فصل الدال

دأب

دَأَبَ في العملِ ـ كمَنَعَ ـ دَأْباً ، ويُحرَّكُ ، ودُؤُوباً : جَدَّ وكَدَحَ واجتهدَ واستمرَّ ، فهو دائِبٌ ، ودَئِبٌ ، كَكِتف ..

والدَّابّة في سيرِها : مَرَّتْ فيه وبالغتْ وتَعِبَتْ.

وأَدْأَبَ الرجلُ نفسَهُ ، وأجيرَهُ ، ودابّتَهُ إِدْآباً : أجهدَهُم.

والدَّأْبُ ، كفَلْس ويُحرَّكُ : العادةُ والشأنُ ، وكلُّ ما عليه الإنسانُ من عملٍ وحالةٍ وأمرٍ. وأصلُهُ من دَأَبَ ، إذا كَدَحَ ، إِطلاقاً لاسمِ الخاصِّ على العامِّ.

ودَأَبَهُ ـ كمَنَعَهُ ـ دَأْباً ، ويُحرَّكُ : طَرَدَهُ ..

والدّابّةَ : ساقَها شديداً.

والدّائِبانِ : الليلُ والنهارُ.

ودابٌ : اسمٌ بلا همزٍ ، كما نَصَّ عليه ابنُ حجرٍ وغيرُهُ ، وغَلِطَ الفيروز اباديُّ ؛ ومنه : بكرُ بنُ دابٍ الليثيُّ ، ومحمّدُ بنُ دابٍ ؛ كذّبَهُ أبو زرعةَ وغيرُهُ ، وعيسى بنُ يزيدَ بنِ دابٍ ؛ هالِكٌ ، كلُّ ذلكَ بلا همزٍ.

وأمّا عبدُ الرحمانِ (١) الفقيهُ المعروفُ فهو ابنُ ذَاتٍ ، بالمعجمةِ والمثّناةِ ، وغَلِطَ الفيروز اباديُّ.

__________________

(١) هو أبو الطاهر عبد الرحمان بن علّك ابن ذات الساويّ الفقيه المشهور مات سنة ٤٨٤ ، « منه » ، انظر تبصير المنتبه ٢ : ٥٥٧.


وبنو دَوْأَبٍ ، كَجَوْهَر : قبيلةٌ.

ودَوْأَبٌ مثلُهُ : اسمُ فرسٍ لبني العنبرِ.

الكتاب

( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ) (١) أي جدُّ هؤلاءِ الكفرةِ واجتهادُهُم ، أو عادتُهُم أو شأنُهُم أو صنيعُهُم في تكذيبِ محمّدٍ ، كدَأْبِ آلِ فرعونَ مع موسى ، أو كدَأْبِ اللهِ في آلِ فرعونَ من جعلِهِم وقودَ النّارِ ، فهو من بابِ إضافةِ المصدرِ الى المفعولِ.

أو استمرارُهُم في النّارِ كاستمرارِ آلِ فرعونَ ، أو مشقّتُهُم وتعبُهُم ( كمشقّتهم وتعبهم ) (٢).

( تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ ) دَأَباً (٣) قُرِئَ بسكونِ الهمزةِ وفتحِها (٤) ، وهو مصدرُ دَأَبَ في العملِ ، إذا اجتهدَ فيه. ونصبُهُ على الحالِ ، أي تَزرَعونَ دائِبِينَ ، أو ذوي دَأْبٍ ، أو على أنّهُ مصدرٌ موكِّدٌ لفعلٍ هو الحالُ ، أي تَدْأَبونَ دَأَباً.

( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ ) (٥) مستمرَّينِ في سيرِهِما وإنارتِهِما وسائرِ منافعِهِما وخواصِّهِما.

الأثر

( فَرُبَ دَائِبٍ مُضَيِّعٌ ) (٦) أي ربَّ عاملٍ دائِبٍ في عملِهِ كادحٍ فيه مستمرٍّ عليه ، لكنّهُ مضيِّعٌ لما يترتّبُ عليه من الأجرِ والثّوابِ ، غيرُ محرِزٍ له ؛ لايقاعِهِ على غيرِ ما يَجِبُ وينبغي ، ممّا يُوجِبُ إحباطهُ.

دبب

دَبَ الصّبيُّ ـ كضَرَبَ ـ دَبَّاً ، ودَبِيباً : دَرَجَ في المشي رُوَيداً ..

__________________

(١) آل عمران : ١١ ، الأنفال : ٥٢ ، ٥٤.

(٢) بين القوسين ساقط من « ت » و « ش ».

(٣) يوسف : ٤٧.

(٤) انظر كتاب السّبعة : ٣٤٩ ، وحجّة القراءات : ٣٥٩.

(٥) إبراهيم : ٣٣.

(٦) نهج البلاغة ٢ : ١٦ / ١٢٥.


و ـ الشيخُ : مَشى على هِينَتِهِ ..

والقومُ إلى العدوِّ : ساروا سيراً ليّناً.

وكلُّ مشيٍ فيه تقاربُ خطوٍ فهو دَبِيبٌ ، واستعمالُهُ في الحشراتِ أكثرُ.

ومن المجاز

دَبَ فلانٌ بينَ القومِ بالنمائمِ : مَشى ..

والشرابُ في العروقِ ، والسقمُ في الجسدِ ، والبِلَى في الثوبِ : سَرى ..

والجدولُ : جَرى.

ودَبَّتْ عقاربُهُ علينا : مَشَتْ نمائمُهُ وكلماتُهُ المؤذيةُ.

وأَدَبَّهُ إِدْباباً : حَمَلَهُ على الدَّبِيبِ ..

وإلى أرضِهِ جدولاً : أجراهُ ..

وعلينا عقاربَهُ : جَعَلَ يَشِي بنا ويَنِمُّ ..

والبلادَ : مَلَأَها عدلاً ، فدَبَ أهلُها.

وهو « أكذبُ مَن دَبَ ودَرَجَ » يَأتي في المثلِ.

ومَدَبُ النملِ والسيلِ ، بفتحِ العينِ وكسرِها : مَجْراهُما ، فالمفتوحُ مصدرٌ ، والمكسورُ اسمٌ ، وهكذا كلُّ « مَفْعَلٍ » من ثلاثيٍّ كضَرَبَ إلاَّ ما شَذَّ كَمرْجعٍ.

وقيلَ : إنْ كانَ مضاعَفاً ـ كما نحن فيه ـ فالمصدرُ بالفتحِ والكسرِ معاً ، والاسمُ بالكسرِ لا غيرُ.

والدابَّةُ : كلُّ حيوانٍ في الأرضِ. وإخراجُ الطيرِ يَرُدُّهُ : ( وَاللهُ خَلَقَ كُلَ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ) (١). وخُصَّتْ عرفاً بما يُركَبُ. وتُطلَقُ على الذكرِ والأنثى ، وتصغيرُها : دُوَيْبَّةٌ ، وحَكى بعضُ الكوفيّينَ : دُوابَّةٌ ، وقالَ : إنّ الألفَ فيها للتصغيرِ مكانَ الياءِ.

ويقال : فَعَلتُ كذا من شُبَّ إلى دُبَ ـ بالبناءِ للمفعولِ فيهما على الحكايةِ للفعلِ ـ أي من لَدُنْ شَبَبْتُ إلى أنْ دَبَبتُ شيخاً. وقد ينوَّنانِ معرَبَينِ على إجرائِهِما مجرى الأسماءِ ، ويَأتي تمامُ الكلامِ عليهِما في المثلِ من « شَبَّ ».

__________________

(١) النور : ٤٥.


والدَّبوبُ ، كصَبور : النمّامُ ، والغارُ القعيرُ ، والسمينُ ؛ يقالُ : ناقةٌ دَبوبٌ ، إذا كانَتْ سمينةً لا تكادُ تَمشي ، إنّما تَدِبُ من سمنِها. وطعنةٌ دَبوبٌ : تَدِبُ بالدمِ.

والدَّيْبوبُ ، كطَيْفور : القوّادُ ؛ لأنّهُ يَدِبُ بينَ الرجالِ والنساءِ حتّى يَجمَعَ بينَهُم ، أو هو النمّامُ ؛ لأنّهُ يَدِبُ بعقاربِهِ.

والدِّبَّةُ ، بالكسرِ : الهيئةُ من الدِّبِيبِ.

وبالفتحِ : المّرةُ منه ، والفَرعَةُ ، وظرفُ الدهنِ ، وبطّةٌ من زجاجٍ ، والكثيبُ من الرملِ ، أو الرملةُ الحمراءُ ، أو المستويةُ من الأرضِ أو من الرملِ. الجمعُ : دِبابٌ ، كهِضاب.

وبالضمِّ : الطريقةُ ، والسجيّةُ ، والمَذهبُ ، كالدُّبِ ؛ يقالُ : رَكِبَ دُبَّهُ ، ودُبَّتَهُ ، أي أَخَذَ طريقتَهُ ، وتَقَيَّلَ سجيَّتهُ ، وذَهَبَ مَذهبَهُ.

والدَّبَبُ ، كسَبَب : العِجلُ أو أوّلُ ولادتِهِ ، والزغبُ ، أو كثرةُ الشَّعرِ ، أو كثرةُ وبرِ الوجهِ ، كالدَّبَبانِ ، كسَرَطان ، والدُّبَّةِ ، كقُبَّة ، وقد دَبِبْتَ يا رجلُ ـ كتَعِبْتَ ـ فأنتَ أَدَبُ ، وهي دَبّاءُ ، ودَبِبَةٌ ، ككَلِمَة ، ومنه : الأَدَبُ ، للجملِ الكثيرِ الوبرِ.

والدُّبُ ، بالضمِّ : حيوانٌ خبيثٌ ، وهي بهاءٍ. الجمعُ : دِبَبَةٌ ـ كقِرَدة ـ وأدْبابٌ ، كأَلبابٍ.

وأرضٌ مَدَبَّةٌ ، كمَحَلَّة : ذاتُ دِبَبَةٍ.

والدُّبُ الأكبرُ والأصغرُ : الكبرى والصغرى من بناتِ نعشٍ.

ويقالُ : ما بالدارِ دُبِّيٌ ـ كدُرِّيٍّ ويُكسَرُ ـ أي ما بها أحدٌ يَدِبُ ، ولا يُتكَلّمُ بها إلاَّ في الجحدِ.

والدُّبّاءُ ، كثُفّاء : القرعُ ، واحدتُهُ بهاءٍ ، ووزنُهُ « فُعّالٌ » من الدَّبِيبِ ؛ لأنّهُ يَدِبُ حتّى يَعلُوَ الشجرةَ السحوقَ ، وقالَ الزمخشريُّ : لامُهُ همزةٌ كالقِثّاءِ ، على اعتبارِ ظاهرِ اللفظِ (١). وهو من دَبَأَ بمعنى

__________________

(١) الفائق ١ : ٤٠٧.


هَدَأَ ؛ جُعِلَ انبساطُهُ هدوءاً ، قال : ويجوزُ أنْ يكونَ من بابِ الدَّبَى ، وهو أصغرُ الجرادِ (١). كما سيَأتي بيانُهُ هناكَ.

والدَّبْدَبُ ، كرَبْرَب : مشيُ العُجروفِ ، وهي الطويلُة الأرجلِ من النملِ.

وبهاءٍ : الجَلَبَةُ ـ وقد دَبْدَبوا ـ وصوتُ ( وقع ) (٢) الحافرِ ونحوِهِ على موضعٍ صلبٍ ، ورائبُ اللبنِ يُحلَبُ عليه ، وأخثرُ ما يكونُ منه ، كالدَّبْدَبى كقَهْقَرى ، وآلةُ لهوٍ شبهُ الطبلِ ، كالدَّبْدابِ ، كدَحْداحٍ. الجمعُ : دَبادِبُ ، ودَبادِيبُ.

والدُّبادِبُ ، كسُرادِق : الكثيرُ الصياحِ ، والضخمُ من الرجالِ.

ودَبابِ ، كقَطامِ : دعاءٌ للضبعِ ، أي دِبِّي.

وكسَحاب : جبلٌ لطيٍّ.

وبالكسرِ : موضعٌ كثيرُ الرملِ بالحجازِ.

وكصَبور : موضعٌ ببلادِ هُذَيلٍ.

والدَّبَّةُ ، كبَطَّةٍ وتُخفَّفُ : موضعٌ بمضيقِ الصفراءِ يقالُ له : دَبَّةُ المستعجِلةِ ، وموضعٌ بينَ أصافرَ وبدرٍ ، سَلَكَهُ النبيُّ 6 في مسيرِهِ الى غزوة بدرٍ.

وضَبَطَهُ بعضُهُم بالضِّم.

وكرُبَّى : موضعٌ بالبصرةِ.

وكشَدّاد : موضعٌ ، وهو من أسمائِهِم أيضاً. ومنه : دَبّابُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عامرِ منِ تيمِ بنِ مُرّةَ ، ومُرّةُ بنُ دَبّابٍ البصريُّ ، تابعيٌّ ، وجماعةٌ.

وبنو الدَّبّابِ : محدِّثونَ ، كانَ جدُّهُم يَمشي بسكونٍ فقيلَ له : الدَّبّابُ ، منهم : محمّدُ بنُ محمّدٍ الدَبّابُ الزاهدُ ، وحفيدُهُ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ الدَّبّابِ الواعظُ.

والدُّبِّيُّ ، بالضمِّ كلُجِّيّ : جدُّ المباركِ بنِ نصرِ اللهِ بنِ الدُّبِّيِّ ، فقيهٌ حنفيٌّ.

ودَبَّةُ شبيبٍ ، بالفتحِ : لقبُ كتابِ

__________________

(١) الفائق ١ : ٤٠٧.

(٢) ليست في « ش ».


« نوادرُ الحكمةِ » محمّدٍ بنِ أحمدَ بنِ يحيى بنِ عمرانَ الأشعريِّ القمّيِّ ، وشبيبٌ : رجلٌ أُمّيٌّ كانَ بقُمّ ، له دَبَّةٌ ذاتُ بيوتٍ ، يَضَعُ في كلّ بيتٍ منها نوعاً من الدهنِ ، فكانَ يُعطي من كلٍّ منها ما يُطلَبُ منه من دهنٍ. فشَبّهوا ذلكَ الكتابَ بها ؛ لاشتمالِهِ على فنونٍ من العلمِ.

الكتاب

( وَاللهُ خَلَقَ كُلَ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ) (١) أي كلَّ حيوانٍ يَدِبُ على الأرضِ من ماءٍ هو جزءُ مادّتِهِ ، أو من ماءٍ مخصوصٍ هو النطفةُ ؛ تنزيلاً للغالبِ منزلةَ الكلِّ ، أو ( « مِنْ ماءٍ » صفةُ « دَابَّةٍ » لا صلة (٢) « خَلَقَ » أي كلُ دابَّةٍ متولِّدةٍ من ماءٍ فهي مخلوقةٌ له تعالى ).

( أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (٣) هي من أشراطِ الساعةٍ ، يَنشَقُّ لها الصفا فَتخرُجُ منه ، أو من المسجدِ الحرامِ ، أو من شِعبِ جِيادٍ ، أو شِعبِ أبي قُبَيسٍ ، أو الطائفِ ، ليلةَ الجمعةِ ، والناسُ سائرونَ إلى منى ، معها عصى موسى وخاتمُ سليمانَ ، فتَضرِبُ المؤمنَ بالعصى بينَ عينَيهِ ، فتَنْكُتُ نكتةً بيضاءَ ، فتَفشو تلكَ النكتةُ حتّى يُضيءَ لها وجهُهُ ، وتَكتُبُ بينَ عينَيهِ « مؤمنٌ ». وتَنكُتُ الكافرَ بالخاتَمِ في أنفِهِ ، فتَفشو النكتةُ حتّى يَسوَدَّ لها وجهُهُ ، وتَكتُبُ بينَ عينَيهِ « كافرٌ ». ورُوِيَ عن عليٍّ 7 : ( أنّها ليستْ بدابَّةٍ لها ذَنَبٌ ، ولكنْ لها لحيةٌ ) (٤) ، كأنّهُ يُشيرُ إلى أنّها رجلٌ. وعن ابنِ عبّاسٍ : « أنّها دابَّةٌ من دَوابِ الأرضِ ، لها زغبٌ وريشٌ وأربعُ قوائمَ » (٤).

( ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ

__________________

(١) النور : ٤٥.

(٢) في « ش » : « صفة » بدل : « صلة ».

(٣) النمل : ٨٢.

(٤) و (٥) مجمع البيان ٤ : ٢٣٤.


الْأَرْضِ ) (١) هي الأَرَضَةُ ، كقَصَبَة ، والأَرْضُ مصدرُ أُرِضَتِ الخشبةُ أَرْضاً ـ بالبناءِ للمجهولِ ـ إذا أَكَلَتْها الأَرَضَةُ. أُضِيفَت الدابَّةُ إلى فعلِها.

( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ ) (٢) أي شرَّ مَن يَدِبُ على الأرضِ ، أو شرَّ البهائمِ ، ثم جَعَلَهُم من جنسِ البهائمِ ، ثم جَعَلَهُم شرَّها. و « الصُّمُّ الْبُكْمُ » : الذينَ لا يَسمَعونَ الحقَّ ولا ينطِقونَ به.

( ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ ) دَابَّةٍ (٣) من نَسَمَةٍ تَدِبُ على وجهِ الأرضِ ، من بني آدَم أو من غيرِهِم أيضاً ، بشؤمِ معاصيهِم.

الأثر

( دَبَ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الحَسَدُ وَالبَغْضَاء ) (٤) أي سارَ إليكم داءُ الأممِ الماضيةِ ، و « الحسدُ » بدلٌ منه أو عطفُ بيانٍ.

( وَدَبَ وَدَرَجَ فِي حُجُورِهِم ) (٥) يَعني الشيطانَ ، شَبَّههُ بالصبيِّ الذي يَنشَأُ في حجرِ والدَيهِ بجامعِ الملازمةِ لهما ، فيَدِبُ أوّلَ مشيِهِ ، أي يَمشي رُوَيداً ثم يَدرُجُ ، أي يَمشي مشيَ الصاعدِ في الدَّرَجَةِ ، وهو كنايةُ عن تربيتِهم له كما يُرّبي الوالدانِ الولدَ في حجورِهِما.

( أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ تَنْبَحُهَا كِلَابُ الحَوْأَبِ ) (٦) يُريدُ الجملَ الأَدَبَ ، وهو كثيرُ وبرِ الوجهِ ، أو كثيرُ الشعرِ ، ففَكَّ الإدغامَ ليُزاوِجَ « الحَوْأَبَ » ، وهو كجَوْهَر. وَمرَّ في فصلِ الحاءِ.

__________________

(١) سبأ : ١٤.

(٢) الأنفال : ٢٢.

(٣) فاطر : ٤٥.

(٤) معاني الأخبار : ٣٦٧ / ١ ، مجمع البحرين ٢ : ٥٥.

(٥) نهج البلاغة ١ : ٣٧ / ط ٦.

(٦) الفائق ١ : ٤٠٨ ، النهاية ٢ : ٩٦.


( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ دَيْبُوبٌ ) (١) كطَيْفور ، وهو القوّادُ أو النمّامُ.

( اتَّبِعُوا دُبَّةَ قُرَيْشٍ ) (٢) كقُبَّة ، أي طريقتَهُم وسيرتَهُم.

( نَهَى عَن الدُّبَّاءِ ) (٣) هو القرعُ أو الوعاءُ من يابسِهِ ، والنهيُ عن الانتباذِ فيه ؛ لأنّهُ يُسرِعُ بالشدّةِ في الشرابِ ، ويُحدِثُ فيه التغيّرَ ولا يَشعُرُ به صاحبُهُ ، فهو على خطرٍ من شربِ المحرَّمِ.

( كَيْفَ تَصْنَعُونَ بِالحُصُونِ؟ قَالُوا : نَتَّخذُ دَبَّابَاتٍ ) (٤) جمعُ دَبّابَةٍ ـ كنَسّابَةٍ ـ آلةٌ تُتّخَذُ من جلودٍ وخشبٍ ، يَدخُلُ فيها الرجالُ ، ويُقرِّبونَها من الحصنِ المحاصَرِ فَينقبُوهُ (٥) ، وهي تَقِيهِم ما يُرمَونَ به من فوق.

المثل

( دَبَ قَمْلُهُ ) (٦) يُضرَبُ للإنسانِ إذا سَمِنَ وحَسُنَتْ حالُهُ.

( أَكْذَبُ مَنْ دَبَ وَدَرَجَ ) (٧) أي الأحياءِ والأمواتِ ، فالدبيبُ للحيِّ ؛ لأنّهُ يَدِبُ على وجهِ الأرضِ ، والدُّروجُ للميتِ ، من قولِهِم : دَرَجَ ، أي ماتَ.

أو معناهُ : أكذبُ الصغارِ والكبارِ ؛ من دَبَ الصبيُّ ، ودَرَجَ الشيخُ ، إذا مَشَيا على هَينَةٍ ؛ لضعفِهِما.

( هُوَ يَدِبُ الضَّرّاءَ ) (٨) يَأتي في « ضري ».

( هُوَ يَدِبُ مَعَ القُرَادِ ) (٩) يَأتي في

__________________

(١) غريب الحديث للهرويّ ٢ : ١٨١ ، غريب الحديث لابن الجوزيّ ١ : ٣١٩.

(٢) الفائق ١ : ٤٠٩ ، النهاية ٢ : ٩٦.

(٣) الموطّأ ٢ : ٨٤٣ / ٥ و ٦ ، النهاية ٢ : ٩٦.

(٤) النهاية ٢ : ٩٦.

(٥) كذا في النسخ ولعل الصواب : فينقبونه.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٨ / ١٤٠٣.

(٧) مجمع الأمثال ٢ : ١٦٧ / ٣١٩٨.

(٨) المستقصى ٢ : ٤٠٠ / ١٤٩٠ ، وفيه : هو يَدِبُّ له الضرّاء.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩٦ / ٤٥٥٧.


« قرد ».

( أَلْوَطُ مِنْ دُبٍ ) (١) هو رجلٌ من العربِ كانَ متجاهراً بذلكَ.

( أَدَبُ مِنْ قَرَنْبَى ) (٢) هي دُوَيْبَّةٌ شبهُ الخنفساءِ ؛ قالَ الأخطلُ :

يَدِبُ عَلَى أَحْشَائِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ

دبيتَ القَرَنْبَى بَاتَ يَعْلُو نَقاً سَهلا (٣)

دجب

الدَّجوبُ ، بالجيمِ كعَمود : وعاءٌ للمرأةِ في السفرِ ، تَضَعُ فيه الطعامَ وغيرَهُ ، أو هو الغِرارةُ أو جُوالِقٌ صغيرٌ.

دجحب

الدِّجْحابُ ، بجيمٍ قبلَ الحاءِ المهملَةِ كسِرْداب : النشزُ من الأرضِ ، كالدُّجْحُبانِ ، بالضمِّ.

دحب

دَحَبَهُ كدَفَعَهُ زنةً ومعنىً ..

والجاريةَ دَحْباً ، ودُحاباً ، كسُؤال : باشرَها.

ودُحَيْبَةُ ، كجُهَيْنَةَ : اسمُ امرأةٍ.

والدُّحَبَةُ ، كهُمَزَة : الغنمُ الكثيرةُ.

دحقب

دَحْقَبْتُهُ : دَفَعتُهُ من خلفِهِ بعنفٍ.

دخب

الدَّخْدَبَةُ ، بالخاءِ المعجَمةِ كثَعْلَبَةَ وحِصْرِمَة : الجاريةُ الكِنازُ ، وهي الممتلِئةُ اللحمِ ، الصلبةُ.

ددب

الدَّيْدَبُ ، كزَيْنَبَ : حمارُ الوحشِ ،

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٢٥٤ / ٣٧٣١.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٣ / ١٤٤٤.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٣.


والربيئةُ ، كالدَّيْدَبانِ كطَيْلَسان ، معرَّبُ : « دِيْدَهْ بانَ » بالكسرِ ؛ قالَ : (١)

أَقَامُوا الدَّيْدَبَانَ عَلَى يَفَاعٍ

وَقَالُوا لَا تَنَمْ لِلدَّيْدَبَانِ

والدَّيْدَبونُ ، كحَيْزَبون : الدأْبُ والدَّيدنُ ، واللهو. وذِكرُ الجوهريِّ له في النونِ وهمٌ.

درب

الدَّرْبُ ، كفَلْس : الطريقُ ، وبابُ السكّةِ ، والمدخلُ الضيّقُ ، وكلُّ مدخلٍ بينَ جبلَينِ. الجمعُ : دُروبٌ ، كفُلوس ، ومنه : دُروبُ الرومِ ، وهي مضايقٌ يدخل منها إليه ؛ قالَ امرؤُ القيسِ :

بَكَى صَاحِبِي لَمّا رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ

وَأَيْقَنَ أَنَّا لَاحِقَانِ بِقَيْصَرَا (٢)

وأَدْرَبَ القومُ إِدْراباً : دَخَلوا أرضَ العدوِّ من بلادِ الرومِ.

دَرِبَ بالشيءِ دَرَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : ضَرِيَ به واعتادَهُ ومَرَنَ عليه ، فهو دَرِبٌ ، ودارِبٌ ، والاسمُ : الدُّرْبَةُ ، بالضمِّ. ودَرَّبْتُهُ به وعليه وفيه تَدْرِيباً ، فَتَدرَّبَ ، ومنه : الداربُ ، للحاذِقِ في صناعتِهِ ..

وهو دَرِبٌ بالشيءِ : عالمٌ به.

وامرأةٌ دارِبَةٌ : عاقلةٌ ماهرةٌ في عملِها.

وعقابٌ دارِبٌ على الصيدِ ، ودَرِبَةٌ ، ككَلِمَة : ضاربةٌ به.

والدُّرْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : سنامُ الثورِ الهجينِ ، والجرأةُ على الحربِ وقتَ الفرارِ ، فهو مُدَرِّبٌ كمُحَدِّث ، وكلُّ أمرٍ ، كالدُّرابَةِ ، بالضمِّ ، ومنه : في العفوِ دُرْبَةٌ ، أي جرأةٌ على معاودةِ الذنبِ.

ودَرَّبَ الرجل تدريباً : صبر في الحرب وقت الفرار ، فهو مُدَرِّب

__________________

(١) لعلي بن جبلة الملقب بالعَلَّوك كما في الأغاني ٢٠ : ٣٧.

(٢) معجم البلدان ٢ : ٤٤٧.


ـ كمحدِّث ـ لا غير (١).

والمُدرَّب ، كمعظَّم : الرجل قد درَّبتْه الشدائد وجرّب الأُمور ، والأسد ..

ومن الإبلِ : ما دُرِّبَ على الركوبِ والمشيِ في الدُّروبِ ، وهي بهاءٍ.

وجملٌ وناقةٌ دَروبٌ ودَرَبوتٌ ، كصَبور ورَهَبوت : ذَلولٌ.

ودَرْبَيْتُ الشيءَ : ألقيتُهُ ، موضعُهُ الهمزةُ لا هنا كما توهّمَهُ الفيروز اباديُّ ؛ لأنّ ياءَهُ مبدَلةٌ من الهمزةِ ، وليستْ للإلحاقِ كما في « جَعْبَيْتُ » و « سَلْقَيْتُ » ؛ إذ لم يُسمَعْ دَرَّبْتُةُ بمعنى دَرْبَيْتُهُ ، كما سُمِعَ جَعَبْتُهُ وسَلَقْتُهُ بمعنى جَعْبَيْتُهُ وسَلْقَيْتُهُ.

والدَّرْبانُ ، كغَضْبانَ : الحاجبُ ، فارسيّةٌ. الجمعُ : دَرابِنَةٌ ، كفَراعنةٍ.

والدَّرْبانِيَّةُ : نوعٌ من البقرِ رقاقُ الجلودِ والأظلافِ ، ذاتُ أَسنَّةٍ.

والدُّرُبُ ، كعُتُلّ : ضربٌ من السمكِ أصفرُ.

ودَرْبُ ، كفَلْس : موضعٌ بنهاوندَ ، وقريةٌ باليمن.

وكسَكْرَى : موضعٌ بالعراقِ.

دَرْبُ الزعفرانيِ (٢) : ببغدادَ.

ودارابُ ، كساباط : سبطُ أردشيرَ مَلِكِ الفرسِ.

وعمرُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍ الدَّرْبِيُ ، كعَبْدِيّ ، وأبو طاهرٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الدُّرَيْبِيُ ، كزُبَيْرِيّ : محدِّثانِ.

الأثر

( لَا تَزَالُونَ تَهْزِموُنَ الرُّومَ ، فَإذَا صَارُوا إِلَى التَّدْرِيبِ وَقَفَتِ الحَرْبُ ) (٣) هو الصبرُ للحربِ عندَ الفرارِ ، وهو « تَفْعِيلٌ » من الدُّروبِ ، وهي المضايقُ ، كالتبويبِ من الأبوابِ ، أي إذا صاروا إليها وَقَفَتِ الحربُ ؛ لضيقِ المسالكِ.

__________________

(١) في القاموس واللسان : مُدرَّب بفتح الراء لا غير.

(٢) في معجم البلدان : درب الزعفران.

(٣) الفائق ١ : ٤٢٢ ، النهاية ٢ : ١١١.


( وَأَدْرَبْنَا ) (١) دَخَلنا الدربَ ، وهو المضيقُ من مضايقِ الرومِ.

المثل

( دَرِّبِ البَهْمَ بِالرَّمِّ ) (٢) أي عوِّدْها ومرِّنْها على الرَّمِّ ، وهو الرعيُ ؛ لتعتادَهُ.

يُضرَبُ في تأديبِ الرجلِ ولدَهُ وخادمَهُ.

دردب

دَرْدَبَ الشيءَ وبه : دَرِبَ به ، أي اعتادَهُ وضَرِيَ به ..

والرجلُ : ذَلَّ وخَضَعَ ، وعَدا عَدْوَ الخائفِ من شيءٍ يَلحَقُهُ ، فهو يَعدو ويلتفتُ.

وامرأةٌ دَرْدَبٌ ، كسَبْسَب : تتردّدُ بالليلِ.

والدَّرْدابُ : صوتُ الطبلِ.

والدَّرْدَبِيُ : الطبّالُ.

المثل

( دَرْدَبَ لَمَّا عَضَّهُ الثِّقَافُ ) (٣) أي خَضَعَ وذَلَّ. والثِّقافُ ككِتاب : خشبةٌ تُسوّى بها الرماحُ. يُضرَبُ لمَن يمتنعُ من أمرٍ ثمّ يَذِلُّ وينقادُ رغماً عليه.

( دَرْدَبَهُ دَرْدَبَةَ العَلُوقِ ) (٤) هي كصَبور ، الناقةُ تَرأَمُ ولدَها ولا تَدِرُّ عليه ، ودَرْدَبَتُها : رَأمُها وعطفُها. يُضرَبُ لمَن يُظهِرُ الشفقةَ ولا يَسمَحُ بشيءٍ.

درعب

ادْرَعَبَّتِ الإبلُ ، كاضْمَحَلَّتْ : مَضَتْ على وجهِها ، أو ذَهَبَتْ جادّةً.

دعب

دَعَبَ ، كمَنَعَ وتَعِبَ : مَزَحَ ولَعِبَ ، والاسمُ : الدُّعابَةُ ، بالضمِّ.

وداعَبَهُ : مازحَهُ.

__________________

(١) مسند أحمد ٥ : ٧٣ ، النهاية ٢ : ١١١.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٩ / ١٤١١.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٤ / ١٣٨٣.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٨ / ١٤٠٧.


وتَداعَبَ القومُ : تمازحوا.

والدَّعِيبُ ، كالنَّحِيبِ : الدُّعابَةُ ، عن السيرافيِ (١).

وهو رجلٌ دَعِبٌ ـ ككَتِفٍ ـ وداعِبٌ ، ودَعّابَةٌ ، كعَلاّمَة.

وأَدْعَبَ إِدْعاباً : تكلّمَ بما يُستملَحُ.

ورجلٌ أَدْعَبُ ـ كأَصْهَبَ ـ بيّنُ الدُّعابَةِ : أحمقُ.

ومن المجاز

ماءٌ داعِبٌ : يستنُّ في جريِهِ.

وريحٌ داعِبَةٌ ، ودُعْبِيَّةٌ ، كزُرْبِيَّة : تَذهَبُ بكلِّ شيءٍ ، وهي مياهٌ ورياحٌ دَواعِبُ.

والدُّعابَةُ ، كسُلافَة : الحماقةُ ، واسمٌ لما يُستملَحُ من المزاحِ ، ونملةٌ سوداءُ.

والدُّعْبُبُ ، كقُعْدُد : الدُّعابَةُ ، والداعِبُ ، والجيّدُ الغناءِ ، والغلامُ التارُّ البضُّ ، وثمرُ نبتٍ ، وقالَ السيرافيُّ : هو عنبُ الثعلبِ (٢).

والدُّعْبوبُ ، بالضمِّ : ضربٌ من النملِ أسودُ ، وحبّةٌ سوداءُ تُؤكَلُ ، الواحدةُ بهاءٍ ، أو هي أصلُ بقلةٍ تُقشَرُ فُتؤكَلُ ، والنشيطُ من الخيلِ ، أو مطلقاً ، والضعيفُ الذي يُهزَأُ منه ، والمخنَّثُ ، والقصيرُ الدميمُ ، والطريقُ السهلُ الواضحُ ، والفرسُ الطويلُ ، والليلةُ المظلِمةُ.

ودَعَبَهُ دَعْباً ، كمَنَعَهُ : دَفَعَهُ ..

والجاريةَ : نَكَحَها.

وتَدَعَّبَ عليه : تدلّلَ.

الأثر

( كَانَ فِيهِ دُعَابَةٌ ) (٣) هي عبارةٌ عمّا كانَ عليه من البشاشةِ والطلاقةِ ، وسجاحةِ الخلقِ ولينِ الجانبِ ، والمزاحِ الذي لا يَخْرُجُ عن قانونِ الشريعةِ ، كما قالَ 6 : ( إِنِّي لأَمْزَحُ وَلَا أَقُولُ إِلاَّ

__________________

(١) المنقول في اللسان عن السيرافي : الدُّعْبُبُ بمعنى الدعابة.

(٢) عنه في اللسان « دعب ».

(٣) الفائق ١ : ٤٢٥ ، النهاية ٢ : ١١٨.


حَقًّا ) (١).

( هَلاَّ بِكْراً تُدَاعِبُها ) (٢) تمازحُها وتلاعبُها. ونصب « بِكْراً » بفعلٍ مضمَرٍ ، أي هلاّ تزوّجْتَ بكراً.

دعتب

دَعْتَبٌ ، كجَعْفَر : موضعٌ.

دعرب

الدَّعْرَبَةُ : الغرامُ ، والشراسةُ ، وصعوبةُ الخُلُقِ.

دلب

الدُّلْبُ ، كقُفْل : شجرُ العَيثامِ ، وهو الصِّنارُ ، معرَّبُ « چِنارَ » ، واحدتُهُ بهاءٍ. وهي شجرةٌ بيضاءُ تطولُ جدّاً ، وتتّخذُ النصارى منها النواقيسَ.

وبهاءٍ : السَّوادُ ، ومنه : الدُّلْبُ ، لطائفةٍ من السودانِ ، كأنّهُ جمعُ أَدْلَبَ ، كسودٍ جمعُ أسودَ.

والدالِبُ ، كضارِبٍ : جمرةٌ تتّقدُ ولا تُطفَأُ.

والدَّوْلابُ ، بالفتحِ ، ويُضَّمُ ، والفتحُ أفصحُ ، والضمُّ أشهرُ : هذا الذي يُستقى به كالناعورةِ ، والفرقُ بينَهُما أنّ الدولابَ يُديرُهُ الماءُ ، والناعورةُ تُديرُها الدابّةُ.

وهو فارسيُّ معرَّبٌ ، أو عربيٌّ اتّفقتْ فيه اللغتانِ.

وبالضمِّ لا غيرُ : موضعٌ قربَ الأهوازِ ، وآخر باليمنِ قريبٌ من البحرِ ، غربيَّ زَبِيد.

دلعب

الدِّلَعْبُ ، كهِزَبْر : الضخمُ من الجمالِ.

__________________

(١) مكارم الأخلاق ٢ : ٥٨ / ٤٢ ، بحار الأنوار ١٦ : ١١٦ / ٤.

(٢) الفائق ١ : ٤٢٥ ، النهاية ٢ : ١١٨ ومجمع البحرين ٢ : ٥٦ وفي الجميع : فهلاَّ.


دنب

الدِّنَّبُ ـ كقِنَّبٍ ـ وبهاءٍ : القصيرُ ، كدِنّابَةٍ ، كصِنّارَة. وذِكرُهُ في كتابِ العينِ في بابِ « ذنب » بالمعجمةِ تصحيفٌ.

وذَكَرَ أبو عبيدٍ في غريبِ المصنّفِ : أنّه الدِّنِبَّةُ ، بتخفيفِ النونِ وتشديدِ الموحّدَةِ ، كجِبِلَّة ، وقالَ : هكذا المسموعُ لا غيرُ.

وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ الأزجيُ الدُّنْبانيُ ، كعُثْمانِيّ : محدِّثٌ.

دنحب

الدَّنْحَبَةُ ، بالحاءِ المهملَةِ كثَعْلَبَة : الخيانةُ ؛ قالَ في الجمهرةِ : وليسَ بثبتٍ (١).

دوب

دابَ في عملِهِ ( دَوْباً ) (٢) ، كقالَ : لغةٌ في « دَأَبَ » مهموزِ العينِ.

ودوبانُ ، كطوفان : قريةٌ بالشامِ ، منها : محمّدُ بنُ سالمِ بنِ عبدِ اللهِ الدوبانيُ ، محدِّثٌ ، كَتَبَ عنه السلفيُّ.

دهب

الدَّهْبُ ، كفَلْس : الجيشُ المنفَلُّ المنهزِمُ.

دهلب

الدَّهْلَبُ ، كعَقْرَب : الثقيلُ.

وبلا لامٍ : اسمُ شاعرٍ.

فصل الذال

ذأب

الذِّئْبُ ، كعِهْن : سَبُعٌ معروفٌ ، وأصلُهُ الهمزُ ، ويُترَكُ تخفيفاً ، وبهما قُرِئَ في

__________________

(١) جمهرة اللغة ٢ : ١١١٤.

(٢) ليست في « ت » و « ج ».


السبعِ (١). والأُنثى بهاءٍ ، أو يُطلَقُ على الذكرِ والأُنثى. الجمعُ : أَذْؤُبٌ ، وذِئابٌ ، بهمزةٍ ودونَها ، وذُؤْبانٌ.

وأَذْأَبَتِ الأرضُ ، كأَخْصَبَتْ : ظَهَرَتْ فيها الذِّئابُ ، وأرضٌ مَذْأَبَةٌ ، كمَرْحَلَة : كثيرتُها.

وذُئِبَ الرجلُ ، بالبناءِ للمجهولِ : أفزعتْهُ الذِئابُ ، ووَقَعَ الذِّئْبُ في غنمِهِ ، فهو مَذْؤوبٌ.

وذَئِبَ ـ كتَعِبَ وكَرُمَ ـ وأَذْأَبَ ، كأَذْنَبَ : فَزَعَ من الذِّئابِ.

ومن المجاز

ذَؤُبَ الرجلُ ذَآبَةً ، كضَخُمَ ضَخامَةً : خَبُثَ كالذِئْبِ.

وذَأَبَ ، كمَنَعَ : أسرعَ في السيرِ.

وذَأَبْتُهُ : شَتَمتُهُ وحَقَرتُهُ وطَرَدتُهُ وأخفتُهُ ..

والشيءَ : جَمَعتُهُ ..

والإبلَ : سُقتُها.

وذُؤْبانُ العربِ : صعاليكُهُم وشطّارُهُم.

وأَكَلَهُم الذِّئْبُ ، أي السنةُ ، وأَكَلَتْهُم سنةٌ ذِئْبٌ ، على الوصفِ.

وتَذَأَّبَتِ الريحُ وتَذاءَبَتْ ، كتَقَرَّبَتْ وتَقارَبَتْ : اضطربَ هبوبُها ، فجاءَتْ من هنا ومن هنا ، فعلَ الذِّئْبِ ، إذا حُذِرَ من وجهٍ جاءَ من وجهٍ آخرَ ..

والجِنُّ الرجلَ ، فزّعتْهُ ..

والرجلُ للناقةِ ، إذا ظَأَرَها ، فَتَشَبَّه بالذِّئْبِ ؛ لتَهابَهُ فَتكونَ أرأمَ عليه.

والذِّئْبَةُ : داءٌ يَأخُذُ الدابّةَ في حلقِها.

وقد ذُئِبَتْ ـ بالبناءِ للمجهولِ ـ فهي مَذْؤوبَةٌ ، وما بينَ حدبتَي السرجِ والقتبِ من الفرجةِ. الجمعُ : ذِئَبٌ. كعِنَب ؛ تقولُ : هذا سرجٌ واسعُ الذِّئْبَةِ ، ورحالٌ واسعةٌ الذِّئَبِ.

وذَأَبْتُ الرحلَ ، كمَنَعْتُهُ : جعلتُ له

__________________

(١) انظر كتاب السبعة : ٣٤٦ ، وحجة القراءات ٣٥٧.


ذِئْبَةً ، كذَأَّبْتُهُ تَذْئِيباً.

وذُؤُبُ (١) الغَبِيطِ : وجوهُهُ.

والذُّؤابَةُ ، كسُلافَة : الشَّعرُ المنسدِلُ من وسطِ الرأسِ إلى الظهرِ ..

ومن الفرسِ : الشَعرُ في أعلى ناصيتِهِ ..

و : طَرْفُ العمامةِ ، وعَذَبَةُ السوطِ. الجمعُ : ذَوائِبُ ، والأصلُ : ذَآئِبُ كرَسائِلَ ، لكنّهُم استثقلوا وقوعَ ألفِ الجمعِ بينَ همزتَينِ ، فأبدلوا من الأولى واواً.

وغلامٌ مُذَأَّبٌ ، كمُعَظَّم : له ذُؤابَةٌ ، وذَأَبْتُهُ ـ كمَنَعْتُهُ ـ وأَذْأَبْتُهُ إِذآباً ، وذَأَّبْتُهُ تَذْئِيباً : عَمِلتُ له ذُؤابَةً.

ومن المجاز

قُتلَ في ذُؤابَتِهِ ، وفي ذُوابَتِهِ : أفسدَهُ وأزالَهُ عن رأيِهِ.

وهو في ذُؤابَةِ العزِّ والشرفِ ، أي أعلاهُ.

وهم ذُؤابَةُ قومِهِم وذَوائبُهُم : رؤساؤُهُم وأشرافُهُم.

ونارٌ ساطعةُ الذَّوائِبِ : ما ارتفَع من لَهَبِها.

وذَوائِبُ الشجرةِ : أغصانُها العلى.

وذُؤابَةُ الجبلِ وذُؤابُهُ : قُلّتُهُ.

وفي قائمِ سيفي ذُؤابَةٌ ، وهي علاقتُهُ ، لسيرٍ يُشَدُّ فيه.

وبشِراكِ نعلِهِ ذُؤابَةٌ ، وهي ما أصابَ الارضَ من المرسَلِ على القدمِ.

ولكورِهِ ذُؤابَةٌ ، وهي عَذَبَتُهُ ، لجلدةٍ معلَّقةٍ خلفَ آخِرتِهِ من أعلاها.

والنجمُ ذو الذُّؤابَةِ : كوكبٌ يَطلُعُ في بعضِ الأحيانِ ، يتّصلُ به ضياءٌ منسحِبٌ يستطيرُ في الأُفقِ.

والذِّئْبانُ ، كسِرْحان : الشيءُ من الشَّعرِ يكونُ بفمِ البعيرِ وتليلِهِ ليسَ بالكثيرِ ، أو بقيّةُ الوبرِ.

والذِّئْبانِ ، مثنّى : نجمانِ بينَ العوائذِ

__________________

(١) يستلزم قوله هذا أن يكون « ذؤب » جمعاً للذئبة أيضاً ، وهو خلاف السماع والقياس.


والفرقدَينِ.

وأظفارُ الذِّئْبِ : نجومٌ صغارٌ أمامَهُما.

والذِّأْبُ ، كفَلْس : الصوتُ الشديدُ.

وغَرْبٌ ذَأْبٌ : كثيرُ الحركةِ في صعودِهِ ونزولِهِ.

وذِئابُ الغَضَى : بنو كعبِ بنِ مالكِ بنِ حنظلةَ.

والذِّئْبُ : لقبُ أبي سعيدٍ الحسنِ بنِ عليٍّ العدويِّ ، محدِّثٌ.

وابنُ أبي ذِئْبٍ : محمّدُ بنُ عبدِ الرحمانِ ، الفقيهُ المشهورُ.

وآلُ ذِئْبٍ : بطنٌ ، منهم : سطيحٌ الكاهنُ الذِّئْبِيُ.

وأبو ذِئْبَةَ : شاعرٌ.

وربيعةُ بنُ عبدِ يالِيلَ الثقفيُّ يُعْرَفُ بابنِ ذِئْبَةَ : فارسٌ ، وذِئْبَةُ أُمُّهُ.

وأبو ذُؤَيْبٍ الأياديُّ ، والهذليُّ ، وأبو ذُؤَيْبَةَ : شعراءٌ.

وأبو ذُؤَيْبٍ : كنيةُ ابنِ آوى.

ومكلِّمُ الذِّئْبِ : أُهبانُ بنُ أوسٍ الأسلميُّ الصحابيُّ ؛ لأنّه صاحَ على ذِئْبٍ عدا على شاةٍ له ، فقالَ له الذِّئْبُ : أتحولُ بيني وبينَ رزقي؟

فقال : يا عجباهُ ذِئْبٌ يتكلّمُ؟! فقالَ الذِّئْبُ : أعجبُ من هذا رسولُ اللهِ بينَ الحرّتَينِ يُخبِرُ بأنباءِ ما سَبَقَ ، فجاءَ أُهبانُ إلى النبيِّ 6 ، فأخبرَهُ بالقصّةِ وأسلمَ (١).

ودارةُ الذِّئْبِ : موضعٌ بنجدٍ.

ودارةُ الذُّؤَيْبِ ، مصغَّراً : اسمُ دارةٍ لبني الأضبطِ.

والذُّؤَيْبانِ ، مصغَّراً مثنّى : ماءٌ للعربِ.

الكتاب

( وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ ) الذِّئْبُ (٢) قيلَ : كانَتْ أرضُهُم مَذْأَبَةً ، فخافَ عليه ، وقيلَ : خافَ أن يَقتلوهُ ، فكنّى عنهُم

__________________

(١) أنظر حياة الحيوان ١ : ٥١٥.

(٢) يوسف : ١٣.


بالذِّئْبِ مساترةً لهُم ؛ قالَ ابنُ عبّاسٍ : سمّاهُم ذِئاباً (١).

الأثر

( ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ) (٢) أي مضطرِبٌ ؛ من تَذَأَّبَتِ الريحُ ، إذا هَبَّتْ مضطرِبةً.

المثل

( مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ ظَلَمَ ) (٣) أي مَن جعلَهُ راعياً للغنمِ ظَلَمَها ، أو ظَلَمَهُ ؛ لتكليفِهِ ما ليس من طبعِهِ ، أو تحقّقَ ظلمَهُ ؛ لوضعِهِ الشيءَ في غيرِ موضعِهِ. يُضرَبُ لمَن يُولّي غيرَ الأمينِ.

( أَخُوكَ أَمِ الذِّئْبُ؟ ) (٤) أي المربّي أخوكَ أم هو الذِّئْبُ؟ يُضرَبُ عندَ الإرتيابِ من الشخصِ.

( الذِّئْبُ خَالِياً أَسَدٌ ) (٥) أي يُشبِهُ الأسدَ إذا كانَ خالياً منفرِداً ؛ لأنّه يعتمدُ على نفسِهِ حينئذٍ ، فتزدادُ صرامتُهُ ؛ إذ لا معينَ له من جنسِهِ ، فهو في هذه الحالِ أقوى جرأةً منه في غيرِها. يُضرَبُ للتحذيرِ من كلِّ منفرِدٍ في حربِهِ أو في سفرِهِ.

( الذِّئْبُ لِلضَّبُعِ ) (٦) أي هو قرينُهُ. يُضرَبُ في قَرينَيَ السوءِ.

( أَحْذَرُ مِنْ ذِئْبٍ ) (٧) لأنّه يراوحُ بينَ عينَيهِ إذا نامَ من شدّةِ الحذرِ ، فينامُ بإحداهُما ويَفتَحُ الأخرى ليحترِسَ بها ؛ قالَ حميدُ بنُ ثورٍ في حذرِهِ :

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ٢١٦ ، وتفسير القرطبي ٩ : ١٤٠.

(٢) نهج البلاغة ١ : ٨٦ / ط ٣٨.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٣٠٢ / ٤٠٢٧.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٥٠ / ١٩٧.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٨ / ١٤٦١.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٢ / ١٤٨٦.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٢٢٦ / ١٢٠٤.


يَنَامُ بِأِحْدَى مُقْلَتَيْهِ ويَتَّقِي

بِأُخُرَى الأَعادِي وَهُوَ يَقْظَانُ هَاجِعُ (١)

ولذلكَ قالوا أيضاً : ( أَخَفُّ رَأْساً مِنْ ذِئْبٍ ) (٢).

( اسْتَذأَبَ النَّقَدُ ) في « ن ق د ».

( الذِّئْبُ يُكَنَّى أَبَا جَعْدَةَ ) (٣) في « ج ع د ».

( رَمَاهُ اللهُ بِدَاءِ الذِّئْبِ ) (٤) أي أهلكَهُ ؛ إذ لا داءَ له إلاَّ الموتُ ، أو بالجوعِ ؛ لأنّه أبداً جائعٌ.

( بِمَا لَا أَخْشَى الذِّئْبَ ) (٥) أي هذه الحالةُ بدلٌ من الحالةِ السابقةِ ، كقولِهِم : هذا بذاكَ ، أي بدلُهُ. أي كنتُ لا أخشى شيئاً حتّى الذِّئْبَ والآنَ صِرتُ بحال بدلَ تلكَ الحالِ أخشى كلَّ شيءٍ وأخافُهُ. يُضرَبُ لمَن عادَ إلى الضعفِ بعدَ القّوةِ ، والفقرِ بعدَ الغنى.

[ ذبب ]

الذُّبابُ ، كغُراب : من الحشراتِ الطائرةِ معروفٌ ، واحدتُهُ بهاءٍ ، وفي مختصرِ العينِ : الذُّبابُ يَقَعُ على الذكِر والأنثى. الجمعُ : أَذِبَّةٌ ، وذِبّانٌ ـ بالكسرِ كأَغْرِبَة وغِرْبان ـ ( وذُبٌ بالضمّ ) (٦).

ولا تَقُلْ : ذُبّانَة ـ كإِجّانَة ورُمّانَة ـ والعامّةُ تَقولُهُ ، وهو خطأٌ.

قالَ الجاحظُ : الذُّبابُ عندَ العربِ يَقَعُ على الزنابيرِ والنحلِ والبعوضِ بأنواعِهِ ، كالبقِّ والبراغيثِ والقُمَّلِ والصؤابِ

__________________

(١) حياة الحيوان ١ : ٥١٣ ، ومجمع الأمثال ١ : ٢٢٧.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٥٤ / ١٣٥٠ ، وحياة الحيوان ١ : ٥١٧ ، وفيهما : « الذئب » بألف ولام.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٧ / ١٤٥٩.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٧ / ١٥٢٣.

(٥) جمهرة الأمثال ١ : ٢٣٧ / ٣٠٤ ، وفيه : بما كنت لا أخشى الذئب.

(٦) ليست في « ت ».


والناموسِ والفراشِ والنملِ ، والذُّبابِ المعروفِ عندَ الإطلاقِ العرفيِّ ، وهو أصنافٌ : النُّعَرُ والقَمَعُ والخازِ بازِ والشَّعْراءُ ، وذُبابُ الكلابِ والرياضِ والكلإ.

وأرضٌ مَذَبَّةٌ ـ كمَحَلَّة ـ ومَذْبوبَةٌ : كثيرتُهُ (١).

والمِذَبَّةُ ، بالكسرِ كمِسَلَّة : ما يُذَبُ به ، وأَمةٌ كانَ وَهَبَها كسرى لزرارةَ بنِ عدسٍ ، فباعَها رجلٌ ، فأولدَها قُفَيرة أمَّ صعصعةَ بنِ ناجيةَ ، جدِّ الفرزدقِ.

والذُّبابُ أيضاً : الأذى ، والشرُّ والشؤمُ ، والرجلُ الكثيرُ الأذى ، ونكتةٌ سوداءٌ جوفَ حدقةِ الفرسِ ، والجنونُ ، والسُّلالُ ، كالذُّبابَةِ ، وقد ذُبَ ـ بالبناءِ للمجهولِ ـ فهو مَذْبوبٌ فيهما ، كجُنَّ فهو مجنونٌ ، وسُلَّ فهو مسلولٌ.

وذُبَ البعيرُ أيضاً : دَخَلَ في أنفِهِ ذُبابٌ ، فهو مَذْبوبٌ ؛ جُعِلَ بناؤُهُ بناءَ الأدواءِ.

وذُبابُ العَينِ : إنسانُها ..

ومن السيفِ : حدُّ طرفِهِ الذي يُضرَبُ به ..

ومن الحنّاءِ : أوّلُ ما ينفطرُ من نورِهِ.

وذُبابا أُذُني الفرسِ : فرعاهُما ، وهُما ما حَدَّ من أطرافِهِما.

وذُبابُ كلِّ شيءٍ : حدُّهُ.

ورجلٌ ذُبابِيٌ : مشؤومٌ.

والذُّبابَةُ ، كسُلافَة : البقيّةُ من الدَّينِ ، والمرضِ وغيرِهمِا ؛ تقولُ : على فلانٍ ذُبابَةٌ من دَينٍ ، وبه ذُبابَةٌ من سِلٍّ. الجمعُ : ذُباباتٌ.

وذَبَ عن حريمِهِ وجارِهِ ذَبّاً ، كقَتَلَ : حَمى ودَفَعَ ..

والذُّبابَ عن نفسِهِ وغيرِهِ : طَرَدَهُ ودَفَعَهُ ..

وفلانٌ : تردّدَ ، ولم يَقِرَّ به

__________________

(١) عنه في حياة الحيوان ١ : ٥٠١.


مكانٌ ..

ولسانُهُ وشفتُهُ ذَبَّاً ، وذُبوباً ، وذَبَباً ، كسَبَب : يَبِسا وجَفّا من العطشِ أو من غيرِهِ أيضاً ..

والغديرُ : جَفَّ آخِرَ الصيفِ ..

والنبتُ : ذَوى ..

والرجلُ : شَحَبَ لونُهُ ..

وجسمُهُ : هَزَلَ ..

والنهارُ : مَضى ، ولم يَبقَ منه إلاَّ ذُبابَةٌ ، أي بقيّةٌ ، كذَبَّبَ تَذْبِيباً في الجميعِ ، أو هذا للتكثيرِ ؛ قالَ الطرمّاحُ :

أُذَبِّبُ عَنْ أَحْسَابِ قَحْطَانَ إنَّنِي

أَنَا ابْنُ بَنِي بَطْحَائِهَا حَيْثُ حَلَّتِ (١)

أي أُكثِرُ الذَّبَ عنها.

ورجلٌ ذَبّابٌ كشَدّاد ، ومِذَبٌ كمِقَصٍّ : كثيرُ الذَّبِ والدفاعِ عن الحريمِ.

وذَبَّبَ في السيرِ تَذْبِيباً : ( جدّ ) (٢) حتّى لم يَتْرُكْ منه ذُبابَةً.

وذَبَّبْنا ليلتَنا : أتعَبْنا الإبلَ في السيرِ.

وجاءَنا راكبٌ مُذبِّبٌ ، كمُحَدِّث : عَجِلٌ مسرِعٌ ، ومنه : قَرَبٌ مُذَبِّبٌ ، وهو كسَبَب : سيرُ الليلةِ التي يُصبَّحُ الماءُ في صبيحتِها ؛ يقالُ : لا يَنالونَ الماءَ إلاَّ بقَرَبٍ مُذَبِّبٍ ، أي جادٍّ سريعٍ ، وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ مثلُهُ ، وذلكَ أنْ يكونَ الماءُ بعيداً ، فيُحَثُّ السيرُ إليه.

وطعنٌ غيرُ تَذْبِيبٍ ، إذا بولِغَ فيه.

ويومٌ مُذَبَّبٌ ، وذَبّابٌ ، كشَدّاد : يَكثُرُ فيه البقُّ على الوحشِ ، فَتذُبُّها بأذنابِها ، فجُعِلَ فعلُها لليومِ.

وجاءَهُم خاطبٌ فذَبّوهُ ، أي رَدّوهُ.

والذَّبُ ، كفَلْس : الثورُ الوحشيُّ ، ويقالُ له : ذَبُ الرِّيادِ ؛ لأنّه يرودُ ههنا وههنا ، ولا يَثبُتُ في موضعٍ واحدٍ ، ومنه قيلَ للرجلِ القلقِ الزوّارِ للنساءِ : ذَبُ الرِّيادِ ؛ لكثرةِ اختلافِهِ إليهِنّ.

وقيلَ للشرطيِّ : ذَبِّيٌ ، كعَبْدِيٍّ ؛ لذَبِّهِ

__________________

(١) ديوانه : ٧٠ والأساس : ١٤٠.

(٢) ليست في « ت ».


بينَ يَدَي أميرِهِ ، أو لاختلافِهِ وتردّدِهِ في مهمّاتِهِ.

والذابُ : البعيرُ لا يستقِرُّ في مكانٍ.

والأَذَبُ : الطويلُ ، ونابُ البعيرِ.

وذُبابُ بنُ مرّةَ ، كغُراب : رَوى عن عليٍّ 7.

وسعدُ بنُ أبي ذُبابٍ ، له صحبةٌ.

وإياسُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي ذُبابٍ الدوسيُّ ، مختَلَفٌ في صحبِتِه.

وذُبابٌ : جبلٌ قربَ المدينةِ.

وأبو ذُبابٍ : الفأرُ.

وأبو الذِّبّانِ : عبدُ المَلِكِ بنِ مروانَ ، كانَتِ الذِّبّانُ إذا مَرَّتْ بفيهِ تَسقُطُ منه ؛ لشدّةِ بخرِهِ ، وقالَ أبو عُبَيدةَ : العربُ تُكنّي الأبخرَ أبا الذِّبّانِ (١).

وذَبْذَبَهُ ذَبْذَبَةً : تَرَكَهُ حيرانَ متردِّداً ، فهو مُذَبْذَبٌ ، كأنّه كلّما مالَ إلى جانبٍ ذَبَّهُ عنه.

وذَبْذَبَ هو وتَذَبْذَبَ : تردّدَ وتحيّرَ ، كصَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ ..

والشيءُ : ناسَ في الهواءِ واضطربَ.

وذَبْذَبَ عن جارِهِ : ذَبَ ..

والشيءَ : حرّكَهُ ..

والخلقَ : آذاهُم.

والذَّبْذَبُ ، كرَبْرَب : اللسانُ ، والذَكَرُ والخصيةُ ، كالذَّبْذَبَةِ. الجمعُ : ذَباذِبُ ، ومنه : ( قول ) (٢) امرأةٍ لزوجِها :

يَا حَبَّذَا ذَبَاذِبُكْ

إِذ الشَّبَابُ غَالِبُكْ (٣)

والذَّباذِبُ : الأهدابُ ، وأسافلُ الثوبِ ، وهي ذَلاذِلُهُ ، وأشياءٌ تُعلَّقُ بالهودجِ للزينةِ ، واحدُها : ذِبْذِبٌ ، كسِمْسِم ، نَصَّ عليه الزمخشريُّ في الفائقِ (٤).

__________________

(١) عنه في المزهر ١ : ٥٠٨ ، وفيه : الذباب بدل : الذبّان.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) التكملة والتاج.

(٤) الفائق ٢ : ٦ ، وفي التهذيب واللسان : ذُبْذُب بالضمّ.


الكتاب

( مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ ) (١) مردَّدينَ متحيِّرينَ بينَ الكفرِ والإيمانِ ، قد ذَبْذَبَهُم الشيطانُ والهوى ، فعَدَلوا عن الكفرِ إلى ما هو أخبثُ منه ، وهو النفاقُ ، ولم يَدخُلوا في الإيمانِ ، فهم لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ.

الأثر

( قَالَ : ذُبَابٌ ذُبَابٌ ) (٢) كغُراب ، هو الشؤمُ والشرُّ ؛ يقالُ : أصابَكَ ذُبابٌ من هذا الأمرِ.

( صَلَبَ رَجُلاً عَلَى ذُبَابٍ ) (٣) كغُراب : جبلٌ بالمدينةِ.

( إنَّمَا هُوَ ذُبَابُ غَيْثٍ ) (٤) يُرِيدُ النحلَ ؛ لأنّه يَعيشُ بالغيثِ ويرعى ما يُنبِتُهُ.

( تَزَوَّجْ وَإلاَّ فَأَنْتَ مِنَ المُذَبْذَبِينَ ) (٥) أي لستَ على طريقةِ المؤمنينَ ؛ لأنّكَ لم تقتدِ بِهِم ، ولا على طريقةِ الرهبانِ ؛ لتركِكَ لها.

( كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى يَدَيْهِ تَذَبْذَبَانِ ) (٦) تضطربانِ ، يُريدُ كُمَّيْهِ.

( وَكَانَتْ لَهَا ذَبَاذِبُ ) (٧) أهدابٌ وأطرافٌ.

( مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ ) (٨) أي ذَكَرُهُ ؛ لتَذَبْذُبِهِ ، أي تحرّكِهِ.

المصطلح

الذُّبابَةُ ، كثُمامَة : اسمُ مرضٍ ؛ قالَ فِي البستانِ : إنّ القُلاعَ إذا طالَ مكثُهُ وعَسُرَ برؤُهُ ، واشتدَّ تعفّنُهُ ، وتجاوزَ

__________________

(١) النساء : ١٤٣.

(٢) الفائق ٢ : ٥ ، النهاية ٢ : ١٥٢.

(٣) الفائق ٢ : ٥ ، النهاية ٢ : ١٥٢.

(٤) الفائق ١ : ٣٩٢ ، النهاية ٢ : ١٥٢.

(٥) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٣٥٧ ، النهاية ٢ : ١٥٤.

(٦) مسند أحمد ٣ : ٢٢٩ ، النهاية ٢ : ١٥٤.

(٧) الفائق ١ : ٦ ، النهاية ٢ : ١٥٤.

(٨) النهاية ٢ : ١٥٤ ، مجمع البحرين ٢ : ٥٨.


سطحَ اللحمِ إلى داخلٍ واغلاً في مكانِهِ سمّي ذُبابَةَ ، وهو اسمٌ غريبٌ.

المثل

( أَخْطَأُ مِنْ ذُبَابٍ ) (١) لأنّه يُلقي نفسَهُ في الشيءِ الحارِّ ، أو فيما يَلزَقُ به فلا يُمكِنُهُ الخلاصُ.

( أَصَابَهُ ذُبَابٌ لَاذِعٌ ) (٢) يُضرَبُ لمَن أُنزِلَ به شرٌّ عظيمٌ ، يَرِقُّ له مَن سَمِعَ به.

[ ذرب ]

ذَرِبَ السيفُ ، كتَعِبَ ، ذَرَباً ، وذَرابَةً : صارَ حديداً ماضياً ، فهو ذَرِبٌ ، ككَتِف.

وذَرَبْتُهُ ذَرْباً ، كقَتَلْتُهُ : أحددْتُهُ ، كذَرَّبْتُهُ تَذْرِيباً ، فهو مَذْروبٌ ، ومُذَرَّبٌ ، وتَذْرِيبُهُ أنْ تُنقِعَهُ في السمِّ ثُمّ تُخرِجُهُ فتَشحَذُهُ.

والذُّرابُ ، كغُراب : السمُّ.

ومن المجاز

ذَرِبَ الرجلُ ذَرَباً ، وذَرابَةً : صارَ حادَّ اللسانِ ، فهو ذَرِبٌ ، وهي ذَرِبَةٌ ، وهم ذَرْبى كأَسْرى ، وهو نادرٌ (٣).

ولسانٌ ذَرِبٌ ، وفي لسانِهِ ذَرَبٌ ، وذَرابَةٌ : حدّةٌ ، وفحشٌ ، وفصاحةٌ ، وطلاقةٌ ، ومنه قيلَ للسانِ : مِذْرَبٌ ، كمِنْبَر.

وقيلَ : ذَرَبُ اللسانِ : سرعتُهُ ، وفسادُ منطقِهِ ، حتّى لا يَثبُتَ الكلامُ فيه ؛ من ذَرَبِ المعدةِ ، وهو فسادُها ، حتّى لا يَثبُتَ الطعامُ فيها.

وامرأةٌ ذَرِبَةٌ ، ككَلِمَة وسِدْرَة : سليطةٌ صخّابةٌ ، أو فاسدةٌ. الجمعُ : ذِرَبٌ كعِنَبٍ قالَ (٤) :

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٢٦١ / ١٣٧٤.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤٠٦ / ٢١٤٨.

(٣) في التهذيب ٤ : ٤٢٦ والقاموس : ذُرْبٌ كحُمْرٍ ، وفي المحكم ١٠ : ٦٥ واللسان : ذَرْبٌ كضَرْبٍ.

(٤) الأعشى الحرمازيّ ، واسمه عبد الله ابن لبيد الأعور كذا في الفائق ١ : ٤٤٩.


إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ

وسمٌ ذَرِبٌ ، ككَتِف : حادٌّ.

وذَرِبَتْ معدتُهُ ، كتَعِبَتْ : فَسَدَتْ وصَلَحَتْ ، ضدٌّ ..

وبطنُهُ : مَشى ولم يستمسكْ ..

والجرحُ : فَسَدَ واتّسعَ ، ولم يَقَبلِ الدواءَ ، أو سالَ صديدُهُ ، فهو ذَرِبٌ.

وفلانٌ ذَرِبُ الخُلُقِ : فاسدُهُ.

والذَرَبُ ، كسَبَب : الصدأُ ، والداءُ لا دواء ( له ) (١) ، والشرُّ ، والفسادُ ، والخلافُ. الجمعُ : أَذْرابٌ ، كأَسْباب. تقولُ : فيهِم أَذْرابٌ ، أي مفاسدُ.

ورَماهُ بالذَّرَبَيْنِ (٢) ، أيّ بالشرِّ والخلافِ.

وككَتِف : شفرةُ الحذّاءِ ، والحادُّ من كلِّ شيءٍ. الجمعُ : ذُرُبٌ ، كقُضُبٍ.

وكعِهْن وعِهْنَة : الغدّةُ ، والبثرةُ ، وعقدةٌ كالحصاةِ تكونُ في عنقِ الإنسانِ أو الدابّةِ بينَ الجلدِ واللحمِ ، وداءٌ يكونُ في الكبدِ.

وذَرَّبَ بينَهُم تَذْرِيباً : أفسدَ ..

وفلاناً : هيّجَهُ ..

والمرأةُ طفلَها : حَمَلَتْهُ ليقضيَ حاجتَهُ.

والذَّرَبَيّا ، بفتحاتٍ وتشديدِ المثنّاةِ التحتيّةِ مقصورةً : الداهيةُ ، كالذَّرَبَّى محرِّكةً مشددّةً مقصورةً ، والعيبُ ، كالذَّرَبى مخفَّفَة ، كجَفَلى.

والذِّرْيَبُ ، كحِذْيَم : الأصفرُ من الزهرِ.

وتَذْرَبُ ، كتَذْهَبُ : موضعٌ.

وذاتُ الذِّرابِ ، ككِتابٍ : موضعٌ به مسجدٌ من مساجدِ النبيِّ 6 في طريقِ تبوكَ.

الأثر

( فِي أَلْبَانِ الإِبِلِ وَأَبْوَالِهَا شِفَاءٌ مِنَ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ت » : بالذربان وهو تصحيف والمثبت عن « ج » و « ش ».


الذَّرَبِ ) (١) كسَبِب : فسادُ المعدةِ.

( شَكَوْتُ إِلَيْهِ ذِرْباً وَجَدْتُهُ ) (٢) كعِهْن : وجعٌ في الكبدِ.

وفي حديثِ الطاعونِ : ( هُوَ ذِرْبٌ كَالدُّمَّلِ ) (٣) كعِهْن أيضاً ، أي بثرةٌ وورمٌ يكونُ كالدُّمّل.

( ذَرِبَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ) (٤) أي صِرنَ حوادَّ الألسنِ عليهِم.

( الصُّوفِ الأَذْرَبِيِ ) (٥) منسوبٌ إلى أذربايجانَ.

المصطلح

الذَّرَبُ ، كسَبَب : انطلاقُ البطن المتّصل ، أو هو أنْ لا ينهضمَ الطعامُ في المعدةِ والأمعاءِ ، ولا يَغذو جميعَ البدنِ ، بل يستفرغُ استفراغاً متّصِلاً بالإسهالِ ، أو هو فسادُ الغذاءِ وخروجُهُ بصورتِهِ ، أو بتغيّرٍ إمّا قيئاً أو إسهالاً.

ذرعب

الذَّرْعَبُ ، كعَقْرَب : الكَيْمُخْتُ.

ذرنب

الذَّرْنَبُ : لغةٌ في الزَّرْنَبِ ، رَوى ابنُ الأعرابيِّ قولَ الشاعرِ (٦) :

وا بِأَبِي أَنْتَ وَفُوكَ الأَشْنَبُ

كَأَنَّمَا ذُرَّ عَلَيْهِ الذَّرْنَبُ

بالذالِ فيهِما ، لغتانِ كزَبَرَ وذَبَرَ.

ذعب

إذْعابَ القومُ إذْعِياباً : تلا بعضُهُم بعضاً ، ومنه قولُهُم : رَأَيتُهُم مُذْعابِّين كأنّهُم عُرفُ ضِبعانٍ.

__________________

(١) الفائق ١ : ٧ ، النهاية ٢ : ١٥٦.

(٢) مجمع البحرين ٢ : ٥٨.

(٣) النهاية ٢ : ١٥٧ ، وفيه : ذَرَب كسبب.

(٤) غريب الحديث لابن الجوزيّ ١ : ٣٥٩ ، النهاية ٢ : ١٥٦.

(٥) الفائق ١ : ٩٩ والنهاية ١ : ٣٣.

(٦) حكى رواية ابن الأعرابيّ الزمخشريّ في الفائق ٣ : ٥١. وفيه : يا بأبي.


وانْذَعَبَ الماءُ ، كانْسَكَبَ : جَرى متّصلاً.

وتَذَعَّبَتْهُ الجنُّ : ذَعَرَتْهُ.

والذُّعْبانُ ، كعُثْمانَ : الذّئبُ الفتى.

ذعلب

الذِّعْلِبُ ، كحِصْرِم ، وبهاءٍ : السريعةُ من النّوقِ ، أو الذِّعْلِبَةُ : النّعامةُ ، سُمّيتْ بها النّاقةُ لسرعتِها.

وحاجةٌ ذِعْلِبَةٌ : خفيفةٌ.

والتَّذَعْلُبُ : الانطلاقُ في الاستخفاءِ والاضطجاعِ.

ورجلٌ مُتَذَعْلِبٌ : خفيفُ الثّيابِ.

والذَّعالِيبُ : أطرافُ الثّيابِ ، وقِطَعُ الخِرَقِ ، قالَ ثعلبٌ : لا يُعرَفُ لها واحدٌ (١) ، وقالَ أبو عمرو : واحدُها ذُعْلوبٌ ، كعُصْفورٍ (٢) ، أو ثوبٌ ذَعالِيبُ : خَلَقٌ.

ذلعب

اذْلَعَبَ الرجلُ اذْلِعْباباً : اضطجعَ ..

والجملُ : انطلقَ مسرِعاً في سيرِهِ ؛ قالَ (٣) :

مَاضٍ أَمَامَ الرَّكْبِ مُذْلَعِبِ

ذنب

الذَّنْبُ ، كفَلْس : كلُّ فعلٍ يُؤاخَذُ عليه الإنسانُ. الجمعُ : ذُنوبٌ.

وأَذْنَبَ الرجلُ : اكتسبَهُ.

وتَذَنَّبَ عليه : تجنّى وتجرّمَ.

وكسَبَب : واحدُ الأَذْنابِ ، وهو من الدّوابِّ والطّيرِ معروفٌ ، كالذُّنابَى ، بالضّمِّ. الجمعُ : ذَنائِبُ ، وذُنابى ، كحُبارى

__________________

(١) ذكره محقق مجالس ثعلب في : « نصوص لم ترد في نسختنا » ٢ : ٧٣٧ عن المزهر ٢ : ١٩٧.

(٢) الصّحاح واللّسان.

(٣) الأغلب العجليّ كما في الصّحاح والتّكملة في « ذعلب » ، واللّسان في « ذلعب ».


وحَبائِرَ وحَبارَى (١) ..

ومن كلِّ شيءٍ : مؤخّرُهُ ، والذَّكَرُ.

والذُّنُبّي ، بالضمِّ كغُلُبّي ، وتُكسَرُ كزِمِكّى : لغةٌ في الذُّنابَى.

وذُنابَى الطيرِ أفصحُ من الذَّنَبِ ، وفي غيرِهِ بالعكسِ.

وهو من الأذْنابِ ، والذَّنائِبِ ، والذُّنابى ، والذَّنَباتِ ـ محرّكَةً ـ أي من الأتباعِ.

وذَنَب الإبلَ وغيرَها ، كضَرَبَ وقَتَلَ : تَبِعَها ، كاسْتَذْنَبَها ، فهو ذانِبٌ ، ومُسْتَذْنِبٌ.

ومَرَّ يَذْنِبُهُ : يَتلوهُ على أثرِهِ.

وفلانٌ مَذْنوبٌ : متبوعٌ.

والذَّنوبُ ـ كصَبور ـ من الخيلِ : الوافرُ هلبِ الذَّنَبِ ، ومن الأيّامِ : الطويلُ الشرِّ ، والحظُّ ، والنصيبُ ، ولحمُ المتنِ أو أسفلُهُ أو الكَفَلُ ، والدلوُ العظيمةُ ، أو التي فيها ماءٌ ، أو الملأى ، أو القريبةُ من الملءِ ، أو ملؤُها من الماءِ ، يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ ، وعن الزجّاجِ : هو مذكّرٌ لا غيرُ (٢). الجمعُ : أَذْنِبَةٌ ، وذِنابٌ ، وذَنائِبُ.

والذَّنوبانِ : المتنانِ أو المأْكمتانِ ؛ قالَ ذو الرّمةِ يَصِفُ شَعرَ المرأةِ :

وذُو عُذَرٍ فَوْقَ الذَّنُوبَيْنِ مُسْبَلٍ (٣)

والذِّنابُ ، ككِتاب : حبلٌ يُشَدُّ به ذَنَبُ البعيرِ ، وعقبُ كلِّ شيءٍ ومؤخَّرُهُ ، والذَّنَبُ الطويلُ ، وما بينَ التَّلعتَينِ من المسايلِ ، كالذِّئابَةِ كعِصابَةٍ. الجمعُ : ذَنائِبُ.

__________________

(١) لم يعرف « ذَنابى » بفتح الذال ، وما مثّل به من « حَبائر » و « حَبارى » غير معروف أيضاً ؛ نقل صاحب اللسان عن سيبويه قوله : لم يكسّر « حُبارى » على حَباريّ ولا حبائر ليفرقوا بينها وبين « فَعْلاء » و « فَعالَة » وأخواتها.

(٢) المصباح المنير ١ : ٢١٠.

(٣) ديوانه : ٨٢ ، وعجزه :

على البان يُطوى بالمدارَى ويُسرَحُ


ونَظَر إليه بذَنَبِ عينِهِ ، وذَنَبَتِها محرَّكةً ، وذِنابِها بالكسرِ ، وذُنابَتِها بالضمِّ والكسرِ : بمؤخَّرِها.

وبَلَغَ الماءُ ذَنَبَ الوادي والنهرِ ، وذَنَبَتَهُ ، وذُنابَتَهُ ، بالضمِّ والكسرِ أيضاً : أسفلَهُ الذي ينتهي إليه الماءُ.

والذُّنابَةُ ، كثُمامَة : التابعُ ..

ومن النعلِ : طرفُها ..

ومن القومِ : آخرهُم.

وبالكسرِ : القرابةُ والرَّحِمُ ..

ومن الطريقِ : وجهُهُ.

والمِذْنَبُ ، كمِنْبَر : المِغرفةُ ، والسيلُ في الحضيضِ إذا لم يكنْ واسعاً ، والتلعةُ في سفحٍ أو سَنَدٍ ، والجدولُ يَسيلُ بماءِ الروضةِ عنها إلى غيرِها ، كالذُّنابَةِ ، بالضمِّ والكسرِ. الجمعُ : مَذانِبُ وذَنائِبُ.

والذَّنَبانُ ، كسَرَطان : نبتٌ.

وذَنَّبَ البسرُ تَذْنِيباً : أرطبَ من قِبَلِ ذَنَبِهِ ، وهو مُذَنِّبٌ ـ كمُحَدِّث ـ وتَذْنوبٌ ، ويُضمُّ ، والواحدةُ بهاءٍ ..

والناقةُ : مَدَّتْ ذَنَبَها لما تَجِدُهُ من شدّةِ الطلقِ ، فهي مُذَنِّبٌ ..

والجرادُ : غَرَزَ ذَنَبَهُ ليَبيضَ ..

والضبُّ : أخرجَ ذَنَبَهُ (١) عندَ الحرشِ ..

والحارشُ الضبَّ : قَبَضَ على ذَنَبِهِ ..

والرجلُ الطريقَ والواديَ : جاءَهُ من نحوِ ذَنَبِهِ ، كتَذَنَّبَهُ ..

وإزارَهُ : أرخاهُ ..

وعمامتَهُ : أفضلَ منها ذَنَباً أرخاهُ ؛ وقد تَذَنَّبَ المُعتَمُّ ، إذا ذَنَّبَ عمامتَهُ.

وذَنَّبْتُ كلامَهُ تَذْنِيباً : تعلّقتُ بأَذْنابِهِ وأطرافِهِ ..

والأرضَ : جَعَلتُ فيها مِذْنَباً.

وتَذانَبَ السحابُ : ذَنَبَ بعضُهُ بعضاً ـ كضَرَبَ ـ أي تَبِعَ ، فهو مُتذانِبٌ.

وذانَبتِ الفرسُ : وَقَعَ ولدُها في

__________________

(١) في « ش » : « بذنبه » بدل : « ذنبه ».


مؤخَّرِها ، وقَرُبَ خروجُهُ ، وهي مُذانِبٌ.

وبعيرٌ مُذانِبٌ : يكونُ في آخِرِ الإبلِ.

واسْتَذْنَبَ الأمُر : استتبَّ.

والمُسْتَذْنِبُ : الذي يكونُ عندَ أَذْنابِ الإبلِ.

والذُّنَيْباءُ ، كغُبَيْراء : حبّةٌ تُنقّى من الحنطةِ.

والذُّنَيْبِيُ ، كحُبَيْرِيّ (١) : ضربٌ من البرودِ.

وذَنَبُ الفرسِ : نجمٌ يُشبِهُهُ ، ونبتٌ يقالُ له : ذَنَبُ الخيلِ أيضاً.

وذَنَبُ السَّبُعِ : نبتٌ يقالُ له : ذَنَبُ اللبوةِ.

وذَنَبُ العقربِ : ثمرةُ نباتٍ تُشبِهُهُ.

وذَنَبُ الفأرةِ : لسانُ الحَمَلِ ، ويسمّى : ذَنَبَ اليربوعِ.

وذَنَبُ القطِّ ، وذَنَبُ الثعلبِ ، وذَنَبُ الحردون : نباتاتٌ تُشبِهُ أسماءَها.

وذَنَبُ الحُلَيْفِ ، ككُمَيْت : ماءٌ بنجدٍ لبني عُقَيلٍ.

وذِنابَةُ العيصِ (٢) ، بالكسرِ : موضعٌ.

ويقالُ للشيخِ : استرخى ذَنَبُهُ ، أي فَتَرَ ذَكَرُهُ ، وانحلّتْ عُرى ذَنَبِهِ ، أي عروقُ ذَكَرِهِ ؛ قالَ (٣) :

يَا صَاحِ أَبْلِغْ ذَوِي الزَّوْجَاتِ كُلِّهِمِ

أَنْ لَيْسَ وَصْلٌ إذَا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ

وأرمى على الخمسينَ وولّتْهُ ذَنَبَها ، أي زادَ عليها وولّتْهُ قَفاها.

وقولُ الجوهريِّ : قالَ الفرّاءُ : الذُّنابَى شبهُ المخاطِ يَقَعُ من أُنوفِ الإبلِ ،

__________________

(١) في « ش » : كزُبَيْريّ.

(٢) في « ت » و « ج » : البيص ، والمثبت عن « ش » انظر معجم ما استعجم ٢ : ٦١٦ و ٣ : ٨١٤. وفي القاموس : ذُنابة ، بالضمّ.

(٣) أبو الغريب وهو أعرابيّ أدرك دولة العباسيين ، كذا في خزانة الأدب ٢ : ٣٢٥.

وانظر اصلاح المنطق : ٣٣١ ، المخصص ١٧ : ١٤ ، والمذكر والمؤنّث للأنباري ١ : ٤٦١.

وفي الجميع : بلغ بدل : أبلغ.


تصحيفٌ (١) ، والصوابُ : الذُّنانَى « بنونَينِ » من الذِّنِينِ ، وهو ما يَسيلُ من الأنفِ رقيقاً ، ولم يُنبِّهْ عليه الفيروز اباديُّ.

والذّنابُ ، ككِتابٍ : وادٍ.

وبهاءٍ : موضعٌ باليمنِ.

وكسُلافَةٍ : موضعٌ بالبطائحِ.

والذَّنَبَةُ ، كقَصَبَةٍ : موضعٌ بدمشقَ وبالبلقاءِ ، وماء لبني أسدٍ.

وذَنَبانُ ، كسَرَطان : ماءٌ بالعيصِ.

والذَّنائِبُ : ثلاثُ هضباتٍ بنجدٍ.

وذو الذَّنائِبِ : قريةٌ (٢) دونَ زَبِيدٍ من اليمنِ ، وبه قبرُ كُلَيبٍ.

والذَّنوبُ ، كصَبورٍ : موضعٌ.

وذَنَبُ سحلٍ : موضعٌ له يومٌ.

الكتاب

( ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) (٣) جميعُ ما فَرَطَ منكَ ممّا تَعُدُّهُ ذَنْباً ، فإنَّ حَسَناتِ الأبرارِ سيّئاتُ المقرَّبينَ ، أو ذَنْبُ أُمّتِكَ بشفاعتِكَ ، وإضافتُهُ إليه للاتّصالِ بينَهُ وبينَهُم ، أو ذَنْبُكَ عندَ المشركينَ ؛ حيثُ دَعَوتَ إلى التوحيدِ فيما تقدّمَ وتأخّرَ.

( ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ ) (٤) نصيباً من العذابِ مثلَ نصيبِ نظرائِهِم من الأممِ المهلَكينَ.

الأثر

( فَلَا تَمْنَعُ ذَنَبَ تَلْعَةٍ ) (٥) لا تَقدِرُ على أنْ تَمنَعَ وتَحمي ذيلَ تلعةٍ ، وهو أسفلُها.

__________________

(١) الصحاح « ذنب ».

(٢) في « ج » : بلدة.

(٣) الفتح : ٢.

(٤) الذاريات : ٥٩.

(٥) في الفائق ٣ : ٣٧١ : « لا يمنعوا ذَنَبَ تلعة » وفي النهاية ٢ : ١٧٠ : « لا يمنع ذَنَبٌ تلعة » ، ومن أمثال العرب : « لا يمنع ذَنَبَ تَلعةٍ » ، انظر المستقصى ٢ : ٢٧٦ / ٩٦٠.


( ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ ) (١) أقامَ وثَبَتَ (٢).

( ذَنَبُوا خِشَانَهُ ) (٣) جَعَلوا له مَذانِبَ ومجاريَ للماءِ. والخِشانُ : ما خَشُنَ من الأرضِ.

( أَذْنَابُ المَسَايِلِ ) (٤) أسافلُ الأوديةِ.

( كُنْ ذَنَباً وَلَا تَكُنْ رَأْساً ) (٥) أي كُنْ تابِعاً ولا تَكُنْ رئيساً متبوعاً ؛ لما في الرئاسةِ من الخطرِ.

المصطلح

الذَّنْبُ : ما يَحجُبُكَ عن اللهِ تعالى.

ذو الذَّنَبِ : نجمٌ مستطيلٌ يَظهَرُ في الأرضِ أحياناً ، له طرفٌ منسحِبٌ يُشبِهُ الذَّنَبَ.

المثل

( رَكِبَ ذَنَبَ الرِّيحِ ) (٦) يُضرَبُ لمَن سَبَقَ فلم يُدرَكْ.

( بَيْنِي وبَيْنَ فُلَانٍ ذَنَبُ الضَّبِّ ) يُضرَبُ للمتعادِيَينِ.

( رَكِبَ ذَنَبَ البَعِيرِ ) يُضرَبُ لمَن رَضِيَ بحظٍّ مبخوسٍ.

( اتَّبَعَ ذَنَبَ الأَمْرِ ) يُضرَبُ لمَن تلهّفَ على أمرٍ قد مضى.

( أَقَامَ وَغَرَزَ ذَنَبَهُ ) يُضرَبُ لمَن أقامَ وثَبَتَ ولم يَبرَحْ. ويقالُ : ( ضَرَبَ بِذَنَبِهِ ) أيضاً ، وأصلُهُ في الجرادِ إذا أرادَ أنْ يَبِيضَ التمسَ المواضعَ الصلدةَ والصخورَ الصلبةَ التي لا تَعمَلُ فيها المعاولُ ، فَيضرِبُها بذَنَبِهِ فتنفلقُ له ، فيُلقي بيضَهُ

__________________

(١) نهج البلاغة ٣ : ٢١١ / ١.

(٢) يريد بالذنب هنا الأتباع والجند ، ولم يشرحه ـ كما ترى ـ بل اقتصر على شرح الضرب ، وهو الإقامة والثبات كما قال.

(٣) النهاية ٢ : ١٧٠.

(٤) انظر النهاية ٢ : ١٧٠ وغريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٣٦٦.

(٥) الكافي ٨ : ١٢٩ / ٩٨ ، مجمع البحرين ٢ : ٦١.

(٦) تهذيب اللغة ١٤ : ٤٤١ ، واللسان والأساس ، وفي الجميع : ركب فلان ...


في ذلكَ الصدعِ ، فيكونُ له كالأُفحوصِ ، فيَحضُنُهُ ويُربّيهِ.

( « كأَنّما أفرغ عليه ذَنُوباً » كصَبُورٍ وهي الدلو الملأى. يضرب لمن كلّم خصمه بكلمة فأسكته بها ) (١).

ذوب

ذابَ الشحمُ ونحوهُ يَذوبُ ذَوْباً ، وذَوَباناً : خلافُ جَمَدَ ، وأَذَبْتُهُ إذابَةً ، وذَوَّبْتُهُ تَذْوِيباً : صيّرتُهُ ذائِباً ، فهو مُذابٌ ، ومُذَوَّبٌ.

وذابَ الثلجُ : سالَ بعدَ الجمودِ.

ومن المجاز

ذابَتْ عينُهُ : هَمَعَتْ ..

ودموعُهُ : سالَتْ ، وله دموعٌ ذَوائِبُ ..

والشمسُ : اشتدَّ حرُّها ، كاسْتَذابَتْ.

وهاجرةٌ ذَوّابَةٌ : شديدةُ الحرِّ ؛ قالَ :

وهَاجِرَةٍ ذَوَّابَةٍ لَا أَقِيلُهَا (٢)

وذابَ جسمُهُ : هَزَلَ ..

ولي عليه حقٌّ : وَجَبَ وثَبَتَ ..

والرجلُ : حَمُقَ بعدَ عقلٍ.

وهو ذائِبُ النفسِ : ثقيلٌ.

وكلامٌ ذَوْبُ الروحِ : رقيقٌ.

وأَذابَ عليهِم العدوُّ : أغارَ وانتهبَ ..

وفلانٌ : أنضجَ حاجتَهُ وأتمَّها ، كاسْتَذابَها ..

وأمرَهُ : أصلحَهُ.

والذَّوْبُ ، كفَلْس : العسلُ الذي أُذِيبَ حتّى خُلِّصَ من شمعِهِ.

وبهاءٍ : البقيّةُ من المالِ يَسْتَذِيبُها الرجلُ ، أي يُصلِحُها ويَستبقيها.

وذابَ الرجلُ : دامَ على أكلِ العسلِ.

__________________

(١) بين القوسين سقط من « ت » والمثل في جمهرة الأمثال ٢ : ١٣ / ١٤٠٥.

(٢) التهذيب ١٥ : ٢٢ ، اللسان « ذوب » والأساس : ١٤٦ لم ينسب لأحد فيها وصدره :

وظَلماءَ من جَرَّى نَوارٍ سَرَيتُها


واسْتَذَبْتُهُ : طَلَبتُهُ منه.

والإِذْوابُ ، كإِسْكاف ، وبهاءٍ : الزبدةُ تُجعَلُ في القدرِ لتُذابَ سمناً ؛ يقالُ : هو أحلى من الذَّوْبِ بالإِذْوابَةِ.

والمِذْوَبُ ، كمِعْوَل : آلةُ الذَّوْبِ.

وبهاءٍ : المغرفةُ.

والذَّؤُوبُ ، كصَبور : الناقةُ السمينةُ ؛ لأنّه يُجمَعُ منها ما يُذابُ ، يقالُ : إنْ كانَتْ جزُوركم لذَؤُوباً.

والذابُ : العيبُ.

والذِّيبانُ ، بالكسرِ كسِيلان : ما بَقِيَ من وبرٍ أو شعرٍ على عنقِ البعيرِ ، وأصلُهُ الهمزُ.

وبلا لامٍ : بطنٌ في الأزدِ ، وذِيبانُ بنُ عليانَ بنِ أرحبَ في همدانَ.

وذَوَّبَ الغلامَ تَذْوِيباً : جَعَلَ له ذُوابَةً ، على خلافِ القياسِ ، والقياسُ الهمزُ.

الأثر

( يَذُوبُ لَهُ الحَقُّ ) (١) أي يَجِبُ.

( مَنْ أَسْلَمَ عَلَى ذَوْبَةٍ وَمَأْثُرَةٍ فَهِيَ لَهُ ) (٢) أي مستولياً على بقيّةِ مالٍ في يدِهِ ، ومكرمةٍ تُعزى إليه.

( كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّهُ ) (٣) أي يَمشُطُها ويَضفِرُ ذوائِبَها ، وأصلُهُ الهمزُ.

المثل

( نَحْنُ لَا نَجْمُدُ فِي حَقٍّ وَلَا نَذُوبُ فِي بَاطِلٍ ) (٤) أي لا نَقِفُ عن الحقِّ ولا نَجرِي مع الباطلِ ، فعدمُ الجمودِ كنايةٌ عن التسرّعِ إلى الحقِّ ، وعدمُ الذَّوْبِ كنايةٌ عن الامساكِ عن الباطلِ. يُضرَبُ في اتّباعِ الحقِّ والنزوعِ عن الباطلِ.

( مَا ذَابَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيءٌ ) أي ما حَصَلَ. يُضرَبُ فيمَن لا يُنالُ منه شيءٌ لبخلِهِ.

__________________

(١) و (٢) النهاية ٢ : ١٧١.

(٣) غريب الحديث ١ : ٣٦٦ ، النهاية ٢ : ١٧١.

(٤) البديع لابن المعتزّ : ١٣ ، الأَساس.


( مَا تَدْرِي أَتُخْثِرُ أَمْ تُذِيبُ ) (١) أصلُهُ : أنَّ امرأةً كانَتْ تَسلأُ سمناً ، فاختلطَ خاثرُهُ برقيقِهِ ، فلم تَدْرِ أتُنزِلُ القدرَ غيرَ صافيةٍ أو تَترُكُها حتّى تَصفوَ؟ يُضرَبُ في اختلاطِ الأمرِ.

ذهب

الذَّهَبُ : رئيسُ المعادنِ المتطرِّقةِ ، وكلُّها تَطلُبُ رتبتَهُ في تكوينِها ، فتَقصُرُ بها الآفاتُ والعوارضُ ، وهو لا يَطلُبُ غيرَ رتبتِهِ. وأجودُهُ الكائنُ بقبرسَ ، ثُم جبالِ الحبشةِ وأطرافِ السندِ وجزائرِ الهندِ ، وأوسطُهُ المصريُّ ، وأردؤُهُ الأنطاكيُّ ، وهو يُذكَّرُ ويُؤنَّثُ ، فيقالُ : الذَّهَبُ الحمراءُ ، وقيلَ : التأنيثُ لغةُ الحجازِ ، وبها نَزَلَ القرآنُ. وقد يُؤنَّثُ بالهاءِ ، فيقالُ : ذَهَبَةٌ ، وقالَ الأزهريُّ : لا يَجوزُ تأنيثُةُ إلاَّ أَن يُجعَلَ جمعَ ذَهَبَةٍ (٢). الجمعُ : أَذْهابٌ ، وذُهْبانٌ ، كأَسْباب وذُكْران.

وأَذْهَبَهُ إِذْهاباً ، وذَهَّبَهُ تَذْهِيباً : موّهَهُ بالذَّهَبِ ، فهو مُذْهَبٌ ، ومُذَهَّبٌ ، وهي ألواحٌ مَذاهِبٌ ، أي مطليّةٌ به.

ورجلٌ ذَهِبٌ ، ككَتِف : يَرى الذَّهَبَ فيدهشُ ويَبرَقُ بصرُهُ من عِظَمِهِ في عينِهِ ، وقد ذَهِبَ ذَهَباً ، كتَعِبَ تَعَباً.

وكُمَيتٌ مُذْهَبٌ ، كمُصْعَب : تَعلو حمرتَهُ صفرةٌ.

ويقالُ لمُحِّ البيضِ : ذَهَبٌ ، على التشبيهِ.

والذَّهَبُ أيضاً : مكيالٌ لأهلِ اليمنِ. الجمعُ : ذِهابٌ ، وأَذْهابٌ ، جمعُ الجمعِ : أَذاهِبُ.

وذَهَبَ في الأرضِ ذَهاباً بالفتحِ ، وذُهوباً بالضمِّ ، ومَذْهَباً : مضى وسارَ.

وأَذْهَبَهُ ، وذَهَبَ به : جَعَلَهُ ذاهِباً ، كأَذْهَبَ به. أو ذَهَبَ به : سارَ به مع نفسِهِ

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٢٨١ / ٣٨٦٧ ، وفيه : ما يدري أُيخثر أم يذيب.

(٢) انظر تهذيب اللغة ٦ : ٢٦٣.


واستصحبَهُ ، فكلُ ذاهِبٍ بشيءٍ مُذْهَب له دونَ العكسِ.

ومن المجاز

ذَهَب اللهُ به : توفّاهُ ..

والسلطانُ بمالِهِ : أَخَذَهُ ..

والرجلُ بنفسِهِ : رَفَعَها وأكرمَها.

وذَهَبَ في الدِّينِ مَذْهَباً : رَأَى فيه رأْياً ، أو أحدثَ فيه بدعةً.

وذَهَبَ مَذْهَبَهُ : قَصَدَ قصدَهُ ، وسارَ سيرتَهُ ، واعتقدَ عقيدتَهُ ..

وإلى قولِهِ : أَخَذَ برأيِهِ.

وذَهَبَ الرجلُ في القومِ ، والماءُ في اللبنِ : ضَلَّ ..

وعليَّ كذا : نَسيتُهُ.

وذَهَبَ في الأرضِ : كنايةٌ عن الإبداءِ ، وهو قضاءُ الحاجةِ ، ومنه : أبعدَ فلانٌ المَذْهَبَ ، إذا تنّحى لذلكَ ، وخَرَجَ إلى المَذْهَبِ ، وهو المتوضَّأُ في لغةِ الحجازِ.

وذَهَبَتْ به الخُيَلاءُ : مَلَكَهُ الكِبْرُ والعُجْبُ.

وأينَ يُذْهَبُ بكَ؟! تَقولُهُ العربُ لمَن سفّهوا رأيَهُ ، وحقيقُتُه : أينَ يُذْهَبُ بعقلِكَ ، على طريقةِ التجهيلِ.

والذِّهْبَةُ ، كسِدْرَة : المطرةُ الغزيرةُ ، أو الضعيفةُ. الجمعُ : ذِهابٌ ، بالكسرِ.

والمُذْهَبُ ، كمُصْعَب : الكعبةُ ، واسمُ فرسٍ.

وكمَرْحَبٍ : الوسواسُ في الوضوءِ ، وكثرةُ استعمالِ الماءِ فيه ، أو هو كمُحْسِن : اسمُ شيطانٍ يُوسوِسُ للإنسانِ عندَ الوضوءِ.

والذِّهابُ ، ككِتاب : جبلٌ.

وكغُراب : موضعٌ.

وكشَعْبانَ : موضعٌ باليمنِ.

وكسَحاب : اسمُ قبيلةٍ ، ولقبُ مالكَ بنِ جندلٍ الشاعرِ ؛ لقولِهِ :

وَمَا سَيْرُهُنَّ إِذْ عَلَوْنَ قُرَاقِراً

بِذِىِ أَمَمٍ وَلَا الذَّهَابُ ذَهَابُ (١)

__________________

(١) التكملة ، والتاج وفيهما : « يَمَم » بدل : « امم » وانظر المزهر ٢ : ٤٣٦.


وقولُ الفيروز اباديِّ : كشَدّادٍ ، وهمٌ.

ويومُ الذَّهابِ ، يُروى بالكسرِ والفتحِ : يومٌ لبني عامرٍ في الجاهليةِ.

وذَهوبٌ ، كصَبور : امرأةٌ. ومحمّدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبِيُ ، نسبةٌ إلى الذَّهَبِ : حافظٌ متأخِّرٌ مشهورٌ.

الكتاب

( ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ ) (١) أَخَذَ نورَهُم وأمسكَهُ ، أو أَذْهَبَهُ وأزالَهُ.

( إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ ) (٢) لانفردَ كلُّ واحدٍ منهُم بما خَلَقَهُ واستبدَّ به ، وامتازَ ملكُهُ عن ملكِ الاخَرينَ.

( لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ ) (٣) لِتأخُذوا شيئاً من المهرِ أو غيرِهِ ممّا أعطيتُموهُنَّ.

( إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي ) (٤) مهاجرٌ إلى حيثُ أَمَرَني ربّي وهو الشامُ ، أو إلى حيثُ أتجرّدُ فيه لعبادتِهِ.

( فَإِمَّا نَذْهَبَنَ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) (٥) فإنْ نتوفّينَّكَ قبلَ أنْ نُرِيكَ عذابَهُم فإنّا منهُم منتقمونَ في الآخِرةِ ، أو فَإِمَّا نَذْهَبَنَ بِكَ من مكّةَ فإنّا منتقمونَ منهُم يومَ بدرٍ.

الأثر

( فَبَعَثَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ ) (٦) مصغَّرُ ذَهَبٍ ، وهي مؤنَّثةٌ في لغةِ الحجازِ ، فظَهَرَتِ التاءُ فيه عندَ التصغيرِ.

( أَذَاهِبُ مِنْ بُرٍّ وَأَذَاهِبُ مِنْ شَعِيرٍ ) (٧) هي جمعُ أَذْهابٍ ، وهو جمعُ ذَهَبٍ ، كسَبَب : مكيالٌ باليمنِ.

( أَبْعَدَ المَذْهَبَ ) (٨) تنحّى بعيداً لقضاءِ الحاجةِ.

__________________

(١) البقرة : ١٧.

(٢) المؤمنون : ٩١.

(٣) النساء : ١٩.

(٤) الصافّات : ٩٩.

(٥) الزخرف : ٤١.

(٦) مسند أحمد ٣ : ٦٨ ، النهاية ٢ : ١٧٣.

(٧) الفائق ٢ : ١٩ ، النهاية ٢ : ١٧٤.

(٨) النهاية ٢ : ١٧٣ ، مجمع البحرين ٢ : ٦٣.


المصطلح

المَذْهَبُ الكلاميُّ في اصطلاحِ أربابِ البيانِ : هو أنْ يَأتيَ البليغُ بحجّةٍ على ما يدّعيهِ على طريقةِ المتكلِّمينَ ، وهي أنْ تكونَ بعدَ تسليمِ المقدّماتِ مستلزِمةٌ للمدّعى ، كقولِهِ تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) (١) أي الإعادةُ أهونُ من البدءِ ، وكلُّ ما هو أهونُ فهو داخلٌ في الإمكانِ ، فالإعادةُ أدخَلُ في الإمكانِ.

المثل

( ذَهَبَ أَمْسِ بِمَا فِيهِ ) (٢) أوَّلُ مَن قالَهُ ضمضمُ بنُ عمرو اليربوعيُّ ، وكانَ هَوى امرأةً فطَلَبَها فأَبَتْ عليه ، وكانَ ابنُ عمٍّ له يختلفُ إليها فقَتَلَهُ ، فقيلَ له : لِمَ قَتَلتَ ابنَ عمّك؟ فقالَ : « ذَهَبَ أمسِ بما فيهِ » فذَهَبَ قولُهُ مثلاً. يُضرَبُ للأمرِ قد فاتَ ولا يَفيدُ اللّومُ عليه.

ذيب

الذَّيْبُ كالعَيْبِ زنةً ومعنىً.

والأَذْيَبُ ، كأَبْيَضَ : لغةٌ في الأَزيب بالزّايِ ، وهو النّشاطُ والفزعُ ؛ تقولُ : مَرَّ وله أَذْيَبُ وأَذْيَبُ ، أي نشاطٌ ، وأَخَذَني منه أَذْيَبُ وأَزْيَبُ ، أي فزعٌ.

وماءٌ أَذْيَبُ ، كأَبْيَضَ : كثيرٌ.

فصل الرّاء

رأب

رَأَبَ الشَّعَّابُ الصَّدْعَ رَأْباً ، كمَنَعَ : شَعَبَهُ ، كأَرْأَبَهُ ، ومعالجهُ : الرَّأَّابُ ، كالشَّعّابِ.

ورجلٌ مِرْأَبٌ ، كمِنْبَر : صَنَعٌ حاذقٌ بِرَأْبِ الأشياءِ. الجمعُ : مَرائِيبُ ، كمَصابِيحَ.

__________________

(١) الرّوم : ٢٧.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٥ / ١٤٥١.


والرُّؤْبَةُ ، كغُرْفَة : القطعةُ تُدخَلُ في الإناءِ يُشعَبُ بها ، وبها سُمِّيَ رُؤْبَةُ العجّاجِ بنِ رُؤْبَةَ الراجزُ. الجمعُ : رِئابٌ ، بالكسرِ.

ومن المجاز

رَأَبَ الثَّأْيَ ، أَي أصلحَ الفسادَ.

ورَأَبَ اللهُ بينَهُم : أصلحَ ذاتَ بينِهِم.

وفلانٌ مِرْأَبُ أُمورٍ ، ورَأَّابُ أُمورٍ ، كمِنْبَرٍ وشَدّادٍ : مُصلِحُها.

وهو رَأَّابُ بني فلانٍ ، كشَدّادٍ : رئيسُهُم ومُصلِحُ أمورِهِم.

وفي بني فلانٍ ثلاثونَ رَأْباً ، كفَلْسٍ : أي ساداتٌ يَرْأَبونَ أُمورَهُم ؛ وهو وصفٌ بالمصدرِ ، ومنه : كَفى به رَأْباً لأَمْرِكَ ، أي رائِباً.

وهو رَأْبٌ للأمورِ ( و ) (١) مِرْأَبٌ ، كمِنْبَرٍ : رائِبٌ لها مُحسِنٌ لرَأْبِها.

ورَأَبَتِ الأرضُ ، كمَنَعَتْ : أنبتَتْ كلأَها بعدَ جزِّهِ.

والرَّأْبُ ، كفَلْسٍ : السبعونَ من الإبلِ.

ورِئابُ بنُ حُنَيفٍ ، ككِتاب : بدريٌّ.

وهارونُ بنُ رِئابٍ التميميُّ : عابدٌ محدِّثٌ مشهورٌ.

وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ رِئابٍ الأَنصاريُّ : أوّلُ مَن أسلمَ من الأَنصارِ.

وزينبُ بنتُ جحشِ بنِ رِئابِ بنِ يَعْمُرَ الأسديّةُ : أُمُّ المؤمنينَ ، وأُمُّها : أُمَيمَةُ بنتُ عبدِ المطّلبِ ، فهي بنتُ عمّةِ النبيِّ 6 ، وكانَتْ تفتخرُ وتقولُ : زَوَّجني اللهُ من فوقِ عرشِه.

وعليُّ بنُ رِئابٍ الكوفيّ : محدِّثٌ شيعيٌّ ، كانَ من علماءِ الشيعةِ وثقاتِ رواتِهِم ، وكانَ أخوهُ اليمانُ بنُ رئابٍ من غُلاةِ الخوارجِ وعلمائِهِم ، فكانا يجتمعانِ في كلِّ عامٍ ثلاثةَ أيّامٍ يتناظرانِ فيها ثُمّ يفترقانِ ، ولا يسلِّمُ أحدُهُما على الآخَرِ.

الأثر

( كُنْتَ رَأْباً لِلدِّينِ ) (٢) أي رائِباً له.

__________________

(١) عن « ش ».

(٢) النهاية ٢ : ١٧٦.


ربب

الرَّبُ : المالكُ ، والسيّدُ ، والصاحبُ ، والمربّي ، ولا يُطلَقُ على غيرِهِ تعالى إلاّ مقيَّداً ، كرَبِ الدارِ والعبدِ ، أو مجموعاً نحوَ : ( أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ ) (١). والاسمُ : الرُّبوبِيَّةُ بالضمِّ ، والرِّبابَةُ بالكسرِ كالحِجابَةِ ، أو الرُّبوبِيَّةُ للهِ تعالى ، والرِّبابَةُ له ولغيرِهِ ؛ قالَ (٢) :

سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ

والرِّبِّيُ ، مثلَّثاً : نسبةٌ إلى الرَّبِ ، وهو العارفُ به المقبِلُ على طاعتِهِ الشديدُ التمسّكِ بدينِهِ ، فالفتحُ على القياسِ ، والضمُّ والكسرُ من تغييراتِ النسبِ ، كالرَّبّانِيِ ـ بزيادةِ الألفِ والنونِ للمبالغةِ ، كلحْيانيٍّ وشَعْرانيٍّ ، أو هو « فَعْلانُ » كرَيّانَ ونَعْسانَ ، وياءُ النسبةِ للمبالغةِ ، كأحْمَرِيّ ـ وهو من يَرُبُ العِلمَ بتعلّمِهِ والعملِ به ، والناسَ بتعليمِهِ ، فهو العالمُ العاملُ المعلِّمُ.

وقال أبو عُبَيدٍ : أَحسَبُ أنّ هذه الكلمةَ ليستْ بعربيةٍ ، إنّما هي عبرانيةٌ أو سريانيةٌ (٣).

وفلانٌ فيه رَبّانِيَّةٌ : تألُّهٌ وتمسّكٌ بالدينِ.

وعِلمٌ رَبُوبِيُ ، بالفتحِ : نسبةٌ إلى الرَّبِ على غيرِ قياسٍ.

وعبدٌ مَرْبُوبٌ بيِّنُ الرُّبوبِيَّةِ ، كالعُبُودِيَّةِ : مملوكٌ.

وقد طالَتْ مَرَبَّتُهُ ، ورِبابَتُهُ ، بالكسرِ : مملَكتُهُ.

وتَرَبَّبَ فلانٌ الدارَ : قالَ : أنا ربُّها.

__________________

(١) يوسف : ٣٩.

(٢) منظور بن مرثد الأسدي ، كما في اللسان « حسب » والتاج « حسب » وقبله :

يا جَمْلُ أُسقيت بلا حِسابَهْ

وفيهما في « ربب » دون عزو ، وقبله :

يا هِنْدُ أَسقاكِ بلا حِسَابَهْ

(٣) حكاه عن أبي عبيد ، الأزهريُّ في التهذيب ١٥ : ١٧٩.


ورَبَبْتُ الشيءَ ، كقَتَلَ : مَلَكتُهُ ..

والأمرَ : أصلحتُهُ ..

والقومَ : سُدتُهُم وتأمّرتُ عليهِم ..

والدُّهنَ : طيّبتُهُ بالرياحينِ ..

والزنجبيلَ ونحوَهُ : طَبَختُهُ بالعسلِ ، كرَبَّبْتُهُ ، ورَبَّيْتُهُ ، فهو مَرْبوبٌ ، ومُرَبَّبٌ ، ومُرَبّى فيهما ..

والزِّقَّ : أصلحتُهُ بالرُّبِ ..

وفلاناً : دبّرتُ أمرَهُ ..

والناسَ : جَمَعتُهُم ، كرَبَّبْتُهُم تَرْبِيباً ..

والمعروفَ : تعهَّدتُهُ ، وأَتممتُهُ ..

والقرابةَ : تفقّدتُها ..

والفرسَ : صَنَعتُهُ ..

والصبيَّ : ربّيتُهُ ، كرَبَّبْتُهُ تَرْبِيباً ، وتَرِبَّةً كتَحِلَّةٍ ، وتَرَبَّبْتُهُ تَرَبُّباً كتَعَهَّدْتُهُ تَعَهُّداً ، وارْتَبَبْتُهُ ارْتِباباً كاخْتَصَصْتُهُ اخْتِصاصاً ، ورَبِبْتُهُ كسَمِعْتُهُ ، لغةٌ فيه.

وأَرَبَ بالمكانِ إِرْباباً : أقامَ ..

وبالشيءِ : أَلِفَهُ ..

والسحابُ والمطرُ : دامَ ..

والريحُ استمرّتْ هابّةً ..

والناقةُ : اشتهتِ الفحلَ فلَزِمَتهُ ..

والشمسُ : دَنَتْ للغروبِ ..

والإبلُ بالموضعِ : لَزِمَتهُ ، وكلُّ لازمٍ مُرِبٌ كمُحِبّ ، والاسمُ : المَرَبَّةُ كالَمحَبَّةِ ؛ تقولُ : للطيرِ مَرَبَّةٌ بالوكون (١).

والإِرْبابُ : الدُّنوُّ من المشيِ.

ورَبَّبْتُ القومَ تَرْبِيباً : سُسْتُهُم وكنتُ فوقَهُم ..

والقومَ : جَمَعتُهُم ، فتَرَبَّبوا ..

والجَرَّةَ : ضرّيْتُها بالخلِّ وغيرِهِ.

والمَرَبُ ، كمَحَلٍّ : مجمعُ القومِ ، ومكانُ الإقامةِ ، والرجلُ لا يَزالُ يَجمَعُ الناسَ ، والأرضُ لا يَزالُ بها المطرُ فيَكثُرُ نباتُها ، كالمِرْبَابِ كمِحْراب.

والرَّبَّةُ ، كهَضْبَة : بيتٌ كانَ بالطائفِ لثقيفٍ يُضاهِئُونَ به بيتَ اللهِ ، أو هي

__________________

(١) في « ش » : « بالوكور » وهي موافقة لما في الأساس.


اللاّتُ ـ وهي صخرةٌ كانَتْ بالطائِفِ معبودَ ثقيفٍ ـ وكعبةٌ لمذحجٍ ، والدارُ العظيمةُ.

وبالكسرِ : شجرةٌ ، أو شجرةُ الخَرُّوبِ ، وضربٌ من البقلِ ، أو (١) نباتٌ يَنبُتُ في آخِرِ الصيفِ ـ الجمعُ : رِبَبٌ كعِنَب ـ والجماعةُ الكثيرةُ ، أو التي عددُها عشرةُ آلافٍ ، أو الالوفُ من الناسِ ـ وتُضَمُّ ـ والنسبةُ إليها : رِبِّيٌ ـ بالكسرِ ـ لا غيرُ. الجمعُ : رِبَّيُّونَ.

والرُّبُ ، كقُفْل : ما طُبِخَ من العُصاراتِ حتّى ينعقدَ ، ودبسُ الرُّطَبِ إذا طُبِخَ ، وثُقْلُ السمنِ. الجمعُ : رُبُوبٌ.

والرُّبّى ـ بالضم ـ كحُمَّى : العنزُ الحديثةُ النتاجِ إلى عشرينَ يوماً ، أو إلى شهرَينِ ، ولا تَقُلْ : شاةٌ رُبّى ، بل رَغُوثٌ ، أو يقالُ فيهما ، أو في الناقةِ أيضاً. الجمعُ : رُبابٌ ، بالضمِّ. والمصدرُ : الرِّبابُ ككِتاب ـ ولا فعلَ له ـ وهو قُرْبُ العهدِ بالولادةِ ؛ تقولُ : هي في رِبابِها.

والرُّبّى أيضاً : الشاةُ إذا وَلَدَتْ ، وإذا ماتَ ولدُها ، والتي تُربّي اثنينِ ، والتي تُربّى في البيتِ للَّبنِ ـ كالرِّبِيبَةِ ـ والحاجةُ ، والمعروفُ ، والصنيعةُ ، والعُقدةُ المحكَمةُ.

وبلا لامٍ : اسمُ جمادى الآخِرةِ ؛ عن قُطْرُبٍ وابنِ الأنباريِّ وابنِ دريدٍ (٢) ، وقالَ أبو عمرو (٣) : هذا تصحيفٌ ، وإنّما هو « رُنّى » بالنونِ.

وقالَ ابنُ الكلبيِّ : ( كانت ) (٤) عادٌ تُسمّي جمادى الأولى رُبّى ، وجمادى الآخِرةِ حَنِيناً (٥) ، كأَمِيرٍ ؛ قالَ : وسُمِّيت

__________________

(١) في « ش » : « و» بدل : « أو ».

(٢) المزهر ١ : ٢٢٠ وانظر جمهرة اللغة ٣ : ١٣١٢.

(٣) في التهذيب ٥ : ١٦٩ : عمرو ، عن أبيه : الرنَّى شهر جُمادى. وعزا ابن منظور هذا القول إلى أبي عمر الزاهد ، انظر اللسان ١٣ : ١٨٨ ، والمزهر ١ : ٢٢٠.

(٤) عن « ش ».

(٥) عنه في المزهر ١ : ٢٢٠.


بذلكَ لولادةِ الماشيةِ فيها ، أو لأنّهُم يَعلَمونَ ما أنتجتْ حربُهُم ؛ من قولِهِم : شاةٌ رُبّى ، للحديثةِ النتاجِ.

والرَّبابُ ، كسَحاب : الغيمُ الأبيضُ ، أو السحابُ المتعلِّقُ دونَ السحابِ ، وقد يكونُ أبيضَ وأسودَ ، وبه سُمِّيتِ المرأةُ ، واحدتُهُ بهاءٍ ، وآلةُ لهوٍ معروفةٌ ، وموضعٌ بمكّةَ ، وجبلٌ بينَ المدينةِ وفَيدٍ.

وكغُراب : موضعٌ.

وككِتاب : العَقدُ ، والجِوارُ ، والعُشورُ ، والأصحابُ ، وقبائلُ تجمّعوا وتحالفوا وصاروا يداً واحدةً على من سواهم ـ وهم : ضبّةُ ، وعَديٌّ ، وتَيمٌ ، وثَورٌ ، وعُكلٌ ، وحنظلةٌ ، وعمرُو بنُ تَميمٍ ، وسعدُ بنُ زيدِ مناةَ ـ وإنّما سُمّوا بذلكَ لأَنّهُم غَمَسوا أيديَهُم في رُبٍ وتعاقدوا عليه وأكلوهُ ، وكذلكَ كانَتِ العربُ إذا تعاقدتْ أدخلتْ أيديها في عسلٍ أو دمٍ أو نحوِ ذلكَ ، وتحالفتْ على ما أرادتْ ثُمّ أَكَلَتْ منه ، وقيلَ : سُمّوا به لأنّهُم تَرَبَّبُوا ، أي تجمّعوا.

والرِّبابةُ ، ككِتابَةٍ : شبهُ الكِنانةِ أو خرقةٌ أو جلدةٌ تُجعَلُ فيها سهامُ الميسرِ ، وربّما سَمّوا جماعةَ السهامِ رِبابَةً ، والعهدُ ، والميثاقُ ، وأهلُهُ : الإِرَبَّةُ ، (١) بكسرِ أوّلِهِ وفتحِ ثانيهِ.

والرَّبَبُ ، كسَبَبٍ : الماءُ الكثيرُ ، والعذبُ.

والرَّبِيبُ : ابنُ امرأةِ الرجلِ من غيرِهِ ، وزوجُ الأمِّ ، والمُعاهَدُ ، والمَرْبُوبُ ، والمَلِكُ.

وبهاءٍ : بنتُ الزوجةِ ، والحاضنةُ ، كالرابَّةِ.

والرابُ : زوجُ الأمِّ.

وبهاءٍ : امرأةُ الأبِ.

والرُّبّانُ ، كرُمّانٍ : سُكّانُ السفينةِ ، ـ ومنه قيلَ لرئيسِ الملاّحينَ : رُبّانٌ ورُبّانِيٌ. الجمعُ : رَبابِنَةٌ ـ والجماعةُ

__________________

(١) في القاموس واللسان : الأَرِبّة ، بفتح أولّه وكسر ثانيه. ضبط قلم. وانظر ديوان الهذليين ١ : ١٧.


ويُفتَحُ فيها ، وركنٌ ضخمٌ من أجَإٍ ..

ومن العيشِ والشبابِ : أوّلُهُ وحداثتُهُ ؛ يقال : العيشُ برُبّانِهِ.

وأَخَذَهُ برُبّانِهِ ، أي بجميعِهِ.

والرَّبّانِيَّةُ ، بالفتحِ (١) : ماءٌ باليمامةِ.

ورُبَ : حرفُ جرٍّ ، تَرِدُ للتكثيرِ كثيراً وللتقليلِ قليلاً ، وفيها ست عشرةَ لغةً : ضمُّ الراءِ وفتحُها ، وكلاهُما مع التشديدِ والتخفيفِ ، والأوجُهُ الأربعةُ مع تاءِ التأنيثِ الساكنةِ ، أو محرّكَةً ، ومع التجرّدِ منها. فهذه اثنتا عشرةَ لغةً ، والضمُّ والفتحُ مع التشديدِ والتخفيفِ ، وزادَ بعضُهُم رُبَّتا بضمِّ الراءِ وفتحِ الباءِ مشدَّدةً.

ومجرورُها ، إمّا ظاهرٌ منكَّرٌ موصوفٌ ، وهو الأكثرُ ، نحوَ : رُبَ رجُلٍ صالحٍ لَقِيتُهُ ، أو ضميرُ غيبةٍ مفردٌ مذكَّرٌ مميّزٌ بتمييزٍ مطابقٍ للمعنى ؛ نحوَ : رُبَّهُ رجُلاً ، ورُبَّهُ رَجُلَيْنِ ورُبَّهُ رجالاً ، ورُبَّهُ امرأةً ، ورُبَّهُ امرَأتَينِ ، ورُبَّهُ نساءً. وقد يُطابِقُ التمييزَ في التأنيثِ والتثنيةِ والجمعِ.

وتُزادُ « ما » بعدَها فَتكُفُّها عن العملِ ، وتُهَيِّئُها للدخولِ على الجملةِ الفعليةِ الماضويّةِ غالباً ؛ نحو : رُبَّما أَوفيتُ في علمٍ ، وإعمالُها حينئذٍ ودخولُها على الجملةِ الاسميةِ والمستقبلِ ثابتٌ سماعاً وإنْ قَلَّ.

والرَّبْرَبُ ، كسَبْسَب : القطيعُ من البقرِ والظباءِ ، ولا واحدَ له. الجمع : رَبارِبُ.

الكتاب

( وَلكِنْ كُونُوا ) رَبَّانِيِّينَ (٢) جمعُ رَبّانِيٍ ، وهو العالمُ المتألِّهُ العاملُ بعلمِهِ المعلِّمُ لغيرِهِ ، فيَشمُلُ الوالي ؛ إذ كانَ يَرُبُ الناسَ بتعليمِهِم وإصلاحِهِم والقيامِ بأُمورِهِم ، أي : كونوا ولاةً وعلماءَ

__________________

(١) ضبطه الصّاغّانيّ في التّكملة ، والحمويّ في معجم البلدان بالضمّ ، وضبطه الفيروز اباديّ بالفتح ، إلاَّ أنّه ذكرها بلفظ « الرَّبّابيّة » بباء بدل النون.

(٢) آل عمران : ٧٩.


باستعمالِكُم أمرَ الله ومواظبتِكُم على طاعتِهِ.

( رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ) (١) ألوفٌ أو عشرةُ آلافٍ أو جموعٌ كثيرةٌ ـ واحدُهُم : رِبِّيٌ ؛ نِسبةٌ إلى الرِّبَّةِ ، وهي الجماعةُ ـ أو علماءٌ فقهاءٌ صُبُرٌ ، أو رَبّانِيّونَ نسبةٌ إلى الرَّبِ ، وعن أبي زيدٍ : الرِّبِّيّونَ : الأتباعُ والرَّعيّةُ ، والرَّبَّانِيُّونَ : الولاةُ (٢) ، والكسرُ فيه من تغييراتِ النّسبِ كما مَرَّ.

الأثر

( مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تَلِدَ الأَمةُ رَبَّهَا أَوْ رَبَّتَهَا ) (٣) يعنى الإماءَ اللاّتي يَلِدْنَ لمواليهِنّ وهم ذوو أحسابٍ ، فيكونُ الولدُ كأبيهِ في النّسبِ وهو ابنُ أَمَةٍ ، أو هو كنايةٌ عن عقوقِ الأولادِ ؛ بأن يُعامِلَ الولدُ أُمَّهُ معاملةَ السّيّدِ أَمتَهُ في الإهانةِ والسّبِّ.

( اللهُمَ رَبَ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ) (٤) أي صاحبَها ، أو المتمِّمَ لها ، أو الزائدَ في أهلِها والعملِ بها والإجابةِ لها.

( الرَّابُ كَافِلٌ ) (٥) هو زوجُ أُمِّ اليتيم ، أي يُكْفَلُ بأمرِهِ.

( لَأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إلَيَّ ) (٦) أي يكونونَ عليَّ أُمَراءَ وساسةً.

( وَفَقْرٍ مُرِبٍ ) (٧) كمُحِبٍّ ، أي لازمٍ غيرِ مفارقٍ.

( كَانَ رَبّاً إذْ لَا مَرْبُوبَ ) (٨) أي كانَ رَبّاً في الأزَلِ ولم يكنْ فيه مَرْبوبٌ ؛ لأنّه كانَ مالِكاً لأزمّةِ الإِمكانِ ، وتصريفِهِ من العدمِ إلى الوجودِ ومن الوجودِ إلى

__________________

(١) آل عمران : ١٤٦.

(٢) تفسير الطبري ٤ : ٧٨ والمحرر الوجيز ١ : ٥٢١ ومجمع البيان ١ : ٥١٧ وفي الجميع : عن ابن زيد.

(٣) الفائق ٢ : ٢٤ ، النهاية ٢ : ١٧٩.

(٤) البخاري ١ : ١٥٩ ، النهاية ٢ : ١٧٩.

(٥) النهاية ٢ : ١٨١.

(٦) النهاية ٢ : ١٨٠.

(٧) غريب الحديث ١ : ٣٧٢ ، النهاية ٢ : ١٨١ ، مجمع البحرين ٢ : ٦٦.

(٨) الكافي ١ : ١٣٩ / ٤ ، البحار ٥٤ : ١٦٦ / ١٠٤.


العدمِ ؛ حيثُ شاءَ ومتى أراد.

المصطلح

الرَّبُ : اسمٌ للحقِّ عَزَّ اسمُهُ باعتبارِ نِسَبِ الذاتِ إلى الموجوداتِ العينيّة أرواحاً كانَتْ أو أجساداً ، فهو اسمٌ خاصٌّ يقتضي وجودَ المَرْبُوبِ وتحقُّقَهُ.

رَبُ الأَرْبابِ : هو الحقُّ باعتبارِ الاسمِ والتعيّنِ الأوّلِ الذي هو منشأُ جميع الأسماءِ وغايةُ الغاياتِ ، إليه تتوجّهُ الرغباتُ كلُّها ، وهو الحاوي لجميعِ المطالبِ.

المثل

( رَبٌ يُؤَدِّبُ عَبْدَهُ ) (١) قالَهُ سعدُ بنُ مالكٍ الكنانيُّ حينَ أَمَرَ النعمانُ بنُ المنذرِ وصيفاً له أنْ يَلطِمَهُ ؛ ليتعدّى في المنطقِ فَيقتُلَهُ ، فلمّا قالَ ذلكَ ، قالَ له النعمانُ : أصبْتَ ، وأَعجَبَهُ قولُهُ. يُضرَبُ عندَ الشماتةِ بحالٍ فيها صلاحُ المشموتِ به.

وقد نظَمَهَ أبو تمّامٍ فقالَ :

يَا شَامِتاً بِي إِذْ رَأَى

هَجْرَ الحَبِيبِ وَصَدَّهُ

لَا تَشْمَتَنَّ فَإنَّهُ

رَبٌ يُؤَدِّبُ عَبْدَهُ (٢)

( زَمَانٌ أَرَبَّتْ بِالْكِلابِ الثَّعَالِبُ ) (٣) أي أَلِفَتِ الثعالبُ الكلابَ ، يَعني اشتدَّ الزمانُ ، وهَلَكَ الحيوانُ من الجدبِ ، وكَثُرَتِ الجِيَفُ ، فسَمِنَتِ الكلابُ من أكلِها ، فلم تتعّرضْ للثعالبِ بل أَلِفَتْها. يُضرَبُ لمَن يُوالي عدوَّهُ لسببٍ ما.

( ما كَانَ مَرْبُوباً لَمْ يَنْضَحْ ) (٤) يعني إذا كانَ السقاءُ مُصْلَحاً بالرُّبِ لم يَرشَحْ بما فيه. يُضرَبُ للرجُلِ الحصيفِ ، يُودَعُ عندَهُ السرُّ فلا يُظهِرُ منه شيئاً.

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٣١٤ / ١٦٩٥.

(٢) ديوان أبي تمّام : ٣٩. وفيه « مولى يؤدب ... ».

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣١٩ / ١٧٢٢.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٣٢٠ / ٤١٤٤.


رتب

رَتَبَ الشيءُ رُتُوباً ، كقَعَدَ : ثَبَتَ ، ودامَ ..

والرجُلُ : ثَبَتَ قائماً ..

وبالبلدِ : أقامَ ..

والكعبُ : انتصبَ ..

وفلانٌ في الأمرِ : قامَ وثَبَتَ حتّى كفاهُ.

ورَتَّبْتُهُ تَرْتِيباً : أَثبتُّهُ وأَقمتُهُ.

وله عزٌّ راتِبٌ : ثابتٌ دائمٌ.

وجَعَلتُ له راتِباً : رزقاً دارّاً لا ينقطعُ.

والرُتْبَةُ ، كغُرْفَة : واحدةُ الرُّتَبِ ـ كغُرَفٍ ـ وهي المرقاةُ ، كالمَرْتَبَةِ ؛ تقولُ : رَقِيَ في رُتَبِ الدَّرَجِ ومَراتِبِها.

والمَراتِبُ : المَراقِبُ ـ وهي مواضعُ العيونِ والرُّقَباءِ من الجبالِ ـ ومضايقُ الأوديةِ في حُزونةٍ.

ورَتَّبْتُ الطلائعَ تَرْتِيباً : أَثبَتُّها في المَراتِبِ.

والرَّتَبُ ، كسَبَب : الشِّدَّةُ ـ وما في أمرِهِ رَتَبٌ ولا عَتَبٌ ، إذا كانَ سهلاً مستقيماً ـ وغِلَظُ العيشِ ، وما ارتفعَ من الأرضِ ، وما تقاربَ من الصخورِ وكانَ بعضُها أرفعَ من بعضِ ـ واحدُها : رَتَبَةٌ كدَرَجَة ودَرَج ـ وما بينَ السبّابةِ والوسطى ، أو بينَ الخنصرِ والبنصرِ ، وبينَ البنصرِ والوسطى ـ وقد يُسَكَّنُ ـ وأن تَضُمَّ أربعاً من أصابعِكَ.

والتُّرْتَبُ ، بضمِّ أوّلِهِ وفتحِ ثالثِهِ وقد يُضَمُّ : الراتِبُ الثابتُ ، والأَبدُ ، والجميعُ ، وعبدُ السُّوءِ ، والتُّرابُ ، وموضعُهُ « ترب » ، ووَهِمَ الفيروز اباديُ (١).

والتُّرْتُبَّةُ ، كطُرْطُبَّةِ : شِبهُ الطريقِ

__________________

(١) عدّ المصنّف تاء « ترتب » الاولَى أصليّة ، فوافق الأزهريّ ، وصرّح الجوهري والصَّاغانيّ بزيادتها ، ووافقهما على ذلك ابن منظور ، وقالوا أن وزنها « تفعل ». راجع مادة « ترب » من الطراز. وانظر الصحاح والتكملة واللسان.


يتّخذُهُ الرجلُ يَطؤُهُ.

وناقةٌ رَتْباءُ ، كصَهْباءَ : تنتصبُ في سيرِها.

وأَرْتَبَ الرجلُ إِرْتاباً : سَأَلَ بعدَ الغنى.

وأَرْتَبَ الشيءُ إِرْتاباً : انتصبَ ، والاسمُ : الرَّتَبُ ، كسَبَبٍ.

ومن المجاز

رَتَّبْتُ النفقةَ تَرْتِيباً : أعددتُها ..

والجيشَ : جَعَلَتُهُ خَمِيساً ..

والقومَ : أنزلتُ كلاًّ منهُم ( منزلَتَه ) (١) ..

والأشياءَ : صيّرتُ كلاًّ منها في مَرْتَبَتِهِ.

ولفلان رُتْبَةٌ عندَ السُّلطانِ ، ومَرْتَبَةٌ : منزلةٌ ومكانةٌ.

وهو في أعلى الرُّتَبِ ، ومن أهلِ المَراتِبِ.

الأثر

( رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ ) (٢) انتصبَ انتصابَهُ إذا رُمِيَ به ؛ وَصَفَهُ بالشهامةِ والثباتِ.

( مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هذِهِ المَرَاتِبِ بُعِثَ عَلَيْهَا ) (٣) أرادَ الغزوَ والحجَّ وغيرَهُما من العباداتِ الشاقّةِ.

( السُّنَّةُ الرَّاتِبَةُ ) (٤) التي داومَ عليها النبيُّ 6 عبادةً كانَتْ أو عادةً.

( فَمَنْ مَاتَ في وَقَفَاتِهَا خَيْرٌ مِمَّنْ مَاتَ في مَرَاتِبِهَا ) (٥) هي مضايقُ الأوديةِ في حُزُونةٍ.

( يُصَلِّي عَلَى تَرْتِيب الأَيَّامِ ) (٦) أي

__________________

(١) عن « ش ».

(٢) الفائق ١ : ٧٥ ، النهاية ٢ : ١٩٢.

(٣) الفائق ٢ : ٣٤ ، النهاية ١ : ١٩٣.

(٤) مجمع البحرين ٢ : ٦٧.

(٥) النهاية ٢ : ١٩٣.

(٦) مجمع البحرين ٢ : ٦٧.


يبتدئُ بالصبحِ ويَختِمُ بالعِشاءِ.

( قَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ في الجَنَّةِ ) (١) أي ثابتةٌ قائمةٌ فيها.

المصطلح

التَّرْتِيبُ : جعلُ الأشياءِ الكثيرةِ بحيثُ يُطلَقُ ( عليها ) (٢) اسمُ الواحدِ ، ويكونُ لبعضِ أجزائِهِ نسبةٌ إلى البعضِ بالتقدّمِ والتأخّرِ.

المَراتِبُ الكلّيةُ في مصطلحِ أهلِ العرفانِ ستّةٌ : مَرْتَبَةُ الذاتِ الأحَدّيةِ ، وهي أصلُ المَراتِبِ ، ومَرْتَبَةُ الحضرةِ الإلهيّةِ ، وهي الحضرةُ الواحديّةُ ، ومَرْتَبَةُ الأرواحِ المجرّدةِ ، ومَرْتَبَةُ عالَمِ الملكوتِ ، وهو عالَمُ الغيبِ ، ومَرْتَبَةُ عالَمِ المُلكِ ، وهو عالَمُ الشهادةِ ، ومَرْتَبَةُ الكونِ الجامعِ ، وهو الإنسانُ الكاملُ الذي هو مَجْلَى الجميعِ وصورةُ جمعيّتِهِ.

رجب

رَجِبَ ، كتَعِبَ وقَتَلَ : خافَ ، واستحيا ..

وزيداً : هابَهُ وعظّمَهُ ، كرَجَّبَهُ تَرْجِيباً ، وأَرْجَبَهُ إرْجاباً ، ومنه : رَجَبٌ ؛ لأنّهُم كانوا يُعظِّموَنهُ ويُحرِّمونَ القتالَ فيه ، وهو منصرِفٌ ، وجَزَمَ بعضُهُم أنّه غيرُ منصرِفٍ ؛ للعلميّةِ والعدلِ عن الرَّجْبِ ـ كأَمْسِ ـ في لغةِ مَن مَنَعَهُ من الصرفِ. ويقال له : رَجَبُ مُضَرَ ؛ لأنّهم كانوا أشدَّ تعظيماً له ، أو لأنّ ربيعةَ كانوا يُعظِّمونَ شهرَ رمضانَ ، ويُحرِّمونَهُ ويُسمّونَهُ رَجَباً ، ولهذا قال 6 : ( رَجَبُ مُضَرَ الَّذي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) (٣).

وقال المبرّدُ : سُمِّيَ رَجَباً لأنّه في وسطِ السنةِ ؛ أخذاً من الرَّواجِبِ ، وهي

__________________

(١) مسند أحمد ٦ : ٢٨٩ ، مجمع البحرين ٢ : ٦٧.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) سيأتي في الأثر.


مفاصلُ أُصولِ الأصابعِ. وقيل : لتركِ القتالِ فيه ؛ من الرَّجْبِ ، وهو القطعُ (١). الجمعُ : أَرْجابٌ ، وأَرْجِبَةٌ ، وأَرْجُبٌ ، ورِجابٌ ، ورُجُوبٌ ، وأَراجِبُ ، ورَجَباتٌ ( وَأَراجِيبُ ) (٢) ورَجَباناتٌ.

والرَّجَبانِ : رَجَبٌ وشعبانُ على التغليبِ.

والتَّرْجِيبُ : ذبحُ النسائكِ فيه ، وأنْ تُدعَمَ النخلةُ إذا طالَتْ وكَثُرَ حَملُها بخشبةٍ ذاتِ شُعبتَينِ ؛ لِئلاّ تنكسرَ ( أغصانها ) (٣) ، أو يُبنى لها جدارٌ تعتمدُ عليه ، أو تُشَدُّ أعذاقُها إلى سَعَفاتِها بالخوصِ ، كيلا تَنفُضَها الريحُ ، أو يُجعَلُ الشوكُ حولَها ؛ لئلُا يُرقى إليها. والاسمُ : الرُّجْبَةُ ، كغُرْفَة. الجمعُ : رُجَبٌ ، كغُرَفٍ ، وهي نخلةٌ رُجَبِيَّةٌ ـ كعُمَرِيَّةٍ وسُكَّرِيَّةٍ ـ وهو من نوادرِ النسبِ.

وتَرْجِيبُ الكَرْمِ : تسويةُ قضبانِهِ ووضعُها مواضعَها.

ورَجَبَ العودُ ، كقَتَلَ : خَرَجَ فرداً ..

والشَّيءَ : قَطَعَهُ ..

وفلاناً : بِسَيِءِ القولِ : رماه.

والرُّجْبُ ، كقُفْلٍ : ما بين الضلعِ والصدرِ.

وبهاءٍ : بناءٌ يبنى ليصادَ به الذئبُ.

والأَرْجابُ : الأمعاءُ ، لا واحدَ لها ، وقال ابنُ حمدويه : واحدُها : رِجْبٌ كعِهْنٍ (٤). وقيل : كقُفْلٍ ، وقيل : كسَبَبٍ.

والرَّواجِبُ : مفاصل الأصابع ( التي تلي الأنامل ثمّ البراجم ثمّ الأشاجع وهي اللاتي تلين الكف أو الرواجب قصب الأصابع ) (٥) أو مفاصلها أو مفاصل

__________________

(١) انظر تحرير ألفاظ التنبيه : ٣٠٤.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) ليست في « ت » و « ج ».

(٤) عنه في اللسان « رجب ».

(٥) ما بين القوسين ليس في « ت ».


أصول الأصابع أو بواطن (١) مفاصلها واحدتها : راجبةٌ ورُجبَةٌ كسالفةٍ وغرفَةٍ.

ومن الحمارِ : عروقُ مخارجِ نهيقِهِ.

والرَّجَبِيَّةُ : الشاةُ التي كانتِ الجاهليّةُ تَذبَحُها لأصنامِهِم في رَجَبٍ.

الأثر

( رَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) (٢) قيل : التقييدُ للتعيينِ ؛ لأنّهم كانوا يُنسِئونَه ويُؤخِّرونَه من شهرٍ إلى شهرٍ ، فيتحوّلُ عن موضعِهِ ، وقيل : لأنّ ربيعةَ كانتْ تُسمّي شهرَ رمضانَ رَجَباً كما تقدّمَ.

( أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ) (٣) هذا قولُ الحُبابِ بنِ المنذرِ بنِ الجَموحِ الأنصاريِّ ، قالَهُ في سقيفةِ بني ساعدةَ حينَ اختلفَ الأنصارُ والمهاجرونَ في البيعةِ.

والجُذَيْلُ : ( تصغير الجِذْل ) (٤) ـ كعِهْن ـ وهو عودٌ يُنصَبُ للإبلِ الجربى تحتكُّ به فتَستشفي. والمُحَكَّكُ : الذي كَثُرَ الحكُّ به حتّى صار مُمَلَّساً. والعُذَيْقُ : تصغيرُ العَذْقِ ـ كفَلْس ـ وهو النخلةُ. والمُرَجَّبُ : المدعومُ بالرُّجْبَةِ ـ كغُرْفَة ـ وهي الدعامةُ التي يُدعَمُ ( بها ) (٥). يريدُ أنّه رجلٌ يُستشفى بإصابةِ رأيِهِ في مِثلِ هذه الحادثةِ كالعودِ الذي تُستشفى به الإبلُ الجَربى بالاحتكاكِ به ، وفي كثرةِ التجاربِ والعلوم بِمواردِ الأحوالِ فيها كالنخلةِ الكثيرةِ الحَملِ. ثُم رمى بالرأيِ الصائبِ عندَهُ ، فقال : ( مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ) ، فكان آفِنَ رأيٍ.

__________________

(١) في النسخ : بواطن والتصويب عن معاجم اللغة انظر المحكم ٧ : ٤١٠ والمقايس ٢ : ٤٩٦ والقاموس واللسان.

(٢) الفائق ١ : ٤٤١ ، النهاية ٢ : ١٩٧.

(٣) الفائق ١ : ٢٠١ ، النهاية ٢ : ١٩٧.

(٤) ما بين القوسين سقط من « ت ».

(٥) ليست في « ت ».


المثل

( عِشْ رَجَباً تَرَ عَجَباً ) (١) أوّل من قالَهُ الحارثُ بنُ عُبادِ بنُ قيسِ بنِ ثعلبةَ ، ذلك أنّه طلّقَ امرأةً له بعدَ ما أسنَّ ، فتزوّجَها رجلٌ فشغفَها حبّاً ، فلَقِيَ الحارثَ فأخبرَهُ بمنزلتِهِ عندَها ، فقال الحارثُ : « عِشْ رَجَباً تَرَ عَجَباً » ، فأرسلَها مثلاً. يريدُ عِشْ رَجَباً بعدَ رَجَبٍ تَرَ عجائبَ ، فحَذَفَ.

أو رَجَبٌ كنايةٌ عن جميعِ السنةِ ؛ لأنّه يَحدُثُ بحدوثِها ، ومَن نَظَرَ في سنةٍ ورأى تغيُّرَ فصولِها قاسَ الدهرَ كلَّه عليها ، فكأنّه قال : عِشْ دهراً تَرَ عجائبَ ، وهو كقولِهِم : مَنْ عَاشَ كَثيراً رَأى كَثيراً.

( العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى ورَجَبٍ ) (٢) أوّل مَن قالَهُ عاصمُ بنُ المقشعِرِّ الضبّيُّ ، وذلك أنّ أخاه أُبَيْدَةَ عَلِقَ امرأةَ الخُنَيْفِسِ بنِ الخشرمِ الشيبانيِّ ، وهو أغيرُ أهلِ زمانِهِ ، فبَلَغَ الخنيفسَ ذلك ، فرَصَدَهُ حتّى قَتَلَهُ ، فلّما بَلَغَ نعيُهُ أخاه عاصماً انطلقَ حتّى وَقَفَ بفناءِ خباءِ الخنيفسِ ، وذلك في آخِرِ يومٍ من جمادى الآخِرةِ ، فناداه مستغيثاً به ، فخَرَجَ إليه وهو لا يَعرِفُهُ ، فاستعداه ـ خادعاً له ـ على رجلٍ زَعَمَ أنّه غَصَبَ أخاه امرأتَهُ وقَتَلَهُ ، فانطلقَ معه حتّى بَعُدا عن الحيِّ ، فداناه ثم قنّعَهُ بالسيفِ فأطارَ رأسَهُ ، وقال : « العَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَبٍ » فأرسلَها مثلاً ، ورَجَعَ إلى قومِهِ. يُضرَبُ للحادثِ العظيمِ يُتعجّبُ من وقوعِهِ في وقتٍ لا يُتوقّعُ حدوثُهُ فيه.

( إِذَا الْعَجُوزُ رَجَبَتْ فَرَجِّبْهَا ) (٣) أي إذا خوّفتْكَ العجوزُ نفسَها فخَفْها ، لا تَذكُر منك ما تَكرَهُ. يُضرَبُ في التحذيرِ من ملاحاةِ مَن هو مطّلِعٌ منك

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ١٦ / ٢٤٣٣.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٢٤ / ٢٤٦٩.

(٣) في « ش » : ارتجبت. وفي مجمع الأمثال ١ : ٦٨ / ٣٤٤ : ارتجبت فارجبها.


على ما لا تَعلَمُهُ.

رحب

رَحُبَ المكانُ رُحْباً ، ورَحابَةً ـ كقَرُبَ قُرْباً وقَرابَةً ـ ورَحِبَ رَحَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : اتّسعَ ، كأَرْحَبَ إِرْحاباً ، فهو رَحْبٌ ، ورَحِيبٌ ، ورُحابٌ ، كغَرْبٍ وغَريبٍ وغُرابٍ.

وأَرْحَبَهُ إرْحاباً : وسّعَهُ.

ورَحُبَتْكَ الدارُ ، كقَرُبَتْ : وَسِعَتْكَ ، وهو شاذٌّ قياساً ؛ إذ لا يوجدُ في الصحيحِ « فَعُلَ » بِالضمِّ إلاَّ لازماً ، كشَرُفَ وكَرُمَ ، ولم يَجِئْ متعدِّياً غيرُهُ ، وأصلُهُ : رَحُبَتْ بكَ الدارُ ، ثمّ كَثُرَ حتّى عُدِّيَ بنفسِهِ.

ومَرْحَباً ( بك ) (١) ، أي أَتَيتَ رُحْباً وَسَعةً لا ضِيقاً ، أو رَحُبَتْ بلادُكَ مَرْحَباً ، أي رُحْباً ، و « بكَ » بيانٌ للمدعوِّ له ، ك‍ « لكَ » في : ( هَيْتَ لَكَ ) ، أي هذا الدعاءُ لاحقٌ بكَ ، فالباءُ للتبيينِ ، وقيل : للتعديةِ ، مثلُها في : رَحُبَتْ بكَ الدارُ.

ويقال : مَرْحَبَكَ اللهُ ، أي سَنا (٢) اللهُ رُحْبَكَ ويسَّرَ لكَ السعةَ.

ومَرْحَباً بكَ اللهُ ، أي جَعَلَ لكَ الرُّحْبَ والسعةَ.

ورَحَّبَ به تَرْحِيباً : دعا له بالرُّحْبِ ، ودعاه إليه ، وقال له : مَرْحباً.

ولَقِيَهُ بالتَّرْحِيبِ : لَقِيَهُ قائلاً له ذلك.

ويقال للخيلِ : أَرْحِبي ـ أمرٌ من الإِرْحابِ ـ أي تنحّي وتوسّعي ، ويقال ذلك في المأزقِ المتضايقِ.

وقولُ الحجّاجِ حينَ أَمَرَ بقتلِ ابنِ القِرِّيَّةِ :

أَرْحِبْ يا غلامُ جرحَهُ (٣)

، أي وسِّعْهُ ؛ كنايةً عن ضربِ العنقِ.

وقِدرٌ رُحابٌ ، وامرأةٌ رُحابٌ ( كغُراب ) (٤) ، أي واسعةٌ.

ورجُلٌ رَحِيبٌ ، كغَرِيب : واسعُ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ش » : « سقى » بدل : « سنا ».

(٣) اللسان « رحب ».

(٤) ليست في « ت ».


الجوفِ أَكولٌ.

والرَّحَبَةُ ، كقَصَبَة وهَضْبَة والأوّلُ أفصحُ : ساحةُ الدارِ ومتَّسعُها ، والفجوةُ بين الدورِ ، والصحراءُ بينَ أفنيةِ القومِ ، والمحلّةُ ذاتُ النواحي يَحِلُّ عليها الناسُ ، ومن الوادي : مسيلُ مائِهِ فيه من جانَبيهِ ، والأرضُ المتّسِعةُ الكثيرةُ النباتِ يَحِلُّها القومُ ، ومَنْبَتُ الثُّمامِ ومُجْتَمعُهُ ، وموضعُ العشبِ. الجمعُ : رَحَبٌ ، ورَحَباتٌ ـ كقَصَب وقَصَبات ، ويُسكَّنانِ ـ ورِحابٌ كهِضاب ، ورُحَبٌ ـ كنَوْبَة ونُوَب ـ عن ابنِ الأعرابيّ (١).

وقال الأزهريُّ : هذا البناءُ في الجمعِ يَجِيءُ نادراً في بابِ المعتلِّ ، فأمّا السالمُ فما سَمِعْتُ فيه « فَعْلَةً » بِالفتحِ جُمِعَتْ على « فُعَلٍ » ، وابنُ الأعرابيِّ ثقةٌ لا يقولُ إلاَّ ما سَمِعَهُ (٢).

والرَّحَبَةُ ، كقَصَبَة لا غيرُ (٣) : محلّةٌ بالكوفةِ ، وموضعٌ ببغدادَ ، وقريةٌ بدمشقَ ، وأخرى باليمامةِ ، وموضعٌ بالباديةِ ، ووادٍ يَصُبُّ في الثَّلَبوتِ ، وصحراءٌ باليمامةِ بها مياهٌ وقرى ، وبلدٌ بالجزيرةِ بينها وبين قَرقيسِيا ثلاثةُ فراسخَ.

ورَحَبَةُ مالكِ بنِ طَوقٍ : مدينةٌ على الفراتِ بين الرِّقَّةِ وعانةَ ، ومالكُ بنُ طوقٍ المذكورُ من قوّادِ الرشيدِ أوّلُ من عَمَرَها ، وهي الآنَ خرابٌ بها آثارُ المدينةِ القديمةِ.

والرَّحَبَةُ الجديدةُ : بُلَيدة على فرسخٍ من الفراتِ.

وبلا لام (٤) : حيٌّ من هَمْدانَ ، منهُم : أبو المُعافَى الرَّحَبِيٌ.

__________________

(١) اللسان والمصباح المنير : ٢٢٢.

(٢) انظر تهذيب اللغة ٥ : ٢٦.

(٣) ذُكرت بعض المواضع التي أتَى ذكرها هنا في التكملة وبعضها في معجم البلدان وبعضها في القاموس والبعض الآخر في اللسان ، وضبطها في الجميع : « رَحْبَة » كهَضْبَة لا كقَصَبَة.

(٤) في اللسان والقاموس : « بنو رَحَب » بلا لام وهاء.


ورَحَبَةُ بنُ زُرْعَةَ : قبيلةٌ ، منها : أبو أسماءَ عمرُو بنُ مرثدٍ الرَّحَبِيُ ، تابعيٌّ شهيرٌ.

وبنو رَحَبَةَ : بطنٌ من حِمْيرَ (١). والنسبةُ إلى كلٍّ من البلدِ والقبيلةِ : رَحَبِيٌ بفتحتَينِ ، وقد تُسَكَّنُ في البلدِ ، وجَزَمَ ابنُ السمعانيِّ بأنّ المنسوبَ إلى البلدِ ساكنٌ وإلى القبيلةِ متحرِّكٌ (٢).

وكغُرْفَة : ناحيةٌ قربَ وادي القرى ، وقريةٌ حذاءَ القادسيّةِ ، ووادٍ قربَ صنعاءَ ، وماءٌ بأَجَإٍ ، وبئرٌ بذي ذَروانَ بالقربِ من سايةَ ، وموضعٌ بناحيةِ اللَّجاةِ قربَ الطائفِ.

والرُّحْبى ، كحُبْلى : أعرضُ أضلاعِ الصدرِ (٣) ممّا يَلي الإبطَينِ ، وهما رُحْبَيانِ ، وسِمَةٌ على جنبِ البعيرِ.

والرُّحْبُ ، كقُطْب : موضعٌ لهذيلٍ.

وكغُراب : موضعٌ بحَوْرانَ.

وككِتاب : ناحيةٌ بأَذْرَبِيجانَ.

وأَرْحَبُ ، كأَرْنَب : قبيلةٌ من اليمنِ من هَمْدانَ ثُمّ من بَكِيلٍ ، وإليها تُنسَبُ النجائبُ الأَرْحَبِيَّةُ.

ورَحائِبُ التُّخومِ من الأرضِ : اتّساعُ أقطارِها.

ومن المجاز

فلانٌ رَحْبُ الذراعِ بهذا الأمرِ ، إذا كان مطيقاً له.

ورَحْبُ الباعِ ورَحِيبُها : جوادٌ سخيٌّ.

وتَراحَبَتْ أُمورُهُ : خلافُ تضايقتْ.

وسَمَّوا : رَحْباً ككَلْبٍ ، ومَرْحَباً كمَرْكَبٍ ، ومُرَحَّباً كمُهَلَّب ، ومنه :

__________________

(١) عزا السمعاني ـ في أنسابه ٣ : ٤٩ ـ بني رحبة إلى رحبة بن زرعة الانف الذكر. وفي التكملة والقاموس « بنو رَحْبَة » بسكون الحاء.

(٢) انظر الأنساب ٣ : ٤٩.

(٣) في « ش » : أعرض الأضلاع في الصدر.


محمّدُ (١) بنُ عليِّ بنِ عساكرَ ( بن ) (٢) المُرَحَّبُ البطائحيُّ ، شيخُ القرّاءِ.

ومَرْحَبٌ ، كمَرْكَب : صنمٌ كان بحَضرَمَوتَ.

وذو مَرْحَبٍ : سادنُهُ ، وهو ربيعةُ بنُ مَعدِيكَرِبَ.

وصاحبُ الرَّحَبَةِ : أميرُ المؤمنينَ عليٌّ 7 ؛ لأنّه كان يقضي في رَحَبَةِ مسجدِ الكوفةِ ، وكان المحدِّثونَ في أيّامِ زيادِ بنِ أبيهِ يُسمّونَهُ بذلك ولا يَذكُروَن اسمَهُ خوفاً منه.

الكتاب

( وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما ) رَحُبَتْ (٣) أي بِرُحْبِها ، ف « ما » مصدريةٌ ، والباءُ بمعنى « مع » ، والمعنى : ضاقَتْ عليكُم الأرضُ مع سَعَتِها ، فلم تَجِدوا فيها موضعاً للفرارِ إليه ، أو ضاقَتْ عليكُم فلم تَثبُتوا فيها ، كمَن لا يَسَعُهُ مكانُهُ.

( هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ ، قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ ) (٤) إذا وَرَدَ التابعونَ النارَ قال خَزَنَتُها للمتبوعينَ : هذا فوجٌ داخلٌ معكُم النارَ ، كما كانوا في الدنيا معكُم ، فيقول المتبوعونَ : « لَا مَرْحَباً بِهِمْ » أي ما لَقُوا رُحْباً وسَعَةً ، بل ضِيقاً وحَرَجاً ؛ لأنَّهُم « صالُوا النَّارِ ». أو لا رَحُبَتْ بهِم الدارُ رُحْباً ، فقد تضاعفَ عذابُنا بسببِهِم ، فيقول التابعونَ (٥) : بل أنتم أحقُّ بما قُلتُم ، « أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ » ؛ لأنّكم

__________________

(١) في تبصير المنتبه ٤ : ١٢٧٥ « مَرْحَب : جماعة ، وبالتثقيل بوزن محمّد : علي بن عساكر بن المرحّب ». وكأنّ المصنّف التبس عليه الوزن فظنه اسمه ، مع أنّ المصادر مطبقة على أنّه « أبو الحسن علي بن عساكر ». انظر سير أعلام النبلاء ٢٠ : ٥٤٨.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) التوبة : ٢٥.

(٤) ص : ٥٩ و ٦٠.

(٥) في النسخ : المتبوعون ، والصواب ما أثبتناهُ.


أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا ، أي كنتم السبَب في العملِ الذي جزاؤُهُ هذا العذابُ ، واللهُ أعلمُ.

الأثر

( أَرَحُبَكُمُ الدُّخُولُ في طَاعَةِ فُلَانٍ؟ ) (١)

هو كقَرُبَ ، أي أَوَسِعَكُم وساغَ لكم ذلك؟

( كَانَ عَلِيٌّ يَقْضِي في رَحَبَةِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ) (٢)

أي في صحنِهِ وساحتِهِ المنبسِطةِ.

المثل

( ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا ) (٣) يُضرَبُ لمَن يتلدّدُ في أمرِهِ.

ردب

الرَّدْبُ ، كفَلْس : الطريقُ لا منفذَ له ؛ كأنّه مقلوبُ الدَّرْبِ.

والإِرْدَبُ ، بكسرِ أوّلِهِ وإسكانِ ثانيهِ وفتحِ ثالثِهِ وتشديدِ آخِرِهِ ، ويُفتَحُ أوّلُهُ ويُضَمُّ أيضاً ، والأوّلُ أشهرُ : مكيالٌ معروفٌ بمصرَ ، وهو عربيٌّ فصيحٌ ؛ قال الأخطلُ :

والقَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِينَارِ (٤)

وفي الحديثِ : ( وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا ) (٥) وهو أربعةٌ وستّونَ مَنّاً ، وذلك أربعةٌ وعشرونَ صاعاً بصاعِ النبيِّ 6.

__________________

(١) النهاية ٢ : ٢٠٨.

(٢) مجمع البحرين ٢ : ٦٩.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٢ / ٢٢٢٩.

(٤) نُسب هذا البيت إلى الأخطل في حياة الحيوان ٢ : ٣٣٩ واللسان والصّحاح وانكر الصّاغاني أن يكون للأخطل ، وهو غير موجود في ديوانه ، وصدره :

والخُبزُ كالعنبر الهنديّ عندَهُم

(٥) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٣٨٨ ، الفائق ٢ : ٥٣.


الجمعُ : أَرادِبُ (١).

وفي الجمهرةِ : يقال للقناةِ التي يجري فيها الماءُ في باطنِ الأرضِ : إِرْدَبٌ أيضاً ، ولا أدري ما صحّتُهُ (٢).

وبهاءٍ : القِرميِدُ ؛ وهو الآجُرّةُ الكبيرةُ ، والبالوعةُ تُصنَعُ واسعةً من الخزفِ.

وتَرَدَّبَ به تَرَدُّباً : تلطّفَ ..

وعليه : رَئِمَ وعَطَفَ.

رزب

رَزَبَهُ رَزْباً ، كقَتَلَ : سَدِكَ به ..

وفلاناً : تهدّدَهُ ، كتَرَزَّبَهُ ، لغةٌ شائعةٌ بالحجازِ.

والإِرْزَبُ ، كإِرْدَبّ : القصيرُ الضخمُ ، والكبيرُ ، والغليظُ الشديدُ ، والكَعْثَبُ.

وبهاءٍ : شبهُ عُصَيّةٍ من حديدٍ ، أو المِيتَدَةُ ، كالمِرْزَبَةِ مخفَّفةً (٣) ، وتشديدُها مع الميمِ عامّيٌّ أو قليلٌ. الجمعُ : أَرازِبُ (٤) ، ومَرازِبُ.

وكمصباح : لغةٌ في المِيزابِ ، والسفينةُ الطويلةُ. الجمعُ : مَرازِيبُ.

والمَرْزُبانُ ، بضمِّ الزايِ : كبيرُ الفُرسِ وأميرُهُم ؛ معرَّبُ : « مَرْزُوانَ ». الجمعُ : مَرازِبَةٌ. والاسمُ : المَرْزَبَةُ ، كالدَّهْقَنَةِ.

والمَرْزُبانِيُ : الأسدُ ، ويقال له : مَرْزُبانُ الزأْرةِ ، وهي الأَجَمةُ.

ورأسُ المَرْزُبانِ : موضعٌ قربَ الشِّحْرِ.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « أرْدابٌّ » ، والمثبت عن « ش » ، وهو الصواب ؛ لأنّ قياس ما كان على وزن « إفْعَلّ » أن يجمع على « أَفاعِلّ » ، فيلحق بجِرْدَحْلٍ وجَرادِحْلَ. وانظر المصباح المنير ولسان العرب ، وتهذيب اللغة ١٤ : ١٠٤.

(٢) جمهرة اللغة ١ : ٢٩٧.

(٣) ومنه : في حديث أبي جهل : ( فإذا رجل أسود يضربه بمِرْزبةٍ فيغيب في الأرض ). انظر النهاية ٢ : ٢١٩.

(٤) في « ت » و « ج » : أَرْزابٌ. والمثبت عن « ش ». وانظر المصباح المنير : ٢٢٥ وما تقدم في « ردب ».


والمَرْزُبانِيَّةُ : قريةٌ ببغدادَ.

رسب

رَسَبَ الشيءُ في الماءِ رَسْباً ، ورُسُوباً ، كقَعَدَ وقَرُبَ : ذَهَبَ فيه سُفلاً.

وأَرْسَبَهُ إِرْساباً : جَعَلَهُ راسِباً.

ومن المجاز

سيفٌ رَسُوبٌ ، ومِرْسَبٌ ، ورَسَبٌ ، ورُسَبٌ ، كرَسولٍ ومِنْبَرٍ وسَبَبٍ ورُطَبٍ : يَغِيبُ في الضَّرِيبةِ.

ورجُلٌ رَسُوبٌ ، وراسِبٌ : حليمٌ.

والرَّسُوبُ : الكَمَرَةُ ؛ لرُسُوبِها في الفرجِ.

وجبلٌ راسِبٌ : ثابتٌ في الأرضِ راسخٌ بها ، وهو أَرْسَبُ من الجبلِ.

وأَرْسَبْتُهُ إِرْساباً : أثبتُّهُ.

ورَسَبَتْ عيناهُ : غارَتا.

وأَرْسَبُوا : ذَهَبَتْ أعينُهُم في رؤُوسِهِم جُوعاً.

وراسِبٌ : حيٌّ من الأزدِ ، وآخَرُ من قُضاعةَ ، وأرضٌ بعينِها.

والرَّوْسَبُ ، كجَوْهَر : الداهيةُ.

والمَراسِبُ : الأساطينُ.

الأثر

( كُلَّمَا طَفَتْ بِهِمُ النَّارُ أَرْسَبَتْ بِهِمُ الأَغْلَالُ ) (١) ذَهَبَتْ بهِم إلى أسفلِها لثقلِها.

رستب

الرَّسْتُبِيُ ، بفتحِ أوّلِهِ وضمِّ ثالثِهِ كما ضَبَطَهُ ابنُ حجرٍ في التبصيرِ (٢) ، لا بالعكسِ كما توهّمَهُ الفيروز اباديُّ : أبو شُعَيبٍ صالحُ بنُ زيادٍ الرَّسْتُبِيُ السوسيُّ ، صاحبُ الإدغامِ.

__________________

(١) النهاية ٢ : ٢٢١ بتفاوت يسير.

(٢) في تبصير المنتبه ٢ : ٦٢٧ : الرُستُبي بمثنّاة مضمومة. وضبطت الراء ضبط قلم.


رشب

الرُّشْبَةُ ، كغُرْفَة : مِغرفةٌ تُتّخَذُ من فارغِ النارجيلِ ، لغةٌ يمانيةٌ لا يَعرِفُها أهلُ الحجازِ.

والمَراشِبُ : ما يُختَمُ به الدِّنانُ من الطينِ.

رصب

الرَّصَبُ ، كسَبَب : ما بين السبّابةِ والوسطى ممّا يلي الاشاجعَ.

رضب

رَضَبَ رِيقَ المرأَةِ ، كقَتَلَ : رَشَفَهُ.

والرُّضابُ ، كغُراب : الرِّيقُ ، أو ما يُرشَفُ منه ، أو ما رَقَّ في الفمِ وتحبّبَ ، أو ماء الفمِ ما كان في الفمِ ، فاذا فارقَهُ فهو بُزاقٌ وبُصاقٌ ـ وتَرَضَّبَها : رَشَفَ رُضابَها ـ وهو من أسماءِ الخمرِ أيضاً ..

و ـ من المسكِ : فُتاتُهُ ، وما تقطّعَ من الثلجِ ، وما تحبّبَ من النَّدَى على الشجرِ ، وما تفتّتَ من البَرَدِ والسكّرِ ، ولعابُ العسلِ ورَغوتُهُ.

وامرأةٌ عذبةُ المَراضِبِ ، أي المراشفِ.

والراضِبُ : المطرُ السَّحُّ ـ وقد رَضَبَ ، كقَتَلَ ـ وضربٌ من السدرِ ، واحدتُهُ : راضِبَةٌ ، ورَضَبَةٌ كقَصَبَة.

ورَضَبَتِ الشاةُ ، كرَبَضَتْ زنةً ومعنى ؛ قال في الجمهرةِ : وهي لغةٌ مرغوبٌ عنها ، والفصيحُ رَبَضَتْ (١).

الأثر

( كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى رُضَابِ بُزَاقِهِ ) (٢) أي ما تحبّبَ منه وانتشرَ حين تَفَلَ.

رطب

الرَّطْبُ ، كفَلْسٍ : المُبتلُّ النَّدِيُّ ـ وهو خلافُ اليابسِ الجافِّ ـ واللَّيِّنُ الرَّخْصُ

__________________

(١) جمهرة اللغة ١ : ٣١٤.

(٢) مسند أحمد ٥ : ٧٣ ، النهاية ٢ : ٢٢٨ بتفاوت.


الناعمُ لمساً ومضغاً ، وقد رَطُبَ رُطوبَةً ، ورَطابةً ـ كمَلُحَ مُلوحَةً ومَلاحَةً ـ فهو رَطْبٌ ، ورَطِيبٌ ، وكتَعِبَ لغةٌ.

وأَرْطَبَتِ القُوبَاءُ إِرْطاباً : صارتْ رَطْبَةً بعد الجفافِ.

ورَطَّبْتُ الثوبَ والطينَ تَرْطِيباً : بلَّلتُهُما ، كأَرْطَبْتُهُما إِرْطاباً.

والمَرْطوبُ : ذو الرُّطوَبةِ ؛ هكذا جاء على « مَفْعُولٍ ».

ومن المجاز

عيشٌ رَطِيبٌ : ناعمٌ.

وجاريةٌ رَطْبَةٌ : رَخْصَةٌ ناعمةٌ.

وامرأةٌ رَطْبَةٌ : فاجرةٌ.

وفي شتائمِهِم : يا ابنَ الرَّطْبَةِ.

ويا رَطابِ ، كقَطامِ : سبٌّ لها.

ورجُلٌ رَطْبٌ : فيه لِينٌ ورَخاوةٌ وضَعفٌ.

ولؤلؤٌ رَطْبٌ : حديثُ العهدِ بصَدَفِهِ.

ورَطُبَ لساني بذكرِكَ ، وهو رَطِيبٌ به ، أي لا أَزالُ أَذكُرُكَ.

والرَّطْبَةُ ، كهَضْبَة : القَتُ الرَّطْبُ.

الجمعُ : رِطابٌ ، كهِضاب.

ورَطَبْتُ الفرسَ رَطْباً ورُطُوباً ، كقَتَلَ : عَلَفتُهُ إيّاها ، فهو مَرْطُوبٌ.

وكقُفْل وعُنُق : الرِّعيُ الأخضرُ من بُقُولِ الربيعِ ، قيل ، وهو اسمٌ جامعٌ لا يُفرَدُ ، ( وقيل ) (١) : واحدُهُ : رُطْبَةٌ ، كغُرْفَة.

وأَرْطَبَتِ الأرضُ إِرْطاباً : كَثُرَ رُطْبُها ، وهي أرضٌ مُرْطِبَةٌ ، كمُحْسِنَة : كثيرتُهُ.

وأَرْطَبَ القومُ : صاروا فيه.

والرُّطَبُ ، كصُرَد : ثمرُ النخلِ إذا أدركَ ونَضِجَ ، واحدتُهُ بهاءٍ. الجمعُ : أَرْطابٌ ، ورِطابٌ.

وأَرْطَبَ البُسرُ إِرْطاباً : صار رُطَباً ، كرَطَّبَ تَرْطِيباً ..

والنخلُ : صار ما عليه رُطَباً ..

وفلانٌ : كَثُرَ عندَهُ الرُّطَبُ ..

__________________

(١) في « ت » : « أو » بدل « قيل ».


و ـ أرضُهُم : كَثُرَ رُطَبُها ..

وزيدٌ القومَ : أَطعمَهُم الرُّطَبَ ، كرَطَّبَ تَرْطِيباً.

وأرضُ بني فلانٍ مُرْطِبَةٌ ، كمُحْسِنَة : كثيرةُ الرُّطَبِ.

وبئرٌ مَرْطَبَةٌ ، كمَرْحَلَة : عذبةٌ بين أملاحٍ.

وأحمدُ بنُ سلامةَ بنِ الرُّطَبِيِ ـ نسبةٌ إلى بيعِ الرُّطَبِ ـ : من كبارِ الشافعيّةِ ، أَخَذَ عن أبي إسحاقَ الشيرازيِّ.

الكتاب

( وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ ) (١) هما عبارةٌ عن استيعابِ الأجسامِ ، أو ما يَنبُتُ وما لا يَنبُتُ ، أو الماءُ والنارُ ، أو الحيُّ والميّتُ ، أو ما يَقبَلُ صُوَراً مختلفةً وما يَلزِمُ صورةً واحدةً ، أو المضغةُ في الرَّحِمِ قبلَ تمامِ الخِلقةِ وما تَمَّ خلقُهُ.

الأثر

( يَتْلوُنَ كِتَابَ اللهِ رَطْباً ) (٢) أي لا شدّةَ في أصواتِهِم ، شُبِّهَ الصوتُ بالجسمِ الرَّطْبِ بجامعِ اللِينِ ، فاستُعِيرَ له هذا الوصفُ وأُسنِدَ إليه ، ثمّ أُسنِدَ إلى الكتابِ المتلوِّ به على سبيلِ المجازِ في الإسنادِ مبالغةً.

( فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ) (٣) أي حيّةٍ ؛ إذ الرُّطوبةُ لازمةٌ للحياةِ ، أي في إرواءِ كلِّ حيوانٍ أجرٌ.

أو حارّةٍ ؛ لأنّ الكبدَ إذا ظَمِئَتْ أو أُلقِيتْ على النارِ رَطُبَتْ ، ويؤيّدُهُ روايةُ البيهقيِّ عن سراقَة : ( في الكَبِدِ الحَرَّى أَجْرٌ ) (٤).

أو هي من بابِ ما تَؤولُ إليه ، أي كبدٌ يُرَطِّبُها شيءٌ.

__________________

(١) الأنعام : ٥٩.

(٢) صحيح مسلم ٢ : ٧٤٢ / ١٤٤ و ١٤٥.

(٣) مسند أحمد ٢ : ٣٧٥ و ٥١٧ ، صحيح مسلم ٤ : ١٧٦١ / ١٥٣ ، الموطّأ ٢ : ٩٢٩ / ٢٣.

(٤) السنن الكبرى ٤ : ١٨٦ وفي النسخ : الحارّة ، والمثبت من المصدر.


( وَإنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا ) (١) أي قبلَ أنْ يَجفَّ رِيقُهُ.

( رَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ ) (٢) استيعابٌ لنوعِ الإنسانِ ، أو أهلَ البحرِ والبرِّ ، أو النباتَ والشجرَ ، أو المدرَ والحجرَ.

( يُصَلِّي عَلَى الرَّطْبَةِ النَّابِتَةِ ) (٣) كهَضْبَة ، أي الفِصْفِصَةِ ؛ وهي القَتُ الرَّطْبُ.

المصطلح

الرُّطُوبَةُ : كيفيّةٌ تقتضي سهولةَ التشكُّلِ والتفرُّقِ والاتّصالِ.

رعب

رَعَبَ رُعْباً ، كمَنَعَ : خافَ ، فهو راعِبٌ.

ورَعَبْتُهُ رُعْباً ، كمَنَعْتُهُ : أَخَفتُهُ ، فأَنا راعِبٌ له ، وهو مَرْعُوبٌ ، كرَعَّبْتُهُ تَرْعِيباً وتَرْعاباً ، فارْتَعَبَ ، ولا تَقُلْ : أَرْعَبْتُهُ ، وحكاها بعضهم ، والاسم : الرُّعْبُ ، بالضمِّ ، وتُضَمُّ العينُ إتباعاً.

والتِّرْعابَةُ ، بالكسرِ : الفَرُوقةُ من كلِّ شيءٍ.

ومن المجاز

سيلٌ راعِبٌ : يَرْعَبُ بكثرتِهِ وسَعَتِهِ اذا ملأَ الواديَ ، ومنه : رَعَبْتُ الحوضَ فرَعَبَ ، كمَنَعَ فيهما : مَلَأتُهُ فامتلأَ.

وحِسْيٌ مُتْرَعِبٌ ، كمُضْمَحِلٍّ : يَأخُذُ الماءَ الكثيرَ الجمَّ.

والرَّعِيبُ : المُمتِلىءُ سَمناً يَقطُرُ دسمُهُ من سِمَنِهِ.

ورجُلٌ رَعِيبُ العينِ ، ومَرْعُوبُها : ما يُبصِرُ شيئاً إلاَّ فَزِعَ منه.

ورَعَبَتِ الحمامةُ ، كمَنَعَتْ ، ورَعَّبَتْ تَرْعِيباً : شدّدَتِ الصوتَ في تطريبِها ، وملَأَتْ به مجارِيَهُ ، كأنّها تَرُوعُ به ، وهي حمامةٌ راعِبِيَّةٌ ، وحمامٌ راعِبِيٌ ، على لفظِ

__________________

(١) مسند أحمد ١ : ٣٧٧ و ٤٢٢ و ٤٢٨.

(٢) سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٢٢ / ٤٢٥٧ ، سنن الترمذيّ ٤ : ٦٧ / ٢٦١٣.

(٣) الكافي ٣ : ٣٣٢ ب ٢٧ ح ١٣.


المنسوبِ وليس به. وقيل : نسبةٌ إلى راعِبٍ ؛ وأرضٍ أَصلُهُ منها. الجمعُ : رَواعِبُ.

والرَّعَبُ ، كسَبَب : رُقيةٌ من السحرِ ـ وقد رَعَبَ الراقي كمَنَعَ ، رَعْباً ورَعَباً محرَّكةً ، وهو رجُلٌ رَعّابٌ كشَدّاد : رقّاءٌ ـ والتهديدُ والوعيدُ ، وكلامٌ لهم يُلهَبونَ به ويُشجَّعونَ ، وقد رَعَبْتُهُ كمَنَعْتُهُ.

وكقُفْل : الرُّعْظُ ؛ وهو مدخل النصل في السهم.

ورَعَبْتُ السهمَ ، كمَنَعْتُهُ : كَسَرتُ رُعْبَهُ.

ورَعَّبْتُهُ تَرْعِيباً : أصلحتُ رُعْبَهُ.

ورَعَبْتُ السنامَ وغيرَهُ ، كقَطَعْتُهُ زنةً ومعنىً ، كرَعَّبْتُهُ تَرْعِيباً ، والقطعةُ منه : رُعْبوبَةٌ ـ بالضمّ ـ وتَرْعِيبَةٌ ، الجمعُ : تَرْعيبٌ بالفتح فيهما ، والكسر على الإتباع ، ولم يُحْفَلْ بالساكن ؛ لأنّه حاجزٌ غيرُ حصين.

وقيل : التَّرْعِيبُ : السنامُ المُقطّع شطائبَ مستطيلةً ، وهو اسمٌ لا مصدرٌ.

وجاريةٌ رُعْبُوبَةٌ ، ورُعْبُوبٌ بضمِّهِما ، ورِعْبِيبٌ بالكسر : شطبةٌ تارّةٌ ، أو بيضاءٌ ناعمةٌ ، أو رطبةٌ حلوةٌ حسنةٌ ، أو طويلةٌ ..

ومن النوق : الخفيفةُ الطيّاشةُ. الجمعُ : رَعابِيبُ.

ورجُلٌ رُعْبُوبٌ ، بالضمِّ : جبانٌ ضعيفٌ.

والرُّعْبَبُ ، بضمِّ أوّله وفتح ثالثه : أصلُ الطلعةِ ، كالرُّعْبوبَةِ ، بالضمّ.

والمَرْعَبَةُ ، كمَرْحَلَةٍ : أنْ تَثِبَ وثْبَةً إلى أحدٍ فَتقعُدَ عندَهُ وهو غافلٌ عنك فيَفزَع لها ، أو كلُّ قفزةٍ ووثبةٍ يُفزعُ منها.

والرَّعْباءُ ، كصَهْباءَ : موضعٌ ، قال صاحبُ المحكمِ : وليس بثبت (١).

الكتاب

( وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ ) رُعْباً (٢) تقدّمَ في « ملأ ».

__________________

(١) المحكم والمحيط الأعظم ١ : ١٣٤.

(٢) الكهف : ١٨.


( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ) (١) ألقى فيها الخوفَ من النبيِّ 6 وأصحابِهِ ، مع كونِهِم في الحصونِ ، حتّى أسلموا أنفسَهُم للقتلِ وأهليهم وذراريَهم للأسرِ ، حسبَما يَنطِقُ به قولُهُ تعالى : ( فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ) (٢).

الأثر

( نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ) (٣) أي ألقى اللهُ الخوفَ منه في قلوبِ أعدائِهِ وهو بعيدٌ عنهُم مسيرةَ شهرٍ ، فخافوه وفَزِعوا منه.

رعتلب

الرَّعْتَلِيبُ ـ كعَنْدَلِيب ـ من النساءِ : الملاطِفةُ ..

ومن الرجال : من يُمزِّقُ ما قَدِرَ عليه. الجمعُ : رَعاتِلُ ، كعَنادِلَ.

رغب

رَغِبَ فيه ، كتَعِبَ : أرادَهُ ، كرَغِبَهُ ..

وعنه : لم يُرِدْهُ ..

وإليه : سَأَلَهُ ، وقد رَغِبَ رَغَباً كتَعَب ، ورَغْباً كضَرْبٍ ، ورُغْباً كقُرْبٍ ، ورَغْبَةً كرَحْمَةٍ ، ورَغَبَةً كأَدَمَةٍ ، ورُغَبَةً كتُخَمَةٍ ، ورَغْبَى كشَكْوى ، ورُغْبَى كرُجْعى ، ورَغْبَاءً كبَغْضاءَ ، ورَغَبُوتاً كجَبَرُوت ، ورَغَبُوتَى كرَهَبُوتى ، ورَغَباناً كغَلَيان.

ورَغَّبْتُهُ تَرْغِيباً : حَمَلتُهُ على الرَّغْبَةِ ، كأَرْغَبْتُهُ إِرْغاباً.

وتَراغَبُوا في الخيرِ : تنافسوا في الرَّغْبَةِ فيه.

وخَطَبَ فأَصابَ المَرْغَبَ ، أي محلَ الرَّغْبَةِ.

ورَغِبَ بنفسِهِ ، وبفلانٍ عن كذا : كَرِهَهُ

__________________

(١) الأحزاب : ٢٦.

(٢) النهاية ٢ : ٢٣٣ ، مجمع البحرين ٢ : ٧١.

(٣) النهاية ٢ : ٢٣٣ ، مجمع البحرين ٢ : ٧١.


له ورَفَعَهُ عنه.

والرَّغِيبَةُ : العطاءُ الكثيرُ المَرغُوبُ فيه ، وما يُرْغَبُ فيه من كلِّ نفيسٍ. الجمعُ : رَغائِبُ.

ورَغُبَ الشيءُ رُغْباً ، ورَغابَةً ، كرَحُبَ رُحْباً ورَحابَةً زنةً ومعنىً ، أي اتّسعَ ، ومنه : رجُلٌ رَغِيبٌ : واسعُ الجوفِ أكولٌ ، ورِغِّيبٌ ـ كسِكِّين ـ للمبالغةِ ، وقد رَغُبَ رُغْباً ، كقَرُبَ قُرْباً.

ووادٍ رَغِيبٌ ، ورُغُبٌ كعُنُق : واسعٌ كثيرُ الأخذِ للماءِ.

وتَراغَبَ الوادي : اتّسعَ.

وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوِ : واسعُ الخطوِ كثيرُ الأخذِ من الأرضِ.

وسيفٌ رَغِيبٌ : عريضٌ.

وأرضٌ رَغابٌ ـ كسَحابٍ وتُكسَرُ ـ ورُغُبٌ ، كعُنُق : ليّنةٌ دَمِثَةٌ واسعةٌ ، أو لا تَسِيلُ إلاَّ من مطرٍ كثيرٍ.

وأَرْغَبَ اللهُ قدرَكَ : وسّعَهُ وأبعدَ خَطوَهُ.

ورجُلٌ مُرْغِبٌ ، كمُحْسِن : واسعُ الثروةِ موسرٌ.

ولي عن هذا الأمرِ مَرْغَبٌ ، كمَذْهَب : متّسعٌ ومندوحةٌ.

وفي الأرضِ مَرْغَبٌ للمرءِ عن السؤالِ : مُضطَرَبٌ للمعاشِ. الجمعُ : مَراغِبُ.

ورَغْباءُ ، كصَهْباءَ : بئرٌ.

والرُّغْبانَةُ ، بالضمِّ : عُقدةُ شِسْعِ النعلِ ممّا يَلي الأرضَ.

وعبدُ العظيمِ بنُ حَبِيبِ بنِ رَغْبانَ ـ كغَضْبانَ ـ عن أبي حنيفةَ وطبقته ، متروكٌ.

وعبدُ الغفّارِ بنُ أحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عبدِ الصمدِ بنِ رُغْبانَ ـ كثُعْبان ـ الحمصيُ الرُّغْبانِيُ : مُحدِّثٌ.

والمِرْغابُ ، كمِحْراب : سيفُ مالكِ بنِ دينارٍ (١).

__________________

(١) في القاموس : مالك بن جَمّاز.


ومَرْغابُ ، كمَرْوانَ : نهرٌ بمروِ الشاهِجانِ ، و ( قرية ) (١) من نواحي هراتَ ، وموضعُهُ « م ر غ ب » ؛ لأنّه « فَعْلالٌ » لا « مَفْعالٌ » ، وهو اسمٌ عجميٌّ مركَّبٌ من « مرغَ » وهو اسمُ موضعٍ و « آب » وهو الماءُ ، ووَهِمَ الفيروز اباديُّ في ذكرِهِ هنا (٢).

الكتاب

( وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً ) (٣) كسَبَب فيهما ، وقُرِئَ في الشواذِّ كضَرْب (٤) ، أي للرغبةِ في الثوابِ والفضلِ والخوفِ من العقابِ والعدلِ ، ونصبُهُما يحتمِلُ المصدريّةَ والحاليّةَ والمفعولَ لأجلِهِ.

الأثر

( الرُّغْبُ شُؤْمٌ ) (٥) هو كقُفْل ، يريدُ الشَّرَهَ وكثرةَ الأكلِ ، وأصلُهُ سعةُ الجوفِ.

( ظَعْنَةً رَغِيبَةً ) (٦) أي سُفرةً واسعةً ممتدّةً.

( الرَّغْبَاءُ إلَيْكَ ) (٧) كصَهْباءَ : الرغبةُ.

( لَا تَدَعْ رَكْعَتَي الفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ ) (٨) جمعُ رَغْبَةٍ (٩) ؛ وهي ما يُرْغَبُ فيه من الثوابِ ، ومنها : صلاةُ الرَّغائِبِ ، أوّلَ ليلةِ جمعةٍ من رجبٍ.

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج ».

(٢) وفي الجمهرة ١ : ٣٢٠ : المِرغاب بالكسر ، وقال باشتقاقه من : « موضع رغبت : واسع » ، فعليه فهو « مِفْعَال » ، وبه صرح البكريّ في معجم ما استعجم ٤ : ١٢١٥. لكنّ ما ذكره المصنّف هو الصواب لأعجمية هذا الاسم.

(٣) الأنبياء : ٩٠.

(٤) قرأ بها أبو عمرو وابن وثّاب والأعمش. انظر مختصر ابن خالويه : ٩٢ ومعجم القراءات القرآنية ٤ : ١٤٩.

(٥) الفائق ٢ : ٧٠ ، النهاية ٢ : ٢٣٨.

(٦) النهاية ٢ : ٢٣٦.

(٧) صحيح مسلم ٢ : ٨٤١ / ١٩ ، النهاية ٢ : ٢٣٧.

(٨) الغريب لابن الجوزي ١ : ٤٠٣ ، النهاية ٢ : ٢٣٨.

(٩) في « ت » و « ج » : رَغِيبَة. والمثبت عن « ش ».


رقب

الرَّقَبَةُ ، كقَصَبَة : العُنُقُ ، أو أصلُهُ ، أو أصلُ مؤخَّرِهِ. الجمعُ : رِقابٌ ، ورَقَبٌ ، وأَرْقُبٌ ، ورَقَباتٌ.

ومن المجاز

مَلَكَ رَقَبَةً ، أي مملوكاً.

ورجُلٌ أَرْقَبُ كأَصْهَبَ ، ورَقَبانٌ ، ورَقَبانِيٌ ، كسَرَطان وسَرَطانِيّ : عظيمُ الرَّقَبَةِ ، والاسمُ : الرَّقَبُ كسَبَب ، تقول : هو أَرْقَبُ بيّنُ الرَّقَبِ ، وقيل للأسدِ : أَرْقَبُ ؛ لغلظِ رَقَبَتِهِ.

والعربُ تلقّبُ العجمَ بـ « رِقابِ المَزاوِدِ » ؛ لأنّهُم حُمْرٌ ، تقول : مَن أَنتم يا رِقابَ المزاودِ؟

ورَقَبْتُهُ ، كقَتَلْتُهُ : وَضَعتُ الحبلَ في رَقَبَتِهِ.

ورَقَبْتُ الشيءَ أيضاً رُقُوباً ـ بالضمِّ ويُفتَحُ ـ ورِقْبَةً ورِقْباناً كهِجْرَة وهِجْران ، ورَقابَةً كجَهالَة : انتظرتُهُ ، ورَصَدتُهُ ، وتوقّعتُهُ ، كتَرَقَّبْتُهُ ، وارْتَقَبْتُهُ ..

والشيءَ : راعيتُهُ لأَحرُسَهُ وأَحفَظَهُ ، كراقَبْتُهُ ، فأنا رَقِيبُ.

ومن المجاز

رَقَبَهُ ، وراقَبَهُ : حاذرَهُ ؛ لأنّ الخائفَ يَرْقُبُ العِقابَ ويتوقّعُهُ.

وباتَ يَرْقُبُ النجومَ ويُراقِبُها : يَرعاها ، ويُراعِيها.

والرَّقِيبُ : المُهَيْمِنُ ، والحارسُ ، والطليعةُ ، وأمينُ أصحابِ المَيسِرِ ، أو المُوكَّلُ على الضَّرِيبِ ـ وهو الذي يَضرِبُ القِداحَ ـ والثالثُ من سهامِ الميسرِ ، وضربٌ من الحيّاتِ خبيثٌ. الجمعُ : رَقِيباتٌ ، ورُقُبٌ ..

و ـ من النجومِ : ما يَغِيبُ عندَ طلوعِ نجمٍ آخَرَ ؛ كأنّه ينتظرُ طلوعَهُ ، أو ما يَطلعُ عندَ غروبِهِ.

ورَقِيبُ الثُّرَيّا : الدَّبَرانُ ؛ لأنّه يَتبَعُها ولا يُفارِقُها أبداً ، فلا يزالُ يَرقُبُ طلوعَها ؛ يقال : لا آتيكَ أو يَلقى الثريّا رَقِيبُها ، أي لا آتيكَ أبداً.

وقالوا للخَلَفِ : رَقِيباً ؛ لأنّه كالدَّبَرانِ


للثريّا ، تقول : نِعمَ الرَقِيبُ أنتَ لأبيكَ ولأسلافِكَ.

الرَقوبُ ، كصَبور : المرأةُ التي تَرقُبُ ( موتَ ) (١) زوجِها لتَرِثَهُ ، ومَن لا يَعِيشُ له ولدٌ من الناسِ رجلاً كان أَو امرأةً ـ لأنّه متى ولِدَ له ولدٌ فهو يَرقُبُ موتَهُ أي يتوقّعُهُ ، أو يخافُهُ ـ والناقةُ التي لا تَشرَبُ مع سائرِ الإبلِ ، فهي تَرقُبُ أن تَشرَبَ صواحبُها ثمّ تَشرَبُ ، أو لأنّها تخافُ الزِّحامَ.

وأُمُ الرَّقُوبِ : المنيّةُ ، والداهيةُ ، كأُمِ الرَّقَبُوتِ ، كجَبَروت.

والمَرْقَبُ ـ كمَرْحَب ـ وبهاءٍ : الموضعُ المرتفعُ والمكانُ العالي يَقِفُ عليه الرَّقِيبُ.

وأَرْقَبَ ، وارْتَقَبَ : عَلا مَرْقَباً.

والرِّقْبةُ ، كحِشْمَة (٢) : الاحترازُ والحَذَرُ ، وهي اسمٌ من : رَقَبَهُ وراقَبَهُ (٣) ، إذا حَذِرَهُ وخافَهُ (٤) ، ومنه : وَرِثَ المجدَ عن رِقْبَةٍ ، أي كلالةٍ ؛ لأنّه يخافُ أنْ لا يَسلَمَ له لخفاءِ نسبِهِ.

وبالضمِّ : حفرةٌ تُحفَرُ للنمِرِ إذا أرادوا صيدَهُ ، كالزُّبْيَةِ للأسدِ.

وكسَحابَة (٥) : الوَغْدُ الدنيُّ من الرجالِ.

وكالمُحَصَّبِ : الجلدُ يُسلَخُ من أعلى الرَّقَبَةِ.

ورَقَبَةُ بنُ مَصقَلَةَ ـ كقَصَبَة ـ : روى عن التابعين (٦).

ورَقَبَةُ : مولى جَعدَةَ ؛ عن أبي هُرَيرةَ.

وعبدُ اللهِ بنُ رَقَبَةَ العبديُّ : قُتِلَ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ت » و « ج » : والرَّقَبَة كخَشَبة.

(٣) في « ت » و « ج » : وأَرقَبَهُ.

(٤) في « ت » و « ج » : وخاف.

(٥) في اللسان والقاموس : « رَقّابَة » مشدّداً كعَلاّمَة.

(٦) في « ت » و « ج » : « البخاري » وهو تصحيف والمثبت عن « ش ». انظر تبصير المنتبه ٢ : ٦١٠.


يومَ الجَمَلِ.

ومَلِيحُ بنُ رَقَبَةَ : مُحدِّثٌ.

والنَّقّادُ ذو الرَّقَبَةِ ، يأتي في الأثرِ.

و ( ذو ) (١) الرُّقَيْبَةُ ، كجُهَيْنَةَ : مالكٌ القُشَيريُّ.

وذو الرُّقَيْبَةِ ، كنُجَيْبَة : جبلٌ بخَيبَرَ.

والأشعَرُ الرَّقَبانُ ، كرَمَضانَ : شاعرٌ اسمُهُ عمروُ بنُ حارثةَ الأسديُّ.

وبلا لامٍ : موضعٌ.

وذو المُرَيْقِبِ ، كمُهَيْمِن : وادٍ بأرضِ الشَّرَبَّةِ ، ومنه : يومُ المُرَيْقِبِ لبني عبسٍ على بني فزارةَ.

الكتاب

( فَكُ رَقَبَةٍ ) (٢) هي في الأصلِ اسمٌ للعضوِ المخصوصِ ، ثُمّ عُبِّرَ بها عن جملةِ الإنسانِ ، أي تخليصُ رَقَبَةٍ من رِقٍّ أو قتلٍ أو حبسٍ ، أو هو الإعانةُ في تخليصها دونَ الانفرادِ بعتِقها ، أو فكُّ الإنسانِ رَقَبَتَهُ من الذنوبِ بالتوبةِ ، أو فكُّها من العقابِ بتحمّلِ الطاعاتِ.

( وَفِي الرِّقابِ ) (٣) أي في فكِ الرِقابِ ؛ ( وهو إعانة المكاتَبين حتّى يفكّوا رقابهم ، أو في ابتياعِ الرقابِ ) (٤) وإِعتاقِها ، أو في فكِّ الأسرى.

( لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً ) (٥) لا يُراعوا فيكم يميناً ولا عهداً.

( وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ ) رَقِيبٌ (٦) انتظروا ما وَعَدَكُم ربُّكُم من العذابِ إنّي معكم مُنتظِرٌ حلولَهُ بكم ، أو انتظروا (٧) اللعنةَ والعذابَ إنّي مُنتظِرُ الرحمةَ والثوابَ.

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج ».

(٢) البلد : ١٣.

(٣) البقرة : ١٧٧ ، التوبة : ٦٠.

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٥) التوبة : ٨.

(٦) هود : ٩٣.

(٧) في « ت » و « ش » : وانتظروا.


( فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ) (١) فانتظرْ ما يَحِلُّ بهم من العذابِ ، إنّهُم منتظرونَ أنْ تَحِلَّ بكَ الدوائرُ.

( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ ) (٢) يتوقّع المكروهَ من جِهَتِهِم ، أو لِحاقَ الطالبينَ له.

( وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً ) (٣) ناظراً وحافظاً ومُهَيمِناً.

الأثر

( أَنْفَقْتُهُ في رَقَبَةٍ ) (٤) في فكِ رَقَبَةٍ أسيرةٍ.

( لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ ) (٥) أي عَينُها ونفسُها ، يعني ما كان من أرضِ الخَراجِ فهو للمسلمينَ ليس لأصحابِهِ قبلَ الإسلامِ فيه شيءٌ ؛ لأنّه فُتِحَ عَنْوةً.

وفي حديثِ الخيلِ : ( لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ في رِقَابِهَا وَظُهُورِهَا ) (٦) أرادَ بحقِ الرِّقابِ الإحسانَ إليها ، وبحقِّ الظهورِ الحملَ عليها.

( ارقُبُوا مُحَمَّداً في أَهْلِ بَيْتِهِ ) (٧) أي راعوه واحفَظوه برعايتِهِم واحترامِهِم.

( مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالوا مَنْ لا يَبْقَى لَهُ وَلَدٌ ، فَقَالَ : بَلِ الرَّقُوبُ مَنْ لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ الْوَلَدِ شَيْئاً ) (٨) أي مَن لم يَمُتْ له ولدٌ قبلَهُ ، يريدُ أنّ ولدَ المسلمِ في الحقيقةِ مَن قدّمَهُ فَرَطاً فاحتسبَهُ ، ومَن لم يُرزَقْ ذلك فهو كالذي لا ولدَ له.

( الرُّقْبَى لِمَنْ أَرْقَبَهَا ) (٩) هي ـ كحُبْلى ـ أنْ يقولَ الرجُلُ لآخَرَ : جَعَلتُ لكَ هذه الدارَ ، فإنْ مُتَّ قبلي

__________________

(١) الدخان : ٥٩.

(٢) القصص : ٢١.

(٣) الأحزاب : ٥٢.

(٤) صحيح مسلم ٢ : ٦٩٢ / ٣٩.

(٥) الغريب لابن قتيبة ٢ : ٢٧٨ / ٦ النهاية ٢ : ٢٤٩.

(٦) النهاية ٢ : ٢٤٩.

(٧) النهاية ٢ : ٢٤٨ ، مجمع البحرين ٢ : ٧٣.

(٨) الفائق ٢ : ٧٦ ، النهاية ٢ : ٢٤٩.

(٩) النهاية ٢ : ٢٤٩ ، مجمع البحرين ٢ : ٧٣.


رَجَعَتْ إليَّ ، وإنْ مُتُّ قبلَكَ فهي لكَ ، وهي من المُراقَبَةِ ؛ لأنّ كلًّا منهُما يَرْقُبُ موتَ صاحبِهِ ، وأَرْقَبَها إيّاهُ : قال له : هي لكَ رُقْبى.

( يَرْقُبُ الوَقْتَ ) (١) من : رَقَبْتُ الفجرَ ، إذا انتظرتُ وقتَ طلوعِهِ.

( النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ ) (٢) من : نَقَدَ الطائرُ الحبَّ : نَقَرَهُ ، أو مِن : نَقَدَتْهُ الحيّةُ : لَدَغَتْهُ. وذو الرَّقَبَةِ : الطويلُ العنقِ. ومن خبرِهِ ما رَوَتْهُ عائشةُ بنتُ عبدِ الرحمانِ بنِ السائبِ عن أبيها ، قال : جمّعَ زيادُ بنُ أبيهِ شيوخَ أهلِ الكوفةِ وأشرافَهُم في مسجدِ الرَّحَبَةِ ؛ لَيأمُرَهُم بسبِّ عليٍّ 7 والبراءَةِ منه ، وكنتُ فيهِم ، فكان الناسُ من ذلك في أمرٍ عظيم ، فغَلَبَتْني عينايَ فنُمتُ ، فَرأَيتُ في النومِ شيئاً طويلاً ، طويلَ العنقِ أهدلَ أهدبَ ، فقلتُ : مَن أنتَ؟ قال : أنا النقّادُ ذو الرَّقَبَةِ ، قلتُ : وما النقّادُ ذو الرَّقَبَةِ؟ قال : طاعونٌ ، بُعِثتُ إلى صاحبِ هذا القصرِ لأَجتَثَّهُ من جديدِ الأرضِ ، كما عَتا وحاولَ ما ليس له بحقٍّ ، قال : فانتبهتُ فَزِعاً وأنا في جماعةٍ من قومي ، فقلت : هلَ رَأَيتُم ما رَأَيتُ؟ فقال رجُلانِ منهم : رَأَينا كيتَ وكيتَ ، على الصفةِ ، وقال الباقونَ : ما رَأَينا شيئاً ، فما كان بأسرعَ من أنْ خَرَجَ خارجٌ من الدارِ ، فقال : يا هؤلاءِ انصرفوا ، فإنّ الأميرَ عنكم مشغولٌ ، فسَأَلناه عن خبرِهِ ، فخبّرنَا أنّه طُعِنَ في ذلك الوقتِ. فما تفرّقنا حتّى سَمِعنا الواعيةَ عليه ، فأنشأتُ أقولُ في ذلك :

قَدْ جَشَّمَ النَّاسَ أَمْراً ضَاقَ ذَرْعُهُمُ

بِحَمْلِهِ حِينَ نَادَاهُمْ إلَى الرَّحَبَهْ

يَدْعُو عَلَى نَاصِرِ الْإِسْلَامِ حِينَ رَأَى

لَهُ عَلَى الْمُشْرِكيِنَ الطَّوْلَ وَالْغَلَبَهْ

مَا كَانَ مُنْتَهِياً عَمَّا أَرَادَ بِنَا

حَتَّى تَنَاوَلَهُ النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَهْ

__________________

(١) انظر مجمع البيان ٥ : ٥٥٤.

(٢) كنز الفوائد ١ : ١٤٦ ، مروج الذهب ٣ : ٢٦.


فَأَسْقَطَ الشِّقَّ مِنْهُ ضَرْبَةً عَجَباً

كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْماً صَاحِبَ الرَّحَبَهْ (١)

المصطلح

المُراقَبَةُ : استدامةُ عِلمِ العبدِ باطّلاعِ الربِّ في جميعِ أحوالِهِ.

وفي ميزانِ الشِعرِ : أنْ يكونَ الجزءُ في عَروضِ المضارعِ والمُقتضَبِ مرّةً « مَفاعِيلُ » ومرّةً « مَفاعِيلُنْ » (٢).

المثل

( أَرْقُبُ لَكَ صُبْحاً ) (٣) أي أَنتظرُ ، يقولُهُ الرجُلُ لمَن يتوعّدُهُ ، يريدُ ستُصِبحُ فتَرى أنّكَ لا تَقدَرُ على ما توعّدتَني به. ويقال أيضاً للرجُلِ يُحدِّثُكَ بحديثٍ فُتكِّذبُهُ ، أي سيَظهَرُ كذبك.

( ارْقُبِ البَيْتَ مِنْ رَاقِبِهِ ) (٤) أي احفَظْ بيتَكَ من حافظِهِ ، وانظُرْ مَن تُخلِّفُهُ فيه. وأصلُهُ : أنّ رجُلاً خلّفَ عبدَهُ في بيتِهِ ، فَرَجَع وقد ذَهَبَ العبدُ بجميعِ ما فيه ، فقال هذا ، فذَهَبَ مثلاً.

( وَرِثْتُهُ عَنْ عَمَّةٍ رَقُوبٍ ) (٥) هي التي لا يَعِيشُ لها ولدٌ ، فهي أرأفُ بابنِ أخيها. يُضرَبُ لمَن ينالُ شيئاً ممّن يُؤثِرُ أن يُنِيلَهُ إيّاهُ.

ركب

رَكِبْتُ الدابّةَ وعليها ، والسفينةَ وفيها ـ كتَعِبْتُ ـ رُكُوباً ، ومَرْكَباً : عَلَوتُها ، فأنا راكِبٌ ورَكِيبٌ (٦). الجمعُ : رُكّابٌ ، ورُكْبانٌ ، ورُكُوبٌ ، ورِكَبَةٌ ، كجُهّال ورُعْيانٍ وشُهُود وقِرَدَة ، والاسمُ : الرِّكْبَةُ كحِشْمَة.

__________________

(١) انظر كنز الفوائد ١ : ٤٦ ، ومروج الذهب ٣ : ٢٦.

(٢) تساهل المصنّف في تعريف المراقبة تبعاً للقاموس. انظر تاج العروس وتحقيق الأمر.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٩٥ / ١٥٥٩.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٣١٣ / ١٦٨٦.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٣٦٩ / ٤٣٨٦.

(٦) في « ش » : « ركوب » بدل : « ركيب ».


وتقولُ : مَرَّ بنا راكِبٌ ، إذا كان على بعيرٍ خاصّةً ، فإذا كان على حافرٍ ـ فرسٍ أو حمارٍ ـ قُلتَ : فارسٌ وحمَّارٌ ، أو فارسٌ [ على ] (١) حمارٍ. وهم رُكْبانُ الإبلِ ، ورُكّابُ السُّفُنِ.

والرَّكْبُ ، كصَحْب : أصحابُ الإبلِ في السفرِ إذا كانوا عَشَرَةً فصاعداً ، وهو اسمُ جمعٍ عندَ الجمهورِ ، وجمعُ راكِبٍ عندَ بعضِهِم ، ومثلُهُ الصَّحْبُ. الجمعُ : أَرْكُبٌ ، ورُكُوبٌ ، كأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ.

والأُرْكُوبُ ، كأُسْلُوب : أكثرُ من الرَّكْبِ ، والرَّكَبَةُ ـ ككَتَبَة ـ أقلُّ منه.

والمَرْكَبُ ، كمَذْهَب : الدابّةُ ، والسفينةُ. الجمعُ : مَراكِبُ.

والرِّكابُ ، ككِتاب : الإبلُ تَحمِلُ القومَ ، لا واحدَ لها من لفظِها ، فإن أردتَ الواحدةَ قلتَ : راحلةٌ. الجمعُ : رَكائِبُ ، ورِكاباتٌ ، ورُكُبٌ ككُتُب.

وزيتٌ رِكابِيٌ : محمولٌ من الشامِ على الرِّكابِ.

والرَّكُوبُ ـ كصَبُور ـ وبهاءٍ : ما يُرْكَبُ من الدوابِّ ؛ يقال : ما له رَكُوبَةٌ ولا حَلُوبَةٌ : ما يَرْكَبُهُ ويَحلُبُهُ.

وناقةٌ رَكْبى كغَضْبى ، وبهاءٍ ، ورَكْبانَةٌ كسَعْدانَةٍ ، ورَكَبُوتٌ ، ورَكَبُوتى ، مُحرَّكتَينِ : تَصلحُ للرُّكُوبِ.

وأَرْكَبَهُ إِرْكاباً : حَمَلَهُ على دابّةٍ ..

والمُهرُ والقَلُوصُ : حانَ أَنْ يُرْكَبا.

والمُرَكَّبُ ، كمُعَظَّم : مَن يَضعُفُ عن الرُّكُوبِ ، أو مَن لا يُحسِنُ أنْ يَرْكَبَ ، ومَن يُعطِيهِ الرجلُ فرساً يَغزو عليه ، على أنّ له نصفَ غُنْمِهِ أو بعضَهُ ، وهو فارسٌ مُرَكَّبٌ ، وقد رَكَّبَهُ تَرْكِيباً ؛ قال :

لَا يَرْكَبُ الْخَيْلَ إِلاَّ أَنْ يُرَكَّبَهَا (٢)

__________________

(١) الزيادة يقتضيها السياق ، انظر التاج.

(٢) المعاني الكبير ١ : ١٠٥ ، ونسبه إلى عقفان بن قيس اليربوعي ، والأساس ، واللسان ، والتاج.

وعجزه :

ولو تَنَاتَجْنَ من حُمرٍ ومِنْ سُودِ


ورَكَّبْتُ الفُصَّ في الخاتَمِ ، والنصلَ في السهمِ تَرْكِيباً : أثبتُّهُ فيه ، فهو رَكِيبٌ ..

والشيءَ : وَضَعتُ بعضَهُ على بعضٍ ، فَتَرَكَّبَ وتَراكَبَ.

وهو رَكِيبُ زيدٍ ، كرَديفِهِ : يَرْكَبُ معه.

ومن المجاز

رَكِبَ ذَنْباً ، وارْتَكَبَهُ : باشرَهُ ..

والدَّينَ : أكثرَ من أخذِهِ.

ورَكِبَهُ الدَّينُ ، وارْتَكَبَهُ : كَثُرَ عليه.

ورَكِبَ رَأسَهُ : مضى على وجهِهِ بغيرِ رويّةٍ لا يُطِيعُ مُرشِداً.

وهو يمشي الرَّكْبَةَ ـ كضَرْبَة ـ وهم يمشونَ الرَّكَباتِ ، مُحرَّكةً : راكِبِينَ رؤوسَهُم.

ورَكِبَ الشّحمُ بعضَهُ بعضاً ، وتَراكَبَ : صارَ بعضُهُ على بعضٍ ، ومنه : جَزُورٌ ذاتُ رَواكِبَ ورَوادِفَ ، فالرَّواكِبُ : طرائقُ الشحمِ المُتراكِبةُ في مُقدَّمِ السّنامِ ، والرَّوادِفُ : في مؤخَّرِهِ ، ( واحدتها : رَاكِبةٌ ورَادِفةٌ.

ورَكِبْتُ الرجل بِمَكْرُوهٍ ، وارْتَكبْتُهُ : فعلته به.

ومضى فرَكِبَهُ زيدٌ ، ورَكِبَ أثرَهُ : تَبِعهُ ) (١).

وتَراكَبوا في السيرِ : رَكِبَ بعضُهُم بعضاً.

ويقال للرياحِ : رِكابُ السَّحابِ ؛ على التشبيهِ بالرَّواحِلِ.

ورُكْبانُ السُّنبُلِ : سوابقُهُ وأوائلُهُ إذا خَرَجَتْ من كِمامِها.

وهو كريم (٢) المُرَكَّبِ ، كمُعَظَّم : الأصلُ والمَنبِتُ.

والرُّكّابُ ، كرُمّان : الكابُوسُ.

ورِكابُ السرجِ ، ككِتاب : معروفٌ. الجمعُ : رُكُبٌ ، ككُتُب.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) في « ت » وهامش « ج » : « كمام » ، والمثبت من « ج » و « ش ».


والرُّكْبَةُ ، كغُرْفَة : مَوصِلُ طرفِ عظمِ الفَخِذِ الأسفلِ وزندِ الساقِ. الجمعُ : رُكَبٌ ، كغُرَف.

وعينُ الرُّكْبَةِ : عظمٌ مُنطبِقٌ على مَفصِلِ الرُّكْبَةِ مستديرٌ ، فيه غُضْروفيّةٌ ، ويُسمّى : الرَّحى.

ورَكَبَهُ ، كقَتَلَهُ : ضَرَبَ رُكْبَتَهُ ، وضَرَبَهُ برُكْبَتِهِ ؛ وهو أنْ يَقبِضَ على فَودَيهِ ثُمّ يَضرِبُ جبهتَهُ برُكْبَتِهِ.

ورجُلٌ أَرْكَبٌ : عظيمُ الرُّكْبَةِ.

وبعيرٌ أَرْكَبُ : إحدى رُكْبَتَيْهِ أعظمُ من الأخرى ، وقد رَكِبَ رَكَباً ، كتَعِبَ تَعَباً ، فيهما.

ويقال : هذا أمرٌ حَكَّتْ فيه الرُّكْبَةُ الرُّكْبَةَ ، واصطكّتْ فيه الرُّكَبُ ، كنايةً عن شدّةِ الأمرِ ، وفرطِ الاجتهادِ في المسابقةِ ، أو عن تَجاثي المُناظِرينَ على الرُّكَبِ للبحثِ.

والرَّكَبُ ، كسَبَب : مَنبِتُ العانةِ ، وهو للمرأةِ خاصّة ، أو للرجلِ خاصّةً : عن الخليلِ (١) ، أو لهما ؛ عن الفّراءِ (٢) ، أو هو من أسماءِ الفرجِ ، ويقال للمرأةِ والرجُلِ ، وهو مُذكَّرٌ ؛ عن الأزهريِ (٣). الجمعُ : أَرْكابٌ ، كأَسْباب.

والرَّكِيبُ ، كقَضِيب : المزرعةُ ، أو القطعةُ منها ، أو البقعةُ من الأرضِ يُزرَعُ فيها الكَرمُ والبَقلُ ، والساقيةُ بينَ المزارعِ ، أو ما بينَ الحائطَينِ من النخلِ والكَرمِ ، أو الظهرُ بينَ الجدولَينِ ، أو الجدولُ بينَ المزرعتَينِ. الجمعُ : رُكُبٌ ، كقُضُب.

ونخلٌ رَكِيبٌ : غُرِسَ سَطْراً.

والراكِبُ : رأسُ الجبلِ ، وداءٌ يَأخُذُ الغنمَ في ظهورِها ، ونجمٌ إذا طَلَعَ تَبِعَهُ نجمٌ يُسمّى الرديفَ ، أو هو النَّسرُ الواقعُ ..

__________________

(١) في العين ٥ : ٣٦٤ : للنساء خاصّة ، وكذا في التهذيب ١٠ : ٢١٩.

(٢) انظر التهذيب ١٠ : ٢٢٠.

(٣) انظر تهذيب اللغة ١٠ : ٢١٩ ـ ٢٢٠. وصرّح به أيضاً اللحياني ، انظر اللسان ١ : ٤٣٤.


و ـ من الفسيلِ : ما تدلّى من أعلى الجذعِ ولم يَبلُغِ الأرضَ ، وهو من خسيسِ الوَدِيِّ ، كالراكِبَةِ ، والراكُوبِ ، والراكُوبَةِ ، والرَّكّابَةِ مُشدَّدةً. الجمعَ : رواكِيبُ.

ومَرْكُوبٌ : موضعٌ بالحجازِ.

ورَكْبانُ (١) : موضعٌ به أيضاً.

والرِّكابِيَّةُ ، ككِتابِيَّة : قريةٌ قربَ المدينةِ.

ورُكَبُ ، كعُمَرَ : مخلافٌ باليمنِ (٢).

وثَنِيّةُ رَكُوبَةَ : بينَ الحرمَينِ.

( ورُكْبَة ، كغُرفةٍ : أرض متّسعةٌ (٣) قرب الطائف.

ورِكابٌ ، ككِتابٍ : جدُّ إِسماعيل بنِ الخبّاز المحدّث ، واسمٌ لجماعة.

وعبد الله الركابيّ ، ككتابيّ : محدّث ) (٤).

وكشَدّاد : عليُّ بنُ عمرَ بنِ رَكّابٍ الاسكَندَرانيُّ ، ومحمّدُ بنُ معدانَ الرِّكّابِيُ ـ كعَبّاسِيّ ـ مُحدِّثانِ.

ورَكَبٌ المصريُّ ، كسَبَبٍ (٥) : مذكورٌ في الصحابةِ ، روى عنه نَصِيحٌ العنسيُّ.

و ( رَكَبٌ ) (٦) وأبو قبيلةٍ.

وأبو بكرٍ محمّدُ بنُ مسعودِ بنِ أبي رُكَبٍ ، جمعُ رُكْبَةٍ : شارحُ كتابِ سيبويهِ ، من كبارِ نُحاةِ المغربِ.

وذُو الرُّكْبَةَ ، كغُرْفَةٍ : شاعرٌ.

وبنتُ رُكْبَةَ ، رَقاشِ أُمُّ كعبِ بنِ لؤيٍّ.

وقال الشِّعرَ بالرِّكْبانِيّةِ ، إذا تغنّى به وقطّعَهُ كما يُقطَّعُ العَرُوضُ ؛ قال أبو

__________________

(١) في معجم البلدان ٣ : ٦٣ « رَكَبان ـ بالتحريك ـ قُربَ وادي القرى ».

(٢) في معجم البلدان ٣ : ٦٣ « الرَّكْبُ : من مخاليف اليمن ».

(٣) في النسخة الكلمة غير واضحة ، والظاهر ما أثبتناه.

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».

(٥) في التكملة والقاموس وتبصير المنتبه ٢ : ٦١١ : « رَكْب » بالسكون. ضبط قلم.

(٦) الزيادة يقتضيها السياق.


جعفرٍ : إذا قال أحدُهُم الشِّعرَ بالرَّكْبانِيَّةِ أكفأَ.

الكتاب

( وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما ) يَرْكَبُونَ (١) ممّا يُماثِلُ الفُلكَ ما يَرْكَبُونَهُ من الإبلِ ، فإنّها سَفائِنُ البرِّ ، أو ممّا يُماثِلُ ذلك الفُلكَ من السُّفُنِ والزوارقِ.

( فَمِنْها ) رَكُوبُهُمْ (٢) مَرْكُوبُهُم.

وقُرِئَ : « رَكُوبَتُهُمْ (٣) ، وهي بمعناه ، و « رُكُوبُهُمْ » ) بالضمِّ ، أي ذو رُكُوبِهِم.

( فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ) (٥) أثبتَكَ ووَضَعَكَ في أيِّ صورةٍ اقتضَتْها مشيئتُهُ من الصورِ المختلفةِ ، أو الظرفُ متعلِّقٌ بـ « عَدّلك » ، أي فَعَدَّلك في أيِّ صورةٍ عجيبةٍ ، ورَكَّبَكَ ما شاءَ من التَّرْكِيبِ الحَسَنِ.

الأثر

( إذَا سَافَرْتُمْ في الخِصْبِ فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا ) (٦) جمعُ رِكابٍ ـ ككُتُب وكِتابٍ ـ وهي الرواحلُ ، أو جمعُ رَكُوبٍ ـ كصُبُرٍ وصَبورٍ ـ وهي ما يُرْكَبُ. والأسنّةُ : جمعُ سِنٍّ ـ كقِنٍّ وأَقِنَّةٍ ـ أي مكِّنُوا أسنانَها من الرعيِ ، فتَأخُذَ حظَّها من الكلأِ.

( بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعَاةِ بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّمَ ) (٧) الرَّكِيبُ : الراكِبُ ، كضَرِيبٍ وضارِبٍ ، وعَرِيفٍ وعارِفٍ. والسعاةُ : جمعُ ساعٍ ، وهم عمّالُ الصدقاتِ.

__________________

(١) يس : ٤٢.

(٢) يس : ٧٢.

(٣) هي قراءة عائشة ، انظر معاني القرآن للفرّاء ٢ : ٣٨١ والمحتسب ٢ : ٢١٦ وشواذ القراءات للكرماني : ٤٠٣.

(٤) هي قراءة الحسن وأبو البرهسم والأعمش ، انظر المحتسب ٢ : ٢١٦ شواذ القراءات للكرماني : ٤٠٣ والبحر المحيط ٧ : ٤٧.

(٥) الانفطار : ٨.

(٦) الفائق ٢ : ٧٩ ، النهاية ٢ : ٢٥٦.

(٧) الفائق ٢ : ٨٠ ، النهاية ٢ : ٢٥٦.


والقِطْعُ ، كعِهْن : ما قُطِعَ. والمرادُ مَن يَرْكَبُ عُمّالَ العدلِ بالرفعِ عليهِم ونسبةِ الخيانةِ إليهِم ، والمرادُ مَن يَرْكَبُ الناسَ منهُم بالغَشْمِ والظلمِ عندَ أخذِ الزكاةِ ، أو الرَّكِيبُ من قولِهِم : فلانٌ رَكِيبُ فلانٍ ، للذي يَرْكَبُ معه ، والمعنى مَن يَصحَبُ عمّالَ الجَورِ (١) ويَرْكَبُ معهُم ، يعني أنّ هذا الوعيدَ لمَن صَحِبَهُم ، فما الظنُّ بهِم أنفسِهِم؟!

( إِنَّمَا تَهْلِكُونَ إذَا صِرْتُمْ تَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ حَجَلٍ ) (٢) هي بفتحتَينِ ، جمعُ رَكْبَةٍ ، كهَضْبَة : المرّةُ من الرُّكُوبِ ، أي تمشونَ راكِبِينَ رُؤُوسَكُم هائِمينَ مسترسِلينَ فيما لا ينبغي لكُم ، كأنّكُم في تسرّعِكُم إليه ذكورُ الحَجَلِ ، وهي موصوفةٌ بسرعةِ الطيرانِ.

( سَيَأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ فَإِذَا جَاءُوكُمْ فَرَحِّبُوا بِهِمْ ) (٣) مُصغَّرُ رَكْبٍ ـ كصَحْبٍ ـ وهم رُكْبانُ الإبلِ ، يُرِيدُ عمّالَ الزكاةِ ، وهم مُبغَضونَ طبعاً ؛ لما جُبِلَتْ عليه ( نفوسُ أربابِ المالِ من حبِّهِ وكراهةِ فراقِهِ ).

( فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَكِبَنِي ) (٤) تَبِعَني وجاءَ على أثري.

( رَكَبْتُ أَنْفَهُ بِرُكْبَتِي ) (٥) ضَرَبتُهُ بها.

( يَوْمَ الْمَرْكَبِ ) (٦) يومَ رُكُوبِ الخليفةِ في زينتِهِ.

( فِي رُكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ) (٧) هو بالضمِّ : جمعُ راكِبٍ ، وبالفتحِ : ما يُرْكَبُ.

( خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ ) (٨) أي نساءُ العربِ.

__________________

(١) في « ش » : « الصدقة » بدل : « الجور ».

(٢) الفائق ٢ : ٨١ ، النهاية ٢ : ٢٥٦.

(٣) النهاية ٢ : ٢٥٦.

(٤) صحيح مسلم ١ : ٥٩ / ٥٢ ، النهاية ٢ : ٢٥٧.

(٥) الفائق ٢ : ٢٦٨ ، النهاية ٢ : ٢٥٧.

(٦) مجمع البحرين ٢ : ٧٥.

(٧) البخاريّ ٤ : ٢٣٢.

(٨) البخاريّ ٧ : ٨٥ ، مسند أحمد ٢ : ٢٧٥.


( لَوْ أَنْتَجَ مُهْراً لَمْ يُرْكِبْ ) (١) مضارعُ أَرْكَبَ المُهرُ ، إذا حانَ أنْ يُرْكَبَ.

المصطلح

التَّرْكِيبُ : جعلُ المُتعدَّدِ بحيثُ يُطلَقُ عليه اسمُ الواحدِ.

المُرَكَّبُ : المُلتَئِمُ من اثنينِ فصاعداً ..

و ـ في عرفِ النحاةِ : ما أُرِيدَ بجزءِ لفظِهِ الدلالةَ على جزءِ معناهُ ، وهو خمسةُ أنواعٍ : إسناديٌّ كقامَ زيدٌ ، وإضافيٌّ كغلامِ زيدٍ ، وعدديٌّ كخمسةَ عَشَرَ ، ومزجيٌّ كبَعْلَبَكَّ ، وصوتيٌّ كسِيبَوَيهِ.

المُتَراكِبُ : من أَسماءِ ضروبِ الشعرِ ثلاثةُ أحرفٍ مُتحرِّكةٍ بعدَها (٢) ساكنٌ ، كقولِهِ (٣) : حَيْثُ تَهْدِي سَاقَهُ قَدَمُه.

المثل

( رَكِبَ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ) (٤) يُضرَبُ لمَن مضى مسرعاً.

( كَرُكْبَتَيِ البَعِيرِ ) (٥) يُضرَبُ للمُتساوِيَينِ لا يَفضُلُ أحدُهُما الآخَرَ ؛ لأنّ البعيرَ إذا بَرَكَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ معاً.

( كَرَاكِبِ اثْنَيْنِ ) (٦) أي كراكِبِ مَرْكوبَيْنِ اثنينِ ، وهذا ممّا لا يُمكِنُ.

يُضرَبُ لمَن يتردّدُ في أمرَينِ ليس في أحدٍ منهُما.

رنب

الأَرْنَبُ : حيوانٌ معروفٌ يَقَعُ على الذكرِ والأنثى ، وفي لغةٍ تُؤنَّثُ بالهاءِ

__________________

(١) النهاية ٢ : ٢٥٦.

(٢) في « ش » « بعد » بدل : « بعدها » ، وفي اللسان : التراكب من القافية : كل قافية توالت فيها ثلاثة أحرفٍ متحركة بين ساكنين.

(٣) طرفة بن العبد. ديوانه : ٨٥. وصدره :

للفتى عقل يعيش به.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٢٩٩ / ١٥٨٢.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ١٥٨ / ٣١٢٠.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ١٦٢ / ٣١٦١.


فيقال : أَرْنَبَةٌ ، للذّكرِ والأنثى أيضاً ، ويقال للأنثى : عِكْرِشَةٌ ، وللذّكرِ : خُزَزٌ ( بمعجمات ) (١) ، كصُرَد. الجمعُ : أَرانِبُ وأَرانٍ ـ كثَعالِبَ وثَعالٍ ـ عن اللحيانيِّ ، ولم يُجِزْ سيبويهِ « أَرانٍ » إلاَّ في الشّعرِ.

وأَرْنَبُ البحرِ : حيوانٌ رأسُهُ كرأسِ الأرْنَبِ ، وبدنُهُ كالسمكةِ ، أو هو حيوانٌ صغيرٌ صَدَفِيٌّ.

وكساءٌ أَرْنَبانِيٌ ، ومَرْنَبانِيٌ : أدكنُ على لونِ الأَرْنَبِ.

والأكسيةُ المَرْنَبانِيَّةُ بالشّامِ ، ويقال لها : المَرانِبُ.

وكساءٌ مُؤَرْنَبٌ ، كمُعَصْفَر : مخلوطٌ بغزلِهِ وَبَرُ الأَرانِبِ ، أو مُتّخَذٌ من جلودِها أو وبرِها ، وهو شاذٌ لا يُعرَفُ له نظيرٌ في كلامِ العربِ إلاَّ قولُ الرّاجزِ (٢) :

فَإِنَّهُ أَهْلٌ لِأَنْ يُؤَكْرَمَا

وأرضٌ مَرْنَبَةٌ ـ كمَرْحَلَةٍ ـ ومُؤَرْنَبَةٌ ، بكسرِ النّونِ وفتحِها : كثيرتُها.

( ويقال للذّليلِ : إنّما هو أَرْنَبٌ ؛ لأنّه لا دفعَ عندَه ).

والأَرْنَبَةُ : طرفُ الأنفِ ، وقومٌ شُمُ الأَرانِبِ ، كقولِهِم : شُمُّ الأنوفِ.

ومن المجاز

جَدَعَ أَرْنَبَتَهُ ، إذا أهانَهُ.

والأُرَيْنِبَةُ ، مُصغَّرةً : عشبةٌ كالنَّصِيِّ من خيارِ المرعى.

وآذانُ الأَرانِبِ : نباتٌ.

وذاتُ الأَرانِبِ : موضعٌ قربَ بِيشَةَ (٣).

وأُرَيْنِبٌ ، بالتصغيرِ : اسمُ امرأةٍ.

وأَرَنْبويَهُ كيَلَنْجوجَه ، ويقال : رَنْبويَهُ ، بإسقاطِ الهمزِةِ : قريةٌ من قرى الرَّيِّ ، ماتَ بها محمّدُ بنُ الحسنِ ، صاحبُ أبي حنيفة ، والكسائيُّ المُقرئُ في يومٍ واحدٍ ودُفِنا بها.

وأبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) اللّسان ، والتاج ولم ينسباه.

(٣) في « ش » زيادة : له نظير في كلام العرب.


نصرٍ الأَرْنَبَوِيُ نزيلُ نَيسابورَ : مُحدِّثٌ.

المثل

( أَطْعِمْ أَخَاكَ مِنْ كُلْيَةِ الْأَرْنَبِ ) (١) يُضرَبُ في الحثِّ على المواساةِ.

( أُرَيْنِبٌ مُقْرَ نْفِطَهْ ، عَلَى سَواءِ عُرْفُطَهْ ) (٢) هي مُصغَّرُ أَرْنَبٍ.

والاقْرِنْفاطُ : الانقباضُ ، وسواءُ الشيءِ : وسطُهُ. والعُرْفُطَةُ كسُنْبُلَة : شجرةٌ من العِضاهِ. وأصلُهُ أنّ أَرْنَباً هَرَبَتْ من صائدٍ ، فَعَلَتْ شجرةَ عرفطةٍ. يُضرَبُ لمَن يتستّرُ بما ليس يَستُرُهُ.

روب

رابَ اللبنُ يَرُوبُ رَوْباً ، ورُؤُوباً ، كقُعُود : خَثُرَ وتَلَبّدَ وآنَ مخضُهُ ، فهو رَوْبٌ ، ورائبٌ. وعن الأصمعيِّ : إذا خَثُرَ اللبنُ قيل له : رائِبٌ ، ثُمّ يَلزمُهُ هذا الاسمُ وإنْ مُخِضَ ونُزِعَ زُبدُهُ (٣). وقيل الرائِبُ : المَخِيضُ المنزوعُ زُبدُهُ ، وما لم يُمخَضْ فهو المُرَوَّبُ ، كمُعَظَّم.

ورَوَّبْتُهُ ، وأَرَبْتُهُ : ألقيتُ فيه الرُّوبَةَ ليَرُوبَ ، وهي كصُوفَة ، وتُفتَحُ : خميرتُهُ.

وسِقاءٌ مُرَوَّبٌ ، كمُعَظَّم : رُوِّبَ فيه اللبنُ ، أو لُفَّ حتّى يَبلُغَ أوانَ المخضِ ، أو ما فيه خميرتُهُ.

والمِرْوَبُ ، كمِرْوَد : الوعاءُ يُرَوَّبُ فيه ، وقولُ الشاعرِ :

طَوَى الجَرَادُ مِرْوَبَ ابْنِ عَثْجِلِ (٤)

أي وَقَعَ على مَرعاه فأَكَلَهُ فَجفَّتْ ألبانُ إبلِهِ ، فطَوى مِرْوَبَهُ ، وهو من بديعِ مجازِ الإسنادِ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٤٣٣ / ٢٢٨١.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٣٠٧ / ١٦٤٥.

(٣) نسب الأزهريّ هذا القول إلى أبي عبيد عن الفرّاء ، وأمّا قول الأصمعيّ فهو الذي يليه ، انظر التهذيب ١٥ : ٢٥٠ والصحاح واللسان.

(٤) الاساس بدون عزو ، وبعده :

لا مرحباً بذا الجراد المقبلِ


ومن المجاز

رابَ الرجُلُ ، ورابَتْ نفسُهُ رَوْباً ، ورُؤُوباً ، إذا فَتَرَ ، وخَثُرَتْ نفسُهُ من مخالطةِ النعاسِ أو من شبعٍ ، فهو رائِبٌ ، وأَرْوَبُ ، ورَوْبانُ. الجمعُ : رَوْبى ، كنَوْكى ..

وفلانٌ : أعيا ، وكسِلَ ، كرَوَّبَ تَرْوِيباً ، والاسمُ : الرُّوبَةُ ، بالضمِّ ..

وزيدٌ : اختلطَ عقلُهُ ورأيُهُ.

ورابَ دمُهُ ، إذا تعرّضَ لما فيه قتلُهُ ، كما يقال : غَلا دمُهُ ، شُبِّهَ باللبنِ الذي خَثُرَ وحانَ أنْ يُمخَضَ.

ورُوبَةُ الليلِ : ساعةٌ منه ؛ تقول : هَرِّقْ عنّا من رُوبَةِ الليلِ ، أي اكسِرْ عنّا ساعةً منه ، وفيه ملاحظةٌ للمستعارِ منه.

ورُوبَةُ الرجل : ما اجتمعَ من عقلِهِ ؛ يقال : سَمِعتُهُ وأنا إذ ذاكَ غلامٌ ليستْ لي رُوبَةٌ ، أي عقلٌ مجتمعٌ.

ورُوبَةُ الفرسِ : ما اجتمَع من مائِهِ في جِمامِهِ ، وما بَقِيَ فيه من القوّةِ على الجَريِ ؛ تقولُ : فرسٌ باقي الرُّوبَةِ.

ورُوبَةُ القومِ : حاجتُهُم ، وفَقرُهُم ..

ومن العيشِ : قوامُهُ ..

ومن الأمرِ : جِماعُهُ ..

ومن اللحمِ : القطعةُ منه ..

ومن الخميرِ : زيادتُهُ ..

ومن الفحلِ : ماؤُهُ في رَحِمِ الناقةِ ، أو مطلقاً ..

ومن الأرضِ : القطعةُ الكثيرةُ النباتِ ، كلُّ ذلك مستعارٌ من رُوبَةِ اللبنِ.

ورابُ كذا : مقدارُهُ.

والرُّوبِيانُ (١) ، بالضمِّ : ضربٌ من السمكِ ببحرِ العراقِ ، أحمرُ كثيرُ الأرجلِ.

ورُوبٌ ، كصُوف : قريةٌ ببَلْخَ.

__________________

(١) اقتصر صاحب الصحاح واللسان والقاموس على ذكر « إِرْبِيان » ـ وهي لغة أخرى في روبيان ـ في مادة « ر ب و» ، فليس هذا موضعه ؛ إذ روبيان « فوعلان » لا « فعليان » ، كما أنّ « إربيان » ـ كما قال السيوطيّ ـ « إفعلان ». انظر المزهر ٢ : ٥٤.


وكطُوبى : قريةٌ ببغدادَ.

الأثر

( عَلَيْكَ بِالرَّائِبِ مِنَ الأُمُورِ وَدَعِ الرَّائِبَ ) (١) أي عليكَ بما فيه خيرٌ كاللبنِ الذي فيه زبدُهُ ، ودَعْ ما لا خيرَ فيه كالمَخِيضِ ، أو الأوّلُ من الرَّوْبِ والثاني من الرَّيْبِ ، أو كلاهما من الرَّيْبِ ، أي عليكَ بإصلاحِ ما يُرِيبُ من أمركَ وتجنّبْ ما فيه رِيبةٌ.

( لَا شَوْبَ وَلَا رَوْبَ في البَيْعِ وَالشِّرَاءِ ) (٢) أي لا غِشَّ ولا تخليطَ.

المثل

( مَا يَقُوُمُ بِرَوبَةِ أَهْلِهِ ) (٣) أي بما أسندوا إليه من حوائجِهِم ، ويُروى : ( ... بِرَوْبَةِ أَمْرِهِ ) ، أي بجميعِهِ ، يُضرَبُ لمَن لا كفايةَ عندَهُ.

( مَا عِنْدَهُ شَوْبٌ وَلَا رَوْبٌ ) (٤) قال ابنُ الأعرابيِّ : الشَّوْبُ : العسلُ المَشُوبُ ، والرَّوْبُ : اللبنُ الرائِبُ. يضرب لمن لا غناء عنده ، ويقال : « لا شوبَ ولا رَوْبَ » عندَ البيعِ والشراءِ في السلعةِ يَبِيعُها ، أي أنّه بريءٌ من عيوبِها.

رهب

رَهِبَ ـ كتَعِبَ ـ رَهَباً ، ورُهْباً ، ورَهْباً ، ورَهْبَةً ، ورُهْباناً ، ورَهَباناً ، كتَعَب وشُرْبٍ وضَرْب ورَحْمَة وغُفْران وشَنَآن : خافَ وفَزِعَ ، فهو راهِبٌ ، ورَهْبانُ كخَشْيانَ ، والاسمُ : الرَّهْبى ـ كشَكْوى وعُتْبى ويُمَدّانِ ـ والرَّهَبُوتُ ، والرَّهَبُوتَى ، مُحرَّكتَينِ.

وهو رجُلٌ مَرْهُوبٌ : يُخافُ منه.

وأَرْهَبْتُهُ : إِرْهاباً ، ورَهَّبْتُهُ تَرْهِيباً : أخَفتُهُ.

__________________

(١) غريب الحديث لابن الجوزيّ ١ : ٤٢٦ ، النهاية ٢ : ٢٨٦ ، الغريبين ٣ : ٨٠٣.

(٢) الفائق ٢ : ٢٦٩ ، والنهاية ٢ : ٢٧١.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩١ / ٣٩٦١.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩١ / ٣٩٥٧.


واسْتَرْهَبْتُهُ : أزعجتُ نفسَهُ بالإخافةِ.

وتَرَهَّبْتُهُ : تهدّدتُهُ ، ويقال : لم أُرْهَبْ بكَ ، أي لم أَسْتَرِبْ بكَ.

ومن المجاز

أَرْهَبَ الإبلَ عن الحوضِ : ذادَها.

وأَرْهَبَ الناسَ عنه بأسُهُ : كفَّهُم عنه.

وتَرَهَّبَ فلانٌ : تعبّدَ في صَوْمَعتِهِ ، وهو راهِبٌ بيّنُ الرَّهْبانِيَّةِ ـ بالفتحِ وتُضَمُّ ـ والرَّهْبَنَةِ ، كسَلْطَنَةٍ. الجمعُ : رُهْبانٌ كرُكْبانٍ ، ورَهَبَةٌ ككَتَبَةٍ ؛ قال (١) :

كأَنَّهَا مِصْبَاحُ دَيْرِ الرَّهَبَهْ

وقد يكون الرُّهْبانُ واحداً كسُلْطانٍ ، وجمعُهُ : رَهابِينُ ، ورُهْبانُونَ ، ورَهابِنَةٌ ، كجَحاجِحَةٍ.

والرَّهْبُ ، كفَلْسٍ : النصلُ الرقيقُ ..

ومن الجمالِ : المهزولُ بعيراً كان أو ناقةً ، والجملُ العظيمُ ـ وأَرْهَبَ : رَكِبَهُ ـ الجمعُ : رِهابٌ ، ككِلابٍ.

وكسَبَبٍ : الكُمُّ.

وأَرْهَبَ : طالَ كُمُّهُ. قيل : لغةٌ حِمْيَريّةٌ ، وقيل : ليس بثَبتٍ.

وكسَحابَةٍ ، وتُضَمُّ وتُشدَّدُ : عُظَيْمٌ في الصدرِ مُطِلٌّ على البطنِ كأنّه طرفُ لسانِ الكلبِ. الجمعُ : رَهابٌ ، كسَحابٍ.

والأَرْهابُ ، كأَسْباب : بُغاثُ الطيرِ ، ولم يُسمَعْ له واحدٌ ، وليس بمفردٍ ؛ إذ لا يكون « أَفْعالاً » إلاَّ مُكسَّراً.

ورَهَّبَ البعيرُ تَرْهِيباً ، إذا ذَهَبَ يَنهَضُ ثُمّ بَرَكَ من ضَعفٍ بصُلبِهِ ..

والناقةُ : جَهَدَها السيرُ حتّى خافَ صاحبُها أنْ تَهلكَ ، فقَعَدَ إليها يَعلِفُها حتّى ثابَتْ إليها نفسُها.

والراهِبُ والمَرْهُوبُ : الأسدُ.

__________________

(١) الأساس ص ١٨١ ، ونسبه إلى رجل من الضِّباب. وقبله :

قد أدبر اللّيل وقضّى أرَبَهْ

وارتفعت في فلكَيها الكوكبَهْ

كأنّها مصباح دير الرهبَهْ.


وسمَّوا : راهِباً ، ومَرْهُوباً ، ومُرْهِباً كمُحْسِن.

ورَهْبَى ، كسَكْرَى : موضعٌ في الصَّمّانِ من ديارِ بني تميمٍ.

الكتاب

( وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ) (١) من أجلِ الرَّهْبِ ، أي إذا عَراكَ الخوفُ فاضمُمْ يدَكَ إلى صدرِكَ ، يُذهِب اللهُ ما بكَ من فَرَقٍ.

أو هو على التوطينِ والتسكينِ ، كما يقال : ليَسكُنْ جأشُكَ ، وليُفرِخْ روعُك ، وهو استعارةٌ من حالِ الطائرِ ، فإنّه إذا خافَ نَشَرَ جناحَيهِ ، وإذا أَمِنَ واطمأنَّ ضَمَّهُما إليه.

وقيل : إنّ « الرَّهْبِ » هو الكُمُّ ، أي أخرجْ يدَكَ من كُمِّكَ.

قال مقاتلٌ : خَرَجتُ ألتمسُ تفسيرَ « الرَّهْبِ » ، فلَقِيتُ أعرابيّةً وأنا آكُلُ ، فقالت : يا عبدَ اللهِ تصدّقْ عليَّ ، فَمَلأتُ كفّي لأَدفَعَ إليها ، فقالت : ههنا في رَهَبي ، أي كُمّي (٢).

قال الزمخشريُّ : وهو من بِدعِ التفاسيرِ ، وليت شعري كيف صحّتُهُ في اللغةِ؟ وهل سُمِعَ من الأثباتِ الثُّقاتِ الذين تُرتَضى عربيّتُهُم؟! ثُمّ ليت شعري و (٣) كيف موقعُهُ في الآيةِ ، وكيف تطبيقُهُ المفصل كسائرِ كلماتِ التنزيلِ؟! على أنّ موسى صلواتُ اللهِ عليه ما كان عليه ليلةَ المناجاةِ إلاَّ زُرْمانِقَةٌ من صوفٍ لا كُمَّى لها (٤).

( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ) (٥) هي رفضُ النساءِ ، والمبالغةُ في العبادةِ بالرياضةِ ، ولحوقِهِم بالجبالِ ، ولزومِهِم البوادي ، واتّخاذِهِم فيها الصوامع ، والانقطاعُ عن

__________________

(١) القصص : ٣٢.

(٢) عنه في تفسير القرطبي ١٣ : ٢٨٤ بتفاوت.

(٣) الواو ليست في المصدر.

(٤) الكشّاف ٣ : ٤٠٩.

(٥) الحديد : ٢٧.


الناسِ ( للانفراد ) (١) بالعبادةِ. و « ابْتَدَعُوها » أي ابتدأوها وأحدثوها من عندِ أنفسِهِم ، وليس المرادُ بذلك طريقةَ الذمِّ ، بل بيانُ أنّها لم تُفْرَضْ عليهِم وإنّما ابتدعوها ابتغاءَ رضوانِ اللهِ.

( سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ) (٢) أَرْهَبُوهُم إِرْهاباً شديداً ؛ كأنّهُم استدعَوا رَهْبَتَهُم ؛ إذ لا بدَّ للزيادةِ من معنى. وقال الزجّاجُ : اشتدّتْ رَهْبَةُ الناسِ فبَعَثوا جماعةً ينادونَ عندَ إلقاءِ العِصِيِّ والحِبالِ : أيّها الناسُ احذَرُوا ، فهذا هو الاسْتِرْهابُ (٣).

( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) (٤) الفاءُ جزائيّةٌ دالّةٌ على تضمّنِ الكلامِ معنى الشرطِ ، كأنّه قيل : إن كنتُم راهِبِينَ شيئاً فَارْهَبُونِ. و « إِيَّايَ » منصوبٌ بفعلٍ محذوفٍ دَلَّ عليه المذكورُ ، تقديرُهُ : وإِيَّايَ فارْهَبَوا. فَارْهَبُونِ ، ولا يجوزُ أنْ يكونَ منصوباً بالمذكورِ ؛ لأنّه قد تعدّى إلى مفعولِهِ.

الأثر

( إِنِّي لَأَسْمَعُ الرَّاهِبَةَ ) (٥) هي الحالةُ التي تُرْهِبُ وتُفِزعُ.

( لَا رَهْبَانِيَّةَ في الإِسْلَامِ ) (٦) هي فعلُ الرُّهْبانِ من التعبّداتِ الشاقّةِ ، كلُبسِ المُسوحِ ، ورفضِ النِّكاحِ وأكلِ اللحمِ ، حتّى كان منهُم من يخصي نفسَهُ ، ويخرُقُ تَرقُوَتَهُ ويَضَعُ فيها السلسلةَ. أرادَ أنّ اللهَ وَضَعَ هذا عن المسلمينَ ، وبَعَثَهُ بالحَنِيفيّةِ السهلةِ السَّمحةِ.

( عَلَيْكُمْ بِالجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي ) (٧) يُريدُ أنّ الرُّهْبانَ وإنْ تَرَكوا الدنيا فلا تَرْكَ أكثرُ من بذلِ النفسِ ،

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج ».

(٢) الأعراف : ١١٦.

(٣) عنه في التفسير الكبير للرازي ١٤ : ٢٠٣ بتفاوت.

(٤) البقرة : ٤٠.

(٥) النهاية ٢ : ٢٨١.

(٦) الفائق ٢ : ١٢٢ ، النهاية ٢ : ٢٨٠.

(٧) مسند أحمد ٣ : ٨٢ و ٢٦٦ ، النهاية ٢ : ٢٨١.


وكما أنّه لا افضلَ من التَّرَهُّبِ عندَهُم فلا أفضلَ من الجهادِ في الإسلامِ.

ومنه : ( تَرَهُّبُ أُمَّتي الجُلُوسُ في المَسَاجِدِ انْتِظَارَ الصَّلَاةِ ) (١) ، أي لانتظارِها.

( بَيْنَ رَهَابَتِهِ وَمَعِدَتِهِ ) (٢) هي العُظَيْمُ المُشرِفُ على البطنِ من أسفلِ الصدرِ.

المصطلح

الرَّهْبَةُ : ميلُ النفسِ وانصبابُها إلى جهةِ الهربِ ، بل هي الهربُ ؛ فرَهَبَ وهَرَبَ كجَبَذَ وجَذَبَ ، فصاحبُها يَهرُبُ أبداً ؛ لتوقّعِ العقوبةِ مع مجاري أوصافِهِ.

ومن أوصافِها وعلاماتِها : حركةُ القلبِ إلى الانقباضِ من داخلٍ ، وهربُهُ وانزعاجُهُ عن انبساطِهِ ، حتّى أنّه يَكادُ يَبلُغُ الرَّهابَةَ في أسفلِ الصدرِ ، مع ظهورِ الكآبةِ والكُمُودِ على الظاهرِ.

المثل

( رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ ) (٣) أي لَأَن تُرْهَبَ خيرٌ من أنْ تُرحَمَ.

( رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ ) (٤) بالضمِّ فيهِما ، ويُفتَحانِ ، أي رَهْبَتُهُ منكَ خيرٌ من حبِّهِ لكَ ، أو لأنْ تُعْطَى على الرَّهْبَةِ منكَ خيرٌ من أنْ تَرغَبَ إليهِم.

ريب

الرَّيْبُ : قلقُ النفسِ واضطرابُها ، ثُمّ استُعمِلَ في مطلقِ الشكِّ أو مع تهمةٍ ، والاسمُ : الرِّيبَةُ ، بالكسرِ.

ورابَهُ الرجُلُ يَرِيبُهُ رَيْباً : أوقعَهُ في الرِّيبَةِ ، أي في الشكِّ مع التهمةِ ، فارْتابَ ..

والأمرُ : اعترضَ له الشكُّ فيه ـ كأنّه جَعَلَهُ شاكّاً ـ كأَرابَهُ إِرابَةً فيهما ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ٤ : ١١٧ ب ٢ ح ٧.

(٢) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٤٢٢ ، النهاية ٢ : ٢٨١.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٢٨٨ / ١٥٢٧.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩٨ / ١٥٧٦.


وهي لغةُ هذيلٍ ، وقال اليزيديّ : هي لغةٌ رديئةٌ.

وقيل : هي بمعنى أَوهَمَهُ الرِّيبَةَ ، لا بمعنى رابَهُ.

قال أبو زيدٍ : رابَهُ إذا استيقنَ منه الرِّيبَةَ (١) ، فإذا أساءَ به الظنَّ ولم يستيقنْ قيل : أَرابَهُ. وهذا معنى قولِ الراغبِ : الرَّيْبُ أنْ يُتوهَّمَ في الشيءِ أمرٌ ما ، ثُمّ ينكشِفُ عمّا تُوهّمَ ( منه ) (٢) ، والإِرابَةُ : أنْ يتوهّمَهُ فينكشِفُ خلافُ ما توهَّمَ ، ولهذا قيل : القرآنُ فيه إرابَةٌ وليس فيه رَيْبٌ ، وعليه قولُ الشاعِر (٣) :

أَخُوكَ الَّذِي إِنْ رِبْتَهُ قَالَ : إِنَّمَا

أَرَابَ وإِنْ عَاتَبْتَهُ لَانْ جَانِبُهْ

وأَرابَ الرجُلُ ، والأَمرُ : صار ذا رِيبَةٍ ، فهو مُرِيبٌ.

ورَيْبُ الزمانِ : ما يُقلِقُ النفوسَ ويَشخَصُ بالقلوبِ من نَوائبِهِ.

وارْتابَ : شَكَّ ..

وبه : اتّهَمهُ ، كتَرَيَّبَ فيهما.

واسْتَرابَ به : رَأى منه ما يَرِيبُهُ ، أو الكلُّ بمعنىً.

ويقال : لا تَرِبْهُ بشيءٍ ، أي لا تَفعَلْ به ما يَشُكُّ له في الأمنِ والسلامةِ.

وأمرٌ رَيّابٌ ، مشدَّداً : مُفزِعٌ.

والرَّيْبُ والرابُ ، كالعَيْبِ والعابِ : الحاجةُ ؛ قال (٤) :

قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَ رَيْبٍ

ومالكُ بنُ الرَّيْبِ : شاعرٌ إسلاميٌّ ، وكان لصّاً فاتكاً في أوّلِ بني أميّةَ.

__________________

(١) انظر فتح الباري ٨ : ٣٢٤.

(٢) عن « ج » وفي « ش » : « فيه » بدل : « منه ».

وانظر مفردات الراغب : ٢٠٥.

(٣) بشار بن برد. ديوانه ١ : ٣٠٨. وفيه : « أَرَبْتَ وإن لا ينتَهُ ... ». وردّد ابن منظور في اللسان نسبته بين المتلمّس وبشّار.

(٤) كعب بن مالك ، وعجزه :

وخيبر ثمّ أجممنا السيوفا

السيرة النبويّة لابن هشام ٤ : ١٢١.


الكتاب

( لا رَيْبَ فِيهِ ) (١) لَا مجالَ للرِّيبَةِ ولا مَدخلَ للشبهةِ فيه ؛ لأنّه من وضوحِ الدلالةِ وسطوعِ البرهانِ بحيثُ لا ينبغي أن يُرتابَ في حقيقتِهِ وكونِهِ وحياً مُنزَلاً من عندِ اللهِ ، لا أنّه لا يَرتابُ فيه أحدٌ أصلاً ، كيف وكم من مُرْتابٍ فيه.

( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا ) (٢) أي مُرْتابِينَ في كونِهِ وحياً أنزلَهُ اللهُ ، لا في صحّةِ معانيهِ واستقامةِ أحكامِهِ. والتعبيرُ بالرَّيْبِ مع جزمِهِم بكونِهِ من كلامِ البشرِ كما يُعرِبُ عنه قولُهُ : ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) للتنبيهِ على أنّ جزمَهُم ذلك كالرَّيْبِ الضعيفِ ؛ لكمالِ وضوحِ دلائلِ الإعجازِ فيه.

( فِي شَكٍ ) مُرِيبٍ (٣) مُوقِع في الرَّيْبِ (٤) ، أو ذي رِيبَةٍ ، وكلاهُما إسنادٌ مجازيٌّ.

( لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ) (٥) سببَ رِيَبةٍ وشكٍّ في الدِّينِ ؛ كأنّه نفسُ الرِّيبَةِ ، أو حسرةً وندامةً ، أو حَزازةً وغيظاً في قلوبِهِم.

( نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) (٦) ما يُقلِقُ النفوسَ ويُزعِجُها من حادثِ الموتِ أو حوادثِ الدهرِ. و « المَنُونِ » : المنيّةُ والدهرُ.

( ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا ) (٧) لم يَقَعْ في نفوسِهِم شكٌّ فيما آمنوا به ، ولا اتّهامٌ (٨) لمَن صدّقوهُ واعترفوا بأنّ الحقَّ معه.

__________________

(١) البقرة : ٢.

(٢) البقرة : ٢٣.

(٣) سبأ : ٥٤.

(٤) في « ت » : « يُتَوقَّع فيه الريب ».

(٥) التوبة : ١١٠.

(٦) الطور : ٣٠.

(٧) الحجرات : ١٥.

(٨) في « ت » و « ج » : إِيهامٌ.


الأثر

( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ) (١) يُروى بفتحِ الياءِ وضمِّها ، أي دَعْ ما اعترضَ لكَ الشكُّ فيه ذاهباً إلى ما لا شكَّ فيه.

( فَاطِمَةُ يَرِيبُنِي مَا يَرِيبُهَا ) (٢) أي يَسُوؤني ما يَسُوؤُها ؛ من رابَهُ ، إذا فَعَلَ به ما يَتوهّمُ له مكروهاً.

ومنه حديثُ الظبيِ الحاقفِ : ( لَا يَرِبْهُ أَحَدٌ بِشَيءٍ ) (٣) أي لا يَتعرّضْ له ويُزعِجهُ.

( إِذَا ابْتَغَى الأَمِيرُ الرِّيبَةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ ) (٤) أي إذا ابتغى عليهِم وتجسّسَ أحوالَهُم مُتّهِماً لهُم أفسدَ عليه قلوبَهُم ، أو أدّاهُم ذلك إلى ارتكابِ ما اتّهمَهُم به ففَسَدوا.

( مَكْسَبَةٌ فِيهَا بَعْضُ الرِّيبَةِ خَيْرٌ مِنْ سُؤَالِ النَّاسِ ) (٥) أي كسبٌ فيه بعضُ الشكِّ ، أحلالٌ هو أم حرامٌ خيرٌ من سؤالِ الناسِ ، وهو من حديثِ عمر.

( مَا رَابُكُمْ إِلَى سُؤَالِهِ ) (٦) يُروى بضمِّ الباءِ ، أي ما حاجتُكُم ، وبالفتحِ على أنّه فعلٌ ماضٍ ، أي ما أقلقَكُم وألجأَكُم إليه.

( عَلَيْكَ بِالرَّائِبِ ) (٧) تقدّمَ في « روب ».

( خُذُوا عَلَى يَدِ المُرِيبِ ) (٨) أي

__________________

(١) النهاية ٢ : ٢٨٦ ، مجمع البحرين ٢ : ٧٧.

(٢) النهاية ٢ : ٢٨٧ ، مجمع البحرين ٢ : ٧٧.

(٣) تفسير الكشّاف ١ : ٣٤ ، وفي الفائق ١ : ٢٩٩ ، والنهاية ٢ : ٢٨٧ : « لا يَرِيبُهُ ».

(٤) مسند أحمد ٦ : ٤ ، النهاية ٢ : ٢٨٦.

(٥) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٤٢٦ ، النهاية ٢ : ٢٨٦.

(٦) البخاريّ ٦ : ١٠٩ ، النهاية ٢ : ٢٨٧.

(٧) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٤٢٦ ، النهاية ٢ : ٢٨٦.

(٨) من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٣٠ / ١٤٨٧ ، مجمع البحرين ٢ : ٧٧.


المتّهَم ذو الرِّيبَةِ ؛ يقال : أَخَذتُ على يدِهِ ، إذا مَنَعتَهُ عمّا يريدُ فِعلَهُ ، كأنّكَ أمسكتَ يدَهُ ، ومنه حديثُ : ( أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيّ ) (١) أي أُمنَعُ من التَّصَرُّفِ في مالي ونفسي. يريدُ اجتنِبوا المتّهمَ ، ولا تعاملوه فيتصرّف في أموالِكُم.

وما وَقَعَ لبعضِ المتأخِّرينَ بأنّ المرادَ بالمُرِيبِ المتّهمُ بالسوءِ ، ولم يتحققْ منه حصولُهُ ، أي أعينوه وادفعوا عنه تلك التهمةَ ، مثلُ : يَا رَبِّ خُذْ بِيَدِي ، أي أعِنّي وقوِّني ، فكلامٌ يُضحِكُ الثكلى.

المثل

( كُنْ مُرِيباً وَاغْتَرِبْ ) (٢) أي إذا جَنَيتَ جنايةً فاهرُبْ ، لا تَظهَرْ عليكَ ولا يُظفَرْ بكَ ، وفي ضدِّهِ يقال : ( كُنْ بَرِيّاً وَاقْتَرِبْ ) (٣).

فصل الزاء

زأب

زَأَبَ الرجُلُ ، كمَنَعَ : بالغَ في الشُّربِ ..

والشيءَ : حَمَلَهُ ومشى به مسرعاً ، كازْدَأَبَهُ ؛ قال :

وازْدَأَبَ القِرْبَةَ ثُمَّ شَمَّرَا (٤)

والمالَ : قَسَمَهُ ..

ولزيدٍ منه شيئاً : دَفَعَهُ ..

والإبلَ : ساقَها ..

والدهرُ الرجُلَ : انقلبَ به ، ومنه : الدهرُ ذو زُؤابٍ ـ كُفُؤاد ـ أَي انقلابٍ ، أو هما تصحيفٌ ، والصوابُ فيهما زاءَ به ـ كقامَ به ـ أي انقلبَ به. والدهرُ ذو زَوْآتٍ ـ كسَوْءات ـ أي

__________________

(١) البخاريّ ٤ : ٢١٩.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ١٥٩ / ٣١٣١.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ١٥٩ / ٣١٣٢.

(٤) في الصحاح واللسان والتاج بدون عزو.


انقلاباتٍ.

وتَزَأَّبُوا المالَ : توزّعوه وتقاسموه.

زأنب

الزَّآنِبُ ، كثَعالِب : القواريرُ ، ولم يُسمَعْ لها بواحدٍ.

زبب

الزُّبُ ، بالضمِّ : الذَّكَرُ ، وتصغيرُهُ زُبَيْبٌ على القياسِ ، وربّما أنّثوا مصغّرَهُ بالهاءِ ، فقالوا : زُبَيْبةٌ ، على معنى أنّه قطعةٌ من البدنِ ـ الجمعُ : أَزْبابٌ ، وأَزُبٌ ، وزِبَبَةٌ ، كعِشَشَة (١) ـ واللِّحيةُ أو مقدَّمُها بلغةِ اليمنِ ، وتمرٌ من تمورِ البصرةِ ، ومنه قولُهم : ألذُّ من زُبدٍ بزُبٍ ، ويُسمّى : زُبُ رُبّاحٍ ـ كرُمّان ـ وهو القِردُ ، كأنّه مُشبَّهٌ (٢) به.

وزَبَّتِ الشمسُ للغروبِ ، كتَعِبَتْ : دَنَتْ ، كأَزَبَّتْ ، وزَبَّبَتْ.

وزَبَ القربةَ ، كمَدَّها : مَلَأَها فازْدَبَّت.

والزَّبَبُ ، كسَبَبٍ : الزَّغَبُ ، وكثرةُ شعرِ الوجهِ واللحيةِ والحاجبَينِ والذراعَينِ والجسدِ في الإنسانِ ، وكثرةُ الوبرِ وشعرِ الوجهِ في الإبلِ ، والفعلُ : زَبَ يَزَبُ زَبَباً ـ كتَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً (٣) ـ فهو أَزَبُ ، وهي زَبّاءُ.

ومن المجاز

عامٌ أَزَبُ : خصيبٌ.

وداهيةٌ زَبّاءُ : شديدةٌ.

والزَّبِيبُ : جافُّ العنبِ ، وقد يُطلَقُ على جافِّ التينِ أيضاً ، وهو اسمُ جمعٍ واحدتُهُ : زَبِيبَةٌ ، وبائعُهُ : زَبّاب ، وزَبِيبِيٌ.

والزَّبِيبِيُ : النقيعُ منه.

__________________

(١) في اللسان والقاموس وغيرهما : « زَببَة » كسَفَرَة ، وما ذكره موافق للقياس ، نحو : دُبّ ودِبَبَة ، وقُرْط وقِرَطَة.

(٢) في « ش » : شُبِّهَ.

(٣) في اللسان : زَبَّ يَزُبُّ زَبِيباً.


وزَبيبُ الجبلِ : حبُّ نباتٍ بَرِّيٍّ يُسمى : الزَّبِيبَ البرّيّ ، وهو المَيْوِيزَجُ (١).

وزَبِيبُ البحرِ : زَبَدُهُ ..

ومن الحيّةِ : سَمُّها في فمِها.

وزَبَّبْتُ العِنبَ تَزْبِيباً : جَعَلتُهُ زَبِيباً ، كأَزْبَبْتُهُ إِزْباباً.

ومن المجاز

غَضِبَ حتّى زَبَّبَ فوهُ ، إذا أزبدَ ، ورَأَيتُ له مثلَ الزَّبِيبَتَينِ في شِدقَيهِ.

ويقال : تكلّمَ حتّى ثارَتْ له زَبِيبَتانِ ، ومنه : الحيّةُ ذو الزَّبِيبَتَينِ ، أو هما النكتتان (٢) فوقَ عَينَيْه.

وخَرَجَتْ على يدِهِ زَبِيبَةٌ ، وهي قرحةٌ كالزَّبِيبَةِ تَخرُجُ في اليدِ.

والزَّبابَةُ ، كسَحابَةَ : واحدةُ الزَّبابِ ؛ وهي فأرةٌ برّيّةٌ عظيمةٌ صمّاءُ.

والأَزَبُ : اسمٌ لشيطان.

والزَّبّاءُ : اسمُ مَلِكَةِ الجزيرةِ ، ـ ممدودٌ ، وقال أبو حاتمٍ : مقصورٌ ، كسَكْرَى من سَكْرانَ ـ وَبلَدٌ (٣) على الفراتِ ، وعينٌ باليمامةِ ، وماءةٌ لبني سَلِيطٍ ، وأخرى لطُهَيَّهَ.

والزَّبّاوانِ : روضتانِ لالِ عبدِ اللهِ بنِ عامرِ بنِ كُرَيزٍ.

وزُبَيْبُ ، كزُبَيْر : ابنُ ثعلبةَ العنبريُّ ؛ له صحبةٌ.

وعبدُ اللهِ بنُ زُبَيْبٍ الجنديُّ : مختلَفٌ في صحبتِهِ.

وزُبَيْبٌ الضبابيُّ : شاعرٌ إسلاميٌّ.

وكشَدّادٍ ، لا كسَحاب : زَبّابُ بنُ رميلةَ الشاعرُ.

وحُجَيرُ بنُ زَبّابٍ في بني عامرِ بنِ صعصعةَ.

وعليُّ بنُ إبراهيمَ الزَّبّابُ : محدِّثٌ.

__________________

(١) في « ج » و « ش » : المويزج.

(٢) في « ت » : النكتة بدل : النكتتان.

(٣) في « ت » و « ج » : وقرية. وفي معجم البلدان : مدينة.


وزِبِبْيا (١) ، بموحدّةٍ مكسورةٍ وأخرى ساكنةٍ ثمَ مثنّاةٍ تحتيّةٍ : جدُّ أبي الفَضْلِ (٢) محمّدِ بنِ عليِّ بنِ طالبٍ (٣) الزَّبِيبِيُ المُحدِّث.

والزَّبِيبِيُ ، نسبةٌ إلى بيعِ الزَّبيِبِ : عِدّةٌ من المُحدِّثينَ.

والزَّبِيبِيَّةُ : محلّةٌ ببغدادَ ، منها : عبدُ اللهِ بنُ أبي (٤) طالبٍ الزَّبِيبِيُ المُحدِّثُ.

وعبدُ الرحمانِ بنُ زَبِيبَةَ ، كسَفِينَة : مُحدِّثٌ.

والزَّبْزَبُ ، كسَبْسَبٍ : دابّةٌ أكبرُ من السَّنَّورِ ، مخطَّطُ الوجهِ ببياضٍ وسوادٍ ، أبلقُ الشَّعرِ ، وسفينةٌ صغيرةٌ كالزورقِ الصغيرِ تُتّخَذُ للحربِ ، وليستْ عربيّةً. الجمعُ : زَبازِبُ.

وبهاءٍ : الغضبُ ، والفرارُ في الحربِ.

الأثر

( يَجِيءُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ ) (٥) هما نُكتَتانِ سوداوانِ فوقَ عينَيهِ ، أو مكتنِفتانِ فاهُ ، أو زَبَدا صِماغَيهِ ، أو نابانِ له ، أقوالٌ.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : زبيبيا. والمثبت عن « ش » طبق ضبط المصنّف. وانظر الاختلاف في ضبطه تبصير المنتبه وهامشه ٢ : ٦٠٣ و ٦٧٠ ، وهامش الإكمال ٤ : ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، وأنساب السمعانيّ ٣ : ١٣١ ، وتاج العروس.

(٢) في « ت » و « ج » : المفضّل. والمثبت عن « ش » موافقة للمصادر آنفة الذكر.

(٣) في « ت » : « بن أبي طالب ». وكذلك هي في القاموس والتاج. والصواب ما أثبتناه. انظر تبصير المنتبه وهامشه ٤ : ٦٠٣ و ٦٧٠ ، وأنساب السمعانيّ ٣ : ١٣١.

(٤) « أبي » ليست في « ش » ، وهي أيضاً ليست في القاموس ، والصواب إثباتها. انظر معجم البلدان ، والتاج ، وتبصير المنتبه ٢ : ٦٦٩.

(٥) النهاية ٢ : ٢٩٢ ، الفائق ٢ : ٢٢٢ ، الموطّأ ١ : ٢٥٦ / ٢٢ بتفاوت.


( وَزَبَّبَ صِمَاغَاكَ ) (١) خَرَجَ زَبَدُ فِيكَ في جانبَي شفتَيكَ.

( يَبْعَثُ أَهْلُ النَّارِ وَفْدَهُمْ فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ زُبّاً ) (٢) جمعُ أَزَبَ ، وهو الكثيرُ الشعرِ ، وقيل : هو الذي تَدِقُّ أعاليهِ ومفاصلُهُ وتَعظُمُ سِفْلَتُهُ.

( لَا أَكُونُ كَالضَّبُعِ يَدْخُلُ إلَيْهَا طَالِبُهَا وَيَقُولُ لَهَا : زَبَابِ زَبَابِ ، حتَّى يَقْطَعَ عُرْقُوبَهَا ) (٣) هما كسَحاب ، قيل : إذا أرادوا صيدَها أحاطوا بها في جحرِها فقالوا لها : زَبابِ زَبابِ ، كأنّهم يؤنِسونَها به. والزَّبابُ : جنسٌ من الفأرِ لا يَسمَعُ ، ولعلَّها تَأكُلُهُ كما تَأكُلُ الجرادَ.

وقال ابنُ أبي الحديدِ : زَبابِ اسمُ الضبعِ ، مبنيٌّ على الكسرِ ، كبَراحِ اسمٌ للشمسِ (٤).

والمعنى : لا أقعُدُ عن الحربِ وأُسلِّم نفسي ، فيكون حالي حالَ الضبعِ مع صائدِها.

( كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ ) (٥) واحدةُ الزَّبِيبِ ، شبّهَهُ بها لصِغَرِهِ وحقارتِهِ ، وقِصَرِ شَعرِه وتفلفله (٦).

( كَانَتْ تُعْجِبُهُ الزَّبِيبِيَّةُ ) (٧) هي مَرارةٌ (٨) أو طعامٌ آخَرُ يُطبَخُ بِالزَّبِيبِ.

المثل

( كُلُ أَزَبٍ نَفُورٌ ) (٩) هو البعيرُ يَكثُرُ

__________________

(١) النهاية ٢ : ٢٩٢.

(٢) النهاية ٢ : ٢٩٣.

(٣) النهاية ٢ : ٢٩٢ بتفاوت.

(٤) انظر شرح نهج البلاغة ١ : ٧٦ ، وليس فيه لفظ « زباب » ، إلاَّ أن الشارح ذكر الحديث بنصّه طيّ الشرح بلفظ « دباب ».

(٥) سنن ابن ماجة ٢ : ٩٥٥ / ٢٨٦٠ ، وصحيح البخاري ١ : ٢٤٦ / ٦٦١.

(٦) في « ت » و « ج » : وتقلقله. وفي « ش » : وقصر شعره لتفلفله. والمثبت ملفق منها. انظر فتح الباري ٢ : ١٨٧.

(٧) الكافي ٦ : ٣١٧ / ٧.

(٨) كذا في « ت » و « ج » ، وفي « ش » : مزورة.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ١٣٣ / ٢٩٩٦.


شَعرُ وجهِهِ ، فإذا ضَرَبَتْهُ الريحُ رَأى ظلَّ شَعرِهِ على عينِهِ فيَحسبُهُ شخصاً يَطلُبُهُ ، فهو نافرٌ أبداً. يُضرَبُ في حالِ الجبانِ.

( أَعَزُّ مِنَ الزَّبَّاءِ ) (١) هي الزَّبّاءُ بنتُ عمرٍو ، سُمِّيتْ بذلك لكثرةِ شَعرِها ، وكان أبوها من العمالقةِ الآخرةِ ملوكِ حِميَرَ ، وكان من ملوكِ الشامِ والجزيرةِ ، فغَزاهُ جذيمةُ الأبرشُ ( وقتله ) (٢) ، فطَلَبَ الزَّبّاءَ فلم يَقِدرْ عليها ، وكانتْ في حصنٍ منيعٍ ، فضُرِبَ بها المثلُ في العزِّ ، وسَيأتي خبرُها مع جذيمةُ في « ق ص ر ».

( أَسْرَقُ مِنْ زَبَابَةٍ ) (٣) كسَحابَة : واحدةُ الزَّبابِ ، وهو ضربٌ من الفأرِ أصمُّ ، يَسرِقُ كلَّ ما يحتاجُ إليه ويستغني عنه.

( أَلَذُّ مِنْ زُبْدٍ بِزُبٍ ) (٤) قال حمزةُ : هذا مثلٌ بصريٌّ. والزُّبُ : تمرٌ من تمورِ البصرةِ ، ويسمّى زُبَ رُبّاحٍ ، ذَكَرَ ذلك ابنُ دريدٍ ، وحكى أنّ أبا الشَّمَقْمَقِ دَخَلَ على الهادي وعندَهُ سعيدُ بنُ سَلْمٍ ، فأنشدَهُ :

شَفِيعِي إلَى مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِهِ

وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنْ شَافِعٍ بِسَمَاحِ

وَشِعْرِيَ شِعْرٌ يَشْتِهي النَّاسُ أَكْلَهُ

كَمَا يُشْتَهَى زُبْدٌ بِزُبِ رَبَاحِ (٥)

وكان على رأسِ الهادي خادمٌ يقالُ له رَباحٌ ، فقال له الهادي : ما عَنَيتَ بزُبِ رَباحٍ؟ قال : تمرٌ عندَنا بالبصرةِ ، إذا أَكَلَهُ الإنسانُ وَجَدَ طعمَهُ في قلبِهِ ، قال : ومَن يَشهَدُ لكَ بذلك؟ قال : القاعدُ عن يمينِكَ ، فقال : هكذا هو يا سعيدُ؟ قال : نعم ، فأَمَرَ له بألفَي درهمٍ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٤٣ / ٢٥٩٦.

(٢) ليست في « ت » و « ش ».

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٥٣ / ١٨٩٠.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٥٤ / ٣٧٣٠.

(٥) ديوان أبي الشمقمق : ٣٥.


وهذا لا يوافقُ ما ذَكَرَهُ اللغويّونَ من أنّ اسمَ التمرِ « زُبُ رُبّاحٍ » بالضمِّ والتشديدِ ، لا « رَباحُ » بالفتحِ والتخفيفِ ، كما وَقَعَ في قولِ الشاعرِ المذكورِ ؛ ( لأنَّ الاعلام لا تكون إلاّ كذلك ) (١).

زجب

الزَّجْبُ ، كفَلْس : لغةٌ في الزَّجْمِ ، وهو الصوتُ الخفيُّ.

ولم أسمَعْ له زَجْبَةً وزَجْمَةً ـ كهَضْبَة فيهما ويُضَمّانِ ـ أي كلمةً.

زحب

زَحَبَ إليهِ ، كمَنَعَ : زَحَفَ ودَنا.

زخب

الزَّخْباءُ : الناقةُ القويّةُ على السَيرِ.

زخزب

الزُّخْزُبُ ، بالضمِّ وتثقيلِ آخِرِهِ : العظيمُ الجسيمُ.

وفصيلٌ زُخْزُبٌ : غليظٌ قويٌ (٢).

زخلب

المُزَخْلِبُ ـ كمُهَيْمِن ـ من الرجالِ : مَن يَهزَأُ بالناسِ ؛ وهو من إفرادِ أبي مالكٍ (٣).

زدب

الزِّدْبُ ، كعِهْن : الحظُّ والنصيبُ. الجمعُ : أَزْدابٌ.

زرب

الزَّرْبُ ، كفَلْس ، ويُكسَرُ : الحظيرةُ

__________________

(١) بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) ومنه الأثر : ( أو ابن لبون زُخْزُبّاً ) ، النهاية ٢ : ٢٩٩.

(٣) جمهرة اللغة ٢ : ١١١٧.


من مَدَرٍ للغنمِ ـ فإن كانتْ من شجرٍ فهي الحظيرةُ ـ وقُترَةُ الصائدِ والرامي ، كالزَّرِيبَةِ فيهما. الجمعُ : أَزْرابٌ ، وزُرُوبٌ ، وزَرائِبُ.

وزَرِيبَةُ الأسدِ : موضعُهُ الذي يَكتَنُّ فيه.

وزَرَبَ الزَّرِيبَةَ ، كقَتَلَ وضَرَبَ : بَناها ..

والبَهْمَ : أدخلَهُ فيها.

وانْزَرَبَ الصائدُ والأسدُ في زَرِيبَتِهِ : دَخَلَ.

وما عليه زَرْبٌ ، كفَلْس : مَدخَلٌ.

وزِرْبُ الماءِ ، كعِهْن : مَسِيلُهُ ، وقد زَرِبَ الماءُ ـ كسَمِعَ ـ أي سالَ.

والزَّرابِيُ : البُسُطُ العراضُ الفاخرةُ ، أو الطَّنافسُ التي لها خَمْلٌ رقيقٌ ، أو الوسائدُ ، جمعُ زِرْبِيّةٍ ، وزِرْبِيٍ ـ بالكسرِ فيهما ، ويُضَمّانِ ـ وهما ممّا جاءَ على لفظِ المنسوبِ وليس به ، وقال الراغبُ : منسوبٌ إلى موضعٍ (١). وعن المُؤَرّجِ : إنّها في الأصلِ ألوانُ النباتِ إذا اصفرّتْ واحمرّتْ ، وقد ازْرَبَ النباتُ ازْرِبّاباً ، فسُمِّيتْ بها البُسُطُ تشبيهاً (٢).

والزِّرْيابُ ، كجِرْيال : محلولُ الذهبِ وماؤُهُ ، والأصفرُ من كلِّ شيءٍ على التشبيهِ ، فارسيٌّ مُعرَّبُ زَرابَ ـ كشَراب ـ أي ماءُ الذَّهَب ، على قاعدتِهم في تقديمِ المضافِ إليه على المضافِ.

وزَرابٌ ، كسَحاب : جبلٌ بالعراقِ.

وذاتُ الزِّرابِ ، ككِتاب : موضعٌ على مرحلتَينِ من تبوكَ ، به مسجدٌ من مساجدِ النبيِّ 6.

وعينُ زَرْبَةَ ، كهَضْبَةٍ : بلدٌ بقربِ طَرَطُوسَ ، كانتْ قديماً من ثُغورِ المسلمينَ الواغلةِ في بلادِ الرومِ ، فأَخَذَها الرومُ في أيّامِ سيفِ الدولةِ ابنِ حمدانَ.

والزَّرائِبُ : بلدٌ باليمنِ.

__________________

(١) مفردات ألفاظ القرآن : ٢١٢.

(٢) عنه في الفائق ١ : ١٠٩ بتفاوت.


ويومُ الزَّرِيبِ ، كأَمِير : من أيّامِهم.

والمِزْرابُ : لغةٌ في المِرْزابِ.

وزَرْبِيُ ، ككَلْبِيّ : ابنُ عبدِ اللهِ الأزديُّ ؛ مُحدِّثٌ واهٍ ضعيفٌ.

وداودُ بنُ زُرْبِيٍ ، كهِنْدِيّ أو تُرْكِيّ : أبو سليمانَ الخَنْدَقيُّ ، من رواةِ الشيعةِ ، وكان أخصَّ الناسِ بالرشيدِ العبّاسيِّ.

الكتاب

( وَزَرابِيُ مَبْثُوثَةٌ ) (١) بُسُطٌ ، أو طَنافِسُ فاخرةٌ ، أو كُلُّ ما بُسِطَ واتُّكِىءَ عليه. مبسوطةٌ أو مُتفرِّقةٌ.

الأثر

( وَيْلٌ لِلزِّرْبِيَّةِ ، قِيلَ : وَمَا الزِّرْبِيَّةُ؟ قَالَ : الَّذِينَ يَدْخُلُونَ عَلَى الأُمَرَاءِ ، فإِذَا قَالُوا شَرّاً قالَوُا : صَدَقْتَ ) (٢) شبّههَم في تلوّنِهم بالزِّرْبِيَّةِ ـ واحدةِ الزَّرابِيِ ، أو المنسوبةِ إلى الزِّرْبِ وهي الغَنَمُ ـ في انقيادِهم للأُمراءِ (٣) فعلَ الغنمِ في انقيادها لراعِيها ، وقال بعضُ الأَئمّةِ : أراها عبرانيّةً ، ولم أَسمَعْها في غيرِ هذا الخبرِ.

زردب

زَرْدَبَهُ : لغةٌ في زَرْدَمَهُ ؛ أي خَنَقَهُ ، أو عَصَرَ حلقَهُ.

زرغب

الزَّرْغَبُ ، كثَعْلَب بالغينِ المعجمةِ : الكِيمُخْتُ ، أو هو بالذالِ المعجمةِ في أوّلِهِ.

زرنب

الزَّرْنَبُ ، كثَعْلَبٍ : ورقُ شجرةٍ طيّبُ الريحِ ، يُشبِهُ ورقَ الطرفاءِ ، أصفرُ اللونِ عَطِرٌ ، قيل : وليس من نباتِ أرضِ العربِ وإن كان قد جاءَ في أشعارِهم ،

__________________

(١) الغاشية : ١٦.

(٢) الفائق ٢ : ١٠٩ ، النهاية ٢ : ٣٠٠.

(٣) في « ت » : « إلى » ، والمثبت عن « ش ».


ويسمّونَهُ : رِجلَ الجرادِ ، ومَنابتُهُ جبالُ فارسَ ، ويُطلَقُ على الزَّعفَرانِ ، وعلى بَعرِ الوحشِ ؛ لنَسيمِ نبتِهِ.

والزَّرْنَبُ أيضاً : لحمُ ظاهرِ الفرجِ ، ويُطلَقُ على الفرجِ نفسِهِ أو العَظيمِ منه.

وزَرْنَبُ بنُ أبي جُرْثُومٍ : شاعرٌ جاهليٌّ.

زعب

زَعَبَ القربةَ زَعْباً ، كمَنَعَ : مَلَأَهَا أو احتملَها مُمتلِئةً ..

والمرأةَ : جامعَها فمَلَا فرجَها ماءً أو أَيْراً ..

والشرابَ : شَرِبَهُ كلَّهُ ..

والبعيرُ بحَملِهِ : مَرَّ به مُثقَلاً ..

والرجُلُ بحَملِهِ : تدافعَ ، كازْدَعَبَ ..

والسيلُ : تملّأَ فدَفَعَ بعضُهُ بعضاً ، فهو زاعِبٌ ، وزَعُوبٌ ..

والواديَ : مَلَأَهُ ..

والنحلُ زَعْباً ، وزَعِيباً : دَوّى وصوّتَ ..

والغرابُ : نَعَبَ ..

والرجُلُ : ساحَ في الأرضِ ..

وعنه الشيءَ : دَفَعَهُ ..

وله من المالِ شيئاً : أعطاهُ وقَسَمَ له. والزَّعْبَةُ ، كضَرْبَة : المرّةُ منه ، وبالضمِّ : ذلك المُعطى ، كالزِّعْبِ ، بالكسرِ.

وتَزَعَّبَ : نَشِطَ وأسرعَ ، وتغيّظَ ، وامتلأَ أكلاً وشرباً ..

والقومُ المالَ : توزّعوهُ.

والزاعِبُ : بلدٌ ، أو رجُلٌ من الخزرجِ كان يَعمَلُ الأَسِنّةَ ، ومنه : سِنانٌ زاعِبِيٌ ، ورِماحٌ زاعِبِيَّةٌ ، أو هي العَسّالة التي إذا هُزَّتْ تدافَعتْ كالسيلِ الزاعِبِ يَزْعَبُ بعضُهُ بعضاً ، وياءُ النسبةِ بمعنى التشبيهِ ، أو للتأكيدِ كياءِ الأحمريِّ.

ووَتَرٌ أَزْعَبُ : غَليظٌ يَمَلَأُ الفُوقَ.

وذَكَرٌ أَزْعَبُ : غليظٌ يَمَلَأُ الفرجَ.

ورجُلٌ زُعْبُوبٌ ـ بالضمِّ ـ وأَزْعَبُ :


( لئيم ) (١) قصيرٌ. جَمعهما : زُعْبٌ بالضمِّ ، ( وهو في « أَزْعَب » قياس وفي « زُعْبُوب » ) ) شاذٌّ ، وقياسُهُ : زَعابِيبُ ، كرُعْبُوبٍ ورَعابِيبَ ، والباءُ فيه للإِلحاقِ ، فقياسُها أن لا تُحذَفَ.

وزِعْبُ بنُ مالكٍ ، كعِهْن : أبو قبيلةٍ ؛ بطنٌ من سُلَيمٍ في قيسِ بنِ عيلانَ بنِ مضرَ ، وضَبْطُهُ بالغينِ المعجمةِ وهمٌ.

وكزُبَيْرٍ : اسمٌ.

وكغُرْفَةٍ : حمارٌ لهم معروفٌ.

وكسَحابَةٍ : قريةٌ باليمامةِ.

وزُعْبُبٌ ، كقُعْدُدٍ : اسمٌ.

ومحمّدُ بنُ نعمةَ بنِ محمودِ بنِ زَعْبانَ ـ كشَعْبانَ ـ الأنصاريُّ : من شيوخِ الذهبيِّ ، سَمِعَ على كِبَرٍ ، وله نَظمٌ.

الأثر

( قِرْبَةٌ يَزْعَبُهَا ) (٣) يَحمِلُها مملوءةً ، أو يَدفَعُها لِثِقَلِها.

( أَزْعَبُ لَكَ زَعْبَةً مِنَ المَالِ ) (٤) أَدفَعُ لك دفعةً منه ، أو أُعطيكَ منه شيئاً ، على روايَتَي الفتحِ والضمِّ.

زغب

الزَّغَبُ ، كسَبَبٍ : ما لانَ من الشَّعرِ أوّلَ ما يَنبُتُ من الصبيِّ ..

ومن الشيخِ : حينَ يَدِقُّ شَعرُهُ ويَضعُفُ ..

ومن الريشِ : حينَ يَبدو دِقاقُهُ ، وما لا يجودُ ولا يطولُ.

وزَغِبَ الصبيُّ والفرخُ ( زَغَباً ) (٥) ، كتَعِبَ : نَبَتَ زَغَبُهما ، كزَغَّبَ تَزْغِيباً ، وازْغابَ ازْغِيباباً ، وهو أَزْغَبُ ، ورجُلٌ زَغِبُ الشَّعرِ ، ورقَبَةٌ زَغْباءُ.

والزُّغابَةُ ، والزُغابى ، بضمِّهما : أدقُ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».

(٣) الفائق ٢ : ٤٠٥ ، النهاية ٢ : ٣٠٢ ، سنن الترمذيّ ٤ : ١٣ / ٢٤٧٤.

(٤) الفائق ٢ : ١١٠ ، النهاية ٢ : ٣٠٢.

(٥) ليست في « ت ».


الزَّغَبِ.

ومن المجاز

أَزْغَبَ الكَرْمُ إِزْغاباً : بَدا يُورِقُ بعدَ جَريِ الماءِ فيه.

والأَزْغَبُ : تِينٌ فاخرٌ.

وأَخَذَهُ بَزَغَبِهِ ، كسَبَبِهِ : بحدثانِهِ.

وما أعطاني زَغَبَةً ـ كقَصَبَةٍ ـ وما أَصَبتُ زُغابَةً ، كسُلافَةٍ : أدنى شيءٍ.

وفرسٌ أَزْغَبُ : أبلقُ.

وجبلٌ (١) أَزْغَبٌ ، وزُغَبٌ ، كصُرَد : مختلطٌ سوادُهُ ببياض.

ورجُلٌ زُغْبُبٌ ، كقُعْدُد : قصيرٌ بخيلٌ.

وزُغْبَةٌ ، كغُرْفَةٍ : حيٌّ من خَثعَمٍ ، وموضعٌ ، وفي قولِ جرير :

زُغْبَةَ وَالشَّحَّاجَ وَالقُنَابِلَا (٢)

حمارٌ له ، أو هو تصحيفٌ والصوابُ بالعينِ المهملة ، ولقبُ حمّادِ بنِ مسلمٍ مولى تُجِيبَ ، وابنِهِ عيسى ـ شيخِ مسلمٍ وأبي داودَ ( و ) (٣) النَّسائيِّ وابنِ ماجَة ـ وأَخيه (٤) أحمدَ بنِ حمّادٍ شيخِ الطبرانيِّ وأَقارِبِهم.

والزُّغْبَةُ ، بالضمِّ : دويبّةٌ كالفأرةِ.

وعبدُ اللهِ بنُ زُغْبٍ ـ كقُفْل ـ الإِياديُّ : له صحبةٌ.

والفقيهُ محمّدُ بنُ عبدِ العزيزِ الكلابيُ الزَّغِيبِيُ ، كخَطِيبِيّ (٥) : مؤلّفُ أحكامِ

__________________

(١) في « ش » : جمل. وفي القاموس والتاج : ما اختلط بياضه بسواده من الحبال. والمثبت يوافق ما في التكملة والمحيط ٥ : ٢٨.

(٢) ديوانه ٢ : ٩٧٤ ، وقبله :

إِنّي لمُهدٍ لهمُ مَسَاحِلا

(٣) ليست في « ت ».

(٤) في النسخ : وأخوه. والمثبت بمقتضى المعنى. وانظر تاج العروس.

(٥) ضبطه ابن نقطة في الاستدراك وغيره بلفظ « الزُّغَيْبيّ » بضمّ الزاي وفتح الغين المعجمة وسكون الياء وباء موحّدة من تحت ، وهو الصواب. انظر هامش أنساب السمعانيّ ٣ : ١٥٨ ، وتبصير المنتبه ٢ : ٦٣٠. وفي « ت » و « ج » : والزغيبي ..


القُضاةِ.

وزُغَيْبَةُ ، كجُهَيْنَةَ : ماءٌ شرقيَّ سَمِيراءَ.

وكسُلافَة أو سَحابَة : موضعٌ قربَ المدينةِ ، وهو مجتمعُ السيولِ بآخِرِ العقيقِ ، غربيَّ مشهدِ حمزةَ.

وكحَصْباءَ : اسمُ رجُلٍ وجبلٍ بالقِبَلِيّةِ.

الأثر

( أُهْدِيَ لَهُ أَجْرٍ زُغْبٌ ) (١) الأَجْرِ (٢) ، كفَلْسٍ : جمعُ جَرْوٍ ، وهو القِثّاءَةُ الصغيرةُ ، والزُّغْبُ ، بالضمِّ : جمعُ أَزْغَبَ ؛ من الزَّغَبِ ، يريدُ به ما على القثّاءِ ممّا يُشبِهُ دِقاقَ الشَّعرِ.

زغدب

الزَّغْدَبُ ، كثَعْلَب : رغاءٌ البعيرِ وهَدِيرُهُ الشديدُ ، والوَدَكُ ، والزَّبَدُ الكثيرُ ، كالزُّغادِبِ ، بالضمّ.

وبهاء : الغيظُ ، وإِلحافُ السؤالِ.

ورَجُلٌ زُغادِبُ : غليظُ الوجهِ سمجُهُ شفاهيٌّ.

وذهب ثعلب إِلى أَنَّ الباءَ في الزَّغْدَبِ لهديرِ البَعير زائدَة ؛ لأَنَّه من زَغَدَ البَعيرُ في هديرهِ زَغْداً ، إذا بالغَ ، قالَ ابنُ جنّي (٣) : وقولهُ هذا تَمُجُّهُ الآذانُ وتضيقُ عن احتمالهِ المَعاذيرُ.

زغرب

الزَّغْرَبُ ، كعَقْرَبٍ : الماءُ الكثيرُ ، أَو (٤) البئرُ يخرجُ ماؤُها من عَرْضِ جِرابِها ، وَالبولُ الكثيرُ.

وبَحْرٌ زَغْرَبٌ ، وزَغْرَبيٌ ، وبئرٌ زَغْرَبٌ ، وبهاءِ : كثيرةُ الماءِ.

__________________

(١) الغريب لابن الجوزي ١ : ٤٣٧ ، النهاية ٢ : ٣٠٤ ، الفائق ٣ : ٢٢٧.

(٢) في الفائق : الأَجْري. وهو الأفضل ، فإن قياسه بِفَلْس مُشَبّهٌ جدًّا.

(٣) انظر الخصائص ٢ : ٤٩. وقال في سر صناعة الإعراب ١ : ١٢٢ : « وهذا تعجرف منه وسوء اعتقاد ».

(٤) في « ش » : « والبئر » بدل : « أو البئر ».


ومن المجاز

رَجُلٌ زَغْرَبٌ : كثيرُ المعروفِ.

وزَغْرَبَ زَغْرَبَةً : ضَحِكَ أو استغرَبَ في ضِحكِهِ.

زقب

زَقَبَ الفأرُ في جحرِهِ زَقْباً ، كقَتَلَ : دخل.

وزَقَبْتُهُ فيه ـ كقتلتُهُ ـ فانْزَقَبَ : أَدخلتُهُ فيه ؛ يتعدَّى ولا يتعدَّى.

وطريقٌ زَقَبٌ ـ كسَبَب ـ وبهاءٍ : ضيِّقٌ. الجمع : زَقَبٌ كقَصَب ، وزُقُبٌ كَكُتُب ، أَو الأَوَّل جمع زَقَبَةٍ كَقَصَبَة.

ورَميتُهُ من زَقَبٍ ؛ كَكَثَبٍ (١) زنة ومعنىً.

وزَقَّبَ المَكّاءُ تَزْقِيباً : صوَّتَ.

وأَزْقَبانُ ، كَأَنْبَخان (٢) : ( موضع ) (٣).

زكب

زَكَبَ الإِناءَ زَكْباً ، كَقَتَلَ : مَلأَهُ ..

والمرأةَ : جامعها ..

والحاملُ : أَلقت الجنين بدفعةٍ واحدةٍ.

وامرأةٌ مَزْكُوبَةٌ : ملقوطةٌ.

والزُّكْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : النُّطفةُ.

وهو أَلأَمُ زُكْبَةٍ : أَلْأَمُ شيءٍ.

وانْزَكَبَ : تقحَّم في منحدرٍ.

والزَّكِيبَةُ ، كَسَفِينَة : وِعاءٌ كالجُوالقِ ؛ مِصريَّةٌ.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « من زُقُب ككُتُب ». وهو تصحيف ، والمثبت عن « ش ». انظر التكملة والقاموس والمحيط ٥ : ٣١٠.

(٢) في « ت » و « ج » : « إِزْقِبان كإِنْبِخان » والمثبت بمقتضى الميزان ، انظر مادة « نبخ » من الطراز ، وهو الموافق لما في التكملة والقاموس مادة « زقب ». والذي في معجم البلدان ١ : ١٦٨ ، واللسان « زقب » : « أَزْقُبان » بفتح الهمزة وضمِّ القاف.

(٣) ليست في « ت ».


زلب

زَلِبَ الصبيُّ بأُمِّه زَلَباً (١) ، كتَعِبَ : لزِمَها ولصِقَ بها ولم يفارقها ، وهو مَقلُوب لَزِبَ.

وازْدَلَبْتُ الشيءَ : استَلَبتُهُ.

والزُّلْبَةُ كغُرْفَة : النبلةُ.

والزَّلابِيَةُ ، كَثَمانِيَةٍ : حلواءُ تُتَّخَذُ مِن عجين مقلوّ في الشَّيْرَجِ ثمَّ تُغمَس في حُلْوٍ مائعٍ.

زلحب (٢)

تَزَلْحَبَ عن مكانِهِ : زَلَّ ، وهو زَلْحَبٌ ، كثَعْلَبٍ.

زلدب

زَلْدَبَ اللُقمةَ : ازْدَرَدَها ، قالَ في الجمهرة : وليس بثبت (٣).

زلعب

ازْلَعَبَ السيلُ : كَثُر فهو مُزْلَعِبٌ ..

والسحابُ تكاثَفَ ، ( وأصله من الزَّعْب ، واللاّم زائدة ) (٤).

زلغب

ازْلَغَبَ الفرخُ : طَلَعَ ريشُهُ ..

والريشُ : طَلَعَ ..

والشَّعَرُ : نَبَتَ بعد حَلْقِهِ ، ( وأصلُهُ

__________________

(١) في النسخ : « لَزَبا ». وهو تصحيف واضح ، والمثبت عن هامش « ج ».

(٢) في النسخ ذكرت مع مشتقّاتها بالجيم. والتصحيح عن التكملة والمحيط ٣ : ٢٧٦ ، والأفعال لابن القطّاع ٢ : ١١٣.

(٣) الجمهرة ٢ : ١١١٨.

(٤) ما بين القوسين عن « ش » وقد سقط من « ت » و « ج » ، وقد صرّح بزيادتها الجوهريّ في الصحاح ، وانظر التاج في « زلعب » و « زلغب ».


من الزَّغْب ، واللاّمُ مزيدة ) (١).

زلهب

الزَّلْهَبُ ، كثَعْلَب : القليلُ اللحمِ ، والخفيفُ اللحيةِ ، قال ابن دريد : ولا أُحِقُّهُ (٢).

زنب

الأَزْنَبُ ، كأَصْهَب : السمينُ ـ وقد زَنِبَ زَنَباً ، كتَعِبَ تَعَباً ـ ومنه : زَيْنَبُ : اسمُ المرأَةِ ، أَو من الزَّيْنَبِ (٣) ـ كمَهْدَد ـ وهو شجرٌ عَطِرٌ حَسَنُ المَنظَرِ ، أَو أَصلهُ : زَيْنُ أَبٍ ، أو من زُنابَى العقربِ وهو مقلوبُ زُباناها ، وقال ابنُ دريد (٤) : اشتقاقهُ من زُنَابَة العقرب وهي أُبرَتُها التي تلدغُ بها ، فأمَّا زُبانَيا العقرب فهما قِرناها ، وليس ذلك من زَيْنَبَ بشيءٍ.

ورجلٌ زَيْنَبٌ (٥) : جبانٌ.

وزَنْبَةُ ، كهَضْبَة : امرأَةٌ.

والزَّنْبَى ، كغَضْبَى : بقلةٌ فارسيَّةٌ.

والزِّيْنابَةُ (٦) ، بالكسر : نوعٌ من السمكِ دقيقٌ.

وعمرو بنُ زُنَيْبٍ ، كزُبَيْرٍ : تابعيٌّ سمعَ أَنَساً.

وأَبو زُنَيْبَةَ ، كجُهَيْنَةَ : كُنيةٌ لهم.

ومَشَى الزَّأْنَبَى ـ كقَهْقَرَى ـ إِذا مَشَى

__________________

(١) ما بين القوسين عن « ج » و « ش » وسقط من « ت » وقد صرّح بزيادتها الجوهريّ في الصحاح ، وذهب إلى ذلك أيضاً أبو حيان وابن القطّاع. انظر التاج « زلغب ». فكأنّ المصنّف يعرّض بالفيروز آباديّ حيث ذهب إلى أصالتها.

(٢) الجمهرة ٢ : ١١٢٤.

(٣) في النسخ : « الزَّنْبَبَ ». والمثبت عن القاموس واللسان والتكملة.

(٤) في الجمهرة ٢ : ١١٧١.

(٥) في النسخ : « زَنْبَبٌ ». والمثبت عن التكملة والقاموس والمحيط ٩ : ٦٨.

(٦) في النسخ : « الزِّنْبانَةُ ». والمثبت عن التكملة والقاموس والمحيط ٩ : ٦٨.


مِشيةً في بُطءٍ وتثاقُلٍ كالخَيْزَلَى.

وكان النبيُّ 6 يقول لزَيْنَبَ بنتِ أبِي سَلَمَةَ : يا زُنَابَ ، وضَبَطَها الأَميرُ بالضمِ (١).

المثل

( زَيْنَبُ سُتْرَةٌ ) (٢) هي زينبُ بنتُ عبدِ الله بنِ عِكْرِمَةَ المخزوميِّ ، وكانت عجوزاً لها جوارٍ مغنّياتٌ ، فعَشِقَ إِحداهنَّ ابنُ زُهَيْمَةَ الشاعرُ المدنيُّ ، وكان يُشَبِّبُ بها ويكنِّي بزَيْنَبَ عنها ، ثمَّ إِنَ زَيْنَبَ حجَبَتْها لشيءٍ بَلَغَها ، فقال ابنُ زُهَيْمَةَ :

ولَقَدْ وَجَدْتُ بزَيْنَبا

وجداً شديداً مُتْعِبا

ولقد كَنَيْتُ عَنْ اسْمِها

عمداً لكَيلا تَغْضَبا

وجَعَلْتُ زَيْنَبَ سُتْرَةً

وكَنَيْتُ أَمراً مُعْجِبا

يُضْرَبُ عندَ الكنايةِ عنِ الشيءِ.

زنجب

الزُّنْجُبُ ـ بالجيمِ بعدَ النُونِ ـ كقُطْرُب : المِنْطَقَةُ كالزُّنْجُبانِ بفتحِ أوّلهِ وضمِّ ثالثه.

والزَّنْجَبَةُ ، كعَنْفَقَةٍ : ثوبٌ تعظِّمُ به المرأَةُ عَجيزَتَها.

زوب

زابَ الماءُ زَوْباً : جَرَى ، ومنه : المِيزابُ ..

والرجلُ : هَرَبَ مُسْتَخفِياً.

والزَّابُ ، كَبابٍ : مواضعٌ بالموصلِ وواسِطَ والمغربِ وغيرِها ، ويُنْسَبُ إِلى كلٍّ منها جماعة.

والزَّابَانِ : نهران كبيران بالجزيرةِ بين دجلةَ والفراتِ ، يقال لأَحدهما : الزَّابُ

__________________

(١) الإكمال ٤ : ٦.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٣١٩ / ١٧٢١. والشعر منه أيضاً بتفاوت.


الأَعلى ، وَالآخرَ : الزَّابُ الأَصغرُ ومخرجُهُما من قرب جبالِ أَذَربيجانَ ، ويصبَّان في دجلةَ.

زهب

الزَّهْبُ ، كالضَّرْبِ : الدفعُ ، والقَسْمُ.

وزَهَبْتُ له شيئاً من المالِ ، كمَنَعْتُهُ : دَفَعْتُهُ إِليه ، وقَسَمْتُهُ لهُ.

وتَزَهَّبُوا المالَ : تقاسَموهُ.

والزُّهْبَةُ ، كغُرْفَة : المالُ المدفُوعُ ، والمَقسومُ ، كالزِّهْبِ كعِهْن.

وكهَضْبَة : المرَّةُ من الزَّهْبِ ، كالضَّرْبَةِ مِنَ الضَّرْبِ.

زيب

الأَزْيَبُ ، كأَبْيَضَ : مِنْ أَسماءِ ريحِ الجَنُوبِ ، والنشاطُ ، والخفَّةُ في السير ـ يقال : مَرَّ وله أَزْيَبُ ، إِذا مرَّ مرّاً سريعاً ـ والفزعُ ، والداهيةُ ، والأَمرُ المنكرُ ، والعداوةُ ، والرجلُ الدعيُّ ، والذليلُ الحقيرُ ، واللئيمُ ، والقصيرُ الخَطْوِ ، والنشيطُ ، والمالُ الكثيرُ (١) ، والقنفذُ ، والشيطانُ.

وتَزَيَّبَ لحمُهُ : اكتَنَزَ وصلُبَ ، ومنه : رَكَبٌ إِزْيَبٌ ، كإِرْدَبّ : عظيمٌ.

وهو إِزْيَبُ البطشِ أَيضاً : شديدهُ ؛ مِنَ الرِّجالِ وَالجمالِ.

ولقيَ منه الإِزْيَبَ ؛ أَي الشدَّةَ.

وامرأَةٌ إِزْيَبَّةٌ ، كإِرْدَبَّة : شحيحةٌ.

وزَيْبُ ، كعَيْن أَو طِيب : قريةٌ على ساحل بحر الروم عند عكّا ، منها : القاضي أَبو عليٍّ الحسنُ بنُ الهيثمِ التميميّ الزَّيْبِيُ.

وابنُ زَيَّابَة ، كَميَّاسَةٍ : شاعِرٌ جاهِليٌّ ، وهي أُمُّهُ لا أَبُوه كما توهَّمَهُ بعضهم ، واسمُهُ سَلَمَةُ بنُ ذُهْلٍ التميميُّ.

__________________

(١) في الصحاح واللسان : « الماءُ الكثير » ، فلعلّ ما في المتن تصحيف. وانظر ما مرّ في مادة « ذيب ».


فصل السين

سأب

السَّأْبُ ، كَفلْسٍ : السِّقاءُ ، أَوِ الزِّقُّ الواسعُ منه ، أَو وعاؤُهُ من الأَدَمِ ـ الجمُعُ : سُؤُوبٌ كفُلُوسٍ ـ كالمِسْأَبِ كمِئْزَرٍ ، وهو سِقاءُ العسلِ أَيضاً ، وتَرَكَ أَبو ذُؤَيبٍ همزهُ في قوله :

تَأَبَّطَ خافَةً فيها مِسَابٌ (١)

وسَأَبَ السِّقاءَ ، كمَنَعَهُ : وَسَّعَهُ ..

والرجلَ : خنقَهُ وعَصَرَ حَلْقَهُ ..

ومِنَ الشَّرابِ : رَوِيَ ، كسَئِبَ كتَعِبَ.

ورجلٌ مِسْأَبٌ ، كمِئْزَر : كثيرُ الشربِ للماءِ.

وهو سُؤْبانُ مالٍ ـ كثُعْبان ـ أَي قيِّمٌ به ، ويقال لِلرجلِ العالِمِ بالشيءِ الخَبيرِ به : هو ابنُ سُؤْبانِهِ.

الأَثر

( فَسَأَبَنِي حَتَّى أَجْهَشْتُ بالبُكاءِ ) (٢) أي خنقني وعَصَرَ حلقي ؛ وهو يبطل قول من زعم أَنَّه لا يقال : سَأَبَهُ ، إِلاَّ إِذا خَنَقَهُ حتّى قَتَلهُ (٣).

سبب

السَّبَبُ : الحبل يُتَوَصَّلُ به إِلى عُلُوٍّ ؛ ثمَّ استعير لِكلِّ ما يُتوصَّلُ به إِلى شيءٍ ؛ من عِلْمٍ ، أَو قُدرةٍ ، أَو آلَةٍ. الجمع : أَسْبَابٌ.

وبينهما سَبَبُ عَلاقةٍ : قرابةٌ ، أَو مودَّةٌ ، أَو عهدٌ.

وما لي إِليه سَبَبٌ : طَريقٌ.

وقَطَعَ اللهُ به السَّبَبَ : الحياةَ.

__________________

(١) شرح أشعار الهذليين ١ : ١٨٠ ، اللسان. وعجزُهُ :

فأضحى يَقْتَرِي مَسَداً بشيقِ

(٢) الفائق ٢ : ١٤٣ ، النهاية ٢ : ٣٢٧.

(٣) قاله ابن القطاع في كتاب الافعال ٢ : ١٥٦ ، والجوهري في الصحاح.


وجرى في سَبَبِ الصِّبا : في مُمْتَدِّهِ.

وسَبَّبَ اللهُ لك سَبَبَ خيرٍ : فَتَحَ لك بابَهُ.

وسَبَّهُ سَبّاً : قَطَعَهُ ..

والناقَةَ : عَقَرَها ..

والرجلَ : طَعَنَهُ في السَّبَّةِ ـ كلَبّةٍ ـ (١) وهي الاستُ ، وشتمَهُ شتماً وجيعاً ، وَسَابَّهُ سِباباً ، وَمُسابَّةً.

وتَسابُّوا واسْتَبُّوا : تَقاطَعوا ، وسَبَ بعضُهُمْ بعضاً.

وبينهم أُسْبُوبَةٌ كأُعْجُوبَة ، وأَسابِيبُ كأَعاجِيب ، إذا كانوا يَتَسابُّونَ ، وبينهم سِبِّيبَى ـ كحِثِّيثَى ـ وهذا النوعُ منَ المَصادِر يَدُلُّ على معنى الكثرَة ؛ قالَ سيبويهَ : تقول : كانَ بينهم رِمِّيَّا ، فليس يريدُ قولَهُ : رمى رَمْياً ، ولكنّه يريدُ ما بينهم من الترامي وكثرةِ الرَّمْيِ (٢).

والمَسَبَّةُ ، كالمَسَرَّة : السَّبُ. الجمع : مَسابُ.

ورجلٌ سِبٌ ، ومِسَبٌ ، كسِنٍّ ومِسَنٍّ : كثيرُ السِّبَابِ.

وسُبَّةُ ، كقُبَّةٍ : يسُبُّهُ الناسُ.

وسُبَبَةٌ ، كحُمَمَةٍ : يَسُبُ الناسَ.

وسَبيبُكَ ، وسِبُّكَ ، كخَدِينكَ وخِدْنكَ : من يُسَابُّكَ.

واسْتَسَبَ أَبويهِ : جرَّ إِليهما المَسَبَّةَ ؛ بِأَن سَبَ أَبويْ غيرِهِ فَسُبَ أَبواهُ.

ومن المجاز

خيلٌ مُسَبَّبَةٌ ، كمُعَظَّمَة : جيادٌ ، يُقالُ لها : قاتلها اللهُ أَو أَخزاها اللهُ ؛ استِجادَةً لها.

والسَّبَّةُ ، كاللَبَّة : الاست ، أَو حلقَةُ الدُّبرِ ؛ لأَنَّهُ يُسَبُ بها ، والحِينُ من الدَّهر ، ودوامُ الصَحْوِ وَالبَرْدِ والحرِّ.

__________________

(١) في النسخ : « السُّبَّةُ كلُبَّة ». وهو تصحيف ، والمثبت عن مصادر اللغة ، وانظر مادة « لبب » من الطراز.

(٢) الكتاب ٤ : ٤١.


وبالضمِّ : ( العارُ ) (١) ؛ يقال : هذه سُبَّةٌ عليك ، وَأَنت سُبَّةٌ على قَومِكَ.

والسَّبَّابَةُ ، بالفتح مشدَّدَة : الأَنمُلةُ تلي الإِبهامَ ؛ للإِشارةِ بها عند السَّبِ ، ويقال للسيفِ : سَبَّابُ العراقيبِ ، كأَنَّما يُعاديها ويَسُبُّها.

والسِّبُ ، كالسِّنِّ : الحبلُ ، والوَتِدُ ، والعمامَةُ ، والخمارُ ، والثوبُ الطويلُ ، وشُقَّةٌ رقيقةٌ مِنْ كَتَّانٍ ، أَو مطلقاً ، كالسَّبِيبَةِ. الجمع : سُبُوبٌ ، وسَبَائِبُ.

والسَّبِيبُ : شَعَرُ الناصيةِ والذَّنَبِ والعُرْفِ مِنَ الفرسِ.

وبهاءٍ : العضاهُ يكثُرُ في المكان ، والخصلةُ مِنَ الشَّعَرِ ، والذُّؤابَةُ ، وذيلُ الفرسِ ، والطريقَةُ.

وهي امرأَةٌ طويلةُ السَّبَائِبِ ، أي الذَّوائِب.

واقبَلَتِ الخيلُ مُعَقَّداتِ السَّبَائِبِ ، أَي الأَذيال.

وعليه سَبَائِبُ الدم : طرائِقُهُ.

ونَشَرَ الآلُ سَبائِبَهُ.

وسَبَّى ، كحَتَّى : ماء لسليمٍ.

والسَّبْسَبُ : الأَرضُ القفرُ المستويةُ ، يقال : بلدٌ سَبْسَبٌ وسَبَاسِبُ.

وسَبْسَبَ بولَهُ : أَرسلَهُ ..

والماءَ : أَجراهُ ، فَتَسَبْسَبَ.

ويومُ السَّباسِبِ : يومُ عيدٍ للنصارَى كيومِ السَّعانينَ وليس بِهِ ، ووهم الفيروزاباديُّ.

وسَبُّويَة (٢) ، بفتحِ أَوَّلِهِ وضمِّ الباء مشدَّدَةً : لقبُ عبدِ الرحمانِ بنِ عبدِ العزيز ؛ شيخٍ لعبّاسٍ الدُّوريِّ ، ولقبُ أَبي بكرٍ محمَّدِ بنِ إِسماعيلَ الصّائِغِ ؛ شيخٍ لوَهَب بن بَقيَّة. واختلف في محمَّدِ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) كذا في « ت » وتبصير المنتبه ٢ : ٧٧٢ ، والإكمال ٥ : ٢٤ وفي « ج » و « ش » والقاموس : سبّوبة.


بنِ إسحاق بنِ سَبُّويه (١) ، فقيل بمهملةٍ ، وقيل بمعجمةٍ.

والسَّبَبُ بنُ شرحبيلَ بنِ الحارثِ : مِنْ حِمْيَر الأَصغر.

الكتاب

( وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً ) (٢) أَعطيناهُ مِنْ أَسبابِ كلِّ شيءٍ أَرادَهُ ـ مِنْ مهمَّاتِ مُلْكِهِ ومقاصِدِ سُلطانِه ـ طريقاً مُوصِلاً إِليه ، فأَراد بلوغَ المغربِ فسَلَكَ طريقاً أَفضَى به إِليه.

( وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ ) (٣) أَسْبابُ الخلاصِ من العذابِ ، أَوِ الوُصَلُ التي كانت بينهم مِنَ التَّبَعيَّةِ والمَتْبُوعِيَّةِ وَالأَنسابِ والمحابِ (٤) والاتِّفاقِ على دينٍ واحدٍ.

( فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ ) (٥) معارِجِ الوُصُولِ إِلى العرشِ ؛ ليَسْتَوُوا عليه فيدبِّروا أَمرَ العالَمِ ويُنْزِلوا الوحيَ على مَنْ شاؤُوا.

( لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ ) (٦) طُرُقَها وأَبوابها. وفي إِبهامها ثمَّ إِيضاحها تفخيمٌ لشأنها ، وتشويقٌ للسامع إِلى معرفَتها.

( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٧) لا تشتموهم مِنْ حَيْثِ عبادتِهِم لآلهتِهِم ؛ كأَنْ تقولوا لهم : تبّاً لكم ولما تعبدونَ ، فيقولوا لكم مثل قولكم ظلماً وعُدْواناً على جهالةٍ بالله وبما يجب أَن يُذْكَرَ بِهِ.

__________________

(١) في النسخ : سيبويه ، وهو تصحيف ، والمثبت من تبصير المنتبه ٢ : ٧٧٢.

(٢) الكهف : ٨٤ ، ٨٥.

(٣) البقرة : ١٦٦.

(٤) في « ش » « والتحاب » بدل : « والمحابّ ».

(٥) ص : ١٠.

(٦) غافر : ٣٦.

(٧) الأنعام : ١٠٨.


الأَثر

( كُلُ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلاَّ سَبَبِي ونَسَبِي ) (١) النَّسَبُ بالولادةِ ، والسَّبَبُ بالزواجِ.

( ولا تَسْتَسِبَ لَهُ ) (٢) لا تُعَرِّضْهُ للسَّبِ ؛ بأَن تَسُبَ أَبا غيرِكَ فَيَسُبَ أَباكَ.

( سُئِلَ عَنْ سَبائِبَ يُسْلَفُ فيها ) (٣) جمعُ سَبِيبَةٍ ؛ وهيَ الشُّقَّةُ الرَّقيقَةُ مِنَ الكَتّانِ أَو مطلقاً.

( وسَبَائِبُهُ تَجُولُ عَلى صَدْرِهِ ) (٤) جمعُ سَبِيبَةٍ ؛ وهيَ الخَصلَةُ من الشَّعَرِ المُنْسَدِلَةُ على الكتفين.

( فَإِذا سِبٌ فِيهِ دَوْخَلَةُ رُطَبٍ ) (٥) هو كعِهْنٍ : الثوب الرقيق. وَالدَّوْخَلَةُ : سفيفةٌ مِنْ خوص.

المصطلح

السَّبَبُ في الشريعة : ما يكون طريقاً للوصول إِلى الحُكْمِ غيرَ مؤَثِّرٍ فيه ..

و ـ في عرف المتكلِّمين : ما يوجب ذاتاً ، كما أَنَّ العِلَّة ما توجب صفةً ..

وفي ميزان الشِّعْرِ : قِسْمان : خفيفٌ وثقيلٌ ، فالخفيفُ متحرِّكٌ بعدَهُ ساكنٌ ، نحو : قُمْ ومِنْ. والثقيلُ متحرِّكانِ ، نحو : لَكَ ولِمَ.

المثل

( سُبَّنِي وَاصْدُقْ ) (٦) يُضرب في الحثِّ على الصدق.

( المِزَاحُ سِبَابُ النَّوْكى ) (٧) أَي إِذا مازَحْتَ الأَحمَق فقد شاكلتَهُ ، ومُشاكلَةُ الأَحمقِ سُبَّة ؛ هكذا قال الميدانيّ.

__________________

(١) النهاية ٢ : ٣٢٩ ، مجمع البحرين ٢ : ٨٠.

(٢) النهاية ٢ : ٣٣٠ ، مجمع البحرين ٢ : ٨٠.

(٣) النهاية ٢ : ٣٢٩.

(٤) غريب الحديث لابن الجوزيّ ١ : ٤٥٢ ، النهاية ٢ : ٣٣٠.

(٥) غريب الحديث لابن الجوزيّ ١ : ٤٥٢ ، النهاية ٢ : ٣٢٩ ، وفيه : دوخلّة بتشديد اللام. والتخفيف لغة فيه عن ابن القطّاع. انظر اللسان « دخل ».

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٣٤٢ / ١٨٢٥.

(٧) مجمع الأمثال ٢ : ٢٨٧ / ٣٩١٤.


وعندي أَنَّ معناهُ : أَنَّ الأَحْمقَ إِذا مازَحَكَ سبَّكَ وهو يظنُّ أَنَّهُ يَمْزَحُ. يضرب في التَّحْذيرِ عَنْ مُمازَحَةِ الحَمْقى.

( سَبَّكَ مَنْ بَلَّغَكَ السَبَ ) (١) أَي من واجَهَكَ بِما قَفاكَ به غَيْرُهُ مِنَ السَّبِ فهو الذي سَبَّكَ. يضرب في ذمِّ النّميمة.

سحب

سَحَبَهُ سَحْباً ، كمَنَعَهُ : جَرَّهُ على الأَرضِ ، فانْسَحَبَ.

وأَسْحَبَهُ الذَّيلُ : طالَ حتّى سَحَبَهُ.

والسَّحابُ : الغَيْمُ فيه ماءٌ ( أَوْ لا ) (٢) ، أَو ما تراكَمَ مِنَ الغَمامِ ، والغيمُ الرقيق منه ؛ سُمِّي بذلكَ لانْسِحَابِهِ في الهواءِ ، الجمع : سُحُبٌ ، كأَتان وأُتُن. والواحدةُ سَحابَةٌ ، الجمع : سَحائِبُ.

ومن المجاز

سَحَبَ مِنَ الطّعامِ والشّرابِ ، وتَسَحَّبَ : تَكَثَّرَ ؛ لأَنَّ من شأْنِ المنهوم أَن يَجُرَّ المطاعِمَ إِلى نفسِهِ ، وهو رجلٌ أُسْحُوبٌ ، كأُسْلُوب : أَكُولٌ شَرُوبٌ.

وكَشَعْبانَ : أَكولٌ جِدّاً يأْتي على ما مرَّ به.

وسَحَبَ ذَيْلَهُ على معايبِهِ : سَتَرَها.

وتَسَحَّبَ عليه : أَدَلَّ ، ( واجترَأَ .. وفي حقّه : اغتصبَهُ ؛ كأنّه تجرّأ عليه منكبّاً ) (٣).

وَأَقَمْتُ عِندَهُ سَحابَةَ يومي ، أَي طولَهُ ، قيل ذلك في يومٍ مَغيمٍ ثمَّ استُعمِلَ في كلِّ نهارٍ.

وَأَقَبَلَتْ سَحابَةُ القومِ : جمعُهُم وجَيْشُهُم الذي كأَنَّهُ سَحابَةٌ.

والسُّحْبَةُ ، كغُرْفَة : الغِشاوَةُ ، وبقيَّةُ

__________________

(١) المستقصى ٢ : ١١٥ / ٤٠١.

(٢) ما بين القوسين عن « ج » و « ش ». وهي موافقة لما في مفردات الرّاغب : ٢٢٥.

(٣) ما بين القوسين عن « ش ». وكان في « ج » ثمّ وضع عليه علامة زيادته.


الماء في الغديرِ ، كالسُّحابَةِ كسُلافَةٍ.

وسَحْبانَ ، كشَعْبانَ : خطيبٌ يضرب به المَثَلُ.

وكعُثْمَانَ : فحلٌ لهم.

وابنُ السَّحابِ : المَطَرُ.

وبناتُ السَّحابِ : البَرَدُ ؛ قال عَدِيُّ بنُ الرقاع :

كأَنَّ ثَنَايَاها بَناتُ سَحَابَةٍ

سَقَاهُنُّ شُؤْبُوبٌ مِنَ الغَيْثِ باكِرُ (١)

والسَّحابُ ، بالفتحِ : سَيْفُ ضَرارِ بنِ الخطَّابِ الصَّحابيِّ.

الأثَرُ

( كان اسمُ عِمَامَتِهِ 6 السَّحابَ ) (٢) تَشْبيهاً بسَحابِ المَطَرِ.

( « فقامت » فَتَسَحَّبَت في حَقِّهِ ) (٣) اغْتَصَبَتْهُ وأَضافتهُ إِلى أَرضها.

« ( وتَسَحُّبَ المُتَسَحِّبِينَ ) (٤) اجتراءَ المُجْترِئين ـ من : تَسَحَّبَ عليهِ ، إذا اجترأ ـ واغتصابَ المُغتَصِبينَ ، أو إدلالَ المدِلّين » (٥).

المثل

( أَخْطَبُ مِنْ سَحْبانِ وائِلٍ ) (٦) هو ـ بالفتح ـ رجلٌ مِنْ باهِلَةَ ، وكان مِن خُطَبائِها وشُعَرائِها ، وهو القائِل :

لَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ اليَمَانُونَ أَنَّني

إِذا قُلْتُ : أَمَّا بَعْدُ ، أَنِّي خَطيبُها

( سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَريبٍ تَقَشَّعُ ) (٧) يضرب في انقِضاءِ الشيءِ بسرعةٍ.

( سحابُ نَوْءٍ ماؤُهُ حَميمٌ ) (٨) يضرب لمَنْ سَرَّ قولُهُ دون فعلِهِ.

__________________

(١) ديوانه : ٧٨.

(٢) النهاية ٢ : ٣٤٥.

(٣) النهاية ٢ : ٣٤٥ ، وما بين الأقواس عن « ش » والمصدر. وكانت في « ج » ثمّ ضرب عليها.

(٤) فلاح السائل : ٢٥٢.

(٥) ما بين الأقواس ليس في « ت ».

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٢٤٩ / ١٣٣٦ ، والشعر منه.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٣٤٤ / ١٨٤٩. وفيه : « عن قليل تَقَشّعُ » بالتشديد.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٣٣١ / ١٧٧٦.


( « سَحَابَةٌ » أَخالَتْ وَلَيْسَ شَائِمٌ ) (١) أَخالَتِ السَّحابَةُ ، إِذا رَجَّتِ المطرَ. والشائِمُ : الناظِرُ إِلى البرقِ. يضرب لِمَنْ له مالٌ ولا أَكلَ له. (٢)

سخب

سَخِبَ سَخَباً ، كَصَخِبَ صَخَباً زنةً ومعنىً ، إِذا صاحَ وأَكثَرَ اللغطَ والجَلَبَةَ ، وهو سَخِبٌ ، وسَخَّابٌ.

والسِّخابُ ، ككِتَاب : خَيْطٌ يُنْظَمُ فيه خَرَزٌ يلبسُهُ الصبيانُ والجواري ، أَو قِلادَةٌ تُتَّخَذُ مِنْ قَرَنْفُلٍ وسَكٍّ ومِحْلَبٍ ونحوه ، ولَيْسَ فيها من اللُؤْلؤِ والجَوْهَرِ شيءٌ. الجمع : سُخُبٌ ، ككُتُب.

ومن المجاز

وَجَدْتُكَ مارِثَ السَّخابِ ، أَي مثلَ الصَّبيّ لا عِلْمَ لك ؛ لأَنَّهُ يَمْرِثُ سَخابَهُ ، أَي يَمُصُّهُ ويَكْدُمُهُ.

الأَثر

( خُشُبٌ باللَيْلِ سُخُبٌ بالنَهارِ ) (٣) جمع سَخِب ، كخَشِنٍ وخُشُنٍ ، ( أي ) (٤) إِذا جَنَّ عليهم الليلُ سقطوا نياماً كأَنَّهم خُشُبٌ ، فإِذا أَصبحوا تَسَاخَبُوا على الدنيا وأَكثَروا اللَّغطَ والصياحَ.

( لا سَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ ) (٥) لا مُنازَعَةَ ولا خُصُومَةَ فيه تُفْضِي إِلى سَخَبٍ ، أَي لا يُشارِكُها فيه أَحَدٌ فَيُنازِعُها. ويروى : « لا صَخَبَ » (٦) بِالصاد.

سندب

السِّنْدَأْبُ ، بِالهمزةِ بعد الدالِ كجِرْدَحْل : الصُلْبُ القَوِيُّ من

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٣٤٥ / ١٨٦٠. وما بين الأقواس سقط من « ت ».

(٢) في مجمع الأمثال : « ولا آكلَ له ».

(٣) غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٤٦٧ ، النهاية ٢ : ٣٤٩.

(٤) ليست في « ت » و « ج ».

(٥) صحيح ابن حبّان ١٥ : ٤٦٦.

(٦) النهاية ٣ : ١٤.


الجمال.

سذب

السَّذَابُ ـ بالذالِ المعجمةِ ، كسَحَاب ـ هو الفَيْجَنُ باليونانيَّةِ ، وهو بقلةٌ معروفةٌ ، قال في الجمهرةِ : السَّذابُ : اسمُ البقلةِ المعروفةِ ، معرَّبٌ ، ولا أَعلَمُ له اسماً بالعربية إلاّ أَنَّ أَهْلَ اليمنِ يسمُّونَهُ : الخُشُف (١).

سرب

سَرَبَ في الأَرضِ سُرُوباً ، كقَعَدَ : ذَهَبَ فيها ..

والماءُ : جرى على وجه الأَرضِ ، كانْسَرَبَ فيهِما ..

والنَّعَمُ : تَوَجَّهَ للرعْي.

و[ سَرَبَ ] (٢) سَرْباً ، مِنْ بابِ قَتَلَ : رَعى نهاراً بغير راعٍ ، فهو سارِبٌ ، وَسَرُوبٌ.

وسَرِبَ ماءُ القِربَةِ ، والدمعُ سَرَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : سالَ ..

والقربَةُ : سالَ ماؤُها ، فهو سَرِبٌ وهي سَرِبَةٌ.

وفلانٌ يَسْرُبُ النهارَ كُلَّهُ في حوائِجِهِ ، كيَكْتُبُ : يمضي فيها.

وانسَرَبَ الوحشِيُّ في جحرِهِ : دخلَهُ ، كَتَسَرَّبَ.

والسَّرْبُ ، كَفَلْسٍ : الطريقُ ، والوِجْهَةُ ـ يُقال : خلِّ له سَرْبَهُ ، أَي طَريقَهُ ووِجْهَتَهُ التي يمرُّ فيها ـ والإبلُ ، وما رَعَى من النَّعَمِ ؛ كأَنَّهُ جمع سارِبٍ ـ كصَحْب وصاحِب ـ أَو تسميةٌ بالمصدر ، ومنه : هو يحمي السَّرْبَ ؛ قال :

__________________

(١) كذا في « ت » و « ج ». وفي « ش » : الخُنْيُف كقُنفذ. والذي في الجمهرة ١ : ٣٠٤ « الخُتْف ». وفي بعض نسخه « الحُتْف ». وفي بعضها « الخَفْت ».

(٢) من عندنا للإيضاح.


يَا وَيْلَها قَدْ ثَكَلَتْهُ أَرْوعا

أَبْيَضَ يَحْمي السَّرْبَ أَنْ يُفَزَّعا (١)

وكعِهْن : القطيعُ مِنَ قَطاً وظِباءٍ ووَحْشٍ وَنساءٍ ، والجماعةُ من النحلِ (٢) ـ الجمع : أَسْرَابٌ ـ والصَّدْرُ ، والبالُ ؛ يقال : هو واسِعُ السِّرْبِ ، أَي واسِعُ الصَّدْرِ رخيُّ البالِ.

وكسَبَبٍ : الحَفيرُ في الأَرضِ لا مَنْفَذَ له ـ فَإِن كان له منفَذٌ فهو النَّفَقُ ـ ووَكْرُ الطائِرِ ، وجُحرُ الوحشيِّ ، والقَناةُ يجري الماءُ فيها إِلى الحائِطِ ـ الجمع : أَسْرَابٌ ـ وَالماءُ الذي يَقْطُرُ مِنْ خُرَزِ السِقاءِ ، والماءُ الذي يُصَبُّ فيه ليَنْتَفِخَ سُيُورُ الخُرَزِ فَيَنْسَدُّ.

وسَرَّبْتُ السِّقاءَ تَسْرِيباً : صَبَبْتُهُ فيه.

وكغُرْفَة : جماعَةُ الخيلِ والطيرِ والظباءِ والنحلِ (٣) ، والصفُّ مِنَ الكَرْمِ ، الجمع : سُرَبٌ ، كغُرَف.

وفلانٌ بعيدُ السُّرْبَةِ ، أَي المَذْهَبِ.

وكَهَضْبَة : الخُرْزَةُ ـ بالضمِّ ـ والسُّفَرُ القريبُ.

والمَسْرَبَةُ ، كمَرْحَلَة : مَرْعَى الوحشِ والنَّعَمِ والنحْلِ (٤) ، ومخرجُ الغائطِ ، والصفَّةُ تكون أَمامَ الغرفةِ ، وضمُّ العينِ لغةٌ فيهما. الجمع : مَسارِبُ.

وكمَكْرُمَة : الشعرُ السائلُ من الصدرِ إِلى السُّرَّةِ وإِلى العانَةِ ـ وفتحُ العين منها لغةٌ حكاها في المُجَرَّدِ ـ (٥) كالسُّرْبَةِ بِالضمِّ. الجمع : مَسارِبُ.

ومَسارِبُ الدوابِّ : مَراقُّ بُطُونِها.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « أربعا » بدل : « أروعا » ، والشعر في الأساس وفيه : « يا ثكلها » بدل : « يا ويلها ».

(٢) و (٣) في القاموس واللسان : « جماعة النخل » ، قال في اللسان : قال أبو الحسن : والسربة مثله. وما في المتن موافق لبعض نسخ القاموس.

(٤) كذلك هو في الأساس بالحاء المهملة.

(٥) انظر المصباح المنير : ٢٧٢.


ومَسارِبُ الخَباءِ (١) : آثارُها في الأَرضِ.

ومن المجاز

اخْضَلَّتْ (٢) مَسَارِبُ عَيْنَيْهِ ، وهي مجاري الدموعِ.

والسَّرِيبَةُ ، كسَفِينَة : القطعةُ مِنَ الأَرضِ المُنْقادَةُ عَلى هيئَةٍ واحدَةٍ.

والمُنْسَرِبُ : المُفْرِطُ في الطول.

وسَرَّبَ الحافِرُ تَسْرِيباً : إِذا حَفَرَ فأَخَذَ في جوانِبِ حُفْرَتِهِ ..

وفلانٌ (٣) سَرَباً : عملَهُ.

ومن المجاز

سَرَّبَ عَلَيَّ الخيلَ والإبلَ : أَرسلها سُرَباً سُرَباً.

وسَرَّبْتُ إِليه الأَشياءَ : دَفَعْتُها إِليه واحداً بعد واحدٍ.

والسَّرابُ ، كسَحَاب : ما يُرى في الفلواتِ من شُعاعِ الشمسِ وقتَ الظهيرةِ يَسْرُبُ على وَجْهِ الأَرضِ كأَنَّهُ ماءٌ يجري.

وسَرابِ ، كقَطامِ : اسمُ ناقةٍ يأتي في المثل وهو مبنيٌّ على الكسر في الحجاز مُعْرَبٌ غيرُ منصرفٍ في تَميمٍ ، وكذلك كلُّ « فَعالِ » عَلَماً للأَعيانِ مؤَنَّثاً ، إلاّ ما آخِرُهُ راءٌ ك‍ « حَضارِ » ؛ فهو مبنيٌّ عند الجميعِ إلاَّ الأَقَلَّ مِنْ تَميمٍ.

والمَسْرُوبُ : مَنْ دَخَلَ في خياشيمِهِ ومنافِذِهِ دخانُ الفِضَّةِ فأَخَذَهُ حَصَرٌ ، وَقَد سُرِبَ بالبناءِ للمجهول.

والأُسْرُبُ ، بضمِّ الهمزةِ والراءِ وتخفيفِ الباءِ ، وتشديدُها ليس بثبتٍ (٤) :

__________________

(١) في « ت » و « ج » : الخِباء ، والمثبت عن « ش ».

(٢) في الأساس : « اخْضِلَتْ » وكلُّ صحيح ، انظر مادة « خضل » من المعاجم اللغوية.

(٣) في النسخ « فلاناً ». وفي « ش » بزيادةٍ : « وفلاناً سَرَباً : عمله ». والتصويب عن الاساس.

(٤) في « ش » : والأُسربّ كأُسقفّ وتخفف : الرصاص ...


الرَّصاصُ الأَسودُ ؛ معرَّبُ سُرْب ـ كقُفْل ـ وهو الآنُكُ والأَبارُ ، كسَحَاب.

وسُرْبَةُ كشُعْبَة : موضِعٌ.

وكَسَكْرَى : موضِعٌ بنواحي الجزيرة.

وكدُولاب : قريةٌ باسترابادَ.

وأَبو سعيدٍ مَحمودُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمَدَ الزاهدُ الأَصبهانيُ السَّرَبِيُ ، كعَرَبِيّ : محدِّثٌ ، وجماعةٌ آخرون.

الكِتاب

( وَسارِبٌ بِالنَّهارِ ) (١) بارِزٌ ظاهِرٌ يراهُ كلُّ أَحَدٍ ؛ من سَرِبَ في الأَرض أَي ذَهَبَ أَو مِنْ سَرَبَ النَّعَمُ إِذا رَعَى نَهاراً.

وقيلَ : مُسْتَخْفٍ مُتَوارٍ ؛ من سَرَبَ إِذا دَخَلَ سَرَباً ـ بفتحتين ـ عنِ الأَخفش وقُطْرُب (٢). والأَوَّلُ أَظهر أَو متعيِّن.

( فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ) (٣) مفعولٌ ثانٍ لـ « اتّخذ » ، أَي مَسْلَكاً كالسَّرْبِ.

( وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً ) (٤) أَي أُزيلَتْ عن أَماكِنِها الأَصليَّةِ وذُهِبَ بها فكانت كالسَّرابِ ؛ يظنّ الناظرُ من بعيدٍ إِلى مواضعها أَنَّها هناك ، حتّى إِذا دَنا منها لم يَجِدها فيها كَسَرابٍ ( بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ). (٥)

الأَثر

( آمِناً في سَرْبِهِ ) (٦) بالفتحِ ، أَي في مُنْقَلَبِهِ ومُتَصَرَّفِهِ ، ورويَ بالكسر ، أَي في حَرَمِهِ وعيالِهِ ؛ مستعارٌ من سِرْبِ الظباءِ وغيرها.

( يُخَلَّى لَهُ سَرْبُهُ ) (٧) بِالفتح ، أَي مسلَكُه وطريقُه التي يذهب فيها ؛ قال

__________________

(١) الرعد : ١٠.

(٢) انظر قولهما في التهذيب ١٢ : ٤١٣ و ٤١٤.

(٣) الكهف : ٦١.

(٤) النبأ : ٢٠.

(٥) النور : ٣٩.

(٦) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٤٧٢ ، النهاية ٢ : ٣٥٦.

(٧) غريب الحديث للخطّابيّ ٢ : ٤٩٢.


المبرّدُ (١) : فلانٌ واسِعُ السَّرْبِ ـ بالفتح ـ أَي المَسالكِ والمَذاهِبِ.

( يُسَرِّبُهُنَ إِلَيَّ ) (٢) يُرْسِلُهُنَّ ؛ من السِّرْبِ ـ بالكسر ـ وهو جماعَةُ النساءِ.

( قَالَ : سَرِّبْ شَيْئاً ) (٣) أمرٌ مِنَ التَّسْرِيبِ ، وهو الإِرسالُ.

المثل

( أَخْدَعُ مِنْ سَرابٍ ) (٤) لأَنَّ الظمآنَ يحسبُهُ ماءً فإِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شيئاً.

( أَشْأَمُ مِنْ سَرابِ ) (٥) هُوَ اسمُ ناقةِ البَسَوسِ بنتِ مُنقِذٍ التميميَّةِ ، خالَةِ جسَّاسِ بنِ مُرَّةَ الشيبانيّ ، كسَرَتْ بيض طَيرٍ في حِمى كُلَيْبٍ فرمى ضَرْعَها بسهمٍ ، فَوَثَبَ عليهِ جسَّاسٌ فقَتَلَهُ ، فوقعتِ الحربُ بين بَكْرٍ وتَغْلِبَ أَرْبعينَ سنةً بسببِ تِلْكَ الناقةِ ، فَضُرِبَ بِشَآمَتِها المثل.

( اجعَلْهُ في وِعاءٍ غيرِ سَرِبٍ ) (٦) تقديرُهُ « غيرِ سَرِبٍ ماؤُهُ » ؛ لأَنَ السُّرُوبَ يكون للماءِ. يُضْرَبُ في كتمانِ السِّرِّ ، أَي لا تُبْدِ سِرَّكَ إِبداءَ السِّقاءِ ماءَهُ.

سرحب

السُّرْحُوبُ ، كظُنْبُوب : الطويلُ من الرِّجالِ ، والطويلِةُ على وجهِ الأَرضِ مِنَ الحُجُور توصَفُ به الأناثُ دونَ الذكورِ ، وابنُ آوى ، ولقبُ أَبي الجارودِ إِمامِ الجاروديَّةِ ؛ لقَّبَهُ بذلك محمَّدُ بنُ عليٍّ الباقِرُ 8 وفَسَّرَهُ بأَنَّهُ شيطانٌ أَعمى يسكُنُ البحرَ.

وسُرْحُوبْ سُرْحُوبْ ، بإِسكان البائين : دعاءٌ للنَّعجةِ إِلى الحَلْبِ.

__________________

(١) حكاه عنه الزمخشريّ في الفائق ٢ : ١٧٥.

(٢) الفائق ١ : ١٣١ ، النهاية ٢ : ٣٥٦.

(٣) النهاية ٢ : ٣٥٦.

(٤) الأساس : ٢٠٧ ، وفي المستقصى ١ : ٩٥ / ٣٦٩ « أخْدَعُ مِن يَلْمَع ، وهو السراب ».

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٣٩٠ / ٢٠٧١.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ١٦٧ / ٨٧٦.


سرخب

سُرْخابُ ، كعُثْمان : جبلٌ بتَبْرِيزَ ، ونهرٌ بكابُلَ ، واسمُ مَلِك من ملوكِ الفُرْسِ.

وسُرْخابُ الرازيُّ : محدِّثٌ ، روى عن أَبي نعيمٍ.

سردب

السِّرْدَابُ ، كسِرْبال : بَيْتٌ يبنى تحت الأَرضِ يُسْكَنُ في الصَيْفِ ؛ معرَّبُ سَرْدآبَه (١) ، بالفتح.

وسِرْدابَةُ ، كضِرْغامة : جزيرةٌ بالأَندلس.

سرعب

السُّرْعُوبُ ـ كسُرْحُوب ـ بالعين المهملة : السَّنُّورُ أو ابنُ عِرْس (٢).

سرندب

سَرَنْدِيبُ : جزيرةٌ في بحر الهند بها مدينةٌ عَظيمةٌ ، ويشقُّها جبلٌ عظيمٌ على خطِّ الاستواءِ ، وهو الذي أُهبِطَ ( عليه آدم ) 7 (٣) من الجَنَّة.

سرهب

السَّرْهَبَةُ مِنَ النِّساءِ : الطويلةُ الجسيمةُ ..

ومِنَ الرجالِ : المائقُ ، والأَكُولُ الشَّرُوبُ.

سسب

تَسَيْسَبَ القومُ : تتابعوا واحداً بعد واحدٍ ..

والدَّمعُ : تتابَعَ في قطراتِهِ.

__________________

(١) في التّكملة : « سَرْدآب ».

(٢) في « ت » زيادة : أو أبوه وأُمُّه عرس.

(٣) المثبت عن « ج ». وفي « ت » : « أهبط أهله 7 ».


و ـ العِقْدُ : انفَصَمَ فتساتل (١) جوهره.

والسَّاسَبُ ، والسَيْسَبُ ، كالطَّاجَن والطَّيْجَن : شجرٌ تُنْحَتُ منه السهامُ ، أَوِ السَّاسَبُ لغةٌ في السَّاسَمِ وهو الأَبْنُوسُ.

والسَّيْسَبانُ ، والسَّيْسَبَى ، كطَيْلَسان وخَيْزَلَى : شجرٌ بستانيٌّ وبرِّيٌّ له زهرٌ أَصفرُ حَسَنُ المنظرِ ، وجَعَلَهُ رُؤْبَةُ في الشعر (٢) سَيْساباً.

سطب

المَسْطَبَةُ ، كمَرْتَبَة : مجرَّةُ السماءِ ، وزُبْرَةُ الحدّادِ ، والدكّانُ يُجْلَسُ عليه ، أَو هو خانُ الغرباءِ ، والماءُ المندفقُ. الجمع : مَساطِبُ.

وقيل : المَسَاطِبُ : الدَّكاكينُ حَوْلَ رَحَبَةِ المسجِدِ ، واحدها : مَسْطَبَةٌ ، بالفتح والكسر.

والأُسْطُبَّةُ ، كأُسْكُفَّة : ما سَقَطَ مِنَ الكتّانِ عند المَشْطِ ، وهي مُشاقَتُهُ.

سعب

السَّعْبُ ، كَفْلس : ما تَسَعَّبَ مِنْ شَرابٍ وغيرِهِ ، أَي تمطَّطَ.

والسَّعابِيبُ : العَسَلُ وما امتَدّ منه ..

ومِنَ الخطميِّ ونحوه : شِبْهُ الخيوطِ.

ويقالُ للصبيِّ : سالَ فمُهُ سَعابِيبَ ، إِذا امْتَدَّ لعابُهُ كالخيوطِ ، أَو جرى منه ماءٌ صافٍ فيه تَمَدُّدٌ. واحدها : سُعْبُوبٌ.

وانْسَعَبَ الماءُ : سالَ.

وسَعَّبَ له الشَّيْءَ تَسْعِيباً :

__________________

(١) في « ش » : « فتسايل » بدل : « فتساتل ».

(٢) هو قول رؤبة :

راحَت وراحَ كعِصِيِّ السَّيْسَابْ

مُسْحَنْفِرَ الوِرْدِ عَنيفَ الأَقْرابْ

ديوانه : ٧.


سَوَّغَهُ له.

سغب

سَغِبَ ـ كتَعِبَ وقَتَلَ ـ سَغَباً وسَغْباً كتَعَب وقَتْل ، وسُغُوباً وَسَغَابَةً كلُزُوم وسَآمَة : جاعَ ، أَو لا يكون إِلاَّ مع التَّعَبِ ، ورُبَّما سُمِّيَ العطشُ : سَغَباً ، وهو سَغِبٌ ، وسَاغِبٌ ، وسَغْبانُ ، وهي سَغْبَى. الجمع : سِغابٌ فيهما ، كغِضَاب جمع غَضْبانَ وغَضْبَى.

والمَسْغَبَةُ : المجاعةُ.

وأَسْغَبَ القومُ : دخلوا فيها. وأَسْغَبَ له كذا إِسْغَاباً ، وسَغَّبَهُ تَسْغِيباً : سَوَّغَهُ ؛ لغةٌ في العين المهملة وهو مِمّا (١) يُؤْمَنُ فيه التصحيفُ.

الأَثر

( قَدِمَ بِأَصْحابِهِ إِلى خَيْبَرَ وَهُمْ مُسْغِبُونَ ) (٢) داخِلونَ في المَسْغَبَةِ ، أَي المجاعةِ ، ونظيرُهُ أَقْحَطُوا وأَجْدَبُوا.

سقب

سَقِبَ ـ كتَعِبَ ـ سَقَباً ، وسُقُوباً : قَرُبَ ، فهو ساقِبٌ ، وسَقِيبٌ ، كأَسْقَبَ إِسْقَاباً ، فهو مُسْقِبٌ.

وأَسْقَبْتُهُ : قرَّبْتُهُ.

وتَسَاقَبُوا : تَقارَبوا.

وبلدٌ سَاقِبٌ : قريبٌ ، وبعيدٌ ؛ ضدٌّ ؛ قال :

تَرَكْتَ أَباكَ بأَرْضِ الحِجَازِ

وَ رُحْتَ إِلى بَلَدٍ سَاقِبِ (٣)

أَي بعيدٍ.

والسَّقَبُ ، كسَبَب : الشُّفْعَةُ.

وكفَلْس : الطويلُ من كلِّ شيءٍ مع دِقَّةٍ ، وعَمودُ الخباءِ كالسَّقيبَةِ ، وولَدُ الناقةِ ؛ خاصٌّ بالذكر ، ولا يقال : سَقْبَةٌ ، ولكن : حائِلٌ ، أَو يقال. الجمع : سُقُوبٌ ،

__________________

(١) في « ت » : « ما » بدل : « مما ».

(٢) الفائق ٢ : ١٨٠ ، النهاية ٢ : ٣٧١.

(٣) البيت في المقاييس ٣ : ٨٥ والمجمل ٣ : ٧٧ والتكملة « سقب » دون عزو.


وأَسْقُبٌ ، وأَسْقابٌ (١) ، وسُقْبَانٌ بالضمِّ.

وأَسْقَبَتِ الناقةُ فهي مُسْقِبٌ ، إِذا كانت ذاتُ سَقْبٍ.

وأَسْقَبَ الفحلُ فهو مُسْقِبٌ ، إِذا كان عادَتُهُ أَن يَلِدَ ما أَلقَحَهُ مِنَ النوقِ ذُكُوراً.

وناقةٌ مِسْقابٌ : إِذا كان عادتها أَن تَلِدَ الذكورَ.

والسَّقْبَةُ ، كهَضْبَةٍ : الجَحْشَةُ. الجمع : سِقابٌ.

وسُقُوبُ الإبلِ : أَرجُلُها.

وككِتَاب : قُطنَةٌ كانت المرأَةُ تَصْبَغُها بدَمِها عند المصيبةِ فتضَعُها تحت قناعِها على رأْسِها وتُرْسِلُ طرفاً منها إِشعاراً بأَنَّها مصابَةٌ.

والسَّقِيبَةُ : حجرٌ يُخْبَزُ عليه خبزُ القطائِفِ ، وخوانٌ من حجرٍ يخبز عليه.

وسَقْبانُ (٢) ، كشَعْبانَ : قريةٌ بِالغوطَةِ ، منها : أَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ أَحمدَ السَّقْبَانيُ المحدِّثُ.

الأَثر

( الجَارُ أَحَقُ بِسَقَبِهِ ) (٣) بفتحتينِ ، والباءُ صِلَةُ « أَحقُّ » لا للسَّبَبِ ، أَي الجارُ أَحَقُ بِساقِبِهِ ، أَي بما يليهِ ويَقْرُبُ منه ، وفُسِّرَ بالشُّفْعَةِ.

المثل

( أَلْأَمُ مِنْ سَقْبٍ رَيَّانَ ) (٤) هو ـ كَفْلس ـ ولدُ الناقة ؛ وذلك أَنَّهم إِدا أَرادوا أَن يحلبوا الناقةَ أَرسلوا تحتها

__________________

(١) لم يرد سماعاً ، ولا يصحّ قياساً ؛ لأنّ « فَعْل » لا يجمع على « أفْعَال » قياساً إلاّ فيما كان أجوفَ واويّاً أو يائياً. فالظاهر أنّه تصحيف « سِقَاب » ، انظر القاموس واللسان والمحيط ٥ : ٢٩٧ وحياة الحيوان ١ : ٥٥٩.

(٢) كذا في النسخ وتبصير المنتبه ٢ : ٧٣٥ ، وفي معجم البلدان ٣ : ٢٢٦ « سَقْبَا » ، ومقتضى سياق القاموس أنّه « سِقْبَان » ، لذلك قال الزبيديّ : فى سياق المصنّف نظر من وجهين.

(٣) البخاريّ ٣ : ١١٥ ، النهاية ٢ : ٣٧٧.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٥٢ / ٣٧٢٥ ، جمهرة الأمثال ٢ : ١٨١ / ١٨٠١.


سَقْبَها ليَمْرِيَها بلسانهِ فتدرَّ عليه فإِذا درَّت ، نحَّوْه عنها وحلبوها ، وإِذا كان السَّقْبُ ريّانَ لم يَمْرِها. ومثله المثل الآخَر : ( شَرُّ مَرْغُوبٍ إِليهِ فَصيلٌ رَيَّانُ ) (١).

سقلب

سَقْلَبَهُ سَقْلَبَةً : صرعَهُ ، والعامَّةُ تَقُوله (٢) بالشين المعجمة.

وسَقْلَبُ ، كثَعْلَب ، وتبدل السين صاداً : جدُّ السَّقَالِبَةِ ؛ وهو سَقْلَبُ بنُ يافِثَ بنِ نوحٍ ، أو ابنُ (٣) ابنِهِ ، قال ابنُ الكلبي : سَقْلَبُ ورومُ وأَرمَنُ وفَرَنْجُ كانوا إِخوةً سكن كلُّ واحدٍ منهم بقعةً فسُمِّيت باسمِهِ (٤).

والسَّقالِبَةُ : قومٌ كثيرونَ ، صُهْبُ الشعورِ ، حُمْرُ الأَلوانِ ، أُولو صَوْلَةٍ شديدةٍ ، بلادهم تتاخمُ بلادَ الخزر بين (٥) بلغر وقسطنطينية ، الواحد : سَقْلَبيٌ.

سكب

سَكَبْتُ الماءَ ـ ككَتَبْتُهُ ـ سَكْباً ، وتَسْكَاباً ، فسَكَبَ هو ـ ككَتَبَ ـ سُكُوباً ، وانْسَكَبَ انْسِكاباً : صببتُهُ فانصَبَّ.

وماءٌ ساكِبٌ ، وسَكْبٌ ، وأُسْكُوبٌ ، وسَكُوبٌ ، وسَيْكَبٌ : مَسْكُوبٌ أَو مُنْسَكِبٌ.

وماءٌ مَسْكُوبٌ : يجري على وجهِ الأَرضِ من غيرِ حَفْرٍ.

وهَطَلانٌ سَكْبٌ ، وأُسْكُوبٌ : دائِمٌ.

واسْتَكَبَ الماءَ : إِذا سُكِبَ له.

والمَسْكَبَةُ ، كمَرْحَلَة : الدَّبْرَةُ العليا

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٣٧٣ / ٢٠١٤ ، جمهرة الأمثال ٢ : ١٨١ / ١٨٠١.

(٢) في « ت » : تقول.

(٣) في « ت » : وابن ابنه ، والصواب ما أثبتناه. انظر أنساب السمعانيّ ٣ : ٥٤٩.

(٤) انظر قول ابن الكلبي في معجم البلدان ٣ : ٤١٦.

(٥) في « ت » و « ج » : « الخَزَريينَ ». والمثبت عن « ش » ومعجم البلدان ٣ : ٤١٦ « صَقْلَبُ ».


التي منها تُسقَى الدِّبارُ ؛ يقالُ : أَرْسَلَ الماءَ في المَسْكَبَةِ.

ومن المجاز

سَكَبَ في الحديثِ : أَفاضَ.

وفرسٌ سَكْبٌ ، وأُسْكُوبٌ ، كفَلْس وأُسْلُوب : ذَرِيعٌ يَنْسَكِبُ في ركضِهِ.

ورجُلٌ سَكْبٌ : طويلٌ ، وخفيفُ الروحِ ، نشيطٌ.

وأَمرٌ سَكْبٌ (١) : لازمٌ.

وسُنَّةٌ سَكْبٌ : حَتْمٌ.

وبرقٌ أُسْكُوبٌ : يَمْتَدُّ إِلى جهة الأَرض كَأَنَّه يَنْسَكِبُ إِليها.

والسَّكْبُ أَيضاً : ضَرْبٌ مِنَ الثيابِ رقيقٌ كأَنَّه سَكْبُ ماءٍ لرقَّتِهَ ، والرصاصُ ، أَوِ النحاسُ ، ويحرَّكُ.

وبالتحريكِ : شَقائِقُ النعمانِ ؛ قال (٢) :

كالسَّكَبِ المُحمَرِّ فَوْقَ الرَابِيَهْ

وضربٌ مِنَ الشجرِ طيّبُ الريحِ ، الواحدةُ بهاءٍ فيهما.

وبهاءٍ : ما يسقطُ من الرأْسِ ممّا يتعلَّقُ بأُصول شَعَرِهِ كالنخالةِ ، ويسمَّى : الهِبْرِيَةُ ، كشِرْذِمَة.

وكهَضْبَة : الغِرْسُ ـ بالكسر ـ وهو ما يخرُجُ على رأْسِ الولَدِ كأَنَّهُ مخاطٌ ، وخرقةٌ تُقَوَّرُ للرأْسِ كالشبكةِ.

والأُسْكُوبُ : السكَّةُ من النخلِ ، والإِسْكافُ ، أَوِ القَيْنُ ، كالإِسْكابِ.

وبهاءٍ : قطعةُ خشبةٍ مستديرةٍ توضَعُ في القُمْعِ ، أَو خَرْقُ الزِّقِّ ، كالإِسكابَةِ.

والأُسْكُبَّةُ كالأُسْكُفَّةِ زنةً ومعنىً.

وسَكَابِ ، كقَطام : جبلٌ مِنْ جبالِ القَبْلِيَّةِ.

وسَكْبٌ ، وسَكَبٌ ، وسَكَابِ ، وسَكَّابٌ ، كفَلْس وسَبَب وقَطام وشَدَّاد : أَسماءٌ لعدَّةٍ مِنْ أَفراسِهِم.

وسَكَبُ بنُ الحارِثِ ، كسَبَب :

__________________

(١) في « ت » : وأمرٌ ساكِبٌ.

(٢) بل قالته امرأة ترقّصُ هَنَها ، انظر التكملة ، وقَبلَهُ :

إنّ حِرِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ


صحابيٌّ.

الكتاب

( وَماءٍ مَسْكُوبٍ ) (١) يُسْكَبُ لهم أَينَ شاؤوا وكيف شاؤوا بلا تَعَبٍ ، أَو مصبوبٍ يجري على وجه الأَرض في غير أُخدودٍ ، أَو يَسْكُبُهُ الله في مجاريهِ من غير انقِطاعٍ.

الأَثر

( فَإِذَا سَكَبَ المُؤَذِّنُ ) (٢) أَي أَذَّنَ ، استعيرَ السَّكْبُ للإِفاضة في الكلام ، كما يُقال مَضَى في الحديث وأَخَذَ في خطبةٍ.

( كَانَ اسْمُ فَرَسِهِ السَّكْبَ ) (٣) بالسكون ؛ من قولهم : فَرَسٌ سَكْبٌ ـ كَفْلس ـ أَي كثيرُ الجَرْيِ ، وَقيل : بالتحريك ؛ سمّيَ بالسَّكَبِ ـ كسَبَب ـ وهو شقائقُ النعمانِ ؛ لأَنَّهُ كان كُمَيْتاً ، وكان أَغَرَّ مُحَجَّلاً ، مُطْلَقَ اليُمْنى ، وهو أَوَّلُ فرسٍ مَلَكَهُ 6 ، وأَوَّلُ فرسٍ غزا عليه ، اشتراه بالمدينة من أَعرابيٍّ من بني فَزارَةَ أَو مِنْ جُهَيْنَةَ ، بِعشرة أَواقٍ من ذَهَبٍ أَو بعشرٍ مِنَ الإبلِ ، وقيل : كانت رَمَكَةً شقراءَ ، وَكانَ عَلَيها يَوم أُحدٍ.

سلب

سَلَبْتُهُ ثوبَهُ ، وسَلَبْتُهُ شيئاً ـ كقَتَلْتُهُ ـ سَلْباً ، وسَلَباً ، كطَلَب : نَزَعْتُهُ منه قَهراً ، فهو سَلِيبٌ ، ومَسْلُوبٌ ، كاسْتَلَبْتُهُ.

والسَّلَبُ ، كسَبَبٍ : ما يُسْلَبُ. الجمُعُ : أَسْلابٌ.

ورجُلٌ سَلَبُوتٌ ـ كَمَلَكُوت ـ وسَلاَّبٌ وسَلاَّبَةٌ : ( كثير السلب للأموال ، وهي سَلَبُوتٌ وسَلاَّبَةٌ ) (٤).

وامرأَةٌ حسَنَةُ السُّلْبَةِ ـ كغُرْفَة ـ كما يقالُ : حسَنَةُ الجُرْدَةِ وَالعُرْيَةِ فيهما ـ بالضمِّ فيهما ـ وذلك إِذا سُلِبَتْ ثيابها

__________________

(١) الواقعة : ٣١.

(٢) الفائق ٢ : ١٩٠ ، النهاية ٢ : ٣٨٢.

(٣) الفائق ٢ : ١٩٠ ، النهاية ٢ : ٣٨٢.

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت ».


وجُرِّدَتْ وعُرِّيَتْ منها.

ومن المجاز

سَلَبَهُ فُؤَادَهُ (١) وعقلَهُ ، واسْتَلَبَهُ ، وهو سَلِيبُ العقلِ ، ومُسْتَلَبُهُ ، وهُم سَلْبَى العقولِ.

وشجرةٌ سَلِيبٌ : أُخِذَ ورَقُها وثمَرُها. الجَمْعُ : سُلُبٌ.

وامرأَةٌ وناقةٌ سَلُوبٌ ، وسَلِيبٌ ، وسَالِبٌ : أُخِذَ وَلَدُها ، أَو أَلْقَتْهُ لِغيرِ تمامٍ. الجمع : سُلُبٌ ، وسَلائِبُ ، وقد أُسْلِبَتْ إِسْلاباً ، فهي مُسْلَبٌ.

وشاةٌ سَلَبَةٌ ، كقَصَبَةٍ : لا لبنَ لها ولا ولدَ.

وأَسْلَبَ الشجرُ : ذَهَبَ حَمْلُهُ وسَقَطَ ورقُهُ.

والسَّلْبُ ، كالضَّرْبِ : السيرُ الخفيفُ السريعُ.

وانْسَلَبَتِ الناقةُ في سيرِها : أَسرعت.

ورجُلٌ سَلِبُ اليدينِ بالطعنِ ، ككَتِف : سريعُهُما.

وثورٌ سَلِبُ القرنِ بالطعنِ : سريعُهُ.

وفرسٌ سَلِبُ القوائِمِ : خفيفُها.

ورجلٌ سَلِبٌ : خفيفٌ.

ورمحٌ سَلِبٌ : طويلٌ.

وكسَبَبٍ : نباتٌ ، وضربٌ مِنَ الشجرِ طويلٌ ، وقِشرُ القَصَبِ ، وليفُ المُقْلِ ، وخوصُ الثُّمامِ ، ولحاءُ شجرٍ باليمنِ تُعمَلُ مِنْهُ الحبالُ ، وقِشْرُ شجرٍ تصنع منها السِّلالُ ، وصانِعُها : سَلاَّبٌ كشَدّاد ، ومنه : سوقُ السَّلاَّبِينَ ، بمكَّةَ والمدينَةِ الشريفَةِ.

وسَلَبُ الذبيحةِ : أَكْرُعُها وبطنُها وإِهابُها.

والأُسْلُوبُ ، بالضمِّ : الطريقُ الممتدُّ ، والفنُّ ، وعُنُقُ الأَسد.

وهو على أُسْلُوبِهِ : على طريقتِهِ.

وأَخَذَ في أَسالِيبَ من القولِ : فنونٍ مختلفةٍ.

__________________

(١) في « ج » : « سلب فؤاده ».


وكلُّ مُمْتَدٍّ من غيرِ اتِّساعٍ فهو أُسْلُوبٌ.

ويقال للمتكبِّرِ : في أَنفِهِ أُسْلُوبٌ ، إِذا لم يلتفت يمنةً ولا يسرةً.

والسِّلابُ ، ككِتَاب : السوادُ الذي تَلْبَسُهُ المرأَةُ إِذا أَحَدَّتْ ، أَو خرقةٌ سوداءُ تغطِّي بها رأْسَها ـ الجمع : سُلُبٌ ، ككُتُب ـ وقد سَلِبَتْ كتَعِبَتْ ، إِذا لَبِسَتْهُ.

وتَسَلَّبَتِ المرأَةُ ، وسَلَّبَتْ تَسْلِيباً على ميِّتها : أَحدَّت ، فهي مُسلِّبٌ ، وقال الزمخشريُ (١) : الإِحدادُ على الزوجِ ، والتَّسْلِيبُ عامٌّ.

والسِّلْبُ ، كعِهْن : أَطولُ خَشبةٍ من أَداةِ الفدّانِ ، أَو (٢) خشبةٌ يُجمَع إِلى أَصلِها طَرَفُها.

والمُسَلَّبُ ، كمُعَظَّم : موضعٌ قُربَ زَبيدَ.

والمُسْتَلِبُ ، كَمُعْتَصِم : سيفُ عمرو بنِ كُلْثوم قاتل عمروِ بن هندٍ.

الكتاب

( وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ) (٣) عن ابن عبّاس : كانوا يَطْلُونَ الأَصنامَ بالزعفرانِ ، ورؤوسِها بالعسلِ ، ويغلِّقونَ عليها الأَبواب ، فيدخلُ الذبابُ من الكُوى فيأْكُلُهُ (٤).

الأَثر

( من قَتَلَ قَتِيلاً فَلَهُ سَلَبُهُ ) (٥) كسَبَب ، هو ما يأْخذه في الحرب من قِرنِهِ من سلاحٍ وثيابٍ ودابَّةٍ وغيرها.

( تَسَلَّبي ثَلاثاً ) (٦) إلبَسِي السِّلابَ ـ ككِتاب ـ وهو ثوبُ الحِدادِ ، ومنه :

__________________

(١) الأساس : ٢١٧.

(٢) في « ش » : « وخشبة » بدل : « أو خشبة ».

(٣) الحجّ : ٧٣.

(٤) الكشّاف ٣ : ١٧١.

(٥) سنن أبي داود ٣ : ٧٠ / ٢٧١٧ ، النهاية ٢ : ٣٨٧.

(٦) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٤٩٠ ، النهاية ٢ : ٣٨٧.


( بَكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ على حمزةَ ثلاثة أَيَّامٍ وتَسَلَّبَتْ ) (١).

( حَشْوُهَا لِيفٌ أَو سَلَبٌ ) (٢) كسَبَب ، ليفُ المُقْلِ ، أو خوصُ الثّمامِ.

المثل

( سَوَاءٌ عَلَيْنا قَاتِلَاهُ وَسَالِبُهْ ) (٣) قالوا :معناه : إِذا رأَيتَ رجلاً قد سَلَبَ رجلاً علمتَ أَنَّه قاتلُهُ وأَنَّه لم يَسْلُبْهُ وهو حيٌّ ممتنعٌ ، فجعلوا السَّالِبَ قاتلاً ، وهو عجزُ بيتٍ أَوَّلُه :

فَمُرُّوا عَلَى عُكلٍ نُقَضِّ لُبانةً (٤)

وقد تمثَّلَ به معاويةُ في قَتَلةِ عثمانَ ، وضمَّنَهُ الوليدُ بنُ عقبةَ في أَبياتٍ له (٥).

سلأب

اسْلَأَبَ المطرُ اسْلِئْبَاباً ، كاطْمَأَنَّ اطْمِئْنَاناً : كَثُرَ ، فهو مُسْلَئِبٌ كمُطْمَئِنٍّ.

سلحب

اسْلَحَبَ ، بالحاءِ المهملة كاضْمَحَلَّ : اسْتَقامَ.

وطريقٌ مُسْلَحِبٌ ، كمُضْمَحِلٍّ : مُمْتَدٌّ بَيِّنٌ.

سلخب

السَّلْخَبُ ، بالخاء المعجمة كثَعْلَب :

__________________

(١) كذا في « ت » و « ج » ولسان العرب ١٥ : ٣٢٨ ، والتّاج ٣ : ٧٢ ، وفي « ش » : « بكت بنت أمّ سلمة » كما في الفائق ٢ : ١٩٢ ، النّهاية ٢ : ٣٨٧.

(٢) الفائق ٢ : ١٩٥ ، النّهاية ٢ : ٣٨٧.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٣٥ / ١٧٩٤.

(٤) البيت في مجمع الأمثال ١ : ٣٣٥ برواية « فَمُرّا ... ».

(٥) مطلعها :

بني هاشمٍ كيفَ الهوادةُ بيننا

وعِندَ عليٍّ دِرعُهُ ونجائبُهْ

وهي أبيات له مشهورة مذكورة في كتب التّواريخ ، وقد أجابها الفضل اللهبيّ. انظر أبيات الوليد في مجمع الأمثال ١ : ٣٣٥ وجمهرة الأمثال ١ : ٤٢١.


الغليظُ الفَدْمُ ، أَو هو بالشين المعجمة.

سلهب

السَّلْهَبُ من الرجالِ : المُمْتَدُّ القامةِ ..

ومن الخيلِ : الطويلُ على وجهِ الأَرضِ ، أَو ما عَظُمَ وطالَتْ عظامُهُ كالسَّلْهَبَةِ ، قالوا : رمحٌ سَلْهَبٌ ، أَي طويلٌ.

واسْلَهَبَ الفرسُ في عدوِهِ : امتدَّ.

والسَّلْهَبَةُ : الجسيمةُ.

والسَّلْهَابُ ـ كسِرْدَاب ـ وبهاءٍ :الجريئةُ.

سلغب

اسْلَغَبَ الفرخُ : ازْلَغَبَّ ، أَو شَوَّكَ ريشُهُ وخَشُنَ ولم يَسْوَدَّ.

سنب

السَّنْبُ ـ كفَلْس ـ وبهاءٍ : البُرْهَةُ ، والحينُ من الدهر ـ يقال : مضى سَنْبٌ وسَنْبَةٌ مِنَ الدهرِ ، وما رأَيتُهُ مُنْذُ سَنْبٍ وسَنْبَةٍ مِنَ الدهرِ ـ كالسَّنْبَتَةِ كهَنْبَتَة ، والتاء فيها زائدةٌ ، وبناؤُها « فَعْلَتَةٌ » ، وهذه التاءُ تَثْبُتُ في التصغير ؛ تقول : سُنَيبِتٌ ؛ لقولهم في الجمع : سَنابِتُ.

وكهَضْبَة ، وتكسر : شَراسةُ الخُلْقِ في سرعةِ الغضبِ.

والسَّنُوبُ ـ كصَبُور ـ من الرِجال : المُتَغَضِّبُ ، والكذَّابُ ، وموضعٌ.

وكسِرْدَاب : الكثيرُ الشرِّ.

وبالفتح : الاستُ ، كالسَّنْبَاءِ ، كَصَهْبَاءَ.

وككِتَاب ، وكِتَابَة : الطويلُ الظهرِ والبطنِ ؛ لغةٌ في الصِّنَابِ بالكسر (١).

وكسَحابٍ : الشَّرُّ الشِّمِرُّ.

وككَتِفٍ : الكثيرُ الجَرْيِ من الخيلِ. الجمع : سُنُوبٌ ، ككُبُود.

__________________

(١) في « ش » : « بالصاد » بدل : « بالكسر ».


والمَسْنَبَةُ ، كمَرْحَلَة : الشَّرَهُ (١) والحِرْصُ.

سنتب

السُّنْتُبُ ، كقُطْرُبٍ : الشَّرِسُ الأَخلاقِ.

وكحَنْظَلَة : العَيْبَةُ (٢) المُحْكَمَةُ.

[ سنجرب ]

سَنْجارِيبُ ، بالفتح والجيم بعد النون ويروى بالحاءِ المهملة : مَلِكٌ مِنْ مُلوكِ بابلَ ، وكان مُلكُه بنَيْنَوى ، وهو الذي بعثَهُ الله على بني إِسرائيل حين كثرت الأَحداث فيهم ، فساروا معه ستمائة أَلفِ رايةٍ حتى نزل حول بيت المقدس ، وهو المراد بقوله تعالى : ( بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) (٣) على أَحد الأَقوال.

سنجب

السِّنْجابُ ، بالكسر : حيوانٌ كالفأرة إِلاّ أَنَّهُ لا ذنب له ، ناعمُ الشَّعَرِ جدّاً ، يُتَّخَذُ مِنْ جلدِه الفِراءُ ، وفَروتُهُ طيِّبةُ الرائحةِ معتدِلَةُ المزاجِ ، وهو كثيرٌ ببلادِ الصَّقَالِبَةِ والتُّرْكِ.

سندب

السِّنْدابُ ، كسِرْدابٍ : الصلبُ القويُّ من الجمال ؛ لغةٌ في السِّنْدَأْبِ بالهمزة كجِرْدَحْل ، وقد تقدَّمَ.

سنطب

السَّنْطَبَةُ : الطولُ في اضطرابٍ.

__________________

(١) كذا في النسخ ، وفي التكملة واللسان والقاموس : الشِّرَّةُ.

(٢) كذا في النسخ ، وبعض نسخ القاموس : وفي اللسان والتكملة : الغِيبةُ المحكمةُ. وقال شارح القاموس : وفي نسخة بإهمال العين وفتحها ، وهو غلط.

(٣) الإسراء : ٥.


وكسِرْدَابٍ : مِطرقةُ الحدَّادِ.

سنعب

السُّنْعُبَةُ ، كسُنْبُلَةٍ : ابنُ عُرْسٍ ، والُلحَيْمَةُ الناتئةُ وسطَ الشفةِ العلياءِ ؛ وهي الخُنْعُبَةُ.

سوب

السُّوبَةُ ، كصُوفَةٍ : السَّفَرُ الشاسِعُ ؛ يقال : تريدُ سُوبَةً ، كما يقالُ : تريدُ سُبْأَةً ، أَي سفراً بعيداً.

وسُوبَانُ ، ككُوفَانَ : وادٍ.

سورب

سُورَابُ ، كدُولاب : قريةٌ مِنْ قرى اسْتِرابادَ ، خَرَجَ منها جماعةٌ مِنَ العلماءِ.

سهب

السَّهْبُ ، كَفْلس : الفلاةُ ، والأَرضُ المستويةُ البعيدةُ ، والفرسُ الواسعُ الجَرْيِ. الجمع : سُهُوبٌ.

وبئرٌ سَهْبَةٌ ـ كهَضْبَةٍ ـ ومُسْهَبَةٌ ، كمُعْجَمَةٍ : لا يدركُ قَعْرُها.

وأَسْهَبَ في الأَمرِ : أَمعَنَ ، وشَرِهَ وحرصَ حتّى لا تنتهي نفسُهُ عن شيءٍ ..

والفرسُ في ركضِهِ : اتَّسَعَ ..

والرجل في الكلامِ : أَطنَبَ وأَكثَر ، فهو مُسْهَبٌ ، بفتح الهاءِ في الجميعِ على غير قياسٍ ، ونظيرُهُ أَحصَنَ فهو مُحْصَنٌ ، وأَلفَجَ فهو مُلْفَجٌ ، إِذا أَفلَسَ.

وقال ثعلب : أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ـ بفتح الهاء ـ في الكلام ، وأَسْهَبَ فهو مُسْهِبٌ ـ بكسرها ـ إِذا حفر بئراً فبلغ الماءَ.

وقال الخليل : يقال : رجلٌ مُسْهَبٌ ومُسْهِبٌ بالفتح والكسر.

وعن ابن السكّيت : ممّا جعلَهُ بعضُ العربِ فاعلاً وبعضهم مفعولاً : رجل مُسْهِبٌ ومُسْهَبٌ ، للكثير الكلام.


وقال أَبو عليّ الفارسيّ : إِذا خَرِفَ الرجلُ وكَثُرَ كلامُهُ قالوا : أَسْهَبَ ـ بفتح الهمزة ـ فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاءِ ، وإِذا أَكْثَرَ من الصوابِ قالوا : أَسْهَبَ ـ بفتح الهمزةِ ـ فهو مُسْهِبٌ بكسر الهاء.

فالأَوَّل على غير قياسٍ في اللفظ وهو قياسٌ في المعنى ـ لأنَّ الفِعْلَ جاءَ شاذّاً في اللفظِ ثمَّ جاءَ الاسمُ على المعنى ؛ لأَنَّهُ فُعِلَ به ذلك وهو كارِهٌ ـ والثاني طَلَبَ الإسْهَابِ وأَرادَهُ.

وقال بعضهم : الجوادُ من الخيلِ مُسْهِبٌ بالكسرِ خاصَّةً (١).

وأَسْهَبَ الحافِرُ : بَلَغَ الرملَ ولم يَجِدْ ماءً ..

والرجلُ : أَوسَعَ العطاءَ ، كاسْتَهَبَ ..

والقومُ الدابَّةَ : أَهمَلُوها ..

والشاةُ وَلَدَها : رَعَتْهُ (٢).

وأُسْهِبَ الرجُلُ ، بالبناءِ للمفعول : ذَهَبَ عقلُهُ مِنْ لَدْغِ الحيَّةِ ، وتغيَّر لونُهُ مِنْ خَوْفٍ أَو عِشْقٍ ، فهو مُسْهَبٌ.

وطويلٌ مُسْهَبٌ ، بفتحِ الهاءِ : مُفْرِطُ الطولِ.

وراشِدُ بنُ سِهَابِ ؛ ككِتَاب : ابنُ جَهْبَلِ بنِ عَبْدَةَ ؛ شاعِرٌ ، هكذا ضبطَهُ المفجّع البصريُّ ، وقال : من قاله (٣) بالمعجمة أَخطأَ ، وليس في العرب سِهَابٌ بالمهملة غيرُهُ (٤).

وسَهْبَى ، كغَضْبَى : مَفَازَةٌ.

وكصَهْباءَ : روضةٌ ، وبئرٌ لبني سعدٍ.

الأَثر

( بَعَثَ خَيْلاً فَأَسْهَبَتْ شَهْراً ) (٥)

__________________

(١) انظر الأقوال في المزهر ٢ : ٨٠ ونفح الطيب ٤ : ٧٧ ـ ٧٩.

(٢) كذا في « ت » و « ج ». والذي في القاموس : « أَسْهَبَ الشاةَ ولَدُها : رَغَثَها » بمعنى لحَسَها.

(٣) في « ش » : قال.

(٤) عنه في تبصير المنتبه ٢ : ٧٩٢.

(٥) الفائق ٢ : ٢١٢ ، النهاية ٢ : ٤٢٨ ، وفي « ت » و « ج » : « فأسهب » والمثبت عن « ش ».


أَمعَنَتْ في سَيْرِها.

( أَكْرَهُ أَنْ أَكونَ مِنَ المُسْهَبِينَ ) (١) بفتحِ الهاءِ : المِكْثارينَ المُمْعِنينَ في الدعاءِ.

( وضُرِبَ على قَلْبِهِ بالإِسْهابِ ) (٢) هو ذهابُ العقلِ ، مصدرُ أُسْهِبَ ، بضمِّ الهمزة.

سهرب

سُهْرَابُ ، كقُسْطَاس : عَلَمٌ لرجُلٍ من العجم.

سيب

السَّيْبُ ، كالعَيْب : العطاءُ ، والركازُ ـ وهو المالُ المدفونُ في الجاهليَّةِ ، أَوِ المعدنُ ؛ سمِّيَ بذلك لأَنَّهُ مِنْ عطاءِ اللهِ لمن أَصابَهُ ـ وذيلُ الفرسِ ، والخشبةُ التي يَدْفَعُ بها الملاَّحُ السفينةَ. الجمع : سُيُوبٌ.

وذاتُ السَّيْبِ : رحبةٌ مِنْ رحابِ إِضم بالحجاز.

وسَابَ الماءُ ـ كباعَ ـ سَيْباً ، وَسَيَباناً : جرى على وَجْهِ الأَرضِ ، كانْسَابَ انْسِياباً.

وسِيبُهُ ـ بالكسر ـ ومَسِيبُهُ ، كمَسِيلهِ (٣) : مَجْراهُ.

ومن المجاز

سَابَ الرجلُ في منطقِهِ : أَفاضَ فيهِ بغيرِ رويَّةٍ.

وسَابَتِ الحيَّةُ ، وانْسَابَتْ : مَشَتْ مسرعةً ..

__________________

(١) الفائق ٢ : ٢١٢ ، النهاية ٢ : ٤٢٨ ، مجمع البحرين ٢ : ٨٤.

(٢) نهج البلاغة ١ : ٦٩ / ٢٧ شرح صبحي الصالح ، والنهاية ٢ : ٤٢٨ ، ومجمع البحرين ٢ : ٨٤ ، وفي نسخة أخرى من النهج : ( ضُرِبَ على قلبه بالأسداد ) انظر نهج البلاغة ١ : ٦٣ / ٢٦ شرح محمد عبده.

(٣) في « ت » و « ج » : وسِيبَةَ ومَسِيبَةً كمَسِيلَةٍ ، والمثبت عن « ش ».


و ـ الدابَّةُ : ذَهَبَت على وجهِها ، فهي سَائِبَةٌ. الجمع : سَوائِبُ ، وسُيَّبٌ كرُكَّع. ولا يكون الانسِيابُ إِلاَّ على وَجْهِ الأَرض ، لا يقال : انسَابَ في جُحْرِهِ ، وقول الحريريِّ : انْسَابَ فيها (١) ؛ وهمٌ منه.

وسَيَّبَهُ تَسْيِيباً : حملَهُ على الانْسِيابِ ..

والفرسُ جُرْدانَهُ : أَدلَى.

والسَّائِبَةُ : كلُّ ناقةً كانت تُسَيَّبُ في الجاهليَّةِ لنَذْرٍ (٢) ونحوه فترعى حيثُ شاءَتْ ، والعبدُ يعتقُ ولا يكون لمُعْتِقِه عليه ولاءٌ فيضَعُ مالهُ حيث شاءَ.

والسَّيابُ ، كسَحاب ورُمَّان وشَدَّاد : البَلَحُ ، واحدتُهُ بهاءٍ.

وكسَحَابَةٍ : الخمرُ.

والسِّيبُ ، بالكسر : بلدٌ على الفرات بقرب الحلَّة يُنْسَبُ إِليه جماعةٌ من العلماءِ ، ونهرٌ بالبصرة ، وآخرُ بخُوارِزْمَ.

والمَسِيبُ ، كمَسيلٍ : وادٍ.

وسَيْبانٌ ، كَرَيْحان : جبلٌ خَلْفَ وادي القرى.

ودَيْرُ السَّابَانِ : بين حَلَبَ وانطاكيَّةَ.

والسَّائِبُ : ابنُ أَبي السَّائِبِ ـ صَيْفيِّ بنِ عابدٍ المَخْزوميّ ، كان شريك (٣) النبيِّ 6 قبل البعثِ ، ثمَّ أَسلَمَ وصَحِبَ ـ واسمٌ لجماعَةٍ مِنَ العلماءِ والمحدِّثين.

والمُسَيَّبُ بنُ حَزْنٍ المخزوميُّ ـ بفتح الياءِ مشدَّدةً ، وقيل : بكسرها ـ : له ولأَبيهِ صحبةٌ ، ( وهو والد سعيدِ بنِ المسيّب سيّد التابعين ، وأَمّا غيره فبِالفتح (٤) لا غير.

__________________

(١) مقامات الحريريّ : ١٩.

(٢) في « ت » و « ج » : لتدرّ.

(٣) اختلفوا في أنّ السائب أو أباه صَيفياً كان شريك النَّبي وأيضاً اختلفوا في اسم عابد أو عائذ.

انظر أُسد الغابة ٢ : ٢٥٣ ، ومسائل أحمد : ١٤٢ ، وتهذيب الكمال ١٤ : ٥٥٣ ، وتهذيب التهذيب ٢ : ١٠ / ٢١٩٧.

(٤) في « ت » و « ج » : فالفتح.


وسِيَابةُ بنُ عاصمٍ : له صحبة ) (١) ، وامرأَةٌ تابعيَّةٌ رَوَتْ عن عائِشةَ وعنها نافِعٌ ، ويقال هي سائِبَةٌ.

وسَيْبانُ ، بالفتح أَوِ الكسر أَو بهما معاً : ابنُ أَسلَمَ بن زيدِ بنِ الغَوْثِ ؛ بطنٌ من حِمْيَرَ الأَصغَرِ ، لا من مُرادٍ ، منهم : أَبو زَرْعَةَ يحيى بن أَبي عمروٍ الشيبانيُ ، وشيخُهُ عمرو بن عبدِ الله ، وآخرون.

وسِيبَوَيْهِ ، بالبناء على الكسر ، والجرميُّ يُجِيزُ منع صرفِهِ : لقبٌ غَلَبَ على إِمام النحو أَبي بشرٍ عمرو بنِ عثمانَ بنِ قُنْبَرٍ ـ بضمِّ القاف (٢) ـ الشيرازيِّ بحيث صار إِذا أُطلقَ لا ينصرفُ إِلاَّ إِليه ، مع أَنَّهُ قد لُقِّب به جماعةٌ غيره ، منهم : محمَّدُ بنُ موسى بن عبد العزيز المصريُ (٣) ، ومحمَّدُ بنُ عبد الكريم الأَصبهانيُّ ، وعليُّ بن عبد الله الكوميُّ الغربيُّ.

ومعناه : رائحةُ التفاحِ ، على قاعدة العجم في قلب الإِضافة ، ف « سِيبُ » : التفَّاحُ ، و « وَيْهِ » : الرائحةُ ؛ لأَنَّهُ كان يعتاد شمَّ التفَّاح ، أَو لأَنَّ أُمَّهُ كانت ترقِّصُهُ ( بذلك ) (٤) في صغرِه ، أَو لأَنَّ كلَّ من كان يلقاهُ يشمُّ منه رائحةَ التفَّاحِ ، أَو لأَنَّهُ كان أَبيضَ مشرباً بِحمرةٍ كأَنَّ خدودَهُ لونُ التفَّاح.

وسِيَابٌ ، ككِتَاب : اسمُ رجلٍ.

الكتاب

( وَلا سائِبَةٍ ) (٥) هي الناقَةُ التي تُرِكَت حتّى تَسيبَ وتذهب إِلى حيث شاءَتْ.

قال أَبو عُبَيْدَةَ : كان الرجل إِذا نَذَرَ نَذْراً أَو قَدِمَ من سَفَرٍ أَو شَكَرَ نعمةً ، قال : ناقتي سائِبَةٌ ، فَيُسَيِّبُها ، لا تُنْحَرُ ،

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) في ضبطه اختلاف. انظر مقدّمة الكتاب ١ : ٣.

(٣) في « ت » و « ج » : البصري. والمثبت عن « ش ». انظر الإكمال ٤ : ٤٢٠.

(٤) ليست في « ت ».

(٥) المائدة : ١٠٣.


ولا يُحْمَلُ على ظهرها ، ولا يُنْتَفَع بشيءٍ منها ، ولا تطردُ عن ماءٍ ، ولا تمنعُ من مرعى.

وقيل : هي التي إِذا ولدت عشرةَ أَبطنٍ كلّهنَّ إِناثٌ سُيِّبَتْ ، فلم تركب ، ولم يشرب لبنها إِلاَّ ولدها أَوِ الضيفُ حتّى تموت ، فإِذا ماتت أَكَلَها الرجالُ وَالنّساءُ جميعاً ، وبُحِرَتْ أُذُنُ بنتها الأَخيرةِ وكانت بمنزلةِ أُمِّها في أَنَّها سَائِبَةٌ.

وعن ابن عبّاسٍ : هي التي تُسَيَّبُ للأَصنام ، أَي تُعْتَقُ لها ، وكان الرجلُ يُسَيِّبُ من ماله ما يشاءُ ، فيجيءُ به إِلى سَدَنَةِ آلهتِهِم ، فيطعمون من لبنها أَبناءَ السبيلِ.

وقيل : هي العبدُ يُعْتَقُ على أَن لا يكون عليه ولاءٌ ولا ميراثٌ (١).

الأَثر

( كان إِذا مُطِرَ قال : اللهُمَ سَيْباً نَافِعاً نَافِعاً ) (٢) أَي عطاءً أَو مطراً جارياً.

( عُرِضْتُ على النارِ فرأَيْتُ صاحِبَ السَّائِبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصَا ) (٣) هما بَدَنَتان كان 6 أَهْداهما إِلى البيت فأَخَذَهما رجلٌ من المشركين ؛ وإِنَّما سمَّاهما سَائِبَتَيْن ؛ لأَنَّهُ تركهما لله تعالى.

( السَّائِبَةُ والصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِما ) (٤) أَي العبدُ الذي أُعتقَ على أَن لا وِلاءَ لمُعْتِقِه عليه ولا عُقل بينهما ولا ميراث ، والمراد بيومهما يوم القيامة ؛ أَي يراد بهما ثواب ذلك اليوم ، فلا يرجع إِلى الانتفاع بهما في الدنيا ، وإِن وَرِثهما عنه أَحدٌ فليصرفهما في مثلهما ولا ينتفِعُ بهما وهذا على وجه الفضل لا على جهةِ الوُجوب ؛ لأَنَّهم كانوا يكرهون الرجوع

__________________

(١) انظر الاقوال في التفسير الكبير ١٢ : ١٠٩ وتفسير البغوي ٢ : ٥٨ ومجمع البيان ٢ : ٢٥٢.

(٢) في الفائق ٢ : ٣١٩ : « سيِّباً » ، وفي النهاية ٢ : ٤٣٢ : « واجعله سَيْباً نافعاً ».

(٣) النهاية ٢ : ٤٣١.

(٤) الفائق ٢ : ٢١٥ ، النهاية ٢ : ٤٣١.


فيما جعلوه لله عزَّ وجلَّ.

( وفي السُّيُوب الخُمْس ) (١) جمع سَيْبٍ ـ بالفتح ـ وهو الرِّكازُ ، وقيل : عروقٌ من الذهب والفضَّة تُسَيَّبُ في المعدن.

( لَوْ سَأَلتنا سَيابَةً ما أَعْطَيْنَاكَها ) (٢) هي كسَحابَة وتشدَّد وتضمُّ : البَلَحَةُ ، أَو البُسرةُ ، واحدةُ السِّيابِ.

( الحِيلَةُ في المَنْطِقِ أَبَلغُ مِنَ السُّيُوبِ في الكَلِمِ ) (٣) من سَابَ في الكلام ، إِذا خاض فيه بلا تأَمُّلٍ ، أَي التلطُّفُ في المنطِق أَبلغ من الإِكثار.

( لكُلِّ مُؤْمِنٍ حافِظٌ وسائِبٌ ) (٤) اسمُ فاعلٍ من سَابَ الماءُ ، أَي جرى وبه سمِّيَ الرجلُ ، أَي ملكٌ يُنْسابُ إِليه كما يُفسِّرُهُ آخِرُ الحديث : ( أَينما كان وحيثُ ما كان ).

فصل الشين

شأب

الشُؤْبوبُ ، بالضمِّ : الدفعة ( الشُّديدة ) (٥) من المطر ، وقطعةٌ من السحابِ عظيمةُ القطرِ. الجمع : شَآبِيبُ.

ومن المجاز

فرسٌ ذو شَآبِيبَ : إِذا اشتدَّ في عَدْوِهِ مرَّةً بعد أُخرى ؛ وتقول : هذا يَعْبوبٌ يَكْفيكَ من جَرْيِهِ شُؤْبُوبٌ.

وشَآبِيبُ الشمسِ : طَرائِقُها.

ولَفَحَني شُؤْبُوبُ الشمسِ : شدَّةُ حرِّها.

وبَدا شُؤْبُوبُ حُسنِهِ : أَوَّلُ ما يَظْهَرُ منه.

__________________

(١) الفائق ١ : ١٤ ، النهاية ٢ : ٤٣٢.

(٢) الفائق ١ : ٢٩٠ ، النهاية ٢ : ٤٣٢.

(٣) النهاية ٢ : ٤٣١.

(٤) الكافي ٨ : ١٧٦ / ١٩٥ ، مجمع البحرين ٢ : ٨٥.

(٥) ليست في « ت ».


وأَصابَهُ شُؤْبُوبٌ مِنَ البلاءِ : خطّةٌ شديدةٌ.

شبب

شبَ الغلامُ يَشِبُ ـ بالكسر ـ شَباباً ، وشَبِيبَةً : جاوَزَ سنَّ الغلاميَّةِ والرِّهاقِ ؛ وذلك إِذا بَقَلَ وجهُهُ فاخضَرَّ شاربُهُ وأَخَذَ عِذارُهُ يَسيلُ ، فهو شَابٌ إِلى سنِّ الكهولَةِ ، ولا تَقُلْ شَبٌ. الجمع : شُبَّانٌ كرُكْبَانٍ ، وشَبَبَةٌ كبَرَرَةٍ ، وشَبابٌ كسَحَابٍ ، وليس لهم فَعالٌ ـ بالفتح ـ جمع فاعلٍ غيرُهُ ، وهي شابَّةٌ ، وشَبَّةٌ ، كدَابَّة وضَرَّة. الجمعُ : شَوَابُ ، وشَبائِبُ ، كدَوَابَّ وضَرَائِرَ ، وسقى اللهُ عُصورَ الشَّبائِبِ ، جمع شَبِيبَة كحَبائِبَ وحَبِيبَة.

وامرأَةٌ شَوَابَّةٌ ، أَي شُوَيّبّةٌ ، تصغيرُ شابَّةٍ ؛ حكاهُ بعضُ الكوفيِّين ، وقال : إِنَّ الأَلف فيها للتَّصغير مكان الياءِ.

وأَشَبَّهُ اللهُ : جعلَهُ شابّاً.

وأَشَبَ اللهُ قَرْنَهُ ـ بالفتح ـ أَي تِرْبَهُ ؛ من باب الكناية ، بمعنى : أَشَبَّهُ اللهُ ؛ لأَنَّهُ إِذا لم يُشَبَ تِرْبُهُ لم يُشَبَ هو أَيضاً ، وقيل : القَرْنُ : الظفيرةُ ، أَي جعلَهُ شابّاً أَسوَدَ الذُّؤَابَة.

وأَشَبَ فلانٌ بنينَ : إِذا شَبَ بنُوهُ.

وشَبَّتِ النارُ تَشِبُ ـ بالكسرِ ـ شَبّاً ، وشُبُوباً : تَوَقَّدَتْ ، وشَبَبْتُهَا (١) أَنا أَشُبُّها ـ بالضمِّ ـ شَبّاً ، وشُبُوباً ، ومَشَبّاً : أَوْقَدْتُها ، فهي مَشْبُوبَةٌ ، ولا تقلْ : شَابَّةٌ ، وشِبابُها ـ بالكسر ـ ما تُشَبُ به ، كالشَّبُوبِ بالفتح.

وشَبَ الفرسُ يَشِبُ ويَشُبُ ـ بالكسر والضمِّ ـ شِباباً بالكسر ، وشَبِيباً ، وشُبُوباً ، كفِرار وحَنِين وحُلُول : نَشِطَ ولَعِبَ ورَفَعَ يَدَيْهِ معاً.

وأَشْبَبْتُهُ أَنا إِشْباباً : هيَّجْتُهُ حتّى يَشِبَ ، ويقالُ : شَبَ شِباباً ، وشَبِيباً أَيضاً ،

__________________

(١) في « ج » : شَبَّبْتُها.


إِذا حَرِنَ (١) ، ومنه : بَرِئْتُ من شِبابِهِ وشَبِيبِهِ وعِضاضِهِ وعَضِيضِهِ.

والشَّبُوبُ ، كصَبُورٍ : الفرسُ تجوزُ رِجلاهُ يديهِ إِذا مشى أَو عدَا ، والفتيُّ مِنَ الثيران والغنم ، وقيل : هو من الثِّيرانِ الذي قد تَمَّتْ أَسنانُهُ ، ومن الغَنَمِ الضالعُ ، ومن الإِبلِ البازلُ ، ومن ذواتِ الحافرِ القارحُ ، وأَمَّا الظَّبْيُ فثَنِيٌّ أَبداً ، وقيل : هو من الثِّيرانِ المسنُّ ، كالشَّبَبِ كسَبَب وقد أَشَبَ الثورُ فهو مُشِبٌ ومِشَبٌ ـ كمِقَصّ ـ إِذا أَسَنَّ وانتهى شَباباً.

ومن المجاز

شَبَ الخُمارُ والشَّعَرُ وجهَها ولَوْنَها : زادَ في حُسنِها وأَظهَرَ جمالها ، وهو شَبُوبٌ لوَجْهِها ، وكُلُّ ما زادَ في شيءٍ وقوَّاهُ فَهو شَبُوبٌ له ، كصَبُور.

ورجلٌ مَشْبُوبٌ ، وشَبِيبٌ ، كمَحْبُوب وحَبيب : حَسَنُ المنظَرِ أَزهَرُ اللَوْنِ كأَنَّما شُبَ لَوْنُهُ ، ( أي ) (٢) أُوقِدَ. الجمع : مَشابِيبُ ، وأَشِبّاءُ ، كمَحابِيبَ وأَحِبَّاءَ.

والمَشبُوبَتانِ : الزهرتان ـ وهما الزهرَةُ والمشتَري ـ لحسنِهِما وإِشراقِهِما.

وهو مَشْبُوبُ الأَظفارِ ، أَي مُحَدَّدُها ، كانَّها تلتهِبُ (٣) لحدَّتِها.

وشُبَ له كذا وأُشِبَ ، بالبناءِ للمفعول فيهما : رُفِعَ ، وأُتيحَ.

والشَّبِيبَةُ : أَوَّل الشرِّ ، والمسارعة إِلى الحرب. الجمع : شَبائِبُ.

ولقيتُهُ في شَبَابِ الضُّحى : ارتِفاعِهِ.

وفي شَبابِ النهار : صدرِه.

وقَدِمَ في شَبابِ الشهر : أَوَّلِه.

والشاعِرُ بفلانَةَ : قال فيها الغَزَلَ ، وعَرّضَ بحبِّها.

وشَبَّبَ قصيدتَهُ بها : زيَّنها بذكرها ، قال عمرُ بنُ أَبي ربيعةَ :

__________________

(١) في « ج » : هَرِم.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) في « ش » : تلهّبت.


وبِهَا الحياةَ أُشَبِّبُ الأَشعارَا (١)

وقصيدةٌ حسنةُ الشَّبابِ ـ بالفتح ـ أَي التَّشْبِيبُ ، وهو اسمٌ مِنَ التَّشْبِيبِ كالسَّلام من التَّسْليم.

وكانَ جَريرٌ أَرَقَّ الناسِ شَباباً ، أَي تَشْبيباً ونَسيباً ، وكانَ الأَخفشُ يقولُ : الشَّبابُ قطيعةٌ لجَرير دون الشعراءِ (٢).

والمُشِبُ ، كمُحِبّ : الأَسدُ.

ومِنْ شَبَ إِلى دُبّ : يأْتي في المثل.

والشَّبُ بالفتح : جسمٌ معدنيٌّ كالزَاج. الجمع : شُبُوبٌ.

وشَبُ الأَساكفة : المُصَّاعِدُ (٣) مِنَ القلي.

وذُو الشَّبِ : شقٌّ في أَعلى جبلِ جُهَيْنَةَ بالمدينةِ ، يستخرجُ منه الشَّبُ.

والشُّبُ ، بالضمِّ : نوعٌ من العناكِبِ رديء الكيفيَّة.

والشَّابُ الروميُّ : الفلفلُ الأَبيضُ.

والشَّبَّابَةُ ، ( كسبَّابةٍ ) : قَصَبةٌ (٤) يُزَمَّرُ بها ، وأَحسبُها مُحْدَثَةً.

وكسَحابَة : بطنٌ من فَهْم نَزَلوا الطائِفَ ، وإِليهِم يُنْسَبُ العسلُ الشَّبَابِيّ.

وشَبَّةُ ، وشَبَابٌ ، وشَبيبٌ : أَسماءٌ.

وأَبو القاسمِ هِبَةُ اللهِ بنُ شُبَيْبيّ كسُلَيْمِيٍّ : محدِّثٌ.

وشَبُّوبَةُ ، بفتح أَوَّله وضمِّ ثانيه مشدَّداً : اسمٌ لجماعة ( من المحدّثين ) (٥).

والشَّبِيبِيَّةُ : فرقة من المُرْجِئَةِ تنمى إِلى محمَّدِ بن شَبِيبٍ المُرْجِئ (٦).

__________________

(١) ديوانه ١ : ١١٩ ، من قصيدة « تعجب من رأى » والبيت فيه :

فبتلك أهذي ما حييت صبابةً

وبها الغداة أشبّبُ الأشعارا

(٢) الاساس : ٢٢٨.

(٣) في تذكرة اولي الألباب : ٢٠٨ « الصاعد ».

(٤) بدل ما بين القوسين في « ت » : كقصبة.

(٥) بدل ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».

(٦) في « ج » : المرجئيُّ.


والشَّبِّيُّونَ ، نسبةٌ إِلى الشَّبِ المعدنيِّ : جماعةٌ من المحدِّثينَ.

وأَبو زيدٍ عمر بنُ شَبَّةَ الشَّبِّيُ النميريُّ ذو التصانيفِ ، نسبةٌ إِلى والدِهِ شَبَّةَ ، وهو لقبٌ له واسمُهُ : زيدٌ ، ولقِّب به ؛ لأَنَ (١) أُمُّهُ كانت ترقِّصُهُ به.

والشَّوْشَبُ ، كلَوْلَب : العقرب والقمّل.

والشَّوْشَبَيْنِ : القنفذُ.

وشَبْشَبَ الشيءَ : تَمَّمَهُ.

الأَثر

( إِنَّهُ يَشُبُ الوَجْهَ ) (٢) كيَمُدُّ : يُوْقِدُهُ ويزيدُ في لونِهِ ، ومنه : ( يَشُبُ سوادُها بَياضَكَ وبَياضُكَ سَوادَها ) (٣).

( كأَنَّهُ النِّيرانُ يَشُبُ بَعْضُهُ بَعْضاً ) (٤) يريدُ أَنَّهُ يتلأْلأُ ويتوقَّدُ كالنارِ.

( اسْتَشِبُّوا عَلى سُوقِكُمْ ) (٥) اسْتَوْفِزوا عليها ولا تُسِفُّوا من الأَرضِ ، يريدُ الاتِّكاءَ عليها عند قضاءِ الحاجة ؛ مِن شُبُوبِ الفرس إِذا رفع يديْهِ واعتمَدَ على رجليهِ.

( المَشابِيبُ ) (٦) جمع مَشْبُوبٍ ، وهو الجميل الوجه الأَزهر.

( كُنْتُ أَنا وابنُ الزُبَيْرِ في شَبَبَةٍ ) (٧) كبَرَرَة جمعُ شابّ.

( شَهادَةُ الصِّبْيانِ تَجوزُ على الكبارِ يُسْتَشَبُّونَ ) (٨) بالبناء للمفعول ، أَي يُطْلَبُونَ شُبَّاناً بالغين في الشهادة على الكبار ، أَو يُنْتَظَرُ بهم سِنُ الشَّباب ، ( أَي ) (٩) إِذا تحمَّلوها وهُم صبيانٌ ثمَّ أَدَّوْها وهم كبارٌ قُبِلَتْ منهم.

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « لأنّه » ، والمثبت عن « ش ».

(٢) و (٣) الفائق ٢ : ٢١٨ ، النهاية ٢ : ٤٣٨.

(٤) الفائق ٣ : ٨٠ ، النهاية ٢ : ٤٣٨.

(٥) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٥١٤ ، وفي الفائق ٢ : ٢٢٠ ، والنهاية ٢ : ٤٣٨ : أسوقكم.

(٦) الفائق ١ : ١٤ ، النهاية ٢ : ٤٣٨.

(٧) الفائق ٣ : ٣٢٣ ، النهاية ٢ : ٤٣٨.

(٨) الفائق ٢ : ٢١٩ ، النهاية ٢ : ٤٣٨.

(٩) ليست في « ت » و « ج ».


( شَبَّبَ يُجَاوِبُهُ ) (١) أَي ابتدأَ في جوابِه.

( سَيِّدَا شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ) (٢) أَي سيِّدَا أَهلها ؛ لأَنَّهم كُلُّهُم شُبَّانٌ.

المثل

( أَعيَيْتَني مِنْ شُبَ إِلى دُبَّ ) (٣) بالبناءِ للمفعول فيهما ، وبناؤُهما على الفتح (٤) على كونهما فعلَيْنِ محكيِّين متضمِّنينِ للضَّمير ، وينوَّنانِ على إِجرائِهِما مجرى الأَسماءِ خِلوَيْنِ من الضميرِ ونحوُهُ : « نهى عن قيلَ وقالَ ».

قالوا : معناهُ : من لدن صرتَ شابّاً إِلى أَنْ دَبَبْتَ على العَصا ، أَي إِنَّكَ معهودٌ مِنْكَ الشرُّ مُذ قديمٍ فلا يرجى منك أَن تَقْصُرَ عنه.

وهذا المعنى حسنٌ لو ساعدَهُ اللفظُ ، لكنَّ بناءَهما للمفعولِ يأْباهُ ؛ إِذ لا يقالُ : شُبَ الغلامُ ، بالضمِّ ، بل : شَبَ ، بالفتح على البناءِ للفاعل ، فالأَولى أَن يقالَ : هو مِن شَبَّهُ شَبّاً بمعنى أَظهرَهُ ، أَي من لدن قيل أَظهَرَ الى أَن قيل دَبَّ على العصا.

وضَمُّ « دُبَّ » للإِتباعِ والمزاوجةِ ؛ لأَنَّهُ لا يتعدّى بوجهٍ.

يضرب لمن يكون في أَمرٍ غير مرضيٍّ فَيَتَمادى فيه ولا يُقْلِعُ عنه أَو يأْتي بأَقبَحَ منه.

( الشَّبَابُ مَظَنَّةُ الجَهْلِ ) (٥) أَي محلُّهُ ومنزلهُ الذي يُظنُّ به. يضرب في عذرِ الشَّابِ إِذا ارتكَبَ أَمراً يُنكَرُ عليه.

( أُشِبَ لي إِشْباباً ) (٦) بالبناءِ

__________________

(١) النهاية ٢ : ٤٣٩.

(٢) سنن الترمذيَّ ٥ : ٣٢١ / ٣٨٥٦ ، مسند أحمد ٣ : ٣.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٧ / ٢٣٩٦.

(٤) في « ت » : على الفعل ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٣٦٧ / ١٩٧٦.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٣٧٣ / ٢٠١٣.


للمجهولِ ، أَي رُفِعَ ( لي ) (١) رفعاً ، قال أَبو زيدٍ : إِذا عُرِضَ لك إِنسانٌ من غيرِ أَن تذكرَهُ قلت ذلك. يضرب في لقاءِ الشيءِ فجأَةً.

شجب

شَجِبَ شَجَباً ـ كتَعِبَ تَعَباً ـ فهو شَجِبٌ ، وشَجَبَ شُجُوباً ـ كقَعَدَ قُعُوداً ـ فهو شَاجِبٌ : هَلَكَ.

وشَجَبَهُ اللهُ شَجْباً ، كَقَتَلَهُ قَتْلاً : أَهلَكَهُ ، كأَشْجَبَهُ إِشْجَاباً ..

والأَمرُ : حَزَنَهُ وشَغَلَهُ ..

والرجلُ الشيءَ : جَذَبَهُ ، وسدَّهُ بالشِّجابِ ـ ككِتاب ـ وهو السِّدادُ ..

والصيدَ : رماهُ فأَبانَ من قوائمِهِ فلم يَبْرَحْ.

وشَجِبَ ، كتَعِبَ : حَزِنَ ، فهو شَجِبٌ.

والاسم الشُّجْبُ ـ بالضمِّ ـ كالحُزْن ..

والمريضُ : عَنِتَ من المَرَض وشقَّ عليه.

وتَشَجَّبَ : تَحَزَّنَ.

وامرأَةٌ شَجُوبٌ : متعلِّقٌ قلبُها بِهَمٍّ.

وتَشاجَبَ الأَمرُ : اختلَطَ ودخَلَ بعضُهُ في بعضٍ ، ومنه : المِشْجَبُ ، والشِّجابُ ـ كمِنْبَر وكِتاب ـ وهو خَشَباتٌ تُضمُّ رُؤُوسها ويُفرَّقُ بين قوائِمِها وتُنْصَبُ فتُنْشَرُ عليها الثيابُ. الجمع : مَشاجِبُ ، وشُجُبٌ ككُتُب.

والشَّاجِبُ مِنَ الغربان : الشَّديدُ النَّعيقِ ..

ومن الرجال : الصيَّاحُ المكثارُ.

والشَّجْبُ ، كفَلْس : الهمُّ ، والحاجَةُ ، وعمودٌ من أَعمدَة البيت ، وما أَخلَقَ وتَشَنَّنَ من الأَسقية ، وسقاءٌ يُقطَعُ أَسفلُه فيُتَّخَذُ دَلْواً ، والشَّنُّ يُوضعُ فيه حصىً ويُحرَّكُ لتَذْعَرَ الإِبلُ. الجمع : شُجُوبٌ ، وأَشْجابٌ ، وشُجُبٌ.

ويَشْجُبُ بنُ يَعْرُبَ ـ كيَكْتُبُ فيهما ـ

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج ».


ابنُ قحْطانَ بنِ هودٍ النبيِّ 7

وشاجِبٌ : واد بالعَرِمَةِ ، وهي أَرضٌ تُتاخِمُ الدهناءَ.

الأَثر

( المجالِسُ ثَلاثَةٌ : فسالِمٌ ، وغانِمٌ ، وشاجِبٌ ) (١) أي هالِكٌ ، فالسالِمُ : الصامِتُ ، والغانِمُ : الناطِقُ بالخير ، والشاجِبُ : المتكلِّمُ بالخَنا.

شحب

شَحَبَ لَوْنُهُ ـ كقَعَدَ ومَنَعَ وكَرُمَ ـ شُحُوباً ، وشُحُوبَةً : تَغَيَّرَ ، فهو شاحِبٌ ، كشُحِبَ بالبناءِ للمفعول.

وقال أَبو زيدٍ : الشُّحُوبُ في لغة بني كلابٍ الهُزالُ ، وأَنشدَ :

بِمَنْزلةٍ أَمَّا اللَّئِيمُ فَسامِنٌ

بِها وكِرامُ القَوْمِ بادٍ شُحُوبُها (٢)

وشَحَبَ الأَرضَ ، كمَنَعَ : قَشَرَها.

الأَثر

( لا تَلْقَى المؤْمِنَ إلاَّ شاحِباً ) (٣) لأَنَ الشُّحوبَ من آثار الخوف والتقشُّف ، وقد تكرَّر فيه.

شخب

شَخَبَ اللبَنُ وكلُّ مائِعٍ ـ كقَتَلَ ونَفَعَ ـ شَخْباً : دَرَّ وسالَ من مَوضِعِهِ مُمْتدّاً ، وشَخَبْتُهُ أَنا ـ لازمٌ متعدّ ـ فانْشَخَبَ ..

واللِقاحَ : حَلَبْتُها ، والشُّخْبُ ـ كقُفْل ـ اسمٌ منه ، وما امتدَّ مِنَ اللَبَن كالخيط عند الحلب ؛ « فُعْلٌ » بمعنى « مَفْعُول » كالخُبْز ، وبهاءٍ : الدفعَةُ منه. الجمع : شِخابٌ.

والأُشْخُوبُ ، كأُسْلُوبٍ : صَوْتُ دِرَّتِهِ ، يقال : إِنَّها لأُشخُوبُ الأَحالِيل.

ومن المجازِ

أَوداجُهُ تَشْخَبُ دماً ، كأَنَّها تَحلُبُهُ.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٢٢٣ ، النهاية ٢ : ٤٤٥.

(٢) الأساس ٢٣٠ ، ولم ينسبهُ.

(٣) النهاية ٢ : ٤٤٨ ، مجمع البحرين ٢ : ٨٦.


ومرَّ يَشْخَبُ في الأَرضِ شَخَباناً ، كخَفَقان : يجري جرياً سريعاً.

والشُّنْخُوبُ ، كعُصْفُور ، وبهاءٍ : رأْسُ الجبل. الجمع : شَناخِيبُ.

ومن المجاز

هم شَناخِيبُ قَوْمِهِم ، كما يقال : ذَوائِبُهُم.

الأَثر

( فَلَمَّا انقَطَعَ شُخْبُ بَوْلِهِ ) (١) بالضمِّ ، أَي ما امتدَّ منه ، أَو جَرَيانُهُ ؛ على أَنَّه اسم مصدر.

( الحَوْضُ يَشْخَبُ فيهِ ميزابَانِ مِنَ الجنَّةِ ) (٢) هو مِنَ المجازِ الحكميِّ ، كجرى النهرُ وسالَ الوادي ، أَو المرادُ ماؤُهُما على الإِضمار.

المثل

( شُخبٌ في الإِناءِ وشُخْبٌ في الأَرضِ ) (٣) بالضمِّ فيهما ، وهو اللبَنُ الممتدُّ مِنَ الضرع ، أَو اسم مصدر. يضرب لمن يُصيبُ مرَّةً ويُخطئُ أُخرى ، وأَصلُه : في الحالب يُصيبُ تارةً فَيَحلِبُ في الإِناءِ ، ويُخْطئُ تارةً فَيَحلِبُ في الأَرض.

( شُخْبٌ طَمَحَ ) (٤) بالضمِّ كالأَوَّلِ ، يقال : طَمَحَ الشُّخْبُ ، إِذا سَقَطَ على الأَرض فلم يُنتَفَعْ به. يضرب لمن فاتَه حظٌّ. وقيل : للرجل تكون منه السَّقْطَةُ.

شخدب

الشُّخْدُبُ ، بالدال المهملة ، كقُطْرُب : دويبَّةٌ من الحشرات.

شخرب

الشَّخْرَبُ ، بالراءِ المهملة ، كعَقْرَب :

__________________

(١) الكافي ٣ : ٢١ / ٨ ، مجمع البحرين ٢ : ٨٦.

(٢) صحيح مسلم ٤ : ١٧٩٨ / ٣٦ ، النهاية ٢ : ٤٥٠.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٦٠ / ١٩٢٦.

(٤) المستقصى ٢ : ١٢٧ / ٤٣٧.


الشديد الصُلْبُ.

شخلب

المَشْخَلَبُ ذكرَه الفيروز اباديُّ بمعنى : المَخْشَلَبِ بتقديم الخاءِ على الشين واقتَصَرَ عليه ، وكأَنَّه لغةٌ فيه أَو تحريف. (١)

شذب

الشَّذَبُ ، كقَصَب : ما يُقطَعُ من أَغصانِ الشجرةِ المتفرِّقَةِ ، أَو الشوكُ والقشرُ ـ واحدتُهُ : شَذَبَةٌ كقَصَبَة ـ والمُسَنَّاةُ. الجمع : أَشْذابٌ.

وشَذَبَهُ ( شَذْباً ) (٢) ، كضَرَبَهُ وقَتَلَهُ : قَطَعَ شَذَبَهُ. ( وَشَذَّبَهُ ) (٣) تَشْذِيباً مبالغةٌ وتكثيرٌ.

والمِشْذَبُ ، كمِنْبَر : آلَتُهُ.

ومن المجاز

شَذَّبَ الرجلُ الشيءَ : هذَّبَهُ ، ونحّى عنه غيرَهُ ..

والقِدْحَ : بَراهُ أَوَّل بَرْيَةٍ ..

ومالَهُ : مَزَّقَهُ ..

والدَهْرُ القَوْمَ : فَرَّقَهُم ، فَتَشَذَّبُوا.

وشَذَبَ عنه ، كضَرَبَ وقَتَلَ : ذَبَّ ..

والرجلُ : تنحّى عن وطنِهِ ، فهو شاذِبٌ.

وفلانٌ شاذِبٌ : مُهْمَلٌ مُضيَّعٌ لا خيرَ فيه ، أَو عارٍ من الخيرِ.

وفي الأَرضِ شَذَبٌ مِنْ كَلإٍ ، كسَبَب : بقيَّةٌ منه ، وعندهُ شَذَبٌ من مال ، ولم يَبْقَ معه إِلاَّ شَذَبٌ من العسكر.

ورجلٌ شَذِبُ العُروق ، ككَتِف : ظاهِرُها ، كأَنَّها الشَّذَبُ.

ورجلٌ وفرسٌ شَذِبٌ ، ومُشَذَّبٌ : طويلٌ حَسَنُ الخُلْقِ تامُّهُ ـ استعيرَ من

__________________

(١) راجع « خشلب » من الطراز.

(٢) ليست في « ت » و « ش ».

(٣) ليست في « ت » و « ش ».


الشجرِ المُشَذَّبِ ، لأَنَّه يطولُ ويحسُنُ بالتَّشْذِيبِ ـ كالشَّوْذَبِ كجَوْهَر.

وذو الشَّوْذَبِ بنُ عَلْقَمَهَ : من أَذواءِ حِمْيَرَ ومُلوكِهِم.

وابنُ شَوْذَبَ الواسطيُّ : محدِّثٌ.

وشَوْذَبُ : مَولَى لمعاويةَ بنِ أَبي سفيانَ وإِليه تُنسَبُ بِئْرُ شَوْذَب التي كانت عند بابِ بني شَيْبَةَ فدخلت في المسجد الحرام حين وسَّعَهُ المهديُّ في خلافتِهِ في الزيادة الأُولى.

الأَثر

( شَذَّبَهُمْ عَنّا تَخَرُّمُ الآجالِ ) (١) أَي فَرَّقَهُم.

( أَقْصَرُ مِنَ المُشَذَّبِ ) (٢) كمُعَظَّمٍ ، وهو الطويلُ البائنُ الطولِ.

شرب

الشَّرابُ : كلُّ مائع يُتناوَلُ ؛ ماءً كان أَو غيرَهُ. الجمعُ : أَشْرِبَةٌ ، كطَعام وأَطْعِمَة ، وشَرِبَهُ شَرْباً كسَمِعَهُ سَمْعاً ، والاسمُ : الشُّرْبُ بالضمِّ ، أَو هو مصدرٌ أَيضاً والاسمُ : الشَّرابُ ، أَو شَرِبَهُ شَراباً كضَمِنَهُ ضَماناً ، والاسم : الشُّرْبُ والشِّرْبُ بالضمِّ والكسر. وهو شَارِبٌ ، الجمع : شَرْبٌ ، وشَرَبَةٌ ، وشُرُوبٌ ، كصَحْبٍ وكَفَرَةٍ وشُهُودٍ.

ورجلٌ شَرُوبٌ ، وشَرَّابٌ ، وشِرِّيبٌ ، وشُرَبَةٌ ، كصَبُورٍ وشَدّادٍ وسِكِّيتٍ ولُمَزَةٍ : كثيرُ الشُّرْب.

وماءٌ شَرِيبٌ ، وشَرُوبٌ ، كرَقِيب وصَبُور : بين الملِحِ والعَذبِ يصلُحُ أَن يُشْرَبَ عند الضرورة.

والشِّرْبُ ، بالكسر : الحظُّ من الماءِ ، ووقتُ الشُّرْب ، والمَوْرِدُ ، والمَشْرُوبُ ، كالمَشْرَب.

والشَّارِبَةُ : القَومُ الذينَ مسكنُهُم على

__________________

(١) النهاية ٢ : ٤٥٣.

(٢) مكارم الاخلاق ١ : ٤٢ ، الفائق ٢ : ٢٢٨ ، النهاية ٢ : ٤٥٣.


ضِفَّةِ النهر.

والمَشْرَبُ ، كمَقْعَد : موضعُ الشُّرْب ، وزَمانُهُ ، والشَّرَابُ ، ومَوْرِدُ النّاس للشُّرْب ، كالمَشْرَبَة. الجمع : مَشارِبُ. ومنه قيلَ للغُرْفَة : مَشْرَبَةٌ ـ بفتح الرّاءِ وضمِّها ـ لأَنَّهم كانُوا يَشْرَبُونَ فيها.

و ( طعامٌ ) (١) ذو مَشْرَبَةٍ ، كمَرْتَبَة : مَن أَكلَهُ شَرِبَ عليه.

وكمِغْرَفَةٍ : الإِناءُ يُشْرَبُ فيه.

وأَشْرَبَهُ إِشْراباً : سقاهُ ..

وزيدٌ : حان أَن تَشرَبَ إبِلُهُ ..

والرَّجلُ : عَطَشَ ، ورَوِيَتْ إِبله وعَطِشَتْ ؛ ضدٌّ ، كشَرِبَ كتَعِبَ فيهما.

والشَّرْبَةُ ، كهَضْبَة : المَرَّةُ من الشُّرْب ، وما يُشْرَبُ مرَّةً من الشَّرابِ ، والنّخلةُ تَنبُتْ من النَّوى.

وبالضَّمِّ : مقدارُ الرِّيِّ من الماءِ.

وكقَصَبَة : كثرَةُ الشُّرْبِ ، والعطشُ ، وشدَّةُ الحرِّ ، وحُوَيْضٌ يُتَّخَذُ حَوْل النَّخلة تتروّى منه. الجمع : شَرَباتٌ ، وشَرَبٌ ، كقَصَبات وقَصَب.

والشَّرِيبُ ، كجَلِيس : من يَشْرَبُ معك ، ومن يُوْرِدُ إِبلَهُ مع إِبلِكَ ؛ « فَعِيلٌ » بمعنى « مُفاعِل » (٢).

ومن المجاز

شَرِبَ ما أُلقي عليه شُرْباً ، إِذا فَهِمَهُ.

وشَرِبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ ، إِذا جرى فيه.

وأَكَلَ الدهرُ عليه وشَرِبَ ، أَي عُمِّرَ عُمراً طويلاً.

وأُشْرِبَ الثَّوْبُ حُمرةً : ( أُشبع صبغاً بها حتى علته ، كَشُرِّبَ تَشْرِيباً ، فهو مُشَرَّب حُمْرَةً ) (٣) ، وفيه شُرْبَةٌ من الحمرَة ـ بالضمِّ ـ أَي إِشْرَابٌ ، وعلى وجهِهِ شُرْبَةٌ أَي (٤) حُمرَةٌ.

وشَرِبَ به شَرْباً ـ كسَمِعَ ـ وأَشْرَبَ به

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ج » : « فاعل ».

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».

(٤) في « ت » : « أو » ، والمثبت عن « ج » و « ش ».


إِشْراباً : كَذَبَ عليه.

وأَشْرَبْتَني ما لم أَشْرَب : ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أَفعَل.

وأُشْرِبَ قلبُهُ حُبَّ كذا ، بِالبِناءِ للمجهول : خالطَهُ ؛ كأَنَّه سُقِيَهُ فحلَّ محلَ الشَّرابِ.

وأَشْرَبوا إِبِلَهُم الحبالَ : أَدخلوا أَعناقَها فيها وأَوثقوها بها ، قال :

يا آلَ وَرْدٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ (١)

ومنه أَشْرَبْتُ الرجُلَ الغُلَّ ، إِذا أَدخَلْتُ عنقَهُ فيه وشدَدتُهُ به.

وشَرَّبَ القربةَ تَشْريباً : جعل فيها ـ وهي جديدَةٌ ـ طيناً وماءً ؛ ليَطيبَ طعمُها.

وتَشَرَّبَ الثوبُ الصبغَ ، والعَرَقَ : تَنَشَّفَهُ.

واسْتَشْرَبَ لَوْنُهُ : اشتدَّ.

والشارِبُ : الشَّعَرُ الذي على ظاهر الشفة العليا ، قال أَبو حاتم : ولا يكادُ تثنَّى (٢). وقال أَبو عبيدةَ : قال الكلابيُّونَ : شارِبانِ ، باعتبار الطرفين. الجمع : شَوارِبُ (٣).

والشَّارِبُ أَيضاً : عِرْقٌ في باطن الحَلْق.

والشَّوارَبُ : مجاري الماءِ في الحلقوم ، وشُعَيْراتٌ في حلقوم الحمار.

وهو صَخْبُ الشَّوارِبِ ، أَي منكرُ الصوت ، تَشبيهاً بالحمار.

ولِلسَّيْف شَارِبان : وهما الأَنفان في أسفل قائمِهِ.

والشَّاربُ : الضعفُ والخَورُ في الحيوان.

والشَّرُوبُ ، كصَبُور : الناقَةُ تشتهي الفحلَ.

والمَشْرَبَةُ ، كمَرْحَلَةٍ ومَكْرُمَةٍ : الأَرضُ الليِّنة يدُوم نباتُها.

__________________

(١) التهذيب ١١ : ٣٥٥ ، وفي الجمهرة ١ : ٣١١ « وِزْرٍ » وفي اللسان « وَزْرٍ » وفي الجميع بدون نسبة.

(٢) و (٣) المصباح المنير : ٣٠٨.


والشَرَبَّةُ ، بفتحات مشدَّدة الباءِ : الأَرضُ المُعْشِبَةُ لا شَجَرَ بها ، والطريقةُ ؛ يقال : هو على شَرَبَّةٍ واحدةٍ ، أَي على طريقة وأَمر واحد.

وبِلا لامٍ : موضعٌ بين السَّليلَةِ والربذة ، وموضع بِنجدٍ من بلاد بني كلابٍ.

وشِرْبٌ ـ كعِهْن وفَلْس وكَتِف ـ وشُرْبَةٌ كغُرْفَةٍ ، وشَرِيبٌ كأَميرٍ ، وشُرَيْبٌ ككُمَيْتٍ ، وشُرْبُبٌ كقُعْدُدٍ ، وشُرْبُوبٌ كرُعْبُوبٍ : مواضعُ.

وشُورَبانُ ، بالضمِّ : قريةٌ بكَسَّ.

والشُّرْبُبُ ، كقُعْدُدٍ : ما رَكِبَ بعضُهُ بعضاً من النبات.

واشرَأَبَ له وإِليه اشْرِئْباباً : رفع رأسَه ومدَّ عنقَهُ لينظُرَ ، وأَصلهُ عند شِرْبِ الماءِ حين يتهيَّأُ له ، والإِسم : الشُّرَأْبِيبِةُ ، كطُمَأْنِينِة وقُشَعْرِيرَة ، وقيل : هي مصادر شاذَّة.

ومن المجاز

اشْرَابَّت إِليه نفسُه : اشتَهَتْه.

ومَشْرَبَةُ أُمِّ إِبراهيمَ بالمدينة الشريفة : معروفةٌ سمِّيتْ بذلك لأَنَّ ماريَّةَ أُمَّ إِبراهيمَ بنِ النبيِّ 6 ولدتْهُ بها.

الكتاب

( قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ ) (١) عَيْنَهُمْ الخاصَّةَ بِهِمْ ؛ كأَنَّه أَمَرَ كلَّ سبْطٍ أَن لا يَشْرَبَ إِلاَّ مِنْ جدولٍ معيَّنٍ حَسماً لمادَّة التشاجُر.

( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ) (٢) أَي حُبَّهُ ؛ على حذف المضاف وإِقامة المضاف إِليهِ مَقامَهُ أَي تداخَلَهُم حُبُّهُ كما يداخلُ الشَّرابَ أَعماقَ البدن. و « فِي قُلُوبِهِمُ » بيانٌ لمكان الإِشرابِ ، نحو : ( إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً ) (٣).

__________________

(١) البقرة : ٦٠.

(٢) البقرة : ٩٣.

(٣) النساء : ١٠.


( وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَ ) مَشارِبُ (١) جمع مَشْربٍ ، وهو المَشْرُوبُ كالأَلبان والأَسمان ، أَو موضِعُ الشُّرْبُ ، أَي الأَواني المُتَّخَذَةُ من جُلودِها ، أَو هو الشُّرْبُ ، أَي تناوُلُ ما يَشْرَبُونَ.

( لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) (٢) بِالكَسْر فيهِما ، أَي نصيبٌ مِنَ الماءِ ، كالسِّقي ـ بِالكَسْر ـ للحظِّ مِنَ السَّقْيِ بالفَتْح. وقُرِئَ بِالضمِ (٣) ، روي : ( أَنَّهُ إِذا كانَ يَوْمُ شُرْبِها شَرِبَتْ ماءَهُم كلَّهُ ولهم شِرْبُ يومٍ لا تَشْرَب هي فيهِ ) (٤).

( فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) (٥) قرئَ بالحَرَكات الثلاث (٦) ، فَالفَتح مَصْدَر ، والضمُّ اسمٌ ، أَو كِلاهما مَصدرٌ ، أَو الضمُّ والكسرُ اسمٌ ، أَو الكسر بمعنى المَشْرُوبِ ، أَي ما يَشْرَبُهُ الهِيمُ.

الأَثر

( شَرِبَ الزَّرْعُ الدَقِيقَ ) (٧) هو على الاستعارةِ ؛ كأَنَّ الدَقيقَ كان ماءً فَشَرِبَهُ ، يريدُ اشتدادَ حبِّهِ وقُرْبَ إدراكِهِ ، وهو كقولِهِم : شَرِبَ السنبلُ الدقيقَ.

( في شَرْبٍ مِنَ الأَنْصارِ ) (٨) كصَحْب جماعةٍ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ.

__________________

(١) يس : ٧٣.

(٢) الشعراء : ١٥٥.

(٣) قراءة ابن أبي عيلة انظر البحر المحيط ٧ : ٣٥.

(٤) الكافي ٨ : ١٨٧ / ١٤.

(٥) الواقعة : ٥٥.

(٦) قرأ نافع وعاصم وحمزة بالضم ، وقرأ مجاهد وأبو عثمان النهدي بالكسر ، والباقون بالفتح ، انظر السبعة : ٦٢٣ وحجة القراءات ٦٩٦ والبحر المحيط ٨ : ٢١٠ واعراب القراءات السبعة وعللها ٢ : ٣٤٥.

(٧) في النهاية ٢ : ٤٥٤ : « شُرِّب » ، وفيه : في رواية : شَرْب بالتخفيف.

(٨) النهاية ٢ : ٤٥٥.


( وَاذْهَبْ إِلى شَرَبَةٍ مِنَ الشَّرَباتِ ) (١) كقَصَبَة وقَصَباتٍ ، هيَ الحويضُ حَوْلَ النخلةِ يَسَعُ ريَّها.

( مَلْعُونٌ مَنْ أَحاطَ عَلى مَشْرَبَةٍ ) (٢) كمَرْحَلَة : الموضعُ يُشْرَبُ منه. والمرادُ بالإِحاطةِ تَمَلُّكُها (٣) ومنعُ غيره منها.

( يُشَرِّبُ الشَّعَرَ بِالماءِ ) (٤) أَي يَبُلُّ جميعَهُ ؛ مِنْ شَرَّبَهُ تَشْرِيباً ، إِذا بالَغَ في إِشْرابِهِ.

( لا تَشْرَبوا شُرْباً واحِداً بَلْ مِرَاراً ) (٥) بإِبانةِ القدحِ حذراً من التنفُّسِ في الإِناءِ.

( وَاشْرَأَبَ النِّفاقُ ) (٦) كاطْمَأَنَّ : ارتَفَعَ.

المثل

( شَرِبَ فَمَا نَقَعَ ولا بَضَعَ ) (٧) أَي ما شفى غليلاً ولا رَوِي مِنَ الماءِ. يضرب لمن لا يَسْأَمُ أَمراً.

( اشرَبْ تَشْبَعْ ، وَاحْذَرْ تَسْلَمْ ، واتَّقِ تُوقَهْ ) (٨) يضرب في التوقّي في الأُمورِ ، والهاءِ في « تُوقَه » للسكتِ ، أَو كنايةٌ عن الشرِّ ، أَي : واتَّقِ الشَرَّ تُوقَهْ.

( شَرّابٌ بأنْقُعٍ ) (٩) يأتي في : « ن ق ع ».

( شَرِبْنا عَلى الخَسْفِ ) (١٠) أَي عَلى غير أَكلٍ ؛ من قولِهِم : باتت الدابَّةُ على الخَسْفِ ، أَي على غير عَلَفٍ وأَصل الخَسْفِ الذُّلُّ وَالمشقَّةُ. يضرب فيمن

__________________

(١) النهاية ٢ : ٤٥٥.

(٢) النهاية ٢ : ٤٥٥.

(٣) في « ش » : ملكها.

(٤) سنن الترمذيّ ١ : ٧٠ / ١٠٤ ، سنن النسائيّ ١ : ١٣٥ ، بتفاوت.

(٥) انظر سنن الترمذيّ ٣ : ٢٠١ / ١٩٤٧ ، عوالى اللآلي ١ : ١٨٧ / ٢٦٤ ، بتفاوت.

(٦) غريب الحديث ١ : ٥٢٤ ، النهاية ٢ : ٤٥٥.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٣٧٠ / ١٩٩٦.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٣٧٤ / ٢٠٢٢.

(٩) مجمع الأمثال ١ : ٣٦٠ / ١٩٢٧.

(١٠) مجمع الأمثال ١ : ٣٦٥ / ١٩٥٦.


زاول أَمراً على مشقَّةٍ وذُلٍّ.

( شَرِيبُ جَعْدٍ قَروُهُ مُقَيَّرٌ ) (١) أَي شريكُ جَعْدٍ في الشُّرْب ، وهو اسم رجلٍ. والقَرْوُ ، كدَلْوٍ : أَصلُ النخلةِ تُتَّخَذُ منه الإِجّانَةُ للشُّرْب. والمُقَيَّرُ : المَطْليُّ بالقيرِ. يضرب للبخيلِ لا فضلَ عنده يسمحُ به.

شرجب

الشَّرْجَبُ ، بالجيمِ والحاءِ كعَقْرَب : الطويلُ. (٢)

وفرسٌ شَرْجَبُ ، بالجيم : كريمٌ.

والشَّرْجَبانُ ، كزَعْفران ويضمُّ : شجرٌ يُدْبَغُ به.

وقَصْرُ الشَّراجيبِ : بمدينةِ شِلْبَ من بلادِ الأُندلسِ ، وفيهِ يقولُ ابن عبّاد :

وسَلِّم عَلى قَصْرِ الشَّراجِيبِ مِن فَتىً

لَهُ أَبَداً شوقٌ إِلى ذلكَ القَصْرِ (٣)

شرخب

الشَّراخيبُ ، بِالخاءِ المعجمة : عِظامُ الفقارِ ، واحدها : شُرْخُوبٌ كعُصْفُور.

شرعب

الشَّرْعَبُ ، بالراءِ والعَين المُهْمَلَتَيْن كعَقْرَب : الطويلٌ.

وبلا لام : قبيلةٌ من حمير تنسب إليها الرماح والبرود الشرعبية.

وعبيدة وموسى وحيان بن زيد الشرعبيون : من تابعي أهل الشام.

ورجل شرعبي : طويل حَسَنُ الجِسْمِ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٣٧١ / ٢٠٠٠.

(٢) ومنه الأثر : ( فعارضنا رجلٌ شَرْجَبٌ ) الفائق ٢ : ٢٣٩.

(٣) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ١ : ١٠٢ و ٢ : ٤٤٩ ، وعزاه في المُغْرب من حُلَى المَغْرِبِ ( ١ : ٣٨١ ) إلى ابن عمّار ، وفيه : « عن » بدل : « من ».


وشَرْعَبَ الأَديمَ : قدَّهُ طولاً.

والشُّرْعُوبُ ، كعُصْفُور : نباتٌ.

والشَّرْعَبيَّةُ : موضعٌ.

شزب

شَزَبَ شَزْباً ، وشُزُوباً ـ كصَمَتَ صَمْتاً وصُمُوتاً ـ وشَزُبَ ككَرُمَ : ضَمُرَ ، وذَبلَ ، ويَبِسَ ، وخَشُنَ ، فهو شازِبٌ. الجمع : شَوازبُ وشُزُّبٌ ، كرُكَّع.

وفَرسٌ شازِبٌ : ضامِرٌ. (١)

ورجلٌ شازِبٌ : نحيفٌ.

ومكانٌ شازِبٌ : خشِنٌ.

وشَزَّبَهُ تَشْزيباً : ذَبَّلَهُ ..

والفرسَ : ضَمَّرَهُ.

والشَّزْبَةُ ـ كضَرْبَةٍ (٢) ـ مِنَ الأُتُنِ (٣) : الضامِرَة ..

و : القوسُ الَّتي شُزِّبَ قَضيبُها وذُبِّلَ (٤) ، كالشَّزِيبِ ؛ قالَ :

لَوْ كُنْتُ ذَا نَبْلٍ وَذا شَزِيبِ

لَمْ أَخْشَ شَدَّاتِ الخَبيثِ الذِّيبِ (٥)

وَقَضيبٌ شَزِيبٌ : لم يصلح.

والشُّزْبَةُ ، كغُرْفَة : الفُرْصَةُ.

وهم مُتَشازِبُونَ : لِكُلٍّ مِنهم حظٌّ يَنْتَظِرُهُ.

والشَّوْزَبُ ، كجَوْهَر : العلامةُ (٦) ، والطويلُ.

__________________

(١) وفي حديث عمر يرثي عروة بن مسعود الثقفي :

بالخيل عابسة زُوراً مَناكِبُها

تَعدُو شَوازِبَ بالشُّعْبِ الصمادِيدِ

النهاية ٢ : ٤٧٠.

(٢) في « ش » : كهَضْبة.

(٣) في « ش » : من الإِبل.

(٤) ومنه الأثر : ( وقد توشَّح بِشَزْبَةٍ كانت معه ) الفائق ٢ : ٢٤٣.

(٥) الفائق ٢ : ٢٤٣ ، وفيه : « ما خِفت » بدل : « لم أخشَ ».

(٦) في « ت » و « ج » : « العلاّمة » بالتشديد ضبط قلم ، والمثبت عن « ش ».


شسب

شَسُبَ ـ ككَرُمَ وقَعَدَ ـ شَسْباً ، وشُسُوباً : يَبِسَ مِنَ الضُّمرِ والهُزالِ ، فهو شَاسِبٌ ، قال ابن السِّكِّيت : هو كالشَّاسِفِ وليسَ كالشازِبِ (١) ، وقيلَ : لغةٌ في الشازِبِ (٢).

والشَّسِيبُ : القوسُ ؛ لغةٌ في الشَّزِيبِ ، كالشِّزْبِ كعِهْن ..

ومن النوق : ما يموتُ ولدها عند تَشْوِيلها ؛ وَهو جفافُ لبنِها.

والشَّسُوبُ : ما يموتُ ولدها شتاءً فَتَشُولُ ويرتفِعُ ضَرْعُها.

شصب

شَصَبَ الأَمرُ شَصَباً ، وشَصْباً ، وشُصُوباً ، كتَعِبَ وصَمَتَ : اشتدَّ وشقَّ ..

والشيءُ : ضَمُرَ ويَبِسَ ..

والبلدُ : أَجدَبَ ، فهو شاصِبٌ ، والاسم : الشِّصْبُ ، بالكسر.

وأَشْصَبَ الله عَيشَهُ : أَشقَّهُ.

والشَّصائِبُ : الشَّدائِدُ ، وعيدانُ الرَّحْل.

وهم في شَصيبَةٍ مِنَ العَيْش : في شِدَّةٍ.

وشَصيبَةُ البئرِ : قعرُها.

ورجلٌ شَصِيبٌ : غريبٌ.

واشترى شِصْباً مِنَ الشَّاةِ ـ كَعِهْن ـ وشَصِيباً ، أَي نصيباً.

وشَصَبَ الشاةَ شَصْباً ، كَقَتَلَ : سَلَخَها ..

والجَدْيَ : سَمَطَهُ.

وشاةٌ شُصُبٌ ، كعُنُق : مسلُوخَةٌ.

والشَّصَّابُ ، كالقَصَّاب زِنَةً ومعنىً.

وشَصَبَت النَّاقةُ (٣) على الفحلِ ، كَهَرَبَتْ : كَثُرَ ضرابُها ولَم تَلْقَحْ.

__________________

(١) انظر اصلاح المنطق : ٤٢٦ والصحاح « شسب ».

(٢) انظر تهذيب الألفاظ : ١٤٦.

(٣) في « ت » و « ج » : الشاة بدل : الناقة.


والشَّيْصَبانُ : ذَكَرُ النَّمل ، واسمُ الشَّيطانِ (١) ، وقبيلةٌ مِنَ الجِنِّ ؛ قال (٢) :

وَلي صاحِبٌ مِنْ بَني الشَّيْصَبانِ

فَحِيناً أَقولُ وَحِيناً هُوَهْ

شطب

شَطَبَ المَنْزِلُ ـ كقَعَدَ ـ شَطْباً ، وشُطُبوباً : بَعُدَ ..

وعنه : مالَ وعدلَ.

وشَطَبَهُ ، كضَرَبَهُ : قَطَعَهُ طولاً ، كشَطَّبَهُ تَشْطِيباً ..

والمرأَةُ الجريدَ : شقَّقتهُ لِتَعْمَلَ مِنه الحُصُرَ ..

والأَديمَ : قَدَّتْهُ (٣) بَعْدَ أَنْ أَخْلَقَتْهُ ، فَهِىَ شاطِبَةٌ وهنَ شَواطِبُ.

والشَّطْبُ : سَعَفُ النَّخْل الأَخْضَرُ ، واحدتُه : شَطْبَةٌ كطَلْح وطَلْحَة.

وكغُرْفَةَ وتُفْتَحُ ـ والأَوَّلُ أَشهرُ ـ وكحُطَمَة : الطريقةُ في السيفِ والثوبِ. الجمع : شُطَبٌ كغُرَف ، وشُطُبٌ ككُتُب ، وشُطُوبٌ كشُعُوب.

وسيفٌ وثوبٌ مُشَطَّبٌ ـ كمُعَظَّم ـ ومَشْطُوبٌ : ذو شُطَبٍ.

والشَّطِيبَةُ من السَّنام والأَديمِ : القِطعةُ تُقْطَعُ طولاً ، كالشَّطْبَةِ كهَضْبَة ..

ومِنَ النَّبْع : القضيبُ يُتَّخَذُ مِنه القَوْسُ.

ومن المجاز

غلامٌ شَطْبٌ ، وجاريةٌ شَطْبَةٌ ، ويكسر : إِذا كانا تارَّينِ.

وهي بيِّنَةُ الشُّطُوبِ والشَّطْبِ كفَلْس : شَطْبَةٌ طويلةٌ ، سَبْطَةُ (٤) اللحمِ.

وسَلَ شَطْبَةً ، أَي سيفاً ، كلُّ ذلِك على الاستعارةِ مِنَ الشَّطْبَةِ ؛ وهيَ السعفةُ

__________________

(١) في « ت » و « ج » : لشيطان.

(٢) حسان بن ثابت ، وفي ديوانه : ٢٥٨ برواية « فطوراً أقول وطوراً هُوه ».

(٣) في « ت » و « ج » : فَرَتْهُ.

(٤) في « ش » : « شطبة » بدل : « سبطة ».


الخضراءُ.

وأَرضٌ مُشَطَّبَةٌ ، كمُعَظَّمَة : خَطَّ فيها السَّيلُ خطوطاً.

وفَرَسٌ مَشْطُوبُ المتنِ والكَفَلِ : انْشَطَبَ متناهُ سِمَناً.

وناقةٌ شَطِيبَةٌ : ضامرةٌ يابسةٌ ، كأَنَّها الشَّطيبَةُ (١) مِنَ الأَديمِ.

وهم شَطائِبُ : فِرَقٌ مُخْتَلِفُونَ.

وأَصابَتْهُمْ شَطائِبُ : شدائِدٌ.

وانْشَطَبَ الماءُ وغَيْرُهُ انْشِطاباً : سالَ.

وشاطِبٌ : مَوْضِع.

وشاطِبَةُ : بلد بِالمغرِبِ.

وشَطِبٌ ، وشَطِيبٌ ، ككَتِفٍ وكَثِيبٍ : جَبَلانِ.

والشَّطْبَتانِ ، مُثَنّى شَطْبَةٍ كهَضْبَةٍ : مِنْ أَوْدِيَةِ اليمامَة.

والشَّطِيبِيَّةُ ، كحَنِيفِيَّةٍ : ماءٌ بِأَجإٍ.

وشَطِبٌ ، ككَتِفٍ : موضِعٌ.

وشَطْبٌ ـ كفَلْس ـ المَمْدودُ : أَبو طويلٍ الكنديُّ ، يقال : له صحبةٌ.

وابنُ المَشْطوبِ : عمادُ الدّين أَحمدُ بنُ عليّ ، أَحَدُ الأُمراءِ الكبارِ ، قيلَ له ذلك لشَطْبَةٍ كانت بوَجهِهِ.

الأَثر

( فَشَطَبَ الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِهِ ) (٢) مالَ وعَدَلَ ولم يَبْلُغْهُ.

( كمَسَلِ شَطْبَةٍ ) (٣) أَي سَعفَةٍ ، أَو سَيْفٍ ، تريدُ ما سُلَّ من قشرِهِ أَو غِمْدِهِ ، وسمّوا السَّيْفَ : شَطْبَةً كما سَمَّوْهُ عَقيقَةً.

شعب

شَعَبَهُ شَعْباً ، كمَنَعَهُ : جَمَعَهُ ، وفرَّقَهُ ، وأَصلحَهُ ، وأَفسدَهُ ؛ ضِدٌّ ..

والإِناءَ : لَأَمَ صَدْعَهُ ، ومُعالِجُهُ : الشَّعَّابُ ، وحرفته : الشِّعابَةُ ككِتَابَة ، وآلتُهُ : المِشْعَبُ كمِنْبَر ..

__________________

(١) في « ش » : الشطبة.

(٢) الفائق ٢ : ٢٤٥ ، النهاية ٢ : ٤٧٣.

(٣) الفائق ٣ : ٤٩ ، النهاية ٢ : ٤٧٢.


و ـ إِليه رسولاً : أَرسَلَهُ ..

وعنه فلاناً : شغلَهُ ..

واللجِامُ الفرَسَ : كفَّهُ وصرفَهُ عن جِهَةِ قَصْدِهِ ..

والرجلُ : هَلَكَ ..

والشيءُ : ظَهَرَ وبَعُدَ ..

والبعيرُ : اهتضَمَ الشجرَ مِنْ أَعلاهُ وتناوَلَ شُعَبَهُ وأَطرافَهُ ..

والرجلُ : فارَقَ صحبَهُ ونَزَعَ إِلى غيرهِمْ في جماعةٍ مَعَهُ.

وشَعِبَ ما بَيْنَهُما شَعَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : تباعَدَ ..

وما بين منكَبيِ الرجلِ وقرنَيِ الظَّبْيِ ونَحْوِهِ : تَبايَنَ جِدّاً ، فَهُوَ رجلٌ أَشْعَبُ وظبيٌ أَشْعَبُ.

وأَشْعَبَ إِشْعاباً : هَلَكَ ..

وعنه : تباعَدَ ، كانشَعَبَ ..

والرجلُ : ماتَ ، أَو فارقَ فِراقاً لا يرجعُ ، كشَعَّبَ تَشْعِيباً.

وشاعَبَ صاحبَهُ : باعدَهُ.

وانْشَعَبَ : الْتَأَمَ وصَلُحَ ..

والطريقُ : تَفَرَّقَ ..

والنَّهْرُ : تَفَرَّقَتْ مِنه أَنهارٌ ..

وأَغصانُ الشجرةِ : انتَشَرَتْ ..

والزرعُ : صارَ ذا شُعَبٍ ، كتَشَعَّبَ تَشْعِيباً (١) في الجميعِ.

والشَّعْبُ كفَلْس : البُعْدُ ، والبعيدُ ، والصدْعُ ، ومِنَ الرأْسِ : مَوْصِلُ قبائِلِهِ ، والجَبَلُ ، والاجتماعُ ، والتفرُّقُ ؛ ضدٌّ ـ تقول : فَرَّقَ اللهُ شَعْبَهُمْ بعد الاجتِماعِ ، وجَمَعَ شَعْبَهُمْ بعد التفرُّقِ ـ والقبيلةُ العظيمةُ ؛ لأَنَّهُ يَشْعَبُ ما دُونَهُ مِنَ القَبائلِ ويَضُمُّهُمْ ، أَو لأَنَّه انْشَعَبَ مِنْهُ أَكثَرُ ممّا انْشَعَبَ مِنَ القبيلةِ ، وما تَشَعَّبَ من قبائِل العَرَبِ والعَجَمِ. الجمع : شَعُوبٌ.

وغَلَبَ الشُّعُوبُ بِلَفظ الجمعِ على جيلِ العجمِ ، ومنه قيل لمن يصغِّرُ شأْنَ العربِ ولا يرى لهم فضلاً على غيرهم :

__________________

(١) كذا في النسخ ، والظاهر أنّها مصحّفة عن « كتَشَعَّبَ تَشَعُّباً ». انظر شرح الشافية ١ : ١٦٣.


شُعُوبيٌ ، نِسْبَةٌ إِلى الجمعِ ؛ لأَنَّه صار علماً كالأَنصار ، وهم الشُّعُوبيَّةُ ، وقد يُجْمَعُ (١) أَيضاً على شُعُوبٍ ، كمَجُوسيّ ومَجُوس.

والشِّعْبُ ، بِالكسر : ما انفَرَجَ بين الجبلين ، أَو الطّريقُ (٢) في الجبل ، ومسيلُ الماءِ في الأَرض يشرفُ حرفاه ، وسعتُه بطحةٌ (٣) ـ الجمع : شِعابٌ ـ وسِمَةٌ للإِبلِ كهيئةِ المِحجَنِ.

وجملٌ مَشْعُوبٌ : مَوْسومٌ بِها.

وشِعْبُ أَبي طالِبٍ بِمَكَّةَ ، وهو الشِّعْبُ الذي حَصَرَتْ قُرَيْشٌ فيه النّبيَّ 9 وبَني هاشمٍ وبني المطَّلِبِ ثلاثَ سنينَ ، وشِعْبُ عامرٍ بِها أَيضاً.

والشُّعْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : القطعةُ يُشْعَبُ بِها الإِناءُ ، والفِرقةُ ، والطّائفةُ من الشّيءِ. والقبيلةُ ، وما بين كلِّ غصنين وقرنين ، وصدعٌ في الجبل يَأوي إِليه المطرُ ، والمسيلُ في ارتفاع قَرارَةِ الرَّمْلِ ، وما صَغُرَ عن التَّلْعَةِ وما انْشَعَبَ مِنها ، وما عَظُمَ مِن سَواقي الأَوْدِيَة. الجَمْع : شُعَبٌ ، وشِعابٌ.

والشُّعْبَتانِ : أَكمةٌ لها قَرْنانِ ناتِئانِ.

وشُعَبُ الجِبال : ما تَفَرَّق مِنْ رُؤُوسِها.

والمَشْعَبُ ، كمَقْعَد : الطّريقُ.

والشَّعِيبُ ، كقَضِيبٍ : المَزادَةُ المَشْعُوبَةُ ، أَوِ الّتي مِنْ أَدِيمَيْن ، أَو المُقامَةُ بِجِلْدٍ ثالِث بَيْنَ الجِلدَينِ لتتَّسِعَ ، أَو المخروزَةُ من وجهينِ ، والسّقاءُ البالي. الجمع : شُعُبٌ كقُضُبٍ.

وشَعُوبٌ ، كصَبُورٍ : موضِعٌ قرب صنعاءَ ، وعلمٌ للمنيَّةِ ـ ممنوعُ الصّرف للعلميَّة والتّأْنيث المعنويّ ، ورُبَّما قالوا : الشَّعُوبُ بالأَلف واللاّم ، فقيلَ : هما زائدتان ، وقيل : للمحِ الصّفةِ ، كالعبّاسِ والحسنِ ؛ إِذ كانَ اشتقاقُها مِنَ الشَّعْبِ وهو التّفريقُ ـ وقد شَعَبَتْهُ ـ كقَتَلَتْهُ ـ

__________________

(١) أي الشُّعوبيّ.

(٢) في « ش » : والطّريق.

(٣) أي بطحةُ رجل ، انظر التّكملة.


فَشَعَبَ ، وأَشْعَبَ ، وانْشَعَبَ.

وأَهلُ نجدٍ والحجازِ يسمُّون المِحْجَنَ : مِشْعاباً ، كمِصْباحٍ.

وشَعْبانُ : اسمُ الشهرِ ؛ سمّي به لتَشَعُّبِهِم فيه ، أَي تفرُّقهم في طلبِ المياهِ أَو في الغاراتِ ، أَو لتَشَعُّبِ الشجرِ فيه ، أَو لانشعابِ الخيراتِ به ، أَو لأَنَّه شَعَبَ ؛ أَي ظَهَرَ بين شهرِ رمضانَ ورجَب ، أَو لأَنَّهُ شُعْبَةٌ مِنَ الشهورِ. الجمع : شَعْبانَاتٌ ، وشَعابِينُ ، وشِعابٌ على حذفِ الزوائدِ.

ومن المجاز

فرسٌ مُنيفُ الشُّعَبِ ، كغُرَفٍ : وهيَ أَقطارُهُ وما أَشرفَ منه كَرَأْسِهِ وحاركِهِ وحجباتِهِ.

وقَبَضَ عليه بشُعَبِ يدِهِ ، أَي أَصابعِهِ.

وترادَفَتْ عليهم نُوَبُ الزمانِ وشُعَبُهُ ، أَي حالاتُهُ.

وانْشَعَبَ بِهِ القَوْلُ وتَشَعَّبَ : أَخَذَ بِهِ مِن معنى إِلى آخرَ.

وهذه المسأَلةُ كثيرةُ الشُّعَبِ ، والانشعابِ ، أَي التفاريعِ.

وفي يدِهِ شُعْبَةُ خبزٍ : كسرةٌ منه.

وضَرَبَهُ بين شاعِبَيْهِ ، أَي مَنكِبَيْهِ ؛ لتباعُدِهِما.

وسَلَكَ مَشْعَبَ الحقِّ : طريقَهُ ؛ للفرقِ بينه وبين الباطِل ، قال الكميت :

وَما ليَ إِلاَّ آلَ أَحمَدَ شِيعَةٌ

وَمَا ليَ إِلاَّ مَشْعَبَ الحَقِ مَشْعَبُ (١)

وشُعَيْبُ بنُ ثُوَيْبِ بنِ مَدْيَنَ بنِ إِبراهيمَ الخليل : : نبيُّ اللهِ ، كانَ يُقالُ له : خطيبُ الأَنبياءِ ؛ لحُسْنِ مُراجَعَتِهِ قومَهُ وهم أَهلُ مَدْيَنَ وأَصحابُ الأَيكةِ.

وأَشْعَبُ الطمَّاعُ : يَأْتي في المثل.

وابنُ مِشْعَبٍ ، كمِنْبَر : مغنّ من أَهل الطائف.

وشَعْبٌ ، كفَلْس : بطنٌ من هَمْدانَ ،

__________________

(١) الروضة المختارة : ٢٨.


منه : عامرٌ الشَّعْبيُ.

وشَعْبانُ : قبيلةٌ من قيسٍ ينسب إِليها جماعةٌ منَ المحدِّثين.

والشُّعَيْبِيُّونَ : جماعةٌ كثيرةٌ من العلماءِ والرواةِ ؛ نسبةٌ إِلى الجدِّ.

والشُّعَيْبِيَّةُ : طائفةٌ من الخوارج ؛ نسبةٌ إِلى شُعَيْبٍ رجلٍ منهم.

ومعاويةُ بنُ حفصٍ الشُّعْبِيُ بالضمِّ ، نسبة الى جدِّهِ.

والشِّعْبُ كعِهْن ، شَعُوبٌ كصَبُور ، وشُعَيْبٌ ككُمَيْت ، وشُعْبَةٌ كغُرْفَة ، وشُعَبَى بضمَّة ففتحتين مقصورة ، وشَعْبانُ كاسمِ الشهر : مواضعُ.

وكقُفْل : واد بين الحرمين.

والشُّعْبيَّةُ (١) : ساحِلُ مكَّة قبل جدَّةَ.

وذاتُ الشِّعْبَيْنِ ، بِالكسر : ( باليمامة.

وشِعْبان ، بالكسر ) : (٢) ماءٌ لِبني أبي بكرٍ بنِ كلابٍ.

والشَّعُوبيُ ، كيَهُودِيّ : قريةٌ باليمن.

وشَعَبْعَبٌ : ماءٌ لبني قُشَيْرٍ ، أَو موضعٌ.

والأَشْعَبُ : قريةٌ باليمامةِ.

وغزالُ شَعْبانَ : ضَرْبٌ من الجَنادِبِ.

وأَبناواتُ الشِّعْبِ : حيٌّ من كَلْبٍ ؛ حكاهُ الفَراءُ.

ويومُ الشُّعَيْبَةِ ، كجُهَيْنَةَ : هو يومُ الكلاب.

الكتاب

( انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ ) شُعَبٍ (٣) قال الحسن : ما أَدري ما هذا الظلُّ ولا سمعتُ فيه بشيءٍ (٤).

وعن جعفر بن محمَّدٍ الصادق 7 : ( هو دخانُ النارِ فيه ثلاثُ شُعَبٍ من النارِ ) (٥).

وقالَ قومٌ : هو النارُ وشُعَبُهَا الثلاثُ

__________________

(١) كذا في « ت » و « ج » وسقطت من « ش » وفي التاج : الشُعَيْبَةُ.

(٢) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».

(٣) المرسلات : ٣٠.

(٤) التفسير الكبير ٣٠ : ٢٧٥.

(٥) انظر بحار الأنوار ٨ : ٢٩٤ / ٤٠.


كونُها من فوقهم ومن تحتِ أَرجلِهِم ومحيطةٌ بهم (١).

وقال صاحب الكشَّاف : هو عبارةٌ عن عِظَمِ الدُّخانِ ، والدخانُ العظيمُ تراهُ يتفرَّقُ ذوائِبَ (٢).

( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ ) (٣) جَمْعُ شَعْبٍ ـ كفَلْس وفُلُوس ـ وهو الطبقةُ الأُولى من الطبقات الستِّ التي عليها أَنسابُ العرب أَوَّلها شَعْبٌ ثمَّ قبيلةٌ ثمَّ عمارةٌ ثمَّ بطنٌ ثمَّ فخذٌ ثمَّ فصيلةٌ ، فالشَّعْبُ يجمعُ القبائِلَ ، والقبيلةُ تجمع العمائِرَ ، والعمارةُ تجمع البطونَ ، والبطنُ يجمع الأَفخاذَ ، والفخذُ يجمعُ الفصائِلَ ، فخزيمةُ شَعْبٌ ، وكنانةُ قبيلةٌ ، وقريش عمارةٌ ، وقصيٌّ بطنٌ ، وهاشمٌ فخذٌ ، وَالعبّاسُ فصيلةٌ.

وقيلَ : الشُّعُوبُ : بطون (٤) العجمِ ، والقبائِلُ : بُطُونُ العربِ ، والأَسباطُ : بُطُونُ بني إِسرائيلَ.

الأثر

( إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَربَعِ وَجَبَ الغُسلُ ) (٥) هي اليدان والرجلان ، أَو الرجلان والشفران ، فكنَّى به عن الإِيلاج.

( وسَلَكَ شُعْبَةَ ) (٦) كَغُرْفَة : موضع قربَ يَلْيَلَ ، ويقال له : شُعْبَةُ ابنِ (٧) عبدِ الله.

__________________

(١) التفسير الكبير ٣٠ : ٢٧٥.

(٢) الكشاف ٤ : ٦٨٠ بتفاوت.

(٣) الحجرات : ١٣.

(٤) في « ت » : بطن ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٥) سنن ابن ماجة ١ : ٢٠٠ / ٦١٠ ، الفائق ٢ : ٢٤٩ النهاية ٢ : ٤٧٧.

(٦) النهاية ٢ : ٤٧٧.

(٧) في « ت » : « شعبةُ بنُ عبد الله » وهو يوافق ما في النهاية وظاهر ما في معجم ما استعجم ٣ : ٧٩٩. وفي معجم البلدان ٣ : ٣٤٨ « يقال لها شعبةُ عبدِ الله ». وما أثبتناه عن « ج » و « ش » يوافق ما في اللسان.


( شَعْبٌ صَغيرٌ مِنْ شَعْبٍ كَبيرٍ ) (١) بالفتح فيهما ، أَي صلاحٌ قليلٌ من فساد كبير.

( إِنَّ رَجُلاً مِنَ الشُّعُوبِ أَسْلَمَ ) (٢) أَي من العَجَم ، أَو جمعُ شُعوبيّ ـ بِالضمِّ ـ وهو المحتقِرُ أَمرَ العرب ، كيَهُودَ ويَهُوديّ.

( الشَّبابُ شُعْبَةٌ مِنَ الجُنُونِ ) (٣) طائفةٌ مِنه ؛ لأَنَّهُ يغلِبُ العقلَ بميلِ صاحبِهِ إِلى الشهوات غلبةَ الجنون.

( أَزَرْتُهُ شَعُوب ) (٤) كصَبُور أَي أَوردتُهُ المنيَّةَ.

( فيَصْدَعُوا شَعَبَ كاهِلِكَ ) (٥) كسَبَبٍ : يريدُ ما بينَ مَنكِبيهِ ، أَو كفَلْس : يريدُ مَوْصِلَهُ.

المثل

( شَعَبَتْ قَوْمي شَعُوبُ ) (٦) كصَبُور : أَي فرّقتهم المنيَّةُ. يضربُ عند تفرُّق القوم.

( شَغَلَتْ شِعابي جَدْوَايَ ) (٧) جمعُ شِعْب كعِهْن. والجَدْوى : العَطاءُ ، أَي شَغَلَتْني النفقةُ على عيالي عن الإِفضال على غيري. ويروى : « سعاتي » اسمٌ من سَعى يَسْعى.

( أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَبَ ) (٨) هو رجلٌ من أَهل المدينة يقال له أَشْعَبُ الطمَّاعُ ، وهو أَشْعَبُ بنُ حُبَيْرٍ ، مولى عبد الله بن الزبير ، وكنيتُهُ أَبو العلاءِ بَلَغَ من طمعِهِ أَنَّه مرَّ به رجلٌ يمضغُ عِلكاً فتبعهُ أَكثَر من ميلٍ حتّى علم أَنَّهُ عِلكٌ.

__________________

(١) الفائق ٣ : ٣٠٠ ، غريب الحديث لابن الجوزيّ ١ : ٥٤٣.

(٢) الفائق ٢ : ٢٥٣ ، النهاية ٢ : ٤٧٨.

(٣) الفائق ٢ : ٢٥١ ، مجمع البحرين ٢ : ٩٠.

(٤) الفائق ٣ : ٢٦٢ ، النهاية ٢ : ٤٧٨.

(٥) الكافي ٢ : ٢٣ / ١٤ ، مجمع البحرين ٢ : ٩٠.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٣٧٠ / ١٩٩٨.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٣٥٨ / ١٩١٥.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٤٣٩ / ٢٣٣٣.


ونوادِرُهُ في الطَّمَع مشهورةٌ ، وكان مزَّاحاً طريفاً مغنِّياً.

قال : وُهِبَ لي غلامٌ فجئتُ به إِلى أُمِّي ، فقالت : ما هذا الغلام؟ فأَشفقتُ من أَن أَقولَ : غلامٌ وُهِبَ ( لي ) (١) فتموت فرحاً ؛ فقلتُ : غينٌ ، قالت : وما غينٌ؟ قلت : لامٌ ، قالت : وما لامٌ؟ قالت : أَلفٌ ، قالت : وما أَلفٌ؟ قلت : ميمٌ ، قالت : وما ميم؟ قلت : غلامٌ وهب لي ، فغُشِيَ عليها فرحاً ، ولو لم أَقطع الحروف لماتت.

وكان صاحب إِسنادٍ ، فكان إِذا قيل له : حدّثنا ، يقول : حدَّثنا سالم بن عبد الله وكان يبغضُني في الله ، فيقال له : دَعْ ذا ، فيقولُ : ليس للحقِّ مَتْرَكٌ.

شعصب

شَعْصَبَ الشيخُ شَعْصَبَةً : أَسَنَّ وولىّ ، وهو شيخٌ شَعْصَبٌ ، كثَعْلَب.

شعنب

الشَّعْنَبَةُ ، بالعين المهملة : التِواءُ قرنِ الكبشِ وانعطافُهُ جهةَ أُذُنِهِ بَعْدَ استقامتِهِ على رَأْسِهِ ، وهُوَ كبشٌ مُشَعْنَبُ القرنِ ، كمُدَحْرَج ومُعَرْبِد ؛ ويقال بالغين المعجمة أَيضاً.

شغب

شَغَبَهُمْ (٢) وبِهِمْ وعَلَيْهِمْ شَغْباً ، كمَنَعَ (٣) : هيَّجَ الشَّرَّ بينهم (٤) كشَغَّبَ تَشْغِيباً ، وشَغِبْتُ (٥) عليهم شَغَباً

__________________

(١) ليست في « ت » و « ش ».

(٢) في « ش » : شغب لهم.

(٣) في « ت » و « ج » : « كتَبِعَ » وهي لغة ضعيفة كما نصوا على ذلك ، والمثبت عن « ش ».

(٤) ومنه حديث ابن عباس : ( قيل له : ما هذهِ الفتيا التي شَغَبَت في الناس ) النهاية ٢ : ٤٨٢.

(٥) في « ش » : وشَغِبَ.


كتَعِبْتُ (١) تَعَباً لغةٌ صحيحةٌ ؛ قال :

ولا بِقَتَّاتَةٍ سَبَهْلَلَةٍ

عَاضِهَةٍ في كَلامِها شَغَبُ (٢)

وهو شَاغِبٌ ، وشَغِبٌ ، وَشَغَّابٌ ، ومِشْغَبٌ ، وشِغَبٌ ـ كضَارِب وكَتِف وشَدَّاد ومِنْبَر وخِدَبّ ـ وإِنَّهُ لذو مَشاغِبَ.

وشاغَبَهُ مُشاغَبَةً : شارَّهُ وخاصَمَهُ (٣).

ومن المجازِ

شَغِبَ عنِ الطريقِ : مالَ وعدلَ.

وناقةٌ شغَّابةٌ : إِذا تَحَيَّدَتْ ولم تعتدل في المشيِ.

وأَتانٌ ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ : مستصعبةٌ على الفحل.

وسأَلتُهُ حاجةً فتَشاغَبَ : تعاصى.

والشَّغْبُ ، كفَلْسٍ : موضعٌ بالشامِ.

وكسَبَب ، ممنوعَ الصرف : اسمُ امرأَةٍ.

وعبدُ الملكِ بنُ عليِّ بنِ شَغَبَةَ ، كقَصَبَةٍ : محدِّثُ البصرة.

وكغَشَمْشَم : لغةٌ في شَعَبْعَبٍ بالمهملة ، وهو ماءٌ لبني قُشَيْرٍ ، ورويَ قولُ امرئِ القيسِ.

سَلَكْنَ ضَحيّاً بَيْنَ حَزْمَي شَغَبْغَبِ (٤)

بالوجهينِ ، وفي ديوانِ الأَدَبِ : شَعَبْعَبٌ اسمُ موضعٍ ، وشَغَبْغَبٌ يقالُ في موضعِ شَعَبْعَب (٥).

__________________

(١) في « ش » : كتَعِبَ.

(٢) في النسخ :

ولا بفتّانة بسهللة

عاضهة ليس في كلامها شعب

والمثبت عن الأساس.

(٣) ومنه الأثر : ( أنّه نهى عن المُشاغَبَةِ ) النهاية ٢ : ٤٨٢.

(٤) معجم ما استعجم ٣ : ٨٠٣ ، وفي ديوانه : ٦٥ :

تبَصَّر خليلي هل ترى من ظعائنٍ

سوالِك نَقْباً بين حَزْمَي شَعَبْعَب

(٥) ديوان الأدب ٢ : ٨٦.


شغزب (١)

الشَّغْزَبيَّةُ : ضربٌ مِنَ الصّراعِ وهو أَنْ يَعْتَقِلَ المصارعُ برِجْلهِ رِجلَ قِرْنِهِ فيصرعُهُ ، وضربٌ من النيك ؛ وهو أَن يَرْفَعَ إِحدى رِجليها ويَضَعَ الأُخرى ؛ قال :

فَباتَتْ تُناكُ الشَغْزَبِيَّةَ بَعْدَ ما

دَعَتْ بِنْتَ قَيْنٍ باتَ لَم يَتَوَكَّلِ

وشَغْزَبَهُ شَغْزَبَةً : صَرَعَهُ كذلِك ..

والمرأَةَ : ناكها هكذا.

والشَّغْزَبِيُ مِنَ المياهِ : ما انحرَفَ عن الطريقِ ..

ومن الرجالِ : الضعيفُ.

وتَشَغْزَبَتِ الريحُ : الْتَوَتْ في هُبوبِها.

والشَّغْزَبَةُ : الأَخذُ بالعنف ، والحيلةُ ، والكيدُ. الجمع : شَغازِبُ ؛ قال (٢) :

أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والمِحالا

شغنب

الشُّغْنُبُ والشُّغْنُوبُ ، كعُصْفُر وعُصْفُور : الناعمُ الرطبُ من الأَغصان.

وشُغْنُوبٌ : اسمٌ.

وشَغْنَبٌ البهريُّ ، كعَقْرَب : فارسٌ.

وابنُ شَغْنَبٍ : شاعرٌ.

شقب

شَقَبَهُ شَقْباً ، كنَصَرَ : شَقَّهُ ، ومنه : الشِّقْبُ ـ كعِهْن ويفتحُ ـ للصدعِ الضَّيِّقِ في الجبل ، أَو كالغار فيه ـ توكِّرُ فيه الطيرُ ـ أَوِ الفرجةُ والمهواةُ بين الجبلين ، والمكانُ المطمئنُّ إِذا

__________________

(١) المادة ومشتقاتها في النسخ باهمال الراء ، وفي مصادر اللغة بالزاء المعجمة. ولم يذكروا في « شغرب » بالراء المهملة إلاّ « الشعربية » ـ وهي مثل الشغزبية بالزاء المعجمة ـ بمعنى ضرب من الصراع ، انظر اللسان والقاموس.

(٢) ذو الرّمة. ديوانه : ٤٤٠ ، وصدره :

ولبَّس بين أقوامي ، فكُلٌ


أَشرفتَ عليه ذهب في الأَرض. الجمع : شِقابٌ ، وشُقُوبٌ ، وشِقَبَةٌ ، كقِرَدَةٍ.

والشَّقَبُ ، كقَصَبٍ ، أَو سِدْرٍ : شجرٌ ثمرُهُ كالنَّبق ، واحدته ، شَقَبَةٌ ، كقَصَبَة أَو سِدْرَة.

والشَّوْقَبُ ، كجوَهْرَ : الطّويلُ من الرّجالِ والجمالِ والنّعامِ ، والواسعُ من الحوافِرِ ..

ومن القَتَب : خشبتان تُعلَّق بهما الحبالُ.

والشَّقَبَانُ ، كسَرَطَان : قرية ، وطائرٌ ، قال في الجمهرة : لم يأْتِ به غير أَبي مالكٍ ، فإِن كانَ صحيحاً فاشتقاقُهُ من الشَّقْبِ في الجبل ، والأَلِفُ والنّونُ زائدتان (١).

والأَشْقابُ ، كالأَحْقاف : موضعٌ قرب مكَّة.

شقحطب

الشَّقَحْطَبُ ، كفَرَزْدَق : ما لَهُ قَرْنانِ مُنكرانِ ، أَو أَربعةُ قُرونٍ من الكباش. الجمع : شَقَاحِطُ وشَقَاطِبُ ، قالوا : وهو مركَّبٌ من « شِقِّ حَطَبٍ » ؛ كأَنَّ كلَّ قرنٍ له شِقُّ حَطَبٍ ، وهذا يُسَمّى في كلامِ العربِ : المنحوتُ ، ومعناهُ : أَنَّ الكلمةَ منحوتةٌ من كلمتينِ كما يَنْحِتُ النَّجَّارُ خشبتينِ ويجعلهما واحِدَةً ، وهو جِنْسٌ مِنَ الاختِصارِ ، ولَهُ نظائرُ : كصَهْصَلِقٍ من صَهَلَ وصَلَقَ ، وضِبَطْرٍ من ضَبَطَ وضَبَرَ ، والحَيْعَلَةِ من « حيَّ على » ، ولِلظهيرِ الفارسيّ (٢) في ذلك تأليفٌ.

شكب

الشُّكْبُ ، كقُفْل : لغةٌ في الشُّكْمِ

__________________

(١) جمهرة اللّغة ١ : ٣٤٤ وفيه : « الشِّنْقاب ».

(٢) في « ش » : الفارابيّ. والصّواب ما في المتن ، وهو أبو عليّ الظّهير بن الخطير الفارسيّ العمّانيّ. انظر المزهر ١ : ٤٨٢.


ـ بالميمِ ـ وهو الجزاءُ وَالعَطاءُ.

والشُّكْبانُ ، كثُعْبان : وِعاءٌ من حبالٍ مشبوكةٍ يجمعُ فيه الحشَّاشونَ ما يحتشُّونَهُ.

وقالَ الأَزهريُّ : هي شِباكٌ يسوِّيها حشَّاشوا الباديةِ من اللِّيف وَالخوص يُجعَلُ لها عُرىً واسِعةٌ يتقلَّدها الحشَّاشُ ويجمع فيها الحشيش. والنون فيها نون جمعٍ ، وكأَنَّها شُبْكانٌ فقلبت إِلى شُكْبانٍ.

وفي نوادر الإِعراب : هو ثوبٌ يُعقَدُ طرفاهُ من وراءِ الحِقوَين ، والطرفانِ الآخران في الرأْسِ ، يحشُّ فيهِ الحشَّاشُ على الظهر (١).

وأَحمدُ بنُ إشْكْابَ ـ كإِسحاقَ زنةً وإِعراباً ـ الكوفيُّ الصفَّارُ : محدِّثٌ ، وإِشكابُ لقبٌ ، واسمه : مُجَمِّعٌ كمُحَدِّث.

[ شكرب ]

إِشْكَرْبُ ، كإِصْطَخْر : بلدٌ شرقيّ الأَندلُس ، منها : أَبو الحجَّاج يوسفُ بنُ محمَّدٍ الإِشكَرْبِيّ ، محدِّث عارف بالحديث واللُّغَة.

شلب

شِلْبٌ ، كعِهْن : بلدٌ غربىَّ الأُندلس ، بينهُ وبين قرطبةَ تسعةُ أَيَّام (٢).

شلخب

الشَّلْخَبُ ، كعَقْرَب : الفَدْمُ البعيد الفهم.

شنب

الشَّنَبُ ، كسَبَبٍ : رقَّةُ الثَّغْرِ وماؤُهُ وصفاؤُهُ ـ وسُئِلَ عنه رؤبةُ فَأَخذ حبَّةَ

__________________

(١) تهذيب اللغة ١٠ : ٣١.

(٢) في معجم البلدان : بينها وبين قرطبة عشرة أيّام للفارس المجدّ.


رمّانٍ وقالَ : هذا هو الشَّنَبُ ـ وقيل : هو حِدَّةُ الأَسنان ، وقيل : عُذُوبَتُها وبَرْدُها (١) ، وقيل : نُقَطٌ بيضٌ فيها ، وقيل : بياضُها ، وإِلى هذا القولِ جَنَحَ سبطُ ابنِ التَّعاويذيّ في قوله :

إِنْ تُنْكِري سُقْمي فَخَصْرُكِ ناحِلٌ

أَوْ تُنْكري شَيْبي فَثَغْرُكِ أَشْنَبُ (٢)

فتعقُّبُ ابنِ خَلَّكان ـ بِأَنَّهُ ظنَّ أَنَ الشَّنَبَ بياضُ الثغرِ ، وليس به وإِنَّما هو حِدَّةُ الأَسنانِ (٣) ـ من ضيق العَطَنِ.

وقد شَنِبَ شَنَباً ـ كتَعِبَ تَعَباً ـ فهو أَشْنَبُ ، وشَنِيبٌ ، وشَانِبٌ ، وهي شَنْباءُ ، وشَمْبَاءُ.

والمَشَانِبُ : الأَفواهُ ذواتُ الشَّنَبِ (٤) ، أَو الطيِّبةُ.

وشَنِبَ يَوْمُنا ، كتَعِبَ : بَرُدَ ، فهو شَنِبٌ ، وشَانِبٌ. والإِسم : الشُّنْبَةُ ، كغُرْفَة.

ورمَّانةٌ شَنْباءُ : إِملِيسيَّهٌ لا عجمَ لحَبِّها ، بل ماءٌ في قشرٍ.

وشَنْبَوَيْهِ (٥) ، كنَفْطَوَيْهِ : اسمُ جماعةٍ ، منهم في القدماءِ : شَنْبَوَيْهِ الراوي عن حجّاجِ بنِ أَرطاةَ ..

و : والِدُ أَبي جعفرٍ محمَّدِ بنُ شَنْبَوَيهِ العطَّارِ ..

و : وجَدُّ محمَّدِ بنِ حسينِ بنِ يوسفَ بنِ شَنْبَوَيْهِ بنِ أَبانَ بنِ مهرانَ الإِصبهانيِّ نزيلِ صنعاءَ ، وعليُّ بنُ القاسمِ بنِ إِبراهيمَ بنِ شَنْبَوَيْهِ ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ شَنْبَوَيْهِ صاحبِ تلكَ الأَربعينَ ، وأَحمَدُ بنُ الحسنِ بنِ أَبي عبدِ الله بنِ شَنْبَوَيْهِ ، وأَبو نَعيمٍ إِسْماعيلُ

__________________

(١) ومنه الأثر ، في صفته 6 : ( ضليع الفَمِ أشنب ) الفائق ٢ : ٢٢٧ ـ ٢٢٩.

(٢) ديوانه : ٢٣ وفيه : « تنقمي » بدل : « تنكري ».

(٣) انظر وفيات الأعيان ٧ : ٢١٠.

(٤) في « ش » : مشانب الأفواه : ذوات الشنب.

(٥) في الاكمال ٤ : ٤٢١ : شَنْبُويَه مثل الذي قبله سواء إلاّ أن شينه مفتوحه ( انظر الهامش رقم ١ في صفحه ١٧٩ ).


ابنِ القاسمِ بنِ عليِّ بن شَنْبَوَيْهِ المُقْرئِ ، المحدِّثين.

ويضمُّ أَوَّله : والدُ أَبي عبدِ الرحمانِ بنِ شُنْبَوَيْهِ (١) المحدِّثِ أَيضاً.

شنخب

الشَّنْخَبُ ، كعَقْرَب : الطويل.

وشُنْخُوبُ الجبل ، وشُنْخُوبَتُهُ ـ بضمِّهما ـ وَشِنْخَابُهُ (٢) ، بالكسر : أَعلاهُ ..

ومن الكاهِل : فرعُهُ ..

ومن الظهر : فَقرَتُهُ. الجمع شَناخِيبُ.

ومن المجاز

هم شَناخِيبُ القومِ ، أَي رؤَساؤُهُم.

شنزب

الشَّنْزَبُ ، بالزاي كجَنْدَل : الصلبُ الشديدُ.

وكطُنْبُور : موضعٌ في شِعر الأَعشى.

شنظب

الشُّنْظُبُ ، بظاء معجَمَة كقُطْرُب : الطويلُ الحسنُ الخَلْقِ ، والجرفُ فيه ماءٌ.

وبلا لامٍ : موضع بالبادية ، أَو واد بنجد لِبَني تَميمٍ ، وقَوْلُ الفيروز اباديِّ : الشَّنْظَبُ ، غلطٌ.

شنعب (٣)

الشَّنْعَبُ ، بعين مهملة كحَنْظَلٍ : اسمٌ.

__________________

(١) في الإكمال ٤ : ٤٢٠ : بضم الشين المعجمة وبعدها نون ساكنة ثم باء مضمومة معجمة بواحدة.

(٢) في « ت » و « ج » : وشنخابَتُهُ. والمثبت عن « ش ».

(٣) مادة شنعب وشنغب في النسخ بتقديم العين المهملة والمعجمة على النون ، وهو تصحيف ، والمثبت عن المعاجم اللغوية.


وكقِنْطارٍ : الطّويلُ من الرِّجال ، كالشُّنغوبِ (١) بِالضّمِّ.

شنغب

الشُّنْغُبُ ، بغين معجمة كسُنْبُلٍ : الطّويلُ من الحيوان.

وكطُنْبُورٍ : ما طالَ واستَدَقَ (٢) من عروقِ الأَرضِ.

وكقِنْطار : الطّويلُ من الرّجال ، وما دقَّ وطال من الأَرشيةِ والأَغصنِ ، كالشَّنْغَب ، والشّنغوب ( الجمع ) (٣) : شَناغِبُ ، وشَناغِيبُ.

شنقب

الشُّنْقُبُ كقُنْفُذ ، والشِّنْقابُ كَقِنْطار : نوعٌ من الطّيرِ.

شوب

شَابَهُ شَوْباً ، كَقالَ : خَلَطَهُ بغيرِه ، فهو مَشُوبٌ ، وأَمَّا قولُهُ : (٤)

وماءُ قُدُورٍ في القِصَاعِ مَشِيبُ

فبناه على شِيبَ بالبناءِ للمجهول.

والشِّيابُ ، ككِتاب : ما يُشابُ به ، كالشُّوْبِ بالضّمِّ.

والشَّوْبُ ، كقَوْل : العسلُ ؛ لأَنَّهُ عندهم مزاجٌ للأَشربةِ ؛ يقالُ : سقاهُ الشَّوْبَ بِالرَّوبِ ، أَي العسلَ بِاللّبنِ الرَّائبِ ، فإِن قيل : سقاهُ الشَّوْبَ بالذَّوْبِ ، فالمرادُ اللّبنُ المَشُوبُ بِالعَسَل.

والشَّوْبُ : المرقُ ، والقِطعةُ مِنَ العجينِ ، وكلُّ ما شُبْتَهُ مِن مائِعٍ فهو شَوْبٌ ؛ « فَعْلٌ » بمعنى « مفعولٍ » ، كالقَوْل

__________________

(١) في « ت » : كالشّغوب ، والتّصويب من « ج » ولما سيأتي.

(٢) في « ت » و « ج » : « واشتدّ ».

(٣) ليست في « ت ».

(٤) السُّلَيك بن السُّلكة السّعدي كما في اللّسان ، وصدره :

سَيَكفيكِ صَرْبَ القومِ لحم مُعَرَّصٌ


بِمَعنى المَقول. الجمعُ : أَشْوابٌ كأَقْوَال.

والمَشَاوِبُ ، كمَراوِح : حُقَقٌ (١) تتَّخذُ من الخُوص ، واحدتها : مُشاوَبٌ ، كمُبارَك.

ومن المجاز

لم تدنِّسهُ الشَّوائِبُ ، أَي الأَقذارُ والأَدناسُ.

وشابَ عنه شَوْباً ، وشَوَّبَ تَشْوِيباً ، إِذا دافعَ عنه ولم يبالغ.

وإِنَّهُ لذُو شَوْبَةٍ ، أَي خَديعَةٍ.

وَوَقَعَت بِهِمْ شَوائِبُ الدَّهرِ : كُدُوراتُهُ المخالِطَةُ لِما كانَ صافياً ، ومنه : قَضَيْناها لَيْلَةً غابَت شَوائِبُها إِلى أَن شَابَتْ ذَوائِبُها.

وَلَيْسَ لَه فيهِ شائِبَةُ مُلْكٍ ، أَي ليس له شيءٌ يَخْتَلِطُ بِهِ وإن قلَّ.

وَعِنْدَهُ شَوْبٌ مِنَ النّاس : لَفيفٌ.

وَلا أَشُوبُ وَلا أَروبُ ، أَي لا أُخَلِّطُ عَلَيكَ.

وَنَسَبٌ مَشُوبٌ : غير مُصاصٍ.

وشابَةُ ، كطابَةَ : جَبَلٌ بنجدٍ.

وَباتَتْ بِلَيْلَةٍ شَيْباءَ : في « ش ي ب » وَغَلِطَ الفيروز اباديُّ في ذِكْرِهِ هُنا.

الكتاب

( لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ ) (٢) شراباً مَشُوباً بماءٍ حميمٍ يُقطِّعُ أَمعاءَهُمْ ، وَقُرئَ : « لَشُوباً » بالضّمِ (٣) ، وهو اسمُ ما يُشَابُ بِهِ ، وَالأَوَّلُ مصدرٌ سُمِّي بِهِ.

الأثر

( أَشْواباً مِنَ النَاسِ ) (٤) أَخلاطاً مِنْ قَبائِلَ شَتَّى.

( لا شَوْبَ ولا رَوْبَ ) (٥) لا غِشَ

__________________

(١) وفي القاموس واللّسان : غلاف القارورة.

(٢) الصّافّات : ٦٧.

(٣) قراءة شاذة لشيبان النحويّ ، انظر مختصر ابن خالويه : ١٢٨ ، والمحتسب ٢ : ٢٢٠.

(٤) البخاريّ ٣ : ٢٥٤.

(٥) الفائق ٢ : ٢٦٩ ، النّهاية ٢ : ٥٠٧.


وَلا تَخْليطَ في شِراءٍ أَو بيعٍ.

( غَيْرُ مَشُوبٍ حَسَبُهُ ) (١) أَي غيرُ مخلوطٍ ولا مُدَنَّسٍ ، وَهُوَ خِلافُ الخالِص وَالصَّميمِ.

المثل

( ما عِنْدَهُ شَوْبٌ ولا رَوْبٌ ) (٢) يضربُ للبريءِ من العيبِ مِن قَوْل البائِع في السِّلعَة يَبيعُها لا شَوْبَ ، ولا رَوْبَ عليك أَي أَنت بريءٌ من عَيْبِها.

وقيلَ : الشَّوْبُ : المَرقُ ، وَالرَّوْبُ : اللَّبَنُ ، أَي ما عِندَهُ ( شيءٌ ) (٣).

( هُوَ يَشُوبُ وَيَرُوبُ ) (٤) أَي يَخْلِطُ ويُصْلِحُ ؛ من الرَّأْبِ وهو الإِصلاحُ ، وأَصلُهُ : يَرْأَبُ كَيَدْأَبُ ولكن قالوا : يَرُوبُ لِلْمُزاوَجَة. يُضْرَب لِمَنْ يُفْسِدُ تارةً ويصلحُ أُخرى.

أَو يَشُوبُ بمعنى يدافِعُ ؛ مِن « شَابَ عَنْهُ » أَي دافَعَ ، وَيَرُوبُ بمَعْنى يَخْتَلِطُ ؛ مِنْ « رابَ الرَّجُلُ » إِذا اخْتَلَطَ رأْيُهُ. يُضْرَب للرجل يَرُوبُ أَحياناً فلا يَنْبَعِثُ ولا يتحرَّكُ وأَحياناً ينبعِثُ فيقاتِلُ ويدافعُ عن نفسِه وغيرِه.

ويروى : ( هوَ يَشُوبُ ولا يَرُوبُ ) ومَعْناهُ : يَخْلِطُ الماءَ بِاللبنِ ، أَي يَخْلِطُ الصِّدقَ بِالكَذِبِ ، وَلا يَروبُ لأَنَّهُ إِذا خالَطَ اللبنَ الماءُ لم يَرُبِ ( اللبن ) (٥).

( شُبْ شَوْباً لَكَ بَعْضُهُ ) (٦) يُضْرَبُ في الحَثِّ على إِعانَةِ مَن لك [ فيه ] منفعة ، وَهُوَ كقولِهِم : ( احْلُبْ حَلْباً لك شَطْرُهُ ) (٧).

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٤٤ / ١٧ ، مجمع البحرين ٢ : ٩٣.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩١ / ٣٩٥٧.

(٣) ليست في « ت ».

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٤٠١ / ٤٥٨٦.

(٥) ليست في « ت » و « ج ».

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٣٦٠ / ١٩٢٩ ، وما بين المعقوفين أضفناه عن المصدر.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ١٩٥ / ١٠٢٩.


شهب

الشُّهْبَةُ ، كشُعْبَة : بياضٌ يخالطُهُ سوادٌ أَو يغلِبُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ شَهِبَ شَهَباً كتَعِبَ تَعباً ، وشَهُبَ شُهْبَةً كَحَرُمَ حُرْمَةً ، واشْهَبَ اشْهِبَاباً كاحمرَّ احْمِرَاراً ، واشْهَابَ اشْهِيبَاباً كادْهامَّ ادْهِيمَاماً ، واشْتَهَبَ اشْتِهاباً كالْتَهَبَ الْتِهَاباً ؛ قالَ (١) :

قَالَتِ الخنساءُ لمَّا جِئْتُها

شابَ بَعْدي رأْسُ هذا واشْتَهَبْ

وهو أَشْهَبُ ، وشَاهِبٌ ، وهِي شَهْباءُ. والشِهابُ ، ككِتابٍ : الشُعلةُ الساطعةُ المتوقِّدةُ من النار ، وَما يُرى منقضّاً من السماءِ ، والكوكبُ ، وكلُّ نور ساطعٍ مُمْتَدّ كالعمودِ. الجمع : شُهُبٌ ككُتُب ، وَشُهْبانٌ بالضمِّ والكسر.

والعنبرُ الأَشْهَبُ : المائلُ إِلى البياضِ.

والشَّهْباءُ من المعزِ : كالملحَاء مِنَ الضَّأْنِ.

وأَشْهَبَ الفحلُ : اذ وُلِدَ له الشُّهْبُ.

ومِنَ المجاز

نَصْلٌ أَشْهَبُ : بَرُدَ فَذَهَبَ سَوادُهُ.

وعامٌ أَشْهَبُ ، وسَنةٌ شَهْباءُ : لا خضرةَ فيهِما ولا مَطَرٌ ؛ لأَنَّ الأَرضَ تَشْهابُ (٢) لِذِهابِ خضرةِ النباتِ فيها ووقوعِ الصقيعِ.

وشَهَبَتْهُمُ السنةُ ، كقَتَلَتْهُمْ : جَرَدَتْهُمْ ، وهيَ شَهُوبٌ.

وأَصابتهم شُهْبَةٌ من سَنةٍ ، بالضمِّ : شدَّةٌ.

ويومٌ أَشْهَبُ ، وَليلةٌ شَهْباءُ : هبَّتْ فيهما ريحٌ باردةٌ.

وشَهَبَهُ البردُ والحرُّ : لوَّحَهُ وغيَّرَ لونَهُ ، وقد أَصابتهُ شُهْبَةٌ من قُرٍّ.

وكتيبةٌ شَهْباءُ : كثيرةُ السلاح ؛ لِشُهْبَةِ الحديدِ.

__________________

(١) امرؤ القيس. ديوانه : ٢٩٣ ، وفيه : « الحسناء » بدل : « الخنساء ».

(٢) في « ش » : تشهب.


والليالي الشُّهُبُ مِنَ الشهر : الثلاث التي تلي الغُرَّ ؛ وهي الرابعة والخامسة والسادسة ، والغرُّ : الثلاث الأَوائل ، وإِنَّما سمِّيت شُهُباً (١) ؛ لمخالطةِ بياضِها سوادَ الليلِ ؛ لأَنَّ القمرَ فيها غيرُ باهرٍ.

والشَّهابُ ، كسَحاب : الضياحُ ، وهو اللبنُ الممزوجُ بالماءِ ؛ لصدعِ سوادِ الماءِ بياضَهُ.

واشهَابَ الزرعُ : إِذا كادَ يَهيجُ وبقيَ فيه خضرةٌ.

وفلانٌ شهابُ حربٍ : إِذا كان ماضياً فيها.

وهؤُلاءِ شُهْبانُ الحربِ ؛ جمعُ شِهابٍ ـ كحِساب وحُسْبَان ـ قال ذو الرُّمَّة :

إِذا عَمَّ داعِيها أَتَتْهُ بمالِكٍ

وشُهْبانِ عَمْروٍ كُلُّ شَوْهاءَ صِلْدِمِ (٢)

والأَشَاهِبُ : بَنو المُنْذِرِ ؛ لجمالِهِم.

وبَنُو شِهابٍ : حيٌّ من اليمنِ من حِمْيَر أَو من كندةَ.

والشَّوْهَبُ ، كجَوْهَر : القنفذُ.

وأَشْهَبُ بنُ عبدِ العزيزِ القيسيُّ : من كبار فُقَهاءِ المالكيَّةِ ، وقيل اسمهُ : مِسكينٌ ، وأَشْهَبُ لقبٌ لهُ.

الكتاب

( أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ ) (٣) بِشعلةِ نارٍ مقبوسةٍ ، أَي مأْخوذَةٍ من أَصلِها.

( فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ ) (٤) لهبٌ مُحْرِقٌ منقضٌّ مِنَ السَّماءِ ظاهرٌ لِلمبصرين ، أَو كوكبٌ من الكواكبِ التي في السَّماءِ.

وقال الطبيعيُّون : هو بخارٌ يابسٌ يرتفعُ مِنَ الأَرض إِذا سُخِّنَتْ بِالشمس فإِذا بلغ كُرةَ الأَثيرِ اشتعلَ ؛

__________________

(١) في « ش » و « ج » : شهباء.

(٢) ديوانه ٢ : ١١٨٥ ، وفيه : « وإن شاء داعيها ».

وما في المتن يوافق رواية الأساس واللسان والتاج.

(٣) النمل : ٧.

(٤) الحجر : ١٨.


لدهنيَّتهِ (١) وهو تخمينٌ لم يقم عليه ( برهان ) (٢).

الأَثر

( فَقَدِ اسْتَبْطَنْتُمْ بِأَشْهَبَ بازِلٍ ) (٣) أَي بأَمرٍ صعبٍ شديدٍ ، والأَصلُ فيه العامُ الأَشْهَبُ وَهُوَ المُجدِبُ ، وجعلَهُ بازلاً استعارةً من البعيرِ البازلِ ؛ لأَنَّ البُزُولَ نهايتُهُ في القوَّةِ.

شهرب

الشَّهْرَبَةُ ، كثَعْلَبَة : العجوزُ الكبيرةُ الفانِيَةُ ـ كالشَّهْبَرَةِ على القلب ـ وهو شيخٌ شَهْرَبٌ ، وشَهْبَرٌ ، ( أَو ) (٤) لا يوصَفُ بِهِما الرِّجال ، ولغةٌ في الشَّرَبَة ـ كَقَصَبَة ـ وهو الحُوَيْضُ يُتَّخذُ حَوْلَ النخلةِ تتروّى مِنه ، وكأَنَّ الهاءَ زائِدَةٌ.

وشَهْرَبانُ ، كعَسْقَلان : قريةٌ بِكورةِ الخالصِ شرقيَّ بغداد.

وشَهْرَبانُويَه (٥) بنتُ يَزْدَجُرْدَ : أُمُّ عليٍّ زينِ العابدينَ بنِ الحسينِ بنِ عليٍّ :

شيب

شابَ يَشِيبُ شَيْباً ، وشَيْبَةً : ابْيَضَّ شعرُهُ ، وهو رجلٌ أَشْيَبُ على غيرِ قياسٍ. الجمع : شِيبٌ ، كبِيض وكُتُب ، ولا تقل امرأَةٌ شَيْباءُ.

وأَشابَ الحزنُ رأْسَهُ ، وبِرأْسهِ ، وشَيَّبَهُ ، وبِهِ تَشْيِيباً ، وقالَ ابن السِكّيت في قول عديّ :

والرَّأْسُ قَدْ شابَهُ المَشيبُ (٦)

__________________

(١) في « ش » : لدهنية فيه.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) الغريب لابن الجوزي ١ : ٥٦٩ ، الفائق ٢ : ٢٧١.

(٤) ليست في « ت » و « ج ».

(٥) في التاج : شهربانو.

(٦) قال الصاغانيّ : وليس الشعر لعديّ بن زيد ولا لعديّ بن الرقاع ، وإِنكاره في محلِّه ، فالبيت لعبيد بن الأبرص كما في ديوانه : ٢٥ وصدره :

تصبو فأَنَّى لك التصابي

وانظر الصحاح واللسان.


يعني : بيَّضهُ ، لا خالَطَهُ ؛ وأَنشدَ :

وَقَعَ المَشيبُ على السَّوادِ فَشابَهُ

أَي بيَّضَ مُسْوَدَّهُ (١).

والمَشِيبُ : الشَّيْبُ ، والدّخولُ في حَدِّ الشَّيْبِ.

والشَّيْبُ : الشَّعَرُ المُبْيَضُّ أَيضاً ؛ قال امرُؤُ القيس :

كأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحْرِهِ

عُصارَةُ حِنَّاءِ بِشَيْبٍ مُخَضَّبِ (٢)

وشَيْبٌ شائِبٌ ، كلَيْلٍ لائِلٍ ، وَذَيْلٍ ذائِلٍ ، قال :

يَخْضِبْنَ بِالحِنّاءِ شَيْباً شائِبا (٣)

وأَشَابَ الرجُلُ : شابَتْ أَولادُهُ.

والشِّيبُ ، بالكسرِ : حكايةُ صوتِ مشافِرِ الإِبل عند الشّرب ، وسَيرُ السَّوْط.

ومن المجازِ

شَابَتْ رُؤُوسُ الآكامِ ، وشابَتْ ذوائِبُ اللّيلِ. وَرأَيتُ الجِبالَ شِيباً : إِذا سقط عليها الصّقيع والثّلج.

ويومٌ أَشْيَبُ وشَيْبانُ : فيه غَيمٌ وبردٌ.

وليلةُ الشَّيْباءِ : آخرُ ليلةٍ من الشَّهر.

وباتَتْ بليلةٍ شَيْباءَ : يأْتي في المثل.

وشَيْبَانُ ومَلْحانُ ، بفتح أَوَّلِهِما وكسرهِ : شهرا قِماحٍ ـ بالكسرِ والضَّمِّ ـ وهما من أَشدِّ شهورِ الشّتاءِ برداً.

وشَيْبانُ بنُ ذُهلٍ ، وابنُ ثَعْلَبَةَ : قبيلتانِ.

وشَيْبَةُ الحَمْدِ : عبدُ المطَّلبِ بنُ هاشمِ بنِ عبد منافٍ ؛ لأَنَّه حين ولد كان وسطُ رأْسِهِ أَبيضَ ، أَو كانت له شعرةٌ بيضاءُ في

__________________

(١) عن ابن السّكيت في الصّحاحُ ، واللّسان ، والمقاييس ٣ : ٢٣٢ ـ ٢٣٣ ، والبيت من دون عزو فيه هكذا :

قد رابَهُ ولِمِثْلِ ذلك رَابَهُ

وَقَعَ المَشيبُ على المَشِيبِ فَشَابَهُ

(٢) ديوانه : ٧١.

(٣) الأساس : ٢٤٥ ، وفيه :

عجائز يطلبن شيئاً ذاهبا

يخضبن بالحنّاءِ شيباً شائبا

يَقُلن كنّا مرّةً شبائبا


ذُؤابتِهِ (١).

وشَيْبَةُ بنُ عثمانَ بنِ أَبي طلحةَ الحَجَبيُّ ـ كعَرَبيّ ـ مِنْ بَني عَبدِ الدار بنِ قُصَيّ : سادنُ الكعبة ، والسَّدانَةُ ومفتاحُ الكعبةِ في أَولادهِ إِلى اليَوْمِ وَإِلى يوم القيامة ؛ لقوله 9 : ( خُذُوها خَالِدَةً تَالِدَةً لا يَنْزِعُها منكُمْ إِلاَّ ظالِمٌ ) (٢).

والشَّيْبانيَّةُ : فرقةٌ من الخَوارِج من أَصحابِ شَيْبانَ بنِ سَلَمَةَ الخارجيِّ.

وأَبو بكرِ بنِ الشائبِ الدمشقيُّ : مُحَدِّثٌ روى عن سبط ابنِ الجوزيِّ.

وعبدُ الله بنُ الشَّيَّابِ ، كعيَّاش (٣) : صحابيٌّ.

وجبلُ شَيْبَةَ : بِمكَّة مطِلٌّ على المروةِ.

وبالكسر : جبلٌ بالأَندلس.

وبلا هاءٍ : جبلٌ آخرُ.

وشابَةُ : جَبَلٌ في ديار غَطَفان بَيْنَ السَّليلَة وَالرَّبَذَة.

وَكَسِيرينَ : قريةٌ بِمِصر.

وشَيْبَةُ العَجوزِ : الأُشْنَةُ.

وأُمُ شَيْبانَ : القَليَّةُ من الطعامِ.

وبنو شابَ قرناهَا : قومٌ من العرب.

الكتاب

( وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ) (٤) شَبَّهَ الشَّيْبَ بِشِواظِ النارِ في بياضِه وإِنارتِه ، وشَبَّهَ انتِشارَه في الشَّعَر وفُشُوَّهُ فيه وأَخْذَهُ مِنْهُ كُلَّ مَأْخَذٍ باشتعالِ النارِ ، ثمَّ أَخرجَهُ مخرجَ الاستعارةِ بأَن حَذَفَ أَداةَ التشبيهِ والمشبَّهَ بِهِ فَصارَ اشْتَعَلَ شَيْبَ رَأْسي ، ثمَّ ترك هذه المرتبةَ إِلى أَبلغِ منها ، وهيَ : « اشتَعَلَ رأْسي شَيْباً » ، وكونُها أَبلغ منها من جهات :

منها : إِسنادُ الاشتعَالِ إِلى الرأْسِ ؛ لإِفادَتِه شمولَ الاشتِعالِ للرأْسِ ، كما لو قلت : اشتَعَلَ بيتي ناراً ، مكان « اشتَعَلَت النارُ في بيتي ».

__________________

(١) في « ت » : ذوائبه.

(٢) أُسد الغابة ٢ : ٦٤٦.

(٣) في « ش » : « كعبّاس ».

(٤) مريم : ٤.


ومنها : الإِجمال والتفصيل الواقعان في طَريق التمييز.

ومنها : تنكير ( شَيْباً ) لِلتعظيمِ كما هو حقُّ التمييز ، ثمَّ عدل إِلى مرتبة أُخرى وهِيَ « اشتَعَلَ الرأْس مِنِّي شَيْباً » ؛ لتوخِّي مزيدِ التقريرِ بالإِبهامِ ثمَّ البيان على نحو : ( وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ) ثمَّ ترك لفظ « منِّي » لسبقِ ذكرِهِ في القرينة الأُولى ، ففي ذلِكَ إِحالةُ تأْديةِ المعنى على العقل (١) دونَ اللفظِ ، وكم بين الحوالتين فمِن ثَمَّ كانت هذه الجملةُ كالعَلَم في البلاغة عند علماء المعاني والبيان.

( يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) (٢) جَمْعُ أَشْيَبَ ، كبِيض وأَبْيَض. قيل : وصفَهُ بالطول بحَيثُ يبلُغُ الأَطفالُ فيه سِنَ المَشيب.

والجمهور على أَنَّهُ مَثَلٌ في الشدَّة ؛ كما يقال : يوم يُشِيبُ نواصيَ الأَطفالِ ، والأَصل فيه : أَنَّ الهموم والأَحزانَ إذا تفاقمت على المرءِ أَسرَعَ إِليه الشَّيْبُ كما قُرِّر في محلِّه.

وحملُهُ على الحَقيقة يأْباهُ عدمُ جواز إيصَال الأَلَمِ والخَوفِ إِلى الولدان ، وجوَّزَهُ بعضُهُم بناءً على أَنَّ ذلك اليومَ أَمرٌ غيرُ داخلٍ تحت التكليف.

الأَثر

( شَيَّبَتْني هُودٌ وأَخَواتُها ) (٣) وفي روايةٍ : « قبل المَشِيبِ » وفي أُخرى : « ذِكرُ يومِ القيامة ( وقصصِ الأُمم » وهي جملة مستأنفة ، كأَنَّه سئل ما شيبك منها؟ فقال : ذِكْرُ يومِ القيامة ) (٤) وقصصِ الأَنبياءِ ، وفي رواية : « هود وأَخَواتُها مِن المفصَّلِ ». ( الشَّيْبُ نُورُ المُؤْمنِ ) (٥) لأَنَّهُ

__________________

(١) في « ش » : « الفعل » بدل : « العقل ».

(٢) المزمّل : ١٧.

(٣) انظر سنن الترمذي ٥ : ٧٦ / ٣٣٥١ ، مجمع البحرين ٢ : ٩٥.

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٥) مسند أحمد ٢ : ١٧٩.


يمنعُه من الميل إِلى المعاصي ، ويميل به إِلى التّوبة والطّاعة ، وتنكسر نفسُهُ بِهِ عَنِ الشَّهَوات ، فَيَصيرُ ذلك نوراً يسعى بِهِ بين يديهِ في ظُلُمات الحَشر ، أَو لأَنَّه يهتدي به إِلى قُبْح ارتِكابِ المَآثِم وَمُلابَسَةِ الشّهواتِ الّتي هي من مقتضيات الشّباب.

المثل

( الشَّيْبُ قِناعُ المَقْتِ ) (١) يعني : أَنَّ الغواني تُبغِضُ الأَشْيَبَ وَتَمْقُتُهُ. يضرب في نَفْرَةِ الشَّوابِّ عن وِصال الشِّيبِ.

( باتَ بِلَيْلَةٍ شَيْباءَ ) (٢) تقول العرب : باتت فلانةُ بليلةِ شيباءَ ، بالإِضافة ، إِذا غَلَبَها زوجها ليلةَ هدائِها فافتضَّها ، قال الزمخشريُّ : كأَنَّها دُهِيَتْ بأَمرٍ شديدٍ تَشِيبُ منه الذَّوائِبُ (٣). وربَّما جعلوا « شَيْباءَ » صفةً لليلةٍ ؛ قال :

بِتُّ في دِرْعِها وَباتَتْ ضَجيعي

في بَصيرٍ وَلَيْلَةٍ شَيْباءِ (٤)

البصيرُ هنا جَمْعُ بَصيرةٍ ؛ وهِيَ دمُ البِكْرِ ، وتقول : ( باتَتْ بلَيْلةِ حُرَّةٍ ) (٥) بالإِضافةِ أَيضاً ، إِذا لم يقدِر على افتِضاضِها ؛ قالَ النّابِغَةُ :

شُمسٌ مَوانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ (٦)

وهما مثلان يضربان للغالِبِ والمغلوب.

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٣٦٧ / ١٩٧٥.

(٢) أساس البلاغة : ٢٤٥ وانظر مجمع الأمثال ١ : ١٠١ / ٥٠١.

(٣) اساس البلاغة : ٢٤٥.

(٤) المحب والمحبوب والمشموم والمشروب « المخطوط » لأبي الحسن الشّرعي بن أحمد بن السّري الكندي المعروف بالسّري الرّفاء المتوفي سنة ٣٦٦ ه‍.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ١٠١ / ٥٠١.

(٦) ديوانه : ١٢٤.


فصل الصاد

صأب

صَئِبَ مِنَ الماءِ كتَعِبَ : لغةٌ في صَئِمَ ـ بالميم ـ إِذا أَكثَرَ من شُرْبِهِ وامْتَلَأَ منه ، فهو مِصْأَبٌ كمِعْصَم.

والصُّؤَابَةُ ، كذُؤَابَة : بيضةُ القمل. الجَمع : صُؤَابٌ ، وصِئْبانٌ ، كذُباب وغِرْبان.

وصَئِبَ رَأسُهُ ـ كتَعِبَ ـ وأَصْأَبَ : كَثُرَ فيه الصِّئْبانُ.

والصُّؤْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : لغةٌ في الصُّوبَةِ ـ كصُوفَة ـ وَهِيَ الصُّبرةُ مِنَ الطعامِ.

وصُؤَابٌ ، كغُراب : صحابيٌّ.

ونُبَيْهُ بنُ صُؤَابٍ ، كغُراب : تابعيٌّ.

ومن المجاز

نَفَضَ عنه صِئْبانَ المطرِ ( وهي ما وقع عليه من صغار قطراته قال حميد الأرقط :

ضَارٍ غَدا يَنْفضُ صِئبانَ المَطَرْ ) (١)

المثل

( يَعُدُّ فِيَّ مثلَ الصُّؤَابِ وفي عَيْنِهِ مِثْلُ الجَرَّةِ ) (٢) أَي يذكر النَّزْرَ الحقيرَ من معائِبي ويغفلُ عمَّا فيه من عَظيم العيوبِ. يضرب لِمن يلومُكَ على قبيحٍ وهُوَ يرتكبُ أَعظمَ مِنه.

صبب

صبَ الماءُ يَصِبُ ، صَبِيباً ، كحنَّ يحِنُّ حَنِيناً : سال وجرى مِن عُلُوٍّ.

وصَبَّهُ يَصُبُّهُ صَبّاً ، ككَبَّهُ يكُبُّهُ كَبّاً :

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت » ، والبيت في معجم الادباء ١١ : ١٤ هكذا :

دون أثابِيَّ من الخيلِ زُمَرْ

ضارٍ غدا ينعض صيبان المطرْ

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٤٢٢ / ٤٧١٦ وفيه : يَعْقِدُ في مثل الصَّوابِ ...


أَراقَهُ وسكَبَهُ ـ فانْصَبَ واصطَبَ ـ كاصطَبَّهُ.

وصَبَّبْتُهُ تَصْبِيباً فتَصَبَّبَ : أَكثرتُ من صبِّهِ.

وتَصَبَّبَ العرقُ والدمُ : سالَ في كثرة ..

والماءُ منَ الجَبَل : تحدَّرَ.

والصُّبَّةُ ، والصُّبابةُ ، بضمِّهِما : بقيَّةُ الماء وغيره في الإِناء. الجمع : صُبَبٌ ، وصُباباتٌ ، كغُرَر وزُجاجات.

واصطَبَبْتُ الماءَ ، وتَصابَبْتُهُ : شربتُ صُبابَتَهُ ؛ قال :

مَزادَ الرَّوايَا يَصْطَبِبْنَ فُضالَها (١)

والصَّبَبُ ، كسَبَبٍ : ما انحدَرَ من الأَرضِ والرملِ. الجمع : أَصْبابٌ ، وصُبُوبٌ.

وأَصَبُّوا : مَشَوْا فيه.

والصَّبابَةُ ، كسَحَابَة : الشوقُ ، أَو حرارتُهُ ، أَو رِقَّتُهُ ، وقد صَبِبْتُ إِليه صَبابَةً ، كتَعِبْتُ ؛ قال :

وذَكَّرْتِني قَوْماً أَصَبُ إِلَيْهِمُ (٢)

وهو صَبٌ بِها ، وهي صَبَّةٌ به.

والصَّبِيبُ ، كأَمير : الماءُ المَصْبُوبُ ـ كالصَّبُوبِ ـ وما جرى من العَرَق والدمِ ، وجيِّدُ العسلِ ، وماءُ ورقِ السمسمِ ، وخالصُ العُصفُرِ ، وَماءُ الحنّاءِ ، وعُصارةُ العَندَمِ ، وشيءٌ كالوَسمَةِ ، وصِبغٌ أَحمرُ ، وشجرٌ كالسَّذابِ ، والسَّناءُ ، والجليدُ ..

ومن السيف : طرفُهُ.

وصَبْصابُ الشيءِ ، كضَحْضاحٍ : بقيته.

ومن المجاز

صُبَ عليه البلاء من صَبٍ ، أَي من فوق ؛ قال :

__________________

(١) لكثيّر كما في الأساس ، وصدره :

يُقبِّلنَ بالبَزواء والجيش واقفٌ.

(٢) الشطر من جملة أربعة أبيات في معجم البلدان ٤ : ٩١ بلا عزو ، وفيه : « وأذكرتِني » ، وعجزه :

وأشتاقهم في القرب مني وفي البُعدِ


صُبَ عَلَيْهِ كَوْكَبٌ مِنْ صَبِ (١)

وأَخذَ مائةً فَصَبّاً : نَقيضُ فَصاعداً. وقيلَ : هو مثلُهُ.

وصَبَ اللهُ عليه صاعقةً : أَرسلها.

وصَبَ عليه درعَهُ : لَبِسها.

وصَبَبْتُها عليه : أَلبَستُهُ إِيَّاها.

وصَبَ رِجلَهُ في القيد : قيَّدهُ ..

ونَفْسَهُ (٢) على الشيءِ : تهافَتَ عليهِ.

وصَبَ الذئبُ على الغنمِ : وَقَعَ ..

والبازي على الصيدِ : انقضَّ ، كانصَبَ.

وصُبَ الشيءُ : مُحِقَ ؛ كأَنَّهُ أُذهِبَ صُبابَتُهُ.

وفلانٌ يَصَبُ إِلى الخير (٣) ـ بفتح الصاد ـ صَبابَةً : يميلُ ويرغبُ.

وعندهُ صُبَّةٌ من الناس ، وصُبَّةٌ من دراهمَ ، وطعامٍ (٤) : جماعةٌ.

وصُبَّةٌ منَ الخَيْل والإِبِل والغنم : سُرْبَةٌ.

ومضت صُبَّةٌ مِنَ اللَّيل : طائفَةٌ.

وما عنده إِلاَّ صُبَّةٌ من المال : قليلٌ.

وزادَهُ في الصُّبَّةِ ، أَي السُّفرةِ أَو شبهها ، كلُّ ذلِكَ بالضمِّ.

وتَحسَّوا صُبَاباتِ الكرى : ناموا قليلاً بعد سهرٍ.

ولم يُدْرِكْ مَعَهُمْ من العيشِ إِلاَّ صُبابَةً وصُباباتٍ : بقيَّةً منه وبقايا.

وتَصابَبْتُ بعدَهُمُ العيشَ : عشتُ بقيَّةً منه.

وصَبْصَبَهُ : فرَّقه ، ومَحَقَهُ ، وأَذهبَهُ ، فتَصَبْصَبَ.

وتَصَبْصَبَ الرجلُ : اجترأَ ..

__________________

(١) لأبي النجم كما في الأساس.

(٢) في « ت » ونسخة بدل من « ج » : و ـ بعثه.

(٣) في « ت » و « ج » : « الحين » والمثبت عن « ش ».

(٤) في « ش » : أو طعام.


و ـ الخلافُ بينهم : اشتدَّ ..

والليلُ والحَرُّ : مضى إِلاَّ أَقلَّهُ ..

والحَرُّ : اشتدَّ.

وخِمْسٌ صَبْصابٌ ، ( كضَحضَاح : ليس فيه فتورٌ.

وشَيءٌ صَبْصَابٌ ) (١) ، وصُبْصُبٌ ، وصُباصِبُ ، بِضَمِّهِما : صلبٌ شديدٌ.

والأَصَبُ : رَجَبٌ ؛ لأَنَّ الرحمةَ تُصَبُ فيه على الخلق ، فكأَنَّهُ لمَّا كان ظرفاً لها صارَ ( كأنّ ) (٢) له سببيَّةً في صبِّها بسَببِ الفضيلةِ وإِن كانَ الصَّبُ حقيقةً مِنَ الله تعالى ، فأَفْعَل التفضيلِ من الفاعلِ على القياسِ ، لا مِنَ المفعولِ الشاذِّ عند الجمهورِ كما يتبادَرُ من جَعْلِهِ مَصْبُوباً فيهِ.

الكتاب

( أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) (٣) أَنزلناه من السماءِ إِنزالاً عجيباً.

( فَصَبَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ ) (٤) أَنزلَهُ عليهم إِنزالاً شديداً مُتَتابِعاً مستمِرّاً كالماءِ المَصْبُوبِ في اتِّصال أجزائِهِ حال إِراقتِه.

الأَثر

( لَم يَصُبَ رَأْسَهُ ) (٥) لم يُمِلْهُ إِلى أَسفلَ.

( حَتّى إِذا انْصَبَّتْ قَدَماهُ في بَطْنِ الوادي ) (٦) أَي انحدرَت في السعي.

( كَأَنَّمَا يَنحَطُّ مِنْ صَبَبٍ ) (٧) ينحدرُ من علوٍّ إِلى سُفْلٍ (٨).

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) ليست في « ت » و « ج ».

(٣) عبس : ٢٥.

(٤) الفجر : ١٣.

(٥) النهاية ٣ : ٣.

(٦) سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٢٢ / ٣٠٧٤ ، النهاية ٣ : ٣.

(٧) الفائق ٣ : ٣٧٦ ، مكارم الأخلاق ١ : ٤٣.

(٨) في « ت » و « ج » : أسفل.


( وَأَنْتَ صَبِيبٌ ) (١) أَي يَنْصَبُ منك الماءُ.

( إنْ أَرادَ أَهلُكِ أَنْ أَصُبَ لَهُم [ ثَمَنَكِ ] صَبَّةً ) (٢) بالفتح ، أَي أَقطَعَهُم ثَمَنَك دفعةً.

( خَيْرٌ مِنْ صَبيبٍ ذَهَباً ) (٣) أَي مَصْبُوبٍ غيرِ معدودٍ ، أَو اسمُ جَبل ؛ كَـ « صَبِير ذَهَباً » (٤).

( أَساوِدَ صُبّاً ) (٥) أَي حيّاتٍ صُبّاً ، جمع صَبُوبٍ على التخفيف ـ كرُسْل في رُسُل جمعِ رَسُول ـ وأَصلُهُ : صُبُبٌ بضمَّتين فأُدغم ، وإِنَّما وُصِفَ الأَسْوَدُ بالصَّبُوبِ ؛ لأَنَّهُ إِذا أَرادَ النَّهْسَ ارتفَعَ ثمَ انصَبَ على الملدوغِ.

وقيل : الأَساوِدُ جمعُ أَسْودِةٍ ؛ جمع سَوادٍ من الناس ، وهو الجماعة ، وصُبّى ـ كغُزَّى ـ جمعُ صَابٍ كغَازٍ ، أَي جَماعاتٍ مائلةٍ إِلى الدنيا متشِّوقةٍ إِليها ، أَو جمع صابئٍ ؛ من صَبَأَ عليه إِذا اندَرَأَ من حيثُ لا يَحتسبُ (٦).

المثل

( صُبابَتي تُرْوي ولَيْسَتْ غَيْلا ) (٧) بالضمِّ : بقيَّةُ الماءِ في الإِناءِ ، والغَيْلُ كسَيْل : الماءُ يجري على وجه الأَرض. يضرب لمن ينتفِعُ بما يبذلُ وإِن لم يكن كثيراً.

( أَصَبُ مِنَ المُتَمَنِّيَةِ ) (٨) هو من الصَّبابَة ـ بالفتح ـ وهي رقَّةُ الشوق ،

__________________

(١) النهاية ٣ : ٤ ، وفيه : « صَبَبٌ » وما بين المعقوفين عن المصدر.

(٢) الموطّأ ٢ : ٧٨١ / ١٩ ، النهاية ٣ : ٤.

(٣) النهاية ٣ : ٥.

(٤) انظر الأثر بلفظ « خيرٌ من صَبِيرٍ ذهباً » في النهاية ٣ : ٥.

(٥) مسند أحمد ٣ : ٤٧٧ ، النهاية ٣ : ٥.

(٦) انظر رواية « صبيًّ » وشرحها في النهاية ٣ : ١١.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٤٠٧ / ٢١٥٦.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٤١٤ / ٢١٨٧.


والمُتَمنِّيةُ : امرأَةٌ مدنيَّةٌ عشقت فتىً يقال له : نَصْرُ بن حجّاج ، وكان أَجملَ أَهلِ عصرِه فلهجت بذكره ، فمرَّ عمر بن الخطَّاب بدارها ليلةً فسمعها تقول :

هَلْ مِنْ سَبيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها

أَمْ هَلْ سَبيلٍ إِلى نصرِ بنِ حجَّاجِ

فَقالَ : من هذه المُتَمَنِّيةُ؟ فعرِّفَ خبرها ، فدعا الفتى ، فلمَّا رآه بهرَهُ جمالُه ، فأَمر بحلق جُمَّتِهِ ، فازداد حسناً ، فأَركبَهُ ، جملاً ، فسيَّرهُ إِلى البصرةِ ، فاستلَبَ نِساءُ المدينة لفظَ عمر فضَرَبْنَ بها المثل.

وقيل : إِنَّ المُتَمنِّيةَ هيَ الفُرَيْعَةُ أُمُّ الحجَّاجِ بنِ يوسفَ ، وكانت حين عَشِقَتْ نَصراً تَحْتَ المُغيرةِ بنِ شُعْبَةَ.

صحب

صَحِبْتُ الرجُلَ ـ كسَمِعْتُهُ ـ صُحْبَةً ، وصَحَابَةً ، بالفتح وتكسر : اجْتَمَعْتُ به وخالطتُهُ ، كصَاحَبْتُهُ صِحاباً ، ومُصاحَبَةً. وهو صاحِبٌ ، وهي صاحِبَةٌ ، وهم صَحْبٌ ، وصِحَابٌ ، وصُحْبانٌ ـ كَرَكْب ورِكابٍ ورُكْبَان ـ وصُحْبَةٌ بالضمِّ ، وصَحابَةٌ ـ بالفتح والكسر ـ وهذان في الأَصل مصدرانِ.

وجمعُ الصَّحْبِ : أَصحابٌ ، كبَيْت وأَبْيات.

وجمعُ الأَصْحابِ : أَصَاحِيبُ ، كأَقوال وأَقاويل.

واصْطَحَبَ القومُ : صَحِبَ بعضهُمُ بعضاً ، كتَصاحَبُوا.

واسْتَصْحَبَهُ : دعاهُ إِلى الصُّحْبَةِ ..

وفلاناً : جعلَهُ له صاحِباً ، كأَصْحَبَهُ.

ويا صَاحِ : مرخَّم يا صاحِبي.

ومن المجاز

هو صاحِبُ مالٍ وعلمٍ وغيرِ ذلك.

وهو صَاحِبُ الجيشِ ، ( أي ) (١) قائدُهُ.

__________________

(١) ليست في « ت ».


وفي كتابِ العينِ : صاحِبُ كُلِّ شيءٍ : ذُوُه (١).

وصَحِبَكَ اللهُ وصاحَبَكَ ، وأَحْسَنَ اللهُ صحابَتَكَ.

وامضِ مَصْحُوباً ، ومُصاحَباً ، أَي مُسلَّماً مُعافىً.

وفلان ( ما يَتَصَحَّبُ ) (٢) من شيءٍ : ما يتوقّى وما يستحيي.

وأَصْحَبَ له : ذَلَّ وانقادَ بعد استِصْعابِهِ ، فَهُوَ مُصْحِبٌ ، ومِصْحابٌ كمِحْراب ، ومعناهُ : دَخَلَ في صُحْبَتِهِ بعد أَنْ كان نافِراً عنه ..

وزيدٌ : استقامَ ذاهباً لَم يَتَلبَّث ، أَي صارَ للذهاب صاحِباً مُنْقاداً غيرَ نافرٍ عنه ..

والرجلُ : بَلَغَ ابنُهُ فصارَ مثلَهُ ، ومعناهُ : كانَ فردًا فَصار ذا صاحِبٍ ..

والماءُ : طَحْلَبَ ؛ أَي صار ذا صاحِبٍ وهو الطُّحْلُبُ ..

والرجلُ : حدَّثَ نفسَهُ ؛ كأَنَّما صار له من نفسِهِ صاحِبٌ فهو يحدِّثُهُ ، كأُصْحِبَ ـ بالبناءِ للمجهول ـ فهو مُصْحِبٌ ، ومُصْحَبٌ.

وأُصْحِبَ ، بالبناءِ للمجهول لا غيرُ : جُنَّ ؛ كأَنَّهُ جُعِلَ له صاحِبٌ وقرينٌ من الجنِّ.

وأَصْحَبْتُهُ فهو مُصْحَبٌ لي : فَعَلْتُ به ما جعلَهُ صاحِباً لي (٣) غير نافرٍ عنِّي ، وأَصْحَبَتْهُ الطاعةُ وكانَ خِلواً منها.

وأَديمٌ مُصْحَبٌ كمُكْرَم ، وقِرْبَةٌ مُصْحَبَةٌ : تُرِكَ عليهما شَعَرُهما ؛ أَي جُعِلَ الشَّعَرُ صاحباً لهما ، وقد أَصْحَبْتُ الأَديمَ ، ويقال : أَديمٌ مَصْحُوبٌ ، أَي صَحِبَهُ شَعَرُهُ ولم يفارقهُ.

وعُودٌ مُصْحَبٌ : تُرِكَ عليه لُحاه ولم يُقشَّرْ.

__________________

(١) العين ٣ : ١٢٤.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) في النسخ « له » والتصويب عن الأساس.


واسْتَصْحَبْتُ الكتابَ وغيرَهُ : حملتُهُ معي ؛ أَي جعلتُهُ صاحبي ، واسْتَصْحَبْتُهُ غَيريَ.

وصَحَبْتَ المذبوحَ ـ كمَنَعْتَهُ ـ إِذا سَلَخْتَهُ ؛ كأَنَّكَ أَخذتَ صاحِبَهُ وهو جلدُهُ ، كرَبَعْتَهُ إِذا أَخَذْتَ رُبعَهُ.

والصاحِبُ ابنُ عبَّادٍ : أَبو القاسم اسماعيلُ بن عبّادٍ الطالقانيُّ ، وزيرُ مؤَيّدِ الدولةِ ثمَّ فخرِ الدولةِ ابْنَيْ بُوَيْه ، لُقِّب بذلكَ لأَنَّه صَحِبَ مؤَيّدَ الدولةِ منذ الصِّبا وسمّاهُ الصاحِبَ ، فاستمرَّ عليه واشتهَرَ به ، ثمَّ سُمِّيَ به كلُّ وزيرٍ بعده.

والصَّحْبُ ، بالفتح : بطنٌ في باهِلَةَ.

وبالضمِّ : في قُضاعةَ وغيرها.

والأَصْحَبُ : لغةٌ في الأَصحَرِ (١) ؛ وهو الأَبيضُ المشرَبُ بحمرةٍ.

والمَصْحَبِيَّةُ ، كمَحْلَبِيَّةٍ : ماءٌ لبني قُشَيْرٍ.

الكتاب

( أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ ) (٢) أَي مُلازِموها ومُلابِسوها بحيث لا يفارقونها.

( وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً ) (٣) أَي الموكَّلينَ بها والمدبِّرينَ لأَمرها القائمينَ بتعذيبِ أَهلها.

( يا صاحِبَيِ السِّجْنِ ) (٤) أَي يا صَاحِبَيَ في السجنِ ، نحو : يا سارِقَ الليلةِ ، ناداهما بعنوان الصُّحْبَةِ في دارِ الحزنِ الَّتي تَخْلُصُ فيه الصحْبَةُ وتصفُو المودَّةُ ؛ ليقبلا مقالتَه.

ويجوز أَن يريد : يا ساكِنَي السجن ، كأَصحاب النار وأَصحابِ الجنَّةِ.

( وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) (٥) هو رسول الله 6 ؛ سمَّاه صَاحِبَهُم تنبيهاً

__________________

(١) في « ش » : الأصهب ، وكلاهما صحيح.

(٢) البقرة : ٣٩.

(٣) المدّثّر : ٣١.

(٤) يوسف : ٣٩.

(٥) التكوير : ٢٢.


على أَنَّكم قد أَحطتُم بتفاصيل (١) أَحوالِه 7 خُبْراً ، وعلمتم نزاهتَه عمَّا نسبتمُوه إِليه من الجُنُون ، ومثله : ( ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ) (٢).

( وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ) (٣) لا يكون لهم من جهتنا ما يَصْحَبُهُم من نصرٍ وتأييدٍ.

( وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً ) (٤) صِحاباً حَسَناً يرتضيهِ الشَّرْعُ وتقتضيهِ المروؤةُ.

الأَثر

( اللهمَّ أَنتَ الصّاحِبُ في السَّفَرِ ) (٥) أَرادَ الصُّحْبَةَ بالعنايةِ والحفظِ ممَّا يوجب له ضرراً.

( فَأَقولُ : رَبِ أَصْحَابي أَصْحابي ) (٦) رويَ مكرّراً مصغَّراً ، ومكرّراً مصغَّراً ، ومكبَّراً. حمل الزركشيُّ الردَّةَ على الحقيقةِ ، والصَّحابَةَ على الجفاة ، والكرمانيُّ الردَّةَ على التقصيرِ ، والصَّحابَةَ على غيرِ الخواصِّ منهم.

وقيل : هم من المُبتدِعَة ، والمرتدُّون عن الاستقامة.

( إِنَّكُنَ صَواحِبُ يُوسُفَ ) (٧) هنَّ امرأَةُ العزيزِ والمقطِّعاتُ للأَيدي ، يريد : إِنَّكُنَّ تُحَسِنَّ للرجُلِ ما لا يجوز وتَغْلِبنَ على رأيه.

( أَمّا إِبراهيمُ فانظروا إِلى صَاحِبِكُمْ ) (٨) يعني نفسَه الشريفة ، يريد أَنَّ إِبراهيمَ ( شبيهُ نبيِّكم 7 ) (٩).

__________________

(١) في « ش » : بتفصيل.

(٢) سبأ : ٤٦.

(٣) الأنبياء : ٤٣.

(٤) لقمان : ١٥.

(٥) سنن الدارميّ ٢ : ٢٨٧ ، مجمع البحرين ٢ : ٩٧.

(٦) البخاريّ ٨ : ١٤٨ ، صحيح مسلم ٤ : ١٧٩٦.

(٧) سنن ابن ماجة ١ : ٣٩ / ١٢٣٤ ، مجمع البحرين ٢ : ٩٧.

(٨) بحار الأنوار ١٣ : ١١ / ١٥ و ١٤ : ٢٤٨ / ٣٥.

(٩) ليست في « ت ».


المصطلح

الصَّحابيُ : كلُّ مسلمٍ لقي النبيَّ 6 ولو ساعةً ، وهو قول المحدِّثينَ.

وقيل : من طالَت صُحْبَتُهُ له 6 ومجالستُه له على سبيل التَّبَعِ ، وهو قول جمهور الأُصوليِّين.

أَصحابُ الشافِعيّ : من تَمَذهَب بمَذهَبِه ؛ وكذلك أَصحاب كلِّ إِمامٍ ، وهو مجازٌ مستفيضٌ للموافقةِ بينهم وشدَّةِ ارتباطِ بعضِهم ببعضٍ.

الاسْتِصْحابُ عند الفقهاءِ : هو الحكمُ بثبوت أَمرٍ في وقتٍ بناءً على ثبوتِه في ( وقتٍ آخر ، ويسمى استصحابَ الحال ، وهو على نوعين :

أحدهما : أَن يقال : كان ثابتاً في ) (١) الماضي فيكون ثابتاً في الحال ، كحياة المفقود.

والثاني : أَن يقال : هو ثابت في الحال فيُحكَمُ بثبوتِه في الماضي ، كجريانِ ماءِ الطاحونةِ.

صخب

صَخِبَ صَخَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : رَفَعَ صوتَه ، وضجَّ ، وأَكثرَ اللغطَ ، فهو صَخِبٌ ، وصاخِبٌ ، وصَخَّابٌ ، وصَخُوبٌ ، وصَخْبانُ ، وهي صَخْبى ، وصاخِبَةٌ ، وصَخُوبٌ ، وصُخُبَّةٌ كعُتُلَّة (٢) ، وهم صُخُبٌ ، وصُخْبانٌ ، كخُشُن ورُكْبان.

واصْطَخَبَ القومُ ، وتَصاخَبُوا : أَكثروا الجَلَبَةَ والصياحَ وضَجُّوا في الخصام.

ولهم في البيت صَخَبٌ ـ كتَعَب ـ وهو اختلاطُ أَصواتهم.

وصاخَبَهُ صِخَاباً ، ومُصَاخَبَةً : جادلَهُ وخاصَمَهُ.

وسَمِعْتُ اصْطِخَابَ الطَّيْر : أَصواتَها.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) وفاته من المؤنّث : صَخِبَةٌ وصخَّابةٌ.


وحمارٌ صَخْبُ (١) الشوارِبِ : شديدُ النهيقِ يردِّدُ نهيقَهُ في شوارِبهِ ؛ وهي مجاري الماءِ في حلقِه.

والصَّخْبَةُ ، كهَضْبَةٍ : خرزَةٌ تعلَّقُ للحُبِّ والبُغض ، وكأَنَّ صادَها منقلبةٌ من سين وأَصلها من السَّخابِ ـ كسَحاب ـ وهو قلادةُ خَرَزٍ تلبسها الصغارُ.

ومن المجاز

عينٌ صَخِبَةٌ (٢) ـ ككَلِمَة ـ إِذا اصطَفَقَتْ عندَ الجيشان.

وعُودٌ صَخِبُ الأَوتارِ. ووادٍ صَخِبُ الآذيِّ ، ومُصْطَخِبُهُ : إِذا كان لأَمواجهِ صَوْتٌ شديدٌ ؛ قال :

مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِيّ مُنْبَعِق (٣)

الأَثر

( وَلا صَخِبٍ ) (٤) ككَتِف ، أَي لا يرفعُ صوتَه على الناس لسوءِ خُلقِه ، ومنه : ( وَلا صَخُوبٍ في الأَسْواقِ ) (٥)

صرب

الصَّرْبُ ، كَفْلسٍ وسَبَبٍ : ما حُقِنَ من اللبن أَيّاماً حتّى اشْتَدَّتْ حموضتُهُ ، كالصَّرِيبِ. الجمع : صُرُبٌ (٦) ككُتُب.

وكهَضْبَة : الطائفةُ منه ؛ يقال : جاءَنا بِصَرْبَةٍ تزوي الوجهَ.

والصَّرْبُ (٧) أَيضاً : ما يُزوَّدُ من اللبن

__________________

(١) كذا ضبطت ضبط قلم في « ت » و « ج » ، وهي موافقة لرواية الراغب في مادة « شرب » من مفرداته : ٢٥٧ ، حيث روى شعر الهذليّ : « صَخْبُ الشوارب » بالسكون. وفي اللسان والقاموس والتاج : صَخِب كفرح.

(٢) في اللسان والقاموس والتاج : « صَخْبَةٌ » بسكون الخاء. وفي الأساس كالمثبت.

(٣) الأساس ٢٥٠ واللسان والتاج ، دون عزو.

(٤) الطبقات الكبرى ١ : ٣٦.

(٥) النهاية ٣ : ١٤ ، مجمع البحرين ٢ : ٩٩.

(٦) في القاموس والتاج : « والصُّرْبُ بالضمّ : الألبان الحامضة ، الواحد صَرِيب كأمير ».

(٧) في « ت » و « ج » : الصريب. والمثبت عن « ش » انظر القاموس واللسان.


في السقاءِ.

وصَرَبْتُ اللبنَ ، كضَرَبْتُهُ : حقنتُه وجمعتُه في الوَطْبِ شيئاً فشيئاً وتركتُهُ ليحمضَ ، كاصْطَرَبْتُهُ.

والمِصْرَبُ ، كمِنْبَر : الإِناءُ يُصْرَبُ فيه.

وصَرِبَ اللبنُ وغيرُهُ ، كتَعِبَ : اجتمَعَ واحتقَنَ.

والصَّرْبَى ، كسكرَى : الناقةُ يُصْرَبُ لبنُها في ضَرْعِها فلا يُحلَبُ ، ومنه قولهم للبَحيرَةِ : صَرْبَى ؛ لأَنَّهم كانوا إِذا جَدَعُوها أَعفَوْها عن الحلبِ إِلاَّ للضيف.

والصَّرَبُ ، كقَصَبٍ : الصمغُ الأَحمرُ وهو صَمْغُ الطَّلْحِ ، واحدتُهُ بهاءٍ ، وقد تكون الصَّرَبَةُ كرأس السِّنَّوْرِ يَسْتَبْطِنُها شيءٌ كالدُّبس يُمَصُّ ويُؤْكَل.

وصَرَّبَ تَصْرِيباً : شَرِبَ (١) الصَّرَبَ وأَكَلُه ، أَي اللبنَ الحامِضَ والصمْغَ.

والصَّرَبَةُ ، كقَصَبَةٍ : المُتَخَيَّرُ من العُشْبِ.

وصَرَبَتِ الأَرضُ ، ككَتَبَت : أَنْبَتَتْها.

وصَرَبَ الصّبيُّ ـ ككَتَبَ ـ إِذا احتَبَسَ ذو بطنِه فلم يحدث يوماً أَو يومين ، وذلك إِذا أَرادَ أَن يسمنَ ..

والرجلُ بولَه : حَقَنَهُ ..

والشيءَ : كسَبَهَ (٢) ، وقطعَهُ ..

والزرعَ : صَرَمَهُ ؛ لغةٌ لبعضِ أَهلِ اليمنِ ، ويسمُّون الصِّرامَ : الصِّرابَ. وحِمْيَرُ تسمّي أَيلولَ : شَهْرَ الصِّرابِ ؛ لأَنَّ فيه يُصْرَمُ الزرعُ.

وأَصْرَبَ سائِلَهُ : أَعطاهُ.

واصْرَأَبَ الشيءُ ، كاطمأَنَّ : املاسَّ ؛ عن ابن دريد (٣).

والصِّرْبُ ، كعِهْن : البيوتُ القليلةُ ؛ عن المطرِّز.

__________________

(١) في « ت » : « أكل ».

(٢) في « ش » : « كسره » بدل : « كسبه ».

(٣) الجمهرة ١ : ٣١٣.


الأَثر

( فَتُجْدَعُ هذِهِ فَتَقُولُ صَرْبَى ) (١) كسَكْرَى ، قيل : هى المقطوعةُ الأُذُن ؛ كأَنَّ الباءَ بدلٌ من المِيم ، وقيل : هي البَحِيرة ؛ سمِّيت بها لما مرَّ بيانُهُ.

صرخب

الصَّرْخَبَةُ : الخِفَّةُ والطيشُ عند الغضب.

صطب

الأُصْطُبَّةُ ، بالضمِّ : لغةٌ في الأُسْطُبَّةِ ، والمِصْطَبَةُ ، بالكسر : لغةٌ في المِسْطَبَة ، والسّينُ فيهما هو الأَصل ؛ لأَنَّ كلَّ سين وقَعَت بعدها طاء أَو راء أَو خاء أَو عين أَو قاف جاز قلبها صاداً ـ كسَطْر وصَطْر ، وسَخْب وصَخْب ، وسِراط وصِراط ، ورُسْغ ورُصْغ ، وسَقْع وصَقْع ـ وشرطُهُ أن تكون السّين متقدِّمةً عليها مقارنةً لها ، وأَن تكون السّينُ هي الأَصل ، فإِن كانت الصّادُ هي الأَصل لم يجُز قلبها سيناً ؛ لأَنَّ الأَضعف يُقلَبُ إِلى الأَقوى دون العكس ، وإِنَّما قُلِبَتْ مع هذه الحروف لأَنَّها حروفٌ مستعليةٌ والسّينُ حرفٌ مُسْتَفِل ، فثقلَ عليهم الاستعلاءُ بعد التَّسَفُّل لما فيه من الكلفةِ ، فإِذا تقدَّم حرفُ الاستعلاءِ لم يكره وقوع السّين بعده ؛ لأَنَّهُ كالانحدار من العلوِّ وذلك خفيفٌ لا كلفةَ فيه ، وهذه قاعدة يقاس عليها ، وما عدا ذلك موقوفٌ على السّماعِ.

صعب

صَعُبَ الشيءُ صُعُوبَةً ، كعَذُبَ عُذُوبَةً : عَسُرَ ، كأَصْعَبَ ، واسْتَصْعَبَ ، وتَصَعَّب ، وهو صَعْبٌ كعَذْب ، وهي صَعْبَةٌ ، و ( وهم ) (٢) صِعابٌ ، وهنَ صِعابٌ ، وصَعْباتٌ بالسكون.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٢٩٤ ، النهاية ٣ : ٢٠.

(٢) ليست في « ت ».


وجملٌ صَعْبٌ ، وناقةٌ صَعْبَةٌ : غير ذلولٍ.

وأَصْعَبَهُ إِصْعاباً : وجَدَهُ صَعْباً ، كاسْتَصْعَبَهُ ..

والجمَلَ : تركَهُ فلم يركَبْه ولم يمسَسْه (١) حتّى صار صَعْباً ، فهو مُصْعَبٌ كمُكْرَم. الجمع : مَصاعِبُ ، ومَصاعِيبُ ، ومنه قيل للفحلِ : مُصْعَب ، وبه سمِّي.

والمُصْعَبانِ : مُصْعَبُ بنُ الزبير ، وابنُهُ عيسى ، أَو أَخوه عبدُ اللهِ بنِ الزبير.

وصَعَّبَهُ تَصْعِيباً : جعلَهُ صَعْباً ، كتَصَعَّبَهُ ، فتَصَعَّبَ هو.

ورجلٌ صُعْبُوبٌ ، بِالضمِّ : صَعْبٌ. الجمع : صَعابِيبُ.

ومن المجاز

فلانٌ مُصْعَبٌ من المَصاعِيبِ ، كما تقول : قَرْمٌ مِنَ القُرُومِ.

والصَّعْبُ : ذو القرنينِ السيَّارُ الذي بنى سدَّ يأْجوجَ ومأْجوجَ.

و : ابنُ جَثّامَةَ الليثيُّ ؛ صحابيٌّ.

وبنو صَعْبٍ : بطنٌ.

وأَرضٌ صاعِبٌ : تُحرَثُ وهي ذاتُ حجارةٍ.

وككِتَاب : جبلٌ بين اليمامة والبحرين ، وإِليهِ ينسب يَوْمُ الصِّعابِ ، وهو يوم مشهور لهم قُتِل فيه كنانةُ بن دَهْرٍ ، وفيه يقول الشاعر :

تَرَكْنَا ابْنَ دَهْرٍ بِالصِّعابِ كأَنَّما

سَقَتْهُ السُّرى كأْسَ الكَرى فهوَ ناعِسُ (٢)

والصَّعْبِيَّةُ ، ككَلْبِيَّةٍ : ماءٌ لبني خُفافٍ ـ كغُراب ـ وهم بطنٌ من بني سُلَيْم.

والصَّعْبَةُ ، كهَضْبَة : بنت الحَضرمي ؛ أُمُّ طلحةَ بنِ عبيد الله ، أَحدِ العشرة ، ومنه قول عمرو بن العاص : « إِنَّ ابنَ الصَّعْبَةِ ترك مائةَ بُهارٍ » (٣) قال الزمخشريّ : إِنَّما

__________________

(١) في « ش » : ولم يمسّه حَبلٌ.

(٢) معجم البلدان ٣ : ٤٠٥.

(٣) الفائق ١ : ١٤٠.


أَضافَهُ إِليها غضّاً منه ؛ لأَنَّها لم تكن في ثقابةِ نسبٍ (١) ..

و : بنتُ رافعٍ ، وبنتُ سَهْل ؛ صحابيَّتان.

الأَثر

( من كانَ مُضْعِفاً أَو مُصْعِباً فَلْيَرْجِع ) (٢) أَي ضعيفَ البعير أَوْ صَعْبَهُ ؛ مِن أَصْعَبَهُ ، إِذا وجدَهُ صَعْباً ؛ يقالُ : أَصْعَبْنَا جمَلَنا فلم نركبْهُ.

( فلمَّا رَكِبَ النَاسُ الصَّعْبَةَ والذَّلُولَ ) (٣) أَي شدائد الأُمورِ وسهولَها ، ومنه حديثُ عليّ 7 في شأن طلحة : ( يَرْكَبُ الصَّعْبَ ويَقُولُ : هو الذَّلُولُ ) (٤).

المثل

( مَا تُقْرَنُ بفُلانٍ الصَّعْبَةُ ) (٥) قال أَبو عُبَيْدَةَ : أَصلُهُ أَنَّ الناقة الصَّعْبَةَ تُقرَن بالجمل الذلول ليروضها ، أَي إِنَّه أَكْرَمُ من أَن يكلَّفَ تذليلَ الصَّعْبِ كما يكلَّف ذلك الفحلُ. يضرب لمن يُذِلُّ من ناواهُ.

وقال الباهليّ : الذي نعرفُهُ ( تُقرَنُ بفلانٍ الصَّعْبَةُ ) أَي هو يَصْلحُ لإِصلاح الأَمرِ يُفوَّضُ له إِليه (٦) لا غيره.

صعرب

الصُّعْرُوبُ ، كغُضْرُوف : الصغيرُ الرأْس.

صعنب

صَعْنَبَ الثريدَةَ صَعْنَبَةً ، بالعين المهملة : ضمَّ جوانِبَها وقوَّمَ صَوْمَعَتَها

__________________

(١) الفائق ٢ : ٣٤٠.

(٢) الفائق ٢ : ٣٤٠ ، النهاية ٣ : ٢٩.

(٣) النهاية ٣ : ٢٩ ، مجمع البحرين ٢ : ١٠٠.

(٤) نهج البلاغة ١ : ٧٢ / ط ٣٠.

(٥) المستقصى ٢ : ٣٢٠ / ١١٥٥ ، مجمع الأمثال ٢ : ٢٦١ / ٣٧٥٦. وفيه : أبو عبيد.

(٦) كذا في النسخ ، والقول في مجمع الأمثال وفيه : يفوّض إليه ويهاج له.


وحدَّدَ رأْسها (١).

ومن المجاز

فلانٌ ذو صَعْنَبَةٍ ، أَي انْقِباضٍ ؛ لضمِّهِ نفسَه وجوارحَهُ عن الانبساط.

والصَّعْنَبُ : الصغيرُ الرأْس.

وكشَنْفَرى غير معرّفة : موضع باليمامةِ مِن أَرض الحجاز.

صغب

المَصْغَبَةُ ، كالمَسْغَبَةِ زنةً ومعنىً ، والصاد مبدلةٌ من السين قياساً كما مرَّ.

والصُّغابُ ، كغُراب : لغةٌ في الصُّؤَابِ ـ بالهمز ـ وهو بَيْضُ القملِ ، واحدته بهاءٍ.

صقب

صَقِبَ صَقَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : قَرُبَ ، فهو صاقِبٌ ، كأَصْقَبَ إِصْقَاباً ، فهو مُصْقِبٌ ، ويوصف بالمصدر ؛ فيقال : نَزَلَ منزلَ صَقَب ، كسَبَب ؛ قال (٢) :

لا أَمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ

وأَصْقَبَ اللهُ دارَهُ : أَدناه.

وتَصَاقَبَتْ دورُهُم : تقارَبَتْ.

وصَاقَبَهُ صِقاباً ومُصاقَبَةً : قارَبَهُ وواجهَهُ ؛ يقالُ : لقيتُهُ صِقَاباً.

وصَقَبَ الطائِرُ ، كقَتَلَ : صَوَّتَ ..

والرجلُ فلاناً : ضَرَبَهُ بجُمْعِ كفِّه ..

والشّيْءَ : جمعَهُ ..

والبناءَ وغيرَهُ : رَفَعَهُ.

وأَصْقَبَكَ الصيدُ : أَكْثَبَكَ.

والصَّقْبُ ، كفَلْس : سَقْبُ الناقة ، وأَطولُ عُمُد البيت يكون في وسطِه ، والطويلُ التارُّ ، أَو الدقيقُ من كلِّ شيءٍ ، والضَّرْبُ على شيءٍ يابسٍ مُصْمَتٍ.

__________________

(١) ومنه الأثر : « أنّه سوَّى ثريدةً فلبَّقها ثمّ صَعْنَبها » الفائق ٢ : ١٦٥.

(٢) عبيد الله بن قيس الرقيّات ، ديوانه : ٢ ، وروايته فيه : « سقب ». وفي اللسان والتاج : « صقب » ، وصدره :

كوفيَّةٌ نازِحٌ محلّتها.


والصَّاقِبُ : جبلٌ.

والصَّيْقَبانُ ، والصَّيْقَبانيُ : العطّارُ ، أَو صيدلانيُّ القَرُى.

وصِقَبْ ، كهِدَعْ : زجرٌ للخيل.

الأَثر

( الجارُ أَحَقُ بِصَقَبِهِ ) (١) بفتحتين ، ويروى بالسين ، وقد تقدَّم.

( حمَلَهُ على أَصْقَب القَرْيَتَينِ إليه ) (٢) أَقْرَبِهما إِليه ، وفيه دليلٌ على أَنَّ « أَفعَلَ » مما (٣) تَجُوزُ فيه ـ إِذا أُضيفَ ـ التسويةَ بين المذكَّرِ والمؤَنَّث ، وأَنَّ قول ثعلب في عنوانِ الفصيحِ : فاخترنا أَفصحهُنَّ ، لا غميزَة فيه (٤).

صقعب

الصَّقْعَبُ ، كعَقْرَب : الطويل ، واسمٌ ..

ومن الأَنيابِ والأَبوابِ : ذو الصوتِ.

صقلب

صَقْلَبُ ، كثَعْلَب أَوْ زِبْرِج : أَرضٌ متاخِمةٌ لأَرض الخَزَر في أَعلى جبال الرومِ ، قال ابن الكلبيِّ : صَقْلَبُ ورومُ وأَرْمَنُ وفَرَنْجُ كانوا أُخوةً ، وهم بنُو يونانَ بنِ يافثَ بن نُوح 7 ، سَكَنَ كلُّ واحدٍ منهم بُقعةً من الأَرض فسمِّيت باسمِهِ (٥).

والصَّقالِبَةُ : أَقوامٌ مختلفونَ لكلٍّ منهم ملكٌ لا ينقادُ لغيره ، منهُمْ على دين النصرانيَّة اليعقوبيَّة ، ومنهم على دين النَّسْطُوريَّة ، ومنهم (٦) معطلون لا دين لهم ، ومنهم عبدةُ النيران ، وكان بعض

__________________

(١) الغريبين ٤ : ١٠٨٧ ، النهاية ٣ : ٤١.

(٢) الفائق ٢ : ٣٠٧ ، النهاية ٣ : ٤١.

(٣) في النسخ : من. والمثبت عن الفائق.

(٤) عنه في الفائق ٢ : ٣٠٧.

(٥) انظر معجم البلدان ٣ : ٤١٦.

(٦) في « ش » زيادة : على غير دين.


ملوكهم أَسلَمَ في زمن المقتدِرِ بالله العبّاسيّ فحمَلَ إِليه الخِلَعَ.

والصِّقْلابُ ، كسِرْداب أَو بَهْرام : الأَكولُ من الرِجال والجمالِ ، والشديد من الرؤُوسِ ، والأَبيضُ اللون أَوِ الأَحمرُ من الرّجال ؛ قيل له ذلك على التّشبيهِ بالصَّقالِبَة ؛ لأَنَّهم حُمْرُ الأَلوان صُهْبُ الشُّعورِ.

صلب

صَلُبَ صَلابَةً ، كفَخُمَ فَخَامَةً : قويَ واشتدَّ. وكسَمِعَ لغةٌ رديئةٌ.

وصَلَّبَ تَصْلِيباً : مبالغةٌ وتكثيرٌ ، وهو صُلْبٌ ، وصُلَّبٌ ، وصَلِيبٌ ، كقُفْل وسُكَّرٍ وقَضيبٍ.

وصَلَّبَهُ تَصْليباً : جعلَهُ صُلْباً.

والصُّلْبُ ، كقُفْل وعُنُق وسَبَب : سِلسلَةُ فِقار الظَّهرِ ، وليس هو عظماً واحداً بل فقراتٍ منتظمةً وجملتها كشيءٍ واحدٍ ، ويسمّى : الصَّالِبَ أَيضاً. الجمع : أَصْلابٌ ، وأَصْلُبٌ كأَضْلُع ، وصِلَبَةٍ كقِرَدَة ، وصَوالِبُ ككَواهِل.

وصَلَبَ اللصَّ ، كَضَرَبَهُ : علَّقَهُ للقتلِ ، فهو مَصْلُوبٌ ، وصَلِيبٌ. وصَلَّبَهُ تَصْلِيباً : مبالغةٌ وتكثيرٌ.

وصَلَبَ اللّحمَ : شَواهُ ..

والعظامَ : جمَعَها واستخرَجَ ودَكَها ليتأَدَّمَ به ، كصَلَّبَها تَصْليباً ، ويقالُ لذلك الوَدَكِ : الصَّلِيبُ ، والصَّلَبُ ، كسَبَب. الجمع : صُلُبٌ ، كقَضِيبٍ وقُضُبٍ.

وصَلَبَتْهُ الحمّى ، كضَرَبَتْهُ : أَطبقَتْ عليه واشتدَّت كأَنَّها استخرَجَت ودَكَهُ ؛ يقالُ : أَخَذَتْهُ حُمّى صالِبٍ ، وأَخَذَتْهُ الحُمّى بصالِبٍ ، وهي خلافُ النافض.

والصَّلِيبُ : العَلَمُ.

وصَلِيبُ النصارى : هيكلٌ على هيئةِ الخَشَبِ الذي زعموا أَنَّهُ صُلِبَ عليه عيسى 7. الجمع : صُلْبَانٌ ، وصُلُبٌ ، ككُثْبان وكُثْبٍ.

وذو الصَّلِيبِ : الأَخطل الشاعر ؛ لأَنَّه كان نصرانيّاً وكان يجعل في عنقِهِ سلسلةَ


ذهب ( فيها صليب من ذهب ) (١).

والعربُ تسمّي الأَنجمَ الأَربعةَ التي خلف النّسر الطّائر : صَلِيباً ؛ تشبيهاً لها بالصَّلِيبِ ، وقولُ الجوهريّ : خَلْفَ النّسر الواقع (٢) ، وَهَمٌ.

وصَلِيبُ الدّلوِ : عُرْقُوَتاها ؛ وهما الخشبتان اللَّتان تعرضان عليها كالصَّلِيبِ.

وصَلَبَها ، كضَرَبَها : جعلَ عليها صَلِيباً أَو صَلِيبَيْنِ.

وثوبٌ مُصَلَّبٌ ، كمُعَظَّم : عليه نقشٌ كالصَّلِيب.

وحبشيٌ مُصَلَّبٌ : في وَجْهِهِ سِمَتُهُ.

وإِبلٌ مُصَلَّبَةٌ : موسومَةٌ به.

وصَلَّبَ تَصْلِيباً : اتَّخَذَ صَلِيباً.

والثّوبَ وغيرَهُ : نقش فيه صورتَهُ.

والبُسْرُ : بلغَ الصَلابَةَ واليبسَ.

والمرأَةُ خمارَها : اختمَرَتْ به خمرةً تُشْبِهُ الصَّلِيبَ ، وهي خمرَةٌ معروفَةٌ لهنَّ.

والتَّصاليبُ : التصاوِيرُ كالصَّلِيبِ ، واحدها : تَصْلِيبٌ.

والصُّلَّبُ ، والصُّلَّبِيُ ، ( والصُّلَّبِيّةُ ) (٣) ، كسُكَّرٍ وسُكَّرِيٍّ وسُكَّرِيّةٍ : حجارةُ المِسَنِّ.

وسنانٌ مُصَلَّبٌ وصُلَّبِيٌ ، كمُعَظَّم وسُكَّرِيّ (٤) : مَسْنُونٌ عليها.

ومن المجاز

هو صُلْبٌ في دينهِ ، وصُلَّبٌ كسُكَّرٍ. ورجلٌ صُلْبُ المعاجم ، وصَلِيبُ العود : إِذا كان متيناً لا تحيكُ فيه عواجِمُ الأُمور.

وتَصَلَّبَ في الأَمر : تشدَّدَ.

وقطعنا صُلْباً من الأَرض ، وصَلَباً

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) الصّحاح « صلب ».

(٣) ليست في « ت ».

(٤) في « ت » : « وسنان مُصَلَّب وصُلَّبِيّ كسُكّر وسُكَّرِي » ، والمثبت عن « ج » و « ش » انظر الصّحاح واللّسان والتّاج. ولعلّ ما في « ت » مصحّف عن « وسنانٌ صُلَّبٌ ... كسُكَّر ». انظر اللّسان والتّاج.


كسَبَب : وهو الغليظُ المُحَجَّرُ المنقادُ ؛ كأَنَّه صُلْبُ الظهر.

وأَرضٌ أَصْلابٌ : لم تُزرَعْ منذُ أَعوامٍ.

ولا تُغالِبْ صُلْبَ اللهِ ، أَي قوَّتَه ؛ قال : (١)

إِنَّ المُغالِبَ صُلْبَ اللهِ مَغْلُوبُ

ولفلان صُلْبٌ وإِزارٌ : حَسَبٌ وعفافٌ ؛ قال عديّ :

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ

فَوْقَ ما أَحْكي بِصُلْبٍ وإِزار (٢)

قال أَبو عمروٍ : الصُّلْبُ : الحَسَبُ ، والإِزارُ : العفافُ (٣).

وامرأَةٌ صَلِيبَةٌ : كريمةُ المَنْصِبِ (٤) عريقةٌ.

وعربيٌ صَلِيبٌ : خالِصُ النسب.

وأَصْلَبَتِ الناقةُ : قامت ومدَّت عنقَها نحو السماء ؛ لتدِرَّ لولدها جهدَها ؛ كأَنَّها صارت ذاتَ صَلْبٍ ، أَي مَصْلُوبَةً.

والصُّلْبُ ، كقُفْل : موضعٌ بالصمَّانِ من عالجٍ ، وتثنيتُهُ في قوله :

سُقْنا بِهِ الصُّلْبَيْنِ والصَّمَّانَا (٥)

مستعارةٌ ، كعاقِلَيْنِ في عاقلٍ ؛ وهو جبلٌ ، أَو على أَنَّهما موضعانِ غلبَ عليهما هذه الصفةُ.

وكزُبَيْر : موضعٌ ، وجبل.

وكصَبُور : موضعٌ.

وتَصْلُبُ ، كتَكْتُبُ : ماءةٌ بنجد.

ودَيْرُ صَلُوبا : قريةٌ بالموصل.

والصَّوْلَبُ ، كجَوْهَر : البذرُ يُنثَرُ ثمَّ يحرَثُ عليه ، كالصَّوْلِيبِ.

والصُّلْبُوبُ ، كبُهْلُول : المِزمارُ.

__________________

(١) عبد الله الغامديّ كما في الأساس ، وصدره :

تعبَّدوا وأقيموا وَفْقَ دينكمو

(٢) الصّحاح واللّسان والتّاج. والبيت لعديّ بن زيد.

(٣) عنه في الصّحاح « صلب ».

(٤) في « ش » : النَّسب.

(٥) القاموس واللّسان وفيه : فالصَّمانا.


الكتاب

( وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ) (١) القيد به لإِخراج الأَدعياءِ ، وكانوا في صدر الإِسلام بمنزلة الأَبناءِ إِلى أَن نَزَلَ : ( وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ) إلى آخر الآيةَ (٢) ، وحُكْمُ الأَبناءِ من الرِّضاعِ وأَبناءِ الأَبناءِ حكمُ الأَبناءِ الصُلْبيَّة.

( لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) (٣) أَي عليها أَو هي عَلى أَصْلِها ؛ شبَّهَ تمكُّنَ المَصْلوب في الجذع بتمكُّن المظروف في الظَّرف. قالوا : هو أَوَّل من صَلَبَ ، والتَّفعيلُ للتَّكثير.

( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ ) (٤) تقدَّمَ في « تَرَبَ ».

( وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) (٥) يأتي في « شَبَه ».

الأَثر

( في الصُّلْبِ الدِّيَةُ ) (٦) يعني إِن كُسِرَ ، أَو إِن أُصيبَ بشيءٍ تَذْهَبُ منه شهوةُ الجماعِ ؛ لأَنَّ المنيَّ مكانهُ الصُّلْبُ ففيهِ الدِّيةُ.

( تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إِلى رَحِمٍ ) (٧) أَي من صُلْبٍ.

( فَوَضَعْتُ يَدي على خاصِرَتي فَقالَ : هذا الصَّلْبُ في الصَّلاةِ ) (٨) شبَّهَ ذلك بفعل المَصْلوب في مدِّ يدِهِ على الجذع.

( اسْتُفْتِيَ عليٌّ 7 في اسْتِعْمالِ صَلِيبِ المَوْتى في الدِّلاءِ والسُّفُنِ فأَبَى

__________________

(١) النِّساء : ٢٣.

(٢) الأحزاب : ٤.

(٣) طه : ٧١.

(٤) الطَّارق : ٧.

(٥) النِّساء : ١٥٧.

(٦) سنن النّسائيّ ٨ : ٥٨ ، الفائق ٢ : ٣١٤.

(٧) غريب الحديث ١ : ٥٩٩ ، الفائق ٣ : ١٢٣.

(٨) الفائق ٢ : ٣١٢ ، النّهاية ٣ : ٤٤.


عَلَيْهم ) (١) هو ما يَسيلُ مِنْها مِنَ الوَدَكِ.

ومنه : ( لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتاهُ أَصحابُ الصُّلُبِ ) (٢) ككُتُب ، وهي جمع صَليبٍ بمعنى الوَدَكِ ، وأَصحابُها : الذين يستخرجونَها من العِظام فيأْتَدِمون بها.

( تَمْرُ ذَخِيرَةَ مُصَلِّبةٌ ) (٣) بالكسر ؛ من : صَلَّبتِ الرّطبةُ تَصْلِيباً ، إِذا بلغَتِ اليُبْسَ. وذخيرةُ : موضعٌ بالمدينة.

( فَصَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ) (٤) أَي صارَتِ الضّربةُ كالصَّلِيبِ.

ومنهُ : ( إِذا رأى التَّصْلِيبَ في مَوْضِعٍ قَضَبَهُ ) (٥) أَي تصويرَ الصَّليبِ. الجمع : تَصالِيبُ.

( الثِّيَابُ المُصَلَّبَةُ ) (٦) المنقوشُ فيها أَمثالُ الصُّلْبان.

( أَمَرَ بِمَحْوِ الصُّلُبَ ) (٧) جمعُ صَلِيب النَّصارى ، أَي صُوَرِها المنقوشة.

المثل

( صَالِبِي أَشَدُّ مِنَ نافِضِكَ ) (٨) هما النَّوعان من الحمّى. يضرب في الأَمرين يزيدُ أَحدهُما على الآخرِ شدَّةً.

صلقب

صَلْقَبَ أَنْيابَهُ : قرَعَ بعضَها ببعضٍ ليَسُنَّها ؛ لغةٌ في صَلْقَم بالميم ، وهو صَلْقَبٌ وصِلْقابٌ ، كسَلْهَب وسِرْداب.

صلهب

الصَّلْهَبُ ، السَّلْهَبُ ؛ وهو الطَّويلُ من الرِّجال أَو مطلقاً ـ كالمُصَلْهَبِ ـ والصُّلْبُ من الحجارة ، والكبيرُ من البيوت ، والشَّديدُ من الإبل ، كالصَّلَهْبَى كسَبَنْتَى ،

__________________

(١) و (٢) الفائق ٢ : ٣١٢ ، النّهاية ٣ : ٤٥.

(٣) الفائق ١ : ٣٥٢ ، النّهاية ٣ : ٤٥.

(٤) الفائق ٢ : ٣١١ ، النّهاية ٣ : ٤٤.

(٥) النّهاية ٣ : ٤٤.

(٦) النّهاية ٣ : ٤٤ ، غريب الحديث ١ : ٥٩٨.

(٧) مسند أحمد ٢ : ٢٩٠ ، بتفاوت.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٤٠٨ / ٢١٦١.


وهي بهاءٍ ، والأَلفُ للإِلحاق.

واصْلَهَبَ الشَّيءُ : صَلُبَ ؛ لغةٌ في اصلَهَمَّ ..

والأَشياءُ : ذهبَتْ ممتدَّةً على وجهها ..

والرَّجُلُ قائماً : إِذا رأَيتَه قائماً مستقيماً ، ولا تعني أَنَّه قام ساعتئِذٍ ..

والفرسُ : امتدَّ في عدوِه ؛ لغةٌ في اسْلَهَبَّ.

صنب

الصِّنابُ ، ككِتَاب : صِباغٌ تُتَّخذُ من الخردلِ والزَّبيبِ (١) ، أَو الخردلِ واللَّبنِ ، ومنه : فرسٌ وبِرْذَونٌ صِنابيٌ ، إِذا كانَ لونُهُ بين الصّفرة والحمرة ، أَو خالطَتْ شُقرتَهُ شعرةٌ بيضاءَ ، أَو هو الكميتُ يحكي لونُهُ لونَ الصِّناب.

وككِتاب وكِتابَة : الطَّويلُ الظَّهرِ والبطنِ ؛ لغةٌ في السِّناب والسِّنَابَة بالسّين.

صنخب

الصِّنْخَابُ ، كسِرْداب : الصِّلْخامُ ؛ وهو الطَّويلُ ، الضَّخمُ من الإِبلِ.

صنعب

الصَّنْعَبَةُ ، كحَنْظَلَة : الصُّلبةُ الشَّديدةُ من النُّوق.

صوب

الصَّوابُ : إِدراكُ المقصودِ بحسبِ القصدِ ، وما يُحمَدُ ويُرْضى من العملِ والقولِ ، وهو اسمٌ من : أَصابَ إِصابةً ، إِذا أَتى به ( صحيحاً ) (٢) ، كالصَّوْب ؛ يقال : دعني فَلِي خَطإِيَ وصَوْبي وإِصابَتِي.

وصَابَ صَوْباً ، كقَالَ : نَزَلَ وهَبَطَ ..

__________________

(١) ومنه الأثر : ( أتاه أعرابيّ بأرنبٍ قد شواها ، وجاء معها بِصِنابِها ). الفائق ٢ : ٣١٦ ، النّهاية ٣ : ٥٥.

(٢) ليست في « ت » و « ج ».


و ـ المطرُ بمكان كذا : وَقَعَ ..

وأَرضَهُم : مَطَرَها ..

والسَّماءُ بالمطرِ : جاءَتْ ..

والسَّهمُ الغرضَ صَوْباً ، وصَيْبُوبةً : وصَلَهُ ..

وفلاناً أَمرٌ : وَقَعَ به.

وأَصابَ إِصابَةً : خلافُ أَصعَدَ ..

وفلاناً بكذا : جناهُ عليه وأَوقعَهُ به ..

والمكروهُ زيداً : حلَّ به ..

وزيدٌ فلاناً بمعروفٍ : أَعطاهُ ..

والسَّهمُ : قَصَدَ ولم يَجُرْ ..

وبغيتَهُ : نالها ..

والرَّامي : قَرْطَسَ القرطاسَ ..

وفلاناً الشَّيءُ : أَدركَهُ ، ومنه : أَصابَهُ مِن قولِ النَّاس ما أَصابَهُ ..

والرجلُ الشيءَ : وجدَهُ ..

والمالَ : اجتاحَهُ (١) واستأصَلَهُ ..

والدَّهرُ القومَ : فجَّعهُم.

وصَوَّبَهُ تَصْوِيباً : قال له : أَصَبْتَ ..

ورأْسَهُ : خفضَهُ ..

والإِناءَ : أَمالَهُ.

وتَصَوَّبَ : انحدَرَ وتسفَّلَ ..

وعليه : نَزَلَ ..

والسَّحابُ : أَسَفَّ.

والصَّوْبُ ، كثَوْبٍ : المطرُ ـ تسميةً بالمصدرِ ـ والصَّوابُ ، والجِهةُ ، ومنه : هُدِيَ إِلى صَوْبِ الصَّوابِ.

والصَّيِّبُ ، كسَيِّدٍ : السَّحابُ ذو الصَّوْبِ والمطرِ.

والمُصِيبَةُ : المكروهُ يُصِيبُ الإِنسانَ ، والتّاءُ فيها للنَّقلِ من الوصفيَّةِ إِلى الاسميَّةِ. الجمع : مَصائِبٌ ـ والتزموا الهمز فيها تشبيهاً بصَحائِفَ ، وهو شاذّ ، وأَصلُها : مَصاوِبُ ـ وجاءَ جمعها على الأَصل أَيضاً فقالوا : مَصاوِبُ ، وهو القياسُ.

__________________

(١) عن « ش ». وفي « ج » : احتاجه. وفي « ت » : اجتاجه. وكلام المعنيين صحيح. انظر تاج العروس.


قال في الارتشاف : وهو قول أَكثر العرب.

وقال الأَصمعيُّ : أَرى أَنَّ جمعَها على مَصائِبَ من كلام أَهل الأَمصار (١).

والمَصُوبَةُ ، والصَّابَةُ ، والمَصابُ ، والمَصابَةُ ، بفتحِهِما : المُصيبَةُ.

وفي عقلِهِ صابَةٌ : لؤْثَةٌ وضَعفٌ.

ورجلٌ مُصابٌ بعقلِه وبصرِه ، بالضمِّ : أَعمى مجنونٌ.

وهذا مَصَابُ الغَيثِ ، بالفتح : حيثُ صابَ.

وشِمْتُ مَصَاوِبَ المطرِ : حيثُ يَصوبُ من الآفاق.

واسْتَصْوَبَ قولَهُ أَو فعلَهُ : رَآهُ صَواباً ، كاسْتَصابَهُ.

والصَّيُوبُ والصَّوِيبُ ، كصَبُورٍ وطَويلٍ : الصائِبُ.

والصُّوبَةُ ، كصُوفَةٍ : الصُّبْرَةُ من طعام وغيرِه ؛ يقال : دخلتُ إِليه فإِذا الدنانيرُ صُوبَةٌ بينَ يديهِ ، أَي مَهِيلَةٌ.

وصَوَّبَ الطعامَ تَصْوِيباً : جعلَهُ صُوبَةً.

والصُّيَّابُ والصُّيَّابَةُ ، كرُمَّان ورُمَّانَة : الخِيارُ من كلِّ شيءٍ.

وهو في صُيَّابَةِ قومِهِ ، وصُوَّابَتِهِم : في صميمِهِم ولُبابِهِم.

وقومٌ صُيَّابٌ : كرامٌ خيارٌ ؛ قال (٢) :

قُفْدِ الأَكُفِّ لِئامٍ غيرِ صُيَّابِ

وهو من صُيَّابِ مالِهِ : مِنْ خالصِه.

وهو صُيّابةُ قومِه : سيِّدُهُم.

والصَّابُ : ما اشتدَّتْ مرارتُهُ ، أَو هو قثَّاءُ الحمار ، أَو بقلةٌ يتوعيَّةٌ شديدةُ الحرارةِ والمرارةِ ، واحدتها بهاء.

والمِصْوَبُ ، كمِرْوَد : المِغْرَفَةُ.

__________________

(١) عنه في المصباح المنير : ٣٥٠.

(٢) في اللّسان : قيل لجندل بن عبيد بن حُصَين ، وقيل : لأبيه « عبيد الرّاعي » يهجو ابن الرّقاع.

وقبله :

من مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللؤْمِ أعينُهُم


ومن المجاز

أَصابَ زوجتَهُ ، ومنها : جامَعَها.

وأَصابَ الرّأْيَ ، فهو مُصِيبٌ.

وأُصِيبَ فلانٌ : قُتِلَ ..

ودعاؤُهُ : أُجيبَ.

وأَصابَ اللهُ بك خَيراً : أَرادَهُ بكَ ، ومنه ما حكاهُ الأَصمعيُّ عن العرب : أَصابَ الصَّوابَ فأَخطأَ الجوابَ ، أَي أَرادَ (١).

وعن رُؤْبةَ : أَنَّ رجلينِ من أَهلِ اللّغةِ قصداهُ ليسأَلاهُ عن هذه الكلمة ، فخرَجَ إِليهما ، فقال : أَينَ تُصِيبانِ؟ فقالا : هذه طلِبَتُنا ، ورَجَعا (٢).

الكتاب

( وَقالَ صَواباً ) (٣) أَي شَهِدَ في الدُّنيا بالتّوحيدِ وقال : لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، أَو قال يَؤْمئذٍ قَوْلاً صَواباً.

( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ ) (٤) أَي « أَو مَثَلُهُم في اشتِراءِ الضَّلالةِ بالهُدى كمَثَلِ ذَوي صَيِّبٍ » وهو المطر أَو السَّحاب ذو الصَّوْبِ ، والتَّقييدُ بالظّرف للتّعميم من حيثُ تعريفِ السَّماءِ المؤْذِنِ بأَنَّ انبعاثَ الصَّيّبِ ليس من أُفُقٍ واحدٍ من آفاقِها ؛ فإِنَّ كلَّ أُفقٍ ( منها ) (٥) سماءٌ على حِدَةٍ ، كما أَنَّ كلَّ طبقةٍ من طباقِها سماءٌ ، فأَفادَ أَنَّهُ صَيِّبٌ عامٌّ مُطْبِقٌ أَخَذَ بآفاقِ السّماءِ.

( رُخاءً حَيْثُ أَصابَ ) (٦) أَي قَصَدَ وأَرادَ.

الأثر

( مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ ) (٧) أَي يَنَلْ منه بالمَصائِبِ ويُبلِهِ بها ليطهِّرَهُ من الذُّنوب ويرفَعَ درجتَه.

__________________

(١) عنه في التّهذيب ١٢ : ١٧٧.

(٢) التّفسير الكبير ٢٦ : ١٨٣.

(٣) النّبأ : ٣٨.

(٤) البقرة : ١٩.

(٥) ليست في « ت ».

(٦) ص : ٣٦.

(٧) البخاريّ : ٧ : ١٤٩ ، الفائق ٢ : ٣٢١.


( كانَ يُصيبُ مِن رَأْسِ بَعْضِ نِسائِهِ وهُوَ صائِمٌ ) (١) أَي يُقبِّلُ.

( يُصِيبُونَ ما أَصابَ النَاسُ ) (٢) أَي ينالونَ ما نالوا.

( أَصابَ مِنْها ) (٣) أَي جامَعَها.

( أُصِيبَ رَجُلٌ في ثِمارٍ ) (٤) أَي أَصابَتْهُ جائِحَةٌ فيها.

( أَصابَ اللهُ أُمَّتَكَ عَلى الفِطْرَةِ ) (٥) أَرادَ أَن تكون على الفطرَةِ.

( إِنَّكُمْ مَنْصُورُونَ عَلى الأَعْداءِ مُصِيبُونَ ) (٦) أَي للغنائِمِ ، أَو مدركون (٧) للفتح.

المثل

( صَابَتْ بِقُرٍّ ) (٨) أَي نَزَلَ الأَمرُ في قَرارِهِ ، والقُرُّ بالضّمِّ : القَرَارُ. يضرب للأَمر يَقَعُ موقعَهُ ، أَو للشّدَّة تُصيبُ القومَ ؛ أَي صارَت الشّدَّة في قرارها فلا يُسْتَطاعُ لها تحويلٌ ؛ قال طُرفَةُ :

فَتَناهَيْتُ وقَدْ صابَتْ بِقُرٍّ (٩)

صهب

الصُّهْبَةُ ، والصُّهُوبَةُ ، بضمِّهما : حُمْرةٌ في سواد ، وحمرةُ الشَّعَرِ أَو شُقْرَتُهُ ، وقد صَهِبَ صَهَباً ـ كتَعِبَ تَعَباً ـ فهو أَصْهَبُ ، وهيَ صَهْباءُ. الجمع : صُهْبٌ كحُمْر. ويصغَّرُ على أُصَيْهِبَ وهو القياس ، وعلى صُهَيْبٍ وبه سُمِّي ، ويقال : مِسكٌ أَصْهَبُ ، كما يقال : عنبرٌ

__________________

(١) النّهاية ٣ : ٥٧.

(٢) انظر صحيح مسلم ٢ : ٧٣٨ / ١٣٩ ، مجمع البحرين ٢ : ١٠٢.

(٣) سنن أبي داود ٢ : ٢٢٩ / ٢٠٨٣.

(٤) مسند أحمد ٣ : ٣٦ سنن النّسائيّ ٧ : ٢٦٥.

(٥) صحيح مسلم ١ : ١٤٩ / ٢٦٤.

(٦) سنن التّرمذيّ ٣ : ٦٠ / ٢٣٥٨ ، مسند أحمد ١ : ٣٨٩.

(٧) في « ت » : مذكورون.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٤٠٢ / ٢١١٦.

(٩) ديوانه : ٥٩ وصدرُهُ :

سادراً أَحسب غيِّي رَشداً


أَشْهَبُ.

وجملٌ أَصْهَبُ ، وناقةٌ صَهْباءُ ، إِذا خالَطَ بياضهُما حمرة ، وهو أَن يَحْمَرَّ أَعلى الوبر وتبيضَّ أَجوافُهُ ، وهو جملٌ صُهَابِيٌ ، وناقةٌ صُهَابِيَّةٌ أَيضاً ؛ بضمِّهما ، وقيل : هو منسوبٌ إِلى صُهَابٍ ـ كغُرابٍ ـ اسمِ فحلٍ ، أَو موضعٍ.

وأَصْهَبَ الفحلُ : وُلِدَ له الصُّهْبُ.

والأَصْهَبُ : الأَسَدُ ، وعينٌ (١) بالبحرين.

وعينُ الأَصْهَبِ : بين البصرةِ والبحرينِ.

والصَّيْهَبُ ، كغَيْهَب : الطَّويلُ من الرِّجالِ ، والصُّلبُ من الصّخور ، والأَرضُ المستويةُ ، والموضعُ الشَّديدُ ، وما حَمِيَت عليه الشَّمس من المواضِع حتّى ينشوي عليه اللَّحم ، والحجارةُ.

والصُّهابِيُ ، بالضَّمِّ : ما لم تؤْخذ صدقتُهُ من النَّعَم ، والوافرُ لم يَنْقُصْ ، ومن لا ديوان له.

والصَّهْباءُ : موضعٌ قربَ خيبر.

وصُهْبَى ، كحُبْلَى : اسمُ فرسٍ للنَّمِرِ.

وأَصْهَبَ صَاهِبْ : دعاءٌ للضأن إِلى الحلب.

ومن المجاز

يومٌ أَصْهَبُ ، وصَيْهَبٌ (٢) : شديدُ البرد.

وموتٌ صُهَابِيٌ : شديدٌ ، كقولِهِم : موتٌ أَحمرُ ، ثمَّ قالوا لكلِّ شديدٍ : صُهَابِيٌ.

وشَرِبوا الصَّهْباءَ : وهي الخمرُ ؛ سُمِّيت بذلك للونها.

__________________

(١) في « ش » : « موضع » بدل : « عين ». وقد عدّ المصنّف الأصهب وعين الأصهب موضعين تبعاً للفيروز آباديّ مع أنّهما واحد كما نَبَّه عليه في التّاج.

(٢) كذا في « ت » و « ج » وفي « ش » : « صُهيب » وفي المعاجم : الصَّيهب : اليوم الحار.


وأَكلوا المُصَهَّبَ ، كمُعَظَّم : وهو اللّحمُ المختلطُ بالشّحمِ ، أَو الضّعيفُ الشِّواءِ لم يَنْضَجْ فحمرتُهُ باقيةٌ.

ووحشٌ مُصَهَّبٌ : مختلطٌ.

وهو أَصْهَبُ السّبالِ ، وهم صُهْبُ السّبالِ : كنايةٌ عن الأَعداءِ : قال الأَصمعيُّ : يقالُ للأَعداءِ : صُهْبُ السّبال ، وسودُ الأَكبادِ ، وإِن لم يكونوا كذلك (١).

ويقال : أَصلُهُ الرّومُ ؛ لأَنَ الصُّهُوبَةَ فيهم ، وهم أَعداءُ العرب.

الأثر

( إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ فَهُوَ لِزَوْجِها ) (٢) مصغَّرُ أَصْهَبَ ، أَي في شَعرِ رأْسِهِ حمرةٌ ، وقيلَ : يعلو لونَهُ صُهْبَةٌ ، وهي كالشُّقْرَةِ.

( نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْبٌ لَوْ لَمْ يَخَفِ اللهَ لم يَعْصِهِ ) (٣) قيل : حديثٌ نبويٌّ ، ولم يوجَدْ في المشهور من كُتُبِ الحديث ، وبعضهم يثبتُهُ أَثراً لعمرَ.

قال البهاءُ السّبكيُّ : لم أَر هذا الكلامَ في شَيْءٍ من كتب الحديث ـ لا مرفوعاً ولا موقوفاً ـ عن النّبيِّ 6 ولا عن عمرَ مع شدَّة الفحص عنه (٤).

ومعناهُ : أَنَّهُ لو قَدَّرَ خُلُوَّهُ من الخوف لم يَقَعْ منه معصيةٌ ، فكيفَ والخوفُ حاصلٌ له؟! فهو كقولك : لو أَهانني زيدٌ لأَكرمتُهُ ، فالمشروطُ في « لَوْ » غيرُ منتفٍ على كلِّ تقديرٍ.

وصُهَيْبٌ المذكُورُ ـ وهو ابنُ سِنانٍ النمريّ الروميّ ـ أَصلُهُ من النمر ، وأُمُّهُ مازِنيّةٌ سَبَتْهُ الرومُ مِنْ نَينوى ، ويقالُ : اسمُهُ عبدُ الملكِ وصُهَيْبٌ لقبٌ ؛ لأَنَّهُ

__________________

(١) عنه في مجمع الأمثال ١ : ٣٩٥.

(٢) الفائق ٢ : ٣٢٢ ، النّهاية ٣ : ٦٢.

(٣) كنز العمّال ٣ : ٤٣٧ / ٣٧١٤٦ ، مجمع البحرين ٢ : ١٠٣.

(٤) عروس الأفراح ( ضمن شروح التلخيص ) ٢ : ٧٩.


كانَ أَصْهَبَ أَشْقَرَ يَخْضِبُ ، وهو بدريٌّ من السابقين.

صيب

صَابَ السهمُ يَصِيبُ صَيْباً ، كباعَ : لغةٌ في أَصابَ ، وهو سَهْمٌ صائِبٌ ، وصَيُوبٌ ، كبَائِع وهَيُوب. الجمع : صِيَابٌ ، وصُيُبٌ ، كصِيام وصُبُر.

وصُيَّابُ القوم وصُيَّابَتُهُمْ : لخيارِهِم ، قيل : يَائِيٌّ فهذا محلُّهُ ، وقيل : واويٌّ قُلبت واوُهُ ياءً لقربها من الآخَرِ ، كما قالوا في نُوَّامٍ : نُيَّامٌ ، وهو الصحيحُ ؛ لقولِهِم : صُوَّابَةٌ ، بمعناهُ.

فصل الضاد

ضأب

الضِّئْبُ ، كذِئْب : دابَّةٌ بحريَّةٌ ، أَوْ هو حَبُّ اللؤْلؤ ، وقيل : دابَّةٌ من دوابِّ البرِّ على هيئةِ الكلب وخلقتِه ، ويقال فيها : ضَيْبٌ ، كجَيْبٍ.

والضُّؤْبانُ ، كعُثْمانَ : الجملُ السمينُ القويُّ.

وكغَيْهَب : من يتقحَّمُ الأُمورَ ، أَو هو مصحَّف « ضَيْأَز » بالزاي.

ضبب

الضَّبُ ، كفَلْس : حيوانٌ برّيٌّ معروفٌ ، قالوا : يعيشُ سبعمائة سنةٍ فصاعداً ، وهو لا يشربُ الماءَ. الجمع : ضِبَابٌ ، وأَضُبٌ ، وضُبّانٌ ، ككِلاب وأَكُفّ وشُبّان. والأُنثى بهاءٍ ، الجمع : ضِبابٌ ، كدَبَّة ودِباب.

وضَبِبَتِ الأَرضُ ، كتَعِبَت : كَثُرَ ضِبابُهَا ، فهي ضَبِبَةٌ ، ككَلِمَةٍ ، وهو ممَّا جاءَ على الأَصل من إِظهار التضعيف في الفعل والاسم ، وهو شاذٌ ، ويقال أَيضاً : أَضَبَّتْ إِضْباباً ، فهي ( مُضِبَّةٌ.


وأرضٌ ) (١) مَضَبَّةٌ ، كمَحَلَّةٍ : كثيرتُها ، ومنه : وقعنا في مَضابَ مُنكِرةٍ ، أَي قطعٍ من الأَرضِ كثيرةِ الضِّبابِ.

ورجلٌ مُضَبِّبٌ ، كمُحَدِّث : يصطادُ الضِّبابَ.

وضَبَ الماءُ والدمُ والريقُ ضَبِيباً ، كحَنَّ حَنِيناً : سالَ سيلاناً قليلاً ، أَو هو دونَ السيلان ؛ كأَنَّه مقلوبُ « بَضَّ ».

وأَضْبَبْتُهُ أَنا إِضْباباً (٢).

وضَبَّتْ يَدُهُ بالدم ، ( وضَبَّتْ لَثَتُهُ ) (٣) : رَشَحَتْ بقليلٍ من الدم.

وفي شفتِهِ ضَبٌ ، إِذا ضَبَّتْ دماً.

والضَّبابُ ، كسَحاب : ندىً كالغبارِ يَغشَى الأَرضَ بالغدواتِ ، واحدتُهُ : ضَبابَةٌ ، كسَحَابَة.

وأَضَبَ اليومُ إِضْباباً ، إِذا كان ذا ضَبابٍ ، فهو مُضِبٌ.

ومن المجاز

في قلبِهِ ضَبٌ ، أَي حقدٌ وغيظٌ كامنٌ كُمونَ الضَّبِ في جُحْره.

وقد أَضَبَ على غِلٍّ في قلبِهِ ، إِذا أَضمَرَهُ ..

وعلى ما في نفسِهِ : سكت ، كضَبَ ضَبّاً ، كضَرَبَ ..

والشيءَ : أَخفاهُ ..

وعليه : أَمسَكَهُ واحتوى ، كضَبَ ، وضَبَّبَ تَضْبِيباً ..

وفلاناً : لزِمَهُ فلم يفارقهُ ..

وعلى مطلوبِهِ : أَشرفَ على الظفرِ به ؛ كأَنَّه حان أَن يُضِبَ عليه ، أَي يحتوي ..

وفلانٌ : صاحَ وتكلَّمَ متتابعاً ؛ ضِدٌّ (٤) ، أَو الهمزةُ للسلبِ بمعنى : أَزال ضَبَّهُ ، أَي سكوتَهُ ..

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».

(٢) في « ج » : وأضبَّهُ إضباباً.

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت » وكان في « ج » ثم شطب عليه.

(٤) لِما تقدّم من أنَّ أَضَبَّ بمعنى سَكَتَ.


و ـ القومُ : صاحَ بعضُهم إِلى بعضٍ ..

وعليه : أَكثروا ..

وفي الأَمر : نَهَضُوا جميعاً ..

والنعمُ : أَقبلَ متفرِّقاً ..

والشَّعرُ : كَثُر ..

والمكانُ : كثر نباتُهُ ..

والسقاءُ : ذهب ماؤُهُ من خرْزَةٍ فيه ؛ كأَنَّهُ صار ذا ضَبٍ ، وهو الداءُ في الشفة تَضِبُ منه دماً.

وضَبَ ناقتَهُ ضَبّاً ، كقَتَلَ : حلبها بأَربع أَصابعٍ ، أَو بجميع كفِّهِ ، وعَصَرَ أَخلافَها عصراً شديداً ، وهيَ ناقةٌ ضَبُوبٌ : لا يَخْرُجُ لبنُها إِلاَّ بالضَّبِ.

والضَّبُ : ورمٌ في فِرْسَنِ البعيرِ وصدرهِ ، وفتقٌ ونُتُوءٌ في الإِبطِ شبيهٌ بالضَّبِ في خِلقتِهِ ، وقد ضَبَ (١) البعيرُ ضَبَباً (٢) ـ كتَعِبَ تَعَباً ـ فهو أَضَبُ ، وهي ضَبَّاءُ.

والضَّبَّةُ : مَسْكُ الضَّبِ يُتَّخذُ عكَّةً للسَّمْن ، والطَّلعةُ قبل أَن تنفلقَ ـ كالضَّبِ ـ وقطعةٌ عريضةٌ من حديدٍ أَو صفرٍ يُشعَبُ (٣) بها الإِناءُ ويشدُّ بها الباب ، وجُزْءَةُ السكيِّنِ ؛ لأَنَّها تُشَدُّ بالنصاب ، جمعها : ضِبابٌ ، وضَبَّاتٌ.

وضَبَّبَ بابَهُ وإِناءَهُ ( تَضْبِيباً ) (٤) : جعل له ضَبَّةً ، فهو مُضَبَّبٌ.

وهُمْ شَجَرُ الضِّبابِ ، أَي أَذلاَّءُ ( مُستضعفونَ ) (٥) لا منعةَ عندهم ؛ لأَنَ الضِّبابَ تلعبُ على أَغصانِها وتكسرُها.

والضَّبِيبَةُ ، كسَفِينَةٍ : سمنٌ ورُبٌّ يجعلانِ في عُكَّةٍ للصبيِّ ، وضَبَّبَ للصبيِّ : اتّخذها له ، وضَبَّبَهُ : أَطعمَهُ إِيَّاها.

وتَضَبَّبَ الصبيُّ : سَمِنَ.

__________________

(١) في « ش » : ضَبِبَ.

(٢) في « ت » : ضَبيباً.

(٣) في « ش » : شيب.

(٤) و (٥) ليست في « ت ».


وفلانٌ تَضِبُ (١) لِثاتهُ لكذا أَو عليه ، ويَضِبُ (٢) فُوهُ : اشتدَّ حرصُهُ عليه ، كقولهم : يَتَحَلَّبُ فوهُ ؛ كالرجل يشتهي الحموضةَ فيتحلَّبُ له فوه ..

والرجُلُ : تشنَّجَ واسترخى ، فهو ضُباضِبٌ ، بالضمِّ.

والضَّبُوبُ ـ كصَبُور ـ من الشاءِ : الضيِّقةُ ثقب الإِحليلِ ..

ومن الدوابِّ : التي تبول وهي تعدو ..

و : وادٍ ، وماءٌ ، واسمُ عِدَّةِ أَفراسٍ لهم.

وكأَمير : حدُّ السيفِ.

وكسِمْسِم : السمينُ القصيرُ ، والجَلِدُ الفحَّاشُ ، والقصيرُ القويُّ ، كالضُّباضِبِ كحُلاحِل (٣).

ومَضَبٌ ، كمَحَلّ : [ موضعٌ ] (٤).

وقلعةُ الضِّبابِ ، ككِتابٍ : بالكوفة.

وأَبو ضَبَّةَ : الدَّرَّاجُ.

وأُمُ ضَبَّةَ : الحمارةُ.

وأُمُ ضِبابَ : الثُّقْبُ.

وأَبو ضُبَيْبَةَ ، مصغَّرةً : ضربٌ من الضِّبابِ صغيرُ الجسم.

والضَّبابُ ، كسَحاب : بطونٌ من قبائل العرب.

وككِتاب : بطنٌ من بني عامرٍ ، وهو معاويةُ بنُ كلابِ بنِ ربيعةَ بن عامرٍ ؛ لُقِّب بالضِّبابِ لأَسماءِ أَولاده ، وهم : ضَبٌ ومُضِبٌ وحِسْلٌ وحُسَيْلٌ.

وضَبَّةُ بنُ أُدّ بنِ طابِخَةَ بنِ إِلياس بنِ مُضَرٍ : عمُّ تميمِ بنِ مرَّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَة ، منهم : المفضَّلُ بنُ محمَّدٍ الضَّبيُ

__________________

(١) في « ت » و « ج » : تَضَبَّبَ. والمثبت عن « ش » موافقة للأساس.

(٢) في « ت » و « ج » : وتَضَبَّبَ. والمثبت عن « ش » موافقة للأساس.

(٣) في « ش » : كحلائل.

(٤) عن التكملة والقاموس.


الأَديبُ العلاَّمة المشهورُ. وفي قريشٍ : ضَبَّةُ بنُ الحارِثِ بنِ فهرِ بنِ مالكٍ. وفي هذيل : ضَبَّةُ بنُ عمروِ بنِ الحارثِ بنِ تميمٍ بنِ سعدِ بنِ هذيلٍ ، وضَبَّةُ (١) بنُ عبدِ اللهِ بنِ نميرٍ ، وبنو ضَبَّةَ في سعدِ هذيمٍ (٢).

وضَبَّةُ : قريةٌ بالحجاز على ساحل البحر في طريق الشام ، وبحذائها قريةٌ يقالُ لها : بدا ، وفيهما يقول العرب :

من ضَبَّةٍ إِلى بَدَا

سَبْعُون ميلاً عَدَدا (٣)

( وضَبٌ ، كفَلْس : اسمُ الجبلِ الذي في أَصله مسجدُ الخيفِ ، ومنه : طريقُ ضَبٍ ، وهيَ طريقٌ مختصرةٌ من المزدلفة إلى عرفة [ عن يمين ] (٤) من ذهب إلى عرفة. قيل : إنَّ النبي 6 سلكها في مسيره إلى عرفة ، وعن عطاء : إنّها طريقُ موسى بنِ عمرانَ 7 (٥) ) (٦).

الأثر

( لَمْ أَزَلْ مُضِبّاً ) (٧) أَي ذا ضَبٍ ، وهو الحقد ؛ مِن أَضَبَ عليه.

( مَا زَالَ مُضِبّاً ) (٨) إِذا تكلَّم ضَبَّتْ لِثاتُهُ دماً ؛ أَي رشحت.

( ولا ضَبُوب ) (٩) هي الضيِّقةُ الإِحليل من الشاء ، وقال الأَصمعيُّ : هي التي يقصُرُ خِلْفُها فلا تحلب إِلاَّ بِمَصْر ،

__________________

(١) صوابه « ضِنَّة » بالنون. انظر الاشتقاق : ٢٩٤ ، وأنساب السمعانيّ ٤ : ٢٢.

(٢) صوابه « ضِنَّة بنُ سعدِ هذيم ». انظر الإكمال ٥ : ٢١٥ ، وأنساب السمعانيّ ٤ : ٢٢ ، وتبصير المنتبه ٣ : ٨٥٤.

(٣) انظر الأنساب للسمعانيّ ٤ : ١٢.

(٤) عن المجموع المهذّب ٨ : ٨٥ ، وحواشي الشيروانيّ ٤ : ١٠٥.

(٥) أخبار مكة للأزرقي ٢ : ٦٩٣.

(٦) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٧) و (٨) النّهاية ٣ : ٧٠.

(٩) الفائق ٢ : ٢١٧ ، النّهاية ٣ : ٧٠.


وهي الحلب بالسبَّابة والإِبهام (١).

المثل

( أَوَّلُ ما أَطْلَعَ ضَبٌ ذَنَبَهُ ) (٢) يروى برفع « أَوَّل » ونصب « ذنبِه » على معنى : هذا أَوَّلُ إِطلاع ( ضَبٍ ) (٣) ذَنَبَهُ. ( وبرفعهما على معنى : أوّلُ شيءٍ أطلَعَهُ ذَنَبُهُ. وبنصبهما على جعل « أوّل » ظرفاً ، والمعنى : في أوّل ما أَطْلَعَ ذَنَبَهُ ) (٤). يضرب للرجل يصنعُ الخيرَ ولم يكن صَنَعَهُ من قبلُ ، أَي هذا أَوَّلُ صنيعٍ صنعَهُ.

( هُوَ كَفُ الضَّبِ ) (٥) يضرب للبخيل. وكفُ الضَّبِ مَثَلٌ في القِصَرِ والصِّغَرِ ؛ يقالُ : ( أَقصَرُ مِنْ فِتْرِ الضِّبِ ، وإِبهامِ الضَّبِ ) (٦).

( أَتُعَلِّمُني بِضَبٍ أَنَا حَرَشْتُهُ ) (٧) أَي اصطدتُهُ من جُحْرِهِ. يضرب ( لمن يُخْبِرُ ) (٨) بأَمرٍ مَنْ هو صاحبُهُ ومتولِّيه.

( إِذَا أَخَذْتَ بِذَنَبةِ الضَبِ أَغْضَبْتَهُ ) (٩) ويروى : « برأَسِ الضَّبِ ».

والذَّنَبَةُ : مؤَنَّث الذَّنَبِ ، وأَنكرَهُ بعضُهُم. يضربُ لمن يُلجِئُ غيرَهُ إِلى ما يكرَهُ.

( أَعَقُّ مِنْ ضَبٍ ) (١٠) أَي ضَبَّةٍ ، وذلك أَنَّها تأكل ولدها ؛ لأَنَّها إِذا باضت لم تزل تحرسُ بيضَها من حيَّةٍ ونحوها ، فإِذا

__________________

(١) قول الأصمعي لتعريف الكموش لا ما ورد انظر القول في الفائق ٢ : ٢١٧.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٦٢ / ٣٠٤ ، وفي « ت » : أول ما أخرجَ ، والمثبت عن « ج » و « ش » والمصدر.

(٣) ليست في « ت » و « ج ».

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».

(٥) الأساس.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٨ / ٢٩٦٩.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ١٢٥ / ٦٣٢ ، وفيه : تعلمني.

(٨) ليست في « ت ».

(٩) مجمع الأمثال ١ : ٢٧ / ٩٤ ، وفي « ت » : ذنب والمثبت عن « ج » و « ش » والمصدر.

(١٠) مجمع الأمثال ٢ : ٤٧ / ٢٦١٦.


خرجت أَولادُها من البيض ظنَّتها شيئاً يريدُ أَولادها فوثبت عليها تقتلها ، فلا ينجو منها إِلاَّ الشريدُ.

( أَعْقَدُ مِنْ ذَنَبِ الضَّبِ ) (١) قالوا : إِنَّ عُقَدَهُ كثيرةٌ ، وزعموا أَنَّ بعض ( أهل ) (٢) الحضرِ كسا أَعرابيّاً ثوباً ، فقال : لأُكافئنَّكَ على فعلك بما أُعلِّمُكَ ؛ كَمْ في ذنب الضبِ من عقدةٍ؟ قال : لا أَدري ، قال : فيه إِحدى وعشرون عقدةً.

( أَضَلُّ مِن ضَبٍ ) (٣) لأَنَّهُ إِذا خرج من جحرهِ لم يهتد للعود إِليه.

( أَرْوى مِنْ ضَبٍ ) (٤) لأَنَّه لا يشرب الماءَ أَصلاً ، ولكن إِذا عطش فتحَ للريحِ فاه فرَوِيَ (٥).

( أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍ ) (٦) لأَنَّه كثيرُ التواري في جحرهِ ـ والخدعُ : التواري ، ومنه : المَخْدَعُ ـ فإِذا توارى في جحره أَخرجَ ذنبَهُ من بابِ جحرِهِ ، فإِذا جاءَ المُحترِشُ وأَمسكَ بذنبِهِ جذبَهُ إِلى داخل فأَدخلَ المحترشُ يدَهُ فتلسعُهُ العقارب ؛ وذلك أَنَّ بيت الضبِ لا يخلو من العقارِبِ لما بينهما من الأُلفة ؛ قال :

وَ أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍ إِذا جاءَ حارشٌ

أَعَدَّ لَهُ عِنْدَ الذَّنابَةِ عَقْرَبا (٧)

يضرب لمن يُطْلَبُ إِليهِ شيءٌ وهو يروغُ إِلى غيرهِ.

( أَعْمَرُ مِن ضَبٍ ) (٨) ، قالوا : يبلُغُ الحِسْلُ ـ وهو فرخُهُ ـ مائَةَ سنةٍ ، ثمَّ تسقط سنُّه ، فحينئذٍ يسمّى : ضبّاً ، ثمَّ يعيشُ سبعمائةَ سنةٍ فصاعداً. يضرب لمن طال عمرُهُ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٥٠ / ٢٦٢٩.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٦ / ٢٢٥١.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٣١٥ / ١٦٩٨.

(٥) كذا في النسخ والأنسب : فيروى.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٠ / ١٣٧٣.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٠.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٥٠ / ٢٦٣٢.


( ضِبابُ أَرْضٍ حَرْشُها الأَراقِمُ ) (١) حَرْشُهُا أَي محروشُها ، والأَرقَمُ : الحيَّةُ ، أَي : لا يصادُ (٢) منها إِلاَّ الحيّاتُ. يضربُ لمن له هيبةٌ وجاهٌ ثمَّ لا يسلمُ عليه جارٌ ولا قريبٌ.

( ضَبِّبُوا لِصَبِيِّكُم ) (٣) ويقال : ( ضَبِّب لأَخيكَ ) أَي اتَّخِذْ له الضَّبِيبةَ ، وهي السمنُ والربُّ يخلطان في عكَّةٍ للصبيِّ. يضرب في استبقاءِ الإِخاء وتربية المودَّةِ بالملاطفة والإِحسان.

( إِنَّهُ لَضَبُ كَلَدَةٍ لا يُدْرَكُ حَفْراً ولا يُؤخَذُ مُذَنَّباً ) (٤) الكَلَدَةُ : المكانُ الصُّلْبُ لا يَعْمَلُ فيه المحفارُ (٥) ، و « لا يؤخذُ مذنَّباً » أَي ( لا يؤخذُ ) (٦) من قِبَلِ ذنبِهِ ؛ يقال : ذَنَّبَ الضبُ تذنيباً ، إِذا أَخرج ذنبَهُ عند الحرش. يضرب لمن لا يُدرَكُ ما عندَهُ.

( ضَبَّةُ حَزْنٍ في حَوامي قَلَعٍ ) (٧) الحَزْنُ ، كفَلْس : ما غلُظَ من الأَرض. والحوامي : النَّواحي. والقَلَعُ ، محرَّكةً : الصخور العظيمة ، جمع قلعةٍ ، كقَصَب وقَصَبَةٍ. يضرب لليقظ الحازِم لا يخادعُ عن نفسه وماله ، فإِنَ الضبَّةَ إِذا كانت في مثل هذا المكان لا يُقدَرُ عليها.

( بُنَيّ يَحْلِبُ وأَضِبُ على يَدَيْهِ ) (٨) أَي أَمسِكُ على يديه ، ويروى : « وأَشُدُّ على يديه ». وأَصلُهُ : أَنَّ امرأَةً احتاجت إِلى الحلب ولم يحضرها رجلٌ يحلب لها ـ والحلبُ عارٌ عندهُنَّ ، إِنَّما يحلب

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٢ / ٢٢٣٣.

(٢) في « ج » و « ش » : « يصطاد » بدل : « يصاد » وفي نسخة من « ج » كالمثبّت.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٢ / ٢٢٣١.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٦٣ / ٣١٢.

(٥) في « ش » : « الحفّار » بدل : « المخفار ».

(٦) ليست في « ت » و « ج ».

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٣ / ٢٢٣٨.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٤١٤ / ٤٦٥٨ ، بتفاوت.


الرجالُ ـ فدعت بُنيّاً لها فأَقبضَتْهُ الخلفَ ، ووضعت كفَّها فوق كفِّهِ ، وقالت ذلك. يضرب لمن يفعل الفعل وينسبُهُ إِلى غيره.

ضرب

الضَّرْبُ : إِيْقاعُ شيءٍ على شيءٍ بشدَّةٍ ليؤَثِّرَ فيه ، ضَرَبَهُ يَضْرِبُهُ ضَرْباً ، وضَرَّبَهُ تَضْريباً للتَّكثير.

وقال أَبو زيدٍ : ليس في الواحدِ إِلاَّ التخفيف ، وأَمَّا الجمع ففيه الوجهان ، قال : وهذا قولُ العرب (١).

وقال غيرُهُ : التَّضْرِيبُ لكثرة الضَّرْبِ أَو المَضْرُوبينَ (٢). واسمُ الفاعل : ضَارِبٌ ، ويحوَّل إِلى ضَرُوبٍ وضَرِبٍ وضَرَّابٍ ومِضْرَبٍ ومِضْرابٍ للمبالغة.

ورجلٌ ضَرِيبٌ : ضَارِبٌ ، ومَضْرُوبٌ.

وضارَبَهُ ضِراباً ، ومُضَارَبَةً ، وتَضارَبُوا : ضَرَبَ بعضُهُم بعضاً ، كاضْطَرَبُوا اضْطِرَاباً.

واضْطَرَبَ الولدُ في البطن : تحرَّكَ ..

والأَمواجُ : هاجت وضَرَبَ بعضُها بعضاً ..

والبرقُ : كثُرَ لمعانُهُ ..

والرمحُ (٣) : اشتدَّ اهتزازُهُ.

وضَرِيبَةُ السيفِ ، ومَضْرَبُهُ ، ومَضْرَبَتُهُ ، بفتح الراء وكسرها فيهما : حَدُّهُ ، وهو سيفٌ ماضي الضَّرِيبَةِ ، وسيوفٌ مفلولةُ المَضارِبِ.

والمِضْرابُ ، والمِضْرَبُ ، كمِحْراب ومِنْبَر : ما يُضْرَبُ به.

وضَرُبَتْ يدُهُ ، كقَرُبَتْ : جادَ ضَرْبُهَا.

وضارَبَهُ فضَرَبَهُ ، كقَتَلَهُ : غلبَهُ في الضَّرْبِ.

والضَّرَّابُ ، كشَدَّاد : مَن صناعتُهُ ضَرْبُ الدراهم والدينار.

__________________

(١) المصباح المنير : ٣٥٩.

(٢) الفائق ٢ : ٢٤٢.

(٣) في « ش » : « الريح » بدل : « الرمح ».


وناقةٌ ضارِبٌ : تَضْرِبُ حالبَها.

ورجلٌ ضَرْبٌ ، كفَلْس : خفيفُ اللّحمِ غيرُ جسيمٍ.

والضَّرْبُ : النَّوعُ. الجمع : ضُرُوبٌ ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ.

والضَّرَبُ ، بفتحتين : نوعٌ من القنافِذِ كبيرٌ ، وما غلظ من العسلِ أَو الأَبيضُ منه ، وهي مونَّثةٌ ؛ يقال : هي الضَّرَبُ البيضاءُ (١) ، كالضَّرَبَةِ ، أَو هو جمعٌ لها كقَصَبٍ وقَصَبَةٍ.

واسْتَضْرَبَ العسلُ : غَلُظَ وابيضَّ.

والضَّرِيبُ ، كأَمِيرٍ : اللَّبنُ يُحلبُ بعضُهُ ( على بعضٍ ) (٢) من عدَّةِ لِقاحٍ.

وبهاءٍ : المَضْرُوبُ بالسَّيفِ.

والمَضْرِبُ ، كمَجْلِس : مكانُ الضَّرْبِ ، وزمانُهُ.

ومن المجاز

ضَرَبَ له أَجَلاً : بَيَّنَهُ ..

ومَثَلاً : أَنشأَهُ ، واستعمَلَهُ ..

وعلى يديهِ : أَفسدَ عليه أَمراً أَخذَ فيه ..

وبيدِهِ على الحائطِ : وضَعَها عليه ..

وفي الأَرضِ : سافرَ ..

وفي السَّيرِ : أَسرَعَ ..

وبيدِهِ إِلى الشَّيءِ : مدَّها إِليه فأَمسكَهُ ..

وفي سبيلِ اللهِ : خَرَجَ غازياً ..

وبنفسِهِ الأَرضَ : أَقامَ ، كأَضْرَبَ ..

والوَتِدَ في مكانِ كذا : أَثْبَتَهُ فيه ..

والشَّيءَ بالشَّيءِ : خلطَهُ ..

وفي الماءِ : سَبَحَ ..

وبذقنِهِ ولحيتِهِ : جَبُنَ ، وخافَ ،

__________________

(١) شاهده قول الهذليّ :

وما ضَرَبٌ بَيْضَاءُ يَأْوِي مَلِيكُها

إِلى طُنُفٍ أَعْيا بِرَاقٍ وَنازِلِ

أَنشده أَبو بكر بن الأَنباري في كتابه المذكَّر والمؤَنَّث [ ج ١ : ٤٦٣ ، والشَّاهد في ديوان الهذليين ١ : ١٤٢ ، واللّسان ] « منه ».

(٢) ليست في « ت ».


واستحيا ، وبَخِلَ ..

وعلى الأَمرِ جِرْوَتَهُ : وطَّن عليه نفسَهُ ..

وعنه جروتَهُ : طاب عنه نفساً ، كضَرَبَ عنه جَأْشاً ..

وبالشرِّ : أَسرع به ..

واللبنَ في السقاءِ : حقنَهُ ..

والمجدَ والشرفَ : جمعَهُ ..

والمناقبَ : حازها ، كاضطَرَبَ فيهما ..

ولنفسِهِ مع القومِ بسهمٍ : ساهَمَهُم ..

وعن الأَمرِ : أَعرض تَرْكاً أَو إِهمالاً ، كأَضْرَبَ ..

والخيمةَ : نَصَبَها ..

واللبنَ : صنَعَهُ ..

ولنفسِهِ خاتماً : اتَّخذَهُ ..

وفي الشيءِ بنصيبٍ : أَخَذَهُ ..

( و ـ له الأرضَ فلم يَجِدْه : طافها ودَوَّخها ) (١) ..

والقاضي على يدِهِ : حجرَهُ ومنعَهُ من التصرُّفِ ..

واللهُ بالفالجِ ونحوِهِ : ابْتَلاهُ ( به ) (٢) ..

والجُرْحُ والضرسُ ضَرْباً ، وضَرَباناً : اشتدَّ وَجَعُهُ ..

والعِرقُ : نَبَضَ ..

وعليه رأْسُهُ : صَدَعَ ..

والفخُّ على الطائِرِ ضَرْباً : انطبقَ فأَمسكَهُ ..

والفحلُ الناقةَ ضِراباً : نكحها ، وأَضْرَبْتُهَا أَنا ، واسْتَضْرَبَتْ هي : اشتهت الفحلَ ..

والشيءُ : طال وتحرَّكَ ..

والرجلُ على المكتُومِ : لم يُبْدِهِ.

وضَرَبَ الأَرضَ : ذهب لقضاءِ حاجتِهِ ..

وبالقداحِ : أَجالها.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس « ت » و « ج ».

(٢) ليست في « ت ».


وضَرَبَ الصبيُّ يَسْمَنُ : أَخذ وأَنشأَ يَسمنُ ..

والدهرُ : مضى ..

وبينهم : فرَّق ..

وبهم ضَرَباناً : تقلَّب تقلُّباً ، ويقال : ضَرَبَ الدهرُ من ضَرْبِهِ ومن ضَرَبانِهِ أَنْ كانَ كذا ، أَي قضى من قضائِهِ.

وضَرَبَ الدهرُ ضَرَبانَهُ حتّى صار كذا ، أَي تقلَّب تقلُّبَهُ ، أَو قضى قضاءَهُ المعهودَ في تبديل الأَحوال ، فالمصدر للنَّوع ؛ نحو : ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ ) (١) ..

والغيثُ الأرضَ (٢) : جادَها.

وضَرَبَتِ الطيرُ ضَرْباً : ذهبت تبتغي الرزقَ. وهي طيرٌ ضَوارِبُ ..

والناقةُ : شالت بِذَنَبِها فضربت به فرجَهَا ، فهي ضَارِبٌ ، وضارِبَةٌ ..

والعقربُ ( الرجُلَ ) (٣) : لدغته ..

وفلانةُ فيه بِعِرْقٍ ذي أَشَبٍ ، أي التباسٍ : أدخلَتْ به عليه هُجْنةً.

وإنه لكريم المَضْرِبِ ـ كمَسْجِدٍ ـ أي شريفُ المَنْصِبِ.

وأَضْرب إِضراباً : أطرق ..

وفلانٌ في بيتِهِ : أَقامَ ولم يبرح.

وللأَمرِ جأْشاً : وطَّن عليه نفسَهُ ..

وخُبْزُ المَلَّةِ : نَضِجَ وبلغ أَن يُضْرَبَ ويُنْفَضَ من الرمادِ ..

والسمُومُ الماءَ : أَنشفَهُ الأَرضُ (٤) ..

والقومُ : وَقَعَ عليهم الصقيعُ ..

والبردُ النباتَ : أَفسدَهُ ، فَضَرِبَ ضَرَباً ـ كتَعِبَ تَعَباً ـ فهو ضَرِبٌ ، ككَتِف.

واضطَرَبَ حبلُ القومِ : اختَلَفَتْ (٥) كلمتُهُم ..

__________________

(١) إبراهيم : ٤٦.

(٢) في « ت » : « الأرض الغيث » ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٣) ليست في « ت ».

(٤) في القاموس : « أضربت السموم الماء : أنشفته الأرض ».

(٥) في « ش » : اختَلَّت.


و ـ فلانٌ من كذا : ضَجِرَ منه ..

وذِكْرُهُ في البلاد : سارَ وارتفَعَ شأْنُهُ ..

والشيءُ : طال مع رخاوةٍ ..

والرجلُ : اكتَسَبَ ، وسأَل أَن يُضْرَبَ له ..

وأَمرُهُ : اخْتَلَّ.

وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ : منهزِماً منفرداً.

ورجلٌ مُضْطَرِبٌ : طويلٌ غيرُ شديدٍ.

ورمحٌ مُضْطَرِبٌ : طويلٌ مستقيمٌ يهتزُّ من طولِه.

وضَرَّبَ بين القوم تَضْرِيباً : سَعَى بينهم بالنمائِمِ ..

وفلاناً على الأَمرِ : حرَّضَهُ ..

والخيَّاطُ القميصَ : خاطهُ مع القطن ، فهو قميصٌ مُضَرَّبٌ ، كمُعَظَّم ..

والرجلُ : شَرِبَ الضَّرِيبَ ، وتعرَّضَ للثلجِ ..

وعينُهُ : غارَتْ.

ومطرٌ ضَرْبٌ ، كفَلْسٍ : خفيفٌ.

وصخرٌ ضَرِبٌ ، ككتِفٍ : صُلْبٌ.

ودَرَجَ فلان إِلاَّ ضَرْبَ نساءٍ ـ كفَلْس ـ أَي إِلاَّ بنات وَلَدْنَ في غيرهم.

والضَّرِيبُ : النصيبُ ، والثلجُ ، والجليدُ ، والصقيعُ ـ وقد ضَرَبَتِ الأَرضُ إِذا وَقَعَ فيها الضَّريبُ ، فهي مَضْرُوبَةٌ ـ ومن يَضْرِبُ القِداحَ مَعَكَ ، والمُوَكَّلُ بها ـ الجمع : ضُرَبَاءُ ككُرَماء ـ والقِدْحُ الثالثُ ، والصنفُ من الناسِ ، والنظيرُ ـ كالضَّرْبِ كفَلْس فيهِما ـ وما تكسَّرَ من الحمض أَو رديئهُ ، والرأْسُ.

والضَّريبَةُ : الطبيعةُ ، والشَّكْلُ ، والشَّعَرُ ، والصوفُ يُنْقَشُ ثمَّ يُدْرَجُ ويُغْزَلُ ، والقطعةُ من القطن ، وما يُضْرَبُ على الإِنسان من جِزْيةٍ وَنحوِها ، وعلى العبد من غَلَّةٍ ؛ يقال : كم ضَرِيبَةُ عبدكَ؟ أَي غلَّتُهُ.

والضَّارِبُ : مُتَّسَعُ الوادي ، والمكان المطمئنُّ يُنْبِتُ الشجَرَ ، وقطعةٌ غليظةٌ من الأَرضِ تَسْتَطِيلُ في السهلِ ، والليلُ


المظلمُ عمَّتْ ظلمتُه.

والمَضْرَبُ ، كمَقْعَدٍ : ما فيه مُخٌّ من العظم.

وكمِنْبَرٍ : الفسطاطُ العظيمُ.

وكمَجْلِسٍ : الوقتُ الذي يَضْرِبُ فيه الفحلُ الناقةَ ؛ يقال : أَتَتِ الناقة على مَضْرِبِها.

ومَضْرِبُ المَثَلِ : محلُّ استعمالِه.

وضَارِبُ السَّلَم : موضعٌ باليمامة.

وضُرابِيَةُ ، كقُراسِيَةٍ : كورةٌ بمصرَ ، أَو هي بالطاء المهملة.

وعرفةُ بنُ محمَّدٍ الضَّرَّابُ ، كشَدَّاد : محدِّثٌ ، ( وعُرِف بذلك جماعة من العلماء والمحدثين.

ونوحُ بن ميمون المَضْرُوبُ : محدّث ) (١) روى عن مالك بن أَنسٍ والثوريِّ ؛ عُرِفَ بذلك لضَرْبَةٍ في وجهه ضَرَبَهُ اللصوصُ.

الكتاب

( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ) (٢) جُعِلَتا كالقبَّة المَضْرُوبَةِ عليهم في الإِحاطة بهم ، وأُلصقتا بهم وجُعلتا ضَرْبَةَ لازِبٍ ، فلا تكاد ترى يهوديّاً إِلاَّ ذليلاً في نفسه ، أَو فيما يُظْهِرهُ من حاله مخافةَ أَن يُستزادَ في الجزيةِ.

( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ ) (٣) أَي ضَرَبْنا عليها حجاباً من أَن تَسمَعَ ، فحذفَ المفعولَ ـ كما يقال : بَنى على امرأَته ، أَي بنَى عليها القبَّةَ ـ وهو كنايةٌ عن الإِنامة الثقيلة ، بمعنى (٤) « أَنمناهم إِنامةً لا تُنبِّهُهُم فيها الأَصواتُ » ، وإِنَّما صلح كنايةً عنها ؛ لأَنَّ الصوت والتنبيهَ طريقٌ من طُرُق إِزالَةِ النومِ ، فَسَدُّ طريقِهِ يدلُّ على استحكامِهِ.

ويجوز أَن يكون من باب التمثيل ؛ بأَن شبَّه الإِنامَةَ الثقيلةَ المانعةَ عن وصولِ

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) البقرة : ٦١.

(٣) الكهف : ١١.

(٤) في « ج » و « ش » : « يعنى » بدل : « بمعنى ».


الأَصواتِ إِلى الآذانِ بِضَرْبِ الحِجاب عليها.

وإِيثارُ الضَّرْبِ على الآذانِ على الضَّرْبِ على الأَعين ـ مع أَنَّ تعلُّق النوم بها أَشدُّ ـ لِعدم صلاحيتِهِ للكنايةِ ؛ إِذ ليس المُبصَرات من طرق إِزالتِهِ حتّى يكون سدُّ الأَعينِ كنايةً عنها ، ولو صلح كنايةً فعن ابتداءِ النومة الثَّقيلة.

وهذه الآيةُ من فصَّح (١) الآياتِ القرانيَّةِ التي لا يمكن أَن تترجمَ بِمعنىً يوافقُ اللفظَ.

( فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ ) (٢) أَي أَعاليَها التي هي المذابحُ والهاماتُ ، أَو اضْرِبُوهُم بالسيوف بِوَضْعِها وَإِيقاعها على أَعناقهم.

( إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ) (٣) أَي لا يتركُ تركَ المستحي (٤) أَن ينشئَ ويصنع مثلاً ما من الأَمثال ؛ أَيَّ مَثَلٍ كان.

وقيل : ضَرْبُ المثل استعمالُه في مَضْرِبه ، لا صنعُه وانشاؤُه ، وإِلاَّ لكان إِنشاءُ الأَمثال السائرة في مواردها ضَرْباً دون استعمالها في مَضارِبِها بعد ذلِك ؛ لفقدان الإِنشاءِ ، والأَمثالُ التنزيليَّةُ وإِن كان استعمالها في مَضارِبِها عينُ إِنشائِها في أَنفُسِها لكنَّ التعبير بالضرب ليس بهذا الاعتِبار بل بالاعتبار الأَوَّل قطعاً.

( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ ) (٥) ضَرْبُ المَثَلِ تارةً يُستعملُ في تطبيقِ حالةٍ غريبةٍ بمثلها ، نحو : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ) (٦).

وأُخرى في ذكرِ حالةٍ غريبةٍ وبيانِها

__________________

(١) في « ش » : « أفصح ».

(٢) الأنفال : ١٢.

(٣) البقرة : ٢٦.

(٤) في « ت » : المستحيي.

(٥) يس : ١٣.

(٦) التحريم : ١٠.


للناسِ من غير قصدٍ إِلى تطبيقها بمثلها ، نحو : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ) (١) أَي بيَّنَّا لهم كلَّ حالٍ ( و ) (٢) وصفنا كلَّ صفةٍ كأَنَّها في غرابتها مَثَلٌ.

فالمعنى على الأَوَّل : اجْعَلْ أَصحابَ القريةِ مثلاً لهؤُلاءِ في غلوِّهم في الكفر وتكذيب الرسلِ.

وعلى ( الثاني ) (٣) : اذكُرْ وبَيِّنْ لهم قصَّةً هي في الغرابة كالمَثَل ، فتكون « أَصْحابَ الْقَرْيَةِ » بياناً له.

( وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً ) (٤) أَوردَ في شأْنِنا قصَّةً عجيبةً في زعمه وَعَدَّها كالمَثَلِ في الغرابة.

( كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ ) (٥) مَثَلَ الحقِّ ومَثَلَ الباطِل ، والحذفُ إِيذانٌ بكمال التماثل بين المَثَل والمُمَثَّل به ، كأَنَّ المَثَلَ المَضْرُوبَ عينُ الحقِّ والباطِل ، ( فإِنّه مَثّلَ الحقَّ بالماء والفلزّ في الانتفاع بهما ، والباطلَ ) (٦) بزَبَدِهِما في قلَّة نفعِه.

( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً ) (٧) نُنَحِّيه ونُبعِّدُهُ عنكم ؛ مجازٌ من قولهم : ضَرَبَ الغرائِبَ عن الحوضِ. و ( صَفْحاً ) أَي للإِعراض عنكم ، أَو جانباً فيكون ظرفاً.

( لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ ) (٨) سيراً (٩) فيها وتصرُّفاً للكسب والتجارة.

__________________

(١) الروم : ٥٨ ، الزمر : ٢٧.

(٢) و (٣) ليست في « ت ».

(٤) يس : ٧٨.

(٥) الرعد : ١٧.

(٦) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٧) الزخرف : ٥.

(٨) البقرة : ٢٧٣.

(٩) في « ش » : مسيرا.


الأَثر

( ضَرْبٌ مِنَ الرِجالِ ) (١) دقيقٌ نحيفٌ.

( لا تُضْرَبُ أَكبادُ المَطِيِّ إِلاَّ إِلى ثلاثَةِ مساجِدَ ) (٢) أَي لا تُرْكَبُ ولا يُسارُ عليها ، من بابِ الكنايةِ ؛ لأَنَّ الراكبَ إِذا ( أَرادَ ) (٣) أَن يَحُثَّ مطيَّتَهُ ضَرَبَها على كَشْحِها الأَيمن حذاءَ كبِدِها.

( نَهى عَنْ ضَرْبَةِ الغَائِصِ ) (٤) هي أَن يقول : أَغُوصُ غَوْصَةً فما أَخرجتُهُ فهو لك بكذا ، فنهى عنها لأَنَّها غَرَرٌ.

( فَضَرَبَ الخَلاءَ ) (٥) ذهب لقضاءِ حاجتِه ، ومنه : ( لا يَذْهَب الرجُلانِ يَضْرِبانِ الغائِطَ ) (٦).

( نَهى عَنْ ضِرابِ الجَمَلِ ) (٧) أَي عن أَخذ أَجر نَزْوِهِ على الأُنثى ، ومنه : ( ضِرابُ الفَحْلِ مِنَ السُّحْتِ ) (٨).

( كَمْ ضَرِيبَتُكَ؟ ) (٩) هي ما يؤَدِّيه العبدُ إِلى سيِّدهِ من الخراج المقرَّر عليه. الجمع : ضَرائِبُ ، وقد تكرَّرت في الحديثِ مفردةً ومجموعةً.

( بِحُسْن ضَرِيبَتِهِ ) (١٠) أَي طبيعتهِ وسجيَّتِهِ.

( حَتّى ضَرَبَ الناسُ بِعَطَنٍ ) (١١) أَي ذَهَبَتْ إِبِلُهُم حتّى بركت وأَقامت مكانَها.

( فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ على يَدِهِ ) (١٢)

__________________

(١) صحيح مسلم ١ : ١٥٣ / ٢٧١ ، النّهاية ٣ : ٧٨.

(٢) النّهاية ٣ : ٧٩ ، بتفاوت.

(٣) ليست في « ت ».

(٤) الفائق ٢ : ٣٣٤ ، النّهاية ٣ : ٧٩.

(٥) مسند أحمد ٤ : ٢٤٨ ، النّهاية ٣ : ٧٩.

(٦) النّهاية ٣ : ٧٩.

(٧) النّهاية ٣ : ٧٩.

(٨) النّهاية ٣ : ٧٩.

(٩) النّهاية ٣ : ٧٩ ، مجمع البحرين ٢ : ١٠٥.

(١٠) الغريبين ٤ : ١١٢٠ ، الفائق ٢ : ٣٣٦.

(١١) البخاريّ ٥ : ٧ ، النّهاية ٣ : ٨٠.

(١٢) سنن أبي داود ٣ : ٢٨٢ / ٣٤٩٩ ، النهاية ٣ : ٨٠.


أَي أَعقِدَ معه البيعَ ؛ لأَنَّ المتبايعَين يضعُ أَحدُهُمَا يدَهُ في يدِ الآخَرِ.

( عَتَبُوا عَلى عُثْمانَ ضَرْبَهُ بالسَّوْطِ والعَصا ) (١) أَي كان مَنْ قبلَهُ يَضْرِبُ في العقوباتِ بالدَّرَّةِ فخالفَهُم.

( اضْطَرب خاتماً مِنْ ذَهَبٍ ) (٢) أَي أَمَرَ أَن يُضْرَبَ له ويُصاغَ.

ومنه : ( يَضْطَرِبُ بناءً في المسجِدِ ) (٣) ، أَي يأْمُرُ بنصبِهِ على أَوتادٍ تُضْرَبُ في الأَرض.

( فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ ) (٤) سيروا فيها كلَّها.

المصطلح

الضَّرْبُ في العروض : آخِرُ جُزْءٍ من المصراع الثاني في البيت ..

وفي الحساب : تحصيلُ عدد تكون نسبتُهُ إِلى أَحد المَضْرُوبَيْن كنسبة الآخر إِلى الواحد. وقيل : تضعيفُ أَحدِ المَضْرُوبَيْن بِعِدَّةِ آحادِ الآخَر.

المُضَارَبَةُ في الشرع : ( عقدَ ) (٥) شركةٍ في الربحِ بمالٍ من رجلٍ وعملٍ من آخَرَ.

مُضْطَرِبُ السند من الحديث : ما يرويه الراوي مثلاً تارةً عن أَبيه عن جدِّه ، وتارةً عن أَبيه بلا واسطةٍ ، وأُخرى عن ثالثٍ غيرهما.

ومُضْطَرِبُ المتنِ : ما يتغيَّرُ معناهُ بتغيُّر رِوايةِ لفظِهِ.

المثل

( ضَرَبَ في جِهازِهِ ) (٦) أَصلُهُ في البعير يسقُطُ عن ظهرِه القَتَبُ فيقعُ بينَ قوائمِه ، فَيَنْفِرُ مِنه حتَّى يذهبَ في

__________________

(١) النّهاية ٣ : ٨٠ ، بتفاوت.

(٢) الغريبين ٤ : ١١٢٠ ، النّهاية ٣ : ٨٠.

(٣) النّهاية ٣ : ٨٠.

(٤) البخاريّ ٦ : ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، صحيح مسلم ١ : ٣٣١ / ١٤٩.

(٥) ليست في « ت ».

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٤١٨ / ٢٢٠٠.


الأَرضِ وهو يعثرُ فيه تارةً ويسحبُهُ أُخرى ، فلا يزالُ نافراً منه. و « ضَرَبَ » بمعنى سارَ ، أَي سارَ عاثِراً في جهازِه. يُضرب لمن ينفرُ عن الشيءِ نُفُوراً شديداً.

( ضَرَبَ وَجْهَ الأَرْضِ وعَيْنَهَا ) (١) يُضرب لمن يداورُ الشؤُونَ ويقلِّبها ظهراً لبطنٍ من حُسْنِ التّدبير.

( الضَّرْبُ يجلِي عَنْكَ لا الوَعيدُ ) (٢) أَي لا يدفَعُ الوعيدُ عنك الشرَّ ؛ وإِنَّما يدفعُهُ الضَّرْبُ. يُضرب في دفع الشرِّ بالفعل لا بِالقول.

( ضَرْباً وطَعْناً أَو يَمُوتَ الأَعْجَلُ ) (٣) يُضرب للعدوِّ ، أَي نتجاهدُ حتَّى يموتَ أَعجَلُنا أَجلاً.

( ضَرَبَهُ ضَرْبَةَ ابنَةِ اقْعُدي وَقُومي ) (٤) أَي ضَرْبَةَ من يقالُ لها : اقعدي وقومي ، يعني الأَمةَ ؛ لقيامها وقعودها في خدمةِ مولاها.

( ضَوارِبُ بُسَّتْ لِعَرْفٍ باليَدِ ) (٥) هي جمعُ ضارِبٍ ، وهي الناقةُ تَضْرِبُ حالبَها. والبَسُّ : السَّوْق ( اللَيّن ) (٦). والعَرْفُ ، كَفَلْس : قرحةٌ تخرج بِاليَد. أَي هذه نوقٌ ضَوارِبُ سِيقت لِذي عَرْفٍ بيدِهِ ؛ لِيحلبها. يُضرب لمن كُلِّفَ ما يعجزُ عنه ؛ لأَنَّ الحالبَ إِذا كان مقروحَ اليدِ لم يقدِرْ أَن يَحْلِبَ.

( ضَرَبَهُ ضَرْبَ غَرائِبِ الإِبِلِ ) (٧) ويروى : ( اضْرِبْهُ ضَرْبَ غَريبَةِ الإِبِلِ ) وذلك أَنَّ الإِبِلَ الغريبةَ تزدحمُ على الحياض عند الورد وصاحبُ الحوض

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٠ / ٢٢٠٩ ، وفيه « ضرب وجه الأمر وعينه ».

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٢ / ٢٢٢٧.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٤٢١ / ٢٢٢٣.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٢ / ٢٢٣٢.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٣ / ٢٢٣٧.

(٦) ليست في « ت ».

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٤١٩ / ٢٢٠٣.


يطردها وَيَضْرِبُها بسبب إِبِلِهِ ، وَمنه قول الحجَّاج لأَهل العراق : ( لأَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبَ غرائِبِ الإِبِلِ ). يُضرب في دفعِ الظالم والمسيءِ بأَشدِّ ما يمكنُ.

( ضَرَبَةٌ بَيْضاءُ في ظَرْفِ سَوْءٍ ) (١) هي واحدةُ الضَّرَبِ ـ كَقَصَبَةٍ وقَصَبٍ ـ وهو العسل الأَبيض. يُضرب لمن حَسَنَ مخبرُهُ وقَبُحَ منظرَهُ.

( ضَرَبَ أَخْماساً لأَسداسٍ ) (٢) يأْتي في « خمس ».

( إذا ضَرَبْتَ فَأَوْجِعْ وَإِذا زَجَرْتَ فَأَسْمِعْ ) (٣) يضرب في المبالغة وترك التواني والعجز.

( مَا لِفلانٍ مَضْرِبُ عَسَلَةٍ ) (٤) يأْتي في « ع س ل ».

ضغب

ضَغِيبُ الأَرنبِ ، وضُغَابُها ، بِالضمِّ : تضوُّرُها وصِياحُها إِذا أُخِذَتْ ، وقد ضَغَبَتْ تَضْغَبُ ، كذَهَبَتْ تَذْهَبُ.

وضَغَبَ الذئبُ أَيضاً : صَوَّتَ ..

وقَضيبُ الفرسِ : تَقَلْقَلَ في جُرابِهِ فسُمِعَ له صوتٌ ..

والرجلُ : صوَّتَ كالأَرانبِ ، واخْتَبَأَ في الخُمُرِ فصاح صياحَ الوحشِ ؛ ليُفْزِعَ (٥) غيرَهُ ..

والمرأَةَ : نكحها.

ورجلٌ ضَغِبٌ ، وامرأَةٌ ضَغِبَةٌ ، كَخشِن وخَشِنَة : مولعان (٦) بِالضَّغابيس ؛ وهي صغارُ القثّاءِ ، قيل : أُسقطت السين لأَنَّها آخرُ حروف الاسم ، كما أُسقطت اللامُ

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٤٢٣ / ٢٢٤٠.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤١٨ / ٢١٩٩.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٩ / ١١١.

(٤) في المستقصى ٢ : ٣١٩ / ١١٥٤ : ما تَرَكَ له مَضْرِبَ عَسَلَةٍ.

(٥) في « ش » : « فيفزع » بدل : « ليفزع ».

(٦) في « ش » : « ولعان » بدل : « مولعان ».


في تصغير « سَفَرْجَل » فقالوا : سُفَيْرِج ، وقيل : بل هو كسِبَط من سِبَطْر ، ودِمَث مِنْ دِمَثْر ، وليس سِبَط ودِمَث بمختصَرَي سِبَطْر ودِمَثْر وإِن اتَّحَدَ المعنى.

وأَرضٌ مَضْغَبَةٌ ، كمَطْبَخَة (١) : كثيرةُ الضَّغابيس.

ضنب

ضَنَبَ بِالشيءِ ، كَقَتَل : قَبَضَ عليه ..

وبه الأَرضَ : ضَرَبَ.

ضوب

الضُّوبانُ ، كطُوفان ويهمز : القويُّ الضخمُ من الجِمال ، أَو المُسِنُّ منها ، واحدُهُ وجمعه سَواءٌ ، وقيل : هو بِالفتحِ كخَوْلانَ وبناؤُهُ « فَوْعالٌ » ، فمحلُّهُ « ض ب ن ».

وضُوبانُ البعيرِ ، بالضمِّ : كاهِلُهُ.

وضَابَ الرجلُ ضَوْباً ، كقَالَ : كَمَنَ ليختِلَ.

ضهب

ضَهَبْتُ اللحمَ ، كمَنَعْتُهُ : شَوَيْتُهُ على وجهِ النارِ ( أو الجمرِ ) (٢) ، ونَدَأْتُهُ إِذا دفنتُهُ في الجمر.

وضَهَّبْتُهُ تَضْهِيباً : لَهْوَجْتُهُ ولم أُنْضِجْهُ ، وقطَّعتُهُ.

والضَّيْهَبُ ، كصَيْقَلٍ : الحجارةُ المحماةُ يُشوى عليها اللحمُ ؛ لغةٌ في الصَّيْهَبِ بالمهملة.

وضَهَبَ الرجلُ ضُهُوباً ، كجَمَحَ جُمُوحاً : اخْتَلَفَ وَضَعُفَ ولم يُشْبِهِ الرجالَ.

والضَّهْبُ ، كفَلْس : الشَّوْبُ من الناسِ.

وضاهَبَهُ مُضاهَبَةً : قابَحَهُ.

__________________

(١) في « ش » : « كمَبْطَحة » بدل : « كمَطْبخةٍ ».

(٢) ليست في « ت ».


وضَهْضَبَ النارَ : جَمَعَها.

ومن المجاز

ضَهَّبَ القوسَ والرمحَ : عَرَضَهما على النار عند التثقيف.

وقوسٌ ضَهْباءُ : عملَتْ فيها النارُ.

ضيب

الضَّيْبُ ، كغَيْب ، لغةٌ في الضِّئْبِ كذِئْب ؛ وهو دابَّةٌ بحريَّةٌ أَو بَرِّيَّةٌ ، أَو حَبُّ اللؤْلؤِ كما مرَّ.

فصل الطاء

طبب

طَبَّهُ طَبّاً ، كقَتَلَ وضَرَبَ : عالجَهُ ليحفَظَ عليه صحَّتَهُ الحاصِلةَ أَو يستردَّ زائلَها ، كطَابَّهُ مُطابَّةً ، كما قالوا : داواهُ مُداواةً. والاسمُ : الطِّبُ بالكسر ، وبِالضمِّ لغةٌ فيه.

وقد طَبَ يَطَبُ ـ بالفتح من باب تَعِبَ ـ طَبابَةً : صارَ ذا طِبٍ ، أَي ( ذا ) (١) علم به ، فهو طَبِيبٌ ، كَلبَّ لَبابَةً فهو لَبِيبٌ. الجمع : أَطِبَّةٌ ، وأَطِبّاءُ ، كأَحِبَّة وأَحِبّاءَ ، ويوصف بالمصدر فيقال : طَبٌ ، بالفتح. وتَطَبَّبَ : تعاطى الطِّبَ ، وتكلَّفَهُ ، فهو مُتَطَبِّبٌ.

واستَطَبَ لدائِهِ : استوصفَ الطَّبيبَ.

وهذا طِبابُ هذه العلَّةِ ، ككِتاب : ما يُطَبُ بها.

وطَبَّتِ الجاريةُ السقاءَ ، وطَبَّبَتْهُ تَطْبِيباً : جعلت على طرفي الأَديمين مِنه جِلدةً يقال لها : الطِّبابُ وَالطِّبابَةُ ـ بكسرهما ـ كأَنَّها تَطُبُّهُ بها ، أَي تصلحُهُ وتحكِمُهُ ..

والخيّاطُ الثوبَ : زاد فيه طِبابَةً ـ بالكسر ـ أَي بَنِيقَةً ليتَّسع ..

والإِسكافُ النعلَ : جعل لها طِباباً

__________________

(١) ليست في « ت ».


ـ بالكسر ـ أَي شراكاً.

والطِّبَّةُ ، والطِّبابَةُ ـ بكسرهما ـ والطَّبِيبَةُ : الشُّقَّةُ المستطيلةُ في عرض شبرٍ ، ونحوها من ثوب أَو جِلد. الجمع : طِبَبٌ ، وطِبابٌ ، وطَبائِبُ.

ومن المجاز

رَجلٌ طَبٌ ـ كفَلْس ـ وطَبِيبٌ ، كأَمير : ماهرٌ حاذقٌ بعملِهِ.

وهو طَبٌ بهذا الأَمر : عالمٌ بصيرٌ به ؛ قال :

لا يَرِبْكِ الذي تَرَيْنَ فإِنَّ الـ

ـلّه طَبٌ بما تَرَيْنَ عَلِيمُ (١)

وفحلٌ طَبٌ : حاذِقٌ بالضِّرابِ لا يضربُ الناقةَ ما لَمْ تَشتدَّ شهوتها له.

واسْتَطَبَ لإِبلِه : طلب لها فحلاً طَبّاً.

وبعيرٌ طَبٌ : يَتعاهَدُ مواضعَ خُفِّهِ أَين يضعُهُ.

وطُبَ فلانٌ ، بالبناءِ للمجهول : سُحِرَ ؛ ( فهو مَطْبُوبٌ ، وقد أَصابهُ طِبٌ ـ بالكسر ـ أَي سِحْر ) (٢) ؛ وذلك إِمَّا لأَنَّ السّحرَ ممّا يستعملُ فيه الحذقُ والمهارةُ ، وإمّا على سبيل التَّفَاؤل ؛ قالوا للمسحور : مَطْبُوبٌ ، كما قالوا للّدِيغِ : سليمٌ ، ثمَّ أَطلقوا الطِّبَ على السّحر.

وما ذلك بِطِبِّي ـ بالكسر ـ أَي شأْنِي وعادتي.

وفلانٌ طِبُّهُ المُجُونُ ، أَي دأبُه ؛ قال : (٣)

و ما إِن طِبُّنا جُبْنٌ وَلكِن

مَنايانا ودَوْلَةُ آخَرينا

وطِبُ زيدٍ الجماعُ ، أَي شهوتُهُ.

وأَنا أُطابُّ هذا الأَمر منذ حين كي أَبلُغَهُ : أُداورُهُ وأُعالِجهُ.

وطَبَّبْتُ السقاءَ : إِذا علَّقتُهُ في عمود البيتِ ثمَّ مخضتُهُ.

وامتدَّت طِبَبُ الشمسِ وطِبَابُها : حبالها وطَرائِقها التي تُرَى عِندَ طُلوعِها ،

__________________

(١) الأساس : ٢٧٤ ، من غير عزو.

(٢) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٣) فروة بن مُسَيْك المراديّ ، كما في الصّحاح والتّكملة واللّسان.


واحِدَتُهما : طِبَّهٌ ـ بالكسرِ ـ كلِقْحَةٍ ولِقَحٍ ولِقاحٍ.

ومشينا في طِبَّةٍ من الأَرض ، وطِبابَةٍ ، بكسرهما : قطعةٌ مستطيلةٌ دقيقةٌ كثيرةُ النّباتِ ، شبِّهت بشقَّةِ الثوبِ.

وله طِبابَةٌ حسنةٌ : حدائقُ متساطرةٌ.

وهو في تلك الطِّبَّةِ ، أَي النَّاحية.

ويقال للرَّجُلِ المتقلِّب : إِنَّك لتُلْقَى على طِبَبٍ مختلفةٍ ـ جمع طِبَّةٍ ـ أَي على أَلوانٍ.

وطِبابَةُ السَّماءِ وطِبابُها ، بكسرِهما : مجرَّتُها ؛ شبِّهت بطِبابِ ( السِّقاءِ ؛ قال ) (١) الفرزدق :

مُحِيطٌ بالجِبال لَهُ ظِلالٌ

مَعَ الجَرْباءِ قَدْ بَلَغَ الطِّبَابَا (٢)

وطَبْطَبَ اليعقوبُ طَبْطَبَةً : صوَّتَ.

وسَمِعْتُ طَبْطَبَةَ الوادي ، وهي صوتُ تلاطمِ الماءِ.

والطَّبْطابُ ، وبهاءٍ : خشبةٌ عريضةٌ تُضْرَبُ بِها الكرَةُ عِند اللَّعِب ، وطائرٌ له أُذُنان كبيرتان.

والطَّبْطَبيَّةُ : الدرَّةُ التي يُضْرَبُ بها ؛ نُسِبَتْ إِلى صوت وَقعِها عند الضَّرب.

وطَباطَبا : لقبُ إِبراهيمَ بنِ إسماعيلَ الدّيباجِ بنِ إِبراهيمَ الغمرِ بنِ الحسن المثنَّى بنِ الحسن السبط ـ لا إِسماعيلَ بن إِبراهيمَ ، ووَهِمَ الفيروز اباديُّ ـ لُقِّبَ بذلك لأَنَّ أَباهُ أَراد أَن يقطع له ثوباً وهو طِفلٌ ، فخيَّره بين أَن يجعل له قميصاً أَو قَبا ، فقال : طَباطَبا ، يريد « قَبا قَبا » ، وقيل : بل أَهل السواد لقَّبوهُ بذلك ، وطَباطَبا بلسان النبط : سيِّدُ السادات.

وابنُ الطَّبِيبَةِ ، مؤَنَّث الطَّبِيبِ : عليُّ بنُ أَبي بكرِ بن محمودٍ العابرُ المحدِّثُ.

الأثر

( قَالَ : مَطْبُوبٌ ، قالَ : مَن طَبَّهُ؟ ) (٣)

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) ديوانه ١ : ١٠٢ ، وفيه : « محيطاً» بدل : « محيطٌ ».

(٣) الفائق ٢ : ٣٥٣ ، النّهاية ٣ : ١١٠.


أَي مسحور ، قال : من سحرَهُ؟ ومنه : ( فَلَعَلَ طِبّاً أَصابَهُ ) (١) أَي سحراً ، وهو بالكسر.

( والنَّاس يَقولُونَ : الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّةَ ) (٢) أَي الدِّرَّةَ الدِّرَّةَ ، بالنّصب على التَّحذير ، أَي احذروها. ويجوز أَن يريدوا دُعاءَ النَّاس إِليه 9 وحوشهم عليه (٣) بهذا الشّعار ؛ كأَنَّهم قالوا : هلمُّوا صاحبَ الطَّبْطَبِيَّةِ وحاملَها.

وقيل : معناهُ إِنَّهم كانوا يسعون إِليه ولأَقدامِهِم طَبْطَبَةٌ ، فجَعَلَتْهم يقولون ذلك ، ولا قولَ ثمَّةَ ، كقول القائِل : « جرت الخيل فقالت : حَبَطِقْطِقْ » ، وهي حكايَةُ سنابكها.

( بَلَغَني أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيباً ) (٤) كنّى به عن القضاءِ بين الخصوم.

( طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ ) (٥) أَرادَ أَنَّه طَبيبُ مرضى الجهلِ العالمُ بأَدواءِ القلوبِ ودوائِها ، وبدَوَرانِهِ بطِبَّهِ : تعرُّضَهُ لمداواتِهِم ونَصْبَهُ نَفْسَه لِذلك.

المصطلح

الطِّبُ : علمٌ بأَحوال بدن الإِنسان يُحْفَظُ بِهِ حاصلُ الصّحَّةِ ويُسْتَرَدُّ زائِلُها.

الطِّبُ الرُّوحانيّ : هو العلمُ بكمالات القلوب وآفاتها وأَمراضِها وأَدوائِها ، وبكيفيَّةِ ضبط صحَّتها واعتدالها ودفع أَمراضِها عنها.

الطَّبيبُ الروحانيُّ : هو الشيخُ العارفُ بذلك ، القادرُ على الإِرشاد والتّكميل.

المثل

( قَرُبَ طِبٌ ) (٦) ويروى : « طِبّاً »

__________________

(١) الفائق ٢ : ٣٥٣ ، النّهاية ٣ : ١١٠.

(٢) سنن أبي داود ٢ : ٢٣٣ / ٢١٠٣ ، الفائق ٢ : ٣٥٤.

(٣) في النسخ « عليهم » ، والمثبت عن الفائق.

(٤) الموطّأ ٢ : ٧٦٩ / ٧ ، النّهاية ٣ : ١١٠.

(٥) نهج البلاغة ١ : ٢٠٦ / ١٠٤.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ٩٩ / ٢٨٦١.


بِالنّصب على أَنَّه تمييزٌ مفسِّرٌ لمضمرٍ مستترٍ هو الفاعِل ؛ نحو : نِعْمَ رجلاً.

وأَصلُه : أَنَّ رجلاً تزوَّجَ امرأَةً ، فلمّا هُدِيَتْ (١) إِليه وقعد منها مقعد الرِّجال من النِّساءِ ، قال لها : أَبكرٌ أَنتِ أَم ثيِّبٌ؟ فقالت : قَرُبَ طِبٌ ، أَي قَرُبَ علمُك بذلك ، أَو ما أَقرَبَ علمَكَ به. يُضرب في قرب الإِشراف على الشَّيءِ والاطِّلاع عليه.

( يَا طَبيبُ طُبَ لِنَفْسِكَ ) (٢) يروى بتثليث الطّاءِ ، فالضّمُّ وَالكسر على تقدير : طبّ لنفسكَ داءَها ، أَي عالِجْهُ ، أو ليكن (٣) منك طِبٌ لنفسكَ ، والفتحُ على معنى : كن ذا طبٍ ، أَي ذا علمٍ به لنفسك ؛ من قولهم : ما كنت طَبيباً ولقد طَبِبْتُ ـ كتَعِبْتُ ـ طَبابَةً ، أَي صِرْتُ ذا طبّ ، ويروى : ( إِن كُنْتَ ذا طِبٍ فَطِبَ لعينيكَ ). يُضرب لِمن يدَّعي علماً لا يحسنُهُ.

( مَنْ حَبَ طَبَ ) (٤) تقدَّم في « ح ب ب ».

طحرب

طَحْرَبَ السقاءَ : ملأَهُ ؛ لغةٌ في طَحْرَمَهُ بالميم ..

والرَّجلُ : عدا فارّاً ، وضرط وفَسا.

وما في السَّماءِ طَحْرَبَةٌ ـ مثلَّثةُ الطّاءِ والرّاءِ ـ أَي شيءٌ من غيمٍ.

وما على فلانٍ طَحْرَبَةٌ ، مثلُها (٥) : أَي شيءٌ من لباسٍ ، ومنه الحديث : ( ولَيْسَ على أَحَدٍ مِنْهُم يَوْمَئِذٍ طَحْرَبَةٌ ) (٦) ، ولا يقال ذلك إِلاَّ في النّفي.

__________________

(١) في « ش » : أهديت.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٤١١ / ٤٦٣٩.

(٣) في « ت » : وليكن.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٣٠٢ / ٤٠٢٨.

(٥) أي أنّ ضبطها كضبط سابقتها.

(٦) غريب الحديث ٢ : ٢٩ ، الفائق ٢ : ٣٥٦ ، النّهاية ٣ : ١١٦.


والطُّحْرِبُ ، كحِصْرِم : الغُثاءُ.

طحلب

الطُّحْلُبُ ، كقُطْرُب وتفتح اللاَّم ، وكحِصْرِم : الخضرةُ التي تعلو الماءَ لطول مكثِهِ. الجمع : طَحالِبُ.

وقد طَحْلَبَ الماءُ طَحْلَبَةً ، إِذا علاهُ الطُّحْلُبُ.

وعينٌ مُطَحْلَبَةُ الأَرجاءِ : علا جوانِبَها الطُّحْلُبُ.

وطَحْلَبَهُ : قتلَهُ ..

والإِبلَ : جزَّها.

وما على رأْسِهِ طِحْلِبَةٌ ، كحِصْرِمَة : شَعَرَةٌ.

ومن المجاز

طَحْلَبَتِ الأَرضُ : اخضرَّت بِالنَّباتِ.

طخرب

الطَّخْرَبَةُ ، بالخاءِ المعجمة : لغةٌ في الطَّحْرَبَة بالحاءِ المهملةِ بلُغاتِها ؛ يُقال : ما عليه طَخْرَبَةٌ ، كطَحْرَبَةٍ زنةً ومعنىً ، وقالوا هنا : ما عليه طُخْرَبِيَّةٌ أَيضاً كسُنْبُلِيَّة بياءِ النّسبة.

طرب

الطَّرَبُ ، بفتحتين : خفَّةٌ من شدَّةِ سرور أَو حزن ، والعامَّةُ تخصُّه بالسّرورِ ، وقد طَرِبَ طَرَباً ـ كتَعِبَ ـ فهو طَرِبٌ ككَتِف ، وما أَفهمَهُ كلامُ الفيروز اباديِّ من أَنَّهُ على مثال كَتَبَ ، غلطٌ صريحٌ فاحذَرْهُ.

ورجلٌ طَرُوبٌ ، ومِطْرابٌ ، ومِطْرابَةٌ : كثيرُ الطَّرَبِ. الجمع : طُرَّابٌ ، ومَطارِيبُ.

وتَطَرَّبَ : تعاطى الطَّرَبَ.

وأَطْرَبَهُ الغناءُ وتَطَرَّبَهُ : استخفَّهُ.

واسْتَطْرَبَ القومُ : اشتدَّ طَرَبُهُمْ.

واستَطْرَبْتُهُ (١) : سأَلتهُ أَن يُطَرِّبَ ويغنِّي.

__________________

(١) في « ت » ونسخة بدل من « ج » : وتَطَرَّبْتُهُ.


و طَرِبَتِ الإِبلُ للحداءِ.

وإِبلٌ طِرابٌ ـ كسِهام ـ ومَطارِيبُ : تَنْزِع إِلى أَوطانها.

وحمامةٌ مِطْرابُ الضُّحى : غرِّيدةٌ فيه.

وطَرَّبَ في غنائِهِ وقراءَتِهِ تَطْرِيباً : مدَّ صَوْتَهُ ورجَّعَهُ فيهِما ، وهو يقرأُ بالتَّطْرِيبِ.

والمَطارِبُ : الطُّرقُ الصِّغارُ المتشعِّبةُ عن الجادَّةِ ، واحدها : مَطْرَبٌ ، ومَطْرَبَةٌ ، كمَعْرَك ومَعْرَكَة ، ومنه الحديث : ( لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ ) (١).

وطَرِبَ عن الطّريقِ ، كتَعِبَ : عَدَلَ.

وأَطْرَبَ بالغَنَم إِطْراباً : أشلاها (٢) ودعاها ليحلبها.

وأَطْرابُ الرياحينِ : نقاوتُها ، لا واحد لها.

وكَكِتف : اسمُ فرسٍ له 6 ، أَو هو بالظّاءِ المعجمة ، أَو بهما.

والأَطْرِبَةُ ، كأَطْعِمَة : طعامٌ يتَّخِذُهُ أَهل الشّام ، لا يعرف له واحدٌ ، ومنهم من يكسر الهمزة ليوافق بناء الواحد.

وطارابُ : قريةٌ من قرى بُخارى ، منها : مهديُّ بنُ أَشكابَ ، وأَحمدُ بنُ يعقوبَ الطَّارَابِيَّان ؛ محدِّثان.

والمَطارِبُ ، كمَساجِدَ : مِخلافٌ باليمن.

وأُمُ الطِّرَبِ : الخَمْرُ.

طرطب

طَرْطَبَ بالغنم طَرْطَبَةً : صَفَرَ لها بشَفَتَيهِ يَدعُوها للحَلْبِ ؛ يقال : طَرْطِبْ بضأْنكَ ..

وبالحمير ، إِذا دعاها أَيضاً ؛ قال :

وجَالَ في جِحَاشِه وطَرْطَبَا (٣)

__________________

(١) الفائق ٢ : ٣٦٠ ، النّهاية ٣ : ١١٧.

(٢) في « ت » و « ش » : ابتلاها.

(٣) تهذيب الألفاظ : ٨٥ ، الجمهرة ٢ : ١١٦٢ ، اللّسان ، دون عزو في الجميع ، وقبله :

إذا رآني قد أتيت قَرْطبا

وفي « ت » و « ج » : « وجاش » بدل : « وجال ».


واشتقاقُهُ من الطَّرَبِ وهو الخفَّة ، كُرِّرت فيه الفاءُ ، وحدها فوزنُها « فَعْفَلَ » لا « فَعْلَلَ » ؛ لمجيء أَطْرَبَ في معنى طَرْطَبَ.

وطَرْطَبَ الماءُ في الجوفِ : اضطَرَبَ فَسُمِعَ له صوتٌ.

والطُّرْطُبُ ، بالضّمِّ وتشديد الباءِ ، وتخفَّفُ : ( الثديُ ) (١) الطّويلُ أَو الضّخمُ المسترخي ، كالطُّرْطُبّى بأَلف مقصورة ، وهي امرأَةٌ طُرْطُبَّةٌ ـ مشدَّدةٌ ـ وطُرْطُبَانِيَّةٌ.

الأثر

الحَسَنُ : أَرسلَ إِليه الحجّاج فأُدخِلَ عليه ، فلمَّا خرج من عندِهِ ، قال : ( دَخَلْتُ على أُحَيْوِلَ يُطَرْطِبُ شُعَيْراتٍ له فَأَخْرَجَ إليَّ بَناناً قَصيرَةً قَلَّما عَرِقَتْ فِيهَا الأَعِنَّةُ في سَبِيلِ الله ) (٢) أَي ينفخ بشفتيهِ في شاربهِ غيظاً أَو كبراً كالمُطَرْطِبِ ، إِذا دَعا الغنم فصَفَرَ لها بالشّفتين.

طرعب

الطَّرْعَبُ ، كثَعْلَب : الطّويلُ المستَهْجَنُ طولُه.

طسب

المَطاسِبُ : المياهُ المتغيِّرةُ لطول العهدِ بالشَّاربةِ ، لا واحِد لها.

طعب

الطَّعْبُ ، كفَلْس : اللذَّةُ والطِّيبُ ؛ تقول : هذا طعمٌ ما له طَعْبُ.

طعزب

طَعْزَبَ به طَعْزَبَةً ، بالزاي : هَزِئَ به وسَخِرَ منه.

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) الفائق ٢ : ٣٦٠ ، النّهاية ٣ : ١١٩.


طعسب

طَعْسَبَ طَعْسَبَةً : ذَهَبَ يَعْدُو شديداً بلا رويَّةٍ ولا إِلى قصد.

[ طغب ]

طُوغَابُ (١) ، بالغين المعجمة كطُوفَان : بلدٌ بأَرْزَن الرّوم ؛ وهي آخرُ حدِّ بلادِ الرُّومِ من جهةِ الشّرقِ.

طلب

الطَّلَبُ : الفَحص عن وجدان الشّيء عيناً كانَ أَو معنىً ، طَلَبَهُ يَطْلُبُهُ ـ كقَتَلَ ـ طَلَباً بفتحتين ، ومَطْلَباً ، وطِلاباً ، وطِلابَةً بكسرهما ، فهو طالِبٌ. الجمع : طُلاَّبٌ ، وطَلَبَةٌ ، وطَلَبٌ ، وطُلَّبٌ ككفَّار وكفَرَة وخَدَم وصُوَّم.

ورجلٌ طَلُوبٌ ، وطَلِيبٌ ، كصَبُور وعَليم : كثيرُ الطَّلَبِ. الجَمع : طُلُبٌ ، وطُلَباءُ ، كصُبُر وعُلَماء.

وطَلَبَ إِليه : رَغِبَ.

واطَّلَبَهُ اطِّلَاباً ، على « افْتَعَلَ » : اجتَهَدَ في طَلَبِه.

وتَطَلَّبَهُ تَطَلُّباً (٢) : طَلَبَهُ مرَّةً بعد أُخرى.

وطالَبَهُ بحقّ له عليه طِلَاباً ومُطالَبَةً : طَلَبَهُ بهُ والاسمُ : الطَّلَبُ ، والطِّلْبَةُ ، كالجَدَل اسمٍ من الجِدال ، وَالهِجْرَةِ اسمٍ من المُهاجَرَة.

وأَطْلَبَهُ إِطْلاباً : أَسْعَفَهُ بما طَلَبَهُ ، وأَحوَجَهُ إِلى الطَّلَبِ ؛ ضدٌّ.

والطَّلِبَةُ ، كنَكِرَة : البُغْيَةُ والحاجَةُ وكلُّ ما يُطْلَبُ ، كالطِّلَابِ بالكسر.

ورجلٌ طِلْبُ نساءٍ ، كعِهْن : يَطْلُبْنَهُ ، فهو مَطْلُوبُهُنَ لا طَالِبُهُنَ ، ووَهِمَ الفيروز اباديُّ ، وهو طِلْبُ فلانةَ وهي

__________________

(١) في معجم البلدان ٤ : ٥٠ : طوغات.

(٢) في « ش » : « تَطَلُّبَةً » بدل : « تطلّباً ».


طِلْبَتُهُ (١) : هو مَطْلُوبُها وهي مَطْلُوبَتُهُ « فَعْلٌ » بمعنى « مفعول » ، كاللَّبْس بمعنى المَلْبُوسِ.

وأَطْلَبَ الماءُ والكَلَأُ : تباعَدَ فَطَلَبَهُ الناس.

وماءٌ وكَلَأٌ مُطْلِبٌ ، كمُحْسِن : بعيدٌ.

وبئرٌ طَلُوبٌ : بعيدةُ الماءِ. الجمع : طُلُبٌ ، كصُبُر.

وسَفْرَةٌ طَلُوبٌ ، وطُلْبَةٌ ، كغُرْفَة : بعيدةٌ.

ووافاهُمُ الطَّلَبُ ، بفتحتين : الجيشُ الَّذين يَطْلُبونَهُمْ ، وهو جمعُ طالِبٍ ، وجمعه : أَطْلابٌ ؛ قال :

فَلَمْ يَكُ طِبُّهُمْ جُبُنٌ ولكِن

بَدَا طَلَبٌ مِنَ الأَطْلابِ عالي (٢)

أَي قاهرٌ يعلو مَنْ ظَفِرَ به.

وطَلِبَ طَلَباً ، كتَعِبَ : تباعَدَ.

وعبدُ المُطَّلِبِ بنُ هاشمٍ : اسمُهُ عامرٌ ، وإِنَّما سمِّيَ عبدَ المطَّلِبِ لأَنَّ عمَّهُ المُطَّلِبَ كان قد قدم به من عند أُمِّهِ سُلْمى بنتِ عمروٍ من بني النَّجارِ ـ وكانت قد ولدتهُ في قومها بيثربَ ، وشبَّ فيهِم ـ فلمَّا دَخَلَ به مكَّة أَردفَهُ خلفَهُ ، فقالت قريشٌ : هذا عبدٌ للمُطَّلِبِ ابتاعَهُ ، فقال : وَيْحَكُم إِنَّما هو ابنُ أَخي هاشمٍ قَدِمْتُ به من يثربَ ، فَغَلَبَ عليهِ هذا الاسمُ.

والمُطَّلِبيُ : نِسبةٌ إِلى المُطَّلِبِ بنِ عبدِ منافٍ ، وأَولادُهُ بنو المُطَّلِبِ ، وأَمَّا أَولادُ عبد المطَّلِبِ فيقال لهم : بنو هاشمٍ ، وفي الحديث : ( أَنَّ النبيَّ 9 أعطى بني عبد المُطَّلِبِ ما أَعطى بني هاشمٍ وحَرَمَهُمْ ما حَرَمَ بني هاشم من الصدقَة ، وقال : نحنُ وبنو المُطَّلِبِ ما تَفارَقْنا في جاهليَّةٍ ولا إسلامٍ ) (٣).

وأَبو طالِبٍ بنُ عبد المُطَّلِبِ ، قيل :

__________________

(١) في « ش » : « طِلْبُهُ » بدل : « طلبته » وكلٌّ صحيح.

(٢) الأساس : ٢٨٢ ، من غير عزو.

(٣) الأنساب ٥ : ٣٢٦.


اسمُه عمرانُ ، وقيل : عبدُ منافٍ ، وقيل : اسمُهُ كُنيتُهُ.

والطَّالِبيُّونَ : أَولادُ عليٍّ وعَقيلٍ وجعفرٍ بَنيهِ ؛ نسبةٌ إِليه ، وكان يقالُ لنقيب العلَوِيِّينَ ببغدادَ : نقيبُ الطَّالِبِيِّين ، ولنقيب العبَّاسِيِّين : نقيبُ الهاشِمِيِّين.

ومُحَمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ طالبٍ الطَّالِبِيُ الضَّريرُ المحدِّثُ ، نسبةٌ إِلى جدِّه.

وأَبو طالِب : كنيةُ الفرس ؛ لأَنَّهُ يُطلَبُ عليه المقصودُ.

( بئرُ مُطَّلبٍ : بطريق العراق ؛ منسوبة إلى المطّلبِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حنطبٍ.

وطَلُوبٌ : بئر قرب سميراءَ.

وبهاء : جبل ) (١).

وأُمُ طَلِبَةٍ ، ككَلِمَةٍ وسِدْرَةٍ : العقاب.

ومَطْلُوبٌ : ( موضع ) (٢).

ومن المجاز

طَالَبَتْهُ نفسُهُ بالشَّيءِ : نازعتهُ إِليه.

والسِّراجُ يَطْلُبُ أَن يَنْطَفئَ ، نحو : ( جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ ) (٣).

الكتاب

( ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) (٤) السَّالِبُ والمَسْلُوبُ ، أَو عابدُ الصَّنمِ ومعبودُهُ.

الأثر

( اطْلُبْ إليَ طَلِبَةً فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُطْلِبَكَها ) (٥) أَي اطْلُبْ راغباً إِليَّ ، أَو ارغَبْ إِلَيَ طالِباً طَلِبَةً ؛ على طَريقي إِبرازِ التَّضمينِ في مقامِ التَّفسير. والطَّلِبَةِ ، كنَكِرَة : الحاجة ، وإِطلابُها : إِنجازُها والإِسعافُ بِها.

( إِنِّي أَخْشَى عَلَيكُمُ الطَّلَبَ ) (٦) جمعَ طالِبٍ ـ كخَادِم وخَدَم ـ وأَراد

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) ليست في « ت ».

(٣) الكهف : ٧٧.

(٤) الحجّ : ٧٣.

(٥) النّهاية ٣ : ١٣١.

(٦) الفائق ٣ : ٢٣٣.


المصدرَ وحذفَ المضافَ ، أَي أَهل الطَّلَبِ.

في الدُّعاءِ : ( يا طالِبُ يا غالِبُ ) (١) قال الشّيخ أَبو عليّ بن سيناءَ : هو تعالى طالِبٌ ، أَي طالِبَ الكلِّ إِلى النّيل منه بِحَسَبِ استعدادِهِ ، وهو تعالى غالِبٌ ، أَي مُقْتَدِرٌ على إِعدام العدمِ وسَلْبِ الممكناتِ ما تستعدُّهُ بنفسها من البُطْلان ؛ إِذ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ، ويجوز أَن يقالَ : هو تعالى طالِبٌ غالِبٌ في الإِيجادِ والإِعدامِ.

المثل

( اطْلُبْ تَظْفَرْ ) (٢) يعني أَنَّ الظَّفَرَ ـ وهو الفوز بالمَطْلوب ـ ثانٍ للطلَبِ ، فاطْلُبْ حاجتكَ أَوَّلاً تظفر بها ثانياً. يضرب في الحثِّ على طَلَبِ المقصود.

( طَالِبُ عُذْرٍ كمُنْجِحٍ ) (٣) قال أَبو عمرو : إِذا غَضِبَ عليك قومٌ فاعتذَرْتَ إِليهم فَقَبِلوا عُذْرَكَ فقد أَنجَحْتَ في طَلِبَتِكَ.

( طَلَبَ أَمْراً ولَاتَ أَوَانٍ ) (٤) أَي ولاتَ أَوانَ طَلَبِهِ. يُضرب لمن طَلَبَ شيئاً وقد فاتَهُ وذهب وقتُهُ.

( طَلَبَ الأَبلَقَ العَقُوقَ ) (٥) يأتي في « عقق ».

( اطلُبْهُ مِن حَيْثُ وليس حَيْثُ ) (٦) يأتي في « ح ي ث ».

طلحب

اطْلَحَبَ اطْلِحْباباً (٧) : امتدَّ ، فهو

__________________

(١) البلد الأمين : ٤٠٩ ، ضمن دعاء الجوشن الكبير.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤٣٦ / ٢٣٠٨.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٤٣٣ / ٢٢٨٨.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٤٣٣ / ٢٢٨٩.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٤٣١ / ٢٢٧٠. يضربُ لما لا يكون ولا يوجد.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٤٣٦ / ٢٣٠٩.

(٧) في « ت » : اطلحاباً ، والمثبت عن « ج » و « ش ».


مُطْلَحِبٌ.

طنب

الطُّنُبُ ، كعُنُق ، وقُفْل لغةٌ : الحبل تُشدُّ به الخيمة ونحوها ، يستوي فيه الواحد والجمع كالجُنُبِ ، ويجمعُ أَيضاً على أَطْنابٍ ، جمع الجمع : أَطانِيبُ ، ويُجمَعُ الطُّنْبُ ـ كقُفْل ـ على طِنَبَةٍ على زنةِ عِنَبَةٍ ، كقُرْطٍ وقِرَطَةٍ.

وهو من أَهل الأَطْنابِ ، والأَطانِيبِ ، أَي من أَهل الحاضرة لا أَهل البادية (١).

وطَنَّبَ خيمتَهُ تَطْنِيباً : نَصَبَها ، وشدَّ أَطْنابَها.

وتَطانَبَ القومُ : شدُّوا أَطنابَ بيوتهم بعضها إِلى بعضٍ.

وهو جاري مُطَانِبي : طُنُبُ بيتِهِ إِلى طُنُبِ بَيْتي.

والطَّنَبُ ، كسَبَبٍ : اعوجاجٌ في الرُّمحِ ، وطولُ الرِّجلين مع استرخاءٍ ، وطولٌ في متن الفرس وهو عيبٌ عندهم ، وقد طَنِبَ كتَعِبَ ، وهو أَطْنَبُ ، وهي طَنْباءُ.

والإِطْنابَةُ ، بالكسرِ : المِظلَّةُ ، وسيرٌ يُشَدُّ في ( طرف ) (٢) وتر القوس ثمَّ يدارُ على فُرْضِهَا ـ وهو مَحَزُّ سِيَتِها الذي تَقَعُ فيه حلقةُ الوَتَرِ ـ كالطُّنُبِ بضمَّتين ، وقد طَنَّبَ قوسَهُ ، وهي قوسٌ مُطَنَّبَةٌ.

وإِطْنابَةُ الإِبزيمِ : السيرُ الذي يعقد إِليه.

وأَطْنَبَتِ الريحُ : اشتدَّت في غبارٍ (٣).

ومن المجاز

قَطَعَ طُنُبَ نحرِهِ ، وهو عَصَبَةٌ فيه.

واستَرْخَتْ أَطنابُ جَسَدِهِ : أَعصابُهُ.

والأَشاجعُ أَطنابُ الأَصابِعِ.

وشجرةٌ ممتدَّةُ الأَطنابِ ، أَي العروقِ.

__________________

(١) في « ش » : من أهل البادية لا من أهل الحاضرة.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) في « ش » : « مَهَبِّها » بدل : « غبار ».


وامتدَّت أَطنابُ الشَّمسِ ، إِذا طلعت ، وتَقَضَّبَتْ أَطنابُها ، إِذا غربت ؛ قال (١) :

وشَمْساً أَبَتْ أَطْنَابُها أَنْ تَقَضَّبَا

وهي أَشعَّتها التي تمتدُّ كالحبال عند طلوعها وغروبها.

وحاجاتٌ وغاراتٌ أَطانِيبُ : كثيرةٌ متَّصِلةٌ لا تكاد تنقضي.

وأَطْنَبَ في الأَمر : بالَغَ ..

وفي الكلام : أَسْهَبَ ؛ وهو من إِطنابِ الرِّيحِ ..

والإِبلَ : ساقها فأَتبَعَ بعضَها بعضاً (٢) ..

والنَّهرُ : بَعُدَ ذَهابُه ، كتَطَنَّبَ تَطْنِيباً.

وطَنَّبَ بالمكانِ تَطْنِيباً : أَقامَ ..

والجرادُ : كَثُرَ ..

والذِّئْبُ : عَوَى ..

والرَّجلُ السِّقاءَ : طَبَّهُ.

وضَرَبَهُ على مَطْنَبِهِ ، كمَقْعَدِهِ : على منكبِهِ وعاتقِهِ.

وجيشٌ مِطْنابٌ ، كمِحْراب : عظيمٌ.

وابنُ الإِطْنابَةِ ، بكسر الهمزة : اسمهُ عمرُو بنُ زيدِ مناةَ ، شاعرٌ جاهليٌّ من فرسان الخزرج ومُلوكها ، والإِطْنَابَةُ : اسمُ أُمِّهِ نُسبَ إِليها.

الأَثر

( ما بَيْنَ طُنُبَيِ المَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي إلَيْها ) (٣) مثنّى طُنُبٍ ـ كعُنُق ـ وهو الحبل ؛ استعارهُ للطّرف والنَّاحية ، أَي ما بين طرفيها.

( تزوَّج الأَشعثُ مُلَيْكَةَ بِنْتَ زُرارَةَ على حُكمِها فَحَكَمَت بمائَة أَلف دِرهَم

__________________

(١) ابن أحمر كما جاء في الأساس : ٢٨٥ ، وصدره :

فلم أرَ يوماً كان أكثر غارة

(٢) في عامة معاجم اللّغة « أَطْنَبَتِ الإبلُ : اتَّبَعَ بعضُها بعضاً في السير » ، انظر الصّحاح والقاموس واللّسان والتّاج.

(٣) البخاريّ ٨ : ٤٧ ، الفائق ٤ : ٤٨ ، النّهاية ٣ : ١٤٠.


فَرَدَّها عمرُ إلى أَطْنابِ بَيتِها ) (١) أَي إِلى ما بُنِيَ عليه أَمر أَهلها في المهر ، وهو من باب التّمثيل ، والمعنى : رَدّها إِلى مهر مثلها من نساء عشيرتها.

المصطلح

الإِطنابُ : أَداءُ المقصود بِأَكثر من عبارة المتعارف من الأَوساط الذينَ ليس لهم فصاحةٌ وبلاغةٌ ولا عيٌّ وفهاهَةٌ.

وقيل : تأديةُ أَصلِ المرادِ بلفظٍ زائدٍ عليه لفائدةٍ.

المثل

( أَطْوَلُ مِن طُنُبِ الخَرْقاءِ ) (٢) أَي الحمقاءِ ؛ وذلك لأَنَّها لا تعرفُ المقدارَ فَتُطِيلُهُ.

طوب

الطُّوبُ بالضمِّ : الآجُرُّ ، واحدتهُ بهاءٍ ، لغةٌ مصريَّةٌ أَو شاميَّةٌ أَو روميَّةٌ أَو عربيَّةٌ.

وقَصْرُ الطُّوبِ : موضع بأَفريقيَّةَ ، وإِليه نسب موسى بنُ جميلٍ العابدُ الطُّوبيُّ من أَهل بغداد ، انتقل إِلى المغرب وسكن بهذا الموضع فكان يتعبَّدُ به وكان من العبَّاد ، فَنُسِبَ (٣) إِليه.

وطُوبى : في « ط ي ب ».

طهب

الطَّهَبُ ، كسَبَب : من أَسماءِ صغارِ الشَّجرِ.

طهلب

طَهْلَبَ في الأَرضِ طَهْلَبَةً : ذهب.

طهمسب

طَهْماسَبُ ، كشَهْدانَج : اسمُ ملكٍ من ملوك الفرس ، يقال : إِنَّهُ وهب خراج مملكته سبعَ سنينَ.

__________________

(١) الغريبين ٤ : ١١٨٣ ، الفائق ٢ : ٣٦٩ ، النّهاية ٣ : ١٤٠.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤٣٧ / ٢٣١٤.

(٣) في « ت » : ينسب.


طهنب

الطَّهْنَبِيُ ، كعَبْقَرِيّ : الشَّديد من الجِمال.

طيب

طَابَ الشَّيءُ يَطيبُ طِيباً ، وطِيبَةً ـ بكسرهما ـ وتَطْياباً ، بالفتح : لذَّ للنَّفس والحواسّ ، ونقا ونظف من القذر ، فهو طَيِّبٌ ، وطابٌ ، وطُيّابٌ ، كراح وتُفَّاح ؛ قال :

إِنَّا وَجَدْنا ماءَها طُيَّابا (١)

وهي بهاءٍ فيهنَّ ، وقيل : الطُّيَّابُ : الطَّيِّبُ في الغايةِ ، كالكُبَّار.

وطِبْتُ الشيءَ فَطابَ : جعلتُهُ طَيِّباً ، كَأَطَبْتُهُ ، وطَيَّبْتَهُ.

وأَطابَ إِطابَةً : تكلَّمَ بكلامٍ طَيِّبٍ ، وقدَّم طعاماً طَيِّباً.

واستَطَبْتُهُ استِطَابَةً : وجدتُهُ طَيِّباً ، كاستَطْيَبْتُهُ استِطْيَاباً ، وأَطَبْتُهُ ، وأَطْيَبْتُهُ ، وطَيَّبْتُهُ.

واسْتَطابَ المُحدِثُ : اسْتَنجى ، كأَطابَ ..

والرَّجُلُ : حَلَقَ عانتَهُ ..

والصَّائِدُ : طَلَبَ الصَّيدَ النَّفيسَ ولم يرضَ بالدُّونِ ..

والرَّجُلُ القومَ : سأَلهم ماءً عذباً.

والأَطْيَبانِ : الأَكل والنّكاح ؛ قالَ (٢) :

إِذَا فاتَ مِنكَ الأَطْيَبانِ فَلا تُبَل

إِذا جاءَكَ اليوم الذي كُنْتَ تَحْذَرُ

وهذا مرادُ من فسَّرهما بالفم والفرج ، فقول الفيروز اباديِّ : هما الأَكلُ والنِّكاح ، أَو الفم والفرج ، لا وجهَ له. وقيل : هما النَّومُ والنِّكاحُ.

__________________

(١) في هامش « ت » : أَوَّله :

نَحْنُ بَذَلْنا دُونَها الضرابا

« منه ». وفي الصّحاح واللّسان والتّاج : بدل « بذلنا » : « أجَدْنا ... » ، وهو في الجميع دون عزو.

(٢) نهشل بن حَريّ ، كما في الأساس : ٢٨٧ ، وفيه : « متى جاءك » بدل : « إذا جاءك ».


وأَطايِبُ الجَزُورِ : كبدُها وسنامُها ونحوهما ، كمَطايِبِها ، لا واحدَ لها ، أَو واحدها : مَطْيَبٌ ، أَو مَطَابٌ ، أَو مَطابَةٌ.

وقيل : المَطايِبُ : الخيارُ من كُلِّ شَيءٍ.

وشرابٌ مَطْيَبَةٌ للنَّفسِ ، كمَرْحَلَةٍ : تَطيبُ النَّفسُ إِذا شربتهُ.

والسِّواكُ مَطْيَبَةٌ للفم : يُطَيِّبُ الفمَ باستعمالِهِ.

والطِّيبُ ، كطِين : كلُّ ذي رائحةٍ ذَكِيَّةٍ يُتَّخذُ للشَّمِّ ، كالطَّابِ ، وتَطَيَّبَ : استعملَهُ ، وطَيَّبَ جلساءَهُ : أَوجدهم إِيَّاهُ فاستعملُوهُ.

والطُّوبَى ، بِالضمِّ : تأْنيثُ الأَطْيَبِ ، ومصدرٌ أَو اسمُ مصدرٍ من طَابَ يَطِيبُ ـ كبُشرى وزُلْفى ـ وأَصلها : « طِيبَى » ، قُلِبَتْ ياؤُها واواً ؛ لمجانسةِ الضمَّةِ قبلَها.

ومنه : طُوبَى لك ، أَي أَصَبْتَ الطيِّبَ (١) ( أَو الخيرَ ، أَو الحسنى ، أَو العيشَ الطيِّب ) (٢) ، واللامُ للبيان ، مثلُها في « سَقْياً لك » ، وحُكِيَ طُوباكَ ، قيل : وهو لحنٌ ، ويردُّهُ ما رواه الديلميُ : لمَّا مات عثمانُ بنُ مظعونٍ قال النبيُّ 6 : ( طُوباكَ يا عثمانُ لم تَلْبَسِ الدُّنيا ولم تَلْبَسْك ) (٣).

والطَّابَةُ : الخَمْر.

وطَيْبَةُ ، وطابَةُ ، وطائِبُ ، والطَّيِّبَةُ ، والمُطَيَّبَةُ ، كشَيْبَة وشامَةٍ وطائِف وسَيِّدَةٍ ومُعَظَّمَةٍ : المدينةُ النبويَّةُ ، قال الزمخشريُّ : من اختلَفَ في طرقات المدينة وَجَدَ عَرْفاً طَيِّباً وبنَّةً عجيبةً ، ولذلك سمِّيت : طَيْبَةَ ، وقال بعضهم : سمِّيت بِطَيْبَةَ بنتِ قَنْدارَ بنِ إِسماعيلَ 7 وكانت تسكُنُها.

وعِذْقُ بنُ طابٍ : نوعٌ من التمرِ بها منسوبٌ إِلى ابنِ طابٍ رجلٍ من

__________________

(١) في « ج » : أصبت العيش الطّيّب.

(٢) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».

(٣) مسكن الفؤاد : ٩٥.


أَهلِها ، ويقال : تمرُ بنُ طابٍ ، ورُطَبُ بنُ طابٍ.

والطِّيابُ ، كخِيارٍ : نخلٌ بالبصرة.

ومن المجاز

طابَ الشيءُ : حلَّ ، وهو طَيِّبٌ : حلالٌ.

وسَبْيٌ طَيِّبٌ ، وطِيَبَةٌ ، كعِنَبَة : ليس من غدرٍ ونقضِ عهدٍ.

وطابَتِ الأَرضُ : أَكْلَأَتْ.

وطَيَّبَ لغريمِهِ نصفَ المال : أَبرأَهُ منه ووهبه له.

وأَخَذَ طِيبَ المالِ وطِيبَتَهُ ، كطِينٍ وطِينَةٍ : أَفضلَهُ وخيرتَهُ.

وأَعطاهُ عن طِيبَةِ نفسٍ : إِذا لم يُكرهْهُ عليه أَحَدٌ.

وطابَ به نفساً : طابَتْ نفسُهُ به.

وأَطابَ الرجلُ : تزوَّج حلالاً وولد بنينَ.

وطَايَبَهُ : مازحَهُ.

والطَّيِّبُ والمُطَيَّبُ : ابنا النبيِّ 6 ولدا في بطنٍ ؛ ذكرَهُ صاحبُ الصفوة (١).

ومُرَّةُ الطَّيِّبِ (٢) : ابنُ شَراحيلَ الهمدانيّ ؛ تابعيٌّ ، لقِّب بذلك لعبادتِهِ.

وأَبو الطَّيِّبِ : أَحمدُ بنُ الحسينِ المتنبِّي الشاعِرُ ، وكُنْيةُ الخَبيصِ والحلواءِ.

ورياحُ بنُ طَيْبانَ ، كشَيْبَانَ : محدِّثٌ.

والطَّيْبِيُّونَ : أَهل بيتٍ علماء محدِّثونَ من أَهل جرجان ، واحدهم : طَيْبِيٌ ـ كشَيْبِيّ ـ نسبةٌ إلى جدِّهم أَبي طَيْبَة ـ كشَيْبَةٍ ـ عيسى بنِ سليمانَ بن دينارِ الداريِّ.

وأَبو طَيْبَةَ الحجَّامُ ، كشَيْبَةَ أَيضاً :

حاجم النبيِّ 6.

والطابُ : قريةِ بالبحرين.

وطَابَانُ : قريةٌ بالخابور.

وكطِينَةٍ : قرية قرب زَرودَ ، واسمُ زمزَمَ.

__________________

(١) صفة الصفوة ١ : ١٤٨.

(٢) في « ج » : مرّة الطِّيب.


والطَّيِّبَةُ ، كسَيِّدَة : قريتانِ بمصرَ.

والطِّيبُ ، كطِينٍ : بلد بين واسطٍ والأَهوازِ.

وحلف المطَيِّبِينَ يأتي في الأَثر.

الكتاب

( كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ ) (١) مِنْ مستلَذَّاتِهِ أَو مباحاتِهِ.

( أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ) (٢) ما أَذنَ الله لكم في أَكلِهِ مِن الأَطعمَةِ والذَّبائح والصَّيد ، أَو ما لم يَرِدْ بتحريمِهِ كتاب ولا سُنَّة ، أَو ما لم تستخبثْهُ الطِّباعُ السَّليمَةُ ولم تنفر عنه ، كما قال : ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ) (٣).

( كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً ) طَيِّباً (٤) مُباحاً لذيذاً ، أَو نقيّاً من الشُّبهة.

( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ) (٥) أَي الأَرضُ الحرَّةُ الكريمَةُ التُّربةِ يخرج نباتها بتيسيرِ ربِّها حسناً كاملاً ؛ لوقوعِهِ في طِباق « نَكِداً » (٦) وَهو الَّذي لا خير فيه.

( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) (٧) تَعَمَّدُوا واقْصُدُوا شيئاً مِنَ وجه الأَرض طاهراً لا نجاسةَ فيه ، أَو حلالاً غيرَ مغصوبٍ.

( وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ) (٨) لا تَذرُوا مالَكُم الحلالَ وتَأْكلوا الحَرامَ من أَموالِهِم ، أَو لا تأْخذوا الجيِّدَ من مالِهِم وتُعْطُوهُم (٩) الرديءَ من مالكم ، أَو لا تتبدَّلوا العملَ السَّيِءَ بالعملِ

__________________

(١) البقرة : ٥٧ ، ١٧٢ ، الأعراف : ١٦٠.

(٢) المائدة : ٤ و ٥.

(٣) الأعراف : ١٥٧.

(٤) البقرة : ١٦٨.

(٥) الأعراف : ٥٨.

(٦) أي في قوله تعالى : ( وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ).

(٧) النّساء : ٤٣ ، المائدة : ٦.

(٨) النّساء : ٢.

(٩) في « ش » : « تعطوا » بدل : « تعطوهم ».


الصالحِ.

( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) (١) هو الذّكرُ ، والدّعاءُ ، والاستغفارُ ، وتلاوةُ القرآن ، وكلُّ كلامٍ فيه رضا الله تعالى. وعنه 7 : ( هو قول الرَّجُل : سُبْحانَ الله والحَمْدُ لِلَّهِ ولا إِلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أَكْبَرُ ، إِذا قالَها عَرَجَ بِها المَلَكُ إِلى السماءِ فَحَيَّا بِها وَجْهَ الرَّحْمانِ ، فإِذا لَم يَكُن لَهُ عَمَلٌ صالِحٌ لم يُقْبَل مِنْهُ ) (٢).

( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ) (٣) ليس فيها من مؤذِيات الهَوامِّ شيءٌ ، أَو صحيحةُ الهواءِ عَذبةُ الماءِ ليس فيها حرٌّ يؤْذي في الصّيف ولا بردٌ يؤْذي في الشّتاءِ ، أَو مُخْصِبةٌ طَيِّبَةُ التّربة تُخرِجُ النّباتَ ليست بسبخةٍ ، أَو كثيرةُ الأَشجار والثّمار حتّى كانت المرأَةُ تخرُجُ وعلى رأْسها المَكْتَلُ فتعمل بيدها وتسير بين الأَشجار فيمتلئُ مكتلُها ممَّا يتساقَطُ فيه من الثّمار.

( وَمَساكِنَ طَيِّبَةً ) (٤) طاهِرةً زكيَّةً مستلذَّةً تَطِيبُ فيها النّفوس ، أَو يَطِيبُ فيها العيشُ ، وفى الخبر : ( إِنَّها قصورٌ من الياقوتِ الأَحمرِ والزّبرجدِ الأَخضرِ لا أَذَى فيها ولا وَصَبَ ولا نَصَبَ ) (٥).

( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) (٦) أُرشدُوا إِلى التّحيّاتِ الحسنةِ يُحَيِّي بِها بعضُهم ( بعضاً ) (٧) ، أَو إِلى قولهم : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ ) (٨) إلى آخرِهِ ، أَو إِلى شهادةِ أَن لا إِله إِلاَّ اللهُ والحمدُ للهِ واللهُ أَكبَرُ ، أَو إِلى ذكرِ اللهِ مطلقاً فهم به يَتَنَعَّمونَ ، أو إِلى

__________________

(١) فاطر : ١٠.

(٢) الكشّاف ٣ : ٦٠٢ ، ذيل الآية ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ.

(٣) سبأ : ١٥.

(٤) التوبة : ٧٢ ، الصف : ١٢.

(٥) انظر مجمع البيان ٣ : ٥٠ وبحار الأنوار ٨ : ٨٥.

(٦) الحجّ : ٢٤.

(٧) ليست في « ت ».

(٨) الزّمر : ٧٤.


القول الذي يلتذُّونَهُ وتَطيبُ بِهِ نفوسُهُم.

( طُوبى لَهُمْ ) (١) شجرةٌ في الجنَّة ، أَو هي الجنَّةُ بالحبشِيَّة أَو الهِندِيَّة ، أَو خيرٌ وكرامةٌ ، أَو أَطْيَبُ الأَشياءِ في كلِّ الأُمور حاصلٌ لهم.

( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ ) (٢) نَقِيِّينَ مِن دَنَس الكفر والمعاصي ، أَو الكفرِ وحدَهُ ، أَو فَرِحينَ طيِّبينَ النفُوسَ ببشارَةِ الملائِكةِ إِيَّاهم بِالجَنَّة ، أَو طيِّبِينَ بقبض أَرواحِهِم ؛ لِتوجُّهِ نفوسهم بالكلِّيَّةِ إِلى جناب القدس.

( سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ ) (٣) طَهُرْتُم مِن دَنَسِ المعاصي ، أَو طِبْتُمْ نفساً بِما نِلْتُمْ مِنَ الجَنَّة ونَعيمها ، أَو طابَ لكم المقامُ ، أَو طِبْتُمْ بِالعملِ الصّالحِ في الدّنيا وطابَ عَمَلُكُمْ.

( وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ) (٤) في « خ ب ث ».

الأَثر

( إِنَّ اللهَ تَعالى طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّباً ) (٥) أَي منزَّهٌ عنِ النّقائِص ، مقدَّسٌ عن الآفاتِ والعيوبِ ، متَّصِفٌ بجميعِ الكمالاتِ ، لا يَقْبَلُ إِلاَّ طاهراً حلالاً من خيار المال.

( التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّباتُ ) (٦) أَي الكلمات الدّالَّةُ عَلى الخير مصروفاتٌ إِلى اللهِ تعالى.

( شَهِدْتُ غُلاماً مَعَ عُمُومَتي حِلْفَ المُطَيِّبِينَ ) (٧) بفتح الطّاءِ المخفَّفة وكسر الياءِ المشدَّدة ، كانَتْ قريش تَتَظالَمُ

__________________

(١) الرّعد : ٢٩.

(٢) النّحل : ٣٢.

(٣) الزّمر : ٧٣.

(٤) النّور : ٢٦.

(٥) صحيح مسلم ٢ : ٧٠٣ / ٦٥ ، سنن الدّارميّ ٢ : ٣٠٠.

(٦) مسند أحمد ١ : ٤٥٩ ، النّهاية ٣ : ١٤٨.

(٧) الفائق ٢ : ٣٧٢ ، النّهاية ٣ : ١٤٩ ، وفيهما بفتح الياء المشدّدة : المطَيَّبين.


بِالحرم ، فقامَ عبد الله بن جَذْعانَ (١) والزّبيرُ بنُ عبد المطَلِب ، فدعوا إِلى التّحالُفِ على التّناصُر والأَخذ لِلمظلوم مِنَ الظالِمِ ، فاجتَمَعَ بنو هاشم وبنو زُهْرَةَ وتَيْمٌ في دار ابن جذعانَ وغمسوا أَيديهم في الطِّيبِ وتحالفوا وتصافقوا بأَيمانِهِم ؛ ولذلك سُمُّوا : المُطَيِّبينَ ، وسَمَّوا الحِلفَ : حلفَ الفُضُولِ ؛ تشبيهاً له بِحِلفٍ كان بمكَّةَ أَيَّامَ جَرْهَم عَلى التّناصُف قام به رجالٌ من جُرْهُم ، يقال لهم : الفضل بن الحارِثِ ، والفُضَيْلُ بن وَداعَةَ ، والفُضَيْلُ بن فُضالَةَ.

( نَهى أَنْ يَسْتَطِيبَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ ) (٢) أَي يستنجي ، وخَصَّ بعضُهم الاستِطابَةَ بِالمَسحِ بالحجارةِ دون الغَسْل.

( ابْغِيني حديدَةً أَستَطِيبُ بِها ) (٣) يريدُ حلقَ العانة ؛ لأَنَّهُ تَنْظيفٌ وَإِزالَةُ أَذىً.

( طَابَ القِتالُ ) (٤) ويروى : « الضرب » ، أَي حَلَّ.

( فَإِنَّ دِينَنا قَدْ طابَ ) (٥) أَي كَمُلَ واستقرَّتْ أَحكامُهُ.

( وفي سَبْي هَوازنَ مَنْ أَحَبَّ أَن يَطيبَ ) (٦) مضارعُ طابَ أو أطَابَ أَو طَيَّبَ ، أَي يرُدُّه مجّاناً برِضاهُ وطيِبِ نفسِهِ.

__________________

(١) كذا في النّسخ وبعض المصادر ، وضبط في مصادر أخرى بضم الجيم والدّال المهملة « جُدْعان » كما في النّهاية الأثيرية والفائق وجمهرة أنساب العرب : ١٣٦ و ٣٠٠.

(٢) الفائق ٢ : ٣٧١ ، النّهاية ٣ : ١٤٩ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٢.

(٣) غريب الحديث لابن الجوزيّ ٢ : ٤٦ ، الفائق ٣ : ٢١ ، النّهاية ٣ : ١٤٩.

(٤) غريب الحديث لابن الجوزيّ ٢ : ٤٦ ، النّهاية ٣ : ١٥٠ ، بتفاوت.

(٥) سنن أبي داود ٤ : ٣٠٦ / ٥٠٢٥ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٢.

(٦) البخاريّ ٣ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، النّهاية ٣ : ١٤٩.


( سَمِّى المَدينَةَ : طابَةَ ) (١) تأْنيثُ الطَّابِ ، وهو الطِّيبُ.

( سُئِلَ عَنِ الطَّابَةِ تُطْبَخُ عَلى النِّصفِ ) (٢) أَرادَ العصيرَ يُغْلى حتّى يذهب نصفُهُ ، وأَصلُ الطَّابَةِ ما ينطُفُ من العنب.

( طابَ ما طَهُرَ مِنْك وطَهُرَ ما طَابَ ) (٣) أَي نَقا ونَظُفَ من القَذَرِ والوسخِ ما ارتفَعَ عنه الحدثُ مِنك ، وارْتَفَعَ الحَدَثُ عمَّا نَقا ونَظُفَ من القذرِ والوَسَخِ منك ، فالمرادُ بالطِّيبِ المعنى اللغويُّ ، وبِالطّهارَةِ المعنى الشرعيُّ ، أَو طابَ رائِحةُ ما ارتفع عنه الحدثُ وزالتِ النَّجاسةُ مِنك ، وارتفَعَ الحَدَثُ وَزالت النجاسَةُ عَمَّا طابَ رائِحَتُهُ مِنك ، فإِنَّ التّنظُّفَ (٤) بالماءِ عندهم ضَرْبٌ مِنَ التَّطَيُّبِ ، ومِنْ كلامِهِم : الماء أَطْيَبُ الطِّيبِ المفقود. والمراد : الدّعاءُ له بِأَن يجمَعَ الله بين الطِّيبِ والطّهارةِ في كُلِّ ما (٥) طَابَ وطَهُرَ منه.

( كَانُوا يَكْرَهُونَ المؤَنَّثَ مِنَ الطِّيبِ ولا يَرَوْنَ بِذُكورَتِهِ بأْساً ) (٦) المؤَنَّث منه ما يَتَطَيَّبُ به النساءُ ممّا له لون ، كالزعفرانِ وما يُخلَطُ به من الطِّيبِ. والذكورُ : طِيبُ الرجال ، كالمسكِ والزعفرانِ.

المصطلح

الطَّيِّبُ من الإِنسان : من تعرَّى من نجاسةِ الجهلِ والفسقِ وقبائحِ الأَعمالِ ، وتحلّى بالإِيمانِ والعِلْمِ ومحاسِنِ الأَفعالِ.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٣٧٢ ، النّهاية ٣ : ١٤٩.

(٢) الفائق ٢ : ٣٧٣ ، النّهاية ٣ : ١٥٠.

(٣) الكافي ٦ : ٥٠٠ / ٢١ ، البحار ٤٤ : ١١١ / ٥٥.

(٤) في « ج » و « ش » : « التنظيف » بدل : « التّنظُّف ».

(٥) في « ت » و « ج » : « كُلٍّ مِمّا » والمثبت عن « ش ».

(٦) بحار الأنوار ١٦ : ٢٥٥.


فصل الظاء

ظأب

الظَّأْبُ ، كفَلْس : لُغةٌ في الظَّأْمِ ـ بالميم ـ وهو الصَّخَبُ والجَلَبَةُ ، والظُّلْمُ ، وصَوْتُ التَّيسِ ، وسِلْفُ الرَّجُلِ وهو زوجُ أُختِ امرأَتهِ. الجمع : أَظْؤُبٌ ، وظُؤُوبٌ ، كأَفْلُس وفُلُوس.

تقول : هو ظَأْبُهُ ، وظَأْمُهُ ، وقد ظَاءبَهُ مُظاءَبَةً ، وظَاءَمَهُ مُظَاءَمَةً ، إِذا تزوَّجَ امرأَةً وتزوَّجَ آخرُ أُختَها.

وفي كتاب الخليل : الظَّابَّانِ (١) والظَّأْبَانِ ، مشدَّد ومخفَّف : المتزوِّجان بِأُختيْنِ ، قال : ولم أَسمع منه فِعْلاً (٢).

ظبب

الظَّبُ ، كصَبٍّ : الرجلُ المِهذارُ الكثير الهذاءِ.

والظَّبْظَابُ ، كصَلْصَال : بَثْرٌ يطلَعُ فى الأَجفانِ ، والوجوهِ الصباحِ ، والجَلَبَةُ ، والصياحُ ، وكلامُ المتهدِّد ، واسمُ ملكٍ من ملوك اليمن ، والعيبُ ، والداءُ ، والاضطرابُ منه ؛ يقال : ما بِهِ ظَبْظَابٌ ، أَي عيبٌ وداءٌ ؛ كما يقال : ما بِهِ قَلَبَةٌ ، وهو مِمّا لا يتكلَّم به إِلاَّ بالجحد ، ولا تقل : بِهِ ظَبْظَابٌ.

وظُبْظِبَ الرجلُ ، بالبناءِ للمجهول : حُمَّ.

وتَظَبْظَبَ الشيءُ : وَقَعَ وقعاً يسيراً.

وظَباظِبُ الإِبلِ : جَلَبتُها وأَصواتُها ، تقول : مررتُ بحيٍّ ذي ظَباظِبَ ولَبالِبَ ،

__________________

(١) في « ش » : « الظّأْبّان ». والّذي في العين ( ٨ : ١٥٣ ) كالمثبت : « الظّابّان » بلا همز ، وذَكَرهما معاً في « ظ ب ب ». والظّاهر أن السّيّد علي خان يرى أنّها مخفّفة عن الهمز ، وإلاّ لذكرها أو أشار إليها في « ظ و ب » أو « ظ ب ب ».

(٢) انظر العين ٨ : ١٧١.


أَي ذي جَلَبَتَيْنِ جَلَبَةِ الإِبلِ وجَلَبَةِ الغَنَمِ.

ظرب

الظَّرِبُ ، ككَتِف : الجبلُ الصّغيرُ ، أَو المنبسطُ على وجه الأَرض ، أَو رأْسُ الجبل ، أَو ما صَغُرَ من الرَّوابي ، أَو الحديدُ الطَّرَفِ من الحجارةِ الثَّابتُ الأَصلِ في الأَرضِ. الجمع : ظِرابٌ ، وأَظْرُبٌ ، كرِكَاب وأَجْبل ، وبه سمِّي عامرُ بن الظَّرِبِ العَدَوانيُّ ، حكيمُ العربِ وهو أَوَّلُ مَنْ قُرِعَتْ له العَصا في قول الأَكثر ، وفرسٌ للنّبيِّ 9 ؛ شُبِّه بِالجبلِ المنبسطِ لقوَّته.

وبِرْكَةُ الظَّرِبِ : بينَ القرعاءِ وواقِصةَ بطَريقِ مكَّةَ.

والظَّرْبُ ، كفَلْس : قسمٌ من النَّباتِ.

وكعُتُلّ : القصيرُ اللَّحيمُ.

والظَّرِبانُ ، كقَطِران : دويبَّةٌ فوقَ جرو الكلبِ ، أَصلَمُ الأُذنين ، طويلُ الخرطومِ ، أَسودُ الرأْس ، أَبيضُ البطن منتنُ الرِّيحِ والفسوِ ، إِذا فسا في الثَّوْب لا يزولُ ( ريحه ) (١) حتّى يَبْلى. الجمع : ظَرابِينُ ، وظَرابيُ ، وظِرْبى ـ بالكسر والقصر ـ وهو جمعٌ شاذٌّ ، ونظيرُهُ في الشّذُوذ حِجْلى في جمع حَجَلَة ـ كقَصَبَة ـ وهي الطّائر المعروف.

قال أَبو عليّ : لا أَعرفُ لهذين الحرفين مثلاً (٢) ، وحَكَى أَنَّه سأَل أَبا الطيِّبِ المتنبيَّ : كم لنا من الجموع على « فِعْلى »؟ فقال في الحال : ظِرْبَى وحِجْلَى ، قال أَبو عليّ : فطالعتُ كتبَ اللغةِ ثلاثَ ليالٍ على أَن أَجدَ لهذينِ الجمعينِ ثالثاً فلم أَجد (٣).

والأَظْرَابُ : أَسناخُ الأَسنان ومنابتُها ،

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) المزهر ٢ : ١٠٦.

(٣) الوافي بالوفيات ٦ : ٣٣٧.


أَو هي أَربعُ أَسنانٍ خلف النّواجذِ.

وظُرَيْبَةُ ، كجُهَيْنَةَ : موضع.

وظَرِبَ به ، كتَعِبَ : لَزِقَ.

وظُرِّبَتِ الحوافِرُ ـ بالبناءِ للمجهولِ ـ تَظْرِيباً : اشتدَّت وصلُبَت ؛ فهي مُظَرَّبَةٌ ، كمُعَظَّمة.

الأَثر

( خَطَبَنا عليٌّ 7 بِذِي قارَ على ظَرِبٍ ) (١) ككَتِفٍ ، وهو الجُبَيْلُ ، وقد تكرَّر في الحديث مفرداً وجمعاً.

ومنه : ( اللهُمَّ حَوالَيْنا ولا عَلَيْنا ، عَلى الآكامِ والظِّرابِ ) (٢).

ومنه : ( فَقالَ : أَينَ أَهْلُكَ؟ فَقُلْتُ : بهذِه الأَظْرُبِ السَّوَاقِطِ ) (٣) أَي اللَّواصِقِ بالأَرضِ ليست بمرتفعةٍ.

ومنه حديث الدّعاءِ : ( سَقْياً تَسيلُ منهُ الظِّرابُ ) (٤) والإِسنادُ فيه مجازيّ ؛ كسالَ الميزابُ.

ومنه حديث الدَّجَّال : ( يَنْزِل عِنْدَ الظُرَيْبِ الأَحمرِ ) (٥) وهو مصغَّرُ ظَرِبٍ ، كفَخِذ وفُخَيْذ.

المثل

( فَسا بَيْنَهُمُ الظَّرِبانُ ) (٦) هو الدُّويبَّةُ المنتنةُ. يضرب للقوم إِذا تقاطعوا وتفرَّقوا ، تزعم العرب أَنَّهُ إِذا فَسا بين الإِبل وهي مجتمعةٌ تفرَّقت ؛ لخبث فسائهِ ، ولذلك يسمُّونه : مفرِّقَ النَّعَم ، ويزعمونَ أَنَّهُ يجيءُ إِلى جحر الضبِّ فيلقم أُستَهُ جُحرَهُ ثمَّ يفسو عليه حتّى يغتمَّ ويَضْطرِبَ ، فيخرُجَ ويأْكلَهُ.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٣٧٦.

(٢) الفائق ٢ : ٣٧٥.

(٣) الفائق ٣ : ٣٨ ، النّهاية ٣ : ١٥٦.

(٤) مجمع البحرين ٢ : ١١٣.

(٥) سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٥٩ / ٤٠٧٧ ، النّهاية ٣ : ١٥٦.

(٦) مجمع الأمثال ٢ : ٧٤ / ٢٧٤٨.


ظنب

الظِّنْبُ ، كعِهْن : أَصلُ الشَّجرةِ.

وكغُرْفَة : العَصَبَةُ التي يُشَدُّ بها أَطرافُ ريش السَّهم عند الفُوقِ.

والظُّنْبُوبُ ، بالضّمِّ : عَظْمُ السّاق أَو حَرْفُهُ من قدَّام ، واستعيرَ لِلْمِسمارِ في جُبَّةِ السِّنانِ.

الأَثر

( عَارِيَةُ الظُّنْبُوبِ ) (١) أَي لم يَكْتَسِ عظمُ ساقِها لحماً لهُزالِها.

المثل

( قَرعَ للأَمرِ ظُنْبُوبَه ) (٢) يضربُ لمن جدَّ فيه ولم يَفتُر ؛ قال (٣) :

إِنَّا إذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ

كانَ الصُّراخُ لَهُ قَرْعَ الظَّنابِيبِ

أَي إذا أَتانا مستغيثٌ كانت إغاثتُهُ الجدَّ وعدمَ التّواني في نُصرتِه.

فصل العين

عبب

عَبَ الرَّجُلُ الماءَ عَبّاً ، كقَتَلَ : شربهُ من غير تنفُّسٍ ، أَو جَرَعَهُ ، ( أو تابَعَ جرعَهُ ) (٤) ..

وفي الإِناءِ : كَرَعَ ..

والحمامُ : شرب من غيرِ مصٍّ كشُرْبِ الدّوابِّ ، وسائرُ الطَّيرِ يَحْسُوهُ جَرْعاً بعد جَرْعٍ ..

والغَرْبُ : صوَّت عند الغَرْفِ ..

والماءُ في الحوضِ : صبَّ بلا انقِطاعٍ ..

والنّبتُ : طالَ ..

__________________

(١) الفائق ٢ : ١٣٣ ، النّهاية ٣ : ١٦٢.

(٢) المستقصى ٢ : ١٩٦ / ٦٦٥.

(٣) سلامة بن جندل. ديوانه : ١٢٣. وفيه : « كنّا » بدل : « إنا ».

(٤) ليست في « ت ».


و ـ البحرُ عُباباً ، بالضمِّ : طَمَا وزَخَرَ ..

والسَّيلُ : عَظُمَ وكَثُرَ.

وتَعبَّبَ النَّبيذَ : تجرَّعهُ بكثرةٍ.

والعُبُ ، بالضّمِّ : الرُّدْنُ.

والعُبابُ ، كغُراب : الخوصةُ ..

ومن كلِّ شيءٍ : أَوَّلُهُ ..

ومن البحر والسّيل : معظمُه وارتفاعُه ، أَو موجُهُ ..

ومن السّحاب : كثرةُ مطرِهِ.

والعُبَبُ ، كزُفَرٍ : حَبُّ الكاكَنج ، وعِنَبُ الثَّعلبِ ، أَو ضربٌ من النّباتِ ، أَو شجرةٌ من الأَغلاثِ.

وذُو عُبَبٍ : وادٍ.

وعَبُ قُرٍّ : البَرَدُ ، وأَصلُهُ : « حَبُّ قُرٍّ » أُبدلتِ العين حاءً (١).

وعَبُ الشَّمْسِ : ضوءُها ، ويخفَّفُ كدَمٍ ، قال أَبو عمروٍ : ومنه : عَبْشَمْسُ بنُ سعدِ بنِ زيدِ مناةَ بنِ تميمٍ ، والعين مبدلةٌ من الحاءِ ، كما قالوا في « حَبَّ قُرٍّ » (٢).

والعُبِّيَّةُ ، كذُرِّيَّة وتكسرُ : الكِبَرُ ، والفخرُ ، والنّخوةُ.

قال جار الله : هي « فُعِّيلَةٌ » (٣) من عُبابِ الماءِ وهو ارتفاعُهُ ، كما قيل له : الزُّهُوّ ، من زَهاهُ إِذا رَفَعَهُ ، ويجوز أَن يكونَ « فُعُّولَةً » منه إِلاَّ أَنَّ اللاَّمَ قلبت ياءً ، كما في تقضَّى البازي (٤).

وقيل : هي « فُعُّولَةٌ » من التَّعْبِئَةِ ؛ لأَنَّ المتكبِّرَ ذو تكلُّفٍ وتَعْبِئَةٍ ، خلافَ المُسترسِلِ على سجيَّتِهِ.

والعُبُبُ ، كعُنُق : المياهُ المتدفِّقةُ.

__________________

(١) كذا في النّسخ ، والصّواب « أُبدلت الحاءُ عيناً » انظر مادة « عبقر » من الطّراز. أو أنّ ما هنا من غلط النّسّاخ وصوابها « أُبدلتِ العين من الحاءِ » انظر مادة « عبقر » من لسان العرب.

(٢) أنظر الصّحاح ، والمزهر ١ : ٣٦٣.

(٣) في النّسخ : « فُعْلِيَّة » ، والمثبت عن الفائق ٢ : ٣٨٤.

(٤) فإنّ أصله « تقضَّضَ » فلمّا كثرت الضاد أُبدلت إحداهنّ ياءً.


والعَبِيبَةُ ، كحَبِيبَة : الرِّمثُ إِذا كان في وطاءٍ من الأَرض ، وضَرْبٌ من الطّعام ، وشرابٌ يتَّخذُ مِنَ العُرْفُطِ ، وهو (١) ما يقطرُ من مغافيرِهِ يجمع ويشرب حلواً ، أَو عِرْقُ الصمغِ يُضْرَبُ بِمِجْدَحٍ حتَّى يَنْضَجَ ثمَّ يُشرب ، وهو حلوٌ ، أَو هي شيءٌ ينضجهُ الثُّمامُ حلوٌ كالنّاطِفِ ، فإِذا سال منه شيءٌ في الأَرض أُخذَ ثمَّ جُعِلَ في إِناءٍ وربَّما صُبَّ عليه ماءٌ فشرب ، وتُسمّى : عَبِيبَةَ الَّلثَى.

والعُبَّى ، كعُزَّى : المرأَةُ لا يكاد يموت لها ولدٌ.

وبنو العَبَّابِ ، كعَبَّاس : قومٌ من العرب ؛ سُمُّوا بذلك لأَنَّهم خالطوا فارِسَ حتّى عَبَّتْ خيلُهُم في الفرات.

والأَعَبُ : الفقيرُ ، والضخمُ الأَنفِ.

وذو عُبَبٍ ، كعُمَر : واد.

والعُنْبَبُ ، كحُنْطَب (٢) : كثرةُ الماء ، وضربٌ من النّبات ، ووادٍ سمّي بذلك لأَنَّه يَعُبُ الماءَ ، وهو ثلاثئٌّ عند سيبويه.

والعَبْعَبُ ، كرَبْرَبٍ : نعمةُ الشّباب ، والشّابُّ التّامُّ المُمتلئُ الشّبابِ ، والرَّجُلُ الطّويلُ ، والتّيسُ من الظّباءِ ، وثوبٌ واسعٌ ، وكساءٌ غليظٌ كثيرُ الغزل ناعمٌ يعمل من وبر الإِبل.

وبلا لام : صنمٌ لقُضاعَةَ ومَنْ داناهُم ، ويقال بالمعجمتين أَيضاً.

والعَبْعابُ : الطّويلُ من النّاسِ ، والحسنُ الخَلْقِ التّامُّ ، والواسعُ الجوفِ والحلقِ.

__________________

(١) في « ج » : « وهي ما يقطر ». وفي « ش » : « أو هي ما يقطر ».

(٢) كذا في جميع النّسخ ، في هذا الموضع وفي « عنب » ، والذي في معاجم اللّغة « الحُنْطُب » ، فلعلّها مصحّفة عن « الحُنْظَب » انظر لسان العرب والقاموس والتّاج في « حنطب » و « حنظب » و « عنب ».


والعَبْعَبَةُ : الصُّوفةُ الحمراءُ ، والانهزامُ.

وبنتُ عَبْعَبَة : دُرْنَى الشّاعرةُ ، وعَبْعَبَةُ : اسمُ أُمِّها.

وتَعَبْعَبْتُ الشّيءَ : أَتَيْتُ عليه كلِّه.

وعُباعِبٌ ، بالضّمِّ : ماءٌ لقيس بن ثعلبةَ ، وإِليه ينسب يومُ عُباعِبٍ من أَيَّامهم ، وقيل : هو بالبحرين ، وموضعٌ.

واليَعْبُوبُ : السّحابُ ، والجدولُ الكثيرُ الماءِ الشّديدُ الجريةِ ، ومنه قيل للفرسِ الطّويلِ السّريعِ أَو الجوادِ السّهلِ في عدوِهِ والبعيدِ القدرِ في جَرْيِهِ : يَعْبُوبٌ ، وسمّي به (١) عدَّةُ أَفراسٍ لهم.

ومن المجازِ

جاؤُوا بِعُبابِهِمْ ، أَي بأَجمعهم.

وقولهم لمن مرَّ في كلامِهِ فأَكثر : قد عَبَ عُبابُهُ.

وجاءَ القومُ يَعُبُ عُبابُهُمْ ، إِذا جاؤُوا مُتكاثِرينَ.

الأَثر

( الكُبادُ مِنَ العَبِ ) (٢) أَي وَجَعُ الكبِدِ من شربِ الماءِ بلا تنفُّسٍ ، أو من جرعِهِ ، فارشفُوهُ رَشْفاً.

( عُبابُ سَلَفِها ) (٣) يريدُ أَنَّهم أَهلُ سابقةٍ وشرفٍ ؛ استعارةٌ من عُبابِ الماءِ.

( عُبِّيَّة الجَاهِليَّةِ ) (٤) بضمِّ العينِ وكسرِها كِبرها ونخوَتها.

المثل

( لا عَبابٌ ولا أَبابٌ ) (٥) كسَحابٍ فيهما ، يقالُ : إِنَّ الظِّباءَ إِذا أَصابتِ الماءَ لم تَعُبَ فيه ، ( وإِن لم تصبه لم تأْبُبْ

__________________

(١) في « ت » : وبه سمّي.

(٢) الفائق ٣ : ٢٤٣ ، النّهاية ٤ : ١٣٩ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٣.

(٣) الفائق ٢ : ٣٨٥ ، النّهاية ٣ : ١٦٨.

(٤) الفائق ٢ : ٣٨٤ ، النّهاية ٣ : ١٦٨.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٢٤٣ / ٣٦٩٢.


له ) (١) ؛ أَي لم تتهيَّأْ لطلبِهِ.

قالوا : وليس شيءٌ من الوحوش من الظِّباءِ والنَّعام والمَها يطلُبُ الماءَ إِلاَّ أَن يراه قريباً منه فيَرِدُهُ ، وإِن تباعَدَ عنه لم يطلبه ولم يَرِدْهُ كما تردُهُ الحَميرُ. يضرب للرجل يُعرِضُ عن الشيءِ استغناءً.

عبرب

العَبْرَبُ ، كعَقْرَب : السُّمّاقُ ، ومنه

قول الحجّاج لطبّاخه : ( اتَّخذ لنا عَبْرَبِيَّةً ) (٢) أَي سُمّاقيَّةً ، ومثله العَرَبْرَبُ ، كعَرَمْرَم.

عتب

عَتَبَ عليه وعَتَبَهُ ـ كضَرَبَ وقَتَلَ ـ عَتْباً وعَتَباناً ، ومَعْتَباً كمَقْعَد ، ومَعْتَبَةً بفتح التّاءِ وكسرها ، فهو عاتِبٌ : إِذا وَجَدَ عليه ، كتَعَتَّبَ ، فهو مُتَعَتِّبٌ ، فإِذا فاوَضَهُ ما عَتَبَ عليه قالوا : عاتَبَهُ عِتاباً ، ومُعاتَبَةً.

قال الخليلُ : حقيقةُ العِتابِ مخاطبةُ الإِدلالِ ومذاكرةُ المَوْجِدَةِ (٣).

وأَعْتَبَهُ إِعْتاباً : أَزالَ عَتْبَهُ وموجِدَتَهُ وأَرضاهُ ، والهمزة للسّلب. والاسمُ : العُتْبى ، وهي رجوعُ المَعْتُوبِ عليه إِلى ما يُرضي العاتِبَ.

واسْتَعْتَبَهُ : طَلَبَ إِعْتابَهُ ، وأَعْتَبَهُ ؛ ضدٌّ.

وتَعاتَبا : عاتَبَ كلٌّ منهما صاحبَهُ.

وبينهم أُعْتُوبَةٌ ، كأُعْجُوبَة : إِذا كانوا يَتَعاتَبُونَ ، وهي اسمٌ لما تُعُوتِبَ به.

والعِتِّيبَى ، كحِثِّيثَى : شدَّةُ العَتْبِ وكثرتُهُ ، وهو مصدرٌ يدلُّ بناؤُهُ على التّكثير.

ورجلٌ عِتْبٌ ، كعِهْنٍ : كثيرُ المُعاتَبَةِ.

وعُتْبَةٌ ، كغُرْفَةٍ : يُعْتِبُ النّاسَ ؛ أَي يعطيهم العُتْبَى والرضَى ، وبه سمّي.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) النّهاية ٣ : ١٧١.

(٣) نقله الفيوميّ في مصباحه والجوهريّ في صحاحه عن الخليل.


والعَتَبَةُ : ( واحدة العَتَبِ ) (١) ـ كقَصَبَةٍ ( وقَصَبٍ ـ وهي ) (٢) الدَّرَجَةُ ، وتطلق على أُسكفّةِ البابِ الّتي يوطأُ عليها ، أَو هي العليا والأُسكفَّةُ السّفلى ، أَو بالعكس ، أَو يستعملُ كلٌّ منهما في كلٍّ منهما. الجمع : عَتَبٌ ، وعَتَباتٌ ، كقَصَب وقَصَبات.

وعَتَباتُ السُّلَّمِ : مراقِيهِ ..

ومن الجبال والحُزُونِ : عَقَباتُها.

وعَتَّبَ عَتَبَةً تَعْتِيباً : اتَّخذها.

وما عَتَبْتُ بابَهُ ـ كقَتَلْتُهُ ـ وما تَعَتَّبْتُهُ : ما وطئتُ عَتَبَتَهُ ، كما تقول : ما سَكَفْتُ بابَهُ وما تَسَكَّفْتُهُ ، أَي ما وطئتُ أُسْكُفَّتَهُ.

وتَعَتَّبَ فلانٌ : لَزِمَ عَتَبَةَ البابِ لا يَبْرَحُ.

وحُمِلَ فلانٌ على عَتَبَةٍ وعَتَبٍ من الشّرِّ ، أَي حالٍ شاقَّةٍ وأَمرٍ كريهٍ ؛ اسْتِعارةٌ من عَتَبَةِ البابِ.

وعَتَبَ الرَّجُلُ ـ كضَرَبَ وقَتَلَ ـ عَتْباً ، وعَتَباناً ، وتَعْتَاباً : وَثَبَ برِجْلٍ واحدةٍ ورفع أُخرى ..

والأَقطَعُ : مشى على خَشَبةٍ ..

والبعيرُ : ظَلَعَ أَو عُقِلَ أَو عُقِرَ فمشى على ثلاثِ قوائمَ قَفْزاً ؛ كلُّ ذلك على التّشبيه بمشي المرتقي على العَتَبِ وهي الدَّرَجُ.

والعَتَبُ ، كسَبَب : الغِلَظُ في الأَرض ، وما بين السّبَّابَة والوسطى ، أَو ما بين الوسطى والبنصر ، وما دخل في الأَمر من الفساد ؛ يقال : ما في حُسْنِ طاعتِهِ عَتَبٌ.

وسيفٌ غيرُ ذي عَتَبٍ ، أَي غيرُ ذي نَبْوَةٍ ولا التواءٍ عند الضّريبة.

وعَتَبُ العُودِ : ما عليه أَطرافُ الأَوتار من مقدَّمه.

وعَتَبَ البرقُ عَتَباناً ، كخَفَقَ خَفَقاناً : بَرَقَ بَرْقاً وِلاءً.

وأَعْتَبَ العظمُ إِعْتاباً : عَنِتَ بعد

__________________

(١) و (٢) ليست في « ت »


الجبرِ ، كعَتَب تَعْتاباً (١) ..

والرَّجلُ عن الأَمر : انصَرَفَ ، كاعْتَبَبَ.

وفلانٌ لا يُتَعَتَّبُ (٢) بشيءٍ : لا يُعابُ.

وعَتَّبَ تَعْتِيباً : أَبطأَ ، لغةٌ في عَتَّمَ تَعْتِيماً بالميم ..

وحُجزتَهُ : جمعها وطَواها من قُدَّامٍ ..

وفي الحديث : جَمَعَهُ في كلام قليلٍ.

واعْتَتَبَ في مسيرِهِ : قَصَدَ ..

والطَّريقَ : تَرَكَ (٣) سهلَهُ وأَخذَ في وعرِهِ ..

والجبلَ : رَكِبَهُ ولم يَنْبُ عنه.

وقريةٌ عَتِيبَةٌ ، كسَفِينَةٍ : قليلةُ الخير.

وعُتْبَةُ الوادي ، بالضّمِ (٤) : جانبهُ الأَقصَى ؛ تقول : عَتَبْتُ إِلى عُتبةِ الوادي القُصْوَى.

والمَعْتِبُ ، كمَسْجِدٍ : المنزلُ الذي ليس فيهِ ماءٌ.

وحُفْرةُ عَتِيبٍ ، كأَميرٍ : محلَّةٌ بالبصرةِ.

وعُتْبَةُ بالضّمِّ ، وكجُهَيْنَةٍ ، ومُحَدِّثٍ ، وعِمْرانَ : من أَسمائِهِم.

وكأَمير : قبيلةٌ.

وكعَبّاسَةٍ : من أَسمائِهِنَّ.

وعتَّابُ بنُ أُسَيْدٍ ـ كعبَّاس ـ الأَمويُّ : من الصّحابة ، وهو أَوَّلُ من وُلِّيَ مكَّة بعد فتحها ، استعملهُ النبيُّ 9 عليها ( وله ) (٥) ثماني عشرةَ سنةً ، ومات يوم مات أَبو بكر وله خمسٌ وعشرون سنةً.

وعَتَبَةُ ، كقَصَبَة : لقبُ عُبَيْدِ بنِ صالحٍ المحدِّثِ.

وأَبو عَتَّابٍ ، كعَبَّاسٍ : الغُرابُ.

وأُمُ عَتّابٍ ، وأُمُ عِتْبَانَ ، كعِمْرانَ :

__________________

(١) كذا في النّسخ ، وفي اللّسان : أُعْتِبَ العظم : اعنت بعد الجبر ، وهو التَّعتاب.

(٢) في « ج » : « لا يُعتب » بدل : « لا يُتَعَتّب ».

(٣) في « ت » و « ج » : نزل ، والمثبت عن « ش ».

(٤) في اللّسان : عَتبةُ الوادي.

(٥) ليست في « ت ».


الضّبعُ ؛ لأَنَّها تَعْتُبُ ، أَي تعرجُ.

ودارُ عَتّابٍ ، كعَبَّاس : محلَّةٌ ببخارى.

ومحلَّةُ العَتَّابِيِّينَ ، كعَبَّاسِيِّينَ : بالجانب الغربيِّ من بغداد ، وإِليها ينسب : محمَّدُ بنُ عليٍ العَتَّابيُ النَّحويُّ المشهورُ ، وأَمَّا العَتَّابيُ الشَّاعرُ فنسبةٌ إِلى عَتَّابِ بن سَعدٍ (١) بن زهيرِ من غَنْم بن تغلبَ ، واسمه : كلثومُ بنُ عمرو.

الكتاب

( وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) (٢) أَي لا يُطلَبُ إِعتابُهُم ، ومعناه : لا يُطْلَبُ منهم أَن يُرْضُوا اللهَ تعالى بفِعْلِ حَسَنَةٍ أَو ترك سيِّئَةٍ كما ( كان ) (٣) يفعَلُ بهم في دار الدّنيا ؛ لأَنَّ الآخرةَ ليست بدارِ تكليفٍ.

( وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ) (٤) أي ( إن ) (٥) يَطلِبوا من الله الرّضا عنهم فما هم من المرضيِّين ، أَو إِن يَسْتَقيلوا ربَّهم لم يُقِلهُم ؛ أَي لم يَرُدَّهم إِلى الدّنيا ، أَو إِن يَسْتَغِيثوا فما هم من المُغاثينَ.

الأَثر

( فَإِنْ أَبْطَأَ عَنِّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ ) (٦) أَي وجَدتُ عليك وسَخِطْتُ قَضاءَكَ بِسببِ جهلي بِعاقبةِ الأُمورِ.

( لَكَ العُتْبى لا أَعُودُ ) (٧) أَي لك أَن أُرضيَكَ ولا أَعودُ إِلى ما يسوءُكَ ، وهو في الأَصلِ مَثَلٌ يَأتي بيانُهُ ، ومن فسَّرَ « العُتْبى » بالمؤَاخذةِ ـ وزعم أَنَّ المعنى : أَنت حقيقٌ بأَن تُؤَاخِذَني بسوءِ عملي ـ فقد غلط غلطاً صريحاً.

__________________

(١) في « ش » : « سعيد » بدل : « سعد ».

(٢) النحل : ٨٤ ، الروم : ٥٧ ، الجاثية : ٣٥.

(٣) ليست في « ت ».

(٤) فُصّلت : ٢٤.

(٥) ليست في « ت ».

(٦) مصباح المتهجّد : ٥٢١ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٤.

(٧) غريب الحديث ٢ : ٦٤ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٤.


( وَلَا بَعْدَ المَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ ) (١) بفتح التّاءين ؛ مصدرٌ ميميٌّ بمعنى الاسْتِعْتابِ ، أَي ليس بعده من استرضاءٍ وطَلَبِ إِعْتابٍ ؛ لأَنَّ الأَعمالَ بَطَلَتْ وانقضى زمانُها.

( عُمِّرُوا مَهْلَ المُسْتَعْتَبِ ) (٢) اسمُ مَفْعُولٍ مِنِ اسْتَعْتَبَهُ ، أَي مدَّ اللهُ تعالى في أَعمارهم ، وأَمهلهم فيها إِمهالَ من يُطْلَبُ منه الإِعْتابُ والرجوعُ إِلى مرضاةِ اللهِ تعالى بالتّوبةِ وكسبِ الحسناتِ ، ولم يعاجلهم بالانتقامِ.

( كَانَ لَهُ في اللَّيْلِ مُسْتَعْتَبٌ ) (٣) اسمُ زمانٍ ، أَي وقتُ اسْتِعْتابٍ.

( عَتَّبَ سَرَاوِيلَهُ ) (٤) من باب التَّفْعيل ، أَي جمعها وطواها من قُدَّام.

( عَاتِبُوا الخَيْلَ فَإِنَّهَا تُعْتِبُ ) (٥) أَي أَدِّبوها وروِّضوها فإِنَّها تتأَدَّبُ وتقبلُ العِتَابَ.

( ليسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ ) (٦) أَي ليست بدَرَجَةٍ تعرِفُها في بيت أُمِّكَ.

( مَنْ أَنْعَلَ دابَّةَ رَجُلٍ فَعَتَبَتْ ) (٧) أَي ظَلَعَتْ وَغَمَزَتْ.

المثل

( عِتَابٌ وَضِنٌّ ) (٨) أَي لا يزالُ بين الخليلين ودٌّ ما كان العِتابُ ، فَإِذا ذَهَبَ العِتابُ ذَهَبَ الوِدادُ ، ( كما ) (٩) قال :

ويَبْقى الوُدُّ ما بَقِيَ العِتابُ (١٠)

والضِّنُّ ، بالكسرِ : من تَختَصُّهُ وتَضِنُ

__________________

(١) النّهاية ٣ : ١٧٥ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٤.

(٢) نهج البلاغة ١ : ١٣٣ / ط ٨٠.

(٣) الدّر المنثور ٥ : ٧٥.

(٤) الفائق ٢ : ٣٩٢ ، النّهاية ٣ : ١٧٥.

(٥) النّهاية ٣ : ١٧٥.

(٦) سنن النّسائيّ ٦ : ٢٧ ، النّهاية ٣ : ١٧٥.

(٧) الفائق ٢ : ٣٩٢ ، النّهاية ٣ : ١٧٦.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٣٤ / ٢٥٣٣.

(٩) ليست في « ت ».

(١٠) اللّسان من دون عزو وقبله :

إذا ذَهَبَ العِتابُ فليس ودٌّ


به من أَصحابكَ ؛ يقال : هو ضِنّي من بين إِخواني.

( مُعاتَبَةُ الإِخْوَانِ خَيْرٌ مِنْ فَقْدِهِمْ ) (١) أَي لئن يَتَعاتَبُوا خيرٌ من أَن يتهاجَرُوا ويتقاطعوا.

( أُعتُوبَةٌ بَيْنَ ظِماءٍ جُوَّعٍ ) (٢) يضربُ لقومٍ فقراءَ أَذِلاّءَ يفتخرونَ بما لا يملكون.

( ما أَساءَ مَن أَعْتَبَ ) (٣) أَي من أَزالَ العَتْبَ وأَرضى. يضرب لمن يُعَاتَبُ فيعطي العُتْبى.

( لَكَ العُتْبى وَلَا أَعُودُ ) (٤) أَي لك منّي أَن أُرضيَكَ ولا أَعودُ إِلى ما يُسْخِطُكَ. يقوله التّائِبُ المُعْتَذِرُ.

( لَكَ العُتْبى بِأَنْ لَا رَضِيتَ ) (٥) أَي أُعْتِبُكَ بخلاف ما تهوى ، يقولُهُ من لم يُرِدِ الإِعتابَ ، وهو كقولهم : أَعْتَبْناهُمْ بالسّيف ، والتّقديرُ : إِعتابي إِيَّاك بقولي ( لك ) (٦) لا رَضِيت ، على وجه الدعاءِ ، أَي أَبداً.

( مَنْ عَتَبَ عَلى الدَّهْرِ طَالَتْ مَعْتَبَتُهُ ) (٧) أَي من سَخِطَ على الدَّهرِ طال سَخَطُهُ ؛ لأَنَّ الدهرَ لا يخلو من أَذىً.

( أَوْدَى عَتِيبٌ ) (٨) كأَميرٍ ، قال ابنُ الكلبيّ : هُو عَتِيب بنُ أَسلَمَ أَبو حيٍّ من اليمن ، أَغار عليهم بعضُ الملوك فسبى الرجالَ ، فكانوا يقولون : إِذا كبر صبياننا لم يتركونا حتّى يفتكُّونا ، فلم يزالوا عنده حتّى هلكوا ، فضربتهم العرب مَثَلاً ، وقالوا : أَوْدى عَتِيبٌ.

__________________

(١) المستقصى ٢ : ٣٤٦ / ١٢٦٤.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٤٠ / ٢٥٨٢.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٢٨٨ / ٣٩٢٦.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٠٣ / ٣٤٣٢.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٢٠٣ / ٣٤٣٦.

(٦) ليست في « ت ».

(٧) مجمع الأمثال ٢ : ٣١٤ / ٤٠٩٣.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٣٧١ / ٤٤٠٩.


عترب

العُتْرُبُ ـ بالمثَّناة الفوقيَّة والرَّاء المهملة ـ كقُطْرُب : السُّمّاق ، ويقال بالنّون بدل التّاء ، وبالباءِ الموحّدة كعَقْرَب كما مرَّ ، وليس شيءٌ منها تصحيفاً من الآخر ، بل كلٌّ منها لغةٌ.

عتلب

العَتْلَبُ ، بالمثَّناة الفوقيَّة كعَقْرَبٍ : اللَّيِّن الرَّخوُ من كلِّ شيءٍ.

عثب

عَوْثَبان (١) ، بالمثلَّثة كصَوْلَجان : اسمٌ.

عثرب

العُثْرُب ، كقُطْرُب : شجرٌ كشجر الرُّمَّان ذو عساليجَ كعساليجِ الرِّيبَاسِ (٢) في لونها حمرةٌ ، تقشَّرُ وتؤكلُ ، الواحدة بهاءٍ.

عثلب

عَثْلَبَ الرَّجُلُ زَنْدَهُ : إِذا أَخذهُ من شجرٍ لا يدري أَيوري أَم لا ..

والماءَ : جرعهُ شديداً ..

والطَّعامَ : رَمَّدَهُ في الرّمادِ ، أَو طحنَهُ فَجَشَّهُ ؛ لضرورةٍ عرضت ..

والشّيءَ : بحثرهُ (٣) ..

وجدارَ الحوضِ وغيرِهِ : كسرَهُ.

ونُؤْيٌ مُعَثْلَبٌ ، كمُعَقْرَب : مهدومٌ.

وإِناءٌ مُعَثْلَبٌ : مكسورٌ.

ورأْيٌ مُعَثْلَبٌ : لم يُحكَم.

وشيخٌ مُعَثْلَبٌ : أَدبرَ كِبراً.

وتَعَثْلَبَ : ساءَت حالُهُ وضمر هزالاً.

__________________

(١) في التّاج : هو تصحيف والصّواب : « عَوبثان ».

(٢) في النّسخ : « الرّساس » ، والتّصويب عن مادة « ربس » من الطّراز.

(٣) في « ش » : « يختبره » ، وفي نسخة بدل منها كالمثبت.


وعَثْلَبٌ ، كجَعْفَر : ماءٌ لغَطَفانَ.

عجب

العَجَبُ ، كسَبَب وقُفْل : تَحَيُّرُ النّفسِ بما خفي سببُهُ وخرج عن العادَة مثله ، أَو رَوْعَةٌ تعتري الإِنسان عند استعظامه الشّيءَ. الجمع : أَعْجابٌ ، كأَسْباب ؛ قال :

يَا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ (١)

وقيل : لا يجمع ، وقد عَجِبَ عَجَباً ـ كتَعِبَ تَعَباً ـ وتَعَجَّبَ تَعَجُّباً.

والاسْتِعْجابُ : فرطُ التَّعَجُّبِ ، والاسم : العَجِيبَةُ (٢) والأُعْجُوبَةُ. الجمع : عَجائِبُ ، وأَعاجِيبُ.

والتَّعاجِيبُ : العَجائِبُ ، لا واحد لها من لفظها.

وأَعْجَبَهُ الأَمرُ : حَمَلَهُ على العَجَبِ منه. وهو أَمرٌ عَجِيبٌ : مُعْجِبٌ ، ولا يجمع ، أَو جمعه : عَجائِبُ ، كأَصِيل وأَصائِل وأَفِيل وأَفائِل.

وشيءٌ عَجَبٌ ، وقصَّةٌ عَجَبٌ : يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث ؛ لأَنَّه مصدرٌ وضع موضعَ الوصفِ.

وشيءٌ عُجابٌ ـ كغُراب ـ وعُجَّابٌ ، كرُمَّان : جاوز حدَّ العُجْبِ ، والثّاني أَبلغُ من الأَوَّل. وعَجَبٌ عَاجِبٌ ، وعَجِيبٌ ، وعُجابٌ ، كغُراب : مبالغةٌ وتأْكيدٌ.

وعَجَّبَهُ بالشّيءِ تَعْجِيباً : نَبَّهَهُ على التَّعَجُّبِ منه.

ويستعملُ العَجَبُ على وجهين آخَرين :

أَحدهما : عَجَبٌ مما يُرضى ويحمدُ ، ومعناهُ : الاستحسانُ والإِخبارُ عن تمامِ الرِّضا به ، فيقال : أَعْجَبَني الشيءُ ـ بالأَلفِ ـ إِذا اسْتُحْسِنَ وراقَ ، ومنه : تَعَجَّبَتْهُ فلانةُ ، إِذا اسْتَصْبَتْهُ.

والثّاني : عَجبٌ ممَّا يكرَهُ ، ومعناهُ :

__________________

(١) اللّسان والتاج ، بدون عزو ، وبعده :

الأحدب البرغوثِ ذي الأنياب

(٢) في « ش » : « العُجب » بدل : « العجيبة ».


الإِنكار والذّمُّ ، فيقال : عَجِبْتُ من جهل فلانٍ ، إِذا أُنكرَ جهلُهُ وذُمّ ، وكلا المعنيين مجازٌ عن الأَوَّل.

وأُعْجِبَ زيدٌ بنفسِهِ ـ بالبناءِ للمجهول (١) ـ إِعْجاباً ، فهو مُعْجَبٌ بها : ترفَّع وتكبَّر ظَنّاً بنفسِهِ استحقاقَ منزلةٍ هو غيرُ مستحَقٍّ لها ، والاسم : العُجْبُ ، كقُفْل ..

وبالشّيءِ : سُرَّ به.

ورجلٌ تِعْجابَةٌ ، كتِلْعابَة : كثيرُ الأَعاجِيب.

وامرأَةٌ عَجْباءُ : يُتَعَجَّبُ منها ؛ لفرط حسنها أَو قبحها.

وما أَعْجَبَهُ! شاذٌّ قياساً لا استعمالاً.

وأَبو العَجَبِ : المشعوذُ ، وكلُّ من يأتي بالأَعاجِيبِ ، والقضاءُ ، والدّهرُ ، والنّدامةُ ، والشّرُّ ، والكذبُ.

وأُمُ العَجَبِ : الدّنيا.

والعِجْبُ ، كعِهْن أَو يثلَّث : مَن تُعْجَبُ النّساءُ به ؛ يقال : فلانٌ عِجْبُ فلانةَ ، وقيل : هو من يُعْجِبُهُ القعودُ معهُنَّ.

وكَفْلس ، ويضمُّ : أَصلُ الذَّنَبِ ، وهو العظم بين الأَليتين ، ويسمّى : العُصْعُصَ. الجمع : عُجُوبٌ ، وأَعْجابٌ.

وعَجِبَ البعيرُ عَجَباً ، كتَعِبَ : غَلُظَ عَجْبُ ذَنَبِهِ ، فهو أَعْجَبُ ، وهي عَجْباءُ.

والعَجْباءُ أَيضاً : النّاقةُ دَقَّ أَعلى مؤَخَّرِها وأَشرفت جاعِرَتاها ، والغليظةُ.

ومن المستعار : عَجْبُ الكَثيبِ : لما استدقَّ من مؤَخَّرِهِ ، وقيل : عَجْبُ كلِّ شيءٍ مؤَخَّرُهُ.

وبنو عَجْبٍ ، كفَلْسٍ أَو سَبَب : بطنٌ.

وعَجْبُ بنُ ثعلبةَ ، كفَلْسٍ : قبيلةٌ من ذُبْيانَ.

والعَجَبِيُ ، بفتحتين : سعدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنباريُّ ، عرف بابنِ عَجَبٍ ؛ محدِّثٌ.

وسعيدُ بنُ عَجَبٍ ، كسَبَب أَيضاً : مِن علماءِ المغاربةِ.

__________________

(١) في « ش » : للمفعول.


وسَمَّوا : عَجِيبَةَ كسَفِينَة ، وعُجَيْبَة كجُهَيْنَةَ ، ومنه : عُجَيْبَةُ بنُ عبدِ الحميدِ من أَهلِ اليمامةِ.

وحكيمُ بنُ عُجَيْبَةَ : كوفيٌّ غالٍ في التّشيُّع.

وأَعْجَبَ جاهلاً : لقبٌ.

ومُنْيَةُ عَجَبٍ : ( قريةٌ ) (١) بالمغربِ.

وعَجْبٌ ، كفَلْس : موضعٌ بالشّام.

وكأَميرٍ : موضعٌ باليمن.

الكتاب

( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) (٢) أَي بل أَظَنَنْتَ أَنَّهم كانوا عَجَباً من آياتِنا فقط؟! فلا تحسبنَّ ذلك ، فإِنَّ من آياتنا ما هو أَشدُّ عَجَباً منهم ، والحاصل : إِنَّك تَعْجَبُ من هذا الأَدنى فكيف بما هو فوقَهُ؟!

( وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً ) (٣) أَي اتِّخاذاً عَجَباً ، أَو سبيلاً عَجَباً ؛ فهو ثاني مفعولَي « اتَّخَذَ » والظّرف حالٌ ، أَو قال موسى عند ذلك : عَجَباً كيف كان ذلك؟ أَو اتَّخَذَ موسى سبيلَ الحوتِ في البحر عَجَباً ؛ عن ابن عبّاس (٤).

( إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً ) (٥) عَجِيباً بديعاً لم يُعْهَد مثله ؛ لحُسْن مبانيهِ وصحَّةِ (٦) معانِيه.

( وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) (٧) أَي وإِن تَعْجَبْ يا محمَّدُ من شيءٍ فَعَجَبٌ لا أَعْجَبَ منه قولهم هذا بعد مشاهدة ما عدَّدناهُ لك من الآياتِ الشّاهدةِ بأَنَّه

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج » ، وفي التّكملة : جهة بالأندلس ، وفي التّاج : بلدٌ بالمغرب.

(٢) الكهف : ٩.

(٣) الكهف : ٦٣.

(٤) تفسير الثعلبي ٦ : ١٨٢.

(٥) الجنّ : ١٢.

(٦) في « ش » : « وحُسنُ » بدل : « وصحة ».

(٧) الرّعد : ٥.


تعالى على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، أَو إِن تَعْجَبْ مِن قولهم هذا فقد عَجِبْتَ في موضِع العَجَبِ.

( بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ) (١) أَي بل عَجِبْتَ يا محمَّدُ مِن تكذيبهم وإِنكارهم البعثَ وهم يسخرونَ من تَعَجُّبِكَ ، أَو عَجِبْتَ من القرآنِ حين أُعطيتَهُ ويسخرُ أَهلُ الكفرِ منه.

وقرئَ بضمِّ التّاء (٢) على معنى : قل يا محمَّدُ : بل عَجِبْتُ ، أَو أَنَّهُ مِمَّا يقال عندَهُ : ( عَجِبْتُ ) (٣) ، أَو على معنى : بَلَغَ مِن عِظَمِ آياتي وكمالِ قدرتي وكثرة مخلوقاتي إِلى حيثُ استعظمتُها أَنا ، فكيف بعبادي؟! وهؤُلاءِ بجهلِهِم يسخرونَ منها ، فاستعمِلَ العَجَبُ في الاستعظامِ اللاّزِمِ له ، أَو معناهُ : الإِنكارُ والذّمُّ ك‍ « عَجِبْتُ من جهل زيدٍ » على ما مرَّ.

الأَثر

( عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قَوْمٍ يُساقُونَ إِلى الجنَّةِ في السَّلاسِلِ ) (٤) أَي استعظَمَ رَبُّكَ ذلك كما مرَّ في الكتاب.

وأَمَّا ( عَجِبَ رَبُّكُمْ من إِلِّكُم وقُنُوطِكُم ) (٥) فهو ( في ) (٦) معنى الاستعظامِ على وجهِ الإِنكارِ للإِلِّ ـ وهو النحيبُ ورفعُ الصّوتِ بالبكاءِ ـ مع القُنُوطِ.

وحديثُ : ( عَجِبَ ربّكَ مِن شابٍ

__________________

(١) الصّافات : ١٢.

(٢) وهي قراءة حمزة والكسائي ، انظر السّبعة : ٥٤٧ ، وحجت القراءات : ٦٠٦ ، وهي أيضاً مروية عن علي 7 وابن عباس وابن مسعود ، انظر إعراب القرآن ٣ : ٤١٣ ، والتّفسير الكبير ٣٩ : ١١٠ ، ومعجم القراءات القرآنية ٥ : ٢٣١.

(٣) ليست في « ت ».

(٤) سنن أبى داود ٣ : ٥٦ / ٢٦٧٧ ، الغريبين ٤ : ١٢٣ النّهاية ٣ : ١٨٤.

(٥) الغريبين ٤ : ١٢٣٠ ، غريب الحديث لابن الجوزيّ ٢ : ٧٠ ، النّهاية ٣ : ١٨٤.

(٦) ليست في « ت ».


ليست له صَبْوةٌ ) (١) فبمعنى الرّضا ، وكلُّ ذلك على سبيلِ المجازِ والاستعارةِ.

( كُلُّ ابن آدَمَ يَبْلى إِلاَّ العَجْبَ ) (٢).كفَلْسٍ ويضمُّ ، وهو العُصْعُصُ ؛ يقال : هو أَوَّلُ ما يخلق من الآدميِّ ، ويبقى منه ليعادَ تركيبُ خلقِهِ عليه ، والمعنى : جميع جسدِ ابنِ آدم يبلى إِلاَّ عَجْبَهُ.

( الإِعْجابُ يَمْنَعُ مِنَ الازدِيادِ ) (٣) أَي إِعْجابُ المرءِ بفضلِهِ وتصوُّرُهُ كمالَهُ فيه يمنعه منْ طلب الزّيادةِ منه.

المصطلح

التَّعَجُّبُ : انفعالُ النّفسِ لزيادةِ وصفٍ في المُتَعَجَّبِ منه ، وأَفعالُهُ : « ما أَفْعَلَهُ » و « أَفْعِلْ به » و « فَعُل » بضمِّ العين.

المثل

( اعْذِرْ عَجَبُ ) (٤) كسَبَبٍ : هو اسمُ رجلٍ كان له أَخٌ يتولّى طعامَ الجيشِ وقسمه عليهم ، فقال له يوماً : زدني ، فقال : لا أَستطيعُ ، فقال : بلى ولكنَّك عاقٌّ ، فهمَّ بذلك فنهوه ، فقال له : اعذِرْ عَجَبُ ، أَي اعذِرْني يا عَجَبُ. يضرب في طلبِ المعذرةِ فيما لا يُقْدَرُ عليه.

( العَجَبُ كُلُ العَجَبِ بَيْنَ جُمادى وَرَجَبٍ ) (٥) في « ر ج ب ».

عجرقب

العَجَرْقَبُ ، كفَرَزْدَق : ذو الرّيبةِ الخبيثُ.

عدب

العَدابُ ـ بالدّال المهملة ـ كسَحَاب : اللّيِّنُ من الرَّملِ ، أَو جانبُهُ الذي يَرِقُّ من أَسفلِ الرّملةِ ويلي الجَدَدَ من الأَرض ،

__________________

(١) مسند أحمد ٤ : ١٥١ ، النّهاية ٣ : ١٨٤.

(٢) الفائق ٢ : ٣٩٨ ، النّهاية ٣ : ١٨٤.

(٣) نهج البلاغة ٣ : ١٩٣ / ١٦٧.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٨ / ٢٤٩٣.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٢٤ / ٢٤٦٩.


أَو ما استَرَقَّ منه حيث يذهب معظمُهُ ويبقى شيءٌ من ليِّنِهِ.

وكصَبُورٍ : الكثيرُ من الرّمل.

وكسَحَابَةٍ : الرَّحِمُ ، والرَّكَبُ.

ورجلٌ عُدَبِيٌ ، كجُهَنِيّ : كريم الأَخلاق لا عيب فيه ، ويقال بالذّال المعجمة أَيضاً ، وهو المشهورُ.

عذب

عَذُبَ الماءُ عُذُوبَةً ، كصَعُبَ صُعُوبَةً : طابَ وحَلا وساغَ ، فهو عَذْبٌ كصَعْب. الجمع : عِذابٌ ، وعُذُوبٌ ، كصِعابٍ وكُعُوبٍ.

واعْذَوْذَبَ : اشتدَّت عُذُوبَتُهُ.

وأَعْذَبَهُ اللهُ : جَعَلُهُ عَذْباً ..

والقومُ : عَذُبَ ماؤُهم.

واسْتَعْذَبَ الرَّجلُ لأَهلِهِ : طلب لهم ماءً عَذْباً ..

والماءَ : رآهُ عَذْباً ..

ولفلانٍ من بئر (١) كذا : استقى له ..

والقومُ : اسْتَقَوا وشَرَبُوا ماءً عَذْباً.

وامرأَةٌ عَذْبَةُ الرِّيقِ ، ومِعْذَابَتُهُ : حُلْوَتُهُ ، ونساءٌ عِذابُ الثّنايا.

ورجلٌ عَذْبُ اللّسانِ : طَيِّبُ الكلامِ.

والأَعْذَبانِ : الطّعامُ والنّكاحُ ، أَو الخمرُ والرِّيقُ ؛ لِعُذُوبَتِهِمَا.

والعُذَيْبُ ، ككُمَيْت : ماءٌ لبني تَميم ، وهو أَوَّلُ ماءٍ يلقاهُ الإِنسانُ بالبادية إِذا سار من قادسيَّةِ الكوفة يريد مكَّةَ ، واسمٌ لعدَّةِ مياهٍ بالبادية.

وعَذَّبَهُ تَعْذِيباً : ضربَهُ ، وعاقبَهُ ، وعنَّاهُ ، وأَصابَهُ بما يؤْلمُهُ ويشقُّ عليه. والاسمُ : العَذابُ كسَلام ، وجمعَهُ بعضهم على أَعْذِبَةٍ كأَطْعِمَةٍ.

والعَذَبَةُ ـ كقَصَبَةٍ ـ من اللِّسانِ والسّوطِ : طرفُهُ ..

ومن العمامةِ : طرفُها المرسَلُ ..

ومن النّعلِ : ما أُرسلَ من شراكها ..

__________________

(١) في « ت » : بين ، والمثبت عن « ج » و « ش ».


و ـ من البعيرِ : طَرَفُ قضيبِهِ ..

ومن الشّجرةِ : غُصْنُها ..

ومن الميزانِ : الخيطُ الّذي يرفع به ..

ومن الرَّحْلِ : جلدةٌ تُعَلَّقُ خلفَ مؤَخَّرِهِ ..

ومن اللّواءِ : خرقتُهُ الّتي تشدُّ على رأْس الرُّمحِ ، ومِئْلاةُ النَّائحةِ ـ وهي الخرقةُ الّتي تمسكها عند النَّوح ـ كالمَعْذَبَةِ ، وما يخرجُ في أَثرِ الوَلَدِ من الرَّحمِ ، وطرفُ كلِّ شيءٍ. الجمع : عَذَبٌ كقَصَبٍ في كلِّ ذلك ، وتفسيرُ الفيروز اباديّ للجمع تارةً بالمفرد وأُخرى بالجمع (١) ، خبطٌ صريحٌ.

واعْتَذَبَ اعْتِذاباً : أَسْبَلَ لعمامتهِ عَذَبَتَيْنِ من خلفها.

والعَذْبَةُ ، كهَضْبَة وقَصَبَة وكَلِمَة : القذاةُ أَو ما يعلو الماءَ منها ، والكدرةُ (٢) من الطُّحْلُبِ والعَرْمَضُ ونحوهما ، أَو الطُّحْلُبُ نفسُهُ.

وماءٌ عَذِبٌ ـ ككَتِفٍ ـ وذو عَذَبٍ ، كقَصَبٍ : كثيرُ القذى والطُّحْلُبِ ، ولا فِعْلَ له.

وأَعْذَبْتُ الحوضَ : نزعتُ ما فيه من القذى والطُّحلبِ ، وكشفتُهُ عنه.

والعَذِبَةُ ، ككلِمَةٍ : ما يخرج من الطَّعامِ فيُرمى به ، وما أَحاط بالدَّبْرَةَ ، كالعَذِبِ ككَتِف.

وعَذَبَ الرَّجُلُ وغيرُهُ ـ كقَتَلَ ـ عَذْباً ، وعُذُوباً : لم يأْكلْ من شدَّةِ العطشِ ، فهو عَاذِبٌ ، وعَذُوبٌ. الجمع : عُذُوبٌ ، وعُذُبٌ ، كشاهِدٍ وشُهُودٍ ، وصَبُورٍ وصُبُرٍ.

وقال أَبو عبيدة : جمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ أَيضاً ، وخطَّأَهُ ابنُ سيده بأَنَّ فَعُولاً لا يكسَّر على فُعُولٍ (٣) ، وأَخطأَ ابنُ سيده ، فقد سُمِعَ في جمع شَصُوصٌ

__________________

(١) في « ش » : « بالمجموع » بدل : « بالجمع ».

(٢) في « ج » و « ش » : أو الكدرة.

(٣) المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٨٤ وفيه : أبو عبيد.


شُصُوصٍ ، إِلاَّ أَن يريد أَنَّهُ لا يكسَّرُ على ذلك قياساً.

والعَاذِبُ من جميع الحيوان : الّذي لم يَطْعَمْ شيئاً وغَلَبَ على الخيلِ والإِبلِ. وقال ثعلب (١) : العَذُوبُ من الدّوابِّ : الّذي يرفع رأسَهُ ولا يأكلُ ولا يشربُ ، والعَاذِبُ : الذي يبيتُ ليلتَهُ لا يَطْعَمُ شيئاً.

وما ذاق عَذُوباً ، كعَدُوف زنةً ومعنىً ، أَي شيئاً.

وعَذَبَ عن الشَّيءِ عَذْباً ـ كضَرَبَ ـ وأَعْذَبَ إِعْذاباً ، واسْتَعْذَبَ اسْتِعْذَاباً : أَضْرَبَ ، وكفَّ ، وانتهى.

وعَذَبْتُهُ ، كضَرَبْتُهُ : حَبَستُهُ ..

وعنه : منعتُهُ وكَفَفْتُهُ ، كأَعْذَبْتُهُ إِعْذاباً ، وَعَذَّبْتُهُ تَعْذِيباً ، قيل : ومنه العَذْبُ لِلماءِ ؛ لأَنَّه يمنعُ العطشَ ، والعَذابُ للعِقابِ ؛ لأَنَّه يمنع من ارتكابِ المُعاقَبِ عليه.

وأَصابَهُ عَذابُ عِذَبِينَ : يأْتي في المثل.

ومن المجاز

خَمْرٌ مُعَذَّبَةٌ ، كمُعَظَّمَة : ممزوجةٌ ، كما سمَّوها مقتولةً.

والعَذْبَةُ ، كهَضْبَة : ثمرةُ الأَراك ، وشجرةٌ إِذا أَكلها البعيرُ ماتَ.

وذاتُ العَذْبَةِ : موضعٌ على ليلتين من البصرة فيه مياهٌ طيِّبةٌ.

والعَذَباتُ ، كقَصَبَات : اسمُ فرسٍ.

ويومُ العَذَباتِ : من أَيَّامهم.

والعَذَابَةُ : لغةٌ في العَدَابَةِ ـ بالدّال المهملة ـ وكذلك العَذَبِيُ.

وعَذَّابٌ ، كعَبَّاسٍ : اسمُ فرسٍ.

وكشَيْطانَ : بلدٌ من أَعمال مِصْرَ ، وهو فرضةٌ للحُجّاج الذين يتوجَّهونَ من مصر في البحر فيركبون منه إِلى جدَّةَ.

وعَاذِبٌ : وادٍ أَو جَبَلٌ قريب من رَهْبَى.

__________________

(١) انظر المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ٨٤ واللسان.


الكتاب

( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) (١) اللاّم لتأكيد النّفي ، أَي لم يكن ليُعَذِّبَهُمْ عَذابَ استئْصالٍ والنّبيُّ 9 بين أَظهرهم ؛ لأَنَّه أُرسلَ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ.

والمرادُ باستغفارِهِم : إِمَّا استغفارُ الَّذين تخلَّفوا عن رسول الله 9 وَسَلّم من المستضعفينَ ، أَو قولُهُم : اللهمَّ اغفر لنا ، أَو فرضُهُ على معنى « لو استغفروا لم يُعَذَّبُوا » ، وفيه دلالةٌ على أَنَّ الاستغفارَ أَمانٌ من العَذَابِ.

ثمَّ بيَّنَ أَنَّه يُعَذِّبُهُمْ إِذا خرجَ الرّسولُ من بينهم فقال : ( وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ ) أَي وأَيُّ شيءٍ لهم في انتهاءِ العَذاب عنهم ، يعني لا حظَّ لهم في ذلك وهم مُعَذَّبُونَ لا محالةَ. قيل : لَحِقَهُم هذا العَذابُ المتوعَّدُ به بالسّيفِ يومَ بدرٍ ، وعن ابن عبَّاس : هو عَذابُ الآخرةِ ، والّذي نفاهُ عنهم هو عَذابُ الدّنيا (٢).

( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً ) (٣) قيل : أَراد أَن يَنْتِفَ ريشَهُ ويُشَمِّسَهُ ، وكان هذا عَذابُه للطَّيرِ ، وقيل : كان يطلي الطَّيرَ بالقَطِران ويُشَمِّسُها.

وقيل : هو أَن يُلْقِيَهُ للنّمل ليأْكلَهُ.

وقيل : إِيداعُهُ القفصَ.

وقيل : التّفريقُ بينَهُ وبين إِلفِهِ.

وقيل : أَرادَ « لأُلزمنَّهُ صُحبةَ ضِدِّه » وهو من شديد العَذابِ ، كما قيل : أَضيقُ السجونِ مجالسةُ الأَضدادِ.

وقيل : لأُلزمنَّهُ خدمةَ أَقرانِهِ. ولعلَ تَعْذِيبَ الهدهُدِ وذبحَهُ كان جائِزاً له لمصلحةِ السّياسةِ ، كما أَنَّ ذبح كلِّ مأْكولٍ

__________________

(١) الأنفال : ٣٣ ـ ٣٤.

(٢) التّفسير الكبير ١٥ : ١٥٩.

(٣) النّمل : ٢١.


مباحٌ لنا لمصلحةِ التّغذِّي (١).

( لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ ) (٢) قرئَ بالبناءِ للفاعل ، أَي لا يتولّى يوم القيامة عَذابَ اللهِ أَحدٌ ؛ لأَنَّ الأَمرَ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وَحدَهُ ، أَو لا يُعَذِّبُ أَحدٌ في الدّنيا مثلَ عَذابِ الله يومئذِ للكافرِ في الشّدةِ والإِيلامِ.

وقيل : تقديرُهُ لا يُعَذِّبُ أَحدٌ من الزّبانيةِ أَحداً مثلُ عَذابِ هذا الإِنسانِ ، وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ ؛ لتناهِيهِ في كفرِه وفسادِه ، على ما روي عن ابن عبَّاس (٣) أَنَّهُ المرادُ بالإِنسان في قولهِ : ( فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ ) (٤) ... الآيةَ.

وقرئَ بالبناءِ للمفعول (٥) ، وهو ظاهرٌ ، والضّمير للإِنسان.

وقيل : المرادُ لا يَحْمِلُ عَذابَ الإِنسانِ أَحَدٌ ، كقوله : ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) (٦).

الأَثر

( مَاءٌ عِذَابٌ ) (٧) على الجمعِ ؛ لأَنَّ الماءَ جنسٌ لِلماءَةِ (٨).

( كانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ المَاءُ ) (٩) أَي يُجاءُ له بالماءِ العَذْبِ من بعيدٍ ؛ لأَنَّ ماءَ المدينة كان مِلْحاً أَو مرّاً.

( أَعْذَبُ أَفْواهاً ) (١٠) أَراد عُذُوبَةَ الرِّيقِ وطيبِ النّكهةِ.

__________________

(١) انظر الأقوال في التّفسير الكبير ٢٤ : ١٨٩ والكشاف ٣ : ٣٥٩.

(٢) الفجر : ٢٥.

(٣) انظر تنوير المقياس : ٥١٠.

(٤) الفجر : ١٥.

(٥) وهي قراءة الكسائي والحضرمي ، ورواية المفضل عن عاصم ، انظر السّبعة : ٦٨٥ ، وحجة القراءات ٧٦٣ ، ومعاني القراءات ٥٤٥.

(٦) الأنعام : ١٦٤ وانظر الكشاف ٤ : ٧٥٢.

(٧) النّهاية ٣ : ١٩٥ ، الفائق ٢ : ٢٢٤.

(٨) في « ت » : للمادّة.

(٩) سنن أبي داود ٣ : ٣٤٠ / ٣٧٣٥ ، النّهاية ٣ : ١٩٥.

(١٠) سنن ابن ماجة ١ : ٣٤٠ / ١٨٦١.


( أَعْذِبُوا عن ذِكْرِ النِّساءِ ) (١) أَي امتنعوا وانتهوا عن ذكرهِنَّ ، فإِنَّه يكسِرُكم عن الغزوِ ويُثَبِّطُكُم.

( إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ ببُكاءِ الحَيِّ عَلَيْهِ ) (٢) يريد أَنَّ الميِّتَ إِن أَوصى بالبكاءِ عليه فإِنَّهُ يؤَاخذُ بأَمرِه بذلك ، وكان ذلك فِعلَ الجاهليَّةِ ، وهو مشهورٌ عندهم (٣) وكثيرٌ في أَشعارهم ، أَو أَنَّه يتأَلَّمُ ببكاءِ أَهلهِ وأَعِزَّتِهِ عليه وما لحقهم من الحزنِ والغمِّ فكان ذلك عذاباً له ، وليس المرادُ بالتَّعْذِيبِ المعاقبةَ بل الإِيلام الشديد ، وأَنكرَ ابنُ عبَّاس الخبرَ ، فقال : إِنَّما مرَّ رسولُ الله 9 بيهوديٍّ ، فقال : ( إِنَّكم لتبكون عليه وإِنَّه ليُعَذَّبُ في قبرِهِ ) (٤) ، وأَنكرتهُ عائشة فقالت : إِنَّما قال 7 : ( ليبكون عليهِ وإِنَّه لَيُعَذَّبُ بجرمِهِ ) (٥).

المثل

( أَصَابَهُ عَذابُ عِذَبِينَ ) (٦) كبِرَحِينَ في قولهم : ( لَقِيتُ مِنْه البِرَحِينَ ) (٧) ، وهما جمعُ سلامةٍ لعِذَب وبِرَح ، كعِنَب فيهما. يضرب لمن لا يُرْفَعُ عنه العَذابُ.

( عَذابٌ رَعفَ بِهِ الدَّهْرُ عَلَيْهِ ) (٨) أي تقدَّمَ به. يضرب لمن استقبلَهُ الدهرُ بشرٍّ وضُرٍّ شديدٍ.

( لأُلْجِمَنَّكَ لجَاماً مُعْذِباً ) (٩) اسمُ فاعل من أَعْذَبَهُ ، أَي منعَهُ ؛ يريد « مانعاً من ركوبِ الرأسِ ». يضرب عند التّهديدِ الشّديدِ لمن لا ينهَى النّفسَ عن الهوى.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٤٠٥ ، النّهاية ٣ : ١٩٥.

(٢) سنن التّرمذيّ ٢ : ٢٣٦ / ١٠٠٩ ، سنن النّسائي ٤ : ١٧.

(٣) في « ش » : « عنهم » بدل : « عندهم ».

(٤) امالي المرتضى ٢ : ١٨.

(٥) مسند أحمد ٦ : ٥٧.

(٦) اللّسان.

(٧) المستقصى ٢ : ٢٨٤ / ٩٩٣.

(٨) مجمع الأمثال ٢ : ٣٤ / ٢٥٤٢.

(٩) مجمع الأمثال ٢ : ٢٠ / ٣٤٠٦.


( أَعْذَبُ مِنْ ماءِ البارِقِ ) (١) هو ماءُ السّحابِ يكون فيه البرقُ.

عرب

العَرَبُ ، بفتحتين : هذا الجيل المعروفُ من النّاس ، وهو اسمُ جنسٍ مؤَنَّثٍ لا غير ، ولهذا لا يوصفُ إِلاَّ بالمؤَنَّث ؛ فيقال : عَرَبٌ عارِبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ ، وتصغيرُهُ على عُرَيْبٍ بغير هاءٍ نادرٌ. الجمعُ : أَعْرُبٌ ، وعُرْبٌ ، وعُرْبانٌ ، كزَمَن وأَزْمُن ، وأَسَد وأُسْد ، وذكَر وذُكْران.

وقيل : سمِّيت العَرَبُ عَرَباً ؛ لأَنَّ البلادَ الّتي سكنوها تسمّى العَرَبات ، كعَرَفات.

وقيل : أَقامَتْ قريشٌ بعَرَبَةٍ ـ كعَرَفَةٍ ، وهي باحةُ العَرَبِ ـ فَنُسِبَ العَرَبُ إِليها.

والعَرَبُ العارِبَةُ ، والعَرْباءُ ـ كصَهْباءَ ـ والعَرِبَةُ ، ككَلِمَة : الخُلَّصُ الصُّرَحاءُ.

والعَرَبُ المِتَعَرِّبَةُ والمُسْتَعْرِبَةُ : الدّخلاءُ الذين ليسوا بخُلَّصٍ.

وقال ابنُ دِحْيَةَ : العَرَبُ أَقسامٌ.

الأَوَّلُ : عارِبَةٌ وعَرْباءُ ، وهم الخُلَّصُ ، وهم تِسعُ قبائلَ من ولد إِرَمَ بنِ سامِ بنِ نوح ، وهي : عادٌ ، وثَمُودُ ، وأُمَيْمٌ ، وعَبيلٌ ، وطَسْمٌ ، وجَديسٌ ، وعِمْلِيقٌ ، ووَبارُ ، وجُرْهُمٌ ، ومنهم تعلَّم إِسماعيلُ 7 العَرَبِيَّةَ.

والقسمُ الثّاني : المُتَعَرِّبَةُ ، وهم بنو قحطانَ.

والثّالثُ : المُسْتَعْرِبَةُ ، وهم بنو إِسماعيلَ ، وهم ولد مَعَدِّ بنِ عدنانَ بنِ أُدٍّ.

وقيل : جميع العَرَبِ أَولادُ إِسماعيلَ 7 (٢). قال ابن ماكولا : والصحيحُ المشهورُ أَنَ العَرَبَ العارِبَةَ قبل إِسماعيل 7 ، وهم القبائلُ المذكورةُ وأُمَمٌ غيرهم لا يعلمهم إِلاَّ الله كانوا قبل الخليل 7

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٤٩ / ٢٦٢١.

(٢) حكاه عنه في المزهر ١ : ٣١.


وفي زمانِه أَيضاً ، وأَمَّا العَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ وهم عَرَبُ الحجاز فمن ذرِّيَّةِ إسماعيلَ 7 ، وأَمَّا عَرَبُ اليمن وهم حِمْيَرُ ، فالمشهور أَنَّهم من قحطانَ ، واسمهُ مهزّمٌ (١) ، وإِنَّما سمِّيَ يَعْرُبَ لأَنَّهُ أَوَّلُ من انعَدَلَ لسانُهُ من السّريانِيَّةِ إِلى العَرَبِيَّةِ ، وهذا معنى قول الجوهريّ : أَوَّل من تكلَّم بالعَرَبِيَّةِ يَعْرُبُ بنُ قحطانَ (٢).

( وحكى ابنُ إسحاق وغيره أَنَّ قحطانَ ) (٣) من ذرِّيَّة إِسماعيل 7 أَيَضاً.

والجمهور على أَنَ العَرَبَ القَحطانيَّةَ من عَرَبِ اليَمنِ ، وغيرهم ليسوا من سُلالةِ إِسماعيل 7 (٤).

والعُرْبُ ، كقُفْل : لغةٌ في العَرَبِ ، كالعَجَمِ والعُجْمِ.

والعَرَبِيُ ـ بفتحتين ـ من الناس : واحدُ العَرَبِ ـ ومن غيرهم : ما يضافُ موصوفُهُ إِليهم ـ وهي بهاءٍ ، وهو عَرَبِيٌ بيِّنُ العُرُوبَةِ والعُرُوبِيَّةِ بضمِّهما ، وهما من المصادرِ التي لا أَفعالَ لها.

واللّغةُ العَرَبِيَّةُ : ما نَطَقَتْ به العَرَبُ.

والأَعْرابُ ، بفتح الهمزة : أَهل البَدوِ من العَرَبِ ، واحدهم : أَعْرَابيٌ ، بالفتحِ أَيضاً ، وقال الأَزهريُّ : سواءٌ كان من العَرَبِ أَو من مواليهم ، فمن نَزَلَ الباديةَ وجاوَرَ البَدْوَ وظَعَنَ بظَعْنِهِم فهم أَعْرابٌ ، ومن نزل بلاد الرّيفِ واستوطَنَ المُدُنَ والقرى ممَّن ينتمي إِلى العَرَبِ فهم عَرَبٌ وان لم يكونوا فصحاءَ. وجمع الأَعْرابِ : أَعارِيبُ (٥).

ورجلٌ عَرَبَانِيٌ ، بفتحتين : عارفٌ بلسان العَرَبِ ، زيدَتْ الأَلفُ والنّونُ للفرق بينه وبين العَرَبيِ النَّسَب.

وعَرُبَ لسانُهُ ـ كَقُربَ ـ عُرْباً ،

__________________

(١) حكاه عن ابن ماكولا ، ابن كثير في السّيرة النّبوية ١ : ٣ ، والسّيوطي في المزهر ١ : ٣٣.

(٢) الصّحاح « عرب ».

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٤) انظر المزهر ١ : ٣٤.

(٥) انظر تهذيب اللّغة ٢ : ٣٦٠ ـ ٣٦١.


وعُرُوباً ، وعُرُوبَةً ، وعُرُوبِيَّةً ـ بضمِّهنَّ ـ وعَرَابَةً ، بالفتح : فَصُحَ ، وكان عَرَبِيَّاً فَصيحاً ..

والرَّجُلُ : لم يلحن في كلامِهِ.

وكتَعِبَ : فَصُحَ بعد لُكْنَةٍ في لسانِهِ.

وأَعْرَبَ الرَّجلُ الكلامَ ، وبه ، وعنه إِعْراباً : بَيَّنَهُ ، كعَرَّبَهُ ، وعنه تَعْرِيباً ..

وبحُجَّتِهِ : نطقَ مفصحاً ولم يتَّقِ أَحداً (١) ..

وعن الرَّجُلِ : بيَّن عنه ..

والحرفَ : أَوضحَهُ ، وقيل : الهمزةُ للسّلبِ ، أَي أَزالَ عَرَبَهُ ـ بفتحتين ـ أَي إِبهامَهُ ..

والأَعجَمُ : أَفصَحَ ، كتَعَرَّبَ ، واسْتَعْرَبَ ..

والرَّجُلُ : وُلِدَ له وَلدٌ عَرَبيُ اللّون ، ومَلَكَ خيلاً وإِبلاً عِراباً ، وعَرفَ الفرسَ العَرَبيَ من الهجينِ إِذا صَهَلَ ..

والفرسُ : صَهَلَ فعُرِفَ عِتْقُهُ بصهيلِهِ ..

وسَقْيُ القومِ : كان مرَّةً غِبّاً ومرَّةً خِمْساً ثمَّ قام على وجهٍ واحدٍ ..

والرَّجلُ : نَكَحَ ، وعَرَّضَ بالنّكاحِ ، وتزوَّجَ امرأَةً عَرُوباً ، وتكلَّم بالفُحْشِ ، والاسمُ : العَرابَةُ ، بالفتح ..

وزيداً عن القبيحِ : رَدَّهُ.

وعَرَّبَ الكلامَ تَعْرِيباً : هذَّبَهُ من اللَّحْنِ ، كأَعْرَبَهُ ..

وعنه : تكلَّمَ بحجَّتِهِ ..

وعليه : قَبَّحَ قولَهُ ، وردَّ عليه ، وتكلَّم بالقبيحِ من الكلامِ ، كأَعْرَبَ فيهما ..

والعَجْمِيَّ وغيرَهُ : علَّمه العَرَبِيَّةَ ..

و : اتَّخَذَ قوساً عَرَبِيَّةً ، وأَكثَرَ من شُربِ الماءِ الصافي ..

والزّرعَ : قَضَبَهُ ..

والنّخلَ : شَذَّبَهُ وقطع ليفَهُ.

__________________

(١) في « ش » : « ولم ينطق أَحَدٌ ».


وتَعَرَّبَ الرَّجُلُ : سكن الباديةَ ، وعاشر الأَعْرَابَ ، وتكلَّفَ أَن يكونَ أَعْرَابِيّاً.

والعَرُوبُ ـ كالعَرُوس ـ وبهاءٍ : المرأةُ المتحبِّبَةُ إِلى زوجها المتغزِّلةُ له ، أَو العاشقةُ ، أَو الضّحّاكَةُ. الجمع : عُرُبٌ كرُسُلٍ ، كالعَرِبَةِ ككَلِمَةٍ ، جمعها : عَرَباتٌ ، ككَلِمات.

وقد تَعَرَّبَتْ لزوجها ، إِذا تغزَّلتْ وأَظهرت حُبّها لهُ (١).

والخيلُ العِرابُ ، ككِلاب : خلافُ البَراذِينِ.

والإِبلُ العِرابُ : خِلافُ البخاتيِّ ، وهي العَرَبِيَّةُ منهما ، وقالوا : خيلٌ أَعْرُبٌ ، وإِبلٌ أَعْرُبٌ أَيضاً ، كأَكْلُب ، ولا واحدَ لشيءٍ من ذلك.

والعِرابُ من البقرِ : نوعٌ حِسانٌ كَرائِمُ جُرْدٌ مُلْسٌ.

وهذا فرسٌ بيِّنُ العَرَبِيَّةِ : عتيقٌ سالمٌ من الهُجْنةِ.

وفلانٌ مُعْرِبٌ : مُجيدٌ صاحبُ عِرَابٍ وجيادٍ.

والعَرُوبَةُ ، كحَمُولَةٍ : يومُ الجمعةِ ؛ لبيانها عن سائر الأَيّام.

قال أَبو جعفر النّحّاسُ : لا تعرفُ أَهلُ اللّغةِ العَرُوبَةَ إِلاَّ بالأَلِف واللاّم إِلا شاذّاً (٢).

وقال بعضهم : تركُ اللاّم لحنٌ (٣) ، وحكى ابنُ سيده (٤) وجماعةٌ الوجهين.

وسعيد بنُ أَبي العَرُوبَةِ : رجلٌ معروفٌ كُنِّيَ بها ، وترك اللاّم فيه لحنٌ.

وعَرِبَ الجُرحُ عَرَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : بقي فيه أَثرٌ بعد البُرْءِ ..

ومعدتُهُ : فسدت ، فهي عَرِبَةٌ.

ورجلٌ عَرِبٌ ، ككَتِف : فاسدُ المَعِدَةِ

__________________

(١) في « ش » : « جمالها » بدل : « حُبَّها له ».

(٢) عنه في تهذيب الأسماء واللّغات الجزء الأوّل من القسم الثّاني : ٥٤.

(٣) شرح النّووي على صحيح مسلم ١ : ١٩٠ والقاموس المحيط.

(٤) المحكم والمحيط الأعظم ٢ : ١٢٩.


ذَرِبُها ، وقد عَرَّبْتُهُ تَعْرِيباً : إِذا مرَّضْتُهُ.

وعَرِبَ الرَّجُلُ ـ كتَعِبَ ولَبِثَ ـ عَرَباً ، وعَرْباً ، كتَعَبٍ ولَبْثٍ : نَشِطَ ، واتَّخَمَ ..

وبدنُهُ : وَرمَ وتقيَّحَ ..

والماءُ : كَثُرَ ..

والنَّهرُ : غَمَرَ ..

والبئرُ : كَثُرَ ماؤُها ، فهو عَرِبٌ ، وعَارِبٌ ، وهي عَرِبَةٌ وعارِبَةٌ.

وماءٌ عَرَبٌ وعَرِبٌ ، كسَبَبٍ وكَتِفٍ : كثيرٌ صافٍ.

ونهرٌ عَرَبَةٌ ، كقصَبَةٍ : شديدُ الجريِ.

والعَرِبُ ، ككَلِم : يَبيسُ البُهْمى خاصَّةً ، أَو كلُّ بقلٍ ، الواحدةُ ككَلِمَةٍ.

وقال ابنُ الأَعرابيِ : ليس شيءٌ من الكَلَإِ إِلاَّ ويدعى يابسُهُ هشيماً إِلاَّ البُهْمى فإِنَّه يُدْعى (١) يابسُها : عَرِباً (٢).

والعَرَبِيُ ، كقَصَبِيّ : شعيرٌ أَبيضُ ، وسنبلُهُ حرفان ، وحبُّهُ كبارٌ ، وهو أَجودُ الشَّعير.

والعَرَبَةُ ، كقَصَبَة : النَّفْسُ ، وناحيةٌ قربَ المدينةِ ، وباحةُ دارِ أَبي الفصاحةِ إِسماعيل 7 ، وتسكين الشاعر راءَها في قوله :

وعَرْبَةُ أَرضٌ مَا يُحِلُّ حَرَامَها (٣)

ضرورةٌ.

والعَرَباتُ ، كقَصَبات : سفنٌ رواكدُ كانت في دجلةَ ، واحدتها : عَرَبَةٌ كقَصَبَة ، وطريقٌ في جبل بطريق مِصرَ.

والعُرْبُونُ ، كعُصْفُور وحَلَزُون وكعُثْمان : أَن يشتريَ الرَّجلُ أَو يستأْجِرَ شيئاً ويعطي بعض الثَّمنِ أَو الأُجرةِ بشرط أَن يحتسبَهُ إِن تمَّ العقدُ وإِلاَّ فلا يأْخذُهُ ، قال الاصمعيُّ : هو أَعجميٌ

__________________

(١) في « ج » و « ش » : « يسمى » بدل : « يدعى ».

(٢) عنه في المزهر ٢ : ٩٤ بتفاوت.

(٣) التّهذيب ٢ : ٣٦٦ ، التّكملة ، اللّسان ، ونسبه في معجم البلدان إلى أَبي طالب عمّ النّبي 9 ، وفيه : « دارٌ » بدل « أرض » وعجزهُ :

من النّاس إلاّ اللوْذعيُّ الحُلاحِلُ


معرَّبٌ (١).

وأَعْرَبَ في بيعِهِ ، وعَرْبَنَ : أَعطى العُرْبُونَ ، ومن جعل النون أَصليَّةً قال : عَرْبَنَ.

وأَلقى عَرَبُونَهُ ، كحَلَزُونِهُ : ذا بطنِهِ.

وعَرَبَ الرجلُ ، كضَرَبَ : أَكَلَ.

واسْتَعْرَبَتِ البقرةُ : اشتهتِ الفحلَ.

وعَرَبَها الثورُ ، كقَتَلَها : شَهَّاها.

وعَرَّبَ (٢) الدابَّةَ : أَجراها ..

والبَيْطارُ : شَقَّ أَشعَرَهَا ثمَّ كواهُ ..

والفرسَ : شَقَّ أَسفلَ حافرِه ليعرفَ أَصُلبٌ هو أَم رخوٌ وصحيحٌ هو أَم سَقيمٌ.

والعَرابُ ، كسَحاب : حملُ الخَزَمِ ـ كسَبَب ـ وهو شجرٌ كالدَّوم.

وبهاءٍ : شِبْهُ (٣) الكيسِ يُجعلُ فيه ضرع الشَّاة. الجمع : عَرَابَاتٌ. وصانعُها : عَرَّابٌ ، كعَبَّاس.

وعُرَيْبَاتُ الدَّارِ ، بالتَّصغير : العَرَبُ الّذين حوالي مكَّةَ ، لا واحد لها.

وأُمُ العَرَبِ : كنايةٌ عن أَصلها.

وابنُ عَرَبَةٍ ، كقَصَبَةٍ : نبتٌ يسمّى أَذنابَ الخيلِ ، وتسمِّيهِ الصيادلةُ لحيةَ التَّيسِ.

وعَرُوبَا ، كهَيُولَا ، ويمدُّ : اسم السماءِ السَّابعةِ.

وعَرِيبٌ ، كأَمِير : اسمٌ لجماعةٍ من المحدِّثينَ وغيرهم.

وكزُبَيْرٍ : مغنِّيةٌ للمتوكِّل لها أَخبارٌ.

وعليُّ بنُ الحسينِ بن عبدِ الله بنِ عَرِيبَةَ ، كسَفِينَة (٤) : شيخُ السّلفيّ.

وبَشيرُ بنُ جابرِ بنِ عُرابٍ ، كغُراب : صحابيٌّ.

وعَرابَةُ ، كسَحابَة : ابنُ أَوسِ بنِ قَيْظيٍّ الأَوسيُّ ؛ جوادٌ معروفٌ يضرب به المَثَلُ ، وسيأْتي فيه. قال ابنُ حِبّانَ : له

__________________

(١) عنه في المصباح المنير ٢ : ٤٠١.

(٢) في « ش » : « وأَعْرَبَ ».

(٣) في « ج » و « ش » : « شبيه » بدل : « شبه ».

(٤) في التّاج : عريبة كجُهينة.


صحبةٌ (١).

وعَرابِيٌ ، كصَحابِيّ : لقبُ محمَّدِ بنِ الحسينِ بنِ المباركِ.

وبالضّمِّ : أَبو زَمْعَةَ بنُ معاويةَ الحضرميُّ ؛ محدِّثٌ ، وضبطُهُ بالمعجمة تصحيفٌ.

وسَمَّوا : عَرَبِيّاً بلفظ النّسب ، ومنه : يحيى بنُ حبيبِ بنِ عَرَبِيٍ ؛ شيخُ مسلمٍ.

وابنُ العَرَبيِ : القاضي أَبو بكرٍ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ المالكيُّ ، عالم الأَندلس ، ومُحيي الدين محمَّدُ بنُ عليّ ( بن ) (٢) العَرَبِيِ الحاتميُّ الصُّوفيُّ ، ويقال : ابنُ عَرَبِيٍ ، بلا لام أَيضاً.

وابنُ الأَعرابيِ : محمَّدُ بنُ يزيدَ اللغويُّ.

وعَرَبانُ ، كرَمَضانَ : بلدٌ بالخابورِ.

والعُرْبُبُ ، كقُعْدُدٍ : ما كَثُرَ وصفا من الماءِ.

والعَرابَةُ ، كسَحابَة : موضعٌ.

وعَرَّابَةُ ، كعَبَّاسَة : من أَعمال عكّا بالسّاحل الشّاميِّ.

والعَرُوبُ (٣) ، بتشديد الباءِ : اسم قريتين بناحية القدس.

الكتاب

( وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا ) (٤) مُفْصِحاً يُحِقُّ الحقَّ ويُبطلُ الباطلَ ، أَو منسوباً إِلى النّبيّ العَرَبِيِ ، أو حكمةً مترجَمةً بلسان العَرَبِ.

( أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ ) (٥) أَقُرآنٌ أَعجميٌّ ورسولٌ عَرَبِيٌ؟! ويأتي في « ع ج م ».

( الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً ) (٦) أَي سكّانُ البوادي إِذا كانوا كفّاراً أَو منافقينَ فهم أَشدُّ كفراً ونفاقاً من أَهل الحضر ؛

__________________

(١) الثّقات ٣ : ٣١١.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) في معجم البلدان : العَرُّوب بتشديد الراء.

(٤) الرّعد : ٣٧.

(٥) فُصّلت : ٤٤.

(٦) التّوبة : ٩٧.


لبعدهم عن مواضِعِ العِلْم واستماعِ الحججِ والمواعِظِ ومشاهدةِ المعجزاتِ وأَنوارِ النّبوَّة ، ولأَنَّهم يُشْبهونَ الوحوشَ لانتشائِهِم من غير سياسةِ سائسٍ ولا تأْديبِ مؤَدِّبٍ ، ولاستيلاءِ الهواءِ الحارِّ عليهم الموجبِ لكثرةِ الطيشِ والخروجِ عن الاعتدالِ.

الأَثر

( الثَّيِّبُ تُعَرِّبُ عَنْ نَفْسِها ) (١) يروى من باب الإِفعال والتّفعيل ، أَي تتكلَّمُ عن نفسِها وتبيِّنُ.

ومنه : ( حتَّى تُعَرِّبَ عنَّا من لَقِينَا ) (٢) أَي تُكلِّمَهُ عنّا.

وقول إِبراهيم التّيميّ : ( كانوا يستحبُّونَ أَن يُلقِّنوا الصَّبيَّ حين يُعْرِبُ أَن يقولَ : لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، سبعَ مرّاتٍ ) (٣) أَي حين ينطِقُ.

( أَعْرِبُوا القُرآنَ ) (٤) أَي بيِّنوا ما فيه من غرائِبِ اللّغة ، أَو اقرَؤوه على قواعدِ كلامِ العَرَبِ ، ومنه : ( نَحْنُ قَوْمٌ فُصَحاءُ فَأَعْرِبُوا حَدِيثَنا ) (٥).

( كُونُوا على دِينِ الأَعْرابِ ) (٦) أَرادَ به الوقوفَ عندَ ظاهرِ الشّريعةِ من غيرِ تعمُّقٍ وتفتيشٍ عن الشُّبَه ، وهو في معنى : ( عليكم بِدينِ العجائِزِ ) (٧).

( مِنَ الكَبائِرِ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الهِجْرَةِ ) (٨) هو أَن يعودَ إِلى الباديةِ ويقيمَ مع الأَعْرابِ ، وكانوا يَعُدّونَ ذلك من غير عُذرٍ كالرّدَّةِ.

( كُرِهَ الإِعْرابُ للمُحْرِمِ ) (٩) هو

__________________

(١) الفائق ٢ : ٤٠٩ ، النّهاية ٣ : ٢٠٠.

(٢) الفائق ٣ : ٢٥٦.

(٣) الفائق ٢ : ٤٠٩ ، النّهاية ٣ : ٢٠١.

(٤) مجمع البحرين ٢ : ١١٨.

(٥) الكافي ١ : ٥٢ / ١٣ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٨.

(٦) كشف الخفاء للعجلونيّ ٢ : ٧٢.

(٧) بحار الأنوار ٦٦ : ١٣٥.

(٨) النّهاية ٣ : ٢٠٢ ، مجمع البحرين ٢ : ١١٨.

(٩) الفائق ٢ : ٤١٩ ، النّهاية ٣ : ٢٠١.


التّصريحُ بالإِفحاش في القول ، ومثلُهُ الاستِعْرابُ ، ومنه : ( فَلَمْ يَزْدَدْ إِلاَّ اسْتِعْرَاباً ) (١). والاسمُ : العَرَابَةُ كسَحَابَة ، ومنه : ( لا تَحِلُ العَرابَةُ للمُحْرمِ ) (٢).

( كان يَنهَى عن الإِعرابِ في البَيْعِ ) (٣) أَي إِعطاء العَرَبُون.

ومنه : ( نَهى عَنْ بيعِ العُرْبانِ ) (٤) كعُثْمانَ ، وهو العَرَبُونُ.

ومنه : ( وأَعْرَبُوا فيها أَربعمائةِ درهمٍ ) (٥) أَي عجَّلوا وأَسلَفوا من الثّمنِ ذلك.

( يُعَرِّبُ الناسَ ) (٦) من باب التّفعيل ، أَي يعلِّمُهُم العَرَبيَّةَ.

( قَدْ عَرِبَ بَطْنُهُ ) (٧) كتَعِبَ ، أَي فَسَدَ.

( لا تَنْقُشُوا في خَواتِيمِكُمْ عَرَبِيّاً ) (٨) أَي لا تنقشوا فيها « محمَّدٌ رسول الله » ؛ لأَنَّه كان نقش خاتمه 7 ، أَو لا تنقشوا فيها القرآنَ.

( أَعْرَبُهُمْ أَحْسَاباً ) أَبْيَنُهُم وأوضحُهُم ، والمراد : أشرفُهُم (٩).

( يَمْلِكُ العَرَبَ ) (١٠) أَي والعَجَمَ ، ولم يذكرهم لأَنَّه إِذا مَلَكَ العَرَبَ قَهَرُوا سائرَ الأُمَمِ.

( ما لكُم إِذا رأيْتُمُ الرَّجُلَ يَخْرِقُ أَعْراضَ النّاسِ أَلاَّ تُعَرِّبُوا عَلَيهِ ) (١١) من باب التّفعيل ، أَي تصرِّحوا بالإِنكارِ والرّدِّ عليه ، ولا تُساتِرُوهُ.

( مُعارَبَةُ النِّساءِ ) (١٢) أَرادَ أَسبابَ

__________________

(١) النّهاية ٣ : ٢٠١.

(٢) الفائق ٢ : ٤١٩ ، النّهاية ٣ : ٢٠١.

(٣) الفائق ٢ : ٤١٧ ، النّهاية ٣ : ٢٠٢.

(٤) النّهاية ٢ : ٢٠٢.

(٥) الفائق ٢ : ٤١٦ ، النّهاية ٣ : ٢٠٢.

(٦) الفائق ٢ : ٤٢٢ ، النّهاية ٣ : ٢٠٣.

(٧) الفائق ٢ : ٤١٢ ، النّهاية ٣ : ٢٠١.

(٨) سنن النسائيّ ٨ : ١٧٧ ، النّهاية ٣ : ٢٠٢.

(٩) النّهاية ٣ : ٢٠١.

(١٠) بحار الأنوار ٥١ : ٨٥.

(١١) الفائق ٢ : ٤١٤ ، النّهاية ٣ : ٢٠١.

(١٢) النّهاية ٣ : ٢٠١.


الجماعِ ومقدِّماتِه.

المصطلح

الإِعرابُ في الإِصطلاح يطلق على ثلاثة معان :

أَحدها : النّحو ، وهو علمٌ بأُصول تُعرف بها أَحوالُ أَواخِرِ الكلِم إِعْراباً وبناءً ، ويسمّى علمَ الإِعْرابِ.

الثّاني : إِجراءُ الأَلفاظِ المركَّبةِ العَرَبيَّةِ على ما تقتضيه القواعدُ النحويَّةُ.

الثّالث : ما يقابل البناءَ ، وهو الأَثرُ الظّاهرُ أَو المقدّرُ الذي يجلبُه العاملُ في آخر الاسمِ وما يُشْبِهُه.

الاسم المُعْرَبُ : ما سَلِمَ من مشابهةِ الحرفِ ؛ المقتضيةِ لبنائِه.

المُعَرَّبُ ، كمُعَظَّم : ما استعملتهُ العَرَبُ من الأَلفاظِ الموضوعةِ لمعانٍ في غير لغتِها ، وتكلَّمت به على منهاجها ؛ تقول : عَرَّبْتُهُ العَرَبُ تَعْرِيباً ، وأَعْرَبْتُهُ إِعْراباً.

المثل

( أَعْرَبَ عَنْ ضَمِيرِهِ ) (١) أَي بيَّنَ وأَفصَحَ. يضرب لمن أَظهَرَ ما في قلبِه.

( ما بِالدَارِ عَرِيبٌ ، وما بِها مُعْرِبٌ ) (٢) كأَمير ومُحْسن ، أَي ما بها مَن يُعْرِبُ ، أَي يُبِينُ عن شيءٍ ؛ أَي ما بها أحَدٌ ، ولا يقال إِلاَّ في النّفيِ.

( هُوَ عُرابَةُ هذِهِ الرّايةِ ) (٣) عُرابَةُ كسُلافَة (٤) ، هو عُرابَةُ بن أَوسٍ ، وهذا من قول الشّمَّاخ فيه :

رَأَيْتُ عُرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو

إِلى العَلْياءِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ (٥)

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩ / ٢٥٦٩ ، وفيه : أعرب عن ضميره الفارسيّ.

(٢) المستقصى ٢ : ٣١٦ / ١١٣٩.

(٣) قرى الضيف ٤ : ٤١٧.

(٤) تقدّم ضبطه ك‍ « سحابة » ، وهو الموافق لما في ديوان الشمّاخ ومصادر اللغة.

(٥) في « ت » و « ج » : العرين بدل : القرين.


إِذا ما رَايَةٌ رُفِعَت لِمَجْدٍ

تَلَقَّاها عُرابَةُ بِاليَمينِ (١)

يروى أَنَ عُرابَةَ هذا دخل على معاوية ، فقال له معاوية : أَنت الذي يقول لك الشّمَّاخُ : ... وأَنشدَ البيتين ، فَبِمَ سُدْتَ قومَكَ؟ قال : والله ما أَنا بأَكرمِهِم حَسَباً ، ولا بأَفضلِهِم نَسَباً ، ولكنّي أُعرضُ عن جاهلهم ، وأَسمحُ لسائلِهِم ، فمن عمل عملي فهو مثلي ، ومن زاد فهو أَفضلُ منّي ، ومن قَصُرَ فأَنا أَفضل منه ، قال معاوية : هذا وأَبيك الكرمُ والسُّؤْدَدُ. والمثل يضرب لمن هو أَهلٌ لأَمرٍ عظيمٍ ومنصبٍ شريفٍ.

عرتب

العَرْتَبَةُ ، كعَقْرَبَة : لغةٌ في العَرْتَمَة ـ بالميم ـ وهي الأَنفُ ، أَو مقدَّمُهُ ، أَو ما لان منه ، أَو طَرَفُ وترهِ ، أَو هي الدّائرةُ تحت وسطِ الشّفةِ السّفلى ، والعَرْتَمَةُ : الدّائرةُ فوقَ وسطِ الشّفةِ العليا.

عرزب

العَرْزَبُ والعِرْزَبُ ، كعَقْرَب وإِرْدبّ : لغةٌ في العَرْزَمِ ، والعِرْزَمِّ ـ بالميم ـ وهو الصّلبُ الشّديدُ المجتمعُ.

وعَرْزَبٌ ـ كعَقْرَب ـ الكنديُّ : يقال : إِنَّ له صحبةً.

والضحَّاكُ بنُ عبد الرّحمانِ بنِ عَرْزَبٍ العَرْزَبيُ : تابعيٌّ مشهور ، قال ابن أَبي حاتمٍ : ويقال فيه : عَرْزَمٌ ، وعَرْزَبٌ أَصحُ (٢).

عرطب

العَرْطَبَةُ ، كعَقْرَبَة وتضمُّ : العودُ الّذي يضرب به للهوِ ، أَو الطّنبورُ ، أَو ذو الأَوتار كلِّها من جميع الملاهي ، أَو الطّبلُ

__________________

(١) ديوان الشّمّاخ : ١١٥ ، وفيه : « الخيرات » بدل : « العلياء ».

(٢) الجرح والتّعديل ٤ : ٤٥٩.


الحبشيُّ ، أَو مطلقاً ، وهو معرَّب ، ومنه الحديث : ( يُغْفَرُ لكُلِّ مُذْنِبٍ إِلاَّ لصاحِبِ عَرطَبَةٍ وكُوبَةٍ ) (١).

عرقب

العُرْقُوبُ ، بالضّمِّ : العَصَبُ الغليظُ الوترِ خَلْفَ الكعبينِ من الإِنسانِ ، ومن الدّابَّة في رجلها بمنزلةِ الرّكبة في يدها ، قال الأَصمعيّ : وكلُّ ذي أَربعٍ عُرْقُوبَاهُ في رجليهِ ورُكْبَتاهُ في يديهِ .. (٢)

ومن القطاةِ : ساقُها. الجمع : عَراقِيبُ.

ومن المستعار

نزلنا في عُرْقُوبِ الوادي ، أَي مُنْحَناهُ ومنعطَفِهِ.

وما أَكثر عَراقِيبَ هذا الجبلِ ، وهي الطرُقُ الضّيِّقةُ في مَتْنِهِ.

وعَراقيبُ الأُمورِ : عظامها ، وما التوى وصعب منها.

وفلانٌ ذو عُرْقُوبٍ وعَراقِيبَ ، أَي حيلةٍ ، وعِرْفانٍ بالحُجَّة.

وطيرُ العَراقيبِ ، وطيرُ عُرْقُوبٍ : كلُّ طيرٍ يُتَشاءَمُ به ، ويأتي في المثل ، وتخصيص الفيروز اباديِّ له بالشِّقِرَّاق ليس بصوابٍ كما سيأتي.

وذاتُ العَراقيبِ : رملةٌ ببلاد عمروِ بنِ تميمٍ.

والعَراقِيبُ : جبالٌ تنسابُ منها.

وعَراقِيبُ الجبالِ : خَياشيمُها.

وعَرْقَبَهُ : قطعُ عُرْقُوبَهُ (٣) ، وأَخذَ بعُرْقُوبِهِ فأَقامَهُ.

وتَعَرْقَبَ : سلك عَراقِيبَ الجبال.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٤١٢ ، النّهاية ٣ : ٢١٦ ؛ غريب الحديث للهرويّ ٢ : ٢٧ ؛ غريب الحديث لابن الجوزيّ ٢ : ٣٨٧.

(٢) عنه في اللّسان.

(٣) جاء في حديث القاسم : « كان يقول للجزّار : لا تُعَرْقِبْها » أي لا تقطع عُرقوبها النّهاية ٣ : ٢٢١.


ومن المجازِ

عَرْقَبَ في فعلِه : إِذا احتال.

وتَعَرْقَبَ عن الأَمر : عَدَلَ.

ومن الكناية

فلانٌ يَضْرِبُ العَراقِيبَ ، أَي يُضِيفُ.

ويومُ العُرْقُوبِ : من أَيَّامِهِم.

المثل

( مَواعيدُ عُرْقُوبٍ ) (١) هو رجلٌ من العمالقة ـ وهو عُرْقُوبُ بنُ مَعْبَدِ بن زهيرٍ أَحدُ بني عبد شمسٍ بن ثعلبَةَ ، أَو عُرْقُوبُ بن صَخْرٍ من الأَوس ـ أَتاهُ أَخٌ له يسأَلُهُ فوعدَهُ ثمرةَ نخلةٍ ، وقال : إِذا أَطْلَعَتْ فلكَ طلعُها ، فلمَّا أَطْلَعَت قال : إِذا أَبْلَحَتْ ، فلمَّا أَبْلَحَت قال : إِذا أَزْهَت ، فلمَّا أَزْهَت قال : إِذا أَرْطَبَتْ ، فلمَّا أَرْطَبَت قال : إِذا أَتمْرَتْ ، فلمَّا أَتمرت جدَّها ليلاً ولم يعطِهِ شيئاً ، فضربوا به المثل في الإِخلاف ؛ قال الأَشجعيُّ :

وَعَدْتَ وَكانَ الخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً

مَواعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخاهُ بِيَتْرَبِ (٢)

ويَتْرَبُ بِالمثنّاة الفوقيَّة وفتح الراءِ المهملة : موضعٌ قربَ المدينة ، وقيل : بالثّاء المثلَّثة وكسر الرّاءِ ، وهي المدينة ، وقد سبق الكلام عليه في « ت ر ب ».

( أَشأَمُ مِن طَيْرِ العَراقِيبِ ) (٣) قال الميدانيُّ : هو طيرُ الشّؤْمِ عِند العَرَبِ ، وكلُّ طائرٍ يُتَطَيَّرُ منه للإِبل فهو طيرُ عُرْقُوبٍ ؛ لأَنَّه يُعَرْقِبُها ؛ قال الفرزدق (٤) :

فَلُقِّيتُ مِنْ طَيْرِ العَراقيبِ أَخْيَلَا

والأَخَيلُ : الشِّقِرَّاق ، وهم يتشاءَمُونَ به ، فهو من جملةِ طير العَراقِيب ، وقول

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٣١١ / ٤٠٧٠.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٣١١ ، التهذيب ٣ : ٢٩٠ ، اللّسان.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٨٣ / ٢٠٤٠.

(٤) ديوانه ٢ : ١٤١ ، وفيه : « فلاقَيتْ » بدل : « فلقيت » ، وقبله :

إذا قَطَناً بَلَّغْتَنِيهِ ابن مُدْرِكٍ


الفيروز اباديّ : طيرُ العَراقيبِ : الشِّقِرَّاقُ ، وَهَمٌ.

( شَرُّ ما يُجِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ ) (١) مرَّ في « جيأ ».

عزب

عَزَبَ الرَّجلُ ـ كقَتَلَ ـ عُزْبَةً ، وعُزُوبَةً ـ بضَمِّهما ـ إِذا لم يكن له أَهلٌ ، فهو عَزَبٌ كسَبَب. الجمع : أَعْزابٌ ، كأَسبابٍ.

وهي امرأَةٌ عَزَبٌ أَيضاً ، وعَزَبَةٌ : لا زوج لها ، وأَنكر الزّجَّاجُ عَزَبَةً ـ وزعم أَنَّه ممَّا أَخطأَ فيه صاحبُ الفصيحِ حيث قال : رجلٌ عَزَبٌ وامرأَةٌ عَزَبَةٌ ـ وأَنشَدَ :

يَا مَن يَدُلُ عَزَباً عَلى عَزَبْ

على ابنَةِ الشّيخِ الحُمارِسِ الأَزَبْ (٢)

وهذا يثبت عَزَباً ولا ينفي عَزَبَةً ، فقد أَثبتها غيرُ واحدٍ من الأَثبات ، بل لم يذكر الجوهريّ وجماعةٌ غيرَها ، وقال الزّمخشريّ : لك أَن تقول : امرأَةٌ عَزَبَةٌ (٣).

قال أَبو حاتمٍ : ولا يقال : رجلٌ أَعْزَبُ ، قال الأَزهريّ : وأَجازَهُ غيرُهُ (٤) ، وقياسُهُ أَن يقال : امرأَةٌ عَزْباءُ كأَحمَرَ وحَمْراءَ ، وهم رجالٌ عُزَّابٌ ككُفَّار ؛ جَمْعٌ باعتِبار بنائه الأَصليّ ، وهو عازبٌ ككَافِر.

ورجلٌ مِعْزَابَةٌ ، كمِهْذَارَة : طالت عُزُوبَتُهُ وتمادت حتّى ماله في الأَهلِ من حاجةٍ.

وتَعَزَّبَ الرّجلُ : ترك النّكاحَ.

وعَازِبَةُ الرّجلِ ، ومُعَزِّبَتُهُ : امرأَتُهُ ؛ من عَزَبَتْهُ عَزْباً ـ كقَتَلته ـ وعَزَّبَتْهُ تَعْزِيباً ، أَي

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ٣٥٨ / ١٩١٧.

(٢) الرّد على الزّجّاج في مسائل أخذها على ثعلب : ٢٧ ، التّهذيب ٢ : ١٤٧ ، والتّكملة ، واللّسان ، والتّاج ، وفي جميع : « الحمارس الشّيخ » بدل : « الشّيخ الحمارس » ، ولم ينسبوه.

(٣) الأساس : ٣٠٠.

(٤) انظر قول الأزهريّ ، ونقله قول أبي حاتم في تهذيب اللّغة ٢ : ١٤٧.


أَزالت عُزُوبَتَهُ ، ونظيرُهُما في السَّلْبِ قَشَّرَهُ وقَرَّدَهُ ، أَي أَزالَ قِشْرَهُ وقُرادَهُ.

والمِعْزَبَةُ ، كمِقْنَعَة : الأَمَةُ والمرأَةُ.

وعَزَبَ الشّيءُ عُزُوباً ، كقَعَدَ : بَعُدَ ، كأَعْزَبَ إِعْزاباً.

وكقَتَلَ وضَرَبَ : غابَ وذهب ، فهو عازِبٌ ، ومنه : عَزَبَ عنه حِلْمُهُ ورأيُة ، وأَعْزَبَ حلمُهُ ؛ كقولِكَ : أَضلَّ بعيرُهُ.

وأَعْزَبَ اللهُ عقلَهُ : أَذهبَهُ.

وكَلأٌ عازِبٌ ، وروضٌ عازِبٌ ، وعَزِيبٌ : بعيدٌ عن النّاس لم يُرْعَ قطّ ولا وُطئ ، قيل : ولا يكون الكلأُ العازِبُ إِلاَّ بفلاةٍ حيثُ لا زرعَ.

وأَعْزَبَ القومُ : أَصابُوهُ.

وعَزَبَتِ الإِبلُ عُزُوباً ، كقَعَدَت : أَبعَدَت في المرعى ، ( وأَعزَبَها صاحبُها.

وإِبل وشاء عازِبَةٌ (١) ، وعَزِيبٌ ، وعَزَبٌ : تعزُبُ عن أهلها في المرعى ) (٢) ولا تَرُوحُ عليهم ، والأَخيران اسما جَمْعٍ كحَجِيج وخَدَم.

وأَعْزَبَ القومُ : عَزَبَتْ إِبلُهُم.

وعَزَّبَ الرَّجُلُ إِبلَهُ ـ وبها ـ تَعْزِيباً : ذهب بها إِلى عازِبٍ من الكلإِ وبيَّتها في المرعى ولم يُرِحْها ، وتَعَزَّبَ هو : باتَ معها.

وأَرضٌ عَزُوبَةٌ : بعيدةُ المضربِ إِلى الكلإِ أَو قليلتُهُ ، والتّاءُ للمبالغةِ لا للتأْنيثِ ؛ لأَنَّ « فَعُولا » يستوي فيه المذكّر والمؤَنَّث.

والعَزِيبُ : العَزَبُ ، ومن يَعزُبُ عن أَهلِهِ ومالِهِ.

وفلانٌ مِعْزابٌ ، ومِعْزابَةٌ : يَعْزُبُ بِماشيته.

وسَوَامٌ مُعَزَّبٌ ، كمُعَظَّم : عُزِّبَ به عن الدّار.

وعَزَبَ طُهْرُ المرأَةِ : غابَ عنها زوجها.

وامرأَةٌ عَوْزَبٌ ، كجَوْهَر : عجوزٌ.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٢) في « ج » : « عازِب ».


وعَزَبتِ الأَرضُ : خَلَتْ فلم يكن بها أَحدٌ ؛ مُجْدِبَةً كانت أَو مُخْصِبةً.

ومن المجازِ

رملٌ عَزَبٌ ، كسَبَب : إِذا كان منفرداً.

وهَراوَةُ الأَعْزابِ ، كأَسْبَاب : فرسٌ معروفةٌ في الجاهليَّة كانت موقوفةً على الأَعْزَابِ ، يَغزونَ عليها ويستفيدونَ المالَ ليتزوَّجوا ، أَو سمِّيت بذلك تشبيهاً بعَصا المسافر لأَنَّها ملساءُ ؛ عن ثعلبٍ ، وأَنشدَ :

وَطِمِرَّةٍ كَهَراوَةِ الأَع

زابِ لَيْسَ لَها عَدَائِدْ (١)

( وعليه ) (٢) فالأَعزابُ جمع عَزيبٍ ـ كأَشراف وشَرِيف ـ وهو من يَعْزُبُ عن أَهلِهِ ومالِهِ.

وقال الجوهريُّ : هراوَةُ الأَعْزابِ : هراوةُ الَّذين يُبْعِدون بإِبلِهِم في المرعى ، ويُشبَّهُ بها الفرسُ ، وأَنشد البيتَ (٣).

وعَازِبُ : جبلٌ.

وكأَميرٍ : بلدٌ.

وقريشُ العازِبَةُ : هم بنو ناجية المنتسبون إِلى سامةَ بنِ لؤيِّ بن غالبٍ ؛ لأَنَّهم عَزَبُوا عن قومهم فنُسِبوا إِلى أُمِّهم ناجيةَ بنتِ جَرْمِ بنِ زيان (٤) بن قُضاعَةَ.

الكتاب

( وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) (٥) قرأَ الكسائيّ : « يَعْزِبُ » كيَضْرِبُ (٦) ،

__________________

(١) مجالس ثعلب ١ : ٣١٨ دون عزو ، وهو في التّهذيب ١ : ٩٠ ، واللّسان « عدد » منسوب فيهما لأبي دؤاد.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) الصّحاح ، وليس فيه البيت الشّعري.

(٤) كذا في « ت » و « ج » ، وهي ليست في « ش ». وقد وردت بهذا الضّبط في بعض نسخ جمهرة أنساب العرب ، انظر هامش ٢ من ص ١٧٣. وفي بعضها « زبان » وفي بعضها « ربّان » ويظهر أنّه هو الأصحّ.

(٥) يونس : ٦١.

(٦) السّبعة : ٣٢٨ ، التّذكرة : ٤٥١ ، حجة القراءات : ٣٣٤ ..


والباقونَ كيَقْتُلُ ؛ أَي لا يغيب ولا يبعُدُ عن علمِهِ شيءٌ أَصلاً وإِن كان في غاية الحقارةِ.

وقيل : يَعْزُبُ بِمعنى يَبينُ وينفصِلُ ، ليصحَّ الاستثناءُ ، أَي : لا يصدُر عن رَبِّك شيءٌ إِلاَّ مثبّتاً في كتاب مبين ؛ وهو اللّوح المحفوظ ، وإلاّ يلزم منه على تفسير ( يَعْزُبُ ) بِـ « يَبْعُدُ » أَن يكون ذلك الشّيءُ الّذي في الكتاب المبين خارجاً عن علمِهِ تعالى ؛ إِذ التقديرُ حينئذٍ « لا يَعْزُبُ عنه شيءٌ في الأَرضِ ولا في السّماءِ إِلاَّ في كتابٍ » إِذا عطف قوله : ( وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ ) على لفظِ ( مِثْقالِ ذَرَّةٍ ) في قراءة النّصب على أنَّ الفتح بدل الكسر ؛ لامتناع الصّرف ، أَو على محلِّه مع الجارِّ في قراءة الرّفع ؛ لأَنَّه فاعل يَعْزُبُ.

وأُجيبَ بجعل الاستثناءِ حينئذٍ منقطعاً ؛ كأَنَّه قيل : لا يَعْزُبُ عن ربِّكَ شيءٌ ما ، لكنَّ جميع الأَشياءِ في كتابٍ مبينٍ فكيف يَعْزُبُ عنه شيءٌ منها؟!

أَو بجعلِه متَّصلاً ، والمراد بالكتاب المبين علمَهُ تعالى ، فيكون المعنى : لا يغيبُ عنه شيءٌ مَّا إِلاَّ في علمِهِ ، ومعلومٌ أَنَّ غيبةَ الشّيءِ في العلمِ عينُ كشفِهِ ، ونظيرُهُ قولك : فلانٌ لا ينسى إِلاَّ في حفظِهِ ، وإِن فُسِّرَ باللّوحِ المحفوظِ أَيضاً فلا بأْسَ ؛ لأَنَّهُ محلُّ صوَرِ معلوماتِهِ.

الأَثر

( مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ أَرْبَعينَ لَيْلَةً فَقَدْ عَزَّبَ ) (١) بالتّشديد ، أَي أَبعدَ العهدَ بأَوَّله وأَبطأَ في تلاوتِهِ.

( فَأَصْبَحُوا بِأَرْضٍ عَزُوبَةٍ ) (٢) بالفتح صفةٍ لـ « أَرْضٍ » ، أَي بعيدةِ المرعى.

( تَجِدُوهُ مُعْزِباً ) (٣) كمُكْرِم ، طالباً للكلإِ العازِب ، وهو البعيدُ عنِ النّاسِ.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٤٢٦ ، النّهاية ٣ : ٢٢٧. وفيهما : في أربعين.

(٢) الفائق ٢ : ٤٢٣ ، النّهاية ٣ : ٢٢٧.

(٣) النّهاية ٣ : ٢٢٧.


المثل

( إِنَّما اشتَرَيْتُ غَنَماً حِذارَ العَازِبَة ) (١) أَصلُهُ : أَنَّ رجلاً كانت له إِبلٌ فباعها واشترى غنماً لئلاَّ تَعْزُبَ ، فَعَزَبَتْ غنمُهُ ، فقال ذلك. يضرب لمن وقع في مثل ما فرَّ ( منه.

أَعْزَبُ رأْياً مِن حاقِنٍ (٢) ) (٣) هو الذي أَخَذَهُ البولُ ، ولذلك يقال : ( لا رأْيَ لحاقِن ) (٤). يضرب لمن لا رأْيَ له.

عزلب

عَزْلَبَ الرجلُ المرأَةَ عَزْلَبَةً : جامعها ، قال ابن دريدٍ : زعموا ولا أحقُّه (٥).

عسب

عَسَبَ الفحلُ الناقةَ عَسْباً (٦) ، كضَرَبَ : طَرَقَها ..

والرجلُ فحلَهُ : أَكراهُ للضِّرابِ ..

وفلاناً : أَعطاهُ الكراءَ على ضِرابِ فحلِهِ ..

والكلبُ : طَلَبَ السِّفادَ ..

والكلبةَ : طردها للسَّفادِ.

وأَعْسَبَ جَمَلَهُ إِعْساباً : أَعارهُ للضِّرابِ ، واسْتَعْسَبَهُ إِيَّاهُ : استعارهُ منه لذلك.

واسْتَعْسَبَتِ الناقةُ : اشتَهَتِ الفحلَ ..

والفرسُ : استَوْدَقَتْ.

والعَسْبُ ، كفَلْسٍ : ماءُ الفحل فرساً كان أَو بعيراً أَو غيرهما ، ومنه : قَطَعَ الله عَسْبَهُ ، أَي ماءَهُ ونسلَهُ.

والعَسِيبُ ـ كأَمير ـ وبهاءٍ : عَظْمُ

__________________

(١) المستقصى ١ : ٤١٧ / ١٧٦٩.

(٢) جمهرة الأمثال ٢ : ٧٤ / ١٢٧١.

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٤) النّهاية ١ : ٤١١ ، ٤١٦.

(٥) انظر الجمهرة ٢ : ١١٢٤.

(٦) في « ت » و « ج » : « عَسِيباً » والمثبت عن « ش ».


الذَّنَبِ ، ومَنْبِتُ الشّعر منه ، ومن الشّارِبِ ومن القدمِ والرّيشةِ : ظاهِرُهُما طُولاً ، وجريدةٌ من النّخلِ مستقيمةٌ دقيقةٌ يُكْشَطُ خوصُها ، وما لم ينبت عليه الخوصُ من السَّعَف. الجمع : عُسُبٌ ، وأَعْسِبَةٌ ، وعُسُوبٌ ، وعُسْبانٌ ؛ بالضّمِّ والكسر.

وعَسِيبٌ في قول امرئ القيس :

وإِنِّي مُقِيمٌ ما أَقَامَ عَسِيبُ (١)

جبل بعالية نجدٍ ، وليس هو باللاّم ، ووهم الفيروز اباديّ.

واليَعْسُوبُ : فحلُ النّحلِ وأَميرُها ـ ومنه : هذا يَعْسُوبُ قومِهِ ، لرئيسِهِم ، وهو « يَفْعُولٌ » مِنَ العَسْبِ وهو الضّرابُ. والذَّهَبُ يَعْسُوبُ المال ؛ لأَنَّه به قوامُ الأُمور ، ويطلقُ على فحلِ البقرِ ..

و : الفرسُ الطَّويلُ السَّريعُ ، والجوادُ السَّهلُ في عدوِهِ ، وضَرْبٌ من الحِجْلانِ وهو أَعظمُها ، وفَراشةٌ خضراءُ تطيرُ في الرَّبيعِ ، وطائرٌ نحوُ الجرادةِ له أَربعةُ أَجنحةٍ لا يضمُّ له جناحاً أَبداً ولا يُرى إِلاَّ طائراً أَو واقعاً على عودٍ ولا يرى أَبداً يمشي ؛ وبه شَبَّهَتِ العربُ الخيلَ المضُمَّرةَ ، وغُرَّةٌ في وجهِ الفرسِ مستطيلةٌ أَو على قَصَبَةِ أَنفِهِ لا تبلُغُ الرَّثَمَ ، أَو كلُّ بياضٍ عليها عَرُضَ واعتَدَل لا يبلُغُ الخليقاءُ ـ والخُلَيْقاءُ (٢) حيثُ الْتّقى عظمُ أعلى الأَنفِ ، وعَظْمُ الحاجبِ ـ ودائرةٌ في مَرْكَضِ الفرسِ ، واسمُ فرسٍ للنّبيِّ 6 وأُخرى للزُّبيرِ ، وجبلٌ.

وأَعْسَبَ الذِّئبُ إِعْساباً : عَدَا وفرَّ.

واسْتَعْسَبَ الرَّجلُ من الشَّيءِ : كَرِهَهُ.

وعَسِبَ رأْسُهُ ، كتَعِبَ : بَعُدَ عهدُهُ بالتّرجيل ، فهو عَسِبٌ ككَتِف.

وعِسَابٌ كِكتَاب : موضع قرب مكَّة.

والعَسُوبُ ، كصَبُور : رئيسُ القوم

__________________

(١) ديوانه : ٧٩ ، وصدرهُ :

أَيا جارتا إنّ المزار قريب

(٢) في « ت » و « ج » : « أو الخليقاء ».


وكبيرهم.

الأَثر

( نَهى عَنْ عَسْبِ الفَحْلِ ) (١) كفَلْسٍ ، أَي كرائه للضراب ؛ لأَنَّ ثمرتَهُ غيرُ معلومةٍ فقد يلقح وقد لا يلقح ، فهو غَرَرٌ. وأَمَّا الضِّرابُ نفسُهُ فلا نهيَ عنه ؛ لأَنَّ تناسلَ الحيوانِ مطلوبٌ لمصالحِ العبادِ.

( وَالقُرْآنُ في العُسُبِ ) (٢) جمعِ عَسِيبٍ ، وهو الجريدةُ كانوا يكشطُونَ الخوصَ ويكتبونَ في الطرفِ ( العريض ) (٣) منها.

( أَنْتَ يَعْسُوبُ المُؤْمِنينَ ، والمالُ يَعْسُوبُ المُنافِقينَ ) (٤) أَي يلُوذُ المؤمنون بك ـ ويلُوذُ المنافقونَ بالمالِ ـ كما تلوذُ النحلُ بيَعْسُوبِهَا.

( ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ ) (٥) أَرادَ السّيِّدَ والرّئيسَ ، والضّربُ بالذَّنَبِ مثلٌ للإِقامةِ والثّباتِ ، أَي : يثبت هو ومن معه على الدّينِ.

وقيل : المعنى : فارَقَ أَهلَ الفتنةِ وضَرَبَ في الأَرض ذاهباً مع أَهل دينه وأَتباعهِ.

عسرب

العَسْرَبُ ، كعَقْرَب : الأَسدُ ؛ لغةٌ في العَشْرَبِ بالشّين المعجمة.

عسقب

العِسْقِبَةُ ، كشِرْذِمَةٍ : خُصَيلَةٌ منفردةٌ عن أَصل العنقودِ ملتزقةٌ به يكون فيها عشر حبَّاتٍ أَو نحوها. الجمع : عَسَاقِبُ.

وعَسْقَبَتْ عينُهُ عَسْقَبَةً : جَمَدتْ عند البكاءِ.

__________________

(١) الفائق ٢ : ٤٢٨ ، النّهاية ٣ : ٢٣٤.

(٢) الفائق ٢ : ٤٣١ ، النّهاية ٣ : ٢٣٤.

(٣) ليست في « ت ».

(٤) اليقين : ٤٩٨ ، مجمع البحرين ٢ : ١٢١.

(٥) الفائق ٢ : ٤٣١ ، النّهاية ٣ : ٢٣٤.


عسكب

العِسْكِبَةُ من العنقودِ ، كالعِسْقِبَةِ زنةً ومعنىً ، وهو ممَّا ورد بالقاف والكاف كقِرْشَبّ وكِرْشَبّ ونظائره كثيرةٌ.

[ عسنب ]

عَسْنَبْتُ الماءَ ، إِذا ثوَّرتَهُ.

عشب

العُشْبُ ، كقُفْل : الكلأُ الرّطبُ في أَوَّل الرَّبيع ، أَو هو ما أَبادَهُ الشِّتاءُ وكان نباتُهُ ثانِيةً من أَرُمةٍ أَو بذرٍ. الواحدة بهاءٍ. الجمع : أَعْشَابٌ.

وعَشِبَتِ الأَرضُ ـ كتَعِبَتْ ـ وأَعْشَبَتْ إِعْشَاباً : نَبَتَ عُشْبُهَا ، فهي عَشِبَةٌ ، وعاشِبَةٌ ، وعَشِيبَةٌ ، ومُعْشِبَةٌ.

وعَشَّبَتْ تَعْشِيباً ، واعْشَوْشَبَتْ : كَثُرَ عُشْبُها (١).

ووادٍ عَشِيبٌ : بيِّنُ العَشابَةِ كثيرُ العُشبِ.

وأَرضونَ مَعاشِيبُ : كريمةٌ منابيتُ ، لا واحدَ لها ، أَو جمعُ مِعْشابٍ.

وأَرضٌ فيها تَعاشِيبُ ، إِذا كان فيها قطعٌ متفرَّقةٌ من العُشبِ (٢) وضُروبٌ من النّبت ، لا واحدَ لها.

وإِبلٌ عاشِبَةٌ : ترعى العُشْبَ.

وتَعَشَّبَتِ الإِبلُ : رَعَتهُ وسَمِنَت عليه ، كاعْتَشَبَتْ.

وأَعْشَبَ القومُ واعْشَوْشَبُوا : أَصابوا عُشْباً.

وعُشْبَةُ الدارِ : التي تَنْبُتُ حولَها.

ومن المجاز

إِيَّاكَ وعُشْبَةَ الدَّارِ : للمرأَةِ الهجينةِ ، ك‍ « خضراءَ الدِّمَنِ ».

وعُشْبَةُ السّباعِ : شجرةٌ إِذا أَطعمتَها

__________________

(١) ومنه : حديث خُزيمة : « واعشَوشَبَ ما حَوْلها » انظر النّهاية ٣ : ٢٣٨.

(٢) في « ت » و « ج » : « العنب » والمثبت عن « ش ».


السّباعَ ماتت.

وعَشِبَ الخُبْزُ ، كتَعِبَ : يَبِسَ وتكرَّجَ.

ورجلٌ عَشِيبٌ ، ككَرِيم : قصيرٌ دميمٌ (١) ، وهي بهاءٍ ، وقد عَشُبَ ـ ككَرُمَ ـ عَشَابَةً ، وعُشُوبَةً.

والعَشَبَةُ ، كقَصَبَةٍ : الرَّجُلُ اليابسُ هُزالاً ، والشّيخُ الضّامرُ المنحني كِبَراً ، والمرأَةُ القصيرةُ في دَمامةٍ (٢) ، والعجوزُ الهِمَّةُ ، والمُسِنَّةُ من النّعاجِ والنّوقِ. ( الجمع ) (٣) : عَشَبٌ ، كقَصَبٍ.

وعيالٌ عَشَبٌ : ليس فيهم صغيرٌ.

وسأَلتُهُ فأَعْشَبَني : أَعطاني ناقةً مسنَّةً.

المثل

( عُشْبٌ ولا بَعيرٌ ) (٤) أَي هذا عُشْبٌ وليس بعيرٌ يرعاهُ. يضرب لمن له مالٌ كثيرٌ ولا ينفقهُ على نفسِهِ ولا على غيرِهِ.

( أَعْشَبْتَ فانْزِلْ ) (٥) أَي أَصبتَ العُشْبَ فانزِلْ عليه. يضرب لمن أَصابَ حاجتَهُ.

( بِكُلِ عُشْبٍ آثارُ رَعْيٍ ) (٦) أَي حيث يكون المال يكثُرُ السؤَالُ.

عشجب

العَشْجَبُ ، كعَقْرَب : المسترخي من الرِّجالِ ؛ قال في الجمهرة : وليس بثبتٍ (٧).

عشرب

العَشْرَبُ ، كعَقْرَبٍ وعَمَلَّسٍ : الأَسدُ

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « ذميم » والمثبت عن « ش ».

(٢) في « ت » و « ج » : « ذمامةٍ » والمثبت عن « ش ».

(٣) ليست في « ت ».

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ١٨ / ٢٤٣٩.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٣٧ / ٢٥٥٢.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ١٠٥ / ٥٢٥.

(٧) الجمهرة ٢ : ١١١٣.


ـ كالعُشَارِبِ ، كسُرادِق ـ والشّديدُ الجريءُ (١) ، والسّهمُ الماضي.

عشزب

العَشْزَبُ ، بالزّاي : لغةٌ في العَشْرَبِ ـ بالرّاءِ المهملة بلغتيه ـ وهو الأَسدُ ، أَو هذا مختصٌّ بالشّديد من الأُسُودِ.

عصب

عَصَبَهُ عَصْباً : شدَّهُ ، وطواهُ ، ولفّهُ ، ولواه ..

ورأْسَهُ : ربطَهُ بعصابةٍ ونحوها ، كعَصَّبَهُ تَعْصِيباً ..

والشَّيءَ : دَرَجَهُ ..

والشَّجرةَ : ضمَّ ما تفرَّقَ منها بحبلٍ ثمَّ خَبَطَها ليسقُطَ ورقُها ..

والنّاقةَ : شدَّ فخذيها بحبلٍ لتدرَّ ..

والفحلَ من البهائمِ : شدَّ أُنثييهِ حتّى يَسْقُطا (٢) من غير نزعٍ ..

والمرأَةُ فرجَها : شدَّتْهُ بخرقةٍ ..

والقومُ بالرّجُلِ : أَحدقوا به لحمايةٍ أَو قتالٍ ( واجتمعوا حولهُ ..

وبالنَّسَبِ : أَحاطوا به ) (٣) ..

والغبارُ بالجبل : أَطافَ به ..

والرَّجلُ الشَّيءَ : لزِمَهُ ..

والرِّيقُ فاهُ : أَيْبَسَهُ ..

وبفيِه : جفَّ ..

والفمُ عَصْباً ، وعُصُبوباً : اتَّسَخَتْ أَسنانُهُ من غبارٍ ونحوهِ ..

والرَّجلُ الشَّيءَ عَصْباً ، وعِصَاباً :

__________________

(١) كذا في « ت » و « ج » ، وفي « ش » : « الشّديدُ الجَرْيِ » بالإضافة. وبكليهما وردت نُسخ القاموس.

(٢) في النّسخ : « يسقط » والمثبت من عندنا موافقةً للمعاجم ، انظر العين ١ : ٣١٠ ، والمحيط ١ : ٣٤٣ والمحكم ١ : ٤٥٠.

(٣) بدل ما بين القوسين في « ش » : « فهم عاصبون به ، وبالنسب : أحاطوا به ، واجتمعوا حوله » ، وفي « ج » : « فهم عاصبون به ، وبالنسب : أحاطوا به ». وفي نسخة بدل منها كما في المتن.


قبض عليهِ.

ورجلٌ عاصِبٌ : عَصَبَ الرّيقُ بفيه.

والعِصابَةُ ، كرِسَالَة : ما عُصِبَ به ، كالعِصابِ ككِتابٍ ، أَو العصابةُ للرّأْسِ والعِصابُ لغيرِهِ.

وتطلقُ العِصابَةُ على العِمامةِ ، والتّاجِ ، والجماعةِ من النّاسِ والخيل والطّيرِ.

والعُصْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : نحو العشرة من الرّجال ، أَو ما بين العشرةِ إِلى الأَربعينَ ، وكلُّ جماعةٍ متعاضدةٍ ملتفٌّ بعضُها ببعضٍ ، كالعِصابَةِ بالكسرِ.

وكسِدْرَةٍ : هيئةُ الاعْتِصابِ.

وعَصَبَةُ الرّجلِ ، كقَصَبَةٍ : قرابتُهُ الذّكورُ لأَبيهِ ، وبنُوهُ ، وقومُهُ الّذينَ يعاضدونَهُ وينصرونَهُ ، وهي جمع عاصِبٍ ؛ من عَصَبَ ( به ) (١) ، إِذا أَحاطَ ، واستعمالها في الواحد مجازٌ.

واعْتَصَبَ الرّجلُ : شدَّ رأْسَهُ بعِصَابَةٍ ..

وبالعمامةِ : اعتمَّ ..

والتّاجَ ، وبه : لَبِسَهُ ..

والقومُ : صاروا عُصْبَةً ..

وبالشّيءِ : تقنَّعَ به ورضيَ ، كتَعَصَّبَ في الجميع.

وفلانٌ يَتَعَصَّبُ لقومهِ : يدافعُ عنهم ويحامي ولو كانوا غير محقِّينَ ، والاسمُ : العَصَبِيَّةُ كالعَرَبِيَّة ؛ يقال : نَبَضَ فيه عِرْقُ العَصَبِيَّةِ ، لِمن أَخذَ يَتَعَصَّبُ.

وهو رجلٌ عَصَبِيٌ ، كقَصَبِيّ : كثير التَّعَصُّبِ.

والعَصَبُ ، كقَصَب : أَطْنابُ (٢) المفاصلِ ؛ وهي أَجسامٌ بيضٌ لَدْنَةٌ ليِّنةٌ في الانعطاف صُلْبَةٌ في الانفصال بها يتمُّ إِحساسُ الأَعضاءِ وحركتها ، واحدتها : عَصَبَةٌ كقَصَبةٍ. الجمع : أَعْصابٌ.

وعَصِبَ اللحمُ ، كتَعِبَ : كَثُرَ عَصَبُهُ وصَلُبَ ، فهو عَصِبٌ ككَتِف.

وانْعَصَبَ : اشتدَّ.

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ت » : « أطراف » بدل : « أطناب ».


والعَصُوبُ : المرأَةُ الزّلاَّءُ الخفيفةُ الوركين ، والنّاقةُ لا تدِرُّ حتّى تُعَصَّبَ.

والمَعْصُوبُ : الجائعُ الذي كادت أَمعاؤُهُ تَيْبَسُ جوعاً ـ كالعَاصِبِ ـ واللّطيفُ مِن السّيوفِ ، والكتابُ ؛ لأَنَّه يُعْصَبُ بخيط ، أَو لأَنَّه يُدْرَجُ.

ورجلٌ مَعْصُوبُ الخَلْقِ : شديدُ اكتنازِ اللّحم ، وقد عُصِبَ عَصْباً بالبناءِ للمجهول.

وامرأَةٌ مَعْصُوبَةٌ : ( مجدولةُ ) (١) الخَلْق.

والعَصِيبُ ، كأَميرٍ : ما لُوِيَ من أَمعاءِ الشّاةِ فشوِيَ ، أَوِ الرّئةُ تُعْصَبُ بالأَمعاءِ ( فَتُشْوى ) (٢). الجمع : أَعصِبَةٌ ، وعُصُبٌ ، كأَرْغِفَةٍ وقُضُبٍ.

والعَصْبُ ، كفَلْسٍ : القَهْرُ ، وضربٌ من بُرود اليمنِ يُعْصَبُ غزلُهُ ـ أي يُدْرَجُ ـ ثم يُصْبَغُ ثمَّ ينسجُ ، ولا يثنّى ولا يجمع ، وإِنَّما يثنّى ويجمع ما يضافُ إِليه ، فيقال : بُرْدا عَصْبٍ ، وبُرودُ عَصْبٍ ، ورُبَّما اكتفوا أَن (٣) يقولوا : عليه العَصْبُ ؛ لأَنَّ البُردَ عُرِفَ بذلك ، وربَّما جعلوهُ وصفاً فقالوا : شَرَيْتُ ثَوْباً عَصْباً.

والعَصْبُ أَيضاً : الخِيارُ ـ تقول : هو من عَصْبِ القومِ ، أَي خيارِهِم ـ وما يُعْصَبُ بالرأْسِ من عمامةٍ وعِصابَةٍ ، وغيمٌ أَحمرُ يكون في الأُفق الغربيِّ أَيَّامَ الجَدْبِ ، كالعِصابةِ بالكسر ، وقد عَصَبَ الأُفُقُ عَصْباً ، كضَرَبَ.

وعَصَّبَهُ تَعْصِيباً : جوَّعَهُ ..

والدَّهرُ مالَهُ : أَهلكَهُ ..

والقومُ فلاناً : سَوَّدُوهُ ، أَي جعلوهُ سيِّدهم ؛ لأَنَّهم كانوا إِذا سوَّدوه عَصَّبُوهُ بالتّاج ، فجرى التَّعْصِيبُ مجرى التّسويد.

والمُعَصَّبُ ، كمُحَمَّد : السّيِّدُ ، والمَلِكُ

__________________

(١) عن « ش » ونسخة من « ج ».

(٢) ليست في « ت ».

(٣) في « ش » : « بأن » بدل : « أن ».


المُتَوَّجُ ، والرَّجلُ الفقيرُ عَصَّبَ الدَّهرُ مالَهُ ، ومن يُعَصِّبُ بطنَهُ بالخِرَقِ من الجوع.

والعَصْبَةُ ، كهَضْبَةٍ وقَصَبَةٍ وغُرْفَةٍ : شجرةٌ تلتوي على الشَّجرِ وتكون بينها ، لها ورقٌ ضعيفٌ ، أَو كلُّ ما عَصَبَ بالشّجر وارتقَى فيه ملتوياً به ، أَو هي اللّبلابُ. الجمع : عَصْبٌ ، وعَصَبٌ ، وعُصَبٌ ، كهَضْبٍ وقَصَبٍ وغُرَفٍ.

واعْصَوْصَبَتِ الإِبلُ : جدَّت في السَّيرِ ، كأَعْصَبَتْ إِعْصاباً ، واجتمعت ، كعَصَبَتْ كضَرَبَتْ وتَعِبَتْ.

واعْصَوْصَبَ القومُ : اجتمعوا وصاروا عِصابَةً ، وجدُّوا في السَّيرِ ..

والشّرُّ : اشتدَّ وتجمَّع.

ويومٌ وليلةٌ عَصِيبٌ ، وعَصَبْصَبٌ : شديدان أَمراً أَو حرّاً أَو برداً ، ولا تقل : ليلةٌ عَصِيبَةٌ ، ولا عَصَبْصَبَةٌ.

وسَحابٌ عَصَبْصَبٌ : كثيرٌ لا يظهرُ فيه من السّماءِ شيءٌ.

والعَصَّابُ ، كعَبَّاس : الغزَّالُ.

ومن المجاز

عَصَبْتُ به الأَمرَ : إِذا أَحَلْتَهُ عليه وكفَّلتَهُ به ..

والأَمرَ به : نَسَبتُهُ إِليه وقرنتُهُ به (١).

وهو ممَّن يُعْصَبُ برأسِهِ الأُمورُ ، أَي يُجْعَلُ قائماً بها ؛ لكفايتِهِ.

وعَصَّبَهُ بالسَّيفِ تَعْصِيباً ، إِذا ضربَهُ به على رأسِهِ ، مثل عَمَّمَهُ.

والعَصْبَةُ ، كهَضْبَةٍ أَو كغُرْفَةٍ أَو كقَصَبَةٍ : موضعٌ غربيَّ مسجد قبا ، ويقال له : المُعَصَّبُ ، كمُحَمَّد.

وكزُبَيْرٍ : موضع ببلاد مُزَيْنَةَ.

وعَصَبَةُ ، كقَصَبَةٍ : بطنٌ من قُضاعة ، وهو عَصَبَةُ بنِ هُصَيْصِ بنِ حيِّ بنِ وائلٍ ، وجدُّ تميمِ بنِ زيدِ بنِ دَحْمانَ العَصَبِيِ

__________________

(١) في « ت » و « ج » : قرّبته به ، وفي « ش » : فرسه به ، وكلّها تصحيف والتّصويب من النّهاية ، وسيأتي في الأثر.


أَميرِ الهندِ ، وللفرزدق فيه شِعْرٌ (١).

وأَيُّوبُ بنُ عَصَبَةَ بنِ امرئِ القيس : شاعرٌ.

وعليُّ بنُ الفتحِ بن العَصَبِ ـ كقَصَبٍ ـ العَصَبِيُ المِلْحِيُّ الشّاعرُ ؛ ينسب إِلى جدِّه.

والحسنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ ميسرةَ العَصَّابُ ، ومحمَّدُ بن إِسحاق العَصَّابُ الكوفيّ ـ كعَبَّاس فيهما ـ : محدِّثان.

الكتاب

( وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ) (٢) عشرةُ رجالٍ بمثلهم تُعْصَبُ الأُمورُ وتُكفى الخطوبُ.

( لَتَنُوأُ ) بِالْعُصْبَةِ (٣) مرّ في « ناء ».

( يَوْمٌ عَصِيبٌ ) (٤) شديدٌ ، والمراد : اشتدَّ ما فيه من الأُمور.

الأَثر

( فِرُّوا إِلى اللهِ وَقُومُوا بِما عَصَبَكُمْ بِهِ ) (٥) بما افترضَهُ عليكم وقرنَهُ بكم من أَوامرِهِ ونواهيِهِ.

( ثُمَّ يَكُونُ في آخِرِ الزَّمانِ أَميرُ العُصَبِ ) (٦) جمع عُصْبَةٍ ـ كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ ـ بمعنى العِصابَة ؛ وهي الجماعة.

( وَعُصَيْبَةٌ مِنَ المُسْلِمينَ ) (٧) تصغيرُ عُصْبَةٍ بالضّمِّ.

( الأَبْدالُ بالشَّامِ ، والنُّجَباءُ بِمِصْرَ ، والعَصَائِبُ بالعِراقِ ) (٨) قيل : أَرادَ جماعةً من الزُّهَّاد ، أَو الاجتماعَ للحروبِ يكون في أَهل العراقِ ، ومنه : ( أَتَتْهُ أَبدالُ

__________________

(١) ديوانه ١ : ٨٥ ـ ٨٦ من قصيدة له يقول فيها :

ولي ببلاد الهند عِنْدَ أميرها

حوائجُ جمّاتٌ وعندي ثوابُها

تميمَ بنَ زيد لا تهونَنَّ حاجتي

لديك ولا يعيا عَلَيَّ جوابُها

(٢) يوسف : ٨ و ١٤.

(٣) القصص : ٧٦.

(٤) هود : ٧٧.

(٥) النّهاية ٣ : ٢٤٤.

(٦) الغريبين ٤ : ١٢٨١ ، النّهاية ٣ : ٢٤٤.

(٧) صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٣ / ١٠.

(٨) النّهاية ٢ : ١٢٣ ، و ٣ : ٢٤٣.


الشَّامِ وعَصائِبُ العراقِ ) (١).

( وقد عَصَبَ رَأْسَهُ الغُبارُ ) (٢) أَي عَلِقَ ولَصِقَ به.

( لَيْسَ مِنَّا من دَعا إِلى عَصَبِيَّةٍ أَو قاتل عَصَبِيَّةً ) (٣) يُريدُ الباطل والهوى.

( إِنِّي خُلِقْتُ عُصْبَةً ) (٤) كغُرْفَةٍ ؛ شبَّهَ نفسَهُ بالشَّجرةِ التي تلتوي على الشجرِ.

( قِلادَةٌ مِنْ عَصْبٍ ) (٥) كفَلْسٍ ، قيل : دابَّةٌ بحريَّةٌ يُتَّخَذُ من عظامها الخَرَزُ ونصابُ السِّكِّين.

( العَصَبِيُ مَن يُعينُ قومَهُ على الظُّلمِ ) (٦) كعَرَبيّ ؛ منسوبٌ الى العَصَبيَّة ، كعَرَبِيَّة.

( فَنَزَلُوا العَصْبَةَ ) (٧) كهَضْبَةٍ أَو غُرْفَةٍ : موضعٌ بالمدينةِ.

المصطلح

العَصَبَةُ ، كقَصَبَة : من يَرِثُ عن كلالَةٍ من غير والدٍ ولا ولدٍ.

وفي الفرائِض : من لم يكن له فريضَةٌ مسمّاةٌ إِن بقي شيءٌ بعد الفرضِ أَخذَ ، وقد تطلق على الواحد عند الفقهاء إِذا لم يكن غيرُهُ ؛ لأَنَّه قائمٌ مقامَ جماعةٍ.

وأَطلقها الشّرعُ على الأُنثى في مسأَلة الإِعتاق وفي مسألةٍ من المواريث ، فيُعْمَلُ بِمقتضاهُ فى مورد النّصِّ ، ويقال في غيرهِ : لا تكون المرأَةُ عَصَبَةً لا لغةً ولا شرعاً.

العَصْبُ ـ كفَلْس ـ في العَروض : إِسكانُ الحرف الخامس المتحرِّك ، كإِسكان لام « مُفَاعَلَتُنْ » (٨) فَيُنْقَلُ إِلى

__________________

(١) النّهاية ٣ : ٢٤٣.

(٢) البخاريّ ٤ : ٢٥ ، النّهاية ٣ : ٢٤٤.

(٣) النّهاية ٣ : ٢٤٦.

(٤) الغريبين ٤ : ١٢٨٢ ، النّهاية ٣ : ٢٤٦.

(٥) سنن أَبي داود ٤ : ٨٧ / ٤٢١٣ ، النّهاية ٣ : ٢٤٥.

(٦) النّهاية ٣ : ٢٤٥.

(٧) مجمع البحرين ٢ : ١٢٣.

(٨) في التّعريفات ١٩٥ زيادة : ليبقى مُفَاْعَلْتُنْ.


« مَفَاعِيلُنْ » ، ويسمّى : مَعْصُوباً.

المثل

( عَصَبَهُ عَصْبَ السَّلَمَةِ ) (١) هي شجرةٌ يعسرُ خَرْطُ ورقِها فَتُعْصَبُ أَغصانُها عَصْباً شديداً ثمَّ تخبطُ فيتناثَرُ ورقُها. وقيل : إِنَّما تُعْصَبُ إِذا أُريدَ قطعُها ليُتَمكَّنَ من الوصولِ إِلى أَصلها ، ومنه قول الحجَّاج لأَهل العراق : ( أَو لأَعْصِبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلَمَةِ ) (٢). يضرب لمن يولَعُ في إِذلالِهِ وقهرِهِ. وقيل : للبخيلِ يستخرجُ ما عندَهُ على كرهٍ منه.

( قَتادَةٌ لُوِيَتْ بِعُصْبَةٍ ) (٣) القَتادَةُ ، كسَحابَةٍ : شجرةٌ صلبةُ الشَّوكِ. والعُصْبَةُ كغُرْفَةٍ : الشَّجرةُ الّتي تلتوي على الشَّجرِ. يضرب للرَّجل الشَّديدِ المِرأْس (٤).

عصلب

عَصْلَبَ عَصْلَبَةً : اشتدَّ غَضَبُهُ.

والعَصْلَبُ ، والعُصْلُبِيُ ، والعُصْلُوبُ ، كعَقْرَبٍ وزُخْرُفٍ وبُحْتُرِيٍّ وعُصْفُور : العظيمُ الشَّديدُ الخَلْق.

وكزُخْرُفٍ : الطَّويل في اضطرابٍ.

عضب

عَضَبَهُ عَضْباً ، كضَرَبَ : قَطَعَهُ ..

وبلسانِهِ : تناولَهُ وشتَمهُ ..

وعن حاجتِهِ : عاقَهُ ..

والمرضُ : وَقَذَهُ ..

والرَّجُلُ : جاعَ ..

وفلاناً بالعصا : ضربَهُ ..

واللهُ : أَزْمَنَهُ ، فهو مَعْضُوبٌ زَمِنٌ لا حراكَ به ..

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ١٧ / ٢٤٣٧.

(٢) انظر الغريبين ٤ : ١٢٨٢ ، والنّهاية ٣ : ٢٤٦.

(٣) انظر الغريبين ٤ : ١٢٨٢ والنّهاية ٣ : ٢٤٦ والتّاج « عصب ».

(٤) في « ت » و « ج » : « الرّأس » ، والمثبت عن « ش ».


و ـ بِجُرحٍ : أَصابَهُ ..

والشَّاةَ : كَسَرَ قرنَها ..

والنَّاقةَ : شقَّ أُذُنَها ، كأَعْضَبَها إِعْضاباً ، فَعَضِبَتْ عَضَباً ـ كتَعِبَتْ ـ فهي عَضْباءُ ، والذَّكرُ أَعْضَبُ ، وقيل : لا يكون العَضَبُ إِلاَّ في أحدِ القرنينِ وانكسارِ داخلِهِ.

والعَضْباءُ من آذانِ الخيلِ : ما جاوَزَ القطعُ رُبعَها.

والأَعْضَبُ من الرِّجالِ : من ليس له أَخٌ ولا أَحدٌ ، أَو من مات أَخوهُ ، ومن لا ناصرَ له ، والقصيرُ اليد ، وهي عَضْباءُ.

والعَضْبُ ، كفَلْسٍ : السَّيفُ القاطعُ ؛ تسميةً بالمصدر ، والغلامُ الخفيفُ الرَّأْس ، وولد البقرة إِذا نجَمَ قَرْنُهُ ، والرَّجُلُ الحديدُ الكلامِ ، وقد عَضُبَ ـ كحَسُنَ ـ عُضُوباً ، وعُضُوبَةً.

ورجلٌ مَعْضُوبٌ : ضَعيفٌ.

وعاضَبَهُ عِضَاباً ، ومُعاضَبَةً : رادَّهُ في الكلام وغيره.

وعَضْبُ بنُ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ ـ كفَلْس ـ : من الأَنصار ، ينسبُ إِليهِ جماعةٌ من المحدِّثينَ.

الأَثر

( نَهى أَنْ يُضَحّى بِالأَعْضَبِ القَرْنِ ) (١) الزَّمخشريُّ : العَضَبُ في القَرْنِ : الانكسارُ في الدَّاخِل ، ويقال للانكسار في الخارج (٢) : القَصَمُ.

( فَذَهَبُوا بِالعَضْباءِ ) (٣) هو عَلَمٌ لناقةِ النَّبيِّ 6 ، ولم تكن عَضْباءَ أَي مَشْقوقَة الأُذن ، ولكن سمِّيت ( بذلك ) (٤) لنجابتها ، وقال الزَّمخشريّ : منقولٌ من قولهم : ناقةٌ عَضْباءُ ، أَي قصيرةُ

__________________

(١) الفائق ٢ : ٤٤٤ ، النّهاية ٣ : ٢٥١.

(٢) في « ت » : الدَّاخل ، والمثبت عن « ج » و « ش » والفائق.

(٣) الفائق ٢ : ١٧٢ ، سنن أبي داود ٣ : ٢٣٩ / ٣٣١٦ ، مسند أحمد ٤ : ٤٣٠.

(٤) ليست في « ت ».


اليد (١).

وقيل : بل كانت مشقوقَةَ الأُذن.

المصطلح

العَضْبُ ، كفَلْسٍ : حذفُ الميمِ من « مُفَاعَلَتُنْ » ؛ ليبقى « فاعَلَتُنْ » ، فينقلُ ( إلى ) (٢) « مُفْتَعِلُنْ » ، ويسمّى : مَعْضُوباً ، وأَعْضَب.

عطب

عَطِبَ عَطَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : هلَكَ ..

والبعيرُ ونحوُهُ : انكسرَ ، أَو عَرَتهُ آفةٌ منعتهُ السيرَ فنُحِرَ ..

والزَّرعُ : إِيفَ ..

وعليه : غَضِبَ أَشدَّ الغَضَبِ.

وأَعْطَبَهُ : أَهلكَهُ.

والمَعاطِبُ : المهالِكُ ، واحدها : مَعْطَبٌ ، كمَقْعَد.

والعُطْبُ ، كقُفْلٍ وعُنُقٍ : القطن (٣) ، واحدتها بهاءٍ.

وعَطَبَ القُطْنُ ـ كقَتَلَ ـ عَطْباً ، وعُطُوباً : لَانَ ونَعُمَ.

والعُطْبَةُ كغُرْفَةٍ : خرقةٌ أَو قطنَةٌ تؤْخذُ فيها النَّار ، واعْتَطَبَ النَّارَ : أَخذها فيها.

وأَجِدُ ريحَ عُطْبَةٍ ، أَي قطنةٍ وخرقةٍ محترقةٍ.

وأَعْطَبَ الرجلُ إِعْطاباً : أَقتَرَ ، فهو مُعْطِبٌ.

وعَطَّبَ الشرابَ تَعْطِيباً : عالجَهُ لتطيبَ ريحُهُ ..

والكَرْمُ : بدت زمعاتُهُ ؛ وهي العقدُ في مخارج عناقيدِه.

والعَوْطَبُ ، كجَوْهَر : الداهيةُ ، ولُجَّةُ البحر ، أَو ما بين المَوْجَتَيْن ـ « فَوْعَلٌ » من العَطَبِ ـ واسمُ شجرٍ ، واحدتها بهاءٍ.

__________________

(١) الفائق ٢ : ١٧٣.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) جاء في حديث طاووس : ( ليس في العُطْبِ زكاة ) الفائق ٢ : ٤٤٦ ، النّهاية ٣ : ٢٥٦.


عظب

عَظَبَ الطَّائر عَظْباً ، كضَرَبَ : حرَّك زِمِكَّاهُ بسرعةٍ ..

وعلى الشَّيءِ عَظْباً ، وعُظُوباً : لزمَهُ وصبر عليه ، كعَظِبَ عَظَباً ، كتَعِبَ تَعَباً ..

وعلى مالِهِ : قامَ عليه ..

وجِلْدُهُ : يَبِسَ ..

وكَفُّهُ على العمل : خَشُنَتْ أَو مَرَنَتْ.

وعَظِبَ الرَّجلُ ، كتَعِبَ : سَمِنَ ..

وبمواضِع اليُبْس : نزل ، فهو عَظِبٌ ، وعاظِبٌ.

وعَظَّبَهُ تَعْظِيباً : سوَّفَهُ ..

وعلى العمل : مَرَّنَهُ عليه وصَبَّرَهُ.

ورجلٌ مُعَظَّبٌ ، كمُعَظَّم : مُعَوَّدٌ للرِّعْيَةِ والقيام على المال ملازمٌ لعملِهِ قويٌّ عليه ، أَو اللازمُ لكلِّ صنعةٍ وضَيْعةٍ.

ورجلٌ عِظْيَبُ الجسمِ ، كإِرْدَبّ : عظيمُهُ.

وعِظْيَبُ الخُلُقِ : سَيِّئُهُ.

والعُنْظُبُ ، كبُخْنُقٍ وحُنْطَبٍ وسِنْجاب وفُسْطَاط وظُنْبُوب وثُعْلُبَان وقُرْفُصَاءَ : ذَكَرُ الجرادِ ، أَو الأَصفرُ منه ، أَو الضَّخِمُ من الجرادِ.

وكسُنْبُلَةٍ : موضعٌ.

عظرب

العِظْرِبُ ، كحِصْرِم : الصَّغيرةُ من الأَفاعي.

عقب

العَقِبُ ، ككَتِفٍ وفَلْسٍ : مؤَخَّرُ القدمِ والنَّعلِ ، مؤَنَّثةٌ ـ الجمع : أَعْقَابٌ ، وأَعْقُبٌ ـ وتِلْوُ الشَّيء ـ كالعَقِيبِ كأَميرٍ ، وهي لغةٌ قليلةٌ على شُهرتِها ـ ووَلَدُ الرَّجُل ، ووَلَدُ ولدِهِ الباقون بعدَهُ ـ كالعَاقِبة ـ وبطنٌ من كنانَةَ ..

ومن كلِّ شيءٍ : آخِرُهُ وخاتمتُهُ ، كعَاقِبِهِ ، وعَاقِبَتِهِ ، وعُقْبِهِ ، وعُقْبَتِهِ ،


وعُقْبَاهُ ، وعُقْبَانِهِ ـ بضمِّهنَّ ـ وعُقُبِهِ بضمَّتينِ. الجمع : أَعقابٌ ، لا غير.

وجاءَ في عَقِبِ الشَّهرِ ، وعلى عَقِبِهِ ـ ككَتِف فيهما ـ وفي عَقْبِهِ ، كفَلْس : لأَيَّامٍ بَقِيَتْ منه عشرةٍ أَو أَقلَّ.

وعلى عُقْبِهِ وعُقْبَانِهِ ـ بضمِّهما ـ وعلى عُقُبِهِ ، بضمَّتينِ : بعد مُضِيِّهِ.

وجئتُهُ عُقْبَ قدومِهِ ، بالضمِّ : بعدهُ.

وصلَّينا أَعْقَابَ الفريضةِ تطوُّعاً ، أَي بعدَها.

وولَّى على عَقِبِهِ ، وعَقِبَيْهِ ، كَكَتِفِهِ وكَتِفَيْهِ : أَخذَ في وجهٍ ثمَّ انثنى راجعاً.

ووطئَ زيدٌ عَقِبَ عَمْرو ، ككَتِفٍ وفَلْسٍ : مشى في إِثرِهِ ؛ كأَنَّه إِذا رَفَعَ عَمروٌ قدماً وضع زيدٌ قدمَهُ مكانَها ، ومنه : فلانٌ موطَّأُ العَقِبِ ، إِذا كان كثير الأَتباعِ ، ويقال للقادِمِ : من أينَ عَقِبُكَ؟ أَي من أَينَ جِئْتَ؟

وفلانٌ يسقي إِبِلَهُ عَقِبَ آلِ فلانٍ : في إِثرِهِم.

وعَقَبَ هذا ذاك ـ كقَتَلَ ـ عَقْباً ، وعُقُوباً : جاءَ بعدَهُ ..

وفلانٌ مكانَ أَبيهِ : خَلَفَ ، كعَقَّبَ تَعْقِيباً ..

وأَباهُ : خَلَفَهُ. الأَوَّلُ لازم والثَّاني متعدّ ، وكُلُّ ما خَلَفَ شيئاً فقد عَقَبَهُ ..

وفلانٌ على فلانة : تزوَّجها بعد زوجٍ ..

والرَّجُلَ : ضَرَبَ عَقِبَهُ ..

والقومُ من خلفنا : أَتَوْا ..

وزيدٌ فلاناً في أَهلِه : بغاهُ بشرٍّ ..

وفي إِثرِهِ : خلفَهُ بما يكرَهُ ..

والرَّجُلُ : طَلَبَ مالاً أَو غيرَهُ ..

والفرسُ : جرى أَشدَّ جَرْيٍ بعد جَرْيهِ الأَوَّل ؛ يقال : فرسٌ ذو عَفوٍ وذو عَقْبٍ ـ ككَتِف وفَلْس ـ فَعَفْوُهُ : أَوَّلُ عدوِهِ ، وعَقْبُهُ : أَن يُعْقِبَ بجريٍ أَشدَّ من الأَوَّل.


وخيلٌ يَعَاقِيبُ : ذواتُ عَقْبٍ ؛ قال (١) :

لَوْ كَانَ يُدْرِكُهُ رَكْضُ اليَعَاقِيبِ

ومنه : قولهم لمِقْطاعِ (٢) الكلامِ : لو كان له عَقْبٌ لتكلَّمَ ، أَي كلامٌ بعد كلامِهِ الأَوَّل.

وعَقَبَتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلى آخَرَ ، كضَرَبَتْ : تحوَّلت إِليه ترعى ، كأَعْقَبَتْ ..

والشجرُ : يَبِسَ ورقُهُ فنَبَتَ له ورقٌ أَخضرُ.

وعَقَبَ الشَّيْبُ ـ كضَرَبَ وقَتَلَ ـ عُقُوباً ، وعَقَّبَ تَعْقِيباً : جاءَ بعد سوادٍ.

والعَاقِبُ ، والعَقُوبُ : من يَخْلِفُ من كان قبلَهُ في الخير.

وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقاباً : ( ترك عَقِباً ؛ أي ولداً ) (٣) ..

وعن الشيءِ : رَجَعَ ، كعَقَّبَ تَعْقِيباً ..

والأَمرَ : انتظَرَهُ ..

وهذا ذاك : صارَ مكانَهُ بعد أَن ذَهَبَ ..

وزيداً سوءُ صنيعِهِ ندماً وغمّاً : أَورثَهُ إِيَّاهُ ..

والرجلُ : رجع إِلى خير بعد شرٍّ ..

وفلاناً على ما صَنَعَ : جازاهُ ..

واللهُ به خيراً : عوَّضهُ ..

وعزَّهُ ذلًّا : بدّلَهُ ..

والنجمُ النجمَ : طَلَعَ أَحدُهُما وغَرَبَ الآخرُ ..

والأَمرُ : صار إِلى حالةٍ غيرِ الأُولى. والاسم : العُقْبى بالضمِّ.

والتَّعْقِيبُ : إِتْباعُ العملِ عَمَلاً ؛ كالمَجِيءِ مرَّةً بعد أُخرى ، وإِحداثُ غزوةٍ بعد غزوةٍ في سنةٍ واحدة ،

__________________

(١) سلامة بن جندل ، ديوانه : ٨٩ ، وقبله :

ولّى حثيثاً ، وهذا الشيبُ يطلبه

(٢) في « ش » : لقطّاع.

(٣) بدل ما بين القوسين في « ت » : « جاء بعد سواد » والظاهر انه تكرار من قلم الناسخ ، والمثبت عن « ج ». والفقرة كلّها ليست في « ش ».


وسيرٌ (١) بعد سيرٍ ، واعتذارُ الرجلِ بعد الإِساءَةِ ، واقتضاءُ دينِهِ كرَّةً بعد كرَّةٍ ، وعدوُ الفرسِ مرَّةً بعد مرَّةٍ ، والتردُّدُ في الأَمرِ وطلبُهُ بجدٍّ ، وإِقامةُ الرجلِ بعدَ ذهابِ القومِ ، ومجيئُهُ على عَقِبِ آخرَ ، وردُّ الحُكْم ، والاستثناءُ في الصدقةِ ونحوها ، والاقبالُ بعد الإِدبارِ ، والالتفاتُ ، والانتظارُ ، والتعاونُ على العمل ، وفِعْلُ هذا مرّةً وهذا مرّةً كالإِعْقابِ ، وأَن تجعل للنعل عَقِباً ، واصفرارُ ثمرةِ العرفجِ إِذا حانَ يبسُهُ.

وتَعَقَّبَ ما صَنَعَ فلانٌ : تَتَبَّعَهُ ..

وزيداً : طَلَبَ عورتَهُ وعثرتَهُ ، وأَخذَهُ بذنبٍ كان منه ..

وبخيرٍ : أَتى به مرَّةً بعد مرَّةٍ ، كاعْتَقَبَ ..

ومن أَمرِه : نَدِمَ ..

والرأْيَ : وَجَدَ عَاقِبَتَهُ إِلى خيرٍ ..

والخبرَ ، وعنه : شكَّ فيه فسأَل عنه غيرَ من كان سأَل أَوَّلَ مرَّةٍ.

وفي الأَمر مُعْتَقَبٌ (٢) ، ومُعَقَّبٌ ـ على اسم المفعول فيهما ـ أَي تَعَقُّبٌ.

واعْتَقَبَ الشيءَ : حَبَسَهُ عنده ..

والرَّجُلَ خَيْراً أَو شرّاً بما صَنَعَ : كافاهُ به ..

ومن فعلِهِ ندامةً : نَدِمَ في عَاقِبَتِهِ ، كتَعَقَّبَ ، واسْتَعْقَبَ ..

وزيداً : خلفَهُ بعد ذهابِهِ.

واسْتَعْقَبَ منه خيراً أَو شرّاً : اعْتاضَهُ.

وعَاقَبَ اللصَ مُعَاقَبَةً ، وعِقَاباً : أَخذَهُ بذنبِهِ ، والاسم : العُقُوبَةُ ..

وبين رجليهِ : راوَحَ ..

وزيداً : جاءَ بِعَقِبِهِ ، كعَقَّبَهُ تَعْقِيباً ..

وفي العمل : راوحَهُ.

والمُعَقِّبُ ، كمُحَدِّث : صاحبُ الحقِّ ؛ لأَنَّهُ يُقَفِّي غريمَهُ بالاقتضاءِ والطلبِ ،

__________________

(١) في النسخ : سيراً ، والأنسب ما اثبتناه.

(٢) كذا في النسخ. وفي اللسان والأساس والتاج : « لم أجد عن قولك مُتَعَقَّباً ».


والذي يكرُّ على الشيء فيبطلُهُ ؛ لأَنَّه يُعَقِّبُهُ ويُقَفِّيهِ بالردِّ والإِبطال.

والمُعَاقِبُ ، كمُحارِبٍ : الآخِذُ بالثارِ.

وإِبلٌ مُعاقِبَةٌ : ترعى مرّةً في حَمْضٍ ومرّةً في خُلَّةٍ.

وإِبلٌ عَوَاقِبُ : تشربُ الماءَ فتعودُ إِلى عَطَنِها ثمَّ تعودُ إِلى الماءِ.

وإِبلٌ مُعَقِّباتٌ : تقوم عند أَعجازِ الإِبلِ المُعْتَرِكاتِ عند الحوض فإِذا انصرفت ناقهٌ دخلت مكانها أُخرى ؛ من التَّعْقِيبِ بمعنى الانتظارِ.

والعُقْبى ، كحُبْلَى : جزاءُ الأَمرِ ، والمرجعُ ، والعِوَضُ.

والعُقْبَةُ ، كغُرْفَة : النَّوْبَةُ والدُّولةُ ؛ يقال : تمَّت عُقْبَتُكَ ، وهما يَتَعَاقَبَانِ ويَعْتَقِبانِ : أَي يَتَناوَبانِ ويتداوَلانِ ..

و : البدلُ ؛ تقولُ : أَخذتُ من أَسيري عُقْبَةً ، أَي بَدَلاً ..

و : مقدارُ فرسخين ، وقدرُ ما يسيرهُ الراكبُ إِذا نَزَلَ عن دابَّتِهِ يمشي ، والموضعُ الذي يَركَبُ فيه ، ومسافَةُ ما بين ارتفاع الطائرِ وانحطاطِهِ ..

ومن الشيءِ : بقيَّتُهُ.

و : شيءٌ من المَرَق يُرَدُّ في القِدْرِ المستعارةِ ، وأَعْقِبْهُ : زِدْ إِليه ذلك ..

ومن القِدرِ : ما التَصَقَ بأَسفلها من تابلٍ وغيرِهِ ، وما يَتَعَقَّبُهُ القومُ بعد الطعامِ من الحلاوة ..

و : الإِبلُ يرعاها الرجلُ ويَسقِيها عُقْبَتَهُ ؛ أَي نَوْبَتَهُ ، سمِّيت باسمِ النَّوْبَةِ ..

ومن الشَرَفِ ( والجَمالِ ) (١) والكَرَمِ : أَثَرُهُ وهيأَتُهُ ، وتكسرُ ، كالعُقْبِ بالضمِّ.

وتَعَاقَبَ المسافرانِ : رَكِبَ كلُّ واحدٍ منهما عُقْبَةً.

وعَاقَبْتُهُ ، واعْتَقَبْتُهُ : رَكِبَ عُقْبَةً ورَكِبْتُ عُقْبَةً.

والعِقْبَةُ ، كسِدْرَة : الوَشيُ ، أَو ضَرْبٌ

__________________

(١) ليست في « ت ».


من ثيابِ الهودَجِ موشَّى ، ويفتحُ ..

ومن القمرِ : عَودتُهُ ؛ يقال : ما يفعل ذلك إِلاَّ عِقْبَةَ القمرِ ـ بالكسر ـ أَي في كلِّ شهرٍ مرَّةً ، وقال ابن الأَعرابيّ : عُقْبَةُ القمرِ ، بالضمِّ : نجمٌ يُقَارِنُهُ في السنة مرّةً ، وأَنشدَ لبعض بني عامرٍ :

لا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافُورَ لِمَّتُهُ

و لا الذَريرَةَ إِلاَّ عُقْبَةَ القَمَرِ (١)

أَي في الحول مرّةً.

والعَقَبةُ ، كرَقَبةٍ : ما صَعُبَ سلوكُهُ من الطرق في الجبال ـ الجمع : عِقابٌ ، وعَقَبٌ ، كرِقَاب ورَقَب ـ وواحدةُ العَقَبِ ـ كقَصَب ـ وهي أَجسامٌ شبيهةٌ بالعَصَب تَضرِبُ إِلى الصفرة أَصلبُ وأَمتنُ من العَصَب ، تصل بين الأَعضاءِ ، وتحكِمُ شدَّ بعضها إِلى بعضٍ.

وعَقَبَ قوسَهُ وغيرَها عَقْباً ـ كضَرَبَ وقَتَلَ ـ وعَقَّبَها تَعْقِيباً : شدَّها به ، فهي مَعْقُوبَةٌ ، ومُعَقَّبَةٌ.

والعَقِيبُ ، كأَمِير : المُعاقِبُ في العمل ، وكلُّ شيءٍ أَعْقَبَ شيئاً.

والليلُ والنهارُ عَقِيبانِ ، أَي كلُّ واحدٍ مُعاقِبُ الآخَرِ.

والعُقَابُ ، كغُرَاب : طيرٌ معروف من الجوارِح ، وهي مؤَنَّثةُ اللفظ تَقَعُ على الذكر والأُنثى. الجمع : أَعْقُبٌ ، وأَعْقِبَةٌ ، وعِقْبَانٌ ، جمع الجمع : عَقابِينُ.

وعُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ ـ بتقديم النون على الباءِ ـ وعَقَبْنَاةٌ بالعكس ، وبَعَنْقَاةٌ بتقديم الباءِ على العين : حديدةُ المخالِبِ.

والعُقابُ أَيضاً : مرقىً في رأْس الجبلِ ، وصخرةٌ ناتئَةٌ في البئرِ تَخْرِقُ الدَّلْوَ ، وحجرٌ يقدَّم في طيِّها ليقومَ عليه من يطلُعُ فيها ـ وقد عَقَّبَها تَعْقِيباً ، إِذا جعل لها عُقاباً ـ ( وحَجَرٌ ) (٢) يقوم عليه المستقي ، وعَلَمٌ ضخمٌ شُبِّهَ بالعُقابِ من الطير وهي مؤَنَّثةٌ أَيضاً ، والحربُ ، وشِبْهُ لوزةٍ تخرجُ في إِحدى قوائمِ الدابَّةِ ،

__________________

(١) اللسان ، والتاج.

(٢) ليست في « ت ».


ومسيلُ الماءِ إِلى الحوض ، والرابيةُ ، وكلُّ مرتفعٍ غيرِ طُوالٍ ، وخيطٌ صغيرٌ يُدخَل في خُرتَي حلقتي القرطِ يشدُّ به ـ وعَقَبْتُ القُرطَ ، ككَتَبَ : شَدَدْتُهُ بهِ ـ واسمُ امرأَةٍ ، وفرسٍ ، وكلبةٍ.

والعُقَابَانِ : خَشبتان يُشْبَحُ (١) بينهما الجِلْدُ ، وعودانِ ينصبانِ مغرُوزينِ في الأَرضِ يُمَدُّ بينهما المصلوبُ أَو المضروبُ.

والمِعْقَبُ ، كمِنْبَرٍ : القُرطُ ، وخمار المرأَةِ ، والسائِقُ الحاذقُ ، ووليُّ عهدِ الإِمامِ.

وكمُعَظَّمٍ : من إِذا دخل حانةَ الخمّارِ أَعظمُ منه خرج منها.

والأَعْقَابُ ، كأَسْبَاب : الخَزَفُ يُدْخَلُ بين الآجرِّ في طيِّ البئرِ لاستحكامِهِ ، لا واحدَ لها ، أَو واحدُها : عِقَابٌ بالكسر ، كقِمَاط وأَقْمَاط.

وأَعْقَبْتُ طَيَّ البئرِ بحجارةٍ من ورائِها : نضدتُها.

وكلُّ طريقٍ بعضُهُ خَلْفَ بعضٍ : أَعْقَابٌ ؛ كأَنَّها منضودَةٌ عَقْباً على عَقْبٍ ، ومنه : أَعْقَابُ الشحمِ لطرائِقِهِ.

والمِعْقَابُ ، كمِصْبَاح : المرأَةُ تَلِدُ مرَّةً ذكراً ومرَّةَ أُنثى ، والبيت يُدْخَلُ فيه الزبيبُ ، والخُزانةُ لغةٌ يمانيَّةٌ ؛ من اعْتَقَبَهُ ، إِذا حَبَسَهُ.

واليَعْقُوبُ : ذَكَرُ الحَجَلِ ، وهو عربيٌّ. الجمع : يَعَاقِيبُ.

ويَعْقُوبُ : اسم نبيّ الله ، أَعجميٌّ ممنوعُ الصرفِ للعُجمةِ والتعريفِ.

قال أَبو حيَّان : ولا يقال في أَعجميّ إِنَّه اشتقَّ من مادَّةٍ عربيَّةٍ ، لا يقال : إِدريسُ من الدَّرْسِ ، ولا يَعْقُوبُ من العُقْبى ، وقد ردَّ أَبو علي على ثعلبٍ في قوله : إِنَّ إِبليسَ من أَبْلَسَ ، انتهى.

وعلى ذلك فقول الفيروز اباديّ تبعاً

__________________

(١) في النسخ « يشجّ » ، والمثبت عن اللسان والتاج.


للَّيث : يَعْقُوبُ اسمه إِسرائيلُ وُلِدَ مع عِيصُو في بطنٍ وكان متعلِّقاً بعَقِبِهِ (١) ؛ مردودٌ.

قال الزّمخشريّ : ليس يَعْقُوبُ من العَقِبِ (٢).

واليَعْقُوبِيُّونَ : جماعةٌ من المحدِّثين.

ومُنْيَةُ عُقْبَةَ ، كغُرْفَةٍ : موضع بجِيزَةِ مصرَ ، والنّسبةُ إِليها : عُقْبِيٌ كَتُرْكيّ (٣).

وبَعْقُوبَا : قريةٌ كبيرةٌ على عشرة فراسخ من بغداد ، وهي بالموحّدة قبل العين ، وموضع ذكرها فصل الباءِ لا هنا ، ووهم الفيروزاباديّ في ذكرها هنا إِلاَّ أَن يكون صحَّف الموحّدةَ بالمثناة من تحت.

والعُقَيْبُ ، كزُبَيْر : صحابيٌّ.

وكجُمَّيْزٍ : طائرٌ.

وككَتِف : موضعٌ.

وَنِيقُ العُقَابِ ، كغُرَاب : موضع بين مكَّة والمدينة.

ونجدُ العُقابِ : موضعٌ بدمشقَ.

وكَفْرُ تِعْقابٍ ـ بكسر المثنَّاة الفوقية (٤) ـ وكفر عَاقِبٍ : موضعان.

وعبد الملك بن عَقَّابٍ ، كعبَّاس : محدِّثٌ.

والعَقَبِيُ ، كعَرَبِيّ : مَن شهد العَقَبَةَ من الصّحابة ، ويأْتي ذكرها في الأَثر.

وكَنَمِرِيّ : نسبةٌ إِلى العَقِبِ ـ ككَتِف ـ بطنٍ من كنانةَ.

وأَبو عُقْبَةٍ ، كغُرْفَةٍ : الخنزيرُ ، والدّيكُ.

وأُمُ عُقْبَةٍ : القِدرُ ، والدّجاجةُ ، والقملةُ الكبيرةُ.

والعَقَبَةُ ، كقَصَبَةٍ : منزلٌ في طريق مكَّة بعد واقِصةَ ، ومحلَّةٌ ببغدادَ.

__________________

(١) العين ١ : ١٨١.

(٢) الكشاف ٢٤٦٣.

(٣) في « ش » : كبرقيّ.

(٤) في النّسخ : التّحتيّة ، وهو تصحيف. انظر التّكملة والتّاج.


وعَقَبَةُ السَّيْرِ : بالثغورِ.

وعَقَبَةُ الطينِ : موضعٌ بفارسَ.

وعَقَبَةُ الركابِ : قرب نَهاوَنْدَ.

وعَقَبَةُ النِّساءِ : هي عَقَبَةُ بَغْراسَ بنواحي طَرَسوسَ.

الكتاب

( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً ) (١) أَي أَفَإِن (٢) أَماتَ اللهُ محمَّداً 6 أَو قَتَلَهُ الكفَّارُ ارتددتُم كفّاراً بعد إِيمانكم ـ فسمّى الارتدادَ انقلاباً على العَقِبِ على الاستعارة ـ ومَن يرتدَّ عن دينِهِ فَلَن يضرَّ اللهَ شيئاً من الضرَرِ ، وإِنَّما يضرُّ نفسَهُ.

( أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ) (٣) عاقِبَةُ الدنيا ، وهي الجنة التي أَرادَ الله أَن تكون مرجعَ أَهلِها ، أَو ثوابُ الجنَّة ، فالدار : الجنَّة ، وثوابها : عُقْبَاهَا التي هي العَاقِبَةُ المحمودةُ ؛ عن الحسن وابن عبّاسٍ.

( وَخَيْرٌ عُقْباً ) (٤) بضمِّ القاف (٥) وسكونها ، أَي عَاقِبَةً.

( لَهُ مُعَقِّباتٌ ) (٦) جماعاتٌ من الملائكةِ تَعْتَقِبُ في حفظِهِ ؛ جمعُ مُعَقِّبَةٍ ؛ من عَقَّبَهُ تَعْقِيباً ، إِذا جاءَ على عَقِبِهِ ، والأَصل : مُعْتَقِباتٌ ، فأُدغمت التاء فى القاف.

وقيل : هي الحرس والأَعوان حول السلطان يحفظونهُ في توهُّمِهِ من قضاءِ الله.

( لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ) (٧) لا رادَّ له ، أَو

__________________

(١) آل عمران : ١٤٤.

(٢) في « ت » : « أي إن » بدل « أي أفإن ».

(٣) الرعد : ٢٢.

(٤) الكهف : ٤٤.

(٥) قرأ بها الكسائيّ ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ، انظر السبعة : ٣٩٢ ومعاني القراءات ٢٦٨ ، وحجة القراءات : ٤١٩.

(٦) الرعد : ١١.

(٧) الرعد : ٤١.


لا أَحدٌ يَتَعَقَّبُهُ ويبحثُ عن فعلِهِ ، أَو لا يحكُمُ حاكمٌ بعد حكمِهِ.

( وَلَمْ يُعَقِّبْ ) (١) لم يلتفِت وراءَهُ.

( فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً ) (٢) أَورَثَهُم.

( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (٣) جعلَ إبراهيمُ 7 كلمَة التوحيد كلمةً باقيةً في ولدِهِ وذرِّيتِهِ ، فلا يزال فيهم من يوحِّد الله تعالى.

الأَثر

( وَأَنَا العَاقِبُ ) (٤) أي آخِرُ الأَنبياءِ ؛ لأَنَّه عَقَبَهُم ، أَي أَتى بعدهم.

وفي حديث نصارى نَجْرانَ : ( السَّيِّدُ وَالعَاقِبُ ) (٥) وهو من يَتلُو السيِّدَ ، وهما من رؤَسائِهِم.

( نَهَى عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ في الصلاةِ ) (٦) هو أَن يضع أَليَتَيْهِ على عَقِبَيْهِ بين السجدتين ، ويسمِّيه بعضهم : الإِقعاءَ ، وقيل : هو أَن لا يغسلَ عَقِبَيْهِ إِذا تَوَضّأَ.

( مَنْ عَقَّبَ في صلَاتِهِ فَهُو في صَلاةٍ ) (٧) هو أَن يقيم في مجلسِهِ عَقيِبَ الصلاة يدعو ويسأَل ربَّه أَو ينتظرُ أُخرى.

( سُئِلَ عَنِ التَّعْقِيبِ في رَمَضانَ فأَمرَهُم أَن يُصَلُّوا في البُيوتِ ) (٨) أراد صلاةَ النافلة بعد التراويحِ.

( وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَارِ ) (٩) جَمْعُ عَقِبٍ وهو مؤَخَّرُ القدم ، قال ذلك حين مسحوا أَرجلهم ولم يغسلوها ، وهو أَحد

__________________

(١) النمل : ١٠ ، القصص : ٣١.

(٢) التوبة : ٧٧.

(٣) الزخرف : ٢٨.

(٤) الفائق ٣ : ١٠ ، النّهاية ٣ : ٢٦٨.

(٥) النّهاية ٣ : ٢٦٨.

(٦) صحيح مسلم ١ : ٣٥٧ / ٢٤٠ ، الفائق ٣ : ١١ ، النّهاية ٣ : ٢٦٨.

(٧) الفائق ٣ : ١٢ ، النّهاية ٣ : ٢٦٧ ، مجمع البحرين ٢ : ١٢٦.

(٨) الفائق ٣ : ١٣ ، النّهاية ٣ : ٢٦٧.

(٩) مسند أحمد ٢ : ١٩٣ ، النّهاية ٣ : ٢٦٩ ، غريب الحديث ٢ : ١١١.


أَدلَّة الغسل.

قال النوويُّ : أَجمَعَ عليه الصحابةُ والفقهاءُ ، والشيعةُ أَوجبت المسحَ ، وتَعَقَّبَ شارحُ سنن أَبي داودَ دعوى الإِجماع بما نقلَهُ ابنُ البيِّن عن بعض الشافعيَّة من التخيير ، وبما رويَ : أَنَّه رأَى عكرمةَ يمسح عليهما ، وإِنَّما ثبت عن جماعةٍ يعتدُّ بهم في الإِجماع بأَسانيدَ صحيحةٍ كعليٍّ 7 وابنِ عبّاسٍ والحسنِ والشعبيّ وآخرين.

( وَلَقَدْ شَهِدْتُ لَيْلَةَ العَقَبَةِ ) (١) كقَصَبَة ، هي عَقَبَةُ مِنى التي تُرمى بها الجمرةُ ، يريدُ : أَنَّه حضر البيعةَ التي كانت بها تلك الليلة وكانت في شِعْبٍ قريب من العَقَبَةِ ، وهي بيعتانِ الأُولى والثانيةُ من قابلٍ ، وقيل : ثلاثٌ والثالثة بعد الثانية من قابلٍ أَيضاً.

( كانَ رَجُلٌ مِنْ أَهلِ العَقَبَةِ ) (٢) هذهِ عَقَبَةٌ على طريق تَبُوكَ اجتمعَ المنافقونَ فيها للغدر برسول الله 6 في غزوة تبوكَ فعصمَهُ الله منهم ، لا عَقَبَةُ بيعةِ الأَنصار بمنى.

( المُعْتَقِبُ ضَامِنٌ لِما اعْتَقَبَ ) (٣) هو الرجل يبيع الشيءَ ثمَّ يحتبسُهُ ( عنده ) (٤) حتّى ينقدَ له الثمنَ ، فإِن تلف تلف منه.

( إِنَّ نَعْلَهُ كَانَتْ مُعَقَّبَةً ) (٥) مِن عَقَّبَ النَّعْلَ تَعْقِيباً ، إِذا جعل لها عَقِباً.

( كَانَ يُعَقِّبُ الجُيُوشَ فِي كلِّ عَامٍ ) (٦) أَي يردُّ قوماً ويبعث آخرين

__________________

(١) مجمع البحرين ٢ : ١٢٦ ، بتفاوت.

(٢) انظر الطبقات الكبرى ٤ : ٣٦٩. وتهذيب التهذيب ٣ : ٢٠١.

(٣) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ١١٢ ، الفائق ٣ : ١٧ ، النّهاية ٣ : ٢٦٩.

(٤) ليست في « ت » و « ج ».

(٥) الفائق ٣ : ١٣ ، النّهاية ٣ : ٢٦٩ ، بتفاوت.

(٦) سنن أبي داود ٣ : ١٣٨ / ٢٩٦٠ ، الفائق ٣ : ١٥.


مكانهم يُعَاقِبُونَهُمْ.

( مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَحْمَدُ عُقْبَاناً ) (١) بالضمِّ ، أَي عَاقِبَةً.

( « معَقِّباتٌ » لا يَخِيبُ قائِلُهُنَّ : ثلاثٌ وثلاثونَ تسبيحةً ، إِلى آخرِهِ ) (٢) مِن عَقَّبَ تَعْقِيباً ، أَي عادت مرّةً بعد مرةٍ ، أَو لأَنَّها عَقَّبَتِ الصلاةَ ، أَي جاءت بعدها.

المصطلح

المُعَاقَبَةُ في الزِّحَافِ : أَن تحذفَ حرفاً لثباتِ حرفٍ ، كما تُحْذَفُ الياءُ من « مَفَاعِيلُنْ » وتبقى النونُ ، أَو تُحذَفُ النونُ وتبقى الياءُ ، وهي تقع في جملة شطورٍ من شطورِ العروضِ.

العُقَابُ ـ كغُرَاب ـ في اصطلاح أَهل الكيمياءِ : يطلق على النَّوشاذَر.

وفي اصطلاح أَهل التصوُّفِ : يعبَّرُ به عن العقل الأَوَّل تارةً ، وعن الطبيعة الكليَّة أُخرى ؛ تشبيهاً بالعُقَابِ من الجوارح ، وذلك أَنَّهم يعبِّرون عن النفس الناطقةِ بالورقاءِ ، والعقلُ الأَوَّل يخطِفُها (٣) عن العالم السفليّ والحضيضِ الجسمانيّ إِلى العالمِ العلويّ والأَوجِ القدسيِّ ، وقد تخطِفُها الطبيعة وتصطادُها وتهوي بها إِلى الحَضيض السفليِّ كثيراً ، فلهذا يطلق العُقَابُ عليهما ، والفرق بينهما في الاستعمال بالقرائِنِ.

المثل

( لَا غَزْوَ إِلاّ التَّعْقِيبُ ) (٤) هو أَن يغزو الرجل ثمَّ يثنّي (٥) من سنتِهِ ، وأَوَّلُ من قاله حجر بن الحارث آكلُ المِرارِ

__________________

(١) النّهاية ٣ : ٢٦٩.

(٢) النّهاية ٣ : ٢٦٧ ، مجمع البحرين ٢ : ١٢٥ ، وما بين الأقواس ليس في « ت ».

(٣) في « ش » : « يحفظها » بدل : « يخطفها ».

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٤٥ / ٣٧٠٠.

(٥) في « ت » و « ج » : ينتَّى ، والمثبت عن « ش » ومجمع الأمثال.


حين غزا الحارثُ بنُ مندلةَ ملكُ الشَّام أَرضَهُ ـ وهي أَرضُ نجدٍ ـ فاستاقَ مالَه وأَخذَ امراتَه هِندَ الهُنود وهو غائبٌ قد غزا أَهل نجرانَ ، فلمَّا رجع قال : من أَغارَ عليكم؟ فأَخبروهُ ، فقال : « لَا غزوَ إِلاَّ التَّعْقِيبُ » ، فأَرسلها مثلاً ، ثمَّ أَقبل مجدّاً في طلب ابنِ مندلَةَ حتّى لحقَهُ فقتَلُه واستنقَذَ جميع ما ذهب منه (١). يضرب في الجَدِّ وعدم التواني في طلب الأَمر.

( كُنْتُ مرَّةً نُشْبَةً فَصِرْتُ اليَوْمَ عُقْبَةً ) (٢) كغُرْفَةٍ ، أَوَّلُ من قالَهُ الحارِثُ بنُ بدر الغدانيّ (٣) ، أَي كنتُ قوياً فأَعْقَبْتُ بالقوّةِ ضَعْفاً. والنُّشبَةُ ـ كغُرْفَة أَيضاً ـ ما يَنْشبُ في الشّيء فلا ينحلُّ عنه. يضرب لمن ذَلَّ بعد العزِّ.

( العقُوبةُ أَلْأَمُ حَالاتِ القُدْرَةِ ) (٤) أَي أَشدُّها لؤْماً ودناءَةً كما أَنَّ العفوَ أَكرمُ حالاتِها. يضرب للحثِّ على العفو عند القدرة.

( أَمْنَعُ مِنْ عُقَابِ الجَوِّ ) (٥) قاله عمرو بن عديٍّ لقَصِيرِ بن سعدٍ في قصَّةِ الزّبَّاءِ. يضرب في امتناع الشّيء عن الوصول إِليه ، ومثلُهُ قولهم : ( أَعَزُّ مِن عُقَابِ الجَوِّ ) (٦).

( أَحْزَمُ مِنْ عُقَابٍ ) (٧) قالوا : من حَزْمِها أَنَّها تخرج من بيضتها على رأس جبلٍ عالٍ فلا تتحرَّك حتّى يتكاملَ ريشُها ، ولو تحركت لسقطت.

__________________

(١) في « ش » : « به » بدل : « منه ».

(٢) في الغريبين ٤ : ١٣٠٦ : « فأنا » بدل : « فَصِرْتُ » ، وفي مجمع الأمثال ٢ : ١٦٣ / ٣١٦٨ ، وفيه : « مدّة » بدل : « مرّة ».

(٣) في « ت » و « ج » : « الحارث بن زيد بن الغدانيّ » ، والمثبت عن « ش » والغريبين.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٣٧ / ٢٥٥٣. وفي « ت » : العقبة ، والمثبت عن « ج » ؛ لموافقته المصدر.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٣٢٣ / ٤١٦٦.

(٦) المستقصى ١ : ٢٤٦ / ١٠٤٤.

(٧) مجمع الأمثال ١ : ٢٢١ / ١١٨٢ ، وفيه : أحزم من فرخ العقاب.


( أَطْوَعُ مِنْ دِيكِ أُمِ عُقْبَةَ ) كغُرْفَةٍ ، وهي امرأَةٌ كان لها ديكٌ فأَدَّبتُه حتّى صار يطيعها.

عقرب

العَقْرَبُ : ( معروفٌ ) (١) يطلقُ على الذكر والأُنثى ، والغالبُ عليها التّأْنيث ، ويقال للذَّكرِ : عُقْرُبانٌ بالضّمِّ ، وربَّما قيل للأُنثى : عَقْرَبَةٌ ، وعَقْرباءُ بالمدِّ. الجمع : عَقَارِبُ.

وأَرضٌ مُعَقْرِبَةٌ ، ـ بكسر الرّاءِ ـ ومَعْقَرَةٌ ، كمَرْحَلَة : كثيرتُها.

والعَقْرَبُ أَيضاً : برجٌ في السَّماءِ ، وسيرٌ يشدُّ به ثَفرُ الدَّابَّةِ في السَّرجِ.

وبهاءٍ : حديدةٌ كالكلاّبِ تعلَّقُ في السَّرجِ ، والأَمةُ الخدومُ العاقلةُ.

والعُقْرُبَانُ ، بالضّمِّ وقد تشدَّد الرَّاء : دُوَيْبَّةٌ طويلةٌ صفراءُ كثيرةُ القوائِمِ تدخل الأُذُنَ.

وصُدغٌ مُعَقْرَبٌ : معطوفٌ.

وفرسٌ مُعَقْرَبٌ : شديدُ الخَلْقِ مُجْتَمِعُهُ.

وفلانٌ ذو عُقْرُبانَةٍ : مَنَعَةٍ ونُصْرَةٍ.

وهو مُعَقْرَبٌ ، بفتح الرَّاءِ : منيعٌ نَصُورٌ.

ومن المجاز

دَبَّت عَقَارِبُهُ ، أَي نمائمُهُ.

وإِنَّه لتدبُ عَقَارِبُهُ : يعترضُ أَعراضَ النَّاس.

ودبَّت عَقارِبُ الشِّتاءِ : شِدَّةُ بردِهِ.

وعَقَارِبُ الدَّهرِ : شدائدُهُ.

وأَبو عَقْرَبٍ : كنيةُ نابغةِ بني ذبيان ، ويكنى أَبا (٢) أُمامَةَ أَيضاً.

المثل

( تَحكّكَتِ العَقْرَبُ بالأَفعى ) (٣) يضرب لمن يخاصم أَو ينازعُ من هو

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ت » : « وبني أُمامة » بدل « ويكنى أبا أُمامة » ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٣) حياة الحيوان ٢ : ٦١.


أَعظمُ منه بأْساً وأَشدُّ مراساً.

( تَلْدَغُ العَقْرَبُ وتَصِيءُ ) (١) تقدَّم في « صاء ».

( أَعْدَى من العَقْرَبِ ) (٢) أَي أَشدُّ عداوةً أَو عَدْواً ؛ فإِنَّها إِذا لَسَعَتِ الإِنسانَ فرَّت فرارَ من يَخشى العِقَابَ.

( أَعْطى مِنَ العَقْرَبِ ) (٣) هو إِمَّا اسم رجلٍ مِعطاءٍ ، أَو هذه العَقْرَبُ ، والمعنى : أَشدُّ تناولاً لأَعراض النَّاس من العَقْرَبٍ الّتي تأبِر كلَّ ما مرَّت به.

( أَتْجَرُ من عَقْرَبٍ ) و ( أَمطَلُ مِن عَقْرَبٍ ) (٤) هو اسم رجلٍ تاجرٍ من تجَّار المدينة ، وكان أَكثرَهم تجارةً وأَشدَّهم مطلاً حتّى ضربوا بمطِلهِ المَثَلَ ، فاتَّفَقَ أَنَّه عامل الفضل بن العبَّاس بن عُتْبَةَ بن أَبي لهبٍ وكان من أَشدِّ النّاس اقتضاءً ، فقال النّاسُ : ننظر الآن ماذا يصنعان؟

فلمَّا حلَّ المالُ لَزِمَ الفضلُ بابَ عَقْربٍ وشدَّ حمارهُ ببابهِ وقعد يقرأ القرآن ، فأقام عقربٌ على المطل غيرَ مكترثٍ ، فعدل الفضل عن ملازمةِ بابِهِ إِلى هجاءِ عرضِهِ ، فَمِمَّا سار عنه في قولُه :

قَدْ تَجَرَتْ في سُوقِنَا عَقْرَبٌ

لَا مَرْحَباً بِالعَقْرَبِ التَّاجِرَه

كُلُّ عَدُوٍّ يُتَّقى مُقْبِلاً

وَعَقْرَبٌ يُخْشى مِنَ الدَّابِرَه

كُلُّ عَدُوّ كَيْدُهُ في اسْتِهِ

فَغَيْرُ مَخْشِيٍّ وَلا ضَائِرَه

إِنْ عَادَتِ العَقْرَبُ عُدْنَا لَها

وكَانَتِ النَّعْلُ لَها حَاضِرَه (٥)

عكب

عَكَبَتْ عَليهِ الطَّيرُ عُكُوباً ، كقَعَدَتْ : عَكَفَتْ ..

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ : ١٢٦ / ٦٤١.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٤٥ / ٢٦١١.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٥٤ / ٢٦٥٣. وفيه : عقرب.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ١٤٧ / ٧٥٤.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ١٤٧ / ٧٥٤.


و ـ الإِبلُ على الحوض : ازدَحَمَت ..

والقدرُ : غَلَت ..

والصّائحَةُ : صاحت.

وطيرٌ عُكُوبٌ : عُكُوفٌ ؛ جمع عاكِبٍ وعاكِفٍ ، كشَاهِد وشُهُود.

والعَكَبُ ، كتَعَبٍ : غِلَظٌ في الشَّفَةِ ولَحْيِ الإِنسان ، وتداني أَصابِعِ الرِّجْل بعضِها من بعضٍ ، والفعل كتَعِبَ ، والنعتُ : أَعْكَبُ ، وعَكْبَاءُ.

وأَمةٌ عَكْبَاءُ : عِلجةٌ جافيةُ الخلق.

والعَكْبُ ، كفَلْسٍ : الشِّدَّةُ في السَّيرِ.

ورجلٌ عَكْبٌ ، كصَعْبٍ : خفيفٌ نشيطٌ.

والعاكِبُ : الجمعُ الكثيرُ ، والغبارُ ، كالعَكُوبِ ، والعَكُّوبِ ، والعَكْبِ ، والعُكَابِ ، والعَاكُوبِ ، كعَمُودٍ وتَنُّورٍ وفَلْسٍ وغُرابٍ وصَابُون.

واعْتَكَبَ المكانُ : ثارَ فيه الغبارُ ..

والإِبلُ : اجتمعت فأَثارتهُ.

والعُكابُ ، كغُرَاب : الدُّخَانُ.

وعَكِبَ عليه الدُّخَانُ عَكَباً ، كتَعِبَ : كثر ، فهو عَكِبٌ ، ككَتِف.

وأَعْكَبَتِ النارُ إِعْكَاباً ، وعَكَّبَتْ تَعْكِيباً : كَثُرَ دُخَانُها.

والعِكَبُ ، كهِجَفٍّ : القصيرُ الضَّخمُ ، والماردُ من الإِنس والجنِّ ، والذي لأُمِّهِ زوجٌ غيرُ أَبيه ـ قال في الجمهرة : ولا أَعرفُ ما صحَّةُ ذلك (١) ـ واسمُ سجَّانِ النُّعمانِ بنِ المنذرِ ، وبطنٌ من تغلب.

والعِكَابُ ، والعُكُبُ ، والأَعْكُبُ ، كحِبَالٍ وكُتُبٍ وأَعْبُدٍ : اسمٌ لجمع العنكَبوتِ ، وليس بجمعٍ له ، لأَنَّه رباعيٌّ.

وعُكَابَةُ ، كسُلَافَةٍ : أَبو حيٍّ من بكرِ بنِ وائلٍ.

__________________

(١) الجمهرة ١ : ٣٦٥.


المثل

( مَنْ يُطِعِ عِكَبّاً يُمْسِ مُنْكَبّاً ) (١) هو كهِجَفٍّ : اسم إِبليس ، أَو اسم رجلٍ كان مبذِّراً أَو أَفِنِ الرَّأْيِ. يضرب لمن يعملُ برأْيِ من لا رأْي له ولا حزمَ ثمَّ يندَمُ.

علب

العَلْبُ ، كفَلْسٍ وسَبَبٍ : أَثرُ الضّرب ونحوِه ، والحزُّ في الشَّيءِ. الجمع : عُلُوبٌ.

وقد عَلَبَهُ ـ كقَتَلَهُ ـ عَلْباً ، وعُلُوباً ، إِذا وَسَمَهُ أَو خَدَشَهُ وأَثَّرَ وحزَّ فيه ، كعَلَّبَهُ تَعْلِيباً.

وطريقٌ مَعْلُوبٌ : أَثَّرَتْ فيه السَّابِلَةُ ، فهو لَحْبٌ واضحٌ.

وسيفٌ مَعْلُوبٌ : مثلَّمٌ محزَّزٌ.

وكعِهْنٍ : الرَّجُل لا يُطمَعُ فيما عنده من كلمةٍ وغيرها ، وإِنَّه لَعِلْبُ شرٍّ : قويٌّ عليه.

وعَلِبَ النَّباتُ عَلَباً ، كتَعِبَ وطَلَبَ : جَسَأَ (٢) ..

واللّحمُ : اشتَدَّ وصَلُبَ وتغيَّرت رائحتُهُ بعد اشتدادِهِ ..

ويدُهُ : غَلُظَت ..

والجلدُ : غلظ واشتدَّ ، كاسْتَعْلَبَ في الجميع ، والنّعتُ عَلِبٌ ككَتِفٍ ، ويخفَّفُ كصَعْبٍ وعِلْجٍ ، ومنه : مكانٌ عِلْبٌ ، إِذا كان غليظاً شديداً لا ينبتُ البتَّةَ (٣).

وتيسٌ عَلْبٌ ، إِذا كان ضخماً مسنّاً قد اشتدَّ جلدُهُ ولحمُهُ.

واسْتَعْلَبَتِ الماشيةُ البقلَ : وجدتهُ عَلِباً.

والعِلْبَاءُ ، كحِرْباءَ : عَصَبَةٌ صفراءُ ممتدّة في صفحة العنق ، مذكّر لا غير ،

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩٨ / ٤٠٠٤.

(٢) في « ش » : « جاء » بدل : « جسأ ».

(٣) في « ش » : « النّبتة » بدل : « البتّة ».


وهما عِلْبَاوَانِ وعِلْبَاآنِ. الجمع : عَلَابِيُ.

ومن الكناية

تشنَّجَ عِلْباؤُهُ ، إِذا أَسَنَّ.

وعَلَبَ قائِمَ السّيفِ ونحوه عَلْباً ، كضَرَبَ وقَتَلَ : شدَّهُ بعِلْباءِ البعيرِ ، كعَلَّبَهُ تَعْلِيباً ، وهو سيفٌ مَعْلُوبٌ ، ومُعَلَّبٌ.

وعَلِبَ البعيرُ عَلَباً ، كتَعِبَ : أصابهُ داءٌ في عِلْبَاوَيْهِ فوَرِمَت رقبتهُ وانْحَنَت ، فهو أَعْلَبُ.

وعَلْبَى عَبْدَه ، كدَرْبَاهُ : ثقب عِلْباءَهُ وجعل فيه خيطاً ..

والرَّجُلُ : انحطَّ عِلْبَاؤُهُ كِبراً.

والعِلابُ ، كِكتابٍ : سمةٌ في طول العنق على العِلْباءِ.

والعُلْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : قدحٌ ضخمٌ من خشبٍ أَو جلودٍ يحلب فيه ، والعظيمةُ من النخل. الجمع : عُلَبٌ وعِلابٌ.

وكسِدْرَةٍ : غصنٌ عظيمٌ يتَّخذُ منه مقطرةٌ لأَجل المحبوسين.

وعُلْبُوبَةُ (١) القومِ : خيارُهُم.

والعَلَابِيُ ، كصَحَابِيّ : الرصاصُ.

واعْلَنْبَى الرجلُ اعْلِنْبَاءً : أَشرَفَ وأَشخَصَ نفسَهُ كما يُفْعَلُ عند الخصامِ ، ومنه : اعْلَنْبَى الديكُ والكلبُ ، إذا تَهَيّأَ للشرِّ ، وقد يهمز.

وعِلْبَاءُ بنُ أَحمر ، كحِرْبَاءَ : تابعيٌّ.

ومحمَّدُ بنُ عُلْبَة ، ( وعُلْبَةُ ) (٢) بنُ زيدٍ ، كغُرْفَةٍ فيهما : صحابيَّان.

وجعفرُ بنُ عُلْبَةَ : شاعرٌ.

وعُلْبُبٌ ، كقُعْدُد : موضع.

وعُلْيَبٌ ، بضمِّ العين وسكون اللام وفتح المثنّاة التحتَّية : وادٍ ، وليس في كلامهم « فُعْيَل » غيرُه.

وعِلْبُ الكرمَةِ ، كعِهْن : آخرُ حدِّ اليمامةِ من جهة البصرة.

__________________

(١) في النّسخ « عَلُوبة » ، والمثبت عن اللّسان والقاموس والتّاج والمحيط ٢ : ٥٦ والتّهذيب ٢ : ٤٠٨.

(٢) ليست في « ت ».


وعِلْبِيَةٌ (١) ـ بالمثنَّاة التّحتيَّة بعد الموَّحدة ـ كشِرْذِمَة : اسّم مُوَيْهَة لهم.

الأثر

( لَا تَعْلُبْ صورَتَكَ ) (٢) لا تؤَثِّرْ فيها بشدَّةِ اتِّكائِك على أَنفكَ في السّجود.

( إِنَّما كَانَتْ حِلْيَةُ سُيُوفهم الآنُكَ والعَلَابِيَ ) (٣) الأُسرُبُّ والرّصاصُ ، أَو جمع عِلباءُ ؛ لأَنَّهم كانوا يشدُّون قوائمها بها.

علهب

العَلْهَبُ ، كعَقْرَب : الثّورُ الوحشيِّ ، والطّويلُ من الرِّجال ، وهي بهاءٍ.

وتَيْسٌ عَلْهَبٌ (٤) : طويل القرنينِ.

عنب

العِنَبُ : ثمرُ الكَرْمِ ، والكرمُ نفسُهُ ، واحدتُهُ بهاءٍ. الجمع : أَعْنَابٌ.

والعِنَبَاءُ ، بأَلف ممدودة : لغةٌ فيه ؛ قال :

يُطْعِمْنَ أَحياناً وَحِيناً يَسْقِينْ

العِنَبَاءَ المُتَنَقَّى والتِّينْ (٥)

ومن المجاز

سقاهُ العِنَبَ ، أَي الخمرَ ، أَو هي لغةٌ يمانيَّةٌ.

وعِنَبُ الثّعلبِ والذّئبِ والحيَّةِ : ثمارُ نباتاتٍ يُتداوى بها.

والعِنَبَةُ : بثرةٌ تخرج بالإنسان تُعدِي ؛ شبَّهت بالحبَّة من العِنَبِ.

وعَنَّبَ الكَرْمُ تَعْنِيباً : أَثمرَ ..

والرَّجلُ : أَتى بالعِنَبِ ..

__________________

(١) انظر معجم البلدان ٤ : ١٤٥ و : ١٤٩.

(٢) الفائق ٣ : ٢٣ ، النّهاية ٣ : ٢٨٦.

(٣) الغريبين ٤ : ١٣١٥ ، النّهاية ٣ : ٢٨٥.

(٤) في « ت » : سلهب ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٥) المقاييس ٤ : ١٥٠ ، اللّسان ، ونسب في هامش المقاييس لبعض بني أسد.


و ـ القَطِرانَ ونحوَهُ : ثَخَّنَهُ.

وكفَلْسٍ : ثمرةٌ هنديّةٌ ؛ معرَّب أَنْب ، واحدتها بهاءٍ.

والعُنَّابُ ، كرُمَّان : ثمرٌ معروفٌ ، ويطلق على ثمرِ الأَراكِ والغُبيراءِ.

وكغُرَابٍ : الجُبَيْلُ الدّقيقُ الأَسودُ المنتصِبُ ، والطويلُ المستديرُ ، وجبلٌ بِعَيْنِهِ في طريقِ مكَّةَ ، والرَّجلُ العظيمُ الأَنفِ ، وبظرُ المرأَة أَو ما يُقطَعُ منه ، واسمُ وادٍ ، وفرس لمالِك بن نُوَيْرَةَ.

وبهاءٍ : قارةٌ سوداءُ أَسفلَ الرُّوَيثَةِ بطريقِ مكَّةَ ـ وتشديد المحدَّثين نونها غير صوابٍ ـ وماءٌ بديارِ بني بكرٍ ، وبركةٌ ، وموضعٌ قرب سَيَرٍ.

والعَنَبَانُ ، كسَرَطَان : النّشيط من الظّباءِ ، أَو الثقيلُ أَو المسنُّ منها ، ولا فعل له.

والعُنْبَبُ ، كحُنْطَب : كثرةُ الماءِ ، ومقدَّمُ السّيل ، وموضعٌ أَو وادٍ باليمن ، وهو ثلاثيّ عند سيبويه (١) ، وقال ابنُ جنّي : وزنُهُ « فَنْعَلٌ » لأَنَّه يَعُبُّ الماءَ ، وقد مرَّ في « ع ب ب » (٢).

والمُعَنَّبُ ، كمُحَمَّد : الطّويلُ ، والثّخينُ من القطران ونحوه ؛ عَنَّبَهُ أَهلُهُ.

والعَنَّابُ ، كعَبَّاسٍ : بيَّاعُ العِنَبِ ، ولَقَبُ شَحْمَةَ بن نعيمِ بنِ الأَخنسِ الطّائيِّ النّبهانيِّ ، وقيل : هو بالضّمِّ.

وبلا لامٍ : والِدُ حُرَيْبٍ الشّاعرِ الطّائيّ ، وأَمَّا عَتَّابُ بنُ أَبي حارثة الطّائيّ فبالمثنَّاة الفوقيَّة لا بالنون ، ووهم الجوهريّ ، ومن العجب أَنَّ الفيروز اباديّ نبَّه على غلطِهِ هنا وتبعَهُ عليه في مادّة « ق ي س » فقال : قيس بنُ عتّاب بالنون ، وهو هو.

وعِنَبَةُ ، واحدة العِنَبِ : لقبُ عليّ بنِ عبدِ الله بن محمَّدِ الوارِدِ الحسنيّ ، ويُعرَفُ عَقِبُهُ بآلِ عِنَبَةٍ ، واسمٌ لجماعة من الرّواة وغيرهم.

__________________

(١) عنه في المحكم ١ : ١٠٤ و ٢ : ١٨٩.

(٢) عنه في المحكم ٢ : ١٨٩ ـ ١٩٠.


وبئرُ أَبي عِنَبَةَ : على ميلٍ من المدينةِ ، وهو رجلٌ من بني مخزومٍ ، ومن قاله بالمثنّاة الفوقيَّة ـ كغُرْفِة ـ فقد صحَّف.

وإِبراهيمُ بنُ عُمَرَ العِنَبِيُ ـ نسبةٌ إِلى العِنَبِ وكان يبيعُهُ ـ : محدِّثٌ يروي عن القدماءِ ببُخارى.

وعليٌ العِنَبيّ : شيخٌ من الكتَّاب.

الكتاب

( وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ ) (١) مَن خصَ العِنَبَ بالثّمر قال : الأَعْنَابُ عطفٌ على الثّمراتِ ، ومن أَطلقَهُ على الكرم قال : عطفٌ على النّخيل ، وإِنَّما جمع الأَعنابَ للإِشارةِ إِلى ما فيها من الاشتمال على الأَصنافِ المختلفةِ.

عندب

عَنْدَبَ الرَّجُلُ عَنْدَبةً ، كدَحْرَجَ دَحْرَجَةً : غَضِبَ ، فهو مُعَنْدِبٌ.

عندلب

العَنْدَلِيبُ : طائرٌ يقالُ له : الهَزارُ ، أَو هو البلبلُ ، أَو العصفورُ يصوِّتُ أَلواناً. الجمع : عَنَادِلُ.

وعَنْدَلَ البلبلُ عَنْدَلَةً : صَوَّتَ.

عنزب

العُنْزُبُ ، بالزَّاي بعد النُّون كسُنْبُل : السُّمَّاقُ.

عنكب

العَنْكَبُوتُ : دويْبّةٌ معروفةٌ تنسجُ في الهواءِ ، كالعَنْكَبُوه ، والعَنْكَبَاه ـ بالهاءِ فيهما ـ والعَنْكَبَاء ـ بالمدِّ ، وهي مؤَنَّثةٌ ، وقد تذكَّر ، والذّكرُ : عَنْكَبٌ. الجمع : عَنَاكِبُ ، وعَنْكَبُوتَات.

والعَكَنْبَاةُ ، والعَكَنْبَاهُ (٢) ، بتقديم

__________________

(١) النَّحل : ٦٧.

(٢) في « ج » : « والعَكنباة والعكنباء » وفي « ش » : « العكنبات والكنباه ».


الكافِ فيهما مفتوحة في الأُولى مكسورةً في الثّانية : لغتان فيها.

والعِكابُ ، والعُكُبُ ، والأَعْكُبُ ، كجِبالٍ وكُتُبٍ وأَجْبُلٍ : أَسماءُ جموع لها لا جموع. وتصغيرها : عُنَيْكِبٌ ، وسمع الأَصمعيّ عُنَيْكِبَتٌ (١) ، وهو شاذٌّ.

الكتاب

( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ) (٢) لأَنَّه لا يصلح للبقاءِ ولا للاستدفاءِ ولا للاستظلال ولا للاستكنان ، فقد تبيَّن أَنَّ دينهُم أَوهنُ الأَديان إِذا استَقْرَيتَها ديناً ديناً ، كما أَنَّ بيت العَنْكَبُوتِ أَوهنُ البيوت إِذا استقريتها بيتاً بيتاً.

عهب

عَهِبَهُ : كجَهِلَهُ زنةً ومعنىً.

والعَيْهَبُ ، كزَيْنَبَ : الرَّجُلُ الضعيفُ عن طلب وترِهِ ، والوخمُ المستثقَلُ ، ويقال بالغين المعجمة فيهما.

وكساءٌ عَيْهَبٌ : كثيرُ الصُّوف.

وعِهِبَّاءُ المُلْكِ وغيره ، وعِهِبَّاه ، بكسر العين والهاءِ وتشديد الباءِ ممدودةً ومقصورةً : زمانُهُ ..

ومن الشَّبابِ والعيشِ : شَرْخُهُ وأَوَّلُهُ.

والعِيهَابُ ، كدِينَار : الرَّجل المُظَلَّلُ ، وقد عَوْهَبَهُ.

عيب

عَابَ الشَّيءُ عَيْباً ، وعَاباً ، ومَعِيباً ، ومَعَاباً ، ومَعَابَةً : حصل فيه ما يُنْقِصُ مقدارَهُ حسّاً أَو معنىً ، فهو عَائِبٌ.

وعَابَهُ غيرُهُ : جعلَهُ ذا عَيْبٍ فعلاً أَو قولاً ، فالفاعل : عَائِبٌ. والمفعولُ : مَعِيبٌ ، ومَعْيُوبٌ.

وعَيَّبَهُ تَعْيِيباً : مبالغةٌ ، فهو عَيَّابٌ ،

__________________

(١) في التّاج : « عُنَيْكبِيت ».

(٢) العنكبوت : ٤١.


كتَعَيَّبَهُ ، فهو مُتَعِّيبٌ.

ورجلٌ عُيَبَةٌ ـ كهُمَزَةٍ ـ وعَيَّابَةٌ ، كعَلاَّمَة : كثيرُ العَيْبِ للنّاس.

ويجمع العَيْبُ على عُيُوبٍ ، وأَعْيَابٍ ؛ وهذه عن ثعلب (١).

والمَعَايِبُ إِما جمعُ عَيْبٍ ؛ كمَحَاسِن جمع حُسْن على غير قياس ، أَو جمع مَعِيبٍ ، ومَعابٍ ، ومَعَابَةٍ.

وعَابَ الماءُ : ثَقَبَ الشّطَّ فخرج مُجاوزَهُ ..

والسّقاءُ : خثر لبنُهُ.

ولبنٌ عَائِبٌ : خاثرٌ.

والعِيَابُ ، ككِتَاب : المِنْدَفُ.

والعَيْبَةُ ، كبَيْضَةٍ : وعاءٌ من أَدَمٍ يجعل فيه المتاع والثّياب ، وزبيلٌ منه ينقل فيه الزّرعُ المحصودُ إِلى الجرين ؛ لغةٌ همدانيَّةٌ ، الجمع : عِيَبٌ ، وعِيَابٌ ، كضِيَع وضِيَاع.

ومن المستعار

هو عَيْبَةُ فلانٍ ، إِذا كان موضعَ سرِّه.

وخَلَت عِيَابُهُمْ من الوُدِّ ، أي قلوبُهُم وصدورُهُم (٢).

وهؤُلاءِ عَيْبَتي ، أَي أَهلي.

الكتاب

( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها ) (٣) أُحدِثَ فيها عَيْباً.

الأَثر

( الأَنْصَارُ كَرْشِي وعَيْبَتي ) (٤) أَي موضع سرِّي ؛ لأَنَّ الرجلَ يضع ثيابَهُ في عَيْبَتِهِ ، ومنه : ( كانت خُزاعَةُ عَيْبَةَ رسولِ الله 6 ) (٥).

__________________

(١) انظر المحكم ٢ : ٢٦٠ ، واللّسان.

(٢) في « ت » بدل قوله : « من الوُدّ أي » قوله : « من الوداد ».

(٣) الكهف : ٧٩.

(٤) الفائق ٣ : ٢٥٣ ، النّهاية ٣ : ٣٢٧.

(٥) الفائق ٣ : ٢٥٣.


( وأَنَّ بَيْنَنَا وبَيْنَكُم عَيْبَةً مَكْفُوفَةً ) (١) أَي ذمَّةً محفوظةً لا تُنكَثُ (٢) ، أَو صدراً وقلباً نقيّاً من الغلِّ والخداعِ مطويّاً على الوفاءِ. والمكفوفةُ : المُشْرَجَةُ المشدودةُ. ضرب ذلك مثلاً لبقاءِ الوفاءِ في القلوبِ وأَنَّها منطَوِيةٌ عليه.

( عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ ) (٣) أَي اشتَغِلْ بأَهلِكَ ودَعني.

المصطلح

العَيْبُ اليسيرُ : ما يَنْقُصُ [ من ] (٤) مقدار ما يدخلُ تحت تقويمِ المقوِّمين ، وقدَّروُهُ : في العروض ( في العشرة ) (٥) نصفٌ ، وفي الحيوان درهمٌ ، وفي العقار درهمانِ.

والعَيْبُ الفاحِشُ : بخلافِهِ ؛ وهو ما لا يدخل نقصانُهُ تحت تقويمهم.

المثل

( إِنَّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةً ) (٦) تقدَّم معناهُ في الأَثرِ. يضرب لمن تكون أَسبابُ المودَّةِ بينهم محكمةً لا سبيل إِلى نقضها.

( أَعْيَبُ مِنْ بغلة أَبي دلامة ) (٧) هو زيدُ بن الجَوْن الشّاعر المشهور ، كانت له بغلةٌ كثيرةُ العيوب نظم في عيوبها قصيدتين ، فضرب بها المثل في الكثير العُيُوب.

__________________

(١) سنن أبي داود ٣ : ٨٦ / ٢٧٦٦ ، الغريبين ٤ : ١٣٤٧ ، النّهاية ٣ : ٣٢٧.

(٢) في « ت » و « ج » : تُنكت.

(٣) صحيح مسلم ٢ : ١١٠٥ / ٣٠ ، النّهاية ٣ : ٣٢٧.

(٤) عن التعريفات : ٢٠٦.

(٥) ليست في « ت » ، وفي التعريفات : ٢٠٦ : في العشرة بزيادة نصف.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ٤١ / ١٥٤.

(٧) في مجمع الأمثال ١ : ٢٣٠ « المولّدون » : حمار طيّاب وبغلة أبي دلامة للكثير العيوب.


فصل الغين

غبب

الغِبُ ، بالكسر : أَن تَفْعَلَ الشَّيءَ يوماً وتتركَهُ يوماً أَو أَيَّاماً ، وعاقبةُ الشَّيءِ ـ كالمَغَبَّةِ ، كمَحبَّة ـ والماء البعيدُ لا يُوصَلُ إِليه إِلاّ بعد غِبٍ. الجمع : أَغْبَابٌ.

وفَعَلَ هذا غِبَ ذاكَ : عَقِيبَهُ وعلى إِثرِه ، وحقيقتُهُ « في حالٍ هي غِبُّهُ » ، أَي عاقبتُهُ.

وبيننا وبين الماءِ غِبٌ : مسيرةُ يومين ، وغِبَّانِ (١) : مسيرةُ أَربعةِ أَيَّام.

وغَبَ عن القومِ ـ كضَرَبَ ـ غَبّاً ، وغُبُوباً ، وأَغَبَّهُم إِغْبَاباً : أَتاهم يوماً بعد يومٍ ..

وفلانٌ عندنا : باتَ ..

واللّحمُ : أَنْتَنَ ..

والطّعامُ : باتَ ؛ سواءٌ فسَدَ أَو لا ، كأَغَبَ في الجميع ..

والشّيءُ : فَسَدَ ، كغَبَّبَ تَغْبِيباً.

وغَبَّتِ الإِبلُ : رَعَتْ ، أَو وَرَدَتْ غِبّاً ، فهي غابَّةٌ ، وغَوابُ ، وأَغَبَّها صاحِبُها : ترك سَقْيَها يوماً وليلتينِ ..

والحُمَّى عنه وعليه : أَتَتْهُ يوماً وتركته يوماً ، كأَغَبَّتْهُ ، وعليه ، فهي غِبٌ بالكسر ، وحُمَّى غِبٍ بالإِضافةِ ..

والأُمورُ : صارت إِلى عواقبها.

وأَغَبَّتِ الحَلُوبةُ إِغْبَابَاً : درَّت غِبَّاً ..

وبنو فلانٍ : وردت (٢) إِبلهم الغِبَ ، فهم مُغِبُّونَ.

وفلانٌ لا يُغِبُّنَا عطاؤُهُ : لا يأْتينا غِبّاً بل كلَّ يومٍ ، قال الجوهريُّ : ومنه قول الرَّاجز :

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « غِباب » بدل : « غبّان ».

(٢) في « ش » : « درّت » بدل : « وردت ».


وَحُمَّرَاتٌ شُرْبُهُنَ غِبُ (١)

أَي كلَّ ساعةٍ (٢).

والتَّغْبِيبُ : فعلُ الشّيءِ غِبّاً ، وتركُ المبالغةِ في الأَمرِ والتّقصيرُ فيه.

وشاةٌ مُغَبَّبَةٌ ، كمُعَظَّمةٍ : تُحلَبُ غِبّاً.

وغَبَّبَ عن القومِ تَغْبِيباً : دفع عنهم ..

والذّئبُ الشّاةَ : أَخذَ بِغَبَبِهَا (٣) ..

وفي الغنم : عاثَ وعَضَّضَ بأَغْبَابِها.

والغُبُ ، بالضّمِّ : الضّاربُ من البحر حتّى يُمْعِنَ في البرِّ ، والغامِضُ من الأَوديةِ. الجمع : أَغْبَابٌ ، وغُبُوبٌ.

وبهاءٍ : البُلغَةُ من العيشِ.

والغَبَبُ ، والغَبْغَبُ ، كسَبَبٍ وسَبْسَبٍ : اللّحم المتدلّي تحت الحنك. الجمع : أَغْبَابٌ ، وغَبَاغِبُ.

والغَبْغَبُ : جُبَيْلٌ (٤) بمنى ، واسمُ صنمٍ.

والغَبِيبَةُ ، كزَبِيبَة : اللّبنُ يحلبُ بالغداةِ ثمَّ يتركُ حتّى يُحْلَب (٥) عليه باللّيل ثمَّ يمخض في اليوم الثّاني.

والتَّغِبَّةُ ، كتَحِيَّة : العيبُ والفسادُ.

وغُبابٌ ، كغُرابٍ : لقب ثعلبةَ بنِ الحارثِ بن تَيْمِ الله.

وأَبو غَبَابٍ ، كسَحَابٍ : كنيةُ جِرانِ العَوْدِ الشّاعِرِ.

وغُبَّةُ ، كقُبَّة : فرخُ عقابٍ كان لبني يَشْكُرَ.

وغُبَيْبٌ ، كزُبَيْر : ناحيةٌ باليمامةِ ، وموضعٌ بالمدينةِ.

والمُغِبُ ، كمُحِبّ : الأَسدُ.

__________________

(١) الرّجز في الصحاح والتّهذيب ٥ : ٥٤ « حمر » ، واللّسان « غبب » بدون عزو.

(٢) الصّحاح.

(٣) في « ش » : « بغبّها » بدل : « بغببها ».

(٤) في « ش » : « جبل » بدل : « جبيل ».

(٥) في « ش » : « يحتلب » بدل : « يحلب ».


الأَثر

( زُرْ غِبَاً تَزْدَدْ حُبّاً ) (١) أَي يوماً بعد يومٍ ، وقيل : بعد أَيَّامٍ ، وقال الحسن : في كلِّ أُسبوعٍ. وهذا الحديثُ أَخرجَهُ جماعةٌ من المحدِّثين ، منهم : الطّبرانيُّ والبيهقيُّ والحاكم والخطيب (٢) ، وذكرهُ الميدانيّ في مجمع الأمثال وزعم أَنَّ أَوَّل من قاله مَعاذُ بنُ صرمٍ الخزاعيّ حين قال له ابن خالٍ له يقال له الغَضْبانُ : أَمَا والله لو كان فيك خيرٌ لما تركتَ قومَك ، فقال معاذ : ( زُرْ غِبَّاً تَزْدَدْ حُبّاً ) فأَرسلها مثلاً.

( أَغِبُّوا في عِيادَةِ المريضِ ) (٣) أَي لا تعودُوهُ في كلِّ يومٍ لِما يجدهُ من ثِقَلِ العُوَّادِ.

( كَتَبَ إِليهِ يُغَبِّبُ عَنْ هَلاكِ المُسْلمِينَ ) (٤) أَي يقصِّر عن ذكرِ هلاكِهِم ، بأَن لم يخبر بكثرةِ مَن هلك منهم ولكن ذكرَ بعضاً وسكت عن بعضٍ.

( لا تُقْبَلُ شَهادَةُ ذي تَغِبَّةٍ ) (٥) تَفْعِلَةٌ من غَبَّبَ (٦) الشَّيءُ ، أَي فسد ، أَو من غَبَّبَ الذّئبُ في الغنم ، إِذا عاثَ وأَفسدَ ، أَي شهادةُ ذي فسادٍ.

( إِذا حُمِدَتْ مَغَبَّتُهُ ) (٧) كمَحَبَّةٍ ، عاقبتُهُ.

المثل

( رُوَيدَ الشِّعْرَ يَغِبَ ) (٨) مِن غَبَ بمعنى باتَ ، أَي دَعْهُ حتّى يأتي عليه

__________________

(١) الغريبين ٤ : ١٣٥٧ النّهاية ٣ : ٣٣٦ ، مجمع البحرين ٢ : ١٣٠ ، وانظر مجمع الأمثال ١ : ٣٢٢ / ١٧٣٢.

(٢) المعجم الكبير ٤ : ٢١ / ٣٥٣٥ ، والمستدرك ٣ : ٣٩٠ / ٥٤٧٧ وتاريخ بغداد ٦ : ٧٦.

(٣) الفائق ٣ : ٤٦ ، النّهاية ٣ : ٣٣٦.

(٤) الفائق ٣ : ٤٧ ، النّهاية ٣ : ٣٣٦.

(٥) الفائق ١ : ١٥١ ، النّهاية ٣ : ٣٣٦.

(٦) في « ت » و « ج » : « غَبَّ » بدل « غَبَّبَ » ، والمثبت عن « ش ».

(٧) الكافي ٨ : ٤٨ / ٨ ؛ مجمع البحرين ٢ : ١٣٠.

(٨) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٨ / ١٥٢٩.


أَيَّامٌ فتنظر كيف خاتمتُهُ أَيُحمَدُ أَم يذَمُّ؟ أَو من غَبَ عن القوم ، إِذا أَتاهم يوماً بعد يومٍ ، أَي لا يتواتر شِعرُكَ عليهم فيملُّوهُ. يضرب في الإِقلال من الشّيءِ حتّى يُرْغَبَ فيه.

( أَقْصَرُ مِنْ غِبِ الحِمارِ ) (١) في « ق ص ر ».

غدب

الغُدْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : اللّحمةُ الغليظةُ بين الفكَّين ، كالغُنْدُبَةِ ، والغُنْدُوبِ ـ كسُنْبُلَة وحُنْجُور ـ أَو الغُنْدُبَةُ : اللّحمةُ الصّلبةُ حوالي الحلقوم ، أَو الغُندُبَتانِ : اللّحمتان المكتنفتانِ للهاةِ ، أَو شبهُ الغُدَّتينِ في اللهْزَمَتَين عن يمين العَنفَقَة وشمالها ، أَو عقدتان في أَصل اللّسان (٢). الجمع : غَنَادِبُ.

وقال أَبو عمروٍ : الغَنَادِبُ غُدد اللّحم ، والواحدةُ : غُنْدُبَةٌ ، كسُنْبُلَة.

والغُدُبُ ، كقُمُدّ : الغليظُ الكثيرُ العَضَلِ.

وغَدْبى ، كسَكْرى : موضع.

غرب

الغَرْبُ ، كفَلْس : غيبوبَةُ الشّمس ، وجِهَةُ غيبوبتها ـ كالمَغرِبِ ـ والدّلوُ العظيمةُ تتَّخذُ من جلد ثورٍ ، والرّاوِيَةُ ..

ومن السّيف ونحوه : حدُّهُ ..

ومن كلِّ شيءِ : سَورتُهُ وأَولُهُ ..

ومن الشّباب واللّسان : حِدَّتهما ..

ومن الأَسنان : أُشَرُها ، أَو ظَلْمُها ، أَو ماؤُها ..

ومن الرِّيقِ : كثرتهُ ، وبللهُ ، ومنقعهُ ..

ومن العينِ : مقدَّمها ومؤَخَّرها ، وهما غَرْبَاها.

وعِرْقٌ في العين يسقي ولا ينقطعُ كالنّاسور ، والدَّمعُ حين يجري من العين ،

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٦ / ٢٩٥٣.

(٢) في « ش » : اللبان.


ومجراهُ منها ، وانهلالُهُ ، واندفاعُ الفرس في الجري ، والفرسُ الكثيرُ الجري ، والنّشاطُ ، والتّمادي في الأَمر ، وبثرةٌ في العين ، وورمٌ في المآقي ، والنَّوَى ، والبعدُ ، ويومُ السَّقْي ، وشجرةٌ حجازيَّةٌ عظيمةٌ شائكةٌ.

وأَصابَهُ سهمٌ غَرْبٌ ، كفَلْسٍ وسَبَبٍ ، على النَّعت والإِضافة فيهما : أَتاهُ من حيث لا ( يدري ) (١) ، أَو هو كفَلْسٍ : لا يُدرى من رمى به ، وكسَبَبٍ : إِذا رُميَ به غيره فأَصابَهُ.

ونظرٌ غَرْبٌ ، كفَلْس نعتاً : غيرُ قاصدٍ.

وغَرَبَتِ الشّمسُ ـ كقَعَدَتْ ـ غَرْباً ، وغُرُوباً : غابت (٢) وتوارت في مَغِيبِها.

والمَغْرِبُ ، بكسر الراء : جهة غُرُوبها ، وزمانُهُ ، والقياس فتحها لضمِّ عين المضارع ، وأَجازَهُ أَبو عبيدة قياساً وإِن لم يسمع ، وحكى بعضهم سماعه ، وقال : النّسبة إِليه : مَغْرَبِيٌ بالوجهين (٣).

وعدَّهُ ابنُ مالكٍ فيما جاءَ بالكسرِ لا غير ، فإِن أُريدَ به المصدر فقيل : بالفتح لا غير ، وقيل : المستعمل الكسر.

وبلادُ المَغْرِبِ ، والغَرْبِ : المصاقبةُ (٤) لديار مصر من جهةِ الغَرْبِ.

والمَغْرِبُ الأَقصى : هو الغَرْبِيُ منها.

ولقيتُهُ مُغَيْرِبَانَ الشَّمسِ : وقتَ غُرُوبِها ، وهو تصغير مَغْرِبٍ ـ اسم زمانٍ ـ شذوداً ، أَو ممَّا استُغْنِيَ فيه بتصغيرِ مُهملٍ غيرِ (٥) مستعملٍ ، فكأَنَّه تصغيرُ مَغْرِبَانٍ وإن لم يسمع ، وقولُ الفيروز اباديّ : مَغْرَبَانُ الشَّمْسِ حيث تَغْرُبُ ، يدفعُهُ إِجماعُهُم على أَنَ مُغَيْرِبَاناً تصغيرٌ غير قياسيّ ، ولو ثبت مكاناً لثبت زماناً. الجمع : مُغَيْرِبَانَاتٌ ، كأَنَّهم جعلوا

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ش » : غارت.

(٣) انظر المصباح المنير ٢ : ٤٤٤.

(٤) في « ش » : « المضافة » بدل : « المصاقبة ».

(٥) في « ج » : « عن » بدل : « غير ».


كلَّ جزءٍ من زمانِ الغُرُوبِ مَغْرِباً.

والغَارِبَةُ : الشَّمسُ عند الغُرُوبِ.

وأَغْرَبَ إِغْراباً : دخل الغَرْبَ فأَخذَ في ناحيتِهِ ، كغَرَّبَ تَغْرِيباً.

وتَغرَّب : أَتى من الغَرْبِ.

ومن المجاز

غَرَبَتِ الوحشُ في مَغَارِبِها : غابَتْ في مكانِسِها.

وغَرُبَ عن وطنِهِ ـ كقَرُبَ وقَتَلَ ـ غُرْباً ، وغَرَابَةً ، كقُرْبٍ وقَرَابَةٍ : نَزَحَ ، فهو غَرِيبٌ ، وغُرُبٌ كجُنُب. الجمع : غُرَبَاءُ. وغَرَّبَ بنفسِهِ ، وغَرَّبْتُهُ أَنا تَغْرِيباً ، فتَغَرَّبَ واغْتَرَبَ ، والاسمُ : الغُرْبَةُ ، بالضّمِّ.

وأَغْرَبَ : دخل في الغُرْبَةِ وصارَ غَرِيباً.

ومن المجاز

قولُهُم لكلِّ شيءٍ فيما بين جنسِهِ عديمِ النّظيرِ : غَرِيبٌ.

وفلانٌ غَريبٌ في الأَدب : ليس من أَهلِه.

وغَرائِبُ الكلام : نوادرُهُ ، وقد غَرُبَ كلامُهُ غَرَابَةً ، كقَرُبَ.

وتكلَّمَ فأَغْرَبَ : جاءَ بغَرَائِبِ الكلامِ.

وغَرُبَتِ الكلمةُ ، كقَرُبَتْ : غَمُضَتْ ، فهي غَرِيبَةٌ ، ومنه : مصنِّفُ الغَرِيبِ.

وغَرِيبُ الغَرِيبِ منه : عُقْمَتُهُ الّذي لا يُعْرَفُ اليومَ.

والغَرِيبَةُ : رحى اليد ؛ لأَنَّها لا تقرُّ عند أَربابها ؛ لكون الجيران يتعاوَرونَها.

وغَرِيبَةُ الإِبل : الدّاخلةُ فيها من غيرها إِذا وَرَدَت ، وكلُّ داخلٍ في جماعةٍ من غيره فهو غَرِيبٌ.

وغَرَبَ غَرْباً ، كقَتَلَ : بَعُدَ ونأَى ، كغَرَّبَ تَغْرِيباً ، وغَرَّبْتُهُ أَنا فتَغَرَّبَ.

وأُغْرُبْ عَنِّي صاغراً ، أَي ابْعُدْ.

وغَرْبَةُ النّوى ، كهَضْبَةٍ : بُعْدُها.

ونوى غَرْبَةٌ أيضاً : بعيدةٌ.

وغَرَّبَتِ الكلابُ تَغْرِيباً : أَبعَدَتْ وأَمعَنَتْ في طلبِ الصّيدِ.

وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ، كمُحَدِّثٍ ومُحَمَّدٍ :


بعيدُ المطرح.

ورمى فأَغْرَبَ : أَبعَدَ المرمى.

وأَغْرَبَ الرَّجلُ في البلادِ : أَمعَنَ ..

وفي الضِّحكِ : بالَغَ ، كاسْتَغْرَبَ ، واسْتُغْرِبَ بالبناءِ للمجهول ..

وفرسَهُ : أَجراهُ إِلى أَن ماتَ ..

والسّقاءَ : ملأَهُ ..

والسّاقي : ملأَ (١) الغَرْبَ ..

والفرسُ من جَرْيِهِ : أَكثرَ ..

والمالُ : كَثُرَ ..

وحالُهُ : حَسُنَتْ.

واغْتَرَبَ : تزوَّجَ في غير الأَقارِب.

والغَرَبُ ، كسَبَبٍ : شجرٌ معروفٌ ـ وهو نوعٌ من الخِلاف ـ ومخرجُ الماءِ من الحوضِ ، والماءُ الذي ينصبُّ حول البئرِ فتتغيَّرُ رائحتُهُ ، وما يقطُرُ من الدّلوِ بين البئرِ والدّلوِ ، ورائحةُ الطّينِ ، والماءُ ، والخمرُ ، والذّهبُ ، والفضَّةُ ، والقدحُ أَو إِناءٌ منها ، والزّرقةُ في عينِ الفرسِ ، وداءٌ يصيبُ الشّاةَ.

والغُرَابُ : طائرٌ معروف يقع على الذّكر والأُنثى ، ولا تقل : غُرَابَةٌ ، إِلاَّ أَن ترى واحداً على واحدة فتقول : رأَيت غُراباً على غُرَابَةٍ. الجمع : غِرْبَانٌ ، وأَغْرِبَةٌ ، ( وأَغْرُبٌ ) (٢) ، وغُرُبٌ. جمع الجمع : غَرابِينُ ، وحكى ابن القطّاع في الأُنثى : غِرْبِنَّةٌ ، بكسر الغين والباءِ وسكون الرّاءِ وتشديد النّون.

وغُرابُ الفأسِ : حدُّها ...

ومن ثمر الأَراكِ : عنقودُهُ ، أَو نضيجُهُ ..

ومن الرّأْسِ : قذالُهُ ..

و : جبلٌ شاميَّ المدينة بينها وبين مَحِيصٍ ، وغديرٌ في طريق الرِّخصَةِ على يومٍ من المدينة ، وموضع بدمشق ، والثّلج ، والبَرَدُ ، والضّفيرةُ من الشّعر ، والغولُ ، وضربٌ من السّفن ، والخمارُ الأَسودُ ، وفحلٌ من الخيل كان لغنيٍّ ،

__________________

(١) في « ج » و « ش » : « تناول » بدل : « ملأ ».

(٢) ليست في « ت ».


ولقبٌ لأَحمدَ بنِ محمَّدٍ الأَصبهانيِّ المحدِّث وآخرين.

والغُرَابَانِ من الفرس والبعير : رأْسا الوركين اللّذانِ يليان الظّهر ويبدوان من مؤَخَّر الرّدفِ ؛ قال الرّاجز :

يَا عَجَباً لِلعَجَبِ العُجَابِ

خَمْسَةُ غِرْبَانٍ عَلى غُرَابِ (١)

يريد خمسةً من الغِرْبَان وقعت على رأسِ وَرِكٍ من بعيرٍ أَو فرسٍ.

وغُرَابُ البين : في المَثَل.

وأَغْرِبَةُ العرب : جماعةٌ لقِّبوا بذلك لسوادِهِم.

ورِجْلُ الغُرَابِ : نوعٌ من الصِّرار ـ ويأْتي في المثل ـ ونباتٌ يشبهُ رِجْلَ الغُرَابِ.

ورايةُ الغُرَابِ : من أَودية العقيق.

وبناتُ الغُرَابِ : خيلٌ منسوبةٌ إِلى فحلٍ معروفٍ كان لغنيٍّ.

ومن المجاز

ازجُرْ عنك غُرَابَ الجهلِ.

وهو واقِعُ الغُرَابِ ، أَي شابٌّ.

وطارَ غُرَابُهُ ، إِذا شابَ.

وغُرَابِيٌ ، بياءِ النّسبة : منزلٌ بين سامرَّاء والموصل.

والغُرَابِيُ ، باللاّم : ثمرٌ ، وموضعٌ بطريق اليمن ، ومنزلةٌ في رملِ مصرَ.

والغُرَابِيَّةُ : طائفةٌ من غلاةِ الشّيعةِ قالوا : محمَّدٌ 6 بعليٍّ 7 أَشبَهُ من الغُرَابِ بالغُرَابِ ، فَبَعَثَ الله جبرئيلَ إِلى عليٍّ 7 ، فغَلِطَ جبرئيلُ من عليٍّ إِلى محمَّدٍ 6 ، فهم يلعنونَ صاحبَ الرّيش يعنونَ جبرئيلَ ، لعنَهُمُ الله.

وعَنْقاءُ مُغْرِبٍ (٢) : في « ع ن ق ».

والغَارِبُ : ما بين العنقِ والسَّنامِ ؛ وهو الذي يُلقى عليه خُطامُ البعير إِذا أُرسلَ ليرعى حيث شاءَ ، أَو مقدَّمُ أَعلى

__________________

(١) الصّحاح ، اللّسان ، والتّاج بدون عزو في الجميع.

(٢) انظر التّاج.


الظّهر ممّا يلي العُنُقَ ، وأَعلى كلِّ شيءِ. الجمع : غَوَارِبُ.

وغَوَارِبُ البحرِ : أَعالي مَوْجِهِ.

وغَرِبَ الشّيءُ ، كتَعِبَ : اسوَدَّ ، وهو أَسودُ غِرْبِيبٌ بالكسرِ : شديدُ السّواد ، ومنه : الغِرْبِيبُ ، لنوعٍ من العنبِ أَسودُ حالكٌ.

وأُغرِبَ الرّجلُ إِغْراباً ، بالبناءِ للمفعول : اشتَدَّ وَجَعُهُ ..

وعليه : صُنِعَ به ما يسوءُ ..

والفرسُ : فشت غُرَّتُهُ حتّى تأْخذَ العينين فتبيضُّ الأَشفارُ ، وهو من عيوب الخيل.

والمُغْرَبُ ، كمُعْجَمٍ : الأَبيضُ الأَشفار ، والذي يَبْيَضُّ شعرُ رأْسهِ ولحيتِهِ خِلْقَةً ، أَو ما كلُّ شيءٍ منه أَبيضُ وهو أَقبحُ البياض ، أَو كلُّ شيءٍ أَبيض ، ومنه قيل للصبح : مُغْرَبٌ ، تقول : سرتُ من المُغْرَبِ إِلى المَغْرِبِ ، أَي من الصّبحِ إِلى اللّيلِ.

وغَرَّبَهُ تَغْرِيباً : نفاهُ عن بلدِهِ ..

والرَّجلُ : جمع الثَّلجَ والصَّقيعَ فأَكلَهُ ..

والمرأَةُ : أَتَتْ ببنينَ بيضٍ وسودٍ.

وتقول العربُ للرَّجلِ : هل عندك من مُغَرِّبَةِ خَبرٍ؟ بكسر الرَّاء مشدَّدةً وتفتحُ ، أَي خبرٌ جاءَ من بُعدٍ ، فيقول : قصرتُ عنك ، أَي لا ما عندي خَبَرٌ ، والتَّاءُ في « مُغَرِّبَةٍ » للمبالغة ، أَو لأَنَّهُ جعل اسماً كالنَّطيحةِ.

وإِيَّاكَ وغَرْبَ الكلامِ ـ كفَلْس ـ أَي قبيحَهُ.

والغَرْبِيُ ، كحَرْبِيّ : الفضيخُ من النَّبيذ ، وصبغٌ أَحمرُ ، ونوعٌ من التَّمر ، وما أَصابتهُ الشَّمسُ عند الغُرُوبِ من الشَّجرِ.

وبابُ الغَربِيَّةِ : محلَّةٌ ببغدادَ تلاصقُ دار الخلافة ممَّا يلي الشَّطَّ ، وإِليها ينسبُ : أَبو الخطَّابِ نصرُ بنُ أَحمدَ القارئ الغَرْبيّ.

ومحمَّدُ بنُ موسى الغَرَّابُ ، كعبَّاس : شيخ لأَبي عليٍّ الغسانيّ.


وغُرَّبٌ ، كسُكَّر : جبلٌ دون الشَّام.

وبهاءٍ : عينُ ماءٍ عندهُ.

الكتاب

( وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِ ) (١) أَي بجانِب الجبل ـ أَو المكانِ ـ الواقعِ في جهةِ الغَرْبِ ، وهو ناحيةُ الشَّامِ الَّتي فيها قُضيَ إِلى موسى 7 أَمرُ الوحي ، فحُذِفَ الموصوفُ وأُقيمت (٢) صفتُهُ مقامَهُ.

( حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ) (٣) أَي منتهى الأَرضِ من جهة المَغْرِبِ بحيث لا يتمكَّن أَحدٌ من تجاوزِهِ ، وهو ساحلُ البحرِ المحيطِ الغَرْبيِ الذي يقال له : أُوقَيانُوسُ (٤) ، وفيه الجزائرُ الخالداتُ ، وهي واغلةٌ (٥) فيه.

( وَغَرابِيبُ سُودٌ ) (٦) أَي ومن الجبال جبالٌ سودٌ شديدةُ السوادِ ، فَ غَرابِيبُ تأْكيدٌ لمضمرٍ يفسِّرُهُ ما بعدَهُ ؛ لأَنَّ من حقِّ التأكيد أَن يتبَعَ المؤَكَّدَ وفيه مزيدُ تأكيدٍ ؛ لما فيه من التكرار باعتبار الإِضمار والإِظهار.

( فَبَعَثَ اللهُ غُراباً ) (٧) رويَ أَنَّ الله تعالى بعث غُرَابَيْنِ فاقتَتَلَا فقتلَ أَحدهما الآخرَ ، فحفَرَ له بمنقارِهِ ورجليه ثمَّ أَلقاهُ في الحفرةِ. وقيل : بعث غُراباً يحثي على المقتولِ ، وقيل : ( جاء ) (٨) غرَابٌ فدفَنَ شيئاً فتعلَّمَ ذلك منه.

الأَثر

( إِنَّ الإِسلَامَ بَدَأَ غَرِيباً وسَيَعُودُ غَرِيباً فَطُوبى لِلْغُرَبَاءِ ) (٩) أَي كان في ابتدائِهِ كغَرِيبٍ لا أَهلَ له ؛ لقلَّةِ المسلمين

__________________

(١) القصص : ٤٤.

(٢) في النسخ : وأقيم والأنسب ما اثبتناه.

(٣) الكهف : ٨٦.

(٤) في « ش » و « ج » : « اوقبانوش ».

(٥) في « ش » : واقعة.

(٦) فاطر : ٢٧.

(٧) المائدة : ٣١.

(٨) ليست في « ت ».

(٩) سنن ابن ماجة ٢ : ١٣١٩ / ٣٩٨٦ ، النّهاية ٣ : ٣٤٨.


( في أَوَّله ، وسيعودُ غَرِيباً كما كان ؛ لقلَّة المسلمينَ ) (١) في آخر الزّمان ، فطوبَى لأُولئكَ المسلمين أَوّلاً وآخراً.

( فِيكُمْ مُغَرِّبُونَ ، قَالُوا : وما المُغَرِّبُونَ؟ قَالَ : الذينَ تَشْرَكُ فِيهِمُ الجِنَّ ) (٢) جمع مُغَرِّبٍ ـ كمُحَدِّث ـ من غَرَّبَ تَغْرِيباً إِذا بَعُدَ ، أَي جاؤُونَ من نَسَبٍ بعيدٍ ، أَو آتونَ من القبائِحِ بالغَرَائِبِ التي يشاركُهُم فيها الشّياطينُ ، أَو لأَنَّهم دخل فيهم عرقٌ غَرِيبٌ.

( لَا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظاهِرينَ عَلى الحَقِّ ) (٣) قيل : أَراد به الحدَّةَ والشّوكةَ ، وقيل : الدّلو ، وأَهلها : العرب ؛ لأَنَّهم المستقونَ بها ، وقيل : شجرةٌ حجازيَّةٌ ، وأَهلها : أَهلُ الحجاز.

( فَاسْتَحَالَتْ غَرْباً ) (٤) أَي انقلبت الدّلوُ دلواً عظيمةً.

( تُصَادَى مِنْهُ غَرْبٌ ) (٥) تُدارى حدَّتُهُ وتُتَّقى.

( المَطَرُ غَرْبٌ والسَّيْلُ شَرْقٌ ) (٦) لأَنَّ السّحابَ ينشأُ من غَرْبِيِ القبلةِ والسّيلُ ينحطُّ من ناحية المشرق ، ولعلَّهُ يختصُّ بتلكَ الأَرضِ.

( أَعُوذُ باللهِ مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مُسْتَغْرِبٍ ) (٧) كأَنَّه من الاسْتِغْرَاب في الضّحك ، وهو المبالغة فيه ، أَي الّذي جاوَزَ القدرَ في خبثه ، أَو استِفْعال من الغَرْبِ ، أَي الحدَّة ، يريد : المتناهي في حِدَّتِه وشدَّتِهِ.

__________________

(١) بدل ما بين القوسين في « ش » : « وكذلك ».

(٢) الفائق ٣ : ٦١ ، النّهاية ٣ : ٣٤٩.

(٣) صحيح مسلم ٣ : ١٥٢٥ / ١٧٧ ، النّهاية ٣ : ٣٥١.

(٤) الفائق ٣ : ٦١ ، النّهاية ٣ : ٣٤٩.

(٥) الغريبين ٤ : ١٣٦٤ النّهاية ٣ : ٣٥٠ ، وفي الأصل : « غريب » والتّصويب عن المصادر.

(٦) الغريبين ٤ : ١٣٦٥ النّهاية ٣ : ٣٥١.

(٧) النّهاية ٣ : ٣٥٢.


( فأَصْبَحْنَ على رؤُوسِهنَ الغِربَانُ ) (١) أَي الخُمُرُ السّودُ ؛ شبِّهت بالغِربانِ في السَّوادِ.

( إِنَّ اللهَ يَبْغَضُ الشَّيْخَ الغِرْبِيبَ ) (٢) أَي الذي لا يشيب فهو شديدُ سوادِ الشّعرِ ، وقيل : الذي يسوِّدُ شعرَهُ.

( اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا ) (٣) في « ض وي ».

( يَفْتلُ في الذِّرْوَةِ والغَارِبِ ) (٤) في « ذ ر و».

المصطلح

الغَرَابَةُ : كونُ الكلمةِ وحشيَّةً غيرَ ظاهرةِ المعنى ولا مأْنوسة الاستعمالِ.

الغُرَابُ : الجسم الكلِّيُّ ، وهو أَصلُ الصّور الجسميَّةِ ، ولمَّا كان في غاية البعدِ من عالمِ القدسِ وحضرةِ الأَحديَّةِ والخلوِّ عن الإِدراك والنّوريَّة ، سميَ بالغرابِ الذي هو مَثَلٌ في البُعد والسَّواد.

المثل

( الدَّلْوُ تَأْتي الغَرَبَ المزِلَّةَ ) (٥) هو كسَبَبٍ : مخرجُ الماءِ من الحوضِ. والمزِلَّةُ ، بكسر الزّاي وفتحها : المكان الدَّحْضُ ، تقول : تأتي الدَّلوُ على غيرِ وِجْهتِها ، وكان يَجِبُ أَن تأتي الإِزاءَ.

وقائِلُهُ بُسطامُ بنُ قيسٍ ، أُريَهُ في منامِهِ في اللَّيلةِ الَّتي قتل في صبيحتها ، فقال ( له ) (٦) نُقَيذٌ وهو حازٍ مَعَهُ :

__________________

(١) سنن أبي داود ٤ : ٦١ / ٤١٠١ ، النّهاية ٣ : ٣٥٢ ، بتفاوت.

(٢) الفائق ٣ : ٦٥ ، النّهاية ٣ : ٣٥٢.

(٣) أي تزوّجوا الغرائب دون القرائب ؛ لا تجيئوا بأولادكم ضوايا ، والضاوي : النحيف. الفائق ٢ : ٣٥٠ ، وانظر النّهاية ٣ : ٣٤٨.

(٤) الغارب : مقدّم السّنان ، والذّروة : أعلاه ، والأصل فيه : أنّ الرَّجُل إذا أراد أن يؤَنِّس البعير الصعب لِيَزُمَّهُ ويَنقادَ له جعل يُمِرُّ يدَه عليه ويمسح غارِبَه ويفتل وَبَره حتى يستأنس ويضع فيه الزّمام ، النّهاية ٣ : ٣٥٠ ، الفائق ٤ : ٥٠.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٩ / ١٤١٠.

(٦) ليست في « ت ».


هلاَّ قلت : « ثمَّ تعودُ بادِئاً مبتلَّه » فتكسرُ الطّيرةَ عنك. يضرب لمن يرتكبُ أمراً على غير جهتِهِ ويتركُ الوجه الّذي منه يؤْتى.

( مَنْ يُطِعْ غَريباً يُمْسِ غَرِيباً ) (١) هو غَرِيبُ بنُ عِمْليقٍ ، وكان رجلاً مبذِّراً للمال. يضرب في لَوْمِ من يطيعُ من ليسَ برشيدٍ.

( أَنْقَى مِن مِرآةِ الغَرِيبَةِ ) (٢) هي المرأَةُ تتزوَّجُ في غير قومها فلا يكون لها ناصحٌ في وجهها ، فهي تجلو مرآتها أبداً ؛ لئلاَّ يخفى عليها من وجهها شيءٌ. ويقال في صفاءِ الوجه : ( وَجْهٌ كمرآةِ الغَرِيبَةِ ).

( صَرَّ عَلَيهِ رِجْلَ الغُرَابِ ) (٣) هو ضربٌ من صَرِّ النّاقة ، وهو شدُّ أَطْبائِها بالصِّرار فلا يتمكَّن الفصيلُ معه أَن يرضَعَ أُمَّهُ. يضرب لمن وقع في ضيقٍ وشدَّةٍ.

( هُوَ غُرَابُ بنُ دأْيَةَ ) (٤) يكنّى به عن الكاذب في نَسَبِه كما نُسِبَ الغُرَابُ إِلى دأْيةِ البعير ـ وهي فقارتُهُ ـ لوقوعِهِ عليها إِذا أدبرت.

( هُمْ في خيرٍ لا يطيرُ غُرَابُهُ ) (٥) أَصلُهُ من قولهم : « هذه أَرضٌ لا يطيرُ غُرابُهَا » أَي كثيرةُ الثّمارِ ؛ لأَنَ الغُرابَ إِذا وقع فيها لم يحتَجْ إِلى أَن يَنْتقِلَ منها إِلى مكانٍ آخرَ. يضرب في كثرة الخصب والخير. فإِن قيل : « مجدٌ لا يُطارُ غُرَابُهُ » كان كنايةً عن رفعة الشّأْن ، أَي لا يصل إِليه الغُرَابُ حتّى يطارَ ، أَي لا غُرَابَ هناك ولا إِطارَةَ ، أَو لا تَصلُ الإِشارةُ إِلى

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩٨ / ٤٠٠٣. وفيه « من يُطع عَريباً » ، والمثبت يوافق ما في التّاج عن مجمع الأمثال.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٣٥٣ / ٤٣٠٤.

(٣) انظر العين ٤ : ٤١٢ ، واللّسان والتّاج.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩٤ / ٤٥٣٦.

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩٣ / ٤٥٣٤.


غُرَابِهِ حتّى يُطارَ ، مع أَنَّه يطيرُ بأَدنى رِيبةٍ.

( هُوَ وَاقعُ الغُرَابِ ) (١) أَي ساكِنٌ ثابتٌ ؛ لأَنَ الغُرَابِ ) (١) أَي ساكِنٌ ثابتٌ ؛ لأَنَ الغُرَابَ إِنَّما يقع على الشّيءِ السّاكنِ ، وقد يجعل كنايةً عن الرَّجلِ الشّابِّ ؛ لسوادِ شَعَرِهِ كما مرَّ.

( أَبْطَأُ من غُرابِ نُوحٍ ) (٢) يقال : إِنَّ نوحاً 7 أَرسلَ الغُرَابَ لينظر له هل غرقت البلادَ ويأتيه بالخبر ، فوجَدَ جيفةً طافيةً على وجه الماءِ فاشتغَلَ بها ولم يرجع إِليه. فضرب به المثل.

( أَشأَمُ مِنْ غُرَابِ البَيْنِ ) (٣) قيل : هو الأَبقَعُ الذي فيه سوادٌ وبياضٌ ، ( وقيل : هو الأَحمرُ المنقارِ والرَّجلين ، وقيل : هو غراب نوح 7 ؛ لأنّه بان عنه ولم يأته ) (٤) ، وقيل : هو كلُ غُرَابٍ ؛ لأَنَّه إِذا بان أَهل الدّار وقع على مواضِعِ إِقامتهم يَتَقَمْقَمُ فَتشأءَموا به وتطيَّروا منه ؛ إِذ كان لا يعتري منازلهم إِلاَّ إِذا بانوا عنها ، وقيل : هو غُرَابٌ شديدُ السَّواد ينوحُ نَوْحَ الحزينِ المصابِ ويُنذرُ بفرقَةِ الخلاَّنِ والأَحبابِ.

( أَلْقِ حَبْلَهُ عَلى غَارِبِهِ ) (٥) أَصلُهُ : النّاقةُ إِذا أَرادُوا إِرسالها للرّعي أَلْقَوا خِطامَها على غَارِبِها ولا يُتركُ ساقِطاً فَيمنعَها من الرّعي. يُضربُ لمن يكرهُ مُعاشرَتَك ، تقول : دعه يذهب حيث شاءَ ، ومن هنا قالوا للمرأَة في الكناية عن الطّلاق : ( حَبلَكِ على غَارِبِكِ ) (٦) ، أَي اذهبي حيث شِئْتِ.

غسلب

غَسْلَبْتُ الشّيءَ منه غَسْلَبَةً ، كدَحْرَجْتُهُ : انتزعتُهُ منه قهراً.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩٣ / ٤٥٣٥.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ١١٩ / ٥٩٨.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٨٣ / ٢٠٤٢.

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ٢١٠ / ٣٤٨٣.

(٦) مجمع الأمثال ١ : ١٩٦ / ١٠٣٦.


غسيب

الغَسِيبُ ، كأَمِيرٍ : ثورُ الماءِ وهو الطُّحْلُبُ.

غشب

غَشَبَهُ غَشْباً ، كَغَشَمهُ غَشْماً زنةً ومعنىً.

وكفَلْسٍ : موضعٌ.

وغَشْبِيُ ، كبَدْرِىّ : اسمٌ.

غشرب

الغُشَارِبُ ، كسُرَادِق : الجريءُ الماضي ، والأَسدُ ، كالغَشَرَّبِ ، كجَهَنَّمَ.

غصب

غَصَبَهُ غَصْباً ، كضَرَبَهُ : أَخذَهُ ظُلماً ، كاغتَصَبَهُ ، وهو غَاصِبٌ من غُصَّابٍ ككُفَّار ، والشّيءُ مَغْصُوبٌ ، وغَصْبٌ ـ كفَلْس ـ تسميةً بالمصدرِ.

وغَصَبْتُهُ عليه : قهرتُهُ ، وغَصَبْتُهُ مالَهُ ، ( وغَصَبتُهُ منه ) (١) ، فهو مَغْصُوبٌ مالُهُ ، ومَغْصُوبٌ منه.

ومن المجاز

غَصَب الرَّجلُ المرأَةَ نفسَها ، واغْتَصَبَها نفسَها : جامَعَها كُرهاً (٢).

واغْتُصِبَتِ المرأَةُ نَفْسَها ، وعلى نَفْسِها ، بالبناء للمفعول : جومِعَت مقهورةً.

وغُصِبَ الرَّجلُ على عقلِهِ : حُمِلَ على فعلِ ما لم يرَهُ.

وغَصَبْتُ الجِلدَ : نَتَفْتُ شعرَهُ ووبرَهُ من غير دباغٍ.

المصطلح

الغَصْبُ في الشَّرْعِ : أَخذُ مالٍ متقوّمٍ محترمٍ بلا إِذنِ مالكِهِ ظاهراً ، أَو

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) ومنه الحديث : ( أنّه غَصَبها نَفْسَها ) أراد أنّه واقَعَها كُرْهاً ، فاستعاره للجماع. النّهاية ٣ : ٣٧٠.


إِزالةُ اليدِ المحقّةِ بإِثبات اليدِ المبطلةِ.

وفي آداب البحث : منعُ مقدِّمةِ الدَّليلِ ، وإِقامةُ الدَّليلِ قبل إِقامةِ المعلِّل الدَّليل على ثبوتها (١).

غضب

غَضِبَ عليه غَضَباً ، كتَعِبَ : ثارَتْ نفسُهُ للانتقام منه ، فهو غَضْبَانُ وهي غَضْبَى ، وغَضْبَانَةٌ لغةُ بني أَسدٍ ، وهم غَضْبى كسَكْرى ، وغُضَابى كسُكارى ، ونَدَامى ، وغُضَابٌ كعُطَاش ، وأَغْضَبْتُهُ أَنا فهو مُغْضَبٌ.

وتَغضَّبَ : صار ذا غَضَبٍ ، كتأَسَّفَ.

وغَضِبْتُ لفلانٍ إِذا كان حيّاً ، وغَضِبْتُ به إِذا كان ميتاً.

ورجلٌ غَضِبٌ ، وغَضُوبٌ ، ككَتِف وصَبُور : كثيرُ الغَضَبِ.

وغُضُبٌ كعُتُلٍّ ، وبهاءٍ ، وكسَرَبَّة ويضمُّ ثانيه : سريعهُ.

وغَاضَبَهُ : راغمَهُ ، وفارقَهُ على غَضَبٍ منه ..

والرَّجُلُ الرَّجُلَ : أَغْضَبَ (٢) كلٌّ منهما الآخرَ ، فَتَغَاضَبَا.

والغَضْبُ ، كفَلْسٍ : الصَّخرةُ العظيمةُ ، كالغَضْبَةِ كهَضْبَةٍ ، والأَسدُ كالغَضُوبِ ، والثَّورُ ، والشَّديدُ الحمرةِ ؛ يقال : أَحمرُ غَضْبٌ.

وكهَضْبَةٍ : لحمةٌ ناتئةٌ بالجفن الأَعلى خِلْقةً ، وشِبهُ درقةٍ تتَّخذُ من جلدِ البعيرِ ، والصَّخرةُ الصَّلبة الشَّديدة المركَّبةُ في الجبل ، وجلدُ المُسِنِّ من الوعول ، وجلدَةُ الرَّأْسِ ، وجلدةُ ما بين قرنَيِ الثَّور ، وجلدةُ الحوت ، ويقال : أَصبَحَ

__________________

(١) كذا في النسخ ، وفي التعريفات : ٢٠٨ : الغصب في آداب البحث : هو منع مقدّمة الدليل على نفيها قبل إقامة المعلّل للدليل على ثبوتها سواء كان يلزم إثبات الحكم المتنازع فيه ضمناً أو لا.

(٢) في « ش » : « اغتضب » بدل : « أغضب ».


جلدُهُ غَضْبَةً ؛ إذا لَبِس (١) الجُدَرِيُّ جلدَهُ.

والغَضُوبُ : الحيَّة العظيمةُ ، أَو الخبيثة ، والمرأَةُ العبوسُ ، والنَّاقةُ الضَّجُورُ (٢).

وككِتابٍ ، وغُرَابٍ : القذاةُ في العينِ ، والجدريُّ ، وقد غَضِبَ جلدُهُ كسَمِعَ ، وغُضِبَ هو بالبناءِ للمجهول.

ورجلٌ غُضَابِيٌ ، كغُدَافِيّ : كَدِرٌ في معاشرَتِهِ ومُخالقتِه.

والأَغضَبُ ، كأَحمَر : ما بين الذَّكر إِلى الفَخِذ.

وغَضْبٌ ، كفَلْسٍ : ابن كَعْبٍ ؛ في سُلَيمٍ ، وابنُ جُشَمَ ؛ في الأَنصار.

وغُضَيْبَةُ ، كجُهَيْنَةَ : بنت عِنانِ بنِ حُمَيدٍ السّعديَّةِ ؛ محدِّثةٌ.

وككِتابٍ : موضع بالحجاز.

وقول الجوهريّ : غَضْبَى : [ اسم ] (٣) مائةٍ من الإِبل ، تصحيفٌ تبع فيه خالهُ الفارابيّ في ديوان الأَدب ، والصّوابُ : غَضْيى بالمثنَّاة التّحتيَّة ، فموضعُهُ « غ ض ي ».

ومازِنُ بنُ الغَضُوبَةِ ، كتَنُوفَة : صحابيٌّ وفد على النّبيِّ 6 فعُرِفَ بالوافِدِ ، وإِليه ينسبُ أَبو جعفر محمَّدُ بنُ يحيى الوافديُّ المحدِّثُ.

الكتاب

( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) (٤) هم اليهود عند جميع المفسِّرينَ ، كما أَنَ ( الضَّالِّينَ ) هم النّصارى ، وغَضَبُهُ تعالى قيل : يعود إِلى علمِهِ بعدم

__________________

(١) كذا في النّسخ ، وفي اللّسان والتّهذيب ٨ : ٦ « أَلبَسَ ».

(٢) في « ت » مرتبكة النّقط ، وفي « ج » : « الصّخور » ، ولعلّها مصحّفة عن الصَّحُور وهي النّفوح برجلها. والمثبت عن « ش ». والّذي في المعاجم « النّاقة العبوس ». انظر العين ٤ : ٣٦٩ ، والتّهذيب ٨ : ١٦ ، والمحيط ٤ : ٥٥٥ ، والتّكملة واللّسان والقاموس.

(٣) عن الصّحاح.

(٤) الفاتحة : ٧.


طاعتِهِ ومخالفَةِ أَمرِهِ ، وقيل : محمولٌ على الانتقام الذي هو غايةُ الغَضَبِ بالنّسبةِ إِلى غيرِهِ تعالى ، أَو إِرادَتِهِ.

( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) (١) مُراغِماً لقومِهِ حين سَئِمَ من طولِ دعوتهِ إِيَّاهم وبَرِمَ من تمادي إِصرارِهِم على عدم إِجابتِهِ ، فخرج من بينهم مُهاجراً عنهم قبل أَن يؤْذَنَ له ، ومَن قال : إِنَّه خرج مُغَاضِباً لربِّهِ ، فقد أَساءَ.

الأَثر

في خطبة التّوحيدِ : ( وَيَغْضَبُ مِن غَيرِ مَشَقَّةٍ ) (٢) لمَّا كان الغضب يستلزِمُ ثوران دم القلب لإِرادة الانتقام ، وكان في ذلك أَذىً للنفس ومشقّةٌ عليها ، احتَرَزَ في إِطلاق لفظ الغَضَبِ عليه تعالى بقولِهِ : « من غير مشقَّةٍ » إِيذاناً بأَنَ غَضَبَهُ مُبايِنٌ لغَضَبِ المخلُوقين ، وفي الحديث النّبوي : ( اتَّقوا الغَضَبَ فإِنَّهُ جمرةٌ توقدُ في قَلْبِ ابنِ آدمَ ) (٣).

المصطلح

الغَضَبُ : كيفيةٌ للنّفس مبدأُها إِرادةُ الانتقام.

المثل

( غَضَبَ الخَيْلِ عَلى اللُّجُمِ ) (٤) أَي غَضِبَ غَضَبَ الخيلِ على اللُّجُمِ ؛ جمع لِجامٍ. يضربُ لمن غَضِبَ على من لا يبالي بِغَضَبِهِ ، ولمن غَضِبَ غَضَباً لا يضرُّ المَغْضُوبَ عليه ، ولمن غَضِبَ على من لا ذنبَ له.

( إِنْ كُنْتِ غَضْبَى فَعَلَى هَنِكِ فَاغْضَبي ) (٥) أَصلُهُ : أَنَّ ابنةَ رجلٍ زَنت وهي بكرٌ فحبلت ، فناداها أَبوها : يا فلانةُ ، فقالت : إِنِّي غَضْبَى ، قال أَبوها : ولِمَ؟ قالت : إِنِّي حُبَيْلَى (٦) ، فقال أَبوها

__________________

(١) الأنبياء : ٨٧.

(٢) نهج البلاغة ٢ : ١٤٦ ط ١٨١ بتفاوت.

(٣) مسند أحمد ٣ : ١٦ و ١٩ ، بتفاوت.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٥٦ / ٢٦٦٢.

(٥) مجمع الأمثال ١ : ٥٥ / ٢٤٠.

(٦) في « ج » و « ش » : « حبلى » بدل : « حُبَيْلَى ».


المَثَلَ ، أَي هذا ذَنبُك. يضرب في موضع قولهم : ( يَدَاكَ أَوْكَتا وفُوكَ نَفَخَ ) (١).

غضرب

الغَضْرَبُ ، والغُضَارِبُ ، كعَقْرَب وسُرَادِق : الكثيرُ النّباتِ من الأَماكن ، قال في الجمهرةِ : كُلُّ ما كان على « فَعْلَلٍ » فلك أن تقول ( فيه : « فُعَالِل » ، وليس لك أن تقول ) (٢) فيما كان على « فُعَالِل » : « فَعْلَل » (٣).

غلب

غَلَبَهُ ـ كضَرَبَهُ ـ غَلْباً ، وغَلَباً ، وغَلَبَةً ، وغَلَبَّةً (٤) ، وغُلُبَّةً ، وغُلُبَّى ، وغَلَابِيَةً ، ومَغْلَباً ، ومَغْلَبَةً ، كضَرْب وطَلَب ومَلَكَة وشَرَبَّة (٥) وعُتُلَّة وحُذُرَّى وكَراهِيَة ومَضْرَب ومَمْلَكَة : قَهَرَهُ ..

وعليه : استولى ، كتَغَلَّبَ.

وغَلبَهُ على الشّيءِ : أَخذَهُ منه ..

وعلى نفسِهِ : أَكرهَهُ.

وغَالَبَهُ ، غِلَاباً ، ومُغَالَبَةً ، وغَلَّبَهُ عليه تَغْلِيباً : جعلَهُ غَالِباً له ومستولياً عليه ، وحَكَمَ له بالغَلَبَةِ.

ورجلٌ غَلاَّبٌ : كثيرُ الغَلَبَةِ ، وغُلُبَّةٌ ، كعُتُلَّة : سريعُها.

ومُغَلَّبٌ ، كمُعَظَّم : مَغْلُوبٌ كثيراً ، ومحكومٌ له بالغَلَبَةِ ؛ ضدٌّ ، وقال يعقوبُ : إِذا قيل للشَّاعِرِ : مُغَلَّبٌ ، فهو مَغْلُوبٌ (٦).

والمُغْلَنْبي ، كمُسْرَنْدِي : الّذي يَغْلِبُكَ ويَعْلُوكَ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٤١٤ / ٤٦٥٥.

(٢) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».

(٣) انظر الجمهرة ٢ : ١١٦٧ ففيه « فُعَلِل » وانظر ص ١١٢١ وص ١٢٠٧.

(٤) في اللسّان : غَلُبَّة بفتح الغين وضمّ اللاّم.

(٥) في النّسخ « سَرَبَّة » ، والمثبت بمقتضى ما مرّ في « شرب ».

(٦) عنه في الفائق ٣ : ٧٣.


وغَلِبَ غَلَباً ، كتَعِبَ : غَلُظَتْ رقبتُهُ ، أَو قصرت مع غلظِها ، أَو قَصُرَت ومالَت ، فهو أَغْلَبُ ، وهي غَلْبَاءُ ، ومنه : قيل للأَسدِ : أَغلَبُ. الجمع : غُلْبٌ.

ومن المجاز

هَضْبَةٌ غَلْبَاءُ : عظيمةٌ مُشْرِفَةٌ.

وعِزَّةٌ غَلْبَاءُ : قويَّةٌ.

وقبيلةٌ غَلْبَاءُ : عزيزةٌ ممتنعةٌ.

وحديقةٌ غَلْبَاءُ : مُتكاثفةٌ كثيرةُ الأَشجار ، أَو ذاتُ أَشجارٍ غلاظٍ.

واغْلَوْلَبَ العُشْبُ : بَلَغَ والتَفَّ.

وتَغْلِبُ بنُ وَائلٍ ، بالمثنَّاةِ الفوقيَّةِ ، كتَضْرِبُ : قبيلةٌ معروفةٌ ، ويقال : تَغْلِبُ بنتُ وائلٍ ـ كتَميمٍ بنت مُرَّةَ ـ ذهاباً إِلى القبيلة ، وتسمّى : تَغْلِبَ الغَلْبَاءَ ؛ قال الشّاعرِ :

وَأَوْرَثَني بَنُو الغَلْبَاءِ مَجْداً

حَدِيثاً بَعْدَ مَجْدِهِمُ القَديمِ (١)

ويَغْلِبُ : بالمثنَّاة التّحتيَّة : ابنُ رَبيعَةَ ، وابنُ كُلَيْبٍ ؛ الحضرميَّان.

وغَلْبَاءُ ، كَحَمْرَاء : ابنُ حَلْوانَ بنَ الحافِ بنِ قُضاعَةَ.

وأَبو الغَلْبَاءِ : عِصامُ بنُ بَشيرٍ ؛ تابعيٌّ.

وأَحمدُ بنُ غَلْبُونٍ ، كحَمْدُون : جدُّ محمَّدِ بنِ أَحمدَ القمرئُ الغَلْبُونيِ.

وغالِبٌ ، وغَلاَّبٌ ـ كسَحَاب وعبَّاس ـ وغُلَيْب ، كزُبَيْر : أَسماءٌ.

وكقَطَام : امرأَةٌ.

والمُغَلَّبُ العِجليُّ ، كمُحَمَّد : شاعرٌ.

والأَغْلَبُ الأَزديُّ ، والكلبيُّ ، والعِجليُّ : شعراءُ.

وغَالِبٌ : موضع دون مصر.

الكتاب

( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى

__________________

(١) التّهذيب ٨ : ١٣٨ ، الصّحاح ، اللسان ، وفي الجميع بدون عزو.


الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) (١) قيل : بعث كسرى أَنوشَروانُ جيشاً إِلى الرّوم فساروا إِليهم فالتقوا بأَذرُعاتَ وبُصرى وهي أدنَى الشّام إلى أرض العَرب ـ وقيل : بأرض الجزيرة وهي أَدنى أَرضِ الرّوم إِلى فارس ـ فَغَلَبَتِ الفرسُ الرومَ وقتلوهم وخرَّبوا مدائنهم ، فشقَّ ذلك على رسول الله 6 وعلى المسلمين ؛ لأَنَّ فارس مجوسٌ لا كتاب لهم والرّومَ أَهلُ كتابٍ ، وفرح المشركونَ وشمتوا وقالوا : أَنتم والنصارى أَهلُ كتابٍ ، ونحن وفارسُ أُمِّيُّون لا كتابَ لنا ، وقد ظهر إِخوانُنا على إِخوانكم ، ولنَظْهَرُنَّ نحن عليكم ، فأَخبر اللهُ رسولَهُ أَنَّ الرّومَ ستدالُ على فارسَ بقوله : ( وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) فَغَلَبَتِ الرّومُ فارسَ على رأسِ سبعِ سنينَ ، وهو قوله : ( فِي بِضْعِ سِنِينَ ) (٢) فوصَلوا إِلى المدائِنِ وبنوا هناك الرّومِيَّةَ.

وقرئَ : « غَلَبَتْ » على البناءِ للفاعل و « سَيُغْلَبُونَ » على البناءِ للمفعول (٣) ، والمعنى : أَنَّ الرّومَ غَلَبَتْ على ريف الشّام وسَيَغْلِبُهُمُ المسلمون ، وقد غزاهم المسلمون في السّنة التّاسعة من نزولها ففتحوا بعض بلادِهِم ، فإِضافةُ الغَلَبِ حينئذٍ إِلى الفاعل.

( وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ ) (٤) أَي على أَعدائِهِم عاجلاً وآجلاً ، ولا يقدح في ذلك انهزامُهُم في بعض المشاهد ، فإِنَّ مَآلَ أَمرِهم إِلى الظّفر ، والحكمُ للغَالِبِ.

__________________

(١) الرّوم : ٢ ـ ٣.

(٢) الرّوم : ٤.

(٣) نسبت لعلي 7 وابن عباس وابن عمر ومعاوية بن مرّة وكرداب ، انظر مختصر ابن خالويه : ١١٦ وشواذ القراءات للكرماني : ٣٧٤.

(٤) الصّافّات : ١٧٣.


( كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَ أَنَا وَرُسُلِي ) (١) إِمَّا بالحجَّة وحدها ، أَو بها وبالسّيف.

( وَحَدائِقَ غُلْباً ) (٢) غلاظَ الأَشجار ملتفَّةَ الأَغصان.

( قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ ) (٣) أَي استَوْلَوْا عليه ، وهم المسلمونَ ومَلِكُهُم المسلم ، وقيل : أَولياؤُهُم.

الأَثر

( أَهلُ الجنَّة الضُّعفاءُ المُغَلَّبونَ ) (٤) جمع مُغَلَّبٍ ـ كمُحَمَّد ـ وهو الذي يَغْلِبُه من غَالَبَهُ كثيراً.

( أَيُغْلَبُ أَحَدُكُم أَن يُصاحِبَ صُوَيحبَهُ في الدُّنيا مَعروفاً ) (٥) بالبناءِ للمفعول ؛ من غُلِبَ فلانٌ على كذا ، إِذا سُلِبَهُ وأُخِذَ منه ، ومعناهُ : أَيُؤْخَذُ منه استطاعَةُ ذلك حتّى لا يفعَلَهُ. ( ومنه ) (٦) :

( فإِنِ أستَطعتُم أَن لا تُغْلَبوا على صلاة كذا فافعلوا ) (٧).

غنب

الغَنْبُ ، كفَلْسٍ : الغنيمة الوافرة ، وكأَنَّ الباءُ بدلٌ من الميم.

والغُنْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : الدّارةُ وسطُ شِدْقِ الغلام المليح. ( الجمع ) (٨) : غُنَبٌ كغُرَفٍ.

غندب

الغُنْدُبَةُ ، كسُنْبُلَةٍ : لحمةٌ صلبةٌ حوالي الحلقوم ، كالغُنْدُوبِ كعُنْقُود. الجمع : غَنَادِبُ ، وغَنَادِيبُ.

والغُنْدُبَتَانِ : لحمتانِ شبه الغُدَّتينِ في اللهْزَمَتَين ، أَو غُدَّتانِ في أَصل اللسان ،

__________________

(١) المجادلة : ٢١.

(٢) عبس : ٣٠.

(٣) الكهف : ٢١.

(٤) الفائق ٣ : ٧٣ ، النّهاية ٣ : ٣٧٦.

(٥) الفائق ١ : ٤٢.

(٦) ليست في « ت ».

(٧) البخاريّ ١ : ١٤٥ ، مسند أحمد ٤ : ٣٦٠.

(٨) ليست في « ت ».


أَو لحمتان مكتنفتان ( للهاة ) (١).

غيهب

الغَيْهَبُ ، كزَيْنَبَ : الظّلمةُ الشّديدةُ ـ كالغَيْهَبَانِ ـ واللّيلُ المظلمُ المُدْلَهِمُّ ..

ومن الخيل : الأَدهمُ الشّديدُ الدُّهمَةُ ..

ومن الإِبل : الأَسودُ الشّديدُ السّوادِ ..

ومن الأَكسِيَةِ : الكثيرُ الصّوف.

ورجلٌ غَيْهَبٌ : بليدٌ أَو ثقيلٌ.

ورجلٌ غَيْهَبَانٌ : كثيرُ الأَكلِ نَهِمٌ.

وغَهِبَ عن الشّيءِ غَهَباً ، كتَعِبَ : غَفَلَ عنه ونَسِيَهُ ، ومنه : الغِهِبَّى ـ كزِمِكَّى ، وتمدُّ ـ وهي أَوَّلُ الشَّباب ؛ لأَنَّه وقتُ الغفلات.

وغَيْهَبَةُ القومِ : جَلَبتُهُم في القتال.

واغْتَهَبَ اغْتِهاباً : سارَ في الغَيْهَبِ.

ومن المجاز

جعلَهُ في غَيْهَبانِهِ ، أَي في بطنِهِ ؛ لأَنَّه مظلم.

الأَثر

( أَصَابَ صَيْداً غَهَباً ) (٢) كسَبَب ، أَي عن غفلة من غير تعمُّدٍ ، وأصلُهُ : الغَيْهَبُ ؛ لأَنَّ الغافل ( عن الشّيء ) (٣) كأنَّما أَظلَمَ عليه الشيءُ وخفيَ فلا يفطنُ له.

غيب

غَابَ يَغِيبُ غَيْباً ، وغَيْبَةً ، وغَيْبُوبَةً ، وغِيَاباً بالكسر ، وغُيُوباً بالضّمِّ ، ومَغِيباً ، ومَغَاباً : خلافُ حَضَرَ ..

والشّمسُ والقمرُ : استَتَرا عن العين ..

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) الفائق ٣ : ٨٢ ، النّهاية ٣ : ٣٩٨.

(٣) ليست في « ت ».


و ـ الشّيءُ عن باله (١) : عَزَبَ (٢) ، فهو غَائِبٌ. الجمع : غُيَّبٌ ، وغُيَّابٌ ، وغَيَبٌ كخَدَم.

وغَابَ الشّيءُ في الشّيء غِيبَةً ، وغِياباً ، وغِيَابَةً بكسرهنَّ ، وغُيُوبَةً بالضّمِّ : استَتَرَ فيه ، كتَغَيَّبَ.

والغَيْبُ ، كبَيْتٍ : ما غَابَ عن الحسِّ والعقل ـ تسميةً بالمصدر ، أَو مخفَّفٌ من غَيِّبٍ ، كهَيْنٍ وهَيِّنٍ ـ وما غَابَ وخفيَ عنك ولم ترَهُ ـ ومنه : سَمِعْتُ صَوتاً من وراءِ الغَيْبِ ، أَي من موضعٍ لا أَراهُ ـ والمطمئِنُّ من الأَرض ، والحفرةُ في موضع الكُلْيَةِ ، ومنه : شَرِبَت الإِبلُ حتّى وارَتْ غُيُوبَ كُلاها ، ويستعمل في الشكِّ والظنِّ ؛ يقال : أَنا في غَيْبٍ من ذلك ، أَي في شكٍّ منه ، وهو يقول ذلك بالغَيْبِ ، أَي بالظّنِّ.

وغَايَبَهُ : غَابَ عنه ؛ تقول : أَنا معكم لا أُغَايِبُكُم.

وهم يشهدون أَحياناً ويُغايِبُونَ أَحياناً.

وتَغَايَبُوا : خلافَ تَشاهَدُوا.

وغَيَابَةُ الجُبِّ : قعرُهُ.

وما غَيَّبَ شيئاً وسترَهُ فهو غَيَابٌ ، وغَيَابةٌ ، كسَحَاب وسَحَابَة.

ووقعوا في غَيَابَةٍ وغَيْبَةٍ من الأَرض : في هَبْطَةٍ.

والغَابَةُ : الأَجمَةُ من القصب ، والملتفُّ من الشّجرِ ، والوَهْدَةُ من الأَرضِ ؛ لأَنَّه يَغِيبُ فيها من يدخلها ، والطَّويلُ من الرِّماح ، أَو المضطرِبُ منها. الجمع : غَابٌ ، وغَابَاتٌ.

ومن المجاز

أَتَوْنَا في غَابَةٍ ، وغَابٍ من الرِّماح ، أَي

__________________

(١) في « ت » : « غرباً له » ، بدل « عن باله » ، وهي تصحيف ، والمثبت عن « ج » « ش ».

(٢) في « ت » و « ش » : « غرب » ، والمثبّت عن « ج ».


في رماحٍ كثيرةٍ ، كالشّجراءِ (١) الملتفَّةِ.

وجاءَنا غَابَةٌ من النّاس ، أَي جمعٌ.

وولَجَ غَابَةَ الجمع : دخل وسط النّاس.

والغَابَةُ : موضع سافلَ (٢) المدينة من جهة الشّام ، ووَهِمَ من قال : من عَوَالِيَها.

وغَيَّبْتُ الشّيءَ تَغْيِيباً : سترتُهُ ، وجعلتَهُ غَائِباً ، وتَغَيَّبَ هو عنِّي ، ولا تقل : تَغَيَّبَنِي ، إِلاَّ في ضرورة الشِّعر.

واغْتَابَهُ اغْتِيَاباً : ذكرَهُ بما فيه من المَعَائِب ، كغَابَهُ ، وتَغَيَّبَهُ ، والاسمُ : الغِيبَةُ بالكسر ، فإِن ذكرَهُ بما ليس فيه فهو البُهْتانُ ، والغِيبَةُ في بَهْتٍ ، ولا تكون الغِيبَةُ حَسَنَةً إِلاَّ مجازاً ، كالبشارةِ في الشّرِّ.

وأَغَابَتِ المرأَةُ ، كأَصابَتْ : غَابَ زوجُها ، فهي مُغِيبٌ ، ومُغِيبَةٌ ، ومُغْيِبٌ كمُحْسِن شاذٌّ.

وغَائِبُ الرَّجلِ : ما غَابَ عنه ؛ اسمٌ كالسَّاعِد (٣).

وغَيْبَانُ الشَّجرِ ، كمَيْدان وقد تشدَّد الياء : عروقُهُ الّتي تَغَيَّبَتْ منه ؛ يقال : بدا غَيْبانُ العود ، إِذا أَصابَهُ البعاقُ من المطرِ فاشتدَّ السَّيلُ فحفر أُصولَ الشَّجرِ حتّى تظهرَ عروقُهُ.

الكتاب

( يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) (٤) إِمَّا مصدرٌ بمعنى الغَائِب ، أَو مخفَّفُ « فَيْعِل » كهَيْن وهَيِّن ومَيْت ومَيِّت ، وأَيّاً ما كان فالمرادُ به : الغائِبُ عن الحسِّ والعقل الذي لا يُدْرَكُ بواحد منهما ابتِدَاءً ، ولا تدركُهُ بدايَةُ العقول ، وإِنَّما نَعْلَمُ منه ما أُعلمناهُ ، أَو نُصِبَ لنا عليه دليلٌ ، كالصَّانِع وصفاتِه والنّبوَّاتِ وما يتعلَّقُ بها من الشّرائِع ،

__________________

(١) في « ت » و « ش » : « كالشّجر » ، وفي « ج » : « كالشّجرة » ، والمثبت عن الأساس : ٣٣١.

(٢) في « ش » : « ساحل ».

(٣) أَي أَنَّه ليس مشتقّاً من الغيبوبة.

(٤) البقرة : ٣.


والآخرةِ وأَحوالها.

ويجوز أَن يكون مصدراً على حالِه بمعنى الغَيْبَةِ ، أَي يؤْمنونَ مُلْتَبِسينَ بالغَيْبِ ، ومعناهُ : غَائِبيِنَ عن المؤمِنِ به ، لا كالمنافقين الَّذِينَ ( إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ) (١).

أَو المرادُ به : القلبُ ؛ لأَنَّه مستورٌ ، أَي يؤْمنونَ بقلوبِهِم ، لا كالّذين ( يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) (٢).

( لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ) (٣) أَي وأَنا غَائِبٌ عنه ، أَو وهو غَائِبٌ عنِّي ، أَو وراءَ الأَستار والأَبواب المغلقة.

( يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ ) (٤) يخافونَ عذابَهُ غَائِباً عنهم أَو غَائِبيِنَ عنه ، أَو بسرائِرِهم ، أَو بالدّليل وإِن لم يَنْتَهِ إِلى العيان ، فعند الانتهاءِ إِليه لم يبق للخشية فائدةٌ.

( وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ ) (٥) يَرْجُمونَ بالظّنِّ فيقولون : لا بَعْثَ ولا جنَّةَ ولا نارَ ، أَو يتكلَّمونَ في الرّسول بما لم يظهر لهم ، فيقولون : هو ( ساحر و) (٦) شاعرٌ ومجنونٌ.

( فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ) (٧) في قعرِهِ ، وقيل : شبهُ طاقٍ فُوَيْقَ الماءِ.

( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٨) يختصُّ به عِلْمُ ما غَابَ عن العِباد فيهما.

( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) (٩) أَي من شيءٍ شديدِ الغَيْبُوبَةِ فيهما ، وهي إِمَّا مصدرٌ كالعاقِبَةِ ،

__________________

(١) البقرة : ١٤.

(٢) آل عمران : ١٦٧.

(٣) يوسف : ٥٢.

(٤) الأنبياء : ٤٩ ، فاطر : ١٨ ، الملك : ١٢.

(٥) سبأ : ٥٣.

(٦) ليست في « ت ».

(٧) يوسف : ١٠ و ١٥.

(٨) هود : ١٢٣ ، النحل : ٧٧.

(٩) النّمل : ٧٥.


أَو اسمٌ لما يَغِيبُ ويخفى ، والتّاءُ للنّقل إِلى الاسميَّة كالذَّبِيحَة ، أَو من الصّفات الغَالِبَة والتّاءُ للمبالغة كالرَّاوِيَةِ.

الأَثر

في حديث عهدة الرّقيق : ( لا داءَ ولا خِبْثَةَ ولا تَغْيِيبَ ) (١) التَّغْيِيبُ : أن لا تَبيعَهُ ضالَّةً ولا لُقَطَةً.

( لا يَدْخُلَنَّ رجلٌ على مُغِيبَةٍ ) (٢) كمُجِيبة من غَابَ زوجها عن منزِلِها ؛ سواءٌ كان في بلدها أَو لا.

( وإِنَّ نَفَرَنا غَيَبٌ ) (٣) بفتحتين جمعُ غَائِبٍ ، كخَادِم وخَدَم.

لمَّا هَجَا حسَّان قريشاً قالَت قُريشٌ : ( إِنَّ هذا الشَتْمَ ما غابَ عنه ابنُ أَبي قحافَةَ ) (٤) عنَوا أَنَّ أَبا بكرٍ عالم بالأنساب والأَخبار فحسَّانٌ يراجعُهُ ويسائلُهُ عنها.

( وتُصْلِحُ بِهَا غَائِبي ) (٥) أَي باطني بالإِيمان الخالصِ ، أَو من غَابَ عنِّي مِمَّن يَعْنيني أَمرُهُ.

( غَيِّبَاتُ السّرائِرِ ) (٦) غَائِباتُها الّتي لم يطّلع عليها أَحدٌ ، جمع غَيِّبَةٍ ( مشددة ) (٧) ، كطَيِّبَة وطَيِّبَات.

المصطلح

غَيْبُ الهُويَّة ، والغَيْبُ المطلَقُ : هو ذاتُ الحقِّ باعتبارِ أَلاَّ تَعَيُّنَ.

الغَيْبُ المَصُونُ ، والغَيْبُ المَكْنُونُ : هو سرُّ الذَّات وكُنْهُها الذي لا يعرفُهُ إِلاَّ هو ، ولهذا كان مَصوناً عن الأَغيارِ مكنوناً

__________________

(١) غريب الحديث لابن الجوزيّ ٢ : ١٦٨ ، النّهاية ٣ : ٣٩٩.

(٢) صحيح مسلم ٤ : ١٧١١ / ٢٢ ، غريب الحديث لابن الجوزيّ ٢ : ١٦٨.

(٣) النّهاية ٣ : ٣٩٩ ، وسقط الأَثر من « ت » وأثبتناه عن « ج » و « ش ».

(٤) الغريبين ٤ : ١٣٩٧ الفائق ٣ : ٨٤ ، النّهاية ٣ : ٣٩٩.

(٥) سنن الترمذيّ ٥ : ١٤٧ / ٣٤٧٩.

(٦) بحار الأنوار ٩٥ : ٢٦٥.

(٧) ليست في « ت ».


عن العقول والأَبصار.

الغَيْبَةُ : غَيْبَةُ القلب عن عِلْمِ ما يجري من أَحوال الخلق بل من أَحوال نفسِهِ لاستيلاءِ سلطان الحقيقة عليه ، فهو حاضرٌ بالحقِ غَائِبٌ عن نفسِهِ والخَلْقِ.

المثل

( غَيَّبَهُ غَيَابُهُ ) (١) كسَحَاب ، هو ما يُغَيِّبُ الشّيءَ ويُخْفيهِ ، فكأَنَّه أُريد به القبر ، أي دُفِنَ في قبرِه. يضرب في الدّعاءِ على الإِنسان بالموتِ.

فصل الفاء

فبب

فُبٌ ، كَلُبٍّ : موضعٌ عند المسجد الجامع بالكوفة ، أَو بطنٌ من همدان ، منه : سَعْدانُ بنُ بِشْرٍ الفُبِّيُ الجُهَنِيُّ ، أَو اسمُهُ سعيدٌ وسَعْدانُ لقبُهُ.

فرب

فَرَّبَتِ المرأَةُ تَفْرِيباً : ضيَّقَتْ فَرجَها بالأَشياءِ العَفِصَةِ ، والباءُ فيه مبدلةٌ من الميم ، قال الزَّمخشريّ : هو التَّفريمُ والتَّفرِيبُ (٢).

وفَرَابُ ، كسَحَابٍ : قرية على ثماني فراسخ من سَمَرْقَنْدَ.

وكرُمَّان : قريه بإِصبهان.

وفَارَيَابُ ، بفتح الرّاء والياء لا بكسرهما : بلد بنواحي بَلْخَ ، بينهما اثنان وعشرونَ فرسخاً ، والنَّسبةُ إِليها : فَارَيَابِيّ على لفظها ، وفَرَيَابيّ بإِسقاط الأَلف ، وفَيْرَيَابيّ بقلب الأَلفِ الأُولى ياءً.

وفَارَابُ ، كسَابَاط : بَلَدٌ (٣) فوقَ

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٦٣ / ٢٦٩٤.

(٢) الفائق ١ : ٢١٣.

(٣) في « ت » رمز بحرف العين ووضعت عليه الدال أيضاً ، وفي « ج » : « موضع » ، والمثبت عن « ش » موافقة لما في أنساب السّمعانيّ ٤ : ٣٣١ ، والقاموس.


الشّاش ، أَو هو اسمٌ لناحيةٍ وراءَ نهرِ جَيْحونَ من بلاد التّرك ، ومدينتها : كدر (١) ، منها : أَبو نصرٍ محمَّدُ بنُ محمَّدٍ الفارَابِيُ الحكيم المشهور ، وإِسحاقُ بن إِبراهيم الفَارَابِيُ صاحبُ ديوان الأَدب في اللّغة ؛ وهو خال الجوهريِّ صاحبِ الصّحاحِ.

فرفب

الفَرَافِبُ ، كأَثَارِب : شجرٌ تتَّخذُ منه الرِّحالُ ، وهو ممَّا جاءَ على لفظ الجمع ولا واحد له.

فرقب

فُرْقُبٌ كقُطْرُب : موضع ، منه الثّيابُ الفُرْقُبِيَّةُ ، ومنه الحديثُ : ( فأَقبلَ شيخٌ عليه حِبَرَةٌ وثَوْبٌ فُرْقُبِيٌ ) (٢)

قال الزّمخشريُّ : الفُرْقُبِيَّةُ والثُّرْقُبِيَّةُ ، بإِبدال الفاءِ ثاءً : ثيابٌ مصريَّةٌ بيضٌ من كَتَّانٍ ، ورويَ بقافين نسبةٌ إلى قُرْقُوب.

وزهيرُ بنُ مَيْمونَ القُرْقُبِيُّ : رجلٌ من أَهل القُرآن ، يروى بالفاءِ والقاف ، وقيل : الفُرْقُبِيُ : الذي يَدُقُّ الذّهبَ يليِّنُهُ ويرقِّقُهُ.

فرنب

الفِرْنِبُ ، كحِصْرِم : الفأْرُ ، أَو ولدُهُ ، أَو هو ولدُ الفأرِ من اليربوعِ.

[ فسلب ]

الفَسْلَبَةُ (٣) : انتزاعك الشّيءَ من يد غيرك كالمغتصب له ؛ عن ابن دريد.

__________________

(١) كذا في النسخ بلا ضبط.

(٢) الفائق ٣ : ١٠٨ ، النّهاية ٣ : ٤٤٠.

(٣) كذا في « ت » و « ج » وسقط من « ش » وفي الجمهرة ٢ : ١١٢٥ ؛ الغسلبه.


فصل القاف

قأب

قَأَبْتُ الطّعامَ ، كمَنَعَ : أَكلتُهُ ..

والماءَ : شربتُهُ ، كقَئِبْتُهُ ، ولا تقل : قَأَبْتُ الماءَ ، إِلاَّ إِذا شربت كلَّ ما في الإِناءِ.

وقَئِبَ الرّجلُ ، كتَعِبَ : أَكثرَ من شُرْبِ الماءِ ..

ومن الشّرابِ : امتلأَ ، فَهُوَ قَئِبٌ كفَرِح ، ومِقْأَبٌ كمِنْبَر.

والقَؤُوبُ من الرّجال : الكثيرُ الشُّرْب ..

ومن الآنية : الكثيرُ الأَخذ للماءِ ، كالقَؤُوبِيِ كسَلُوقِيّ.

قبب

قَبَ اللّحمُ يَقِبُ ـ بالكسر ـ قُبُوباً : ذهبت طراوَتُهُ ..

والتّمرُ ، والجلدُ ، والجرحُ ونحوه : جفَّ ، كقَبَّبَ تَقْبِيباً ..

والنّبتُ : يَبِسَ ، كقَبَ يَقُبُ ـ بالضّمِّ ـ قَبّاً ..

والقومُ في الخصومة : اصطَخَبوا ..

والأَسدُ والفحلُ قَبّاً ، وقَبِيباً : سُمِعَت (١) قعقعةُ أَنيابِهِ ، وقَبَّتْ أَنيابُهُ : قَعْقَعَتْ.

وقَبَ بطنُهُ قَبَباً ، من بابِ تَعِبَ : ضَمُرَ ، كقَبِبَ على الأَصل ، فهو أَقَبُ وهي قَبَّاءُ.

وخيلٌ قُبٌ : ضوامرُ ، وفيها قَبَبٌ (٢) : ضُمُورٌ.

ونساءٌ قُبٌ : دقيقاتُ الخُصُورِ.

وسُرَّةٌ مَقْبُوبَةٌ ، ومُقَبَّبَةٌ : ضَامرةٌ.

__________________

(١) في النّسخ : سمع والأنسب ما اثبتناه انظر التّاج.

(٢) في « ج » : « قُبّ » بدل : « قَبَبٌ ».


وقَبَّبْتُ طيَّ الثّوب أَو الطّومار ، إِذا أَدمجتهُ قَبّاً.

والقُبَّةُ ، بالضّمِّ : كلُّ بناءٍ مدوَّرٍ سواء كان من حجرٍ أَو شَعَرٍ ونحوِه. الجمع : قُبَبٌ ، وقِبَابٌ. وصانعها : قَبَّابٌ.

وقَبَّبَ الرّجلُ قُبَّةً ، وقِباباً : بناها ، وتَقَبَّبَها : دخلها.

وبيتٌ مُقَبَّبٌ : عُمِلَ فوقهُ قُبَّةٌ ، والهوادجُ تُقَبَّبُ.

وقُبَّةُ الإِسلامِ : البصرةُ.

وقُبَّةُ الكوفةِ : هي الرّحبةُ.

وقُبَّةُ الرّحمةِ : بالإِسكندريَّة.

وقُبَّةُ جالينوسَ : بمصر.

وقُبَّةُ الحمار : كانت ببغداد وكان يُصْعدُ إِليها على حمارٍ لطيفٍ ، أَنشأَها المكتفي.

وقُبَّةُ الفِرْكِ : موضعٌ بِكِلْوَاذا.

وقُبَّةُ الدِّيباجِ : لقبُ البيضاءِ بنتِ عبد المطَّلب بن هاشمٍ ، أو أُختِها (١) بَرَّةَ ، أَو عمَّتِها خالدةَ بنتِ هاشمٍ.

وذو القُبَّةِ : حنظلةُ بنُ ثعلبةَ ؛ لأَنَّهُ نصب قُبَّةً بصحراءَ ذي قارٍ.

وقَبَّهُ قَبّاً ، كقَتَلَ : قَطَعَهُ ، كاقْتَبَّهُ اقتِباباً.

والقَبُ ، كفَلْسٍ : الخشبةُ التي في وَسَطِ البكْرَةِ ( وعليها تدور ، أَو الّتي (٢) فوقَ أَسنانِ المَحالَةِ ، أو الخَرْقُ وسطَ البكرةِ ) (٣) ، أَو الثُّقْبُ يجري فيه المِحْوَرُ من المَحالة ، وما يُدْخَلُ في جيبِ القميصِ من الرّقاعِ ، وظهرُ الدرعِ ، ومكيالٌ يكال به.

ومن المجاز

هو قَبُ قومه ، وهو القَبُ الأَكبرُ ، وهو الشّيخُ الّذي عليه مدارُ أَمرهم ، ويطلق على : الخليفةِ ، والملكِ ، والرّئيسِ ، والفحلِ من النّاسِ والإِبلِ.

وقُبٌ ، بالضّمِّ : بطنٌ من مُرادَ ، منه :

__________________

(١) في « ت » و « ج » : « وأختها ».

(٢) في « ج » : « والّتي ».

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت ».


عِمرانُ بنُ سليمانَ القُبِّيُ المراديُّ.

وكعِهْن : العَجْبُ ؛ يقال : ( أَلزِقْ ) (١) قِبَّكَ بالأَرض ، أَي اقْعُد ، ويقال للشّيخ أَيضاً : هو قِبُ القومِ.

وكفِضَّة وتخفَّفُ : حِفْثُ الكَرِشِ ، وهي ذاتُ الأَطباقِ.

والقَابُ ، كشَابّ : العامُ الذي بعد العامِ القابلِ ، قال خالدُ بنُ صفوانَ لابنه : يا بنيَّ إِنَّكَ لا تفلحُ العامَ ولا قَابل ولا قَابَ ولا قُباقِبَ ولا مُقَبْقِبَ (٢). كلٌّ منها اسمٌ لسنةٍ بعد سنةٍ ، وقُباقِبُ بالضّمِّ ومُقَبْقِبٌ على اسم الفاعل.

والقَابَّةُ ، كشَابَّةٍ : القطرةُ من المطر ؛ يقال : ما وقعتِ العامَ قابَّةٌ.

وعن الأَصمعيِّ : ما سمعنا هذا العامَ قابَّةً ، أَي رعداً (٣).

والقَبَّانُ ، كعَفَّان : القِسْطاسُ ؛ معرَّبُ « كپَّان » بالكاف والباءِ العجميَّة ، قال الشّعبيُّ : معناهُ العَدْلُ بالرّوميَّةِ (٤). قيل : ونونُهُ زائدةٌ من وجهٍ ، فوزنُهُ « فَعْلانُ » وهذا موضعُ ذكرِه ، وأَصليَّةٌ من وجهٍ ، فوزنُهُ « فَعَّالٌ » (٥) فموضعُهُ « ق ب ن ».

والقَبْقَبُ ، كغَيْهَب : خشبُ السّرج ، كالقَيْقَبَان ، ويطلقهُ المولَّدون على سَيْرٍ يعترضُ وراءَ القربوسِ المؤَخَّرِ.

ومن المجاز

فلانٌ قَبَّانٌ على فلانٍ ، أَي أَمينٌ عليه.

وحمارُ قَبَّانَ وعَيرُ قَبَّانَ : دويبةٌ مستديرةٌ بِقَدرِ الدّينار ، ضامرةُ البطن مرتفعةُ الظّهر ، على ظهرها شِبْهُ المجنِّ ، إِذا لُمِسَتْ اجتمعت ، وهو « فَعْلانُ » من قَبَ ؛ لأَنَّ العرب التزمت منعَه من الصّرف ، وهو معرفةٌ عندهم ، وإِذا جمعتَهُ قلت : رأَيتُ عدَّةً من حُمُرِ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) كتاب العين ٥ : ٢٦.

(٣) الصحاح.

(٤) تاريخ أصبهان ١ : ٤٥٨.

(٥) في النّسخ : « فعلال » ، والمثبت عن المصباح المنير ٢ : ٤٨٧.


قَبَّانَ ، ومنه المَثَل : ( أَذَلُّ مِنْ حِمارِ قَبَّانَ ) (١).

وقَبَّانُ أَيضاً : مدينةٌ وولايةٌ بأَذربيجان قربَ تبريزَ.

والقُبَابُ ، كغُرَاب : القاطعُ من السّيوف ونحوها ، والضّخمُ العظيمُ من الأُنوفِ.

وبلا لامٍ : من آطام المدينة ، أَو هو قَبَابَةٌ كضَبَابَة (٢).

وكَكِتَابٍ : نوعٌ من السّمك ، وموضعٌ بنجد ، وآخر بسمرقند ، وقريةٌ بأَسفل مصر ، ومحلَّة بنيسابور.

وقِبَابُ لَيْثٍ : قريةٌ قرب بعقوبا.

والقَبِيبُ ، كأمِيرٍ : الأَقِطُ خُلِطَ رَطْبُهُ بيابسِهِ.

وككُمَيْت : ابنُ ثُمامةَ ؛ من سَلِيطٍ.

وقُبَيْباتٌ ، مصغَّرة : ماء لبني تميمٍ ، وآخرُ لبني تَغْلِبَ ، وبئرٌ دونَ المَغِيثةِ ، وموضع بالحجاز ، وآخر بظاهر دمشق ، ومحلَّةٌ ببغداد.

والقَبَّابُ ، كعَبَّاس : الأَسدُ كالمُقَبْقِبِ ، وموضع بأَذربيجانَ.

وقُبِّينُ ، بالضمِّ مشدَّدةً : موضع بالعراق.

وقَبْ ، مخفَّفاً : حكايةُ وقع السيف.

وقَبْقَبَ السيفُ في الضريبةِ قَبْقَبَةً ، وقَبْقَاباً ، إِذا قال : قَبْ ..

والفحلُ : هَدَرَ وقَعْقَعَ أَنيابَهُ ..

والرّجلُ : حَمُقَ.

والقَبْقَبُ ، كرَبْرَبٍ : البطنُ.

وبالكسر : صدفٌ بحريٌّ.

والقَبْقَابُ ، بالفتحِ : حذاءٌ من خشبٍ ( معروفٌ ) (٣) ، وخَرَزَةٌ يصقلُ بها الثّيابُ ، والجملُ الهدَّارُ ، والرّجلُ المهذارُ والكذَّابُ ، والفَرْجُ أَو الواسعُ الكثيرُ الماءِ ؛ إِذا أَولَجَ الرّجُلُ ذَكَرهُ فيه

__________________

(١) جمهرة الأمثال ١ : ٤٧٠ / ٨٤٠.

(٢) لكن المصنّف ذكره في مادة « قبب » أنّه « قُبَابة » بالضّمّ.

(٣) ليست في « ت ».


قَبْقَبَ ؛ أَي صوَّتَ.

والقُباقِبُ ، بالضمِّ : الرَّجُلُ الجافي ، والكثيرُ الكلام ، وماءٌ لبني تَغلِبَ ، ونهرٌ بالثّغر قرب مَلطِيَّةَ (١).

الأَثر

( خَيْر النّاسِ القُبِّيُّونَ ) (٢) بالضّمِّ ، هم الّذين يسردون الصّوم حتّى تَضْمُرَ بطونُهُم ؛ عن ثَعلبٍ.

قتب

القَتَبُ ، كسَبَبٍ : رَحْلٌ صغيرٌ على قَدْرِ سنامِ البعيرِ ، كالقِتْبِ كعِهْنٍ ، والأَوَّلُ أَكثرُ. الجمع : أَقْتَابٌ. وبائعُها : قَتَّابٌ ، كشَدَّاد.

وأَقْتَبْتُ البعيرَ إِقْتَاباً (٣) : شَدَدتُهُ عليه ، كقَتَبْتُهُ قَتْباً كضَرَبْتهُ ، وهي لغةُ تميم وقَيْسٍ.

والقَتُوبَةُ ، كحَمُولَةٍ : الإِبل التي تُشَدُّ عليها الأَقْتَابُ.

ومن المجاز

قولهم للمُلِحِّ : هو قَتَبٌ مِلْحاحٌ ، وهو قَتَبٌ يعضُّ بالغاربِ.

وأَقْتَبْتُ زيداً يميناً ، وأَقْتَبْتُهُ (٤) في اليمين ؛ إِذا غلّظت عليه ؛ كأَنَّما وضعت عليه قَتَباً.

وأَقْتَبَهُ الدَّينُ : فَدَحَهُ.

ورجلٌ مُقَتَّبُ الكاهلِ ، كمُعَظَّم : مُحْدَوْدِبُهُ.

وفي كاهلِ الفرس تَقْتِيبٌ : احْدِيدَابٌ.

والقِتْبُ ، كعِهْن : المِعَى ـ كالقِتْبَةِ ـ وما استدارَ من البطن ، وأُكافٌ صغيرٌ يوضع على السَّانية أَو جميع أداتها من أَعلاقِها

__________________

(١) في « ت » : « مطليّة » والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٢) الفائق ٣ : ١٥٥ ، النّهاية ٤ : ٣.

(٣) في « ش » زيادة : « واقتببته اقتباباً ». ولعلها مصحّفة عن « واقتتبته اقتباباً ». مصحّفة عن « واقتتبته اقتتاباً ».

(٤) في « ت » و « ج » : « واقتَتَبت زيداً يميناً واقْتَتَبْتُهُ » ، والمثبت عن « ش ».


وحبالها. الجمع : أَقْتابٌ.

وقَتَبْتُهُ ، كطَلَبْتُهُ : أَطعمتُهُ الأَقْتابَ المشويَّةَ ؛ ( وهي الأَمعاءُ ) (١).

ورجل قَتِبٌ ، كفَرِح : نَزِقٌ سريعُ الغضب.

وقُتَيْبَةُ : تصغيرُ القِتْبَةِ ؛ وهي المِعَى ، وبها سُمِّيَ الرَّجلُ ، والنِّسبةُ إِليه : قُتَبِيٌ كجُهَنِيّ ، وقُتَيْبِيٌ كحُسَيْنِيّ.

وذُو قَتَابٍ ، كسَحَاب ويكسر : من أَذواءِ حِمْيَر.

وكسَحَاب : موضع باليمن.

وككِتَاب : ابنُ حفصٍ ؛ محدِّثٌ.

وقِتْبَانُ ، كحِمْرَان : ابنُ رَدْمانَ ؛ من ذي رُعَيْنٍ ـ ينسب إِليه محدِّثونَ من أَهل مِصْرَ ـ وموضعٌ بنواحي عَدَنَ.

وعُمَرُ بنُ نوحٍ العَبْدِيُ القَتَّابُ ، كشَدَّاد : محدِّثٌ من أَهلِ البصرةِ كان يبيع الأَقْتَابَ.

الأَثر

( لَا صَدَقَةَ فِي الإِبِلِ القَتُوبَةِ ) (٢) كحَمُولَة ورَكُوبَة ، يريد العوامل ؛ لأَنَّها تُشَدُّ بالأَقْتَاب وتَحمِلُ الأَحمالَ ، « فَعُولَةٌ » بمعنى « مَفْعُولَةٍ ».

المثل

( لَزَّهُ القَتَبُ ) (٣) أَي عضَّهُ. يضرب لمن لَزِمتهُ الحُجَّةُ.

( مَا لَهُ قَتُوبَةٌ ) (٤) كحَمُولَةٍ ، أَي شيءٌ يَحمِلُ عليه. يضرب لمن ليس له شيءُ أَصلاً.

قثب

المَقَاثِبُ ، كمَكَارِم : العطايا ؛ وكأَنَّ الباءَ بدلٌ من الميم ؛ من قولهم : قَثَم ( له من ) (٥) مالِهِ ، إِذا أَعطاهُ فأَكثرَ.

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) الفائق ٣ : ١٥٨ ، النّهاية ٤ : ١١.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٢٠٢ / ٣٤٢٦ ، وفيه : « لزَّ القتَبَ ».

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٦٦ / ٣٧٧٢.

(٥) ليست في « ت ».


قحب

قَحَبَ ـ كقَتَلَ ـ قَحْباً ، وقُحُوباً ، بالضّمِّ : سَعَلَ ، والاسمُ : القُحَابُ ، كالسُّعال زنةً ومعنىً.

وسُعالٌ قَاحِبٌ : شديدٌ.

وبه قَحْبَةٌ ، أَي سعالٌ.

والقَحْبَةُ : البغيُّ ؛ أَخذاً من القُحَابِ ؛ لأَنَّها تَسعَلُ وتَتَنَحْنَحُ إِذا مرَّ بها الرَّجلُ تَرمِزُ لهُ بذلك.

وعن ابنِ دريدٍ : أَحسبُ القُحَابَ فسادُ الجوفِ ، وأَحْسَبُ أَنَ القَحْبةَ من ذلك (١). الجمع : قِحَابٌ ، ككَلْبَة وكِلَاب.

وقد قَحَبَتِ المرأَةُ ـ كطَلَبَتْ ـ وتَقاحَبَتْ ، وتَقَحَّبَتْ ، إِذا فَجَرَت ، وقول الجوهريِّ : القَحْبَةُ مولَّدةٌ (٢) ، مدفوعٌ بإِثْبات الأَثبات لها.

وتسمِّي أَهل اليمن المرأَةَ : القَحْبَةَ ، ويقولون : لا تَثِقْ بِقَولِ القَحْبَةِ ولا تَغْتَرَّ بِطُولِ الصُّحبةِ (٣).

والقَحْبُ ، كفَلْس : مَن يأْخذُهُ السّعال ، ولغةٌ في القَحْمِ ـ بالميم ـ وهو المُسِنُّ الهَرِمُ ، وهي بهاءٍ.

قحطب

قَحْطَبَهُ قَحْطبَةً : صَرَعَهُ ..

وبالسّيف : ضربَهُ. وبالمصدر سُمِّي الرّجل.

والقَحْطَبِيُّونَ : جماعةٌ من المحدِّثين.

قرب

قَرُبَ ـ ككَرُمَ ـ قُرْباً ، وقُرْبَةً ، وقُرْبَى بضمِّهنَّ ، وقُرُبَةً بضمَّتين ، وقَرَابَةً بالفتح ، ومَقْرَبَةً مثلَّثة العين : خلاف بَعُدَ ، فهو قَرِيبٌ ، أَو القُرْبُ في المكانِ ، والقُرْبَةُ والقُرُبَةُ في المنزلةِ ، والقُرْبَى والقَرَابَةُ

__________________

(١) انظر جمهرة اللّغة ١ : ٢٨٢.

(٢) الصّحاح.

(٣) أساس البلاغة ٣٥٥.


و المَقْرَبَةُ في النَّسَب.

وقَرِبَهُ ـ كشَرِبَهُ ـ قُرْباً ، وقُرْبَاناً ، كهِجْرَان وغُفْرَان : دَنا منه ..

والأَمرَ : فَعَلَهُ ..

والشّيءَ : تعرَّضَ له ..

والمرأَةَ : جامعَهَا ، كقاربَهَا.

واقْتَرَبَ : قَرُبَ جدّاً.

وقَارَبَهُ قِراباً ، ومُقَارَبَةً : دَانَاهُ ..

والمرأَةَ : رفع رجلَها للجماع.

وتَقَارَبُوا ، واقْتَرَبُوا : قَرُبَ بعضُهُم من بعضٍ.

وجاؤُوا قُرَابَى ، كفُرَادَى : مُتَقَارِبِينَ.

وقَرَّبْتُهُ تَقْرِيباً فَتَقَرَّبَ : أَدنيتُهُ فَدَنا.

وهو يَسْتَقْرِبُ البَعيدَ : يَعُدُّهُ ويراهُ قريباً.

وتناولَهُ من قُرْبٍ ومن قَرِيبٍ ، ونزلوا قَرِيباً.

والقَريبُ : ذو الرحمِ ، وهم الأَقرباءُ ، والأَقارِبُ ، والأَقْرَبُونَ ، وهي قَرِيبَتِي ، وهُنَ القَرائِبُ ، وهو قَرَابتي ؛ أَي قَرِيبي ، ويلزمهُ الإِفرادُ والتّذكير ؛ لأَنَّهُ في الأَصل مصدرٌ ، وقال بعضهم : لا تقل : هو قَرَابَتِي ، بل ذو قَرَابَتِي ، والأَوَّلُ هو الثّبتُ ؛ لأَنَّهُ إِثباتٌ ، وممَّن نصَّ عليه الزّمخشريُّ في الأَساس (١) وهو الثّقة الثّبت ، وله شاهدٌ يأتي في الأَثر (٢).

وتَقَرَّبَ إِلى الله تعالى بكذا ، وفعلَهُ قُرْبَةً وتَقَرُّباً إِليه : طلب به المنزلَةَ عندَهُ والمثوبةَ لديه.

والقُرْبَانُ ، بالضّمِّ : ما يُتَقَرَّبُ به إِلى اللهِ تعالى ، وغلب على النّسيكة وهي الذَّبيحة ، ( وقرأ عيسى بن عمر : ( بقُرُبَانٍ ) (٣) بضمتين ) (٤). الجمع : قَرَابِينُ.

__________________

(١) أساس البلاغة : ٣٦٠.

(٢) وهو قوله « حامى على قرابته ».

(٣) آل عمران : ١٨٣. وانظر قراءة عيسى بن عمر في مختصر ابن خالويه : ٢٣ والمحتسب ١ : ١٧٧٦ ومعجم القراءات القرآنية ٢ : ٩١.

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».


وقَرَّبَ قُرْبَاناً : فعل ما يَتَقَرَّبُ به إِلى الله تعالى ، وذبحَ نسيكةً.

وقُرْبَانُ المَلِكِ ، بالضّمِّ والفتح : جليسُهُ الخاصُّ الذي يَتَقَرَّبُ بخدمتِهِ إِليه. الجمع : قَرَابِينُ ، ويستعمل مضموماً في الجمع أَيضاً فيقال : هو من قُرْبَانِ ( الملك ) (١) ، أَو هو حينئذٍ جمعُ قَرِيبٍ ، كبُعْدَان جمع بَعِيد.

وأَقْرَبَتِ المرأَةُ إِقْرَاباً : دنا وِلادُها ، فهي مُقْرِبٌ. الجمع : مَقَارِيبُ.

وأَقْرَبَ المهرُ والفصيلُ : قَارَبَ أَن يُلقي ثَنيَّتَهُ.

وتَقَارَبَ الزَّرعُ : دَنا إِدراكُهُ.

وقَارَبَ الرَّجلُ خطوَهُ : داناهُ ..

وزيداً بكلامٍ حَسَنٍ : ناجاهُ ..

وفي أَمرِهِ : تَرَكَ الغلوَّ وقصدَ السَّدادَ ..

وفي البيعِ : تَرَكَ الشَّطَطَ.

وشيءٌ مُقَارِبٌ ، بكسر الرَّاءِ : وسطٌ بين الجيِّدِ والرَّديءِ ، أَو دَنِيءٌ قليلُ الثَّمن ، وفتحُ الرَّاءِ خطأٌ أَو مخصوصٌ بالمتاعِ.

وقال ابنُ السِّكِّيت : ثوبٌ مُقَارِبٌ ، بالكسرِ : غير جيِّدٍ ، ومُقَارَبٌ ، بالفتحِ : رخيصٌ (٢).

وتَقَرَّبْ يا رَجُلُ : اعْجَلْ.

وفرسٌ مُقْرَبٌ ، كمُصْعَبٍ ، وخيلٌ مُقْرَبَةٌ ، وهو من مُقْرَبَاتِ الخيلِ ، وهي الّتي يُقَرَّبُ مَرْبطها ومَعْلفها لكرامتها ولا تُترَكُ أَن تَرودَ ، وقيل : إِنَّما يفعل ذلك بالحُجُور كيلا يقرَعَها فحل لئيمٌ.

وإِبلٌ مُقْرَبَةٌ : حُزِمَت للرُّكُوبِ.

وقِرابُ الشَّيءِ ـ بالكسر ـ وقُرَابُهُ ، وقُرَابَتُهُ ، بضمِّهما : ما قَارَبَ مقدارَهُ ؛ تقول : معه أَلفُ درهمٍ أَو قُرَابُ ذلك.

وسئل أَعرابيٌّ عن الوادي ، فقال : الماءُ قُرَابَةُ الرّكبتَينِ.

وجئْتُكَ قُرَابَ العشيِّ ـ بالضمِّ ـ أَي

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) انظر اصلاح المنطق : ٣٠٨.


قَرِيبَهُ.

وما هو بشَبيهِك ولا بِقُرَابَةٍ منك ـ كسُلَافَة ـ أَي قَرِيبٍ.

وقَدَحٌ قَرْبَانُ ، وقصعةٌ قَرْبَى ، كغَضْبَانَ وغَضبى : قَارَبا الامتلاءَ. الجمع : قِرَابٌ كغِضَاب ، وقد أَقْرَبْتُهُ إِقْرَاباً.

وقَرَبَ قِرَابَةً ، ككَتَبَ كِتَابَةً : سارَ ليلتَهُ طالباً للماءِ ليصبِّحَهُ في غدِهِ ، فهو قَارِبٌ ، وهي إِبلٌ قَوَارِبُ ، والاسمُ القَرَبُ ـ كسَبَب ـ تقول : هذه ليلةُ القَرَبِ.

وأَقْرَبَ القومُ إِقْرَاباً ، إِذا كانت إِبلهُم قَوَارِبَ ، فهم قَارِبُونَ على غير قياس ، ولا تقل : مُقْرِبُونَ.

والقِرْبَةُ ، كسِدْرَةٍ : سقاءٌ معروفٌ. الجمع : قِرَبٌ وقِرْبَاتٌ بسكون العين وفتحها وكسرها ، وكذلك جمع كلِّ ما كان على وزنِ سِدْرَةٍ.

والقِرَابُ ، ككِتَاب : غِمْدُ السيف ، وَشِبْهُ جرابٍ يضع فيه المسافرُ زادَهُ وسلاحَهُ.

وقد قَرَبْتُ السيفَ وأَقْرَبْتُهُ : أَدخلتُهُ في قِرَابِهِ ، فهو مَقْرُوبٌ ، ومُقْرَبٌ ، أَو إِقْرَابُهُ اتِّخاذُ قِرَابٍ له.

والقُرْبُ ، كقُفْل وعُنُق : الخاصرة ، أَو الموضع الرقيق أَسفلَ من السُّرَّةِ. الجمع : أَقْرَابٌ.

وقَرِبَ ، كتَعِبَ : اشْتَكاهُ ، كقَرَّبَ تَقْرِيباً.

وقَرَبْتُ الضيفَ ، ككَتَبْتُ : أَطعمتُهُ الأَقْرَابَ.

وخرج إِلينا مُتَقَرِّباً : مُتَخَصِّراً آخذاً بِقُرْبِهِ.

وقَرَّبَ الفرسُ تَقْرِيباً : رفع يديهِ معاً ووضعهما معاً ، وهو ضربٌ من العَدوِ فَوْقَ الخَبَبِ ودون الإِحضارِ.

والقَارِبُ ، كضَارِب : سفينةٌ صغيرةٌ للملاَّحينَ يستخفُّونَها لحوائجهم ، ويسمُّونها : السُّنْبُوكَ.

ومن المجاز

قَرَّبني فلانٌ : قال لي : « حيَّاك اللهُ وقَرَّبَ داركَ ».

وتَقَارَبَ مالُ فلانٍ : قلَّ وأَدبَرَ.


ورجلٌ مُتَقَارِبٌ : قصيرٌ.

والمَقْرَبُ ـ كمَذْهَب ، وبهاءٍ ـ : الطريق المختصر.

ومُقَرِّباتُ (١) الماءَ : تباشيرُهُ ؛ وهي حصىً إِذا رآها الحافرُ استدلَّ على قُرْبِ الماءِ.

وسمكٌ قَرِيبٌ : مملوحٌ في طرائَتِهِ.

وماءٌ قَوْرَبٌ ، كجَوْهَر : لا يطاق كثرةً.

وقُرَيْبٌ ، ككُمَيْت : ابن عبد الملكِ والدُ الأَصمعيّ ، وابنُ يعقوبَ الكاتبُ وغيرُهُما.

وبهاءٍ : بنتُ الحارث ، وبنتُ أَبي قحافةَ ؛ صحابيَّتان ، وبنتُ أَبي وَهَبٍ (٢) يُرْوى بالفتح والضمِّ ، وقولُ الذهبيِّ : لم أَجد أَحداً بالضمِ (٣) ، ضيق عطنٍ.

والقِرَبِيُّونَ ، بكسر أَوَّله وفتح ثانيه : محدِّثونَ ؛ نسبةٌ إِلى القِرَبِ جمع قِرْبَةٍ.

وابنُ أبي قِرْبَة : مُحَدِّثٌ.

وأَبو قِرْبَة (٤) : كنيةُ فرسِ عُبَيْدِ بنِ أَزهَرَ.

والقَرَّابُ ، كعَبَّاس : لقبُ جماعةٍ من المحدِّثينَ.

والقُرْبى ، كحُبْلَى : لقبُ بعض القُرَّاءِ.

وبلا لام : ماءٌ قُرْبَ تَبالَةَ.

وكقُفْل : موضعٌ.

وذاتُ قُرْبٍ : موضعٌ له يومٌ.

وكغُرَاب : جبلٌ باليمن.

الكتاب

( إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (٥) ذكَّر « قَرِيبٌ » لأَنَّهُ

__________________

(١) ضبطت ضبط قلم في « ت » : « مَقْرَباتُ الماءِ » ، وفي التّاج « تَقَرُّبات الماءِ ». والمثبت عن الأساس.

(٢) كذا في النّسخ. والصّواب « بنت عبد الله بن وهب ». انظر التّاج وتقريب التّهذيب ٤ : ٤٣٠ ، وتهذيب الكمال ٣٥ : ٢٧٣. ولعلها مصحّفة عن « بنت ابن وهب ».

(٣) المشتبه : ٥٢٧.

(٤) وهي أيضاً كنيّةُ العباسِ بنِ علي 8 ، انظر تهذيب الكمال ٢٠ : ٤٧٩.

(٥) الأعراف : ٥٦.


بمعنى التّرحّم ، أَو لأَنَّهُ صفةٌ لمحذوفٍ ، أَي شيءٌ قَرِيبٌ ، أَو لتشبيههِ بفَعِيلٍ بمعنى مَفْعُولٍ ، أَو مصدر (١) كالصَّهِيل ، أَو للفرقِ بين القَرِيب نسباً وغيرِهِ ، أَو لأَنَّ تأْنيثَ الرّحمة غير حقيقيٍّ ، أَو لاكتسابها التّذكيرَ ممَّا أُضيفت إِليه. والمرادُ بقُرْبِهَا : قُرْبُ حصولها في الدّنيا والآخرةِ.

( فَإِنِّي قَرِيبٌ ) (٢) تمثيلٌ لحالهِ في سرعةِ إِجابتِهِ وإِنجاحِهِ حاجةَ سائلِهِ بحال من قَرُبَ مكانُهُ ، أَو قَرِيبٌ بالعلم والتّدبير والحفظ والكَلاءَةِ ، ونحوُهُ : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (٣) ، ويأتي في « ورد ».

( وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ) (٤) نهى عن قُرْبِها للمبالغة في النّهي عن مُوَاقَعَتِها ، ولأَنَ قُرْبَها داعٍ إِلى مباشرتها ، ومثلُهُ : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ) (٥) ، ( وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ ) (٦).

( يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) (٧) هو صخرةُ بيتِ المقدسِ ؛ فإِنَّها أَقْرَبُ إِلى السّماءِ بإِثني عشر ميلاً ، أَو من تحت أَقدامهم ، أَو من مَنابتِ شعوِرِهم ، ويأْتي في « ن د ي ».

( وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) (٨) مِنَ المَوْقِفِ إِلى النّار ، أَو من ظَهرِ الأَرض إِلى بطنها ، أَو من صَحْراء بدرٍ إِلى القليب ، أَو من تحت أَقدامِهِم إِلى الأَرضِ.

( وَيَتُوبُونَ مِنْ ) قَرِيبٍ (٩) قبلَ حُضُور الموتِ.

__________________

(١) في النّسخ « مصدراً ». انظر البحر المحيط ٤ : ٣١٣ ، والكشّاف ٢ : ١١١.

(٢) البقرة : ١٨٦.

(٣) ق : ١٦.

(٤) الأنعام : ١٥١.

(٥) الإسراء : ٣٢.

(٦) الأنعام : ١٥٢ ، الإِسراء : ٣٤.

(٧) ق : ٤١.

(٨) سبأ : ٥١.

(٩) النّساء : ١٧.


( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) (١) وتَقَرَّبْ بسجودك إِلى ربِّك ؛ فإِنَ أَقْرَبَ ما يكون العبدُ إِلى ربِّهِ إِذا سجد ، أَو صَلِّ لله وتَقَرَّبَ إِليه بتَوَفُّرِكَ على عبادتِهِ فعلاً وإِبلاغاً (٢).

( وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ ) (٣) يعتقدُ ما يُنفِقُهُ سبباً لحصول القُرُبَاتِ عند اللهِ وسبباً لصلوات الرّسول عليه ؛ لأَنَّه 7 كان يدعو للمتصدِّقينَ ، كقولِه : ( اللهمَّ صلِّ على آل أَبي أَوفى ) (٤) ، وجمع القُرُاباتِ (٥) باعتبارِ أَنواعِها أَو أَفرادِها.

( أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ ) (٦) شهادةٌ منه سبحانَهُ لهم ولأَمثالهم بصحَّة ما اعتقدوهُ ، وتأْنيثُ الضّمير باعتبار الخبر.

( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٧) خطابٌ لكلِّ إِنسانٍ ؛ كقولِه : ( وَقَضى رَبُّكَ ) ، أَو خطابٌ للرّسول 6 بأَن يوفّي أَقَارِبَهُ الحقوقَ الواجبةَ لهم في الفيء والغنيمة.

( وَلِذِي الْقُرْبى ) (٨) أَقَارِبِ رسول الله 6 من أَولاد هاشمٍ والمطَّلب بن عبد منافٍ ، دون عبد شمسٍ ونَوْفَلٍ وهما ابنا عبد منافٍ أَيضاً ؛ لقولِه 6 : ( إِنَّما بنو هاشمٍ وبنو المطَّلب شيءٌ واحدٌ ) (٩) وشَبَكَ بين أَصابعِهِ. وقيل : هم بنو هاشمٍ خاصَّةً ، وعليه جمهورُ الشّيعةِ.

( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١٠) أَي لا أَطلب منكم على التّبليغ أَجراً إِلاَّ المودَّةَ الكائنةَ في القُرْبى ؛ جُعِلوا مكاناً للمودَّةِ ومقرّاً لها.

__________________

(١) العلق : ١٩.

(٢) في « ش » : « وبلاغاً ».

(٣) التّوبة : ٩٩.

(٤) مسند أحمد ٤ : ٣٥٣ ، و : ٣٥٥.

(٥) في « ت » : « القُرابات ».

(٦) التّوبة : ٩٩.

(٧) الإسراء : ٢٦.

(٨) الأنفال : ٤١ ، الحشر : ٧.

(٩) شرح نهج البلاغة ١٢ : ٢١٧.

(١٠) الشّورى : ٢٣.


فإِن قيل : استثناءُ المودَّةِ من الأَجر يدلُّ على طَلَبِ الأَجرِ على التّبليغ وهو غيرُ جائزٍ كما جاءَ في قصصِ سائرِ الأَنبياءِ ولا سيَّما في الشّعراءِ ، وقد جاء في حقِّ نبيَّنا أَيضاً : ( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) (١) ( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) (٢) ، ثمَّ إِنَّ التّبليغ واجبٌ عليه ، وطلبُ الأَجر على الواجب (٣) ينافي المُرؤَوةَ مع ما فيه من إِيجاب التّهمة ونقصان الشّأْن.

قلنا : إِن كانت الآية منسوخةً باللَّتَين لا استثناءَ فيهما فلا إِشكال ، وإِلاَّ فالاستثناءُ إِما منقطعٌ ، أَي لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً أَلبتَّةَ ولكن أُذكِّركم المودَّةَ في القربى ، أَو متَّصلٌ لكنَّه من باب تأكيد المدح بما يشبهُ الذَّمَّ ، كقولِه (٤) :

وَلَا عَيْبَ فِيهِم غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ

بِهِنَّ فُلُولٌ من قِرَاعِ الكَتَائِبِ

والمعنى : لا أَطلبُ منكم أَجراً إِلاّ هذا ، وهو ليس أَجراً حقيقةً ؛ لأَنَّهُ أَمرٌ واجبٌ في نفسه لوجوب المُوادَّة بين المسلمين ولا سيَّما في حقِ الأَقاربِ ، كما في قوله : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) (٥).

ومعنى المودَّة في القُرْبى ؛ قيل : أَن تَودُّوني في قَرَابَتي منكم ، وقيل : الحثُّ على مودَّة المخاطبين لأَقَارِبِهمْ وصِلَةِ أَرحامِهِم ، وقيل : أَن تَتَوَدَّدوا إِلى الله وتَتَقَرَّبوا إِليه بالطَّاعة والعمل الصّالح ، وقيل : أَن يَوَدُّوا أَهل بيتِهِ : ؛ روى سعيدُ بنُ جُبَيْر : ( لمَّا نَزَلَتْ هذه الآية قالوا : يا رسول الله من هؤلآء الّذين وَجَبَتْ علينا مَوَدَّتُهُم لِقَرَابَتِك؟ ، فقال :

__________________

(١) ص : ٨٦.

(٢) سبأ : ٤٧.

(٣) في « ت » : « الأجر » بدل « الواجب » ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٤) النّابغة الذّبيانيّ ، كما في ديوانه : ٥١.

(٥) الرّعد : ٢١.


عَليٌّ وَفَاطِمَةُ وابْناهُمَا : ) (١).

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) (٢) أَي دَنَتْ دُنُوّاً زمانيّاً (٣) ، لا عقليّاً ذهنيّاً كما زعم الفخر الرّازيّ ، وقولُهُ : قد مضى قَرِيبُ (٤) سبعمائة سنة ولم تقم السّاعةُ ( عليهم ) (٥) ولفظ القُرْبِ لا يطلق على مثل هذا الزمانِ (٦) ، مردودٌ بأَنَّ كل ما هو آتٍ قَرِيبٌ ، وزمانُ العالَم زمانٌ مديدٌ ، والباقي بالنّسبة إِلى الماضي شيء يسير.

الأَثر

( مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً ) (٧) تمثيلٌ لثوابِهِ الكثيرِ على العملِ اليسيرِ ، أَي من طلب القُرْبَةَ من رحمتي وثوابي بعملٍ أَثبتُهُ عليه أَضعاف ما يستحقُّهُ بذلك العمل ، وليس هنا قُرْبٌ ذاتيٌّ ولا زمانيٌّ ، وتَقَرُّبُهُ تعالى هنا من باب المشاكلة.

( قُرْبَانُهُمْ دِمَاؤُهُمْ ) (٨) أَي يَتَقَرَّبُون إِلى الله تعالى بإِراقة دمائهم ، لا بدماءِ البقر ونحوها كالأُمم الماضية.

( الصَّلَاةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ ) (٩) أَي يطلُبُ القُرْبَةَ إِلى الله بها.

( مَا كُنْتَ إِلاَّ كَقَارِبٍ وَرَدَ ) (١٠) أَي كطَالِبِ ماءٍ وَرَدَ الماءَ.

( إِذَا تَقَارَب الزَّمَانُ لَم تَكَدْ رُؤْيَا المؤمِنِ تَكْذِب ) (١١) أَرادَ اقترابَ

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٢٨ ، البرهان ٤ : ١٢٥ / ٢٣.

(٢) القمر : ١.

(٣) في « ت » : « دُنُوَّ زماننا » ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٤) في « ش » : « قُرْب ».

(٥) ليست في « ت » و « ش ».

(٦) انظر مزعمتيّ الرّازيّ في تفسيره ٢٩ : ٢٩.

(٧) سنن ابن ماجة ٢ : ١٢٥٥ / ٣٨٢١ ، النّهاية ٤ : ٣٢.

(٨) الفائق ٢ : ٢٦٢ ، النّهاية ٤ : ٣٢.

(٩) عيون الأخبار ٢ : ٧ / ١٦ ، النّهاية ٤ : ٣٢.

(١٠) نهج البلاغة ٣ : ٢١ ، النّهاية ٤ : ٣٣.

(١١) الفائق ٣ : ١٧٥ ، النّهاية ٤ : ٣٣. في « ت » : « إذا قرب » ، والمثبت عن « ج » و « ش ».


الساعة ، أَو اعتدالَ اللّيلِ والنّهارِ حين انفِتاقِ الأَنوارِ وإِدراكِ الثّمارِ ؛ لأَنَّهُ أَصدقُ الأَزمانِ لوقوعِ التّعبيرِ ، أَو زمن خروجِ المهديِّ ؛ من قوله 7 : ( يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ حتّى تَكونَ السَّنَةُ كالشَّهْرِ والشَّهْرُ كالجُمْعَةِ والجُمعَةُ كاليومِ واليومُ كالسَّاعةِ ) (١).

( وَإِن نَقْرُبُ بِذلكَ إِلاَّ أَن نَحْمَدَ اللهَ ) (٢) أَي ما نطلُبُ به إِلاَّ حمدَ اللهِ ؛ من قَرَبَ الماءَ ، كطَلَب زنةً ومعنىً.

( اتَّقُوا قُرَابَ المُؤمِنِ ) (٣) بالضّمِّ ، أَي ظنَّهُ وفراستَهُ ويروى : « قُرَابَةَ المؤمِنِ ».

( لأُقَرِّبَنَ بِكُمْ صَلاةَ رسُولِ اللهِ 6 ) (٤) لآتينَّكم بما يشبهها ويَقرُبُ منها ؛ من قَرَّبَ تَقْرِيباً.

( ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا ) (٥) جَعَلها قَرِيبَةَ الوقوع.

( أَقْرُبُ السَّفِينَةِ ) (٦) كأَفْلُس ؛ جمع قَارِب ، وهي السّفينة الصّغيرة على غير قياس ، أَو أَقْرُبُها : أَدانِيها التي قَارَبَتِ الأَرضَ منها.

( حَامى عَلى قَرَابَتِهِ ) (٧) أَي أَقارِبِهِ ؛ سُمُّوا بالمصدر ، كالصَّحَابة.

( خَرَجَ عَبْدُ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ مُتَقَرِّباً مُتَخَصّراً ) (٨) يعني أَبا النبيِّ 6 ، أَي واضعاً يدهُ على قُرْبِهِ ـ بالضّمِّ ـ وهو ما رقَّ تحت السّرَّة. ومُتَخَصِّراً ، أَي واضعاً يدهُ على خاصرتِهِ.

__________________

(١) الفائق ٣ : ١٧٦ ، النّهاية ٤ : ٣٣.

(٢) النّهاية ٤ : ٣٣.

(٣) الفائق ٣ : ١٨٨ ، النّهاية ٤ : ٣٤.

(٤) صحيح مسلم ١ : ٤٦٨ / ٢٩٦ ، النّهاية ٤ : ٣٣.

(٥) سنن الترمذيّ ٣ : ٣٢٠ / ٢٢٦٨ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤١ / ١١١.

(٦) سنن أبي داود ٤ : ١١٨ / ٤٣٢٦ ، النّهاية ٤ : ٣٥.

(٧) النّهاية ٤ : ٣٥.

(٨) الغريبين ٥ : ١٥١٩ ، الفائق ٣ : ١٧٤.


المصطلح

القُرْبُ : القيام بالطّاعة ، وقُرْبُ العبد من الله بكلِّ ما تعطيه السّعادةُ ، وهو أَيضاً ( عبارةٌ ) (١) عن الوفاءِ بما سبق في الأَزل من العهدِ الذي بين الحقِّ والعبد في قولِه : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (٢) ، وقد يُخَصُّ بمقامِ قاب قوسين.

المُتَقَارِبُ من بحور الشِّعرِ : « فَعُولُنْ » ثماني مرَّاتٍ ، و « فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعَلْ » مرَّتين ؛ لتَقَارُب أَوتادِهِ من أسبابه.

المثل

( دُونَ كُلِ قُرَيْبَى قُرْبَى ) (٣) الأولى تصغيرُ الثّانية ، وهي كبُشْرى. يضرب لمن يسأَلُكَ حاجةً وقد سأَلكها من هو أَقْرَبُ إِليك منه.

( مَا لَهُ هَارِبٌ وَلَا قَارِبٌ ) (٤) أَي مالَهُ صادرٌ عن الماءِ ولا واردٌ ، يعني : مالَهُ شيءٌ ، وقال الأَصمعيُّ : يريد ليس أَحدٌ يهرب منه ولا أَحدٌ يَقْرُبُ إِليه ، أَي ليس له شيءٌ (٥) ، وهو ممَّا لا يستعمل إِلاَّ في الجحد.

قرتب

قُرْتُبٌ ، كقُطْرُب : قريةٌ بزَبيد.

ورجلٌ مُقَرْتَبُ الغذاءِ : سيِّئُهُ.

قرشب

القِرْشَبُ ، كإِرْدَبٍّ : المُسنُّ ، والواسعُ البطنِ الأَكوُل ، والسّيِّئُ الخُلُق ، والسّيِّئُ الحال ، والضّخمُ الطّويلُ ، والأَسدُ. الجمع : قراشِبُ ، كأَرَادِب.

قرصب

قَرْصَبَهُ ، بالصَّاد المهملة : لغة في

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) الأعراف : ١٧٢.

(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٠ / ١٤٢٣.

(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٧٠ / ٣٧٩٩.

(٥) عنه في مجمع الأمثال ٢ : ٢٧٠.


قَرْضَبَهُ ـ بالمعجمة ـ أَي قَطَعَهُ.

قرضب

قَرْضَبَهُ قَرْضَبَةً : قَطَعَهُ ..

واللّحمَ : أَكلَ جميعهُ ..

وفي البُرمَةِ : جَمَعَهُ ..

والشَّيءَ : فرَّقهُ ؛ ضدٌّ.

وقَرْضَبَ الرَّجلُ : عَدا ، وأَكلَ شيئاً يابساً ، فهو قِرْضَابٌ بالكسر.

( والقِرْضِبُ ، كحِصْرِم : ما يبقى في الغربال يُرمى به.

وكسِرْدَابٍ ، وعُرْقُوبٍ : السَّيفُ القاطعُ ، واللّصُّ ، والفقيرُ (١). الجمع : قَراضِبَةٌ.

وكسُرادق : الأسد ، كالقِرْضابِ بالكسر ) (٢).

وما رَزَأْتُهُ قِرْضَاباً ، كسِرْدَاب : شيئاً.

ورجلٌ قِرْضَابٌ ، وقِرْضَابَةٌ ـ بكسرهما ـ وقُرْضُوبٌ ، وقُرَاضِبُ ـ بضمِّهما ـ ومُقَرْضِبٌ : لا يدع شيئاً إِلاَّ أَكلهُ.

وقُرَاضِبَةُ ، بالضّمِّ : موضعٌ.

قرطب

قَرْطَبَ : هَرَبَ ، وَعَدَا عَدْواً شديداً ، وغَضِبَ ..

وزيداً : صرعَهُ على قفاهُ ، أَو مطلقاً ..

والجَزورَ : فصَّلَ عظامَهُ.

والقُرْطُبَّى ، بضمِّ القاف والطّاءِ وتشديد الباء وتخفَّف مقصورةً : السّيفُ ..

وبالكسر وتشديد الباءِ : لُعْبَةٌ (٣) لهم ، وضربٌ من الصّراع.

والقُرَاطِبُ ، كعُطَارِد : القَطّاعُ.

والقَرْطَبَانُ ، كزَعْفَرَان : القَوَّادُ ، أَو من

__________________

(١) في « ج » : « الفقر » بدل : « الفقير ».

(٢) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٣) في « ت » و « ج » : « لُغة » ، والمثبت عن « ش ».


لا غَيرَةَ له على أَهله ، أَو هي عاميةٌ.

( و ) (١) قال الأَصمعيّ : هو مُغَيَّرٌ عن وجهِه ، وأَصلُهُ « كَلْتَبان » ـ من الكَلَبِ بفتحتين ـ وهو القيادة ، والتّاء والنّون زائدتان ، قال : وهذه اللّفظة هي القديمة عن العرب ، وغيَّرتها العامةُ الأُولى فقالت : قُلْطُبَانٌ ، ثمَّ جاءَت عامَّةٌ سُفلى فقالت : قَرْطَبَانٌ (٢).

وقُرْطُبَةُ ، كسُنْبُلَةٍ : قاعدةُ بلاد الأَندَلُس.

قرطعب

القِرْطَعْبُ ، كجِرْدَحْل : دابَّةٌ ؛ عن ثعلب ، والسّحابةُ في قولهم : ما في السّماءِ قِرْطَعْبٌ ، وقيل : أَيُّ شيءٍ من غيمٍ.

ويقال : ما عليه قِرْطَعْبَةٌ ، أَي قطعةُ خرقةٍ ؛ عن ابن السّكِّيت (٣) والتّبريزي.

وما لفلان قِرْطَعْبَةٌ ، أَي لا قليلٌ ولا كثيرٌ ؛ عن ابن دريدٍ (٤) ، وقال زائدة : أَي شيءٌ يسيرٌ ممَّا كان (٥).

وقال أَبو عبيدة : ما وجدنا أَحداً يدري ما أَصلُ ذلك (٦).

ويقال فيها : قِرْطَعْبٌ ، وقُرُطْعُبَةٌ بضمِّ القاف والرّاءِ وسكون الطّاء وضمِّ العين ، وقُرَطْعَبٌ ، وقُرَطْعَبَةٌ ، بالضّمِّ وفتح الرّاءِ وسكون الطّاءِ وفتح العين.

قرعب

اقرَعَبَ ، كاضْمَحَلَّ : أَطرقَ غضباً ، وانكمشَ من بردٍ أَو غيره.

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) عنه في التّهذيب ٩ : ٤٠٦ ـ ٤٠٧ بتفاوت.

(٣) اصلاح المنطق : ٣٨٥.

(٤) جمهرة اللّغة ٢ : ١٢٢٣ وفيه « قُرُطْعُبَة » ، وكلّ صحيح وسينبّه المصنّف عليه.

(٥) انظر مجمع الأمثال ٢ : ٢٧١.

(٦) في اللّسان عن أبي عبيد.


قرعطب

القِرْعَطْبُ ، والقِرْعَطْبَةُ : لغةٌ في القِرْطَعْبِ والقِرْطَعْبَة بلُغاتِهِما.

قرقب

القُرْقُبُ ، كهُدْهُد : طائرٌ صغيرٌ ، والبطنُ ، كالقَرْقَبِ ، والقُرْقُبِ ، كرَبْرَب وطُرْطُبّ.

وكطُرْطُبَّةٍ : لَحْمَةُ الصّيد.

وقُرْقُوبٌ ، بالضّمِّ : بلد بين الطِّيبِ وواسِطٍ وكورِ الأَهواز من عمل خوزستان ، قيل : وإِليها تنسب الثّيابُ القُرْقُبِيَّة (١).

وزهيرُ بن ميمونٍ الفُرْقُبِيُّ : تقدَّم في الفاءِ.

قرنب

القَرْنَبُ ، كعَقْرَبٍ : لغةٌ في الفِرْنِبِ بالفاء مكسورة ، أَو أَحدُهُما تصحيفٌ.

وكسُنْبُلٍ : الخاصرةُ.

والقَرَنْبَى ، كحَبَنْطَى : دويْبّةٌ منقطعةُ الظَّهرِ ، طويلةُ القوائم كالخنفساءِ أَو فوقها ، تَتْبَعُ الرّجلَ إِذا أَرادَ الغائطَ كالجُعَل ، ومنه المثل : ( أَلْزَقُ مِنْ قَرَنْبَى ) (٢).

وقالوا : ( القَرَنْبَى فِي عَينِ أُمِّها حَسَنَةٌ ) (٣). يضربُ للقبيح يحسن في عين من يحبُّهُ.

قزب

القَزَبُ ، بفتحتين : الصلابةُ والشدَّةُ ، وقد قَزِبَ ـ كتَعِبَ ـ إِذا صَلُبَ ، لغةٌ

__________________

(١) وفي حديث عمر : ( فأقبل شيخٌ عليه قميص قُرْقُبِيٌّ ) ، النّهاية ٤ : ٤٧ ـ ٤٨.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٢٥٠ / ٣٧١٢.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٩٧ / ٢٨٥٥.


يمانيةٌ ؛ عن ابن دريدٍ (١).

قال ابن فارس في المجمل : ولولا حُسنُ الظّنِّ بأَهل العِلْمِ لتركَ من كلام ابن دريدٍ الكثيرُ (٢).

والقَزْبُ ، كفَلْس : كثرةُ النّكاح ، والحِرصُ على التّجارة تارةً في البرِّ وأُخرى في البحر ، فهو قَازِبٌ.

وكعِهْن : اللَّقبُ.

قسب

القَسْبُ : تمرٌ يابسٌ يتفتَّتُ في الفم صُلْبُ النَّواةِ ـ الواحدةُ : قَسْبَةٌ ، كتَمْرٍ وتَمْرَةٍ ـ والصُّلْبُ الشّديد ، وقد قَسُبَ ـ كصَلُبَ ـ قُسُوبَةً ، وقُسُوباً.

والقَسَابَةُ (٣) ، كسَحَابَةٍ : رَدِيءُ التّمرِ.

وقَسَبَ الماءُ قَسْباً ، كضَرَبَ : جرى وله خريرٌ.

وسمعتُ قَسِيبَ الماءِ : صوتَ جَرْيِهِ.

والقِسْيَبُ ، كقِرْشَبّ : الطّويلُ الشّديدُ من كلِّ شيءٍ ، أَو من الذّكورِ ؛ قال بجّاد النَّبْهانيُّ :

حَتّى شَلَلْتَ عَرْدَكَ القِسِبَّا (٤)

فِي فَرْجِهَا ثُمَّ نَخَبْتَ نَخْبَا

وذَكَرٌ قَيْسَبَانٌ ، كطَيْلَسان : مُشتَدٌّ غليظٌ.

والقَاسِبُ : الذَكَرُ المُنْتَصِبُ.

وقَسَبَت الشَّمسُ قَسْباً ، كضَرَبَتْ : أَخذتْ تغيبُ.

والقَسُوبُ ، كعَرُوس : الخُفُّ.

وكزَقُّوم : الخِفافُ ، لا واحدَ لها.

وكأَميرٍ : شجرٌ من الحمضِ.

وسمَّوا : قَسِيباً ، وقَيْسَبَةً ، ( كأَميرٍ

__________________

(١) جمهرة اللّغة ١ : ٣٣٤.

(٢) المجمل في اللّغة ٤ : ١٦١.

(٣) في اللّسان والقاموس والتّاج : « القُسابة » بالضّمّ.

(٤) كذا في النّسخ. وفي التّهذيب ٨ : ٤١٥ ، واللّسان ، والتّاج بدون عزو :

حتى سلكت عَردك القسيبَّا


وحَيْدَرةٍ ) (١) ، ومنه : قَيْسَبَةُ بنُ كُلثومٍ السَّكُونيّ من ملوكِ اليمنِ.

قسحب

القُسْحُبُ ، بالضّمِّ وتشديد الباءِ : الضّخم.

قسقب

القُسْقُبُ ـ بقافين بينهما سينٌ مهملةٌ ـ : كالقُسْحُبِّ زنةً ومعنىً.

قشب

القِشْبُ ، كعِهْن : السّمُّ القاتل ـ كالقَشَبِ ، بفتحتين ـ والرَّجل لا خير فيه ـ الجمع : أَقْشَابٌ ـ والقذرُ ، وما خالطَهُ قذرٌ ، والصَّدَأُ.

وبهاءٍ : الخسيسُ من النّاس ، لغةٌ يمانيَّةٌ ؛ عن ابن دريدٍ ، وولدُ القردِ ؛ قال ابنُ دريدٍ : زعم ذلك قومٌ من أَهل اللّغة ولا أَدري ( ما صحّته (٢) ) (٣).

وقَشَبَهُ قَشْباً ، كضَرَبَهُ : سقاهُ السّمَّ ..

وطعامَهُ : خلطهُ بالسّمِّ ..

والشّيءَ : أَصابَهُ بما يُسْتَقْذَرُ ، فقَشِبَ هو كتَعِبَ ..

وزيداً بِشرٍّ : عرَّضهُ للهلاك ..

والصّبيانُ الطّريقَ : أَحدثوا فيه ، فهو طريقٌ قِشْبٌ كعِهْن ، وقَشَّبَهُ تَقْشِيباً : مبالغةٌ في الجميع.

وما أَقْشَبَ بَيْتَهُم : ما أَقذرَهُ.

ومن المجاز

قَشَبَهُ ، كضَرَبَهُ : رماهُ بقبيحٍ ولطخَهُ به ، وعابَهُ ، واغتابَهُ ..

والدُّخَّانُ : آذاهُ ريحُهُ وبلغ منه ..

والمالُ : أَفسدَهُ وذهب بعقلِهِ.

ورجلٌ مُقَشَّبُ النّسبِ ـ كمُعَظَّم ـ إِذا مُزِجَ حَسَبُهُ.

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) جمهرة اللغة ١ : ٣٤٤.

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت ».


وقَشَبَ الرَّجلُ ، كضَرَبَ : اكتَسَبَ حمداً أَو ذمّاً ؛ عن الفرّاء (١) ..

والصَّيقلُ السَّيفَ : صَقَلَهُ ، وَجَلا قَشْبَه ؛ أَي صَدَأَهُ ، فهو سيفٌ قَشِيبٌ (٢) : حديثُ عهد بالجلاءِ ، ومنه : القَشِيبُ ، للأَبيض.

( والقَشِيبُ : الجديدُ ، والخَلَقُ ؛ ضدٌّ ، وهو من قولهم : سَيْفٌ قَشِيبٌ ، أي ذو قَشْب ، ثمّ قيل : قَشَبَهُ ، إذا جَلاه ) (٣) ، فهو قَشِيبٌ.

ونسرٌ قَشِيبٌ ، ومُقَشَّبٌ ، إِذا سُمَّ له لحمٌ فأَكلهُ فمات ليؤْخذَ ريشُهُ ؛ تقول العربُ : ما رأَينا حيَّةً إِلاَّ مقتولةً ولا نِسراً إِلاَّ مُقَشَّباً (٤).

وقَشُبَ قَشَابَةً : كنَظُفَ نَظَافَةً زنةً ومعنىً ، فهو قَشِيبٌ : نظيفٌ.

والقَشِيبُ بنُ ذي خَرْفَرَ : ملكٌ من ملوك اليمن ، وبه سمّي القَشِيبُ وهو قصرٌ كان بمَأْرِبِ ؛ لأَنَّه الّذي بناهُ.

والقَاشِبُ : الخيَّاطُ ، والضّعيفُ النَّفس.

الأَثر

( قَشَبَني رِيحُهَا ) (٥) كضَرَبَني : آذاني.

ومنه : ( مَنْ قَشَبَنَا؟ ) (٦) جعلَ ريحَ الطِّيب مؤذياً ؛ لمخالفتِهِ السّنَّةَ باستعمالِهِ إِيَّاهُ وهو مُحْرِمٌ.

( قَشَبَكَ المَالُ ) (٧) أَفْسدكَ وخَبَلَكَ (٨).

__________________

(١) عنه في شرح ديوان المتنبي للعكبري ١ : ١٤٤.

(٢) في النّسخ « قَشْبٌ » ، والتّصويب بمقتضى ما بعده.

(٣) بدل ما بين القوسين في « ت » : « والقشيب للأبيض ». وهو تكرار.

(٤) الفائق ١ : ١٩.

(٥) الفائق ٣ : ١٩٨ ، النّهاية ٤ : ٦٤.

(٦) الفائق ٣ : ١٩٨ ، النّهاية ٤ : ٦٤.

(٧) الغريبين ٥ : ١٥٤٦ الفائق ٣ : ١٩٨ ، النّهاية ٤ : ٦٤.

(٨) في « ت » و « ج » : ختلك ، والمثبت عن « ش » والمصادر.


( اغْفِرْ للأَقْشَابِ ) (٣) جمع قِشْبٍ ، كحِزْب ( وأَحْزاب ) (٤) ؛ يقال : رجلٌ قِشْبٌ خِشْبٌ ، إِذا كان لا خير فيه ، ومنه : ( لا أَقول كما تقولُ هؤُلاءِ الأَقْشَابُ ) (٥).

( وعَلَيْهِ قُشْبانِيَّتانِ ) (٦) كـ « ثُعْبَنِيَّتَانِ » أَي بُرْدَتان خَلَقَتانِ أَو جَدِيدتان ؛ نسبةٌ إِلى القَشِيبِ وهو الخَلَقُ والجديدُ ؛ ضدٌّ ، وهو بناءٌ مُسْتَطرَفٌ كالأَنْبَجانِيِّ ؛ نسبةٌ إِلى مَنْبِجٍ (٧) ، وقول من زعم أَنَ القُشْبَانَ جمع قَشِيبٍ والقُشْبَانِيَّةُ منسوبةٌ إِليه ، لا معوَّل عليه ؛ لأَنَّ الجمعَ لا يُنسبُ إِليه.

قشلب

القُشْلُبُ ، بالضّمِّ والكسر : نبتٌ ؛ قال في الجمهرة : وليس بثبتٍ (٨).

قصب

القَصَبُ ، بفتحتين : كلُّ نباتٍ يكون ساقُهُ أَنابيبَ وكُعوباً ، واحدتُهُ : قَصَبَةٌ.

والقَصْبَاءُ ، والقَصْبَاءَةُ ، كالحَلْفَاءِ والحَلْفَاءَةِ ، اسمُ جمع ، قال ابن جنِّي : الأَلف الممدودةُ فيهما ( إذا فُقدَت التّاء للتّأنيث ، ومعها ) (٩) زائدة مرتجلة لغير إلحاق (١٠). وقول الفيروز اباديّ : هي بالتّاءِ واحدة ، وهمٌ ، قال مسكين الدارميُّ يصفُ فراخَ القطا :

إِذا خَرَقَتْ قَصْبَاءَةُ الرِّيشِ خِلْتَها

نِصالاً ولكِنَّ النِّصالَ حَدِيدُ (١١)

أَي إِذا خرقت قَصَبُ الرِّيشِ الجلدَ

__________________

(٣) النّهاية ٤ : ٦٤ ، مجمع البحرين ٢ : ١٤٣ ، بتفاوت.

(٤) ليست في « ت ».

(٥) مجمع البحرين ٢ : ١٤٣.

(٦) الفائق ٣ : ١٩٧ ، النّهاية ٤ : ٦٤.

(٧) فُتِحت الباءُ من « أَنْبَجانيّ » لأنّها خرجت مخرج مَنْظَرانيّ ومَخْبرانيّ. انظر أدب الكاتب : ٣٢٢.

(٨) جمهرة اللّغة ٢ : ١١٢٥.

(٩) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(١٠) انظر الخصائص ١ : ٢٧٣.

(١١) أساس البلاغة : ٣٦٧.


حسبتها نصالاً ، ولا مجال لمعنى الواحدة هنا.

والقَصْبَاءُ ، بالمدِّ ( أيضاً ) (١) : مَنبتُ القَصَبِ.

وأَقْصَبَتِ الأَرضُ إِقْصَاباً : أَنبتَتْهُ.

وأَرضٌ مَقْصَبَةٌ ، وقَصِبَةٌ ، كمَعْرَكَة وكَلِمَة : كثيرتُهُ.

وقَصَّبَ الزَّرعُ تَقْصِيباً : صار لهُ قَصَبٌ.

واستُعيرَ القَصَبُ لمجاري عيونِ الماءِ ، ( والآبارِ الكثيرةِ الماءِ قريبةِ المنزع ) (٢) ، وعظامِ اليدين والرِّجلين ، وكلِّ عظمٍ أَجوفَ ، وفي كلِّ إِصبعٍ ثلاثُ قَصَبَاتٍ ، وفي الإِبهامِ قَصَبَتَانِ.

وقَصَبَةُ الأَنفِ : عظمُهُ.

وقَصَبَةُ الرِّئةِ : عُرُوقها الّتي هي مخارجُ النَّفَسِ.

وقَصَبَةُ الكبدِ : مجاري الغذاءِ إِليه. وقَصَبَةُ البلدِ والحصنِ : جَوْفُهُ.

وقَصَبَةُ الكورةِ : مدينتها العظمى.

وقَصَبَةُ البئرِ : جِرابُها ؛ وهو جوفها من أَعلاها إِلى أَسفلها.

وقَصَبُ العقيقِ والجوهرِ : ما استطالَ منه في تجويف.

وقَصَبُ الكتَّان : ثيابٌ رقاقٌ تُنْسَجُ منه ، واحدها : قَصَبِيٌ ، على النّسبةِ.

والقَصَبَةُ : البئرُ البَديءُ ، والدَّارُ. الجمع : قِصَابٌ.

وقَصَّبَ الثَّوبَ تَقْصِيباً : طواهُ ..

والمرأَةُ شَعرَها : فَتَلَت خُصَلَهُ حتّى صار كالقَصَبِ ، وهو شَعَرٌ مُقَصَّبٌ ، أَو المُقَصَّبُ : الشَّعرُ السَّبطُ الّذي جُعِّدَ بالقَصَبِ والخيوطِ.

والتَّقْصِيبَةُ : واحدةُ التَّقَاصِيبِ ؛ و ( هي ) (٣) الخصلةُ المُقَصَّبَةُ مِن الشعر ، كالتَّقْصِبَةِ ، فإِن كانت خلقةً فهي القَصِيبَةُ ، والقَصَّابَةُ كتُفَّاحَة ، وجمعُهما (٤)

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».

(٣) ليست في « ت ».

(٤) في « ت » و « ش » : وجمعها ، والمثبت عن « ج ».


القَصَائبُ ؛ وهي الذَّوائِبُ.

( وقال النّضر بن شميل : القَصَائِبُ : الشَّعرُ المرسلُ الذي ليس بمضفورِ الخِصَلِ ، الواحدة : قَصِيبَةٌ ، وقد قَصَّبَتْ رَأْسَها قَصَائبَ ، وقد قَصَّبَتْ شَعَرَها تَقْصِيباً ، وتَقَصَّبَتْهُ ) (١).

وقَصَبَةُ السَّبقِ : قَصَبَةٌ توضعُ للحلبة في آخر المضمار ليأْخذها السَّابقُ ، ومنه : أَحرزَ فُلانٌ القَصَبَةَ ، والقَصَبَاتِ ، إِذا بَرَّزَ في الأَمرِ وفاقَ نظراءَهُ.

ورجلٌ وجوادٌ مُقَصِّبٌ ، اسمُ فاعلٍ من التَّقْصِيبِ : سابقٌ ؛ لأَنَّه يحرزُ قَصَبَاتِ السّبقِ.

والقُصَّابَةُ ، كرُمَّانَة (٢) : المزمارُ ، والوتَرُ ، والأُنْبُوبَةُ ، كالقَصِيبَةِ.

والقَاصِبُ ، والقَصَبِيُ ، والقَصَّابُ ، كعَبَّاس : الزّمَّارُ ، وصنعتُهُ : القِصَابَةُ.

والقُصَّاب ، كَرُمَّان : جمعُ قُصَّابَةٍ كَرُمَّانَة ، وجمعُ قَاصِبٍ كعُمَّال وعَامِل ، تقول : رأَيتُ القُصَّابَ يَنفُخُونَ في القُصَّابِ ، أَي الزّمَّارينَ في المزامير.

وقَصَبَهُ قَصْباً ، كضَرَبَهُ ( ضَرْباً ) (٣) : قَطَعَهُ ، كاقْتَصَبَهُ ..

والشّاةَ : قطَّعها عضواً عضواً ، والفاعلُ : قَصَّابٌ ، وصناعتُهُ : القِصَابَةُ.

ومن المجاز

قَصَبَهُ : عابَهُ وشتَمهُ ، كقَصَّبَهُ تَقْصِيباً ؛ كأَنَّه قَطَّعَهُ بالشّتمِ.

ورجلٌ قُصَّابٌ ، وقُصَّابَةٌ (٤) ، كَرُمَّانَة : وقَّاعٌ في النّاس.

وفلانٌ لم يُقْصَبْ : لم يُختَن ؛ من القَصْبِ وهو القطع.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ».

(٢) هكذا أيضاً في الصّحاح واللّسان والتَّهذيب ٨ : ٣٨٢ ، وفي الأساس والقاموس « القَصَّابة » ضبط قلم.

(٣) ليست في « ت » و « ش ».

(٤) في التّكملة : « رجُل قَصَّابة للنّاس ، إذا كان يقع فيهم ، والهاء للمبالغة ». وكذلك « القصّابة » في اللّسان والقاموس بالفتح في الجميع.


وقَصَبْتُ البعيرَ : قَطَعْتُ عليه شُربَهُ قبل أَن يروى.

وقَصَبَ البعيرُ شُرْبَهُ قَصْباً ، وقُصُوباً : امتنعَ منه فرفع رأَسهُ قبل الرّيِّ ، فهو بعيرٌ قَاصِبٌ ، وقَصِيبٌ ، وناقةٌ قَاصِبٌ ، وقَصِيبٌ أَيضاً.

وأَقْصَبَ الرّاعي ، إِذا فعلت إِبله ذلك.

والقُصْبُ ، كقُفْل : المِعَى ، ويطلق على الخصر مجازاً ، وعلى الوتر ؛ لاتِّخاذِهِ ( منه ) (١). الجمع : أَقْصَابٌ.

والسّحابُ القَاصِبُ : المُرتَجِسُ.

والشّاةُ القَصُوبُ : التي تُجَزُّ.

والقِصَابُ ، ككِتَاب : سدٌّ يُبنَى في مَحْبسِ (٢) السّيل ؛ لئلاَّ يستجمع فيهدمَ أَسفلَ الحائطِ.

وقَصَّبْتُ الرّجلَ تَقْصِيباً : شددتُ يديه إِلى عنقِهِ.

ولبنٌ مُقَصَّبٌ ، كمُعَظَّمٍ : كثفت عليه الرّغوةُ.

وقَصَبْ قَصَبْ ، محرَّكتين مبنيَّتين على السّكون : دعاءٌ للنّعجةِ.

والقَصَبَةُ : قريةٌ بالعراقِ.

وكجُهَيْنَةَ : موضعٌ باليمامةِ ، وموضعٌ بين المدينةِ وخيبرَ ، وموضعٌ بالبحرينِ.

ويومُ القُصَيْبَةِ (٣) : لعمرِو بنِ هندٍ على بني تميمٍ ، وهو يومُ أُوارَةَ.

والقَصَبَاتُ : قريةٌ باليمامةِ ، وبلد بالمغرِبِ من بلادِ البَرْبر.

الأَثر

( بَسِيطُ القَصَبِ ) (٤) أَرادَ عظامَ يديهِ ( ورجليه ) (٥) ، أَو مطلقَ عظامِهِ الجوفِ.

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) في « ت » : « مجلس ».

(٣) في « ت » و « ج » : « القَصِيبة » ، والتّصويب بمقتضى السّياق ، وعن معجم البلدان ومجمع الأمثال ٢ : ٤٤٣ / ١١٢.

(٤) مكارم الأخلاق ١ : ٤٢ ، الغريبين ٥ : ١٥٤٨ ، النّهاية ٤ : ٦٧ ، وفيها : « سبط تلقَصَب ».

(٥) ليست في « ت ».


( إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ) (١) من لؤْلؤً مجوَّفٍ واسعٍ كالقصر المنيف ، أَو زبرجدٍ رطبٍ مرصَّعٍ بالياقوت ، أَو جوهرٍ مستطيلٍ أَجوفَ.

( يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ ) (٢) هو كقُفْل : المعى.

( سَبقَ بَيْنَ الخَيْلِ فَجَعَلَهَا مِائَةَ قَصَبَةٍ ) (٣) أَي ذَرَعَ الغايةَ بالقَصَب.

المثل

( رَعى فأَقْصَبَ ) (٤) أَي امتنعت إِبلُهُ من الشّربِ كما تقدَّمَ بيانهُ. يضربُ لمن لا يُنْصِحُ ولا يبالغُ فيما تولّى حتّى يُفْسِدَ الأَمر ؛ لأَنَّ الرَّاعي إِذا عافت إِبلهُ الشّربَ كان ذلك إِما لخلاءِ أَجوافها أَو لامتلائِها ، وهما يدلاَّن على سوءِ الرَّعي وعدم النّصيحة فيه.

قصلب

القُصْلُبُ ، كَقُطْرُب : القويُّ الصّلبُ ؛ كأَنَّهُ منحوتٌ منهما.

قضب

قَضَبَهُ قَضْباً ، كضَرَبَهُ : قطعهُ فانْقَضَبَ ، واقْتَضَبَهُ : اقتطعَهُ ، وقَضَّبَهُ تَقْضيباً : للتَّكثيرِ ، فَتَقَضَّبَ.

وقُضَابَةُ الكرمِ ( والشّجرِ ) (٥) ، كسُلافَة : ما تساقطَ من أَطرافِهِ إِذا قُضِبَ ، أَو ما أَخذتهُ المَقَاضِيبُ (٦).

والمِقْضَبُ ، والمِقْضَابُ ، كمِنْبَر ومِحْرَاب : المِنْجَلُ. الجمع : مَقَاضِبُ ، ومَقَاضِيبُ.

والقَضِيبُ : الغُصنُ ـ الجمع : قُضْبَانٌ

__________________

(١) الفائق ٣ : ٢٠٣ ، النّهاية ٤ : ٦٧.

(٢) الفائق ٣ : ١٩٩ ، النّهاية ٤ : ٦٧.

(٣) النّهاية ٤ : ٦٧ ، وفي الغريبين ٥ : ١٥٤٨ والغريب لابن الجوزيّ ٢ : ٢٤٧ : سَبَّق.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٦ / ١٥٢٠.

(٥) ليست في « ت ».

(٦) في « ش » : المقاضب بدل : المقاضيب.


وقُضُبٌ (١) ـ والقوس تُعْمَلُ من غصنٍ واحدٍ غير مشقوقٍ ، والسّيفُ القاطعُ أَو الدّقيقُ غيرُ صفيحةٍ ؛ شُبِّه بالغصن ، وأَحَدُ سيوفِ النّبيِّ 6 وهو أَوَّل سيفٍ تقلَّد به ، والذَّكَرُ.

والقَاضِبُ : السيّفُ القطَّاعُ ، كالقَضَّابِ ، والقَضَّابَةِ ، والمِقْضَب ، كعَبَّاسٍ وعَبَّاسَةٍ ومِنْبَرٍ.

وقَضَبْتُهُ قَضْباً : ضربتُهُ بالقَضِيبِ.

وقَضَّبَ الكَرْمُ تَقْضِيباً : خرجت قُضْبَانُهُ.

والقَضْبُ ، كفَلْسٍ : القَتُّ ؛ لأَنَّه ( يُقْضَبُ ) (٢) مرَّةً بعد أُخرى ، والعلفُ ، وكلُّ نبتٍ اقْتُضِبَ فأُكل رطباً ـ كالقَضْبَةِ كهَضْبَة ـ وما قُطِعَ من القُضْبَان للقِسِيّ أَو السِّهامِ ، أَو هو شجرٌ يُتَّخذُ منه القسيّ ، وكلُّ شجرةٍ طالت وانبسطت أَغصانُها.

وبهاءٍ : القَضِيبُ ، أَو قدحٌ من نَبْعٍ يُجْعَلُ فيه نصلٌ. الجمع : قَضَبَاتٌ.

والمَقْضَبَةُ ، والمِقْضَابُ ، كمَعْرَكَة ومِحْرَاب : الأَرضُ التي يَنْبُتُ فيها القَضْبُ.

وأَقْضَبَتِ الأَرضُ : أَنْبَتَتْهُ.

ومن المجاز

اقْتَضَبَ كلامَهُ : ارتجلَهُ ..

وكلامي : انتزعَهُ واقتطعَهُ وأَنا أُحدِّثُ ..

والنَّاقةَ : ركبها قبل أَن تُراضَ ، وهي ناقةٌ قَضِيبٌ ..

والبعيرَ : اعتَبَطَهُ.

وكلُّ مَن كلَّفتَهُ عملاً قبل أَن يرتاضَ فيه ويحسنهُ فهو مُقْتَضِبٌ فيه.

وانْقَضَبَ من رفقائِهِ : انقطَعَ ..

والكوكبُ من مكانِهِ : انقضَّ.

ورجلٌ قَضَّابَةٌ ، كعَلاَّمَة : قطَّاعٌ للأُمور مقتدرٌ عليها.

__________________

(١) في « ج » : « قُضْب » بضم فسكون وكلاهما صحيح ، وفي اللّسان : الجمع قُضُب ، وقُضْب ، وقُضْبان ، وقِضْبان.

(٢) ليست في « ت ».


وقَضَّبَتِ الشمسُ تَقْضِيباً : امتَدَّ (١) شُعاعُها ، كتَقَضَّبَتْ.

والقِضْبَةُ ـ بالكسر ـ من الإِبلِ والغنمِ : القطعةُ منها ..

ومن الرّجالِ والنّوقِ : الخفيفُ اللّطيفُ.

وقَضِيبٌ : وادٍ بتهامَةَ ، ومنه : يومُ قَضِيبٍ بين الحارثِ وكندةَ.

ومَلَكَ فلانٌ البُردَةَ والقَضِيبَ ، أَي استُخْلِفَ ، وأَصلهُ : أَنَّ بني أُميَّةَ والعبَّاسِ كان إِذا استُخْلِفَ الرَّجلُ منهم احتوى على بُردَةِ النّبيّ 6 وقَضِيبِهِ ؛ أَي سيفِهِ ، وكانوا يتَوارثونهُما.

وقَضِيبُ الذّهبِ : كتابٌ في الاختياراتِ النُّجُومِيَّةِ صنَّفهُ أَبو معشر المنجّم للموفَّق ، فلمَّا حملهُ إِليه أُعجِبَ به وكان في يده قَضِيب ذهبٍ فأعطاهُ إِيَّاه صلةً ، وقال له : سمِّ هذا الكتابَ قَضِيبَ الذَّهَبِ.

الكتاب

( وَعِنَباً وَقَضْباً ) (٢) هو العَلَفُ بعينِهِ ؛ عن الحسن ، وقال الجمهور : هو القتُّ ـ سمِّي بمصدر قَضَبَهُ ( أي ) (٣) قطعَه ؛ لقَضْبِهِ مرَّةً بعد مرَّةٍ ـ يكون علفاً للدّوابِّ.

الأَثر

( إِذَا رَأَى التَّصْلِيبَ فِي ثَوْبِهِ قَضَبَهُ ) (٤) أَي إِذا رأَى صورةَ الصّليب في ثوبه قطعَ موضعُهُ.

( يَقْرَعُ فَمَهُ بِقَضِيبٍ ) (٥) أَرادَ السّيفَ الدَّقيقَ أَو العودَ.

المصطلح

الاقْتِضَابُ : انتقال الشَّاعر ممَّا ابتدأَ به الكلام إِلى المدح ونحوِهِ من غير

__________________

(١) في « ت » : « اشتدّ ».

(٢) عبس : ٤٨.

(٣) ليست في « ت ».

(٤) الفائق ٣ : ٢٠٦ ، النّهاية ٤ : ٧٦ ، بتفاوت.

(٥) النّهاية ٤ : ٧٦ ، مجمع البحرين ٢ : ١٤٥.


مُلائَمةٍ ، ويسمّى : الاقْتطَاعَ والارتجال ، أَيضاً.

والمُقْتَضَبُ : من بحور الشِّعر مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلن مُسْتَفْعِلُن مرَّتين ، لكنّ العربَ لم تستعملهُ إِلاَّ مَجْزُوءاً مُزاحَفاً جميعُ أَجزائِهِ.

المثل

( أَلْهَفُ مِنْ قَضِيبٍ ) (١) هو اسم رجلٍ كان تمَّاراً بالبحرين ، اشترى قَوْصَرَّةَ حَشَفٍ كان بائِعُها وضع فيها بدرةً له ونسيها ، ولمَّا ذكرها لحقهُ واستردَّها قبل أن يفطن قَضِيبٌ للبدرةِ ، فأَخرجها وكان حمل معه سكِّيناً ليشُقَّ به بطنهُ إِن لم يجد البدرةَ ، فقال له قَضِيبٌ : أَرني السّكين ، فناولهُ إِيَّاه فشقَّ به بطن نفسِهِ تلهُّفاً على البدرةِ.

( أَصْبَرُ مِنْ قَضِيبٍ ) (٢) هو رجلٌ من بني ضَبَّةَ كان كثيرَ الصّبر على الذّلِّ ، وقيل : هو المذكورُ قبلَهُ.

( سَالَ قَضِيبٌ بِماءٍ أَو حَدِيدٍ ) (٣) هو وادٍ بتهامةِ من أَرضِ قَيْسِ عيلانَ ، أَوَّل من قاله زوجةُ عمرو بن المُنذرِ بنِ امرئِ القيسِ حين ثارَ به جيشُهُ بهذا الوادي ليقتلُوُه وهو لا يشعر. يضرب لمفاجأَةِ الخَطبِ الجليلِ.

قطب

قُطْبُ الرّحى ، مثلثةً وكعُنُق وغُرْفَة : حديدةٌ مركبَّةٌ في وسط الحجر الأَسفل يدور عليها الحجر الأَعلى ، ومنه : قُطْبُ الفلكِ ، وهو كلٌّ من طرفي محورِ الفلكِ ، وهو القطرُ الذي يتحرَّكُ عليه الفلك ، ولكلِّ فلكٍ قُطْبَانِ.

وقُطْبَا الفلكِ الأَعظمِ : أَحدهما :

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ٢٤٩ / ٣٧٠٧.

(٢) مجمع الأمثال ١ : ٤٠٨ / ٢١٦٦.

(٣) المستقصى ٢ : ١١٤ / ٣٩٨ ، وفيه « بماء وحديد » ، والمثبت يوافق ما في معجم البلدان ٤ : ٣٦٩.


شماليٌّ ، وهو الذي في جهةِ (١) بناتِ النّعشِ قريباً من الجَدْي ، وهو الكوكبُ الذي تُعْرَفُ به القبلةِ في البلاد الشّماليّة.

وثانيهما : جنوبيٌّ يقابلُ الأَوَّلَ ، وهو تحت الأرض.

وقول كثيرينَ : القُطْبُ نجمٌ ( يدور ) (٢) عليه الفلك ، مبنيٌّ على غير تحقيق.

ومن المجاز

هو قُطْبُ قومِهِ : لسيِّدهم.

وهذا قُطْبُ الشّيءِ : لملاكِهِ ومدارِهِ. الجمع : أَقْطابٌ ، وقُطُوبٌ ، وقِطَبَةٌ ، كقِرَدَة.

وقَطَبَ ما بين عينيهِ ووَجْهِهِ ـ كضَرَبَ ـ قَطْباً ، وقُطُوباً : زَوى وعَبَّسَ ، كقَطَّبَ تَقْطِيباً ، فهو قَاطِبٌ ، وقَطُوبٌ ، ومُقَطِّبٌ ..

والشّيءَ : جمعهُ ، وقَطَعَهُ ..

والحمارُ عانتَهُ : جَمَعَها ..

والرَّجلَ : شدَّ رِجليه ..

وفلاناً : أَغضبَهُ ..

والإِناءَ : ملأَهُ ..

والجُوالِقَ : ثَنَى وجَمَعَ بين عروتَيْهِ بعد أَن أَدخلَ إِحداهما في الأُخرى ..

والشّرابَ وغيرَهُ : مزجهُ ، كأَقْطَبَهُ ، وقَطَّبَهُ تَقْطِيباً ، فهو قَطِيبٌ ، ومَقْطُوبٌ ، والاسم : القِطَابُ كالمِزَاج ..

واللّبنُ : خَثُرَ ، فهو قَطِيبٌ ..

والقومُ : اجتمعوا ، كأَقْطَبُوا ، ومنه : جاؤُوا قَاطِبَةً ، أَي جميعاً ، ولا تستعمل إِلاَّ حالاً مؤَكِّدةً.

والقُطْبَةُ ، كغُرْفَة : نَصْلُ السّهمِ أَو نصلٌ صغيرٌ مربَّعٌ يُرْمى به الهدفُ ، وضربٌ من النّباتِ كأَنَّهُ حَسَكةٌ ؛ مثلَّثةٌ. الجمع : قُطَبٌ ، كغُرَف.

وقِطَابُ الجَيْبِ ، بالكسر : مجمعُهُ ، أَو ما اتّسع منه.

وكسَفِينَة : ما خُلِطَ من لبنِ الضأْنِ

__________________

(١) في « ج » و « ش » : « جبهة » بدل : « جهة ».

(٢) ليست في « ت ».


والمعزى ، أَو الشّاةِ والنّاقةِ ، والرَّئيثَةُ ، وكلُّ ممزوجٍ.

وجاؤُوا بِقَطِيبَتِهِمْ : بجماعتِهِم.

والقَاطِبُ ، والقَطُوبُ : الأَسدُ.

وكأَمِيرٍ ، وزُبَيْرٍ : فَرَسانِ.

والقِطِبَّى ، كزِمِكَّى : نبتٌ تصنع منه حبالٌ جيِّدةٌ.

وكعُثْمَانَ : نبتٌ آخر.

والقُطَبِيَّةُ ، كحُطَمِيَّة : ماءٌ لبني زِنْباعٍ.

والقُطَبِيَّاتُ ، جَمْعُ التي قبلها : جبلٌ.

وككِتَاب : موضعٌ.

وكسُلَافَة : قريةٌ بمصر سكنها محمَّد ( بن سنجر ) (١) القطابيّ المحدِّثُ ، فنسب إِليها.

وذو القُطْبِ ، بالضّمِّ : موضعٌ بالعقيق.

الأَثر

( إِنْ شِئْتَ نَزَعْتَ السَّهْمَ وَتَرَكْتَ القُطْبَةَ ) (٢) بالضّمِّ ، وهو نصلُ السّهمِ.

( نَهَى عَنِ القَطْبِ ) (٣) كالضَّرْبِ ، وهو أَن يأْخُذَ الشَّيءَ ثمَّ يأْخذ ما بقيَ على حَسْب ذلك الشَّيء جزافاً بلا وزنٍ اعتباراً بالأَوَّل.

( ثُمَّ لَا بُدَّ مِنْ رَحَى ضَلَالَةٍ هِيَ قَائِمَةٌ على قُطْبِهَا ) (٤) أَرادَ قيامَ أَمرِ الضَّلالةِ واستمرارَهُ من غير مانعٍ ، كما أَنَّ الرَّحى إِذا قامت على قُطْبِهَا لم يَعُقها عن الدَّوران شيءٌ.

المصطلح

القُطْبُ : هو الإِنسان الواحد الذي هو مَوْضِعُ نَظَرِ اللهِ في كلِّ ( زمان ) (٥) ، ويسمّى : الغَوْث ؛ لالتجاءِ الملهوف به ، ولكلِّ زمانٍ قُطْبٌ.

القُطْبِيَّةُ الكُبْرى : هي مَرتَبَةُ قُطْبِ الأَقْطَابِ ، وهو باطنُ نبوَّةِ محمَّدٍ 6 ،

__________________

(١) ليست في « ت » وفي « ج » : ابن مسحر.

(٢) الفائق ٣ : ٢٠٩ ، النّهاية ٤ : ٧٩.

(٣) انظر اللّسان والتّاج.

(٤) انظر بحار الأنوار ٥٢ : ٢٣٢.

(٥) ليست في « ت ».


فلا تكون إِلاَّ لورثتِهِ ؛ لاختصاصِهِ 7 بالأَكمليَّة.

قطرب

القُطْرُبُ ، كزُخْرُف : طائرٌ يجول اللّيل كلَّهُ لا ينام ، ودُويْبَّةٌ لا تستريحُ نهارَها سعياً ، والفأْرُ (١) ، والذّئبُ الأَمعطُ ، والذَّكَرُ من السّعالي ، والصّغيرُ من الكلابِ ، ومن الجنِّ ـ كالقُطْرُوبِ ـ وحيوانٌ بصعيد مصر يعترض المُنفرِدَ من النّاس فإِن صدَّهُ عن نفسه وإِلاَّ لم يَفُتْهُ حتّى ينكحَهُ فإِذا نكحهُ هلك ـ وهم إِذا رأَوا من ظهر له القُطْرُبُ قالوا له : منكوحٌ أَم مُرَوَّعٌ؟ فإِن قال : منكوحٌ ، يئسوا من حياتِهِ ، وإِن قال : مروَّعٌ ، عالجوهُ ـ ودُويْبَّةٌ تكون على وجه الماءِ وتتحرَّك عليه حركةً مختلفةً سريعةً بلا نظام وتغوصُ كلَّ ساعةٍ ثمَّ تظهر ، ودويْبَّةٌ تضيءُ باللّيل كأَنَّها شعلةٌ.

وقيل للجاهل والسّفيه والجبان والخفيف : قُطْرُبٌ ، على التّشبيه ، ولنوعٍ من المَالِيخُولْيَا ؛ لشبهِ حركاتِ صاحبِهِ بالقُطْرُبِ.

ولُقِّبَ به : محمَّدُ بنُ المُسْتَنيرِ النّحويُّ اللّغويُّ أَوَّل من وَضَعَ المثلَّث في اللّغة ؛ لأَنَّهُ كان يُبكِّر إِلى سيبويه قبل كلِّ أَحدٍ ، فإِذا خرج رآهُ على بابهِ ، فقال له : ما أَنت إِلاَّ قُطْرُبَ ليلٍ ، فبقيَ عليه لقباً.

وتَقَطْرَبَ : تشبَّهَ بالقُطْرُبِ.

وقَطْرَبَهُ : صرعَهُ ..

والرّجلُ : أَسرعَ.

الأَثر

( لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ جِيفَةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نَهَارٍ ) (٢) شبَّهَ من يسعى عامَّةَ

__________________

(١) كذا في « ت » والقاموس. وفي التّاج : وهو خطأ صوابه : اللّص الفاره اللّصوصية ، وكذلك عبارة ابن منظور وغيره.

(٢) الغريبين ٥ : ١٥٦ ، الفائق ٣ : ٢٠٩ ، النّهاية ٤ : ٨٠.


نهارِهِ في حوائجِ دنياهُ بالقُطْرُبِ الذي لا يزالُ يَدُبُّ نهارهُ ، ثمَّ يمسي تَعِباً فينامُ ليلهُ كلَّهُ كالجيفة لا تتحرَّك.

قطلب

القَطْلَبُ ، كعَقْرَب : اسمٌ شاميٌّ لشجر يكون بجبال الشام ، ويسمّى : قاتلَ أَبيهِ.

قعب

القَعْبُ ، كفَلْس : قَدَحٌ من خَشَبٍ مقعَّرً ، أَو القدحُ الضّخمُ الجافي الغليظُ ، أَو الكبيرُ كالقَصْعَةِ ، أَو الصّغيرُ يشبَّهُ به الحافِرُ ، أَو الذي يروي الواحدَ. الجمع : قِعَابٌ ، وأَقْعُبٌ ، وقِعَبَةٌ ، كقِرَدَة.

وبهاءٍ : حُقَّةٌ مطبَقَةٌ يكونُ فيها السَّويقُ ، أَو حُقَّةٌ للمرأةِ.

وبالضّمِّ : نُقْرَةٌ في الجبلِ.

والقَاعِبُ : الذِّئبُ العوَّاءُ.

وكأَمِيرٍ : العددُ الكثيرُ.

ومن المجاز

حافِرٌ مُقَعَّبٌ ، كمُعَظَّم : مُدوَّرٌ كالقَعْبِ.

وسُرَّةٌ مُقَعَّبَةٌ : مُقَبَّبةٌ.

وحجرٌ مُقَعَّبٌ : فيه نُقرةٌ ؛ كأَنَّهُ قَعْبٌ.

ورجلٌ مُقَعِّبٌ ، كمُحَدِّثٍ : متشدِّقٌ يفتحُ فاهُ بالكلامِ كأَنَّهُ قَعْبٌ ، ومنه : التَّقْعِيبُ في الكلامِ ، وهو التَّقْعِيرُ والتَّشدُّقُ فيه.

وقَعْبَةُ العَلَمِ ، كهَضْبَةٍ : أَرضٌ واسعةٌ قِبْلِيَّ بُسَيْطَةَ. والعَلَمُ : جبلٌ عالٍ في غربيّها منسوبةٌ إِليه ، وهو في طريق السَّالكِ من تَبوكَ.

الأَثر

( لَو ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُم على قَعْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلَاقَتِهِ ) (١) أَي على قدحٍ. وعِلَاقَةٌ ، بالكسر : ما يُعَلَّقُ به من سَيرٍ أَو خيطٍ. وهو مبالغةٌ في ذمِّهِم بالخيانة لأَماناتِهِم.

__________________

(١) نهج البلاغة ١ : ٦١ / ط ٢٤ ، بحار الأنوار ٣٤ : ١٥٩ / ٩٧٠.


المثل

( أَتَاكَ رَيَّانُ بِقَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ ) (١) يضرب للمليءِ يَبَرُّكَ بتافِهٍ لا قدر له عنده.

( تِلْكَ المَكَارِمُ لَا قَعْبَانِ مِنْ لَبَنِ ) (٢) يضرب للمَفَاخِرِ والمزايا العظيمة الّتي يُحْتَقَرُ عندها ما يَفْتَخِر به قومٌ آخرونَ.

قعثب

القُعْثُبَانُ ، بالضّمِّ : دويْبَّةٌ كالخُنْفُسَاءِ.

وبالفتح : الكبيرُ (٣) ، كالقَعْثَبِ كعَقْرَبِ.

قعسب

قَعْسَبَ قَعْسَبَةً : عَدا سريعاً بفَزَعٍ.

والقُعَاسِبُ ، كعُطَارِد : الطّويلُ.

قعضب

القَعْضَبُ ، بالضّاد المعجمة كعَقْرَبٍ : الضّخمُ الشّديدُ ، واسمُ رجلٍ كان يعمل الأَسِنَّةَ.

وقَرَبٌ قَعْضَبِيٌ : شديدٌ ؛ لسيرِ اللّيلةِ الّتي يصبَّحُ الماءُ في صبيحتها.

وقَعْضَبَهُ : اسْتأْصلَهُ.

قعطب

قَعْطَبَهُ ، بالطّاءِ المهملة : قطعَهُ.

وقَرَبٌ قَعْطَبِيٌ ، كقَعْضَبِيٍّ زنةً ومعنىً.

قعقب

قَعْقَبَهُ ، كقَلْقَلَهُ : جرحَهُ.

قعنب

القَعْنَبُ ، كعَقْرَب : الثّعلبُ الذَّكَرُ ، واسمُ رجلٍ ، والأَسدُ ، والصُّلبُ الشّديدُ ، كالقُعَانِبِ فيهما.

وبهاءٍ : القصيرةُ.

__________________

(١) المستقصى ١ : ٣٧ / ١٢٤.

(٢) الأساس : ٣٧٢.

(٣) في القاموس : « الكثير ».


وأَنفٌ قُعْنُبٌ ، كعُصْفُر : مُعْوَجٌّ ، وفيه قَعْنَبَةٌ.

وعُقَابٌ قَعَنْبَاةٌ ، كعَقَنْبَاةٍ.

واقْعَنْبَى الرجلُ ، كاحْبَنْطَى : جَعَلَ يديهِ على الأَرض وقعد مستوفزاً ، ومنه : ( حَتّى اقْعَنْبَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ) (١).

ققب

القَيْقَبُ ، والقَيْقَبَانُ ، بفتحهما : خشبٌ تتَّخَذُ منه السّروجُ ؛ ويُطْلَقان على السّرج نفسِهِ مجازاً.

والقَيْقَبُ أَيضاً : الحديد الذي يُنْصَبُ وسطهُ فأْسُ اللِّجامِ ، وسيرٌ يدارُ على القربوس ، وشبهُ حزامٍ للدّابَّة.

والقَيْقَابُ : خَرزَةٌ يُصقَلُ بها الثّيابُ.

قلب

القَلْبُ ، كفَلْسٍ : المُضْغَةُ الصَّنَوْبَرِيَّةُ الشّكل المودعةُ في الجانب الأَيسر من الصّدر ، ويطلقُ على النّفسِ النَّاطقةِ والرّوحِ والعقلِ والعلمِ والفهمِ مجازاً ؛ لتعلُّقها به ، واستُعيرَ لمحضِ كلِّ شيءٍ ولُبابِهِ ووسطِهِ. الجمع : قُلُوبٌ.

وقَلَبَهُ قَلْباً ، كضَرَبَ وقَتَلَ : أَصابَ قَلْبَهُ ..

والمرضُ : أَخَذَ بِقَلْبِهِ ، وقد قُلِبَ ـ بالبناءِ للمجهول ـ فهو مَقْلُوبٌ ، والاسمُ : القُلَابُ ـ بالضّمِّ كالصُّدَاع والزُّكام ـ وهو إِذا أَصابَ البعيرَ مات ليومِهِ ، أَو هو في الإِبل داءٌ يأْخُذُ برؤُوسها فيَقْلِبُها إِلى فوق.

وأَقْلَبَ القومُ إِقْلَاباً : أَصاب إِبلَهُمُ القُلَابُ.

ومن المجاز

رجلٌ قَلْبٌ : محضُ النسبِ وَسيطٌ في قومِهِ ، وهي قَلْبٌ أَيضاً ، وقَلْبَةٌ.

وأَعرابيٌ قَلْبٌ : خالصٌ ، ويضمُّ في الجميع.

__________________

(١) النّهاية ٤ : ٨٩.


وقَلْبُ العقربِ : كوكبٌ أَحمرُ نيِّرٌ في قَلْبِ العقربِ.

وقَلْبُ الأَسدِ : كوكبٌ نيِّرٌ منفردٌ في قَلْبِ الأَسدِ ؛ وهو الصَّرْفَةُ.

وقَلْبُ الثّورِ : كوكبٌ نيِّرٌ معه كواكبُ خفيَّةٌ على هيئة الهودج موقعها سنامُ الثّور ، ويسمَّى : الدَّبَران.

وقَلْبُ الحوتِ ـ كوكبٌ نيِّرٌ في بطن الحوتِ ، ويسمّى : بطنَ الحُوتِ ، والرِّشاءَ. وكلُّها من منازلِ القمرِ.

والقُلْبُ ، كقُفْلٍ : شحمةُ النَّخلةِ ، ـ ويثلَّثُ ـ ( و ) (١) سوارٌ من فضَّةٍ ، أَو هو من الأَسوِرَة ما كان قَلْداً أَو حدّاً ـ ويقال : سِوَارٌ قُلْبٌ ـ والحيَّةُ البيضاءُ ؛ شُبِّها بقُلْب النَّخلة. الجمع : قُلُوبٌ ، وأَقلَابٌ ، وقِلَبَةٌ ، كقِرَدَة.

وبهاءٍ : الحُمرةُ.

وقَلَبْتُ الشَّيءَ قَلْباً ، كضَرَبْتُهُ ، وكقَتَلْتُهُ لُغيَّةٌ : حوَّلتُهُ عن وجهِهِ ، كأَقْلَبْته إِقلاباً ..

والكلامَ والرَّجلَ : صرفتُهُ عن وجهِهِ ..

والرّداءَ : حوَّلتُهُ وجعلتُ أَعلاهُ أَسفلهُ ..

والأَمرَ ظهراً لبطنٍ : اختَبَرتُهُ ..

والشّيءَ لوجهِهِ : كَبَبْتُهُ ..

والأَرضَ للزّراعةِ : كَرَبتُها وأَثرتها ..

والشّيءَ للابتياع : تصفَّحتُهُ وفتَّشتُ ظاهرهُ وباطنَهُ ، كقَلَّبْتُهُ تَقْلِيباً في الجميع ..

والقومَ : صرفتهُمُ ورجعتُهُم ، ومنه : قَلَبَ المعلِّمُ الصّبيانَ ، إِذا صرفهُم إِلى بيوتِهِم ..

والنّخلةَ : نَزَعْتُ قُلْبَهَا.

وقَلَبَ البسرُ ، كضَرَبَ : احمَرَّ ، فهو قَالِبٌ ..

واللهُ فلاناً إِليه : توفَّاهُ ، كأَقْلَبَهُ ..

والبيطارُ قوائِمَ الدّابَّة : رفعها نحوه لينظر إِليها ..

والرّجلُ حملاقَ عينيهِ عند

__________________

(١) ليست في « ت » و « ج ».


الغضبِ : فتحهُ شديداً حتى بدت حُمرتُهُ.

وأَقْلَبَ العنبُ إِقْلَاباً : جفَّ ظاهرُهُ ..

والخبزُ : حانَ له أَن يُقْلَبَ.

وتَقَلَّبَ على فراشِهِ : تحوَّلَ من جنب ( إِلى جنب ) (١) ..

والحيَّةُ على الرّمضاءِ : تلوَّت ، ومنه : هو يَتَقَلَّبُ في أَعمال السّلطان : يتصرَّفُ ويتنقَّل من عملٍ إِلى عملٍ.

وأَنا أَتَقَلَّبُ في نعمائِهِ : أَعيشُ متصرِّفاً فيها كيف شِئْتُ.

ومُنْقَلَبُ الشّيءُ ، ومُنْقَلَبُهُ (٢) ـ بفتح اللاّم فيهما ـ للمصدر ، والمكان.

ورجلٌ قَلُوبٌ ، كصَبُورٍ : كثيرُ التَّقَلُّبِ ، وهو قُلَّبٌ حُوَّلٌ ـ كسُكَّرٍ فيهما ـ وقُلَّبِيٌ حُوَّليٌّ ، بياءِ النّسبة فيهما للمبالغة : يُقَلِّبُ الأُمورَ ويحتالُ الحيلَ.

والمِقْلَبُ ، كمِنْبَر : الحديدةُ الّتي تُقْلَبُ وتُكْرَبُ بها الأَرضُ.

والمَقْلُوبَةُ : أُذُنها.

والقَلِيبُ ، كأَمِيرٍ : البئرُ قبل الطّيِّ ـ فإِذا طويت فهي الطّويُّ ـ واصلُهُ التّرابُ المَقْلُوبُ ، وقيل : هي البئر العاديّةُ القديمةُ طويَت أَو لم تُطْوَ ، تذكَّر وتؤَنَّث. الجمع : قُلُبٌ ، وأَقْلِبَةٌ ، ككُتُب وأَرْغِفَة.

وقَلَبْتُ للقومِ قَلِيباً ، كضَرَبْتُ : حفرتُهُ.

والقَالِبُ ، كطَاجَن وكَاتِب : قالَبُ الخَفِّ ونحوِهِ ، والنّعلُ من خشب.

والقَلَبُ ، كتَعَبٍ : انقِلابُ الشّفةِ.

ورجلٌ أَقْلَبُ : مُنْقَلِبُ الشّفةِ ، وشفةٌ قَلْباءُ ، وقد قَلِبَتْ شَفَتُهُ ، كتَعِبَتْ.

والأَقْلَبُ : لغةٌ في الأَقْبَل ؛ وهو الذي كأَنَّهُ ينظرُ إِلى أَنفِهِ.

ويقال : ما بِهِ قَلَبَةٌ ـ كقَصَبَةٍ ، ـ أَي داءٌ وعيبٌ ، وأَصلُهُ من القُلَابِ ، وهو داءُ القَلْبِ ، أَو معناهُ : ليست به علَّةٌ يُقْلَبُ

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) كذا في النّسخ ، ولعلّها مصحّفة عن « مُقْلَبِهِ ». انظر لسان العرب وتاج العروس في نقلهما كلام أبي ثروان.


لها فيُنظَرُ إِليه ، أَو ليس به داءٌ يَتَقَلَّبُ به على فراشِهِ.

والقَلاَّبُ ، والقَلُوبُ ، والقَلِّيبُ ، كعبَّاس وصَبُور وتَنُّور وسِنُّور وسِجِّين : الذّئبُ.

وكزُبَيْرٍ : خَرزةٌ للتّأخيذ.

وشاةٌ قَالِبُ لَوْنٍ ، بالإِضافة : يخالفُ لونُها لونَ أُمِّها.

وأَبو قِلَابَةَ ، كعِصَابَة : تابعيٌّ ، اسمُهُ عبد اللهِ بنُ زيدٍ.

وقَلَابةُ : بنتُ الحارثِ بنِ قيسٍ ؛ من بني يشكر.

وبنو القُلَيْبِ ، كزُبَيْر : بطنٌ من تميمٍ.

وذو القَلْبَيْنِ : جميلُ بنُ مَعْمَرٍ الفهريُّ ، كان يقول : إِنَّ لي قَلْبَيْنِ أَعقلُ ( بكل منهما أفضل ) (١) ممَّا يعقلُ محمَّدٌ 6 ، فنزلَ فيه : ( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (٢).

ومُقَطِّعَةُ القُلُوبِ : الأَرنب ؛ لأَنَّها تُجهدُ الكلابَ بشدَّةِ عدوِها.

وقُلَابٌ كغُرَاب : جبلٌ في ديار بني أَسدٍ ، ووادٍ باليمامة.

ويومُ قُلَابٍ : من أَيَّامهم.

وقَلْبٌ ، كفَلْس : ماءٌ عند حرَّةَ بني سُلَيْمٍ ، وجبلٌ نجديٌّ.

والقُلَيْبُ ، كزُبَيْرٍ : ماءٌ لبني ربيعةَ.

وكغُزَيِّلٍ : ماءٌ بنجد.

وقُلْبَيْنُ ، بالضّمِّ كزُرْفَيْن ، أَو هي مثنّى قُلْبٍ كقُفْل : ( قرية ) (٣) عند طَرْمِيسَ من قُرى دمشقَ.

والقُلُبُ ، ككُتُب : مياهٌ لبني عامرِ بنِ عقيلٍ بنجدٍ.

الكتاب

( لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) (٤) أَي عقلٌ ، أَو

__________________

(١) بدل ما بين القوسين في « ت » : « بهما » والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٢) الأَحزاب : ٤.

(٣) ليست في « ت » و « ج ».

(٤) ق : ٣٧.


عِلْمٌ ، أَو قَلْبٌ واعٍ ؛ فإِنَّ الغافلَ كعديمِ القَلْبِ.

( ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ ) (١) أجلَبُ لعفَّتها وأَكثرُ تطهيراً لها من الخواطر الشّيطانيَّة.

( تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ) (٢) تَضطَرِبُ القُلُوبُ وتَشخَصُ الأَبصارُ هَوْلاً وفزعاً ، أَو تزولُ القُلُوبُ عن أَماكنها فتبلُغُ الحناجرَ وتصيرُ الأَبصارُ زُرْقاً ، أَو تَتَقلَّبُ من الشّكِّ والغفلةِ إِلى اليقين والمُعايَنَةِ ، أَو تَتَقَلَّبُ القُلُوبُ من الطمعِ في النّجاةِ إِلى الخوفِ من الهلاكِ ، والأَبصارُ من أَيِّ ناحيةٍ يؤْخذُ بهم شمالاً أَم يميناً.

( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ ) (٣) يتندَّمُ ؛ لأَنَّ المتندِّمَ يُقَلِّبُ كفَّيهِ ظهراً لبطنٍ غالباً.

( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) (٤) تردُّدكَ في تصفُّح أَحوال المتهجِّدينَ من أَصحابكَ.

رويَ أَنَّهُ لمَّا نُسِخَ فرضُ التّهجُّدِ طافَ تلك اللّيلةَ على بيوت أَصحابِهِ يتصفَّحُ ما هم عليه فوجدَها كبيوت الزّنابير ذكراً وتلاوةً.

أَو تصرّفكَ في المصلّينَ بالقيام والرّكوع والسّجودِ إِذا أَقمتهم.

أَو تنقُّلَ روحِكَ من ساجدٍ إِلى ساجدٍ ؛ لقولِهِ 7 : ( لم أَزل أَنتَقِلُ (٥) من أَصلابِ الطَّاهرين إِلى أَرحام الطَّاهراتِ ) (٦).

( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ ) (٧) تصرُّفُهم فيها بالتّجارةِ والمكاسبِ والمزارعِ والاستيلاءِ عليها

__________________

(١) الأحزاب : ٥٣.

(٢) النّور : ٣٧.

(٣) الكهف : ٤٢.

(٤) الشّعراء : ٢١٩.

(٥) في « ج » و « ش » : « أتَنَقَّل » وكلٌّ صحيح.

(٦) انظر تفسير القمّي ١ : ٢٠٦ ، والمسترشد في الإمامة : ٥٨١ و ٦٤٩.

(٧) آل عمران : ١٩٦.


والتّنعُّمِ بها ، ومثلُهُ : ( فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ ) (١).

( أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ ) (٢) تردُّدهم في أَسفارِهِم ومتاجرهم ، أَو تصرُّفِهِم في أُمورهم.

( وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ ) (٣) بَغَوْا لك الغوائِلَ بوجوهِ الحيلِ ، ( ودبّروا لك المكائد ، ودبّروا الآراء في إِبطال أمرك ) (٤).

( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) (٥) تردُّدَهُ وتصرُّفَ نظرِك في جهتها تطلُّعاً للوحي بتحويل القبلة.

( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ ) (٦) نُصرِّفها من رأيٍ إِلى رأيٍ فلا يزالون في حيرةٍ عن إِدْراك الحقِّ وإِبصارِهِ ، أَو نتصفَّحها ونفتِّشها ونعلم أَنَّ فيها خلاف ما يقولون من إِقسامهم بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ ( بِها ) (٧).

( أَيَ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (٨) أَيَّ مرجعٍ يرجعونَ وأَيَّ منصرفٍ ينصرفونَ.

( لَمُنْقَلِبُونَ ) (٩) لَراجعونَ.

( وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ ) (١٠) تردُّدَكم في الأَسفار ومثواكم في الحضر ، أَو منشرَكُم في النّهار ومستقرَّكم في اللّيل ، أَو تَقَلُّبَكُمْ في الدّنيا ومثواكم في العقبى ، أَو تَنقُّلكم من ظهرٍ إِلى بطنٍ ومثواكُم في الأَرض.

__________________

(١) غافر : ٤.

(٢) النّحل : ٤٦.

(٣) التّوبة : ٤٨.

(٤) ما بين القوسين ليس في « ت ».

(٥) البقرة : ١٤٤.

(٦) الأنعام : ١١٠.

(٧) ليست في « ت » و « ج ».

(٨) الشّعراء : ٢٢٧.

(٩) الزّخرف : ١٤.

(١٠) محمد 9 : ١٩.


الأَثر

( وقَلْبُ القُرآنِ يس ) (١) أَي لبُّهُ ، ولُبُّ كلِّ شيءٍ أَصلُهُ الذي ما سواهُ إِمَّا من مقدِّماتِهِ أَو من متمِّماتِهِ ، ولمَّا كان الغايةُ من إِنزال القرآن الاعترافَ بالوحدانيَّةِ والرّسالةِ والحشرِ وكان مدارُ هذه السّورة على بيان هذه الأُصول الثلاثة جُعِلِت قَلْبَ القرآن.

( وقُلُوبُ الشَّجَرِ ) (٢) ما ينبتُ في وسطها غضاً طريّاً.

( قُرَشِيّاً قَلْباً ) (٣) بالفتح ، محضاً من صميم قريشٍ.

( وسُوءِ المُنْقَلَبِ ) (٤) بفتح اللاّم المرجِعُ ؛ بأَن يرجعَ إِلى بيتِهِ فيرى فيه ما يَسُوؤُهُ ، أَو يرجع خاسراً ، أَو خائباً ، أَو مبتلىً.

ومنه : ( وَخَيْبَةُ المُنْقَلَبِ ) (٥) أَي مرجعُهُ إِلى الله يومَ القيامة خائباً.

( قُمْتُ لأَنقَلِبَ فقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي ) (٦) لأَرجع الى بيتي فقام معي ليردَّني إِلى منزلي.

( لَكَ مِنْ غَنَمِي مَا جَاءَتْ [ به ] قَالِبَ لَوْنٍ ) (٧) أَي جاءت على غيرِ أَلوانِ أُمَّهاتها ؛ كأَنَّ الولدَ قَلَبَ لونَ أُمِّه حيث جاءَ بلونٍ يخالفُهُ.

( كَانَتِ المَرْأَةُ تَلْبَسُ القَالِبَيْنِ ) (٨) مثنَّى قَالَبٍ ـ بفتح اللاّم وكسرها ـ وهو نعلٌ من خشبٍ كالقَبْقَاب ؛ ومنه : ( يَلْبَسُ القَوَالِبَ ) (٩).

__________________

(١) مسند أحمد ٥ : ٢٦ ، النّهاية ٤ : ٩٦.

(٢) الفائق ٣ : ٢٢٤ ، النّهاية ٤ : ٩٦.

(٣) الغريبين ٥ : ١٥٧٤ النّهاية ٤ : ٩٦.

(٤) النّهاية ٤ : ٩٦ ، مجمع البحرين ٢ : ١٤٩.

(٥) بحار الأنوار ٨٣ : ١٠٩ / ٩.

(٦) صحيح مسلم ٤ : ١٧١٢ / ٢٤ ، النّهاية ٤ : ٩٦.

(٧) الفائق ٢ : ٢١٧ ، النّهاية ٤ : ٩٧ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.

(٨) الفائق ٣ : ٢٢٢ ، النّهاية ٤ : ٩٨.

(٩) النّهاية ٤ : ٩٨ ، وفيه : « يلبسن » بدل : « يلبس ».


( يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ) (١) أَي مُصرِّفَها بتبديلِ الخواطرِ ونقضِ العزائمِ ؛ فإِنَّها تحت قدرتِهِ يصرِّفُها كيف شاءَ.

المصطلح

القَلْبُ : جوهرٌ نُورانيٌّ مجرَّدٌ يتوَسَّطُ بين الرّوح والنّفسِ ، وهو الّذي تتحقَّقُ به الإِنسانيَّةُ ـ ويسمِّيهِ الحكيمُ : النّفسَ النّاطقةَ ـ والرّوحُ باطنُهُ ، والنَّفسُ الحيوانيَّةُ مركَبُهُ ، وظاهرُهُ المتوسِّطُ بينهُ وبين الجسد.

الجِناسُ المَقْلُوبُ : ما اختلف لفظَا رُكنيهِ في ترتيب الحروف واتَّفقا في النَّوع والعدد والهيئة ، كحَتْفٍ وفَتْحٍ ، وسَاقٍ وقَاسٍ ، وبَدْرٍ وبَرْدٍ ، وصَحَائِفَ وصَفَائِحَ.

المُنْقَلِبُ من البروج : هو أَوَّلُ بروج كلِّ فصلٍ من فصول السَّنةِ ، وهو الحملُ من بروجِ الرَّبيع ، والسَّرطانُ من بروج الصَّيف ، والميزانُ من بروج الخريفِ ، والجديُ من بروج الشِّتاءِ ، سمِّي بذلكَ لانقِلاب الهواءِ من طبيعةِ الفصل المتقدِّم إِلى طبيعة الفصل المتأَخِّر عند انتقال الشَّمس إِلى واحدٍ منها.

المَقْلُوبُ من الحديث : ما وردَ بطريقٍ فرُويَ بغيره سهواً ، أَو قصداً للامتحان أَو ليرغب فيه.

والقَلْبُ في علم التَّصريف يقالُ لمعنيين :

أَحدهما : تصييرُ حرفِ العلَّةِ إِلى حرف علَّةٍ آخرَ.

والثاني : تصييرُ حرفٍ مكانَ حرفٍ بالتَّقديم والتَّأَخير ؛ كجذب وجبذ.

المثل

( اقلِبْ قَلاَّبُ ) (٢) كعَبَّاس ، أَي اقلبْ

__________________

(١) سنن التّرمذيّ ٣ : ٣٠٤ / ٢٢٢٦ ، مجمع البحرين ٢ : ١٤٨.

(٢) مجمع الأمثال ٢ : ٩٤ / ٢٨٤ ، وفيه : « قَلَاب » بدون تشديد ، والّذي ورد في الأثر إنّما هو بالتّشديد.


يا قَلاَّبُ. يضرب لمن تكون منه السّقطةُ ثمَّ يتلافا ( ها ) (١) بقلبها إِلى غير معناها ، وقد وقع في حديث عمر (٢).

( قَلَبَ الأَمْرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ ) (٣) يضرب في حُسْنِ التّدبير والنّظر في الأَمر. واللاّمُ بمعنى « على » ، ونصب « ظهراً » على البدل من الأَمر ، أَي قَلَبَ (٤) ظهرَ الأَمرِ على بطنِهِ حتَّى عَلم ما فيه.

( قَلَبَ لَهُ ظَهْرَ المِجَنِّ ) (٥) في « ج ن ن ».

( اعْطِنِي قَلْبَكَ وَالقَنِي مَتى شِئْتَ ) أَي أَخلِصِ المودَّةَ لي بقلبكَ ولا عليكَ ، أَن (٦) لا تُكثِرَ زيارتي. يضرب للصّديق الخالصِ إِذا أَقلَّ الزّيارةَ.

( ما يَحْسُنُ القُلْبَانِ فِي يَدَي حَالِبةِ الضَّأْنِ ) (٧) القُلْبَانِ : تثنيةُ قُلْبٍ ـ بالضّمِّ ـ وهو السّوارُ ، ويريدُ بحالبة الضّأن الأَمةَ الرّاعيةَ. يضّرب لمن يُرى بحالةٍ حسنةٍ وليس لها بأَهل.

قلطب

القَلْطَبَانُ : لغةٌ في القَرْطَبانِ ـ كزَعْفَرَان فيهما ـ وهو الدّيُّوثُ.

قلهب

القَلْهَبُ ، كعَقْرَب : القَدْمُوسُ الضّخمُ من الرّجال.

وبهاءٍ : السّحابةُ البيضاءُ.

وكزَعْفَرَانٍ : الطّويلُ.

__________________

(١) ليست في « ت ».

(٢) الفائق ٣ : ٢٢١ ، النّهاية ٤ : ٩٧.

(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٩٢ / ٢٨٣٨.

(٤) في « ت » : « اقلُب » ، والمثبت عن « ج » و « ش ».

(٥) مجمع الأمثال ٢ : ١٠١ / ٢٨٦٩ وفيه : يضرب لمن كان لصاحبه على مَوَدّة ورعاية ثمّ حال عن العهد.

(٦) في « ت » : « أَي ».

(٧) مجمع الأمثال ٢ : ٢٦٢ / ٣٧٥٨.


قنب

القُنْبُ ، كقُفْلٍ : جِرابُ قَضيبِ الفرسِ وغيرِهِ من ذواتِ الحافرِ ، ويُطلقُ على بظر الجاريةِ وكُمِّ الزّهرِ مجازاً. الجمع : قُنُوبٌ.

وقَنَبَ قَضيبُ الفرسِ قُنُوباً ، كقَعَدَ : دخلَ في قُنْبِهِ.

وقَنَّبَ الفرسُ قَضِيبَهُ تَقْنِيباً : أَدخلَهُ فيه.

والقَنِيبُ ، كسَفِين : جماعات النَّاس ـ واحدتها : قَنِيبَةٌ ، كسَفِينَة ـ والسّحابُ.

والمِقْنَبُ ، كمِنْبَر : جماعة الخيل (١) ، أَو ما بين الثّلاثين إِلى الأَربعين ، أَو ما دون المائَةِ ، أو (٢) الأَربعونَ والخمسونَ ، أَوزهاء ثلاثمائةٍ ، ومخلاةٌ للصّائد يَجْعَلُ فيها ما يصيدُهُ ، والذّئبُ الضّاري ، وكُمُّ مِخلَبِ الأَسد وغِطاؤُهُ لا نفسُ مخلِبهِ ، ووهم الفيروز اباديُّ ، كالقَنَابِ ، والمِقْنَابِ ، والقُنْبِ ، كسَحَابٍ ومِحْرَابٍ وقُفْلٍ.

وقَنَّبَ الأَسدُ مخلبَهُ ( تَقْنِيباً ) (٣) : غَيَّبَهُ فيه ، فَقَنَبَ هو قُنُوباً ، كقَعَدَ : غَابَ.

والقِنَّبُ ، كإِمَّعٍ ، ويضمُّ ، وكحِمِّصٍ : شجرة الشَّهْدانِجَ ؛ وهو حَبُّها ، ويُتَّخذُ من لحائِها حبالٌ وخيوطٌ ، قال بعضهم : هو فارسيٌّ جرى في كلام العرب ؛ فارسيُّهُ : « كَنَب » كسَبَب ، وعربيُّهُ : « الأَبَقُ » بفتحتين ، ( و ) (٤) قال الجوهريُّ : عربيٌّ صحيحٌ (٥).

والقُنَّابَةُ ، كتُفَّاحَةٍ : العَصيفَةُ ؛ وهي ورقُ سنبل الزّرع.

وقَنَّبَ الزّرعُ تَقْنِيباً : أَعصَفَ ..

والقومُ نحوَ العدّوِّ : تجمَّعوا وصاروا مِقْنَباً ، كأَقْنَبُوا ، وتَقَنَّبُوا.

__________________

(١) جاء في الأَثر : ( إنَّما يكون في مقنبٍ من مقاتبكم ) ، و ( كيف بِطَيِءٍ ومقانبها ) ، الفائق ٣ : ٢٧٦ ، النّهاية ٤ : ١١١.

(٢) في « ت » : « والأربعون ».

(٣) و (٤) ليست في « ت ».

(٥) الصّحاح.


وقَنَبْتُ الكرمَ قَنْباً ، كقَتَلَ : قَلَمْتُهُ ، كقَنَّبْتُهُ تَقْنِيباً.

والقَانِبُ : الذّئبُ الصَّيَّاحُ ، والفَيْجُ المُسرعُ النَّشيط (١) ؛ وهو الّذي يحمل الكتب من بلدٍ إِلى بلدٍ ماشياً ، كالقَيْنَابِ كغَيْدَاق.

والقِنَابُ ، ككِتَاب ويضمُّ : ما استدار من الورق في رؤُوسِ الزّرع أَوَّلَ ما يُثمِرُ.

وبالكسر ؛ من القوسِ : وتَرُها.

ومن المجاز

قَنَبَ في بيتِهِ قُنُوباً : دخل ، كتَقَنَّبَ ..

ومن غَريمٍ أَو سلطانٍ : اختفى ، كاقْتَنَبَ ..

والشّمسُ : غابت ..

والزّهرُ في كمامِهِ : طَلَعَ ولم ينفتح ؛ كأَنَّه غابَ فيها ، وقول الفيروز اباديِّ : خرج عن أَكمامِهِ ، وهمٌ.

وجَنَيتُ الزّهرَ بِقُنُوبِهِ : بأَكِمَّتِهِ.

وقَنْبَةُ ، كهَضْبَة : قريةٌ بحمص الأَندلُس.

وبضمَّتين (٢) : قريةٌ من قرى ذَمارَ باليمن.

وقول الفيروز اباديِّ : « القُنَابَةُ كثُمَامَة : أُطُمٌ بالمدينةِ » تصحيفٌ ، وإِنَّما هو « قُبَابَةُ » بموحَّدتين كما في المعجم لياقوت (٣) وخُلاصَة الوفاءِ.

قنعب

القِنَعْبُ ، كهِزَبْر : الواسعُ الجوفِ الشّديدُ النَّهَمِ.

وكسِنْجَاب : السّمينُ العظيمُ من الوُعُول.

__________________

(١) في النّسخ : « النّشط ».

(٢) كذا هو أيضاً في القاموس. وفي معجم البلدان ٤ : ٤٠٢ « قُنُبَّة بضم القاف والنّون من قرى ذمار ».

(٣) معجم البلدان ٤ : ٣٠٣ ، لكنّ ياقوتاً ذكر قنابة أيضاً في ٤ : ٤٠٠ قائلاً : « القُنابةُ بالضمّ وبعد الألف باء موحّدة : أُطُم بالمدينة لأحيحة بن الجُلاح » ، وذكرهما في الموضعين الصّاغاني في التّكملة أيضاً.


قوب

القَابُ والقِيبُ ، كالطَّابِ والطِّيبِ : المقدارُ ، تقول : بينهُما قَابُ قَوْسٍ (١) ، وقِيبُ قوسٍ ، أَي مقدارها ، وعيناهما واوٌ لوجود « ق و ب » دُونَ « ق ي ب ».

وقَابُ القوسِ : ما بين مَقبَضِها وسِيَتِها ، ولكلِّ قوسٍ قَابَانِ.

وقَابَ الأَرضَ يَقُوبُها قَوْباً : حَفَرَها وشقَّها ، أَو حفر فيها حُفرةً مدوَّرةً ..

والطّائرُ بيضتَهُ : فَلَقها ، كقَوَّبَها تَقْوِيباً فيهما ، فانْقابَت هي ، وتَقَوَّبَتْ.

وقَوَّبَ الجَرَبُ جلدَهُ تَقْوِيباً : تَرَكَ فيه آثاراً ..

والنّازِلونَ الأَرضَ : أثَّروا فيها بموطِئِهم ومحلِّهم ..

والشّيءَ : قَلعَهُ من أَصلِهِ.

وتَقَوَّب : تَقَشَّرَ ..

والحيَّةُ : انسلَخَ جِلدُها ..

والرّجلُ : تَقلَّعَ عن جلدِهِ الجَرَبُ ، وانحَلَقَ شعرُهُ. والاسمُ : القُوبَةُ ، والقُوبَةُ ـ كغُرْفَة وحُطَمَة ـ كالقُوَبَاءِ كنُفَسَاء ، وتسكَّنُ.

وقَابَ قَوْباً ، كقَالَ : هَرَبَ ، وقَرُبَ ؛ ضدٌّ. والقُوبَةُ ، والقُوبُ ـ بالضّمِّ فيهما ـ والقَابُ ، والقَابَةُ ، والقَائِبُ ، والقَائِبَةُ : فرخُ الطّائر. الجمع : أَقْوَابٌ.

والقُوبَةُ ، والقَائِبَةُ أَيضاً : البيضةُ المُفرِّخةُ ، « فاعِلَةٌ » بمعنى « مَفْعولَةٍ » ، ومنه : ( بَرِئَتْ قَائِبَةٌ مِن قُوبٍ ) ويأتي بيانُهُ في المثل.

والقُوَبُ ، كغُرَفٍ : آثارُ الجَرَبِ في الجلد ، والنّازِلينَ في الأَرضِ ، وقُشورُ البيضِ الّتي خرج منها فراخها ، جمع قُوبَةٍ كغُرْفَةٍ.

والقُوَبَاءُ ، كنُفَسَاءَ : خُشونَةٌ تَحدُثُ في ظاهر الجلدِ ويكون لونُها مرَّةً مائلاً إِلى السّواد ومرَّةً إِلى الحمرة ، وهي مؤَنَّثةٌ

__________________

(١) في « ش » : « قاب قوسين » بدل : « قاب قوس وقيب قوس ».


غيرُ مصروفةٍ ، وقد تسكَّن الواو منها استثقالاً للحركة على الواو فتذكَّر حينئذٍ وتُصرَفُ ؛ لأَنَّ الهمزة فيها ليست للتّأْنيث بل منقلبةٌ عن ياءٍ للإِلحاق بقُرطاس بالضّمِّ ، فوزنها « فُعْلالٌ » لا « فُعَلاءُ » ، ولهذا تُصَغَّرُ الأُولى على قُوَيْبَاءَ كحُمَيْرَاءَ ، وهذه على قُوَيْبِيٍ كقُرَيْطِيس.

قال سيبويه : ليس في الكلام « فُعَلاءُ » مضمومةُ الفاءِ ساكنةُ العين إِلاَّ قُوبَاء وخُشَّاء ؛ وهو العَظمُ الناتئ خلف الأُذن (١) ، وزاد الجوهريُّ : المُزَّاءُ (٢).

وقال القالي : والدُّوداءُ (٣) نظيرٌ لها ؛ وهو مسيلٌ يَدفعُ في العقيق.

وأُمُ قُوبٍ ، بالضّمِّ : الدجاجةُ ، والداهيةُ.

والقُوبِيُ ، كرُومِيّ : المُولَعُ بأَكل الفراخِ.

ورجلٌ قُوبَةٌ ، كحُطَمَة : ثابِتُ الدارِ مقيمٌ لا يَبرحُ من منزلِهِ.

ومن المجاز

اقْتَبْتُ الشّيءَ : اختَرْتُهُ.

وانْقَابَتْ بيضةُ ( بني ) (٤) فلانٍ عن أَمرِهِم ، إِذا بَيَّنُوهُ ، كما يقال : أَفرَخَتْ بَيضَتُهُم.

الكتاب

( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) (٥) فكان مقدارُ مسافةِ ما بين جبرئيلَ ومحمَّد 6 مثلَ قَابِ قَوسَينِ ، أَي مِقدارِهِما ، أَو كان جبرئيلُ من محمَّد 6 مثلَ قَابِ قَوسَينِ ، كما تقول : هو منِّي مَعقِدَ الإِزارِ ، والمرادُ قُربُ المكان بينهما. وقيل : أَرادَ « فكان قَابَيْ قوسٍ » فَقلَبهُ.

__________________

(١) نقله عن سيبويه السّيوطيّ في المزهر ٢ : ٥٣. وانظر كتاب سيبويه ٤ : ٢٥٧.

(٢) الصّحاح « مزز ».

(٣) في النّسخ : « الدّرداء » ، والتّصويب عن المزهر ٢ : ٥٣ نقلاً عن القالي في كتابه المقصور والممدود.

(٤) ليست في « ت ».

(٥) النّجم : ٩.


وقولهُ : « أَوْ أَدْنى » ، أَيْ في مرأَى النّاظر ، فإِنَّهُ إِذا رآهُ قال : هو قَابُ قوسينِ أَوْ أَدْنى منه ، ومثله : ( مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) (١).

المصطلح

قَابَ قَوْسَيْنِ : هو مقام القُربِ الأَسمائيِّ باعتبار التَّقابُلِ بين الأَسماءِ في الأَمر ( الإلهيِّ ) (٢) المسمّى دائرةَ الوجودِ ـ كالإِبداءِ والإِعادة والنّزول والعُروج والفاعليَّة والقابليَّة ـ وهو الاتّحادُ بالحقِّ مع بقاءِ التّمييزِ والاثنينيَّةِ ، ( ولا أعلى من هذا المقام إِلاّ مقام « أَو أدنى » ، وهو أحديّةُ عينِ الجمعِ الذّاتيةِ المعبّرِ عنه بقوله : « أو أدنى » لارتفاع التّمييزِ والاثنينيّةِ ) (٣) الاعتباريَّةِ هناك بالفناءِ المحضِ والطَّمْسِ الكُلِّيِّ للرّسومِ كلِّها.

المثل

( بَرِئَتْ قَائِبَةٌ من قُوبٍ ) (٤) أَي بيضةٌ من فَرْخٍ ، وقيل للبيضة : قَائِبَةٌ ، وهي مقوبَةٌ ، كما قيل للعيشة : رَاضِيَةٌ ، وهي مرضيَّةٌ ؛ لأَنَّهما بمعنى ذاتِ قُوبٍ وذاتِ رِضىً ، وذو الشيءِ كما يكون فاعلاً يكون مفعولاً ، فهما من باب طالِقٍ وحائضٍ ، ولذلك حكموا بأَنَّ التّاء فيهما للمبالغة ـ كراويَةٍ ـ لا للتّأنيث.

وقُوبٌ « فُعْلٌ » بمعنى « مَفْعُولٍ » كالخُبْز بمعنى المَخْبُوز. يضرب للرّجُلين يَفْتَرِقان بعد الصّحبة.

يُحكى أَنَّ رجلاً من بني أَسدٍ قال لرجلٍ استَخفَرَهُ : إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا فَبَرِئَتْ قَائِبَةٌ من قُوبٍ ، أَي أَنا بريءٌ من خَفارَتِكَ.

__________________

(١) الصّافّات : ١٤٧.

(٢) ليست في « ت ».

(٣) ما بين القوسين ليس في « ت » ومضطرب السّياق في « ج » انظر اصطلاحات الصّوفية : ١٤٣ ، والتّعريفات : ٢١٩.

(٤) مجمع الأمثال ١ : ٩٨ / ٤٧٥.


( كُلُ قَائِبٍ مِنْ قُوبَةٍ ) (١) القَائِبُ هنا : الفرخُ. والقُوبَةُ : البيضةُ ، « فُعْلَة » بمعنى ( مَفْعُولة ) (٢). أَي كلّ فرعٍ يبدو من أَصلٍ.

قهب

القُهْبَةُ ، كحُمْرَة : بياضٌ تعلُوهُ كُدرةٌ ، أَو غُبرَةٌ إِلى سَوَادٍ ، أَو حمرةٌ إِلى غُبرَةٍ ، وقد قَهِبَ ـ كتَعِبَ ـ فهو قَهْبٌ ، وأَقْهَبُ ، كصَعْب وأَبْيَض ، وهي قَهْبَةٌ وقَهْبَاءُ.

والقَهْبُ أَيضاً : الجبلُ العظيمُ ، والجَمَلُ المُسنُّ. الجمع : قِهَابٌ ، كصِعَابٍ.

والأَقْهَبَانِ : الجاموسُ والفيلُ ؛ سُمِّيا لعظمِهِما من الجبلِ القَهْبِ.

والقُهَابُ ، كغُرَاب : الأَبيضُ ، كالقُهَابِيِ بياءِ النّسبة للمبالغة.

والقَهْبيُ ، كقَلْعِيّ : اليعقوب (٣) أَو العنكبوت.

وكقُمْرِيَّة (٤) : طائرٌ يكون بتهامَةَ فيه بياضٌ وخضرةٌ ؛ وهو نوعٌ من الحَجَلِ.

وأَقْهَبَ عن الطّعامِ إِقهَاباً : لغةٌ في أَقْهْمَ إِقْهَاماً بالميمِ ، إِذا كفَّ عنه ولم يَشْتَهِ.

والقَهَوْبَاةُ ، بفتحتين وسكون الواو : نصلٌ ذو ثلاثِ شُعَبٍ ، وليس « فَعَوْلَى » غيرهُ وغير « عَدَوْلَى » ؛ وهي قريةٌ بالبحرين ، وقيل : هذه وَزنُها « فَعَوْلَل ».

قهزب

القَهْزَبُ ، بالزاي كعَقْرب : القصيرُ.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ : ١٦١ / ٣١٤٩.

(٢) ليست في « ت » و « ج ».

(٣) في « ش » : « اليعسوب » بدل : « اليعقوب ».

(٤) في اللّسان والقاموس : « القُهَيْبَةُ ». وما في المتن يوافق بعض نسخ القاموس كما صرّح بذلك الزّبيديّ في تاج العروس.


قهقب

القَهْقَبُ ، كقَرْقَف : الطّويلُ الواسعُ الجوفِ ، والباذَنجانُ ، والضّخمُ المسنُّ ، كالقَهْقَبِ بتشديد الباءِ.

قهنب

القَهَنَّبُ ، والقَهْنَبَانُ ، كجَهَنَّم وزَعْفَرَان : الطّويل المُشرفُ كاهلُهُ على صدرِهِ ، أَو الطّويلُ.

والمُقَهْنِبُ : الدّائِمُ على الماءِ.

الطّراز الأوّل - ٢

المؤلف: السيد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني ( ابن معصوم المدني )
الصفحات: 423
ISBN: 964-319-481-7