

دحض القدح في سند حديث الثقلين
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد
لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين ،
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.
وبعد أن اطلعت على
رواية أعلام الحديث لحديث الثقلين ، فلا بد من ذكر كلام من قدح وطعن فيه ، من بعض
أسلاف العامة المتعصبين ، وبيان وهنه وسقوطه. وبالله التوفيق :
*(١)*
قدح البخاري
قال البخاري في (
التاريخ الصغير ) ما نصه : « قال أحمد في حديث
عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «
تركت فيكم الثقلين » : أحاديث الكوفيين
هذه مناكير » .
الجواب :
ان هذا الكلام
غريب جدا ، إذ قد ثبت فيما تقدم بحيث لا يشك
__________________
المتتبع فيه : أن
أحمد قد روى هذا الحديث بطرق عديدة وأسانيد سديدة ، وروايات متكثرة في ( المسند )
عن زيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، وأبي سعيد الخدري.
فنسبة الجرح في
هذا الحديث الى الامام أحمد غريبة جدا ، ولا يمكن توجيهها أو تأويلها بنحو من
الأنحاء ، ورواية أحمد للحديث في ( المسند ) أكبر حجة على بطلان هذه الشبهة ، إذ
لا يصح روايته إياه فيه مع إنكاره له ، لأنه يستلزم التدليس والتلبيس ، مع العلم
بأنه يحتاط في رواياته ولا سيما في ( مسنده ) ، فقد قال قاضي القضاة تاج الدين
السبكي بترجمة أحمد :
« قلت : وألف
مسنده ، وهو أصل من أصول هذه الامة ، قال الامام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر
المديني ; : هذا الكتاب ـ يعني مسند الامام أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني
قدس الله روحه ـ أصل كبير ومرجع وثيق لأصحاب الحديث ، انتقي من أحاديث كثيرة
ومسموعات وافرة فجعل اماما ومعتمدا ، وعند التنازع ملجأ ومستندا ، على ما أخبرنا
والدي وغيره أن المبارك بن عبد الجبار أبا الحسين كتب إليهما من بغداد قال : انا
أبو إسحاق ابراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه ، انا أبو عبد الله عبيد
الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن عمر بن بطة قراءة عليه ، ثنا أبو حفص عمير [ عمر
] بن محمد بن رجا ، ثنا موسى بن حمدون البزاز ، قال : قال لنا حنبل بن إسحاق :
جمعنا عمي ـ يعني الامام أحمد ـ لي ولصالح ولعبد الله وقرأ علينا المسند ، وما
سمعه معنا ـ يعنى تاما ـ غيرنا ، وقال لنا :
ان هذا الكتاب قد
جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا ، فما اختلف فيه المسلمون من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا اليه ، فان كان فيه والا ليس بحجة.
وقال عبد الله بن
احمد ; : كتب ابى عشرة ألف ألف حديث ، لم يكتب سوادا في بياض الا حفظه.
وقال عبد الله
أيضا : قلت لابي : لم كرهت وضع الكتب وقد عملت
المسند؟ فقال :
عملت هذا الكتاب اماما إذا اختلف الناس في سنة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
رجع اليه.
وقال أيضا : خرج
أبي المسند من سبعمائة ألف حديث.
قال أبو موسى
المديني : ولم يخرج الا عمن ثبت عنده صدقه وديانته دون من طعن في أمانته. ثم ذكر
بإسناده الى عبد الله بن الامام أحمد ; قال : سألت أبي عن عبد العزيز بن أبان قال : لم أخرج عنه
في المسند شيئا ، لما حدث بحديث المواقيت تركته.
قال أبو موسى :
فأما عدد أحاديث المسند فلم أزل أسمع من أفواه الناس أنها أربعون ألفا ، الى أن
قرأت على أبي منصور بن زريق ببغداد قال : أنا أبو بكر الخطيب ، قال قال ابن
المنادي : لم يكن في الدنيا أحمد أروى عن أبيه منه ـ يعني عبد الله بن الامام أحمد
بن حنبل ـ لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفا. والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفا ،
سمع منها ثلاثين ألفا والباقي وجادة. فلا أدري هذا الذي ذكر ابن المنادي أراد به
مالا مكرر فيه أو أراد غيره مع المكرر ، فيصح القولان جميعا ، والاعتماد على قول
ابن المنادي دون غيره.
قال : ولو وجدنا
فراغا لعددناه إن شاء الله تعالى. فأما عدد الصحابة رضي الله عنهم فنحو من سبعمائة
رجل.
قال أبو موسى :
ومن الدليل على أن ما أودعه الامام أحمد ; مسنده قد احتاط فيه اسنادا ومتنا ، ولم يورد فيه الا ما صح
سنده ، ما أخبرناه [ به ]
أبو علي الحداد ، قال أنا أبو نعيم [ و ] أنا ابن الحصين [ و ] أنا ابن المذهب ،
قال أنا القطيعي ، ثنا عبد الله ، قال حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ،
عن أبى التياح ، قال : سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه
وسلّم أنه قال : يهلك أمتي هذا الحي
من قريش. قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال : لو أن الناس اعتزلوهم. قال عبد الله : قال أبي في مرضه الذي مات فيه : اضرب على
هذا الحديث ، فانه خلاف الأحاديث عن النبي
صلّى الله عليه
وسلّم. يعنى قوله صلّى الله عليه
وسلّم : اسمعوا وأطيعوا. وهذا مع ثقة رجال اسناده حين شذ لفظه مع الأحاديث المشاهير
امر بالضرب عليه فكان دليلا على ما قلناه » .
فإذا كان ( مسند )
أحمد بهذه المثابة من الدقة ، وكانت أسانيده صحيحة ، وقد احتاط فيه الاحتياط التام
، وجعله المرجع عند الاختلاف ، كيف يدخل فيه حديث الثقلين ، ويرويه فيه بأكثر من
لفظ وطريق ، وهو يعتقد بأنه منكر من الأحاديث المناكير؟!
وقال عمر بن محمد
عارف النهرواني المدني في ( مناقب ) أحمد بن حنبل : « قال ابن عساكر : أما بعد ،
فان حديث المصطفى صلّى الله عليه وسلّم به يعرف سبل السلام والهدى ، ويبنى عليه
أكثر الاحكام ، ويؤخذ منه معرفة الحلال والحرام. وقد دوّن جماعة من الأئمة ما وقع
إليهم من حديثه ، وكان أكبر الكتب التي جمعت فيه هو المسند العظيم الشأن والقدر (
مسند ) الامام أحمد ، وهو كتاب نفيس يرغب في سماعه وتحصيله ويرحل اليه ، إذ كان
مصنفه الامام أحمد المقدم في معرفة هذا الشأن ، والكتاب كبير القدر والحجم ، مشهور
عند أرباب العلم ، يبلغ أحاديثه ثلاثين ألف سوى المعاد ، وسوى ما ألحق به ابنه عبد
الله من أعالي الاسناد ، وكان مقصود الإمام في جمعه أن يرجع اليه في اعتبار من
بلغه أو رواه ... »
فكيف يدخل الامام
أحمد في هكذا كتاب ـ موصوف بهذه الصفات ـ حديثا منكرا مع علمه بكونه منكرا من
الأحاديث المناكير؟ *[ ذلك ظن الذين لا يوقنون ]*.
وقال الشيخ عبد
الحق الدهلوي في ( اسماء رجال المشكاة ) بترجمة أحمد : « ومسند الامام أحمد معروف
بين الناس ، جمع فيه أكثر من ثلاثين
__________________
ألف حديث ، وكان
كتابه في زمانه أعلى وأرفع وأجمع الكتب ».
وقال الشيخ ولي
الله الدهلوي : « الطبقة الثانية : كتب لم تبلغ مبلغ الموطأ والصحيحين ولكنها
تتلوها ، كان مصنفوها معروفين بالوثوق والعدالة والحفظ والتبحر في فنون الحديث ،
ولم يرضوا في كتبهم هذه بالتساهل فيما اشترطوا على أنفسهم ، فتلقاها من بعدهم
بالقبول ، واعتنى بها المحدثون والفقهاء طبقة بعد طبقة ، واشتهرت فيما بين الناس ،
وتعلق بها القوم شرحا لغريبها وفحصا عن رجالها واستنباطا لفقهها ، وعلى تلك
الأحاديث بناء عامة العلوم ، كسنن أبي داود ، وجامع الترمذي ، ومجتبى النسائي ،
وهذه الكتب مع الطبقة الاولى اعتنى بأحاديثها رزين في تجريد الصحاح وابن الأثير في
جامع الأصول.
وكاد مسند أحمد
يكون من جملة هذه الطبقة ، فان الامام أحمد جعله أصلا يعرف به الصحيح والسقيم ،
قال : ما ليس فيه فلا تقبلوه » .
فإذا كان احمد لا
يتساهل في مسنده ، وكان كتابه هذا بهذه المثابة من القبول والشهرة والاعتبار ، كيف
يعقل أن يتساهل أحمد ويخرج فيه حديثا منكرا مع علمه بكونه كذلك؟!
وقال ولي الله
أيضا في ( الإنصاف ) : « وجعل ـ أي احمد ـ مسنده ميزانا يعرف به حديث رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم ، فما وجد فيه ولو بطريق واحد من طرقه فله أصل ، وما لا فلا
أصل له ».
ولو صح كونه
معتقدا بسقم حديث الثقلين ـ قد رواه في المسند الذي جعل ميزانا بين الصحيح والسقيم
ـ فهو إذا كاذب مدلس.
وقال أبو مهدي
الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) بترجمة أحمد نقلا عن ابن خلكان : « وألف مسنده
وهو أصل من أصول هذه الامة ، جمع من الحديث ما لم يتفق لغيره ».
__________________
وقال فيه : « وله
التصانيف الفائقة ، فمنها ( المسند ) ، وهو ثلاثون ألفا ، وبزيادة ابنه عبد الله
أربعون ألف حديث ، وقال فيه ـ وقد جمع أولاده وقرأ عليهم هذا الكتاب ـ قد جمعته
وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفا ، فما اختلف فيه المسلمون من
حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فارجعوا اليه ، فان وجدتموه والا ليس بحجة
».
وقال ( الدهلوي )
في ( بستان المحدثين ) بترجمة أحمد ـ وقد ذكر مسنده وما تقدم نقله فيه ـ : « يقول
راقم هذه الحروف : ان مراده الحديث الذي لم يبلغ درجة الشهرة أو التواتر المعنوي ،
والا فان الأحاديث الصحيحة المشهورة التي لم تكن في المسند كثيرة ».
فقد نقل ( الدهلوي
) كلام أحمد لأولاده ، ثم خصص مراده بحسب فهمه ، فهل يبقى بعد ذلك مجال لتوجيه
كلام البخاري؟!
وقال الحافظ
الجلال السيوطي بشرح قول النووي « وأما مسند أحمد ابن حنبل وأبي داود الطيالسي
وغيرهما من المسانيد ، فلا تلتحق بالأصول الخمسة وما أشبهها ، في الاحتجاج بها
والركون الى ما فيها » قال :
« تنبيهات ـ الاول
: اعترض على التمثيل بمسند أحمد بأنه شرط في مسنده الصحيح. قال العراقي : ولا نسلم
ذلك ، والذي رواه عنه أبو موسى المديني أنه سئل عن حديث فقال : أنظروه فان كان في
المسند والا فليس بحجة ، فهذا ليس بصريح في أن كل ما فيه حجة ، بل [ فيه أن ] ما
ليس فيه ليس بحجة. قال : على أن ثم أحاديث صحيحة مخرجة في الصحيح وليست فيه ، منها
حديث عائشة في قصة أم زرع. قال : وأما وجود الضعيف فيه فهو محقق ، بل فيه أحاديث
موضوعة جمعتها في جزء ، ولعبد الله ابنه فيه زيادات فيها الضعيف والموضوع انتهى.
وقد ألف شيخ
الإسلام كتابا في ذلك أسماه ( القول المسدد في الذب عن المسند ) قال في خطبته :
وقد ذكرت في هذه الأوراق ما حضرني من الكلام على الأحاديث التي زعم بعض أهل الحديث
انها موضوعة وهي في
مسند أحمد ، ذبا
عن هذا التصنيف العظيم الذي تلقته الامة بالقبول والتكريم ، وجعله امامهم حجة يرجع
اليه ويعول عند الاختلاف عليه. ثم سرد الأحاديث التي جمعها العراقي وهي تسعة وأضاف
إليها خمسة عشر حديثا أوردها ابن الجوزي في الموضوعات وهي فيه ، وأجاب عنها حديثا
حديثا.
قلت : وقد فاته
أحاديث أخر أوردها ابن الجوزي وهي فيه ، وجمعتها في جزء سميته الدليل [ الذيل ]
الممهد مع الذب عنها ، وعدتها أربعة وعشرون حديثا » .
ولا أظن ـ بعد
الاستماع الى هذه الكلمة القيمة ـ أن أحدا يقدم على جرح حديث الثقلين المروي في (
المسند ) لأحمد بن حنبل ، فكيف بنسبة القدح الى أحمد نفسه ، أو يقيم وزنا لنقل
البخاري الذي لا شك في بطلانه.
ولو توقف أحد في
ذلك فاننا ننقل هنا كلاما لتقي الدين ابن الصلاح يرفع الشك ويقطع الألسن ، وهذا نص
كلامه الذي جاء في ( علوم الحديث ) :
« ثم ان الغريب
ينقسم الى صحيح كالافراد المخرجة في الصحيح ، والى غير صحيح ، وذلك هو الغالب على
الغرائب ، روينا عن أحمد بن حنبل 2 أنه قال غير مرّة : لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها
مناكير وعامتها من الضعفاء ».
فمن منع من كتابة
المناكير فضلا عن العمل بها ، وحذّر من نقلها فضلا عن الاستناد إليها ، لا ينقل
حديثا مع علمه بكونه منكرا ، ولا يجوز أن يخرجه في ( المسند ) العظيم ، وكتاب (
مناقب أمير المؤمنين ) ، والاّ لتوجّه اليه الذم والتأليف واللوم والتوبيخ ، وقد
قال الله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ
تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا
تَفْعَلُونَ ) وقال : ( أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا
تَعْقِلُونَ ).
__________________
وعلى الجملة : فقد
ظهر لكل ذي تتبع وفطنة أن نسبة كون حديث الثقلين من الأحاديث المناكير الى الامام
أحمد بن حنبل كذب منكر وبهتان عظيم ... والله الموفق والمستعان.
*(٢)*
قدح ابن الجوزي
قال
ابن الجوزي في كتابه ( العلل المتناهية ) ما نصه : « حديث في الوصية لعترته :
أنبأنا عبد الوهاب الانماطي ، قال أخبرنا محمد بن المظفر ، قال نا أحمد بن محمد
العتيقي ، قال حدثنا يوسف بن الدخيل ، قال حدثنا أبو جعفر العقيلي ، قال نا أحمد
بن يحيى الحلواني ، قال نا عبد الله بن داهر ، قال نا عبد الله بن عبد القدوس ، عن
الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي ، وأنهما لن يفترقا جميعا حتى يردا علي
الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
قال المصنف : هذا
حديث لا يصح ، أما عطية فقد ضعفه أحمد ويحيى وغيرهما ، وأما ابن عبد القدوس فقال
يحيى ليس بشيء رافضي خبيث ، وأما عبد الله بن داهر فقال أحمد ويحيى ليس بشيء ، ما
يكتب منه انسان فيه
خير » .
الجواب :
يظهر فساد هذا
الكلام وشناعته ، وبطلان هذا الزعم وفظاعته ، بوجوه عديدة وبراهين سديدة :
١ ـ الحديث في صحيح مسلم
ان هذا الحديث
مخرج في صحيح مسلم بطرق عديدة ، وغير خفي أن وجود حديث ـ ولو بطريق واحد ـ في هذا
الصحيح يدل على صحته عند مسلم فكيف لو كان بطرق عديدة؟
٢ ـ تصريح مسلم بصحة ما أخرجه اجماعا
لقد صرح مسلم بأن
جميع ما في صحيحه مجمع على صحته فضلا عن كونه صحيحا عنده ـ كما قال الحافظ السيوطي
« قال مسلم : ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هنا ، وانما وضعت ما أجمعوا عليه » .
وقال الشيخ عبد
الحق الدهلوي في ( اسماء رجال المشكاة ) بترجمة مسلم بن الحجاج : « وقال في كتابه
: أوردت في هذا الكتاب ما صحّ وأجمع عليه العلماء ».
وعلى هذا ، فإدخال
مسلم حديث الثقلين في صحيحه دليل واضح على اجماع العلماء على صحته ، فالقول بعدمها
معارضة صريحة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، واتباع لسبيل غير المؤمنين.
وقد صرّح ولي الله
الدهلوي بأن أهل الحديث مجمعون على صحة
__________________
صحيح مسلم حيث قال
عند الكلام على آية التطهير : « وقال قوم انه لم تقع قصة دعائه صلّى الله عليه
وسلّم للمرتضى والزهراء والحسنين رضي الله عنهم وهذا أيضا كذب ، لان الحديث مذكور
في ( صحيح ) مسلم ، وأهل الحديث مجمعون على صحته » .
هذا ، وقد فصلنا
الكلام في مجلد ( حديث المنزلة ) على روايات الصحيحين ، وذكرنا هناك قطع ابن
الصلاح ، وأبي إسحاق ، وأبي حامد الأسفراييني ، والقاضي ابى الطيب ، والشيخ أبي
إسحاق الشيرازي وأبي عبد الله الحميدي ، وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق ،
والسرخسي الحنفي ، والقاضي عبد الوهاب المالكي ، وأبي يعلى الحنبلي ، وابن
الزاغوني الحنبلي ، وابن فورك ، وأكثر أهل الكلام الاشاعرة ، وأهل الحديث قاطبة ،
على صحة أحاديث ( صحيح ) البخاري و ( صحيح ) مسلم ، وأنه مذهب السلف من أهل السنة
، ومحمد بن طاهر المقدسي.
بل ذكرنا هناك
قولهم بصحة ما كان على شرطهما فضلا عن أحاديثهما ، وأنه قال به البلقيني شيخ
العسقلاني ، وابن تيمية ، وابن كثير ، وابن حجر العسقلاني ، والسيوطي ، والكوراني
، والكردي ، والنخلي ، والشيخ عبد الحق الدهلوي ، وولي الله الدهلوي.
ولما كان حديث
الثقلين موجودا في ( صحيح ) مسلم ، فان معنى ذلك أن جميع هؤلاء وغيرهم قائلون
بصحته. وبعد درك هذا المعنى والوقوف على هذه الحقيقة لا يبقى ريب في بطلان ما
ادعاه ابن الجوزي.
بل لقد نص الطيبي
على أن الإجماع على صحة روايات الصحاح قائم بين الشرق والغرب ، وهذا نص كلامه : «
فان قلت ما وثوقك أنك على الصراط المستقيم ، فان كل فرقة تدعي أنها عليه؟ قلت :
بالنقل عن الثقات المحدثين الذين جمعوا صحاح الأحاديث في أموره صلّى الله عليه
وسلّم ، وأحواله
__________________
وأفعاله وفي أحوال
الصحابة ، مثل ( الصحاح السنة ) التي اتفق الشرق والغرب على صحتها ، وشراحها
كالخطابي والبغوي والنووي اتفقوا عليه ، فبعد ملاحظته ينظر من الذي تمسك بهديهم
واقتفى أثرهم » .
وهذا المقدار كاف
لاثبات فساد ما زعمه ابن الجوزي.
٣ ـ رأى ابى على في صحيح مسلم
قال أبو مهدي
الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) بترجمة مسلم : « وكان الحافظ أبو علي النيسابوري
يقدم صحيحه على سائر التصانيف وقال : ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم. واليه
جنح بعض المغاربة ، ومستندهم أنه شرط ألا يكتب في صحيحه الاّ ما رواه تابعيان
ثقتان عن صحابيين ، وكذا وقع في تبع التابعين وسائر الطبقات الى أن ينتهى اليه ،
مراعيا في ذلك ما لزم في الشهادة ، وليس هذا من شرط البخاري ».
وكذا قال (
الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ) بترجمة مسلم ، ثم قال بعد كلام له : « وبالجملة
فانه قد انتخب صحيحه هذا من بين ثلاثين ألف حديث مسموع ، محتاطا متورعا فيه غاية
الاحتياط والورع ».
ترجمة أبى على النيسابوري
١
ـ السمعاني : « وذكرت من
حفاظ الحديث واحدا عرف به ، وهو أبو علي الحافظ النيسابوري. واحد عصره في الحفظ
والإتقان والورع والرحلة ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في ( تاريخ نيسابور )
فقال : أبو علي الحافظ النيسابوري ، ذكره في الشرق كذكره بالغرب ، تقدم في مذاكرة
الأئمة وكثرة التصنيف ، وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين في
البلد » .
__________________
٢
ـ الذهبي : « قال أبو بكر
بن أبي دارم الحافظ : ما رأيت ابن عقدة يتواضع لاحد من الحفاظ كتواضعه لابي علي
النيسابوري. قال الحاكم : وسمعت أبا علي يقول : اجتمعت ببغداد مع أبى أحمد العسال
، وأبى إسحاق ابن حمزة ، وأبى طالب بن نصر ، وأبي بكر الجعابي ، فقالوا : أمل من
حديث نيسابور مجلسا ، فامتنعت ، فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا ما
أجاب واحد منهم في حديث منها سوى أبي حمزة في حديث واحد.
قال أبو عبد
الرحمن السلمي : سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي على النيسابوري ، فقال : امام
مهذب.
أنبأني المسلم بن
محمد ، عن القاسم بن على ، أنا أبى ، أنا أخى أبو الحسن سمعت أبا طاهر السلفي ،
سمعت غانم بن أحمد ، سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني ، سمعت ابن مندة يقول : سمعت
أبا على النيسابوري ـ ما رأيت أحفظ منه ـ قال : وما تحت أديم السماء أصح من كتاب
مسلم.
قال عبد الرحمن بن
مندة ، سمعت أبي يقول : وما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي على
النيسابوري.
قال القاضي أبو
بكر الابهري : سمعت أبا بكر بن داود يقول لابي علي النيسابوري : من ابراهيم عن
ابراهيم عن ابراهيم؟ فقال : ابراهيم بن طهمان عن ابراهيم بن عامر البجلي عن
ابراهيم النخعي. قال : أحسنت يا أبا على.
قال الحاكم : كان
أبو علي يقول : ما رأيت في أصحابنا مثل الجعابي حيرني حفظه. قال : فحكيت هذا لابي
بكر فقال : يقول هذا أبو على وهو استاذي على الحقيقة.
قال الحاكم توفّي
في جمادى الاولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. » .
٣
ـ السبكى كما تقدم .
__________________
فهذا ابو علي
النيسابوري الذي قدم صحيح مسلم على غيره من الصحاح والكتب.
وقال الدهلوي في
كتابه ( التحفة ) في جواب الطعن في عمر لتحريمه المتعتين : « والجواب عن هذا الطعن
هو أن أصح الكتب عند أهل السنة هو ( صحيح ) مسلم وقد ورد فيه برواية سلمة بن
الأكوع وسبرة بن معبد الجهني ، وجاء في غيره من الصحاح
برواية ابى هريرة : أنه صلّى الله عليه
وسلّم هو بنفسه قد حرم المتعة بعد الرخصة بها ثلاثة أيام ، ثم أبد التحريم الى يوم
القيامة في حرب الاوطاس ».
فالدهلوي أيضا ممن
يرى بأن ( صحيح ) مسلم أصح الكتب ، بل زاد أنه الأصح عند أهل السنة عامة.
فزعم ابن الجوزي
باطل عند أهل السنة عامة ، وعند الحافظ أبي علي النيسابوري و ( الدهلوي ) خاصة.
٤ ـ مدح العلماء لصحيح مسلم
قال النووي في
ترجمة مسلم : « وصنف مسلم في علم الحديث كتبا كثيرة منها هذا الكتاب الصحيح الذي
من الله الكريم ـ وله الحمد والنعمة والفضل والمنة ـ به على المسلمين ، وأبقى
لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا الى يوم القيامة ، مع ما أعد له من الأجر الجزيل
في دار القرار ، وعم نفعه للمسلمين قاطبة » .
وبمثله قال الحافظ
ابن حجر العسقلاني في ( فهرست مروياته ) على ما نقل عنه الثعالبي في ( مقاليد
الأسانيد ).
وقال الذهبي
بترجمة مسلم عند ذكر صحيحه : « وهو كتاب نفيس كامل في معناه ، فلما رآه الحفاظ
أعجبوا به ولم يسمعوه لنزوله ، وتعمدوا الى
__________________
أحاديث الكتاب
فساقوها من مروياتهم عالية بدرجة وبدرجتين ونحو ذلك ، حتى أتوا على الجميع هكذا ،
وسموه ( المستخرج على صحيح مسلم ) ، فعل ذلك عدة من فرسان الحديث منهم :
أبو بكر محمد بن
محمد بن رجا ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ـ وزاد في كتابه متونا
معروفة بعضها لين ـ والزاهد ابو جعفر احمد بن حمدان الحيري ، وأبو الوليد حسان بن
محمد الفقيه ، وأبو حامد احمد بن محمد الشاذلى الهروي ، وأبو بكر محمد بن عبد الله
بن زكريا الجوزقى ، والامام أبو الحسن الماسرخسى ، وأبو نعيم احمد بن عبد الله بن
احمد الاصبهاني ، وآخرون لا يحضرني ذكرهم الآن » .
هذا ، ولو كان
كلام ابن الجوزي حقا لما جاز وصف مسلم وكتابه الصحيح بهذه الأوصاف البالغة النهاية
في التعظيم والتكريم ، وذلك لروايته حديث الثقلين غير الصحيح ـ في زعم ابن الجوزي
ـ في كتابه المعروف بالصحيح.
٥ ـ تقديم بعضهم مسلما على
المشايخ
نقل النووي والشيخ
عبد الحق الدهلوي عن احمد بن سلمة قوله : « رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم
بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما » .
وقال النووي
بترجمته ايضا : « واعلم أن مسلما ; احد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه ، وأهل الحفظ
والإتقان والرحالين في طلبه الى أئمة الأقطار والبلدان ، والمعترف له بالتقدم فيه
بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان ، والمرجوع الى كتابه والمعتمد عليه في كل
الأزمان ».
__________________
وقال ابن حجر
العسقلاني في ( فهرست مروياته ) على ما نقل عنه الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد )
في ذكر مسلم : « كان احد أعلام هذا الشأن وكبار المبرزين فيه والرحالين في طلبه ،
والمجمع على تقدمه فيه أهل عصره ، كما شهد له بذلك اماما وقتهما وحافظا عصرهما ابو
زرعة وأبو حاتم ».
وإذا حكم هكذا
امام في الحديث مجمع على تقدمه وتورعه بصحة حديث الثقلين ، وخرّجه في صحيحه
المقبول لدى الجميع ، فهل يبقى للشك في صحة هذا الحديث مجال؟ أم هل تبقى قيمة
لانكار ابن الجوزي صحته؟ كلا ثم كلا.
٦ ـ ورع مسلم واحتياطه في صحيحه
قال النووي : «
سلك مسلم في صحيحه طرقا بالغة في الاحتياط والإتقان والورع والمعرفة ، وذلك مصرح
بكمال ورعه وتمام معرفته وغزارة علمه [ علومه ] وشدة تحقيقه بحفظه وتقدمه في هذا
الشأن ، وتمكنه من أنواع معارفه وتبريزه في صناعته ، وعلو محله في التمييز بين
دقائق علومه [ التي لا يهتدى إليها الا أفراد في الاعصار ] ، فرحمه
الله ورضى الله عنه » .
وقال بترجمته : «
ومن أكبر الدلائل على جلالته وورعه وحذقه وتقدمه في علوم الحديث واضطلاعه منها ،
وتفننه فيها وتنبيهه على ما في ألفاظ الرواة من اختلاف ، بين متن واسناد ولو في
حرف واعتنائه بالتنبيه على الروايات المصرحة لسماع المدلسين وغير ذلك مما هو معروف
في كتابه ، وقد ذكرت في مقدمة شرحي لصحيح مسلم جملا من التنبيه على هذه الأشياء
وشبهها مبسوطة واضحة ، ثم نبهت على تلك الدقائق والمحاسن في أثناء الشرح في
مواطنها ، وعلى الجملة لا نظير لكتابه في هذه الدقائق وصحة الاسناد ، وهذا عندنا
من المحققات التي لا شك فيها ، للدلائل المتظافرة
__________________
عليها » .
وقال فيه أيضا : «
ومن حقق نظره في ( صحيح ) مسلم ; واطلع على ما أودعه في أسانيد وترتيبه ، وحسن سياقته وبديع
طريقه من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق ، وأنواع الورع والاحتياط والتحري في
الروايات ، وتلخيص الطرق واختصارها ، وضبط متفرقها وانتشارها ، وكثرة اطلاعه
واتساع روايته ، وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات ، واللطائف الظاهرات
والخفيات ، علم أنه امام لا يلحقه من بعد عصره ، وقل من يساويه بل يدانيه من أهل
عصره ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم » .
كل هذه الكلمات
تفيد كمال ورع مسلم ونهاية احتياطه في الرواية ، ومن ثم عرض مسلم كتابه على أبى
زرعة الرازي ، ثم أسقط الأحاديث التي أشار عليها كما ستقف عليه ان شاء الله.
فكيف يجوّز أحد من
اهل السنة وهن حديث الثقلين ـ فضلا عن وضعه ـ وقد رواه هذا الرجل العظيم في كتابه
العظيم؟
٧ ـ الحديث في صحيح الترمذي
لقد روى هذا
الحديث الشريف الترمذي في ( صحيحه ) وهو أحد الصحاح الستة ، رواه بطرق عديدة عن
جابر ، وزيد بن أرقم ، وأبي ذر ، وأبي سعيد ، وحذيفة.
ولجامع الترمذي
هذا مكانة مرفوعة ومرتبة جليلة ، حتى قال جامعه الترمذي في شأنه : « من كان في
بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم » نقل عنه هذه الكلمة جماعة كابن الأثير
، والذهبي ، وولي الدين الخطيب ،
__________________
والشيخ عبد الحق
الدهلوي ، والثعالبي ، والكاتب الجلبي ، و ( الدهلوي ) نفسه.
فكيف يقال في حديث
الثقلين المروي في هكذا كتاب ـ بطرق عديدة ـ انه غير صحيح؟!
٨ ـ رضى علماء الأقطار بصحيح الترمذي
قال الترمذي في حق
( جامعه الصحيح ) على ما نقل عنه ابن الأثير في « صنّفت هذا الكتاب فعرضته على
علماء الحجاز فرضوا به ، وعرضته على علماء العراق فرضوا به ، وعرضته على علماء
خراسان فرضوا به ، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم » .
وقد نقل قوله هذا
أيضا الذهبي وولي الدين الخطيب في ( رجال المشكاة ) وعبد الحق الدهلوي
في ( اسماء رجال المشكاة ) والثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) وغيرهم.
فالتفوه بالقدح في
شيء منه مخالفة لهؤلاء الأعيان.
ولقد ظهر من كلام
الطيبي المنقول آنفا ، أنه قد اتفق أهل الشرق والغرب على صحة ما في ( الصحاح الستة
) ، فإذا ثبت أن حديث الثقلين صحيح لرواية الترمذي إياه في صحيحه ، وهو أحد الصحاح
الستة ، باتفاق أهل المشرق ، فهل يشك أحد في بطلان زعم ابن الجوزي؟
وصرح بوقوع
إجماعهم على صحة الصحاح الستة ابن روزبهان في كتابه ( الباطل ) الذي رد به على
الشيعة حيث قال : « وليس أخبار الصحاح الستة مثل أخبار الروافض ، فقد وقع اجماع
الأئمة على صحتها ».
__________________
وقال أيضا : «
وأما صحاحنا فقد اتفق العلماء أن كل ما عد من الصحاح ـ سوى التعليقات في الصحاح
الستة ـ لو حلف الطلاق أنه من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو من فعله
وتقريره لم يقع الطلاق ولم يحنث ».
فكيف خرج ابن
الجوزي على هذا الإجماع الثابت؟
٩ ـ الحديث في مسند أحمد
وروى الامام أحمد
بن حنبل هذا الحديث في ( مسنده ) بطرق عديدة كما عرفت في قسم السند.
١٠ ـ فتوى جماعة بصحة اخبار المسند
وقد علمت أيضا أنّ
أبا موسى المديني قد صرّح بصحة جميع ما في هذا المسند ، وستعلم قريبا أن الحافظ
المديني قد صنف كتابا خاصا في اثبات ما ذهب اليه.
ترجمة المديني
وقد ذكرنا فيما
تقدم طرفا من مفاخر المديني ، وترجمنا له في مجلد ( حديث الولاية ) أيضا.
وأفتى الحافظ أبو
العلاء الهمداني بصحة جميع ما في ( مسند أحمد ) من الاخبار ، وستقف على ذلك من
كلام ابن رجب الحنبلي.
ترجمة ابى العلاء الهمداني
قال الذهبي : «
أبو العلاء الهمداني الحافظ العلامة المقرئ ، شيخ الإسلام ، شيخ همدان ، مولده سنة
ثمان وثمانين وأربعمائة ، قال أبو سعد السمعاني : حافظ متقن مقرئ فاضل ، حسن
السيرة مرضي الطريقة ، عزيز النفس سخي بما يملكه ، مكرم للغرباء ، يعرف القراءات
والحديث والأدب
معرفة حسنة ، سمعت منه.
وقال عبد القادر
الحافظ : شيخنا أبو العلاء أشهر من أن يعرف ، بل يعز مثله في أعصار كثيرة على ما
بلغنا من السير ، أربى على أهل زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل أصول ما سمع وجودة
النسخ وإتقان ما كتبه بخطه ، ما كان يكتب شيئا الا منقطا معربا ، وأول سماعه من
عبد الرحمن بن الدوني في سنة خمس وتسعين وأربعمائة ، برع على حفاظ عصره من حفظ ما
يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير. ولقد كان يوما
في مجلسه فجاءته فتوى في عثمان 2 ، فكتب من حفظه ونحن جلوس درجا طويلا في أخباره.
وله تصانيف منها (
زاد المسافر ) في خمسين مجلدا ، وكان اماما في القرآن وعلومه ، وحصل من القرآن ما
انه صنف فيه العشرة والمقروات ، وصنف في الوقف والابتداء وفي التجويد والماءات والعدد
، ومعرفة القراء وهو نحو من عشر مجلدات .. وكان اماما في النحو واللغة .. سمعت من
أثق به عن عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي انه قال في الحافظ ابى العلاء لما دخل
نيسابور : ما دخل نيسابور مثلك ، وسمعت الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن يقول ـ وذكر
رجلا من أصحابه رحل ـ ان رجع ولم يلق الحافظ أبا العلاء ضاعت رحلته.
مات ابو العلاء في
جمادى الاولى سنة تسع وستين وخمسمائة » .
والى صحة جميع ما
في ( مسند أحمد ) ذهب الحافظ عبد المغيث الحربي ، فقد قال ابن رجب بترجمته : «
وصنف عبد المغيث ( الانتصار لمسند الامام أحمد ) ، أظنه ذكر فيه أن أحاديث المسند
كلها صحيحة ، وقد صنف في ذلك قبله أبو موسى ، وبذلك أفتى أبو العلاء الهمداني ،
وخالفهم الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي ».
__________________
ترجمة عبد المغيث
١ ـ الذهبي في (
العبر ٤ / ٢٤٩ ).
٢ ـ اليافعي في (
مرآة الجنان ٣ / ٤٢٦ ).
٣ ـ ابن رجب في (
ذيل طبقات الحنبلية ).
٤ ـ القنوجي في (
التاج المكلل ٢١٠ ).
فقد ترجم في هذه
المصادر وغيرها بكل إطراء وتبجيل ـ فراجعها.
١١ ـ كلام ابن الجوزي في وصف المسند
قال عمر بن محمد
عارف النهرواني في ( مناقب احمد بن حنبل ) : « قال ابن الجوزي : « صح عند الامام
أحمد من الأحاديث سبع مائة ألف وخمسين ألفا ، والمراد بهذه الاعداد الطرق لا
المتون ، أخرج منها ( مسنده ) المشهور الذي تلقته الامة بالقبول والتكريم ، وجعلوه
حجة يرجع اليه ويعول عند الاختلاف عليه ، قال حنبل بن إسحاق : جمعنا عمي لي ولصالح
ولعبد الله وقرأ علينا المسند ، وما سمعه منه تاما غيرنا ، ثم قال لنا : هذا
الكتاب قد جمعته وانتخبته من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفا ، فما اختلف
المسلمون فيه من حديث رسول الله فارجعوا اليه ، فان وجدتموه فيه فذاك والا فليس
بحجة وكان يكره وضع الكتب ، فقيل له في ذلك فقال : قد عملت هذا المسند اماما إذا
اختلف الناس في سنة من سنن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجعوا اليه ».
هذا كلام ابن
الجوزي وفيه فوائد ، وهي :
أولا : انه صرح
بانتخاب أحمد مسنده من الأحاديث الصحيحة.
ثانيا : وصف
المسند بالشهرة.
ثالثا : ذكر تلقى
الامة للمسند بالقبول والتكريم.
رابعا : جعلت
الامة المسند حجة.
خامسا : جعلت
الامة المسند مرجعا يعولون عليه عند الاختلاف.
سادسا : ان أحمد
انتخبه من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفا من الحديث.
سابعا : ان أحمد
أمر بالرجوع اليه عند الاختلاف.
ثامنا : ذكر قول
أحمد « فان وجدتموه فيه فذاك والا فليس بحجة ».
تاسعا : ذكر أن
احمد جعل المسند اماما للناس.
عاشرا : أمره
ثانية بالرجوع اليه عند الاختلاف.
فالعجب من ابن
الجوزي : يذكر هذه الأوصاف العظيمة لمسند الامام أحمد ويقدح في الحديث الشريف ـ حديث
الثقلين ـ المروي فيه ، وهل هذا إلا تهافت وتناقض؟
١٢ ـ ابن الجوزي : المسند من دواوين الإسلام
وقال ابن الجوزي
في ( الموضوعات ) ما نصه : « فمتى رأيت حديثا خارجا عن دواوين الإسلام ( كالموطأ )
و ( مسند ) احمد و ( الصحيحين ) و ( سنن ) أبي داود والترمذي ونحوها فانظر فيه ،
فان كان له نظير في الصحاح والحسان فرتب [ قرب ] أمره ، وان ارتبت به فرأيته يباين
الأصول فتأمل رجال اسناده واعتبر أحوالهم من كتابنا المسمى بالضعفاء والمتروكين ،
فإنك تعرف وجه القدح فيه » .
لا أدرى كيف الجمع
بين هذا الذي ذكره قواعد عامة لمعرفة الحديث ، وبين قوله بالنسبة الى حديث الثقلين
انه لا يصح! ان حديث الثقلين مخرج في دواوين اسلام ، في ( صحيح ) مسلم و ( صحيح )
الترمذي و ( مسند احمد ) وفي ( سنن ) أبي داود كما قال سبطه في تذكرة الخواص!!
__________________
١٣ ـ مسلم : أخرجت ما صححه أبو زرعة
قال الذهبي بترجمة
مسلم : « وقال مكي بن عبدان : سمعت مسلما يقول : عرضت كتابي هذا المسند على أبي
زرعة ، فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسببا تركته ، وكل ما قال انه
صحيح ليس له علة فهو الذي أخرجت ، ولو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة
فمدارهم على هذا المسند » .
وكذا نقل عن مكي
قوله هذا النووي في ( المنهاج في شرح مسلم بن الحجاج ١ / ٢١ ).
فإذا عرفت ذلك ،
فانه يلزم أن يكون حديث الثقلين المخرج في ( صحيح ) مسلم بطرق عديدة عاريا عن كل
علة وسبب ، وبعد هذا فلا يتردد عاقل في إبطال كلام ابن الجوزي.
ترجمة ابى زرعة :
١
ـ السمعاني : « وكان اماما
ربانيا متقنا حافظا مكثرا صدوقا. قدم بغداد غير مرة وجالس أحمد بن حنبل وذاكره
وكثرت الفوائد في مجلسهما ، روى عنه : مسلم بن الحجاج ، وأبو ابراهيم إسحاق الحربي
، وعبد الله بن أحمد ابن حنبل ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو بكر محمد بن الحسين
القطان ، وابن أخيه ، وابن أخته أبو محمد عبد الرحمن بن أبى خليفة الرازي. وحكى
عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال : لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي ، وكان كثير
المذاكرة له ، سمعت أبي يوما يقول : لما صليت الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على
نوافلي. وذكر عبد الله بن أحمد قال : قلت لابي : يا أبة من الحفاظ قال : يا بني
شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا. قلت : من هم يا أبة؟ قال : محمد بن
اسماعيل ذاك البخاري ، وعبيد الله بن
__________________
عبد الكريم ذاك
الرازي ، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي ، والحسن ابن الشجاع ذاك البلخي.
وحكى عن أبي زرعة الرازي انه قال : كتبت عن رجلين مائة ألف حديث ، كتبت عن ابراهيم
الفراء مائة ألف حديث ، وعن ابى شيبة عبد الله مائة ألف حديث.
ذكر أبو عبد الله
محمد بن مسلم بن وارة قال : كنت عند إسحاق بن ابراهيم بنيسابور ، فقال رجل من أهل
العراق : سمعت أحمد بن حنبل يقول : صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وأكثر ، هذا
الفتى ـ يعنى أبا زرعة ـ قد حفظ ستمائة ألف حديث ، وكان إسحاق بن راهويه يقول : كل
حديث لا يعرفه أبو زرعة ليس له أصل » .
٢
ـ الذهبي : « أبو زرعة
الامام حافظ العصر .. كان من أفراد الدهر حفظا وذكاء ودينا وإخلاصا وعلما وعملا ،
حدث عنه من شيوخه : حرملة ، وأبو حفص الفلاس ، وجماعة ، ومسلم وابن خالته الحافظ
أبو حاتم ، والترمذي ، وابن ماجة ، والنسائي ، وابن أبي داود ، وأبو عوانة.
وعن أبي زرعة أن
رجلا استفتاه أنه حلف بالطلاق أنك تحفظ مائة ألف حديث ، فقال : تمسك بامرأتك.
ابن عقدة : نا
مطين عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : ما رأيت أحفظ من أبي زرعة.
وعن الصغاني : أبو
زرعة عندنا يشبه بأحمد بن حنبل.
وقال علي بن
الجنيد : ما رأيت أعلم من أبي زرعة.
وقال أبو يعلى
الموصلي : كان أبو زرعة مشاهدته أكبر من اسمه ، يحفظ الأبواب والشيوخ والتفسير.
وقال صالح جزرة :
سمعت أبا زرعة يقول : أحفظ من القراءات عشرة آلاف حديث.
__________________
وقال يونس بن عبد
الاعلى : ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة وقال عبد الواحد بن غياث : ما رأى أبو
زرعة مثل نفسه.
وقال أبو حاتم :
ما خلف أبو زرعة بعده مثله ، ولا أعلم من كان يفهم هذا الشأن من مثله ، وقل من
رأيت في زهده.
مات أبو زرعة في
آخر يوم من سنة أربع وستين ومائة » .
١٤ ـ تصحيح محمد بن إسحاق ومن تبعه
لقد صحح محمد بن
إسحاق هذا الحديث مؤيدا لذلك بتعدد رواته ، فقد قال الأزهري في ( التهذيب ) بعد أن
ذكر الحديث برواية زيد بن ثابت : « قال محمد بن إسحاق : وهذا حديث صحيح ورفعه ،
ونحوه زيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري ».
ونقل الأزهري
تصحيح ابن إسحاق تقريرا له وتصحيحا للحديث ، وهكذا ابن منظور نقل كلام الأزهري
المشتمل على تصحيح ابن إسحاق في ( لسان العرب ) وهو أيضا يفيد التصحيح.
فتصحيح هؤلاء
جميعا يفيد بطلان ما زعمه ابن الجوزي من أنه حديث لا يصح.
١٥ ـ الحديث في صحيح ابن خزيمة
لقد خرج الحافظ
ابن خزيمة هذا الحديث في ( صحيحه ) كما نقل عنه السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف
) ، فهو صحيح لدى ابن خزيمة والسخاوي معا ، لان نقله تقرير لتصحيحه.
قال السيوطي : «
ثم ان الزيادة في الصحيح عليها تعرف من كتب السنن المعتمدة كسنن أبي داود والترمذي
والنسائي وابن خزيمة والدارقطني
__________________
والحاكم والبيهقي
وغيرها ، منصوصا على صحته فيها ، ولا يكفي وجوده فيها ، الا في كتاب من شرط
الاقتصار على الصحيح ، فيكفي وجوده فيها كابن خزيمة وأصحاب المستخرجات » .
وقال فيه أيضا : «
صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان ، لشدة تحريه حتى أنه يتوقف في
التصحيح لأدنى كلام في الاسناد ، فيقول ان صح الخبر ، وان ثبت كذا ، ونحو ذلك » .
وقال فيه أيضا : «
قد علم مما تقدم [ تقرر ] أن أصح من صنف في الصحيح ابن خزيمة ، ثم ابن حبان ثم
الحاكم ، فينبغي أن يقال : أصحها بعد مسلم ما اتفق عليه الثلاثة ، ثم ابن خزيمة
وابن حبان والحاكم ، ثم ابن حبان والحاكم ثم ابن خزيمة فقط ، ثم ابن حبان فقط ، ثم
الحاكم فقط ، ان لم يكن الحديث على شرط الشيخين ، ولم أرمن تعرض لذلك ، فليتأمل » .
هذا ، فلما علم
وجود حديث الثقلين في ( صحيح ) ابن خزيمة وهو بهذه المثابة من الصحة والتقديم على
غيره من الصحاح ، فانه لا قيمة لطعن ابن الجوزي فيه.
١٦ ـ الحديث في صحيح أبى عوانة
لقد أخرج الحافظ
أبو عوانة الأسفراييني هذا الحديث في ( المسند الصحيح ) المستخرج من ( صحيح ) مسلم
... كما علمت في محله.
أقوال العلماء في صحيح أبى عوانة
قال السمعاني في (
الأنساب ) بترجمته : « صنف المسند الصحيح على
__________________
صحيح مسلم بن
الحجاج القشيري وأحسن ».
وقال ابن خلكان في
( وفيات الأعيان ) والذهبي في ( التذكرة ) والسبكي في ( طبقات الشافعية ) والأسدي
في ( طبقات الشافعية ) قالوا جميعا بترجمته : « صاحب الصحيح المخرج على صحيح مسلم
».
وقال اليافعي في (
مرآة الجنان ) بترجمته : « صاحب المسند الصحيح ».
وقال السخاوي في
مرويات نفسه : « واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف ، وهي
تتنوع أنواعا : أحدها ما رتب على الأبواب الفقهية ونحوها ، وهي كثيرة جدا ، منها
ما تقيد فيه بالصحيح ، كالصحيحين للبخاري ولمسلم ، ولابن خزيمة ـ ولم يوجد بتمامه
ـ ، ولابي عوانة الأسفراييني وهو وان كان مستخرجا على ثاني الصحيحين فقد أتى فيه
بزيادات طرق ، بل وأحاديث كثيرة » .
وقال الثعالبي في
( مقاليد الأسانيد ) : « صحيح أبي عوانة الأسفراييني وهو مستخرج على صحيح مسلم ،
وزاد فيه طرقا في الاشارة وقليلا من المتون ».
وقال الدهلوي في (
بستان المحدثين ) : « صحيح أبي عوانة وهو مستخرج على صحيح مسلم ، ويقال المستخرج
في اصطلاح المحدثين على الكتاب الذي صنف لاثبات كتاب آخر ، على ترتيبه ومتونه وطرق
اسناده ، ويذكر سنده بحيث يتصل بمصنف ذلك الكتاب ثم شيخه ثم شيخ شيخه وهلم جرا ،
وإذا ثبت بطرق أخرى كثر الاعتماد عليه والوثوق به ، ولكن هذا المستخرج انما يسمى
صحيحا لإتيانه فيه بزيادة طرق وقليل من المتون ، ولهذا قد يقال انه كتاب مستقل ،
ولقد كتب المذهبي منه منتخبا اشتهر كثيرا ، سماه ( منتقى الذهبي ) ، وفيه ثلاثون
ومائة حديث ».
__________________
١٧ ـ الحديث في كتب الاخبار الصحيحة
وأخرجه كبار
الحفاظ المصنفين في أحاديث الصحيحين أو الصحاح الست :
كالحاكم في (
المستدرك على الصحيحين ) بأسانيد على شرط الشيخين.
والحميدي في (
الجمع بين الصحيحين ).
ورزين في ( تجريد
الصحاح ).
والمجد ابن الأثير
في ( جامع الأصول ).
١٨ ـ تصحيح المحاملي
وأخرجه المحاملي
في ( الامالي ) مصححا إياه.
١٩ ـ الحديث في غرر الاخبار للفرغانى
وأخرجه سراج الدين
الفرغاني في كتابه ( نصاب الاخبار ) الذي ذكره ( كاشف الظنون ) قائلا : « وقد
اختصره من كتاب غرر الاخبار ودرر الاشعار ، وهذا الذي وعد بجمعه مقتصرا على إيراد
ألف حديث صحيح ، وهو كثير الأبواب ».
فرواية هؤلاء
لحديث الثقلين وتصحيحهم إياه دليل ظاهر على بطلان ما ادعاه ابن الجوزي.
٢٠ ـ تصحيح البغوي
وأخرجه البغوي في
( المصابيح ) عن مسلم والترمذي.
٢١ ـ الحديث في المختارة
وأخرج ضياء الدين
المقدسي هذا الحديث في ( المختارة ) كما ذكر ذلك
السخاوي في كتاب (
استجلاب ارتقاء الغرف ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ) وأحمد بن فضل بن محمد با
كثير المكي في ( وسيلة المآل ) والمناوي في ( فيض القدير ) وحسن زمان في ( القول
المستحسن ).
ولقد التزم
المقدسي في كتابه هذا بالصحة كما يظهر من كلمات العلماء.
كلمات العلماء في المختارة للضياء
قال الحافظ الزين
العراقي : « وممن صحح أيضا من المعاصرين له الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد
المقدسي ، جمع كتابا سماه ( المختارة ) والتزم فيه الصحة ، وذكر فيه أحاديث لم
يسبق الى تصحيحها فيما أعلم » .
ونقل السيوطي كلام
العراقي هذا .
وقال السخاوي
مترجما نفسه عند ذكر أقسام مروياته : « نعم مما رتب فيه على الحروف من المسانيد مع
تقييده بالمحتج به ( المختارة ) للضياء المقدسي » .
وقال الشيخ عبد
الحق الدهلوي في مقدمة ( شرح المشكاة ) الفارسي بعد أن ذكر المستدرك : « ولقد صنف
سائر الأئمة أيضا في الصحاح مثل صحيح ابن خزيمة .. والمختارة للحافظ ضياء الدين
المقدسي : وهو أيضا جمع الصحاح التي لم توجد في الصحيحين ، قيل انه احسن من
المستدرك ».
٢٢ ـ تنصيص العلماء على صحته
ونقل حديث الثقلين
جماعة من كبار الحفاظ وأئمة الحديث ، معتمدين
__________________
عليه ، مصرحين
بصحته ، وموثقين رجاله.
فقد رواه المحب
ابن النجار بسنده عن مسلم.
والرضي الصغاني في
( مشارق الأنوار ) عن صحيح مسلم ، وقد صرح في مقدمة كتابه ( المشارق ) بأنه جمع
فيه الصحاح وجعله حجة بينه وبين الله.
وابن طلحة في (
مطالب السؤل ) عن صحيح مسلم.
والحافظ الكنجي في
( كفاية الطالب ) عن مسلم.
والنووي في (
تهذيب الأسماء ).
والمحب الطبري في
( ذخائر العقبى ) عنه أيضا.
والخازن في ( تفسيره
) عن مسلم.
والمزي في ( تحفة
الاشراف ) عن مسلم والترمذي والنسائي.
وولي الدين الخطيب
عن مسلم والترمذي في ( مشكاة المصابيح ).
والطيبي في (
الكاشف ) عن مسلم.
والخلخالي في (
المفاتيح في شرح المفاتيح ).
وصحّح الذهبي لفظ
أبي عوانة كما مر في ( الصراط السوي ).
وأثبته الكازروني
في ( المنتقى في سيرة المصطفى ) وأضاف : ان من تفوه بما يخالف حديث الثقلين ـ وهو
في بلاد علماء الدين ـ كاد أن يكون كافرا.
وصححه ابن كثير في
( التفسير ) كما نقله أيضا عن مسلم.
ووثق الهيثمي في (
مجمع الزوائد ) رجال سنده كما مر عن ( فيض القدير ) للمناوي.
ونقله الخواجة
بارسا عن ( جامع الأصول ) برواية مسلم في ( فصل الخطاب ).
ورواه الدولت
آبادي ملك العلماء في ( هداية السعداء ) عن عدة من الكتب منها ( المصابيح ) برواية
مسلم ، وأضاف في شرح الحديث وذكر نكاته : قول « أمر ان يجمع رحال الإبل كي يسمعه كل
الصحابة ويكون
مجمعا عليه ،
ولئلا يختلف فيه أحد ، لأنه أمر عظيم للهداية ». وقال في كتابه ( شرح سنت ) : «
اتفق على صحته المحدثون السلف والخلف ».
وقد نقل حديث
الثقلين السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ) عن صحيح مسلم ، وصحيح ابن خزيمة ،
والمستدرك للحاكم والمختارة.
والسيوطي في (
الجامع الصغير ) و ( الأساس ) و ( احياء الميت ) و ( نهاية الإفضال ) عن صحيح مسلم
، والمستدرك للحاكم.
والسمهودي في (
جواهر العقدين ) عن مسلم والحاكم بطرقه والمختارة.
وابن روزبهان في (
شرح رسالة عقائده ).
والقسطلاني عن
صحيح مسلم في ( المواهب اللدنية ).
والعلقمي في (
الكوكب المنير ) عن صحيح مسلم.
وابن حجر في مواضع
من ( الصواعق ) عن مسلم وغيره.
والمرزا مخدوم
الجرجاني في ( النواقض ) عن مسلم.
والقاري في ( شرح
الشفاء ) و ( المرقاة ) عن صحيح مسلم.
والمناوي في ( فيض
القدير ) عن مسلم وغيره ، وفي ( التيسير ) أيضا ، وجزم فيه بوثوق رجاله ، كما نقل
في فيض القدير توثيق الهيثمي رجال سنده.
وأحمد بن باكثير
في ( وسيلة المآل ).
والقادري في (
الصراط السوي ) ناصا على صحته ، كما نقله أيضا عن صحيح مسلم.
والشيخ عبد الحق
الدهلوي في ( اللمعات ) عن صحيح مسلم.
والخفاجي في (
نسيم الرياض ) عن مسلم.
والعزيزي عن مسلم
في ( السراج المنير ).
وأثبته المقبلى في
( ملحقات الأبحاث المسددة ).
والزرقاني في (
شرح المواهب اللدنية ).
ونقله السهارنپوري
في ( المرافض ) عن صحيح مسلم والطبراني.
والبدخشاني في (
مفتاح النجا ) عن صحيح مسلم والحاكم والطبراني ،
وكذا في ( نزل
الأبرار ) عنهم وعن الترمذي ، ثم أوضح صحته.
وأثبته محمد صدر
عالم في ( معارج العلى ) عن الحاكم والترمذي والطبراني بسند صحيح.
وولي الله الدهلوي
في ( إزالة الخفا ) عن صحيح مسلم ، ونص على أن لفظه أصح ألفاظ هذا الحديث ، وعن
الحاكم.
ونقل محمد أمين
السندي في ( دراسات اللبيب ) ومحمد بن اسماعيل في ( الروضة الندية ) عن صحيح مسلم
وغيره ، والصبان في ( اسعاف الراغبين ) عنه وعن غيره.
وصرح العجيلي في (
ذخيرة المآل ) بصحة حديث الثقلين.
ونقل المولوي مبين
السهالي الحديث عن صحيح مسلم والمستدرك.
والجمال المحدث في
( تفريح الأحباب ) عن صحيح مسلم.
وولي الدين
السهالي في ( مرآة المؤمنين ) عن صحيح مسلم والصواعق.
والفاضل الرشيد
الدهلوي في ( الحق المبين ) عن صحيح مسلم والصواعق.
والحمزاوي في (
مشارق الأنوار ) عن مسلم والنسائي وأحمد.
والقندوزي في (
ينابيع المودة ) عن صحيح مسلم والمستدرك والمعجم الكبير للطبراني والصواعق ، ونقل
تصريح ابن حجر بصحة الحديث.
ونقل الحديث حسن
زمان في ( القول المستحسن ).
وأورد الصديق حسن
القنوجي عن المناوي تصريح الهيثمي بوثوق رجال سنده ، وأثبت في ( السراج الوهاج )
صحة الحديث ...
وروايات هؤلاء
دليل قوى على صحة الحديث ، وبطلان دعوى ابن الجوزي.
٢٣ ـ جواب طعن ابن الجوزي في عطية
ان قدح ابن الجوزي
في « عطية » الراوي لهذا الحديث الذي أورده
ـ عن أبي سعيد ،
مردود بتوثيق ابن سعد له ، فقد قال ابن حجر العسقلاني : « قال ابن سعد : خرج عطية
مع ابن الأشعث ، فكتب الحجاج الى محمد بن القاسم أن يعرضه على سب علي ، فان لم
يفعل فاضربه أربعمائة سوط وأحلق لحيته فاستدعاه ، فأبى أن يسب ، فأمضى حكم الحجاج
فيه ، ثم خرج الى خراسان فلم يزل بها حتى ولي عمر بن هبيرة العراق ، فقدمها فلم
يزل بها الى أن توفي سنة ١١٠ ، وكان ثقة إن شاء الله تعالى ، وله أحاديث صالحة ،
ومن الناس من لا يحتج به » .
وليعلم أن توثيق
ابن سعد ـ مع عداوته الكثيرة وبغضه الشديد لأهل البيت : الى حد ضعف
الامام جعفر الصادق 7 ، ووصف روايته بالاختلاف والاضطراب ، الى غير ذلك من آيات
اعراضه عن أهل البيت والأئمة الطاهرين منهم ـ لعطية هذا دليل قاطع على صحة روايته
، ومن لم يحتج به فأولئك أشد حرورية واعوجاجا من ابن سعد.
٢٤ ـ عطية من رجال أحمد
ان عطية هذا من
رجال أحمد بن حنبل في ( مسنده ) ـ كما ستعرف ـ وأحمد لا يروى الا عن ثقة ، كما قال
التقي السبكي في مقام توثيق رجال سند حديث
: « من زار قبري وجبت له شفاعتي » وهو الحديث الاول من الباب الاول من كتابه ، قال بعد كلام
له : « وأحمد ; لم يكن يروي الا عن ثقة ، وقد صرح الخصم [ يعنى ابن تيمية
] بذلك في الكتاب الذي صنفه في الرد على البكري بعد عشر كراريس منه ، قال : ان القائلين
بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان ، منهم من لم يرو الا عن ثقة عنده كما لك
.. وأحمد بن حنبل .. وقد كفانا الخصم بهذا الكلام مؤنة تبيين أن أحمد لا يروى الا
عن ثقة ، وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه » .
__________________
وبعد الاطلاع على
ذلك لا يبقى ريب في كون عطية ثقة ، لان عدم رواية أحمد عن غير الشقة لا يخلو اما
انه لا يروي عنه سواء بواسطة أو بلا واسطة ، وذلك هو الظاهر بل المتعين كما ستعرفه
عن قريب ، فلا شك في وثوق عطية ، وأما أنه لا يروي عنه بلا واسطة ، لكن المانع من
الرواية عنه مباشرة موجود في هذه الصورة أيضا ، فلا شك في ثقته على الصورتين.
٢٥ ـ إكثار أحمد الرواية عن عطية
لقد أخرج أحمد في
( مسنده ) عن عطية روايات كثيرة ، كما لا يخفى على من طالعه ، بل انه أخرج حديث
الثقلين بالخصوص عنه عن أبي سعيد الخدري ، وظاهر أن أحمد لم يرو الا عمن ثبت عنده
صدقه وديانته ، كما ذكر عبد الوهاب السبكي في ( طبقات الشافعية ) حيث قال بترجمته
: « وقال أبو موسى المديني لم يخرج الا عمن ثبت عنده صدقه وديانته ، دون من طعن في
أمانته ».
وبهذا كله ظهر أن
نسبة تضعيف عطية الى أحمد افك عظيم وظلم كبير ، فالعجب من ابن الجوزي كيف خاض في
غمار جحود فضائل أهل البيت حتى أنكر الحقائق ونفى البديهيات ، وكيف صدرت منه هذه
المجازفة بحق أحمد ومسنده وهو حنبلي المذهب؟
٢٦ ـ وثاقة عطية عند سبط ابن الجوزي
لقد صرح الحافظ
سبط ابن الجوزي بوثاقة عطية ، ورد تضعيفه حيث قال بعد أن أورد قول النبي صلّى الله عليه وسلّم
لعلي 7
: لا يحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيري
وغيرك « فان قيل : فعطية ضعيف ،
قالوا والدليل على ضعف الحديث أن الترمذي قال : وحدثت بهذا الحديث أو
__________________
سمع مني هذا
الحديث محمد بن اسماعيل ـ يعني البخاري ـ فاستطرفه.
والجواب : ان عطية
العوفي قد روى عن ابن عباس والصحابة وكان ثقة ، وأما قول
الترمذي عن البخاري فإنما استطرفه لقوله صلّى الله عليه وسلّم «
لا أحله الا لطاهر لا لحائض ولا جنب » ، وعند الشافعي يباح للجنب العبور في المسجد وعند أبي حنيفة لا يباح حتى يغتسل
للنص ، ويحمل حديث علي على أنه كان بذلك كما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
مخصوصا بأشياء ».
٢٧ ـ قال ابن معين : صالح
ان نسبة تضعيف
عطية الى يحيى بن معين مردودة بنقل الدوري ـ وهو من كبار العلماء الثقات ـ عن ابن
معين بأنه صالح ، فقد قال الحافظ ابن حجر بترجمة عطية ما نصه : « قال الدوري عن
ابن معين صالح » .
فسقط ما نسبه ابن
الجوزي الى ابن معين.
٢٨ ـ عطية من رجال بعض الصحاح
ان عطية من رجال (
الأدب المفرد ) للبخاري و ( صحيح الترمذي ) و ( صحيح أبي داود ) ، وهذان الأخيران
من ( الصحاح الستة ) عندهم ، بل ان الترمذي روى حديث الثقلين بالذات عن عطية في
صحيحه.
وعظمة مرويات (
الصحاح الستة ) وجلالة رواتها عند أبناء السنة قديما وحديثا واضحة لا تحتاج الى
بيان ، فان أفاد قدح ابن الجوزي في عطية شيئا فإنما يفيد إسقاط الصحاح لا غير.
٢٩ ـ لم يتفرد عطية عن أبى سعيد به
ان اقدام ابن
الجوزي على القدح في عطية ـ كمحاولة يائسة
__________________
لتضعيف حديث
الثقلين ـ دليل واضح على عدم اطلاعه في الحديث ، وذلك : أن عطية على فرض كونه
ضعيفا غير متفرد بنقل حديث الثقلين عن أبي سعيد ، فلا يضر في حديث الثقلين في
رواية أبي سعيد فضلا عن مطلق الحديث الوارد بالأسانيد والطرق والألفاظ المتكثرة.
نعم لم يتفرد عطية
في نقل حديث الثقلين عن أبي سعيد ، بل رواه عنه أبو الطفيل أيضا ـ وهو من طبقة
الصحابة ـ وذلك واضح كل الوضوح لمن راجع ( استجلاب ارتقاء الغرف ) للسخاوي ، و (
جواهر العقدين ) للسمهودي ، و ( وسيلة المآل ) لابن باكثير و ( الصراط السوي )
للشيخاني القادري.
٣٠ ـ ثبوت الحديث غير متوقف على رواية أبى سعيد
ثم انه لو سلمنا
كون عطية ضعيفا ، وسلمنا تفرده برواية الحديث عن أبي سعيد ، فلا ضرر على صحة حديث
الثقلين كذلك ، لعدم توقف صحته على رواية أبي سعيد ، فقد وقفت ـ بحمد الله تعالى
ومنه ـ على تنصيص جماعة من أعلام المحققين على رواية أكثر من عشرين من الصحابة
حديث الثقلين عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وهذا العدد أكثر من عدد التواتر
بمراتب عديدة ، كما فصلناه في مجلد حديث الولاية.
٣١ ـ توثيق ابن الطباع عبد الله بن عبد القدوس
وأما قدح ابن
الجوزي في عبد الله بن عبد القدوس فهو مردود بتوثيق الحافظ محمد بن عيسى بن الطباع
إياه ، كما قال الحافظ المقدسي بترجمة عبد الله المذكور : « وحكى ابن عدي عن محمد
بن عيسى انه قال : هو ثقة » .
__________________
وقال الحافظ ابن
حجر العسقلاني : « وحكي عن محمد بن عيسى انّه قال : هو ثقة » .
ترجمة محمد بن عيسى بن الطباع
قال الذهبي
بترجمته : « ابن الطباع ، محمد بن عيسى بن الطباع الحافظ الكبير ، قال أبو حاتم :
ثقة مأمون ، ما رأيت من المحدثين أحفظ للأبواب منه ، وقال أبو داود : ثقة.
قلت : توفى سنة
أربع وعشرين مائتين ، وهو في عشر الثمانين ، وله تصانيف ومعارف ; ...
قال الأثرم : قال
أحمد بن حنبل : ان ابن الطباع لبيب كيس ـ يعني محمد بن عيسى ـ وقال البخاري : سمعت عليا قال : سمعت
عبد الرحمن ويحيى يسألان ابن الطباع عن حديث هشيم وما أعلم به منه ، وقال أبو حاتم : سمعت محمد بن عيسى يقول : اختلف ابن مهدي
وأبو داود في حديث لهشيم هل سمعه أو دلسه؟ فتراضيا بي فأخبرتهما » .
وترجم له أيضا
بقوله : « وفيها أبو جعفر محمد بن عيسى ابن الطباع الحافظ نزيل الثغر بأذنة ، سمع
مالكا وطبقته ، قال أبو حاتم : ما رأيت أحفظ للأبواب منه ، وقال أبو داود : كان
يتفقه ويحفظ نحوا من أربعين ألف حديث » .
٣٢ ـ توثيق ابن حبان عبد الله بن عبد القدوس
وعبد الله بن عبد
القدوس موثوق عند ابن حبان أيضا ، فقد أورده في الثقات قائلا : « عبد الله بن عبد
القدوس التميمي الرازي من أهل الري ،
__________________
يروي عن الأعمش
وابن أبي خالد ، روى عنه سعيد بن سليمان و [ محمد ] ابن حميد ، [ ربما أغرب ] » .
وقال ابن حجر
بترجمته : « ذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أغرب » .
ثم ان لتوثيق ابن
حبان قيمة كبيرة ودرجة من الاعتبار عظيمة ، ذلك لان ابن حبان ممن يعادي أهل البيت : ويسيء إليهم ،
فقد زعم بالنسبة الى الامام علي بن موسى الرضا 7 بأنه آت بالعجائب وواهم ومخطئ كما لا يخفى على من راجع (
الميزان للذهبي ٣ / ١٥٨ ) و ( تهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٨ ) لابن حجر العسقلاني.
وظاهر أن هكذا
ناصبي عنيد لا يوثق الرافضي أبدا.
٣٣ ـ توثيق البخاري عبد الله بن عبد القدوس
ولقد وثق البخاري
ـ مع ما هو عليه من التعصب والتعسف ـ عبد الله بن عبد القدوس على ما نقل عنه
الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) إذ قال : « وثقه البخاري وابن حبان ».
وقال العسقلاني
بترجمته : « قال البخاري : هو في الأصل صدوق ، الا أنه يروي من أقوام ضعاف » .
ولا يخفى أن
الرواية عن الضعاف أمر قلما سلم منه أسلافهم ، كما لا يخفى على من راجع ( المنهاج
) لابن تيمية وغيره ، فلو كان هذا ـ على تقدير تسليمه ـ قدحا في عبد الله بن عبد
القدوس لتوجه الى جمهور علمائهم ، ولا تسع الخرق على الراقع.
هذا كله مع أن عبد
الله بن عبد القدوس قد روى حديث الثقلين
__________________
ـ الذي أورده ابن
الجوزي ـ عن الأعمش وهو ثقة ، فلا كلام حينئذ أصلا ...
٣٤ ـ عبد الله بن عبد القدوس من رجال البخاري
وعبد الله بن عبد
القدوس من رجال ( صحيح البخاري ) في تعليقاته ، كما في رمز « خت » الموضوع له في (
الكاشف ٢ / ١٠٥ ) و ( تهذيب التهذيب ٥ / ٣٠٣ ) و ( تقريب التهذيب ١ / ٤٣٠ )
وغيرها.
ولما ثبت من كلمات
علمائهم المحققين أن تخريج البخاري عن رجل دليل على عدالته وان كان في تعليقاته ،
فلا قيمة لطعن أي طاعن.
قال ابن حجر
العسقلاني في مقدمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري في مقام الجواب عن الطعن في
رجال البخاري : « وقبل الخوض فيه ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لاي
راو كان مقتض لعدالته عنده وصحة ضبطه وعدم غفلته. ولا سيما ما انضاف الى ذلك من
اطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين ، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج
عنه في الصحيح ، فهو بمثابة اجماع الجمهور على تعديل من ذكر فيهما هذا إذا خرج له
في الأصول.
فأما ان أخرج له
في المتابعات والشواهد والتعاليق فهذا يتفاوت درجاته من إخراج له فيهم في الضبط
وغيره ، مع حصول اسم الصدق لهم ، وحينئذ إذا وجدنا لغيره من أحد منهم طعنا ، فذلك
الطعن مقابل لتعديل هذا الامام ، فلا يقبل الا مبين السبب مفسرا بقادح يقدح في
عدالة هذا الراوي أو في ضبطه مطلقا او في ضبطه لخبر بعينه ، لان الأسباب الحاملة
للائمة على الجرح متفاوتة ، منها ما يقدح ومنها ما لا يقدح ، وقد كان الشيخ أبو
الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح : هذا جاز القنطرة ، يعني
بذلك انه لا يلتفت الى ما قيل فيه. قال الشيخ أبو الفتح القشيري في مختصره : وهكذا
نعتقد وبه نقول ولا نخرج عنه الا بحجة ظاهرة ،
وبيان شاف يزيد في
غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه ، من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية
كتابيهما بالصحيحين ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما » .
وبما ذكره صرح
الشيخ ملا علي القاري في شرح المشكاة عند ما ذكر الصحيحين .
فعلى فرض ثبوت طعن
يحيى بن معين في عبد الله بن عبد القدوس ، فان الوقوف على هذين النصين وأمثالهما
يكفي للاعراض عنه وعدم الالتفات اليه واغترار ابن الجوزي به كاشف عن عدم خبرته
ومجازفته.
٣٥ ـ عبد الله بن عبد القدوس من رجال الترمذي
وان عبد الله بن
عبد القدوس من رجال ( صحيح الترمذي ) أيضا ، كما يعلم من رمز « ت » المعين له في (
الكاشف ٢ / ١٠٥ ) و ( تهذيب التهذيب ٥ / ٣٠٣ ) وغيرهما.
٣٦ ـ جرح عبد الله بن عبد القدوس لا يقدح في الحديث
ولو تنزلنا ،
وفرضنا عبد الله بن عبد القدوس رجلا مقدوحا ، فان ذلك لا يخل بثبوت أصل حديث
الثقلين ، بل لا يضر فيه حتى برواية الأعمش عن عطية عن أبي سعيد ، لعدم تفرد عبد
الله بن عبد القدوس بروايته عن الأعمش ، فلقد رواه عن الأعمش : محمد بن طلحة بن
مصرف اليامي ، ومحمد بن فضيل ابن غزوان الضبي ، كما لا يخفى على من راجع ما تقدم
عن ( مسند أحمد ) و ( صحيح الترمذي ).
فما ادعاه ابن
الجوزي لا يفيده بحال ، بل لو تأملت جيدا لظهر لك ان
__________________
رواية عبد الله
لهذا الحديث عن الأعمش مؤيدة لصدق سائر رواته عنه ، ويظهر أيضا لك صدقه في روايته
عن الأعمش.
أضف الى هذا أنه
كما لم يتفرد عبد الله في روايته حديث الثقلين عن الأعمش ، كذلك الأعمش لم يتفرد
في روايته عن عطية ، فقد رواه عنه أيضا : عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة العزرمي ،
وأبو إسرائيل اسماعيل بن خليفة العبسي الملائي ، وهارون بن سعد العجلى ، وكثير بن
اسماعيل التيمي النواء ، كما هو غير خاف على ناظر أحاديث ( مسند ) أحمد و ( معاجم
) الطبرانيّ في الباب.
٣٧ ـ ما أورده في جرح ابن داهر مجمل
وأما قول ابن
الجوزي في الطعن في عبد الله بن داهر : « واما ابن داهر فقال احمد ويحيى ليس بشىء
، ما يكتب منه انسان فيه خبر » فهو مردود بأن الطعن هذا ـ على تقدير ثبوت صدوره
عنهما ـ مبهم ، كما لا يخفى على من راجع ( التدريب ) للسيوطي وغيره ، ويتضح لكل
متتبع لاقوال الفحول والمحققين من القوم : ان الطعن المبهم لا يقبل من أي كائنا من
كان ، وقد جاء بيان ذلك بالتفصيل في مجلد حديث الولاية.
ثم ان السبب في
اساءة ظنهما ـ على تقدير الثبوت ـ بعبد الله بن داهر انما هو إكثاره رواية فضائل
أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، كما قال الذهبي : « قال ابن عدي : عامة ما
يرويه في فضائل علي ، وهو متهم في ذلك » .
ولا شك في ان
الطعن في هكذا رجال لمثل هذه الأسباب غير مسموع ، لأنه ناشئ عن كمال بغضهم
وانحرافهم عن اهل البيت :.
__________________
٣٨ ـ عبد الله بن داهر غير واقع في طرق الحديث
وذكر ابن الجوزي
لعبد الله بن داهر بصدد الطعن في حديث الثقلين عجيب جدا ، لأنه لم يقع في سند من أسانيد
هذا الحديث الشريف ، وهذه أسانيده وطرقه مذكورة في كتب أعاظم الحفاظ وكبار أعلام
أهل السنة ، بل وكذلك عبد الله بن عبد القدوس ، فان وقوعهما في سند هذا الحديث
يختص بهذا السند الطريف الذي ذكره ابن الجوزي تمهيدا للطعن فيه ، وكأنّه غافل عن
أن المراجعة الواحدة لمسند احمد وصحيح مسلم وصحيح الترمذي يظهر تلبيسه ويكشف سوء
نيته.
٣٩ ـ استنكار المحققين قدح ابن الجوزي في الحديث
ولما ذكرنا وغيره
استنكر جماعة من اكابر محققيهم وأعاظم محدثيهم إيراد ابن الجوزي حديث الثقلين في
كتابه ( العلل المتناهية ) ومنهم :
١
ـ سبطه ، حيث قال في (
التذكرة ) بعد أن نقل الحديث عن مسند احمد : « فان قيل : فقد قال جدك في كتاب (
الواهية ) : أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي ، عن محمد بن المظفر ، عن محمد العتيقى ،
عن يوسف بن الدخيل عن ابى جعفر العقيلي ، عن احمد الحلواني ، عن عبد الله بن داهر
، ثنا عبد الله ابن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن ابى سعيد ، عن النبي
صلّى الله عليه وسلّم بمعناه. ثم قال جدك : عطية ضعيف ، وابن عبد القدوس رافضي ،
وابن داهر ليس بشيء.
قلت : الحديث الذي
رويناه أخرجه احمد في ( الفضائل ) ، وليس في اسناده احد ممن ضعفه جدي ، وقد أخرجه
ابو داود في سننه والترمذي أيضا وعامة المحدثين ، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح.
والعجب كيف خفى عن جدي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم : قام فينا رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم ـ الى آخر ما سبق ».
٢
ـ السخاوي حيث قال بعد
إيراد الحديث وتأييده « وتعجبت من
إيراد ابن الجوزي
له في ( العلل المتناهية ) ، بل أعجب من ذلك قوله « انه حديث لا يصح » مع ما سيأتي
من طرقه التي بعضها في ( صحيح ) مسلم » .
٣
ـ السمهودي بعد اثبات الحديث
وروايته عن الصحاح والمسانيد ، قال : « ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في ( العلل
المتناهية ) ، فإياك أن تغتر به ، وكأنه لم يستحضره حينئذ » .
ولا يخفى أن هذا
الكلام حسن ظن به ، وكيف يصدق عاقل ذلك ويذعن أن يكون ابن الجوزي ـ مع ما هو عليه
من سعة النظر وكثرة الاطلاع كما يقول مترجموه ـ غافلا عن طرق حديث الثقلين
المتكاثرة المروية في الصحاح والمسانيد والمعاجم ، أمثال مسند ابن راهويه ، ومسند
أحمد ، ومسند عبد بن حميد ، ومسند الدارمي ، وصحيح مسلم ، وصحيح الترمذي ، وفضائل
القرآن لابن أبى الدنيا ، ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ، وكتاب السنة لابن ابى
عاصم ، ومسند البزار ، والخصائص للنسائي ، ومسند أبى يعلى ، والذرية الطاهرة
للدولابي ، وصحيح ابن خزيمة ، وصحيح أبى عوانة ، والمصاحف لابن الأنباري ،
والأمالي للمحاملى ، والولاية لابن عقدة ، والطالبيين للخفاجى ، والمعاجم الثلاثة
للطبراني ، والمستدرك للحاكم ، وشرف النبوة للخركوشي ، ومنقبة المطهرين ، وحلية
الأولياء لأبي نعيم ، وكتاب طرق حديث الثقلين لابن طاهر المقدسي وغيرها.
ألم يكن في هذه
الكتب غير الطريق الذي ذكره ابن الجوزي؟
نعم كان ، الا أنه
شاء ان يخدع ناظر كتابه بأن روايته منحصرة بهذا الطريق ، وبما أن رجاله ضعفاء
بزعمه فالحديث إذا لا يصح. هكذا شاء الا ان الله كشف سره وهتك ستره بأيدى أهل
نحلته. والحمد لله رب العالمين.
٤
ـ ابن حجر في ( الصواعق
المحرقة ) و ( تتمة الصواعق ) ، فقال بعد أن
__________________
روى الحديث عن بعض
المصادر المعتبرة : « وذكر ابن الجوزي لذلك في ( العلل المتناهية ) وهم أو غفلة عن
استحضار بقية طرقه ، بل في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه صلّى الله عليه وسلّم قال
ذلك يوم غدير خم ».
ثم جعل يؤيد
الحديث ويثبته بأقوال العلماء ورواياته الكثيرة.
وقال في ( تتمة
الصواعق ) : « ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في ( العلل المتناهية ) ».
٥
ـ المناوى : « قال الهيثمي
: رجاله موثقون ، ورواه ابو يعلى بسند لا بأس به ، والحافظ عبد العزيز ابن الأخضر.
ووهم من زعم ضعفه كابن الجوزي » .
٦
ـ حسن زمان في ( القول
المستحسن ) عن المناوي بلفظه.
٧
ـ الشيخانى القادرى في ( الصراط السوي ) بعد أن ذكر الحديث قال : « وقد أخطأ ابن الجوزي حيث ذكر
هذا في ( واهياته ) على عادته في ذلك ، غافلا عما ذكر مسلم في صحيحه عن زيد بن
أرقم ».
٤٠ ـ رواية ابن الجوزي حديث الثقلين
لقد عثرنا على
رواية ابن الجوزي حديث الثقلين في ( كتاب المسلسلات ) في سياق يدل على
اعتقاده بصحته ، وأما إيراده إياه في ( العلل المتناهية في الأحاديث الواهية )
فلعله كان قبل روايته إياه بهذا الطريق ، أو أنه يقدح في طريقه المذكور هناك فقط ،
ان لم يكن غفلة أو تعصبا ... وعلى كل حال فهذا نص ما جاء في المسلسلات :
__________________
« الحديث الخامس » : قال شيخنا أدام الله أيامه
: انا محمد بن ناصر قال : انا محمد بن علي بن ميمون قال : انا أبو عبد الله محمد
بن علي العلوي قال : ثنا القاضي محمد بن عبد الله الجعفي قال : ثنا الحسين بن محمد
الفزاري قال : ثنا الحسن بن علي بن بزيع قال : ثنا يحيى بن حسن بن فرات قال : ثنا
أبو عبد الرحمن المسعودي عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم عن حبان بن الحارث
الازدي عن الربيع بن جميل الضبي عن مالك بن ضمرة :
عن
أبى بكر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : يرد
علي الحوض راية علي أمير المؤمنين وامام الغر المحجلين ، وأقدم وآخذ بيده في بياض
وجهه ووجوه أصحابه ، فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : تبعنا الأكبر
وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه ، فأقول : ردوا رواء ، فيشربون شربة
لا يظمئون بعدها أبدا ، وجه امامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو
كأضوإ نجم في السماء.
قال الشيخ :
اشهدوا علي عند الله ان أبا الفضل بن ناصر حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله
ان أبا الغنائم بن النرسي حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان أبا عبد الله
محمد بن علي العلوي حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان القاضي محمد بن عبد
الله حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان الحسين بن محمد بن الفرزدق حدثني
بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان الحسن بن علي بن بزيع حدثني بهذا قال : اشهدوا
علي عند الله ان يحيى بن حسن حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله أن أبا عبد
الرحمن حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان الحارث بن حصيرة حدثني بهذا قال :
اشهدوا علي عند الله ان صخر بن الحكم حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان
حبان بن الحارث حدثني بهذا ، قال : اشهدوا علي عند الله ان الربيع بن جميل الضبي
حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان مالك بن ضمرة حدثني بهذا قال : اشهدوا
علي عند الله ان أبا ذر الغفاري حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم حدثني بهذا قال : اشهدوا علي عند الله ان
جبرئيل 7 حدثني بهذا عن
الله جل وجهه وتقدست أسماؤه ».
*(٣)*
قدح ابن تيمية
قال
ابن تيمية في كتابه الذي ألفه ردا على العلامة الحلّي 2 :
«
قال الرافضي : العاشر ـ ما رواه الجمهور من قول النبي 6 : انّي
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى
يردا علي الحوض. وقال 6
: أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق. وهذا يدل على وجوب التمسك بقول أهل بيته وعلي سيدهم ،
فيكون واجب الطاعة على الكل فيكون هو الامام.
والجواب من وجوه :
أحدها ـ ان لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن
أرقم قال : قام فينا رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فقال : اما بعد أيها الناس انما أنا بشر
يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب
ربي ، وانّي تارك
فيكم ثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على
كتاب الله ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي.
وهذا اللفظ يدل
على أن الذي أمر بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله ، وهكذا جاء في
غير هذا الحديث كما في
صحيح مسلم عن جابر في حجة الوداع لما خطب يوم عرفة وقال : قد
تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به ، كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما
أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها
الى السماء وينكبها الى الناس : اللهم اشهد ـ ثلاث مرات.
واما
قوله « وعترتي فإنهما لم يفترقا حتى يردا علي
الحوض » ، فهذا رواه الترمذي ، وقد سئل عنه أحمد ، وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا أنه
لا يصح.
وقد أجاب عنه
طائفة بما يدل على ان أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة قالوا : ونحن نقول بذلك
، كما ذكر ذلك القاضي أبو يعلى وغيره ، لكن أهل البيت لم يتفقوا ولله الحمد على
شيء من خصائص مذهب الرافضة ، بل هم المبرءون المنزهون عن التدنس بشيء منه » .
وهذا الكلام يشتمل على أباطيل :
١ ـ دعوى عدم دلالة الحديث على وجوب التمسك بالعترة
أما ما زعمه من
دلالة لفظ حديث الثقلين في ( صحيح مسلم ) على وجوب التمسك بالكتاب فقط ، وأنه لا
دلالة فيه على وجوب التمسك بالعترة ، فهو ـ بالاضافة الى بعده عن دأب المحدثين
وأهل الكلام ـ يفيد سوء فهمه وكثرة وهمه. ولما كان كلام الشيخ محمد أمين بن محمد
معين السندي ـ وهو
__________________
من أكابر محدثي
أبناء السنة المتأخرين ـ حول رواية مسلم المذكورة كافيا في الرد على هذا الزعم
الفاسد ، فاننا ننقله بنصه :
تحقيق محمد أمين السندي في معنى الحديث
« ووجدنا في أهل
البيت سلام الله تعالى عليهم أجمعين وتحيته ، حديث التمسك المشهور ، وفتشنا عن
مخرجيه ، فإذا هو أبو الحسين
مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه ، ولفظه من حديث زيد بن أرقم قال : قام
فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اما
بعد يا أيها الناس انما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيبه ،
واني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب
الله عز وجل وخذوا به ، وحث فيه ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في
أهل بيتي ـ ثلاث مرات ـ الحديث.
فنظرنا فيه
فوجدناه يعبر عن القرآن واهل البيت بالثقلين ، وهو كل نفيس خطير مصون ، ففهمنا
نفاسة أهل البيت وخطرهم وصونهم من قبيل كل تلك الأوصاف التي للقرآن ، للجمع بينهما
بذلك ، وعلمنا أن هذه الأوصاف وغيرها للقرآن ، يرجع عمدتها الى إفادة علوم المعارف
الالهية والاحكام الشرعية ، فظننا أنها في أهل البيت على منوالها في القرآن راجعة
الى إفادة تلك العلوم ، وقد اعتضدنا في هذا بقوله
صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديث : «
يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه واني تارك فيكم الثقلين » ، فان النبي لا يوصى أمته بعده الا بالقيام على الحق والسنة ،
فترك الثقلين فيها والوصية بهما ليس الا لكونهما خليفتين منه صلّى الله عليه وسلّم
في الإرشاد الى ذلك.
فظننا أنه كما وقع
التصريح بالتمسك بكتاب الله فكذا المراد التمسك بأهل البيت ، ان كان قوله « أهل
بيتي » عطفا على أولهما بتقدير لفظ « ثانيهما » بقرينة القرين أو فهمه من غير
تقدير ، ولا صحة لعطفه على « كتاب الله »
للزوم كونهما
أولين وعدم ذكر الثاني رأسا ، فحملنا قوله
« أذكركم الله » على مبالغة التثليث فيه على التذكير بالتمسك بهم والردع عن
عدم الاعتداد بأقوالهم وأحوالهم وفتياهم وعدم الأخذ بمذهبهم. وان كان عطفا على «
بكتاب الله » في قوله : «
فتمسكوا بكتاب الله » ـ وهو القريب
الظاهر من الوجه الاول ـ وفيهم كونه ثاني الأمرين من الأمر بالتمسك كالأول ، كان
التصريح بالتمسك بهم في حديث مسلم هذا كالتمسك بالقرآن.
وهذا كله في لفظ
هذا الحديث بناء على ظاهر الكلام ، فانتظرنا لفظا في هذا الحديث يفسر حديث مسلم
على ما فهمنا ، فإذا الترمذي
أخرج ـ وقال حسن غريب ـ انه صلّى الله عليه وسلّم قال : انّي
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله عز
وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي
الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
فنظرنا فإذا هو
مصرح بالتمسك بهم ، وبأن اتباعهم كاتباع القرآن على الحق الواضح ، وبأن ذلك امر
متحتم من الله تعالى لهم ، ولا يطرأ عليهم في ذلك ما يخالفه حتى الورود على الحوض
، وإذا فيه حث بالتمسك بهما بعد حث على وجه ابلغ ، وهو قوله : «
فانظروا كيف تخلفوني فيهما » فقلنا حديث مسلم حديث صحيح ظاهر في معنى فسره على ذلك المعنى حديث حسن آخر ،
فثبت معناه نصا من بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فآمنا به في نظائره من صحاح
الأحاديث ، والحمد لله رب العالمين.
ومع هذا لم نال
جهدا في طلب الطرق الأخرى تزيد الصحة على الصحة ويؤيد بعضها بعضا ، فوجدنا أخرج أحمد في مسنده ولفظه
: انى أوشك أن أدعي فأجيب ، وانّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله عز وجل حبل ممدود
من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروني بما تخلفوني فيهما وسنده لا بأس به.
فازددنا منه أن كل
اخباراته صلّى الله عليه وسلّم ـ وان كان وحيا من الله سبحانه ـ لكن هذا وحي أظهره
به وأسنده الى الله سبحانه فقال
: « أخبرني اللطيف الخبير » ، وفيه من تأكد أخبار كونهم على الحق كالقرآن ، وصونهم أبدا
عن الخطأ كالوحي المنزل ما لا يخفى على الخبير. وفيه ان قوله صلّى الله عليه وسلّم : «
انهما لن يفترقا » ليس بدعاء مجرد ـ على
بعد أن يكون مرادا ـ بل هو اخبار من الله سبحانه وتعالى ، وان قوله في بعض الروايات «
اني سألت لهما ذلك » دعاء مجاب متحتم
بأخبار اللطيف تعالى.
ومن تجلي ألفاظ
لطفه أن سرى روح القدس الحق في علومهم كسرايته في القرآن ، أو سرى سر الاتحاد بين
مداركهم وبين القرآن فنيطت به أشد نياط لن يتفرقا بسببه أبدا ، والى ذلك التلويح
باختيار اللطيف هاهنا من بين اسماء الله تعالى.
وعدم الافتراق هذا
بينهما انما هو في الحكم ، فلا يحكمون بحكم لا يحكم به الكتاب ، والسنة في هذا
الحديث داخل في الكتاب على ما صرحوا به ، فظاهر الحث بالتمسك بهم التمسك بأخذ
الاحكام الالهية منهم ، دليله قرانهم في ذلك بكتاب الله والاخبار بترتب عدم الضلال
عليه كما بالتمسك بالكتاب ، فلا احتمال لان يحمل التمسك بهم من حيث المودة والصلة
بهم في هذا الحديث وكان ذلك ظاهر من هذا الحديث كما ذكرنا كالنص به.
ولكن مع هذا
انتظرنا ما يدل على تصريح التمسك بهم في أخذ العلوم من حديث آخر ، فيفسر هذا
الحديث ويعينه في ظاهره ، فإذا قد
ورد في خبر قريش : « وتعلموا منهم
فإنهم اعلم منكم » ، فقلنا إذا ثبت
هذا العموم في علماء قريش فأهل البيت أولى منهم بذلك ، لأنهم امتازوا عنهم
بخصوصيات لا تشاركهم فيها بقيتهم.
ولما كان هذا
بطريق دلالة النص انتظرنا نصا فيهم يدلنا على إمامتهم في العلم ، فوجدنا قوله صلّى الله عليه وسلّم : «
الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت » فعلمنا انهم الحكماء العارفون العلماء الوارثون الذين وقع
الحث
على التمسك في دين
الله تعالى وأخذ العلوم عنهم ، وأيدنا في ذلك ما أخرج
الثعلبي في تفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) عن جعفر الصادق 2 قال : نحن
حبل الله الذي قال الله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) انتهى.
وكيف لا وهم أحد
الثقلين ، فكما أن القرآن حبل ممدود من السماء فكذلك اهل هذا البيت المقدس صلوات
الله تعالى وتسليماته عليهم أجمعين. وقد قال قائلهم (ع) مخبرا عن نفسه القدسي
وسائر رهطه المطهرين :
وفينا كتاب الله
انزل صادقا
|
|
وفينا الهدى
والوحي والخير يذكر
|
ومما نزل فيهم من
الكتاب الآية المتقدمة ، وقد ذكر جملة ما نزلت فيهم من الآيات الشيخ أبو الفضل ابن
حجر في الصواعق فليطلب فيه.
وكذلك أيدنا فيه ما
ثبت عن سيد الساجدين
عليه وعلى آبائه التسليمات الناميات المباركات والتحيات الطيبات الزاكيات : انه
إذا كان تلى قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) يقرأ دعاء طويلا يشتمل على طلب اللحوق
بدرجة الصادقين والدرجات العلية ، وعلى وصف المحن وما انتحلته المبتدعة المفارقون
لائمة الدين والشجرة النبوية ، ثم يقول : « وذهب آخرون الى التقصير في أمرنا ،
واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم ، واتهموا مأثور الخبر » الى ان قال : «
فإلى من يفزع خلف هذه الامة وقد درست أعلام الملة ودانت الامة بالفرقة والاختلاف ،
يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول : ( وَلا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ ) ، فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة
وتأويل الحكم ، الا أهل الكتاب وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله
تعالى بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة ، هل تعرفونهم أو تجدونهم الا
من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم
وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في الكتاب » انتهى. وذكره
ابن حجر في الصواعق.
فعلمنا من كلام
الأئمة عليهم رضوان الله معنى التمسك بهم بما لا ريبة فيه الا لمن ارتابت قلوبهم
فهم في ريبهم يترددون.
ومع هذا كله قلنا
: وهل يدخل في أهل بيته نساؤه أو يتمحض ذلك بالصدق على ولده صلّى الله عليه وسلّم
، ففتشنا عن ذلك فوجدنا في
صحيح مسلم برواية يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم 2 فقلنا
: من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا وايم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر
ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة
بعده.
وهذه الرواية عن
زيد بن أرقم 2 تفسير رواية أخرى عنه في
مسلم أيضا ، فقيل لزيد : من أهل بيته ، أليس
نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى ان نساءه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم عليهم
الصدقة بعده ـ الحديث.
وتبين أن معنى قوله : «
بلى ان نساءه من أهل بيته » ان نساءه من أهل بيت سكناه الذين امتازوا بكرامات وخصوصيات كثيرة ، لا من اهل
بيت نسبه وانما أولئك من حرمت عليهم الصدقة ، صرح بذلك الابي في شرح مسلم جمعا بين
الروايات ، بل تصحيحا للاستدراك في الرواية الواحدة بقوله
: « ولكن أهل بيته » إلخ.
وهذا التحقيق في
تفسير أهل البيت بالحديث الصحيح يعين المراد منهم في آية التطهير ، مع نصوص كثيرة
من الأحاديث الصحاح المنادية على أن المراد منهم الخمسة الطاهرة رضوان الله تعالى
عليهم أجمعين. ولنا وريقات في تحقيق ذلك مجلد في دفترنا يجب على طالب الحق الرجوع
اليه.
ولما وجدنا هذا في
صحيح مسلم علمنا أنهم أبناؤه صلّى الله عليه وسلّم ، فإذا انضم الى ذلك ما ورد من
الاخبار في الأئمة الاثني عشر مما بسطنا أكثرها في المقامات الأربعة من كتابنا
المسمى بـ « مواهب سيد البشر في حديث الأئمة الاثني عشر » بالترتيب بسطناها.
وما اجتمع عليه
السلف والخلف من غزارة علوم هذا العدد المبارك وخرقهم العوائد ، وما اختصوا به من
المزايا الباهرة من بين سائر الرجال الابطال من هذه الفئة الفائقة على معاصريها في
كل عصر ، تيقن بأنهم الاولى بصدق أحاديث التمسك عليهم من غيرهم ، وان كانت فيها
الاشارة الى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به الى القيامة ، كما أن الكتاب العزيز
ـ وهو الثقل الآخر القرين بهم ـ كذلك قاله ابن حجر. وقال : ولهذا
كانوا أمانا لأهل الأرض كما جاء به الحديث ، ويشهد لذلك قوله
صلّى الله عليه وسلّم : في كل خلف من أمتي
عدول من أهل بيتي. وقال : ثم أحق من
يتمسك به منهم امامهم وعالمهم علي بن ابى طالب رضي الله تعالى عنه ، ومن ثم قال
أبو بكر رضي الله تعالى عنه : علي عترة رسول الله أي الذي حث على التمسك بهم ،
فخصه لما قلناه ـ انتهى كلامه.
ثم لما فرغنا من
تخريج الحديث وما دل عليه ، وما تعين فيه ممن هو المراد من أهل البيت ، نظرنا في
تعدد طرقه فوجدنا له طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ، وفحصنا أيضا عن أنه
أين ورد ، فوجدنا في بعض طرقه قال ذلك بحجة الوداع وبعرفة ، وفي آخر أنه قال بغدير
خم ، وفي آخر أنه قال بالمدينة في مرضه صلّى الله عليه وسلّم وقد امتلأت الحجرة
بأصحابه ، وفي آخر أنه قال لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف. فعلمنا أن لهذا
الحديث شأنا عظيما ، فانه لم يذكر وروده أحد من الرواة الاّ في مشهد معتنى به غاية
الاعتناء.
ولكنا طلبنا لهذه
الروايات المتضادة في الورد جمعا ، فوجدنا قد سبق اهل الخبر بالهام الجمع فقال :
ولا تنافى في ذلك ، إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن كلها ،
اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ، وفي
رواية عند الطبراني عن ابن عمر 2 ان آخر ما تكلّم به النبي صلّى الله
عليه وسلّم : « اخلفوني في أهل بيتي » انتهى. فازداد بعد الجمع شأنا على شأن لترداده في هذه
المشاهد بأجمعها ـ كما لا يخفى على من له
حس.
وإذ قد ثبت صحة
هذا الحديث وما مرّ عليك ممّا ينوط به لفظا ومعنى ودلالة ، وانضمت اليه آية
التطهير بتفسيرها التي يدل عليها الأحاديث الصحيحة فلا وجه لان يمتري من له أدنى
انصاف في أن من صدق عليهم هذا الحديث والآية من غير شائبة ، وهم الأئمة الاثنا عشر
من أهل البيت وسيدة نساء العالمين بضعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم الأئمة
الزهراء الطاهرة ، على أبيها وعليها الصلاة والسلام ، لا شائبة في كونهم معصومين ،
كالمهدي منهم 7 بما يخصه من حديث قفاء الأثر وعدم الخطأ على ما تمسك به
الشيخ الأكبر 2 » ...
٢ ـ تحريف زيد بن أرقم الحديث
وبعد الاطلاع على
هذا الكلام المتين ، لا بد من التنبيه على أن ما جاء في صحيح مسلم من لفظ حديث
الثقلين الذي اغتر به ابن تيمية ، انما كان تصرفا وتحريفا من زيد بن أرقم عند
إلقاء الحديث الى يزيد بن حيان والحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم ، وهذا غير مستبعد
من مثل زيد بن أرقم الذي كتم حديث
: « من كنت مولاه » عند ما استشهد به أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، كما
أسلفنا ذلك في مجلد حديث الغدير ، حتى ابتلاه الله بما دعا (ع) عليه به في دار
الدنيا ، والآخرة أدهى وأمر. بل عدم وجود « من كنت مولاه » في حديث الثقلين برواية
مسلم ـ رغم كون سياقه شارحا لقضية الغدير ـ يؤيد ذلك ، مع ان تفسيره لفظ « اهل
البيت » في هذا الحديث بـ « كل من حرم عليه الصدقة » انما هو تفسير من عنده ،
ولذلك قال الحافظ الكنجي الشافعي بعد حديث زيد ابن أرقم ما نصه :
« قلت : ان تفسير
زيد « أهل البيت » غير مرضى ، لأنه قال :
__________________
أهل البيت من حرم
الصدقة. وهم لا ينحصرون في المذكورين ، فان بني المطلب يشاركونهم في الحرمان ،
ولان آل الرجل غيره على الصحيح ، فعلى قول زيد يخرج امير المؤمنين 2 عن أن يكون من
أهل البيت ، بل الصحيح أن أهل البيت علي وفاطمة والحسنان رضي الله عنهم ، كما رواه مسلم بأسناده عن عائشة
ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج ذات غدوة وعليه مرط مرحل من شعر أسود ،
فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين بن علي فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها
، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
وهذا دليل على أن
أهل البيت هم الذين ناداهم الله تعالى بقوله : « أهل البيت » وأدخلهم الرسول في
المرط.
وأيضا
روى مسلم بأسناده أنه لمّا نزلت آية
المباهلة دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : «
اللهم هؤلاء أهل بيتي » .
هذا الى غيره من
شواهد تحريفه في هذه الرواية ، كما لا يخفى على الناظر البصير.
ومع ذلك فان الحق
لا بدّ أن يعلو ويظهر ، ولذلك فان زيدا نفسه قد روى حديث الثقلين عن رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم ، وفيه الأمر بالتمسك بأهل بيته : واتباعهم ،
والنهي عن التقدم عليهم والتخلف عنهم ، كما لا يخفى على ناظر ( صحيح الترمذي ) و (
كتاب المصاحف ) لابن الأنباري و ( المعجم الكبير ) للطبراني و ( المستدرك ) للحاكم
و ( المناقب ) لابن المغازلي وغيرها.
٣ ـ الحديث عن جابر عند مسلم محرف
وأما تمسكه بحديث
جابر الذي جاء في ( صحيح مسلم ) مدعيا بأن
__________________
النبي صلّى الله
عليه وسلّم لم يأمر الاّ بالتمسك بالكتاب ، فهو أيضا باطل واضح.
لان حديث جابر ـ وان
جاء في مسلم محرفا كما ذكر ـ جاء في رواية الترمذي ، وفيه الأمر الصريح بالتمسك
بأهل البيت :. وهذا نصه :
«
حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي ، نا زيد بن الحسن ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ،
عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا
أيها الناس انّي تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي »
.
ولقد كان الأحرى
به ألا يتطرق الى هذا الحديث بلفظه الذي جاء في مسلم فضلا عن الاحتجاج به ، ولكن «
إذا لم تستح فاصنع ما شئت ».
٤ ـ دعوى ضعف « وعترتي فإنهما لن يفترقا ... »
وأما قوله : « وأما
قوله وعترتي
فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فهذا رواه الترمذي ، وقد سئل عنه أحمد ، وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا :
انه لا يصح » ، فيشتمل على غرائب وأباطيل :
الاول : يفيد
كلامه أن أمره صلّى الله عليه وسلّم باتباع عترته جاء في رواية الترمذي خاصة ،
ومفهومه أنه لم يروه غيره ، وقد علمت سابقا رواية جمهور علمائهم حديث الثقلين
الأمر بتمسك واتباع الكتاب وعترته.
الثاني : يفيد
كلامه أن رواية قوله صلّى
الله عليه وسلّم : « فإنهما لن يفترقا
حتى يردا عليّ الحوض » خاصة بالترمذي ،
لكن قد علمت رواية أكثر علمائهم الكبار حديث الثقلين مشتملا على هذه العبارة ،
ومنهم : ركين الفزاري ، وعبد الملك العزرمي ، والأعمش ، وابن إسحاق ، وإسرائيل بن
يونس
__________________
السبيعي ، وعبد
الرحمن المسعودي ، ومحمد بن طلحة اليامي ، واليشكري ، وشريك ، والضبي جرير بن عبد
الحميد ، ومحمد بن الفضيل الضبي ، وعبد الله ابن زهير الهمداني ، وأبو أحمد
الزبيري ، وأبو عامر العقدي ، وأسود بن عامر الشامي ، ويحيى بن حماد الشيباني ،
وابن سعد ، والمخرمي ، وابن بقية الواسطي ، وأحمد بن حنبل ، وعبد بن حميد الكشي ،
وعباد بن يعقوب الأسدي ، والجهضمي ، والعنزي ، والطريقي ، والرقاشي ، ومحمد بن أبي
العوام الرياحي ، والحكيم الترمذي ، وعبد الله بن أحمد ، والبزار ، والقباني ،
والنسائي ، وأبو يعلي ، والطبري ، والباغندي ، والأسفراييني ، والبغوي ، وابن
الأنباري ، وابن عقدة والجعابي ، والطبراني ، والقطيعي ، والأزهري ، والذهبي ،
والحاكم والثعلبي ، وأبو نعيم ، وابن عساكر ، والضياء المقدسي ...
الثالث : قوله «
سئل عنه أحمد » لم نفهم معناه ، وهل السؤال عن حديث يفيد القدح فيه؟ ألم يخرجه
أحمد في مسنده كما تقدم؟ الم يخرجه في كتاب مناقب علي كما تقدم؟ ومن كان السائل؟
وما كان جواب أحمد عن هذا السؤال؟ وما المقتضى للاعراض عن إيراد جوابه؟
هذه أسئلة تتوجه
الى كلامه.
وهنا نقول : ان
جواب أحمد لا يخلو اما أنه كان تضعيفا للحديث أو تصحيحا له ، وعلى كلا الحالين كان
يجب عليه ذكر الجواب ، لأنه ان كان تضعيفا فلم لم يذكره وهو يؤيد زعمه؟ وان كان
تصحيحا فلم أعرض عنه وأسقطه وهو خيانة؟ ...
وعلي أي حال فان
كلامه هذا عجيب جدا ، ويكفي في الجواب عنه رواية الامام أحمد حديث الثقلين مصححا
إياه في ( المسند ) و ( المناقب ).
الرابع : وأما
قوله « فضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا انه لا يصح » فكذب وزور ، يأباه أقل
الناس فضلا عن شيخ الإسلام!
وباختصار : انه لا
يجد أحد ـ بعد الفحص والتتبع التام ـ أحدا ينكر هذا القسم من حديث الثقلين ، وقد
علمت سابقا نسبة البخاري انكار أصل
الحديث وتمامه الى
أحمد ، وكذلك طعن ابن الجوزي في الحديث من أصله .. الا أنه لم ينكر أحد منهم هذه
الفقرة من الحديث ، التي زعم ابن تيمية ان جماعة من أهل العلم قالوا انه لا يصح.
ولم لم يذكر ابن
تيمية ـ رغم اطنابه في جميع المقامات وكثرة تكلمه في كل شيء ـ أهل العلم المضعفين
لهذه الجملة من الحديث؟ وليته ذكر واحدا منهم ـ ان كان يطلب الاختصار .. ان هذا
لعجيب.
ولقد علمت ـ والحمد
لله ـ صحة هذا القسم من الحديث ـ ضمن حديث الثقلين ـ فيما تقدم من الكتاب ، بل ثبت
إجماعهم على صحته ، بالاضافة الى تصريح جملة منهم بذلك ، فراجع.
كلام آخر لابن تيمية
ومما هو جدير
بالذكر هنا ان ابن تيمية قال في الجواب عن حديث الغدير بعد كلام له :
« ولما لم يذكر في
حجة الوداع امامة علي ولا ما يتعلق بالامامة أصلا ، ولم ينقل أحد لا بإسناد صحيح
ولا ضعيف أنه في حجة الوداع ذكر امامة علي بل ولا ذكر عليا في شيء من خطبه ، وهو
المجمع العام الذي أمر فيه بالتبليغ العام ، علم ان امامة علي لم تكن من الدين
الذي أمر بتبليغه ، بل ولا حديث الموالاة وحديث الثقلين ونحو ذلك مما يذكر في
إمامته ، والذي رواه مسلم (
في صحيحه ) انه بغدير خم قال : اني تارك
فيكم الثقلين كتاب الله. فذكر كتاب الله وحض عليه ثم قال : وعترتي أهل
بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي ـ ثلاثا ـ وهذا مما انفرد به مسلم ولم يروه البخاري
، وقد رواه الترمذي وزاد فيه : وانهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض.
وقد طعن غير واحد
من الحفاظ في هذه الزيادة ، وقالوا انها ليست من الحديث ، والذين اعتقدوا صحتها
قالوا انما تدل على ان مجموع العترة الذين هم بنو هاشم كلهم لا يتفقون على ضلالة ،
وهذا قد قاله طائفة من أهل
السنة ، وهو من
أجوبة القاضي أبي يعلى وغيره.
والحديث الذي في
صحيح مسلم إذا كان النبي صلّى الله عليه وسلّم قد قاله فليس فيه الا الوصية باتباع
كتاب الله ، وهذا أمر قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك ، وهو لم يأمر
باتباع العترة ولكن قال
: « أذكركم الله في أهل بيتي » ، فتذكير الامة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل
ذلك من اعطائهم حقوقهم والامتناع من ظلمهم ، وهذا أمر تقدم بيانه قبل غدير خم فعلم
انه لم يكن في إمامته [ فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمر بشرع نزل إذ ذاك ، لا في
حق علي ولا في حق غيره لا إمامته ولا غيرها ] » .
الرد عليه من وجوه
والجواب عنه بوجوه
:
الاول : قوله « لم يذكر في حجة الوداع امامة عليّ ولا ما يتعلق
بالامامة أصلا ، ولم ينقل أحد بإسناد صحيح ولا ضعيف أنه في حجة الوداع ذكر امامة
عليّ » مردود ، إذ لا يخفى على المتتبع ان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كرر حديث
الثقلين ـ بغض النظر عن غيره من النصوص ـ في حجة الوداع مرارا ، وهذا يثبت امامة
عليّ أمير المؤمنين 7 ....
الثاني : قوله « ولا ذكر عليا في شيء من خطبه وهو المجمع العام
الذي أمر فيه بالتبليغ العام » يكذبه ذكر النبي 6 إياه في خطبه في هذه الحجة ضمن أهل البيت.
هذا بالاضافة الى
أنه 6 خطب في حجة الوداع خطبة خاصة ذكر فيها عليا وأثبت عصمته وأفضليته بها.
قال
ابن الأثير ما نصه : « وبعث علي بن أبي
طالب الى نجران ليجمع صدقاتهم وجزيتهم ويعود ، ففعل وعاد ولقي رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم بمكة في
__________________
حجة الوداع ،
واستخلف على الجيش الذين معه رجلا من أصحابه وسبقهم الى النبي فلقيه بمكة ، فعمد
الرجل الى الجيش فكساهم كل رجل حلة من البز الذي مع علي ، فلما دنا الجيش خرج علي
ليتلقاهم فرأى عليهم الحلل فنزعها عنهم ، فشكاه الجيش الى رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم ، فقام النبي خطيبا فقال : أيها الناس لا تشكوا عليا فهو لا خشن في ذات
الله وفي سبيل الله » .
ورواه
أيضا ابن هشام .
وأبو
جرير الطبري .
الثالث : قوله « ان امامة علي لم تكن من الدين الذي أمر بتبليغه
بل ولا حديث الموالاة وحديث الثقلين ونحو ذلك مما يذكر في إمامته » مردود بما يأتي
:
أولا ـ دعوى عدم
ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم امامة امير المؤمنين 7 في حجة الوداع باطلة كما مر.
ثانيا ـ دعوى عدم
ذكره 6 عليا في شيء من خطبه فيها باطلة أيضا كما مر.
ثالثا ـ دعوى كونه
6 مأمورا بالتبليغ العام ـ بمعنى أنه 6 امر بتبليغ كافة الأوامر الشرعية في حجة الوداع ـ ممنوعة ،
وذلك لعدم اشتمال خطبته على جميع الاحكام النازلة من اول بعثته الى حين حجته كما
لا يخفى ذلك على من راجعها. سلمنا لكن لا دليل على ان ما بلغه 6 بعد ذلك بأمر
الله لم يكن من الدين في شيء ، إذ لا يتفوه بهذا الكلام ذو مسكة وشعور ، لكن ابن
تيمية لا يهمه إخراج حديث الغدير وحديث الثقلين من الدين المأمور بالتبليغ به ، بل
من الدين الإسلامي
__________________
مطلقا ، وذلك لفرط
بغضه وعداوته لأهل البيت وسيدهم امير المؤمنين 7.
رابعا ـ دعوى عدم
ذكر حديث الغدير في حجة الوداع من الأكاذيب الواضحة ، يدل على ذلك مراجعة روايات
أئمة مذهبه ، وقد فصلنا ذلك في مجلد حديث الغدير.
خامسا ـ دعوى عدم
ذكر حديث الثقلين في حجة الوداع جهل أو تجاهل ، لما قد علمت سابقا ان النبيّ 6 قال ذلك يوم عرفة
من حجة الوداع ، وكذا يوم غدير خم ضمن خطبته ، وبرغم أنك سمعت إيراده 6 له يوم عرفة نقلا
عن ( صحيح ) الترمذي فان من المناسب نقل خطبته تلك بكاملها.
خطبة الغدير في العقد الفريد
قال
ابن عبد ربه : « خطبة رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع :
« ان الحمد لله ، نحمده ونستغفره ونتوب
اليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضل له ،
ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله. أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحثكم على طاعة الله ، واستفتح بالذي هو
خير.
أما بعد ، يا أيها الناس! اسمعوا مني
أبين لكم ، فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقعى هذا.
أيها الناس! ان دماءكم وأموالكم عليكم
حرام الى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟
اللهم اشهد ، فمن كان عنده امانة فليؤدها الى الذي ائتمنه عليها. وان ربى الجاهلية
موضوع ، وان أول ربى أبدأ به ربى عمي العباس بن عبد المطلب. وان دماء الجاهلية
موضوعة ، وان أول دم أبدا به دم عامر بن ربيعة بن الحرث بن
عبد المطلب. وان
مآثر الجاهلية موضوعة ، غير السدانة والسقاية ، والعمد قود ، وشبه العمد قود ، ما
قتل بالعصا والحجر ففيه مائة بعير ، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية.
أيها الناس! ان الشيطان قد يئس أن يعبد
في أرضكم هذه ، ولكنه رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم.
أيها الناس! إِنَّمَا النَّسِيءُ
زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً
وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ ، وانما الزمان قد
استدار كهيئته في خلق الله السماوات والأرض ، إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ
اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ ، مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ثلاثة متواليات وواحد فرد ذو القعدة وذو
الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان ، الأهل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس! ان لنسائكم عليكم حقا وان
لكم عليهن حقا ، لكم عليهن الا يوطئن فرشكم غيركم ، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم
الا باذنكم ، ولا يأتين بفاحشة ، فان فعلن فان الله قد أذن لكم أن تعضلوهن
وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فان انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن
وكسوتهن بالمعروف. وان النساء عندكم عوار لا يملكن لأنفسهن شيئا ، أخذتموهن بأمانة
الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا.
أيها الناس! انما المؤمنون أخوة ، فلا
يحل لامرئ مال أخيه الا عن طيب نفسه. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعوا بعدي
كفارا يضرب بعضكم أعناق بعض ، فاني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا ، كتاب
الله وأهل بيتي. الأهل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس! ان ربكم واحد ، وان أباكم
واحد ، كلكم لادم وآدم من تراب ، أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي على عجمي فضل
الا بالتقوى. الأهل
بلغت؟ قالوا : نعم. قال : فليبلغ الشاهد منكم الغائب.
أيها الناس؟ ان الله قسم لكل وارث نصيبه
من الميراث ، ولا يجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر
، من دعا الى غير أبيه أو تولى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته » .
هذا بالاضافة الى
ظهور ذلك من روايات عديدة ، فقد قال السمهودي بعد ذكر طرق حديث الثقلين : « وأخرجه
الحافظ ابو محمد عبد العزيز بن الأخضر في ( معالم العترة النبوية ) وفيه ان النبي
صلّى الله عليه وسلّم قال ذلك في حجة الوداع ».
وقال الحافظ
الزرندي بعد أن روى الحديث : « روى زيد بن أرقم 2 قال : أقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم حجة الوداع
» .
ولقد أورد
السمهودي في ( جواهر العقدين ) والشيخاني القادري في [ الصراط السوى ] رواية
الزرندي المشار إليها.
وذكر الأئمة
الاعلام من محققي أهل السنة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال ذلك في حجة الوداع
، وبذلك تنطق الروايات الماضية. فقد قال السمهودي في التنبيهات
التي ذكرها بعد سياق حديث الثقلين : « خامسها ـ قد تضمنت الأحاديث المتقدمة الحث
البليغ على التمسك بأهل البيت النبوي وحفظهم واحترامهم والوصية بهم ، لقيامه صلّى
الله عليه وسلّم بذلك خطيبا يوم غدير خم كما في اكثر الروايات المتقدمة ، مع ذكره
لذلك في خطبته يوم عرفة على ناقته كما في رواية الترمذي عن جابر ، وفي خطبته لما
قام خطيبا بعد انصرافه من حصار الطائف كما في رواية عبد الرحمن بن عوف 2 ، وفي مرضه الذي
قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه كما
__________________
سبق في رواية أم
سلمة ».
وقال ابن حجر في (
الصواعق ) بعد نقل حديث الثقلين والتمسك بهما بطرق كثيرة ، ثم ذكر أنها وردت عن
نيف وعشرين صحابيا ، قال : « وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ».
وقال فيه بعد أن
نقله عن أحمد : « وفي رواية ان ذلك كان في حجة الوداع ».
وقال الشيخاني
القادري في ( الصراط السوي ) بعد ذكر حديث الثقلين برواية أبي سعيد : « قالوا أنه
قال ذلك في حجة الوداع ».
وقد أثبت السندي
في ( دراسات اللبيب ) ـ كما عرفت ـ أنه 6 قد ذكر حديث الثقلين في حجة الوداع.
الرابع : لقد ذكر ابن تيمية في كلامه هذا حديث الثقلين الذي جاء
في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم ، وقد علم أن زيدا قد حرف الحديث وتصرف فيه ، لكن ابن
تيمية لم تعط نفسه أن يكتفي بذلك فأكثر من تحريفه وبتره.
الخامس
: يحسب ابن تيمية
أن تفرد مسلم في إخراج حديث الثقلين واعراض البخاري عنه يحدث ضعفا في الحديث ،
ولكنه لا يعلم أن عدم تخريج الحديث يعد من معايب البخاري وصحيحه ، لا أنه يفيد ما
تخيله.
على أنه لو أعراض
البخاري ومسلم كلاهما عن حديث الثقلين ولم يخرجاه بل حتى لو طعناه فيه وضعفاه ،
فان ذلك لا يصغى اليه ولا يعتنى به ، إذ لا قيمة له في مقابل رواية أولئك الاعلام
الأعاظم هذا الحديث الشريف المتواتر.
ولقد علمت سابقا ـ
ولله الحمد ـ من ( المستدرك ) للحاكم أن لحديث الثقلين ـ بعض النظر عن سياق صحيح
مسلم ـ ألفاظا عديدة وطرقا سديدة جاء كل منها صحيحا على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وبالجملة فان
اعراض البخاري عن إخراج حديث الثقلين على
العلوم وسياق مسلم
على الخصوص جناية كبيرة ، اللهم الا أن يوجه اعراضه عن سياق مسلم بالخصوص ، لأنه
جاء محرفا من زيد بن أرقم ، ويدل عليه قول زيد نفسه في أول الحديث : « والله لقد
كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي .. » فلعل البخاري التزم جانب الاحتياط
فلم يروه ، لكن من المستبعد أن يستند أهل السنة ـ المعدلين لزيد بن أرقم وغيره من
الصحابة ـ الى هذا التوجيه في مقابلة أهل الحق ، ولو سلمنا ذلك فلا يبقى وجه يعتذر
به لاعراضه عن الألفاظ والطرق التي رواها الحاكم في ( المستدرك ) وصححها على شرط
الشيخين.
ومن هذا وأمثاله
يعلم أن مسلما قد يظهر طرفا من الحق ولا يعرض عنه كالبخاري تماما ، وهذا هو السبب
في تأخر رتبة كتابه عن رتبة كتاب البخاري عند أولئك المتعصبين المتعندين ، الذين
لا يروق لهم ذكر أى فضيلة لأهل البيت : ولأمير المؤمنين 7 خاصة.
السادس
: لقد نسب مرة أخرى
رواية
جملة : « وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » الى الترمذي فقط ، وقد علمت بطلانها قريبا ، وأحرزت أنه قد
رواها قبل الترمذي وبعده كثير من الحفاظ والمحدثين العظام ، واصحاب الصحاح والآثار
وشيوخ الحديث والرواية.
السابع : لقد طعن في جملة : « وانهما لن يفترقا .. » زاعما طعن
غير واحد فيها ، رغم أنه لم يذكر أحد أولئك العلماء الذين طعنوا فيها ، لكن قد
أثبتنا سابقا صحة هذه الفقرة من حديث الثقلين ايضا ، وبينا بطلان طعنه هذا وكذبه
في دعواه هذه ، عند رد كلام ابن الجوزي سابقا ، وكذا في دفع كلام ابن تيمية نفسه
المتقدم قريبا.
ومع ذلك نقول :
انه قد أخرج ابو عوانة هذه العبارة الكريمة ضمن حديث الثقلين برواية زيد بن أرقم
في كتابه ( المسند الصحيح ) كما تقدم ، وبالاضافة الى أن مجرد إخراج أبي عوانة
دليل على صحتها ـ كما عرفت ـ لكون كتابه مستخرجا على صحيح مسلم ، فانه لا شك في
صحتها ، لاقتصار
اصحاب المستخرجات
على الروايات الصحيحة في زياداتهم على الصحيحين كما مر سابقا عن كتاب ( تدريب
الراوي ) للسيوطي.
وقال ابن الصلاح :
« ثم ان الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد
المصنفات المعتمدة المشتهرة لائمة الحديث ، كأبي داود السجستاني وأبي عيسى الترمذي
، وأبي عبد الرحمن النسائي ، وأبي بكر ابن خزيمة ، وأبي الحسن الدارقطني وغيرهم
منصوصا على صحته فيها ، ولا يكفي في ذلك مجرد كونه موجودا في كتاب أبي داود وكتاب
الترمذي وكتاب النسائي ، وسائر من جمع في كتابه بين الصحيح وغيره ، ويكفي مجرد
كونه موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه ككتاب ابن خزيمة ، وكذلك ما
يوجد في الكتب المخرجة على كتاب البخاري وكتاب مسلم ككتاب أبي عوانة الأسفراييني ،
وكتاب أبي بكر الاسماعيلي ، وكتاب أبي بكر البرقاني ، وغيرها ، من تتمة لمحذوف أو
زيادة شرح في كثير من أحاديث الصحيحين ، وكثير من هذا موجود في الجمع بين الصحيحين
لابي عبد الله الحميدي » .
وقال : « ثم ان
التخاريج المذكورة على الكتابين يستفاد منها فائدتان : إحداهما علو الاسناد ،
والثانية الزيادة في قدر الصحيح لما يقع منها من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض
الأحاديث تثبت صحتها بهذه التخاريج ، لأنها واردة بالأسانيد الثابة في الصحيحين أو
أحدهما ، وخارجة من ذلك المخرج الثابت. والله أعلم » .
وقال الزين
العراقي : « ويؤخذ الصحيح أيضا من المصنفات المختصة بجمع الصحيح فقط ، كصحيح أبي
بكر محمد ابن إسحاق بن خزيمة ، وصحيح أبي حاتم محمد بن حيان البستي المسمى
بالتقاسيم والأنواع ، وكتاب
__________________
المستدرك على
الصحيحين لابي عبد الله الحاكم ، وكذلك ما يوجد في المستخرجات على الصحيحين من
زيادة أو تتمة ، فهو محكوم بصحته كما سيأتي في بابه » .
وتعطينا هذه
الكلمات والنصوص : أن الزيادات في المستخرجات صحيحة ، وعلى هذا فلما كان قوله 6 : «
وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » موجودا في كتاب أبي عوانة الأسفراييني مع حديث الثقلين فهو صحيح بلا ريب ،
ومعدود من كتاب صحيح مسلم ، فإذا سلم ابن تيمية صحة حديث الثقلين الموجود في صحيح
مسلم كان عليه الاعتراف بصحة تلك الجملة المذكورة لا إنكارها.
وأخرج
امام المحدثين ابو عبد الله الحاكم حديث الثقلين في ( المستدرك على الصحيحين )
بروايات اشتملت على قوله 6 : «
وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » وقال بعد كل واحدة منها : « صحيح الاسناد على شرط الشيخين ».
وقد بان لك من قول
الزين العراقي المتقدم ان ( المستدرك ) من الكتب التي يؤخذ منها الزيادات الصحيحة
على الصحيحين ، فلا يبقى أي شك ـ عند أي منصف ـ في صحة قول النبي 6 المذكور ، وظهر
أنه صحيح كسائر الأحاديث التي اتفق الشيخان على صحتها ، سواء أخرجاها أو لم
يخرجاها. هذا بالاضافة الى حكم محمد بن طاهر المقدسي ، كما في ( تدريب الراوي )
للسيوطي بقطعية صدور ما كان على شرط الشيخين وان لم يخرجاه.
فبالنظر الى ما
تقدم وغيره لا مانع من دعوى التواتر في قوله
6 « وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » ، ويدل على ذلك ما مر في رواية استشهاد امير المؤمنين 7 عن ابن عقدة
والسخاوي والسمهودي
__________________
وغيرهم عن سبعة
عشر رجلا من الصحابة في حديث الثقلين المشتمل على هذه الكلمة ، ثم تصديق امير
المؤمنين 7 لهم وشهادته بصحة ما شهدوا عليه.
ومما لا ريب فيه
أن هذا العدد كاف لدعوى تواتر الحديث ، بل هذا العدد اكثر بكثير من عدد التواتر ،
لان ابن حجر المكي ادعى في ( الصواعق ) التواتر في صلاة أبي بكر في مرض النبي 6 ، بزعم وروده عن
ثمانية من الصحابة ، بل ادعى ابن حزم في ( المحلى ) في حرمة بيع الماء تواتر حديث
الحرمة ، وقد رواه أربعة من الصحابة.
فرواية
سبعة عشر رجلا من الصحابة حديث : «
وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » يفيد تواتره قطعا ، ولهذا صرح المقبلي في ( ملحقات الأبحاث المسددة ) بعد أن
ذكر حديث الثقلين باللفظ المشتمل على هذه الجملة ، صرح بتواتره عن النبيّ 6.
الثامن : قوله « والحديث الذي في صحيح مسلم إذا كان النبيّ صلّى
الله عليه وسلّم قد قاله فليس فيه الا الوصية باتباع كتاب الله ، وهذا أمر قد
تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك » ، يفيد عدم جزمه بصحة ما في صحيح مسلم من
حديث الثقلين ، لان قوله « إذا كان النبي قد قاله » ظاهر في التشكيك بثبوت هذا
أيضا.
ان ابن تيمية
يحاول كتم الحق وانكار الحقائق ، ولكن سعيه يذهب ادراج الرياح. قال الله تعالى : (
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ).
التاسع
: قوله « فليس فيه
الا الوصية باتباع كتاب الله » خطأ واضح ، لان عبارات العلماء الاعلام ومحدثيهم
العظام صريحة في وصيته 6 باتباع الكتاب وأهل البيت معا ، راجع منها ما تقدم من
تحقيق السندي في ( دراسات اللبيب ).
وأما قوله « وهذا
أمر قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك »
فلقد علمت من البيانات
السابقة ـ والحمد لله ـ أنه 6 لم يوص باتباع كتاب الله فحسب ، بل انه امر يوم عرفة وغيره
باتباع أهل بيته الطاهرين مع كتاب الله ، وكيف يأمر 6 باتباع كتاب الله تعالى فحسب وقد تحقق عدم افتراق الثقلين
بنصه 6 حتى يردا عليه الحوض ، وذلك ظاهر لا يحتاج الى مزيد بيان.
العاشر
: قوله بعد ذلك : «
وهو لم يأمر باتباع العترة ولكن قال أذكركم الله في أهل بيتي ».
والجواب عنه بوجوه
:
أولا ـ ان النبي 6 أمر باتباع عترته
في مواضع وخطب ووصايا لا تحصى كثرة ، وفي حديث الثقلين أمر باتباعهم على وجه
الخصوص ، كما تقدم ذلك مرارا عديدة ، وهو ثابت أيضا في حديث صحيح مسلم ـ وان لم
يكن يسلم من التحريف والاسقاط كما تقدم ـ وهذا بوحده كاف لاستيصال أصل الشبهة.
بل نقول : انه لو
لم يكن في صحيح مسلم سوى
قوله 6 : « انّي
تارك فيكم الثقلين » لكفى دليلا على
وجوب التمسك بأهل البيت : كوجوب التمسك بكتاب الله ، ويؤيد ذلك ما ذكره محققوهم في
بيان وجه تسميه الكتاب والعترة بالثقلين : قال الأزهري في ( تهذيب اللغة ) على ما
نقل عنه ابن منظور في ( لسان العرب ) : « قال ثعلب : سيما ثقلين لان الأخذ بهما
ثقيل ، والعمل بهما ثقيل ».
وقال ابن الأثير
في ( النهاية ) : « سماها ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ».
وقال السخاوي في (
استجلاب ارتقاء الغرف ) : « انما سماهما بذلك إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما ،
فانه يقال لكل شيء خطير نفيس ثقل ، وأيضا فلان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، ومنه
قوله تعالى : ( سَنُلْقِي عَلَيْكَ
قَوْلاً
ثَقِيلاً ) أى له وزن وقدر ، أو لأنه لا يؤدى الا بتكلف ما يثقل ».
وقال القاري في (
المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٩٣ ) : « وفي ( شرح السنة ) سماهما ثقلين لان الأخذ
بهما والعمل بهما ثقيل ».
الى غيرها من
كلمات العلماء العظام من أهل السنة ، فيكون معنى قوله
6
: « انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم
بهما » انّي تارك فيكم أمرين
الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل. وذلك ظاهر ، فالنبي 6 أمر إذا باتباع العترة كذلك.
ثانيا ـ لم يكن قوله 6 : «
أذكركم الله في اهل بيتي » مجرد تذكير للامة ، بل امر باتباع العترة مع التأكيد عليه ، وقد كرر 6 هذا التأكيد
لمزيد الاهتمام بوجوب اتباعهم ، وقد اعترف بهذا المعنى علماء أهل السنة الأكابر :
قال الزرقاني في (
شرح المواهب اللدنية ) بشرح حديث مسلم في شرح هذه الجملة : « قال الحكيم الترمذي
حض على التمسك بهم ، لان الأمر لهم معاينة ، فهم أبعد عن المحنة ».
وقال المولوي مبين
في ( وسيلة النجاة ) في شرحها : « أي اخشوا الله واحفظوا حقوقهم ، واتخذوا طاعتهم
ومحبتهم شعارا لكم ، فكما ان امتثال أحكام كتاب الله فرض فكذلك إطاعة اهل البيت
والانقياد لأوامرهم بالجوارح والأركان ، ومحبتهم والاعتقاد بهم بالقلب والجنان فرض
».
وقال القنوجي في (
السراج الوهاج ) : « والأخذ بكتاب الله أن يتلوه آناء الليل والنهار ، ويعمل بما
فيه من الحلال والحرام وغيرهما مما اشتمل عليه ، ولا يتخذه مهجورا ، والذكرى في
أهل البيت أن يعرف فضلهم ويحترمهم بما يصل اليه يده ويجتنب أذاهم وحطهم ، ويقتدى
بهم فيما يوافق الكتاب السنة ويؤقرهم ويعززهم ، لا سيما العلماء الصلحاء منهم ،
فإنهم بضعة الرسول ومضغة البتول وأحباء الله وأبناء رسوله ».
وقال فيه أيضا : «
تحريم الزكاة على اهل البيت لها موضع غير هذا
الموضوع ،
والمقصود هنا بيان فضيلتهم وانهم قسيم كتاب الله في التعظيم والإكرام ، وفي
التسمية بالثقل وانه لا بد من الأخذ بهما ، فإنهما لا يفترقان حتى يردا على رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم الحوض ».
وقال محمد أمين
السندي في ( دراسات اللبيب ) : « فحملنا قوله
« أذكركم الله » على مبالغة التثليث فيه على التذكير بالتمسك بهم والردع من
عدم الاعتداد بأقوالهم وأعمالهم وأحوالهم وفتياهم وعدم الأخذ بمذهبهم ».
ثالثا ـ لقد أمر 6 الامة باتباع اهل
بيته والتمسك بهم قبل يوم غدير خم وقبل حجة الوداع وبعدها ، فزعم عدم تقدم ذلك ـ كما
هو فحوى كلامه ـ من أبين الأباطيل.
رابعا ـ قوله «
وتذكير الامة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك من اعطائهم حقوقهم
والامتناع من ظلمهم » يفيد أن اتباع اهل البيت : ليس داخلا في حقوقهم التي أمرت الامة باعطائهم إياها. وان
مخالفتهم ليست داخلة في ظلمهم الذي أمروا بالامتناع منها ، وهذا جور عظيم وظلم
كبير ..
خامسا ـ قوله «
وهذا أمر قد تقدم بيانه قبل غدير خم فعلم انه لم يكن في إمامته » لا ربط له بكون
التذكير المذكور في حديث مسلم او في مطلق حديث الثقلين لم يكن في امامة أمير
المؤمنين 7 كما تفوه به هذا الناصب ، وبما انه قد ثبت أمره 6 في المواقع الجليلة والمواقف العظيمة قبل يوم الغدير وبعده
، فان ما في صحيح مسلم المشتمل على بيان واقعة يوم غدير خم بالنسبة لأهل البيت : يلزم أن يكون في
إيجاب طاعة أمير المؤمنين 7 ولزوم الانقياد له وفرض إمامته على الامة ، وهذا واضح.
كلام للجاحظ في مدح أهل البيت
وإذ رأيت بطلان
كلمات ابن تيمية ظهر لك انه لا ينبغي لمؤمن أن
يشك في ثبوت حديث
الثقلين ، فضلا عن أن يطعن فيه كالبخارى وابن الجوزي وابن تيمية. وكيف يقدم ادنى
مسلم على ذلك مع رواية أساطين علماء اهل السنة لحديث الثقلين بكاملة؟!
ولهذا قال عمرو بن
بحر الجاحظ في ( رسالة مدح اهل البيت ) ما نصه : « اعلم ان الله تعالى لو أراد أن
يسوي بين بنى هاشم وبين الناس لما أبان منهم ذوي القربى ، ولما قال : (
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وقال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ
لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) ، وإذا كان لقومه في ذلك ما ليس لغيرهم فكل من كان أقرب
كان أرفع ولو سواهم بالناس لما حرم عليهم الصدقة ، وما هذا التحريم الا لاكرامهم ،
ولذلك قال للعباس حين طلب ولاية الصدقات ، لا أوليك غسالات خطايا الناس وأوزارهم ،
بل أوليك سقاية الحاج والإنفاق على زوار الله. ولهذا كان رباه اول ربا وضع ، ودم
ابن ربيعة ابن الحارث اول دم هدر ، لأنهما القدوة في النفس والمال ، ولهذا قال علي
على منبر الجماعة : نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد من الناس. وصدق كرم الله وجهه.
كيف يقاس بقوم
منهم رسول الله 6 والأطيبان علي وفاطمة ، والسبطان الحسن والحسين ،
والشهيدان اسد الله حمزة وذو الجناحين جعفر ، وسيد الوادي عبد المطلب وساقى الحجيج
العباس. والنجدة والخير فيهم ، والأنصار أنصارهم والمهاجرون من هاجر إليهم ومعهم ،
والصديق من صدقهم ، والفاروق من فرق بين الحق والباطل فيهم ، والحواري حواريهم ،
وذو الشهادتين لأنه شهد لهم ، ولا خير الا فيهم ولهم ومنهم ومعهم. وقال 7 : «
اني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما اكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء
الى الأرض ، وعترتي اهل بيتي ، نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض ».
وإذا كان الجاحظ ـ
على ما هو عليه من المساوئ والقبائح ـ يذكر حديث الثقلين استدلالا به على فضل أهل
البيت : ، فهل يشك مسلم في صحة هذا الحديث ، أو في جملة «
وانهما لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض »؟
وقال الجاحظ أيضا
على ما نقله الحصرى :
« فالعرب كالبدن
وقريش روحها ، وقريش روح وبنو هاشم سرها ولبها وموضع غاية الدين والدنيا منها ،
وهاشم ملح الأرض وزينة الدنيا وحمى العالم والسنام الأضخم والكاهل الأعظم ، ولباب
كل جوهر كريم ، وسر كل عنصر شريف ، والطينة البيضاء ، والمغرس المبارك ، والنصاب
الوثيق ، ومعدن الفهم وينبوع العلم ، وثهلان ذو الهضاب في الحلم ، والسيف الحسام
في العزم مع الإناة والحزم ، والصفح عن الجرم ، والقصد بعد المعرفة ، والصفح بعد
المقدرة وهم الأنف المقدم ، والسنام الأكرم ، كالماء الذي لا ينجسه شيء ، وكالشمس
التي لا تخفي بكل مكان ، وكالذهب لا يعرف بالنقصان ، وكالنجم للحيران ، والبارد
للظمآن. ومنهم الثقلان والأطيبان والسبطان والشهيدان واسد الله وذو الجناحين وذو
قرنيها وسيد الوادي وساقى الحجيج ، وحليم البطحاء والبحر والحبر ، والأنصار
أنصارهم والمهاجرون من هاجر إليهم او معهم ، والتصديق من صدقهم ، والفاروق من فرق
بين الباطل والحق فيهم ، والحواري حواريهم وذو الشهادتين لأنه شهد لهم ، ولا خير
الا لهم او فيهم او معهم او يضاف إليهم ، وكيف لا يكونون كذلك ومنهم رسول رب
العالمين ، وامام الأولين والآخرين ، ونجيب المرسلين ، وخاتم النبيين ، والذي لم
يتم لنبي نبوة الا بعد التصديق به والبشارة بمجيئه ، الذي عم برسالته ما بين الخافقين
، وأظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون » .
__________________
ملحق سند حديث الثقلين
للعلامة
السيد عبد
العزيز الطباطبائى
بسم الله الرحمن
الرحيم
لا ريب ان سيد
الطائفة صاحب كتاب ( عبقات الأنوار ) هو رائد الباحثين المحققين في هذا النهج
الفني للنقاش العلمي في مجال الصراع العقيدي ، فقد أسس منهجه على الاستيعاب الشامل
والتتبع الهائل ، ودراسة كل مسألة خلافية من شتى جوانبها ومعالجة جميع نواحيها
علاجا جذريا مما يراه القارئ الكريم في مؤلفات هذا العملاق العظيم. وقد كرس حياته
في الدفاع عن الحق والجهاد في سبيله ونصرة الدين وإعلاء كلمته والنصح للمسلمين
وتوحيد كلمتهم ، وقد أدى رسالته ; مرابطا مجاهدا ، وخلف تراثا علميا هائلا ينير للاجيال ،
وكتابه عبقات الأنوار إحدى حسناته وأحد مآثره الخالدة.
وحيث ان كتاب
التحفة كان باللغة الفارسية كان من الطبيعي أن يؤلف السيد في الرد عليه كتاب
العبقات أيضا بالفارسية.
الى أن قيض الله
سبحانه الشاب المهذب الفاضل العلاّمة الميلاني فنقله الى اللغة العربية وسدّ
الثلمة وملأ الفراغ.
وبلغ من شوقي اليه
أن تناولت ملازمه المطبوعة قبل أن يكمل طبعه فقرأت فيها وتصفحتها بتلهف واشتياق.
ثم عن لي أن أتصفح
مذكراتي ومجموعاتي وأراجع ما في متناول يدي من مطبوعات ومصورات لعلي أجمع من
الاوابد والشوارد ما يمكن أن يضاف الى مصادر الحديث ( حديث الثقلين ) وطبقات
رواته.
وهذا كل ما تيسر
لي من ذلك على سبيل الاستعجال في فترة قصيرة ، وأترك الاستقصاء التام والتنقيب
الحثيث عن مصادر هذا الحديث وأسناده الى مجال أوسع وفرصة أخرى ، فاني اقدم هذا
الجهد الضئيل مؤمنا بأن سوف يجد الباحث المنقب في طيات الكتب والمصادر مطبوعها
ومخطوطها أضعاف ما جمعته في هذه الفترة القصيرة. وأسأل الله التوفيق والقبول.
عبد
العزيز الطباطبائى
رواة حديث الثقلين
رواته من الصحابة
ذكر كل من السخاوي
في استجلاب ارتقاء الغرف والسمهودي في جواهر العقدين بعد أن أوردا حديث الثقلين من
حديث زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري عن مسلم والترمذي في صحيحيهما ، والدارمي ،
والنسائي ، وأبي يعلى ، وابن خزيمة ، والطبراني ، والحاكم ، والضياء المقدسي ،
أورداه بالتفصيل عن أكثر من عشرين صحابيا.
__________________
أما السخاوي فقد
قال ـ بعد إيراد ما تقدم ـ وفي الباب :
٣ ـ عن جابر
٤ ـ وحذيفة بن
أسيد
٥ ـ وخزيمة بن
ثابت
٦ ـ وزيد بن ثابت
٧ ـ وسهل بن سعد
٨ ـ وضمرة [
الأسلمي ]
٩ ـ وعامر بن ليلى
[ الغفاري ]
١٠ ـ وعبد الرحمن
بن عوف
١١ ـ وعبد الله بن
عباس
١٢ ـ وعبد الله بن
عمر
١٣ ـ وعدي بن حاتم
١٤ ـ وعقبة بن
عامر
١٥ ـ وعلي بن أبي
طالب
١٦ ـ وأبى ذر
١٧ ـ وأبى رافع
١٨ ـ وأبى شريح
الخزاعي
١٩ ـ وأبى قدامة
الانصاري
٢٠ ـ وأبي هريرة
٢١ ـ وأبى الهيثم
بن التيهان
٢٢ ـ ورجال من
قريش
٢٣ ـ وام سلمة [
ام المؤمنين ]
٢٤ ـ وام هاني
ابنة أبي طالب ، الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. فأما حديث جابر فرواه الترمذي في
جامعه ....
وهكذا عنونهم على
التتالي واحدا بعد واحد ، وذكر المصادر التي روت
حديثه ، ثم أورد
حديثه بنصه.
وأما السمهودي
فقال في جواهر العقدين : وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة رضوان الله
عليهم.
فعن جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما قال ....
فأخذ يعدد
المذكورين من الصحابة واحدا واحدا ، ويورد حديثهم ، ثم يذكر المصدر الذي روى
حديثهم.
__________________
رواة الحديث من التابعين
وأما رواته من
التابعين فكثيرون يمر عليك أسماؤهم خلال رواياتهم في الصحاح والمسانيد والمراجع
الحديثية ، ولكي لا نخلي هذا الحقل منهم نشير الى بعضهم.
فمنهم :
١ ـ أبو الطفيل
عامر بن واثلة ، وعداده في الصحابة
٢ ـ عطية بن سعيد
العوفي
٣ ـ حنش بن
المعتمر
٤ ـ الحارث
الهمداني
٥ ـ حبيب بن أبى
ثابت
٦ ـ علي بن ربيعة
٧ ـ القاسم بن
حسان
٨ ـ حصين بن سبرة
٩ ـ عمرو بن مسلم
١٠ ـ أبو الضحى
مسلم بن صبيح
١١ ـ يحيى بن جعدة
١٢ ـ الأصبغ بن
نباتة
١٣ ـ عبد الله بن
أبى رافع
١٤ ـ المطلب بن
عبد الله بن حنطب
١٥ ـ عبد الرحمن
بن أبى سعيد
١٦ ـ عمر بن علي
بن أبي طالب
١٧ ـ فاطمة ابنة
علي بن أبي طالب
١٨ ـ الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب
١٩ ـ زين العابدين
علي بن الحسين
أسماء المخرجين لحديث الثقلين
وأما من رواه من
بعد الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أعلام الامة ، وحفاظ الحديث ومشاهير الأئمة
عبر القرون ، عدا ما مر في الأصل ، فإليك أسماءهم حسب الطبقات :
القرن
الثاني
١ ـ حبيب بن أبى
ثابت المتوفى ١١٩.
٢ ـ أبو إسحاق
السبيعي المتوفى ١٢٩.
٣ ـ محمد بن عمر
بن علي بن أبي طالب.
٤ ـ حكيم بن جبير.
٥ ـ زكريا بن أبى
زائدة المتوفى ١٤٨.
٦ ـ فطر بن خليفة
المخزومي.
٧ ـ كثير بن زيد
المتوفى ١٥٨.
٨ ـ معروف بن
خربوذ المكي.
٩ ـ أبو الجحاف
داود بن أبى عوف التميمي.
١٠ ـ صالح بن أبى
الأسود الليثي.
١١ ـ أبو الجارود
زياد بن المنذر العبدي.
١٢ ـ حاتم بن
اسماعيل المتوفى ١٨٦.
١٣ ـ ابو الحسن
على بن مسهر القرشي المتوفى ١٨٩.
١٤ ـ علي بن ثابت
الجزري.
١٥ ـ كثير النوا.
١٦ ـ عبد الله بن
سنان الزهري.
١٧ ـ هارون بن سعد
العجلى.
١٨ ـ يونس بن أرقم
الكندي.
١٩ ـ عثمان بن المغيرة
الثقفي
٢٠ ـ زيد بن الحسن
الأنماطي
القرن
الثالث
٢١ ـ جعفر بن عون
المخزومي المتوفى ٢٠٦.
٢٢ ـ يزيد بن
هارون الواسطي المتوفى ٢٠٦.
٢٣ ـ يعلى بن عبيد
الطنافسي المتوفى ٢٠٩.
٢٤ ـ عبيد الله بن
موسى العبسي.
٢٥ ـ تليد بن
سليمان المحاربي.
٢٦ ـ هاشم بن
القاسم ابو النضر الكناني.
٢٧ ـ ابو غسان
الهندي مالك بن اسماعيل المتوفى ٢١٩.
٢٨ ـ محمد بن سعيد
بن سليمان ابن الاصبهانى المتوفى ٢٢٠.
٢٩ ـ محمد بن كثير
العبدى.
٣٠ ـ سعيد بن
سليمان الواسطي المتوفى ٢٢٥.
٣١ ـ عبد الله بن
بكير الغنوي.
٣٢ ـ سعيد بن
منصور الخراساني المتوفى ٢٢٧.
٣٣ ـ داود بن عمرو
الضبي.
٣٤ ـ عمار بن نصر
المروزي المتوفى ٢٢٩.
٣٥ ـ منجاب بن
الحارث التميمي المتوفى ٢٣١.
٣٦ ـ عبد الرحمن
بن صالح الأزدي المتوفى ٢٣٥.
٣٧ ـ بشر بن
الوليد الكندي المتوفى ٢٣٨.
٣٨ ـ جعفر بن حميد
القرشي المتوفى ٢٤٠.
٣٩ ـ اسماعيل بن
موسى الفزاري ابن بنت السدى المتوفى ٢٤٥.
٤٠ ـ سفيان بن
وكيع بن الجراح المتوفى ٢٤٧.
٤١ ـ محمد بن يزيد
أبو كرخويه الواسطي.
٤٢ ـ يوسف بن موسى
القطان المتوفى ٢٥٣
٤٣ ـ احمد بن
المنصور الرمادي المتوفى ٢٦٥.
٤٤ ـ احمد بن يونس
ابو العباس الضبي المتوفى ٢٦٨.
٤٥ ـ ابراهيم بن
مرزوق بن دينار المتوفى ٢٧٠.
٤٦ ـ الحسين بن
على بن جعفر.
٤٧ ـ محمد بن عبد
الوهاب ابو احمد الفراء المتوفى ٢٧٢.
٤٨ ـ الحافظ يعقوب
بن سفيان الفسوي المتوفى ٢٧٧.
٤٩ ـ ابراهيم بن
إسحاق القاضي ابو إسحاق الزهري المتوفى ٢٧٧.
٥٠ ـ محمد بن
الفضل ابو جعفر السقطي المتوفى ٢٨٨.
٥١ ـ فهد بن
سليمان النحاس المصري.
٥٢ ـ احمد بن
القاسم الجوهري المتوفى ٢٩٣.
٥٣ ـ الحافظ صالح
جزره المتوفى ٢٩٤.
٥٤ ـ احمد بن يحيى
الحلواني المتوفى ٢٩٦.
٥٥ ـ الحافظ ابو
جعفر المطين محمد بن عبد الله بن سليمان المتوفى ٢٩٧
القرن
الرابع
٥٦ ـ الحافظ الحسن
بن سفيان النسوى المتوفى ٣٠٣.
٥٧ ـ الحافظ أبو
يحيى زكريا بن يحيى الساجي المتوفى ٣٠٧.
٥٨ ـ العباس بن
أحمد أبو حبيب البرتى المتوفى ٣٠٨.
٥٩ ـ أبو بكر بن
أبى داود السجستاني المتوفى ٣١٦.
٦٠ ـ الحسن بن
مسلم الصنعاني.
٦١ ـ الحافظ
الطحاوي أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة المتوفى ٣٢١.
٦٢ ـ أبو جعفر
العقيلي محمد بن عمرو بن حماد المتوفى ٣٢٢.
٦٣ ـ الحسن بن
يعقوب أبو الفضل البخاري المتوفى ٣٤٢.
٦٤ ـ أبو عبد الله
محمد بن يعقوب بن الاخرم الشيباني المتوفى ٣٤٤
٦٥ ـ أبو محمد عبد
الله بن جعفر الاصبهاني المتوفى ٣٤٦.
٦٦ ـ محمد بن أحمد
بن تميم الخياط القنطري المتوفى ٣٤٨.
٦٧ ـ أبو جعفر
محمد بن علي بن دحيم الشيباني المتوفى ٣٥١.
٦٨ ـ الحافظ أبو
الشيخ ابن حبان البستي المتوفى ٣٦٩.
٦٩ ـ محمد بن أحمد
بن بالويه المتوفى ٣٧٤.
٧٠ ـ محمد بن أحمد
بن حمدان أبو عمرو الحيري المتوفى ٣٧٦.
٧١ ـ عبد الله بن
أحمد بن حمويه الحموئي المتوفى ٣٨١.
٧٢ ـ الحافظ أبو
الحسن علي بن عمر بن شاذان السكري المتوفى ٣٨٦
القرن
الخامس
٧٣ ـ أبو عبيد
الهروي صاحب الغريبين المتوفى ٤٠١.
٧٤ ـ يحيى بن
ابراهيم أبو زكريا المزكى النيسابوري المتوفى ٤١٤.
٧٥ ـ القاضي عبد
الجبار بن أحمد المعتزلي المتوفى ٤١٤.
٧٦ ـ أبو الفرج
محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الاصبهاني.
٧٧ ـ أبو سعد
الگنجرودي محمد بن عبد الرحمن المتوفى ٤٥٣.
٧٨ ـ أبو بكر أحمد
بن عبيد الله بن خلف الشيرازي.
٧٩ ـ ابن الغريق
أبو الحسين ابن المهتدى بالله المتوفى ٤٦٥.
٨٠ ـ أبو الحسن
الداودي البوشنجي المتوفى ٤٦٧
القرن
السادس
٨١ ـ أبو بكر
المزرفي محمد بن الحسين الشيباني المتوفى ٥٢٧.
٨٢ ـ أبو عبد الله
محمد بن العمركي المتوثي البوشنجي.
٨٣ ـ محمد بن
حمويه الجويني المتوفى ٥٣٠.
٨٤ ـ أبو نصر
الطوسي أحمد بن علي المعروف بابن العراقي.
٨٥ ـ زاهر بن طاهر
أبو القاسم الشحامي المستملي المتوفى ٥٣٣
٨٦ ـ جار الله
الزمخشري المتوفى ٥٣٨.
٨٧ ـ القاضي أبو
محمد ابن عطية المحاربي الغرناطي المتوفى ٥٤٦.
٨٨ ـ أبو الفضل
ابن ناصر السلامي البغدادي المتوفى ٥٥٠.
٨٩ ـ الحافظ أبو
العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني المتوفى ٥٦٩.
٩٠ ـ عمر بن عيسى
الخطيبي الدهلقي
القرن
السابع
٩١ ـ الحافظ محيي
الدين النووي المتوفى ٦٧٦.
٩٢ ـ شرف الدين
أبو محمد عمر بن محمد بن عبد الواحد الموصلي.
٩٣ ـ أبو العباس
أحمد بن عمر القرطبي الانصاري المتوفى ٦٥٦.
٩٤ ـ عز الدين عبد
الحميد بن هبة الله ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى.
٦٥٦.
٩٥ ـ القاضي ناصر
الدين البيضاوي المتوفى ٦٨٥
القرن
الثامن
٩٦ ـ ظهير الدين
عبد الصمد الفارقي الفارابي.
٩٧ ـ زين العرب
علي بن عبد الله بن أحمد.
٩٨ ـ بدر الدين
أبو محمد الحسن بن حبيب الحلبي.
٩٩ ـ ابن تيمية
الحراني المتوفى ٧٢٨.
١٠٠ ـ أثير الدين
أبو حيان الاندلسي المتوفى ٧٤٥.
١٠١ ـ علاء الدين
ابن التركماني الحنفي المتوفى ٧٤٩.
١٠٢ ـ شمس الدين
محمد بن الحسن الواسطي المتوفى ٧٧٦
القرن
التاسع
١٠٣ ـ أبو العباس
تقي الدين المقريزي المتوفى ٨٤٥
١٠٤ ـ عثمان بن
حاجي بن محمد الهروي.
١٠٥ ـ الحافظ ابن
حجر العسقلاني المتوفى ٨٥٢
القرن
العاشر
١٠٦ ـ الحافظ ابن
الديبع الشيباني المتوفى ٩٤٣.
١٠٧ ـ شمس الدين
ابن طولون الدمشقي المتوفى ٩٥٣
القرن
الحادي عشر
١٠٨ ـ محمد بن
محمد بن سليمان السوسي المغربي المتوفى ١٠٩٤
القرن
الثاني عشر
١٠٩ ـ عبد الملك العصامي
المكي المتوفى ١١١١.
١١٠ ـ محمد أمين
المحبي المتوفى ١١١١.
١١١ ـ ابن حمزة
الحسيني المتوفى ١١٢٠.
١١٢ ـ عبد الغني
النابلسي المتوفى ١١٤٣.
١١٣ ـ ابراهيم
الشبراويّ المتوفى ١١٦٢
القرن
الثالث عشر
١١٤ ـ مير غني
الحسيني المتوفى ١٢٠٧
القرن
الرابع عشر
١١٥ ـ أحمد زيني
دحلان.
١١٦ ـ أحمد ضياء
الدين الكمشخانوي.
١١٧ ـ مؤمن بن حسن
الشبلنجي.
١١٨ ـ بهجت بهلول
أفندي
١١٩ ـ الشيخ منصور
علي ناصف المصري.
١٢٠ ـ يوسف بن
اسماعيل النبهاني.
١٢١ ـ العباس بن
أحمد اليمني.
١٢٢ ـ محمد بن عبد
الرحمن المباركفوري.
١٢٣ ـ أحمد البنا
الساعاتي.
١٢٤ ـ عبد الله
الشافعي.
١٢٥ ـ محمود أبو
رية.
١٢٦ ـ توفيق أبو
علم.
١٢٧ ـ حبيب الرحمن
الاعظمي
*(١)*
رواية حبيب بن ابى ثابت
رواه عن ابى
الطفيل عن زيد بن أرقم ورواه عنه الأعمش ، أخرجه. النسائي وأورده ابن كثير عن النسائي في
سننه ( الكبرى ) ثم قال : « قال شيخنا ابو عبد الله الذهبي : « وهذا حديث صحيح ».
ورواه ايضا عن
يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم ، ورواه عنه ابو العلاء كامل بن العلاء التيمي
السعدي.
أخرجه الحاكم
بإسناده عنه بلفظ آخر ، وصححه هو والذهبي على شرط الشيخين .
__________________
ترجم له
ابن
حجر : « حبيب بن ابى
ثابت قيس بن دينار. الأسدي مولاهم ابو يحيى الكوفي ، روى عن ابن عمر وابن عباس
وانس ابن مالك وزيد بن أرقم وابى الطفيل .. قال العجلى كوفى تابعي ثقة ، وقال ابن
معين والنسائي ثقة ، وقال ابن ابى مريم عن ابن معين ثقة حجة ، قيل له : ثبت؟ قال :
نعم .. وقال ابو حاتم : صدوق ثقة .. قال ابو بكر ابن عياش وغيره مات سنة ١١٩ ... »
.
*(٢)*
رواية ابى إسحاق السبيعي
روى حديث الثقلين
عن حنش بن المعتمر عن ابى ذر.
ورواه عنه الأعمش
ويونس بن ابى إسحاق ومفضل بن صالح وإسرائيل اخرج روايتهم الحافظ الدارقطني المتوفى
٢٣٨٥ ففي كتاب العلل
ج ٢ الورقة ٧٨ ب ٣ : وسئل : عن حديث حنش
بن المعتمر عن ابى ذر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : يا ايها الناس انى تركت
فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، ومثلهما مثل
سفينة نوح من ركب فيها نجا؟
فقال : يرويه ابو
إسحاق السبيعي عن حنش ، قال ذلك الأعمش ويونس بن ابى إسحاق ومفضل بن صالح.
وخالفهم إسرائيل
فرواه عن ابى إسحاق عن رجل عن حنش ، والقول عندي قول إسرائيل. انتهى.
__________________
ترجم له :
وهو أبو إسحاق
السبيعي عمرو بن عبد الله الكوفي الهمداني المتوفى ٩ / ٨ / ١٢٦ من رجال الستة مجمع
على توثيقه.
ابن
حجر العسقلاني فقال : « وقال ابن معين والنسائي ثقة ، وقال ابن المديني أحصينا مشيخته نوحا
من ثلاثمائة شيخ وقال مرة أربعمائة ، وقد روى عن سبعين او ثمانين لم يرو عنهم
غيره.
وقال العجلى كوفى
تابعي ثقة والشعبي اكبر منه بسنتين .. وقال أبو حاتم ثقة وهو احفظ من ابى إسحاق
الشيباني وشبه الزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال .. » .
وابن
سعد في ( الطبقات ٦ /
٣١٣ ).
*(٣)*
رواية محمد بن عمر بن على
رواه عن جده أمير
المؤمنين 7 مرسلا ، أو عن أبيه عنه 7 على اختلاف الروايات في المصادر.
ورواه عنه أبو
محمد كثير بن زيد الاسلمي ثم السهمي مولاهم المتوفى سنة ١٥٨ ، أخرجه الدولابي في
كتاب الذرية الطاهرة ، يأتي بالاسناد واللفظ في الرقم (٧).
وأورده العباس بن
أحمد الصنعاني قال : « وعن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب ...
أخرجه ابن جرير وصححه » .
__________________
ترجم له :
١
ـ ابن حجر : حيث انه من
رجال الترمذي فقال : « محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي امه أسماء بنت عقيل
، روى عن جده مرسلا وأبيه وعمه محمد بن الحنفية وابن عمه علي بن الحسين بن علي.
روى عنه أولاده
عبد الله وعبيد الله وعمر ، وابن جريح وابن إسحاق ويحيى ابن أيوب وهشام بن سعد
وغيرهم. قال ابن سعد : قد روى عنه ، وكان قليل الحديث وكان قد أدرك أول خلافة بني
العباس ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال : روى عن علي » .
٢
ـ الذهبي : فقال : ( ثقة )
.
*(٤)*
رواية حكيم بن جبير
روى حديث الثقلين
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ورواه عنه عبد الله بن بكير الغنوي ، أخرج حديثه الحافظ الطبراني في المعجم
الكبير فقال :
«
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي [ مطين ] نا جعفر بن حميد ، نا عبد الله ابن بكير
الغنوي عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم 2 قال قال
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اني
لكم فرط وانكم واردون علي الحوض ، عرضه ما بين صنعاء الى بصرى ، فيه عدد الكواكب
من قدحان الذهب والفضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟
فقام رجل فقال : يا رسول الله وما
الثقلان؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد
الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا. والأصغر عترتي وانهما لن
يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض
__________________
وسألت لهما ذلك ربي
، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم » .
ترجم له :
١
ـ ابن حجر : فانه من رجال
الأربعة فقال : « حكيم بن جبير الأسدي ويقال مولى الحكم بن أبي العاص الثقفي
الكوفي روى عن أبي جحيفة وأبي الطفيل ... وعنه الأعمش والسفيانان وزائدة وفطر بن
خليفة وشعبة وشريك وعلي بن صالح وجماعة .. » .
ثم حكى عن جماعة
تضعيفه ، ولا ذنب له سوى روايته بعض فضائل آل محمد : ، راجع ترجمته في الميزان ، والا فهو من رجال السنن
الأربعة ، ويكفيه رواية السفيانين وشعبة عنه.
٢ ـ عده ابن سعد في الطبقة الثالثة من الكوفيين .
٣
ـ البخاري : في ( التاريخ
الكبير ٣ / ١٦ ) رقم ٦٥.
*(٥)*
رواية زكريا بن أبى زائدة
رواه عن عطية
العوفي عن أبي سعيد الخدري ورواه عنه يزيد بن هارون الواسطي ، أخرج حديثه أبو عبد الله المحاملي في
أماليه قال :
«
حدثنا أخو كرخويه قال حدثنا يزيد بن هارون ثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي ، الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر :
__________________
كتاب الله حبل ممدود
من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض
».
وقد روى المحاملي
حديث الثقلين في أماليه عن علي 7 وقد تقدم في الكتاب.
ترجم له :
١
ـ ابن حجر فانه من رجال
الستة فقال : « زكريا بن أبي زائدة خالد ابن ميمون بن فيروز ... وقال عبد الله عن
أبيه : ثقة حلو الحديث ... وقال العجلي : ثقة الا ان سماعه من أبي إسحاق بآخره
ويقال ان شريكا أقدم سماعا منه .... قال أبو داود : وزكريا ثقة .... وقال النسائي
: ثقة ، قال ابن نمير : مات سنة ١٤٧ » .
٢
ـ ابن سعد وقال : « أخبرنا
الفضل بن دكين انه توفى سنة ثمان وأربعين ومائة وكان ثقة كثير الحديث » .
*(٦)*
رواية فطر بن خليفة
المخزومي
روى حديث الثقلين
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وتابعه على ذلك زياد ابن المنذر ابو الجارود العبدي ،
ورواه عنهما محمد بن كثير العبدي.
أورده السمهودي في
الذكر الرابع من القسم الثاني من جواهر العقدين الورقة ٨٦ / أ. والسخاوي في
استجلاب ارتقاء الغرف الورقة ٢٢ ب.
__________________
ترجم له :
١
ـ ابن حجر : فقد روى له
البخاري وأصحاب السنن الأربعة فقال : « فطر بن خليفة القرشي المخزومي ـ مولاهم ـ ابو
بكر الحناط الكوفي ، روى عن أبيه ... وأبى الطفيل عامر بن واثلة ... وعنه ابن
المبارك والقطان والسفيانان ... » ثم حكى توثيقه عن احمد بن حنبل ويحيى بن معين
والعجلي والنسائي وابن سعد وأبي نعيم الفضل بن دكين وابن حبان وأرّخ وفاته بسنة
١٥٥ وقيل ١٥٣ .
٢
ـ ابن سعد قال : « وكان ثقة
» .
*(٧)*
رواية كثير بن زيد
روى حديث الثقلين
عن محمد بن عمر بن علي ، ورواه عنه أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو ، اخرج
حديثه ابو جعفر الطحاوي في ( مشكل الآثار ٢ / ٣٠٧ ) وأبو بشر الدولابي في الذرية
الطاهرة وهو قبل آخر الكتاب بحديث.
قال
الدولابي « حدثنا ابراهيم بن مرزوق نا أبو عامر
__________________
العقدي
حدثني كثير ابن زيد عن محمد بن عمر بن علي عن [ أبيه ] :
علي
: ان النبي صلّى الله عليه وسلّم حضر
الشجرة بخم قال فخرج آخذا بيد علي فقال : يا أيها الناس ألستم تشهدون ان الله ورسوله
أولى بكم من أنفسكم وان الله ورسوله مولياكم؟
قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فان
عليا مولاه ـ أو قال : هذا مولاه ـ انى تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا : كتاب
الله واهل بيتي ».
وأورده السخاوي في
الاستجلاب والسمهودي في جواهر العقدين وقالا : « أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده
من طريق كثير بن زيد عن محمد بن عمر ابن على بن أبي طالب عن أبيه عن جده على وهو
سند جيد ، وكذا رواه الدولابي في الذرية الطاهرة ، ورواه
الجعابي في الطالبيين من حديث عبيد الله ابن موسى عن أبيه عن عبد الله بن حسن عن
أبيه عن جده عن علي 2 ، ولفظه ان رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم قال : اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا
، كتاب الله عز وجل طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى
يردا علي الحوض ».
ورواه
الخركوشي في شرف المصطفى مرسلا عن علي 7.
ترجم له :
وهو كثير بن زيد
الاسلمي ثم السهمي مولاهم أبو محمد المدني ، من رجال أبي داود والترمذي وابن ماجة :
الحافظ
ابن حجر : وحكى توثيقه عن
ابن عمار الموصلي وابن حبان قال : « وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن سعد : توفى
في خلافة أبي جعفر [ المنصور ] وكان كثير الحديث ، وقال خليفة [ بن خياط ] توفى في
آخر خلافة
__________________
أبي جعفر ، وكانت
وفاة أبي جعفر سنة ١٥٨.
قلت : وجزم ابن
حبان بوفاته فيها .... انتهى » .
*(٨)*
رواية معروف بن خربوذ
المكي
روى حديث الثقلين
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد ورواه عنه زيد بن الحسن الانماطي.
يأتي في الرقم (٢٠).
معروف بن خربوذ من
رجال البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة.
ترجم له :
١
ـ البخاري : « معروف بن خربوذ
المكي سمع أبا الطفيل ، روى عنه أبو عاصم وعبيد الله بن موسى ويقال عن ابن عيينة
انه معروف بن مشكان » .
٢
ـ ابن ابى حاتم : « معروف بن خربوذ المكي مولى لقريش. روى عن أبي الطفيل ، روى عنه : أبو بكر
بن عياش ووكيع ومحمد بن مهزم وزيد ابن الحسن وأبو عاصم النبيل وعبيد الله بن موسى
، سمعت أبى يقول ذلك ويقول يقال ان الناس أخذوا شعر هذيل منه .. نا عبد الرحمن قال
سألت أبي عن معروف بن خربوذ فقال : يكتب حديثه ، هو مكي » .
٣
ـ ابن حجر : « معروف بن
خربوذ المكي مولى روى عن : أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين ومحمد بن عمر وابن أبان ، روى عنه : الفضل بن موسى السيناني ووكيع وأبو
داود الطيالسي وأبو بكر ابن عياش وعبد الله بن داود الخريبي وعبيد الله بن موسى
وأبو عاصم
__________________
وغيرهم ... ذكره
ابن حبان في الثقات له في البخاري حديثه عن أبي الطفيل عن على في العلم وعند
الباقين حديثه عن أبي الطفيل انه رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في الحج » .
*(٩)*
رواية ابى الجحاف البرجمي
رواه عن عطية عن
ابى سعيد الخدري ، ورواه عنه تليد بن سليمان المحاربي أبو سليمان الأعرج الكوفي ،
حديثه في فضائل علي لأحمد بن حنبل ، الورقة ٤ / أ من زيادات ابنه عبد الله ، قال عبد الله :
«
حدثني اسماعيل بن موسى ابن بنت السدى قال حدثنا تليد عن أبي الجحاف عن عطية عن أبى
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : تركت
فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي ».
ترجم له :
ابن
حجر : لأنه من رجال
الترمذي والنسائي وابن ماجة فقال : « داود ابن أبي عوف سويد التميمي البرجمي
مولاهم ، أبو الجحاف الكوفي ، روى عن عبد الرحمن بن صبيح.
وعنه : السفيانان
وشريك وإسرائيل وعبد السلام بن حرب وجماعة ، قال عبد الله بن داود : كان سفيان
يوثقه ويعظمه .. وقال أحمد وابن معين : ثقة ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث وقال
النسائي : ليس به بأس وقال ابن عدي : له أحاديث وهو من غالية التشيع ، وعامة حديثه
في أهل البيت ،
__________________
وهو عندي ليس
بالقوي ولا ممن يحتج به وذكره ابن حبان في الثقات » .
*(١٠)*
رواية صالح بن ابى الأسود
روى حديث الثقلين
عن الأعمش ورواه عن عبد الرحمن بن صالح الازدي أخرج حديثه الحافظ الطبراني في
المعجم الكبير قال : « حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي مطين نا عبد الرحمن بن
صالح نا صالح بن أبي الأسود عن الأعمش عن عطية.
عن
أبى سعيد ـ رفعه ـ قال : كأني قد دعيت فأجبت
، فاني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل
بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ » .
ترجم له :
١
ـ ابن سعد في ( الطبقات ٦ /
٣٨٢ ).
٢
ـ ابن ابى حاتم : « صالح بن
أبى الأسود الليثي ، روى عن جعفر بن محمد ، روى عنه اسماعيل بن أبان » .
٣
ـ الذهبي : في ( الميزان ٢
/ ٢٨٨ ).
٤
ـ وابن حجر : في ( لسانه ٣ /
١٦٦ ) وقالا : صالح بن أبى الأسود الكوفي الحناط ( الخياط ) عن الأعمش وغيره ، واه!
__________________
وقال ابن عدي :
أحاديثه ليست بالمستقيمة! ثم قال : حدثنا الحسين ابن علي السلولي الكوفي حدثنا
محمد بن الحسن السلولي حدثنا صالح بن أبى الأسود عن الأعمش عن عطية قال قلت لجابر
: كيف كان منزلة علي 2 فيكم؟ قال : كان خير البشر » .
*(١١)*
رواية ابى الجارود زياد
بن المنذر
رواه عن أبى
الطفيل عامر بن واثلة وتابعه على ذلك فطر بن خليفة ، ورواه عنهما محمد بن كثير
العبدي أبو عبد الله البصري.
أورد حديثه نور
الدين السمهودي في الذكر الرابع من القسم الثاني من جواهر العقدين ، الورقة ٨٦ /
أ. والسخاوي في الاستجلاب الورقة ٢٢ ب.
ترجم له :
ابن
حجر : فانه من رجال
الترمذي فقال : « زياد بن المنذر الهمداني ويقال الهندي ويقال : الثقفي ـ أبو
الجارود الأعمى الكوفي ، روى عن عطية العوفي وأبي الجحاف .. قال عبد الله بن أحمد
عن أبيه : متروك الحديث وضعفه جدا ... وقال ابن عدي : عامة أحاديثه غير محفوظة ،
وعامة ما يرويه في فضائل أهل البيت! .. » .
*(١٢)*
رواية حاتم بن اسماعيل
رواه عن جعفر بن
محمد 7 ، ورواه عنه محمد بن سعيد ابن
__________________
الاصبهاني.
أخرج حديثه أبو
جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء ، يأتي في العقيلي المتوفى ٣٢٢.
ترجم له :
ابن
حجر فانه من رجال
الستة فقال : « حاتم بن اسماعيل المدني أبو اسماعيل الحارثي مولاهم ... وقال ابن
سعد : كان أصله من الكوفة ولكنه انتقل من ( الى ) المدينة فنزلها ومات بها سنة ١٨٦
، وكان ثقة مأمونا كثير الحديث ... » وحكى توثيقه عن ابن حبان في الثقات والعجلى .
*(١٣)*
رواية كثير بن اسماعيل
النواء
رواه عن عطية بن
سعيد العوفي ، ورواه عنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود أبو محمد
المسعودي المتوفى سنة ١٦٠.
أخرج حديثه الحافظ
الطبراني في ( المعجم الصغير ١ / ١٣١ ) تقدم بإسناده ولفظه ص ١٥٥ من الجزء الاول.
ترجم له :
ابن
حجر فانه من رجال الترمذي
، وقال : « كثير بن اسماعيل ـ ويقال ابن نافع النوا ، أبو اسماعيل التيمي مولى بني
تيم الله ، الكوفي.
روى عن أبي جعفر
وعطية العوفي .. وعنه : فطر بن خليفة ويزيد بن عبد العزيز بن سياه والمسعودي ...
وذكره ابن حبان في الثقات. قلت : وقال
__________________
العجلي : لا بأس
به ... » .
*(١٤)*
رواية على بن مسهر
روى حديث الثقلين
عن عبد الملك بن أبى سليمان ، ورواه عنه منجاب بن الحارث ، أخرج حديثه الحافظ الطبراني في المعجم
الكبير قال : « حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي نا منجاب بن الحارث نا علي بن
مسهر عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية عن أبي سعيد الخدري 2 قال : قال
النبي صلّى الله عليه وسلّم : أيها الناس
اني تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي ، أمرين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب
الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يتفرقا حتى
يردا عليّ الحوض » .
ترجم له :
١
ـ ابن حجر حيث انه رجال
الستة فقال : « علي بن مسهور القرشي أبو الحسن الكوفي الحافظ قاضي الموصل ، روى عن
يحيى بن سعيد الانصاري وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر ، وموسى الجهني ، واسماعيل
ابن أبي خالد والأعمش وعبد الملك بن أبى سليمان .. قال يحيى [ بن معين ] وهو أثبت
من ابن نمير وقال العجلي : قرشي من أنفسهم كان ممن جمع الحديث والفقه ثقة وقال أبو
زرعة : صدوق ثقة ، وقال النسائي : ثقة وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مات سنة
١٨٩ ...
قلت : وقال العجلي
أيضا : صاحب سنة ، ثقة في الحديث ثبت فيه
__________________
صالح الكتاب ،
كثير الرواية عن الكوفيين ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ... » .
٢
ـ ابن سعد « ويكنى أبا
الحسن من عائذة قريش من أنفسهم وكان ولى القضاء بالموصل ، وكان ثقة كثير الحديث » .
٣
ـ الذهبي ووصفه بالإمام
الحافظ وحكى عن أحمد وابن معين والعجلي توثيقه .
*(١٥)*
رواية على بن ثابت الجزري
روى حديث الثقلين
عن سفيان بن سليمان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي 7. أخرج حديثه البزار في مسنده عن الحسين بن علي بن جعفر عنه
، يأتي نصه في ( حسين بن علي بن جعفر في القرن ٣ ).
ترجم له :
١
ـ ابن سعد « ويكنى أبا
الحسن مولى العباس بن محمد الهاشمي ، وكان أصله من أهل الجزيرة وقدم بغداد فنزلها
الى ان مات بها ، وكان ثقة صدوقا » .
٢
ـ الخطيب البغدادي وعدد شيوخه ومن روى عنه ، وحكى عن يحيى بن معين وابن حنبل ومحمد بن عبد الله
بن نمير وابن عمار وابن سعد
__________________
وأبى داود انهم
وثقوه .
٣
ـ الحافظ ابن حجر فانه من رجال أبي داود والترمذي ، وحكى عن أبي زرعة والعجلي وغيرهم انهم
وثقوه .
*(١٦)*
رواية عبد الله بن سنان
الزهري
رواه عن أبي
الطفيل عامر بن واثلة ، ورواه من طريقه الحافظ ابن عقدة في كتاب الموالاة ، وأبو
موسى المديني في كتاب الصحابة من طريق ابن عقدة عنه ، وأبو الفتوح العجلي في كتاب
الموجز في فضائل الخلفاء ، وعنهم السمهودي في جواهر العقدين في الورقة ٨٧ / أ ،
والسخاوي في الاستجلاب الورقة ٢٣ ب من طريق الحافظ ابن عقدة وأبى موسى المديني في
ذيله في الصحابة.
ترجم له :
١
ـ الخطيب البغدادي « عبد الله بن سنان الكوفي ، نزل بغداد وحدث بها عن زيد بن أسلم وهشام بن
عروة ، روى عنه أحمد بن حاتم الطويل وداود ابن رشيد .... » .
٢
ـ الذهبي في ( الميزان ٢ /
٤٣٦ ).
٣
ـ ابن حجر وقال : « عبد
الله بن سنان الزهري الكوفي نزيل بغداد .... »
__________________
*(١٧)*
رواية هارون بن سعد
العجلى
رواه عن عبد
الرحمن بن أبى سعيد الخدري ، ورواه عنه محمد بن أبي حفص العطار ، شيخ الحافظ
العقيلي ، أخرجه العقيلي في ترجمة هارون بن سعد من كتاب الضعفاء في الجزء الثاني
عشر الورقة ٢٨٨. يأتي اسنادا ومتنا في ترجمة العقيلي المتوفى ٣٢٢.
ترجم له :
١
ـ ابن حجر ورمز له م ، أي
انه من رجال مسلم ، وحكى عن ابن معين وابن أبى حاتم انهما قالا : لا بأس به قال :
وذكره ابن حبان في الثقات .
٢
ـ الذهبي وقال : « صدوق » .
٣
ـ الذهبي وأشار الى حديثه
هذا حديث الثقلين وقال صدوق في نفسه ... له عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري وعنه
محمد بن أبي حفص العطار .
*(١٨)*
رواية يونس بن أرقم
روى حديث الثقلين
عن هارون بن سعد ، ورواه عنه عبد الحميد بن صبيح.
أخرج حديثه الحافظ
الطبراني في المعجم الصغير ، والخطيب البغدادي
__________________
في تلخيص المتشابه
في الرسم ، قال الطبراني : « حدّثنا الحسن بن مسلم بن الطبيب الصنعاني ، حدثنا عبد
الحميد بن صبيح ، حدّثنا يونس بن أرقم عن هارون ابن سعد عن عطية.
عن
أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : انّي
تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي ، وانهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض » .
ورواه عنه الخطيب
في تلخيص المتشابه في الرسم الورقة ٢٩ في ترجمة الحسن بن مسلم فقال : « أخبرنا أبو
الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الاصبهاني بها أخبر أبو القاسم سليمان
بن أحمد بن أيوب الطبراني حدّثنا الحسن بن مسلم .... » .
ترجم له :
١
ـ البخاري وسكت عليه ولم
يجرحه فقال : « وكان يتشيع ، سمع يزيد ابن زياد ، معروف الحديث ، روى عنه محمد بن
عقبة » .
٢
ـ ابن ابى حاتم وسكت عليه .
٣
ـ ابن حجر « يونس بن أرقم
الكندي البصري روى عن يزيد بن أبي زياد وغيره ، روى عنه عبيد الله بن عمر
القواريري وحميد بن مسعدة ومحمد ابن عقبة ، قال البخاري : كوفي معروف الحديث ، كان
يتشيع ، وكذا قال ابن حبان في الثقات لكن قال : بصري ... » .
٤ ـ وفي ( لسان
الميزان ) أيضا وقال : « وذكره ابن حبان في الثقات
__________________
وقال كان يتشيع.
وقال البزار في
مسنده : يونس بن أرقم كان صدوقا ، روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه ، على ان فيه
شيعية شديدة!. » .
*(١٩)*
رواية عثمان بن المغيرة
رواه عن علي بن
ربيعة الوالبي ، ورواه عنه إسرائيل بن يونس السبيعي.
أخرج حديثه الحافظ
الطحاوي يأتي في الطحاوي المتوفى ٣٢١.
وأخرجه أحمد بن
حنبل وفي فضائل علي رقم ٩٢ عن الأسود بن عامر عن إسرائيل عنه بالاسناد واللفظ.
ترجم له :
ابن
حجر فانه من رجال
البخاري والأربعة أصحاب السنن فقال : « عثمان ابن المغيرة الثقفي مولاهم أبو
المغيرة الكوفي وهو عثمان الأعشى وهو عثمان ابن أبي زرعة ، روى عن زيد بن وهب ...
وعلي بن ربيعة الوالبي.
وعنه : شعبة
وإسرائيل والثوري وشريك قال صالح بن أحمد [ بن حنبل ] عن أبيه : عثمان بن المغيرة
هو عثمان بن أبي زرعة وهو عثمان الأعشى وهو عثمان الثقفي كوفي ثقة ... عن ابن معين
عثمان بن المغيرة هو عثمان بن أبي زرعة الثقفي وهو ثقة ، وقال أبو حاتم والنسائي
وعبد الغني بن سعيد : ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. قلت : ووثقه العجلي وابن نمير
» .
__________________
*(٢٠)*
رواية زيد بن الحسن
الأنماطي
روى حديث الثقلين
بروايات ثلاث :
( الاولى ) عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال : رأيت
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى فخطب
فسمعته وهو يقول :
أيها الناس قد تركت فيكم ما ان أخذتم به
لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
أخرجه
الحافظ الطبراني في المعجم الكبير برقم ٢٦٨٠ عن مطين عن نصر بن عبد الرحمن عنه.
(
الثانية ) عن معروف بن خربوذ عن أبى الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري ان رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم قال : « أيها الناس!
اني فرط لكم وانكم واردون عليّ الحوض حوض أعرض ما بين صنعاء وبصرى ، فيه عدد
النجوم قدحان من فضة ، واني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما : السبب الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم
فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا.
وعترتي أهل بيتي ، فانه قد نبأني اللطيف
الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض ».
أخرجه
الحافظ أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي صاحب المسند الكبير المتوفى سنة ٣٠٣ عن
نصر بن عبد الرحمن عنه.
وأخرجه
الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في ترجمة حذيفة بن أسيد
عن شيخه محمد بن أحمد بن حمدان عن الحسن بن سفيان النسوي.
__________________
وأورده
السمهودي في جواهر العقدين وقال : وأخرجه أبو نعيم في الحلية وغيره من حديث زيد بن
الحسن الأنماطي.
وأخرجه
عنه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير بطريقين :
١
ـ عن محمد بن الفضل السقطي عن سعيد بن سليمان عن زيد بن الحسن الانماطي.
٢
ـ عن مطين وزكريا بن يحيى الساجي عن نصر بن عبد الرحمن الوشاء عنه .
وأورده
الحافظ الهيثمي في مناقب أهل البيت من ( مجمع الزوائد ) عن الحافظ الطبراني وقال :
« وفيه زيد بن الحسن الانماطي وثقه ابن حبان وبقية رجال أحد الاسنادين ثقات » .
وأخرجه
الخطيب البغدادي في ترجمة زيد بن الحسن الانماطي
عن الحسين بن عمر بن برهان الغزال عن محمد بن الحسن النقاش عن مطين بهذا الاسناد
واللفظ الا انه بتره فحذف منه العترة! وأتى به الى قوله 6 ولا تبدلوا.!
ولماذا هذا التلاعب
بالسنة النبوية ، أكل ذلك بغضا لال محمد :.
( الرواية الثالثة
) روى زيد بن الحسن
حديث الثقلين عن معروف بن خربوذ عن ابى الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما
صدر رسول الله 6
من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات ان ينزلوا تحتهن ثم بعث
إليهن فقم ما تحتهن من الشوك ، وعمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال :
أيها الناس ، اني قد نبأنى اللطيف
الخبير انه لم يعمر نبى إلا نصف عمر الذي يليه من قبله : وانى لا ظن ، انى موشك ان
ادعى فأجيب ، وانى مسئول
__________________
وانكم مسئولون ، فماذا
أنتم قائلون؟.
قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت
فجزاك الله خيرا فقال : أليس تشهدون أن لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ،
وان جنته حق وناره حق وان الساعةءاتية لا ريب فيها ، وان الله يبعث من في القبور؟. قالوا : بلى نشهد
بذلك ، قال اللهم اشهد ، ثم قال :
أيها الناس ، ان الله مولاي وانا مولى
المؤمنين ، وانا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعنى عليا 2 ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ثم قال : يا ايها الناس انى فرطكم وانكم
واردون على الحوض ، حوض اعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ،
وانى سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر
كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا
تبدلوا وعترتي اهل بيتي فانه قد نبأنى اللطيف انهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض.
أخرجه
الحافظ الطبرانيّ في المعجم الكبير ج ٣ رقم ٣٠٥٢ بطريقين فقال :
حدثنا
محمد بن عبد الله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي قالا نا نصر ابن
عبد الرحمن الوشاء. ح.
وحدثنا
احمد ابن القاسم بن مساور الجوهري نا سعيد بن سليمان الواسطي قالا
نا زيد بن الحسن الأنماطي نا معروف بن خربوذ عن ابى الطفيل عن حذيفة ابن أسيد
الغفاري.
وأورده
الحافظ الهيثمي في ( مجمع الزوائد ٩ / ١٦٥ ) وابن حجر في
__________________
( الصواعق المحرقة / ٢٥ ) والحلبي في ( السيرة ٣
/ ٣٠١ ) كلهم عن الطبراني في الكبير.
وأخرجه
الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق في ترجمة امير المؤمنين 7 ١ / ٤٥
الحديث رقم ٥٤٥ قال :
«
أخبرنا ابو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي انبأنا ابو الحسين محمد ابن المهتدى
انبأنا ابو الحسن على بن عمر بن محمد بن الحسن انبأنا العباس ابن احمد البرتى
انبأنا نصر بن عبد الرحمن ابو سليمان الوشاء انبأنا زيد بن الحسن الأنماطي ... »
بالاسناد واللفظ.
وأورده
ابن كثير في ( البداية والنهاية ٧ / ٩ ـ ٣٤٨ ) عن الحافظ ابن عساكر وقال في آخره :
رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف كما ذكرنا.
ترجم له :
١
ـ الحافظ ابن حجر : « زيد بن الحسن القرشي ابو الحسين الكوفي صاحب الأنماط : روى عن جعفر بن
محمد بن الحسين ومعروف بن خربوذ وعلي بن المبارك الهنائى. وعنه إسحاق بن راهويه
وسعيد بن سليمان الواسطي وعلي بن المديني ونصر بن عبد الرحمن الوشاء ونصر بن
مزاحم.
قال ابو حاتم :
كوفى قدم بغداد منكر الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات روي له الترمذي حديثا
واحدا في الحج » .
٢
ـ السمعاني : « وابو الحسين
زيد بن الحسن القرشي الكوفي الانماطي حدث عن معروف بن خربوذ ، وعلي بن المبارك
وجعفر بن محمد ابن علي روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي .. » .
__________________
٣
ـ الخطيب بمثل ما تقدم. ثم
أورد عنه حديث الثقلين .
*(٢١)*
رواية جعفر بن عون
المخزومي
رواه
عن أبي حيان يحيى بن سعيد التميمي ، اخرج حديثه الحافظان عبد ابن حميد الكشي في
مسنده والدارمي في سننه
قالا :
أخبرنا
جعفر بن عون انا ابو حيان التميمي عن يزيد بن حيان قال : سمعت زيد بن أرقم يقول :
قام فينا رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم ، فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : اما بعد أيها الناس ، فإنما انا بشر يوشك
أن يأتينى رسول ربي فأجيبه وانّي تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله ، فيه الهدى
والنور ، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال :
واهل بيتي ، أذكركم الله في اهل بيتي ،
ثلاث مرات ...
ورواه
عن جعفر بن عون ايضا ـ ابراهيم بن إسحاق الزهري ، أخرجه الحافظ البيهقي
بإسناده عنه ، يأتي في ابراهيم.
ورواه
عن جعفر بن عون ايضا ـ ابو احمد محمد بن عبد الوهاب الفراء العبدي ، أخرجه الحاكم
النيسابوري عن الحسن بن يعقوب عن الفراء العبدي عنه ، وأخرجه الحافظان البيهقي
وابن عساكر في معجم شيوخه من
__________________
طريق
الحاكم بهذا الاسناد.
وأخرجه
الحافظ البيهقي ايضا بإسناد آخر من طريق الفراء العبدي عن
جعفر بن عون بالاسناد واللفظ.
ترجم له :
١
ـ الحافظ ابن حجر ورمز له (ع) اي انه من رجال الستة وقال : جعفر ابن عون بن جعفر بن عمرو بن
حريث المخزومي ابو عون الكوفي روى عن اسماعيل بن أبي خالد وابراهيم بن مسلم الهجري
والأعمش وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد المسعودي وأبي العميس وعبد الرحمن بن ياد بن
أنعم وجماعة.
وعنه احمد بن حنبل
والحسن بن علي الحلواني وإسحاق بن راهويه وعبد ابن حميد وبندار وهارون الحمال
وابنا ابى شيبة وابو خيثمة والحسن بن علي بن عفان ومحمد بن احمد بن أبي المثنى
الموصلي خاتمة أصحابه.
قال احمد : رجل
صالح ليس به بأس ، وقال أبو احمد الفراء قال لي احمد : عليك بجعفر بن عون ، وقال
ابن معين ثقة ، وقال ابو حاتم صدوق. وقال البخاري مات سنة ٢٠٦ وقال ابو داود سنة
(٧) قيل مات وهو ابن (٨٧) وقيل (٩٧) سنة.
قلت : وذكره ابن
حبان وابن شاهين في الثقات وقال ابن قانع في الوفيات كان ثقة. انتهى » .
٢
ـ ابن سعد : « جعفر بن عون
بن جعفر بن عمرو بن حريث
__________________
المخزومي ويكنى
ابا عون توفى بالكوفة يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة تسع ومائتين
في خلافة المأمون ، وكان ثقة كثير الحديث » .
*(٢٢)*
رواية يزيد بن هارون
رواه عن زكريا بن
ابى زائدة ، ورواه المحاملي في اماليه عن أخي كرخويه عنه ، وقد تقدم في زكريا بن
ابى زائدة.
ترجم له :
١
ـ ابن حجر فانه من رجال
الستة فقال : « يزيد بن هارون بن زاذى ـ ويقال زاذان ـ بن ثابت السلمى مولاهم ابو
خالد الواسطي ، احد اعلام الحفاظ المشاهير قيل أصله من بخارى ... وقال ابن المديني
هو من الثقات وقال في موضع آخر ما رأيت احفظ منه وقال ابن معين : ثقة. وقال العجلى
: ثقة ثبت في الحديث ... وقال ابو حاتم : ثقة امام صدوق لا يسأل عن مثله .. وقال
يعقوب بن شيبة : ثقة .. وقال ابن قانع : ثقة مأمون » .
٢
ـ اسلم بن سهل بحشل وارخ ولادته ١١٨ ووفاته سنة ٢٠٦ وأسند عن هشيم انه قال : ما بالمصرين مثل
يزيد بن هارون .
*(٢٣)*
رواية يعلى بن عبيد
الطنافسي
رواه
عن ابى حيان التيمي ، ورواه ابراهيم بن إسحاق الزهري عن
__________________
جعفر
بن عون وعنه.
أخرجه
الحافظ البيهقي في باب ما يقضى به القاضي ويفتي به المفتي .. من
كتاب آداب القاضي فقال :
«
أخبرنا ابو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبا ابو جعفر محمد بن علي
بن دحيم الشيباني ثنا ابراهيم بن إسحاق الزهري ثنا جعفر ـ يعنى ابن عون ـ ويعلى بن
عبيد عن ابى حيان التيمي ـ عن يزيد بن حيان قال سمعت زيد بن أرقم 2 قال : قام
فينا ذات يوم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطيبا ، فحمد الله واثنى عليه ، ثم
قال :
اما بعد ايها الناس انما انا بشر يوشك
ان يأتي رسول ربي فأجيبه ، واني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى
والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال :
واهل بيتي ، أذكركم الله تعالى في اهل بيتي ، ثلاث مرات.
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابى حيان التيمي » .
ترجم له :
ابن
حجر فانه من رجال
الستة فقال : « يعلى بن عبيد بن أبي أمية الأيادي ويقال : الحنفي مولاهم ابو يوسف
الطنافسي .. وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين ثقة ، وقال عثمان الدارمي عن ابن
معين ضعيف في سفيان ثقة في غيره ، وقال ابو حاتم : صدوق هو اثبت اولاد أبيه في
الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال احمد بن يونس : ما رأيت أحدا يريد بعلمه
الله تعالى الا يعلى بن عبيد ما رأيت أفضل منه .. مات في شوال سنة ٢٠٩ وقال ابن
حبان مات في رمضان سنة سبع وقيل سنة تسع ومائتين .. » .
__________________
*(٢٤)*
رواية عبيد الله بن موسى
العبسي
روى حديث الثقلين
بطرق شتى عن أبيه ، وعن إسرائيل بن يونس السبيعي وعن شريك بن عبد الله القاضي عن
أبي إسرائيل الملائي وفضيل بن مرزوق.
اخرج حديثه الحافظ
يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه تأتي أسانيده وألفاظه تحت الأرقام ٤ ، ٥ ، ٦ ، ٧ ، ٨ في
ترجمة يعقوب بن سفيان.
واما
حديثه عن أبيه ، فقد أخرجه الحافظ ابو بكر الجعابي في كتاب الطالبيين وأخرجه عنه
كل من الحافظ السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف
ونور الدين السمهودي في جواهر العقدين قالا : « ورواه الجعابي في الطالبيين
من حديث عبيد الله بن موسى عن أبيه عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عن علي 2 ان رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم قال : انّي
مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله عز وجل ، طرفه بيد الله وطرفه
بأيديكم ، وعترتي اهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قالا :
ورواه
البزار ، ولفظه اني مقبوض ، واني قد تركت فيكم الثقلين : يعني كتاب الله وعترتي
اهل بيتي ، وانكم لن تضلوا بعدهما. ».
ترجم له :
١
ـ ابن سعد فقال : « عبيد
الله بن موسى بن المختار ويكنى أبا
__________________
محمد ، قرأ على
عيسى بن عمرو وعلى علي بن صالح بن حي وكان يقرئ القرآن في مسجده ... وتوفى بالكوفة
في آخر شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة ، صدوقا ان شاء
الله كثير الحديث حسن الهيئة ، وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع .... » .
٢
ـ الذهبي ورمز له (ع) أي
أجمع أصحاب الصحاح الستة على الرواية عنه ، ووثقه ووصفه بالحافظ أحد الاعلام مات
في ذي العقدة سنة ٢١٣ .
٣
ـ الجزري « عبيد الله بن
موسى بن باذام ، أبو محمد ابن أبى المختار العبسي ـ مولاهم ـ الكوفي ، حافظ ثقة ،
الا انه شيعي! ... وروى عنه البخاري في صحيحه بلا واسطة وباقي الكتب الخمسة بواسطة
... قال يحيى ابن معين وغيره : ثقة ، وقال القاضي أسد : عبيد الله بن موسى بن
المختار مشهور بالرواية ثقة في النقل ، معروف بالقراءة من رواية القرآن والحديث
والفقه والفرائض ، علم في العلم والدراية وكان مع فضله ومعرفته ذا زهد وورع ، من
العلماء العالمين بعلمه ، وقرأ على حمزة ، انتهى ، وقال البخاري : مات عبيد الله
سنة ٢١٣ » .
٤
ـ الحافظ ابن حجر ووصفه بالحافظ ورمز له (ع) أي انه من رجال الستة بأجمعهم فقال : « عبيد الله
بن موسى بن أبي المختار ـ واسمه باذام ـ العبسي ، مولاهم ، الكوفي أبو محمد ،
الحافظ .... روى عنه البخاري والباقون له بواسطة .... قال ابن ابى خيثمة عن ابن
معين : ثقة ، وقال أبو حاتم : صدوق ، ثقة ، حسن الحديث ... وقال العجلي : ثقة ،
وكان عالما بالقرآن رأسا فيه ، وقال أيضا : ما رأيته رافعا رأسه ، وما رؤي ضاحكا
قط .. وقال ابن عدي :
__________________
ثقة ، ... وقال
الحاكم سمعت قاسم بن قاسم السياري سمعت أبا مسلم البغدادي الحافظ يقول عبيد الله
ابن موسى من المتروكين! تركه أحمد لتشيعه! وقد عوتب أحمد على روايته عن عبد الرزاق
» .
أقول : هذا عبيد
الله بن موسى ومكانته عند أصحاب الصحاح الستة ومحله عند أئمة الجرح والتعديل ، فقد
أجمع أولئك على الرواية عنه ، وهؤلاء على توثيقه ووصفه بالحفظ والثناء عليه ، مع
ما عرفت من زهده وورعه وفقهه وعلمه ، ولكن تركه أحمد بن حنبل وأمر بتركه! لماذا؟
بتشيعه وماذا يعني بتشيعه؟ أي انه يوالي عليا دون معاوية ، كما أمر الله ورسوله
بذلك في الأحاديث الصحيحة المتواترة التي روى أحمد نفسه جملة كثيرة منها في مسنده
، وهب ان حديث الغدير ليس نصا في نصبه وليا واماما للمسلمين أو ليس يؤلونه بمعنى
الموالاة والحب؟ فلماذا يترك الرجل إذا والى عليا وعمل بما أمر الله ورسوله ، أو
ليس صح عن رسول الله 6 قوله لعلي :
« لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق » رواه مسلم والنسائي والترمذي وأحمد نفسه بطرق كثيرة ، فكيف يترك رواية المؤمن ويروى عن المنافق ويوثقه؟
قال الخطيب : «
حدّثنا أبو زكريا غلام أحمد ابن أبى خيثمة قال : كنت جالسا في مسجد الجامع
بالرصافة مما يلي سويقة نصر عند بيت الزيت ، وكان أبو خيثمة يصلي صلاته هناك ،
وكان يركع بين الظهر والعصر وأبو زكريا يحيى بن معين قد صلى الظهر وطرح نفسه
بإزائه ، فجاء رسول أحمد بن حنبل فأوجز في صلاته وجلس ، فقال له : أخوك أبو عبد
الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ويقول لك : هو ذا تكثر الحديث عن عبيد الله
ابن موسى العبسي ، وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان!؟ وقد تركت الحديث
عنه! قال : فرفع يحيى بن معين رأسه وقال للرسول : اقرأ على
__________________
أبي عبد الله
السلام ، وقل له : يحيى بن معين يقرأ عليك السلام وقال لك : أنا وأنت سمعنا عبد
الرزاق يتناول عثمان بن عفان ، فاترك الحديث عنه ، فان عثمان أفضل من معاوية » .
وهذا الذي أشار
اليه ابن حجر في تهذيب التهذيب وطواه على عادته في لف ما يشابه ذلك وطيه ، فقال :
وقد عوتب أحمد على روايته عن عبد الرزاق.
ولم يبين أكثر من
ذلك!.
هذا موقف أحمد مع
عبيد الله بن موسى لأنه يتناول معاوية ، ثم اقرأ ترجمة إسحاق بن سويد العدوي
البصري في تهذيب التهذيب ١ / ٢٣٦ تجد أحمد بن حنبل قد وثقه على تحامله الشديد على
عليّ 7!!.
واقرأ ترجمة حريز
بن عثمان الحمصي فيما شئت من الكتب الرجالية وموسوعات التراجم كتهذيب التهذيب ،
وتاريخ بغداد للخطيب ، وتاريخ دمشق لابن عساكر ، وبغية الطلب في تاريخ حلب لكمال
الدين ابن العديم ، وتاريخ الإسلام للذهبي ، وما شاكل تجدها كلها تحكي عن حريز
بأنه كان ناصبا مبغضا لأمير المؤمنين 7 يسبه ويلعنه كل صباح ومساء! وتجدها كلها تحكي ان أحمد بن
حنبل وثّقه وقال : ثقة ، ثقة؟ ليس بالشام كلها أثبت منه!
قال ابن حجر : «
حريز بن عثمان بن جبر بن أبي أحمر بن أسعد الرحبي المشرقي ، أبو عثمان ـ ويقال أبو
عون ـ الحمصي ، ورحبة في حمير .. قال الآجري عن أبي داود : شيوخ حريز كلهم ثقات ،
قال وسألت أحمد بن حنبل عنه؟ فقال : ثقة ، ثقة! وقال أيضا : ليس بالشام أثبت من
حريز الا أن يكون بحير ، وقال أيضا عن أحمد وذكر له حريز وأبو بكر بن أبى مريم
وصفوان فقال : ليس فيهم مثل حريز ، ليس أثبت منه! .. وقال البخاري قال أبو اليمان
: كان حريز يتناول رجلا ثم ترك ، وقال أحمد بن أبى يحيى عن أحمد :
__________________
حريز صحيح الحديث
الا انه يحمل على علي! وقال المفضل بن غسان : يقال في حريز مع تثبته انه كان
سفيانيا ، وقال العجلي : شامي ثقة وكان يحمل على علي ، وقال عمرو بن علي كان ينتقص
عليا وينال منه وكان حافظا لحديثه. قال في موضع آخر : ثبت شديد التحامل على علي ..
وقال الحسن بن علي
الخلال سمعت عمران بن إياس سمعت حريز ابن عثمان يقول لا أحبه ، قتل آبائي ، يعني
عليا ، وقال أحمد بن سعيد الدارمي عن أحمد بن سليمان المروزي سمعت اسماعيل بن عياش
قال : عادلت حريز ابن عثمان من مصر الى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه! .. حدثنا اسماعيل ابن عياش سمعت حريز بن
عثمان يقول : هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلّى
الله عليه وسلّم انه قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق ولكن أخطأ
السامع. قلت : فما هو؟ فقال : انما هو أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، قلت عمن
ترويه؟ قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر ..
وقال ابن عدي :
وحريز من الإثبات في الشاميين ويحدث عن الثقات منهم وقد وثّقه القطان وغيره وانما وضع
منه ببغضه لعلي ..
وقال ابن عدي قال
يحيى بن صالح الوحاظي : املى علي حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن لنبي
صلّى الله عليه وسلّم حديثا في تنقيص علي ابن أبي طالب لا يصلح ذكره ..
وقال غنجار : قيل
ليحيى بن صالح لم لم تكتب عن حريز؟ فقال : كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع
سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة!! وقال ابن حبان كان يلعن
عليا بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرّة! فقيل له في ذلك ، فقال هو القاطع رءوس
__________________
آبائي وأجدادي » .
هكذا تلاعبوا
بالدين وبحديث سيد المرسلين وعترته الطاهرين ، وهكذا انعكست المقاييس فصارت السنة
بدعة والبدعة سنة ، والمعروف منكرا والمنكر معروفا ، فعبيد الله بن موسى يترك
حديثه أحمد بن حنبل ويأمر الناس بتركه لأنه يوالي عليا ولأنه ينال من معاوية ،
وأما حريز الذي يلعن عليا كل صباح ومساء فهو ثقة ثقة وهو أثبت الشاميين إطلاقا.
ولهذا وأمثاله
نسبوا أحمد الى توالى يزيد بن معاوية! نسبه الى ذلك أهل عصره قال سبط ابن الجوزي :
« وحكى جدي أبو الفرج [ ابن الجوزي ] عن القاضي أبى يعلى ابن الفرا ، في كتابه
المعتمد في الأصول بإسناده الى صالح ابن أحمد بن حنبل قال : قلت لابي : ان قوما
ينسبوننا الى توالي يزيد؟! فقال : يا بني وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن بالله؟!. » .
*(٢٥)*
رواية تليد بن سليمان
رواه عن أبى
الجحاف داود بن أبى عوف ، ورواه عنه اسماعيل بن موسى بن بنت السدى ، ورواه عن
اسماعيل أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ابن حنبل في الفضائل لأبيه ، تقدم نصه في
أبى الجحاف
ترجم له :
ابن
حجر : « تليد بن
سليمان المحاربي أبو سليمان ويقال أبو إدريس الأعرج الكوفي ، روى عن أبى الجحاف
ويحيى بن سعيد الانصاري وعبد الملك بن عمير وحمزة الزيات. وعنه أبو سعيد الأشج
وابن نمير ويحيى بن
__________________
يحيى النيسابوري
وأحمد بن حنبل وجماعة ، قال المروزي عن أحمد كان مذهبه التشيع ولم نر به بأسا .. »
.
*(٢٦)*
رواية ابى النضر الكناني
رواه عن محمد بن
طلحة بن مصرف اليامي ، ورواه عنه ابن سعد في الطبقات الكبير أخرج ابن سعد قال :
«
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال :
انّي أوشك أن ادعى فأجيب ، وانّي تارك
فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي
أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما » .
ترجم له :
١
ـ ابن سعد : « هاشم بن
القاسم الكناني ويكنى أبا النظر ، وكان من بني ليث من أنفسهم وهو من أهل خراسان
ونزل بغداد وكان ثقة ، روى عن سليمان بن المغيرة ... ومحمد بن طلحة بن مصرف وتوفى
ببغداد لغرة ذي القعدة سنة ٢٠٧ » .
٢
ـ الخطيب وعدد شيوخه ثم
قال : وروى عنه أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين وأبو خيثمة وإسحاق بن راهويه ..
__________________
وحكى الخطيب
توثيقه عن يحيى بن معين والعجلي .
*(٢٧)*
رواية ابى غسان النهدي
روى حديث الثقلين
عن إسرائيل بن يونس السبيعي ، ورواه عنه فهد ابن سليمان شيخ الطحاوي ، أخرجه
الطحاوي يأتي بإسناده ولفظه في الطحاوي المتوفى ٣٢١.
ترجم له :
ابن
حجر فانه من رجال
الستة فقال : « مالك بن اسماعيل بن درهم ـ ويقال ابن زياد بن درهم ـ أبو غسان
النهدي مولاهم الكوفي ، الحافظ ، ابن بنت حماد بن أبي سليمان .... وقال أبو حاتم :
ظن ابن معين ليس في الكوفة أتقن من أبي غسان ، وعن ابن معين قال : هو أجود كتابا
من أبي نعيم ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة صحيح الكتاب ، وكان من العابدين وقال مرة
كان : ثقة متقنا ، وقال ابن نمير : أبو غسان أحبّ اليّ من محمد بن الصلت ، أبو
غسان محدث من أئمة المحدثين ، وقال أبو حاتم : كان أبو غسان يملي علينا من أصله
وكان لا يملي حديثا حتى يقرأه وكان ينحو ، ولم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم
ولا غيره ، وهو أتقن من إسحاق بن منصور والسلولي وهو متقن ثقة ، وكان له فضل وصلاح
وعبادة وصحة حديث واستقامة وكانت عليه سيماء وتأن ، كنت إذا نظرت اليه كأنه خرج من
قبر. وقال أبو داود : كان صحيح الكتاب جيد الأخذ. وقال النسائي ثقة ، ذكره ابن
حبان في الثقات قال
__________________
ابن سعد مات سنة
.... » .
*(٢٨)*
رواية ابن الاصبهانى
رواه عن حاتم بن
اسماعيل الحارثي المدني ، ورواه عنه محمد بن اسماعيل. أخرج حديثه الحافظ أبو جعفر
العقيلي المتوفى ٣٢٢ ، يأتي في ترجمته.
ترجم له :
١
ـ الحافظ ابو نعيم : « محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الرحمن ابن الاصبهاني ، أبو جعفر ، سكن
الكوفة يعرف بحمدان توفى سنة ٢٢٠ حدث عن القاسم بن معن » .
٢
ـ البخاري في ( التاريخ
الكبير ١ / ٩٥ ).
٣
ـ ابن حجر حيث روى عنه
البخاري والترمذي والنسائي فقال : « محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفي
أبو جعفر ابن الاصبهاني ولقبه حمدان .... روى عنه البخاري وروى الترمذي عن البخاري
عنه والنسائي ... قال يعقوب بن شيبة : متقن ، وقال النسائي ثقة ، وذكره ابن حبان
في الثقات ... » .
*(٢٩)*
رواية محمد بن كثير
العبدى
روى حديث الثقلين
عن فطر بن خليفة وزياد بن المنذر أبي الجارود
__________________
العبدي كليهما عن
أبي الطفيل ، حديثه في جواهر العقدين للسمهودي في الذكر الرابع من القسم الثاني ،
الورقة ٨٦ / أ ، والسخاوي في الاستجلاب الورقة ٢٢ ب.
ترجم له :
ابن
حجر فانه من رجال
الصحاح الستة فقال : « محمد بن كثير العبدي ، أبو عبد الله البصري ... روى عنه
البخاري وأبو داود وروى له الباقون بواسطة الدارمي ... وقال أبو حاتم : ثقة صدوق
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : حدثنا عنه الفضل بن الحباب ، مات سنة ٢٢٣ وكان
له يوم مات تسعون سنة ... وقال أحمد بن حنبل : ثقة ، لقد مات على السنة » .
*(٣٠)*
رواية سعيد بن سليمان
الواسطي
روى حديث الثقلين
عن زيد بن الحسن الأنماطي ، ورواه عنه احمد ابن القاسم بن مساور الجوهري شيخ
الحافظ الطبراني ، اخرج حديثه الطبراني في المعجم الكبير ، وقد تقدم في زيد بن
الحسن الانماطي.
ترجم له :
١
ـ ابن سعد : « يكنى ابا
عثمان وهو سعدويه ، وكان ثقة كثير الحديث ... » .
٢
ـ اسلم بن سهل بحشل : « سعيد بن سليمان ابو عثمان ، ولد بواسط ونشأ بها ثم خرج الى بغداد فأقام
بها فمات سنة ٢٢٥ ... » .
__________________
٣
ـ الخطيب : « فقال : «
سعيد بن سليمان ابو عثمان الواسطي المعروف بسعدويه البزاز ، سكن بغداد وحدث بها عن
الليث بن سعد ، وذكره ابو حاتم فقال : ثقة مأمون ولعله أوثق من عفان ... وحكي عن
العجلي قال : سعيد بن سليمان يعرف بسعدويه واسطي ثقة ... وهو من رجال الستة. » .
٤
ـ ابن حجر وحكى توثيقه عن
ابى حاتم والعجلي وابن سعد وابن حبان .
*(٣١)*
رواية عبد الله بن بكير
الغنوي
روى حديث الثقلين
عن حكيم بن جبير ورواه عنه جعفر بن حميد.
أخرجه الحافظ
الطبراني في المعجم الكبير عن مطين عن جعفر بن حميد عنه ، وتقدم في حكيم بن جبير
بإسناده ومتنه.
ترجم له :
ابن حجر فقال : «
عبد الله بن بكير الغنوي الكوفي ، عن محمد بن سوقة ، قال : ابو حاتم : كان من عتق
الشيعة! وقال الساجي من اهل الصدق وليس بقوى ... وذكره ابن حبان في الثقات وقال :
يروي عن حكيم بن جبير وعنه ابو نعيم وروى عنه ايضا ابراهيم بن الحسن الثعلبي وجعفر
بن حميد العبسي وآخرون » .
__________________
*(٣٢)*
رواية سعيد بن منصور
رواه في سننه
بإسناده عن زيد بن ثابت كما في ( كنز العمال ) .
ترجم له :
١
ـ ابن حجر فانه من رجال
الستة فقال : « سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني ابو عثمان المروزي ، ويقال : «
الطالقاني ... وقال ابن نمير وابن خراش : ثقة وقال ابو حاتم : ثقة من المتقنين
الإثبات ممن جمع وصنف ... وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان ممن جمع وصنف وكان
من المتقنين الإثبات وقال ابن قانع : ثقة ثبت وقال الخليلي : ثقة متفق عليه ووثقه
ايضا مسلمة ابن قاسم ... » .
٢
ـ الذهبي : « الحافظ
الامام الحجة ابو عثمان المروزي ويقال الطالقاني ثم البلخي المجاور [ بمكة ] صاحب
السنن ..
قال سلمة بن شعيب
: ذكرت سعيد بن منصور لأحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخم أمره .. مات سعيد بمكة
في رمضان في سنة ٢٢٧ » .
*(٣٣)*
رواية داود بن عمرو الضبي
روى حديث الثقلين
عن صالح بن موسى بن عبد الله ، ورواه عنه احمد ابن منصور الرمادي المتوفى ٢٦٥ شيخ
البزار ، اخرج حديثه ابو بكر البزار
__________________
الحافظ في مسنده ،
والحافظ ابن حجر العسقلاني في زوائد مسند البزار ، يأتي في احمد بن منصور وفي ابن
حجر.
ترجم له :
ابن
حجر : « داود بن عمرو
بن زهير بن عمرو بن جميل الضبي ، ابو سليمان البغدادي .. روى عن نافع بن عمر ..
وروى عنه مسلم وروى له النسائي بواسطة الفضل بن سهل الأعرج وابو يحيى صاعقة واحمد
بن حنبل واحمد بن منصور الرمادي .. وقال ابو القاسم البغوي : حدثنا داود بن عمرو
بن زهير الثقة المأمون ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال موسى بن هارون وغيره :
مات في صفر سنة ٢٢٨ وقيل في ربيع الاول ، قلت وقال ابن قانع : ثقة ، ثبت » .
*(٣٤)*
رواية عمار بن نصر
المروزي
روى حديث الثقلين
عن ابراهيم بن اليسع ، ورواه عنه احمد بن يونس الضبي ، اخرج حديثه الحافظ ابو نعيم الاصبهاني
فقال :
«
أخبرنا عبد الله بن جعفر ـ فيما قريء عليه واذن لي ـ قال ثنا احمد بن يونس الضبي
ثنا عمار بن نصر ثنا ابراهيم بن اليسع الملكي ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن
علي قال : خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
بالجحفة فقال
.. ايها الناس ألست اولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى. قال : فانى كأني لكم على
الحوض فرطا وسائلكم عن اثنتين : عن القرآن وعن عترتي ... » .
__________________
ترجم له :
١
ـ الخطيب : « عمار بن نصر
أبو ياسر المروزي سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة ووكيع
بن الجراح ومحمد بن شعيب بن شابور وبقية بن الوليد. روى عنه علي بن سهل بن المغيرة
وأبو حاتم الرازي وأبو بكر بن أبى الدنيا ومحمد بن الحسين الانماطي وصالح بن محمد
جزرة وأبو القاسم البغوي. وقال أبو حاتم : كتبت عنه ببغداد وهو صدوق ..
قلت : وقد روى عن
يحيى بن معين توثيقه. أخبرنا ابراهيم بن مخلد بن جعفر حدّثنا محمد بن أحمد بن
ابراهيم الحكيمي حدّثنا عبد الرحمن بن سهل بن حليمة قال سمعت يحيى بن معين غير
مرّة يقول عمار بن نصر ثقة.
أخبرنا العتيقي
أخبرنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد البغوي مات عمار بن نصر أبو ياسر
ببغداد في رمضان سنة ٢٢٩ » .
٢
ـ ابن حجر : « عمار بن نصر
السعدي أبو ياسر الخراساني المروزي سكن بغداد روى عن .. وعنه هارون حبان القزويني
وأبو حاتم .. وأحمد بن يونس الضبي ..
روى الخطيب بإسناد
له الى ابن معين انه قال عمار بن نصر ثقة ، وقال أبو حاتم عمار بن نصر صدوق. وذكره
ابن حبان في الثقات. » .
*(٣٥)*
رواية منجاب بن الحارث
روى حديث الثقلين
عن علي بن مسهر ، ورواه عنه محمد بن عبد الله الحضرمي مطين.
__________________
أخرج حديثه الحافظ
الطبراني في المعجم الكبير عن مطين عنه ، تقدم في علي بن مسهر بإسناده ومتنه.
ترجم له :
١
ـ ابن سعد وقال : « المنجاب
بن الحارث التميمي ويكنى أبا محمد ، روى عن شريك وعلي بن مسهر وغيرهما » .
٢
ـ ابن حجر فقال : « ميجاب
بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي ، أبو محمد الكوفي ، روى عن علي بن مسهر وبشر بن
عمارة الخثعمي ويزيد بن المقدام بن شرح بن هاني وحصين بن عمرو الاحمسي وحاتم بن
اسماعيل وأبى الأحوص وشريك وابن المبارك وأبي عامر العقدي وجماعة. روى عنه مسلم ،
وروى ابن ماجة في التفسير عن رجل عنه .... ذكره ابن حبان في الثقات وقال هو ومطين
وغيره : مات سنة ٢٣١ » .
*(٣٦)*
رواية عبد الرحمن بن صالح
روى حديث الثقلين
عن صالح بن أبي الأسود ورواه عنه الحافظ مطين. أخرج حديثه الحافظ الطبراني في
المعجم الكبير عن مطين عنه. تقدم في صالح بن أبي الأسود.
ترجم له :
١
ـ ابن سعد فقال : « صالح بن
عبد الرحمن بن صالح الازدي
__________________
ويكنى أبا محمد ،
وهو من أهل الكوفة ونزل بغداد ، وكان يحدث عن شريك وابن أبى زائدة وأبى بكر بن
عياش وغيرهم وعن ملازم بن عمرو. وتوفى ببغداد يوم الاثنين انسلاخ ذي الحجة سنة ٢٣٥
» .
٢
ـ الخطيب : « عبد الرحمن
بن صالح أبو محمد الازدي كوفي سكن بغداد في جوار علي بن الجعد وحدث عن علي بن مسهر
وشريك بن عبد الله. روى عنه عباس الدوري وأبو قلابة الرقاشي وعبد الله بن أحمد
الدورقي وأبو بكر ابن أبى الدنيا وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعمر بن
أيوب السقطي وعبد الله بن محمد البغوي وغيرهم.
ثم روى الخطيب
بإسناد له عن ابن معين انه قال : يقدم عليكم رجل من اهل الكوفة يقال له عبد الرحمن
بن صالح ، ثقة صدوق شيعي ، لان يخر من السماء أحب اليه من ان يكذب في نصف حرف ....
وكان يغشى أحمد بن
حنبل فيقر به ويدنيه ، فقيل له : يا أبا عبد الله ، عبد الرحمن رافضي. فقال :
سبحان الله! رجل أحب قوما من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم نقول له : لا
تحبهم؟! هو ثقة ...... » .
٣
ـ ابن حجر : « عبد الرحمن
بن صالح الازدي العنكي أبو صالح ويقال أبو محمد الكوفي سكن بغداد ويقال اسم جده
عجلان .... » ثم عدد شيوخه ومن رووا عنه وحكى كلام أحمد بن حنبل المتقدم وتوثيقه
وحكى كلام يحيى بن معين الذي تقدم الى أن قال : وقال أبو حاتم صدوق وقال موسى بن
هارون : كان ثقة ....
__________________
*(٣٧)*
رواية بشر بن الوليد
الكندي
روى عند حديث
الثقلين عن محمد بن طلحة بن مصرف اليامي الهمداني ، ورواه عنه محمد بن الموصلي.
أخرج حديثه الخطيب الخوارزمي .
ورواه عنه الحافظ
البغوي ورواه عن البغوي أبو طاهر المخلص الذهبي أخرجه الحموئي في فرائد السمطين
بإسناده عن أبي طاهر عن البغوي عنه بالاسناد واللفظ في الباب ٥٤ من السمط الثاني.
ترجم له :
١
ـ ابن سعد وقال : « روى عن
أبى يوسف القاضي كتبه واملاءه ، وروى عن شريك وحماد بن زيد ومالك بن أنس وصالح
المري وغيرهم وروى عن محمد ابن طلحة وولى القضاء ببغداد في الجانبين جميعا .. » .
٢
ـ الخطيب البغدادي ترجمة
مطوّلة وأثنى عليه بقوله : « وكان جميل المذهب حسن الطريقة ... وكان بشر علما من
أعلام المسلمين وكان عالما ديّنا خشنا في باب الحكم واسع الفقه وهو صاحب أبي يوسف
ومن المقدمين عنده ، وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعه ...
ثم حكى توثيقه عن
أبي داود والدارقطني ، وأرّخ وفاته سنة ٢٣٨ .
*(٣٨)*
رواية جعفر بن حميد
روى حديث الثقلين
عن عبد الله بن بكير الغنوي ، ورواه عنه الحافظ
__________________
أبو جعفر محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي المعروف بمطين. أخرج حديثه الحافظ الطبراني في المعجم
الكبير عن مطين عنه ، تقدم في حكيم بن جبير بإسناده ومتنه.
ترجم له :
١
ـ ابن حجر ورمز له م أي هو
من رجال مسلم وقال : « جعفر بن حميد القرشي وقيل العبسي أبو محمد الكوفي ... وعنه
مسلم حديثا واحدا في التوبة وبقي بن مخلد وأبو يعلى والحسن وأبو زرعة والصغاني
والحضرمي [ مطين ] وموسى بن إسحاق وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن
منجويه مات بعد الثلاثين ومائتين وبلغ تسعين سنة وقال مطين : مات يوم الجمعة لإحدى
عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ٢٤٠ ثقة لا يخضب » .
٢
ـ الذهبي وقال : « وعنه
وأبو يعلى والحسن بن سفيان ، ثقة توفى سنة ٢٤٠ » .
٣
ـ الخزرجي وقال : « وثقه
البستي [ ابن حبان ] قال مطين توفى سنة ٢٤٠ » .
*(٣٩)*
رواية ابن بنت السدى
رواه عن تليد بن
سليمان المحاربي ، وأخرجه عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل في فضائل علي لأبيه أحمد ،
وهو من زياداته ، تقدم بإسناده ومتنه في
__________________
أبي الجحاف.
ترجم له :
ابن حجر وقال : «
اسماعيل بن موسى الفزاري أبو محمد ويقال أبو إسحاق الكوفي نسيب السدى روى عن مالك
... وعنه البخاري في خلق أفعال العباد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة
والساجي وأبو يعلى ...
وقال ابن أبى حاتم
: سألت أبي عنه فقال : صدوق ، وقال مطين كان صدوقا وقال النسائي ليس به بأس وقال
ابن حبان في الثقات : يخطئ ... قال البخاري وغيره : مات ٢٤٥. قلت : لم أر في
النسخة التي بخط الحافظ أبي علي البكري من ثقات ابن حبان قوله يخطئ. وقال الآجري
عن أبي داود : صدوق في الحديث وكان يتشيّع ، وجزم البخاري ومسلم في الكنى وابن سعد
والنسائي وغيرهم بأنه ابن بنت السدى » .
*(٤٠)*
رواية سفيان بن وكيع بن
الجراح
رواه عن محمد بن
فضيل ، أخرج حديثه الحافظ
أبو يعلى في مسنده قال : « حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا
محمد بن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال :
سمعت رسول الله
__________________
صلّى
الله عليه وسلّم يقول :
يا أيها الناس! انّي كنت قد تركت فيكم
ما ان أخذتم به لم تضلوا بعدي : الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، حبل
ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ
الحوض ».
ترجم له :
ابن
حجر وعدد شيوخه ثم
قال : « وعنه الترمذي وابن ماجة قال ابن حبان : كان شيخا فاضلا صدوقا الا انه
ابتلى بوراقه فحكى فصته ثم قال : وكان ابن خزيمة يروي عنه وسمعته يقول : ثنا بعض
من أمسكنا عن ذكره وما كان يحدث عنه الا بالحرف بعد الحرف. وهو من الضرب الذين لان
يخروا من السماء أحب إليهم من أن يكذبوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ... »
.
*(٤١)*
رواية أخي كرخويه الواسطي
رواه عن يزيد بن
هارون ، ورواه عنه الحافظ أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي ، فقد أخرج عنه
حديث الثقلين في الجزء الثالث من اماليه الورقة ٣٨ ب. تقدم بإسناده ومتنه في يزيد
بن هارون وزكريا بن أبي زائدة.
ترجم له :
الخطيب وأرّخ وفاته سنة ٢٤٦ فقال : « محمد بن يزيد أبو بكر
الواسطي ويعرف بأخى كرخويه ، نزل بغداد وحدث بها عن أبي خالد الأحمر ويحيى ابن
سعيد القطان ويزيد بن هارون ووهب بن جرير وأبي عامر
__________________
العقدي ، روى عنه
محمد بن الليث الجوهري ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي وغيرهم. وكان ثقة »
.
*(٤٢)*
رواية يوسف بن موسى
القطان
روى حديث الثقلين
عن جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي ، ورواه عنه امام الأئمة محمد بن إسحاق بن
خزيمة المتوفى ٣١١ في صحيحه
قال :
«
حدثنا يوسف بن موسى نا جرير ومحمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي ـ وهو يحيى بن سعيد
التيمي تيم الرباب ـ عن يزيد بن حيان قال انطلقت
انا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم فجلسنا اليه فقال له حصين : يا
زيد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصليت خلفه وسمعت حديثه وغزوت معه ، لقد
أصبت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد حديثا سمعت من رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم وما شهدت معه. قال : بلى ابن أخي لقد قدم عهدي وكبرت سني ونسيت بعض الذي كنت
أعي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فما حدثتكم فاقبلوا وما لم احدثكموه فلا
تكلفوني. قال : قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما خطيبا بماء يدعى خم
فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال :
أما بعد يا أيها الناس فإنما أنا بشر
يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه واني تارك فيكم الثقلين أولاهما كتاب الله فيه
الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه وأخطأه كان على
الضلالة وأهل
__________________
بيتي ، أذكركم الله
في أهل بيتي ـ ثلاث مرات
».
ترجم له :
١
ـ الخطيب وذكر روايته عن
جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل في آخرين وقال : « روى عنه البخاري وابراهيم
الحربي والنسائي والبغوي وجماعة ، وقال : وقد وصف غير واحد من الأئمة يوسف بن موسى
بالثقة واحتج به البخاري في صحيحه .. مات سنة ٢٥٣ ».
٢
ـ الحافظ ابن حجر وجعل عليه رموز البخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة فهو من رجالهم وأورد
كلام الخطيب قال : وذكره ابن حبان في الثقات ثم قال : قلت : وروى [ عنه ] أيضا ابن
خزيمة في صحيحه وقال مسلمة كان ثقة .
*(٤٣)*
رواية احمد بن منصور
الرمادي
رواه
عنه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده قال :
«
حدثنا أحمد بن منصور ثنا داود بن عمر ثنا صالح بن موسى بن عبد الله حدثنا عبد
العزيز بن رفيع عن أبي صالح.
__________________
عن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
خلفت فيكم اثنتين لن تضلوا بعدهما ابدا : كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا
عليّ الحوض ».
أورده
الحافظ ابن حجر العسقلاني في زوائد مسند البزار نسخة المكتبة الآصفية في حيدرآباد
الهند رقم ٧٢٩٥ ، الورقة ٢٧٧ / أ.
ترجم له :
١
ـ ابن حجر وقال : « قال ابن
أبي حاتم كتبت عنه مع أبي وكان أبي يوثقه وقال الدارقطني : ثقة وكان عباس الدوري
يجلّه وقال ربما سمعت يحيى ابن معين يقول قال أبو بكر الرمادي ، وقرنه ابراهيم
الاصبهاني بأبي بكر بن أبي شيبة في الحفظ وقيل لابي داود لم لم تحدث عن الرمادي؟!
قال : رأيته يصحب الواقفة فلم أحدث عنه! » .
٢
ـ الخطيب وعدد شيوخه الى
أن قال : « وغيرهم من أهل العراق والحجاز واليمن والشام ومصر ، وكان قد رحل وأكثر
السماع والكتابة وصنف المسند .. حدثني عبيد الله بن ابى الفتح عن أبي الحسن
الدارقطني قال : احمد بن منصور الرمادي ثقة .. » .
*(٤٤)*
رواية احمد بن يونس الضبي
روى حديث الثقلين
عن عمار بن نصر ، ورواه عنه عبد الله بن جعفر شيخ الحافظ أبي نعيم ، اخرج حديثه
ابو نعيم كما مر بإسناده ولفظه في عمار
__________________
بن نصر.
ترجم له :
١
ـ الحافظ ابو نعيم وساق نسبه وقال : « ضبى كوفى قدم أصبهان توفى سنة ثمان وستين ومائتين كتب اهل
بغداد بعدالته وأمانته .. » .
٢
ـ الخطيب فقال : « احمد بن
يونس بن المسيب ابو العباس الضبي كوفي الأصل بغدادي المنشأ. نزل أصبهان وحدث بها
..
روى عنه ابو
العباس محمد بن يعقوب الأصم النيسابوري ومحمد بن عبد الله الصفار وعبد الله بن
جعفر بن احمد بن فارس الاصبهانيان وعبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي وقال ابن أبي
حاتم : هو بغدادي نزل أصبهان وكان محله عندنا الصدق ..
أخبرنا عبد الكريم
بن محمد بن احمد المحاملي أخبرنا على بن عمر الحافظ قال : احمد بن
يونس بن المسيب الضبي ابو العباس. كوفي سكن أصبهان كثير الحديث. من الثقات .. » .
*(٤٥)*
رواية ابراهيم بن مرزوق
روى حديث الثقلين
عن أبي عامر العقدي ، ورواه عنه ابو بشر الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة وابو
جعفر الطحاوي ( في مشكل الآثار ٢ / ٣٠٧ ) ، تقدم بإسناده ولفظه في ترجمة كثير بن
زيد المتوفي ١٥٨ فراجع.
__________________
ترجم له :
١
ـ الحافظ ابن حجر قال : « ابراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي ابو إسحاق البصري نزيل مصر ، روى
عن أبي عامر العقدي وأبي داود الطيالسي ووهب بن جرير وروح بن عبادة وغيرهم ، وعنه
النسائي .. قال الدارقطني : ثقة الا انه كان يخطئ فيقال له فلا يرجع. قال ابن يونس
مات لأربع عشرة ليلة خلت من جمادي الآخرة سنة ٢٧٠ قلت : وقال ابن يونس في تاريخ
الغرباء : توفي بمصر وكان ثقة ثبتا وكان قد عمى قبل موته. وقال ابن أبي حاتم كتبت
عنه وهو ثقة صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال الصدفي قال لي سعيد ابن عثمان :
ابراهيم بن مرزوق ثقة روى عنه ابن عبد للحكم وشهر اسمه » .
*(٤٦)*
رواية الحسين بن على بن
جعفر
روى
حديث الثقلين عن علي بن ثابت ورواه عنه الحافظ ابو بكر البزار في مسنده
قال :
«
حدثنا الحسين بن علي بن جعفر ثنا على بن ثابت ثنا سفيان بن سليمان عن أبي إسحاق عن
الحارث.
عن
علي قال قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : اني
مقبوض وانّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله واهل بيتي ، وانكم لن تضلوا بعدهما
».
__________________
ترجم له :
١
ـ الحافظ ابن حجر وذكره فيمن روى عنه ابو داود والنسائي والبزار وقال قال النسائي : صالح
٢
ـ الذهبي : « وعنه احمد بن
عمر والبزار وجماعة .. » .
*(٤٧)*
رواية ابى احمد الفراء
رواه عن جعفر بن
عون المخزومي ، ورواه عنه ابو الفضل الحسن بن يعقوب المعدل. تقدم لفظه في جعفر بن
عون.
أخرجه البيهقي من
طريق الحاكم النيسابوري عن الحسن بن يعقوب عنه .
ورواه عنه ايضا
ابو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الاخرم الشيباني. أخرجه الحافظ البيهقي باب
آل محمد صلّى الله عليه وسلّم. قال :
أخبرنا ابو زكريا
يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى أنبا ابو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد
الوهاب أنبا جعفر بن عون ثنا ابو حيان ـ وهو يحيى بن سعيد ـ عن يزيد بن حيان قال :
سمعت زيد بن أرقم ...
أورده بلفظ مسلم
ثم قال : أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي حيان .
وأخرجه الحافظ ابن
عساكر في معجم شيوخه الورقة ١١ عن احمد بن علي ، ابن العراقي عن احمد بن علي أبي
بكر ابن خلف الشيرازي عن الحاكم النيسابوري بالاسناد واللفظ.
__________________
ترجم له :
ابن
حجر فقال : « محمد بن
عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي ابو احمد الفراء الحافظ النيسابوري روى عن
أبيه وابن عمه.
روى عنه النسائي
... وابن خزيمة وابو عوانة .. ومحمد بن يعقوب بن الاخرم وغيرهم. اثنى عليه مسلم بن
الحجاج وروى البخاري في صحيحه حديثا عن ابى احمد عن أبي غسان فقيل هو هذا وقيل
غيره ، قال النسائي : ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الحاكم كان من اعقل
مشايخنا .. روى عنه البخاري ومسلم وابراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة فمن بعدهم من
المشايخ. قرأت بخط ابى عمرو المستملي سمعت علي بن الحسن الدرابجردي يقول : ابو
احمد عندي ثقة ، مأمون ، قال وسمعت الحسن بن يعقوب المعدل يقول مات سنة ٢٧٢ » .
*(٤٨)*
رواية يعقوب بن سفيان
الفسوي
روى حديث الثقلين
بثمان طرق عن أربعة من الصحابة وهم : زيد ابن أرقم وابو سعيد الخدري وزيد بن ثابت
وأبو ذر الغفاري.
اما حديث زيد بن
أرقم فقد رواه عنه بأربعة أسانيد فقال :
١ ـ حدثنا ابو بكر ابن أبي شيبة وعلي بن
المنذر قالا حدثنا ابن فضيل عن أبي حيان .
عن
يزيد بن حيان قال : انطلقت انا وحصين بن
عقبة الى زيد بن أرقم فقال زيد : قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحمد الله
واثنى عليه ووعظ ، ثم قال : اما بعد يا ايها الناس! اني انتظر ان يأتينى رسول ربى
فأجيب ، وانّي
__________________
تارك فيكم الثقلين
أحدهما كتاب الله عز وجل فيه النور والهدى ، فاستمسكوا بكتاب الله عز وجل ، فحث
عليه.
ثم قال : واهل بيتي ، أذكركم الله عز
وجل في اهل بيتي ، ثلاث مرات.
٢ ـ حدثنا يحيى
قال حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن ابى الضحى عن زيد بن أرقم قال قال النبي
صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم ما
ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض.
٣ ـ حدثني احمد بن يحيى قال حدثنا عبد
الرحمن بن شريك قال ثنا ابى عن الأعمش عن حبيب بن ثابت عن ابى الطفيل عن زيد بن
أرقم عن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قال : انّي
تركت فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الأرض ، وعترتي اهل بيتي
، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
٤ ـ حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا
إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة قال : لقيت
زيد بن أرقم وهو يريد الدخول على المختار فقلت له بلغني عنك حديث. قال : ما هو؟
قلت : أسمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله
عز وجل وعترتي؟ قال : نعم.
واما حديث ابى
سعيد الخدري فرواه عنه بسندين قال :
٥ ـ حدثنا عبيد الله قال أنبأنا فضيل بن
مرزوق عن عطية عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى
الأرض ، طرف في يد الله عز وجل وطرف في أيديكم فاستمسكوا به ، ألا
__________________
وعترتي.
قال فضيل : سألت عطية عن عترته؟ قال اهل
بيته.
٦ ـ حدثنا عبيد الله قال حدثنا ابو إسرائيل
عن عطية عن ابى سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل سبب موصول من السماء
الى الأرض وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
واما حديث زيد بن
ثابت ، قال :
حدثنا
عبيد الله قال أخبرنا شريك عن الركين عن قاسم بن حسان عن زيد ابن ثابت قال قال
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم خليفتين : كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض.
واما حديث ابى ذر الغفاري ، فقال :
حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن ابى
إسحاق عن رجل حدثه عن حنش قال : رأيت أبا ذر آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول : يا
ايها الناس! انا أبو ذر فمن عرفني الا وانا أبو ذر الغفاري لا أحدثكم الا ما سمعت
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول سمعته وهو يقول :
ايها الناس! انّي قد تركت فيكم الثقلين
كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي ، وأحدهما افضل من الآخر كتاب الله عز وجل ، ولن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، وان مثلهما كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها
غرق » .
ترجم له :
١
ـ تلميذه ابن أبى حاتم فقال : « يعقوب بن سفيان بن جوان
__________________
الفارسي مات سنة
٢٧٧ ثم عدد شيوخه » .
٢
ـ ابن حجر : « يعقوب بن
سفيان بن جوان الفارسي أبو يوسف بن أبي معاوية الفسوي الحافظ روى عن ... وخلق كثير
جدا. روى عنه الترمذي والنسائي .. وابن خزيمة .. وأبو عوانة الأسفرايني وابن أبي
داود ... وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان ممن جمع وصنف مع الورع والنسك
والصلابة في السنة ، وقال النسائي لا بأس به وقال الحاكم : امام أهل الحديث بفارس
... وقال أبو زرعة الدمشقي : قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهما وأرحلهما
يعقوب بن سفيان ، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلا ، وكان يحيى [ بن معين ] في
التاريخ ينتخب منه وكان نبيلا جليل القدر. وقال أبو الشيخ حكى عن أبي محمد بن أبي
حاتم قال قال لي أبي ما فاتك من المشايخ فاجعل بينك وبينهم يعقوب بن سفيان فإنك لا
تجد مثله ، وقال أبو عبد الرحمن النهاوندي : سمعت يعقوب بن سفيان يقول : كتبت عن
ألف شيخ وكسر كلهم ثقات ... » .
٣
ـ الذهبي في ( تذكرة
الحفاظ ١ / ٥٨٢ ) و ( العبر ٢ / ٥٨ ) ووصفه : بالإمام يعقوب بن سفيان الفسوي
الحافظ أحد أركان الحديث.
٤
ـ السمعاني في ( الأنساب
الورقة ٤٢٨ ب ).
٥
ـ ابن الأثير في ( اللباب ٢ /
٤٣٢ ).
٦
ـ ياقوت في ( معجم
البلدان ٢ / ٨٩٢ ) طبعة لايبزيك.
٧
ـ ابن الأثير في ( الكامل ٧ /
٤٤٠ ).
٨
ـ ابن كثير في ( البداية
والنهاية ١١ / ٦٠ ).
٩
ـ ابن العماد في ( الشذرات ٢ /
١٧١ ).
__________________
*(٤٩)*
رواية القاضي أبى إسحاق
الزهري
روى حديث الثقلين
عن جعفر بن عون ويعلى بن عبيد ، ورواه عنه أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني
الكوفي مسند الكوفة في زمانه.
أخرجه الحافظ
البيهقي وقد تقدم حرفيا في يعلي بن عبيد وجعفر بن عون.
ترجم له :
الخطيب
: « ابراهيم بن
إسحاق بن أبي العنبس أبو إسحاق الزهري القاضي الكوفي ، سمع جعفر بن عون العمري
وإسحاق بن منصور السلولي ويعلى بن عبيد الطنافسي ... وكان ثقة خيرا فاضلا دينا
صالحا .. ومات ابراهيم ابن أبي العنبس قاضي الكوفة سنة سبع وسبعين يعني ومائتين » .
*(٥٠)*
رواية محمد بن الفضل
السقطي
من شيوخ الحافظ
الطبراني ، روى عنه في الكبير حديث الثقلين وهو رواه عن سعيد بن سليمان عن زيد بن الحسن
الانماطي ، كما تقدم في زيد ابن الحسن بإسناده ومتنه.
ترجم له :
١
ـ الخطيب : « محمد بن
الفضل بن جابر أبو جعفر السقطي ، سمع
__________________
سعيد ابن سليمان
الواسطي وعبد الاعلى بن حماد النرسي وفضيل بن عبد الوهاب وابراهيم بن محمد بن
عرعرة وحامد بن يحيى البلخي.
روى عنه ابنه
إسحاق ومحمد بن مخلد وأبو سهل بن زياد القطان ومحمد ابن الحسن بن زياد النقاش
وأحمد بن يوسف بن خلاد ، كان ثقة. وذكره الدارقطني فقال : صدوق ... حدثنا محمد بن
عبد الواحد حدثنا محمد ابن العباس قريء على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وجاءنا
الخبر بموت أبي جعفر محمد بن الفضل بن جابر السقطي في شهر رمضان سنة ٢٨٨ » .
٢
ـ السمعاني في ( الأنساب ٢٩٩
ـ السقطي ) وذكر بعض ما مر.
٣
ـ ابن ماكولا في ( الإكمال ٤ /
٤٩١ ).
*(٥١)*
رواية فهد بن سليمان
رواه عن أبي غسان
مالك بن اسماعيل الهندي ورواه عنه الحافظ أبو جعفر الطحاوي المتوفى ٣٢١ ، أخرجه في
كتابه يأتي سندا ومتنا في الطحاوي.
ترجم له :
ابن
أبى حاتم فقال : « فهد بن
سليمان النحاس المصري روى عن موسى ابن داود ومحمد بن كثير المصيصي ويحيى بن صالح
وأبو توبة ، كتبت فوائده ولم يقض لنا السماع منه » .
__________________
*(٥٢)*
رواية أحمد بن القاسم
الجوهري
روى عنه الحافظ
الطبراني حديث الثقلين بلفظ مبسوط تقدم في زيد ابن الحسن الانماطي.
ترجم له :
الخطيب فقال : « أحمد بن القاسم بن مساور أبو جعفر الجوهري ، سمع
عفان بن مسلم وعلي بن الجعد وأبا بلال الاشعري والهيثم بن خارجة ومحمد ابن يوسف
الغضيضي. روى عنه القاضي المحاملي وأحمد بن كامل وعبد الباقي ابن قانع القاضيان
وأحمد بن محمد بن الصباح الكبشي ومحمد بن علي بن حبيش الناقد. وكان ثقة ...
أخبرنا محمد بن
عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال قريء على ابن المنادي وأنا أسمع قال : أبو
جعفر أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري أكثر عن علي بن الجعد ، قال لي انه كتب عنه
خمسة عشر ألف حديث ومات سنة ثلاث وتسعين يعني ومائتين » .
*(٥٣)*
رواية الحافظ صالح جزرة
رواه عن خلف بن
سالم المخرمي البغدادي عن يحيى بن حماد ورواه عنه أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه
القباني البخاري ، شيخ الحاكم النيسابوري أخرجه عنه الحاكم بإسناد ومتن تقدم
ص ١٦٦ ج ١.
__________________
ترجم له :
الخطيب
البغدادي ترجمة موسعة
وأثنى عليه ثناء بالغا فقال : « صالح ابن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر
بن عمار أبي الأشرس الأسدي ـ مولى أسد بن خزيمة ـ يكنى أبا علي ويلقب جزرة ، وكان
حافظا عارفا من أئمة الحديث وممن يرجع اليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الاخبار رحل
كثير ( كذا ) ولقى المشايخ بالشام ومصر وخراسان وانتقل عن بغداد الى بخارى فسكنها
فحصل حديثه عند أهلها وحدث دهرا طويلا .. وكان صدوقا ثبتا أمينا .. مات ببخارى سنة
٢٩٤ » .
*(٥٤)*
رواية أحمد بن يحيى
الحلواني
رواه عن عبد الله
بن داهر ورواه عنه أبو جعفر العقيلي المتوفى ٣٢٢ في كتاب الضعفاء يأتي في العقيلي.
ترجم له :
الذهبي في المتوفين سنة ٢٩٦ وقال « وفيها أحمد بن يحيى الحلواني
أبو جعفر ، الرجل الصالح ببغداد ، سمع أحمد بن يونس وسعدويه وكان من الثقات » .
*(٥٥)*
رواية أبى جعفر مطين
روى الحافظ
الطبراني حديث الثقلين في المعجم الكبير بطرق عديدة
__________________
فروى في ستة منها
عن شيخه مطين هذا. منها : برقم ٢٦٨٠ و ٢٦٨٣ و ٣٠٥٢ تقدم بعضها في ترجمة زيد بن
الحسن الانماطي.
وأخرج الخطيب
البغدادي حديث الثقلين من طريق مطين. تقدم في الانماطي أيضا.
ترجم له :
١
ـ الذهبي فقال : « الحافظ
الكبير أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي رأى أبا نعيم وسمع
أحمد بن يونس ويحيى الحماني ويحيى بن بشر الحريري وسعيد بن عمرو الاشعثي. وكان من
أوعية العلم حدث عنه أبو بكر النجار وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الاسماعيلي
وعلي بن حسان الدممي وعلي بن عبد الرحمن البكائي وعدة. وقد صنف المسند وغير ذلك
وله تاريخ صغير.
قال أبو بكر بن
أبي دارم الحافظ : كتبت عن مطين مائة ألف. وسئل عنه الدارقطني فقال ثقة جبل ، قلت
: ولد سنة ٢٠٢ ومات في شهر ربيع الآخر سنة ٢٩٧ » .
٢
ـ الأمير ابن ماكولا وقال : « وأما مطين بضم الميم وتشديد الياء وآخره نون فهو أبو جعفر محمد بن
عبد الله بن سليمان الكوفي أحد الأئمة الحفاظ لقبه مطين سمعت الصوري يقول لقبه به
أبو نعيم [ الفضل ] بن دكين » .
٣
ـ الصفدي وحكى عنه أنه قال
: كنت صبيا ألعب مع الصبيان وكنت أطولهم فندخل الماء ونخوض فيطينون ظهري ، فبصر بي
يوما أبو نعيم فلما رآني قال : يا مطين لا تحضر مجلس العلم. فاشتهر بذلك .
__________________
*(٥٦)*
رواية الحسن بن سفيان
النسوى
روى حديث الثقلين
عن أبي سليمان نصر بن عبد الرحمن الوشاء ورواه عنه أبو عمرو الحيري محمد بن أحمد
بن حمدان النيسابوري.
أخرجه عنه الحافظ
أبو نعيم قدم بإسناده ومتنه في ترجمة زيد بن الحسن الانماطي.
ترجم له :
١
ـ الذهبي في وفيات سنة ٣٠٣
فقال : « وفيها الحافظ الكبير أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي صاحب
المسند تفقه على أبي ثور وكان يفتي بمذهبه وسمع من أحمد بن حنبل ويحيى بن معين
والكبار وكان ثقة حجة واسع الرحلة ، قال الحاكم : كان محدث خراسان في عصره مقدما
في التثبت والكثرة والفهم والأدب والفقه » .
٢
ـ السمعاني قال : « هذه
النسبة الى بالوز وهي قرية من قرى نسا على ثلاثة أو أربعة فراسخ منها خرجت إليها
لزيارة قبر أبي العباس الحسن ابن سفيان ابن عامر بن عبد العزيز بن عطاء الشيباني
البالوزي النسوي من قرية بالوز.
كان محدث خراسان
في عصره وكان مقدما في الفقه والعلم والأدب وله الرحلة الى العراق والشام ومصر
والكثرة والجمع ... وصنف المسند الكبير والجامع والمعجم وهو الراوية بخراسان
لمصنفات الأئمة وكتب الأمهات بالكوفة عن آخرها من أبي بكر بن [ أبي ] شيبة ...
وكانت اليه الرحلة بخراسان من أقطار الأرض ... ومات في سنة ٣٠٣ وقبره ببالوز يزار
،
__________________
زرته » .
*(٥٧)*
رواية زكريا بن يحيى الساجي
روى حديث الثقلين
عن نصر بن عبد الرحمن الوشاء عن زيد بن الحسن الانماطي ورواه عنه الحافظ الطبراني
في المعجم الكبير رقم ٢٦٨٠ و ٣٠٥٢ تقدم في زيد بن الحسن.
ترجم له :
١
ـ الذهبي فقال : « الامام
الحافظ محدث البصرة أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبيض بن الديلم بن
باسل بن ضبة الضبي البصري الساجي ... وجمع وصنف ، روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو
بكر الاسماعيلي وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان والقاضي يوسف الميانجي وعبد الله
بن محمد بن السقاء الواسطي ويوسف بن يعقوب النجيرمي وعلي بن لؤلؤ الوراق وطائفة
سواهم ، وعنه أخذ أبو الحسن الاشعري تحرير مقالة أهل الحديث والسلف. وللساجي كتاب
جليل في علل الحديث يدل على تبحره في هذا الفن مات سنة ٣٠٧ وقد قارب التسعين ... »
.
٢
ـ الخطيب وكناه أبا يعلى .
*(٥٨)*
رواية العباس بن أحمد
البرتى
روى حديث الثقلين
عن نصر بن عبد الرحمن الوشاء ورواه عنه أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن
السكري.
__________________
أخرج حديثه الحافظ
ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين 7 من ( تاريخ مدينة دمشق ١ / ٤٥ ) رقم ٥٤٥ وقد تقدم تقدم
اسنادا ومتنا في زيد ابن الحسن الانماطي.
ترجم له :
١
ـ الخطيب وقال : « العباس
بن أحمد بن محمد بن عيسى أبو خبيب ابن القاضي البرتي ، سمع عبد الاعلى بن حماد
النرسي وسوار بن عبد الله العنبري وجعد بن يحيى المدني ومحمد بن يعقوب الزبيري.
روى عنه أبو بكر
الشافعي وعبد الله بن موسى الهاشمي وعبد العزيز ابن أبي صابر وعبيد الله بن أبي
سمرة البغوي وأبو حفص بن شاهين وعلي بن عمر السكري وغيرهم. حدثنا يحيى بن علي
الدسكري أخبرنا أبو بكر بن المقري الاصبهاني حدثنا عباس بن أحمد بن محمد أبو خبيب
البرتي القاضي الشيخ الجليل الصالح الامين ، أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي
أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ أخبرنا العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى أبو خبيب سنة ٣٠٨
وفيها مات .. » .
٢
ـ ابن ماكولا. ترجم له ولأبيه .
٣
ـ ابن حجر وقال : « البرتى
بالكسر القاضي أبو العباس احمد بن محمد وقع لنا مسند أبي هريرة له ... » .
٤
ـ السمعاني : « وقال : «
البرتي بكسر الباء ... هذه النسبة الى برت وهي مدينة بنواحي بغداد ، والمشهور بهذه
النسبة القاضي ابو العباس احمد بن
__________________
محمد بن عيسى
البرتي وابنه ابو خبيب العباس بن احمد ... » .
*(٥٩)*
رواية ابى بكر بن ابى
داود
رواه عن عبد الله
بن نمير الهمداني ، ورواه عنه الحافظ ابو جعفر الطحاوي يأتي بكاملة في
الطحاوي.
ترجم له :
١
ـ الخطيب فقال : « عبد
الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق ابن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران ، ابو بكر
بن أبي داود الازدي السجستاني رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقا وغربا وسمعه من
علماء ذلك الوقت فسمع بخراسان والجبال وأصبهان وفارس والبصرة وبغداد والكوفة
والمدينة ومكة والشام ومصر والجزيرة والثغور. واستوطن بغداد وصنف المسند والسنن
والتفسير والقراءات والناسخ والمنسوخ وغير ذلك وكان فهما عالما حافظا ...
أخبرنا ابو منصور
محمد بن عيسى الهمداني حدثنا ابو الفضل صالح بن احمد الحافظ قال : ابو بكر عبد
الله بن سليمان امام العراق وعلم العلم في الأمصار ، نصب له السلطان المنبر فحدث
عليه لفضله ومعرفته ...
وكان في وقته
بالعراق مشايخ أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو .. قلت : كان ابن
أبي داود يتهم بالانحراف عن علي والميل عليه ..
مات ابو بكر ابن
أبي داود يوم الأحد لاثنتي عشرة بقيت من ذى الحجة سنة ٣١٦. وصلى عليه زهاء
ثلاثمائة ألف انسان » .
__________________
*(٦٠)*
رواية الحسن بن مسلم
روى حديث الثقلين
عن عبد الحميد بن صبيح ورواه عنه الحافظ الطبرانيّ في ( معجم شيوخه ١ / ١٣٥ ).
ورواه الخطيب
البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم في ترجمة الحسن بن مسلم هذا من طريق الطبراني
عنه كما تقدم بإسناده ومتنه في يونس بن أرقم.
ترجم له :
١
ـ الخطيب في ( تلخيص
المتشابه في الرسم ) كما مر وضبطه بتشديد اللام.
٢
ـ الأمير ابن ماكولا فقال : « والحسن بن مسلم بن الطبيب الصنعاني حدث عن عبد الحميد بن صبيح ، روى
عنه الطبراني » .
٣
ـ ابن حجر فقال : « والحسن
بن مسلم بن الطبيب ، شيخ للطبراني » .
*(٦١)*
رواية ابى جعفر الطحاوي
رواه في مشكل
الآثار ٤ / ٣٦٨ بسندين فقال :
١ ـ حدثنا فهد بن سليمان قال ثنا ابو غسان
مالك بن اسماعيل النهدي ثنا إسرائيل بن يونس عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة
الأسدي قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار او خارج ، فقلت : ما حديث
بلغني عنك سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول :
__________________
انّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز
وجل وعترتي؟ قال : نعم.
وأخرجه
احمد بن حنبل في ( المسند ) وفي فضائل علي الحديث رقم ٩٠ عن الأسود
بن عامر عن إسرائيل بالاسناد واللفظ ، وأورده سبط ابن الجوزي عن احمد في فضائل علي
بأطول مما هنا ثم قال : الحديث الذي رويناه ، أخرجه احمد في الفضائل وليس في
اسناده احمد ممن ضعفه جدي ، وقد أخرجه ابو داود في سننه والترمذي ايضا وعامة
المحدثين انتهى » .
٢ ـ حدثنا ابن ابى
داود ثنا عبد الله بن نمير الهمداني ثنا محمد بن فضيل ابن غزوان ثنا ابو حيان يحيى
بن سعيد بن حيان التيمي عن يزيد ابن حيان : انطلقت انا وحصين بن عقبة الى زيد بن
أرقم ... بلفظ مسلم.
ترجم له :
الذهبي فقال : « الامام العلامة الحافظ صاحب التصانيف البديعة ابو
جعفر احمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي وطحا من
قرى مصر ... قال ابن يونس : ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وكان ثقة ثبتا فقيها
عاقلا لم يخلف مثله .. مات ابو جعفر في مستهل ذى القعدة سنة ٣٢١ » .
*(٦٢)*
رواية ابى جعفر العقيلي
بثلاثة طرق أخرجه
في كتابه الضعفاء قال في ترجمة عبد الله بن داهر : ومن
__________________
حديثه :
١ ـ ما حدثناه احمد بن يحيى الحلواني قال
حدثنا عبد الله بن داهر قال حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عطية عن
ابى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا عليّ الحوض ،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
٢ ـ وحدثنا محمد بن اسماعيل قال حدثنا محمد
بن سعيد ابن الاصبهانى قال : حدثنا حاتم بن اسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه.
عن
جابر ان النبي صلّى الله عليه وسلّم خطب يوم
عرفة فقال في خطبته : قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به : كتاب الله ،
وأنتم مسؤلون عنى فما أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت ، فقال
بإصبعه السبابة يرفعها الى السماء ويكبها الى الناس : اللهم اشهد .
وقال في ترجمة
هارون بن سعد في الجزء الثاني عشر منه في الورقة ٢٢٨ ، ومن حديثه :
٣ ـ ما حدثناه محمد بن عثمان قال حدثنا يحيى
بن الحسن بن فرات القزاز قال حدثنا محمد بن ابى حفص العطار عن هارون بن سعد عن عبد
الرحمن ابن ابى سعيد الخدري عن أبيه قال :
__________________
قال
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّى
تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله تبارك وتعالى سبب طرفه بيد الله وطرفه
بأيديكم ، وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
وهذا يروى بأصلح
من هذا الاسناد.
ترجم له :
الذهبي
فقال : « الحافظ
الامام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي صاحب كتاب الضعفاء الكبير
.. قال مسلمة بن القاسم كان العقيلي جليل القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله ، وكان
كثير التصانيف فكان من أتاه من المحدّثين قال : اقرأ من كتابك ولا يخرج أصله
فتكلمنا في ذلك وقلنا امّا أن يكون من احفظ الناس واما ان يكون من أكذب الناس!
فاجتمعنا عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم
فأصلحها من حفظه فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا انه من احفظ الناس.
وقال الحافظ أبو
الحسن بن سهل القطان : أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ توفى
سنة ٣٢٢ » .
*(٦٣)*
رواية ابى الفضل البخاري
الحسن بن يعقوب
رواه عن محمد بن
عبد الوهاب أبو أحمد الفراء العبدي المتوفى ٢٧٢ عن جعفر بن عون ورواه عنه الحاكم
النيسابوري ، أخرجه الحافظ البيهقي عن الحاكم عنه بلفظ تقدم في جعفر بن عون.
__________________
وأخرجه الحافظ ابن
عساكر في معجم شيوخه الورقة ١١ عن ابن العراقي أحمد بن علي عن أبي بكر ابن خلف
الشيرازي أحمد بن علي عن الحاكم بالاسناد واللفظ.
ترجم له :
الذهبي في وفيات سنة ٣٤٢ قال : « وفيها الحسن بن يعقوب أبو الفضل
البخاري العدل ، بنيسابور ، روى عن أبي حاتم الرازي وطبقته ورحل وأكثر » .
*(٦٤)*
رواية ابن الاخرم
الشيباني محمد بن يعقوب
رواه عن محمد بن
عبد الوهاب الفراء الحافظ أبو أحمد العبدي النيسابوري المتوفى ٢٧٢ ورواه عنه أبو
زكريا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى.
أخرجه الحافظ
البيهقي ، وتقدم في أبي أحمد الفراء.
ترجم له :
الذهبي في وفيات سنة ٣٤٤ قال : « وفيها أبو عبد الله محمد بن
يعقوب ابن يوسف بن الاخرم الشيباني الحافظ محدث نيسابور ، صنف المسند الكبير ،
وصنف مستخرجا على الصحيحين وروى عن أبى الحسن الهلالي ويحيى الذهلي وطبقتهما ، ومع
براعته في الحديث والعلل والرجال ، لم يرحل من
__________________
نيسابور ، عاش
أربعا وتسعين سنة » .
*(٦٥)*
رواية عبد الله بن جعفر
روى حديث الثقلين
عن احمد بن يونس الضبي. ورواه عنه الحافظ أبو نعيم الاصبهاني تقدم بإسناده
ولفظه في عمار بن نصر.
ترجم له :
تلميذه
أبو نعيم في ( ذكر أخبار
أصبهان ٢ / ٨٠ ) فقال : « عبد الله بن جعفر ابن احمد بن فارس بن الفرج أبو محمد ،
مولده سنة ٢٤٨ وتوفى سنة ٣٤٦ في شوال ، ذكر المتأخر انه توفى سنة ٣٤٥
في شوال .. سمعت أبا محمد ابن حيان يقول : سمعت أبا عمر القطان يقول : رأيت عبد
الله بن جعفر في المنام فقلت له ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي وأنزلني منازل
الأنبياء! » .
*(٦٦)*
رواية محمد بن أحمد بن
تميم
رواه عن أبي قلابة
الرقاشي عن يحيى بن حماد ورواه عنه تلميذه الحاكم النيسابوري في مستدركه على
الصحيحين فقال : « حدثنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد ثنا أبو
قلابة ... ( تقدم بإسناده ومتنه ص ١٦٦ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه
__________________
بطوله » . وأقره الذهبي في
تلخيصه.
ترجم له :
الخطيب
البغدادي فقال : « محمد بن
أحمد بن تميم أبو الحسين الخياط القنطري وكان ينزل قنطرة البلدان وحدث عن أحمد بن
عبيد الله النرسي وأبي قلابة الرقاشي .. توفى أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم
القنطري يوم الجمعة سلخ شعبان سنة ٣٤٨ .. » .
*(٦٧)*
رواية أبى جعفر الشيباني
روى حديث الثقلين
عن ابراهيم بن إسحاق الزهري ورواه عنه أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي.
أخرج حديثه الحافظ
البيهقي . تقدم بإسناده ومتنه في يعلى بن عبيد.
ورواه أيضا عن
أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، ورواه عنه الحاكم وصرح بصحته هو والذهبي في تلخيصه.
ترجم له :
١
ـ الذهبي ووصفه بمسند
الكوفة في زمانه .
٢ ـ ووصفه في (
تذكرة الحفاظ ) بمحدث الكوفة .
__________________
٣
ـ ابن العماد ناقلا كلام
الذهبي في العبر ، وهو قوله في وفيات سنة ٣٥١ : « وفيها أبو جعفر محمد بن علي بن
دحيم الشيباني الكوفي مسند الكوفة في زمانه ، روى عن ابراهيم بن عبد الله القصار
وأحمد بن عرعرة وجماعة » .
*(٦٨)*
رواية أبى الشيخ ابن حيان
الاصبهانى
رواه
في الجزء الاول من عوالي حديثه الموجود في المجموع رقم ٣٦٣٧
في دار الكتب الظاهرية بدمشق ، ففي الورقة ٦٠ / أ :
أخبرنا
أبو يعلى قال حدثنا غسان عن أبي إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم
الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل سبب موصول من السماء الى الأرض
وعترتي اهل بيتي ، ألا وانهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ».
ترجم له :
١
ـ أبو نعيم الاصبهانى وقال : « يعرف بأبي الشيخ ، أحد الثقات والاعلام صنف الاحكام والتفسير
والشيوخ » .
٢
ـ ابن الأثير وقال : « حافظ
كبير ثقة ، له تصانيف كثيرة ، روى
__________________
عن أبي يعلى
الموصلي وخلق كثير ، أكثر الرواية عنه أبو نعيم الحافظ ، وآخر من روى عنه أبو طاهر
محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان » .
٣
ـ الذهبي ووصفه بحافظ
أصبهان ومسند زمانه الامام أبو محمد ... ( الى أن قال ) قال ابن مردويه : ثقة
مأمون ، صنف التفسير والكتب الكثير في الاحكام وغير ذلك ، وقال أبو بكر الخطيب :
كان حافظا ثبتا متقنا ... » .
٤
ـ ابن العماد ووصفه بالإمام
الحافظ الثبت الثقة أبو الشيخ وأبو محمد .. وحكى أقوال أبي نعيم وابن مردويه
والخطيب في الثناء عليه .
٥
ـ الذهبي بمثل ما تقدم .
*(٦٩)*
رواية محمد بن أحمد بن
بالويه
رواه عن عبد الله
بن أحمد ورواه عنه الحاكم النيسابوري وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه بطوله . وأورده الذهبي في تلخيصه وسكت عليه حيث لم يجد في اسناده
أي مساغ للطعن والجرح ، وقد تقدم بإسناده ومتنه ص ١٦٦.
ترجم له :
الخطيب وكناه أبا علي! وعدد شيوخه وقال حدثنا عنه أبو بكر
البرقاني وسألته عنه؟ فقال : ثقة .. وحدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ
__________________
[ الحاكم ]
النيسابوري ان أبا علي بن بالويه مات بنيسابور في يوم الخميس سلخ شوال من سنة ٣٧٤
.. .
*(٧٠)*
رواية محمد بن أحمد بن
حمدان
روى حديث الثقلين
عن الحافظ الحسن بن سفيان النسوي ورواه عنه الحافظ أبو نعيم في ترجمة حذيفة
بن أسيد الغفاري ، تقدم بإسناده ومتنه في زيد بن الحسن الانماطي.
ورواه بإسناد آخر
رواه الخطيب الخوارزمي عن الحافظ أبي العلاء عن زاهر الشحامي عن أبي سعيد
الكنجرودي عنه. يأتي في الخوارزمي المتوفى سنة ٥٦٨.
ترجم له :
السبكى فقال : « محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن
سنان أبو عمر وابن الزاهد أبي جعفر الحيري النيسابوري الزاهد المقرئ الفقيه المحدث
النحوي ، أدرك أبا عثمان الحيري وسمع منه سنة ٢٩٥ سمع أبا بكر محمد بن زنجويه بن
الهيثم وأبا عمرو أحمد بن نصر وجعفر بن أحمد الحافظ ورحل فسمع من الحسن بن سفيان
سنة ٢٩٩ مسنده ومسند شيخه أبي بكر ابن أبي شيبة وسمع من أبي يعلى الموصلي مسنده
ومن عبدان الأهوازي وزكريا الساجي ومحمد بن جرير الطبري وأبي العباس ابن السراج
وابن خزيمة وخلق.
__________________
روى عنه الحاكم
أبو عبد الله وأبو نعيم الحافظ .. توفي في الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ٢٧٦
وصلّى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ » .
٢ ـ ( شذرات الذهب
٣ / ٨٧ ).
٣ ـ ( العبر ٣ / ٣
).
٤ ـ ( لسان
الميزان ٥ / ٣٨ ).
٥ ـ ( الوافي
بالوفيات ٢ / ٤٦ ) وأرخ وفاته سنة ٣٧٨.
٦ ـ ( النجوم
الزاهرة ٤ / ١٥٠ ).
٧ ـ ( بغية الوعاة
١ / ٢٢ ) ناقلا كلام الصفدي مقتصرا عليه.
*(٧١)*
رواية أبى محمد ابن حمويه
السرخسي
أخرج الحافظ ابن
عساكر في معجم شيوخه الورقة ٢٠٥ قال : « أخبرنا محمد بن العمركي بن نصر أبو عبد
الله المتوثى البوشنجي بقراءتي عليه ببوسنج قال أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن
محمد بن المظفر الداودي ببوسنج قال أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه
السرخسي الحموئي قال أنبأنا أبو إسحاق ابراهيم بن خزيم الشاشي أنبأنا أبو محمد عبد
بن حميد بن نصر الكشي ... ».
ترجم له :
السمعاني فقال : « أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي
الحموئي نزيل بوشنج وهراة ، كان رحل الى بلاد ما وراء النهر وسمع بفربر أبا
__________________
عبد الله محمد بن
يوسف بن مطر الفربري راوية الصحيح ، وبسمرقند أبا عمر العباس ابن عمر السمرقندي
راوي الدارمي ، وبخرشكت أبا إسحاق ابراهيم ابن خزيم الشاشي راوي عبد بن حميد
وغيرهم.
سمع منه أبو بكر
محمد بن أبي الهيثم الترابي المروزي وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي
الفوشنجي وغيرهما ، وتوفى في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة » .
*(٧٢)*
رواية أبى الحسن السكرى
روى حديث الثقلين
عن أبي خبيب العباس بن أحمد البرتي ورواه عنه أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي ،
أخرجه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في ترجمة أمير المؤمنين 7 من ( تاريخ مدينة
دمشق ٢ / ٤٥ ) رقم ٥٤٥ تقدم اسنادا ومتنا في زيد بن الحسن الانماطي.
ترجم له :
الخطيب
البغدادي فقال : « علي بن
عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن ابراهيم بن إسحاق بن علي بن إسحاق أبو الحسن
الحميري ، أصله ناقلة من حضرموت الى ختل. ويعرف بالسكرى وبالصيرفي وبالكيال
وبالحربى سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار .. وأبا خبيب البرتي حدثنا عنه القاضي
أبو الطيب الطبري .. وخلق يطول ذكرهم وقال لنا الفنوخي سمعت علي ابن عمر السكري
يقول ولدت سنة ٢٩٦ .. وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة سمعت عبد العزيز الازجي ذكر
الحربي علي بن عمر فقال : كان صحيح السماع ..
__________________
أخبرنا العتيقي
قال سنة ٣٨٦ فيها توفى علي بن عمر السكري الحربي في شوال وكان أكثر سماعه في كتب
أخيه بخطه. ومولده في المحرم سنة ٢٩٦ حدث قديما وأملى في جامع المنصور وذهب بصره
في آخر عمره وكان ثقة مأمونا » .
*(٧٣)*
رواية أبى عبيد الهروي
قال
: « وفي الحديث : اني تارك فيكم
الثقلين : كتاب الله وعترتي. قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب : سماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل.
وقال غيره : العرب
تقول لكل خطير نفيس : ثقل ، فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما.
أخبرنا ابن عمار
قال قال أبو عمر : سألت ثعلبا عن قوله صلّى الله عليه وسلّم انّي مخلف فيكم
الثقلين؟ لم سميا ثقلين؟ فأومأ الي بجمع كفه ثم قال لان الأخذ بهما ثقيل والعمل
بهما ثقيل » .
ترجم له :
١
ـ السبكى في ( طبقات
الشافعية ٤ / ٨٣ ).
٢
ـ الصفدي في ( الوافي
بالوفيات ٨ / ١١٤ ).
٣
ـ السيوطي في ( بغية الوعاة
١ / ٣٧١ ) رقم ٧٢٦.
٤
ـ ابن خلكان وقال : « أبو
عبيد أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد المؤدب الهروي القاشاني صاحب كتاب
الغريبين. هذا هو المنقول في نسبه ،
__________________
ورأيت على ظهر
كتاب الغريبين انه أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ، والله أعلم.
كان من العلماء
الأكابر ، وما قصر في كتابه المذكور ، ولم أقف على شيء من أخباره لا ذكره سوى انه
كان يصحب أبا منصور الأزهري اللغوي ، وسيأتي ذكره ان شاء الله وعليه اشتغل وبه
انتفع وتخرج. وكتابه المذكور جمع فيه بين تفسير غريب القرآن الكريم والحديث النبوي
وسار في الآفاق وهو من الكتب النافعة .. » .
*(٧٤)*
رواية ابى زكريا المزكى
رواه عن أبي عبد
الله محمد بن يعقوب بن الاخرم الشيباني الحافظ.
ورواه عنه الحافظ
البيهقي في باب بيان آل محمد صلّى الله عليه وسلّم قال : « أخبرنا أبو زكريا بن
ابراهيم بن محمد بن يحيى ، أنبأ أبو عبد الله محمد ابن يعقوب ثنا محمد بن عبد
الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو حيان ـ وهو يحيى بن سعيد ـ عن ـ يزيد بن حيان
قال سمعت زيد بن أرقم ..
رواه بلفظ مسلم ،
ثم قال : أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابى حيان » .
ترجم له :
الذهبي
فقال : « والمزكى
ابو زكريا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ، شيخ العدالة ببلده ، وكان
صالحا زاهدا ورعا ، صاحب حديث ، كأبيه ابى إسحاق المزكى ، روى عن الأصم واقرانه
ولقي ببغداد
__________________
النجار وطبقته
واملى عدة مجالس ومات في ذي الحجة » .
*(٧٥)*
رواية القاضي عبد الجبار
المعتزلي
أورده
في كتابه المغني بلفظ : « انّي تارك
فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي اهل بيتي ، لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض » .
وبلفظ : « خلفت فيكم ما ان تمسكتم به لن
تضلوا : كتاب الله وعترتي » .
ترجم له :
١
ـ الخطيب فقال : « عبد
الجبار بن احمد بن عبد الجبار ، ابو الحسن الاسدآبادي ، سمع علي بن ابراهيم بن
سلمة القزويني و .. وكان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع ومذاهب المعتزلة في الأصول
، وله في ذلك مصنفات وولى قضاء القضاة بالري .. ومات عبد الجبار بن احمد قبل دخولي
الري في رحلتي الى خراسان وذلك في سنة ٤١٥ ... » .
٢
ـ السبكى وقال : « عمر
دهرا طويلا حتى ظهر له الاصحاب وبعد صيته ورحلت اليه الطلاب .. » .
٣
ـ الداودي بنص السبكي دون
عز واليه .
٤
ـ اليافعي في وفيات سنة ٤١٤
.
__________________
*(٧٦)*
رواية ابن شهريار
الاصبهانى
روى
حديث الثقلين عن الحافظ الطبراني ، ورواه عنه الخطيب البغدادي في كتابه تلخيص
المتشابه في الرسم قال :
«
أخبرنا ابو الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار الاصبهاني بها أخبرنا ابو القاسم
سليمان بن احمد بن أيوب الطبراني حدثنا الحسن بن مسلم ابن الطبيب الصنعاني حدثنا
عبد الحميد بن صبيح حدثنا يونس بن أرقم عن هارون بن سعد عن عطية.
عن
أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : انّي
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لم تضلوا بعده : كتاب الله وعترتي ، وانهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض ».
ورواه
الحافظ الطبراني عن شيخه الحسن بن مسلم هذا بهذا الاسناد واللفظ .
فأبو الفرج محمد
بن عبد الله بن احمد بن شهريار الاصبهاني ، من اعلام القرن الخامس ، من شيوخ
الخطيب ومن تلامذة الحافظ الطبراني.
*(٧٧)*
رواية ابى سعد الكنجرودي
روى حديث الثقلين
عن محمد بن أحمد أبى عمرو الحيرى.
ورواه عنه الحافظ
أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي المستملي
__________________
النيسابوري أخرج
حديثه اخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي المتوفى ٥٦٨ في كتاب ( مقتل
الحسين 7 ١ / ١٠٤ ).
ترجم له :
١
ـ السمعاني فقال : « وأما
المشهور بهذه النسبة ابو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب الگنجرودي من اهل نيسابور
كان أديبا فاضلا عاقلا حسن السيرة ثقة صدوقا عمّر العمر الطويل حتى حدّث بالكثير
وسمع أقرانه منه ، سمعه أبوه أبو بكر عن جماعة منهم أبو عمرو محمد بن أحمد بن
حمدان الحيري روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ... وأبو القاسم
زاهر بن طاهر الشحامي ، بمرو وأصبهان ، وحدّث عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي
الحافظ في كتبه ، وكانت وفاته في سنة ٤٥٣ » .
٢
ـ القفطي وقال : « وكان
بارعا في وقته لاجتماع فنون العلم عنده ، كثير الأسانيد في الأدب وغيره .. » .
٣
ـ السيوطي ناقلا عن عبد
الغافر في السياق .
٤
ـ الصفدي في ( الوافي
بالوفيات ٣ / ٢٣١ ).
*(٧٨)*
رواية ابى بكر ابن خلف
الشيرازي
رواه عن الحاكم
النيسابوري ابى عبد الله الحافظ المتوفى ٤٠٥ ، ورواه عنه أبو نصر ابن العراقي ،
أخرج حديثه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي في معجم شيوخه الورقة ١١ عن ابن
العراقي عنه. ورواه عن الحاكم
__________________
النيسابوري ولفظه
لفظ مسلم ثم قال : أخرجه مسلم في صحيحه من طرق. تقدم في جعفر ابن عون عن أبي حيان
التيمي.
فأبو بكر احمد بن
عبيد الله بن عمر بن خلف الشيرازي من أعلام القرن الخامس وممن روى عن الحاكم
النيسابوري.
*(٧٩)*
رواية ابى الحسين ابن
المهتدى
رواه عن الحافظ
علي بن عمر السكرى ، ورواه عنه أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي ، أخرج حديثه
الحافظ ابن عساكر الدمشقي في ( تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٤٥ ) في ترجمة أمير المؤمنين 7 رقم ٥٤٥. تقدم
اسنادا ومتنا في زيد بن الحسن الانماطي.
ترجم له :
١
ـ تلميذه الخطيب وقال : « كتب عنه وكان فاضلا نبيلا ثقة صدوقا .. » .
٢
ـ ابن الجوزي وقال : « محمد بن
علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد ابن المهتدى بالله ، أبو الحسين ويعرف بابن
الغريق ولد يوم الثلاثاء غرة ذي القعدة من سنة ٣٧٠ وسمع أبا الحسن الدارقطني وأبا
الفتح القواس في آخرين.
وكان ثقة صالحا
كثير الصيام والتلاوة ، رقيق القلب بكاء عند الذكر حسن الصوت بالقرآن. وكان ممن
اشتهر بالصلاح والتعبد حتى كان يقال له زاهد بني هاشم وكان غزير العلم والعقل ،
رحل الناس اليه من البلاد لعلو اسناده وكان مكثرا.
__________________
وكان آخر من حدث
في الدنيا عن الدارقطني وابن شاهين وأبي بكر بن دوست ، خطب وله ست عشرة سنة وشهد
سنة سبع وأربعمائة وولى القضاء في سنة ٤٠٩ فبقى خطيبا بجامعي المنصور والمهدي ستا
وسبعين سنة وشهد ستين سنة وتقضى ستا وخمسين سنة وتوفى وقت المغرب من يوم الأربعاء
سلخ ذي القعدة من هذه السنة (٤٦٥) » .
*(٨٠)*
رواية الداودي البوشنجي
روى حديث الثقلين
عن ابى محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي المتوفى ٣٨١. ورواه عنه أبو عبد
الله محمد بن العمركي بن نصر البوشنجي المتوثي شيخ الحافظ ابن عساكر ، وقد أخرج
حديثه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في معجم شيوخه ، وقد تقدم بإسناده ومتنه في ترجمة
ابن حمويه السرخسي المتوفى ٣٨١.
ترجم له :
١
ـ السمعاني : « والامام أبو
الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود بن أحمد بن معاذ بن سهل بن
الحاكم بن شيرزاد الداودي الفوشنجي ، وجه مشايخ خراسان ـ فضلا عن ناحيته ـ والمشهور
في أصله وفضله وسيرته وورعه ، له قدم راسخ في التقوى ، ينسب الى جده الاعلى داود
ابن أحمد ، قرأ الأدب على ابن علي الفنجكردي وقرأ الفقه بمرو على أبي بكر القفال
وبنيسابور على ابى سهل الصعلوكي وببغداد على ابى حامد الأسفرايني وبفوشنج على ابى
سعيد يحيى بن منصور الفقيه ، وكان حال التفقه يحمل ما يأكله من بلاده احتياطا
وتورعا. صحب الأستاذ ابا علي الدقاق وأبا
__________________
عبد الرحمن السلمي
، سمع ببغداد ابا الحسن ابن الصلت المجبر وبنيسابور ابا عبد الله الحافظ وبهراة
ابا محمد ابن ابى شريح وبفوشنج ابا محمد الحوئي وجماعة كثيرة من هذه الطبقة ..
ولد ابو الحسن
الداودي في شهر ربيع الآخر سنة ٣٧٤ وتوفى بفوشنج في شوال ٤٦٧ وزرت قبره بظاهر
فوشنج » .
*(٨١)*
رواية ابى بكر المزرفى
روى حديث الثقلين
عن ابى الحسين محمد بن علي بن المهتدى بالله ورواه عنه الحافظ ابن عساكر الدمشقي
في ( تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٤٥ ) في ترجمة أمير المؤمنين 7 رقم ٥٤٥. تقدم
اسنادا ومتنا في زيد بن الحسن الانماطي.
ترجم له :
١
ـ السمعاني وقال : « بفتح
الميم وسكون الزاي في آخرها القاف هذه النسبة الى المزرفة وهي قرية كبيرة بغربي
بغداد على خمسة أميال ، اجتزت بها في صحرائها في توجهي الى أو انا وصريفين ..
وابو بكر محمد بن
الحسين بن علي بن ابراهيم بن عبد الله الفرضي المزرقى الشيباني ثقة صالح عالم سمع
الكثير بنفسه ومتع بما سمع ، سمع ابا الحسين محمد بن علي ابن المهتدى بالله وأبا
الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وطبقتهما ، سمع منه جماعة من أصدقائنا ، ولد
في سلخ سنة ٤٣٩ وتوفى في المحرم سنة ٥١٧ » .
__________________
وضبطه ابن الأثير
في ( الباب ٣ / ٢٠٣ ) بالفاء وكذا ابن حجر في ( تبصير المنتبه ٤ / ١٣٦١ ) وقال : «
ابو بكر محمد بن الحسين المقرئ المشهور حدّث عنه ابو الفتح الميداني ».
٢
ـ ابن الجزري وقال : « محمد بن
الحسين بن علي بن ابراهيم بن عبد الله ابو بكر الشيباني البغدادي المزرقي بفتح
الميم ويعرف ايضا بالحاجي عالم مقرئ فرضي .. قرأ عليه العشر الحافظان ابو موسى
المديني وأبو الفرج ابن الجوزي .. حدّث عنه ابو سعد ابن أبي عصرون والحافظ ابو
القاسم ابن عساكر ومحمد بن محمد بن بختيار المنداني وهو آخر من حدّث عنه. قال
الذهبي كان من ثقات العلماء .. » .
٣
ـ الذهبي قال : « وكان من
ثقات العلماء. ومات ساجدا في اول سنة ٥٢٧. » .
*(٨٢)*
رواية ابى عبد الله
المتوثى
رواه عن الداودي
البوشنجي بإسناده من طريق عبد بن حميد الكشي أخرج حديثه الحافظ ابن عساكر في معجم
شيوخه الورقة ٢٠٥ قال :
« أخبرنا محمد بن
العمركي بن نصر ابو عبد الله المتوثي البوسنجي بقراءتي عليه ببوسنج قال انبأنا ابو
الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوسنجي قال انبأنا ابو محمد عبد
الله بن احمد بن حمويه السرخسي ... ».
تقدم في ابن حمويه
وجعفر بن عون اسنادا ومتنا.
__________________
*(٨٣)*
رواية ابن حمويه الجويني
روى حديث الثقلين
عن ابى محمد الحسن بن احمد السمرقندي.
ورواه صدر الدين
ابو المجامع ابراهيم بن محمد الحموئي الجويني بإسناده عنه في الباب ٥٥ من السمط
الثاني من كتابه ( فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين ) وقد رواه
بإسناده عن زيد بن الحسن الانماطي ، وقد تقدم في زيد بإسناده ولفظه.
ترجم له :
١
ـ السمعاني : « والامام ابو
عبد الله محمد ابن حمويه الجويني أولاده يكتبون لأنفسهم ( الحموئي ) ايضا ينسبون
الى جدهم وابو عبد الله أدركته حيا وكان بجوين وكنت على عزم ان اخرج اليه فتوفى
وانا بنيسابور في سنة ٥٣٠ » .
٢
ـ الصفدي فقال : « محمد بن
حمويه بن محمد بن حمويه الجويني احد المشهورين بالزهد والصلاح والعلم صاحب كرامات
له مريدون بالعراق وخراسان ، قرأ الفقه والأصولين على امام الحرمين ثم انجذب الى
الزهد والعبادة وحج مرات وكان مجاب الدعوة وكان سنجر والملوك يزورونه ولا يغشى
أبوابهم ولا يقبل صلاتهم ولا يأكل من الأوقاف ... توفى سنة ٥٣٠ » .
*(٨٤)*
رواية ابى نصر الطوسي ابن
العراقي
اخرج حديثه الحافظ
ابن عساكر الدمشقي المتوفى ٥٧١ في معجم
__________________
شيوخه الورقة ١١
قال : « أخبرنا احمد بن علي بن محمد بن اسماعيل ابو نصر الطوسي المعروف بابن
العراقي ببغداد .... قال انبأنا ابو بكر احمد بن علي بن عبيد الله ابن عمر بن خلف
الشيرازي بنيسابور قال انبأنا الحاكم ابو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ثنا ابو
الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا ابو احمد محمد بن عبد الوهاب العبدي ثنا
جعفر بن عون .. » وقد تقدم اسناده ولفظه في جعفر بن عون.
بقية اسناده تقدم
في جعفر بن عون ولفظه لفظ مسلم. ثم قال ابن عساكر أخرجه مسلم في صحيحه من طرق عن
أبي حيان التيمي.
*(٨٥)*
رواية زاهر بن طاهر الشحامي
روى حديث الثقلين
عن محمد بن عبد الرحمن أبي سعد الكنجرودي الحافظ.
ورواه عنه الحافظ
أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، ورواه عن الحافظ أبي العلاء عنه
الخطيب الخوارزمي في كتابه ( مقتل الحسين ١ / ١٠٤ ).
ترجم له :
١
ـ ابن الجزري : « زاهر بن طاهر
بن محمد بن محمد ابو القاسم الشحامي المستملي ، ثقة صحيح السماع كان مسند نيسابور
... توفى في ربيع الآخر سنة ٥٣٣ » .
٢ ـ ( المنتظم ١٠
/ ٧٩ ).
٣ ـ ( لسان
الميزان ٢ / ٤٧٠ ).
__________________
٤ ـ ( العبر ٤ /
٩١ ) ووصفه بمسند خراسان.
٥ ـ ( شذرات الذهب
٤ / ١٠٢ ) ونقل ما في العبر على عادته.
*(٨٦)*
رواية جار الله الزمخشرىّ
قال
في ( الفائق ) : « الثاء مع القاف :
النبي صلّى الله عليه وسلّم خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي :
الثقل : المتاع
المحمول على الدابة ، وانما قيل للجن والانس الثقلان لأنهما قطان الأرض فكأنهما
اثقلاها وقد شبه بهما الكتاب والعترة في ان الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا
بالثقلين. والعترة العشيرة » .
ترجم له :
١
ـ ابن خلكان ترجمة مطوّلة
وقال : « ابو القاسم محمود بن عمر بن محمد ابن عمر الخوارزمي الزمخشري الامام
الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان ، كان امام عصره من غير
مدافع ، تشد اليد الرحال في فنونه ، أخذ النحو عن أبى مضر منصور وصنّف التصانيف
البديعة منها الكشاف في تفسير القرآن العزيز لم يصنّف قبله مثله ، والمحاجات
بالمسائل النحوية ، والمفرد والمركب في العربية ، والفائق في تفسير الحديث ، وأساس
البلاغة في اللغة ، وربيع الأبرار ، وفصوص الاخبار ، ومتشابه أسامي الرواة ... الى
آخر ما عدّد من تصانيفه » .
٢
ـ ياقوت وقال : « كان
اماما في التفسير والنحو واللغة والأدب واسع العلم كبير الفضل متفننا في علوم شتى
معتزلي المذهب متجاهرا
__________________
بذلك » .
٣
ـ الداودي فقال : « كان
واسع العلم كثير الفضل غاية في الذكاء وجودة القريحة متفننا في كل علم ... لقى
الكبار وصنف التصانيف المفيدة ودخل خراسان عدة نوب ما دخل بلدا الا واجتمعوا عليه
وتلمذوا له. وكان امام الأدب ونسابة العرب تضرب اليه أكباد الإبل » .
*(٨٧)*
رواية ابن عطية المحاربي
قال في مقدمة
تفسيره : « وروى عنه 7 انه قال في
آخر خطبة خطبها وهو مريض : يا أيها الناس اني
تارك فيكم الثقلين ، انه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر
أيديكم : كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه
وآمنوا بمتشابهه ، وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ، ألا عترتي واهل بيتي هم الثقل
الآخر ، فلا تسبقوهم فتهلكوا » .
ترجم له :
١
ـ ابن فرحون قال : « عبد الحق
بن غالب بن عبد الرحمن ... يكنى ابا محمد ... كان القاضي ابو محمد عبد الحق فقيها
عالما بالتفسير والاحكام والحديث والفقه والنحو واللغة والأدب ... وألف كتابه
المسمى بالوجيز في التفسير واحسن فيه وأبدع وطاهر بحسن نيته كل مطار وتوفي ; سنة ٥٤١ » .
__________________
٢
ـ الداودي في ( طبقات
المفسرين ١ / ٢٦٠ ).
٣
ـ كحالة في ( معجم
المؤلفين ٥ / ٩٣ ).
٤ ـ وترجم له
الأستاذ الملاح محقق تفسيره في مقدمة الجزء الاول منه من ص ٤ ـ ٢٣.
*(٨٨)*
رواية ابى الفضل ابن ناصر
روى حديث الثقلين
من طريقه ابو المجامع صدر الدين ابراهيم بن محمد الجويني الحموئي في الباب ٥٥ من
السمط الثاني من كتابه ( فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين )
بإسناده عن زيد بن الحسن الانماطي بإسناد ولفظ قد تقدما في زيد.
ترجم له :
١
ـ تلميذه ابن الجوزي فقال : « محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر ابو الفضل البغدادي .... وكان
حافظا ضابطا متقنا ثقة لا مغمز فيه » .
٢
ـ الذهبي ووصفه بالحافظ
الامام محدث العراق وحكى توثيقه عن ابن الجوزي وارخ وفاته بسنة ٥٥٠ .
*(٨٩)*
رواية الحافظ ابى العلاء
العطار
روى حديث الثقلين
عن الحافظ أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي المستملي النيسابوري ، ورواه عنه اخطب
خوارزم ابو المؤيد الموفق بن احمد
__________________
المكي الخوارزمي
المتوفي ٥٦٨ في كتابه ( مقتل الحسين ١ / ١٠٤ ).
ترجم له :
١
ـ الذهبي ترجمة مطولة
وأثنى عليه كثيرا وحكى عن عبد القادر الحافظ انه قال : « شيخنا ابو العلاء أشهر من
ان يعرف بل تعذر وجود مثله في اعصار كثيرة على ما بلغنا من السير ، اربى على اهل
زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل اصول ما سمع وجودة النسخ وإتقان ما كتبه بخطه ...
» .
٢
ـ الجزري : « شيخ همذان
وامام العراقيين ومؤلف كتاب الغاية في القراءات العشر وأحد حفاظ العصر ثقة دين خير
كبير القدر ... توفي تاسع عشر جمادى الاولى سنة ٥٦٩ ».
٣
ـ ابن الجوزي ووصفه بالحفظ
والإتقان .
*(٩٠)*
رواية الخطيبى الدهلقى
ورواه
صائن الدين ابو حفص عمر بن عيسى الخطيبى الدهلقي في كتابه لباب الألباب في فضائل
الخلفاء والاصحاب .
رواه
في الباب الرابع الورقة ١٤٧ / أ عن زيد بن أرقم قال لما
رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع فنزل غدير ... دعيت فأجبت وانّي
__________________
قد تركت فيكم
الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف
تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
ثم قال : ان الله عز وجل مولاي وأنا ولى
كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد
من عاداه
*(٩١)*
رواية محيي الدين النووي
رواه في شرحه على
صحيح مسلم وقال : « قال العلماء : سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما ، وقيل لثقل
العمل بهما » .
ترجم له :
١
ـ الذهبي وبالغ في الثناء
عليه حيث وصفه بقوله : « الامام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء
محيي الدين ابو زكريا يحيى بن شرف ابن مرى الحزامي الحوراني الشافعي ... »
٢
ـ السبكى ووصفه بالشيخ
الامام العلامة محيي الدين ابو زكريا شيخ الإسلام ، أستاذ المتأخرين وحجة الله على
اللاحقين والداعي الى سبيل السالفين ... له الزهد والقناعة ومتابعة السالفين من
أهل السنة والجماعة والمصابرة على انواع الخير ، لا يصرف ساعة في غير طاعة. هذا مع
التفنن في اصناف العلوم فقها ومتون أحاديث واسماء رجال ولغة وتصوفا وغير ذلك ... وبالجملة
كان قطب زمانه وسيد وقته وسر الله بين خلقه ، والتطويل بذكر كراماته تطويل في
مشهور وإسهاب في معروف ... وتوفي بها ; في رجب سنة ٦٧٦ ..
__________________
*(٩٢)*
رواية شرف الدين عمر
الموصلي
رواه
في الباب الثالث من كتابه النعيم المقيم لعترة النبي العظيم
ففي الورقة ٦٤ ب : « وقال صلّى الله عليه وسلّم : أوشك
ان ادعى فأجيب وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله تعالى وعترتي أهل بيتي ، فانظروا
ماذا تخلفوني فيهم ».
وفي
الورقة ٦٩ ب : « وفي الحديث ان عليا سلم
على النبي [ 6 ] فرد عليه
[ السلام ] وأشار اليه بإصبعه وقال : لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».
*(٩٣)*
رواية ابى العباس القرطبي
رواه في كتابه
تلخيص صحيح مسلم في الورقة ١٠٠ من المجلد الثاني منه قال : وعن يزيد
بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم .. فرواه
بعين ما تقدم عن مسلم في صحيحه.
__________________
وهو ضياء الدين
أبو العباس أحمد بن عمر بن ابراهيم بن عمر القرطبي المالكي الانصاري المتوفى ٦٥٦.
ترجم له :
ابن
فرحون وقال : « عرف
بابن المزين .. وكان من الأئمة المشهورين والعلماء المعروفين جامعا لمعرفة علوم
منها علم الحديث والفقه والعربية وغير ذلك » .
*(٩٤)*
رواية عز الدين ابن ابى
الحديد
قال
: « وقد بين رسول الله 6 عترته من هي لمّا قال : انّي
تارك فيكم الثقلين ، فقال : عترتي أهل بيتي.
وبيّن في مقام آخر
من أهل بيته حيث طرح عليهم كساء وقال
حين نزلت : « ( إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ )
.. » اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم » .
ترجم له :
١
ـ ابن الفوطي فقال : « عز
الدين أبو حامد عبد الحميد بن أبي الحسين هبة الله بن محمد بن أبي الحديد المدائني
الكاتب الاصولي.
كان أديبا فاضلا
حكيما كاتبا خدم في الاعمال السلطانية. قال شيخنا تاج الدين كان كاتبا في دار
التشريفات ثم رتب كاتبا في المخزن سنة ٦٢٩ ثم رتب كاتبا بالديوان وعزل ورتب مشرف
البلاد الحلية في صفر سنة
__________________
٦٤٢ ثم عزل ورتب
خواجة للأمير علاء الدين الطبرسي ثم رتب ناظرا في البيمارستان العضدي ، ولما هرب
جعفر بن الطحان الضامن رتب عوضه بالامانة من غير ضمان فلم يعمل شيئا فعزل. وصنف
للوزير كتاب شرح نهج البلاغة. وبقي بعد الدولة العباسية ولم تطل أيامه. وتوفى في
جمادى الآخرة سنة ٦٥٦. وله شعر كثير سائر. ومولده بالمدائن في غرة ذي الحجة سنة
٥٨٦ » .
٢
ـ ابن شاكر وأورد شيئا من
شعره .
٣
ـ ابن كثير ووصفه بالكاتب
الشاعر المطبق الشيعي الغالي! .. له شرح نهج البلاغة في عشرين مجلدا .. وقد أورد
له ابن الساعي أشياء كثيرة من مدائحه وأشعاره الفائقة الرائقة وكان أكثر فضيلة
وأدبا من أخيه أبي المعالي موفق الدين » .
*(٩٥)*
رواية القاضي البيضاوي
أخرجه في شرحه على
مصابيح السنة للبغوي وسمى شرحه تحفة الأبرار في الورقة ٢٣٦ / أ عن جابر بن عبد
الله الانصاري ، وقال : عترة الرجل نسله ورهطه الأدنون.
ترجم له :
١
ـ السبكى وقال : « عبد
الله بن عمر بن محمد بن علي أبو الخير القاضي ناصر الدين البيضاوي صاحب الطوالع و
... كان اماما مبرزا نظارا
__________________
صالحا متعبدا
زاهدا » .
٢
ـ السيوطي وقال : « كان
اماما علاّمة عارفا بالفقه والتفسير والأصلين والعربية والمنطق ، نظارا صالحا
متعبدا شافعيا ، مات سنة خمس وثمانين وستمائة بتبريز. كذا ذكره الصفدي ... » .
٣
ـ الداودي وأثنى عليه
بألفاظ السيوطي المتقدمة وعدّد مصنفاته ، ثم قال :
« ولي قضاء القضاة
بشيراز ودخل تبريز وناظر بها ، صادف دخوله إليها مجلس درس عقد بها لبعض الفضلاء
فجلس القاضي ناصر الدين في أخريات القوم بحيث لم يعلم به أحد ، فذكر المدرس نكتة
زعم ان أحدا من الحاضرين لا يقدر على جوابها وطلب من القوم حلها والجواب عنها فان
لم يقدروا فالحل فقط ، فان لم يقدروا فاعادتها. فلما انتهى من ذكرها شرع القاضي
ناصر الدين في الجواب فقال لا أسمع حتى أعلم انك فهمتها ، فخيره بين إعادتها
بلفظها أو معناها ، فبهت المدرس وقال أعدها بلفظها فأعادها ثم حلها وبين ان في
تركيبه إياها خللا ، ثم أجاب عنها وقابلها في الحال بمثلها ودعا المدرس الى حلها
فتعذرت عليه ، فأقامه الوزير من مجلسه وأدناه الى جانبه وسأله من أنت فأخبره انه
البيضاوي وأنه جاء في طلب القضاء بشيراز ، فأكرمه وخلع عليه في يومه ورده وقضيت
حاجته » .
__________________
*(٩٦)*
رواية ظهير الدين عبد
الصمد الفارقي
روى حديث الثقلين
في شرحه على مصابيح البغوي وقال : « وانا سمى كتاب الله وأهل بيته بالثقلين لشرفهما
وعظم قدرهما ، والعرب تسمي كل شيء فيه خطر وشرف ثقيلا ، وقيل لان العمل بهما وأداء
حقهما ثقيل ، قوله صلّى
الله عليه وسلّم : « أذكركم الله في
أهل بيتي » أي أذكركم أمر
الله في محبة أهل بيتي ورعاية حقوقهم وتقديمهم في الامامة وغيرها ، « كررها ثلاثا
» إظهارا لمزيد اهتمامه بشأنهم وتأكيدا للتوصية بهم .... »
ترجم له :
١ ـ ( هدية
العارفين ١ / ٥٧٤ ) وقال : « عبد الصمد بن محمود الفارقي ظهير الدين الفارابي
المتوفى بعد ٧٠٧ من تصانيفه طوالع الانظار للبيضاوي وشرح منهاج الأصول أيضا
للبيضاوي ».
٢ ـ ( معجم
المؤلفين ٥ /).
٣
ـ حاج خليفة في ( كشف الظنون
/ ١١١٦ ) في شراح الطوالع فقال : « وشرحه عبد الصمد بن محمود الفارقي شرحا بسيطا
فرغ من تحريره وتبييضه في عاشر صفر ٧٠٧ ».
كما ذكر في ١٦٩٩
شرحه هذا على مصابيح السنة للبغوي ولكن هنا سماه ظهير الدين محمود بن عبد الصمد
الفارقي وبيض لتاريخ وفاته.
*(٩٧)*
رواية زين العرب
روى حديث الثقلين
في شرحه على مصابيح السنة
__________________
للبغوي وقال : « وقد شبه
بهما [ الثقلين ] الكتاب والعترة في رزانة قدرهما وفخامة أمرهما ، وفي ان الدين
يستصلح بهما ويعمر ما عمرت الدنيا بالثقلين .. وأذكركم الله في أهل بيتي أي
بالمودة والمحافظة لهم واحترامهم والانقياد لهم ».
وهو زين العرب علي
بن عبد الله بن أحمد.
ذكر الحاج خليفة في ( كشف الظنون ٢ / ١٦٩٩ ) شرحه هذا على المصابيح ولم
يؤرخ وفاته.
ولم أقف له على
ترجمة سوى ما في ( هدية العارفين ١ / ٧٢٠ ) قال : « زين العرب : علي بن عبد الله
المصري الشهير بزين العرب ، صنف شرح الأنموذج للزمخشري في النحو. شرح كليات
القانون لابن سينا ، شرح مصابيح السنة للبغوي فرغ منها ( كذا ) سنة ٧٥١ ».
*(٩٨)*
رواية الحسن بن حبيب
الحلبي
رواه في النجم
الثاقب في أشرف المناصب في فصل في محبة آله وأصحابه رضي الله عنهم.
فقال من جملة ما
قال في فضل أهل البيت : في الورقة ٨٦ / أ : « وعظمهم إذ قرنهم بكتاب الله أين
كانوا وحيث حلوا في قوله
: انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا
... ».
ترجم له :
١
ـ ابن حجر فقال : « الحسن
بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب
__________________
ابن عمر بن شويخ
بن عمر الدمشقي الأصل الحلبي أبو محمد بدر الدين ... واشتغل وبرع الى أن صار رأسا
في الأدب والشروط ثم انتقى وخرج وأرخ وتعانى في تواليفه السجع وكتب الشروط على
القضاة وناب في الحكم ووقع في الإنشاء وصنف فيها ونسخ البخاري بخطه ، واشتهر
بالأدب فنظم ونثر وجمع مجاميع مفيدة ، ثم لزم منزله بأخرة مقبلا على التصنيف
والافادة فمنها درة الاسلاك في دولة الأتراك ... » .
٢ ـ وقال أيضا : «
واستعمل مقاصد الشفاء لعياض وسماه أسنى المطالب في أشرف المناقب
فسبكها سجعا ، سمعه منه أبو حامد ابن ظهيرة ... وسمع بالقاهرة ومصر والاسكندرية ،
وكان فاضلا كيسا صحيح النقل ، حدث الحسن ابن حبيب عنه ابن عشائر وابن ظهيرة وسبط
ابن العجمي ومحب الدين ابن الشحنة وعلاء الدين ابن خطيب الناصرية وقال في ترجمته :
وهو أول شيخ سمعت عليه الحديث ... » .
٣
ـ ابن العماد لخص فيه كلام ابن
حجر في أنباء الغمر دون عز واليه .
٤ ـ الشوكانى لخص
ما في الدرر الكامنة بتغيير يسير ونسبته اليه صريحة .
٥ ـ ( الرد الوافر
/ ٥٠ ).
٦ ـ ( النجوم
الزاهرة ١١ / ١٨٩ ).
__________________
*(٩٩)*
رواية ابن تيمية الحراني
أورده عن صحيح
مسلم ، قال : « لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم ... » .
وفي ص ١٠٥ عن صحيح
مسلم عن جابر. ثم ناقش في مدلوله مكابرة.
والجواب عنه مذكور
في الكتاب.
ترجم له :
وهو تقي الدين أبو
العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني المتوفى سنة ٧٢٨.
١
ـ تلميذه ابن كثير ترجمة
مطولة كما أورد في خلال كتابه هذا كثيرا من أخباره وقضاياه وما جرى عليه .
٢ ـ وكذلك ابن
ناصر في الرد الوافر.
٣ ـ الآلوسي في
جلاء العينين.
٤ ـ وقد ألف
البيطار عن حياة ابن تيمية كتابا مستقلا طبع بدمشق.
وكذلك أبو زهرة
ومحمد خليل هراس.
*(١٠٠)*
رواية اثير الدين ابى
حيان الأندلسي
رواه
في تفسيره قال : « وروى عنه صلّى الله عليه وسلّم : انه قال في آخر خطبة خطبها وهو
مريض :
__________________
أيها الناس! انّي تارك فيكم الثقلين انه
لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم »
مر لفظه بتمامه في ترجمة ابن عطية.
ترجم له :
تلميذه
الصفدي ترجمة مطولة فقال
: « محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، الشيخ الامام الحافظ العلامة فريد
العصر والشيخ الزمان وامام النحاة أثير الدين أبو حيان الغرناطي ... ولم أر في
أشياخي أكثر اشتغالا منه لاني لم أره الا يسمع أو يشتغل أو يكتب ... وهو ثبت فيما
ينقله ، محرر لما يقوله عارف باللغة ضابط لالفاظها ، وأما النحو والتصريف فهو امام
الدنيا فيهما لم يذكر معه في أقطار الأرض غيره في العربية. وله اليد الطولى في
التفسير والحديث ... توفى رحمه الله تعالى في ثامن عشري صفر سنة ٧٤٥ » .
*(١٠١)*
رواية علاء الدين ابن
التركمانى
أورده في كتابه (
الجوهر النقي على سنن البيهقي ٧ / ٣١ ) المطبوع ذيل سنن البيهقي في حيدرآباد الهند
باب بيان آل محمد صلّى الله عليه وسلّم.
ترجم له :
١
ـ ابن حجر فقال : « علي بن
عثمان بن مصطفى المارديني الأصل علاء الدين ابن التركماني الحنفي ولد سنة ٦٨٣
وتفقه وتمهر وأفتى ودرس وصنف التصانيف الحافلة ... واستمر علاء الدين في الوظيفة
الى ان مات سنة ٧٥٠ ، وله من التصانيف غريب القرآن ومختصر ابن الصلاح والجوهر
__________________
النقي ... » .
٢
ـ الحسيني في ( ذيل تذكرة
الحافظ / ١٢٥ ) وأرخ وفاته سنة ٧٤٩ وسمى كتابه هذا بالدر النقي.
*(١٠٢)*
رواية شمس الدين الواسطي
رواه
في مجمع الأحباب قال : « وفي حديث صحيح مسلم أيضا عن
زيد ابن أرقم في جملة حديث طويل قال : فقام
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى
عليه ووعظ وذكر ، ثم قال بعد : ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول
الله فأجيب وانّي تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا
بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ،
أذكركم الله في أهل بيتي ... ».
ترجم له :
١
ـ ابن حجر في وفيات سنة ٧٧٦
فقال : « محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الواسطي نزيل القاهرة ولد سنة ٧١٧
واشتغل ببلاده ثم قدم الشام وتميز وأفاد ودرس وكان بارعا في الفقه والأصول وجمع
شيئا في الرد
__________________
على التناقض
للاسنوي واختصر الحلية ، وكان منجمعا عن الناس ، وله تفسير كبير ، وخطه مليح من
ستين سنة الى الآن » .
٢ ـ ( الدرر
الكامنة ٤ / ٤١٠ ) رقم ٣٦٤٠.
٣
ـ ابن العماد في ( شذرات الذهب
٦ / ٢٠٥ ).
*(١٠٣)*
رواية تقى الدين المقريزى
أخرج حديث الثقلين
في كتابه : معرفة ما يجب لال البيت النبوي من الحق على من عداهم ص ٣٨ عن سنن الترمذي.
والمقريزي هو أبو
العباس أحمد بن علي بن عبد القادر المصري الحسيني العبيدي.
ترجم له :
١ ـ ابن تغرى بردي
ووصفه بالشيخ الامام العالم البارع عمدة المؤرخين وعين المحدثين تقي الدين
المقريزي البعلبكي الأصل المصري المولد والدار والوفاة ... وتفقه وبرع وصنف
التصانيف المفيدة النافعة الجامعة لكل علم ، وكان ضابطا مؤرخا مفننا محدثا معظما
في الدول ... وكان اماما مفننا كتب الكثير بخطه وانتقى أشياء وحصل الفوائد واشتهر
ذكره في حياته وبعد موته في التاريخ وغيره حتى صار به يضرب المثل ، وكان له محاسن
شتى ومحاضرة جيدة الى الغاية ولا سيما في ذكر السلف من العلماء والملوك وغير ذلك.
وكان منقطعا في داره ملازما للعبادة والخلوة قل ان يتردد الى أحد الا
__________________
لضرورة الا انه
كان كثير التعصب على السادة الحنيفة وغيرهم لميله الى مذهب الظاهر.
وقرأت عليه كثيرا
من مصنفاته ... الى ان عدد تصانيفه وذكر منها التنازع والتخاصم وكتاب في معرفة ما
يجب لال البيت النبوي من الحق على من عداهم ... ولم يزل ضابطا حافظا للوقائع
والتاريخ مع حسن الخلق وكرم العهد وكثرة التواضع وعلو الهمة لمن يقصد والعبادة
والتقوى ، الى ان توفى يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان سنة ٨٤٥ ودفن من الغد في
مقبرة الصوفية خارج باب النصر من القاهرة رحمه
الله تعالى .
٢ ـ معاصره الحافظ ابن حجر وقال : « وكان اماما بارعا مفننا متقنا ضابطا دينا خيرا ...
» .
٣
ـ السخاوي ترجمة مطولة .
٤
ـ ابن المعاد في ( شذرات الذهب
٧ / ٢٥٤ ).
٥
ـ السيوطي في ( حسن
المحاضرة ١ / ٥٥٧ ).
*(١٠٤)*
رواية عثمان بن حاجي بن
محمد الهروي
روى حديث الثقلين
في شرحه على مصابيح السنة في الورقة ١٧٨ / أ من نسخة من القرن العاشر في المكتبة
السليمانية رقم ٢٨٨ .
__________________
*(١٠٥)*
رواية الحافظ ابن حجر
العسقلاني
أخرجه
في كتاب ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
٤ / ٦٥ ) في باب فضائل علي برقم ٣٩٧٢ عن علي 7 :
« ان النبي صلّى الله عليه وسلّم حضر
الشجرة بخم ثم خرج آخذا بيد علي فقال : ألستم تشهدون ان الله بكم؟ قالوا : بلى.
قال : ألستم تشهدون ان الله ورسوله مولاكم؟ فقالوا : بلى. قال : فمن كان الله
ورسوله مولاه فان هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله
سببه بيده وسببه بأيديكم ، وأهل بيتي.
هذا اسناد صحيح ».
ثم أورد بعده حديث
الغدير ثم قال : هما لإسحاق.
ورواه
الحافظ ابن حجر في زوائد مسند البزار في الورقة ٢٧٧ / أ :
«
حدثنا أحمد بن منصور ثنا داود بن عمرو ثنا صالح بن موسى بن عبد الله حدثني عبد
العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
: انّي قد خلفت فيكم اثنين لن تضلوا
بعدهما أبدا : كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
حدثنا
الحسين بن علي بن جعفر ثنا علي بن ثابت ثنا سفيان بن سليمان عن أبي إسحاق عن علي
قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
مقبوض وانّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي وانكم لن تضلوا بعدهما ».
__________________
ترجم له :
١
ـ السخاوي ترجمة مطولة فقال
: « أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن علي بن أحمد ، شيخي الأستاذ امام الأئمة
الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني المصري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن حجر وهو
لقب لبعض آبائه ... وأملى ما ينيف على ألف مجلس من حفظه واشتهر ذكره وبعد صيته
وارتحل الأئمة اليه ، وتبجح الأعيان بالوفود عليه ، وكثرت طلبته حتى كان رءوس
العلماء من كل مذهب من تلامذته ، وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى والحق الأبناء
بالاباء والأحفاد بل وأبناءهم بالأجداد ، ولم يجتمع عند أحد مجموعهم وقهرهم بذكائه
وتفوق تصوره وسرعة إدراكه واتساع نظره ووفور آدابه ، وامتدحه الكبار وتبجح فحول
الشعراء بمطارحته وطارت فتواه التي لا يمكن دخولها تحت الحصر في الآفاق وحدث بأكثر
مروياته خصوصا المطولات منها ، كل ذلك مع شدة تواضعه وحلمه وبهائه وتحريه في مأكله
ومشربه وملبسه وصيامه وقيامه وبذله وحسن عشرته ومزيد مداراته ولذيذ محاضراته ورضي
أخلاقه وميله لأهل الفضائل ، وانصافه في البحث ورجوعه الى الحق وخصاله التي لم
تجتمع لاحد من أهل عصره وقد شهد له القدماء بالحفظ والثقة والامانة والمعرفة
التامة والذهن الوقاد ، والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى ، وشهد له شيخه
العراقي بأنه اعلم أصحابه بالحديث وقال كل من التقي الفاسي والبرهان الحلبي : ما
رأينا مثله .. وأفردت له ترجمة حافلة لا تفي ببعض أحواله في مجلد ضخم أو مجلدين
كتبها الأئمة عنى وانتشرت نسخها وحدث بها الأكابر غير مرة بكل من مكة والقاهرة
وأرجو كما شهد غير واحد ان تكون غاية في بابها سميتها الجواهر والدرر.
وقد قرأت عليه
الكثير جدا من تصانيفه ومروياته ... ولم يزل على جلالته وعظمته في النفوس ومداومته
على أنواع الخيرات الى ان توفى في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين [ وثمانمائة ]
... » .
__________________
٢ ـ وفي ( ذيل رفع
الإصر ٨٩ ـ ٧٥ ) وسماه هناك : أحمد بن عبد الله.
٣
ـ تقى الدين الفاسى في ( ذيل تذكرة الحفاظ / ٣٨٠ ).
٤
ـ السيوطي في ( حسن المحاضرة
١ / ٣٦٣ ).
٥
ـ ابن العماد في ( شذرات الذهب
٧ / ٢٧٠ ).
*(١٠٦)*
رواية ابن الديبع
الشيباني
رواه
حيث قال : « وعن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم 2 قال قال رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم : ألا وأني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب
الله تعالى وهو حبل الله الذي من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة
وعترتي أهل بيتي.
فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال ايم
الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع الى أبيها وقومها ،
أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. أخرجه مسلم.
سمى النبي صلّى الله عليه
وسلّم القرآن العزيز وأهل بيته ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بما يجب لهما ثقيل.
وقيل : العرب تقول لكل نفيس خطير : ثقل فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما
لشأنهما » .
ترجم له :
١
ـ الغزي فقال : « عبد
الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن يوسف الشيخ الامام العلامة الأوحد المحقق الفهامة
، محدث اليمن ومؤرخها ومحيي علوم الأثر بها ، وحيد الدين أبو الفرج الشيباني
الزبيدي الشافعي المعروف
__________________
بابن الديبع بكسر
الدال المهملة » .
٢
ـ ابن العيدروس ترجمة ترجمة مطولة وبالغ في الثناء عليه ووصفه بالإمام الحافظ الحجة المتقن
شيخ الإسلام علامة الأنام الجهبذ الامام مسند الدنيا ، أمير المؤمنين في حديث سيد
المرسلين ، خاتمة المحققين شيخ مشايخنا المبرزين.
٣
ـ الشوكانى في ( البدر
الطالع ١ / ٣٣٥ ).
٤
ـ ابن العماد في ( شذرات الذهب
٨ / ٢٥٥ ) في المتوفين سنة ٩٤٣.
*(١٠٧)*
رواية شمس الدين ابن
طولون
قال
في ( الشذرات الذهبية ٦٦ ) : « وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : وتارك
فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ
فحث على كتاب الله ورغب فيه ـ ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ».
ترجم له :
١
ـ الغزي فقال : « محمد بن
علي بن طولون. محمد بن علي بن محمد الشيخ الامام العلامة المسند المفنن الفهامة
شمس الدين أبو عبد الله ابن الشيخ علاء الدين ابن الخواجة شمس الدين الشهير بابن
طولون الدمشقي الصالحي الحنفي المحدث النحوي ....
وكان ماهرا في
النحو علاّمة في الفقه مشهورا بالحديث وولي تدريس
__________________
الحنفية بمدرسة
شيخ الإسلام أبى عمر وامامة السليمية بالصالحية ، وقصده الطلبة في النحو ورغب
الناس في السماع منه وكانت أوقاته معمورة بالتدريس والافادة والتأليف ، كتب بخطه
كثيرا من الكتب وعلق ستين جزء وسماها بالتعليقات كل جزء منها مشتمل على مؤلفات
كثيرة أكثرها من جمعه وبعضها لغيره ، منها كثير من تأليفات شيخه السيوطي. وكانت
أوقاته معمورة كلها بالعلم والعبادة وله مشاركة في سائر العلوم حتى في التعبير
والطب.
توفى رحمه
الله تعالى يوم الأحد حادي
عشر أو ثاني عشر جمادى الاولى سنة ٩٥٣ ... » .
٢ ـ ( شذرات الذهب
٨ / ٢٩٨ ).
*(١٠٨)*
رواية السوسي المغربي
أورد
حديث الثقلين في كتابه ( جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد
١ / ١٦ ).
«
عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبل
ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا
كيف تخلفوني فيهما. للترمذي ».
وفي
ج ٢ ص ٢٣٦ باب مناقب أهل البيت : أيضا عن زيد بن أرقم بلفظ مسلم. ثم قال
: لمسلم.
__________________
ترجم له :
المحبى فقال : «
محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي ـ وهو اسم لا نسبة الى فاس ـ ابن طاهر السوسي
الروداني المغربي المالكي نزيل الحرمين : الامام الجليل المحدث المفنن فرد الدنيا
في العلوم كلها الجامع بين منطوقها ومفهومها والمالك لمجهولها ومعلومها ولد سنة
١٠٣٧. والظاهر من شأنه كما نقلت عن شيخنا المرحوم عبد القادر بن عبد الهادي وهو
ممن أخذ عنه وسافر الى الروم في صحبته وانتفع به وكان يصفه بأوصاف بالغة حد الغلو
... فانه كان يقول انه يعرف الحديث والأصول معرفة ما رأينا من يعرفها ممن أدركناه
، وأما علوم الأدب فإليه النهاية وكان في الحكمة والمنطق والطبيعي والالهي الأستاذ
الذي لا تنال مرتبته .... وقد أخذ عنه بمكة والمدينة والروم خلق ومدحه جماعة
وأثنوا عليه ، وكانت وفاته بدمشق يوم الأحد عاشر ذي القعدة سنة ١٠٩٤ .... » .
*(١٠٩)*
رواية العصامي المكي
قال
في الحديث السادس والثلاثون ومائة : « أخرج ابن أبي شيبة أنه صلّى الله عليه وسلّم
قال في مرض موته : أيها الناس يوشك ان
اقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم.
ألا اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله عز
وجل وعترتي أهل بيتي.
ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا علي
مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما؟
» .
__________________
ترجم له :
١
ـ الشوكانى : « عبد الملك بن
حسين بن عبد الملك العصامي المكي المتوفى سنة ١١١١ » .
٢
ـ المرادي في ( سلك الدرر ٣
/ ١٣٩ ).
*(١١٠)*
رواية محمد بن أمين
المحبى
أورده في كتابه (
جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين / ٣١ ).
ترجم له :
١
ـ تلميذه السؤالاتى في ( ذيل نفحة الريحانة ٦ / ٤٠٠ ـ ٤٤٤ ).
٢
ـ المرادي في ( سلك الدرر ٤
/ ٨٦ ).
٣
ـ عبد الفتاح الحلو في مقدمة ( نفحة الريحانة ١ / ٤ ـ ٣٤ ).
*(١١١)*
رواية كمال الدين ابن
حمزة الحسيني
أورده
في كتاب ( البيان والتعريف ) وفي حرف الالف :
« أما بعد ألا أيها الناس! انما أنا بشر
يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وانّي تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى
والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل. فخذوا بكتاب الله
واستمسكوا به وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي.
أخرجه
الامام أحمد ومسلم وعبد بن حميد عن زيد بن أرقم 2
__________________
ثم
أورده ص ١٦٥ عن صحيح مسلم » .
وأورده
في حرف الكاف : « كأني قد دعيت
فأجبت ، انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي
فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
ان الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ، من
كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
أخرجه
الطبراني في الكبير والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم » .
ترجم له :
١ ـ المرادي وقال
: « العالم الامام المشهور ، المحدث النحوي العلامة ، كان وافر الحرمة مشهورا
بالفضل الوافر ، أحد الاعلام المحدثين والعلماء الجهابذة ... فذكر تآليفه وأرّخ
وفاته بسنة ١١٢٠ » .
٢ ـ المحبى في (
نفحة الريحانة ٢ / ٨٦ ) رقم ٦٦.
*(١١٢)*
رواية عبد الغنى النابلسى
رواه
في كتابه ( ذخائر المواريث ١ / ٢١٥ ) برقم ١٩٣ : «
انطلقت أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم ... انّي تارك فيكم ثقلين
... ( م ) في الفضائل عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد ، ( ت )
في المناقب عن علي بن المنذر وعطية ( ه ) في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة ».
__________________
ترجم له :
وهو عبد الغني بن
اسماعيل النابلسي الدمشقي الحنفي النقشبندي القادري المتوفى سنة ١١٤٣.
١
ـ المحبى فقال : « بحر علم
لا يدرك غوره وفلك فضل على قطب الرحى دوره ... ولديه من المعلومات ما يشق على
القلم حشره ويتعسر على الكلم نشره وتآليفه تكاثر السحب المواطر ... » .
٢
ـ المرادي وعدد تآليفه
الكثيرة .
*(١١٣)*
رواية الشبراويّ شيخ
الأزهر
أورد في كتابه
حديث الثقلين عن زيد بن أرقم نقلا عن مسلم في صحيحه والترمذي في سننه .
ترجم له :
المرادي في ( سلك الدرر ٣ / ١٠٧ ).
*(١١٤)*
رواية مير غنى الحسيني
رواه
في كتابه ( الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة ) فاطمة الزهراء سيدة
النساء سلام الله عليها قال في الورقة ٨ ب :
__________________
« وقال صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني
فيهما ».
ترجم له :
وهو عفيف الدين
أبو السيادة عبد الله بن ابراهيم بن حسن مير غني الحسيني المتقي المكي الطائفي
الحنفي الملقب بالمحبوب المتوفى ١٢٠٧ .
البيطار وساق نسبه
الى الامام الجواد 7 ، وحكى ترجمته عن الجبرتي الى أن قال : « ومآثره شهيرة
ومفاخره كثيرة ، وكراماته كالشمس في كبد السماء وكالبدر في غيهب الظلماء ، وأحواله
في احتجابه عن الناس مشهورة وأخباره في زهده عن الدنيا على ألسنة الناس مذكورة ».
ثم عدد تآليفه
ومنها السهم الداحض في نحر الروافض!! ومنها الفروع الجوهرية في الأئمة الاثني
عشرية. ومنها الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة ألفها سنة ١١٦٤ .
*(١١٥)*
رواية أحمد زيني دحلان
روى
حديث الثقلين حيث قال : « ومن علامات محبته صلّى الله عليه وسلّم محبة أصحابه وأهل
بيته وذريته وقرابته ... وروى مسلم عن زيد بن أرقم 2 قال : قام
فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما
بعد أيها الناس ...
والثقلان تثنية
ثقل بالتحريك كما في القاموس وهو كل شيء نفيس مصون.
__________________
وروى الامام أحمد أيضا عن أبي سعيد
الخدري 2
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : اني
أوشك أن أدعى فأجيب وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، كتاب الله حبل
ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما.
وعترة الرجل أهله ورهطه ، أي أقاربه » .
(١١٦) رواية
الكمشخانوى
رواه
في كتاب ( راموز الأحاديث ) وهذا لفظه :
« انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان
على الضلالة. ش حم حب عن زيد بن أرقم.
اني أوشك أن أدعى فأجيب وانّي تارك فيكم
الثقلين كتاب الله وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل
بيتي ، وان اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف
تخلفوني فيهما. ش وابن سعد حم ع عن أبي سعيد » .
*(١١٧)*
رواية بهجت افندى
رواه في ( تاريخ
آل محمد ٤٥ ) حيث قال : « حديث الثقلين رواه جميع المحدثين وخصوصا البخاري ومسلم
وأحمد بن حنبل ومالك بن أنس ، وقد حكموا بصحته ... »
__________________
ثم ذكر متن الحديث
بأحد ألفاظه وأوضح مداليله ومعانيه ...
*(١١٨)*
رواية منصور على ناصف
رواه « عن يزيد بن
حيان 2 قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم. رواه مسلم في فضائل علي ، والترمذي
ولفظه :
انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن
تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي
أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما »
. *(١١٩)*
رواية النبهاني
رواه
في ( الفتح الكبير ١ / ٤٥١ ) حيث قال :
« انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل
ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
حم طب عن زيد ابن ثابت.
ز ـ انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن
تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي
أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. ت عن زيد ابن أرقم ».
ورواه
في كتاب ( الشرف المؤبد ١٨ ، ٢٤ ) أيضا.
__________________
*(١٢٠)*
رواية العباس اليمنى
ورواه العباس بن
أحمد اليميني في كتابه ( الروض النضير ٥ / ٣٤٣ ، ٤٦٦ ) فليراجع.
*(١٢١)*
رواية المباركفورى
ورواه الامام
الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري في ( تحفة الاحوذي
بشرح جامع الترمذي ١٠ / ٢٨٧ ـ ٢٩١ ) وقد شرح الحديث وأوضح معانيه بما لا مزيد
عليه.
*(١٢٢)*
رواية أحمد البنا
قال في ( الفتح
الرباني بترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني ١ / ١٨٦ ) : « كتاب الاعتصام بالكتاب
والسنة ، باب في الاعتصام بكتاب الله عز وجل » :
١ ـ عن يزيد بن
حيان التيمي قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر ابن مسلم الى زيد بن أرقم 2 ، فلما جلسنا
اليه قال له حصين ...
٢ ـ عن أبي سعيد الخدري 2 قال : قال
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : «
انّي تارك فيكم الثقلين ... ».
وقد ذكر شرح كل
ذلك وتخريجه في ( بلوغ الاماني من أسرار الفتح الرباني ) المطبوع معه.
وقال في ( بلوغ
الأماني المطبوع في ذيل الفتح الرباني ٤ / ٢٦ ) بعد
كلام له : « ولكن
هاهنا مانع من حمل الال على جميع الامة ، وهو حديث
: انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن
تضلوا : كتاب الله وعترتي. الحديث وهو في صحيح مسلم وغيره ».
*(١٢٣)*
رواية عبد الله الشافعي
رواه في ( أرجح
المطالب ٣٣٥ ـ ٣٤١ ) عن كبار الأئمة الحفاظ من حديث زيد بن ثابت ، زيد بن أرقم ،
وأبي سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله ، وزيد بن أسلم ، وعلي 7 ، وابى ذر ، وأبي
رافع ، وأبى هريرة ، وأم هاني ، وأم سلمة.
ومن حديث عامر بن
أبى ليلى وحذيفة بن أسيد وزيد بن أرقم جميعا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ومن حديث ابى
الطفيل حديث مناشدة علي 7 ، قال : فقام سبعة عشر رجل ...
قال
: وعن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد ـ وكان من رهط جابر بن عبد الله ـ حيث
أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد علي والفضل بن عباس في مرض وفاته قال :
فخرج يعتمد عليهما حتى جلس على المنبر وعليه عصابة فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال
: اما بعد أيها الناس فماذا تستنكرون من موت نبيكم ألم ينع إليكم نفسه وتنع اليه
أنفسكم؟ ام هل خلد احد ممن بعث قبلي فابعثوا اليه فأخذ بكم ، فانى لا حق بربي وقد
تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله بين أيديكم تقرءونه صباحا
ومساء ، فيه ما تلقون ، واهل بيتي.
اخرج
السيد ابو الحسن يحيى بن الحسن في كتابه اخبار المدينة.
*(١٢٤)*
رواية أبى رية
رواه
في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ٤٠٤ ) حيث قال :
«
وفي رواية : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وعترتي اهل بيتي.
وقد جاء هذا
الحديث بروايات مختلفة ـ والمعنى واحد ـ في كثير من كتب السنة ، وإذا أردت الوقوف
على هذه الروايات فارجع الى كتاب ( المراجعات ) التي جرت بين العلامة شرف الدين
الموسوي ; وبين الأستاذ الكبير الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر سابقا في الصفحات من ٢٠ ما
بعدها من الطبعة الرابعة ».
*(١٢٥)*
رواية توفيق ابى علم
رواه
في كتاب ( اهل البيت ٧٧ ـ ٨٠ ) ثم علق عليه وبحث حوله بكلام طويل ننقله هنا
لفوائده الجمة ... قال :
«
حديث الثقلين : وعن زيد بن أرقم عن النبي صلّى الله
عليه وسلّم : انا تارك فيكم الثقلين ...
__________________
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى الله
عليه وسلّم : انّي تارك فيكم الثقلين وفي رواية
خليفتين ... وفي رواية أخرى : انّي
قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا ... وفي رواية أخرى : انّي
تارك فيكم امر بن لن تضلوا ان اتبعتموهما وهما : كتاب الله وعترتي اهل بيتي فلا
تتقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلى منكم.
وقد يكون هذا
صريحا في خروج النساء من اهل البيت واختصاصهم بعشيرته وعصبته ، وهو رأينا الذي
انتهينا اليه في ختام هذا البحث والله اعلم.
وحديث الثقلين من
أوثق الأحاديث النبوية وأكثرها ذيوعا ، وقد اهتم العلماء به اهتماما بالغا لأنه
يحمل جانبا مهما من جوانب العقيدة الإسلامية ، كما انه من اظهر الأدلة التي تستند
إليها الشيعة في حصر الامامة في اهل البيت وفي عصمتهم من الاخطاء والأهواء ، لان
النبي صلّى الله عليه وسلّم قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه ، فلا يفترق أحدهما عن الآخر ، ومن الطبيعي أن صدور آية مخالفة
لأحكام الدين تعتبر افتراقا عن الكتاب العزيز ، وقد صرح النبي صلّى الله عليه
وسلّم بعدم افتراقهما حتى يردا على الحوض ، فدلالته على العصمة ظاهرة جلية.
وقد كرر النبي
صلّى الله عليه وسلّم هذا الحديث في مواقف كثيرة ، لأنه يهدف الى صيانة الامة
والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرهما ، ان تمسكت
بأهل البيت ولم تتقدم عليهم ولم تتأخر عنهم.
ولو كان الخطأ يقع
منهم لما صح الأمر بالتمسك بهم ، الذي هو عبارة عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجة ، وفي
ان المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل ، المتمسك بالقرآن ، ولو وقع منهم الذنب أو
الخطأ لكان المتمسك بهم يضل ، وان في اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن ، ولو لم
يكونوا معصومين لكان في اتباعهم الضلال ، وفي انهم حبل ممدود من السماء الى الأرض
كالقرآن ، وهو كناية عن أنهم واسطة بين الله تعالى وبين خلقه وان أقوالهم عن الله
تعالى ،
ولو لم يكونوا
معصومين لم يكونوا كذلك ، وفي انهم لن يفارقوا القرآن ولن يفارقهم مدة عمر الدنيا
، ولو أخطئوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم ، وفي عدم جواز مفارقتهم بتقدم
عليهم بجعل نفسه اماما لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم ، كما لا يجوز التقدم على
القرآن بالإفتاء بغير ما فيه او التقصير عنه باتباع اقوال مخالفيه ، وفي عدم جواز
تعليمهم ورد أقوالهم ، ولو كانوا يجهلون شيئا لوجب تعليمهم ولم ينه عن رد قولهم.
وقد دلت هذه
الأحاديث ايضا على ان منهم من هذه صفته في كل عصر وزمان بدليل قوله صلّى الله عليه وسلّم : انهما
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وان اللطيف الخبير أخبره بذلك ، وورود الحوض كناية عن انقضاء عمر الدنيا فلو خلا زمان من
أحدهما لم يصدق انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.
ويتخذ أنصار أن
اهل البيت هم الأئمة الاثنا عشر وأمهم الزهراء هذا الحديث ليرجحوا رأيهم قائلين
انه لا يمكن ان يراد بأهل البيت جميع بنى هاشم ، بل هو عن العام المخصوص بمن ثبت
اختصاصهم بالفضل والعلم والزهد والعفة والنزاهة من أئمة أهل البيت الطاهرين وهم
الأئمة الاثنا عشر وأمهم الزهراء البتول.
يدللون على ذلك
بالإجماع على عدم عصمة من عداهم ، والوجدان ايضا على خلاف ذلك ، لان من عداهم من
بنى هاشم تصدر منهم الذنوب ويجهلون كثيرا من الاحكام ولا يمتازون عن غيرهم من
الخلق ، فلا يمكن ان يكونوا هم المجعولين شركاء كالقرآن في الأمور المذكورة ، بل
يتعين ان يكونوا بعضهم لا كلهم وليس الا من ذكرنا.
*(١٢٦)*
رواية الاعظمى
وأثبته الشيخ
المحدث حبيب الرحمن الاعظمى في حواشيه وتعاليقه
على كتاب (
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٤ / ٦٥ ) فليراجع.
من وجوه
دلالة حديث الثقلين
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله الذي
جعلنا من المتمسكين بالقرآن المجيد والعترة الطاهرة ، وأيدنا لدمغ رءوس أهل الباطل
بالدلائل المفحمة والحجج القاهرة ، والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد
المبعوث بالآيات الواضحة والبينات الظاهرة ، والمرسل بالمعاجز المعجبة والخرائج
الباهرة ، وعلى آله الطيبين الطاهرين المنوهين المشبهين بالنجوم الزاهرة ، الهادين
المهديين الراشدين المرشدين لأهل الرقيع والساهرة.
مقدمة
حول نقل حديث الثقلين
( عن زيد بن أرقم
)
قوله: «
الحديث الثاني عشر رواية زيد بن أرقم عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم الثقلين ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر :
كتاب الله وعترتي ».
أقول :
يظهر تعسف (
الدهلوي ) في كلامه هذا بوجوه :
١ ـ رواة حديث الثقلين من
الصحابة
لقد نسب ( الدهلوي
) رواية هذا الحديث الشريف الى زيد بن أرقم فقط ، وقد رواه جمع كبير من الصحابة ،
كما عرفت ذلك بالتفصيل مما تقدم في ( القسم الاول ) من الكتاب. ونحن نذكر هنا
أسماء من روي عنه هذا الحديث من الصحابة ، وكذا أسماء طائفة ممن روى الحديث عن كل
واحد منهم :
[١]
أمير المؤمنين على بن ابى طالب 7 وهو أفضلهم وسيد أهل البيت ، وقد اخرج حديثه جماعة من
أعاظم اهل السنة منهم :
١ ـ ابن راهويه
إسحاق بن ابراهيم الحنظلي.
٢ ـ أبو بكر أحمد
بن عمر الشيباني.
٣ ـ أبو بكر أحمد
بن عمرو بن عبد الخالق البزار.
٤ ـ أبو جعفر محمد
بن جرير الطبري.
٥ ـ أبو بشر محمد
بن أحمد الدولابي.
٦ ـ أبو عبد الله
حسين بن اسماعيل المحاملي.
٧ ـ أبو العباس
ابن عقدة الكوفي.
٨ ـ أبو بكر محمد
بن عمر ابن الجعابي.
٩ ـ شمس الدين
السخاوي.
١٠ ـ جلال الدين
السيوطي.
١١ ـ نور الدين
السمهودي.
١٢ ـ علي المتقى
الهندي.
١٣ ـ أحمد بن
الفضل بن محمد باكثير المكي.
١٤ ـ محمود بن
محمد الشيخاني القادري.
١٥ ـ سليمان بن
ابراهيم القندوزي.
[٢]
الامام الحسن بن على السبط 7.
أخرج عنه الحديث :
الشيخ سليمان القندوزى.
[٣]
سيدنا سلمان 2 روى عنه الحديث : الشيخ سليمان القندوزي.
[٤]
سيدنا أبو ذر الغفاري 2 ، وقد أخرج حديثه جماعة منهم : ـ.
١ ـ محمد بن عيسى
الترمذي.
٢ ـ ابن عقدة
الكوفي.
٣ ـ أبو محمد احمد
بن محمد العاصمي.
٤ ـ ابن كثير
الدمشقي.
٥ ـ شمس الدين
السخاوي.
٧ ـ أحمد بن الفضل
بن محمد باكثير.
٨ ـ الشيخ سليمان
القندوزي.
[٥]
ابن عباس 2 ، وقد روى حديثه
الشيخ سليمان القندوزي.
[٦]
أبو سعيد الخدري ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ عبد الملك
العرزمي.
٢ ـ سليمان بن
مهران الأعمش.
٣ ـ محمد بن إسحاق
المدني.
٤ ـ عبد الرحمن
المسعودي.
٥ ـ محمد بن طلحة
اليامى.
٦ ـ عبد الله بن
نمير الهمداني.
٧ ـ عبد الملك
العقدى.
٨ ـ ابن سعد
الزهري.
٩ ـ أحمد بن حنبل.
١٠ ـ عباد بن
يعقوب الرواجني.
١١ ـ محمد بن أحمد
الرياحي.
١٢ ـ أبو عيسى
الترمذي.
١٣ ـ عبد الله بن
أحمد حنبل.
١٤ ـ أبو يعلى
التميمي.
١٥ ـ أبو جعفر
الطبري.
١٦ ـ أبو القاسم
البغوي.
١٧ ـ أبو العباس
ابن عقدة.
١٨ ـ أبو القاسم
الطبراني.
١٩ ـ أبو طاهر
الذهبي.
٢٠ ـ أبو إسحاق
الثعلبي.
٢١ ـ أبو نعيم
الاصبهاني.
٢٢ ـ أبو غالب
محمد بن أحمد النحوي.
٢٣ ـ أبو عمرو ابن
عبد البر.
٢٤ ـ أبو محمد
الغندجاني.
٢٥ ـ أبو الحسن
الجلابي.
٢٦ ـ أبو المظفر
السمعاني.
٢٧ ـ أبو البركات
الانماطي.
٢٨ ـ الفخر
الرازي.
٢٩ ـ أبو محمد بن
الأخضر.
٣٠ ـ أبو الفتح
الابيوردي.
٣١ ـ أحمد بن عبد
الله الطبري.
٣٢ ـ النظام
الأعرج النيسابوري.
٣٣ ـ ابراهيم
الحموئي
٣٤ ـ أبو الحجاج
المزي.
٣٥ ـ محمد بن يوسف
الزرندي.
٣٦ ـ ابن كثير
الدمشقي.
٣٧ ـ السيد على
الهمداني.
٣٨ ـ شمس الدين
السخاوي.
٣٩ ـ الجلال
السيوطي.
٤٠ ـ شهاب الدين
القسطلاني.
٤١ ـ عبد الوهاب
البخاري.
٤٢ ـ علي القاري.
٤٣ ـ احمد بن
الفضل بن باكثير.
٤٤ ـ محمود
القادرى الشيخاني.
٤٥ ـ محمد بن عبد
الباقي الزرقاني.
٤٦ ـ الميرزا محمد
البدخشاني الحارثي.
٤٧ ـ محمد بن
اسماعيل الصنعاني.
٤٨ ـ الشيخ سليمان
القندوزي. وغيرهم.
[٧]
جابر بن عبد الله الأنصاري 2 ، وقد أخرج حديثه جماعة من الحفاظ :
١ ـ أبو بكر ابن
أبي شيبة العبسي.
٢ ـ نصر الوشاء
الكوفي.
٣ ـ الترمذي صاحب
الصحيح.
٤ ـ محمد بن علي
الحكيم الترمذي.
٥ ـ النسائي صاحب
السنن.
٦ ـ أبو العباس
ابن عقدة.
٧ ـ محمد بن
سليمان البغدادي.
٨ ـ الخطيب البغدادي.
٩ ـ أبو بكر
البغوي.
١٠ ـ ابن الأثير
الجزري.
١١ ـ الخطيب
التبريزي.
١٢ ـ أبو الحجاج
المزي.
١٣ ـ الحسن بن
محمد الطيبي.
١٤ ـ محمد بن
المظفر الخلخالي.
١٥ ـ محمد بن يوسف
الزرندي.
١٦ ـ ابن كثير
الدمشقي.
١٧ ـ محمد بن محمد
الحافظي البخاري.
١٨ ـ شهاب الدين
الدولت آبادي.
١٩ ـ شمس الدين
السخاوي.
٢٠ ـ جلال الدين
السيوطي.
٢١ ـ نور الدين
السمهودي.
٢٢ ـ علي القاري.
٢٣ ـ أحمد بن
باكثير.
٢٤ ـ شهاب الدين
الخفاجي.
٢٥ ـ حسام الدين
السهارنفوري.
٢٦ ـ الميرزا محمد
البدخشاني.
٢٧ ـ محمد مبين
اللكهنوي.
٢٨ ـ الميرزا حسن
علي المحدث اللكهنوي.
٢٩ ـ الشيخ سليمان
القندوزي.
٣٠ ـ الصديق حسن
خان القنوجي.
[٨]
أبو الهيثم بن التيهان 2 ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم : ـ ١ ـ ابو العباس ابن عقدة.
٢ ـ شمس الدين
السخاوي.
٣ ـ نور الدين
السمهودي.
٤ ـ أحمد بن الفضل
بن محمد باكثير.
٥ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
[٩]
أبو رافع مولى رسول الله 6 ، وقد روى عنه حديثه : ابن عقدة ، والسخاوي ، والسمهودي ، وابن باكثير ،
والقندوزي كذلك.
[١٠]
حذيفة بن اليمان 2 ، روى عنه حديث الشيخ سليمان القندوزي.
[١١]
حذيفة بن أسيد الغفاري 2 ، وقد روى حديثه جماعة
منهم :
١ ـ نصر بن علي
الجهضمي.
٢ ـ أبو عيسى
الترمذي.
٣ ـ الحكيم
الترمذي.
٤ ـ أبو العباس
ابن عقدة.
٥ ـ أبو القاسم
الطبراني.
٦ ـ أبو نعيم
الاصبهاني.
٧ ـ أبو القاسم
ابن عساكر.
٨ ـ أبو موسى
المديني.
٩ ـ أبو الفتوح
العجلي.
١٠ ـ علي بن محمد
ابن الأثير.
١١ ـ الضياء
المقدسي.
١٢ ـ ابراهيم
الحموئي.
١٣ ـ ابن كثير
الدمشقي.
١٤ ـ محمد بن محمد
البخاري.
١٥ ـ شمس الدين
السخاوي.
١٦ ـ نور الدين
السمهودي.
١٧ ـ عطاء الله
الشيرازي.
١٨ ـ أحمد بن
الفضل بن باكثير.
١٩ ـ الشيخاني
القادري.
٢٠ ـ محمد صدر
العالم.
[١٢]
خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقد أخرج حديثه جماعة منهم :
١ ـ أبو العباس
ابن عقدة.
٢ ـ شمس الدين
السخاوي.
٣ ـ نور الدين
السمهودي.
٤ ـ أحمد بن الفضل
ابن باكثير.
٥ ـ الشيخ سليمان
القندوزي.
[١٣]
زيد بن ثابت وقد روى عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ الركين بن
الربيع الفزاري.
٢ ـ محمد بن
إسحاق.
٣ ـ شريك القاضي.
٤ ـ أبو أحمد
الزبيري.
٥ ـ أسود بن عامر
الشامي.
٦ ـ أحمد بن حنبل.
٧ ـ عبد بن حميد
الكشي.
٨ ـ أحمد بن عمرو
الشيباني.
٩ ـ عبد الله بن
أحمد بن حنبل.
١٠ ـ أبو جعفر
الطبري.
١١ ـ أبو بكر ابن
الأنباري.
١٢ ـ أبو القاسم
الطبراني.
١٣ ـ أبو منصور
الأزهري.
١٤ ـ أبو عبد الله
الكنجي الشافعي.
١٥ ـ نور الدين
علي الهيثمي.
١٦ ـ شمس الدين
السخاوي.
١٧ ـ الجلال
السيوطي.
١٨ ـ علي القاري.
١٩ ـ عبد الرءوف
المناوي.
٢٠ ـ علي بن أحمد
العزيزي.
٢١ ـ الميرزا محمد
البدخشي.
٢٢ ـ سليمان بن
ابراهيم القندوزي.
٢٤ ـ حسن الزمان
الهندي.
[١٤]
أبو هريرة ، وقد روى عنه
حديث جماعة وهم :
١ ـ أبو بكر
البزار.
٢ ـ شمس الدين
السخاوي.
٣ ـ الجلال
السيوطي.
٤ ـ أحمد بن الفضل
بن باكثير.
٥ ـ نور الدين
السمهودي.
٦ ـ محمود بن محمد
الشيخاني القادري.
[١٥]
عبد الله بن حنطب ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ أبو القاسم
الطبراني.
٢ ـ علي بن محمد
ابن الأثير.
٣ ـ الجلال
السيوطي.
[١٦]
جبير بن مطعم ، وقد أخرج عنه
حديثه جماعة منهم :
١ ـ أبو نعيم
الاصبهاني.
٢ ـ السيد علي
الهمداني.
٣ ـ الشيخ سليمان
القندوزي.
[١٧]
البراء بن عازب ، أخرج حديثه : أبو نعيم الاصبهاني.
[١٨]
أنس بن مالك ، روى عنه حديثه
: أبو نعيم الاصبهاني أيضا.
[١٩]
طلحة بن عبد الله التيمي ، روى عنه حديثه : الشيخ سليمان القندوزي.
[٢٠]
عبد الرحمن بن عوف ، روى عنه حديثه : الشيخ سليمان القندوزي أيضا.
[٢١]
سعد بن أبى وقاص ، روى عنه حديثه الشيخ سليمان القندوزي أيضا.
[٢٢]
عمرو بن العاص ، ذكر روايته الموفق بن أحمد الخوارزمي.
[٢٣]
سهل بن سعد الأنصاري ، أخرج عنه جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة
الكوفي.
٢ ـ شمس الدين
السخاوي.
٣ ـ نور الدين
السمهودي.
٤ ـ أحمد بن الفضل
بن باكثير.
٥ ـ الشيخ سليمان
القندوزي.
[٢٤]
عدى بن حاتم 2 ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي
، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٥]
عقبة بن عامر ، روى عنه حديثه :
ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٦]
أبو أيوب الأنصاري ، روى عنه حديثه :
ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٧]
أبو شريح الخزاعي ، روى عنه حديثه :
ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٨]
أبو قدامة الأنصاري ، روى عنه حديثه :
ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٩]
أبو ليلى الانصاري ، روى عنه حديثه :
ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٣٠]
ضميرة الأسلمي روى عنه حديثه :
ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٣١]عامر
بن ليلى بن ضمرة ، روى عنه حديثه
جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة
الكوفي.
٢ ـ أبو موسى
المديني.
٣ ـ أبو الفتوح
العجلي.
٤ ـ علي بن محمد
ابن الأثير.
٥ ـ ابن حجر
العسقلاني.
٦ ـ شمس الدين
السخاوي.
٧ ـ نور الدين
السمهودي.
٨ ـ أحمد بن الفضل
بن محمد باكثير.
٩ ـ الشيخ سليمان
القندوزي.
[٣٢]
سيدتنا فاطمة الزهراء 3 ، وقد أورد روايتها الشيخ سليمان القندوزي.
[٣٣]
سيدتنا ام سلمة رضي الله عنها ، وقد أورد روايتها جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة
الكوفي.
٢ ـ أبو الحسن علي
بن عمر الدارقطني.
٣ ـ شمس الدين
السخاوي.
٤ ـ نور الدين
السمهودي.
٥ ـ أحمد بن
باكثير.
٦ ـ الشيخاني
القادري.
[٣٤]
سيدتنا أم هاني أخت أمير المؤمنين 7. وقد أورد روايتها جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة
الكوفي.
٢ ـ شمس الدين
السخاوي.
٣ ـ نور الدين
السمهودي.
٤ ـ ابن باكثير
المكي.
هذا ، ولقد علم أن
رواة هذا الحديث الشريف من الصحابة والصحابيات الذين أخرج الحفاظ والعلماء
رواياتهم هم : أربعة وثلاثون.
فهل أنصف (
الدهلوي ) حيث نسب هذا الحديث الذي نقله هؤلاء الى زيد بن أرقم فقط ...؟
ولا يتوهم : لعل
اقتصاره على زيد كان من جهة احتجاج أهل الحق
برواية زيد بن
أرقم فحسب ، وذلك : لأنه يتضح لأدنى متتبع لكتب أهل الحق أنهم يحتجون ـ في مقام
اثبات هذا الحديث ـ بطرقه المتنوعة وأسانيده المتعددة ، ولا يكتفون برواية زيد أو
غيره ، كما لا يخفى على من لاحظ كتاب ( العمدة ) لابن بطريق ; و ( غاية المرام ) للسيد البحراني ; وغيرهما.
ومن الجدير بالذكر
هنا : أنه قد بلغت طرق هذا الحديث حدا جعل أكابر علماء المخالفين يعترفون بتعدد
رواته من الصحابة ، فقد قال الترمذي بعد روايته الحديث عن جابر : « وفي الباب عن
أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة ابن أسيد » .
وقال السخاوي بعد
أن ذكر طرق الحديث العديدة برواية أبي سعيد وزيد بن أرقم : « وفي الباب عن جابر ،
وحذيفة بن أسيد ، وخزيمة بن ثابت ، وسهل ابن سعد ، وضميرة ، وعامر بن ليلى ، وعبد
الرحمن بن عوف ، وعبد الله ابن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعدي بن حاتم ، وعقبة بن
عامر ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي ذر ، وأبي رافع ، وأبي شريح الخزاعي ، وأبي قدامة
الانصاري وأبي هريرة ، وأبي الهيثم بن التيهان. ورجال من قريش ، وأم سلمة ، وأم
هاني ابنة أبي طالب الصحابية رضوان الله عليهم ... » ثم ذكر رواياتهم بالتفصيل .
وقال السمهودي بعد
نقل طرقه العديدة وبعض مؤيداته : « وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة » .
وقال ابن حجر بعد
كلام له : « ثم اعلم أن الحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا
... » .
وقال أيضا : «
ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بعض وعشرين صحابيا
__________________
لا حاجة لنا
ببسطها » .
٢ ـ نقل حديث الثقلين عن زيد من
طرق أخرى غير محرفة
ان ( الدهلوي )
بعد أن نسب هذا الحديث الى زيد بن أرقم فحسب ، اختار أخصر ألفاظ حديث زيد قاصدا
بذلك كتم فضل أهل البيت :.
ولقد وردت ألفاظ
مبسوطة عن زيد بن أرقم نفسه ـ وان اتصفت بصفة التحريف كما تقدم ـ وفيها أو في
أكثرها جمل مفيدة تحق الحق المتحقق ، وإليك بعض تلك الألفاظ من كتب أعلام أهل
السنة :
أ ـ الألفاظ المطولة
( فمنها ) اللفظ
الذي رواه النسائي صاحب ( الخصائص ) والحاكم صاحب ( المستدرك ) عن حبيب بن أبي
ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ، وإليك نصه بلفظ الاول :
«
أخبرنا محمد بن المثنى ، قال قال حدثنا يحيى بن حماد ، قال أخبرنا أبو عوانة عن
سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما
رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ثم قال :
كأني دعيت فأجبت ، وانّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله
وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ،
ثم قال : ان الله مولاي وأنا ولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي 2 فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟
قال : نعم ، وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنيه » .
__________________
ورواه
باختلاف في بعض الألفاظ الطبراني كما ذكر الشيخ علي المتقي الهندي .
ورواه
محمد صدر العالم عن الطبراني والحاكم النيسابوري.
(
ومنها ) اللفظ الذي أخرجه الحاكم عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم
شاهدا للفظ المتقدم ، وهذا لفظه :
«
شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما حدثنا أبو بكر بن
إسحاق ، ودعلج بن أحمد السجزى ، قالا أنبأنا محمد بن أيوب ، ثنا الأزرق بن علي ،
ثنا حسان بن ابراهيم الكرماني ، ثنا محمد بن سلمة ابن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة ، أنه سمع زيد بن أرقم 2 ، قال [ يقول ] نزل
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين مكة والمدينة عند سمرات [ شجرات ] خمس دوحات
عظام ، فكنس الناس ما تحت السمرات [ الشجرات ] ثم راح رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم عشية فصلى ، ثم قام خطيبا ، فحمد الله واثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء
الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس! انّى تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما
، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من
أنفسهم؟ ثلاث مرات.
قالوا : نعم فقال رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه.
وحديث بريدة
الأسلمي ، صحيح على شرط الشيخين ... »
(
ومنها ) اللفظ الذي رواه ابن المغازلي بسنده عن زيد بن أرقم قال : «
أقبل نبي الله صلّى الله عليه وسلّم من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة
بين مكة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ، ثم نادى الصلاة
__________________
جامعة ، فخرجنا الى
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم شديد الحر ، ان منا لمن يضع رداءه على رأسه
وبعضه تحت [ على ] قدميه من شدة الحر [ الرمضاء ] ، حتى انتهينا الى رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم. فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال :
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونؤمن به
ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن
أضل ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد
: أيها الناس فانه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر من قبله ، وان عيسى بن مريم
لبث في قومه أربعين سنة ، واني قد أشرعت [ أسرعت ] في العشرين ، الاواني يوشك أن
أفارقكم ، ألا واني مسئول وأنتم مسئولون ، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من
كل ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، قد بلغت رسالته وجاهدت
في سبيله وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين ، فجزاك الله عنا خير ما جازى نبيا
عن أمته.
فقال : ألستم تشهدون أن لا اله الا الله
وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق والنار حق ، وتؤمنون
بالكتاب كله؟ قالوا : بلي ، قال [ فانى ] أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني ، ألا واني
فرطكم وانكم تبعي ، [ و ] توشكون أن تردوا علي الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي
كيف خلفتموني فيهما.
قال : فأعضل [ فأعيل ] علينا ما ندري ما
الثقلان ، حتى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي أنت وأمى يا نبى الله ، ما
الثقلان؟ قال : الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ،
فتمسكوا به ولا تزلوا [ ولا تضلوا ] ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي
وأجاب دعوتي [ فليستوص بهم خيرا ] ، فلا تقتلوهم ولا تعدوهم [ تقهروهم ] ولا
تقصروا عنهم ، فاني قد سألت لهما [ لهم ] اللطيف الخبير فأعطانى [ انهما يردا علي
كهاتين ـ وأشار بالمسبحتين ] ثم قال : ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي
خاذل ، ووليهما لي
ولي ، وعدوهما لي عدو ، ألا فانه لن تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على
نبيها وتقتل من قام بالقسط.
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب 2 فرفعها وقال : من كنت مولاه فهذا مولاه
، ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قالها ثلاثا. هذا
آخر الخطبة » .
ورواه
محمد بن اسماعيل الصنعاني في ( الروضة الندية ) عن ( محاسن الازهار للمحلى )
والشيخاني القادري في ( الصراط السوي ـ مخطوط ).
ورواه
الحافظ الزرندي وعنه السمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط
) وأحمد بن باكثير في ( وسيلة المآل ـ مخطوط ).
ب ـ الألفاظ المتوسطة
هذا ، ولو لم
يتيسر ( للدهلوي ) إيراد أحد هذه الألفاظ الطويلة عن زيد بن أرقم ، فليته ذكر بعض
ألفاظه المتوسطة وهذا بعضها : ـ
١ ـ اللفظ الذي أخرجه الطبراني عن زيد بن
أرقم كما ذكر السيوطي بتفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) والمتقي
والبدخشاني وهذا لفظه عن ( الدر المنثور ) للجلال
السيوطي :
«
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انى
لكم فرط وانكم واردون علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. قيل : وما
الثقلان يا رسول الله؟ قال : الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه
بأيديكم ، فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا ، والأصغر : عترتي وانهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض ، وسألت لهما ذلك
__________________
ربي ، فلا تقدموهما
فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم » .
٢ ـ اللفظ الذي رواه الطبراني أيضا وهو قريب
من الاول ، قال المتقي : « اني لا أجد لنبي
الا نصف عمر الذي كان قبله ، واني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا :
نصحت. قال : أليس تشهدون أن لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق
وأن النار حق ، وأن البعث بعد الموت حق؟ قالوا : نشهد ، قال : وأنا أشهد معكم ،
ألا هل تسمعون؟ فاني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض ، وان عرضه أبعد ما
بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين.
قالوا : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال :
كتاب الله ، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم
، فاستمسكوا به ولا تضلوا والآخر عترتي ، وان اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما
فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه ، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه.
طب.
عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم » .
٣ ـ اللفظ الذي رواه أبو نعيم الاصبهاني عن
زيد بن أرقم قال : « خرجنا مع رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم حجاجا ، حتى إذا كنا بالجحفة بغدير خم ، صلّى الظهر ثم
قام خطيبا ، فقال : يا أيها الناس هل تسمعون؟ اني رسول الله إليكم ، اني أوشك أن
أدعى ، اني مسئول وأنتم مسؤلون ، اني مسئول هل بلغتكم ، وأنتم مسؤلون هل بلغتم ،
فماذا أنتم قائلون؟ قال : قلنا يا رسول الله بلغت وجهدت. قال : اللهم اشهد وأنا من
الشاهدين ، ألا هل تسمعون؟ اني رسول الله إليكم ، واني مخلف فيكم الثقلين فانظروا
كيف
__________________
تخلفوني فيهما. قال
: قلنا يا رسول الله وما الثقلان؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله
وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به لن تهلكوا وتضلوا والآخر عترتي ، فإنهما لن يتفرقا حتى
يردا علي الحوض » .
ج ـ الألفاظ المختصرة
بل هناك ألفاظ
مختصرة رواها كبار علماء طائفته عن زيد بن أرقم نفسه ، فالعجب من ( الدهلوي ) لم
لم يورد أحدها ، وأورد هذا اللفظ الظاهر عليه آثار القطع والاسقاط؟ وإليك بعض تلك
الألفاظ :
الاول : اللفظ الذي أخرجه الترمذي حيث قال : «
حدثنا علي بن المنذر الكوفي ، حدثنا محمد بن فضيل ، قال حدثنا الأعمش عن عطية عن
أبي سعيد ، والأعمش عن حبيب بن ابى ثابت عن زيد بن أرقم 2 قال : قال
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل
ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض
فانظروا كيف تخلفوني فيهما. قال هذا حديث حسن غريب » .
الثاني
: اللفظ الذي رواه الطبراني عن زيد بن أرقم ، فقد قال المتقى ما نصه : «
انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل
بيتي ، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. حم طب. ص عن
زيد بن ثابت.
طب
ـ عن زيد بن أرقم » .
الثالث
: اللفظ الذي رواه الديلمي قائلا : زيد بن أرقم : انّي
تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيكم منه حبل ، من أتبعه كان على الهدى ومن
__________________
ترك كان على الضلالة
، وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. يعني
الأخذ بهما ثقيل » .
٣ ـ تفرد الدهلوي بنقل لفظ
الحديث كما نقله
ان اللفظ الذي
حكاه ( الدهلوي ) لهذا الحديث لفظ قد تفرد به ، ولم يأت عند أحد من أولئك الاعلام
والحفاظ الكبار من رجالات طائفته ... أفلم يكن من المناسب أن يطبق ( الدهلوي )
اللفظ الذي نقله على بعض الألفاظ التي نقلها الاعلام من السنة؟!
وللتأكد من ذلك
فعليك بمراجعة روايات : سعيد بن مسروق ( سنة ١٢٦ ) وابن حيان ( سنة ١٤٥ ) وسليمان
الأعمش ( سنة ١٤٨ ) وابن إسحاق ( سنة ١٥١ ) وإسرائيل الكوفي ( سنة ١٦٠ ) وأبي
عوانة ( سنة ١٧٦ ) وحسان الكرماني ( سنة ١٨٦ ) وجرير الضبي ( سنة ١٨٨ ) وابن علية
( سنة ١٩٣ ) ومحمد بن فضيل الضبي ( سنة ١٩٥ ).
وأسود بن عامر
الشامي ( سنة ٢٠٨ ) ويحيى بن حماد الشيباني ( سنة ٢١٥ ) وخلف بن سالم ( سنة ٢٣١ )
وزهير بن حرب النسائي ( سنة ٢٣٤ ) وشجاع بن مخلد الفلاس ( سنة ٢٣٥ ) ومحمد بن بكار
وابن راهويه ( سنة ٢٣٨ ) وابن بقية الواسطي ( سنة ٢٣٩ ) وأحمد بن حنبل ( سنة ٢٤١ )
ومحمد بن المثنى ( سنة ٢٥٢ ) والدارمي ( سنة ٢٥٥ ) وعلي بن المنذر الكوفي ( سنة
٢٥٦ ) ومسلم بن الحجاج ( سنة ٢٦١ ) وابن ماجة ( سنة ٢٧٣ ) وسليمان السجستاني ( سنة
٢٧٥ ) والرقاشي ( سنة ٢٧٦ ) والترمذي ( سنة ٢٧٩ ) وعبد الله بن أحمد ( سنة ٢٩٠ )
وأبي نصر أحمد ابن سهل القباني ( سنة ٢٩٢ ).
والنسائي ( سنة
٣٠٣ ) والطبري ( سنة ٣١٠ ) وابن خزيمة ( سنة ٣١١ ) وأبى بكر الباغندي ( سنة ٣١٢ )
وأبى عوانة ( سنة ٣١٦ ) وابن الأنباري ( سنة
__________________
٣٢٨ ) والطبراني (
سنة ٣٦٠ ) والقطيعي ( سنة ٣٦٨ ) ومحمد بن المظفر البغدادي ( سنة ٣٧٩ ).
والحاكم ( سنة ٤٠٥
) وأبي نعيم ( سنة ٤٣٠ ) والبيهقي ( سنة ٤٥٨ ) وأبى الحسن الجلابي ( سنة ٤٨٣ )
والحميدي ( سنة ٤٨٨ ).
وأبى علي البيهقي
( سنة ٥٠٧ ) وشيرويه الديلمي ( سنة ٥٠٩ ) والبغوي ( سنة ٥١٦ ) ورزين ( سنة ٥٣٥ )
والعاصمي والخوارزمي ( سنة ٥٦٨ ) وابن عساكر ( سنة ٥٧١ ).
والفرغاني ومبارك
بن الأثير (٦٠٦) وعلي بن محمد ابن الأثير ( سنة ٦٣٠ ) وابن النجار ( سنة ٦٤٣ )
والصغاني ( سنة ٦٥٠ ) وابن طلحة ( سنة ٦٥٢ ) وسبط ابن الجوزي ( سنة ٦٥٤ ) والكنجي
( سنة ٦٥٨ ) والنووي ( سنة ٦٧٦ ) وأحمد بن عبد الله الطبري ( سنة ٦٩٤ ).
والحموئي ( سنة
٧٢٢ ) والخازن ( سنة ٧٤١ ) وفخر الدين الهانسوي والخطيب التبريزي والمزي ( سنة ٧٤٢
) والطيبي ( سنة ٧٤٣ ) والخلخالي ( سنة ٧٤٥ ) والذهبي ( سنة ٧٤٨ ) والزرندي ( سنة
٧٥٠ ) والكازروني ( سنة ٧٥٧ ) وابن كثير ( سنة ٧٧٤ ).
وحميد المحلي
ومحمد الحافظي ( سنة ٨٢٢ ) والدولت آبادي ( سنة ٨٤٩ ) ونور الدين علي المكي ( سنة
٨٥٥ ).
والسخاوي ( سنة
٩٠٢ ) والجلال السيوطي ( سنة ٩١١ ) والسمهودي ( سنة ٩١١ ) والقسطلاني ( سنة ٩٢٣ )
والعلقمي ( سنة ٩٤٩ ) وعبد الوهاب البخاري ( سنة ٩٣٢ ) والشربينى الخطيب وابن حجر
الهيثمي المكي ( سنة ٩٧٣ ) وعلي المتقى ( سنة ٩٧٥ ) وميرزا مخدوم الجرجاني ( سنة
٩٨٨ ).
وكمال الدين
الجهرمي وعلي القاري ( سنة ١٠١٤ ) وعبد الرءوف المناوي ( سنة ١٠٣١ ) وابن باكثير (
سنة ١٠٤٧ ) والشيخاني وعبد الحق الدهلوي ( سنة ١٠٥٢ ) والخفاجي ( سنة ١٠٦٩ )
والعزيزي ( سنة ١٠٧٠ ) والزرقاني ( سنة ١٠٢٢ ) وحسام الدين الهارنپورى والبدخشاني
ومحمد صدر
عالم وولي الله
الدهلوي ( سنة ١٠٦٢ ).
والصغاني ( سنة
١١٨٢ ).
والصبان والعجيلي
ومحمد مبين اللكهنوي ( سنة ١٢٢٥ ) والمحدث اللكهنوي وولي الله اللكهنوي ( سنة ١٢٧٠
).
ومحمد رشيد
الدهلوي والعدوي والقندوزي وصديق حسن.
وبالتالي تجد عدم
مطابقة هذا اللفظ المذكور لواحد من ألفاظ حديث الثقلين في روايات هؤلاء الحفاظ
والأئمة ، وهذا من عجائب الأمور.
دلالة حديث الثقلين
( على امامة أهل البيت : )
قوله : « وهذا
الحديث لا علاقة له بالمدعى أصلا ، لأنه لا يلزم ان يكون المتمسك به صاحب الزعامة
الكبرى ».
أقول : ان هذا
الحديث يدل على ما يدعيه أهل الحق ، وإليك بيان ذلك في وجوه :
١ ـ مفاد الحديث وجوب الاتباع
ان هذا الحديث
مفاده وجوب اتباع أهل البيت : في جميع الأقوال والأفعال والاحكام والاعتقادات ، وظاهر ان
هذا الشأن بهذه الحيثية لا يتصور الا لمن حاز الزعامة الكبرى ونال الامامة العظمى
بعد رسول الله 6 ، فأمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام ـ وهو سيد أهل
البيت ـ هو الامام والخليفة ، وهو الذي يجب اقتداء الامة به بعد النبي 6 واتباعها إياه
واهتداؤها بهداه وأخذ الاحكام منه وإطاعة
أوامره ... وهذا
ما صرح به كبار العلماء :
فقد قال الطيبي في
شرح الحديث : « ومعنى التمسك بالقرآن العمل بما فيه ، وهو الائتمار بأوامره
والانتهاء عن نواهيه. والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم » .
وقال التفتازاني
بعد أن ذكر الحديث : « ألا ترى أنه 7 قرنهم بكتاب الله تعالى في كون التمسك بهما منقذا عن
الضلالة ، ولا معنى للتمسك بالكتاب الا الأخذ بما فيه من العلم والهداية ، فكذا في
العترة » .
وقال ابن حجر بعد
الحديث : « تنبيه : سمى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القرآن وعترته ـ وهي
بالمثناة الفوقية : الأهل والنسل والرهط الأدنون ـ ثقلين : لان الثقل كل نفيس خطير
مصون ، وهذان كذلك ، إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العلية
والاحكام الشرعية ، ولذا حث صلّى الله عليه وسلّم على الاقتداء والتمسك بهم
والتعلم منهم ... » .
وبمثل ذلك صرح كل
من : القاري في ( شرح الشفاء ٣ / ٤١٠ هامش نسيم الرياض ) والمناوي في ( فيض القدير
٣ / ١٤ ) والعزيزي في ( السراج المنير ٢ / ٥١ ) والشهاب الخفاجي في ( نسيم الرياض
٣ / ٤١٠ ) والزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية ٧ / ٧ ) وغيرهم ، وقد تقدمت كلماتهم
في ( قسم السند ).
وقال علي بن
سليمان الشاذلي في شرح الحديث : « أي ان عملتم بما فيه ائتمارا بأوامره وانتهاء عن
نواهيه ، وأحببتم عترتي واهتديتم بهداهم وسيرتهم ، فيه إشارة الى انهما كتوأمين
خليفتين عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم » .
__________________
٢ ـ اتباع اهل البيت كاتباع النبي
ان النبي 6 جعل اتباع أهل
بيته والاقتداء بهم كاتباع القرآن والائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه في
الوجوب واللزوم.
ولقد أتم 6 الحجة في ذلك
بأكمل وجه ، ومن الواضح ان من كان الاقتداء به بعد رسول الله 6 كالاقتداء
بالقرآن لا يكون الا خليفة واماما ، فظهر بذلك : ان أهل البيت هم خلفاؤه وليس غيرهم
، إذ لا يمكن جعل احكام وأفعال غيرهم كأحكام القرآن في وجوب الاطاعة والامتثال ،
هذا بالاضافة الى أنه لم يقل به أحد من المسلمين مطلقا.
فتعين بهذا البيان
ان خلفاء النبي 6 هم أهل بيته وليس سواهم من سائر الناس ، فإنهم أمروا
باتباع أهل البيت :.
قال محمد مبين اللكهنوي
في ( وسيلة النجاة ) : « أي : اخشوا الله واحفظوا حقوقهم واتخذوا طاعتهم ومحبتهم
شعارا لكم ، فكما أن امتثال احكام كتاب الله فرض فكذلك إطاعة أهل البيت والانقياد
لأوامرهم بالجوارح والأركان ومحبتهم ورسوخ العقيدة بهم في القلب واجب وفرض ».
وقال السندي بعد
كلام له : « فنظرنا فإذا هو مصرح بالتمسك بهم ، وبأن تباعهم كتباع القرآن على الحق
الواضح ، وبأن ذلك أمر متحتم من الله تعالى لهم ، ولا يطرأ عليهم في ذلك ما يخالفه
حتى الورود على الحوض وإذا فيه حث بالتمسك فيهما بعد الحث على وجه أبلغ ... »
وقال رشيد الدين الدهلوي
في ( إيضاح لطافة المقال ) في كلام له : « هل يجوز عاقل ان أهل السنة مع تشبثهم
بالثقلين وايجابهم ـ بحكم حديث انى تارك فيكم الثقلين ـ التمسك بالعترة الطاهرة
كوجوب التمسك بالقرآن ... ».
__________________
٣ ـ اتباع اهل البيت فرض على الامة
ان مفاد قوله 6 : «
ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي » هو وجوب اتباع أهل البيت : ، فانه 6 فرض على الامة ذلك لئلا يضلوا بعده وينقلبوا على أعقابهم
خاسرين ، ولا ريب ان فرض الاتباع بهم دليل متين وبرهان رضين على إمامتهم وخلافتهم
، ولذلك فإنهم ضلوا وتاهوا عند ما لم يسلموا اهل البيت : الخلافة والامامة
، مخالفين للرسول 6 ، منقلبين على أعقابهم كما يقول الله عز وجل.
قال المناوى في
شرحه : « وفي هذا مع قوله أو لا « انّى تارك فيكم » تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خلفهما ووصى أمته بحسن
معاملتهما وايثار حقهما على أنفسهم والاستمساك بهما في الدين ... »
وبمثله قال
الزرقانى ثم قال : « وأكد تلك الوصية وقواها بقوله : فانظروا بما تخلفوني فيهما
بعد وفاتي ، هل تتبعونهما فتسرونى أولا فتسيئوني » .
وقال القاري في
شرحه : « قال ابن الملك : التمسك بالكتاب العمل بما فيه وهو الائتمار بأوامر الله
والانتهاء بنواهيه ، ومعنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم ... » .
وبمثله قال
السهارنپوري في ( المرافض ).
وقد صرح بما ذكر
من دلالة حديث الثقلين الشيخ ثناء الله پانى پتى في خاتمة كتابه ( سيف مسلول ) بعد
اثبات امامة الأئمة الاثني عشرية بالكشف والإلهام فقال : « ويمكننا استنباط هذا
المدعى من كتاب الله وسنة النبي 6 ايضا ، قال الله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ). وجه الاستنباط
هو : ان الأنبياء السابقين كانوا يقولون :
__________________
لا أسألكم عليه
أجرا ان اجري الا على الله ، فلم يسألوهم أجرا أبدا ، وما الحكمة في سؤال نبينا 6 ذلك بخلاف أولئك
الأنبياء؟ الحكمة هي ان شرائع أولئك الأنبياء منسوخة بعد وفاتهم ، ولكن هذه
الشريعة مؤبدة ، فيلزم على الامة الرجوع ـ بعد وفاة النبي 6 ـ الى نائبه ،
فلهذا دلهم النبي شفقة منه عليهم الى محبة آله ، وأشار الى التمسك بأذيالهم لان
الوارثون النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبواب العلوم ، ولهذا قال 7 : تركت
فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي الحديث ، وقال 7 : انا
مدينة العلم وعلي بابها ... ».
٤ ـ لفظ « الثقلين » دليل على وجوب الاتباع
لقد عبر رسول الله
6 في هذا الحديث عن كتاب الله وعترته 7 بـ « الثقلين » وهذا ـ بمجرده ـ دليل واضح وبرهان لائح على
وجوب اتباع أهل البيت والعترة الطاهرة ، وذلك لقول الكثيرين من أئمة أبناء السنة
الحفاظ في وجه هذه التسمية وهذا التعبير : ان العمل والأخذ بهما والانقياد لهما
والمحافظة على حقوقهما ورعايتها وما يجب لهما ثقيل.
وممن نص على ذلك :
الأزهري في ( تهذيب اللغة ) والنووي في ( المنهاج ) والمجد ابن الأثير في ( جامع
الأصول ) و ( النهاية ) والديلمي في ( فردوس الاخبار ) والطيبي في ( الكاشف )
والشريف الجرجاني في ( الحاشية على المشكاة ) وابن خلفة في ( الإكمال ) والسنوسى
في ( مكمل الإكمال ) والسيوطي في ( النثير ) والشهاب الدولت آبادي في ( هداية
السعداء ) ومحمد طاهر الفتنى في ( مجمع البحار ) وابن حجر في ( الصواعق ) والميرزا
مخدوم في ( النواقض ) والشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات ) و ( أشعة اللمعات )
والزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية ) والزبيدي في ( تاج العروس ) وابن منظور في (
لسان العرب ) وآخرون ... وقد تقدمت نصوص عباراتهم في ( قسم السند ).
وظاهر : ان الأخذ
والعمل بأحكام القرآن فرض ، فكذلك العترة ، وهذا هو المطلوب.
٥ ـ الأمر بالاعتصام دليل على وجوب الاتباع
لقد جاء هذا الحديث بلفظ
« اني تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ان اعتصمتم به كتاب الله وعترتي ». أخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) والخطيب في ( المفترق والمتفق )
كما قال الميرزا محمد البدخشانى : « وأخرجه ابن أبى شيبة والخطيب في المتفق
والمفترق عنه ـ اي عن جابر ـ بلفظ : انّى تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ان
اعتصمتم به : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » .
وهذا أيضا يدل على
وجوب اتباع أهل البيت : ، لان الاعتصام مرادف للتمسك ، فقد قال المفسرون ـ كالطبرى
والثعلبي والواحدي والبغوي والرازي والبيضاوي والخازن والنيسابوري والسيوطي ـ في
تفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) « اي تمسكوا »
وبتفسير قوله تعالى : ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ
بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أي « ومن يستمسك
».
وهكذا قال
اللغويون أيضا ـ كالراغب في ( المفردات ) وابن الأثير في ( النهاية ) وابن منظور
في ( لسان العرب ) والسيوطي في ( النثير ) والزبيدي في ( تاج العروس ) في معنى (
الاعتصام ) فقالوا : « أي الاستمساك » أو « الامتساك بالشيء ».
هذا ، وكما ثبت
وجوب الاعتصام بأهل البيت : بالحديث الشريف كذلك ثبت بالقرآن الكريم حيث قال تعالى : (
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) إذ جاء في التفسير عن النبي وأهل بيته الطاهرين عليهم
الصلاة
__________________
والسّلام : ان
المراد بالحبل « أهل البيت ». فقد قال الثعلبي في تفسير الآية ما نصه : ـ
«
أخبرنى عبد الله بن محمد بن عبد الله ، نا محمد بن عثمان ، نا محمد ابن الحسين بن
صالح ، أنا علي بن العباس المقانعي ، نا جعفر بن محمد قال : نحن
حبل الله الذي قال : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) .
وقال
ابو نعيم الاصبهانى : « حدثنا محمد بن عمر بن سالم ، قال حدثنا أحمد بن زياد بن
عجلان قال حدثنا جعفر ابن علي بن نجيح قال حدثنا حسن ابن حسين العرني قال حدثنا
أبو حفص الصائغ قال : سمعت جعفر بن محمد يقول في
قوله عز وجل : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا )
قال : نحن حبل الله » .
ولقد فسر العز عبد
الرزاق بن رزق الله المحدث هذه الآية على هذا النهج ، فقد جاء في كتاب ( كشف الغمة
) : « قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال العجز المحدث : حبل الله علي واهل بيته : » .
وأما رواية
الثعلبي المتقدمة فقد أوردها عنه جماعة ـ منهم : ابن حجر في ( الصواعق ) والسمهودي
في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ) والميرزا محمد البدخشانى في ( مفتاح النجا ـ مخطوط )
والصبان في ( اسعاف الراغبين ١٠٩ ) ومحمد مبين اللكهنوي في ( مرآة المؤمنين ـ مخطوط
) عن ( الصواعق ).
وقال الشيخاني
القادري بعد أن ذكر طرق حديث الثقلين : « وكان جعفر بن محمد يقول في تفسير قوله
تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) نحن حبل الله ،
فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا » .
__________________
وقال الشيخ سليمان القندوزي : « تفسير(
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) : أخرج
الثعلبي بسنده عن أبان بن تغلب عن جعفر الصادق 2 قال : نحن
حبل الله الذي قال الله عز وجل : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ).
وأيضا : أخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنا
عند النبي صلّى الله عليه وسلّم إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله سمعتك تقول
واعتصموا بحبل الله ، فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب النبي صلّى الله عليه
وسلّم يده في يد علي وقال تمسكوا بهذا هو حبل الله المتين » .
والجدير بالذكر
هنا : انه قد فسر الشافعي « حبل الله » بولاء أهل البيت 7 معلنا ذلك في
أبيات نظمها ، فقد قال العجيلى عند الكلام على شهادة الأئمة الأربعة بفضل أهل
البيت : : « وأما شهادة الأئمة
الأربعة ، فمن كلام الامام الشافعي :
ولما رأيت الناس
قد ذهبت بهم
|
|
مذاهبهم في أبحر
الغي والجهل
|
ركبت على اسم
الله في سفن النجا
|
|
وهم آل بيت
المصطفى خاتم الرسل
|
وأمسكت حبل الله
وهو ولاؤهم
|
|
كما قد أمرنا
بالتمسك بالحبل »
|
الى آخر الأبيات .
والجدير بالذكر
أيضا : ان بعضهم فسرّ ( الحبل ) في قوله عز وجل : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) بالعترة الطاهرة ، استنادا الى حديث الثقلين ، وأورد
الحديث بلفظ يدل بصراحة على كونهم الحبل الذي أمر الله تعالى بالاعتصام به.
فقد قال السيد
محمد الطالقاني ـ خليفة السيد علي الهمداني ـ في رسالة ( قيافه نامه ) على ما نقل
عنه مجد الدين البدخشاني في كتابه ( جامع
__________________
السلاسل ) بترجمة
السيد علي الهمداني ، في مقام تفسير الآية المذكورة : « وقال البعض : ان حبل الله
عترة رسول الله ، كما قال
7
: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وعترتي ، ألا فتمسكوا بهما فإنهما حبلان لا ينقطعان الى يوم القيامة ».
وسيأتي أن بدر
الدين محمود الرومي جعل في شرح قول البوصيرى :
« دعا الى الله فالمستمسكون به
|
|
مستمسكون بحبل
غير منفصم »
|
كتاب الله وعترة رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم السبب الموصل الى رضوان الله ، ثم ذكر حديث الثقلين.
أضف الى ذلك : أن
بعض علماء أبناء السنة قد أوردوا حديث الثقلين مع الآية : (
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ... ) وذلك في صدد اثبات وجوب التمسك بأهل البيت : ، كنور الدين
السمهودي وقد مرّ ، وأحمد العجيلي حيث قال : « والزم بحبل الله ثم اعتصم ، قال
الله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا ) ، وقال
صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم
الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل
ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ... » .
٦ ـ لفظ « الأخذ » في الحديث دليل على وجوب الاتباع
ان
من ألفاظ حديث الثقلين قوله 6 : «
انّي تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي » وهو أيضا يفيد وجوب اتباع أهل البيت :.
وقد روى هذا اللفظ
جماعة من كبار أئمة أبناء السنة منهم : الترمذي في ( الصحيح ) وأحمد في ( المسند )
وابن راهويه في ( المسند ) وابن سعد في ( الطبقات ) والنسائي في ( الصحيح ) وابو
يعلى في ( المسند ) والطبراني في
__________________
( المعجم الكبير )
والبغوي في ( المصابيح ) وابن الأثير في ( جامع الأصول ) والقاضي عياض في ( الشفاء
) ... كما لا يخفى على من راجع ( قسم السند ).
ومن المعلوم ان
الأخذ معناه الاقتداء والعمل ، كالتمسك والاعتصام : ـ قال القاري : « والمراد
بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم ومحافظة حرمتهم والعمل بروايتهم والاعتماد على مقالتهم
» .
وقال الشهاب
الخفاجي : « وقال صلّى
الله عليه وسلّم : « ما ان أخذتم به » أي تمسكتم وعملتم واتبعتموه ... » .
هذا وبمثل ما
ذكرنا من معنى لفظ « الأخذ » ودلالته صرح الصديق حسن في ( السراج الوهاج في شرح
صحيح مسلم بن الحجاج ) بشرح حديث زيد بن أرقم ، قال : « ومسألة تحريم الزكاة على
أهل البيت لها موضع غير هذا الموضع ، والمقصود هنا بيان فضيلتهم وأنهم قسيم كتاب
الله في التعظيم والإكرام وفي التسمية بالثقل ، وأنه لا بد من الأخذ بهما فإنهما
لا يفترقان حتى يردا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحوض ».
وهكذا صرح السندي
بشرح حديث زيد أيضا ، قال : « فحملنا قوله
« أذكركم الله » على مبالغة التثليث فيه على التذكير بالتمسك بهم والردع عن
عدم الاعتداد بأقوالهم وأعمالهم وأحوالهم وفتياهم وعدم الأخذ بمذهبهم » .
٧ ـ لفظ « الاتباع » في بعض نصوص الحديث
لقد بين النبي 6 بقوله «
لن تضلوا ان اتبعتموهما » وجوب اتباع أهل البيت : ، وأنه مانع عن الضلال الى يوم القيامة وهذا المعنى يلازم
الامامة الحقة والخلافة الشرعية.
__________________
ولقد جاء حديث
الثقلين بهذا اللفظ لدى جماعة من كبار محدثي أبناء السنة منهم : الحاكم في (
المستدرك ٣ / ١٠٩ ) وابن حجر في ( الصواعق المحرقة ) بتفسير قوله تعالى : « وقفوهم
انهم مسئولون » ووالد الدهلوي في ( إزالة الخفا ) والشيخ سليمان القندوزي في (
ينابيع المودة ٣٥ ، ٣٧ ، ٢٩٦ ).
٨ ـ التكرار في الحديث دليل على وجوب اتباع أهل البيت
ان
قوله 6
: « أذكركم الله في أهل بيتي » أمر للامة باطاعة أهل بيته عليه و: ومتابعتهم
والتمسك بهم ...
ولقد اعترف ـ والحمد
لله تعالى ـ بهذا علماء أهل السنة ، فقد قال الشيخ حسين الكاشفي : « وفي تكرار هذا
الكلام ثلاثا دليل واضح على وجوب تعظيم أهل البيت ومحبتهم ومتابعتهم » .
وقال الشيخ عبد
الحق الدهلوي في بيان معنى هذا الكلام : « ولقد كرر هذه الكلمة للمبالغة والتوكيد
، وقد تقدم معنى « أهل البيت » ، وحمل هذا على جميع معانيه صحيح ، ولا سيما المعنى
الأخير فان محبتهم وتعظيمهم ورعاية حقوقهم وآدابهم أقدم وأهم وأتم ، وهو الظاهر ،
وهذه إشارة الى أخذ السنة ، كما أن الاول إشارة الى العمل بالكتاب ، وعلى هذا
المعنى فان جميع المؤمنين مطيعون لأهل بيت النبي وآله » .
وقال الزرقاني في
شرحها : « قال الحكيم الترمذي : حض على التمسك بهم لان الأمر لهم معاينة ، فهم
أبعد عن المحنة » .
وبمثله صرح آخرون
منهم : السندي في ( دراسات اللبيب ) ومحمد مبين اللكهنوي في ( وسيلة النجاة ) ....
__________________
٩ ـ عدم افتراق القرآن والعترة دليل على وجوب الاتباع
لقد أمر رسول الله
6 بقوله : « وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » الامة بالتمسك بأهل البيت عليهم الصلاة والسّلام.
وبهذا صرح جماعة
من علمائهم ، فقد قال المناوي في ( فيض القدير ) بشرح العبارة : « وفي هذا مع قوله
أولا : « انّي تارك فيكم » تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خلفهما ووصى أمته بحسن
معاملتهما وايثار حقهما على أنفسهم والاستمساك بهما في الدين ، أما الكتاب فلانه
معدن للعلوم الدينية والحكم الشرعية وكنوز الحقائق وخفايا الدقائق ، وأما العترة
فلان العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين فطيب العنصر يؤدي الى حسن الأخلاق ،
ومحاسنها تؤدي الى صفاء القلب ونزاهته وطهارته ».
وبمثله قال
الزرقاني.
وقال الشهاب
الدولت آبادي : « أي فيشهدان لمن كان محبا لهما وعلى من كان معاديا ، ومن أطاع
أمري فيهما وتمسك بهما ومن ترك وخالف ».
وهكذا قال محمد
مبين في ( وسيلة النجاة ) ...
١٠ ـ أمر النبي برعاية أهل البيت
قول
النبي 6
: « فانظروا كيف تخلفوني فيهما » دليل آخر على وجوب أتباع أهل البيت : ، وقد صرح بذلك
جماعة من علماء أبناء السنة :
فقد قال الشهاب
الخفاجي في شرحه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما » أي بعد وفاتي انظروا عملكم بكتاب الله واتباعكم لأهل بيتي
ورعايتهم وبرهم بعدي ، فان ما يسرهم يسرني وما يسوؤهم يسؤني » .
وبمثله قال
الزرقاني في ( شرح المواهب ).
__________________
وقال الشيخ عبد
الحق الدهلوي بشرحه : « أي كيف تتمسكون بهما من بعدي » .
وقال في ( اللمعات
في شرح المشكاة ) بشرحه : « أي تأملوا وتفكروا كيف تكونون خلفائي بعدي عاملين
متمسكين بهما ».
وقال الحسام
السهارنپوري في ( المرافض ) : ... أي كيف عملكم وتمسككم بهما من بعدي.
وهكذا قال آخرون
منهم كالشهاب الدولت آبادي في ( هداية السعداء ) والسندي في ( دراسات اللبيب ).
١١ ـ القرآن وأهل البيت توأمان
ولو لم يقل النبي 6 سوى «
انّي تارك فيكم أمرين أحدهما كتاب الله والآخر أهل بيتي » لكفى دليلا على إمامتهم عليهم الصلاة والسّلام.
وذلك لان المتبادر
منه : حكموا هذين الأمرين من بعدي واجعلوا أنفسكم محكومين لهما ، تابعين لهما ،
منقادين إليهما ، لا أن تحكّموا الكتاب وتحكموا أهل البيت وتجعلوهم تابعين لكم
.... فان هذا التفكيك الركيك لا يخطر ببال أحد أبدا ...
١٢ ـ حديث الثقلين في نقل أبى ذر
لقد
روى الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري 2 حديث الثقلين في لفظ يدل بوضوح على
امامة أهل البيت : ، فقد جاء في ( ينابيع المودة ) ما نصه
: « أيضا : عن سليم بن قيس الهلالي ، قال
بينا أنا وجيش [ حنش ظ ] بن المعتمر بمكة إذا قام أبو ذر وأخذ بحلقة باب الكعبة
فقال : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر فقال : أيها
__________________
الناس اني سمعت
نبيكم 6 يقول : مثل
أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك ، ويقول : مثل أهل بيتي
فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ، ويقول : انّي تارك فيكم ما ان
تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » .
فذكره 2 حديث الثقلين بعد
حديث السفينة وحديث باب حطة آخذا بحلقة باب الكعبة يدل على كمال أهمية هذه
الأحاديث ، وعلى إفادة هذا الحديث « حديث الثقلين » .. كحديث السفينة وحديث باب
حطة وجوب الانقياد التام لأهل البيت : ، أمرا متحتما جازما من رسول الله 6 ، وهذا هو
المطلوب.
والجدير بالذكر
هنا : ان هذا الحديث ـ الذي يدل على وجوب اتباع أهل البيت : ـ يدل على أحقية
أمير المؤمنين 7 وتقدمه وامتيازه واختصاصه بذلك.
وقد اعترف بهذا
علماء أبناء السنة وذكروا الشواهد العديدة له : فقد قال السمهودي في تنبيهاته بعد
حديث الثقلين : « رابعها : هذا الحث شامل للتمسك بمن سلف من أئمة أهل البيت
والعترة الطاهرة والأخذ بهداهم ، وأحق من تمسك به منهم : امامهم وعالمهم علي بن
أبي طالب 2 في فضله وعلمه ودقائق مستنبطاته وفهمه وحسن شيمه ورسوخ قدمه ، ويشير الى هذا
ما أخرجه الدارقطني في الفضائل عن معقل بن يسار قال : سمعت أبا بكر 2 يقول : علي بن
أبي طالب 2 عترة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أي الذين حث على التمسك بهم ، فخصه
أبو بكر 2 بذلك لما أشرنا اليه ، ولهذا خصه صلّى الله عليه وسلّم من بينهم يوم غدير خم
بما سبق من قوله : «
من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه
__________________
وعاد من عاداه » ، وهذا حديث صحيح لا مرية فيه » .
وبمثله قال ابن
حجر في ( الصواعق ٩٠ ) وابن باكثير في ( وسيلة المآل ـ مخطوط ) ونقل العجيلي هذا
المعنى عن ( الصواعق ) في ( ذخيرة المآل ) كما سيأتي.
وبعد هذا : فلا
يبقى ريب في ان حديث الثقلين دليل قوي متين على خلافة علي 7 بلا فصل بعد رسول
الله 6 ... والحمد لله على ذلك ...
وسيأتي مزيد توضيح
لهذا الذي ذكرناه ، وعليك بمراجعة حديث ام سلمة الذي رواه جماعة من علماء أبناء
السنة.
كما سيأتي ان شاء
الله تعالى احتجاج أمير المؤمنين 7 نفسه بحديث الثقلين في الشورى ، ولو لا تقدمه 7 في هذا الباب
لأنكر عليه أهل الشورى احتجاجه ...
ولقد تحققت خصوصية
أمير المؤمنين 7 بالمزايا المذكورة في حديث الثقلين عند المحدثين والحفاظ
من أهل السنة ، ولذا فقد أورد مسلم حديث الثقلين في ( الصحيح ) في باب فضائله بين
حديث خيبر وحديث تكنيته بأبي تراب ، كما لا يخفى على من راجعه.
وهكذا أورده النووي
في ( تهذيب الأسماء واللغات ) في أحواله 7 بين حديث المباهلة وحديث الولاية.
كما جعل سعيد
الدين الفرغاني في ( شرح التائية ) ـ حديث الثقلين مماثلا لحديث « المنزلة » وحديث
« مدينة العلم » في الدلالة على وراثته 7 العلم عن رسول الله 6 ووصية النبي به كما علمت ذلك سابقا.
وعلى ذلك كله :
فلا مجال لانكار دلالة حديث الثقلين على امامة علي
__________________
أمير المؤمنين 7.
تكميل
ان حديث الثقلين
كما يدل على امامة الأئمة الاثني عشر من أهل البيت : وامامة علي 7 بلا فصل بعد رسول الله ، كذلك يدل على وجود الامام الثاني
عشر الحجة المنتظر وبقائه عجل الله تعالى ظهوره.
وذلك لان هذا
الحديث يدل على عدم افتراق الكتاب والعترة الى يوم القيامة وحتى الورود على الحوض
، فكما ان القرآن باق الى يوم القيامة فكذلك يجب وجود من يكون أهلا للتمسك
والاقتداء به ، واماما للزمان وحجة للوقت من العترة الطاهرة الى يوم القيامة.
وقد نص جماعة من
علماء أهل السنة الاعلام على هذه الحقيقة في كتبهم :
فقد قال السمهودي
في تنبيهات حديث الثقلين : « ثالثها » : ان ذلك يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به
من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان وجدوا فيه الى قيام الساعة ، حتى يتوجه
الحث المذكور الى التمسك به ، كما ان الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا ـ كما
سيأتي ـ أمانا لأهل الأرض ، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض » .
وقد نقل عنه كلامه
هذا كل من المناوي في ( فيض القدير ٣ / ١٥ ) والزرقانى في ( شرح المواهب اللدنية ٧
/ ٨ ).
وقال ابن حجر ما
نصه : « وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة الى عدم انقطاع مستأهل منهم
للتمسك به الى يوم القيامة ، كما ان الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أمانا لأهل
الأرض كما
__________________
سيأتي ، ويشهد
لذلك الخبر السابق « في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي » .
وقال العجيلي : «
وهم الحافظون لكتاب الله وخلافة رسوله لا يفارقونها الى يوم القيامة ، لا بد من
قيام قائم لله بحجة منهم ووارث نبوته وخلافة رسوله ، فمنهم الظاهر ومنهم المختفي ،
حتى يكون خاتمتهم في الوراثة المهدي ، ولهذا يتقدم عيسى بن مريم ، وتقدم ان قطب
الأولياء الذي به صلاح العلم لا يكون الا منهم » .
وهكذا قال آخرون
منهم : شهاب الدين الدولت آبادي في ( هداية السعداء ) وحسن زمان في ( القول
المستحسن ) ....
وسيأتي ما يدل على
ذلك من خطبة رسول الله 6 وخطبة الامام الحسن السبط 7 ...
١٣ ـ دلالة الحديث كبعض الآيات
ان حديث الثقلين
من شواهد قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقوله عز وجل : (
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) وقد ذكرنا في ( المنهج الاول ) دلالة الآيتين على امامة
أهل البيت : ، فالحديث إذا كذلك ...
اما بالنسبة الى
دلالته على وجوب مودتهم ـ كالاية ـ فإليك بعض الكلمات من كبار علماء أبناء السنة :
قال السخاوي بعد
أن ذكر الحديث « وناهيك بهذا الحديث العظيم فخرا لأهل بيت النبي صلّى الله عليه
وسلّم لان قوله صلّى الله عليه
وسلّم : انظروا كيف تخلفوني ، وأوصيكم بعترتي
خيرا ، وأذكركم الله في أهل بيتي ـ على
__________________
اختلاف الألفاظ في
الروايات التي أوردتها ـ يتضمن الحث على المودة لهم والإحسان إليهم والمحافظة بهم
واحترامهم وإكرامهم وتأدية حقوقهم الواجبة والمستحبة ، فإنهم من ذرية طاهرة من
أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا » .
وقال الجلال
السيوطي في تفسير آية المودة : «
أخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن أرقم 2 ان رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم قال : انّى
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل
ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي اهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما » .
وروى حديث الثقلين
عبد الوهاب البخاري في ( تفسير أنورى ) بتفسير آية المودة عن أبي سعيد الخدري.
والخطيب الشربيني
بتفسير الآية عن زيد بن أرقم ...
وقال القاري بشرح
الحديث : « والمعنى أنبهكم حق الله في محافظتهم ومراعاتهم واحترامهم وإكرامهم
ومحبتهم ومودتهم » .
وقال نقلا عن
الطيبي : « ولعل السر في هذه الوصية واقتران العترة بالقرآن إيجاب محبتهم ، وهو
لائح من معنى قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً ... )
وقال البدخشانى :
« ثم اعلم ان محبتهم واجبة وبغضهم حرام على كل مؤمن ومؤمنة بدليل قوله تعالى : ( قُلْ لا
أَسْئَلُكُمْ ... ) وأخرج مسلم عن
__________________
زيد بن أرقم قال :
قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما فينا خطيبا ... » .
وهكذا قال جماعة
آخرون ، كالقارى ( شرح الشفاء ٣ / ٤١٠ هامش نسيم الرياض ) والمناوى ( فيض القدير ٣
/ ١٤ ) والشيخ عبد الحق ( أشعة اللمعات ٤ / ٦٧٧ ) والزرقانى ( شرح المواهب ٧ / ٧ )
....
وأما بالنسبة الى
الآية الثانية وهي قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ
مَسْؤُلُونَ ) فان حديث الثقلين جاء شاهدا لها في عبارات كثير من علماء
أبناء السنة :
فقد قال السمهودي
بعد ذكر طرق حديث الثقلين ، في التنبيه الرابع : « وقال الحافظ جمال الدين الزرندي
عقب حديث : «
من كنت مولاه فعلى مولاه » : قال الامام الواحدي : هذه الولاية التي أثبتها النبي صلّى الله عليه وسلّم
مسئول عنها يوم القيامة ، وروى في قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) : عن ولاية علي
واهل البيت ، لان الله أمر نبيه صلّى الله عليه وسلّم ان يعرف الخلق انه لا يسألهم
على تبليغ الرسالة أجرا الا المودة في القربى ، والمعنى : انهم يسألون هل والوهم
حق الموالاة كما أوصاهم النبي أم أضاعوها وأهملوها ، فيكون عليهم المطالبة والتبعة
ـ انتهى.
قلت : وقوله «
وروي في قوله تعالى » يشير الى ما أخرجه الديلمي عن ابى سعيد الخدري 2 وقفوهم انهم
مسئولون عن ولاية علي بن ابى طالب 2 ، ويشهد لذلك قوله في بعض الطرق المتقدمة : والله سائلكم
كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي ».
وراجع أيضا ما
ذكره بعد آية المودة من ( جواهر العقدين ).
ونقل كلام الواحدي
وحديث ابى سعيد المتقدم شاهدا للاية الكريمة كل من ( الصواعق ٨٩ ـ ٩٠ ) والشيخانى
في ( الصراط السوى ـ مخطوط ) و ( تحفة المحبين ـ مخطوط ) ، والمولوى ولى الله
اللكهنوى في ( مرآة المؤمنين ـ مخطوط ) قال : « الآية السادسة قوله تعالى : (
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) روى
__________________
الواحدي انهم
مسئولون عن ولاية على واهل البيت ....
وفي
الباب أحاديث كثيرة ، أخرج مسلم عن زيد بن أرقم قال : قام
فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه قال : أما بعد
أيها الناس! انما أنا بشر مثلكم ... ».
وذكر المولوي محمد
مبين في ( وسيلة النجاة ) أن الآية الكريمة : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) يدل على أن جميع أفراد البشر مسئولون يوم الحشر عما قابلوا
به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله على ونبينا وعليه وأهل بيت خير البشر
، وهل أدوا حق موالاتهم كما هو حقه أو لا؟ وهل امتثلوا ما أمرهم به رسول الله من
اطاعتهم والانقياد لأوامرهم أم تخلفوا عن ذلك؟ ... ولهذا فقد روى مسلم عن زيد بن
أرقم انه قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما فينا خطيبا بموضع فيه ماء يدعى
خما ... ».
١٤ ـ دلالة الحديث على عصمة الأئمة من أهل البيت
ان حديث الثقلين
يدل على عصمة أهل البيت عليهم الصلاة والسّلام وذلك :
١ ـ لان النبي 6 أمر فيه باتباع
أهل البيت : ، وحاشاه 6 أن يأمر باتباع الخاطئين والمخالفين للكتاب والسنة.
٢ ـ لأنه 6 قرنهم بالكتاب
وأمر باتباعهما معا ، فكما ان الكتاب منزه من كل باطل ، فأهل البيت : كذلك.
٣ ـ لأنه جعل
التمسك بهم مانعا من الضلال كالكتاب ، ومن كان جائزا عليه الضلال لا يكون مانعا
منه ...
٤ ـ لأنه 6 صرح بعدم
الافتراق بين الكتاب والعترة ، أي فإنهم لا يخالفونه في وقت من الأوقات.
٥ ـ لأنه صرح في
بعض طرقه بقوله «
هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض » وهذا تخصيص بعد تعميم ...
راجع : ( جواهر
العقدين ـ مخطوط ) و ( الصواعق المحرقة ) و ( وسيلة المآل ـ مخطوط ) و ( الصراط
السوى ـ مخطوط ) وغيرها.
٦ ـ لأنه
6 دعا لعلي 7 كما في بعض ألفاظه قائلا « اللهم أدر
الحق معه حديث كان » ... انظر ( السيرة الحلبية ٣ / ٣٣٦ ) و
( مدارج النبوة ٢ / ٥٢٠ ) و ( روضة الأحباب ـ مخطوط ) وغيرها.
٧ ـ لأنه 6 قال كما في
بعض ألفاظ الحديث « ناصرهما لي ناصر
وخاذلهما لي خاذل ووليهما لي ولى وعدوهما لي عدو » فجعلهما كنفسه في العصمة ... راجع ( المناقب لابن المغازلي ١٨ ) و ( نظم درر السمطين ) و (
الصراط السوى ـ مخطوط ) وغيرها.
٨ ـ لأنه 6 قال كما في
بعض ألفاظه في حق اهل البيت : « وانهم لن
يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة » رواه ابو
نعيم الاصبهاني في ( منقبة المطهرين ـ مخطوط ) بسنده عن البراء بن عازب.
٩ ـ لأنه 6 بين في بعض ألفاظ
حديث الثقلين عصمتهم بصراحة ، فقد جاء في (
الأربعين في فضائل امير المؤمنين لابي عبد الله محمد ابن مسلم الرازي ـ مخطوط ) :
« وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، فهما خليفتان بعدي ، أحدهما اكبر
من الآخر ، سبب موصول من السماء الى الأرض ، فان استمسكتم بهما لن تضلوا فإنهما لن
يفترقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة ، فلا تسبقوا أهل بيتي في القول فتهلكوا ،
ولا تقصروا عنهم فتذهبوا ، فان مثلهم فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف
عنها هلك ، ومثلهم فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك ، ومثلهم
فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ، ألا وان أهل بيتي أمان أمتي ،
فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما يوعدون ، ألا وان الله عصمهم من الضلالة ، وطهرهم
من الفواحش واصطفاهم على العالمين ، ألا وان الله أوجب محبتهم
وأمر بمودتهم ، ألا
وانهم الشهداء على العباد في الدنيا ويوم المعاد ، ألا وانهم أهل الولاية الدالون
على طريق الهداية ، ألا وان الله فرض لهم الطاعة على الفرق والجماعة ، فمن تمسك
بهم سلك ، ومن حاد عنهم هلك ، ألا وان العترة الهادية الطيبين دعاة الدين وأئمة
المتقين وسادة المسلمين وقادة المؤمنين وأمناء رب العالمين على البرية أجمعين ،
الذين فرقوا بين الشك واليقين وجاءوا بالحق المبين ».
والعصمة مستلزمة
للامامة كما ثبت في محله.
والى كونهم : معصومين ـ بمقتضى
الكتاب والسنة ولا سيما حديث الثقلين ـ ذهب جماعة من كبار علماء اهل السنة :
فقد قال الرازي
بتفسير قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) « ان الله تعالى
أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ، ومن امر الله تعالى بطاعته
على الجزم والقطع لا بد ان يكون معصوما عن الخطاء ، إذ لو لم يكن معصوما من الخطاء
لكان بتقدير اقدامه على الخطأ يكون قد امر الله تعالى بمتابعته ، فيكون ذلك امرا
بفعل ذلك الخطأ ، والخطأ لكونه خطأ يكون منهيا عنه ، فهذا يفضي الى اجتماع الأمر
والنهى في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد وهو محال ، فثبت ان الله امر بطاعة اولى
الأمر على سبيل الجزم ، وثبت ان كل من امر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب ان يكون
معصوما عن الخطأ ، فثبت قطعا ان اولى الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وان يكون
معصوما » .
ولما ثبت قطعا ان
رسول الله 6 قد امر بطاعة اهل البيت : ثبت بالضرورة عصمتهم ، وحكم الرسول حكم الله لقوله عز وجل :
( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاَّ
وَحْيٌ يُوحى ).
وقال ابن حجر
الهيتمي في ( المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية ) :
__________________
« وفي الحديث : انّى
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي ، فليتأمل كونه قرنهم بالقرآن في ان التمسك بهما يمنع
الضلال ويوجب الكمال ».
واليه أشار الجلال
السيوطي في خطبة كتابه ( الأساس ) إذ قال : « الحمد لله الذي وعد هذه الامة
المحمدية بالعصمة من الضلالة ما ان تمسكت بكتابه وعترة نبيه ، وخص آل البيت النبوي
من المناقب الشريفة ما قامت عليه الأحاديث الصحيحة بساطع البرهان وجليه ».
وقال ابن حجر بعد
أن ذكر الحديث : « ثم الذين وقع الحث عليهم منهم انما هم العارفون بكتاب الله وسنة
رسوله ، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب الى الحوض ، ويؤيده الخبر
السابق : لا تعلموهم فإنهم اعلم منكم ، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء ، لان الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة. وقد مر بعضها » .
وبمثله قال ولي
الله اللكهنوي في ( مرآة المؤمنين ـ مخطوط ).
وقال السندي في شرحه
للحديث : « وفيه من تأكد اخبار كونهم على الحق كالقرآن وصونهم ابدا عن الخطأ
كالوحي المنزل ما لا يخفى على الخبير ... » .
وقال الشهاب
الدولت آبادي : « وفي (
المصابيح ) و ( المشكاة ) عن زيد ابن أرقم قال : قام
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به ....
وهذا الحديث دليل
على انهم مع القرآن ، ولا يزول ايمانهم في حال النزع » .
__________________
١٥ ـ دلالة الحديث على اعلمية أهل البيت
ان حديث الثقلين
يدل على اعلمية أهل البيت : وذلك :
١ ـ لأنه 6 عبر عنهم مع
الكتاب بـ « الثقلين » ، وهو يفيد الاعلمية كما ذكر جماعة منهم : ابن حجر في (
الصواعق ٩٠ ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ).
هذا ومن جهة أخرى
فقد ذكر العلماء من أهل السنة في بيان وجه تسمية الكتاب والعترة بالثقلين أنه «
يستصلح بهما الدين ويعمر » ... تجد ذلك في ( الفائق للزمخشري ١ / ٨٠ ) و ( الكاشف
للطيبي ـ مخطوط ) و ( المرقاة للقاري ٥ / ٥٩٣ ) و ( نسيم الرياض للخفاجي ) وغيرها
...
وهذا دليل آخر على
الاعلمية.
٢ ـ لأنه 6 قرن أهل بيته : فيه بالكتاب ...
٣ ـ لأنه 6 امر فيه الخلق
بأخذ العلم منهم ، ولو كان في أصحابه أو غيرهم من هو اعلم منهم لارجع الامة اليه
من بعده ، وقد صرح بأمره 6 بأخذ العلم من أهل البيت جماعة منهم : التفتازاني في ( شرح
المقاصد ) وابن حجر في ( الصواعق ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ) وغيرهم مستفيدين
ذلك من حديث الثقلين.
٤ ـ لان مفاد هذا
الحديث انتقال علومه 6 الى أمير المؤمنين علي 7 بالوراثة. كما صرح بذلك سعيد الفرغاني في ( شرح تائية ابن
الفارض ). وهذا دليل صريح على أعلميته 7 ...
٥ ـ لأنه 6 قال كما في
بعض ألفاظ الحديث : « انهما لن يتفرقا
حتى يردا علي الحوض ، سألت ربي ذلك لهما ، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما
فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم » وسيأتي ذكر من روى هذا اللفظ من الحديث من علماء أهل السنة.
وروى
الشيخ القندوزي حديث الثقلين وفيه : «
فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم » وهذا نصه :
« وفي ( المناقب ) عن أحمد بن عبد الله بن سلام
عن حذيفة بن اليمان 2 قال : صلّى
بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الظهر ، ثم أقبل بوجهه الكريم إلينا فقال :
معاشر أصحابي ، أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته ، وأني ادعى فأجيب وانّي تارك
فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ان تمسكتم بهما لن تضلوا ، وانهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم » .
ورواه
بهذه الألفاظ عن الامام الحسين 7 أيضا كما سيأتي.
٦ ـ لأنه 6 قال كما
في بعض ألفاظه : « فلا تسبقوا أهل بيتي فتفرقوا ولا تخلفوا عنهم فتضلوا ولا
تعلموهم فهم أعلم ، وانهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، أحلم
الناس كبارا وأعلمهم صغارا ». رواه أبو نعيم في ( منقبة
المطهرين ـ مخطوط ).
والاعلمية تستلزم
الامامة كما تبين في مجلد ( حديث مدينة العلم ).
هذا وقد صرح جماعة
بأعلمية أهل البيت : واعترفوا بأنهم مثل كتاب الله تعالى في وجوب التمسك به
وأخذ العلم منه ... فقد قال القاري :
« وأقول : الأظهر
هو أن أهل البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله ، فالمراد بهم أهل العلم
منهم ، المطلعون على سيرته ، الواقفون على طريقته ، العارفون بحكمه وحكمته ، وبهذا
يصلح ان يكونوا عدلا لكتاب الله سبحانه كما قال :
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ... » .
وقال السمهودي في
تنبيهاته : « ثانيها : الذين وقع الحث على التمسك بهم من أهل البيت النبوي والعترة
الطاهرة ، هم العلماء بكتاب الله عز وجل ، إذ لا يحث صلّى الله عليه وسلّم على
التمسك بغيرهم ، وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق حتى يردا الحوض ،
ولهذا قال لا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا
__________________
عنهما فتهلكوا ...
» .
وبمثله قال ابن
حجر في ( الصواعق ٩٠ ).
١٦ ـ افضلية اهل البيت في الحديث
ان حديث الثقلين
يدل على افضلية أهل البيت : ، وذلك :
١ ـ لان النبي 6 قرنهم فيه
بالكتاب العزيز ، ولم يقرن غيرهم به ....
قال التفتازاني في
( المقاصد ) « وفضل العترة الطاهرة لكونهم أعلام الهداية ، وأشياع الرسالة ، على
ما يشير اليه ضمهم الى كتاب الله في إنقاذ المتمسك بهما عن الضلالة ».
وبه صرح الشهاب
الدولت آبادي في ( هداية السعداء ) ثم قال : « قوله : ـ كتاب الله وعترتي ، ذكر
بالعطف ، قال الشيخ الامام عبد القاهر الجرجاني : العطف هو الجمع بين الشيئين في
الحكم ، والأصل فيه الواو ، وهو لمطلق الجمع عندنا ... اى الجمع بين المعطوف
والمعطوف عليه في الحكم الذي هو الإثبات أو النفي ، وعليه عامة أهل اللغة وأئمة
الفتوى ... ».
٢ ـ لأنه 6 عبر عن الكتاب
والعترة بالثقلين ... وهذا بوحده دليل مبين على عظمتهما وكبر شأنهما ، وعلو
مقامها.
قال ابن الأثير في
( النهاية ) في ـ ثقل ـ : « ويقال لكل خطير نفيس : ثقل ، فسماهما ثقلين إعظاما
لقدرهما ، وتفخيما لشأنهما ».
وبمثله قال
الأزهري في ( تهذيب اللغة ) عن ثعلب ، والثعلبي في ( الكشف والبيان ـ مخطوط ) ،
والبغوي في ( معالم التنزيل ٧ / ٦ ) ، وابن الأثير
__________________
في ( جامع الأصول
) ، والنووي في ( المنهاج ٩ / ٣٦٦ ) ، وابن منظور في ( لسان العرب ) عن الأزهري ،
والخازن في ( تفسيره ٧ / ٦ ) ، وأبو حيان في ( البحر المحيط ٨ / ١٩٤ ) ،
والفيروزآبادي في ( القاموس ) ، والسيوطي في ( النثير ) ، وابن خلفه في ( إكمال
الإكمال ) ، والسنوسى في ( مكمل الإكمال ) ، والقسطلاني في ( المواهب اللدنية بشرح
الزرقاني ٧ / ٦ ) ، وابن حجر في ( الصواعق ٩٠ ) وكثيرون غيرهم ..
وقال سبط ابن
الجوزي بعد أن ذكر الحديث : « والثقلان الخطيران العظيمان » .
وقال الكنجي : «
وأما الثقلان فأحدهما كتاب الله عز وجل والآخر عترة النبي وأهل بيته ، وهما اجل
الوسائل ، وأكرم الشفعاء عند الله عز وجل » .
٣ ـ لأنه 6 امر باتباع أهل
البيت ، والتمسك بهم في جميع أمورهم الدينية والدنيوية ، والمتبع المتمسك به أعلى
وأفضل وأجل من غيره قطعا ....
٤ ـ لأنه 6 جعل التمسك بأهل
بيته كالتمسك بالكتاب العظيم ، ولو كان من هو افضل منهم لجعله ....
٥ ـ لان قوله 6 : «
ولن يفترقا حتى يردا على الحوض » يفيد انهما لن يفترقا في العظمة والفضل والشرف في
الدنيا والعقبى ( حتى يردا على الحوض ) ....
قاله الشهاب
الدولت آبادي في ( هداية السعداء ).
٦ ـ لان في هذا
الحديث ـ بالاضافة الى ما ذكر ـ شواهد وأدلة على أنه 6 يأمر بتعظيم أهل بيته : وتوقيرهم : ـ
__________________
فقد قال الكاشفى في
شرحه : « والثاني : أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، وفي تكراره هذا الكلام
ثلاثا دليل واضح على تعظيم اهل البيت ومحبتهم ومتابعتهم » .
وقال السمهودي في
تنبيهاته : « خامسها : قد تضمنت الأحاديث المتقدمة الحث البليغ على التمسك بأهل
البيت النبوي وحفظهم واحترامهم والوصية بهم ، لقيامه صلّى الله عليه وسلّم بذلك
خطيبا يوم غدير خم ، كما في أكثر الروايات المتقدمة ، مع ذكره لذلك في خطبته يوم
عرفة على ناقته كما في رواية الترمذي عن جابر ، وفي خطبته لما قام خطيبا بعد
انصرافه من حصار الطائف كما في رواية عبد الرحمن بن عوف 2 ، وفي مرضه الذي
قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه كما في رواية لام سلمة.
بل سبق قول ابن عمر رضي الله عنهما : آخر
ما تكلم به رسول الله 6
: اخلفوني في اهل بيتي .. مع قوله 6 : أنظروا
كيف تخلفوني فيهما ، وقوله : ألا
واني سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي ، وقوله : ناصرهما
لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ، وأوصيكم بعترتي خيرا وأذكركم الله في اهل بيتي ، على اختلاف الألفاظ في الروايات المتقدمة ، مع قوله في رواية عبد الله بن زيد عن أبيه
: فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وورد علي
يوم القيامة مسودا وجهه ، وفي الحديث الآخر
: فاني أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصيمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار. وفي
الآخر : من حفظني في اهل بيتي فقد اتخذ عند الله
عهدا ، مع ما اشتملت عليه
ألفاظ الأحاديث المتقدمة على اختلاف طرقها ، وما سبق في ما أوصى به أمته وأهل
بيته.
فأي حث ابلغ من
هذا وآكد منه؟ فجزى الله تعالى نبيه صلّى الله عليه وعلى آله عن أمته واهل بيته
افضل ما جزى أحدا من أنبيائه ورسله : » .
__________________
وقال الفضل بن
روزبهان : « قوله : ـ ان نعتقد ان آله صلّى الله عليه وسلّم يجب تعظيمهم ويلزم
الاقتداء بهم.
أقول : أما تعظيم
آل الرسول 6 فالاعتقاد انه فرض بناء على الأحاديث الصحيحة الواردة في الباب منها : ـ أنه قال في خطبته في حجة الوداع : يا
أيها الناس! انّي تارك فيكم الثقلين ... وقال في حديث آخر : أذكركم
الله في أهل بيتي ، ولقد كررها ثلاثا. ومن هنا يستفاد أن تعظيمهم ومحبتهم واجب ، ورعاية حقوقهم لازمة » .
وبمثل هذه الكلمات
قال جماعة آخرون منهم : القاري في ( المرقاة ٥ / ٥٩٤ ) والمناوى في ( فيض القدير ٢
/ ١٧٤ ) والخفاجي في ( نسيم الرياض ٣ / ٤١٠ ) والعزيزي في ( السراج المنير ١ / ٣٠٢
) وعبد الحق الدهلوي في ( أشعة اللمعات في شرح المشكاة ٤ / ٦٧٧ ) والزرقاني في (
شرح المواهب ٧ / ٥ ) وصديق حسن في ( السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج )
...
٧ ـ لان هذا
الحديث يدل على انه 6 جعل الكتاب والعترة كتوأمين ، ووصى الامة بحسن المعاشرة
معهما وايثار حقهما على أنفسهم كما يوصى الأب المشفق لأولاده : ـ
قال الطيبي بشرحه برواية زيد بن أرقم : ـ « وقوله : انّي
تارك فيكم إشارة الى انهما بمنزلة
التوأمين الخلفين عن رسول الله 6 ، وانه يوصى الامة بحسن المعاشرة معهما ، وايثار حقهما على
أنفسهم كما يوصى الأب المشفق لأولاده ، ويعضده الحديث السابق في الفصل الاول : أذكركم
الله في أهل بيتي كما يقول الأب المشفق : الله الله في حق اولادي » .
وبمثله قال
المناوى في ( فيض القدير ٣ / ١٥ ) والزرقاني في ( شرح
__________________
المواهب اللدنية ).
ونقل كلام الطيبي
المذكور القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٦٠٠ ).
٨ ـ لأنه 6 جعل فيه أهل بيته
قائمين مقامه من بعده :
فقد قال النظام
النيسابوري في تفسيره بتفسير قوله تعالى : ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ
وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ) : وكيف تكفرون : استفهام
بطريق الإنكار والتعجب ، والمعنى : من اين يتطرق إليكم الكفر ، والحال أن آيات
الله تتلى عليكم على لسان الرسول 6 غضة في كل واقعة ، وبين أظهركم رسول يبين لكم كل شبهة
ويزيح عنكم كل علة ...
قلت : أمّا الكتاب
فانه باق على وجه الدهر ، وأما النبي صلّى الله عليه وسلّم فانه ان كان قد مضى الى
; في الظاهر ، ولكن نور سره باق بين المؤمنين فكأنه باق ، على أن عترته صلّى
الله عليه وسلّم ورثته يقومون مقامه بحسب الظاهر أيضا ، ولهذا قال : «
انّي تارك فيكم الثقلين » ... » .
وقال الشيخاني
القادري : « وكفى بأهل بيته شرفا حيث عد النبي صلّى الله عليه وسلّم نفسه الشريفة
منهم بقوله : اللهم
انهم مني وأنا منهم ، وبقوله : أنا
حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ، وبقوله
: ألا من آذى قرابتي فقد آذاني ومن آذاني
فقد آذى الله .. » .
وبمثله صرّح ابن
حجر في ( الصواعق ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ).
وقال العجيلي : «
وإذا صح وثبت أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أفضل من آياته ـ ومنها القرآن ـ دخل
في ذلك الال الكرام الذين اصطفاهم الله
__________________
وخصهم بالولاية
والوراثة لمقامه الابراهيمي ، فقد ألحقوا بنفسه الشريفة في أمور كثيرة كما يشير
اليه قوله : اللهم
انهم مني وأنا منهم ، وذلك من قبيل
الاخبار ... وقوله في
المحبة : والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني ولا
يحبني حتى يحب ذوي ، وقوله : انّي
تارك فيكم ، وقصة المباهلة ودخولهم
معه في قصة الكساء ودعاؤه لما تضمنته الآية بأن يجعل الله صلاته ورحمته وبركاته
ومغفرته ورضوانه عليه وعليهم ، وطلب ذلك له ولهم من تعظيم قدرهم حيث ساوى بين نفسه
وبينهم.
وقوله
: فاطمة بضعة مني. قال البيهقي : الحديث يدل على أن من سبها فقد كفر ، ومن
صلّى عليها فقد صلّى على أبيها ، ويستنبط من ذلك أن أولادها مثلها لأنهم بضعة
منها.
وقوله
: علي مني وأنا من علي ، وقوله
علي مني بمنزلتي من ربي ، وقوله : من أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن فارق عليا فارقني ،
ان عليا مني وأنا منه وخلق من طيني وخلقت من طينة ابراهيم ، وأنا أفضل من ابراهيم
.. ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ، وقوله الحسن
مني والحسين من علي.
والدلائل النقلية
في التحاقهم بنفسه الشريفة كبيرة.
والدليل العقلي ما
سيأتي أن فك الفرع من أصله هو فك الشيء من أصله وهو محال غير ممكن ، باعتبار أن
هذا الفرع انما هو الشخص المعمول من مادة ، وذلك الأصل ونتيجته المتولدة منه ،
وسيأتي تحقيق ذلك ان شاء الله تعالى والاعادة تظهر الافادة ، وهذا الاتصال على
الإطلاق مختص بالعترة الشريفة ، لحديث كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة كما سيأتي » .
٩ ـ لان دلالة هذا
الحديث على أفضلية أهل البيت : بلغت حدا استعان به بعض أهل السنة لشرح الأحاديث الأخرى :
ـ
فقد قال القاضي
أبو المحاسن الحنفي في ( المعتصر من المختصر ) في شرح
__________________
حديث الستة الملعونين
:
« في الستة
الملعونين : روي ان رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم قال : ستة ألعنهم
لعنهم الله وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله عز وجل ، والمكذب بقدر الله ،
والمتسلط بالجبروت يذل به من أعز الله ، ويعز به من أذل الله ، والتارك لسنتي ،
والمستحل لحرم الله عز وجل ، والمستحل من عترتي ما حرم الله عز وجل ....
والعترة هم أهل
البيت الذين على دينه والتمسك بهداه ، روى
انه خطب بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد
الله وأثنى عليه ، ثم قال :
أما بعد أيها الناس! انما انتظر أن
يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب ، وانّي تارك فيكم الثقلين ... فمن أخرج عترته من المكان الذي جعلهم الله به على لسان نبيه
فجعلهم كسواهم ممن ليس من أهل بيته وعترته كان ملعونا. والباقي ظاهر ».
١٠ ـ لان هذا
الحديث يدل في رأي عبد الله بن العباس على أفضلية أمير المؤمنين 7 في أقل تقدير ،
لأنه عند ما سئل عن رأيه في أمير المؤمنين 7 قدم هذه الفضيلة على سواها : ـ
فقد روى الخوارزمي
بسنده عن مجاهد : قال : قيل لابن عباس : ما تقول في علي بن أبي طالب؟
قال : ذكرت والله
أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلّى القبلتين ، وبايع البيعتين ... » .
ورواه عنه الشيخ
القندوزي في ( ينابيع المودة ١٣٩ ).
والافضلية مستلزمة
للامامة ....
__________________
١٧ ـ الجمع بين حديث الثقلين والولاية
لقد جاء في كثير
من الروايات ان رسول الله 6 جمع بغدير خم بين حديث الثقلين وبين قوله في أمير المؤمنين 7 : من
كنت مولاه فان هذا مولاه ، ولقد علمت في مجلد ( حديث الغدير ) أن حديث الموالاة دليل واضح على امامة
أمير المؤمنين 7.
وبعد هذا كيف يقال
في حديث الثقلين : انه لا حجة لأهل الحق في هذا الحديث على مدعاهم؟.
وإليك بعض تلك
الروايات المشار إليها : ـ
روى
المتقي في ( كنز العمال ) هذا الحديث عن جماعة ... « عن علي : ان
النبي صلّى الله عليه وسلّم حضر الشجرة بخم ، ثم خرج آخذا بيد علي فقال : أيها
الناس ألستم تشهدون ان الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وان الله ورسوله مولاكم؟
قالوا : بلى. قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه .. وقد تركت فيكم ما
ان أخذتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم ، وأهل بيتي.
ابن
جرير ، وابن أبي عاصم ، والمحاملي في أماليه وصحح ».
ورواه
في ( كنز العمال ١ / ١٦٨ ) أيضا بلفظ آخر عن الحكيم والطبراني عن أبي الطفيل عن
حذيفة بن أسيد.
وكذا
تجده في ( التاريخ لابن كثير ٥ / ٢٠٩ ) و ( استجلاب ارتقاء الغرف للسخاوي ـ مخطوط
) و ( جواهر العقدين للسمهودي ـ مخطوط ) و ( الأربعين للمحدث الشيرازي ـ مخطوط ) و
( وسيلة المآل لابن باكثير ـ مخطوط ) و ( الصراط السوي للقادري ـ مخطوط ) و (
ينابيع المودة ٣٧ ).
ورواه
ابن حجر في ( الصواعق ٢٥ ) عن الطبراني وغيره معترفا بصحته وكذا السهارنپوري في (
المرافض ) ورواه البدخشاني في ( مفتاح النجا ـ مخطوط ) عن ( المعجم الكبير
للطبراني ) مع تصحيح السند ، وعن الطبراني والحكيم في ( نزل الأبرار ). ورواه
عنهما محمد صدر عالم في كتابه وصحح
سندهما
، وهكذا تجد الحديث في ( ذخيرة المآل ) و ( مرآة المؤمنين ).
وروى حسن زمان في
( القول المستحسن ) رواية الطبراني والحكيم ثم قال : ـ « وفيه الحث على متابعة
الثقلين بعد حديث الموالاة ، وكذا في رواية ابن راهويه ، وابن جرير ، وابن أبي
عاصم ، والمحاملي ، والطحاوي بأسانيد صحيحة ».
وروى السمهودي الحديثين في لفظ واحد عن
عامر بن ليلى بن ضمرة ، وحذيفة بن أسيد ، وهذا نصه : « عن عامر بن ليلى بن ضمرة ،
وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهما ... قالا : لما
صدر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ، ولم يحج غيرها أقبل حتى إذا
كان بالجحفة نهى عن سمرات بالبطحاء متقاربات لا ينزلوا تحتهن ، حتى إذا نزل القوم
وأخذوا منازلهم سواهن أرسل إليهن فقم ما تحتهن ، وشذبن عن رءوس القوم حتى إذا نودي
للصلاة غدا إليهن ، فصلّى تحتهن ... فقال : ايها الناس : انه قد نبأنى اللطيف
الخبير انه لن يعمر نبى الا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وانى لا ظن ان ادعى فأجيب
... الا فان الله مولاي وانا اولى بكم من أنفسكم ، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه ،
وأخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من
عاداه. ثم قال : ايها الناس انى فرطكم وأنتم واردون علي الحوض .. وانى سائلكم حين
تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تخلفوني ...
قالوا : وما الثقلان يا رسول الله؟
قال : الثقل الأكبر : كتاب الله ، سبب
طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، ألا وعترتي أهل
بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض.
وأخرجه ابن عقدة
في ( الموالاة ) من طريق عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل عنهما به ، ومن طريق ابن
عقدة أورده أبو موسى المديني في ( الصحابة ) وقال : انه غريب جدا ، والحافظ أبو
الفتوح العجلي في كتابه
الموجز
في فضائل الخلفاء » .
وتجد هذا الحديث في ( أسد الغابة ٣ / ٩٢
) و ( الاصابة ٢ / ٢٤٩ ) و ( استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط ) و ( وسيلة المآل ـ مخطوط
).
وروى السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف
ـ مخطوط ) استشهاد أمير المؤمنين 7 الصحابة في حديث الثقلين ، وشهادة سبعة
عشر رجلا منهم بذلك ، ثم انه 7
قال : « صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين » وهو مشتمل على الحديثين معا ...
وقد تقدم نص
الحديث سابقا في ( قسم السند ).
كما انه قد رواه
أيضا ابن الأثير في ( أسد الغابة ٥ / ٢٧٦ ) وابن حجر في ( الاصابة ٤ / ١٥٩ )
والسمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ) وغيرهم ...
وروى السخاوي عن السيدة أم سلمة رضي الله
عنها قال : « وأما حديث أم سلمة فحديثها عند ابن عقدة من حديث هارون بن خارجة عن
فاطمة ابنة علي عن ام سلمة رضي الله عنها قالت : أخذ
رسول الله بيد علي 2
بغدير خم فرفعها حتى رأينا بياض إبطه ، فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ...
وفيه
قال : يا ايها الناس! انّى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى
يردا علي الحوض » .
كما
رواه السمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ) وابن باكثير في ( وسيلة المآل ـ مخطوط
) والشيخ القندوزى في ( ينابيع المودة ٤٠ ).
كما
رواه القندوزي عن جابر بن عبد الله الأنصاري كذلك في ( ينابيع المودة ٤١ ).
وروى الحاكم بسنده عن ابى الطفيل عن زيد
بن أرقم ، وفيه : « ثم قال : ايها
الناس! انّى تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما وهما
__________________
كتاب الله واهل بيتي
عترتي ...
ثم قال : أتعلمون انى أولى بالمؤمنين من
أنفسهم ـ ثلاث مرات ـ؟ قالوا : نعم.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
من كنت مولاه فعلي مولاه » .
ورواه الجلال السيوطي في ( جمع الجوامع )
عن الحاكم عن زيد بن أرقم ، وقد جاء بلفظ آخر عن زيد بن أرقم في ( كنز العمال ١ / ١٦٧ ) عن الحاكم
والطبراني.
هذا ... والروايات
هذه كثيرة ، نكتفي بهذا المقدار ... وان شئت المزيد فراجع : ( المناقب ١٦ ـ ١٨ )
لابن المغازلي ، و ( تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٠٢ ) و ( السيرة الحلبية ٣ / ٣٣٦ ) و (
الفصول المهمة ٢٣ ) لابن الصباغ ، و ( مدارج النبوة ٢ / ٥٢٠ ) و ( روضة الأحباب ـ للجمال
المحدث ) وغيرها.
والجدير بالذكر ان
جماعة من علماء أبناء السنة استنتجوا من الحديثين أهلية امير المؤمنين 7 لان يتمسك به ويتبع
، وأحقيته بذلك :
فقد قال ابن حجر
بعد أن ذكر حديث الثقلين : « وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة الى عدم
انقطاع متأهل منهم للتمسك به الى يوم القيامة .. ثم أحق من يتمسك به منهم امامهم
وعالمهم على بن أبي طالب كرم الله وجهه ، لما قدمناه من مزيد علمه ، ودقائق
مستنبطاته .. ولذلك خصه صلّى الله عليه وسلّم بما مر يوم غدير خم » .
ونقل العجيلى في (
ذخيرة المآل ـ مخطوط ) كلام ابن حجر هذا.
وبمثله قال
السمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ) في التنبيه الرابع من تنبيهات حديث
الثقلين.
وقال الفضل ابن
باكثير في ذكر حديث الغدير ـ الموالاة ـ :
__________________
« وأخرج الدارقطني
في ( الفضائل ) عن معقل بن يسار 2 قال : سمعت أبا بكر 2 يقول : على بن أبى طالب عترة رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم. أى الذين حث النبي صلّى الله عليه وسلّم على التمسك بهم ، والأخذ بهداهم ...
وكأنه أخذ ذلك من
تخصيصه 6 له من بينهم يوم غدير خم بما سبق ، وهذا حديث صحيح لا مرية فيه ولا شك ينافيه
، وروى عن الجم الغفير من الصحابة ، وشاع واشتهر وناهيك بمجمع حجة الوداع » .
١٨ ـ الجمع بين حديث الثقلين والولاية والمنزلة
ان رسول الله 6 ذكر حديث الثقلين
، وحديث الموالاة وحديث
المنزلة ـ وهو « أنت منى بمنزلة هارون من موسى »
ـ معا في كلام واحد في
بعض ألفاظ حديث الغدير :
فقد
قال ابن حجر في ذكر حجة الوداع : «
ولا زال صلّى الله عليه وسلّم يسير بهم الى أن وصل وهو راجع للمدينة الى غدير خم
قرب رابغ ، فأمر بجمعهم ثم خطبهم ووصاهم بالتمسك بالقرآن وبأهل بيته ، وقال في حق
علي : من كنت مولاه فعلى مولاه ، وقال له : أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه
لا نبى بعدي » .
ولما كان الحديثان
المذكوران يدلان على امامة أمير المؤمنين 7 فكذلك هذا الحديث ، لوحدة الكلام ومقتضى التناسب الذي
اعتمد عليه علماء الحديث والكلام ، وكبار أئمة التفسير في استدلالاتهم في الموارد
المختلفة ، كما لا يخفى على المتتبع الخبير.
بل قد أفرط بعضهم
في ذلك كالنظام النيسابوري في ( تفسيره ) حيث ادعى نزول قوله تعالى : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
__________________
يَأْتِي
اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ... ) الآية ـ في حق
ابى بكر ـ مع أنها من الآيات النازلة في حق أمير المؤمنين 7 كما أثبتنا ذلك
في ( المنهج الاول ).
ثم أجاب عن
استدلال الشيعة بالآية التالية لها : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ ... ) بوجوه منها قوله : « وايضا الآية المتقدمة نزلت في ابى بكر
كما مر من انه هو الذي حارب المرتدين ، فالمناسب ان تكون هذه ايضا فيه » .
١٩ ـ دلالة لفظ الخلافة في الحديث على الامامة
لقد عبر رسول الله
6 ، في بعض ألفاظ هذا الحديث عن الكتاب وعترته بـ « الخليفتين » ، وهذا لا يدع
مجالا للريب في دلالة الحديث على امامة امير المؤمنين 7.
وهذا اللفظ رواه
جماعة منهم : احمد بن حنبل
حيث قال : « حدثنا الأسود ابن عامر ثنا شريك عن الركين عن القسم بن حسان عن زيد بن
ثابت قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّى
تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود بين السماء الى الأرض ، وعترتي اهل بيتي
، ورواه عن زيد بن ثابت جماعة بهذا اللفظ » .
ومنهم الحموئي في
( فرائد السمطين ) والسخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط ) عن احمد ،
والسيوطي في ( احياء الميت ٣٠ ) عن احمد والطبراني ، وفي ( البدور السافرة ) عن
ابن أبي عاصم ، وفي ( الدر المنثور ٢ / ٦٠ ) في تفسير قوله تعالى : (
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ... ) عن احمد ، وفي ( الجامع الصغير بشرح المناوى ٣ / ١٤ ) عن
احمد والطبراني ، والسمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ) عن احمد وعبد بن حميد
بسند جيد ، والقاري في ( شرح المشكاة ٥ / ٦٠١ ) عن احمد والطبرانيّ ، والشيخانى في
( الصراط السوى ـ
__________________
مخطوط ) عن احمد ،
والعزيزي في ( السراج المنير في شرح الجامع الصغير ٢ / ٥١ ) عن احمد والطبراني ،
والزبيدي في ( شرح احياء العلوم ١٠ / ٥٠٧ ) عن ابن أبي عاصم ، وأبي بكر ابن أبي
شيبة والطبرانيّ.
وقال الهيثمي : « عن رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم : انّي تركت فيكم خليفتين كتاب الله وأهل
بيتي ، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، رواه الطبراني
في ( الكبير ) ورجاله ثقات » .
وقال عبد الوهاب البخاري بتفسير آية
المودة في فضائل أهل البيت « وعن أبي سعيد الخدري 2 قال : خطب
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : ايها الناس! انّى تركت فيكم الثقلين
خليفتين ... وذكر الامام احمد ابن حنبل في مسنده بمعناه » .
ورواه الزرقانى في ( شرح المواهب اللدنية
٧ / ٧ ) عن أبي سعيد.
والمتقى في ( كنز العمال ١ / ١٦٦ ) عن
الطبرانيّ عن زيد بن أرقم.
وقال المناوي : «
انّى تارك فيكم خليفتين : كتاب الله ... وعترتي اهل بيتي ، تفصيل بعد إجمال ، بدلا او بيانا ، وهم اصحاب الكساء الذين
اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » .
وكذا قال في (
التفسير في شرح الجامع الصغير ١ / ٣٦٧ ).
والجدير بالذكر : قول الرضي بن محمد الحسيني في ( تنضيد
العقود السنية بتمهيد الدولة الحسينية ) في ذكر الفوائد التي يشتمل عليها حديث : انّى
تارك فيكم خليفتين ....
« الحادي عشر : ان
العترة ان أريد بها معناها الحقيقي على ما يقتضيه التأكيد بـ « اهل بيتي » كان
الحديث ايضا في خلافة اهل البيت ، وهذا خلاف ما عليه اهل السنة ، وان أريد بها
المعنى المجازى كان التأكيد لغوا
__________________
بالنظر الى ما هو
الأغلب في التأكيد .. إذ الغالب فيه رفع توهم المعنى المجازى. وكلامه 7 مبرأ عن الاشتمال
على اللغو.
الثاني عشر : ان
الحديث الشريف يدل بطريق المفهوم على وعيد عظيم وهو : ان من لم يتمسك بشيء من
الخليفتين او تمسك بأحدهما ولم يتمسك بالآخر يقع في الضلال ، ولا ينجو منه ، مع
خفاء ما هو المراد من الخليفة الثاني ، إذ لو لم يكن فيه خفاء لم يقع الخلاف بأن
المراد من العترة هل هو المعنى الحقيقي كما يقتضيه التأكيد ، او المعنى المجازى
كما يقتضيه ما اتفق عليه اهل السنة؟ والله تعالى اعلم ».
٢٠ ـ السبق على أهل البيت ضلال
لقد
جاء في حديث الثقلين قوله 6 : فلا
تسبقوا اهل بيتي فتهلكوا. وهو يفيد خلافة اهل البيت : ، ويدل على ان التقدم على امير المؤمنين علي 7 ـ وهو سيد اهل
البيت ـ في امر الخلافة هلاك وضلال.
ولقد جاء هذا
الكلام في رواية حديث الثقلين عند جماعة منهم : ابو نعيم في ( منقبة المطهرين ـ مخطوط
) وابو حيان في تفسيره ( البحر المحيط ) والجلال السيوطي في ( الإنافة ) و ( الدر
المنثور ٢ / ٦٠ ) وابن حجر في ( الصواعق ١٣٦ ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط
) والسخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط ) والمتقى في ( كنز العمال ١ / ١٦٦
ـ ١٦٨ ) وغيرهم ... وقد تقدم بعض رواياتهم سابقا.
( تنبيه )
سيأتي ان شاء الله
ـ حسب تصريحات جماعة من كبار علماء أبناء السنة ـ ان قول رسول الله 6 هذا يدل على تقدم
أهل البيت : على غيرهم في الخلافة وسائر الوظائف الدينية فانتظر ...
والجدير بالذكر :
انه قد عد الفخر الرازي في ( نهاية العقول ) في صفات الامام : « كونه قرشيا »
مستدلا لذلك بحديث : «
قدموا قريشا ولا تقدموها » فقال : « وهنا صفة تاسعة : وهي كونه ـ اى الامام ـ قرشيا ، وهي عندنا وعند أبي
على وأبي هاشم معتبرة » ثم قال في مقام الاستدلال : « دليلنا : الإجماع والسنة »
وقال بعد ذكر الإجماع.
« واما السنة فما
رواه ابو بكر وكثير من أكابر أصحابه عنه صلّى الله عليه وسلّم انه قال : الأئمة من
قريش ، ويدعى هنا : ان الالف واللام للاستغراق ، فيكون معنى الحديث : ان كل الأئمة
من قريش. وسواء كان المراد منه الأمر أو الخبر فانه يمنع من كون الامام غير قريشي
، تركنا العمل باللفظ الا في الامام الأعظم ، فبقى الحديث حجة فيه ، وقال 7 : الولاة
من قريش ما أطاعوا الله ، واستقاموا لأمره. وقال ايضا
: قدموا قريشا ولا تقدموها ».
وحيث كان هذا
الحديث دليلا على لزوم كون الامام قرشيا ، فان هذه الكلمات الواردة عن النبي 6 ـ في النهى عن
التقدم على أهل البيت : ـ تدل بالاولوية على وجوب كون الامام من أهل البيت : من قريش خاصة ،
والحمد لله على ذلك.
٢١ ـ محصل معنى حديث الثقلين
١ ـ قال أبو نصر
العتبي في صدر ( تاريخه ) في ذكر رسول الله 6 :
« الى أن قبضه
الله جل ذكره اليه مشكور السعى والأثر ، ممدوح النصر والظفر مرضى السمع والبصر ،
محمود العيان والخبر ، فاستخلف في أمته الثقلين كتاب الله وعترته الذين يحميان
الاقدام أن تزل ، والاحكام أن تضل والقلوب أن تمرض ، والشكوك أن تعرض
، فمن تمسك بهما فقد سلك الخيار ، وأمن العثار وربح اليسار ، ومن صدف عنهما فقد
أساء الاختيار ، وركب الخسار ، وارتدف الأدبار ـ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما
رَبِحَتْ
تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ » أقول : أليس ( الدهلوي )
من أولئك؟!
٢ ـ قال الشمس
الخلخالي في ( المفاتيح في شرح المصابيح ـ مخطوط ) في شرح حديث الثقلين :
« الثقلين. قال في
( شرح السنة ) قيل : سماهما ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، لان الكتاب
عظيم القدر والعمل بمقتضاه ثقيل ، وكذا محافظة أهل بيتي واحترامهم وانقيادكم لهم
إذا كانوا خلفاء بعدي ».
فلينظر هل يصح
القول بأن هذا الحديث لا مناسبة له بمدعى أهل الحق؟!
٣ ـ قال الشهاب الدولت آبادي في ( هداية
السعداء ) :
« ولما رجع رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم من حجة الوداع ـ اى عند ما وادع المصطفى المسلمين في الحج ، وقال : السلام
على من أتى الى هذا المكان ، وقع في الحجيج اضطراب وقلق ، حتى وصل الى خم ـ وهو
منزل فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ان يصنعوا له من رحال الإبل منبرا ،
فصعد فقال الاصحاب : يا رسول الله : من نتخذ خليفة لك؟ قال : القرآن وأولادي من
بعدي خليفتاي عليكم ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ، فثبت بهذا الحديث
بقاؤهم الى يوم القيامة ، وانهم الهادون الى سبيل الحق ، ومن تمسك بهم لم يضل ».
فلينظر هل هناك
مجال لاحد لان ينكر دلالة هذا الحديث على خلافة أهل البيت؟!
٤ ـ قال الشهاب الدولت آبادي أيضا في (
هداية السعداء ) في ذكر الحديث الثقلين :
«
قال المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في الحديث السابق : ولن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ، اى : ان القرآن واولادي يردان معا على الحوض كى يشهدا لمن والاهم وعلى من
عاداهم ، ومن أطاع امرى من بعدي في التمسك ومن خالفه ، وانا واقف على الحوض انظر
من يرد على مع محبة القرآن
واولادي.
واما من ترك
التمسك بهما وخالف امري فيهما فان الملائكة يذودونهم غاضبين كما يذاد البعير أو
الفرس الضال ، فأنادي : ايتوني بهذا فانه من أمتي ... فيقال لي : يا محمد انك لا
تدري انهم خالفوا أمرك في القرآن وأولادك وأبغضوهم وعادوهم عوض ودهم وحبهم ، فأقول
للملائكة : بعدوه عنى ، ومن امر الناس بمتابعته لا يصير تابعا ، والمندوب الى
إمامته لا يكون مأموما ، وكل علم وكل قول دل على مخالفة الرسول صلّى الله عليه
وسلّم فهو زندقة وشيطنة.
فمن لم يتمسك
بالقرآن واولاد الرسول فانه يطرح في النار غدا يوم القيامة وان جاء بعلم الأولين
والآخرين ، وزهد زهد الراهب ».
فلينظر أفليس حديث
الثقلين دليلا على امامة علي واهل البيت : أو ليس هذا الكلام ذما لمن تقدم عليهم؟!
والجدير بالذكر ان
دولت آبادي ضمن كلامه هذا حديث الحوض ، وجعل تاركي التمسك مصداقا لما جاء فيه من
قول الملائكة للرسول صلّى الله عليه وسلّم : انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ....
٥ ـ قال السخاوي
في ( استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط ) بعد حديث الثقلين :
« وناهيك بهذا
الحديث فخرا لأهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم ، لان قوله صلّى الله عليه وسلّم انظروا
كيف تخلفوني ، وأوصيكم بعترتي خيرا ، وأذكركم الله في اهل بيتي ، على اختلاف الألفاظ في الروايات التي أوردتها يتضمن الحث
على المودة لهم ، والإحسان إليهم ، والمحافظة بهم ، واحترامهم وإكرامهم وتأدية
حقوقهم الواجبة والمستحبة ، فإنهم من ذرية طاهرة من اشرف بيت وجد على وجه الأرض
فخرا وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة
الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي كرم الله وجهه وأهل بيته وذريته
رضى الله عنهم ....
وكذا يتضمن تقديم
المتأهل منهم للولاية على غيرهم ، بل وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم ـ كما تقدم ـ لا
تقدموها فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم إشارة
الى ما جاءت الأحاديث الصحيحة من كون الخلافة في قريش ووجوب الانقياد لهم فيما لا
معصية فيه ».
فلينظر كيف لا
يعترف ( الدهلوي ) بتعلق حديث الثقلين بموضوع الخلافة؟
ولا بد هنا من
التنبيه على أن ما ادعاه السخاوي من أن قوله
صلّى الله عليه وسلّم : « لا تقدموهما
فتهلكوا ». إشارة الى كون الخلافة في قريش ...
لا وجه له إذ لا
ذكر لقريش في حديث الثقلين ، وانما جاء بحق أهل البيت : منهم خاصة ، على
انه قد تقدم أن مراده صلّى الله عليه وسلّم من قوله
: « الأئمة من قريش » اى : من اهل بيته : على وجه الخصوص ، وهم سادات قريش اجماعا ...
٦ ـ قال ابن حجر
في ( الصواعق ) بعد أن صرح بمثل كلام السخاوي المتقدم :
« وفي قوله صلّى
الله عليه وسلّم : لا تقدموهما فتهلكوا ... دليل على ان من تأهل منه في المراتب
العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره ، ويدل له التصريح بذلك في كل قريش
كما مر في الأحاديث الواردة فيهم ، وإذا ثبت هذا لجملة قريش فأهل البيت النبوي
الذين هم غرة فضلهم ، ومحتد فخرهم ، والسبب في تميزهم على غيرهم بذلك أحرى ، وأحق
واولى » .
فلينظر : إذا كانت
الخلافة من المراتب العلية ، والوظائف الدينية أليس حديث الثقلين دليلا على امامة
اهل البيت؟!
٧ ـ قال الشهاب الخفاجي في ( نسيم الرياض في
شرح الشفاء للقاضي عياض ) بعد الحديث :
__________________
« وهذا كما رواه مسلم في فضائل آل البيت في خطبة
خطبها صلّى الله عليه وسلّم وهو راجع من حجة الوداع في آخر عمره ، قال فيها : اما
بعد ايها الناس انما انا بشر مثلكم يوشك ان يأتى رسول ربي فأجيبه ، واني تارك فيكم
الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسكوا به واهل بيتي ، وفيه ما ذكره المصنف ; من تفسيره لأهل بيته بما ذكر وهو الذي فهم عنه 6 هنا ، لأنه علم
بالوحي ما يكون بعده في امر الخلافة والفتن ، فلذا خصهم وحرض على رعايتهم كما
اقتضاه المقام ».
فلينظر : أليس هذا
الكلام كافيا لبيان دلالته على الامامة الكبرى والخلافة العظمى؟!
٨ ـ قال العجيلي
في ( ذخيرة المال ـ مخطوط ) بعد ذكر حديث الثقلين :
« ومحصله ما تقدم
في محصل حديث السفينة من الحث على إعظامهم والتعلق بحبلهم وحبهم وعلمهم والأخذ
بهدى علمائهم ، ومحاسن أخلاقهم ، شكرا لنعمة مشرفهم صلّى الله عليه وسلّم ،
ويستفاد من ذلك بقاء الكتاب والسنة والعترة الى يوم القيامة ، والذين وقع الحث
عليهم انما هو العارفون منهم بالكتاب والسنة إذ هم لا يفارقون الكتاب الى ورود
الحوض ، ويؤيده حديث : تعلموا
منهم ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم ، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء لان الله اذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وشرفهم بالكرامات الباهرات ، والمزايا المتكاثرات واما
الجاهلون منهم فطريقتهم التعلم والسؤال كغيرهم ، وهذا في الخلافة الظاهرة والوارثة للمقام الابراهيمى
المحمدي ، فقد تقدم ان الخلافة الباطنة مختصة بهم وان قطب الأولياء لا يكون الا
منهم في كل زمان ومكان ، ولست أريد بالخلافة العضوض فإنهم يبعدون عنها غاية البعد
، انما المراد الخلافة الاصطفائية لحفظ الكتاب والسنة .. لا يفارقون ذلك الى ورود
الحوض ».
فلينظر هل يبقى
بعد ذلك شك في بطلان كلام ( الدهلوي )؟!
ولا بد من التنبيه
هنا على أن قوله : « واما الجاهلون .. » تجاهل واضح ، إذ لا يوجد في أهل البيت : ـ وهم الذين ورد
بحقهم حديث السفينة وحديث الثقلين ـ جاهل أصلا ، الا انه انما قال ذلك تبعا لبعض
أسلافه حيث يذهبون الى توسيع دائرة أهل البيت ، ولقد ذكرنا في ( مجلد آية التطهير
) ـ وسيأتي في هذا الكتاب أيضا ـ ما هو الحق في معنى أهل البيت.
٩ ـ قال العجيلي
في ( ذخيرة المآل ) أيضا :
« تعلموا منهم
وقدموهم ، تجاوزوا عنهم وعظموهم. أما التعلم منهم فقد صح انهم معادن الحكمة ، وصح في حديث الثقلين : فلا
تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم.
وأما التقديم فهم
أولى بذلك وأحق في مواضع كثيرة منها : الامامة الكبرى وتقديمهم في الدخول والخروج
والمشي والكلام وغير ذلك من أمور العادات. وأخرج
ابن سعد عن علي 2 : أخبرنى
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ان أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسنان. قلت يا
رسول الله فمحبونا؟ قال : من ورائكم ، فإذا كان الأمر كما تسمع فتقديمهم في هذا الدار من باب أولى ، وقد تقدم عند
ذكر أحوال السلف مع أهل البيت ما يغنى عن الاعادة ...
ولما أمرنا صلّى
الله عليه وسلّم بتقديمهم ، فتأخيرهم عن مقاماتهم الشريفة مخالفة للشرع ، ومن
مقاماتهم مقارنة القرآن ، ودوام التطهير من المعاصي والبدع ، اما ابتداء واما
انتهاء ، ووجوب التمسك بهم ، واعتقاد انهم سفينة ناجية منجية ، ومن قال خلاف ذلك
فقد أخر من قدم الله ورسوله ، قال
صلّى الله عليه وسلّم : انما جعل الامام
ليؤتم به ، والمأموم أسير الامام ، والمتابعة واجبة والتقدم عليه حرام ، ومن أخرهم
عن مقاماتهم فصلاته باطلة ، وتأخير من يستحق التقديم في الموضع الذي استحقه من عكس
الحقائق ، فاعتبروا يا اولى الأبصار ».
فلينظر : كيف
يرتاب أحد بعد هذا الكلام وأمثاله ، في دلالة حديث الثقلين على مرام أهل الحق؟!
والجدير بالتنويه
: ان كل قول من هذه الأقوال المتقدمة ـ عند المتأمل والمنصف ـ وجه مستقل لدلالة
حديث الثقلين على امامة أمير المؤمنين علي وأهل البيت :.
٢٢ ـ دلالة الحديث على خلافة أهل البيت
لقد جاء حديث
الثقلين عن رسول الله 6 بنهج يدل دلالة واضحة على خلافة أهل البيت : وهذا نصه عن كتاب ( ينابيع المودة ) للشيخ
القندوزي قال :
«
وفي ( المناقب ) عن عبد الله بن الحسن المجتبى ابن علي المرتضى : عن أبيه جده
الحسن السبط قال : خطب جدي صلّى الله
عليه وسلّم يوما فقال بعد ما حمد الله واثنى عليه : معاشر الناس اني أدعي فأجيب
وانّى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ان تمسكتم بهما لن تضلوا
وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم
، ولا تخلو الأرض منهم ولو خلت لانساخت بأهلها ، ثم قال : اللهم انك لا تخلى الأرض
من حجة على خلقك لئلا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم ، أولئك الأقلون
عددا ، والأعظمون قدرا عند الله عز وجل ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم
والحكمة في عقبى وعقب عقبى وفي زرعي وزرع وزرعي الى يوم القيامة ، فاستجيب لي » .
وجه الدلالة :
١ ـ أمره 6 الامة بالتعلم
منهم دليل على أعلميتهم لأنه لو كان فيهم أعلم منهم لأمر بالتعلم منه.
__________________
٢ ـ نهيه 6 تعليم أهل البيت.
٣ ـ تأكيده 6 على أعلميتهم بقوله : فإنهم
أعلم منكم. والاعلمية لا
تتصور الا ان يكونوا معصومين عن الخطأ والنسيان ، وقد تقدم ان الاعلمية والعصمة
تستلزمان الامامة.
٤ ـ تصريحه بعدم
خلو الأرض منهم وانه لو خلت لانساخت يدل على انهم قائمون مقامه ، إذ كما أن وجوده 6 كان حافظا للأرض
من الزوال وأهلها من الهلاك فكذلك أهل البيت. وهذا يفيد الامامة باعتبارين :
الاول : قيامهم
مقامه.
الثاني : كونهم
أفضل أهل الأرض.
٥ ـ قوله 6 : «
اللهم انك لا تخلى الأرض من حجة على خلقك لئلا تبطل حجتك ، ولا يضل أولياؤك بعد إذ
هديتهم » يدل على ثلاثة امور :
الاول : انهم حجج
الله على الخلق.
الثاني : انهم
السبب لبقاء الحجة وعدم بطلانها.
الثالث : انهم
السبب المبقى لأولياء الله على الهداية ، ولو لم يكونوا لضلوا من بعد هدايتهم.
وهذه مراتب عليا
لا تصل إليها العقول والافهام ...
٦ ـ تعبيره 6 عنهم بأنهم
الأقلون عددا والأعظمون قدرا عند الله ، دليل صريح على أفضليتهم المستلزمة
لامامتهم.
٧ ـ قوله 6 ولقد دعوت الله
تبارك وتعالى ... دليل على أعلميتهم من غيرهم وانهم باقون الى يوم القيامة.
٢٣ ـ احتجاج على 7 بحديث الثقلين
١ ـ لقد احتج أمير
المؤمنين 7 في مجلس الشورى بحديث
الثقلين لاثبات
أحقّيته بالخلافة في الشورى ..
فقد
قال ابن المغازلي ما نصه :
«
أخبرنا أبو طاهر محمد بن على بن محمد البيع البغدادي ، أنا ابو العباس أحمد بن
محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ ، نا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي نا نصر
ـ وهو ابن مزاحم ـ نا الحكم بن مسكين نا أبو الجارود ابن طارق عن عامر بن واثلة ،
وأبو ساسان ، وأبو حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عن عامر بن واثلة قال : كنت
مع على في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليا يقول لهم : لاحتجن عليكم مما لا يستطيع
عربيكم ولا عجميكم بغير ذلك ، ثم قال :
أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم
أحد وحد الله ، قبلي؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم احد له أخ
مثل أخي جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة غيري؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم احد له عم
مثل عمى حمزة اسد الله اسد رسوله سيد الشهداء غيري؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له
زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له
سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة ، غيري؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى
رسول الله عشر مرات فقدم [ يقدم ] بين نجواه صدقة ، قبلي؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله 6 من كنت
مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فليبلغ الشاهد منكم الغائب ،
غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله 6 اللهم آتني
بأحب الخلق إليك والي وأشدهم حبا لك وحبا لي يأكل معى من هذا الطاهر فأتاه فأكل
معه غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله 6 لأعطينّ
الراية [ غدا ] رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على
يديه إذ رجع غيرى منهزما غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال
فيه رسول الله 6
لبنى لهيعة [ وليعة ] لتنتهن او لأبعثن إليكم رجلا كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته
كمعصيتي ، يحصدكم [ يغشاكم ] بالسيف ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال
رسول الله 6 فيه كذب من
زعم انه يحبني ويبغض هذا ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد سلم
عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل حيث جئت
بالماء الى رسول الله 6
من القليب ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
جبرئيل : هذه هي
المواساة فقال رسول الله 6 انه منى وانا منه ، فقال [ له ] جبرئيل
:
وانا
منكما ، غيرى؟!
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد نودي
به [ فيه ] من السماء لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي؟
قالوا : اللهم لا.
[ قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد
يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي 6
غيرى؟
قالوا : اللهم لا ].
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله 6 انى قاتلت
على تنزيل القرآن ، وتقاتل أنت [ يا علي ] على تأويل القرآن ، غيرى؟.
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ردت
عليه الشمس حتى صلّى العصر في وقتها غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره
رسول الله 6 بأن يأخذ «
براءة » من ابى بكر فقال له ابو بكر : أنزل في شيء؟ فقال له : انه لا يؤدى عنى إلا
علي ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قالوا : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره
رسول الله 6 أنت مني
بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ، غيري؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم احد قال له
رسول الله 6 لا يحبك الا
مؤمن ولا يبغضك الا كافر ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون انه أمر
بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول الله 6
ما انا سددت أبوابكم ، ولا أنا فتحت بابه بل الله سد أبوابكم وفتح بابه ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون انه ناجاني
يوم الطائف دون الناس ، فأطال ذلك ، فقلتم ناجاه دوننا فقال : ما أنا انتجيته بل
الله انتجاه ، غيرى؟
قالوا : اللهم نعم.
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون ان رسول
الله 6 قال : الحق
مع علي وعلي مع الحق ، يزول الحق مع علي حيث زال؟
قالوا : اللهم نعم.
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون ان رسول
الله 6 قال : انى
تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، لن تضلوا ما استمسكتم بهما ولن يفترقا حتى
يردا علي الحوض؟
قالوا : اللهم نعم.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وقى
رسول الله بنفسه من المشركين فاضطجع مضجعه [ مضطجعه ] غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم احد بارز
عمرو بن عبد ود حيث دعاكم الى البراز ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم احد أنزل
الله فيه آية التطهير حيث يقول ( إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
) غيرى؟ قالوا
: اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله 6
أنت سيد العرب ،
غيرى؟
قالوا : اللهم لا.
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله : ما سألت الله شيئا الا سألت لك مثله ، غيرى؟
قالوا : اللهم لا » .
وروى الشيخ القندوزى : « عن أبى ذر 2 قال : قال
علي 7 لطلحة وعبد
الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص : هل تعلمون أن رسول الله 6 قال : انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وعترتي أهل بيتي ...؟ قالوا : نعم » .
٢ ـ وهكذا احتج به
أمير المؤمنين 7 ـ فيما احتج ـ في المسجد النبوي الشريف في خلافة عثمان ،
أمام جمع من الصحابة فقال كلهم : « نشهد أن رسول الله 6 قال ذلك » رواه
في ( ينابيع المودة ١١٤ ـ ١١٦ ) عن الحمويني.
٣ ـ وروى القندوزي بتفسير
قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) قال : « وفي المناقب بالسند المذكور عن
سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عليّا صلوات الله عليه يقول ـ وأتاه رجل فقال :
أرنى أدنى ما يكون به العبد مؤمنا ، وأدنى ما يكون به العبد كافرا ، وأدنى ما يكون
به العبد ضالا.
فقال له : قد سألت فافهم الجواب ـ أما
أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه الله تبارك وتعالى نفسه فيقر له بالطاعة
ويعرفه نبيه 6 فيقر له
بالطاعة ويعرفه امامه وحجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة.
__________________
قلت : يا أمير المؤمنين وان جهل جميع
الأشياء الا ما وصفت؟ قال : نعم إذا أمر أطاع وإذا نهى انتهى.
وأدنى ما يكون العبد به كافرا من زعم أن
شيئا نهى الله عنه : ان الله أمر به ونصبه دينا يتولى عليه ويزعم انه يعبد الله
الذي أمره به وما يعبد الا الشيطان.
وأما
أدنى ما يكون العبد به ضالا أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده
الذي أمر الله عز وجل عباده بطاعته وفرض ولايته. قلت يا أمير المؤمنين صفهم لي.
قال : الذين قرنهم الله تعالى بنفسه
ونبيه ، فقال : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ).
فقلت له : جعلني الله فداك أوضح لي ،
فقال : الذين قال رسول الله 6
في مواضع وفي آخر خطبة يوم قبضه الله عز وجل اليه : انّى تركت فيكم أمرين لن تضلوا
بعدي ان تمسكتم بهما : كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ، فان اللطيف الخبير قد
عهد الي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين ـ وجمع مسبحتيه ـ ولا أقول :
كهاتين ـ وجمع مسبحته والوسطى ـ فتمسكوا بهما ، ولا تقدموهم فتضلوا » .
وفي هذا الخبر
فوائد عديدة نشير الى بعضها :
١ ـ ان معرفة
الأئمة واجبة وهي من اركان الايمان.
٢ ـ من لم يعرفهم
كمعرفته بالله تعالى فهو ضال.
٣ ـ أنهم حجج الله
في الأرض وشهداؤه على خلقه.
٤ ـ ان الله تعالى
قرنهم بنفسه ونبيه ، وأنهم أولوا الأمر.
٥ ـ أنه يفهم
اتحاد ( اولى الأمر ) في الآية مع ( اهل البيت ) في حديث الثقلين ، وان ( حديث
الثقلين ) هو اظهر مصاديق لفظ ( اولى الأمر ) في الآية.
__________________
٢٤ ـ احتجاج الامام الحسن بالحديث
١ ـ لقد احتج
الامام الحسن 7 ـ بعد بيعة الناس
له بالخلافة ـ بحديث الثقلين في اثبات احقيته بها ، روى
ذلك الشيخ القندوزى فقال : « وفي ( المناقب ) عن هشام بن حسان قال : خطب
الحسن بن على 7
بعد بيعة الناس له بالأمر فقال :
نحن حزب الله الغالبون ، ونحن عترة
رسوله الأقربون ، ونحن أهل بيته الطيبون ، ونحن أحد الثقلين الذين خلفهما جدي 6 في أمته ونحن ثاني كتاب الله فيه تفصيل
كل شيء لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه فالمعول علينا [ في ] تفسيره ولا
تظننا تأويله بل تيقنا حقائقه ، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله
عز وجل وطاعة رسوله مقرونة ، قال جل شأنه : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) وقال عز وجل : ( وَلَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )
واحذروا الإصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين » .
وفيه براهين قاطعة
على المطلوب :
١ ـ قوله : «
نحن حزب الله الغالبون » يدل على أفضليتهم ، وهي دليل الامامة ، كما ان فيه إشارة الى قوله تعالى : ( وَمَنْ
يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ
الْغالِبُونَ ).
٢ ـ قوله : «
ونحن عترة رسوله الأقربون » يثبت أفضليتهم : وفيه إيماء الى الأحاديث الواردة عنه 6 في فضل العترة.
٣ ـ قوله : «
ونحن أهل بيته الطيبون » فيه إيماء لطيف الى نزول آية التطهير في حقهم ، ولا يخفى دلالتها على عصمتهم
وإمامتهم.
__________________
٤ ـ قوله : «
ونحن أحد الثقلين اللذين خلفهما جدي 6
في أمته » ينادى بدلالة حديث
الثقلين على إمامتهم :.
٥ ـ قوله : «
ونحن ثانى كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » فيه إشارة الى أعلميتهم وعصمتهم أيضا ، إذ كما ان في القرآن
تفصيل كل شيء ففيهم كذلك تفصيل كل شيء باعتبار انهم ثانية ، ومن كان هكذا وجب ان
يكون أعلم من غيره ، وكما ان القرآن مصون من الباطل فكذا أهل البيت ، وهذا معنى
العصمة.
٦ ـ قوله : «
فالمعول علينا في تفسيره » هو كنتيجة لقوله : نحن ثانى كتاب الله ، ويدل على أعلميتهم ، ويفيد وجوب
الاقتداء بهم ، وان كل تفسير جاء عن غيرهم كان من غير اهله.
٧ ـ قوله : «
ولا تظننا تأويله بل تيقنا حقائقه » فيه تعريض بليغ بمن يدعى ذلك وليس فيه ، وتصريح بأعلميتهم.
٨ ـ قوله : «
فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله مقرونة » فيه وجوه تدل على إمامتهم ووجوب طاعتهم لا تخفى على أولي
الألباب.
٩ ـ استشهاده
بقوله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللهَ ... )
الآية ظاهر في نزولها في
شأنهم : ، فما ذكره المفسرون واهل الكلام من أهل السنة لصرفها عنهم باطل.
١٠ ـ استشهاده
بقوله عز وجل : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى
أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ... ) يؤكد مراده ويحقق مطلوبه ، فإنها أيضا ـ كالاية السابقة ـ نازلة
في شأنهم وهم المراد من ( أولي الأمر ) فيها كذلك ..
٢ ـ وهكذا احتج الامام الحسن 7 في خطبة له
ـ فيما احتج ـ بحديث الثقلين ، فيما رواه الشيخ القندوزي .
__________________
وجاء
في ( تذكرة خواص الامة ) في قضية صلح الامام
الحسن 7 مع معاوية
بن أبي سفيان ما نصه : « ثم سار معاوية فدخل الكوفة ، فأشار عليه عمرو بن العاص أن
يأمر الحسن فيصعد المنبر ويخطب ليظهر عيّه ، فقال : قم فاخطب ، فقام وخطب فقال :
أيها الناس! ان الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ونحن أهل بيت نبيكم أذهب
الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، وان لهذا الأمر مدة ، والدّنيا دول ، وقد قال الله
تعالى لنبيه : « ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ
وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ )
» فضج الناس بالبكاء فالتفت معاوية الى عمرو وقال هذا رأيك ، ثم قال للحسن : حسبك
يا ابا محمد.
وفي رواية أنه قال : نحن
حزب الله المفلحون وعترة رسوله المطهرون وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد
الثقلين الذين خلفهما رسول الله 6
فيكم ، فطاعتنا مفروضة مقرونة بطاعة الله ، قال الله عز وجل : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ
وَالرَّسُولِ )
وان معاوية دعانا الى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ، فان وافقتم رددناه عليه وخاصمناه
الى الله تعالى بظبى السيوف وأن أبيتم قبلناه ، فناداه الناس من كل جانب : البقية
البقية » .
٢٥ ـ حديث الثقلين على لسان ابن العاص
لقد
ذكر عمرو بن العاص حديث الثقلين في جملة من فضائل أمير المؤمنين 7 في كتاب
أرسله الى معاوية بن أبي سفيان. وإليك نصه كما رواه الخوارزمي :
« من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم الى معاوية ابن أبي سفيان : أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته
، فأما ما دعوتني اليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك
وإعانتي إياك على
__________________
الباطل واختراط
السيف على وجه علي بن أبي طالب وهو أخو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصيه ،
ووارثه ، وقاضى دينه ، ومنجز وعده ، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة ، وأبو
السبطين الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة فلن يكون ..
وأما
ما قلت انك خليفة عثمان فقد صدقت ، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته ، وقد بويع
لغيرك وزالت خلافتك ..
وأما
ما عظمتني ونسبتني اليه من صحبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واني صاحب جيشه ،
فلا أغتر بالتزكية ، ولا أميل بهما عن الملة ..
وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم ووصيه الى الحسد والبغي على عثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه
أشلاهم على قتله فهذا غواية ..
ويحك يا معاوية أما علمت ان ابا حسن بذل
نفسه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وبات على فراشه ، وهو صاحب السبق
الى الإسلام والهجرة ، وقد قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو منى وانا
منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي ، وقد قال فيه رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وهو الذي قال فيه 7 يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وهو الذي قال فيه 7
يوم الطير : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ، فلما دخل عليه قال : ( اليّ اليّ ) وقد
قال فيه يوم النضير : علي امام البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من
خذله وقد قال فيه : ( عليّ وليكم من بعدي ) وأكد القول عليك وعليّ وعلى جميع
المسلمين وقال : انّى مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي ، وقد قال :
انا مدينة العلم وعلي بابها ....
وقد
علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى من الآيات المتلوات في فضائله
التي لا يشرك فيها
احد كقوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
.. إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ أَفَمَنْ كانَ عَلى
بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا
اللهَ عَلَيْهِ )
وقال الله تعالى لرسوله 7
: ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )
وقد قال رسول الله 6
: أما ترضى ان يكون سلمك سلمي وحربك حربي ، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة؟ يا
ابا حسن : من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد ابغضنى ، ومن أحبك ادخله الله الجنة
ومن أبغضك أدخله النار. وكتابك يا معاوية الذي كتبت وهذا جوابه ليس مما ينخدع به
من له عقل أو دين ، والسّلام » .
٢٦ ـ الحسن البصري وحديث الثقلين
لقد ذكر الحسن
البصري ـ وهو من كبار التابعين واسلاف اهل السنة العظماء ـ حديث الثقلين ضمن فضائل
لمولانا امير المؤمنين 7 ، ذكر ذلك ابن ابى الحديد حيث قال : « وروى الواقدي قال : سئل
الحسن عن علي 2
ـ وكان يظن به الانحراف ولم يكن كما يظن ـ فقال :
ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع :
ائتمانه على براءة ، وما قال له في غزوة تبوك فلو كان غير النبوة شيء يفوته
لاستثناه ، وقول النبي 6
: الثقلان كتاب الله وعترتي ، وانه لم يؤمر عليه أمير قط وقد أمرت الأمراء على
غيره » .
وظاهر ان إرساله
ببراءة وعزله 6 ابا بكر يثبت امامة امير المؤمنين 7 ويبطل خلافة غيره
... وقد تكفلت كتب أهل الحق
__________________
إيضاح ذلك
بالتفصيل ، لا سيما كتاب ( تشييد المطاعن ).
وحديث المنزلة
دليل آخر على إمامته 7 كما بينا ذلك بحمد الله تعالى في المجلد الخاص به.
وعدم تأمير أحد
عليه « وقد أمرت الأمراء على غيره » ايضا من جملة الأدلة الرصينة القاطعة على إمامته
عليه الصلاة والسّلام.
ثم عد حديث
الثقلين مع هذه دليل على إمامته ، وشاهد على خلافته بلا فصل.
هذا بالاضافة الى
الوجوه الكثيرة التي لا تحصى ـ وقد ذكرنا طرفا منها ـ والتي تفيد إمامته 7 على ضوء حديث
الثقلين المتواتر القطعي الصدور من رسول الله 6.
وهذا المقدار كاف
لتبيين كذب ( الدهلوي ) أو وهمه في قوله : ان حديث الثقلين لا ربط له بالامامة
الكبرى ..
والحمد لله رب
العالمين ، وهو ولي التوفيق.
دحض المعارضة
بحديث : عليكم سنّتى وسنّة الخلفاء ...
قوله : « وعلى فرض
التسليم بذلك ، فهناك حديث صحيح يعارضه وهو قوله
صلّى الله عليه وسلّم : عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ ».
أقول : ان هذه
المعارضة باطلة لوجوه :
١ ـ الحديث من متفردات العامة
ان هذا الحديث من
متفردات أهل السنة ، فهو حتى لو بلغ من الصحة ما بلغ ـ لا يليق للاحتجاج به ، فذكر
( الدهلوي ) إياه خروج على آداب المناظرة.
٢ ـ احتجاجه به ينافي ما التزم
به
ان احتجاجه بهذا
الحديث يخالف ما التزم به ، لأنه قال في كتابه هذا ( التحفة ) :
« ولقد التزمت في
هذه الرسالة أن لا انقل في بيان مذهب الشيعة وأصوله وما يخص به الا من كتبهم
المعتبرة ... ».
وبمثل هذا صرح في
مواضع عديدة منه ... وعلى هذا فان تمسكه برواية
« عليكم بسنتي ... » مقابل حديث
الثقلين غير صحيح ، ومناف لما التزم به ... فيكون ناكثا عهده ، ومخلفا وعده ....
٣ ـ احتجاجه به ينافي كلام
والده
ان احتجاج (
الدهلوي ) بهذا الحديث في هذا المقام مخالف أيضا لما أفاده والده في كتابه ( قرة
العينين ) فلقد قال فيه : « ولا نشتغل في هذه الرسالة بأجوبة الامامية والزيدية ،
فان لمناظرتهم منهجا آخر ، لا بأحاديث ( الصحيحين ) وأمثالهما ».
أضف الى هذا : انه
إذا كان والده متجنبا ذكر أحاديث الصحيحين في البحث مع الامامية ، فكيف يصح من (
الدهلوي ) ان يتمسك بحديث « عليكم بسنتي ... » ولا أثر له في الصحيحين؟!
٤ ـ بطلان احتجاجه على ضوء كلام
تلميذه
ان تلميذ (
الدهلوي ) رشيد الدين خان الدهلوي صرح في كتابه ( الشوكة العمرية ) في كلام له
بقوله :
« فقد يكون رواة
فرقة معتمدين عندها وهم لدى غيرها مجروحون ، ولهذا فان كل فرقة ترى رواياتها
مسلّمة والاخبار المروية عند الفرقة المخالفة ضعيفة.
وهذا واضح ، لان
الشيعة الامامية يقدحون في أخبار الفرق المخالفة لها ، وبالاخص في الاخبار التي
يرويها أبناء السنة ترويجا لمقاصدهم وعقائدهم ، فان هذه عندهم مقدوحة بطريق أولى ».
٥ ـ انه مما أعرض عنه الشيخان
ان
حديث : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » حديث أعرض عنه البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيحين.
واعراضهما عن حديث دليل في رأي جمهور أهل السنة على وضعه ، وقد أوردنا شطرا من كلماتهم
الصريحة في ذلك في مجلد ( حديث الطير ) في رد حديث الاقتداء.
٦ ـ انه مقدوح سندا
انه لو تتبع
الخبير سند حديث : «
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » لوجد رجاله مجروحين مطروحين عند نقاد أهل السنة ورجال الحديث ، وعلى ذلك فان
دعوى صحته باطلة.
هذا واني ناقل هذا
الحديث أولا من ( سنن أبي داود ) و ( سنن الترمذي ) و ( سنن ابن ماجة ) ثم أذكر
أقوالهم في رجاله :
قال
ابو داود : « حدثنا أحمد بن حنبل نا الوليد بن مسلم ناثور بن يزيد حدثني خالد بن
معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، قالا : أتينا
العرباض بن سارية ـ وهو ممن نزل فيه قوله تعالى : ( وَلا عَلَى الَّذِينَ
إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) ـ فسلمنا وقلنا : أتيناك زائرين
وعائدين ومقتبسين.
فقال العرباض : صلّى بنا رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم ذات يوم ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ،
ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله كان هذه موعظة مودع فماذا تعهد
إلينا؟ فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا ، فانه من
يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فان كل محدثة
بدعة ، وكل بدعة ضلالة » .
__________________
وقال الترمذي : «
حدثنا علي بن حجر نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبد
الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض ابن سارية » مثله.
ثم قال الترمذي :
« هذا حديث حسن صحيح ، قد روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو
السلمي عن العرباض بن سارية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نحو هذا ، حدثنا بذلك
الحسن بن علي الخلال وغير واحد قالوا : نا أبو عاصم عن ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان عن عبد الرحمن ابن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية عن النبي صلّى الله عليه
وسلّم.
والعرباض بن سارية
يكنى أبا نجيح ، وقد روى هذا الحديث عن حجر بن حجر عن عرباض بن سارية عن النبي
صلّى الله عليه وسلّم نحوه » .
وقال ابن ماجة : «
حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله
بن العلا ـ يعني ابن زبر ـ حدثني يحيى بن أبي المطاع قال : سمعت العرباض بن سارية
يقول ... » مثله.
ثم قال ابن ماجة :
« حدثنا اسماعيل بن بشر بن منصور وإسحاق بن ابراهيم السواق قال ثنا عبد الرحمن بن
مهدي عن معاوية بن صالح عن ضمرة ابن حبيب عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي انه سمع
العرباض بن سارية يقول ... » مثله.
وقال : « حدثنا
يحيى بن حكيم ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان
عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض بن سارية ... » .
__________________
٧ ـ النظر في رجال الحديث
ومن تتبع كلمات
علماء الرجال علم أن أكثر رجاله مضعّفون :
اما العرباض بن سارية الصحابي
وهو الذي عليه
مدار هذا الحديث فلا شك في كونه كذابا ، إذ كان يدعي انه ربع الإسلام ، هذا باطل
محض ، وكذب بحت ، لا يشك في ذلك ولا يرتاب من وقف على الآثار والأحاديث المذكورة
في كتب أهل السنة ، في ذكر السابقين الى الإسلام.
ومن الغريب : ان
عمرو بن عبسة ايضا كان يقول : أنا ربع الإسلام ، وهذا ما دعى محمد بن عوف الى أن
يقول : « لا ندري أيهما اسلم قبل صاحبه » والحال ان دعوى كل منهما بالنظر الى
تكذيب أحدهما الآخر باطلة.
قال ابن حجر
العسقلاني : « قال محمد بن عوف : كل واحد من العرباض ابن سارية وعمرو بن عبسة يقول
: أنا ربع الإسلام ، لا ندري أيهما أسلم قبل صاحبه » .
ومما يدل على كذب
العرباض قوله « عتبة خير منى سبقني الى النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنة ».
فقد قال ابن
الأثير وابن حجر واللفظ للأول بترجمة عتبة بن عبد : « أخبرنا ابو ياسر بن هبة الله
بأسناده عن عبد الله بن أحمد قال حدثني أبى ، حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا اسماعيل
بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح ابن عبد قال : كان عتبة يقول : عرباض خير مني ،
وعرباض يقول : عتبة خير مني سبقني الى النبي 6 بسنة » .
__________________
وظاهر أنه لو كان
قول عرباض « أنا ربع الإسلام » صحيحا لكان عتبة بن عبد الذي سبقه الى الإسلام ـ بناء
على قوله الثاني عتبة بن عبد خير مني سبقني الى النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنة ـ
ثلاث الإسلام!! وعلاوة على أن الأحاديث الكثيرة تكذب هذا المعنى ، فانه لم يقل أحد
عن عتبة بأنه ثلاث الإسلام.
وعلى ذلك فان قول
العرباض « أنا ربع الإسلام » باطل ، من هذه الجهة ايضا.
ومما يدل على كذبه
أيضا ما نقله ابن الأثير
بترجمة عتبة فقال :
«
روى اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبد قال :
قال
عتبة بن عبد السلمى كان النبي 6 إذا أتاه رجل وله الاسم لا يحبه حوّله ، ولقد أتيناه وانا لسبعة من بنى سليم أكبرنا العرباض بن
سارية فبايعناه جميعا » .
فانه ـ كما ترى ـ يثبت
كذبه في قوله « انا ربع الإسلام » وكذبه في قوله عن عتبة « عتبة خير مني سبقني الى
النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنة ».
واما عبد الرحمن بن عمرو
السلمى
وهو راوي الخبر عن
العرباض ، فانه على ما نص عليه ابن القطان مجهول كما سيأتي.
واما حجر بن حجر
وهو راويه عن
العرباض ايضا .. فقد قال الذهبي : « حجر بن حجر الكلاعى ما حدث عنه سوى خالد بن
معدان بحديث العرباض مقرونا
__________________
بآخر » .
ويقصد من حديث
العرباض الحديث الذي نحن بصدد تضعيفه ، ومن الآخر عبد الرحمن السلمي ، وستعرف ما
فيه.
وقال ابن حجر
العسقلاني بترجمته : « قال ابن القطان لا يعرف » .
ومن جملة قوادحه
انه من أهل حمص ، وعداء أهل حمص لأمير المؤمنين 7 ظاهر معروف ... وقد أثبتنا ذلك في مجلّد حديث ( مدينة
العلم ) بالتفصيل.
واما خالد بن معدان
فمما يدل على
سقوطه كونه من اهل حمص ، كما في [ تهذيب التهذيب ] « خالد بن معدان بن ابى كريب
الكلاعى أبو عبد الله الشامي الحمصي » .
ومن جملة مخازيه :
انه كان من أعوان يزيد بن معاوية وصاحب شرطته كما قال الطبري بترجمته :
« حدثني الحارث عن
الحجاج قال : حدثني ابو جعفر الحمداني عن محمد ابن داود قال : سمعت عيسى بن يونس
يقول : كان خالد بن معدان صاحب شرطة يزيد بن معاوية ، وكان خالد غير متهم فيما روى
وحدث من خبر في الدين » .
وما ادعاه عيسى بن
يونس في ذيل كلامه باطل .. إذ كون الرجل صاحب شرطة يزيد بن معاوية يكفي حجة على
سقوطه وعدم الاعتماد عليه في جميع أخباره ..
__________________
واما ثور بن يزيد
وهو راوي الخبر عن
خالد ، فهو مقدوح كذلك ، لأنه من أهل حمص كما ذكر الذهبي : « ثور بن يزيد الكلاعى
أبو خالد الحمصي » .
ولأنه كان لا يحب
عليا 7 ... فقد قال ابن حجر العسقلاني « وكان جده قتل يوم صفين مع معاوية ، فكان ثور
إذا ذكر عليا قال : لا أحب رجلا قتل جدي ».
ولأنه كان يجالس
الذين يسبون عليا 7 وهو لا ينكر ذلك ، فقد قال ابن حجر العسقلاني : « أزهر
الحرازى ، وأسد بن وداعة ، وجماعة ـ وكانوا يجلسون ويسبون علي بن أبي طالب ، وكان
ثور لا يسبه ، فإذا لم يسب جرّوا برجليه » .
ولأنه كان قدريا
.. قال الذهبي بترجمته : « قال احمد بن حنبل : كان ثور يرى القدر وكان أهل حمص
نفوه وأخرجوه ، وقال أبو مسهر عن عبد الله بن سالم : أدرك أهل حمص وقد أخرجوا ثور
وأحرقوا داره لكلامه في القدر ». ونقله ابن حجر في تهذيب التهذيب وأضاف : « وقال
ابن معين كان مكحول قدريا ثم رجع وثور بن يزيد قدري ».
وقال العيني في
شرح حديث ما أكل أحد طعاما قط .. في ذكر رجاله : « كان قدريا » .
وقال الصفي
الخزرجي بترجمته : « قال أحمد : كان يرى القدر .. تكلم فيه جماعة بسبب ذلك » .
ولأنه كان مذموما
لدى مالك ـ وهو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ـ فقد قال ابن حجر العسقلاني «
قدم المدينة فنهى مالك عن مجالسته ،
__________________
وليس لمالك عنه
رواية لا في ( الموطأ ) ولا في ( الكتب الستة ) ولا في ( غرائب مالك للدارقطنى )
فما أدري أين وقعت روايته عنه مع ذمة له.
وقال سلمة بن
المعيار : كان الأوزاعي سيء القول في ثور وابن إسحاق وزرعة بن ابراهيم. » وقال ابن
حجر العسقلاني : « وقال أبو مسهر وغيره : كان الاوزاعي يتكلم فيه ويهجوه ».
ولان عبد الله بن
المبارك ـ الامام الشهير ـ كان يحذر عنه ويعده ممن كان فاسد المذهب ، فقد قال ابن
حجر : « قال نعيم بن حماد قال عبد الله بن المبارك :
أيها الطالب
علما
|
|
أئت حماد بن
يزيد
|
فاطلبن العلم منه
|
|
ثم قيده بقيد
|
لا كثور وكجهم
|
|
وكعمرو بن عبيد
».
|
ولان ابن حجر روى
في ( تهذيب التهذيب ) عن القطان قولا فيه ، فقد قال : « وقال عبد الله بن احمد عن
أبيه عن يحيى القطان : ثور إذا حدثني عن رجل لا أعرفه قلت : أنت اكبر أم هذا؟ فإذا
قال : هو اكبر مني كتبته ، وإذا قال : هو أصغر مني لم اكتبه ». فكأن القطان ـ وهو
من مشاهير علماء القوم ـ كان لا يعتمد على رواية ثور عمن هو أصغر منه سنا.
واما الوليد بن مسلم
راوي الخبر عن ثور
والواقع في سند أبي داود فهو مطروح أيضا ، فقد قال الذهبي : « وقال ابو مسهر :
الوليد مدلس ، وربما دلس عن الكذابين » .
وقال فيه بترجمته
أيضا : « وقال أبو عبد الله الآجري : سألت أبا داود عن صدقة بن خالد قال : هو أثبت
من الوليد بن مسلم ، الوليد روى عن
__________________
مالك عشرة أحاديث
ليس لها أصل ، منها عن نافع أربعة.
قلت : ومن أنكر ما
أتى به حديث حفظ القرآن
رواه الترمذي ، وحديثه عن أبى لهيعة عن عبيد الله بن جعفر عن عبد الله بن أبي
قتادة عن أبيه ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من
قعد على فراش مغيبة قيض الله له يوم القيامة ثعبانين ، وقال أبو حاتم : هذا حديث باطل.
قلت : إذا قال
الوليد عن ابن جريح أو عن الاوزاعي فليس بمعتمد لأنه يدلس عن كذابين ، فإذا قال
حدثنا فهو حجة. وقال أبو مسهر : كان الوليد يأخذ من ابن السفر حديث الأوزاعي ،
وكان ابن السفر كذابا وهو يقول فيها : قال الاوزاعي.
وقال صالح جزرة :
سمعت الهشيم بن خارجة يقول : قلت للوليد بن مسلم : قد أفسدت حديث الاوزاعي ، قال :
وكيف؟ قلت : تروي عنه عن نافع وعنه عن الزهري وعنه عن يحيى ، وغيرك لا يدخل بين
الاوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الاسلمي ، وبينه وبين الزهري قرة ، فما يحملك
على هذا؟ قال : أنبل الاوزاعي انه يروي عن مثل هؤلاء. قلت : فإذا روى الاوزاعي عن
هؤلاء وهم ضعفاء مناكير فأسقطتهم وصيرتها من رواية الاوزاعي عن الإثبات ضعف
الاوزاعي. فلم يلتفت الى قولي. »
وقال ابن حجر
بترجمته : « وقال الاسماعيلي أخبرت عن عبد الله بن احمد عن أبيه قال : كان الوليد
رفاعا ، وقال المروزي احمد : كان الوليد كثير الخطأ ، وقال حنبل عن ابى معين :
سمعت أبا مسهر يقول : كان الوليد ممن يأخذ عن ابن السفر حديث الاوزاعي وكان أبو
السفر كذابا ، وقال مؤمل بن أهاب عن ابى مسهر : كان الوليد بن مسلم يحدث حديث
الاوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم ، وقال صالح بن محمد : سمعت الهشيم بن خارجة
يقول ... وقال الدارقطني : كان الوليد يرسل ، يروي عن الاوزاعي أحاديث عند
الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الاوزاعي ، فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها
عن الاوزاعي عن نافع وعن عطاء. »
وقال ابن حجر أيضا
« وقال الآجري : سألت أبا داود عن صدقة بن خالد فقال هو أثبت من الوليد ، الوليد
روى عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل ، منها أربعة عن نافع ، وقد تقدم هذا في
الأصل بترجمة صدقة بن خالد.
وقال منها : سألت
أحمد عن وليد فقال : اختلطت عليه أحاديث ، ما سمع وما لم يسمع ، وكانت له منكرات ،
منها حديث عمرو بن العاص : لا تلبسوا علينا ديننا ، ولم يثبت شيء صح في هذا عن
النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وقال عبد الله بن
أحمد : سئل عنه أبي فقال : كان رفاعا » .
وأما أبو عاصم
راوي الخبر عن ثور
في سند الترمذي ، فهو مطعون فيه أيضا ، فقد تكلم فيه القطان ، قال الذهبي بترجمته
: « وقال النباتي ذكر لابي عاصم ان يحيى ابن سعيد تكلم [ يتكلم ] فيك ، فقال : لست
بحي ولا ميت إذا لم أذكر » .
واما حسن بن على الخلال
الحلواني وهو راوي
الخبر عن أبي عاصم عند الترمذي فمقدوح كذلك فقد قال ابن حجر العسقلاني : « وقال
أبو داود : كان عالما بالرجال وكان لا يستعمل علمه. وقال أيضا : وكان لا ينتقد
الرجال » .
وقال ابن حجر أيضا
: « وقال داود بن الحسين البيهقي : بلغني ان الحلواني قال لا أكفر من وقف في
القرآن. قال داود : فسألت سلمة بن شبيب عن الحلواني فقال : يرمى في الحش ، من لم
يشهد بكفر الكافر فهو كافر.
__________________
وقال الامام أحمد
: ما أعرفه بطلب الحديث ولا رأيته يطلبه ، ولم يحمده ، ثم قال : بلغني عنه أشياء
أكرهه ، وقال مرة : أهل الثغر عنه غير راضين ، أو ما هذا معناه ».
واما بحير بن سعيد
راوي الخبر عن
خالد بن معدان أيضا عند الترمذي فلا شك في ضعفه ، إذ هو من أهل حمص ، وانحراف أهل
حمص عن أمير المؤمنين 7 أظهر من الشمس كما مر مرارا.
قال ابن حجر : «
بحير بن سعيد السحولي أبو خالد الحمصي ، روى عن خالد بن معدان ومكحول ، وعنه
اسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد وثور بن يزيد وهو من أقرانه ، ومعاوية بن صالح
وغيرهم » .
وكذا قال الصفي
الخزرجي في ( مختصر تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٤٢ ).
واما بقية بن الوليد
راوي الخبر عن
بحير بن سعيد عند الترمذي ، فهو مقدوح ومذموم في الغاية ، وبالاضافة الى كونه
حمصيا فإنهم ذكروا له مثالب كثيرة ، قال ابن الجوزي في حديث : « وقد ذكرنا ان بقية
كان يروي عن المجهولين والضعفاء ، وربما أسقط ذكرهم وذكر من رووا له عنه » .
وقال « قال ابن
حبان : لا يحتج ببقية » .
وقال : « بقية
مدلس يروي عن الضعفاء ، وأصحابه لا يسوون حديثه ويحذفون الضعفاء منه » .
__________________
وقال الذهبي
بترجمته : « وقال غير واحد : كان مدلسا ، فإذا قال : عن ، فليس بحجة. قال ابن حبان
: سمع من شعبة ومالك وغيرهما أحاديث مستقيمة ثم سمع من أقوام كذابين عن شعبة ومالك
فروى عن الثقات بالتدليس ما أخذ عن الضعفاء. وقال أبو حاتم : لا يحتج به وقال أبو
مسهر : أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية.
قال حياة بن شريح
: سمعت بقية يقول : لما قرأت على شعبة أحاديث بحير ابن سعيد قال : يا أبا محمد لو
لم أسمعها منك لطرت.
وقال أبو إسحاق
الجوزجاني : رحم الله بقية ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه ، فان حدث عن
الثقات فلا بأس به ».
وقال الذهبي أيضا
: « قال أبو التقي اليزني : من قال ان بقية قال حدثنا فقد كذب ، ما قال قط الا
حدثني فلان. وقال الحجاج بن الشاعر : سئل ابن عيينة عن حديث من هذه الملح فقال :
أنا أبو العجب أنا بقية بن الوليد. وقال ابن خزيمة لا أحتج ببقية ، وحدثنا أحمد بن
الحسن الترمذي سمعت أحمد ابن حنبل يقول : توهمت ان بقية لا يحدث المناكير الا عن
المجاهيل ، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير ، فعلمت من أين أتى ».
وقال الذهبي نقلا
عن ابن حبان : « حدثنا سليمان بن محمد الخزاعي بدمشق حدثنا هشام به خلد حدثنا بقية
عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا : من أدمن على حاجبيه بالمشط عوفي من الوباء
، وهذا من نسخة كتبناها بهذا الاسناد كلها موضوعة يشبه أن يكون بقية سمعه من انسان
واه عن ابن جريح فدلس عنه والتزق به ».
قال : « وذكر
العقيلي حدثنا محمد بن سعيد حدثنا عبد الرحمن بن حكم عن وكيع قال : ما سمعت أحدا
أجرأ على أن يقول قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بقية ».
قال : « وقال مسلم
: حدثنا ابن راهويه سمعت بعض أصحاب عبد الله قال قال ابن المبارك : نعم الرجل بقية
لو لا انه يكنّي الاسامي
ويسمي الكنى ، كان
دهرا يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس.
وقال أبو داود :
أنبأنا احمد قال : روى بقية عن عبد الله مناكير. قال الذهبي وروى عباس عن ابن معين
قال : إذا لم يسمّ بقية شيخه وكناه فاعلم انه لا يساوي شيئا.
وقال : قال يعقوب
الفسوي : وبقية يذكر بحفظ الا أنه يشتهى الملح والطرائف من الأحاديث فيروي عن
الضعفاء ».
وروى الذهبي عن
عمرو بن سنان عن عبد الوهاب بن الضحاك عن شعبة : « وبقية ذو غرائب وعجائب ومناكير
».
قال : « قال عبد
الحق في غير حديث : بقية لا يحتج به ، وروى له أيضا أحاديث وسكت عن تبيينها.
وقال أبو الحسن
ابن القطان : بقية يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك ، وهذا ان صح مفسد لعدالته ».
قال الذهبي : «
قلت نعم والله صح هذا عنه أنه فعله وصح عن الوليد ابن مسلم ، بل وعن جماعة كبار
فعله ، وهذه بلية منهم ، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد وما جوزوا على ذلك الشخص الذي
يسقطون ذكره بالتدليس انه تعمد الكذب ، هذا أمثل ما يعتذر به عنهم » .
قلت : وهو سخيف
جدا ، لان بقية وأمثاله ان كانوا يؤمنون بالله ويخشونه ، لذكروا عند التحديث اسم
الرجل الضعيف الذي أسقطوه ، مصرحين بضعفه ، لئلا يضل بتدليسهم من لا خبرة له في
الرجال والحديث.
وقال المجد
الفيروزابادي : « وبقية محدث ضعيف » .
وقال ابن حجر
بترجمته : « قال يحيى بن معين كان يحدث عن
__________________
الضعفاء بمائة
حديث قبل ان يحدث عن الثقات ».
وقال : « قال أبو
حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به ، وهو أحب اليّ من اسماعيل ابن عياش » .
قال : « وروى ابن
عدي عن بقية قال لي شعبة يا أبا يحمد ما أحسن حديثك لكن ليس له أركان.
وقال بقية : ذاكرت
حماد بن زيد بأحاديث وقال : ما أجود حديثك لو كان لها أجنحة » .
وقال ابن حجر : «
بقية بن الوليد .. صدوق كثير التدليس عن الضعفاء من الثامنة ، مات سنة سبع وسبعين
» .
وقال المناوي بعد
حديث : « قال المنذري رواه الطبراني من رواية بقية وفيه راو لم يسم قال الهيثمي
تبعا لشيخه الزين العراقي : وفي اسناده من لم يسم ، وبقية مدلس » .
وقال الزبيدي : «
وبقية بن الوليد محدث ضعيف يروي عن الكذابين ويدلسهم. قاله الذهبي في الميزان ،
وقال في ذيله ، هو صدوق في نفسه حافظ لكنه يروي عمن دب ودرج فكثرت المناكير
والعجائب في حديثه ، وقال ابن خزيمة : لا احتج ببقية ، وقال احمد : له مناكير عن
الثقات ، وقال ابن عدي : لبقية أحاديث صالحة ويخالف الثقات ، وإذا روى عن غير
الشاميين خلط كما يفعل اسماعيل بن عياش » .
__________________
واما يحيى بن أبى المطاع
راوي الحديث عن
العرباض بن سارية عن ابن ماجة ، فانه مجهول عند ابن القطان ، وقد تكلم كبار
العلماء في لقائه العرباض واستنكروه ، فقد قال الذهبي « وقد استبعد دحيم لقيه
للعرباض فلعله أرسل عنه ، فهذا في الشاميين كثير الوقوع ، يروون عمن لم يلقوهم » .
وقال ابن حجر : «
وقال أبو زرعة لدحيم تعجبا من حديث الوليد بن سليمان قال : صحبت يحيى بن أبي
المطاع ، كيف يحدث عبد الله بن العلاء ابن زبر عنه انه سمع العرباض مع قرب عهد
يحيى؟ قال : أنا من أنكر الناس لهذا ، والعرباض قديم الموت.
قلت : وزعم ابن
القطان انه لا يعرف حاله » .
وقال : « وأشار
دحيم الى ان روايته عن عرباض بن سارية مرسلة » .
واما عبد الله بن علاء
راوي الخبر عن
يحيى عند ابن ماجة فانه أيضا لا يخلو عن قدح ، فقد قال الذهبي : « وقال ابن حزم :
ضعفه يحيى وغيره » .
واما ضمرة بن حبيب
راوي الخبر عن عبد
الرحمن السلمي عند ابن ماجة فهو ايضا مطروح ، لأنه من أهل حمص كما لا يخفى على من
راجع ( تهذيب التهذيب ) و ( تقريب التهذيب ) ، كما أنه كان مؤذن المسجد الجامع
بدمشق ( تقريب التهذيب ٤ / ٤٥٩ ).
__________________
واما معاوية بن صالح
راوي الحديث عن
ضمرة عند ابن ماجة فقد تكلموا فيه كذلك ، قال الذهبي « قال ابن حاتم : لا يحتج به
، ولم يخرج له البخاري ، ولينه ابن معين ».
قال : « قال الليث
بن عبده قال يحيى بن معين : كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى
بن سعيد ، وكان ابن مهدي لا يبالي » .
وأورده في الضعفاء
وقال : « قال أبو حاتم : لا يحتج به وكان [ يحيى ] القطان لا يرضاه » .
وقال ابن حجر : «
وقال ابن أبي خيثمة والدوري في تاريخهما عن ابن معين : كان يحيى بن سعيد لا يرضاه.
وقال : قال الدوري
عن ابن معين : ليس بمرضي ، هكذا نقله ابن ابى حاتم عن الدوري ، وليس ذلك في تاريخه
، وقال الليث بن عبده قال يحيى بن معين كان ابن مهدي إذا تحدث بحديث معاوية بن
صالح زبره يحيى بن سعيد وقال : ايش هذه الأحاديث؟ وقال علي بن المعايني عن يحيى
ابن معين : ما كنا نأخذ عنه.
وقال : قال ابو
صالح الفراء عن أبي إسحاق الفزاري : ما كان بأهل أن يروى عنه.
قال : وقال يعقوب
بن شيبة : قد حمل الناس عنه ومنهم من يرى انه وسط ليس بالثبت ولا بالضعيف ومنهم من
يضعفه.
قال : وقال ابن
عمار زعموا انه لم يكن يدري أي شيء في الحديث » .
هذا كله بالاضافة
الى كونه من أهل حمص وقاضى الأندلس في
__________________
الدولة الاموية ،
كما في ( تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٩ ) وفيه : « قال ابن يونس قدم سنة خمس وعشرين ثم
دخل الأندلس ، فلما ملك عبد الرحمن بن معاوية بالأندلس اتصل به فأرسله الى الشام
في بعض أمره ، فلما رجع اليه ولاه قضاء الجماعة بالأندلس ، وتوفي سنة ثمان وخمسين
ومائة ، وقال سعيد بن أبى مريم سمعت خالي موسى بن سلمة يقول : أتيت معاوية بن صالح
لا كتب عنه فرأيت عنده أراه ـ قال : الملاهي ـ فقال : ما هذا؟ قال : شيء بهديه الى
صاحب الأندلس ، قال : فتركته ولم اكتب عنه » .
واما اسماعيل بن بشر بن
منصور
شيخ ابن ماجة وأحد
رجال الحديث في طريقه الثاني ، فقد كان قدريا كما في ( تهذيب التهذيب ١ / ٢٨٤ ).
وفي ( مختصر تهذيب
التهذيب ١ / ٨٤ ) : « تكلم فيه ».
واما عبد الملك بن الصباح
راوي الخبر عن ثور
في طريقه الثالث عند ابن ماجة ففي ( ميزان الاعتدال ٢ / ٦٥٦ ) : « متهم بسرقة
الحديث ».
٨ ـ تصريح الحافظ ابن القطان
ببطلانه
لقد ثبت بطلان هذا
الحديث حتى صرح بذلك الحافظ ابن القطان ، فقد قال ابن حجر بترجمة عبد الرحمن
السلمى : « له في الكتب حديث واحد في الموعظة صححه الترمذي. قلت وابن حبان والحاكم
في المستدرك ، وزعم ابن القطان الفاسي : انه لا يصح لجهالته » .
__________________
وليس الحديث الذي
أشار اليه الا حديث «
عليكم بسنتي ... » وقد زعموا انه 6 قال هذا الكلام
في سياق وعظه للاصحاب كما تقدم.
ترجمة ابن القطان
ولنورد نبذة من
كلماتهم في الثناء على الحافظ ابن القطان ٦٢٨ :
١
ـ قال الذهبي : « ابن القطان
الحافظ العلامة الناقد قاضي الجماعة ... قال الأبار في ترجمته : كان من أبصر الناس
بصناعة الحديث وأحفظهم لا سماء رجاله وأشدهم عناية بالرواية ، رأس طلبة مراكش ...
قال ابن مسدي : كان معروفا بالحفظ والإتقان ومن أئمة هذا الشأن ، مصري الأصل
مراكشي الدار ، كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدولة المؤمنية ... » .
٢
ـ قال السيوطي : « ابن القطان الحافظ الناقد العلامة قاضي الجماعة ... كان من أبصر الناس
بصناعة الحديث وأحفظهم لأسماء رجاله وأشدهم عناية في الرواية ، معروفا بالحفظ
والإتقان ... » .
٩ ـ لا اثر لهذا الحديث في
الصحاح
انه على فرض تسليم
صحة هذا الحديث بطريق من طرقهم ، فانه لا يصلح لان يعارض به حديث الثقلين الذي ثبت
صدوره باعتراف كبار أئمتهم ، وقد رووه بالطرق المتكاثرة جدا في كتبهم ، وليس حديث : «
عليكم بسنتي ... » بهذه المثابة ، بل
لا أثر له في اكثر كتبهم ...
__________________
١٠ ـ المراد من « الخلفاء » فيه
هم « الأئمة »
لو سلمنا صحة هذا
الحديث فان لنا ان نفسر « الخلفاء » فيه بـ « الأئمة الاثني عشر » من أهل بيت
الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، وذلك :
أولا : لأنه صلّى الله عليه وسلّم أطلق في حديث « الاثني عشر
خليفة » كلمة « الخلفاء » عليهم سلام الله عليهم ، فقد قال الشيخ القندوزى : « قال
بعض المحققين : ان الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلّى الله عليه وسلّم
اثنى عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة. فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم ان مراد
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حديثه هذا : الأئمة الاثنا عشر من اهل بيته
وعترته ، إذ لا يمكن ان يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن
اثنى عشر ، ولا يمكن ان يحمل على الملوك الاموية ، لزيادتهم على اثنى عشر ولظلمهم
الفاحش الا عمر بن عبد العزيز ولكونهم غير بنى هاشم ، لان النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : كلهم
من بني هاشم ، في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته صلّى الله عليه وسلّم في هذا القول يرجع هذه
الرواية لأنهم لا يحبون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن ان يحمل على الملوك العباسية
لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم لاية : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وحديث الكساء.
فلا بد من ان يحمل
هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته صلّى الله عليه وسلّم لأنهم
كانوا اعلم اهل زمانهم وأجلهم وأورعهم واتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم
عند الله ، وكانت علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم صلّى الله عليه وسلّم بالوراثة
واللدنية ، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق واهل الكشف والتدقيق ، ويؤيد هذا المعنى
ـ أي ان مراد النبي صلّى الله عليه وسلّم الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته ويشهد
ويرجحه حديث الثقلين والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره ، واما قوله صلّى الله عليه وسلّم : كلهم
تجتمع عليه الامة ، في رواية عن جابر بن سمرة فمراده صلّى الله عليه وسلّم ان الامة تجتمع على الإقرار
بامامة كلهم وقت ظهور
قائمهم المهدي 2 » .
وثانيا
: لأنه صلّى الله عليه وسلّم عبر عنهم في
حديث آخر بـ « الخلفاء رواه السيد علي الهمداني في ( المودة في القربى ) قائلا : «
عن علي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من
أحب ان يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال
عليا بعدي ويعاد عدوه ، وليأتم بالائمة الهداة من ولده ، فإنهم خلفائي وأوصيائي
وحجج الله على خلقه بعدي وسادة أمتي وقادة الأتقياء الى الجنة ، حزبهم حزبي وحزبي
حزب الله وحزب أعدائهم حزب الشيطان ».
ورواه عنه
القندوزي في ( ينابيع المودة ٢٥٨ ).
وثالثا
: لأنه صلّى الله عليه وسلّم عبر عنهم بـ «
الخلفاء » في حديث ابن عباس ، وقد رواه الحموئي في ( فرائد السمطين ) ـ : « عن
سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ان
خلفائي أوصيائي وحجج الله على الخلق من بعدي الاثنا عشر أو لهم أخى وآخرهم ولدي.
قيل : يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : على
بن أبي طالب. قيل : فمن ولدك؟ قال : المهدى الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا
وظلما ».
ورواه جمال الدين
الشيرازي في ( روضة الأحباب ) في ذكر الامام الثاني عشر 7 ، والقندوزي
في ( ينابيع المودة ٤٤٧ ) عن الحموئي.
ورابعا
: لأنه 6 عبر عنهم بـ
« الخلفاء » في حديثين رواهما جابر بن عبد الله ،
أحدهما بلفظ « ... هم خلفائي من بعدي يا جابر وأئمة الهدى بعدي أولهم على بن أبي
طالب ... » قاله (ص) في جواب سؤاله عن قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ )
( روضة الأحباب ). والثاني بلفظ : « ... فإنهم أوليائي ونجبائي
__________________
واحبائي وخلفائي » رواه الديلمي في ( مسند الفردوس ـ مخطوط ).
وخامسا : لأنه 6 عبر عنهم بـ
« الخلفاء » في حديث آخر رواه شيخ الإسلام العز الدمشقي الشافعي ـ المترجم ببالغ الإطراء
والثناء عليه في ( العبر ٥ / ٢٦٠ ) و ( مرآة الجنان ٤ / ١٥٣ ـ ١٥٨ ) و ( طبقات
السبكي ٥ / ١٠٢ ) و ( طبقات الاسنوي ٢ / ١٩٧ ) و ( طبقات الأسدي ـ ٢ / ٤٤٠ ) و (
حسن المحاضرة ١ / ٣١٤ ـ ٣١٦ ) ـ رواه في ( رسالة فضائل الخلفاء ) في حديث طويل :
« فلما حملت خديجة رضي الله عنها بفاطمة
كانت فاطمة تحدثها من بطنها تؤنسها في وحدتها ، وكانت تكتم ذلك عن رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم ، فدخل النبي صلّى الله عليه وسلّم يوما فسمع خديجة رضى الله عنها
تحدث فاطمة ، فقال لها : يا خديجة لمن تحدثين؟ قالت : أحدث الجنين الذي في بطني
فانه يحدثني ويؤنسني قال : يا خديجة أبشرى فإنها النسلة الطاهرة الميمونة ، فان
الله تعالى قد جعلها من نسلي وسيجعل من نسلها خلفاء في ارضه بعد انقضاء وحيه ».
وسادسا
: لان امير
المؤمنين 7 عبر عنهم بـ « خلفاء الله » في
حديث رواه جماعة ، أنظر : ( تذكرة الحفاظ ) و ( كنز العمال ١٠ / ١٥٨ ) و ( المناقب
للخوارزمي ٢٦٣ ) و ( تذكرة الخواص ١٤١ ) وهذا لفظه كما في ( الحلية ) بسنده عن
كميل بن زياد النخعي قال : « أخذ علي بن أبي
طالب بيدي فأخرجني الى ناحية الجبانة ، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال : يا كميل
بن زياد ... لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لكي لا يبطل حجج الله وبيناته ، أولئك
هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا ، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها الى
نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ... أولئك خلفاء الله في بلاده ودعاته الى دينه
، هاه هاه شوقا الى رؤيتهم ... » .
وسابعا : لان النبي 6 وصف الأئمة : في
__________________
حديث
بـ « الأئمة الراشدين » رواه الديلمي في ( مسند الفردوس ـ مخطوط ) : « عن أبي سعيد
الخدري قال : صلى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
الصلاة الاولى ، ثم اقبل بوجهه الكريم علينا فقال : يا معاشر أصحابي ، ان مثل أهل
بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل ، فتمسكوا بأهل بيتي بعدي ،
الأئمة الراشدين من ذريتي ، فإنكم لن تضلوا أبدا. فقيل : يا رسول الله كم الأئمة
بعدك؟ قال : اثنا عشر من اهل بيتي ـ أو قال من ـ عترتي ».
وهذا الحديث يرشد
الى ان ـ الخلفاء الراشدين ـ في الحديث البحوث عنه هم الأئمة من أهل البيت لا
غيرهم.
وثامنا
: لأنه 6 عبر عنهم في
خطبة له بـ « الأئمة المهدية ». رواها أبو نعيم بإسناده عن جابر ، قال : «
خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما ومعه علي والحسن والحسين ، فخطبنا
فقال : ايها الناس ، ان هؤلاء أهل بيت نبيكم قد شرفهم الله بكرامته واستحفظهم سره
واستودعهم علمه ، عماد الدين ، شهداء على أمته ، برأهم قبل خلقه إذ هم أظلة تحت
عرشه ، نجباء في علمه ، وارتضاهم واصطفاهم فجعلهم علماء وفقهاء لعباده ودلهم على
صراطه ، فهم الأئمة المهدية والقادة الداعية والأئمة الوسطى والرحم الموصولة ... »
.
ورواها النطنزي بإسناده عن أبي جعفر عن
أبيه عن جابر ...
وتاسعا : لأنه 6 عبر عنهم في خطبة بـ « الهداة المهديون ، الأئمة الراشدون
» وب « الأئمة الهادية » رواها
شهاب الدين أحمد سبط قطب الدين الإيجي حيث قال : «
وهذه هي الخطبة التي خطبها رسول الله صلّى الله عليه وبارك وسلّم حين نزلت : ( إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) ايها الناس! ان الله خلقني وخلق اهل
بيتي من طينة لم يخلق منها
__________________
غيرنا ، كنا اول من
ابتدأ على خلقه ، فلما خلقنا نور بنور ناكل ظلمة وأحيا بنا كل طينة ، ثم قال صلّى
الله عليه وسلّم : هؤلاء خيار أمتي وحملة علمي وخزانة سري ، وسادة أهل الأرض ،
الداعون الى الحق ، المخبرون بالصدق غير شاكين ولا مرتابين ولا ناكصين ولا ناكثين
، هؤلاء الهداة المهتدون والأئمة الراشدون ، المهتدي من جاءني بطاعتهم وولايتهم ،
والضال من عدل عنهم وجاءني بعداوتهم ، حبهم ايمان وبغضهم نفاق ، هم الأئمة الهادية
وعرى الاحكام الواثقة ، بهم تتم الاعمال الصالحة وهم وصية الله في الأولين
والآخرين ، والأرحام التي أقسمكم الله بها إذ يقول : ( وَاتَّقُوا اللهَ
الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ، إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ).
ثم ندبكم الى حبهم فقال : قُلْ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى هم الذين أذهب
الله عنهم الرجس وطهرهم من النجس ، الصادقون إذ نطقوا ، العالمون إذا سئلوا ،
الحافظون لما استودعوا ، جمعت فيهم الخلال العشر لم تجمع الا في عترتي وأهل بيتي :
الحلم والعلم والنبوة والسماحة والشجاعة والصدق والطهارة والعفاف والحكم.
فهم كلمة التقوى ووسيلة الهدى والحجة
العظمى والعروة الوثقى ، هم أولياؤكم عن قول ربكم وعن قول ربى ، ما أمرتكم الا بما
أمرني به ربي ، ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأوحى الي ربى فيه ثلاثا : انه سيد المسلمين وامام
الخيرة المتقين وقائد الغر المحجلين ، وقد بلغت عن ربي ما أمرت واستودعهم الله
فيكم واستغفر الله لي ولكم » .
وهذه الخطبة تشتمل
على وجوه يدل كل واحد منها دلالة واضحة على امامة امير المؤمنين والأئمة المعصومين
من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وقد ذكر ذلك بالتفصيل في مجلد ( حديث الغدير
).
__________________
وعاشرا : لأنه 6 عبر عنهم بـ «
أئمة الهدى ومصابيح الدجى .. » في
حديث رواه الخوارزمي في ( المناقب ٣٤ ) والقندوزي في ( ينابيع المودة ١٢٧ ) وهو
قوله 6
: « من أحب أن يحيى حياتي ويموت مماتي
ويدخل الجنة التي وعدني ربى فليتول علي بن أبى طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى
ومصابيح الدجى من بعده ، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى الى باب الضلالة ».
والحادي عشر : لأنه 6 قال في حديث
رواه ابن عباس « واهل بيتي أمان
لامتى من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » فقد جاء في ( استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط ) ما نصه : « وعن قتادة
عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم
أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة
من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس. أخرجه الحاكم وقال : صحيح الاسناد ولم يخرجاه ».
وقد رواه عن
الحاكم وغيره جماعة منهم : ابن حجر في ( الصواعق ).
والسيوطي في (
الخصائص ٣ / ٣٦٤ ).
والسمهودي في (
جواهر العقدين ـ مخطوط ).
والشيخاني في (
الصراط السوي ـ مخطوط ).
والشبراويّ في (
الإتحاف بحب الاشراف / ٢٠ ).
والحمزاوي في (
مشارق الأنوار ٨٦ ).
والقندوزي في (
ينابيع المودة ٢٩٨ ).
ومن هنا يظهر ان حديث «
عليكم بسنتي ... » وارد ـ ان صح ـ في
أئمة أهل البيت : ، إذ قد جاء في صدره ان النبي 6 عهد الى الاصحاب
بهذا العهد لأجل النجاة عند الاختلاف من بعده.
والثاني عشر : لأنه 6 قال عنهم في
حديث : « اللهم
انهم أهلي والقوام
لديني والمحيون لسنتي ... » فقد روى ابن أبي الفوارس الرازي
في ( الأربعين ـ مخطوط ) بسنده : « عن جابر بن عبد الله الانصاري أنه قال : كان
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالسا في مسجده إذ أقبل على بن أبي طالب والحسن عن
يمينه والحسين عن شماله ، فقام النبي صلّى الله عليه وسلّم وقبّل عليا وأكرمه
وقبّل الحسن وأجلسه على فخذه الأيمن وقبّل الحسين وأجلسه على فخذه الأيسر ، ثم جعل
يقبلهما ويرشف ثناياهما وهو يقول : بأبي أنتما وبأبي أبوكما وبأبي أمكما ، ثم قال
: ايها الناس! ان الله عز وجل يباهي بهما وبأبيهما وأمهما وبالابرار من أولادهما
الملائكة في كل يوم مرارا. ومثلهم مثل التابوت في بنى إسرائيل.
اللهم من أطاعنى فيهم وحفظ وصيتي بهم
فاجعله معى في درجتي. اللهم ومن عصاني فيهم فأحرمه روحك وريحانك ورحمتك وجنتك.
اللهم انهم أهلي والقوام لديني والمحيون لسنتي التالون لكتاب الله ، طاعتهم طاعتي
ومعصيتهم معصيتي ».
وهذا يفيد أن حديث «
عليكم بسنتي ... » بعد تسليم صحته
وارد بحق الأئمة الطاهرين من أهل البيت.
دفع
شبهة عموم « العترة »
قوله : وعلى فرض عدم المعارضة ، فان العترة في اللغة بمعنى
الأقارب ، فان دل وجوب التمسك على الامامة لزم ان يكون جميع أقارب النبي صلّى الله
عليه وسلّم أئمة تجب اطاعتهم خصوصا أمثال عبد الله بن عباس ، ومحمد بن الحنفية ،
وزيد بن علي ، والحسن المثنى ، وإسحاق بن جعفر الصادق وغيرهم من أهل البيت.
أقول : هذا باطل
لوجوه :
١ ـ ليس « العترة » بمعنى « الأقارب »
ان دعوى كون «
الأقارب » معنى « العترة » لغة غير صحيحة ، وان دلت على شيء فإنما تدل على عدم
اطلاع ( الدهلوي ) في اللغة ، لان أئمة هذا العلم ومحققيه صرحوا جميعا ونصوا على
ان « العترة » في اللغة « الأولاد وأخص الأقارب » لا مطلقهم ، ونحن لو لم نحمل
دعوى ( الدهلوي ) هذه على الجهل فلا مناص لأوليائه وأصحابه من حملها على تعمد
الكذب فيزداد الطين بلة ، وتعظم المصيبة عليهم كما قال الشاعر :
فان كنت لا تدري
فتلك مصيبة
|
|
وان كنت تدري
فالمصيبة أعظم
|
وعلى الرغم من
وضوح معنى الكلمة فيما ذكرنا ، فلا بد من نقل بعض نصوص العلماء في هذا المقام
إرغاما للمكابر وإتماما للحجة : قال الجوهري في ( الصحاح ) : « عترة الرجل نسله
ورهطه الأدنون ».
وقال ابن سيدة في
( المخصص ) : « أبو عبيد : أسرة الرجل رهطه الأدنون وكذلك فصيلته وعترته ».
وقال ابن الأثير
في ( النهاية ) بعد حديث الثقلين : « عترة الرجل : أخص أقاربه ».
وقال ابن منظور في
( لسان العرب ) بعد أن روى حديث الثقلين ونقل كلام ابن الأثير المتقدم : « وقال
ابن الاعرابي : العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه قال : فعترة النبي صلّى
الله عليه وسلّم ولد فاطمة البتول 3 ».
وقال السيوطي في (
النثير ) : « عترة الرجل أخص أقاربه ».
وقال الفيروزابادى
في ( القاموس ) : « العترة بالكسر .. نسل الرجل رهطه وعشيرته الأدنون ممن مضى وغبر
».
وقال الزبيدي في (
التاج ) : « وقال أبو عبيد وغيره : عترة الرجل وأسرته وفصيلته : رهطه الأدنون ،
وقال ابن الأثير : عترة الرجل أخص أقاربه ، وقال ابن الأعرابي عترة الرجل ولده
وذريته وعقبه من صلبه ، قال : فعترة النبي صلّى الله عليه وسلّم ولد فاطمة البتول 3 ».
٢ ـ العصمة لاخص الأقارب
لقد تقدم : ان
حديث الثقلين يدل بوجوه عديدة على ان العترة الذين قرنهم رسول الله 6 بالكتاب العزيز
معصومون من الزلل والخطأ ، ومنزهون من كل عيب ونقص.
فلا بد إذا من أن
يكون مراده 6 من العترة أخص
الأقارب وهم الأئمة
الاثنا عشر المعصومون ، إذ لم تثبت العصمة الا لهم ، فكيف يكون المراد مطلق
الأقارب؟!
٣ ـ الاعلمية لاخص الأقارب
لقد تقدم : ان
حديث الثقلين يفيد أعلمية أهل البيت : ـ ولا سيما السياق الوارد في ( منقبة المطهرين ) لابي نعيم
الاصبهاني ـ ومن المعلوم ان هذه المرتبة لم تثبت لجميع الأقارب ، فلزم أن يكون
مراده 6 من « العترة » من حاز تلك المرتبة ، وهم الأئمة الاثنا عشر : منهم ليس الا ..
٤ ـ اختصاص حديث الثقلين بالائمة من كلام النبي 6
لقد نص رسول الله 6 على اختصاص حديث
الثقلين بالائمة الاثني عشر : في بعض ألفاظه ، ففي
( فرائد السمطين ) ضمن رواية مناشدة أمير المؤمنين 7 ـ ما نصه : «
قال أنشدكم بالله ، أتعلمون ان رسول الله 6
قام خطيبا ـ لم يخطب بعد ذلك ـ فقال : يا أيها الناس انّي تارك فيكم كتاب الله
وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا ، فان اللطيف الخبير أخبرنى وعهد الي انهما
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقام عمر بن الخطاب ـ شبه المغضب ـ فقال : يا رسول
الله ، أكل أهل بيتك؟ فقال : لا ولكن أوصيائى منهم ، أو لهم أخي ووزيري ووارثي
وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ، هو أو لهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم
تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد ، حتى يردوا علي الحوض ، شهداء الله في أرضه
وحججه على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته ، من أطاعهم فقد أطاع الله من عصاهم فقد
عصى الله؟!
فقالوا كلهم : نشهد ان رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم قال ذلك » .
أقول : فهل تبقى
قيمة لدعوى ( الدهلوي ) هذه؟!
٥ ـ اختصاص حديث الثقلين بالائمة من كلام على 7
انه يتضح اختصاص
حديث الثقلين بأهل البيت المعصومين : من كلام أمير المؤمنين 7 أيضا ، فقد
روى أبو سعد عبد الملك بن محمد الخركوشي انه 7 قال لمن حضر عنده حين حضرته الوفاة :
« وفيكم من يخلف من نبيكم 6 ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، وهم الدعاة
، وهم النجاة ، وهم أركان الأرض ، وهم النجوم بهم يستضاء ، من شجرة طاب فرعها
وزيتونة طاب أصلها ، نبتت في الحرم وسيقت من كرم ، من خير مستقر الى خير مستودع ،
من مبارك الى مبارك ، صفت من الاقذار والأدناس ومن قبيح ما نبت شرار الناس ، لها
فروع طوال لا تنال ، حسرت عن صفاتها الألسن وقصرت عن بلوغها الأعناق ، فهم الدعاة
وبهم النجاة وبالناس إليهم حاجة ، فاخلفوا رسول الله 6
بأحسن الخلافة ، فقد أخبركم انهم والقرآن الثقلان ، وانهما لن يفترقا حتى يردا على
الحوض فالزموهم تهتدوا وترشدوا ولا تتفرقوا عنهم ولا تتركوهم فتفرقوا وتمرقوا » .
٦ ـ اختصاص حديث الثقلين بالائمة من كلام الامام الحسن 7
لقد بلغ اختصاص
هذا الحديث بالعترة الطاهرة من الوضوح حدا حتى أرسله الامام الحسن السبط 7 في خطبة له إرسال
المسلم ، وقد أوردنا
__________________
تلك الخطبة فيما
تقدم ، وهذا موضع الحاجة هنا : « نحن حزب الله
المفلحون ، وعترة رسوله المطهرون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين
الذين خلفهما رسول الله 6
فيكم » .
٧ ـ اعتراف أهل السنة باختصاص حديث الثقلين بالائمة :
لقد ثبت اختصاص
حديث الثقلين بأئمة أهل البيت : ووضح وبان حتى اعترف به أعلام أهل السنة :
فمنهم
: الحكيم الترمذي إذ قال : « فقول رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم : لن يتفرقا
حتى يردا علي الحوض ، قوله : ما ان أخذتم به لن تضلوا. واقع على الأئمة منهم
السادة ، لا على غيرهم » .
ومنهم : سبط ابن الجوزي ، إذ أورد هذا الحديث تحت عنوان « ذكر
الأئمة » .
ومنهم : الكنجي الشافعي حيث قال بعد الحديث ـ : « قلت : ان تفسير
زيد « اهل البيت » غير مرضي ، لأنه قال أهل البيت من حرم الصدقة. [ بعده ، يعني
بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وحرمان الصدقة يعم زمان حياة الرسول صلّى الله
عليه وسلّم وبعده ] وهم [ ولان الذين حرموا الصدقة ] لا ينحصرون في المذكورين ،
فان بنى المطلب يشاركونهم في الحرمان ، ولان آل الرجل غيره على الصحيح ، فعلى قول
زيد يخرج امير المؤمنين 7 عن ان يكون من أهل البيت ، بل الصحيح : ان أهل البيت علي
وفاطمة والحسنان : ، كما رواه
مسلم بإسناده عن عائشة ان رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم خرج ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي
__________________
فأدخله ثم جاء
الحسين فأدخله [ معه ] ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ثم قال :
إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
[ و ] هذا دليل
على ان أهل البيت هم الذين ناداهم الله بقوله : « أهل البيت » وأدخلهم الرسول [
رسول الله ] صلّى الله عليه وسلّم في المرط. وأيضا
روى مسلم بإسناده انه لما نزلت آية
المباهلة دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا : وقال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي [ أهلي
] » .
ومنهم : سعيد الدين الكازروني ، فانه قال : « ومن طعن في نسب شخص
من أولاد فاطمة رضي الله عنها بأن قال : أفنى الحجاج بن يوسف ذريتها ولم يبق أحد
منها وليس في الدنيا أحد يصح نسبه إليها فقد ظلم وكذب وأساء ، فان تعمد ذلك بعد ما
نشأ في بلاد علماء الدين كاد يكون كافرا ، لأنه يخالف ما قال رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم ، على ما ثبت
في الترمذي عن زيد بن أرقم انه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل
ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا
يف تخلفوني فيهما.
وقد تقدم في حديث المباهلة قوله صلّى الله عليه
وسلّم : اللهم هؤلاء أهل بيتي.
قال مؤلف هذا
الكتاب سعيد بن مسعود الكازروني ـ جعله الله ممن دخل في العلم من طريق الباب حتى
يفوز بالسداد والصواب ـ فما دام القرآن باقيا فأولاد فاطمة باقون ، لظاهر الحديث
الصحيح » .
__________________
أقول : ومن قرآن
الكازروني حديث المباهلة بحديث الثقلين يستنتج أنه لا يريد من أولاد فاطمة الا
المعصومين منهم.
ومنهم : شهاب الدين ملك العلماء الدولت آبادي .. حيث عبر عن «
العترة » في مواضع عديدة من كتابه بـ « الأولاد » فليراجع .
ومنهم : الكاشفي فقد روي حديث الثقلين في « فضيلة أهل البيت
الكرام الذين هم أئمة الدين والمقتدون في العلم واليقين » ثم قال : « واهل بيت
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هم علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله تعالى
عليهم أجمعين ، بدليل الحديث
الوارد في الصحيحين انه لما نزلت هذه
الآية « ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم » دعا رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي » .
ومنهم : السمهودي
حيث قال في تنبيهات حديث الثقلين ـ : « ثالثها ان ذلك يفهم وجود من يكون أهلا
للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان وجدوا فيه الى قيام الساعة ،
حتى يتوجه الحث المذكور الى التمسك به ، كما ان الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا
ـ كما سيأتي ـ أمانا لأهل الأرض وإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض.
وأخرج أبو الحسن
ابن المغازلي من طريق موسى بن القاسم عن علي ابن جعفر : سألت الحسن عن قوله الله
تعالى : ( كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) ، قال : المشكاة
فاطمة ، والشجرة المباركة ابراهيم ، لا شرقية ولا غربية ، لا يهودية ولا نصرانية ،
يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور ، قال : منها امام بعد امام يهدي
الله لنوره من يشاء.
وقوله « منها امام
بعد امام » يعنى أئمة يقتدى بهم في الدين ويتمسك
__________________
بهم فيه ويرجع
إليهم » .
هذا ، وللسمهودي
كلمات أخرى ـ لا سيما في تنبيهات حديث الثقلين ـ كلها صريحة في ذلك ، وقد سبق في
مواضع من الكلمات ذكر بعض تلك الكلمات.
ومنهم : ابن حجر المكي ، فقد قال : « فإذا ثبت هذا لعموم قريش
فأهل البيت أولى منهم بذلك ، لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية
قريش.
ثم أحق من يتمسك
به منهم امامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمناه من مزيد علمه
ودقائق مستنبطاته ، ومن ثم قال ابو بكر : علي عترة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
، أي : الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلناه ، لذلك خصه صلّى الله عليه وسلّم
بما مرّ يوم غدير خم » .
ومنهم : بدر الدين الرومي حيث قال بشرح قوله البوصيري :
دعا الى الله
فالمستمسكون به
|
|
مستمسكون بحبل
غير منفصم
|
« ... معتصمون بسبب من الله تعالى متصل الى رضوانه
الأكبر من غير أن يطرأ عليه انفصام أصلا ، وذلك السبب ليس الا كتاب الله تعالى
وعترة نبيه من أهل العصمة والطهارة ، الواجب على غيرهم مودتهم بعد معرفتهم ،
ايمانا بقوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وتصديقا لقوله صلّى الله عليه وسلّم : تركت
فيكم الثقلين ..
وهذا نص في
المقصود ، فمن تمسك بكتاب الله تمسك بهم ، ومن عدل عنهم عدل عن كتاب الله من حيث
لا يدرى .. » .
ومنهم : القاري ، فقد قال بشرح حديث الثقلين ما نصه :
« وأقول : الأظهر
هو انّ أهل البيت غالبا يكونون اعرف بصاحب
__________________
البيت وأحواله ،
فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته ، الواقفون على طريقته ، العارفون
بحكمه وحكمته ، وبهذا يصلح ان يكونوا مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال : وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ، ويؤيده ما أخرجه احمد في المناقب عن حميد بن عبد الله بن زيد ان النبي صلّى الله عليه وسلّم ذكر عنده قضاء قضى
به على بن أبى طالب فأعجبه وقال : الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة اهل البيت. واخرج
ابن ابى الدنيا في كتاب اليقين عن محمد بن مسعر اليربوعي قال قال علي للحسن : كم
بين الايمان واليقين؟ قال : أربع أصابع ، قال : بين ، قال : اليقين ما رأته عينك
والايمان ما سمعته اذنك وصدقت به ، قال : أشهد انك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض.
وقارف الزهري [ ذنبا ، ظ ] فهام على وجهه ، فقال له زين العابدين : قنوطك من رحمة
الله التي وسعت كل شيء أعظم عليك من ذنبك ، فقال الزهري : الله أعلم حيث يجعل
رسالته ، فرجع الى أهل وماله » .
ومنهم : المناوي فقد قال بشرح
الحديث : « وعترتي اهل بيتي تفصيل بعد إجمال بلاد او بيانا ، وهم اصحاب الكساء الذين
اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » .
ومنهم : الشيخ عبد الحق الدهلوي ، فقد قال « قوله : والعترة رهط
الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون ، وفسره صلّى الله عليه وسلّم بقوله ـ وأهل بيتي ـ
للاشارة الى أن مراده هنا من العترة أخص عشيرته وأقاربه وهم أولاد الجد القريب أي
أولاده وذريته صلّى الله عليه وسلّم » .
وكذا قال في (
اللمعات ) فراجعه.
ومنهم : الشيخاني القادري حيث صرح باختصاص حديث الثقلين
__________________
بالائمة المعصومين
، واستدلال لذلك بوجوه من الكتاب والسنة .
ومنهم
: الزرقانى في ( شرح
المواهب ) إذ نقل كلام الحكيم المتقدم ، وكلام السمهودي الصريحين في المطلوب.
ومنهم : السهارنپورى حيث نقل في ( المرافض ) عبارة القاري
الصريحة في المقام.
ومنهم : الشبراويّ في ( الإتحاف بحب الاشراف ) حيث نقل كلاما
لابن حجر في معنى الحديث.
ومنهم
: السندي حيث بين
ذلك في ( دراسات اللبيب ) بالتفصيل ، وقد أوردنا عبارته سابقا.
ومنهم : العجيلي حيث قال في ( ذخيرة المآل ـ مخطوط ) في بيان
معنى حديث الثقلين : « ومحصله ما تقدم في محصل حديث السفينة من الحث على إعظامهم
والتعلق بحبلهم وعلمهم والأخذ بهدى علمائهم ومحاسن أخلاقهم شكرا لنعمة مشرفهم
صلوات الله عليه وعليهم ، ويستفاد من ذلك بقاء الكتاب والسنة والعترة الى يوم
القيامة.
والذين وقع الحث
عليهم انما هم العارفون منهم بالكتاب والسنة ، إذ هم لا يفارقون الكتاب الى ورود
الحوض ، ويؤيده حديث : تعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، وتميزوا بذلك عن
بقية العلماء ، لان الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وشرفهم بالكرامات
الباهرات والمزايا المتكاثرات ».
ومنهم
: محمد مبين
اللكهنوي ، إذ قال في ( وسيلة النجاة ) بعد الحديث : « أي لن يفترق كتاب الله وآل
العبا حتى يردا علي الحوض ».
ومنهم : « ولي الله اللكهنوي في ( مرآة المؤمنين ـ مخطوط ) فقد
قال مثل قول العجيلي المتقدم.
ومنهم
: القندوزي في (
ينابيع المودة ٤٤٦ ) وكلامه صريح في المقام ،
__________________
وقد تقدم.
ومنهم : حسن زمان في ( القول المستحسن ).
* * *
تقرير
الشبهة ببيان آخر
ثم ان ( الدهلوي )
قرر في حاشية ( التحفة ) شبهته في معنى « العترة » ببيان آخر فقال : والحاصل ان
المراد بالعترة اما جميع اهل بيت السكنى او جميع بني هاشم او جميع اولاد فاطمة ،
وعلى كل تقدير فالتمسك المأمور به اما بكل منهم او بكلهم او بالبعض المبهم أو
بالبعض المعين ، والشقوق كلها باطلة.
اما الاول : فلانه
يستلزم التمسك بالنقيضين في الواقع ، لاختلاف العترة فيما بينهم في اصول الدين كما
مر مفصلا.
وعلي الثاني يلغو
الكلام ، لان التمسك بما أجمع عليه كلهم بحيث لا يشذ عنه فرقة لا يجدي نفعا ، إذا
لبحث في المسائل الخلافية.
وعلى الثالث :
يلزم تصويب الطرفين المتخالفين ويلزم على الامامية تصويب الزيدية والكيسانية
وبالعكس.
وعلى الرابع :
يلزم التجهيل والتلبيس ، إذ البعض المراد غير مذكور في الكلام ، فيفضى الى النزاع
كما هو الواقع.
أقول :
وهذا الكلام سواء
كان ( الدهلوي ) أو لاحد اسلافه لا طائل تحته ، ولا ريب في بطلانه بعد تلك الوجوه
السديدة من الكتاب والسنة وكلمات الاعلام ، ولكننا نبين ـ مع ذلك ـ بطلانه إكمالا
للفائدة وإتماما للحجة فنقول :
أما قوله : «
والحاصل ان المراد بالعترة اما جميع اهل بيت السكنى او جميع بني هاشم او جميع
اولاد فاطمة ».
ففيه : انه تشقيق
باطل ، لان جميع أهل بيت السكنى لا يكونوا مصداقا لحديث الثقلين ، ففيهم النساء
البعيدات عن مقام العصمة كل البعد ، فلا يجوز ان يقرنهن الرسول 6 بالكتاب العزيز ،
وفيهم العبيد والجواري ولم يقل أحد بدخولهم في العترة.
على أن أحدا لم
يقل بعصمة جميع بني هاشم وجميع اولاد فاطمة 3 ، بل المراد بـ « العترة » من حاز مقام العصمة والاعلمية
منهم ، وهم الأئمة الاثنا عشر : فحسب.
واما قوله : «
وعلى كل تقدير فالتمسك المأمور به اما بكل منهم او بكلهم او بالبعض المبهم او
بالبعض المعين والشقوق كلها باطلة ».
ففيه : انه فاسد
كذلك ، بل المراد من « العترة » هم المعصومون المطهرون من اهل بيت رسول الله 6 دون غيرهم.
واما قوله : « اما
الاول فلانه يستلزم التمسك بالنقيضين في الواقع لاختلاف العترة فيما بينهم في اصول
الدين كما مر مفصلا ».
فباطل أيضا ، لان
المراد من العترة هم الأئمة الاثنا عشر ، ولا اختلاف فيما بينهم لا في الأصول ولا
في الفروع. كيف؟ وهم جميعا معصومون في أقوالهم وأفعالهم كما اعترف به غير واحد من
اكابر علماء اهل الخلاف.
واما قوله : «
وعلى الثاني يلغو الكلام لان التمسك بما اجمع عليه كلهم بحيث لا يشذ عنه فرقة لا
يجدي نفعا ، إذا لبحث في المسائل الخلافية ».
فلا ريب في فساده
، إذ لما ظهر المراد من « العترة » كان نفي الفائدة من التمسك بما اجمعوا عليه
مكابرة ، لان قول كل واحد منهم حجة قطعية فكيف بما اجمعوا عليه؟
ثم أين المسألة
الواحدة التي وقع الاختلاف فيما بينهم فيها فضلا عن المسائل؟
واما قوله : «
وعلى الثالث يلزم تصويب الطرفين المتخالفين ويلزم على الامامية تصويب الزيدية
والكيسانية وبالعكس ».
فباطل أيضا ، إذ
قد تقرر المراد من العترة ، وهم ـ ولله الحمد ـ معروفون عند المخالفين أيضا ، وإذ
قد عرف الحق فلا ضرورة لتصويب مذهب الزيدية او غيرهم.
واما قوله : «
وعلى الرابع يلزم التجهيل والتلبيس إذا لبعض المراد غير مذكور في الكلام فيفضى الى
النزاع كما هو الواقع ».
فبطلانه أوضح من
ان يذكر ، لان المراد معين مذكور في بعض طرق الحديث ـ كما في رواية فرائد السمطين
وغيرها ـ ووقوع النزاع بعد ذلك بين الامة لم يكن الا لاعراضها عن الحق وأهله ،
وبالله المستعان.
( تنبيه )
انه لما رأى بعض
الوضاعين جلالة قدر العترة وعظم منزلتها كما تفيد الأحاديث المتواترة ـ ومنها حديث
الثقلين ـ أراد إدخال أبي بكر بن أبي قحافة في عترة النبي 6 ، فوضع حديثا
مفاده ان ابا بكر قال في السقيفة « نحن عترة رسول الله » 6 الا أنا لم نجد
لهذا الخبر في أخبار السقيفة عينا ولا أثرا ، ولم نعثر على سند له لا قويا ولا
ضعيفا ، ومن ادعى فعليه الإثبات بقول الإثبات.
ولو كان فلا ريب
في بطلانه للادلة السالفة.
ومن هنا تصدى بعض
علمائهم في اللغة لحمل الكلمة على معنى آخر
فقد جاء في (
اليواقيت لأبي عمرو الزاهد ) ما نصه : « حدثني أبو العباس ثعلب قال حدثني ابن
الأعرابي ، قال : العترة قطاع المسك الكبار في النافجة ، وتصغيرها عتيرة ، والعترة
الريفة العذبة وتصغيرها عتيرة ، والعترة شجرة تنبت على باب وجار الضب ـ وأحسبه
أراد وجار الضبع ، لان الذي للضب هو مكو وجحر وللضبع وجار ـ ثم قال : وإذا خرجت
الضب من وجارها تمرغت على تلك الشجرة وهي لذلك لا تنمو ولا تكبر ، والعرب تضرب
مثلا للذليل والذلة فتقول أذل من عترة الضب ، قال وتصغيرها عتيرة.
والعترة : ولد
الرجل وذريته من صلبه ، ولذلك سميت ذرية محمد 6 من علي وفاطمة عترة محمد :.
قال ثعلب : فقلت
لابن الأعرابي فما معنى قول أبى بكر في السقيفة نحن عترة رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم؟ قال : أراد بذلك بلدته وبيضته ، وعترة محمد صلّى الله عليه وسلّم لا محالة
ولد فاطمة 3 ، والدليل على ذلك رد أبى بكر وإنفاذ على 7 بسورة براءة وقوله
صلّى الله عليه : أمرت أن لا يبلغها
عني الا انا أو رجل مني ، وأخذها منه
ودفعها الى من كان منه ، فلو كان أبو بكر من العترة نسبا دون تفسير ابن الأعرابي
انه أراد البلدة لكان محالا أخذ سورة براءة ودفعها الى علي 7 ».
أقول : وبالاضافة
الى نفيهم كون ابى بكر من العترة ، فإنهم قد رووا عن أبي بكر نفسه قوله « علي عترة
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم » راجع : ( الصواعق ٩٠ ) و ( جواهر العقدين ـ مخطوط
) و ( الصراط السوي ـ مخطوط ) و ( ذخيرة المآل ـ مخطوط ) وغيرها.
قال ابن حجر : «
ثم أحق من يتمسك به منهم امامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، لما
قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ، ومن ثم قال أبو بكر : علي عترة رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم. أي الذين حث على التمسك بهم ، فخصه لما قلناه ».
وبمثله قال
السمهودي وأضاف : « ويشير الى هذا ما أخرجه الدارقطني
في الفضائل عن
معقل بن يسار قال : سمعت أبا بكر يقول : علي بن أبي طالب 2 عترة رسول الله
... ».
دحض المعارضة
بحديث : خذوا شطر دينكم عن الحميراء
قوله : « وقد
ورد في الحديث الصحيح أيضا « خذوا شطر
دينكم عن هذه الحميراء » إشارة الى عائشة.
أقول
: دعوى صحة هذا
الحديث واضحة الفساد ، وذكره معارضا لحديث الثقلين الصحيح المتواتر لدى الفريقين
من الصنائع الشنيعة ، ( بالاضافة الى انه يتنافى مع التزامه النقل عن كتب الامامية
فحسب ) ..
إبطال الحفاظ لهذا الحديث
وذلك لان هذا
الحديث واه وضعيف لدى علماء وحفاظ أهل السنة ، وإليك البيان :
١ ـ المزي
انه لم يعرفه
الحافظ جمال الدين المزي ، فقد قال ابن أمير الحاج في مقام الطعن في هذا الحديث :
« وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل
الحافظين المزي
والذهبي عنه فلم يعرفاه » .
وقد جاء هذا في (
الدرر المنتثرة ) و ( الموضوعات ) و ( تذكرة الموضوعات ) و ( الفوائد المجموعة )
كما سيأتي.
وفي ( التقرير والتحبير
٣ / ٩٩ ) و ( الدرر المنتثرة ٧٩ ) عن الحافظ المزي أيضا : « لم أقف له على سند الى
الآن ».
بل جاء في الاول
ما نصه : « بل قال تاج الدين السبكى : وكان شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي يقول :
كل حديث فيه لفظ « الحميراء » لا أصل له ، الا حديثا واحدا في النسائي ».
٢ ـ الذهبي
انه لم يعرفه
الحافظ الذهبي ، فقد قال الحافظ السخاوي في بيان قدح هذا الحديث : « وذكر الحافظ
عماد الدين ابن كثير انه سأل الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه » .
وقد نقله ابن أمير
الحاج كما سبق ، والشيباني في ( تمييز الطيب من الخبيث ) والقاري في ( الموضوعات )
و ( المرقاة ) وغيرهما كما سيأتي.
وفي ( التقرير
والتحبير ) عن ابن الملقن : « وقال الذهبي : هو من الأحاديث التي لا يعرف لها
اسناد ».
وجاء هذا في (
الدرر المنتثرة ) عن ابن كثير عنه.
كما أنه جاء في
غيره من الكتب كما سيأتي.
٣ ـ ابن قيم الجوزية
انه اعترف شمس
الدين ابن قيم الجوزية بهوان هذا الحديث ، إذ قال في جواب سؤال وجه اليه هو : « هل
يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من
__________________
غير أن ينظر في
سنده؟ قال : فصل : ومنها أن يكون الحديث باطلا في نفسه ، فيدل بطلانه على انه ليس
من كلامه ، كحديث : المجرة التي في السماء من عرق الافعاء التي تحت العرش ، وحديث
: إذا غضب الرب أنزل الوحي بالفارسية ، وإذا رضي أنزله بالعربية .. وكل حديث فيه «
يا حميراء » وذكر « الحميراء » فهو كذب مختلق ، وكذا « يا
حميراء لا تاكلي الطين ، فانه يورث كذا وكذا » وحديث
« خذوا شطر دينكم عن الحميراء ».
٤ ـ تاج الدين السبكى
لقد جرح تاج الدين
السبكى هذا الحديث حيث نقل عن شيخه المزي ـ كما تقدم ـ قوله : « كل حديث فيه لفظ الحميراء
لا أصل له الا حديثا واحدا في النسائي ».
وسيأتي عن ( الصبح
الصادق ) اعترافه بهذه الضابطة الكلية.
٥ ـ ابن كثير
لقد جرح الحافظ
ابن كثير هذا الحديث في كتابه ( تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب ) على ما نقل عنه
الحافظ السيوطي حيث قال : « وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في تخريج أحاديث
مختصر ابن الحاجب هو غريب جدا ، بل هو حديث منكر ، سألت عنه شيخنا الحافظ ابا
الحجاج المزي فلم يعرفه ، قال : ولم اقف له على سند الى الآن ، وقال شيخنا الذهبي :
هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد » .
٦ ـ ابن الملقن
لقد طعن ابن
الملقن في صحته واستند في ذلك الى كلام الحافظين
__________________
المزي والذهبي ،
فقد جاء في ( التقرير والتحبير ) في مقام رد هذا الحديث :
« وقال الشيخ سراج
الدين ابن الملقن : وقال الحافظ جمال الدين المزي لم أقف له على سند الى الآن ،
وقال الذهبي : هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد ».
٧ ـ ابن حجر العسقلاني
لقد أنكر الحافظ
ابن حجر العسقلاني هذا الحديث ، فقد قال ابن امير الحاج : « واما الثاني : فقد قال
شيخنا الحافظ ـ يعني ابن حجر ـ لا اعرف له اسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث
الا في النهاية لابن الأثير ، ذكره في « ح م ر » ولم يذكر من خرجه ، ورأيته أيضا
في كتاب الفردوس لكن بغير لفظه ، ذكره من حديث انس بغير اسناد ايضا ولفظه : خذوا
ثلث دينكم من بيت الحميراء ، وبيض له صاحب مسند الفردوس فلم يخرج له اسنادا ، وذكر
الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه » .
وسيأتي هذا من (
المقاصد الحسنة ) و ( الموضوعات الكبرى ) و ( تذكرة الموضوعات ) و ( الفوائد
المجموعة ) وغيرها ايضا.
وفي ( فتح الباري ) : « وفي رواية
النسائي من طريق أبي سلمة عنها ـ اي عن عائشة
ـ دخل الحبشة يلعبون ، فقال لي النبي صلّى الله عليه وسلّم يا حميراء أتحبين ان
تنظري إليهم؟ فقلت : نعم.
اسناد صحيح ، ولم
أر في حديث صحيح ذكر « الحميراء » الا في هذا » :
__________________
٨ ـ ابن امير الحاج
لقد اهتم ابن امير
الحاج الحنفي بالقدح في هذا الحديث ، فنقل كلمات العلماء الاعلام والمنقدين العظام
والحفاظ الكبار كابن حجر وابن كثير والمزي والذهبي وابن الملقن والسبكي كما لا
يخفى على من راجع كتابه ( التقرير والتحبير في شرح التحرير ) ، وقد نقلنا تلك
الكلمات فيما مر.
٩ ـ امير بادشاه البخاري
لقد نقل محمد أمين
المعروف بأمير بادشاه البخاري في ( التيسير في شرح التحرير ) أقوال العلماء
الأكابر في إبطال هذا الحديث ، كما سيأتي قريبا عن كتاب ( فواتح الرحموت ).
١٠ ـ السخاوي
لقد أورد السخاوي
هذا الحديث في ( المقاصد الحسنة ) فقال : « حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء. قال
شيخنا في تخريج ابن الحاجب من إملائه : لا اعرف له اسنادا ولا رأيته في شيء من كتب
الحديث الا في النهاية لابن الأثير ، ذكره في مادة « ح م ر » ، ولم يذكر من خرجه ،
ورأيته أيضا في كتاب الفردوس لكن بغير لفظه ، وذكره من حديث أنس بغير اسناد أيضا ،
ولفظه : خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء ، وبيض له صاحب مسند الفردوس فلم يخرج له
اسنادا ، وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير أنه سأله الحافظين المزي والذهبي عنه
فلم يعرفاه » .
١١ ـ جلال الدين السيوطي
لقد صرح الحافظ
السيوطي ببطلان هذا الحديث حيث قال :
__________________
« حديث « خذوا شطر
دينكم عن الحميراء » لم اقف عليه. وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في تخريج
أحاديث مختصر ابن الحاجب هو حديث غريب جدا ، بل هو حديث منكر ، سألت عنه شيخنا
الحافظ ابا الحجاج المزي فلم يعرفه؟ قال : ولم اقف له على سند الى الآن ، وقال
شيخنا الذهبي : هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد ، لكن في الفردوس
من حديث انس : خذوا ثلث دينكم من بيت عائشة ، ولم يذكر له اسنادا » .
١٢ ـ الشيباني
وذكره الشيباني في
( السعى الحثيث في تمييز الطيب من الخبيث ) قادحا إياه ، وهذا نص كلامه : « خذوا
شطر دينكم عن الحميراء ـ يعني عائشة رضي الله عنها ـ قال ابن حجر : لا اعرف له
اسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الأثير ، ذكره في مادة
« ح م ر » ولم يذكر من خرجه وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل المزي
والذهبي عنه فلم يعرفاه ».
١٣ ـ الفتنى
لقد أدرجه محمد
طاهر الفتنى في ( تذكرة الموضوعات ) قائلا : « خذوا شطر دينكم عن الحميراء. قال
شيخنا : لا اعرف له اسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في نهاية ابن
الأثير والا في الفردوس بغير اسناد ولفظه « خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء » ،
وسئل المزي والذهبي فلم يعرفاه » .
كما نقل كلام
السخاوي المتقدم آنفا في كتابه ( مجمع البحار ) وأثبت
__________________
كونه موضوعا.
١٤ ـ القاري
لقد أورد الشيخ
على القاري هذا الحديث في ( الموضوعات ) وتكلم حوله بما هذا نصه : « حديث خذوا شطر
دينكم عن الحميراء ـ وهي عائشة ـ وتصغير ـ الحمراء بمعنى البيضاء على ما في
النهاية ، والشطر النصف.
قال العسقلاني :
لا اعرف له اسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الأثير ولم
يذكر من خرجه.
وذكر الحافظ عماد
الدين ابن كثير انه سأل المزي والذهبي فلم يعرفاه.
وذكره في الفردوس
بغير اسناد وبغير هذا اللفظ ، ولفظه : خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء ، وبيض له
صاحب مسند الفردوس ولم يخرج له اسنادا ، كذا ذكره السخاوي.
وقال السيوطي : لم
اقف عليه.
وقال الحافظ عماد
الدين ابن كثير في تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب ) : غريب جدا ، بل هو حديث منكر
، سألت عنه شيخنا الحافظ المزي فلم يعرفه وقال : لم أقف له على سند الى الآن ،
وقال شيخنا الذهبي : هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد.
لكن في الفردوس من
حديث انس : خذوا ثلث دينكم من بيت عائشة ، ولم يذكر له اسنادا.
قلت : لكن معناه
صحيح ، فان عندها من شطر الدين استنادا [ شطر من الدين أسنادا. ظ ] يقتضي اعتمادا
، وقد اشتهر أيضا حديث كلميني يا حميراء ، لكن ليس له أصل عند العلماء » .
__________________
هذا وقد صرح
القاري بأنه قد جمع في هذا الكتاب ما وقع الاتفاق على ضعفه ، قال : « ثم ما
اختلفوا في أنه موضوع تركت ذكره للحقير من الخطر ، لاحتمال ان يكون موضوعا من طريق
وصحيحا من وجه آخر » .
وقال القاري في (
الموضوعات الصغرى ) : « حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء لا يعرف له اصل » .
وفي ( المرقاة )
ما نصه : « واماحديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء ـ يعنى عائشة ـ فقال الحافظ ابن
حجر العسقلاني لا اعرف له اسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية
لابن الأثير ، ولم يذكر من خرجه وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير : انه سأل المزي
والذهبي عنه فلم يعرفاه ، وقال السخاوي ذكره في الفردوس بغير اسناد وبغير هذا
اللفظ ، ولفظه خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء ، وبيض له صاحب مسند الفردوس ولم
يخرج له اسنادا ، وقال السيوطي لم أقف عليه » .
١٥ ـ البهارى
وصرح القاضي محب
الله البهارى في مبحث الإجماع بضعفه .
١٦ ـ الزرقانى
وبيّن الزرقاني
ضعفه على ضوء كلمات الاعلام .
__________________
١٧ ـ السهالوي
وجاء في [ الصبح
الصادق في شرح المنار ] لنظام الدين السهالوي : « لم يعرف ، كما عن المزي والذهبي
وغيرهما. وقال الذهبي : هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد.
وقال السبكى
والحافظ ابو الحجاج : كل حديث فيه لفظ الحميراء لا اصل له الا حديثا واحدا في
النسائي ، هكذا قال في بعض شروح التحرير ».
١٨ ـ عبد العلى
وقال الشيخ عبد
العلي : « قال الذهبي : هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد ، قال
السبكى والحافظ ابو الحجاج : كل حديث فيه لفظ الحميراء لا اصل له الا حديث واحد في
النسائي. كذا في التيسير » .
١٩ ـ الشوكانى
وقد أورد الشوكاني
في ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) نصوص كلمات ابن حجر والمزي والذهبي
، عن المقاصد.
٢٠ ـ عبد الحق المحمدي
ونص عبد الحق
المحمدي الهندي على أنه واه ففي ( تذكرة الموضوعات ) : « خذوا شطر دينكم عن
الحميراء ، لا اسناد له وهو واه ».
وفي ( زبدة
المقاصد في تجريد الزوائد ) : « لا يعرف ».
أقول
:
هذا حال هذا
الحديث المزعوم باعتراف كبار أئمة أهل السنة في
__________________
الحديث ، فهل يجوز
أن يعارض به حديث الثقلين الذي عرفت حاله ، ووقفت على ألفاظه وطرقه ورجاله؟
والعجيب ان ( الدهلوي ) نفسه لا يجوز الاستدلال بحديث لم تثبت صحته مطلقا ، فانه
قال في ( التحفة ) في الجواب عن حديث الأشباح :
« ان قاعدة أهل
السنة المقررة هي : ان الحديث الذي يرويه بعض أئمة الحديث في كتاب لم يلتزم فيه
الصحة ـ كالبخارى ومسلم ـ سائر أرباب الصحاح أو لم يصرح صاحبه أو غيره بصحته
بالخصوص لم يكن صالحا للاحتجاج به ».
وقال في الجواب عن
حديث « أنفذوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عن جيش أسامة » : « وذكر بعض الذين
يكتبون بالفارسية ويعدن أنفسهم في محدثي أهل السنة ـ هذه الجملة في كتابه في
السيرة لا يكفي لإلزام أهل السنة بها ، إذ شرط اعتبار الحديث عندهم تخريجه في كتب
المحدثين المسندة مع الحكم بالصحة ، فالحديث الذي لا اسناد له عندهم كالجمل الضال
، ولا يصغون اليه أبدا ».
فتغافل ( الدهلوي
) عن هذه القاعدة في المقام عجيب؟! اللهم الا أن يكون قد فقد وعيه .. والله
العاصم.
فهرس
الكتاب
دحص
القدح في سند حديث الثقلين
(٩
ـ ٨٠)
[ ١ ] قدح البخاري
والجواب عنه............................................. ٩
[
٢ ] قدح ابن الجوزي ووجوه الجواب عنه ................................... ١٧
١ ـ الحديث في صحيح مسلم ............................................ ١٨
٢ ـ تصريح مسلم بصحة ما أخرجه إجماعا ................................ ١٨
٣ ـ رأي أبي علي الحافظ في صحيح مسلم ................................ ٢٠
ترجمة أبي علي الحافظ .................................................... ٢٠
٤ ـ مدح العلماء لصحيح مسلم .......................................... ٢٢
٥ ـ تقديم بعضهم مسلما على المشايخ ..................................... ٢٣
٦ ـ ورع مسلم واحتياطه في صحيحه ..................................... ٢٤
٧ ـ الحديث في صحيح الترمذي ......................................... ٢٥
٨ ـ رضى علماء الأمصار بصحيح الترمذي ............................... ٢٦
٩ ـ الحديث في مسند أحمد .............................................. ٢٧
١٠ ـ فتوى جماعة بصحة اخبار المسند .................................... ٢٧
ترجمة أبى موسى المديني ................................................... ٢٧
ترجمة أبي العلاء الهمداني .................................................. ٢٧
ترجمة عبد المغيث الحنبلي ................................................. ٢٩
١١ ـ كلام ابن الجوزي في وصف المسند .................................. ٢٩
١٢ ـ ابن الجوزي : المسند من دواوين
الاسلام ............................. ٣٠
١٣ ـ مسلم : أخرجت ما صححه أبو زرعة .............................. ٣١
ترجمة أبي زرعة .......................................................... ٣١
١٤ ـ تصحيح محمد بن إسحاق ومن تبعه الحديث
......................... ٣٣
١٥ ـ الحديث في صحيح ابن خزيمة ....................................... ٣٣
١٦ ـ الحديث في صحيح أبي عوانة ....................................... ٣٤
أقوال العلماء في صحيح أبي عوانة .......................................... ٣٤
١٧ ـ الحديث في كتب الاخبار الصحيحة ................................. ٣٦
١٨ ـ تصحيح المحاملي .................................................. ٣٦
١٩ ـ الحديث في غرر الاخبار للفرغاني ................................... ٣٦
٢٠ ـ تصحيح البغوي ................................................... ٣٦
٢١ ـ الحديث في المختارة للضياء المقدسي ................................. ٣٦
كلمات العلماء في المختارة ................................................ ٣٧
٢٢ ـ تنصيص العلماء على صحة الحديث ................................. ٣٧
٢٣ ـ جواب طعن ابن الجوزي في « عطية » .............................. ٤٠
٢٤ ـ عطية من رجال أحمد .............................................. ٤١
٢٥ ـ اكثار أحمد الرواية عن عطية ....................................... ٤٢
٢٦ ـ وثاقة عطية عند سبط ابن الجوزي .................................. ٤٢
٢٧ ـ قال ابن معين : صالح .............................................. ٤٣
٢٨ ـ عطية من رجال بعض الصحاح ..................................... ٤٣
٢٩ ـ لم يتفرد عطية عن أبي سعيد به ..................................... ٤٣
٣٠ ـ ثبوت الحديث غير متوقف على رواية أبي
سعيد ...................... ٤٤
٣١ ـ توثيق ابن الطباع « عبد الله بن عبد
القدوس » ....................... ٤٤
ترجمة محمد بن عيسى بن الطباع .......................................... ٤٥
٣٢ ـ توثيق ابن حبان عبد الله بن عبد
القدوس ............................. ٤٥
٣٣ ـ توثيق البخاري عبد الله بن عبد
القدوس ............................. ٤٦
٣٤ ـ عبد الله بن عبد القدوس من رجال
البخاري .......................... ٤٧
٣٥ ـ عبد الله بن عبد القدوس من رجال
الترمذي .......................... ٤٨
٣٦ ـ جرح عبد الله بن عبد القدوس لا يقدح
في الحديث ................... ٤٨
٣٧ ـ ما أورده ابن الجوزي في جرح « ابن
داهر » مجمل ................... ٤٩
٣٨ ـ عبد الله بن داهر غير واقع في طرق
الحديث .......................... ٥٠
٣٩ ـ استنكار المحققين قدح ابن الجوزي في
الحديث ........................ ٥٠
٤٠ ـ رواية ابن الجوزي حديث الثقلين ................................... ٥٢
[
٣ ] قدح ابن تيمية ووجوه الجواب عنه ...................................... ٥٥
١ ـ دعوى عدم دلالة الحديث على التمسك
بالعترة باطلة.................. ٥٦
تحقيق محمد امين السندي في معنى الحديث .................................. ٥٧
٢ ـ تحريف زيد بن أرقم الحديث ........................................ ٦٣
٣ ـ الحديث عن جابر عند مسلم محرف .................................. ٦٤
٤ ـ دعوى ضعف « وعترتي ... » باطلة ................................. ٦٥
كلام آخر لابن تيمية ..................................................... ٦٧
الرد عليه من وجوه ....................................................... ٦٨
خطبة الغدير في العقد الفريد .............................................. ٧٠
كلام للجاحظ في مدح أهل البيت ......................................... ٨٠
ملحق سند حديث الثقلين
(٨٣ ـ ٢٢١)
أسماء رواة حديث الثقلين من الصحابة ...................................... ٨٧
أسماء رواة حديث الثقلين من التابعين ....................................... ٩٠
أسماء رواة حديث الثقلين من العلماء عدا
من ذكر في الأصل .................. ٩١
١ ـ رواية حبيب بن أبي ثابت وترجمته .................................... ٩٨
٢ ـ رواية أبي إسحاق السبيعي وترجمته ................................... ٩٩
٣ ـ رواية محمد بن عمر بن علي وترجمته ................................ ١٠٠
٤ ـ رواية حكيم بن جبير وترجمته ...................................... ١٠١
٥ ـ رواية زكريا بن أبي زائدة وترجمته .................................. ١٠٢
٦ ـ رواية فطر بن خليفة وترجمته ....................................... ١٠٣
٧ ـ رواية كثير بن زيد وترجمته ........................................ ١٠٤
٨ ـ رواية معروف بن خربوذ وترجمته ................................... ١٠٦
٩ ـ رواية أبي الجحاف البرجمي وترجمته ................................. ١٠٧
١٠ ـ رواية صالح بن أبي الأسود وترجمته ................................ ١٠٨
١١ ـ رواية أبي الجارود زياد بن المنذر
وترجمته ........................... ١٠٩
١٢ ـ رواية حاتم بن إسماعيل وترجمته ................................... ١٠٩
١٣ ـ رواية كثير بن إسماعيل النواء
وترجمته .............................. ١١٠
١٤ ـ رواية علي بن مسهر وترجمته ..................................... ١١١
١٥ ـ رواية علي بن ثابت الجرزي وترجمته .............................. ١١٢
١٦ ـ رواية عبد الله بن سنان الزهري
وترجمته ........................... ١١٣
١٧ ـ رواية هارون بن سعد العجلي وترجمته ............................. ١١٤
١٨ ـ رواية يونس بن أرقم وترجمته ..................................... ١١٤
١٩ ـ رواية عثمان بن المغيرة وترجمته .................................... ١١٦
٢٠ ـ رواية زيد بن الحسن الأنماطي وترجمته
............................. ١١٧
٢١ ـ رواية جعفر بن عون وترجمته ..................................... ١٢١
٢٢ ـ رواية يزيد بن هارون وترجمته .................................... ١٢٣
٢٣ ـ رواية يعلى بن عبيد وترجمته ...................................... ١٢٣
٢٤ ـ رواية عبيد الله بن موسى العبسي
وترجمته .......................... ١٢٥
٢٥ ـ رواية تليد بن سليمان وترجمته .................................... ١٣٠
٢٦ ـ رواية أبي النضر الكناني وترجمته .................................. ١٣١
٢٧ ـ رواية أبي غسان النهدي وترجمته .................................. ١٣٢
٢٨ ـ رواية ابن الأصبهاني وترجمته ...................................... ١٣٣
٢٩ ـ رواية محمد بن كثير العبدي وترجمته ............................... ١٣٣
٣٠ ـ رواية سعيد بن سليمان الواسطي
وترجمته .......................... ١٣٤
٣١ ـ رواية عبد الله بن بكير الغنوي
وترجمته............................. ١٣٤
٣٢ ـ رواية سعيد بن منصور وترجمته ................................... ١٣٦
٣٣ ـ رواية داود بن عمرو الضبي وترجمته ............................... ١٣٦
٣٤ ـ رواية عمار بن نصر المروزي وترجمته .............................. ١٣٧
٣٥ ـ رواية منجاب بن الحارث وترجمته ................................. ١٣٨
٣٦ ـ رواية عبد الرحمن بن صالح وترجمته ............................... ١٣٩
٣٧ ـ رواية بشر بن الوليد الكندي وترجمته .............................. ١٤١
٣٨ ـ رواية جعفر بن حميد وترجمته ..................................... ١٤١
٣٩ ـ رواية ابن بنت السدى وترجمته ................................... ١٤٢
٤٠ ـ رواية سفيان بن وكيع وترجمته .................................... ١٤٣
٤١ ـ رواية أخي كرخوبه وترجمته ...................................... ١٤٤
٤٢ ـ رواية يوسف بن موسى القطان وترجمته ............................ ١٤٥
٤٣ ـ رواية أحمد بن منصور الرمادي وترجمته
............................ ١٤٦
٤٤ ـ رواية أحمد بن يونس الضبي وترجمته ............................... ١٤٧
٤٥ ـ رواية إبراهيم بن مرزوق وترجمته ................................. ١٤٨
٤٦ ـ رواية الحسين بن علي بن جعفر وترجمته
........................... ١٤٩
٤٧ ـ رواية أبي أحمد الفراء وترجمته ..................................... ١٥٠
٤٨ ـ رواية يعقوب بن سفيان الفسوي وترجمته
.......................... ١٥١
٤٩ ـ رواية القاضي الزهري وترجمته .................................... ١٥٥
٥٠ ـ رواية محمد بن الفضل السقطي وترجمته ............................ ١٥٥
٥١ ـ رواية فهد بن سليمان وترجمته .................................... ١٥٦
٥٢ ـ رواية أحمد بن القاسم الجوهري
وترجمته ........................... ١٥٧
٥٣ ـ رواية صالح جزرة وترجمته ........................................ ١٥٧
٥٤ ـ رواية أحمد بن يحيى الحلواني وترجمته
............................... ١٥٨
٥٥ ـ رواية أبي جعفر مطين وترجمته .................................... ١٥٨
٥٦ ـ رواية الحسن بن سفيان النسوي وترجمته
........................... ١٦٠
٥٧ ـ رواية زكريا بن يحيى الساجي وترجمته ............................. ١٦١
٥٨ ـ رواية العباس بن أحمد البرتي وترجمته
............................... ١٦١
٥٩ ـ رواية أبي بكر بن أبي داود وترجمته ................................ ١٦٣
٦٠ ـ رواية الحسن بن مسلم وترجمته ................................... ١٦٤
٦١ ـ رواية أبي جعفر الطحاوي وترجمته ................................ ١٦٤
٦٢ ـ رواية العقيلي وترجمته ............................................ ١٦٥
٦٣ ـ رواية الحسن بن يعقوب البخاري
وترجمته .......................... ١٦٧
٦٤ ـ رواية ابن الأخرم الشيباني وترجمته ................................. ١٦٨
٦٥ ـ رواية عبد الله بن جعفر وترجمته ................................... ١٦٩
٦٦ ـ رواية محمد بن أحمد بن تميم وترجمته .............................. ١٦٩
٦٧ ـ رواية أبي جعفر الشيباني وترجمته .................................. ١٧٠
٦٨ ـ رواية أبي الشيخ الأصبهاني وترجمته ................................ ١٧١
٦٩ ـ رواية محمد بن أحمد بن بالويه
وترجمته ............................. ١٧٢
٧٠ ـ رواية محمد بن أحمد بن حمدان وترجمته
............................ ١٧٣
٧١ ـ رواية ابن حمويه السرخسي وترجمته............................... ١٧٤
٧٢ ـ رواية أبي الحسن السكري وترجمته................................ ١٧٥
٧٣ ـ رواية أبي عبيد الهروي وترجمته .................................... ١٧٦
٧٤ ـ رواية أبي زكريا المزكي وترجمته .................................. ١٧٧
٧٥ ـ رواية القاضي عبد الجبار وترجمته ................................. ١٧٨
٧٦ ـ رواية ابن شهريار الأصبهاني وترجمته .............................. ١٧٩
٧٧ ـ رواية أبي سعد الكنجرودي وترجمته ............................... ١٧٩
٧٨ ـ رواية أبي بكر ابن خلف الشيرازي
وترجمته ........................ ١٨٠
٧٩ ـ رواية ابن المهتدي وترجمته ........................................ ١٨١
٨٠ ـ رواية الداودي البوشنجي وترجمته ................................. ١٨٢
٨١ ـ رواية أبي بكر المزرفي وترجمته ..................................... ١٨٣
٨٢ ـ رواية أبي عبد الله المتوثي وترجمته .................................. ١٨٤
٨٣ ـ رواية ابن حمويه الجويني وترجمته .................................. ١٨٥
٨٤ ـ رواية أبي نصر الطوسي وترجمته .................................. ١٨٥
٨٥ ـ رواية زاهر بن طاهر الشحامي وترجمته ............................ ١٨٦
٨٦ ـ رواية الزمخشري وترجمته ......................................... ١٨٧
٨٧ ـ رواية ابن عطية المحاربي وترجمته ................................... ١٨٨
٨٨ ـ رواية ابن ناصر البغدادي وترجمته ................................. ١٨٩
٨٩ ـ رواية أبي العلاء العطار وترجمته ................................... ١٨٩
٩٠ ـ رواية الخطيبي الدهلقي وترجمته ................................... ١٩٠
٩١ ـ رواية النووي وترجمته ............................................ ١٩١
٩٢ ـ رواية شرف الدين الموصلي وترجمته ............................... ١٩٢
٩٣ ـ رواية أبي العباس القرطبي وترجمته ................................. ١٩٢
٩٤ ـ رواية ابن أبي الحديد وترجمته ..................................... ١٩٣
٩٥ ـ رواية البيضاوي وترجمته ......................................... ١٩٤
٩٦ ـ رواية عبد الصمد الفارقي وترجمته ................................ ١٩٦
٩٧ ـ رواية زين العرب وترجمته ........................................ ١٩٦
٩٨ ـ رواية الحسن بن حبيب الحلبي وترجمته ............................. ١٩٧
٩٩ ـ رواية ابن تيمية الحراني وترجمته................................... ١٩٩
١٠٠ ـ رواية أبي حيان الأندلسي وترجمته............................... ١٩٩
١٠١ ـ رواية ابن التركماني وترجمته .................................... ٢٠٠
١٠٢ ـ رواية شمس الدين الواسطي وترجمته .............................. ٢٠١
١٠٣ ـ رواية المقريزي وترجمته ......................................... ٢٠٢
١٠٤ ـ رواية عثمان الهروي وترجمته .................................... ٢٠٣
١٠٥ ـ رواية ابن حجر العسقلاني وترجمته .............................. ٢٠٣
١٠٦ ـ رواية ابن الدبيع الشيباني وترجمته ................................ ٢٠٦
١٠٧ ـ رواية ابن طولون وترجمته ....................................... ٢٠٧
١٠٨ ـ رواية السوسي المغربي وترجمته .................................. ٢٠٨
١٠٩ ـ رواية العصامي وترجمته ........................................ ٢٠٩
١١٠ ـ رواية المحبي وترجمته ............................................ ٢١٠
١١١ ـ رواية ابن حمزة الحسيني وترجمته ................................. ٢١٠
١١٢ ـ رواية عبد الغني النابلسي وترجمته ................................ ٢١١
١١٣ ـ رواية الشبراوي وترجمته ........................................ ٢١٢
١١٤ ـ رواية ميرغني الحسيني وترجمته ................................... ٢١٢
١١٥ ـ رواية زيني دحلان ............................................. ٢١٣
١١٦ ـ رواية الكمشخانوي ........................................... ٢١٤
١١٧ ـ رواية بهجت أفندي ............................................ ٢١٥
١١٨ ـ رواية منصور علي ناصف ...................................... ٢١٥
١١٩ ـ رواية النبهاني .................................................. ٢١٥
١٢٠ ـ رواية العباس اليمني ............................................ ٢١٦
١٢١ ـ رواية المباركفوري ............................................. ٢١٦
١٢٢ ـ رواية أحمد البنا ................................................ ٢١٦
١٢٣ ـ رواية عبد الله الشافعي ......................................... ٢١٧
١٢٤ ـ رواية أبي رية .................................................. ٢١٨
١٢٥ ـ رواية توفيق أبي علم ........................................... ٢١٨
١٢٦ ـ رواية حبيب الرحمن الأعظمي ................................... ٢٢٠
من وجوه دلالة حديث الثقلين
(٢٢٣ ـ ٣٠٦)
مقدمة حول لفظ الحديث في كلام الدهلوي............................... ٢٢٦
[
١ ] ـ رواة الحديث من الصحابة وبعض من روى عنهم وهم ٣٤ صحابي وصحابية ٢٢٦
[
٢ ] ـ ورود الحديث عن زيد بألفاظ غير محرفة ........................... ٢٣٨
١ ـ الألفاظ المطولة ................................................... ٢٣٨
٢ ـ الألفاظ المتوسطة .................................................. ٢٤١
٣ ـ الألفاظ المختصرة ................................................. ٢٤٣
[
٣ ] ـ تفرد الدهلوي باللفظ الذي أورده ................................. ٢٤٤
دلالة حديث الثقلين على الإمامة أهل البيت
: من وجوه ................ ٢٤٧
١ ـ مفاد الحديث وجوب الاتباع ....................................... ٢٤٧
٢ ـ اتباع أهل البيت كاتباع النبي ...................................... ٢٤٩
٣ ـ اتباع أهل البيت فرض على الأمة ................................... ٢٥٠
٤ ـ لفظ « الثقلين » يد على وجوب الاتباع ............................ ٢٥١
٥ ـ الأمر « بالاعتصام » دليل على وجوب
الاتباع ...................... ٢٥٢
٦ ـ لفظ « الأخذ » في الحديث يدل على وجوب
الاتباع ................. ٢٥٥
٧ ـ لفظ « الاتباع » في بعض ألفاظه ................................... ٢٥٦
٨ ـ التكرار فيه دليل على وجوب الاتباع ............................... ٢٥٧
٩ ـ عدم افتراق القرآن والعترة دليل وجوب
الاتباع ...................... ٢٥٨
١٠ ـ أمر النبي برعاية أهل البيت ....................................... ٢٥٨
١١ ـ القرآن وأهل البيت توأمان ....................................... ٢٥٩
١٢ ـ حديث الثقلين في نقل أبي ذر ..................................... ٢٥٩
تكميل ................................................................ ٢٦٢
١٣ ـ دلالة الحديث كبعض الآيات ..................................... ٢٦٣
١٤ ـ دلالة الحديث على العصمة ....................................... ٢٦٦
١٥ ـ دلالة الحديث على الأعلمية ...................................... ٢٧٠
١٦ ـ دلالة الحديث على الأفضلية ...................................... ٢٧٢
١٧ ـ الجمع بين حديث الثقلين والولاية ................................. ٢٧٩
١٨ ـ الجمع بين حديث الثقلين والولاية
والمنزلة .......................... ٢٨٣
١٩ ـ لفظ « الخلافة » في الحديث يدل على
الإمامة ...................... ٢٨٤
٢٠ ـ السبق على أهل البيت ضلال ..................................... ٢٨٦
٢١ ـ محصل معنى حديث الثقلين ....................................... ٢٨٧
٢٢ ـ دلالة الحديث على الخلافة بوضوح ................................ ٢٩٣
٢٣ ـ احتجاج أمير المؤمنين بحديث الثقلين............................... ٢٩٤
٢٤ ـ احتجاج الامام الحسن بحديث الثقلين .............................. ٣٠١
٢٥ ـ حديث الثقلين على لسان عمرو بن العاص
......................... ٣٠٣
٢٦ ـ الحسن البصري وحديث الثقلين .................................. ٣٠٥
دحض المعارضة بحديث : عليكم بسنتي ...
(٣٠٧ ـ ٣٣٤)
١ ـ الحديث من متفردات أهل السنة .................................... ٣٠٩
٢ ـ احتجاجه به ينافي ما التزم به ....................................... ٣٠٩
٣ ـ احتجاجه به ينافي كلام والده ....................................... ٣١٠
٤ ـ بطلان احتجاجه على وضوء كلام تلميذه ............................ ٣١٠
٥ ـ انه مما أعرض عنه الشيخان ........................................ ٣١١
٦ ـ انه مقدوح سندا .................................................. ٣١١
٧ ـ النظر في رجال هذا الحديث في مختلف
طرقه :....................... ٣١٣
العرباض بن سارية ..................................................... ٣١٣
عبد الرحمن بن عمرو السلمي ........................................... ٣١٤
حجر بن حجر ......................................................... ٣١٤
خالد بن معدان ........................................................ ٣١٥
ثور بن يزيد الكلاعي الحمصي .......................................... ٣١٦
الوليد بن مسلم ........................................................ ٣١٧
أبو عاصم ............................................................. ٣١٩
حسن بن علي الخلال ................................................... ٣١٩
بحير بن سعيد .......................................................... ٣٢٠
بقية بن الوليد .......................................................... ٣٢٠
يحيى بن أبي المطاع ...................................................... ٣٢٤
عبد الله بن علاء ....................................................... ٣٢٤
ضمرة بن حبيب ....................................................... ٣٢٤
معاوية بن صالح ........................................................ ٣٢٥
إسماعيل بن بشر بن منصور .............................................. ٣٢٦
عبد الملك بن الصباح ................................................... ٣٢٦
٨ ـ تصريح الحافظ ابن القطان ببطلانه .................................. ٣٢٦
ترجمة ابن القطان ....................................................... ٣٢٧
٩ ـ لا أثر لهذا الحديث في الصحاح ..................................... ٣٢٧
١٠ ـ المراد من « الخلفاء » فيه هم «
الأئمة » ........................... ٣٢٨
دفع شبهة عموم العترة
(٣٣٥ ـ ٣٥٢)
١ ـ ليس « العترة » بمعنى « الأرقاب » ................................. ٣٣٧
٢ ـ العصمة لأخص الأرقاب ........................................... ٣٣٨
٣ ـ الأعلمية لأخص الأقارب .......................................... ٣٣٩
٤ ـ اختصاص حديث الثقلين بالأئمة من كلام
النبي ...................... ٣٣٩
٥ ـ اختصاص حديث الثقلين بالأئمة من كلام
علي ...................... ٣٤٠
٦ ـ اختصاص حديث الثقلين بالأئمة من كلام
الإمام الحسن ............... ٣٤٠
٧ ـ اعتراف أهل السنة باختصاص حديث
الثقلين بالأئمة ................. ٣٤١
تقرير الشبهة ببيان آخر ................................................. ٣٤٨
تنبيه .................................................................. ٣٥٠
دحض المعارضة بحديث ـ خذوا شطر دينكم ...
(٣٥٣ ـ ٣٦٤)
ابطال الحفاظ لهذا الحديث : ............................................. ٣٥٥
١ ـ المزي ............................................................ ٣٥٥
٢ ـ الذهبي ........................................................... ٣٥٦
٣ ـ ابن قيم الجوزية ................................................... ٣٥٦
٤ ـ تاج الدين السبكي ................................................ ٣٥٧
٥ ـ ابن كثير ......................................................... ٣٥٧
٦ ـ ابن الملقن ........................................................ ٣٥٧
٧ ـ ابن حجر العسقلاني ............................................... ٣٥٨
٨ ـ ابن أمير الحاج .................................................... ٣٥٩
٩ ـ أمير بادشاه البخاري .............................................. ٣٥٩
١٠ ـ السخاوي ...................................................... ٣٥٩
١١ ـ جلال الدين السيوطي ........................................... ٣٥٩
١٢ ـ الشيباني ........................................................ ٣٦٠
١٣ ـ الفتني .......................................................... ٣٦٠
١٤ ـ القاري ......................................................... ٣٦١
١٥ ـ البهاري ........................................................ ٣٦٢
١٦ ـ الزرقاني ........................................................ ٣٦٢
١٧ ـ السهالوي ...................................................... ٣٦٢
١٨ ـ عبد العلي الهندي ................................................ ٣٦٣
١٩ ـ الشوكاني ...................................................... ٣٦٣
٢٠ ـ عبد الحق المحمدي ............................................... ٣٦٣
|