه : قَلَّدَهُ السَّيفَ ؛ إِذا جَعَلَ حَمائِلَهُ في عنقِهِ.

وتَقْلِيدُ البُدْنِ : أَن يُعلَّقَ في عُنُقها خَلَقُ نَعْلٍ ، أَو عُروةُ مَزادَةٍ ؛ لِيُعلَمَ أنَّها هَدْيٌ.

والمُقَلَّدُ ، كمُظَفَّرٍ : موضع القِلادَةِ من العُنُقِ ..

و ـ : موضع نَجادِ السَّيف على المِنْكبَينِ ..

و ـ : السَّابِقُ مِنَ الخَيلِ ؛ لأَنَّهم كانوا يُقَلِّدُونَهُ قِلادَةً ليُعلَمَ أَنَّه قد سَبَقَ ..

و ـ : ابنُ المُسيَّبِ بن رافع حسامُ الدَّولةِ العُقَيليُّ أَحدُ مُلوك الموصِلِ ..

و ـ : ابنُ نَصرِ بن مُنقدٍ الكنانيّ والد الأَميرِ سَديد (١) أبي الحسن عليّ صاحب شيزَرَ.

ومُقَلَّدُ الذَّهَبِ : أَحدُ ساداتِ العَرَبِ.

وبنو مُقَلَّدٍ : بَطنٌ.

وكمِنْبَرٍ : مِفتاحٌ كالمِنْجَلِ ، وعصاً مُعْوَجَّةُ الرَّأسِ ، والمكيالُ والوعاءُ ، أَو المِخلاةُ.

والإِقْلِيدُ : المِفتاحُ يمانيَّةٌ أَو فارسيَّةٌ ، معرَّب « كِليد » أو روميَّةٌ معرَّب « إِقليدس » ، وشريطٌ يُشدُّ به رأسُ الجِلَّة ، وشيءٌ يَطول مِثلُ الخَيْطِ من الصُّفرِ ويُلوَى على البُرَةِ وعلى حَلقَةِ القُرطِ ، كالقِلادَةِ بالكسرِ ، والعُنُقُ. الجَمع : أَقْلادٌ.

وناقَةٌ قَلْداءُ : طويلتُهُ.

والمَقاليدُ : الخزائِنُ ، والمَفاتيحُ ، قيلَ : لا واحِدَ لها. وقيل : واحدها : مِقْليدٌ ، أَو مِقْلادٌ ، أَو إِقلِيدٌ على الشُّذُوذِ كمذاكير.

والقَلِيدُ ، كأَمِير : الشَّرِيطُ.

والقِلْدَةُ ، بالكسرِ : القِشْدَةُ ، والتَّمر يُجعَلُ في السَّمنِ ليَخلُصَ من الشَّوْبِ (٢).

واقْتَلَدَهُ اقْتِلاداً : اغتَرَفَهُ.

__________________

(١) في « ش » سديد الدّين وفي كتب التّراجم : سديد الملك.

(٢) في « ش » : المشوب بدل : الشّوب.


واقْلَوَّدَهُ النُّعاسُ ، كاجْلَوَّدَ : غَشِيَهُ وغَلَبَهُ.

ومن المجاز

أَعطاهُ قِلْدَ أمرِهِ ـ بالكسر ـ وأَعْطَوهُ أَقلادَهُم : فوَّضوا إِليه أُمُورَهُم من قِلْدِ الماءِ.

وقَلَّدَهُ العمل تَقْلِيداً فَتَقَلَّدَهُ : ولاّهُ إِيَّاه كأَنَّه جَعَلَه قِلادَةً في عنقِهِ ، ويقالُ للشَّيخِ إِذا أَفْنَدَ : قد قَلَّدَ حَبلَهُ فلا يُلتفتُ الى رأيِهِ.

وأَلْقيتُ إِليه مَقاليدَ الأُمورِ ، ومَقاليدَ المُلكِ ، إِذا صار مالكاً ومدبِّراً لهما.

وضاقت عليه مقاليدُهُ : ضاقت عليه أُمورُهُ.

وقَلَّدَهُ نعمةً : أَولاهُ إِيَّاها.

ولي في أَعناقِهِم قَلائِدُ ، أَي نِعَمٌ راهنةٌ.

وقُلِّدَ فلانٌ قِلادَةَ سَوْءٍ : هُجِيَ بما بقي عليه وسْمُهُ ، وقيلَ لأَعرابيّ : ما تقول في نساءِ بني فلانٍ؟ فقال : هنَ قلائِدُ الخيل (١) ، أَي هنَّ كرامٌ ؛ لأَنَّه لا يُقَلَّدُ من الخيلِ إِلاَّ سابقٌ كريمٌ ، ومنه : سمِّيت جوارٍ من بني تَيْم الله : قَلائِدُ الخيلِ كان الرِّجال يَقصُدْونهنَّ ليتحدّثوا إِليهنَّ فلا يُنكَرُ عليهنَّ لكَرمِهِنَّ وعفافهنَ (٢).

وقَلائِدُ الشِّعرِ ومُقَلَّداتُهُ : البواقي على الدَّهر.

وأَقْلَدَ البحر على خَلْقٍ كَثِيرٍ : أَطبَقَ عَليهم إِذ غَرِقوا فيه.

وذو القِلادَةِ : الحارث بن ضُبَيْعَةَ.

الكتاب

( لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ ) (٣) جمع قِلادَة ؛ وهي ما قُلِّدَ به الهَدْيُ من نَعْلٍ ، أَو عُروةِ مَزَادَةٍ ، أَو لحاءِ شجرٍ ، أَو غيرِهِ ؛ ليُعلَمَ به أَنَّه هَديٌ ، فلا يُتَعَرَّضُ له ؛ أَي : ولا تُحِلُّوا ذواتَ القَلائِدِ مِنَ

__________________

(١) اللّسان ( قلد ).

(٢) انظر غريب الحديث للخطّابي ١ : ٢٢٩.

(٣) المائدة : ٢.


الهَدْي ، وهيَ البُدْنُ ، وعَطَفَها على الهَدْي مع دُخُولها فيه مزيداً للتّوصيةِ في عدم التّعرُّضِ لها ؛ لمَزيَّتِها على ما عداها ، كعَطْفِ جَبرَئيلَ وميكائيلَ على الملائكة.

أَو هو نهيٌ عن التّعرُّض لنَفْسِ القَلائِدِ مبالغةً في النَّهي عن التعرُّض لذَواتِ القَلائِدِ ، على معنى : لا تُحِلُّوا قَلائِدَها فضلاً عن أن تُحِلُّوها ، ونظيرُهُ النَّهي عن إِبْداءِ الزِّينةِ بقولِهِ تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) (١) مبالغةً في النّهي عن إبداء مواقعها.

( لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٢) قال اللّيث : المِقلادُ : الخزانةُ ، والمَقاليدُ : الخزائنُ (٣). وقال الزَّجّاجُ : معناهُ مفاتيحُ السَّمَاواتِ والأَرض وتفسيرهُ : أَنَّ كلّ شيءٍ من السَّمَاواتِ والأَرض فالله خالقُهُ وفاتِحُ بابه (٤). وقيل : هو كنايةٌ عن حفظِهِ لها وتدبيرِهِ أَمرَها دون غيره ؛ لأنَّ حافظ الخزائِنِ ومدبِّر أَمرها هو الذي يملك مَقاليدَها ، أَي مَفاتيحَها.

الأثر

( قَلِّدُوا الخَيْلَ ولا تُقَلِّدُوها الأَوْتارَ ) (٥) أي عَلِّقُوا في أَعْناقِها ما شئتم إلاّ الأَوتارَ جمع وَتَرٍ ـ كسَبَبٍ ـ وهو وتَرُ القَوْسِ ؛ لئلاّ تَختَنِقَ بها ، أَو جمع وِتْرٍ ـ كعِهْن ـ وهو الذَّحلُ ؛ أَي لا تَطلُبُوا عليها الأَوتارَ والذُّحولَ الَّتي كانَتْ بينكم في الجاهليَّةِ ، وهي الدِّماءُ ، فَتَقْلِيدُها بمعنى إِلزامها إِياها إِلزام القَلائِدِ للأَعناق.

( فَقَلَدَتْنا السَّماءُ قِلْداً كُلَّ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ) (٦) قَلَدَتْنا كضَرَبَتْنا ، أَي مَطَرَتنا ، كلَّ خَمسَ عَشرةَ ليلةً من وقتٍ معلومٍ ؛ من القِلْدِ ـ بالكسر ـ وهو السَّقيُ في يومٍ مُعَيَّنٍ.

ومنه حديث عبد الله بن عمرو بن

__________________

(١) النّور : ٣١.

(٢) الزّمر : ٦٣ ، الشّورى : ١٢.

(٣) انظر العين ٥ : ١١٧.

(٤) عنه في زاد المسير ٧ : ١٩٤ واللَّسان ( قلد ).

(٥) الفائق ٤ : ٤٠ ، النَّهاية ٤ : ٩٩.

(٦) الفائق ٣ : ٢٢١ ، النَّهاية ٤ : ٩٩.


العاص : ( إِذا أَقَمْتَ قِلْدَكَ مِن الماءِ فَاسْقِ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ ) (١) أَي إِذا سَقَيتَ أَرْضَكَ فأَعطِ من يليك.

( يَتَقالَدُونَ بِئْرَهُمْ ) (٢) يَتَناوَبونَ السّقي منها.

المصطلح

التَّقْلِيدُ : اتِّباع الإِنسان غَيرَه فيما يقول ويفَعَلُ مُعتَقداً الحقّيّةَ فيه من غير نظر وتأويلِ في الدَّليلِ ، كأنَّ هذا المتَّبِعَ جَعَلَ قَولَ الغَير قِلادَةً في عُنُقِ نفسِهِ ، أَو جَعَلَ أَمرَهُ قِلادَةً في عُنُقِ من يَتَّبِعُهُ.

المثل

( تَقَلَّدَها طَوْقَ الحَمامَةِ ) (٣) الهاء كناية عن الخصلة القبيحةِ ، أَي تَقَلَّدَها تَقَلُّدَ الحمامةِ طوقَها أَي لا تُزائِلُهُ ولا تفارقُهُ كما لا يفارقُ طوقُ الحمامةِ الحمامةَ. وقيل : كنايةٌ عن النِّعمَةِ.

( حَسْبُكَ مِنَ القِلادَةِ ما أَحاطَ بالعُنُقِ ) (٤) قاله عقيلُ بن [ عُلَّفَةَ ] (٥) وقد قيلَ له : لم لا تُطيلُ الهِجاءَ؟ يُضرَبُ في الاكتفاء من الشّيءِ بما تَنقَضي به الحاجةُ ، وروى أَبو الفَرَج في الجامِعِ الكبير : أَنَّ عَقيلَ بن عُلَّفَةَ دَخَلَ على يحيى بن الحكم وهو أَمير المدينة فأَنشده قوله :

تَعَجَّبَتْ أَن رَأَت رَأسي تُجَلِّلُهُ

مِنَ الرَّوائِعِ شَيْبٌ راعَ مِنْ كبَرِ

ومِنْ أَديم تَوَلَّى بَعْدَ جِدَّتِهِ

والجَفْنُ يَخْلُقُ فَوْقَ الصَّارِمِ الذَّكَرُ

فقال له يحيى : أنشدني قَصيدَتَكَ هذه كلَّها ، قال : ما انْتَهَيتُ إِلاَّ إِلى ما سَمِعتَ ، قال ، أَما والله إِنَّكَ لَتقول فَتَقصُرُ ، قال : إنَّما يكفي من القِلادَةِ ما أَحاطَ بالرَّقَبَةِ (٦).

__________________

(١) الفائق ٣ : ٢٢١ ، النَّهاية ٤ : ٩٩.

(٢) انظر اللّسان ، والتّاج.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ١٤٥ / ٧٤٠.

(٤) المستقصى ٢ : ٦٢ / ٢٣٢ ، مجمع الأمثال ١ : ١٩٦ / ١٠٣٥.

(٥) في النّسخ : علقمة ، وما أثبتناه عن المصادر.

(٦) الأغاني ١٢ : ٢٦٣ وفيه : ليس من بدل : راع من. ( وفي البيت اقواء ).


قلعد

اقْلَعَدَّ الشَّعْرُ ، كاضمَحَلَّ : اشتَدَّت جُعُودَتُهُ ..

و ـ الرَّجُلُ : ذَهَبَ في البِلادِ على وجهِهِ.

قلنقد

القُلْنَقْدُ ، بالضَّمِّ : الزَّاجُ الأَخضرُ أَو الأَحمرُ.

[ قلقشند ]

قَلْقَشَنْدَةُ ، بفتح القافين : قريةٌ بمصرَ ، منها : مُحمَّدُ بن إِسماعيلَ بن عليِ القَلْقَشَنْديُ وأَهلُ بيتِهِ ، وجَماعةٌ من العُلَماء المتأخِّرينَ.

قمحد

القَمَحْدُوَةُ ، كقَلَنْسُوَةٍ : في « ق ح د » ، وَالميمُ فيها زائدةٌ على الأَصحِّ ، وقَولُ الفيروزاباديّ : في ذكر الجوهريّ إِيّاها في « ق ح د » نظرٌ ، لا يُلتَفَتُ إِليه.

قمد

قَمَدَ قَمْداً وقُمُوداً ، كضَرَبَ وقَعَدَ : أَبى وامتَنَعَ ، أَو كأنَّه قَسا من شدَّة الإِباءِ ، وأَقامَ في خيرٍ أَو شَرٍّ.

والقُمُدُّ ، كعُتُلٍّ : القَوِيُّ الشَّديدُ مِنَ الرِّجال ، كالقُمُدِ ، والقُمادِ ، والقُمْدُود ، والقُمادِيِ ، والقُمُدّانِ ، والقُمُدَّانيِ ـ كعُنُق وغُراب وعُثْنُون وغُرابيّ وجُلُبّان وجُلُبّانيّ ـ وهي بهاء في الكلِّ ، والذَّكَرُ الشَّديدُ الإِنعاظِ.

وأَقْمَدَ إِقْماداً : أَنعَظَ ، وطَمَحَ بعنقِهِ.

ورَجُلٌ أَقْمَدُ بَيِّنُ القَمَدِ ، كسَبَبٍ : طويلُ العُنُقِ أَو ضَخمُها في طول ، وهي قَمْداءُ.

وهم قُمْدُ (١) الأَقْمادِ ، أَي غُلْبُ

__________________

(١) في « ت » و « ج » : قَمَدُ ضبط قلم.


الرِّقابِ.

قال الجوهريّ : واقمَهَدَّ البَعيُر اقْمِهْداداً ؛ إِذا رَفَعَ رأسهُ ، بزيادَةِ الهاء (١). وتَعَقَّبَهُ الفيروزاباديّ فقال : واقْمَهَدَّ ليس من قَمَدَ ووَهِمَ الجوهريّ. وفي الارتشاف زِيدَتِ الهاءُ ثالثةً في اقْمَهَدَّ عند الجوهريّ (٢). فلم يَجعَلهُ وهماً بل رأياً له ومذهباً ذهب إِليه ، وذلك لأنَّ الهاءَ من حروف الزِّيادة ، وظُهُورُ الاشتقاقِ يقتضي زيادَتَها هنا لقولِهِم : اقْمَدَّ إِذا طَمَحَ بعنقِهِ ورَفَعَها. فالقول بزيادتها رأيٌ سديدٌ لا وهمٌ كما توهَّمهُ الفيروزاباديّ لعدم دُرْبَتِهِ في هذا الفَنِّ.

قمعد

اقمَعَدَّ اقْمِعْداداً : عَسُرَ ، وصَعُبَ ، واشْتَدَّ ، فهو مُقْمَعِدٌّ ، وتقول : كلَّمتُهُ بجُهْدِي فَاقْمَعَدَّ ، إِذا لم يَلِنْ لك ولَم يَنقد لكلامِك.

والمُقْمَعِدُّ أيضاً : من عَظُمَ أَعلى بَطنِهِ واسترخَى أَسفلُهُ.

قمهد

اقمَهَدَّ فَرخُ الطَّائِرِ ، إذا ارتَعشَ عند الزَّقِّ ، كاكْمَهَدَّ بالكافِ ..

و ـ البعيرُ : رَفَعَ رأسهُ ..

و ـ الرَّجُلُ بالمكان : أَقامَ.

ورجُلٌ قُمْهُدٌ ، كزُخْرُفٍ : مقيمٌ لا يَبرَحُ.

وكعَسْجَد : اللَّئيمُ الأَصل ، القَبيحُ الوَجْهِ ، كالقَهْمَدِ.

قند

القَنْدُ ، كفَلْسٍ : ما جَمَدَ من عُصارةِ قَصَب السُّكَّر ، كالقِنْديدِ بالكسرِ ، ومنه يعمل السُّكَّر ، وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ.

الجمع : قُنُودٌ ، وبائعُهُ : القَنَّادُ ، كعَبّاسٍ.

وسويقٌ مَقْنُودٌ ، وَمُقَنَّدٌ : مَعمولٌ

__________________

(١) الصّحاح.

(٢) ارتشاف الضرب ١ : ٢٢٠.


بالقَنْدِ ، قال :

يا حَبَّذا الكَعْكُ بِلَحْمٍ مَثرُود

و خُشْكَنانُ وَسَويقٌ مَقْنُود (١)

وقال ابن مُقْبِل :

أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَناتٍ وَنِسْوَةٍ

بِكِرْمانَ يُسْقَينَ السَّويقَ المُقَنَّدَا (٢)

والقِنْدِيدُ ، بالكسر : شرابٌ يَتَّخِذُهُ أَهلُ الحيرَةِ مِنَ القَنْدِ ، وَنَبيذِ الكُشُوتِ ، كالقِنْدَدِ بالكسرِ ، ويُطلقُ على مُطلَقِ الخمر ، وعصيرُ عِنَبٍ تُطْبَخُ فيه أَفواهُ الطِّيبِ ثمَّ يُفتَقُ بالمسك ونحوه ؛ قال (٣) :

بِبابِلَ لم تُعْصَرْ وَكانَتْ سُلافَةً

تُخالِطُ قِنْديداً وَمِسْكاً مُخَتَّماً

والجَيِّدُ مِنَ الوَرْس ، وطيبٌ مُزَعْفَرٌ ، وحالةُ الرَّجُلِ حَسَنَةً كانَت [ أَو قبَيحةَ ] (٤) ، كالقِنْدَدِ كرِمْدَدٍ ؛ الجمعُ : قَناديدُ ، ومنه : جاءَ بالأَمر على قَناديدِهِ ؛ أَي على وجهِهِ وحالاتِهِ.

وقَنْدَةُ الرِّقاعِ ، كهَضْبَةٍ : ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ.

والقُنْدُ ، بالضَّمِّ : الخُصيَةُ أَو العظيمةُ منها ، ومنه قيل للأَصمعيِّ : أَبو القُنْدَيْن ، لِعِظَمِ خُصْيَيْه.

وقَنادٌ ، كسَحَاب : موضعٌ شرقيَّ واسِطَ قُربَ الخُوزِ (٥).

ومحمَّدُ بن سعيد بن قَنْدَ باي (٦) البخاريّ : محدِّثٌ.

وعبد الملك بن محمَّد القَنْدِيُ :

__________________

(١) المعرب : ١٣٤ وفي العين ١ : ٦٧ ، واللّسان ( كعك ) : بسويق ، وفي الاساس : ٣٧٨ والصّحاح ٤ : ١٦٥ : مع سويق.

(٢) أَساس البلاغة : ٣٧٨ ، وفي ديوانه : ربع بدل : ركب. وفي اللَّسان ( قند ) : يَعْتَفْنَ بدل : يسقين. وفي ( بتت ) : بتاتٍ ونسوةٌ بدل : بناتٍ ونسوةٍ ، ويغبقن بدل : يسقين.

(٣) الأعشى ، ديوانه : ٩٠ وفيه : فجاءت بدل : وكانت ، وفي اللَّسان ( قند ) : فسالت بدل : وكانت.

(٤) الزّيادة عن القاموس.

(٥) كذا في النَّسخ ضبط قلم وفي معجم البلدان : الحوز باهمال الحاء ضبط قلم.

(٦) كذا في « ت » و « ش » وفي « ج » : قندبائي وفي الإكمال ١ : ١٦١ : قند بن يابي بياء معجمة ، وفي التَّاج ( قند ) : ووالد قند اسمه بابي ضبط قلم.


واعِظٌ مشهورٌ.

والقِنْدَأْوُ بمَعانيهِ في بابِ الهمزةِ.

قود

قَادَ الدَّابَّةَ يَقُودُها قَوَدَاً ، وقِياداً ، وقِيادَةً ، ومَقادَةً ، وقَيْدُودَةً ، وتَقْواداً ـ بالفتح ـ واقْتادَها اقْتِياداً : أَخَذَ بِرَسَنِها ومَشَى بها خَلفَهُ فَانْقادَتْ واقْتادَت لازِمٌ متعدٍّ ، وهو قائِدٌ ومُقْتادٌ ، وهيَ مَقُودَةٌ ، ومُقْتادَةٌ اسم مفعول ، ومُنقادَةٌ ، ومُقْتادَةٌ اسم فاعل.

وهو من قُوَّدِ الخَيْلِ وَقُوَّادِها ، وقادَتِها جمعُ قائِدٍ.

وقَوَّدَ فَرَسَهُ تَقْويداً : جَعَلَ لَهُ مِقْوَداً وأَكثَرَ قَوْدَهُ ، يقال : إِذا نَزَلْتَ عن فَرَسِكَ فَقَوِّدهُ ، وقَولُ الفيروزاباديّ : القَوْدُ كالتَّقْوِيدِ ، غَلَطٌ.

وأَقادَهُ خَيلاً : أَعطاه إِيّاها ليَقُودَها.

وفَرَسٌ قَؤُدٌ ـ كصَبُورٍ بالهمزِ ودونَهُ ـ وقَيِّدٌ وقَيْدٌ ، كَميِّتٍ ومَيتٍ : سَلِسٌ مُنْقادٌ.

والقَوْد منَ الخَيلِ : كقَوْمٍ : الجماعةُ ، والَّتي تُقادُ ولا تُركَب.

والمِقْوَدُ ، كمِرْوَدٍ : الحَبْلُ يُقادُ به ، كالقِيادِ ، ونظيرُهُما مِئْزَرٌ وإِزارٌ ، وذِكرُ الفيروزاباديّ القِيادَ في « ق ي د » ؛ غَلَطٌ.

والقَيِّدَةُ ، كسَيِّدَةٍ : ذريعةُ الصَّائِدِ ، وهي الجَمَلُ يَختِلُ به الصَيْدَ.

وقَوِدَ الفَرَسُ قَوَداً ـ كتَعِبَ ـ واقْوَدَّ اقْوِداداً ، كاسْودَّ : طال ظهرُهُ وعنقُهُ ، فهو أَقْوَدُ ، وهي قَوْداءُ من قُودٍ فيهما.

وأَتانٌ قَيْدَودٌ : طويلةٌ ، وهي أُتُنٌ قَياديدُ.

والقَوَدُ ، بفتحتين : القِصاصُ.

وأَقادَ الإِمامُ القاتل بالقَتْلِ : قَتَلَه به قَوْداً.

واستَقَدْتُ الحاكِمَ من القاتِلِ فأَقادَني منه : طَلَبْتُ منه أَن يَقْتُلَهُ فَفَعَلَ.

ومن المجاز

قادَ الأَميرُ الجيش قِيادَةً ، فهو قائِدٌ من قُوّادٍ وقادَةٍ ..

و ـ الرَّجُلُ على الفاجِرَةِ ، قِيادَةً : جَمَعَ بينها وَبينَ الرِّجالِ ، كأنَّه يَقُودُهُم


إِليها ، وعدّي الفعل بـ « على » ؛ لتضمُّنه معنى الدَّلالةِ ، وهو رَجلٌ قَوَّادٌ.

وانْقَادَ له : خَضَعَ ، وأَطاع ، وأَذعَنَ ، كاسَتقادَ.

وأَعطاهُ قِيادَهُ ، ومَقادَتَهُ : انقادَ له طوعاً أَو كرهاً.

وهو سَلِسُ القِيادِ : يتابع على ما يُرادُ منه.

وطريقٌ مُنْقادٌ : مستقيمٌ.

وانقادَ له الطَّريق إِلى البَلَدِ : وَضَحَ.

( ورَمْلٌ مُنْقادٌ : مُستطيلٌ ) (١).

واقْتادَ النَّبْتُ الثَّورَ : وجد ريحهُ فَهَجَمَ عليه.

وقادَتِ الرِّيحُ السَّحابَ فاسْتَقادَ لها : صَرَفَتهُ إِلى حيث تَهُبُّ.

وجَعَلتُهُ مَقَادَ المُهْرِ ؛ أَي عن اليمين.

وأصْبَحَ لا يُقادُ به البعيرُ ؛ أَي شاخَ وهَرِمَ (٢).

وهو يُقاوِدُهُ ويُساوِقُهُ : يتابعُهُ.

وتَقاوَدَتِ الإِبلُ وتَساوَقَتْ : تَتابَعَت كأنَّ بعضها يَقُودُ بعضاً ويسوقُهُ.

وذهبا يَتَقاوَدانِ ، إِذا ذَهَبا مُسرِعينِ كأَنَّ كُلاًّ مِنهما يَقُودُ الآخرَ.

وتَقاوَد المَكانُ : استَوَى ، فهو مُتَقاوِدٌ.

وحبلٌ أَقْوَدُ ، ومُقَوَّدٌ ، كمُظَفَّرٍ : طويلٌ.

وثنيَّةٌ قَوْداءُ : طويلةٌ في السَّماءِ.

والقائِدُ من الجَبَلِ : النَّاتئُ منه ، وهو أَنفُهُ ..

و ـ من السَّحابُ : ما يَتَقَدَّمُهُ منه ..

و ـ : الأَوَّلُ من بَنات نَعش الكُبرى لا الصُّغرى ، وغَلِطَ الفيروزاباديُّ تَبَعاً للصَّغانيِّ ..

و ـ : ما استَطالَ من ظَهرٍ على وجه الأَرضِ.

وبهاء : أَكَمَةٌ تَمْتَدُّ على الأَرضِ.

وقِيدَ الدَّقيقُ : طُبِخَ فاجتَمَعَ وتَكَتَّلَ.

وأَقادَ الرَّجلُ : تَقَدَّمَ ..

و ـ الغَيْثُ : اتَّسَعَ ..

__________________

(١) بدل ما بين القوسين في « ش » : ورجلٌ منقادٌ : مستقيم.

(٢) في الأساس ٣٨١ : وأصبحت يقاد بي البعير : أي شخت وهرمت.


و ـ السَّحابُ : صارَ ذا قائِدٍ ، وَهو سَحابٌ مُقِيدٌ.

والأَقْوَدُ من الرِّجالِ : الشَّديدُ العُنُقِ ، والَّذي إِذا أَقبَلَ على الشَّيءِ بوجهِهِ لم يكَد يصرفُهُ عنه ، ومنه قيل للبخيلِ بالزَّادِ : أَقْوَدُ ؛ لأَنَّه لا يَلتَفِتُ عند الأَكلِ لئلاَّ تَقَعَ عينُهُ على أَحدٍ فَيَحتاجَ أَن يَدعُوَهُ.

وقَوادِيانُ ، بالفتح : مدينةٌ على جَيحُونَ.

والمَقادُ ، كمَنامٍ : جبلٌ بأَرضِ الصَّمَّانِ.

وتُقَيِّدُ ، على مثال مُضارِعِ قَيَّدتَ يا رجلُ تَقْييداً : اسم ماء عن أَبي عمرو ، وقال غيره : تَقتُدُ ، كتَكْتُب.

الأثر

( يَقُودُكُم بِكِتابِ لله ) (١) أَي يَسيرُ بكم على حِكَمِهِ وأوامرِهِ ونواهيهِ ، أو متمسِّكاً به ، أَو مُلتَبِساً بأَحكامِهِ.

( يُقادُونَ إِلى الجَنَّةِ بِالسَّلاسِلِ ) (٢) يؤْخذون عَنوَةً في السَّلاسِلِ وَيَدخلونَ في الإِسلامِ.

( لا قَوَدَ إِلاَّ بالسَّيْفِ ) (٣) أَي لا يقامُ القصاص إِلاَّ به في القتل.

( مَنْ قَتَلَ عَمْداً فهو قَوَدٌ ) (٤) أَي مُستَوْجبٌ لأَن يُقادَ منه.

( نَهَى أَن يُسْتَقادَ في المَسْجِدِ ) (٥) أي يُطلَبَ من الحاكم القَوَدُ في المَسْجِدِ ؛ احتراماً وصيانةً له مِن أَن يَتَلَوَّثَ بالدَّم ، مع ما في ذلك من اشتِغالِ النّاس بالنَّظَر إِليه عن العبادة.

المثل

( قُودُوهُ لي باركاً ) (٦) أَصلُهُ : أنَّ امرأةً

__________________

(١) مسند أحمد ٦ : ٤٠٢ ، مسلم ٢ : ٩٤٢ / ٣١١.

(٢) مسند أحمد ٢ : ٣٠٢ ، سنن أبي داود ٣ : ٥٦ / ٢٦٧٧ ، النَّهاية ٢ : ٣٨٩.

(٣) سنن ابن ماجه ٢ : ٨٨٩ / ٢٦٦٧ ، ٢٦٦٨ مجمع البحرين ٣ : ٣٠٢.

(٤) سنن أبى داود ٤ : ١٨٣ / ٤٥٣٩ ، النَّهاية ٤ : ١١٩.

(٥) سنن أبي داود ٤ : ١٦٧ / ٤٤٩٠ ، السّنن الكبرى ١٠ : ١٠٣.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ٩٤ / ٢٨٤٧ ، وفيه : بي بدل : لي.


حُمِلَتْ على بعيرٍ وهو باركٌ فأَعجَبَها وَطأُ المَركَبِ ، فقالت ذلك. يُضرَبُ لمَن تَعَوَّد مباشرةَ التُّرْفَة ثُمَّ باشَرَها.

( قَدْ لا يُقادُ بِيَ البَعيرُ ) (١) قالَهُ سَعدُ ابنُ زيدِ مَناةَ وقَد أَسَنَّ حَتَّى لَمْ يُطِقْ ضَبْطَ بَعيرِهِ الَّذي يركبُهُ ، وكان ابنُهُ صَعصَعَةُ يوماً يَقُودُ به جَمَلَهُ فقال ذلك. يَضربهُ الهَرِمُ أسَفاً على شَبابهِ.

( أَقْوَدُ مِن ظُلْمَةٍ ) (٢) هو أَفعَلُ من القِيَادَةِ على الفاجِرَةِ ، وظلمةٌ تروى بِضَمِّ الظَّاء بمعنى الظَّلامِ لأَنَّه يستر كلَّ شيءٍ وقالوا في معناه : ( أَقْوَدُ من لَيْل ) (٣) لأَنَّ اللَّيلَ أسترُ للوَيل حتَّى قال الشَّاعر :

الشَّمْسُ نَمَّامَةٌ واللَّيلُ قَوَّادُ (٤)

ويروى بكسرِ الظّاءِ كسِدْرَة ، وهو اسم فاجرةٍ هُذَليَّةٍ فَجَرَت شَبابَها حتَّى عجَّزَتْ ثمَ قادتْ حتَّى أُقعِدَت ثمَّ اتَّخَذَت تَيْساً فكانت تطرِقُهُ النّاس وتقول : إِني أَرتاحُ إِلى نَبِيبِهِ على ما بي من الهَرَم ، وكانت تقول : إِذا مُتُّ فأَحرقوني ثمَّ أَجمِعُوا رمادي في صُرَّةٍ وأَتربوا به كُتُب الأَحباب فإِنَّهم يجتمعون لا محالة وأَعطوا منه الخاتِناتِ ليذْرِرْنَ منه على أَجْراح الصَّبيَّات فانَّهنَّ يَلهَجْنَ بالزُبِّ ما عِشنَ.

( أَقْوَدُ مِنْ مُهْرٍ ) (٥) هو أَفعلُ من قَوْدِ الدابَّة ، وهو ممَّا استُعملَ للمفعول على غير قياس ـ كأَلوَمَ وأَعذَرَ ـ أَي أَشدُّ مَقُودٍ به من مُهْرٍ ، وذلك أَنَّه إِذا قِيد عارَضَ قائِدَهُ وسَبَقَهُ. يضرب للشَّديد الانقيادِ ، والله أَعلمُ.

قهد

قَهَدَ في مشيِهِ ـ كمَنَعَ ـ قَهْداً : قارَبَ الخَطْوَ ولم يَنبَسِط فيه.

__________________

(١) المستقصى ٢ : ١٩٢ / ٦٥٠.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٥ / ٢٩٥١ وص ١٢٦ / ٢٩٥٧.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٦ / ٢٩٥٨.

(٤) عجز بيت لابن المعتز ديوانه وصدره :

لا تلق إلاّ بليل من تواصلِهِ

وانظر مجمع الأمثال ٢ : ١٢٦.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٦ / ٢٩٥٦.


والقَهْدُ ، كفَلْسٍ : الأَبيضُ الكَدِرُ ، ومن وَلَد الضَّأنِ : ما يَضْرِبُ إِلى البياض ، وصِنْفٌ مِنَ الغنم يعلوها سوادٌ ، أَو ضأنٌ سُودٌ جُرْدٌ صغارٌ تكون بِاليَمَن ، ووَلَدُ البقرةِ الوحشيَّةِ ، وطيرٌ فاخِتِيُّ اللَّون أَحمَرُ المنقار والرِّجلينِ أَكبرُ من الحَمامِ ، وما صَغُرَ ولَطُفَ مِنَ البَقَرِ ، وما لا قرونَ له منَ الغَنَمِ ، والقصيرُ الذَّنَبِ ، والنَّرجِسُ لَمْ تَنفَتحْ أكمامُهُ. الجمع : قِهَادٌ.

وقَهَدٌ ، بالتَّحريك : موضعٌ في قول الشَّاعِرِ :

قَبْرٌ بِسِنْجَار أَو قَبرٌ على قَهَدِ (١)

وقول الفيروزاباديِّ : القَهَدُ باللاّم ، غَلَطٌ.

والقِهادُ ، ككِتابٍ : موضعٌ في شِعرِ ابن مُقْبِلٍ (٢).

وقيسُ بن قَهْد ، كفَلْسٍ : صحابيٌّ.

وخَولةُ بنتُ قَهْدٍ : امرأةُ حمزة بنِ عبدِ المطَّلِبِ الخَزرجيَّةُ ، صحابيَّةٌ.

وقُهَيْدٌ ، كزُبَيْرٍ : ابنُ مُطْرفٍ أَو ابنُ أَبي مُطرفٍ الغِفاريُّ ، مُختَلَفٌ في صُحبتِهِ.

قهمد

القَهْمَدُ : القَمْهَدُ.

قيد

القَيْدُ ، كزَيدٍ : ما يُجعَلُ في الرِّجلين من حَلَقِ الحديدِ للمنعِ من الشِّرادِ. الجمع : قُيُودٌ ، وأَقيادٌ.

وقَيَّدَهُ تَقْييداً : وَضَعَ القَيْدَ في رِجلَيْه فتَقَيَّدَ.

والمُقَيَّدُ ، كمُظَفَّرٍ : موضعُ القَيْدِ من الرِّجْلِ ، والمكانُ يُقَيَّدُ فيه الجَمَلُ ويُخَلَّى ؛ لِيَرعَى فيه.

__________________

(١) عجز بيت وصدره :

ثم اشتكيت لأشكاني وساكنه

عزاه البكري في معجم ما استعجم ٣ : ٧٦٠ والتّبريزي في شرح ديوان الحماسة ٢ : ١٥٢ إلى ضنّان بن عباد اليشكري.

(٢) إشارة إلى قوله :

فجنوب عَرْوَى فالقهاد خشيتها

وَهْناً فهيجّ لي الدّموع تذكُّري

معجم البلدان ٤ : ٤١٨.


وقَيْدُ الفَرَس : سِمَةٌ تُوسَمُ في أَعناقِ الإِبل ، وصُورتُها حَلَقَتان بينهما مَدَّةٌ ؛ قال :

كُومٌ عَلَى أَعْناقِها قَيْدُ الفَرَس (١)

والقِيدُ ، والقَادُ ، كعِيدٍ وعادٍ : المقدارُ ؛ تقول بيني وبينه قِيدُ رُمحٍ ، وقادُ رُمْحٍ ؛ أَي مقدار طولِهِ من المَسافَةِ.

ومن المجاز

فَرَسٌ قَيْدُ الأَوابد ، أَي كأَنَّه لِسُرعَةِ إِدراكِهِ الوَحشَ قَيْدٌ لها يمنَعُها الشِّرادَ ، فهي لا تفوتُهُ هَرَباً.

وجَعَلَ لِقَتَبِهِ قَيْداً ؛ وهو قِدٌّ يضمّ عرقوتيهِ (٢).

وضَرَبَهُ فَقَطَعَ قَيْدَ عَضُدَيهِ ؛ وهو ما يضمُّهما من المؤَخَّرتينِ.

وفَسَدَ قَيْدُ أَسنانِهِ ، أَي لثتُهُ.

وامرأةٌ خَدِلَةُ المُقَيَّدِ ؛ أَي المُخَلخَلِ ، وهو موضعُ الخلخال.

وناقةٌ مُقَيَّدَةٌ : كالَّةٌ لا تَنبَعِثُ وقد فَسَّدَها الكلالُ.

وقَيَّدْتُ الكتاب : شَكَلتُهُ.

وهو كتابٌ مُقَيَّدٌ : مشكولٌ.

وما على هذا الحرف قَيْدٌ ، أَي شَكلَةٌ.

وتَقَيَّدَ للأَمرِ : جمع نَفسَهُ لَهُ ..

و ـ عندَ فلان : أَقامَ ، وقد قَيَّدَهُ إِحسانُهُ ، قال أَبو الطيِّب :

وقَيَّدْتُ نَفْسي في ذَراكَ محَبَّةً

ومن وَجَدَ الإِحسانَ قَيْداً تَقَيَّدَا (٣)

ومُقَيِّدَةُ الحِمارِ : الحَرَّةُ ؛ لأَنَّهُ يُقَيِّدُهُ الكَلالُ.

وتُقَيِّدُ ، وتُقَيِّدُةُ ، بضمِّ المثنَاة الفوقيَّه وفتح القاف وكسر المثنَّاة التّحتيَّةِ المشدَّدَةِ فيهما : ماءٌ بأَعلى الحَزْنِ لبني عِجلٍ وقيسِ بن ثَعلَبَةَ وتيمِ الله.

وذَكَرَ الجوهريُّ والفيروزاباديُّ هنا القَيِّدَ ـ كَكيِّسٍ ـ وهو مَن ساهَلَكَ إِذا

__________________

(١) الرّجز بلا نسبة في الصّحاح والأساس واللَّسان.

(٢) في « ج » : عرقوبيه ، وفي « ش » قرينه.

(٣) ديوانه : ٣٧٣ ، وهو من قصيدة : « لكل امرئ ما تعوّد » يمدح فيها سيف الدّولة.


قُدتَهُ ، والقِيادُ ـ ككِتابٍ ـ وهو الحَبْلُ يُقادُ به ؛ وهو غلطٌ صَريحٌ لأَنَّهما من القَوْدِ لا من القَيْدِ والواو فيهما منقلبةٌ عن الياء (١) كالسيِّد من ساد يَسود ، والغياث من الغوث ، فلا وجه لذكرهما هنا.

الأثر

( قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْكَ ) (٢) أي مَنَعَ مِنَ الفَتْكِ والغِيلةِ كما يَمْنَعُ القَيْدُ المُفْسِدَ مِنَ الفَسادِ ، ومنه : قولُ خَوَّاتِ بن جُبَيرٍ الصَّحابيِّ صاحِب ذات النَّحْيَينِ حينَ قال له رسولُ الله 9 : ( ما فَعَلَ جَمَلُكَ أَيَشْرُدُ عَلَيكَ؟ ) فقال : أَمَّا مُنذُ قَيَّدَهُ الإِسلام فلا (٣) ويأتي بيانه في « ش غ ل ».

( أَأُقَيِّدُ جَمَلِي؟ ) (٤) يعني زَوجَها وتَقِييدُهُ أَن تَعمَلَ له شيئاً من السِّحرِ يمنعه عن إِتيان غيرها من النِّساءِ.

( الدَّهْناءُ مُقَيَّدُ الجَمَلِ ) (٥) كمُظَفَّر أَي يُقَيَّدُ فيه الجَمَلُ ويُخَلَّى ليَرتَعَ فيه لخِصبِهِ ، أَو لا يتعدَّى الجَمَلُ مَرتَعَهُ ولا يتجاوزُهُ في طلب المَرعى فكأَنَّه مُقَيَّدٌ به.

ومثلُهُ : ( إِنَّما الدُّنيا عِندَكُم مُقَيَّدُ الجمل ) أي مُخصِبَةٌ مُمرِعَةٌ كالمَكان المُخصِبِ الذي يُقَيَّدُ فيه الجَمَلُ ويُترَكُ به حتَّى يَسمَنَ.

المصطلح

المُقَيَّدُ من الشِّعرِ : ما كان رَوِيُّهُ ساكناً كأَنَّه قُيِّدَ عن الحركة.

المثل

( القَيْدُ والرَّتْعَةُ ) (٦) قاله عمرو بن الصَّعِقِ ، وكانت شاكرٌ من هَمدانَ أَسَروه فأَحسنوا إِليه ، وروَّحوا عنه حتَّى سمن ، وقد كان يومَ فارقَ قومَهُ نحيفاً ، فهرب

__________________

(١) هكذا في النّسخ ، والظّاهر أنّ الصّحيح : الياء فيهما منقلبة عن الواو.

(٢) مسند أحمد ١ : ١٦٦ الفائق ٣ : ٨٨ ، النَّهاية ٤ : ١٣٠.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٧٧.

(٤) الفائق ١ : ٢٨ ، غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٧٣ ، النَّهاية ٤ : ١٣٠.

(٥) الفائق ٣ : ١٠٠ ، غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٧٣ ، النَّهاية ٤ : ١٣٠.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ٩٩ / ٢٨٦٦.


من شاكرٍ ، فلمَّا وصل إِلى قومه قالوا له : خرجت من عندنا نحيفاً وأَنتَ اليومَ بادنٌ؟ فقال : « القَيْدُ والرَّتعَةُ » فأَرسلَها مَثَلاً ؛ أَي القَيْدُ والرَّتْعَةُ صيَّراني بادناً. يضرب لمن حَسُنَت حالهَ وهو وادِعٌ.

( القُيُودُ خَلاخيلُ الرِّجالِ ) (١) قاله رَجُلٌ ظُوهِرَت عليه القُيود فلم يهُلهُ ذلك. يضرب في تسليةِ المُقَيَّدِ.

( حَسِبَهُ صَيْداً فَكانَ قَيْداً ) (٢) يضرب لمَنْ قَصَدَ لشيءٍ طمعاً فيه فكانَ وَبالاً عَلَيه (٣).

فصل الكاف

كأد

كَأَدَ ، كمَنَعَ : اشتَدَّ وصَعُبَ ، قال الزَّمخشريّ : كَأدَ وكَأَبَ وكَأَنَ ثلاثَتُها في معنى الشِّدَّةِ والصُّعُوبَةِ (٤).

وتَكَأَدَهُ الأَمرُ ، وتَكاءَدَهُ ، كتَعَهَّدَهُ وتَعاهَدَهُ : شَقَّ عليه وصَعُبَ.

وعَقَبَةٌ كَؤُودٌ ، وكَأْداءُ : صَعْبةٌ.

وتَكَأَّدْتُ الشَّيءَ : تَكَلَّفتُهُ ، ورَكِبتُ صُعُوبَتَهُ ، وقاسَيتُ شدَّتهُ.

والكَأداءُ ، كحَمْراءَ : الشِّدَّةُ ، والحَرَقُ (٥) ، والهَولُ ، واللّيلُ المُظلِمُ.

والكُؤَداءُ ، كالصُّعَداءِ زنةً ومعنىً.

واكْوَأَدَّ الرَّجلُ ، كاطمَأنَّ : شاخَ ..

و ـ الشَّيخُ : ارتَعَشَ ، وأُرعِدَ كِبَراً ، فهو مُكْوَئِدٌّ ، كمُطْمَئِنّ.

كبد

الكَبِدُ ، ككَتِفٍ وعِهْنٍ وفَلْسٍ : أَحدُ الأَعضاءِ الثَّلاثةِ الرَّئيسةِ الَّتي هي مبادئُ للقُوى الأُولى في البَدَن المضطَرِّ إِليها في بقاء الشَّخصِ ، وهي القلبُ وهو مبدأُ قوَّةِ

__________________

(١) انظر ثمار القلوب في المضاف والمنسوب : ٦٣٢ / ١٠٥٨.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٣٠.

(٣) في « ج » زيادة : نعوذ بالله.

(٤) الفائق ٣ : ٢٤١.

(٥) كذا في النّسخ ، وفي القاموس : الحزن بدل : الحرق.


الحياة ، والدِّماغُ وهو مَبدَأُ قُوَّةِ الحسِّ والحَرَكةِ ، والكَبِدُ وهي مبدأُ قوَّةِ التَّغذيةِ ، وحقيقتُها لحمٌ أَحمرُ كأَنَّه دمٌ جامدٌ ، وموضعها في الجَنْب الأَيمنِ من الباطِنِ تحت الشَّراسيفِ الفوقانيَّةِ. قال الفرّاء : العَرَبُ تؤنِّث الكَبِدَ وتُذكِّرُهُ (١) ، الجمع : أَكبادٌ ، وكُبُودٌ ، وهو قليلٌ.

وكَبَدَهُ ، كضَرَبَ وقَتَلَ : أَصاب كَبِدَهُ ..

و ـ الماءُ : أَضَرَّ بكَبِدِهِ ..

و ـ البَرْدُ : خَلَصَ إِلى كَبدِهِ لشدَّتِهِ.

وكُبِدَ ، بالبناء للمفعولِ : اشتَكَى كَبِدَهُ ، فهو مَكْبُودٌ.

وكَبِدَ هو كَبَداً ، كتَعِبَ : وَجِعَت كَبِدُهُ وانتَفَخَت ، فهو أَكْبَدُ.

والكُبادُ ، كغُرابٍ : وَجَعُ الكَبِدِ.

ومن المجاز

كَبِدُ كلِّ شيءٍ : وسطُهُ ..

و ـ من الأَرضِ : باطِنُها ومَعدنُها ..

و ـ من الجَبَلِ : جوفُهُ من كهفٍ أَو شعبٍ ..

و ـ من القوسِ : فُوَيْقُ مَقْبِضِها حيث يوضع (٢) السَّهمُ.

وانتَزَعَ سَهْمَهُ فَوَضَعَهُ في كَبِدِ القِرطاسِ : أَصابَ وَسَطَه.

ودارُهُ كَبِدُ نَجْد ؛ إِذا حلَّ وَسَطَهُ.

ووَضَعَ يده على كبدِهِ : على ما يقابِل الكَبِدَ من جنبِهِ الأَيسرِ.

وهو يبحث عن كَبِدِ الأَرض ، وأَكبادِها : معادِنِها.

ورَمَتْ إِلَيه الأَرضُ بأَفْلاذِ كَبِدِها : بكُنُوزها وذخائِرِها.

وحَلَّقَ الطَّائرُ حتَّى صار في كَبِدِ السماءِ ، وكَبَدِها ، وكُبَيْدائِها ، وكُبَيْداتِها ـ ككَتِفٍ وسَبَب وسُوَيداءَ وسُوَيْداتٍ ـ وهي ما استَقبَلَكَ من وَسَطِ السَّماءِ.

قال الأَزهريُّ : قالوا في تصغير كَبِدِ السَّماء كُبَيْداءُ السَّماءِ ، كما قالوا : سُوَيداءُ القلب ، وهما نادِرَتان حُفِظَتا عن العَرَب ،

__________________

(١) عنه في اللَّسان ، والمصباح المنير.

(٢) في « ش » : يوزع بدل : يوضع.


هكذا ، ولا ثالثَ لَهما (١).

وقال الجوهريّ : كُبَيْداتُ السَّماء كأَنَّهم صغَّروها كُبَيْدَةً ثمَّ جمعوها (٢).

وعن اللَّحيانيِّ : كَبِدُ السَّماءِ والهواءِ واللَّوح والسُّكاكِ بمعنىً (٣).

وتَكَبَّدَتِ الشَّمسُ : توسَّطتِ السَّماءَ ، كَكَبَّدَتْ تَكْبيداً.

وتَكَبَّدَ الرَّجلُ الفلاةَ : قَصَدَ وسطها ..

و ـ الأَمرَ : قَصَدَه ..

و ـ الدَّمُ : صار كالكَبِدِ ..

و ـ اللَّبنُ : خَثُرَ وغَلُظَ.

وجَمَلٌ أَكْبَدُ ، كأَحْمَرَ : واسِعُ الجوفِ ناهِدُ موضِعِ الكَبِدِ ، وهي ناقةٌ كَبْداءُ.

ورجلٌ أَكْبَدُ وامرأة كَبْداءُ : ضَخْمتا الوسطِ بطيئتا السَّير.

ورملةٌ كَبْداءُ : عظيمةُ الوسطِ.

وقوسٌ كَبْداءُ : يملأُ مَقْبِضُها الكفَّ.

والكَبْداءُ : الرَّحَى الَّتي تدارُ باليدِ ، سمِّيت بذلك لما في إِدارَتِها من المشقَّةِ.

ويقال للأَعداءِ : سُودُ الأَكبادِ ، كما يقال لهم : صُهْبُ السِّبالِ وإن لم يكونوا كذلك ، قال أَبو عُبيدٍ : كأنَّ العَداوَةَ أَحرَقَت أَكبادَهُم فاسوَدَّت (٤) ، والكَبِدُ مَعدِنُ العَداوةِ.

وفُلانٌ تُضرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبل ؛ أَي يُرحلُ إِليه في طلب العلمِ وغيرِه.

ووَقَعَ في كَبَدٍ ، كسَبَبٍ : في مشقَّةٍ وشدَّةٍ ، وأَصلهُ وَجَعُ الكَبِدِ.

وكابَدَهُ مُكابَدَةً : قَاسَى شِدَّتَهُ.

والمُسافرُ يُكابِدُ اللَّيلَ : يَركَبُ هَوْلَهُ وصعوبَتَهُ. والاسم : الكَابِدُ.

والكَبَدُ أَيضاً : الاستواءُ والاستقامةُ.

والكَبْدَةُ ، كهَضْبَةٍ : خَرَزَةٌ للتَّأخيذِ والعَطف.

والأَكْبَدُ : طائرٌ ضخمُ الجوف.

وكَبِدٌ ، ككَتِفٍ بدون لامٍ ، لا الكَبِدُ ووهم الفيروزاباديُّ : هَضبَةٌ حمراءُ بالمَضجَع في ديار كلاب ، وقُنَّةٌ لغَنيّ ،

__________________

(١) تهذيب اللّغة ١٠ : ١٢٦.

(٢) انظر الصّحاح.

(٣) انظر اللّسان والتّاج.

(٤) عنه في تهذيب اللَّغة ١٠ : ١٢٧.


قال الرّاعي :

عَنِ اليَمنِ وعَنْ شَرْقيِّهِ كَبِدُ (١)

وَدارَةُ كَبِدٍ : موضعٌ لبني أَبي بكر بن كلاب.

وكَبِدُ الوِهادِ : موضعٌ في سماوَةِ كلبٍ وقد ذكره المتنبّي في قوله :

رَوَامي الكِفافِ وَكَبْدِ الوِهادِ

وَجارِ البُوَيْرَةِ وادِي الغَضَا (٢)

وأَكبادٌ بالفتح : أرضٌ في شعر ابن مقبل (٣).

وكَبِدٌ ، ككَتِف : لقبُ عبدِ الحميدِ بنِ الوَليدِ بن المُغيرة مولى أَشجَعَ وكان راوياً أخباريّاً علاّمةً ، قالَ يونُس : سمِّى كَبِداً لأنَّه كان ثقيلاً (٤) ، وقول الفيروزاباديّ : الكَبِدُ ، خَطَأٌ.

وكَبِدُ الحَصاةِ : لقبُ شاعر.

وأَمُ الكَبِدِ : البَقْلَةُ.

الكتاب

( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ) (٥) في تعب ومشقَّة وشدَّة ، فإِنَّه لا يزال يقاسي فنونَ الشَّدائِدِ وضروبَ المشاقِّ من وقت احتباسِهِ في الرَّحمِ إِلى انفصالِهِ ، ثمَّ إِلى زمان رضاعِهِ ، ثمَّ إِلى بلوغِهِ ، ثمَّ وُرُودِ طوارِقِ السَّرَّاءِ وبَوارِقِ الضَّرَّاءِ وعلائِقِ التَّكاليفِ وعَوائقِ التَّمدُّنِ والتَّعيُّش عليه إِلى الموت ، ثمَّ إِلى البعث من المُساءَلَةِ وظُلمةِ القبرِ وحشتِهِ ، ثمَّ إِلى الاستقرارِ في الجنَّةِ أَو النّار من الحساب والعتاب والحِيرَةِ والحسرة والوقوف بين يدي الجبَّار ، سهَّلها الله علينا بفضلِهِ وكرمِهِ.

__________________

(١) ديوانه : ٦٨ والبيت فيه :

غدا ومن عالج خدٌّ يعارضه

عن الشّمال وعن شرقيّه كبد

وفي معجم البلدان ٤ : ٤٣٣ :

عدا ومن عالجٍ ركنٌ يعارضه

عن اليمين وعن شرقيّه كبد

(٢) ديوانه : ٥١٠ من قصيدة : « ضحك كالبكاء » وفيها : كِبد ، بكسر الكاف ضبط قلم.

(٣) اشارة إلى البيت :

أَمْسَتْ بأَذْرُعِ أَكَبادٍ فَحُمَّ لها

رَكْبٌ بلينَةَ أو ركب بساوِينَا

كما في معجم البلدان ١ : ٢٣٩.

(٤) انظر الإِكمال لابن ماكولا ٧ : ١٢١.

(٥) البلد : ٤.


وقيلَ : الكَبَدُ هو الاستواءُ والاستقامة ؛ أَي خلقناه مُنتَصبَ القامة ، وهو قولُ مُجاهد وأَبي صالح وعَكرمَةَ وروي عن ابن عبَّاس (١).

الأثر

( الكُبادُ مِنَ العَبِّ ) (٢) كغُرابٍ أَي وَجَعُ الكَبِدِ من جَرْعِ الماءِ فَارشِفُوهُ رَشفاً.

( كَبَدَهُمُ البَرْدُ ) (٣) أَصاب أَكبادَهم ؛ لأنَ الكَبِدَ موضعُ الحَرارةِ فلا يَخلُصُ إِليها إِلاّ البَردُ الشَّديدُ ، أَو شَقَّ عليهم وضَيّقَ ، من الكَبَدِ ـ كسَبَب ـ وهو التَّعَبُ والشِّدَّةُ.

( فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَبِدِي ) (٤) يريد على ظَهْرِ جَنْبي ممَّا يلي الكَبِدَ.

( فَوَجَدَهُ عَلَى كَبِدِ البَحْرِ ) (٥) أَي على وسطِهِ أَو جانبِهِ.

( وتُلْقِي الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدها ) (٦) ما فيها من معادِنِ الذَّهبِ والفضَّة والجوهر ، أَو ما خُبِئَ فيها من الكنوز.

( في كُلِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ ) (٧) قيل : أَي في سقي كلِّ ذي كَبِدٍ عَطشَى أَجرٌ ؛ لأَنَّ العطش يوجب حرارةَ الكَبِدِ ، والظَّاهر أَنَّ المرادَ بذلك إِعانَةُ كلِّ لَهيفٍ ، فإِنَّ حرارَةَ الكَبِدِ كنايةٌ من اللهَف والكَرْبِ ، كما يدلُّ عليه ، قولُ الصّادِقِ جعفرِ بنِ محمَّدٍ 8 : ( الصَّدَقَةُ إنْداءُ كَبِدٍ حَرَّى ) (٨).

كبند

كَبِنْدَةُ معقِلٍ ، بالفتح وكسر الموحَّدة وسكون النّون (٩) مضافةً إِلى مَعْقِلٍ

__________________

(١) انظر تفسير البغوي ٤ : ٤٨٨.

(٢) الفائق ٣ : ٢٤٣ ، النَّهاية ٤ : ١٣٩.

(٣) الفائق ٣ : ٢٤٤ ، النَّهاية ٤ : ١٣٩.

(٤) النَّهاية ٤ : ١٣٩ ، مجمع البحرين ٣ : ١٣٦.

(٥) مجمع البحرين ٣ : ١٣٦.

(٦) غريب ابن الجوزي ٢ : ٢٧٨ ، النَّهاية ٤ : ١٣٩.

(٧) سنن ابن ماجه ٢ : ١٢١٥ / ٣٦٧٦ ، مجمع البحرين ٣ : ١٣٦.

(٨) الكافي ٤ : ٥٧ / ٢ ، التَّهذيب ٤ : ١١٠ / ٣١٩ وفيهما : ابراد بدل : انداء.

(٩) وهكذا في الأنساب ٥ : ٢٧ ، وفي معجم البلدان ٤ : ٤٣٤ : كبندةٌ : بفتح اوّله وثانيه ثمّ نون ساكنة ، ودال مهملة ، وهاء : معقل من قرى نسف بماوراء النّهر.


كمَسْجِدٍ : قريةٌ بنَسَف ، والنّسبةُ إِليها كَبنْدَويّ ، منها : إِبراهيمُ بنُ الأَشرسِ ، ونَصرُ بنُ المنذِرِ ، وغيرُهُما مِنَ المُحدِّثين.

كتد

الكَتَدُ ، كسَبَبٍ وكَتِفٍ : ما بين أَعلى الظَّهر والكاهِلِ ، أَو مجتمعُ الكَتِفَينِ ، أَو مَغرِزُ العُنُقِ إِلى موضع الكَتِفَينِ ، أَو من أَصلِ العُنُقِ إِلى أَسفل الكَتِفَينِ وهو يَجمَعُ الكاثبةَ وَالثَّبَجَ والكاهِلَ فكلُّ هذا كَتَدٌ ، الجمع : أَكتادٌ ، وكُتُودٌ (١).

ورَجُلٌ أَكْتَدُ : مُشرِفُ الكَتَدِ مُرتَفعُهُ.

ووَلَّوْهُم أَكتادَهم : أَدبَرُوا عَنهُم.

وخَرَجَ القوم أَكْتاداً ، أَي فِرَقاً وأَرسالاً.

وولَّوا أَكْتاداً ، أَي مُنهَزِمينَ.

وهم أَكْتادٌ : أَشباهٌ لا اختلافَ بينهم ، أَو جماعاتٌ ، ولا واحد لها.

والكَتَدُ ، كسَبَبٍ : نَجْمٌ.

وبلا لامٍ : جبلْ بطَرَفِ المُغَمَّسِ في طريق الطَّائِفِ وقول الفيروزاباديّ : الكَتَدُ ، خطأٌ.

وتَكْتُدُ ، كتَكْتُبُ : موضعٌ.

كدد

كَدَّ كَدّاً ، كقَتَلَ : كَدَحَ وجَهَدَ نفسهُ في العمل ، وطَلَبِ الكَسْبِ ، وهو يَكُدُّ كَدَّ العَبْدِ ..

و ـ على عيالِهِ : اكتَسَبَ لهم ، فَهُوَ كادٌّ ..

و ـ نَفْسَهُ في العملِ : أَتعَبَها ..

و ـ عَبْدَهُ ودابَّتهُ : جَهَدَهما في العَمَلِ والسَّيرِ ..

و ـ زيداً : طَلَبَ منه الكَدَّ ، كاكْتَدَّهُ ، واسْتَكَدَّهُ.

__________________

(١) ومنه ما جاء في صفته 9 : « جلبل المُشاش والكَتَد » النَّهاية ٤ : ١٤٩ وفي صفة المسيح 7 قال حذيفة « مشرف الكَتَد ». الفائق ٣ : ٢٤٥. وفي الأثر : « كنّا يومَ الخندق ننقل التّراب على أكتادنا ». انظر غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٨٠.


ورجلٌ كَدُودٌ : يُتعِبُ نفسهُ في العَمَلِ.

ومن المجاز

كَدَّ قَلبَهُ بالفكرِ ، ولسانهُ بالكلامِ ، وزيداً بالمسأَلةِ : أَلحَّ عليه بها ..

و ـ شَعرَهُ : أَلحَّ في مَشْطِهِ ، ومِنهُ : المِكَدُّ ، كمِقَطٍّ : للمُشطِ ..

و ـ جِلدَهُ بأَظفارِهِ : حَكَّه حَكّاً شديداً ..

و ـ المغافِيرَ مِن شَجَرها : اجْتَنَاها وفرَّقها ..

و ـ ما لزق بأَسفلِ القِدرِ ، والبُرمةَ من الطَّبيخِ بأَصابعِهِ : فَرَّقهُ واقتلَعَه ، وذلك الطَّبيخُ الكُدادَةُ ، والكُدَدَةُ ـ كسُلافَةٍ وحُطَمَةٍ وقَصَبَةٍ ـ ومنه قولُ كُثيِّرٍ :

غَنِيتُ فلم أَرْدُدْكُم عند بُغيةٍ

وحُجْتُ فَلَم أَكْدُدْكُمْ بالأَصابعِ (١)

جَعَلَ الكَدَّ بالأَصابِعِ كنايةً عن الإِلحاح في السُّؤَالِ ، ومن لم يفطُن لهذا المعنى قال : الكَدُّ : الإِشارةُ بالأَصابعِ عند الحاجةِ كما يشير السَّائل وأَنشَدَ البيت (٢).

وكَدَّتِ الدَّوابُّ الأَرضَ بالحوافِرِ : رَكَلَتها.

والكَدُودُ من الآبارِ : ما لا ينال ماؤُها إِلاَّ بجَهْدٍ ..

و ـ من النُّوقِ : ما لا يُنالُ دَرُّها إِلاَّ بَعْدَ عُسْرٍ ..

و ـ من الرِّجالِ : ما لا يُنال خَيرُهُ إِلاَّ بمشقَّةٍ وإِلحاحٍ.

وأَكَدَّ الرَّجلُ واكْتَدَّ : أَمسَكَ أَو أَعطَى على السُّؤَالِ ، ومنه قول ابن هبيرةَ : كُدُّوني فإِنّي مُكِدٌّ (٣) ، أَي سَلُوني فإِنّي أُعطي على السُّؤَال.

والكُدُدُ (٤) ، كرُسُلٍ : المُجاهِدُونَ في

__________________

(١) أساس البلاغة : ٣٨٨ وفيه : عن بَغيَّة بدل : عند بغية ، وجُعتُ بدل : حُجْتُ. ونُسب إلى الكميت في لسان العرب ( كدد ) والعين ٥ : ٢٧٣ ، وفي التّكملة للصّاغاني : وليس البيت للكميت ، وإنّما مُغَيَّرٌ من شعر كُثَيِّر.

(٢) انظر معجم مقاييس اللّغة ٥ : ١٢٦.

(٣) أساس البلاغة : ٣٨٩ ، التَّاج.

(٤) في اللِّسان : عن أبي عمرو الكُدَّدُ ، ضبط قلم.


سَبيلِ اللهِ ، كأَنَّه جمع كَدُودٍ كرَسُولٍ.

والكَدُّ ، كفَلْسٍ : شيءٌ يُدَقُّ فيه كالهاوَنِ.

والكُدادَةُ ، كسُلافَةٍ : القِشْدَةُ ، وما يُكَدُّ من أَسفلِ القِدْرِ من المَرَقِ.

والكَدِيدُ ، كأَميرٍ : التُّرابُ الدَّقيقُ المَكدُودُ المُرَكَّلُ بالحوافِرِ ، والأَرضُ الصُّلبةُ المُطمَئنَّةُ كالكِدُّةِ بالكسرِ ، والبَطنُ الواسِعُ من الأَرضِ ، والمِلحُ الجريشُ وصوتُهُ إِذا صُبَّ بعضُهُ على بعضٍ.

وكَدَّدَ الرَّجُلُ تَكْديداً ، إِذا أَلقى الجَرِيشَ بَعضَهُ على بَعْضٍ ..

و ـ زيداً : طَرَدَهُ طَرْداً شَديداً ، كَكَدْكَدَهُ ، وتَكَدْكَدَهُ.

و ـ الشَّيءَ : أَكثَرَ كَدَّهُ.

والكُدادُ ، كغُرابٍ : حمارٌ فحلٌ تنسبُ إِليهِ الحُمُرُ ، يقال : بناتُ الكُدادِ.

والأَكِدَّةُ : بقايا ما أُكِلَ من المَرتَع.

وقومٌ أَكْدَادٌ : سِراعٌ.

وخَرَجوا أَكْداداً ، وأَكاديدَ : فِرَقاً وأَرسالاً.

وكَدْكَدَ كَدْكَدَةً ، وكِدْكاداً ، بالكسرِ : أَفرَطَ في الضِّحكِ ..

و ـ عليه : ضحك شديداً.

وفي مشيِهِ وعَدْوِهِ كَدْكَدَةٌ : تثاقُلٌ وإِبطاءٌ.

والكَدْكَدَةُ : ضَربُ الصَّيقَلِ على السَّيفِ عند جلائِهِ.

وكَدَدٌ ، كسَبَبٍ : موضِعٌ في ديارِ بني سُلَيمٍ.

وكصُرَدٍ : موضعٌ قُربَ أُوارَةَ على مسافةِ أيَّامٍ منَ البَصرَةِ.

والكُدادَةُ ، كثُمامَةٍ : موضعٌ بالمَرُّوتِ لبني يَربوعَ.

والكَدِيدُ ، كأَميرٍ : وادٍ بين عُسْفانَ وقُدَيْدٍ ، ومنه الحديثُ : ( فَصامَ حَتَّى بَلَغَ الكَديدَ ) (١).

و ـ : عَينٌ بَعدَ خُلَيصٍ بثَمانيَةِ أَميالٍ من الجُحفَةِ.

__________________

(١) مسند أحمد ١ : ٣٤٨ ، معجم البلدان ٤ : ٤٤٢.


والكُدَيْدَةُ ، كَجُهَيْنَةَ : ماءَةٌ قديمةٌ عِدٌّ (١) جاهليَّةٌ.

والمُكَدَّدُ ، كمُسَدَّدٍ : لقبُ رَجُلٍ من أَشرافِ كِندَةَ ؛ لقولِهِ :

سَلُوني فَكُدُّوني فَإنّي لَباذِلٌ

لَكُم ما حَوَتْ كَفَّايَ في العُسْرِ واليُسْرِ (٢)

ويومُ الكَدِيدِ ، كأَميرٍ : كانَ لليَمَنِ على قيسٍ وخِنْدف.

الأثر

( وَلا تَجْعَل عَيْشَهُما كَدّاً ) (٣) أَي ذا كَدٍّ وشِدَّةٍ متعوباً في طَلَبِهِ وكَسبِهِ.

( فَحَصَ الكِدَّةَ بِيَدِهِ فَانبَجَسَ الماءُ ) (٤) هي بالكسرِ الأَرضُ الغليظةُ الصُّلبةُ ؛ لأَنَّها تكِدُّ الماشيَ فيها وتُتْعِبُهُ.

المثل

( رِزقُ الله لا كَدُّكَ ) (٥) أَي لا يَنفَعُكَ كَدُّكَ إِذا لم يقدَّر لَكَ وقال الأَصمعيُّ : أَي أتاك الرِّزقُ من الله لا من أَسبابِ النّاس (٦).

( اسعَ بِجَدِّكَ لا بِكَدِّكَ ) (٧) أَي اطلُب بِبَخْتِكَ وحظِّكَ لا بجِدِّك وشدَّة عَمَلِكَ. يضرب في عَدَمِ الاتِّكال على الاجتهادِ في الطَّلَب دون البَختِ والحَظِّ.

كرد

كَرَدَهُ كَرْداً ، كقَتَلَ : دَفَعَهُ وطَرَدَه ..

و ـ العدوَّ : ساقَهُ بحَملَتِهِ عليه ..

و ـ عُنُقهُ : قَطَعَها ثمَّ استُعمِلَ في مطلق القطعِ ، ومنه : شارِبٌ مَكْرُودٌ.

وكارَدَهُ مُكارَدَةً : دافَعَهُ وطارَدَهُ.

والَكَرْدُ ، كفَلْسٍ : العُنُقُ ، أَو مَجثَمُ الرَّأس من العُنُقِ ، فارسيٌّ معرَّب « كَردَن ».

وكقُفْلٍ : جِيلٌ من النَّاسِ معروفون بالشَّجاعة يَسْكنونَ الجِبالَ كالأَعراب.

__________________

(١) كذا في النَّسخ وفي معجم البلدان ( ٤ : ٤٤٢ ) : عاديّةٌ.

(٢) اسد الغابه ٢ : ٦٢٧. التَّاج.

(٣) مسند أحمد ٤ : ٤٢٢ ، النَّهاية ٤ : ١٥٥.

(٤) مجمع الزّوائد ٣ : ٢٧٩. النَّهاية ٤ : ١٥٥ وفيه : الكُدة ، ضبط قلم.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٣١٤ / ١٦٩٣.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٣١٤.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٣٤٠ / ١٨١٨.


الجمع : أَكرادٌ ، قال ابنُ عبد البرِّ (١) : هم من نسل عَمروٍ مُزَيقياء بنِ عامرٍ ـ ماءِ السَّماء ـ دُفِعُوا إِلى أَرْضِ العَجَم فتناسلوا بها وكَثُرَ وُلدُهم فَسُمُّوا الكُرْدَ ، وفي ذلك يقول الشَّاعر :

لَعَمرُكَ ما الأَكْرادُ أَبناءُ فارِسٍ

ولَكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْروِ بن عامِرِ (٢)

وفي بعضِ الآثارِ : ( الكُرْدُ جِنٌّ كُشِفَ عَنهُمُ الغِطاءُ ) (٣) وفي بعض التَّواريخ : أَنَّ ابتِداءَ ظُهُورِهِم كان في زمان الضحَّاكِ. والواحد : كُرْدِيّ.

والكُرْدَةُ ، كغُرْفَة : المَشارةُ منَ المزارِعِ ، الجمع : كُرَدٌ ـ كغُرَفٍ ـ أَو كُرْدٌ ، كبُسرَةٍ وبُسْرٍ.

والكِرْدِيدَةُ ، بالكسرِ : الفِدْرَةُ من التَّمر ، أَو ما يَبقى منه في أَسفلِ الجِلَّةِ من جانبيها ، والقِطعةُ من الشَّحم ، كالكِردِيَّةِ. الجمع : كَراديدُ ، وكِرَادٌ.

وكُرْد ، كقُفْلٍ بلا لام : قريةٌ بالبيضاءِ ، وقول الفيروزاباديّ : الكُرْدُ ، غلطٌ ، منها : عليُّ بن الحُسَينِ الكُرْدِيُ ، قال المقدَّسيُّ : سألتُهُ عن هذِهِ النّسبة ، فقال : نحن من أَهل قريةٍ بالبيضاءِ يقال لها كُرْد (٤). وأَمَّا محمَّدُ بنُ أَحمدَ الجُرجانيُّ المعروفُ بالكَرْدِيُّ فَبِفتحِ الكافِ كعَبْديٍّ.

وكُرْدُ بنُ القاسِمِ ، ومُحمَّدُ بن كُرْدٍ ، ومِسْمَعُ بن (٥) كُرْدينِ بالضَّمِّ ، فَهُمْ : مُحَدِّثون ، وقولُ الفيروزاباديّ كُرْدينُ اسمهُ عبد الله بن القاسمِ ، غلطٌ صريحٌ وتصحيفٌ قبيحٌ ، وإِنَّما هو كُورِينُ (٦) بضَمِّ الكاف وسكونِ الواوِ وكسرِ الرَّاءِ كما ضَبَطَه ابنُ حَجَرٍ في التَّبصير وغيرُهُ (٧).

وحِصْنُ الأَكرادِ : قلعةٌ حصينةٌ بين حِمْصَ وطَرابُلُسَ.

__________________

(١) عنه في وفيات الأعيان ٥ : ٣٥٨.

(٢) جمهرة اللَّغة ٢ : ٦٢٨ ، التَّاج كرد. وصدره في اللّسان والتَّكملة :

لعمرك ما كُرْدٌ مِن أَبناء فارس

(٣) علل الشَّرائع : ٥٢٧ / ١ ، ٢. وفيه : الأكراد.

(٤) عنه في معجم البلدان ٤ : ٤٥٠.

(٥) كذا في النَّسخ والذي في المعاجم : كردين لقب لمسمع انظر الإكمال ٧ : ١٤١.

(٦) في « ت » و « ج » كوردين.

(٧) تبصير المنتبه ٣ : ١١٩٨ ، والإكمال ٧ : ١٤١.


كربد

كَرْبَدَ كَرْبَدَةً : جَدَّ واشتَدَّ في عَدوِهِ.

كرمد

كَرْمَدَ كَرْمَدَةً : عدا في أَثرِ القومِ.

كزد

كَزْدُ ، كفَلْسٍ : موضعٌ ، قال ابن دُريدٍ : ولا أَعرف حَقيقتَهُ (١).

كسد

كَسَدَ المتاعُ ـ كقَتَلَ ـ كَسَاداً : بارَ ولم يَنْفُقْ لِقِلَّةِ الرَّاغبين فيه ، وكَسُدَ بالضَّمِّ ، كُسُوداً كغَمُضَ غُمُوضاً نادرةٌ ، وهو متاعٌ كاسِدٌ وكَسِيدٌ (٢).

وأَكْسَدَ الرَّجُلُ : كَسَدَ مَتاعُهُ ..

و ـ اللهُ السَّلعةَ : جَعَلَها كاسِدَةً.

وكَسَدَتِ السُّوقُ ، فهي كاسِدٌ ، وكاسِدَةٌ.

ومن المجاز

رَجُلٌ كَسيدٌ : أَي دُونٌ ، قال (٣) :

إِذْ كُلُّ حَيّ نابِتٌ بِأُرومَةٍ

نَبْتَ العِضاةِ فَماجِدٌ وكَسيدٌ

وشيءٌ كاسِدٌ : فاسدٌ.

وكَسَدَتِ الفُلُوسُ : فَسَدَت.

وانكَسَدَتِ الغَنَمُ إِلى الغَنَمٍ : رَجَعَت إِليها.

والكُسْدُ ، بالضَّمِّ : لغةٌ في القُسْطِ.

والكُسْدانِيُّونَ : الكُلْدانيُّونَ ؛ ويأتي ذكرُهُم في « ك‍ ل د ».

كشتغد

كُشْتَغْدى بن عبدِ اللهِ الخُطائيّ (٤) المعزيّ المِصريُّ الصَّيرفيّ : والد محمّد

__________________

(١) انظر جمهرة اللَّغة ٢ : ٦٤٣.

(٢) ومنه قوله تعالى : ( وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها ) التّوبة : ٢٤.

(٣) معوِّد الحكماء معاوية بن مالك العامري ، انظر الصَّحاح واللّسان والتَّاج.

(٤) في النَّسخ : الخَطابي ضبط قلم ، وما أثبتناه عن تبصير المنتبه ٢ : ٥٠٨ ، وغيره وهو الصّواب.


وأحمد المحدِّثَين ، وحدَّث هو عن النَّجيب ، وسَمِعَ منه العزُّ بنُ جماعةَ.

كشد

كَشَدَ النَّاقةَ كَشْداً ، كقَتَلَ : حَلَبَها بثَلاثِ أَصابِعَ ، أَو بالسَّبَّابةِ والإِبهامِ ..

و ـ الشَّيء بأَسنانِهِ : قَطَعَه ..

و ـ الرَّجُلُ : أَكثَرَ الكَسْبِ وكدَّ على عيالِهِ ، ووَصَلَ أَرحامَهُ ، فهو كاشِدٌ ، وكَشِدٌ (١) ككَتِفٍ ، وكَشُودٌ ، [ وهم ] (٢) كُشُدٌ كرُسُلٍ.

والكَشُودُ : النَّاقةُ التي تُحلَبُ كَشْداً فَتَدرُّ ، والضَّيِّقةُ الإِحليل القصيرة الخِلْفِ.

وأَكْشَدَ الزُّبدَةَ : أَخلَصَها.

وكُوشيدُ ، كبُوصير : جَدُّ قاسِمِ بن مَنْدَةَ المحدِّثُ.

كعد

الكَعْدُ ، كفَلْسٍ : الجُوالِقُ.

والكُعْدَةُ ، بالضَّمِّ : لغةٌ في الكُعْتَة ؛ وهي طَبَقُ القارورةِ ، وَوَهِمَ الفيروزاباديّ في فَتحها.

كغد

الكاغَدُ ، بفتحِ الغينِ : لغةٌ في الكاغَذِ ـ بالذَّال المعجمة ـ وهو القِرطاسُ ، فارسيُّ معرَّب.

[ كفرجد ] (٣)

كَفَرْجَدْيا ، بفتحِ الكافِ والفاءِ والجيم بينهما راءٌ وبعد الدّال ياءٌ وأَلف وقد تُحذَفُ الياءُ : قَريَةٌ بِحَرَّانَ.

كلد

الكَلَدُ ، كسَبَبٍ : المكانُ الصُّلبُ بلا حَصىً ، والأَكَمُ ، والأَراضي الصُّلْبَةُ ، والقِطَعُ الغَليظَةُ منها ، واحدتها كَلَدَةٌ كأَكَمَةٍ.

__________________

(١) في اللَّسان والتَّكملة للصّاغاني والتّاج : كَشَدٌ بالتّحريك.

(٢) الزَّيادة يقتضيها السَّياق.

(٣) في النّسخ قدّمت المادة على مادة « ك‍ غ د ».


وبهاءٍ سمِّي الرَّجلُ.

وكنِّي الذَّكَرُ من الضِّباعِ : أَبا كَلَدَةَ ، وقالوا لمن لا يُدرِك ما عندَه : ( إِنَّه لَضَبُ كَلْدَةَ ) (١) ؛ لأَنَّها لا تَحفِر جُحرَها إِلاَّ في أَرضِ الصُّلبةِ.

وذيخٌ كالدٌ : قديمٌ (٢).

وكَلَدْتُ الشَّيءَ كَلْداً ، كقَتَلَ : جَمَعتُ بعضهُ على بعضٍ ، كَكَلَّدْتُهُ تَكْليداً.

وتَكَلَّدَ الإِنسان : غَلُظَ لحمُهُ ..

و ـ الشَّيءُ : صَلُبَ ، واشتدَّ ، وتقبَّض ، وامتَنَع ، كاكْلَنْدَدَ ، واكْلَنْدَى.

والكَلَنْدَى ، كسَبَنْتَى : الشَّديدُ الضَّخمُ من كلِّ شيءٍ ، والأَكَمَةُ ، واسمُ موضعٍ.

واكْلَنْدَى عَلَيه : أَلقى نَفسَهُ عَلَيهِ.

وكَلَدَةُ بنُ الحنبلِ الغسَّانيُّ : صحابيٌّ.

والحارِثُ بنُ كَلَدَةَ الثَّقَفيُّ : طَبيبُ العَرَبِ مُخْتَلَفٌ في صحبتِهِ ، قال ابن [ أبي ] حاتمٍ : لا يَصِحُّ إِسلامُهُ (٣) ، وقَولُ الفيروزاباديّ : كَلَدَةُ بنُ حَنْبَلٍ والحارث بن كَلَدَةَ صحابيَّان وطبيبٌ للعرب ؛ غلطٌ ؛ لأَنَّ الحارث بن كَلَدَةَ هو الطَّبيبُ بعينِهِ وليس في الصَّحابه الحارِثُ بن كَلَدَةَ سواه.

والكَلْدانِيُّونَ : قومٌ كانوا في قديم الدَّهرِ (٤) يُنسَبُ إِليهم السِّحرُ ، وكانوا يَعبُدونَ الكَواكِبَ ، ويزعمُونَ أَنَّها هِيَ المُدبِّرةُ لهذَا العالَمِ ومنها تصدُرُ الخَيراتُ والشُّرورُ والسَّعادةُ والنُّحوسةُ ، ويَسْتَحدِثُونَ الخَوارِقَ بواسطةِ تمزيجِ القُوَى السَّماويَّةِ بالقُوىَ الأَرضيَّة ، وهُمُ الَّذين بعث اللهُ تعالى إِبراهيمَ 7 مُبطلاً لمقالتِهِم ورادّاً عليهم مذاهبَهُم.

كمد

كَمِدَ كَمْداً ، كتَعِبَ : حَزِنَ حُزناً

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٦٣ / ٣١٢. وتمام المثل : إنّه لضَبُ كَلَدةٍ لا يُدرك حفراً ولا يؤخذ مذنبَّا.

(٢) في النّسخ : قديم كالد ، والأنسب ما أثبتناه كما في المعاجم ، انظر العين والتَّكملة واللَّسان والتَّاج.

(٣) الجرح والتَّعديل ٣ : ٨٧ / ٤٠١ والإصابة ١ : ٢٨٨ / ١٤٧٥. وما بين المعقوفين عنه.

(٤) في « ت » و « ج » : السَّحر.


شديداً ، أَو حُزْناً يُخفيهِ لا يستطيعُ إِظهارَهُ ، فهو كَمْدٌ ، وكَميدٌ ..

و ـ لونُهُ : تَغَيَّرَ وذَهَبَ ماؤُهُ وصَفاؤُهُ ، فهو أَكْمَدُ ، وكامِدٌ. والاسم : الكُمْدَةُ ، بالضَّمِّ وتُفْتَحُ.

وأَكْمَدَهُ الحُزنُ : غَيَّر لونَهُ ، فهو مَكْمُودٌ ..

و ـ القَّصَّارُ الثَّوبَ : لم يُنقِ غَسلَهُ ولم يُبَيِّضْهُ ..

و ـ الثَّوبُ : أَخلَقَ فَتَغَيَّر لونُهُ.

وكَمَدَهُ القصَّارُ كَمْداً ، كقَتَلَ : دَقَّهٌ ، والاسمُ : الكِمادُ ، بالكسرِ.

وكَمَّدَهُ تَكْميداً : سَخَّنَ له خِرقَةً وتابَعَ وَضعَها على عضوٍ به وجعٌ أَو ريحٌ ، والاسم : الكِمادُ أيضاً واسم تلكَ الخرقةِ : الكِمَادَةُ كعِصابَةٍ.

والكُمُدَّةُ ، كعُتُلَّةٍ : الذَّكَرُ.

الأثر

( الكِمادُ مَكانُ الكَيِّ ) (١) أَي تَكْميدُ العُضْوِ الوَجِعِ يَسُدُّ مَسَدَّ كَيِّهِ ويُؤدّي مؤَدَّاهُ في النَّفْعِ والشِّفاءِ ، وهو أَسهلُ وأَخفُّ مؤُونةً.

( كانَ سَبَبَ وَفاةِ أَبي بَكرٍ الكَمَدُ ) (٢) هو الحُزنُ المكتُومُ الَّذي يُحفيهِ صاحبُهُ وقيل : هو طَرَفٌ من السِّلِّ ، ولعلَّه ظَنَّ ذُبُولَ الكَمَدِ سِلاًّ (٣).

المثل

( أَكْمَدُ مِن الحُبارَى ) (٤) وفي مَثَلٍ آخر ( ماتَ كَمَدُ الحُبارى ) (٥) وذلك : أنَّ الحُبارى تلقي عِشرينَ ريشةً بمرَّةٍ واحدةٍ ، وسائِرُ الطَّيرِ يلقي الواحدةَ بعد الواحدةِ ولا يُلقي الثَّانيةَ إِلا بعد نَباتِ الأُولى ، فإِذا أَصابَ الطيرَ فَزَعٌ طارتْ كلُّها وبَقيَ الحُبارى فربَّما مات كذلك كَمَداً.

كمرد

كَمَرْدُ ، كسَمَنْدٍ لا كجَعْفَر ـ وغَلِطَ

__________________

(١) الفائق ٣ : ٢٨٠ ، النَّهاية ٤ : ٢٠٠.

(٢) كنز العمّال ١٢ : ٥٣٨ / ٣٥٧٢٨ وفيه : موت بدل : وفاة.

(٣) الرّياض النّضرة ٢ : ٢٤٢.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ١٧٠ / ٣٢١٣.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٢٧١.


الفيروزاباديّ ـ : من قرى سَمَرقندَ ، منها : أَبو جعفر الكَمَرْديُّ المحدِّثُ.

كمهد

اكمَهَدَّ فَرْخُ الطَّائِرِ : لغةٌ في اقمَهَدَّ.

والكُمَّهْدَةُ ، بالضَّمِّ وتشديدِ الميمِ : رأسُ الذَّكَر.

ورجلٌ كُمْهُدٌ ، كعُصْفُر : عَظيمُهُ.

كنبد

الكُنابِدُ ، كسُرادِقٍ : الوجهُ القَبيحُ.

كند

كَنَدَ النِّعْمَةَ كُنُوداً ، كقَعَدَ : كَفَرَها وجَحَدَها ..

و ـ الحَبْلَ وغَيرَهُ كَنْداً ، كقَتَلَ : قَطَعَهُ.

ورَجُلٌ كَنُودٌ : كَفُورٌ جَحُودٌ ، ومنه : ( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) (١) وعن الكلبيّ : الكَنُودُ بِلِسان كِندَةَ : العاصي ، وبلسانِ بني مالِكٍ : البَخيلُ ، وبلسان مُضَرَ وربيعةَ : الكفورُ. وعن الحَسَنِ : إِنَّه الَّذي يَعُدُّ المصائِبَ ويَنْسَى النِّعَمَ. وعن أَبي عبيدة : هو قَليلُ الخَيرِ. وعن عَطاءٍ : هو الذي لا يعطي في النَّائِبَةِ مع قومِهِ (٢). وعن النّبيِّ 9 : ( هو الَّذي يأكُلُ وحدَهُ ويَمْنَعُ رِفدَهُ ويَضربُ عَبدَهُ ) (٣).

وامرأَةُ كَنُودٌ ، وكُنُدٌ ، كعُنُقٍ : كَفُورٌ للمواصلةِ والمودَّةِ.

ورجلٌ كَنَّادٌ ، كعَبَّاسٍ : قَطّاعٌ.

ومن المجاز

أَرضٌ كَنُودٌ : لا تُنبِتُ شيئاً.

والكِنْدَةُ ، بالكسرِ : القطعةُ من الجَبَلِ.

وكَنْدَةُ ، كهَضْبَةٍ : بُلَيْدَةٌ بين سَمَرقَندَ وخُجَنْدَةَ.

وكغُرْفَةٍ : من قُرَى ما وراءِ النَّهر ، منها : محمَّد بن عبد الخالق الكُنْديُ الفَتَى

__________________

(١) العاديات : ٦.

(٢) انظر الأقوال في الكشاف ٤ : ٧٨٨ ، وغرائب القرآن ٦ : ٥٥٠ ، وتفسير البغوي ٤ : ٤٨٦ ، ومجمع البيان ٥ : ٥٢٩.

(٣) المعجم الكبير للطّبراني ٨ : ٢٤٥ / ٧٩٥٨.


المحدِّثُ ، ولقب عليّ بن الحسين بن عاصِمِ البكنديُ (١) المحدِّث.

وكَسِدْرَةٍ ، ويقال : كنديٌ ، كهِنْدِيّ : حيٌّ من اليمنِ ، منهم كانت الملوك ، واشتقاقُهُ من الكُنُود أَو الكُنْدِ ؛ لأَنَّه فارَقَ أَباهُ ولَحِقَ بأخوالِهِ فرأَسَهُمْ فقال له أَبوه : كَنَدْتَ ، أَي كَفَرتَ نعمتي أَو قَطَعتَني ، واسمه ثَورُ بنُ عُفيرٍ بنِ عَديِّ بنِ الحارِثِ بن مُرَّةَ بنِ أُدَدَ بن زَيدِ بنِ يَشحُبَ.

وقيل : لأَبي الطَّيِّب أَحمَدَ بنِ الحسينِ المُتَنَبّي : كنديُ ، وهو جُعْفِيّ القبيلة ؛ لأَنَّه وُلد بمحلَّة كِندَةَ منَ الكوفة.

وأُمُ كَنْدَةَ ، كَهَضْبَة : الفجليَّة (٢).

كنعد

الكَنْعَدُ ، كعَسْجَد : ضربٌ من سَمَك البحر ، كالكَنْعَتِ بالمثنَّاة الفوقيَّةِ ، وكسَمَنْدٍ : لغةٌ فيه.

كود

كادَ يَفعَلُ وأَن يَفعَلَ ـ على قلَّة ـ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَةً وكَيْدُودَةً وكَيْداً بقلب الواو ياءً : قارَبَ الفعل. والأَكثر في مضارعِهِ يَكادُ كيَخافُ ، وحكي يَكُودُ كيَقُولُ وهو نادرٌ ، وعليه حكاية سيبويه (٣) كُدْتُ كقُلْتُ وهي لغة بَني عَدِيّ ، والفاعلُ : كائدٌ ، قال :

أَموتُ أَسىً يوم الرِّجامِ وإِنَّني

يَقيناً لَرَهنٌ بالَّذي أَنا كَائِدُ (٤)

أَي بالموت الذي أَنا كِدتُ آتيهِ.

وإِذا دخل النَّفي على كادَ ويَكادُ دلَّ على نفي المقارَبَةِ كغيرها مِنَ الأَفعالِ ، ويلزم من نفي المقارَبَة نفي مضمون

__________________

(١) كذا في « ت » و « ج » ، وفي « ش » : الكندي ، وفي الاكمال ٧ : ١٤٠ والأنساب للسمعاني ونزهة الألباب في الألقاب ومعجم البلدان وغيرها : البيكندي.

(٢) في « ش » : الفلجية.

(٣) انظر الكتاب ٣ : ١١ ، والعين ٥ : ٣٩٥ ، واللَّسان.

(٤) كثيّر عزّة كما في ديوانه : ٣٢٠ وفي أوضح المسالك ١ : ٣٢٢ : والصّواب ان الَّذي في البيت كايد بالياء الموحدة من المكايدة وبهذا جزم يعقوب في شرح ديوان كثير.


خَبَرها ؛ لأَنَّ مقاربةَ الفعل لا تكون إِلاَّ مع انتفاءِ الفعل ، إِذ لو حَصَل الفعل لَكانَ إِخباراً بحصوله لا بمقاربةِ حصولِهِ.

وزَعَمَ قومٌ منهم ابنُ جنّيّ والنّحّاسُ والمبرَّدُ : أَنَّ نَفيها يَدلُّ على وقوع الخَبَر بَعَد بُطْوءٍ (١).

وآخرون (٢) : أَنَّ نفيَها إِثباتٌ وإِثباتَهُا نفيٌ ، واشتَهَرَ ذلك بينهم حتَّى جَعَلَهُ المعرِّي لُغَزاً ، فقال :

أَنَحْوِيَّ هذا العَصْرِ ما هِي لَفْظَةٌ

جَرَتْ في لِسانَي جُرْهَمٍ وثَمُودِ

إِذا استُعْمِلَتْ في صُوَرةِ الجَحْدٍ أُثْبِتَتْ

وإِنْ أُثبِتَتْ قامَتْ مَقامَ جُحُودِ (٣)

والصحيحُ على ما ذَكَرناهُ أَوّلاً بدليل قولِهِ تعالى : ( لَمْ يَكَدْ يَراها ) (٤) أَي لم يَقرُبْ أَن يرَاها فَضْلاً عن أَن يراها ، فهو أَبلغُ مِن أَن يقالَ : لم يَرَها ، وأمّا قولُهُ تعالى : ( فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ ) (٥) فالمعنى : وما كادُوا يَذبَحونَ قبل ذَبحِهِم ، وما قَرُبوا منه. إِشارةٌ إِلى ما سَبَقَ قَبلَ ذلك مِن تَعَنُّتِهِم (٦) ، وتكرُّر سؤَالهم.

ولا تُزادُ كادَ ومضارعُها ، خلافاً للأَحفش (٧) والفَرَّاء.

وتقول لمَن يَطُلُب إِليك شيئاً ولا تُريدُ أَن تُعْطيَه : لا وَلا وُكوداً ولا همَّاً ، ولا مَكاداً ولا مَهَمّاً ، ولا مَكادَةً ولا مَهَمَّةً ، ولا كَيْداً ولا هَمّاً ؛ أَي لا أَكادُ ولا أَهُمُّ.

وبَلَغَ الأَمرُ الذي كادَ ؛ أَي أَرادَ وطَلَبَ.

وكادَهُ الله الخَيرَ : مَنَعَهُ ، ومنه قول عمرو بن العاص : « ما قَوْلُكَ في عُقُولِ قَوْمٍ كادَها خالِقُها؟ » (٨).

__________________

(١) انظر ارتشاف الضّرب ٣ : ١٢٣٥.

(٢) انظر شرح الرَّضي على الكافيّة ٤ : ٢٢٣. والمغني ٢ : ٨٦٩.

(٣) المغني ٢ : ٨٦٨.

(٤) النّور : ٤٠.

(٥) البقرة : ٧١.

(٦) في « ش » : تقلّبهم بدل : تعنتهم.

(٧) انظر ارتشاف الضَّرب ٣ : ١٢٣٥ ، وشرح الرَّضي ٤ : ٢٢٥.

(٨) انظر النَّهاية ٤ : ٢١٧.


وَهُوَ [ يكودُ ] (١) بنفسِهِ : يَجُودُ ، كَيَكيدُ.

والكَوْدَةُ : الكُثْبَةُ من التُّراب ونحوهِ. الجمع : أَكْوادٌ.

وكَوَّدْتُ التُّرابَ تَكْويداً : كَثَبْتُهُ وجَمَعتُهُ.

واكْوَادَّ الرَّجلُ اكوِداداً : شاخَ ..

و ـ الشَّيخُ : ارتَعَشَ مِن كِبَر ، وأَصلهُ : اكْوَأَدَّ بالهَمز كاطمأَنَّ فخُفِّفَ.

ويَكُودُ ، كيَقُولُ : موضعٌ.

وسمَّوا : كُواداً ، وكُوَيْداً ، كسُواعٍ وسُوَيد.

الكتاب

( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها ) (٢) أَي لا أُظهِرُها بأَن أَقولَ : هي آتيَةٌ ، ولو لا ما في الأَخبار بإتيانها مع تَعمِيَةِ وقتها من اللّطف لَما أَخبرتُ به. وَقيلَ : معناه أَكاد أُخفيها من نفسي ؛ أَي لو صحَّ إِخفاؤُها من نفسي لأَخفيتها مِنّي ، ويؤيِّد ذلك أنَّها وُجِدَت في مَصْحَفِ أُبيٍّ كذلكَ (٣). قالَ قُطرُبُ : هذا على عادَةِ العَرَبِ في المخاطبةِ إذا بالغوا في كتمانِ الشَّيءِ قالوا : كَتَمتُهُ من نفسي (٤). وقيل : الإِخفاءُ هنا بمعنى الإِظهار وبمعنى السِّترِ (٥).

كهد

كَهَدَ الحِمارُ ـ كمَنَعَ ـ كَهْداً ، وكَهَداناً : عَدَا ، أَو رَقَصَ في مَشيَتِهِ ..

و ـ الرَّجُلُ : أَلَحَّ في الطَّلَبِ ، وتَعِبَ ، وأَعيا ، كاكْمَهَدَّ ..

و ـ المَرَضُ ونحوهُ الرَّجُلَ : أَضْعَفَهُ ونَهَكَهُ.

وأَكْهَدْتُ الحمارَ إِكْهاداً : رَقَّصتُهُ ، أَو حملتُهُ على العَدوِ وأَتعبتُهُ.

__________________

(١) الزَّيادة يقتضيها السَّياق انظر القاموس والتَّاج.

(٢) طه : ١٥.

(٣) انظر تفسير السَّمرقندي ٢ : ٣٣٨ ، وتفسير جوامع الجامع ٢ : ٤٧٨.

(٤) انظر تفسير القرطبي ١١ : ١٨٥ ، وفتح القدير ٣ : ٣٥٨.

(٥) انظر أمالي المرتضى ١ : ٣٣٥ ـ ٣٢٦ ، وتفسير البحر المحيط ٦ : ٢٣٢.


وامرأةٌ كَهُودُ اليَدَينِ : سريعةٌ.

وشيخٌ كَوْهَدٌ ، كجَوْهَرٍ : مُرتَعِشٌ ضَعْفاً.

واكوَهَدَّ الفَرْخُ : ارتَعَدَ إِلى أُمِّهِ لِتَزُقَّهُ.

والكَهْدَلُ : العَجوزُ ، قالوا : يجوز أَن تكون اللاَّمُ فيها مَزيدة كعَبْدَلٍ ونَهْشَلٍ.

كيد

كادَهُ كَيْداً ، كبَاعَ : خَدَعَهُ ومَكَرَ به وأَرادَ به أَمراً فَسَتَرَه عنه حتَّى أَوقَعَهُ به ، والاسم : المَكيدَةُ ، وكايَدَهُ مُكايَدَةً ، وهما يَتَكايَدان ولا تقل يَتَكاوَدان.

ومن المجاز

كادَ بِنَفسِهِ يَكيدُ كَيْداً : ساق سِياقَ الموتِ ..

و ـ الأَمرَ : دبَّرهُ بباطلٍ أَو حقٍّ ..

و ـ الشَّيءَ : أَرادَهُ ، واحتال له ، وسعى له وعالَجَهُ بجَهْدٍ ..

و ـ الغرابُ : صاحَ بجَهْدٍ ..

و ـ الزَّنْدَ : أَخرَجَ نارَهُ ، أَو تَباطَأَ بإِخراجها ..

و ـ الرَّجُلُ : فاءَ.

وكادَتِ المرأَةُ : حاضَتْ.

وغَزا فلم يَلقَ كَيْداً ، أَي لَم يلق حرباً ولم يقاتِل.

وتكايَدَ عليه : تَشَدَّدَ.

الكتاب

( فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ) (١) فَيَحتالوا لك ولإِهلاكِكَ حيلةً وكَيْداً ، على تضمين الكَيْدِ معنى الاحتيالِ ؛ ليفيد معنى المُضَمَّنِ وَالمُضَمَّن فيه تأَكيداً ومبالغةً في التَّخويفِ ، ولذلك عدَّاه باللاَّم الَّتي يعدّى بها الاحتيالُ ، ولو لا ذلك لقيل : فَيَكيدُوكَ كَيْداً.

وقيل : معناهُ فيفعلوا لأَجلك ولإِهلاكك كَيْداً متيناً لا تقدرُ على التَّفصّي منه ، أَو خفيّاً عن فهمك لا تتصدَّى لمدافعتِهِ ، وهذا الأُسلوب آكدُ

__________________

(١) يوسف : ٥.


من أَن يقال : فَيَكيدُوكَ كَيْداً (١) ؛ إِذ فيه دلالةٌ على كون نفس الفعلِ مقصودَ الإِيقاع.

( إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَ إِنَ كَيْدَكُنَ عَظِيمٌ ) (٢) أَي إِنَّ طَمَعكِ في يوسُفَ ، أَو قولكِ : « ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً » من جنس مَكرِكُنَّ واحتيالكُنَّ أيَّتها النِّساءُ « إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ » : قويُّ التَّأثير في النَّفس ؛ لشدَّةِ علوقِهِ بالقَلْبِ ، ولطف موقعِهِ منه.

( كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ) (٣) أَي مثل ذلك الكَيْد العجيب ـ الَّذي هو عبارةٌ عن إِرشاد الأُخوَة إِلى الإِفتاء المذكور من قولهم : ( قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ ) (٤) وإِجرائِهِ على أَلسنتِهِم ـ صَنَعنا لِيوسُفَ ودَبَّرنا لأَجلِ تحصيل غرضِهِ من المقدَّمات التي رتَّبها من دسِّ الصُّواعِ وما يتلُوهُ ، فاللاّم ليست كالتي في قوله : فَيَكِيدُوا( لَكَ ) كَيْداً (٥).

( أَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ ) (٦) لا يُنفذُهُ ولا يُسَدِّدُهُ بل يُبطِلُهُ ويُزهِقُهُ.

( إِنَ كَيْدِي مَتِينٌ ) (٧) أَي استدراجي وإِملائي مَعَ ما يترتَّبُ عليهما من الأَخذ والعذاب قويٌّ لا يُدافَعُ بقوَّةٍ ولا بحيلةٍ.

وقيل : أَي عذابي ، سمَّاه كَيْداً ؛ لنُزُولِهِ بهم من حيث لا يَشعُرُونَ (٨).

( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَ) أَكِيدُ كَيْداً (٩) يَحتالونَ في إِطفاء نورِ الحَقِّ والإِيقاع بك وبمَن معكَ ، وأُقابلُهُم بِكَيْدٍ متينٍ على ضدِّ ما يُدبِّرونهُ ، فأَنقُضُ مكائِدَهُم وأُوقِعُ بهمُ العذابَ. وسَمَّى ذلك كَيْداً من باب المشاكلةِ ، أَو لإِيقاعِ ذلك بهم من حيثُ يَخفى عليهم.

الأثر

( إِن كان باليَمَن كَيْدٌ ذاتُ غَدْرٍ ) (١٠)

__________________

(١) انظر تفسير أبي السَّعود ٤ : ٢٥٣.

(٢) يوسف : ٢٨.

(٣) يوسف : ٧٦.

(٤) يوسف : ٧٥.

(٥) يوسف : ٥.

(٦) يوسف : ٥٢.

(٧) الأعراف : ١٨٣ ، القلم : ٤٥.

(٨) التّبيان ٥ : ٤٢.

(٩) الطّارق : ١٥ ، ١٦.

(١٠) النَّهاية ٤ : ٢١٦.


أي حَرْبٌ ؛ ولذا أَنَّثَ الصِّفةَ ، ومنه : ( غَزَا غَزْوَةً كذا وَلم يَلقَ كَيْداً ) (١).

( إِذا بَلَغَ الصَّائِمُ الكَيْدَ أَفْطَرَ ) (٢) أَي القيءَ.

( نَظَرَ إِلى جوارٍ قَدْ كِدْنَ في الطَّريقِ ) (٣) أي حِضْنَ.

( عُقُولٌ كادَها خالِقُها ) (٤) قيلَ : من الكَوْدِ بمعنى المَنْعِ ؛ أَي مَنَعَها الخير (٥) وقيل : مِنَ الكَيْدِ ، أَي أَرادها بسوءٍ (٦).

( ما كانَتْ قُرَيشٌ تَكيدُ ) (٧) أَي لم يكن من شأْنِها ومَذْهَبِها الخدعةُ والحيلةُ والمكرُ.

المثل

( كادَ الفَقْرُ يَكُونُ كُفْراً ) (٨) يُضرَب لاشتدادِ الصَّبرِ عليه.

( كادَ العَرُوسُ يَكُون مَلِكاً ) (٩) أَي الرَّجلُ المُعرِّس ، وذلك لِعِزِّه في نَفسِهِ وأَهلِهِ.

( كادَتِ الشَّمْسُ تَكُونُ صِلىً ) (١٠) أَي ناراً لانتِفاعِ المُصطَلينَ بِحرِّها.

( كادَ المُنَتَعِلُ يَكُونُ راكِباً ) (١١) وذلك لأَنَّ النَّعلَ تقي رِجلَ صاحِبِها الأَذى كما تَقي الدابَّةُ رِجلَ رَاكبِها.

( كادَتِ القَمْرَاءُ تَكُونُ نَهاراً ) (١٢) لاستبانَةِ الطُّرقِ بها والأَمن من

__________________

(١) النَّهاية ٤ : ٢١٦.

(٢) الفائق ٣ : ٢٩٢ ، النَّهاية ٤ : ٢١٧.

(٣) الفائق ٣ : ٢٩١ ، النَّهاية ٤ : ٢١٧.

(٤) غريب الحديث للخطّابي ٢ : ٤٨٦ ، النَّهاية ٤ : ٢١٧.

(٥) انظر غريب الحديث للخطّابي ٢ : ٤٨٦ ، النَّهاية ٤ : ٢١٧.

(٦) النَّهاية ٤ : ٢١٧.

(٧) انظر سنن أبي داود ٣ : ١٥٦ / ٣٠٠٤ ، وعون المعبود ٨ : ١٨١ / ٣٠٠٢.

(٨) المستقصى ٢ : ٢٠٣ ، وهو حديث رواه أبو نعيم في الحلية ٣ : ٥٣ عن أنس والكليني في الكافي ٢ : ٣٠٧ / ٤ عن السّكوني عن الإمام الصادق 7 عن رسول الله 9.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ١٥٨ / ٣٠٢٣.

(١٠) المستقصى ٢ : ٢٠٣ / ٦٩٠ ومجمع الأمثال ٢ : ١٥٨ / ٣١١٤.

(١١) المستقصى ٢ : ٢٠٣ / ٦٨٩.

(١٢) المستقصى ٢ : ٢٠٣ / ٦٩١.


الضَّلالِ (١) عن الطَّريق.

وهذه الأَمثالُ الخمسةُ تُضرب في مقابلة الشَّيء لشيءٍ فيه (٢) شبهٌ منه.

فصل اللاّم

لبد

لَبَدَ الشَّيءُ لُبُوداً ـ كقَعَدَ ـ وتَلَبَّدَ : انْضَمَّ بَعْضُهُ إلى بَعْضٍ وتَلَصَّقَ ، ومِنْهُ : اللِّبْدُ كَعهْنٍ : لِما يُلَبَّدَ من الصُّوفِ والشَّعَرِ. الجمع : لُبُودٌ ، وألْبَادٌ.

وبهاءٍ : القِطْعَةُ منهُ ، وتُضَمُّ ، الجمع : لِبَدٌ ، كعِنَبٍ ورُطَبٍ.

وخُفُ مُلَبَّدٌ ، ومَلْبُودٌ : مُتَّخَذٌ من اللِّبْدِ.

ولَبَّدَ المَطَرُ والنَّدَى التُّرابَ والرَّمْلَ تَلْبِيداً : بَلَّهُ حتّى لَصِقَ بعضهُ ببعضٍ واسْتَمْسَكَ ..

و ـ الرَّجُلُ الصُّوفَ : جَعَلَهُ لِبْداً ..

و ـ الحاجُّ شَعَرَهُ : عالَجَهُ بِصَمْغٍ أو خَطْمِيٍّ لِئَلاّ يَتَشَعَّثَ ويُقْمَلَ.

واللُّبادَةُ ، كَتُفَاحَةٍ : ما يُلْبَسُ مِنَ اللُّبُودِ للمطرِ.

وكعَبَّاسٍ : صانِعُ اللُّبُودِ.

وكساءٌ مُلْبَدٌ ، وَمُلَبَّدٌ ، كَمُعْجَمٍ ومُعَظَّمٍ : ثَخُنَ وَسَطُهُ وصَفُقَ حتَّى صار يُشْبِهُ اللِّبْدَ.

واللَّبِيدُ ، كَأمِيرٍ : الجُوالِقُ ، وقال قطرُبٌ : المِخْلاةُ (٣).

وأَلْبَدَ السَّرْجَ : جَعَلَ لَهُ لِبْداً ..

و ـ الفَرَسَ : وَضَعَ اللِّبْدَ عَلى ظَهْرِهِ وَشَدَّهُ عَلَيْهِ ..

و ـ القِرْبَةَ : جَعَلَها في لَبيدٍ.

والْتَبَدَ الوَرَقُ الْتِباداً : تَلَبَّدَ بَعْضُهُ على بَعْضٍ ..

و ـ الشَّجَرُ : كَثُرَتْ أوْراقُهُ وَتَراكَمَتْ.

__________________

(١) في « ش » : للضّلال بدل : من الضّلال.

(٢) في « ش » : عنه بدل : لشيء منه.

(٣) عنه في الفائق ٣ : ٢٩٩.


واللَّبَدُ ، كسَبَبٍ : الصُّوفُ ، ومنه : ( ما لَه سَبَدٌ ولا لَبَدٌ ) (١).

ولِبَدَةُ الأسَدِ ولِبْدُهُ ، بالكسر فيهما : شَعْرُهُ الكَثيفُ المُتَلَبِّدُ على زُبْرَتِهِ ، ومنه : ( أجْرَأُ مِنْ ذِي لِبْدَةٍ ) (٢) أي مِنَ الأسَدِ.

ورَمْلٌ لَبِدٌ ، ككَتِفٍ : مُتَلَبِّدٌ مُسْتَمْسِكٌ يُسْرَعُ فيه المَشْيُ.

ومن المجاز

لَبَّدَ بالأرْضِ لُبُوداً ، ولَبَداً ، كَقَعَدَ وتَعِبَ : لَصِقَ مُتَضائِلَ الشَّخْصِ ، كَأَلْبَدَ ..

و ـ بالمكانِ : أَقامَ به ولَزِمَهُ ، فَهُوَ مُلْبِدٌ ، ولابِدٌ ، وَلَبُودٌ ، مِنْ قَوْمٍ لِبَدٍ ، ولُبَّدٍ كَسُجَّدٍ ، وَلُبُدٍ كَرُسُلٍ.

ورَجُلٌ لُبَدٌ ، كَصُرَدٍ وَكَتِفٍ : لا يُفارِقُ مَكانَهُ وَلا يَبْرَحُ لِطَلَبِ معاشٍ.

ولَبَدْتُ القَميصَ لَبْداً ـ كَقَتَلَ وَضَرَبَ ـ وأَلْبَدْتُهُ ، ولَبَّدْتُهُ تَلْبيداً : رَقَعْتُهُ بلِبْدَةٍ ـ بالكسر ـ وهِيَ الخِرْقَةُ الَّتي يُرْقَعُ بِها صَدْرُهُ ..

و ـ الصُّوفَ كَضَرَبَ ، إذا نَفَشْتُهُ وَبَلَلْتُهُ بِماءٍ ثُمَّ خُطْتَهُ وجَعَلْتُهُ في رَأسِ الغِمْدِ وِقايَةً [ لِلْبجادِ ] (٣) أَنْ يَخْرِقَهُ.

وأَلْبَدَ الرَّجُلُ رَأسَهُ : طَأطَأَهُ عِنْدَ دُخُولِ البابِ.

و ـ بَصَرَهُ : خَفَضَهُ ..

و ـ الشَّيءَ بالشَّيءِ : أَلْصَقَهُ ..

و ـ الْحالِبُ : أَدْنَى العُلْبَةَ من الضَّرْعِ ، وَحَلَبَ ؛ لِئَلاّ يَكُونَ للحليبِ رَغْوَةٌ.

و ـ البَعيرُ : ضَرَبَ بِذَنَبِهِ على عَجُزِهِ ، وقد ثَلَطَ عَلَيْهِ فَتَصيرُ على عَجُزِهِ لِبْدَةٌ من ثَلْطِهِ.

وأَلْبَدَتِ الإِبِلُ : أَخرَجَ الرَّبيعُ أَلْوانَها وأوْبارَها ، وتَهَيَّأتْ لِلْسِّمَنِ.

ورَجُلٌ مُلْبِدٌ كَمُحْسِنٍ : مُدْقِعٌ لاصِقٌ بالأرْضِ من الفَقْرِ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٢٧٠ / ٣٨٠٣.

(٢) جمهرة الأمثال ١ : ٣٢٩ / ٤٨٨ ، وفي مجمع الأمثال ١ : ١٨٥ : لبد بدل : لبدة.

(٣) في النّسخ : للنّجاد ، وما أثبتناه موافق للمعاجم ، غير أن في الجميع بدل الغِمد : العَمَدْ.


ولَبِدَتِ الإبِلُ لَبَداً ، كَتَعِبَ : أَكْثَرَتْ من الكَلَأ حَتّى أتْعَبَتْها جَرَّتُها أو دَغَصَتْ بِالصِّلِّيانِ.

وتَلَبَّدَ الرَّجلُ : رَأَى وتَفَرَّسَ.

و ـ الصَّائِدُ : لَصِقَ بالأرضِ لِيَخْتِلَ الصَّيدَ ..

و ـ الطَّائِرُ بِالأرْضِ : جَثَمَ عَلَيْها ، وَتَقُولُ صِبْيانُ العَرَبِ : سُمانَى لُبادَى الْبِدِي لا تُرى ، يَدُورُونَ حَوْلَها وَيَقُولُونَ ذلِكَ. وهِيَ لابِدَةٌ لا تَطيرُ حَتّى تُؤْخَذَ.

وجاءَنا لُبْدَةٌ من النَّاسِ كَغُرْفَةٍ : جَماعَةٌ.

ولُبَدٌ من الجَرادِ ، كَصُرَدٍ : كَثيرٌ.

ومالٌ لُبَدٌ أيْضاً : لا يُخافُ فَناؤُهُ لِكَثْرَتِهِ ، كأَنَّهُ لا يَزالُ لابِداً.

وَكانُوا عَلَيْه لُبْدَةً ، ولُبَداً ، كغُرْفَةٍ وَسِدْرَهٍ وَصُرَدٍ : ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ.

وأَلْقَى الصِّلِّيانُ لِبْدَتَهُ ـ بالْكَسْرِ ـ إذا ألْقَى نُسالَهُ.

وجَلَسَ بَيْنَ لِبْدتَيْها أَيضاً : وَهُما داخِلا الفَخِذَيْنِ.

وفُلانٌ لا تَجِفُ لِبْدَتُهُ ، إذا لم يَزَلْ يَتَرَدَّدُ.

وَيَقُولُونَ للرَّجُلِ إذا دَعَوْا عَلَيْهِ : ثَبَتَ لِبْدُهُ ، وأَثْبَتَ اللهُ لِبْدَهُ ، أيْ أَدَامَ لَهُ الشَّرَّ.

وتَيْسٌ مَلْبُودٌ : مُكْتَنِزُ اللَّحْمِ قَدْ رَكِبَ لَحْمُهُ بَعْضُهُ بَعْضاً فَتَلَبَّدَ.

واللَّبُودُ كَصَبُورٍ : القُرادُ.

واللُّبادَى ، كَجُمادَى ويُشَدَّدُ : طائِرٌ يَلْبِدُ في الأرضِ لا يَكادُ يَطيرُ إلاَّ أنْ يُطارَ.

وبِالتَّخْفيفِ : نَبْتٌ ، لُغَةُ يَمانِيَّةٌ.

وكَزُبَيْرٍ : طائِرٌ آخَرُ.

وأَبُو لُبَدٍ ، كَصُرَدٍ وعِنَبٍ ، وذُو اللِّبْدِ كَعِهْنٍ ، وذُو اللِّبْدَةِ كَسِدْرَةٍ : الأسَدُ.

وذُو لِبَدٍ ، كعِنَبٍ : موضعٌ في بِلادِ هُذَيْلٍ ، وَقَضِيَّةُ كَلامِ الفَيْرُوزَآبادِيِّ أنَّهُ كَفَلْسٍ ، وهُو غَلَطٌ ، قال أُبو ذُؤَيْبٍ :


بَنُو هُذَيْلٍ وَفُقيمٍ وأَسَدْ

والمُزَنِيِّينَ بِأعْلى ذِي لِبَدٍ (١)

و لِبْدَةٌ ، كسِدْرَةٍ : بَلَدٌ بَيْنَ بُرْقَةَ وإفْرِيقِيَّةَ.

ولُبَيْداءُ ، كَغُبَيْراءَ : اسمُ الأرضِ السّابِعَةِ.

ولَبيدُ : ابنُ رَبيعَةَ ؛ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ مَشْهُورٌ مِنَ الصَّحابَةِ ..

و ـ : ابْنُ عُطارِدِ بنِ حاجِبٍ التَّميميُّ ؛ شاعِرٌ آخَرُ وَفَدَ على النَّبِيِّ 9 مَعَ الوافِدينَ مِنْ بَني تَميمٍ وأَسْلَمَ.

ولَبيدُ رَبِّهِ ، بالإضافَةِ : صَحابيُّ يُكَنَّى : أبا السَّنابِلِ.

ولِبْدَةُ : بنُ عامِرٍ ـ كَسِدْرَةٍ ـ وابْنُ قَيْسٍ : صَحابِيّانِ.

وأبُو لُبَيْدٍ ـ كَزُهَيْرٍ ـ العامِريُّ : ابنُ عَبْدَةَ ابنِ جابِرٍ ؛ شاعِرٌ مِنْ فُرْسانِ قُرَيْشٍ.

وابنُ لُبَيْدَةَ ، كَجُهَيْنَةَ : مُحَدِّثٌ ، واسْمُهُ : أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ المَعَرِّي.

وأحْمَدُ بنُ عَليِ اللَّبَّادِ ، كَعَبّاسٍ : من المُحَدِّثينَ.

ومُحَمَّدُ بنُ طاهِرٍ وابْنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ اللَّبّادِيّانِ : مُحَدِّثانِ ، نِسْبَةٌ إلى سِكَّةِ اللَّبّادِينَ ، وَهيَ مَحَلَّةٌ بِسَمَرْقَنْدَ.

الكتاب

( كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ) (٢) أي كادَ الجِنُّ يكونون على رسول اللهِ 9 مُتَراكِمينَ مِنْ ازْدِحامِهِم عَلَيْهِ ، وَذلِكَ حينَ أَتَوْهُ وَهُوَ قائِمٌ لِصَلاةِ الفَجْرِ بِنَخْلَةٍ فاسْتَمَعُوا لِقَراءَتِهِ فَتَعَجَّبُوا بِما رَأَوْا منْ عِبادَتِهِ وَاقْتِداءِ أَصحابِهِ بِهِ.

وَقيلَ : الضَّميرُ لِلْمُشْرِكينَ (٣) ، والمَعْنى لَمّا قامَ رَسُولُ الله 9 يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَه مُخالِفاً لِلْمُشْرِكينَ كادَ المُشْرِكُونَ لِتَظاهُرِهِمْ عَلَيْهِ يَزْدَحِمُونَ عَلى عَداوَتِهِ وَدَفْعِهِ.

وقالَ قَتادَةُ : لَمّا قامَ عَبْدُ اللهِ تَلَبَّدَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ وَتَظاهَرُوا عَلَيْهِ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ فَأبى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ (٤).

__________________

(١) معجم البلدان ٥ : ١٠.

(٢) الجن : ١٩.

(٣) انظر التَّفسير الكبير ٣٠ : ١٦٣.

(٤) التَّبيان في تفسير القرآن ١٠ : ١٥٥.


وَقَرَأَ نافِعٌ وَعاصِمٌ في رِوايَةِ أبي بَكر : « لُبَداً » بالضَّمِّ وَفَتْحِ الباءِ (١) ، والباقُونَ بِالكَسْرِ وَفَتْحِها ، وهُما جَمْعُ لُبْدَةٍ وَلِبْدَةٍ كَغُرْفَةٍ وَسِدْرَةٍ وَكِلاهُما بِمَعْنى : وهِيَ ما تَلَبَّدَ بَعْضُهُ على بَعْضٍ.

وَقُرِئَ في الشَّواذِّ : « لُبُداً » و « لُبَّداً » (٢) كرُسُلٍ وَسُجَّدٍ ، وَهُما جَمْعُ لَبُودٍ كَرَسُولٍ وَلابِدٍ كَساجِدٍ.

( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) (٣) كَثيراً بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ ، وَهُوَ جَمْعُ لُبْدَةٍ ـ بِالضَّمِّ ـ لِما تَلَبَّدَ ، قالَهُ الفَرّاءُ (٤) ، وَعَنِ الزَّجّاجِ أنَّهُ مُفْرَدٌ وَالبِناءُ لِلْمُبالَغَةِ والكَثْرَةِ ، يُقالُ : رَجُلٌ حُطَمُ لِلكثيرِ الحَطْمِ (٥).

الأثر

( كِساءاً مُلَبَّداً ) (٦) اسمُ مَفْعُولٍ من أَلْبَدَهُ إلْباداً ، أَو من لَبَّدَهُ تَلْبيداً أَي مُرَقَّعاً أَو غَليظاً قد أُلْبِدَ بَعْضُهُ على بَعْضٍ ، وهو الأَصَحُّ ؛ لِقَوْلِهِ في الرِّوايَةِ الأُخرى : ( كِساءٌ مِنْ هذِهِ المُلَبَّدَة ) (٧).

( يُبْعَثُ مُلَبِّداً ) (٨) كَمُحَدِّثٍ مِنْ لَبَّدَ شَعَرَهُ تَلْبيداً إذا جَعَلَ فيهِ صَمْغاً أَو شَيْئاً لَزِجاً لِيَتَلَبَّدَ ، ومنهُ : ( لَبَّدْتُ رَأسي وَقَلَّدْتُ ) (٩) ، وَحَديثُ : ( الضّافِرُ وَالمُلَبِّدُ وَالمُجَمِّرُ علَيْهمُ الحَلْقُ ) (١٠).

( فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ ) (١١) أَي صَيَّرَتها مُسْتَمْسِكَةً لا تَسُوخُ فِيها الأقْدامُ. والدِّماثُ : الأرَضُونَ السَّهْلَةُ فإذا أَصابَتْها

__________________

(١) انظر السَّبعة : ٦٥٦ ، والحجّة للقراء السّبعة ٤ : ٧٠ ، والنَّشر في القراءات العشر ٢ : ٣٩٢.

(٢) المحتسب ٢ : ٣٣٤.

(٣) البلد : ٦.

(٤) انظر معاني القران للفرّاء ٣ : ١٦٣.

(٥) انظر معاني القران واعرابه للزجّاج ٥ : ٣٢٨.

(٦) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣١١ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤.

(٧) مسند أبي عوانة ٥ : ٢٣٩ / ٨٥٤٧ ، ومشارق الأنوار ١ : ٣٥٤.

(٨) الفائق ٤ : ٧٤ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤.

(٩) مسند أحمد ٦ : ٢٨٥ ، صحيح مسلم ٢ : ٩٠٢ / ١٢٢٩.

(١٠) الفائق ٢ : ٣٤٤ ، النَّهاية ١ : ٢٩٣.

(١١) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣١١ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤.


الأمْطارُ اشْتَدَّتْ وَصَلُبَتْ.

( أَلْبَدَا بِالْأَرْضِ ) (١) أَي قَعَدَا مُطْمَئِنَّينِ.

( أَأَنْفُجُ أَمْ أُلْبِدُ ) (٢) جاء تفسيره في الحديث : ( فَإنْ قالَتْ : أنْفجْ ، باعَد الإناءَ مِنَ الضَّرْعِ ؛ حَتَّى تَشْتَدَّ الرَّغْوَةُ ، وإِنْ قالَتْ : أَلْبِدْ ، أدْنَى الإناءَ مِنَ الضَّرْع ؛ حَتَّى لا تَكُونَ لَهُ رَغْوَةٌ ) (٣).

( الْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعي عَلى عَصاهُ ) (٤) يُريدُ اقْعُدُوا في بُيُوتِكُمْ وَالْزَمُوها وَلا تَخْرُجُوا مِنْها كما يَعْتَمِدُ الرّاعي على عصاهُ ثابتاً لا يَبْرَحُ.

( وإلْبادُ البَصَرِ في الصَّلاةِ ) (٥) أي لُزُومُهُ مَوْضِعَ السُّجُودِ ، مِن ألْبَدَ بِالأرضِ إذا لَزِمَها ، أوْ خَفَضَهُ وَطَأْطَأَهُ ، مِنْ أَلْبَدَ رَأسَهُ إذا طَأطَأ عِنْدَ دُخُولِ البابِ.

( خِدَبّاً مُلْبِداً ) (٦) الخِدَبُّ ، كَهِجَفٍّ : الضَّخْمُ. والمُلْبِدُ ، كَمُحْسِنٍ : الَّذي عَلَيْهِ لُبْدَةٌ من وَبَرِهِ.

( مِثْلَ خِصْوَةِ التَّيْسِ المَلْبُودِ ) (٧) أيِ التَّيْسُ المُكْتَنِزُ لَحْماً كَأنَّهُ لُبِدَ لَبْداً.

( عِصابَةٌ مُلْبِدَةٌ ) (٨) كمُحْسِنَةٍ ، أي لَصِقُوا بالأرضِ وأَخْمَلُوا أَنْفُسَهُمْ.

( لَيْسَ بِلَبِدٍ فَيَتَوَقَّلَ ) (٩) ككَتِفٍ ، أَي لَيْسَ بِمُسْتَمْسِكٍ مُتَلَبِّدٍ فَيُسْرَعَ فيهِ الصُّعُودُ.

المثل

( تَلَبَّدي تَصَيَّدي ) (١٠) مِنْ تَلَبَّد إذا لَصِقَ بالأرضِ لِيَخْتِلَ الصَّيْدَ. يُضْرَبُ لِلَّذي يُظْهِرُ سُكُوتاً فإذا رَأَى فُرْصَةً اغْتَنَمَها ، وَهُوَ في مَعْنى قَوْلِهِمْ : ( مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْباعَ ) (١١).

__________________

(١) الفائق ٣ : ٢٩٩ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٥.

(٢) و (٣) غريب الحديث لابن قتيبة ١ : ٥٧٣ ، وفي الفائق ٤ : ١٢.

(٤) الفائق ٣ : ٣٠٠ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤.

(٥) الفائق ٣ : ٣٠٠ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٥.

(٦) الفائق ٣ : ٢٠٣ ، النَّهاية ٢ : ١٢ و ٤ : ٢٢٥.

(٧) حلية الأولياء ٦ : ١٠٣ ، والنَّهاية ٤ : ٢٢٥.

(٨) الفائق ٣ : ٣٠١ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٥.

(٩) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٤٨٠ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤ و ٥ : ٢١٥.

(١٠) مجمع الأمثال ١ : ١٢٧ / ٦٤٩.

(١١) مجمع الأمثال ٢ : ٣٠٩ / ٤٠٥٣.


( التَّلْبيدُ خَيْرٌ مِنَ التَّصْييئ ) (١) في : « ص ي أ ».

( أَتَى الأَبَدُ عَلى لُبَدٍ ) (٢) الأَبَدُ : الدَّهْرُ. وَلُبَدٌ ، كَصُرَدٍ مَصْرُوفاً : آخِرُ نُسُورِ لُقْمانَ بنِ عادٍ ، وكانَ قَدْ سَأَلَ اللهَ تَعالى طُولَ العُمُرِ فاسْتُجيبَ لَهُ ، وَخُيِّرَ بَيْنَ أَنْ يَعيشَ عُمُرَ سَبْعِ بَعَراتٍ سُمْرٍ من أَظْبٍ عُفْرٍ في جَبَلٍ وَعْرٍ لا يَمَسُّها القَطْرُ ، أَوْ عُمُرَ سَبْعَةِ أَنْسُرٍ كُلَّما هَلَكَ نَسْرٌ خَلَفَ بَعْدَهُ نَسْرٌ ، فَاخْتارَ النُّسُورَ ، فَكانَ يَأخُذُ الفَرْخَ حِينَ يَخْرُجُ مِنَ البَيْضَةِ فَيُرَبّيهِ فَيَعيشُ ثَمانينَ سَنَةً حتّى هَلَكَ مِنْها سِتَّةٌ ، فسَمّى السّابعَ لُبَداً ، فلمّا كَبُر وعَجَز عَنِ الطَّيَرانِ كان يقولُ لهُ : انْهَضَ لُبَد ، فَلَمّا هَلَكَ لُبَدٌ ماتَ لُقْمانُ ، وهُوَ غَيْرُ لُقْمانَ الحَكيمِ الَّذي كانَ عَلى عَهْدِ داوُدَ 7 ، وهذا المَثَلُ يُضْرَبُ في تَقَضّي الأَوقاتِ وإن طالت وقالوا فيه أيضاً : ( أَعْمَرُ مِنْ لُبَدٍ ) (٣) وقال النّابِغَةُ :

أضْحَتْ خَلاءً وَأضْحَى أَهْلُها ارْتَحَلُوا

أَخْنَى عَلَيْها الَّذي أَخْنَى عَلى لُبَدِ (٤)

( أَمْنَعُ مِنْ لِبْدَةِ الأَسَدِ ) (٥) هِيَ شَعَرَهُ المُتَلَبِّدُ عَلى زُبْرَتِهِ. وَقِيلَ : قَطيفَتِهِ لِأَنَّها تُلَبَّدُ عَلَيْهِ ؛ لِكَثْرَةِ الدِّماءِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُم : ( أجْرَأُ مِنْ ذِي لِبَدٍ (٦) ، وَذِي لِبْدَةٍ ) (٧).

لتد

لَتَدَهُ لَتْداً ، كَضَرَبَ : وَكَزَهُ ، أَوْ ضَرَبَ في صَدْرِهِ.

لثد

لَثَدْتُ المَتاعَ لَثْداً ـ كَضَرَبَ ـ إذا رَثَدْتُهُ وَنَضَدْتُهُ ..

و ـ الثَّريدَ في القَصْعَةِ : جَمَعْتُ بَعْضَهُ

__________________

(١) الطراز ١ : ١٢٩.

(٢) فصل المقال : ٣٣٠ / ٥٥٧. ويروى : أَتَى أبد على لُبداً.

(٣) المستقصى ١ : ٢٥٣ / ١٠٧٥.

(٤) خزانة الأدب ٤ : ٥ / ٢٤٧ وفي ديوانه : ١٦ : امست ... وأمسى بدل : اصبحت ... وأضحى ، وفيهما أَيضاً : احتملوا بدل : ارتحلوا.

(٥) انظر المستقصى ١ : ٤٧ / ١٧٢.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ١٨٥ / ٩٨٩.

(٧) جمهرة الأمثال ١ : ٣٢٩ / ٤٨٨.


على بَعْضٍ ، كَأنَّكَ نَضَدْتَهُ.

واللِّثْدَةُ من القَوْمِ ، بالكسرِ : جَماعَةٌ يُقيمُونَ ولا يَظْعَنُونَ إذا ظَعَنَ القَوْمُ.

لحد

لَحَدَ لَحْداً ـ كَمَنَعَ ـ وَأَلْحَدَ إلْحاداً : مالَ عَنِ القَصْدِ والاسْتِقامَةِ وانْحَرَفَ عَنْها ، ومِنْهُ : اللَّحْدُ ـ كَفَلْسٍ وضَمُّهُ نادِرٌ ـ وهو الشَّقُّ في أَحَدِ جانِبَيِ القَبْرِ ؛ لأنَّهُ يُمالُ بِهِ عَنِ الوَسَطِ ، خِلافُ الضَّريحِ الَّذي يُحْفَرُ في وَسَطِهِ كالْمَلْحُودِ. الجَمْعُ : ألْحادٌ ، وَلُحُودٌ.

ولَحَدَ القَبْرَ ـ كَمَنَعَ ـ وَأَلْحَدَهُ : جَعَلَ لَهُ لَحْداً ، وهُوَ قَبْرٌ مَلْحُودٌ ، وَمُلْحَدٌ.

و ـ لِلْمَيِّتِ : حَفَرَ لَهُ لَحْداً كَأَلْحَدَ لَهُ.

ولَحَدَ المَيِّتَ وأَلْحَدَهُ : جَعَلَهُ في اللَّحْدِ.

وَقَبْرٌ لاحِدٌ : ذُو لَحْدٍ.

ولَحَدَ السَّهْمُ عَنِ الهَدَفِ : مالَ في أحَدِ جانِبَيْهِ ، كَأَلْحَدَ ..

و ـ الرَّجُلُ : جارَ وَظَلَمَ ..

و ـ بِلِسانِهِ إلى كَذا : مالَ ..

و ـ عَنْهُ : عَدَلَ ، كَأَلْحَدَ فيهِما.

وأَلْحَدَ : مارَى وجَادَلَ ، رَوَى أبُو عُبَيْدَةَ عَنِ الأَحْمَرِ : لَحَدْتُ ، كمَنَعْتُ : جُرْتُ وَمِلْتُ ، وَأَلْحَدْتُ : مارَيْتُ وجادَلْتُ (١).

وأَلْحَدَ في الحَرَمِ : اسْتَحَلَّ حُرْمَتَهُ وانْتَهَكَها ..

و ـ في دينِ اللهِ : طَعَنَ وَعَدَلَ فيهِ عَنِ الحَقِّ ، وَأدْخَلَ فيهِ ما لَيْسَ مِنْهُ ، فَهُوَ مُلْحِدٌ. وَلَحَدَ كَمَنَعَ لُغَةٌ ثابِتَةٌ فيهِ ، وبِها قَرأ حَمْزَةُ (٢) إلاّ أنَّها قَليلَةٌ حَتّى لا تَكادُ تُسْمَعُ لَاحِدٌ بِمَعْنى مُلْحِدٍ.

والْتَحَدَ إِليْهِ : الْتَجَأَ.

وما لَهُ مُلْتَحَدٌ : مُلْتَجَأٌ.

ورَكِيَّةٌ لَحُودٌ زَوْراءُ : مُزْوَرَّةٌ عَنِ

__________________

(١) حكاه عنه في تفسير التَّبيان ٥ : ٣٩.

(٢) انظر حجة القراءات : ٣٠٣ و ٣٩٤ و ٦٣٦.


القَصْدِ.

وأَلْحَدَ بِهِ : أَزْرى بِهِ ؛ لُغَةُ في أَلْهَدَ بِهِ بِالْهاءِ.

ولاحَدَهُ مُلاحَدَةً ، وتَلاحَدَا : مالَ مِنْهُما عَنْ صاحِبِهِ ، وَاعْوَجَّ.

واللُّحادَةُ ، كَسُلافَةٍ : القِطْعَةُ مِنَ الشَّيءِ ، وَكَأنَّ الدّالَ مُبْدَلَةٌ مِنَ التّاءِ وَأَصْلُها : اللُّحاتَةُ كَدَوْلَجٍ في تَوْلَجٍ.

الكتاب

( وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ ) (١) يَميلُونَ في شَأنِها عَنِ الحَقِّ إلى الباطِلِ ، إما بإطلاقِها عَلى الأصْنامِ ، كَاشْتِقاقِهِمُ اللاّتَ مِنَ اللهِ ، والْعُزّى مِنَ العَزيزِ ، ومَناةَ مِنَ المَنّانِ ، وَكَما كانَ مُسَيْلَمَةُ يُسَمِّي نَفْسَهُ الرَّحْمانَ ، وَإمّا بِأنْ يَأْبَوْا تَسْمِيَتَهُ بِبَعْضِ أَسْمائِهِ الحُسنى كما قالُوا : وَمَا الرَّحْمنُ؟ ما نَعْرِفُ سِوى رَحْمانِ اليَمامَةِ ، وَإمّا بِأنْ يُسَمُّوهُ بِما لا يَجُوزُ عَلَيْهِ كما سُمِعَ مِنَ البَدْوِ يَقُولُونَ لِجَهْلِهِمْ : يا أبا الْمَكارِمِ ، يا أبْيَضَ الوَجْهِ ، ونَحْوَ ذلِكَ.

( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ ) (٢) أي لُغَةُ الرَّجُلِ ـ الَّذي يُميلُونَ قَوْلَهُمْ عَنِ الاستِقامَةِ إِلَيْهِ ، وَيَقُولُونَ إنَّهُ يُعَلِّمُهُ ـ أعْجَميٌّ غَيْرُ بَيِّنٍ ، وَهذا القُرآنُ لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.

( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا ) (٣) يَميلُونَ عَنِ الاستقامَةِ فيها بِتَحْريفِها والطَّعْنِ فيِها وَحَمْلِها على المَحامِلِ الباطِلَةِ ، أوْ تَرْكِ الإيمانِ بِها. وَقيل : المُرادُ بِالآياتِ دَلالاتُ التَّوْحيدِ ، وَالإلْحادُ فيها العُدُولُ وتَرْكُ الاستِدلال بِها.

( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) (٤) الباءُ في « بِإِلْحادٍ » صِلَةٌ : أَي ومَنْ يُرِدْ فيهِ إِلْحاداً ، أَو عَلى تَضْمينِ ( يُرِدْ ) مَعْنى يَهِمُّ ، والإلْحادُ فيهِ العُدُولُ عَنِ القَصْدِ والمَيْلُ عَنِ الحَقّ ، فَقيلَ : هُوَ

__________________

(١) الأعراف : ١٨٠.

(٢) النَّحل : ١٠٣.

(٣) فصلت : ٤٠.

(٤) الحج : ٢٥.


الشِّرْكُ بِاللهِ أَي : مَنْ لَجَأ إليهِ لِيُشْرِكَ باللهِ عَذَّبَهُ اللهُ. وَقيلَ : هو احْتِكارُ الطَّعامِ. وَقيلَ : المَنْعُ مِنْ عِمارَتِهِ ، وقيلَ : دُخُولُ مَكَّةَ بِغَيْرِ إحْرامٍ. وَقيلَ : ارَتِكابُ كُلِّ ما نَهَى اللهُ عنهُ حَتّى شَتْمِ الخادِمِ ؛ لأنَّ الذُّنُوبَ هُناكَ أعْظَمُ ، وفائِدَةُ قَوْلِهِ تَعالى : « بِظُلْمٍ » أنَّ العُدُولَ عَنِ القَصْدِ قَدْ يَكُونُ بِحَقٍ ، كَقَوْلِهِ : ( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ ) (١).

( وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) (٢) مُلْتَجَأً الَيْهِ أَطْلُبُ بِهِ النَّجاةَ والسَّلامَةَ.

الأثر

( وَلا تُلْحِدْ في الحَياةِ ) (٣) لا تَمِلْ عَنِ الحَقِّ إلى الباطِلِ ما دُمْت حَيّاً.

( فَأرْسَلُوا إلى اللاَّحِدِ وَالضَّارِحِ ) (٤) الَّذي يَحْفِرُ اللَّحْدَ والضَّريحَ.

( وَما عَلى وَجْهِهِ لَحادَةٌ مِنْ لَحْمٍ ) (٥) أيْ قِطْعَةٌ كمَا في الرِّوايَةِ الأُخْرى : ( وَما في وَجْهِهِ مُزْعَةٌ ) (٦) وهي القِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ أو الشَّحْمِ.

لدد

اللَّدِيدُ ، كَحَدِيدٍ : الشَّقُّ والجانِبُ ، ومنْهُ : اللَّدِيدَانِ ؛ لِصَفْحَتَيِ العُنُقِ ، تَقُولُ : ضَرَبَهُ عَلى لَدِيدَيْ عُنُقِهِ ، ونَزَلُوا في لَديدَيِ الوادِي ، أيْ جانِبَيْهِ.

واللَّدُودُ ، كَسَفُوفٍ : ما يُصَبُّ مِنَ الأَدْوِيَةِ في أَحَدِ شِقَّيِ الفَمِ ، كاللَّدِيدِ. الجَمْعُ : أَلِدَّةٌ ، كَأحِبَّةٍ.

وَلَدَّهُ لَدّاً ـ كَقَتَلَ وضَرَبَ ـ وَلُدُوداً بالضَّمِّ : فَعَلَ بهِ ذلِكَ.

ولَدَّهُ أيْضاً ، وبِهِ : سَقاهُ إيّاهُ ، وَلُدَّ ـ بالْمَجْهُولِ ـ فَهُوَ مَلْدُودٌ ، وَالْتَدَّ هُوَ ؛ قالَ ابْنُ أحْمَرَ :

شَرِبْتُ الشُّكاعَى وَالْتَدَدْتُ أَلِدَّةً (٧)

__________________

(١) الشّورى : ٤٠ وتمام الآية : سَيِّئَةٌ مِثْلُها.

(٢) الجن : ٢٢.

(٣) الفائق ٢ : ٢٧٨ ، وفي النَّهاية ٤ : ٢٣٦.

(٤) النَّهاية ٤ : ٢٣٦.

(٥) الفائق ٣ : ٣٦٣ ، النَّهاية ٤ : ٢٣٦.

(٦) الفائق ٣ : ٣٦٣.

(٧) صدر بيت كما في الأساس : ٤٠٧ والصّحاح واللَّسان ، وعجزه :

وَأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُرُوقِ المَكَاوِيا


وَلَدَّ الرَّجُلُ لَدَداً ، كَتَعِبَ : اشْتَدَّتْ خُصُومَتُهُ بِالباطِلِ مُتَأبِّياً عَنِ الحَقِّ ، كَأنَّهُ أخَذَ في كُلِ لَديدِ ـ أَي كُلِّ شِقٍّ مِنَ الجِدالِ والمِراءِ ـ أَو أَعمَلَ لَديدَيْهِ في الخِصامِ ـ وَهُما جانِبا فَمِهِ ـ فَهُوَ ألَدُّ ، وأَلَنْدَدُ ، وَيَلَنْدَدُ ، وهِي لَدّاءُ ، وَهُمْ وهُنَ لُدُّ ، وَلِدادٌ.

ولَدَّهُ لَدّاً ، كَقَتَلَ : شَدَّدَ خُصُومَتَهُ ، وَغَلَبَهُ في الخُصُومَةِ ، فَهُوَ لَدٌّ ، وَلادٌّ ، وَلَدُودٌ.

ولادَّهُ مُلادَّةً ، وَلِداداً : خاصَمَهُ خِصاماً شَديداً ..

و ـ عَنْهُ : دافَعَ.

وتَلَدَّدَ : تَلَفَّتَ مُتَحَيِّراً يَميناً وَشِمالاً.

والمُتَلَدَّدُ ، على اسْمِ المَفْعُولِ : العُنُقُ.

وما لِي عَنْهُ مُلْتَدٌّ ـ كَمُمْتَدٍّ ـ أي بُدٌّ.

وبَعيرٌ أَلَدُّ : طَويلٌ أَخْدَعُ.

ولَدَّدَ بِهِ تَلْديداً : نَدَّدَ.

وَالْتَدَّ عَنْهُ : زاغَ ..

و ـ اللَّدُودَ : ابْتَلَعَهُ.

وأصابَهُ اللَّدُودُ ـ كصَبُورٍ ـ وهُوَ داءٌ يَأخُذُ في الحَلْقِ وَالْفَمِ.

واللَّدُّ ، كَفَلْسٍ : الجُوالِقُ ؛ قالَ :

كَأنَ لَدَّيْهِ عَلى سَفْحِ جَبَلٍ (١)

ولُدٌّ ، كَقُفْلٍ : مَوْضِعٌ أو قَرْيَةٌ بِالشّامِ أَوْ بِفَلَسْطينَ تُمْنَعُ وتُصْرَفُ ، وبِبابِها يُدْرِكُ عِيسى بنُ مَرْيمَ 7 الدَّجَّالَ فَيَقْتُلُهُ ، وإِلَيْها يُنْسَبُ أبو يَعْقُوبَ إسْحاقُ بنُ سَيّارِ اللُّدّيُ المُحَدِّثُ.

واللَّدِيدُ ، كَشديدٍ : ماءٌ لِبَنِي أسَدٍ.

ورَوْضَةٌ لَدِيدَةٌ : زَهْراءُ مُشْرِقَةٌ بِالنُّورِ.

وشَديدٌ لَديدٌ : أَتْباعٌ.

والْمِلَدُّ ، كمِقَصٍّ : سَيْفُ عَمْروِ بنِ وُدٍّ.

وكَمَحَلٍّ : ابْنُ المُبارَكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الشَّاكِّ الهاشِميُّ ؛ مُحَدِّثٌ.

الكتاب

( وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ ) (٢) شَديدُ الجِدالِ وَالعَداوَةِ لِلْمُسْلِمينَ على أنَ

__________________

(١) الأرجوزه في الصّحاح واللَّسان من دون عزو ، وفيها : صفح بدل : سفح.

(٢) البقرة : ٢٠٤.


الخِصامَ مَصْدَرٌ والإضافَةُ بمعنى « في » أي ألَدُّ في الخِصامِ كَقَوْلِهِمْ : ثَبَتَ العُذْرُ وَقَتْلى الطَّفِّ ، أو على جَعْلِ الخِصامِ ألَدَّ على المُبالَغَةِ نَحْوُ جَدَّ جَدُّهُ ، أوِ المَعْنى أَشَدُّ الخُصُومِ خُصُومَةً عَلى أنَّ الخِصامَ جَمْعُ خَصْمٍ كصَعْبٍ وَصِعابٍ.

( وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً ) لُدًّا (١) جَمْعُ ألَدَّ أيّ شِدادَ الخُصُومَةِ مُتَأَبّينَ عَنِ الحَقِّ مُفْرِطينَ في اللَّجاج والْعِنادَ ، يُريدُ أهْلَ مَكَّةَ.

الأثر

( ماذا لَقِيتُ بَعْدَكَ مِنَ الأَوَدِ وَاللَّدَدِ؟! ) (٢) يُريدُ أَيَّ شيء لَقيتُ على مَعْنَى التَّعَجُّبِ. والأَوَدُ : الاعْوِجاجُ. واللَّدَدُ : شِدَّةُ الخِصامِ.

( أَلْسُنٍ لِدادٍ ) (٣) جَمْعُ أَلَدَّ كَأَعجَفَ وَعِجافٍ وَأجْرَبَ وَجِرابٍ ، وَقَوْلُ ابنُ الأثيرِ : جَمْعُ لَديدٍ ، فيهِ نَظَرٌ.

( أنَّهُ لُدَّ في مَرَضِهِ ـ وَهُوَ مُغْمىً عَلَيهِ ـ فَلَمّا أَفاقَ قالَ : لا يَبْقَى في البَيْتِ أحَدٌ إلاَّ لُدّ إِلاَّ عَمِّيَ ـ العَبّاسُ ) (٤) أي سُقِيَ اللَّدُودَ فَعَلَ ذلِكَ عُقُوَبةً لهم لِأنَّهم لَدُّوهُ بِغَيْرِ إذنِهِ واستِثْناءُ العَبّاسِ لِأنَّهُ لم يَحْضُرْ حالَةَ اللَّدُودِ. قيلَ الَّذي كانَ لُدَّ بِهِ العُودُ الهِنْديُّ والزَّيْتُ.

( فَتَلَدَّدْتُ تَلَدُّدَ المُضْطَرِّ ) (٥) هو التَّلَفُّتُ يَميناً وشِمالاً من التَّحَيُّرِ ، أَراد أنَّهُ داراهُم وَراقَبَهُمْ كما يَفْعَلُ المُضْطَرُّ.

المثل

( جَرَى مِنْهُ مَجْرَى اللَّدُودِ ) (٦) هو الدَّواءُ الَّذي يُسْقَى من أَحَدِ شِقَّيِ الفَمِ. يُضْرَبُ في أَمرٍ يَنْجَعُ في الرَّجُلِ. وقيلَ : معناهُ أنَّهُ كَرِهَهُ كما يُكْرَهُ اللَّدُودُ ، فهو يُضْرَبُ فيمن يَبْغَضُ وَيَكْرَهُ.

__________________

(١) مريم : ٩٧.

(٢) الفائق ١ : ٣٠ ، النَّهاية ٤ : ٢٤٤.

(٣) النَّهاية ٤ : ٢٤٥.

(٤) الفائق ٣ : ٣١٣ ، النَّهاية ٤ : ٢٤٥.

(٥) الفائق ٢ : ٦٦ ، النَّهاية ٤ : ٢٤٥.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ١٦٠ / ٨٣٤.


لرد

لارِدَةُ ، كَقاعِدَةٍ : مَدينَةٌ جَليلَةُ بِالجِهَةِ المَشْهُوَرةِ بِالثَّغْرِ من شَرْقِ الأُندُلُسِ لها ماءٌ مَجْلُوبٌ في قُنِيٍّ قَدْ أعْجَزَتْ صُنْعُها جَميعَ العالَمِ.

لرند

لارَندَه ، بفتحِ الرَّاءِ : قَرْيَةٌ بالرُّومِ بالقُرْبِ من قُونِيَةَ يُضْرَبُ (١) نَحْوٌ من مَسيرَةِ يَوْمٍ.

لزمد

لَزْمَدٌ ، كعَسْجَدٍ : فُرْضَةٌ من فُرَضِ فَيْسالِيَّةَ بالإِقليمِ السَّابِعِ.

لسد

لَسَدَ الجَدْيُ أُمَّهُ لَسْداً ، كَضَرَبَ وتَعِبَ : رَضَعَها ، أَو أَمتَكَ في ضَرْعِها كُلِّهِ.

و ـ الرَّجُلُ العَسَلَ : لَعِقَهُ.

و ـ الإناءَ : لَحَسَهُ.

وجَدْيٌ مِلْسَدٌ ، كمِعْصَمٍ : يُكْثِرَ لَسْدَ أُمِّهِ.

لازورد

اللاَّزَوَرْدُ : حَجَرٌ أزْرَقُ اللَّوْنِ مَعْدَنِيٌّ يَتَوَلَّدُ مُسْتَقِلًّا في جبالِ أَرمنيَّة وخُثْلانَ ـ كَرُمَانٍ ـ وغيرِهِا ، وهو مَعَرَّبُ « لاجُوَرْد » بِالجيمِ ، واسمُهُ بالعَربيَّةِ : العَوْهَقُ.

لغد

اللُّغْدُ ، واللُّغْدُودُ ، واللِّغْديدُ ، كَقُفْلٍ وَعُثْنُونٍ وَعِرْنينٍ : لَحْمٌ يكونُ عِنْدَ اللهَواتِ بَيْنَ الحَنَكِ وصَفْحَةِ العُنُقِ. الجمعُ : ألْغادٌ ، وَلَغاديد (٢).

وهو ضَخْمُ اللَّغادِيدِ ، إِذا كانَ ذِئْباً

__________________

(١) في « ش » : يقرب بدل : يضرب.

(٢) ومنه الأثر : « فَحَشَى به صدرَه ولغادِيدَهُ » انظر النَّهاية ٤ : ٢٥٦.


أَو عِلْجاً ضَخْماً ، وَيَقُولُونَ : سَبَّني حَتَّى أحمَى لُغْدَهُ ، إذا احتَمَى غَضَباً.

وجاءَ مُتَلَغِّداً ، أَي مُتَغَيِّظاً قدِ انْتَفَخَتْ لَغاديدُهُ.

ولَغَدَ عَنِ الطَّريقِ لَغْداً ، كَمَنَعَ : عَدَلَ.

و ـ زَيْداً : حبَسَهُ ..

و ـ عَمّا يُريدُهُ : مَنَعَهُ وكَفَّهُ ، كَالْتَغَدَهُ ..

و ـ الإِبِلَ الحائِرَةً عَنِ الطَّريقِ والقَصْدِ : رَدَّها إلَيْهِ ..

و ـ أُذُنَهُ : مَدَّها لِيُقيمَها.

والمِلْغَدُ (١) ، كَمِنْبَرٍ : شَيءٌ كَالْمِدَقِّ يُدَقُّ بِهِ.

لكد

لَكِدَ عليهِ الوَسَخُ ، وبِهِ لَكَداً ، كَتَعِبَ : لَصِقَ.

و ـ شَعَرُهُ : تَلَبَّدَ من الوَسَخِ ، كَتلكَّدَ (٢).

و ـ العَسَلُ ونَحْوُهُ بِشَفَتِهِ : لَزِقَ عِنْدَ أَكلِهِ ، ويُقالُ : أَكَلْتُ الصَّمْغَ فَلَكِدَ بِفَمي ، أَيِ التَزَقَ.

وتَلَكَّدَ الشَّيءُ : لَزِمَ بَعْضُهُ بَعْضاً ، ومنهُ : تَلَكَّدَهُ ، إذا اعتَنَقَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ قِرْنَهُ : ضَمَّهُ مُعْتَنِقاً لَهُ فَضَرَبَ بِهِ الأرضَ.

وتَلَكَّدَ زَيْدٌ : غَلُظَ لَحْمُهُ واكتَنَزَ ..

و ـ بِإِبِلِهِ ما استَطاعَ ، إذا تَتَبَّعَ بها الخُضْرَةَ حَيْثُ كانَتْ.

ولاكَدَهُ مُلاكَدَةً : لازَمَهُ.

وباتَ يُلاكِدُ الغُلَّ : يُعالِجُهُ ويُعايِنُهُ.

ورَجُلٌ لَكِدٌ نَكِدٌ ، كَكَتِفٍ : بَخِيلٌ ضَيِّقُ الخُلْقِ.

ورَجُلٌ ألْكَدُ : لَئيمٌ مُلْصَقٌ (٣) بِقَوْمِهِ.

وَلَكَدَهُ لَكْداً ، كَقَتَلَ : دَفَعَهُ أَو ضَرَبَهُ بيَدِهِ.

ولَكّادٌ ، كَعَبّاسٍ : اسمٌ.

__________________

(١) كذا في النَّسخ ، والظَّاهر أنّ الصحيح : والمِلكَدُ ، انظر القاموس واللَّسان والتَّاج و ...

(٢) في النَّسخ : كتأكد ، والأنسب ما أثبَتناه.

(٣) في « ش » : ألصق بدل : ملصق.


الأثر

( إذا كانَ حَوْلَ الجُرْحِ قَيْحٌ وَلَكَدٌ ) (١) كَسَبَبٍ : هُوَ الدَّمُ الجامد حَوْلَ الجُرْحِ ؛ من لَكِد بِهِ إذا لَزِقَ ، من بابِ التَّسميةِ بالمصدرِ.

لمد

لَمَدَ لَمْداً ، كَقَتَلَ : تَواضَعَ ذُلًّا ، فُهَو لَمْدانُ ، كَنَدْمانَ ..

و ـ الرَّجُلُ صَدْرَهُ : لَدَمَهُ ، كَجَذَبَهُ وجَبَذَهُ.

لود

لَوِدَ لَوَداً ، كَتَعِبَ : استَصْعَبَ وتَشَدَدَ وعانَدَ ، فهو لا يُعْطي طاعَةً ولا يَنْقادُ لأَمرٍ ولا يَجْنَحُ لِعَذْل ، فهوَ ألْوَدُ كَأسْوَدٍ ، ومنهُ : عُنُقٌ أَلْوَدُ ، إذا كانَ ضَخْماً غَليظاً.

لهد

لَهَدَ لَهْداً ، كَمَنَعَ : لَكَزَهُ وَدَفَعَهُ لِذُلِّهِ (٢) ..

و ـ دابَّتَهُ : جَهَدَها وَهَزَّلَها (٣) بِالسَّيْرِ ..

و ـ الحِمْلُ البَعيرَ : أَثقَلَهُ.

و ـ الرَّجُلُ الشِّيْءَ : لَحَسَهُ أوْ أكَلَهُ.

ورَجُلُ مُلَهَّدٌ كَمُظَفَّر : مُدَفَّعٌ مُذَلَّلٌ.

وبَعيرٌ لَهيدُ : أَصابَهُ جَنْبَةُ الحِمْلِ الثَّقيلِ ، فَأَوْرَثَهُ داءً.

وَتَرَكَهُ لَهيداً : حَسيراً.

واللهْدُ ـ كَفَلْسٍ ـ من الرِّجالِ : الجامِدُ الثَّقيلُ الرُّوحِ ، أوِ اللَّئيمُ الجَبانُ ، وَوَرَمٌ في الفَرائِصِ وانْفِراجٌ في صُدُورِ الإبِلِ من صَدْمَةٍ وَنَحْوِها ، وَداءٌ في أَفْخاذِ النّاسِ وأرْجُلِهِمْ كَالانفرِاجِ.

وكَغُرابٍ : الفُواقُ.

وأَلْهَدَ إلْهاداً : جارَ وَظَلَمَ ..

و ـ بِهِ : أزْرَى ..

و ـ عَلَيْهِ : أَعانَ ..

و ـ إلى الأَرْضِ : تَثاقَلَ إلَيْها.

وأَلْهَدَهُ ، وبِهِ ، إِذا أمَسَكَ أحَدَ

__________________

(١) الفائق ٣ : ٣٢٩ ، النَّهاية ٤ : ٢٦٨.

(٢) ومنه حديث ابن عمر : « لو لقيت قاتل أبي في الحرم ما لَهَدْته » الفائق ٣ : ٣٣٦.

(٣) في « ش » : وهوّلها بدل : وهزّلها.


الرِّجْلَيْنِ وخَلَّى الآخرَ عليهِ يُقاتِلُهُ.

واللهيدَةُ ، كَسَفينَةٍ : الرَّخْوَةُ من العَصائِدِ لا غَليظَةً فَتُلْتَقَمُ وَلا حِساءً فَتُحْسَى.

ليد

اللَّيادُ ـ كَبَياضٍ ـ من قولِهِم : ما تَرَكْتُ لهم لَياداً ، أَي شَيْئاً لا يُستَعْمَلُ إلاّ في النَّفْيِ.

فصل الميم

مأد

مَأَدَ الغُصْنُ والنَّباتُ مَأْداً ـ كَمَنَعَ ـ وَمَئِدَ مَأَداً ، كَتَعِبَ : لانَ وَنَعِمَ ، واهْتَزَّ رِيّاً ، فَهُوَ مَأدٌ ، وَمَئِدٌ ، ويَمْؤُودٌ : رَخْصُ البَدَنِ ناعِمُهُ ، وَهِيَ بِهاءٍ في الكُلِّ ، وقالوا : امرَأةٌ يَمْؤُودٌ أَيضاً بِلا هاءٍ ، وكُلّ ناعِمٍ فهوَ مَأْدٌ ، ومَئيدٌ.

وماءٌ مَأْدٌ أَيضاً ، إذا كانَ نَزًّا لَمْ يَنْبُعْ بَعْدُ.

وامْتَأدَ خَيْراً : اكْتَسَبَهُ.

ويَمْؤُودُ : وادٍ لِغَطْفانَ ، قالَ الشَّمّاخُ :

طالَ الثَّواءُ عَلى رَسْمٍ بَيَمْؤُودِ (١)

مأبد

مَأبِدٌ ، كَمَأْزِم : بَلَدٌ بالسَّراةِ ، والصَّوابُ ذِكْرُهُ في « أبَدَ » ووَهِمَ الفيروزآباديُّ.

متد

مَتَدَ فى مَكانِهِ مُتُوداً. كَقَعَدَ : أقامَ ، فهو ماتِدٌ.

مثد

مَثَدَ الرَّبيئَةُ بَينَ الرِّضامِ مثوداً ، كَقَعَدَ : استَتَرَ بها يَنْظُرُ من خِلالِها إلى العَدُوِّ رابِئاً ، فهو ماثِدٌ.

__________________

(١) معجم البلدان ٥ : ٤٤٩ وعجزه :

حيناً وكل جديدٍ بعده مودي


ومَثَدْتُهُ أَنا مَثْداً ، كَقَتَلَ : كَلَّفْتُهُ ذلكَ وأَرسَلْتُهُ لِيَمْثُدَ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، والمصدرُ فارِقٌ.

مجد

مَجَدَتِ الماشِيَةُ مَجْداً ـ كَقَتَلَ ـ ومُجُوداً : حَصَلَتْ في مَرْعَىً كَثيرٍ واسِعٍ ، ونالَتْ من الخَلَى ، وأَكَلَتْ من البَقْلِ حَتَّى سَكَنَ غَرَثُها ، وقارَبَتِ الشِّبَعَ ، وراحَتِ الإبِلُ والغَنَمُ مُجَّداً وَمَواجِدَ ، أَي شِباعاً.

ومَجَدَ دابَّتَهُ ـ كَقَتَلَ ـ وأَمْجَدَها ، ومَجَّدَها تَمْجيداً : أَجادَ عَلَفَها وأَكثَرَهُ وأَشبَعَها. وعن أَبي عُبَيْدٍ : أَهلُ العاليَةِ يقولونَ مَجَّدْتُها تَمْجيداً ، إذا عَلَفْتُها نِصْفَ بَطْنِها (١).

ومن المجاز

مَجُدَ الرَّجُلُ مَجْداً ، وَمَجادَةً ، كَكَرُمَ وَقَتَلَ : عَظُمَ كَرَمُهُ ، واتَّسَعَ في الشَّرَفِ ، والجَلالَةِ ؛ من مُجُودِ الإِبِلِ وهو حُصُولُها في المَرْعى الكَثيرِ الواسِعِ ، أَو من مَجْدِها وهو إكثارُ عَلَفِها ، وهو رَجُلٌ ماجِدٌ ، وَمَجيدٌ من قَوْمٍ أَمْجادٍ (٢) ، وأَماجِدَ ؛ قالَ الهَرَويُّ : وَقَوْلُ ابْنِ السِّكّيتِ في المَجْدِ : إنَّهُ يكونُ بالآباءِ خَطَأٌ ؛ لأَنَّهُ قد جاءَ في صفاتِ اللهِ تعالى كما جاءَ الكَريمُ ، واللهُ يَتَعالى عن الآباءِ والأبناءِ ، وقد وَصَفَ القرآنَ والعَرْشَ بالمَجيدِ.

ومَجَّدَهُ تَمْجيداً : نَسَبَهُ إلى المَجْدِ ، وَعَظَّمَهُ ، وأَكرَمَهُ ، وأَثنَى عليهِ ، كَأَمْجَدَهُ في الكُلِ (٣).

واسْتَمْجَدَ وَتَمَجَّدَ : أَكثَرَ ممَّا يُوجِبُ المَجْدَ طَلَباً لَهُ ، كأَنَّهُ تَحَرَى السّعةَ في بَذْلِ الفَضْل المُخْتَصّ بِهِ ، وقد تَمَجَّدَ اللهُ بِكَرَمِهِ ، وهو أَهلُ التَّماجيدِ.

__________________

(١) كذا في النَّسخ ، وفي الصحاح : قال أبو عبيد : أهل العالية يقولون : مَجَدتُ الدّابَّة أمْجُدُها مَجْداً ، أي علفتها مِلءَ بطنها. وأهل نجد يقولون : مَجَّدتها تمجيدا ، أي علفتها نصف بطنها.

(٢) ومنه ما روي عن أمير المؤمنين 7 أنَّه قال : « أمّا نحن بنو هاشم فأنجاد أَمجاد » الفائق ٣ : ٤٠٨.

(٣) جاء في حديث قراءة الفاتحة : « مَجَّدني عبدي » النَّهاية ٤ : ٢٩٨.


وأَمْجَدَ اللهُ فُلاناً : جَعَلَهُ ماجِداً بِإعطائِهِ الفَضْلَ ..

و ـ الرَّجُلُ العَطاءَ وَالقِرَى لِسائِلِهِ وَضَيْفِهِ : كَثَّرَهُ ، كَمَجَّدَهُ تَمْجيداً.

و ـ كَرَمُ الفِعالِ زَيْداً : أوْجَبَ لَهُ المَجْدَ حَتَّى وُصِفَ بِهِ ..

و ـ فُلانٌ وُلْدَهُ ولَهُم : تَخَيَّرَ لَهُم الأُمَّهاتِ.

وهؤُلاءِ قَوْمٌ أَمْجَدَهُمْ أَبُوهُمْ ، قالَ :

لُيُوثُ الغابِ أمْجَدَهُمْ أبُوهُمْ

بِخَيْراتٍ كَرائِمَ عَنْ أَبيهِ (١)

وتَماجَدَ القَوْمُ : تَفاخَرُوا وَذَكَرُوا مَجْدَهُمْ.

وماجَدَهُ مِجاداً ، وَمُماجَدَةً ، فَمَجَدَهُ ، كَقَتَلَهُ : فاخَرَهُ في المَجْدِ فَغَلَبَهُ.

وماجِد ، أَو ذُو ماجِد : قَرْيَةٌ بِذِمارَ من اليَمَنِ.

ومَجْدَآبادُ (٢) : قَرْيَةٌ بِهَمَذانَ.

ومَجْدُونُ ، كَشَمَعُونَ ويُكسر ميمُهُا : قَرْيَةٌ بِبُخارَى منها : عَبْدُ اللهِ بِنُ مُحَمَّدِ المَجْدُونيُ المُؤَذِّنُ المُحَدِّثُ.

ومَجْدُوانُ ، بِضَمِّ الدّالِ : قَرْيَةٌ بِنَسَفَ كانَتْ عامِرَةً فَخَرِبَتْ ، منها : أَبو جَعْفرٍ مُحَمَّدُ بنُ النَّصّرِ المَجْدُوانيُ المُؤدِّبُ (٣) الزّاهِدُ المُحَدِّثُ الأديبُ الشَّاعرُ.

وبَنُو مَجْدٍ : أَولادُ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ ، ومَجْدٌ : اسمُ أُمِّهِمْ وهِيَ بِنْتُ تَيْمٍ بن فَهْر بنِ غالِبٍ.

ومَجيدٌ ـ كَسَعيدٍ ـ ابنُ حَيْدِ (٤) بنِ مَعَدٍّ ؛ بَطْنٌ مِنَ الأشْعَرِيّينَ.

وكَزُهَيْرٍ : اسْمُ رَجُلٍ ، وَفَحْلٌ تُنْسَبُ إلَيْهِ الإِبلُ المَجِيديَّةُ ، وهِيَ مِنْ إبِلِ اليَمَنِ.

الكتاب

( إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) (٥) كَريمٌ كَثيرُ

__________________

(١) الأساس : ٤٢١ من دون عزو.

(٢) كذا في النَّسخ ، وفي معجم البلدان ٥ : ٥٦ : مجداباذ.

(٣) هكذا في « ت » و « ج » و « ش » كما في الأنساب للسّمعاني ٥ : ٢٠١ ، وفي نسخة بدل : المؤذّن ، كما في معجم البلدان ٥ : ٥٧.

(٤) كذا في النَّسخ ، وفي التَّاج : ابن حيدةَ.

(٥) هود : ٧٣.


الإحسانِ إلى عِبادِهِ.

( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) (١) ذِي المَجْدِ وَالشَّرَفِ حَقيقَةً ؛ لأنَّهُ أَشرَفُ من سائِرِ الكُتُبِ ، ولكَثْرَةِ ما تَضَمَّنَهُ من المَكارِمِ الدُّنْيَويَّةِ والأُخْرَويَّةِ ، أَو مَجازاً بِاعتِبارِ قارِئِهِ وعالِمِهِ والعامِلِ بِهِ ؛ لِأَنَّ مَنْ قَرَأهُ وأَحاطَ عِلْماً بِمَعانيهِ وَعَمِلَ بِما فيهِ مُجِّدَ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ النَّاسِ.

( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ) (٢) قُرِئ بِالجَرِّ على أَنَّهُ صِفَةُ لِرَبِّكَ أَو لِلْعَرْشِ ، وَمَجْدُ اللهِ : عَظَمَتُهُ وَسِعَةُ فَيْضِهِ وَكَرَمِهِ ، وَمَجْدُ العَرْشِ : عُلُوّه وعَظَمَتُهُ وجَلالَةُ قَدْرِهِ.

المثل

( في كُلِّ شَجَرٍ نارٌ وَاسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفارُ ) (٣) هُما شَجَرَتانِ من أَسرَعِ الشَّجَرِ خُرُوجَ نارٍ ، وهم يَجْعَلُونَ الزَّنْدَ السُّفْلَى من المَرْخِ والعُلْيا منَ العَفارِ ، والاسْتِمْجادُ : الإكثارُ من المَجْدِ الَّذي هو كَثْرَةُ الشَّرَفِ ، كَأنَّ هاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ استَكْثَرَتا من إعطاءِ النّارِ تَشْبيهاً بِمَنْ يُكْثِرُ العَطاءَ طَلَباً لِلْمَجْدِ. يُضْرَبُ في تَفْضيلِ بَعْضِ القَوْمِ على بعضٍ إذا كانوا كُلُّهُم ذَوِي خَيْرٍ ولِبَعْضِهِم مَزِيَّةٌ وَتَقَدُّمٌ ليس لِلآخَرينَ.

مدد

مَدَّهُ مَدّاً ، كَقَتَلَ : بَسَطَهُ وَطَوَّلَهُ فَامْتَدَّ ..

و ـ البَحْرُ : زادَ ماؤُهُ ..

و ـ الماءُ : كَثُرَ ، كَأمَدَّ فيهِما ، وَمَدَّهُ غَيْرُهُ وَأمَدَّهُ لازِمانِ مُتَعَدّيّانِ ، يُقالُ : مَدَّ النَّهْرُ النَّهْرَ ، والوادِي الوادِيَ ..

و ـ فيهِ ، وأمَدَّهُ : زادَ فيهِ.

والْمَدُّ ، بِالْفَتْحِ : السَّيْلُ ، وَمِنْهُ : ماءُ المَدِّ. الجَمْعُ : مُدُودٌ.

والمِدَادُ ، بالكسرِ : ما يُمَدُّ بِهِ الدَّواةُ من الحِبْرِ ، والسِّراجُ من السَّليط ، والأَرضُ من السِّرقينِ ، وَقَدْ مَدَّ دَواتَهُ ،

__________________

(١) ق : ١.

(٢) البروج : ١٥.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٧٤ / ٢٧٥٢.


وَسِراجَهُ وأَرضَهُ ، إذا جَعَلَ فيها ذلكَ ، كَأَمَدَّها.

ومَدَّ الكاتِبُ من الدَّواةِ : أَخَذَ منها بالقَلَمِ للكِتابَةِ ، كاسْتَمَدَّ.

وَمَدَّهُ ، وأَمَدَّهُ : أَعطاهُ مُدَّةً من الدَّواةِ ، وهي بِتَثْليثِ الميمِ : ما يَسْتمِدُّهُ الكاتِبُ من الدَّواةِ للكِتابَةِ فَيَحْمِلُهُ القَلَمُ مِنَ المِدادِ ، والضَّمُّ فيها أشهَرُ ، ومن شَواهِدِ الكسرِ قِراءَةُ الأَعرَجِ وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مِدَداً (١) بِكَسْرِ الميمِ. قالَ صاحِبُ الكَشّافِ : جَمْع مِدَّةٍ ، وهي ما يَسْتَمِدُّهُ الكاتِبُ فَيَكْتُبُ بِهِ (٢). والفتحُ حكاهُ بعضهم ، وقيلَ : هي بالفتحِ : غَمْسُ القَلَم في الدَّواةِ مَرَّةً (٣).

وَمَدَّدَهُ تَمْديداً : [ بالغ ] (٤) في مَدِّهِ ، وأكْثَرَ مِنْهُ كَيْفاً وكَمّاً ، ومِنْهُ : طِرافٌ مُمَدَّدٌ.

ومادَّهُ الثَّوْبَ مُمادَّةً : جاذَبَهُ إيّاهُ ، وَتَمادّاهُ : تَجاذَباهُ.

ومُمَدُّ الجَبَلِ : مَوْضِعُ مَدِّهِ.

وتَمَدَّدَ الأديمُ : انبَسَطَ انبِساطاً بالِغاً.

وأَمَدَّ الجُرْحُ : صارَتْ فيهِ مِدَّةٌ ، وهي بالكسرِ غَثيثَتُهُ الغَليظَةُ.

والمَدَدُ ، كَسَبَبٍ : ما يُمَدُّ بِهِ الشَّيءُ ، أَي يُزادُ فيهِ ويَكْثُرُ حتَّى يَزيدَ ، كالمِدادِ بالكسرِ ، تَقولُ : ضَمَمْتُ إليهِ أَلفَ رَجُلٍ مَدَداً.

واسْتَمَدَّ الجَيشُ الأميرَ فَأمَدَّهُمْ : زادَهُمْ وأَلحَقَ بِهم ما يُقَوِّيهِمْ ويُكَثِّرُهُمْ.

والمادّة : الزِّيادَةُ المُتَّصِلَةُ.

ومادَّةُ كُلِّ شَيْءٍ : ما يَكُونُ مَدَداً لَهُ.

والْمَديدُ : العَلَفُ ، والماءُ مَذْرُوراً فيهِ الدَّقيقُ أوِ السَّويقُ تُسْقاهُ الإِبِلُ والخَيْلُ ، وقد مَدَّ بَعيرَهُ وَأَمَدَّهُ ، إذا سَقاهُ إيّاهُ.

والمُدُّ ، بالضَّمِّ : رُبُعُ الصّاعِ ، وَقَوْلُ الفيروزآبادِيِّ : هو رِطْلانِ أَو رِطْلٌ

__________________

(١) الكهف : ١٠٩.

(٢) الكشّاف ٢ : ٧٥٠.

(٣) مصباح المنير : ٥٦٦.

(٤) الزّيادة يقتضيها السّياق ، انظر اللَّسان والتَّاج.


وثُلُثٌ خَطَأٌ في التَّرْديدِ ، وإِنَّما هو رِطْلانِ بالعِراقِ ، وَرِطْلٌ وثُلُثٌ بالبَغداديِّ عندَ أَهلِ الحِجازِ. وسُمِّيَ مُدّاً لِتَقْديرِهِ بِمِلْءِ كَفَّيِ الإنسانِ المُعْتَدِلِ وهو مادٌّ يَدَيْهِ بِهما. الجمعُ : أَمْدادٌ ، ومِدادٌ ، ومِدَدَةٌ ، كَدِبَبَةٍ جَمَعُ دُبٍّ.

والمُدَّةُ بِالضَّمِّ : البُرْهَةُ من الدَّهْرِ تَقَعُ على القَليلِ والكَثيرِ وَزَمانُ الشَّيءِ. الجمعُ : مُدَدٌ ، كَغُرْفَةٍ وغُرَفٍ.

ومن المجاز

مَدَّ النَّهارُ : ارْتَفَعَ ، كَامْتَدَّ ..

و ـ الله الظِّلَّ : بَسَطَهُ فَامْتَدَّ ، فهو مَمْدُودٌ ، وَمُمْتَدٌّ.

و ـ في عُمُرِكَ : أَطالَهُ ..

و ـ لَهُ : أَمْهَلَهُ.

و ـ الشَّيطانُ فُلاناً في الغَيِّ : واصَلَهُ بِالوَساوِسِ حَتَّى يَتَلاحَقَ غَيَّهُ وَيَزْدادَ انهِماكاً.

و ـ الرَّجُلُ عَيْنَهُ إلى كَذا : أَدامَ النَّظَرَ نَحْوَهُ وَطَمَحَ بِبَصَرِهِ إليهِ طُمُوحَ راغِبٍ فيهِ مُتَمَنٍّ لَهُ ..

و ـ صَوْتَهُ : رَفَعَهُ.

وأَتَيْتُهُ مَدَّ النَّهارِ ، ومَدَّ الضُّحَى : ارتِفاعُهُ.

وأَقَمْتُ عِنْدَهُ مُدَّهً مَديدَةً : طَويلَةً.

وقَدٌّ مَديدٌ ، وقامَةٌ مَديدَةٌ : طَويلَةٌ ، وهو مَديدُ القَوامِ ، ومِن أَمَدِّ النّاسِ قامَةً.

وبَيْني وبَيْنَهُ مَدُّ البَصَرِ : مَداهُ ، وإنكارُ ابنِ قُتَيْبَةَ لَهُ (١) لا يُلْتَفَتُ إليهِ.

ولا يُبْلَغُ مَدُّ فُلانٍ ، أَي شَأْوُهُ.

وهذا أَمرٌ لَهُ تَمادٌّ ، أَي طُولٌ.

وفُلانٌ يُمادُّ فُلاناً : يُطاوِلُهُ ويُماطِلُهُ.

وامْتَدَّ بِهِمُ السَّيْرُ : اتَصَلَ.

وامَتَدَّتْ بِهِ العِلَّةُ : طالَتْ ..

و ـ إليهِ الأعناقُ : تَطاوَلَتْ تَنْظُرُ إلَيْهِ.

ولَهُ مالٌ مَمْدُودٌ : كَثيرٌ ، ويُقالُ لِلرَّجُلِ : أَفَعَلْتَ ذاكَ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، وأَشَدَّهُ وأَمَدَّهُ.

__________________

(١) أدب الكاتب : ٣١٨.


وأَمَدَّ العَرْفَجُ إمْداداً : جَرَى الماءُ في عُودِهِ.

وما أَحسَنَ أُمْدُودَ فُلانٍ ، كَأُخْدُودٍ : عادَتَهُ.

وبَنَوْا بُيُوتَهُمْ على مِدادٍ واحِدٍ ، أَي مِثالٍ واحِدٍ.

وثَوْبٌ مُحْكَمُ الأَمِدَّةِ ـ كَالأَسِنَّةِ ـ أَي مُحْكَمٌ سَدَى الغَزْلِ والمِساكِ في جانِبَيْهِ إذا ابْتُدِئ نَسْجُهُ.

وماءٌ مِدّانٌ ـ بِالكَسْرِ ـ وإِمِدّانٌ ، كَطِرِمّاحٍ : مالِحٌ ، أَو نَزٌّ عَلى وَجْهِ الأَرضِ ، وأَمّا إِمِّدانُ كإِسْحِمانَ فَمَوْضِعٌ وَظَنَّهُ الفيروزآباديُّ لُغَةً في الأوَّلِ ، فَقالَ : وقد تشدّدُ الميمُ وتخفَّفُ الدّالُ ، وهو غَلَطٌ.

ومَدْمَدَ مَدْمَدَةً : هَرَبَ.

والمَدْمَدُ ، كَسَلْسَلٍ : النَّهْرُ ، والحَبْلُ.

والمَديدُ : مَوْضِعٌ قُرْبَ مَكَّةَ.

والمَديدانِ : جَبَلانِ في ظَهْرِ عارِضِ اليَمامَةِ.

وَمِدادُ قَيْسٍ : لُعْبَةٌ لَهُمْ.

الكتاب

( وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (١) أيْ يُمْلِي لهم ويُمْهِلُهُمْ استِصْلاحاً لهم وهم مع ذلكَ يَعْمَهونَ في طُغَيانهم ، وهو تَجاوُزهُمُ الحَدَّ في الضَّلالِ والغُلُوَّ في الكُفْرِ ، أَو يَمُدُّهُمْ بالنِّعَمِ حالَ كَوَنِهِم مُسْتَغْرِقينَ في طُغْيانِهِم اسْتِدْراجاً لَهُمْ.

( أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ) (٢) أَلَمْ تَرَ إلى عَجيبِ صُنْعِ رَبِّكَ كَيْفَ جَعَلَ الظِّلَ مُمْتَدّاً مُنْبَسِطاً على الأَجسامِ فَيَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً لاصِقاً بِأَصْلِ كُلِّ مُظِلٍّ من جَبَلٍ وبِناءٍ وَشَجَرٍ فلم يَنْتَفِعْ بِهِ أحَدٌ.

( وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ) (٣) من مَدَدْتُ الشَّيْءَ فَامْتَدَّ ، أَي بُسِطَتْ بِإزالَةِ جِبالِها وآكامِها عن مَقارِّها وَتَسْوِيَتِها بِحَيْثُ

__________________

(١) البقرة : ١٥.

(٢) الفرقان : ٤٥.

(٣) الانشقاق : ٣.


تَصيرُ قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً. وعنِ ابنِ عبَّاسٍ (١) : مُدَّتْ مَدَّ الأَدْيمِ العُكاظِيِّ ؛ لِأَنَّ الأَديمَ إذا مُدَّ زالَ كُلُّ انثِناءٍ فيهِ واستَوى ، أَو مِن مَدَّهُ بِمَعْنى أَمَدَّهُ ، زيدَتْ سَعَةً وَبَسْطَةً لِيُمْكِنَ وقُوفُ الخَلائِقِ الأوَّلينَ والآخِرينَ عليها.

( فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا ) (٢) خَبَرٌ مُخَرَّجٌ على لَفْظِ الأمرِ إِيذاناً بِوجوبِ الإمهالِ ، وأَنَّهُ مفعولٌ لا مَحالَةَ كالمَأمُورِ بِهِ ؛ لِتَنْقَطِعَ مَعاذيرُ الضَّالِّ ويُقالُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) (٣) أو ( لِيَزْدادُوا إِثْماً ) (٤) ، أَو هو في مَعنَى الدُّعاءِ ، فَلْيَعِشْ ما شاءَ فَإنَّهُ لا يَنْفَعُهُ طُولُ عُمُرِهِ.

( وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا ) (٥) نُطَوِّلُ لهُ منهُ ما يَسْتأهِلُهُ أمثالُهُ ، أَو نَزيدُهُ ونُضاعِفُ لَهُ منهُ.

الأثر

( سُبْحانَ اللهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ) (٦) قَدْرَ كَلِماتِهِ ومِثْلَها في الكَثْرَةِ أو في عَدَمِ النَّفادِ.

( يَنْبَعِثُ فيهِ مِيزابانِ مِدادُهُما أنْهارُ الجَنَّةِ ) (٧) أيْ يَمُدُّهُما أنْهارُ الجَنَّة.

( ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ ) (٨) بالضَّمِّ أَي صاعَهُ ، وبالفتحِ أيْ شَأْوَهُ.

( إذا أَتىْ أَمْدادُ اليَمَنِ ) (٩) جَمْعُ مَدَدٍ بِمعنى الأَعوانِ والأَنصارِ كانوا يَمُدُّونَ جَيْشَ المسلمينَ في الجِهادِ.

ومنهُ : ( وَرافَقَني مَدَديٌ مِنَ اليَمَنِ ) (١٠) أَي رجلٌ مِنْ مَدَدٍ جاؤُوا

__________________

(١) الكشاف ٤ : ٧٢٦.

(٢) مريم : ٧٥.

(٣) فاطر : ٣٧.

(٤) آل عمران : ١٧٨.

(٥) مريم : ٧٩.

(٦) الفائق ٣ : ٣٥٢ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٧.

(٧) الفائق ٣ : ٣٥٢ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٧.

(٨) الفائق ٣ : ٣٥٣ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٨.

(٩) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣٤٧ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٨.

(١٠) صحيح مسلم ٣ : ١٣٧٤ / ١٧٥٣ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٨.


يَمُدُّونَ جَيْشَ مُؤْتَةَ.

( امْرَأَةٌ مَدِيدَةٌ ) (١) طَويلَةٌ ، أَي مَديدَةُ القامَةِ.

( أَمَدُّها خَواصِرَ ) (٢) أَي أَوسَعُها وأَتَمُّها.

( الأَعْرابُ أَصْلُ العَرَبِ وَمادَّةُ الإسْلامِ ) (٣) لِأنَّهُم يُعينُونَ المسلمينَ وَيُكْثِرُونَ جُيُوشَهُمُ ويَتَقَوَّى بِزَكاةِ أمْوالِهِمْ ، فَكَأنَّهُمْ مادَّةٌ للإسْلامٍ وزِيادَةٌ مُتَّصلَةٌ لهُ.

( قائِلُ كَلِمَةِ الزُّورِ وَالَّذي يَمُدُّ بِحَبْلِها سَواءٌ ) (٤) مُثِّلُ قائِلُها بالمائِحِ الَّذي يَمْلَأُ الدَّلْوَ في أَسفَلِ البِئرِ ، وحاكِيها بالماتِحِ الَّذي يَجْذِبُ الحَبْلَ على رَأسِ البِئْرِ ويَمُدُّهُ ، ولِذا قيل : الرَّاويةُ (٥) أحَدُ الكاذِبَيْنِ.

( كانَتْ مَدّاً ) (٦) أَي كانت قِراءَتُهُ ذاتَ مَدٍّ ، وَحُرُوفُ المَدِّ حُرُوفُ العِلَّةِ وهِيَ : الألِفُ والواوُ والياءُ.

فَإنْ كانَ بَعْدَها هَمْزَةٌ كَمَلائِكَةٍ مُدَّتْ بِقَدْرِ ألفينِ إلى خمسِ أَلفاتٍ.

وإِن كان بعدها تشديدٌ كدابَّةٍ مُدَّتْ بقَدَرِ أَربع أَلفاتٍ اتِّفاقاً.

وإنْ كان ساكِنٌ كصادٍ مُدَّ بِقَدْرِ أَلفينِ اتِّفاقاً.

وإن كان بَعْدَها غير هذهِ الحروفِ لم تُمَدُّ إلاَّ بِقَدْرِ خُروجِها مِنَ الفَمِ.

( في المُدَّةِ الَّتي مادَّ فيها أبا سُفْيانَ ) (٧) من مادَّهُ مُمادَّةً إذا وافَقَهُ على أَجَلٍ ، أَي جَعَلَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ مُدَّةَ صُلْحٍ وعَهْدٍ ، ومثلهُ : ( إنْ شاؤوا مادَدْتُهُمْ ) (٨).

( مُدُّنا أَعْظَمُ مِنْ مُدِّكُمُ ) (٩) بِالضَّمَ

__________________

(١) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣٤٨ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٩.

(٢) النَّهاية ٤ : ٣٠٩ ، مشارق الأنوار ١ : ٣٧٥.

(٣) البخاري ٥ : ٢١ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٧.

(٤) الفائق ٣٥٣ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٨.

(٥) في النَّسخ : الرّواية ، والمثبت عن الفائق ٣٥٣ ، والنَّهاية ٤ : ٣٠٨ ، واللَّسان ٣ : ٣٩٨.

(٦) البخاري ٦ : ٢٤١ ، مسند أحمد ٣ : ١٩٨.

(٧) المعجم الكبير ٨ : ١٦ / ٧٢٧٠ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٩.

(٨) مسند أحمد ٤ : ٣٢٩ ، النَّهاية ٤ : ٣٠٩.

(٩) البخاري ٣ : ٢٥٣ ، شرح الزّرقاني ٢ : ٣٨٨.


فيهما ، أَي مُدُّ المَدينَةِ الَّذي زادَ فيهِ عُمَرُ أَعظم مِنْ مُدِّ العِراقِ الَّذي على عَهْدِ النَّبِيِّ 9.

( مُنْبِلُهُ وَالمُمِدُّ لَهُ ) (١) من أَمدَدْتُهُ بِكَذا إذا أعطَيْتُهُ إيّاهُ وهو الَّذي يقومُ عِنْدَ الرَّامي فَيُناوِلُهُ النَّبْلَ واحِداً بَعْدَ واحِدٍ ، أَو يَرُدُّها عليه مِنَ الهَدَفِ.

( ومُرَخَّصٌ لَهُ في مُدَّةٍ زُيِّنَتْ في قَلْبِهِ ) (٢) أرادَ بِالمُدَّةِ أيّامَ عُمُرِهِ أَي حُبِّبَتْ إليه مُدَّةُ عُمُرِهِ فباعَ بها حَظَّهُ مِنَ الآخِرَةِ.

المصطلح

المَدُّ في القَراءَةِ : عِبارَةٌ عن زِيادَةِ مَطٍّ في حَرْفِ المَدِّ عَلى المَدِّ الطِّبيعِيِّ ، وهُوَ الَّذي لا يَقُومُ ذاتُ حَرْفِ المَدِّ دُونَهُ ..

وَيُقابِلْهُ القَصْرُ : وهو عِبارَةٌ عن تَرْكِ تلكَ الزِّيادَةِ وإبقاءُ المَدِّ الطَّبيعيِّ على حالِهِ.

وَحُرُوف المَدِّ : هِيَ الألِفُ ولا تكونُ إلاّ ساكِنَةً ولا يكونُ قبلها إلاّ مفتوحٌ ، والواوُ السّاكِنَةُ المضمومُ ما قَبْلَها ، والياءُ السَّاكِنَةُ المكسورُ ما قَبْلَها.

المَديدُ : بَحْرُ مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ وَوَزْنُهُ ، فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ أَربَعُ مَرّاتٍ ، وبَيْتُهُ.

مَنْ لِصَبٍّ هائِمٍ مِنْ غَزالٍ نائِمٍ

شَفَّ قَلْبي في الهَوى بَيْنَ حُورٍ نُهَّدِ

وهو مصنوعٌ ؛ لأنَّ العَرَبَ لا تَسْتَعْمِلُهُ إلاّ مُسَدَّساً على : فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ مَرَّتَيْنِ ، وسُمِّيَ مَديداً لِتَمَدُّدِ أَجزائِهِ السُّباعِيَّةِ حَوْلَ الخُماسِيَّةِ ؛ لأنَّ فاعِلاتُنْ سُباعِيٌّ وَفاعِلُنْ خُماسِيٌّ مُزاوِجٌ إلى انقضِاءِ البيتِ.

المادَّةُ للشَّيءُ : هي ما يَحْصُلُ منهُ الشَّيءُ بالقُوَّةِ.

مرد

مَرِدَ مَرَداً ـ كَتَعِبَ ـ وَمُرُودَةً : لَمْ يَبْدُ نَباتُ لِحْيَتِهِ وقد شَبَّ أَو أَبطَأ نَباتُها ،

__________________

(١) سنن الدّارمي ٢ : ٢٠٤ ، والنَّهاية ٤ : ٣٠٨ وفيهما : به بدل : له.

(٢) غريب الحديث لابن قتيبة ١ : ٣٣٦ ، الفائق ٢ : ٦٦.


فهو أَمْرَدُ ، ولا تَقُلْ : جارِيَةٌ مَرْداءُ.

وتَمَرَّد فُلانٌ زَماناً : مَكَثَ أَمْرَدَ حِيناً ثُمَّ نَبَتَ وَجْهُهُ.

ومَرَدَ مرُوُداً ، وَمَرادَةً ، كَقَعَد وَقَرُبَ : عَتَا وَخَرَجَ عَنِ الطّاعَةِ وَأَعيا خُبْثاً ، كَتَمَرَّدَ ، فهو مارِدٌ ، وَمرَيدٌ ، ومُتَمَرِّدٌ. الجمعُ : مُرَّادٌ ، ومَرَدَةٌ ، كَفُسَاقٍ وَفَسَقَةٍ. ورَجُلٌ مِرِّيدٌ : دائِمُ المَرادَةِ أو شَديدُها.

وتَمَرَّدَ عَلَيْهِ : طَغَا واستَعْصى وأَصَرَّ على عِصْيانِهِ وخِلافِهِ.

ومَرَّدْتُ البِناءَ تَمْريداً : طَوَّلْتُهُ وَمَلَّسْتُهُ ، فَهْوَ مُمَرَّدٌ.

ولِلحَمامِ بَنَيْتُ لَها تَماريدَ : وهي بُيوتٌ صِغارٌ تُعْمَلُ في مَساكِنِها لِتَبيضَ فيها ، واحِدُها : تِمْرادٌ ، كَسِرْدابٍ.

والمَرْدُ ، كَفَلْسٍ : الغَضُّ من ثَمَرِ الأراكِ أَو مُطْلَقاً.

ومن المجاز

شَجَرَةٌ مَرْداءُ : لا وَرَقَ لَها.

ورَمْلَةٌ مَرْداءُ : لا يَنْبُتُ عليها ، وهي رِمالٌ مَرادى كَصَحارى.

وامْرَأةٌ مَرْداءُ : لم يُخْلَقْ لَها استٌ (١).

وجارِيَةٌ مَرْداءُ : لم يَنْبُتْ على عانَتِها شَعَرٌ.

وغُصْنٌ أَمْرَدُ : لا وَرَقَ عليهِ.

وفَرَسٌ أَمْرَدُ : لا شَعَرَ على ثُنَّتِهِ.

وبِناءُ مارِدٌ : مُرْتَفِعٌ.

وجَبَلٌ متَمَرِّدٌ : لا يُرْتَقى لِصُعُوبَتِهِ.

ومَرَّدْتُ الغُصْنَ تَمْريداً : جَرَّدْتُهُ عن الوَرَقِ.

ومَرَدَ على عَمَلِهِ مُرُوداً ، كَقَعَدَ : مَرَنَ عليه ودَرِبَ بِهِ وضَرِيَ واسْتَمَرَّ حَتّى مَهَر فيهِ.

__________________

(١) هكذا في النَّسخ ، وقال الزّبيدي شارح القاموس : المرداءُ ، المرأة لا است لها ، هكذا بالهمزة والسّين المهملة والتّاء المثنّاة الفوقيّة في نسختنا ، ويؤيّده أيضاً قول الزّمخشري في الأساس : وامرأَةٌ مرداءُ : لم يخلق لها استٌ. وهو تصحيف ، والّذي في اللَّسان والتّكملة : وامرأَةٌ مرداءُ : لا إسْبَ لها. بالباء الموحدة. ثم قال وهي شِعْرَتُها ، انتهى.


ومَرَدَهُ مَرْداً ، كَقَتَلَ : قَطَعَهُ ومَزَّقَ عِرْضَهُ ..

و ـ الخُبْزَ والطّعامَ : مَرَثَهُ حَتّى يَلينَ ..

و ـ الصَّبِيُّ الثَّدْيَ : مَرَسَهُ ..

و ـ الوَدَعَةَ : مَصَّها وَكدَمَها بِدَرْدَرِهِ.

والمَرْدُ والمَزْدُ والمَرْثُ والمَرْسُ أخَواتٌ.

والمَرِيدُ : الماءُ بِاللَّبَنِ ، والتَّمرُ يُمْرَسُ في ماءٍ أو لَبَنٍ أو يُنَقَّعُ فيه حتَّى يَلينَ.

ومَرِدَ ، كَفَرِحَ : دامَ على أكلِهِ.

والمَرّادُ ، كَعَبّاسٍ ويُخَفَّفُ : العُنُقُ [ الجمع : ] (١) مَراريدُ.

والمُرْدِيُ ، كَكُرْدِيٍّ : عُودٌ تُدْفَعُ بِهِ السَّفينَةُ وتُحَرَّكُ بِهِ. الجمعُ : مَرادِيٌ.

ومَرَدَ المَلاحُ السَّفينَةَ مَرْداً ، كَقَتَلَ : دَفَعَها أَو حَرَّكَها بِهِ.

ومارِدٌ : قَرْيَةٌ باليَمامَةِ وحِصْنٌ بِدَوْمةِ الجَنْدَلِ ، وقَوْلُ الفيروزآباديِّ : المارِدُ فيهما ، غَلَطٌ.

ومارِدَةُ : مَدينَةٌ عَظيمَةٌ بِالاندُلُسِ ، بَلَغَتْ عِدَّةُ مَساجِدِها أَلفاً وَسِتِّمائَةِ مَسْجِدٍ ، وفيها تِسْعُمائَةِ حَمّامٍ.

وماردينُ : قَلْعَةٌ مَشْهُورَةٌ على قُنَّةِ جَبَلِ الجَزيرَةِ ، والنِّسبَةُ إليها : مارِدينيُ.

والأَشهَرُ في إِعرابِها لُزومُ الياءِ والإعرابُ بالحركاتِ على النُّون مُنَوَّنَةً ، ويَجُوزُ إِعرابُها بالحروفِ.

ومَرْداءُ هَجَرَ ، كَحَمْراءَ : رَمْلَةٌ دُونَها لا تَنْبُتُ.

ومَرْداءُ مِصْرَ : قَرْيَةٌ.

وكَسَكْرَى : قريةُ قُرْبَ نابُلُسَ.

وثَنِيَّةُ مَرْدان ، كَحَمْدانَ : بَيْنَ المَدينَةِ وَتَبُوكَ فيها مَسْجِدٌ للْنَّبيِّ 9.

والمَرَداتُ ، كَصَعَبات : مَوْضِعٌ في شِعْرِ عامِرِ بنِ الطُّفَيْل (٢).

والمَرُّودُ ، كَتَنُّورٍ : مَوْضِعٌ بَيْنَ الجُحْفَةِ

__________________

(١) ما بين المعقوفين أضفناه لاقتضاء السِّياق ، كما استطهره ناسخ « ج ».

(٢) إشارة إلى قوله :

وبالمروات قد لاقين غنماً

ومن أهل اليمامة ما بغينا

معجم البلدان ٥ : ١٠٤.


وَوَدّانَ.

ومُرَيْدٌ ، كَزُهَيْرٍ : أُطُمٌ بِالمدينةِ لبني خَطْمَةَ ، منهُ : عَرَفَةُ المُرَيْدِيُ المُحَدِّثُ.

ومَريدٌ ، كَأَمِيرٍ : بَطْنٌ من بَلِيٍّ.

وعَبْد الأوَّلِ بنُ مُرَيْدٍ ، كَزُهَيْرٍ : شَيْخٌ لابنِ دُرَيْدٍ.

وحاتَمُ بنُ مُرَيْدٍ أَيضاً : مُحَدِّثٌ.

ورَبيعَةُ بِنْتُ مُرَيْدٍ أيْضاً ، رَوَى عنها مُنْتَجَعُ بنُ الصَّلْتِ.

ومُرادٌ ، كَغُرابٍ : ابنُ مالِكِ بنِ زَيْدٍ بنِ كَهْلانَ بنِ سَبَإِ ؛ أَبو قَبيلَةٍ مِنَ اليَمَنِ كانَ اسمُهُ يَحابِر فَتَمَرَّدَ فَسُمِّيَ مُراداً.

وعَشابرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَيْمُونِ بنِ مَرّادٍ ، كَعَبّاسٍ : مِنْ شُيُوخِ السَّمْعانيِّ.

ومَرْدَوَيْه كَنَقْطَوَيْه : اسْمٌ لِجَماعَةٍ من المُحَدِّثينَ.

الكتاب

( مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ ) (١) مَهَروا فيهِ واستَمَرُّوا عليهِ وأَقامُوا ولم يَتُوبُوا كما تابَ غَيْرُهُمْ.

( صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ ) (٢) قَصْرٌ مُمَلَّسٌ مِنَ الزُّجاجِ.

( مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ ) (٣) عاتٍ خارِجٍ عَنِ الطّاعَةِ إلى عَظيمِ الفسادِ ، أو خَبيثٍ مُتَجَرِّدٍ عن الخَيْرِ.

الأثر

( جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلُونَ ) (٤) جمع أَمْرَدَ وتَقَدَّمَ في « ج ر د ».

( تَمَرَّدْتُ عِشْرينَ سَنَةً وَجَمَعْتُ عِشْرينَ وَنَتَفْتُ عِشْرينَ وَخَضَبْتُ عِشْرينَ ) (٥) أَي مَكَثْتُ أَمْرَدَ عِشْرينَ سَنَةً ، وكُنْتُ مُجْتَمِعَ اللَّحْيَةِ عِشْرينَ سَنَةً ، وَنَتَفْتُ الشَّيْبَ منها عِشْرينَ سَنَةً ، وخَضَبْتُها عِشْرينَ سَنَةً.

المثل

( تَمَرَّدَ مارِدٌ وَعَزَّ الأَبْلَقُ ) (٦) مارِدٌ :

__________________

(١) التّوبة : ١٠١.

(٢) النّمل : ٤٤.

(٣) الصّافات : ٧.

(٤) الفائق ٢ : ١٨٧ ، النَّهاية ١ : ٢٥٦.

(٥) الفائق ٣ : ٣٦٢ ، النَّهاية ٤ : ٣١٥.

(٦) مجمع الأمثال : ١٢٦ / ٦٤٠.


حِصْنُ دَوْمَةِ الجَنْدلِ ، والأَبلَقُ : حِصْنُ تَيْماءَ قَصَدَتْهُما الزَّبّاءُ مَلِكَةُ الجَزيرَةِ فلم تَقْدِرْ عليهما فقالَتْ ذلِك. يُضْرَبُ لِكُلِّ ما يَعِزُّ وَيَمْتَنِعُ على طالِبِهِ.

( مِنْ أيْنَ لَكَ أُمَيْرِدٌ؟ ) (١) تصغيرُ أَمْرَدَ ، وأَصلهُ : أَنَّ امرَأةً قالَتْ لزوجها : يا شيخُ ، فقالَ لها : من أَيْنَ لَكِ أُمَيْرِدٌ ، فَسارَ مَثَلاً. يُضْرَبُ لِمَنْ لم يَرْضَ بِالدُّونِ الَّذي لهُ فَيَحْتَقِرُهُ ويَطْمَحُ ما يَتَعَذَّرُ عليهِ من النَّفيسِ.

مرند

مَرَنْدُ ، كَسَمَنْد : بَلَدٌ بأذَرْبِيجانُ قُرْبَ تَبْريزَ بينهُما أربعةَ عشرَ فرسخاً ، منها : مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابنِ بَنْدار ، وخَليلُ بنُ أَحمَدَ وَمُحَمَّدُ ابنُ مُوسى المَرَنْدِيُّونَ مُحَدِّثُونَ.

مرخد

امْرَخَدَّ امْرِخْداداً ، كَاضْمَحَلَّ : لانَ واسْتَرْخَى.

مزد

مَزَدَ المَرْأةَ مَزْداً : جامَعَها ، أَو هو ضَرْبٌ من الجماعِ.

وما رَأَينا العامَ مَزْداً ومَزْدَةً ـ كَفَلْسٍ وهَضْبَةٍ ـ أَي بردا ، والزَّايُ بَدَلٌ مِنَ الصّادِ في الكُلِّ.

مسد

مَسَدْتُ الحَبْلَ مَسْداً ، كَقَتَلَ : أَحكَمْتُ فَتْلَهُ وأَبرَمْتُهُ ، فهو مَمْسُودٌ.

والمَسَدُ ، كَسَبَبٍ : لِيفٌ يُتَّخَذُ مِن جَريدِ النَّخلِ فَتُمْسَدُ ، أَي تُفْتَلُ.

و ـ : ما يُمْسَدُ منهُ الحِبالُ مِن ليفٍ أو لِحاءِ الشَّجَرِ.

__________________

(١) أَساس البلاغة : ٤٢٢.


و ـ : الحَبْلُ المَفْتولُ شَديداً من الخوصِ ، أَو من ليفِ المقلِ ، أَو من أَيِّ ليفٍ كان ، أَو من لِحاء الشَّجَرِ ، أَو من لِحاءِ شَجَرٍ باليَمَنِ ، وقد يكون من جُلودِ الإِبِلِ وأَوبارِها. الجمعُ : أَمْسادٌ ، وَمِسادٌ. ومِنْهُ : المَحالَةُ أَيضاً : مِرْوَدُها الَّذي تَدُورُ عليهِ ، وقولُ الفيروزآباديِّ : من الحَديدِ ، غَلَطٌ ؛ لما وَرَدَ في الحَديثِ : ( حَرَّمْتُ شَجَرَ المَدينَةِ إلاّ مسد مَحالَة ) (١) فَقيلَ هو ما يُمْسَدُ مِنْهُ الحَبْلُ من لِيفٍ أَو لِحاءٍ. وقيلَ : هو مِرْوَدُ البَكَرَةِ.

ومن المجاز

مَسَدَهُ المِضْمارُ مَسْداً ، كَقَتَلَ : طَواهُ وَأضْمَرَه ..

و ـ البَقْلُ : جَزَأَ بِهِ فَأضْمَرَهُ ، أَو قَوَّى ظَهْرَهُ لِكَثْرَةِ ما أَكَلَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ : أَدأَبَ السَّيرَ لَيْلاً.

ورَجُلٌ مَمْسُودُ الخَلْقِ : مَجْدُولُهُ.

وَامْرَأةٌ مَمْسُودَةٌ : مَمْشُوقَةٌ ، وَهِيَ حَسَنَةُ المَسْدِ ـ كَفَلْسٍ ـ كَما يُقالُ : حَسَنَةُ الجَدْلِ.

والمِسَادُ ، ككِتَابٍ : نَحْي السَّمْنِ ، وسَقاءُ العَسَلِ ..

و ـ مِنَ الشَّعَرِ : قَوامُهُ.

الكتاب

( حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) (٢) من لِيفٍ ، أَو مِمْا يُمْسَدُ من الحِبالِ ، أو حَبْلٌ فيهِ خُشُونَةُ اللّيفِ وثِقَلُ الحَديدِ وَحَرارَةُ النّارِ يُجْعَلُ في عُنُقِها زِيادَةً في عَذابِها ، أَو سِلسِلَةٌ من حَديدٍ طُولُها سَبْعُونَ ذِراعاً تَدْخُلُ من فَمِها وَتَخْرُجُ من دُبُرِها وَتُدارُ على عُنُقِها في النّارِ ، وسمِّيتِ السِّلسِلَةُ مَسَداً لأَنَّها مُسِدَتْ كما يُمْسَدُ الحَبْلُ ، أَي فُتِلَتْ فتلاً شَديداً.

الأثر

( أذِنَ في قَطْعِ المَسَدِ ) (٣) رَخَّصَ في قَطْعِ ما يُمْسَدُ مِنْهُ حَبْلٌ مِنْ نَباتٍ ولِيفٍ وَلِحاءِ شَجَرِ الحَرَمِ ؛ لعُمُومِ

__________________

(١) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣٤٦ ، النّهاية ٤ : ٣٠٤.

(٢) المسد : ٥.

(٣) الفائق ٣ : ٣٦٦ ، النَّهاية ٤ : ٣٢٩.


الحاجَةِ إلَيْهِ.

مصد

مَصَدَهُ مَصْداً ، كَقَتَلَ : ذَلَّلَهُ ..

و ـ المَرْأَةَ : جامَعَها ..

و ـ الرِّيقَ : امْتَصَّهُ ..

و ـ الصَّبيُّ : رَضَعَ مَصّاً.

والمَصادُ ، كَسَحابٍ : أَعلَى الجَبَلِ وَأَشَدُّهُ امتِناعاً ، والْمَعْقِلُ ، والهَضْبَةُ العالِيَةٌ ، كالمَصْدِ ، كَفَلْسٍ وسَبَبٍ. الجَمْعُ : مِصْدانٌ ، وأَمْصِدَةٌ.

والمَصْدُ ، كَفَلْسٍ : الرَّعْدُ ، والبَرْدُ ، والحَرُّ ، ضِدٌّ ، كالمَصَد ، كَسَبَبٍ.

وما وَجَدْنا لِهذا العامِ مَصْدَةً ـ كَهَضْبَةٍ ـ أَي بَرْداً.

وما أَصابَتْنا مَصْدَةٌ ، أَي مَطْرَةٌ.

ومن المجاز

هو لِقَوْمِهِ مَعَقِلٌ ومَصادٌ ، أَي مَلْجَأٌ.

ومَصادٌ : جَبَلٌ بعَيْنِهِ ، وابنُ عُقْبَةَ ؛ مُحَدِّثٌ.

وأمّا بُشْرُ بنُ عِصْمَةَ بنِ مُصادٍ المُزَنيُّ فَبِالضَّمُ لا غَيْرُ ، وقَوْلُ الفَيْرُوزآباديّ : مَصادٌ ، كَسَحابٍ : اسْمٌ وَيُضَمُّ ، غَلَطٌ.

مضد

مَضِدَ عَلَيْهِ مَضَداً ، كَتَعِبَ : مَقْلُوبُ ضَمِدَ ، إذا حَقَدَ عَلَيْهِ.

ومَضَدَ رَأسَهُ مَضْداً ، كَقَتَلَ : مَقْلُوبُ ضَمَدَهُ.

معد

المَعِدَةُ ، ككَلِمَةٍ ، وتُخَفَّفُ على مِعْدَةٍ كَسِدْرَة : مَقَرُّ الطَّعامِ والشَّرابِ قبلَ انْحِدارِهِما إلى الأمعاءِ ، وهي للإنسانِ بِمَنْزِلَةِ الكِرْشِ لِكُلِّ ذِي خُفٍّ وظِلْفٍ. الجمعُ : مِعَدٌ كَعِنَبٍ ، ومَعِدٌ كَنَبِقٍ ، وأنْكَرَ هذا ابنُ جِنّيٍّ ، وقالَ : كَأنَّه هو القِياسُ كما قالوا في نَبِقَةٍ : نَبِقٌ ، وفي كَلِمَةِ : كَلِمٌ ، فلم يَقُولُوا ذلك وعَدَلُوا عَنْهُ إلى أن فَتَحُوا المَكَسُورَ وَكَسَرُوا المَفْتُوحَ ، كَما قالوا في نِقَمَةٍ : نِقَمٌ


كَعِنَبٍ (١) ..

ومُعِدَ الرَّجُلُ ، بالبناءِ لِلمجهولِ : دُويَتْ مَعِدَتُهُ ، فهو مَمْعُودٌ.

ومَعَدَهُ مَعْداً ، كَمَنَعَ : أَصابَ مَعِدَتَهُ.

ورَجُلٌ مَعْدانُ ، كَحَمْدانَ : واسِعُ المَعِدَةِ ، وبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ.

ومَعَدَ في الأرْضِ ـ كَمَنَعَ ـ مَعْداً ، وَمُعُوداً : ذَهَبَ (٢) ..

و ـ في السَّيْرِ : أَسرَعَ ..

و ـ الدَّلْوَ ، وَبِها مَعْداً : نَزَعَها وأخرَجَها مِنَ البِئرِ أو جَذَبَها ، كَامْتَعَدَها ..

و ـ الرُّمْحَ : انتَزَعَهُ مِنْ مَرْكِزِهِ واقْتَلَعهُ ..

و ـ الشَّيءَ : جَذَبَهُ بِسُرْعَةٍ واخْتَطَفَهُ فَذَهَبَ بِهِ ، كَامْتَعَدَهُ في الجَميعِ ..

و ـ خُصْيَيْهِ وَبِهِما : مَدَّهُما واجْتَذَبَهُما ..

و ـ لَحْمَهُ : انْتَهَشَهُ ..

و ـ الشَّيْءُ : فَسَدَ.

والمَعْدُ ، كَفَلْسٍ : الرَّخْصُ من البَقْلِ ، وَالغَضُّ من الثِّمارِ ، وضَرْبٌ من الرُّطَبِ ، والغِلَظُ ، والضَّخْمُ الغَليظُ.

ورُطَبٌ ونَباتٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ : أَتباعٌ ، أَي لَيِّنٌ.

ورُطَبَةٌ مَعْدَةٌ ، وَمُتْمَعِدَّةُ ، كَهَضْبَةٍ وَمُضْمَحِلَّةٍ : طَريَّةٌ.

ونَزْعٌ مَعْدٌ ، كَفَلْسٍ : يُمَدُّ فيهِ بالبَكْرَةِ ، أَو سَريعٌ ؛ قالَ :

هَلْ يُرْوِيَنَّ ذَوْدَكَ نَزْعُ مَعْدٍ (٣)

والمَعَدُّ ، كَمَحَلٍّ : الجَنْبُ ، واللَّحْمُ الَّذي تَحْتَ الكَتِفِ ، وهو من أَطيَبِ لَحْمِ الجَنْبِ ..

و ـ : عِرْقٌ في مَنْسجِ الفَرَسِ ما بَيْنَ أَسفَلِ الكَتِفِ إلى مقطعِ الأَضلاعِ ، أَو حَيْثُ تَقَعُ دَفَّتا السَّرْجِ من جَنْبَيْهِ.

__________________

(١) عنه في المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٣٩ وانظر ٦ : ٤٥٦.

(٢) في النَّسخ زيادة : به ، والظّاهر ما أثبتناه ، انظر المعاجم.

(٣) الرّجز لأحمد بن جندل السّعدي كما في المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٤٠ واللَّسان ، والصَّواب : أَحمر بن جندل ، انظر المؤتلف والمختلف : ٤٣ وهامش الصّحاح ومقايس اللّغة ٥ : ٣٣٦ والتَّاج.


ومَعَدُّ بنُ عَدْنانَ : أَبو العَرَبِ ، سُمِّيَ بِأَحَدِ هذِهِ الأَشياءِ ، وقد يُجْعَلُ اسماً للقبيلةِ فيؤَنَّثُ ، أَنشَدَ سيبويه :

وإنَ مَعَدَّ اليَوْمَ مُودٍ ذَليلُها (٤)

والميمُ فيهِ أَصليَّةٌ عندَ سيبويه ؛ لقولهم : تَمَعْدَدَ على « تَفَعْلَلَ » إذا تَشَبَّهَ بِمَعَدٍّ ، وإلاّ لَكانَ « تَمَفْعَلَ » ولم يَجِئْ في كلامهم ، وأمَّا « تَمَنْدَلَ » و « تَمَسْكَنَ » و « تَمَدْرَعَ » فَقَليلَةُ الاستعمالِ رَدِيئةٌ لا يُحْمَلُ عليها ، والْمَشْهُورَ الفَصيحُ « تَنَدَّلَ » و « تَسَكَّنَ » و « تدَرَّعَ » ، وأمّا « فَعْلَلَ » وإن كانَ في غايَةِ القِلَّةِ في كَلامِهِمْ لكن ما جاءَ منه ك‍ « الْهَبيِّ » لِلْصَّغيرِ ، و « الشَّرَيَّةِ » في اسْمِ مَوْضِعٍ ، و « الجَرَبَّة » لِلْعانَةِ مِنَ الحَميرِ لَيْسَ بِرَدِيءٍ ، فالحَمْلُ عليه مُتَعَيِّنٌ.

ومَعْدِي كَرِبَ : في « ع د و» ، لأَنَّهُ من عَداهُ الكَرْبُ ، إذا تَجاوَزَهُ ، وَذِكرُ ابنِ سِيدَةَ لَهُ هُنا (٥) وَهْمٌ.

وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ : تَباعَدَ وصارَ في مَعَدٍّ وتَزَيّا بِزيِّهِمْ ، وصَبَرَ على عَيْشِهِم من الخُشُونَةِ ، والتَّشَظُّفِ ..

و ـ الصَّبِيُّ : غَلُظَ وصَلُبَ وذَهَبَتْ عَنْهُ رُطَوبَةُ الصِّبا ..

و ـ المَريضُ : بَرَأ ..

و ـ المَهْزُولُ : أخَذَ في السِّمَنِ والقوَّةِ.

وذِئْبٌ مِمْعَدٌ ، كَمِنْبَرٍ : سَريعُ العَدْوِ مُمْتَدٌّ فيه ، كأنَّهُ يَجْذِبُهُ جَذْباً ؛ مِن مَعَدَ في السَّيرِ ، إِذا أسرَعَ.

ومَعْدٌ ، كَمَعْنٍ : ابنُ مالِكٍ الطّائِيُّ ، وابْنُ الحارِثِ الجشَمِيُّ.

ومَعَدانُ ، كَحَمْدانَ : جَماعَةٌ من الصَّحابَةِ وغَيْرِهِم.

الأثر

( المَعِدَةُ حَوضُ البَدَنِ ) (٦) لأنَّ مِنْها

__________________

(٤) الكتاب ٣ : ٢٥١ ، ونسبه إلى الأعشى في شرح شواهد سيبويه ٢ : ٢٣٨ والمقتضب ٣ : ٢٦٣ وصدره :

وَلَسنا إذا عُدَّ الحَصَى بأَقِلَّةٍ

(٥) المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٤١.

(٦) المعجم الأوسط ٥ : ١٧٥ / ٣٤٤٠ ، مجمع البحرين ٣ : ١٤٦.


تَجْتَذِبُ سائِرُ الأعْضاءِ حاجَتَها من الغِذاءِ.

( عَلَيْكُمْ بِاللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ ) (١) نِسْبَةُ إلى مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ ، يُريدُ خُشُونَةَ اللِّباسِ وَتَرْكَ التَّنَعُّمِ فيهِ ، لَأَنَّهُم كانُوا أَهلَ خُشُونَةٍ فيهِ.

( اخْشَوْشِنُوا وَتَمَعْدَدُوا ) (٢) أي تَشَبَّهُوا بِمَعَدٍّ في قَشَفِهِم وَخُشُونَةِ عَيْشِهِم ، ودَعُوا زِيَّ العَجَمِ وتَنَعُّمَهُم وإيثارَهُم لِلِيانِ العَيْشِ. وقيلَ : مَعْناهُ كُونُوا غِلاظاً في أنفُسِكُم بحيثُ لا يَطْمَعُ أحَدٌ فيكم ؛ من تَمَعْدَدَ الغُلامُ ، إذا شَبَّ وغَلُظَ (٣).

وهذا الحديثُ مشهورٌ عن عُمَرَ على ما ذَكَرَهُ أبو عُبَيْدٍ في كتابِهِ (٤) ، وفَسَّرَهُ من غريبِ كلامِهِ ، وتَبِعَهُ عليه المفسِّرونَ للغريبِ كالزَّمخشرِيِّ والفارسيِّ وابْنِ الأثيرِ وغيرهم ، وهو من جُمْلَةِ كَلامٍ لهُ وصَّى بِهِ المسلِمينَ فَقالَ : ( فرِّقوا عَنِ المَنيَّةِ واجْعَلُوا الرَّأسَ رَأسَيْنِ ، ولا تُلِثُّوا بِدارِ مَعْجَزةِ ، وأصْلِحُوا مسَاويكُمْ ، وَأخيفُوا الهَوامَّ قَبْلَ أن تُخيفَكُمْ ، وَاخْشَوشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا ) (٥) وتفسير كُلّ من غريبِ ذلِكَ في مَحَلِّهِ.

وَقَد رُويَ ذَيْلُهُ عَنِ النَّبَيِّ 9 بِتَقْديمِ ( تَمَعْدَدُوا ) عَلى ( اخْشَوْشِنُوا ) بالنّون والحاقِ جُملَةٍ أُخرى بِهِ ، رَوَى البَغَويُّ وابنُ شاهينَ وابنُ أبي شيبةَ والطَّبَرانيُّ من طَريقِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعيدِ بنِ أبي سَعيدٍ المَقْبَريِّ ، عن أبيهِ ، عن القَعْقاعِ بنِ أبي حَدْرَدٍ ، قالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ 9 ، يَقُولُ : ( تَمَعْدَدُوا وَاخْشَوْشِنُوا وَامْشُوا حُفاةً ) (٦).

قال الطَّبَرانيُّ : لا يروى عن القَعْقاعِ

__________________

(١) الفائق ٣ : ١٠٦ ، النَّهاية ٤ : ٣٤٢.

(٢) الفائق ٣ : ١٠٦ ، النَّهاية ٤ : ٣٤٢ ، وفي « ج » : اخشَوْشبوا ، بالباء ، وكلاهما بمعنى واحد.

(٣) انظر غريب الحديث لأبي عبيد ٢ : ٦٩ ، والفائق ٣ : ١٠٦.

(٤) غريب الحديث ٢ : ٦٩.

(٥) غريب الحديث لابن سلاّم ٢ : ٦٩ ، الفائق ٣ : ١٠٦ ، النَّهاية ٤ : ٣٤٢.

(٦) انظر مصنف بن أبي شيبة ٥ : ٣٠٤ / ٢٦٣١٤ ، المعجم الكبير ٢٢ : ٣٥٣ / ٨٨٥ ، الإصابة ٢ : ٢٩٥.


إلاّ بهذا الإسنادِ تَفَرَّدَ به صَفْوانُ بنُ عِيسى عن عبدِ اللهِ بنِ سَعيدٍ (١).

وقال البخاريُّ : القَعْقاعُ بنُ أبَي حَدْرَدٍ لهُ صُحْبَةٌ ، وحديثُهُ عن عَبْدِ اللهِ بنِ سَعيدٍ لا يَصِحُ (٢).

وقال أبو عَمْروٍ في الاستيعابِ : وقد ضَعَّفَ بعضهم صُحْبَةَ القَعْقاعِ بِأنَّ حديثَهُ إنَّما يأتي من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ سَعيدِ المَقْبَرِيُّ ، وهو ضَعيفٌ (٣).

وقالَ غَيْرُهُ : عبدُ اللهِ بنُ سَعيدٍ المَقْبَرِيُّ واهٍ مَتْرُوكٌ (٤).

إذا عَرَفْتَ ذلِكَ فاعْتِراضُ الفيروزآباديِّ على الجوهريِّ حيثُ قالَ : وقولُ الجوهريِّ : قالَ عُمَرُ : ( اخْشَوْشِنْوا وَتَمَعْدَدُوا ) الصَّوابُ قالَ النَّبِيُّ 9 : ( تَمَعْدَدُوا وَاخْشَوْشِنُوا ) رواهُ ابنُ أَبي حَدْرَدٍ الصَّحابيُ (٥). ليس في مَحَلِّهِ ، وعلى تقديرِ صِحَّةِ رِوايَةِ ابنِ أَبي حَدْرَدٍ فَهِيَ رِوايَةٌ أُخرَى لا توجِبُ خَطَأَ الجوهريِّ في نسبةِ تلكَ الرِّوايَة إلى عمر ، ولكِنَّ هذا الرَّجُلَ قد أُولِعَ واستَهْتَرَ بِتَخْطِئَة العُلَماءِ مع قِلَّةِ بضاعَتِهِ وكَثْرَةِ خَطائِهِ ، واللهُ المُسْتَعانُ.

المثل

( تَسْمَعُ بِالمُعَيدِيِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَراهُ ) (٦) ويُرْوى : ( تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِ لا أَنْ تَراهُ ) (٧) ، أي سَماعُكَ بهِ على تقديرِ : أن تَسْمَعَ ، فَحُذِفَتْ « أنْ » فَارْتَفَعَ الفعلُ ، وقد رُوِيَ : « أنْ تَسْمَعَ ... » (٨) و « لَأنْ تَسْمَعَ ... » (٩) بِثُبُوتِها على الأصلِ ، وأجازَ بعضهم جَعْلَ الجُمْلَةِ في تَأويلِ المصدرِ من غيرِ إضمارِ « أَنْ ».

والمُعَيْدِيُ ، بِتَخْفيفِ الدّالِ : تصغيرُ مَعَدِّيِ بِتَشْديدِها ، وكانَ الأصْلُ مُعَيِدِّيّ

__________________

(١) المعجم الأوسط ٧ : ٣٦ / ٦٠٥٨.

(٢) التّاريخ الكبير ٧ : ٧٧ / ٨٣٤.

(٣) انظر الاستيعاب ٣ : ١٢٨٣ / ٢١٢٠.

(٤) انظر الضّعفاء والمتروكين ٢ : ١٢٤ / ٢٠٢٤ ، وميزان الاعتدال ٢ : ٤٢٩ / ٤٣٥٣.

(٥) راجع الصّحاح والقاموس مادة : عدد.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ١٢٩ / ٦٥٥.

(٧) جمهرة الأمثال ١ : ٢٦٦ / ٣٦٧.

(٨) المستقصى ١ : ٣٧٠ / ١٥٩٨.

(٩) الزّاهر في معاني كلمة الناس ٢ : ٢٣٥ / ٧٣٥.


فَاسْتَثْقَلُوهُ فَخَفَّفُوهُ بِحَذْفِهِ.

وأوَّلُ من قالَ هذا المثلَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماءِ لِضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ النَّهْشَلِيِّ.

وَقيلَ : النُّعْمانُ بنُ المُنْذِرِ للصَّقْعَبِ بنِ زُهَيْرٍ النَّهْدِيِّ ، وكانَ قد بَغَى عليهِ وَشَنَّ الغاراتِ وَقَطَعَ السُّبُلَ ، فلم يَجِدِ النُّعْمانُ له مَدْفَعاً غَيْرَ أَن يَسْتَميلَهُ وَيُدْخِلَهُ في طاعَتِهِ فَآمَنَهُ عِرْضاً وَنَفْساً وَمالاً حَتّى اطْمَأنَّ فَقَدِمَ عليهِ فَلَّمَا رَآهُ احتَقَرَهُ وكان رَجُلاً ذَميماً حَقيراً ، فَقالَ لَهُ : أَنتَ الصَّقْعَبُ بنُ زُهَيْرٍ؟ قالَ : نَعَمْ ، قالَ : ( تَسْمَعُ بِالمُعَيْدِيِ خَيْرٌ مِنْ أنْ تَراهُ ) فَأرْسَلَها مَثَلاً ، فَقالَ الصَّقْعَبُ : ( إنَّما المَرْءُ بِأصْغَرَيْهِ قَلْبِهِ وَلِسانِهِ ) (١) فَأرسَلَها مَثَلاً ، فَأكْرَمَهُ النُّعْمانُ. يُضْرَبُ لمن خَبَرُهُ خيرٌ مِن مَنْظَرِهِ.

مغد

مَغَدَ الصَّبِيُّ والفَصيلُ أُمَّهُ مَغْداً ، كَمَنَعَ : رَضَعَها ..

و ـ ضَرْعَيْها : تَناوَلَهُ بِفَمِهِ ..

و ـ الرَّجُلُ الشَّيءَ : مَضَّهُ ..

و ـ الشَّعَرَ : نَتَفَهُ ..

و ـ المَرْأةَ : جامَعَها ..

و ـ في العَيْشِ النَّاعِمِ : عاشَ مُتَنَعِّماً ..

و ـ العَيشُ النَّاعِمُ الرَّجُلَ : غَذاهُ وَنَعَّمَهُ ..

و ـ النَّباتُ وغَيْرُهُ : طالَ ..

و ـ البَدَنُ : سَمِنَ وامْتَلَأ مَغْداً ، ومَغَداً بفَتْحَتَيْنِ.

وأَمْغَدَتِ المَرْأَةُ الصَّبِيَّ : أَرضَعَتْهُ.

وأَمْغَدَ الرَّجُلُ : أَطالَ الشُّرْبَ وأَكثَرَ مِنْهُ.

والمَغْدُ ، كَفَلْسٍ : النَّاعِمُ من الشَّبابِ وغيرهِ ، والطَّويلُ الضَّخْمُ من كلِّ شيءٍ ، والسَّمينُ التَّارُّ من الإبِلِ ، والدَّلْوُ العَظيمَةُ ، و

الباذَنْجانُ ، واللُّفَّاحُ البَرِّيّ ، والكَمْأَةُ الصِّغارُ ، وثَمَرَةُ التُّنْضَبِ ، وثَمَرٌ كالخِيارِ ..

و ـ : شَجَرٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَرِ أَرَقُ

__________________

(١) فصل المقال في شرح كتاب الأمثال : ١٢١.


من الكَرْمِ وَرَقُهُ طِوالٌ رِقاقٌ تُؤكَلُ يَبْدُو أَخضَرَ ثُمَّ يَحْمَرُّ إذا ما انتهى ..

و ـ في غُرَّةِ الفَرَسِ : أن يُنْتَفَ الشَّعَرُ من مَوَضِعِها ؛ لِيَنْبُتَ أَبيَضَ ، فإذا نَبَتَتْ كانَ مَوْضِعُها كَأنَّهُ وارِمٌ.

وما جاءَ بِتَغَدٍّ ولا مَغَدٍّ ، أي قَليلٍ ولا كَثيرٍ.

ومَغْدانُ ، كَحَمدانَ : لُغَةٌ في بَغدادَ للبَلَدِ المَعْرُوفِ.

مقد

المَقَدِيُ ، كعَجَميٍّ ، وعِنَبِيٍّ عن ابنِ دُرَيْدٍ : شَرابٌ من أشرِبَةِ الشّامِ (١).

قال أَبو عُبَيْدٍ : ولَسْتُ أَدري من أَيِّ شَيءٍ (٢) يُعْمَلُ. قالَ اللَّيْثُ : المَقَدِيُ من نَعْتِ الخَمْرِ مَنْسُوبَةٌ إلى قريةٍ بالشّامِ ، وأَنشَدَ :

مَقَدِيّاً أحَلَّهُ اللهُ لِلنّا

سِ شَراباً وَما تَحِلُّ الشَّمُولُ (٣)

وقالَ شَمْرٌ : سَمِعْتُ أَبا عُبَيْدٍ يَروِي عن أَبي عمروٍ : المَقَدِيّ ضَرْبٌ من الشَّرابِ بتخفيفِ الدَّالِ (٤). وقالَ الجوهرِيُّ : مُخَفَّفة الدّال : شَرابٌ مَنْسُوبٌ إلى قريَةٍ بالشّامِ يُتَّخَذُ من العَسَلِ ، وقالَ :

عَلِّلِ القَوْمَ قَليلاً

يا ابْنِ بِنْتِ الفارِسِيَّهْ

إنَّهُمْ قَد عاقَرُوا اليَوْ

مَ شَرابا مَقَدِيَّهْ (٥)

وقالَ ابنُ فارِسٍ ، في « م ق د » : المَقَدِيُ : شَرابٌ يُتَّخَذُ من العَسَلِ منسوبٌ إلى قريةٍ بالشّامِ (٦).

فقولُ الفيروزآباديِّ بعدَ نُصُوصِ هؤُلاءِ العُلَماءِ : هو غيرُ منسوبٍ إلى قريةٍ

__________________

(١) انظر جمهرة اللّغة ٢ : ٦٧٦.

(٢) غريب الحديث ١ : ٣٠٤.

(٣) كتاب العين ٥ : ١٢٤ ، والبيت لابن قيس الرُّقيّات ، ديوانه : ١٤٤.

(٤) عنه في تهذيب اللّغة ٩ : ٤٣ ، واللّسان.

(٥) الصّحاح ، والشّعر للوليد بن يزيد كما في أنساب الأشراف ٩ : ١٥٤ ، وفيه : عقاراً بدل : شراباً.

(٦) مجمل اللّغة ٤ : ٣٤١ ، والمقاييس ٥ : ٣٤٢.


بالشَّامِ ، ووهم الجوهريُّ ؛ لأَنَّ القريةَ بِالتَّشديدِ.

لا يُلْتَفَتُ إليهِ ، وتَعْليلُهُ عَليلٌ ؛ لاحتِمالِ أَنَّهم استَثْقَلوا التَّشديدَ فخفَّفوهُ ، كما قالوا في تصغيرِ مَعَدِّيٍّ بالتَّشديدِ : مُعَيْديٌّ بِالتُّخْفيفِ.

أَو تكونَ مَقَدٌ بالتَّخفيفِ قريةً أُخرى غَيْرَ مقَدٍّ بِالتَّشْديدِ.

أَو التَّشديدُ والتَّخفيفُ لُغَتانِ فيها ، ويَدُلُّ عليهِ قولُ عَمْروِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ :

وَهُمْ شَغَلُوهُ عَنْ شُرْبِ المَقَدّي (١)

والمَقَدّيَّةُ بتشديدِ الدَّالِ لا غيرُ : من عَمَلِ الأردَنِ أو دمَشْقَ ، وضربٌ من الثّيابِ ، قال ابنُ دُرَيْدٍ : ولا أدري إلى مَ نُسِبَتْ (٢). وموضعُ ذكرهُما « ق د د » ووهمَ الفيروزآباديّ في تخفيفِ دالِهِما وذكرهِما هُنا.

مكد

مَكَدَ بالمَكانِ مكُوداً ، كقَعَدَ : أَقامَ ولم يَبرَحْ ، ومنه : ناقةٌ ماكِدٌ ، وَمَكُودُ ، وَمَكْداءُ ، إذا كانت دائِمَةَ الدَّرِّ ؛ من نُوقٍ مَواكِدُ ، وَمُكْدٌ ، كَرُسُلٍ وحُمْرٍ.

ودرٌّ ماكِدٌ : دائِمٌ لا يَنْقَطِعُ (٣).

وبِئْرٌ ماكِدَةٌ : ثابِتٌ ماؤُها لا يَتَغَيَّرُ.

وقولُ اللَّيْثِ : مَكَدَتِ النّاقَةُ ، إذا نَقَصَ لَبَنُها من طولِ العَهْدِ ، مُحْتَجّاً بقولِ الرّاجِزِ :

قَدْ حارَدَ الخُورُ وَما تُحارَدُ

حَتَّى الجِلادُ دَرُّهُنَ ماكِد (٤)

غَلَطٌ أَوقَعَهُ فيهِ سوءُ فَهمِهِ لمعنى البَيْتِ ، فَظَنَّ أنَّ جُمْلَةَ قَوْله : « دَرُّهُنَ ماكدُ » خَبَرٌ للجِلادِ ، فيكونُ ماكِدٌ بمعنى ناقِصٍ ، وإنَّما هي جملةٌ حاليَّةٌ والخبرُ

__________________

(١) ديوانه : ٩٩ ، واللّسان ، وصدره :.

وهم تركوا ابن كبشة مُسلَحِبّاً

(٢) انظر جمهرة اللّغة ٢ : ٦٧٦.

(٣) ومنه ما جاء في حديث سبي هوازن : « ولا دَرُّها بماكد » الفائق ٤ : ٤٦.

(٤) العين ٥ : ٣٣٥ ، وانظر القول والرجز في تهذيب اللّغة ١٠ : ١٣١ ، وفي النّسخ : راكد ، وما أثبناه عن المعاجم وهو الصّحيح.


محذوفٌ ، والمعنى : حتّى الجِلادُ حالَ كونِ دَرِّهِنَّ دائِماً قد حارَدْنَ أَيضاً ، أَي قَلَّتْ ألبانُهُنَّ. والخُورُ : جَمْعُ خَوَّارَةِ ـ كَفَوَّارَةٍ ـ وهي النَّاقَةُ الغَزيرَةُ السَّهْلَةُ الدَّرِّ ، والجِلادُ : أَدسَمُ الإبِلِ لَبَناً واحِدَتُها جَلْدَةٌ ، كَهَضْبَةٍ.

قالَ الأزهريُّ : وهذا التَّفسير الَّذي فَسَّرَهُ اللَّيْثُ في مَكَدْت النّاقَةَ مِمّا يَجِبُ على ذِي المَعْرفَةِ تَنْبيهُ طَلَبَةِ هذا البابِ من عِلْمِ اللُّغَةِ عليهِ لِئَلاّ يَتَعَتَّهُ فيه ذُو الغَباوَةِ تَقْليداً للَّيْثِ. انْتَهى (١). وقَدْ قَلَّدَهُ فيهِ الفَيْرُوزَآبادِيُّ.

والأَماكيدُ : بَقايا الدِّياتِ ، وقولُ الفيروزآباديُّ : المِكْد بالكَسْرِ : المشط ، تصحيفٌ قَبيحٌ وانَّما هُوَ المِكَدُّ بِتَشديدِ الدّالِ كمِقَطٍّ ؛ من كَدَّ شَعَرَهُ كَدّاً ، إذا الَحَّ في مَشْطِهِ.

ومَكّادَةُ ، كَعَبّاسَة : مَدينَةُ بالأُندُلسِ من نواحي طُلَيْطُلَةَ ، منها : أَبو عثمانَ سَعيدُ بنُ يَمْنِ المكادِيُ الفَقيهُ المُحَدّثُ ، وعبدُ الرَّحمانِ بنُ صالِحٍ المَكُّودِيُ كَتَنُّوريٍّ شارحُ الجروميَّهِ ، والفقيهُ ابنُ مالِكٍ نَحْوِيُّ مُتَأخِّرٌ.

ملد

مَلَدَهُ مَلْداً ، كقَتَلَ : مَدَّهُ.

ومَلَّدْتُ الأديمَ تَمْليداً : مَرَّنْتُهُ وَلَيَّنْتُهُ.

ورَجُلٌ أمْلَدُ ، كَأمْرَدَ : لا يَلْتحي.

وغُصْنٌ أمْلَدُ ، وأُمْلُودُ كأُسْلُوبٍ ، وإمْليدٌ كإبْريقٍ ، وأُمْلُدانٌ كَأُقحُوانٍ ، وأُمْلُدانِيٌ : ناعمٌ لَيِّنٌ ، والمَصْدَرُ : المَلَدُ ، والمَلَدانُ ، بِفَتْحَتَيْنِ فيهِما.

ومن المجاز

شابٌ أَمْلَدُ ، وأُمْلُودٌ ، وجارِيَةٌ مَلْداءُ ، وَأُمْلُودَةٌ ، من شُبّانٍ وجَوارٍ مُلْدٍ ، وأماليدَ : إذا كانَ كُلٌّ مِنْهُما معتدلَ القامَةِ والخلقِ حسنهُما يهتزُّ نِعْمَةً وشَباباً.

وبَيْداءُ أُمْليدُ ، وَبيدٌ أماليدُ : لَيْسَ بِها

__________________

(١) تهذيب اللّغة ١٠ : ١٣٢ بتفاوت.


شَيْءٌ مِنْ نَباتٍ.

والمَلْدُ ، كَفَلْسٍ : الغولُ.

ومَلُودٌ ، كرَسُولٍ : من قُرَى أُوزَجَنْد من نواحي تُركِستانَ بِما وَراءَ النَّهْرِ.

ومُلُونْدَةُ ، بضمِّ أوَّلِهِ وثانيهِ وسكونِ الواوِ النُّونِ : حِصْنٌ بِسَرَقُسْطَةَ من نَواحِي الأندلُسِ.

ومَلَدُّ بنُ مُبارَكٍ ، كَمَحَلٍّ : في « ل د د ».

إمِّدانُ ، بكسرِ الهمزةِ والميمِ وتشديدِها : اسمُ موضعٍ وهو من أَبنِيَةِ الكِتابِ ، قالَ : « وإفْعِلانُ » قليلٌ في الكلامِ لا نعلمُهُ جاءَ إلاّ « إسْحُمِانُ » و « إمِّدانُ » و « إرِبْيانٌ » وفي الصِّفَةِ : لَيْلَةٌ إضِحْيان (١).

مند

مُنْدٌ ، كقُفْلٍ : قريةٌ بِمِخْلافِ صَيْداءَ من أَعمالِ صَنْعاءَ.

ومَنْدَدٌ ، كَمَهْدَدٍ : موضعٌ وهو في شِعْرِ تَميمِ بنِ مُقْبِلٍ (٢).

ومِيمَنْدُ ، بكسرِ الميمِ الأُولى وفتحِ الثَّانيةِ بينهما مثنّاةٌ تحتيَّةٌ وسكونُ النُّونِ : قريةٌ بفارسَ جنوبيِّ شيرازَ على مرحلتينِ منها ، واخرى بغَزْنَةَ ، منها : عليُّ بنُ أحمدَ المِيمَنْدِيّ وزيرُ السُّلطان مَحْمُود ابنُ سَبَكْتَكينَ.

ومانِدٌ ، كشاهِدٍ : موضعُ تُجْلَبُ منهُ ثِيابُ كَتّانٍ رِقاقٌ صِفاقٌ ..

و ـ : أبو العَبّاسِ أحْمَدُ بنُ بختيار المانْدَائيُ (٣) ، بهمزةٍ قبل ياءِ النَّسَبِ ، ويقالُ : المانْدايُ (٤) قاضي واسِطَ ، وابنهُ مُحَمَّدٌ مُسْنِدُ العِراقِ. قالَ أبو العبّاسِ : كانَ قومٌ من العَجَمِ تَأخَّرَ إسلامُهُمْ من أَجدادي فقيلَ : المانْدايُ ، وهو بالعربي الباقي (٥).

__________________

(١) انظر الكتاب ٤ : ٢٤٨ ، وأدب الكاتب : ٤٨٢.

(٢) اشارة إلى قوله :

عفا الدّار من دهماء بعد إقامةٍ

عَجَاجٌ بخَلَفيْ مَندد متناوح

معجم البلدان ٢ : ٢٠٩.

(٣) و (٤) في توضيح المشتبه ٥ : ٣٠٥ ، وتبصير المنتبه ٤ : ١٣٩٩ : المندائي ...... ويقال : المانداي.

(٥) في توضيح المشتبه ، وتبصير المنتبه : الماندائي.


مهد

مَهَدَ اللهُ الأَرضَ مَهْداً ، كمَنَعَ : فَرَشَها وبَسَطَها( وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ ) الْماهِدُونَ (١) ..

و ـ الرَّجُلُ مَضْجَعَهُ : وَطَّأه وَلَيَّنَهُ ، كَمَهَّدَهُ تَمْهيداً فامْتَهَدَ وتَمَهَّدَ ، وهو مَمْهُودٌ ، ومُمَهَّدٌ ، ومنهُ : المَهْدُ للصَّبِيِّ : وهوَ ما يُمَهَّدُ لهُ ويُنَوَّمُ عليهِ. تسميةً للمَمْهُودِ بالمصدرِ ، والفِراشُ كالمِهادِ. الجمعُ : مُهُودٌ ، ومُهُدٌ ، وأَمْهِدَةٌ.

وتَمَهَّدْتُ فِراشاً ، واسْتَمْهَدْتُهُ : اتَّخَذْتُهُ مَهْداً

[ و ] (٢) كَمَنَعَ : عَمِلَ ..

و ـ لأَهلِهِ : كَسَبَ.

ومَهَّدْتُ الأمْرَ تَمْهِيداً : سَهَّلْتُهُ وَذَلَّلْتُهُ ..

و ـ العُذْرَ : بَسَطْتُهُ.

و ـ لَهُ مَنْزِلَةُ سَنِيَّةٌ : هَيَّأتْها.

وامْتَهَدْتُ لَهُ عِنْدي حالَةٌ لَطيفَةٌ : تَمَكَّنْتُ.

وامْتَهَدَ السَّنامُ : انَبْسَطَ في ارتفِاعٍ ..

و ـ الشَّيْءُ ارتَفَعَ : كالسَّنامِ.

وما امْتَهَدَ فُلانٌ عِنْدي مُمْتَهَداً : ما قَدَّمَ وَسيلَةً فيما يَطْلُبُهُ.

وماءٌ مُمَهَّدٌ كَمُعَظَّمٍ : فاتِرٌ لا حارٌّ وَلا بارِدٌ.

وزُبْدٌ مَهيدٌ : خالِصٌ.

والأُمْهُودُ ، كأُسْلُوبٍ : القُرْمُوصُ ، وهي حُفْرَةٌ يَكْمُنُ فيها الصَّائِدُ وَيْسْتَدْفِئُ ، وحُفْرَةٌ أُخْرَى تُخْبَزُ فيها المَلَّةُ.

ومَهْدَدٌ ، كَسَلْسَلٍ : من أَسماءِ النِّساءِ.

الكتاب

( كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) (٣) قيلَ : كانَ المَهْدُ حُجْرَ أُمِّهِ إِذ لم تَكُنْ هَيَّأتْ لهُ مَهْداً بَعْدُ ، وقِيلَ : هو مَضْجَعُهُ الَّذي أَضجَعَتْهُ فيهِ ، و ( كانَ ) زائِدَةٌ وَالظَّرْفُ صِلَةُ « مَنْ » ،

__________________

(١) الذّاريات : ٤٨.

(٢) الزّيادة يقتضيها السّياق وقد كرّر وزن الفعل « كمنع » للتّنبيه على أنّه يستعمل لازماً أيضاً.

(٣) مريم : ٢٩.


و « صَبِيًّا » حالٌ مِنَ المُسْتَكِنِّ فيهِ.

أو تامَّةٌ و « صَبِيًّا » حالٌ مُؤكِّدَةٌ وهي لإيقاعِ مَضْمُونِ الجملةِ في زمانٍ ماضٍ منهم لِبَعيدِهِ وَقَريبهِ وهي هنا لقَريِبِهِ خاصَّةً بدَليلِ أَنَّهُ مَسُوقٌ للتَّعَجُّبِ ، والمعنى : كيف من كان بالأمس وقريباً من هذا الوقتِ في المَهْدِ ، وغَرَضُهُم من ذلك استِمرارُ حالِ الصَّبِيِّ بهِ لم يَبْرَحُ عنهُ بعد ، ولو قيلَ : من هو في المَهْدِ ، لم تَكُنْ فيهِ تلكَ الوَكادَةُ من حيثُ إنَّ السَّابِقَ كالشَّاهِدِ.

ويَجُوزُ أن يكونَ « نُكَلِّمُ » حِكايَةَ حالٍ ماضِيَةٍ ، أَي كَيْفَ عُهِدَ قَبْلَ عِيسى أَن يُكَلِّمَ النَّاسُ صَبيّاً في المَهْدِ فيما سَلَفَ من الزَّمانِ حتَّى نُكَلِّمَ هذا ، وحاصِلُهُ : كَيْفَ نُكَلِّمُ المَوصُوفينَ بأَنَّهُم في المَهْدِ؟! أَي ما كَلَّمْناهُم إلى الآنِ ، والعدول عن الماضي إلى الحالِ لإفادَةِ التَّصويرِ والاستِمرارِ ، وهذا وَجْه حَسْنٌ مُلائِمٌ.

( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) (١) فِراشاً وقُرِئَ : « مَهْداً » ) على معنى : أَنَّها لهم كالمَهْدِ للصَّبيِّ ، أو بمعنى : ذاتَ مَهْدٍ.

( وَلَبِئْسَ الْمِهادُ ) (٣) ساءَ ما مَهَّدَ لنَفْسِهِ ، أَو ما يُمَهَّدُ لأَجلِهِ ، فإِنَّ المُعَذَّبَ في النَّارِ يُلْقَى على النَّارِ كما يُوضَعُ الشَّخْصُ على الفِراشِ.

( وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ) (٤) سَهَّلْتُ لَهُ التَّصَرُّفَ في الأُمُور الدُّنيويه تَسْهيلاً وبَسَطْتُ لهُ في العيشِ بَسْطاً حتَّى صارَ مَكْفِيّ المَؤُونَةِ من كُلِّ وَجْهٍ ، أَو هَيَّأتُ لهُ الجاهَ العَريضَ والرِّياسَةَ في قَوْمِهِ فأَتمَمْتُ عليهِ نِعْمَتِي الجاهَ والمالَ ، واجتِماعُهُما هو الكَمالُ عندَ أهلِ الدُّنيا ، ومنهُ قولهم : أدامَ اللهُ تَأييدَكَ وَتَمْهيدَكَ ، يُريدُونَ زِيادَةَ الجاهِ والحِشْمَةِ.

__________________

(١) النّبأ : ٦.

(٢) وهي قراءة مجاهد وعيسى وبعض الكوفيين ، انظر البحر المحيط ٨ : ٤١١.

(٣) البقرة : ٢٠٦.

(٤) المدثّر : ١٤.


ميد

مادَ الغُصْنُ يَميدُ مَيْداً ـ كَباعَ ـ وَمَيَداناً : مالَ يَميناً وشِمالاً.

ومِن المجاز

مادَ الرَّجُلُ : أَصابَهُ دُوارٌ مِنْ رُكُوبِ البَحْرِ ، أَو من غَلَبَةِ السُّكْرِ ..

و ـ في مَشْيهِ : تَبَخْتَرَ ..

و ـ في حُكْمِهِ : جارَ ..

و ـ أهْلَهُ : مارَهُمْ ونَعَشَهُمْ ..

و ـ زَيْداً : أعطاهُ ، وَرَفَدَهُ ، وأطعَمَهُ ..

و ـ المَطْعُونُ في الرُّمْحِ : اضْطَرَبَ ..

و ـ السَّرابُ : تَمَوَّجَ ..

و ـ الزَّرْعُ : زَكا.

ومادَتِ المَرْأةُ : ماسَتْ ، كَتَمَيَّدتْ ..

و ـ الأَرضُ بِهِ : دارَتْ ..

و ـ السَّفينَةُ : تَحَرَّكَتْ وَمالَتْ من جانِبٍ إلى جانِبٍ ..

و ـ الحِنْطَةُ : أصابَها نَدىً فَتَغَيَّرَتْ.

وامْتادَهُ : استَعْطاهُ ، وهو مُمْتادٌ : للمُسْتَعْطي والمُسْتَعْطى ، كاستَمادَهُ.

والمائِدَةُ : الخِوانُ إذا كان عليهِ الطَّعامُ.

قالَ الزَّجّاجُ : هي فاعِلَةٌ من مادَ يَميدُ إذا تَحَرَّكَ فَكَأَنَّها تَميدُ بما عليها (١) ، وذلِكَ أنَّها لا تُسَمَّى مائِدَةً إلاّ إذا كانَ عليها طعام ، فإن لم يَكُن عليها طعامٌ فهي خِوانٌ.

وقالَ ابنُ الأنبارِيّ وجماعَةٌ : هي فاعِلَةٌ من مادَهُ إذا أعْطاهُ ورَفَدَهُ فَكَأَنَّها تُميدُ مَنْ تُقَدَّمُ إليهِ (٢).

وقال أبو عُبَيْدَةَ : هي فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ كَعِيشَةٍ راضِيَةٍ ، كَأنَّ صاحِبَها أعطاها الحاضِرينَ (٣).

وقالَ الرَّاغِبُ : المائِدَةُ الطَّبَقُ الَّذي عليهِ الطَّعامُ ، ويُقالُ لِكُلِّ واحِدٍ منهما : مائِدَةً (٤).

والْمَيْدانُ مِنَ العَيْشِ : النّاعِمُ الرَّيّانُ

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه ٢ : ٢٢٠.

(٢) انظر تفسير الكشّاف ١ : ٦٩٣ ، وتفسير أبي السّعود ٣ : ٩٧.

(٣) انظر مجاز القرآن لأبي عبيد ١ : ١٨٢.

(٤) مفردات الرّاغب : ٤٧٧.


أَو المُمْتَدُّ ، والمَوْضِعُ الَّذي تَجْرِي فيهِ الخَيْلُ. الجمعُ : المَيادينُ.

ومَيْدَ : لُغَةُ في بيد ، ومنهُ الحَديثُ : ( أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ، وَنَشَأتُ في بَنى سَعْدِ بنِ بَكر ) (١) ، رُوِىَ بالميمِ وبالباءِ ، وقد تقدَّمَ في « ب ي د ».

ومِيدَاءُ الشَّيءِ ، بالكسرِ والمدِّ : قِياسُهُ وَمَبْلَغُهُ ..

و ـ من الطَّريقِ : بُعْدُهُ وجانِبُهُ.

وبَيتِي ميداءَ بَيْتِهِ ، وَبمَيْدائِهِ ، ويُقْصَرُ : بِحَذائِهِ.

والمَيَدانُ : مَحَلَّةٌ بِشَرْقِيِّ بَغْدادَ ببابِ الأزَجِّ ، وأُخرَى بِخُوَارَزْمَ.

وبِلا لامٍ : مدينةٌ في أَقصَى ماوَراءَ النَّهْرِ.

ومَيْدانُ زِيادٍ : مَحَلَّةٌ بنيسابورَ ، منها : أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَيدَاني صاحِبُ كتاب الأمثالِ وآخَرُونَ.

ومَيْدانُ أَسفِريسَ : مَحَلَّةٌ بأَصبهان.

وشارعُ الميدان : محلّةٌ ببغدادَ.

وابنُ مَيّادَةُ ، كَعَبّاسَةٍ : الرَّمّاحُ بنُ أَبْرَدَ بنَ نَوْبانَ بنَ سَراقَةَ الشّاعِرُ.

ومَيّادَةُ : أَمَةٌ بَرْبَريَّةٌ أَو صَقْلَبيَّةُ نَظَرَ إليها رَجُلٌ من بَني سَلْمَى وهي ناعِسَةٌ تَمايَلُ على بَعيرِها فَسُمِّيَتْ مَيَّادَةً.

ومايدٌ : في قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ :

يَمانِيَّةٌ أَحيا لَهَا مَظُّ مايِدِ (٢)

يُرَوى بِالمُثَنّاةِ التَّحتِيَّةِ وبالباءِ المُوَحَّدَةِ : وهو اسمُ جَبَلٍ لِهُذَيْلٍ ، وقد تَقَدَّمَ الكلامُ عليهِ في « أ ب د » ، وقولُ الفيروزاباديِّ : مايِدٌ بالمُثَنّاةِ التَّحْتِيَّةِ غَلَطٌ صَريحٌ ، لا يُلَتَفَتُ إليهِ وإن تَبِعَ فيهِ أَبا زَكَريّا في حَواشِي الصِّحاحِ.

فصل النّون

نأد

نَأَدَتْهُ الدّاهِيَةُ نَأْداً ، كَمَنَعَ : فَدَحَتْهُ

__________________

(١) غريب الحديث لابن سلاّم ١ : ٨٩ ، الفائق ١ : ١٤١ ، النّهاية ١ : ١٧١.

(٢) شرح أشعار الهذليين ١ : ٩٦ ، وعجزه :

وآل قِرَاس صَوْبَ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ


وبَلَغَتْ مِنْهُ ، وهِيَ داهِيَةٌ نَآدٌ ، ونَؤُودٌ ، وَنَآدَى ـ كَسَحابٍ وَرَسُولٍ وَنَصارَى ـ ونآئدُ كسَحائِبَ ..

و ـ الأَرضُ : نزَّتْ.

ونَأَدَهُ ، كَمَنَعَهُ : حَسَدَهُ ، كَأنَّهُ فَدَحَهُ فَدْحَ الدّاهِيَةِ ، فهو نَؤُودٌ كَحَسُودٍ زِنَةً وَمَعْنىً.

نثد

نَثِدَ الكَمْأُ نَثْداً ، بِالمُثَلَّثَةِ كَتَعِبَ : نَبَتَ ..

و ـ الغُبارُ وَنَحْوِهِ : سَكَنَ وَرَكَدَ ، ومنهُ

الأَثرُ : ( فَجاءَتْ بِسَويقٍ إذا أنا حَرَّكْتُهُ ثارَ لَهُ قشارٌ وَإذا تَرْكْتُهُ نَثِدَ ) (١).

نجد

النَّجْدُ ، كَفَلْسٍ : العُلوُّ والارتفاع ، وما غَلُظَ مِنَ الأَرضِ وعَلا وأَشرَفَ مُعْتَرِضاً بَيْنَ يَدَيْكَ يَرُدُّ طَرْفَكَ عَمّا وراءهُ ليس بالشَّديد الارتفاع ، كالنِّجادِ ككِتابٍ. الجمعُ : نُجُودٌ ، ونِجادٌ ، وأَنْجُدٌ ، وأَنْجِدَةٌ ، وليسَ هذا جَمْعَ نُجُودٍ كما تَوَهَّمه الجوهريُّ والفيروزاباديُّ إذ لم يُسْمَعْ « أَفْعِلَة » جَمْعاً لـ « فُعُولٍ » بل جَمْعُ نَجْدٍ كَـ « وَهْي وأَوْهِيَةٍ » أَو جَمْعُ نِجادٍ مُفْرَداً أَو جَمْعاً ك‍ « خِمارٍ وأَخْمِرَةٍ » ، قالَ النَّضَرُ بنُ شُمَيْلٍ : تَقُولُ أُعْلُ هاتِيكَ النِّجَادَ وذلكَ النِّجادَ تُوَحِّدُهُ.

ومن المجاز

هُوَ طَلاّعُ أَنْجُدٍ ، وَطَلاّعُ أَنْجِدَةٍ ، إذا كانَ سامِياً لِمَعالي الأُمورِ رَكّاباً لِصِعابِها.

والنَّجْدُ أَيضاً : الطَّريقُ الواضِحُ أَو ما كانَ منهُ في ارتِفاعٍ ، والمكان القفرُ لا شَجَرَ فيهِ لصَلابَتِهِ ، والثَّديُ لارتِفاعِهِ ، وما يُزَيَّنُ بِهِ البَيْتُ من سُتُورٍ وَفُرُشٍ ووِسادٍ. الجمعُ : نُجُودٌ ، وَنِجادٌ. وَنَجَّدْتُ البَيْتَ تَنْجيداً : زَيَّنْتُهُ بِها.

والنَّجَّادُ ، كَعَبّاسٍ : الَّذي يُعالِجُ الفُرُشَ

__________________

(١) الفائق ٤ : ٨٤ ، النّهاية ٥ : ١٤١.


والوَسائِدَ ويَخيطُها.

والمُنَجَّدُ ، كَمُعَظَّمٍ : حليٌ مُكَلَّلٌ بِالفُصُوصِ لأنَّه مُتَّخَذٌ بِها ، أي مُزَيَّنٌ.

ونَجُدَ الرَّجُلُ ـ كَقَرُبَ ـ نَجْدَةً ، ونَجادَةً ـ ككَثْرَةٍ وشَجاعةٍ ـ إذا كانَ شُجاعاً ذا بَأسٍ وشِدَّةٍ ، فهو نَجْدٌ ، ونَجِدٌ ، كفَلْسٍ وكَتِفٍ وَعَضُدٍ وَكَريمٍ. الجمعُ : أَنْجادٌ ، وَنُجُدٌ ، وَنُجَداءُ.

وكانَ جَباناً فَاستَنْجَدَ : صارَ أَنْجَداً شُجاعاً ، ومنهُ : استَنْجَدَ فُلانٌ على فُلانٍ : اجْتَرَأ بَعْدَ هَيْبَةٍ وَقَوِيَ بَعْدَ ضَعْفٍ.

ورَجُلُ نَجْدٌ في الحاجَةِ ، كَفَلْسٍ : ماضٍ سَريعُ فيها.

ودليل نَجْدٌ : ماهِرٌ.

وسَمُّوا الأسَدَ : نَجِيداً ؛ لِنَجْدَتِهِ وَبَأسِهِ.

ونَجَدْتُهُ نَجْداً ، كَقَتَلَ : غلبتُهُ وَعَلَوْتُ عليهِ.

واسْتَنْجَدَني فَأَنْجَدْتُهُ : استَعانَني فَأعَنْتُهُ.

وناجَدْتُهُ مُناجَدَةً : عاوَنْتُهُ.

ورَجُلٌ مُناجِدٌ : مُقاتِلٌ.

ونُجِدَ نَجْداً ، بالمجهولِ : جُهِدَ جَهْداً وكَرُبَ ، فَهُوَ مَنْجُودٌ مَجْهُودٌ مَكْرُوبٌ.

ونَجَّدَتْهُ الأُمُورُ تَنْجيداً : حَنَّكَتْهُ ، ومنهُ : المُنَجَّدُ ، كَمُعَظَّمٍ : للرَّجُلِ المُجَرَّبِ قد نجَّدَهُ الدَّهْرُ وجهدتُهُ صُرُوفُهُ حَتَّى جَرَّبَ وَعَرَفَ.

وامْرَأةُ نَجُودٌ : ذاتُ رَأْيٍ وإصابَةٍ ، كَأَنَّها تَجْهَدُ رَأْيها في الأُمُورِ.

ولاقَى فُلانٌ نَجْدَةً ، كَهَضْبَةٍ : شِدَّةً وَمَكْرُوهاً وَمَشَقَّةً.

ونَجَدَ الأمْرَ نُجُوداً ، كَقَعَدَ : وَضَحَ واسْتَبانَ.

والنَّجَدُ ، كَسَبَبٍ : العَرَقُ.

ونَجِدَ نَجَداً ، كَتَعِبَ : عَرِقَ ، كَأنْجَدَ ..

و ـ عَرَقُهُ : سالَ ..

و ـ الرَّجُلُ وَغَيرُهُ : أَعْيا وبَلُدَ.

وأَنْجَدَ إِنجَاداً : ارْتَفَعَ ، كَتَنَجَّدَ ..

و ـ الرَّجُلُ : قَرُبَ من أهْلِهِ ..

و ـ الدَّعْوَةَ : أجابَها.

وأَنْجَدَتِ السَّماءُ : أضْحَتْ.

والنِّجادُ ، كَكِتابٍ : حَمائِلُ السَّيْفِ ،


ومِنْهُ : هُوَ مُحْتَسبٌ يَنْجادُ الحِلْمَ ، إذا كان حَليماً وَقُوراً.

وطَويلُ النِّجادِ : للطَّويلِ القامَةِ.

والنَّجُودُ ـ كصَبُورٍ ـ من الإبِلِ : الَّتي لا تَحْمِلُ ، أَو الطَّويَلةُ المُشْرِفَةُ ، أَو الطَّويلُ العُنُقِ ..

و ـ من النُّوقِ : الماضِيَةُ والمُتَقَدِّمَةُ ، والَّتي لا تَبْرُكُ إلاّ على المكانِ المُرْتَفِعِ ، والمِغْزارُ. الجمعُ : نُجُدٌ ، كصُبُرٍ.

والمِنْجَدُ ، كَمِنْبَرٍ : الصَّغيرُ مِنَ الجِبالِ ، أَو قِلادَةٌ من لُؤلُؤٍ وَذَهَبٍ أو قَرَنْفُلٍ في عَرْضِ شِبْرٍ تَأخُذُ من العُنُقِ إلى أسْفَلِ الثَّدْيَيْنِ ، سُمِّيَتْ بذلكَ لأَنَّها تَقَعُ على مَوْقعِ نِجادِ السَّيْفِ.

وبهاءٍ : عَصاً تُساقُ بِها الدَّوابُّ وَيُحَثُّ على السَّيْرِ ، وخَشَبَةٌ يُنْفَشُ بِها الصُّوفُ لِتُحْشَى بِها الحَقائِبُ.

ونَجَّدَ تَنْجيداً : عَدا.

والنَّواجِدُ : طَرائِقُ الشَّحْمِ ، واحِدَتُها : ناجِدَةٌ مِنَ النَّجْدِ : وهُوَ الارتِفاعُ.

والنَّاجُودُ : الخَمْرُ ، والزَّعْفَرانُ ، والدَّمُ ، والرّاوُوقُ وكُلُّ إناءٍ يُجْعَلُ فيهِ الشَّرابُ.

ونَجْدٌ ، كَفَلْسٍ وكَعَضُدٍ : لُغَةٌ هُذَلِيَّةٌ ؛ اسمٌ مُذَكَّرٌ للأرضِ الَّتي أعلاها تُهامَةُ واليَمَنُ وأَسفلها العراقُ والشّامُ ، وحَدُّها ذاتُ عِرْقٍ من ناحِيَةِ الحِجازِ إلى جِبالِ المَدينَةِ ، وما وَراءَ ذاتِ عِرْقٍ مِنَ الجِبالِ إلى تِهامَةَ فهو حِجازٌ كُلُّهُ ، فَإذا انقَطَعَتِ الجِبالُ من نَحْوِ تِهامَةَ فما وَراءَها إلى البَحْرِ فهو الغَوْرُ ، أَو تِهامَةُ والغَوْرُ واحِدٌ ، ولا تَقُل : النَّجْدُ. وغلطَ الفيروزابادِيُّ في قوله : والنَّجْدُ ما خالَفَ الغَوْرَ أَي تِهامَةَ.

وأَنْجَدَ : أَتاهُ أَو قَصَدَهُ.

ونَجْدانُ تَثْنِيَةُ نَجْدٍ : جَبَلانِ بِأَجَأَ.

ونَجْدُ مَريعٍ : في بلادِ خَثْعَمٍ.

ونَجْدُ بَرْقٍ ، كَفَلْسٍ : وادٍ بِاليَمامَةِ.

ونَجْدُ الوادِ : في بِلادِ هُذَيْلٍ.

ونَجْدُ العُقابِ : ثَنِيَّةُ العُقابِ المُظِلَّةُ (١)

__________________

(١) في « ش » : المطلّة بدل : المظلّة.


على دِمَشْقَ.

ونَجْدُ كَبْكَبٍ : طَريقُهُ ، وهُوَ الجَبَلُ الأَحمَرُ الَّذي تَجْعَلُهُ خَلْفَ ظَهْرِكَ إذا وَقَفْتَ بِعَرَفَةَ.

ونَجَدَ حالَ ، ونَجْدُ الشَّرَى ، ونَجْدُ عُفْرٍ : مَواضِعُ.

ونَجْدُ اليَمَنِ : غَيْرُ نَجْدِ الحِجازِ يَتَّصِلُ بِشَمالِيِ نَجْدِ اليَمَنِ ، وَإيّاهُ أرادَ عَمْرُو بنُ مَعْدِي كَرِبَ بقولِهِ :

وَهُمْ قَتَلُوا عُزَيْراً يَوْمَ لَحْجٍ

وعَلْقَمَة بنَ سَعيدٍ يَوْمَ نَجْدِ (١)

و النَّجَدُ ، بفتحتينِ : صُقْعٌ واسِعٌ من وَراءِ عُمانَ.

والشَّيْخُ النَّجْديُ ـ نِسْبَة إلى نَجْدٍ ـ : إبليسُ لَعَنَهُ اللهُ ؛ لأَنَّ قُرَيشاً لما اجتَمَعَتْ في دارِ النَّدْوَة للمُشاوَرَةِ في إخراجِ النَّبيِّ 9 أَو حَبْسِهِ أَو قَتْلِهِ تَبَدَّى لهم إبليسُ في صورة شَيْخٍ نَجْدِي ، فَوَقَفَ على بابِ الدَّارِ ، فقالوا : من الشَّيْخُ؟ قالَ : شَيْخٌ من أَهل نَجْد ، سَمِعَ بِما تَواعَدْتُم عليهِ ، فَحَضَرَ معكم لِيَسْتَمِعَ ما تقولونَ ، وعسى أَن لا تعدِمُوا منهُ رَأْياً واضِحاً ، فَأَدْخَلُوهُ معهم ، فَكانُوا كُلَّما رَأوا رَأياً أَبانَ لهم خَطَأَهُم فيهِ ، فيقولون : صَدَقَ الشَّيخُ النَّجْديُ ، فَبَقِيَ هذا الاسم والنِّسْبَةُ عليهِ.

ونَجْدَةُ ، كَهَضْبَةٍ : ابنُ عامِرٍ الحَنَفِيُّ الحَرَوْرِيُّ ، أحَدُ رُؤَساءِ الخَوارِجِ ، ويُقالُ لأَصْحابِهِ : النَّجَداتُ ، بفتحتينِ.

وأَبُو نَجْدَةَ أَيضاً : كُنْيَةُ عرْوَةَ بَنِ الوَرْدِ الشّاعِرُ.

ونِجادٌ ، كَكِتابٍ : ابنُ السَّائِبٍ ؛ صَحابِيٌّ.

وأَحمَدُ بنُ سُلَيْمانَ النَّجّادُ ، كعَبّاسٍ : فَقيهٌ حَنْبَلِيٌّ مُحَدِّثٌ بَغْدادِيٌّ.

ونَجّادُ الزُّهْرِيُّ أَيضاً : جَدُّ أَبي طالِبٍ عُمَرُ بنُ إبْراهيمَ الفَقيهُ الشّافِعيُّ.

وعاصِمُ بنُ أَبي النَّجُودِ ، كَرَسُولٍ : أَحَدُ القُرّاءِ السَّبْعَةِ.

__________________

(١) ديوانه : ٩٧ ، ومعجم البلدان ٥ : ٢٦٦.


ويُقالُ : « هُوَ ابْنُ نَجْدَتِها » أَي الجاهِل بها ، خِلافُ قولهم : « هُوَ ابْنُ بَجْدَتِها » بالمُوَحَّدَةِ ذَهاباً إلى ابنِ نَجْدَةَ الحَرَوْرِيِّ ، هكذا قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأساسِ (١).

وقالَ ابنُ الأَثيرِ في المُرَصَّعِ : يُقالُ : « ابْنُ نَجْدَتَهِ » في معنى « ابْنُ بَجْدَتِهِ » بِالباءِ ، وهو الدَّليلُ من قَوْلِهِمْ : دَليلٌ نَجْدٌ ، أَي هادٍ ؛ كَأنَّهُ وُلِدَ ونَشَأ بالأرضِ النَّجْدِ ، أَي المُشْرِفَةِ ، قالَ الشّاعرُ :

أَنا ابْنُ نَجْدَتِها عِلْماً وَمَعْرِفَةً

فَاسأَلْ تَجِدْني بِسَعْدٍ أَعْلَمَ النّاسِ

هكذا يُرْوَى بِالنُّونِ (٢) انْتَهَى.

الكتاب

( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) (٣) تَثْنِيَةُ نَجْدٍ بمعنى الطَّريقِ المُرْتَفِعِ الواضِحِ مَثَّلهما لطَريقَيِ الحَقِّ والباطِلِ في الاعْتِقادِ ، والصِّدْقِ والكَذِبِ في المقالِ ، وَالحَسَنِ وَالقبيحِ في الفِعالِ.

وعن ابنِ عبّاسٍ وسَعيدِ بنِ المُسَيَّب : هُما الثَّدْيانِ (٤) ، لأَنَّهُما كالطَّريقَيْنِ لِحَياةِ الوَلَدِ هَدَى اللهُ الطِّفْلَ الصَّغيرَ حَتَّى ارتَضَعَهُما.

الأثر

( رَأَى امرَأةً تَطُوفُ بِالبَيْتِ عَلَيْها مَناجِدُ مِنْ ذَهَبٍ ) (٥) هِيَ حُليٌ مُكَلَّلَةٌ بِالفُصُوصِ مُزَيَّنَة بالجَواهِرِ ، واحِدُها مُنَجَّدٌ كَمُعَظَّمٍ ، وأصلهُ من تَنْجيدِ البَيْتِ أي تَزْيينُهُ بِالسُّتُورِ والفُرُشِ. وقيلَ : هِيَ القَلائِدُ مِنْ لُؤلُؤءٍ وَذَهَبٍ وقَرَنْفُلٍ واحِدُها : مِنْجَدٌ ـ كَمِنْبَرٍ ـ مَأخُوذٌ من نِجاد السَّيْفِ (٦) كَما مَرَّ.

( هَلَكَ الفَدَّادُونَ إلاّ مَنْ أَعْطَى في نَجْدَتِها وَرِسْلها ) (٧) الفَدَادُونَ ، جمعُ فَدّادٍ ـ كَعَبّاسٍ ـ وهو من ملكَ المِئينَ إلى

__________________

(١) أساس البلاغة : ٤٤٧.

(٢) المرصّع : ٣٢٦ ، وفي الأغاني ٢ : ١٨٥ : أنشد للحطيئه :

أَنا ابن بجدتها عِلماً ومعرفةً

فسَلْ بسعدٍ تجدني أَعلم النّاس

(٣) البلد : ١٠.

(٤) تفسير الطّبري ٣٠ : ٢٠١.

(٥) الفائق ٣ : ٤٠٨ ، النّهاية ٥ : ١٩.

(٦) حكاه في الغريبين ٦ : ١٨١٠ عن أبي سعيد.

(٧) الفائق ٣ : ٩٣ ، النّهاية ٥ : ١٩.


الأَلفِ من الإبِلِ. والنَّجْدَةُ ، كهَضْبَةٍ : الشّدَّةُ وَالمَشَقَّةُ. والرِّسْلُ ، بالكسرِ : السُّهُولَة. أرادَ إلاّ من أَعطَى في شِدَّتِها وَرَخائِها من الجَدْبِ والخِصْبِ ، أو على كرهِ النَّفْسِ ومَشَقَّتِها وعلى طِيبٍ منها وسُهُولَةٍ. وقالَ أبو عُبَيْدٍ : نَجْدَتُها أَن يَكْثُرَ شُحومُها حتّى يَمْنَعَ ذلِكَ صاحِبُها أن يَنْحَرَها نَفاسَةً بها فصارَ ذلِكَ بمَنْزِلَةِ الشَّجاعَةِ لها تَمْتَنِعُ بهِ من رَبِّها (١) ، فهو كقولهمُ : ( أخَذَتِ الإبلُ أسلحَتَها وتَتَرَّسَتْ بِتُرسَتِها ) (٢) ورِسلِها أَن لا يكونَ لها سَمِنٌ فَيَهُونُ عليه إِعطاؤُها ، فهو يُعْطيها عَلى رِسْلِهِ مُسْتَهيناً بِها ، والمَعاني مُتَقارِبَةٌ ، وفي الحديثِ : ( نَجْدَتُها : عُسْرُها وَرِسلُها : يُسْرُها )(٣).

( أمّا نَحْنُ بَنُوها هاشِمٍ فَأْمْجادٌ أنْجادٌ ) (٤) جَمْعُ نَجِدٍ ككَتِفٍ ، أَو نَجُدٍ ـ كعَضُدٍ ـ وهُوَ الشَّجاعُ ذو البَأْسِ. وقيلَ : ضِدُّ البَليدِ.

( عَلَى أَكْتافِها مِثْلُ النَّواجِدِ شَحْماً ) (٥) هي طَرائِقُ الشَّحْمِ ، جَمْعُ ناجِدَةٍ ؛ سُمِّيَتْ بذلك لارتفاعِها.

( وكانَتْ امَرَأةً نَجُوداً ) (٦) كَرَسُولٍ ، أي عاقِلَةً لَبيبَةً ذاتَ رَأْيٍ.

( انْظُرْ بَطْنَ وادٍ لا مُتهمٍ وَلا مُنْجِدٍ ) (٧) أي مَوضِعاً يَلي حَدّاً من نَجْدٍ وَحَدّاً من تِهامَةَ ، فَلَيْسَ كُلُّهُ من هذا ولا كُلُّهُ من ذاكَ ، وليسَ المُرادُ أنَّه لا يكونُ من نَجْدٍ ولا من تِهامَةَ.

( بَعَثَ إلى أُمِّ الدَّرْداء بِأَنْجادٍ ) (٨) جَمْعُ نَجْدٍ ـ كَفَلْسٍ ـ وهو ما يُنَجَّدُ بِهِ البَيْتُ من فُرُشٍ وسُتُورٍ وَوَسائِدَ ، وغلطَ من جَعَلَهُ بِالتَّحريك.

( أُذِنَ في قَطْعِ المِنْجَدَةَ ) (٩) كمِلْعَقَةٍ ،

__________________

(١) عنه في المغرب ٢ : ٢٠٠.

(٢) المستقصى ١ : ٩٥ / ٣٧٠.

(٣) المغرب ٢ : ٢٠٠.

(٤) الفائق ٣ : ٤٠٨ ، النّهاية ٥ : ١٨.

(٥) الفائق ٣ : ٤٠٩ ، النّهاية ٥ : ١٩.

(٦) الفائق ٣ : ٤١١ ، النّهاية ٥ : ١٩.

(٧) في النّسخ : مُتَّهم والتصويب عن الفائق ٤ : ٦٦ ، النّهاية ٥ : ١٩ ، وفيهما : لا منجدٍ ولا متهمٍ.

(٨) صحيح مسلم ٤ : ٢٠٠٦ / ٨٥ ، النّهاية ٥ : ١٩.

(٩) الفائق ٣ : ٣٦٦ ، النّهاية ٥ : ١٩.


وهي العَصا يُساقُ بها الدَّوابُّ ويُنَفَّشُ بِها الصُّوفُ.

( زَوْجي طَويلُ النِّجادِ ) (١) تُريدُ طُولَ قامَتِهِ لأنَّ مَن طالَتْ قامَتُهُ طالَ نِجادُهُ ، وهو حَمالَةُ سَيْفِهِ.

ذكر قارِئُ القرآنِ وصاحِبُ الصَّدَقَةِ ، فقال رَجُلٌ : يا رَسُولَ اللهِ أرَأَيْتَكَ النَّجْدَةَ تكونُ في الرَّجُلِ؟ فَقالَ : ( لَيْسَتْ لَهُما بِعِدْلٍ إنَّ الكَلْبَ يَهِرُّ مِنْ وَراءِ أَهْلِهِ ) (٢) أَرَأيَتَكَ ، أَي اخبِرني عن النَّجْدَةِ ـ كهَضْبَةٍ ـ وهي الشَّجاعَةُ. والعِدْلُ ، بالكسرِ : المِثْلُ ، أي ليسَت الشَّجاعَةُ بِمِثْلٍ لِقَراءَةِ القُرآنِ والصَّدَقَةِ ؛ لأنَّ الشُّجاعَةَ غريزةٌ وطبيعَةٌ فالإنسانُ قد لا يُقاتِلُ حِسْبَةً بل حَمِيَّةً كالكلبِ يَهِرُّ عن أَهلِهِ ويَذِبُّ عنهم طَبْعاً ، وقِراءَةُ القرآنِ والصَّدَقَةِ لا تَحْصُلانِ إلاّ بِتَحَمُّلِ المَشَقَّةِ ومُعاناةِ التَّعَلّمِ والتَّكَسُّبِ لاحتِسابِ الثَّوابِ.

( ونَجَدَ الماءُ الَّذي تَوَرَّدَا ) (٣) أَي سالَ العَرَقُ الَّذي تَلَوَّنَ ، ويأْتي في « و ر د ».

المثل

( أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَناً ) (٤) هو بالحاءِ المهملةِ والضّادُ المعجمةِ مفتوحتينِ : جَبَلٌ بأعلى نَجْدٍ ، وهو أوَّلُ حُدُودِ نَجْدٍ ، أَي مَنْ أبْصَرَ هذا الجَبَلَ فقد صارَ في أرضِ نَجْدٍ فَلا حاجَةَ بهِ أَن يَسألَ هل بَلَغَ نَجْداً أمّ لا؟. يُضْرَبُ في الاستدلالِ على الشَّيْءِ بأَمارَةٍ ظاهِرَةٍ والاستِغْناءِ بها عن السُّؤالِ عنهُ وفي حُصولِ المرادِ بظُهُورِ حُصُولِ مُقَدَّماتِهِ.

ندد

نَدَّ البَعيرُ ـ كَضَرَبَ ـ نَدّاً ، ونُدُوداً ، ونَدِيداً ، ونِدَاداً ، بالكسرِ : نَفَرَ ، واستَعْصَى ، وذَهَبَ على وَجْهِهِ شارِداً ، فهو نادٌّ من

__________________

(١) الفائق ٣ : ٤٩ ، النّهاية ٥ : ١٨.

(٢) الفائق ٢ : ٣٩٩ ، النّهاية ٥ : ١٨.

(٣) الفائق ٣ : ٢٠٣ ، النّهاية ٥ : ١٩.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٣٣٧ / ٤٢١٢.


إبِلٌ نَوادُّ (١) ، وأَنَدَّهُ : نَفَّرَهُ.

وتَنادَّ النّاسُ تَنادّاً : نَدَّ بعضهم من بعضٍ هرَباً.

ونادَدْتُهُ : نافَرْتُهُ وخالَفْتُهُ.

والنِّدُّ ـ بِالكسرِ ـ والنَّديدُ ، والنَّديدَةُ : مِثْلُ الشَّيءِ الَّذي يُضادُّهُ في أُمُورِهِ ويُنادُّهُ ، أَي يُخالِفُهُ (٢) ، ومعنى قولِ المُوَحِّدِ : لَيْسَ للهِ نِدُّ وَلا ضِدٌّ ، نَفْيُ ما يَسُدُّ مَسَدَّهُ ونَفْيُ ما يُنافيهِ. الجمعُ : أَنْدادٌ ، وَنُدداءُ ، وَنَدائِدُ (٣) ، وهِي نِدُّ فُلانَةَ وَلا تَقُلْ : نِدُّ فُلانٍ.

وإبِلٌ نَدَدٌ ، كَسَبَبٍ : مُتَفَرِّقَةٌ.

وأنَدَّها ، وَنَدَّدَها تَنْدِيداً : فَرَّقَها.

وذَهَبُوا أَنَادِيدَ ، وَتَنَادِيدَ : تَفَرَّقُوا في كُلِّ جِهَةٍ.

ونَدَّدَ الرَّجُلُ تَنْديداً ، ونِدَّاداً ، ـ ككِذّابٍ ـ إِذا قَعَدَ وهو يَنْعَسُ وَلا يَرْقُدُ ..

و ـ بِهِ : سَمَّعَ بِهِ وَشَهَرَهُ.

والنَّدُّ ، بالفتحِ : التَّلُّ المرتفعُ في السَّماءِ ، والطِّينُ المُجْتمع كالأَكَمَةِ العَظيمَةِ ، وبَخُورٌ مُرَكَّبٌ من عُودٍ وعَنْبَرٍ ومِسْكٍ مَحْلُولَيْنِ في ماءِ وَرْدٍ دِيفَ فيهِ قَليلُ صَمْغٍ يُعْجَنُ بِهِ العُودُ بَعْدَ دَقِّهِ وَنَخْلِهِ ويُعْمَلُ فَتائِلَ ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وليسَ النَّدُّ من الطّيب عَرَبيّاً (٤).

والنّادُّ : الرِّزْقُ.

ونَدٌّ ، بِلا لامٍ : حِصْنٌ باليَمَنِ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : النَّدُّ ، غَلَطٌ.

ويَنْدَدُ ، أو تَنْدَدُ ، بالمُثَنّاةِ الفوقيَّةِ والتَّحْتيَّةِ أَو يَنْدَرُ أَو تَنْدَرُ بالرّاءِ بدلُ الدَّال الثّانِيَةِ فيهِما : اسمٌ لِمَدينَةِ الرَّسُولِ 9.

ونِدُّ بَضْعَةَ ، بكسرِ النُّونِ مُضافاً إلى بَضْعَةَ بفتحِ الموحَّدةِ : لَقَبُ قَوْمٍ من عَبْشَمْسِ بن سَعْدٍ مِنْ بَني زُبَيْدٍ ، كانَ سَباهُم رَجٌلٌ من بَني سَعْدٍ فَلَمّا أَقبلَ

__________________

(١) ومنه الأثر : « فَنَدَّ بعيرٌ منها » النَّهاية ٥ : ٣٥.

(٢) ومنه ما جاء في كتابه 9 لأُكيدر : « وخلع الأنْداد والأصنام » الفائق ٣ : ٤١٦.

(٣) ومنه قوله تعالى : ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً ) البقرة : ٢٢.

(٤) انظر جمهرة اللَّغة ١ : ١١٥.


بهم نَحَرَ جَزُوراً فقالَ : من يَأخُذُ هؤُلاءِ بِبَضْعَةٍ من لَحْمٍ ؛ لخساسَتِهِم عندَهُ ، فهم يُسَمُّونَ (١) بهِ ؛ قالَ الفَرَزْدَقُ :

وبَادِل بِهِ مِنْ نِدِّ بَضْعَةَ مِثْلَهُ

أباً شَرَّ ذِي نَعْلَيْنِ أَو غَيْر مُنْعَلِ (٢)

نرد

النَّرْدُ ، كَفَلْسٍ : لُعْبَةٌ مَعْرُوفَةٌ وتُسَمَّى : النَّرْدَشيرُ (٣) ، لأنَّ واضِعَها أَرْدشيرُ بنُ بابَكَ ، وطِلاءٌ مُرَكَّبٌ للأورامِ الحارَّةِ ، وجُوالِقُ من الخوصِ يُنْقَلُ فيهِ الرُّطَبُ ، والجميعُ مُعَرِّبٌ ؛ لأنَّ النُّونَ والرّاءَ لا يَأْتَلِفانِ في كلمةٍ من غيرٍ فصلٍ في كَلامِهِمْ.

وعَبَاسُ النَّرْديُ : رَوَى حَديثاً عن هارُونَ الرَّشيدِ.

والنَّوَرْدَةُ : النَّوَرْدَجَةُ ـ مُعَرَّبَةٌ أَيْضاً ـ وهي الكُنْثَةُ.

والنَّاردِينُ : بكسرِ الدّالِ : أَنْواعُ السُّنْبُلِ ، وإذا أُطلِقَ فالمرادُ بهِ غالباً السُّنْبُلُ الهِنْديُّ.

نشد

نَشَدَ الضّالَّةَ نَشْداً ، كَقَتَلَ : طَلَبَها ، فهو ناشِدٌ ، والاسمُ : النِّشْدَةُ ، والنِّشْدانُ ، بكسرهما ، وأَنْشَدَها إنْشاداً : عَرَّفَها ، كَنَشَدَها نَشْداً كَقَتَلَ ، ومنهُ قولُ أبي داوودٍ :

............ كَما اسْ

تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِدٍ (٤)

وسَمِعْتُ صَوْتَ النَّشّادِ ، كَعَبّاسٍ : وهُو الَّذي يَنْشُدُ الضَّوالَّ.

ومن المجاز

نَشَدْتُهُ كَذا فَنَشَدَ ، كَقَتَلَ فيهِما : ذَكَّرْتُهُ

__________________

(١) في « ج » : يُسَبُّون.

(٢) ديوانه : ٥٠٩ ، وفيه : قوم بدل : نِدِّ.

(٣) جاء في الأثر : « من لَعِب بالنَّردَشِيرَ فكأنّما غَمَس يَده في لحم خنزير » النَّهاية ٥ : ٣٩.

(٤) والبيت كما في الصّحاح والتَّاج :

ويصيِحُ أحياناً كما اسْ

تَمَعَ المُضِلّ لصوت ناشِد

وانظر اللَّسان.


فَتَذَكَّرَ ، ف « نشَدَ » المُتَعَدّي إلى واحِدٍ مُطاوعٌ لـ « نَشَدَ » الأوَّلِ المُتَعَدّي إلى اثنينِ ، كَأَنَّكَ عَرَّفْتَهُ إيّاهُ فَعَرَفَهُ ، وهو من بابِ : وَقَفْتُهُ فَوَقَفَ ، وكَسَبْتُهُ مالاً فَكَسَبَ ، وجَبَرْتُ العَظْمَ فَجَبَرَ ، ومنهُ : نَشَدْتُكَ اللهَ ، وهُوَ قَسَمُ سُؤالٍ ، أَي ذَكَّرْتُكَ اللهَ بأَنْ أقسَمْتُ عليكَ بهِ وقلت : باللهِ لَتَفَعَلَنَّ ، أو من نَشَدَ الضَّالَّةَ بمعنى طَلَبَها ، واسمُ الجَلالَةِ مَنْصُوبٌ على إسقاطِ الخافِضِ ، والأَصلُ : نَشَدْتُكَ باللهِ ، أي طَلَبْتُ منكَ باللهِ ، أَو بِنَشَدْتُ على مَعْنى طَلَبْتُ لَكَ اللهَ من بَيْنِ جَميعِ ما يُقْسِمُ بهِ النّاسُ لأُقسِم بهِ عليكَ ، ولا تَقُلُ : نَشَدْتُ باللهِ مُصَرَّحاً بالخافضِ ، نَصَّ عليهِ أبو حَيّان في الارتِشافِ (١) وصَرَّحَ بِجَوازِهِ المُطَرّزيُّ في المُغربِ (٢). ويُجابُ بِأحَدَ سِتَّةِ أَشْياءٍ : « استِفهامٍ » ، و « أَمْرٍ » ، و « نَهْيٍ » ، و « أنْ » ، و « إلاّ » ، و « لَمّا » ، بمعنى : « إلاّ » ، تقولُ : نَشَدْتُكَ الله هَلْ قُمْتَ؟ ، ونَشَدْتُكَ اللهَ قُمْ ، ( ونَشَدْتُك الله لا تقُمْ ) (٣) ونَشَدْتُكَ الله أَنْ تَقُومَ ، ونَشَدْتُكَ اللهَ إلاّ فَعَلْتَ ، وَلَمّا فَعَلْتَ ، أَي إلاّ فِعْلَكَ ، كأنّكَ قُلْتَ : ما أَطْلُبُ منكَ ، إلاّ فِعْلَكَ ، وقالُوا : ناشَدْتُكَ اللهَ. ونَشَدَكَ اللهَ كَقَعَدَكَ اللهَ ، أَي نَشَدْتُكَ اللهَ.

ونَشَدْتُهُ نَشْداً : قُلْتُ لَهُ : نَشَدْتُكَ اللهَ ، كَناشَدْتُهُ.

ونَشَدْتُهُ فَأنْشَدَنِي : سألْتُهُ فأَجابَني فالهمزةُ للسَّلْبِ ..

و ـ عَنْهُ : سَألْتُ ..

و ـ زَيْداً العَهْدَ : ذَكَّرْتُهُ إيّاهُ وَطَلَبْتُ مِنْهُ الوَفاءَ بِهِ.

وناشَدَ العَبْدُ رَبَّهُ : سَألَهُ ، كأنَّهُ أَقسَمَ عليهِ بِأسمائِهِ.

وتَناشَدَهُ العِبادُ : تَداعَوْهُ وَطَلَبُوا منهُ.

وتَنَشَّدْتُ الأَخْبارَ ، إذا كُنْتَ تُريغُ أَن تَعْلَمَها من حَيْثُ لا يَعْلَمُها النّاسُ.

__________________

(١) انظر ارتشاف الضرب ٤ : ١٧٩٤.

(٢) المغرب ٢ : ٢١٠.

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».


وإنشادُ الشِّعْرِ : رَفْعُ الصَّوْتَ بهِ ؛ من إنْشادِ الضّالَّةِ ، أَي تعريفها ؛ لأنَّ المُعَرِّفَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ حالَ التَّعْريفِ بِها.

واسْتَنْشَدْتُهُ إِيّاهُ : طَلَبْتُ منهُ إنْشادَهُ.

وتَناشَدَ القَوْمُ الأَشعارَ : أَنْشَدَ بعضهم بعضاً شِعْراً لنفسِهِ أو لغيرِهِ.

والنَّشيدُ : الشِّعْرُ الَّذي يَتَنَاشَدَهُ القَوْمُ ، ورَفْعُ الصَّوْتِ.

والأَنَاشِيدُ : الأَشْعارُ المُتَناشدَةُ ، واحِدَتُها : أُنْشُوَدَةٌ.

ومُنْشِدٌ ، كَمُحْسِنٍ : جَبَلٌ من حَمْراءِ المدينةِ على ثمانيةِ أَميالٍ من طريقِ الفَرْعِ ، وآخَرُ في بلادِ طَيّءٍ ، وبَلَدُ لِبَني سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ ، ومَوْضِعٌ بَيْنَ رَضْوَى والسَّاحِلِ.

الأثر

( وَلا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلاّ لِمُنْشِدٍ ) (١) أَي لا تَحِل لواحِدٍ اللُّقَطَة في مَكَّةَ إلاّ إنشَادها ، أي تَعْريفها فَقَطْ دُونَ أَنْ يَمْلكَها أو يَنْتَفِعَ بها ولو بعدَ سَنَةٍ ، بل يَنْشُدُها دائِماً تَخْصيصاً لِمَكَّةَ دونَ سائِرِ البلادِ.

( سَمِعَ رَجُلاً يُنْشِدُ ضالَّةً في المَسْجِدِ فَقالَ أَيُّها النّاشِدُ غَيْرَ الواجِدِ ) (٢) من نَشَدَ الضّالَّةَ إذا طَلَبَها ، ومعنى « غَيْرِ الواجِدِ » لا وَجَدْتَ ، دعاءٌ عليهِ زَجْراً عَنِ الطَّلَبِ في المَسْجِدِ.

( أُنْشِدُكَ عَهْدَكَ ) (٣) أَسألُكَ الوَفاءَ بِما وَعَدْتَ وعَهِدْتَ إليَّ من الغَلَبَةِ على الكَفَرَةِ.

( فَنَشَدْتُ عَلَيْهِ ) (٤) حَلَفَتُ له عليهِ.

( أَخافُ أنْ يُناشِدُوكُمْ ) (٥) أَي يَطلبوا إليكم ويسألوكُمُ الصُّلْحَ بالأَيمانِ والأَقسامِ.

__________________

(١) و (٢) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٤٠٧ ، النَّهاية ٥ : ٥٣.

(٣) البخاري ٥ : ٩٣ ، المعجم الكبير للطبراني ١١ : ٢٧٦ / ١١٩٧٦.

(٤) الغريبين ٦ : ١٨٣٧ ، النّهاية ٥ : ٥٣.

(٥) صحيح مسلم ٢ : ٧٤٨ / ١٥٦ ، سنن أبي داوود ٤ : ٢٤٤ / ٣٧٦٨.


المثل

( احْفَظي بَيْتَكِ مِمَّنْ لا تَنْشُدينَ ) قالَ الزَّمخشريُّ : أي ممَّن لم نتَحِكِمي مَعْرِفَتَهُ حتَّى إذا ضَلَّ أعياكِ تَعريفُهُ وإنْشادُهُ. يُضْرَبُ في التَّحَفُّظِ من المجهولِ الَّذي لا مَعْرِفَةَ بينَكَ وبَيْنَهُ (١).

ورواهُ الميدانيُّ : ( احْفَظْ بَيْتَكَ مِمَّنْ لا تَنْشُدُ ) وقالَ : أَي ممَّن يُساكِنُكَ لأنَّكَ لا تَقْدِرُ أن تَطْلُبَ مِنْهُ (٢).

نضد

نَضَدْتُ المَتاع نَضْداً ، كَضَرَبَ : ضَمَمْتُ بَعْضَهُ إلى بَعْضٍ فَنَسَقْتَهُ ، أَو أَلقَيْتُ بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَرَكَمْتَهُ ، كَنَضَّدْتُهُ تَنْضيداً ، فهو مَنْضُودٌ ، ونَضيدٌ ، ومْنَضَّدٌ.

والنَّضَدُ ، كَسَبَبٍ : المَتاعُ المَنْضُودُ ، والسَّريرُ يوضعُ عليهِ النَّضَدُ ، والمِشْجَبُ تُنْضَدْ عليهِ الثِّيابُ. الجمعُ : أَنْضادٌ.

والنَّضائِدُ : الوَسائِدُ والفُرُشُ ونحوها مِمّا يُنْضَدُ ، واحِدَتُها : نَضيدَةٌ.

وثغر مُنَضَّدٌ ، كَمُعَظَّمٍ : مُرَصَّفٌ ، وقد تَنَضَّدَتْ أَسنانُهُ : تَراصَفَتْ واتَّسَقَتْ ، وما أَحسَنَ تَتَضُّدَها.

ومن المجاز

في السَّماءِ نَضَدٌ مِنَ السَّحابِ ، وأَنْضَادٌ ـ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ ـ وهوَ ما تَراكَمَ منهُ.

وأَنْضادُ الجِبالِ أيْضاً : جَنادِلُ بعضها في بعضٍ.

ولبني فُلانٍ نَضَدٌ ، كَسَبَبٍ : عِزٌّ وشَرَفٌ ، وهو رَجُلٌ نَضَدٌ أيْضاً : شَريفٌ.

ونَضَدُ الرَّجُلُ ، وأَنضَادُهُ : أَعمامُهُ وأخوالُهُ.

وهم أنْضادُهُ : عَديدُهُ ، وأنصارُهُ.

ونَضَدُ القَوْمِ وأنْضادُهُمْ : جَماعاتُهُم وجَماهيرُهُم ، ومنهُ قوْل الفرزدقِ (٣) :

مَلِكٍ إلَى نَضَدِ المُلُوكِ هُمَامِ

__________________

(١) المستقصى ١ : ٦٨ / ٣٦٤.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢١١ / ١١٢٩ ، وفيه : تنشده.

(٣) ديوانه : ٦١٠ ، وصدره :

من كُلِّ أَبْيَضَ في ذؤابَةِ دارِمٍ


أَي إلى جماعتهم. وقيلَ : نَضَدُ المُلُوكِ أَن يكونَ أَبوهُ وجدُّهُ مَلِكاً ، وهو المُعَرَّقُ في المُلكِ.

وناقةٌ نَضَدٌ ، ونَضُودٌ : سَمينَةٌ.

وانْتَضَدُوا بالمكانِ : أَقاموا واجتَمَعُوا.

ونَضَادِ ، كَقَطامِ : جَبَلٌ بالعالِيَةِ ، ويقالُ لهُ : نَضادِ النِّيرِ ـ كطِينٍ ـ وهو مَبْنيٌّ على الكسر إذا لم يُضَفْ في لُغَة الحِجازِ ومَمْنُوع مِنَ الصَّرْفِ في لُغَةِ تَميمٍ.

الكتاب

( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) (١) نُضِدَ بالحَمْلِ من أسْفلِهِ إلى أعلاهُ فَلَيْسَتْ لَهُ ساقٌ بارِزَةٌ ولكِنَّهُ ثَمَرٌ كُلُّهُ من أُصُولِهِ إلى أَفنائِهِ.

( لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ ) (٢) نُضِدَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ ، والمُرادُ : كَثْرَةُ الطَّلْعِ وتَراكُمُهُ المُسْتَتْبِعِ لكَثْرَةِ الثَّمر.

الأثر

( تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ ) (٣) كَسَبَبٍ ، سَريرٌ أَو مِشْجَبٌ.

( نَضائِدُ الدِّيباجِ ) (٤) هي الوَسَائِدُ والفُرُشُ منهُ ، واحِدَتُها : نَضيدَةٌ.

نفد

نَفِدَ الشَّيءُ نَفاداً ، كَسَمِعَ سَماعاً : فَنِيَ ، وذَهَبَ ، وانْقَطَعَ ، فهو نافِدٌ.

وأَنْفَدَهُ إنْفاداً : أفْناهُ ، كَنَفَّدَهُ تَنْفيداً ، واسْتَنْفَدَهُ ، ومنهُ : اسْتَنْفَدَ وُسْعَهُ ، إذا اسْتَفْرَغَهُ.

وأَنْفَدَ القَوْمُ : فَنِيَ زادُهُمُ وَذَهَبَتْ أَموالُهُمْ.

وأنْفَدَتِ البِئْرُ : ذَهَبَ ماؤُها وانْقَطَعَ.

وانْتَفَدَ : تَنَحَّى ..

و ـ اللَّبَنَ : حَلَبَهُ ..

و ـ الشَّيءَ : اسْتَوْفاهُ وأَفْناهُ.

ولَكَ عَنْهُ مُنْتَفَدٌ كَمُنْتَدَحٍ زِنَةً ومَعْنىً ، أَي مَنْدُوحَةٌ.

وما لِي عَنْكَ مُنْتَفَدٌ أيْضاً : مَذْهَبٌ

__________________

(١) الواقعة : ٢٩.

(٢) ق : ١٠.

(٣) الفائق ٣ : ٤٣٩ ، النّهاية ٥ : ٧١.

(٤) الفائق ١ : ٩٩ ، النّهاية ٥ : ٧١.


وَمَهْرَبٌ ومُراغَمٌ.

وجَلَسَ مُنْتَفِداً ، كَمُعْتَكِفٍ : مُتَنَحيّاً.

ورَجُلٌ مُنافِدٌ ، كَمُنافِقٍ : يُحاجُّ الخَصْمَ حتَّى يَقْطَعَ حُجَّتَهُ ويُنْفِدَها ، وقد نافَدْتُهُ ، ونَفَدْتُهُ.

وتَنافَدُوا : تَخاصَمُوا ، وقولُ الفيروزابادِيِّ : نافَدَهُ حاكَمَهُ ، تَصْحيفٌ ، فَإنَّ المُنافَدَةَ بمعنى المُحاكَمَةِ بالذَّالِ.

الكتاب

( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) (١) أي لو كُتِبَتْ كَلِماتُ عِلْمِ اللهِ وحِكْمَتِهِ وَفُرِضَ أنَّ جِنْسَ البَحْرِ مِدادٌ لها لَنَفِدَ البَحْرُ وَفَنِيَ قَبْلَ نَفادِ الكَلِماتِ وفَنائِها ، ولو جِئْنا بمِثْلِ البَحْرِ مَدَداً لَنَفِدَ أَيضاً وهِيَ غَيْرُ نافِدَةٍ ، وحاصِلُهُ : لَنَفِدَ البَحْرُ وهي باقِيَةٌ ، فلا يَرِدُ أنَّ قَوْلَهُ : ( قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي ) يَدُلُّ على أنَّ لَها نَفَاداً في الجُمْلَةِ مُحَقَّقاً أو مُقَدَّراً ، وَعُدِلَ إلى المُنْزَلِ لفائِدَةِ المُزاوَجَةِ ، وأنَّ ما لا يَنْفَدُ عِنْدَ العُقْولِ العامِّيَّةِ يَنْفَدُ قَبْلَ نَفادِها وكُلَّما فَرَضْتَ من المَدَدِ فكذلكَ ، ونظيرُ هذهِ الآية قولُهُ تعالى في لُقْمانَ : ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) (٢).

( إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ ) نَفادٍ (٣) انقِطاعٌ ونِهايَةٌ ، ولا مَزيدَ فَوْقَ ذلكَ فَتَمامُ النِّعْمَةِ بِدَوامِها.

الأثر

( فَأكَلَ حَتَّى نَفَّدَها ) (٤) من التَّنْفيدِ بمعنى الإنفَادِ ، أي أَفناها وأَتَمَّها ، وَرُوِيَ : « أَنْفَدَها » ، وأَمَّا نَفَدَها بالتَّخْفيفِ فَلا وَجْهَ لهُ.

( إِنْ نافَدْتَهُمْ نافَدُوكَ ) (٥) أَي إِن

__________________

(١) الكهف : ١٠٩.

(٢) لقمان : ٢٧.

(٣) ص : ٥٤.

(٤) البخاري ٣ : ٢٠٢.

(٥) مجمع البيان ٣ : ٣٨٣.


حاجَجْتَهُم وخاصَمْتَهُم حاجُّوكَ وخاصَموك ، ورُوِي بالذّال المعجمة (١) ، أَي إن حاكمتهم حاكَمُوكَ ؛ من قولهم : تَنافَذُوا إلى القاضي ، إذا خَلَصُوا إلَيْهِ.

نقد

نَقَدَ الدَّراهِمَ نَقْداً كَقَتَلَ : مَيَّزَ جَيِّدَها من رَديئها ، فهوَ ناقِدٌ من نَقَدَةٍ ، وَنُقَّادٍ ـ كَعَمَلَةٍ وَعُمَّالٍ ـ كانْتَقَدَها ، وتَنَقَّدَها ..

و ـ زَيْداً ، ولَهُ الثَّمَنَ : أَعطاهُ إيَّاهُ ، فَانْتَقَدَهُ أَي قَبَضَهُ.

وتَنْقادُ الصَّياريفِ الدَّراهِم ، بالفتحِ : نَقْدُهُم إيّاها بكثرةٍ ، وليسَ هو مَصْدَراً مبنيّاً على نَقَدَ كقَتَلَ ، ووَهِمَ الفيروزاباديُّ.

ودرهمٌ نَقْدٌ ، كَفَلْسٍ : وازِنٌ جَيِّدٌ ، وهي نُقُودُ جِيادٌ.

وعِنْدَهُ نُقُودٌ وعُرُوضُ : دَراهِمُ ودَنانيرُ مَنْقُودَةٌ وأمتِعَةٌ.

وباعَهُ نَقْداً : بِثَمَنٍ مُعَجَّلٍ ، وهو خلافُ النَّسيئَةِ.

ونَقَدَ الطَّائِرُ الفَخَّ ، كقَتَلَ : ضَرَبَهُ بِمِنْقارِهِ ..

و ـ الحبَّ : التَقَطَهُ حَبَّةً حَبَّةً ..

و ـ الصَّبِيُّ الجوزةَ بإصبعِهِ : نَقَرَها ..

و ـ رَأسَهُ وأَرنَبَتَهُ بأَنمُلَتِهِ نَقْدَةً : ضَرَبَها ..

و ـ الثُّعْبانُ : لَدَغَهُ ، ومنهُ : النَّقّادُ ذو الرّقبةِ ، كعَبَّاسٍ ، وتقدَّمَ في « ر ق ب ».

والمِنْقَدَةِ ، كمِلْعَقةٍ : خُرَيْفَةٌ تُنْقَدُ عليها الجَوْزَةُ.

والنَّقَدُ ، كَسَبَبٍ : صِغارُ الغَنَمِ أو جِنْسٌ منها قِصارُ الأرجُلِ قِباحُ الوجوهِ تكونُ بالبَحرينِ ، واحدتها بِهاءٍ. الجمعُ : نِقادٌ ، ونِقادَةٌ ، كجِمالٍ وجِمالَةٍ في جَمْعِ جَمَلٍ ، وراعِيها : نَقَّادٌ ، كعَبّاسٍ.

ونَقِدَ الحافرُ نَقَداً ، كتَعِبَ : تَقَشَّرَ.

__________________

(١) النّهاية ٥ : ٩٢.


و ـ الضِّرْسُ والسِّنُّ : تأَكَّلَ ، فهوَ نَقِدٌ ، ككَتِفٍ وسَبَبٍ.

ورَجُلٌ أَنْقَدُ : فاسِدُ الأضراسِ مُتَأكِّلُها.

وصَبِيُ نَقَدٌ ، كَسَبَبٍ وَعِهْنٍ : قَميءٌ لا يَكادُ يَشُبُّ.

والنَّقيدَةُ : المرأةُ الَّتي كان لها زَوْجٌ قبلَ زَوجِها.

والنُّقْدُ ، كقُفْلٍ وعُنُقٍ وسَبَبٍ : ضَرْبٌ من صغار الشَّجَرِ لهُ نَوْرٌ أصفرٌ يَنْبُتُ في القِيعانِ ، واحدتُهُ بهاءٍ.

والنِّقْدَةُ ، كسِدْرَةٍ : الكَرَوْيا.

وأَنْقَدُ ، وأبنُ أَنْقَدَ ، كأحَمَدَ بإهمالِ الدّالِ وإعجامِها : عَلَمٌ جِنْسِيٌّ للقُنْفُدِ لا يُصرَفُ ولا تَدخُلُهُ اللاّمُ ، وحَكَى الأزهريُّ عن ابنِ الأعرابيِّ دُخُولَها (١).

والإِنقِدانُ ، بالكسرِ : السُّلَحْفَاةُ الذَّكَرُ ، وَقَدْ فاتَ سيبويه حَيْثُ قالَ : « إفْعِلانُ » قَليلٌ في الكَلامِ لا نَعْلَمُهُ جاءَ إلاّ إسْحِمانُ ، وإمِدّانُ ، وإِرْبِيانُ ، وفي الصِّفَةِ إضْحِيانُ (٢).

ومِن المجاز

نَقَدَ بِعَيْنِهِ إلى الشَّيءِ نَقْداً ، كَقَتَلَ : أدامَ النَّظَرَ إليهِ باختِلاسٍ حتَّى يفطنَ لهُ ..

و ـ بَصَرَهُ إلى ذلكَ نُقُوداً ، كَقَعَدَ : دامَ شُخُوصُهُ ، كنظر النّاقِدِ إلى ما يَنْقُدُهُ ..

و ـ الكَلامَ نَقْداً : عَرَفَ جَيِّدَهُ مِنَ رَديئهِ ، وهو من نَقَدَةِ الشِّعْرَ ، وانْتَقَدَهُ على قائلِهِ : أَظْهَرَ ما فيهِ من عَيْبٍ ..

و ـ الوَلَدُ : شَبَّ.

وأَنْقَدَ الشَّجَرُ : أَورَقَ.

وناقَدَهُ : ناقَشَهُ ، وَحاكَمَهُ ، وَخاصَمَهُ.

وتَناقَدُوا : أَدلوا بِحُجَجِهِم عِنْدَ الحاكِمِ.

وهو من نُقادَةِ قَوْمِهِ ، بالضَّمِّ : من خيارهم.

ونَقْدَةُ ، كهَضْبَة ويضمُّ : موضعٌ في دِيارِ بني عامِرٍ.

وكزُبَيْرٍ ، ويُقالُ : نُقَيْدَةٌ كَجُهَيْنَةٍ : من

__________________

(١) تهذيب اللّغة ٩ : ٣٨.

(٢) انظر الكتاب ٤ : ٢٤٨ ، وأدب الكاتب : ٤٨٢.


نَواحِي المَدينَةِ.

ونَوْقَدُ قُرَيْشٍ ، كجَوْهَرٍ : قريةٌ بينها وبين نَسَفَ سِتُّ فَراسِخَ ، منها : عبدُ القادِرِ بنُ عبدِ الخالِقِ النَّوْقَديُ.

ونَوْقَدُ سازَه ، بِالزّايِ : قريةٌ أُخرى ، منها : إبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُوحٍ النَّوْقَديُ النُّوحِيُّ الفقيهُ.

ونَوْقَدُ خُراخَنْ (١) ، بضمِّ الخاءِ المعجمةِ وراءٍ ساكِنَةٍ وبعدَ الألفِ خاءٌ أُخرى : موضعٌ بِنَواحِي نَسَفَ ، منهما : مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمان بن الخِضرِ المُعَدَّلِ.

ونُقادَةُ ، كسُلافَة : بَلَدٌ قُرْبَ فَرْغانَةَ ، منها : عُمَرُ بنُ الحُسَيْنِ النَّقادِيُ الفَرْغانيُّ مُحَدِّثٌ.

والنّاقِدُ : لَقَبٌ لِجَماعَةٍ مِن نُقّادِ الحَديثِ وحُفّاظِهِ ، لُقِّبُوا بهِ لنَقْدِهِم لهُ ومعرفتهم بهِ ..

و ـ : جَماعَةٌ مِنَ الصَّيارِفَةِ حَدَّثُوا فنسبوا إلى صنعتهِم ، منهم : عَمْروُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ عن سُفْيانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وعُمَرُ بنُ عَليِّ الصَّيْرفيُ النّاقِدُ من أهلِ البصرةِ.

وعَطاءُ بنُ نُقادَةَ ، كَسُلافَةٍ : شَيْخٌ ليَعْقُوبَ بنِ مُحَمَّدِ الزُّهْريُّ.

واختُلِفَ في نُقادَةَ جَدِّ عاصِمٍ بنِ سَعْد الأسَديِّ ، فقيلَ مِثْلُهُ ، وقيلَ بالرّاءِ.

الأثر

( جَعَلَ يَنْقُدُ شَيْئاً مِنْ طَعامِهِمْ ) (٢) من نَقَدَ الطّائِرُ الحَبَّ ، أي يَنالُ منهُ ويَأْكُلُ شَيْئاً يَسيراً.

( إنْ نَقَدْتَ النَّاسَ نَقَدُوكَ ) (٣) أي إن عِبْتَهُم وأعْتَبْتهُمْ قابَلُوك بمثلِهِ.

( ونَقَدَ بِإصْبَعِهِ ) (٤) نَقَرَ وَضَرَبَ.

( فَنَفَرْتُ نَقَدَةٌ ) (٥) كَقَصَبَةٍ ، واحِدَةُ النَّقَدِ ـ كَقَصَبٍ ـ وهي صِغارُ الغَنَمِ.

__________________

(١) كذا في النّسخ وفي معجم البلدان ٥ : ٣١٢ : خُرْداخن.

(٢) غريب الحديث للخطّابي ٣ : ٢٨٣ ، الفائق ٤ : ٢٠ ، النّهاية ٥ : ١٠٣.

(٣) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٤٣٠ ، الغريبين ٦ : ١٨٧٦ ، النّهاية ٥ : ١٠٤.

(٤) الفائق ٤ : ٩٨ ، النّهاية ٥ : ١٠٤.

(٥) الفائق ٤ : ٢٠ ، النّهاية ٥ : ١٠٤.


( فَإنَ النَّاقِدَ بَصيرٌ ) (١) أَي النّاقِدَ لأعمالِ الخَلْقِ وَالمُمَيِّزَ بينَ حَسَنِها وَقَبيحِها ذو بَصَارَةٍ وعِلْمٍ لا يَشْتَبِهُ عليهِ شَيٌ منها ، وهو من بابِ التَّمثيلِ يُريدُ : أنّ اللهَ سبحانهُ يعلمُ خالص الأعمال من مشوبها لا يخفى عليهِ شيٌء منها.

المثل

( باتَ بِلَيْلَةِ أَنْقَدَ ) (٢) كأَحْمَدَ ، وهو القُنْفُدُ ، أي باتَ ساهِراً لَمْ يَنَم ؛ لأنَّ القُنْفُدَ لا ينامُ اللَّيْلَ ، يُقالُ : ( سَرَيْنا لَيْلَةَ ابْنِ أَنْقَدَ ) (٣) إذا سَرَوْا ليلتهم كُلَّها ، و: ( اجعلوا ليلتكم ليلةَ أَنْقَدَ ) (٤).

وقيلَ : الْأَنْقَدُ الَّذي يَشْتَكي سِنَّهُ منَ النَّقَدِ ـ كَسَبَبٍ ـ وهو تآكُلُ الأسنانِ وفسادها ، وهو لا ينامُ من ألَمِها.

( أسْرَى مِن أَنْقَدَ ) (٥) هو القُنْفُدُ أيضاً ، وهو لا يَدِبُّ إلاَّ لَيلاً يُقالُ : ( باتَ فُلانٌ اسْرَأةَ القُنْفُدِ ) (٦) إذا أحيَى اللَّيْلَ يَدِبُّ للسَّوءاتِ إمّا يَسْرِقُ أَو يَزْني.

( أذَلُّ مِنَ النَّقَدِ ) (٧) كَسَبَبٍ ، وهي صِغارُ الغَنَمِ.

( اسْتَذْأَبَ النَّقَدُ ) (٨) أي صارَت صِغارُ الغَنَمِ ذِئاباً. يُضْرَبُ للضَّعيفِ إذا قَوِيَ ، ومثلُهُ : ( اسْتَتْيَسَتِ العَنْزُ ) (٩) أَي صارَتْ تَيْساً.

نقرد

نَقْرَدَ بالمَكانِ نَقْرَدَةً : أقامَ بهِ ولَزِمَهُ فلم يَبْرَحْ ، فَهُوَ مُنْقَرِدٌ كمُدَحْرِجٍ ، ومنهُ : ما لي أَراكَ مُنْقَرِداً؟ أَي مُقيماً لا تَبْرَحُ.

__________________

(١) الاختصاص : ٣٤١ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ٣٣٩ / ٨٣٦٨.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٩٧ / ٤٧١.

(٣) المستقصى ٢ : ٤ / ٦.

(٤) انظر أساس البلاغة : ٤٦٩.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٣٥٤ / ١٨٩٧.

(٦) المستقصى ١ : ١٦٧ ، وفيه : إسْراءَ.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٤ / ١٥٠٦.

(٨) تهذيب اللّغة ١٥ : ٢٤.

(٩) المستقصى ١ : ١٥٦ / ٦٣١.


نكد

نَكِدَ الشَّيْءَ ـ كَتَعِبَ ـ نَكَداً ، وَنَكادَةً ، بفتحِ النُّونِ وضمِّها مع سكونِ الكافِ : تَعَسَّرَ وَصَعُبَ ولم يَخْرُجْ إلى طالِبِهِ إلاّ بِشِدَّةٍ ..

و ـ عَيْشُهُ : اشْتَدَّ ولم يَهْنَأ ..

و ـ الرَّجُلُ : شَؤُمَ ، ولَؤُمَ ، وخَبُث ، وعَسُرَ ، وَقَلَّ خَيْرُهُ ، وامتَنَعَ من إِعطاءِ الخَيْرِ ، كتَنَكَّدَ ، فهو نَكِدٌ ككَتِفٍ ، وَنَكْدٌ كفَلْسٍ ، وأَنْكَدُ كَأحْمَدَ في الكُلِّ. الجمعُ : أَنْكادٌ ، ونُكُدٌ. وهيَ نَكْداءُ. الجمعُ : نُكْدٌ أيْضاً كحُمْرٍ في أحْمَرٍ وَحَمْراءَ.

وقَوْمٌ مَنَاكِيدُ : أَنْكادٌ ؛ كأَنَّهُ جَمْعُ مِنْكَادٍ ولم يُسْمَعْ. وقيلَ : جمعُ مَنْكُودٍ ؛ من قولهم : عَطاءٌ مَنْكُودٌ ، إذا كانَ قَليلاً غَيْرُ مُهَنَّإٍ.

ونَكِدَتِ الرَّكِيَّةُ ، كتَعِبَتْ : قَلَّ ماؤُها ..

و ـ الأَرضُ : قَلَّ نَفْعُها وثَمَرَتُها ، فهيَ نَكِدَةٌ ، ونَكْداءُ.

وسَألَهُ فَأنْكَدَهُ : وَجَدَهُ نَكِداً.

وَطَلَبَهُ حاجَةً فَأَنْكَدَ ، أَي أَكْدَى.

ونَاكَدَهُ : عاسَرَهُ.

وتَناكَدُوا : تَعاسَرُوا.

ونَكَدَ الغُرابُ نَكْداً ، كَقَتَلَ : استَقْصَى شَحيجَهُ ؛ كَأَنَّهُ يَقيءُ ، كتَنَكَّدَ ..

و ـ الرَّجَلُ سَائِلَهُ : مَنَعَهُ ما سأَلهُ ، أَو لم يُعْطِهِ إلاَّ أَقَلَّهُ ..

و ـ حاجَتَهُ : مَنَعَهُ إِيَّاها ..

و ـ عَطاءَهُ : قَلَّلَهُ ولم يُهَنِّئْهِ مَنْ أَعطاهُ بمَنّ وَنَحْوِهِ ، كنَكَّدَهُ تَنْكيداً ، فَهُوَ عَطاءٌ مَنْكُودٌ ، ومُنَكَّدٌ. والاسمُ : النُّكْدُ ، كَقُفْلٍ ؛ قال (١) :

وأَعْطِ ما أعْطَيْتَهُ طَيِّباً

لا خَيْرَ في المَنْكُودِ وَالنّاكِدِ

و نُكِدَ الماءُ ، بالبِناءِ لِلْمَجُهُول : نَزِفَ ..

و ـ الرَّجُل : اسْتَنْفَدَ ما عِنْدَهُ بِكَثْرَةِ

__________________

(١) أَعشى همدان ، الأغاني ٦ : ٤٨ ، وفيه : فأعط بدل : وأعط.


السُّؤالِ فَقَلَّ خَيْرُهُ ، فهوَ مَنْكُودٌ ، وقد نَكَدُوهُ ، كقَتَلُوهُ.

وناقَةٌ نَكْداءُ : لا لَبَنَ لَها ، وغَزَيرَةُ اللَّبَنِ ، ضِدٌّ ، سُمِّيَتْ بذلكَ لأنَّها (١) تُعانُ. وقيلَ : هيَ الَّتي لا يَعيشُ لها وَلَدٌ فَيَغْزُرُ لَبَنُها ؛ لأنَّها لا تُرْضِعُ ، وهيَ إبِلٌ نُكْدٌ.

ونُكَيْدَى : مدينةٌ قديمةٌ صغيرةٌ بالرُّومِ بينها وبينَ هَرْقَلَةَ ثَلاثَة أيّام. قيلَ : إنَّ بِقْراطَ الحَكيمَ كانَ بِها ، وَبِها مَجْمَعٌ. قيلَ : إِنَّهُ اجْتَمَعَ فيهِ الحُكَماءُ المَشْهُورُونَ ، قالَهُ ياقُوتُ الحَمَويُ (٢) ، وقالَ بعضُ علماءِ الرُّومِ : المعرُوفُ بينَ أهلِ الرُّومِ أَنَّها « نِيكَدَة » وأَظُنُّهُ فارِسِيّاً مُعَرَّباً من « نِيكْ دِهُ » أي قريةٌ حسنةٌ.

الكتاب

( وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ) (٣) أَي والبَلَدُ الخَبيثُ لا يَخْرُجُ نَباتُهُ إلاّ نَكِداً لا خيرَ فيه ، أَو نباتُ الّذي خَبُثَ لا يخرجُ إلاّ نكداً. وقُرِئ : « نَكَداً » بفتحتينِ (٤) على المصدرِ ، أَي ذا نَكَدٍ. و: « نَكْداً » بإسكانها (٥) ، وهو مُخَفَّفٌ من نَكِدٍ كَكَتِفٍ ، أَو مصدرٌ أيضاً.

الأثر

( وَلا دَرُّها بِناكِدٍ ) (٦) أَي غَزيرٌ من قولهم : ناقَةٌ نَكْداءُ ، أَي غَزيرَةُ اللَّبَنِ.

( أَعْطَى قَليلاً نَكِداً ) (٧) غَيَرُ مُهَنَّإٍ.

المثل

( إنَّهُ لَنَكِدُ الحَظيرَةِ ) (٨) قال أبو عُبَيْدٍ : أَراهُ سَمَّى أَمْوالَهُ حَظيرَةً لأنَّها حَظَرَها عَنْكَ ومَنَعَها فهيَ « فَعيلَةٌ » بمعنى « مَفْعُولَةٍ ». يُضْرَبُ للَبَخيلِ المَنُوعِ ما عِنْدَهُ.

( لَنْ يَقْلَعَ الجِدُّ النَّكِدْ إلاَّ بِجِدِّ ذِي الأَبِد ) (٩) في « أ ب د ».

__________________

(١) في الأساس : لِئَلاّ.

(٢) معجم البلدان ٥ : ٣٠٢.

(٣) الأعراف : ٥٨.

(٤) قراءة أبي جعفر ، الكنز : ١٦٠ ، النشر ٢ : ٢٧٠.

(٥) قراءة أبي محيص ، الاتحاف : ٢٨٥.

(٦) الفائق ٤ : ٤٦ ، النّهاية ٥ : ١١٣.

(٧) انظر رياض السّالكين ٣ : ٥٠١.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٤٧ / ١٨١.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ٢٠٧ / ٣٤٦٢.


نكند

نَوْكَنْد ، بالفتحِ : قريةٌ بسَمَرْقَنْدَ.

نمرد

نُمْرُودٌ ، بالضَّمِّ وتُعْجَمُ دالُهُ : اسمٌ اشتَهَرَ بهِ نُمْرُودُ إبراهيمَ الخَليلِ 7 ، وهو نُمْرُودُ بنُ كَنْعانَ بنِ سَخاريبَ بنِ نُمرُودَ ابنِ كُوسِ بنِ حامَ بنِ نُوحٍ 7 ، وكانَ جَبّاراً مُشَوَّهَ الخَلْقِ يَسْكُنُ السَّوادَ من العِراقِ آتاهُ اللهُ قُوَّةً وقُدْرَةً وبَطْشاً ، فَغَلَبَ على كَثيرٍ من الأُمَمِ وكانَ أوَّلَ من تَجَبَّرَ وادَّعى الرُّبُوبيَّةَ ، وعن مُجاهِدٍ :

( مَلَكَ الأرْضَ أرْبَعَةٌ مُؤمِنانِ وَكافِرانِ أمّا المُؤمِنانِ فَسُلَيْمانُ وَذُو القَرْنَيْنِ وَأمّا الكافِران فَنُمْرُودُ وبُخْتُ نَصَّرَ ) (١).

نود

نادَ يَنُودُ نَوْداً ـ كقَالَ ـ وَنَوَاداً ـ بالفتحِ والضَّمِّ ـ ونَوَدَاناً : حَرَّكَ رَأسَهُ وَأكْتافَهُ ، ومنهُ الأثرُ : ( لا تَكُونُوا كاليَهُودِ إذا نَشَرُوا التَّوْراةَ نَادَوْا ) (٢)

و ـ من النُّعاسِ : تَمايَلَ ..

و ـ الغُصْنُ : مادَ ، كَتَنَوَّدَ.

ونَوادَةُ ، كَسَوادَة : باليَمَنِ من أعمالِ البَعْدانِيَّةِ من مِخْلافِ السُّحُولِ بها قبرُ سامِ بنِ نُوحٍ 7.

نوند

نُونْدُ ، بالضَّمِّ وسكونِ الواوِ والنُّونِ مَعَاً : سِكَّةٌ بنيسابُورَ ، منها : عبدُ اللهِ بنُ حَمْسادٍ (٣) النُّونْدِيُ النَّيْسابُورِيُّ المُحَدِّثُ ..

و ـ : محَلَّةٌ بِسَمَرْقَنْدَ يُقالُ لَها : بابُ نُونْدَ ، منها : أحمَدُ النُّونْدِيُ السَّمَرْقَنْدِيُّ من أصحابِ الحَديثِ.

نهد

نَهَدَ ـ كَمَنَعَ وَقَعَدَ ـ نَهْداً ، ونَهَداً

__________________

(١) تفسير السّمرقندي ٢ : ٣١٠.

(٢) النّهاية ٥ : ١٢٣.

(٣) في معجم البلدان ٥ : ٣١٢ : جَمْشاد بدل : حمساد.


ـ بِفَتْحَتَيْنِ ـ وَنُهُوداً : ارْتَفَعَ وَنَهَضَ.

و ـ إلى العَدْوِ ، ولهُ : بَرَزَ وَنَهَضَ لحَرْبِهِ ، فهوَ ناهِدٌ. الجمعُ : نُهّادٌ ، ككافِرٍ وكُفّارٍ.

وناهَدَ عَدُوَّهُ : ناهَضَهُ.

وتَناهَدُوا في الحَرْبِ : نَهَضَ بعضهُم إلى بعضٍ للمُحارَبَةِ.

ونَهَدَ ثَدْيُ الجارِيَةِ نُهُوداً ، كقَعَدَ ومَنَعَ : كَعَبَ وأَشرَفَ ، فهوَ ناهِدٌ ، وَنَهَدَتْ هي أَيضاً. ونَهَّدَتْ تَنْهيداً ، إِذا نَهَدَ ثَدْيُها ، فهيَ ناهِدٌ ، وناهِدَة ومُنَهَّدٌ ، وَثَدْيٌ وجَوارٍ نَواهِدُ ، وَنُهَّدُ ، كَخُرَّدٍ.

وغُلامٌ ناهِدٌ : مُراهِقٌ.

والنَّهْدُ ، كفَلْسٍ : المُرْتَفِعُ من كُلِّ شَيْءٍ ، والثَّدْيُ الكاعِبُ. الجمعُ : نُهُودٌ ..

و ـ من الأكفالِ : الضَّخْمُ الرَّابي ..

و ـ من الجِبالِ : العَظيمُ الشّامِخُ ..

و ـ من الرِّجالِ : الكَريمُ يَنْهَدُ إلى مَعالِي الأُمُورِ ، والضَّخْمُ القَوِيُّ ، والأسَدُ ..

و ـ من الخَيْلِ : الجَسيُم المُشْرف ، وقد نَهَدَ نُهُودَةً ـ كَصَعُبَ صُعُوبَةً ـ وهو نَهْدُ القَذالِ ، ونَهْدُ القُصَيْرَى والأُنْثَى نَهْدَةٌ ؛ قالَ :

أوْهَبَهُ لِنَهْدَةٍ وَنَهْدِ (١)

وتَنَهَّدَ : تَنَفَّسَ وَزَفَرَ بِشِدَّةٍ حتَّى ارتَفَعَتْ أضلاعُهُ ، ومنهُ : قولُ المُتَنَبّي :

وتَنَهَّدَتْ فَأجَبْتُها : المُتَنَهِّدُ (٢)

وتَناهَدَ القَوْمُ : أَخرَجُوا نَفَقاتِهِمْ على التَّساوي وأخرَجَ كُلٌّ منهم نَفَقَة ؛ ليَشْتَرُوا بها طَعاماً يَشْتَرِكُونَ في أَكلِهِ ، وقد ناهَدَ بعضهم بعضاً ، وبينهم مُناهَدَةٌ. والاسمُ : النِّهْدُ ، بالكسرِ وقد يُفْتَحُ ، تقولُ العَرَبُ : هاتِ نِهْدَكَ ، وأصلُهُ من المُناهَدَةِ في الحَرْبِ لأَنَّهمُ كانُوا إذا نَهَدُوا إلى العَدُوِّ اقَتَسَمُوا بينهم نَفَقَتَهُمْ على السَّويَّةِ ؛ حَتّى لا يَتَغابَنُوا ولا يَكُونَ لأحَدٍ على الآخَرِ مِنَّةٌ وَفَضْلٌ.

__________________

(١) الفائق ١ : ٦٦٩ ، النّهاية ٥ : ١٣٤ ، اللّسان ، التّاج.

(٢) ديوانه : ٤٧ ، وصدره :

قالت وقد رأَتِ اصفراري : من بهِ؟


وناهَدَهُ مُناهَدَةً ، ساهَمَهُ بالأصابِعِ.

ونَهَدَتِ القِرْبَةُ ، كَمَنَعَتْ : قَرُبَتْ من الامتلاءِ أَو امتلَأت ولم تَفِضْ بَعْدُ.

وأَنْهَدَ هَدِيَّتَهُ ونَهَدَها ، كمَنَعَها : عَظَّمَها ووَقَّرَها.

ورَمْلَةٌ نَهْداءُ : مُشْرِقَةٌ أو كَريمَةٌ تُنْبِتُ كَرائِمَ البُقُولِ.

والنَّهِيدَةُ : لُبابُ الهَبيدِ وهو حَبُّ الحنظلِ يُغلَى حتَّى إذا نَضِجَ دُرَّ عليهِ دَقيقٌ فأُكِلَ.

وزُبْدَةٌ نَهِيدَةٌ : ضَخْمَةٌ.

وزُبْدٌ نَهِيدٌ : إذا لم يكن رَقيقاً ، وقولُ الفيروزاباديِّ : النَّهِيدُ الزُّبْدُ الرَّقيق ، غَلَطٌ.

وهُمْ نُهادُ مِائَةٍ ، بالضَّمِّ : قَدْرُها وزُهاؤها.

ونَهْدٌ ، كفَلْسٍ : قَبيلَةٌ من اليَمَنِ في قُضاعَةَ ، وهو نَهْدُ بنُ زَيْدٍ بنِ سودِ بنِ أسلَمَ بنِ الحافِ بنِ قُضاعَةَ ، وأُخرَى في هَمْدانَ ، وهو نَهْدُ بنُ مَوْهِبَةَ بنِ بُرْدِ عامِ بنِ مالِكِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ صَعْبِ بنِ رُومانَ ابنِ بُكَيْلٍ بنِ هَمْدانَ ، ولا تقل : النَّهْدُ ، وغَلِطَ الفيروزاباديُّ.

وناهِيدُ ، وأَناهيدُ ، كَقابيلَ وأبابيلَ : اسمُ الزُّهْرَةِ بالفارسيَّةِ ، وهي النَّجْمُ في السَّماءِ الثّالثة ، وعُرِّبَ بإعجامِ الدّالِ.

الأثر

( فَنَهَدَ النَّاسُ إلَيْهِ يَسْألُونَهُ ) (١) قامُوا ونَهَضُوا إليهِ ، قالَ ابنُ فارِسٍ : قالُوا : النُّهُوضُ يكونُ عن قيامٍ ، والنُّهُودُ : المُضِيُّ على كُلِّ حالٍ (٢).

( غُلاماً نَهْداً ) (٣) كَفَلْسٍ ، جَلداً قَوِيّاً.

( أَخْرِجُوا نِهْدَكُمْ ) (٤) بكسرِ النُّونِ في المشهُورِ ، وحكي فتحُها ، وهو ما يُخْرِجُهُ الرُّفَقاءُ من النَّفَقَةِ بالسَّويَّةِ.

__________________

(١) الفائق ٣ : ٩ ، الغريبين ٦ : ١٨٩٨ ، النّهاية ٥ : ١٣٤.

(٢) معجم مقاييس اللّغة ٥ : ٣٦١.

(٣) الغريب لابن الجوزي ٢ : ٤٤٤ ، النّهاية ٥ : ١٣٥.

(٤) النّهاية ٥ : ١٣٥ ، وفى الغريبين ٦ : ١٨٩٨ ، وغريب ابن الجوزي ٢ : ٤٤٤ : نهداكم.


نهاوند

نَهَاوَنْدُ ، بتثليثِ النُّونِ وفتحِ الواوِ وسكونِ النُّونِ الثّانيةِ : بَلَدٌ جُنُوبيَّ هَمَدانَ بَيْنَهُما أربعةَ عَشَرَ فَرْسَخاً ، وهي على جَبَلٍ من بِلادِ الجَبَلِ. قيلَ (١) : إنَّ نُوحاً 7 بَناها وكانَ يُقالُ لها : « نُوحُ أوَنْد » فأبدلوا الحاءَ هاءً ، وقالَ حَمْزَةُ : أصلُها « بَنُوها وَنْدُ » فاختُصِرَ ، ومعناهُ : الخَيْرُ المُضاعَفُ (٢) ، خَرَجَ مِنْها جَماعَةٌ في كُلِّ فَنٍّ.

فصل الواو

وأد

وَأدَهُ وَأْداً ، كَوَعَدَ : أثقَلَهُ ، ومنهُ : وَأدَ ابنَتَهُ ، إذا دَفَنَها حَيَّةً ، فَهِيَ مَوْؤُودَةٌ ، لأَنَّهُ إثقالٌ بالتُّرابِ. قيلَ : وهو مقلوبُ من آدَهُ يَؤُودُهُ ، إِذا أَثقَلَهُ وبِنْثٌ وَئِيدٌ ، ومَوْؤُودَةٌ. الجمعُ : وَئِيدَاتٌ.

ومُحْيِ الوَئيدِ : صَعْصَعَةُ بنُ ناجِيَةَ بنِ عِقالٍ جَدِّ الفرزدقِ ، كانَ من أشرافِ تميمٍ ، فكانَ كُلَّما وَلدَتِ امرَأةٌ بِنْتاً يَكْفُلُ ابنَتَها ؛ لِئَلاَّ تُوأَدَ. وقيلَ : كانَ يَشْتَري كُلَّ بِنْتٍ بناقتينِ عُشْراوَيْنِ وَجَمَلٍ فَأَحيا بذلكَ ثَلاثَ مِائَةٍ وَسِتّينَ مَوْؤُودَةً ، وبهِ افتَخَرَ الفرزدقُ في قولهِ (٣).

ومِنّا الَّذي مَنَعَ الوَائِدا

تِ وأحْيَا الوَئيدَ فَلَمْ يُوأَدِ

والوَأْدُ ، والوَئيدُ ، كَوَعْدٍ وَوَعيدٍ : الصَّوْتُ العالي الشَّديدُ ، وصَوْتُ شِدَّةِ الوَطْءِ على الأرضِ ، وَدَويٌّ يُسْمَعُ صَوْتُهُ من الأَرضِ من هَدَّةٍ وَنَحْوِها.

ووَئيدُ البَعيرِ : هَديرُهُ.

ومَشَى مَشْياً وَئيداً : ثَقيلاً.

والتُّؤَدَةُ ، كَحُطَمَةٍ : السَّكينَةُ ، والوَقَارُ ، والتَّمَهُّلُ ، والتَّأنِّي في الأَمرِ ، يُقالُ :

__________________

(١) انظر القاموس المحيط.

(٢) عنه في معجم البلدان ٥ : ٣١٣.

(٣) ديوانه : ١٥٥ ، من قصيدة : هذا سبابي لكم.


امْشِ على تُؤَدَةٍ ، أي على سَكينَةٍ وَوَقارٍ.

وفَعَلَ ذلكَ في تُؤَدَةٍ ، أي تَمَهُّلٍ وتَأنّ ، والتّاءُ مُبْدَلَةٌ من الواوِ ، ومنهُ : اتَّأدَ في الأَمرِ اتّئَاداً ، وَتَوَأَّدَ تَوَأُّداً ، إذا تَأنَّى فيهِ وَتَثَبَّتَ.

وتَوَأَّدَتْ عليهمُ الأرضُ : غَيَّبَتْهُمْ وَذَهَبَتْ بِهِمْ.

والمَوائِدُ : الدَّواهي في « أ و د » وذِكْرُ الفيروزاباديِّ لها هنا غَلَطٌ لأَنَّها جَمْعُ مُؤيِدٍ كَمُؤمِنٍ ، لا مُؤَيْدٍ كَمُؤَيْبٍ.

الكتاب

( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (١) أَيِ المَدْفُونَةُ حَيَّةً ، وكانت العَرَبُ يدفنونَ بناتَهُم أَحياءً خَوفاً من الفقرِ أَو لُحوقِ العارِ بِهِمْ من أَجلِهِنَّ ، فكانَ الرَّجُلُ إذا وُلِدَتْ لهُ بِنْتٌ وَأَرادَ وَأْدَها تَرَكَها حَتَّى إذا بَلَغَتْ سِتَّ سِنينَ ، قالَ لأُمِّها : طَيِّبيها وزَيِّنيها حتَّى أذْهَبَ بها إلى أَحمائِها ، وقد حَفَرَ لها بِئراً في الصَّحراءِ فَيَذْهَبُ بها إليها ، ويقولُ لها : انظري فيها ، فيدفعها من خلفِها فيلقيها فيها ويهيلُ عليها التُّرابَ.

وقيلَ (٢) : كانَتِ الحامِلُ إذا قَرُبَتْ ولادَتُها حُفِرَتْ لها حُفْرَةٌ وأُقعِدتْ على رَأْسِها ، فإن وَلَدَتْ بِنْتاً رَمَتْ بها فيها ، وإنْ وَلَدَتْ غُلاماً حَبَسَتْهُ.

ومعنى تَوجيهِ السُّؤالِ إلى المَوْؤُودَةِ تَبْكيتُ وائِدِها كما يُخاطَبُ عيسى 7 بقولِهِ : ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ ) (٣) والغَرَضُ تَبْكيتُ النَّصارى.

وقالَ أهلُ التَّأويلِ : المَوْؤُودَةُ : القُوَّةُ الَّتي ضَيَّعَها المُكَلَّفُ في غيرِ ما خُلِقَتْ لهُ.

وقالَ بَعْضُ المُحَقِّقينَ : هي كُلُّ مسألَةٍ سَنَحَتْ للخاطِرِ ولم يُقَيَّدْ بالكتابَةِ حتَّى غابَتْ.

__________________

(١) التكوير : ٨.

(٢) انظر تفسير السّمرقندي ٣ : ٤٥٣ ، وتفسير البغوي ٤ : ٤٣٠.

(٣) المائدة : ١١٦.


الأثر

في حَديثِ العَزْلِ : ( هُوَ الوَأدُ الخَفيُّ ) (١) لأَنَّه إنّما يَعْزِلُ هَرَباً مِنَ الوَلَدِ فأَشبَهَ الوَأْدَ ، وكونُهُ خَفِيّاً ظاهِرٌ.

وبد

الوَبَدُ ، كَسَبَبٍ : سُوءُ الحالِ وَشِدَّةُ العَيْشِ ، والحاجَةُ إلى النَّاسِ ، وَقِلَّةُ المالِ مَعَ كَثْرَةِ العِيالِ ، والعَيْبُ ، والغَضَبُ ، والحَرُّ ، وبليُ الثَّوْبِ ، وقد وَبِدَ يَوْبَدُ ، كوَجِلَ في الجميعِ.

ورَجُلٌ وَبَدٌ ، كَصَمَدٍ : سَيِءُ الحالِ ، وهو مصدرٌ وُصِفَ بهِ ، يستوي فيهِ الواحدُ والجميعُ ، وقد يُجمعُ على أَوْبادٍ على تَوَهُّمِ النَّعْتِ الصَّحيحِ.

امرَأةٌ وَبِدَةٌ ، ككَلِمَةٍ : سَيِّئَةُ الحالِ عُرْيانَةٌ قد أَخلَفَتْ مَظْلَتَها (٢).

وتقولُ : ما أَوْبَدَهُمْ ، إذا كانَتْ حالُهُمْ سَيِّئَةً.

واسْتَوْبَدَ : ساءَتْ حالُهُ ، فهو مُسْتَوبِدٌ.

وما لَهُ سَبِدَ نَحْرَهُ ووَبِدَ : في « س ب د ».

والوَبِدُ ، كَكَتِفٍ : الشَّديدُ الإصابَةِ بِالعَيْنِ ، والجائِعُ.

وتَوَبَّدَ : صارَ وَبِداً.

وهوَ مُسْتَوْبِدٌ بِالمَكانِ : جاهِلٌ بِهِ.

والوَبْدُ ، كَفَلْسٍ وسَبَبٍ : نُقْرَةٌ في الجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ. الجمعُ : أَوْبادٌ.

والأَوابِدُ : مَوْضِعٌ.

وتد

الوَتِدُ ، كَكَتِفٍ في لُغَةِ الحِجازِ وهِيَ الفُصْحَى ، وكَسَبَبٍ في لُغَةِ غَيْرِهِمْ ، سِوَى أهلِ نَجْدٍ وبعضِ تَميمٍ فإنَّهُم يُسْكِنُونَ التَّاءَ ، ثُمَّ أَكْثَرُهُم يَقلِبُ التّاءَ دالاً وَيُدْغِمُها في الدّالِ فَيَقُولُ : « وَدَّ » وَلا يَجُوزُ في لُغتهم « وَتْدٌ » بِسُكُونِ التّاءِ

__________________

(١) سنن ابن ماجة ١ : ٩٤٨ / ٢٠١١ ، النّهاية ٥ : ٤٣٠.

(٢) كذا في النّسخ.


مُظْهَرَةً (١) ؛ لاستثقالهم ذلكَ مع كَثْرَةِ استعمالِ هذِهِ الكَلِمَةِ ، ومنهم من يَقْلِبُ الدَّالَ تاءً ويُدْغِمُها في التَّاءِ فيقولُ : « وَتَّ ». وحَكَى أبو بَكْرِ بنُ مَيْمُونَ أَنَّهُ يُقالُ : « وَتْد » بسكونِ التّاءِ مُظْهَرَةً (٢) : وهُوَ ما يُشَدُّ بِهِ طُنب الخيمة من خَشَبَةٍ أو حَديدَةٍ بَعْدَ رَزِّها في الأَرضِ. الجمعُ : أَوتادٌ.

ووَتَدَهُ يَتِدهُ وَتْداً ، وَتِدَةً ـ كَوَعَدَهُ يَعِدُهُ وَعْداً وَعِدَةً ـ وأَوْتَدَهُ إِيتاداً ، ووَتَّدَهُ تَوْتيداً : أَثْبَتَهُ في أَرضٍ أَو حائِطٍ ، فَوَتَدَ هُوَ كَوَعَدَ أَيضاً ، وهُوَ وَتْدٌ واتِدٌ : ثابِتٌ وَتَقُولُ في الأَمرِ : تِدْ وَتِدَكَ ، وأَوْتِدْهُ.

والمِيتَدُ ـ كَمِيسَمٍ ـ وبِهاءٍ : المِدَقَّةُ يُدَقُّ بِها الوَتِدُ. والجمعُ : مَواتِدٌ ، وَمياتِدٌ.

ومن المجاز

وَتِدَ بِالْمَكانِ ، وهُوَ واتِدٌ بِهِ : إذا أَقامَ بِهِ ثانِياً لا يَبْرَحُ.

وَوَتَّدَ اللهُ الأرْضَ بِالجِبالِ ، وأَوْتَدَها وَوَتَّدَها تَوْتيداً : أَرْساها بِها كَما يُرْسَى البَيْتُ بالأَوتادِ ، والجبالُ أَوْتادُ الأرضِ ، والرُّؤَساءُ أَوْتادُ البِلادِ.

وهو في عِزٍّ ثابِتِ الأوتادِ : قَوِيُّ شَديدٌ.

وسَقَطَتْ أَوْتادُهُ : أسْنانُهُ.

وما أمْلَحَ وَتِدَي أُذُنَيْهِ ، وهُما الهُنَيَّتانِ النّاشِزَتانِ في مُقَدَّمَيْهِما كَالثُّؤلُولَيْنِ.

وقَرْنٌ واتِدٌ : مُنْتَصِبٌ.

وسُئِلَ بَعْضُ العَرَبِ عَنِ الأتْباعِ كحَسَنٍ بَسَنٍ وَجائِعٍ نائِعٍ؟ فَقالَ : هو شَيْءٌ نَتِدُ بِهِ كَلامَنا (٣) ، أي نُقَوِّيهِ. وقيلَ لأعرابيٍّ : ما النَّطْشانُ من قولهم : عَطْشانٌ نَطْشانٌ؟ فَقالَ : يُوتِد العَطْشانَ (٤).

وما أشَدَّ تَوْتيدَ ذَكَرِهِ ، أي إنْعاظَهُ.

والواتِدَةُ ، كقاعدة : ماءَةٌ.

__________________

(١) انظر شرح الرّضي على شافية ابن الحاجب ٣ : ٢٦٨.

(٢) انظر ارتشاف الضّرب ١ : ٣٦٠.

(٣) المزهر ١ : ٤١٤.

(٤) أساس البلاغة : ٤٩١.


وكَكَلِمَةٍ : موضعٌ بِنَجْدٍ أو بالدَّهْناءِ ، ومنهُ : « لَيْلَةُ الوَتِدَةِ » ) لبَنِي تَميمٍ على بَني عامِرٍ بنِ صَعْصَعَةَ ، قَتَلُوا فيها ثَمانينَ رَجُلاً من بَني هِلالٍ.

والوَتِداتُ ، ككَلِمَاتٍ : رمالٌ بالدَّهْناءِ ، أَو جبالٌ لبني عبدِ اللهِ بنِ غَطفانَ ، ومنهُ : « يوم الوَتِدات » ) بينَ بني نَهْشَلٍ وبني هلالٍ.

الكتاب

( وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ ) (٣) أَي ذُو المُلْكِ الثّابِتِ ، وأَصلُهُ من ثَباتِ البَيْتِ المُطَنَّبِ بأَوتادِهِ فاستُعيرَ لِثَباتِ المُلْكِ وشِدَّتِهِ واستِحكامِهِ.

وقيلَ : معناهُ ذُو الجموع الكَثيرَةِ ، سُمُّوا بذلكَ لأنَّ بِهِم يُشَدُّ المُلْكُ والعِزُّ كَما يُشَدُّ البَيْتُ بأَوتادِهِ.

وقيلَ : كانَ يُشَبِّحُ من يُعَذِّبُهُ بَيْنَ أَربَعِ سَوارٍ فَيَشُدُّ كُلَّ طَرَفٍ من أطرافِهِ إلى سارِيَةٍ مَضْرُوبٍ فيها وَتِدٌ من حَديدٍ ويترُكُهُ حَتّى يَمُوتَ.

وقيلَ : كانَ يَمُدُّهُ بَيْنَ أَربعَةِ أَوتادٍ في الأَرضِ ويُرسِلُ عليهِ العَقارِبَ والحَيّاتِ.

وقيلَ : كانت لهُ أَوْتادٌ وَحِبالٌ يَلْعَبُ بها بَيْنَ يَدَيْهِ.

وقيلَ : وَتَّدَ امرَأَتَهُ آسيَةَ بأَربَعَةِ أَوْتادٍ ثُمَّ جَعَلَ على ظَهْرِها رَحىً عَظيمَةً حتّى ماتَتْ.

( وَالْجِبالَ أَوْتاداً ) (٤) شُبِّهَتِ الجِبالُ الرَّاسِياتُ بالأَوتادِ لأنَّها تَحْفَظ الأرضَ من أَن تَميدَ بما عليها.

المصطلح

الوَتِدُ في العَرُوضِ : ما رُكِّبَ من ثَلاثَةِ أحرُفٍ أوَّلُها مُتَحَرِّكٌ ، فإن كانَ الحرفُ الثّاني مُتَحَرِّكاً والثّالِثُ ساكناً مثلُ « عَلا » و « سَعَى » سُمّيَ وَتِداً مَجْمُوعاً ، للجمعِ بينَ مُتَحَرِّكَيهِ ، وإن كانَ الثَّاني ساكِناً والثّالِثُ مُتَحَرِّكاً مِثْلُ « أَيْنَ » و « كَيْفَ »

__________________

(١) و (٢) انظر مجمع الأمثال ٢ : ٤٤١ / ٩٠ ، ومعجم البلدان ٥ : ٣٦٠.

(٣) سورة ص : ١٢.

(٤) النّبأ : ٧.


سُمّيَ وَتِداً مَفْرُوقاً ؛ لفَرْقِ السَّاكنِ بَيْنَ مُتَحَرِّكَيْهِ ، وسمَّوا كُلاً منهما وَتِداً ، لأنَّ الثُّلاثيَّ لم يَعْرِضْهُ زِحافٌ بل عِلَّةٌ فَشُبِّهَ بِوَتِدٍ ثابِتٍ في كُلِّ الأحوالِ ، ومِنْهُمْ مَنْ سَمَّى الفاصِلَةَ الصُّغرَى وَتِداً ثُلاثِيّاً والكُبرى وَتِداً رُباعِيّاً ، وسيأْتي معنى الفاصلةِ في « ف ص ل ».

الأَوْتادُ في عِلْمِ النُّجُومِ : أَربعةُ بيوتٍ وهي : الطّالِعُ ، والرَّابِعُ ، والسَّابِعُ ، والعاشِرُ.

والأَوْتادُ عِنْدَ أهْلِ العِرْفانِ : أَربَعَةُ رِجالٍ منازلهم الجهاتُ الأَربعُ من العالَمِ ، وهي : الشَّرْقُ ، والغَرْبُ ، والشَّمالُ ، والجُنُوبِ ، بهم يَحْفَظُ اللهُ تلكَ الجِهاتِ لأنَّهم مَحالُّ نَظَرِهِ.

المثل

( أذَلُّ مِنْ وَتِدٍ بِقاع ) (١) لأَنَّهُ لا يَمْتَنِعُ مِمَّنْ يَشُجُّهُ بِفِهْرٍ أَو يَدْمَغُهُ بِصَخْرَةٍ ؛ قالَ (٢) :

وكُنْتُ أذَلَّ مِنْ وَتِدٍ بِقاعٍ

يُشَجِّجُ رَأسَهُ بِالْفِهْرِ واجي

وجد

وُجِدَ الشَّيءُ وُجُوداً ، بالبناءِ للمجهولِ : خِلافُ عُدِمَ ، فهو مَوْجُودٌ.

ووَجَدَ الرَّجُلُ مطلوبَهُ ـ كَوَعَدَ وَوَرِثَ وُجُوداً وَوِجْداناً بِالكسرِ ، وقد تُقْلَبُ الواوُ هَمْزَةً فَيُقالُ : إجْداناً ، وَحُكِيَ وَجْداً بالفتحِ والضَّمِّ وَجِدَةً كَعِدَةٍ ، وبنو عامِرٍ يقولُونَ في المستقبلِ : نَجُدُهُ ، بضمِّ الجيمِ ولا نظيرَ لهُ في باب المِثالِ (٣) ـ أي ظَفِرَ بهِ وَحَصَلَ عَلَيْهِ ..

و ـ زَيْداً بمكانِ كَذا : أَلْقاهُ ..

و ـ فُلاناً يُصَلّي : ألْقاهُ على تلكَ الحالَةِ ..

و ـ اللهُ العبدَ شاكراً أَو كافراً : علمهُ ..

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٣ / ١٥٠١ ، المستقصى ١ : ١٣٦ / ٥٢٥.

(٢) وهو عبد الرّحمان بن حسان ، كتاب سيبويه ٣ : ٥٥٥ ، المستقصى ، اللَّسان ( وحأَ ).

(٣) كتاب الأفعال لابن القطّاع ٣ : ٣٠١.


و ـ الرَّجلُ على صاحِبِهِ وَجْداً ، ومَوْجِدَةً ، ووِجْداناً : غَضِبَ عَلَيْهِ ، فهوَ واجِدٌ ..

و ـ بفُلانَةَ وَجْداً : أَحَبَّها وعشقها ، كتوَجّدَ ، فهو واجِدٌ بِها ، ومُتَوَجِّدٌ ..

و ـ زيدٌ جِدَةً ، ووَجْداً مُثَلَّثَةً ، وَوِجْداناً : استَغْنَى ..

و ـ عَلَيْهِ ، وَلَه ، وَجْداً ، بالفتحِ لا غَيْر : حَزِنَ ، كَتَوَجَّدَ.

وأَوْجَدَهُ اللهُ : أَغْناهُ ..

و ـ مَطْلُوبَهُ : أَطْفَرَهُ بِهِ ..

و ـ بَعْدَ ضَعْفٍ : قَوَّاهُ ، كَآجَدَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ صاحِبَهُ على الأَمرِ : أكْرَهَهُ ، لُغَةٌ في الذَّالِ المعجمة ، أَو تصحيفٌ.

والوُجْدُ ، بِالضَّمِّ : الوُسْعُ ، والطَّاقَةُ.

وبالفتحِ : مَنْقَعُ الماءِ أَو مُجْتَمِعُهُ ، الجمعُ : وِجادٌ.

والوَجيدُ : القاعُ. الجمعُ : وُجْدانٌ ، بالضَّمِّ.

وتَوَجَّدَ ما بهِ من أَلم وغيرِهِ : شَكاهُ.

وتَوَجَّدَ (١) : أَرى من نَفْسِهِ الوَجْدَ.

الكتاب

( وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ ) (٢) ما عَلِمْنا لأكثَرِ الأُممِ الَّذينَ عاهدُوا اللهَ من وَفاءِ عَهْدٍ ( وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ ) (٣) أي عَلِمناهُم ( لَفاسِقِينَ ) (٤) خارجينَ عن الطّاعةِ و « إنْ » مخفَّفةٌ من الثَّقيلةِ واسمها ضميرُ شأنٍ محذوفٍ ، أَي إنَّ الشَّأنَ وجدناهُم. وعندَ الكوفيِّينَ « إن » نافِيَةٌ واللاّمُ بمعنى « إلاّ » أَي ما وجدناهُم إلاّ فاسِقينَ.

( إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ) (٥) أَلفَيْتُها مالِكَةً لهم.

( مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) (٦) من وُسعِكُم وطاقتكُم ، أي من مكانِ

__________________

(١) في أساس البلاغة : ٤٩٣ والتَّاج : وتواجد بدل : توجّد.

(٢) و (٣) الأعراف : ١٠٢.

(٤) الأعراف : ١٠٢.

(٥) النّمل : ٢٣.

(٦) الطّلاق : ٦.


سُكْناكُم الَّذي يطيقُونهُ وتَقْدِرُونَ عليهِ ، وهو عطفُ بيانٍ وتفسيرٌ لقولهِ : ( مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ ) ، و « مِنْ » تبعيضيَّةٌ ، أَي بعضِ مكانِ سُكْنَاكُم.

الأثر

( لَيُ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ ) (١) يعنى الغَنِيَّ ذا المالِ.

( أَيُّها النَّاشِدُ غَيْرَ الواجِدِ ) (٢) أي غيرَ الظَّافرِ بضالَّتِهِ والمُدْرِكِ لها ، وهُوَ دُعاءٌ عليهِ.

( كُنْتُ أَوْجَدَ عَلَيْهِ ) (٣) أَي أشَدَّ مَوْجِدَةً ؛ من وَجَدَ عليهِ إذا غَضِبَ.

( كَأنَّهُمْ وَجَدُوا ) (٤) أَي غضبوا ، ورُوِيَ : ( وُجُد ) (٥) بالضَّمِّ ، أَي غِضابٌ جمعُ واجِدٍ ، كَبازِلٍ وَبُزْلٍ ، أَو بضمَّتينِ كشُرُفٍ في جمعِ شارِفٍ.

( فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمالِهِ شَيْئاً فَلْيَبِعْهُ ) (٦) أَي اغتَبَطَ بهِ وأَحَبَّهُ.

( ولا زَوْجُها بِواجِدٍ ) (٧) أي لا يَجِدُ بِها وَلا يَعْشَقُهَا ويُحِبُّها.

( مِنْ مَوْجِدَةِ أُمِّهِ ) (٨) من حُزْنِها لِبُكائِهِ.

( أَوَجَدْتَ عَلَيَّ؟ ) (٩) أي غَضِبْتَ؟

( يَجِدُ الشَّيءَ في الصَّلاةِ ) (١٠) أَي يَجدُ خُرُوجَ الحَدَثِ منهُ.

( إنّي سائِلُكَ فَلا تَجِدْ عَلَيَّ ) (١١) لا تَغْضَبْ من سُؤالي.

المصطلح

الوُجُودُ المُطْلَقُ : هو مُطْلَقُ الكَوْنِ ، وينقسمُ إلى :

__________________

(١) الفائق ٣ : ٣٣٢ ، النَّهاية ٥ : ١٠٥ وص ٢٠٩ ، و ٤ : ٢٨٠.

(٢) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٢٠٧ ، النَّهاية ٥ : ٥٣ و ١٥٥ ، وفيها : غَيْرَكَ بدل : غَيْر.

(٣) البخاري ٥ : ١٠٦ ـ ١٠٧.

(٤) مقدمة فتح الباري : ١٩٩.

(٥) عمدة القارئ ١٧ : ٣٠٨.

(٦) النَّهاية ٥ : ١٥٥ ، مشارق الأنوار ٢ : ٢٨٠.

(٧) الفائق ٤ : ٤٦ ، النَّهاية ٥ : ١٥٦.

(٨) مشارق الأنوار ٢ : ٢٨٠.

(٩) سنن أبي داود ٤ : ٢٧٤ / ٤٨٩٦.

(١٠) البخاري ١ : ٤٦ ، مسلم ١ : ٢٧٦ / ٩٨.

(١١) النَّهاية ٥ : ١٥٥ ، مجمع البحرين ٣ : ١٥٥ بتفاوت.


خارِجيٍّ : وهو عبارةٌ عن كونِ الشَّيءِ في الأعيانِ.

وإلى ذِهْنيٍّ : وهو كونهُ في الأَذهانِ.

وواجِبُ الوُجُودِ : هو الَّذي يكونُ وُجُودُهُ من ذاتِهِ ولا يحتاجُ إلى شيءٍ أَصلاً وهو اللهُ تعالى.

والوُجُودُ عِنْدَ أَهلِ العرفانِ : يُطلقُ على معنيينِ :

أَحدهما : وِجْدانُ الحَقِّ ذاتَهُ بِذاتِهِ ولهذا يُسَمُّون حَضْرَةَ الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ حَضْرَةَ الوُجُودِ (١).

والثّاني : فِقْدانُ العَبْدِ بإنْمِحاقِ (٢) أَوصافِ البَشَريَّةِ ووُجُود الحَقِّ تَعالى ؛ لأَنَّهُ لا بقاءَ للبشريَّةِ عندَ ظُهُورِ سُلْطانِ الحَقيقَةِ ؛ قالَ الجُنَيْدُ : عِلْمُ التَّوْحيدِ [ مُباينُ لوجوده ووجوده ] (٣) مُباينُ لِعلمِهِ (٤) ؛ فالتَّواجُدُ (٥) بِدايةٌ ، والوُجُودُ نهايةٌ ، والوُجْدُ ما بينهما (٦).

ويُطْلَقُ الوَجْدُ عندهم أَيضاً : على ما يُصادِفُ القَلْبَ ويَرِدُ عليهِ بلا تَكَلُّفٍ ولا تَصَنُّعٍ.

والتَّواجدُ : استدعاءُ الوَجْدِ تَكَلُّفاً بِضَرْبِ اختِيارٍ ، وأَنكَرَهُ قومٌ لما فيهِ من التَّضَنُّعِ والتَّكلُّفِ ، وأَجازهُ آخرونَ لمن يقصُدُ بهِ تحصيلَ الوَجْدِ ، والأَصلُ فيهِ قَوْلُهُ 7 : ( إن لَمْ تَبْكُوا فَتَباكوا ) (٧) ، وأَرادَ بِهِ التَّباكي ممَّن هو مُستعدٌّ للبكاءِ لا تَباكي الغافِلِ اللاّهِي.

والوِجْدانِيّاتُ : ما يَكونُ مُدْرَكَةً بِالحَواسِّ الباطِنَةِ.

__________________

(١) اصطلاحات الصّوفيّة : ٤٨ ، ومعجم المصطلحات الصّوفية : ١٨٤.

(٢) في نسخة : بالمحاق بدل : بانمحاق وفي التعريفات : ٣٠٤ بإمحاق ، وفي معجم المصطلحات الصّوفية : ١٨٤ : بمحاق.

(٣) ما بين المعقوفين أضفناه عن التّعريفات ومعجم المصطلحات الصّوفيَّة.

(٤) في « ت » و « ج » لعمله بدل : لعلمه.

(٥) في التّعريفات : فالتّوحيد ، والمثبت موافق لما في معجم المصطلحات الصّوفية.

(٦) انظر قول ابن الجنيد في التّعريفات وعن رسالة القشيري في معجم المصطلحات الصّوفية.

(٧) سنن ابن ماجة ١ : ٤٢٤ / ١٣٣٧.


وحد

وَحَدَ ـ بتَثليثِ العينِ ـ وَحْداً ، وَوَحْدَةً ، وَحِدَةً ، وَوَحاداً ، وَوُحُوداً ، وَوُحُودَةً : انفَرَدَ ، كاسْتَوْحَدَ ، فهوَ واحِدٌ ، ووَحَدٌ كسَبَبٍ ، ووَحِدٌ كَكَتِفٍ ، وَوَحِيدٌ كَشَريفٍ ، ومنهُ : الواحِدُ لِمَبْدأِ العَدَدِ أَي العَدَدِ المُنْفَرِدِ. والجمعُ فيهِ : واحِدُونَ ، وَآحادٌ.

والحَادِي : مقلوبٌ من واحِدٍ ، حُوِّلَتِ الواوُ إلى موضعِ الدَّالِ ، ولا يمكنُ الإبتِداءُ بالألفِ لسكونها ، فقدِّمتِ الحاءُ عليها فصارَ حادِو ، فقلبتِ الواوُ ياءً لوقوعها مُتَطَرِّفَةً إثْرَ كسرةٍ فَصارَ حادِي ، ووَزْنُهُ عالفٌ لا فاعِلٌ.

وزَعَمَ الفَرّاءُ : أَنَّهُ ليسَ بمقلوبٍ بَل هو اسمُ فاعِلٍ من حَدا يَحْدُو كَأنَ الواحِدَ الزّائِدَ مِنْ قَوْلِهِمْ : حَادِي عَشَرَ يَسْوقُ (١) العَشَرَةَ ، وهِيَ بهاءٍ في الجميعِ.

واللهُ تعالى واحِدٌ ، بِمَعْنَى : أَنَّهُ لا ثانِيَ لهُ في الوُجُودِ والوُجُوبِ ، وبمعنى : أَنَّهُ لا كَثْرَة في ذاتِهِ وصِفاتِهِ بِوَجْهٍ لا ذهناً ولا خارِجاً لا بمعنى كونِهِ مَبْدَأً للعددِ كَما يَتَصَوَّرُهُ الأَكْثَرُونَ.

وفُلانٌ واحِدُ قَوْمِهِ ، وأَوحَدُهُمْ ، واحِدُ دَهْرِهِ ، وواحِدُهُ ، وواحِدُ أُمِّهِ ، وواحِدُ الآحَادِ ، ولا واحِدَ لهُ ، كُلُّ ذلكَ ، بمعنى : لا مثلَ لهُ ولا نَظيرَ.

والواحِدُ مِنَ الوَحْشِ : المُتَفَرِّدُ.

و ـ من النّاسِ : من لا يُعرَفُ نَسَبُهُ ولا أصلُهُ ، وهو مِنْ آحادِ النّاسِ ، جمعُ واحِدٍ ، كشاهِدٍ وأَشهادٍ.

ووَحْدانِيَّةُ الشَّيءِ : كَوْنُهُ واحِداً ؛ لأَنَّ ياءَ النَّسَبِ إِذا لحقت آخر الاسم وبَعْدَها هاءُ التَّأنيثِ أفادَت معنى المصدرِ ، والألفُ والنُّونُ مزيدتانِ للمبالغةِ ، والأَصلُ وَحْدانِيَّةٌ بفتحِ الحاءِ أَو كسرها نسبةٌ إلى الوَحَدِ ـ كَسَبَبٍ أوْ كَتِفٍ ـ

__________________

(١) في « ش » : لينوف بدل : يسوق.


بمعنى الواحِدِ فَخُفِّفَ بإسكانها.

وأَمّا الوَحْدانِيُ بمعنى المُتَفَرِّدِ فنسبةٌ إلى الوَحْدَةِ ـ كهَضْبَةٍ ـ الِّتي هي مصدرٌ.

ووَحَّدَ اللهَ تَعالى تَوْحيداً ، وَأَحَّدَهُ : أثبَتَ لهُ الوَحدانِيَّةَ منعوتاً بالتَّنزيهِ عمَّا يُشارِكُهُ ويُشابِهُهُ ..

و ـ الشَّيءَ : جَعَلَهُ واحِداً وحَكَمَ بِوَحْدانِيَّتِهِ والعِلْمِ بِها.

وتَوَحَّدَ اللهُ بالفَضْلِ : تَفَرَّدَ ..

و ـ فُلاناً بِعِصْمَتِهِ : عَصَمَهُ ولم يَكِلهُ إلى غيرِهِ.

وأَوْحَدَهُ إِيحَاداً : جَعَلَهُ واحِداً في الفَضيلَةِ بِلا نَظيرٍ ..

و ـ جانِبَهُ : أَخلاهُ فَبَقِيَ وَحْدَهُ ..

و ـ للأعداءِ : تَرَكَهُ لا ناصِرَ لَهُ.

وأَوْحَدَتِ الشَّاةُ : وَلَدَتْ واحِداً ، فهي مُوحِدٌ.

وجاءَ القومُ أُحادَ ، ووُحادَ ، ومَوْحَدَ ـ بضمِّ الهمزةِ والواوِ وفتحِ الميمِ والحاءِ ـ أَي واحِداً واحداً ، كثُناءَ ومثنى وثُلاثَ ومَثْلَثَ ، والصَّحيحُ أنَّ البنائينِ مسموعانِ من واحِدٍ إلى عَشَرَةٍ ، حَكَى ذلكَ أبو عمروٍ الشَّيبانيُّ وأبو حاتمٍ ويعقوبُ (١) فلا التفاتَ لمن أنكَرَ بعضها (٢) ، ومن حَفِظَ حُجَّةٌ على من لم يحفظ ، وكلُّها ممنوعةُ الصَّرْفِ للوصفِ والعدلِ عن واحِدٍ واحِدٍ واثنَيْنِ واثنَيْنِ إِلى العَشَرَةِ. وحَكَى الفرَّاءُ صَرْفَها ، قالَ : تقولُ العَرَبُ : ادخُلُوا ثَلاثاً ثَلاثاً (٣) ، والجمهورُ على خلافِهِ ولا وجهَ لمخالفتِهِ بعد نقلِهِ عن العربِ.

ورَأَيْتُ زَيْداً وَحْدَهُ منصوبٌ عندَ الكوفيّينَ على الظَّرْفِ يُجْرُونَهُ مجرى « عِنْدَهُ » (٤) والأَصلُ على وَحْدِهِ حُذِفَ الجارُّ فنصبَ على الظَّرْفِ ، وسُمِعَ جَلَسا على وَحْديهِما (٥) ، قالوا : وأقوى دليلٍ

__________________

(١) عنهم في ارتشاف الضّرب ٢ : ٨٧٤.

(٢) انظر همع الهوامع ١ : ٢٦.

(٣) انظر همع الهوامع ١ : ٢٧.

(٤) انظر ارتشاف الضّرب ٣ : ١٥٦٧.

(٥) في « ت » و « ج » : وحداهما.


على ظرفيَّتِهِ قولهم : زَيْدٌ وَحْدَهُ ، حَيْثُ جعلوهُ خَبَراً لا حالاً ؛ إذ لا يَجُوزُ « زَيْدٌ جالِساً » فتقديرُهُ زَيْدٌ في موضع الانفِرادِ (١).

واختلفَ البصريُّونَ ، فقالَ سيبويه (٢) : هو منصوبٌ على الحالِ بتأْويلِ مُنْفَرِداً ، وقال غيرُهُ : على المصدريَّة وإِنْ سَدَّتْ مَسَدَّ الحالِ فهوَ مفعولٌ مطلقٌ لِحالٍ مُقَدَّرَةٍ صِفَةً أَو جملةً أَي واحِداً وَحْدَهُ ، أَو أَوْحَدْتُهُ بِرُؤْيَتي إِيحَاداً ، وعلى هذا بنى الجوهريُّ قولهُ : هو منصوبٌ عندَ أهلِ البصرةِ على المصدَرِ ، فَتَخْطِئَةُ الفيروزاباديّ لهُ خَطَأٌ.

وهو لازِمُ الإفرادِ والتَّذكيرِ والإضافَةِ إلى المُضمَرِ ، ولازِمُ النَّصْبِ إلاّ في قولهم (٣) : جَلَسا على وَحْدَيْهِما ، وجاءَ على وَحْدِهِ ، وهو قَريعُ وَحْدِهِ ، ونَسيجُ وَحْدِهِ ؛ في المدحِ ، وجُحَيْشُ وَحْدِهِ ، وعُيَيْرُ وَحْدِهِ ، ورُجَيْلُ وَحْدِهِ ؛ في المُعْجِبِ برأْيهِ.

وأَكرِم كُلَّ رَجُلٍ على حِدَةٍ ، كعِدَةٍ : عَلى انفرادِهِ.

وفَعَلَهُ من ذاتِ حِدَتِهِ ، وَذي حِدَتِهِ : من ذاتِ نفسِهِ ورَأْيِهِ.

واتَّحَدَ الرَّجُلانِ ، وبينهما اتِّحادٌ ، إذا صارَ أَمرُهُما واحِداً.

والمِيحَادُ ، قيلَ : جُزْءُ الواحِدِ ، كالمِعشارِ من العَشَرَةِ وعليهِ الجَوْهَريُّ والفارابيُ (٤).

وقيلَ : الواحِدُ المُنْفَرِدُ من آحَادٍ متفرِّقةٍ ، كما إِذا رَأَيْتَ أكَماتٍ مُنْفَردَةً كُلٌّ منها بائِنَةٌ على الأُخرى ، فكلُّ أكَمَةٍ منها مِيحَادٌ (٥) ، يستوي فيهِ المذكَّرُ والمؤَنَّثُ. الجمعُ : مَواحِيدُ.

وما أَنتَ في هذا بِأَوْحَدَ ، أي بمُنْفَرِدٍ خُصِصْتَ بهِ دونَ غيركَ.

__________________

(١) انظر همع الهوامع ١ : ٢٤٠.

(٢) انظر الكتاب ١ : ٣٧٣ ـ ٣٧٥.

(٣) انظر همع الهوامع ٢ : ٥٠ ، والنَّهاية ٥ : ١٦٠.

(٤) الصّحاح ، ديوان الأدب ٣ : ٢٢٨.

(٥) القاموس.


وواحِدٌ : جبلٌ لكلبٍ.

والوَحِيدُ : نَقاً بالدَّهناءِ لبني ضَبَّةَ.

وبهاءٍ : موضعٌ بينَ المدينةِ ومكَّةَ.

والوَحِيدَانِ : ماءانِ في بلادِ قيسٍ ، أَو هما بالجيمِ.

وعليُّ بنُ أَحمدَ الواحِديُ : صاحِبُ التَّفاسيرِ المشهورةِ.

وعبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الوَحِيديّ : مَحَدِّثٌ.

وأبو حيَّانَ : عليُّ بنُ أَحمَدَ بن العباسِ التَّوحيديُ ، عُرِفَ بذلكَ لحُسْنِ كلامِهِ في التَّوحيدِ والتَّصوُّفِ ، وأَغرَبَ من قالَ : إِنَّ أَباهُ كانَ يَبيع التَّوحيدَ ببغداد ، وهو نوعٌ من التَّمْرِ (١).

الكتاب

( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ) (٢) حالٌ من مَفْعُولِ « ذَرْنِي » أَي ذَرْنِي وَحْدي مَعَهُ فأَنا أَكفيكَهُ في الانتقامِ منهُ ، أَو من فاعِلِ « خَلَقْتُ » أَي خَلَقْتُهُ وَحْدِي من غيرِ أَنْ يشركني في خلقِهِ أَحَدٌ ، أَو من مفعولِ « خَلَقْتُ » وهو العائِدُ المحذُوفُ ، أَي خَلَقْتُهُ وَحيداً فَريداً لا مالَ لهُ ولا وَلَدَ.

وقيلَ : نَزَلَتْ في الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ المَخْزُوميِّ ، وكانَ يُلَقَّبُ في قومِهِ بالوَحيدِ ، أو لأنَّهُ كانَ يقولُ : أَنا الوَحيدُ ابنُ الوَحيدِ ، ليسَ لِي في العربِ نَظير ، ولا لأبي نَظيرٌ (٣) ، فهو تَهَكُّمٌ واستِهزاءٌ بهِ وبلقبِهِ ، نحو : ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) (٤) ، فيفيدُ أنَّهُ ليس وحيداً في العُلُوِّ والشَّرَفِ ولكنَّهُ وَحِيداً في الخُبثِ والدِّماءِ والكفرِ.

وقيلَ : هو مفعولٌ ثانٍ لـ « خَلَقْتُ ». والوَحِيدُ الَّذي لا أَبَ لهُ فيكونُ طعناً في نَسَبِهِ.

( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ) (٥) أَي بِخصْلَةٍ

__________________

(١) وفيّات الأَعيان وأنباء الزمان ٤ : ٣٥٤ / ٦٩٧.

(٢) المدثّر : ١١.

(٣) تفسير القرطبي ١٩ : ٧١.

(٤) الدّخان : ٤٩.

(٥) سبأ : ٤٦.


واحِدَةٍ ، وهي أَنْ تنهضوا بهِممكم خالِصاً لوجهِ اللهِ مُتَفَرِّقينَ اثنينِ اثنين وواحِداً وواحِداً ، فَإِنَّ ما فوقَ ذلِكَ يُفضي إلى الازدحامِ المشوِّشِ للرَّأيِ ، ( ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) في أَمرِ مُحَمَّدٍ 9 ، وما جاءَ بهِ ، فَيَعْرِضُ كلٌّ من الاثنَينِ محصولَ فكرِهِ على صاحِبِهِ من غيرِ عصبيَّةٍ ، ويُفَكِّرُ الواحِدُ المُنْفَرِدُ في نفسِهِ بعدلٍ ونَصَفَةٍ ؛ لِيُؤدِّيَ بِكُمُ التَّفَكُّرُ على هذا الوَجْهِ إلى أَنَّ هذا الأمرَ العظيمَ لا يَتَصَدَّى لِادِّعائِهِ إِلاّ أحَدُ رَجُلَيْنِ : إمّا مَجْنون لا يُبالي بافتِضاحِهِ إذا طُولِبَ بالبُرهانِ ، وإمّا عاقلٌ خصَّهُ اللهُ بسوابِقِ الفضلِ والامتنانِ ؛ لتكميلِ نوعِ الإنسانِ ، لكنَّ مُحَمَّداً 9 بالاتِّفاقِ أَرجَحُ النّاسِ عقلاً ، وأَصدقهم قولاً ، وأوفرهم فضلاً ، فما هو إلاّ النَّبيُّ المُنْتَظَرُ في آخِرِ الزَّمان المَبْعُوثُ بين يَدي عَذابٍ شَديدٍ ، هو القيامَةُ وأَهوالها.

( وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ) (١) أَي كَلِمَةٌ واحِدَةٌ وهي « كُنْ » ، أَو فِعْلَةٌ واحِدَةٌ وهي الإيجادُ بِلا معالجةٍ كلَمْحِ البَصَرِ في السُّرعَةِ.

الأثر

( شَرُّ أُمَّتي الوَحْدانِيُ المُعْجِبُ بِدينِهِ ) (٢) يُريدُ بهِ المُنْفَرِدَ بنفسِهِ المفارِقَ للجماعَةِ نسبةٌ إلى الوَحْدَةِ ، والألفُ والنُّونُ مزيدتان للمبالغةِ.

( كانَ رَجُلاً مُتَوَحِّداً ) (٣) مُتَفَرِّداً لا يُجالِسُ النّاسَ ولا يُخالِطُهُم.

( لَقَدْ أوْحَدَتْ بِهِ ) (٤) أي ولَدَتْهُ أُمُّهُ وَحيداً لا نظيرَ لهُ.

( الواحِدُ بِلا تَأْويلِ عَدَدٍ ) (٥) أي ليس بِمعنى كونِهِ مَبْدَأً لكثرةٍ تُعَدُّ بِهِ ، كما يُقالُ في مَبْدَأ العَدَدِ : واحِدٌ.

__________________

(١) القمر : ٥٠.

(٢) الفائق ٣ : ١١٦ ، النَّهاية ٥ : ١٦٠ وفيهما : شرار.

(٣) كتاب الزّهد : ٢٥٤ / ٨٥٣ ، النَّهاية ٥ : ١٦٠.

(٤) الفائق ٢ : ١١٣ ، النَّهاية ٥ : ١٦٠.

(٥) الكافي ١ : ١٤٠ / ٥ ، مجمع البحرين ٣ : ١٥٧.


( لَكَ يا إلهي وَحْدانِيَّةُ العَدَدِ ) (١) يُريدُ نَفْيَ التَّعَدُّدِ والتَّكَثُّرِ والاختلافِ عن صفاتِهِ المتعدِّدةِ والمتكثِّرةِ والمختلفةِ بحسبِ الاعتباراتِ والمفهوماتِ ، وإِنَّ ذلكَ لا يقتضي اختلافاً في الجهاتِ والحيثيَّاتِ ؛ لأنَّها بحسبِ الوجودِ ليست أَمراً وَراءَ الذّاتِ الأَحَدِيَّةِ كما قُرِّرَ في محلِّهِ من علمِ الكلامِ.

المصطلح

الوَحْدَةُ : صِفَةٌ للشَّيءِ يقتضي أَنْ لا ينقسمَ ذلكَ الشَّيءُ أَصلاً من تِلْكَ الجِهَةِ ، فإِنْ لم ينقسم من جهةٍ أُخرى فهي الوَحْدَةُ الحقيقيَّةُ ، وإنْ انقسم من جِهَةٍ (٢) فهي الوَحْدَةُ غيرُ الحقيقيَّةِ ، ويُعلمُ منهُ الواحِدُ الحقيقيُّ وغيرُ الحقيقيِّ.

والواحِدِيَّةُ عندَ أَهلِ العرفانِ : اعتبارُ الذّاتِ من حيثُ انْتِشاءِ الأَسماءِ منها وواحِدِيَّتُها بها مع تكثُّرِها بالصِّفاتِ.

والواحِدُ : اسمُ الذّاتِ بهذا الاعتبارِ.

والتَّوْحِيدُ : تنزيهُ الله عن الحَدَثِ ، أَو إسقاط الإِضافاتِ.

والاتِّحادُ عندَ أَهلِ العرفانِ : شُهُودُ الوُجُودِ الحَقِ الواحِدِ المطلقِ الَّذي بِهِ الكلُ (٣) موجودٌ بالحَقِ فَيَتَّحِدُ بِهِ الكلُّ من حيثُ كونِ كُلِّ شَيءٍ مَوْجُوداً بِهِ معدوماً لنفسِهِ (٤) لا من حيثُ إنَّ لهُ وُجُوداً خاصّاً اتَّحَدَ بِهِ فإنَّهُ محالٌ.

و ـ عندَ الحُكَماءِ : صَيْرُورَةُ شَيءٍ ما شيئاً آخَرَ بطريقِ الاستحالَةِ كصَيْرُورَةِ الماءِ هَواء ، أَو بِطَريقِ التَّرْكيبِ كصَيْرُورَةِ التُّرابِ طيناً.

وخد

وَخَدَ البَعيرُ ـ كَوَعَدَ ـ وَخْداً ، وَوَخيداً ، وَوَخَداناً : أَوسَعَ الخَطْوَ ، أَو

__________________

(١) الصَّحيفة السَّجَّاديَّة الدُّعاء (٢٨) في التَّفزُّع.

(٢) في « ش » زيادة : أُخرى.

(٣) في اصطلاحات الصّوفية : ٢١ : الكل به بدل : به الكل.

(٤) في اصطلاحات الصّوفية : بنفسه بدل : لنفسه ، وانظر التعريقات للجرجاني : ٢٩.


أَسْرَعَ في سيرِهِ ، أَو رَمَى بِقَوائِمِهِ كَمَشْيِ النَّعامِ ، فهوَ واخِدٌ ، ووَخُودٌ ، وَوَخادٌ. الجمعُ : وُخَّدٌ ، كسُجَّدٍ (١).

ووَخْدَةُ ، كهَضْبَةٍ : قريةٌ بخَيْبَرَ.

ودد

وَدِدْتُهُ أَوَدُّهُ ـ كعَلِمْتُهُ ـ وَدّاً ، ووَدَاداً ، بفتحهما ويثلَّثانِ : أَحببتُهُ ، والاسمُ : المَوَدَّةُ ..

و ـ لو كان كذا وَدادَةً ، بالفتحِ : تَمَنَّيْتُهُ ، لأَنَّ التَّمَنّي يقتضي مَعْنى الوُدِّ.

ووَدَدْتُهُ أَوَدُّهُ ـ من بابِ مَنَعَ ـ لُغَةٌ حكاها الكسائيُّ وغَلَّطَهُ البصريُّونَ ، وقالَ الزَّجَّاجُ : لم يَحْكِ الكِسائيُّ إلاّ ما سَمِعَ ولكِنْ سَمِعَهُ ممَّن لا يوثقُ بِفَصاحَتِهِ (٢).

وبِوُدّي لو كانَ كذا ، أَي وَدَدْتُ ، وهو وُدِّي ـ مثلَّثةً ـ وَوَدِيدِي ، وهم وُدِّي ووَديدي أَيضاً ، وأَوِدَّائي كَأَخِلاّئي ، وأَوْدادي كأعْمامي ، وَأَوُدّي ـ بِضَمِّ الواوِ ـ جمعُ وَدٍّ كَكَفٍّ وَأكُفٍّ ، وَوَادَدْتُهُ (٣) مُوادَّةً (٤) وَوِدَاداً ، ونحنُ نَتَوادُّ تَوَادّاً وتَوادُداً ، وبيننا مَوادُّ ، ومَوادّاتٌ.

وتَوَدَّدْتُهُ : اجْتَلَبْتُ وُدَّهُ ..

و ـ إلَيْهِ : تَحَبَّبْتُ.

والوَدُودُ : المُحِبُّ الكَثيرُ الوُدِّ ، يستوي فيهِ المذكَّرُ والمؤنَّثُ. الجمعُ : وُدَداءُ ، وهُوَ نادِرٌ كرَسُولٍ ورُسَلاء ..

و ـ في صِفاتِهِ تَعالى ، قيلَ : بمعنى مفعولٍ ، نحوُ هَيُوبٍ بمعنى مَهَيُوبٍ. وقيلَ : بمعنى فاعِلٍ لِمَوَدَّتِهِ عِبادَهُ الصّالِحينَ.

وَوَدٌّ ، بالفتح والضَّمِّ : صَنَمٌ كان على صورةِ رَجُلٍ كأعظَمِ ما يكونُ من الرِّجالِ ، وهوَ أَحَدُ الأَصنامِ الخمسةِ الَّتي انقَلَبَتْ من قومِ نوحٍ إلى العربِ ، فَاتَّخَذَتْهُ قُضاعَةُ فَعَبَدَتْهُ بدَوْمَةِ الجَنْدَلِ ، ثُمَّ صارَ إلى

__________________

(١) وجاء في حديث شهادة أبي ذر 2 : « رَأَى قوماً تَخِذُ بهم رواحلهم » النَّهاية ٥ : ١٦٣.

(٢) عنهما في المصباح المنير : ٦٥٣.

(٣) في النَّسخ : وادّته ، والمثبت طبق المعاجم ، انظر المصباح المنير : ٦٥٣.

(٤) في « ش » : مواداةٌ.


كَلْبٍ ، فجاءَ الإِسلامُ وهوَ عندهم ، وبِهِ سمَّوا عبدَ وُدٍّ ، ويقولونَ فيهِ : أدُّ أَيضاً ، بإِبدالِ الواوِ همزةً.

والوَدُّ : الوَتِدُ ، سكَّنوا التّاءَ وقلبوها دالاً فأَدغَمُوها في الدّالِ ، وهي لُغَةُ نَجْدٍ وبَعْضِ تَميمٍ.

و ـ : جَبَلٌ قُرْبَ الثَّعلَبيَّةِ ، وإيّاهُ عَنَى امْرُؤُ القَيْسِ في قَوْلِهِ :

وتَرى الوَدَّ إذا ما أَشْحَذَتْ

وَتُواريهِ إذا ما تَعْتَكِرْ (١)

وَوُدٌّ ، بالضَّمِّ : بِتِهامَةَ (٢).

وَوَدّاءُ ، كَحَمْراء : تُنسَب بُرْقَةُ وَدَّاءَ (٣).

وبَطْنُ الوُدَداءِ ـ كَعُلَماءَ ـ ويفتحُ : وادٍ واسِعٌ.

وَوَدّانُ ، كَحَسَّان : موضعٌ بينَ الحَرَمَيْنِ ، على مرحلةٍ من الجُحْفَةِ ، بينها وبينَ الأبواءِ ، يُنْسَبُ إليهِ صَعْبُ بنُ جُثامَةَ بنِ قَيْسٍ الوَدَّانِيُ الصَّحابيُّ وكانَ يَنْزِلُ بِهِ ..

و ـ : جَبَلٌ طويلٌ بينَ فَيْدٍ وجَبَلَي طَيِءٍ ..

و ـ : مَدينةٌ بإفريقِيَّةِ.

ومَوَدَّةُ : اسمُ امرَأةٍ ، وقولُ الفيروزاباديِّ : والمَوَدَّةُ : الكِتابُ وبِهِ فُسِّرَ : ( تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ ) بِالْمَوَدَّةِ (٤) أَي بالكُتُبِ ، لا مُعَوَّلَ عليهِ حتَّى إنَّ أكثَرَ المفسِّرينَ أعرَضَ عن نقلِهِ فضلاً عن القولِ بِهِ.

الكتاب

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) (٥) سيحدِثُ لهم في القلوبِ مَوَدَّةً من غيرِ سَبَبٍ

__________________

(١) تهذيب اللّغة ١٠ : ٥٢٤ ، ديوان الأدب ٢ : ٢٩٤ ، وفيهما : فترى بدل : وترى. والبيت في ديوانه : ١٠٥ :

تُخرجُ الوَدَّ إذا ما أشْجَذَتْ

وَتُوارِيهِ إذا ما تَشْتَكِرْ

(٢) في معجم البلدان ٥ : ٣٦٦ : موضعٌ بتهامة.

(٣) كذا في « ت » و « ج » ونسخة بدل في « ش » ، وفي متن « ش » : بنسف ، وفي معجم البلدان : موضع ذكر في بُرقة ودّاء.

(٤) الممتحنة : ١.

(٥) مريم : ٩٦.


يوجبها كقرابَةٍ وإحسانٍ ، وذلِكَ كما يقذِفُ في قلوبِ أَعدائهِم الرُّعبَ ، والسّينُ إمّا لأَنَّ السُّورَةَ مَكّيَّةٌ وكان المُؤمِنُونَ حينَئِذٍ مَمقُوتينَ بينَ الكفرةِ فوعدهم ذلِكَ عندَ إظهارِ الإسلامِ ، وإمّا أَنْ يكونَ ذلِكَ يومَ القِيامَةِ يُحَبِّبُهُم إلى خَلْقِهِ بما يعرضُ من حَسَناتِهِم ، وعن النَّبِيِّ 9 أنَّهُ قالَ لِعَلِيٍّ 7 : ( يا عَليُّ قُلِ اللهُمَّ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً ، وَاجْعَلْ لِي في صُدُورِ المُؤمِنين وُدّاً ) (١) ، فأنزَلَ اللهُ تعالى هذه الآية.

( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) (٢) أي بينَ المرأةِ وزوجها بِعِصْمَةِ الزَّواجِ من غيرِ سابِقَةِ مَعْرِفَةٍ وقَرابَةٍ ، والمَوَدَّةُ : المَحَبَّةُ ، والرَّحْمَةُ : الشَّفَقَةُ ، وعنِ الحَسَنِ : المَوَدَّةُ الجِماعُ ، والرَّحْمَةُ : الوَلَدُ (٣).

( تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) (٤) تُوصِلُونَ إِليهم المَوَدَّةَ وتُفْضُونَ بها إليهم ببذلِ النَّصيحَةِ لهم على أَنَّ الباءَ زائدةٌ مُؤكِّدَةٌ للتَّعدِّي ، أَو تُوصِلُونَ إِليهم أَخبارَ رَسُولِ اللهِ 9 بِسَبَبِ المَوَدَّةِ الَّتي بينكم وبينهم ومثلُهُ : ( تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) (٥).

( رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ) (٦) أَي كَثيراً ما يَتَمَنَّى الكُفّارُ الإسلامَ وذلكَ عندَ المَوْتِ إذا شاهَدُوا أَماراتِ العذابِ وإذا اسوَدَّتْ وجُوهُهُم ، أَو عندَ مُعايَنَةِ حالِهِم وَحالِ المسلمينَ ، أَو عِنْدَ رُؤْيَتِهِم خُرُوجَ عُصَاةِ المُسْلِمينَ من النَّارِ ، أَو عندَ الأذَانِ لا يَدْخُلُ الجَنَّة إلاَّ مُسْلِمٌ.

الأثر

( عَلَيْكُمْ بِتَعَلُّمِ العَرَبيَّةِ فَإنَّها تَدُلُّ عَلَى المُرُوَّةِ وتَزيدُ في المَوَدَّةِ ) (٧) أَي مَوَدَّةَ المُشاكَلَةِ فإِنَّ كُلَّ شِكلٍ يُحِبُّ شِكلَهُ ويَميلُ إليهِ.

__________________

(١) تفسير القرطبي ١١ : ١٦١.

(٢) الرّوم : ٢١.

(٣) الكشّاف ٣ : ٤٧٣.

(٤) و (٥) الممتحنة : ١.

(٦) الحجر : ٢.

(٧) الفائق ٤ : ٥١ ، النَّهاية ٥ : ١٦٥.


المصطلح

التَّوَدُّدُ : طَلَبُ مَوَدَّةِ الأكفاءِ بما يوجبها ، وموجباتُها كَثيرَةٌ.

ورد

وَرَدَ الرَّجُلُ والبَعيرُ الماءَ ـ كَوَعَدَ ـ وِرْداً بِالكسرِ ، ووُرُوداً ، ومَوْرِداً : بَلَغَهُ وَوافاهُ سَواءٌ شَرَعَ فيهِ ودَخَلَ أَم لا ، أَو أَشرَفَ عليهِ ولم يدخلْهُ ، كاسْتَوْرَدَ.

وتَوَرَّدَ ، وَاتَّرَدَ على افْتَعَلَ ، فهوَ وارِدٌ ، ومُسْتَورِدٌ ، ومُتَورِّدٌ ، وهم وُرَّادٌ ، ووِرْدٌ كَعِهْنٍ ، تسميةً بالمصدرِ.

وَنَعَمٌ وطَيْرٌ وِرْدٌ أيضاً : وارِداتٌ.

وأَوْرَدَهُ إيْراداً : أحضَرَهُ المَوْرِدَ ، كَاسْتَوْرَدَهُ ..

و ـ القومَ وغيرهم الماءَ : سارَ بِهِم إليهِ ، خِلافَ أَصدرَهُم.

وارَدَهُ مُوارَدَةً : وَرَدَ مَعَهُ ، وقد تَوارَدُوا.

والوِرْدُ ، بالكسرِ : الماءُ الَّذي يُورَدُ كالمَورِدِ ، والنَّصيبُ منهُ ، والمَسيرُ للورُوُدِ وهو خِلافُ الصَّدرِ ..

و ـ : نَوْبَةُ شربِ الإبلِ ، يقالُ : هذا يومُ وِرْدِها ، أَي نَوْبَةُ شربها.

وتَوَرَّدَ : طَلَبَ الوِرْدَ.

والمَوْرِدُ ، كَمَسْجِدٍ : موضعُ الوُرُودِ ، وطريقُ الوارِدينَ كالمَوْرِدَةِ ، والوارِدِ ، والماءُ المَقصُودُ للورُوُدِ. الجمعُ : مَوارِدُ.

ووارِدُ القَوْمِ : من يَتَقَدَّمَهُم ليستقيَ لهم.

والوَارِدَةُ : الوارِدُونَ ، كالسَّابِلَةِ ، والتَّاء للدَّلالةِ على الجمعِ ، وهي في الحقيقةِ للثَّأنيثِ بتقديرِ الجماعَةِ.

والوَرْدُ ، بالفتحِ : نَورُ كُلِّ شَجَرَةٍ ، فإِذا أُطلِقَ أُريدَ بِهِ المشمومُ المعروفُ المُسَمَّى ماؤُهُ المُسْتَقْطِرُ مِنْهُ ماءَ الوَرْدِ ، واحِدَتُهُ بهاءٍ ، ويقالُ : إنَّهُ ليسَ بعربيٍّ ، وهو أحمَرُ وأَبيَضُ وأَصفَرُ ، ويُسمَّى الأحمَرُ بِالْعَرَبيِّ : الحَوْجَمَ ، والأَبيضُ : الوَتيرَ ، بالمُثنَّاة الفوقيَّةِ. الجمعُ : وُرُودٌ.

ووَرَّدَتِ الشَّجَرَةُ تَوْريداً : أَخرَجَت وَرْدَها ، كَتَوَرَّدَتْ.


والوَريدُ : العِرْقُ الحامِلُ للدَّمِ سِوَى الشَّرايينَ ، سُمِّيَ وَريداً لأَنَّ الرُّوحَ والدَّمَ يَرِدُهُ. الجمعُ : أوْرِدَةٌ.

والوَريدانِ : عِرْقان مُكْتَنِفانِ لِصَفحَتَيِ العُنُقِ في مُقَدَّمِها ينشعبانِ من الرَّأسِ ويتَّصلانِ بالوَتينِ.

ومن المجاز

وَرَدَ الرَّجُلُ البَلَدَ : أَشرَفَ عليهِ أَو وَصَلَهُ دَخَلَهُ أو لم يَدْخُلهُ ..

و ـ عليهِ كتابٌ سَرَّهُ مَوْرِدُهُ : وافاهُ ..

و ـ أَمرٌ لم يُطِقْهُ : حَضرهُ.

وأَوْرَدَ عليهِ ما غَمَّهُ : أدخَلَهُ عليهِ.

ووَرَدَهُ وارِدٌ : حَضَرَهُ أَمرٌ أهَمَّهُ.

وتَوَرَّدَ القومُ والخَيْلُ البَلَدَ : دَخَلوها قليلاً قليلاً.

وهو يَتَوَرَّد المَهالِكَ : يَدخُلها.

ووَرَدَتْهُ الحُمَّى : أخَذَتهُ لوَقتِ دونَ وَقْتٍ. والاسمُ : الوِرْدُ بِالكسرِ ، هوَ نَوْبَةُ أَخذِها ووَقتُ إِتيانِها ، وقد تُسَمَّى بِهِ الحُمَّى نفسُها إذا كانت كذلكَ ، وقد وُرِدَ المَحْمُومُ ـ بالبناءِ للمفعولِ ـ فهوَ مَوْرُودٌ ، قالَ أعرابيٌّ لآخَرَ : ما أَمارُ إفْراقِ المَوْرُودِ؟ فقالَ : الرُّحَضاءُ ، يُريدُ ما عَلامَةُ بُرْءِ المَحْمُوم ، فقالَ العَرَقُ (١).

والوِرْدُ ـ بالكسرِ ـ من القُرآنِ والدُّعاءِ : الوَظيفَةُ ، وهي الطَّائِفَةُ منهُ يُوظِّفُها على نَفْسِهِ يَقْرَؤُها. الجمعُ : أَوْرَادٌ.

واسْتَوْرَدَ الضَّلالَةَ : وَرَدَها.

واسْتَوْرَدَهُ الضَّلالَةَ : أورَدَها إيّاهُ (٢).

واسْتَقامَتِ المَوارِدُ : الطُّرُقُ ، وأصلُها طُرُقُ الوارِدينَ ، واحِدُها مَوْرِدٌ أو مَوْرِدَةٌ.

وسَلَكَ المَوْرِدَةَ ، أي الجادَّةَ.

وشَجَرَةٌ وارِدَةُ الأَغصانِ والأفنانِ : طَويلَتُها تَرِدُ الأَرضَ.

وشَعَرٌ وارِدٌ : يَرِدُ الكَفَلَ ؛ لِطُولِهِ.

وهوَ وارِدُ الأَنفِ ، وَوارِدُ الغُضروفِ ، إذا كانَ فيهِما طول.

__________________

(١) أساس البلاغة : ٤٩٦.

(٢) في أساس البلاغة : أَورَدَهُ إيّاه.


وأَرنَبَةٌ وارِدَةٌ : مُقْبِلَةٌ على السَّبَلَةِ.

وَوَرَّدَ ثَوْبَهُ تَوْريداً : صَبَغَهُ أَحمَرَ كالوَرْدِ.

وخَدٌّ مُوَرَّدٌ.

وتَوَرَّد خَدّاها : احمَرّا احمِرارَ الوَرْدِ ..

و ـ الشَّيءُ : تَلَوَّنَ.

ورَجَعَ مُوَرَّدَ القَذالِ : مَصْفُوعاً.

وفَرَسٌ وأَسَدٌ وَرْدٌ ، كَفَلْسٍ : بينَ الأشقَرِ والكُمَيتِ ، أو هو الَّذي يَضْرِبُ لونُهُ إلى صُفرَةٍ حَسَنَةٍ ، وهوَ [ الأَغبَسُ ] (١) السَّمَنْدُ ، وهيَ بهاءٍ. الجمعُ : وُرْدٌ كَقُفْلٍ ، ووِرَادٌ كَسِهامٍ وأَوْرادٌ ، وقد وَرُدَ يَوْرُدُ ـ بضمِّ الرَّاء فيهِما ـ ورُوُدَةً. واللَّوْنُ : الوُرْدَةُ ـ بالضَّمِّ ـ كالحُمْرَةِ والشُّقْرَةِ.

وايْرادَّ الفَرَسُ ، كَادْهامَّ : صارَ وَرْداً ، وأَصلُهُ إوْرَادَّ ، قُلِبَتِ الواوُ ياءً لكسرةِ ما قَبْلَها.

ويومٌ وَرْدٌ : مُحْمَرُّ الآفاق.

ولَيْلَةٌ وَرْدَةٌ : حمراءُ الطَّرَفَينِ.

وعَشِيَّةٌ وَرْدَةٌ : مُحْمَرَّةُ الأُفُقِ.

ووَقَعَ في وَرْدَةٍ : هَلَكَةٍ.

ورَجُلٌ وَرْدٌ ـ كفَلْسٍ ـ ووَارِدٌ : شُجاعٌ.

والمُتَوَرِّدُ : الأسَدُ ، كالوَرْدِ.

ووَرْدٌ ، كَفَلْسٍ : حِصْنٌ مَبْنِيٌّ بحجارَةٍ حُمْرٍ.

والوَرّادَةُ ، كَعَبّاسَةٍ : قريةٌ بينَ مِصْرَ والشَّامِ وبِها خَيْلُ البَريدِ.

والوَرْديَّةُ : مَقْبَرَةٌ ببغدادَ لا قريةٌ ، وَغلِطَ الفيروزاباديُّ.

ووارِداتٌ : موضعٌ بطريقِ مكَّة عن يمينِ سُمَيْراءَ ، ومنهُ : « يَوْمُ وارِداتٍ » ) بين بَكْرٍ وتَغْلبَ.

وواردانُ : مَوْضِعٌ.

ووادِي وَرْدانَ : موضعٌ آخَرُ ، وَغَلِطَ الفيروزابادِيُّ في قوله : ووَرْدانُ وادٍ.

ووَرْدانَةُ : قريةٌ بِبُخارَى ، منها : إدْريسُ ابنُ عبدِ العَزيزِ الوَرْدَانِيُ ؛ مُحَدِّثٌ.

__________________

(١) في النّسخ : الأَغبش ، بالشين صحّحناه من المعاجم.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٤٤٢ / ١٠٣.


والوَرْدانِيَّةٌ : قريةٌ نُسِبَتْ إلى رَجُلٍ اسمهُ وَرْدانُ.

ووَرْدُ : ابنُ عَمْروٍ ، وابنُ خالِدٍ ، وابنُ قَتادَةَ ؛ صَحابِيُّونَ.

وأبو الوَرْدِ : الذَّكَرُ ، وابنُ قَيْسِ بن نَهْدٍ (١) صَحابيٌ شَهدَ مع عليٍّ 7 صِفّينَ ، وابْنُ عَمٍّ لأبي أَيُّوبَ الأَنصاريِّ رَآهُ النَّبيُّ 9 رَجُلاً أَحْمَرَ ، فقالَ لَهُ : ( أَنْتَ أَبو الوَرْدِ ) (٢) ، واسمٌ لِعِدَّةِ أَفراسٍ ، وَشاعرٌ.

ووَرْدانُ : مَوْلىً لِلَنَّبيِّ 9 سباهُ من الطَّائِفِ فأَعتقهُ ، وابنُ مَحْرَمٍ العَنْبَريُّ صَحابيٌّ.

ووَردانُ الرُّوميِّ : مَوْلَى عمروِ بنِ العاصِ وإليهِ تُنْسَبُ سوقُ وَرْدانَ بفسطاطِ مصرَ.

ووَرْدانُ : مَوْلَى عبدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بنِ أبي سَرْحٍ ، وإليهِ تُنْسَبُ خُطَّةُ بَني ورَدْانَ بِمِصْرَ.

ووَرْدَةُ : أُمُّ طَرْفَةَ الشَّاعِرِ.

وأُمُ وَرْدٍ : الضَّبُعُ.

وأُمُ الوَرْدِ العَجْلانيَّةُ : امرأَةٌ من عَجْلانَ أخَذَتْ بِثارِ ذاتِ النَّحْيَيْنِ (٣) ، فشغلت يَدَي بائع سَمْنٍ بسوقِ اليمامَةِ وبَزَقَتْ في استِهِ وصَفَنتها بقدمها صفناتٍ ، وكانتَ تقولُ : يا لثاراتِ ذاتِ النَّحْيَيْنِ! يا لثاراتِ الهذليّة عند خوّات! وسيأتي قصّة ذات النَّحيين في « ش غ ل » إن شاءَ الله تعالى.

ووَرَّادٌ ، كعَبَّاسٍ : كاتِبُ المُغيرةِ ويكنَّى أبا الوَرْدِ.

والمُسْتَوْرِدُ : ابنُ شَدّادِ بنِ عَمْروِ الفِهْرِيُّ ؛ صَحابيٌّ ، وابنُ الأخنَفِ العِجْلِيّ قَتَلَهُ عَليٌّ 7 بِالرِّدَةِ ، وقسَّمَ مالَهُ بين وَرَثَتِهِ.

وابنُ الوَرْديِ : زَيْنُ الدِّينِ بنُ عُمَر بنِ

__________________

(١) كذا في النّسخ ، وفي الإصابة ٤ : ٢١٧ : فهد ، وفي الاستيعاب المطبوع في حاشية الإصابة : فهر.

(٢) الإصابة في تمييز الصّحابة ٤ : ٢١٧ / ١٢٢٠.

(٣) انظر خبره في مجمع الأمثال ١ : ٣٧٧ ذيل المثل : « أشغل من ذات النّحيين » ، والمستقصى ١ : ٩٩ ذيل المثل : « أَخرى من ذات النّحيين ».


مُظَفَّرٍ ، فَقيهٌ شافِعِيٌّ ، شاعِرٌ من أهلِ القرنِ الثَّامِنِ.

وبِنْتُ وَرْدانَ : دويبَّةٌ حَمْراءُ كأَنَّها نصفُ تَمْرَةٍ شُقَّتْ طولاً. الجمعُ : بَناتُ وَرْدانَ.

والزُّماوَرْدُ ، بضمّ : الرُّقاقُ الملفوفُ باللَّحمِ ، فارسيٌّ مُعَرَّبُ ، والعامّة تقول : « بُزْماوَرْد ».

وعليُّ بنُ محمَّدٍ ، ومحمَّدُ بنُ الحَسَنِ الماوَرْدِيَّانِ : مُحَدِّثانِ ، نِسْبَةٌ إلى بيعِ ماءِ الوَرْدِ وَعَمَلِهِ.

والمَاوَرْدِيَّةُ : الفالوذَجُ المصنوعةُ بماءِ الوَرْدِ.

الكتاب

( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) (١) أَي داخِلٌ جَهَنَّمَ ، فلا يبقى بَرٌّ وَلا فاجِرٌ إلاَّ دخلها ، فتكونُ على المؤمنينَ بَرْداً وسلاماً كما كانت على إبراهيمَ 7 ، حَتَّى إنَّ للنَّارِ ضَجيجاً من بَردِها ، وأَمّا قولُهُ تعالى : ( أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ ) (٢) فالمرادُ عن عذابِها. أَو المُرادُ بِوُرُودِها الإشرافُ عليها والقربُ منها ، وعنِ ابنِ عبَّاسٍ (٣) : قد يَرِدُ الشَّيءُ الشَّيءَ ولم يَدْخُلْهُ ، كقولِهِ تعالى : ( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ ) (٤) ومعلومُ أَنَّ مُوسى 7 لم يدخل الماءَ ولكنَّهُ قَرُبَ منْهُ ، فالمُرادُ بالوُرُودِ جُثُوُّهُمْ حَوْلَها أو الجَوازُ على الصّراط لأنَّ الصِّراطَ مَمْدُودٌ عَلَيْها.

( فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) (٥) أَي يُورِدُهُمْ ، عَبَّرَ عنهُ بالماضي تَحقيقاً للوقوعِ. و « الْوِرْدُ »: المَوْرِدُ. و « الْمَوْرُودُ » : الِّذي وَرَدَهُ. شَبَّهَ فِرْعَوْنَ بالوارِدِ الَّذي يَتَقَدَّمُ الوارِدَةَ إلى الماءِ ، وأَتباعَهُ بالوارِدَةِ والنّارَ بالماءِ الّذي يَرِدُونَهُ تَهَكُّماً بهم ، ثمَّ نَعَى عليهم بقولِهِ : ( وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) لأنَ الوارِدَ إنَّما

__________________

(١) مريم : ١٧.

(٢) الأنبياء : ١٠١.

(٣) انظر تفسير البحر المحيط ٦ : ٢٠٩.

(٤) القصص : ٢٣.

(٥) هود : ٩٨.


يُرادُ لِتَسْكينِ العَطَشِ وتَبْريدِ الأَكبادِ والنَّارُ على ضِدِّ ذلك ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْها.

( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (١) أَي أَقرَبُ إِليهِ عِلْماً مِمّا هو مثلٌ في فَرْطِ القُرْبِ وهوَ حَبْلُ الوَريدِ. والحَبْلُ : العِرْقُ وإِضافَتُهُ بَيانِيَّةٌ. و « الوَريدُ » : عِرْقُ الحَلْقِ أَو عِرْقٌ يَتَفَرَّقُ في البَدَنِ يُخالِطُ الإنسانَ في جميعِ أعضائِهِ ، أَو عِرْقٌ مُتَعَلِّقٌ بالقَلْبِ.

( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ) (٢) أَي وُرّاداً كَأنَّهُم نَعَمٌ عِطاشٌ تُساقُ إلى الماءِ ، وفيهِ مِنَ الإهانَةِ ما فيهِ ، وَحَقيقَةُ الوِرْدِ المَسيرُ إلى الماءِ فَسُمِّيَ بِهِ الوارِدُونَ.

( فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ) (٣) أَي حَمْراءَ كلَوْنِ الفَرَسِ الوَرْدِ ، أَو تَحْمَرُّ احمِرارَ الوَرْدِ ، والدِّهانُ جَمْعُ دَهْنٍ وَيَأتي في « د ه‍ ن ».

الأثر

( اتَّقُوا البِرازَ في المَوارِدِ ) (٤) طُرُقَ الماءِ واحدها مَوْرِدٌ أَو مَوْرِدَةٌ بالهاءِ ، ويُطلَقُ اتِّساعاً على الطُّرُقِ المَسلوكَةِ ، وقَوارِعِ الطُّرُقِ ، ومواضِعِ الظَّلِّ الَّتي يُجْلَسُ فيها.

( أَخَذَ بِلِسانِهِ وَقالَ : هذا الَّذي أَوْرَدَني المَوارِدَ ) (٥) أَي مَوارِدَ الهَلَكاتِ ، فَحُذِفَ المُضافُ إلَيْهِ وعُوِّضَ عنْهُ (٦) اللاّمُ ، أَو المَوارِدَ المُهْلِكَةَ ، فَحُذِفَ الصِّلَةُ ؛ لوضوحِ المعنى.

( وَرَأَيْتُ عَلَيْها وَرْداً ) (٧) كفَلْسٍ ، قَميصاً أَحمَرَ كالوَرْدِ.

( صاحِبُ الوِرْدِ مَلْعُونُ ) (٨) بالكسرِ كعِهْنٍ ، هوَ رَئيسُ القومِ يَقِفُ على مصالحِ المسلمينَ وهو يَسُدُّ بابهُ اشتغالاً بِوِرْدِهِ ،

__________________

(١) ق : ١٦.

(٢) مريم : ٨٦.

(٣) الرَّحمان : ٣٧.

(٤) الفائق ٣ : ٣١٨ ، النَّهاية ٥ : ١٧٣.

(٥) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٤٦٣ ، النَّهاية ٥ : ١٧٣.

(٦) في « ت » : منه بدل : عنه.

(٧) البخاري ٢ : ١٨٧ ـ ١٨٨ ، فتح الباري ٣ : ٣٨٥ ، وفيهما : وعليها درعاً مورداً.

(٨) كشف الخفاء للعجلوني ٢ : ٢٥ / ١٥٨٤.


أَي بِوظيفَتِهِ من قرآنٍ ودعاءٍ.

ويُرْوَى : ( تارِكُ الوِرْدِ مَلْعُونٌ ) (١) وهو رَجُلٌ كِتابيٌّ أخبَرَ النَّبِيَّ 9 أنَّهُ يُكْثِرُ الوِرْدَ ، فَقالَ : ( صاحِبُ الوِرْدِ مَلْعُونٌ ) ، فَلَمّا بَلَغَهُ ذلِكَ تَرَكَ وِرْدَهُ ، فقالَ 9 : ( تارِكُ الوِرْدِ مَلْعُونٌ ) أَو هوَ مَن يَتْرُك وِردَهُ عمداً بلا عُذْرِ.

( مُنَتفِخَةُ الوَريدِ ) (٢) هوَ عِرْقُ الحَلْقِ ، يَصِفُها بكثرةِ الغَضَبِ وسُوءِ الخُلْقِ ؛ لأنَّ مَن اشتَدَّ غَضَبُهُ انتَفَخَ وَريداهُ.

( وَيَكْرَهانَ الأَوْرادَ ) (٣) جمعُ وِرْدٍ ـ كَعِهْنٍ ـ بِمَعنَى الحِزبِ والوَظيفَةِ مِنَ القرآنِ. قيلَ : كانوا قد أَحدثوا أَن جَعَلوا القرآنَ أَجزاءً كلُّ جُزْءٍ منها فيهِ سُوَرٌ مُخْتَلِفةٌ على غَيْرِ التَّأليفِ وجعلوا السُّورَةَ الطَّويلَةَ مع أُخرى دُونَها في الطُّولِ ثُمَّ يزيدونَ كذلكَ حَتَّى يَتُمَّ الجُزْءُ ، وكانوا يسمُّونها الأَوْرادَ.

( وَنَجِدَ الماءُ الَّذي تَوَرَّدا

تَوَرُّدَ السِّيْدِ إذا ما أَرْصَدا ) (٤)

نَجِدَ ـ كَتَعِبَ (٥) ـ أَي سالَ ، وأَرادَ بالماءِ عَرَقَ ناقَتِهِ. وتَوَرَّدَ أَي تَلَوَّنَ ؛ لأَنُّهُ يَسيلُ من الذِّفْرَى أَسْوَدَ ثُمَّ يَصْفَرُّ ، وشَبَّهَهُ بِتَلَوُّنِ الذِّئْبِ.

المصطلح

الوارِدُ : كُلَّما يَرِدُ على القَلْبِ من المعاني الغَيْبيَّةِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّلٍ (٦) مِنَ العَبْدِ.

المُوارَدَةُ ، والتَّوارُدُ : هيَ أَن يَتَّفِقَ الشّاعِرانِ على معنىً واحِدٍ من غيرِ أَن يأْخذَ أحدهُما من الآخَرِ ، كالشَّخصينِ اجتمعَ وُروُدهُما على الماءِ اتِّفاقاً ، ويُسَمَّى : وُقُوعَ الحافِرِ عَلى الحافِرِ ، وقد

__________________

(١) كشف الخفاء للعجلوني ٢ : ٢٥ / ١٥٨٤.

(٢) الفائق ٢ : ١٣٤ ، النَّهاية ٥ : ١٧٣.

(٣) الفائق ٤ : ٥٦ ، النَّهاية ٥ : ١٧٣.

(٤) غريب الحديث للخطّابي ١ : ٥٦٨ ، الفائق ٣ : ٢٠٣ ، وفيهما :

تورد السّيْد أراد المرصدا

(٥) وهكذا في اللّسان وفي المصدرين : نَجَدَ ، بفتح الجيم.

(٦) في التّعريفات : ٣٠٥ : تعمّد بدل : تعمّل.


يكونُ الاتِّفاقُ لفظاً ومعنىً من غيرِ تغييرٍ أَو بتغييرٍ يسيرٍ.

وسد

الوِسادُ ، كَكِتابٍ : كُلُّ ما يُتَوَسَّدُ بِهِ وإنْ كانَ من تُرابٍ. الجمعُ : وُسُدٌ ، ككُتُبٍ.

والوِسَادَةُ ، بالهاءِ مثلَّثةً والكسرُ أَشهرُ : المِخَدَّةُ ، فهيَ أَخَصُّ من الوِسادِ ، أَو هما واحدٌ ، وتُطْلَقُ على الفِراشِ والمُتَّكَإِ تَوَسُّعاً. الجمعُ : وِساداتٌ ، وَوَسائِدُ.

ووَسَّدْتُهُ الشَّيءَ تَوْسيداً : جَعَلْتُهُ تحت رَأْسِهِ ، وتَوَسَّدَهُ هُوَ.

وأَوْسَدَ في السَّيرِ : أَسرَعَ ..

و ـ الكَلْبُ بالصَّيدِ : أَغراهُ بِهِ ، كآسَدَهُ إِيساداً ، وأَسَّدَهُ تَأْسِيداً.

ومن المجاز

هوَ عَريضُ الوِسادِ : للأَبلَه ، لأنَّ من عَرُضَ وِسادُهُ عَرُضَ قَفاهُ وعَظُمَ رَأسُهُ وهما دليلُ الغباوةِ.

وهو يَتَوسَّدُ الهَمَّ ، إذا كانَ مُلازماً لَهُ مُكِبّاً عليهِ مُلازَمَةَ النّائِمِ لوِسادِهِ وإكبابِهِ عليهِ.

ووَسَّدْتُ إِلَيْهِ الأَمرَ تَوْسيداً : جَعَلْتُهُ إليهِ.

ووِسادَةُ : موضِعٌ بطَريقِ المَدينَةِ مِنَ الشّامِ في آخِرِ جِبالِ حَوْرانَ.

والوسائِدُ : موضعٌ لِبَني تَميمٍ بأَرضِ نَجْدٍ.

الأثر

( ذاكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ القُرْآنَ ) (١) يَحْتَمِلُ أَن يكونَ مَدحاً لَهُ ووَصْفاً بأَنَّهُ يُعَظِّمُ القُرآنَ ويُواظِبُ على قَراءَتِهِ ولا يَنامُ عن تِلاوَتِهِ ، ومثلُهُ الحديثُ الآخَرُ : ( لا تَوَسَّدُوا القُرْآنَ وَاتْلُوهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ) (٢) ، وفي حديثٍ آخَر : ( مَنْ قَرَأ ثَلاثَ آياتٍ في لَيْلَةٍ لَمْ يَبِتْ مُتَوَسِّداً لِلْقُرْآنِ ) (٣) ، ويُحْتَمَلُ أَن يكونَ ذَمّاً لَهُ

__________________

(١) و (٢) و (٣) الفائق ٤ : ٥٩ ، النَّهاية ٥ : ١٨٣.


ووصفاً بأَنَّهُ لا يُلازِمُ تِلاوَةَ القُرآنِ ولا يواظِبُ عليها مُلازَمَةَ النّائمِ لِوِسادِهِ ، ومنهُ قولُ أَبي الدَّرداءِ : تَتَوَسَّدُ العِلْمَ خَيْرٌ مِنْ أَن تَتَوَسَّدَ الجَهْلَ (١).

( إنَ وِسادَكَ إذَنْ لَعَريضٌ ) (٢) تَعريضٌ لَهُ بالبَلادَةِ كما في حَديثٍ آخَرٍ : ( إنّك لَعَرِيضُ القَفا ) (٣) ، لأَنّ وسادَ المَرءِ على قدرِ قفاهُ. وقيلَ : الوِسادُ هنا النَّوْمُ ، أَي إنَّ نَومَكَ لكثيرٌ. وقيلَ : معناهُ إِنَّكَ غَليظُ الرَّقَبَةِ وافِرُ اللَّحْمِ ؛ لأَنَّ مَن أكَلَ بعدَ الصُّبْحِ لم يَنْهَكْهُ الصَّومُ ، وهُما بَعيدانِ في التَّأويلِ ، والمعتمدُ الأوَّلُ.

( إذا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غَيْرِ أهْلِهِ ) (٤) بالبناءِ للمجهولِ من التَّوسيدِ ، أَي جُعِلَ إليهم وقُلِّدُوهُ ، يعني الإمارَةَ والحكمَ. وقيلَ : معناهُ إذا وُضِعَتْ وِسادَةُ المُلْكِ والأَمرِ والنَّهيِ لغير مُسْتَحِقِّها ، و « إلى » بمعنى « اللاّمِ ».

( صاحِبُ الوِسادِ ) (٥) ويُرْوى : ( الوِسادَةِ ) (٦) هو عبدُ اللهُ بنُ مسعودٍ ؛ لأنَّهُ كانَ يحملُ وسادَةَ النَّبيِّ 9 إذا احتاجَ ، وفي رواية : ( صاحِبُ السِّرِّ ) (٧).

( فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسادَةِ ) (٨) هي ههنا الفِراشُ.

المثل

( قُرْبُ الوِسادِ وَطُولُ السِّوادِ ) (٩) قالتْهُ هِنْدٌ بنتُ الخُسِّ ، وكانت من أَعقَلِ النِّساءِ وأَفصَحِهِنَّ فَزَنَتْ فقيلَ لها : ما حَمَلَكِ على الزِّناءِ مع عقلِكِ وشرفِكِ؟ فقالتْ هذهِ المقالةَ ، والسِّوادُ ـ بالكسرِ ـ

__________________

(١) الفائق ٤ : ٥٩ ، النَّهاية ٥ : ١٨٣.

(٢) و (٣) الفائق ٤ : ٦٠ ، النَّهاية ٥ : ١٨٢.

(٤) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٤٦٧ ، النَّهاية ٥ : ١٨٣.

(٥) مسند أحمد ٦ : ٤٤٩ ، مسند أبي عوانه ٢ : ٤٩٢.

(٦) انظر فتح الباري ١١ : ٥٨.

(٧) المعروف ان صاحب السِّرِّ حذيفة بن اليمان انظر المصادر ، وفي عمدة القاري ٢ : ٢٩١ : وأما أبو عمر فإنّه يقول : كان يعرف بصاحب السّواد أي صاحب السّرّ.

(٨) الموطأ ١ : ١٢١ ، مسند أحمد ١ : ٢٤٢ ، البخاري ١ : ٥٧.

(٩) مجمع الأَمثال ٢ : ٩٣ / ٢٨٤٣.


المُسارَّةُ ، قالَ بعضهم : لو أَتَمَّتِ الشَّرحَ لقالتْ : وحُبُّ السِّفادِ. يضربُ لأَمرٍ أَلقَى صاحبَهُ في مكروهٍ.

وصد

وَصَدَ بالمكانِ وَصْداً ، كَوَعَدَ : ثَبَتَ وأَقامَ ، فهوَ واصِدٌ.

وأَوْصَدْتُ البابَ : أَغْلَقْتُهُ وأَطْبَقْتُهُ ، فَهُوَ مُوصَدٌ ، ووَصيدٌ (١) ..

و ـ الكَلْبَ بالصَّيْدِ : أَغرَيتُهُ ؛ لُغَةٌ في أَوسَدْتُهُ ، بالسّينِ.

والوَصِيدُ : الفِناءُ ، والعَتَبَةُ ، والبابُ والجَبَلُ بالجيمِ ، واسمُ كَهفِ أَصحابِ الكَهفِ حكاهُ ياقوتٌ عن بعضِ المُفَسِّرينَ (٢) ، والنَّبْتُ المُتَقارِبُ الأُصولِ ، وحُجْرَةٌ تُجْعَلُ للمالِ في الجَبَلِ ، والحَظيرَةُ تُبنى من الحِجارَةِ ، كالوَصيدةِ فيهما ، ولا تَكُونُ وَصيدَةً حتَّى تكونَ من الحجارَةِ فإنْ كانت من الغِصَنةِ فهي الحَظيرَةُ أَو مطلقاً.

وأَوْصَدَ الرَّجُلُ ، واسْتَوْصَدَ : اتَّخَذَ لِغَنَمِهِ وَصيدَةً.

والوَصائِدُ : جمعُ وَصيدَةٍ قِياساً ، وَوَصيدٍ سَماعاً.

ومن المجاز

أَوْصَدَ عليهِ : ضَيَّقَ عليهِ وأَرْهَقَهُ ، فهوَ مُوصَدٌ عليهِ.

ومكانُ وَصيدٌ : ضَيِّقٌ.

ووَصَّدَ الجارِيَةَ أَهلُها تَوْصيداً : خَدَّرَوها ، وهي في مُوَصَّدِها ـ كَمُعَظَّمٍ ـ أَي في خِدرِها ، وأَصلُهُ من الوَصِيدَةِ للغَنَمِ.

وغُلامٌ وَصيدٌ : خُتِنَ مَرَّتَيْنِ.

والوَصَدُ ، كَسَبَبٍ : النَّسْجُ.

والوَصّادُ كَعَبّاسٍ : النَّسّاجُ.

الكتاب

( وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) (٣) بفِناءِ الكَهْفِ أَو ببابِهِ أَو بِعَتَبَةِ بابِهِ ، قالَ السَّدّيُّ : الكَهْفُ لا يكونُ لهُ عَتَبَةٌ

__________________

(١) جاء في حديث أصحاب الغار : « فوقع الجبل على باب الكهف فأوصده » النَّهاية ٥ : ١٩١.

(٢) معجم البلدان ٥ : ٣٧٨.

(٣) الكهف : ١٨.


ولا بابٌ وإنَّما أرادَ أنَّ الكَلْبَ مِنْهُ مَوْضِعَ العَتَبَةِ من بابِ البَيْتِ (١).

( نارٌ مُؤْصَدَةٌ ) (٢) تَقَدَّمَ في « أ ص د ».

وطد

وَطَدَ الأَرضَ وَطْداً ، وَطِدَةً ، كَوَعَدَ : وَطِئَها أَو رَدَسَها حَتَّى تَتَصَلَّبَ وتَثْبُتَ لأَساسِ بِناءٍ أَو غَيْرِهِ ، كَوَطَّدَها تَوْطيداً ، فهيَ وَطيدَةٌ ، وَمَوْطُودَةٌ ، ومُوَطَّدَةٌ.

والميِطَدَةُ ، بالكسرِ : ما يُوطَدُ بِهِ من خَشَبَةٍ أو غيرها.

ومن المجاز

وَطَدَهُ إليهِ ، كوَعَدَ : ضَمَّهُ ..

و ـ إلى الأَرضِ : أَثبَتَهُ عليها ومَنَعَهُ من الحَرَكَةِ ..

و ـ له المُلْكُ والعِزُّ : ثَبَتَ وَدامَ.

ووَطَدَهُ اللهُ وَطْداً ـ كَوَعَدَ ـ ووَطَّدَهُ تَوْطيداً فَاتَّطَدَ ، وتَوَطَّدَ ، فهوَ واطِدٌ ، ومَوْطُودٌ ، ومُوَطَّدٌ.

ووَطَدْتُ الغارَ بالحجارةِ وَطْداً : سَدَدْتُهُ ، كأَوْطَدْتُهُ ..

و ـ الصَّخْرَ على بابِ الغارِ : نَضَدْتُهُ لِسَدِّهِ ..

و ـ لَهُ منزلةً : مَهَّدتُها ، كوَطَّدْتُها تَوْطيداً ، وقد تَوَطَّدَتْ لَهُ عندهُ (٣) مَنْزِلَةٌ.

ووَطائِدُ القِدرِ : أَثافِيهِ ..

و ـ مِنَ البُنيانِ : قَواعِدُهُ ..

و ـ مِنَ المَسْجِدِ : أَساطينُهُ.

وهو من وَطائِدِ الإسلامِ : من دعائمِهِ ، واحدتها وَطيدَةُ ؛ قالَ :

وأَنْتَ لِدينِ الله فِينا وَطيدَةٌ (٤)

وتَواطَدَ الشَّيءُ : اشتَدَّ وثَبَتَ.

وأَمرٌ مُتَواطِدٌ : ثابِتٌ دائِمٌ بَعْضُهُ في إثرِ بعضٍ كَأنَّما يَطِدُ بعضهُ بعضاً.

__________________

(١) انظر التّفسير الكبير ٢١ : ١٠١.

(٢) البلد : ٢٠.

(٣) في « ت » و « ج » : عند بدل : عنده.

(٤) صدر بيت للكميت الأسدي كما في أَنساب الأشراف ٩ : ٩٧ ، وبلا عزو في أساس البلاغة : ٥٠٣ ، وعجزه :

وأَنت عن الأحساب فينا المُذَبِّبُ


الأثر

( اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْدَتَكَ عَلى مُضَرَ ) (١) هكذا رواهُ حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ : أَي وَطْأَتَكَ ، وتقدَّم معناهُ في « وط أ ».

( فَوَطَدَهُ إِلَى الأَرْضِ ) (٢) كوَعَدَهُ ، أَثبَتَهُ ووَطِئَهُ وغَمَزَهُ فيها.

( طِدْني إلَيْكَ ) (٣) بكسرِ الطّاءِ وسكونِ الدَّالِ ، أَمرٌ من الوَطْدِ ، أَي ضُمَّنِي إليكَ.

( فَوَقَعَ الجَبَلُ عَلَى بَابِ الكَهْفِ فَأَوْطَدَهُ ) (٤) أي سَدَّهُ بالهَدمِ ، ويُروَى : « فأَوْصَدَهُ » بالصَّادِ.

وعد

وَعَدَهُ يَعِدُهُ وَعْداً ، وَعِدَةً ، وَميعاداً ، ومَوْعِداً ، ومَوْعِدَةً ، ومَوْعُوداً ، ومَعْوُدَةً : أَخبَرَهُ عن خيرٍ (٥) ينالُهُ ، ويُعَدَّى بنفسِهِ وبالباءِ فيقالُ : وَعَدَهُ الأمرَ وبِهِ.

وأَوْعَدَهُ إيعاداً : أَخبَرَهُ عن شَرٍّ يَنالُهُ ، ويستعملُ كلٌّ منهما في معنى الآخَرِ بقرينةٍ صارِفَةٍ ، فَمِنَ الوَعْدِ في الشَّرِّ قولُهُ تَعالى ( الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ) (٦) وقولُهُ ( النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٧) ومن الإيعادِ في الخَيَر ما وَرَدَ في الحديثِ : ( وأَمّا لَمَّةُ المَلَكِ فَإيعادٌ بِالخَيْرِ ) (٨) وما أَنشَدَهُ ابنُ الأعْرابيِّ :

يَبْسُطُني تارَةً وَيُوعِدُني

فَضْلاً طَريفاً إِلَى أيادِيهِ (٩)

ولا تقل : أَوعَدْتُهُ شَرّاً بل بِهِ.

والوَعيدُ : اسمٌ من الإيعادِ ولا يكونُ

__________________

(١) غريب الحديث لابن قتيبة ٢ : ١٣١ ، النَّهاية ٥ : ٢٠٠.

(٢) الفائق ٤ : ٧٠ ، النّهاية ٥ : ٢٠٤.

(٣) الفائق ٤ : ٧٠ ، غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٤٧٤ ، النّهاية ٥ : ٢٠٤.

(٤) النَّهاية ٥ : ٢٠٤.

(٥) في النّسخ : خيره ، والمثبت عن حاشية « ج » والظّاهر أنَّه من استظهار النّاسخ.

(٦) البقرة : ٢٦٨.

(٧) الحج : ٧٢.

(٨) سنن التّرمذي ٤ : ٢٨٨ / ٤٠٧٣ ، مسند أبي يعلى ٤ : ٣٢٥ / ٤٩٧٨.

(٩) الأمالي للقالي ٢ : ٣٢٥ ، اللَّسان ، التَّاج وفي الجميع : مرّة بدل : تارة.


إلاَّ في الشَّرِّ ، قالَ الجوهريُّ وابنُ فارِسٍ : ولا يُجْمَعُ الوَعْدُ (١) ، وحَكَى ابنُ جِنّي جمعهُ على وُعُودٍ ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ (٢).

والمِيعادُ يكونُ مصدراً كالْوَعْدِ ، ومنهُ : ( إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ) (٣) أي الوَعْدَ.

واسماً بمعنَى المُواعَدَةِ ، ومنهُ : ( وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ ) (٤).

وظَرْفُ زَمانٍ وَمَكانٍ للوَعْدِ كالمَوْعِدِ ومنهُ : ( قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ ) (٥) أي زمانُ وَعْدٍ ، والإضافَةُ للتَّبيينِ.

وَوَعَدَهُ فَاتَّعَدَ : قَبِلَ المَوْعِدَ ، كَوَعَظْتُهُ فاتَّعَظَ.

ووَاعَدَهُ مُواعَدَةً : وَعَدَ أَحدهما الآخَرَ.

وتَواعَدَ القَوْمُ ، وَاتَّعَدُوا : وَعَدَ بعضهم بعضاً ، أو التَّواعُدُ في الخَيْرِ والاتِّعادُ في الشَّرِّ.

وواعَدَهُ فَوَعَدَهُ : كانَ أَكثَرَ وَعْداً مِنْهُ.

وتَوَعَّدَهُ : أَوْعَدَهُ وتَهَدَّدَهُ ..

و ـ بِكذا : خَوَّفَهُ بِهِ.

ومن المجاز

وَعَدَتْ أَرضُنا ، وهيَ واعِدَةٌ ، إذا رُجِيَ خَيرُها ؛ كَأنَّها تَعِدُ بالنَّباتِ ، ورَأيْتُ شَجَرَها وَنَباتَها واعِداً.

وفَرَسٌ واعِدٌ : يَعِدُ بالجَرْيِ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى.

وسَحابٌ واعِدٌ : يَعِدُ بِالمَطَرِ.

وعامٌ واعِدٌ : يَعِدُ بالخَصْبِ.

ويومٌ واعِدٌ : يَعِدُ أَوَّلُهُ بِحَرٍّ أَو بَرْدٍ.

وأَوْعَدَ الفحلُ : هَدَرَ عندَ ما يَهِمُّ أَن يَصُولَ.

ولَهُ وَعيدٌ شديدٌ ، أي هَديرٌ.

الكتاب

( إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ) (٦) وَعْدَ الْحَقِ من إضافةِ الموصوفِ إلى صفتِهِ بتأويلِ

__________________

(١) الصّحاح ، معجم مقاييس اللَّغة ٦ : ١٢٥.

(٢) انظر اللَّسان ، والمحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٣٢٨.

(٣) آل عمران : ١٩٤.

(٤) الأنفال : ٤٢.

(٥) سبأ : ٣٠.

(٦) إبراهيم : ٢٢.


وَعَدَ الأَمرَ الحَقَّ ، وهو الوَعْدُ بالبَعْثِ والجَزاءِ على الأعمالِ ، والمَعنَى : إنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْداً حَقّاً فأَنجَزَهُ ، وَوَعَدْتُكُمْ وَعْداً باطِلاً ـ وهوَ أَن لا بَعْثَ ولا حِسابَ ـ فَأخلَفْتُكُم الوَعْدَ ، جَعَلَ خلفَ وَعْدِهِ كالإِخلافِ منهُ ؛ كأَنَّهُ كانَ قادِراً على إِنجازِهِ ، وَأنّى لَهُ ذلِكَ.

( وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) (١) أَي وَعَدْنا ، فصيغةُ المُفاعَلَةِ بمعنى الثُّلاثيِّ ، أَو هي على بابِها تَنزيلاً لقَبُولِ مُوسى بمَنزِلَةِ الوَعْدِ ، و « أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » مَفْعُولٌ ثانٍ لـ « واعَدْنا » لا ظرفٌ. وقُرِئَ : « وَعَدْنا » (٢).

( فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ ) (٣) أَي فأَخلَفتُم وَعْدَكُمْ إيَّايَ بالثَّباتِ على ما أَمَرْتُكُم بِهِ إلى أَنْ أَرجعَ من الميقاتِ ، عَلى إضافَةِ المصدرِ إلى مفعولِهِ ، وكذلكَ قولهم : « مَوْعِدَكَ » أي وَعْدَنا إيّاكَ.

الأثر

( جَمَلانِ يَصْرِفانِ وَيُوعِدان ) (٤) « يَصْرِفانِ » من الصَّريفِ ، وهوَ صَوْتُ نابِ البَعيرِ. و « يُوعِدانِ » مِنَ الوَعيدِ ، وهو هَديرُهُ إذا أَرادَ أَنْ يَصُولَ.

( وَأنا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ) (٥) أَي أَنا مُقيمٌ على ما عاهَدْتُكَ ووَعَدْتُكَ من الإيمانِ واخلاصِ الطّاعَة لكَ ، أَو على ما عَهِدْتَ إِليَّ من أَمرِكَ ومُتَنَجِّزٌ وعدك في المثوبةِ والأَجرِ عليهِ ، أَو مُقيمٌ على ما عاهَدْتَني في الأوَّل من الإقرارِ بربوبيَّتك وأَنا موقِنٌ بما وَعَدْتَ من البَعْثِ والحِسابِ ، و « ما اسْتَطَعْتُ » أَي قَدْرَ استِطاعَتي ، فَما مصدريَّةٌ ظرفيَّةٌ.

المثل

( وَعِيدُ الحُبَارَى الصَّقْرُ ) (٦) يُضْرَبُ

__________________

(١) البقرة : ٥١.

(٢) حجة القراءات : ٩٦ ، كتاب السّبعة : ١٥٥.

(٣) طه : ٨٦ ـ ٨٧.

(٤) الفائق ٢ : ٢٩٥ ، النَّهاية ٥ : ٢٠٦.

(٥) النَّهاية ٢ : ٣٢٤ ، مجمع البحرين ٣ : ١١٥.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ٣٦٥ / ٤٣٦٥.


للضَّعيفِ يَتَوَعَّدُ القَوِيَّ ، وذلك أَنَّ الحُبارَى تقف للصَّقرِ تُحارِبُهُ من شدَّةِ فَزَعِها منهُ.

( الصِّدْقُ يُنْبِئ عَنْكَ لا الوَعيدُ ) (١) أَي إنَّ الصِّدْقَ يَدْفَعُ عَنْكَ الغائِلَةَ في الحَربِ دُونَ التَّهديدِ ، وفي معناهُ : ( الضَّرْبُ يُجْلي عَنْكَ لا الوَعيدُ ) (٢) يُقالُ : أَنبَيتُهُ عن نَفسي ، أي دَفَعْتُهُ ، ويُقالُ : أَصلُهُ الهمزُ من الإنباءِ ، أَي إِنَّ الفعلَ يُخْبِرُ عن حقيقتِكَ لا القولُ.

وغد

وَغَدَهُ وَغْداً ، كَوَعَدَ : خَدَمَهُ.

والوَغْدُ ، كَفَلْسٍ : مَنْ يَخْدِمُ بطَعامِ بِطنِهِ ، واللَّئيمُ الرَّذْلُ ، والضَّئيلُ الجسمِ ، والخَفيفُ العَقلِ ، والعَبْدُ ، والصَّبِيُّ ، وسَهْمٌ من سهامٍ المَيْسِرِ لا حظَّ لَهُ. الجمعُ : أَوْغَادٌ ، ووُغْدانٌ ، والباذِنْجانُ ، وهوَ اسمٌ عَرَبِيٌّ.

ووَغُدَ الرَّجُلُ وَغادَةً ، كَضَخُمَ ضَخامَةً : صارَ وَغْداً مِنَ الأَوْغَادِ.

ووَاغَدَتِ النَّاقَةُ النَّاقَةَ مُواغَدَةً : سايَرَتها أَو بارَتها في السَّيرِ وليسَ بالسَّيرِ الشَّديدِ ، وقد تكونُ المُواغَدَةُ للنَّاقةِ الواحدةِ ؛ لأَنَّ كلَّ واحدةٍ من يديها ورجليها تُواغِدُ (٣) الأُخرى.

ومن المجاز

واغَدَهُ : فَعَلَ مثلَ فِعلِهِ.

وهُما يَتَواغَدانِ : يَتَسارَيانِ.

وفد

وَفَدَ عليهِ وإليهِ ـ كوَعَدَ ـ وَفْداً ، وَوُفُوداً ، ووِفادَةً بكسرِ الواوِ ، وقلبها همزةً نادِرٌ : وَرَدَ عليهِ وقَدِمَ من بُعْدٍ مُنْتَجِعاً أو مُسْتَرْفِداً أَو رَسولاً أَو زائِراً ، فهوَ وافِدٌ. الجمعُ : وُفَّادٌ كَعُمّالٍ ، ووُفَّدٌ كَرُكَّعٍ ، ووُفُدٌ كصُحُبٍ ، ووُفُودٌ كشُهُودٍ ، وأَوْفادٌ كَأَصْحابٍ ، وهما جمعُ وَفْدٍ أَيضاً

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٣٩٨ / ٢١١١.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٢ / ٢٢٢٧.

(٣) في النّسخ : قواعد ، والمثبت عن حاشية « ج » وهو من استظهار النّاسخ.


كَوَرْدٍ وَوُرُودٍ ووَغْدٍ وأَوْغادٍ ، وأَكثَرُ ما يُطْلَقُ الوَفْدُ على الَّذين يقدمونَ على المُلوكِ مُسْتَرْفِدينَ لهم أَو مُهَنِّئينَ لَهُمَ بفتحٍ ونَحْوِهِ.

وأَوْفَدَهُ إِيفاداً : حَمَلَهُ على أَنْ يَفِدَ ..

و ـ إِليهِ رسولاً : أَرسَلَهُ ، كوَفَّدَهُ تَوْفِيداً.

وما أَوْفَدَك علينا : ما بَعَثَكَ على الوُفُودِ علينا.

واسْتَوْفَدَهُ : طَلَبَ أَنْ يَفِدَ عليهِ.

وأَوْفَدْتُ فُلاناً (١) على المَلِكِ ، وتَوافَدْنا عليهِ : اتَّفَقْنا على الوُفُودِ عليهِ.

ومن المجاز

بَيْنَما أنا في مَضيقٍ إذْ أَوْفَدَ اللهُ عَلَيَّ بِرَجُلٍ فَأَخرَجَنِي منهُ ، أي أَورَدَهُ عليَّ وأتاحَهُ لي.

ورَأيْتُ وافِدَ الإِبِلِ والطَّيْرِ : وهو الَّذي يَتَقَدَّمُ سائِرَها في السَّيرِ والوُرُودِ.

ويقالُ لمن شابَ وهَرِمَ : غابَ وافِداهُ ، وهما النّاشِزانِ المُرْتَفِعانِ من الخَدَّينِ عندَ المَضْغِ ، فإِذا هَرِمَ الإنسانُ غابا ، قالَ الأعْشى :

رَأتْ رَجُلاً غائِبَ الوافِدَينِ

مُخْتَلِفَ الخَلْقِ أَعْشَى ضَريرا (٢)

ويُرْوَى بالقافِ.

وأَوْفَدَ في سيرِهِ : أَسرَعَ ..

و ـ الشَّيْءُ : أَشرَفَ وارتَفَعَ ؛ وسَنامٌ مُوْفَدٌ : مُرْتَفِعٌ ..

و ـ الظَّبْيُ : رَفَعَ رَأْسَهُ وَنَصَبَ أُذنيهِ ، وأَوْفَدَهُ غيرُهُ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

واسْتَوْفَدَ في قَعْدتِهِ : ارتَفَعَ وانتَصَبَ ، وَرَأَيْتُهُ مُسْتَوفِداً مُستَوْفِزاً.

وتَوَفَّدَتِ الوُعُولُ فَوْقَ الجَبَل : تَرَفَّعَتْ وتَعَلَّتْ (٣).

وعَلَوَنا وَفْدَ الرَّمْلِ ، كفَلْسٍ : وهو ذِرْوَةُ الجَبَلِ المُشْرِفِ منهُ.

__________________

(١) في أساس البلاغة : وافدت فلاناً.

(٢) ديوانه : ٨٨.

(٣) في « ش » : تعلّقت بدل : تَعَلَّتْ.


ونحنُ على أَوْفادٍ كَما يُقالُ على أَوْفازٍ وعلى أَوفاضٍ ، أَي على سَفَرٍ قد أَشخَصَنا.

ووَافِدٌ : حَيٌّ ، وابنُ سَلامَةَ ، وابنُ مُوسى الدّارِعِ ؛ مُحَدِّثانِ ، ويقالُ فيهما بالقافِ.

ويَحْيَى بنُ عبدِ الرَّحمانِ بن وافِدٍ اللُّخْميُّ : قاضي قُرْطُبَةَ.

ومُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ وافِدٍ : مُحَدِّثٌ.

وأَبو جعفرٍ محمَّدُ بنُ يحيى الوافِديُ المُحَدِّثُ نسبةٌ إلى مازِنٍ بنُ الغَضُوبَةِ الوافِدِ على رَسولِ الله 9.

والقاسِمُ بنُ يعقوب بن وافِدٍ الوافِديُ : نسبَةٌ إلى جدِّهِ.

والأَوْفادُ : قَوْمٌ.

وبَنُو وفدان : حَيٌّ.

ووَفْدَةُ ، كَهَضْبَةٍ : حِصْنٌ مِنْ حُصُونِ صَنْعاءَ اليَمَنِ.

الكتاب

( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ) (١) وافِدينَ عليهِ كما يَفِدُ الوُفُودُ على المُلوكِ مُنْتَظِرينَ للكَرامَةِ والحَباءِ عندَهُم ،

وعن أَمير المؤمنينَ عَلي 7 : ( ما يُحْشَرُونَ وَاللهِ عَلَى أَرْجُلِهِمُ وَلِكنَّهُمْ عَلَى نُوقٍ رِحالُها ذَهَبٌ وَعَلَى نَجائِبَ سُروُجُها ياقُوتٌ ) (٢).

الأثر

( الحَاجُ وَفْدُ اللهِ ) (٣) لأَنَّهم يقدمونَ عليهِ مُنْتَجِعينَ غُفرانَهُ ورحمتهُ.

( وَاجْعَلْ مُحَمَّداً 9 خَطيبَ وَفْدِ المُؤْمِنينَ إلَيْكَ ) (٤) أَي كَبيرَ الوافِدينَ عليكَ من المؤْمِنينَ والمُتَكَلِّمَ عنهُم ؛ لأَنَّ خَطيبَ الوَفْدِ على المُلوكِ هو عَقيدُهُمُ الَّذي يُخاطِبُ المَلِكَ ويُكَلِّمُهُ في حَوائِجِهِمْ.

__________________

(١) مريم : ٨٥.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٥٣ ـ ٥٤ ، مجمع البحرين ٣ : ١٦٣ بتفاوت.

(٣) الغريب للخطابي ١ : ٤٥٢ ، الفائق ١ : ٣٠١.

(٤) بحار الأنوار ٨٣ : ٨٩ / ١٢ ، مجمع البحرين ٢ : ٥١.


( حَقُّ الصَّلاةِ أنْ تَعْلَمَ أنَّها وَفادَةٌ إلَى اللهِ ) (١) أي وفُودٌ عليهِ ، شَبَّهَ الصَّلاةَ بالوَفادَةِ إليهِ سُبحانَهُ بجامِعِ القَصْدِ لَهُ وَالانقطاعِ إليهِ والإعراضِ عَمَّن سِواهُ والخضوعِ بين يديهِ كما يفعلهُ الوَافِدُ على المُلوكِ ، ومنهُ في حديثِ البيتِ : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ وَفادَتُهُ ) (٢) ، أي حَجُّهُ ، استعارَ الوفادَةَ للحَجِّ لما ذكرناهُ.

وقد

وَقَدَتِ النَّارُ ـ كَوَعَدَتْ ـ وَقْداً ، وَوَقُوداً بالضَّمِّ ويفتحُ ، ووَقيداً ، وَقِدَةً كَعِدَةٍ ، ووَقَداً كَسَبَبٍ ، ووَقَداناً كَوَرَشانٍ : سَطَعَتْ وارتَفَعَ لَهَبُها ، وأَوْقَدْتُها أَنا فَاتَّقَدَتْ ، وَاسْتَوْقَدَتْ ـ كأَحكَمتُهُ فاستَحْكَمَ ـ ووَقَّدْتُها تَوْقيداً فَتَوَقَّدَتُ ، كأَدَّبْتُهُ فَتْأدَّبَ.

واسْتَوْقَدَ ناراً : طَلَبَ وُقُودَها ، وطَلَبَها مِنْ غَيْرِهِ.

والوَقَدُ ، كَسَبَبٍ : النَّارُ نفسها ، تسميةً بالمصدرِ.

والوَقُودُ ، كصَبُورٍ : ما تُوقَدُ بِهِ النَّارُ من حَطَبٍ ونحوِهِ ، كالوَقيدِ ، والوِقادُ ككِتابٍ ، ولغةٌ في الوُقُود ـ بالضَّمِّ ـ الَّذي هو مصدرٌ ؛ قال سيبويه : سَمِعْنا من العربِ من يقولُ : وَقَدَتِ النّارُ وَقُودَاً غالِباً بالفتحِ ، ثُمَّ قالَ : والوُقُودُ بالضَّمِّ أَكثَرُ (٣).

والمَوْقِدُ ، كمَسْجِدٍ : موضعُ وُقُودِ النَّارِ.

وكمُعجَمٍ : موضعُ اتِّقادِها.

والمُسْتَوْقَدُ بفتحِ القافِ : موضعُ اسْتِيقادِها.

وزَندٌ ميقادٌ : سَريعُ الوَرْيِ.

والمِيقَدَةُ ، بالكسرِ : موضعٌ بالمَشْعَرِ الحَرامِ على قُزَحَ ، كان أَهلُ الجاهليَّةِ يُوقِدُونَ عليها النّارُ.

ومن المجاز

وَقَدَتْ نارُ الحَرْبِ ـ كَوَعَدَتْ ـ وأَوْقَدُوها.

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٦٧ / ١٦٢٦ ، مجمع البحرين ٣ : ١٦٣.

(٢) نهج البلاغة ١ : ٢١ / ١ ، مجمع البحرين ٣ : ١٦٣.

(٣) كتاب سيبويه ٤ : ٤٢.


واتَّقَدَ الجَوْهَرُ ، والذَّهَبُ : تَأَلَّقَ.

ووَقَدَ الحَصَى ، كوَعَدَ : حَمِيَ شَديداً من حَرارَةِ الشَّمسِ.

وطَبَخَتْهُمْ وَقْدَةُ الصَّيْفِ ، كهَضْبَةٍ : وهيَ أَشَدُّ حَرِّهِ ، تكونُ عشرةَ أيَّام أَو نصفَ شهرٍ.

ورَجُلٌ وَقَّادٌ ، كَعَبّاسٍ : ظَريفٌ ماضٍ في الأُمورِ نَشيطٌ.

ونَجْمٌ وَقّادٌ : مُضِيءٌ.

وقَلْبٌ وَقَّادٌ : شَديدُ الذَّكاءِ ، وهُوَ يَتَوَقَّدُ ذَكاءً وفِطْنَةً.

ويقالُ للأعمَى : هو غائِرُ الواقِدَيْنَ ، أي العَينَينِ ، ومنهُ قولُ الأعشى :

رَأتْ رَجُلاً غائِرَ الواقِدَيْن

مُخْتَلِفَ الخَلْقِ أَعْشَى ضَريراً (١)

على روايةِ القافِ.

وأَوْقَدَ للجَهلِ والصَّبوَةِ ناراً : تَرَكَهُما وارعَوى عنهما ، قالَ (٢) :

صَحَوْتَ وَأَوْقَدْتَ لِلْجَهْلِ ناراً

ورَدَّ عَلَيْكَ الصِّبَا ما اسْتَعارا

وأَصلُهُ : أنَّ العربَ في الجاهليَّةِ كانوا يُوقِدُونَ خَلْفَ المُسافِرِ الَّذي لا يُحِبُّونَ رجوعهُ ناراً ، ويقولونَ في دعائِهِم : أَبعَدَ اللهُ دارَهُ ، وأَوْقَدَ ناراً إثْرَهُ ، وكانوا إذا خرجوا إلى الأَسفارِ أَوقَدُوا ناراً بينهم وبين المنزلِ الَّذي يريدونه ، ولم يُوقِدُوها بَيْنَهُم وبَيْنَ المنزِلِ الَّذي خَرَجُوا منهُ تَفاؤُّلاً بِالرُّجوعِ إليهِ.

وواقِدُ : مَولى رَسُولِ اللهِ 9 ، واسمٌ لِعِدَّةٍ من الصَّحابَةِ وغيرهم.

وأبو واقِدٍ اللَّيْثيُّ : صَحابيٌّ مَشْهُورٌ بكنيتِهِ ومختلَفٌ في اسمِهِ ، فقيلَ الحارِثُ بنُ عَوْفٍ ، وقيلَ : عَوْفُ بنُ الحارِثِ. وقيلَ : الحارِثُ بنُ مالِكٍ.

وواقِدُ بنُ أَبي شِبْلٍ : مُحَدِّثٌ.

ومحمَّدُ بنُ عمروٍ بنِ وَاقِدٍ الواقِديُ : صاحبُ المَغازي الَّذي طَبَّقَ شرقَ البلادِ وغربها ذِكرُهُ ، نُسِبَ إلى جَدِّهِ.

__________________

(١) راجع مادة « وف د » وانظر أساس البلاغة : ٥٠٦.

(٢) بشار بن برد ، ديوانه : ١٢٠ / ١٦٠.


وأبو يَعْفُورٍ وَقْدانُ ـ كشَعْبانَ ـ العَبْديُّ الكبيرُ. وقيلَ : اسمُهُ واقِدٌ ، وسُلَيمانُ بنُ كَبيرِ بنِ وَقْدانَ الوَقْدانيُ الطُّوسيُّ : مُحَدِّثانِ.

والوَقيديَّةُ : من المَعزِ.

الكتاب

( كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً ) (١) أَي أَوْقَدَ كاستَجابَ بمعنى أجابَ ، أَو طَلَبَ وُقُودَها ، أو طَلَبَ من غيرِهِ ناراً يَسْتَضيءُ بها.

( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) (٢) بفتحِ الواوِ ، وهي ما يُوقَدُ بِهِ النَّارُ ، وقُرِئَ بضمِّها وهو مصدرٌ سُمِّيَ بالمفعولِ مبالغَةً كما يقالُ : فلانٌ فَخْرُ قَومِهِ وزَينُ بَلَدِهِ ، والمعنى : اتَّقُوا النَّارَ الممتازَةَ عن غيرِها بأَنَّها لا تَتَّقِدُ إِلاّ بالنَّاسِ والحجارَة ، أَو أَنَّها تُوقَدُ بنفسِ ما يُرادُ إِحراقُهُ وإِحماؤُهُ ، أَو بأَنَّها لإِفراطِ حَرِّها إذا اتَّصَلَتْ بما لا تشتعلُ بِهِ نارٌ اشتَعَلَتْ بِهِ وارتَفَعَ لَهَبُها.

( فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ ) (٣) أي أَجِّجِ النّارَ وأَسعِرها على الطِّينِ ، أَو افعَلِ الإيقادَ عليهِ واصنَعِ الآجُرَّ واتَّخِذْهُ ؛ لأَنَّهُ أَوِّلُ من عَمِلَ الآجُرَّ فهوَ يُعَلِّمُهُ صَنْعَتَهُ.

( وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ) (٤) يفعلونَ الإيقادَ عليهِ كائِناً في النّارِ وهو الذَّهَبُ والفِضَّةُ والحديدُ والرّصاصُ وغيرُهُ ممَّا يُذابُ بالنَّارِ.

( كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ ) (٥) كُلَّما دَبَّرُوا مَكيدَةً وخَديعَةً أَبطَلَها ، أَو كُلَّما أَرادوا حربَ أَحَدٍ غُلِبُوا ، أَو كُلَّما أَرادُوا مُحارَبَةَ الرَّسولِ 9 ورَتَّبُوا مَباديَها وأَخَذُوا أُهْبَتَها رَدَّهمُ اللهُ وَقَهَرَهُم.

__________________

(١) البقرة : ١٧.

(٢) البقرة : ٢٤.

(٣) القصص : ٣٨.

(٤) الرّعد : ١٧.

(٥) المائدة : ٦.


وكد

وَكَدَهُ ـ كَوَعَدَهُ ـ وَكْداً ، وأَوْكَدَهُ إِيكاداً ، ووَكَّدَهُ تَوْكيداً : قَوّاهُ ..

و ـ الرَّحْلَ والسَّرْجَ : شَدَّهُ ..

و ـ العَقْدَ : أَوثَقَهُ وأَبرَمَهُ ..

و ـ اليَمينَ : شَدَّدَها وَغَلَّظَها بِالعَزْمِ ..

و ـ باسمِ اللهِ تعالى وَكَلامِهِ : قَرَّرَهُ وحَقَّقَهُ وَرَفَعَ احتِمالَ خِلافِ المرادِ منهُ ، وتُبدَلُ الواو همزةً في الجميعِ غير أَنَّ الهمزَ في العَقدِ أَجوَدُ والواوَ في اليَمينِ أَحسَنُ استعمالاً ، تقولُ : إذا عَقَدتَ فَأَكِّدْ ، وإذا حَلَفْتَ فَوَكِّدْ ، على أنَّ كليهما لغتانِ فصيحتانِ مطلقاً ، وقيلَ : الواوُ أَفصحُ مطلقاً وهيَ لغةُ الحجازِ وبها جاءَ التَّنزيلُ قال تعالى : ( وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ ) تَوْكِيدِها (١) والهمزُ لغةُ أَهلِ نَجْدٍ.

وَوَكَدَ بالمكانِ كوَعَدَ وُكُوداً : أقامَ بِهِ ..

و ـ الشَّيْءَ وَكْداً : أَصابَهُ ، وقَصَدَهُ ، وَمارَسَهُ ، وأَرادَهُ ، وهَمَّ بِهِ ، وانطَلَق إليهِ.

ووَكَدَ وَكْدَ فُلانٍ : قَصَدَ قَصْدَهُ ، وجَهَدَ جَهْدَهُ ، وتَخَلَّقَ بِخُلُقِهِ ، وعَمِلَ عَمَلَهُ ، وأَغنَى غَناءَهُ ، والاسمُ : الُوكْدُ ؛ بالضَّمِّ ؛ تقول : ما زالَ ذلِكَ وُكْدي ، أَي فِعْلي وَدَأْبي.

وأَوْكَدَهُ العَمَلُ : جَهَدَهُ.

وظَلُ مُتَوَكِّداً بأَمرِ كَذا : [ قائماً ] (٢) مُسْتَعِدّاً لَهُ.

وناقَةٌ مُواكِدَةٌ : دائِبَةٌ في السَّيرِ.

والوِكادُ ، كَكِتابٍ : حَبْلٌ تُشَدُّ بِهِ البَقَرَةُ عندَ الحَلْبِ ، كالإكادِ ، وواحِدُ الوَكائِدِ ، وهيَ السُّيُورُ الَّتي يُشَدُّ بِها القَربُوسُ إلى دَفَّتَي السَّرْجِ كَشِمالٍ وَشَمائِلَ ، كالأَكائِدِ والمَياكيدِ ، والتَّآكيدِ. قالَ اللَّيثُ : ولا تُسَمَّى التَّواكيد (٣) ، وقالَ غيرُهُ (٤) : المَياكيدُ وَالتَّواكيدُ وَالتَآكيدُ واحِدٌ.

ووَكْدٌ ، كفَلْسٍ : موضعٌ بينَ مَكَّةَ والمَدينَةِ ، أَو جَبَلٌ صغيرٌ مُشرِفٌ على

__________________

(١) النّحل : ٩١.

(٢) في النّسخ : قاعداً ، صحّحناه موافقاً للمعاجم.

(٣) العين ٥ : ٣٩٥.

(٤) انظر القاموس « وكد ».


خُلاطَى بِمَكَّة.

الأثر

( قَدْ أَوْكَدَتاهُ يَداهُ ) (١) أَي قَوَّتاهُ من أَوْكَدَهُ بمعنى وَكَّدَهُ تَوْكِيداً ، أَو جَهَدَتاهُ من الوَكْدِ وهوَ العَمَلُ والجَهْدُ ، والإسنادُ إلى اليَدَيْنِ مجازيٌّ من بابِ : ( يداك أَوْكَتا وَفُوكَ نَفَخَ ) (٢) والأَلِفُ للتَّثنيةِ وليست بضميرٍ نحو : أَكَلُوني البراغيثُ ، وهي لُغَةٌ لِطَيِءٍ ، وبَيانُ مَعْناهُ في « ع م د ».

( عَلَيْها مُوكَداً ) (٣).

المصطلح

التَّوْكيدُ : يُرادُ بِهِ المُؤَكِّدُ ـ بكسرِ الكافِ ـ اطلاقاً للمصدرِ على اسمِ الفاعِلِ ، وهو تابعٌ يُقْصَدُ بِهِ كونُ متبوعِهِ باقياً على ظاهِرِهِ ، ويَنْقَسِمُ :

إلى مَعْنَويٍّ : وهو التَّابعُ الرَّافِعُ تَوَهُّمَ الإِسنادِ إلى غيرِ متبوعِهِ نحوُ : جاءَ زَيْدٌ نَفسُهُ ، أَو تَوَهُّمَ الخُصُوصِ بما ظاهِرُهُ العمومُ نحوُ : جاءَ القَومُ كُلُّهُم أَو جميعُهم.

وإِلى لَفْظيٍّ : وهو المقصودُ بِهِ التَّقويَةُ ، أَو رفعُ توهُّمِ الغلطِ أَو النِّسيانِ من المتكلِّمِ بإِعادَةِ اللَّفظِ الأَوَّلِ نحو : قد قامَتِ الصَّلاةُ ، وقامَ زَيْدٌ زَيْدٌ ، ونحوُ : ( فِجاجاً سُبُلاً ) (٤).

الحالُ المُؤَكِّدَةُ ، بكسرِ الكافِ : هي المُستَفادُ معناها ممّا قبلها كجاءَ القومُ طُرّاً ، و ( لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) (٥) وزَيْدٌ أَبوكَ عَطوفاً ، و ( أَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً ) (٦) وهي مُؤَكِّدَةٌ للعامِلِ لفظاً ومعنىً.

ولد

الوَلَدُ ، بفتحتينِ : ما وَلَدَهُ شَيءٌ ، فَعَلٌ بمعنى مَفْعُولٍ ، يطلقُ على الذَّكَر والأُنثى ،

__________________

(١) الفائق ٣ : ٤١٢ ـ ٤١٣ ، النَّهاية ٥ : ٢١٩.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٤١٤.

(٣) من شعر حميد بن ثور ، والمؤكّد : الموثّق ، انظر الفائق ٣ : ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، النَّهاية ٥ : ٢١٩.

(٤) الأنبياء : ٣١.

(٥) البقرة : ٦٠.

(٦) النّساء : ٧٩.


والصَّغيرِ والكَبيرِ ، والواحِدِ وَالمُثَنَّى والمَجْمُوعِ ، كالوُلْدِ كَقُفْلٍ ويُثلَّثُ. الجمعُ : أَوْلادٌ ، ووُلْدٌ ، كَأَسَدٍ وَأُسْدٍ ، وهي لُغَةُ قَيْسٍ ، ووِلْدَةٌ كفَتَى وفِتْيَةٍ ، وتُبدَلُ واوها همزةً فيقال : إِلْدَةٌ ، ويَقَعُ الوَلَدُ على الوَلَدِ ، ووَلَدِ الوَلَدِ ، بخلافِ المَوْلُودِ فَإنَّهُ لمن وُلِدَ منكَ.

والوالِدُ : الأبُ ، الجمعُ : والِدُونَ.

وبِهاءٍ : الأُمُّ. الجمعُ : وَالِداتٌ ، وهُما والِدانِ على التَّغليبِ.

ووَلَدَتِ المَرْأةُ ، تَلِدُ لِدَةً ـ كَعِدَةٍ ـ وَوِلادَاً (١) ، ووِلادَةً ، بكسرهمِا ويفتحانِ والكسرُ أَفصَحُ : وَضَعَتْ.

وَوَلَدَ زَيْدٌ عَمْراً ، إِذا كان والِداً له.

ووُلِدَ فُلانٌ ، بالبناءِ للمجهولِ : وَضَعَتُهُ أُمُّهُ ، فهوَ مَوْلُودٌ.

وأَوْلَدَتِ المَرأةُ والغَنَمُ إيلاداً : حانَ وِلادُها ، فهي مُولِدٌ ، من مَواليدَ ، وَمَوالِدَ.

وشاةٌ والِدٌ : حامِلٌ بَيِّنَةُ الوِلادِ.

الجمعُ : وُلَّدٌ ـ كَرُكَّعٍ ـ وَوُلاَّدٌ.

واسْتَوْلَدَ الجارِيَةَ : أَحبَلَها ، ولا تقل : أَوْلَدَها.

ووَلَّدَ غَنَمَهُ تَوْليداً : نَتَجَها (٢) ، أَو التَّوليدُ للغَنَمِ والنَّتْجُ للإبِلِ وذلكَ إذا ولِيَها حَتَّى وَضَعَتْ ، قال حَسّانُ :

إذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنادَوْا

أجَدْيٌ تَحْتَ شاتِكَ أمْ غُلامُ (٣)

يَرميهِم بأَنَّهُم يَنكحُونَ غَنَمَهُم.

ووَلَّدَتْهُ فلانَةُ تَوليداً : قَبِلَتْهُ ، فهي مُوَلِّدَتُهُ ، أي قابِلَتُهُ.

وغُلامٌ مُوَلَّدٌ ـ كَمُظَفَّرٍ ـ وجارِيَةٌ مُوَلَّدَةٌ : وُلِدا عندَ العَرَبِ ، ونَشَأ مَعَ أَولادِهِمْ ، وَتَأدَّبا بِآدابِهِم.

والوَليدُ : الصَّبيُّ. الجمعُ : ولِدْانٌ ، وَوِلْدَةٌ ، كَصِبْيانٍ وصِبْيَةٍ.

والوَليدَةُ : الصَّبِيَّةُ ، الجمعُ : وَلائِدُ.

والمَوْلِدُ ، كمَسْجِدٍ : موضعُ الوِلادَةِ ووقتها ، والمِيلادُ : وَقَتُها لا غَيْرُ.

__________________

(١) ليست في « ش » وفي « ت » و « ج » : ولادة ، والمثبت عن معاجم اللَّغة.

(٢) في « ش » : انتجها.

(٣) التّكملة للصّاغاني واللَّسان والتَّاج.


وامرَأَةٌ وَلُودٌ ، كَصَبُورٍ : تَلِدُ كثيراً.

وشاةٌ وَلُودٌ : عُرِفَ منها كثرةُ النَّتاجِ.

وتَوالَدوا : تناسلوا.

وَلِدَةُ الرَّجُل ، كعِدَةٍ : تِرْبُهُ ، والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ المَحْذُوفَةِ من أوَّلِهِ ، يستوي فيهِ المذكَّرُ والمؤَنَّثُ ، هو وهي لِدَتي. الجمعُ : لِداتٌ ، ولِدُونَ ، والتَّصغيرُ : وُلَيْدَةٌ ، ووُلَيْداتٌ ، ووُلَيْدُونَ بِردِّ الواوِ المَحْذوفَةِ ، ولا تقل : لُدَيَّةٌ ، ولا لُدَيَّاتٌ ، ولا لُدَيُّونَ ، فإِنَّهُ غلطٌ.

ومن المجاز

اتَّخَذَهُ وَلَداً : تَبنَّاهُ.

وغُلامٌ مَوْلُودٌ بَيِّنُ الولُوديَّةِ ـ كالعُبوديَّةِ وتفتحُ ـ أَي صَغيرٌ بَيِّنُ الصِّغَرِ لقُرْبِ عَهْدِهِ بالوَلادَةِ.

ورَأَيْتُ وَليداً مِن وِلْدانِ فُلانٍ ، ووَليدَةً من وَلائِدِهِ : وهما العبدُ والجاريَةُ يستوصفانِ قبلَ أن يَحْتَلِما.

وهي وَليدَةُ فُلانٍ : أَمَتُهُ وَإن أَسَنَّتْ.

ووَلَّدَ الكَلامَ والحديثَ تَوْليداً : اسْتَحْدَثَهُ.

وكَلامٌ مُوَلَّدٌ : ليس من أَصلِ لُغَتِهِم وإنَّما أَحدَثَهُ من لا يُحْتَجُّ بكلامِهِ ، وكُلُّ لفظٍ كان عربيَّ الأَصلِ فغيَّرتهُ العامَّةُ فهو مُوَلَّدٌ.

وشاعِرٌ مُوَلَّدٌ : مُحْدَثٌ ، وهو بعدَ الإسلاميِّ وهو بعدَ المُخَضْرَمِ وهو بعدَ الجاهليِّ ، وكانَ أَبو عمروِ بنُ العَلاء ، يقولُ : لقد أحسَنَ هذا المُوَلَّدُ ، يعني بذلكَ جَريراً (١).

ثُمَ المُوَلَّدُونَ طبقاتٌ أُولى وثانيةٌ على التَّدْريجِ إلى وَقْتِنا هذا.

وكتابٌ مُوَلَّدٌ : مُفْتَعَلٌ.

وبَيِّنَةٌ مُوَلَّدَةٌ : غيرُ مُحَقَّقَةٍ.

وتَوَلَّدَ الشَّيءُ من الشَّيءِ : نَشَأ منهُ وحَصَلَ بِسَبَبٍ من الأسبابِ.

وتَوَلَّدَتِ العَصَبيَّةُ فيما بينهم : حَدَثَتْ.

وفي فُلانٍ وُلُودِيَّةٌ كَعُبُودِيَّةٍ : جَفاءٌ وقِلَّةُ رِفْقٍ.

__________________

(١) العمدة لابن رشيق : ٩٠.


وأَرضُ البَلْقاءِ تَلِدُ الزَّعفرانَ : تُنبِتُهُ.

وأَبو الوَليدِ : الأَسَدُ.

وأُمُ الوَليدِ : الدِّجاجَةُ.

وأُمُ الوَلَدِ : السُّرِّيَّةُ.

وأُمَّهاتَ الأَوْلادِ : السَّراري.

والمُوَيْليدُ تَصْغيرُ مَوْلُودٍ : من ملوكِ حِمْيَرَ ، قالَ ابنُ الكَلْبِيِّ : صَغَّرُوهُ لكثرةِ بأْسِهِ وشدَّةِ هيبتِهِ.

الكتاب

( وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) (١) آدَمُ وَذُرّيَّتُهُ لكرامتِهِم على اللهِ تعالى كما قالَ ( وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ ) (٢).

أَو آدَمُ وما وَلَدَ من الأنبِياءِ والأولِياءِ والصّالِحينَ.

أَو كُلُ والِدٍ ووَلَدُهُ فَيُخَصُّ بالصَّالحينَ ؛ لأنَّ غيرهم لا حُرمَةَ لهم حتَّى يُقسِمَ بِهِم.

أَو الوالِدُ إبراهيمُ 7 والوَلَدُ مُحَمَّدٌ 9 ؛ كَأنَّهُ أَقسَمَ ببَلَدِهِ ثُمَ بوالدِهِ ثُمَّ بِهِ وعليهِ الأَكثَرُ ، وَالتَّنْكيرُ للتَّعْظيمِ كَالتَّعْبير بِـ « ما » دُونَ « مَنْ » ، لأَنَّها لِشِدَّةِ إبْهامِها يُعْدَلُ في مَوْضِعٍ يُفيدُ الإبْهامُ تَعْظيماً وتَفْخيماً إلَيْها وَنَحْوَهُ : ( وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ ) (٣).

( وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ) (٤) جمعُ وَليدٍ ، وهوَ الغُلامُ الوَصيفُ ، أَي غلمانٌ لا يَهْرَمُونَ ولا يَتَغَيَّرُونَ ولا يَمُوتُونَ. قيل : هُم أَولادُ أهلِ الدُّنيا لم تكن لهم حَسَناتٌ فيثابُوا عليها ولا سيِّئاتٌ فيعاقبوا عليها فَأُنزِلُوا هذِهِ المَنْزِلَةَ ، وهوَ مَرْوِيٌّ عن عليٍّ 7 والحَسَنِ (٥). وقيلَ : هم من خَدَمِ أَهلِ الجَنَّةِ على صُورَةِ الوِلْدانِ خُلِقُوا لِخِدْمَةِ أهلِ الجَنَّةِ ، وَعَنِ النَّبِيِّ 9 : ( أَطفالُ المُشْرِكينَ خُدّامُ أهْلِ الجَنَّةِ ) (٦).

( أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً ) (٧) أَي صَبِيّاً

__________________

(١) البلد : ٣.

(٢) الإسراء : ٧٠.

(٣) آل عمران : ٣٦.

(٤) الواقعة : ٧١ ، الإنسان : ١٩.

(٥) و (٦) الكشاف ٤ : ٤٥٩ ، وجوامع الجامع ٣ : ٤٩٢ ـ ٤٩٢.

(٧) الشعراء : ١٨.


والمعنى أَلَم تَكُن فينا صبيّاً صغيراً فَرَبَّيْناكَ.

الأثر

( في الإنْجيلِ قالَ اللهُ تَعالَى لِعيسَى 7 : أَنا وَلَّدْتُكَ ) (١) أَي رَبَّيْتُكَ فَخفَّفهُ النَّصارَى وجعلوهُ لهُ وَلَداً ، تعالى عَمّا يقولُ الظَّالمونَ عُلُوّاً كَبيراً ، وأَصلُهُ من التَّوْليدِ ، وهو تَوَلِّي أَمرِ الوَلادَةِ ، فاستُعيرَ لمُطلَقِ التَّربِيَةِ.

( وَاقِيَةً كَواقِيَةِ الوَليدِ ) (٢) أَي كَلَاءَةً وحِفظاً كما يُكلَأُ الطِّفلُ الَّذي لا يَتَّقي شَيْئاً ولا يَحْذَرُ العاطِبَ وهو يَتَعَرَّضُ لها ويَحفَظُهُ اللهُ ، أَو لأَنَّ القلمَ مرفوعٌ عنهُ فهوَ محفوظٌ من الأَنامِ ، أو هوَ مُوسى 7 تَلميحاً إلى قولهِ تعالى : ( أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا ) وَلِيداً (٣) أي كَما وَقَيْتَ مُوسى شَرَّ فرعونَ وهو في حِجرِهِ فَقِني شَرَّ قَومي وأَنا بين أَظهُرِهِم.

( الوَليدُ في الجَنَّةِ ) (٤) أَي الّذي ماتَ طِفْلاً أَوْ سِقْطاً.

( وَلَّدْتُ عامَّةَ أَهْلِ دارِنا ) (٥) بالتَّشديدِ ، أَي قَبِلْتُ المَوْلُودينَ من أُمَّهاتِهِم وكنتُ قابِلَةً لهم.

( وَلَدَني أَبُو بَكْرٍ مَرَّتَيْنِ ) (٦) بالتَّخفيفِ ، أَي كان لي والِداً من جهتينِ ، وهو من كلامِ الصَّادِقِ جعفرِ بنِ محمَّدٍ 8 وذلكَ أَنَّ أُمَّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ القاسِمِ بنِ محمَّدِ بنِ أَبي بكرٍ وأُمُّها أَسماءُ بنتُ عبدِ الرَّحمانِ بنِ أبي بكر.

( وَمِنْ شَرِّ والِدٍ وَما وَلَدَ ) (٧) أَي إِبليس والشَّياطين كذا فُسِّرَ.

( شَرَطُوا أنِّها مُوَلَّدَةٌ فَوَجَدُوها تَليدَةً ) (٨) مَرَّتَ في « ت ل د ».

__________________

(١) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٤٨٢ ، النَّهاية ٥ : ٢٢٥.

(٢) مسند أبي يعلى ٥ : ٧٦ / ٥٥٠٢ ، النَّهاية ٥ : ٢٢٤.

(٣) الشّعراء ٢ : ١٨.

(٤) النَّهاية ٥ : ٢٢٥.

(٥) الفائق ٤ : ٨٢ ، النَّهاية ٥ : ٢٢٥.

(٦) تهذيب الكمال ٥ : ٧٥ / ٩٥٠ ، وانظر بحار الأنوار ٢٩ : ٦٥١ / ٦٩.

(٧) النَّهاية ٥ : ٢٢٥ ، مجمع البحرين ٣ : ١٦٥.

(٨) الفائق ٤ : ٨١ ، والنَّهاية ٥ : ٢٢٥ ، وفيه : فوجدها.


( لا تَقْتُلْ مَوْلُوداً وَلا شَيْخاً فانِياً ) (١) أَي صغيراً سُمِّيَ بِهِ وإنْ كان الكبيرُ مَوْلُوداً أيضاً ؛ لقُربِ عهدِهِ بالولادَةِ ، كما يُقالُ : لَبَنٌ حَليبٌ ورُطَبٌ جَنيٌّ للطَّريِّ منهما.

( مَنْ وَطئ وَليدَةً فَالوَلَدُ مِنْهُ ) (٢) أَي أَمَةً ، وتُطْلَقُ على الصَّغيرةِ والكبيرَةِ.

( ما وَلَّدْتَ يا رَاعي ) (٣) بالتَّشديدِ من وَلَّدَ الشّاةَ تَوْليداً إذا وَلِيَ وَلادَتَها ، والمُحَدِّثُونَ يقولونَ : ما وَلَدَتْ ـ كَوَعَدَتْ ـ أَيِ الشّاةُ وهُوَ غَلَطٌ.

( الطّاهِرُ لِدَاتُهُ ) (٤) جمعُ لِدَةٍ كعِدَةٍ ، وهو مصدرُ وَلَدَ يعني أنَ مَوْلِدَهُ ومَوالِدَ من مَضَى من آبائِهِ كُلَّها موصوفٌ بالطُّهرِ والزَّكاءِ ، أَو بمعنى التِّرْبِ ، أَيِ الطّاهِرُ أَترابُهُ ، وهو من بابِ الكنايَةِ وأُسلُوبٌ من أَساليبهم في تَثبيتِ الصِّفةِ وتَمكينها ؛ لأنَّه إذا جُعِلَ من جماعةٍ وأَترابٍ ذَوِي طهارَةٍ فذاك أَثبَتُ لطهارتِهِ وأدَلُّ على قُدسِهِ ، ومنهُ قولهم : مِثْلُكَ لا يَبْخَلُ.

( وَلَوِ اشْتَرَى إلى الميلادِ ) (٥) قيلَ : المرادُ نتاجُ الإبِلِ. وقيلَ : أَرادَ وَقْتَ ولادَةِ عيسى 7 ؛ لأنَّهُ وُلِدَ في أَطوَلِ ليلَةٍ من السَّنَة إلاّ أَنَّ المسلمينَ لا يعرفُونَ تلكَ السَّنَةَ.

( وَلَوِ اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أنْ يُوَلِّدَها ) (٦) بالتَّشديدِ أَي يُنْتِجُها ويَلِي أَمرَها عندَ الولادَةِ.

( لا يَزالُ أَمْرُ هذِهِ الأُمَّةِ ما لَمْ يَنْظُرُوا في الوِلْدانِ ، وَالقَدَر (٧) ) (٨) أَيْ مُقارِباً قاصِداً ما لَمْ يَتَنازَعُوا الكَلامَ في أَطفالِ المُشْرِكينَ وفي القَدَرِ.

__________________

(١) المغرب ٢ : ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، وفي النَّهاية ٥ : ٢٢٥ : لا تقتل وليداً.

(٢) المغرب ٢ : ٢٦١.

(٣) النَّهاية ٥ : ٢٢٥.

(٤) الفائق ٣ : ١٥٩ ، النَّهاية ٤ : ٢٤٦.

(٥) المغرب ٢ : ٢٦١ ، وانظر المبسوط للسرخسي ١٣ : ٢٨.

(٦) المغرب ٢ : ٢٦٢ ، وانظر المبسوط للسرخسي ١٥ : ١٦٤.

(٧) في النسخ : الولد ، والمثبت عن المصادر.

(٨) غريب الحديث للخطّابي ٢ : ٤٦٥ ، الفائق ١ : ٥٨.


المصطلح

التَّوْليدُ في البَديعِ : هو أَن يورِدَ الشَّاعِرُ معنىً لغيرِهِ ويَزيدَ فيهِ زِيادَةً حسَنَةً يكونُ بها أَحَقَّ بهِ من الأَوَّلِ ، ومثالُهُ قولُ ابنِ المُعتَزِّ :

الشَّمْسُ نَمَّامَةٌ وَاللَّيْلُ قَوّادُ (١)

أَخَذَهُ أَبو الطَّيِّبِ وكساهُ من شَرَفِ الأَلفاظِ وبَراعَةِ النَّسجِ ما لا مَزيدَ عليهِ وزادَ فيهِ من حُسْنِ الطِّباقِ وملاحَةِ التَّقسيمِ ما لم يَسبِق اليهِ فقال :

أزُورُهُمْ وَسَوادُ اللَّيْلِ يَشْفَعُ لي

وأَنْثَني وَبَياضُ الصُّبْحِ يُغْرى بي (٢)

و ـ عِنْدَ البِشْريَّةِ (٣) مِنَ المُعْتَزِلَةِ ، مَعْناهُ : أَنَّهُ يَصِحُّ أَن يكونُ الإنسانُ قادِراً على أَن يَفْعَلَ في غيرِهِ لَوْناً وطعماً وَرائِحَةً وإدراكاً إذا فَعَلَ أَسبابَها.

المثل

( وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ ) (٤) الرِّواية فيهِ بضمِّ الواوِ وسكونِ اللاّمِ لُغَةٌ في الوَلَدِ بفتحتينِ ، والخِطابُ لمؤنَّثٍ ، وأَصلُهُ : أَنَّ كَبْشَةَ بنتَ عُروَةَ بنِ جعفرِ ابنِ كلابٍ تَبَنَّتْ عَقيلَ بنَ الطُّفَيْلِ بنِ مالِكِ ابنِ جعفرِ بنِ كلابٍ ، فضربتْهُ أُمُّهُ يوماً فَجاءَتها كَبْشَةُ وخاصَمَتها ، وقالتْ : ابني ، فقالتْ لَها أُمُّهُ : « وُلْدُكِ من دَمَّى عَقِبَيْكِ » ، ويُرْوَي : « ابْنُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ » ، أَي من نفستِ بِهِ فأَدمى النّفاسُ عقبيكِ فهوَ ابنُكِ لا من تَبَنَّيْتِ ، فرجعتْ كَبْشَةُ وقد ساءَها ما سَمِعَتْ ، ومثلُهُ قولهم : ( ابْنُكِ ابْنُ بُوحِكِ يَشْرَبُ مِنْ صَبُوحِكِ ) (٥) ، وتَقَدَّمَ في « ب وح ».

( هُمْ في أمْرٍ لا يُنادَى وَليدُهُ ) (٦) قالَ أَبو عُبَيدٍ : معناهُ في أَمرٍ عَظيمٍ لا يُنادَى

__________________

(١) محاضرات الادباء ٣ : ٢٥٨ ، وفي يتيمة الدّهر ١ : ١٧٠ : فالشّمس ، وصدره :

لا تلق إلاّ بليلٍ من تواصله

(٢) ديوانه : ٤٤٨ ، وانظر يتيمة الدّهر ١ : ١٧٠.

(٣) هم أصحاب أبو سهل بشر بن المعتمر ، أنظر التعريقات : ٧٠.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٣٦٣ / ٤٣٥٦.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ١٠١ / ٤٩٦.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩٠ / ٤٥١٦.


فيهِ الصِّغارُ وإنَّما يُنادى فيهِ جِلَّةُ القومِ.

وقال الفرَّاءُ : هذا مَثَلٌ تستعملُهُ العربُ إذا أَرادَت الغايَةَ في الخَيرِ والشَّرِّ.

وقالَ الكِلابيُّ : هو مثلٌ يقولُهُ القومُ إذا أَخصَبُوا وكَثُرَتْ أَموالُهُم ، فإذا قالوا : في الأَرضِ عُشْبٌ لا يُنادَى وَليدُهُ ، فمعناهُ : إن كانَ الوَليدُ في ماشِيَةٍ لم يَضُرُّهُ أَينَ صَرَفَها ؛ لأَنَّها في عُشبٍ حيثُ ذهبتْ ، فلا يُقالُ : اصرِفها إلى موضعِ كذا ، لأنَّ الأرضَ كُلَّها مُخصِبَةٌ ، وإذا قالوا : جاءَ بِطَعامٍ لا يُنادَى وَليدُهُ ، فمعناهُ : لا يُبالي كيف أُفسِدَ منهُ ولا متى أُكِلَ.

وقيلَ : أصلُهُ في الغارَةِ ، أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عن وَليدِها أَي تُناديهِ وتَضُمُّهُ ولكَّنها تهرب عنه (١).

وقيلَ : معناهُ ليس فيهِ وَليدٌ فَيُدْعى كقولِهِ (٢) : عَلَى لاحِبٍ لا يُهْتَدَى لِمَنارِهِ أَي لا مَنارَ لهُ فَيُهْتَدَى لهُ (٣).

( ما أَدْري أيُ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ؟ ) (٤) يَعنُونَ بِالرَّجُلِ آدَمَ 7. يضربُ للمجهولِ.

( إِلاَّ تَلِدْ يُولَدْ لَكَ ) (٥) يعني إَنّ الرَّجُل إذا تَزَوَّجَ امرأَةً لها أَولادٌ من غيرِهِ تَعَلَّقُوا بِهِ. يضربُ لمَنْ يُدْخِلُ نَفسَهُ فيما لا يَعنيهِ فَيُبْتَلَى.

ومد

الوَمَدُ ، والوَمَدَةُ ، بفتحتينِ فيهما : شِدَّةُ الحَرِّ أَو مع سكونِ الرِّيحِ ، أَو شِدَّةُ حرِّ اللَّيل ، أَو نَدىً يَجيءُ في صَميمِ الحَرِّ من قِبَلِ البَحرِ ، وقد وَمِدَتْ لَيلَتُنا ـ كتَعِبَ ـ

__________________

(١) في النّسخ : بهرت محبّة ، والمثبت عن المصادر.

(٢) امرئ القيس ، ديوانه : ٩٥ ، وفيه : بمناره بدل : لمناره ، وعجزه :

إذا سافَهُ العَوْدُ النُّباطيُّ جَرْجرا

(٣) انظر المثل والأقوال في أدب الكاتب : ٤٦ ، والمزهر ٢ : ١٦٧ ، وإصلاح المنطق : ٣١٧ ، ومجمع الأمثال ٢ : ٣٩٠ / ٤٥١٦ ، وجمهرة الأمثال ٢ : ٤٠٧ / ١٩١٧ ، وتهذيب اللّغة ١٤ : ١٧٧ ، والزّاهر ١ : ٣٢٢ / ٢٤٨.

(٤) المزهر ٢ : ١٧٠ ، المحكم والمحيط الأعظم ٧ : ٣٧٨.

(٥) ومجمع الأمثال ١ : ٥٦ / ٢٤٨ ، وفيه : إن لا ....


فهي وَمِدَةٌ ، ككَلِمَةٍ.

ومن المجاز

وَمِدَ عليهِ ، أَي غَضِبَ ، أَو هوَ لُغَةٌ في وَبَدَ بالموحَّدَةِ.

وهد

الوَهْدُ ، كفَلْسٍ : الأَرضُ المُطْمَئِنَّةُ المُنْخَفِضَةُ خِلافُ النَّجْدِ ، كالوَهْدَةِ ، أَو هيَ واحِدَتُهُ. الجمعُ : وِهادٌ ، وأَوْهُدٌ ، ووُهْدانٌ ، بالضَّمِّ كبَطْنٍ وَبُطْنانٍ.

وتَوَهَّدَ : تَسَفَّلَ.

وأَوْهَدُ ـ كأَوْحَدَ ـ أَو هوَ أَهْوَدُ ، أَو أَهوَنُ بالنُّونِ : يومُ الإثنينِ في لغتِهِم القديمةِ.

ومن المجاز

وَهَّدْتُ الفِراشَ ، إذا وطَّأتَهُ ، كأَنَّكَ جَعَلْتَهُ وَهْداً.

وتَوَهَّدَ المَرأَةَ : جامَعَها.

ووَهْدٌ ـ كَفَلْسٍ ـ في قولِهِ :

أَيَا أَثْلَتَيْ وَهْدٍ سَقَى هَطْلَ الحَيا

مَسيلَ الرُّبَى حَيْثُ انْحَنَى بِكُما الوَهْدُ (١)

: موضعٌ بِعَينِهِ.

يهند

وَيَهْنُدُ ، بفتحِ الواوِ والهاء وسكونِ الياءِ بينهما والنُّونِ بعدهُنَّ : اسمُ قَصَبَةِ القَنْدَهارِ على وادِي السِّندِ وهي أحَدُ الاسكَنْدَرِيّاتِ الَّتي بَناها الإسْكَنْدرُ في الأقطارِ.

فصل الهاء

هبد

الهَبيدُ ، كَصَعيدٍ : حَبُّ الحَنْظَلِ ، كالهَبْدِ ـ كَفَلْسٍ ـ والعربُ تُزيلُ مَرارَتَهُ تَغْسِلُهُ مرَّةً بعدَ أُخرى ، ثُمَّ يَرْضَخُونَهُ ويطبخونَهُ باللَّبنِ والتَّمرِ والدَّقيقِ ويأْكلونَهُ فيورِثُهم

__________________

(١) البيت لخالد مجالد الفزاري ، ديوانه ، وصدره :

أَيا دِمْنَتَي وهبٍ سَقَى خَضِلَ النَّدَى


صِحَّةً ، ومنهم من يأْكلُهُ بغيرِ طبخٍ (١).

وتَهَبَّدَ الظَّليمُ : كَسَرَ الحَنظَلَ فأَكلَ هَبيدَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ : جَناهُ وكسرهُ وطبخهُ ، كاهْتَبَدَ ، وهَبَدَ ، كَضَرَبَ.

والهَوابِدُ من النِّساءِ : اللاّتي يَجْتَنينَهُ.

وهَبُّودُ ، كَتَنُّورٍ : اسمُ فَرَسِ عَمْروِ بنِ الجَعيدِ المُرادِيِّ قتلهُ عليهِ علقمةُ بنُ سَبّاحٍ القَريعيُّ ، وأَخذهُ من تحتِهِ ، وقتلَ عَلْقَمَةَ يَوْمَ الكلابِ الثَّاني وهو فارسُهُ.

وهَبُّودٌ أَيضاً : عَيْنٌ باليمامةِ ، وجَمَعَهُ الشّاعرُ في قولِهِ :

شَرِبْنَ بِعُكّاشِ الهَبابيدِ شَرْبَةً (٢)

قالَ ابن منصورٍ : عُكّاشُ الهَبابيدِ : ماءٌ يقالُ لَهُ هَبُّود فَجَمَعَهُ بما حَولَهُ ، ومن زَعَمَ أنَ هَبُّوداً جَبَلٌ فقد أَخطَأ.

حَدَّثَ عَمْرُ بنُ كَرْكَرَةَ قال أَنشَدَني ابنُ مُناذِرٍ ، قصيدته الدَّاليَة فَلَّما بَلَغَ إلى قولِهِ :

يَقْدَحُ الدَّهْرُ في شَماريخِ رَضْوَى

ويَحُطُّ الصُّخُورَ مِنْ هَبُّودِ

قُلتُ لَهُ : أَيُّ شيءٍ هوَ هَبُّودٌ؟ فقالَ : جَبَلٌ ، فُقُلْتُ : سَخُنَتْ عينكَ ، هَبُّودٌ عَيْنٌ باليمامَةِ ماؤُها ملحُ لا يشربُ منهُ شيءٌ خَلَقَهُ الله ، وقد واللهِ خَرِئْتُ فيهِ مَرّاتٍ ، فَلَمّا كانَ بَعْدَ مُدَّةٍ وقفتُ عليهِ في مَسجِدِ البَصْرَةِ وهوَ يُنْشِدُ فَلَّما بَلَغَ هذا البيتَ أنشدَ :

ويَحُطُّ الصُّخُورَ مِنْ عَبُّودِ

فَقُلْتُ : عَبُّودٌ أَيُّ شيءٍ؟ قالَ : جَبَلٌ بالشّامِ فَعَلَّكَ يا ابنَ الزَّانيةِ خَرِئتَ فيهِ أَيضاً؟ فضحكتُ وقلتُ : ما خَرِئْتُ فيهِ ، ولا رأَيتُهُ (٣).

هجد

هَجَدَ هُجُوداً ، كَقَعَدَ : نامَ باللَّيلِ أَو

__________________

(١) ومنه حديث عمر وأمّه : « فزوَّدنا من الهبيد » النّهاية ٥ : ٢٣٩.

(٢) طفيل الغنوي ، ديوانه : ٨٣ ، وعجزه :

وكانَ لها الأحفى خليطاً تزايلُه.

(٣) انظر معجم البلدان ٥ : ٣٩١ ـ ٣٩٢ ، والتّاج.


مطلقاً ، وصَلَّى بِهِ (١) ، ضِدٌّ ، فهوَ هاجِدٌ من هُجُودٍ ، وَهُجَّدٍ ـ كَسُجُودٍ ـ ورُكَّعٍ ، وهيَ هاجِدٌ مِنْ هُجَّدٍ.

وهَجَّدَهُ تَهْجيداً : مَكَّنَهُ من النَّومِ ، ونوَّمَهُ ، وأَيقظَهُ ، ضِدٌّ ، فَتَهَجَّدَ ، ومنهُ : التَّهَجُّدُ ، لقيامِ اللّيلِ ، ولذلكَ قالَ جماعةٌ : إِنَّهُ لا يكونُ إلاَّ بعدَ النَّومِ وقالَ المبرَّدُ : هو السَّهَرُ للصِّلاةِ (٢).

ثُمَّ كَوْنُ الهُجُودِ من الأَضدادِ نَصَّ عليهِ كثيرٌ من الأَئِمَّةِ ، قال أَبو عُبَيْدَةَ (٣) وابنُ الأعرابِيِ (٤) : هذا من الأَضدادِ ، لأنّهُ يقالُ هَجَدَ الرَّجُلُ إذا نامَ ، وَهَجَدَ أَيضاً إذا صلَّى من اللَّيل.

وقال أَبو زَيْدٍ : الهاجِدُ النَّائِمُ ، والهاجِدُ المُصَلِّي باللَّيلِ (٥) كالهَجُودِ ، كَصَبُورٍ.

وقالَ الجوهريُّ : هَجَّدَ وتَهَجَّدَ أَي نام ليلاً ، وهَجَدَ وَتَهَجَّدَ أي سَهِرَ ، وهو من الأَضدادِ (٦).

وذَهَبَ آخَرونَ إلى أنَ الهُجُودَ في الأَصلِ هو النَّومُ باللَّيلِ ولكن صِيغَةُ « تَفَعَّلَ » في « تَهَحَّدَ » للتَّجَنُّبِ نحوُ : تأَثَّمَ وتَحَرَّجَ إذا تَجَنَّبَ الإثم والحَرَجَ وتَرَكَهُما ، فالتَّهَجُّدُ تركُ الهُجُودِ للصَّلاةِ وتَجَنُّبُهُ ، أَو هو مُطاوِعُ هَجَّدَهُ تَهْجيداً بمعنى أَزالَ هُجُودَهُ ، نحوُ : قَرَّدْتُ البعيرَ تَقريداً ، أَي أَزَلْتُ قُراده ؛ فكأَنَ المُتَهَجِّدَ يزيلُ الهُجُودَ عن نَفْسِهِ ويَدْفَعُهُ. والحَقُّ أَنَّهُ منَ الأَضدادِ لتساوي المُجَرَّدِ والمَزيدِ في المعنيينِ بِنَصِّ الإثباتِ.

وأَهْجَدَ البعيرُ : أَلقَى جِرانَهُ بالأَرضِ يُحاوِلُ الهُجُودَ.

وهِجِدْ هِجِدْ ، كإبِلٍ ساكنَتَي الدّالِ : زَجْرٌ للفَرَسِ ، لُغَةُ في « إجِدْ إجِدْ » والهاءُ بدلٌ من الهمزةِ نَصَّ عليهِ أَبو حَيّانَ (٧).

__________________

(١) جاء في حديث يحيى بن زكريا : « فنظر إلى متهجّدي عبَّاد بيت المقدس » النهاية ٥ : ٢٤٤. ومنه أيضاً : « كان إذا قام للتهجّد » الفائق ٤ : ٩٣.

(٢) عنه في مجمع البيان ٣ : ٤٣٣.

(٣) انظر مجازات القران ٣ : ٣٨٩.

(٤) عنه في البحر المحيط ٦ : ٦٨.

(٥) انظر المزهر ١ : ٣٩٠.

(٦) الصّحاح.

(٧) ارتشاف الضّرب ٤ : ٢٠٣٩.


الكتاب

( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً ) (١) أَي قُم بَعْضَ اللَّيلِ فَصَلِّ فيهِ ، أَو أَقِمِ الصَّلاةَ في بعضِ اللَّيل فَتَهَجَّدْ بالقرآنِ.

هدد

هَدَدْتُ الجَبَلَ والبِناءَ هَدّاً ، كقَتَلَ :

كسرتُهُ ، وهدمتُهُ هَدْماً بِشِدَّةِ صَوْتٍ ، فهوَ مَهْدُودٌ.

وهِدٌّ ـ كَضِدٍّ ـ فِعْلٌ بمعنى مفعولٍ ، كالذِّبْحِ للمَذْبُوحِ.

والهَدَّةُ ، كهَضْبَةٍ : الخسوفُ ، وصَوْتُ ما وَقَعَ من حائِطٍ أَو صخرةٍ ، أَو ما وقع من السَّماءِ كالصَّاعقةِ ، وقد هَدَّ يَهِدُّ هَديداً ، كضَجَّ يَضِجُّ ضَجيجاً ، ومنهُ : الهَادُّ ، لصوتٍ يسمعُهُ أَهلُ السَّاحِلِ من البحرِ لَهُ هَديدٌ ، أَي دَويٌّ ، ورُبَّما كانت منهُ الزّلزلةُ. وإذا سَمِعْتَ هَدَّةً قُلْتَ : سَمِعْتُ هادّاً.

والهَادَّةُ ، بِهاءٍ : الرَّعْدُ.

وسَمِعْتُ لَهُ هَدّاً ، وهَدَداً ـ بفتحهما ـ أَي صوتاً شديداً.

وهَدَّدَهُ وَتَهَدَّدَهُ : خَوَّفَهُ وأَوعَدَهُ.

وهَدَّ الفَحْلُ هَدّاً ، كَمَدَّ : هَدَرَ.

وهَدْهَدَ في هَديرهِ هَدْهَدَةً : سُمِعَ لَهُ دَويٌّ ..

و ـ الطَّائِرُ : صَوَّتَ وقَرْقَرَ ..

و ـ الرَّجُلُ الشَّيءَ : حَدَرَهُ من عُلوٍّ إلى سَفَلٍ ..

و ـ الصَّبِيُّ : حَرَّكَهُ لينامَ.

وبعيرٌ هُداهِدُ ـ بالضَّمِّ ـ وذو هَداهِدَ ، بالفتحِ : يُهَدْهِدُ في هَديرِهِ كَثيراً.

والهُدْهُدُ ، كبُلْبُلٍ : طائِرٌ معروفٌ كالهُدَهِدِ والهُداهِدُ كَعُلَبِطٍ وَعُلابِطٍ ، والحَمامُ الكَثيرُ الهَدْهَدَةِ ، وكُلُّ طائِرٍ يُهَدْهِدُ وَيُقَرقِرُ في صوتِهِ. الجمعُ : هَداهِدُ ـ كَبَلابِلٍ ـ وَهَداهيدُ ، وزعمَ بعضُ الكوفيّينَ : أَنّ هُداهِدَ كَعُلابِطَ تصغيرُ هُدْهُدٍ وأَنَّ الأَلفَ فيهِ عَلامَةُ التَّصغيرِ مكانَ الياءِ.

__________________

(١) الاسراء : ٧٩.


وسَمِعْتُ هَدْهَدَ الجِنِّ ، بالفتحِ : أَصواتَها.

وهَدادَيْكَ ـ كحَنانَيْكَ ـ أَي مَهلاً ورِفْقاً.

وفيهِ هَداهِدُ ، بالفتحِ : رِفْقٌ ولُطْفٌ ولِينُ جانِبٍ.

ومن المجاز

هَدَّتْهُ المُصيبَةُ ، وهَدَّتْ رُكْنَهُ : بَلَغَتْ منهُ وكَسَرتْهُ.

وتَهادَّ القَوْمُ ، وجاؤُوا مُتَهادَيْنَ : مُتَسائِلينَ مُتَتابِعينَ ؛ كَأنَّ بعضهم يَهُدُّ بعضاً.

ويُهَدْهَدُ إليَّ ـ بالبناءِ للمفعولِ ـ أَي يُخَيَّلُ إِلِيَّ.

والهَدُودُ ـ كَصَبُورٍ ـ من الأَرضِ : السَّهْلَةُ ..

و ـ من العَقَباتِ : الكَؤُودُ ، ومنهما الحُدُورُ.

ورَجُلٌ هَديدٌ ، كَمديدٍ : طَويلٌ.

ورَجُلُ هَدٌّ ، بالفتحِ : جَوادٌ كَريمٌ ؛ كَأَنَّه يَهُدُّ مالَهُ ويَهدِمُهُ.

وبالكسرِ : الضَّعيفُ والجبانُ والهرمُ كأَنَّه مَهْدُودٌ ، وعن الأَصمَعِيِّ فتحهُ. الجمعُ : هَدُّونَ.

وهَدِدْتَ يا رَجُلُ تَهَدُّ هَدَداً ، بكسرِ العينِ من الماضي وفتحِها من المستقبلِ : جَبُنْتَ وضَعُفْتَ ، فأَنتَ أَهَدُّ ، كلَدِدْتَ تَلَدُّ لَدَداً فأَنتَ أَلَدُّ.

وهَدَدْتَ تَهِدُّ هَدادَةً ، بفتحِ العينِ من الماضي وكسرها من المستقبلِ : صِرْتَ هِدّاً أَي جَباناً كما تقولُ : غَرِرْتَ يا رَجُلُ غَرارَةً ، أَي صِرْتَ غِرّاً ، ومنهُ : رَجُلٌ هَدادَة ـ كَحَمامَةٍ ـ أَي جَبانٌ ، والتَّاءُ للمُبالَغَةِ.

وهذا رَجُلٌ هَدَّكَ من رَجُلٍ ، وَهَدُّكَ رَجُلاً ، إذا وُصِفَ بالجَلَدِ والشِّدَّةِ ، وهو فعلٌ جامِدٌ لا يستعملُ إلاّ ماضياً ، وحَقيقَتُهُ كَسَرَكَ وَغَلَبَكَ ، ويلحقُهُ ضميرُ المؤَنَّثِ والمُثَنَّى والجمعِ ، تَقُولُ : هي امرأَةٌ هَدَّتْكَ من امرأَةٍ ، ورَجُلانٍ هَدّاكَ من رَجُلَينِ ، ورِجالٍ هَدُّوكَ من رِجالٍ ، وامرأَتانِ هَدَّتاكَ مِن امرَأَتَيْن ، ونساءٍ هَدَدْنَكَ من نِسوَةٍ.

ويستعملُ اسماً بمعنى حَسْبُ فَيُوصَفُ


بِهِ النَّكِرَةُ ولا يُثَنَّى ولا يجمعُ ولا يؤَنَّثُ فيقال : مَرَرتُ برَجلٍ هَدَّكَ من رَجُلٍ ، وبامرأَةٍ هَدَّكِ منِ امرأَةٍ ، وبرجُلَينِ هَدَّكَ من رَجُلَينِ ، وبرِجالٍ هَدَّكَ من رِجالٍ ، وهو مصدرٌ بمعنى الفاعلِ ، أَي هادُّك.

وقالَ الأصمَعِيُّ : يقالُ إنَّهُ لَهَدُّ الرَّجُلِ ، أي لَنِعمَ الرَّجُلُ إذا أَثنى بِجَلَدٍ وشِدَّةٍ ، وهوَ يُهَدُّ ـ بِالْبِناءِ لِلْمَجْهُولِ ـ إذا وُصِفَ بِذلِكَ.

وهَدْهَدَ بفتحةٍ فيكونُ زَجْراً للإبِلِ كَهَلْ هَلْ ، أَو للحِمارِ والفرسِ.

وبكسرِ الدَّال مشدّدةً : زجرٌ للحمارِ المُورَدِ ليَشرَبَ.

والهَدَّةُ ، كَبَطَّةٍ : موضعٌ بينَ مَكَّةَ والطَّائِفِ ، والنِّسبَةُ إليهِ هَدَويُ على غيرِ قِياسٍ.

وهُدَّةٌ ، كَطُرَّةٍ : جَدُّ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هُدَّةَ الهُدّيُ الفقيهِ الأصبهانيُّ.

وهَدادُ ، كَرَبابٍ : بَطنٌ من الأَزدِ ، منهم : عُقْبَةُ بنُ سِنانَ الهَدادِيُ ؛ مُحَدِّثٌ.

وهُداهدُ ، بالضَّمِّ : حَيٌّ.

والهَدْهادُ ، كدَحْداحٍ : مَلِكٌ من مُلُوكِ حِمْيَرَ ، وهو أَبو بِلْقيسَ مَلِكَةِ سَبَأٍ ، وجَدٌّ لأَحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ الهَدْهَاديُ المَرْوَزيِّ المُحَدِّثِ نُسِبَ إليهِ.

وهُدَيْدٌ ، كَزُهَيْرٍ : اسمٌ.

الكتاب

( وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا ) (١) تَسْقُطُ مَهْدودَةً ، أَو حالَ كونها تُهَدُّ هَدّاً ، أَو لأنَّها بدعائِهِم للرَّحمانِ وَلَداً فهوَ مفعولٌ لهُ.

الأثر

( أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدِّ وَالهَدَّةِ ) (٢) الهَدُّ : الهدمُ. والهَدَّةُ : الخسوفُ ، أَو صوتُ ما يَقَعُ من السَّماءِ ؛ لإزعاجِهِ النَّفْسَ.

( ثُمَ هَدَّتْ وَدَرَّتْ ) (٣) من الهَدَّةِ ، أَي رَعَدَتِ السَّحابَةُ وصَوَّتَتْ تَصْويتاً شَديداً.

قال أَبو لَهَبٍ : ( لَهَدَّ ما سَحَرَكُمْ

__________________

(١) مريم : ٩٠.

(٢) الفائق ٤ : ٩٦ ، النَّهاية ٥ : ٢٥٠.

(٣) الفائق ٣ : ٢١٦ ، النَّهاية ٥ : ٢٥٠.


صاحِبُكُمْ ) (١) يُريدُ أَشدَّ ما سَحَرَكُم من قولهم : لَهَدَّ الرَّجُلُ هو! أَي ما أجْلَدَهُ.

( جاءَ شَيْطانٌ فَحَمَلَ بلالاً فَجَعلَ يُهَدْهِدُهُ كَما يُهَدْهِدَ الصَّبيُّ ) (٢) أَي يُحَرِّكُهُ من هَدْهَدَتِ الأُمُّ ولدَها إذا حرَّكتهُ لينامَ ، قالَ ذلكَ حينَ نامَ بِلالٌ عن إيقاظِ القومِ للصَّلاةِ.

هدبد

الهُدَبِدُ ، بضمِّ الهاءِ وفتحِ الدَّالِ المهملةِ وكسرِ الموحَّدةِ : اللَّبَنُ الخائِرُ الغليظُ ، كالهُدابِدِ ، ومنهُ : الهُدَبِدُ للعَشا في العَيْنِ ، لأَنَّ سببهُ بُخاراتٌ غليظةٌ تُغَلِّظُ الرُّوحَ وتُكَدِّرُهُ فيتعطَّلُ البَصَرُ ليلاً حتَّى لا يَرَى الكواكِبَ ، ومن مذاهِبِ العربِ : أَنَّهم كانوا إذا أَصابَ أَحدهم ذلِكَ عَمَدَ إلى سنامِ وكَبِدٍ فَقَطَعَ من كُلٍّ منهما قطعة وقلاها ، وقالَ عندَ أَكلِ كُلِّ لُقمَةٍ من كُلِّ قطعةٍ بعدَ أَن يمسَحَ جَفنَهُ الأَعلى بِسَبَّابَتَيْهِ :

أَيا سَناماً وَكَبِدْ

أَلا اذْهَبا بالهُدَبِد

لَيْسَ شِفاءَ الهُدَبِدْ

إِلاَّ السَّنام وَالكِبد (٣)

فيذهب العَشا بذلك ، وقولُ الفيروزآباديِّ : الهُدَبِدُ الخَفَشُ وضَعْفُ البصرِ والعَشا لا العَمَشُ وغلط الجوهريّ ، مدخولٌ لأَنَّهُ إِذا أُطلق على ضعفِ البصرِ مطلقاً فإِطلاقُهُ على نوعٍ من أَنواعِهِ لا يكون غلطاً بل هو من بابِ إِطلاقِ الجنسِ على أَحَدٍ أَفرادِهِ ، على أَنَّ الجوهريّ لم يتفرَّد بذلك بل وافقه عليه الفارابيُّ في ديوانِ الأَدَبِ فقال : بِعَينَيْهِ هُدَبِدٌ ، أَي عَمَشٌ (٤). وقد يطلقْ الهُدَبِدُ والهُدابِدُ على الضعيفِ البصرِ نَفْسِهِ.

هرد

هَرَدَ الرَّجلُ الثَّوب هَرْداً ، كضَرَبَ : مزَّقَهُ وخَرَّقهُ وشقَّهُ ولا يكون إِلاَّ للإِفسادِ ..

__________________

(١) الفائق ٤ : ٩٦ ، النَّهاية ٥ : ٢٥٠.

(٢) الفائق ٤ : ٩٦ ، النَّهاية ٥ : ٢٥٣ ، بتفاوت يسير.

(٣) شرح نهج البلاغة لابن الحديد ١٩ : ٤١٠ وفيه : فيا بدل : أيا.

(٤) ديوان الأدب ٢ : ٥٦.


و ـ اللّحمَ : بالغَ في طبخِهِ وإِنضاجهِ حتَّى تَهَرَّأَ ، فهَرَدَ هو كقَتَلَ ، لازمٌ متعدٍّ ، وهَرَّدَهُ تَهْرِيداً : مبالغةً.

والهُرْدُ ، كقُفْلٍ : الكُركُمْ أَو أَصلُ الوَرسِ ، أَو صنفٌ منه ، معرَّب « هَلَد » كسَبَبٍ بالهنديَّةِ : وهو أُصولٌ صُفرٌ صلبةٌ كالزَّنجبيلِ يصبغُ بها كما يصبغُ بالزَّعفرانِ يجلبُ من جزائرِ الهندِ.

وهَرَدْتُ الثَّوبَ ، كقَتَلَ وضَرَبَ : صبغتُهُ به ، وهو ثوبٌ مَهْرُودٌ ، وهُرْدِيٌّ ، كتُرْكِيٍّ.

وقال أَبو عدنانَ : حدَّثني العالِمُ من أَعرابِ باهلَةَ أَنَّ الثَّوبَ يصبغُ بالوَرْسِ ثُمَّ بالزّعفرانِ فيجئُ لَوْنُهُ كلونِ الحَوْذانَةِ فذلك (١) الثَّوبُ المَهْرُودُ (٢).

وهَرَّدَ الرَّجلُ تَهْريداً : إِذا لَبِسَهُ.

والهِرْدُ ، كعِهْنٍ : النَّعامةُ ، والرَّجلُ الدَّنيُّ السَّاقِطُ.

والهُرْدِيُ ، والهُرْدِيَّةُ ، كتُرْكيٍّ وتُركيَّةٍ : قَصَباتٌ تُضَمُّ مَلويَّةً بِطاقاتٍ مِنَ الكرمِ ترسلُ عليها قُضْبانُ الكرمِ ، لغةٌ في الحَرْديِّ والحَرْدِيَّةِ بالحاءِ المهملةِ ، وقال ابنُ السكيتِ : هو الحَرْدِيُّ ولا تقل : هُرْديٌ (٣).

ورجلٌ أَهْرَدُ الشِّدْقِ : أَهْرَتُهُ.

وهَرادَهُ يُهَرِيدُهُ ـ بفتحِ الهاءِ من المستقبل ـ هَرادَةً : أَرادهُ بقلبِ الهمزة هاءً ، ونظيرُهُ هَرَاقَهُ يُهَرِيقُهُ هِرَاقَةً في أَراقَهُ يُريقُهُ.

والهِرْدَى ، كذِكْرَى : نبتٌ ، وقولُ الفيروزاباديّ : ويُمَدُّ غلطٌ لنصّهم على أَنَّ « فعلَى » بالكسرِ مِنَ الأَوزانِ المخصوصةِ بالأَلفِ المقصورةِ ولو مُدَّت لكانت مِن الأَوزانِ المشتركةِ بين الأَلفينِ.

والهَبْرَدَانُ [ الهَيْردَان ] ، كخَيْزَرَانٍ : اللِّصُّ ، واسمٌ أَو لقبٌ لرجُلٍ ، وضرب من النَّباتِ.

وهُرْدَانُ ، كعُثْمانَ : موضعٌ ، واسمُ رجُلٍ.

وهَرَدَ النَّاسُ هَرْداً ، كضَرَبَ : لغةٌ في

__________________

(١) في « ت » و « ش » : وقد ذلك.

(٢) الفائق ٤ : ١٠٠ ، تهذيب اللَّغة ٦ : ١٠٨.

(٣) عنه في المغرب ٢ : ٣٨١.


هَرَجَ ، إذا وقعوا في فتنةٍ واختلاطٍ وقتلٍ.

ومن المجاز

هَرَدَ عِرْضَهُ هَرْداً : مَزَّقَهُ كهَرَتَهُ وهَرَطَهُ ..

و ـ القصَّارُ الثَّوبَ : أَخرَقَهُ بالدَّقِّ ..

و ـ الشَّيءَ : قدَّرَ عليه.

والهَرْدَةُ ، كهَضْبَةٍ : من بلادِ أَبي بَكْرِ ابنِ كِلابٍ.

الأثر

( في مَهْرُودَتَيْنِ ) (١) أَي في حُلَّتَيْنِ مصبوغتينِ بالهُرْدِ ، أَو في شقَّتينِ أَخذاً مِنَ الهَرْدِ وهو الشَّقُّ ، والأَوَّل هو الصَّوابُ.

هرند

هَرَنْدُ ، كسَمَنْدٍ : بلدٌ بنواحي أَصبهانَ بينهما ثلاثةُ أَيَّامٍ ، منها : عمرُ بنُ عبدِ اللهِ الهَرَنْدِيُ الأَديبُ الشَّاعرُ صاحبُ كتابِ « الدُرَّةِ والصَّدفةِ » وهو فصولٌ ومقاطيعٌ ، سمِّيَ كلُّ فصلٍ صدفةً ، وكلُّ مقطوعٍ دُرَّةً.

هرمزجرد

هُرْمُزْجَردُ ، بضمِّ اوَّلهِ وثالثهِ وفتحِ الجيمِ وسكونِ الزَّاي : ناحيةٌ كانت بأَطرافِ العراقِ غزاها المسلمونَ أيَّامَ الفُتوحِ.

هرمزغند

هُرْمزغَنْدُ ، كهُرْمزجَرْدَ : قريةٌ بمَرْوَ ، منها : عبدُ الحَكَمِ بنُ مَيْسَرَةَ الهُرْمُزْغَنْديُ صاحبُ « أَحاديثِ الفتنِ ».

هسد

الهَسَدُ : الأَسدُ ، أُبدلتِ الهمزةُ هاءً.

ورجلٌ هَسَدٌ : شجاعٌ. الجمع : هِسَادٌ ، كجَبَلٍ وجِبالٍ.

هفند

هَفَنْدَى ، كسَبَنْتَى : قريةٌ قربَ الكوفةِ ماتَ بها الغَمامُ فرسُ أَبي السّرايا ، وكان

__________________

(١) الفائق ٤ : ١٠٠ ، النَّهاية ٥ : ٢٥٨.


أَدهَمَ فدفنَهُ بها ، وقال : يا أَهلَ هَفَنْدَى قد جاوركُمْ كريمٌ فأَكرموا جوارَهُ (١).

هكد

هَكَّدَ عليه تَهْكيداً : أَكَّدَ ..

و ـ على غَريمِهِ : ضَيَّقَ وشدَّدَ ، والهاء بدلٌ من الهمزةِ مثلها في هَرَاقَ وأَراقَ وهَثارَ وأَثارَ.

هلد

هَلَدهُمُ الوعكُ والمرضُ هَلْداً ، كقَتَل : أَصابَهُم وعَمَّهُم.

همد

هَمَدَتِ الأَرضُ هُمُوداً ، كقَعَدَ : طَفِئَتْ وذَهَبَ حرُّها ولم يَبْقَ منها شيءٌ ، فهي هامِدَةٌ.

ورمادٌ هَامِدٌ : متلبِّدٌ متغيِّرٌ.

ومن المجاز

هَمَدَ الثَّوبُ : بَليَ من طولِ الطَّيِّ يحسبُهُ النَّاظرُ صحيحاً فإِذا مَسَّهُ تناثَرَ من البلَى ، وهي ثيابٌ هُمَّدٌ ، كرُكَّعٌ ..

و ـ القومُ : ماتوا ، وأَهمَدَهُمُ اللهُ : أَماتَهُمْ.

وأَرضٌ هامِدَةٌ : مَيِّتَةٌ يابسةٌ قد يَبِسَ نباتُهَا وتحطَّم (٢).

ونباتٌ وشجر هَامِدٌ : يابسٌ متحطِّمٌ.

وثمرةٌ هامِدَةٌ : اسودَّت وتعفَّنت.

وهَمَدَت أَصواتُهُم : سَكَنَتْ (٣).

وكاد يَهْمُدْ من الجوعِ ، كيَقْعُد : يَهْلِكُ.

وأَهمَد إِهماداً : سَكَتَ على ما يكَرهُ ..

و ـ الأَمرَ : أَماتَهُ ..

و ـ الشَّيءَ : سكَّنهُ ..

و ـ بالمكانِ : أَقامَ وسَكَنَ ..

__________________

(١) معجم البلدان ٥ : ٤٠٨.

(٢) جاء في الكتاب : وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً الحج : ٥.

ومنه ما في نهج البلاغة ( ١ : ١٧٦ / ط ٨٧ ) : « أخرج به من هوامد الأرض ».

(٣) وعن أَمير المؤمنين 7 : « أَصواتهم هامِدَة » نهج البلاغة ٢ : ٢٤٦ / ط ٢٢١.


و ـ في السَّيرِ : أَسرع ..

و ـ في الطّعامِ : اندَفَعَ ..

و ـ القومَ : أَتى عليهم فأَهلكهم.

ومالٌ هميدٌ : مكتوبٌ في الدَّيوانِ.

وهَمَدٌ ، كسَبَبٍ : ماءٌ لبني ضَبَّةَ.

وهَمْدَانُ ، كسَلْمَانَ : ابنُ مالكِ بنِ زيدٍ ؛ أَبو قَبيلَةٍ من اليمن ، وفيهم يقول أَميرُ المؤمنينَ عليُّ بن أبي طالبٍ 7 :

لِهَمْدَانَ أَخلاقٌ ودِينٌ يَزِينُهُمْ

وَبَأسٌ إِذا لَاقوا وحُسْنُ كَلامِ

فَلَوْ كُنْتُ بَوَّاباً على بابِ جَنَّةٍ

لَقُلْتُ لِهَمْدَانَ ادْخُلُوا بِسَلَامِ (١)

وقيل : اسمُهُ أَوسَلَةُ بنُ مالكٍ فأَصابَهُ أَمرٌ أَهَمَّهُ ، فقال : هذا هَمٌّ دانٍ فَلُقِّبَ بهَمْدانَ.

هند

هَنَدَتْ فلانةُ قلبَهُ ، كضَرَبَ : ذهبت بِهِ.

وهَنَّدَتْهُ تَهْنيداً : أَورَثَتهُ عشقاً بمُغازَلَتِها ومُلاطَفَتِها ، ومنهُ اشتقاقُ هِنْدٍ ، من أَسماءِ النِّساءِ.

وهَنَّدَ الرَّجلُ صاحبَهُ تَهْنيداً : لاطَفَهُ ..

و ـ عن شَتْمِ شاتِمِه : أَمسَكَ واحتمل الشَّتمَ ..

و ـ في شتمِهِ : بالغَ ، وشتم شتماً قبيحاً ..

( و ـ في الأَمرِ : قَصَّرَ وأَبطأَ ) (٢) ومنه : ما هَنَّدَ أَن فعل كذا : ما كَذَّبَ ..

و ـ السّيفَ : شَحَذَهُ.

و ـ في صياحِهِ : حاكى صياحَ البومةِ.

وهِنْدٌ ، كعِهْنٍ : علمُ جنسٍ للمائتينِ من الإِبلِ.

وهُنَيْدَةُ ، مصغَّرةً : علمٌ للمائةِ فلا يصرف للعلميَّةِ والتّأنيثِ ولا تدخلها الأَلفُ واللامُ عند الأَكثرِ ؛ قال جريرٌ :

أَعْطَوا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثَمَانِيَةٌ (٣)

__________________

(١) ديوانه المنسوب له 7 وفيه : أقول بدل : لقلت ، وانظر الأنساب ٥ : ٦٤٧ ، وتبصير المنتبه ٤ : ١٤٦٢.

(٢) بدل ما بين القوسين في « ش » : وفي الأرض : وَاطأَ.

(٣) ديوانه : ٢٩٢ من قصيدة « هوى نجد » وعجزه :

ما في عطائهِم مَنّ ولا سَرَفُ


أَي مائةً من الإِبلِ وأَجازَهُ بعضهم ، وأَنشدَ :

ونَصْرُ بنُ دُهْمانَ الهُنَيْدَةَ عَاشَها (١)

أَي مائةً من السّنينِ ، وفَرق بعضهم بين كونها مُراداً بها المائةُ من الإِبلِ فهي كما قال الأَكثرُ ، وكونها مُراداً بها المائةُ من السّنينَ فَتَدْخُلُهَا الأَلفُ واللاّمُ للفرقِ بين المعنيينِ.

وهِنْدٌ : من أَسماءِ النِّساءِ والرِّجالِ ، ومنهم : هندُ بنُ حارثَةَ ، وابنُ أَسماءَ ، وابنُ الصّامِتِ ، وابنُ أَبي هالَةَ ؛ صحابيونَ.

وهُنَيْدَةٌ ، كجُهَيْنَةَ : ابنُ خالدٍ الخُزاعي ، مختلفٌ في صحبتِهِ ، وكانت أُمُّهُ تحت عمر بن الخطابِ.

وهَنَّادٌ ، كعَبَّاسٍ : ابنُ السُّرِّيِّ الكوفيّ ؛ حافظٌ زاهدٌ مشهورٌ ، كان يقال له : راهِبُ الكوفةِ لتعبُّدهِ.

والهِنْدُ : جيلٌ معروف من وُلْدِ حامِ بنِ نوحٍ ، الواحدُ : هِنْديٌ ، وهم هُنُودٌ ، وأَهَانِدُ ، وهَنَادِكُ.

وسيفٌ هِنْدُوَانيٌ ـ بالكسر ويضمّ اتباعاً للدَّالِ ـ منسوبٌ إِليهم.

ومُهَنَّدٌ ، كمُظَفَّرٍ : مطبوعٌ من حديدِ الهِنْدِ.

والهِنْدُمِندُ ، بكسرِ الهاءِ والميمِ وسكونِ النّونينِ : أَعظمُ أَنهارِ سجستانَ ، يزعمونَ أَنَّهُ تَنْصَبُّ إِليه مياهُ أَلِفِ نهرٍ ، فلا تَظْهِرُ فيه زيادةٌ ، ويَنْشَقُّ عنه أَلفُ نهرٍ فلا يظهرُ فيه نقصٌ.

وهِنْدُوانُ ، بالضمِّ : نهرٌ بين خورستان وأَرَّجَانَ.

وبابُ هِنْدُوانَ ، بالكسر لا بالضّمِّ ـ وغَلِطَ الفيروزاباديُّ ـ : مَحَلَّةٌ ببلخَ سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّها يَنْزِلُ فيها الغلمانُ والجواري الّذين يُجْلَبونَ من الهِنْدِ ، وإِليها ينسبُ : أَبو جعفرٍ محمَّدٌ الهِنْدُوانيُ الفقيهُ الحنفيُّ ، وكان يقال له :

__________________

(١) صدر بيت نسب إلى سلمة بن الخُرشُب الأنماريّ ، وقيل للعباس بن مرداس السّلمي ، انظر اللَّسان ( هند ) والتَّاج ( نصت ) وعجزه :

وتسعين حَوْلاً ثمّ قوِّم فانصاتا


أَبو حنيفةَ الصّغيرُ.

ودَيْرُ هِنْدٍ : موضعانِ بالحيرةِ ، وقريةٌ بدمشقَ.

وبَنُو هِنْدٍ : بطنٌ من بني شيبانَ منهم : بَشيرُ بنُ عمروٍ الهِنْدِيُ جاهليٌّ ، وإِسرائيلُ بنُ موسى الهِنْديُ المحدِّثُ بصريٌّ كان ينزلُ بلادَ الهِنْدِ فنسب إِليها.

هود

هَادَ ـ كقَالَ ـ هَوْداً ، وهِيَادَةً : مالَ ورَجَعَ من شَرٍّ إِلى خَيرٍ ومن خيرٍ إِلى شَرٍّ ، ومنه : هَادَ المذنبُ إِلى رَبِّهِ : رَجَعَ وتابَ ، كتَهَوَّد ، فهو هَائِدٌ. الجمعُ : هُودٌ ، كبازِلٍ وبُزْلٍ.

وهُدْ إِلى اللهِ : ارجِع إِليه وتُب بعد المعصيةِ ، وما أَحسَنَ قول العلاَّمةِ (١) :

يَا رَاكِبَ الذَّنْبِ هُدْ هُدْ

واسْجُدْ كأَنَّك هُدْهُد

وعابدٌ مُتَهَوِّد : تائبٌ أَو مائلٌ إِلى اللهِ وعبادتِهِ.

وهَوَّدَ في مشيهِ تَهْوِيداً : مَشَى مشياً ساكناً فاتراً ..

و ـ في كلامِهِ : نَطَقَ بسكونٍ ، كتَهَوَّدَ ..

و ـ في صَوْتِهِ : رَجَّعَ بلينٍ ..

و ـ في غنائِهِ : طَرَّبَ تطريباً وأَبطأَ فيه واستَرْخَى ..

و ـ به : أَلهَى ..

و ـ الجنُّ : تجاوبت ..

و ـ الرَّجلُ : نامَ وسَكَنَ ..

و ـ دابتَهُ : سيَّرها برفقٍ ..

و ـ الشَّرابُ الشَّاربَ : أَسكرَهُ ، أَو نفسَهُ : خَثَّرها.

وسَمِعْتُ له تَهْويداً ، وتَهْوَاداً : صَوتاً ضعيفاً ليناً.

وهَاودَهُ مُهَاوَدَةً : وادعَهُ وتاركَهُ العداوةَ.

والهَوَادَةُ ، كسَحَابَةٍ : الرِّفقُ ، واللِّينُ ، والحالَةُ يُرجَى معها السَّلامةُ بين القومِ ،

__________________

(١) الزّمخشري ، الكشاف ٢ : ١٦٥ ، وانظر الهامش رقم ٣ منه.


والمسامحةُ ، والمداهنةُ ، والموادعةُ ؛ يقال : بينهم مُهَاوَدَةٌ ، وهَوَادَةٌ.

والهَوَدُ ، كقَصَبٍ : الأَسنِمَةُ ، قال :

كُوْمٌ عليها هَوَدٌ أَنْضادُ (١)

واحدتها هَوَدَةٌ ، كقَصَبَةٍ.

وهَوَّدَ تَهْوِيداً : أَكَلَها.

وتَهَوَّدَ إِليه برحمٍ أَو حرمةٍ : مَتَّ وتَوَسَّلَ.

وأَهْوَدُ ، كأَسْوَدَ : قبيلةٌ ، واسمُ يومِ الاثنينِ في لغتهم القديمةِ ، وقيل : أَهْوَنُ بالنّونِ. وقيل : أَوْهَدُ كأَوْحَدَ.

وهُودُ بنُ شالخِ بن إِرْفَخشَدَ بنِ سامِ بنِ نوحٍ 7 : نبيُّ اللهِ المرسلُ إلى عادٍ ، وهو أَبو قحطانَ ، قال حسَّانُ :

وَمِنَّا نَبِيُّ اللهِ هُودُ بنُ شَالِخٍ (٢)

وهو عربيُّ منقولٌ من هُودٍ جمع هَائِدٍ.

والهُودُ : اليَهُودُ ، وهو إِمَّا جمع هَائِدٍ لأَنَّهم هَادُوا عن دينِ الإِسلامِ ، أَي مالوا ، أَو هَادُوا عن عبادةِ العجلِ ، وكان اسمَ مَدْحٍ ثمَّ صارَ بعد نَسْخِ شريعتهم لازماً لهم ، أَو هو منقوصٌ من يَهُودَ بحذف الياءِ ويَهُودُ منقولٌ من مضارعِ هَادَ ، أَو معرَّبُ « يَهُوذَا » بالذّالِ المعجمةِ ، وهو اسمُ أَكبر أَولادِ يعقوبَ 7 ، سُمِّيَتْ به القبيلةُ فهو عَلَمٌ لها ممنوعٌ من الصّرفِ ، فإِن جعلتَهُ جمع يَهُودِيٍ ـ كرُومٍ ورُوِميٍّ ـ جازَ إِدخالُ الأَلفِ واللاّمِ فقلت : اليَهُودُ ، ومثلُهُ المَجوسُ.

وهَادَ هَوْداً ، كقَالَ : دانَ باليَهُودِيَّةِ ، كتَهَوَّدَ.

وهَوَّدَهُ : دعاهُ إِلَيها وحوَّلهُ يَهُودِيّاً.

ودَرْبُ اليَهُودِ : محلَّةٌ ببغدادَ منها : أَبو محمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ يحيى بن البَيْعِ اليَهُودِيِ المؤَدِّبُ (٣) ، محدث كان يسكنُ بها.

__________________

(١) الصحاح ، واللَّسان ، والتَّاج من دون عزو فيها.

(٢) عزاه دعبل الخزاعي في كتابه وصايا الملوك إلى علقمة ذو جدن والبيت فيه :

أبونا نبي الله هود بن شالخٍ

فنحنُ بني هودِ النّبي المطهَّرِ

(٣) في الأنساب ٣ : ٤٢٢ ومعجم البلدان : ... يحيى المؤدب البيع اليهودي.


ويهوذا : أَخو يوسف الصدِّيقِ 7 ، وهو أَكبر أَخوتهِ بالذّالِ المعجمةَ ، وغلط الفيروزاباديّ في ذكرهِ هنا.

وأَهْوَدُ ، كأَسْوَدَ : ابنُ عياضٍ الأَزديُّ ؛ صحابيٌّ.

الكتاب

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ) (١) أَي الَّذين آمنوا بعيسى 7 قبل مَبْعَثِ محمَّدٍ 9 مع البراءةِ من أَباطيلِ اليَهُودِ والنَّصارى كقِسِّ بنِ ساعِدَةَ ، وزيدِ بن عمروٍ بنِ نُفَيْل ، وورقة بن نَوْفَلٍ ، وسلمانَ الفارسيِّ ، وأَبي ذَرٍّ الغفاريِّ ، أَو الَّذين آمنوا باللِّسانِ دونَ القلبِ ، أَو الَّذين آمنوا بمحمَّدٍ 9 حقيقةً فيما مَضَى ، والَّذين تَهَوَّدوا وكانوا على الدِّين الباطل لليهودِ والّذين كانوا على الدِّينِ الباطلِ للنّصارَى والَّذين كانوا على الدينِ الباطلِ للصّابِئِينَ كلّ مَنْ آمَنَ بعد مبعثِ محمَّدٍ 9 باللهِ وباليومِ الآخرِ وبمحمَّدٍ 9 فلهم أَجرهم.

( وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى ) (٢) أَي قالت اليَهُودُ لن يَدْخُلَ الجنَّةَ إِلاَّ مَنْ كان هُوداً ، أَو قالت [ النّصارى ] (٣) : لن يَدْخُلها إلاَّ من كان نصارى. فضَمَّ بين القولينِ ثِقَةً بأَنَّ السَّامِعَ يَرُدُّ إِلى كُلِّ فريقٍ ما قالَهُ ؛ لِما عَلِمَ من تكفيرِ كُلٍّ منهما صاحبهُ ، ومثله قولُهُ تعالى : ( وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ) (٤).

( إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ ) (٥) تُبْنا ورَجَعْنا إِليكَ أَو سَكَنَّا إِلى أَمرِكَ.

الأثر

( فَأَسْرِعِ السَّيْرَ وَلَا تَهَوَّد ) (٦) مِنَ التَّهْوِيدِ ، وهو المشيُ الرُّويدُ.

__________________

(١) البقرة : ٦٢.

(٢) البقرة : ١١١.

(٣) استظهر زيادتها ناسخ « ج ».

(٤) البقرة : ١٣٥.

(٥) الأعراف : ١٥٦.

(٦) الفائق ٤ : ٦٤ ، النَّهاية ٥ : ٢٨١.


( ولَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ هَوَادَةٌ ) (١) لِينٌ ومسامحةٌ ومداهنةٌ في أَمرِ الدّينِ ، ومثلُهُ : ( لَأَبْعَثَتَّكَ إِلى رجلٍ لا تأْخذُهُ فيكَ هَوَادَةٌ ) (٢) أَي رِفْقٌ ولينٌ.

( فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ) (٣) يعلِّمانِهِ دينَ اليَهُودِ.

المثل

( تَهْوِيدٌ عَلَى رُيُودٍ ) (٤) من هَوَّد تَهْوِيداً ، إِذا نامَ وسَكَنَ. والرُّيودُ : جمع رَيْدٍ كصَيْدٍ ، وهو الحرفُ النّاتي مِنَ الجبلِ ، ومَنْ نامَ وسَكَنَ عليه كان على غير طمأنينةٍ. يضربُ لمن شَرَعَ في أَمرٍ وخيمِ العاقبةِ.

هيد

هَادَهُ ـ كبَاعَهُ ـ هَيْداً ، وهَاداً ، وهَيَّدَهُ تَهْيِيداً : حرَّكهُ ، وأَمالَهُ ، وأَزالَهُ ، وصَرَفَهُ ، وكسرهُ ، وأَقلقَهُ ، وأَزعجَهُ ، وكَرَبَهُ ، وزجرَهُ ..

و ـ الرَّجلُ الشَّيءَ : أَصلحهُ ..

و ـ السَّقفَ : حرَّكَهُ للهدمِ.

ولا يَهِيدَنَّكَ هذا الأَمرُ : لا يَزْعَجَنَّكَ ولا تُبالِ به.

وما يَهِيدُنِي ذلك : ما يُقْلِقُني ولا يُحَرِّكُني وما أَكْتَرِثُ له ولا أُباليه ، قال يعقوبُ : ولا يُنْطَقُ بـ « يَهيد » إِلا بحرفِ جحدٍ (٥).

وهَيَّدَ في السَّيرِ تَهْيِيداً : أَسرعَ ..

و ـ عن شتمِهِ : أَمسكَ.

ويا هَيْدَ ما لكَ ـ كهَيْتَ ـ أَي ما أَمرُكَ وما شأْنُكَ؟.

وأَتاهُم فما قالوا : هَيْدَ ما لكَ؟ أَي لم يسأَلوهُ عن حالهِ ، ولم يقولوا له شيئاً.

وهَيِدَ ـ بكسر الهاءِ والدَّالِ وفتحهما بلا تنوينٍ ـ وهادِ ، بكسر الدالِ وفتحها : زجرٌ للإِبلِ عن التَّهُوِيدِ في السَّيرِ عند

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٥٥ / ٤ ، مجمع البحرين ٣ : ١٧٠ ، وفيه : عندك بدل : عنده.

(٢) الفائق ٤ : ١١٩ ، النَّهاية ٥ : ٢٨١.

(٣) غريب ابن سلاّم ١ : ٢٢١ ، الفائق ٣ : ١٢٦.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ١٤٦ / ٧٤٥.

(٥) اصلاح المنطق : ٣٧٩.


سَوْقِها ، وكُلُّها مبنيةٌ وقد تُعْرَبُ إِذا قصدَ بها اللّفظُ كقوله (١) :

حَتَّى استَقَامتْ لَهُ الآفاقُ طائِعَةً

فَما يُقالُ لهُ : هَيدُ ولَا هَادُ

أي لا يُمْنَعُ من شيءٍ ولا يُزْجَرُ عنه.

ورجلٌ هَيْدَانٌ ، كشَيْطانٍ : جبانٌ ، كأَنَّه زُجِرَ عن الإِقدامِ في الحربِ.

ورجلٌ هَيْدٌ ، كصَيْدٍ : مُضْطَرِبٌ.

وأَيَّامُ هَيْدٍ : أَيَّامُ مَوَتَانٍ كانت في الجاهليَّةِ في الدَّهرِ الأَوَّلِ ، قيل : مات فيها اثنا عشرَ أَلفاً.

وهَيْدَةٌ ، كبَيْضَةٍ : رَدْهةٌ بأَعلى المضجعِ من بلادِ أَبي بكرِ بنِ كِلابٍ ، وقال الحسنُ : هي موضعٌ قُتِلَ فيه تَوْبَةُ بنُ الحُمَيِّرِ وفيه هضبتانِ يقال لهما : بِنْتَا هَيْدَةَ (٢).

الأثر

( قِيلَ لهُ 7 في المَسْجِدِ : يا رَسُولَ الله هِدْهُ ، فَقَالَ : بَلْ عَرْشٌ كعَرْشِ مُوسَى ) (٣) أَي أَصلِحْهُ ، أَو اهدِمْهُ ثمَّ أَصلح بناءَه ؛ من هَادَ الرَّجلُ السَّقفَ إِذا حرَّكهُ للهدمِ ، ويروى ( أَلا نَهِيدُ مَسجِدَكَ يا رسولَ اللهِ ، فقالَ : بَلْ عَرِيشٌ كعَرِيشِ أَخي مُوسَى ) (٤).

( كُلُوا واشْرَبُوا ولَا يَهِيدَنَّكُمُ الطَّالِعُ المُصْعِدُ ) (٥) أَي لا يَمْنَعَنَّكم ولا يُزعِجنّكم الفجرُ المستطيلُ ـ وهو الصبحُ الكاذبُ ـ عن الأَكل والشّربِ.

( لَوْ لَقِيتُ قَاتِلَ أَبي في الحَرَمِ ما هِدْتُهُ ) (٦) أَي ما حرَّكتُهُ ولا أَزعجتُهُ.

( مَا مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ لِلَّهِ عَمَلاً إِلاَّ سَارَ في قَلْبِهِ سَوْرَتَانِ فَإِذَا كانَتِ الأُولَى مِنْهُمَا للهِ فَلا تَهِيدَنَّهُ الآخِرَةُ ) (٧) أَي لا يحرِّكنَهُ ولا يزيلنَّهُ ، والمعنى : إِذا أَرادَ بِرّاً وصَحَّتْ نِيَّتُهُ في فعلهِ فَعَرَضَ له

__________________

(١) ابن هرمة كما في العين ٤ : ٧٩ ، والصحاح.

(٢) معجم البلدان ٥ : ٤٢٢.

(٣) الفائق ٤ : ١٢٢ ، النَّهاية ٥ : ٢٨٧.

(٤) المغرب ٢ : ٢٧٨.

(٥) الغريبين ٦ : ١٩٥٥ ، النَّهاية ٥ : ٢٧٦.

(٦) الفائق ٣ : ٣٣٦ ، النَّهاية ٥ : ٢٨٧.

(٧) الفائق ٤ : ١٢٤ ، النَّهاية ٥ : ٢٨٧.


الشَّيطانُ فقال : إِنَّكَ تريد بهذا الرِّياءَ فلا يَمْنَعَنَّهُ ذلك من فعلِهِ.

( يا نَار هِيدِيهِ ولا تُؤْذِيهِ ) (١) حرِّكيهِ من غير أَنْ تُؤْذيهِ.

المثل

( الهَيْدَانُ والرَّيْدَانُ) (٢) من قولهم : رجلٌ هَيْدَانٌ ، أَي جبانٌ. ورَيْدانٌ : أَي شُجاعٌ ، وأَصلُهُ الحَرْفُ النّاتي من الجبلِ شَبَّهَ به البَطَلَ المِقدامَ. يضرب للمُقْبِلِ والمدبرِ والجبانِ والشُّجاعِ ، وقال أَبو عمرو : فلانٌ يُعْطي الهَيْدَانَ والرَّيَدَانَ [ الزَّيْدَان ] أَي من عَرَفَ ومن لا يَعْرِفُ.

فصل الياء

يبد

الأَيْبَدُ ، كأَيْهَم : ضربٌ من النَّباتِ كالشَّعيرِ زرعاً تُسَمَّن عليه الماشيةُ ، وبمعنى الشَّرارةِ من النَّارِ فارسيَّةٌ.

يدد

اليدُّ ، مشدَّدةً : لغةٌ في المُخفَّفةِ ، ومنه قولُ الخريف الأَوسيِّ الصّحابيّ (٣) :

وَمِنَّا الَّذي سَالَتْ عَلَى الخَدِّ عَيْنُهُ

فَرُدَّتْ بِكَفِّ المُصْطَفى أَيَّمَا رَدَّ (٤)

فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ لِأَحْسَنِ حَالِهَا

فَيَا لَكَ مِنْ عَيْنٍ وَيَا لَكَ مِنْ يَدِّ (٥)

يعني عَيْنَ قَتادَةَ بنِ النّعمانِ وكانت أُصيبتْ يومَ أُحُدٍ حتّى وقَعَتْ علَى وَجْنَتِهِ فردَّها 9 بكفِّهِ فكانت أَحسنَ عَيْنَيْهِ.

يرد

يَرْدُ ، بالرَّاء المهملةِ كفَلْسٍ : اسمُ أَبي إِدريسَ نبيِّ اللهِ 7 في التَّوراةِ ، ومعناهُ

__________________

(١) الكافي ٢ : ١٨٩ / ٣ ، مجمع البحرين.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٤٠٣ / ٤٥٩٥.

(٣) في نكت الهميان : ٣٨ : الخريف الأوسي.

(٤) في المصدر : أحسن بدل : أيما.

(٥) في المصدر :

فيا طيب ما عَيْنٌ ويا طِيبُ مَا يَدِّ

ويروى :

فيا حسن ما عينٌ ويا حسن ما رَدٌّ.


بالعربيه ضَبْطٌ ، ويقال : يَارَدٌ ، بفتحِ الرَّاءِ ، ومعناهُ : ضابطٌ ، وقال النَّسَّابةُ الحولانيُّ : هو بالذَّالِ المعجمةِ.

يزد

يَزْد ، كفَلْسٍ : مدينةٌ من كورِ إِصطَخْرَ بين كِرمانَ وإِصفِهانَ.

ويَزْدودُ : بلدٌ.

ويَزْدَابادُ : قريةٌ بالرَّيّ على طريق أبهَر.

ويَزْدْجِرْدُ ، بفتحِ الزَّاي وكسرِ الجيمِ : أبو بَهْرامَ الملكِ من ملوكِ الفرسِ ، وكان يقال له : يَزَدْجِرْدُ الأَثِيمِ ؛ لشدَّةِ ظلمهِ ، وبه سمِّى يَزَدْجِرْدُ سبِطُ أَنوشِيرَوانَ وهو آخِرُ مُلوكِ الفُرسِ.

يوزكند

يُوزَكَنْدُ ، بالضَّمِّ وفتحِ الزَّاي والكافِ وسكونِ النَّونِ : بلد بما وراءِ النَّهرِ ويقال فيه : أُوزَكَنْدُ.

يقد

يَاقِدُ ، بالقافِ ، كيَاسِر : قريةٌ بحَلَبَ قربَ عَزازَ كانت بها صَبِيَّةٌ تزعُمُ أَنَّ الوحيَ يأْتيها وكان أَبوها يؤْمنُ بها ويقولُ في يمينهِ : وحق بِنْتِي النَّبِيَّةِ ، وإِليها لمَّح الشّاعرُ في قوله :

بِحَياةِ زَيْنَبَ يَا ابْنَ عبْدِ الوَاحِدِ

وَبِحَقِّ كُلِّ نَبِيَّةٍ في يَاقِدِ (١)

يلد

يَلْدَا ، كسَكْرَى : قريةٌ بدمشقَ.

ويَلْدَانُ : قريةٌ أُخرى بها يُنْسَبُ إِليها غيرُ واحدٍ من الرُّواةِ أَو هما واحدٌ.

( آخِرُ باب الدَّالِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ وفَّقَ اللهُ لإتمامِهِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ (٢) لستٍ بقينَ من ذي القعدةِ الحرامِ سنةَ ١١١١ ) (٣).

__________________

(١) معجم البلدان ٥ : ٤٢٧ ، ونسبه إلى عبد الله بن محمّد بن سنان الخفاجي.

(٢) في « ج » : الخميس بدل : الجمعة.

(٣) ما بين القوسين ليس في « ش ».


بَابُ الذَّال



باب الذّال

فصل الهمزة

أبوذ

أُبُوذُ ، كسُعُودٍ : بطنٌ من الصَّدِفِ ـ ككَتِفٍ ـ وهي قبيلةٌ من حِمْيَرَ ، منهم : أَحمدُ بنُ يونسَ بنِ سَويدٍ الأُبوذيّ ، لَهُ ذِكْرٌ فِي الأَخبارِ.

أَخَذَ

أَخَذَهُ أَخْذاً ومَأْخَذاً ، كقَتَلَ : تناولَهُ ، فهو آخِذٌ.

ومن المجاز

أَخَذَتْهُ الحُمَّى : عَرَضَتْ لَهُ.

وأَخَذَهُ النَّومُ : اعتَرَاهُ ..

و ـ اللهُ : أَهلَكَهُ ..

و ـ العذابُ : حلَّ به ..

و ـ بذَنْبهِ : عاقبَهُ ، كآخَذَهُ مُؤَاخَذَةً.

و ـ على يديْهِ : مَنَعَهُ من التَّصَرُّفِ ..

و ـ بيَدِهِ : أَمسَكَ ..

و ـ بأَنْ يَفْعَلَ كَذا : حَملَهُ عَليهِ ..

و ـ برأَيهِ وقَولِهِ : عَمِلَ بِه ..

و ـ عنه : تَحَمَّلَ عِلْماً أَو رِوايةً ..

و ـ عليه حين القراءَةِ : ضَبَطَ قراءَتَهُ ..

و ـ من شَاربِهِ : قَصَّ من شَعَرِهِ شَيئاً ..

و ـ في العَمَلِ. شَرَعَ فيه ..

و ـ في طريقٍ ونحوِهِ : طَفِقَ يَمْشي فيه ..


و ـ زيداً : أَسَرَهُ ، فهوَ أَخِيذٌ.

وما هو إِلاَّ أَخَّاذٌ نَبَّاذٌ : لمن يأْخُذُ الشَّيءَ ويحوزُهُ حَريصاً عليهِ ثمَّ يَنْبِذُهُ ويتركُهُ سريعاً.

والإِخْذُ ، بالكسرِ ويفتحُ : السِّيرةُ ، والطَّريقةُ ، والشِّكلُ ، يُقَالُ : ذَهَبَ بنو فلانٍ ومن أَخَذَ إِخْذَهُمْ ، أَي سارَ سيرَتهُمْ وطريقَتَهُم ، وحكى ابن السّكيّتِ : ومن أَخَذَ إِخْذُهُم بضم الذّال (١) ، على أَنَّهُ فاعلُ أَخَذَهُ ومَفْعُولُهُ ضميرٌ محذوفٌ ، أَي ومن أَخَذَهُ إِخْذُهُم ، أَي عَرضَتْ لَهُم واستَوْلَتْ عليهم سيرَتُهُم.

ويقالُ : لو كُنْتَ مِنَّا لَأَخَذْتَ بأَخْذِنَا ، أَي بطَريقَتِنا وشِكلِنا.

واستُعْمِلَ فلانٌ على الشَّامِ وما أَخَذَ أَخْذَهُ ، أَي استُعْمِلَ عليه وعلى نواحيهِ وما يَتَّصِلُ بهِ ويكون خَرَاجُهُ كخَرَاجِهِ ، والضّميرُ عائدٌ إِلى الشَّامِ ، وتَوهَّمَ الجَوْهَريُّ أَنَّهُ عائدٌ إِلى فُلانٍ ، فَقَالَ : أَي لم يأْخُذْ ما وَجَبَ عليهِ من حُسْنِ السِّيرةِ (٢). وهو غَلَطٌ لم يُنَبِّهُ عليهِ الفيرُوزاباديُّ مع حِرصهِ على تَتَبُّعِ عثراتِهِ ، وما ذَكَرناهُ هوَ ما ذَكَرَهُ العُلَماءُ في تَفْسيرِ هذِهِ الكَلمةِ.

وهو يَأْخُذُ أَخْذَ فلانٍ ، ومَأْخَذَهُ : يَفْعَلُ فِعْلَهُ ويَسْلُكُ مَسْلَكَهُ.

والاتِّخَاذُ عِنْدَ الكوفيِّينَ (٣) : افتعالٌ من الأَخذِ إِلاَّ أَنَّهُ أُدغِمَ بَعْدَ تَلْيينِ الهمزةِ وابدالِ التَّاءِ وعندَ البصريّينَ : افتِعالٌ من تَخِذَ كتَعِبَ كالاتِّبَاعِ من تَبِعَ ، والتّاءُ فاءُ الكلمةِ وليسَ من الأَخْذِ في شيءٍ ، وهو الأَصَحُّ كما سَيَأتي في فصلِ التّاءِ.

والأُخْذَةُ كغُرْفَةٍ : الزُّبيةُ يصطادُ فيها السّبعُ ، ورُقْيَةُ السّاحرِ ، أَو هي كالسّحرِ وليست بسحرٍ ، أَو خَرَزَةٌ تَحْبِسُ بها السَّواحرُ أَزواجَهُنَّ عن غيرِهِنَّ ، وقد أَخَّذَتِ المرأَةُ زوجها تَأْخِيذاً.

وهو مُؤَخَّذٌ عن النّساءِ ، كمُظَفَّرِ :

__________________

(١) اصلاح المنطق : ٣٠.

(٢) الصّحاح.

(٣) في « ش » : النّحويين بدل : الكوفيين.


مَحْبُوسٌ عنهنَّ لا يصلُ إلى جماعِهِنَّ.

وبَادِر بِزَندكَ أُخْذَةَ النّارِ ، بالضَّمِّ أَيضاً : وهي (١) بُعَيْدَ المغربِ ، زعموا أَنَّها شرُّ يقتدحُ فيها.

والإِخَاذُ ، كإِهَابٍ : الغدرانُ أَو مصانعُ الماءِ ومستنقعاتُها تأُخُذُ ماءَ السّماءِ ، واحدتُها بهاءٍ. الجمع : أُخُذٌ ـ ككُتُبٍ ـ وتُسكَّنُ تخفيفاً ، وأَرضٌ غيرُ مملوكةٍ يَأْخُذُها الرَّجلُ فيحرزُها لنفسِهِ ويُحْيِيَها ، أَو الأَرضُ الخربةُ يدفَعُها مالكُها إِلى من يَأْخُذُها فيعْمُرُها ويستخرِجُها كالإِخَاذَةِ ، أَو هي واحدةُ الإِخَاذِ وهو اسمُ جنسٍ. الجمع : إِخَاذَاتٌ.

وإِخَاذَةُ التُّرسِ : مقبضهُ.

ومَآخِذُ الطَّيرِ والسِّباعِ : مصائِدُها.

وبعيرٌ آخِذٌ ، كقاعدٍ : أَخَذَ في السّمنِ أَو الكبَرِ.

وأَخُذَ اللّبنُ أُخُوذَةً فهو آخِذٌ ، كحَمُضَ حُمُوضَةً فهو حامضٌ زنةً ومعنىً ، وأَخَّذْتُهُ تَأْخِيذاً ، كحَمَّضْتُهُ تَحْمِيضاً.

وأَخِذَ الفصيلُ أَخَذاً ، كتَعِبَ تَعَباً : أَكثرَ من شُرْبِ اللّبنِ فَفَسَدَ بطنُهُ ..

و ـ البعيرُ : جُنَّ ..

و ـ العينُ أَخَذاً بفتحتينِ ، وأُخُذاً بضمتينِ : رَمِدَتْ ..

و ـ نظيرُهُ : سَخِرَ منه سَخَراً وسُخُراً.

ونجومُ الأُخُذِ : منازلُ القمرِ ؛ لأَنَّه يَأْخُذُ كلَّ ليلةٍ في منزلٍ منها ، أَو هي الَّتي جُعِلَتْ رجوماً للشَّياطينِ.

والإِخْذُ ، كعِهْنٍ : سمةٌ يوسمُ بها جَنْبُ البعيرِ إِذا خِيفَ به مرضٌ.

واسْتَأْخَذَ الرَّجلُ : استَسْلَمَ للأَخْذِ واستكانَ وخَضَعَ ، كاتَّخَذَ ، فهو مُؤْتَخِذٌ ..

و ـ : طأْطأَ رأْسهُ من أَلَمٍ أَو رَمَدٍ ..

و ـ الشّعرُ : طالَ ، فهو مُسْتَأْخِذٌ.

والتَّأْخَاذُ ـ بالفتحِ ـ تَفْعَالٌ من الأَخْذِ ، وهو مصدرٌ يدلُّ على الكثرةِ. تقولُ :

__________________

(١) في « ش » : هو بدل : هي.


يعجبُهُ تَأْخَاذُ المِنَحِ ، أَي كثرةُ أَخْذِهَا.

وأَبو الأَخْذِ : الباشَقُ.

وأَخَّذَ جَمَلَهُ تَأْخِيذاً : بالغ في ضبطِهِ وتقييدِهِ.

وإِئْتَخَذَ القرنانُ في الحربِ بهمزتينِ : أَخَذَ كلٌّ منهما صاحبَهُ.

الأثر

( كُنْ خَيْر آخِذٍ ) (١) من أَخَذَهُ بمعنى أَسرَهُ ، أَي خيرَ آسرٍ.

( وَإنْ أُخِذُوا عَلَى أَيْدِيهم ) (٢) أَي مَنَعُوُهُمْ عمَّا يُريدُونَ فِعلَهُ ، من أَخَذَ على يدِهِ إِذا مَنَعَهُ من التَّصرُّفِ.

ومنه : ( أَيُؤْخَذُ عليَّ؟ ) (٣) أَي أَمنَعُ من التّصرُّفِ في نفسي ومالي؟.

( ذَهَبَ يُنَاوِلُهَا فَأُخِذَ ) (٤) بالبناء للمجهُولِ ، أي اخْتَنَقَ وأُخِذَ بمجاري نَفَسِهِ.

( وأَخَذَ النَبيُّ 9 في عَقَبَةٍ أَو ثَنِيَّةٍ ) (٥). طَفِقَ يَمشي فيها.

( أَأُأَخِّذُ جَمَلِي؟ ) (٦) أَي أُقيِّدهُ ، جَعَلَتْ تَأْخِيذَ الجَمَلِ ـ وهو المُبَالَغَةُ في أَخذِهِ وضَبْطهِ ـ مجازاً عن الاحتيالِ لزوجِها بِحِيَلٍ من السِّحرِ تَمْنَعُهُ بها من غيرِها.

( مَا شَبَّهْتُ أَصحَابَ محمَّدٍ 9 إِلاَّ الإِخَاذَ تَكفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَ وتَكفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَيْنِ وتَكفِي الإِخَاذَةُ الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ ) (٧) الإِخَاذُ ـ بالكسر ـ كالغِدْرَانِ تَأْخُذُ ماءَ السّماءِ وتحبسُهُ على الشّارِبَةِ (٨) ، واحدتُها : إِخَاذَةٌ.

ومنه : ( امتلأَتِ الإِخَاذُ ) (٩) يريدُ تفاضلَهُم في العِلْم ، أَي فيهم العالمُ والعلاَّمةُ والأَعلَمُ.

( تَأْخذُ أُمَّتِي بأَخْذِ القُرونِ

__________________

(١) الغريبين ١ : ٥٣ ، النَّهاية ١ : ٢٨.

(٢) التّرغيب والتّرهيب ٣ : ٢٢٦ / ٩ ، النَّهاية ١ : ٢٨.

(٣) البخاري ٤ : ٢١٩ ، عمدة القاري ١٦ : ٧٦.

(٤) فتح الباري ٦ : ٢٧٩ ، عمدة القاري ١٥ : ٢٤٩.

(٥) البخاري ٨ : ١٠٨ بتفاوت.

(٦) الفائق ١ : ٢٨ ، النَّهاية ١ : ٢٨.

(٧) الفائق ١ : ٢٨ ، النَّهاية ١ : ٢٨.

(٨) في « ت » و « ش » : السّاربة.

(٩) الفائِق ١ : ١١٢ ، النَّهاية ١ : ٢٩.


قَبْلَهَا ) (١) بكسرِ الهمزةِ وفتحها وسكونِ الخاءِ ، وصَحَحَّهُ بعضهم بكسرِ الهمزةِ وفتحِ الخاءِ جمع إِخْذَةٍ ككِسْرَةٍ وكِسَرٍ ، والأَوَّل هو المشهورُ ، أَي يسلكونَ سبيلَهُم ويتخلَّقونَ بأَخلاقِهِم ويَفْعَلُونَ افعالَهُم.

وفي حَدِيثِ أَهلِ الجَنَّةِ : ( نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ) (٢) بفتحِ الهمزةِ والخاءِ جمع أَخْذَةٍ ، أَي حَصَّلُوا كرامةَ ربِّهم وحازُوا ما أُعطُوا منها ، أَو سلكوا طُرقَهُم إِلى درجاتِهِم وحَلُّوا مَحَالَّهُم.

أذذ

أذَّهُ أَذّاً ، كقَتَلَ : قَطَعَهُ.

وسيفٌ أَذُوذٌ : قَطَّاعٌ.

وشَفْرَةٌ أَذُوذَةٌ : قَطَّاعَةٌ ، يَسْتَوي فيه المذكَّرُ والمؤنَّثُ.

إذ

إِذ ـ بالكسرِ مبنيةٌ على السُّكونِ ـ تَرِدُ على أَوجهٍ :

أَحدها : أَن تكون اسماً للوقتِ الماضي ، وإِذا دخلتْ على المستقبلِ قَلَبَتْهُ إِلى الماضي نحوُ : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ ) (٣) ، وتلزمُها الظّرفيةُ إِلاَّ أَن يضافَ إِليها زمانٌ نحو : ( بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ ) (٤) ، والإِضافةُ إِلى جملةٍ اسميَّةٍ نحو : ( إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ ) (٥) ، أَو فعليَّةٍ خبريَّةٍ فعلُها ماضٍ أَو مضارعٌ بمعناهُ لا شرطيَّةٍ إِلاَّ في ضرورةٍ نحو : أَتَذكُر إذ إِن (٦) تَأْتِنَا نُكرِمكَ ، وقد تحذفُ الجملةُ فيعوَّضُ منها التنوين وتكسرُ الذالُ وتفتحُ نحو : وأَنت إِذٍ صحيحٌ ، و ( فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) (٧) ، وقد يحذفُ شطرُ

__________________

(١) البخاري ٩ : ١٢٦ ، فتح الباري ١٣ : ٢٥٤.

(٢) سنن التّرمذي ٥ : ٢٧ / ٣٢٥ ، مشارق الأنوار ١ : ٢١ ، وانظر النَّهاية ١ : ٢٩.

(٣) الأنفال : ٣٠.

(٤) الأعراف : ٨٩.

(٥) الأنفال : ٢٦.

(٦) في « ت » : أتذكر إن تأتنا نكرمك ، وفي « ج » و « ش » : أتذكر إذ تأتَنا نكرمك ، والصّحيح ما أثبتناه كما في همع الهوامع ١ : ٢٠٥.

(٧) الشّعراء : ٢٠.


الجملةِ فيظنُّ مَنْ لا خبرةَ له أَنَّها أُضيفت إلى المفردِ كقولهِ :

هَلْ تَذْكُرنَّ لَيَالٍ قَدْ مَضَيْنَ لَنَا

وَالعَيْشُ مُنْقَلِبٌ إِذ ذَاكَ أَفْنَانَا (١)

والتَّقديرُ : إِذ ذاك كذلكَ ، وأَجازَ الأَخفشُ والزَّجَّاجُ وجماعةٌ (٢) أَن تَقَعَ مَفعولاً به نحو : ( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً ) (٣) وإِذْ( قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ ) (٤) بتقدير « اذْكُرْ » ، وبَدلاً منه نحو : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ ) (٥) فـ ( إِذِ ) بدلُ اشتمالٍ مِنْ ( مَرْيَمَ ). والجمهورُ على أَنَّ الأَوّل ظرفٌ لمفعولٍ محذوفٍ ، أَي وَاذْكرُوا نِعْمَةَ اللهِ عليكم إِذ كنتم قليلاً ، ويؤَيِّدُه التّصريحُ به في : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً ) (٦) ، والثَّاني : ظرفٌ لمضافٍ إِلى المفعولِ محذوفٍ ، أَي واذكُر قصَّةَ مريمَ.

الثَّاني : أَنْ يكون للتّعليلِ نحوُ : ضربتُهُ إِذ أَساءَ ، والأَولَى القولُ بحرِفيتها حينئذٍ ولا داعيَ لتأْويلها بالوقتِ لتدخُلَ في حدِّ الاسمِ.

الثَّالث : أَنْ تكون اسماً للزّمانِ المستقبلِ نحو : ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) (٧) والجمهورُ على أَنَّهُ مِنْ بابِ تنزيلِ المستقبلِ الواجبِ الوقوعِ منزلةَ ما قد وقَعَ.

الرّابعُ : أَن تكون للمفاجأةِ وهي الواقعةُ بعد « بَيْنَا » و « بَيْنَما » ، كقولهِ :

فَبَيْنَمَا العُسْرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ (٨)

وهل هي حينئذ ظرفُ زمانٍ أَو مكانٍ

__________________

(١) نوادر أبي زيد : ١٨٤ وذكر ثلاث أبيات وفيه : يرجعن بدل : تذكرن ، ونسبه في الأغاني ١٠ : ٢٧٧ إلى عبد الله بن المعتز ذاكراً عجز البيت الثّاني للأوّل ، انظر سر صناعة الاعراب ، وشرح شواهد المغني ١ : ٢٤٧.

(٢) عنهم في همع الهوامع ١ : ٢٠٤.

(٣) الأعراف : ٨٦.

(٤) الحجر : ٢٨.

(٥) مريم : ١٦.

(٦) آل عمران : ١٠٣.

(٧) الزّلزلة : ٤.

(٨) نسب إلى حريث بن جبلة أو عثير بن لبيد العذري أو نويفع بن لقيط الفقعسي ، انظر اللّسان ٤ : ٢٩٣ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١ : ٢٤٤ وصدره :

استَقدِرِ الله خَيْراً وارضينَّ به


أَو حرفٌ لمعنى المفاجاةِ أَو حرفٌ مُؤَكَّدٌ أَي زائدٌ؟ أَقوالٌ.

الخامسُ : أَن تكون للتَّأْكيدِ بأَن تُحملَ على الزِّيادةِ قالَهُ أَبو عبيدةَ وتبعهُ ابنُ قتيبةَ (١) وحملا على (٢) آياتٍ منها : ( إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ ) (٣).

السَّادسُ : أَن تكون للتَّحقيقِ ك‍ « قَدْ » وحُمِلَ عليه الآيةُ المذكورةُ ، قال ابن هشامٍ : وليس القولانِ بشيءٍ (٤).

أزذ

الآزاذُ ، بمدَّةٍ بعد الهمزةِ : نوعٌ من أَجودِ التَّمرِ ، فارسيٌّ معربٌ ، وهو من النّوادرِ الَّتي جاءت بلفظِ الجمعِ للمفردِ ، قال أَبو عليٍ (٥) : إِن شئت جعلت الهمزةَ أصلاً فيكون مثل : خاتامٍ ، وإِن شئت جعلتها زائدةً فيكون مثلَ : أَفعالٍ ، وأَمَّا قول الشَّاعر :

يَسُوسُ فيها الزَّاذُ والأَعرافُ (٦)

فقال أَبو حاتمٍ : أَرادَ الآزاذَ فخففَ الوزنِ (٧).

وجابرُ بنُ أَزَذٍ المقرئُ وأُمُّ بكرِ بنتُ أَزَذٍ ـ كسَبَبٍ فيهما ـ كلاهما من تابعي الشَّامِ.

و (٨) آزاذَانُ ، بالمدِّ : قريه بِهَرَاة بها قبرُ الشَّيخِ أَبي الوليدِ أَحمدَ بن أَبي رَجَا شيخِ البهاريِّ ..

و ـ : قريةٌ بإِصبهانَ ، منها : قُتَيْبَةُ بنُ مهران المُقريءُ الآزاذَانِيُ الكبيرُ الشَّأْنِ في علم القِراءاتِ والقرآنِ ، كان يقول : قَرأَتُ القرانَ كلَّهُ على الكسائِيِّ وقرأَ عليَّ الكسائيُّ القرآنَ كلَّهُ (٩).

__________________

(١) همع الهوامع ١ : ٢٠٥ ، المغني ١ : ١١٦.

(٢) كذا في النّسخ وفي المصدرين : حملا عليه.

(٣) الحجر : ٢٨.

(٤) المغني ١ : ١١٦.

(٥) عنه في المصباح المنير : ١٣ و ٢٦٠.

(٦) كذا في النّسخ وفي المصباح المنير والجمهرة ٢ : ٧٦٦ و ٢ : ١١٢٠ و ٣ : ١٢٩٢ ، والتكّملة للصّاغاني واللّسان « عرف » وكذلك التّاج :

يغرس فيها الزّاذ والأعرافا

(٧) عنه في المصباح المنير : ١٣ و ٢٦٠.

(٨) في « ت » و « ج » : « أو » بدل : « و».

(٩) الأنساب ١ : ٦٣.


أستذ

الأُسْتَاذُ ، بالضَّمِّ ويكسرُ : الماهرُ في صنعتِهِ ، أَعجميُّ ؛ لأَنَّ السّين والذّالَ لا يجتمعانِ في كلمة عَرَبيَّةٍ ، وهمزتُهُ أَصليَّةٌ فوزنُهُ « فُعْلالٌ » لأَنَّك إِن جَعَلْتَها زائدةً لم تصادِف شيئاً من أَبنيتهم ، الجمع : أَسَاتِذَةٌ.

أصهبذ

الأَصْبَهْبُذُ ـ بفتحِ الهمزةِ وسكونِ الصّادِ المهملةِ وفتحِ الموحَّدةِ وسكونِ الهاءِ وضمِّ الموحَّدةِ أَيضاً ـ معرَّبُ « اسْبهبُد » بالسّينِ والدّالِ المهملةِ ، وهو لقبٌ لكلِّ من ملكَ طَبْرَسْتَانِ ككِسرى لمَلكِ الفرسِ وقيصرَ لملكِ الرّومِ.

وأَصْبَهْبَذَانُ : بلد في بلادِ الدّيلمِ كان يسكنُها ملك تلك النَّاحيةِ.

والأَصْبَهْبَذِيَّةُ : مدرسةٌ كانت ببغدادَ.

والدَّراهمُ الأَصْبَهْبَذِيَّةُ : نوعٌ من دراهمِ العراقِ ، وتوهَّمَ الفيروزاباديُّ أَنَّ الهمزةَ زائدةٌ في كلِّ ذلك فذكرَهُ في فصلِ الصّادِ ، وذَهَبَ عليه أَنَّ الحروفَ الزَّائدةَ الّتي تلحَقُ أَوائلَ بَناتِ الثَّلاثةِ لا تلحق بَناتِ الأَربعةِ إِلاَّ أَسماءَ الفاعلينَ والمفعولينَ والأَفعالَ المضارعةَ منها ، نحوُ : مُدَحْرِجٍ وأُدَحْرِجُ وإِذا لم تَلْحَقْ بَناتِ الأَربعةِ كانت من أَن تَلْحَقَ بناتِ الخمسةِ أَبعَدَ ، فلا يجوزُ إِذاً أَن تكون الهمزةُ زائدةً وباقي الحروفِ أُصولاً فتكون الكلمةُ من بناتِ الخمسةِ فَثَبَتَ أَنَّ الهمزةَ أَصلٌ ، وتوهُّمُ زيادتِها غلطٌ نَشَأَ من قلَّةِ المعرفةِ بعلم التَّصريفِ.

فصل الباء

بابشاذ

بابشَاذ : جَدُّ أَبي الحسنِ طاهرِ بنِ أَحمدَ بن بابشَاذ النَّحويُّ المشهورُ ، وهي كلمةٌ عجميَّةٌ تتضمَّنُ الفَرَحَ


والسّرُورَ.

بتخذ

بُتْخَذَانُ ، بالضِّم وسكونِ المثناةِ الفوقيَّةِ وفتحِ الخاءِ المعجمةِ : قريةٌ بنَسَفَ ، منها : الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ البُتْخَذَانِيُ المقرئُ.

بذذ

بَذَّهُ بَذّاً ، كمَدَّهُ : غَلَبَهُ ، وسَبَقَهُ ، وفاقَهُ ..

و ـ الرَّجُلُ ـ كتَعِبَ ـ بَذَذاً ، وبَذَاذاً ، وبَذَاذَةً ، وبَذْوذَةً : رثَّت هيئَتُهُ وساءَت حالُهُ ، وهو بَاذُّ الهيئَةِ وبَذُّهَا ، وجاءَ في هيئَةٍ وحالةٍ بَذَّةٍ ، وقد بَذِذْتُ ، كتَعِبْتُ.

وهو ظاهرُ البَذِيذَةِ ، أَي التَّقَشُّفِ.

وابْتَذَّ حقَّهُ : أَخَذَهُ.

وبَاذَّهُ مُبَاذَّةً ، وبِذاذاً : غالبَهُ ، وسابَقَهُ ، وبادَرَهُ.

والبِذَّةُ ـ بالكسرِ ـ والبَذِيذَةُ ، كسَرِيرَةٍ : النّصيبُ ، لغةٌ في الدَّالِ المهملةِ.

وهو بِذُّهُ ـ بالكسرِ ـ وبَذِيذُهُ : مثلُهُ ونظيرُهُ ، وهو لغةٌ في المهملةِ أَيضاً.

واسْتَبَذَّ بِهِ : لغةٌ في اسْتَبَدَّ.

وتَمرٌ بَذٌّ : مُنْتَثِرٌ.

والنَّاسُ في هذاذَيْكَ ، وبَذَاذَيْكَ ، كحَوَالَيْكَ : متفرِّقونَ متقطِّعونَ ههنا وههنا ، أَي يقالُ فيهم : هَذَاذَيْكَ وبَذَاذَيْكَ ، كقوله :

جَاؤُا بِمَذْقٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطْ (١)

والبَذُّ : كُورَةٌ بين أَذَربيجانَ وأَرَّانَ كان بها خروجُ بابَكَ الخرميِّ في أَيَّام المعتصِمِ ، ويقالُ لها : البَذَّان أَيضاً بالتَّثنيةِ ، قال أَبو تمَّامٍ :

كَأَنَّ بَابَكَ بالبَذَّيْنِ بَعْدَهُمُ

نُؤْيٌ أَقَامَ خِلافَ الحَيِّ أَو وَتِدُ (٢)

__________________

(١) قيل للعجّاج انظر ملحق ديوانه ٢ : ٣٠٤ ، والخزانة اللّغويه ٢ : ٩٥ / ٩٦.

(٢) معجم البلدان ١ : ٣٦٠ ، وانظر معجم ما استعجم ١ : ٢٣٥.


الأثر

( البَذَاذَةُ مِنَ الإِيمَانِ ) (١) هي رثاثَةُ الهيئَةِ ، يريدُ التّواضُعَ في اللِّباسِ ولبسَ ما لا يؤدِّي إِلى الزَّهوِ والخيلاءِ ، ومنه : ( وجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فيهِ بَذَاذَةٌ ) (٢).

( يَبُذُّ القَوْمَ ) (٣) يغلبُهُم ويسبِقُهُم مشياً.

( إذَا قَالَ بَذَّ ) (٤) أَي علا بقولِهِ القائلينَ وَسبقَهُمْ بحسنِ القولِ أَو غلبَهُم بالحجَّةِ.

برذ

بَارُوذُ ، كصَابُونٍ : قرية بفلسطينَ ، منها : أَحمدُ بنْ محمَّدٍ البَارُوذِيُ المحدِّثُ.

وكطَيْفُورٍ : قرية بالأَهوازِ.

بسذ

البُسَّذُ ، كسُكَّرٍ : البُسَّدُ.

بعذ

بَعَاذِينُ ، بالفتح : قريةٌ بحلبَ ، قال الصّنوبريُّ :

شَرِبْنَا في بَعَاذِين

عَلَىْ تِلْكَ المَيَادِين (٥)

بغدذ

بغداذ : لغةٌ في بَغْدَادَ بالمهملةِ ، قال ابنُ خالويهِ : بَغْدَادُ بالدّالِ والذّالِ (٦) ، وقال ابنُ دريدٍ : بالدّالِ وأَمَّا بالذّالِ فخطأٌ (٧). وقال البطليوسيُّ : لا يوجَدُ في كلامِ العربِ دالٌ بعدها ذالٌ إِلاَّ قليلٌ ولذلكَ أَبَى البصريُّونَ أَن يقولُوا : بغداذُ

__________________

(١) الفائق ١ : ٩٠ ، النَّهاية ١ : ١١٠.

(٢) غريب الحديث لابن قتيبة ١ : ١٨٨ / ٦١ ، الفائق ١ : ١٤٤ ، وفيهما : وجاءه.

(٣) غريب الحديث للخطّابي ١ : ٥٩٧ ، الفائق ٣ : ٣٧٦ ، النَّهاية ١ : ١١٠.

(٤) الكافي ٢ : ٢٣٧ / ٢٦ ، مجمع البحرين ٣ : ١٧٧.

(٥) معجم البلدان ١ : ٤٥٢.

(٦) عنه في المزهر ١ : ٥٤٥.

(٧) جمهرة اللّغة ٢ : ١١١٨.


بإِهمالِ الدّالِ ( الاولى ) (١) وإعجامِ الثّانيةِ ، فأَمَّا الدّاذِيُ ففارسيٌّ لَا حُجَّةَ فيهِ (٢).

بوذ

باذَ بَوْذاً ، كقَالَ : افتَقَرَ ، وخَضَعَ ، وتواضَعَ ..

و ـ على النّاسِ : اعتَدَى عليهم.

وبَاذ : جَدٌّ لعليٍّ بنِ عبدِ الملكِ الحفصيِّ.

وابنُ بُوذَوَيْهِ ، بالضمِّ : راوٍ.

بهمذ

بُهَامَذُ ، بالضمِّ : لقبٌ لبعضِ أَجدادِ أَبي الفضلِ محمَّدٍ بنِ منصورٍ الحنفيِّ من بني حنيفةَ المعروفِ بإِبنِ بُهَامَذ ، رَوَى عنه جماعةٌ ، وكان يميل إِلى الاعتزال.

فصل التّاء

تبذ

تَوْباذ بالفتحِ : جبلٌ بنَجْدٍ.

وتَايَابَاذُ ، بالمثنَّاةِ التَّحتيَّةِ بعد الأَلف الأُولى والموحَّدةِ بعد الأَلف الثّانيةِ : قريةٌ ببوشَنْجَ ، منها : أَبو العلاءِ إِبراهيمُ بنُ محمَّدٍ التَّايَابَاذِيُ فقيهُ الكرامِيَّةِ ومقدَّمُهُم.

تخذ

تَخَذَهُ تَخْذاً ، كجَهَلَهُ : أَخَذَهُ .. (٣)

و ـ مالاً : كسبَهُ ..

و ـ فُلاناً خليلاً : جعلَهُ ، كاتَّخَذَهُ في الجميعِ ، وهو « افْتِعَالٌ » منه.

قال البصريُّونَ (٤) : التَّاءُ في تَخِذَ

__________________

(١) عن حاشية « ج » والمصدر.

(٢) عنه في المزهر ١ : ٢٧٢.

(٣) ومنه ما ورد في حديث موسى والخضر 8 : « قال : لو شئت لتَخْذت عليه أجراً » النَّهاية ١ : ١٨٣.

(٤) انظر تفسير أبي السّعود ٥ : ٢٣٧.


أَصلٌ كما في تَبِعَ واتَّخَذَ « افْتَعَلَ » منه كاتَّبَعَ من تَبِعَ وليسَ من الأَخْذِ في شيءٍ.

وقالَ أَبو عليٍّ : ليس تَخِذَ من أَخَذَ لأَنَّ الهمزةَ لا تُبْدَلُ من التَّاءِ ولا التَّاءُ منها (١).

وقال الكوفيُّونَ (٢) : هو « افْتِعَالٌ » مِنَ الأَخْذِ إِلاَّ أَنَّهُ أُدغِمَ بعد تَلْيينِ الهمزة وإِبدالها تاءً ثُمَّ لمَّا كَثُرَ استعمالُهُ على لفظِ الافتِعالِ توهَّموا أَنَّ التَّاءَ أَصليَّةٌ فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ فقالوا : تَخِذَ يَتخذُ.

واستَخَذَ فلانٌ أَرضاً : اتَّخَذَها ، على إِبدالِ إِحدَى التَّائينِ سيناً ، أَو أَصلُهُ : استَتْخَذَ ، « استِفعالٌ » من تَخِذَ كاستَتْبَعَ من تَبِعَ فحذفت إِحدى التَّائينِ تخفيفاً كما قالوا : ظَلْتُ من ظَلِلْتُ.

ترذ

تَارُوذ ، كنَامُوسٍ : سبعُ قرىً بين جبلينِ من جبالِ طوسٍ.

ترغبذ

تُروغْبَذ ، بالضَّمِّ وسكونِ الواوِ والغينِ المعجمةِ وفتح الموحَّدةِ : قرية بطوس ، منها : النّعمانُ بنُ محمَّدٍ الطّوسيُ التُّروغْبَذِيُ ، محدِّثٌ.

ترمذ

تِرْمِذُ ، كزِبِرْجٍ أَو عُصْفُرٍ أَو نَرْجِسٍ بكلٍّ قال قومٌ : مدينةٌ قديمةٌ من أُمَّهاتِ المدنِ على طرفِ نهرِ بَلْخ الَّذي يقال له : جَيحونُ من جانِبِهِ الشَّرقيِّ ، ينسبُ إِليه جماعةٌ من مشاهيرِ العلماءِ ، أَشهرُهُم : أَبو عيسى محمَّدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرَةَ السَّلَمِيُّ الضَّريرُ صاحبُ الجامِعِ ، وهو تلميذ محمَّدٍ بنِ إِسماعيلَ البُخاريِّ صاحبُ الصّحيحِ.

__________________

(١) انظر مجمع البيان ١ : ١٠٨.

(٢) انظر الصّحاح.


ترناوذ

تُرْنَاوَذُ ، بالضمِّ وسكونِ الرَّاءِ وفتحِ الواوِ : قريةٌ ببُخارَى ، منها : أَحمدُ بنُ عيسى المؤَدِّبُ التُّرْناوَذِيُ المحدّث.

تلميذ

التِّلِميذُ ، كقِطْمِيرٍ : الخادمُ ، وغلام الصَّانع ، ومتعلِّم الصَّنعةِ ، وإِهمال الدَّالِ لُغةٌ فيه ، ووزنه « فِعْليل » لا « تفعيل » إذ ليس في كلام العرب « تِفعيل » بالكسرِ إلاّ ما كان أَصلهُ الفتح ثم اتبع ك‍ « تِنْبيت » و « تِرْعِيب ». الجمع : تَلَامِيذ ، وتحذَف ذاله في الشِّعرِ قال (١) :

كالحَمَالِيجِ بأَيدي التَّلَامي

فيمن رواه بفتح التَّاء وإِثبات الياء ، قال أَبو علي : وهو من قبيح الضّروره.

واشتهرَ اطلاق التِّلميذ والتَّلاميذ على طلبةِ العلمِ ؛ لأَنَّهم غلمان مشايخهم والأَصل فيه غلمان الصُّنَّاع ؛ قال لبيّد :

فالماء يَجلوا مُتُونَهُنَّ كما

يَجْلُو التَّلَامِيذُ لُؤْلُؤاً قَشِبا (٢)

وأَما قول أُمية بن الصَّلت :

صاغَ السَّماء فلم يَحْفَضْ مَواضِعَها

لم يَنْتَقِص علمهُ جَهْلٌ ولا هِرَمُ

لا كشفت مرة عنّا ولا بليت

فيها تلاميذ في أَقفائها دغم (٤)

وقوله (٥) :

وبها تلاميذ على قُذُفاتِها

حُبِسُوا قياما فالفرائصُ تَرْعَدُ

فإِنَّما أَراد الخدم يعني الملائكة.

وتَلْمَذَهُ تَلْمَذَة ، كدَحْرَجَه دَحْرَجَةً : خَدَمَهُ واستخدمَهُ ، فهو مُتَلْمِذٌ ومُتَلْمَذٌ ،

__________________

(١) وهو الطّرماح ديوانه : ٣٣٩ ، وفيه : التّلامْ ، وما في المتن موافق للّسان « تلم » والتّاج « تلم ».

(٢) اللَّسان « قشب » والتَّاج « قشب ».

(٣) و (٤) نقلها جواد علي في المفصل ( ٨ : ٧٢٩ ) عن رسالة التّلميذ للبغدادي ص ٢٢٢ ، وفيه : أقفائهم بدل : أقفائها.

(٥) أُميه ابن الصّلت ، ديوانه : ٢٨ ، وفيه : فيها بدل : وبها ، وانظر المفصل لجواد علي ٩ : ٧٥٧.


بكسرِ الميم وفتحها ؛ قال أُمية بن الصّلت :

فَمَضَى وءَصْعَدَ واسْتَبَدَّ إِقامةً

بِأُولى قُوىً فَمُبْتلٌّ ومُتَلْمَد (١)

يروى بفتح الميمِ وكسرها ، يعني : بأُولي قوىً : الملائكةَ. والمُبتلُ : المفرد. والمُتَلْمِذُ ، بكسر الميم : الخادم ، وبفتحها : المستخدمُ. والرّواية فيه بإِهمالِ الدَّالِ لغةٌ في الذَّالِ لأَنَّ القصيدة دالية.

وما اشتهَرَ من قول النَّاس : تَلَمَّذَ له بتشديد الميم خطأ منشؤُهُ توهمُهم أَنّ التَّاء زائدة وليس كذلكَ.

توذ

تُوذٍ ، كهُودٍ : قريةٌ بسمرقندَ ، منها : محمَّدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ الخطَّابِ التُّوذِيُ ، محدِّثٌ ..

و ـ : قريه بمَرْوَ ، ويقال فيها : توثٌ بالمثلَّثةِ.

تهوذ

تَهُوذَةُ ، كتَنُوفَة : قبيلةٌ من البَرْبَرِ بناحيةِ إفريقيَّةَ لهم أَرضٌ تعرفُ بهم.

فصل الجيم

جأذ

جَأَذَ في الشّرابِ جَأْذاً ـ كمَنَعَ ـ إِذا وضَعَ رأْسهُ فَعَبَّ فيه عَبّاً.

جبذ

جَبَذَهُ جَبْذاً ـ كضَرَبَ ـ فانْجَبَذَ : جَذَبَهُ ، كاجْتَبَذَهُ (٢) ، وهو عند الكوفييِّنَ مقلوبُهُ وعندَ البصرييَّنَ لغةٌ فيه.

قال النحَّاسُ : ما يسمِّيهِ الكوفيُّونَ

__________________

(١) ديوانه : ٣٠ وقد سقط الصّدر من الأصل ، والبيت في المفصل لجواد علي ( ٩ : ٧٥٧ ) عن رسالة التّلميذ للبغدادي.

(٢) جاء في الأثر : « فَجَبَذَني رجل من خلفي » لغة في الجذب ، انظر النَّهاية ١ : ٢٣٥.


القلب مثل جَبَذَ وجَذَبَ فليس بقلبٍ عند البصرييِّنَ وإِنَّما هما لغتانِ (١). ووافق اللغويُّونَ الكوفييِّنَ.

قال ابنُ دريدٍ : الحروفُ الّتي قُلِبَتْ زعم قومٌ من النحوييِّنَ أَنَّها لغاتٌ ، وهذا القولُ خلافٌ على أَهل اللُّغةِ ، يقالُ : جَبَذَ وجَذَبَ (٢). فتوهيمُ الفيروزآباديِّ للجوهري لا محلَّ له.

والجَبَذُ ، كقَصَبٍ : لغةٌ في الجَذَبِ أَو مقلوبُهُ ؛ وهو جُمَّارُ النَّخلِ أَو الخشنُ منه ، واحدتُه بهاءٍ.

وجَبَذَ النَّخلةَ : جَذَبَها ، أَي قطع جَذَبَها.

وجَبَاذِ ، كقَطَامِ : عَلَمُ جنسٍ للمنيَّةِ كانت في الأَصلِ صفةً عامَّةً لكلِّ ما يُجْبَذُ أَي يُجَذَبُ ثمَّ اختصَّت بالغلبةِ بجنسِ المنيَّةِ ، وقيل : هي علمٌ للمنيَّة الجاذبةِ ، والأَوَّل هو المشهورُ.

والجُنْبُذُ ، كسُنْبُلٍ : في « ج ن ب ذ ».

جذذ

جَذَّهُ جَذّاً ، كمَدَّهُ : قَطَعَهُ ، وكَسَرَهُ ، وفَتَّتَهُ ، واستأْصلَهُ قطعاً فَانْجَذَّ ، فهو مجذوذٌ (٣) وجَذِيذٌ. الجمع : جُذُذٌ ، كسَرِيرٍ وسُرُرٍ.

والجُذَّةُ ، بالضّمِّ : القطعةُ. الجمع : جُذَذٌ ، كعُدَّةٍ وعُدَدٍ.

والجُذَاذُ ، مثلَّثه : اسمٌ لما جُذَّ ، أَي قُطِعَ أَو كُسِّرَ ، « فُعَالٌ » بمعنى « مفعولٍ » ، فهو بالضَّمِّ كحُطَامٍ ، وبالكسرِ كلِبَاسٍ ، وبالفتحِ كشَرَابٍ ، بمعنى مَحْطُومٍ ومَلْبُوسٍ ومَشْرُوبٍ ، وقال الفارابيُّ : الجُذَاذَةُ ـ بالضَّمِّ ـ واحدةُ الجُذَاذِ (٤). فعليهِ هو اسمُ جنسٍ فيجوزُ أَن يكون بالكسرِ والفتحِ كذلك ، ويكون قد جاءَ مثلَّثاً كالدِّجَاجِ والزُّجَاجِ. وقال الفرَّاءُ (٥)

__________________

(١) عنه في المزهر ١ : ٤٨١.

(٢) جمهرة اللّغة ٣ : ١٢٥٤.

(٣) في « ش » زيادة : وجذوذ.

(٤) ديوان الأدب ٣ : ٨٧.

(٥) معاني القرآن ٢ : ٢٠٦.


والزَّجَّاجِ (١) ، في قوله تعالى : فَجَعَلَهُمْ جِذَاذاً (٢) على قراءةِ الكسائيّ (٣) بالكسر هو جمع جَذِيذٍ كثَقِيلٍ وثِقَالٍ والجَذِيذُ بمعنى المَجْذُوذِ.

قال ابنُ هشامٍ : فاقتضى هذا أَنَ (٤) « فَعيلاً » بمعنى « مفعولٍ ». قلت : ومنه : رِبَاطٌ جمعُ رَبيطٍ بمِعنى مرْبُوطٍ إِلاَّ أَنَّهُ مقصورٌ على السّماعِ فلا يُقاسُ.

والجُذَاذُ ، بالضَّمِّ : حجارَةُ الذَّهبِ المكسورةُ وفُتاتُهُ.

وبهاءٍ : القُراضَةُ.

والجَذَّانُ ، كالكَدَّانِ زنةً ومعنىً ؛ وهي الحجارةُ الرَّخْوَةُ كالمَدَرِ ، واحدتُها بهاءٍ.

والجَذِيذُ ، وبهاءٍ : السّويقُ ؛ لأَنَّهُ يُجَذُّ ، أَي يُكسَر ، كالجَذِيذَةِ بهاءٍ ، أَو هي الشّربةُ منه ، وقال أَبو عمروٍ الشّيبانيُّ : هي السّويقُ المقلوُّ.

وما عليهِ جُذَّةٌ ـ بالضَّمِّ ـ أَي متقطّعٌ من الثِّيابِ أَو شيءٌ يسيرٌ منها يريدونَ ما عليهِ شيءٌ.

ويدٌ جَذَّاءُ : مقطوعةٌ.

وسِنٌ جَذَّاءُ : متكسِّرةٌ.

وجَذَّذَهُ تَجْذِيذاً ، وجَذْجَذَهُ : بالغَ في جَذِّهِ.

ومن المجاز

جَذَّ اللهُ دابرهُمْ : قَطَعَهُ ، قال جريرٌ :

بَنِي المُهَلَّبِ جَذَّ اللهُ دَابِرَهُمْ

أَمْسَوْا رَمَاداً فَلَا أَصْلٌ وَلَا طَرَفُ (٥)

ورَحِمٌ جَذَّاءُ : مقطوعةٌ لم توصل.

ولهذا على هذا جَذَاذٌ ، وجَذَاذَةٌ ، بفتحهما : فضلٌ وزيادةٌ.

ورجلٌ مَجْذُوذٌ ، ومَجْذُوذِيٌ ، بياءِ النّسبِ : ملازمٌ للرَّحلِ دَائِبُ السَّفرِ ،

__________________

(١) معاني القرآن واعرابه ٣ : ٣٩٦.

(٢) الأنبياء : ٥٨.

(٣) كتاب السّبعة : ٤٢٩ ، والحجة في القراءات : ٤٦٨.

(٤) في « ت » و « ج » : هذان بدل : هذا أن.

(٥) زاد المسير ٥ : ٣٥٨ ، وفي ديوانه ( ص : ٢٩٣ ) : آل بدل : بني. وفي البحر المحيط ( ٦ : ٢٩٨ ) : بنو.


قال : (١)

ألَسْتَ بِمَجْذُوذٍ على الرَحْلِ دَائِبٍ

ومَا لَكَ إِلاَّ مَا رُزِقْتَ نَصيبٌ

وجَذَّذَ الرَّجلُ تَجْذِيذاً : اسْتَتْبَعَ القومَ فلم يتبعْهُ أَحَدٌ.

وجَذِيذٌ ، كعَقِيقٍ : موضعٌ قرب مكَّةَ.

وجَذَّاءُ ، كحَمْرَاء : موضع في قولِ أَبي جُنْدُبٍ الهذليِّ :

بَغَيْتُهُمْ مَا بَيْنَ جَذَّاءَ وَالحَشَا (٢)

الأثر

( جُذُّوهُمْ جَذّاً ) (٣) استأصلوهُم قتلاً.

( أَصُولُ بِيَدٍ جَذَّاء ) (٤) مقطوعةٍ ، يريد عَدَمَ النَّاصِرِ والمعينِ على الاستعارةِ ، ويروى بحاءٍ مهملةٍ (٥) وبجيمٍ ودالٍ مهملةٍ (٦).

( يَشْرَبُ جَذِيذاً حِينَ أَفْطَر ) (٧) أَي سَوِيقاً ، ومنه : ( كان يأْكُلُ جَذِيذَةً قبل أَنْ يَغدو في حاجتِهِ ) (٨) أَي شربةً من سَوِيقٍ.

( نَهَى عَنْ الجَذَّاء في الأُضحيةِ ) (٩) أَي مقطوعَةِ الأُذنِ كما في الحديثِ.

المثل

( جَذَّهَا جَذَّ البَعِيرِ الصِّلِّيانَةَ ) (١٠) واحدةُ الصِّلِّيانِ على « فَعْلِيَانٍ » وهو بقلٌ إِذا ارتَعَاهُ الحمارُ قلعَهُ من أَصلِهِ ، والضَّميرُ في « جَذَّها » لليمينِ ، أَي فَعَلَ بها فِعْلَ الحِمارِ بالصِّلِّيانَةِ. يُضربُ لمن

__________________

(١) هو أبي الغريب النّصريّ كما في أساس البلاغة : ٥٥ واللّسان « جذا » وفي الأساس : دائباً ، وفي التَّاج « جذو » : راتب بدل : دائب.

(٢) معجم البلدان ٢ : ١١٦ من دون عزو ، وعجزه :

وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما

(٣) الغريب للحربي ٣ : ١١٧٠ ، النَّهاية ١ : ٢٥٠.

(٤) نهج البلاغة ١ : ٢٦ / ط ٣ ، النَّهاية ١ : ٢٥٠.

(٥) النَّهاية ١ : ٣٥٦.

(٦) رسائل الشّريف المرتضى ٢ : ١٠٨.

(٧) النَّهاية ١ : ٢٥٠ ، وفي مجمع البحرين ٢ : ١٧٩ : يفطر بدل : أفَطَر.

(٨) غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ١٤٤ ، النَّهاية ١ : ٢٥٠.

(٩) مجمع البحرين ٢ : ١٧٩ ، بتفاوت.

(١٠) اللَّسان والتّاج ، وفي مجمع الأمثال ١ : ١٥٩ / ٨٢٧ : العير بدل : البعير.


لا يَتَلَعْثَمُ ولا يتمهَّل في يمينِهِ إِذا استُحلِفَ.

جرذ

الجُرَذُ ، كصُرَدٍ : ذَكَرُ الفيرانِ ، أَو ضربٌ من الفأرِ أَعظمُ من اليربوعِ ، أَكدَرُ ، في ذنَبِهِ سوادٌ. الجمع : جِرْذَانٌ بالكسرِ ، وأَرضٌ جَرِذَةٌ ، ككلمةٍ : كثيرتُها.

وأُمُ جِرذَانِ : نوعٌ مِنَ النَّخيلِ تجتمِعُ تحتَهُ الجِرْذَانُ فتأْكلُ من ثمرِهِ فسمِّيَ بذلك ، ويطلقُ على التَّمرِ نفسِهِ وهو الَّذي يسمَّى المُشَانَ بالضمِّ ، زعموا أَنَّ قوماً من الفُرْسِ رَأوْها فسمَّوها « مُوشَانَ » ، وهو جمع « مُوشٍ » وهو الفأرُ بالفارسيَّةِ ، ثمَّ عُرِّبَ فقيل : « مُشانَ » ، وهو آخِرُ النَّخلِ إِدراكاً بالحجازِ ، ودعا له النّبيّ 9 مرَّتينِ.

والجَرَاذِينُ : ضربٌ آخَرُ مِنَ التَّمرِ ، واحدته جَرْذَانَة ، بالفتحِ.

والجَرَذُ ، كسَبَبٍ : انتِفاخٌ ووَرَمٌ يحدُثُ في عرقوبِ الفرسِ وعَصَبِ قوائمِهِ ، مشتقٌّ من الجُرَذِ ـ كصُرَدٍ ـ لأَنَّهُ يصيرُ كهيئَتِهِ. وقد جَرِذَ الفرس ـ كتَعِبَ ـ إِذا أَصابَهُ ذلك ، فهو جَرِذٌ ، ككَتِفٍ.

وجَرَّذَ الشَّجرةَ تَجْرِيذاً : شذَّبها وأَزالَ عُقَدَها الَّتي هي كالجِرْذَانِ ، ومنه : رجلٌ مُجَرَّذٌ ـ كمُظَفَّرٍ ـ مجرَّبٌ محنَّكٌ قد هذَّبتهُ الأُمورُ وشَذَّبَتْهُ ويوصَفُ به الخِبُّ الخَدوعُ.

وجرذَتِ القرحةُ ، كنَصَرَ : وَرِمَتْ وتَعَقَّدَتْ فصارت كهيئَةِ الجرذِ.

وأَجْرَذَهُ : أَخرجَهُ وأَفرَدَهُ ..

و ـ إِليه : اضطرَّهُ.

ورجلٌ أَجْرَذُ : أَفحجُ (١).

وذو جَرَاذٍ : موضعٌ بنجدٍ.

وأُمُ أَجْرَاذٍ : بئرٌ قديمةٌ بمكَّة ، أَو هي بالمهملةِ.

__________________

(١) في المحيط في اللّغة ( ٧ : ٦٥ ) : الأفلج.


جربذ

جَرْبَذَ الفرسُ والبعيرُ جَرْبَذَةً ، وجِرْبَاذاً : عَدا عدواً ثقيلاً.

والمُجَرْبَذُ من الخيلِ : القريبُ الخطوِ في تنكيسِ الرَّأْسِ وشدَّةِ التَّقصِيرِ في العدوِ مع بطْءِ رجع يديهِ ورجليهِ ، أَو الّذي لا يرفَعُ قوائمَهُ وحوافرَهُ عن الأَرضِ إِلاَّ يسيراً حالَ العدْوِ ، ويقال له : مُجَرْبَذُ القوائِمِ.

والجَرَنْبَذَةُ ، كعَرَنْدَسَةٍ : الَّذي لأُمِّهِ زَوْجٌ.

وبهاءٍ (١) : الضَّخمُ الغليظُ.

جفلذ

جُفْلُوذُ ، كعُصْفُورٍ : بلد بصِقْليَّةَ من جزائِرِ بحر المغربِ فوق جبلٍ عالٍ على شاطئِ البحرِ.

جلذ

الجَلْذَاءُ ، كحَرْبَاء : الأَرضُ الغليظةُ.

وبهاءٍ : القطعةُ منها.

وجِلْذَانُ ، كسِرْحَانٍ أَو بالدَّالِ المهملةِ : حِمًى قُربَ الطَّائِفِ سهلٌ ليِّنٌ مستَوٍ كالرَّاحةِ ، قيل : سمِّىَ بجَلْذَانَ بن رَوالٍ (٢) الَّذي اختطَّ أَبوهُ صنعاءَ اليمنِ.

والجُلْذَيُ ، والجُلَاذِيُ ، كتُرْكيٍّ وصُهَابِيٍّ : السَّيرِ السَّريعُ ، وهي بهاءٍ ، والصَّانعُ ، وخادمُ البِيْعَةِ ، والرَّاهبُ لا الرُّهبانُ وغلطَ الفيروزاباديُّ. الجمع : جَلَاذِيٌ ، بالفتح.

والجُلْذُ ، كقُفْلٍ : الأَعمَى من الفيرانِ ، وليس بتصحيفِ الخَلْدِ.

والجَلَوَّذُ ، كسَنَوَّرٍ (٣) : الغليظُ الشَّديدُ.

واجْلَوَّذَ اجْلِوَّاذاً : دامَ معَ السُّرعةِ في السَّيرِ أَو مَضَى أَو أَسرعَ مجدّاً فيه ، وهو

__________________

(١) كذا في النّسخ ، وفي القاموس : الجرَنَبْذ كغضنفر : الغليط ، وبهاءٍ : الّذي لأُمه زوجٌ ، وفي المحكم والمحيط الأعظم ( ٧ : ٥٩٤ ) واللّسان : الجَرَنبذ : الّذي تتزوج أُمه.

(٢) في معجم البلدان ( ٢ : ١٥١ ) : أزال بدل : روال

(٣) في التّاج : الجِلَّوْذُ ، كعِجَّوْل.


من سيرِ الإِبلِ.

ومن المجاز

اجْلَوَّذَ المطرُ : ذهب أَوِ امتدَّ وقت تأَخُّرِهِ وانقطاعِهِ (١).

المثل

( صَرَّحَتْ بِجِلذَانَ ) (٢) بكسرِ الجيمِ ، وهو حمىً بالطَّائفِ عُرْيٌ من الشَّجرِ لا خمَرَ فيه يتوارى به ، والضَّميرُ في « صرَّحت » عائدٌ إِلى القصَّةِ. يضربُ للأَمرِ إِذا بانَ واتَّضحَ. وقيلَ : هو بالدَّالِ المهملةِ.

قال الفراءُ وابنُ الاعرابيِّ ، يقالُ : صَرَّحَتْ بجذٍّ ، وجَذَّانٍ ، وجَلْذَانٍ ، وجَذّا ، وجَلْذا ، إِذا تَبيَّنَ لك الأَمرُ واتَّضحَ.

وقالَ الزَّمخشريُّ : بَطْنُ جَلْذَانَ معجمة الذَّالِ وقولُهُم : صَرَّحَتْ بِجَلْدَان مهملةُ (٣).

( أَسْهَلُ من جِلْذَانَ ) (٤) هو الموضعُ المذكورُ ضُرِبَ به المثلُ لسهولتِهِ ولينِهِ.

جلوباذ

جُلْوُبَاذ ، بالضَّمِّ ثمَّ السّكونِ : قريةٌ بهمذان ، منها : إِسحاقُ بنُ إِبراهيمَ الهمذانيُ الجَلْوبَاذِيُ ، محدِّثٌ.

جنبذ

الجُنْبُذُ ، كسُنْبُلٍ : وَرْدُ كلِّ شجرةٍ قبل أَن يَتَفَتَّحَ ، أَو زهرُ الرُّمَّانِ البستانيِّ ، أَو عُقَدُ الرُّمَّانِ تطلع في الرَّبيعِ.

وكسنْبُلَةٍ والعامَّةُ تفتح الباءَ : القُبَّةُ أَو شِبْهُ الأَزَجِّ مدوَّرٌ كالقُبَّةِ ، معرَّبُ « كُنْبَد » بفتحِ الباءِ. الجمع : جَنَابِذُ ، ومنه الحديثُ : ( في الجنَّةِ جَنَابِذُ مِنْ لُؤْلُؤٍ ) (٥).

__________________

(١) ومنه ما جاء في حديث رُقيقة : « واجْلَوَّذَ المَطَرُ » النَّهاية ١ : ٢٨٥.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤٠٥ / ٢١٤٣.

(٣) عنه في معجم البلدان ٢ : ١٥١.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٣٥٤.

(٥) غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ١٧٦ ، النَّهاية ١ : ٣٠٥.


وجُنْبُذٌ ، كسُنْبُلٍ : قرية بفارسَ وأُخرى بنيسابورَ ، منها : محمَّدُ بنُ عُمَرَ الجُنْبُذِيّ ويعرفُ : بأَديبِ جُنْبُذٍ (١) ..

و ـ : ابنُ سَبْعٍ ، أَو سِباعٍ أَبو جمعةَ الصَّحابيّ ، قال : قاتلْتُ النّبيَّ 9 أَوَّلَ النَّهارِ كافراً وقاتلْتُ معه آخر النَّهارِ مُسلِماً ، أَو كُنَّا ثَلاثة (٢) رجالٌ وسبعَ نسوةٍ ، وفينا نزلت : ( وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ ) (٣) الآية (٤).

وجُنَابِذُ ، كسُرَادِقَ : ناحيةٌ أَو قريةٌ بنيسابورَ ، يُنْسَبُ إِليها خلقٌ من أَهل العلمِ.

وقَصْرُ الجُنَيْذِ : بالمدينةِ.

وأَبو المُجَنْبِذِ : فَرْجُ المرأَةِ.

جوذ

الجُوذِيَاءُ ، كلُوبِياءِ : الكساءُ بالنَّبطيَّةِ ، أَوِ الفارسيَّةِ عن أَبي منصورٍ (٥) ، وقيل : مِدْرَعَةٌ من صوفٍ للملاَّحينَ.

والجُوذِيُ ، بالضَّمِّ : الكساءُ.

جوربذ

جُوربُذُ ، بالضَّمِّ وسكونِ الواوِ والرَّاءِ وضمِّ الباءِ الموحدةِ : قرية بإِسفرائِينَ من أَعمال نيسابورَ ، منها : عبد اللهِ بنُ محمَّدٍ بنِ مسلمٍ الجُوربُذِيّ محدِّثٌ.

جونيناباذ

جُونيناباذُ (٦) ، بالضّمِّ : قرية بِبَلْخَ ، منها : محمَّدُ بنُ الحسنِ الجُونِيِنَابَاذِيُ محدِّثٌ.

جهذ

جَهُوذَانُ الكبرى ، وجَهُوذَانُ الصَّغرى :

__________________

(١) في الأَنساب للسّمعاني ( ٢ : ٩١ ) كُنبُد بدل : جُنبد.

(٢) في « ت » و « ج » : تليه بدل : ثلاثة.

(٣) الفتح : ٢٥.

(٤) مسند أبي يعلى ٢ : ٨٤ / ١٥٥٧.

(٥) المعرّب : ١١١.

(٦) كذا في النّسخ ، وفي معجم البلدان ( ٢ : ١٧٨ ) : جوبيناباذ.


قريتانِ ببلخَ ، ويقال للصُّغرى : جَهُوذَانك ، والكافُ علامةُ التَّصغيرِ في لغةِ الفرسِ.

جهربذ

جَهَرْبَذُ ، كسَفَرْجَلٍ : ابن ريامٍ بن مَعْوَلَةَ من بني غُنمِ بن دَوْسٍ.

جهبذ

الجِهْبِذُ ، كزِبْرِجٍ : الصَّيرفيُّ الماهرُ في نَقْدِ الدَّنانيرِ والدَّراهِمِ وتمييزِ جَيِّدِها من رديِّها ، ثمَّ أُطلقَ على كلِّ ماهِرٍ في فنِّهِ. الجمع : جَهابِذُ ، وجَهَابِذَةُ ، وكانَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ ; يسمَّى جَهْبَذَ العلماءِ ، ماتَ وما على وجهِ الأَرضِ أَحدٌ إلاَّ وهو محتاجٌ إِلى علمِهِ (١).

جيذ

جِيذَةُ ، كرِيشَة : اسمٌ لجدِّ أَحمدَ بنِ الحسنِ بنِ جِيذَةَ الرَّازيّ الجِيذِيِ المحدّث ذكره السَّمعانيُ (٢).

فصل الحاء

حبذ

حبَّذه تَحْبِيذاً : قال له : حَبَّذا ، والمسموعُ مِنَ العربِ : لا تُحَبِّذْهُ ، وبه استدلَ من ذهب إِلى أَنَ حَبَّذَا بجملتِهِ فعلٌ وأَنَّ التَّركيبَ أَزالَ اسميَّةَ « ذَا » فصارَ كبعضِ حروفِ الفعلِ ، ولا دليلَ فيه لأَنَّه من باب النَّحت كحَوْلَقَ وبَسْمَلَ.

حذذ

حَذَّهُ حَذّاً ، كمَدَّهُ مَدّاً : قطعَهُ أَو أَسرَعَ قطعَهُ.

والحُذَّةُ ، بالضَّمِّ : القطعةُ مِنَ اللَّحمِ.

والحَذَذُ ، كسَبَبٍ : السَّرعةُ والخفَّةُ ، وخفَّةُ هُلْبِ الذَّنَبِ وقلَّةُ ريشِهِ.

__________________

(١) انظر حلية الأولياء ٤ : ٢٧٣.

(٢) الانساب ٢ : ١٤٠ ـ ١٤١.


والأَحَذُّ من السّيوفِ : السَّريعُ القطعِ ..

و ـ مِنَ الخيلِ : الخفيفُ هُلْبِ الذَّنبِ أَوِ المقطوعُهُ.

وحمارٌ أَحَذُّ : قصيرُ الذّنبِ.

و ( الحَذَّاءُ ) (١) من النُّوقِ : السَّريعةُ السَّيرِ ..

و ـ من القطا : السَّريعةُ الطَّيرانِ أَو القليلَةُ ريشِ الذَّنَبِ مع خِفَّتِها.

وقربٌ حَذْحَاذٌ ، كحَثْحَاثٍ زنةً ومعنىً ؛ أَي سريعٌ.

ومن المجاز

أَمرٌ أَحَذُّ : منكرٌ شديدٌ منقطعُ الأَشباهِ أَو لا مُتَعَلَّقَ فيه لأَحَدٍ وكأَنَّه يَنْفَلِتُ من كلِّ أَحدٍ لا يقدِرونَ على تدارُكِهِ وكفايتِهِ.

وشيءٌ أَحَذُّ : لا يتعلَّق به شيءٌ ، وقال الخليلُ : الأَحَذُّ الأَملسُ الَّذي ليس له مستمسكٌ يتعلَّقُ به (٢). الجمع : حُذٌّ ، بالضَّمِّ.

وسيرٌ أَحَذِّ : شديدُ السُّرعةِ منكرها.

ورجلٌ أَحذُّ : خفيفُ ذاتِ اليدِ.

وعيشٌ أَحَذُّ : منقطعٌ عن الخيرِ لا يتعلَّقُ صاحبُهُ منه بشيءٍ.

وهو أَحَذُّ يَدِ القميصِ ، أَي خفيف الكمِّ ، وُصِفَ الكُمُّ بالخِفّهِ ، والمرادُ خِفَةُ ما يشتملُ عليهِ وهو اليدُ ، والمرادُ بخفَّةِ اليدِ : السّرقَةُ ، أَو هو وصفٌ لمن سَرَقَ فقطعت يدُهُ فكمُّهُ قصيرٌ خفيفٌ.

وقلبٌ أَحَذُّ : بيِّنُ الحَذَذِ ، وهو خِفَّتهُ وذكاهُ وسرعَةُ إِدراكِهِ.

وحَلَفَ بيمينٍ حَذّاءَ : وهي المنكرةُ الّتي يقطَعُ بها الحقُّ ، أَو الَّتي لا يتوقَّفُ صاحبها في الحلفِ بها.

وحاجةٌ حَذّاءُ : خفيفةٌ سريعةُ النّفاذِ والنُّجْحِ.

وعزيمةٌ حذّاءُ : ماضيةٌ لا يلوِي صاحبها على شيءٍ.

وقصيدةٌ حذَّاءُ : سيَّارةٌ أَو مهذَّبةٌ منقّحَةٌ لا يتعلَّق بها عيبٌ.

__________________

(١) ليست في « ش ».

(٢) عنه في المصباح المنير : ١٢٦.


ووَلَّت الدُّنْيا حَذّاءَ مُدْبِرَةً (١) : سريعةً لا يتعلَّقُ أَهلها منها بشيءٍ.

ورحمٌ حَذّاءُ : مقطوعَةٌ لم توصل.

المصطلح

الحَذَذُ ـ كسَبَبٍ ـ في علم العروضِ : عبارةٌ عن حذفِ وَتِدٍ مجموعٍ وهو متحرِّكانِ وساكنٌ من عروضِ الكاملِ ، وتسمَّى عروضاً حَذَّاءَ ، أَو ضربُهُ ويسمَّى ضرباً أَحَذَّ ، وصورتُهُ أَن يُحذفَ « عِلُنْ » من « مُتَفَاعِلُنْ » فيبقى « مُتَفَا » فَيُنْقَلُ إِلى « فُعَلُن ».

حرذ

الحِرْذُونُ ، كبِرْذُونٍ وقد تهمل دالُهُ : ذَكَرُ الضَّبِّ ، أَو دابَّةٌ كالوَرَلِ الصَّغيرِ ، أَو دويبَّةٌ كالحِرباءِ مليحةٌ موَشَّاةٌ بأَلوانٍ ونقطٍ تكون بناحية مصرَ ، وعن الأَصمعيّ (٢) وابنِ دريدٍ (٣) وجماعةٍ : أَنَّهٌ لا يعرف حقيقتها ، ونونه زائدةٌ عند بعضهم فهذا موضعُ ذكرِهِ ، وأَصليَّةٌ عند آخرينَ فموضعُهُ بابُ النونِ.

حرفذ

الحَرْفَذةُ ، كعَرْفَجَةٍ : لغةٌ في الحَرْفَدَةِ ـ بالدَّالِ المهملةِ ـ وهي النَّاقَةُ الكريمةُ ، أَو المهزولةُ الضَّامرةُ. الجمع : حَرَافِذُ.

حمذ

حُمَاذَيَ الحرِّ ، بالضَّمّ وتشديد الياءِ : فورتُهُ وشدَّتُهُ.

حمشاذ

حَمْشَاذُ ، كبَهْرَام : أَحَدُ أَجداد الحسنِ بن أَحمد بن عبد اللهِ بن محمَّد بن حَمْشَاذِ الحَمْشَاذِيُ النّيسابوريّ المحدّث.

__________________

(١) ومنه ما جاء عن امير المؤمنين 7 : « ألا وإِنَّ الدُّنيا قد ولّت حَذَّاء » نهج البلاغه ١ : ٨٩ / ط ٤١. وأيضاً ما جاء عنه 7 : « وأدبرت حَذَّاء » نهج البلاغة ١ : ٩٦ / ط ٥١.

(٢) المصباح المنير : ١٢٨.

(٣) جمهرة اللّغة ١ : ٥٠٧.


حنذ

حَنَذَ الشَّاةَ واللَّحمَ حَنْذاً ، كضَرَبَ : شواهُمَا على الحجارةِ المُحماةِ أَو بينها أَو بها في أُخدودٍ ..

و ـ الشَّاةَ : سَمَطَها ، وهو لحمٌ حَنِيذٌ (١) ، وشاةٌ حَنِيذٌ ، وشِواءٌ حَنِيذٌ : مَشْوِيٌّ كذلك ، أَو سمينٌ يقطرُ دَسَمُهُ (٢).

ومن المجاز

حَنَذَتْهُ الشَّمسُ : صَهَرَتْهُ وأَحرقتْهُ ، كما يقال : شوتْهُ وطبخْتُه ، ومنه : الحُنْذَةُ ـ بالضمِّ ـ للحرِّ الشَّديدِ ، وحَنَاذِ ـ كقَطَامِ ـ للشَّمسِ.

وحَنَذَ الرَّجُلُ فرسَهُ حِنَاذاً : استَحْضَرَهُ شوطاً أَو شوطينِ ثمَّ ظاهر عليه الجلالَ ليعرق ، وهو مَحْنُوذٌ وحَنِيذٌ ، وهو في حِنَاذِهِ ـ بالكسرِ ـ وأَلقَى عليه الحِنَاذَ ـ ككِتَابٍ ـ وهو ما يُحْنَذُ به من الجِلالِ الظَّاهرِةِ.

واستَحْنَذَ الرَّجلُ في الشَّمسِ : استَعْرَقَ ؛ بأَن أَلقى فيها عليه الثِّيابَ حتّى عَرِقَ.

وإِذا سقيتَهُ الخمرَ فأَحْنِذَ له إِحْنَاذاً ، أَي أَسقِهِ صرفاً قليلَ المزاجِ يَحْنِذُ جَوْفَهُ.

وماءٌ حَنِيذٌ : مسخَّنٌ.

وغِسْلٌ حنيذٌ : مطيَّبٌ.

ورجلٌ حَنْذِيذٌ ، كصَنْدِيدٍ : كثيرُ العرقِ.

وحِنْذِيَانُ ، كعِنْظِيانٍ : كثيرُ الشَّرِّ.

ومُحَنْذِي : كثيرُ الشَّتمِ ، وهو اسمُ فاعلٍ من حَنْذَى بِهِ ، أَي شَتَمَهُ ، وأَصلُهُ حَنَذَ ـ كضَرَب ـ فزادوا الياءَ المنقلبةَ أَلِفاً في الماضي لإِلحاقِهِ ببابِ دَحْرَجَ فقالوا : حَنْذَى ، كما قالوا في سَلَقَ : سَلْقَى ، وفي جَعَبَ جَعْبَى ، كأَنَّه يَحْنِذُ النَّاسَ ويشويِهم بكثرةِ شتمِهِ.

ولَقِيَ منه حِنَاذاً مِحْنَذاً ـ كمِنْبَرٍ ـ أَي شدَّةً وبأْساً ، قال :

__________________

(١) في « ج » : أحنذ بدل : حنيذ.

(٢) ومنه الأثر : « أنّه أُوتيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ » النَّهاية ١ : ٤٥٠.


لَاقى النُّخَيْلَاتُ حِنَاذاً مِحْنَذاً

شَرّاً وَبِيلاً لِلأَعادِي مِشْقَذاً (١)

وحَنَذ ، كسَبَبٍ : ماءٌ لبني سليْمٍ ومُزَيْنَةَ بالحجازِ ، وقرية لأُجيحَةَ بنِ الحلاَّجِ من أَعراضِ المدينَةِ.

والحَنِيذُ كأَمِيرٍ : ماءٌ في دِيارِ بني سعدٍ بوادي السِّتارِ ، ككِتَابِ ، قال مَنْ رآه : كُنَّا نرفَعُهُ حارّاً ، فإذا حُقِنَ في السّقاءِ وعُلِّقَ في الهواءِ طابَ (٢) وعذُبَ.

الكتاب

( بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) (٣) مشويٍّ بالحجارةِ المحماةِ في حفرةٍ مِنَ الأَرضِ ، أَو سمينٍ يَقْطُر وَدَكَهُ.

حوذ

حَاذَ الإِبلَ حَوْذاً ـ كقَالَ ـ وأَحْاذَهَا إِحَاذَةً : ساقَهَا سَوْقاً عنيفاً ، كأَحْوَذَهَا إِحْواذاً ، وهذا جاءَ بالواوِ على أَصلِهِ كأَحْوَجَهُ وأَعْوَزَهُ ..

و ـ الحمارُ العانَةَ : جمعَها وساقَها غالباً لها.

والحُوذِيُ ، كصُوِفيٍّ : الطَّارِدُ المنكمِشُ ؛ قال العجَّاجُ يصفُ ثوراً :

يَحُوذُهُنَ وَلَهُ حُوذِيُ (٤)

يعني أَنَّه يطرُدُ الكلابَ وله طارِدٌ من نفسِهِ يطردُهُ من نشاطِهِ.

وحَاذَ على الأَمرِ : حافظَ عليه بجدّه.

وأَحْوَذَ الأَشياءَ : ضمَّها وجمعها ولم يفتْهُ منها شيءٌ ..

و ـ ثوبَهُ : جَمَعَهُ.

والأَحْوَذيُ : الرَّاعي المشمِّر للرّعايةِ الضَّابطِ لما ولِيَ ، والخفيفُ ، والسّريعُ

__________________

(١) الرّجز لبخدج كما في المحكم والمحيط الأعظم ٣ : ٤٩٧ ، واللَّسان ، والتَّاج في المواد : « حنذ وحوذ ورذذ وشقد وشمد ونحل » وفيها :

شرّاً وشلاًّ للأعادِي مشقَذا

ويروى :

مِنّى وشلًّا للِّئِام مِشْقذا

(٢) في « ت » و « ج » : طال.

(٣) هود : ٦٩.

(٤) تهذيب اللَّغة ٥ : ٢٠٧ ، معجم مقاييس اللَّغه ٢ : ١١٥ ، وفي ديوانه :

يَحُوذها وَهُو لَها حوذيُ


من كلِّ شيءٍ ، قال يصف قطاةً :

عَلَى أَحْوَذِيَّيْنِ اسْتَقَلَّتْ عَلَيْهِمَا (١)

يعني على جناحينِ خفيفينِ.

وماءٌ أَحْوَذِيٌ : سريعُ الإِسهالِ.

وأَحْوَذَ الصَّانِعُ القدح (٢) : جعلَهُ أَحْوَذِيّاً ، أَي خفيفاً.

واستَحْوَذَ عليه : غلبَهُ واستَوْلى عليه ، وهو أَحَدُ ما جاءَ على الأَصلِ كاستَصْوَبَ واستَنْوَقَ.

والحَاذُ : موضعُ اللّبدِ مِنْ ظَهْرِ الفرسِ.

والحَاذَانِ : موقعا ذنبِ البعيرِ من فخذيهِ ، يقالُ : بعيرٌ ضخم الحَاذَيْنِ.

ومن المجاز

هو خفيفُ الحَاذِ كما يقال خفيفُ الظهرِ ، أَي قليلُ المالِ والعيالِ.

ورجلٌ أَحْوَذِيٌ ، وحَوِيذٌ : خفيفٌ في الأُمورِ لحذقِهِ وعلمِهِ بها ، فهو يسوقُ الأُمورَ أَحسنَ مَساقٍ.

وهما بحَاذَةٍ واحدَةٍ ، أي بحالةٍ.

والحَاذ : شجرٌ أَو نبتٌ ، واحدتُهُ حَاذَةٌ.

والحوْذَانُ ، كخَوْلَانَ : نبتٌ له نورٌ أَصفرُ ، واحدتُهُ بهاءٍ.

وذاتُ الحَاذِ : موضع في شعر العجَّاج (٣).

الكتاب

( أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ ) (٤) أَلم نَغْلِبْكُمْ ونتمكَّن ( من ) (٥) قتلكُمْ وأَسرِكُم فأَبقينا عليكم ولم نفعل مِن ذلك شيئاً ، أَو أَلَسنا غلبناكُمْ على رأَيكُمْ في الدُّخول في الإِسلام ومنعناكُمْ منه وأَرشدناكُم إِلى مصالحكُمْ فادفعوا (٦) إِلَينا نصيباً مِن وجدكم.

__________________

(١) هو حميد بن ثور ، ديوانه : ٢٨ ، وانظر شرح المفصل ٤ : ١٤١ ، واللَّسان ، ويروى عجزه :

فما هي إلاّ لمحة ومَغِيبُ

(٢) في « ج » : قدحه.

(٣) إشاره إلى قوله :

ظَلَّ بذاتِ الحاذِ والجذُورِ

ديوانه برواية وشرح الأصمعي : ٢٣٣.

(٤) النّساء : ١٤١.

(٥) ليست في « ت » و « ج ».

(٦) في « ت » و « ج » : وادفعوا.


( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ ) (١) غلبَهُم واستولى عليهم وملكهُمْ لشدَّةِ اتِّباعِهِم له وطاعتِهِم إِيَّاهُ في كلِّ ما يريدُهُ منهم حتَّى جعلهم رعيَّتَهُ وحزبَهُ.

الأثر

( عَلَمُ الإِيمَانِ الصَّلاة فَمَنْ فَرَّغَ لَهَا قَلْبَهُ وحَاذَ عَلَيْها بِحُدُودِهَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ ) (٢) أَي حافظَ عليها بجدٍّ ونشاطٍ.

( أَغْبَطُ النَّاسِ المُؤْمِنُ الخَفِيفُ الحَاذ ) (٣) الظَّهر الَّذي لا مالَ له ولا عيالَ ؛ لقلَّةِ تعلُّقِهِ بالدّنيا الشَّاغِلِ له عن الآخِرَةِ والسَّعيِ لها.

حيذ

الحَيْذَوَان ، كنَهْرَوَانٍ : الوَرشانُ ، وهو ساقُ حُرٍّ ، ومن جعلَهُ كطَيْلَسَانٍ فموضع ذكرِهِ (٤) « ح ذ و».

فصل الخاء

خذذ

خَذَّ الجرحُ خَذِيذاً ، كبَخَّ بِخِيخاً زنةً ومعنىِّ ، أَي سالَتْ مِدَّتُهُ.

خذاداذ

خُذاداذ بالضَّمِّ وذالٍ معجمةٍ ثمَّ دالٍ مهملةٍ بين الأَلِفينِ ثمَّ معجمةٍ : اسمٌ لجماعةٍ مِنَ العلماءِ والمحدِّثينَ ، وهو معرَّبُ « خُدادَادَ » بإهمالِ الدَّالاتِ جميعاً ، ومعناهُ : عطاءُ اللهِ.

خربذ

خَرَّبُوذُ ، بالفتحِ وسكونِ الرَّاءِ مشدَّدةً وضمِّ الموحدةِ وسكونِ الواوِ :

__________________

(١) المجادلة : ١٩.

(٢) الفائق ١ : ٣٣٣ ، الغريبين ٢ : ٥٠٧ ، النَّهاية ١ : ٤٥٧.

(٣) الغريبين ٢ : ٥٠٧ ، غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٢٥١ ، النَّهاية ١ : ٤٥٧.

(٤) في « ش » زيادة : في.


والِدُ مَعْروفِ بنِ خَرَّبُوذٍ المكيّ مولى آل عثمانَ ، العَلاَّمةِ المحدِّثِ الأَخباريِّ.

خردذ

الخَرْدَاذِيّ ، كبَغْدَادِيّ : الخمرُ ، أَعجميٌّ معرَّبٌ.

خرماباذ

خُرَّمابَاذ ، بالضَّمِّ وفتحِ الرَّاءِ المشدَّدةِ : قريةٌ بِبَلْخَ ، منها : نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ الخُرَّمَابَاذِيُ الفقيهُ ، وأُخرى بالرَّيِّ.

خرماروذ

خُرْمَاروذ ، بالضَّمِّ : عقبةٌ ونهرُ بسطامَ وجرجانَ.

خندذ

خُنداذُ ، بالضَّمِّ : قريةٌ بينَ هَمَذانَ ونهاوَنْدَ.

خندرذ

خَنْدَرُوذُ ، بالفتحِ وسكونِ ثانيهِ وفتحِ الدَّالِ المهملةِ وضمِّ الرَّاءِ : موضعٌ بفارسَ.

خنذ

خَنْذَى به خَنْذاءً ، وحَنْذَى به ، وحَنْطَى به ، وخَنْطَى وعَنْدى به ، وغَنْذَى به بالذَّالِ المعجمةِ وغَنْظى به وخَنْظَى به بإِعجامِ كلٍّ من الحاءِ والعينِ واهمالِهِ ، كلُّها أَخواتٌ ، أَي فَحشَ عليه وشتَمهُ وأسمعه كلاماً قبيحاً.

ورجلٌ خِنذِيَانٌ ، وحِنْذِيَانٌ ، وحِنْظِيَانٌ ، وخِنْظِيَانٌ ، وغِنْطِيَانٌ ، وغِنْظِيَانٌ ، وخِنِذِيذٌ : فحَّاشٌ بَذِيٌّ كثيرُ الشَّرِّ.

والخِنْذِيذُ ، كصِنْدِيدٍ : الشُّعْبَةُ (١) من الجبلِ ، والعالي من رؤُوسِ الجبالِ ،

__________________

(١) في « ت » و « ج » : والشّعبة.


كالخِنْذِيدَةِ ، والفحلُ والخصيُّ من الخيلِ ضدٌّ ، والكريمُ منها ، وشاهِدُهُ بمعنى الفَحْلِ قولُ بشرٍ :

وخِنْذِيذٍ تَرَى الغُرْمُولَ مِنْهُ

كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التّجَارُ (١)

وبِمعنى الخصيِّ قولُ الفرزدقِ في الطِّرَّماحِ : كَيْفَ يَقُومُ خِنْذِيذُ طَيٍّ بفَحْلى مُضَرَ (٢) يعني نفسَهُ وجريراً ، وأَمَّا قولُ الشَّاعرِ :

وخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحُولَا (٣)

فإِنَّما أَرَاد بها الكرامَ مِنَ الخيلِ مطلقاً.

والخِنْذُوَةُ ، بكسرِ الخاءِ وضمِّ الذَّالِ : الشُّعبَةُ من الجبلِ ، لغةٌ في الخِنْذِيذِ ولا نظيرَ لها ، وهي لغةٌ قبيحَةٌ إِذ لا تجتمعُ كسرةٌ وضمةٌ بعدها واوٌ ليس [ بينهما ] (٤) إِلاَّ ساكنٌ.

ومن المجاز

قومٌ خَنَاذِيذُ : سادةٌ كرامٌ ، قال :

خَنَاذَيذُ مِنْ سَعْدٍ طِوَالُ السَّوَاعِدِ (٥)

وهو مستعارٌ مِنْ كرامِ الخيلِ كما تُستَعار القُرومُ المصاعِبُ لهم.

ويوصَفُ بالخِنْذِيذِ : البليغُ مِنَ الخطباءِ ، والسَّخيُّ الجوادُ ، والسَّيّدُ الحليمُ ، والعلاَّمةُ بأَيَّامِ العربِ وأَخبارِها وأَشعارِها ، كلُّ ذلك على الاستعارةِ كما يوصفُ بالفحلِ ، ومنه : شاعرٌ خِنْذِيذٌ ، وهو الَّذي يجمَعُ إِلى جودَةِ شعرِهِ روايَةَ الجيِّدِ من شعرِ غيرِهِ.

وتَخَنْذَذَ : صار خِنْذِيذاً.

وهذا خِنْذِيذٌ مِنَ الرِّيحِ ، أَي إِعصارٌ ، كأَنَّهُ شُبِّهَ بِخِنْذِيذِ الجبلِ لارتفاعِهِ.

__________________

(١) ديوانه : ٧٦.

(٢) أساس البلاغة : ١٢١ ، وفيه : بفحل ، وانظر التّاج ٨ : ٦٦.

(٣) نسب إلى النّابغه الذّبياني وهو في ديوانه : ١٧٠ ، وكتاب العين ٤ : ٢٤٤ ، ونسب إلى خفاف بن عبد القيس في اللّسان والتّاج ، وفي الحيوان خفاف بن نديه السّلمي ، وصدره :

وبراذِينَ كابِياتٍ وأُتْنَا

(٤) في النّسخ : بعدهما ، صحّحناه موافقاً للمعاجم.

(٥) نسب إلى العبسي كما في البيان والتّبيين : ٢١٨ ، وصدره :

دعوت بني سعد إليّ فشمّرت


خوذ

الخُوذَةٌ ، كصُوفَةٍ : البيضةُ مِنَ الحديدِ. الجمع : خُوَذٌ ، كغُرَفٍ.

وخَاوَذَهُ مُخَاوَذَةً ، وخِوَاذاً : وافقَهُ وخالفَهُ ضِدٌّ ؛ يقالُ : بنو فُلانٍ خَاوَذُوَنا إلى الماءِ.

وخَاوَذَتهُ الحُمَّى خِوَاذاً : أَتَتْهُ لوقتٍ غير معلومٍ.

وأَمرٌ خائِذٌ لائِذٌ ، ومُخَاوِذٌ مُلَاوِذٌ : مُعْوِزٌ.

وخُوذَانُ النَّاسِ : خَدَمُهُم ، ومنه : ( ذَهَبَ في خُوذَانٍ ) (١) يُضْرَبُ للخامِلِ ، إِذا أُخِّرَ عن أَهلِ الفضلِ والشَّرفِ.

خيذ

خِيَاذَانُ بالكسرِ : قريه بِشَهْرِسْتَانَ (٢) من أَعمالِ إِصبهانَ ، منها : محمَّدُ بن عليّ التّميميُّ الخَيَاذَانِيُّ ؛ محدِّثٌ.

فصل الدّال

دبذ

الدَّيَابُوذ بالفتحِ وبعد الأَلفِ موحَّدةٌ مضمومةٌ : ثَوْبٌ يُنْسَجُ على نِيرَيْنِ معرَّبُ « دُوبُوذ » وليس هو جمع « دَيْبُوذ » كطَيْفُورٍ ولا هو من أَوزانِ الجمعِ بل هو مفردٌ ، قال الأَعشى يصفُ الثَّور :

عَلَيهِ دَيَابُوذٌ تَسَرْبَلَ تَحْتَهُ

أَرَنْدَجَ إِسْكَافٍ يُخَالِطُ عِظْلِما (٣)

وما وقَعَ للجوهريّ والفيروزاباديِّ من أَنَّهُ جمع دَيْبُوذٍ فَوَهْمَّ صَريحٌ.

درذ

دَرْوَذُ ، كجَدْوَلٍ : موضع بِثَغْر أَذَربَيْجانَ أَو جبلٌ به ، وقد تكرَّرَ ذكرُهُ في شعرِ

__________________

(١) في اللَّسان والتَّاج : ذهب فلان في خوذان الخامل ، إِذا أُخّر ... إلى آخره.

(٢) في « ت » و « ج » : بشهرمستان.

(٣) ديوانه : ١٩١.


أَبي تمَّامٍ (١).

دنباذ

الدَّيْنَبَاذُ ، كطَيْلَسَان ويكسرُ أَوَّلُهُ : قرية بمَرْوَ عن ياقوتٍ (٢).

دوذ

الدَّاذِيّ : الذَّاذِيِّ بمعجمتينِ ، هو شرابٌ يتَّخذُهُ أَربابُ الفسقِ شديدُ الإِسكارِ ، وهو عجميٌّ ؛ لأنَّه لا يوجد في كلامِهِم دالٌ بعدها ذالٌ إِلاَّ قليلٌ نادِرٌ.

فصل الذّال

ذوذ

الذَّاذيّ ، بتشديد الياءِ على لفظِ المنسوبِ : نبتٌ أَو شجرٌ له حبٌّ مثل الشَّعيرِ أَغبَرُ يكون بجبالِ فارسِ ، والأَطباءِ يقولون : داذِي بإِهمالِ الدَّالِ الأُولى.

فصل الرّاء

ربذ

رَبِذَتْ يَداهُ بالقداحِ رَبَذاً ، كتَعِبَتْ : خفَّتا.

وهو رَبِذُ الأَصابعِ واليدِ في عملِهِ ، ككَتِفٍ : خفيفُهَا.

وفرسٌ رَبِذُ القوائِمِ : خفيفٌ في مشيهِ.

وله قوائِمُ رَبِذَاتٌ : خفيفاتٌ في المشي.

والرَّبَذَةُ ، كقَصَبَةٍ : واحدةُ الرَّبَذِ والرِّبَاذِ ـ كقَصَبٍ ورِقَابٍ ـ وهي العُهونُ

__________________

(١) اشار إلى قوله :

فليشكروا جُنحَ الظَّلامِ ودَرْوَذاً

فَهُم لِدَرْوَذَ والظَّلامِ موالِ

ديوانه : ٢٣٢.

(٢) معجم البلدان ٢ : ٥٤٥.


الَّتي تُعَلَّقُ في أَعناقِ الإِبلِ وآذانها ، وعلى الهوادِجِ ونحوها ..

و ـ : قريه مِنْ عمل المدينَةِ على نحو أَربعةِ أَيَّامٍ منها ، بها قبرُ أَبي ذَرٍّ جُنْدبِ بنِ السَّكَنِ الغفاريُّ 2 ..

و ـ : عَذَبَةُ السَّوطِ.

والرِّبْذَةُ ، ككِسْرَةٍ : صوفَةٌ يُهْنَأُ بها البعيرُ الأَجربُ ، وخِرقَةٌ يجلو بها الصَّائِغُ الحليَّ ، كالرَّبَذَةِ كقَصَبَةٍ فيهما ، وصِمامَةُ القارورَةِ ، وخرقَةُ الحائِضِ ، ثمَّ أُطلقَتْ على كلِّ قذِرٍ ، الجمع : رِبَذٌ ، ككِسَرٍ.

والرَّبَذِيُ ، كعَجَمِيّ : الوَتَرُ ، وكأَنَّهُ في الأَصلِ الَّذي تعلَّقُ عليه الرَّبذُ ثمَّ استعمِلَ عامّاً.

والسَّوطُ لَهُ عدَّةُ رَبَذَاتٍ ، أَي عَذَبَاتٍ.

وأَرْبَذَ إِرْبَاذاً : اتَّخَذَ السِّياطَ الرَّبَذِيَّةَ ..

و ـ الشَّيءَ : قَطَعَهُ.

وبينهم رَبَاذِيَةٌ ـ كثَمَانِيةٍ ـ أَي شرٌّ.

ومن المجاز

فلانٌ ذو رَبَذَاتٍ ، كرَقَبَاتٍ : كثير السَّقْطِ في كلامِهِ.

ورجلٌ مِرْبَاذٌ ، ورَبَذَانِيّ ، كمِقْدَامِ وغَطَفَانِيٍّ : كثيرُ الكلامِ مهذارٌ ، وأَصلُهُ : مِنْ رَبَذِ اللّسانِ ، أَي خِفَّتُهُ.

وفرسٌ رَبِذُ العنانِ ، ككَتِفٍ : مُنهَزِمٌ.

ولثَّةٌ رَبِذَةٌ ، ككَلِمَةٍ : خفيفةُ اللَّحمِ قَلِيلَتُهُ.

والرَّبَذُ ، كسَبَبٍ : جبلٌ عند الرَّبَذَةِ قربَ المدينةِ.

والحسنُ بنُ محمَّدِ بنِ رُبْذَةَ ، كغُرْفَةٍ : محدِّثٌ.

والرَّبْذاءُ ، كحَمْرَاءَ : بِنتُ جريرٍ الخَطَفِيُّ الشَّاعِرُ.

وموسى بنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُ ، كعَجَمِيّ : نسبةٌ إِلى الرَّبَذَةِ مدفَنُ أَبي ذَرٍّ 2.

الأثر

( إِنَّمَا أَنْتَ رِبذَةٌ مِنَ الرِّبَذِ ) (١) هي

__________________

(١) الفائق ٢ : ٣٢ ، النَّهاية ٢ : ١٨٣.


صوفَةُ الهانئ وخِرقَةُ الصَّائغِ ، يعني أَنَّهُ إِنَّما استعملتُكَ لتعالجَ الأُمُورِ برأْيكَ وتجلوها بتدبيركَ.

ويجوزُ أَنَّ يريد بالرّبذَةِ خِرقَةَ الحائضِ ، فيكون مرادُهُ ذمَّهُ والنَّيلَ من عرضِهِ. وأَن يريد العِهْنَةَ تعلَّق في عُنُقِ البعيرِ وعلى الهودَجِ ، فيكون معناه أَنَّهُ مِنْ ذَوِي الشَّارة (١) الَّذين ليس فيهم جدْوَى ولا طائلٌ.

رذذ

الرَّذَاذُ ، كرَبَابٍ : مطرٌ دقيقٌ ضعيفٌ فوق الطَّلِ (٢) ، وقد أَرَذَّتِ السَّماءُ ورَذَّتْ رذّاً ـ كمَدَّتْ ـ وهي مُرِذَّةٌ ، ورَاذَّةٌ. وباتَتِ السَّماءُ تُرِذُّنَا إِرْذَاذاً ، أَو تَرُذُّنَا رَذّاً ، أَو هي أَرضٌ مُرَذَّةٌ ، ومَرْذُوذَةٌ ، ومُرَذٌّ عليها ، وقول أَبي عبيدٍ : لا يقالُ : مُرَذَّةٌ ، ولا مَرْذُوذَةٌ (٣) ، لا عبرةَ به.

ومن المجاز

يومٌ مُرِذُّ ورَذَاذٌ.

وأَرَذَّتِ القِربَةُ والعينُ بمائِها ، والشَّجَّةُ بدمائِهَا : رَشَحَتْ أَو سالَتْ.

ورَضِيَ بِرَذَاذِ نيْلِهِ : بقليلٍ منه.

رزاباذ

رزاباذ ، بالفتحِ : سِكَّةٌ بمَرْوَ.

روذ

رَاذَ رَوْذاً ـ كقَالَ ـ ورَوْذَةً : لغةٌ في رَادَ رَوْداً بالمهملةِ ، أَي جاءَ وذَهَبَ والمهملةُ هي الأَصلِ.

ورُوذَةٌ ، كصُوفَةٍ : قريةٌ بالرَّيِّ ، دُفِنَ بها عَمْرُو بنُ مَعْدِ يَكْرِبَ ، فقالتِ امرأَتُهُ ترثيهِ :

لَقَدَ غَادَرَ الرُّكْبَانُ حِينَ تَحَمَّلُوا

بِرُوذَةَ شَخْصاً لَا ضَعِيفاً ولَا غُمْرَا (٤)

__________________

(١) في « ش » : الشّأن.

(٢) جاء في الأثر : « ما أصاب أصحاب محمد 9 يوم بَدْر إلاّ رذاذٌ لبَّدَ لهم الأرض » النَّهاية ٢ : ٢١٧.

(٣) عنه في الصّحاح.

(٤) معجم البلدان ٣ : ٧٩.


وإِليها ينسَبُ الحارثُ بنُ مسلمٍ الرُّوذِيُ الرَّازِيُّ المحدِّثُ ، ومحلَّةٌ بالرَّيِّ أَيضاً يقالُ لها : سَررُوذَةُ ، يُنسَبُ إِليها الحَسَنُ بنُ المظَّفرِ الرُّوذِيُ محدِّثٌ أَيضاً.

والرُّوذُ ، كطُورٍ : ناحيةٌ بالسّندِ.

وبلا لامٍ : ناحيةٌ من طَسُّوجِ إِصبهانَ تشتملُ على قُرىً كثيرةٍ.

ورُوذَانُ ، كطُوفَانَ : قرية بخوارَزْمَ ، وبلد قُرْبَ بَسْتَ ، وبُلَيْدَةٌ قريبَةٌ مِنْ أَبَرْقُوه أَو ناحيَةٌ من نواحي كِرْمانَ.

ورُوذَوَيْهِ ، بالضمِّ : أَحَدُ أَجدَادِ إِبراهيمَ بنِ أَحمدَ الشِّيرازِيّ الرُّوذِيِّ المحدِّثِ المعروفِ بابنِ رُوذوَيْه (١).

ورَاذَانُ : قريةٌ بنواحي المدينةِ ، منها : أَبو سعيدٍ الوليدُ بنُ كثيرٍ المَديني الرَّاذَانِيُ المحدِّثُ السَّاكِنُ بالكوفَةِ.

ورَاذَانُ الأَسفلُ ورَاذَانُ الأعلى : كُورَتَانِ بسوادِ بغدادَ ، ينسَبُ إِليهما جماعَةٌ مِنَ العلماءِ.

فصل الزّاي

زربذ

زُرَابَاذُ ، بالضَّمِّ : موضع بسَرْخَسَ.

وزُوارْبَذُ (٢) ، بضمِّ أَوَّله وسكونِ ثانيهِ وفتحِ الموحَّدةِ : ناحيةٌ بها أَيضاً ، وقريةٌ بنيسابورَ ، منها : محمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ الحسنِ التَّميميُ الزُّوارْبَذِيُ (٣) المحدِّثُ.

زرنباذ

الزُّرُنباذُ ، بضمَّتينِ : عُرُوقٌ كالزَّنجَبيلِ تُجْلَبُ مِنَ الهندِ ويعرَفُ بعِرْقِ الكافورِ.

زمرذ

الزُّمُرُّذُ ، بضمَّاتٍ وتشديدِ الرّاءِ ،

__________________

(١) في الأَنساب ٣ : ١٠٣ ـ ١٠٤ : روزويه اسم لبعض أجداد أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن منصور الشّيرازي الرّوزوييّ المعروف بابن روزويه.

(٢) في الأنساب ٣ : ١٧٥ ، ومعجم البلدان ٣ : ١٥٧ : زورابذ ... والمنسوب إليها : الزورابذيّ.


ـ وفتحها لغةٌ حكاها أَبو حيَّانَ في الارتشافِ (١) ـ : الزَّبَرجَد ، ومنهم مَنْ يُطْلِقُهُ على ما دونَ السِّلقيِّ أَو الرَّيحانيِّ المشبَعِ الخضرةِ الكامِلِ الشَّفَّافِ النَّاصِعِ اللَّونِ ، ويسمَّى هذا الزَّبَرْجَدَ ، الواحدةُ زُمُرُّذَةٌ بهاءٍ.

زمرذة

الزِّمَّرْذَةُ ، والزِّنْمَرْذَةُ ، بكسرِ الزَّاي وفتحِ الميمِ وبالعكسِ : لغةٌ في الزَّمَّرْدَةِ بالدَّالِ المهملةِ حكاها أَبو منصورٍ في كتابِ ما تكلَّمَتْ به العربُ مِنَ الكلامِ الأَعجميّ (٢) ، وهي وصفٌ للمرأَةِ التي تُشْبِهُ الرِّجالَ خَلقاً وخُلقاً ، وقد مَرَّ الكلامُ عليها في بابِ الدَّالِ.

زندروذ

زندروذ ، كعَضْرَفُوط : نهرٌ مشهورٌ بإِصبهان ، أَطيب مياه الأَرضِ وأَعذبها ، هذا موضعُ ذكرهِ وغلط الفيروزاباديّ فذكرهُ في « زرد » بالمهملة.

زوذ

الزَّاذُ ليس لغةً في الأَزَادِ مِنَ التَّمرِ ، وإِنَّما خَفَّفَهُ الشَّاعرُ للوزنِ في قوله :

يَسُوسُ فِيهَا الزَّاذُ وَالأَعرَافُ (٣)

ووهم الفيروزاباديُّ.

وزَاذَانُ بنُ منصورٍ وابنُ أَخيهِ مَسرورٌ ابنُ المُغيرَةِ بنِ زَاذَانَ ، وعمرُ بنُ عبدِ الله ابنِ زَاذَانَ القزوينيُّ ، ومحمَّدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ عليّ بنِ عاصمِ بنِ زَاذَانَ الإِصبهانيَ الزَّاذَانِيُّونَ : محدِّثونَ.

__________________

(١) في ارتشاف الضّرب ١ : ١٢٨ : زُمَرَّذ لغة في زُمُرُّذ.

(٢) انظر المعرَّب : ١٦٨ ـ ١٦٩.

(٣) كذا في النّسخ ، وفي تهذيب اللَّغه ٢ : ٣٤٧ ، والجمهرة ١ : ٧٦٦ ، واللّسان ( عرف ) ، والمصباح المنير : ٢٦٠ :

تغرس فيه الزَّاذَ والأعرافا

وفي بعضها : نغرس فيها ...


وتَلُ زَاذَانَ : موضع قربَ الرِّقَّةِ.

فصل السّين

سبذ

السَّبَذُ ـ كسَبَبٍ ـ وبهاءٍ : وعاءٌ كالمِكْتَلِ ، معرَّبُ « سَبَدَ » بالمهملةِ.

وسَبَذْيُونَ ، بفتحتينِ فسكونٍ : قريةٌ على نصفِ فرسخٍ من بُخارَى ، ينسبُ إِليها بعض الرّواةِ.

وأَسْبَذُ ، كأَحمَدَ : قريةٌ بالبحرينِ ، وقريةٌ بعُمانَ.

والأَسْبَذِيُّونَ ، والأَسَابِذَةُ : قومٌ من الفرسِ كانوا مَسْلحَةَ المُشَقَّرِ ـ كمظفَّرٍ ـ وهو حصنٌ بين نَجْرانَ والبحرينِ. وقيل : الأَسبَذِيُون : قَوْمٌ من بَني تميم بالبحرين.

وقيل : هم أَهلُ البحرينِ كافةً.

واختلفوا في سَبَب تسميتهم بذلك : فقيل : لأَنَّهم كانوا يعبدونَ فرساً والفرسُ بالفارسيّةِ اسمه « أَسْبُ » فعرَّبوهُ بالفارسيَّةِ بزيادةِ الذَّالِ المعجمةِ.

وقيل : لأَنَّهم كانوا يسكنونَ مدينةَ أَسْبَذَ بعُمان [ فنسبوا إليها.

وقيل : أسبذ اسم ] (١) قائدٍ من قوَّادِ كسرى ملَّكَهُ على البحرينِ فاستعبَدَهُم وأَذلَّهم فَنَسَبَتِ العربُ أَهلَ البحرين إِليهِ على جهةِ الذَّمِّ فليس يختصُّ قوماً دونَ قومٍ ، وفيهم يقول طَرْفَةُ بن العبدِ :

خُذُوا حِذرَكُمْ أَهْلَ المُشَقَّرِ والصّفَا

عبيدَ أَسْبَذَ والقرضُ يُجزي مِنَ القَرْضِ (٢)

وميمونُ بنُ سِنْباذٍ ، بالكسرِ : صحابيٌّ.

ستذ

الاستَاذُ : في فصلِ الهمزةِ وذكرُهُ هنا وهمٌ ؛ إِذ لا يصِحُّ كون الهمزةِ فيه زائدةً كما بيَّنا هناك.

__________________

(١) الزّيادة يقتضيها السّياق ، انظر معجم البلدان ١ : ١٧٢ ، وتوضيح المشتبه ١ : ٦٨.

(٢) ديوانه : ٦٦.


سفذ

أَسْفِيذبانِ (١) ، بالفتحِ وسكونِ السّينِ وكسرِ الفاءِ وسكون المثنَّاةِ التّحتيَّةِ : قريةٌ بإِصبهانَ ، منها : عبدُ اللهِ بنُ الوليدِ القسّامُ الأَسفِيذَبَانِيّ ، محدِّثٌ ، ذكره السَّمعانيِ (٢) (٣) ، وقول الفيروزاباديِّ : قريةٌ بنيسابور ، منها : عبدُ الله بن الوليدِ ، غَلَطٌ.

سمذ

السِّمِّذُ ـ كحِمِّصٍ وقِنَّبِ مشدَّداتٍ ـ والسَّمِيذُ : لغاتٌ في السَّمِيدُ ـ بالدَّالِ المهملةِ ـ وهو الخُبْز الحُوَّاريُّ المتَّخَذُ من الحنطةِ النَّقيَّةِ المغسولَةِ المطحونَةِ ( المنخولَة ) (٤) بمنخلٍ ضيِّقٍ ، وإِلى عملِهِ بلفظِ الأَوَّلِ نُسِبَ جماعةٌ من المحدِّثينَ ، منهم : عبدُ اللهِ بن محمَّدِ بنِ عليِّ بن زيادٍ السِّمّذِيّ ، وكان جدُّهُ عليُّ بنُ زيادٍ من أَهلِ الدَّورَقِ ، ورد مع عبدِ اللهِ بنِ ظاهرٍ إِلى نيسابورَ ، وكان يتَّخذُ له السِّمِّذُ البغداديُّ من الحنطةِ ، فبقيَ الاسمُ عليه وعلى أَولادِهِ وحفَدَتِهِ.

سوذ

سُوذَانُ ، كطُوفانٍ : قريةٌ بإِصبهانَ ، منها : محمَّدُ بنُ حَمَدٍ السُّوْذَانِيُّ ؛ محدّثٌ.

فصل الشِّين

شبذ

شَبَذُ ، كسَبَبٍ : من قرى أَبيَوَرْد ، منها : الحافظُ رشيدُ الدِّينِ أَحمدُ بنُ إِبراهيمَ بنُ محمَّدٍ ، وحفيدُهُ العلاَّمةُ

__________________

(١) في النّسخ : أسفيذيان ، والمثبت موافق للمصدر.

(٢) في « ت » و « ش » : ابن السّمعاني.

(٣) الأنساب ١ : ١٤٧.

(٤) ليست في « ش ».


شمسُ الدِّينِ إِبراهيمُ بنُ محمَّدٍ ، وابنُهُ المعظَّمُ محييِ الدِّينِ بنِ إِبراهيمَ الشَّبَذِيُّونَ.

شبرذ

شَبْرَذَ شَبْرَذَةً : أَسرعَ.

وبعيرٌ شَبَرْذَى كسَبَنْتَى ، وناقةٌ شَبَرْذَاةٌ : سريعانِ ؛ قالَ :

عَلَى أَمْوَنٍ جَسْرَةٍ شَبْرَذَاه (١)

وَمِنْهُ : شَبْرَذيُّ الثَّعْلِبيُ (٢)

شجذ

أَشْجَذَتِ السَّماءُ إِشْجَاذاً : ضَعُفَ مَطَرُها أَو سَكَنَ ..

و ـ الأَمطارُ : أَقْلَعَتْ وقلَّتْ.

وأَصابَتْنا شَجْذةٌ ، كهَضْبَةٍ : مطرةٌ ضَعِيفَةٌ.

وأَشْجَذَهُ الشَّيءُ : ضرَّهُ وآذآهُ ولقِي منه شِدَّةً.

ورَمَاهُ بالمِشْجَاذِ ، كالمِقْلَاعِ زنةً ومعنى.

وشَجَاذِ ـ كنَزَالِ ـ أَي ارْمِهِ بالمِشْجاذِ.

شحذ

شَحَذْتُ السّكِّينَ ونحوها شَحْذاً كمَنَعَ ، وأَشْحْذَتُها إِشْحَاذاً : حَدَدْتُها (٣) وشَحَّذْتُهَا تَشْحِيذاً مبالغة.

والمِشْحَذُ ، كمِنْبَرٍ : آلةُ الشَّحْذِ ، وهو المِسَنُّ.

ومن المجاز

شَحَّذَهُ (٤) : سأَلَهُ مُلِحّاً عليهِ ، وهو شَحَّاذٌ ، كعَبَّاسٍ.

ورأَيتُهُ يَتَشَحَّذُ : يتكلَّفُ الشَّحْذَ والسُّؤَالَ أَو يُكَرِّرهُ في مهلةٍ.

__________________

(١) الرّجز لمرداس الزّبيري كما في لسان العرب والتَّاج ، وقبله :

لما أتانا رامعاً قِبرّاه

(٢) كذا في النّسخ ، وفي القاموس ( شبرذ ) : الشّبرذى : رجل من تغلب ، وقال في ( شمرذ ) : الشَّمَرذى : لغة في الشَّبرذى التّغلبي.

(٣) جاء في الأثر : « هَلُميِّ المُدْية واشحذيها » انظر النَّهاية ٢ : ٤٤٩.

(٤) في « ت » : شَحَّذة بالتّشديد.


وشَحَذَهُ ببَصَرِهِ : أَحَدَّ إِليهِ النَّظر ورماهُ بهِ ..

و ـ الشَّيءَ : قَشَرَهُ ..

و ـ الرَّجُلَ : طردَهُ ، كتَشَحَّذَهُ ..

و ـ الإِبلَ : ساقها سوقاً عنيفاً ، وهو سائقٌ مِشْحَذٌ ، كمِنْبَرٍ : عنيفٌ ..

و ـ الجوعُ المَعِدَةَ : أَضرَمَها ..

و ـ الغضبُ : استفزَّهُ.

والشَّحَذَانُ ، كرَمَضَانٍ : الخفيفُ في سعيِهِ ، والسَّائقُ الحثيثُ ، والجائِعُ ، كالشَّحْذَانِ ، كسَكْرَانَ.

والمِشْحَاذُ : رأَسُ الجبلِ ، والأَرضُ المستويَةُ والأَكمةُ الفَوْراءُ ، وجبلٌ شماليَّ قَطَنَ.

ووابِلٌ شَحَّاذٌ ، كعَبَّاسٍ : مُلِحٌّ مُلِثٌّ.

وهذا الكلامُ مَشْحَذَةٌ للفَهْمِ : يَشْحَذُ الفَهْمَ ويحدُّهُ بالتَّامُّلِ في دقيقِهِ وعويصِهِ.

وأَشْحَذَتِ النَّاقةُ إِشحَاذاً عند المخاضِ : رَفَعَتْ ذنبها وحَرَّكَتْهُ تحريكاً شديداً.

ومحمَّدُ بنُ أَبي الفتحِ الشَّحَّاذُ الإِصبهانيُّ ، ومحمَّدُ بنُ حامِدِ بنِ حَمَدٍ الصَّائِغُ الشَّحَّاذُ ، كعَبَّاسٍ فيهما : محدَّثانِ.

شخذ

أَشْخَذْتُ كلبي إِشْخَاذاً : أَشْلَيْتُهُ للصَّيدِ.

شذذ

شَذَّ عن الجماعَةِ يَشِذُّ ، ويَشُذُّ شُذُوذاً ، وشَذَاذاً : انْفَرَدَ عنهم ، فهو شَاذٌّ (١). الجمع : شُذَّانٌ ، وشُذَّاذٌ ، كشابٍّ وشُبَّانٍ وحَاجٍّ وحُجَّاجٍ.

وأَشَذَّهُ ، وشَذَّذَهُ : جعلَهُ شَاذّاً ، كشَذَّهُ شَذّاً ، كمَدَّهُ لا غيرُ ، وأَبى هذه الأَصمعي (٢) وقال : لا أَعرفُ إِلاَّ شَاذّاً ، أَي منفرِداً.

__________________

(١) ومنه الحديث : « الشّاذ عنك يا علي في النّار » مجمع البحرين ٣ : ١٨٢.

(٢) انظر التَّاج.


وهو من شُذَّاذِ القومِ ، كحُجَّاجٍ : من الَّذين يكونون فيهم وليسوا منهم.

وجاءَني شَذَّانُ النَّاسِ ، كحَسَّانَ وخِطَّانٍ (١) : متفرِّقوهم ، ومن شَذَّ عنهم وخَرَجَ عن جماعتهم.

ومن المجاز

أَصابَهُ شَذَّانُ الحَصَى : ما تطايَرَ وتهافَتَ منه.

وجماعةٌ شُذَّاذٌ ، بالضَّمِّ : قليلونَ ؛ لاستلزَامِ الانفِرَادِ القِلَّةَ.

وأَشَذَّهُ : نَحَّاهُ وأَقصاهُ ؛ كأَنَّهُ أَفردَهُ عن جماعتِهِ.

والشِّذَّانُ بالكسرٍ : السّدرُ ، كأَنَّهُ شَذَّ عن جماعةِ الشَّجرِ بنبتِهِ في السَّهلِ والجبلِ والتّرابِ والرَّمُلِ.

وشَاذُ بنُ فيَّاضٍ : في « ش وذ » ، لأَنَّهُ بتخفيفِ الذَّالِ وذِكْرُ الفيروزاباديِّ له هنا ، غلطٌ.

وفلانٌ بطلٌ لا يَدَعُ شَاذّاً ولا فاذّاً ، أَي لا يلقى أَحداً إِلاّ قتلَهُ وأَتَى عليهِ.

الأَثر

( مَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ ) (٢) أَي من شَذَّ عنِ الجماعَةِ والسَّوادِ الأَعظمِ وانفرَدَ عنهم فقد شَذَّ ذاهباً إِلى النَّارِ و « في » بمعنى « إِلى » نحو : ( فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ ) (٣).

( لَا يَدَعْ نَسَمَةً شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً ) (٤) أَي لا يَدَعُ نفساً إِلاَّ قَتَلَهَا واستَقصاها. وقيل : الشَّاذَّةُ : الَّتي انَفَرَدتْ عن القوم بعد أَن كانت فيهم. والفَاذَّةُ : الَّتي لم تكن فيهم ولم تختلِطْ بهم أَصلاً.

( ثُمَّ أَتْبَعَ شُذَّانَ القَوْمِ صَخْراً مَنْضُوداً ) (٥) بضمِّ الشِّينِ وفتحها ، مُتَفَرِّقُوهُمْ الَّذين شَذُّوا عنهم وخرجوا

__________________

(١) كذا في « ت » و « ج » ، وفي « ش » : حطان ، وفي المعاجم : شُذّان وشَذّان.

(٢) المستدرك للحاكم ١ : ١١٥ ، كنز العمّال ١ : ٢٠٦ / ١٠٣٠.

(٣) إبراهيم : ٩.

(٤) انظر عمدة القارئ ١٧ : ٢٣٩.

(٥) الفائق ٣ : ٣٣٥ ، النَّهاية ٢ : ٤٥٣.


من بينِهم.

المصطلح

الشُّذُوذُ : مخالفَةُ اللّفظِ أَوِ (١) الكلامِ ما عليْهِ بقيَّةُ بابه ومفارقَتُهُ له وانفِراده عنه إِلى غيرهِ ، وهو على ثلاثةِ أَضرُبٍ :

أَحَدُها : شَاذٌّ في الاستعمالِ دون القياسِ كالماضي من « يَدَع » و « يَذَر » واستعمالِ مفعولِ « عَسَى » اسماً صريحاً.

الثَّاني : شَاذٌّ في القياسِ دون الاستعمالِ نحو : « استَصْوَبْتُ الشَّيءَ » ولا يقالُ : « استَصَبْتُ ».

الثَّالثُ : الشَّاذُّ في القياسِ والاستعمالِ معاً كتَتْمِيم مفعولٍ ممَّا عينه واوٌ نحو : « ثوبٌ مَصُوونٌ » و « مِسْكٌ مَذوُوفٌ ».

والشَّاذُّ من الحديثِ : ما لَهُ إِسنادُ واحدٌ يشهد بذلكَ شيخٌ ثقةٍ كان أَو غيرَ ثقةٍ ، فما كان غير ثقةٍ فمتروك ، وما كان عن ثقةٍ فيتوقَّفُ فيه ولا يحتجُّ ( به ) (٢).

شرذ

شَرَّذَ به تَشريذاً : لغةٌ في شَرَّدَ بالمهملةِ ، أَو معناهُ فرَّقَهُ ، ولم يسمَعْ هذا التَّركيبُ إِلاَّ في قراءَةِ ابن مسعود : ( فَشَرِّذْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) (٣) بالذَّالِ المعجمةِ ، فقال ابنُ جنِّي : لم يمرُّ بنا تركيبُ « ش ر ذ » ، وكأَنَّ الذَّالَ مِنَ الدَّالِ (٤). وقالَ الزَّمخشريّ : هو بمعنى فَفَرِّقْ وكأَنَّهُ مقلوبُ « شَذِّرْ » مِنْ قولِهِم : « ذهبُوا شذر بَذَرْ » ومنه : الشَّذْرُ الملتقَطُ مِنَ المعدِنِ ؛ لتفرُّقه (٥).

شربذ

الشَّرَنْبَذُ : الشَّرَنْبَثُ ، وهو الغليظُ الكفيَّنِ أَو مطلقاً ، والذَّالُ بدلٌ مِنَ الثَّاءِ.

__________________

(١) في « ج » : « و» بدل : « أو ».

(٢) ليست في « ت » و « ج ».

(٣) وقراءة المصحف : فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ الأنفال : ٥٧.

(٤) المحتسب ١ : ٢٨٠.

(٥) الكشاف ٢ : ٢٣٠ ، وفيه : المتلقط بدل : الملتقط.


شعوذ

الشَّعْوَذَةُ ، كالهَرْوَلَةِ : خفَّةٌ في اليدِ ، وأَخْذٌ كالسّحرِ ، وتصويرٌ كالباطلِ بصورةِ الحقِّ في رأَي العينِ ، وقد شَعْوَذَ يُشَعْوِذُ ، وهو شَعْوَذِيٌ ، ومُشَعْوِذٌ ، ومنه قيل للبَريدِ ، وللرَّجلِ يختلِفُ للقومِ في مُهِمَّاتِهِمْ : الشَّعْوذِيُ ، لخفَّتهما ، قال ابن فارسٍ : والشَّعْوَذَةُ ليس من كلامِ أَهلِ الباديَةِ (١).

وشَعْوَذُ ، كجَدْوَلٍ : ابنُ عبدِ الرَّحمان الأَزديُّ ، وابن خَليدَةَ ؛ وغالبُ بنُ شَعْوَذَ ؛ محدِّثونَ.

شعبذ

الشَّعْبَذَةُ : الشَّعْوذَةُ ، وقد شَعْبَذَ فهو مُشَعْبِذٌ ، قالَ الثَّعالبيُّ : الأَصلُ في قولِهِم : مُشَعْبِذاً إِنَّما هو بالواوِ (٢).

شقذ

شَقِذَ شَقَذاً ، كتَعِبَ : قَلَّ نومُهُ حتَّى لا يكادُ ينامُ ، وصارَ عَيوناً يصيبُ النَّاسَ بالعينِ ، فهو شَقِذٌ ككَتِفٍ ، وشَقَذَانٌ كسَرَطَانٍ ، ويقالُ : رجلٌ شَقِذُ العينِ ، إِذا كانَ لا يغلبُهُ النّعاسُ أَو كانَ خبيثَ العينِ. وقيلَ : هما متلازمانِ فكلُّ من لا يكادُ ينامُ لا يكونُ إلاَّ عَيُوناً.

وأَشْقَذَهُ إِشقَاذاً فشَقِذَ ، كتَعِبَ وضَرَبَ : طرَدَهُ وأَبعَدَهُ فذَهَبَ وبَعُدَ ، ومنه : شَاقَذَهُ مُشَاقَذَةً ، إِذا عاداهُ ، كأَنَّهُ باعَدَهُ.

وما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ـ كسَبَبٍ فيهما ـ أَي ما بِهِ حَراكٌ ، أَو ما به خَلَلٌ وعيبٌ.

وما له شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ، أَي ما له شيءٌ.

والشِّقْذَانُ ، بالكسرِ : الحِرباءُ والحرابيُّ أَو أَولادُها ، واحدها شَقَذَانٌ ـ ككرَوَانٍ وكِرْوَانٍ ـ وشُقَذٌ ، كصُرَدٍ وعِهْنٍ وفَلْسٍ ،

__________________

(١) معجم مقاييس اللَّغة ٣ : ١٩٣ حكاه عن الخليل.

(٢) عنه في التَّاج.


تكون مفرداً وجمعاً.

والشَّقْذُ ، كفَلْسٍ : الذِّئبُ ، كالشِّقْذَانِ كسِرْحانٍ وسَرَطَانٍ.

ويقال للحشراتِ والهوامِ كلِّها ولفراخِ القطا والحِبارَى : شِقْذَانٌ ، بالكسرِ ، واحدها شِقْذٌ ، كعِهْنٍ.

والشَّقْذَاءُ ، والشَّقَذَى ، كحَمْرَاءَ وجَفَلَى : العقابُ الشَّديدةُ الجوعِ.

شمذ

شَمَذتِ النَّاقةُ ـ كضَرَبَ ـ شَمْذاً ، وشِمَاذاً بالكسر ، وشُمُوذاً : شالَتْ بذَنَبها بَعْدَ أَن لَقَحَتْ ليعلَمَ الفحلُ أَنَّها لاقِحٌ فلا يقرَبُها ، فهي شَامِذٌ من شَوَامِذَ ، وشُمَّذٌ ، كرُكَّعٍ.

ومن المجاز

شَمَذَ الرَّجلُ إِزَارَهُ : رفعَهُ.

وشَمَذَتِ النَّخيلُ : تأَبَّرَتْ ..

و ـ المرأَةُ فَرْجَها : حَشَّتْهُ بِخِرْقَةٍ فَرَفَعَتْ بها رحمها لِئلاَّ يَنْذَلِقْ (١).

والشَّامِذُ : العقربُ لرَفْعِها ذَنَبَها.

والشَّمَذَةُ ، كقَصَبَةٍ : شجرةٌ تدنَى (٢) إِلى أَصلِ الكرمةِ لتَرْتَفِعَ عليها ، يقالُ : الحَبَلَةُ في شَمَذَتِهَا.

واشْتَمَذَ الكبشُ اشْتِماذاً ، إِذا ضَرَبَ أَلْيةَ الشَّاةِ (٣) لترتفعَ فيَسْفِدَ ، يقالُ : مِنَ الكباش ما يَشْتَمِذُ ، ومنها ما يَغُلُّ ـ كيَمُدُّ ـ وهو أَن يَسفِدَ ولا يرفَعَ الأَليةَ.

والشَّيْذُمَانُ ، بضمِّ الذَّالِ : الذِّئبُ.

شمرذ

الشَّمَرْذَى : لغةٌ في الشَّبَرْذَى بالموحدةِ.

وناقةٌ شَمَرْذَاةٌ ، بالدَّالِ المهملةِ والمعجمة : سريعةٌ.

شمهذ

شَمْهَذتُ الشَّفرةَ شَمْهَذَةً : حدَّدْتُها ..

و ـ الحديدَ : رَقَّقْتُهُ.

__________________

(١) كذا في النّسخ ولعل الصّواب : ينزلق.

(٢) في « ش » : تدلى بدل : تدنى.

(٣) في « ت » و « ج » : إليه الشاةُ.


وسيفٌ شَمْهَذٌ ، كسَرْمَدٌ : حديدٌ.

ومن المجاز

كَلْبَةٌ شَمْهَذٌ : خفيفةٌ حديدةُ الأَنيابِ.

شنذ

شَنْذَانُ ، كشَعْبَانَ : صقعٌ متَّصلٌ ببلادِ الخزرِ ، فيه أَجناسٌ مِنَ الأُممِ الَّتي في جبلِ القَبْقِ ، وكان مَلِكُها قد أَسلَمَ في أَيَّامِ المُقْتَدِرِ.

وأَشْنَذُ ، كأَحْمَدَ : قريةٌ بِبَلخَ ، منها : أَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ نُعَيْمٍ الأَشْنَذِيُ محدِّثٌ. وقيل : هي بالدَّالِ المهملةِ (١).

شنبذ

شَنْبَذ في قولِ أَبي مَهْدِيَّةَ :

يَقُولُونَ لي شَنْبِذْ وَلَسْتُ مُشَنْبِذاً

طِوَالَ اللَّيَالِي مَا أَقام ثَبِيرُ (٢)

مِنْ قولِهمْ : « چُون بُود » (٣) بالفارسيَّةِ « كانَ ». ومُشَنْبِذ ، اسمُ فاعلٍ ، بناهُ مِنْ شَنْبَذَ.

وشَنْبَذُ ، كجَعْفَرَ : ابنُ عمرَ بنِ الحسينِ القَطَّانِ ؛ محدِّثٌ ، وأَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ شَنْبَذِ قاضي الدّيْنَورَ.

وشَنَبُوذٌ ، بفتحتينِ كبَرَهُوتٍ : جدُّ أَبي الحسنِ محمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ أَيوُّبَ المقرئ المعروفِ بـ « ابنِ شَنَبُوذ » وإِليهِ يُنْسَبُ أَبو (٤) الفرجِ محمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ إِبراهيمَ ، وأَبو الطَّيِّبِ محمَّدُ بنُ أَحمدَ بن يوسف الشَّنَبُوذِيَّانِ المقرئَانِ ؛ لأَنَّهما قرأَا عليه ، ويعرفُ كلٌّ منهما بغلامِ ابنِ شَنَبُوذٍ ، وغلِطَ القاضي أَحمدُ بنُ خلَّكانَ في تاريخِهِ في ضبطِ شَنَبُوذٍ فقال : بضمِّ الشّينِ المعجمةِ (٥) وسكون النُّونِ وضمّ الموحَّدةِ وسكون الواوِ

__________________

(١) انظر تبصير المنتبه ١ : ٤٥ ، ومعجم البلدان ١ : ٢٠١.

(٢) الخصائص ١ : ٢٣٩ ، المزهر ١ : ٢٩١ ، وانظر المعرّب : ٩.

(٣) في المعرَّب ٩ و ٢١٠ : شون بوذى ، وفي المزهر : شون بوذ.

(٤) في النّسخ ، أبي والمثبت استظهره ناسخ « ج ».

(٥) في مطبوع وفيّات الأعيان ٤ : ١٢٠ : بفتح الشّين المعجمة والنّون ...


وبعدها ذالٌ معجمةٌ ، وهو تحريفٌ قطعاً وصوابُهُ ما ذكرناهُ كما ضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعانيِّ وغيرُهُ (١).

وشَنابَاذُ (٢) : قرية ببلخَ ، منها : عبدُ الرَّحمانِ بن محمَّدِ البلخيُ الشَّناباذيّ (٣) الزَّاهِدُ المحدِّثُ.

شوذ

المِشْوَذُ ، والمِشْوَاذُ ، كمِرْوَدٍ ومِسْواكٍ : العمامةُ. الجمع : مَشَاوِذُ ، ومَشاوِيذُ.

وشَوَّذَ به تَشْويذاً ، فَتَشَوَّذَ ، واشْتَاذَ : عَمَّمَهُ فتعمَّمَ واعتَمَّ.

وهو حسنُ الشِّيذَةِ ـ كشِيمَةٍ ـ أَي العِمَّةِ.

ومن المجاز

شَوَّذَ السَّحابُ الشَّمسَ : عمَّها وصارَ حَوْلها رَقيقاً لا غيثَ معه.

وشَوَّذَتِ الشَّمسُ : جَنَحَتْ للمغيبِ.

وأَشْوَذُ ، كأَسْوَدَ : ابنُ حام بنِ نوحٍ 7.

فصل الصّاد (٤)

صبهبذ(٥)

أَصبهبذ (٦) في فصلِ الهمزةِ لأَنَّ همزَتَهُ أَصلٌ ، وتوهَّمَ الفيروزاباديُّ زيادتها فذكرَهُ هنا ، وهو غلطٌ نَشَأَ من قِلَّةِ معرفتِهِ بقواعِدِ الصَّرفِ كما بَيَّنَّاهُ هناك.

فصل الطّاء

طبرزذ

الطَّبَرْزَذُ ـ كزَبَرْجَدٍ ـ من السّكَّرِ

__________________

(١) الأنساب ٣ : ٤٦٠ ، ولب اللّباب ٢ : ٦١.

(٢) و (٣) في النسخ : شاباذ .... الشاباذيّ ، والمثبت عن المعاجم وضبطها السّمعاني في الأنساب بالكسر ، وياقوت في معجم البلدان بالفتح.

(٤) و (٥) و (٦) في النّسخ بالضّاد والتّصويب عن ما مرّ في « أصبهبذ ».


والملحِ : الصُّلْبُ الشَّديدُ ، وإِذا أُطلقَ يرادُ به السُّكَّرُ الأَبلوجُ ، معرَّبُ « تَبَرْزَدُ » و « التَّبَرُ » بالفارسيَّةِ : الفأسُ ، كأَنَّهُ نُحِتَ من جوانبِهِ بفأسٍ ، يقالُ : سكَّرٌ طَبَرْزَذٌ ، فيكونُ صفةً تابعةً له في الإِعرابِ.

قال الأَصمعيُّ : سُكَّرٌ طَبَرْزَد ، وطَبَرْزَن بالنّونِ ، وطَبَرْزَل باللاَّمِ ، ثلاثُ لغاتٍ معرَّباتٍ (١) وبه سمِّيَ نوعٌ مِنَ التَّمرِ لحلاوتِهِ.

قال أَبو حاتمٍ : الطَّبَرْزَذَةُ : نخلةٌ بُسْرَتُها صفراءُ مستديرَةٌ ، والطَّبَرْزَذُ الثَّوْرِيُّ : بُسْرَتُهُ صفراءُ فيها طولٌ (٢).

وفي التَّذكرةِ للبصيرِ الأَنطاكيِّ : الطَّبَرْزَذُ من السُّكَّرِ والعسلِ ما طُبِخَ بعُشْرِهِ من اللَّبنِ الحليبِ حتّى يَنْعَقِدَ (٣).

وابنُ طَبَرْزَذ : عمرُ بنُ أَبي بكرٍ بنِ محمَّدٍ المؤَدِّبُ ؛ محدِّثٌ مشهورٌ.

طخرذ

طَخْرُوذ ، بالخاءِ المعجمةِ كطَرْطُوسٍ : قريةٌ بنيسابُورَ ، منها : يحيى وأَحمَدُ ابنا عبدِ الوهَّابِ الطّخرُوذِيَّانِ ، محدِّثانِ.

طرخذ

طَرخَابَاذ بالفتحِ والخاءِ المعجمةِ : قريةٌ بجرجانَ ، منها : عليُّ بنُ أَحمَدَ الطَّرْخَابَاذِيُ ؛ محدِّثٌ.

طرمذ

طَرَمذ طَرْمَذَةً : قال ما لا يَفْعَلُ وتَمَدَّحَ وافتخَرَ بما ليس عندَهُ ..

و ـ عليه : تكبَّر بادِّعاءِ ما ليس فيه ، فهو مُطَرْمِذٌ ، وطِرْمِذَةٌ ، وطِرْمَاذٌ ، وطِرْمِذَانُ ، بكسر الطَّاءِ والميم فيهنَّ قال :

__________________

(١) عنه في المعرّب : ٢٢٨ ، وفيه : طبرزد باهمال الدَّال ضبط قلم.

(٢) عنه في المصباح المنير : ٣٦٨.

(٣) تذكره أُولي الألباب ١ : ٢٢٩.


طَرْمَذةً مِنّي عَلَى طِرْمَاذِ (١)

قال الجوهريُّ : ليس هيَ مِنْ كلامِ أَهلِ الباديَةِ (٢).

طفذ

طَفَذَهُ طَفْذاً ، كضَرَبَ : قَبَرَهُ.

والطَّفْذُ ، كفَلْسٍ وسَبَبٍ : القبرُ. الجمع : أَطْفَاذٌ.

طنبذ

طُنْبُذُ ، كعُنْصُرٍ ويقالُ : طَنْبَذةُ (٣) بالهاءِ وبفتحِ الباءِ : قريةٌ من أَعمالِ البَهْنَسا (٤) من صعيدِ مصرَ ، منها : أَبو عثمانَ مسلمُ بنُ يَسارِ الطُّنْبُذِيُ رضيعُ عبد الملكِ بنِ مروانَ ، محدِّثٌ تابعيٌّ روى عن أَبي هريرةَ وينسبُ إِليها جماعةٌ من المتأَخرينَ.

وطَنْبَذَةُ أَيضاً : موضعٌ من نواحي إِفريقيَّةَ يُنْسَبُ إِليها منصورُ بنُ نصرٍ الطُّنْبُذِيُ الثَّائِرُ بها على السّلطانِ في سنةِ ثمانِ ومائَتَينِ حتّى أُسرَ وقُتِلَ صبراً وحملَ رأَسُهُ على قصبَةٍ.

فصل العين

عشجذ

عَشجَذت السّماءُ : أَشْحَذَتْ ، أَي ضَعُفَ مطرها ، والعينُ بدلٌ من الهمزةِ.

عنذ

العَانِذَة ، بالنّونِ : أَصلُ الأُذْنِ والذِّقنِ. الجمع : عوانِذُ ، قال :

عَوَانِذُ مُكْتَنِفَاتُ اللِّحَى (٥)

__________________

(١) الصّحاح ، والتَّاج ( غذذ ) ، وروي :

طرمذةً منى على الطِّرماذ

انظر اللَّسان ( طرمذ ) والمحكم والمحيط الأعظم ٩ : ٢٥٦ ، والتَّاج ( طرمذ ).

(٢) الصّحاح.

(٣) معجم البلدان ٤ : ٤٢.

(٤) في النّسخ : البهنسيّ ، والمثبت عن معجم البلدان.

(٥) المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٨٢ ، واللَّسان والتَّاج ، وفيها : اللها بدل : اللحى ، وعجزه :

جَمِيعاً وما حَوْلَهُنَّ اكْتِنَافَا


وعَنْذَى به عِنْذَاءً : أَغرى به وأَفسَدَ ، أَو سَخِرَ منه وشَتَمَهُ.

ورجلٌ عنْذِيانُ : شِرِّيرٌ مُغْرٍ مُسَمِّعٌ.

وامرأَةٌ عِنْذِيَانُ : سَيِّئَةُ الخُلقِ.

عوذ

عَاذَ به ـ كقَالَ ـ عَوْذاً ، وعِيَاذاً بالكسرِ ، ومَعَاذاً ، ومَعَاذَةً : لَجَأَ إِليه واعتَصَمَ به ، كأَعَاذَ به ، وتَعَوَّذَ به واستَعَاذَ به ، كُلُّها بمعنىً ، ونظيرُهُ : طافَ به ، وأَطافَ ، وتطوَّفَ به ، واستَطافَ به ، نصَّ عليهِ غَيْرُ واحدٍ من أَئِمَّةِ اللّغةِ فلا عبرةَ بإنكارِ بعضِ المتأَخِّرينَ كون تَعَوَّذَ واسْتَعَاذَ بمعنى عَاذَ ، محتجّاً بأَنَّ التَّاءَ والسِّينَ مِنْ شأْنِهِما الدَّلالَةُ على الطَّلبِ فالقائِلُ : أَتَعَوَّذُ باللهِ وأَسْتَعِيذُ به ، ليس بَعائِذٍ إِنَّما هو طالِبُ العِيَاذِ بِهِ (١) ، وكأَنَّهُ لم يَعْلَمْ أَنَّ « تَفَعَّلَ » و « اسَتَفْعَلَ » كما يكونانِ للطَّلبِ يكونانِ لمعانٍ أُخَرَ منها : موافقَةُ المجرَّدِ ك‍ « استَقَرَّ » بمعنى « قَرَّ » و « تعدّى عليه » بمعنى « عَدا عليه » ، ومنه ما أَنكرَهُ ، وما العجَبُ إِلاَّ قولُهُ : وقول الجوهريِّ : عذتُ بفلانٍ واسْتَعَذْتُ به ، أَي لجأْتُ إِليه ، مردودٌ عليه عند أئِمَّةِ اللِّسانِ ، وهذهِ كُتُبُ أَئِمةِ اللِّسانِ طافحةٌ بما قالَهُ الجوهريُّ خاليةٌ عما زعمَهُ هو.

وأَعاذَهُ اللهُ ، وعَوَّذَهُ : عصمَهُ ومنعَهُ.

ومَعَاذَ اللهِ ، ومَعَاذَةَ اللهِ ، وعِيَاذَ اللهِ ، أَي أَعُوذُ باللهِ.

وعَوذٌ باللهِ مِنْكَ ، أَي أَعُوذُ به منك.

واللهُمَ عائذاً بك مِنْ كُلِّ سوءٍ ، أَي عِيَاذاً بك ، فهي صفةٌ قامَتْ مقامَ المصدَرِ كقُمْ قائِماً أَي قِياماً ، أَو هي حالٌ مؤكِّدةٌ لعامِلِها المُلْتَزَمِ اضمارُهُ ، ومن قال : عَائِذٌ بك ـ بالرفعِ ـ فَعلى إِضمار مبتدأٍ ، أَي أَنا عَائِذٌ.

__________________

(١) انظر الفوائد المَلِيّة لشرح الرّسالة النّفليّة : ١٨٠.


والمَعَاذُ ـ بالفتحِ ـ والعِيَاذ بالكسرِ : الملجَأُ ، كالعَوَذِ بفتحتينِ ..

و ـ : من يُعَاذُ به ، كالمُسْتَعَاذِ ، واللهُ مَعَاذِي ، ومُسْتَعَاذِي.

واسْتَعَاذَهُ : سأَلَهُ أَنْ يُعِيذَهُ.

وتَعَاوَذَ القومُ : تواكَلُوا وعَاذَ بعضهم ببعضٍ.

وافتَتَح قراءَتَهَ بالاستِعَاذَةِ ، أَي بقولِ : « أَعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ ».

والعُوذَةُ بالضَّمِّ ، والمَعَاذَةُ بالفتحِ ، والتَّعْوِيذُ : الرُّقْيَةُ يُرقى بها الإِنسانُ من جنونٍ أَو فزعٍ ؛ لأَنَّه يُعَاذُ بها.

المُعَوِّذَتَانِ بكسرِ الواوِ مشدَّدةً : سورتا الفلقِ والنّاسِ ؛ لأَنَّ مُفْتَتَحَ كلُّ منهما : ( قُلْ أَعُوذُ ) ، أَو لأَنَّ جبرئيلَ 7 عَوَّذَ بهما النّبيَّ 9.

والمُعَوِّذَاتُ الثّلاثُ : هما وسورةُ التَّوحيدِ على التَّغليبِ.

وطيرٌ عَائِذَاتٌ ، وعِيَاذٌ ، وعُوَّذٌ ، كرُكَّعٍ : لاجِئَةٌ إِلى جبلٍ ونحوِهِ ممَّا يمنَعُها ؛ قال لَبِيدٌ :

والمُؤْمِنِ العَائِذَاتِ الطَير يَمْسَحُها

رُكْبَانُ مَكَّةَ بَيْنَ الغيل والسَّنَدِ (١)

أُقسمُ باللهِ الَّذي أَمَّنَ الحمائِمَ الملتِجئاتِ إِلى مكَّةَ من أَن تُصادَ أَو تُنَفَّرَ بحيث يمسَحُها الركبانُ بأَيديهِمْ بين هذينِ الموضعينِ ، والأصلُ : الطَّيرُ العَائِذَاتُ لكنَّهُ قدَّمَ النَّعتَ وأَبدلَ المنعوتَ منه.

ومن المجاز

ناقَةٌ عَائِذٌ : حديثَةُ النِّتاجِ ، وكلُّ أُنثى إِذا وضعت فهيَ عَائِذٌ إِلى سَبْعَةِ أَيَّام وما فوقها إِلى خمسَ عشرةَ أَو نحوها ، فاعلٌ بمعنى مفعولٍ ، كـ ( ماءٍ دافِقٍ ) لأَنَّ ولَدَها يَعُوذُ بها ، أَو على حقيقتِهِ لأَنَّها للزُومِها ولَدَها وانضمامها إِليه وحَدْبِها عليه كأَنَّها لاجِئَةٌ. الجمع : عُوذٌ ـ كبُزْلٍ ـ وعُوذَانٌ ، كُركْبَانٍ. جمع الجمع :

__________________

(١) هذا البيت من قصيدة للنّابغة الذّبياني التي ألحقت بالمعلّقات فما في النّسخ من النّسبة إلى لبيد خطأ ، انظر خزانه الأدب ٥ : ٧١ / ٣٤٧ ، وشرح المعلّقات العشر : ٤٠٢ وفيه : السّعد بدل : السّند.


عُوذَاتٌ ؛ قال الرَّاعي :

تَرَى الوَحْش عُوذَاتٍ بِهَا ومَتَالِيَا (١)

وهي بيِّنَةُ العُؤُوذِ ـ بضمَّتينِ وإِبدالِ الواوِ همزةً جوازاً وهو الأَحسنُ ـ وقد عَاذَتْ عِيَاذاً ، وأَعَاذَتْ ، وأَعْوذَتْ ، فهي عَائِذٌ ، ومُعِيذٌ ، ومُعْوِذٌ ، ويقال : هي في عِيَاذِهَا ، أَي بِحِدْثَان نتاجِها.

والعُوَّذُ ـ بالضَّمِّ وفتحِ الواوِ مشدَّدةً ـ مِنَ اللَّحمِ : ما عَاذَ بالعظِم ولزمَهُ ..

و ـ مِنَ النَّبتِ : ما نبتَ في أُصولِ الشَّوْكِ أَو الشَّجرِ أَو في المكانِ الحَزْنِ ، كأَنَّه يَعُوذُ بها ويَعْتَصِمُ مِن أَن ترعاهُ الإِبلُ وغيرها ، وهو جمع عائذٍ ـ كصائمٍ وصُوَّمٍ ونائِمٍ ونُوَّمٍ ـ وليس بمفردٍ أَلا ترى إِلى قوله :

خَلِيليَّ خُلْصَانِيَّ لَمْ يُبْقِ حُبُّهَا

مِنَ القَلْبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنَالُهَا (٢)

فأَعَادَ الضَّمير مؤنَّثاً باعتبارِ الجمعِ.

والمُعَوِّذُ ، كمُحَدِّثٍ ومُظَفَّرٍ ، بمعنى : العُوَّذِ مِنَ النَّبتِ ، يقالُ : أَرْعُوا ماشيتَكُم عُوَّذَ هذا النَّبتِ ومُعَوَّذَهُ.

والعَوَذُ ، كسَبَبٍ : ما عِيذَ به مِنْ شجرٍ وغيرِهِ ، ورُذالُ النَّاسِ ، وما سَقَطَ وتَحاتَّ من الورقِ.

وما تَرَكْتُ فلاناً إِلاَّ عَوَذاً منه ، وعَوَاذاً ـ بفتحتينِ فيهما ـ أَي كراهةً.

وأَفْلَتَ منه عَوَذاً أَيضاً ، إِذَا خَوَّفَهُ ولم يضَرِبْهُ ، أَو ضَرَبَهُ مُريداً قتلَهُ فلم يقتلْهُ.

ومُعَوَّذُ الفَرَسِ ، كمُظَفَّرٍ : موضِعُ القلادَةِ منه ، ودائرَةٌ تكون فيه وتسمّى : دائرةَ المُعَوَّذِ ، والعرب تَسْتَحِبُّها.

والعَوَائِذُ : أَربعةُ كواكبَ مختلفةَ التَّربيعِ تتَوَسَّطُها كواكبُ تسمَّى الرُّبَع ، كصُرَدٍ.

وعَاذُ : قريةٌ أَو ماءٌ بنجرانَ.

__________________

(١) في اللّسان : به بدل : بها. وصدر البيت كما في اللّسان والتَّاج :

لها بِحَقيِلٍ فالنُّمَيْرَةِ منزِلٌ

(٢) الصّحاح ، ونسب في اللّسان والتَّاج إلى الكميت ، وفيه : خليلاي بدل : خليليّ.


والعَاذُ : موضعٌ ببلادِ هُذَيْلٍ ، وآخَرُ بتُهامَةَ.

ومُعَاذَةُ ، كمُدَامَة : ماءَةٌ لبني الأقَيْشِرِ والضَّبابِ فوق قَرْنِ ظَبيٍ والسَّعديَّةِ.

وسكَّةٌ مُعَاذٍ ، كمُدَامٍ : بنيسابورَ ، نُسِبَتْ إِلى معاذِ بنِ مسلمٍ الهرَّاءِ شيخِ الكسائيِّ ، منها : أَبو الفيضِ مسلمةُ بنُ أَحمدَ الذُّهْلِيُ المُعَاذِيُ القاضيّ المحدِّثُ.

وعَائِذُ بن شُرَيْحٍ : صاحبُ أَنَسٍ.

ومحمَّدُ بنُ عَائِذٍ : صاحِبُ المَغَازِي.

وعَائِذُ اللهِ : حيٌّ من اليمنِ ، واسمُ أَبي إِدريسَ الخَوَلانيّ.

وعَائِذَةُ قريشٍ : بنو خُزيمةَ بنُ لُوَيٍّ.

وبَنُو عَائِذَةَ : مِنْ بني ضَبَةَ.

وعَيِّذُ اللهِ ، بالتَّشديدِ ، كسَيِّدٍ : ابنُ سَعْدِ العشيرَةِ ، قال أَبو حاتمٍ : إِذا نَسَبْتَ إِليه خَفَّفْتَ لِئَلاَّ ( تلتقي ) (١) ثلاثُ ياءات.

وبَنُو عَوْذَى ، كمَوْتى : بطنٌ.

وعَوْذٌ ، كطَوْد : ابنُ سُودٍ ، بطنٌ مِنَ الأَزدِ.

وعِيَاذُ بنُ عيدٍ : أَزديٌّ بَصْريٌّ ؛ له صحبَةٌ.

وابنُ التَّعَاوِيذِي : المبارَكِ بنِ المبارك ابن عليِّ بنِ نصرِ السَّرَّاجِ الجوهريُّ الزَّاهدُ نسبةٌ إلى كتابِهِ التَّعَاوِيذِ ، وسبطُهُ محمَّدُ بن عُبَيْدِ اللهِ الشَّاعر المشهورِ عرف بابنِ التَّعَاوِيذيِ نسبةٌ إِليهِ.

الكتاب

( وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ ) (٢) أَعصِمُها وأَمنَعُها بحِفْظِك.

( وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ) (٣) أَي إِنَّي عَائِذٌ بربِّي متَّكلٌ على أَن يعصمني منكم ومن كيدكُمْ فأَنا غيرُ مبالٍ بما تَتَوَعَّدُوني به

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج » ، وحكى ابن حجر قول أبي حاتم في تبصير المنتبه ٣ : ٩٠٦ وفيه : « تجتمع » ، واستظهره ناسخ ( ج ).

(٢) آل عمران : ٣٦.

(٣) الدّخان : ٢٠.


مِنَ الرَّجمِ والقتلِ.

( وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً ) (١) كان الرَّجلُ مِنَ العربِ إِذا سافَرَ فأَمسَى في وادٍ قَفْرٍ وخَافَ على نفسِهِ قال (٢) : أَعُوذُ بسيِّدِ هذا الوادي مِن سفهاءِ قومِهِ يريد الجِنَّ وكبيرَهُم ، فإِذَا سمعوا بذلك قالوا : سُدْنَا الجنَّ والإِنسَ وذلك رَهَقُهمْ ، أَي زادوهُمْ كُبْراً وكُفْراً وعتُوّاً ، أَو زاد الجنُّ الإِنسَ رَهَقاً بإِغوائِهِم وإِضلالِهِم لاستِعاذَتِهِم بهم.

( فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ) (٣) فالتَجئ إِليه واعتَصِم به.

الأثر

( عُذْتِ بمَعَاذٍ ) (٤) أَي بمكانِ العياذِ ، وبِمن للعَائِذينَ أَنْ يَعْوذوا به ، وهو اللهُ عزَّ وجلَّ وحقيقتُهُ عُذْتِ بِمَعَاذٍ أَيِ مَعَاذٍ ، وبِمَعَاذٍ مَنْ عَاذَ به لم يكنْ لأَحدٍ أَن يتعرَّض له.

( مَنْ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فأَعِيذْوهُ ) (٥) أَي من سأَلَكُمْ وطَلَبَ منكم أَنْ تُعِيذُوهُ وتمنَعُوه من شرِّكم أَو شرِّ غيركم مُقْسِماً عليكم باللهِ فأَجيبُوهُ ولا تَتَعرَّضوا له.

( ومَعَهُمْ العُوذُ المَطَافِيلُ ) (٦) جمع عَائِذٍ يريدُ النِّساءَ أَو النّوقَ الحديثاتِ الولادةِ ذواتِ الأَطفالِ.

ومنه قولُ علي 7 : ( فَأَقْبَلْتُمْ إِليَّ إِقبالَ العُوذِ المَطَافِيلِ عَلَى أَولَادِهنَّ ) (٧) يريدُ النَّوق الحديثاتِ النّتاجِ ذواتِ الفِصلانِ ، شَبَّهَ إِقبالَهُم عليه طالبينَ بَيْعَتَهُ بإِقبالِ النُّوقِ القريبةِ العهدِ بالنّتاجِ على فِصلانِهنَّ ، ووجهُ

__________________

(١) الجنّ : ٦.

(٢) في النَّسخ : وقال ، انظر تفسير الكشاف ٤ : ٦٢٤.

(٣) النّحل : ٩٨.

(٤) الغريبين ٤ : ١٣٤٢ ، الفائق ٣ : ٣٦ ، النَّهاية ٣ : ٣١٨.

(٥) مسند أحمد ٢ : ٩٩ ، ممع البحرين ٣ : ١٨٤.

(٦) الغريبين ٤ : ١٣٤٢ ، النَّهاية ٣ : ٣١٨ ، الفائق ١ : ٣٤٦.

(٧) نهج البلاغة ٢ : ٢٨ / ط ١٣٣ ، النَّهاية ٣ : ٣١٨.


التّشبيهِ شِدَّةُ الإِقبالِ والحِرْصِ على مبايعتِهِ. ومَنْ زَعَمَ أَنَ العُوذَ جمعُ عُوذَةٍ وهي النَّاقةُ المسنَّةُ فقد أَبْعَدَ عَنِ الصَّوابِ بمراحلَ.

فصل الغين

غذذ

غَذَّ الجرحُ غَذّاً ، كضَرَبَ : سالَ فلم يَرْقَأْ ، أَو وَرِمَ فلم يَسْكُنْ ، كأَغَذَّ.

وغَذِيذَتُهُ : مِدَّتُهُ.

وبه غَاذٌّ ، أَي جرحٌ لا يَرْقَأُ.

ويقالُ للبعيرِ إِذا بَرِئَتْ دبَرَتُهُ وهي تَنْدَى : به غَاذٌّ ، وللعينِ إِذا كانت تسيلُ فلا تنقطِعُ دموعُها : بها غَاذٌّ ، كما يقالُ : بها غَرْبٌ.

والغَاذَّةُ : ما اضطرَبَ من يافوخِ الصَّبيِّ ، كالغَاذِيَةِ ، كجَارِيَةٍ.

وغذَّهُ شَيْئاً : نَقَصَهُ ، كغَذْغَذَ منه.

وأَغَذَّ السَّيرَ ، وفيه : أَسرَعَ ، فهو مُغِذُّ.

والمُغَاذُّ ـ بالضَّمِّ ـ مِنَ الإِبلِ : العَيوفُ للماءِ.

وتَغَذْغَذَ : وَثَبَ.

الأثر

( جَاءَتْ كَأَكثرِ مَا كَانَتْ وأَغَذَّهُ ) (١) أَفْعَلُ تفضيلٍ من الإِغذاذِ وهو الإِسراعُ في السَّيرِ على تقديرِ حذفِ الزَّوائدِ ، يريد : إِسراعَها مِنَ النّشاطِ ، أَو مِن غَذَّ الجرحُ إِذا لم يَرْقَأْ ، يريدُ : غُزْرَ أَلبانِها.

غلذ

الغَلِيذُ : الغَليظُ ، أُبدلتِ الظُّاءُ ذالاً.

غنذ

غَنْذَى به : غَنظَى به ، والذَّالُ بدلٌ مِنَ الظَّاءِ.

__________________

(١) الفائق ٣ : ١٧٢ ، والغريب للخطّابي ١ : ٣٢٤.


غيذ

الغَيْذَان ، كشَيْطَانٍ : الصّائِبُ الظّنِّ.

واغْتَاذَ عليه : اغتَاظَ.

فصل الفاء

فخذ

الفَخِذُ ، ككَتِفٍ وفَلْسٍ وعِهْنٍ : ما بين الرُّكْبَةِ والوركِ مؤَنَّثُةٌ. الجمع : أَفْخَاذٌ.

وتَفَخَّذَ الرَّجُلُ المرأَةَ ، وفَخَّذَها تَفْخِيذاً ، وفَاخَذَهَا مُفَاخَذَةً : جَلَسَ بين فَخِذَيْهَا أَو فوقَهُما ، وربَّما استَمْنَى بذلك.

وامرأَةٌ فَخْذَاءُ ، كحَمْرَاءَ : تَضْبِطُ الرَّجْلَ بينَ فَخِذَيْهَا.

ورماهُ فَفَخَذَهُ ، كضَرَبَهُ : أَصابَ فَخِذَهُ.

ومن المجاز

هاشِمٌ فَخْذٌ مِنْ قُرَيْشٍ ـ كفَلْسٍ هكذا قَيَّدَهُ ابنُ فارسٍ بسكونِ الخاءِ (١) وأَطلَقَ غيرُهُ ـ وهو دونَ البطنِ وفَوْق الفَصيلَةِ أَوِ العشيرَةِ (٢) وهو مُذَكَّرٌ ، وتقولُ : انْسِبُهُ إِلى الفَخِذِ الَّذي هو منه ولا تَقُلْ : الَّتي هو منها فإِنَّهُ غلطٌ. الجمع : أَفخَاذٌ.

وفَخَّذَ قبيلتَهُ تَفْخِيذاً : جعلَهُم فَخْذاً فَخْذاً يسأَلُهُم في حمالَةٍ أَو غيرِها فلم يعطوه (٣) ..

و ـ القَوْمَ : فرَّقَهُم وخذَلَهُم.

وتَفَخَّذَ عنه : تَأَخَّرَ.

واسْتَفْخَذَ له : اسْتَخْذَى وخَضَعَ.

فذذ

الفَذُّ ، كفَجٍّ : الفَرْدُ ، وأَوَّلُ سِهامِ

__________________

(١) معجم مقاييس اللّغة ٤ : ٤٨١.

(٢) ومنه ما ورد في الحديث : « وجاء فِخْذٌ من الأنصار » مجمع البحرين ٣ : ١٨٥ وفيه : الفِخْذ بالكسر فالسكون للتخفيف.

(٣) انظر أساس البلاغة.


الميسِرِ ، وثَانيها : التَّؤْأَمُ. الجمع : أَفْذَاذٌ ، وفُذُوذٌ.

وأَفَذَّتِ الشَّاةُ : ولَدَتْ وَاحداً في بطنٍ فهي مُفِذٌّ ، فإذا كان عادتُها ذلكَ فهي مِفْذاذٌ ، ولا يقالُ للنَّاقةِ : أَفْذَتْ ، لأَنَّها لا تَنِجُ إِلاَّ واحداً.

وجاءَ القومُ فُذَاذَى ، وفُذَّاذاً ، وفُذَاذاً ، كفُرَادَى ورُمَّانٍ وغُرَابٍ : متفرِّقينَ واحداً بعد واحدٍ.

وتمرٌ فَذٌّ ، كفَلْسٍ : متفرِّقٌ.

وسهمٌ أَفَذُّ : لا ريشَ عليهِ ، أَو هو بالقافِ.

وفَذَّ عن أَصحابِهِ يفذُّ ، بالكسرِ : شَذَّ وانفَرَدَ.

وشيءٌ فَذٌّ ، وفَاذٌّ : مُفْرَدٌ قليلُ المثلِ في بابِهِ ، وهي بهاءٍ فيهما.

وما يَدَعُ فلانٌ شَاذّاً ولا فاذّاً إِلاَّ قتلَهُ ، إِذا كانَ شُجاعاً لا يلْقَى أَحداً إِلاَّ أَتَى عليه.

وفَذَّهُ فَذّاً ، كمَدَّ : طرَدَهُ طرداً شديداً.

واستَفَذَّ بالامرِ : استَبَدَّ به.

وتَفَذَّذَ به : تَفَرَّدَ.

وفَذْفَذَ فَذْفَذَةً : تَقاصَرَ ليَثِبَ خاتِلاً.

الأَثر

( هَذِهِ الآيَةُ الفَاذَّةُ الجَامِعَةُ ) (١) أَي القليلَةُ المثلِ المُنفردَةُ في معناها الجامعةُ لكلِّ خيرٍ.

( إِنْ كُنْتَ تَردّ فَاذَّتَهَا ) هيَ الَّتي بقيت فَذَّةً منفردةً عن القطيعِ ، أَو انقَطَعَتْ عنه.

فرهذ

فَرْهَاذ ، بالفتحِ وسكونِ الرَّاءِ : اسمُ رجلٍ مهندسٍ حجَّارٍ كانَ عَشِقَ شيرينَ خِطْبَةَ كِسرى أَبرويز.

وفَراهَاذَانُ : قرية بنيسابورَ من أَعمالِ خُراسانَ ، منها : عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ سيَّارٍ الفَرْهَاذَانِيّ ؛ محدِّثٌ.

__________________

(١) مسند أحمد ٢ : ٢٦٢ ، النَّهاية ٣ : ٣٢٢.


وفَرْهَاذُ جَرْد ، كفَلْسٍ : قرية ببَلْخَ.

فطذ

فَطَذَهُ عنه فَطذاً ، كقَتَلَ : زَجَرَهُ.

فقذ

فَاقُوذ ، كفَانُوسٍ : وَالِدُ حَنَّةَ امرأَةُ عِمرانَ أُمِّ مريمَ البتولِ 3.

فلذ

الفِلذُ ، كعِهْنٍ : القطعةُ مِنَ الكبدِ ، كالفلذةِ بهاءٍ ، أَو هو الكَبِدُ ، وهي القطعةُ منه ثمَّ أُطلقَتْ على القطعةِ مِنَ المالِ والذَّهبِ والفضَّةِ واللَّحمِ ، ومن كلِّ شيءٍ ، وجمعُ الفِلْذِ أَفْلَاذٌ ـ كحِزْبٍ وأَحْزَابٍ ـ وجمعُ الفِلْذَةِ فِلَذٌ ـ كفِرْقَةٍ وفِرَقٍ ـ ويجوزُ أَن تكون الأَفْلَاذُ جمعاً لها أَيضاً كلِقْوَةٍ وأَلْقاء.

وفَلَذَ لهُ (١) فَلْذاً ، كقَتَلَ : قَطَعَ له.

وأَفْلَذَهُ المالَ : أَخذَ مِنْ مالِهِ فِلْذَةً ..

و ـ منه حَقَّهُ : اقتَطَعَهُ وانتَزَعَهُ.

وفَلَّذَهُ تَفْلِيذاً : قطَّعَهُ تقطيعاً.

والفَالُوذُ : حَلوآءُ تُطْبَخُ مِنَ النِّشاء ، والذُّكْرُ مِنَ الحديدِ (٢) كالفُولَاذِ وهو المشهورُ ، وكلاهُما معرَّبانِ ، وجمعهما : فَوَالِيذُ.

وسيفٌ مَفْلُوذٌ : طُبِعَ مِنَ الفُولَاذِ.

الأثر

( وتَقِيء الأرْضُ أَفْلَاذ كَبِدِهَا ) (٣) كُنُوزَها ومعادِنَها المدفونةِ فيها شَبَّهَها بقِطَعِ الكَبِدِ لأَنَّهُ أَفضلُ مَا يُشْوَى ويؤْكلُ مِنَ الجَزُورِ عند العربِ.

ومنهُ حديثُ بدرٍ : ( هَذِهِ مَكَّةُ قَدْ رَمَتْكُمْ بِأَفَلاذِ كَبِدِهَا ) (٤) أَرادَ صميمَ قريشٍ ولُبابها وأَشرافها.

__________________

(١) في « ت » و « ج » زيادة : من. وفي المحكم ١٠ : ٧٢ : وفلذ له من ماله فلذاً.

(٢) في القاموس : ذُكْرَةُ الحديد.

(٣) الغريبين ٥ : ١٤٧٢ النَّهاية ٣ : ٤٧٠.

(٤) النَّهاية ٣ : ٤٧٠.


فنذ

الفَنْذُ ، كفَلْسٍ : الفَذُّ ، أَي الفردُ في لغةِ عبد القيسِ ، وهي غُنَّةٌ وكذلك يقولُ أَهلُ الشَّامِ.

والفَانِيذُ : السّكَّرُ المصفَّى المُبَيَّضُ المضروبُ على وَتِدٍ أَو مسمارٍ مكرَّراً ، وحَلْواً تُتَّخَذُ مِنَ السّكَّرِ ودقيقِ الشّعيرِ معرَّبُ « پانيذ ».

فصل القاف

قبذ

قُبَاذُ ، كغُرَابٍ : ابنُ فَيْرُوزَ والدُ كسرى أَنوشَرْوانَ.

وقُبَاذِيَانُ ، بالضّمِّ وكسرِ الذَّالِ : ناحيةٌ ببلخَ بها مِنَ العربِ قومٌ مِنْ تميمٍ ، وإِليها يُنْسَبُ الحسين بن وَداعِ (١) القُباذَانِيُ ، محدِّثٌ.

وقُبَاذْجُرد (٢) : كُورَةٌ بفارسَ.

وحِنْطَةٌ قُبَاذِيَةٌ : قديمةٌ رديئةٌ.

قذذ

قَذَّ الرَّجلُ الرِّيشَ قَذّاً ، كمَدَّ : حَذَفَ أَطرافَهُ وقَطَعَها مِن أُصولِها ، ومنه : [ القُذَّةُ ] (٣) ـ بالضَّمِّ ـ للرّيشةِ المَقْذُوذَةِ يُراشُ بها السهمُ. الجمع : قُذَذٌ ، كغُرَفٍ.

وللسّهمِ ثلاثُ قُذَذٍ : وهي آذَانُهُ.

وقَذَّ النّبَّالُ السَّهمَ : راشَهُ ، وألْزق القُذَّةَ به ، فهو سهمٌ مَقْذُوذٌ ، ومُقَذٌّ.

والمِقَذُّ ، كمِقَصٍّ : ما يُقَذُّ به الرّيشُ والسّكيّنُ.

وسهمٌ أَقَذُّ : لا قُذَذَ عليه ، قال الرِّياشيُّ : هو كما يقالُ للملسوعِ سليمٌ (٤). الجمع : قُذٌّ ـ بالضَّمِّ ـ وقِذَاذٌ بالكسرِ.

وزعَمَ الجوهريُّ أَنَّ قِذَاذاً جمعُ قُذٍّ

__________________

(١) في التَّاج : رداع بدل : وداع.

(٢) في معجم البلدان ٤ : ٣٠٣ : قباذ خُرّه.

(٣) أضفناها للتصحيح.

(٤) انظر تهذيب اللّغة ٨ : ٢٧٤.


فهو جمعُ الجمعِ. وليس كذلك بل هو جمعُ أَقَذَّ أَيضاً كأَعْجَفٍ وعِجَافٍ وأَبْطَحَ وبِطَاحٍ.

وعَنِ ابنِ الأَعرابيِّ : الأَقَذُّ من السّهامِ : المستوي البري لا زَيغَ فيه ولا ميلَ (١).

والقُذَاذَةُ ، بالضَّمِّ : ما سقَطَ مِنَ قَذِّ الرِّيشِ ونحوه.

قال اللَّيثُ : يقالُ أَنَّ لي قُذَاذَاتٍ وجُذَاذَاتٍ ، فالقُذَاذَاتُ : قِطَعٌ صغارٌ تُقْطَعُ مِن أَطرافِ الذَّهبِ ، والجُذَاذَاتُ : مِنَ الفضَّةِ (٢).

ورجلٌ مُقَذَّذُ الشّعرِ : مُقَصَّصٌ حوالي قصاصِهِ كُلِّهِ ، وهو حَيْثُ ينتهي نَبْتَتُهُ مِنَ الرَّأْسِ.

والقِذَّانُ ، بالكسرِ : البراغيثُ ، واحدتُها قُذَّةٌ بالضَّمِّ ، وقُذَذٌ كصُرَدٍ ؛ قال :

أَسْهَرَ لَيلي قُذَذٌ أَسَكُ

فَبتُّ لَيلي كُلَّهُ أَحُكُ (٣)

ومن المجاز

فرسٌ مُؤَلَّلُ القُذَّتَيْنِ ، أَي مُحدَّدُ الأُذنَيْنِ ، تشبيهاً بالقُذَّةِ مِنَ الرِّيشِ ، ومنه : القُذَّتَانِ ، لجانبِ الحياءِ.

وله أُذُنَانِ مَقْذوذَتَانِ ، ومُقَذَّذَتَانِ : خُلِقَتا على مثالِ قُذَذِ السَّهمِ.

ورجلٌ مُقَذَّذٌ ، ومَقْذُوذٌ : مزَيَّنٌ نظيفُ الثَّوبِ حسنُ الهيئةِ.

وشيءٌ مَقْذُوذٌ : مُسَوّىً قد أُلطِفَ وزُيِّنَ.

والمَقَذُّ ، كمَرَدٍّ : أَصلُ الأُذُنِ ، أَو ما خلف الأُذُنَيْنِ ، أَو هو مَغْرِزُ الرَّأْسِ مِنَ القَفَا ، أَو مِقَصُّهُ من خَلْفُ وقدَّامُ أَو (٤) مجرَى الجَلَم من مؤَخَّرِ الرَّأْس ، وليس للإنسان إِلاَّ مَقَذّ واحد ولكنهم قالوا : إنّه لحسن المَقَذّين وإنَّما هو واحد ؛ قال :

سَاقٍ إِذا ماءُ مَقَذَّيه سجَمْ (٥)

__________________

(١) انظر تهذيب اللّغة ٨ : ٢٧٥.

(٢) انظر العين ٥ : ٢٠ ، والتّهذيب ٨ : ٢٧٣.

(٣) في النَّسخ أشكّ ، والمثبت عن الأساس : ٣٥٨ واللّسان والتَّاج وغيرها والرّجز بلا نسبه فيها.

(٤) في « ش » : « لا » بدل : « أو ».

(٥) المخصص ١ : ١٣٢ ، الأساس : ٣٥٩.


وقَذَّهُ : ضَرَبَهُ على مَقَذِّهِ ، ورماهُ بحجرٍ ونحوِهِ ..

و ـ الشَّيءَ : سَوَّاهُ.

ولمعَ قُذَّانُ فَوْدَيْهِ ، بالضَّمِّ : بياضُهما من المشيبِ.

وما أحسنَ قُذَّانَ جناحَي هذا الطَّائِرِ : وهو البياضُ فيهما.

وقُذَّةُ ـ بالضَّمِّ ـ وقِذَّانَ ، بالكسرِ : كلمتانِ يقولُهُما صِبيانُ الأَعرابِ ، يقولونَ : لَعِبْنا شعارِيرَ قُذَّةُ قُذَّةَ وقُذَّان وقُذَّانَ ممنوعَتَينِ ، والشَّعارِيرُ : لعبةٌ لهم لا تُقْرَدُ ، ويقالُ : ذهبوا شعاريرَ بِقُذَّانَ وفذَّانَ ـ بالقافِ والفاءِ ـ أَي متفرِّقينَ (١).

وما يَدَعُ فلانٌ شاذّاً ولا قَاذّاً ، ولا شَاذَّةً ولا قَاذَّةً ، إِذا كان شجاعاً يقتلُ مَنْ لقيَهُ ، ويُرْوَى : فاذَّاً وفاذَّةً بالفاءِ كما تقدَّمَ وهو الصَّواب ، وأَمَّا بالقافِ ، فقال الأَصيليُّ : لا وَجْهَ له وهو تَغييرٌ (٢).

وتَقَذْقَذَ الرَّجلُ : ركبَ رأْسَهُ في الأَرضِ وحدَهُ ..

و ـ في الجبلِ : صَعَدَ ..

و ـ في مهواةٍ : وقع فيها.

ومَقَذٌّ كمَعَدٍّ : موضع جاءَ في الشّعرِ ، وقول الفيروزاباديِّ : بالأَلفِ واللاَّمِ ، غَلَطٌ.

الأثر

( لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ ) (٣) أَي الرّيشةَ المَقْذُوذَةَ الّتي تلزَقُ بالسَّهمِ ، يعني : كما تُقَدَّرُ كلُّ واحدةٍ منهما على قَدْرِ صاحِبَتِها وتُقْطَعُ ، وهو مثلٌ يضرب للشَّيئينِ يستويانِ مِقْدَاراً ولا يتفاوَتانِ.

( فَنَظَرَ في قُذذِهِ ) (٤) جمعُ قُذَّةٍ ، أَي ريشِ سهمِهِ ، أَرادَ أَنَّهُ أَنْفَذَ سهمَهُ في الرَّميَةِ حتّى خَرَجَ منها ولم يَعْلَقْ به شيءٌ من دَمِها لسرَعةِ مُروقِهِ.

__________________

(١) في المحكم والمحيط الأعظم واللّسان والتَّاج : ذهبوا نقذان وقذان ...

(٢) عنه في مشارق الأنوار ٢ : ١٥٠.

(٣) الغريبين ٥ : ١٥١٥ ، النَّهاية ٤ : ٢٨.

(٤) الغريبين ٥ : ١٥١٤ ، وفي الفائق ٣ : ٣٥٥ ، والنَّهاية ٤ : ٢٨ : فينظر بدل : فنظر.


المثل

( مَا تَرَكَ لَهُ أَقَذَّ وَلَا مَرِيشاً ) (١) أَلأَقَذُّ : السُّهمُ الّذي لا قُذَذَ له ، أَي لا ريشَ عليه والمريشُ : الَّذي عليه ريشٌ ، أَي لم يترك له شيئاً ، وعن أَبي مالكٍ : « ما أَصَبْتُ له أَفَذَّ ولا مريشاً » (٢) بالفاءِ مِنَ الفَذَّ وهو الفردُ.

قشذ

القِشْذَةُ ، بالكسرِ : الزُّبْدَةُ الرَّقيقَةُ ؛ لغةٌ في القِشْدَةِ ، بالدَّالِ المهملةِ.

أَو ـ : الزُّبدَةُ المذابَةُ المضافُ إِليها لَبَناً وسَمْناً ، بأَنْ تُذيبَها في قِدْرٍ ، فإِذا نَضَجَتْ أَفْزَعْتَها ، وتركت في أَسفلِ القدرِ منها شيئاً ، ثمَّ صَبَبْتَ عليها لَبناً محضاً قَدْرَ ما تريدُ ، فإِذا نَضِجَ اللَّبَنُ صَبَبْتَ عليه سمناً بعد ذلك ، تُسَمَّنُ بها الجوارِي.

واقْتَشَذُوا قِشْذَةً : أَكَلوها ..

و ـ سمناً : جَمَعوه ، ومنه : أَتَيْتُ بني فلانٍ فسأَلتُهُم فاقْتَشَذْتُ منهم شيئاً ، أَي جَمَعْتُ.

قلذ

القَلَذُ ، كسَبَبٍ : دودٌ كالقَمْلِ يعلَقُ بالبَهَم فلا ينجو منه حتّى يَهْلِكَ. وقد قَلِذَ السَّهمُ كتَعِبَ ، فهو قَلِذٌ ككَتِفٍ ، وهي بهاءٍ.

وقَلُوذِيَّةٌ ، كعَمُودِيَّةٍ : حصنٌ قربَ مَلَطْيَةَ مِنْ بلادِ الرُّومِ ينسبُ إِليها بِطْلِيمُوس صاحبُ المَجَسطِيّ.

قنفذ

القُنْفُذ ، كسُنْبُكٍ وحُنْظَتٍ : من الحشراتِ معروفٌ ويسمّى : الشَّيْهَمُ ، وهي بهاءٍ. الجمع : قَنافِذُ ، وربَّما أَبدلوا الذَّالَ ظاءً معجمةً فقالوا : القُنْفُظُ.

ويطلَقُ القُنْفُذُ على الموضعِ الكثيرِ

__________________

(١) تهذيب اللّغة ٨ : ٢٧٥ ، وانظر المستقصى ٢ : ٣٣٠.

(٢) عنه في تهذيب اللّغة ٨ : ٢٧٥ ، واللّسان.


الشَّجرِ ، والمكانِ يَنْبُتُ نبتاً مُلْتفّاً ، والمجتمِعُ المرتفِعُ مِنَ الرَّملِ ، والشّجرةُ في وسطِ الرَّملِ ، وذِفْرَى البعيرِ ، كلُّ ذلك على التَّشبيهِ.

وقُنْفُذُ الدُرَّاجِ : قريةٌ بالدَّهْناءِ.

والقُنْفُذَةُ : موضعٌ على ساحِلِ بحرِ اليمنِ بالقربِ مِنْ حلى نمير.

والقَنَافِذُ : أَجْبُلٌ مِنَ الرَّملِ غيرُ طوالٍ ، ومنه : قَنَافِذُ الدَّهْناءِ ، وأَكَمٌ مُحَدَّدَةُ الرُّؤْسِ تكون في الطَّريقِ.

ومن المجاز

فلانٌ قُنْفُذُ ليلٍ ، أَي نمَّامٌ ، وإِنَّما أُضيف إِلى اللَّيلِ لأَنَ القُنْفُذَ لا يظهرُ ويَدِبُّ إِلاَّ ليلاً ولذلك قالوا : ( أَسرَى مِنْ قُنْفُذٍ ) (١) ، وقالوا : ( ذَهَبوا سَرَى قُنْفُذٍ ) (٢) أَي ليلاً.

قيذ

أَقياذٌ ، كأَجْيَادٍ : موضعٌ.

فصل الكاف

كبذ

كَبُوذ ، كصَبُورٍ : قريةٌ بسمرقندَ على أَربعة فراسخَ منها ، ينسبُ إِليها : سَعْدٌ وموسى ابنا رَجَبٍ الكَبُوِذَيَّانِ ، محدثانِ.

وكَبُوذا : اسمُ تَوأَمَةِ هابيلَ في قولٍ.

كذذ

الكَذَّان ، كشَتَّانَ : حجارَةٌ فيها رَخاوةٌ كأَنَّها المَدَرُ ، وربَّما كانت نَخِرَةً ، واحدتها بهاءٍ.

وأَكَذَّ القومُ إِكْذَاذاً : صاروا في كذَّانٍ مِنَ الأَرضِ.

وكَذَّ الشَّيءَ كُذْوذاً ، وكُذاذَةً : خَشُنَ.

وكَذْكَذَةُ الشَّفَقِ ونحوِهِ : شدَّة حمرته.

__________________

(١) المستقصى ١ : ١٦٨ / ٦٨٣.

(٢) المستقصى ٢ : ٨٨ / ٣١٧.


كغذ

الكَاغذُ وتهملُ دالُهُ : القِرطاسُ ، فارسيٌّ معرَّبٌ.

والكَاغَذِيُّونَ : جماعةٌ مِنَ المحدِّثينَ نسبةٌ إِلى عملِهِ.

كلذ

الكِلْوَاذُ ، كسِرْوَالٍ : تابوتُ التَّوراةِ عن ابنِ الأَعرابي (١).

وأُمُ كُلْوَاذٍ : الضَّبعُ ، والدَّاهيةُ.

وكَلْواذٍ ، بالفتحِ : موضع بأرضِ همدان سكنَهُ بنو وداعَةَ وانتسبوا في همدانَ.

وبهاءٍ ، وتُعَرَّفُ باللاَّمِ : أَرضٌ بين البصرةِ والكوفةِ وهي من السَّوادِ.

وكُلْواذَى ، بأَلفٍ مقصورةٍ : قرية قربَ بغدادَ بينهما فرسخانِ ، وزعم الحاتميُّ : أَنَّ الصَّوابَ فيها كِلْوَاذٌ كسِرْوَالٍ وانشَدَ قول الرَّاجزِ :

كَأَنَّ أَصْوَاتَ الغَّبِيطِ الشَّاذِي

زِيرُ المهارِيق على كِلْوَاذِ (٢)

قال : وفي بعضِ الرّواياتِ أنَ الكِلْوَاذَ وهو تابوت توراةِ موسى 7 مدفونٌ في هذا الموضعِ فمِنْ أَجلِهِ سُمِّيَتِ القريةُ كِلْواذاً. وهو خلافُ المشهورِ (٣).

وكَلْوَذَانُ ، كزَعْفَرَانٍ : قريةٌ أُخرى ببغدادَ على خمسةِ فراسِخَ منها ، والنّسبةُ إِليها : كَلْوَذَانِيٌ ، وكَلوَاذَانيٌ ، بإِشباعِ

__________________

(١) عنه في معجم البلدان ٤ : ٤٧٧.

(٢) في النسخ :

كأنّ أصوات النّبيط الشّاذي

زبر المهاريق على كلواذ

والمثبت عن معجم البلدان ٤ : ٤٧٨.

وفي كتاب الجيم ٣ : ١٥٢ : قال المرّار.

كأنَّ آثار اللّبيج الشّاذي

ذَبْرُ مهاريق على الكلوِاذِ

وفي اللّسان :

كأن آثار السَّبيج الشّاذي

دَيْرُ مهاريقَ على الكلواذ

وفي التَّاج :

كأَنّ آذان اللَّبيج الشّاذي

دَيْرُ مهاريق على الكلواذ

(٣) انظر معجم البلدان ٤ : ٤٧٨.


فتحةِ الواوِ فتَثْبُتُ فيها أَلِفٌ أُخرى ، وقال بعضهم : كَلَوَاذَى وكَلَوذَانُ واحدٌ.

كنبذ

الكُنَابِذُ ، كعُطَارِدَ : الكُنَابِثُ ، وهو المجتمِعُ الخَلْقِ والشَّديدُ الصُّلْبُ أَوِ الجَهْمُ الضَّخمُ الوجهِ القبيحِ مِنَ الرِّجالِ.

كوذ

الكَاذَةُ ، كرَاحَةٍ : لحمُ الفخذِ أَو لحمٌ على الفخذينِ ، أَو ما نَتا منه في مؤَخَّرِهِما ، وهما كاذَتَانِ.

وكَوَّذَ الإِزار تَكْوِيذاً : بَلَغَ الكَاذَةَ ، وهو مُكَوَّذٌ ..

و ـ الرَّجلُ زيداً : ضربه بالعصا في دبرِهِ ..

و ـ النَّاكِحُ : طَعَنَ في جوانِبِ الرُّكَبِ.

والكَاذِي ، بسكونِ الياءِ مخفَّفةً : شجرٌ كالنَّخلِ له طلعٌ ذكِيُّ الرَّائحة جدّاً ، وهو اسمٌ عربيٌّ من لغةِ أَهلِ اليمنِ واسمُهُ بالعربيةِ : الكَدَرُ (١).

وكَاذَةُ : قريةٌ ببغداذَ.

ورجلٌ كَاذَانُ ، وكَوْذَانُ : ضخمٌ سمينٌ.

فصل اللاّم

لجذ

لَجَذَ الكلبُ الإِناءِ ـ كقَتَلَ وتَعِبَ ـ لَجْذاً ، ولَجَذاً : لَحِسَهُ.

و ـ الفصيلُ أَمَّهُ : رضَعَها مرَّةً بعد مرَّةٍ ..

و ـ الرَّجُلُ : سَأَلَ بَعْدَ العطيَّةِ فأَكثَرَ السّؤَالَ ..

و ـ زيداً : أَلَحَّ عليه في المسألَةِ ..

و ـ الطَّعامَ : أَكَلَهُ ، وأَخَذَ يسيراً ..

و ـ الدَّابَّةُ : لسَّتْهُ وأَخَذَتْهُ بطرفِ

__________________

(١) ومنه ما جاء في الأَثر : « أنّه ادّهَن بالكاذِيّ » النَّهاية ٤ : ٢٠٨.


لِسانها ومُقَدَّمِ فِيها ، وهي ملجَاذٌ ..

و ـ الماشيةُ : رَعَتْ أَوَّلَ رعيها.

واللِّجَاذُ ، كلجَامٍ : الغِرَاءُ.

لذذ

اللَّذَةُ : إِدراكُ النَّفسِ ونَيلُها ما تؤْثرُهُ وتَشْتَهِيهِ ..

و ـ مِنَ العيشِ : الأَكلُ والشُّربُ بنعمةٍ وكفايةٍ ..

و ـ مِنَ المأْكولِ والمَشْرُوبِ : طِيبُ طَعْمِهِ. الجمع : لَذَّاتٌ ، وقد لَذَّ الشَّيءُ يَلَذُّ ـ كتَعِبَ ـ لَذَاذاً ، ولَذَاذَةً ـ بفتحهما ـ فهو لَذٌّ ، ولَذِيذٌ ، وهي بهاءٍ فيهما ، كالْتَذَّ الْتِذَاذاً ، أَو هو في لَذٍّ من العيشِ ، وله عيشٌ لَذٌّ ، وأَطعمةٌ لُذُذٌ ، جمع لَذِيذٍ ـ كنَذِيرٍ ونُذُرٍ ـ ولَذِذْتُ الشَّيءَ ـ كتَعِبْتُ ـ ولَذِذْتُ به ، والْتَذَذْتُهُ ، والتَذَذْتُ به ، وتَلَذَّذْتُ.

وهذا ما يَلَذُّني ، ويَلْذَذُني ، وأَسْتَلِذُّهُ : أراهُ لَذِيذاً.

واللَّذُّ : النَّومُ.

ورجلٌ لَذٌّ : طيِّبُ الحديثِ.

وخمرٌ لَذَّةٌ : لَذِيذَةٌ ، وهي خُمورٌ لُذٌّ ـ بالضَّمِّ ـ ولِذَاذٌ ، بالكسرِ.

واللَّذِيذُ : الرُّمحُ المُثقَّفُ كأَنَّ اليَدَ تَسْتَلِذُّهُ ؛ قال مالكُ بنُ حَطَّانٍ :

بِكُلِ لَذِيذٍ لَمَ تَخُنْهُ ثقافَةٌ

وعَضْبٍ حسَامٍ أَخْلَصَتْهُ الصَّيَاقِلُ

ولَاذَّ الرَّجلُ امرأَتَهُ ، مُلَاذَّةً ، ولذَاذاً ، وهما يَتَلَاذَّانِ عندَ التَّماسِّ.

والمَلَذُّ ، كمَحَلٍّ : اللَّذَاذَةُ ، وموضعُ اللَذَّةِ. الجمع : مَلَاذٌّ.

وقومٌ أَلِذَّةٌ ، كأَشِحَّةٍ : يأْخذونَ لَذَّتَهُمْ.

وأَبو اللَّذَّةِ : الشِّواءُ.

ولَذَّهُ لَذّاً ، كمَدَّ : قَرَنَ بعضَهُ إِلى بعضٍ.

ولَذْلَذَ لَذْلَذَةً : أَسرَعَ.

واللَّذْلَاذُ ، كصَلْصَالٍ : الذِّئبُ ، والسَّريعُ الخفيفُ في عملِهِ.


ومُلْتَذٌّ : موضعٌ في شِعْرِ عروة بنِ أُذَيْنَةَ (١).

الكتاب

( بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ) (٢) أَي لَذِيذَةٌ ، تأْنيثُ لَذٍّ كطَبٍّ ، أَو وَصْفٌ بالمصدرِ كأَنَّها نَفْسُ اللَّذَّةِ وعيْنُها كرَجُلٍ عَدّلٍ.

الأثر

( إِذا رَكِبَ أَحَدُكُمْ الدَّابَةَ فَلْيَحْمِلْهَا عَلَى مَلَاذِّهَا ) (٣) جمعُ ملَذٍّ : وهو موضعُ اللَّذَّةِ ، أَي على الجَدَدِ ودماثِ الطّرائِقِ اللَّيِّنَةِ الّتي تَسْتَلِذُّها الدَّوابُّ دون الوعْرِ والحزونَةِ الَّتي يشتدُّ فيها السَّيرُ.

( قَدْ مَضَتْ لَذْواها وبَقِيَت بَلْواها ) (٤) أَي لَذَّتُها ، قال الشَّيخُ أَبو عليِّ : توبِعَتِ البلوَى باللَّذْوَى للازدواجِ كما يقالُ : الغَذايا والعَشايا ؛ لأَنَ اللَّذْوى لا تؤخَذُ مِنَ اللَّذَّةِ.

وقال الزَّمخشريُّ : كأَنَّها في الأَصلِ لَذى على « فَعْلى » مِنَ اللَّذَّة فقُلِبَ أَحَدُ حرفي التَّضعيفِ حرفَ لين كأَمَلَّ وأَمْلَى وتمطَّطَ وتمطَّى (٥).

( لَصُبَّ عَلَيْكُمُ العَذَابُ صَبّاً ثُمَ لُذّ لُذّاً ) (٦) بالبناءِ للمجهولِ ، أَي قُرِنَ بعضُهُ [ إلى بعض ] (٧).

المصطلح

اللَّذَّةُ : إِدراكُ الملائِمِ مِنَ حيث إِنَّه ملائمٌ ، كطعمِ الحلاوةِ عند حاسَّةِ الذَّوقِ ، والنّور عند البصرِ ، وحصولِ المرجوِّ عند الوهميةِ ، والأُمورِ الماضيَةِ عند القوَّةِ الحافظةِ تَلْتَذُّ بتذكُّرها ، وقيدُ الحَيثيَّةِ للاحترازِ عن إِدراكِ الملائِمِ

__________________

(١) اشارة إلى قوله :

فَروَضْةُ مُلْتذٍّ فَجَنْبا مُنيرةٍ

فَوَادِي العَقِيقِ انْسَاحَ فِيهنَّ وَابِلُه

معجم البلدان ٣ : ٩٥ و ٥ : ١٨٩.

(٢) الصّافات : ٤٦.

(٣) الفائق ٣ : ٣١٤ ، النَّهاية ٤ : ٢٤٧.

(٤) الفائق ٣ : ٣١٤ ، النَّهاية ٤ : ٢٤٧ ، وفيهما : بقي بدل : بقيت.

(٥) الفائق ٣ : ٣١٤.

(٦) النَّهاية ٤ : ٢٤٧.

(٧) عن المصدر ومما مرّ في شرح المادة بقوله : ولذّ لذّاً : قرن بعضه إلى بعض.


لا من حيث ملائمتِهِ فإِنَّه ليس بلَذَّةٍ كالدَّواءِ النَّافِعِ فإِنَّهُ ملائمٌ من حيثُ إِنَّهُ نافعٌ لا من حيثُ أَنَّهُ مُرٌّ.

لكذ

لُكْذَة ، كغُرْفَةٍ : لقبُ الحسنِ بنِ عبد اللهِ الأَصبهانيّ اللُّغَوِيِّ.

لمذ

لَمَذَ لَمْذاً ، كقَتَلَ : أَكَلَ بأَطرافِ فَمِهِ ، لغةٌ في لَمَجَ بالجيمِ.

والتِّلْمِيذُ : في « ت ل م ن » لأَنَّ تاءَهُ أَصليّة كما بيّن هناك ، وقولهم : تَلَمَّذَ له تَلَمَّذاً أَي صار تلميذاً غلط.

وابنُ التِّلْمِيذِ : معتمَدُ المُلْكِ أَبو الفرجِ يَحيَى النَّصرانيُّ الطَّبيبُ ، ولمَّا توفيّ وقامَ مقامَهُ ابنُ بنتِهِ أَمينُ الدَّولةِ هبةُ اللهِ ابنُ صاعدٍ النَّصرانيُّ الطَّبيبُ نُسِبَ إِليه وعُرِفَ بابنِ التِّلْمِيذِ أَيضاً حتّى صارَ به أَشهَرَ فإِذا أُطلقَ ابنُ التِّلْمِيذِ الآنَ فلا يرادُ به إِلاَّ هبةُ اللهِ لا أَبو الفرجِ.

لاذ

لاذَ به ـ كقَالَ ـ لَوْذاً ، ولِيَاذاً ، بالكسرِ : عَاذَ به ، ولَجَأَ إِليه ، واستَتَرَ به مخافَةَ أَن يراهُ غيرُهُ كألَاذَ به و [ لَاوَذَ به ] (١) لَوَاذاً مثلَّثةً.

وأَلاذَهُ به : جعلَهُ لَائِذاً به ، لازمٌ متعدٍّ.

ولَاوَذَ القومُ مُلَاوَذَةً ، ولِوَاذاً ، وتَلَوَّذَ : لَاذَ بعضُهُم [ ببعض ] (٢) ..

و ـ الرَّجُلُ بالقومِ : داناهُم وطافَ بهم ، كلَاذَ ..

و ـ زيداً : خالفَهُ وراوغَهُ ، والاسمُ : اللَّوْذَانِيَّةُ.

واللَّوْذُ ـ كطَوْدٍ ـ مِنَ الجبلِ : جانبُهُ ..

و ـ مِنَ الوادي والبلَدِ : ناحيتُهُ.

الجمع : أَلوَاذُ ، يقالُ : اعتَصَمَ بِلَوْذِ الجبلِ ، وبِأَلْوَاذِهِ ، ونَزَلوا بِلَوْذِ الوادي وبِأَلَوَاذِهِ.

__________________

(١) في النّسخ : لاذَ به ، صحّحناه موافقاً للمعاجم.

(٢) الزّيادة يقتضيها السّياق انظر الصّحاح والتّاج.


وهو يطوفُ في أَلْوَاذِ البلادِ : في نواحيها.

والمَلَاذُ : ما يُلَاذُ به ، والحصنُ ، كالمِلْوَذَةِ ، كمِرْوَحَةٍ.

والمِلْوَذُ ، كمِئْزَرِ زنةً ومعنى. الجمع : مَلَاوِذُ.

واللاَّذُ : ضَرْبٌ مِنَ الثِّيابِ أَحمرُ صينيٌّ واحدتُهُ بهاءٍ.

ومن المجاز

لَاذَ الطَّريقُ بالدَّارِ ، وأَلاذَ ، إِذا اتَّصَلَ بها.

وأَلَاذَتِ النَّاقَةُ الظِّلّ بخُفِّها ، إِذا قامت الظَّهيرةَ.

وخيرُ فلانٍ مَلَاوِذٌ : مُرَاوغٌ : لا يأْتي إِلاَّ بَعْدَ كَدٍّ.

ولَوْذٌ : جَبَلٌ بين نجرانَ وبين مَطْلَعِ الشَّمسِ ، وليس بينَهُ وبينَ مطلع الشَّمس مِنْ تلك النَّاحيةِ جبلٌ يُعْرَفُ غيرُهُ.

ولِوَاذُ الحصَى : موضعٌ.

ولَوْذَانُ : أَرضٌ في شعر الرَّاعي (١).

وابنُ لَوْذَانَ : شاعرٌ.

ولَاوَذُ بفتحِ الواوِ : ابنُ سامَ بنِ نوحٍ 7.

وأَلْوذُ ، كأَحْمَد : لقبُ مَلِكِ بنِ كعب ابنِ أَوْدٍ ، أَبو بطن من النَّخعِ لُقّب به لأَنَّه لَاذَ بأَخيه.

الكتاب

( يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً ) (٢) من لَاذَ بكذا لِوَاذاً إِذا استَتَرَ به ، أَي يخرجون من الجماعةِ قليلاً قليلاً مُسْتَتِرينَ. قيل : كان بعضُهُم يُلَاوذُ بالرَّجُلِ إِذا خَرَجَ بالإِذنِ فينطلِقُ الَّذي لم يؤْذَنْ له معه يرى أَنَّه من أَتباعه.

وقال الزَّجَّاجُ : الِلِّوَاذُ ههنا المخالفَةُ بدليلِ : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) (٣).

__________________

(١) إشارة إلى قول الرّاعي :

فَلَبَّثها الرّاعي قليلاً كلا ولا

بِلَوذانَ أو ما حَلَلت بالكَراكِرَ

معجم ما استعجم ٤ : ١١٦٦.

(٢) النّور : ٦٣.

(٣) انظر معاني القرآن واعرابه ٤ : ٥٦.


فصل الميم

مبذ

مَيْبُذُ ، كحَيْزُمٍ : بلدٌ بنواحي أَصبهانَ.

وقيلَ : من نواحي يزد ، نسب إِليها جماعةٌ من أَهلِ العلمِ.

مذذ

مُذْ ، بالضَّمِّ ، وسكونُ ذالها ، قبْل متحرِّكٍ أَعرفُ من ضمِّها ، وضمُّها قبل ساكنٍ أَعرفُ من كسرها ، ومطلقاً لغةُ غَنيٍّ ، وكسرُ ميمها لغةُ عَكْلٍ أَو بني سُلَيْمٍ ، وهل أَصلُها « مُنْذ » فحذفَتِ النُّونِ أَو هما أَصلانِ أَو إِذا كانت اسماً فأَصلها [ منذٌ ] (١) أو حرفاً فهي أَصلٌ؟ أَقوالٌ ، وهي و « مُنْذُ » أُختانِ.

قالَ الأَخفشُ : « مُنْذُ » لغةُ أَهلِ الحجازِ ، و « مُذْ » لغةُ تميمٍ وغيرهم ، ويشاركُهُم فيها أَهلُ الحجازِ (٢).

فإِنْ وليَهُما اسمٌ مجرورٌ فَهُما حرفا جرٍّ بمعنى « مِنْ » إنْ كان الزَّمانُ ماضياً ، و « في » إِنْ كانَ حاضراً ، و « مِنْ » و « إِلى » معاً إِنَ كانَ معدوداً نحو : مُذْ أَو مُنْذُ يومِ الخميسِ ، ومُذْ أَو مُنْذُ يومنا ، ومُذْ أَو مُنْذُ ثلاثةِ أَيَّامٍ ، وإنْ وليَهُما اسمٌ مرفوعٌ نحو : ما رأَيْتُهُ مُذْ أو مُنْذُ يومانِ ، أَو جملةٌ فعلية أَو اسميَّةٌ فهما ظرفانِ.

وقيلَ لبعضِ العربِ : مُذْ كَمْ قَعَدَ فُلانٌ؟ فقال : كمُذْ أُحدِّثُ في حديثكَ.

ومَذْمَذَ مَذْمَذَةً : كَذَبَ.

وهو رجلٌ مِنْذِيذٌ ، كصِنْدِيدٍ : كذَّابٌ.

ورجلٌ مِذْمَاذٌ ، كسِمْسَارٍ : صيَّاحٌ.

ومَذْمَذِيٌ ، كعَبْقَرِيٍّ : ظريفٌ.

مرذ

مَرَذَ الصَّبيُّ الودعَةَ مَرْذاً ، كقَتَلَ : مَرَثَها.

__________________

(١) في النّسخ : مبتدأ ، والمثبت مما استظهره ناسخ « ج ».

(٢) عنه في شرح الرّضي على الكافيّة ٣ : ٢٠٩.


والمَرذُ والمَرد والمَرْثُ والمَرْسُ أخواتٌ.

ممشذ

مِمْشَاذُ ، كمِصْبَاحٍ : رجلٌ كان من كُبارِ الصَّالحينَ المجاهدينَ اسَتَمَّر اربعينَ سنةٌ لا ينامُ.

ملذ

مَلَذَ مَلْذاً ، ومَلَذَاناً ، كقَتَلَ : أَسرَعَ المجيءَ والذّهابَ ..

و ـ الفرسُ : أَسرَعَ في عدوِهِ ومَدَّ ضَبْعَيْهِ ..

و ـ الرَّجُلُ : كَذَبَ ، وقال ما لا يفعلُ ..

و ـ زيداً بالرُّمحِ : طعنَهُ ..

و ـ على يدِهِ : مَسَحَ.

وذِئبٌ مَلاَّذٌ ، كعَبَّاسٍ : خفيفٌ.

ورجلٌ مَلاَّذٌ ، ومَلُوذٌ كصَبُورٍ ، ومِلْوَذٌ كمِنْبَرٍ ، ومَلَذَانُ كرَمَضَانَ ، ومَلَذَانِيّ كرَمَضَانِيّ ، ومَلَاذَانِيّ : كذَّابٌ مُتَصَنِّعٌ مظهرٌ للنُّصحِ مضمرٌ لخلافِهِ ، أَو لا قول له ولا فعلَ ، وهو بيِّنُ المَلَاذَةِ ؛ قال لَبيدٌ :

يَتَحَدَّثُونَ مَخَافَةً وَمَلَاذَةً (١)

ومَلِذَ الظَّلامُ مَلَذاً ، كتَعِبَ : اختلَطَ بالضَّوءِ.

وامْتَلَذَ منه شيئاً : أَخَذَهُ منه مُنْحَةً.

منذ

مُنْذُ ، بضمِّ أَوَّلِها وَآخِرِها ، وكسرُ أَوَّلها لغةُ بني سَليمٍ ، وقد مرَّ الكلامُ عليها في « مُذْ ».

ومَوَانِيذُ الجِزْيَةِ : بقاياها جَمْعُ مَانِيذَ ، معرَّبُ « مَانْدَه » وهي البقيَّةُ بالفارسيَّةِ.

موذ

المَاذِيُ ، بتشديدِ الياءِ : العسلُ الأَبيضُ ،

__________________

(١) كتاب الزّهد : ٩٢ / ١٨٣ ، وغريب الحديث للخطّابي ٢ : ٥٨٦ ، النَّهاية ٤ : ٣٥٦ ، وعجزه :

ويُعاب قائلهم وإن لم يَشْغَبِ

وفي ديوانه : ١٥٣ ، والتّهذيب واللّسان :

يتأَكّلون مغالةً وملاذَةً


وأَصلُهُ مَوَذي بفتحتينِ فقُلِبَتِ الواوُ أَلِفاً لتحرُّكها وانفتاحِ ما قبلها.

وقيلَ : هو منقوصٌ رباعيٌّ جاءَ على لفظِ المنسوبِ فهو كقَاضِيٍّ نسبةٌ إلى القاضي وبحذفِ الياءِ في أَحَدِ الوجهينِ ولذلك ذكرَهُ بعضهم كالزَّمخشريّ وابنُ فارسٍ في المعتلِ (١).

ودِرعٌ مَاذِيَّةٌ : بيضاءُ.

وخَمْرٌ ماذِية : سهلةٌ في الحلقِ.

وقد يطلَقُ المَاذِيّ على السِّلاحِ كلِّهِ.

ورجلٌ مَاذٌ : حَسَنُ الخلقِ فَكِهُ النَّفسِ.

ومَاذُ مَاذُ : اسمُ نبيِّنا 9 في الكُتُبِ السَّالفةِ ، ومعناهُ : طيِّبٌ ، وهو غير منصرفٍ للعجمةِ والعلميَّةِ.

ميذ

ميذميذ : اسمُ نبيِّنا محمَّدٍ 9 بالعبرانيَّةِ ، ولعلَّهُ لغةٌ في مَاذَمَاذَ.

فصل النّون

نبذ

نَبَذَهُ مِنْ يَدِهِ نَبْذاً ، كضَرَبَ : طرحَهُ ورمى به لقلَّةِ الاعتدادِ به ولذلك يقالُ : نَبَذْتُهُ نَبْذَ النّعلِ الخَلَقِ ، فهو مَنْبُوذٌ.

ونَبَّذهُ تَنْبِيذاً : أَكثَرَ نَبْذَهُ.

وصبيٌ مَنْبُوذٌ ، ونَبِيذٌ : رَمَتْهُ أُمُّهُ على الطَّريقِ ، فإذا أُخِذَ سمِّيَ مَلْقوطاً ولَقِيطاً ويطلَقُ كلٌّ منهما على الآخَرِ.

والمُنَابَذَةُ ، والنِّبَاذُ ـ بالكسرِ ـ في البيعِ ، أنْ تقولَ : انبِذْ إِلَيَّ المتاعَ ، أَو أَنْبِذُهُ إِليك ، وقد وَجَبَ البيعُ ، وهو أَن تَنْبِذَ حصاةً إِلى أَثْوابٍ ونحوها ، وتقول : أي الأَثوابِ وقَعَت عليه الحصاةُ فهو المبيعُ ، ويسمَّى بيع الحصاةِ ، وبَيْعَ إِلقاءِ الحجرِ ، وهو غَرَرٌ منهيٌّ عنه.

__________________

(١) أساس البلاغة : ٤٢٤ « مذي » ، ومعجم مقاييس اللّغة ٥ : ٣٠٩ ـ ٣١٠ « مذى ».


والمِنْبَذَةُ ، بالكسرِ : الوسادَةُ ؛ لأَنَّها تُنْبَذُ أَي تطرحُ للجلوسِ عليها. الجمع : مَنَابِذُ.

ومن المجاز

نَبَذَ أَمري وراءَ ظهرِهِ ، أَي أَهملَهُ لم يعملْ به ..

و ـ العَهْدَ : نَقَضَهُ ..

و ـ إِلى العدوِّ : رَمَى إِليه بالعهدِ ونقضَهُ ..

و ـ إِليهِ السَّلامَ : سلَّمَ عليهِ ..

و ـ العِرْقُ نبذاً ، ونَبَذاناً : ضَرَبَ ..

و ـ الحفَّارُ التُّرابَ نَبْذاً : نَبَثَهُ ..

و ـ النَّبِيذَ : أَلقى تمرَهُ في الجرَّةِ حتّى يصيرَ نَبِيذاً كأَنْبَذَهُ ، وانْتَبَذَهُ ، ونَبَّذَهُ تَنْبِيذاً ، ومنه : فلانٌ نَبِيذٌ عَلَيَّ ، أَي يغلي كالنَّبِيذِ ، وهو التَّمرُ أَو الزَّبيبُ أَوِ العسلُ يُنْبَذُ ويطرَحُ في جرَّة الماءِ حتّى يغليَّ ويشتدَّ.

ولِلَّهِ أُمٌ نَبَذَتْ به ، أَي وضعتْهُ.

ونَبَذَتْ فلانَةُ قوْلاً مَليحاً : لَفَظَتْ بِهِ.

وفلانٌ مَنْبُوذٌ : ولدُ زِنا ، وإِن لم يَكن نُبِذَ في الطَّريقِ ، وهو ممَّا وضِعَ خاصّاً ثمَّ استعمِلَ عامّاً.

نَحَرَ لنا مَنْبُوذاً ، ونَبِيذَةً : جَزُوراً لا تؤْكلُ من الهزالِ.

ونَابَذَهُمْ مُنَابَذَةً ، ونِبَاذاً : خالفهُمْ ..

و ـ الحربَ : كاشفَهُم إِيَّاها وجاهَرَهُم بها.

وانتَبَذَ : اعتزلَ ناحيةً ..

و ـ مكاناً : اتَّخذَهُ بمعزلِ يكون بعيداً عن القومِ ..

و ـ كلٌّ من الفريقينِ في الحربِ : تحيَّر وتنحَّى عن الآخرِ.

وجلس مُنْتَبِذاً : مُنْفَرِداً.

وهو مُنْتَبِذُ الدَّارِ : نازِحُها.

وفي مُنْتَبِذُ الدَّارِ : منتَزحِها.

وجلس نَبْذَةً ـ بفتحِ النونِ وضمِّها ـ أَي ناحيةً.

والنَّبْذُ ، كفَلْسٍ : القليلُ اليسيرُ مِنْ كلِّ شيءٍ ، كالنَّبْذَةِ ، بالفتحِ والضَّمِّ ؛ لأنَّ القليلَ يُنْبَذُ ولا يبالى به.

والنَّبِيذَةُ ، كالنَبِيثَةِ زنةً ومعنىً ، وهي


ترابُ الحفرِ يَنْبِثْهُ الحفَّارُ.

وقومٌ أَنباذٌ (١) : أَوباشٌ.

ونَوْبَذُ ، كجَوْهَرٍ : سكَّةٌ بنيسابورَ.

ونُوبَايذَانُ : قرية بهراةَ.

الكتاب

( فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ) (٢) فاطرَحْ إِليهم ما بينك وبينهم من العهدِ ، وأَعلِمْهُم بأَنَّكَ قد نَقَضْتَ ما شَرَطتَ لهم وقطعتَ ما بينك وبينهم مِنَ الوصلَةِ ، ولا تُناجِزُهُم الحربَ وتبدأهُمْ بالقتالِ وهم على توهُّم بقاءِ العهدِ لئلاَّ ينسبوك إِلى الغدر. ومعنى ( عَلى سَواءٍ ) على طريقٍ مستوٍ ، قصد بأَنْ تُظْهِرَ لهم النَّقضَ ، وتخبرهُم به إِخباراً مكشوفاً أَو على اسْتِواءٍ في العلمِ بنقضِ العهدِ بحيث يستوي فيه أَقصاهم وأدناهم أو تستوي فيه أَنتَ وهم.

( فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا ) (٣) فاعتَزَلَتْ ملتبسَةً به ، أَي وهو في بطنها.

( نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ ) (٤) مثل تركِهِم وإِعراضِهِم عنه بما يُرْمَى به وراءَ الظَّهرِ استغناءً عنه وعَدَمَ الْتِفاتٍ إِليه ، يريدُ اليهودَ الَّذينَ كانوا على عهدِ رسولِ اللهِ 9. و « كتابُ اللهِ » التَّوراةُ ، قال السّدِّيُ : لمَّا جاءَهم محمَّدٌ 9 بالفرقانِ عارضوه بالتّوراةِ فاتَّفْقَتِ التّوراةُ والفُرقانِ فَنَبَذُوا التّوراةَ وأَخَذُوا بكتابِ آصف وسِحرِ هاروتَ وماروتَ فلم يوافق القرانَ (٥). وقيل : « كتابُ اللهِ » القرانُ نَبَذُوهُ بعد ما لزِمَهُم تلقِّيهِ بالقبولِ (٦).

( فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ ) (٧) بأَنْ أَمرنا الحوتَ فقذفَهُ بالسَّاحلِ.

__________________

(١) في « ج » و « ش » : وقوم أنباش أوباش.

(٢) الأنفال : ٥٨.

(٣) مريم : ٢٢.

(٤) البقرة : ١٠١.

(٥) تفسير الطّبري ١ : ٣٥٢ ، وتفسير ابن أبي حاتم ١ : ١٨٤ / ٩٧٧.

(٦) تفسير النّسفي ١ : ٧١.

(٧) الصّافات : ١٤٥.


( لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ) (١) أَي لو لاتَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ وهيَ التّوراةُ لكانت حالُهُ حين نُبِذَ بالعراءِ على الذَّمِّ ، فالحالُ هو المعتمَدُ عليه في جوابِ لو لا ، أَو لو لا هذه النَّعمةُ لبقيَ في بطن الحوتِ إِلى يومِ القيامةِ ثمَ نُبِذَ بعراءِ القيامةِ وعَرصتِها مَذْمُوماً.

الأثر

( فَنَبَذَتْهُ الأَرضُ ) (٢) أَلقَتْهُ وطرحتْهُ على ظهرِها.

( انْتَهَى إِلى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ ) (٣) يروَى بتنوينِ القبرِ أَي قبرٍ منفردٍ عن القبورِ بعيدٍ عنها ، ومثلُهُ : ( مرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذٍ ) (٤).

وبالإِضافةِ أَي قبر إنسانٍ كانت أُمُّهُ نَبَذَتْهُ على الطّريقِ.

( نُهِي عَنِ النِّبَاذِ ) (٥) بالكسرِ مصدرُ نَابَذَهُ نِبَاذاً ومُنَابَذَةً يريدُ المُنَابَذَةَ في البيع ، وقد تقدَّمَ معناها في اللّغةِ.

( وإِن شِئْتِمُ نَابَذْنَاكُمْ عَلَى سواءٍ ) (٦) أَي كاشفناكُمُ الحربَ وقاتَلْناكم على طريقٍ مستقيمٍ ، ومنه : ( أفَلَا تُنَابِذُهُمْ ) (٧).

نجذ

النَّاجذُ : آخرُ الأَسنانِ ، ويقالُ له : ضِرسُ الحلمِ ؛ لأَنَّهُ يَنْبُتُ بعد البلوغِ وكمالِ العقلِ ، أَو هو النَّابُ ، أَو السِّنُّ بين الضِّرْسِ والنَّابِ ، أَو كلُّ ضرسٍ ، وقد نَجَذَ نُجُوذاً : إِذا نَبَتَ وارتفَعَ. الجمع : نَوَاجِذُ (٨).

__________________

(١) القلم : ٤٩.

(٢) سنن ابن ماجه ٢ : ١٢٩٧ / ٣٩٣٠ ، المعجم الكبير ١٨ : ٢٤٣ / ٦٠٩.

(٣) الفائق ٣ : ٤٠٠ ـ ٤٠١ ، النَّهاية ٥ : ٥.

(٤) سنن النّسائي ٤ : ٨٤ ـ ٨٥.

(٥) المعجم الأوسط ٣ : ٣٩٢ / ٢٨٤٤ ، مشارق الأنوار ٢ : ١.

(٦) النَّهاية ٥ : ٦ ، مجمع البحرين ٣ : ١٨٩ وفيهما : أبيتم بدل : شئتم.

(٧) صحيح مسلم ٣ : ١٤٨١ / ١٨٥٥ ، مشارق الأنوار ٢ : ٣ وفيهما : ننابذهم.

(٨) ومنه الأثر : « أنّه ضحك حتّى بَدَت نواجِذُه » الفائق ٣ : ٣٠٣.


وأَبدَى نَاجِذَهُ ، إِذا ضَحِك أو غَضِبَ.

نَجَذَهُ نَجْذاً ، كقَتَلَ : عضَّهُ بِنَوَاجِذِهِ شديداً.

ومن المجاز

أَبْدَتِ الحربُ نَاجِذَيْهَا ، أَي اشتدَّتْ.

وعضَّ على نَاجِذِهِ : بلغ أَشدَّهُ واستحكَمَ (٢) ، وعلى العلمِ بِنَاجِذِهِ : أَتقنَهُ.

ونَجَّذَتْهُ التَّجارِبُ تَنْجِيذاً : أَحكمتْهُ ، فهو مُنَجَّذٌ ـ كمعظَّمٍ ـ أَي مجرَّبٌ.

ونَجَّذَتْهُ المصائِبُ أَيضاً : أَجهدَتْهُ.

نَجَذَهُ نَجْذاً ، كقَتَلَ : أَلَحَّ عليه كأَنَّه عضَّهُ بِنَوَاجِذِهِ ، ومنه : النَّجْذُ مِنَ الكلامِ ـ كفَلْسٍ ـ وهو الشَّديدُ.

والأَنْجُذَانُ ، بفتحِ الهمزةِ وضمِّ الجيمِ : ورقُ شجرةِ الحِلتيتِ ، معرَّبُ « انكدان ».

نخذ

النَّاخُذاه ، بضمِّ الخاءِ المعجمةِ : رئيسُ السَّفينةِ ومالك أَمرِها ، فارسيٌّ معرَّبُ : « نَاوْخُدَا » ، بالدَّالِ المهملةِ : أَي ربُّ السَّفينةِ ، ف « الناوْ » : هو السَّفينةُ ، و « خُدَا » : الرَّبُّ ، على طريقتِهِم في تقديمِ المضافِ إِليه على المضافِ غالباً ، الجمع : نَوَاخِيذُ ، ونَوَاخِذَةٌ.

وتَنَخَّذَ : إِذا صارَ نَاخُذَاه ، اشتَقُّوا منه الفعلَ كما اشتقُّوهُ مِنَ السَّبيج وهو الكساءُ الأَسودُ ، معرَّبُ « سَبِي » (٣) فقالوا : تَسَبَّجَ أَي الْتَفَّ به أَو لبسَهُ وله نظائرُ.

نذذ

نَذَّ ـ كمَدَّ ـ نَذِيذاً : بالَ.

ونَذِيذُ الأَنفِ والفمِ : ما سالَ وخَرَجَ منهما.

نفذ

نَفَذَ السَّهمُ في الرَّميةِ ـ كقَعَدَ ـ نُفُوذاً ،

__________________

(٢) ومنه حديث العِرْباض : « عَضُّوا عليها بالنّواجذ » أي تمسكوا بها ، انظر النَّهاية ٥ : ٢٠.

(٣) في المعرّب : ١٨٣ : معرّب « شبه ».


ونَفَاذاً : خَرَقَها وخَرَجَ منها ، أَو خرج طرفُهُ مِنَ الشّقِّ الآخرِ وسائرُهُ فيها ، وأَنْفَذْتُهُ أَنا كنَفَّذْتُهُ تَنْفِيذاً ، ومنه : نَفَذَتِ الطَّعنةُ ، وهي طعنةٌ نَافِذَةٌ ، أَي خرقةٌ.

والنَّفَذُ ، كسَبَبٍ : اسمٌ مِنَ النُّفُوذِ والإِنْفَاذُ ؛ يقالُ : طعنةٌ لها نَفَذٌ ، أَي نَافِذةٌ ، وقامَ المسلمونَ بِنَفَذِ الكتابِ ، أَي بإِنفَاذِ ما فيه.

و ـ : الممرُّ والطَّريقُ يَنْفَذُ منه ، كالمَنْفِذِ كمَسْجِدٍ ، تقول : هذا نَفَذُ القومِ ، ومَنْفِذُهُمْ ..

و ـ مِنَ الجْرحِ : حيث نَفَذَ مِنَ البدنِ. الجمع : أَنْفَاذٌ فيهما ..

و ـ مِنَ السِّقاء ونحوه : خُرزهُ ، واحدتها بهاءٍ ، تقول : قارَبَ الخرَّازُ بين النَّفَذِ.

ومن المجاز

نَفَذَ أَمرُهُ وقولُهُ : مضَى ولم يتوقَّفْ ..

و ـ الكتابُ والرُّسولُ : مَضَيا ..

و ـ العتقُ والبيعُ : وَجَبا ..

و ـ الطّريقُ : عمَّ مسلكُهُ لكلِّ أَحَدٍ ، فهو نَافِذٌ. أَي عامٌ ..

و ـ المنزلُ الطَّريقَ : اتَّصَلَ به ..

و ـ البصرُ القومَ : بلغَهُم وجاوزَهُم ، كأَنْفَذَهُم ..

و ـ الرَّجلُ عن المكانِ : مضَى وجازَهُ ..

و ـ منه : خَرَجَ.

وهذا الطَّريقُ يَنْفُذُ إِلى مكانِ كذا : يخرُجُ ويفضي إِليه.

وأَنْفَذَهُ : أَمضاهُ وأَرسلَهُ ـ كنَفَّذَهُ تَنْفِيذاً ..

و ـ بينهم : حَكَمَ ..

و ـ القومَ : خَرَقَهُم ومشى في وسطِهِم فإِن جازَهُم حتَّى خلَّفَهُم قيل : نَفَذَهم ، كقَتَلَهَمُ.

ورجلٌ نَافِذٌ ، ونَفُوذٌ ، ونَفَّاذٌ : ماضٍ في جميعِ أُمْورِهِ ، وله نَفَاذٌ فيها.

وائْتِنِي بنَفَذِ ما قلت ، كسَبَبٍ : بالمخرجِ والَمخلصِ منه.

وفيه مُنْتَفَذٌ ، أي متَّسَعٌ.


ونَوَافِذُ الإِنسانِ : كلُّ سُمٍّ فيه يوصل إِلى نفسِهِ فَرَحاً أَو تَرَحاً وهي ثُقبا الأُذنينِ ـ وهما الأَصرانِ تثنيَةُ أَصْرٍ كفَلْسٍ ـ والأَنفُ ، والفمُ ، والاستُ وهي الطِّبيِّجَةُ بالجيمِ كسِّكِّينَةٍ ، واحدها نَافِذٌ ، والفقهاءُ يقولون فيها : مَنَافِذُ ، ولا يَمْتنعُ قياساً لأَنَ المَنْفِذَ ـ كمَسْجِدٍ ـ موضعُ نفوذِ الشَّيءِ.

والنَّافِذَةُ في الشَّجاجِ : الَّتي أُنْفِذَتْ برمحٍ أَو خنجرٍ.

نَافَذَهُ مُنَافَذَةً : حاكمَهُ.

وتَنَافَذُوا إِلى الحاكمِ : خَلَصوا إِليه فإن أَدلَى كلٌّ بحُجَّتِهِ قيل : تَنَافَدُوا ، بالمهملةِ.

ونَفَاذَةُ ، كنَعَامَةٍ : من أَسمائِهِم.

الكتاب

( إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ ) (١) أَي إِنْ قدرتُمْ أَنْ تَهربوا مِنْ قَضائي وتخرجوا ( من ) (٢) ملكوتي ومِنْ نواحي سماواتي وأَرضي فَانْفُذُوا منها واخلْصوا مِنْ عقابي ، لا تَقدِرونَ على النُّفُوذِ إِلاَّ بسلطانٍ وقوةٍ وقهرٍ ولا سلطانَ لكم فلا مفرَّ لكم ولا مخلَصَ.

الأثر

( يَنْفُذُكُمْ البَصَرُ ) (٣) مِنْ نفَذَني بصرُهُ إِذا بلغني وجاوَزَني يريد يَنْفُذكُم بصرُ الرَّحمانِ حتَّى يأَتي عليكُمْ كلِّكُم ، أَو بصر النَّاظِرِ لاستواءِ الصَّعيدِ وهو أَولى. وقال أَبو حاتمٍ : يَرْوونَهُ بالمعجمةِ وإِنَّما هو بالمهملةِ أَي يبلُغُ البصَرُ أَوَّلهم وآخِرَهم حتَّى يراهُم كُلَّهم ويستوعِبَهُم مِنْ نَفَدَ الشّيءُ وأنْفَدْتُهُ (٤).

( حتَّى يَنْفُذَ النِّساء ) (٥) يمضينَ

__________________

(١) الرَّحمن : ٣٣.

(٢) ليست في « ت » و « ج ».

(٣) المعجم الكبير ٩ : ١٠٠ / ٨٥٣١ ، الفائق ٤ : ١٣ ، النَّهاية ٥ : ٩٠.

(٤) عنه في النَّهاية وفي اللّسان.

(٥) مشارق الأنوار ٢ : ٢٠ ، النَّهاية ٥ : ٩١.


ويخلُصْنَ مِنْ مزاحمةِ الرِّجالِ.

( يَنْفُذَانِ لِوَجْهِهِمَا ) (١) يمضيانِ على حالِهِما ولا يُبطلانِ حَجَّهُما.

( انْفُذْ عَنْكَ ) (٢) أَي امْضِ عن مكانِكَ وجُزْهُ.

( انفُذ بِسَلَامٍ ) (٣) أي امضِ سالِماً.

( أَلَا رَجُلٌ يَنْفُذُ بَيْنَنَا ) (٤) أَي يحكُمُ بيننا ويمضي أمرُهُ فينا.

( لَأُنْفِذَنَ حِضْنَيْكَ ) (٥) بضمِّ الهمزةِ أَي لأُخرِقَنَّهما من طعنةٍ فأُنْفِذَهُ.

المصطلح

النَّفَاذُ في القوافي : حركةُ هاءِ الإِضمارِ الَّتي تلي حَرْفَ الرّوِيّ نحو ضمةِ الهاءِ من قولِهِ (٦) :

وبَلْدَةٍ عَامِيّةٍ أَعْمَاؤُه

وفتحتها مِنْ قولِهِ (٧) :

عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فمُقَامُها

وكسرتِها من قولِهِ :

تَجَرَّدَ المَجْنُونُ مِنْ كِسَائِه (٨)

وسُمِّيت نفاذاً لأَنَّ الصَّوتَ نَفَذَ فيها إِلى الخروجِ.

أَو هو الحرفُ الَّذي يتبعها وهو : الواوُ بعد الضَّمَّةِ ، والأَلفُ بعد الفتحةِ ، والياءُ بعد الكسرةِ.

وبعضهم يقولُ : النَّفَادُ بالدَّالِ المهملةِ بمعنى التَّمامِ ؛ كأَنَّ هذه الحركة تمامُ الحركاتِ.

نقذ

أَنْقَذَهُ مِنَ البُؤْسِ واسْتَنْقَذَهُ ، وتَنَقَذَّهُ ، ونَقَّذَهُ تَنْقِيذاً : خلَّصهُ ونجَّاهُ فَنَقِذَ نَقْذاً ، كتَعِبَ : تخلَّصَ ونجا.

__________________

(١) السّنن الكبرى ٥ : ١٦٧ ، النَّهاية ٥ : ٩١.

(٢) الفائق ٤ : ١٣ ، النَّهاية ٥ : ٩١.

(٣) الموطأ ٢ : ٩٨٥ / ١٧٨٠ ، النَّهاية ٥ : ٩١.

(٤) سنن أبي داود ٣ : ٣٠٠ / ٣٥٧٧ ، بالنَّهاية ٥ : ٩١.

(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٨ ، وفي تاريخ الطّبري ٥ : ٥٥٠ والأغاني ٧ : ٩١ : حَصينَكَ.

(٦) رؤبة بن العجاج ديوانه « مجموع أشعار العرب » : ٣.

(٧) لبيد بن ربيعه ، مطلع معلقته ، شرح المعلقات السّبع للزّوزني : ١٧١ وعجزه :

بمنىً تأبَّدَ غوْلُها فَرِجامُها

(٨) الرّجز في اللّسان ، والتّاج من دون عزو.


وتقول العربُ : نَقَذاً لك ، إِذا دعوا له بالسَّلامةِ.

وهو نَقِيذَةُ ، وهم نَقَائِذُ بؤْسٍ ، إِذا استُنْقِذُوا منه.

والنَّقَذُ ـ كسَبَبٍ ـ والنَّقِيذُ ، والنَّقِيذَةُ : ما أَخَذَهُ العدُوُّ وتملَّكَهُ من فرسٍ أَو بعيرٍ أَو غيرهما ثمَّ رَجَعْتَ فأَخَذتَهُ منه.

واسْتَنْقَذْتُهُ من يدِهِ.

ومن المجاز

تَنَقَّذْتُ منه حديثاً : أَخذتُهُ منه واسْتَخْرَجْتُهُ.

وامرأَةٌ نَقِيذَةٌ : كان لها زوجٌ.

والأنَقَذُ : القُنْفُذُ أَو ذكرُ السَّلاحِفِ ، لغةٌ في الدَّالِ المهملةِ.

ونَقَذَةُ ، كقَصَبَةٍ : موضعٌ عن ابنِ دريدٍ (١).

ومُنْقِذٌ ، كمُحْسِنٍ : من أَسمائِهِمْ.

وما لَهُ شَقَذٌ ولا نَقَذٌ : في « ش ق ذ ».

نهذ

نَاهِيذُ ، وأَنَاهِيذُ ، كهَابِيلَ وأَبَابِيلَ : اسمُ الزُّهرةِ بالفارسيَّةِ ، وهي النَّجمُ في السَّماءِ الثَّالثةِ فعرِّبَ بإِعجام الذَّالِ.

فصل الواو

وبذ

المُوبَذُ ، والمُوبَذَانِ ، بضمِّ الميمِ وفتحِ الموحدةِ فيهما : عالِمُ المجوسِ وقاضيهم وسادِنُ نارِ عبادتِهم. الجمع : مَوَابِذَةٌ.

وجذ

الوَجْذُ ، كفَلْسٍ : نُقْرَةٌ في الجبلِ يكون فيها الماءُ. الجمع : وِجَاذٌ ، ووِجْذَانٌ ، كعِيادٍ وعِيدَانٍ.

__________________

(١) انظر الجمهرة ٢ : ٧٠٠.


ومكانٌ وَجِذٌ : كثيرُ الوِجَاذِ.

وأَوْجَذَهُ على الأَمرِ : أَكرهَهُ.

وذذ

وَذْوَذَ وَذْوَذَةً : أَسرَعَ في مشيهِ وعدوِهِ.

[ و ] (١) وَذْوَاذٌ ، بالفتحِ : سريع المشي.

وذئبٌ وَذْوَاذٌ : خفيفٌ سريعُ العدوِ.

وزذ

وَازْذُ ، بسكونِ الزَّاي : قريةٌ بسمرقندَ ، ويقال فيها : وَيْزَذ ، بإِمالةِ الأَلِفِ.

وقذ

وَقَذَهُ وَقْذاً ، كوَعَدَ : أَثخنَهُ ضرباً ، فهو وَقِيذٌ ، ومَوْقُوذٌ. وقال أَبو سعيدٍ : الوَقْذُ : الضَّربُ على فاسِ القَفا فتصيرُ هَدَّتُهُ إِلى الدّماغِ فيذهب العقلُ (٢).

وشاةٌ وقِيذٌ ، ومَوْقُوذَةٌ : ضربت بالعصيّ أَو الخشبِ حتَّى ماتت ، وكان أَهلُ الجاهليةِ يَقِذُونَ البهائِمَ.

والمَوْقِذُ ـ كمَسْجِدٍ ـ من البدنِ : الموضعُ الَّذي يشتدُّ عليه الضَّربُ كالمرفقِ والركبةِ والكعبِ ، تقول : ضَربتُهُ على مَوْقِذٍ من مَوَاقِذِهِ.

ومن المجاز

وَقَذَهُ المرضُ : أَدنَفَهُ وأَضعَفَهُ ..

و ـ النّعاسُ : غلبَهُ ..

و ـ : صَرَعَهُ ..

و ـ الحِلْمُ : سكَّنَهُ ووقَّرَهُ.

ووَقَذَتْني كلمةٌ سَمِعْتُها : كسَرَتْنِي وشقَّت عليَّ وحَزَنتْني.

وفي قلبي وَقْذَةٌ مِنْ ذلك ، كهَضْبَةٍ (٣) : أَثرٌ باقٍ من مَشَقَّتِهِ.

رجلٌ وقِيذٌ ، ومَوْقُوذٌ : شديدُ المرضِ مشرفٌ على الموتِ.

وهو وَقِيذٌ ، ووَقِيذُ الحوائج : مَحزُونُ القلبِ ، كأَنَّ الحزنَ وَهَنَهُ وأَضعَفَهُ.

__________________

(١) الزّيادة يقتضيها السّياق ، وفي التّاج : ورجل وَذواذٌ.

(٢) عنه في الفائق ٤ : ٧٦.

(٣) في « ش » : كقصبةٍ بدل : كهضبةٍ.


ووُقِّذَتِ (١) النَّاقةُ تَوْقِيذاً ، بالمجهولِ : حُلِبَتْ على كرهٍ حتَّى قلَّ لبنُها فهي مُوَقَّذَةٌ كمُعَظَّمَةٍ ، أَو هي الَّتي أَثَّرَ الصِّرارُ في أَخلافِها ، أَوِ الَّتي لا يَخرُجُ لبنُها إِلاَّ نزراً إذا رضَعَها ولدها لعظمِ ضرْعِها فَيُوقِذُهَا ذلك فَيأْخُذُها له داءٌ ويَرِمُ ضرعها.

والوَقَائِذُ : الحِجارةُ المفروشةُ.

ولذ

وَلَذَ وَلْذاً ، كوَعَدَ : أَسرعَ في حركتِهِ ومشيهِ.

ورجلٌ وَلاَّذٌ مَلاَّذٌ : كذَّابٌ متصنِّعٌ.

ومذ

الوَمْذَة : البياضُ النَّاصعُ ، تقول : رأَيتُ وَمْذَةَ فَرْقٍ كوَمضَةِ بَرْقٍ.

فصل الهاء

هبذ

هَبَذَ هَبْذاً ، كضَرَبَ : عَدَا ..

و ـ الماشي : أَسرعَ في مشيه ..

و ـ الطَّائرُ في طيرانِهِ ، كأَهْبَذَ ، واهْتَبَذَ ، وهَابذ.

وناقةٌ هابِذَةٌ : سريعةٌ.

والهَنْبَذَةُ : الهَنْبَثَةُ ـ بإِبدالِ الثَّاءِ ذالاً ـ وهي إِثارةُ الفتنةِ ، والنُّونُ فيهما زائدةٌ ، فهذا موضعهما وذِكْرُ الفيروزاباديّ الهَنْبَذَةَ مع ذكرِهِ الهَنْبَثَةَ في الثّلاثي خُلْفٌ. وزَعَمَ الزّمخشريُّ : أَنَّ الهاءَ هي الزَّائدةُ (٢). والجمهورُ على خلافِهِ.

هذذ

هَذَّهُ ـ كَمَدَّهُ ـ هَذّاً ( وهَذَذاً ) (٣) ،

__________________

(١) في التّاج : وُقِذَت ضبط قلم.

(٢) الفائق ١ : ٦٦.

(٣) ليست في « ش ».


وهَذَاذاً بالفتحِ : قَطَعَهُ بسرعةٍ ، كاهْتَذَّهُ.

وسِكِّينٌ هَذٌّ كقَذٍّ ، وهَذُوذٌ ، وهَذَاذٌ ، هَذَّاذٌ كشَدَّادٍ ، وهَذْهَاذٌ كصَمْصَامٍ ، وهُذَاهِذُ ، بالضّمِّ : قطَّاعٌ.

وهَذَاذَيْكَ ، أَي قطعاً بعد قطعٍ ، وهو من المصادِرِ المثنَّاةِ الَّتي لم تُسْتَعْمَل إِلاَّ للتّكريرِ وعاملُهُ محذوفٌ وجوباً ، كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ.

ومن المجاز

هذَّ قِراءَتَهُ هَذّاً : أَسرعَ فيها وتابَعَ ..

و ـ الدُّنيا : قَطَعَها إِلى نفسِهِ وجمَعَها ..

و ـ المالَ : أَسرَعَ إِنفاقَهُ.

وضَرباً هَذَاذَيْكَ ، أَي يقالُ فيه : هَذْاذَيْكَ ، أَي أَسْرِعَ إِسرَاعَيْنِ.

وجملٌ هَذَّاذٌ ، كشَدَّادٌ : سابقٌ مُتَقَدِّمٌ ، كأَنَّه يسرِعُ قَطْعَ الطَّريقِ والمسافَةِ.

وقربٌ هَذْهَاذٌ : ليس فيه فتورٌ.

هربذ

الهَرْبَذَةُ ، والهَذْرَبَةُ ، والهَرْمَذَةُ ، أَخَواتٌ : وهي السّرعةُ في المشي ، أَو سيرٌ دونَ الخَبَبِ ، واستُعيرَت للسّرعَةِ في الكلامِ والقِراءةِ.

وعَدَا الجملُ الهِرْبِذَى ـ بكسرِ الهاءِ والباءِ ـ أَي في شَقِّ.

وزيدٌ يمشي الهِرْبِذَى ، أَي في اختيالٍ ، أَو مشية الهَرابِذَ من المجوسِ واحدهم : هِرْبِذٌ كزِبْرجٍ ، وهم خَدَمُ النَّارِ أَو حُكَّامُهُم الَّذين يُصَلُّونَ بهم أَو فقهاؤهم ، أَعْجَميٌّ تكلَّمَتْ به العربُ قديماً.

واسماعيلُ بنُ الهِرْبِذِ المكيّ : مولىِّ لآلِ الزُّبيرِ بن العَوَّام ، أَو لبني كنانَةَ كان مغنِّياً مجيداً.

همذ

الهَمَذَانُ ، بفتحتينِ : ضربٌ من سيرِ الإِبلِ ، أَو هو الرَّسيمُ.

ومشيٌ هَمَذَانيٌ ، بياءِ النِّسبةِ : مختلِطٌ نوعاً بنوعٍ.

ورجلٌ هَمَذَانِيٌ : مِهْذَارٌ.


وبعيرٌ وناقَةٌ هَمَاذِيُ ، كنَجَاشِيّ : سريعان ، يستوي فيه المذكَّرُ والمونَّثُ.

وهو ذُو هُمَاذِيٍ في عدوهِ ، أَي سرعةٍ.

وهَمَاذِيُ المطَرِ والحَرِّ : شدَّتهما.

وهَمَذَانُ ، كرَمَضَان : بلدٌ وسطُ بلادِ الجبلِ منها إِلى حلوانَ أَوَّل مدنِ العراقِ سبعةٌ وستُّون فرسخاً وبينها وبين قمٍّ خمس مراحل ، سمِّيت بِهَمَذَانَ بنَ الفلوجِ بنِ سامَ بنِ نوحٍ ، وهَمَذَانُ وأَصْبِهَانُ هما أَخَوَان بَنَى كلٌّ منهما مدينَةً وسمَّاها باسمِهِ.

هوذ

الهَوْذَةُ ، كرَوْضَةٍ : ضربٌ مِنَ الطَّيرِ ، وقيل : هَوْذَةُ عَلَمُ جنسٍ للقطاةِ لا تدخُلُها الأَلف واللاّمِ ولا تصرفُ للعَلَميَّةِ والتَّأنيثِ ، وبها سمِّي الرَّجُلُ ، وهو اسمٌ لسبعةٍ من الصَّحابَةِ.

وهَوْذَةُ بنُ عليٍّ الحنفيُّ : رئيسُ اليمامَةِ.

وهُوذٌ ، كهُودٍ : ابنُ بَهرِ بن عمروٍ بطنٌ من قضاعَةَ ، وابنُ عمروِ بنِ لاحِبٍ (١) بطنٌ من عُذْرَةَ ، منه : بُثَيْنةُ صاحبةُ جميل ابنِ مُعَمَّرٍ الشَّاعرِ.

والهَاذُ : شجرٌ واحدتُهُ بهاءٍ.

فصل الياء

يرذ

يَارَذ ، كقَالب : ابن مهلائيل والد ادريس نبي الله 7. وقيل : بالدَّال المهملة.

يزدذ

يزداذ : اسمُ رجلٍ معرَّبُ « إِيزَدْاد » ومعناهُ : هبةُ اللهِ ، وهو في شعرِ المتنبيّ

__________________

(١) كذا في النّسخ واللّباب لابن الأثير ٣ : ٣٩٥ ، وفي الأنساب للسّمعاني ٥ : ٦٥٦ ، والتَّاج : الأحبّ.


في قوله :

هبكَ ابن يَزْدَاذٍ حَطَمْتَ وصَحْبَهُ

أَتُرَى الوَرَى أَضْحَوَا بَني يَزْدَاذا (١)

هذَا آخرُ الجُزء الأوَّل مِنَ الطّرازِ الأَوَّل فيما عليه من لغةِ العربِ المعوَّلُ ، الجامع للصّريح منها والمؤَوَّلِ ، المغني عن كل مختصرٍ فيها ومطوّلٍ ، مَنَّ اللهُ بإِتمامِهِ ، واجتناءِ نوره من أَكمامه ، صبيحةَ يوم الجمعةَ ( لثمانٍ بقينَ من ذي الحجةِ الحرامِ آخرَ شهورِ سنة إِحدَى عشرةَ ومائةٍ بعد الأَلف من الهجرةِ النّبويةِ ، على صاحبها أَفضل الصّلاةِ والسّلام والتّحيةِ. بقلم مولفه عليٍّ الصّدرِ الحسينيَ وفقَهُ اللهُ لإِكمالِهِ بمحمَّدٍ وآلهِ.

وكتبت هذه النّسخةَ من نسخة منوَّرةٍ نورَّها المصنِّف بيده دام ظلُّهُ على يد تراب أقدام المؤمنين الفقير الحقير المحتاج إِلى رحمة ربِّه الغنيّ علي بن حسنِ بن محمَّدٍ البحرانيّ غفر الله له لوالديهِ وللمومنين أجمعين آمين ربَّ العالمين بالسّاعة السّادسة من اليوم الثّالث من العشرِ الاولى من الشَّهر الثَّاني عشر من السّنة الثّالثةِ عشرة بعد المائة والأَلفِ هجرية على مهاجرها وآله أفضل الصَّلاة والسَّلام وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (٢).

__________________

(١) ديوانه : ٦٩ ، من قصيدة يمدح فيها مساور بن محمد الرّومي.

(٢) بدل ما بين القوسين في « ش » : السّادس عشر ربيع الثّاني من شهور سنة ألف وثلثمائة والثّلاثين من الهجرة النَّبوية على مهاجرها ألف سلام وثناء وتحيَّة على يد الفقير المقرّ بالذّنب والتّقصير علي ابن محمّد الرّضا بن موسى بن جعفر الغرويّ النّجفي صاحب كتاب كشف الغطاء تغمدهم الله جميعاً برحمته.

الطّراز الأوّل - ٦

المؤلف: السيد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني ( ابن معصوم المدني )
الصفحات: 448
ISBN: 964-319-485-X