وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ

فَهُوَ حَسْبُهُ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ومما يكون اسما فى بعض الكلام وصفةً فى بعضه

(أفْعَل) أفْعَى* قال سيبويه* هو فى الاصل صفة جعلوه بمنزلة شَدِيد ثم غَلَب غلبة الاسماء والذَّكَر أُفْعُوانٌ* قال ابن جنى* لام أفْعَى لا قاطعَ فى يائها وليس بقولهم فى تذكيرها أُفْعُوان دليل على أن اللام واو ألا ترى أنك لو بنيت مثل أَنْجُذَان من رَمَيْت وقَضَيْت لقلت أَرْمُوان وأَقْضُوان وذلك للضمة قبل اللام ولكنهم قد قالوا لحِدّة السَّم وشِدّته الفَوْعة فكأنه والأَفْعَى مقلوب أحدهما عن صاحبه وذلك لُخبث الأفعى ونَكارتها ولا يستنكر تصوّر هذا القلب فان أبا على وهو القَيَّاس كان يعتقد أن لام أُثْفِيَّة أن تكون واوا أقْيَسُ من أن تكون ياء* قال* لانهم قد قالوا جاء يَثِفُه ـ اذا جاء مِن بعدِه* قال* فَيَثِفُه من الواو لا محالة ولا اعتبار بقولهم يَئِس لقلته* قال* فاذا كان يَثِفُه من الواو كان أُثْفِيَّة من الواو دون الياء أقيس لانك قد وجدت الواو فى تصرف الكلمة أكثر من الياء فأما قولهم

يَثْفُوه فلا دليل فيه لقولهم أيضا يَثْفِيه فاذا جاز أن يعتبر أبو على اللام بالفاء كان اعتبار اللام بالعين لقربها منها أحرى بالصحة فكذلك أَفْعَى يجوز أن يستدل عليها بالفَوْعة

(إفْعَل) الْاشْفَى ـ المِخْصَف الذى يُخْرَز به وتثنيته إشْفَيَان* قال الفارسى* فأما قولهم فى المرأة إشْفَى المِرْفَق فعلى أنهم توهموا الاسم وصفا وهذا على نحو قولهم فلان أُذُنٌ وعلى نحو قولهم فى الناقة نابٌ

(أَفْعَلَى) الاوْتَكَى ـ التمر الشّهْريز قال

فما أطْعَمُونا الأَوْتَكَى مِنْ سَماحة

ولا مَنَعُوا البَرْنِى إلا من اللُّؤْم

* قال الفارسى* انما كانت الأَوْتَكَى أَفْعَلَى دون فَوْعَلَى لان زيادة الهمزة أكثر من زيادة الواو ودَعَوْتُهُم الأَجْفَلَى ـ أى بجماعتهم بالجيم والحاء والجيم أكثر

(افْعِلَى) كانت منى أَصِرَّى ـ أى عَزِيمة وأطْرِقَا ـ موضع قال الهذلى

عَلَى أَطْرِقا بِاليات الخِيا

م إلَّا الثُّمَام وإلا العِصِى

ويروى علا أَطْرِقا من العُلُوِّ جماعة الطريق* قال ابن جنى* قال الاصمعى قال أبو عمرو بن العلاء أطْرِقا بلد نُرَى أنه سُمِّى بقوله أطْرِقْ أى اسْكُتْ كان ثلاثة فى مَفازة فقال واحد لصاحبيه أطْرِقا ـ أى اسكتا فسمى به البلد* وقال آخرون* اطْرِقا جمع الطريق بلغة هذيل* قال* ينبغى أن يكون تفسير أبى عمرو على أنه سمى الموضع بالفعل وفيه ضميره لم يُجَرَّد عنه يدل على ذلك بقاء علم الضمير على ما كان عليه وفيه الضمير* قال* ويؤكد ما قال أبو عمرو فى هذا من أن ثلاثة كانوا فى فلاة فقال أحدهم لصاحبيه أطْرِقا فسمى ذلك المكان به قولُهم لَقِيتُه بِوَحْش إصْمِت (١) ـ أى فى فلاة يُسْكِت فيها المرءُ صاحبَه فيقول له اصْمُتْ الا أنه جرد اصْمُت من الضمير فأعربه ولم يصرفه للتعريف والتأنيث أو وزن الفعل قولُ من قال إن أطْرِقا جمع طريق بلغة هذيل فوجهه أنه كُسِّر على أطرقاء كصدِيق وأصْدِقاء ثم انه قصر الكلمة بان حذف الألف الاولى الزائدة المصاحبة مع المدّ لألف التأنيث فعاد الممدود مقصورا وأما علَا أطْرُقاً فجائز حسن أيضا وهو يدل على تأنيث الطريق لان أفْعُلاً انما يُكَسَّر عليه فَعِيل وبابُه اذا كان مؤنثا نحو عَنَاق وأَعْنُق وعُقَاب وأعْقُب

__________________

(١) قوله بوحش إصمت قال ياقوت فى معجمه بالكسر وكسر الميم وقطعت همزته ليجرى على غالب الاسماء وهكذا جميع ما يسمى به من فعل الأمر وكسر الهمزة من اصمت إمالغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير فى التسمية به عن اصمت بالضم الذى هو منقول فى مضارع هذا الفعل اه كتبه مصححه

(إفْعَلَى) إيْجَلَى صرح به الفارسى (إفْعِيلَى) اسم ما زال ذلك إهْجِيرَاه ـ أى دَأْبَه وعادته (أُفْعُلَاوَى) أُرْبُعَاوَى ـ عمود من أعمدة الخِباء ولم يذكره سيبويه وسيأتى ذكره فيما شذ من هذا الضرب

(فِعِّيلَى) وألفه لا تكون الا للتأنيث وهذا البناء يغلب على المقصور وانما أتى منه فى الممدود قولهم خِصّيصاء ودِلِّيلَاء ومِكِّيثاء وفِخِّيِراء* قال الفارسى* والقصر فيها أشهر وكاد يجعل هذا المثال من خواص المقصور فمن مقصور هذا الضرب قَتِيلٌ عِمّيَّا ـ اذا لم يُعْرف قاتلُه والعِمِّيمَى أُراه من عَمَمْت (١) والحِطِّيطَى من حَطَطْت يقال سألَنى الحِطِّيطَى ـ أى الحِطَّة والحِثِّيثَى من حَثَثْت والحِجِّيزَى من الحَجْز بين الاثنين وقد حَجَزته أحْجُزه حَجْزا وحِجَازة وحِجِّيزَى والحِضِّيضَى من قولهم حَضَضْته على الأمر أحُضُّهُ حَضّاً وحَضَّضْته وقد حكى فيها الضم ولا نظير لها ولم يجئ سيبويه بهذا المثال وسَمِعْت حِدِّيثَى حَسَنة ـ أى حديثا والهِزِّيمَى ـ الهَزِيمة ويقال ما زال ذلك الأمر هِجِّيراه كِاهْجِيرَاه والخِطِّيبَى ـ الخِطْبَة والاخْتِطاب والخِطِّيبَى أيضا والخِطْب ـ المرأة المَخْطوبة والخِلِّيفَى ـ الخِلافة ومنه حديث عمر رضى الله عنه «لو لا الخِلِّيفَى لأذَّنْتُ» وخِلِّيسَى من الخُلْسة يقال أخَذَه خِلِّيَسى ـ أى خُلْسة وخِلِّيبَى من الخِلَابة وهى ـ الخَدِيعة وخِبِّيثَى من الخُبْث ويقال مالُ القوم خِلِّيطَى وقد تقدم والقِتِّيتَى ـ تَتَبُّع النَّمائمِ قَتًّ يَقُتُّ قَتًّا ورجل قَتُوت وقَتَّات وقِتِّيتَى والسِّبِّيبَى من سَبَبْت والدِّلِيلَى من الدَّلِيل* قال سيبويه* أما قولهم الدِّلِّيلَى فانما يريدون عِلْمَه بالدلالة ورُسُوخَه فيها والدِّسِّيسَى من دَسَسْت ورِدِّيدَى من التَّرَدد ورِبِّيثَى من قولك رَبَثْتُ الرجل أرْبُثه وهو ـ كالمَلْثِ أى الخَدِيعة وتَطْييب النفس ويقال وجَدْتُ فى بطنى رزًّا ورِزِّيزَى وهو ـ الوجع وحقيقة ذلك الصوت الذى يكون من الجوف ورِزُّ الرَّعْد ورِزِّيزَاه ـ صوته والرِّمْيَّا من الرَّمْى يقال كان بين القوم رِمِّيَّا ثم صاروا الى حِجِّيزَى ـ أى تَرامَوْا ثم تَحَاجَزوا ومِنِّينَى من مَنَنْت قال

وما دَهْرِى بِمِنِّينَى ولكِنْ

جَزَتْكُمْ يا بَنِى جُشَم الْجَوازِى

(فُعِيلَى) الحُضِّيضَى ـ الحَضُّ على الشئ وليس فى الكلام فُعِّيلَى غيره (فَعْلَنَى)

__________________

(١) قوله والعميمى أراه الخ هذا الكلام غير ظاهر فان العميمى لا تحتمل أن تكون من غير مادة ع م م فليحرر كتبه مصححه

فَرْتَنَى ـ اسم للفاجرة ذهب ابن حبيب الى أنه من الفُرَات وهو ـ العَذْب وذهب سيبويه الى أنه رباعى (فَنْعَلَى) السَّنْدَرَى ـ الجَرْى ويقال مَرَّ يَمْشِى الفَنْجَلة والفَنْجَلَى وهى ـ مِشْية فيها استرخاء يَسْحَب رِجْله على الارض وقد فَجِل فَجَلا وكلُّ شئ عَرَّضته فقد فَجَّلْته ورجل أفْجَلُ ـ متباعد ما بين الرِّجلين وكَنْدَلَى ـ شجر ليس من أرض العرب والشَّنْفَرَى اسم شاعر

(فُعَنْلَى) جُلَنْدَى اسم رجل (فَعَلْنَى) صفة عَفَرْنَى ـ الغليظ وقيل الشديد قال كثير

عَفَرْنَى له يَوْمانِ يَوْمُ تَسَتُّرٍ

بِغِيلٍ ويَوْمٌ يَبْتَغِى مَنْ يُنازِل

وبعير عَلَنْدَى ـ ضَخْم وكَفَرْنَى ـ الأَحمق الخامل (فِعَلْنَى) العِرَضْنَى ـ الاعتراض فى المشى يقال هو يمشى العِرَضْنَى والعِرَضْنة* قال الفارسى* لا يوصف وقال أبو عبيد لا يوصف بالعِرْضَنة (مِفْعَل) المِلْطَى والمِلْطاء من الشِّجَاج ـ السِّمْحَاق وهى التى بينها وبين العظم قُشَيرة دقيقة وكان أبو عبيد يقول لا أدرى أهو مقصور أم ممدود والمِقْرَى ـ الاناء الذى يوضع فيه قِرَى الضيف وقيل القَدَح الضَّخْم والمِقْرَى والمِقْراة ـ الحوض العظيم والمِدْزى ـ القَرْن* وحكى الفارسى* فى الصخرة مِرْدَاة ومِرْدًى والمِذْرَى ـ طَرَف الألية تثنيته مِذْرَوَان على غير قياس (مَفْعَلَّى) اسم المَكْوَرَّى ـ العظيمة الرَّوْثة من الدواب وقيل هى ـ الرَّوثة العظيمة

(مِفْعِلَّى) وهو عزيز فى الصفة والاسم فالاسم مِرْعِزَّى وقد قدمت ذكره فيما اذا شُدِّد قُصِر واذا خُفف مُدّ* وحكى أبو زيد* رجل مِرْقِدَّى ـ يَرْقَدُّ فى أموره ويمضى وهو شاذ ولم يأت من هذا المثال غير هذين

(فَعَلْيا) كَرَوْيا وهو من الأبزار وقد تقدم فى فَعَوْلَى (فَعَلَيَّا) وألفها لا تكون إلا للتأنيث قَلَهَيَّا ـ حَفِيرة لسعد بن أبى وَقَّاص وكذلك قَلَهَى وقد تقدم والذَّرَبَيَّا ـ الداهية قال الكميت

رَمَتْنِىَ بالافاتِ مِنْ كُلِّ جانبٍ

وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها

وهو من الذَّرَب ـ أى الحِدَّة وبَرَدَيَّا ـ موضع وهو مشتق من البرد ومَرَحَيَّا

مشتق من المَرَح وأحسبه موضعا فأما (فَعَلُوتَى) فحكى الفارسى أن أبا الحسن اطّرده فى كل فَعَلُوت فأما هو نفسه فَوَقَفه ولم يجاوِزْ به ما سمعه رَغَبُوتَى من الرَّغْبة ورَهَبُوتَى من الرَّهْبة ورَحَمُوتَى من الرحمة والعرب تقول رَهَبُوتَى خيرٌ من رَحَمُوتَى تريد أن تُرْهَب خير من أن تُرْحَم (فَعْلَوَى) الهَرْنَوى ـ نَبْت لا أعرف ما هذه الكلمة ولم أرَها فى النبات وقد أنكرها جماعة من أهل اللغة ولست أدرى الهَرْنَوَى مقصور أم الهَرْنَوِىُّ على لفظ النسب (فَعْلَلَى) العَرْقَلَى ـ مِشية فيها تَبَخْتُر ورجل فيه عَرْطَلَى ـ أى طُول ولم يَحْكِها غير الفارسى ويقال جَلَس القَعْفَزَى وهو ـ أن يجلس مُسْتَوْفِزا وقد اقْعَنْفَز والقَهْقَرَى ـ الرجوع الى خَلْف وقد تَقَهْقَر وقَهْقَرْته والقَهْقَرَى أيضا ـ الْاحضار والقَهْمَزَى ـ الاحضار يقال جاءت الخيل تعدو القَهْمَزَى* قال الفارسى* ولم أسمع لها بفعل وقَرْقَرَى ـ موضع وقيل هو ـ ماء لبنى عَبْس وجَلَس القَرْفَصَى وهو شاذ وانما المعروف القِرْفِصَى بالكسر والقصر والقُرْفُصاء بالضم والمدّ والْتَقَمه القَصْمَلَى والقَصْملةُ ـ شدة العَضِّ وحَجْجَبَى ـ اسم رجل وجَرْجَرَى ـ موضع ورجُل زَبْعَرى (١) ـ غليظ أَزَبُّ وفَرْتَنَى ـ اسم للفاجرة ويُسَبُّ بها فيقال ابن فَرْتَنَى هذا مذهب سيبويه أنه فَعْلَلَى وجعله ابن حبيب فَعْلَنَى من الماء الفُرات وهو ـ العَذْب فان كان هذا فهو مثال لم يذكره سيبويه وقد تقدم والبَهْنَسَى ـ التبختُر وقد تَبَهْفَس وخَصَّ بعضهم به الأسَد (فَعْنَلَى) صَعْنَبَى ـ موضع بالكوفة قال الشاعر

* وما فَلَجٌ يَسْقِى جَداوِلَ صَعْنَبَى*

(فِعْلِلَى) الهِرْبِذَى ـ مِشْية الهَرابذة وهم قَوَمةُ بيتِ نار الهند وكلُّ مِشية أشْبهت مشيتهم فهى الهِرْبِذَى (فُعْلَلَى) وهى قليلة عُكْبَرَى ـ قرية (فَعْلَلَّى) القَرْقَرَّى ـ الظَّهْر ورجل دَوْدَرَّى الخُصْيتين ـ أى عظيمها وحكم الفارسى أنه فَعْلَلَى (فُعْلُلَى) امرأة طُرْطُبَى الثَّدْى ـ الضَّخْمة المُسْترخِية فيمن أنَّث والقُرْطُبَى من القَرْطبة وهو ـ الصَّرْع (فِعْلِلَّى) الشِفْصِلَّى ـ حَمْلُ اللَّوِىِّ الذى يلتوى على الشجرة ويَتَفلَّق عن مثل القُطْنِ وَحَبّ كالسِّمْسم(فاعَلَّى) سامَرَّى ـ موضع وهو أعجمى (يَفْعَلَّى) يَهْيَرَّى ـ الباطل وقد ذَهَب فى اليَهْيَرَّى واليَهْيَرَّى ـ الماءُ الكثير

__________________

(١) قوله زبعرى جعله ابن سيده هنا ساكن الباء بوزن فعللى والذى فى كتب اللغة أنه بكسر الزاى وتفتح وفتح الباء وسكون العين كتبه مصححه

* قال أبو على* الياء الثانية أصل والاولى هى الزائدة لان الامر لو كان بعكس ما ذكرنا لكان الصدر منه مكسورا كحِذْيَم وعِشْيَر فلما كانت مفتوحة وثبتت زيادة الياء الاولى ثبت أن الثانية أصل لان أقل ما تكون عليه الاسماء المتمكنة ثلاثة أحرف (فَعَلَّلَى) اسم القَبَعْثَرَى ـ العظيمُ الخَلْق الكثيرُ الشَّغَر من الناس والابل والقَبَعْثَرَى ـ الفَصِيل المهزول والقَبَعْثَرَى اسم ورجل ضَبَغْطَرًى ـ اذا حمَّقْته ولم يُعْجبك ورجل سَقَعْطَرًى وهو ـ أطول ما يكون من الرجال وكذلك السَّبَعْطَرَى

(فَعنْلَى) اسم وصفة العَكَنْبَى والعَكَنْباة ـ العَنْكَبُوت قال الراجز

كأنَّما يَسْقُطُ من لُغَامِها

بَيْتُ عَكَنْباةٍ على زِمَامِها

والعَقَنْبَى من صفة العُقَاب وهى ـ ذات المَخالب قال

عُقَاب عَقَنْباةٌ كأنَّ جَناحَها

وخُرْطُومَها الأعْلَى بنارٍ مُلَوَّحُ

يقال عُقَاب عَقَنْباة وعَبَنْقاة وبَعَنْقاة كل هذا على قانون القلب* قال الفارسى* كلُّ ما كان فى طَوْق اللسان أن يَلْفِظ به فى هذه الكلمة فهو مَقُول وهذا من الغريب* قال* وأُرَاه لا نظير له ونَسْرٌ عَبَنَّى ـ قديم وجَمَل عَبَنَّى ـ عظيم وناقة عَبَنَّاة والعَصَنْصَى ـ الضعيف والعَلَنْدَى ـ شجرة والعَلَنْدَى ـ الجمل الضخم والانثى عَلَنْداة وقيل العَلَنْدَى ـ الغليظ من كل شئ والعَلَنْدَى ـ الفرس الشديد وحَرَنْبَى ومُحْرَنْبٍ ـ مُنْقَبض وحَفَنْكَى ـ ضعيف والحَبَنْطَى ـ الممتلئ غضبا أو بِطْنة وقيل هو ـ الغلِيظ القصير البطين والخَبَنْدَى من قولهم جارية خَبَنْداة وبَخَنْداة وهى ـ الناعمة التارَّة البدن وعامَّة اللغويين يقولون الخَبَنْداة والبَخَنْداة ـ التَّامة القَصَب وقَصَبٌ خَبَنْدًى ـ ممتلئ رَيَّان وحَطَنْطًى ـ يُعَيَّر به الرجل اذا نُسب الى الحُمْق وحَفَنْجًى ـ رِخْو لا غَناء عنده والقَرَنْبَى ـ دُوَيبَّة تشبيه الخُنْفُساء طويلة الرِّجْل قال

تَرَى التَّيْمِىَّ يَزْحَف كالقَرَنْبَى

الى سوداءَ مِثْل عَصَى المَلِيل

والكَلَنْدَى وهى ـ الأرض الصُّلْبة وهو من الكَلَد وهو ـ المكان الصُّلْب من غير حصى والكَلَنْدَى ـ موضع وجَلَنْزّى ـ غليظ شديد* قال الفارسى* هو من الجَلْز وهو ـ الطَّلىُّ واللَّىُّ ولم أر هذا الاشتقاق لغيره وهو غير بعيد من

الصحة والشَّرَنْبَى ـ الغليظ والشَّرَنْتَى ـ طائر والضَّبَنْكَى ـ الشديد وصَلنْفًى ـ كثير الكلام يُهْمَز ولا يهمز وسَرَنْدَى ـ الشديد وقيل ـ الجَرِئ من كل شئ وسَبَنْدًى كَسَرنْدًى ـ أى جرئ هُذَلية وقيل هو النَّمِر وغيرهم يقول سَبَنْتًى وسيبويه بجعل ذلك ابدا لا ومضارعة كما قالوا اتَّغَر وادّغَر ويقال للنَّمِر سَبَنْدًى وسَبَنْتًى سمى بذلك لجُرْأته* قال الفارسى* فاما قوله

وما كُنْتُ أخْشَى أن تَكُون وَفَاتُه

بكَفَّىْ سَبَنْتَى أزْرِق العَيْن مُطْرِق

فهذا على الاستعارة وانما عَنَى أبا لُؤْلؤة قاتلَ عمر رضى الله عنه ودَلَنْظَى ـ السَّمين من كل شئ وقيل هو من الدَّلْظ وهو ـ الدفع وقد دلَظ فى صدره يَدْلِظ وبَلَنْدَى ـ ضَخْم وجمل بَلَنْزًى وبَلَنْدًى ـ غليظ شديد وبَرَنْتًى ـ سَيِّئ الخُلق وبَلَنْصَى جمع بَلَصُوص وهو ـ ضرب من الطير وهذا جمع على غير قياس* قال الفارسى* هو اسم للجمع وأنشد

* كالْبَلَصُوص يَتْبَع البَلَنْصَى*

ولم يسمع التنوين فى هذا الحرف وقياسه الننوين وجميع ما فى هذا الباب مُنَوَّن (فِعِنْلَى) السّبِنْدَى ـ النَّمِر وقيل هو الجرئ على كل شئ وقد تقدم فى فَعَنْلَى (فُعَنْلَى) العُلَنْدَى ـ البعير الضخم (فَعَنْلَلَى) الشَّفَنْتَرَى ـ المُشْفَتِرُّ أى المتفرق والزَّبَنْتَرَى من أسماء الداهية (فَعَوْلَلَى) اسم يقال جاء بأمّ حَبَوْكَرَى ـ أى الداهية ويقال لها أُمّ حَبَوْكَر وأُمّ حَبَوْكَرَان ثم يُلْقَى أُمّ فيقال وقَع فى حَبَوْكَر قال ابن أحمر الباهلى

فلما غَسَى لَيْلِى وأيْقَنْت أنَّها

هِىَ الْأُرَبَى جاءت بُأّمِ حَبَوْكَرى

وأُمُّ حَبَوْكَرَى ـ أرض معروفة بأعلى حائل من بلاد قُشَيْر ذاتِ وِهَاد ونِقابٍ كلَّما خرْجتَ من وَهْدة سِرْت الى أخرى فيسير الرجل نهاره ولم يَقْطَع كبير شئ وهى أرض مَدِرة بيضاء وأُمُّ حَبَوْكَرَى. أيضا ـ رملة معروفة مستديرة بين يَذْبُل والقَعَاقع وأصل حَبَوْكَرَى ـ الرملة التى يُضَلُّ فيها ثم صُرِف الى الدواهى (فَعَوَّل) تَلَوَّى ـ ضرب من السفن وقد تقدم قول الفارسى فيه (فَوَنْعَل) زَوَنْزًى ـ قصير قال

* وبَعْلُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى*

* قال أبو على* ألفه منقلبة عن واو لكثرة صَأْصَأْت وزَوَزَّى لغة (فَعَلْعَلَى) الحَدَبْدَبَى ـ لُعْبة للنَّبِيط (فَعَيَّلَى) الهَبَيَّخَى ـ مِشْية فى تبختُر وتَهَادٍ وقد اهْبَيَّخَت المرأة (فَعْلَاوَى) مَرْضاوَى ـ اسم رجل من بنى رِئام (فَنْعَلُولَى وفَنْعَلَوْلَى وفِنْعَلُولَى) حَنْدَقُوقَى وحَنْدَقَوْقَى وحِنْدَقُوقى ويقال حَنْدَقُوق ـ نَبْت وكله أعجمى (فَعْلَلُولَى) كَفْرَتُوثَى ـ قَرْية والذى عندى أنه مُرَكَّب كَكَفْرِ عاقب وشبهه (فَعَيْلًى) رجل حَفَيْتًى ـ قصير لئيم الخِلْقة وقيل هو الضخم (فَعْلَايا) أرنايا ـ موضع قال الأخطل

وقد وَجَدَتْنا أُمُّ بِشْرٍ لقَوْمِها

بَرحْبةِ أرْنايا خَلِيلاً مُصافِيا

ومن نادر الأعجمى

كَفْرَأيْنَا ـ موضع ونَانَخَى بِزْرٌ وفازى ـ موضع وباجُمَيْرَى ودَبَاهَا ودَبِيرَى (١) ـ مواضع ونِينَوَى ـ مدينة قوم يونس عليه‌السلام وسِيدَبَايا ـ موضع ويَرْفَنَى نَبِيٌّ من بنى اسرائيل ويُوخَى ـ موضع وبَنُو مَرِينَى ـ قوم من أهل الحِيرة من الْعِبَادِ فأما بُرَادِيا وهى ـ الشدة والتبريح فعربى نادر

باب المقصور المهموز

أجَأٌ ـ أحد جَبَلَىْ طَيِّئ بعضهم يهمزه وهو الأكثر* قال الفارسى* وليس له نظير لأنا لا نجد في الكلام فِعْلا ولا اسما فاؤه ولأمه همزة وبعضهم لا يهمزه قال امرؤ القيس فى الهمز

أبَتْ أجَأٌ أن تُسْلِمَ العامَ جارَها

فَمَنْ شاءَ فَلْيَنْهَضْ لها مِنْ مُقاتِل

وقال أبو النجم

* قد حَيَّرَتْه جِنُّ سَلْمَى وأجا*

فلم يهمز* وقال بعضهم* أجْبُل طيئ سَلْمَى وأجَأٌ والعَوْجاء وزعموا أن أجَأًا اسم رجل وسَلْمَى اسم امرأة تَعَشَّقها أجأٌ والعَوْجاء ـ المرأة التى جمعت بينهما فأراد

__________________

(١) قوله ودباها ودبيرى مواضع ما ذكره ابن سيده هنا نص عليه ياقوت أيضا فى معجمه فقد ذكر أولا دبا وقال انه مدينة قديمة وساق قصتها ثم بعد سرد أسماء أخر ذكر دباها فقال هى قرية من نواحى بغداد من طسوج نهر الملك لها ذكر فى أخبار الخوارج اه

وقد كتب الأستاذ الشيخ الشنقيطى هنا ما نصه

قلت قول على بن سيده ودباها غلط جعل فيه اسمين اسما واحدا والصواب أن دباها مركب من اسم ظاهر ومن ضمير مؤنث راجع على دبيرى فى رجز أنشده المبرد فى كامله أثناء ذكره الخوارج مختلا مقدما ما حقه التأخير ولفظه * وحقيقة دباها وأصلها أن الدّبا ـ

أجأ الهَرَبَ بسَلْمَى فطاوعَتْه على ذلك فَذَهَبا وذهبت معهما العَوْجاء فَتَبعِهم بَعْلُ سَلْمَى فأخذهم وقتلهم وصلبهم على هذه الأجبُل الثلاثة فسمى كل واحد من الأجبل باسم من صُلِب عليه وقال عامر بن جُوَيْن الطائى

اذا أجَأٌ تَلَفَّعَتْ بشِعافها

علىّ وأمْسَت بالعَمَاء مُكَلَّله

وأصْبَحَت العَوْجاءُ يَهْتَزُّ جِيدُها

كجِيدِ عَرُوسٍ أصْبحتْ مُتَبَذِّله

والحَبَأُ ـ جليس الملك وخاصته والجمع أحْباء وقد حكى بعضهم ترك الهمزة وهو شاذ والحَمَأُ ـ الطين المتغير اسم لجمع حَمْأة وليس بجمع لان فَعْلة لا تُكَسَّر على فَعَل ونظيره حَلْقة وحَلَق وفَلْكة وفَلَك وفى التنزيل (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) والحَدَأُ جمع حَدَأة وهى ـ الفأس ذات الرأسين قال الشماخ

يُبَاكِرْنَ العِضَاهَ بمُقْنَعاتٍ

قُبَيْلِ الصُّبْح كالحَدَإ الوَقِيع

ويروى نَوَاجِذُهُنَّ والحَدَأُ أيضا مصدر قولهم حَدِئتِ الشاهُ ـ اذا انقطع سَلَاها فى بطنها فاشتكت عنه وحَدِئْت بالمكان حَدَأًا ـ لَزِقْت وحَدئ على صاحبه حَدَأًا ـ عَطَفَ عليه ونَصَره ومَنَعه وحَدِئْت اليه حَدَأًا ـ لَجَأْت والحَدَأُ جمع حِدَأة وهى ـ طائر ويقال أيضا حِدْءان قال الكميت

* كحِدْءانِ يَوْمِ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ*

والحَلَأُ ـ الحَرُّ الذى يخرج على شَفَة الانسان غِبَّ الحُمَّى والحَجَأُ ـ الضَّنُّ يقال حَجِئْت به حَجَأًا ـ ضَنَنْت قال الشاعر

فانّى بالجَمُوح وأُمّ بَكْرٍ

ودَوْلَحَ فاعْلَمِى حَجِئٌ ضَنِنين

وقد تَحَجَّأْت به ـ لِزَمْته وحجِيت بالشئ وتَحَجَّبْت يُهْمز ولا يهمز ـ تَمَسَّكْت به ولَزِمْته قال ابن أحمر

أصَمَّ دُعاءُ عاذلَتِى تَحَجَّى

بآخِرنا وتَنْسَى أوّلِينا

أصَمَّ ـ وافَقَ قَوْماً صُمًّا والحَفَأُ ـ البَرْدِىُّ نفسُه وقيل هو أصله الأبيض وهو يؤكل ويقال رجل حَفَيْسأٌ وحَفَيْتأٌ وحَفَيْتَى غير مهموز ـ القصير اللئيم الخِلْقة وقيل الضَّخْم ويقال حَبَنْطأٌ وحَبَنْطًى بغير همز وهو ـ العظيم البطن وقيل هو

__________________

ـ موضع بظهر الحيرة معروف واستعمل خالد بن عبد الله القسرى رجلا من ربيعة على ظهر الحيرة فلما كان يوم النيروز أهدى الدهاقين والعمال جامات الذهب والفضة وأهدى هو قفصا من ضباب وأبيات شعر وهى

جبا المال عمال الخراج وجبوتي

محلقة الاذناب حمر الشواكل

رعين الدبار والنفقد حتى كأنما

كساهن سلطان ثياب المراجل

والصواب فى رواية الرجز الذى أنشده المبرد فى كامله محرفا

ان القباع سارسيرا أملسا

بين دبيري ودباها أخمسا

ودبيرى قرية من سواد بغداد فلما أضاف الراجز ـ

ـ الممتلئ غضبا وبِطْنة وقد احْبَنْطأْت ونونه وألفه وهمزته مُلْحِقات بسَفَرْجَل وأصله من الحَبَط وهو ـ الانتفاخ والحِنْصَأُ ـ الضعيف من الرجال والهَجَأُ ـ كلُّ ما كنتَ فيه فانقطع عنك وهَجِئ جُوعُه هَجَأًا ـ الْتَهَب وقيل سكن ضدّ والهَنَأُ مصدر قولهم هَنِئَت الماشيةُ ـ أصابت من البَقْل حَظًّا من غير أن تشبَع وهَنِئَ اللحمُ هَنَأًا ونَهِئ نَهَأًا ـ اذا لم يَنْضَج وهَنَأنى الشئُ هَنئاً والهَدَأُ ـ انحناء الظهر ودخول الصدر قال الراجز

حَوَّزَها مِنْ بُرَقِ الغَمِيم

أهْدأُ يَمْشِى مِشْية الظَّلِيم

حَوّزَها ـ ساقها الى الماء وهى ليلة الحَوْز والهَدَأُ ـ صِغَر السَّنَام يعترى الابل من الحِمْل الثقيل وهو دون الجَبَب ويقال مَضَى من الليل هَدْءٌ وهُدْءٌ والخَذَأُ ـ الذُّلُّ يقال خَذِئْت له وخَذَأْت واسْتَخْذَأْت ويترك الهمز فيقال خَذِيت واسْتَخْذَيْت والخَذَأُ أيضا ـ موضع والخَذَأُ ـ ضعف النفس والخَجَأُ ـ الفُحْش وقد خَجِئت وهو أيضا مصدر خَجَأْت ـ أى نَكَحْت ويقال فحل خُجَأة ـ كثير الضراب وقد يقال فى النكاح خَجْئاً باسكان الجيم والقَمَأ مَن القَمَاءة وهو ـ الصِّغر قال

تَبَيَّنَ لى أن القَمَاءةَ ذِلَّةٌ

وأنَّ أشِدَّاء الرجالِ طِوَالُها (١)

وقَمُؤَ الرجلُ قَمَاءة ـ صَغُر وقَمَأت الماشيةُ قُموءاً وقَماءاً وقُمُوءةً وقَمُؤَتْ قَماءة ـ اذا سَمِنَتْ والقَضَأُ مصدر قَضِئَت القِرْبةُ قَضَأًا وهى ـ التى قد عَفِنَتْ والثَّوبُ أيضا يَقْضأُ من البَلِى قَضَأًا ويقال قَضِئَ حَسَبُ فلان قَضَأًا وقَضَاءة وقُضُوءاً وذلك ـ اذا دَخَله عَيْب ولم يكن صحيحا وقد قَضِئَت عينُه قَضَأًا وهو ـ فساد يكون فيها من حُمْرة وقَرَحٍ واسترخاءٍ فى لحم المُوق وقد أقْضَأها الوَجَعُ والقِنْدَأ ـ السَّيِّئ الخُلُق وقيل الخفيف والكَمَأُ مصدر قولهم كَمِئَ كَمَأً ـ اذا حَفِى وعليه نَعْلٌ وقيل الكَمَاءُ فى الرِّجْل كالقَسَط والكَمَأُ مصدر كَمِئْت عن الأخبار ـ جَهِلْتها وغَبِيت عنها والكَلَاءُ ـ كلُّ ما رُعِى من النبات وقد أكْلَأت الأرض والكَشَأُ مصدر كشِئَ من الطعام ـ امتلأ ورجل كَشِئٌ وهو الكَشِىءُ والكَفَأُ ـ أيْسَر المَيَل والجَزَأُ ـ نَبْت

__________________

ـ الدبا الى دبيرى لتقاربهما حذف آلة التعريف فظنها ابن سيده كلمة واحدة وجعلها بناء وزن مستقل وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(١) قوله وأن أشداء الخ أورده فى اللسان بلفظ وأن أعزاء الرجال طيالها قال وحكى اللغويون طيال ولا يوجبه القياس لأن الواو قد صحت فى الواحد فحكمها أن تصح فى الجمع قال ابن جنى ولم تقلب الا فى بيت شاذ وأنشد البيت اه كتبه مصححه

والجَنَأُ ـ انحناء الظهر يقال جَنِئَ الرجلُ جَنَأًا ـ اذا كانت فيه خِلْقة وربما تُركْ همزه فقيل رجل أجْنَى وقد جَنِىَ جَنًا وجَنَأ على الشئ جُنُوءاً ـ أكَبَّ عليه قال الشاعر

أغَاضِرَ لو شَهِدْتِ غَداةَ بِنْتُمْ

جُنُوءَ العائداتِ على وِسادى

والجَبَأ من الكَمْأة ـ الحُمْر واحدها جَبْءٌ وثلاثة أجْبُؤٍ وقيل هى السُّود والجُبَّأُ ـ الجَبان الهَيُوب قال الشاعر

فما أنا مِنْ رَيْبِ الزَّمانِ بِجُبَّاٍ

ولا أنَا من سَيْبِ الالهِ بِيَائس

وقد يخفف والتشديد أكثر وقد قدمت أن الجُبَّأ من الاضداد بدليل قولهم جَبَأ عليه الأسْود من حُجْره ـ خرج عليه والشَّكَأُ فى الأظفار ـ شبيه بالتَّشقُّق والصَّدَأُ ـ طَبَعُ السيفِ وغيرِه من الحديد وأنشد

صَدَأُ الحديدِ على أُنُوفِهِم

يَتَوَقَّدُون تَوَقُّدَ النَّجْم

وروى الفارسى يَتَأكَّلون والصَّدَأ ـ جَرَبٌ يركَب باطنَ الجفن وربما ألْبَسه أجمع وربما كان فى بعضه صَدِئَت عينُه صُدْأة وصَدَأًا والأصْدَأُ من الخيل ـ الشديدُ الحمرة وقد قاربت السواد وهى الصُّدْأة وخَصَّ أبو عبيد به الابل وقد صَدِئ صُدْأة ورجل صَلَنْفأُ ـ كثير الكلام وقد تقدم فيما لا يهمز وسَبَأ ـ اسم قبيلة أو امرأة يُجْرَى ولا يُجْرَى فمن أجراه جعله اسما للحَىِّ ومن لم يُجْرِه جعله اسما للقبيلة وقد أجمعت العرب على ترك الهمز فى قولهم ذهبوا أيْدِى سَبَا وأيَادِى سَبا وأصله الهمز ولكنه جرى فى هذا المَثَل على السكون فتُرك همزُه والسَّبَأُ أيضا ـ الخمر المُسْتَبَأة أى المشتراة والسّباء بالمد ـ شِراء الخمر خاصة وهى أيضا الخَمْرُ نفسها والسَّلَأُ ـ ضرب من الطير والطَّسَأُ مصدر قولهم طَسِئَ طَسَأًا ـ اتَّخَم من أكل الشَّحْم* قال أبو عبيد* هو اذا غلب على قلبه الدَّسَم وقد أطْسَأه الشَّحْم ونظيره الطَّنَخُ والجَفَس معناها كُلّها سواء وقد طَنِئَ يَطْنَأُ طَنَأًا شديدا ـ الْتَصَقَت رِئَته بجنبه من العطش وأكثر اللغويين على ترك الهمز يقال طَنِىَ البعيرُ يَطْنَى طَناً مقصور بغير همز وبعيرٌ طَنٍ وناقة طَنِيَة والطَّأْطَأُ ـ المُنْهَبط من الأرض

والطَّلَنْفأ ـ الكثير الكلام يهمز ولا يهمز والغالب عليه الهمز والطَّلَنْفأُ ـ اللازق بالارض والطَّفَنْشأ ـ الضعيف من الرجال والدَّنأُ كالجَنَا رجل أدْنَأُ وقد دَنِئَ والدَّفَأُ ـ نقيض حِدَّة البرد وقد دَفِئ والظَّمَأُ ـ أهْوَن العطش وقد ظَمِئَ ظَمَئاً وظَمَّأَ إبلَه وخَيْله ـ عَطَّشَهما والذَّرَأُ ـ أن يَشِيب الرجُل فى مقدَّم رأسه يقال ذَرَئ الرجلُ ذَرَأًا قال

لَمَّا رأتْه ذَرِئَتْ مَجَاليه

يَقْلِى الغَوَانِى والغَوانِى تَقْلِيه

والاسم الذُّرْأة والرَّطَأُ جمع رَطَّأة وهو ـ الحُمْق يهمز ولا يهمز وترك الهمز أعلى رجل أرْطَأُ وامرأة رَطْئاء والرَّشَأُ ـ ولد الظَّبية والرَّشَأُ ـ شجرة تَسْمُو فوق القامة واللَّجَأُ ـ الموضع الذى يُلْجأُ اليه وقد لَجِئْت اليه ولَجَأْت وجمع اللَّجَا ألْجاء ولَجَأٌ اسم رجل وهو اسم أبى عُمر بن لَجَا واللَّطَأ ـ الشئ الثقيل حكاه بعض اللغويين والذى عليه الجمهور «ألْقَى عليه لَطَاتَه» ـ أى ثِقْله والجمع لَطًى غير مهموز واللَّفَأُ مصدر لَفَأْت اللحمَ عن العظم ـ أى قَشَرْته والِّلبأُ ـ أول الَّلبَن وقد لَبَأْت القوم ألْبَأُهم لَبْئاً ـ أطعمتهم الِّلَبأ ويقال رجل لَأْلَأٌ وامرأة لَأْلَأَة وهى ـ المُلَأْلِئة بعينها المُبَرِّقة لها والنَّشَأُ ـ الجَوارِى الصغار قال نصيب

ولَوْ لَا أن يُقالَ صَبَا نُصَيْبٌ

لَقُلْتُ بِنَفْسِىَ النَّشَأُ الصِّغار

والنَّبَأُ ـ الخَبر وقد أنْبَأْت ونَبَّأْت وقد تقدم تعليله والنَّهَأُ مصدر قولهم نَهِئ اللحم نَهَأًا ونَهَاءة ونُهُوءة ونُهُوءاً وقد أنْهَأْته ولحمٌ مُنْهأ ونَهِىء والنُّفَأُ من النبت ـ القِطَع المتفرقة والفَجَأُ مصدر فَجِئتَ الناقة ـ اذا عَظُم بطنُها والفَقَأُ ـ خزوج الثدى ودخول الصدر والفَطَأ ـ أن يدخل وسط الظهر فى البطن والفَطَأ ـ الفَطَس قال الاعشى.

* بِها بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيل المُكَمَّم* (١)

والمَلَأُ ـ الجماعة وقيل وُجُوه القوم وأشرافهم قال الله تعالى (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ) وربما لم يهمز فى الشعر قال حسان بن ثابت

فَدُونَكَ فاعْلَمْ أنَّ نَقْضَ عُهودنا

أباه المَلَا منا الذين تَتَابَعُوا

__________________

(١) قوله قال الاعشى بها برأ الخ سقط قبل الشطر ما يصلح للاستشهاد عليه وفى اللسان والبرأة بالضم قترة الصائد التى يكمن فيها والجمع برأ قال الاعشى يصف الحمير

فأوردها عينا من السيف ريه

الخ اه كتبه مصححه

* قال الفارسى* وليس هذا على التخفيف القياسىّ وانما هو على قوله «لا هَنَاكِ المَرْتَع» و «سالَتْ هُذَيْلٌ» ولا يكون المَلَأ إلا الرجال بغير نساء والمَلَأُ ـ الخُلُق أيضا يقال أحْسِنوا أمْلاءكم ـ أى أخلاقكم وأنشد

تَنَادَوْا يالَ بُهْشَةَ اذ رَأوْنا

فَقُلْنا أَحْسِنى مَلَأً جُهَيْنا

وقيل فى قوله أحْسِنى مَلَأً. معناه تَمَالَؤا عليه ـ أى اجتمِعوا وتَضَافَرُوا والمِحْشَأُ ـ إزار غليظ والمَشْقَا ـ المَفْرَق والمِشْقَأُ والمِشْقَأَة ـ المِشْط واليَرَنَّأُ ـ الحِنَّاء وحكى اليُرَنَّأُ بالضم والهمز والوَزَأ ـ القصير السمين الشديد الخلق وأنشد

* يَطُفْن حَوْلَ وَزَإٍ وَزْوَاز*

الوَزْوَاز ـ الذى يُوَزْوِز اسْتَه اذا مَشَى يُلَوِّيها الوَبَأُ ـ المرض وهو أيضا مصدر وبِئَت الأرض وَبَأًا وهى مَوْبُوءة وأرض وَبيِئة على فَعِيلة ووَبِئَت تِيبَأُ وأَوْبَأَتْ والوَدَأُ ـ الهلاك والوَرَأُ ـ الرجل العَبْل الغليظ

باب ما يُمَدُّ ويُقْصَر

الْأَلَاء ـ نبت يمد ويقصر وإيَا الشمسِ وإياؤها ـ نُورُها وحُسنُها وعَشُوراء وعَشُورَى ـ يوم عاشُوراء نفسُه يمد ويقصر وعِبِدَّى وعِبِدَّاء ـ جماعة العبيد والحَزا جمع حَزَاة ـ نِبْتَةٌ طَيِّبة الريح وتُحِبُّها نساء العرب وقيل الحَزَا ـ السَّذَاب البرىّ وحَيَاءُ الناقة والبقرةِ ـ فَرْجُها والحَلْواء ـ وهو كلُّ ما عولج من الطعام بحلاوة والحَلْواء أيضا ـ الفاكهة ورجل عِزْهًى وعِزْهاءٌ ـ لا يَقْرَب النساء والهَيْجَاء ـ الحَرْب وأنشد أحمد بن يحيى فى المد

اذا كانت الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصا

فَحسْبُك والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ

وأنشد فى القصر

* يا رُبَّ هَيْجَا هِىَ خَيْرٌ مِنْ دَعَه*

وهَأْهَأٌ وهأْهاٌء من الضَّحك وجارية هَأَهَأَة وهأْهاءة ـ ضحاكة قال الراجز

يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَوَاسِج

لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالِج

* هَأْهاءةٍ ذات جَبِينٍ سارِج*

والهِنْدَبَا ـ بقلة معروفة وتُكْسَر الدال وتُمَد أيضا ومن العرب من يَقْصُر وهو الهِنْدَب وامرأة هَنْبَاء ـ وَرْهاء ولا أفْعَلَ لها وما زال ذلك إهْجِيراه وإهْجِيراءه ـ أى دَأْبه المدّ عن ابن جنى والخَجَوْجَى والخَجَوْجاء ـ الطويل الرجلين وقيل ـ المُفْرِط الطول فى ضِخَمٍ من عظامه وقيل ـ الضَّخْم الجسيم وقد يكون جَبَانا والخَطَاء ـ ضد الصواب والقصر أكثر وأنشد

إنَّ مَنْ لا يَرَى الخَطَاءَ خَطَاءاً

فى المُلِمَّاتِ والصَّوابَ صَوابا

ويقال للرجل اذا أتى الذنب مُعْتَمِدا خَطِئ خِطْئاً مكسورة الخاء ساكنة الطاء بالقصْر وخَطَاءاً بالمدّ وقرئ (إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً) وخَطَاءً ـ أى إنْما ومنه الخَطيئة ومكان مَخْطُوءٌ فيه وأما إذا أراد الرجل شيأ فأصاب غيره قيل أخْطَأ والاسم الخَطْأُ وأخْطَأ الرامى القرطاسَ ـ اذا لم يُصِبْه ويقال أخْطأ وخَطِئ من الخَطَا قال امرؤ القيس

يا لَهْفَ نَفْسِى اذ خَطِئْنَ كاهِلا

القَاتِلِينَ المَلِكَ الحُلَاحِلا

والخَزاء ـ نَبْت والحاء لغة والخُنْفَسَاء ويقال الخُنْفَس فأما أبو عبيد فقال الخُنْفَس ـ الذكر من الخَنَافس وحكى غيره حُنْفُساء وخُنْفَساء وخُنْفُس وخُنْفُسة والخُلَّيْطى ـ المُخَالَطَة والمدّ أكثر والخِلِّيطى ـ المُخالَطة كذلك فى المدّ والقصر هذه حكاية أبى على الفارسى وأما غيره من أهل اللغة فلم يَحْكِ فى شئ من ذلك المدّ* قال أبو على* فاما قولهم وَقَعُوا فى خُلَّيْطى فمقصور لا غير وكذلك مالُهُم بينهم خِلِّيطى ـ أى مختلط على ما تقدم فى باب فِعِّيلَى وخِصِّيصَى من خَصَصْت والمدّ ليس بجيِّد والكَشُوثا والمدّ فيها أكثر* قال الفارسى* وأما كُمَّثْرَى فمولَّد ولذلك أهملناه* وقال الاصمعى* يقال كُمَّثْراة وكُمَّثْرَى مشدد ولم يعرف التخفيف وقوم يزعمون أنه لا يجوز غير التخفيف وأنشد الاصمعى

أكُمَّثْرَى يَزِيد الحَلْقَ ضِيقاً

أحَبُّ اليك أمْ تِينٌ نَضِيج

والكِوَى جمع كَوَة وكُوَة والكاف مكسورة فيهما والجِعِبَّاء والجِعِبَّاءة والجِعِبَّى ـ الاسْت واسْتٌ جَهْواء ـ مكشوفة وقيل هى اسم لها كالجُهْوة وخُجَادِبا وهى ـ الدابة

التى يقال لها الجُخْدُب وحكى أبو الحسن الاخفش جُخْدَب وبها احتج على سيبويه حين قال وليس فى الكلام فُعْلَل والاجْرِيَّا ـ الوجه تأخذ فيه وهى أيضا ـ العادة والخَلِيقة والشَّقَا والشَّقَاء كلاهما مصدر شَقِىَ قال عمرو بن كلثوم

ولا شَمْطاء لم يَتْرُكْ شَقَاها

لها من تِسْعةٍ إلا جَنِينا

وقال آخر فى المدّ

فان يَغْلِبْ شَقاؤُكُمُ عَلَيْكُم

فانِّى فى صَلَاحِكُمُ سَعَيْتُ

والشَكَا من قولهم شَكَى الرجل شَكًا وشَكاء والشَّكاةُ جامعة للشديد والضعيف وهى الشِّكاية والشَّكَاوة والشِّراءُ أهل الحجاز يَمُدُّونه وأهل نجد يَقْصُرونه وقولهم هذه أشْرِية من جمع الممدود بمنزلة قولهم كِسَاء وأكْسِية وفِنَاء وأفْنية ويقال بات بليلة شَيْباء وذلك اذا دخل بالمرأة بَعْلُها فافْتَضَّها من ليلتها الياءُ فيها بدل من الواو وهى معاقبة وذلك أن ماء الرجل وماء المرأة امتزجا والشَّوْب ـ المَزْج فكان ينبغى بات بليلة شَوْباء وهذا من أنذر ما سمع وفيه المدّ والقصر والأعرف فيه المدّ والضَّوْضاء ـ الاصوات المرتفعة والضَّوْضاء جمع ضَوْضاءة وهى فَعْلَال فى لغة من مَدَّ وصَرَف وفى لغة من مَدَّ ولم يصرف فَعْلاء وليلة ضَحْيَا وضَحْياء ـ مُضِيئة وخص بعضهم به فقال هى الليلة التى يكون فيها القمر من أولها الى آخرها والصِّنَى ـ الرماد يكتب بالياء والسَّرَا والسَّراء ـ المُروءة وقد سَرَى وسَرِىَ وسَرُوَ والسِّعْلَى والسِّعْلاء لغة فى السِّعْلاة وهى ـ الغُول وقيل ساحرة الجن وقيل السِّعْلَى ذَكَر الغِيلان والانثى سِعْلاة فأما أبو على فانكر السِّعْلاء بالمدّ وقال فى قول الشاعر

* قد عَمِلَتْ أخْتُ بَنِى السِّعْلاء*

إنه بَنَى من السِّعْلاة مثل دِرْحاية على التذكير فقلبَها همزة والسِّيما ـ العلامة قال الله تعالى (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) والسِّيماء بالمدّ وكذلك السِّيمِياء قال الشاعر

غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ مُقْبِلاً

له سِيمِيَاءُ لا تَشُقُّ على البَصَر

* قال الفارسى* كذلك أنشده أبو العباس محمد بن يزيد بالحسن ورواية ثعلب

بالخير مقبلا وهو الصحيح لان الحُسْن ذاتىٌّ والخير مكتسب ولا يُرْمَى أحد بشئ ذاتىٍّ فى سِنِّ دون سِنِّ فمن رواه بالحُسْن فهو أعمى البصيرة والسُّلَحْفاة ـ من دوابِّ الماء ويقال سُلَحْفاء وسُلَحْفَا والسُّوَعاء ـ الوَدْىُ والسَّمَارَى (١) الاسْتُ وسُمَيْراءُ ـ موضع والزِّنَا يُمدُّ ويُقْصر قال الله تعالى (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) وقال الفرزدق فمَدَّ

أبا خالدٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤه

ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوم يُصْبِحْ مُسَكَّرا

والزِّيزَاءة والزِّيزاة ـ الأَكَمة الصَّغِيرة وقيل الأرضُ الغليظة والجمع الزِّيزاء وزَكَرِيَّا يُمدُّ ويقصر* قال الفارسى* فيه خمس لغات زَكَرِيَّاءُ وزَكَرِيَّا بالقصر وزَكَرِىُّ على وزن عربِىٍّ ولم يَحْكِها غيرُه وزُكَرِىّ على مثال قُرَشِىّ وزَكَرِى اختلف فيه فبعضهم يحعله أعجميا مُعَرَّبا وبعضهم بجعله مشتقا من قولهم تَزَكَّر الشَّرابُ ـ اذا متَع وقَوِىَ وقيل اذا اجتمع وقيل هو من قولهم شاة زَكَرِيَّة ـ أى حمراء سمينة وزِمِجَّاءُ وزِمِكَّاء ـ أصل ذَنَب الطائر فأما الاصمعى فقال هما مقصوران* قال أبو على* الزِّمكَّاء وان أمكن أن يكون للالحاق بِسِنِمَّار وشِنفَّار فانه للتأنيث فان سيبويه حكاها ممدودة غير مصروفة فأما الزِّمجَّا الذى هو الزُّمَّج فمقصور لا غير ـ وهو ضرب من الطير والزَّبَازاء ـ القصيرة ويقال زَلَلْت فى الطِّين أزِلُّ زَلَلا وزِلِّيلَى بالمد والقصر وليس المدّ بِجَيِّد والطِّرْمِسَاء يمد ويقصر يقال ليلةٌ طِرْمِساءُ وطِلْمِساء ـ أى مُظْلِمة بمدّ الطّرْمساء وقصرها خاصة ومدّ الطِّلْمِساء لا غير وقيل الطِّرْمِساء والطِّلْمِساء ـ الظُّلْمة قال

تَعَمَّمْتُ فى ظِلٍّ ورِيحٍ تَلُفُّنِى

وفى طِرْمِساءَ غَيْرِ ذاتِ كَواكِب

ويقال ليلة طِرْمِساء وليالٍ طِرْمِساء وقد اطْرَمَّس الليلُ ـ أظْلَم والتَّوَى والتَّوَاء ـ ذهاب مال لا يرجى فالمقصور مصدر تَوِىَ والممدود الاسم والظَّمَاءُ ـ العَطَش وقيل هو أخَفُّه وأيْسره وقد ظَمِئَ ظَمَأًا وظَماءاً وظَمَاءة والظِّرْبَا والظِّرْباء ـ اسم لجمع الظِّرِبَان وشاةٌ ثَوْلَى وثَوْلاء وقد ثَوِلَتْ ثَوَلاً وهو ـ شئ يُصِيبها كالجنون فلا تَتْبع الغنم وتَسْتدير فى مرعاها والرَّطَأُ والرَّطَاء ـ الحُمْق وقد رَطِئ ويقال رجلٌ رَأْرَأٌ ورَأْراء ـ اذا كان يُكْثر تقليب حدقتيه والرَّأْرأة ـ فتح العينين واستدارة الحدقة

__________________

(١) لم نقف عليه بعد البحث والتصحيف فلينظر كتبه مصححه

كأنها تموج فى العين والرَّنَا ـ ادامة النظر مع سكون مقصور* قال ابن دريد* وأحسب أنهم قالوا الرَّناء بالمدّ والتخفيف والرُّنَا ـ الطرب يمدّ ويقصر ألفه منقلبة عن واو ويقال رَنَوْت ـ أى طَرِبْت عن الفارسى والرُّتَيْلاء ـ ضرب من العَنَاكِب المدّ عن السيرافى والرَّغْباء ـ الرَّغْبة ولِحَاءُ الشجر ـ قِشْرة والِلّقَاء ـ جمع لَقْوَةٍ يُمَدُّ ويقصر المدّ للجمهور والقصر للفارسى واللَّوْمَى واللَّوْماءُ ـ اللَّوْم القصر عن الفارسى والمدّ عن كراع وغيره وكذا حكاه أبو على القالى ولَسْعَى ـ موضع والنَّثَا من القول يقال نَثَا يَنْثُو ويَنْثِى ـ يكون للخير والشر وأنشد

ألُوفُ الخِدْرِ واضِحَة المُحَيَّا* لَعُوبٌ دَلُّها حَسَنٌ نَثَاها

ويقال رجل نَأْنَأٌ ونَأْناءٌ ـ ضعيف عاجز جبَان رجل فَأْفَأٌ وفَأْفاءٌ ـ اذا كان فى لسانه حُبْسة والأنثى بالهاء وَفَحْوَى يمد ويقصر يقال عَرَفْت ذلك فى فَحْوَى كلامه وَفَحْوَى كلامه وفَحْواءِ كلامه وفَحوائه بضم الفاء وفتح الحاء ومدّها واذا فُتِحَتَا لم يَجُزِ المدّ وفَيْضُوضا وفَيْضِيضا وفَوْضُوضا بالمدّ والقصر فيها يقال أمْرُهم فَيْضُوضَا بينهم وفَيْضِيضا وفَوْضُوضا وفَوْضَى فَضًا بالقصر فيها ـ أى مختلط يَتَفَاوضُون فيه وكذلك اذا لم يكن عليهم أميرٌ ولا من يَجْمَعُهم وبَحِيرَى يمدّ ويقصر وليس المدّ بجيد البُكَاء ـ ضدّ الضَّحِك يمدّ ويقصر قال الشاعر فمدّه وقَصَره

بَكَتْ عَيْنِى وحَقَّ لها بُكَاها

وما يُغْنِى البُكَاءُ ولا العَوِيل

والبُكاء أيضا ـ المَرْثِيَة ومَدْحُ الميت وفلانة باكيةُ فلان ـ أى تَذْكُر مدائحَة ومناقبه والبُغَاء ـ طلب الحاجة يقال بَغَيْتُ الخيرَ بُغَاءً ـ طلبته والعرب تقول ابْغِنِى كذا وكذا بُغَاءً ـ أى اطلُبْه لى وأبْغِنِى إبغاء ـ أعِنِّى عليه ويقال بَغَى الرجلُ حاجته يَبْغِيها بُغاءاً وبُغَاية وبُغْية وبِغْية وبُغْيةُ الرجل ـ طَلِبَتُه وجمعها بُغًى بالقصر قال فى المدّ

لا يَمْنَعنَّكَ من بُغا

ءِالخَيْرِ تَعْليقُ التَّمَائم

والبِغَى جمع بِغْية* قال الفارسى* والبُغاءُ عندى لا يقصر إلا فى ضرورة الشعر وبِزْرُ قَطُونا المدّ فيها أكثر والمُعْزَى ـ جماعة المَعَز ولا تختلف العرب فى صرف مِعْزًى وقد قيل إن المَعْزاءَ بالمدّ والأول أكثر ولا تكون فِعْلَى صفة إلا

بالهاء غير ما حكاه الفارسى عن أحمد بن يحيى من قولهم رجلٌ كِيصًى وقد كاصَ طعامَه يَكِيصُه ـ اذا أكله وحده وقيل رجل كِيصًى ـ ينْزِل وحده ولا ينزل مع القوم وهو الذى يسمى الحُوزِىّ والمِينَا ـ مُرْفَأُ السُّفُن يمدّ ويقصر قال فَمَدَّ

تَأطَّرْنَ فى المِيناءِ ثُمَّ تَرَكْنَهُ

وقد لَجَّ من أثْقالِهنَّ شُحُون

والمُزَّاءُ من الخَمْرِ يمدُّ ويقصَر* قال الفارسى* المُزَّاء ـ ضَرْب من الأشْرِبة ولم بخُصَّ به الخمرَ وأُراه احتَذَى فى ذلك مذْهَب أبى عبيد لأن عبارتَه عن المُزَّاء هكذا وأنشد

بِئْس الصُّحاةُ وبِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ

اذا جَرَى فيهمُ المُزَّاء والسَّكَرُ

والمُزَّاءُ عنده من باب مُحوَّل التضعيف ألفِه مُنقلِبة عن ياءٍ محوّلةٍ من زاىٍ وهو عِنده إما من المِزِّ ـ وهو الفَضْل وإمَّا من المُزِّ ـ وهو الذى بين الحُلْو والحامِض ونظره بالطُّلَّاء ـ وهو الدمُ فالقول فيه كالقَوْل فى المُزَّاء ولا تكُون ألفُ المُزَّاء للتأنيث لانه لا يُوجَد فى الكلام شئٌ على هذا المِثال تكون ألفُه للتأنيثِ وتطيرُه فِعْلاءٌ لا تكون ألفُه للتأنيث أبدا إلا للالحاق نحو عِلْباءٍ وحرباءٍ إنما هو ملحَق بقِرْطاس* قال* وقد يجوزُ أن تكونَ فُعْلاءًا من الشئ المزيزِ فتكون الهمزةُ للالحاق ويحتمل أن تكون فُعَّالا من المَزِيَّة لأن الميمَ من المَزِية فاء وقد جاء فى الشعر أمزاهما من المَزِيَّة ولو كانَ مفْعِلة من الزِّىِّ فالزِّىُّ إما أن تكونَ عينُه ياءً أو واوا فلو كانتْ واوا لصحَّت كما صَحَّت فى تَقْوِيَة ولو كانت ياءً لبُيِّنت كما بُيّنت فى أخْبِيَة فاذا لم يُظهِرُوا الواوَ ولم يَبِيّنُوا الياءَ دلَّ على أنها فَعِيلة على أن مَفْعِلة مما تعتَلُّ لامه ولا يكاد يَجِىءُ ويقال مَكُثَ ومَكَث يَمْكُث مَكْثا ومِكِّيثاً ومِكِّيثاءَ وليس المدُّ بجيِّد ومُرَيْطاءُ ـ جِلْدة رقيقةٌ بين العانَة والسُّرَّة يمينا وشِمَالا حيث يَمَّرِط الشعرُ الى الرُّفْغَين وهى تصغيرُ مَرْطاء ومَصْطَكَى تمدُّ وتقصَرُ* قال الفارسى* هو أعجمىٌّ يقال مَصْطَكَى ومَصْطَكاءُ بالمدّ والقصر وصَرَّفُوا منه فِعْلا وقالوا شَرابٌ مُمَصْطَك والوَقَباء ـ موضِع يمدُّ ويقصَر والمدّ أعرفُ

وما كان من حُروف الهجاء على حرفين فالعرب تمُدُّه وتقصُره فيقولون حاءٌ وهاءٌ وخاءٌ وطاءٌ وتاءٌ وظاءٌ وثاءٌ وفاءٌ وياءٌ ومنهم من يقصُر فيقول حَا وهَا وتَا وثَا وما

أشبهها ومنهم من ينوِّن فيقول هًا وطًا وتًا وظاً وثًا ويًا وهذا أقبحُ الوُجوهِ لأنه لا يأتِى اسمٌ على حرفٍ وتنوينٍ قال يزيد بن الحكم يذكر النحويين

اذا اجتمعُوا على ألِفٍ وياءٍ

وواوٍ هاجَ بينَهُمُ قِتَالُ

والزَّاىُ فيها خمسةُ أوجُه من العرب من يَمُدُّها فيقول زاءُ ومنهم من يقولُ زاىٌ ومنهم من يقُول هذه زَا فيقصُرها ومنهم من ينوِّن فيقول زًا ومنهم من يقول زَىٌّ فيشدِّد الياءَ

ومن الممدودِ الذى ليس له مقْصُور من لفظه

(منه ما جاء على فَعَلٍ) الْآءُ شجَر (١) واحدته أأةٌ والشَّاءُ ـ جماعةُ الشاةِ من الغنَم والبقرِ بقرِ الوحْش ألفُه منقلبة عن واو بدلالة قولهم شَوِىٌّ فى الجمع وهمزته منقلبة عن هاءٍ ويقال للثَّور من الوحْش شاةٌ لأنَّهم مما يُجْرُون البقَر مُجْرَى الضأنِ وقد تقدم استِقصاؤُه وسَاءْ ـ زَجْر للحمير. يقال سَأْ سَأْ اذا ثُنِّيتا جُزِمتا وقُصِرتا والدَّاءُ ـ العِلَّة يقال رجُل داءٌ ـ أى مريضٌ وقد داءَ والراءُ جمع راءةٍ ـ وهى نِبْتة سُهْليَّة والْباء ـ النِّكاح وكذلك الباءَة والباهَةُ والباءة ـ مكانٌ ينزل فيه من قول طَرَفة «طَيِّب الباءةِ» ـ أي المَحَلَّة

باب الممدود

(فمما جاء منه على فَعَالٍ) الأَتَاء زَكاء النخلِ والزرعِ ونَمَاؤُه (٢) يقال نخلٌ ذُو أتَاءٍ وأتَتِ الماشيَة أتاءً ـ نَمَتْ والأدَاء ـ الاسمُ من قولك أدَّيت الشئَ تَأْدِيَة والأثَاءة ـ وَصْم يصِيب اللحمَ ولا يبلُغ العظمَ فيَرِم والأشاءُ ـ صِغَار النخْل واحدتها أَشَاءةٌ قال العجاج

* لاثٍ بها الأَشَاءُ والعُبْرِىُّ*

* قال أبو على* ذهب سيبويه الى أن اللامَ فيه همزةٌ ويستَدَلُّ على ذلك بأنها لو كانت منقلِبةً لجاز تصحيحُ الياءِ والواو فيهما كما جاء عَبَايَة وعَباءَة وغَطَايَة وغَطَاءةٌ وشَقَاوة وشَقَاء ونحو ذلك مما يبَنى على التأنيث فيصحُّ حرف العِلة فيه ويبنَى على

__________________

(١) قلت قول على ابن سيده الاءَ شجر خطّأ واضح سبقه الجوهرى فى صحاحه اليه والصواب انه ثمر شجر قال أحد علماء أرض أهل شنقيط رحمه‌الله أاءكعاع ثمر لشجر لا شجر كما حكاه الجوهرى والشجر المذكور هو السرح وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) قوله الأتاء زكاة النخل الخ ذكر القاموس واللسان وغيرهما إتاء النخل والماشية بالكسر فتنبه كتبه مصححه

التذكير فيقْلَب* وقال* فيما أحسب هو قول العرب ويونُس ويقوّى ما ذهَب اليه أنّ الفاءَ واللام قد جاءتَا همزتينِ فى قولهم أجَأُ وان لم يَجبِيئا حيثُ يكثرُ التضعيفُ لما كان يلزَم من القلب ومما يقوِى ما ذهب اليه أن الزائد لما فَصَل وتراخَى ما بين الهمزتين بالزيادة أشبَه التضعيفَ فصار كطَأْطأ وتَأْتأ ولَأْلأ ولم يكن مثلَ ما تقاربتِ الهمزتانِ فيه ألا تَرى أن الواو لم يجئْ فى نحو سَلِس وقَلِق الا فى هذا الحرف الذى يَجرِى مَجرَى الصوت لتقاربهما فلما وقَع الفصلُ بينهما نحو الوَعْوعة والوَزْوَزَة والوَكْواكِ وقَوْقَيْت والدَّوْداة والشَّوْشاة والمَوْماة والقولُ فى الأَلَاء ونحوه كالقول فى الأشاء وجمل عَيَاءٌ ـ لا يَضْرِب ولا يقال ذلك فى الناس الا على الاستِعارة ويقال داءٌ عَيَاءٌ ـ أى لا دَواءَ له والعَطَاء ـ الاسمُ من أعطَيْت وفى التنزيل (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) وألفِه منقلبة عن واو لأنه من العَطْو ـ أى التَّناوُل اسمٌ وليس بمصدر فأما قوله

أكُفْرا بعْدَ رَدِّ الموتِ عَنِّى

وبَعْدَ عطائِكَ المِائةَ الرِّتاعَا

فعلى أنه وضَعَ الاسمَ موضِعَ المصدر كما قال

* باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بسُحْرةٍ*

أراد إلَى ووضَع الحاجة موضع الاحْتياج وهذا كقول بعضهم عَجِبت من دُهْن زيدٍ لِحْيتَه وله نظائرُ كثيرةٌ والعَطَاء أيضا ـ المُعْطَى وعَطاءٌ ـ اسمُ رجل فأما قول البَعِيث يُخاطِب جَرِير بنَ عطِيةَ بنِ الخَطَفَى

أبوك عطاءٌ الأمُ الناسِ كُلِّهمْ

فقُبِّح من فَحْلٍ وقُبِّحْتَ من نَجْلِ

فانه لمَّا كانت العطِية هى العَطَاء فى المعنى واحتاجَ وضَع عطاءٌ موضع عَطِيَّة وهم مما يحرِّفون الاسم فى هذا الموضِع كثيرا اذا احتاجُوا كقول دُرَيد بن الصِّمَّة

أخُنَاسُ قد هامَ الفُؤادُ بِكُمْ

واعْتادَه داءٌ من الحُبِ

وانما هى خَنْساءُ بنتُ عَمْرو بنِ الشَّرِيد والعَبَاء جمع عَباءةٍ وعَبَاية ـ وهى الكِساءُ والعَبَاء ـ الأحمقُ ورجلُ عَباءٌ ـ ثقيلٌ وَخْم والعَسَاء ـ الشِدَّة مصدر عَسَا العُودُ يَعْسُو عَسَاءً وعُسُوًّا ـ اشتَدَّ وصَلُب والعَزَاء ـ الصبْرُ* قال ابن جنى* لام العَزاء يحتمل أمرين الواوَ والياءَ والواوُ أغلبُ حكى أبو زيد فى فِعْلة منها عِزْوة

وحكى أيضا فيها تَعْزُوَة إلا أنه لا دليلَ فى تَعْزُوَة وذلك أنك لو بنَيْت من رَمَيْت وقَضَيت مثل تَفْعُلَة على التأنيث لقلت تَرْمُوَة وتَقْضُوَة تقلِب لامَها للضمة قَبْلها وأيضا فان معنى قولهم عَزَّيت فلانا أنك سلَّيته بذكر مَصائِب الناسِ غيرهِ وأضفْتَ حالَه الى حال مَن مصابُه أغلَظُ من مُصابه كما قالت

وما يَبْكُون مثلَ أخِى ولكِنْ

أُسَلِّى النَّفْس عنه بالتَأسِّى

فمعنى العَزاء إذًا ما تَراه من مُقابَلة الانسانِ حالَه بحالِ غيرِه ونِسْبتِه إيَّاها إليها فهى من الواو على انهم قد قالوا عَزَيْته الى أبيه بالياء الا أن الواوَ أعلَى والعَدَاء من قولهم عَدَا اللِّصُّ عَدَاءٌ وعُدْوانا وعَدْوا وعُدُوًّا والعَدَاء أيضا ـ الصَّرْف قال زهير

فَصَرِّمْ حَبْلَها اذ صَرَّمتْه

وعادَكَ أن تُلاقِيَها العَدَاءُ

والعَدَاء أيضا ـ المَرضُ والعَدَاء ـ الطَّلَق الواحدُ والعَدَاء ـ الشُّغل يَعْدُوك عن الشئِ وقد عَدَانِى عَدَاء والعَدَاء ـ البُعْد والعَدَاء ـ طوَار كلِّ شئٍ وهو ما انقادَ معه من عَرْضه أو طُوله والعَنَاء ـ الأَسْر والعَنَاء أيضا ـ المَشَقَّة وقد تَعَنَّيت والحَسَاء ـ ما يُعمل لِيُتَحسَّى وهو الحَسْو على لفظ المصدَر والهَبَاء من الغُبَار ـ ما سطَع من تحتِ سَنابِك الخيل ومنه قوله تعالى (هَباءً مُنْبَثًّا) والجمع أهباءٌ يقال ثارَت أهْباءٌ ـ أى غَبَرة وتجمع الأهْباء أَهَابِىّ والهَبَاء ـ دُقَاق التراب ساطِعُه ومنثُورُه والهَبَاء أيضا ـ الذى تَراه فى الشمس كالغُبَار اذا دخَلت من كَوَّة قال الله تعالى (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) والهَبَاء من الناس ـ الذين لا عُقُولَ لهم وأهباءُ الزَّوْبعة ـ شِبْهُ الغُبارِ يرتَفِع فى الحَرِّ وهمزةُ كل ذلك منقلبةٌ عن واوٍ لقولهم هَبْوة وقد هَبَا يَهْبُو والهَنَاء الاسم من قولك هَنَأنِى الشئُ والجَذَاء ـ موضِع وغَلَاء السِّعر ـ ارتفاعُه غَلَا السعرُ يَغْلو غَلَاءً ـ أرتَفَع وأغْلاه اللهُ ويقال غَلَا فى الدِّين وفى الأمرِ ـ اذا جاوزَ فيه القَدْر والغَنَاء من قولك ما عِنْده غَنَاءٌ ـ أى ما عِنده كِفايةٌ إن استُكْفِى ولا مدافَعةٌ والغَنَاء ـ الإقامةُ بالمكان والغَدَاء ـ رَعْى الابل أوَّلَ النهارِ وقد تَغدَّت وغَدَّاها هو والقَبَاء ـ الذى يُلْبَس وقد تقَبَّيته ـ لَبِسته اذا جمعته والقَوَاء ـ الفَفْر وقد أقْوتِ الدارُ ـ خَوَت والقَضَاء ـ مصدرُ قَضَى عليه بكذا والقَضَاء أيضا ـ قَضاءُ

الدين ومن كلام العرب «الأكْلُ سَلَجانْ والقَضاءُ لَيَّان» وقضَيْت الشئَ قَضاءً ـ صنَعْته والقَضَاء ـ الحَتْم قال تعالى (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) والكَسَاء ـ المَجْدُ وهو من الواو والكَفَاءة والكَفَاء ـ تماثُلُ الشيئيْنِ وتكَافُؤُهما والجَمَاء ـ شَخْص الشئِ تَراه من تحتِ الثوب وقد يُضَمُّ فيقال جُمَاءٌ وأنشد

يا أُمَّ سَلْمَى عَجِّلِى بُقْرصِ

أو جُبْنةٍ مثلِ جُمَاءِ التُّرْسِ

فجمع بين السين والصادِ لقرب مخرجَيْهما وقيل جَمَاء التُّرس وجُمَاؤه ـ اجتماعُه ونُتُوءه وجَمَاء ـ الشئِ قَدْره والجَفَاء ـ النَّبْوة وقد جَفَوْته جَفَاءً وجَفَا الشئُ جَفَاءًا وبَحافاهُ ـ اذا لم يلزمْه ومنه جَفَا جنبُه عن الفِرَاش والجَزَاء ـ مصدَر جَزَيْته ورجُل ذُو جَزَاءٍ وغَنَاءٍ والسَّمَاء ـ التى تُظِلُّ الارض وكذلك السَّماء من البيتِ وكلُّ ما عَلَاك فأظَّلك فهو سَمَاء والسَّمَاء أيضا ـ المَطرُ والجمع أسْمِيَة والسَّمَاء ـ فرسُ صَخْرٍ أخِى الخَنْساء والسَّنوَاء ـ الاستِواءُ والزَّنَاء ـ الحاقِنُ وفى الحديث «لا يُصَلِّ أحدُكُم وهو زَنَاءٌ» ـ أى حاقِنٌ ويقال زَنَأ البولُ نفسُه يَزْنَأُ ـ احتَقَن وأزْنأه صاحبُه ـ حقَنَه ويقال لحُفْرة القبر زَنَاء لضِيقِها وكل شئٍ ضَيِّق فهو زَنَاءٌ ويقال رجُل زَنَاءُ الخُلُق ـ أى ضيِّقه ويقال للرجُل الذى يُقارِب خَطوَه إنه لَزَناءٌ ويقال هذا أمرٌ زَناءٌ ـ أى قَرِيب يقال زَنأ القومُ ـ اقتَرَب بعضُهم من بعض والزَّنَاء أيضا ـ القصِيرُ المجتَمِع قال

وتُولِجُ فى الظِّلِّ الزَّنَاءِ رُءُوسَها

وتَحْسَبُها هِيماً وهُنَّ صَحائِحُ

وقال بعض اللغويين زَنَّا فلانٌ على فلان بغير همز ـ ضَيَّقَ عليه وأنشد

لا هُمَّ إن الْحرِثَ بنَ جَبَلَهْ

زَنَّا على أبيه ثم قَتَلَهْ

والزَّجَاء من الخَرَاج يقال زَجَا الشئُ يَزْجُو زَجَاءً ـ اذا جرَى على استِواءٍ والزَّجَاءُ ـ مصدر زَجَا الأمرُ يَزْجُو ـ اذا جاءكَ فى سُرْعة والزَّهَاء ـ مصدرُ زَهَا النبتُ يَزْهُو ويَزْهَى زَهْوا وزَهَاءًا ـ اذا بلَغ وليس هذا من الزَّهْو ـ الذى هو النَّوْر وكذلك يقال للشاة اذا تمَّ حملُها ودَنَا وِلادُها زهَتْ تَزْهُو زَهَاءًا والطَّخَاءُ ـ الغيْمُ الرَّقيقُ تَخْلِطه غُبْرة فأمَّا حديث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اذا وَجَدَ أحدُكم طَخَاءًا على قَلْبه فلْيَأكل السَّفَرْجَلَ» فانه يعنىِ الغِشاءَ والثِّقلَ وما يُجَلِّل القلبَ ومعناه

كمعنى السَّحاب والطَّخَاءُ ـ السَّحابُ الذى ليس بكثِيف وهو الكثِيفُ أيضا ضدُّ والطَّهَاءُ ـ السَّحاب الرقيقُ وقيل المرتَفِع والطَّهَاء كالطَّخَاء والطَّرَاءُ ـ مصدر قولهم طَرِىُّ بيِّن الطَّرَاءِ والطَّراوةِ والطَّرَاء أيضا يكَثَّر به عددُ الشئِ يقال هم أكثَرُ من الطَّرَا والثَّرى وقال بعضهم الطَّراءُ فى هذه الكلمة ـ كلُّ شئٍ من الخَلْق لا يحصَى عددهُم وأصنافُهم وفى أحد القولين كلُّ شئٍ على الأرض مما ليس من جِبِلَّة الأرض من الحَصْباءِ والتُّراب ونحوه والدَّهاءُ ـ المكْرُ* قال ابن جنى* وهو الدَّهْى وبهذا يعلَم أن الهمزة فى الدَّهاء منقلِبةٌ من الياء دُونَ الواو وقد قالوا دَهَا يَدْهو والدَّفَاءُ من البُطون وهى أبطَأُ هَيْجا من الظَّواهِر لأن الشمسَ أشدُّ تمكُّنا من الظَّواهِر منها من البَوَاطِن وأدْوَمُ طُلُوعا عليها والثَّواء ـ الاقامةُ والثَّوِىُّ ـ الضَّيفُ والثَّوِىُّ ـ المَنْزِل وقد ثَوَيْت بالمكانِ وأنْويْت والثَّنَاء ـ الاسمُ من أثنَيْت ويقال هو فى رَبَاء قومِه ـ أى فى وَسَطِهم وكذلك الرَّبَاء ـ مصدر رَبَا فى حَجْره همزته منقلبة عن واوٍ أو ياءٍ لأنه يقال رَبَوْت فى حَجْره ورَبِيت على أن رَبِيت قد يجوزُ أن يكون من الواو كشَقِيت والرَّهَاء ـ الأرضُ الواسِعةُ همزته منقَلبةٌ عن واو لقولهم أرضٌ رَهْو فى هذا المعنى والرَّهَاء أيضا ـ شبِيهٌ بالدُّخَان والغُبْرة ومستَوَى كلِّ شئٍ ـ رَهاؤُه والرَّخَاء ـ الجِدَة والفَرَح والرَّخَاء ـ الاستِرْخَاءُ والرَّمَاء ـ الرِّبا وجاء فى الحديث «إنِّى أخافُ عليكم الرَّماءَ» ـ أى الرِّبا ويقال أرْمَى فلانٌ وأرْبَى ـ أى زادَ وسابَّ فلانٌ فلاناً فأرْمَى عليه وأرْبَى بالميمِ والباءِ والرَّماء ـ مصدرُ رَمأتِ الماشيةُ فى المَرْعَى تَرَمأ رَمَاءًا ورُمُوءا ـ أقَامتْ فى كلِّ ما أعجبَك والرَّكَاء ـ وادٍ معروف واللَّفَاء ـ دون الحقِّ يقال «ارْضَ من الوَفَاء باللَّفَاء» ـ أى بدون الحقِّ قال أبو زبيد

فما أنا بالضَّعِيف فتَزْدَرِينىِ

ولا حَظِّى اللَّفَاءُ ولا الخَسِيسُ

واللَّفَاء ـ التُّراب والقُمَاش على وجه الأرضِ واللَّفَاء ـ الشئُ القليلُ والنَّمَاء ـ من الكَثْرة يقال نَمَى الشئُ يَنْمِى ويَنْمُو والأفصحُ يَنْمِى وهو أيضا مصدر نَمَت الرَّمِيَّة تَنْمِى نَماءًا ـ اذا احتَملتِ السهمَ ومَرَّت به يقال رَمَاه فأنْماه والنَّطَاء ـ

البُعْد والفَشَاء ـ تَناسُلُ المالِ والفَدَاء ـ جماعةُ الطعام من الشَّعير والتمرِ ونحوِه وفَدَاء كل شئٍ ـ حَجْمُه قال

كأنّ فَدَاءَها إذْ جَرّدُوه

وطافُوا حَوْلَه سُلَكٌ يَتِيمُ

والفَدَاءُ ـ الكُدْس من القمْح وهو أنْقَى ما يكونُ منه وأخلَصُه والفَدَاء أيضا ـ الموْضِعُ الذى يجعل فيه التمرُ وقد تقدم ذكر الفِدَاء فيما يُمَدُّ ويقصَر والبَقَاء ـ البُقْيا والبَقَاء ـ بَقاءُ الشئِ يقال أطالَ اللهُ بَقَاءَكَ والبَوَاءُ ـ التَّكافُؤُ يقال القومُ بَوَاءٌ ـ أى مُتَكافِؤُن فى القَوَد وفى حديث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «الجِرَاحاتُ بَوَاءٌ» ويقال ما فلانٌ ببَوَاءٍ لفلان ـ أى ما هو بكُفْءٍ وأجابُونا عن بَوَاءٍ واحدٍ ـ أى جوابٍ واحد والبَذاء والبَذَاءة ـ مصدرُ قولهم بَذُؤَ فهو بَذِىءٌ وفى الحديث «البَذَاء لُؤْم» والبَثَاء ـ الأرضُ السَّهلةُ وقيل اللَّيِّنة واحدتُه بَثَاءة وهو أيضا ـ موضِع من بِلاد بنِى سُلَيم والبَرَاء ـ اسمُ رجل والبَلَاء ـ الاخْتِبارُ والبَلَاء ـ النِّعمة والمَضَاء ـ السُّرْعة همزته منقلِبة عن ياءٍ لقولهم مَضَى يَمْضِى والفرسُ يكنَّى أبَا المَضَاء والوَفَاء ـ اسمُ موضِع من قول الحرث «... فعاذِبٌ فالوَفَاءُ» (١) عاذِبٌ ـ وادٍ والوَفَاء ـ أرضٌ والوَفَاء ـ مصدَر وَفَيت والوَفَاء أيضا ـ الكثرةُ وهو أيضا وَفَاءُ الكيلِ والمِيزانِ والوَضَاء ـ الحُسْن همزتُه غير منقَلِبة لقولهم وَضُؤَ وهو الوَضَاءة والوَشَاء ـ تناسُلُ المالِ وكثرتُه والوَثَاءة كالأثَاءة وقد تقدم ذكرُ ذلك

(فِعَال) الاخاء ـ مصدرُ آخَيْت بينَهُما إخاءً ومُؤَاخاةً وهمزته منقلبِة عن الواوِ والازاءُ من قولهم فلان بازَاءِ فلانٍ ـ أى بحِذائِه والازَاء أيضا ـ مَصَبُّ الماء فى الحوض ويقال للناقةِ التى تشْرَب منَ الازاء أزِيَة وآزَيْت الحوضَ وأزَّيْته ـ اذا جعلْتَ له إزاءً ـ وهو أن يُوضع على فَمِه حجرٌ أو جُلَّة أو نحو ذلك ويقال هو إزَاءُ مالٍ ـ اذا كان يصْلُح المالُ على يديْه ويُحْسِن رِعْيتَه وكذلك إزَاء مَعَاشٍ الذكَر والأنثَى فى ذلك سَواءٌ قال حُمَيد

إزاءُ مَعاشٍ ما يَزَالُ نِطَاقُها

شَدِيداً وفيها سَوْرةٌ وهْى قاعِدُ

أراد شِدَّة ووُثُوبا وارتِفاعًا وإزَاء الْحروبِ ـ مُقِيمُها وإنه لَازاءُ خيرٍ وشَرٍ ـ أى

__________________

(١) قلت صدر البيت

وحشوء فحياء فالصفاح فأعلى ذي فتاق

ويروى فأعتاق فتاخ الخ وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

صاحبُه وهم إزَاءٌ لقومِهم ـ أى يُصْلِحُون أمرهم وبَنُو فلانٍ إزَاءُ بنِى فلان ـ أى أقْرانُهم والامَاء ـ جمعُ أَمَةٍ همزته منقلِبةٌ عن واو لقولهم إمْوَانٌ والاباءَ ـ مصدرُ أبَيْت قال الشاعر

وإمَّا أن يقُولُوا قد أبَيْنا

فشَرُّ مَوَاطِن الحَسَبِ الاباءُ

والابَاء والابَاءة ـ مصدرُ وَبُؤَت الأرْضُ على البدل والعِشَاء ـ الظُّلمة وهو من صلاة المغرب الى العَتِمة ويقال للتى تسمَّى العتمَة صلاةُ العِشاء ليس غيْرُ وصلاة المَغْرِب لا يُقال لها صلاةُ العِشاء* قال ابن جنى* لام العِشاء واوٌ لقوله

باتَ ابنُ أسْماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه

من هَجْمةٍ كأَشاءِ النَّخْلِ دُرَّار

والعِجَاء ـ جمعُ عَجْوة من التمْر والعِفَاء جمع عَفْو ـ وهو ولدُ الحِمارِ والأنثى عِفْوة والعِفَاء أيضا ـ رِيشُ النَّعامِ ويقال للوبَر عِفَاءٌ وقيل العِفَاء ـ ما كثُر من الوَبرِ والرِّيش يقال ناقةٌ ذاتُ عِفَاءٍ ـ أى كثيرةُ الوَبرِ وعِفَاء النَّعام ـ الرِّيشُ الذى قد عَلَا الزِّفَّ وكذلك عِفَاء الدِّيك ونحوِه من الطيْرِ الواحدة عِفَاءةٌ مهموزٌ وكلا الوجهين يصح فى الاشتِقاق لأن من جعله الريشَ القصيرَ جعله من عَفَا الشئُ ـ اذا دَرَس ومن جعله الرِّيشَ الطويلَ جعله من عَفَا النبتُ والشعَرُ ـ اذا طالاً قال

اذلِكَ أمْ أقَبُّ البطنِ جَأْبٌ

عليه من عَقِيقتِه عِفَاءُ

وعِفاء السَّحاب ـ كالخَمْل فى وجْهه لا يَكادُ يُخْلِف فيما زعَمُوا والعِقَاء ـ جمعُ عَقْوة وعَقَاةٍ ـ وهو ما حَوْلَ الدارِ والمَحَلَّة وحِقَاءٌ ـ موضِع وكذلك الحِقَاء جمع حَقْو ـ وهو مَعْقِد الازَار من الخَصْر من كل ناحيةٍ والحِقَاء أيضا ـ الذى يُشَدّ على الحَقْو وقد يسمَّى الازار حَقْوا وأنكرها بعضُهم والحِقَاء والحَقْوة ـ وجَعٌ فى البَطْن يصيب الرجُل من أن يأكُلَ اللحمَ بَحْتا فيأخُذَه لذلك سُلَاح وقد حُقِى وحِذَاء الشئِ ـ إزَاؤُه والحِذَاء ـ ما يُنْتَعَل به والحِذَاء أيضا ـ القَدُّ يقال فلان جَيِّد الحِذَاء ـ أى القَدّ ويقال ذلك اذا كان جيِّد النَّعْل أيضا وجَيِّد الحَذْو ولا يقال جَيِّد الحِدَاء (١) وانما الحِدَاء النعلُ والخُفُّ وأصل ذلك كلِّه من

__________________

(١) قوله ولا يقال جيد الحذاء الخ كذا فى الأصل ولعله سقط من قلم الناسخ وقيل حتى يستقيم فتأمل كتبه مصححه

الواو لأنه يقال حَدَوت فلانا نَعْلا ويقال لخُفِّ البعير وظِلْف الشاةِ وحافِرِ الدابةِ ـ حِذَاءٌ أيضا والحِنَاء ـ إرادةُ الشاةِ الفحلَ همزتُه منقلِبةٌ عن واو لأنه يقال هى تَحْنُو وحِرَاءٌ ـ اسمُ جبل يذكَّر ويؤَنَّث والحِجَاء ـ الزَّمْزمة قال

* زَمْزَمةَ المَجُوسِ فى حِجَائِها*

والهِجَاء ـ هِجَاء الحرْف همزته منقلِبة عن واو لأنهم يقولون هَجَوْت الحرفَ بمعنى تَهجَّيته لغةٌ فصيحةٌ ويجوز أن يكونَ من الياء لأنهم يقولُون هَجَّيته ويجوز أن تكونَ أصلا غير منقَلبة لانهم يقولُون تَهَجَّأْت الحرف بمعنى تَهجَّيته وكذلك الهِجَاء بالشِّعر وهذا على هِجَاء هذا ـ أى على شَكْله وقَدْرِه ويقال مَرَّ من الليل هِتَاءٌ وهِيتَاءٌ وهَتِىءٌ وهَتْء ـ أى قطعةٌ والهِنَاء ـ القَطِرانُ الذى تُطْلَى به الابلُ همزته غير منقلِبةٍ والهِتَاء أيضا ـ العِذْق والهِدَاء ـ مصدر هَدَيْت العَرُوسَ الى بَعْلها هِدَاءً والهِدَاء ـ الثَّقيل الوَخْم وهو الهِدَان والهِدَاء ـ أن تأتِىَ المرأةُ بطَعامها وتأتى الأُخْرى بطَعامها فتَأْكُلا معا والهِوَاء من قولهم جِئتُك بالهِوَاء ـ واللِّوَاء ـ أى بكلِّ شئ والهِرَاء ـ فَسِيل النخْل وقيل الطَّلْع والخِبَاء من الأبْنِيَة ـ ما كان منها من وَبَر أو صُوفٍ ولا يكون من شَعَر وخِبَاء النَّوْر ـ كَمامُه والجمع منهما أَخْبِيَة وكذلك أخْبِيَة الزرعِ والخِبَاء ـ سِمَة تُخْبَأ فى موضِع خَفِىٍّ من الناقة النَّجِيبة وانما هى لُذَيْعة بالنار والخِصَاء ـ أن تُسَلَّ الخُصْيتانِ وقد خَصَاه يَخْصِيه والخِضَاءُ ـ تفَتُّت الشئِ الرَّطْب خاصَّة والخِلَاء ـ الحِرَان فى الناقةِ وقيل الخِلَاء فى الأيْنُق والحِرَان فى الخَيْل وقد خَلَأَت الناقةُ تَخْلَأُ ولا أعلم أنه صُرِّف* اللمعيانى* والخِلَاء مصدر خَلَأَت الناقةُ تَخْلَأ ـ اذا بركَتْ فضُرِبتْ فلم تَقُمْ والخِلَاء ـ مصدر خالَيْت الرجلَ مُخالاةً وخِلَاءً ـ أى تركتُه والخِلَاء والمُخَالأة ـ أن يتْرُكَ الرجُل أمرا ويأخُذَ فى غيره وقد خالَأَ الى كذا وكذا وتَخَالَأ وتَخَالَأَ القومُ خِلاءً ـ اذا كانوا حُلَفاءَ ثم تبايَنُوا والخِفَاء ـ الكِساءُ يُلْقَى على الوَطْب وقيل ـ هو الغِطَاء من كِساءٍ أو ثَوْب أو غير ذلك وجمعُه أخْفِيَة وانما سمى خِفَاءً لأنه يُخْفِى ما تحتَه* قال الفارسى* ولذلك سُمِّيت الأَجْفُن أخْفِيَةً لانها

أوْعِيَة للنوم وأنشد

لقد عَلِم الأيقاظُ أخْفِيَةَ الكَرَى

تَزَجُّجَها من حالِكٍ واكْتِحالَها

والخِطَاء من قوله

* فوَادٍ خِطاءٌ ووادٍ مُطِرْ*

أى مواضِعُ منه مُخْطَأة ومواضِعُ مَمْطُورة وقد قيل هو جمع خَطْوة وهو الصحيح والغِطَاء ـ ما تَغَطَّيت به والغِذَاء ـ ما تغَذَّيت به وقد غَذَوْته غَذْوا فَتَغَذَّى واغْتَذَى والمَطْر بَغْذُو الأرضَ والنَباتَ والغِشَاءُ ـ ما غَشَّيت به السيفَ والسَّرْج وغِشَاء كلِّ شئٍ ـ غِلافُه ومنه قول أبى النجم

* تَعَمُّجَ الحَيَّةِ فى غِشَائِه*

وقِسَاءٌ ـ اسمُ جبل منصرِفٌ والقِمَاء والقُمَاء بالكَسر والضمِّ جمع قَمِىءٍ ـ وهو الذليلُ الحقيرُ والقِشَاء جمع قَشْوة ـ وهى شَبِيهة بالرَّبْعة من خُوص تجعَل فيه المرأةُ طيبَها ودُهْنها والكِفَاء ـ الكُفْء قال النابغة

* لا تَقْذِفَنِّى برُكْنٍ لا كِفَاءَ له*

والكِفَاء أيضا ـ الشُّقَّة التى تكونُ فى مُؤَخَّر الخِبَاء وكل ذلك همزتُه غير منقَلِبة لقولهم هذا كُفْءُ هذا وكِفَاؤُه وأكْفأْت البيتَ ـ جعلْتُ له كِفَاءً والكِفَاء ـ المِثْل والكِدَاء ـ المَنْع وهو الاسمُ من أكْدَى ـ إذا مَنَع وأصله في الحَفْر اذا بلَغ الحافِرُ الكُدْيةَ ـ وهى الأرضُ الغلِيظةُ فلم يمكِنْه الحفْرُ قيل أكْدَى الحافِرُ والجِزَاء ـ مصدر جازيْته والجِئَاء ـ التى تُوضَع فيها القِدْر ـ وهو وِعاؤُها وهو جمع واحدتُه جِئَاوَة وجِئَاءة وقيل جِيَاء الفِدْر بالياء وجِيَاءتها يقال جَأَيْتها وجَأَوْتها ويقال أيضا جَأَوْت الشئَ ـ اذا رَقَعته برقُعة يقال جَأَوتُ النَّعْل والجُؤْوة ـ الرُّقْعة قال أعرابىُّ لخاصِفِ النَّعل اجْأَ نَعْلِى هذه بِجُؤْوَة وأنْعِمْ ـ أى ارقَعْها وبالِغْ والجِوَاء ـ الخِرْقة التى يُنْزَل بها القِدْرُ* وقال ابن جنى* الجِئَاء يُهْمَز وهُذَيل لا تهمِزه فمن هَمَزه فهو من الجؤْوة ـ وهو سوادُ الحديدِ وصدَؤُه ومنه فَرسٌ أجْأَى وجَأْواءُ كذلك جِئَاء البرمة سمى بذلك لما فيه من سَوَاده وكُلْفتِه ولا تكون

لامُه فى الأصل همزةٌ مع أن عينَه كما تَرى همزةٌ لأنه ليس فى الكلام ما عينُه ولامه همزتانِ ومن لم يهمز فعلى ثلاثة أوجُه أحدُها أن يكون تخفيف جئاء كقولك فى ذِئَاب ذِيَاب والآخر أن يكون أبدَل واوَ جِوَاءٍ ياء تخفيفا لا غير كما قالوا فى الصِّوَان للتَّخْت صِيَان وكما قالوا فى الصَّوار للبقَر صِيَار والثالث أن يكون جِيَاء البُرْمة من معنى جِئْت ولفظِه وذلك أن القدر انما تقدَّم وبجاء بها في وعائها فالياء على هذا عين جِئْت وأما الجِوَاء فغريب وذلك أنا لا نَعْرِف ج وأ فاذا كان كذلك حملته على أنه مقلوب الجِيَاء (١) ومثال جِوَاء على هذا فِلَاع فان قلت فانّ الواو من جِوَاء لام وليست على اعتقاد القلب عينا فتصح كما صحت فى خِوَان وصِوَان فهلا قلبتها لأنها لام من قِبَل الكسرة قبْلَها وضَعْفِ اللام بل اذا قلبِت وهى عينٌ قويَّةٌ فى صِيَان وصِيَار كانت بقَلْبها وهى لام فى جِوَاء أجدَرَ قيل ان الحرف اذا وقع غيْرَ موقِعه عومل معاملة ما أُوقِع فى مكانه ألا ترى الى قولهم قِسِىُّ وأصلها قُوُوس فلما أُخِّرت العينُ الى موضع اللام قلبت قلب اللام من عِصِىٍّ ودُلِىٍّ وكذلك لما وقَعت لام الجِوَاء موقِع عين الصِّوَان صحَّتْ صحتَها ولو وجدنا لجواء القِدر مذهبا فى أن نشتَقْه من لفظ ج وو أو من لفظ ج وى لحكمنا بانقلاب الهمزة فيه عن حرفِ علة فلذلك عدَلْنا به الى القلب دُونهما والجِوَاء ـ البَطْن من الأرض وقيل هو الواسعُ من الأوْدِيَة وقيل هو اسمُ وادٍ وقيل هو موضع بعينه والجِواء أيضا ـ أرضٌ غليظة والجِوَاء ـ الفُرْجة بين بُيُوت القومِ والجِوَاءُ ـ خِيَاطة حَبَاءِ الناقة والجمع من ذلك كله أَجْوَيةٌ والجِلَاء ـ مصدَر جَلَوت السيفَ وغيرَه جِلَاءً وجَلَوت العَروسَ قال زهير

فانَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ

يمِينٌ أو نِفارٌ أو جِلَاءُ

واذا دَخَّنت الخِليَّة تريدُ شِيارَ العسَل فذلك الجِلَاء وقد جَلَاها وهى جَلْوة النحلِ ـ أى طَرْدُها بالدُّخَان وقد جَلوته وأجْلَيْته وجَلا هو وأجْلَى وما أقْمَت عنده إلَّا جِلَاءَ يومٍ ـ أى بياضَه والجِدَاء ـ جمعُ جَدْى يقال جَدْى واحدٌ وجِدَاءٌ والشِّتَاء من شَتَوت قال الحُطَيئة

 اذا نَزَل الشِّتاءُ بدارِ قَوْمٍ

تَنَكبَ جار بيتِهِمُ الشِّتاءُ

__________________

(١) لعله الجئا وكتبه مصححه

وقد يسمَّى النَّباتُ شِتاءً لمكان المَطر قال الشاعر

اذا نَزَل الشِّتاءُ بدَارِ قَوْمٍ

رَعَيْناه وإنْ كانُوا غِضَابَا (١)

والشِّوَاء ـ ما يُشْوَى من اللحم ويقال شَوَيت القَمْح* وقال الفارسى* لم يسمع فى القمْح شِوَاءٌ انما هو فى اللّحم خاصَّة والشِّفَاءُ ـ ما يُشْتَفَى به والجمع أشْفِيَة همزته منقلِبة عن ياءٍ لأنه يقال شَفَاه يَشْفِيه والشِّكَاء جمع شَكْوةٍ ـ وهو جِلد السَّخْلة ما دام يَرْضَع والضِّيَاءُ والضِّوَاءُ ـ ضدُّ الظلامِ وقد قدَّمت شرح هذه الكلمة وأبَنْت أواحدةٌ هى أم جمع والضِّرّاء ـ كِلابٌ سَلُوِقَّية واحدها ضِرْوٌ وضِرْوة قال طفيل

تُبَارِى مَرَاخِيها الزِّجاجَ كأنَّها

ضِرَاءٌ أحَسَّبت نَبْأةً من مُكَلِّب

والصِّنَاءُ ـ وَسَخٌ أو رائحةٌ منكَرة وقيل هو الرَّمَاد والصِّلَاءُ ـ الشِّوَاء والصِّعَاءُ جمعُ صَعْوة ـ وهى ضَرْب من العَصافِير والسِّقَاء ـ زِقُّ المَاءِ واللَّبَن قال

له نَظْرتانِ فمرْفُوْعةٌ

وأُخْرَى تَأَمَّلُ ما فى السِّقَاء

هذا رجل في فَلاة وليس معه من الماءِ إلا قَلِيل فهو يتخَوَّف أن يَنْفَد فعيْنٌ الى السَّماءِ ترجو المطَر وعينٌ الى السّقاء يتخوَّف أن يَهْلِكُ والسِّهاء جمع سَهْوة ـ وهى الصُّفَّة بين بيتيْنِ أو مُخْدَعٌ بين بيتيْنِ يستَتِر به سُقَاةُ الابِل من الحَرِّ والسَّهْوة فى كلام طيِّئ ـ الصَّخْرة لا غيْرُ والسِّلَاءُ ـ السَّمَن الذى يُسْلَأُ ـ أى يُقَطَّر ويُصَفَّى والسِّبَاء ـ سَبْى العُدوّ قال الشاعر

وأكْثَر مِنَّا ناكِحًا لغَرِيبة

أُصِيبتْ سِبَاءً أو أرادَتْ تَحَيُّرا

والسِّحَاء ـ نَبْت تأكُلُه النحلُ فيَطِيب عَسلُها عليه واحده سِحاءةٌ وسِحَاءة القِرْطاس معروفة وهُمْ زِهاءُ مِائةٍ (٢) ـ أى قدْرُ مائة والطِّلَاء ـ من الخَمْر وكذلك الطِّلَاء من القَطِران همزتُه منقلِبة عن ياءٍ والطِّلَاء أيضا ـ الخَيْط الذى يُشَدُّ به الطَّلِىُّ ـ وهو ولد الشاةِ همزته منقلِبة عن ياءٍ واوٍ لأنه يقال طلَيْت الطَّلِىَّ وطَلَوْته ـ ربَطْته برِجْله والطِّيَاء ـ الطِّيَرة عن ابن الاعرابى ودِرَاء ـ اسمُ الأزْد بن الغَوْث وكان كثيرَ المعْروف فكان الرجُل يلقى فيقول أسْدَى الىَّ دِرَاءٌ يَداً مَبْدأ فكَثُر حتى سمِّى به فقيل الأَسْد والأَزْد والدِّلَاء جمع ـ دَلْو قال الشاعر

__________________

(١) قوله اذا نزل الشتاء الخ أورده هنا شاهدا على الشتاء واستشهد به فى المحكم والجوهرى فى الصحاح فى مادة سما على استعمال السماء بمعنى المطر وكتب حضرة الاستاذ الشيخ الشنقيطى فى هذا الموضع ما نصه قلت لقد حرف على بن سيده بيت معوّد الحكماء معوية بن مالك بروايته اذا نزل الشتاء كما حرفه البيانيون بروايتهم له ونسبته الى جرير اذا نزل السماء والصواب أن روايته الصحيحة المتفق عليها هى اذا نزل السحاب بدار قوم وهى رواية المفضل بن محمد الضبى فى مفضلياته وعليها شرحها شراحها وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) كذا فى الاصل بالاهمال وحررها كتبه مصححه

قوله وهم زهاء مائة حكى فيها هنا الكسر وسيأتى فيما جاء على فعال المضموم ما نصه وهم زهاء ألف أى قدر ألف والكسر لغة ا ه كتبه مصححه

* ولكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فى الدِّلاءِ*

والدِّمَاء جمع الدَّم والدِّفَاء ـ مصدَر دَفَأْت من البَرْد دِفَاءً ودَفِئْت أَدْفَأُ دَفَأاً والدِّوَاء ـ مصدَر داوَيْت الفرس دِوَاء ـ اذا سقَيْته اللبَنَ قال الشاعر

فَدَاويْتُها حتَّى شَتَت رَبعِيْةً (١)

كأنَّ عليها سُنْدُسا وسَدُوسا

والتِّوَاء ـ ضَرْب من الوَسْم مشتَقُّ من التَّوّ والتَّوّ ـ الفرْد والشئُ الواحدُ والعرب تقول أتَيْتُك قَوًّا ليس معى أحدٌ وقيل التَّوّ الواحد والتَّوْأمُ الاثنان ويقال على تَوٍّ واحدٍ ـ أى طريقةٍ وعادةٍ واحدةٍ وجاء فلانٌ تَوًّا ـ اذا جاء قاصدًا لا يُعرِّجُه شئٌ فان أقام ببعض الطريق فليس بتَوٍّ والتَّوُّ أيضا ـ المُحَدَّد المنتَصِب والظِّبَاء ـ وادٍ معروفٌ حكاه الاصمعى وهو معنى قول أبى ذُؤيب

«بينَ الظِّبَاءِ فَوَادِى عُشَرْ» (٢)

* وقال أبو عبيدة* هى مَعَاطِفُ الأوْدِيَة واحدتها ظَبْية والرِّوَاء ـ أغلَظُ الأرْشِيَة ـ وهو أيضا حِبَال الحُمولة والرِّثاء ـ مصدرُ رثَأْت ورَثَيث ورَثَوْت والرِّفَاء ـ الاتِّفاقُ والالتِئام ومنه قولهم بالرِّفَاء والبَنِينَ يكون على معنيين يكون بالاتِّفَاق وحُسْن الاجتِماع ومنه أُخِذ رَفْءُ الثوب لأنه يَرْفَأُ فيضمُّ بعضُه الى بعض ويُلْأم بينه ويكون الرِّفاء من الهُدُوّ والسُّكون قال أبو خراش الهذلى

رَفَوْنِى وقالُوا يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ

فقلتُ وأنكَرْتُ الوجُوه هُمُ هُمُ

يقول سَكَّنُونى وقيل الرِّفاء ـ الموافَقَة وهى المُرَافاة بلا همز وقيل وأراد فى بيت أبى خِرَاش رفَؤُنى فترك الهمز والدليل على صحة ذلك قول الاصمعى فى كتاب الهمْز ويقال رَفَأْت الرجُلَ ـ اذا سَكَّنته حتى يَسْكُن وكذلك المُرافأة مهموز الدليل على ذلك قولُ أبى زيد فى كتاب الهمز رَفَأت الثوبَ أرفَأُه رَفْئاً ورَفَّأْت المُمْلِك تَرْفِئَة وتَرْفِيئاً ـ اذا دعوْتَ له بالرِّفَاء ورافَأنِى الرجلُ فى البيع مُرَافَأةً ويقال رَفَّأْته مشدَّدة ـ اذا تَزَوَّج فقلت له بالرِّفَاء* وقال اليَمانِى* الرِّفَاء ـ المال وهو صحيح فى الاشتِقاق لأن المالَ تلتَئِم به البَذَاذة وسوءُ الحالِ والرِّداء ـ الذى يُتَردَّى به يقال هذا رِدَائِى وهذه رِداءتِى همزته منقلِبة عن ياء يقال هو حَسَن الرِّدْية والرِّداء أيضا ـ السَّيف قال متمم بن نُوَيرة

__________________

(١) قلت البيت ليزيد ابن حذاق والصواب فى روايته شتت حبشية ومعنى حبشية اخضرت من العشب فذهبت شعرتها الأولى وسمنت قاله الاصمعى ويؤيده معنى آخر البيت كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) صدره كما فى اللسان.

عرفت الديار لام الرهين بين الخ كتبه مصححه

لقد كَفَّن المِنْهالُ تحتْ رِدائِه

فَتىً غيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أرْوَعَا (١)

وكان المِنْهالُ قتلَ أخاه مالِكا وانما قال ذلك لأن أحدَهم كان اذا قتل رجُلا مشهورا وضَع سيفَه عليه ليعلم أنه قاتلُه ويقال فلانٌ غَمْر الرِّداء ـ إذا كان كثيرَ المعْروف وإن كان رِدَاؤه صغيرا قال الشاعر

غَمْرُ الرِّداء اذا تبَسَّم ضاحِكا

غَلِقت لضَحْكتِه رِقابُ المالِ

والرِّداء ـ البدَنُ والرِّداء ـ الدَّين*

قال فقيه العرب «من أراد البَقَاء ولا بَقاءَ فلْيُبَكِّر العَشَاء ولْيُخَفِّف الرِّداء» والرِّداء ـ القَوْس عن الفارسى والرِّداء ـ لِبَاس الانسان من ثَناءٍ جميلٍ أو قبيحٍ والرِّيَاء من المُراآة بينَ الناس والرِّئَاء أيضا من قولهم قومٌ رِئَاءٌ ـ أى يَرَى بعضُهم بعضا يقال دُورُهم مِنَّا رِئَاءٌ ـ اذا كان دُورُهم منتَهَى البصَر حيث تَرَاهم وهم رِئَاءُ ألْفٍ ـ أى قدرُهم والرِّعَاء ـ جمع راعٍ وفىْ التنزيل (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) ويقال هم الرِّعَاء أيضا والرِّمَاء ـ مصدرُ راميْتُه والرِّوَاء ـ أغلَظ الأرْشِيَة ـ وهو الحبْل الذي يشَدُّ به الحِمْل يقال قد رَوَيت على البِعير والحِمْلِ والرِّواء ـ جمع رَيَّانَ من قولهم قوم رِوَاءٌ من الماء* ابن جنى* والرِّضَاء ـ مصدر راضَيْته رِضَاءً وأنشد

 لم نُرَحِّب بما سَخِطْتَ ولكِنْ

مَرْحباً بالرِّضاءِ منك وأهْلَا

وانما لم يُعادَل به الرِّضَى المقصُور لقِلَّة مدّ الرِّضَى والِّلعَاء ـ جمع لَعْوة ولَعَاة ـ وهى الكَلْبة الشَّرِهة واللِّيَاء ـ شئٌ يُؤْكَل مثلَ الحِمَّص أو نحوه شديدُ البَياض توصف به المرأة لبَياضِه واللِّخَاء ـ التَّحْرِيش والتجْمِيل لا خَيْتَ بى عند فلان ـ وشَيْت والنِّوَاء ـ النُّوقُ السِّمان واحدتُه ناوِيَة وقد نَوَتْ نَيًّا ونَوَايَةً ونِوَايةً والنَّىُّ ـ الشَّحْم وقد قدمته والنِّواء ـ مصدرُ ناوَأْته وناوَيْته ـ أى فاخَرْته والنِّدَاء والنُّدَاء ـ الصَّوْت والنِّهاء ـ جمع نَهْىٍ ونِهْىٍ والنِّهْى ـ الغَدِير وقيل هو ـ الموضِع الذى له حاجزٌ يَنْهَى الماءَ أن يَفِيضَ منه فاشتَقَّه وقد يجمع النِّهْى على أنْهاءٍ والنِّهَاء أيضا ـ الغَايةُ ونِهَاء النَّهار ـ ارتِفاعُه وكلاهما شاذُّ والنِّهَاء ـ أصغَرُ مَحابِس المطَر والنِّسَاء ـ جمعٌ لا واحِدَ له من لفظه* قال سيبويه* اذا نسبْت إلى نِساء قلت نِسْوىُّ لأنّ نِساءً جمع نِسْوة ويقال نُسْوة أيضا والنِّجَاء

__________________

(١) قلت لقد تكرر الخطا من ابن سيده فى كتابه هذا فى قوله الرداء السيف واستشهاده ببيت متمم بن نويرة وقوله وكان المنهال قتل أخاه مالكا تقوّل محض حرف به معناه وقد قدمنا الكلام بما لا مزيد عليه فليراجع كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

ـ السَّحاب الذى قد هَرَاق ماءَه ثم مضَى همزته منقلبةٌ عن واو لقولهم فى معناه نَجْو وأنشد

رعَتْه سُليْمَى إنَّ سَلْمَى حقِيقةٌ

بكلِّ نِجَاء صادِقِ الوَبْل مُرْزِم

هكذا وجدتُ فى كتُب الفارسى النِّجاء واحده نَجْو فأما أبو عبيد فقال النَّجْو والنِّجَاء ـ السَّحاب الذى قد أراقَ ماءَه فلا أدرى التكسِيرَ أرادَ أم هما عِنده لغتان بمعنى والأسبقُ الىَّ التكسيرُ لتصريح الفارسىِّ وغيره من جمهور اللُّغَويين والنِّجَاء ـ : مصدُر ناجاه مُنَاجاةً ونِجَاءاً والنِّزَاء ـ سِفَادُ الظِّلْف والحافِر وقد نَزَا يَنْزُو نِزَاءاً وأنْزَيته والنِّصَاء ـ الأخْذ بالناصِيَة والفِلَاء فِلَاء الشعَر ـ وهو أخذُك ما فيه والفِلَاء أيضا ـ جمع فِلْو وهو المُهْر الذى افْتُلِى عن لبَنِ أُمِّه ـ أى فُطِم والفِلَاء أيضا ـ الفِطَام والهمزة فى الفِلَاء الذى هو أخذُك ما على الشَّعر منقلبة عن ياءٍ لقولهم فَلَيت والهمزة فى الفِلَاء الذى هو جمع فِلْو منقلبةٌ عن واو لقولهم فى الواحد فِلْو وليس فَلُّو بحُجة وكذلك الهمزة التى فى الفِلَاء من الفطام لأنه يقال فَلَوته عن أمه ـ أى فطَمْته والفِضَاء كالحِسَاء ـ وهو ما يَجْرِى على وجْه الأرض واحدته فَضِيَّةٌ ومنه قول الفرَزْدَق

فصَبَّحنَ قبلَ الوارِدَاتِ من القَطَا

ببَطْحاءِ ذِى قارٍ فِضَاءً مُفَجَّرا

والفِنَاء ـ فِنَاء الدارِ وقد تقدم ذكر لام الفِناء وانقلابِها والبِطَاءُ ـ جمع بَطِىءٍ والبِكاءُ ـ جمع بَكِىءٍ وبَكِيئة والبِغَاء ـ الزِّنا وامرأة بَغِيَّة وبَغِىُّ بَيِّنة البِغاء وفى التنزيل (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) والبَغَايَا ـ الرَّبايَا وهم الطَّلَائع واحدهم بَغِيَّة مثل رَبيئةٍ ورَبَايَا والبِدَاء جمع البَدِىِّ وبَدَا القومُ بداءً ـ خرجوا الى البادِيَة ويقال ما بالَيْت به بِلاءً ومُبالاةً والمِرَاء ـ من المُمَاراة والجَدَل قال الشاعر

إيَّاكَ إيَّاك المِرَاءَ فانَّه

الى الشَّرِّ دَعَّاءٌ ولِلشَّر جالِبُ

همزته منقلبةٌ عن ياء لأن كل واحدٍ منهما يَمْرِى ما عِنْد صاحِبه ـ أى يستَخْرِجه والمِرَاء أيضا ـ من الامْتِراء والشَّكِّ قال تعالى (فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً) همزته كذلك أيضا لقولهم فيه مِرْية والمِطَاء جمع مَطْو ـ وهو الشِّمراخ من البُسْر

والمِلَاء ـ جمع ملْأنَ والمِذَاء ـ مُتارِكةُ الرِّجال مع النِّساء يُماذِى بعضُهم بعضا وفى الحديث «الغَيْرة من الايمانِ والمِذَاء من النِّفَاق» همزتُه منقلِبة عن ياء لقولهم مَذَيت مَذْيا والوِكَاء ـ السَّيْرُ والخيْط الذى يُشَذ به السِّقاء وغيْرُه وقد أوكَيْته ومنه قولهم «العَيْن وِكَاء السَّه» ـ أى ان العينَ للِاست كالوِكاءِ للقِرْبة فاذا نامتْ فاحِتْ الاستُ والوِكَاء ـ لقَب نُعَيم بن حُجَيَّة أخِى بنى جُشَم بنِ ربيعةَ وانما سُمِّى الوِكاءَ لبُخْله والوِعَاء ـ وِعَاءُ الحِمْل من متاعٍ أو غيرِه قال تعالى (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ) وكل ظَرْف جعلتَ فيه شيأ فذلك الظَّرف وِعاؤُه حتى إنهم ليقولون لصَدْر الرجُل وِعَاء عِلْمه* قال الفارسى* ومنه قوله وَعَيت الحديثَ وفَرَّقوا بينَه وبين المَتاع فقالوا أَوْعيْت المتاعَ وهذا على حدِّ مخالفتِهم بين الأبْنِية فى الأسماء وإن كان الأصلُ واحدا والوِجَاءُ ـ غِطَاء البُرْمة وكذلك الوجَاء أيضا مصدر وَجَأْت التيسَ أجَأُه ـ اذا رَضَضْت عُروقَ خُصْيَيه من غير أن تخرِجَهما فان أخرجتهما من غير أن ترُضَّهما فهو الخِصَاء والوِلَاء من قولك والَيْت بينهما ـ أى عادَيْت والوِضَاء ـ جمع وَضِىءٍ ويقال أوجُهٌ وِضَاءٌ ورجل وُضَّاءٌ وأنشد أبو صَدقةَ الدُّبَيْرى

والمرءُ يُلْحِقُه بفِتْيانِ النَّدَى

خُلْقُ الكريمِ ولَيْس بالوُضَّاءِ

وهم وِجَاهُ ألْف ـ أى قدرُ ألف

(فُعَال) يقال أخذَه أُبَاءٌ ـ اذا جعل يأْبَى الطعامَ فلا يشتِهِيه والعُوَاء ـ صوتُ الذِّئب والكلبِ والحُدَاء ـ الغِنَاء عند السَّوْق للابل همزته منقلبة عن واوٍ يقال حَدَوْت قال

فلم أشْتُمْ لكم حَسَبا ولكِنْ

حَدَوْت بحيثُ يُسْتَمَع الحُداءُ

والحُضَاء ـ لَهَب النار والهُذَاء ـ من الهَذَيان والهُرَاء ـ المَنْطِق الفاسدُ ويقال الكثيرُ والْخَراء والخُرْآن والخُرُوءُ ـ جمع الخُرْء وقد خَرِئَ الرجل خَرَاءةً وخَرْءاً وخُرُوءاً ـ وهى المَخْرَأة والمَخْرُؤَة والغُثَاء ـ ما حملَ السَّيلُ من حُطَام النبْتِ وكُسَار العِيدانِ قال الله تعالى (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) وغَثَا الوادِى غَثْوا هذه حكايةُ أهل اللغة فأما ابن جنى فقال روَينا عن قُطْرب غَثًى الوادى يَغْثىِ ـ اذا

جمعَ غُثَاءَه وواحد الغُثَاء غُثَاءة ـ وهو الزَّبَد فاللام على هذا من غُثاء ياءٌ* قال* روينا عنه أيضا غَثَوتُ الشئَ ـ نَفَيت رَدِيئه فهذا من الواو كما ترى والقول الأوّل أشبهُ لان المعنى عليه البتَّةَ وكأنه عندى من الغَثَيان لما يَعْلُو المَعِدةَ من الرُّطوبة ونحوها فهو مَشبَّه بغُثَاء الوادى ـ لما يعلُو ماءَه والغُبَاء ـ شديه بالغَبَرة تكون فى السماء والقُيَاء ـ الفىء وقُسَاء ـ اسم موضع غير منصرف لا لأنه اسم للبُقْعة لكن للاشعار بأن أصله قُسَواءُ على ما تقدم وقُبَاءٌ ـ اسم موضعَ فى طريق مكة يُصْرف ولا يُصْرَف وكذلك قُبَاء المدينة والقُمَاءُ ـ جمع قَمِىءٍ وقد تقدم والجُفَاء ـ الزَّبَد يقال جَفَأ الوادى يَجْفَأ جَفْأاً ـ اذا رمَى بالزَّبَد والقَذَرِ وجَفَأَت القِدْرُ بزَبدِها ـ ألقَتْه والجُفَاء ـ الجافِى والجُفَاء ـ الباطلُ والجُشَاءُ ـ الاسم من تَجَشَّأْت والضُّغَاءُ ـ ضُغاءُ الذئب والكلب وضُهَاءُ ـ بلْدة قال الهذلى

لعَمْرُك ما إن ذُو ضُهَاءَ بِهَيِّن

علىِّ وما أعطَيْتُه سَيْبَ نائِلِى

ذُو ضُهاءَ ـ ابنُه دُفِن فى ضُهاءَ يقول لم أتوجَّع عليه كما هو أهله* قال ابن جنى* القولُ فى همزة ضُهاءَ أنا قد وجدنا فى الكلام تركيب ض هء وهو قراءة من قرأ (يُضاهِؤُنَ) بالهمز فان كانت منه فأصلٌ وفيه أيضا ض ه ى وعليه غالب القراءة يُضاهُون فان كانت منه فالهمزة فى ضُهَاءَ بدل من الياء فان قلت من أين لك أن لام يُضاهُون ياءٌ وما تنكر أن يكون واوا فيكون يُضَاهون كيُغازُون ويُعادُون قيل يُضاهُون من الياء لا لهذا اللفظ ولكنهم قد قالوا من معناه امرأة ضَهْياءُ ـ وهى التى لا تَحِيض ويقال التى لا ثَدْىَ لها وضَهياءُ كما ترى كعمْياءَ واذا كان كذلك كان قولهم امرأة ضَهْيأةٌ وزنها فَعْلأَة والهمزة فيها زائدة وذلك أنها كأنها من ضاهَيْت فكأنَّ المرأة التى لا تحيضُ تُضاهى الرجل فهى من ضاهَيْت فان قيل فلعل ضَهْيَأة من ضاهَأْت على قراءة من قرأ يُضاهِؤُن قيل يمنع من ذلك انه ليس فى الكلام فَعْيَل فأما ضَهْيَد فشاذُّ وصُدَاءٌ ـ قبيلةٌ والزُّقَاء ـ صُرَاخ الدِّيك وكلِّ طائرٍ يزْقُو زُقَاءًا والزُّقَاء أيضا ـ بُكاء الصبى وهو أشدُّ وهم زُهاء ألفٍ ـ أى قَدْر ألفٍ والكسرُ لغة والزُّهاء ـ مصدرُ زَهَتِ الشاةُ تَزْهُو ـ اذا تَمَّ حَمْلُها فأضْرعتْ ودَنَا وِلادُها والزُّهَاء ـ الشَّخْص ومنه قول بعض الرُّوّاد مَدَاحِى سَيْل وزُهاءُ لَيْل يصف

نَباتا والدُّعَاء ـ الرَّغْبة الى الله جلَّ وعز والظُّمَاء ـ العَطْشَى والظُّبَاء ـ وادٍ معروفٌ كذا حكاه السكَّرى بالضم وكذلك روَى بيت أبى ذؤيب

«بَيْنَ الظُّبَاءِ فوادِى عُشَر»

ورواه الأصمعى بالكسر وقد تقدم وذُكَاءُ ـ اسمٌ للشمس همزته منقلِبة عن واو لأنه من الذُكُوِّ وانما شُبِّهت بذَكَا النار ويقال للصبح ابنُ ذُكاءَ قال الراجز

فورَدَتْ قَبْل انْبلاجِ الفَجْر

وابنُ ذَكَاءَ كامِنٌ فى كفْر

يعنى كامِنا فى سوَادِ الليل والثُّغَاء ـ ثُغَاء الشاةِ والظَّبية وقد ثَغَتْ تَثْغُو ويقال ادخُلُوا ثُنَاءَ من قولهم جاؤا ثُنَاءَ ـ أى مَثْنَى مَثْنَى والرُّغَاء ـ أصواتُ الابل رَغَت تَرْغُو والرُّوَاء ـ المَنْظَر* قال أبو على* هو حُسْن المَنْظَر وأما قولهم عليه رُوَاءٌ للحُسْن والشارَةِ فيمكن أن يكون فُعَالا من الرُّؤية فان كان كذلك جاز أن تَحقَّق الهمزة فيقال رُؤَاء فان خفَّفت الهمزة أبدلت منها واوا كما أبدلتها فى جوَن فقلت رُوَاء ويجوز فى الرُّواء أن يكون فُعَالا من الرِّىّ فلا يجوز همزُه كما جاز فى قول مَن أخذه من باب رأيت فيكون المعنى أن له طَراءةً وعليه نَضارة لأن الرِّىَّ يتبعُه ذلك كما أن العطَش يتبَعُه الذُّبول والجَهْد والرُّوَاء ـ ما تَساقَطَ من حبِّ العنب فى أُصُول حَبَلَه وضَمُر والرُّخَاء ـ الرِّيح الليِّنة وفى التنزيل (رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) ورُهَاءُ ـ مدينةٌ بالجزيرة وبَنُورُهاء ـ بَطْن من العرب والرُّهَاء أيضا ـ بلَد اليه يُنْسَب ورَق المَصاحف ورُضَاءُ لا يُجْرَى ـ بلد ويقال هم لُهَاءُ ألفٍ ـ أى قَدْر ألفٍ والنُّعَاء ـ صوتُ السِّنَّوْر والنُّدَاء ـ الصوتُ وقد تقدم ذلك والنُّقَاء ـ جمعُ نُقَاوةٍ يقال أخذت نُقَاوةَ المَتاعِ ونُقَاءه ونُقَايَته ـ أى جَيِّده والنُّزَاء ـ ضِرَاب الفَحل والكسر لغةٌ وقد تقدم والنُّزَاء ـ داءٌ يأخُذ الشاءَ فتَنْزُو منه حتى تموتَ والنُّزَاء ـ الوَثْب وخَصَّ بعضهم به الوَثْب الى فوقُ نَزَا نَزْوا ونُزَاءاً والبُرَاء ـ جمع بَرِئٍ والبُغَاء ـ الطلَبُ والمُوَاء ـ صوتُ الهِرِّ يقال مَأَى يَمْؤُا مُواءاً وكذلك المُعَاء وقد مَعَا يَمْعُو والمُكَاء ـ الصَّفِير وقد مَكَا يَمْكُو مُكَاءاً وفى التنزيل (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) فالمُكَاء ـ الصفيرُ والتَّصْدِيَة ـ التَّصْفِيق والمُكَاء ـ مصدَر مَكَتِ استُه تَمْكُو ـ اذا نفَخَت ولا يكون ذلك إلا

وهى مكشُوفة مفتوحةٌ وخص بعضُهم به استَ الدابَّة والمُلَاء ـ المَلاحِفُ واحدته مُلَاءة* قال أبو على* همزة المُلَاء منقلبةٌ عن واو وقد روَينا فى تحقيره مُلَيَّة ولو كانت الهمزةُ لا ما لثبتتْ فلم تحْذَف كما أن اللام لما كانت همزة فى تكبير وَرَاء الذى هو اسمُ الجهة ثبتتْ فى التحقير فقيل وُرَيِّئة ويشبه أن يكون انقلابُها عن الواو لأن فيها اتِّساعا ليس فى غيرها من الكُسَى كأنَّه من المَلَا ـ وهو ما اتَّسَع من الأرض والمُلَاوة ـ الوقتُ الممتَدُّ من الدهْر والمَلَوانِ ـ الليلُ والنهارُ ويقال أخذه المُلَاءُ والمُلَاءةُ ـ وهو الزُّكام

(فَعَّال) العَزَّاء ـ الشِّدّة ومنه قيل تَعَزَّزَ لحُمه ـ اشتدّ ومنه الأرض العَزَّاء ـ وهى الصُّلْبة والعَزَّاء ـ شِدّة العيش وغِلَظه والحَذَّاء ـ الذى يَحْذُو النِّعالَ والهَفَّاء (١) واحدتها هَفَّاءة نحوُ الرِّهْمة ـ وهو المطَر اللَّيِّن وقيل هو الأفَّاء والأفَّاءة والفَضَّاء من الابل ـ ما بين الثلاثِينَ الى الأربعينَ وانما قيل لها قَضَّاءٌ لأنها قد صارت مقدار ما يقضِى الحقوقَ عن صاحبها والقَضَّاء أيضا من الناس ـ الجِلَّة وان كان لا حسَبَ لهم بعد أن يكونوا جِلَّة فى أبْدانٍ وأسْنانٍ واشتقاقه مما ذكرنا لأن ذَوِى الأسنانِ والأبْدان تشهد بهم المَحافِلُ فيَفُون بما يَفِى به ذُوو الأحساب فكأنَّهم فى حكمهم مثلُ هؤلاء ولهذا الاشتقاق جعلنا القَضَّاء من الابل فى باب فَعَّال وجعلنا القَضَّاء من الدُّروع فى باب فَعْلاءَ والكَلَّاءُ ـ مُرْفَأُ السُّفُن وهو مُكَلَّأ السفُن أيضا والجمع مُكَلَّأت ورجل كَلَّائِىُّ وكَلَّاوىٌّ وكَلَّاء عند سيبويه فَعَّال لأنّه يَكْلأ السفُن من الريح وعند أحمد بنِ يحيى فَعْلاء لأن الريح تكِلُّ فيه عن السُّفن وكلا القولين صحيح والاول أسبقُ والجَلَّاء ـ مثل الجُلَّى قال دريد بن الصمة

كميشُ الازار خارجٌ نصفُ ساقِه

صبورٌ على الجَلَّاءِ طَلَّاعُ أنْجُد

وانما قيل له جَلَّاء لأنه يَجِلّى من نزل به فهو فى الأصل صفة ثم جعل اسما فأما الجَلَّاء فالذى يجلُو السِّلاح والشَّوَّاء ـ الذى يَشوِى اللحمَ والسَّقَّاء ـ الذى يسْقِى ونحو هذا مُطَّرد كثير والدَّعَّاء ـ اسمُ رجل والرَّغَّاء ـ طائرٌ والَّلَّواء كذلك

(فِعَّال) الحِنَّاء ـ جمع حِنَّاءةٍ وأصله الهمز يقال حنَّأت رأسَه ولْحِيَته* قال أبو على* فان قلت فهَلَّا كان فِعْلاء وألفه منقلبة عن ياء كالزِّيزاءِ الذى جُعل

__________________

(١) قوله والهفاء الخ يقتضى انه بالتشديد والذى فى كتب اللغة تخفيفه مفردا وجمعا فتأمل كتبه مصححه

اسما غير مصدر لما لم تكن اسم حدث فكذلك الحِنَّاء فِعْلاء لأنَّ فِعَّالا يختصُّ بالمَصادر كالكِذَّاب فى قوله (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) فالقول أن فِعَّالا لم يختصَّ بالمصدر كما اختص الفِيعال والفِعْلال بالمصدر نحو القِيتال والزِّلْزالِ ألا ترى أنهم قالوا القِثَّاء وفى التنزيل (مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها) فلما جاء فى الاسماء التى ليست بمصادِرَ .... (٢) مثله أيضا فعل له ككذَّب فى الكِذّاب فأما همزة الحِنَّاء فينبغى أن تكون لا ما غير منقلبة كما أن التى فى القِثَّاء كذلك لقولهم مَقْثَأة فكما أن همزة آلَاءٍ أصل حيث لم تصحَّ اللام واوا ولا ياء فى بناء تأنيث فكذلك الهمزة فى الحناء قال

* وما ابْنُ حِنَّاءةَ بالرَّثِّ الْوَان*

والحِنَّاءة ـ موضِع وابن حِنَّاءةَ ـ رجلٌ.

(فُعَّال) الحُوَّاء ـ نَبْت واحدته حُوَّاءة* أبو رياش* هو الخِلَاف* قال أبو على* هو فُعَّال من حَوَيت لأن فيه تَقَبُّضا وتجمُّعا كما قال

* كما تَكَشَّر للْحُوَّاءة الجمَلُ*

وقد يجوز أن يكون فُعْلاء من الحُوَّة اذ كان فيه ضَرْب من السَّواد والهمزة على هذا تكون للالحاق كالتى فى قُوّباءٍ والأوّل أقوى لان فُعَّالا بِناءٌ مما تكون عليه أمثلة النبات كثيرا كالقُلَّام والحُمَّاض ومن ثم قال أبو الحسن فى رُمَّانٍ انه فُعَّال يصرِفُه فى المعرفة وخالف الخليلَ والجُنَّاء ـ جمع جانٍ وهم الذين يجتَنُون الثِّمارَ والصُّرَّاء ـ جمعُ صارٍ ـ وهو المَلَّاح والسُّلَّاء ـ جمع سُلَّاءة ـ وهو شوْك النَخْل قال علقمة بن عَبَدة

سُلَّاءة كعصَا النَّهدِىِّ غُلَّ لها

مُلَجْلَج من نَوَى قُرْانَ مَعْجومُ

شبهها فى ضُمْرها بالسُّلَّاءة وقوله مُلَجْلَج ـ أى ممضُوغ وقال كعصَا النَّهْدى (١) يعيبهم بانهم رِعاءٌ أصحاب عِصِىٍّ كما قال الجعدى

فأصبحت الثِّيرانُ غَرْقَى وأصبَحتْ

نِساءُ تميمٍ يَلْتقِطْنَ الصَّيَاصِيَا

يَعِيبهم بأنهم حَوَكَة والصَّيَاصِى ـ القُرُون والسُّلَّاءُ ـ طائِرٌ والطُّلَّاءُ ـ عَلَق الدَّم همزته منقلِبة عن ياءٍ وهو من محوّل التضعيف أصله طُلَّال فقيل هذا كما قيل

__________________

(٢) بياض بالاصل

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا فى قوله كعصا النهدى يعيبهم بأنهم رعاء أصحاب عصىّ وفى قوله كما قال الجعدى فأصبحت الخ يعيبهم بأنهم حوكة والصواب فى قول علقمة كعصا النهدى أنه انما خص نهدا لان النبع فى بلادهم كثير فهم ينتخبون العصىّ الحسان منه وليست مصاحبة العصىّ تستلزم الرعية لإن العرب كلهم أصحاب عصىّ وليسوا كلهم رعاء والصواب فى البيت الثانى أن قائله سحيم عبد بنى الحسحاس لا الجعدى كما زعم من قصيدته التى مطلعها وهى مشهورة

عميره ودع ان تجهزت غاديا

كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا

وما عاب بنى تميم بانهم كما زعم حوكة وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

للخمر المُزَّاء وانما هو من المِزّ أو من المَزِيز وقالوا لا أمْلاه يريدون لا أمَلُّه وحقيقة القول فيه كالقول فى الحُوَّاء* قال أبو على* ويقوِّى فُعْلاء فى الطُّلَّاءِ أنهم سمَّوا الدمَ جَسَدا يعنى انهم اشتقوا له اسما من الطَّلَل الذى هو الجسم كما سمَّوّه جَسدا وهو الجسم أيضا والدُّبَّاء ـ القَرْع واحدته دُبَّاءة قال امرؤ القيس

اذا أقبَلَتْ قلتَ ذُبَّاءةٌ

من الخُضْر مغمُوسةٌ فى الغُدُرْ

والثُّفَّاء ـ الحُرْف والثُّفَّاء أيضا ـ الصَّبِر والثُّدَّاء ـ نَبْت والمُكَّاء ـ طائِر يسمَّى بذلك لكثرة صفيره قال

اذا غَرَّد المُكَّاءُ فى غير رَوضةٍ

فوَيْل لأهْل الشَّاءِ والحُمُراتِ

والوُضَّاء ـ الوَضِىءُ الوجْهِ قال الشاعر

والمَرْءُ يُلْحِقه بفِتْيان النَّدَى

خُلُقُ الكريمِ وليس بالوُضَّاءِ

بابُ فَعْلاءَ وهى تنقسم عشرةَ أقسامٍ

فَعْلاءُ تأنيث أفعَلَ ولا حاجة بنا الى ذكرها هنا لتقدّمها فى تحديد المَقَاييس فَعْلاءُ اسمٌ غيرُ منقول عن الصفة فعلاءُ صفةٌ غالِبة غالبةَ الاسماء فَعْلاء صفةٌ مسمَّى بها فَعْلاءُ مختلَف فى أفعلها فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهة اختلاف الخِلْقة أو الطبْع أو التشبيه بالمذكر فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهة أنها ليس لها مذكَّر يعادلُها من نَوْعها فَعْلاءُ مطابِقة اللفظِ لموصُوفها على جهة الاشادة والمبالَغة بها فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهة السَّمَاع فَعْلاءُ اسم للجمع

(فَعْلاءُ اسم غير منقول عن الصفة) أسماءُ ـ اسمُ امرأة وهو أحد قولى الفارسى وذلك أنه قال أسماءُ يحتمل أن تكون فَعْلاءَ من الوَسْمة والوَسَامة وان كان سيبويه لا يَطْرُد بدل الهمزة من الواو المفتُوحة فعسى أن تكون من باب إنقَحْل وأيْبُلىِّ والعَزْلاء ـ فَمُ المَزادة وموضعُ مَصَبّ الماء منها وكلُّ جانب من المَزَادة عَزْلاءُ لأن الماء ينصَبُّ من جانبيها الأسفل والأعلى* أبو عبيد* هى فَمُ المزادة الأسفلُ والجمع عَزَالٍ* وقال مرة* العَزْلاءُ ـ القِرْبة فَعمَّ وعَزْلاءُ ـ اسم فَحْل من خيل العرَب والعَقْفاء ـ ضَرْب من النَّبْت والعَزَّاء ـ شِدَّة العيش وغِلَظه وكلُ

شئ فيه شِدَّة عَزَّاءُ والعَيْصاء والعَوْصاء ـ الشِّدَّة والعَوْصاء أيضا ـ أرضٌ وعَشْواءُ الليلِ ـ ظُلْمته وإنهم لفى عَشْواءَ من أَمْرهم ـ أى اختِلاط والعَشْواء ـ جِنْس من النخْل متأخِّر الحَمْل وهو يَضْرِب فى عَمْيائِه وعَمَايته ـ أى يَخْبِط فى غَوَايته لا يبالى ما صَنَع والعَجْزاء ـ حَبْل من الرمل كريم المَنْبِت والعَلْياء ـ اسمٌ لها أعنِى السماءَ وليس بصفةٍ فلذلك صارت فيها الواو ياءً والعَلْياء ـ ما ارتفَع من الأرض وأنشد سيبويه

* ألَا يا بَيْتُ بالعَلْياء بَيْتُ*

* قال أبو على* قلبت فيه الواو ياءً للاشعار بالنقل الى الاسم عن الصِّفَة وليس هذا بمطَّرد كاطِّراد قَلْب الياء واوا فى فَعْلَى المفصورةِ كتَقْوَى وشَرْوَى وهذا وان كان منقولا عن الصفة فليس بخارِج من هذه الترجمة لأنه نقل عن غير موضوع للصفة انما الصِّفَة العالِيَة أو العُلْيا وانما تَحَرَّينا فى هذا الباب ما لم يكن منقولا عن الصفة بلفظه كالعَوْراء والغَضْيَاء ونحوهما والعَيْساء ـ الجَرَادة الأنثى وعَيْساءُ ـ موضعٌ وعَيْساءُ ـ جدَّة غَسَّانَ السَّلِيطىّ لأمِّه إياها عنَى جرير بقوله

أساعِيةٌ عَيْساءُ والضأْنُ حُفَّل

فما حاوَلتْ عَيساءُ أمْ ما عَذِيرُها

والعَصْداء ـ موضِع بالسَّراة قال الشنفَرى

وأُصْبِح بالعَصْداءِ أبغى سَراتَهم

وأسْلُكْ خَلًّا بيْنَ أربَاعَ والضَّدِ

والحَصْباء ـ الحَصَى الصِّغارُ والحَرْشاء ـ نَبْت سُهْلِىُّ وقيل هو ينبُت بِنَجْد وليس بشئ ولا لها صَيُّور وقيل هو خَرْدل البَرِّ والحَلْكاء ـ دوَيْبَّة شبيهةٌ بالعظَاءة وابنُ حَوْباءَ ـ شاعرٌ هذَلىُّ والحَوْباء ـ النَّفس وقيل رُوع القَلب والحَوْثاء ـ الكَبد والحَوْجاء ـ الحاجةُ يقال ما بَقِيتْ فى صَدْرى حَوْجاءُ ولا لَوْجاءُ إلا قَضَيتها وكَلمتُه فما رَدَّ علَىَّ حَوْجاءَ ولا لَوْجاءَ والحَوْزاء ـ الحَرْب تَحُوز القومَ قال جابر بن الثَّعلب

فهَلَّا على أخْلاقِ نَعْلىْ معَصَّب

شَغَبْت وذو الحَوْزاءِ يَحفِزُه الوِتْر

الوِتْر هنا ـ الغضبُ وحَدْراء ـ اسمُ امرأة والحَدَّاء ـ اسم قبيلة ويقال اسم رجل وحَدَّاءُ أيضا ـ موضِع وحَدْواءُ وحَوْساء ـ موضعانِ والحَذْواء ـ فَحْل من خيل العرب وهَلْباءُ ـ موضِع وما عنده غَنَاءُ ذلك ولا هَجْراؤُه ـ أى

عِلْمه والهَضَّاء ـ الجماعةُ قال الشاعر

اليه تَلْجأُ الهَضَّاءُ طُرًّا

فليسَ بقائلٍ هُجْراً لِجَادِى

وقيل هى الجماعةُ من الخيل وخَضْراءُ كلِّ شئٍ أصلُه وليس بمنقولٍ لانه لا معنَى للخضرة فى ذلك والخَلْصَاءُ ـ ماءٌ بالبادية والخَمَّاءُ ـ موضع وخَبْراء الخَبِرة ـ شجرُها والخَبْراءُ ـ حُجرُ الجُرَذ ونحوه والخبراءُ ـ مَنقَعُ الماء فى أصول السِّدر والخَبزاء ـ القاع ينبت السدْر والخبراء ـ منبُت الخابور وهو ضرب من الشجر والخَرْماءُ ـ منقَطعُ أنفِ القِيقاءة والغَضراءُ ـ أرضٌ لا ينبتُ فيها النخلُ حتى تُحْفَر وأعلاها كَذَّانٌ أبيض والغضراءُ ـ الطِّينُ الحرُّ لخلوصه ويقال أبادَ الله غَضراءَهم وخضْراءَهم ـ أىّ جماعتَهم وأنكر الاصمعى خَضْراءَهم وانهم لفى غضراءَ ـ أى فى عيشٍ ناعم والغَدْراءُ ـ الحجارةُ وأرضٌ غَدِرَة من ذلك وغَلْفاءُ ـ معدِى كربَ بن الحرث بن عمرو والغلفاء ـ لقبُ سلمةَ عم امرئ القيس (١) والقَفْعاءُ والقفياء ـ نَبتَانِ والَفْنعاءُ والقَعْراءُ والقَطْراءُ ـ مواضع وبنو قَرْواءَ ـ المياسيرُ وحكى الفراء «لا ترجع هذه الأمةُ على قَرْوائها» ـ أى على اجتماعها والقَفْداءُ ـ العمامةُ اذا لِيَثت على الرأس ولم تُسدَل على الظهر ولم تُردَدّ تحتَ الحنكِ والكَرْهَاء ـ نقرةٌ فى القفا هُذَليةٌ وقيل هى الوجهُ والرأسُ بِأسرهِ والكَثْباءُ ـ من أسماء الترابِ والكَرْسَاء ـ القطعةُ من الأرض فيها شجرةٌ تَدانَت أصولُها والتَفَّتْ فُروعُها والكَلْدَاء ـ المَشقَّةُ والكَلَّاءُ ـ مُرْفَأ السفن هو عند أحمد بن يحيى فَعلاءُ لان الربح تَكِلُّ فيه عن السفنِ وعند سيبويه فَعَّالٌ لانه يكلأ السفن من الريح والجَعْراءُ ـ لَقبُ بَلْعَنْبَر وقيل هى دُغَة بنتُ مَغْنَجٍ وَلَدت فى بنى العنبر وذلك أنها خرجت وقد ضَربها المخاضُ فَظَنَّته غائطا فلما جَلَست للحدَث ولدتْ فَأتَتْ أمَّها فقالت يا أمَّاه هل يَفتَح الجَعْرُفاه قالت نعم ويدعو أباه فَتميمٌ تُسمّى بلعنَبر بنِى الجعراءِ لذلك والجَعراءُ أيضا ـ الاستُ وهى الجَعْواءُ والجَعْباء ـ بئر وهى أيضا* روضةٌ معروفةٌ وجَهْرَاءُ الحىّ ـ أفَاضِلُهم وقيل جَماعتُهم والجَهْراء ـ الرَّابيةُ العريضةُ السَّهلةُ والجَوْثَاءُ ـ الكَبد وما يليها وقد تقدمت بالحاء والجَوْثَاءُ ـ العَجَب والجَوثاءُ ـ موضع وجَدْلَاءُ السرج وجَدِيلُته ـ ناحيتُه وصَرَّحتْ بجِدَّاءَ وجِلْداءَ وجِلْدانَ وجِدّانَ وجِدٍّ يُضربُ مثلا للأمر

__________________

(١) قلت قوله والغلفاء لقب سلمة الخ خطأ والصواب ان غلفاء بغير ألف ولام لقب معديكرب ابن الحرث بن عمرو أخى سلمة وشرحبيل قتيل يوم الكلاب وحجر بن امرئ القيس لا لقب سلمة كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

اذا بانَ والجَمَّاءُ ـ موضع وقالوا جاؤُا الجماءَ الغَفيرَ والجماءَ الغفيرةَ وجَماءَ غفيراً وجماءَ غفيرةً ـ أى جاؤا كُلهم والشَّعْراءُ ـ الشجرُ الكثِير والشَّعْرَاءُ ـ شَعَرُ العانةِ والشَّعْراء ـ ضربٌ من الحَمْض والشَّعْرَاء ـ الخَوْخُ حجازية والشَّحْناءُ ـ الحِقْدُ والشَّهلاءُ والشَّكْلاء ـ الحاجةُ والضَّجْعَاءُ ـ الغنمُ الكثيرةُ وهى أيضا الضَّاجِعة والضَّرَّاء ـ الشدَّةُ وضَبَّاءُ ـ اسمُ رجلٍ والصَّفْراء ـ نبتٌ ليس للونه وصَنْعاءُ ـ بلد فأما قوله

* لا بُدَّ من صَنْعَاوان طالَ السَّفَر*

فانما قصره للضرورة وصَقلاءُ ـ موضع وصَدَّاءُ وصَدْآء ـ اسمُ بئر أو عين عذبة وفى المثل «مَاءٌ ولا كصَدّاء» ـ أى هو صالح ولا كماء صدّاء والصَّيْداءُ ـ حجر أبيضُ تُعملُ منه البِرامُ وصَيداءُ ـ مَوضعٌ وقيل ماءٌ بعينه وصَهْبَاءُ ـ اسمُ فحلٍ معروفٍ من خيلِ العرب والصَّفَّاء ـ فرسٌ والصفوَاءُ ـ الصَّفَا وسَهْباءُ ـ روضةٌ معروفةٌ وهى أيضا بئر لبنى سعد والسَّخَّناءُ ـ السُّخونَة والسَّرَّاء ـ السُرور وسَرَّاءُ ـ موضع وكذلك سَيْناءُ* قال أبو على* هو فَعْلَاءُ ولا يكون فَيعَالاً لقولهم سيناءُ لأن فِيعَالاً من أبنيِة المصادِر والزَّوْراءُ ـ مِشْرَبة من فضة وقيل هى مدينةٌ وقيل هى كأسُ النعمان بن المنذر والزَّوْرَاءُ ـ ضَيْعةُ أُحَيحةَ بنِ الجُلَاح والطَّحْمَاء ـ نبت من الحمضِ والدَّقْعاءُ ـ الترابُ ومنه فَقير مُدْقِعٌ والدَّقْعاءُ ـ ردىءُ الذُّرةِ والدَّهْماء ـ سَحنَة الرجل وأبو الدَّغْفَاء ـ كنيةُ الأحمق والدَّرداءُ ـ موضِعٌ والدرْمَاءُ ـ نبتٌ والدَّأْمَاءُ ـ البَحرُ ووقَعوا فى أمّ دَأْكَاءَ ـ أى فى شرّ مستقبل والتَّرْباء ـ الترابُ والتَّرْباءُ ـ نبت سُهْلىّ مُفرَّضُ الوَرقِ والتَّرْباء ـ موضع والتيْمَاء ـ الفلاة وتَيماءُ ـ قرية والظَّلْماء ـ الظُّلمة والثَّطَّاءُ ـ العنكبوتُ وقيل دُوَيْبَّة تلسَعُ لَسْعاً شَديداً والتَّرياءُ ـ الترابُ النَّدِىُّ كالثَّرَى والثَّمْراء ـ هضبَةٌ بالطائف والثَّمراء ـ جَماعةُ الثمر وقد تُؤوّل على الوجهين جميعا قوله فى صفة نحل

* يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منَها جَوارِسُ*

والثَّدْوَاء ـ موضعٌ والرَّعنَاء ـ ضربٌ من العنب بالطائف بَيضاءُ طويلةُ الحبِ

والرَّعباءُ ـ موضعٌ والرَّهْباء ـ الرهْبةُ والرَّغْباءُ ـ الرَّغْبةُ والرَّوْحاء ـ موضعٌ على ليلَتينِ من المدينةِ النَسبُ اليه رَوْحَانِىُّ نادر ومنهم من يقول رَوْحاوِىُّ على القياس والرَّنْقاء ـ موضع والرَّوْكاء ـ الصَّدَى الذى يُجِيبُ فى الجبلِ والحمَّامِ والرَّمْضاء ـ شدّةُ الحرِّ تُصيبُ الحَصَى ولَسْعَاءُ واللَّعْبَاءُ واللهْبَاءُ واللهْواءُ ـ مواضِعُ واللَّكَّاء ـ الجلودُ المصبوغةُ باللُّك واللَّوْجَاء ـ الحاجةُ وقد تقدم ذلك واللَّأْوَاء ـ الشدّة* قال أبو على* هى كالعَشْواء فى أن اللام واو وان كانت اسماً واللَّوْلاءُ ـ كاللَّأواءِ جعلها جميعُ اللغويينَ فَعْلاءَ إلا عند أبى على فانه قال همزة اللَّولاء منقلبةٌ عن واو ولا تجعلها فعْلاءَ كما لم تَجْعل الميم فى مرمرٍ زائداً لان هذا النحو فى اللام أكثرُ من باب سَلِسَ وقَلِقَ والنَّقعاءُ ـ مستنقعُ الماءِ والنَّعماءُ ـ ضدُّ الضَّرَّاءِ والنَّصْحاءُ ـ موضع والنَّفْخاءُ ـ أعلى عظمِ الساقِ والنَّكْراءُ ـ المنكَر والنَّكراءُ ـ الدَّهاءُ وبنو نَكْرَاءَ ـ القومُ يجتمعونَ على الشرابِ والبَخْراءُ ـ الدُّبُر والفَصْعَاءُ ـ الفَأرةُ والفَحشاءُ ـ الفُحشُ والفَحْلاءُ ـ موضع والفَتْخاءُ ـ شئ مربَّعٌ من خَشب يجلسُ عليه الرجلُ ويكون لمُشتارِ العسل والفَغْواءُ ـ اسمٌ أو لقبٌ والفَجْواءُ والفَجوةُ ـ ما اتسعَ من الأرض وفَسَّاءُ ـ اسمُ بلد بفارس والفَيْفاءُ ـ الفلاةُ* قال أبو على* همزتُها للتأنيث دونَ الالحاقِ ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون فَيْعالاً لقولهم الفَيْفُ ولا فَعلالاً لأن هذا البناء يختصُّ بالتضعيفِ فقد ثبَت أن الهمزةَ فيها ليست مُنقلبةً عن اللام بدلالة حذفِهم لها فاذا لم يجز أن يكونَ فَيعالاً أو فَعلالاً ثبت أنها فَعلاءُ* قال* ولو لا التَّثبتُ من جهة الاشتقاقِ لحَكمتُ أنها من مضاعفة الأربعةِ لانَّ باب قلقلَ أكثرُ من باب سَلِسَ وقَلِق ومن ثم قالوا فى مرمرٍ إنه من باب ضَعْضَع لأنك لو حكمتَ بزيادة الميم لجعلتَ الفاء واللام راءين وبَقْعاءُ ـ موضعٌ مُرُّ الماءِ ولا يدخله الألفُ واللامُ* قال الفارسى* نكحَ رجلٌ من أهل لِينةَ وهو موضع طيبُ الماءِ امرأةً من أهل بقْعَاء فسارَ بها فَعُنِّنَ عنها فقالت فى ذلك

مَنْ يُهْدِ لى مِن ماءِ بَقعاءَ شَرْبةً

فانَّ له من مَاءِ لِينَةَ أرْبَعا

لَقد زادنَا وَجْدًا بِبقعاءَ أننا

وجدنا مطايَانا بِلينةَ ظُلَّعَا

فَمن مُبْلغٌ تِرْبَّى بالرمل أنَّنى

بَكَيتُ فلم أتركْ لِعيَنىَّ مَدْمَعَا

وبَقْعاء ـ ماءٌ فى بلاد بنى سَليطٍ وهَاربةُ البقعاءِ ـ بطن من العرب وبَلْعاءُ ـ فرسٌ لبنى سَدُوس وبَلعاءُ أيضا ـ فرس أُبَىّ بن ثعلبة وبَلعاءُ ـ موضع وبَلعاءُ ابن الحرث ـ الذى أنزلت فيه الآية (كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ) وبَلعاء ابن قيس ـ شاعر معروفٌ والبَرْحاءُ ـ من أسماءِ الشمس وبَهْراءُ ـ حَىُّ من اليمن النسبُ اليه بَهراوِىّ على غير قياس (١) والبَغضاءُ ـ الحقد والبَوغَاءُ ـ رَائحةُ الطيب والبَوغاءُ ـ الترابُ الرقيقُ وبَوْغَاءُ الناسِ ـ طَاشَتُهم وسَفِلتُهم وحَمْقاهم والبَوْصاءُ ـ لُعبةٌ بها الصبيانُ يَلعبونَ يأخذونَ عُودًا فى رأسه نار فيديرونَه على رءوسهم والبزْلاءُ ـ الداهيةُ العظيمةُ وانه لنَهَّاض ببزلاءَ ـ أى مطيقٌ على الشدائد ضابطٌ لها والبَزلاءُ ـ الرَّأىُ المُحْكَمُ وبَزْواءُ ـ أرضٌ بيضاءُ مُرتفِعةٌ من الساحل بين الجار ووَدّانَ رالبَأْواء ـ الزُّهُوّ وأنكرها بعضهم والمَلْحاءُ ـ مَقعدُ الفارس من الصُّلب قال أبو النجم

مَجالَ والسِّر بالُ من أحْشائه

فى موضع الكَاهلِ من مَلْحائه

يقولُ لمَّا وثبَ عن الفرس صار قَميصُه على بطنه والمَلْحاءُ أيضا ـ لَحمة مُستطيلةٌ فى أصولِ الأضلاع من أعلى وقيل لَحمُ مُستبطِن الصلب من الكاهلِ الى العَجُز وقيل ما انحدرَ عن الكاهل الى الصُّلب ومَلحاءُ ـ حى من حَيْدانَ والمصْواء ـ الاستُ قال الشاعر

* قد بَلَّ أعلَى السَّرج من مَصْوائه*

وبنو مَدْراءَ ـ أهلُ الحضَر والمَثْعَاءُ ـ مِشْيةٌ قبيحةٌ والوَجْعَاء ـ الاستُ قال الشاعر

غَضِبتُ للمرء إذ نِيكَتْ حَليلتُه

وإذ يُشدُّ على وَجْعَائها الثَّفَرُ

ووعْثَاءُ السفر ـ مَشَقَّتهُ والوَدْكاءُ ـ موضع قال ابنُ أحمَر

أوْكُنتَ تَعْرِفُ آياتٍ فقد جَعَلَتْ

أطْلالُ إلْفِكَ بالوَدْ كاء تَعْتَذِرُ

(فَعْلَاءُ صفة غالبةٌ غلبةَ الاسم) العَزَّاء ـ الارض الكثيرةُ العَزَازِ وهى الحُزوُن والحجارة والعزَّاء ـ السنة الشديدة وقد تقدم أنها الشدّة عامّة وأرض عَزَّاءُ

__________________

(١) قوله بهراوىّ على غير قياس فى العبارة سقط ووجه الكلام بهراوى على القياس وبهرانى على غير قياس فتنبه كتبه مصححه

ـ صُلبةٌ ولم يُقل موضع أعزُّ والعَرْجاء ـ أكَمةٌ صعبةُ المُرتَقَى قال الهذلىُ

فَكَأَنها بالجِزْع جِزعِ نُبايِعٍ

وأُولَاتِ ذِى العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ

* قال ابنُ جنى* أراد بأولات أماكن ـ أى نواحى هذه الأكَمة وذى زَائدةٌ* قال* ويجوز أن يكونَ من باب اضافة المسمَّى الى اسمِه كقوله

* إليكُم ذَوى آلِ النَّبى*

أى يا أصحابَ هذا الاسم الا أنه كان يجبُ على هذا أن يؤنث ذَا فيقولَ وأولاتِ ذات العرجَاء غيرَ أنه ذَكَّر ضرورةً كقوله تعالى (هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي)(١) وغير ذلك من تذكير المؤنث والعَرْجاء ـ الضَّبُعُ لعرَجها ولا يقال للذكر أعرجُ والعَرْفاء ـ الضبع لكثرة شَعَرها والعَفْراءُ ـ لَيلةَ ثَلاثَ عَشْرةَ من الشهر والعَفْراءُ ـ الارضُ التى لم تُوطَأ قطّ والعَبْلاءُ ـ حجارةٌ بيضٌ والحَذَّاءُ ـ اليَمينُ المنْكَرةُ الشديدةُ التى يُقتطَعُ بها الحقُّ مشتقُّ من الحَذِّ وهو القَطعُ وقد قالوا يمينٌ حَذَّاءُ والحمراءُ ـ أرضٌ معروفةٌ للونها ويقال لها حمراءُ الأسد والحمراءُ ـ العَجَمُ لبياضها والحمراءُ ـ السنة الشَّديدةُ والحَمَّاءُ ـ الاستُ لسوادها والهَلْبَاءُ ـ الاستُ لِشَعَرها والخَلْفَاءُ ـ السَّماءُ لا لتئَامها ومَلَاسَتها والخَرْجَاءُ ـ قَريةٌ فى طريق مكةَ لأنَّ فى أرضها سَواداً وبياضاً الى الحمرة وكُلُّ أرضٍ كذلك فهى خَرْجاءُ وعَارِمة الخَرْجاء ـ موضعٌ ببلاد بنى عامِر والخَشْنَاء ـ بَقلةٌ خَشِنةٌ خَضراءُ ورَقُها قصيرٌ مثلُ الرَّمرامِ غيرَ أنها أشدُّ اجتماعا ولها حبُّ تكون فى الرَّوض والخَشْنَاء ـ أرضٌ فيها طِينٌ وحَصْبَاءُ حكاها ابن الاعرابى والجمع الخَشْناواتُ على غلبةِ الصِّفة ومشابهَتها الاسمَ بذلك والخَشّاءُ ـ أرضٌ فيها حجارةٌ ورملٌ ومنه أنبَطَ فى خَشَّاءَ والخَضْراءُ ـ نَخلةٌ باليمامة يقالُ لها خَضْراءُ أمامةَ وهى دائمةُ خُضْرةِ السَّعف والخَضْراءُ من الحَمَام ـ الدَّواجنُ وان اختلفت ألوانُها لأن أكثرَ ألوانِها الخُضرةُ والخَضْراءُ ـ السَّماءُ للونها وفى الحديث «إيّاكم وخَضراءَ الدِّمَنِ» يعنى المرأةَ الحَسناءَ فى مَنبِتِ السُّوء شبهها بالشجرة الناضرة فى دِمْنَةِ البَعْر وأكْلُها داءٌ والخَرْماء ـ رَابيةٌ منهبطةٌ والجمع خُرْمٌ على الصفة وقد تقدم أنها منقَطَعُ أنف القِيقَاءَةِ والغَضرَاء ـ الأرضُ الطيبةُ العَذِيَة فيها خُضرةٌ ولينٌ وقد تقدم فى الأسماء أنها

__________________

(١) قوله كقوله تعالى الخ سقط قبله شى لا يستقيم الكلام الا به ا ه كتبه مصححه

الطينُ الحُرُّ والغَبراءُ ـ الأرضُ لِلونها والغَبْراءُ ـ الفَلاةُ والغَبراء ـ أرضٌ خَضِرَة كثيرةُ الشجر وبنُو غَبْراءَ ـ القومُ الصَّعاليكُ وبنُو غَبْراء ـ الفقراءُ وقيل بنُو غَبراء ـ أهل البَيداءِ وبنُو غَبراءَ أيضا ـ قومٌ يجتمعون على الشرابِ من غير تَعارُفٍ والغَبْراء ـ الغرباء والغَبْراء ـ أنثى الحَجَل للونها وقيل لا غِبَارها ـ أى ذَهَابها والغَبراءُ والغُبيراء ـ نبات سُهلىُّ أغبرُ وقيل الغَبراءُ شجرتُه والغُبَيراءُ ثمرته وقيل بقلبِ ذلك والواحدُ والجميعُ فيه سواء فأما هذا الثمرُ الذى يقالُ له الغُبيراءُ قد خيلٌ والغُبَيراء ـ اسم للسماء فى الجَدْب والغَرَّاء ـ بقلةٌ فيها ثمرةٌ بيضَاء والغَرَّاء ـ طائرٌ من طير الماءِ أبيضُ والذكرُ والأنثى فيه سَواءٌ والغرَّاء ـ ليلةَ ثلاثَ عَشْرةَ من الشهر لضَوئها والغَثْراء ـ سَفِلةُ الناس وهى أيضا الجماعةُ المختلطةُ من الغُثرة ـ وهى لونٌ مختلطٌ بسواد وبياضٍ وغُبْرةٍ وقيل الغُثرة شبيهة بالغُبْسة تَخلِطُها حمرةٌ وقيل هى الغُبرة والغَثْراءُ ـ الضَّبُع للونها والقَنْفَاءُ ـ الحَشفةُ المُشْرِفةُ والقَنْواءُ ـ العُقابُ صفةٌ لازمة للانثى وهى السَّريعة الاختطافِ والكَحْلاء ـ عُشبةٌ رَوْضِيَّة يانعةُ اللَّونِ ذاتُ وَرقٍ وقُضُبٍ ولها بُطونٌ حُمْرٌ وعِرقٌ أحمرُ يَنبتُ بنجد فى أحْوِية الرمل والكَحْلاءُ ـ طائرٌ والكَلْفاءُ ـ الخمرُ للونها والكَأْداء ـ العَقَبةُ الشَّاقَّة المَصْعَدِ وقد تقدم فى باب الاسم أنها المَشقَّة والجَرْعاء ـ الأرضُ السَّهلة والجَرْعاء ـ ما انبسطَ من الرَّمل والجَرْعَاء ـ دِعْصٌ من الرمل لا يُنبتُ شَيئاً والجَرْداء ـ الخمرُ اذا نَفَتْ زَبَدَها وسكَنَتْ وقد تجرَّدت والجَذْماء ـ كفُّ الثُّريَّا ولها كف أُخرى مبسوطةٌ تُسمَّى الخَضيبَ والجَرْباء ـ السَّماء وقيل هى سَماء الدنيا* قال الفارسى* وانما سُمِّيتْ جَرباءَ تشبيها بالجرْباء من الابل لأن الكواكبَ تَظهر فيها كظهور الجَرَب بالجَرباء وهذا على نحو تَسميتهم إياها الرَّقيعَ لانها مَرْقوعةٌ بالنجوم والجَرْباء ـ الأرضُ التى لم يُصبها مطرٌ واقْشعرَّتْ فذهبَ نَبتُها والجَوفاء ـ ركيَّة واسعة بشبكةٍ من شِباكِ بنى كُلَيب والشَّبَكة ـ موضعٌ تحفرُ فيه آبارٌ والشَّعْراءُ ـ ذُبَابٌ يَلْزق بحالب البعير وأظْفَاره كُلُّ واحد منها أشعَرُ الظَّهرِ والشَّهْبَاء ـ السَّنةُ الشديدةُ والصَّلْعاءُ ـ الدَّاهيةُ والصَّلْعاءُ ـ الرابيةُ التى لا تُنبتُ حكى الفارسىُّ فى جمعها صَلْعاواتٍ والصَّمْعاءُ ـ

البُهْمَى اذا ارتفعتْ وَتمَّت قبل ان تتَفقَّأ من الأصْمعِ ـ وهو الدَّقيقُ الأعلى المُحدَّدُ الطَّرَفِ وكل بُرْعُومةٍ مادَامتْ مجتمعةً منضمَّةً لم تَتَفتَّح فهى صَمعاءُ والصَّحْماءُ ـ بقلةٌ ليست بشَديدةِ الخُضرةِ والصَّحراءُ ـ البَرَازُ والصَّهْبَاء ـ الخمرُ للونها والصَّهباء ـ ضربٌ من الذُّباب للونه وقول لبيد

فَلَها هِبَابٌ فى الزِّمام كَأنها

صَهْبَاءُ رَاحَ مع الجنُوبِ جَهَامُهَا

عنى سَحَابةٌ صَهباءَ اللونِ والصَّبغاءُ ـ بقلة بَيضَاء الثمرةِ من قولهم ضَائنةٌ صَبغاءُ وهى البيضاءُ طَرفِ الذَّنَب والصَّيْداءُ ـ الأرضُ الغليظةُ والصَّفراءُ ـ الذهبُ للونها والصَّفْراء ـ الخمر لذلك والصَّفراء ـ وادى يَليْلَ لصُفرة رملته والصَّفْراء ـ المِرَّةُ المعروفة والصفراء ـ الجرادةُ اذا خلت من البَيض لصُفُورها أى خُلوّها من قولهم بيت صِفْرٌ وقيل هى المُصَفَّرة من الشحم والصَّفراء ـ النَّحل قال الهذلىُ

كأنَّ على أنيابها من رُضَابها

سَبيئًا نَفى الصَّفراءَ عنها إيامُهَا

والصَّمَّاء ـ الأرضُ والصَّماء ـ الداهية كلاهما على المثل واشتمل الصَّمَّاءَ ـ اذا اشتمل بثوبه حتى يُجَلِّلَ به جسدَه وقد قالوا شَمْلة صَمَّاءُ والسَّحْمَاء ـ الاسْتُ لِلَوْنها والسَّبْتاءُ من الأرضين كالصحراء والجمعُ سَيَأتَى والسَّمْراء ـ الحِنْطةُ للونها فأما قول ابن مَيَّادةَ

يَكْفِيكَ مِنْ بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ

سَمْراءُ مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ

فقد تكون السمراءُ ههنا حَبَّةَ الحِنْطة ويكون دَرَسَ داسَ ونظير تَسْمِيته إياها السَّمْراء قولُهم فى التَّمْرة السوداء ومنه قول بعض نساء العرب فى أغانيها التى تُنَدِّدُ بها عند تشهير الولائم والاعْذارات ونحْو ذلك

ولو لا الحَبَّةُ السمرا

ءُ لم نَحْلُلْ بوادِيكم

وقد تسمى الحمراءَ وقد تكون السمراءُ أيضا الناقةَ كُنِىَ بذلك عن عَيَسِها ويكون دَرَسَ على هذا راضَ من قولهم ثَوبُ دَريسٌ ـ أى خَلَقٌ لَيِّن والسَّنْواء ـ السَّنةُ الشديدة والزَّعْراء ـ ضَرْبٌ من الخَوْخِ والزَّنْماءُ ـ بقلة يقال لها زَنَمةٌ وزُنْمة على التشبيه بالشاة الزنما والطَّلْساءُ ـ الخِرْقة السوداء التى يُقْدَحُ بها وكلُّ غَبراء

يعلوها سوادٌ طَلْساءُ على ما تقدم والدَّعْجاءُ ـ ليلةُ تِسْع وعشرين والدَّعْصاءُ ـ الارضُ السَّهْلة تَحْمَى عليها الشمسُ فتكون رَمْضاؤُها أشدَّ حرا من غيرها والدَّهْماءُ ـ ليلةُ ثمان وعشرين والدَّهْماءُ ـ جماعةُ الناس والدَّهْماءُ ـ عُشْبة ذات ورق وقُضْبان يُدْبَغ بها والدَّكَّاءُ ـ رابيةٌ من طِينٍ ليستْ بالغليظة والجمع دَكَّاواتٌ والدأْداءُ ـ ما استوى من الأرض والذَّفْرَاءُ ـ نِبْتةٌ ذَفِرةُ الرائحةِ مُنْتِنة واحدتُها ذَفْراءة وقيل هى بَقْلةٌ رِبْعيَّةٌ دَشْتِيَّةٌ تبقَى خَضْراء حتى يُصِيبها البَرْدُ وقِيل هى شجرة يقال لها عِطْرُ الأمة والرَّبْشاءُ والرَّمْشاءُ من الأرض ـ التى أنْبتَ بعضُها دون بعض والرَّخَاءُ ـ أرض ثَرِيَّةٌ لَيِّنة والنَّفْخاءُ والنَّبْخاءُ ـ أرض مرتفعة مَكْرَمة وقيل هما كالرَّخَّاء والنَّكْباء ـ كل ريح تَهُب بين مَهَبِّ رِيحَيْن وانما قيل لها نكباء لانها تَنَكَّبَتْ مَهَبَّ هذه ومَهَبَّ هذه والبَطْحاء ـ موضعٌ من الوادى فيه رمل وحصى صغارٌ والبخْراء ـ عُشْبة مُنْتِنبة الريح سميت بذلك لانها تؤكل فَيَنْجَرُ منها الفمُ والبَحْواءُ ـ موضع بالشام والبَرْقاء ـ الجَرادةُ اذا انسلختْ فصار فيها جُدَّة سوداءُ وأخرى صفراءُ والبرقاءُ من الارض ـ غِلَظٌ فيها حجارة ورمل فاما ما أنشده ابن الاعرابى فيما ذكره الفارسى

قَفانَثْنِ أعْناقَ الهَوَى لِمُرِبَّةٍ

جَنُوبٍ نُداوِى غِلَّ داءٍ مُمَاطِلِ

بمُنْحَدِرٍ من رأسِ بَرْقاءَ حَطَّه

تَوَقُّعُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ

فله عَنَى بالمُنْحَدِر الدمعَ وبالبرقاءِ العينَ وانما سماها بذلك لاختلاطها بلونين من سواد وبياض كذلك ومنه رَوْضة بَرْقاءُ ـ للتى بها لونانِ من النَّبْتِ والبَرْشاءُ من الأَرضِينَ كالرَّبْشَاء والبَيْضاءُ ـ الارضُ التى لم تنبت والبيضاء ـ السَّنةُ الشَّديدة والبيضاء ـ الشمسُ وكل ذلك للبَيَاضِ والبَيْدَاءُ ـ الفَلاةُ والبَتْراءُ ـ طائِرٌ قَصِيرُ الذَّنَب والمَعْزاءُ ـ الارضُ ذاتُ الحَصَى الصِّغار والمَلْحاءُ ـ الشجرةُ اذا سَقَط وَرَقُها وكانت عيدانُها خُضْرًا والمَلْساءُ من الخَمْرِ كالجَرْداءِ والمَرْداءُ ـ وهْدةٌ مُنْبَطِحةٌ لا رمل فيها وقيل هى رملة مُنْبَطِحة لا نبات فيها ومنه قيل للغلام أمْرَدُ ومكان أمْرَدُ أجْرَدُ والمَيْثاءُ ـ الارضُ السَّهلة اللَّيِّنة وقيل هى الرابية السهلة الطيبة والمَيْثاءُ ـ التَّلْعة التى تعظم حتى تصير مثلَ نصفِ الوادى أو ثلثيه وكَسَّرُوها على

اعتقادِ الصفةِ فقالوا مِيْثٌ والمَيْلَاءُ من الرمل ـ عُقْدةٌ ضَخْمة مُعْتَزلة والْيَهْماءُ ـ الارضُ التى لا يُهْتَدَى فيها لطريق والوَعْساءُ ـ الأرضُ السَّهله قال الشاعر

فيا ظَبْيةَ والوَعْساءِ بينَ جُلَاجِلٍ

وبَيْنَ النَّقَا آأنْتِ أمْ أُمُّ سالمِ

والوَعْثاء كالوَعْساء وقد تقدم فى باب الاسم أن وَعْثَاءَ السَّفَر ـ مَشَقَّتُه والوَرْقاء ـ شجرة تَسْمُو فوقَ القامة سُهْلِيَّةٌ الى السواد والوَبْراءُ ـ عُشْبة أثِيثةُ النِّبْتة من قولهم ناقة وَبْراء ـ كثيرةُ الوَبَر

(فَعْلاء صفة مسمى بها) العَنْقَاء ـ مَلِكٌ والعَنْقاء ـ طائر ضَخْم ليس بالعُقاب سميت عَنْقاء لبياض فى عُنقها كالطوْقِ والعَنْقاء ـ العُقاب لأنها تُعْنِقُ بصَيْدها ثم تُرْسِلُه وأصلُ العَنَقِ طُولُ العُنُق وأما تسمية الداهية عَنْقاء فعلى الإِغْراب بها تشبيها بالعَنْقاء المُغْرِبِ من الطير فانهم يزعمون أنه طائر لا يُرَى حتى قيل انه على غير مسمى والعَنْقاء ـ بنت هَمَّام بن مُرَّة والعَضْباء ـ ناقةُ النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم وانما العَضَبُ فى الغنم ـ وهو انكسارُ أحدِ القَرْنَيْن ولم يجئ العَضَبُ فى الابل إلا أن يكون نقصانَ احدى الاذُنين والعَوْجاء ـ اسمُ امرأةٍ قادتْ لسَلْمَى امرأةً من طيئ رجلا يقال له أجَأُ وذهبت بهما فتبعهم بَعْلُ سَلْمَى فَقَتَلَ العَوْجاءَ وصَلَبها على هذا الجبل الذى يقال له العَوْجاءُ وقد تقدّمت القِصَّة والعَشْوَاءُ ـ اسمُ فَرسِ ابنِ سَلَمةَ واسمه حَسَّانُ والعَذْراءُ ـ بُرْجٌ والعَذْراءُ ـ جامِعَةٌ تُوَضُع فى حَلْقِ الانسان لم تُوضَعْ فى عُنُقِ أحَدٍ وقيل هو شئ من حديدٍ يُعَذَّبُ الانسانُ به لاستخراج مالٍ ولِاقْرار بأَمْرٍ وعَفْراء ـ اسمُ امرأةٍ من قولهم ظَبْيةٌ عَفْراءُ من البَياض والحُمرة وأرضٌ عَفْراءُ ـ بَيْضاء والعَوْراء ـ موضعٌ والعَوْراء ـ بنتُ ضبةَ أمّ بنى تميم والعَبلاء ـ موضعٌ من العَبلاء وهى حجارةٌ بيضٌ وحَجْناء ـ اسمُ رَجلٍ وموضعٌ وأبو الْحَجْناء ـ كُنيةُ رَجلٍ من قولهم خُوصة حَجْنَاءُ متَثنية من النَّعمة وثَنِيَّةٌ حَجناء ـ مُنعَطِفَةٌ والحَصَّاء فرسُ حَزْنِ بن مِرداسٍ (١) من قولهم فرس حَصَّاءُ ـ وهى القصيرةُ الشَّعَر والحَوصَاء فَرسُ تَوبةَ بنِ الحُمَيِّر (٢) من العين الحَوصَاء ـ وهى الضَّيقةُ المؤَخَّرِ والحَوْسَاء ـ قَصيدةُ جَرير التى رَثى بها خَالدةَ زَوجَهُ (٣) بنْتَ أوس بن

__________________

(١) قلت قوله الحصاء فرس حزن بن مرداس خطأ والصواب أنها فرس أخيه سراقة بن مرداس وهى التى فرّ عليها يوم أوطاس فقال

ولولا الله والحصاء فاظت

عيالى وهي بادية العروق

ولم أرمثل جرى ألحقته

بأوطاس لقاء لة عقوق

اذا بدت الرماح لها تدلت

اذا ما قلت قد لحقوا أجدت

فسوق جريها بالعيش ريقي

(٢) قوله الحوصاء فرس توبة الخ خطأ والصواب فى اسم فرسه أنه بالمعجمة من الخوص وهو غؤور العين لا بالحاء المهملة

(٣) قوله رثى بها خالدة زوجه الخ أى وهجا فيها الفرزدق والبعيث ومطلعها

لولاء الحياء لعادنى استعار

ولزرت قبرك والحبيب يزار

كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

معاوية سماها بهذا الاسم لِذَهابها فى البلاد من قولهم غَارةٌ حَوْساء ـ مُنتَشرة وحَرْدَاء ـ لقبُ بنى نَهشَلٍ من قولهم نَاقَةٌ حَرداء ـ وهى اليَابسةُ عَصَبِ اليدِ والحَنْفَاء فرسُ حُذيفةَ بنِ بدرٍ من غَنِيٍّ وفَرسُ حُجْرِ بن مُعاوية منهم (١) من قولهم رِجلٌ حَنفاء ـ وهى المائلة فى أحد شِقَّيها وحَبْنَاء ـ اسمُ رَجلٍ من قولهم امرأةٌ حبنَاء ـ فى بطنها سَقِىٌ وحَمامَةٌ حَبناء ـ لا تبيض والحَمَّاء ـ فرسٌ لبعض بنى أسد من الحُمَّةِ ـ وهى السَّوادُ والحَوّاء ـ فَرسُ علقمةَ بن شهاب من قولهم ناقة حَوَّاء ـ وهى السَّوداء الى الحمرة وحَوَّاء ـ اسمُ امرأة من قولهم شَفَةٌ حوّاء وهى كاللَّعسَاء والهَيْفَاء ـ فرسُ طارقِ بن حَصَبة الضَّبىّ (٢) من الهَيَفِ ـ وهو رِقَّةُ الخَصر والخَلْقاءُ والخُلَيقاء ـ ما بين العينين حيث تلتقى الجبهة وقَصَبةُ الأنف وهما خُلَيقاوان وضربه على خَلْقَاء مَتنهِ ـ أى الموضع الأملَس منه وكُلُّه من الصفات وهى المَلْساء وخَرْقَاء ـ اسمُ امرأةٍ من قولهم امرأةٌ خَرقَاء ـ وهى ضِدُّ الصَّنَاع والخَرقَاء ـ الخمرُ لخُرقِ شَاربها وبَنُو خَشْناء ـ حىّ من العرب من قولهم أرض خَشْناءُ ـ وَعِرةٌ والخَوْصَاء ـ موضعٌ من قولهم رَكيَّة خَوصَاءُ غَائرةٌ وعَينٌ خَوصَاءُ كذلك والخَرْساءُ ـ الدَّاهيةُ من قولهم خِطَّة خَرْساء ـ لا يُهتدى للخروج منها وشَربةٌ خَرساءُ ـ لا يُسمعُ لها صَوتٌ لكثَافَتها وخَنسَاءُ ـ اسمُ الشاعرة من قولهم نَعجة خَنْساء ـ مُتأخّرةُ الأنفِ والخَرْماءُ ـ عَينٌ معروفةٌ الى جَنْبها أُخْرى من قولهم رَكيَّة خَرمَاءُ ـ اذا انخرم ما بينها وبين التى تليها والخَرْماءُ ـ فرس لبنى أبى ربيعة والخَرْماء ـ أسماء بنتُ عَوْف بنِ القَعْقَاعِ من الخَرْم ـ وهو الشَّقُّ فى أحد جانبى المَنْخرين والخَذْواء ـ فرسُ شَيْطانِ بنِ الحَكَم من قولهم اذنٌ خَذْواء ـ مُسترخيةٌ مائلةٌ وبَنُو الخَضراء ـ بَطنٌ فى جُذَام والغَرَّاء ـ فرسٌ بعينها من قولهم فرس غَرَّاء ـ وهى المنتشرة الغُرَّةِ والغَبْراء ـ فرسٌ للونها وقد تقدم أنها الأنثى من الحَجَل وأنها السماء (٣) والقَرْعاء ـ مَوضعٌ من قولهم أرض قَرْعاء ـ لا تُنبِتُ والقَرْعاء ـ ماء لبنى مالك بن حَنظلةَ من ذلك وكَرْشَاء ـ اسمُ رَجُلٍ من قولهم أتَانٌ كَرشَاءُ ـ عظيمةُ البطنِ وقَدّمٌ كَرشاء ـ ممتلئةُ الأخْمَصِ والكَدْرَاء ـ موضعٌ من قولهم نُطْفة كَدْراءُ ـ غَيرُ صافيةٍ

__________________

(١) قلت قوله الحنفاء فرس حذيفة بن بدر من غنى وفرس حجر بن معاوية منهم خطأ والصواب ان حذيفة بن بدر وحجر بن معاوية وقيل ابن عقبة بن حذيفة فارسى الحنفاوين ليسا من غنى وانما هما من فزارة بن ذبيان وحديفة بن بدر هو صاحب حرب داحس والغبراء وهو الذى كانت تقول له العرب فى الجاهلية ربّ معدّ وأين فزارة من غنى

(٢) قلت قوله فرس طارق بن حصبة الضبى خطأ والصواب أنه ليس من ضبة وانما هو طارق بن حصبة ابن أزْنَم اليربوعى الأزنمى

(٣) قلت أخطأ ابن سيده فى تفسير السّماء بالغبراء وخالف حديث أبى ذرّ والصواب أن الغبراء هى الارض لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما أظلّت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدقَ لهجة من أبى ذرّ الخضراء السماء والغبراء الأرض ولقول طرفة بن العبد

رأيت بنى غبراء لا ينكرونني

ولا أهل هذاك الطراف الممدّد

وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

والجَدْعَاء ـ ناقةُ النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قولهم أُذنٌ جَدْعَاء ـ مقطوعةٌ وأعْرفُ ذلك فى الأنف وبَنُو جَدْعاء ـ بطنٌ من العرب من ذلك والجَرْباء ـ احدَى بَناتِ المجبِّر بن لُعْط الهَمْدانى وهُنّ ثَلاثٌ من قولهم نَاقةٌ جَربَاء ـ جَرِبة وعَينٌ جَرباء ـ فيها كالجَرب والجَلْحاءُ ـ بلدٌ معروفٌ من قولهم أرض جَلْحاءُ ـ لا تُنبِتُ وقيل هى المأكولةُ النَّباتِ والجَوْزاء ـ بُرجٌ من بُروج السيماء من قولهم نعجة جَوْزاءُ ـ وهى البيضَاءُ الوسَطِ وأبو الجَوزاء ـ كُنيةُ رجلٍ منه والجَوْفاء ـ موضعٌ وقولهم رَكيَّة جَوفَاءُ ـ مُتسعَة الجَالِ والجَوْفاء ـ مَاءةٌ لبنى سَلِيطٍ من ذلك والجَبَّاءُ ـ صَوْمعة فوقَ تَكْرِيتَ قال

وما كانَتِ الجَبَّاءُ مِنِّى مَظِنَّةً

ولا ثَمَدُ الكَوْدَيْنِ ذاكَ الْمقَدَّمُ

من قولهم ناقةٌ جَبَّاءُ ـ وهى القصِيرةُ السَّنامِ عن قَطْع فكأنه ضدّ والشَّقْراءُ ـ فرسُ ربيعةَ بن أُبَىٍّ من الشُّقْرة والشَّقْراء ـ قرية لِعُكْلٍ بها نخْل قال زِيادُ ابن حمل

مَتَى أمُرُّ على الشَّقْراءِ مُعْتَسِفاً

خَلَّ النَّقا بمَرُوحٍ لَحْمُها زِيَمُ

وشَعْثاء ـ اسم امرأة والشَّهْباءُ ـ اسم كَتِيبة من كتائبِ النُّعْمان كان فيها إخوته وبنو عمه ومَنْ تَبِعَهم من أعوانهم وعبيدهم لبياضِ وُجُوههم وشَمَّاء ـ اسم امرأة من قولهم امرَأةٌ شَمَّاءُ ـ مرتَفِعةُ أرنبِة الأنفِ وشَمَّاءُ ـ أكَمةٌ بعينها من ذلك والضَّحْياءُ ـ فرسُ عَمرو بن عامرٍ من هَوازنَ من قولهم لَيلةٌ ضَحْيَاءُ ـ مُضيئةٌ طَلقةٌ والصَّقْعاءُ ـ طائرٌ من قولهم عُقابٌ صَقْعَاءُ ـ فى ذنبها بياضٌ والصَّهْباءُ ـ بنتُ بَسطَام وبها كُنى من قولهم ناقةٌ صَهبَاء ـ وهى بينَ البياضِ والحُمرة والصَّيْداءُ ـ حىُّ من العرب من قولهم ناقة صَيدَاءُ ـ وهى الملتويةُ العُنُق وقد تكونُ من الصَّيدَاءِ ـ وهى الأرضُ الغليظَةُ والصَّفراء ـ فرسُ الحرثِ بنِ الأصَم هَوَازِنىُّ من قولهم ناقَة صَفرَاءُ ـ وهى السَّودَاءُ وقد تكون الصَّفراءُ من الخَيل والسَّعْفَاءُ ـ احدَى بَناتٍ المجَبِّر بن لُعْط الهَمْدانى من قولهم ناقة سَعْفاء من السَّعَفِ ـ وهو دَاءٌ يتمعَّط منه خُرطومُها ويَسْقطُ شَعرُ العَين وهو فى النُّوق خاصَّة دُون الذُّكور والسَّفعَاءُ ـ أمُّ بنى يَربوعٍ من السُّفْعَة وهى السَّوادُ والزَّعْرَاءُ ـ موضعٌ من قولهم

أرض زَعراءُ ـ لا نباتَ فيها والزَّرقاء ـ فرسُ رافع بن عبد العُزَّى من هَوازِنَ وذكر أبو عبيدةَ أنها كانتْ زرقاءَ فاذا كان ذلك جاز أن تكونَ صفةً غالبةً ويجوزُ أن تكونَ من قولهم نُطفةٌ زَرْقاء ـ وهى الصَّافيةُ وزَبْراء ـ امرأةٌ متكَهنَةٌ لِبَنِى رِئَامٍ بطنٌ من العرب وقيل هى خادِمُ الأحنَف كان اذا غَضِبتْ قال لها هاجَتْ زَبْراءُ فصارَ مثلاً لكلّ مَن غَضِب من قولهم امرأة زَبْراءُ ـ عظيمةُ الزُّبْرةِ ـ وهى مَا بين الكَتِفينِ ودَعْجاءُ ـ بنتُ هَيصَمٍ من قولهم عَينٌ دَعْجاءُ أو لَيلةٌ دَعجاءُ وهما السَّوداءُ وبنو الدَّرْعاءُ ـ قبيلة من قولهم نَعجة دَرْعاء ـ وهى البيضاءُ صَفْح العُنُقِ وظَمْياءُ ـ بنتُ طلبةَ بن قيسِ بن عاصمٍ من قولهم شَفَة ظَمْيَاءُ ـ وهى السَّوداءُ والثَّرْماءُ والثَّلْماء ـ موضِعان من قولهم أرضٌ ثَرْماءُ وثَلِّماءُ اذا أُكِل نَبتُها والرَّعناءُ ـ البَصرةُ من قولهم أرضٌ رَعْناءُ ـ كثيرةُ الحجارةِ وقيل هى التى فى حِجارَتها رَخَاوةٌ وقد تقدم أن الرَّعنَاءُ ضربٌ من العنَبِ فى باب الاسماء والرَّقْعاء ـ فَرس عامر الضَّبِّى من قولهم امرأةٌ رَقْعَاءُ ـ رَسْحاءُ وابن الرَّعلاءِ ـ شاعِر غَسَّانىّ من قولهم نَاقةٌ رعْلاءُ ـ وهى المشقوقَةُ الاذنِ والرَّقطَاءُ ـ لقبُ الهلاليةِ التى كانتْ فيها قصةُ المغيرةِ من قولهم نعجةٌ رقطَاءُ ـ وهى التى فيها سوادٌ وبياضٌ ووجهٌ أرقطُ ـ مَنَّمَش والرَّقطاءُ ـ من أسماءِ الفِتَن وفى حديث حذيفة «سَتكون فيكم الرَّقطَاءُ والمُظلِمةُ» وأصْلُها الصّفةُ أيضا لقولِ العجاج

* ولَبِسَتْ للموت جُلًّا أخْرَجَا*

لأن الخُرجَة كالرُّقطة وبنو الرَّمداء ـ بَطنٌ من العرب من قولهم امرَأةٌ رَمْداء رَمِدَةٌ ونجْلاء ـ شعبةٌ تَدفَعُ فى يَنْبُوع من قولهم عين نَجْلاءُ ـ واسعةٌ والفَلْحاءُ ـ نَبْزٌ لبنى دَارمٍ من قولهم شَفَةٌ فَلْحاءُ ـ فيها شَقٌّ ومنه قيل لعنترة الفَلْحاءُ والبَطْحاءُ ـ موضعٌ من البَطْحاء ـ وهو ما انبطح من الوادى وقد تقدَّم والبَغْثَاء ـ جماعةُ الناس من قولهم أرضٌ بَغْثاء ـ مُختَلِطةُ النبتِ والبُغْثَة ـ لَونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياض والبَلقاءُ ـ أرضٌ بالشَّأْم من قولهم أرضٌ بَلقاءُ ـ اذا أُكِل بعضُ نباتها والبَيضَاءُ ـ فرسُ قَعْنب بن عَتَّاب الرِّياحى وبَيْضاء حرس ـ موضع وقيل كتيبة وبَيْداءُ ـ موضعٌ بين مكةَ والمدينة وفى الحديث «ان قوماً يغزُونَ البيتَ فاذا

نزلوا البَيداءَ بعثَ اللهُ عليهم جبريلَ عليه‌السلامُ فيقول يا بَيداءُ بِيْدِى فيُخسَفُ بهم» وأبو البَيْداءِ ـ كُنية رَجُلٍ وأصل البَيْدَاء ـ الأرضُ القَفْرة والبَرْشاءُ ـ كالبَغْثَاءِ من قولهم أرض بَرشَاء كبغثاء والبَرْشاءُ ـ أمُّ قيس وذُهْلٍ وشيبانَ بَنِى ثعلبة من ذلك وقيل هو تأنيثُ الأبرشِ مقلوبٌ عن الأربَش والمَلحَاء ـ كَتيبَةٌ لآل جَفْنةَ من المَلَح ـ وهو البياضُ وعينٌ مَلْحاء ـ بينة المُلْحَة تَضرِبُ الى البياضِ ومَغْراءُ ـ اسمُ رجلٍ من المُغْرة وهى حمرةٌ فى بياضٍ يقال رَجُلٌ أمغَرُ وصَقْر أمغَرُ وضربه على مَلْسَاء مَتنهِ ومُلَيسَائه ـ أى حيثُ استوَى وتَزلَّق من قولهم أرضٌ مَلْساءُ ـ مُستويةٌ سَهْلةٌ والمَرْداءُ ـ موضعٌ من المَرْدَاءٍ ـ وهى رَملةٌ مُنبطِحَةٌ لا نَبتَ فيها ومَيْثَاءُ ـ اسمُ امرأةٍ من قولهم أرضٌ مَيثَاءُ ـ طَيبة عَذِيَةٌ والوَحْفَاءُ ـ مَوضعٌ من قولهم أرضٌ وحْفَاءُ ـ فيها حجارةٌ سُودٌ وابنُ وَرْقاءَ ـ من فُرْسانهم من الوُرْقة ـ وهى سَوادٌ يَضرِبُ الى بياض كَدُخانِ الرِّمثِ

(فعلاء مختلف فى أفعلها) امرأةٌ خَثْواء ـ سمينة ولا يقالُ ذلك للرجل* وقال ابن السكيت* رَجلٌ أخْثَى وليس بثَبْت ونَاقةٌ قَصْواءُ ـ مقطوعةُ طَرفِ الاذنِ ولا يقال للذكرِ أقْصَى وانما يقال مقصوٌّ ومَقصِىٌّ هذا قول الأصمعى وابن السكيت وحكى بعضُهم جَملٌ أقْصَى ويستَعملُ القَصْواءُ فى المَعَز وناقة سَعْفاءُ وقد سَعِفَتْ سَعَفًا ـ وهو داءٌ يتمعَّطُ منه خُرطُومُها ويَسقُطُ منه شَعَر العين* قال أبو عبيد* هو فى النُّوق خاصَّةً دونَ الذكورِ وحكى غَيرُه جَمٌ أسْعفُ ـ اذا أصابُه ذلك وأرضٌ نَبْخاءُ ـ مُرتفعةٌ ونَفْخَاءُ ـ يُسمعُ لها صوتٌ اذا وطِئتَها الدَّوابُّ هذا قول أهل اللغة وأما الفارسىُّ فحكى مكانٌ أنبَخُ وأنفَخُ

(فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهةِ اختلافِ الخِلْقةِ أو الطَّبعِ أو التشبيه بالمذَكَّر) ناقةٌ عَكْنَاءُ ـ اذا غَلُظَ لحمُ ضَرَّتها وأخْلافُها وكذلك السّاةُ وكُلُّ لحم غَلُظَ فقد تَعكَّنَ ونَاقةٌ عَجْناءُ ـ فى أسفلِ حَبائها لحمٌ نابتٌ ولا تَكادُ تَلقَحُ حتى يَذهبَ ذلك وقد عَجِنتْ عَجَنَا ونَخْلةٌ عَشْواءُ ـ متأخِّرةُ الحَملِ وامرأة عَذْراءُ ـ لم تُقْتضَّ ورملة عَذْراء ـ لم تُسْلَكْ وقيل لا أثرَ بها وهو مثل بالمرأة وامرأة عَفْلاءُ وقَرْناءُ العَفَلُ

ـ ما زاد على سَطح الرَّحِم والقَرَنُ ـ ما لم يَزدْ وحَمامةٌ حَبْناءُ ـ لا تَبيضُ وامرأة خَلْقاءُ ـ رَتْقاءُ مثل بالهَضْبة الخَلْقاءِ لأنها مُصمَتةٌ مثْلها وامرأة خَوْقاءُ ـ واسعةٌ وقيل هى التى ليس بين دُبُرها وقُبلها حجابٌ وناقةٌ خَبْراءُ ـ مُجرَّبة بالغُزْر وجمعها خُبورٌ وامرأة خجْواءُ ـ واسعةٌ وقَبْعاءُ ـ للتى اذا نكحَها الرجلُ انقبعتْ إسكَتَاها فى فرجها وهو عيبٌ وليلة قُمراءُ ـ مُقمِرةٌ قال

* يا حبَّذَا القَمْراءُ واللَّيلُ السَّاجْ*

وأنكرها بعضُهم وامرأة خَجْراء ـ منتنةُ الفرج وقيل واسعتُه من قولهم خجِر جَوف البئر ـ اذا اتسعَ وامرأة جدَّاءُ ـ صغيرةُ الثَّدى وناقة جَدّاءُ ـ قد انقطع لبُنها وكذلك الأتان والشَّاةُ وشاةٌ جدَّاء ـ قد انقطَعَ خِلْفُها وقيل الجدّاءُ من كل حَلُوبة ـ الذَّاهبَة اللَّبنِ عن عيب ومفَازةٌ جدَّاء ـ يابِسةَ وسنة جَدّاءُ ـ مَحْلة وشَاةٌ شَحْصَاء ـ لا حملَ لَها ولا لبنَ وامرأةٌ ضرْعاءُ وضَريعةٌ ـ عظيمة الثَّدْيَينِ ومِن الشَّاءِ العَظيمةُ الضَّرعِ وامرأة ضَهْواءُ وضَهْياءُ ـ لا تحيض وقد تقدَّمت فى المتعادِل وناقَةٌ صَرْماء ـ قَليلةُ اللبن وصَربَاءُ ـ مُحَفَّلَةٌ يوما وليلةً وأكثَرَ والجمع صَرايَا وجرادةٌ صَفْراءُ ـ خاليةُ الجَوفِ من البَيضِ ونَخْلةٌ سَنْهاءُ ـ تحمِلُ سنةً ولا تَحمِل اخرى قال الشاعر

لَيسَتْ بِسَنْهاء ولا رُجَّبِيَّةٍ

ولكنْ عَرايَا فى السِّنين الجَوَائح

وناقةٌ سَجْواءُ ـ ساكنةٌ عند الحَلَب ونَاقَةٌ سَجلاءُ ـ عظيمةُ الضَّرع وشاة سَلْياءُ ـ اذا نزعت سَلَاها وذلك عند انقطَاعه فى بَطنها وقد سَلَيتُها سَلْيًا ورُبما قيلَ ذلك فى الابل وامرأةٌ زَخَّاءُ ـ تَزُخُّ بمائها عند الجماع وامرأة دَفْراءُ كجَخْرَاء ودَقْناء ـ ملتويةُ الجَهَاز وذَنَّاء ـ لَايْرقأ دَمُ حيضها وشاة ثَعْلَاءُ ـ فوقَ خِلْفِها خِلفٌ صغير زائدٌ واسمه الثُّعْل وناقَة رَوْعَاءُ ـ حَدِيدةٌ وامرأة رَفْغَاء ـ صغيرةُ المَتاع عميقتُه يابسته ونَاقَة رَفْقاء ـ اذا استد إحْليلُ خِلفِها وامرأة صَرَّاءُ ـ رَتْقَاء لانها مُصْمتة كالصَّخرة ولَخْواءُ ـ واسِعة الجَهَاز ولَطْعاءُ ـ صغيرته والَّلطَعُ ـ قلةُ لحم الفرجِ وما حولَه ولَصَّاء ـ رَتقَاءُ ولَثْياءُ ـ كثيرةُ عَرقِ الفَرج ونَفْسَاءُ ـ نُفَسَاءُ وقد تقدم جميعُ ما فيه من اللُّغات وبَظْراءُ ـ طويلةُ البَظْرِ والاسمُ

البَظَرُ ولا فعلَ له فأما الأبظَر من الرِّجال ـ فالذى لم يُختَن والأبظرُ أيضا ـ النّاتئ الشفَةِ العُليا مع طُولها وامْرَأةٌ مَقَّاءُ ـ طويلةُ الاسْكَتين صَغِيرةُ المَتاع دَقِيقَةُ الشُّفْرَينِ ومَتْكاء ـ بظراء وقيل مُفضَاةٌ وقيل هى التى لا تُمسِكُ البولَ (فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهة أنها ليس لها مذكرٌ يعادِلُها من نوعها) قَوسٌ عَطْلاءُ ـ بلا وتر ودِرْعٌ حَصْداءُ ـ صُلبة شَديدة ورَحِمٌ حَصَّاءُ ـ مقطوعةٌ ونَجْدة حَمْساءُ ـ شديدةٌ قال

* بنجْدةٍ حَمْساءَ تُعْدِى الذِّمْرا*

وعينٌ جَأْواءُ ـ عظيمة وقوسٌ حَدْلاءُ ـ اذا حُدِرت إحدَى سِيَتيها ورفعت الأُخْرى ورِيحٌ حَدْواءُ ـ تحْدُوا السَّحاب وكُدْريَّة حَذَّاء ـ سريعةُ الطيَران ولم يقولُوا كُدرِىَّ أحذُّ وعينٌ حَذْلاء ـ فِيها انْسِلاق من حَرٍّ أو بُكاءٍ وأذُن خَذْواءُ ـ كأنها قد حُذِفت وبئْر هَوْهاءُ ـ لا يجدُ مترجّلُها أين يضَع رِجله وريخٌ خَرْقاءُ ـ لا تدوم على جِهَتها فى هُبُوبها وأذُن خُرقاء ـ فيها خَرْق نافذ وناقة خَرْباء ـ وارمة الضَّرْع وأُذُن خَذْواءُ ـ مسترخِيَة متثَنِّية وقيل خفيفةُ السمْع ودِرْع خَدْباءُ ـ ليِّنة ودِرْع قَضَّاءُ ـ خشِنة المَسِّ من القَضَض ـ وهو الحَصَى الصِّغار لأنها تَفَضُّ على المس وقيل لها قَضَّاء لأنها تفَضُّ على لابسها كأنها من خُشُونتها تصيرُ كالحَصَى الصِّغار على جسَده وربما كان ذلك من جِدَّتها ثم تنسَحِق وتلِينُ وقد قَضَّت ـ صَلُبت وقَضَّضها صانِعُها ـ أحكَم تركِيبَ حَلَقها وقدم كَرْشاءُ ـ استرخَى أخمَصُها وانبطَحتْ على الأرض فى .... (١) قبيحةُ رائحةِ الرَّحم ويَدٌ جَسْئاءُ ـ مشتدَّة من العمل وقد جَسَأت تجسَأُ ودِرْع جَدْلاءُ ـ مجدولةُ الحَلَق والجَدْلاء من الآذان كالصمْعاء إلا أنها أطولُ وأذُن شَرْفاءُ ـ مشرِفةٌ وشَفَة شَنْفاءُ ـ منقلِبة ولا تكون إلا العُلْيا وقالوا الشمس صَغْواءُ وسَغْواءُ ـ مائلة للغُرُوب وغارَةٌ سَحَّاءُ ـ سريعةٌ قال الصدِّيق رضى الله عنه لبعض أُمَراء جيوشه «أغِرْ عليهم غارةً سَحَّاءَ أو سَحْاءَ لا تتَلاحقُ عليك جموعُ الرُّوم» وعينٌ سَبْلاءُ ـ طويلةُ الهُدْب وليْلة طَخْياءُ بيِّنة الطَّخاءِ ـ اذا كان السَّحاب بغير قَمَر والدَّرْعاء من لَيالِى الشهر ـ من إحدَى عشْرةَ الى ثلاثَ عشرةَ وهى الليالى الدُّرَع وقد أبنت وجه الشُّذوذ فيه

__________________

(١) بياض بالاصل

عن طريق حكم التكسير وقيل الدَّرْعاء ـ التى لا قَمَر فيها من أوّل الليل وقد قيل أدْرعَ الشهرُ ـ جاوَزَ النصف وجُلَّة دَسْماءُ من الدَّسَم ـ وهو الودَك وساقٌ ظَمْياء ـ معتَرقةُ اللحم وبِئْر لَجْفاءُ ـ فى جالِها غارٌ وقد لَجِفتْ لَجَفا وتَلَجَّفت ـ ذهبَ من جَوانبها وأسفلِها وأذُن لَزْقاءُ ـ ملتَزِقة بالرأس وأذنٌ فَرْكاءُ ـ مسترخِيَة الاصلِ وساقٌ مَسْداءُ ـ مستويَة حسَنة وأرضٌ يَهْماءُ ـ لا يُهتَدَى فيها الطريق لا يقال مكانٌ أيْهمُ ولكنه من قولهم رجل أيهَمُ ـ وهو الشُّجاع والأصمُّ فكأنَّ هذه الارض لا يُهتَدَى فيها كما لا يهتَدَى لهذين من أين يُؤتَيان كذا ذكر فى كتابه الموسوم بالتمام وقال فى شرح شعر المتنبِّى بَرُّأيْهَمُ وعادل به يَهْماءَ فاذا كان كذلك فليس من غرض بابنا هذا وركيَّة وَقْباءُ ـ غائرة

(فَعْلاء المطابقة اللفظ لموصوفها) المبالَغة بها قالوا العَرب العَرُّباء والعارِبَة ـ يعنى طَسْما وجَدِيسا وهَلَكة هَلْكاءُ ـ عظيمة شديدة وجاهِليَّة جَهْلاءُ ـ شديدة وصَفَاة صَفْواءُ ـ مَلْساءُ شديدة والسَّوْأَة السَّوْآء ـ الفَعْلة القبيحة وداهِيةٌ دَهْياءُ ودَهْواءُ ـ شديدة ووقَعُوا فى الرَّقَم الرَّقْماء ـ أى الداهيةِ وليلةٌ لَيْلاءُ ـ شديدة ولَيْل أليْلُ كذلك كما قالوا يومٌ أيوْمُ ويَومٌ

(فَعْلاءُ لا أفعَلَ لها من جهة السماع) عنْز عَقْصاءُ ـ ملتَوية القرْنين على أذُنيها من خَلْف وامرأةٌ عَكْناءُ ـ فى بطنها عُكَن وامرأة عَكْباء ـ غَليظةُ الشَّفَتين وشاةٌ عَكْواءُ ـ بيضاءُ الذَنب والعَجْزاءُ ـ التى عَرُض قَطَنها وثَقُلت مَأْكَمتها فأما قولهم للعُقاب عَجْزاءُ فللبَياض الذى فى عَجُزها ليس وَصْفا بكبَر العُجز وناقة عَجْناءُ ـ سمينةٌ وقد عَجِنت عَجَنا وقد تقدم أنها هى التى فى أسفَلِ حَيائها لَحمٌ نابِتٌ وامرأة عَجْماء ـ مسنَّة وناقة عَجْباءُ بيِّنة العَجَب ـ غليظة عَجْب الذَنب وقد عَجِبت عَجَبا وناقة عَجْباءُ أيضا بيِّنة العُجْبة والعَجَب ـ اذا دَقَّ أعلَى مؤخَّرها وأشرفت جاعِرتَاها وذلك قبيح والعَشَّاء من النخل والشجَر ـ التى رَقَّت من أسفلها وانجرد كرَبُها أو لِحاؤُها قال

* لَدَى السَّرْحةِ العَشَّاءِ فى ظِلِّها الأدم*

ويروى العَشْواء ـ وهى الكَثيِفة وناقة عَشْواءُ ـ حديدة الفُؤاد لا تتعهَّد مواضعَ

أخْفافها وهَضْبة عَيْطاءُ ـ طويلة ونعجةٌ عَلْطاءُ ـ بعُرْض عُنُقها عُلْطة سوادٍ وسائرُها أبيضُ وبعض العرب يقلب فيقول اللَّعْطاء وأرض عَرْماءُ ـ بيضاءُ وشاة عَرْماء ـ بيضاءُ الرأسٍ وسائرُها أىّ لون كان والعَوْراء ـ الكلمة القبيحة قال الشاعر

وعَوْراءَ جاءتْ من أخٍ فردَدْتها

بسالِمَة العيْنينِ طالبةٍ عُذْرا

وزاد الفارسى عن بعض أشياخه

ولو أنَّنى اذْ قالها قلتُ مثلَها

ولم أُغْضِ عنها أورثَتْ بيننا غِمْرا

قال وهذا من حُرِّ الشعر وناقة عَرْفاءُ وضَبُعٌ عَرْفاءُ ـ ذات عُرْف وحَيَّة عَرْفاء ـ فيها نُقَط بِيض وسودٌ وشاةٌ عَيْناء ـ مسوَدّة العِينةِ ـ وهى موضِعُ المَحْجِر من الانسان وقيل هى ـ التى اسودَّت عِينَتها وسائرُها أبيضُ وكذلك ان ابيضَّت والحَوْقاء ـ الكَمَرة الغليظةُ الحُوْق والحُوْق ـ حُروف الحشَفة المحيطةُ بها والحَجْناء ـ العَوْجاء وأذُن حَجْناء ـ اذا مال أحدُ طرَفَيْها على الآخَر من قِبَل الجبهة سُفُلا وصُوفة حَجْناء ـ مائلة متهدِّلة ونَعجةٌ حَجْلاء ـ اذا ابيضَّت أوْظِفتُها ونُشَّابة حَشْراء ـ دقيقةُ الطرَف وعنْز حَلْساءُ ـ للتى بين السَّواد والحمرة لونُ بطنها كلون ظَهْرها والحَسْناء من النِّساء ـ الحَسَنةُ ولا يقال للذكر أحْسَنُ إنما يقال هو الأحْسن على ارادة التفضيل وكذلك هى الحُسْنَى لا تسقُط منهما اللامُ لأنها معاقِبة وأما قراءة من قرأ «وقُولُوا للناس حُسْنَى» فزعم الفارسى أنه اسم للمصدر وسنَة حَمْساءُ ـ شديدةٌ وناقة حَوْساءُ ـ شديدة النفْس والوَطْأة الحَمْراء ـ الجديدةُ وقد حكى وَطْء أحمرُ وليس بصحيح وأرضٌ محَثْواء ـ كثيرةُ التراب والحَوْثاء ـ الضَّخْمة البطن المسترخيةُ اللحمِ وامرأة حَوْثاء ـ سمينةٌ تارَة وناقةٌ حَنْواءُ ـ فى ظهْرها احدِيداب وعنْز حَنْواءُ ـ للتى مال قَرْناها على سالِفَتيها وبئر هَوْهاءُ ـ لا متعَلَّق بها ولا موضِعَ لرِجل نازِلها لبُعْد جَالَيْها ولم يقولوا قَلِيب أهْوأُ وروضة هَوْغاءُ ـ كثيرةُ الماءِ وطَعْنة هَوْجاءُ ـ اذا اتَّسعت وهَجَمت على الجَوف وأرضٌ هَوْجاءُ ـ متباعِدة الأرجاءِ ودِيْمةٌ هَطْلاءُ ـ هَطِلة وناقة هَدباءُ ـ متقدّمة وأرضُ هَيْماءُ ـ لا ماء بها وقيل لا يُهتدَى فيها لطريق ومَفازَة خَرْقاءُ ـ بعيدة

وشاةٌ خَرْقاء ـ مثقوبةُ الأذنِ وناقة خَرْقاءُ ـ هَوْجاءُ وكَتِيبة خَضراءُ ـ اذا كانت عِلْيتها سواد الحديد وخَضِرة ولم يقولوا جَيْش أخضَرُ وظَهِيرة خَوْصاءُ ـ أشدّ الظَّهائِر حَرًّا لا تستطيع أن تُحِدّ طَرْفك فيها الا مُتخاوِصا قال الشاعر

* حِينَ لاحتْ ظهيرةٌ خَوْصاءُ*

وشاةٌ خَوْصاء ـ اذا اسودَّت إحدى عينيها وابيضَّت الأُخرَى وامرأة خَسَّاءُ ـ قبيحةُ الوجه اشتُقَّت من الخَسِيس وشَرْبة خَرْساء ـ لا يُسمَع لها صوتٌ من خُثُورتها وتَلبُّدها ولم يقولوا شُرْب أخرَسُ وكَتِيبة خَرْساءُ ـ لا يُفْهَم الكلام فيها لكثرة الأصْواتِ ولم يقولوا جَيْشٌ أخرسُ ونعامة خَيْطاءُ ـ طويلةُ العُنُق ولم يقولوا ظَليمٌ أخْيَطُ وعينٌ خَدْراءُ ـ فاترةٌ وناقة خَدْباءُ كخرقاء وضرْبة خَدْباءُ ـ هاجةٌ على الجَوْف ونعجة خَدْماءُ ـ بيضاءُ الأوْظفةِ أو الوَظِيفِ الواحد وسائرُها أسودُ وقيل هى التى فى ساقها عند الرُّسْغ بَياضٌ كالخَدَمة فى السَّواد أو سَوادٌ فى بياض والاسم الخُدْمة ووقعوا فى يَتَمة خَذْواءَ ـ أى قد تثَنَّت من النَّعَمة وشاةٌ خَرْماءُ ـ للتى انشَقَّت أذُنها عَرْضا ولم تُبَنْ وامرأةٌ خَوْثاءُ ـ سَمِينةٌ وقيل مسترخِيَةُ أسفلِ البطنِ وعَنْز خَرْباءُ ـ مخرُوبةٌ الأذُن وهى الخَرْماء ليسا على البدَل فأما الأخربُ والأخْرَم المشقُوق الاذنِ والأنْف فهو من الناس وأكَمَة خَرْماء ـ اذا كان لها جانِبٌ لا يمكن الصُّعُود منه ولم يقولوا حَزْن أخْرَمُ وأرضٌ خَبْراء ـ فيها آثارٌ للفأْر وامرأة خَلْباءُ ـ خَرْقاءُ فى عملها بيديْها وقد خَلِبت خَلَبا وعَنْز غَشْواءُ ـ يُغَشِّى وجْهها بياضٌ وغَضْفاءُ ـ منحطَّةُ أطرافِ الأُذُنين من طُولهما وقُذَّة غَضْفاءُ ـ مُعْبَرة طويلةُ الرِّيش مأخوذٌ من الغَضَف فى الأُذُن ولم يقولوا رِيش أغضَفُ وأرض غَضْياءُ وغَضِيَة ـ كثيرةٌ الغَضَى والوَطْأة الغَبْراء ـ الدارِسةُ وسنةٌ غَبْراءُ ـ شديدةٌ وعَنْز غَدْفاءُ ـ بيضاءُ العيْنين وحَدِيقة غَلْباءُ ـ طويلة الشَّجر ولم يقولوا بُستانٌ أغْلَبُ وانما الأغْلَب الغليظُ العُنُق من الحيوان والأنثى غَلْباءُ وقيل الحَدِيقة الغَلْباء ـ المُلْتفَّة النَّبْتِ وقد يكون الاغْلِيلاب فى العُشْب والشجر ونخلةٌ غَلْباءُ ـ متمكِّنة فى الأرض غليظةُ العَجُز والغَلَبُ من النخل فى أعجازِه ومن الحيوان

فى رِقَابه وشجرةٌ غَيْناءُ ـ كثيرةُ الأوراق ملتَفَّة الأغصانِ ولم يقولوا شجرٌ أغْينُ وانما قالوا مُغْيِن وشجرة غَيْفاءُ ـ كغَيْناء وكذلك الحديقةُ وامرأة قَعْواءُ ـ دقيقة الفَخِذين والقَعْواء ـ الدَقِيقة سنَة قَفْعاءُ ـ شديدةٌ حكاها أبو على عن ابن الاعرابى وناقةٌ قَرْواءُ ـ عظيمةُ الفَرَا ودار قَوْراءُ ـ واسعةٌ ولم يقولوا مَنْزِل أقْورُ ولُمْعة قَمْراءُ ـ اذا كانت بيضاءَ كثيرةً ولم يقولوا مَنْبتِ أقْمَرُ ولا صِلِّيانٌ أقْمَرُ وشاةٌ قَبْلاءُ ـ للتى أقبَل قَرْناها على وَجْهها وأتانٌ كَرْشاء ـ ضخْمةُ الخَواصِر ولم يقولوا عَيْر أكْرشُ انما الأكْرش العظيمُ من الانسان والأنثى كَرْشاءُ ودَلْو كَرْشاءُ ـ عظيمة ولم يقولوا غَرْبٌ أكرَشُ ولا سَلْم أكرَشُ وقَدَمٌ كَرْشاءُ ـ كثيرة اللّحْم ولم يقولوا أخْمَص أكْرشُ ولُمْعة كَوْساءُ ـ كثيرةٌ ملْتَفَّة مُتَكاوِس بعضُها على بعض وامرأةٌ كَرْواءُ ـ دقيقةُ الساقينِ وناقة كَوْماءُ ـ عظيمةُ السَّنام وكَتِيبةٌ جَأْواءُ ـ اذا كان عليها صدَأُ الحدِيد مأخُوذ من الجُؤْوة ولم يقولوا جَيْش أجْأَى وامرأة جَعْماءُ ـ للتى أُنْكِر عقلُها هَرَما ولا يقال للرجل أجْعَمُ وناقة جَعْماءُ ـ مُسِنَّة وعَنْز جَلْحاءُ ـ كجَمَّاء ونعجةٌ جَوْزاءُ ـ سَوْداءُ الجسد وقد ضُرِب وسَطُها ببياض من أعلاها الى أسْفَلها وقيل هى التى فى صَدْرها لَوْن يُخالِف سائرَ لونِها وناقةٌ جَدّاءُ ـ مقطوعةُ الأُذُن وكذلك الشاةُ وقد تقدم أنها التى انقطَع خِلْفها وشاة جَدْراءُ ـ اذا تَقَوّب جِلدُها من داءٍ يُصِيبها وليس من الجُدَرىِّ وأرضٌ جَرْباءُ ـ مقحوطةٌ ولم يقولوا مكانٌ أجرَبُ وامرأةٌ جَبَّاءُ ـ زَلَّاءُ وجَمْلاءُ ـ جميلةٌ رواها ابنُ جنى عن الفارسى وأنشد فى شاهد الاقْواء من المجرُور والمرفُوع وهو الأكثر

وهَبْتَه من أمَةٍ سَوَداءِ

ليستْ بحَسْناءَ ولا جَمْلاءِ

* كأنَّها فى الدارِ خُنْفُساءُ*

وكَتِيبة شَعْواءُ ـ منتَشِرة وغارَةٌ ـ شَعْواءُ متَفرِّقة على المَثَل بذلك وشجرةٌ شَعْواء ـ منتَشِرةٌ الأغصانِ وناقة شَعْفاء كسَعْفاء والسين أعلى وشاة شَحْصاءُ ـ سمينةٌ وقد تقدّم أنها التى لا حملَ لها ولا لبَنَ وكَتِيبةٌ شَهْباءُ ـ عليها بَياضُ الحدِيد ولم يقولوا جَيْش أشْهَبُ انما الأشْهَب فى الخيل والأنثى شَهْباءُ وعَنْز شَهْبَاءُ ـ بَيْضاء ولم يقولوا تَيْس أشهَب وفرسٌ شَوْهاءُ ـ حَديدةٌ وقيل طويلةُ الرأس الى

جانِب الشِّدق ولم يقولوا حِصان أشْوَهُ وقد يكون ذلك لغلَبة التأنيثِ على الفرس والشَّوْهاء ـ الحَسَنة والقَبِيحة ضدّ فأما الشَّوْهاء ـ السريعةُ الاصابةِ بالعين فذكَرُها أشْوَهُ وعُقَاب شَغْواءُ سمِّيت بذلك لتعَقفُّ فى مِنْقارها وشَقْذاءُ ـ شديدة الجُوع والطلَب وقال

* شَقْذاء يَحْتَثُّها فى جَرْيِها ضَرَمُ*

ولم يَصِفُوا به الزُّمَّج وهو ذكَر العِقْبان فى قول بعضهم وشاةٌ شَرْقاء ـ للتى انشقَّت أُذُناها عَرْضا ونَعْجة شَكْلاء ـ بيضاءُ الشاكلةِ وحُلَّة شَوْكاءُ ـ حسَنة النَّسْج وقيل هى الجديدةُ وأرض شَعْراءُ ـ كثيرةُ الشَّعار وناقة شَجْعاءُ ـ جَرِيئةٌ ماضيةٌ ومَفازة شَجْواءُ ـ صَعْبة المَسْلك مَهْمَهٌ وناقة سَوْساءُ ـ سريعةٌ وأرض شَرْساءُ ـ خَشِنة غلِيظةٌ ولم يقولوا إلا مكانٌ شَرَاسٌ وعَنْز شَرْفاءُ ـ أدْناءُ ولم يقولوا تيسٌ أشْرفُ وناقة شَنْواءُ ـ مهزُولة من الشَّنُون ـ وهو الذى ليس بمهْزُول ولا سِّمين وقياسه على هذا أن يكون شَنَّاء ولكنه من باب قولهم شجرةٌ فَنْواءُ ـ أى ذاتُ أفنان وناقةٌ ضَيْطاءُ ـ ثقيلة ولم يقولوا بَعِير أضْيَطُ وصَخْرة صَرَّاءُ ـ صَمَّاء ولم يقولوا حجر أصَرُّ وامرأة صَقْلاءُ من الصَّقَل ـ وهو انْهِضام الخَصْر وضَعفُه وفَلاة صَرْماءُ ـ لا ماءَ بها ولم يقولوا قَفْر أصْرمُ وامرأة سَوْآءُ ـ قَبِيحة وفى الحديث «سَوْآءُ وَلُود خيْرٌ من حَسْناءَ عقيمٍ» وامرأة سَجْواءُ وساجِيَة ـ فائِرةُ الطَّرْف وقد تقدّم أنها الناقةُ الساكنة عند الحَلَب وما رَدَّ عَلىَّ سوْداءَ ولا بَيْضاءَ ـ أى كلمة حسنَةً ولا قبيحةً لا يُستعمَل إلا فى النفْىِ ولا يقال ما رَدَّ علَىَّ أسودَ ولا أبيضَ ـ أى كلاما حَسَنا ولا قَبِيحا وامراة سَلْتاءُ ـ لا تختّضِب وأرض سبَتْاء ـ لا نبَاتَ بها كأنها سُبِتَت ـ أى حُلِقت وقَناةٌ سَرَّاءُ ـ جَوفاءُ ولم يقولوا رُمْح أسَرُّ وشاةٌ زَنْماءُ وزَلْماء ـ لها زَنَمتانِ وزَلَمتان وليلةٌ طَخْياءُ ـ اذا كان سَحابُها بغير قَمَر ولم يقولوا ليل أطْخَى وتَمْرة طَحْلاءُ .... (١) رطبة صَقِرةٌ لَذِيذةٌ ولم يقولوا تَمْر أطْحَلُ انما الأطْحَل ـ الذى لونُه لونُ الرَّماد والأنثى طَحْلاءُ وشاةٌ طَفْشاءُ ـ مهزُولة وقد تكون من غيرها وناقةٌ طَلْياءُ ـ مَطْلِيَّة بالقَطِران وأرض دَعْساءُ ـ لَيِّنة وعَنْز دَهْساءُ ـ شديدة الحُمْرةِ ولم يقولوا تَيْس أدْهَسُ ومَتْيَهة دَهْناءُ ـ لا يَهْتَدِى فيها

__________________

(١) بياض بالاصل

الدليلُ ولم يقولوا خَرْق أدْهَنُ والوَطْأة الدَّهْماء ـ الجَديدةِ وقيل الدراسة ولم يقولوا أثَرٌ أدْهَمُ وليلةٌ دَخْياءُ ـ مُظْلِمةٌ وليل داخٍ وناقة دَكَّاءُ ـ مفتَرِشة السَّنام ولم يقولوا جَمَل أدَكُّ انما الأدَكُّ من الخيل العَرِيضُ الظَّهْر والانثى دَكَّاءُ وعَنْز دَجْواءُ ـ اذا ألبسَها الشعَرُ لقولهم دَجَا الليلُ يَدْجُو ـ اذا ألبَس كلَّ شئٍ وناقةٌ دَجْواءُ ـ سابِغةُ الوبَر فى سوادٍ وكَتِيبة دَرْداءُ ـ كثيرةٌ وامرأةٌ دَغْفاءُ ـ حَمْقاءُ وأرضٌ تَيْهاءُ ـ مَضِلَّة وعَنْزٌ تَيْساءُ بَيّنة التَّيَس ـ قَرْناها طوِيلانِ كقرْنَىْ تيسٍ تُشَبَّه به وأرضٌ تَيْماءُ ـ قَفْرة وليلةٌ ظَلْماءُ ـ مظلِمَة وكَتِيبة ذَفْراءُ ـ عليها سَهَك الحديدِ ولم يقولوا جَيْش أذْفَرُ وعَنْز ذَرْآءُ رَقْشاءُ ـ مخَطَّطَة الأُذُنين وامرأة ثَأْطاءُ ـ حَمْقاءُ من الثَّأْطة ـ وهى الحَمْأة وثَدْياءُ ـ عظيمةُ الثدْيَيْن وامرأة ثَعْلاءُ ـ لها أسنانٌ زائِدةٌ على عِدَّة أسنانها والاسم الثَّعَل وشجَرة ثَمْراءُ ـ كثيرةُ الحمْل وأرض ثَرْياءُ ـ ذاتُ ثَرًى وشاةٌ ثَوَلاءُ ـ يصيبها الثَّوَل ـ وهو شِبْه الجُنون فتستَدِير فى المَرْعَى وتَتَخَلَّف عن صَواحِبها وأذُن رَعْلاءُ ـ مشقُوقةٌ وناقة رَعْلاءُ ـ اذا شُقَّ شئ من أذُنها وتُرِك مُعلَّقا وهى من السِّمات وكذلك الشاةُ ومنه ضَرْبة رَعْلاءُ ـ وهى أن يَبْقَى لها فضلُ لحم معلَّقٌ وامرأةٌ رَقْعاءُ ـ زَلَّاءُ وهى أيضا الرَّفِيقةُ الساقِين ونَعامة رَعْشاءُ ـ سريعةٌ والظليم ـ رَعِشٌ وناقة رَعْشاءُ ـ سَرِيعةٌ وقيل طويلةُ العُنُق .... (١) عشو وشاةٌ رَحْلاءُ ـ بيضاءُ موضِع الرَّحْلِ ولم يقولوا كَبْش أرْحَلُ انما ذاك فى الخَيْل وأرضٌ رَخَّاء ـ منتَفِخة والجمع الرَّخَاخِى كالنَّفاخِى وشاه رَخْماء ورَأْساءُ ـ بيضاءُ الرأس من بينِ سائرِ جسدِها ورَغْماءُ ـ على طَرَف أنفِها بياضٌ أو لَوْن يخالِف سائِرَ بدنِها وناقة رَفْغَاءُ ـ واسعةُ الرُّفغين وناقة رَجَّاءُ ـ مرتجَّة السَّنامِ* قال أبو زيد* ولا أدرى ما صحَّتُه وحَرَّة رَجْلاءُ ـ لا يسلُكُها راجلٌ من كثْرة حجارتِها وصُعُوبتها وشاة رَجْلاءُ ـ بيضاءُ إحدَى الرجلين وداهِيَةٌ رَبْساء ـ شديدةٌ مأخوذ من الرَّبْس ـ وهو الضرْب باليديْنِ وامرأة رَبْلاءُ وناقةٌ رَبْلاءُ ـ ضَخْمة الرَّبَلات ـ وهى ما حَوْلَ الضرْع والحَياءِ من باطن الفَخِذ ونعجةٌ رَمْلاءُ ـ مُسْوَّدة القَوائم كلِّها وشاة رمّاءُ ـ بيضاءُ لاشِيَةَ فيها وامرأةٌ لَكْعاءُ ولَكاعِ ـ حَمْقاءُ وبِئْر لَجْفاءُ ـ اذا تَحَفَّرت وأُكِلت من أعْلاها وأسْفَلها وقد لَجِفتْ

__________________

(١) بياض بالاصل

وتَلَجَّفت ولم يَصِفُوا به القَلِيب وقد استُعِير ذلك فى الجُرْح كقول الشاعر

يَحُجُّ مأمُومةً فى قَعْرها لَجَفٌ

فاستُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغَارِيد

وناقة لَيْساءُ ـ بطيئَةُ التحرُّك عن الحوض لا يقال جَمَل ألْيَسُ وقد قيل رجل أليْسَ ـ شدِيدُ اللُّزُوم لمكانه ودِيْمِة لَوْثاءُ ـ تلُوثُ النَّبات بعضَه على بعض كتَلْويِثك التِّبن بالقَتِّ وأرض لَيَّاء ـ للتى بَعُد ماؤُها واشتَدَّ السيرُ فيها وامرأة نَهْداءُ النَّهْد ولم يقولوا رجل أنْهَدُ ورابية نَهْداءُ ـ كريمةٌ مُلْتبِدة تنْبِت الشجَر ولم يقولوا موضِعٌ أنْهَدُ وعَنْز نَصْباءُ ـ منتَصِبة القرنَيْنِ وأرض فَقْعاءُ ـ اذا أصَاب بعضَها مطرٌ ولم يُصِب بعضا وعُقابٌ فَتْخَاءُ ـ ليِّنة الجَناح ولا يُقال للذكر منها أفْتَخُ فأما قولهم رجل أفْتَخُ ـ فهو اللَّيِّنَ مفاصِل الأصابِع مع عِرَض وقد فَتخَ فَتَخا وطَعْنة فَرْغاءُ ـ واسعةٌ وشاة فَشْقاءُ ـ مُنْتصِبة القرنَيْنِ مُنْتَشِرتهما وشَجرة فَنْواءُ ـ ذاتُ أفنانٍ وشاة بَغْثاءُ ـ بياضُها أكثرُ من سوادِها ولا يقال كَبْش أبْغَثُ انما الأَبْغثُ من الطير ـ وهو الذى فيه لَوْنانِ وامرأةٌ بَوْصاءُ ـ عظيمةُ العَجُز ولا يقال ذلك للرجل وقد تقدم أنها لُعْبة وخُطَّة بَزْلاءُ ـ تَفْصِل بينَ الحقِّ والباطِل فتَبْزُل بينهما ـ أى تشُقُّ ولم يقولوا فَصْل أبْزَلُ وحُجَّة بَتْراءُ ـ قاطعةٌ ولم يقولوا حِجَاج أبْتَرُ وامرأةٌ مَثْعاءُ ـ قَبِيحة المِشْية وقد مَثِعَت مَثَعا ومنه قيل للضَّبُع مَثْعاءُ وامرأة مَسْحاءُ ـ رَسْحاء وأرض مَسْحاءُ ـ مستَوِيَة ذاتُ حصًى صِغارٍ وقيل هى الصَّخِرَة والجمع مَسَاحِى ومَساحٍ وامرأةٌ مَدْشاءُ ـ لا لَحْمَ لها على يدَيْها ومَصْواءُ ـ لا لَحْم على فَخذيها وأرض وَحْفاءُ ـ فيها حِجارةٌ سُودٌ وليست بَحرَّة والجمع وَحَافَى وهى أيضا الحَمْراءُ وامرأة وَرْكاءُ ـ عظيمةُ العَجُز قال

هَيْفاء مُقْبِلةً وَرْكاءُ مُدْبِرةً

تَمَّتْ فليس يُرَى فى خَلْقِها أوَدُ

وناقة وَجْناءُ ـ شَديدةٌ صُلْبة وقيل هى العظيمةُ الوَجَنات فأما أبو عبيد فقال الوَجْناءُ من النساء ـ العظيمَةُ الوَجَنات وهى من الأيْنُق ـ الشَّديدةُ اللحم مأخوذٌ من الوَجِين ـ وهى الحِجارة والوَطْباءُ من النِّساء ـ الضَّخْمة الثَّدْيينِ وأرضٌ يَهْماءُ ـ لا يُهْتَدَى فيها لطريقٍ فأما الأيْهم الجَملُ العظيم فليس من هذا (ومما اختُلِف فِيه من هذا الضرب) * قال ابن دريد* امرأة فَرْعاءُ ـ كثيرة

الشعر ولا يقولون للعظيم الجُمَّة أفْرَع إنما الأفْرَع ضدّ الأصْلَع وأما ثابت فحكى رجُل أفْرَعُ وامرأة فَرْعاءُ ـ تامَّا الشعَرِ

(فَعْلاءُ اسمٌ للجمع) أشْياءُ زعم الخليل أنها لَفْعاءُ وزعم أبو الحسن أنها أفْعِلاءُ* قال الفارسى* اذا كانت أشْياءُ لَفْعاءَ مقلوبة عن فَعْلاءَ فهو اسم للجمع كقَصْباءَ وطَرْفاء وحَلْفاء* قال* وسأل أبو عثمان أبا الحسن الأخفشَ عن وزْن أشْياءَ فقال أفْعِلاءُ قال له كيف تصغيرها قال أُشَيَّاءُ قال أليس قد علمت أن أفْعِلاءَ ليست من أبْنِية أدْنَى العدد فقد لزمك من هذا إن كانت أفْعِلاءَ أن تردّه الى واحده فى التصغير وتجمع بالألف والتاء قال فانقطع أبو الحسن* قال الفارسى* ومن حُجَّة أبى الحسن أن يقول إن هذا اللفظَ قد صار بَدلا من أفعال فى هذا الموضع يومئ بهذا اللفظ الى أفْعِلاءَ كما صارت رَجْلة بدلا من أرجال فى قولهم ثلاثَةُ رَجْلةٍ والمُبْدَل من الشئ يَحُلُّ مَحَله فصُغِّر على لفظ فَعْلاءَ والحَلْفاء ـ من الأغْلاث اسمٌ للجمْع والغَضْياءُ ـ جماعةُ الغَضَى وقد تقدمت صفة للأرض والقَصْباء ـ جماعة القَصَب وقيل مَنْبِت القَصَب والجَدْراء ـ شجرٌ واحدته جَدَرة والشَّجْراء ـ جماعةُ الشجَر وقيل موضعه على ما تقدم والطَّرْفاء ـ شجرٌ واحدته طَرَفةٌ وبه سمِّى الرجل والطَّرْفاء أيضا ـ مَنْبِتُها

(فِعْلاء وهمزته لا تكونُ الا للِالْحاق) إلْياءُ ـ بيت المَقْدِس ولم ينصَرِف لأنه اسم للبُقْعة والعِلْباءُ ـ عَصَبة صَفْراءُ فى صَفْحة العُنُق قال أبو النجم

يَمُور فى الحَلْق على عِلْبائِهِ

تَعَمُّجَ الحَيَّةِ فى غِشَائِه

وأُرَى العِلْباء يقال فى جميع الحيَوان والحِرْباء ـ ذكرُ امِّ حُبَيْن وقيل هى دُوَيْبَّة* قال أبو عبيد* هو شَبِيه بالعَظاءةِ يستَقْبِل الشمسَ برأْسه أبَدا* قال* ويقال انما يفعل ذلك ليَقِىَ جسدَه برأسه والعرَب تقول استَوَى الماءُ على الحِرْباءِ وهو من المقلوب والحِرْباء ـ لَحْم المتْنِ قال أوس بن حجر

فثارَتْ لهم يَوْما الى الليلِ قِدْرُنا

تَصُكُّ حَرابِىَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ

قوله تَدْسَع ـ أى تَدْفَع بما فيها كما يَدْسَع البعيرُ بِجِرَّته والحِرْباء ـ الظَّهْر والحِرْباء أيضا ـ مِسْمارُ الدِّرْع الذى يجمَع بينَ طَرَفى الحَلْقة قال الحُطَيْئة

كالهُنْدُوانِىِّ لا يَثْنِى مَضارِبَه

ذاتُ الحَرَابىِّ فوقَ الدارعِ البَطَل

وقيل هو رأسُ المِسْمار فى حَلْقة الدِّرْع والحِزْباء جمعُ حِزْباءةٍ ـ وهى الارضُ الغليظة قال أبو النجم

* كأنَّه بالسَّهب أو حِزْبائه*

والحِنْصاء من الرِّجال ـ الضَّعِيفَ ومَرَّ من الليل هيِتاءٌ ـ أى وَقْت* قال أبو على* الهمزةُ فيه كالتى فى عِلْباءٍ فأما العين فينبغى أن تكونَ واوا من الهَوْتة التى يعنى بها الانخفاضُ وسُمِّى هِيتُ فيما زعمُوا بانْخِفاض بعض مواضِعِها ويقوّى ذلك أنهم قالوا تَهوَّر الليلُ فهذا مثله فى المعنى وهِرْداءٌ ـ نَباتٌ والهِلْثاء والهِلْثاءةُ ـ الجماعةُ الكثيرةُ من الناس تعلُوا أصواتُها وكلُّ شئٍ رقيقٍ أجوفَ فيه خُروقٌ وتفتُّق فهو حِرْشاءٌ كجِلد الحيَّة ورَغْوة اللبنِ وغِرْقِئِ البيض قال مزرِّد (١)

اذا مَسَّ خِرْشاءُ الثُّمَالةِ أَنفَه

ثَنَا مِشْفريْهِ للصَّرِيح فأقْنَعَا

وقيل الخِرْشاء ـ قِشْر البيضةِ الأعلى وانما يقال لها خِرْشاءٌ بعد ما يُثْقَب فيَخْرُج ما فيه من البَلَل وخِرْشَاء العسَل ـ شمعه وما فيه من مَيِّت نحله .... اوه خَراشِىُّ منكره وخِرْشاء وهى .... (٢) وطلَعتِ الشمسُ فى خِرْشاءٍ ـ أى فى غَبرَة والخِرْثاء ـ النملُ الذى فيه الحُمْرة الواحدة خِرْثاءةٌ والخِزْباء ـ ذُبَاب يكونُ فى الرَّوض يسمَّى الخازِبازِ والقِيْقَاء واحدتها قِيقاءةٌ ـ وهى الارضُ الغليظةُ قال الراجز

اذا تَرافَقْنَ على القَياقِى

لا قَيْنَ منه أُذُنَىْ عَنَاقِ

* قال أبو على* القِيْقاء على ضربيْنِ إن جعلناها مصدَرا من قَوْقيت كان فِعْلالا مِثل الزِّلْزال وإن كان الذى هو اسمٌ لضَرْب من الأرَضِينَ كان فِعْملاءً ولا يكونُ فِعْلالا ولا فِيْعالا لأنّهما من أبْنِية المصادِر وهذا ليس بمصدَر والجِلْذاء واحدتُه جِلْذاءةٌ ـ وهى الارضُ الغليظةُ والجَلَاذِىُّ ـ صِغارُ الشجر لا أذْكُر واحدَها والشِّيْشاء والشِّيْصاء ـ الشِّيْص وهو التَّمْر الذى لا يشتدّ نَوَاه والصِّمْحاء واحدتُه صِمْحاءةٌ ـ وهى الارض الغليظةُ وكذلك الصِّلْداء واحدته صِلْداءةٌ بلُغة بَلْحرث بنِ كعبٍ والصِّيصاءُ ـ الشِّيص وهو الصِّيص وقيل الصِّيص ـ الحَشَف والصِّحْناء والصِّحْناءة ـ الصِّيْر والسِّيساء ـ الظَّهْر وقيل السِّيْساء من الفرَس الحارِكُ ومن

__________________

(١) قلت نسبة هذا البيت لمزرّد غلط وانما هو لحريث ابن عناب الطائى النبهانى وهو آخر قصيدة له أوردها ثعلب فى أماليه وعدتها أحد عشر بيتا وحقيقة روايته

اذا مس خرشاء النمالة أنفسه

تقاصر منها للصريح فأقمعا

كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) بياض بالأصول في الموضعين

الحمارِ الظَّهْرُ والجمع سَيَاس ويقال سِيساءُ الحمارِ الخُطَّة الممْدودةُ فى ظهْره ويقال سِيْساء الحمار منْسِجُه وليس بموضع رُكوب ولذلك قال الأفوه

* على سِيسائِكم فيها اعْتِزازٌ وانْهِيار*

* قال أبو على* همزة السِّيساء بدَل عن الياء التى ظهرت فى دِرْحاية لَمَّا بُنِى على التأنيث والدليل على ذلك أنه لا يخلو (١) من أن يكون فِيْعالا من أبنية المَصادر نحو القِيتال ولا يجوز أن يكون فِعْلالا بُنِى للتضعيف لأن ذلك أيضا من أبنيَة المصادر نحو الزِّلْزال والقِلْقال وكأنّ الاول كُسِر منه كما كُسِر من الاخراج ونحوه والسِّيساء ليس بمصدر فيكونَ على هذين المثالين فاذا لم يجز أن يكون عليهما ثبت أنه على المثال الذى يكون عليه الاسماءُ دون المَصادر نحو عِلْباءٍ وحِرْباءٍ* قال* وياء السِّيساء غير منقلبة لأن الأصمعى حكى فى جمعها سَيَاسٍ فأما قولهم فى الأصل هو من سوسِه فالواو عين فى قول الخليل وسيبويه ولو كانت العين ياء لأُبدلت الضمةُ ولم تصح وطُورُ سِيناءَ ـ موضعٌ وانما لم ينصرفْ لأنّه اسم للبُقْعة وقيل هو أعجمى معرّب ومرَّ سِعْواءٌ من الليل ـ وهو ما بين أوَّله الى رُبُعه* قال أبو على* الهمزة فى سِعْواءٍ تحتمل ضربين أحدُهما أن تكون منقلبةً عن الياء كالتى فى سِيساءٍ ويجوز أن تكون كطِمْلال وشِمْلال فيكون انقلابها عن الواو ويمكن أن تكون منقلبة عن الساعةِ لأن العينَ منها واو قالوا آجَرْته مُساوَعةً والزِّيْزاءُ ـ الارضُ الغليظةُ واحدته زِيْزاءةٌ قال

غَدَتْ مِن عليه بعدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها

تَصِلُّ وعن قَيْضٍ بِزِيَزاءَ مَجْهَلِ

* قال أبو على* القول فى الزِّيزاء كالقول فى السِّيساءِ إلا أن الزِّيزاءَ قد تكون مصدرا لزَوْزيت ـ أى أسرعْت وأنشد

* مُزَوْزِيًا لمَّا رآها زَوْزَتِ*

فأما قوله

* ناجٍ وقد زَوْزَى بنا زِيزاؤُه*

قوله زِيزاؤُه يحتمل أن يكون على الوجهين اللذين ذكرنا فاذا حُمِلت على الذى هو ضَرْب من الارض فهو كقولهم سارَتْ بهم الفِجاجُ المعنى سارُوا همْ فى الفِجَاج ومثل ذلك فى المعنى

__________________

(١) قوله والدليل على ذلك أنه لا يخلو الخ فى العبارة سقط ووجه الكلام والدليل على ذلك أنه لا يخلو من أن يكون فيعالا أو فعلالا لا يجوز أن يكون فيعالا لان فيعالا من أبنية المصادر الخ فتأمل كتبه مصححه

ما زالَ مُذْ وجَفَتْ فى كل هاجِرَةٍ

بالأشعَثِ الوَرْدِ إلَّا وهو مَهْمُوم

أى مذ وجَفَتِ الأرضُ بالأشعث والمعنى وجَفَ الأشعثُ الورْدُ بالأرض ويجوز أن يكونَ المصدرَ الذى هو كالزِّلْزال كأنه قال سارَ بنا سَيْرُ هذا المكانِ أو هذا الجملِ فان قلت هَلَّا امتَنع من حيثُ امتَنع سِيرَ به سَيْرٌ ونحو ذلك مما لا زِيادةَ فيه على الفِعل المتقدّم فالقول أنَّ هذا لا يمتنِع لما فيه من التخصيص بالاضافةِ فصار تخصيصُه بالاضافة كتخصيصه بالوَصْف فى قولك سِيرَ به سَيْرٌ شديدٌ* قال ابن جنى* فأما قول الهُذَلى

تَذَكَّرْتُ لَيْلَى يومَ أصبَحْتُ قافِلاً

بِزِيزَاءَ والذّكْرَى تَشُوق وتَشْعَف

فينبغى أن يكون زِيزاءُ ههنا علَما معرفةً لامتناع صَرْفِها ولو كانت نكرةً لانصرفَتْ لأن فِعْلاءً ينصرف كعِلْباءٍ وقِيقاءً وزِيزاءٍ ـ للارض الخَشِنةُ والزِّيزاءُ ـ الرِّيش والشِّعْر من طِيْمائِه ـ أى من طَبْعه وأصلِه قال الشاعر

* وليس يُعْرَف من طِيمائِه الكَذِبُ*

* قال أبو على* الهمزة فيه للِالْحاق وإنما ذهَب إلى ذلك لأنه جعله من قولهم طامَهُ اللهُ على الخَيْر ـ أى طبَعَه مُبدَلةَ الميمِ من النون التى فى طانَهُ والدِّئْداء ـ ضَرْب من العَدْو فوق الحَفْد والدِّئْداء ـ آخِرُ الليلِ وقيل آخِرُ الشهرِ وإبِلٌ مِعْكاءٌ ـ سمينةٌ ويقال المِعْكاء ـ المَسَانُّ التى لا حَشْوَ فيها والحَشْو ـ الصِّغار

(فُعْلاءٌ وحكمُ همزتِه حكمُ همزة فِعْلاءٍ انما هى ملحِقةٌ له ببناء قُسْطاس كما أن تلك ملحِقةٌ لفِعْلاء ببناء قِرْطاس) الخُشَّاء ـ العَظْم خَلْفَ الأُذن همزته منقلبةٌ عن ياء زائدة ملحِقةٍ كما تقدم والشين الأولى عينٌ بدلالة قولهم خُشَشاء الصَّرْف فى خُشَّاءٍ لا غيرُ لأنه بناء آخرُ غيرُ خُشَشاء ولو كان من صِيغة خُشَشاء لما غُيِّر بالادغام لان ما خرج من أبنية الأفعال إلى أبنِيَة الاسماء نحو سُرَر وجُدَد ومِرَر لا يدغَم ولا يكونُ خُشَّاءٌ فُعَّالا لانها لو كانت كذلك لكانت خُشَشَاء فُعَعالا وهذا ليس من كلامهم والقُوْباء ـ بَثْر يظهرُ بالجسد همزته منقلبة عن ياء مُلْحِقة كما تقدم فى خُشَّاءٍ فان قلت لم لا تجعله فُوْعالا كالطُّومار والسُّولافِ فتكون الهمزة منقلبة عن الواو من قولهم مَقْبُوّ وقَبَّاءٌ ومتَقَبٍ فالذى يمنع من ذلك أنهم قالوا قُوَباء كالعُشَراء ولا يكون فى الكلام

فُوَعال ويدل على ذلك أيضا قوله «قَوَّبْن حَوْلَه» والدُّوْداء ـ مَسِيل يَدْفَع فى العَقِيق وتُناضِبُ ـ شُعْبة من بعض أثْناء الدُّوْداء والُّلْوباء ـ لُغَة فى اللُّوبِيَاء

(فَعَلَاءُ وألفه للتأنيث) قَرَماءُ ـ موضعٌ حكاهُ سيبويه وأنشد

على قَرَماءَ عالِيةً شَوَاء

كأنّ بَياضَ غُرَّته خِمَارُ

وجَنَفاءُ ـ اسمُ موضعٍ حكاه سيبويه وأنشد

رَحَلْتُ إليك مِن جَنَفاءَ حتَّى

أنخْتُ حِذَاءَ دارِكَ بالمَطَالِى (١)

ولم يأت صفة* قال الفارسى* ولا أعلم لهذين الحرفين نظيرا

(فَعِلاءُ) ظَرِباءُ ـ دابَّة شِبَّه القِرْد وهو على قدر الهِرِّ ونحوه وقيل هو الظَّرِبَان

(فِعَلاءُ وألفه للتأنيث) العِنَبَاء ـ العِنَب وأنشد لبعض بَنِى أسد

فهُنَّ مثلُ الأُمَّهاتِ يُلْخِيْنْ

يُطْعِمْن أحياناً وحِيناً يَسْقِينْ

* العِنَباءَ المَتلَقَّى والتِّينْ*

والخِيَلاء ـ التكَبُّر لغة فى الخُيَلاء والسِّيرَاء ـ ضَرْب من البُرُود وقيل هو ثوب مُسَيَّر فيه خُطُوط يعمل من القَزِّ قال الشَّمَّاخ

فقال إزارٌ شَرْعَبِىُّ وأربَعٌ

من السِّيَراءِ أوْ أواقٍ نَواجِزُ

والسِّيَراء أيضا ـ الذَّهَب والسِّيَراء أيضا ـ ضَرْب من النَّبْت وهى أيضا ـ القِرْفة اللازِقة بالنواة واستعاره الشاعرُ لخِلْب القَلْب ـ وهو حجِابه فقال

نَجَّى امْرَءاً من مَحَلّ السَّوءِ انَّ له

فى القَلْب من سِيَراءِ القَلْب نِبْراسَا

(فُعَلَاءُ وألفُه للتأنيث) العُشَراء ـ الناقةُ التى أتَى عليها عشرةُ أشهر من وَقْت لَقَاحِها وجمعها عِشَار قال تعالى (وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) ويقال عَشَّرتْ فهى عُشَراءُ وبَنُو العُشَراء ـ بطْن من العرَب والعُرَواء ـ الرِّعْدة وقد عُرِى الرجلُ ووجَد عُرَواءَ من حُمَّى ـ أى إلماماً منها قال الهذلى

أسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ عن عُرَوائِه

بِعَوَارِض الرَّجَّاز أو بعُيُونِ

الرَّجَّاز ـ موضعٌ وعَوَارضُه ـ نَواحِيه والعُرَواء ـ من لَدُن الأصِيل إلى الليلِ اذا اشتَدّ البردُ وَهَبَّت معه رِيحٌ باردَةٌ والعُدَواء ـ الشُّغْل يقال جِئْتك على عُدَواء الشُّغْل ـ يريد على اختِلاف الأمْرِ بالشَّغْل والعُدَوَاء أيضا ـ البُعْد والعُدَوَاء

__________________

(١) قلت لقد حرف ابن سيده حشو مصراع بيت ابن مقبل الأخير والرواية فناء بيتك بالمطالى كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

ـ المَكان الذى لا يَطْمَئِنُّ مَن جَلس فيه ويقال جِئْتُك على مَرْكبٍ ذِى عُدَواءَ ـ اذا لم يكن ذا طُمَأْنِينة ولا سُهُولة وجِئْتك على عُدَواءَ ـ أى على غير استِقامةٍ والعُدَواء أيضا ـ أرضٌ يابِسةٌ صُلْبة وربما كانت فى جَوْف البئرِ اذا حُفِرت ورُبَّما كانت حَجَرا حتى يَحِيدَ عنها بعضَ الحَيْد قال العجاج

وإنْ أصابَ عُدَواءَ احْرَوْرَفَا

عنها ووَلَّاها الظُّلُوف الظُّلَّفا

يصِف الثور والعُرَساء ـ موضعٌ والحُلَكَاء ـ دُوَيْبَّة شبيهةٌ بالعَظَاءة وقد تقدّم ذلك والهُوَعاء من التهَوُّع ـ وهى القَئْ ويقال فعَل ذلك فى غُلَواء شَبَابِه ـ أى فى أوّله قال الأعشى

إلَّا كناشِرةَ الذى ضَيَّعتُمُ

كالغُصْنِ فى غُلوائِه المُتَنَبِّتِ

وقيل الغُلَواء ـ سُرعة الشَّباب وحقيقته من الغُلُوِّ ـ وهو الارتِفاع والتحدُّر قال الشاعر

لم تَلْتفِتْ لِلدَاتِها

ومَضَتْ على غُلَوائِها

ويقال مضَى الرجلُ على غُلَوائه ـ اذا رَكِب أمرَه وبلغَ فيه غايَتَه وغُلَواءُ النَّبْت ـ حِينَ يَعْلو ـ أى يطولُ والقُصَعاء ـ حُجْر من حَجِرة اليَرْبُوع وقُسَواءُ ـ موضعٌ ممدود حكاه ثعلب وزعم أن قُسَاءَ محذوف منه ولذلك لم يصرِفْه اشعارا بالأصل والشُّوَلاء ـ موضع والصُّعَداء ـ التنَفُّس الى فوقُ وقيل التنَفُّس بوجَع اذا أدخلْتَ الألف واللامَ فتحت العينَ واذا نزعتَهما ضَمَمْت العين فقلت هو يَتنَفَّس صُعُدا والصُّعَداء ـ المَطْلَع الصعبُ والطُّلَعاء ـ القَئْ وقد أطْلَع ـ قاءَ وبه طُلْعاءُ شديدةٌ والتُّرَباء ـ التُّراب والثُّؤَباء ـ التُّثَاؤُب ـ وهو كسَل وتوصيم وفى مثل للعرب تقول «هو أعْدَى من الثُّؤباء» والرُّحَضاء ـ العرَق من الحُمَّى* قال أبو عبيد* اذا عَرِق من الحُمَّى فهى الرحضاء فكأنه جعله اسماً للحمَّى وقد رُحِضَ رَحْضا واشتقاقه من الرَّحْض ـ وهو الغَسْلُ كأنه غُسِل من كثْرة العَرَق والرُّغَثاء ـ عَصَبة تحت الثدْىِ وقيل هو ـ مَغْرِز الثدْى وقد رغَثَه رَغْثا وأرغَثَه ـ اذا طعَنَه فى ذلك الموضع والرُّهَطاء ـ حِجَارة يجمعُها اليَرْبُوع وتراب يَلْعَب حولَها ويضْرِب بذَنَبه والنُّفَقاء ـ حُجْر من حَجِرة اليَرْبُوع والنُّحَواء ـ الرِّعدة

والبُرَحاء ـ من التَّبْرِيح والشِّدّة ويقال بُرَحَايَا فى هذا المعنى مقصورٌ والبُرَحاء والبَرْح ـ الأمرُ العظيمُ والمُضَواء ـ التقدُّم قال القطامى

* فاذا خَنَسْنَ مَضَى على مُضَوَائِهِ*

والمُطَواء ـ التمَطِّى عند الحُمَّى وقد تقدم ذلك قبل هذا

(فُعَيلاءُ) العُرَيْجاءُ ـ أن تَرِد الابلُ يوما نِصْفَ النهار ويوما غُدْوةً والعُرَيحاء أيضا ـ موضع (١) قال الشاعر

لكِنْ سُهَيَّةُ تَدْرى أنَّنِى رجلٌ

على عُرَيْجاءَ لما حُلَّتِ الأُزُر

والعُبَيْلاء ـ مَوْصِلُ الأَنف فى الجَبْهة والعُبَيْلاء ـ هَضْبة والعُزَيزاء ـ ما أطاف بدُبُر الفرسِ ما بين عَكْوته وجاعِرتَه والعُرَيْساء ـ موضعٌ وأبو العُجَيفاء السُّلمىّ تابعىٌ (٢) يروى عن عمر رضى الله عنه والعُقَيْفاء ـ نبْته ورقُها كورَق السَّذَاب لها زَهْرة حمراءُ وثَمرةٌ عَقْفاءُ كأنَّها شِصُّ فيه حَبُّ تقْتلُ الشاء ولا تضرُّ الابل وحُدَلْلاءُ ـ موضعٌ والحُمَيْقاء ـ الخَمْر والْحُمَيْقاءُ والحُمَاق فى الجَسَد ـ مثلُ الجُدَرِىّ يتفرق فى الجَسَد ورجُل مَحْموق وحُرَيقاءُ ـ اسمٌ وحُجَيْلاءُ والحُجَيْلاء ـ اسم موضعٍ والهُيَيْماء ـ اسمُ مُوَيْهة لبَنِى أسد والخُشَيناء ـ بَقْلة تُفَرِّش على الأرض خَشْناءُ فى المَسِّ لَيِّنةٌ فى الفَمِ لها لَزَج كلَزَج الرِّجْلة ونَوْرتها صفراءُ كنَوْرة المُرّة والخُوَيْلاءُ ـ موضع وخُضَيْراءُ ـ طائرٌ وضربه على خُلَيقاء مَتْنِه ـ أى الموضِع الأملِس منه وخُلَيْقاء الفرَسِ ـ حيث لَقِيت جَبْهتُه قصبةَ أَنفِه من مستَدَقّها وقيل الخُلَيقاء من الفرس ـ كموضِع العِرْنينِ من الإنسان والشِعْرَى الغُمَيصاء ـ نَجْم ويقال الرُّمَيْصاء والغَمَص فى العين ـ كالرَّمَص والغُمَيصاء أيضا ـ موضعٌ والغُمَيصاء ـ اسمُ امرأةٍ والغُرَيْراء ـ طائر والغُرَيْراء ـ هُنَيَّة سَوْداءُ جدّا تَبْنى بيتَها بالحَصَى والغُبَيرَاء ـ من نَباتَ السَّهْل وكذلك يقال لثمرة أيضا والغُبَيْراء ـ شَرابٌ يعمَل من الذُّرَة يُسمَّى السُّكْرُكة بالحَبشِيَّة وتركه على غُبَيْراء الظَّهر ـ أى ليس له شئٌ والقُطَيعاءُ ـ التَّمْر الشِّهْريز والقُرَيْبَاء ـ الجُلُبَّان السبَرِّىُّ ولا تُؤْكل لمَرارة فيها وأُمُّ الكُمَيْهاء لفظة يستعْمِلونها فى لعَبِهم يقولون أُمَّ الكُمَيهاء أبْصرِى ولا أبصرْتِ ويقال لها الغُمَّيْضَى وقد تقدمت والكُدَيراء ـ أن يُؤْخَذ

__________________

(١) قلت عريجاء اسم الموضع لا تدخله الألف واللام كما يشهد له الشعر بعد وهو لقعنب الفزارى

(٢) قلت لقد حرف ابن سيده كنية هذا التابعى الجليل فصغره وهو مكبر واسمه هرم بن نسيب وعداده فى أهل البصرة وهو ثقة يروى عنه محمد ابن سيرين والمكنيون بأبى العجفاء من الرجال ثلاثة أحدهم هذا وثانيهم عبد الله بن مسلم المكى من تابع التابعين وثالثهم عمرو بن عبد الله الديلمى السيبانى وحرفه صاحب القاموس فى مادة س ى ب بأبى العجماء وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

حَلِيب فيُنْقَع فيه تمرٌ بَرْنِىُّ وكُبَيداء السماءِ ـ وسَطُها وجُلَيحاءُ ـ شِعار كان لغَنىِّ وجُبَيهاء الاشجعىُّ ـ شاعرٌ والشُّوَيْلاء ـ ضَرْب من النبْت وهى أيضا موضِعٌ وبنو الشُّعَيراء ـ قبيلةٌ والصُّمَيماءُ ـ شجَر من نَبات السَّهْل شِبهُ الغَرَز ينبُت بنَجْد فى القِيعان منها والصُّلَيفاء ـ كالغُرَيْراء على لَوْنها وفيها بياضٌ وسوادٌ والسُّرَيطاء ـ حَسَاء كالحَزِيرة والسُّوَيطاء ـ ضَرْب من الأطبخَة يُساط ـ أى يُخْلإ ويُضْرَب والسُّويداء ـ الاستُ والسُّوَيداء ـ حَبَّة الشُّونِيز ويقال رميته فأصبت سُوَيداء قلبِه وانما ذكرت ها هنا سُوَيداء القلب لغلبة التصغير عليها وإلا فقد يتكلم بها مكبَّرة قال الشاعر

يكونُ له عِنْدى اذا ما ضمِنتُه

مَكانٌ بسَوْداء الفُؤاد كَنيِنُ

وقال بعض اللغويِّين رميته فأصبت سَوْداء قلبه وسَوادَهُ فاذا حقَّروها ردُّوها الى فَعْلاءَ ومن نَجِيل السِّباخ السُّوَيْداء والسُّوَيداء أيضا ـ طائرٌ والدُّكَيناء ـ من مَجْهولات الأحْناش ويقال فى الطعام ذُبْيباءُ ولم يفسره أبو حنيفة وحكى غيره الذُّبَيْباءُ ـ حَبَّة تكون فى البرِّ تُنَقَّى منه والرُّعَيداء ـ الزُّؤَان فاذا وَلَدت الغنَمُ بعضُها بعد بعض قيل وَلَدت الرُّجَيْلاءَ والرُّجَيْلاء ـ موضعٌ والرُّحَيْباء ـ أَعلَى الكَشْحَين من الفرَس والسُّلَيْسِلَة والرُّقَيْطاء ـ دُوَيْبَّة هى أخبَث العَظَاء اذا دَبَّت على الطعام سَمَّتْه والرُّطَيلاء ـ موضع والفُحَيْماء ـ طَعامُ الليلِ والفُسَيْساءُ ـ ألوانٌ تُؤَلَّف من الخرَز فتُوضَع فى الحِيطان والبُطَيحاء ـ رَحَبة فى ناحيةِ مسجِد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقَع فى الحديث أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بَنَى رَحَبة فى ناحيةِ المسجِد تسمَّى البُطَيحاءَ وقال مَن كان يُريد أن يَلْغَط أو يُنْشِد شِعرا أو يَرْفَع صوتا فليخْرُجْ الى هذه الرَّحَبة والمُرَيْراء ـ الزُّؤَان والمُلَيْساءُ ـ نِصفُ النهار قال رجُل من العرب لرجل أكْرَه أن نَتَزاوَر فى المُلَيساء قال لِمَ قال لأنه يَفُوت الغَداء ولم يُهَيَّا العَشاء والمُلَيساء أيضا ـ شهرٌ بيْنَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاء وهو شهر تنقَطِع فيه المِيرةُ قال

 فان كنتَ قَيْنا فاعتَرِفْ بنَسِيئة

وان كنتَ عَطَّارا فأنت المُخَيَّب

أفَينا تَسُوم الشاهِرِيَّةَ بعْدَ ما

بَدالكَ من شَهْر المُليساءِ كوكَبُ

يقول تَعْرِض علينا فى وَقْت ليست فيه مِيرةٌ ومعنى تَسُوم تَعْرض وضَرَبه على مُلَيْساء مَتْنه وقد تقدم فى باب فَعْلاء والمُلَيساء ـ كوكبٌ والمُطيْطاء ـ من المَشْى

(فُعَلَّاء) السُّلَحْفاء ـ السُّلَحْفاة وقد تقدم فيما يمدّ ويقصر (فُعَيْلِيَاء) الفُسَيْفِساء ـ ألوان تُؤَلف من الخَرز تُوضَع فى الحِيطان والمُطيَطْاء ـ التبخْترُ (١) وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اذا مَشَتْ أُمَّتى المُطَيطاءَ وخدمتْهم فارِسُ والرُّومُ كان بأسُهم بينهم» ومُزَيْقياءُ ـ لقَبُ عَمْرو بن عامر

(فِعْلياء) الحِذْرِياء ـ الأرضُ الخَشِنة والقِرْحِياء ـ الأرضُ الحرَّة وقيل التى ليس فيها شجَرٌ وقِرْحِياءُ ـ موضع والكِبْرِياء ـ الكِبْر والجِرْبِيَاء ـ الرِّيح الشَّمال وقيل التى بين الجَنُوب والصَّبَا

(فِيْعَلاء) الدِّيْدَياءُ ـ آخرُ الشهرِ وزعم بعضُهم أن دِيدَيَاء جماعة واحدها دِيدياء كما تَرى ممدودا قال الأخطل

اذا عَلَا من حُبَيَّا منكِبَا لمعتْ

له على دِيدَياء الليلِ فاعتَدَلا

(فِيعِلاءُ) إيلِياءُ ـ بيتُ المقدسِ أعجمىُّ والسِّيمِيَاء ـ العلامةُ (فَنْعلاء) عَنْكَباءُ وعَنْكَب ـ اسم للجمع وقَنْبَراء ـ اسم لطائرِ (فُنْعَلاء) العُنْصَلاء ـ البصَل البَرِّىُّ والحُنْظَباء ـ الذكَر من الخَنَافِس والقُنْبَراء ـ طائر (فُنْعُلاء) العُنْصُلاء ـ البَصَل البرِّىُّ والخُنْفُساء ـ واحدة الخَنَافس

(فَعْلَلاء اسم) عَقْرَباءُ وعَرْفَجَاء وحَرْمَلاءُ وقَرْمَلاءُ وكَرْنَباءُ وكَرْبَلاءُ ـ مواضِعُ والقَعْثباء ـ دُوَيْبَّة تكون فى النَّبات تُشْبه الخُنْفُساء والكَرْدَحاء ـ ضَرْب من المشى فيه تقارُبُ خَطْو شاذَّة ودَسْتَواءُ ـ مدينةٌ بفارِس النسب اليها دَسْتَوانِىُّ على غير قياس وثَرْمداءُ ـ موضع والبَلْسَكاءُ ـ نَبْت يتعَلَّق بالثوب فلا يَكادُ يفارقه (فِعْلِلَاءُ) أرض جِلْحِظاءُ ـ لا شَجَر بها وليلة طِلْمِساءُ ـ مظلمةٌ وهى مِثل الطِّرْمِساء وقيل الطّلْمساء والطِّرْمِساء ـ الظُّلْمة والطِّرمِساء ـ الغُبَار والرِّمْدِداء ـ الرَّماد ورجل نِفْرِجاءُ ـ جَبَان وقد قدّمت ما فيه من اللغات (فُعْلُلاء) العُرْقُصاء ـ نباتٌ وقُدْقُداءُ ـ موضع وقد تفتح وهى مع ذلك ممدودة (فُعَيْلِلاءُ) العُرَيْقِصاء ـ نبات (فَوْعَلاء) الحَوْصَلاء ـ الحَوْصَلة وهى لجميع

__________________

(١) قوله والمطيطاء التبختر الخ ذكره فى ميزان فعيلياء وهو على وزن فعيلاء فهو مؤخر من تقديم فتنبه كتبه مصححه

الطيرِ والنَّعامِ* وقال ابن السكيت* هى الحَوْصَلَة والحَوْصَلَّة* قال الفارسى* ولا أعلم لها نظيرا من الاسماء والصفات والحَوْصَلاء ـ موضع فى كتاب أبى على والصَّوْصَلاء ـ من العُشْب ولم يُحَلَ

(فَعْلالٌ اسم) رجل هَوْهاءٌ ـ جَبَانٌ وكذلك الهَوْهاءةُ والهَوْهاةُ يمدّ ويقصَرُ الخَوْخاء ـ الأحمَقُ والجمع خَوْخاؤُون والغَوْغاء فى لغة من صَرَف ـ شئٌ يشبِه البَعُوض إلا أنه لا يَعَضُّ ولا يُؤْذِى وهو ضعيف والغَوْغاءُ ـ الجَراد أوّلَ ما تنبُت أجنحتُه وبه سمِّى الغَوْغاء من الناس والغَوْغاء يذَكَّر ويؤَنَّث فمن ذكَّر قال غَوْغاءٌ بمنزلة رَضْراض فصرف ومن أنت قال هذه غَوْغاءُ كقولك عَوْراء* قال الفارسى* من لم يَصْرِف الغَوْغاء جعله بمنزلة الفَيْفاء وترك الصرف وذلك لاشتقاقهم الفَيْفاء من الفَيْف ولو لا ذلك كانت الهمزة منقلبة من اللام كما أنها فى قول من صرف ذلك بمنزلة القَمْقام ونظير ذلك من الصحيح قولُهم جَمع القومُ زَلْزاءَهم ـ أى أمْرَهم وأزْلزَهم الأمرُ ـ أى أقْلَقهم رواه محمد بن يزيد عن الرياشىّ وقال أحمدُ بن يحيى يقال للدَّخَّالة الخَرَّاجة تَوقَّرِى يا زَلِزَة وقَضْياءُ ـ اسم من قضَّيت وأصله قَضَّضت فأبدلوا احدَى الضادين ياءً وأبقَوُا الضاد الاولَى ساكنة فلما بنوا منه فَعْلا لا صار قَضْيايَا فأبدلوا من الياء الأخيرة همزةً لما وقعَتْ طَرَفا بعد ألفٍ ساكنة فصارت قَضْياء وكذلك يفعَلُون بحرف العِلَّة اذا صار طَرَفا بعد ألفٍ ساكنة والطَّأْطاء ـ المنهَبِط من الأرض يستُر مَن كان فيه والدَّأْداء ـ الليلةُ التى يُشَكُّ فيها من آخِر الشهر هى أم من الشهر القابِل والدَّأْداء والدِّئْداء ـ آخِر الليل وقيل آخر الشهرِ وما أدْرِى أىُّ الدَّأْداء هو ـ أى أىُّ الناس

(فَعَالاءُ) العَقَاراء ـ موضع والعَوَاساء ـ الحامِل من الخَنَافس ويقال رجل عَيَاياءُ وكذلك البعير ـ وهو الذى لا يضرِب وقيل العَياياءُ أيضا ـ الرجُل يَعْيا بأمره ويقال رجلٌ عَيَاياءٌ ـ وهو الأحمقُ الفَدْم وعَبَاقاءُ وعَبَاقِيَة ـ للذى يلْزَق بك لا يفارِقُك ويقال شَيْنٌ عَبَاقِيةٌ ـ للذى له أثرٌ باقٍ والحَبَاقاء لغةُ أهل الحِيرة ـ وهى الحَنْدَقُوقَى وحَمَاساءُ ـ موضع وفحل خَبَاجاءُ ـ كثيرُ الضِّراب والخَصَاصاء ـ الفَقْر وقَصَاصاءُ فى معنى القِصاص وقَرَاثاءُ ـ من البُسْر وكَرَاثاءُ ـ كقَراثاءَ

والكَثَاثاء ـ الأرضُ الكثيرةُ التُّراب والجَنَاباء ـ لُعبةٌ للصِّبيان والشَّصَاصَاء ـ اليُبْس والجُفُوف ويقال الحُفوف ومنه اشتقاق الشَّصُوص من الابل ـ وهى القليلةُ اللَّبَنِ وقد أشَصَّت فهى شَصُوص شاذُّ على غير قياس وقيل شَصَّت ويقال إنهم لَفى شَصَاصاءَ من عَيْشٍ ـ أى جَهْد وشِدّة وهو على شَصَاصاءِ أمرٍ ـ على عَجَلة والشَّرَاصاء ـ الغِلَظ واليُبْس من الأرض كالشَّصاصاءِ والطَّبَاقاء ـ البَعيرُ الذى لا يَضْرِب وكذلك الرجُل والطَّباقاء فى بعض الشِّعر ـ الذى يُطْبِق على الطَّرُوقة أو المرأة بصدره لِثِقَله قال جميل

طَبَاقاءُ لم يَشْهَدْ خُصُوما ولم يُنِخْ

قلَاصا الى أكْوارِها حينَ تُعْكَف

ورجُل طَبَاقاءُ ـ أحمَقُ وقيل هو الذى ينطبِق عليه أمرُه والدَّبَاساء ـ الاناثُ من الجراد الواحدة دَبَاساءة والثَّلاثاء ـ من الأيام* قال سيبويه* وهو من باب النَّجْم والدَّبَرانِ والعَدِيل والرَّزَان فى أنه غلَب عليه اسمٌ لا يختصُّ به واحد من أُمَّة دون آخَرَ وأُفْرد ببِناء والبَرَاساء ـ لغة فى البَرْنَساء والبَرَاكاء ـ أن يُبْرِكُوا إبلَهم وينْزِلوا عن خَيْلهم ويُقاتلُوا رَجَّالة وبَرَاكاء كلِّ شئ ـ معظَمُه وشِدَّته يقال وقَعَ فى بَرَاكاءِ الأمر والقِتال ـ أى فى معظَمه فأما أبو عبيد فقال البَرَاكاء ـ البُرُوك وأنشد

ولا يُنْجِى من الغَمَرات الَّا

بَرَاكاءُ القِتالِ أو الفِرارُ

(فُعَالاء) الخُبَاساء ـ الغَنيمةُ (فَعُولاءُ) الحَرُورَاء ـ موضعٌ تنسب اليه الحَرُورِيَّة والحَرُوقاء ـ هذا الذى تُقْدَح به النارُ وهو الحُرَّاق والحَرُوق وقَطُوراءُ ـ نبتٌ وجَلُولاءُ ـ موضعٌ والدَّبُوقاء ـ العَذِرة قال رؤبة

والمِلْغُ يَلْكَى بالكلام الأمْلَغِ

لَوْ لا دَبُوقاءُ استِه لم يَبْطَغِ

المِلْغ ـ الشاطِرُ الماجِن يَلْكَى لَكِيت به لَكًا ـ لزمتُه ويروى يَلْغَى وهى روا الفارسى ومعناهما سواء وقوله لم يَبْطَغ ـ أى لم يتلطَّخِ بالعَذِرة يقال بَطِغَ وبَدِغَ وعقَبة صَعُوداءُ ـ صَعُود وبَرُوكاءُ من البُرُوك والبَرَكة* ابن جنى* مَسُولاءُ ـ موضع فأما قولهم فى الشعر مَسُولَى فانه مقصور للضرورة لأن صاحب الكتاب قد حظرَ فَعُولَى مقصورة

(فاعُولاءُ) عاشُوراءُ معرفة وضارُوراءٌ منكَّرة ـ أى ضُرٌّ ويقال ليس عليك ضُرٌّ ولا ضَرَر ولا ضَرورةٌ ولا ضارُورة كله سواء والتاسُوعاءُ ـ اليومُ التاسعُ من المحرَّم ومَرْوُ ماحُوزاءَ ـ ضَرْب من الرَّياحِين وهو الماحوزُ (فاعِلاءُ) عادِياءُ ـ أبو السَّمَوْأل اليهودىُّ الغَسَّانىّ فأما قول الأعشى

ولا عادِياً لم يمنعِ الموتَ نفسُه

وحِصنٌ بتيماءِ اليهودىِّ أبلَقُ

فانما قصره للضرورة قال النَّمِر بن تَوْلب فصرَّح بالمدّ

هلَّا سألْتِ بعادِياءَ وبيتِه

والخَلِّ والخمرِ الذى لم يُمْنَع

الخَلُّ والخمرُ ـ الخيْرُ والشرُّ يقال ما فلان بخَلٍّ ولا خمْرٍ ـ أى لا خيْرَ فيه ولا شَرَّ عِنْده والعانِقَاء ـ حُجْر مملوء تُرابا رِخْوا يكون للارنب واليَرْبُوع يُدخل فيه عُنُقَه وقد تَعَنَّقت الأرنبُ بالعانِقَاء ـ دَسَّت عُنُقَها فيه وربَّما غابَتْ تحتَه والحاوِيَاء ـ ما تَحوَّى من أمْعاء البطنِ ـ أى استدارَ واحدته حَوِيَّة وحاوِيَة وقد يقال للواحد أيضا حاوِياءُ قال جرير

كأنَّ نَقِيقَ الحَبِّ فى حاوِيَائِه

فَحِيحُ الأفاعِى أو نَقِيقُ العَقَارِب

والحاوِيَاء ـ المَبْعَر وهو الذى يَلِى الخَوْرانَ ـ وهو الهَواءُ فى الدُّبُر والحائيَاء ـ حُجْر من حَجِرة اليربَوع يَغْبَى على الانسان فلا يعرفُه والخافِيَاء ـ الجِنُّ وقيل الانْس والمشهور الخافِى قال

* ولا يُحَسُّ من الخافِى بها أثَرُ*

وانما سُمُّوا خافِياءَ من حيث سُمُّوا جِنًّا ويقال خَفَيت الشئَ ـ كتُمته وقيل أظهَرْته وهذا أكثر وقد قرئ «(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ) أَكادُ أَخْفيها» ـ أى أظهرها فاما أخْفيته فكَتَمته لا غيْرُ وأما قولهم فى الرَّكِيَّة خَفِيَّة فزعم أبو عبيد أنها انما قيل لها خَفِيَّة لأنْها استُخْرِجت ويجوز أن تكون فعيلة من معنيى خَفِيَت وهما أظهَرْت وكَتمت ومن ذلك قيل للسَّعَفات اللَّواتى يَلِينَ القِلَبة الخَوافِى والغابِياءُ ـ كالحاثِيَاء وكذلك القاصِعَاء وهى القُصْعة وبَنُو قابِياء ـ الحَمَّارون قال الاعشى

تَمَزَّزْتها فى بَنِى قابِيَاءْ

وكُنْت على العِلْم مُخْتارَها

والقابِيَاء ـ اللَّئِيم ويقال للأحْمَق ابن قابِعاءَ والكاوِيَاء ـ مِيْسَم يُكْوَى به

والجاسِيَاءُ ـ الصَّلابة والشِّدّة والسابِيَاء ـ النِّتاج والماشِيَة* وقال هشيم* أصل السابِيَاء الذى يخرُج مع الولَد ـ وهى التى تسمَّى الخِوَلاء وحدّه أبو عبيد فقال السابِيَاء ـ الماءُ الذى يكون فى السَّلَى والجمع سَوَابٍ وهذا مطَّرد عند النحويِّين وافقُوا بين فاعِلاءَ وفاعِلةٍ لاشتراكهما فى التأنيثِ وان اختلَفتِ العلامتانِ وكانت احداهما لازمة وهى الألف لان الاسم بُنِى عليها وكانت الأُخْرى غيرَ لازمة وهى الهاء ولكنهم يتوَهَّمون انفصال العلامة التى هى الالف كما يفعَلون ذلك بالهاء وقد أحكمتُ تعليل هذه الكلمة فى أوّل الكتاب والسابياء ـ اسمٌ للقاصِعَاء لأنه يبقَى من الارض جلدةٌ رقيقةٌ كالسابِيَاء والسَّافِيَاء ـ الرِّيح التى تَسْفِى الترابَ وقيل السافِيَاءُ ـ الغُبَار واللَّاوِيَاء ـ ضَرْب من النَّبْتَ* قال أبو حنيفة* سمِّى بذلك لالْتِوائِه واللَّاوِياءُ ـ مِيسَم يُكْوَى به والنافِقَاء ـ من حَجِرة اليَرْبُوع وهى النُّفَقَاءُ والدَّامَّاء والرَّاهِطَاءُ والرُّهَطَاء كذلك الفاسِيَاء ـ الخُنْفُس والبالِغَاء ـ الأكارِعُ معرّب يقال بالفارسيَّة بابْها

(فَعِيلاء اسم) * قال سيبويه* ولم يأتِ صفةً وقد قالوا فَحْلٌ عَجِيساءُ فجِئَ به صفةً ـ وهو العاجز عن الضِّراب ولم يعرفه سيبويه ولا الأخفشُ أرِيحاءُ ـ بلد ينسَب اليه ارْيَحِىُّ وهو من شاذِّ معدُول النسب والألِيَّاء ـ اليمينُ وألِيَّاءُ ـ اسمٌ وعَجِيساءُ ـ موضع وحَدِيلاءُ ـ موضع وحَنِيناءُ ـ موضع والقَرِيثاءُ والكَرِيثاء ـ ضرْب من البُسْر هو عند سيبويه اسم وقال غيره هما صفتان يقال بُسرٌ قَريثاءُ وكَرِيثاءُ قال بعضهم وقد يضاف وقد قالوا قَرَاثاءُ وكَراثاءُ فجاؤا بهما على بناء مشتَرَك بين المقصور والممدود وقد تقدّم فى فَعَالاءَ والكَثِيراء ـ الذى يُلْزَق به الشعرُ وظَلِيلاءُ ـ موضع

(مَفْعُولاء اسم وصفة) المَأْتُوناءُ ـ الأُتُن والمَعْيُوراء ـ الأعيارُ والمَعْبُوداء ـ العبِيدُ والمَعْلُوجاء ـ العُلُوج والمَحْمُوراء ـ الحَمِير ومَحْضُوراء ـ اسمُ ماء والمَغْروداءُ ـ أرضٌ ذاتُ مَغاريدَ ـ وهى الكَمْأة والمَغْفُوراء ـ أرضٌ ذاتُ مَغَافير ـ وهو شِبْه الصمغ ومَكْرُوثاء ـ موضع وبُرْقة مَكْرُوثاء والمَكْمُوراء ـ قومُ

عِظَام الكَمَر والمَكْبُوراء ـ الكِبَار والمَشْيُوخاء ـ الشُّيوخ والمشْيُوحاء ـ الارض التى تُنْبِت الشِّيح ويقال هم فى مَشْيُوحاءَ من أمرهم ـ أى اخْتِلاط وفى مَشِيحَاءَ ـ أى يحاوِلُون أمرا يَبْتَدِرُونه مأخوذٌ من المُشايَحَة والشِّياحِ ـ وهو الجِدُّ فى الأمر ولم يذكر سيبويه بناء مَشِيحَاءَ والمَصْغُوراء ـ الصِّغارُ وأرض مَسْلُوماءُ ـ كثيرةُ السَّلَم ـ وهو الشَّجَر والمَتْيُوساء ـ التُّيُوس والمَبْغُولاء ـ البغَال

(أفْعَلاءُ وأفعِلاءُ وأفْعُلاءُ) الأرْمِدَاء ـ الرَّمادُ قال الراجز

لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ من ثَريَائِه

غيْرَ أثَافِيهِ وأرْمِدَائِهِ

والأرْبِعاء والأَرْبُعاء ـ اليوم المعروف وعُقَيل يقولون الأرْبِعاء وقد جاء الأرْبَعَاء بفتح الباء لغة فى اليوم وقال بعضهم الأربَعاء أيضا ـ موضِعٌ ويقال قَعَد الأرْبُعاءَ (١) ـ اذا قعد مترَبِّعا وقد حُكِيت الأرْبُعاوَى بالقصر وهى شاذَّة نادرة ولو لا ذلك لذكرتها فيما له عَدِيل والأرْبُعاءُ والأرْبُعاوَى ـ عَمُود من أعْمِدة الخِباء ولم يذكره سيبويه فى الأمثلة وأمثلةُ هذا الباب كلُّها عزيزة أما أفْعِلاء فلم يأتِ منها الا الأرْمِداء والأربِعاءُ وأما أفْعَلاءُ فلم يأت منه إلا أرْبَعاءُ وأما أفْعُلاءُ فلم يأت منه إلا قَعَد الأرْبُعاءَ

(إفعِيلاءُ) إحْلِيلاءُ ـ موضع والاقْطِيطاءُ افْعِيعالٌ (فَعْلُولاءُ) بَنُو قَنْطُوراءَ ـ التُّرْكُ وقيل السُّودان وقيل قَنْطُوراء ـ جاريةٌ لابراهيم عليه‌السلام نسْلُها التُّرك والصِّين ويقال وَقَعْنا فى بَعْكُوكاءَ ـ أى فى غُبَار وجَلَبة وشرٍّ واختلاطٍ وبَعْكُوكاءُ ـ موضع (أفْعال) هذا المِثال وان كان مطَّردا فى الجمع فقد يكون للواحدِ ولهذا ذكرناه مع غير المقيس وذلك قولهم أعْوَاءٌ ـ لبلد بعينه والأعْراء ـ القومُ الذين لا يُهِمُّهم ما يُهِمُّ أصحابَهم والأحْساء ـ موضع والأكْفاء ـ من أبْنِيَة النحل والأصْواء ـ اسمٌ لجمع صُوَّة وليس جمعا لها والأدْواء ـ موضع وذاتُ أرْحاءٍ ـ قارة تقطع منها الارْحاء بين السَّلَمين والأبْواء ـ موضع معرُوف والا .... (٢) ـ موضع (أُفَيْعِلاءُ) أحَيْمِياءٌ ـ موضع (فعْلاءُ وفَعَلاءُ بمعنًى) السَّحْناءُ والسَّحَناءُ ـ

__________________

(١) قوله ويقال قعد الاربعاء الخ الذى فى القاموس ضبط اسم القعدة واسم عمود البيت بالضم كتبه مصححه

(٢) بياض بالاصل

الهَيْئة والَّلوْن يقال إنه لحَسَن السَّحْنة والسِّحْنة والسَّحْناءِ والسَّحْناء والسَّحَناء وجاء الفرسُ مُسْحِنا ـ أى حسَن السِّحْنة ويقال ابن ثَأْطاءَ وثَأْطَاءَ ـ لابن الأمة مأخوذ من الثَّأْطة ـ وهى الرَّدَغة وهو الوَحلَ وكذلك الثَّأطاء ـ الحَمْقاء وابن دَأْثاءَ ودَأثَاء وثَأْداءَ وثَأَداء ـ ابنُ الأمة

(مِفْعالٌ) المِعْطاء ـ الكثيرُ العَطِيَّة والمِحْشاء ـ إزَارٌ غليظَ والمِخْلاء من قولهم ناقة مِخْلاءٌ ـ أُخْلِيتْ عن وَلَدها والمِغْلاء ـ سَهْم يصنَعُونه الى الخِفَّة قِدْحُه ونصلُه هُيِّئَ للغَلْو والمِجْذاء من جَذَا يَجْذُو ـ اذا انتَصَب والمِجْذاء ـ عُودٌ يضْرَب به والمِشْناء ـ الذى يُبْغِضه الناسُ والمِزْداء ـ الموضع الذى يُزْدَى فيه الجوزُ فى البِئْر ـ أى يُرْمَى يقال زَادَ بالجَوْز يَزْدُو ـ أى رَمَى يعنى بالبِئر الأُوقَةَ ـ وهى مستَقَرُّ الجوزِ الذى يُلْعَب به اذا تدْحَرج ويقال هو بِمِيداءِ هذا ومِيتَائِه ـ اذا كان مثله فى الشَّبَه أو القَدْر أو الوَزْن قال رؤبة

* اذا انْتَمَى لم يُدْرَ ما مِيْداؤُه*

ويقال لم أَدْرِ ما مِيْداءُ ذلك ـ أى لم أَدْرِ ما مَبْلغُه وقياسُه ورَمَى القومُ على مِيداءٍ واحدٍ ـ أى على تَساوٍ والمِيْتاءُ ـ القَدْر يقال لم أَدْرِ ما مِيتاءُ الطَّريق ـ أى لم أدْرِ قَدْرَ جانِبَيه وبُعْدِه ويقال دارِى بِميتاءِ دارِه ـ أى بِحذَائها والمِيتاءُ ـ الطريقُ العامِرُ ورجل مِيفاءٌ بالعهد ـ أى كثيرُ الوَفَاء وكلُّ من أشرَف على موضع عالٍ فقد أوْفَى عليه فاذا أكثَر من ذلك فهو مِيفاءٌ قال يصف حِمارا

من السُّحْم مِيفاءُ الحُزُونِ كأنَّه

اذا اهْتاجَ فى وَجْه من .... (١)مُنْشِد

المُنْشِد ـ المعَرِّف والناشِدُ ـ الطالبُ

(تَفْعال وتفْعال) يقال مَضَى من الليلِ تَهْواء ـ أى صَدْر منه والتِّقْياء ـ القىْءُ قال الراجز

إنَّ الحُتَاتَ عادَ فى عَطائِهِ

كما يَعُود الكلْبُ فى تِقْيائِهِ

ورجل تَيْتاءٌ وتِيتاءٌ ـ وهو العِذْيَوْط والتَّرْماء من الاخْبار ـ ظنٌّ بلا علْم

باب ما يتَّفِق أولُه بالفتح والكسر والمدّ

__________________

(١) بياض بالاصل

الدَّأْداء والدِّئْداء ـ آخِرُ الليلِ وقيل آخِرُ الشهرِ* قال أبو على* أما الدَّأْداء ونحوه كاللَّأْلاء والرَّأْراء كذلك وليست بمنقلِبة عن شئ والتَّيْتاء والتِّيتاءُ ـ العِذْيَوْط والوَطَاء والوِطَاء ـ ما اطْمَأنْ من الأرض همزتُه لام لقولهم وَطُؤَ والوَطَاء أيضا من قولهم فرسٌ وَطِىءٌ بيِّنُ الوَطَاء والوِقَاء ـ الذى يَقِى الشئَ وقد قالوا الوَقَاء والأوّل أفصحُ ويقال وَقيْتُه شَرَّ ما يكره وَقْيا ووِقَايةً ووَقَايةً فأما الوَقَاء من قولهم رَحْلٌ واقٍ وسَرْجٌ واقٍ بيِّنُ الوَقَاء فممدودٌ مفتوح كذلك حكاه الفارسى وغيرُه أطْلقَ اللغتين على ما تقدم

ومما يَتَّفِق بالكسر والضَّمِّ والمدِّ

الحِوَلاء والحُوَلاء ـ الماءُ الذى يكونُ فى السَّلَى وقد تستعمل للمرأة ـ وهى جِلْدة رقيقةٌ فيها ماءٌ أصْفَرُ تبْرُق كأنَّها مِرْآةٌ تخرُج مع وَكْر الحُوَار وحُوَلاء الدَّهر ـ عجائبه ويقال إن هذا لمن حُولَه الدهرِ وحِوَلائه وحِوَله وحُوَلائه بمعنى والحِبَاء والحُبَاء ـ من الاحْتِباء والخُيَلاء والخِيَلاء ـ من الاخْتيال والقِثَّاء والقثَّاء مشدّدان جمع قِثَّاءةٍ وقُثَّاءة وقد أقْثأتِ الارضُ وأقْثأ القومُ وصَغَرةٌ قِمَاء وقُماءٌ ويقال نَضِجَ الشِّوَاء والشُّوَاء ويقال هم زِهاءُ مائةٍ وزُهاؤُها ـ أى قَدْرُها ونُهَاء مائةٍ ونِهاؤُها وقد تقدم وزُهاء الشئِ ـ ارتفاعُه والظِّمَاء والظُّمَاء ـ العِطَاش ويقال للفحل إنه لكثيرُ النِّزَاء والنُّزاءِ (١) ـ وهو داء يأخُذ الشاءَ فتنْزُو منه حتى تموتَ

(باب) يقال لم أدْرِ أىُّ البَرْنَساء هو ـ أى أىُّ الناس وكذلك البَرْناساءُ ولم يأت على فَعْلالاءَ غيرُه (باب) الخُشّاء والخُشَشَاء ـ العَظْم الناتِئُ خلف الأذن والقُوْباء والقُوَباء ـ الذى يظهَر بالجسَد

(باب) يقال امرأة نُفَساءُ بالضم وهذا أشهرُ اللُّغات فيها ونَفْساءُ بفتح الاول وسكون ثانيه ونَفَساء بالفتح فيهما والجمع نُفَاس ونُفُسٌ ونِفَاسٌ ونُفَسَاواتٌ وقد تقدم تعليلُ ذلك وقد نُفِسَت امرأة نِفَاسا ونَفِست نَفَاسة ونِفَاسا ونُفِسَت أيضا

__________________

(١) قلت ليس نزاء الفحل من نزاء الشاء فى شئ انما نزاء الفحل وثوبه على الانثى ليسفدها كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

ومن شاذِّ الحَيِّزيْنِ

الحُرْقُصا مقصور ـ دُوَيْبَّة وأحسَبُها الحُرْقُوص والرُّحَيْباء من الفرس بالمدّ ـ أعْلَى الكشحين وهما رُحَيْباوان والبِرْبِيطِيَاء ـ ضَرْبٌ من الثِّياب قال ابن مقبل

خُزَامى وسَعْدانٌ كأنَّ رِياضُها

مُهِدْن بِذِى البِرْبِيطِيَاءِ المُهَذبِ

فأمّا قَرْقِيسِيَاءُ ـ وهى مدينةٌ بين العِراق ودِيارِ مُضَر فأعجمىُّ ليس من أمثلة العَرب وكذلك فُوْعِلاءُ مثل جُودِياءَ ولُوبياءَ وبورياءَ لأن الجُودِيَاء الكساءُ بالنَّبَطِيَّة أو الفارسية وقال فى بيت الاعشى

وبَيْداءَ تَحْسَب آرامَها

رِجالَ إيَادٍ بأجْيادِها

أراد الجُودِياءَ والبُورِياءُ بالعربِيَّة بارِىُّ وبُورِىُّ قال الراجز

* كالخُصِّ اذ جَلَّله البُورِىُّ*

والقِصَاصاء ـ فى معنى القِصَاص* وقال* زعمُوا أن أعرابِيًّا وقَف على بعض أُمراء العِراق فقال القِصَاصاءَ أصْلَحَك الله ـ أى خُذْ لى القِصاص وهذا نادر شاذُّ قد قال سيبويه انه ليس فى الكلام فِعَالاءُ والكلمة اذا حكاها أعرابى واحد لم يجب أن نجعلها أصلا وصُورِياءُ ـ مدينةٌ ببلاد الرُّوم كمل كتاب المقصور والممدود بحول الله وعونه ويتلوه كتاب التأنيث والحمد لله

أبواب المذكَّر والمؤنَّث

* قال الفارسى* أصلُ الأسماءِ التذكيرُ والتأنيثُ ثانٍ له فمِن ثَمَّ اذا انضمَّ الى التأنِيث فى الأعلامِ التعريفُ لم ينصرِفْ نحو امرأة سُمِّيت بقَدَم أو زَيْنَب واذا انضَمَّ الى التذكير انصرف نحو رجل سمِّى بحَجَر أو جَعْفرٍ والتأنيثُ على ضربين تأنيثٍ حقيقىٍّ وتأنيثٍ غير حقيقىٍّ فالحَقِيقىُّ ما كان بِازائِه ذَكَر نحوُ امرأةٍ ورجُل وناقةٍ وجَمَل وعَيْرٍ وأتانٍ ورِخْل وحَمَل وعَنَاقٍ وجَدْى وأمّا غيرُ الحقِيقىِّ فما لَحِق اللفظَ فقط ولم يكن تحته معنًى وذلك نحو البُشرى والذِّكْرَى وطَرْفاءَ وصَحْراءَ وغُرْفةٍ وظُلْمة

وقِدْرٍ وشَمْس فتأنيث هذه الأشياء تأنيثُ لفظ لا تأنيثُ حقيقة فهذا ما عَبَّر به عن معنى التأنيث وقسَّمه اليه فى كتابه الموسُوم بالايضاح وقال فى كتاب الحُجَّة المؤنثَّ ـ حيوانٌ له فَرْج خِلافُ المذكَّر فهذا المؤنَّث فى المعنى على الحقِيقة والمَعَانى على ثلاثة أوجُه مؤنث ومذكَّر ومعنى ليس بمذَكَّر ولا مؤنَّث وانما يقول النحويُّون الجنس لهذه الثلاثة والتأنيثُ على وجهين تأنيثُ المعنى وتأنيثُ الاسمِ فما كان منه حقِيقيًّا فان تذكيرَ فِعْله اذا تقدم فاعِلَه لا يسُوغُ فى الكلام فى حال السَّعة وذلك نحو سَعَتِ المرأةُ وذَهَبتْ سَلْمَى وبَعُدت أسْماءُ فتلزم العلامةُ على حَسَب لُزُوم المعنَى وحقيقتِه ليؤْذِنَ أن المسنَد اليه الفعلُ مؤنثٌ* قال* وعلى هذا قالوا قامَا غُلاماكَ «ويَعْصُرْن السَّلِيطَ أقارِبُه» إلا أن الأحسن هُنا أن لا تلحق الفِعلَ علامةُ تثْنيَة ولا جمعٍ لان التثنية والجمع لا يَلْزَمان .... فى التأنيث الحقِيقىِّ وان كان قد جاء فى الشعر مثل هذا كقوله وكان الذى .... (١) الموضعين ذلك هذا بالمفعول على هذا حَكَوْا حضَرَ القاضِىَ امرأةٌ فان كان التأنيثُ غيرَ حقيقىٍّ جاز تذكيرُ الفِعْل الذى يسنَد اليه متقدِّما نحو قوله تعالى (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ) (وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) وفى موضع آخر (قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ) «و (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ)» فان قال موعظة جاءنا كان أقبح من جاءنا مَوْعِظة لأن الراجع ينبغى أن يكونَ على حَدِّ ما يرجِع اليه وقد جاء ذلك فى الشعر أنشد سيبويه

اذْ هِىَ أحْوَى من الرِّبْعِىِّ حاجِبُها

والعَيْنُ بالاثْمدِ الحارِىِّ مَكْحُولُ

وأنشد أيضا

فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها

ولا أرضٌ أبْقَلَ إبْقالَها

وأنشد الفارسى

أرّمِى عليها وهى فَرْع أجمَعُ

وهى ثلاثُ أذْرُعٍ وإصبَع

ومعنى استشهاده بهذا البيتِ ههنا وتنظيرِه إيَّاه بقوله

«ولا أرضٌ ابقل إبقالَها»

هو أن أجمَع وصفٌ لِهِىَ فكان ينْبَغِى أن يقول هى جَمْعاءُ فرْعٌ ولا يجوز أن يحمل أجْمَع على فَرْع لان أجْمَع معرفةٌ وفَرْع نكِرة ولكنه ذكر على تذكِيرِ ولا أرض أبقل

* والعَيْن بالاثْمدِ الحارِىِّ مكحولُ*

__________________

(١) بياض بالأصل في الموضعين

وقد قال فى كتاب البَغْدادِيَّات إن أجْمَع حمل على الضمير الذى فى فَرْع كأنها وهى طويلة* قال* فأما قوله تعالى (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى) ثم قال (فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) فلأنه حُمِل على الارث يعنى الميراثَ أو لأن القسمةَ المقْسومُ فى المعنى* قال* وعلى هذا حمل سيبويه قوله

* والعينُ بالاثْمدِ الحارِىِّ مكحولُ*

كما تقدم وروى أبو عثمان وغيرُه عن الأصمعى أنه كان يتأوّله اذ هى أحْوَى حاجبُها مَكْحُول والعينُ بالاثْمدِ* قال أبو عثمان* العرب تقول الأَجْذاع انكَسَرْن لأدْنَى العَدَد والجُذُوع انْكَسَرتْ لكثيره وعلى هذا قولهم لِخمْس خَلَوْن وكذلك الى العَشْر فاذا زاد على العشرة دخل فى حَدِّ الكثيرِ فقالوا لِاحْدَى عشْرةَ خَلَتْ وكذلك الى التِّسْعَ عشرةَ* قال سيبويه* وأما الجَمِيع من الحيَوان الذى يُكَسَّر عليه الواحدُ فبمنزلة الجَميع من غيره الذى يكسَّر عليه الواحدُ ألا تَرى أنك تقول هو رجل وهى الرجالُ فيجوز ذلك وتقول هو جَمَل وهى الجَمَال وهو عَيْر وهى الأعْيار فجرَتْ هذه كُلُّها مَجْرَى هى الجُذُوع وما أشبه ذلك يُجْرَى هذا المُجْرَى لأن الجميع يؤنَّث وإن كان كلُّ واحدٍ منه مذَكَّرا من الحيوان فلما كان كذلك صَيَّرُوه بمنزلة المَوَات لأنه قد خَرَج من الأوّل الأمْكَن حيث أردت الجميع فلما كان ذلك احتملوا أن يُجْرُوه مُجْرَى جميع المَوَات قالوا قد جاء جَوَارِيك وجاء نِساؤُك وجاء بَنَاتُك وقالوا فيما لم يكَسَّر عليه الواحدُ لأنه فى معنى الجميع كما قالُوا فى هذا كما قال الله تبارك وتعالى جَدُّه (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ) * قال الفارسى* حين علل حذف العلامة من الفعل أعنى فعلَ الجميع ولأنَّ هذه الجُموعَ كما يعبَّر عنها بالجَماعة فقد يعَبَّر عنها بالجَمْع والجميعٍ ويدلّ على أن هذا التأنيث ليس بحقيقة أنك لو سمَّيت رجُلا بكِلَابٍ أو كِعَابٍ أو ظُرُوف أو عُنُوق صَرَفته ولو سميت بعَنَاقٍ أو أَتَانٍ لم تصرفه ولذلك جاء (وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) وقال تعالى (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) ولو قلت قال امرأةٌ لم يستقِمْ لأن تأنيث النِّساء والنِّسوة للجمع كما أن التأنيث فى قالتِ الأعرابُ كذلك فلو لم يؤَنَّث كما لم يؤنَّث قال نسوةٌ لكان حسَنا وعلى التذكير قولُ الفَرزْدق

وكُنَّا وَرِثْناه على عَهْدِ تُبَّعٍ

طَوِيلاً سَوَارِيه شَدِيداً دَعائِمُه

وقال فى إحدَى فَعِيل

وما زِلْتُ مَحْمُولاً عَلىَّ ضَغيِنةٌ

ومُضْطَلِعَ الأضْغَانِ مُذْ أنا يَافِعُ

وقال آخر

فَلاقَى ابنَ انثَى يَبْتَغِى مِثلَ ما ابْتَغَى

من القَوْمِ مَسْقِىُّ السِّمَام حَدائِدُهْ

ولو قال الكِلابُ نَبحَ والكِعَاب انكَسَر كان قبيحا حتى يُلْحِقَ العلامةَ كما قَبُح موعِظةٌ جاءَنَا ولم يَقْبُح جاءنا مَوْعِظةٌ وقد جاء فى الشعر

فامَّا تَرَيْنِى ولِى لِمَّةٌ

فانَّ الحَوادِثَ أوْدَى بها

وهذا انما حَمَل الحوادِثَ على الحَدَثان ولَمَّا كانوا يقولُون الحَدَثان فيريدون به الكَثْرة والجنْس كما يُراد ذلك بلفظ الجميع فجعل الجمعُ كالواحد لموافقته له فى المعنى بارادتِه الكثرة باللفظين ومنْ ثَمَّ أنَّث الحَدَثان فى الشِّعر أيضا لَمَّا جاز أن يُعْنَى به ما يعنى بالحَوَادث قال الشاعر

وحَمَّالُ المِئِينَ اذا ألمَّتْ

بنا الحَدَثانُ والْأَنِفُ النَّصُور

باب أسماء المؤنَّث

الأسماء المؤنَّثة على ضرْبين اسمٌ لا علامةَ فيه للتأنيث واسمٌ فيه علامةٌ فما لم تكن له فيه علامةٌ فلا يَخْلُو من أن يكونَ على ثلاثة أحرُف أو أكثَرَ من ذلك فالذى على ثلاثة أحْرُفٍ نحو عَيْن وأُذُن وشَمْس ونارٍ ودارٍ وقِدْر وعَنْز وسُوق فما كان من هذا الضَّرْب فانه اذا حُقِّر لَحِقتْه هاءُ التأنِيثِ فى التحقير كأذَيْنةٍ وعُيَيْنةٍ ، وسُوَيْقة ودُوَيْرةٍ وإنما لَحِقت التاءُ فى التحقير لانه يَرُدّ ما كان ينبغِى أن يكون فى بِناء المكَبَّر فرُدّت كما رُدَّت اللامُ فى نحو يَدٍ ودمٍ ونحو ذلك ألا ترى أنهم جمعُوا ما حُذِفت الهاءُ فى مكَبَّره من المؤنث بالواو والنون كما جمعُوا ما حُذِفت منه اللامُ فقالوا أرَضُونَ كما قالوا سِنُونَ وثِبُونَ ومِئُونَ وقد تركُوا رَدّ الهاء فى التحقير فى حُرُوف مؤنَّثة من ذوات الثلاثةِ شَذَّتْ عما عليه الجُمْهورُ فى الاستعمال منها حَرْب وقَوْس ودِرْع لِدرْع الحديدِ وانما قلنا لِدرْع الحديد لأن الدِّرْع من الثِّياب مذكَّر ومنها عُرْس وعَرَب قالوا عُرَيْب

وأنشد أبو عبيدة

ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامَ العُرَيْب

ولا تَشْتهِيه نُفُوسُ العَجَمْ

والعَرَب مؤنَّثة لقولهم العَرَبُ العارِبَةُ والعَرَب العَرْباءُ* وأما ما كان على أربعة أحرف من المؤنث فلا تَلْحَقُه التاءُ فى التحقير وذلك قولهم فى عَنَاق عُنَيِّق وفى عُقَاب عُقَيِّب وفى عَقْرَبٍ عُقَيْرِب كأنهم جعلوا الحرف الزائد على الثلاثة فى العِدّة وان كان أصلا بمنزلة الزِّيادة التى هى التاء فعاقَبْتْها كما جعلوا الأصلَ كالزائِد فى يَرْمِى ويَغْزُو ويَخْشَى حيث حُذِفَت فى الجزم كما حذفت الحركاتُ الزائدة وكما جعلت الألف فى مُرَامًى بمنزلة التى فى حُبارَى وكما جعلت الياءُ فى تَحِيَّة بمنزلة الأُولَى فى غَذِىّ والياء فى حَنِيفة فى قولهم تَحَوِىٌّ وقد شذَّ شئٌ من هذا الباب أيضا فأُلْحقت فيه الهاءُ وذلك وَرَاء وقُدَّام قالوا وُرَيِّئة وقُدَيْدِيمةٌ قال الشاعر

وقد عَلَوْت قُتُودَ الرَّحْلِ يَسْفَعُنى

يَوْمٌ قُدَيْدِيمةَ الجَوْزاءِ مَسْمُومُ

ولَحاقُ الهاءِ فى هذا الضَّرْب شاذُّ عمَّا عليه استعمالُ الكَثْرة وانما جاء على الأصل المرْفُوض كما جاء القُصْوَى على ذلك ليُعْلَم أن الأصل فى الدُّنْيا والعُلْيا الواوُ كما جاء الْقَوَد ليُعْلم أن الأصلَ فى دارٍ وبابٍ الحركةُ فأما حُبَيِّرةٌ ولُغَيْغِيرةٌ فى قول من ألحقَ التاء فى التحقير فليس على حَدّ قُدَيْدِيمة ولكن على حدِّ زَنادِقةٍ وفَرَازِنَة* ومما غَلَب عليه التأنيثُ فلم يُعْرَف فيه التذكيرُ يقولون ثَلاثُ أَعْقُبٍ غَلَب عليه التأنيثُ ولم تكن كالضَّبُع لأن الضبَّعُ ذَكَرُها ضِبْعانٌ ولم يقولوا ثلاثةُ أعْقُب ذكورٌ ولا إناثٍ كما قالوا حمامٌ ذكَرٌ وله ثلاثُ شِيَاهٍ ذُكُور لأن العُقَاب لا تكون عِنْدهم الا أُنْثى وهذا قول أبى الحسن

باب لَحَاق علامةِ التأنيث للاسماء وتقسيمِ العَلاماتِ

العَلامةُ التى تَلْحَق الأسماءَ للتأنيث علامتانِ متَّفِقتان بكونهما عَلامتَىْ تأنيثٍ ومُخْتَلِفتان فى الصورة فاحداهما ألِفٌ والأُخْرَى هاء وإن شئت قلت تاء وهى التاء التى تُقْلَب فى الوقْف هاءً فى أكثر الاستعمال لأن ناسا يَدَعُون التاءَ فى الوقف على حالها فى الوصل كما قال

* بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كظَهْر الحَجَفَتْ*

وكما قال لَيْس عِندنا عَرَبِيَّتْ وسآتى على تعليل ذلك فى باب الهاء ان شاء الله تعالى وتأخُذ الآنَ فى ذكر الألفِ لأنَّه لا يُنْوَى بها الانفصالُ من الاسم الذى هى فيه كما يُنْوَى ذلك فى الهاء ألا ترى أن سيبويه يجعَل الهاءَ فى طلحةَ بِازاء مَوْتَ من حَضْرَمَوْتَ فيُعاملُها معاملةَ هذا الاسمِ الأخِيرِ من هذين الاسميْنِ المَركَّبَين فيُجْرِيه مُجْرَاه كنحو تمثيلِه له به فى باب التحقير والنَّسَبِ والترخيمِ وأما الألِف فالاسمُ مبْنِىُّ عليها فهى جُزْء منه فكما لا يُنْوَئ بجُزْء من أجْزاء الاسم انْفِصالٌ من الاسم كذلك لا يُنْوَى بالالف انفصالٌ من الاسمِ الذى هى فيه وهذه العلامةُ التى هى الألفُ على ضربين ألِفٌ مُفْرَدةٌ وألف تلحقُ قبلها ألفٌ فتنقلب الأخيرةُ منهما همزةً لوقوعها طَرَفا بعد ألفٍ زائدةٍ فالألف المُفْرَدة اذا لَحِقتْ الاسمَ لم تَخْلُ من أن تَلْحَق بِناء مختَصًّا بالتأنيث أو بناءً مشتَرَكا للتأنيثِ والتذكيرِ ونَبْدأُ بالمختصِّ بالتأنيث لأن قصدَنا فى هذا الموضِعِ إحصاءُ التأنيثِ بعَلاماته وأبنِيَته وما تختَصُّه ثم نُتْبِعه ما تَلْحَقه من الأبْنِية المشتَرَكة فمن المخْتَصّ ما كان على فُعْلَى وهذا البناء على ضربين أحدُهما أن تكون الفُعْلَى تأنيثَ الأفْعَل والآخَر أن تكونَ فُعْلَى لا يكون مذكَّرُها أفْعَلَ فاذا كان الفُعْلَى مذكَّرُه أفْعَلُ لم يُستعْمَل الا بالالف واللامِ كما أن مذَكَّره كذلك وذلك قولك الكُبْرَى والأكْبَر والصُّغْرَى والأصْغَر والوُسْطَى والأوْسَط والطُّولَى والأطْوَلُ والدُّنْيا والأدْنَى وجمع الفُعْلَى هذه اذا كُسِّرت الفُعَلُ كقولنا الكُبَر وفى التنزيل (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ) وكذلك الصُّغَر والطُّوَل والعُلَى وفى التنزيل (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) والفُعْلَى اذا أُفْرِدت أو جُمِعت مكسَّرةً أو بالألف والتاءِ لم تُستَعْمَل إلا بالألف واللام أو بالاضافةِ تقول الطُّولَى والطُّوَل وطُولَاها وقُصْرَاها والطُّولَيَات والقُصْرَيَات وكذلك المذَكَّر أُفْرِد أو جُمِع فسَلِم أو كُسِّر وفى التنزيل (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) وفيه (وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) وفيه (أَكابِرَ مُجْرِمِيها) وفيه (وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا) وفيه (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) وقد استعملوا أُخَرَ بغير ألفٍ ولامٍ فقالوا رجل آخَرُ ورجال أُخَرُ وفى التنزيل (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) وكذلك أُخْرَى وكان قياس ذلك أن يكون كما تقدّم* قال سيبويه* سألت الخليل

عن أُخَرَ فقلت ما بالُه لا يَنْصرِف فى معرفةٍ ولا نكرةٍ قال لأن أُخَرَ خالفت أخواتِها وأصلَها وانما هى بمنْزِلة الطُّوَل والوُسَط والكُبَر لا يكُنَّ صفةً إلا وفيهنَّ ألف ولامٌ فتُوصَف بهنَّ المعرفةُ ألا ترى أنك لا تقول نِسْوةٌ صُغَرٌ ولا هؤلاء نِسْوةٌ وُسَطٌ ولا هؤلاء قومٌ أصاغِرُ فلما خالفت الأصلَ وجاءت صفةً بغير ألفٍ ولامٍ تركُوا صَرْفها كما تركُوا صَرْف لُكَعَ حين أرادوا يا ألْكَعُ وفُسَقَ حين أرادوا يا فاسِقُ* قال الفارسى* ومن ذلك أوّلُ تقول هذا رجلٌ أولُ فلا تصرف تريد أوَّلَ من غيره فتَحذف الجارَّ مع المجرُورِ وهو فى تقدير الاثبات فلذلك لم تَصْرِفْ* قال سيبويه* سألت الخليلَ رحمه‌الله عن قولهم مُذْ عامٌ أوَّلُ ومُذْ عامٍ أوّلَ فقال أوَّلُ هاهُنَا صفةٌ وهو أوَّلُ من عامِك ولكن ألزمُوه ههنا الحذَف استِخْفافا فجعلوا هذا الحرَف بمنزلة أفضَلُ منك وقد جعلوه اسما بمنْزِلة أفْكَلٍ وذلك قول العرب ما تركتُ له أوَّلاً ولا آخِراً وقالوا أنا أوَّلُ منه ولم يقولوا رجُل أولُ منه فلما جاز فيه هذانِ الوجهانِ أجازُوا فيه أن يكونَ صِفةً وأن يكونَ اسمًا* قال* وعلى أىِّ الوجْهين جعلتَه اسمًا لرجُل صَرفْته فى النكرة واذا قلت هذا عامٌ أوّلُ فانما جاز هذا الكلامُ لأنك تُعْلمِ به أنك تَعْنِى العام الذى يَلِيه عامُك كما أنك اذا قلت أوَّلُ من أمْسِ وبعد غدٍ فانما تعنى الذى يَليِه أمْسِ والذى يَلِيه غَدٌ فأما قولهم ابْدأْ بهذا أوَّلُ فانما يريدُون به أوَّلَ من كذا ولكن الحذفُ جائز جَيِّد كما تقول أنت أفضَلُ وأنت تريد أفضَلُ من غيرك وهذا مذهبُه أيضا فى قولنا اللهُ أكبَرُ أو لا تراه ذكره فى عَقِب قول سُحَيم ابنِ وَثِيل الرِّيَاحى

مَررْتُ على وادِى السِّباعِ ولا أَرَى

كوادِى السِّباعِ حِين يُظْلِمُ وادِيَا

أقَلَّ به رَكْبٌ أتَوْه تَئِيَّةً

وأخْوَفَ الَّا ما وَقَى اللهُ سارِيَا

قال أراد أقَلَّ به الركْب تَئِيَّة منه* ثم قال* ومثل ذلك قولهم اللهُ أكبَرُ قال فى بابِ أوّل الا أن الحذْف لزِم صِفةَ عامٍ لكثرة استِعْمالهم إيَّاه حتى استَغْنوْا عنه ومثلُ هذا فى الكلام كثيرٌ والحذف يُستَعمل فى قولهم ابدَأْ به أوّلُ أكثَرَ وقد يجوز أن يُظْهِروه الا أنهم اذا أظهَروا لم يُجْز الا الفتْح* قال* وسألته رحمه‌الله عن قول العرَب وهو قليل مُذْ عامٌ أوَّلَ فقال جعلُوه ظَرْفا فى هذا الموضع وكأنَّه قال مُذْ

عامٌ قبلَ عامِك وسألته رحمه‌الله عن قوله زيْدٌ أسْفَلَ منك فقال هذا ظَرْف كأنه قال زيدٌ فى مكانٍ أسفَلَ من مكانِك وفى التنزيل (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ومثلُ الحذفِ فى أوّل لكَثْرة استعمالهم إيَّاه قولُهم لا عَلَيْك فالحذْف فى هذا الموضع كهذا ومثلُه هَلْ لك فى ذلك وألك فى ذلك ولا تذكر له حاجةً ولا هل لك حاجةٌ ونحوُ هذا أكثر من أن يُحْضَى قال الشاعر

يا لَيْتَها كانتْ لِأهْلِى إبِلَا

أو هُزِلَتْ من جَدْبِ عامٍ أوَّلَا

يكون على الوَصْفِ وعلى الظرْف وهكذا أنشده سيبويه أو هُزِلت فأما الفارسى فأنشده أو سَمِنَت وهذا على الدُّعاءِ لها أو عليها* قال* ومن جعل أوّلاً غير وصْف صَرَفه وقالوا ما تَرَكْتُ له أوَّلا ولا آخِراً كقولك قَدِيما ولا حَدِيثا وأما ما حُكِى من أن بعضَهم قرأ «وقُولُوا للناسِ حُسْنَى» فشاذّ عن الاستعمال والقياس وما كان كذلك لا ينبغى أن يُؤْخَذ به إلا أن يكونَ جعل حُسْنَى مصدَرا كالرُّجْعَى والبُشْرَى* وأفْعَلُ الذى مؤنَّثُه الفُعْلَى يستعمل على ضربين أحدُهما أن يتعَلَّق به مِنْ فاذا كان كذلك كان للمذكر والمؤنَّث والاثنين والجَمِيع على لفظٍ واحدٍ تقول مررت برجُل أفْضَلَ من زيدٍ وبامرأةٍ أفضَلَ من زيدٍ وبرجليْنِ أفضَلَ من زيدٍ وكذلك الجميع وتثِنيَةُ المؤنَّث وجمعُه فاذا دخلت الأَلفُ واللامُ عاقَبَتا مِنْ ولم تجتَمِعْ معهما تقول زيدٌ الأفضَلُ ولا يجوز زيدٌ الأفضلُ من عَمْر ولأن مِنْ انما تدخُل لتُحْدِثَ فيه ضَرْبا من التخصيص فاذا دخلت لامُ التعريفِ جعلت الاسم بحيثُ تُوضَع اليدُ عليه وهذا من حُرِّ العِبارة فلو أُلْحِقَت مِن معها لكان بالنقض للتعرِيف الحادِث باللامِ فأما قول الاعشى

ولَسْتَ بالأكْثَرِ منهم حَصَى

وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ

فتَعَلُّق مِن بالأكْثَر ليس على حَدِّ قولك قومُك أكثَرُ من قومِ زيدٍ ولكن على حَدِّ ما يتعَلَّق به الظَّرْف ألا تَرَى تعلُّقَه به فى قول أوْس

فانَّا رَأيْنا العِرْضَ أحْوَجَ ساعةً

الى الصَّوْنِ مِنْ رَيْطٍ يَمَانٍ مُسَهَّمِ

هذا باب فُعْلَى التى لا تَكونُ مؤَنَّث أفْعَلَ وما اشبهها

مما يختَصُّ ببناء التأنِيث ولا تكونُ ألِفُها إلا له

اعلم أنّ فُعْلَى هذه يختَصُّ بِنَاؤُها بالتأنيث ولا يكونُ لغيرهِ ولا يلزمُ دُخولُ الألف واللامِ عليها معاقِبَةً لِمنِ الجارّةِ كما جاز ذلك فى فُعْلَى التى تقَدَّم ذكرُها وهى تجىء على ضَرْبين أحدُهما أن تكون اسمًا غيْرَ وَصْف والآخَرُ أن تكونَ وَصْفا فالاسم على ضَرْبَيْن أحدُهما أن يكونَ اسماً غيْرَ مصدَر والآخَرُ أن يكونَ مصدَرا وهذه قِسْمة الفارسىِّ فالاسمُ غيْر المصدَر نحو البُهْمَى وحُزْوَى وحُمَّى ورُؤْيَا وزعم سيبويه أن بعضهم قال بُهْماة وليس ذلك بالمعروف واختُلِف فى طُغْيَا التى هى اسمُ الصغيرِ من بَقَر الوَحْش فحكاها أحمدُ بنُ يحيىَ بفتح أوَّلها وحَكَى عن الأصمَعى طُغْيَا بضم الاول وقال يُقال طَغَتْ تَطْغَى طَغْيًا ـ اذا صاحَتْ وأنشد لأُسامةَ الهُذَلى

وإلَّا النَّعامَ وحَفَّانَهُ

وطَغْيَا مع الَّلهِقَ النَّاشطِ

* وقال الفارسى* وما جاء من المَصادِر على فُعْلَى فنحوْ البُشْرَى والرُّجْعَى والزُّلْفَى والشُّورَى وما جاء منه من الصِّفات فنحو حُبْلَى وخُنْثَى وأُنْثَى ورُبَّى ومما جاء من الأبنِيَة المختَصَّة للتأنيث على غير هذه الزِّنَة قولُهم أَجَلَى ودَقَرَى ونَمَلَى وبَرَدَى ـ وهى أسماءُ مواضِعَ وقالوا بَرَدَى وبَرَدَيَّا والصِّفة نحو جَمَزَى وبَشَكَى ومَرَطَى وقالوا ناقة مَلَسَى وزَلَجَى ـ وهما السريعتان وكذلك شُعَبَى وأُدَمَى ـ لمكانين وقد قدمتُ جُمْهُورَ هذه الأوزان فى الممدود والمقصور فالألف فى هذه الأبنية لا تكونُ الا للتأنيثِ ولا تكون للِالْحاق لأن الاصول لم تَجْرِ على هذه الأمثلة فيقع الالحاقُ بها

بابُ ما جاء على أربعةِ أحرُفٍ مما كان آخِرُه ألِفا من

الأبْنِية المشتَرَكة للتأنيث ولغيره وذلك

بناآنِ أحدهما فَعْلَى والآخَرِ فعْلَى

أمَّا فَعْلَى فتكون ألفُها للِالحاق وللتأنيث فما جاء ألِفُه للِالْحاق ولم يُؤنَّث قولهم الأرْطَى فيمن قال أدِيم مَأْرُوط وانصَرف فى النَّكِرة لأن ألفِهَا لغير التأنيث ولذلك قالوا أرْطاةٌ فألْحقُوا التاءَ فلو كانتْ للتأنيث لم تدخُلْه التاءُ ألا تَرَى أنه لا يجتمعُ فى اسمٍ عَلامتانِ للتأنيث فكلُّ ما جاز دُخُول التاء عليه من هذه الألفاظِ عُلِم أنها للِالْحاق دُونَ التأنيث ومثلُ الأرْطَى فيما وصَفْت لك العَلْقَى لأنهم قد قالوا عَلْقاةٌ وزَعَم أن بعض العرب أنَّث العَلْقَى وأنّ رُؤْبةَ لم ينوّنْهُ فى قوله (١)

* فَحَطَّ فى عَلْقَى وفى مُكُورِ*

ومثلُ ذلك تَتْرَى وهو فَعْلَى من المُواتَرَة وأُبْدِلت من واوها التاءُ كما أُبدِلَتْ فى تُرَاثٍ وتُخَمَة* قال الفارسى* الوجه عِنْدى تركُ الصَّرْف كالدَّعْوَى والنَّجْوَى لأن الألف للِالْحاق لم تدخُلِ المَصادِرَ وقد كَثُر دُخولُ ألف التأنيثِ على المَصَادر فى هذا البِناء وغيرِه فاذا كانتِ الألفُ فى فَعْلَى ولم تكن للالحاق فانَّ البِناءَ الذى هو فيه على ضَرْبين أحدُهما أن يكونَ اسما غيْرَ وَصْف والآخَرُ أن يكونَ وَصْفا فالاسمُ الذى هو غيْرُ وصف على ضربين اسمٌ غيْرُ مصدَر واسمٌ مصدَرٌ وهذه كلُّها قِسْمة الفارسىِّ فالاسمُ الذى ليس بمَصْدَر نحو سَلْمَى ورَضْوَى وجَهْوَى وعَوَّا ـ لاسم النَّجْم وشَرْوَى ـ لمثل الشئِ وقالوا فى اسمِ موضعٍ سَعْيَا* قال* أعنى الفارسى وفيه عنْدى تَأْوِيلانِ أحدهما أن يكون سُمِّى بوَصْف أو يكون هذا فى باب فَعْلَى كالقُصْوى فى بابه فى الشُّذُوذ وهذا كأنَّه أشبَهُ لأنّ الأعْلام تُغَيَّر كثيرا عن أحْوالِها أعنى عن أحوالِ نَظَائِرها فأما الاسمُ الذى هو مَصْدَر من هذا البابِ فنحوُ الدَّعْوَى والنَّجْوَى والعَدْوَى والرَّعْوَى* قال* وهو عِنْدى من ارْعَوَيْت وليست منقلِبةً والتَّقْوَى والفَتْوَى والَّلوْمَى ـ يريدُ به اللَّوْمَ وأنشد أبو زيد

أمَا تَنْفَكُّ تَرْكَبُنِى بِلَوْمَى

لَهِجْتَ بها كَمَا لَهِجَ الفِصَالُ

وفى التنزيل (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) فافرادُها حيثُ يُرادُ بها الجمعُ يُقَوِّى أنه مصدَرٌ وقال تعالى (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) وقد جمعُوا فقالوا أَنْجِيَةٌ قال الشاعر

تُرِيحُ نِقَادَها جُشَمُ بْنُ بَكْرٍ

وما نَطَقُوا بأنْجِيَةِ الخُصُومِ

__________________

(١) قلت الصواب أن هذا المصراع للعجاج والد رؤبة من أرجوزته التى مطلعها

جارى لا تستنكري عذيري

سعيي واشفاق على بعيري

وحدري ما ليس بالمحذور

وقذري ما ليس بالمقذور

ومنتهاها قوله يصف ثور وحش فى مشيته

يمشى بأنقاء أبى جبرير

مشى الأميرأ وأخى الأمير

يمشى السبطري مشية الجبير

أوفيخمان القرية الكبير

وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

* وأمَّا ما كان من فَعْلَى وَصْفا فعلى ضربَيْنِ أحدُهما أن يكون مُفْرَدا والآخَرُ أن يكونَ جَمْعا فالمُفْرَد ما كان مؤَنَّثَ فَعْلانَ وذلك نحوُ سَكْرانَ وسَكْرَى ورَيَّانَ ورَيَّا وحَرَّانَ وحَرَّى وصَدْيانَ وصَدْيَا وشَهْوانَ وشَهْوَى وظَمْآنَ وظَمْأَى وهذا مستمِرٌّ فى مؤَنَّث فَعْلانَ وأما ما كان من ذلك جَمْعا فانه يكونُ جَمْعا لِمَا كان ضَرْبا من آفة وداء وذلك مثل جَرِيح وجَرْحَى وكَلِيم وكَلْمَى ووَجِىٍّ ووَجْيَا من الوَجَى وقالوا زَمِنٌ وزَمْنَى وضَمِن وضَمْنَى ومن ذلك أَسِير وأَسْرَى ومائِقٌ ومَوْقَى وأحمَقٌ وحَمْقَى وأنْوَكُ ونَوْكَى وربما تعاقب فَعْلَى وفُعَالَى على الكلمة كقولهم أَسْرَى وأُسَارَى وكَسْلَى وكُسَالَى ورُبَّما تَعاقَبَ عليه فَعَالَى وفُعَالَى فقالوا كَسَالَى وكُسَالَى كما قالوا سَكَارَى وسُكَارَى

بابُ ما جاء على فِعْلَى

وأمَّا ما جاء على فِعْلَى فان ألِفَه قد يجوز أن تكونَ للِالحاقِ ويجوز أن تكونَ للتأنيث فما جاء ألِفُه للالحاق ولم يُؤَنَّث معْزَى كلُّهم ينوِّنُه فى النِكرة فيقول مِعْزًى كما تَرَى ومما يدلُّ على أن هذه الالفات المُلْحِقات تَجْرِى مَجْرَى ما هو من انْفُس الكَلِم قولهم فى تحقير مِعْزًى وأرْطًى مُعيْزٍ وأُرَيْطٍ كما يقولُو دُرَيْهِم ولو كانت للتأنيث لم يَقْلِبوا الألفَ كما لم يقْلِبوا فى حُبَيْلَى وأُخَيْرَى* وأمَّا ما جاء فيه الأمر انِ جميعا فى هذا الباب فذِفرَى منهم من يقول ذِفْرًى أسِيلةٌ فينوِّن وهى أقلُّ اللغتين وألحَقَها يدِرْهم وهِجْرَعٍ ومنهم من قال ذِفْرَى أسِيلةٌ فلم يَصْرِف وأُشِذَّت فاذا كانت الألفُ للتأنيث فى فِعْلَى ولم تكن للالحاق فان الاسمَ الذى هى فيه على ضربين أحدُهما أن يكونَ اسما غيْرَ مَصدَر والآخَرُ أن يكونَ اسمًا مصدرًا ولم يجئْ صِفةً وقد جاء جَمْعا فى شئٍ قليلٍ فالاسم نحو الشِّيزَى والدِّفْلَى والدِّفْرَى فيمن لم يصْرِف والمصدر نحوُ ذِكْرَى فى قوله تعالى (تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) وقالوا السِّيمَى ـ للعلَامة والمُسَوّمةُ ـ المعلَّمة والعينُ منها واوٌ قلبتْها الكَسرةُ ولم تَجِئْ فِعْلَى صفةً فأما قوله تعالى (قِسْمَةٌ ضِيزى) فزعم سيبويه أنه فُعْلَى فجعله من باب حُبْلَى وأُنْثَى وانما ابدلَ من الضمة كسرةً كما ابدلها منها فى بِيضٍ* قال التَّوَّزِىُّ* وحكى

أحمدُ بن يحيى رجُلٌ كِيصَى ـ اذا كان يأكُل وحْدَه وقد كاصَ طعامَه كَيْصا ـ اذا أكلَه وَحْدَه وليس هذا خِلافَ ما حكاه سيبويه لأنه حكاه منوَّنا ولكن زعم سيبويه أن فِعْلَى لا يكون صِفةً إلا أن تَلْحَق تاءُ التأنيث نحو رجُلٌ عِزْهاةٌ وامرأةٌ سِعْلاة وحكى أحمد بن يحيى الكلمة بلا هاء فهو من هذا الوجه خِلافُ قول سيبويه* وأما فِعْلى التى تكونُ جَمْعا فما علمتُه جاء إلا فى حرفين قالوا فى جمع حَجَلٍ حِجْلَى قال الشاعر

ارْحَمْ أُصَيْبِيتِى الذينَ كأنَّهم

حِجْلَى تَدرَّجُ فى الشَّرَبَّة وُقَّعُ

وقالوا فى جمع ظَرِبَانٍ طِرْبَى قال القَتَّال الكِلابِىّ

يا أُمَّةً وجَدَتْ مالاً بلا أحَدٍ

الا لِظِرْبَى تَفاسَتْ بيْنَ أحْجارِ

* قال أبو زيد* هو الظَّرِبانُ وجمعُه ظَرَابِىُّ كما تَرَى وهى الظِّرْبَى الظاء من هذه مكسورةٌ ومن تلك مفتوحة وكلاهما جِمَاع وهى دابَّةٌ شبيهةٌ بالقِرْد* وحكى أبو الحسَن* أن دِفْلَى تكون جمعا وتكون واحدا وجميع ما ذكرته فى هذا الباب من فصل مقدَّم أو قادمٍ فهو مذهبُ الفارسى وهكذا ذكره فى كتابيه الايضاحِ والاغْفال

باب ألف التأنيث التى تلحق قبلها ألفٌ فتُقْلَب الآخرةُ

منهما همزةً لوقُوعها طَرَفا بعد ألفٍ زائدةٍ

اعلم أنَّ أبنِيَة الأسماءِ التى تَلْحَقُها هذه العلامةُ على ضروب فمنها فَعْلاءُ وهى لا تكون أبَدا إلا للتأنيثٍ ولا تكُونُ همْزتُها إلا منقلِبةً عن ألفه فهى فى هذا الباب مثل فُعْلَى فى باب الألفِ المقصورةِ وفَعَلى وفُعَلَى وتكونُ اسمًا وصِفةً فاذا كانت اسمًا كان على ثلاثة أضْرُب اسمٌ غيرُ مصدَرٍ واسمٌ مصدرٌ واسمٌ يُرادُ به الجمعُ فمثال الأوّل قولهم الصَّحْراء والبَيْداءُ وسَيْناءُ والهَضَّاءُ* قال أحمد بنُ يحيى* ـ وهى الجماعةُ من الناس وأنشد

إلَيْه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرًّا

فليس بِقائِلٍ هُجْرًا لِجَادِى

والجَمَّاء من قولهم جاؤُا الجَمَّاءَ الغَفِيرَ والجَرْباء ـ السماءُ والعَلْياءُ فان قلت فَلِم لا يكونُ العَلْياءُ صِفةً ويكون مذكَّره الأعْلَى كقولك الحَمْراء والأحْمَر فالقول أن العَلْياءَ ليس بوَصْفَ انما هو اسم ألا تَرَى أنَّ استِعْمالهم إيَّاها استِعمال الأسماء فى نحو

ألَا يا بَيْتُ بالعَلْياءِ بَيْتُ

ولَوْ لا حُبُّ أهْلِكَ ما أتَيْتُ

ولو كان صِفةً كالحَمراء لصَحَّت الواوُ التى هى لامٌ من عَلَوْت كما صَحَّت فى القَنْواء والعَشْواء ونحوِ ذلك وليس الأعْلَى كالأحمرَ انما الأعْلَى كالأفْضَل لا يُستَعْمل إلا بالألفِ واللامِ أو بِمن نحو زيد أعْلَى من عَمْرو والزَّيدُونَ الأعْلَوْنَ وفى التنزيل (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ) وفيه (إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) ولو كان كالأحْمر لم يُجْمَع بالواو والنونِ فأما الكَلَّاءُ كَلَّاءُ البَصْرة فزعم سيبويه أنه فَعَّال بمنزلة الجَبَّارِ والقَذَّاف وهو على هذا مذكَّر مصروفٌ ويدُلُّ على ذلك أنهم قد سمَّوْا مُرْفَأَ السُّفُن المُكَلَّأَ والمعنى أن الموضِعَ يَدْفَع الريحَ عن السُّفُن المقرَّبةِ اليه ويحفَظُها منها من قوله تعالى (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) أى يحفَظُكم وقد زعم بعضهم أن قوما تركُوا صَرْفه فمن تَرك صَرْفَه كان اسمًا وهو من كَلَّ مثلُ الهَضَّاء فى التضعِيف والمعنَى أنه موضِعٌ تَكِلُّ فيه الريحُ عن عَمَلها فى غير هذا الموضعِ قال رُؤْبة

* يَكِلُّ وَفْدُ الرِّيح مِنْ حيثُ الْمَخَرقْ*

ومثل الكَلَّاءِ فى المعنى على هذا القول تسميتُهم لمُرْفا السُّفُن مكَلَّأَ ألا ترى أنه مفعال أو مفعل بياض بالأصل وكَلَّال وقد يَقْصُرون بعض هذه الأسماء الممدودةِ كقولهم الهَيْجاء والهَيْجَا* قال الفارسى* وسمعت أبا اسحقَ ينشد

وأرْبَدُ فارسُ الهَيْجا إذا ما

تَقَعَّرتِ المَشَاجِرُ بالفِئَامِ

وقال آخر

* اذا كانَتِ الهَيْجاءُ وانْشَعَّتِ العَصَا*

والمحذوف من الألفين هى الأولى الزائدة لأن الآخِرةَ لمعْنَى ولو كانت المحذوفةُ الآخِرةَ لصَرفتَ الاسمَ كما تَصرِف فى التصغير اذا حَقَّرت نحو حُبَارَى فى النَّكِرة* ومما يجوز أن يكونَ مكَبَّره فَعْلاءَ المُرَيْطاءُ والقُطَيْعاء ـ وهو تمر الشِّهْريزِ وأنشد أبو زيد

* باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ*

والغُمَيْصاءُ* قال أحمدُ بنُ يحيى* هما غُمَيْصاوانِ إحداهُما فى ذِراع الأسد والأُخْرَى التى تَتْبَع الجَوْزاء والْمُليساء ـ نِصْفُ النَّهارِ والمُلَيْساء ـ شهْرٌ بينَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاء وتنقَطِع فيها المِيرةُ قال الشاعر

أفِينا تَسُومُ السَّاهِرِيَّةَ بَعْدَ ما

بذالَكَ من شَهْرِ المُلَيْساءِ كَوْكَبُ

وقال فى كتاب الحُجَّة السَّاهِرِيَّة ـ ضَرْب من الطِّيب وقد قدَّمت ذكر الجَرْباء مع ذكر الرَّقِيع وبِرْقِعَ وحاقورةَ وصاقُورةَ فى باب السَّماء والفَلَك* قال الفارسى* عِنْد تحليل القِسْمة الثانيةِ من هذا الباب وأمَّا ما جاء من هذا المثالِ مَصْدَرا فنحوُ السَّرَّاء والضَّرَّاءِ والبَأْساء والنَّعْماءِ وفى التنزيل (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) ومنه قولهم الَّلأْواء ـ للشِّدّة والَّلْولاءُ بمعناها إلا أنه ليس من هذا الباب إلا أن تحمِلَه على قياس الفَيْف والأكثر أن تجعَله من باب القَضْقاضِ* وأمَّا الاسمُ الذى يُراد به الجمعُ عِنْد سيبويه فقولهم القَصْباءُ والطَّرْفاءُ والحَلْفاء ومن هذا الباب على قول الخليل وسيبويه قولُهم أشْياءَ ويُشْبِه ذلك عِنْده وإن لم يكُنْ على وَزْنه أُبَيْنُونَ فى تصغير أبْناءٍ فالطَّرْفاء وأُخْتاها كالجامِل والباقِر فى أنهما على لَفْظ الافْراد والمرادُ بهما الجمعُ كما أنَّ الجامِلَ والباقِرَ كالكاهِل والغارِبِ والمراد بهما الكَثْرةُ وفى التنزيل (سامِراً تَهْجُرُونَ) فاستُعمل فاعِلٌ منه أيضا جمعا فأما قولهم أشْياءُ فى جمع شئٍ فقد قدّمت تعليله من كتاب الحجة عند ذكرِى إيَّاها فى الممدُود والمَقْصُور واختصرت ذلك هنالك ايثارًا لهذا الموضِع بالايضاح وإنعامِ حُسن الوَضْع وتَحَرَّيت أفضلَ ما عَبَّر به عنها فى الايضاح وغيرِه من كتبه ان شاء الله تعالى وهذا من نَصِّ لفظه* قال* وأما قولُهم أشْياءَ فكان القِياسُ فيه شَيْاءَ لَيكون كالطَّرْفاء فاستُثْقِل تَقَارُبُ الهمزتيْنِ فأُخِّرت الأُولَى التى هى اللامُ الى أوَّل الحَرْف كما غيَّرُوها بالابدال فى ذوائِبَ وبالحذف فى سَوَايَةٍ وان لم تكن مجتمعة مع مثلها ولا مُقارِبةً لها فصارتْ أشْياءُ كطَرْفاءَ ووزنها من الفِعل لَفْعاءُ والدِّلالة على أنها اسمٌ مفردٌ ما رُوِى من تكسيرها على أشَاوَى فكسَّرُوها كما كسَّرُوا صَحْراءَ على صَحَارَى حيث كانت مثلَها فى الافْراد والأصل صَحارِىُّ بياءيْن الاولَى منهما بدَلٌ من الألف الاولَى التى فى صَحْراءَ انقلبت ياءً لسُكونها وانكسارِ ما قَبْلَها والياءُ الثانيةُ بدَل من ألف التأنيثِ التى

كانت انقلبتْ همزةً لوُقُوعها طَرَفا بعد ألفٍ زائدةٍ فلَمَّا زال عنها هذا الوصفُ زال أن تكونَ همزةً كما لو صَغَّرت سَقَّاءً لقلت سُقَيْقِىٌّ فقلبت الهمزةَ المنقَلِبةَ عن الياء التى هى لامٌ بالزَّوال لوقُوعها طَرَفا بعد ألفٍ زائدة ثم حذفت الياء الاولَى فى صَحارِىّ للتخفيف فصارت صَحَارٍ مثل مَدَارٍ ثم أبدلْتَ من الياء الألفَ كما أبدلتها منها فى مَدارَى ومَعايَا فصارت صَحارَى وأشَاوَى والواو فيها مُبْدَلة من الياء التى هى عينٌ فى شئ كما أبدلت منها فى جَبَيْت الخَراجَ جِبَاوةً وقد قيل فى أشْياءَ قولٌ آخَرٌ وهو أن تكون أفْعِلاءَ ونظيره سَمْح وسُمَحاءُ* قال أحمد بنُ يحيى* رجالٌ سُمَحاءُ الواحد سَمْح قال ونسوة سِمَاحٌ لا غيْرُ فأصل الكلمة على هذا القول أفْعِلاءُ وحذِفت الهمزةُ التى هى لامٌ حَذْفا كما حُذِفت من قولهم سَوائِيَة حيث قالوا سَوَاية ولزم حذفُها فى أفْعِلاءَ لأمرين أحدهما تقارُبُ الهمزتينِ فاذا كانوا قد حذفُوا الهمزةَ مفرَدة فجدير اذا تكرَّرت أن يلزم الحذفُ والآخَر أن الكلمةَ جمعٌ وقد يُسْتثقَل فى الجموع ما لا يُستَثْقَل فى الآحاد بدلالة إلزامهم خَطايَا القلْبَ وإبدالِهم من الأوَلى فى ذَوائِب الواوَ وهذا قول أبى الحسن فقيل له كيف تُحقِّرها قال أقول فى تحقيرِها أشَيَّاء فقيل له هَلَّا رددته الى الواحد فقلت شُيَيْآت لان أفعلاءَ لا تصغَّر فالجواب عن ذلك أن أفْعِلاءً فى هذا الموضع جاز تصغيرُها وان لم يجز ذلك فيها فى غير هذا الموضِع لأنها قد صارت بَدَلا من أفْعال بدلالة استِجازتهم إضافةَ العَدَد اليها كما أُضِيف الى أفعال ويدلُّك على كونِها بدَلا من أفعال تذكيرُهم العدَدَ المضافَ اليها فى قولهم ثلاثةُ أشياءَ وكما صارت بمنزلة أفْعالٍ فى هذا الموضع بالدِّلالة التى ذُكِرت كذلك يجوز تصغيرُها من حيث كان تصغير أفعال ولم يمتنِع تصغيرُها على اللفظ من حيث امتَنَع تصغيرُ هذا الوَزْن فى غير هذا الموضع لارتفاع المعنَى المانِع من ذلك عن أشياءَ وهو أنها صارت بمنزلة أفْعالٍ واذا كان كذلك لم يجتمع فى الكلمة ما يَتدافَعُ من إرادة التقليلِ والتكثيرِ فى شئ واحد* قال* وما ذكرته فى الطَّرْفاء وأُخْتيها من أنه يُراد به الجمعُ قول سيبويه وحكى أبو عثمان عن الأصمعى أنه قال واحد القَصْباء قَصَبة وواحد الطَّرْفاء طَرَفة وواحد الحَلْفاء حَلِفة مثل وَجِلة مخالِفةً لأختيها وكيف كان الأمرُ فالخلاف لم يقع فى أن كل واحد من هذه الحروفِ جمعٌ وانما موضعُ الخِلاف هل لهذا

الجمعِ واحدٌ أم لا واحِدَ له* وأما فَعْلاء التى تكون صفةً فنحوُ سَوْداءَ وصَفْراءَ وزَرْقاءَ وما كان من ذلك مذكَّرُه أفعلُ نحو أبْيضَ وأسودَ وأزْرقَ وكلُّ فَعْلاءَ من هذا الضَّرْب فمذَكَّره أفْعَلُ فى الأمر العامِّ وقد جاء فَعْلاءُ صفةً ولم يستعْمَل فى مذكَّره أفْعَلُ إمَّا لامتناع معناها فى الخِلْقة وإما لرفْضِهم استعمالَه فالممتنع نحو امرأةٌ عَفْلاءُ ولا يكون للمذكَّر وقالوا امرأة حَسْناءُ ودِيمةٌ هَطْلاءُ ولم نعلمهم قالوا مطر أهْطَلُ وقالوا حُلَّة شَوْكاءُ* قال الأصمعى* لا أدْرِى ما يُعْنَى به* وقال أبو عبيدة* يُراد به خُشونَةُ الجِدّة ويدلُّ على صحة ذلك ما ذكره أبو عبيد أنهم سَمَّوُا الخَلَق جَرْدا قال الشاعر

* هَبِلَتْكَ أمُّكَ أىَّ جَرْد تَرْقَع*

وسَمَّوه الخَلَق وقالوا للأمْلَس أخْلَق وقالوا للصَّخْرة المَلْساء خَلْقاء فاذا كان الاخْلاق مَلَاسة فالجِدَّة خِلافُها* وقال أبو زيد* هى الدَّاهِية الدَّهْياءُ وداهِيَةٌ دَهْواءُ وهى باقِعةٌ من البَوَاقِع وهما سواءٌ وقالوا امرأةٌ عَجْزاءُ وقالوا العَرَب العَرْباءُ والعَرَب العارِبةُ ولم يجئْ لشئ من ذلك أفعَلُ وكأنهم شَبَّهوا الدَّهْياء بالصَّحْراء فقلَبُوا لامها كما قَلبُوها فى العَلْياء حيثُ لم يُسْتَعْمَل له أفْعَلُ وقالوا أجْدَلُ وأخْيَلُ وأفْعَى فلم يَصْرِفْ ذلك كلَّه قومٌ لا فى المعرِفة ولا فى النَّكِرة كما لم يصرِفُوا أحْمَر ولم يجئ لشئٍ من ذلك فَعْلاءُ قال الشاعر

* فما طائِرِى فيها عليكِ بأخْيَلا*

وربما استعملوا بعضَ هذه الصِّفات استعمالَ الأَسماء نحو أبْطحٍ وأبْرقٍ وأجْرَعٍ وكسَّروه تكسيرَ الأسماء فقالوا أجارِعُ وأبَاطِحُ وكذلك كان قياس فَعْلاءَ وقالوا بَطْحاءُ وبِطَاح وبَرْقاء وبِرَاق فجمعوا المؤنث على فِعَال كما قالوا عَبْلة وعِبَال فشَبَّهُوا الألفَ بالهاء كما شَبَّهُوا الكُبْرَى والكُبَر والعُلْيا والعُلَى بظُلْمة وظُلَم وغُرْفة وغُرَف ولم يجعلوها كصَحارَى* وأما أجمَعُ وجَمْعاءُ فليس من هذا الباب ومن جعله منه فقد أخْطأ يدلك على ذلك جمعهم للمذكر منه بالواو والنون وفى التنزيل (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) ولم يُكَسِّروا المؤنَّث تكسيرَ مؤَنَّث الصِّفة كما لم يكسِّرُوا المذكَّر ذلك التكسيرَ ولو جمعوا المؤنَّث بالألف والتاءِ كما جمَعُوا المذكَّر بالواو والنون لكان قياسا ولكنهم عدَلُوا

عن ذلك الى الجَمْع المعدُول عن نحو صَحارَى وصَلَافَى فقالوا جُمَعُ وكُتَعُ ولم يُصْرَف المذكرُ الذى هو أجمعُ للتعريفِ والوزنِ لا للوصف ووزْن الفِعْل ومن ذلك قولهُم لَيْلٌ ألْيَلُ ولَيْلةٌ لَيْلاءُ فالقول فى ألْيَلَ أنه ينبغى أن لا يُصْرَف لانه قد وُصِف به وهو على وَزْن الفِعْل وليس كأجْمَع المنْصرِف فى النكِرة لان أجمَعَ ليس بوصْف وانما لم يصرَف أحمدُ فانضمَّ زِنَةُ الفِعل الى التعريفِ ودَلَّ على تعريفه وصفُ العَلَم به وليس كيَعْمَلٍ الذى أزال شبَهَ الفعل عنه لحَاقُ علامةِ التأنيث له فاذا لم يكن مثلَ أحمَد ولا يَعْمَلٍ صحَّ أنه مثلُ أحمرَ فأما امتناع اشتقاق الفعل من هذا النحو فلا يُوجِب له الانصرافَ ألا ترى أنهم قالوا رجل أشْيَمُ وامرأْةٌ شَيْماءُ ـ اذا كان بها شامةٌ ورجل أعْيَنُ وامرأةٌ عَيْنَاء* قال أبو زيد* ولم يَعْرِفُوا له فِعْلا ولم يُوجبْ ذلك له الانصرَافَ فَلْيلاءُ كعَرْباءَ ودَهْباءَ مما لا فِعْلَ له وألْيلُ كأخيلَ وأجْدَلَ فيما لم يصرفْ ولَيْلاءُ وألْيَلُ كشَيْماءَ وأَشْيَمَ* ومما جاء قد أنث بهذه العلامةِ غير ما ذكرنا من فَعْلاءَ وضُروبها قولهم رُحَضاءُ وعُروَاءُ ونُفَساءُ وعُشَراءُ وسِيَرَاءُ ومنه سابِياءُ وحاوِياءُ وقاصِعاءُ ومنه كِبْرياءُ وعاشُوراءُ وبَرَاكاءُ وبَرُوكاءُ وخُنْفُساءُ وعَقْرباءُ ومن الجمع أصْدِقاءُ وأصْفِياءُ وفُقَهاءُ وصُلَحاء وزَكَرِيَّاء يمدُّ ويقصر ومنه زِمِكَّاءُ وزِمجَّاءُ ـ لقَطَن الطائِر ويدلك على أنها ليست للالحاق بِسِمَّار أنهم لم يَصْرِفوه وقد قصروه فقالوا زِمِكَّى وزِمِجَّى

باب ما كان آخِرُه همزةً واقعةً بعد ألفٍ زائدةٍ وكان مذكَّرا

لا يجوز تأنِيثُه وهو مثل فعْلاءَ فى العَدَد والزّنَة

وذلك ما كان أوَّلُه مضمُوما أو مكسُورا فمن المَكْسور الأوَّلِ قولهُم العِلْباء والحِرْباء والسِّيْساء ـ للظَّهْر والزِّيْزاء والقِيقاءُ والصِّيصاءُ ومن هذا قول من قرأ «تَخْرُج من طُورِ سِيناءَ» فكسَروا الأوَّل منه إلا أنه لم يُصْرَفْ لأنه جعله اسما للبُقْعة ومن المضموم الأول قولهم لضَرْب من النَّبْت الحُوّاء واحدته حُوّاءةٌ والمُزَّاء والطُّلَّاء للدم وقالوا خُشَّاءٌ وقُوْباءٌ فزادوا الألف لتُلحِقَهما بالأصولِ أمَّا العِلْباء فبسِرْداحٍ

وحِمْلاق وأما القُوْباء فبالقُرْطاس إلا أنَّ الياءَ انقلبتْ فيهما ولم تصِحَّا لبِناء الكلمة على التذكير ويدُلُّك على زيادة الياء لذا المعنَى أن الياء لا تكونُ أصْلا فى بَنَات الأربعة فلما كانت منقلبة عما حُكْمُه حكمُ الأصلِ كان مثلَه فى الانصِراف كما أن الهمزةَ فى صَحْراءَ لمَّا كانت منقلبةً عن الألف كان حكمُها حكمَ الذى انقلبَتْ عنه فى مَنْع الكلِمة من الانْصِراف وكما كان هَراقَ الهاءُ فيها بمنزلة الهمزة فى أَراقَ فلو سمَّيت به شيأ ونزَعْت منه الضميرَ لم تصرفْه كما اذا سمَّيت بأَقَامَ* فأما ما كان مفتوحَ الاول نحو صَحْراءَ وحَمْراءَ فلا يكون أبدًا إلا غير منصَرف إذ لا يجوز أن تكون الهَمْزة فى ذلك منقلبةً عن حَرْف يُراد به الالحاقُ كما كان ذلك فى عِلْباءٍ وقُوْباءٍ ألا ترى أنه ليس فى الكلام فى غير مضاعَف الأربعة شئٌ على فِعْلالٍ فيكون هذا مُلْحقَا به فأما السِّيْساء فبمنزلة الزِّيزاءِ فان قلت فلم لا يكونُ من باب ضَوْضَيْت وصِيْصِيَّةٍ فانما ذلك لأنه اسمٌ ليس بمصدَر ولم يجُز الفتحُ فى أوّله فيكونُ بمنزِلة القَلْقال فأما الفَيْفاء فلا تكونُ الهمزة فيه إلا للتأنيث ولا تكون للالْحاق لما قَدَّمنا ولا يجوزُ أن تكون كغَوْغاءٍ فيمن صَرفَ لأنهم قد حذفوا فقالوا الفَيْف* وحكى أحمد بنُ يحيى* فى المُزَّاء المدَّ والقصرَ والقولُ فيه أنَّ قَصْره يدلُّ على أنه فُعْلَى من المَزِيز وليس من المَزِيَّة وان سُمِع فيه الصَّرفُ أمكن أن يكونَ فُعَّلا مثلَ زُرّق الا أنك قلَبْتَ الثالثَ من التضعيف لاجتماع الأمثال كما أَبْدل فى لا أَمْلاه وانما هو لا أمَلُّه

باب ما أُنِّث من الاسماءِ بالتاء التى تبدل

منها فى الوَقْف هاء فى أكثَر اللُّغات

هذه العَلامةُ التى تَلْحَق للتأنيث هى تاء وانما تُقْلَب فى الوقف هاءً لتغيُّر الوقف يدلُّك على أنها تاءٌ لَحاقُها فى الفعل نحو ضَرَبتْ وهى فيه فى الوَصْل والوَقْف على حالٍ واحدةٍ وانما قَلَب من قَلَب فى الوَقْف لأن الحُرُوف الموقُوفَ عليها تُغَيَّر كثيرا كابدالِهم الألفَ من التنوين فى رأيت زَيدا ومن العرب من يجعَلُها فى الوقف أيضا تاءً وعلى هذا قوله

* بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْر الحَجَفَتْ*

ولم يُؤَنَّث بالهاء شئٌ فى موضِعٍ من كلامهم فأما قولهم هذِهِ فالهاء بدَلٌ من الياء والياءُ مما يُؤنَّث به وكذلك الكَسْرة فى نحو أنت تَفْعَلِينَ وإنَّك فاعلةٌ ومنهم من يسَكِّنها فى الوقْف والوصْل فيقول هذِهْ أمَةُ اللهِ* وتاءُ التأنيث تدخُل فى الأسماء على سَبْعة أضرُب الأول منها دخُولُها على الصِّفات فَرْقا بين المذكَّر والمؤنَّث وذلك اذا كانت جاريةً على الأفعال نحو قائِم وقائِمة وضارِبٍ وضاربةٍ فالتاءُ فى الصِّفة هنا مثلُ التاء فى قامَتْ وضرَبَت فى الفصل بين القَبِيلين فاذا كان التأنيثُ حَقِيقيًّا لزِمتْ فعلَه هذه العَلامةُ فلم تُحْذَف وذلك نحو قامتِ المرأةُ وسارتِ الناقةُ واذا كان غيرَ حقِيقىٍّ جاز أن تُثْبَت وأن تُحذَف فما جاز فيه الأمرَ انِ قوله تعالى (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ) وفى الأخْرَى (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) وقد تقدم شرحُ هذا فى أوّل هذا النوع فأمَّا الصِّفات التى تجرى على المؤَنَّث بغير هاءٍ نحو طالِقٍ وحائِضٍ وقاعِدٍ لليائِسةِ من الولَد ومُرْضِعٍ وعاصِفٍ فى وصف الرِّيح فما جاءَ من ذلك بالتاء نحو طالفةٍ وحائِضةٍ وعاصِفةٍ ومُرْضِعة فانما ذلك لأنك تُجْرِيه على الفِعل فمن ذلك قولُه تبارك وتعالى (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) وقال تعالى (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) وما جاء بلا هاء كقوله تعالى (اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) وقوله تعالى (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) فانما ذلك لأنه أُرِيد به النسَبُ ولم يُجْر على الفعل وليس قولُ من قال فى نحو طالِق وحائِضٍ انَّه لم يؤنث لأنه لا .... (١) للمذكَّر فيه بشئ ألا تَرَى أنه قد جاء ما يشتَرِك النوعانِ فيه بلا هاءٍ كقولهم جَمل ضامِر وناقةٌ ضامِرٌ وجَمَل بازِلٌ وناقة بازِلٌ وهذا النحوُ كثير قد أفرد فيه الأصمعِىُّ كتابا قال الأعشى

عَهْدِى بها فى الحَىِّ قد سُرْبِلَتْ

بَيْضاء مثل المُهْرةِ الضَّامِرِ

وقال تعالى (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) وهذا لا يكون فى المذَكَّر وعلى هذا النَّسَب تأوّل الخليلُ (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) كأنه قال ذاتُ انْفِطار ولم يُرِد أن تُجْرِيه على الفعل وكذلك قول الشاعر

وقد نَحِذَتْ رِجْلِى الى جَنْبِ غَرْزِها

نَسِيفًا كأُفْحُوص القَطَاةِ المُطرِّقِ

وهذه التاء اذا دخَلت على هذه الصِّفاتِ الجارِيةِ على أفعالها لم يتغيَّرْ بناؤُها عما كان عليه نحوُ قائِمٍ وقائِمةٍ وضارِبٍ وضارِبةٍ ومُكْرِم ومُكْرِمة وليست كالألفين الممدودةِ

__________________

(١) بياض بالاصل

والمقصُورة التى تبنى عليها الكلمة نحو ذِكْرَى وسَكْرَى وحُبْلَى والصَّحْراء والحَمْراءِ فان قلت فقد قالوا زَكَرِيَّاءُ وزَكَرِيَّا وزَكَرِىٌّ فكانتَا فى هذه كالتاء وقد حكى أبو عبيد غَلبْت العدُوَّ غَلَبا وغَلَبةً وغُلُبَّة وقد قالوا الغُلُبَّى وحكى أبو زيد أيضا إنه لَجِيَضُّ المِشْيةِ ـ اذا كان مُخْتالا وحكى غيره هو يَمْشِى الجِيضَّى ـ وهى مِشْية يُخْتال فيها فالقول فى ذلك أن اللفظَيْنِ وان اتَّفَقا فالتقدير مُخْتلِف ولا نُقَدِّر الألفَ داخِلةً على الكلمة دُخُولَ التاءِ عليها لو كان كذلك لانْصَرف ما فيه الالفُ فى النكرةِ كما انصَرف ما فيه التاءُ وانَّما ذلك كالألفاظ المتَّفِقة على اختِلاف التقدير كقولنا ناقَةٌ هِجَانٌ ونُوقٌ هِجَانٌ و (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ والْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ) وقولنا فى تَرْخِيم رجُل اسمُه منصورٌ يا مَنْصُ فالكَسْرة التى فى هِجَانٍ فى الجمع غيرُ التى فى الواحِد وكذلك الضمَّةُ التى فى الفُلْك وكذلك الَّتِى فى ترخيمِ مَنْصُور على .... (١) كذلك الجِيَضُّ والجِيَضَّى استئنافُ بِناءٍ للكلمة ليس على حدِّ قائِم وقائمة وكذلك الغُلُبَّة والغُلُبَّى والبَيِّنُ فى هذا والقياسُ ما فُعِل بأحَد حيث أُرِيد تأنيثُه قالوا إحْدَى فغيَّرُوه عن بناءِ واحِده* وقد جاءت هذه التاءُ مبنِيًّا عليها بعضُ الكَلِم وذلك قولهم عَبَايَة وعَظَاية وعِلَاوة وشَقاوةٌ يدُلّ على ذلك تصحيحُ الواو والياءِ وهذا فى البِناء على التأنيثِ كقولهم مِذْرَوان وثِنَايانِ فى البناء على التثنيَةِ وقد جاء حرفان لم تَلْحَق التاءُ فى تثنيتِهما وذلك قولُهم خُصْيانِ والْيانِ فاذا أفرَدُوا قالوا فى الواحدة خُصْبةٌ وألْية وأنشد أبو زيد

* تَرْتَجُّ ألْياهُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ*

وأنشد سيبويه

كأنَّ خُصْبَيْهِ من التَّدَلْدُلِ

ظَرْفُ عَجُوزٍ فيه ثِنْتَا حَنْظَلِ

باب دُخُول التاء للفَرْق على اسمَيْن غيرِ وَصْفين

فى التأنيثِ الحقيقِىِّ الذى لُانْثاه ذَكَر

وذلك قولُهم امْرُؤ للمذَكَّر وامْرأةٌ للمؤَنَّث وهذا الاسمُ يُستَعْمَل على ضربين أحدُهما

__________________

(١) بياض بالأصل

أن تلحَقَ أوّلَه همزةُ الوصْل والآخَر أن لا تَلْحَقه فمثال الأوّل نحو امْرِئ وامْرَأةٍ وفى التنزيل (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) «و (إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها)» والآخَرِ مَرْءٌ ومَرْأة وفى القرآن (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) وعلى هذا قالوا مَرْأة فاذا خَفَّفوا الهمزة فالقياس مَرَة وقد قالوا المَرَاة فاذا ألحقُوا لامَ المَعْرفة استعمَلُوا ما لم تَلْحَق أوَّلَه همزةُ الوصل فقالوا المَرْءُ والمَرْأة ورفَضُوا مع الألف واللام اللُّغةَ الأُخْرَى والسَند قولُه تعالى (بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) قال الشاعر

* والمَرْء يُبْلِيه بَلَاءَ السِّرْبالْ*

وقال الآخَرُ

فانَّ الغَدْرَ فى الأَقْوامِ عارٌ

وإنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ

وقال آخَر

يَظَلُّ مَقالِيتُ النِّساءِ يَطَأْنَهُ

يَقُلْنَ ألَا يُلْقَى على المَرْءِ مِئْزَرُ

وكأنَّهم رَفَضُوا ذلك لمَا كان يَلْزَم من التقاء الساكنيْنِ فى أوَّل الاسْم فاجتَزَؤُا باللغة الأُخْرَى عن هذه* وقال الفرَّاء* كان النحوِيُّون يقولوُن امْرَأة فاذا أدْخَلوا الألِفَ واللامَ قالوا المَرْأةَ وهو وجْه الكلام* قال* وقد سمِعتها بالألف واللامِ الامْرأة ولعل هذا الذى سَمِعه منه لم يَكُنْ فَصِيحا الَّا أنَّ قولَ الأكثر على خِلَافه* ومن ذلك قولهم الشَّيْخ والشَّيْخة وقال عَبِيد

* كأنَّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ*

وقالوا غُلامٌ وغُلَامةٌ وأنشدوا

ومُرْكِضةٌ صَرِيحِىٌّ أبُوهَا

يُهَانُ لها الغُلَامةُ والغُلامُ

وقالوا رَجُل ورَجُلَة وقال الشاعر

خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهِمُ

لم يُبَالُوا حُرْمةَ الرَّجُلَهْ

وقالوا حِمَار وحِمَارة وأسَدٌ وأَسَدة وبِرْذَوْن وبِرْذَونة قال الشاعر

بُرَيْذِينةٌ بَلَّ البَرَاذِينُ ثَفْرَها

وقد شَرِبَتْ من آخِرِ الصَّيفِ أُيَّلا

الأُيَّل ـ بَقِيَّة ماءِ الفَحْل فى الرَّحِم وقالوا فَرَس وحِجْر للأنثى ولم يقولوا فرسَةٌ وقد يَصُوغُون فى هذا الباب للمؤنَّث أسماءً لا يشرك فيها الْمذَكَّرُ كقولهم جَدْى وَعَنَاق

وحَمَل وللأنثى رِخْل ورَخِلٌ وتيْس وعَيْر وأتانٌ وشيخ وعَجُوز ورُبَّما ألحقُوا المؤنَّث الهاء مع تخصِيصِهم إيَّاه بالاسم كقولهم جَمَل وناقةٌ وحَمَل ورَخِلة ورِخْلة وكَبْش ونَعْجة ووَعِل وارْوِيَّة وأسَدٌ ولَبُؤَة إلا أنَّ أبا خالد قال أظُنُّ أنه يقال للأسَد اللَّبُؤُ فذهبت تِلكَ اللغة ودَرَست لأن اللَّبُؤَ من عَبْد القيس لم يُسَمَّ إلا بشئ كان معروفا وقد يمكن أن يكونَ اللَّبُؤُ جمعَ اللَّبُؤة وقد قالوا اللَّبُوة وشَيخ وعَجُوزة وهى قليلة وأنكرها أبو حاتمٍ ألْحَقُوا الهاءَ تأكيدًا وتحقيقا للتأْنيث ولو لم تُلْحَقْ لم يُحتجْ اليها

باب دُخُول التاءِ الاسم فَرْقا بينَ الجمعِ والواحِد منه

وذلك نحو تَمْر وتَمْرة وبَقَر وبَقَرة وشَعِير وشَعِيرة وجَرَاد وجَرَادة فالتاء اذا أُلْحِقت فى هذا الباب دلَّت على المفرَد واذا حُذِفَت دَلَّت على الجنس والكَثْرة واذا حُذِفت التاءُ ذُكِّر الاسمُ وأنِّث وجاء فى التنزيل بالأمرين جميعا فمن التذكير قوله تعالى (مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) و (جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) و (أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) فالشَّجَر جمع شَجَرة والجَرَاد جمعُ جرادةٍ والنخل جمع نخلة ومن التأنيث قوله (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) وقوله تعالى (يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) فجمعُ الصفةِ هذا الجمعَ كالتأنيث وفي الأُخْرَى (يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) وعلى هذا قال الشاعر فى وصفه

دانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيْدَبُه

يَكادُ يَدْفَعُه مَن قام بالرَّاحِ

والتأنيث على معنَى الجماعةِ والتذكيرُ على معنَى الجمْع هذا قول جماعةِ أهلِ اللُّغة فى تذكير هذا الضَّرْب وتأنيثِه انهما سواءٌ فى الاستعمال والكثرة وأما أبو حاتم فقال أكثر العرَب يجعَلُون هذا الجمعَ مذَكَّرا وهو الغالب على أكثر كلامِهم* قال* وربما أنَّث أهلُ الحِجاز وغيرُهم بعضَ هذا ولا يَقِيسونَ ذلك فى كلِّ شئٍ ولكن فى خَواصَّ فيقولون هى البَقَر والبَقَر فى القرآن مُذَكَّر* قال* والنخل مذكَّر ورُبَّما أنَّثوه* قال* والنَّخْل فى القرآن مؤنَّث* قال* وما علِمْنا أحدًا يؤنِّث الرُّمَّان ولا المَوْز ولا العِنَب والتذكير هو الغالب والأكثَرُ فى كل شئٍ ومؤنَّث هذا البابِ لا يكونُ له مذكَّر من لفظه لما كان يؤدِّى اليه من الْتِباس مذكَّر الواحد

بالجميع* قال أبو عمر* عن يونُسَ واذا أرادوا المذَكَّر قالوا هذا شاةٌ ذَكَر وهذا حَمامةٌ ذكَرٌ وهذا بَطَّة ذكَرٌ ويدلُّ على وقوع الشاة على الذكَر قولُ الشاعر

وكأنَّها هى بَعْدَ غِبِّ كَلَالِها

أو أسفَعُ الخَدَّين شَاةُ إرَانِ

فأبدل شاةً من أسْفَع كقوله «أذاك أمْ خاضِبٌ» فشبه بهما وقالوا حَيَّة للذَّكَر والأنثى قال الشاعر

اذا رأيْتَ بِوَادٍ حَيَّةٌ ذَكَرا

فاذْهَبْ ودَعْنِى أمارِسْ حَيَّةَ الوادِى

وجمعوا الحَيَّة على حَيَّات قال الشاعر

كأنَّ مَزَاحِفَ الحَيَّاتِ فيه

قُبَيْلَ الصُّبْحِ آثارُ السِّيَاطِ

واذا غُيِّر الجمعُ عن بِنَاءِ الواحدِ فكلُّه مؤنَّث من أىِّ بِناءٍ كان وذلك كالثِّمار والنَّخِيل* وقد جاءتاءُ التأنيث يُراد بها الجمعُ قالوا رجل بَغَّالٌ وجَمَّال للواحد فاذا أرادُوا الجمعَ قالوا بَغَّالةٌ وجَمَّالة وأنشد أبو عُبَيدة

حتَّى اذا أسْلَكُوهُمْ فى قُتَائِدةٍ

شَلًّا كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا

ومثلُ ذلك حَمَّار للواحد وحَمَّارة وقالوا حَلُوبةٌ للواحد مما يُحْلَب وقالوا للجمع حَلُوب ويُقال للجماعة الحَلُوبة أيضا قال الشاعر

رآهُ أهْلَ ذلكَ حِينَ يَسْعَى

رِعاءُ الناسِ فى طَلَب الحَلُوبِ

فالحَلُوب ههُنا جماعةٌ ألا تَرَى أن رِعاءَ الناسِ لا يَسْعَونَ فى طلَب حَلُوبة واحدة* قال* أبو عبيد يقول الحَلُوبة يُقال للواحد والجماعةِ والحَلُوب لا يُقال إلا للجماعة ومثل ذلك قَتُوبة ورَكُوبة وقد قُرِئَت الآية «فمنها رَكُوبَتُهم» ومنه الْكَمْءُ والكَمْأة* قال أبو عمر* سمعتُ يونُسَ يقول هذا كَمْءٌ كما تَرَى لواحدة الكَمْأة فيذَكِّرونه واذا أرادُوا جمعَه قالوا هذه كَمْأةٌ للواحد وكَمْأة للجميع (١) فمرَّ رؤبةُ فسألُوه فقال كَمْءٌ وكَمْأة كما قال مُنْتَجِع* وقد جَرَى مَجْرَى تاء التأنيثِ فى هذا ياءُ النَّسَب فقالوا زِنْجىٌّ للواحد وزِنْجٌ للجماعة وعلى هذا قالوا رُومِىٌّ ورُومٌ وسِنْدِىٌّ وسِنْد وقياسُ هذا أن يجُوزَ فيه التذكيرُ والتأنيثُ كما جاز فى البقَر والجَراد قال الشاعر

دَوِّيَّة ودُجَى ليلٍ كأنَّهما

يَمٌّ تَراطَنُ فى حافاتِه الرُّومُ

وعلى هذا قولهم المَجُوس واليَهُود انما عُرِّف على حَدّ يَهُودىٍّ ويَهُود ومَجُوسِىٍّ ومَجُوس

__________________

(١) قوله كماءة للواحد وكماءة للجميع فمر رؤبة الخ فى الكلام سقط وعبارة اللسان وقال أبو خيرة وحده كماءة للواحد وكمء للجميع وقال منتجع كمء للواحد وكماءة للجميع فمر رؤبة الخ كتبه مصححه

فجمع على قياس شَعِيرة وشَعِير ولو لا ذلك لم يَسُغْ دخُولُ الألفِ واللامِ عليهما لأنهما مَعرِفتان مؤنَّثان فجَريَا فى كلامهم مَجْرَى القبيلتين ولم يُجْعَلَا كالحَيَّيْن أنشد الأخفش

فَرَّتْ يَهودُ وأسْلَمَتْ جِيرانَها

صَمِّى لِمَا فَعَلَت يَهُودُ صَمَامِ

وقال آخر

أحارِ تَرَى بُرَيْقا هَبَّ وَهْنا

كنارِ مَجُوسَ تَسْتَعِر اسْتِعارَا

ومن هذا قول جرير

والتَّيْمُ ألْأم مَنْ يمشِى وألْأمُهُم

ذُهْلُ بنُ تَيْمٍ بَنِى السُّودِ المَدَانِيس

انما هو على تَيْمِىٍّ وتَيْم ثم عُرِف الجمعُ بالألف واللامِ كما عُرِّف اليَهودُ ولو لا ذلك لم تدخل الألِفُ واللامُ لأنَّ تَيْما علم مخصُوص ومما يدل على ذلك قوله وألْأمُهم لأن الذِّكْر يعُود على مَن وعلى هذا قول أبى الأخْزَر الحِمَّانى

سَلُّومُ لو أصْبَحْتِ وَسَطَ الأَعْجَمِ

فى الرُّوم أو فى التُّرْكِ أو فى الدَّيْلَمِ

* اذًا لَزُرْناكِ ولو بِسُلَّمِ*

انما هو على أن أعْجَم .... (١) فأما قول رؤبة

بَلْ بَلَدٍ مِلْءُ الفِجَاجِ قَتَمُهْ

لا يُشْتَرَى كَتَّانُه وجَهْرَمُه

فيحتمِلُ ضربَيْن أحدُهما أن يكون على جَهْرَمِىٍّ وجَهْرَمٍ ثم عُرِّف بالاضافةِ كما عُرِّف ما تقدّم بالألفِ واللامِ ويجوز أن يكونَ لا يُشْتَرى كتَّانُه ووشْىُ جَهْرَمِه أو بُسُطُ جهْرَمِه فحُذِف المضافُ

بابُ ما لَحِقه تاءُ التأنيثِ وهو اسمٌ مفرَدٌ لا هو واحدٌ من جِنْسٍ

كَتْمرة وتَمْر ولا له ذكَر كمَرْأةٍ ومَرْء ولا هو بوصْف

وذلك كثيرٌ فى الكلام نحوُ غُرْفةٍ وقَرْية وبَلْدةٍ ومَدِينةٍ وعِمَامةِ وشُقَّة فهذا التأنيثُ ليس على نحوِ ما تقدَّم ذَكرُه ورُبَّما عَبَّروا عن هذا بالتأنِيث للعَلَامة الكائنةِ فى لفظ الكلِمة فمن ذلك ما جاء فى بيت لغز

وما ذكَرٌ فان يَكْبَرْ فأُنْثَى

شدِيدُ الازْم ليس بِذِى ضُرُوسِ

__________________

(١) بياض بالأصل

يريد القُرَاد لأنه اذا كان صَغِيرا سُمِّى قُرَادا فاذا كَبِر كان حَلَمةً وقال آخر

انِّى وَجَدْتُ بَنِى سَلْمَى بمنْزِلةٍ

مِثْل القُرَاد على حالَيْه فى النَّاسِ

وقال الفَرزْدق

وكُنَّا اذا الجَبَّار صَعَّر خَدَّه

ضَرَبْناه تَحتَ الانْثَيَيْن على الكَرْدِ

يريد بالانثَيَيْن الأُذُنين وسمَّاهما انثَيَينِ للتأنيث اللاحِقِ لهما فى اللَّفْظ فى قولهم هى الأُذُن وأُذَيْنة وكذلك قال العجَّاج فى صِفَة المَنْجَنِيق

أورد حُذًّا تَسْبِقُ الأبصارا

وكُلّ أُنْثَى حمَلَتْ أحْجارَا (١)

فقوله كلّ أنثَى كأنه قال كل مَنْجنيق لأن المَنْجَنيق مؤَنَّثة ومثل ذلك فى تعَلُّقه بما عليه اللفظُ دُونَ المعنى قولُ الشاعر أنشده أحمدُ بنُ يحيى

بَلْ ذات أُكْرُومةٍ تَكَنَّفها

الاحْجارُ مَشْهُورة مواسِمُها

وقال الأحجارُ صَخْر وجَنْدَلٌ وجَرْوَل بَنُو نَهْشَل فسمَّاهم بالأحجار من حيثُ كانُوا مسمَّيْنَ بأسمائِها كما أُنِّثت هذه الاسماءُ لتأنيث اللفظ لا لمعنىً غيرِه

هذا باب ما دخَلَته التاءُ من صِفَات المَذكَّر

للمُبالَغة فى الوصْف لا للفَرْق بين المذَكَّر والمؤَنَّث

وذلك قولُهم رجُل عَلَّامةٌ ونَسَّابةٌ وسَألةٌ وراويَةٌ ولا يجُوز لهذه التاء أن تدخُلَ فى وَصْف من أوْصافِ اللهِ تعالى وان كان المرادُ المبالغةَ* وقال أبو الحسن* فى قولهم رَجُل فَرُوقةٌ ومَلُولةٌ وحَمُولةٌ ألحَقُوها الهاء للتكْثيرِ كنَسَّابة وراويةٍ وقد لَحِقت تاءُ التأنيثِ حيثُ لم تلحقِ الكلمةَ تأنيثًا ولم تَفْصِل واحدا من جِنْس ولم تَفْصِلْ تأنيثا من تذكير كامْرئٍ وامرأةٍ ولم تَجْر صفةً على فِعْل وذلك قولهم فى جمع حَجَر حِجَارَة وذَكَر ذِكَارة وجَمَل جِمَالَة وقُرِئ (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) ودخلَتْ أيضا فى فُعُولة التى يُراد بها الجمعُ وذلك قولهم عَمٌّ وعُمُومَة وخالُ وخُؤُولة وصَقْر وصُقُورةٌ وكذلك أفْعِلةٌ وفِعْلَةٌ مثل أجْرِبة وجَرِيب وخَصِىّ وخِصْية وغِلْمة وجِيْرةٍ وهذا كياءٌ النسَب فى قُرَشىٍّ وقُرْىٍّ ويَمَانِىٍّ جاءت فى البناء غيرَ دالَّة على ما تدُلُّ عليه فى الامر العامِّ من النسَب

__________________

(١) قلت أخطأ ابن سيده فى ايراده هذين المصراعين مختلَّى الترتيب لانه أغفل ثلاثة مصاريع بينهما والرجز للعجاج والصواب فى روايته

أورد حدا تسبق الابصارا

يسبقن بالموت القا الحرارا

تسرع دون الجنن البشارا

والمشرفىّ والقسا الخطأرا

وكل أنثى حملت احجارا

كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

باب ما جاء من الجمع المبنىِّ على مثال مَفَاعِلَ فَدَخَلَتْه

تاءُ التأنيثِ وذلك على أربعة أضرب

فمن ذلك ما يدلُّ لَحَاقُها به على النَّسَب وذلك قولهم المَهَالِبَة والمَنَاذِرة والأَشاعِرة فجاء جمعُه المكَسَّر على حدِّ ما جاء المُصَحَّحُ وذلك أنهم لمَّا كانوا يقولون الأشْعَرُون فيجمعون بحذف الياءِ كأنه جمعُ أشْعَرَ لا أشْعرِىٍّ كُسِّر عليه فدلَّ التأنيثُ على هذا المعنى من النسَب ومن هذا عِنْدى فارسىٌّ وفُرْس قال ابن مقبل

* طافَتْ به الفُرْس حتى بَذَّ ناهِضُها*

ومن ذلك ما دخَل على الأعجمِيَّة المعرَّبة نحو الأَشاعِثَة والسَّيابِجَة والمَوَازِجة والجَوَارِبة وقالوا صَيْقَل وصَيَاقِلة وقَشْعم وقَشَاعمة فدخلت الهاءُ الاسمَ على غير هذين الوجْهَين وان شئت حذفتَ الهاءَ فقلت الأشاعِث والسَّيَابِج كما تقول الصَّيَاقِل ومن ذلك أن تَدْخُل الهاء فى هذا المثال من الجمع عِوَضا من الياء التى تَلْحَق مثالَ مَفاعِلَ وذلك نحو فِرْزانٍ وفَرَازِنَة وجَحْجاحٍ وجَحَاجِحَة وزَنْدِيق وزَنادِقَة فالهاء فى هذا الباب لازمةٌ لا تُحْذف لأنها تُعاقِب الياءَ التى فى الجَحَاجِيح فان حذفت أتيت بالياء لانهما يَتَعاقَبان وانما اجْتَمعتِ النسبةُ والعُجْمة فى لَحَاقِها لهما فى أشاعِثَة ومَوَازِجَة لاتِّفاقهما فى النَّقْل من حالٍ الى حال لم يكونا عليها فالنَّسب قد صار الاسمُ فيه وصْفا بعد أن لم يكن كذلك وليس ذلك لاتِّفَاق العُجْمة والتأنيث فى المَنْع من الصَّرف ألا ترى أن العُجْمة فى أسماء الأجناس لا تمنعُ الصَّرف وهذه الأعجمِيَّة الداخِلةُ فى هذا الباب أسماءُ أجناس

باب ما أنِّثَ من الاسماءِ من غيرِ لَحَاقِ علامةِ

من هذه العلاماتِ الثَّلاث وهو على ثلاثة أضرب

من ذلك ما اختَصَّ مُؤَنَّثُه باسمٍ انْفَصل به من مذكَّره وكذلك مذكَّره جُعِل له اسمٌ

يَخْتصُّ به وذلك نحوُ حَمَل ورِخْل وجَدْىٍ وعَنَاقٍ وتَيْس وعَنْزٍ وقالوا ضَبْع للأُنثى والذَّكَر ضَبْعانٌ ولم يقولوا ضَبُعة وقالوا حِمَار وأتَانٌ وقد حُكِى أنهم قالوا حِمَارة ورُبَّما ألْحَقُوا التاءَ فى هذه الاسماءِ الموضُوعةِ للمؤَنَّث وإن كانتْ مستَغْنىً عنها كقولهم كَبْش ونَعْجة وجَمَل وناقةٌ فأمَّا البَعِير فكالانسانِ يَشْمَلُ الجَمَل والناقةَ كما أن الانسانَ يَشْمَلُ الرجُل والمرْأةَ والفَحْلُ كالرَّجُل من كل ذى أربَعٍ وجمْعه أفْحُلٌ وفُحُول وفُحُولَةٌ وفِحَال وفِحَالةٌ وفَحَلْت إبِلِى فَحْلا كرِيمًا وافْتَحلْتُ لِدَوابِّى فَحْلا ـ اتَّخذتُه لها وبَعِيرٌ ذُو فِحْلة ـ يَصْلُحُ للافْتِحال وفَحْلٌ فَحِيل ـ كريمٌ ومنه الاستِفْحِال ـ شئٌ تَفْعَله أعْلاجُ كابُل اذا رأَوْا رجُلاً جَمِيلا جَسِيما من العَرَب خَلَّوْا بينه وبيْنَ نِسائِهم رَجاءَ أن يُولَد فيهم مثلُه وكالبَعير فى هذا قولُهم الدَّجَاج فى وُقُوعه على المذكَّر والمؤنَّث اللذين هما الدِّيك والدَّجَاجةُ قال جرير

لَمَّا تَذَكَّرْت بالدَّيْريْنِ أرَّقَنِى

صَوْتُ الدَّجَاجِ وقَرْعٌ بالنَّواقِيس

المعنى انتِظارُ صوتِ الدِّيَكَة لأنه مُزْمِع للخُرُوج وقالوا فَرَسٌ وحِجْر للأنثى وقالوا فَرَس أُنْثَى ولم يقُولوا فَرَسة* ومن ذلك ما كان تأنيثُه بغير علامةٍ ولا صيغةٍ مختَصَّة للمؤنَّث كأُذن وعَيْن* وقد يكونُ الاسمُ الذى فيه عَلامةُ التأنيثِ واقِعا على المذَكَّر والمؤنَّث كقولهم شاةٌ للذَّكَر والأُنْثَى وكذلك جَرَادةٌ وبَقَرةٌ وقد يكون الاسمُ واقعا على المذَكَّر والمؤنَّث ولا علامَةَ للتأنيث فيه كقولهم عَقْرَبٌ ذكَرٌ وعَقْرَبٌ أُنثَى ويقال رأيتُ عَقْرَبا على عَقْرَب ويقال لذكر العَقَارِب عُقْرُبَانٌ وقيل العُقْرُبَّان بتشديدِ الباء من دَوَابِّ الأرضِ يُقَال إنه دَخَّال الأُذُن وقد قيل عَقْرَبة بالهاء على حدِّ رَجُلةٍ قال الشاعر

كأن مَرْعى أُمَّكُمْ اذ غَدَتْ

عَقْرَبةٌ يَكُومُها عُقْرُبَانُ

مَرعى ـ اسمُ أُمِّهم وعَقْرَبُ الشِّتاءِ ـ أوَّلُه مُؤَنَّث وكذلك العَقْرَب من النُّجوم والعَقْرَب ـ النَّمِيمة* قال أبو حاتم* العَقَارِب كلُّها إنَاثٌ لا يُعْرَف ذكُورُها من إناثِها فأما العُقْرُبَّان فدابَّة غيْرُها* قال* وقد زعَم بعضُهم أن العُقْرُبَّان ذكَرُ العَقارب ولم أسمَعْه من الفُصَحاء والأفْعَى تَقَع على المذكَّر والمؤنَّث وقد يقال للذكر أُفْعُوَانٌ وأنشد

قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما

الافْعُوانَ والشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا

* قال الفارسى* الافْعَى مُؤنَّثة يقال رَمَاه اللهُ بافْعَى حارِيَةٍ ـ أى نَقَص جِسْمُها وصَغُر قال الشاعر

* حارِيَة قدْ صَغُرَتْ من الكِبَرْ*

وقد استُعْمِلتِ اسمًا ووَصْفا فمن جَعَلها وَصْفا لم بَصْرِف كما لا يَصْرِف أحمَرَ ومن جعلها اسمًا صَرَف كما يَصْرِف أرْنَباً وأفْكَلاً* قال* والأسَدُ يقَع على المذكَّر والمؤنَّث يقال أسَدٌ ذكَرٌ وأسَدٌ أُنثَى ورُبَّما أدخَلُوا الهاءَ فقالوا أسَدٌ وأسَدةٌ ويقال للأنثى اللَّبُؤَة وفيها أربعةُ أوجُه اللَّبُؤَة بضم الباء مع الهمزة واللَّبْأة على وَزْن الَحْمأة واللَّبَة على ترك الهَمْزة كما تقول فى الحَمْأه اذا تركتَ همزَها حَمَة واللَّبَاة على مِثال الكَمَاة والمَراة وهى قليلة عند سيبويه* وقال الفارسى* فى التذكِرَة كأنهم يتَوهَّمُون الحركةَ الواقِعةَ على الهمزة واقِعةً على الحَرْف الذى قبلَها فكأنها همزةٌ مسَكَّنة قبلها فتْحة واذا أريد تخفيفُ الهمزةِ التى هذه صورَتُها كان تخفيفُها هكذا ألا تَراهم قالوا كاسٌ وراسٌ فكذلك لَبْأة كأنها لَبَأْة ونظير ذلك همزُهُم مُؤْسَى* قال* وزعم أبو العَبَّاس محمدُ بنُ يزيدَ أنَّ أبا حَيَّةَ النُّمَيْرِىَّ كان يَهمِز كلَّ واو ساكنةٍ قبلها ضَمَّة وذلك أنَّ الواوَ المضمومةَ تُهمَزُ باطِّراد فتُتَوَهَّم الضمةُ التى قبْل الواوِ واقِعةً على الواو وعلى هذا قرأ بعضهم «فاسْتَغْلَظ فاستَوَى على سُؤْقِه» «وعادًا اللُّؤْلَى» أدغم* قال* وكان أبو حَيَّة النميرىُّ ينشد

* لَحُبَّ المُؤْقِدانِ إلَىَّ مُؤْسَى*

على ما ذكرناه وعلى هذا يُرَى الهمزُ فى يُؤْمِن بعْدَ اعتِقاد القَلْب البدَلِىِّ فهذا شئٌ عَرَض ثم نعُود الى غرضِنا المَغْزُوِّ فى هذا الباب ويقال لَبْوة ولِبْوة ولا أدرى أثَبْت هى أمْ لا فمن قال لَبُؤة قال فى الجمع لَبُؤَات ومن قال لَبُوَة قال فى الجميع لَبُوَات ومن قال لَبْأة قال فى الجمع لَبَأت* وقال فى التذكرة* أُرَى لَبْأة مخفَّفة من لَبُؤَة على حَدِّ عَضُد وعَضْد وحكى فيه أنه يُجْمَع اللَّبُؤة على اللَّبُؤ* قال* ونظيرهُ ما حكاه سيبويه من قولهم ثَمَرة وثَمَر وسَمُرة وسَمُر* قال* ومما يدلُّ أنَّ لَبْأة أصلُها لَبُؤة قولهم «أخَذَه أخْذَ سَبْعةٍ» قال فسَبْعة هنا مخفَّفة من سَبُعة واللَّبُؤة أنْزَق من

الأسد فلهذا قالوا أخْذَ سَبْعة ولم يقولوا أخذ سَبُع* قال* ولم يستعملوه فى هذا المَثَل إلا مخفَّفا والأمثال تُتْرك على أوائل موضُوعاتها لا تُغيَّرُ فهذا قوله وان كان ابنُ السكيت قد حَكى فى قولهم أخذَه أخْذَ سَبْعة وجها آخَرَ مع هذا لا أدْرِى أبْعَده أم قَبْله والحَمَامة تقع على المذكَّر والمؤنَّث أمَّا وُقُوعها على المؤنث فكثيرٌ مشهُور لا يُحتاجُ الى الاستِشْهاد عليه لكَثْرته وشُهْرته واذا كان الشئ فيه عَلَم تأنيثٍ وهو يقَع على المذكَّر والمؤنَّث فانما يُسْتَشْهَد على وقُوعه للمذكَّر لا للمؤنث قال جرير فأوْقَع الحمامَة على المذكَّر

اذا حَنَّ مِنْ شَجْوٍ غَرِيبٌ ظَنَنْته

حمَامةَ وادٍ إثْرَ انثَى تَرنَّما

* وقال الفراء* رُبَّما جعلت العرَبُ عِنْد موضِع الحاجةِ الأنْثَى مفرَدةً بالهاء والذكر مفْرَدا بطرح الهاء فيكُون الذَّكَر على لفظ الجمْع من ذلك قولهم رأيتْ نعاماً أقْرَعَ ورأيت حَمَاما ذَكَرا ورأيت جَرادًا على جَرَادةٍ وحَمَاما على حَمَامة يريدون ذكرا على أُنثَى وكذلك قوله

كأنّ فَوْقَ مَتْنِه مَسْرَى دَبَى

فَرْدٍ سَرَى فَوْقَ نَقَاغِبَّ صَبَا

أراد الواحد من الدَّبَى* قال الأصمعى* سمعت رجُلا من بَنِى تَمِيم يقول بَيْض النَّعامة الذَّكَر يعنِى ماءَه* وقال الفراء* سمِعت الكسائِىَّ يقول سَمِعت كلَّ هذا النَّوْعِ من العرب بطَرْح الهاء من ذَكَره الا قولهم رأيتُ حَيَّةً على حَيَّةٍ فان الهاء لم تُطْرَح من ذَكَره وذلك أنه لم يُقَلْ حَيَّة وحَىَّ كثيرٌ كما قيل بَقَرة وبَقَر كثيرٌ فصارت الحيّةُ اسما موضُوعا كما قيل حِنْطة وحِبَّة فلم يُفْرَد لها ذكَر وان كان جَمْعا فأجْرَوْه على الواحد الذى يجمَع التأنيثَ والتذكِيرَ ألا تَرَى أنَّ ابنَ عِرْسٍ وسامَّ أبْرصَ وابنَ قِتْرةَ قد يُؤَدِّى عن الذكَر والأنثى وهو ذكَر على حاله قال الأخطل فذكَّر الحيَّة

انَّ الفَرَزْدقَ قد شالَتْ نَعامَتُه

وعَضَّه حَيَّةٌ من قَوْمِه ذَكَرُ

ويُقال للذَّكَر من الحَيَّات الحَيُّوت وأنشد

* ويَأْكُل الحَيَّةَ والحَيُّوتَا*

وليس الحَيُّوت من لفظ حَيَّة وقد أريتُك وجهَ تعليله فى باب الحَيَّات وأنعمْت إيضاحَه هناك فانه قد يخفَى على الناظر فى دَقِيق التصريفِ الماهِر بتنْقِيحه

ومما يدخُله الهاءُ على جِهَة الاشتِقاق

قولُهم خُزَرٌ للذكَر من الأَرانِب وعِكْرِشَة للأُنثى وهو كقولهم وَعِلٌ وأُرْوِيَّة فأما الأرْنَب فهو واقِع على الذكَر والأنْثَى وقد غلَب التأنيثُ وهمزته زائدة وقد قدمتُ تعليله ووجْهَ .... (١) فى باب الأَرانِب من هذا الكتاب فأما قوله «فى كِساءٍ مُؤَرْنَبِ» فعلى قوله

* وصالِياتٍ ككَمَا يُؤَثْفَيْنْ*

وكقوله*

فانَّه أهْلٌ لأن يُؤَكْرَما*

وانما الصحيح الآتِى على السَّعَة والاختِيار كِسَاء مُرْنَبٌ كما قال «فى ثِيابِ المَرَانِب» والخِرْنِق ـ ولَدا لأَرْنَب والغالبُ عليه التأنيثُ والضَّيْوَنُ ـ وهو السِّنَّوْر يقع على المذكَّر والمؤنث* قال الفارسى وغيره من النحويِّين* طَيْوَن وانما هو من باب مَكْوَزة ومَرْيَمَ وحَيْوةَ حين قالوا رجَاءُ بنُ حَيْوةَ فى الشُّذوذ والهِر يقَع على المذكَّر ويكسَّران على قِطَاط (٢) وقال انما هو الهِرُّ والسِّنَّور والسِّنَّورة و.... (٣) قليلتان

ومما يقَع على المذكر والمؤنث

الجَيْأَلُ ـ وهى الضَّبُع يقال هى جَيْألٌ أُنْثى وتُسَمَّى الأنثَى جَيْأَلةَ وفى الجَيْأَل ثلاثُ لُغات الجَيْأَلُ والجَيَّل والجَيَلُ فأما قولهم الجَيَّل فقد يجوزُ أن يكونَ من غير لَفْظ جَيْأل وقد يكون من لَفْظه ويكون التَّصرِيف شاذًّا وأما قولهم جَيَلٌ فعلى التخفيفِ القِياسِىِّ ولا يكون على البَدَلِىِّ لأنه لو كان على البدَلِىِّ لوَجَب القَلْب والاعْلال اذ لو كان كذلك لكان بمنزلة ما عَيْنُه ياءٌ مفتوحةٌ مفتُوحٌ ما قبْلَها وتلك تُعَلُّ لا مَحالةَ كمالَ وباعَ وجاءَ فلما وجَدْناهم يقولون جَيَلٌ علِمنا أنه تخفيفٌ قياسىٌّ لان الهمزة مُعامَلة مُعامَلة الثَّبات فكما لم يُعَلَّ الاسمُ والهمزةُ فيه ثابتةٌ والياء ساكِنةٌ كذلك لم يُعَلَّ والهمزةُ محذُوفةٌ والياءُ متحرِّكة اذِ المحذوفةُ فى قِوام المثبتة هنا واذا كانت الهمزة المحذُوفة هُنا فى قِوَام المثبَتة بالياء فالياءُ المتحرِّكة فى قِوَام الساكنةِ وهذا كلُّه تعليلُ الفارسىّ وأنشد الفارسى فى الجَيَّل

__________________

(١) بياض بالأصل

(٢) قوله ويكسران على قطاط كذا فى الأصل وفيه سقط ظاهر كتبه مصححه

(٣) بياض بالأصل

* وَمَنْخِر مِثْل وِجَار الجَيَّل*

* قال الفارسى* ليس جَيْأَل مثل خَطِيئة ومَقْرُوءَة لأنَّ خَطِيئةً ومَقْرُوءةً مما جاءتْ ياؤُه وواوه لغير إلْحاقٍ وانما هى مَسدَّة فلا يكون إدْغامُ جَيْأل كادْغام خَطِيئةٍ ومَقْروءة وقد صرَّح سيبويه بأن تخفِيفَ هذا النحوِ لا يجُوزُ على طرِيق القَلْب وانما يكون تخفِيفُ جَيْألٍ ومَوْألةٍ وحَوْأبٍ وما شاكلَ هذا الضربَ على التخفيف القياسِىِّ لأنها همزةٌ متحرّكة قبلها ساكن فانما تخفيفُها أن تُحْذَف وتُلْقَى حركتُها على الساكن الذى قَبْلها* قال* فلا وجْهَ لَجيَّلٍ عِنْدى إلا أن يكونَ من باب سِبَطْر ولأَّلٍ والضَّبُع ويقال الضَّبْع بتسكين الباء وهو يَقع على المذكَّر والمؤنَّث يقال ضَبُعٌ ذكرٌ وضَبُع أُنثَى وأنشد

يا ضَبُعا أكَلَتْ آيَارَ أحْمِرة

ففى البُطُون (١)

لقوله ففى البُطُون والبُطُون تكُونُ للجمع ولا يمتَنع لهذا الذى ذكَره أن يَكون يا ضَبُعا أكَلَتْ وقال البُطون فجَمع كما قالوا للواحد منها حَضَاجِرُ لِعَظم بطْنها وانتِفَاجه وصرح الفارسى فى كتاب الايضاح أن أبا زيد أنشده يا ضُبُعا وتكسِيرُ فَعُلٍ على فُعُلٍ عزِيزٌ وانما جمعُها المعروفُ أضْبُعٌ قال سُوَيْد بن كُرَاع

اذا ما تعَشَّى ليلَةً من اكِيلةٍ

حَذَاها نُسُورًا ضارِيَاتٍ وأضْبُعا

والكثير ضُبُعٌ وأهلُ الحجاز يجمَعُون الضِّباعَ ضُبُعا وعلى هذا أوجه يا ضُبُعا أكلَتْ فى رِوايةِ أبى زيْد وان كان ليس كلُّ جمْع يُجمَع صرح بذلك سيبويه ولذلك وجَّه الفارسىُّ فى قِراءةِ مَنْ قرأ «فرُهُنٌ مَقْبوضةٌ» انَّ رُهُنا جمعُ رَهْن مثل سَقفٍ وسُقُفٍ وسَحْل وسُحُل* قال* ولا أقُول إنه رَهْن ورِهَانٌ ثم كسِّر رِهَان على رُهُن لأنه ليس كلُّ جَمْع يُجْمَع حتى يجِىءَ أن رُهُنا جمع رِهانٍ بثَبَتٍ ورِوايةٍ فأما قول المتنخل الهذلى

مما أُقَضِّى ومَحارُ الفَتَى

للضُّبْع والشَّيْبة والمَقْتَل

فمن رواه بالضم فعلى أنه خفَّف الضُّبُع ومن رواه للضَّبْع فعلى أنه خفَّف ضَبُعا كما قالوا عَضُد وعَضْد والضِّبْعانُ ـ ذكَر الضِّباع والجمع ضَبَاعِينُ وقالوا فى التثنية ضَبُعانِ فغَلَّبوا لفظ المؤنَّث للخِفَّة ولم يقولوا ضِبْعانانِ

__________________

(١) قلت هذا البيت لجرير الضبى وهو من شواهد سيبويه ووقع هنا مبتورا كما ترى وتتمته قدر راحت قراقير وبعده هل غيرانكم جعلان ممدرة قسم المرافق أنذال عواوير وغيره ولمز للصديق ولا ينكى عدؤكم منكم اظافير وانكم ما يطنتم لم يزل أبدا منكم على الأقرب الأدنى زبابير وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

قوله لقوله ففى البطون الخ فى الكلام سقط ولعل وجهه أفرده والمراد الجنس لقوله الخ فتأمل كتبه مصححه

ومما يقع على المذكر والمؤنث

حَضَاجِرُ ـ يقَع على الذكر والأنثى من الضِّبَاع وأنشد للحُطَيْئة

هَلَّا غَضِبْتَ لِرَحْلِ جا

رِكَ اذْ تُنَبِّذُه حَضَاجِرْ

وحكى الفارسى فى جمعه حَضَاجِرَات وقد تقدم تعليلُه فى باب الضَّبُع* قال* وقد يقال للذكَر ذِيْخٌ وللأنثى ذِيخةٌ ويقال لذكَر الضَّبُع أيضا عِتْبانٌ وعَيْلام ولا يكُونان للمؤنَّث بِعَلَامة ولا غَيْر عَلامةٍ* ومما يُخَصُّ به الأنثَى منْها العَيْثُوم وجَعَارِ قال الشاعر

تَعَلَّقْنا بذِمَّةِ امِّ وَهْبٍ

ولا تُوفِى بذِمَّتها جَعَارِ

* قال الفارسى* وذُكِر لى عن أحمدَ بن يحيَى أنه يقال لها ذَبَابِ اسمٌ على نحو جَعَارِ* قال* فأمَّا الذى صَرَّح به سيبويه فانه يقال لها دَبَابِ ـ أى دِبِّى وهذا مُطَّرِد لأن هذا الباب عِنْده يَطَّرِد فى النِّداء والأمرِ* ومن كُنَاها أمُّ عامرٍ وأنشد

على حِينَ أنْ كانتْ عُقَيْلٌ وشَائِظًا

وكانَتْ كِلَابٌ خَامِرِى أُمَّ عامِرِ

أى التى يقال لها خَامِرى أمَّ عامِر تُسْتَحْمَق بذلك وهذا على الحكاية كما قال الشاعر

ولقَدْ أَبِيتُ من الفَتَاةِ بِمَنْزِلٍ

فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُومُ

ومن كُنَاها أمُّ خَنُّور وخِنَّوْر وخَنَوَّر وأُمُّ رِمَال وأمُّ نَوْفل وظاهرٌ من قولهم أُمُّ كذا أنه يُخَصُّ به المؤنَّث (١)

ومما أدخلوا فيه الهاء

قولهم للثعلب تَتْفُلٌ وتَتْفلٌ ثم قالوا للانثى بُرْمُلَةٌ* وقال بعضهم* التُّتْفُل ـ جَرْوُ الثَّعْلب والأنثى تُتْفُله فعلى هذه الرواية الأنثى مبنِىٌّ على لفظ الذكَر وأما قولهم التَّتْفَلة فزعم الفارسى أن الأنثى مَخْصوصةٌ بفتح التاءِ والفاءِ لا يقال فى الذكر تَتْفَلٌ والثَّعْلب ـ يقَعُ على المذكَّر والمؤنَّث يقال ثَعْلبٌ ذكَرٌ وثَعْلب أنثَى فاذا أرادُوا الاسمَ الذى لا يكونُ إلا للمذَكَّر قالوا ثُعْلُبانٌ كما أنَّ الأفْعَى والضَّبُعَ والعَقْرَب يقعن على المُذَكَّر والمؤنَّث فاذا أرادوا ما لا يَكُونُ إلا مذكَّرا قالوا أُفْعُوانٌ وضَبْعانٌ وعُقْرُبَانٌ

__________________

(١) قلت قول ابن سيده وظاهر من قولهم أمّ كذا الخ يرده قول الشنفرى

وأم عبال قد شهدت تقوتهم

اذا أطعمتهم او تحت وأقلت

خاف عليا العين ان هي أكثرت

نحن جياع ايّ إلّ تألت

يعنى بأم عيال ثابت بن جابر الملقب تأبط شرا ويرده أيضا قول العرب أم الأرض تعنى بها الجعل الذى يدهدى النجو برأسه كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

وثُعْلُبانٌ قال الشاعر فى الثُّعْلبان

أرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ برأسِه

لقَدْ هانَ مَنْ بالَتْ عليه الثَّعَالِب (١)

ومنهم من يقول ثَعْلَب وثَعْلَبةٌ وبها سميت هذه القَبيلة ونظيره عَقْرَب وعَقْربة وأنشد أبو عبيد

كأنَّ مَرْعَى أمَّكمْ اذ غَدَتْ

عَقْرَبةٌ يكُومُها عُقْرُبَانُ

مَرْعَى ـ اسمُ أُمِّهم فلذلك نصبها وقد قدَّمت فى باب الثَّعالب فى تَصْرِيف هذه الكلمةِ ما أغنانى عن إعادتِه هنا وانما هذا موضع جمل وقَصْدنا فيه التنبيه على الأجْناسِ الثلاثةِ التى نوقِع نحن اسمَ الجِنْس عليها وهى ما لا يَكُونُ إلا مذكَّرا وما لا يكُون الا مؤنَّثا وما يكونُ مذَكَّرا ومؤنَّثا فأما ثُعَلٌ وثُعالةُ فمختص بهما المذكَّر وكذلك الهِجْرِسُ قال الراجز

* فَهِجْرِسٌ مَسْكَنُه الفَدَافِد*

ويُكْنَى أبا الحُصَيْن وظاهرٌ من قولهم أبٌ أنه مخَتصُّ به المذَكَّر اذ لم يقولُوا أمّ الحُصينَ (٢) والذِّئب يقَع على المذَكَّر والمؤنَّث يقل ذِئْبٌ ذكَر وذِئْبٌ أنثَى وحكى ذِئْبة للانثى فأما قول جرير

* جاءَتْ به الضَّبُع الحَصَّاءُ والذِّيْبُ*

فانه جعَلُه اسمًا للعَامِ الشَّدِيد كما سَمَّوْا السنَةَ الشديدةَ ضَبُعا فأما قولُهم سِلْق فقد يَشْتَرِك فيه المذَكَّر والمؤنَّث وكذلك الالْق فأما إلْقَةٌ فيختَصُّ به المؤنَّث فأما أوْس وأُوَيْس وسَمْسَم فيختص به المذَكَّر فأما سِرْحانٌ فقد يَقَع على المذكَّر والمُؤَنث وعَنَزة على وَزْن سَلَمة ـ ضَرْب من الذِّئَاب وهى فيها كالسَّلُوقِيَّة فى الكِلَاب البَقَرة تَقَع على المذَكَّر والمؤنَّث كما أن الشاةَ تقَع على المذكَّر والمؤنَّث وأنشد

يَجُوبُ بِىَ الفَلاةَ الى سعيد

اذا ما الشاةُ فى الأَرْطاة قالا

* قال سيبويه* قال الخليلُ هذا شاءٌ بمنزِلة هذا رَحْمةٌ من رَبِّى وقالوا فى الثَّوْر من الوَحْش شاةٌ قال الاعشى

* وحانَ انْطِلاقُ الشاةِ مِن حَيْثُ خَيَّما*

والثَّوْر ـ يقَع على المذَكَّر ويقال فى جمعه ثِيْرة وثِوَرة وثِيْرانٌ وأنْوار وثِيَارَة وثِيرَةَ

__________________

(١) قلت تبع ابن سيده فى انشاد هذا البيت على هذا الضبط غيره من الأئمة كالجوهرى والكسائى والصواب فى روايته أنه بفتح الثاء واللام مثنى ثعلب والبيت لغاوى بن عبد العزى وقصته والسبب الذى قيل من أجله أن غاويا كان سادنا لصنم لبنى سليم فبينا هو عنده اذ أقبل ثعلبان يشتدّان حتى تسمناه فبالا عليه فقال

أرب يبول الثعلبان برأسه

البيت ثم قال يا معشر سليم لا والله لا يضر ولا ينفع ولا يعطى ولا يمنع فكسره ولحق بالنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له ما اسمك فقال غاوى بن عبد العزى فقال بل أنت راشد ابن عبد ربه أما كون الثعلبان كعقربان ذكر الثعالب فلا خلاف فى ثبوته وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) قلت يرده قول العرب أبو الأدهم تعنى به القدر تكنوها بذلك لسوادها وشدة دهمتها وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

صَحَّت الياء فيها للِاشعار بأنها مقصُورةٌ عن ثِيَارة فى قول أبى بكر وتقدَّم وحكى ثَوْر وثَوْرَة قال الأخطل

* وفَرْوةَ ثَفْرَ الثَّوْرةِ المُتَضاجِمِ*

وقالوا للأنثى بَقَرة وقد تقدم أنها واقعة على المذَكَّر والمؤنث فأما النَّعْجة والمَهَاة والعَيْناء والخَزُومة فمخصُوصٌ بها المُؤَنث وأما اللَّاءى فقد اخْتُلِف فيه فقال بعضهم هو الثَّوْر وخَصَّ به المذكَّرَ وقال بعضهم الأنثى لَأة وقد أثبتُّ هذا فى كتاب الوَحْش وأبَنْت تعليله هُنا لك فأما الجُؤْذُر والبَرْغَز وهو البُرْغُز والبَحْزَج والفَرْقَد فمؤنثُه كَلُّه بالهاء وكلُّها أولادُ البَقَر وأمَّا اليَعْفُور واليُعْفُور والذَّرَع فلا مُؤَنَّث له من لفظه ومما يقَع على المذكر والمؤنث القُنْفُذُ والقُنْفَذ يقال قُنْفُذ ذكَرٌ وقُنْفُذ أنثَى فأما أبو عبيد فقال الذكر قُنْفُذ والأنثى قُنْفُذة ومما يختَصُّ به المؤنَّث غَنِجَة ومما يختَصُّ به المذكَّر الشَّيْهَمُ قال الأعشى

* لَتَرْتَحِلَنْ مِنِّى على ظَهْرِ شَيْهَم*

ويقال له أيضا دُلْدُلٌ وابنُ أنْقَدَ وقُبَاعٌ وكُلُّه لا يُؤنَّث ولا يسمَّى به المؤنَّث ويقال له أيضا مِنَنة على مثال عِنَبة وأما الدَّرْص فيقَع على المذكَّر والمؤنث من أوْلادِها بلفظٍ واحدٍ ويقال للذكر من الضِّبَاب ضَبُّ والأنثى ضَبَّة وأنشد

إنْك لو ذُقْتَ الكُشَى بالأكْبادْ

لم تُرْسِلِ الضَّبَّة أعْداءَ الوَاد

والكُشْية ـ شَحْمةُ كُلْية الضَّبِّ والأعْداء ـ جَوَانب الوادِى جمعٌ لا واحِدَ له فأما السَّحْبَلُ منها ـ وهو العظيم فمذَكَّر لا غيرُ والنَّمِر والجمع نُمُور ونُمُر وأنْمار وأنثاه بالهاء ويقال للذكَر من القُرُود قِرْد ويُكَسَّر على قُرُود وأقْرادٍ وقِرَدةٍ فأما أبو عبيد فقال يقال للذكَر من القُرُود رُبَّاح وللانثى قِشَّة* وقال غيره* يقال لها أيضا مَيَّةُ وبها سمِّيت المرأةُ مَيَّةَ ويقال للذكر من الضَّفَادِع عُلْجُوم والانثى هاجَةٌ وهى من الواو مُقْعَدة وقيل الانثى من الضَّفادِع ضِفْدَعة والذكر من الفِرَاخ فَرْخ والانثى فَرْخة ومن أولاد الحَجَل سُلَكٌ والانثى سُلَكةٌ وكذلك سُلَفٌ والانثى سُلَفة وهى السِّلْكانُ والسِّلْفان* وقال قطرب* السُّلَك ـ فَرْخ القَطَاة وذكَر الحَجلِ يَعْقُوبٌ قال سَلامةُ بن جَنْدل

أوْدَى الشَّبَابُ حَمِيدا ذُو التَّعاجِيبِ

أوْدَى وذلك شَأْوٌ غيرُ مطلوبِ

وَلَّى حَثِيثًا وهذا الشَّيْبُ يَصْلُبه

لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعاقِيبِ

ويروى بالنَّصْب رَكْضَ لأنه لَمَّا قال يطْلُبه صار فيه معنى يَرْكُضُ كما قال أبو كبير الهُذَلى

ما إنْ يَمسُّ الارضَ الامَنْكِبٌ

منه وحَرْفُ الساقِ طَىَّ المِحْمَل

وقيل اليعاقيب فى بيت سَلامة جمع يَعْقُوبٍ ـ وهو الفَرَس الذى له جَرْى بعد جَرْى* قال الأصمعى* لم يقل أحدٌ أحسنَ من هذا وان سَمَّيت رجلا بيَعْقُوبٍ واحدِ اليَعَاقِيب على أىِّ هذين الوجهين كان فى هذا البيتِ صَرَفْته وقيل القَبَجُ ـ ذُكُور الحَجَل والانثى قَبَجَة وخَجَلة ووجدت فى كُتُب أبى علىّ الفارسىّ الفَيْج فى موضِع القَبَج فلا أدْرِى من أينَ رواه ويغلب على ظَنِّى أنه غَلَطٌ من الناقل وقال هُنَالك الفَيْجة تَقَع على المذكَّر والمؤنَّث فأمَّا غيره فقال القَبَجة تقع على المذكر والمؤنث

ومما يُخَصُّ به المذكر من البُوم

الفَيَّاد والصَّدَا وقيل البُومُ جَمْع واحدته بُومةٌ وقيل الذكَر بُومٌ والأنثى بُومةٌ* ومما يُخَصُّ به ذكرُ القَمارِىِّ الهَدِيلُ وقيل الهَدِيل ـ فَرْخ كان على عهد نُوحٍ مات ضَيْعةً وعَطَشا فيزعُمون أنه ليس من حَمَامة الا وهى تَبْكِى عليه قال نُصَيْب

فقُلْتُ أَتَبكِى ذاتُ طَوْقٍ تَذَكَّرتْ

هَدِيلا وقد أوْدَى وما كان تُبَّع

أى لم يُخْلق تُبَّعٌ بعدُ* وقال الفارسى* الهَدِيل هذا الفَرْخُ المذكورُ لبُكاء الحَمامِ عليه سُمِّى صوتُ الحَمَامِ هَدِيلا وصَرَّفوا منه فقالوا هَدَل يَهْدِل وساقُ حُرٍّ أيضا ـ الذَّكَر من القَمَارىِّ قال حُمَيد بنُ ثور الهِلَالى

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ الا حَمَامةٌ

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرَنُّما

والذكر من العَصَافِير عُصْفُور والانثى عُصْفُورة قال الشاعر

ولو أنَّها عُصْفُورةٌ لَحَسِبْتها

مُسَوَّمةً تَدْعُو عُبَيْدا وأزْنَما

وأمَّا الحُمَرة والحُمَّرة ـ وهو ضَرْب من العَصَافِير فمؤنث بالهاء فلا أدْرِى أهو اسمٌ يقَع على المؤنث خاصَّةً أم اسمٌ يجمَعُ المذكَّر والمؤنث والتشديد أفصحُ من التخفيف قال أبو مُهَوِّس الاسدى

قد كُنْتُ أحْسِبُكُم أُسُودَ خَفِيَّةٍ

فاذا لَصَافِ تَبِيضُ فيها الحُمَّر

وقال ابنُ أحمر الباهِلىِ

ان لا نُلَافِهِمُ تُصْبِحْ دِيارُهُمُ

قَفْرا تَبِيضُ على أرْجائِها الحُمَرُ

ويقال للذكَر من الطَّيْر طائِر وللأنثى طائِرٌ بغير هاءٍ* قال الفارسى* وحكى أبو الحسن طائِرةٌ وطَوَائِرُ ونظير ما حكاه من ذلك ضائِنةٌ وضَوائِنُ فأمَّا الطَّيْر فواحِدُه طائر مثل ضائِنٍ وضَأْن وراكبٍ ورَكْب* قال* والطائِرُ كالصِّفة الغالِبَة وقد قالوا أطْيَار فهذا مثلُ صاحبٍ وأصْحابٍ وشاهِدٍ وأشْهادٍ ويمكن أن تكون أطْيارٌ جمعَ طَيْر كبَيْت وأبْياتٍ وجمعوه على العَددَ القليل كما قالوا جِمَالان ولِقَاحانِ فاذا جاز أن يُثَنَّى جاز العَدَدُ القليلُ فيه أيضا وكما جُمِع على أفْعال كذلك جُمِع على العَدَد الكثير فقالوا طُيُور* قال* فيما حكاه أبو الحسن* قال* ولو قال قائل إن الطائرَ قد يكون جَمْعا مثل الجامِلِ والباقِرِ والضَّامِرِ لجاز* قال* ويُقوّى ذلك ما حكاه أبو الحسن من قولهم طائرةٌ فيكون من باب شَعِيرة وشَعِير* وقال غير الفارسى* طائرةٌ قليلة فى كلام العرب وأنشد

هُمُ أنْشَبُوا زُرْقَ القَنَا فى صُدُورِهمْ

وبِيضًا تَقِيضُ البَيْضَ من حَيْثُ طائِرُه

فقد قدَّمت أن المعنِىَّ بالطائِر الدِّماغُ سمى بذلك من حيثُ قيل له فَرْخ ويقال للذكر من الفَأْر جُرَذٌ بالذال معجمةً والفَأْرة يَقَع على المذكَّر والمؤنَّث ويقال للمذكر والمؤنث دِرْص ويقال فى الجمع دُرُوص قال امرؤ القيس

أذلكَ أمْ جَوْنٌ يُطارِد آتُنًا

حَمَلْن فأرْبَى حَمْلِهنَّ دُرُوص

قوله أذلك يعنى النَّعام شِبْه ناقتِى أم جَوْن يعنى حِمَارا يَضْرِب الى السَّواد وقوله فأرْبَى ـ أى فأعظَمُ حَمْلِهن مثلُ ولَدِ الفأرةِ ويقال للذكر والانثى من النَّحْل مَحْلة ويقال للذكر أعنى الفَحْل يَعْسُوبٌ قال أبو ذؤيب

تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حتى أقَرَّها

الى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءةِ عاسِلِ

أى ذى عَسَل ويقال له أيضا المَلِك والأمِير والفَحْلُ فأما اليَعْسُوب الذى هو شئ أصغَرُ من الجَرادةِ طَوِيلُ الذَّنَب فلا أعلم كيف يقال لأنثاه غير أن الفارسىَّ قال فى كتاب التذكرة اليَعْسُوبة ـ شئ شِبْه الجَرادةِ وأصغَرُ منها طوِيلُ الذَّنَب هكذا

وجدتها فى التذْكِرة بالهاء فلا أدْرِى أهو ضبطه أم هو غَلَط من الناقل وليس فى الكتاب لفظ يُصرِّح بهذا ويقال للذكر من الخَنَافِس خُنْفُس والأنثى خُنْفُساء* وقال العُقَيْلِيُّون* هذا خُنْفُس ذكر للواحد والخُنْفُس للكَثِير وبَنُو أسد يقولون للخُنْفُساء خُنْفُسة* وقال بعضهم* رأيت خُنْفُسًا على خُنْفُسَة والخُنْطُب ـ ذكرٌ من الخَنَافِس فيه طُول وجمعه حَنَاطِبُ قال حسان

وأُمُّك سَوْداءُ موْدُونةٌ

كأنَّ أَنامِلَها الحُنْطُبُ

والجُلَعْلَعَة من الخَنافِس ـ يقع على المذكَّر والمؤنَّث والجَرادة تَقَع على المذكر والمؤنث وأنشد

مُهَارِشَةَ العِنَانِ كأنّ فيه

جَرادةَ هَبْوةٍ فيها اصْفِرارُ

وقال الشاعر أيضا

كأنّ جَرادةً صَفْراءَ طارَتْ

بألْبابِ الغَواضِرِ أجْمَعِينَا

فأخرَج صَفراءَ وطارتْ مخرَجَ جَرَادة وإن كان المعنى للذكر لأنّ الصُّفْرة لا تكون إلا للذكر واذا كان ذَكَرا كان أخفَّ له واذا كانت فيه هَبْوَةٌ كان أسرَعَ له وأراد أيضا التذكيرَ بظاهر اللَّفْظ وباطن المعْنَى بقوله فيه والعَرَب تقول نَعامةٌ ذكَرٌ ويقال للذَكر من الجَرَاد العُنْظَب وجمعه عَنَاظِبُ قال الراجز

لسْتُ أُبَالِى أنْ يَطِيرَ العُنْظَب

اذا رأيْتُ عِرْسَه تَقَلَّبُ

والسَّخْلَة والبَهْمَة يكُونانِ للمذكَّر والمؤنَّث يُقال لأوْلادِ الغَنَم ساعةَ تضَعُها من الضَّأْن والمَعَزِ ذَكَرا كان الولَدُ أو أنثَى سَخْلة وجمعها سِخَال ثم هى البَهْمة للذكر والأنْثَى وجمعها بَهْم قال المجنون

تَعَلَّقْت لَيْلَى وهْىَ ذاتُ مُؤَصَّد

ولم يَبْدُ للأتْرابِ من ثَدْيِها حَجْمُ

صَغِيريْنِ نَرْعى البَهْمَ يا لَيْتَ أنَّنا

الَى اليَوْم لم نَكْبَرْ ولم يَكْبَرِ البَهْمُ

وحكَى الفارسىُّ عن ثعلبٍ بِهَامٌ والعِسْبارَة ـ وَلَدُ الضَّبُع من الذِّئْب يَقَع على المذكَّر والمؤنث ويُقال لولَدِ الضَّبُع الفُرْعُل والانثى فُرْعُلَة وقالوا الفَرَاعِلَة جعَلُوه من باب الملائِكَة وقد يَحذِفُون الهاءَ ولولدِ الذِّئْب من الكَلْبة الدَّيْسَم والدُّرَّاجة يَقَع على المذكَّر والمؤَنثِ والحَيْقُطَان ـ ذكَرُ الدُّرَّاج* وقال الفارسى* الا أنَ

الدَّرَّاجة يُخَصُّ بها المؤنَّثُ والعَضْرَفُوط ـ الذكَر من العِظَاء والعِظَاءةُ تقَع على المذكَّر والمؤنث وقيل العَضْرَفُوط ـ ضَرْب من العِظَاء ولا أعلم أنه حُكِى له مؤنَّث من لفظَه

بابُ التاء التى تَلحَق الحروفَ وأسماءَ الافعال

التاءُ التى تَلْحقُ الحُرُوف نحو رُبَّ فى قولك رُبَّتَ رجلٍ ضَرَبتُ وقُمتُ ثُمَّتَ قعَدْت قال الشاعر

ما وِىَّ يا رُبَّتَما غارَةٍ

شَعْواءَ كاللَّدْعةِ بالمِيسَمِ

وقال آخر

ولقَدْ أمُرُّ على اللَّئِيم يَسُبُّنِى

فمَضَيْت ثُمَّتَ قلتُ لا يَعْنِينِى

* وقال الفرَّاء* التاء فى رُبَّتَ تُشْبِه التأنِيثَ وليستْ بِتأنيثٍ حقيقِىٍّ ومثلُ ذلك التاءُ التى فى هَيْهاتَ وفى قولهم (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) * وأنا آخِذٌ فى إشْباع القولِ على هَيْهات بأقْصَى نِهاية التعليلِ ثم آخِذٌ فى لات حِينَ مَناصٍ بذلك ومبَيِّن لمَواضِع الاختِلافِ وفاصِلٌ بين المختَلِفيْنِ بما يَسْبِق الىَّ من سابِقَة الصواب بعد اتِّهام بادِى الرأىِ ومعانَدَتِه* قال الفارسى* فى هَيْهاتَ أربعُ لُغاتٍ هَيْهاتَ هَيْهاتَ وهى لغة التنزيل وهَيْهاتِ هَيْهاتِ وهَيْهاتٍ وهَيْهاتٍ وهَيْهاتًا هَيْهاتًا فمن قال هَيْهاتَ قال العَربُ تفْتَح أواخِرَ الأدواتِ مَيْلا الى التخفيفِ كما فَتَحُوا تُمَّتَ ورُبَّتَ ويُوقَف من هذا الوَجْهِ على الهاءِ وهذا كلامٌ عبارتَهُ كُوفِيَّة لا أدْرِى من أين خالَفَ عِبارَتَه المُعتادةَ* قال* ومن قال هَيْهاتِ كسَرَه لالتِقاءِ الساكنَيْنِ كما قالوا نَزَالِ ونَظَارِ ومن قال هَيْهاتٍ هَيْهاتٍ شَبَّهه بالأصْواتِ كقولهم غاقٍ فى حكاية صوتِ الغُرَاب ومن قال هَيْهاتًا هَيْهاتًا نصَبه على التشبيه بالمصدَر ولا أظُنُّ هذا لفظَ أبى على* قال* ومن العرب مَنْ يقُول أيْهاتَ أيْهاتَ وأنا مُورِدٌ ما صَحَّ عن أبى علىٍّ فى تعليل هذه الكلمةِ ورَدِّة فيها على أبِى اسحق ابراهيمَ بنِ السَّرِىِّ ونبدأ بقول أبِى اسحقَ أوَّلا فى قوله تعالى (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) مَنْ قرأ (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) وموضعُها الرفعُ وتأويلُها البُعْدُ (لِما تُوعَدُونَ) فلأنها بمنْزِلة الاصواتِ وليست مُشْتَقَّة من فِعْل فبُنِيتْ

هَيْهاتَ كما بُنِيَتْ رُبَّتَ فاذا كَسَرت جعَلْتها جمعا فهى بمنزلة قولِ العرَب استَاْصَل اللهُ عِرْقاتَهم وعِرْقاتِهم وانما كُسِر فى الجمْع لأن بِنَاءَ الفتْح فى الجمع كَسْر تقول مررت بالهِنْداتِ ورأيت الهنْداتِ ويقال هَيْهاتَ ما قُلْتَ فمن قال هَيْهات ما قلْتَ فمعناه البُعْدُ قولُكَ ومن قال هَيْهاتَ لِمَا قُلْت فمعناه البُعْد لقولِك فأمَّا مَن نَوَّنَ هيهات فجعَلها نَكِرةً فمعناه بُغْدٌ لما تُوعَدون انتهى كلام أبى اسحق* قال الفارسى* أقول إن قولَه فى هَيْهَات إنَّ موضعَه رَفْع واجراءه ايَّاه مُجْرَى البُعْد فى أن موضِعَه رَفْع كما أن البُعْدَ رَفْعٌ من قولك البُعْدُ لزيد خَطَأَ وذلك أنَّ هيْهاتَ اسمٌ سمِّى به الفِعْل فهو اسم لبَعُد كما أن شَتَّانَ كذلك ولو كان هَيهاتَ موضِعُه رَفْع لوجب أن يكون شَتَّانَ أيضا مَرْفُوعا وكان أوْلَى بذلك من هيْهاتَ لأنه مأخوذٌ من التَّشْتِيت والشَّتُّ تَفْرِيق وبُعْد وهَيْهاتَ أشبَهُ بالأصواتِ نحوصَهْ ومَهْ وما لا حَظَّ له فى الاعراب فاذا لم يكُنْ شَتَّانَ مُرْتَفِعا كان ارتِفَاع هَيْهاتَ أبْعَدَ لما أعلمتك وكما لا يجُوز أن يُحْكَم لشَتَّانَ بموضِع من الاعرابِ كما لا موضِعَ لِقامَ من قولنا قامَ زيدٌ وما أشبهه كذلك لا يَجُوز أن يحكم لهَيْهاتَ بأنَّ موضعَه رَفْع ولو جاز أن يكون موضعُه رَفْعا لدِلالته على البُعْد لكان شَتَّانَ أيضا مُرْتفِعا لدِلالته على ذلك فليس للاسْمِ الذى يُسَمَّى به الفِعْل موضعٌ من الاعراب كما لم يكُنْ للفِعْل الذى جُعِل اسمًا له موضع لوُقُوعه أولا فى غيرِ موضع المُفْرَد فلا موضع مرفُوعٌ لهيهاتَ لما أعلمتك كما لم يكُن لشَتَّانَ الا أنَّ هيهاتَ تُخَالِف شَتَّان من جهةٍ وإن وافَقَتها من أُخْرَى وهو أنّ هيهاتَ ظَرْف سُمِّى به الفِعْل فهو مُنْتَصِب بالظَّرْف كما أن عِندك اسمٌ سُمِّى به احْذَرْ ومَكانَك اسمٌ سمِّى به اثْبُتْ ولا تَبْرَحْ بتأخُّر وان كانا مُنْتَصِبَينِ على الظَّرْف فكذلك هَيْهاتَ فهذه جِهةُ الخِلَافِ ولو تَأوَّل فيه مُتَأوِّلٌ أنه غَيْرُ ظَرْف كما أنَّ شَتَّان غيْرُ ظرف وانما هو اسمٌ لبَعُدَ لم يمتَنعْ وقد قال أبُو العَبَّاس فيها ما أعلمتك وحكاه سيبويه فى باب الظُّرُوف التى لم تَتَمَّكن وأمّا جهةُ الوِفاق فهى أن هيْهاتَ اسمٌ سُمّى به الفِعْل فى الخَبَر وغَيرِ الأَمْر كما أن شَتَّانَ اسمٌ سمِّى به الفِعْل فى الخَبَر وغير الأمْرِ فاذا ثبَت أنه اسمٌ سمِّى به الفِعْل كشَتَّانَ لم يَجُزْ أن يَخْلُوَ من فاعِلٍ ظاهِرٍ أو مُضْمَر كما أن الفِعْل لا يَخْلُو من ذلك وكما أن سائرَ ما سُمِّى به الأفْعالُ فى غيْر الخَبَرِ على هذا ألَا تَرَى أنَّا نقُول شَتَّانَ زيدٌ وعَمْرو

فيرتَفِع الاسمُ كما يرتَفِع بَبُعدَ ويرتَفِع الضميرُ فى رُوَيْدَ وعَلَيْك ونحوه كما يرتَفِع فى أرْوِدْ والزَمْ فيُحْمَل عليه ما يُؤَكِّده مرفُوعا كما يُحمَلُ على الضميرِ فى الفِعْل الصرِيحِ ولو لا أن شَتَّان وهَيْهاتَ كبَعُدَ فى قولك شَتَّانَ زيدٌ وهَيْهاتَ العَقِيقُ لما تَمَّ به الكلامُ وبالاسم فلَمَّا تمَّ الكلامُ به علمنا أنه بمنْزِلة الفِعْل أو بمنزِلة المُبتدا فلا يجوز أن يكونَ بمنْزلة المبتَدإ لأن المبتَدَأ هو الخَبرُ فى المعنَى أو يكونُ له فيه ذِكْر وليس هَيهاتَ بالعَقِيق ولا شَتَّانَ بزيْدٍ فان قلتَ فما تُنْكر أن تَكُون هيهاتَ زيدٌ بمنزلة البُعْد زيدٌ فتجَعَله البُعْدَ اذا أردتَ المُبالَغةَ كما تقول زيْدٌ سَيْر فالجوابُ أنه لو كان مِثْلَ ذلك لوجَبَ أن يكون مُعْرَبا غيْرَ مبنِىٍّ اذ السَّيْرُ وما أشبهَهُ من المَصَادِر أسماءٌ والاسماءُ لا تُسَمَّى بأسماءٍ مَبْنِيَّة كما تُسمَّى بها الافعالُ فلمَّا وَجدْنا هيهاتَ مبنِيًّا علمنا أنه اسمٌ سمِّى به الفِعلُ لكونه مبْنيًّا ولو كان اسمًا للمصْدَر لَمَا وجَب بِناؤُوه لأنَّ المعنَى الواحِدَ قد يسمَّى بعِدَّة أسماءٍ ويكونُ ذلك كلُّه مُعْرَبا فثَبت ببِناءِ شَتَّانَ وهَيهاتَ أنهما اسمانِ سمِّى بهما الأفعالُ فان الاسمَ بعدهما مرتفِعٌ بهما وأيضا فانك تَقُول هيهاتَ المَنازِلُ وهَيْهاتَ الدِّيارُ وشَتَّانَ زيدٌ وعَمْرو وبَكْر لو كان هَيْهاتَ مبتدَاً لوجَب أن يُجْمَع اذ لا يكون المبتَدأُ واحِدًا والخبَرُ جمعا وأظُنُّ أن الذى حَمَل أبا اسحق على أنْ قال إن هَيْهاتَ معناه البُعْد وموضعُه رَفْع كما أنك لو قلتَ البُعْد لزيد كانَ البُعْدُ رَفْعا أنه لَمَّا لم يَرَ فى قوله (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) فاعلا ظاهرًا حمله على أن موضِعَه كالبُعْد والقول فى هذا أنّ فى هَيْهاتَ ضَمِيرا مرتَفِعا وذلك الضميرُ عائِد الى قوله (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) الذى هو بمعنى الاخْراج كأنَّهم لَمَّا قالوا مستَبْعدِين للوَعْد بالبَعْث ومُنْكِرين له (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) فكان قوله (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) بمعنى الاخراج صار فى هَيْهات ضميرٌ له والمعنى هَيْهاتَ إخْراجُكم للوَعْد أى بَعُدَ إخراجُكم للوَعْد اذ كان الوَعْدُ اخراجَكُم بعد مَوْتِكُم ونُشُورَكم بعد اضْمِحْلالِكم فاستَبْعدَ أعداءُ اللهِ إخْراجَهم ونشرَهم لمَّا كانت العِدَةُ به بعْدَ الموت إغْفالاً منهم للتدَبُّر وإهمالاً للتَّفَكُّر فى قوله جلَّ وعزَّ (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) وفى قوله (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ) ونحوِ هذا من الْأى* قال* وقوله فأما من نون هَيْهاتٍ فجَعَلها نَكِرة فيكون المعنى بُعْدٌ لِمَا قلتم ففيه اختِلاف قيل إنه اذا نُوِّن كان نَكِرةً ووجْهُ هذا

القولِ أن هذه التنوينةَ فى الأصواتِ إنما تَثْبُت عَلَما للتنْكِيرِ وتُحذَف علمَا للتَّعرِيف كقولك غاقٍ وغاقِ وإيهٍ وإيهِ ونحو ذلك فجائز أن يكونَ المُرادُ بهَيْهاتٍ اذا نُوِّن التنْكِير وقيل إنه اذا نُوِّن أيضاً كان مَعْرِفة كما كان قَبْل التنْوينِ كذلك وذلك أنَّ التَّنْوينَ فى مُسْلِمات ونحوِه نظيرُ النُّون فى مُسلِمِينَ فهذا اذا ثبَتَ لم يَدُلَّ على التنكِيرِ كما يَدلُّ عليه فى غاقٍ لأنه بمنزلة ما لا يَدُلُّ على تَنْكِير ولا تَعْرِيف وهو النُّون فى مُسلِمينَ فهو على تعرِيفِه الذى كان عليه قَبْلَ دُخُول التنوينِ اذا ليس التنْوِينُ فيه كالذى فى غاقٍ* قال أبو العباس* فى هذا الوجه هو قولٌ قَوِىٌّ* فأمَّا (لاتَ حِينَ مَناصٍ) فزعَم سيبويه أن التاءَ فيها منقطِعة من حِينَ وكان أبو عبيد يقُول التاءُ متَّصِلة بحاءِ حِينَ ويقول الوَقْفُ ولَا الابتداءُ تَحِينَ مَنَاصٍ ويحتَجُّ بأن المعْرُوفَ فى كلام العرب لَا ولا يُعْرَف فيه لاتَ وزعَم أن العرَب تَزيدُ التاءَ مع الحين والآن والأَوَان ومن ذلك قول أبى وَجْزةَ السَّعْدِىِ

العاطِفُونُ تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ

والمُطْعِمُونَ زَمانَ أيْنَ المُطْعِمُ

وأنشد الأحمر

نَوِّلِينِى قُبَيْلَ بَيْنِى جُمَانَا

وصِلِينِى كما زَعْمتِ تَلَانا

وقال أبو زُبَيْد الطائِىُ

طَلَبُوا صُلْحَنَا ولا تَأَوَانٍ

فَاجَبْنَا أنْ ليْسَ حِينَ بَقاء

وههُنا ردٌّ على أبى عبيد يطُولُ الكتابُ به فلذلك آثرت تركَهُ* قال أبو اسحق* الوَقْف على لاتَ بالتاء والكِسَائىُّ يقِف بالهاء يجعلها هاءَ تأنيثٍ وحقيقةُ الوقفِ بالتاءِ وهذه التاء نظِيرةُ التاء فى الفِعْل نحو ذهبَتْ وجلسَتْ ورأيت زيدا ثُمَّتَ عَمْرا فهؤلاء الأحْرُف بمنزلة تاء الأفْعال لان التاء فى الموضعَيْن دخَلَتْ على ما لا يُعْرَف ولا هو من طريق الأسماءِ فان قال قائلٌ نجعَلُها بمنْزِلة كان من الامر ذَيْتَ وذَيْتَ قيل فهذه هاءٌ فى الوَقْف* قال الفارسىُّ* ليس للعِرْفان والجَهالةِ فى قَلْب هذه التاءِ هاءً فى الوَقْف ولا لتَرْكها تاءً مَذهَبٌ ولكن يَدُل على أن الوَقْف على هذا ينبغى أن يكون بالتاء أنَّه لا خِلَاف فى أن الوقْفَ على الفِعْل بالتاءِ فاذا كان الوَقْف فى التى فى الفِعْل بالتاءِ ووقَعتِ المُنازَعةُ فى الحَرْف وجبَ أن يُنْظَر فيُلْحقَ بالقَبِيل الذى هو أشْبَهُ به

فالحَرْف بالفِعْل أشبَهُ منه بالاسمِ من حيْثُ كان الفِعْل ثانِياً والاسم أوَّلاً فالحَرْف بهذا الثانى أشبَهُ منه بالأصْل وأيضا فالابْدال فى هذا الحَرْف ضَرْب من الاتِّساع والتَّصَرُّفِ فى الكَلِمة فاذا كان ذلك قد مُنعه الذى هو أكثَرُ تَصَرُّفا من الحرْف وأشبَهُ بالأوّلِ منه فأن يُمْنَعَه الحرْفُ الذى لا تَصَرُّف له والذى يَقِلُّ اعتِقابُ التغييرِ عليه أجْدَرُ وأشبَهُ أيضا فاذا كانتْ هذه التاءُ فى بعضِ اللُّغات تُتْرَك تاءً فى الاسماءِ كما حكاه سيبويه عن أبى الخَطَّاب وكما أنشده أبو الحسن من قوله

* بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كظَهْر الحَجَفَتْ*

فأنْ تُتْرك تاءً فى الحرْف ولا تُقْلَبَ أجْدَرُ فبهذا يُرَجَّح هذا القَوْلُ على قول الكِسائِىّ فى القِياس وعَملُها عند سيبويه الرفْعُ والنَّصبُ فرفُوعُها مضمَرٌ ومنْصُوبها مُظْهَر وذلك عِنْده فى الحِينِ خاصَّةً وعمَلُها عند الكُوفِيِّيِنَ مُطَّرِد فى كل شئٍ وهى مُساوِيةٌ لليس يُظْهَر مرفُوعُها ويُضْمَر فأما قول الأعْشَى

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرةَ أمْ مَنْ

جاءَ منها بطائِفِ الأهْوالِ

فانما هى كتَحِينَ من قوله (وَلاتَ حِينَ) فيمن جعل الوقْفَ على لا وزاد التاءَ فى الحِينِ ولا تكُون لاتَ ههُنا حَرْفا عامِلا عَمَلَ ليس على مذهَبِ سيبويه لأنه قد قَصَر عملَ لاتَ على الحِين ومعمولُ لاتَ هُنَا انما هو ذِكْرَى ومن رأَى إعمال لاتَ فيما بعدَها مُطَّرِدا أجاز أن تكون لاتَ هاهُنا عاملةً فى الذِّكْرَى

ما جاءَ من صِفات المؤنَّث على فاعِلِ

هذا البابُ يَسْتَوِى فيه المذَكَّرُ والمؤنَّثُ ومذهَبُ الخليلِ وسيبويه فى ذلك وما كان نحوَه أن ذلك انما سقطتِ الهاءُ منه لأنه لم يَجْرِ على الفِعْل وانما يلزَمُ الفَرْقُ بيْنَ المذكَّر والمؤنَّث فيما كان جارِياً على الفِعْل لأن الفِعْل لا بُدّ من تأنِيثِه اذا كان فيه ضمِيرُ المؤنَّث كقولك هِنْدٌ ذهبَتْ وموعِظةٌ جاءتْكَ ولُزُومُ التأنيثِ فى المستَقْبَل آكدُ وأوْجَبُ كقولك هِنْدٌ تَذْهَبُ ومَوْعِظَة تَجِيثُك وانَّما صار فى المستَقْبَل ألزَمَ لأن تَرْك التأنِيثِ لا يُوجِب تخفِيفًا فى اللْفظ لأنه عُدُول من تاءٍ الى ياء والتاءُ أيضا أخَفُّ وفى الماضى اذا تُرِكتْ عَلامةُ التأنيثِ فقيل مَوْعِظةٌ جاءَكَ فانما يَسْقُط حرف ويَخِفُّ لفظ الفِعْل فاذا كان

الاسمُ محمُولا على الفِعْل لَزِم الفَرْقُ بين المُذكَّر والمؤنَّث لما ذكَرْته لك واذا حُمِل على غيْرِ الفِعْل صار بمنْزِلة قولهم رجُلٌ دارِعُ ورامِحُ ولا يقال دَرَع ولا رَمَح فحائِضٌ عنْدهم بمنْزِلة ذاتِ حَيْض وقومٌ يقُولونَ إن سُقُوطَ علامة التأنيثِ من مثل هذا لأنها أشياءُ يَخْتَصُّ بها المؤنَّث وانما يُحتاجُ الى الهاءِ للفَرْق بين المؤنَّث والمذَكَّر فلَمَّا كانتْ هذه الاشياءُ مخصُوصا بها المؤنَّثُ استُغْنِىَ عن علامة التأنيثِ وقولُ الخليل وسيبويه ما قد ذكَرتُ والدليلُ على صِحَّته أنَّا رأيْنا أشْياءَ يَشتَرِك فيها المذكَّر والمؤنَّث يُسْقِطُون الهاءَ منها كقولهم ناقةٌ ضامرٌ وجمَلٌ ضامرٌ وناقَةٌ بازِلٌ وجَمَل بازِلٌ وذلك كثيرٌ فى كلامهم وقد رأيْنا أشْياءَ يَشْتَرِكُ فيها المذَكَّر والمؤنثُ بالهاء كقولك رجلُ فَرُوقةٌ وامرأةٌ فَرُوقةٌ ومَلُولة للذكَر والانثَى ومما يَدُلُّ على قُوَّة قولهم أيضا أنا نَقُول امرأةٌ حائضةٌ غَدًا ومُرْضِعَةٌ غَدا فلا يَنْزِعُون الهاءَ لأنه شئٌ لم يَثْبُتْ وانما الاخْبار عنه على لفْظ الفِعْل وهو قولُنا تَحِيض غدًا وتُرْضِعْ غَدًا وقد يجوزُ أن يأتِىَ فى مثلِ هذا الهاءُ على معنى الفِعْل كَقوله عزوجل (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) وهذه الاشياءُ اذا نُزِعتْ عنها الهاءُ على التأوِيل الذى ذكَرْنا فهى مُذَكَّرة لو سمَّينا رجلا بحائِضٍ أو مُرْضِع صَرَفناه لأنه مذَكَّر والدليلُ على تذكِيره أنَّ الهاء قد تدخُله ووَصْفُنا المؤنَّث بالمذكَّر كوصْفِنا المذكَّر بالمؤنث كقولنا رجُل نُكحةٌ وفَحْل خُجَأةٌ وسيأتى ذكرُ هذا ان شاء اللهُ وفَعُول ومفْعال يَجْرِى هذا المَجْرَى وسأُحَلِّل هذا كُلَّه ان شاء الله تعالى وقد يَجِىء فاعلُ معنى مفعُولٍ ويقَع صِفةً على المؤنَّث بغير هاءٍ وذلك قليلٌ وأنا عائِدٌ إلى ما وضَعْتُ عليه البابَ من ذِكْر الصِّفات التى على مِثَال فاعِلٍ يقال جارِيَةٌ كاعِبٌ ـ اذا كَعَب ثَدْيُها ـ أى بَرَزَ حتَّى ملَأَ الكَفَّ وقيل ـ هى الجارِيَةُ حِينَ يَبْدُو ثَدْيُها للنُّهود ومنه كُعُوب الرُّمْح ـ وهى أطْرافُ الأنابِيبِ النَّواشزُ والكَعْبانِ ـ العَظْمان الناشِزَانِ فوْقَ ظهْر القَدَم عَبَّر الفارسى عن الكَعْب بالحَجْم فقال الكَعْب ـ الحَجْم ولم يخُصَّ ولا جاء بلفظ الاحاطةِ ـ أى لم يقُلْ كلُّ حَجْم كَعْبٌ وقد كَعَبتِ الجارِيَةُ تَكْعُب كُعُوبا وكَعَّبت وامرأة ناهِدٌ فى هذا المعنى وقد نَهَدت تَنْهُدُ نهُودا وجعل أبو عبيد النُّهودَ فوق الكُعُوب فقال الكاعِبُ ـ التى كَعَب ثَدْيُها فاذا نَهَد فهى ناهِدٌ وكلُّ فِعْل من

هذين أُسْنِد الى المَرْأة فهو أيضا مُسْنَد الى الثَّدْى يقال نَهَد ثَدْيُها يَنْهُدُ وكَعَب يَكْعُبُ وكَعَّب فأمَّا الثُّدِىُّ الفَوَالِك ـ وهى الَّتِى دُونَ النَّواهِد فلا أعلَمُه وُصِفَت به النِّساءُ والهاجِنُ ـ الصَّغِيرة من النِّساء وفى المَثَل «جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلَد» ـ أى صَغُرتْ هذا تفْسِيرُ أبى علىّ لأن الجَلَل من الاضداد وأمَّا أبو عبيد فقال وَضَعُوا جَلَّت مكانَ صَعَدت للتَّفاؤُل والهاجِنُ من النخْل ـ التى لم تَحْمِلْ بَعْدُ وجارِيَة عاتِقٌ ـ صغِيرة بِكْر وقيل ـ هى بَيْن التى أدْرَكَت وبيْنَ التى قد عَنَّست وبالِغٌ ـ مُحْتَلِمَة وهذه صِفة مشتَرَكَة بين المذكَّر والمؤنَّث وهى على المذَكَّر أغلَبُ منها على المؤنَّث لأنهم اذا أرادُوا أن يَصِفُوا المرأةَ بهذا قالوا امرأةٌ مُعْصِر وقد أعْصَرَت ـ اذا أدْرَكَت وجارِيَة ناشِئٌ ـ فُوَيْق المحتَلِمة والجمع نَشَأُ وامرأة حائِضٌ ـ اذا حَرُمتْ عليها الصَّلاةُ وقد حاضَت حَيْضا ومَحِيضًا جاؤُا بالمصدَر على مَفْعِل كقوله تعالى (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) ـ أى رُجُوعكم وقال الراعى

بُنِيَتْ مَرَافِقُهُنَّ فوقَ مَزِلَّةٍ

لا يَسْتَطِيع بها القُرَادُ مَقِيلا

أى قَيْلولةً هذا لفظُ سيبويه* قال الفارسى* وفى بعض النسخ بَعْدَ هذا كما قال تعالى (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) ـ أى رُجوعُكم وليس الاتْيانُ بالمصدَر على مَفْعِلٍ بكثيرٍ إنما قِياسُ البابِ أن يُؤتَى بالمصدَر على مَفْعَل وبالاسم على مَفْعِل أوَلا تَرَى أن سيبويه لَمَّا ذكَر (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) أى رُجُوعكم وأنشد بيتَ الراعِى قال بعْدَ ذلك الا أن تفسيرَ البابِ وجُمْلَتَه على القياس كما أرَيْتك يُورِى أن جملةَ الباب الاتْيانُ بالمصدَر على مَفْعَل وبالاسم على مَفْعِل وامْرَأة طامِثٌ ـ فى معنَى حائِضٍ وقد طَمَثَتْ تَطْمِث بالكَسْر لا غيْرُ فأما فى الجِمَاع فَطَمثها يَطْمِثُها ويَطْمُثها وامرأةٌ عارِكٌ ـ حائِضٌ* قال أبو على* قال أبو العبَّاس امرأةٌ دارِسٌ كعارِكٍ وامرأةٌ عانِسٌ ـ تُعَجِّز فى بُيُوت أَبَويْها لا نَتَزَوَّج وقد عَنَست تَعْنُس عُنُوسا وقيل لا يقال عَنَست ولا عَنَّست ولكن عُنِّست ورجل عانِسٌ كذلك وأنشد الفارسِىُّ فى التذكِرَة لأبى ذُؤَيْب حين ذَكَر العانِسَ من النِّساء والرجالِ

فانِّى على ما كُنْتَ تَعْهَد بَيْنَنا

وَلِيدَيْنِ حتَّى أنْتَ أشْمَطُ عانِسُ

وأنشد ابن السِّكِّيت

مِنَّا الَّذِى هُوَ ما إنْ طَرَّ شارِيُه

والعانِسُونَ ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ

وامْرَأةٌ طاهِرٌ ـ اذا أردْتَ الطُّهْر من الحَيْض وقد طَهَرتْ وطَهُرتْ طُهْرا وطَهَارةً فان أردْتَ أنها نَقِيَّة من الذُّنُوب والدَّنَس قلتَ طاهِرةٌ وامرأةٌ قاعِدٌ ـ قَعَدت عن الحَيْض وكذلك عن الولَد ويَئِستْ منه قال الله عزوجل (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً) وقال حميدُ بنُ ثور

إزَاءُ مَعَاشٍ ما يَزَالُ نِطَاقُها

شَدِيدًا وفيها سُؤْرةٌ وهْىَ قاعِدُ

السُّؤْرة ـ البَقِيَّة فُعْلة من أسْأرْت ـ أى أبقَيْت يعنِى ههُنا البَقِيَّةَ من الشَّباب ويروى وفيها سَوْرة على مثال مَوْتة ـ وهى النَّشَاط والحِدَّة فأمَّا القاعِدَة من القُعُود الذى هو الجُلُوس فبالهاء قالُوا امْرأةٌ قاعِدةٌ كما قالوا جالِسَةٌ وكذلك سائِرُ النَّصْب وقالوا امرأة عاقِرٌ لا تَلِدُ وقد عَقَرتْ تَعْقِر وعُقِرتْ عُقَارا وفى التنزيل (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) ويوصَف به الرجُلُ ويُقال حَرْب عاقِرٌ قال ذوالرُّمَّة

* ورَدَّ حُروبًا قد لَقِحْنَ الى عُقْر*

وجَارِزٌ ـ كعاقِرٍ وامرأةٌ بادِنٌ ـ سَمِينة وكذلك الرجُلُ* قال الفارسِىُّ* بَدَنَ الرجُلُ يَبْدُن بَدْنًا وكذلك المرأةُ وخص أبو عبيدٍ به المرأةَ فقال بَدَنتِ المرأةُ وبَدُنَتْ بُدْنا وأُرَى أنه حكى امرأةٌ بادِنَةٌ فاذا كان كذلك فهو مَبْنِىٌّ على الفِعْل فهذا الأكثَرُ فأما البادنة المُسِنَّة فبالهاء والأكثَرُ مُبَدِّنة وقد بَدَّنَت ـ أسَنَّتْ وكذلك الرجُلُ والمرأة حامِلٌ ـ حُبْلَى وكذلك الناقَةُ* وقال الفارسِىُّ* هى أيضا فى الحافِرِ واللازِمُ للحافِر النَّتُوج وامرأةٌ جامِعٌ ـ كحامِلٍ وكذلك الأتَانُ وواضِعٌ ـ قد وَضَعتْ وامرأةٌ ناتِقٌ ـ كثِيرةُ الولَد وكذلك الناقَةُ والنَّاتِقُ من الماشِيَة ـ البَطِينُ الذَّكَر والأُنْثى فيه سَواءٌ وحانٍ ـ مقيمةٌ على وَلَدها بعْدَ زَوْجها وسالِبٌ ـ فَقَدتْ ولَدَها وكذلك الناقَةُ والظَّبْية قال أبو ذُؤَيب يَصِفُ العُقَاب

فصادَتْ غَزَالا جائِمًا بَصُرَتْ به

لَدَى سَلَمَاتٍ عِنْد أدْماءَ سالِبِ

وامرأة هابِلٌ وثاكِلٌ وفاقِدٌ ـ اذا فَقَدتْ وَلَدها وزوْجَها وقد يُستَعْمل الفاقدُ فى غير المَرْأة وأنشد الفارسِىُّ فى الاغفال حين أغْرَب على سيبويه بأنه وجَد اسمَ الفاعِل يَعْمل عَملَ الفِعْل وهو موْصُوف فقال وقد وجَدْته أنا بعد أنْ ذكر أن

سيبويه لم يُجَزْه

اذا فاقِدٌ خَطْباءُ فَرْخيْنِ رَجَّعتْ

ذكَرْتُ سُلَيْمَى فى الخَلِيطِ المُبَايِنِ

والمرأةُ عاشِقٌ ـ مُحِبَّة لزَوْجها وفارِك ـ مُبْغِضةٌ له والجمع فَوَارِكُ وفُرَّك وقد فَرِكَته فَرْكا وفُرُوكا وقد يُستَعْمَل فى الرجُل والمرأةُ ناشِزٌ ـ شانِئَة لزَوْجها كارِهَةٌ له وقد نَشَزتْ نُشُوزا ويكُونُ النُّشُوز للرجُل وفى التنزيل (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) وأصله النُبُوُّ والارتِفَاع يقال للمكان المرتَفِع الذى لا يَطْمئِنُّ مَنْ قَعَد عليه نَشْز ونَشَزٌ وكذلك ناشِسٌ وناشِصٌ وقد نَشَصت نُشُوصا ويُقال للسَّحاب المرتَفِع الذى بَعْضُه فوْقَ بعضٍ نِشَاص وقال الاعشَى فى الناشِص يَصِف امرأةً نكَحها رجُل متغَرِّبٌ وذهَب بها الى بَلَده

تَقَمَّرها شَيْخٌ عِشاءً فأصْبَحَتْ

قُضَاعِيَّةً تأتِى الكَواهِنَ ناشِصَا

* قال أحمدُ بنُ يحيَى* تَقَمَّرها ـ بَصُر بها فى القَمَر* قال* وقوله تأتِى الكَوَاهنَ ـ أى انها فَرِكَتْه وكَرِهَت بلَدَه وحَنَّت الى بلَدِها وأهْلها وامرأةٌ ذائِرٌ ـ ناشِزٌ ولا أذكُر له فِعْلا وكذلك جامِحٌ وطامِحٌ وامرأة طالِقٌ ـ بائِنةٌ عن زَوْجِها وراجِعٌ ـ ماتَ عنها زوْجُها فرجَعَت الى أهلِها متَهَيِّئة للبُكاء وحادٌّ ـ تَتْرك الكُحْل على زوجها وعمَّ به أبو عبيد فقال الحادُّ ـ التى تَتْرُك الزِّينة للعِدَّة وامرأةٌ خالٍ ـ عَزَبة وحاصِنٌ ـ حَصَانٌ وزائِن ـ متَزَيِّنة وحالٍ ـ ذاتُ حَلْى وعاطِلٌ ـ لا حَلْى عليها وحاسِرٌ ـ حَسَرتْ دِرْعها عنها وسافِرٌ ـ سفَرْت قِناعَها قال ذو الرُّمَّة

ولو أنَّ لُقْمانَ الحكِيمَ تعَرَّضَتْ

لعَيْنيهِ مَىٌّ سافِرًا كاد يَبْرَق

وواضِعٌ وضَعَت خِمارَها وجالِعٌ ـ قد جَلَعت خِمارَها ـ أى خَلَعته وقيل هى المُتَبرِّجة وعاهِرٌ ـ فاجِرَة وقد يكون للذكَر وفى المَثل «تَحْسَبُها حَمْقاءَ وهى باخِسٌ» أى تَبْخَس من بايَعَها حَقَّه وفرَس جامِحٌ للانثى ـ أى جَمُوح ودابَّة ظالِعٌ ـ عَرْجاءُ وناقةٌ لاقِح ـ اذا قَبِلت الماءَ وأما قوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) فزعمَ أبو العَبَّاس أنه على حَذْف الزائد وانما هو مَلَاقِحُ يقال ألقَحت الرِّيحُ الشجَرَة* وقال غيره* يقال رِيحٌ لاقِحٌ كما يقال رِيحٌ عَقِيم فلَواقِحُ على هذا جمعُ لاقِحٍ وحَرْبٌ لاقحٌ على المَثل بذلك وناقةٌ واسِقٌ ـ اذا أغْلقَتْ رَحِمَها على ماءِ الفَحْل والجمع مَوَاسِقُ على غَيْر

قِياس وقد وَسَقَت وَسْقا فأمَّا قول ذى الرُّمَّة

* مَواسِق نَخْلِ القادِسِيَّةِ أو حَجْر*

فهى جَمْع مُوسِقَة ـ وهى النَّخْلة الكثيرةُ الحَمْل قال لبيد يَصِف النخلَ

* مُوسِقَاتٌ وحُفَّلٌ أبْكارُ*

ـ أى تبَكِّز بالحَمْل وناقةٌ قارِحٌ ـ اذا اسْتبَانَ حَمْلُها وقد قَرَحَت قُرُوحا وفاسِجٌ ـ حامِلٌ وهى أيضا الفَتِيَّة السَّمِينةُ وكذلك الفاثِجُ والبائِكُ فيهما وقد باكَتْ بُؤُوكَا وشامِذٌ ـ اذا لَقِحَت فشالَتْ بذَنَبها وقد شَمَذت شِمَاذا ويقال لها أيضا شائِلٌ والجمع شُوَّلٌ قال أبو النجم

كأنَّ فى أذنابِهِنَّ الشُّوَّلِ

من عَبَس الصَّيْفِ قُرُونَ الايَّلِ

فاذا أتَى على الناقةِ سَبْعةُ أشهُرٍ من نِتَاجِها أو ثَمانِيةٌ فَخَفَّ ضَرْعُها أو لَبَنُها فهى شائِلةٌ والجمع شَوْل وهذا مما شَذَّ عن الباب وناقةٌ عاسِرٌ ـ تَرْفَع ذنَبها اذا أنِفَت الفَحلَ وراجِعٌ ـ اذا كانت تَلْقَح فتَزُمَّ بانْفِها وتَشُول بذَنَبها وتَجْمَع قُطْرَيْها وتُوزِغ ببَوْلِها ـ أى تُقَطِّعه دُفَعا دُفَعا ثم تُخْلِف وقد رجَعَت تَرْجِعُ رِجَاعا ـ وعاقِدٌ تَعْقِد بذَنَبها عِنْد اللِّقَاح وأمَّا العاقِدُ من الظِّباء ـ فهى التى يَلْتَوى طَرَفُ ذَنَبها وقيل ـ هى التى تَرْفَع رأسَها حَذَرا وناقةٌ ضارِبٌ ـ اذا ضَرَبت برِجْلها وامتَنَعتْ من الحالِب اذا لَقِحَت وقيل ـ اذا شالَتْ بذَنَبها ثم ضَرَبتْ به فَرْجَها وناقة ماخِضٌ ـ اذا ضَرَبها المَخَاض وفارِقٌ ـ اذا وَجَدت مَسَّ المَخَاض فذهبَتْ فى الأرضِ وكذلك الأتَانُ قال الراجز

* ومَنْجَنُونٍ كالأتَانِ الفارِقِ*

وقد فَرَقَت تَفْرُقُ فُرُوقا فأمَّا الفارِق من السَّحَاب ـ فهى التى تَنْقَطِع من مُعْظَم السَّحَاب مُشَبَّهة بالْفَارِق من الابل وناقة خادِجٌ ـ اذا ألْقَت وَلَدها قبل تَمَام الحملِ وان كان تامَّ الخَلق وأخْدَجتْ ـ اذا ألْقَتْه ناقِصَ الخَلْق وان كان لِتَمَام الحَمْل ويقال لولَد الناقةِ الخادِجِ خَدِيج وناقةٌ عائذٌ ـ حديثةُ النِّتَاج والجمع عَوَائِذُ وعُوْذٌ قال الاعشى

الواهِبُ المِائَةِ الهِجَانِ وعَبْدِها

عُوْذا تُزَجَّى خَلْفَها أطْفالُها

* وقال سيبويه* فى باب جَمْع الجَمْع عُوْذ وعُوْذَات فجمعه بالألفِ والتاء ونظيره الطُّرُقَات والجُزُرات لأنَّ عُوذا عِنْده فُعُل وأنشد

لها بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرةِ مَنْزِلٌ

تَرَى الوَحْشَ عُوذَاتٍ به ومَتَالِيَا

وأُرَى هذا الشاعِرَ استَعارَ العُوذَ فى الوَحْش وناقةٌ رائِمٌ ـ عاطِفةٌ على وَلَدها وناقة عائِطٌ وحائِلٌ ـ إذا حُمِل عليها أعْوامًا فلم تَلْقَحْ والجمع عُوْط وعُوْطَط على غير قِيَاس وحُوْلٌ وحُوْلَل وقد حالَتْ واعْتاطَتْ وقد يكونُ الاعْتِياط فى الشاةِ وناقةٌ دافِعٌ ـ إذا دَفَعتِ اللِّبَأ فى ضَرْعها وكذلك الشاةُ وناقة غارِزٌ ـ اذا قَلَّ لبَنُها وكذلك الأتَانُ وقد غَرَزَت غِرَازا وغَرَّزَت وغَرَّزتها ـ اذا نَضَحْت ضَرْعها بالماء وترَكْتَها من الحَلْب حتى تُغَرِّز وجاذِبٌ كغارِزٍ وكذلك الأتَان وناقةٌ ما صِرٌ ـ بَطِيئةُ خُرُوجِ اللبنِ وكذلك البَقَرةُ والشاةُ وخَصَّ بعضُهم به المِعْزَى وناقةٌ ثاقِبٌ ـ غَزِيرة اللبَنِ وقد ثَقَبت تَثْقُب ثُقُوبا وحافِلٌ ـ متَجَمِّعةُ اللبنِ وراذِمٌ ـ تدْفَع باللبنِ وباهِلٌ ـ لا صِرَارَ عليها والجمع بُهَّل ويُستَعار فى المرأةِ التى لا تَمْنع زوْجَها مالَها ومنه قولُ امرأةِ دُرَيْد بن الصِّمَّة له وأراد أن يطَلِّقها فقالت له كلاما فيه وجِئْتُك باهِلاً ـ أى غيْرَ ما نِعَتِك مالِى وناقةٌ بازِلٌ ـ اذا بَزَل نابُها ـ أى شَقَّ وذلك فى التاسِعةِ وقد بَزَل يَبْزُلَ بُزُولا وكذلك البَعِيرُ وشارِفٌ ـ كبِيرةٌ ويُسْتعار للمرأة كقوله

* وشَمَّة مِنْ شارِفٍ مَزْكُومِ*

وناقة راهِن وشازِبٌ وشاسِبٌ وشاسِفٌ ـ منْضَمة البطنِ وناقة عاضِهٌ ـ تَرْعَى العِضاهَ وواضِعٌ ـ مُقِيمةٌ فى الحَمْص وقد وَضَعتْ وَضِيعةً ووَضَعْتها أنا وكذلك عادِنٌ ورَاجِنٌ ودَاجِنٌ وكذلك الشاةُ فى الرُّجُون والدُّجُون وقد رَجَنَت تَرْجُن رُجُونا ورَجَّنتها فأما قول الاعشى

فقَدْ أشْرَبُ الراحَ قدْ تَعْلَمِين

يَوْمَ المُقَامِ ويَوْمَ الظَّعَنَ

وأرْجُنُ فى الرِّيفِ حتَّى يُقَا

لَ قَدْ طالَ فى الرِّيف ما قَدْ رَجَنْ

فزعَم الفارسىُّ أنه استِعارةٌ* وقال غيْرُه* يُستَعْمل فى الناسِ كما يُسْتعمل فى الغَنَم والابِل وناقَةٌ نازِعٌ ـ حانَّةٌ إلى وَطَنها وناقةٌ طالِقٌ ـ مُتَوجِّهة إلى الماءِ وقيل ـ هى التى تُرْسَلُ فى الحَىِّ فتَرْعَى من جَنَابِهم حيث شاءَتْ لا تُعْقَل وقيل ـ هى التى

يَحْتَبِس الراعِى لَبَنها وقيل ـ هى التى يُتْرَك لَبَنُها يومًا وليلةً ثم تُحْلَبُ وناقةٌ قارِبٌ ـ فى الوِرْد وكذلك القَطَاةُ وناقةٌ قاصِبٌ ـ إذا امتَنَعَت من شُرْبِ الماءِ وناقةٌ ضابِعٌ ـ تَرْفَع ضَبْعيْها فى سَيْرها والضَّبْع ـ العَضُد وناقة رازِمٌ ـ اذا لم تَقْدِر على القِيَام من الهُزَال وسالِحٌ ـ تَسْلَح عن البَقْل وناحِزٌ ـ إذا اشْتَدَّ سُعَالُها وكذلك البعيرُ والشاةُ وناقة دارِئُ ـ إذا ورمَ ظهرها أو مَرَاقُّها من الغُدَّة وقد يقال للذَّكَر وقد دَرَأ دُرُوءا ـ وهو الذى يُسمى العَمَدَ وناقةٌ عاسِفٌ ـ إذا أشْرفَتْ على الموتِ من الغُدَّة وجَعَلت تَنَفَّس وبقَرةٌ ضاعِفٌ ـ فى بَطْنها حَمْلٌ وفارِضٌ ـ مُسِنَّة وشاةٌ حانٍ ـ إذا أرادَتِ الفَحْلَ وساحٌّ ـ غايَةٌ فى السَمَن وقيل غير مُنْتَهِيَة فيه وسالِغٌ وقِيلتْ بالصاد ـ إذا بَلَغتِ الصُّلُوغَ ـ وهو أقصَى أسنانِها وكذلك الذَّكَر والبَقَر كالغَنَم* وقال الأصمعى* تَصْلَغُ الشاةُ بالخامِس وشاةٌ نافِرٌ ونائِرٌ ـ تَسْعُل فيَنْتَثِر من أنْفِها شئٌ وظَبْيةٌ عاطِفٌ ـ تَعْطِف على وَلَدها وخاذِلٌ ـ إذا تخلَّفتْ عن صَوَاحِبها وأقامت على وَلَدِها وكذلك البَقَرةُ وغيْرُها من الدَّوابِّ وظَبْيةٌ فارِدٌ ـ منْفَردة عن القَطِيع وشجَرة فارِدٌ ـ منْفَرِدة وكَلْبة رائِسٌ ـ تأخُذُ الصَّيدَ برأسِه وسَبُعة صارِفٌ ـ إذا أرادَتِ الفحْلَ وكذلك كلُّ ذاتِ مِخْلَب وظِلْف ونَعامةٌ راخِمٌ ـ إذا كانتْ تحْضُن بَيْضَها ومنه قول الأصمعى يَصِف بعضَ عَجائِز الأعراب كأنَّها نَعامةٌ راخِمٌ وكذلك الدَّجَاجة فأما قوله

* بحَيْثُ يَعْتَشُّ الغُرابُ البائِضُ*

فانما ذلك على الوَلَد كأنه لما وَلَد ما يكُون من البَيْض صار البَيْض له وعُقَابٌ كاسرٌ ـ تَغُضُّ من جَنَاحَيْها عِنْد انقِضاضِها ودارِبٌ ـ دَرِبةٌ بالصيد وجَرَادةٌ غارِزٌ ـ إذا انتَشَب ذَنَبُها فى الأرض وضَبَّة ناظِمٌ ـ ذاتُ إنْظامةٍ ـ وهو ما تَجمَّعَ من البَيْضِ فى بَطْنها وكذلك الدَّجَاجة والسَّمَكة وحَيَّة عاضِهٌ ـ تَقْتُل من ساعَتِها ولِحْيةٌ ناصِلٌ من خِضَابها وفارِضُ ـ ضَخْمة وشجَرةٌ حائِلٌ ـ لا تَحْمِل ونَخْلةٌ حائِلٌ ـ تَحْمِل سنَةً ولا تَحْمِلُ أُخرَى وبُسْرةٌ خالِعٌ ـ نَضِيجةٌ ونَخْلة كابِسٌ ـ قَصِيرةٌ وقَوْسٌ كاتِمٌ ـ لا تَرِنُّ وقيل ـ التى لا صَدْعَ فى نَبْعِها وقد يقال كاتِمَةٌ وقَوْسٌ فارِجٌ ـ إذا بانَ وَتَرُها عن كَبِدها وعاتِكٌ ـ مُحْمَرَّة من القِدَم وأرض رابِخٌ

ـ تأخُذ اللُّؤْمَةَ ولا حِجَارَة فيها ورَمْلةٌ ـ عانِكٌ متَعَقِّدةٌ وشُعْبة حافِلٌ ـ اذا كَثُر سَيْلُها وكذلك الوادِى وبِئْر ناكِزٌ وناكِشٌ ونازِحٌ ـ إذا قَلَّ ماؤُها وقد نَزَحتْ ونَكَزَت ونَكَشت ونَزَحْتُها ونَكَشْتها وراهِقٌ ـ بَعِيدةٌ ورِيحٌ قاصِفٌ ـ تَكْسِر ما مَرَّتْ به وعاصِفٌ ـ شديدةٌ وقد عَصَفتْ تَعْصِفُ عُصُوفا وقد قالوا عاصِفَةٌ وفى التنزيل (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) وقد قالوا رِيحٌ مُعْصِفة ولم يقولوا مُعْصِف قال ابن أحمَرَ

وَلِهَتْ عَلَيْه كُلُّ مُعْصِفةٍ

هَوْجاءُ ليس للُبِّها زَبْرُ

ورِيحٌ خارِمٌ ـ بارِدةٌ وسَحابةٌ رائِسٌ ـ متقَدِّمة ودِرْع ذائِلٌ ـ طويلةُ الذَيْلِ قال الشاعر

* ونَسْج سُلَيْمٍ كلَّ قَضَّاءَ ذائِلِ*

وقالوا أخَذَتْه حُمَّى صالِبٌ وحُمَّى نافِضٌ ويُضافانِ بحَرْف وبغير حَرْف فيقال حُمَّى صالِبٍ وحُمَّى بصالِبٍ وحمَّى نافِضٍ وحُمَّى بنافِضٍ فأما ابن السكِّيت فقال النافِضُ من الحُمَّى مذكَّر وكذلك الرَّاجب والطَّامحُ

فاعِلٌ بمعنى مَفْعول

امْرأةٌ حائِصٌ ـ ضَيِّقة وقيل ـ رَتْقاءُ* وقال الفراء* الحائِصُ من الابِل ـ التى لا يَجُوز فيها قَضِيبُ الفحل كأنَّ بها رَتَقًا* قال ثعلب* كل هذا فاعِلٌ بمعنى مَفْعول كأنها حِيصَتْ وقد قالوا ناقةٌ مَحِيصةٌ فى هذا المعنَى فتبَيَّن بهذا أنَّ حائِصًا فاعلُ بمعنى مفعُول وناقَةٌ عائِذ ـ إذا عاذَ بِها ولَدُها والعائِذ ـ كلُّ أنثَى اذا وضَعَتْ سبْعَة أيَّام وناقَةٌ فاطِمٌ ـ فُطِم عنها ولَدُها وباهِلٌ ـ مُهْمَلَة وهى أيضا ـ التى لا صِرارَ عليها وقيل ـ التى لا خِطامَ عليها وقيل ـ التى لا سِمةَ عليها وكل ذلك يُقال فيه مُبْهَلة ودابَّة حاسِرٌ ـ حَسَرها السَّيْر وشاةٌ شافِعٌ ـ للتى شَفعَها ولَدُها وفى الحديث «أن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلم أُتِىَ بشاةٍ شافِعٍ فلم يَقْبَلْها» وعاقِفٌ ـ مَعْقُوفة الزِّجْل وغِلَالةٌ رادِعٌ ـ مُرَدَّعة بالطِّيب والزَّعْفَران فى مواضِعَ

(مُفْعِل) اعلم أن مُفْعِلا فى النُّعوت بمنْزِلة فاعِلٍ اذا اشْتَرك المؤنَّثُ والمذَكَّرُ فى النَّعْتِ دخَلَتْه الهاءُ اذا كان نَعْتا للمؤنَّث كقولك رجُل مُحْسِنٌ وامرأةٌ مُحْسِنة ومُجْمِلٌ ومُجْمِلة فاذا كان النَّعتُ لا حَظَّ للذَّكَر فيه لم تَدْخُله الهاءُ وكان بمنْزِلة حائِضٍ وطالِقٍ وليس تَفَرُّدُ المؤنَّثِ به عِلَّةً فى سُقُوط الهاءِ ولكِنَّه على حَدِّ ما تقدَّم فى فاعِلٍ ونحوِه من صِفَات المُؤَنَّث التى لا تَلْحَقُها الهاءُ فمن ذلك قولُهُم امرأةٌ مُذْكِرٌ ـ اذا كانَتْ تَلِدُ الذُّكُورَ ومُؤْنِث ـ اذا كانَتْ تَلدُ الانَاثَ وكذلك امْرأةٌ مُرْجِلٌ ـ تَلِد الرِّجالَ ومُحْمِقٌ ـ اذا كانتْ تَلِدُ الحَمْقَى وكذلك قَوْلُهم ذِئْبةٌ مُجْرٍ وظَبْيةٌ مُخْشِف ومُغْزِل ومُطْفِل ومُشْدِنٌ ويَكُونانِ فى النَّاقةِ فيَحْذِفُون الهاءَ من هذه النُّعُوتِ لأن الغِزْلانَ والأطْفالَ إنما يَكُنَّ مع الأمَّهات ولا يَكُنَّ مع الآباء فَجَرى على الأمُهَّات ولم يَكُنْ للذَّكَر فيه حظٌّ وحَكى الفرَّاءَ كَلْبة مُجْرٍ ومُجْرِيَةٌ وامرأةٌ مُصْبٍ ومُصْبِيَة ـ للتى مَعَها الصِّبْيان وسأُبيِّن وجْهَ دخُول الهاء هاهنا ورُبَّما أدخَلوا الهاء فيما ليس للمذَكَّر فيه حَظٌّ تشبيها بادخالهم إيَّاها فى حائِضٍ قال بعضُ نِساءِ العرَب

لَسْتُ أبَالِى أنْ أَكُون مُحْمِقَهْ

اذا رأيْتُ خُصْيةً مُعَلَّقه

وقالوا امرأةٌ مُكْيِسةٌ ـ اذا وَلَدَت الأكْياسَ وأنشد ابن السكيت

فلَوْ كُنْتُمْ لمُكْيِسةٍ أكاسَتْ

وَكَيْسُ الأُمِّ أكْيَسُ للبَنِينَا

فاذا صَغَّرت مُفْعِلا أجريْتَه فى التَّصْغِير مُجْراه فى التَّكْبِير فتقُول مُحَيْمِق فى تصغير مُحْمِق ومُحَيْمِقة فى تصغِير مُحْمِقَة وتصْغِيرُ ما كان من ذَوَات الواوِ والياءِ بالهاء فتقولُ فى تصغِيرِ مُصْبٍ ومُجْرٍ مُصَيْبِيَةٌ ومُجَيْرِيَة وذلك أنه لَمَّا صُغِّر وهو مؤَنَّث على ثلاثةِ أحْرُف زادُوا فى تَصْغِيره الهاءً كما زادُوا فى العيْنِ والأُذُن حِينَ صُغِّرتا فقالوا عُيَيْنة وأُذَيْنَة وأمَّا جمعُه فانَّ سيبويه قال وأما مُفْعِل الَّذِى لا تدْخُله الهاءُ فى المؤنَّث وأكثَرُ ذلك ما يَخْتَصُّ به المَؤنَّث فانه يكَسَّر كقولك مُطْفِلٌ ومَطَافِلُ وقد يَزِيدُون فيه الياءَ فيقُولون مَطَافِيلُ ومُشْدِن ومَشَادِنُ ومَشَادِينُ شبَّهوها بالمَصْعُود والمَسْلُوب لَمَّا لم تدخُل فيه الهاءُ وقد يجىءُ من هذا الباب بالهاء قالوا مُتْلٍ ومُتْلِيَة ـ للتى يَتْلوها ولَدُها ومُجْرٍ ومُجْرِيَة وانما أثْبُتوا الهاءَ لأنه معتَلٌّ ولو أسقَطوا الهاءَ الهاءَ لسقَطت الياءُ فى قولهم مُتْلٍ ومُجْرٍ فكَرِهُوا الاخْلالَ بحَذْف عَلَم التأنيثِ وحَرْفٍ من نَفْس الكلِمة وقالوا

امرأةٌ مُضِرٌّ ـ اذا تزوَّجَتْ على ضِرٍّ ـ أى على امرأة كانَتْ قَبْلَها أو امرأتيْنِ قال ابن أحمر

كمِرْآةُ المُضِرِّ سَرَتْ علَيْها

اذا أرْمَقْتَ فيها الطَّرْفَ جالا

وامْرَأةٌ مُعْصِر ـ للتى هَمَّتْ أن تَحِيضَ قال الشاعر

جارِيَة فى سَفَوانَ دارُهَا

تَمْشِى الهُوَيْنا مائِلاً خِمَارُها

يَنْحَلُّ من غُلِمْتها ازارُها

قد أعْصَرَتْ أو قد دَنَا اعْصَارُها

وامْرَأةٌ مُعْرِكٌ ـ كعارِكٍ ومُقْرِئُ ـ اذا حاضَتْ وطَهُرت ومُرْءٍ ـ اذا اسْتبانَ حَمْلها وكذلك الشاةُ وجميعُ الحَوَامِل إلا فى الحافِر والسَّبُعِ وامرأةٌ مُتِمٌّ ـ اذا أتَمَّت الحَمْل وكذلك الناقةُ وامْرأةٌ مُعْشِر ـ مُتِمٌّ على الاستعارة ومُتْئِم ـ للتى فى بَطْنها اثْنانِ ومُعْضِلٌ ـ اذا عَسُر عليها الوِلَادُ وكذلك الدَّجاجةُ ببَيْضها ومُدْنٍ ومُمْنِح ـ اذا دَنَتْ وِلادَتُها وكذلك الناقةُ فيهما ومِثْلُه مُقْرِب وكذلك الشاةُ والجمعُ مَقارِيبُ وامرأةٌ مُمْصِل ـ تُلْقِى ولدَها مُضْغةً ومُسْقِط ومُمْلِص ـ اذا ألْقَتْه لغيْر تَمَامٍ وكذلك الناقةُ وامْرَأةٌ مُسْبِع ـ إذا ولَدتْ لسَبْعة أَشْهُرٍ ومُحِشٌّ ـ اذا يَبِسَ وَلَدُها فى بَطْنها وكذلك الناقةُ والشاةُ ويَدٌ مُحِشٌّ ـ يابِسَةٌ وامْرَأةٌ مُرْضِعٌ ومُرْضِعةٌ وكذلك الناقةُ* قال الفرَّاء* اذا أردْتَ أنها تُرْضِع عن قَلِيل ولم يَكُنِ المُفْعِلُ نَعْتا فانما أدخَلْتَ الهاءَ فى تكْبِيره وتصغيره كما قال عزوجل (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) فهذا للفعْل* قال* فاذا أردْتَ النَّعْت ألقَيْتَ الهاء كقول امرئ القيس

ومِثْلكِ حُبْلَى قدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا

فألْهَيْتُها عن ذِى تَمَائِمَ مُغْيَلِ

* قال أبو عبيدة* المُرْضِع ـ التى بها لَبَنُ رَضاعٍ فهى بما أرْضعَتْ مُرْضِع واحْتَجَّ بقول امْرِئِ القيس المتقدِّم الذِّكر ويقال فى جَمْع المُرْضع مَرَاضِعُ ومَرَاضِيعُ قال الله عزوجل (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ) وقال أمية بنُ أبى عائِذِ الهُذَلى

ويَأْوِى الى نِسْوةٍ بائسَات (١)

وشُعْثٍ مَرَاضِيعَ مِثْلِ السَّعَالِى

ورواه سيبويه وشُعْثًا بالنصْب على الذَّمِّ وان كان نِكرةً لأنه مفْعُول* قال* لأنه لما قال ويَأْوِى إلى نِسوةٍ عُطَّل عُلِمَ أنهن شُعْث ولكنه قال وشُعْثا ... تَشْنِيعا لهنَّ وتَشْوِيها

__________________

(١) فى اللسان وسيبويه عُطَّل كتبه مصححه

لَخْلقِهنَّ وان شئتَ جَررْت على الصِّفَة وزعم يُونُسُ أنَّ ذلك أكثَرُ كما قال

بأعْيُنٍ منها مَلِيحاتِ النُّقَبْ

شَكْلِ التِّجَار وحَلالِ المُكْتَسَبْ

وههنا احتِجاجٌ للفريقَيْنِ وليس من غَرَض هذا الكتاب فلذلك تَركْناه وامرأة مَغْيِل ـ تُرْضِع ولَدَها وهى حامِلٌ والغَيْل ذلك اللبَنُ ومُرْغِثٌ ـ مُرْضِع ومُحْمِل ـ يَغْزُر لبَنُها من غير حَمْل وكذلك الناقةُ وامْرأةٌ مُوسِقٌ ـ معَها ولَدُها وكذلك الظَّبْية وامْرأةٌ مُمِيت ـ اذا ماتَ ولَدُها وكذلك الناقةُ ومُشْكِل ـ ثاكِلٌ ومُغِيب ومُغْيِب ومُغْيِبة ـ اذا كان زوجُها غائِباً ومُشْهِد ـ اذا كان شاهِدًا ومُشْبِل ـ اذا أقامَتْ على أوْلادِهَا بَعْد زَوجِها فلم تتَزَوَّج ومُحِدٌّ ـ اذا تَركَت الزِّينةَ للعِدَّة ومُوتِمٌ ـ اذا صارَ ولَدُها يَتِيما ومُوْمِس ـ للفاجِرَة مُجَاهرةً ولا فِعْلَ لها ومُصِنٌّ ـ اذا عَجَّزتْ وفيها بَقِيَّة وامْرَأة مُسْلِف ـ نَصَفٌ وقيل ـ هى التى بَلَغَتْ خمساً وأربَعِين ونحوَها وامرأةٌ مُسْبِل ـ اذا أسْبَلتْ ذَيْلها وامرأةٌ مُدِرٌّ ـ اذا فَتَلت المُغْزَلَ فَتْلا شديدًا كأنَّه واقِفٌ من دَوَرانه وفَرَس مُقِصٌّ ـ اذا كَرِهَت الفَحْل من حَمْل أو غيْرِه وقيل المُقِصُّ ـ الحامِلُ وكذلك المُعِقُّ وفَرَس مُمْهِر ـ ذاتُ مُهْر ومُفْلٍ ـ ذات فَلُوٍّ وكذلك الأتَانُ ودابَّة مُضْلِع ـ لا تَقْوَى أضْلاعُها على الحَمْل وناقةٌ مُبْلِم ـ اذا وَرِم حَياؤُها من الضَّبَعة وقيل ـ هى التى لا تَرْغُو من شِدَّة الضَّبَعة وقيل ـ هى التى لم تُنْتَج ولا ضَرَبَها الفحلُ وناقةٌ مُهْدِم ـ اذا اشْتَدَّت ضَبَعتُها فياسَرتِ الفَحْلَ ولم تُعاسِره وناقة مُوْسِق ـ للتى جَمَعتْ ماءَ الفَحْل فى رَحِمها وقيل ـ هى الغَزِيرة اللَّبَنِ وناقةٌ مُرْتِج ـ اذا أغْلقتِ الرَّحِمَ على الماء وناقةٌ مُلْمِع ـ اذا رَفَعت ذَنَبها فعُلِم أنَّها لَقِحت وكذلك اذا تحرَّك ولَدُها فى بَطْنها وأتَانٌ مُلْمِعٍ مثلُه وناقةٌ مُبْرِق ـ تَشُول بذَنَبها عِنْد اللَّقاح ومُبْشِر كذلك وناقةٌ مُشْرِق ـ اذا أشْرَق ضَرعُها فوقَع فيه اللبَنُ ومُبْسِق ـ اذا وَقَع اللِّبَأُ فى ضَرْعها وكذلك الجاريَةُ البِكْر ـ اذا جَرَى اللبنُ فى ثَدْيها وناقة مُدْرِئٌ ـ اذا أنْزَلَت اللبَنَ وكذلك مُدَرِّئٌ وقيل ـ هو اذا استَرْخَى ضَرْعُها ومُفْكِه ـ يُهَراق ـ لَبُنها عند النِّتَاج ومُمْرِج ـ اذا ألْقتْ وَلَدها وهو غِرْس ودَمٌ ومُمْلِطٌ ومُمْلِص ـ اذا ألَقتْ جَنِينَها ولا شعَرَ عليه ومُجْهِض ومُزْلِق ـ اذا ألقَتْه وقد شَعَّر وقد يُوصَف به الفرسُ وناقة مُسْلِب ومُمْرِط

ـ اذا ألقَتْ ولَدَها من قَبْل أن يَتِمَّ ومُرْكِض ـ اذا تحرَّك ولَدُها فى بطنِها وناقةٌ مُعْجِل ـ تُنْتَج قبل أن يستكْمِل الحوْلُ فيَعِيش ولَدُها وناقة مُخْدِج ـ اذا ولَدَتْه لتَمام الوقْتِ وهو ناقِصُ الخَلْق وناقة مُغْرِقٌ ـ تُلْقِى ولَدَها لتَمامٍ أو غيْرهِ فلا تُظْأر ولا تُحْلَب وليست مَرِيَّةً ولا خَلِفةً وناقةٌ مُدرِج ـ اذا جاوَزَت الوَقْت الذى ضُرِبْت فيه وناقةٌ مُوتِنٌ ـ اذا وَضَعتِ الولَدَ منكُوسًا وناقة مُصِيف ـ نُتِجت فى الصَّيْف ومُخْرِفَ ـ نُتِجت فى الخَرِيف ومُرْبِعٌ ـ نُتِجت فى الرَّبِيع وقيل المُرْبِع ـ التى استَغْلقتْ رَحِمُها فلم تَقْبَل الماءَ وقيل ـ التى معها رُبَعها وناقةٌ مُثْلِث ـ ذاتُ ولدٍ ثالِثٍ ومُرِبٌّ ـ لازمةٌ للولَد والفحْل وناقة مُفْرِق ـ اذا فارَقَتْ ولَدَها بموتٍ أو ذَبْح أو بَيْع قال عوفُ بنُ الاحوص

وإجْشامِى على المَكْرُوه نَفْسِى

وإعْطائِى المَفَارِقَ والحِقَاقَا

وناقةٌ مُقْلِت ومِقْلات ـ اذا مات ولَدُها ومُمِيت ـ كثيرةُ موْتِ الولَد ومُحْىٍ ـ كثيرةُ حَياةِ الولَد وناقةٌ مُشْدِن ـ اذا تحَرَّك ولَدُها والولَد شادِنٌ وناقة مُرْشِح ـ اذا قَوِىَ ولَدُها فتبِعَها وقد رَشَحَ فهو راشِحٌ .... (١) اذا سَقَطَ رواضِعُها وناقة مُغِدٌّ ـ أصابها الطاعُونُ وناقة مُرِدُّ ـ اذا شَرِبت فوَرِمَ حَياؤُها وضَرْعُها وناقةٌ مُخْرِط ـ اذا برَكَتْ على بَوْلِ أو نَدًى أو أصابَتْها العينُ فتعَقَّد لبنُها فى ضَرعُها وخرج كأنَّه قِطَعُ الأوْتار وسائِرُ اللبَنِ ماءٌ أصفَرُ واسمُ ذلك الداءِ نَفْسِه الخَرَطُ فان كان ذلك من عادَتِها فهى مِخْراطٌ قال الشاعر

بِئْس قَوْمُ اللهِ قَوْمٌ طُرِقُوا

فقَرَوْا أضْيافَهُم لَحْما وَحِرْ

وسَقَوْهُم فى إناء كَلِعٍ

لَبَنا من دَرِّ مِخْراطٍ فَئِرْ

الوَحِر ـ الذى دَبَّتْ عليه الوَحَرَة ـ وهى دُوَيْبَّة تلْصَق بالأرض كأنها العَظَاءةُ والفَئِر ـ الذى سَقَطتْ فيه فَأْرة وناقة مُجْهِر ـ كريمةٌ وقيل ـ هى الفائِقةُ فى الشَّحْم والسَّيْر وجمَلٌ مُجْهِر مثله وناقةٌ مُرِمٌّ ـ وهو أوَّل السِّمَن فى الاقبال وآخِرُ الشَّحْم فى الهُزَال وشاةٌ مُمْغِل ـ اذا حُمِل عليها فى السَّنةِ مَرَّتَيْن وشاةٌ مُقِصٌّ ـ اذا استَبانَ ولَدُها وشاةٌ مُمْجِرٌ ـ اذا عَظُم ولدُها فى بَطْنها فهُزِلَتْ وثَقُلت ولم تُطِقْ على القيام حتى تُقام فاذا كان ذلك عادَةً لها فهى مِمْجَار وشاةٌ مُحْدِثٌ ـ اذا قَرُب وِلَادُها

__________________

(١) بياض بالأصل

ومُوْحِد ومُفْرِد ومُفِذٌّ ـ اذا ولَدَتْ واحدا وشاة مُضْوٍ ومُدْقِل ـ تَلِد الضاوِىَّ من السَّخْل وشاة مُحِلٌّ ـ ايَبِس لبَنُها ثم أكلَت الرَّبيعَ فدَرَّت وقيل ـ هى نُزُول اللبَنِ من غير نِتَاج والمعْنَيان متقارِبانِ وشاةٌ مُمْغر ومُنْغِر ـ اذا حلَبَتْ لَبَنا يَخْلِطه دَمٌ فاذا كان ذلك عادةً لها قيل مِمْغارٌ ومِنْغَار وشاةٌ مُمْصِل ـ يَتَزايلُ لبنُها فى العُلْبة قبل أن يُحْقَن ومُسِيسٌ ـ اذا كَثُر قَلْها وبَقَرة مُغِرٌّ ـ اذا عَسُر حملُها ومُتْبِع ـ ذاتُ نَبِيع وهو ولَدُها أوَّلَ سنةٍ ومُجْذِر ـ ذات جُؤْذَر ومُذْرِع ـ ذاتُ ذِرْعانٍ ـ أى أولاد ومُعْجِل ـ ذاتُ عِجْل وظَبْية مُخْذِل ـ اذا أقامَتْ على ولَدِها وسَبُعةٌ مُجِحٌّ ـ اذا حَمَلتْ وأقْرَبَتْ وعَظُم بَطْنُها وقيل كل ذاتِ ظُفُر من السِّبَاع مُجِحٌّ وقد يُقْتَاس ذلك للمرأة الحُبْلَى كما يُقْتَاس الحُبْلَى من النِّسَاء للسَّبُعة وكَلْبة مُجْعِل ـ اذا أحَبَّت السِّفَاد وكذلك الذِّئبة والأسَدَةُ وكُلُّ ذاتِ ظُفُر من السِّبَاع مُجْعلٌ وطائِرةٌ مُفْرِخٌ ـ ذاتُ فَرْخٍ ودَجَاجةٌ مُرْخِم ـ اذا حَضَنت بَيْضَها وكذلك النَّعامةُ ودَجاجَةٌ مُقِفٌّ ـ اذا انقَطَع بَيْضُها وقيل ـ اذا اجتَمعَ البَيْضُ فى بَطْنها وضَبَّة مُنْظِم كناظِمٍ وكذلك الدَّجَاجةُ والسَّمَكَة ومُمْكِنٌ ـ اذا باضَتْ وشَجَرةٌ مُوْرِق ـ ذاتُ وَرَق ونَخْلة مُوْقِر ـ اذا كَثُر حملُها ومُغْضِفٌ ـ اذا كَثُر سَعَفُها وساءَ ثَمُرها ومُصِيصٌ ـ مُحْشِفة ومُمْرِه ـ اذا سَقَط بُسْرُها غَضًّا ومُسْلِس ـ اذا تَناثَرَ بُسْرُها ومُبْتِلٌ ـ اذا بانَتْ فَسِيلتُها عنها حتى تنْفصِل وتَسْتغْنِىَ وهى فَسِيلة بَتِيلةٌ وبَتُول ونخلةٌ مُهْجِر ـ مُفْرِطَة فى الطُّول وقَوْس مُرِنٌّ ـ مُصَوِّتةٌ ورِيحٌ مُجْفِلٌ ـ سَرِيعة وسَحَابة مُخِيل ـ اذا رأيتَها حَسِبْتها ماطِرةً وأرضٌ مُمْحِل ـ جَدْبة وداهِيَة مُذْكِر ـ لا يَقُوم لها إلَّا ذُكْرانُ الرِّجال وحُمَّى مُرْدِمٌ ـ دائمةٌ

(مُفَعِّل) امْرَأةٌ مُكَعِّب ـ كَعَابٌ ومُعَجِّز ـ هَرِمةٌ ومُثَيِّب ـ ثَيِّب ومُسَلِّب ـ تَلْبَس ثِيَابَ الحِدَاد ومُسَلِّبة أكثَرُ وناقةٌ مُسَبِّط ومُسَبِّغ ـ إذا ألْقَتْ ولَدَها لغير تَمامٍ ومُعَجِّل كمُعْجِل ومُنَضِّج ـ اذا جاوَزَت الحِقَّ بشَهْر ونحوِه ـ يعْنِى الوقتَ الذى ضُرِبتْ فيه ومُعَضِّل ... اذا نَشِب ولَدُها فى بَطْنها ومُعَوِّد ـ أتَى عليها بَعْد بُزُولها أربَعُ سِنِينَ ومُنَيِّب ـ مُسِنَّة وناقةٌ مُمَلِّح ـ اذا كان فيها شئٌ من شَحْم قال عُرْوةُ ابن الورد

عَشِيَّةَ رُحْنا رائِحينَ وزادُنَا (١)

بَقِيَّةُ لحمٍ من جَزُورٍ مُمَلِّح

وشاةٌ مُرَمِّد ـ اذا اسْتبَانَ حَمْلُها وعَظُم بطنُها وطائِرةٌ مُفَرِّخ كمُفْرِخ وقَطَاةٌ مُطَرِّق ـ اذا حانَ خُرُوجُ بيضِها قال العَبْدى

وقد تَخِذَتْ رِجْلِى الى جَنْبِ غَرْزِها

نَسِيفا كأُفْحُوص القَطاةِ المُطَرِّق

وجعل بعضُهم المُطَرِّق هنا صِفَة للأُفْحوص وذلك لقُرْبه منها وبَيْضِها فيه والمُطَرِّق أيضا ـ التى تَضِيق استُها ببيْضها ودَجاجةٌ مَنَظِّم كمُنْظِم وكذلك الضَّبَّة والسَّمَكة وشَجَرة مُسَوِّق ـ اذا صار لها ساقٌ وتَمْرةٌ مُصَلِّب ـ اذا بَلَغت اليُبْس (مُفاعِلٌ) امْرَؤة مُجَالِعٌ ـ ألقَتْ عنها الحَياءَ ومُرَاسِل ـ تُراسِلُ الخُطَّاب وقيل ـ هى التى ماتَ زَوجُها أو طلَّقها وناقة مُمَارِن ـ اذا ظهَر لهم أنها لَقِحتْ ثم لم يستَبِنْ بها حَمْل وقيل ـ هى التى يُكْثِر الفحْلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح وناقةٌ مُعَالِق ومُذَائِر ـ تَرْأمُ بأنْفِها ولا يَصْدُق حُبُّها ومُؤَالِفٌ ـ رَؤُوم وقيل ـ هى اللازمةُ القَطِيع حكاه الفارسِىُّ وأنشد

وقد ذُكِرَتْ لى بالكَثِيب مُؤَالِفًا

قِلَاص عَدِىٍّ أو قِلَاص بَنِى وَبْرِ

وناقة مُجَالِحٌ ـ تَدِرُّ فى الشِّتاء ومُمَانِح ـ يَبْقَى لبُنها بعْدَ ذَهاب ألْبانِ الابِل وناقةٌ مُحَارِد ـ لا تَدِرُّ فى القُرِّ وقيل ـ هى التى قَلَّ لَبنُها أىَّ وقْت كان ومُغَارٌّ ـ بطِيئَة اللبَنِ وذلك عند كَراهِيَتها الولَدَ وإنكارِهَا الحالِبَ وناقةٌ مُقَامِح ـ تَأْبَى شُرْبَ الماءِ والجمعُ قِمَاح قال بِشرُ بنُ أبى خازِم

ونحنُ على جَوَانِبها قُعُود

نَغُضُّ الطَّرْفَ كالابِل القِمَاح

ويقال لشهْريْنِ فى الشِّتاء شَهْرَا قِمَاح لأن الابِلَ تُقامِح فيهما عن الماءِ قال الشاعر الهُذَلى

فَتًى مَّا ابنُ الأغَرِّ اذا شَتَوْنا

وحُبَّ الزادُ فى شَهْرَىْ قِمَاحِ

* قال الفارسى* يُقال شَهْرَا قِمَاح وقُمَاح فمن كَسَر جعلَه مصدَر قامَحَ ومن ضمَّه جعله كالأُبَاء وسَحابةٌ مُرَائِس ـ متقدِّمةٌ للسَّحاب (مُفْعالٌّ) ناقة مُقْطارٌّ ـ تَشُول بذَنَبها وتجمَعُ قُطْرَيْها وذلك عِنْد إشعارِها باللَّقَح (مُفْتَعِل) شاةٌ مُعْتَاطٌ ـ أُنْزِىَ عليها فلم تَحْمِل

__________________

(١) قوله عشية رحنا الخ أنشده فى اللسان

أفناء بها حينا وأكثر زادنا

الخ كتبه مصححه

(مُفْعَلٌ) خادِمٌ مُتْبَع ـ مَعَها ولَدُها يَتْبَعُها ونَخْلة مُوقَرٌ كمُوقِر

(مَفْعَل) أرْض مَرَبٌّ ـ لا يَزَال بها ثَرًى ومَجْهَلٌ ـ لا يُهْتَدى فيها

(مِفْعَلٌ) امرأةٌ مِلَزٌّ ـ مُلازِمة للخُصُومة وناقةٌ مِنْعَب ـ سريعةٌ ومِلْوحٌ ـ ضامِرةٌ وقَوْس مِطْحَر ـ تَرْمى بسَهْمها صُعُدا فلا تقْصِد الرَّمِيَّةَ

(مِفْعال) اعلم أنَّ مِفْعالاً يكونُ نعتًا للمؤنَّث بغير هاء لأنه انْعَدل عن النُّعُوت انْعِدالا أشدَّ من انْعِدال صَبُور وشَكُور وما أشبههما من المَصْروف عن جِهَته لأنه شُبِّه بالمَصادر لزيادة هذه الميمِ فيه ولأنه مَبْنِىٌّ على غير فِعْل ويُجمَع على مَفاعِيلَ ولا يجمَع المذكَّر بالواو والنُّون ولا المؤنث بالالف والتاء إلا قليلا فمن ذلك قولهم امرأةٌ مِبْساق ـ إذا وقَع اللبَنُ فى ثَدْيها وكذلك الناقةُ والشاةُ ومِذْكار ومِئْنات ـ اذا كان من عادتها أن تَلِدَ الاناثَ والذَّكُورَ ومِحْماقٌ ـ اذا ولَدْتَ الحَمْقَى ومِكْيَاس ـ تَلِد الأكْياسَ ومِنْجاب ـ تَلِد النُّجَباءَ ومِنْتاق ـ كثيرةُ الوَلد وكذلك الناقةُ ومِتْئَام ـ اذا كان مِنْ عادتِها أن تَلِد اثنَيْنِ اثنَيْنِ وكذلك الشاةُ ومِقْلاتٌ ـ لا يَعِيش لها وَلَد وكذلك الناقةُ وجارِيَة مِفْناقٌ ـ حسَنةٌ فَتِيَّة مُنَعَّمة وامرأةٌ مِبْهاج ـ غَلَبتْ عليها البَهْجة ومِغْناجٌ ـ من الغُنْج ومِخْناثٌ ـ من التكَسُّر ومِعْطَار ـ مُتَعطِّرة وامرأةٌ مِقْلاق الوِشَاحِ ـ اذا كان لا يَثْبُت على خَصْرها من دِقَّته ومِرْفَالٌ ـ كثيرةُ الرَّفَلان ـ وهو أن تَجُرَّ ثوبَها جَرًّا حسَنا ومِعْطاء ـ من العَطِيَّة ومِهْداء ـ من الهَدِيَّة ومِكْسال ـ من الكَسَل وكذلك الذكَر وأنشد

وغَضِيض الطَّرف مِكْسال الضُّحَى

أَحْوَر المُقْلةِ كالرِّيمِ الأَغَنّ

وامرأةٌ مِيْسانٌ مِنْعاس ـ من الوَسَن وامْرأةٌ مِنْداصٌ ـ طَيَّاشةٌ ومِهْزاق ومِنْفاصٌ ـ كثيرةُ الضَّحِك ومِكْثار ـ كَثِيرة الكلامِ ومِيقابٌ ـ واسِعةُ الفَرْج ومِجْبال ـ ثقيلةٌ ومِتْفال ـ غير مُتَعَطِّرة وناقة مِهْشار ـ تَضْبَع قَبْل الابلِ وتَلْقَح فى أوَّل ضَرْبة ولا تُمَارِنُ وناقة مِبْلامٌ ـ لا تَرْغُو من شِدَّة الضَّبَعة ومِقْراع ـ اذا كان يَضْرِبها الفَحْلُ فى أوَّل ضِرَاب الابِلِ ومِمْلاصٌ ومِمْصال ـ تُلْقِى ولَدَها وهو مُضْغَة وكذلك الشاةُ وناقةٌ مِمْراط كمُمْرط ومِعْجال ـ ألقَتْ ولَدَها لغيْر تَمَام وهى أيضا ـ التى اذا وَضَع الرجُلُ رجْله فى غَرْزها قامَتْ ووَثَبَتْ وناقةٌ مِزْلاق

ومِجْهَاض ومِسْباغٌ ـ تُلْقِى ولَدَها لغير تَمَام وناقةٌ مِرْباعٌ ـ تَلِد فى أوَّل الرَّبِيع ومِصْياف ـ تَلِد فى الصَّيْف ومِدْراج ـ للتى تَجُوز وَقْتَها الذى ضُرِبتْ فيه تَحْمِلُ أكثرَ من سَنَة وهى أيضا ـ التى تُدْرِج الحَقَب فيَلْحَقُ بالتصدِير وناقةٌ مِدْفَاعٌ ـ تَدْفَع اللبَنَ على رأس وَلَدِها لكَثْرته وكذلك الشاةُ ومِجْلاح ـ مُجَلِّحة على الشِّتاء فى بَقاء لبَنِها ومِخْراط ومِنْغار ـ اذا احمرَّ لبنُها ولم تُخْرِط (١) ومِنْزاح ـ يُسْرِع انْقِطاعُ لبنِها ومِبْعار ـ تَبْعَرُ على حالِبها وكذلك الشاةُ وناقةٌ مِخْزاب ـ وهو وَرَم فى الضَّرْع من البَرْد والعيْنِ يُصِيب الناقةَ والنُّفَساءَ وقد خَزِبتْ خَزَبا وخُزِب ضَرْعُها فيُسَخَّن بها الجُبَاب فيُدْهَن به ضَرْعُها والجُبَاب ـ كالزُّبْد يعلُو ألبانَ الابل وناقةٌ مِقْحاد ـ عظيمةُ القَحَدة ـ وهى بَيْضةُ السَّنَام ومِرْسالٌ ـ كثيرةُ الشَّعَر فى ساقَيْها وناقةٌ مِقْلاص ـ اذا كان سِمَنُها فى الصَّيف وقيل ـ هى التى سَمِنت ومِشْياطٌ ـ سَرِيعةُ السِّمَن وناقة مِصْباح ـ لا تَبْرَح من مَبْرَكها ولا تَرْعَى حتى يرتَفع النهارُ وهو مما يُسْتَحبُّ وناقة مِطْرافٌ ـ لا تَكادُ تَرْعَى مَرْعًى حتى تَسْتطْرِف غيرَه وناقةٌ مِسْياع ـ ذاهِبةٌ فى الرَّعْى وقيل ـ هى التى تَصْبِر على الاضاعةِ وقد ساعَتْ تَسُوع وهذا من النادِر* وقال الفارسى* وهذا بمنْزِلة الامالة فى مِقْلات يعْنِى أن الكَسْرة التى فى مِيمِ مِسْياع مُتَوهَّمة فى السِّين فلهذا قُلِبت الواوُ ياء كما تَوهَّمَ مَنْ أمالَ مِقْلاتا الكسرةَ التى فى المِيم واقِعةً على القاف فكأنَّه قال قِلَات فأمَالَها كما أمالَ قِفَافا والذين لم يُمِيلوا مِقْلاتا تَوهَّموا الفتحةَ على القاف فلم يُميلوه كما لم يُميلوا غَزَالا ومَن قال ساعَ الشئُ يَسِيع ـ اذا ضاعَ فمِسْياع على القياس وناقة مِهْراس ـ كثيرةُ الأكْل ومِدْقاعٌ ـ تأكُلُ النَّباتَ حتى تُلْزِقه بالدَّقْعاء ـ وهى التُّراب وناقةٌ مِهْياف ـ سرِيعةُ العَطَش وكذلك مِلْواح وقيل المِلْواح ـ التى لَوَّحها السفَرُ ـ أى ذَهبَ بلَحْمها وقيل ـ هى العظِيمةُ الألْواح وناقةٌ مِيرادٌ ـ تُعَجِّل الوِرْد ومِطْلاق ـ متوجِّهة الى الماءِ ومِلْحاح ـ لا تَكادُ تَبْرح الحوضَ وناقةٌ مِسْناف ومِسْناع ـ متقَدِّمة فى السَّيْر ومِرْقال ومِظْعان ـ سَرِيعةٌ وملْحاق ـ لا تَكادُ الابِلُ تَفُوتُها فى السَّيْر ومِيْجافٌ ـ كثيرةُ الوَجِيف ومِمْراح ـ نَشِيطة ومِرْخاءٌ ـ شديدةُ العَدْوِ وقيل ـ هو فَوْق التَّقْريب وناقةٌ مِخْناف

__________________

(١) قوله اذا احمر لبنها الخ هو تفسير للمنغار فقط وأما المخراط فهى التى تبرك على ندى أو يصيبها عين فينزل لينها متقطعا كقطع الأوتار ويكون ذلك عادة لها كما تقدم فى مفعل فتنبه كتبه مصححه

ـ إذا مالَتْ بيَدِها فى أحدِ شِقَّيها من النَّشَاط وكذلكَ غيْرُها من الدَّوابِّ وقيل ـ هو اذا لَوَى الفرسُ حافِرَه الى وَحْشِيِّه وناقةٌ مِسْحاج ـ تَسْحَج الأرضَ بخُفِّها فلا تَلْبِث أن تَحْفَى وناقة مِسْحاح ـ تَقْتَحِم بالشَّوْلَ من غيْرِ أن تُرْسَل فيها ومِذْعانٌ ـ سَلِسةُ الرأسِ مُنْقادة لقائِدِها وناقةٌ مِرْياعٌ ـ للتى يُسَافَرُ عليها ويُعَاد وأصلُه من رَاعَ الفَىءُ ـ اذا عادَ وقد تَرَيَّعَ السَّمْنُ والسَّرابُ ـ اذا جاء وذهَبَ والهاء لغةٌ فى تَرَيَّع وهى عند أبِى عُبَيد مُبْدَلة ولم يُبْدِلُوا الهاءَ من العين فى شىءٍ من تَصارِيف هذا المِثَال إلا فى قولهم تَرَيَّع وتَرَيَّه ودابَّة مِثْفار ـ تَرْمِى بسَرْجها إلى مُؤَخَّرها وشاةٌ مِتْماه ـ يتَغَيَّر لبنُها سريعًا ونَخْلة مِبْكار ـ تُدْرِك فى أوَّل النَّخْل ومِعْجال ـ تُبِكّر بالحَمْل ومِئْخار ـ تَبْقَى الى آخِر الصِّرام قال الراجز

تَرَى العَضِيدَ المُوقَر المِئْخارَا

من وَقْعِهِ يَنْتَثِر انْتِثارَا

ومِيقارٌ ـ تُكْثِر الحملَ ومِجْلاح ـ لا تُبالِى القُحُوطَ ومِبْسار ـ لا يُرْطِبُ بُسْرهُا ولكنه سقَطَ فأرْطَب فى الأرض ومِسْلاس ـ يَتَناثَر بُسْرُها ومِسْار ـ بَيْضاءُ البُسْر وأرضٌ مِبْكار ومِمْراح ومِحْبَار ـ سَريعةُ الْانِباتِ ومِنْبات ـ كثيرةُ الْانِباتِ ومِرْياع ـ كثيرةُ الرَّيْع ومِرْبال ـ كثيرةُ الرَّبْل ـ وهو ما نَبَتَ بعد القَيْظ من الصَّفَرِيَّة ومِعْشاب ـ كثيرةُ العُشْب ومِذْكار ـ تُنْبِت ذُكُور العُشْب ومِرْباب ـ لا يَزَال بها ثَرًى ومِحْلال ـ تُحَلُّ كثيرًا وسَحابة مِبْكار ـ مِدْلاج من آخِر اللَّيْل ومِقْطار ـ كثيرةُ القَطْر ومِغْزار ـ غَزِيرة ومِدْرار ـ دائمةٌ غَزِيرة وليلةٌ مِدْجانٌ ـ مُظْلِمة ومَزْلَقة مِدْحاضٌ ـ يُدْحَض فيها كثيرا* واذا صَغَّرت مِفْعالا صَغَّرته على مُفَيعِيل فتقول امرأة مُعَيْطِيَة وتُصَغَّر اسماء ما كان من ذَوات الواو والياء على مُفَيْعيل كقولك امرأة مُعَيْطِىٌّ فى تصْغِير مِعْطاءٍ فان حَذَفتَ إحْدَى الياءيْنِ فى التصغير ردَدْت الهاءَ فقلت مُعَيْطِيَةٌ وحَذْفُ إحدَى الياءينِ معَ اثباتِ الهاءِ أكثَرُ من اثْبات الياءَيْنِ مع غيرها

(مِفْعِيل) امرأةٌ مِغْلِيمٌ ـ مُغْتَلمِةٌ ومِعْطِير من العِطْر وأنشد ابن السكيت

* يَضْرِبْنَ جأيًا كُمُدقِّ المِعْطيْر*

وامرأةٌ مِئْشِير ـ من الاشَر ومِكْثِير ـ كثيرةُ الكَلامِ وفَرسٌ مِحْضِير ـ شديدةُ

العَدْو وتَصغيرُ هذا كلِّه بغير هاء كما تقدّم فى مِفْعال فأما تكسيرُهما فانّ سيبويه قال فأمَّا ما كان مِفْعالا فانه يكسَّر على مثال مَفَاعيلَ وذلك لانه شُبِّه بفَعُول حيث كان المذكَّر والمؤنَّث فيه سواءً ففُعل ذلك به كما كُسِّر فَعُول على فُعُل فوافق الاسماءَ ولا تجمَعُ بالواو والنون كما لا يجمعُ فَعُول وكذلك مِفْعيل لانه للمذكر والمؤنث سواءٌ* قال سيبويه* وقالوا مِسْكينةٌ شُبِّهت بِفَقِيرة فصار بمنزلة فَقِير وفَقِيرة وان شئت قلت مِسْكينُون كما تقول فَقِيرون وقالوا مَساكينُ كما قالوا مَأشِيرُ وقالوا أيضا امرأةٌ مِسْكين على قولهم امرأةٌ خِيارٌ ورسولٌ وانما قالوا مِسكينُون كما قالوا مِسكينٌ ومِسكينةٌ (فِعِّيل) امرأةٌ غِلِّيم ـ كَمِغْلِيم وأنشد أبو على

لو كان رُمْحُ استِك مُسْتَقيما

نِكْتَ به جاريَةً غِلِّيما

(فعُول) اعلم أنّ فَعُولا اذا كان بتأويلِ فاعلٍ لم تدخُلْه هاءُ التأنيث اذا كان نعتَ المؤنَّث تقول امرأة ظَلُوم وغَضُوب وقَتُول معناه امرأة ظالِمةٌ فصُرِف عن فاعلةٍ إلى فَعُول فلم تدخلْه هاء التأنيث لأنها لم تُبْنَ على الفعل وذلك أن فاعِلاً مبنِىٌّ على فَعَل ومُفْعِلا مبنىٌّ على أفْعَل وفَعِيلا مبنىٌّ على فَعُل وفَعِلا مبنىٌّ على فَعِلَ فلما لم يكن لفَعُول فِعْل تدخُله تاء التأنيث تُبْنَى عليه لزمه التذكير لهذا المعنى فاذا كان فَعُول بتأويل مَفْعولٍ دخلته الهاءُ ليَفْرُقوا بين ماله الفعلُ وبين ما الفعل واقع عليه فمن ذلك قولهم حَلُوبة لما يُحْلَب قال عنترُة

فيها اثْنتانِ وأربَعُونَ حَلُوبةً

سُودًا كخافِيَةِ الغُرابِ الأسْحَمِ

* قال أبو على* الحَلُوبة هنا ليس بجمع لأنه تمييزٌ وانما جمع الوصْف فقال سُودًا حَمْلا على المعنى ويقال أَكُولَةُ الراعى للشاة يُسَمِّنها الراعى لنَفْسه فأخرجوها على حَدّ فى تأوِيل مَفْعول (١) وقالوا شاةٌ رَغُوثٌ بغير هاء للتى يَرغَثُها ولَدُها ـ أى يَرْضَعُها فلم يدخِلُوا الهاءَ ولو أدخَلُوها لكان ذلك صَوابًا وفى التنزيل (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ) فذَكَّر لأن المعنى فمنها ما يَرْكَبُون وذكّر ما لم يُقْصَد به قَصْد التأنيثِ وفى مصحف عبد الله فمنها رَكُوبَتُهم فأنَّث على الأصل لأن فَعُولا بتأويلِ مفْعُول والرَّكُوبة ـ ما يَرْكَبُون والعَلُوفة ـ ما يَعْلِفُون والحَمُولة ـ ما احتَمَل عليه الحَىُ

__________________

(١) قوله على حدّ فى تأويل الخ فيه سقط ولعل وجه الكلام على حدّ فعيلة فى تأويل الخ كتبه مصححه

من بَعِير أو حِمَار أو غيْرِه ان كان عليها أحْمالٌ وإن لم تكُنْ والحُمُولة ـ الأجْمال وقيل التى علَيْها الاثْقال خاصَّةً* وقال الفارسى* هى الأحمالُ بأعْيانها فاما الحَمُولة بالفتْح فما احتُمل عليه خاصَّةً عِنْده* قال* وفى التنزيل (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً) والقَتُوبة ـ ما يُقْتِبُونَ بالقَتَب الواحدُ والجميعُ فى ذلك كلِّه سواءٌ واذا قالوا حَلُوب ورَكُوب فأسقَطُوا الهاءَ لم يكُنْ إلا .... (١) وقالوا شاةٌ جَزُوز ـ وهى التى يُجَزُّ صُوفُها وجاريةٌ قَصُورةٌ وقَصِيرة ـ محبُوسةٌ ليسَتْ بخارِجَة وأنْشد

وأنْت الَّتِى حَبَّبتِ كُلَّ قَصِيرةٍ

إلَىَّ وما تَدْرِى بذاك القَصائِرُ

وقد قدّمت اشتِقاقَ هذه الكلمةِ فى باب البِنَاء عِنْد ذِكْر القَصْر الذى هو البيتُ ويقال هذه رَضُوعة للفَصيل ـ إذا كانت ظئْرا له وقيل الرَّضُوعة من الغَنَم التى تُرْضِعُ قال الراجز

أوْدَى بَنُو غَنْم بألْبانِ العُصُمْ

بالمُصْفقاتِ ورَضُوعاتِ البَهَمْ

الاصفاقُ ـ أن لا يَحْلُبها فى اليومِ إلا مَرَّةً والنَّسُولة ـ التى يُتَّخذُ نَسْلُها وناقةٌ طَرُوقةُ الفَحْل ـ وهى التى بلغت أن يضْرِبَها فأما قولُهم رجُل شَنُوأة فالهاء للمبالغة وهو فَعُول فى معنى فاعل وعلى مثاله رجُلٌ لَجُوجة وعَرُوفةٌ ـ أى صابرٌ وفَرُوقة من الفَرَق ومَلُولة من المَلَالةِ وكذلك المرأةُ فيهما ورجُل صُرُورةٌ ـ للذى لم يَحُجَّ وقيل الذى لم يتَزوَّجْ ورجل نَظُورة ـ سيِّدٌ يُنْظَر إليه ورجل فَرُورة ـ فَرَّار* وقال أبو الحسن الاخفش* قالوا فَرُوقة ومَلُولةٌ وحَمُولةٌ فألحقُوا الهاءَ حينَ أرادُوا التكثيرَ* وقال أبو عمر الجَرْمى* ويقال أيضا فَرُوق ومَلُول فمن قال فَرُوقةٌ ومَلُولة قال فَرُوقاتٌ ومَلُولاتٌ ومن قال فَرُوقٌ ومَلُول قال فُرُقٌ ومُلُلٌ كما يقال صُبُرٌ وغُدُر* وقال الاخفش* بعضُ الناسِ يقُول رجُلٌ صَرُورةٌ ورجُلانِ صَرُورةٌ فَمن قال هذا أجْراه مُجْرَى المَصْدر فاذا صَغَّرت فَعُولا صَغَّرته بغير هاءٍ كقولك المرأة صُبَيِّر فان لم تَذْكر الموصوفةَ أثبَتَّ الهاءَ وقالوا هى عَدُوُّ الله وعَدُوّة اللهِ والتصغيرُ فيهما على ما قدّمتُ ذِكْرَه* قال سيبويه* وأمَّا ما كان فَعُولا فانه يُكسَّر على فُعُل عنَيْتَ جمعَ المؤنث أو المذكر وذلك صَبُور وصُبُر وغَدُور وغُدُر وإنما استَويَا لأنه لا عَلامةَ للمؤنَّث فيه وقد يجمَعُون المؤنث فيه على فَعائِلَ كقولهم عَجُوز وعَجائِزُ

__________________

(١) بياض بالأصل

قال الشاعر

جاءتْ به عُجُزٌ مُقَابَلةٌ

ما هُنَّ من جَرْم ولا عُكْل

وجَدُود وجَدائِدُ وصَعُود وصَعائِدُ وسنأتى على شرح هذا وانما جاء على فَعائِلَ لأنه مؤنث وكأنَّ علامةَ التأنيث فيه مقدَّرة فصارت بمنزِلة صَحِيحةٍ وصحَائِحَ وقالوا للْوالهِ عَجُول وعُجُل ولم يقُولوا عَجائِل وسَلُوب وسُلُب وسَلائِبُ والسَّلُوب ـ التى سُلبِت وَلَدَها بموتٍ أو ذَمْح وسنأتِى على شرح ذلك بعد فَرَاغ الفصل فى شرح جُمْلة هذا الباب وشَبَّهوا فَعُولا وفَعائِلَ فى النَّعْت بالاسم كقولهم قَدُوم وقَدائِمُ وقُدُم وقَلُوص وقَلَائِصُ وقُلُص وقد يُستغنَى ببعض هذا عن بَعْض قالوا صَعائدُ ولا يقال صُعُد ويقال عُجُل ولا يقال عَجائِلُ* قال* وليس شئٌ من هذا وان عنيَتَ به الآدَميِّينَ يجمَعُ بالواو والنُّون كما أن مؤنَّثه لا يجمَع بالتاءِ لأنه ليس فيه علامةُ التأنيثِ لأنه مذكرُ الأصل وأنا الخَصِّ هذا الفصلَ بما يَحْضُرنى من شرح أبى علىٍّ الفارسى وأبى سعيد السيرافى قالا لم يُجمَع صَبُور وكأنه جمع فى المؤنث والمذكر جمعَ السلامة لأن صَبُورا قد استعمِلْت للمؤنث بغير هاءٍ من أجْل أنها لم تَجْرِ على الفِعل فلما طُرحت الهاءُ فى الواحدة وان كان التأنيثُ يُوجِب الهاءَ كرهوا أن يأتُوا بجمْع يُوجِبُ ما كَرِهُوه فى الواحد فعُدِل به عن السَّلامة الى التكسيرِ فى المؤنث فلَمَّا عُدِل به عن التكسير فى المؤنث أُجْرِىَ المذكَّر مُجْراه* قال سيبويه* ومثلُ هذا مَرِىٌّ وصَفِىٌّ قالوا مرَايَا وصَفَايَا ومَرَايَا وَصَفَايَا فعائِلُ غير أن الاعلالَ أوجبَ لها هذا اللفظَ كما يقال فى خَطِيئة خَطَايا وفى مَطِيَّة مَطَايَا وهذا انما يُحْكَم فى التصريفِ وليس من غَرَض هذا الكتابِ وقد يجوز أن يكون وزنُ مَرِىٍّ وصَفِىٍّ فَعِيلا وفَعُولا وقالوا للذكر جَزُور وجَزائِرُ لمَّا لم يكن من الآدمِيِّين صار فى الجمع كالمؤنَّث وقد تقدم أن ما لا يَعْقِل يُجْرَى مُجْرى المؤنث فى الجمع* قال* وشبَّهوه بالذَّنُوب والذَّنائب* وقال غيره* الذَّنُوب يُذَكَّر ويؤنَّث فمن ذَكَّره قال فى أدْنَى العدد أذْنبِةٌ وقد رُوِى أن المِلك الغَسَّانىَّ الذى كان أسَر شَاسا أخَا علقمةَ بنِ عَبَدة لمَّا مدحه عَلْقمةُ وسأله إطلاقَ أخيه أنشد القصيدَة فلما أن بلَغ الى قوله

وفى كلِّ حَىٍّ قد خَبَطَّ بنِعْمةٍ

فَحُقَّ لشَأْسٍ من نَداك ذَنُوبُ

قال نَعَمْ وأذْنِبةٌ فأطلقَهُ وأعطاهُ وأحسَنَ اليه وأراد سيبويه بالذّنائِب على اللُّغتين جميعا* قال* وقالوا رجُل وَدُود ورِجالٌ وُدَداءُ شبَّهوه بفَعِيل لأنه مِثلُه فى الزِّنَة والزِّيادة ولم يتَّقُوا التضعيفَ لأن هذا اللفظَ فى كلامِهم نحوُ خُشَشاءَ* قال أبو سعيد* أمَّا قولُهم وَدُود ووُدَداءُ ففيه مخالفةُ القِياس من جِهَتين احداهما أن فَعولا لا يُجمَع على فُعَلاءَ وانما يجمع عليه فَعِيل ككَرِيم وكُرَماءَ والثانية أنَّ فَعِيلا اذا كان عينُ الفِعْل ولامُه من جِنْسٍ واحدٍ فانه لا يُجْمَع على فُعَلاء لا يقولون شَديد وُ شَدداءُ ولا جَلِيل وجُلَلاءُ وانما قالوا وُدَداءُ لانه لمَّا خَرج عن بابه فشَذَّ فى وَزْن الجمع احتملُوا شُذُوذَه أيضا فى التضعيفِ فشبَّهوه بخُشَشَاء فى احتمالِ التضعيفِ وقوله لأنه مثلُه فى الزِّنة يريد زِنةَ حرف الِّلين فى سُكُونه من فَعِيل وفَعُول والزيادةُ فيهما أن الواوَ والياءَ زائِدتانِ وقالوا عَدُوّ وعَدُوَّة فشبَّهُوه بصَدِيق وصَدِيقة كما قالوا للجمع عَدُوٌّ وصَدِيق* قال السيرافى والفارسى* يقال عَدُوٌّ للواحِد والاثنَيْنِ والجماعة والمذكَّر والمُؤَنَّث قال الله تعالى (إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً) وقال (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) وكذلك يقال الصَّدِيق للواحدِ والاثنينِ والجماعةِ والمؤنث والمذكر وقد يُدْخِلون الهاءَ عليهما جميعاً لانهما لما تَضادَّا جَرَيا مَجْرًى واحدًا* قال* وقد أُجْرِىَ شئٌ من فَعِيل مستَويًا فى المؤنث والمذكر وذلك قولك مِلْحفةٌ جَدِيد وسَدِيس وكَتِيبة خَصِيفٌ ورِيحٌ خَرِيقٌ وقالوا مُدْيةٌ جُرَاز وهُذَام والباب أن المذكر والمؤنث يَختلِف فى فَعِيل اذا لم يكن فَعِيل فى معنى مَفْعُول تقول رجُلٌ كرِيمٌ وشَرِيفٌ وامْرأةٌ كَريمةٌ وشَرِيفةٌ وفَعُول يَسْتوِى فيهما تقول رجل صَبُور وغَدُور وامرأةٌ صَبُور وغَدُور فذكَر سيبويه فَعِيلا فى هذه الأحْرُفِ أنه قد استَوى فيها المذكر والمؤنث وجَرَتْ على حكم فَعُول فأمَّا جَدِيد فقد قدّمت ذِكْر الاختِلاف فيه فى الباب الذى قَبْله يقال نَفْسٌ عَرُوف ـ إذا حُمِلت على شئٍ اطْمأنَّتْ اليه وهِمَّة طَمُوح ـ مستَشْرِفةٌ إلى مَعالِى الأُمُور وامرأة رَدُوح ـ عَجْزاءُ كرَدَاح وقَطُوع ـ تَنْقَطِع عند البُهْر وعَصُوبٌ ـ زَلَّاءُ وجارِيةٌ بَسُوق ـ إذا جَرَى اللبَنُ فى ثَدْيها وهى بِكْر وكَذلك الناقةُ والشاةُ وامرأة جَفُول ـ كبِيرةٌ وجُمَّةٌ جَفُول ـ عظيمةٌ وامرأة عَجُوز ـ مُسِنَّة وقد قِيلَت بالهاء وامرأة رَصُوفٌ ـ صغِيرةُ الفَرْج ورَصُوص

ـ رَتْقاءُ ورَطُوم ـ واسِعَةُ الجَهاز كثيرةُ الماءِ وخَقُوق ـ يُسْمَع لِفرجها صَوْت اذا جُومِعَت وأتَان خَقوق ـ يُصَوِّت حَياؤُها من الهُزال وقد خَفَّت تَخِقُّ وامرأة خَبُوق كخَقُوق ومَصُوص ـ يمتَصُّ رحِمُها الماءَ وخَضُوفٌ ـ تَلِدُ فى التاسع ولا تَدْخُل فى العاشر وهى من الابِل ـ التى اذا أتَتْ على مَضْرِبها أُنْتِجَت وقيل هى من مَرابيع الابِل التى تُنْتَج لخمس وعشرين بعد المَضْرِب والحولِ ومن المَصايِيف التى تُنْتَج بعد المَضْرِب والحولِ بخَمس وقد خَصَفت تَخصِف خِصافا ووَلُود ونَثُور ـ كثيرةُ الولَد وكذلك الكافة والظائِرة والنْزُور أيضا (١) من النساء ـ القليلةُ الَّلبَن ورَقُوب ـ لا يَعِيش لها ولَد ويُوصَف به الرجل وهى من الابل ـ التى لا تَدْنو الى الحَوْض مع الزِّحام وذلك لكَرَمها وامرأة ثَكُول وهَبُول ـ فاقِدٌ وعَجُول كشَكُول وكذلك الناقةُ وامرأة نَكُوع ـ قصِيرةٌ ودَرُوم ـ قصِيرةٌ مع صِغَرٍ سَيِّئةُ المَشْى وخَفُوت ـ لا تَكاد تَبِينُ من الهُزال وقيل ـ هى التى تَسْتحسِنها ما دامتْ وحدَها فاذا رأيتَها فى جَماعة النساء عِبْتَها وامرأةٌ طَرُوح ـ تَطْرَح عنها ثَوْبَها ثِقةً بحُسْن خَلْقها وهى من النخل ـ الطَّوِيلةُ العَراجِينِ ودَسُوس ـ بها عَيْب فى جَسَدها فهى تَنْدَسُّ فى الِّلحاف لئَلَّا يَراها بَعْلُها وعَرُوب ـ ضَحَّاكة وقيل ـ عاشِقَة لزَوْجها مُتَحبِّبة إليه ولَعُوب وشَمُوع وعَطُوف كذلك وهى من الابل ـ التى عُطِفتْ على بَوِّ فَرِئمتْه وهى من القِسِىِّ ـ التى عُطِفت احدَى سِيَتَيْها على الأُخْرَى وهى أيضا التى تُتّخَذ للاهْدافِ يعنِى القوسَ العرَبِيَّة وخَلُوب ـ خَدَّاعة وقَدُوع ـ كثيرةُ الحَياءِ قليلةُ الكلامِ وخَرُود ـ حَيِيَّة وقيل ـ بِكْر لم تُمْسَسْ ونَفُور ـ نافِرة وقَذُورٌ ـ متباعِدَة وكذلك عَيُوف ويُستعْمَلان فى الابل وكَفُور وكَنُود ـ كافِرةٌ للمُوَاصلة وحَسُود ـ حاسِدةٌ وعَلُوق ـ لا تُحِبُّ زَوْجَها وهى من الابل ـ التى لا تَأْلَف الفحْلَ ولا تَرْأم الولَدَ وقيل ـ هى التى تَرْأم بأنْفها وتَمْنع دِرّتَها وصَيُود ـ سَيِّئة الخُلُق وقد قيل صَيْدانة وظَنُون ـ لها شَرَف تُتَزَوَّج طمَعا فى وَلَدِها وقد أسَنَّت ومَنُون ـ تُتَزوَّج لما لِها فهى تَمُنُّ على زَوْجها وبَرُوك ـ اذا تَزوَّجت وابنُها رجُل ويقال لابِنها الجَرَنْبَذ وامرأة رَؤُود بهمز وبغير همز ـ اذا كانت تَدْخُل بيُوتَ الجِيرانِ وهى رَوَاد وامرأة هَجُول وهَلُوك ـ بَغِىٌّ وفَشُوش ـ قاعِدةٌ على الجُرْدانِ وقيلَ

__________________

(١) قوله وكذلك الكافة الخ كذا فى الأصل وتأمله كتبه مصححه

ـ الرِّخْوةُ المَتاعِ وجَرُوز ـ شديدةُ الأكْل وكذلك الناقةُ وامرأة نَعُوس ـ كثيرة النُّعاسِ وهى من الابل ـ الغَزِيرة التى تَنْعَس عِنْد الحَلْب وعينٌ دَمُوع ـ كثيرةُ الدمعِ أو سَرِيعتُه ولِثَةٌ بَثُوغ ـ كثيرةُ اللحمِ والدَّمِ وهى أقْبَحُ اللِّثات* وحكى الفارسى* أن بعضَ الأعراب دَعَا لصاحبِه أو أخِيه فقال رَزَقَك اللهُ ضِرْسا طَحُونا ومَعِدةً هَضُوما وفَقْحة نَثُورا وفى بعض النسخ وسُرْما نَثُورا وقال أجِدُ نَفْسى عَزُوفا عن اللهْوِ ـ أى عازِفةً ونفسٌ لَجُوح ـ أبِيَّة وفَرَس نَتُوج ـ حاملٌ وكذلك عَقُوق وقيل النَّتُوج والعَقُوق لكل ذات حافِر وبِرْذونةٌ رَغُوث ـ لا تَكاد تَرْفَع رأسَها من المعْلَف وفى المثل «كلُّ بِرذَوْنة رَغُوث» وفرسٌ جَمُوحٌ للانثى ـ تَذْهَب على وَجْهها وناقةٌ لَقُوح ـ لاقِحةٌ وفى المثل «اللَّقُوح الرِّبْعيَّة مالٌ وطعامٌ» وكَشُوف ـ يُحْمَلُ عليها فى كل سنة والمَصدَر الكِشَاف وقد أكْشَف القومُ العامَ وناقة بَرُوق ـ تَشُول بذَنَبها تُرى أنها لاقِح وليستْ كذلك ومنه قولُ بعضِ الأعراب لصاحِبه أوْ أخيه دَعْنِى من تَكْذابِك وتَأْثامِك شَوَلانَ البَرُوق وَكُمون ـ كَتُوم لَّلقاح لا تُبَشِّر بذَنَبها وكَتُوم ـ لا تَشُول بذَنَبها عند الَّلقاح ولا يُعْلَم حملُها وقيل ـ هى التى لا تَرْغُو إذا رَكِبها صاحِبُها والكَتوم من القِيسِىِّ ـ التى لا تَرِنُّ وقيل ـ التى لا صَدْعَ فى نَبْعها وناقةٌ غَمُوس ـ فى بَطْنها وَلَد ومَخُوض ـ اذا أخذها المَخَاض عند النِّتاج ودَحُوق ـ تَخرُج رحِمُها عند النتاج دَحَقتْ تَدْحَق دُحُوقا ورَحُوم ـ تَشْتكِى رَحِمَها بعد الوِلَادة ولا تَدْحَق وقيل ـ هى التى بها داءٌ فى رَحِمها وخَفُود ـ مُجْهِضة وجَرُور ـ تَزِيدُ على حَمْلها وصَعُود ـ اذا خَدَجْت لسَبْعة أشهُرٍ أو ثمانيةٍ أو تِسْعة فعُطفت على وَلَدها الذى من عامِ أوَّل فتَدِرُّ عليه فيُلمَظَّ منها ويُؤْخَذ لبَنُها وهو أحْلَى اللبنِ وجمعها صَعائِدُ وصُعُدٌ* وقال بعضهم* لا يُقال صُعُد وقد تقدَّم ورَؤُوم ـ إذا خَدَجتْ أو ماتَ ولَدُها فعُطِفت على غيره فرَئِمتْه وظَؤُور ـ لازمةٌ للفَصِيل أو البَوِّ ولَبُونٌ ـ غَزِيرةُ اللبنِ والجمع لُبُنٌ وكذلك الشاةُ ووَكُوف ـ غزِيرة اللبن وكذلك الشاة أيضا ومِنْحةٌ وَكُوف ـ غَزِيرة* قال الفارسى* الوَكِيف ـ الهَطْل وناقةٌ ضَفُوف ـ كثيرةُ اللبَنِ وكذلك الشاةُ وحَفُول ـ سريعةُ جَمْعِ اللبَنِ فى الضَّرْع وحَشُوك كحَشُود وقيل ـ هى الغزيرةُ

اللَّبنِ حُفّلت أو لم تُحَفَّل ورَفُود ـ تمْلأُ القَدَح فى حَلْبةٍ واحدةٍ وصَفُوف ـ تَجْمَع بيْن مِحْلَبينِ فى حَلْبة وقيل ـ هى التى تَصُفُّ يديْها عند الحَلْب وشَفُوع وقَرُون ـ تَجْمع بين مِحْلَبين فى حلبة وقيل القَرُون ـ المُقْترنةُ القادِمَينِ والآخِرَينِ وقيل ـ هى التى إذا بَعَرتْ قارنَتْ بين بَعْرها وقيل ـ هى التى تَضَع رِجْلَها موضِعَ يَدِها وكذلك هى من الخَيْل وناقةُ نَفُوح ـ لا مَحْبِس لبَنَها وفَخُورٌ ـ تُعْطِيك ما عِنْدها من اللبَن ولا بَقاءَ للبَنِها وقيل ـ هى العظِيمة الضَّرْع والفَخُور من النخل ـ العظيمةُ الجِذْع الغَلِيظة السَّعَف وناقةٌ نَجُود ـ مِغْزار وقيل ـ هى الشَّدِيدة النَّفْس وقيل ـ هى التى لا تَبْرُك إلا على مُرْتَفِع من الارض وقيل ـ هى التى لا تَحْمِل من الأُتُن خاصَّة وقيل ـ هى الطَّوِيلةُ العُنُقِ منهما ومَكُود ـ غَزيرةُ اللبنِ وقيل القَلِيلتُه وكذلك الشاةُ والجمعُ مَكائِدُ وهى من الآبارِ التى لا تنْقَطِع مَادَّتُها على التشبِيه وناقةٌ جَدُود وشَصُوص ـ قليلةُ اللبَنِ وقد قدّمت تصريف فِعْلها وناقة مَصُور ـ يُتَمَصَّر لبَنُها قَلِيلا قَلِيلا وكذلك الشاةُ والبقَرةُ وخَصَّ بعضُهم به المِعْزَى وناقة جَذُوب ـ مُرْتِفعة اللبَنِ كجاذِبٍ ونَهُوز ـ قليلةُ اللَبنِ لا تَدِرُّ حتى تُنْهَزَ باليَدِ وتَخُور ـ لا تَدِرُّ حتى يُضْرَب أنفُعها وعَصُوب ـ لا تَدِرُّ حتى تُعْصَبِ فَخَذَاها وقد عَصَبت وعَصَبْتها وزَبُونٌ ـ تَرْمِحَ عِنْد الحَلْب وبَسُوس ـ لا تَدِرُّ إلا على الابْساس ـ وهو أن يقال لها بَسْ بَسْ وعَسُوس وقَسُوسُ ـ لا تَدِرُّ حتى تَتَباعدَ من الحالِب وهى أيضا التى تُباعِد القطيعَ فى المَرْعَى وضَرُوس ـ سيِّئة الخُلُق عند الحَلْب وحَرْب ضَرُوس منه ـ وهى الشديدةُ وناقة ضَرُوس وعَضُوض ـ تعَضُّ لتَذُبَّ عن ولدها وزَجُور ـ تدِرُّ على الفَصيل كَرْها اذا ضُرِبت فاذا تُرِكتْ منَعتْه وضَجُور كزَجُور وفى المثل «قد تُحْلَبَ الضَّجُورُ العُلْبةَ» وناقة فَتُوح وثَرُور ـ واسعةُ الاحْليل وقد قدّمت تصرِيفَ فِعْليهما والحَصُور من الابل ـ كالعَزُوز وناقةٌ حَضُون ـ ذهَب أحدُ طُبييَهْا وهو الحِضان والحضون أيضا من الابل والغَنَم ـ التى أحد خِلْفيها أكْبَرُ من الآخَر وشَطُور ـ ذهبَ خِلْفانِ من أخْلافها وهى من الشاء ـ التى يَبِس أحدُ خِلْفيها وناقة تَلُوث ـ يبِسَ ثلاثةٌ من أخلافها وجَذُوب ـ لا يثبُتُ صِرَارها وهى من الأُتُن السمينةُ ومن جميع

الدوَابِّ السريعةُ وناقةٌ شَطُوط ـ عظيمةُ جَنْبَى السَّنامِ وجَزُور طَعُوم ـ أخدَتْ شيئا من سِمَن ودَلُوح ـ مُوقَرة شَحْما أو مُثْقَلة حِمْلا وسحابة دَلُوح ـ مُثْقَله بالماء منه قال مطيع بن اياس يرثِى يحيَى بنَ زياد

قلتُ لثَجَّاجةٍ دَلُوح

تَسُحُّ من وابِل سَحُوحِ

أُمِّى الضَّرِيحَ الذى أسَمِّى

ثم استَهلِّى على الضَّرِيح

ليس مِنَ العَدْل أن تَشِحِّى

على فَتًى ليس بالشَّحِيح

وانما أوردتُ هذه الابياتَ بِكمالها لذَهابِها فى الرِّقَّة والحُسْن وجَوْدةِ التأبِين وناقةٌ امُونٌ ـ أمِنَتْ أن تكون ضَعِيفةً والجمع أُمُنٌ ورَحُولٌ ـ قَوِيَّة على الارتِحالِ وناقة خَنُوفٌ ـ تَقْلِب خُفَّ يديْها إلى وَحْشيِّها اذا سارَتْ والوَحْشِىُّ ـ الجانِبُ الأيسَرُ وقيل ـ هى اللَّيِّنة اليديْنِ فى السير وقد يُستَعْمل فى الخَيْل فَرَس خَنُوفٌ ـ إذا هَوَى بحافِرِه إلى وَحْشِيِّه وعَمَّ به بعضُهم جميعَ الدَّوابِّ وبَحُوث ـ تَبْتحث التُّرابَ بأخْفافِها أُخُرا فى سيرها وخَسُوق ـ سيِّئة الخُلُق تَخْسق الأرضَ بمَناسِمها ـ أى تَخُذُّها ونَسُوف ـ تَنْسِف الترابَ فى عَدْوها وقيل ـ هى التى تكون فى أوائل الابل اذا ورَدتِ الماءَ وقيل ـ هى التى تأخُذُ الكَلأ بمُقدَّم فيها وزَخُوفٌ ـ تَجُرُّ رجْلَيْها تمنَحُ بهما الارضَ وقَطُوف ـ بطِيئةُ السَّيْر قد تَقَطع (١) القَطُوفُ الوَسَاعَ ولَجُون ـ بطِيئةُ السَّيْر ثقِيلةٌ وضَغُون ـ فيها مُعَاسَرةٌ وهوى فى غيْرِ وَجْهها وذَقُون ـ تُمِيل ذَقَنها الى الارضِ وتَهُزُّ رأسَها تستَعِين بذلك على السَّيْر وعَرُوضٌ ـ لا تَقْبَل الرِّياضة ولا ذُلِّلت وذَمُول من الذَّميل ـ وهو السَّيْر الليِّن وكذلك النَّعامةُ ووَسُوج من الوَسيج ـ وهو ضَرْب من السَّيْر ومَلُوس من المَلْس ـ وهو سَيْر فوْقَ العَنَق وسَبُوتٌ من السبْت ـ وهو العَنَق وقيل فَوْق العَنَق ووَلُوق من الوَلْق ـ وهو سَيْر فى سُرْعة ومَلُوع ونَعوُب من المَلْع والنَّعْب ـ وهما السَّير السَّريعُ وزَفُوف من الزَّفيف* قال أبو العباس* هو مُقارَبة الخَطْو فى سُرْعة* وقال أبو اسحقَ* هو أوّلُ عَدْو النَّعام وناقة زَرُوف ـ طوِيلةُ الرِّجليْنِ واسِعةُ الخَطْو وعَصُوف ـ سرِيعةٌ ونَسُوجٌ ـ سريعةُ نَقْل القَوائِم وقيل ـ هى التى لا يَثْبُت حِمْلُها ولا قَتَبها عليها وسَعُوم ـ باقيَةٌ على السَّيْر والجمع سُعُم وزَلُوق

__________________

(١) قلت لقد حرف ابن سيده لفظ هذا المثل حين رواه قد تقطع وانما الصواب فى رواية هذا المثل قد يبلغ القَطوفُ الوساعَ يضرب فى النهى عن العجلة يقول ربما لحق المتأنى المتأخر العجول السابق لأن للعجول زللا يمنعه عن الاستمرار على السبق كما قال القطامى وقد يكون مع المستعجل الزلل ونظيره من الامثال قد يُبْلَغ الخضم بالقضم يضربان فى القناعة بيسير الحاجة عند فوات جليلها كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

ـ سريعةٌ وزَلُوج وزَلُوخ ومَرُوح ـ نشِيطةٌ وعَنُود ـ تتَنكَّب الطرِيقَ من نشاطِها وقُوّتِها وقيل ـ هى التى تَرْعَى أو تبْرُك ناحِيةً وخَلُوء ـ تبْرُك فتُضْرَب فلا تَقُوم خَلَأتْ تَخْلأُ خِلاءاً وحَرُونٌ ـ خَلُوء ودفَوُن ـ تَبْرُك وَسَط الابل وقيل ـ هى التى تكونُ وسطَ الابل اذا وردت الماءَ وقَذوُر ـ لا تَبْرك مع الابل وضَجُوع ـ تبْرُك أو تَرْعَى ناحِيةً ودَحُول ـ تُعارِض الابلَ مُتَنَحّيةً عنها وزَحُول ـ إذا وَرَدت الحوضَ فضَرب الذَّائدُ وجْهَها فَولَّت عَجُزها ولم تَزَل تَزْجَل حتى تَرد الحوضَ وفَرُودٌ ـ متنَحِّية فى المَرْعَى والمَشْرَب وطَبُوخ ـ تَذْهَب يَميِنا وشِمالا وتأكُل من أطْراف الشَّحَر وسَلُوف ـ تكُون فى أوائل الابل إذا ورَدت الماءَ وناقة قَلُوص ـ قَمّة شانَّة وقد غَلَبت غَلبةَ الاسماء وكذلك القَلُوصُ من النَّعام على التشبيه بالقَلُوص من الابِل ويَزُول كبازِل وشَرُوف ـ شارِفٌ ونَيُوب ـ مُسِنَّة ودَلُوق ـ تكَسَّرت أسنانُها فتَمُجُّ الماءَ اذا شَرِبتْ وكَزُوم ـ هَرِمة ومَضُوز وضَمُوزٌ ـ مُسِنَّة وقيل الضَّمُوز ـ التى تَضُمُّ فاها لا تسمَعُ لها رُغَاء والضَّمُوز من الحَيَّات ـ الشدِيدةُ العَضِّ وناقةٌ رَغُوٌّ ـ كثيرة الرُّغَاء وسكُوتٌ ـ صَمُوت لا تَرْغُو عند الرَّحْلة .... (١) اذا اجْتَرَّت وصَفُون ـ تجمَع بين يَدَيْها ثم تَفَاجُّ وتَبُول وشاة دَرُور ـ دارَّة وشاةٌ ثَعُول ـ تُحْلَبُ من ثلاثةِ أمْكِنةٍ وأربعةٍ للزِّيادة التى فى الطَّبْى وقيل ـ هى التى لها فوق خِلْفها خِلْف صَغِير واسمُ ذلك الخِلْف الثُّعْل وكَتِيبة ثَعُول ـ كثيرةُ الحَشْو والتُّبَّاعِ منتَشِرة وشاةٌ دَجُون ـ لا تمنَع ضَرْعها سِخَالَ غيرها وقَعُوص ـ تَضْرِب حالِبَها وتمنَع الدِّرّة وبَعُور ـ تَبْعَر على حالِبها فسِد اللبَنَ وسَحُوف ـ على ظَهْرها سَحْفة ـ وهى الشَّحْمة التى على الظهر وقيل بين الكَتِفين وكذلك الناقةُ والسَّحُوف أيضا من الغَنَم ـ الرقيقةُ صُوفِ البطنِ وشاةٌ زَعُوم ـ لا يُدْرَى أبها شَحْم أمْ لا ومنه قيل فى قولِ فلانٍ مَزَاعِمُ ـ وهو الذى لا يُوثَق بقوله ورَعُوم ـ يَسِيلُ مُخَاطُها من الهُزَال ونَثُور ـ تَطْرَحُ من أنَفِها كالدُّود وحَرُون ـ سَيِّئة الخُلُق وثَمُوم ـ تقْلَع الشىءَ بفيها ورَؤُوم ـ تَلْحَس ثِيابَ مَن مَرَّ بها ورَمُوم ـ تَرُمُّ ما مرَّت به وظَبْية بَغُوم ـ تَصِيحُ الى ولدها بأرْخَمِ ما يكونُ من صَوْتها ونَفُوز ـ وَثَّابةٌ فأما قوله

__________________

(١) بياض بالأصل

* إراحةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ*

فانّ النَّفُوز ليس بصِفةٍ للمؤنث ضَرورةً لأن الجِدايةَ يقَع على الذَّكَر والأنثى منها وأَبُوز ـ كنَفُوز وخَذُول كخاذِل ـ وهى المنخلِّفة عن القَطِيع وكذلك البقَرةُ وغيرها من الدَّوابِّ وأتَانٌ وَدُوق ـ تشْتَهِى الفحلَ ونَحُوص ـ قليلةُ اللَّبَن ولا تكون هذه الصِّفةُ إلا فى الأُتُنِ وأرنبٌ زَمُوع ـ تمشِى على زَمَعِها اذا دنَتْ مِن موضِعها لئلَّا يُقَصَّ أثَرُها وقيل ـ هى السَّرِيعة وقد زَمَعتْ وأزْمَعتْ ودَجاجةٌ بَيُوض ـ كثيرةُ البَيْض ووَدُوك ـ ذاتُ وَدَك وحَمَامة هَتُوف ـ كثيرةُ الهُتاف وضَبَّة مَكُون ـ اذا باضَتْ ونَخْلة قَبُور وكَبُوس ـ حَمْلُها فى سَعَفها وقيل ـ سَريعة الحَمْل ودَوْحة رَبُوض ـ عظيمةٌ وهى من القُرَى العظيمة الواسعةُ على التمثيل وقَوْس قَلُوع ـ اذا نُزِع فيها انقَلبَتْ وطَحُوم ـ سريعةُ السَّهْم وطَرُوح ومَرُوح وضَرُوح ونَفُوح وطَحُورٌ ـ بعيدةُ موقِع السَّهْم ومنه عينٌ طَحور ـ اذا قَذَفت بقَذاها وقَوْس زَفُوف ـ تسمَعُ لها رَنِينا وزَجُوم ـ ضعيفةُ الارْنان وهَتُوف وحَنُون ـ مُصَوّتة وهَزُوم ـ مُرِنَّة وعَصًا بَزُوخ ـ شديدةٌ وكذلك عِزَّة بَزُوخ ودِرْع فَيُوض ـ واسعةٌ وأرضٌ قَبُور ـ غامِضةٌ ومَحُول ـ مَحْلة ومَفَازةٌ زَهُوق ـ نائِيَةُ المَهْواة وكذلك البِئْر وأكمَةٌ هَدُود ـ صَعْبة المُنْحَدَر وعَقَبَة كَؤُود ـ صَعْبة المَرْقَى وكذلك عَنُود وعَنُوت وبِئْر عَضُوض ـ بعِيدةُ القَعْر وقيل ضَيِّقة وسَهُوك ـ ضَيّقة الخَرْق* وقال الفارسى* بَيُونٌ ـ متباعِدَة الجُوْل هذه عبارته فى الاغفال فأمَّا فى الحُجَّة فقال بِئْر بَيُونٌ ـ بعِيدةُ القَعْر وأصلُ ذلك من التَّبايُن ـ وهو التَّباعُد قال الشاعر

إنَّكَ لو ناديْتَنِى ودُونِى

زَوْراءُ ذاتُ مَنْزَع بَيُونِ

* لقُلْتُ لبَّيكَ اذا تَدْعُونى*

وقد أنعمتُ تحسِينَ هذه الكلمةِ وأريتُ وجْه اشتقاقها فيما تقدَّم من هذا الكتاب وبِئْر جَرُورٌ ـ يُسْتَقَى منها على بَعِير ولَحُود ودَحُول ـ ذلتُ تَلَجُّف ـ أى نواحِى وقيل فى جِرَابها عَوَج فتذْهَب فى أحَد شِقَّيها وبِئْر شَطُون ـ لا تُخْرَج دَلْوُها إلا بحبْليْنِ لِعَوَج فى جِرَابها وبِئْرٌ جَمُوم ـ سرِيعةُ إثابَةِ الماء وكذلك الفَرَس قال

النَّمِر بنُ تَوْلَب

جَمُومُ الشَّدِّ شائِلَةُ الذُّنَابِى

تَخَالُ بَياضَ غُرَّتِها سِرَاجَا

وقَذُوم ـ كجَمُوم كأنها تَقْذِم بالماءِ قال الراجز

لتُنْزَحَنْ ان لم تَكُنْ جَمُوما

أو لم تَكُنْ قَلَيْذَما قَذُوما

وهذا .... ان كان .... (١) حَمْلا على مَعنَى القَلِيب لأن القَليبَ يُذَكَّر ويُؤَنَّث وهذا مثلُ ما أنشده الفارسىُّ فى كتاب الايضاح

يا بِئْرُ يا بِئرَ بَنِى عَدىِّ

لأنْزَحَنْ قَعْرَك بالدُّلِىِ

* حتى تَعُودِى أقْطَعَ الوَلِىِّ*

* قال* أراد حتى تَعُودى قَليبا أقْطَع الوَلِىِّ وبئر قَلُوص ـ لها قَلَصة ـ أى جَمَّة وخَسُوف ـ إذا حُفِرت فى حِجَارة فلم تَنْقطِع لها مادّة وبئر قَطُوع وضَهُول وضَنُون وظَنُون ونَكُوز وبَرُوض ورَشُوح ومَكُول ـ كلُّه قليلةُ الماء ونَضُوض ـ يَجْتَمِعُ ماؤُها رَشْحا وصَلُود ـ غلب جبَلُها فامتنَعتْ على حافرها وهى من القُدُور ـ البَطِيئة الغَلْى وبِئْر زَلُوخ ـ متَزِلّقة الرأسِ يقال مَكانٌ زَلْخٌ وبَكْرة دَمُوك ـ سريعةٌ أعنى البكْرَة التى هى بعضُ آلات الاستِسْقاء وضَرُوس ـ لا تَزَال تَمِيل فى شِقٍّ فيخرُج الرِّشاءُ من مَدْرَجته عليها فيقَع بينَ حائِط الفُرْضة وبين البَكْرة وقد مَرسَت البَكْرة (٢) وقد يقال مِمْراس وأنشد ابن السكيت

دُرْنا ودَارتْ بَكْرةُ نَخِيسُ

لا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوس

ودَلْو غَرُوفٌ وجَرُوف ـ كثيرةُ الأخذ من الماء وشَرْبةٌ مَسُوس عن الفارسى والمَعروف ماءُ مَسُوس وأنشد ابن السكيت

لو كُنْتَ ماءً كُنْتَ لا

عَذْبَ المَذَاق ولا مَسُوساً

وسَنَة حَسُوس ومَحُوشٌ ـ مُجْدِبة وأَزُوم ـ شَدِيدةٌ وحَقِيقة الأَزْم العَضُّ وقد يُسْتَعْمَل فى المذَكَّر ويقال عامٌ أَزُوم وسنة جَمُوش ـ تُحْرق النَّباتَ ونُورَةٌ جَمُوشٌ ـ حارّةٌ حالِقةٌ ورِيحٌ سَهُوك وسَهُوج وخَجُوج ونَئُوج ـ شديدةُ المَرّ ودَرُوج ـ لها مِثلُ ذَيْل الرسَنِ فى الرَّمْل و.... (٣) الثِّمار والبُيُوت وهى من الهَوَاجر التى تَحْلِبُ العَرَق وطَحُور ـ مُفرِّقةٌ للسَّحاب وجَفُول ـ تَجْفِل السَّحابَ

__________________

(١) بياض بالأصل

(٢) قوله وقد مرست البكرة الخ لم يتقدم عليه الاسم حتى يشتق منه الفعل كما هى عادته ففيه سقط ولعل وجهه وبكرة مروس وقد مرست الخ فتنبه كتبه مصححه

(٣) بياض بالأصل

وسَفُور ـ تَسْفِره وهَتُوف ـ حَنَّانة وسَحَابة بَكُور ـ مِدْلاج من آخِر الليل وهَمُوم ـ صَبُوب للمطر وقَطُور ـ كثيرةُ القَطْر ونَطُوف ـ ما طرةٌ إلى الصَّباح وكذلك الليلةُ وسَحابَةٌ خَلُوج ـ غَزِيرةٌ ومنه ناقةٌ خَلُوج ـ غَزِيرةُ اللَّبن وجَفْنَة خَلُوج ـ قَعِيرةٌ كثِيرةُ الأَخذ من الماء ورَكُود ـ ثقِيلةٌ مملُوءةٌ ورَذُوم ـ مَلْأَى تَسِيلُ وجَزَّة هَدُور ـ إذا غَلَى ما فيها وشَفْرة هَذُوذ وأَذُوذ ـ صارمةٌ ونِيَّة عَنُود وقَذُوف ونَعُور وشَطُون ـ بعِيدةُ وعَقبة زَلُوج وزَمُوج ـ طويلةٌ بَعِيدة وقافِيَة شَرُود ونَدُود ـ سائرةٌ فى البِلاد وداهِيَة نَؤُود ـ شَنْعاءُ وبَؤُوق ـ شديدةٌ ويَمِين غمُوس ـ فاجِرة غير بَرَّة لأنها تَغْمِس صاحبَها فى النار وطَعْنة غَمُوس ـ مُنْغَمِسة فى اللحم وقد عبر عنها بالواسِعة النافِذَة

فَعُول بمعنى مَفْعول

امرأةٌ أَتُوم ـ مُفْضاة وأنشد ابن السكيت

* أيَا ابْنَ نَخَّاسِيَّةٍ أَتُومِ*

وخَرُوس ـ اذا عُمِل لها شَئٌ عِنْد الوِلَادة وقد خَرَّسْتها واسمُ الطَّعام الخُرْسة ويقال للبِكْر فى أوَّل بَطْن تحمِلُه خَرُوس وامرأة ذَعُور ـ تُذْعَر من كلِّ شئٍ وأنشد أبو عبيد

تَنُول بمعْرُوف الحدِيثِ وان تُرِدْ

سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منكَ وهى ذَعُور

وناقةٌ سَلُوب ـ اذا سُلِبت ولَدَها بذَبْح أو مَوْت وقيل اذا ألقَتْه لغيْرِ تَمامٍ وكذلك المرأةُ وخَلُوج كَسَلُوب ـ خُلِج عنها ولَدُها ـ أى جُذِب وكذلك الظَّبْية قال أبو ذُؤيب

كأنَّ ابْنةَ السَّهْمىّ يومَ لقِيتُها

مُوشَّحةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ

بَاسْفلِ ذاتِ الدَّبْر أُفْرِد خِشْفُها

فقَدْ وَلِهتْ يومين فهى خَلُوجُ

هكذا رُوى لى عن أبى على الفارسى الدَّبْر بالباء وقال هو موضع كثيرُ النَّحْل ورواه بعضهم الدَّيْر وهو تصحيف وسَحَابَةٌ خلُوجٌ ـ مجتَذَبة من مُعْظَم السَّحاب وقد تقدّم فى باب فَعُول بمعنى فاعِلٍ أنها الغَزِيرة من السَّحاب والابِلِ وناقةٌ زَعُوم وضَغُوثُ ولَمُوس وشَكُوك وعَرُوك وضَبُوث وغَبُوط ـ وهى التى يُشَكُّ فى سَنَامِها لا يُدْرَى أبه

شَحْم أم لا وقد ضَغَثْتها أضْغَثُها ولمَسْتها ألِمْسُها وعَركَتْها أعْركُها وضبَثتها أضْبِثُها وغَبَطتها أغْبِطُها وكذلك غَمُوز وقد غَمَزْتها أغْمِزُها وكَشُوذُ ـ مَحْلُوبة بثلاثِ أصابعَ ورَحُول ـ تصْلُحُ أن تُرْحَل وشاةٌ شَفُوع ـ يَشْفَعها ولَدُها ورَغُوث ـ يَرغَثها ولَدُها وبئر غَرُوف ـ اذا كانت تُغْتَرف باليد وكذلك قَدُوح وقد قَدَحْتها أقْدَحُها قَدْحا ومَتُوح ـ يُمَدُّ منها باليدَيْنِ على البَكْرة ونَزُوع ـ يُنْزَع منها باليَدِ ونَشُوط ـ لا تُخْرَج منها الدلْوُ حتى تُنْشَط كثيرا ـ أى تُجْذَبَ ونَزُوف ـ قليلَةُ الماءِ مَنْزوفةٌ وقد يجوزُ أن تكونَ هذه فاعِلَة يُقال نَزَفت البِئرُ ونَزفْتها ونَزُوح كنَزُوف وتَكُون أيضا فاعِلَةً نَزَحتْ ونَزَحْتها ونَثُول ـ اذا دُفِنَت ثم أُخْرِج تُرابُها وليست بجَدِيد والجمع نُثُل وقد نَثَلْتها أنْثِلُها نَثْلا واسمُ التَّراب النَّثِيل وتَوْبة نَصُوحٌ ـ منصُوحٌ لله فيها وقيل هو أن لَا يرجعَ العبدُ إلى ما تابَ عنه

ومما جاء من الاسماء المؤنَّثة على مِثال فَعُول

قولهم الهَدُود ـ للسَّهلةِ من الرَّمْل والصّعُود .... (١) كله الارضُ الغَلِيظة والفَتُوح بمنزِلة الحَرُور من سَفْح الجبل والكَثُود أصلُه الوَصْف وغَلَب غَلَبةَ الأسماءِ والذّنُوب ـ الدَّلْو والعَرُوض ـ من الشِّعر والعَلُوق ـ المَنِيَّة وأنشد ابن السكيت

وسائِلةٍ بثَعْلَبَةَ بنِ قِيْسٍ

وقد عَلِقتْ بثَعلَبةَ العَلُوق

والسَّمُوم والحَرُور ـ من الرياح يكونان بالليل والنَّهار وقال العجاج

* ونَسَجَتْ لواقِحُ الحَرُورِ*

ما جاء على فَعُول مما هو صِفَة في أكثَر

الكلامِ واسمٌ فى أقَلِّه

وذلك جَنُوب وحَرُور وسَمُوم وقَبُول ودَبُور* قال سيبويه* لو سَمَّيْت بشئٍ منها رجلا صَرَفْتَه لأنها صِفَات فى أكثَر كلامِ العرَب سمعناهم يَقُولون هذه رِيحٌ حَرُور ورِيحٌ سَمُوم وريحٌ جَنُوب سمعنا ذلك من فُصَحاء العرب لا يَعْرِفُون غيْرَه قال الأعشى

__________________

(١) بياض بالأصل

لها زَجَلٌ كحَفِيف الحَصَا

دِ صادَفَ بالَّليْلِ رِيحًا دَبُورا

وتُجْعَل اسما وذلك قليل قال الشاعر وهو رجل من باهلَةَ

حالَتْ وحالَ بِها وغَيَّر آيَهَا

صَرْفُ البِلَى تَجْرِى به الرِّيحَانِ

رِيحُ الجَنُوب مع الشَّمالِ وتارَةً

رِهَمُ الربِيعِ وصائِبُ التَّهْتانِ

ومَن جعلها اسمًا لم يَصْرِف شيئا منها اسمَ رجُل وصارت بمنزلة الصَّعُود والهَبُوط والحَدُور والعَرُوض

(فُعُول) هى قليلةٌ فى غير المَصادر وفى المذَكَّر والمؤنَّث لم يَحْكِ سيبويه منها إلا سُدُوسا وهو ضَرْب من الأكْسِية وأُتِيًّا ـ وهو مَسِيل الماءِ وروايةُ غيره فيهما بالفتح وأمَّا ما جاء منه للمؤنَّث فقولهم أرضٌ مُحُول ويجوز أن يكون هذا على ارادة الأجزاء منها كبُرْمةٍ أعْشَار ونحوه

(فَعَال) امرأةٌ عَضَاد ـ قصيرةٌ قال

ثَنَتْ عُنُقالم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ

عَضَادٌ ولا مَكْنوزةُ اللحمِ ضَمْزَرُ

الضَّمْزَر ـ الغليظَةُ اللَّئيمةُ وامرأةٌ بَضَاض ـ كثيرةُ اللحمِ تارَّةٌ فى نَصَاعة وقيل ـ رَقِيقة الجِلْد ناعمةٌ بَيْضاءَ كانتْ أو أدْماءَ وامرأةٌ رَدَاحٌ ـ عظيمةُ العَجِيزة وكَتِيبة رَدَاح ـ مُلَمْلَمة كثِيرةُ الفُرْسان ودَوْحةٌ رَدَاح ـ عظيمةُ العَجُز ـ أى الأهل وجَفْنة رَدَاح ـ عظيمةٌ وامرأة رَدَاح ـ ثقيلةُ العَجِيزة وكذلك ثَقَال والثِّقال أيضا ـ اللازمةُ لمجْلِسها المتَرزِّنة فيه وكذلك رَزَانٌ وامرأة حَصَانٌ ـ عَفِيفةٌ ونَوَارٌ ـ نَفُور من الرِّيبة وعَوَانٌ ـ قد كان لها زَوْج ومنه حَرْبٌ عَوَانٌ ـ أى قد قُوتِل فيها مرَّة وذَرَاع ـ خفيفةُ اليديْنِ بالغَزْل وصَنَاعٌ ـ صانِعةٌ وجَوَاد ـ مِعْطاء وجَمَادٌ ـ مُمْسِكة وكَهَامٌ ـ كَلِيلةٌ وجَبَانٌ بمنْزِلة الجَبان من الرِّجال وقد قيل جَبَانة ورَوَاد ـ طَوَّافةٌ فى بُيُوت جاراتِها ووَقَاح ـ صُلْبةُ الوجْه ولَكاعٌ ـ حمقاءُ وفَرَس وَسَاع ـ واسعةُ الخَطْو وناقةٌ بَهَاء ـ تستَأْنِس إلى الحالِب ونَخْلة عَوَانٌ ـ طويلةٌ أزْديَّة وفَرَسٌ لَبَاثٌ ـ بطِيئةٌ وأرضٌ جَهَاد ـ غليظةٌ وجَمَاد ـ لم تُمْطَر وسنَةٌ جَمَاد ـ لا تُمْطِر وأرضٌ حَشَاد ـ تَسِيل من أدْنَى مَطَرٍ وزَهَاد ـ يُرْوِيها القليلُ من المَطَرِ وتَمْرَعُ عليه وعَزَاز ورَغَابٌ

وشَحَاح ـ لا تَسِيل إلا من مَطَرٍ كثير وبَسَاط ـ مستَوِيَة وبَرَاحٌ ـ ليِّنة واسِعةٌ ووَخَام ـ لا يَنْجَع كلَأُها ومَوَات ـ لم تُعْتَمر وليلةٌ عَمَاس ـ شديدةُ الظُّلْمة وحَرْب عَقَامٌ ـ شديدةٌ وعَقَبة جَوَاد ـ سريعة وكلُّ هذا تحقيرُه بغير هاء وأما تكسيره فان سيبويه قال وأمّا فَعَال فبمنزلة فَعُول وذلك قولك صَنَاعْ وصُنُع وجَمَاد وجُمُد كما قالوا صَبُور وصُبُر* قال* ومثلُه من بَناتِ الياء والواو نَوَار ونُوْر ولم يأتِ لبنَات الياءِ بمثالٍ لأن إحْداهما تُغْنِى عن الأُخْرَى وهما كالحيِّز الواحد* قال* وتقول رجل جَبَان وقوم جُبَنَاءُ شبهَّوه بفَعيل لأنه مثله فى الصِّفة والزِّنة والزِّيادَة يريد أن جَبانا صفةٌ كما أن ظَريفا صفةٌ وحرْف اللين ساكِنٌ فيهما وهو الالف فى جَبَانٍ والياء فى ظَرِيف وهما زائدتان فيهما فجعل جُبناءَ مثل ظُرَفاء* وقال غيره* يقال امرأة جَبَان وجَبَانة والجمع جُبَناءُ وقد جاء فى شعر هُذَيل أجْبانٌ وللنحويِّين من غير القُدَماء باب فيما شذَّ من الجمع فى الشعر قد عمله أبو على الفارسى وأبو سَعيد السيرافى وليس من غرض هذا الكتاب

(فِعَال) امرأة شِنَاط ـ مكتنَزِة اللحمِ وضِنَاكٌ ـ مثله وقد يكون فى الابِل والشَّجَر والنَّخْل ولِكَاك ـ كذلك وقد تكون فى الابِل والرِّجال وخِجامٌ ـ واسعةُ الهَنِ ومِشَانٌ ـ سليطة مُشاتِمةٌ وإزاءُ مالٍ ـ تُحْسِن رِعْيته وناقةٌ كِنَاز ـ عظيمة مكتَنِزةُ اللحمِ وكذلك البعيرُ وناقةٌ سِنَاد ـ شديدةٌ ضامِرَة وقيل ـ هى الطويلةُ السَّنام وقيل ـ هى القلِيلةُ لَحْم الظَّهْر وناقةٌ نِيَاف ـ طويلةُ السَّنَام وحِضَار ـ بيضاءُ وخِيَار وهِجَان ـ كريمةٌ وقِذَاف ومِزَاق وشِمَال ودلاثٌ ـ كلُّه سرِيعةٌ ماضِيَةٌ وقد يقال جمَل دِلَاث وناقة جِرَاض ـ لطيفةٌ بولدها وفِرَاغ ـ واسعةُ جِرابِ الضَّرْع صَفِىٌّ وقيل ـ هى التى بغير سِمَةٍ وقَوْس فِرَاغ ـ بغير وَتَر وقيل ـ بغير سَهْم وبَقرة لِهَاق ـ بَيْضاءُ شديدةُ البَيَاض ودابَّة جِماع ـ تصْلُح للسَّرْج والاكَاف وقِدْر جِمَاع ـ عظيمةٌ تجمَع الجَزُور ودِرْعٌ دِخَاس ـ مُتقاربة الحَلَق ودِلَاص ـ لَيِّنة واسعةٌ وتصغيرُ هذا كلِّه بغير هاء للِمُجاوَزة وأمّا تَكْسيرُه فانّ سيبويه قال وأما فِعَال فبمنْزلة فُعَال ألا تَرى أنك تقول ناقة كِنَاز وجَمَل كِنَاز ويقولون كُنُز يعنى للجميع وقالوا رجُل لِكَاك وامرأةٌ لِكَاك وجمعه لُكُك وجمل دِلَاث والجمع دُلُث

* قال* وزعم الخليلُ أن قولهم هِجَان للجماعة بمنزلة ظِرَاف وكسَّروا عليه فِعَالا فوافَق فَعِيلا ههُنا كما وافقه فى الأسماءِ وأنا أُحَبِّر هذا الفصلَ وأكْشِفُ عن سِرِّه بما يحضُرنى من شرح الشيخينِ الفارسىِّ والسيرافىِّ قالا اعلم أن هِجَانا يُستَعْمل للجمْع والواحِد وفيه مَذْهبان ذكر سيبويه أحدَهما دونَ الآخَر فأما الأوّلُ منهما فهو الذى ذكره سيبويه أنه يقال هذا هِجَانٌ وهذانِ هِجانَانِ وهؤُلاء هِجَانٌ وذلك أنَّ هِجاناً الواحدَ هو فِعَال وفِعَال يَجْرِى مَجرى فعِيل فمن حيثُ جاز أن يُجمَعَ فَعِيل على فِعَال جاز أن يُجْمَع فِعَال على فِعَال لاستِواء فَعِيل وفِعَال وأمَّا المذهب الآخَرُ فيقال هذا هِجَانٌ وهذانِ هِجانٌ وهؤُلاءِ هِجَانٌ فيستوى الواحدُ والتثنيةُ والجمعُ فيَجْرِى مَجْزَى المصدَر ولم يذكره سيبويه وقد ذكره الجَرْمِىُّ* قال* وزعم أبو الخَطَّاب أنهم يجعَلُون الشِّمال جَمْعا وقالوا شَمائِلُ كما قالوا هَجائِنُ والشِّمَال ـ الخُلُق وقد قالوا فى قول الأَسْوَد بنِ عبد يَغُوثَ (١)

ألم تَعْلَما أنَّ المَلامةَ نَفْعُها

قلِيلٌ وما لَوْمِى أخِى من شِمَالِيَا

قالوا شِمَال ههُنا جمْع وهو بمنزلة هِجَانٍ جَمْعا وقالوا دِرْعٌ دِلَاصٌ وأدْرُع دِلَاصٌ وفيها ما فى هِجَانٍ من المذهَبيْنِ وقالوا جَوَاد وجِيَاد للجمع لأن جَوَادا مشَبَّه بفعِيل فصار بمنزلة قولك طَوِيل وطِوَال واستعملُوه بالياءِ دُونَ الواوِ كما قال بعضهم طِيَال فى طِوَال ويدُلُّك على أن دِلَاصا وهِجَانا جمعٌ لدِلَاص وهِجَان وأنه كَجَوادٍ وجِيَاد وليس كجُنُب قولُهم هِجَانانِ ودِلَاصانِ والتثنِيَةُ فى هذا النحوِ دليلٌ* قال أبو سعيد* قد ظهر من مذهب سيبويه أن دِلَاصا وهِجَانا اذا كان للجمع فهو جمْعٌ مكَسَّر لدِلَاص وهِجَان اذا كان للواحد وأنه ليس فيه مَذْهَب غيرُ ذلك وشَبَّهه بجَوَاد وجِيَاد ليَكْشِفَ الواحدَ لان جَوَاد الذى هو الواحِدُ لفظُه خِلافُ لفظِ جِيَاد الذى هو جمعٌ فقال هِجَانٌ الذى هو جمْع بمنْزِله جِيَاد وهِجانٌ الذى هو واحدٌ بمنزلة جَوَاد وان اتفق لفظُهما واستدل على صِحَّة قولِه بالتثنِيَة حين قالوا دِلَاصانِ وهِجانانِ ولو كان على مذْهَب المصدَر الذى تَستَوِى فيه التثنيةُ والجمع لكان لا يُثَنَّى وجُنُب على مذْهَبه لا يثَنَّى لأنه عِنْده مصدَرٌ ففُصِل بينهما وقد تقدَّم القولُ فى جُنُب وما ذكرتُ فيه من التثنيَة والجمعِ وقالوا كأسٌ دِهَاق وأكْؤُس دِهَاق وُصِفَ بالمصدَر الموضُوعِ مَوْضعَ إدْهاق وقد كان يجوز

__________________

(١) قلت لقد أفرط على بن سيده فى الخطا إفراطا تجاوز فيه الحدّ على عادته فى نسبته الأبيات إلى غير قائليها وذلك قوله وقد قالوا فى قول الأسود بن عبد يغوث ألم تعلما أن الملامة بنفعها * الخ والصواب وهو الحق المجمع عليه أن الأسود بن عبد يغوث قرشى زهرى ابن خال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد كبار المستهزئين لم يعدّ من شعراء قريش ولم يقل هذا البيت قولا واحدا بالاجماع وانما قائله هو عبد يغوث بن وقاص اليمنى الحارثى قاله بعدما أسرته تيم الرباب يوم الكُلاب كُلاب تميمٍ واليمن من جملة قصيدة مشهورة مفضلية يعير قومه بها ويرثى نفسه مطلعها قوله ـ ـ

أن يكُونَ من باب هِجَانٍ ودِلَاص إلا أنا لم نسْمَع كأسانِ دِهَاقان وإنما حَمل سيبويه أن يجعَل دِلَاصا وهِجَانا فى حَدِّ الجمْع تكسيرًا لهِجَانٍ ودِلَاص فى حَدِّ الافْراد قولُهم هِجَانانِ ودِلَاصانِ ولو لا ذلك لحمله على بابِ رِضًى لأنه أكثر فافهمه

(فُعَال) ناقةٌ كُبَاس ـ عظيمةُ الرأس ورُوَاع ـ حديدةُ الفُؤَاد وقوْسٌ حُدَالٌ ـ اذا حُدِرت إحْدَى سِيَتَيْها ورُفِعَت الأُخْرَى وخمرٌ سُخَام وسُخَامِيَّة ـ لَيِّنة سَلِسةٌ* قال الأصمعى* لا أدرى إلى أىِّ شئٍ نُسِبتْ* وقال أحمدُ بنُ يحَيى* هو من المنسوب الى نَفْسه ومُدْية حُدَاد وحُسَام وهُذَاذ وجُرَاز وهُذَام ـ قاطعةٌ وقد يُقَال هُذَامة قال الشاعر

وَيْلٌ لأَذْوادِ بَنِى نَعامه

مِنْك ومن مُدَّيتِكَ الهُذَامه

وحَرْب غُقَام ـ شديدةٌ

(فَعِيل) اعلم أن فَعِيلا اذا كان للفاعِل دخَلتِ الهاءُ فى مؤَنَّثه واذا كان للفاعل فهو مبنى على الماضى والمستقبَل تقول من ذلك رجلٌ كريمٌ وامرأة كريمةٌ وظَرِيف وظَرِيفةٌ وتدخُل الهاءُ فى كريمةٍ وظَرِيفةٍ لأنهما مبنيَّان على كَرُمت فهى كَرِيمة وظَرُفتْ فهى ظَرِيفة فتدخُل الهاء فيه اذا كان مبنيًّا على الماضى والآتِى كما تدخُل فى قولك امرأةٌ قائمةٌ وجالِسَةٌ اذا كانا مبنيَّيْنِ على قولك قامتْ تقوم فهى قائمةٌ وجَلَست تجْلِس فهى جالسة واذا كان فَعِيل بمعنى مَفْعول لم تدخُل الهاءُ فى مؤنَّثه كقولنا عَيْن كَحِيل وكَفٌّ خَضِيب ولِحْيَةٌ دَهِين قُصِرتْ من مَفْعول الى فَعيل فأُلْزم التذكيرَ فَرْقا بين ماله الفِعْل وبيْنَ ما الفِعْل واقعٌ عليه وكان الذى هو فاعلٌ أوْلَى بثبُوت الهاءِ فيه لأنه مبنِىٌّ على الفِعْل والذى هو مفْعولٌ أوْلَى بالتذكيرِ لأنه مَعْدُول عن بِناء الفِعْل فان وجدت نَعْتا من باب فَعِيل ظاهِرا قد دخلْته الهاءُ فهو من اخراج بيانِ التأنيثِ والاستِيثاقِ منه كما قالوا فَرَسة وعَجُوزة فاذا ألقَيْت الاسمَ المؤنَّث أدخلتَ الهاءَ فى النَّعْت فقلتَ مرَرْت بقَتِيلة وكذلك اذا أضَفْتها قلت قَتِيلةُ بَنِى فُلانٍ فَيُدْخِلُون الهاء ليُعْلِمُوا أنه نعتُ مؤنَّثٍ اذا لم يكن قبلَه ما يَدُلُّ على أنه مؤَنَّث وان أضفْتَه الى الجنْس فبمنزلته مع الموصُوف لانك قد بَيَّنْت التأنيث كقولك رأيت كَسِيرا من النِّساء وقَتِيلا منهن فهذا فَصْل قَصدتُ فيه الايجازَ والاختِصارَ والتقريبَ

__________________

ألا لاتلوماني كفي اللوم مابيا

فما لكما في اللوم خير ولاليا

ألم تعلما ان الملامة نفعا

قليل ومالومى أخي من شماليا

فيارا كبا إما عرضت فبلغن

نداماي من نجران أن لا تلاقيا

أبا كرب والأيهمين كليهما

وقيسا بأعلى حضر موت اليمانيا جزى الله قومى بالكلاب ملامة صريحهم والآخرين المواليا الى أن قال يخاطب تيما أقول وقد شدوا لساني بنسعة أمعشر تيم أطلقوا عن لسانيا أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا فان اخاكم لم يكن من بوائيا وتضحك منى شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسرا يمانيا

على المتعَلِّم ليُعْنَى بها ويَرْتاضَ وأنا أُمِلُّ فى ذلك من كلامهم أعنى سيبويه وأبَا على الفارسى وأبَا سعيد السيرافى ما يوضِّحهُ لك أشدّ الايضاحِ ويَقِفُك منه على الجَلِيَّة ان شاء الله تعالى فانه من أغمض فُصُول هذا الكتاب وأحْوجِها الى انْعام النظَر واجَادة التصَفُّح اذ هو أصل عظيمُ الغَناء فى التذكير والتأنيث* قال سيبويه* وأما فَعِيل اذا كان فى معنى مفعول فهو فى المذَكَّر والمؤنَّث سواءٌ وهو بمنْزلة فَعُول ولا تجمَعُه بالواو والنُّون كما لا تجمَع فَعُولا لأن قِصَّته كقِصَّته واذا كسَّرته كَسَّرته على فَعْلَى وذلك قولك قَتِيل وقَتْلى وجَرِيح وجَرْحَى .... (١) أو غيره اعلم أن فَعِيلا اذا كان فى مَعْنَى مفعُول لم تدخُلْه الهاءُ فى المؤنث كما لا تَدْخُلُ فى فَعُولٍ ولا يُجْمَعُ بالواو والنونِ لأنهم لو جَمُعوه بالواو والنونِ لوجبَ أن يُجمعَ المؤنثُ بالألف والتاءِ فَيقالُ قَتِيلونَ وقَتِيلاتٌ فينفَصِلُ الجمعُ المذكُر من المؤنثِ فكرهُوا فَصْلَ ما بينهما فى الجمع وقد اتفقَا فى الواحدِ وهذه العِلَّةُ تَجرى فى كُلِّ ما كانَ البابُ فيه أَنْ يتَّفِقَ لَفظُ المؤنث والمذكَّر واسْتِواءُ لفظِ فَعِيلٍ وفَعُولٍ الذى ذَكرهُ سيبويه انما هو فى حذفِ الهاءِ واستواءِ لفظِ المذكرِ والمؤنثِ فأما جَمعهُ على فَعْلَى فليس يُجمَعُ من ذلك على فَعْلَى الا ما كان من الآفَاتِ والمَكَارهِ التى يُصَابُ بها الحىُّ وهو غَيرُ مُرِيدٍ حتى صار هذَا الجمعُ بغيرِ الذى فى معنَى مفْعولٍ اذا شاركُه فى معنى المكروهِ كَهْلكَى وزَمْنَى وهَرْمَى* قال سيبويه* وسَمِعْنَا من العربِ مَنْ يقُولُ قُتَلَاءُ يُشَبههُ بظَريفٍ وظُرَفاء وذكَر سيبويه فى غير هذَا الموضع قال أسِيرٌ وأُسَراءُ وهو بمعنى مأسُورٍ وتقول شاةٌ ذَبِيحٌ كما تقول ناقةٌ كَسِيرٌ وتقوُل هذه ذبيحةُ فُلانٍ وذَبِيحتُك وذلك أنك لم تُردْ أن تخْبِرَ أنها قد رُمِيَتْ وقالوا بِئْسَ الرَّمِيَّةُ الأرنبُ انما تُرِيد بِئس الشئُ مما يُرمَى فهذه بمنزلة الذَّبيحة* قال* والمفَسّرُ أبو على أو غَيرُه اعلم أنهم يُدْخِلون فى فَعِيلٍ الذى بمعنى مَفْعولٍ الهَاءَ على غير القَصْدِ الى وقُوع الفِعلِ به وَوُقُوعِه فيه ومَذهبُهم فى ذلكَ الاخبارُ عن الشَّئِ المتَّخَذِ لذلك الفِعلِ والذى يَصْلُحُ له كقولهم ضَحِيَّة للذكر والأنثى ويجوزُ أن يُقَال ذلك من قِبَل أن يُضَحّى به وذَبيحةُ فُلان لما قد اتَّخذه للذَّبح وقولهم بِئسَ الرَّمِيَّةُ الأرنبُ ـ أى الشَّئ الذى يُرمَى سَواءٌ رُمى أو لم يُرْمَ* قال أبو سعيد السيرافى* فى كتاب الشرح لم أر أحدًا علَّله فى كتاب* قال*

__________________

(١) بياض بالأصل

والعِلَّةُ فيه عِنْدى أن ما قدْ حَصلَ فيه الفِعلُ يُذْهَبُ به مَذهَبَ الأسماء وما لم يَحصُلْ فيه ذُهِب به مَذهبَ الفِعلِ لانه كالفِعل المستَقبَلِ ألَا تَرَى أنك تَقولُ امرأةٌ حائضٌ فاذا قلتَ حائضةٌ غَدًا لم يَصلُحْ فيه غَيرُ الهاء وتَقُولُ زيدٌ مَيّتٌ ـ اذا حَصَل فيه الموتُ ولا تَقُلْ مائِتٌ فاذا أردتَ المسْتقبلَ قُلتَ زيدٌ مائتٌ غدًا فتَجعَلُ فاعِلاً جاريا على فعله وذكر غَيرُ سيبويه شاةٌ ذَبِيحٌ وغَنَمٌ ذَبْحَى فيما قد ذُبِحَ وفى ضَحِيَّةٍ أربعُ لُغَاتٍ يقال أُضْحِيَةٌ وإضْحِيَة والجمع أضَاحِىُّ وان شئت خَفَّفتَ فقلتَ أضَاحٍ وضَحِيَّةٌ وضَحَايَا كما تقولُ مَطِيَّةٌ ومَطايَا وأضَحاةٌ وأضْحًى من باب الجمع الذى بينه وبين واحِدهِ الهاءُ وبذلك سمى يومُ الأضْحَى ـ أى يومُ هذه الذَّبائحِ* قال سيبويه* وقالوا نَعجةٌ نَطِيحٌ ويقال نَطِيحةٌ شَبَّهوهَا بسَمينٍ وسَمينةٍ يعنى شَبَّهوا نَطِيحةً وهى فى معنى مفعولٍ بسَمِينةٍ وهى فى معنى فاعلٍ والبابُ فى المفعُولِ أنْ لا تَلْحقَهُ الهاءُ* قال* وأما الذَّبيحة فبمنزلة القَتُوبة والحَلُوبة وانما تُريد هذه مما يُقْتِبون ويَحلُبُون فيجوز أن تقولَ قَتَوبةٌ ولم تُقتَبْ وحَلُوبَةٌ ولم تُحلَبْ ورَكُوبَةٌ ولم تُرْكَبْ وكذلك فَريسةُ الأسد بمنزلة الذَّبِيحة وكذلك أكيلةُ السَّبُع ـ يعنى أن هذه أشياءُ دخَلْتها الهاءُ لأنها مُتَّخَذةٌ لهذهِ المعانى وان لم يَقَعْ بها الفِعْلُ وكذلك أكيلةُ السَّبُع كأنَّها متَّخَذَةٌ للأكل وقالوا رجلٌ حَميدٌ وامرأةٌ حَميدٌ شُبِّه بسَعِيدٍ وسَعِيدَةٍ ورشيدٍ ورَشيدةٍ حيث كانا نحوَهما فى المعنى واتَّفقَا فى البناء كما قالوا قُتَلاءُ وأُسَرَاءُ شَبَّهوهما بظُرَفاءَ يعنى أدخَلُوا الهاءَ فى حَمِيدةٍ وهى فى معنى مَحمودَةٍ لأن الحمدَ يَشتَهيهِ المحمُودُ ويَجتَلِبُه فصارَ بمنزلة ما هو فِعْلُهُ وشُبِّه بسَعيدةٍ ورَشيدةٍ لأنه يقال سَعِدَتْ ورَشِدَتْ وأما من يقولُ سُعِدَتْ فهى سَعيدةٌ فهو بمنزلة حَميدةٍ وقالوا عَقيمٌ وعُقُمٌ شبَّهوهُما بِجَدِيدٍ وجُدُدٍ وعَقِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى مفعولةٍ لانه .... (١) وعَقِيمةٌ وعَقِيمٌ ولكن شَبَّهوه بجديد وجُدُد وهو فى معنى فَاعلٍ على ما دلَّ عليه كلام سيبويه فى هذا الموضِع وفيما قبله ومثله نَذِيرٌ ونُذُرٌ وبعضُ الناس يَجعلُ جَدِيدًا فى معنَى مفعولٍ ويتأوّل فيه أن معناه قَريبُ عَهدٍ بالفراغ وقَطْعِه يُقال جُدَّ الشَّئُ ـ اذا قُطِعَ وجَدَّ الحائكُ الثَّوبَ ـ اذا قَطَعَهُ واستَدلَّ أيضا على ذلك بأنه يقال مِلْحفةٌ جَديدٌ كما يُقالُ امرأةٌ قَتِيلٌ وقال المحتَجّ عن سيبويه قد يَتَّفِقُ لَفظُ المذَكر والمؤَنثِ فى الشَّئ الذى يكونُ البابُ

__________________

(١) بياض بالأصل

فيه ادْخالَ الهاءِ على المؤنثِ كقولهم للرجُلِ صَدِيقٌ وللمرأة صَديقٌ وقولهم مَيْت للرجُلِ والمرأةِ وان كانَ البابُ فيه مَيِّتَةَ وقالوا حَزِينٌ أرَادُوا به المكانَ أو أرَادُوا به البُقْعةَ* قال* ولو قيل انها لم تَجئْ على فُعِلَ كما أنّ حَزِينٌ لم تَجِئْ على حُزِنَ لكان مذهبًا يعنى أن قائلاً لو قال لم يَجئْ عَقيمٌ على عُقِم كما أن حَزينًا لم يَجئْ على حُزِنَ اذا كانوا يقولونَ رجُلٌ حزينٌ وامرأةٌ حزينةٌ وقد حكى غيرُهُ عَقِمتْ وريح عقِيمٌ ـ لا تُلْقِح محمولةٌ على الوجهين جميعًا وكذلك الحرْبُ وقالوا الدُّنيا عَقِيْم ـ لا تَرُدّ على صاحبها خيرًا* قال* ومثلُه فى أنه جاءَ على فِعْل لم يُستَعْمل مَرِىٌّ ومَرِيَّةٌ والفعلُ منه مَرَتْ تَمْرِى وكان حَقُّها مَرِيًّا مثل قتيل ولكنها جاءت كأنّ الفعلَ لها والمرىُّ ـ الناقة التى تُمسَحُ لتَدِرَّ وأما أبو عبيد فَجعلَها بمعنَى فاعلٍ وجاء بِفِعْلِه على غير بنائه فقال وقد أمْرَتْ فهذا فَصْلٌ من التذكير والتأنيث جسيمُ الغَنَاءِ وقد وقَفْتَ منه على يَقين وثَلَجٍ فاذا صَغَّرتَ فَعِيلاً والموصوفُ ظاهرٌ حَذَفتَ الهاءَ فى تصغيرها كما حذفتها فى التكبير فَقُلتَ خُضَيِّبٌ وكُحَيِّلٌ* قال الفارسى* والعِلَّةُ التى من أجْلها حَذَفْتَها فى التَّحقير هى العلَّةُ التى من أجْلها حَذَفْتها فى التكبير فاذا أفرَدْتَ المؤنث أو أضَفْتَه غير موصُوفٍ أثبتَّ الهاءَ فَقُلْت مررْتُ بِقُتَيِّلَةٍ وقُتيِّلَةِ بنى فلانٍ والعِلَّةُ التى من أجْلِها أثْبتَّ الهَاءَ فى التَّحقيرِ هى العلَّةُ التى من أجلها أثْبتَّها فى التكبير* واذا كان فعيلٌ بمعنى فَاعلٍ كان بمنزلة طَالِقٍ وحَائِضٍ فَمِن ذلك قَولُهم امرأةٌ خَرِيعٌ ـ ناعِمةٌ وقَطِيعٌ ـ تَنْقَطِعُ من البُهْرِ وخَلِيقٌ ـ حَسَنةُ الخُلُقِ وقد خَلُقت ورَخِيمٌ ـ سَهْلَةٌ المَنْطِقِ وقد رَخُمتْ وخَريدٌ ـ حَيِيَّة وقد قيل بالهاءِ والتخَرُّدُ ـ الحَياء وعَطِيفٌ ـ ذَلُولٌ مِطْوَاعٌ وزَهِيدٌ وقَتِينٌ ـ قَلِيلةُ الطَّعْم وقد قَتُنَتْ قَتَانَةٌ وقَتَنا وذكرها ابن الانبارى فى فَعِيلٍ بمعنى مفعولٍ والصَحيحُ ما تقدّمَ بدليل قَتُنَتْ وامرأةٌ عَفِيرٌ ـ لا تُهْدى لأحدٍ شيئاً وأمَةٌ عَتِيقٌ ـ عَتَقَتْ من الرِّق وقد تكون بمعنى مفعولة لأنها أُعتِقَتْ وانما قلنا انها بمعنى فَاعلةٍ لأن ما لَم يَجئْ على الفعلِ مما صِيغَ للفاعلِ من هذا الضَّرِبِ أكثرُ مما صِيغَ للمفعولِ وامرَأةٌ بَغِىٌّ ـ فاجرةٌ وقد بَغَتْ تَبغِى ولِحية خَلِيسٌ ـ إذا اختلَط لَونُ شَعَرِها ببياضٍ وسَوادٍ ونَاقَةٌ سَدِيسٌ ـ اذا ألقَتْ ثَنِيَّتَها فى السَّادِس وكذلك الشَّاةُ والبَقرةُ والجمع سُدُسُ ونَاقَةٌ عَسِير ـ لم

تَحمِلْ سَنَتَها وقد أعْسَرَتْ وهى أيضًا ـ التى ترفع ذَنَبها اذا عَدَتْ ونَاقَةٌ فَتِيقٌ ـ تَفْتَقُ فى الخِصْب ـ أى تَسْمَنُ وقد فَتِقَتْ فَتَقًا ونَجِيبٌ ـ كريمةٌ وصَفِىٌّ ـ غَزيرَةٌ وقد صَفُوَتْ وهى من النَّخلِ المُوقِرُ وناقَةٌ بَكِىء ـ قَليلةُ اللبن وكذلك الشاةُ والجمع بِكَاءٌ وقد بَكُؤَتْ وقد قالوا شَاة بِكَيئَةٌ ونَاقَةٌ دَهِين ـ كبكىء والجمع دُهُنٌ وقد دَهَنَتْ* وحكى الفارسى* شَاةٌ ضَرِيعٌ ـ عَظِيمَةُ الضَّرع ولا أدرى أين ذكرها فَأما أبو عبيد فقال شاةٌ ضَرِيعة ـ عظيمَةُ الضَّرع بالهاءِ وأتَانٌ وَدِيقٌ ـ مُرِيدَةٌ للفحل وكذلك كُلُّ ذات حافِرٍ ودَجَاجَةٌ وَدِيكٌ ـ ذَاتُ وَدَكٍ وقَوْسٌ رَهِيشٌ ـ يُصيبُ وَتُرها طَائفَها وقد ارتَهَشَتْ وفَرِيجٌ ـ منفَرِجَة عن الوتَر ودَلْو سَجيلٌ ـ ضَخْمة كَسجيلةٍ وغَرِيفٌ ـ كثيرة الغَرْفِ من الماءِ وريح خَرِيق ـ شديدة وقيل ـ هى النَّكْبَاءُ تَختَرِق ما مرّت به .... (١) وَصَبَّ عليه الله حُمَّى رَمِيْضاً ـ أى نافضًا ومما جاء فيه فَعِيلٌ بمعنى مفعولٍ قَولهم طِفلةٌ فَطِيمٌ ـ مفطومةٌ وامرأة هَرِيتٌ وشَرِيمٌ وشَرِيقٌ ـ مُفْضاء وأنكر بُنْدَارٌ الشَّريقَ وهو صحيح من الشَّرْق ـ وهو الشَّقُّ وخَتِين ـ مَخْتونةٌ والأعْرَف فى النساء الخَفْضُ ونَحِيضٌ ـ قَليلةُ اللَّحم وقد نُحِضَت وبَهِيرٌ ـ تنقطعُ من البُهرِ وقد بُهِرَتْ وسَتِيرٌ ـ حيِيَّةٌ وقد قيلَ بالهاء وهَدِىُّ ـ مَهدِيَّةٌ إلى بَعْلها وقد قيل بالهاء وذَمِيمٌ ـ مذمومةٌ ولَعِينٌ ـ شَتِيمٌ وأمةٌ رَقِيقٌ ـ مملوكةٌ* قال الفارسى* أمةُ رقيقٌ وعبدٌ رقيقٌ ومرقوقٌ ولا فعل له وأمةٌ عَنِيقٌ ـ مُعْتَقَةٌ وقد قيل بالهاءِ وامرأةٌ جَلِيبٌ ـ مجلوبةٌ وأمةٌ سَبِىٌّ ـ مسبيَّةٌ وامرأةٌ نَزيفٌ ـ سَكْرَى وأنشد الفارسى

نَزِيفٌ اذا قامَتْ لوجهٍ تمايَلتْ

تُراشِى الفُؤادَ الرَّخْصَ إلا تَختَرا

وامرأةٌ جَليدٌ ـ مجلودةٌ والجمع جَلْدَى وجَلَائدُ وقد قيل بالهاء وسَجِينٌ ـ مسجونةٌ ووقيطٌ ـ مَصْرُوعةٌ ووئيدٌ ـ مَوْءُودةٌ وكَتيبةٌ خَصيفٌ ـ سَوْدَاءُ وفَرسٌ لَطيمٌ ـ بيضاءُ موضع الَّلطْمة من الخدِّ ولا فِعْلَ لَه وصَنِيعٌ ـ مصنُوعةٌ ودابَّةٌ ربيط ـ مربُوطةٌ وناقةٌ أريس أرسَتْ باللحم ـ أى رُميتْ به سِمَنًا وأريسٌ كأريس (٢) وطَعِيمٌ ـ فيها بعضُ الشَّحم يُقدَرُ على أكله وكذلك الشَّاة وناقةٌ لَحِيبٌ ـ إذا ذَهَب لحمُ ظَهْرها من غَزَارتها وكُلُّ غَزيرةٍ لا يَبْقى على ظَهرها لحمٌ ورَهِيش ـ قليلَةُ

__________________

(١) بياض بالأصل مقدار أسطر

(٢) قوله وناقة أريس الى قوله كأريس كذا فى أصله ولا يخفى ما فيه ولم نقف عليه بعد البحث والتصحيف فانظره كتبه مصححه

لَحمِ الظَّهر أُرَاهُ من قولهم سَهمٌ رهيشٌ ـ أى حديدٌ وناقةٌ هَبيطٌ ـ ضامر* قال* هَبِيطٌ مُفردٌ وطَليحٌ وحَسِيرٌ ـ مُعْيِيَةٌ وَلَهِيدٌ ـ لَهَدها الحِمْلُ ـ أى أثقَلَها فَوثَأ لحمَها وكَسِيرٌ ـ مكسُورةٌ وعَقِيرٌ ـ معقُورةٌ وبَقِيرٌ ـ مبقُورَةُ البَطنِ وبَعِيجٌ ـ كبَقِيرٍ ونَحِيزٌ ـ منْحُوزةٌ وقد قيل بالهاءِ وعَبيطٌ ـ منحُورةٌ من غير علَّةٍ وكذلك الشَّاةُ والبقرة ونَهِيشٌ ونَهِيسٌ ولَسِعٌ ـ اذا لَسَعَتْها الحيَّةُ وعَسِيرٌ ـ اذا اغْتُصِبتْ فرُكِبَتْ ولم تُرَضْ قبل ذلك* قال الفارسىُّ* اعتَسرْتُ الناقةَ وعَبَّر عنها بذلك وقد عبر أبو عبيد عن العَسِير بلَفظِهِ فقال والعَسِيرُ ـ التى اعْتُسِرَتْ من الابل فَرُكِبتْ ولم تُلَيَّنْ قبل ذلك وقد تقدّم أنها التى لم تَحمِلْ عَامَهَا ونَاقةٌ قَضِيبٌ ـ مُقْتضَبَةٌ من الابل والاقتِضَابُ كالاعتسَارِ وَشرِيمٌ ـ قُطِع من أعلَى حَيائها شَئٌ وقد شَرَمْتُها ونَعْجةٌ بَهِيمٌ ـ سَوداءُ لا بَياضَ فيها وكُلّ لونٍ لا يخالِطُهُ غيره بَهِيمٌ وذَبيحٌ ـ مَذبوحةٌ ونَطيحٌ ـ منطوحةٌ ووَقِيذٌ ـ مقتولةٌ بالخَشَبِ وسَلِيخٌ ـ مسلوخَةٌ ورَئيسٌ ـ مصابةُ الرأس وعنز رَمِىٌّ ـ مَرْميَّةٌ وظبيةٌ هَمِيجٌ ـ لها جُدَّتانِ على ظَهْرِها سِوَى لَونِها ولا يكونُ ذلك إلا فى الأدْم وقيل ـ هى التى هَزَلها الرَّضاعُ وقيل ـ هى الفَتِيَّةُ الحسَنَة الجِسمِ وهَمِيرٌ ـ حَسَنةُ الجسْم بَسْطَتُه وشَجرةٌ سَلِيبٌ ـ مسلُوبةُ الورقِ والأغصانِ وقَطِيلٌ ـ مقطوعةٌ وشَجرٌ قَطلٌ قال أبو ذؤيب يصف قبرا

* عَليهِ الصَّخْر والخَشَبُ القَطِيلُ*

وتَمْرةٌ حَمِيتٌ ـ حُلوةٌ وقد قيلَ بالهاءِ ودِرعٌ دَرِيسٌ ـ خَلَقٌ وشَفْرةٌ حَديدٌ ورَمِيضٌ ووَقيعٌ ـ بمعنًى وأرض مَطِيرٌ ـ ممطورةٌ ورَكِىٌّ بَدِىٌّ وبديعٌ ـ حديثةُ الحفْر وضَرِيسٌ ـ مَطْويَّة بالحجارَةِ وقيل ـ هو أن يُسَدَّ ما بين خَصَاص طَيِّها بِحَجَر وبِئر خَسِيفٌ ـ غزيرة وهى التى تُحفَرُ فى حجارة فلا ينقطعُ ماؤُها كَثرةً وقد خَسَفْتُها ومنه ناقةٌ خَسِيفٌ ـ أى غَزيرةٌ وبئر نَزيعٌ ـ اذا نُزِعَتْ دِلاؤُها بالأيدى لقُربها والجمع نُزُعٌ وبئر ذَمِيمٌ ـ قليلة الماءِ لأنها تُذَمُّ وقيل ـ هى الغزيرةُ فهى من الأضداد ونَزِيفٌ ـ قليلَةُ الماء وبئر ضَغِيطٌ ـ إلى جَنبها بئرٌ حَمِئَةٌ فيَجرِى من الحَمِئَةِ فيها فَتحَمأ ويَنْتُنُ ماؤُها فلا يشربُه أحدٌ وقِدْر دَمِيمٌ

ـ مَطْليةٌ بالطِّحالِ ونارٌ سَعيرٌ ـ مُوقَدَةٌ وقد سَعَرتُها ومِلْحفةٌ جدِيدٌ وقيل جَديدةٌ وقد قدّمتُها وأبنت أنها فعيلٌ فى معنى فاعلٍ من كلام سيبويه فى الفصل الذى ذكر فيه فعيلاً من باب تكسير الصفة للجمع فأما فى باب ما النافية فلفظُه دالٌّ على أن جديدًا فعيلٌ بمعنى مفعولٍ أو لا تراهُ لما ذكر أنه اذا تقدّم خبرُ مَا على اسمها لم يكنْ إلا الرَّفعُ ثم أنشدَ بيتَ الفرزدق

فأصبحُوا قدْ أعادَ اللهُ نِعمتَهم

إذ هُمْ قُريشٌ وإذ ما مِثلُهُمْ بَشَرُ

استقلَّهُ وقال هو كقول بَعضِهم مِلْحفَة جديدة فى القِلَّةِ فلو كانتْ جَديدٌ فى معنَى فاعل لم تُجعَلْ جَديدةٌ بازاء واذ ما مِثلُهُم بَشَر لأن البابَ فى فعيل المؤنَّثِ اذا كان فى معنَى فاعلٍ دُخُول الهاءِ كما قدمتُ لكَ فى أوّلِ هذا البابِ* قال أبو حاتم* وأنكر الأصمعى جديدةً فانْشد قولَ مُزاحم العُقَيلى

تَراهَا على طُول القَواء جَدِيدةً

وعَهدُ المَغَانِى بالحُلولِ قَدِيمُ

فقال انما قال جَديدا وهو بيتٌ مزاحَفٌ ووجهُ زحافه أن يكونَ عَروضه فَعُولُن وهو شاذ انما يكون فى الضرب وأنشدَ الخليلُ فى نظيره

ألم تَرَ كَمْ بالجزْع من مَلِكَاتٍ

وكم بالصعيدِ من هِجَانٍ مُؤَبَّلَهْ (١)

ومُلَاءةٌ قَشِيب ـ جَدِيد وخَلَقٌ ولا أعْرِف الخَلَق والأوّلُ عن ابن الاعرابى ومِلْحَفَة لَبِيس ـ مَلْبُوسة ونَعْل سَمِيط ـ غيْرُ مَخْصوفةٍ ـ وقيل التى لا رُقْعةً فيها ويُقال هِنْدٌ قَرِيبٌ منِّى وكذلك الاثْنانِ والجميعُ فيُوَحَّد ويذكَّر لان قولك هى قَرِيب منِّى مكانُها قَرِيب منِّى وبَعِيد كقَرِيب فى الافرادِ والتذْكيرِ وقد يجوزُ قَرِيبة وبَعِيدة اذا بنيتَهما على الفِعْل واذا أردت قَرابَة النَّسَب ولم تُرِد قُرْب المَكانِ ذَكَّرت مع المذكر وأنَّثْت مع المؤنث لا غيْرُ فأما قوله تعالى (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فقيل ذُكِّر على معنَى الرُّحْم وقيل على معنَى الفَضْل* وقال الأخفش* هو محمُول على معنى المَطَر فأمّا قولُنا قَرِيبةُ العَهْدِ بك وبَعِيدةُ العَهْد فبالهاء

(ومما لَزِمتْه الهاءُ من الاسماء الصَّرِيحةِ أو الصِّفات الغالبةِ غَلَبةَ الأسماءِ)

يقال هو رهِينةٌ فى أيْدِيهم وبَعَثْنا رَبِيئَةً لنا وطَلِيعةً ولِى هذا الشئُ عِنْده ودِيعةً والمَطِيَّة ـ ما رِكَبْت أو حَمْلت عليه فامْتَطَيْت لَجَهازك من جَمَل أو ناقةٍ وفى تسمِيَتهم

__________________

(١) قلت لقد حرف على بن سيده تحريفا فاحشا مقلدا الخليل ان صح نقله عنه فى قوله وأنشد الخليل فى نظيره

ألم تركم بالجزع من ملكات

وكم بالصعيد من هجان مؤبلة

فهذا الانشاد اشتمل منشده على ثلاث تحريفات أولاها كم الأولى وثانيتها ملكات وثالثتها كم الآخرة صواب انشاد البيت

ألم ترما بالجزع من ملكاننا

وما بالصعيد من هجان مؤبلة

ومَلِكان كقطران وزنا جبل ببلاد طيئ كانت الروم تسكنه فى الجاهلية وقد أضافه بعض الشعراء الى الروم فقال

أبي ملكان الروم أن يشكروالنا

ويوم بنعف القفر لم يتصرم

الناقةَ مَطِيَّة قولانِ أحدهما أن تكونَ سُمِّيت بذلك لما يُرْكَب مَطَاها ـ أى ظهْرُها والقول الآخر أنْ تكون سمِّيت بذلك لأنها يُمْطَى بها فى السيْرِ ـ أى يُجَدُّ

(فَعْل) امرأةٌ مَعْص ـ خالصةُ البَياضِ وكلٌّ وقَرْن ـ شدِيدةٌ ورَهْوٌ ـ واسعةٌ وناقة خَبْر ـ غَزِيرة شُبِّهت بالخَبْر ـ وهى المَزَادة والجمع خُبُور وناقةٌ عَنْس ـ صُلْبة شديدةٌ ولا يُوصَف به الذكَر قال الراجز

* كَمْ قد حَسَرْنا من عَلَاةٍ عَنْسِ*

وناقة جَلْس ـ شدِيدةٌ* قال ابن السكيت* نُرَى أنه من جَلْسِ نَجْد* وقال أبو عبيد* هى الشديدةُ شُبِّهت بالشجَرة وناقةٌ رَهْب ـ مَهْزُولةُ أراها من الرَّهْب ـ وهو السَّهْم الرقِيقُ وحَرْف ـ سَرِيعة وناقةٌ هَوْلُ الجَنَانِ ـ حديدَةٌ وشاةٌ لَغْو ـ اذا لم يُعْتَدَّ بها فى المعامَلةِ وخَشَبة قَعْص ـ معطُوفةٌ وقَوْس فَرْع ـ وهى التى تُعْمَل من رأس القَضِيب وجَشْءٌ ـ مُرِنَّة خفيفةٌ وأرضٌ قَفْر وأرَضُونَ قَفْر وقد يقال قَفْرةٌ والجمع قِفَار ـ خالِيةٌ ومَفَازة فَسْح ـ واسِعةٌ وأرْضٌ يَبْس ـ قد يَبِس ماؤُها وكَلَأُها وفَلٌّ ـ جَدْبة وقيل ـ هى التى أخْطأها المطرُ أعوامًا وقيل ـ هى التى لم تُمْطَرْ بينَ أرْضَيْنِ ممطُورتيْنِ وقيل ـ هى الخَطِيطة وأرضٌ جَرْز كجُرُز ورَكِيَّة ذَمٌّ ـ قليلةُ الماءِ وقيل ـ كثِيرتُه وقد يقال ذَمّةٌ وذِمَام جمعُ ذَمّة وقال ذو الرمّة فى الذَّمّة التى هى القليلةُ الماءِ

على حِمْيَرِيَّاتٍ كأنَّ عُيونَها

ذِمَامُ رَكايَا أنْكَزَتْها المَواتِحُ

أنْكَزتْها ـ أنفَدتْ ماءَها وبِئْر سَكٌّ ـ ضَيِّقة الخَرْق ودَبُور نَكْب ـ نَكْباءُ وسماءٌ جَوْد ـ غَزيرةٌ (فِعْل) امرأةٌ بِكْر ـ للتى وَلَدت واحدًا وقد يقال فى الابِل قال أبو ذُؤَيب

مَطافِل أبْكارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُها

يُشَابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ

وامرأةٌ زِيرٌ ـ تُلازِم الرَّجُلَ* وقال بعضهم* لا يُوصَف به المؤنَّث وامرأةٌ هِلٌّ ـ مُتَفَضِّلةٌ فى ثوبٍ واحدٍ وقِرْنٌ ـ شدِيدةٌ وناقةٌ بِكْر ـ اذا حَمَلت بطنا واحِدًا وثِنْى ـ اذا وَلَدت اثنيْنِ وقيل ـ اذا ولَدَتْ واحدا فأما قولُ لَبِيد

لَيالِىَ تَحْتَ الخِدْرِ ثْنِى مُصِيفةٌ

من الأُدْم تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلَا

__________________

ـ وقد أضافه عامر ابن جوين الطائى الى نفسه وقومه فى بيته هذا الذى استشهد به ابن سيده وحرفه وهو خامس ستة أبيات قالها حين رحل عنه جاره امرؤ القيس ابن حجر فخرج عامر يشيعه فرأى أخته هند فأعجبه حسنها وجمالُها ورأى كثرة ماله وأثقاله وما معه من الأثاث فرغب فيه وهمَّ أن يغدر به فنهنه نفسه ثم قال

أأطعان هد تلكم المتحمله

لتحزنني أم خلتي متدلله

فما بيضة بات الظليم؟

الى جؤجؤ جاف بميناء حومله

ويجعلها تحت الجناح ودفه

ويفرشها وحفا من الريش مخمله

بأحسن منها يوم قالت ألا ترى

تبل خليلا إننى متبدله

فانما وصَف امرأةً وناقةٌ ثِلْث ـ اذا ولَدت ثَلاثَة ولا يقال رِبْع انما يقال أُمُّ رابِعٍ وكذلك ما زاد وناقةٌ بِسْط ـ اذا تُرِكتْ هى وولَدها لا تُمْنَع ولا تُعْطَف على غيره قال أبو النجم

يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ

خَمْسُونَ بِسْطًا فى خَلَايَا أرْبَعِ

والجمعُ أبْسَاطٌ وبُسَاط وهو من الجمعِ العزِيزِ وناقةٌ طِلْحٌ ـ مُعْيِيَة ونِضْو ونِضْوةٌ ونِقْض ونِقْضةٌ ـ مَهْزولةٌ وهِرْط ـ مُسِنَّة وبَقَرة بِكْر ـ اذا لم تَحْمِلْ وقيل ـ هى الفَتِيَّة وسَحابَةٌ بِكْر ـ غَزِيرةٌ وأرضٌ فِلٌّ ـ تُمْطَر ولا تُنْبِت وقيل ـ هى القَفْرة والجمعُ كالواحدِ ورِيحٌ صِرٌّ ـ باردةٌ وشُهْدة هِفٌّ ـ لا عَسلَ فيها (فُعْل) امرأةٌ رُؤْدٌ ـ ناعِمةٌ سَرِيعةُ الشَّبابِ ونُكْرٌ ـ داهِيةٌ* قال سيبويه* مرَرْت على ناقةٍ عُبْر الهَوَاجِر ـ يعنى أنها تَعْبُر الهَواجِرَ ـ أى تقْطَعُها وأرضٌ سِىٌّ ـ مستَوِيَة أصلها سُوْىٌ فلما اجتمعَتِ الواوُ والياءُ وسبقَتْ احداهما بسُكُون قُلبت الواو ياءً وأُدْغِمت فى الياء وكُسِر ما قبْلَها لتَصِحَّ الياءُ وأرضٌ قِىٌّ كَسِىّ فى الوَزنْ والاعْلال ـ وهى التى لا أنِيسَ بها وغُفْل ـ لم تُمْطَر وجُرْزٌ كجُرُز وبئرٌ سُكٌّ ـ ضَيِّقة فأما السُّكُّ الذى هو حُجْر العَقْرب فذكَّر

(فَعَلٌ) امرأة نَصَفٌ ـ مُسِنَّة وناقة سَدَس كسَدِيس وكذلك الشَّاةُ وشناةٌ عَجَفٌ ـ مهزُولة وأرض صَبَب كالهَبَط ويَبَسٌ ـ يابِسةٌ وقيل ـ صُلْبة شدِيدةٌ وأرضٌ جَرَز كَجُرُز وزَلَق ـ مَزْلَقةٌ ومفازَةٌ قَذَف ـ يعنى بَعِيدةً وبِئْر نَكَزٌ ـ قليلةُ الماء ومِلْحفة شَفَق ـ رَدِيئَة

(فُعُل) امرأةٌ فُرُث ـ خَبيثة النَّفْس من الحَمْل وامرأةٌ نُزُر ـ قليلةُ الوَلَد ونُفُخٌ ـ ملَأتْها نَفْخةُ الشَّبابِ ونُفُجُ الحَقِيبة ـ أى عظِيمةُ العَجِيزةِ وخُبُث ـ خبثى وفُنُق ـ عظيمةٌ حَسْناءُ وفُتُقٌ ـ مُتفتِّقة بالكلام وأنشد لابن أحمرَ

لَيْستْ بشَوْشاةِ الحَدِيثِ ولا

فُتُقٍ مُغَالِبَةٍ على الأَمْرِ

وامرأةٌ فُضُلٌ ـ متَفَضِّلة فى ثَوْبٍ واحدٍ وكذلك ثوْبٌ فُضُلٌ فأمّا ما أنشده ابن السكيت

السَّالِك الثُّغْرةِ اليَقْظانِ كالِئُها

مَشْى الهَلُوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ

فذهب قومٌ الى أنه وصْف للخَيْعَل وذهب الفارسىُّ الى أنه على قوله

* طَلَبَ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلُومُ*

وامرأةٌ فُرُج ورجُل فُرُج ورِجالٌ أفْراج ـ اذا كانُوا لا يكْتُمُون سِرًّا قال الشاعر

حافِظ السِّرِّ لا أبُوحُ به الدَّهْر

اذا مَا الأفْراجُ بالسِّرِّ باحُوا

وامرأةٌ كُنُد ـ كَفُور للمُواصَلَةِ قال الشاعر

أحْدِثْ لها تُحْدِثْ لوَصْلِك إنَّها

كُنُدٌ لوَصْل الرَّائِدِ المُعْتادِ

وامرأةٌ عُطُل ـ بلا حَلْىٍ وقَوْس عُطُل ـ بلا وَتَرٍ وفَرَس أُفُق ـ رائِعةٌ قال

أُرَجِّلُ لِمَّتِى وأجُرُّ ثوبِى

وتَحْمِل بِزَّتِى أُفُقٌ كُمَيْتُ

وفرسٌ فُرُط ـ سريعةٌ وغارةٌ دُلُقٌ ـ شديدة الدَّفْعة وناقةٌ أُجُد ـ مُوَثَّقة الخَلْق وفُنُقٌ ـ فَتِيَّة لَحِيمة وقد تقدم فى النساء وسُرُح ـ سَهْلة السَّيْر وعُلُط ـ بلا خِطَام وطُلُق ـ بلا قَيْد وشَجَرة قُطُل ـ مَقْطوعةٌ وقَوْس فُرُج ـ مُنْفَجَّة عن الوَتَر وفُرُغ ـ بلا وَتَر وقيل ـ بلا سَهْم وأرضٌ جُرُز ـ جَدْبة تأكُلُ النَّباتَ أكْلا مُشَبَّهة بقولهم سَيْف جُرُز ـ اذا كان قَطَّاعا ورجُل جُرُز ـ كثيرُ الأكْل وأرضٌ جُمُد ورُغُب وسُحُت ـ غليظةٌ ومَفَازة قُذُف ـ بعيدةٌ وكذلك نِيَّةٌ قُذُف وعَيْن حُشُد ـ لا يَنْقَطِع ماؤُها وبِئْر سُجُر ـ ممتَلِئة وسُدُم ـ مُنْدفِنَة والجمع أسْدام ورَوْضة أُنُف ـ لم تُرْعَ ولم تُوطأْ وقَصْعة أُنُف ـ لم يُؤْكَل منها شئٌ وكأسٌ أُنُف ـ مَلْأَى وقيل ـ لم يُشْرَب بها قَبْل ذلك وقارُورةٌ فُتُح ـ ليس فيها صِمَام ولا غِلَاف ولَيْلة خُرُس ـ لا يُسمَع فيها صوتٌ قال الشاعر

فيا لَيْلةً خُرْس الدَّجاجِ طَوِيلةً

ببَغْدانَ ما كادَتْ عن الصُّبْح تَنْجَلِى

خَفَّف على حَدِّ أُذْن فى اذُن وسَحابةٌ نُشُر ـ مُنْتَشِرة ورِيَاح نُشُر ـ طَيِّبة وهى جمع نَشُور وفى التنزيل (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ) نُشُرا بيْنَ يَدَىْ رحمتِه» وقد بالَغت فى تعليل هذا فى باب الرِّياح ومِشْية سُجُحٌ ونَعْل سُمُط ـ لا رُقْعةَ فيها وجَرَت الطيْرُ سُنُحا ـ أى مَيَامِينَ* قال أبو على* والغالبُ على ظَنِّى أن سُنُحا جمع فأما قولهم افْعَل ذلك إمَّا هلَكَتْ هُلُكُ ـ أى على ما خَيَّلْتَ فليس من هذا الباب لأنه اسمٌ والعامَّة تقُول ان هَلَك الهُلُك

(فِعِلٌ) امرأةٌ بِلِزٌ كبِلِزٍّ (فِعَلٌّ) ناقة دِرَفْس ـ سهلَة السَّيْر

(فَيْعَلٌ) امرأةٌ غَيْلَمٌ ـ حَسْناءُ قال الهُذلى

* تُنِيفُ الى صَوْتِه الغَيْلَمُ*

والغَيْلَمُ أيضا ـ الواسعةُ الجَهاز وهى الفَيْلَمُ وكذلك البئر وامرأة عَيْطَلٌ ـ طويلةُ العُنُق فى حُسْن جِسْم وكلُّ ما طالَ عُنُقه من البهائمِ عَيْطَلٌ وامرأة جَيْحَل ـ غليظةُ الخَلْق وهَيْنَغ ـ مُغَازِلَة ضَحُوك وفَيْلَقٌ ـ داهيَة صَخَّابة وكَتِيبة فَيْلَقٌ ـ شديدةٌ* قال أبو عبيد* هى اسم للكَتِيبة وقيل ـ هى الكثِيرةُ السِّلاح وناقةٌ مَيْلَع ـ سَرِيعة وناقةٌ خَيْفَق ـ طَويلةُ القَوائمِ مع إخطافٍ وقد يكون للمذكر والتأنيثُ أغلبُ وقيل ـ هى السريعةُ ورِيح خَيْفَق ـ سريعةٌ وأرض خَيْفَق ـ واسعة يَخْفِق فيها السَّرابُ ومَفَازة فَيْهَقٌ ـ واسعةٌ وصَفَاة جَيْهَلٌ ـ عظِيمة وصَخْرة صَيْهَب ـ صُلْبة وجَيْحَلٌ ـ عظيمةٌ مَلْساءُ وهَضْبة عَيْطل ـ طويلةٌ وقد قيل عَيْطَلة وبِئْر عَيْلَم ـ كثيرةُ الماءِ وقيل ـ مِلْحة وقيل ـ هى الواسِعةُ ورِيحٌ سَيْهَجٌ ـ شديدةٌ وقد قيل سَيْهَجة ورِيحٌ سَيْهَك ـ تَسْحَق التُّراب عن وجْهِ الأرض وطَعْنَةٌ فَيْصَلٌ ـ كأنهم يُرِيدُون طَعْنةَ رُمْح فَيْصَل يَفْصِل بين القِرْنَين بطُوله وحُكُومةٌ فَيْصلٌ ـ تفَصِّل بينَ الحقِّ والباطِلِ وقِرْبةٌ عَيْنٌ ـ تَهَيَّأتْ منها مواضع للتَّثقُّب والأكْثَر عَيِّنٍ بالكَسْر لأن فَيْعَلا من خَواصِّ الصحيِح وفَيْعِل من خَواصِّ المعتَلِّ ولا نظيرَ لِقرْبةٍ عَيَّنٍ فى النُّعوت ونظيرهُ من الأسماء ضَيْوَن إلا أنه خَرَج على الأصل نادرًا وزَعم الفارسىُّ أن بيْت رُؤْبة ينشَدُ على وجهين

* ما بالُ عَيْنِى كالشَّعِيب العَيَّنِ*

(فَيْعِلٌ) امرأةٌ أيِّم ـ لا زَوْجَ لها وناقة رَيِّض ـ وهى الصَّعْبة قال الراعى

فكأنَّ رَيِّضَها اذا عارَضْتَها

كانتْ مُعاوِدةَ الرِّكاب ذَلُولا

وبَلْدةٌ مَيْت ـ مَواتٌ وفى التنزيل (وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) ولم يقُولوا بَلْدة مَيِّت انما تسْقُط منها الهاءُ فى التخفيفِ وبِئْر نَيِّط ـ يَجْرِى ماؤُها مُعَلَّقا ينْحَدِر من أجْوَالها الى مَجَمِّها ورَكِيَّة مَيِّهٌ ـ كثِيرةُ الماءِ حكاه الفارسىُّ وأما أبو عبيد فقال مَيِّهةٌ بالهاء

(فَيْعالٌ) نادرةٌ ناقةٌ عَيْهال ـ سريعةٌ

(فِيعَال) نادرةٌ ناقةٌ مِيْلَاع من المَلْع ـ وهى السَّرِيعةُ

(فَيْعُول) عَجُوز عَيْصُوم ـ أكُول حكاه يعقوب وأنشد فى أبواب النساء عَيْضُوم بالضاد* قال ابن كَيْسانَ* كذا وجدْناه فى هذا الموضع من الكتاب بالضاد* قال* والأُولى أصَحُّ وفَرَس قَيْدُود ـ طوِيلةُ العُنُق فى انْحِناءٍ ولا يُوصَف به المذكَّر وكذلك الناقةُ والأتانُ وناقةٌ عَيْثُوم ـ كثيرةُ اللّحم والوبَرِ فأمّا العَيْثُوم الذى هو الفِيلُ أو الضَّبُع فأسماءٌ وناقةٌ عَيْهُول كعَيْهال وعَيْهُومٌ ـ ماضِيَةٌ ولُمْعةٌ كَيْسُوم ـ كثيرةٌ مُلْتَفَّة ورِيحٌ سَيْهُوك كسَيْهَك وسَيْهُوج ـ دائمةٌ شدِيدةٌ وإيلة دَيْجُور ـ مُظْلِمة

(يَفْعُولٌ) عُنُق يَمْخُورٌ ـ طوِيلةٌ (فَعْوَلٌ) امرأةٌ قَشْور ـ لا تَحِيض ورِيحٌ سَهْوَق ـ تَنْسِجُ العَجاجَ

(فِعْوالٌ) امرأةٌ شِرْواطٌ ـ طويلةٌ متَشَذّبة قليلةُ اللَّحْم دقِيقةٌ وكذلك الناقةُ وناقة قِرْواح ـ طويلةُ القَوائِم ونخلةٌ قِرْواحٌ ـ مَلْساءُ طويلةٌ

(فَوْعَل) امرأةٌ عَوْكلٌ ـ حَمْقاءُ وكَتِيبة دَوْسَر ـ مجتَمِعة وناقةٌ دَوْسَر ـ ضَخْمة وعَوْزَم ـ مُسِنَّة وشَوْدَح ـ طويلةٌ وهَوْجَل ـ كأنّ بها هَوَجا من سُرْعتها ومَفَازةٌ هَوْجَل ـ بَعيدةٌ تأخُذ مرَّةً كذا ومَرَّة كذا ليستْ بها أعْلام وهو منه وناقةٌ عَوْهَج ـ فَتِيَّة وظَبْية عَوْهَج ـ حسنَةُ اللَّوْنِ طوِيلةُ العنُقُ وقيل ـ هى التى فى حَقْوَيها خُطَّتانِ سَوْداوانِ وقد يُوصَف الغَزال بالعَوْهَج

(فَنْعَل) امرأةٌ حَنْبَشٌ ـ كثيرةُ الحَرَكة وامرأةٌ عَنْقَك ـ وهو عَيْب وناقةٌ عَنْدَل ـ عظيمةُ الرأسِ وعَنْسَل ـ سَرِيعةٌ

(فِنْعِل) امرأةِ خِنْجِل ـ جَسِيمةٌ صَخَّابة وخِنْبِقٌ ـ رَعْناءُ وَرْهاءُ

(فُنْعُلٌ) امرأة خُنْبُج ـ مكتَنِزة ضَخْمة وهَضْبة خُنْبُج ـ عظيمةٌ وامرأة هُنْبُغٌ ـ فاجرةٌ وأتانٌ قُنْفُجٌ ـ قَصِيرة عَرِيضةٌ

(فِنْعالٌ) ناقة قِنْعاس ـ عظيمةٌ طويلةٌ سَنِمةٌ

(فِنْعِيل) عَجُوز خِنْظِير ـ مُسْتَرْخِيةُ الجُفُون ولَحْم الوَجْه وسَحابة خِنْطِيل ـ متَقَدّمة

(فُنْعُول) امرأة حُنْظُوب ـ رَدِيئة الخُبْر

(أفْعالٌ) وهو صِفةٌ للواحد والجمِيعِ من المؤنَّث وهو عَزِيز كما أن فُعُولا فى غيرِ الواحِد من المَصادرِ عزِيز أرضٌ أجْرازٌ ـ لا تُنْبِت شَيْئا وبِئْر أنْشاطٌ ـ لا تَخْرُج منها الدَّلْو حتى تُنْشَط كثِيرا وقِدْر أكْسارٌ وأعْشارٌ وآرابٌ ـ متكَسِّرة وجُبَّة أخْلاقٌ وأسْمالٌ وكذلك الثَّوْب وسَراوِيلُ أسْماطٌ ـ غيْرُ محْشُوّة ونَعْلٌ أسماطٌ ـ لا رُقْعَة فيها

(إفْعالٌ) وهى عِنْد سيبويه صِفةٌ تغلِبُ على المصدَر ولم يَذْكُر منه اسما إلا الاسْنام ـ وهو ضَرْب من الشَّجَر وأما الاسْكاف الصانِعُ فهو عجمِىٌّ وأمّا إسوارٌ مَن أسَاورة الفُرْس فهو عِنْد أبى علىٍّ فِعْوال وأما إسْوارُ اليَدِ فهو عِنْده عن قطرب لا غيْرُ وقال إنه فِعْوال واحتَجَّ بما قد تَقدَّم ذكْرُه فى باب الحُلِىِّ فأما غيْرُ هؤلاء فحكى بِئر إنْشاط بالكسر وهى كأنْشاط والأعْرَف بالفتح وكذلك ما حكاه أبو عبيد

(إفْعِيل) أرْض إمْلِيسٌ ـ مَلْساءُ وسَنَة إمْلِيس ـ جَدْبة

(تِفْعال) ناقةٌ تِضْراب ـ مضْرُوبة. (أُفْعُلٌّ) نَعْسةٌ أُرْدُنٌّ ـ شديدةٌ

(أفْعُول) امرأةٌ أُمْلُود ـ ناعمةٌ وشاةٌ أُسْحُوف ـ على ظَهْرها سَحْفة ـ وهى الشَّحْمة التى على الظَّهْر ولُمْعة أُكْسُوم ـ كثيرةٌ مُلْتَفَّة

(فاعول) سَنة جارُودٌ ـ مُقْحِطة (فَعْلَنٌ) امرأةٌ بَخْدَنٌ ـ رخَصْة سَمِينةٌ وخَلْبَنٌ ـ خَرْقاءُ وليس من الخِلَابة وعَلْجَنٌ ـ ماجِنَة قال الشاعر

يا رُبَّ أُمٍّ لصَغِير عَلْجَنِ

تَسْرِق باللَّيلِ اذا لم تَبْطَنِ

وناقةٌ عَلْجَنٌ ـ غليظةٌ مستَعْليةُ الخَلْق وأنشد الخليلُ وأبو عبيد

وخَلَّطتْ كُلُّ دِلَاتٍ عَلْجَنِ

تخلِيطَ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ

(فَعَلُول) بَكْرة دمَكُوك ـ كدَمُوك

(فَعْلَلٌ) امرأة ضَمْزَرٌ ـ غَلِيظة وضَمْعَجٌ ـ قصِيرةٌ ضَخْمة ولا يقال ذلك للذكر وقيل ـ هى من النِّساء التى قد تَمَّ خَلْقُها واستَوْثَجتْ نَحْوًا من التَّمَام وقيل ـ هى الجارِيةُ السَّرِيعةُ فى الحَوَائج وكذلك الناقةُ وقيل ـ هى الفَحْجَاءُ الساقَيْنِ وامرأة هَنْضَب ـ سَمِية وحَفْضَج ـ ضخْمةُ البَطْن مستَرْخِيَة اللحمِ وكَعْثَب وكَعْثَم ـ ضَخْمة الرَّكَبِ وغَلْفَقٌ ـ رَطْبةُ الهَنِ وقيل ـ خَرْقاءُ سيِّئة العَمَلِ

والمَنْطِق وضَلْفَعٌ ـ واسِعةٌ وفَلْحَسٌ ـ رَسْحاءُ وسَمْلَق مثلها وقيل ـ هى المُلْتَزِقة الفَرْج وسَلْفَع ـ رَسْحاءُ قَليلةُ اللحم سَرِيعةُ المشْىِ وقيل ـ هى جَرِيئةٌ ومَعْمَع ـ ذَكِيَّة متوَقِّدة ورَعْبَلٌ ـ خَرْقاءُ مُتساقِطةٌ وكذلك قَرْثَعٌ وقيل القَرْثَع ـ التى تَكْحَل إحْدَى عينَيْها وتَدَعُ الأُخْرَى وتَخْضِب إحدَى يدَيْها وتَدَع الأُخْرَى وتَلْبَسِ دِرْعها مَقْلُوبا ورَأْرأٌ ـ محَدِّقةٌ عَيْنَيها وجَحْمَش ـ كبيرةٌ ودَلْظَم ـ هَرِمة فانِيَة وناقة كَهْمَسٌ ـ عظيمةُ السَّنامِ وضَمْعَج ـ غليظةٌ شديدةٌ وقد تقدّم أنَّها القَصِيرة الضَّخْمة من النِّساء وكذلك جَلْعَد والذَّكَر جُلَاعِدٌ ودَلْعَس وبَلْعَس ودَلْعَك ودَعْلَك ـ ضَخْمة مع اسْترخاءٍ فيها وبَلْعَك ـ مسْتَرخِيَة ودَمْشَق وشَمْعَل ـ خَفِيفةٌ سريعةٌ وأرضٌ صَفْصَفٌ ـ مَلْساءُ مستَوِيَة وهَجْهَج ـ لا نَباتَ بها وسَجْسَجٌ ـ ليستْ بسَهْلة ولا صُلْبةٍ وسَمْسَج ـ سَهْلة وسَمْهَج ـ واسعةٌ سَهْلة وشَحْشَح ـ واسِعةٌ* قال ابن دريد* ولا أدرى ما صِحَّتها وسَرْبَخٌ ـ واسِعةٌ وقيل ـ مَضِلة لا يُهتَدَى فيها لطَرِيق وبِئْر زَغْرَب ـ كثيرةُ الماءِ وقد قيل زَغْرَبة وكذلك العَيْن وقد يُوصَف بالزَّغْرَب المذكر يقال ماءٌ زَغْرَب ـ أى كثيرٌ قال الكمَيْت «وبَحْرٌ من فَعَالك زَغْرَبُ»

ورِيحٌ زَعْزَع ـ شدِيدةٌ وصَرْصَر وحَرْجَف ـ بارِدةٌ وخَمْرٌ سَلْسَل ـ لَيِّنة

(فِعْلِل) امرأة حِفْضِج كَحَفْضَج وعِلْكِدٌ ـ قصِيرةٌ لَحِمة قليلَةُ الخَيْر صَخَّابة وعِنْفِص ـ قليلةُ الجِسْمِ وقيل ـ هى الداعرةُ الخَبِيثةُ ولا يقال إلا للحَدَثة وبِهْلِق ـ شَدِيدة الحُمْرة وجِلْبحِ ـ دَميمةٌ قَمِئةٌ وجِلْبحِ ـ مُسِنَّة وخِجْرِط وهِلْدِم ودِلْقِم ولِطْلِط ـ كلُّ ذلك هَرِمَة واللِّطْلِط أيضا من الابِل ـ المُسنَّة وعجوزٌ خِرْمِل ـ متَهدِّمة وكذلك الناقةُ وامرأة خِرْمِل وخِذْعِل ودفشن ودِنْفِس ودِفْنِسٌ ـ كلُّه حَمقاءُ وامرأة هِرْمِل ـ فيها هَوَج واستِرْخاءٌ وناقة هِرْمِل ـ مُسِنَّة وضِمْزِر ودِزْدِحٌ ـ مُسنَّة فوق العَجُوزة وخِدْلِب ـ مُسِنَّة مستَرْخِيَة وضِرْزِم ـ هَرِمة يَسِيلُ لُعَابُها من الكِبَر وقِرْضِم ـ ضَخْمة ثقيلَةٌ وعِرْمس ـ صُلْبة وشِمْرِذٌ ـ سريعةٌ وشِمْرِذ ـ قليلةُ اللَّبَن وقيل ـ هى التى لا تَبُلُّ صُوفة وخِرْنفٌ وبِرعِس ـ غزيرة وقيل ـ جمِيلةٌ تامّةٌ وأرضٌ بِرْعِس ـ مسْتَويةٌ وأفْعَى حِرْبِشٌ ـ خَشِنة المَسِّ شدِيدة صوْتِ

الجَسَد اذا حَكَّت بَعْضَها ببعض وضِرْزِم ـ شديدةٌ وقد تقدّم فى النُّوق وبِئر خِضْرِم ـ كثيرةُ الماءِ

(فُعْلُل) ناقةٌ كُحْكُح ـ مُسِنَّة وعُبْسُر ـ شدِيدةٌ

(فِعْلالٌ) امرأةٌ عِفْضاجٌ وحِفْضاج ـ ضَخْمة البَطْن مستَرْخِيَةُ اللَّحْم وصِفْتَاتٌ ـ مجتَمِعةُ الخَلق شديدتُه كصِفْتاتةٍ وقيل لا تُنْعَت به المرأةُ وفِرْشاحٌ ـ كبيرةٌ سَمِجةٌ وكذلك هى من الابِلِ والفِرْشاح ـ الأرضُ العَرِيضة الواسِعةُ وشَفَةٌ بِرْطام ـ ضَخْمة وقَدَم شِرْحابٌ ـ غليظةٌ وامرأة خِرْباقٌ وغِلْفاقٌ ـ سريعةُ المشْى ودابةٌ هِمْلَاجٌ ـ حسَنةُ السَّيْر فى سُرْعة وكذلك الذكَر وناقةٌ شِمْلالٌ ـ سريعةٌ ونَخْلة فِرْضاخٌ ـ فَتِيَّة وفرْضاخٌ ـ ضَرْب من الشَّجَر ونخلة سِرْداحٌ ـ صَفِىٌّ كَرِيمة وكَمْأة شِرْباخٌ ـ فاسدةٌ مستَرْخِيَة وأرض سِرتاحٌ ـ كَرِيمةٌ وحِرْماسٌ ـ صُلْبةٌ شديدة

(فِعْلِيل) امرأة بِظْرِير ـ طَوِيلةُ الِّلسانِ صَخَّابة ورواه بعضُهم بالطاء ـ أى إنها أشِرْت وبَطِرتْ وناقةٌ بِرْعِيس كبِرْعِس وشِمْلِيل كشِمْلال وأفْعَى حِرْبِيش كحِرْبِش

(فُعْلُول) امرأة عُطْبُول ـ طويلةُ العُنُق وقد قيل امرأة عُطْبُولةٌ وعُطْمُوس ـ طَوِيلةٌ تارَّةٌ ذاتُ قَوَام وألْواحٍ وشُغْمُوم ـ تامَّةٌ حَسَنة وهى من النُّوق الغَزِيرة وقد يُوصَف الرجُلُ بالشُّغْمُوم وجاربَة رُعْبُوب ـ شَطْبة تارَّةٌ وقيل ـ بَيْضاءُ حَسَنة رَطْبة حُلْوة وقد قيل رُعْبُوبة ـ وهى من الابِل الخَفِيفة الطَّيَّاشةُ وامرأة سُلْحُوبٌ ـ ماجِنَة وامرأةٌ عُلْفُوف ـ جافيَة وكذلك الرَّجُلُ ورِجْل جُحْمُوش ـ كبيرةٌ وَفَرَس عُرْهُوم ـ حَسَنة عظِيمةٌ وهى من النُّوق ـ الحَسنَة فى لَوْنها وجِسْمها ودابة حُرْقُوف ـ شديدة الهُزَال وناقةٌ حُرْجُوج ـ طويلةٌ على الأرض وقيل ـ ضامرٌ وقيل ـ وَقَّادة القَلْب والحُرْحور والصُّرْصُور ـ العِظَام من الابِلِ وناقة عُبْسُور وعُلْكُوم ـ صُلْبة شديدةٌ ورُهْشُوش وخُنْجُور ولُهْمُوم ـ غَزِيرةٌ فى الجَدْب ورِيحٌ حُرْجُوج ـ باردةٌ شديدةٌ وقد تقدَّم فى الابِلِ

(فُعالِلٌ) امرأة حُفَاضِجٌ ـ ضَخْمة البطْنِ مستَرْخِيةُ اللَّحْم وناقةٌ عُلاكِدٌ ـ ضَخْمة قوِيَّةٌ وعُفَاهِمٌ ـ جَلْدة قوِيَّة وعُفَاهِنٌ لغة وابل جُراجِرٌ ـ كثيرةٌ وأرْض دُهَامِقٌ ـ ليِّنة رقيقةٌ

(مُفَعْلِلٌ) نَخْلةٌ مُخَرْدِل ـ اذَا كَثُر نَفَضُها وعظُمَ ما بَقِى من بُسْرِها

(فَعَلَّل) عيْن غَطَمَّشٌ ـ كَلِيلةُ النظَر وناقةٌ هَمَرْجَل ـ جَوَاد سريعةٌ وبِئر جَهَنَّمٌ ـ قَعِيرة وبه سُمِّيت جهَنَّم عِياذًا بالله منها (فَعَيْلَلٌ) بئر قَلَيْذَمٌ ـ كثيرة الماءِ

(فِعِلَّال) بِئر جِهِنَّام ـ قَعِيرة وهو بناءٌ أعجمِىٌّ* قال سيبويه* ليس فى الكلام مثلُ سِفْرِجال فأما سِرِطْراط ففِعِلْعال وسِجِلَّاط وسِنِمَّار أعجمِيَّان

(فَعْلَلِلٌ) امرأة قَهْبَلِس ـ ضَخْمة والقَهْبَلِس أيضا ـ الكَمَرة قال

* فَيْشَلَة قَهْبَلِس كُبَاس*

وامرأة صَهْصَلِق ـ شديدةُ الصَّوت صَخَّابة وامرأة جَحْمَرِش ـ ثقِيلة سَمِجة وهى أيضا ـ العَجُوز من الابِلِ الكبيرةُ السِّنِّ وأفْعَى جَحْمَرِشٌ ـ غليظةٌ وهى أيضا ـ الأرْنَب الضخمة وهى أيضا ـ الأرْنَب المُرْضِع

(فَعْلَلِيل) امرأة جَعْفَلِيق ـ كثيرة الَّلحْم مسترخِيَةٌ وامرأةٌ شَفْشَلِيق وشَمْشَلِيق ـ مُسِنَّة وجَلْفَزِيز ـ مُسِنَّة وفيها بَقِيَّة وهى من الابل الهَرِمةُ الحُمولُ وامرأة طَرْطَبِيس ـ عجُوز مستَرْخِيَة وهى من الابل ـ الخَوَّارة وامرأة صَهْصَلِيق كصَهْصَلِق وناقةٌ عَلْطَمِيس ـ شديدةٌ مُشْرِفةُ السَّنامِ تامَّةٌ وأرضٌ حَرْبَسِيس وعَرْبَسِيس ـ صُلْبة (فَعْفَعِيل) داهِيةٌ مَرْمَرِيسٌ ـ شديدةٌ

(فَعْلَلُول) ناقةٌ عَلْطَمُوس كعَلْطَميس

(فَيْعَلُول) امرأة عَيْطَمُوس ـ طوِيلةٌ تارّةٌ ذات قَوَام وألْواحٍ وهى من النُّوق الفَتِيَّةُ العظيمةُ الحَسْناءُ وامرأة هَيْدَكُور ـ ضَخْمة فأمَّا هَيْدَكُرٌ فحكى ابنُ جنِّى أنه مقْصُور من هَيْدَكُور لأن هذا المثالَ ليس من أمثلَتهم وزعَم أبو على أن طَرَفة إنما قَصره للضَّرُورة فى قوله

* ضَخْمة الجِسْمِ رَدَاحٌ هَيْدَكُرْ*

وامرأة شَيْهَبُور عَجُوز ـ وعَيْضَمُوز ـ كبيرةٌ وهى أيضا الناقةُ الضَّخْمة التى لا تَحْمل لسمَنها وعَيْسَجُور ـ سريعةٌ قوِيَّة وصَيْلَخُود ـ مُسِنَّة شديدةٌ وقيل ماضِيَةٌ

(فَنْعَلِيل) امرأة جَنْفَلِيقٌ وشَنْفَلِيقٌ وعَنْقَفِير ـ غالِبةٌ بالشرِّ سَلِيطةٌ وخَنْشَلِيل ـ مُسِنَّة وفيها بَقِيَّة وكَمَرة فَنْطَلِيس ـ عظيمة وناقةٌ قَنْطَرِيس ـ ضَخْمة شديدةٌ

وحِنْطة خَنْدرِيسٌ ـ قديمةٌ

(فِعْلَوْل) امرأة بِلْعَوْس ـ حَمْقاءُ ودِلْعَوْس ـ جَرِيئة بالليل دائِبةُ الدُّلْجِة وكذلك الناقةُ (فَعَنْلَل) امرأة ضَفَنْددٌ ضَخْمةُ الخاصِرةِ مستَرْخِيةُ اللَحمِ وامرأة حَزَنْبَلٌ ـ حَمْقاءُ وقيل عجُوزٌ متَهدِّمة وأتَانٌ جَلَنْفَقٌ ـ سَمِينة

(فَنْعَلِل) امرأة خَنْضَرِف ـ كبيرةُ الثَّدْيينِ وقيل نَصَفٌ من النِّساء وهى مع ذلك تَشَبَّبُ وحكاه بعضُهم بالطاء وامرأة .... (١) عَجُوز كبيرةٌ وناقَةٌ حَنْدَلِس ـ كثيرة الَّلحمِ وحَنْدَلِس ـ ثَقِيلة المَشْىِ وهى أيضا النَّجيبةُ

أبْنِيَة المَذكَّر

(فَعْلةٌ) رجل قَفَّة ـ صغِير الجُثَّة قليلٌ والضَّمُّ أعْلَى ورَبْعةٌ ـ بيْنَ الطَّوِيل والقَصِير وكذلك المرأةُ ورجُلٌ وَعْقة لَعْقةٌ ـ عَسِير الخُلُق وامرأة وَعْقة كذلك ورجل كَيْئَةٌ وكَىْءٌ ـ جَبَانٌ ورجُل طَيْخةٌ ولَطْخة ـ أحمَقُ لا خَيْرَ فيه وهو حَرْزَة مالِه ـ أى جُمَاؤُه

(فِعْلة) صِغْرةُ وَلَدِ أبِيه ـ أصغَرُهم وكِبْرتُهم ـ أكبرُهم وكذلك صِغْرةُ قوْمِه وكِبْرتُهم وعِجْزة وَلَدِ أبَويْهِ ـ آخِرُهم ورجُل عِرْنَةٌ ـ لا يُطاقُ وصِمَّةٌ ـ شُجاع وقِرْفَة ـ مُحْتال ورِبْية ـ لا خَيْرَ فيه وهو قِدْوُتنا وإسْوَتُنا وكذلك المؤنَّثُ والاثنانِ والجميعُ وهو عِيْمة قومِه ـ أى خِيَارُهم وهذا عِيْمة ماله وعِينَتُه ونِصْيته وحِزْنَتُه وصِفْوته وقِفْوته وكذلك المؤنَّث والاثنانِ والجميعُ

فُعْلة ممَّا ليس بِصفَة يُراد بها المفعُول

مقابِلا لفُعْلة يُرَاد بها فاعِلٌ

رجلٌ قُفَّة ـ قَصِيرٌ قليلُ اللحْمِ وقيل ـ هو المُسِنُّ وعُضْلة ـ داهِيَةٌ وبُهْمة ـ شُجَاع لا يُدْرَى كيف يُؤْتَى له وكُؤْصةٌ ـ صَبُور على الشَّراب وغيره ولحية ـ مَقْنَع (٢)

__________________

(١) بياض بالأصل

(٢) قوله ولحية مقنع لم نقف عليه بعد البحث ولعله محرف عن نخبة بالنون والخاء المعجمة والنخبة الخيار اه كتبه مصححه

يُرْضَى به وضُوْرة ـ ضَعِيف فَقِير ونُوْمة ـ خامِلٌ وبُوْهةٌ ـ أحمَقُ وهُكْعةٌ ـ أحمَقُ اذا جَلَس لم يَكَدْ يَبْرَح وسُوْقةٌ ـ دون المَلِك وغُلامٌ رُوْقة ـ ظَرِيف مُعْجِب وكذلك المرأةُ وهو رُوقةُ مالِه ـ أى خِيارُه وكذلك هو حُزْنته وقد تقدّم فى الكَسْر وقُمْعتُه وابِلٌ قُمْعة ـ خِيارٌ وقد اقتمعْتُها ـ أخَذْت خَيْرها وهو شُرْفةُ ماله كرُوقتِه وهو خُلَّتى ـ أى خَلِيلى وكذلك المرأةُ وهو اسْوَتُنا وقُدْوتنا وقد تقدّم فى الكَسْر وكذلك الاثنانِ والجمِيعُ والمؤنَّث وهو عُمْدتنا ونُجْعتُنا ـ أى نعتَمِد علَيه ونَنْتَجِعه ورُحْلتُنا ـ أى وِجْهتنا التى نَرْحَل اليها وكذلك الاثنانِ والجميعُ والمؤنَّث وأمرٌ حُوْلة ـ عَجَب مُنْكَر

(فَعَلة) رجُل شَجَعةٌ ـ طويلٌ مُلْتفٌّ وجَدَمة ـ قصيرٌ وقيل كلُّ شَخْت جَدَمة والجمع جَدَم وقَزَمة كجَدَمة* وقال الفارسى* كلُّ شَخْت صَغيرِ الجِرْم أو كُلُّ شَخْتة صغِيرةِ الجِرْم من جميع الحَيَوان فهى جَدَمة وقَزَمة وهما من الرَّداءةِ وغُلَام يَفَعةٌ ـ يافعٌ وكذلك الأنثَى والجميعُ كالواحِد وشَيْخ عَشَبة وعَشَمة ـ كبيرٌ قد يَبِس من الهُزَال وقد عَشِم وهو أدَمَةُ أهل بيتِه ـ اذا كانوا يُعْرَفُون به ورجُل أمنَةٌ ـ يَثِقُ بكلِّ أحدٍ جَهْلا كأُمَنة ورجُل رَهَكَةٌ ـ لا خيْرَ فيه وهَمَجةٌ ـ لا عَقْلَ له وهَفَاةٌ لَفاةٌ ـ أحمَقُ وهو شَوَاة صِدْقٍ وسَوْءٍ وكذلك الأُنثَى وكذلك كَدَاة صِدْقٍ وسَوْء فيهما وسَرَاة المالِ ـ خِيارُه* وأما سيبويه* فجعل سَراةً اسما لجمع سَرِىٍّ* قال* والدليلِ على ذلك قولهم فى جمعه سَرَوات ولم يذهب الى جمْع الجمع اذ ليس كلُّ جَمْع يجمَع وانما يُقْضَى بجمْع الجمع اذا لم يكُنْ منه بُدٌّ وكذلك وجْه أبو على قوله «فرُهُن مَقْبُوضةٌ» على أنه جمْع رَهْن كسَحْل وسُحُل ولم يجعله جمع رِهَانِ الذى هو جمعُ رَهْن اتِّباعا لاصل سيبويه فى هذا وأخذتُ من الابِل بعيرًا نَقاةً ـ أى خِيَارا وكذلك الناقةُ وهى الجَدَع أصغَرُها الى السَّدَس وليس بعد السَّدَس نَقاةٌ وثوبٌ سَمَلةٌ ـ خَلَقٌ كسَمَل

(فِعَلة) رجُل تِوَلة ـ وهو الذى يُحَبِّب بيْنَ الرَّجُل والمرأةِ وسَبْى طِيَبة ـ طَيِّب وكذلك سَيْر طَيِبةٌ فى سُهُولة

(فُعَلة مما يَجْرِى على الفِعْل أو يُفارِقُه) وفُعْلة من هذا الضَّرْب الا أن فُعَلة للفاعِل

وفُعْله للمفعُول وكِلَا البابيْنِ مُطَّرِد فى جميع الأفْعال الثُّلاثيةِ المتَعدِّية وغير المتَعْدِّية فيما حكى ابن دريد ولكنى أذكر من البابين أمثلةً لأنبه على غيرها بها وأشياءَ غيْر جاريةٍ على الفعل رجُل نُكَحَة وخُجَأة ـ كثيرُ النكاح وفحلٌ غُسَلَةٌ ـ كثيرُ الضِّراب ورجُل عُرَقة ـ كثيرُ العَرَق وكُؤَصَةٌ ـ صَبُور على الشَّراب وغيرِه ومُسَكةٌ ـ بَخِيل وقُبَضَةَ رُفَضة ـ يتَمسَّك بالشئ ثم لا يَلْبَث أن يَدَعه وراعٍ قُبَضةٌ رُفَضةٌ فالقُبَضة ـ الذى يجمَع غَنَمه ويَطْرُدُها الى حيثُ يَهْوَى فاذا بلَغتْ لَهِىَ عنها ورَفَضها ورجُل نُتَفةٌ ـ للذى يَنْتِف من العِلْم شيئًا ولا يستَقْصِيه وحُوَلة ـ محتالٌ وخُرَجة وُلَجَة ـ خَرُوج وَلُوجٌ متصَرِّف وهُزَأة ـ يَهْزَأ بالناسِ وسُخَرة ـ يَسْخَرُ بهم وضُحَكةٌ ـ يَضْحَك بهم وخُذَلة ـ يَخْذُلهم وعُذَلة ـ يَعْذِلهم وكُذَبة ـ يَكْذِبُهم وزُكَأة ـ كثِيرُ النَّقْد مُوسِر وقُوَبةُ ـ ثابتُ الدار مُقِيمٌ وطُلقَة ـ كثيرُ التَّطَلق وصُرَعة ـ شديدُ الصِّرَاع وضُجَعةٌ ـ كثير الاضطِجاعِ وهُكَعة نُكَعة ـ اذا جلَسَ لم يَكَدْ يَبْرَح وتُكَأةٌ ـ كثيرُ الاتِّكاءِ وكذلك مُجَعةٌ وقد مَجُع ونُومَةٌ ـ كثيرُ النَّوم ودُعَرة ـ فيه قادحٌ وعُيُوب

(فُعُلَة) رجلٌ عُلُتَةٌ ـ لا يَكْتُم سِرَّه (فِعَّلة) رجُل إمَّعةٌ ـ لا رَأىَ له وإمَّرة ـ أحمَقُ وقيل إمَّعٌ وإمَّر ودِنَّمة ودِنَّبة ـ قصيرٌ

(فَعَلَّة) رجلٌ غَضَبَّة ـ سريعُ الغَضَب وغَلَبَّة ـ كثيرُ الغَلَب

(فَعُلَّة) رجُل حَزُقَّة ـ ضَيِّق الرأْىِ وقيل ـ هو الذى يُقارِب المشْىَ وقد قيل حَزُقٌّ وغَلُبَّةُ وغَضُبَّة ـ يَغْلِب كثيرًا ويَغْضَب سريعًا (فِعَلَّة) بَعِير دِحَنَّة ـ عريضٌ (فُعُلَّة) رجُل حُزُقَّة كحَزُقَّة وكذلك حُظُبَّة وكُبُنَّة ـ فيه انقباضٌ وكذلك المرأةُ ورجل كُدُمَّة ـ غليظٌ ككُدُمٍّ وغُضُبَّة كغَضُبَّة وطُبُنَّةٌ ـ عالمٌ بكلِّ شئٍ وقد يكون الحُظُبَّة والغُلُبَّة اسمين والحُظُبَّة ـ ضِيقُ الخُلُق والغُلُبَّة ـ الغَلَبة فأما أُفُرَّة الصِيف أوَّلُه ووقعوا فى أفُرَّةٍ ـ أى اختِلاطٍ فاسمٌ لا غيْرُ

(فِيْعَلَّة) رجُل زِيحَنَّةٌ ـ مُتَباطِئٌ عِند الحاجةِ (فاعِلَة) رجُل داهِيَة وباقِعَة ـ أَرِيب وكذلك المرأةُ وواقعةٌ ـ شجاع ونابِخَة ـ عظيمُ الشأْنِ ضَخْمُ الأمْر قال الهُذَلى

يَخْشَى عليه من الأَمْلاك نابِخةَ

من النَّوابِخِ مثلَ الخادِر الرُّزَمِ

ورواه أحمدُ بنُ يحيى بائجة ورجل راوِيَةٌ ـ راوٍ وساقِيَة ـ يَسْقِى القومَ وإبلَهُم ووَابِصَةُ السمع ـ يَعْتَمِد على ما يُقال له وهو الذى يُسَمَّى الأُذن وخالِفةٌ ـ فيه حُمْق كخالِفٍ وحارِضةٌ ـ لا خيْرَ فيه وحامَّةُ مالِه ـ خِيارُه الذكَرُ والأنثَى فيه سَواءٌ وإبِلٌ حامَّةٌ ـ خِيَارٌ* وحكى الفارسى* مالٌ حامَّةٌ فوَصَف به ولم يَحْكِها غيْرُه وفلانٌ خاصَّتِى ـ أى الذى أُخَصُّ به وسامَّتِى كذلك

(فَعِيلةٌ) عَقِيرةُ القومِ ـ الذى يقْتُلونه من الرُّؤَساء فى المَعْرَك وكَرِيمةُ القوم ـ كرِيمُهم (فَعَالَةٌ) رجُل حَجَاجة وهَجَاجةٌ وفَقَاقةٌ ـ أحمَقُ وطَغَامةٌ ـ لا يَعْقِل ولَعَاعةٌ ـ يتَكَلَّف الألْحان بلا صَوابٍ ويَرَاعةُ ـ جَبَان مشتقٌّ من اليَرَاعةِ ـ التى هى القَصَبة وسَكَاكةٌ وصَرَامة ـ متَفرّدٌ برأْيه

(فَعَّالة) رجل عَلَّامة ونَسَّابة وسَجَّاعة وشَتَّامة وعَيَّابة وقَصَّابة من القَصْب ـ وهو العَيْب وفَحَّاشة وصَخَّابة ـ شديدُ الصَّخَب وصَرَّامة ـ كثيرُ الصَّرْم قال عنترة

وإنِّى لَصَبٌّ بالخَلِيل اذا بَدَتْ

مَوَدَّتُه صَرَّامةٌ إنْ تَصَرَّما

ورجل قَضَّابة ـ قَطَّاع للأُمُور وسَيْف قَضَّابة ـ قاطِعٌ كقَضَّاب ورجُل فَزَّاعة ـ كثيرُ الفَزَع وهو أيضا الذى يُفْزِع الناسَ كثيرًا وجَثَّامة ـ بَلِيد وهو أيضا ـ السيِّد الحليمُ وطَيَّاخَةٌ ومَجَّاعةٌ ـ أحمَقُ وأكَّالة ـ كثيرُ الأكْل وجَوَّاظة مثلُه وقيل ـ هو الفاجِرُ وحادٍ قَبَّاضة ـ شَلَّال وأسدٌ رَزَّامة ـ يَبْرُك على فَرِيسته (فِعَّالة) رجُل دِنَّامة ودِنَّابة ـ قصِيرٌ (فُعَّالةِ) رجل كُرَّامة ـ كريمٌ ولُقَّاعةٌ ـ كثيرُ الكلام مُتَداهٍ وشُدَّاخة ـ كثيرُ الشَّدْخ ـ أى الضَّرْب بالحِجارة ومُجَّاعة ـ كثيرُ التمَجُّع وهو صُيَّابة قومِه وصُيَّابهم ـ أى خِيارُهم وكذلك صُيَّابة مالِه ونخلة فُحَّالة وانما أدخَلْناه فى نُعوت المذَكَّر لان الفُحَّال من النخلِ يقال له نخلة فانما قيل فُحَّالة على حدِّ قولهم عَلَّامة (فُعَّيْلة) رجُل زُميَّلة ـ أحمَقُ ضعِيفٌ (فاعُولة) رجُل قاذُورةٌ ـ يَبْرَم بالناسِ وحاذُورةٌ ـ حَذِر وصارُورةٌ ـ لم يَحُجَّ وقيل لم يتزوَّجْ الواحدُ والجميعُ والمؤنَّث فى ذلك سواءٌ (تِفْعِلة) رجُل تِلْعِبَةٌ من اللَّعِبِ وتِقْوِلة من القَوْل

(تِفْعَلة) رجل تِقْوَلة ـ جَيِّد القَوْل (تِفْعالة) رجُل تِقْوالَةٌ وتِكْلامة من المَنْطِق وتِلْعابَةٌ من الّلعب وتِرْعاية ـ حسنُ الرِّعْية للابِل وتِبْذارةٌ ـ يُبَذِّر مالُه ويُفْسِده (تِفِعَّالة) رجُل تِكِلَّامة ـ جيِّد الكلامِ فَصِيح وكذلك تِلِقَّاعة

(فِعْلِيَة) رجُل عِفْرِيَة نِفْرِية ـ خَبِيث مُنْكَر وقيل قوىّ نافِذ

(فِعْلِئَة) رجل ثِرْطِئةٌ ـ ثَقِيل ضَعِيف (مُفَعِّلة) رجُل مُلَسِّعة ـ مقِيمٌ لا يَبْرَح (مِفْعالةٌ) رجُل مِعْزابةٌ ـ مُتَنَحٍّ عن الحَىِّ ومِعْزالةٌ ـ معتَزِل ومِطْرابة ـ كَثيرُ الطَّرَب ومِجْذامةٌ ـ قاطِعٌ للأمُور فَيْصَل

(مَفْعَلَة) قال الفراء مما تجعلُه العرَبُ مؤنَّثا للذكَر والأنثَى على غير بناء الفعل ولا يُثَنُّونة فى تثنيَته ولا يجمَعُونه فى جَمْعه* أبو عبيد* فى الحديث «الولَد مَجْبَنة مَجهلةٌ مَبْخَلة» والحَرْب مَأْيَمةٌ ومَيْتَمة ـ أى يُقْتَل فيها الرِّجالُ فتَئِيمُ النساءُ ويَبْتَم الأولاد وطَعَام مَحْسَنة للجسْم ومَغْذَاة ـ يَحْسُن عليه ويَغْذُوه ومَشْرَبة ـ يُشْرَب عليه الماءُ كثيرا ومَتْخَمة ـ يُتَّخَم عليه وأكْل الرُّطَب مَحمَّة ـ يُحَمُّ آكلُه عليه ومَوْرَدة ـ كمَحَمَّة وأكلُ البِطِّيخ مَجْفَرَة ـ أى يَقْطَعُ ماء الصُّلْب وشرابٌ مَطيبَةٌ ـ تَطِيبُ به النفْس ومبْوَلةٌ ـ يُبالُ عنه كثيرًا ومَخْبَثَةٌ ـ تَخْبُث عليه النفْسُ وكُفْر النِّعمة مَخْبثة لنَفْس المُنْعِم وعُشْب مَسْمَنة ومَلْبَنَة* وقال الصَّمُوتىُّ الكِلابىُّ* وذكَر حِبَّة أرضٍ تِنْجَلُّ فيأخُذُ بعضُها برِقابِ بَعْض وتَنْطلِق هِدْما كالبُسُط فهى مَطْوَلةٌ للسَّنام مَغْلَظَة للخاصِرةِ ومَغْزَرة للدَّرِّ مَخْظاة للبَضِيع فَتَرى راعِيَتها كأن مَناخِرَها كِيُرقَيْنٍ من حاقِّ البَطْنِ الى أعْلاه وقد شرحتُ هذا فى كتاب النبات وهم أهلُ مَعْدَلة من العَدْل وقالوا مَجْدَرة ومَقْمنة ومَخْلَقة ومَحْراة والمَنْسَكة من النُّسُك ولك فى هذا الأمر مَعْلاة قال أعشَى باهلة

فان يُصِبْك عَدُوٌّ فى مُناوَأةٍ

فقد تكُونُ لك المَعْلاةُ والظَّفَر

ويُقال لكَ فى ذلك مَسْلاةٌ (١) قال الشاعر

ذَوُ والاقدام مَدْرأة العَوَالِى

وأهلُ الكَلْمِ بالأَسَلِ النِّهالِ

ومَكانٌ مَوْعَلة ـ كثيرُ الوُعُول ومَفْدَرة ـ كثيرُ الفُدُر ـ وهى الوُعُول المُسِنَّة مطَّرِد عند أبى الحسن

__________________

(١) فى الكلام سقط كما لا يخفى وحرره

(مِفْعَلَة) * قال ابن الانبارى* رجُل مِسَبَّة ـ كثيرُ السَّبِّ* قال* وقال الحسنُ كان ابنُ عباس رجلاً غَرْبا مِثَجَّةً ـ أى يَصُبُّ وقد انثَجَّ صَبَّ وقيل ما الحَجُّ فقال العَجُّ والثَّجُّ العَجُّ ـ التلبِيَةُ والثَّجُّ ـ النحر والغَرْب ـ المتَّسِع فى القول والجَرْى والمالِ وحكى الفارسى رجل مِعَنَّة فى مِعَنٍّ فأما أبو عبيد فانما قال مِعَنٌّ مِتْيَح وهو الذى يَعْرِض فى كل شئ ويدخُل فيما لا يَعْنِيه (فَيْعلَة) رجل جَيْدَرة ـ قصير (فَوْعَلَة) رجل ضَوْكَعةٌ ـ أحمقُ كثيرُ اللحْمِ مع ثِقَل

(فَيْعالَة) رجل طَيْثارَة ـ لا يُبَالِى على من أقْدَمَ وكذلك الاسَدُ ورجل هَيْذارةٌ بَيْذارة ـ كثيرُ الكلامِ

(فِعْوَلَّة) رجُل دِحْوَنَّة ـ سمِين مُنْدَلِقُ البطن قصيرٌ وبَعيرٌ دِحْوَنَّة ـ عريضٌ

(فِعْلاةٌ) رجل عِزْهاة ـ عازِفٌ عن اللهْو وهو بِناءٌ تلزمُه الهاءُ عِنْد سيبويه وحكى عِزْهًى بغير هاءٍ وكذلك المرأةُ قال الشاعر

اذا كُنْتَ عِزْهاةً عن اللهْو والصِّبَا

فكُنْ حَجَرا من يابِسِ الصَّخْرِ جَلْدا

(فِعْلايةٌ) رجُل دِرْحايةٌ ـ كثيرُ اللحْمِ قَصِيرٌ لَئِيمُ الخِلْقةِ وجِعْظَايةٌ ـ قصيرٌ لَحِيم ودِعْكايةٌ ـ كثيرُ اللحْمِ طال أو قَصُر

(فَعَالِيَة) رجُل شَنَاحِيَةٌ ـ طويلٌ وقد قيل شَنَاحٍ وزَوَازِيَة ـ قَصِير وقيل زَوَازٍ وحَزَابِيَةٌ ـ غليظٌ الى القِصَر وقيل حَزَابٍ وعَلَاقِيَةٌ ـ شديدُ الطَّلَب لَزُومٌ لا يتفَلَّت منه حقُّه وهَوَاهِيَة ـ مَنْخُوب الفُؤاد وشَيْنٌ عَبَاقِيَة ـ له أثَرٌ باقٍ فأمَّا الرَّفَاهِيَة والرَّفَاغِيَة فاسمانِ ـ وهما سَعَةُ العيْشِ وكذلك الرَّبَاذِيَة ـ وهو الشرُّ يقَع بين القَوْم وكذلك الجَرَاهِيَة ـ وهى الجماعةُ وقيل سَمِعت جَرَاهِيَة القومِ ـ أى كَلامَهم وأمَّا العَلَانِيَة ـ وهى ضِدُّ السِّرّ والطَّبَانِيةُ والتَّبَانِيَة والزَّكَانِيَة والفَطانِيَة ـ وكله الفِطْنة فَمَصادِرُ وكذلك الكَرَاهِيَة

(فُعَالِيَة) رجُل طُفَانِيَة من الفُجُور ومَلِكٌ قُرَاسِيَة ـ جَلِيل والقُرَاسِيَة ـ الضخْمُ الشديدُ من الابلِ وغيرِها وشَيْطانٌ عُفَارِيَة ـ كَيِّسٌ ظرِيفٌ وبعير حُجَارِيَة ـ مجتمعُ الخَلْق وأسَدٌ عُفَارِيَة ـ شديدٌ

(فُعْلِيَّة) رجُل قُعْدِيَّة ـ كثيرُ القُعُود وضُجْعِيَّة ـ كثيرُ الاضْطِجاعِ ويقال قُعْدِىٌ

وضُجْعِىٌ (فُعَلْنِية) رجل سُحَفْنِيَة ـ محلوق الرأسِ

(نِفْعِلَة) رجُل نِفْرِجةٌ ـ يَنْكَشِف عِنْد الحَرْب وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَة ـ خَبِيث مُنْكَر وقد تقدّم فى فِعْلِيَة (نِفْعِلاءُ) رجُل نِفْرِجاءُ كنِفْرِجَة

(أُفْعُولة) غُلامٌ أُزْمُولة من الزَّمَلان فى المَشْى والأُزْمُولة ـ المُصوّت من الوُعُول وغيرها حكاه أبو عبيد

(إفْعَوْلة) حكَى سيبويه فى الصِّفات إزْمَوْلة ولم يفسِّره وأنشد بيتَ ابن مقبِل

عَوْدًا أحَمَّ الذُّرَى إزْمَوْلةً وَقَلاً

يأْتِى تُرَاثَ أبِيه يَتْبَعُ القُذَفا

وهو من الصَّوْت (فِنْعالَةٌ) رجُل جِنْعاظةٌ ـ يتَسَخَّط عِنْد الطَّعام من سُوءِ خُلُقه (فِنْعَوْلة) رجل سِنْدأْوةٌ وقِنْدأْوةٌ ـ خفيفٌ

(فُعْلُلة) رجُلٌ قُصْقُصَة ـ فيه قِصَر وغِلَظ مع شِدّة وقيل قُصَاقِصٌ قال الراجز

قُصْقُصَةٌ قُصَاقِصٌ مُصَدَّر

له صَلاً وعَضَلٌ مُنَقَّر

وأسَد قُصْقُصَة ـ عظيم الخَلْق شديدٌ (فُعَاللِة) رجُل فُرَافِصَة ـ شدِيدٌ ضَخْم شُجَاع (فَعْلالةٌ) رجُل خَجْخاجَة وقَفْقافَة ـ أحمَقُ ولَثَلاثةٌ ـ بَطِىءٌ وبَجْباجَة ـ ممْتلِئٌ منتَفخٌ وصَمْصامةٌ ـ مصَمّم وسَيْف صَمْصامةٌ ـ صارِمٌ لا يَنْثنِى

(فِعْلالةً) رجُل جِعْظارَة ـ كثِير العَضَل غَلِيظُه وجِلْحابَةٌ ـ ضَخْم أجْلَحُ وقيل جِلْحابٌ وشِهْدارةٌ ـ قصيرٌ وقيل شِهْدَارة ـ كثيرُ الكلامِ وقيل ـ عَنِيف السَّيْر وكذلك شِمْذارة ورجل خِزْرافةُ ـ كثيرُ الكَلامِ خَفِيفُه وقيل ـ هو الخَوَار الضعِيفُ النَّحِيف وبِلْدامةٌ ـ وَخْم وضِرْسامةٌ ـ رِخْو لَئِيم ودِقْرارة ـ نَمَّام وهِلْباجة ـ أحمَقُ مائِقٌ (فِعْلَلَّة) رجُل حِنْزَقْرة ـ قَصِير

(فَعْلِلَّة) رجُل وَيْلِمَّة ووهْلِمَّة ـ داهٍ (فِعِنْلالةٌ) رجُل جِحِنْبارَة ـ قَصِير

ما يُقال بالهاء وغيْرِ الهاء من الأسماء

القَرِين والقَرِينة والقَرُون والقَرُونةُ ـ النفْسُ والنَّسِيس والنَّسِيسةُ ـ بقِيَّة النَّفْس والنَّسَم والنَّسَمة ـ نَفْس الرُّوح والوَتدِ والوَتِدَة من الأُذُن ـ الهُنَيَّة الناشِزَة فى مُقَدّمها مثلُ النُّؤْلُول تَلِى أعْلَى العارِضِ من اللِّحْية والحِنْدِير والحِنْدِيرة ـ الحَدَقة

وذُنَاب العيْنِ وذُنَابتُها ـ مؤَخَّرها وفى عَيْنه بَياضٌ وبَياضَةٌ وكَوْكَبٌ بمعنى فأمَّا الكَوْكَب من النُّجُوم فقد حكِيت بالهاء الا أنها قليلةٌ وحمله سيبويه على توهُّم الماءةِ وأمَّا أحمدُ بنُ يحيَى فلم يحمِلْ كلام سيبويه على توهُّم التأنيث عند ذِكْر حَضارِ كما حمل سَفَارِ على توهُّم الماءةِ على التوهم لكن سيبويه حكاهما على أنهما مَقُولتانِ والهِلَّوْف والهِلَّوْفة ـ اللِّحيةُ الكثِيرة الشَّعَر المُنتَشِرة والقَمَع والقَمَعة ـ طرَفُ الحُلْقوم والرَّاهِشُ والرَّاهِشَة ـ العَصَبة التى فى ظاهِرِ الذِّراعِ والسِّنْسِنُ والسِّنْسِنَة ـ حرْفُ فِقْرة الظَّهْر والمَتْنُ والمَتْنة ـ لَحْمتان معْصُوبتانِ بينَهُما صُلْب الظِّهْر مَعْلُوبتان بعَقَبِ والنَّاحِرُ والناحِرَة ـ ضِلَع من أضْلاع الزَّوْر والنَّافِج والنافِجَة ـ مُؤَخَّرة الضُّلُوع والفُوف والفُوقة ـ القِشْرة التى على حَبَّة القَلْب والنَّواةِ والحُنْجُف والحُنْجُفَة ـ رأْسُ الوَرِك الى الحَجَبة وخُرْب الوَرِك وخُرْبتُه ـ ثَقْبه والصَّفَنُ والصَّفَنَة ـ وِعاءُ الخُصْيةِ والكُظْر والكُظْرة ـ شَحمةُ الكُلْيتَيْنِ المُحِيطةُ بهما والمِبْعَط والمِبْغَطة ـ الاستُ وقالوا حِرٌ وحِرَةٌ قال الشاعر

تَراها الضَّبْع أعْظَمهنَّ رَأْسا

جُرَاهِمَة لها حِرَةٌ وثِيلُ

والرَّعْث والرَّعْثة ـ القُرْط والجمْع رِعَثَة ورِعَاث ودَخِيلُ الانْسان ودَخِيلتُه ـ نِيَّته وعرَفْت ذلك فى معنَى كلامِه ومَعْناتِه وفَحْواه وفَحْواته والضَّلَال والضَّلَالة ـ ضِدُّ الهُدَى والغَمِيز والغَمِيزة ـ ضَعْف فى العَمل وفَهَّة فى العَقْل وما فيه غَمِيز ولا غَمِيزة ـ أى ما يُعَابُ به والأثِيمُ والأثِيمة ـ كثْرةُ رُكُوبِ الاثْم وفى خُلُقه خالِفٌ وخالِفةٌ ـ أى خِلَاف والمَكْرُم والمَكْرُمة ـ ما أكرمْتَ به الانسانَ والمَعُون والمَعُونة ـ ما أعنْتَه به ليس فى الكلام مَفْعُل غيْرَهما وما جاء من هذا المِثَال فبالهاءِ وحُكِى عن الفرَّاء أنه قال مَكْرُم جمع مَكْرُمة ومَعُون جمعُ مَعُونة وعلى هذا وجَّه أبو علىٍّ بيتَ عدىٍ

* أبْلِغ النُّعْمانَ عنِّى مَأْلُكًا*

أنه جمْعُ مَأْلُكة ـ وهى الرِّسالة والخَوَات والخَوَاتة والوَحَا والوَحاة والوعَا والوَعَاة والحَرَا والحَرَاة والوَقْش والوَقْشة ـ كله الصوتُ عامَّة والحَرَكةُ والوَجْس والوَجْسة ـ صوتُ الشئِ المختَلِط العظيمِ كالجيْشِ والغَرْب والغَرْبة ـ الحِدَّة وهم أهلُه وأهْلتُه

قال الشاعر

وأهْلَة وُدٍّ قد تَبَرَّيْتُ وُدَّهُم

وأبلَيْتُهم فى الحَمْد جُهْدِى ونائِلِى

وجمع الأَهْلة أَهَلات وأنتَ أهْلُ ذاك وأهْلتُه ـ أى حَقِيقٌ به وخَرج بأزْمَله وأزْملتِه ـ أى بأهْله وأثاثِه وهى أختُه سَوْغُه وسَوْغتُه وصَوْغُه وصَوْغَتُه وبِنْته نَثْره ونَثْرته وما تَرَك من أبيه مَغْدًى ولا مَغْداةً ولا مَرَاحا ولا مَرَاحةً ـ يعنى الشَّبَه به وبعضهم يقولُ ولا رَوَاحا ولا رَوَاحةً وهى خِطْبُه وخِطْبتُه وهى زَوْجه وزَوْجتُه وبَعْلُه وبَعْلتُه وهو جارِحُ أهلِه وجارِحتُهم ـ أى كاسِهُم والْوَشِيظ والوَشِيظة ـ الدُّخَلاء فى القوم ليسُوا من صَمِيمهم والجِبِلُّ والجِبِلَّة ـ الأُمَّة من الخَلْق والجماعةُ من الناسِ والارْب والارْبة ـ الدَّهْىُ والبصَرُ بالأمُور وهما أيضا ـ الحاجةُ والمِئْبَر والمِئْبَرة ـ النَّمِيمةُ ولك البَدْء والبدْأة ـ أى لك أن تَبْدَأ وماله بِيتُ ليلةٍ وبِيتَتُها ـ أى قِيتَتُها والازَار والازارةُ ـ ما ائْتزَرْت به وهو الرِّدَاء والرِّدَاءة والمِفْضَل والمِفْضَلَة ـ ما تفَضَّلْت فيه من النِّياب والمِبْذَل والمِبْذَلة ـ ما ابتذَلَتْ به منها والكِرْباس والكِرْباسة ـ ثَوْبٌ وهى فارسِيَّة والفَرْو والفَرْوة ـ التى تلبَسُها وهى حالُ الانسانِ وحالَتُه والدُّبُّ والدُّبَّة ـ أن تلْزَم حالَ الانسانِ وتعمَلَ عملَه وهو ذو جاهٍ عِنْد الأميرِ وجاهَةٍ ـ يريد خاصَّة ومنْزِلةً وأنا من هذا الأمْرِ بَمْرأَى ومَسْمعٍ وبَمْرءاة ومَسْمَعة وما فى فُلان مَهَاهٌ ومَهَاهة ـ أى لا خيْرَ فيه ولا طائِلَ عنده قال الأسود بن يعْفُر

فاذا وذلكَ لا مَهاهَ لذِكْرِه

والدَّهْر يُعْقِب صالِحًا بفَسادِ

وقالوا أغنَيْتُ عنك مَغْنَى فلانٍ ومَغْناتَه وأجزَأْت عنك مُجْزَأَ فلانٍ ومُجْمَزأتَه ومَجْزأه ومَجْزَأتَه وهذا حَقِيقُ خَبِّرهم وحقِيقتُه وقالوا دارٌ ودارةٌ ومنزِل ومنْزِلة ومَكانٌ ومَكانةٌ وزُونٌ وزُونةُ ـ لبيْت الأصْنامِ وكُرٌّ وكُرَّة وأثَاث وأثَاثةٌ ـ أى متاعٌ كثير وقيل ـ هو الكَثْرة والعِظَم من كلِّ شئٍ وعقَار وعَقَارةٌ فى المَغْنَى والوِسَاد والوِسَادةُ والاسَاد والاسَادة ـ المُتَّكَأ والنُّمْرُق والنُّمْرُقة ـ الوِسَادة وقيل الطِّنْفِسَة وقيل هى التى تُلْبَسُ الرحْلَ والوَقَاء والوَقَاية ـ ما وقَيْتَ به والمِشْمَل والمِشْمَلَة ـ كِساءٌ دُونَ القَطيفة يُشْتَمل به والرَّعْث والرَّعْثة ـ القُرْط والسَّمُّ والسَّمَّة ـ الودَع المنظُوم

وقالوا جَرٌّ وجَرَّة وحُقٌّ وحُقَّة وقِمَطْر وقِمَطْرة وشَنٌّ وشَنَّة ـ للخَلَق من كل آنِيَةٍ صُنِعتْ من جِلْد وجمعهما شِنَان وسَلٌّ وسَلَّة ـ للجُلَّةِ والسَّفِيف والسَّفِيفةُ ـ الجُلَّة من التمْر والبُورِىُّ والبُورِبَّة والبارِىُّ والبارِيَّة ـ الحصِيرُ المنسوجُ وقيل ـ الطَّرِيق فارسى معرَّب والأبْلُم والأُبْلُمة ـ الخُوصةُ وعَرَقٌ وعَرَقة ـ وهو الزِّنْبِيل والجِلَاز والجِلَازةُ ـ العَقَبة المَلْوِيَّة على القَوْس من غيرِ عَيْب وطِبَاب وطِبَابةٌ ـ للجلد الذى يُجْعَل على طرَفَى الدَّلْو والسِّقاءِ والاداوةِ اذا سُوِّىَ ثم خُرِز غير مَثْنِىٍّ وطِبَابُ السماءِ وطِبَابتُها ـ طُرَّتها المستطِيلةُ منه وسِكِّينٌ وسِكِّينة ومَقْبِض السِّكِّين ومَقْبِضتها ـ ما قبَضْت عليه منها ومَضْرِب السيفِ ومَضْرِبته ـ الحَدُّ الذى ضَرَب به وهو دُون الظُّبَة والجِعَال والجِعَالة ـ ما تُنْزَل به القِدْر من خِرْقة أو غيرِها وأجْعلْت القِدْرَ ـ أنزلْتُها به والجِعَال والجِعَالة ـ ما جعَلت للانسانِ على عملِه والجِوَاءِ والجِوَاءة والجِيَاء والجِياءةُ ـ ما يُوضَع عليه القِدْر والقَدَّاح والقَدّاحة ـ الحَجَر الذى يُوضَع ويُقْدَح به والمِقْدَح والمِقْدحةُ ـ المِغْرَفةُ والضِّرَام والضِّرَامة ـ ما اشتَعَلَ من الحَطَب والمِجْمَرُ والمِجْمَرة ـ التى يُوضَع فيها الجمْرُ مع الدُّخْنة والجَيْهَلُ والجَيْهَلة والمِجْهَل والمِجْهَلة ـ الخَشَبة التى يُحَرَّك بها الجَمْر فى بعض اللغات والقُفُّ والقُفَّة ـ شَبِيهة بالفأْس والمِنْقَع والمِنْقَعة ـ إناءٌ يُنْقَع فيه الشئُ وقيل ـ هى قُدَيْرة صغيرةٌ من حِجارة تكون للصبِىِّ الفَطِيم يَطْرَحُون فيها التَمر واللبنَ يُطْعَمُه ويُسْقَاه يقال لها مِنْقَع البُرَم والمِحْزَم والمِحْزَمة والحِزَام والحِزَامة ـ اسمُ ما حزَمْت به والمِنْطَق والمِنْطَقة ـ ما شدَدْت به وَسَطك. والزُّنَّار والزُّنَّارة ـ ما على وَسَط المَجُوسِىِّ والمِرْبَط والمِرْبَطة ـ ما تُربَط به الدابَّةُ والخالِفُ والخالِفَة ـ واحدةُ الخَوَالِفِ ـ وهى العَمَد التى فى مؤَخَّر البيتِ والقِنَّار والقِنَّارة ـ الخشَبة يُعلِّق عليها القَصَّاب اللحمِ حكاها ابن دريد وقال ليس من كلام العرب والكَتِيف والكَتِيفة ـ حديدةٌ عريضةٌ طوِيلةٌ وربَّما كانت صَفيحةً ـ وهى الضَّبَّة والصَّوْلَجانُ والصَّوْلَجَانة ـ العُود المُعْوَجُّ فارسىٌّ معرَّب وربما قالوا الصَّوْجانةُ والمِذْرَى والمِذْراة ـ الخَشَبةُ التى يُذَرَّى بها والمِنْدَف والمِنْدَفةُ ـ ما ندَفْت به القُطْنَ وواسِط الرَّحْل وواسِطتُه ـ ما بين القادِمةِ والآخِرة والجازِعُ ـ خشَبةٌ معْرُوضةٌ بين شيْئَين يحْمَل عليها

شئُ وقيل ـ هى التى يُوضع بين خشبَتيْنِ منصُوبتيْنِ عَرْضا لتُوضَع عليها سُرُوع الكَرْم لترفَعَها عن الارضِ فان نُعِتت تلك الخشبةُ قيل خشبَةٌ جازِعةٌ والصُّلَّب والصُّلْبِيَّةُ ـ حِجارةُ المِسَنِّ والقِتْر والقِتْرة ـ نِصالُ الأهْدافِ وقيل ـ هو نَصْل كالزُّجِّ حديدُ الطَّرَف قصيرٌ نحو من قَدْر الاصْبَع وهو أيضا ـ القَصَب الذى تُرْمَى به الاهدافُ والفَضْل والفَضْلة ـ البَقِيَّة من الشئِ والعُقْبُول والعُقْبُولة واحدةُ العَقَابِيل ـ وهى بَقِيَّة العِلَّة والعَدَاوة والعِشْقِ وقيل ـ هو الذى يخْرُج على الشفَتَين فى غِبِّ الحُمَّى والبَسِيل والبَسِيلة ـ ما يَبْقَى من الشَّراب فيَبِيت فى الاناءِ والمَسِيط والمَسِيطة ـ الماءُ الكَدِر يبْقَى فى الحَوْض والصُّلْصُل والصُّلْصُلَةُ ـ بقِيَّة الماءِ فى الغَدِير والخَمْر والخَمرةُ ـ مُدْرِكُ عصِيرِ العِنَب وسُلَاف الخمْر وسُلَافتُها ـ أوَّلُ ما يُعْصَر منها وقيل ـ هو ما سالَ من غير عَصْر وقيل ـ هو أوَّلُ ما يُرْفَع من الزَّبِيب وقيل ـ هو خالِصُ الخَمْر والجِرْيال والجِرْيالةُ ـ الخَمْر الشديدةُ الحُمْرة وقيل ـ هى الحُمْرة رُومِيَّة مُعرَّبة والمُدَام والمُدَامة ـ الخمرُ والدِّرْياق والدِّرْياقة ـ الخمْرُ وخصّ بعضُهم به الحَمْراء وكذلك الدِّرْياق من الأشْفِيَة بالهاءِ وغيرِ الهاءِ معرَّب والمِبْزَل والمِبْزَلة ـ المِصْفاة والمُصَاص والمُصَاصة ـ ما تَمصَّصْت به ومُصَاص الشئ ومُصَاصتُه ـ أخلَصُه والصُّيَّاب والصُّيَّابة ـ أصلُ القومِ وسَرَار الوادِى وسَرَارته ـ أكبَرُ موضِع فيه وسَرَار الحَسَب وسَرَارتُه ـ أوْسَطُه والخِلَاص والخِلَاصة ـ التمْر والسَّوِيقُ يُلْقَى فى السَّمْن اذا أحَبُّوا أن يُخْلِصُوه والمَطَاب والمَطَابة ـ خِيَار اللَّحْم وغيرِه والوَسْم والوَسْمة ـ شَجَر له وَرَق يُخْتَضَبُ به والغِسْل والغِسْلة ـ ما يُغْسَل به الرأسُ من خِطْمِىٍّ ونحوه والغَيْطَلُ والغيْطلة ـ الشجَرُ المُلْتفُّ الكثيرُ وكذلك العُشْب والصُّنْبُور والصُّنبُورة ـ النخْلةُ التى دَقَّتْ من أسفَلِها وانجَردَ كَرَبُها وقَلَّ حَمْلُها والرَّاكُوب والرَّاكُوبة ـ فَسِيلةُ تكون فى أعلَى النخْلِ متدَلِّية لا تبلُغ الأرضَ والبَتِيل والبَتِيلة من النَّخْل ـ الفسِيلةُ المنفَرِدةُ عن أمِّها المستَغْنِيةُ بنَفْسِها والعُثْكُول والعُثْكُولة ـ العِذْق والكَرِشُ والكَرِشَة ـ من عُشْب الرَّبِيع وهو نَبْتةٌ لاصِقةٌ بالأرض فُطَيْحاءُ مُفَرَّضة غُبَيْراءُ تنْبُت فى السَّهْل والدِّيارِ ولا تَنْفَع فى شئٍ ولا تُعَدُّ إلا أنه يُعرَف وَسْمُها وعَرِين الأسَد وعَرِينتُه

ـ أجمَته والابِّيلُ والابِيلة ـ الحُزْمة من الحَشِيش والوَزِيم والوَزِيمة ـ الحُزْمة من البَقْل والوَبِيل والوَبِيلة ـ الحُزْمة من الحَطَب والغُمَر والغُمَرة ـ الزَّعْفران وقيل الوَرْس والتِّقْد والتِّقْدة ـ الكُزْبَرَة وفُوقُ السهْمِ وفُوقَتُه ـ موضِعُ الوَتِر منه والصَّوْلَجَان والصَّوْلجانةُ ـ الفِضَّة الخالِصةُ والظُّرَر والظُّرَرة ـ قِطْعة حجرٍ له حدٌّ والسَّمَاء والسَّماءةُ ـ مَدَار النُّجُوم والعَهْد والعَهْدة ـ مطَر يكُونُ بعد مَطَرٍ يُدْرِك آخِرُه بلَلَ أوَّله وقيل ـ هى كلُّ مطَر يكونُ بعد مَطرٍ وقيل ـ هى المَطْرةُ تكونُ لما يأتِى بعدَها أوّلا وجمعها عِهاد وعُهُود والدَّيْمُوم والدَّيْمُومة ـ الفَلَاةُ الواسعةُ والصِّمْحاء والصِّمْحاءة ـ الارضُ الغَلِيظةُ والضُّلَضِل والضُّلَضِلة ـ الأرضُ الغَلِيظة وهى أيضا الحِجارةُ يُقِلُّها الرجلُ والقَبِيص والقَبِيصة ـ التُّراب المجموعُ والمَرْبَأ والمَرْبَأة ـ موضِع الرَّبِيئة وتَخُومٌ وتَخُومةٌ ـ للتَّخُوم الذى هو الفَصْل بين الأرَضِينَ والرَّقْو والرَّقْوة ـ فُوَيْقَ الدِّعْص من الرمل وأكثَرُ ما يكونُ الى جانِبِ الأوْدِيَة والدَّكُّ والدَّكَّة ـ ما استَوَى من الرمل وسَهُلَ وجمعُهما دِكَاك والجُمْهُور والجُمْهُورة من الرَّمل ـ ما تَعَقَّد وانْقادَ وقيل ـ هو ما أشْرَفَ منه والهَجْل والهَجْلة ـ ما اطْمَأنَّ من الارض والجَبَّان والجَبَّانة ـ المَقْبُرة والضَّرِيح والضَّرِيحة ـ القَبْر وسِفْل الشئِ وسِفْلُته ـ نقِيضُ عُلْوه والمَشْبَر والمَشْبَرة ـ نَهْر يَنْخفِضُ فيتَأدَّى اليه ما يَفِيضُ من الأرَضِينَ وجَمُّ الماءِ وجَمَّته ـ معظَمُه اذا ثابَ وجمعُه جِمَام والوَقْب والوَقْبة ـ نُفْرَة فى الصَّخرة يجتمِع فيها الماءُ والمَغَار والمَغَارَة ـ المَذْهَب فى الأرض يكون للماءِ وغيْرِ الماءِ وقالوا نَزَلنا ماءَ بنِى فلان وماءَتَهم والمَزْلَف والمَزْلَفةُ ـ البلَد الذى بين البَرِّ والبحرِ والمَدْلَج والمَدْلَجة ـ ما بيْنَ الحوْضِ والبِئْر والفَرْج والفَرْجَة ـ الخَلَل بين الشيْئيْنِ والجمع فُرُوج والسُّكَاك والسُّكَاكة ـ الهَواءُ بين السَّماءِ والأرضِ والحِينُ والحِينَةُ ـ أن تُحْلَبَ الناقةُ مرَّة فى اليومِ والليلةِ والنَّهِيد والنَّهِيدة ـ الزُّبْدة الضَّخْمة والاذْوابُ والاذْوابة ـ الزُّبْد يُذَاب فى البُرْمة للسَّمْن ولا يَزَال ذلك اسمَه حتى يُحْقَن فى السِّقاء والخَمِير والخَمِيرة ـ الخُمْرة والجَشِيش والجَشِيشة ـ ما جَشَشْت وقيل الجَشِيش ـ الحَبُّ حين يُدَقُّ وقبْلَ أن يُطْبَخ فاذا طُبِخ فهو جَشِيشة وما لطَعامِكم أُدْم وأُدْمَة وإدام والشَّرْق

والشَّرْقة ـ الشمسُ حِينَ تُشْرِق وأيَاتُها وأيَاؤُها ـ ضَوْؤُها والعَشِىُّ والعَشِيَّة ـ آخِرُ النَّهار والأصِيلُ والأَصِيلة ـ العَشِىُّ وأقمت سَبْتا وسَبْتة ـ أى بُرْهةً وأتيْتُه قَيْظَ عامِ أوَّلَ وقَيْظتَه وأتيتُه ذَاتَ يومٍ وذاتَ ليلةٍ وحكى ذا يَوْم وأتيتُه ذاتَ صَبُوح وذاتَ غَبُوق قبيحةٌ وذا صَبُوح وذا غَبُوق أجودُ والضَّمَان والضَّمَانة ـ السُّقْم والألِيل والألِيلة ـ الأنِين وقيل عَلَزُ الحُمَّى وهما أيضا الثُّكْل والمُلَاءُ والمُلَاءة ـ الزُّكام يُصِيب من امتِلاءِ المَعِدة والبَلَم والبَلَمة ـ داء يأخُذُ الناقةَ فى رحِمها فيَضِيقُ لذلك والفَرِيس والفَرِيسة ـ ما يَفْرِسه السبُعُ والسَّلَام والسَّلامةُ ـ البَراءةُ وفيه لَبْس ولَبْسة ـ أى الْتِباسٌ والرُّذَال والرُّذَالة ـ ما انتُقِىَ جَيِّده وبَقِىَ ردِيُّه والفِرْق والفِرْقة ـ الطائِفةُ من الشئ المتَفرِّقِ والرِّسْل والرِّسْلة ـ الرِّفْق والتُّؤَدة والمَنْظَر والمَنْظَرة ـ ما نَظَرتَ اليه فأعجَبكَ أو ساءَكَ والمَجَسُّ والمَجَسَّة ـ مَمَسُّ ما جسَسْته بِيَدِك والامَار والامَارة ـ المَوْعِد والوقتُ المحدُود وسُوق القِتال وسُوقَته ـ حَوْمتُه والثِّقَاف والثِّقَافة ـ العَمَل بالسَّيف والقَنْبَل والقَنْبَلة ـ طائِفةٌ من الناس ومن الخَيْل والمَكْبَر والمَكْبَرة والمَوْكِن والمَوْكِنَة ـ عُشُّ الطائِر ومَوقِعُه والكَنَف والكَنَفة ـ ناحيةُ الشئِ واذهَبْ فلا أريَنَّك بَحِراىَ وحَرَاتِى ـ أى ناحِيتى وذَرَاى وذَرَاتِى وأنكر أبو عبيد ذَرَاتِى والكِسْف والكِسْفة ـ القِطْعة مما قَطَعت والكُسَار والكُسَارة ـ ما تَكسَّر من الشئِ والشِّرْك والشِّرْكة ـ الشِّركة والغَاق والغَاقةُ ـ من طَيْرِ الماءِ والشَّبُّوط والشَّبُّوطة ـ ضَرْب من السَّمَك دقيقُ الذَّنَب عرِيضُ الوسَطِ صغيرُ الرأس لَيِّنُ المَسِّ كأنه البَرْبَط والمِدْرَى والمِدْراة والمَدْرِيَة ـ القَرْن والفَلِيل والفَلِيلَة ـ الشعَرُ المجتمِع والصِّمُّ والصِّمَّة ـ الأسدُ واللَّامُ واللَّامة ـ الهَوْل

ومن الصفات

رجلٌ تِنْبال وتِنْبالةٌ ودَحْداح ودَحْداحةٌ والذال لغةٌ ودِنَّب ودِنَّبة وحِنْزَقْر وحِنْزَقْرةٌ وحُزُقٌّ وحُزُقَّة وجَدَم وجَدَمَة وجِعْظار وجِعْظارَة ـ كل ذلك قَصِير وعُنْبُط وعُنْبُطَةٌ ـ قَصِيرٌ كثيرُ اللحْمِ وبَحْوَنٌ وبَحْوَنَةٌ ـ عظِيمُ البطْنِ وأصلُه فى الجُلَّة وحُذُنٌ

وحُذُنَّة ـ صغيرُ الاذُنينِ خفِيفُ الرأسِ وزُمَّيْل وزُمَّيْلةٌ وزُمَّالٌ وزُمَّالةٌ ـ ضَعِيف رِخْو جَبَانٌ رَذْل وهِرْدَبٌّ وهِرْدَبَّة ـ ضَخْم جَبَانٌ ورِعْدِيد ورِعْدِيدةٌ ـ جبَانٌ وفَرُوق وفَرُقة وفارُوق وفارُوقةٌ ـ يَفْرَق من كلِّ شئٍ وهو خالِفُ أهلِ بيتِه وخالِفَتُهم ـ أى أحمَقُهم ورجل خالِفٌ وخالِفَةٌ ـ لا يُعْتَدُّ به وهَجْهَاجٌ وهَجْهاجةٌ ـ كَثِيرُ الشرِّ خفيفُ العقْل وهِلْباج وهِلْباجةٌ ـ للذى لا أحْمَق منه وساقِطٌ وساقِطةٌ ـ ناقِصُ العَقْل وهَيْذار وهَيْذارة ـ كثيرُ الخطَا فى الكلامِ ولُقَّاع ولُقَّاعة وتِلِقَّاع وتِلِقَّاعة ـ كثيرُ الكلامِ فى خطَا أو صوابٍ وكَعْدَب وكَعْدَبة ـ فَسْل وزَوْبَع وزَوْبعة ـ ضَعِيف وجِلْحابٌ وجِلْحابةٌ ـ كبيرٌ مُوَلٍّ وزِمَخْن وزِمَخْنةٌ ـ سيِّئ الخُلُق وعُوَق وعُوَقة ـ ذو تعْوِيقٍ وهِلْواع وهِلْواعةٌ ـ شديدُ الحِرْص فأمّا الهِلْواع والهِلْواعةُ من النُّوق ـ فالسَّرِيعة الشهمةُ الفُؤادِ التى تَخَاف السَّوْط ورجُل تِلِقَّام وتِلقَّامة ـ عظيمُ اللُّقَم وخائنُ وخائنَة ـ خَوَّان ودَاهٍ وداهِيَة وباقِعٌ وباقِعةٌ كداهِية* أبو زِيد* باقعةٌ لا غيْرُ ورجل ضُبَارِمٌ وضُبارمةٌ ـ ماضٍ شُجاعٌ وهو من الاسْد الوثيقُ وهو نَدِيدُك ونَدِيدتُك ـ أى مِثْلك وامرأةٌ غِرٌّ وغِرَّة ـ لا تجْرِبَةَ لها وخَرِيد وخَرِيدة ـ بِكْر لم تُمْسسْ وقيل حَيِيَّة وهَدِىٌّ وهَديَّة ـ عَرُوس ونَصَف ونَصَفة ـ كَهْلة وعَجُوز وعَجُوزة مُسِنَّة ـ وهِرْشَفٌّ وهِرْشَفَّة ـ عَجُوزة كبِيرةٌ وعَزَبٌ وعَزَبَةٌ ـ لا زَوْج لها وامرأة حُذْحُذ وحُذْحُذة وبُهْتُر وبُهْتُرة ـ قصيرةٌ وخَلِيق وخَلِيقة ـ تامَّة حَسَنة معتَدِلة وشُغْمُوم وشُغْمُومةٌ ـ طويلة تامَّة حسَنَة وقَطَطُ الشَّعَرِ وقَطَطَتُه ـ جَعْدته وضَلْفَع وضَلْفَعَة ـ واسِعةُ الهَنِ وعَيْهَلٌ وعَيْهَلةٌ ـ لا تستَقِرُّ نَزَفًا فأما العَيْهَلُ والعَيْهَلَة من الابل فالسَّرِيعة وامرأةٌ خَرِيع وخَرِيعة ـ فاجرَة لا تَرُدُّيد لامِسٍ كأنها تَتَخَرّع ـ أى تتَثَنَّى وتَتَكَسَّر وقُلْب وقُلْبة ومَحْض ومَحْضة وبَحْت وبَحتة ـ خالِصةُ النَّسَب وأُذُنٌ حَشْر وحَشْرة ـ صَغِيرة لَطِيفة مُستدِيرة وفرسٌ نَعْت ونَعْتة ونَعِيت ونَعِيَتة بَيِّنة النَّعاتِة ـ أى عَتِيقة وسَلْهَب وسَلْهَبة ـ طوِيلةٌ عظيمةٌ وناقةٌ خَنْجَر وخَنْجَرة ـ غَزِيرة وعَرَنْدَس وعَرَنْدَسة ـ شديدةٌ ورَهْب ورَهْبة ـ مهْزُولة جِدًّا وعَيْهَمٌ وعَيْهمَة ـ طويلةُ العُنُق ضَخْمة الرأسِ وقيل ماضِيَة وطَوْعُ القِيَاد وطَوْعَة القِيَاد ـ ذلُول مُنْقادة وعاجٌ وعاجةٌ ـ لَيِّنَةُ الانْعطاف مِذْعانة للسَّيْر

وضائِنَةٌ رَغُوث ورَغُوثة ـ مُرْضِع وشاة رَبِيقٌ ورَبِيقة ـ مَرْبُوقة وأسدٌ ضِرْغامٌ وضِرْغامةٌ ـ شدِيدٌ ودِرْع حَصِينٌ وحَصِينَة ـ مُحْكَمة وفَضْفاضٌ وفَضْفاضة ـ واسِعةٌ وكذلك الثوبُ وسَيْف صَمْصام وصَمْصامة ـ مُصَمِّم فى المَفَاصل وسكِّين حَدِيد وحَدِيدةٌ والجمع حِدَاد وأرضٌ مَحْل ومَحْلة وجَدْب وجَدْبة ـ قَحْطة ودَهْثَمٌ ودَهْثَمة ـ سَهْلة واسِعةٌ وجَرْوَلٌ وجَرْوَلَة بَيِّنةُ الجَرَل ـ أى ذاتُ جَرَاوِلَ ـ وهى الصُّخُور وسَنَة قاشُور وقاشورةٌ ـ تقْشِر كلَّ شئٍ وريحٌ عَرِىٌّ وعَرِيَّة ـ بارِدَة وسَيْهَج وسَيْهَجَةٌ ـ دائِمة شديدةٌ وليلةٌ إضْحِيانٌ وإضْحِيَانة وضَحْيانٌ وضَحْيانةٌ ـ مُضِيئةٌ ساكِنَةٌ وطَلْق وطَلْقة كذلك ودَلْو حَوْأبٌ وحَوْأبةٌ ـ واسِعةٌ عظيمةٌ وضَرْبةٌ فَرِيغ وفَرِيغة ـ واسِعةٌ والنَّقِيذ والنَّقِيذة ـ ما استَنْقذْت وقد غَلَب غَلبَة الأسماءِ

ومما يُقال بألفٍ وغير ألفٍ

الجَوْث والجَوْثاء ـ القِبَة واللَّوْم واللَّوْما ـ المَلامةُ والجُمَّيْز والجُمَّيْزَى ـ ضرْبٌ من الشَّجَر يُشبِه حملُه التِّينَ والحَنْدقُوق والحَنْدقُوقَى ـ ضَرْب من الشَجر والحَرُوق والحَرُوقاء ممدودٌ ـ ما تُقَّدَح به النارُ

(ومما يُقال بمثل ذلك الا أنه باختِلاف صِيغتَيْن)

لا آتِيكَ آخِرَ المَنُون وأُخْرَى المَنُون وقالوا لا أُكَلِّمه آخِرَ ما خَلْفِى ولم يقُولوا أُخْرى ما خَلْفِى* وقالوا* السُّرُّ والسَّرَّاء والضُّرُّ والضَّرَّاء والنُّكْر والنَّكْراء والبُؤْس والبَأْساءُ

(ومما يُقال بالهاء مَرَّةً وبالألف أُخْرَى)

طَرَفةٌ وطَرْفاءُ وحَلِفةٌ وحَلْفاءُ وقَصَبة وقَصْباءُ ومن جعَل ذلك اسمًا للجمع فليس من غَرَضِنا

باب ما يَستَوى فيه المذَكّر والمؤنَّث

من الزيادة فى باب فَعْلانَ

قد قدّمت أن قانُون ما كان على فَعْلانَ أن يكُونَ مؤنَّثه بغير زيادة الا الألفَ كَرَيَّانَ ورَيَّا وسَكْرانَ وسَكْرَى وقد شَذَّت من ذلك أحرُفٌ جاء فيها المؤنَّث على فَعْلانَةٍ كقولهم رجل سَيْفانٌ ـ وهو الطَّويل الممْشُوق وامرأة سَيْفانةٌ وهذا على مذهَب من قال انه مشتَقٌّ من السَّيْف فأمَّا مَن قال انه مشْتَقٌّ من السَّفْن ـ وهو القَشْر فهو فَيْعال وفَيْعالةَ فليس من غَرضِنا هذا وقالوا رجُل مَوْتانُ الفُؤادِ وامرأة مَوْتانةٌ ونَدْمانٌ ونَدْمانةٌ وقالوا رجل مَلْأنٌ وامرأة ملْأنة فى لغة بَنِى أسَد

ومما يُؤنَّث من الانسان ولا يذكر

من ذلك العَيْنُ قال امرُؤ القيْسِ يصف فرسا

وعَيْن لها حَدْرة بَدْرة

شُقَّت مَاقِيهما من أُخُرْ

والجمع عُيُون وأَعْيُن وأعْيانٌ قال الشاعر

فقَدْ أَرُوعُ قُلُوبَ الغانِياتِ به

حتى يَمِلْنَ بِأجْيادٍ وأعْيانِ

وأنشد سيبويه

ولكنَّما أغْدُو علَىَّ مُفَاضةٌ

دِلَاصٌ كأعْيانِ الجَرادِ المُنَظَّمِ

وهى من الأسْماء المشتَرَكةِ لأنها تَقَع على عِدَّة أشْخاصٍ مختلِفةٍ وكلّها مؤنَّث الا واحِدً وأنا أذْكُر جميعَ ما يَقع عليه اسمُ العَيْن العَيْن ـ يَنْبُوع الماءِ والعَيْن ـ مطَرُ أيَّامٍ لا يُقْلِع قال الراعى

وأنْئآء حَىٍّ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرةٍ

عِظَامِ القِبَابِ يَنْزِلُون الرَّوابِيَا

الأَنئآء جمعُ نُؤْىٍ ـ وهو الحَفِير يُحْفَر حوْلَ الخَيْمة لئلَّا بدْخُلَها الماءُ ومعنَى البيتِ أن نارَهُم لا تَخْفَى يريد أنَّ الاضْيافَ يأْتُونهم والعَيْن ـ ناحِيَة القِبْلة والعرَب تَقُول مُطِرْنا بالعَيْن ومن العَيْن ـ اذا كان السَّحابُ ناشِئًا من ناحِيَة القِبْلة ويقال بَلِ العَيْن ما عنْ يَمينِ قِبْلة العِرَاق قال العجاج

سارٍ سَرَى من قِبَل العَيْنِ فَجَّر

عِيطَ السَّحابِ والمَرَابِيعَ الكُبَرْ

العِيطُ ـ السَّحاب الطِّوَالُ الأعناقِ والمَرَابِيعُ ـ التى يَجِىءُ مَطرُها فى أوَّل الرَّبِيع والعَيْن ـ عَيْن المِيزَانِ والعَيْن ـ النَّقْد من دَنانِيرَ ودَراهِمَ ليس بعَرْض والعَيْن ـ القَناةُ

التى تُعمَلُ حتى يَظْهَر ماؤُها والعَيْن ـ نَفْس الشئِ من قولهم لا آخُذُ الا دِرْهمِى بعَيْنِه ـ أى لا أقْبَل منه بَدَلا وهو قولُ العرَب لا تَتْبَعْ أَثَرًا بعدَ عَيْن والعَين من قولهم يأتِيك بالأمْر من عَيْنٍ صافِيَة ـ أى يأتِيكَ به من فَصِّه والعَيْن ـ عَيْن الرُّكْبة ـ وهى النُّقْرة التى تكُون من عن يَمِينِ الرَّضْفة وشِمَالها والرَّضْفة ـ العَظْم الذى أطْبَقَ على رأسِ الرُّكْبة يُغطِّى مُلْتَقَى الفَخِذ والساقِ وأمَّا عَيْن الجَيْش الذى يَنْظُر لهم فمذكَّر ويقال رجُل عَيُون ـ اذا كان شَديد الاصابة بالعَيْن والجمع عُيُن كما يقال طائِر صَيُود وطَيْر صُيُدٌ ودَجاجةٌ بَيُوض ودَجاجٌ بُيُضٌ الاذنُ أنثَى وفيها لُغَتان يقال اذُن واذْن والضمُّ أصْل والسكُون فَرْع وقد أبنت تعليلَ ذلك فى كتاب خَلْق الانسانِ والجميع آذانٌ قال أبو ثَرْوانَ فى أحْجِيَّة له

ما ذُو ثَلاثِ آذَان

يَسْبِقُ الخَيْلَ بالرَّدَيان

يعنى السَّهْم وآذانُه ـ قُذَذه والرَّدَيانُ ـ جَرْى الفَرس* قال الفارسى* وكذلك أُذُن الكُوز والدَّلْو قال وأنشد أبو زيد فى وَصْف دلو

* لها عِنَاجانِ وستُّ آذَان*

وأما الأُذُن ـ الرجُل الذى يصَدّق بما يسمَعُ فمذَكَّر ويقال فيه أيضا أُذُن والأذُن فى الحقيقة مؤنَّثة وانما يُذْهَب بالتذكير الى معنَى الرجُل وكذلك عَيْن القوم وأُذُن القومِ بمنزلة عيْنِ القومِ يذكَّر على معنى الرجُل وأنشد

خَيْرُ اخْوانِك المُشارِكُ فى المُرِّ

وأيْنَ الشَّرِيكُ فى المُرِّ أيْنَا

الذى انْ شَهِدْتَ زانَك فى الحَىّ

وانْ غِبْتَ كان أُذْنًا وعَيْنا

* قال الفارسى* اذا قيل للرجل اذُن جاز أن يكونَ مذَكَّرا وذلك اذا عُودل به يَقُنٌ يعنى باليَقُنِ الذى يَصْغَى الى ما يُقال له فيقبَلُه كأُذُن لانه نُوقِلَ وهو على نحو قولهم ما انتَ الابطَيْن وسيأتى تعليلُ هذا فى باب تحقير المؤنَّث والكَبِدُ مؤنَّثة فيها ثلاثُ لُغات كَبِد وكَبْد وكِبْد وجمعه أكْبادٌ وأكْبُد وكُبُود قال الشاعر

أيَا جَبَلَىْ نَعْمانَ باللهِ خَلِّيَا

نَسِيمَ الصَّبَا يَخْلُصْ الىَّ نَسِيمُها

أجِدْ بَرْدَها أو تَشْفِ مِنِّى حَرارةً

على كَبِد لم يَبْقَ الَّا صَمِيمُها

فانَّ الصَّبَارِيحٌ اذا ما تَنَسَّمتْ

على كِبْدِ مهْمُومٍ تَجلَّتْ همُومُها

فجمَع التثقيلَ والتخفيفَ مع كسْر الكافِ ويقال كَبِدٌ حَرَّى وكَبِد القوسِ مؤَنَّثة والاصْبَع مؤنَّثة وهى إصْبَع الكَفِّ وكذلك الاصْبَع الأثَرُ الحسَنُ من الرجُل على عَمَل عَمِله فأحسَن عَمَله أو معروفٍ أسْداه الى قومٍ فهُم يُرَى أثَرُه عليهم ويقال ما أحسَنَ إصْبَع فلانٍ على مالِهِ قال الراعى

ضَعِيف العَصَا بادِى العُرُوقِ تَرىَ له

عليها اذا ما أجْدَب الناسُ إصْبَعَا

وفى الاصْبَع ثمانِى لغاتٍ أفْصحُهنَّ إصْبَع بكسر الألف وفتح الباء وإصبِع بكسر الألِف والباءِ وأُصْبُع بضمِّ الألِف والبَاءِ وأصْبَع بفتح الألِف والباءِ وأصْبِع بفتح الألف وكسْر الباءِ وإصْبُع بكسر الألف وضمِّ الباء حكاها البصريُّون ولم يعرفها الفرَّاء* قال* وليس من أبنِيَة العرب إفْعُل ولا فِعْلُل واحتَجُّوا بان العرب تقول زِئْبُر الثوب بكَسْر الزاىِ وضمِّ الباءِ وحكى أصْبُع بفتح الالف وضم الباء* قال الفارسى* أَصْبُع أفْعُلٌ من باب إنْفَحْل لم يحكها الا الكُوفيُّون وقد أبَنْت هذه اللُّغاتِ فى أوّل الكتابِ وأعَدْتها هُنا لُارِيكَ التأنيثَ هُنا والأصَابِعُ كلُّها مؤنَّثة يقال الاصْبَع الوُسْطَى والصُّغْرَى فَتُؤنِّث النعتَ وتقول فى جَمْع الوُسْطى الوُسَط ويقال هى الخِنْصِر والبِنْصِر والدَّعَّاءة وسيأتِى ذكر الابهامِ ان شاء اللهُ تعالى والكَفُّ مؤنَّثة* قال الفارسى* وأما قول الأعشَى

رأتْ رجُلاً منهم أسِيفا كأنما

يَضُمُّ الى كَشْحَيْه كَفًّا مُخَضَّبا

فانه يجوزُ أن يكون مُخَضَّبا كقوله «ولا أرْضَ أبْقل إبقالَها» ويجوز أن يكونَ حمل الكلامَ على العُضْو كما حملَ الآخَرُ البئرَ على القَليب فى قوله

* حتى تَعُودِى أقْطَع الوَلِىِّ*

أى حتى تَعُودى قليبًا أقطَعَ الوَلىِّ لأن التذكيرَ فى القَلِيب أكثر ألا تراهم قالوا فى جمعه أقْلِبةٌ ومثله فى الحمْل على المعنَى قولُ الاعشى

فباتَتْ رِكَابٌ بأكْوارِهَا

لَدَيْنا وخَيْلٌ بألْبادِهَا

لقَوْمٍ فكانُوا همُ المنْفِدين

شَرَابَهُمُ قبل إنْفادِهَا

أنَّث الشَّرابَ حيثُ كان الخمرَ فى المعنى كما ذَكْر الكَفَّ حيثُ كان عُضْوا فى المعنى

وهذا النحوُ كثيرٌ ويجوز أن يكونَ المخضَّب للرجُل لأنك تقُول رجُل مَخْضُوب ـ اذا خُضِبْت يدُه كما تقول مَقْطُوع ـ اذا قُطِعت يَدُه فتقول على هذا رجُل مُخَضَّب ـ اذا خُضِّبْت يَدُه ويقوِّى ذلك قولُ الشاعر

سَقَى العَلَم الفَرْدَ الذِى بِجُنُوبِه

غَزَالانِ مَكْحُولانِ مُخْتَضِبانِ

فاذا استَقامَ ذلك أمْكَنَ أن يُجْعلَ قوله مُخَضَّبا صفةً لرجُل مَنْكُور وإن شِئْت جعلْته حالاً من الضمير المرْفُوعِ فى يضُمُّ أو المجرُورِ فى قوله كشْحيْه لأنهما فى المعنَى لرجُل وقال ابنُ الأنْبارى ويجوز أن يكونَ أرادَ كَفًّا مُخَضَّبة فحذَف الهاءَ لضَرُورة الشِّعْر على جِهَة الترخيمِ كما تُرَخِّم العرَبُ الاسمَ فى غيْر نِداءٍ* قال أبو حاتم* ووَجَّهَه بعضُهم على أنَّ الكَفَّ تُذَكَّر* قال* وليس بمعْرُوف* والعَقِب مؤنَّثة وتُسَكَّن القافُ ويُقال انقَطَعتْ عَقِبُ النَّعْل ويُقال لفُعلانٍ عَقِبٌ ـ أى ولَدٌ ووَلَدُ ولَدٍ قال الله عزوجل (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) ويُقال آتِيكَ فى عَقِب الشَّهْرِ ـ أى لليلةٍ تَبْقَى منه الى عَشْر ليالٍ يَبْقَيْنَ منه وكذلك فى عُقْبه وعُقْبانِه وكُسْئِه والجمع أكْساءٌ ـ أى بعْدَ مُضِيِّه* قال الفارسى* عَقِب كلِّ شئٍ وعاقِبتُه ـ آخِرُه والهاء فى عاقِبةٍ دخلَتْ كما تدخُل فى سائِرِ المَصادِر نحو الخاتِمَة والعافِيَة وقال

مَن يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَة

لا يَذْهَبُ العُرْف بينَ اللهِ والناسِ

فَجَوازٍ جَمعُ جازِيَة ويُقال عاقِبَةُ هذه الكَأْس مِسْك وكذلك خاتِمتُها والسَّاقُ مؤنَّثة وفى التنزيل (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) وكذلك السَّاقُ من الشَّجَر والجمع أسْؤُقٌ وسُوْق وألِفُها منقلِبةٌ عن الواو بدليل قولهم أسْوَقُ بيِّن السَّوَق وقد سَوَّق الشجَرُ والزَّرْعُ والفَخِذ مؤنَّثة يقال فَخِذَ وفَخْذ وكذلك الفَخِذ من القبَائِل والجمع أفْخاذٌ وهى أفْخاذُ العرَبِ وبُطون العرَبِ والكُرَاعِ من الانسَان ـ ما دُونَ الرُّكْبة الى الكَعْب ومن الدَّوابِّ ـ ما دُونَ الكَعْب والجمع أكْرُعٌ وأكارِعُ جمعُ الجمع وقد يكَسَّر على كِرْعانٍ والكُرَاع من البقَر والغَنَم بمنزلة الوَظِيف من الخيلِ والابِلِ والبِغَال والحَمِير واليَدُ مؤنَّثة وكذلك يَدُ القَمِيص

ويَدُ الرَّحا وكذلك اليَدُ التى يَتَّخِذُها الرَّجُل عِنْد آخَرَ والجمع أيْد وأَيَادٍ ويُدِىٌّ قال

فلَنْ أذْكُرَ النُّعمانَ الابِصالِحٍ

فانَّ له عِنْدِى يُدِيًّا وأنْعُمَا

والرِّجْلُ مؤنَّثة قال الشاعر

وكنت كذِى رجْلَيْنِ رجْل صَحيحة

ورجل رَمَى فيها الزَّمانُ فَشَلَّتِ

ويقال أتَتْه بأوْلادٍ على رِجْلٍ واحدةٍ وساقٍ واحدةٍ ـ اذا كانُوا يُشْبِه بعضُهم بعضًا فالرِّجْل من هذا الوجه مؤنَّثة والرِّجْل من قَوْلهم كان ذلك على رِجْلِ فُلانٍ ـ أى على يَده مؤنَّثة يُروَى عن سَعِيد بنِ المُسَيب أنه قال «لا أعْلَمُ نبِيًّا هَلك على رِجْلِه من الجَبَابِرة ما هلَكَ على رِجْل مُوسَى عليه‌السلام» وأما الرِّجْل من الجَراد القَطِيعُ منه فمذَكَّرٌ عِنْد ابن الأنْبارِى وقال هو بمنزلة قولك سِرْب من قَطًا وظِبَاءٍ ووَحْش* وقال أبو حاتم* الرِّجْل من كلِّ شئٍ مؤنَّثة وقال الرِّجْل من الجَرَاد مؤنَّثة بمنزلة الخِرْقةِ من الجَرَاد والضِّلَع مؤنَّثة ويجوز أن تُسَكَّن اللامُ فتقُول ضِلْع وكذلك الضِّلَع من الجَبَل المُسْتَدِقٌّ منه يُقال انْزِلْ بِتلك الضِّلَع ويُقال ثلاثُ أضْلُع وأضلاع والكثير الضُّلوع جاء فى الحديث «خُلِقت المرأة من ضِلَعٍ عَوْجاءَ نُزِعتْ من جَنْبِ آدَمَ عليه‌السلامُ» قال الفراء اذا كان القوم يَمِيلونَ على الرَّجُل قيل أنتُمْ ضِلَعٌ جائِرةٌ وربما جمَعُوا الاضْلعُ فقالوا الأَضَالِع وأنشد لذى الرُّمَّة

ولَمَّا تَلاحَقْنا ولا مِثْلَ ما بِنَا

من الوَجْد لا تنْقَضُّ منه الأضالِعُ

وقال سابق

والنَّجْمُ أقْرَب من سِرِّى اذا اشْتَملتْ

مِنِّى على السِّرِّ أضْلاعٌ وأحْشاءُ

والقَدَم مؤنَّثة قال الله تبارك وتعالَى (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) وكذَلك القَدَم السابِقةُ والعملُ الصالِحُ مؤنَّثة قال الله تعالى (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) وقال حسَّانُ بن ثابت

لنا القَدَم الاولَى الَيْك وخَلْفُنا

لأوّلِنَا فى مِلَّةِ الله تابِعُ

وأمّا القَدَم ـ الرجُلُ الشُّجاعُ فمذَكَّر يقال رجلٌ قَدَمٌ ـ اذا كان شُجاعا وكذلك

القَدَم التقَدُّم مذكَّر أيضا والسِّنُّ مؤنَّثة والأسْنان كلُّها مؤنَّثة وكذلك السِّنُّ من الكِبَر يقال كَبِرْت سِنِّى ويقال فى جمعها أسْنانٌ* قال أبو على* وقد اتُّسِع فى هذه الكلمةِ لَمَّا صارَتْ أمارَةً لهذا المعنَى فاستُعْمِلت حيثُ لا سِنَّ التى هى العُضْو قال عنترةُ

عَلَيها من قَوَادِمِ مَضْرَحِىٍّ

فَتِىِّ السِّنِّ مُحْتَلِك ضَلِيع

ألا تَرى أنَّ الطائِر لا سِنَّ له وللوَرِك مؤنَّثة ويجوز وَرِك ووِرْك ووَرِك الرَّحْل ـ آخِرتُه أنثَى وهو مثَل بذلك فأمَّا قولُهم ثَنَى وَرِكَه فَنَزل فامَّا ان تعنِىَ به الوَرِكَ وإمَّا أن تَعْنِىَ به المَوْرِكَة والوِرَاكَ وهو للرَّحْل كالرِّكابِ للسَّرْج وقد وَرَكْت ـ نَزلتُ وكلُّه مؤنَّث والأنامِلُ مؤنثة واحدتُها أنْمَلَة بفتح الالفِ والميمِ وأنْمُلة بفتح الالِف وضَمِّ الميمِ وحكى أنْمَل والبَرَاجِم مؤنَّثة واحدتها بُرْجُمة والرّواجب مؤنَّثة واحدتها راجِبَة والبَراجِمُ ـ عُقَد الاصابِع والرَّواجِب ـ ظُهُور الاصابِع والأنامِل ـ أطْرافُ الأصابِع والسَّلَامَيَات إناثٌ ـ وهى قَصَب الأصابِع الواحدة سُلَامَى قال الشاعر

أرَانا اللهُ نِقْيَكِ فى السُّلَامَى

على مَنْ إن حَنَنْتِ تُعَوِّلِينَا

والقِتْب من أقْتاب البَطْن مؤنَّثةٌ وهى من الامْعاءِ وبتصغيرها سُمِّى الرجُل قُتَيْبَة والقِتْب من أداةِ السَّانِيَة مذَكَّر والسانِيَة ـ البعيرُ الذى يَسْنُو من البِئْر ـ أى يَسْتقِى واليَمِينُ لليَدِ والرِّجْل من الانْسان مؤنَّثة ويقال فى جَمْعها أيْمانٌ والشِّمال مؤنَّثةٌ ويقال فى جمعها شَمَائِلُ قال الله تعالى (عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ) وقال تعالى (وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ) ويقال أيضا فى الجمع أيْمُنٌ وأشْمُلٌ ويقال أيضا شِمَال وشُمُل قال أبو النجم

* يَبْرِى لها من أيْمُنٍ وأشْمُلِ*

وقد قيل شُمُلٌ قال الأزرقُ العنبَرِى

طِرْنَ انْقِطاعةَ أوْتارٍ مُخَطْرَبَةٍ

فى أقْوُسٍ نازَعَتْها أيمُنٌ شُمُلَا

ويقال ثَلاثُ أيْمُنٍ وأيمانٍ واليَمِين من الحِلَف مُؤَنَّثة يقال حَلَفْتُ على يَمينٍ فاجرَة ويقال فى جمعها أيْمانٌ* قال أبو على* وحُكِى استَيْمنْت فلانًا ـ أى استَحْلَفْته

واليَسَار الشِّمَال مؤنَّثة وفيها لغتان اليَسَار واليِسَار وفتْح الياءِ أجودُ وأمّا اليَسَار من الغِنَى فمذَكَّر والكَرِش بفتْح الكافِ وكسْر الراءِ مؤنَّثة ويجوز فيها كِرْش وكَرْش ويقال فى جمْع القلة ثَلاثُ أكْراشٍ وفى جمع الكَثْرة الكُرُوش ويقال عليه كَرِشٌ مَنْثورةٌ يُراد بذلك كَثْرةُ العِيالِ وكذلك الكَرِش من المِسْك والثِيّابِ والفَحِث والحَفِثُ مؤنَّثة ـ وهو ما يَنْقبِض من الكَرِش كهيْئة الرُّمَّانة ويَجُوز فيها من التخفيف ما جازَ فى الكَرِش والعَجُز ـ عَجُزُ الانسانِ مؤنَّثَة وفيها أربعُ لُغَات عَجُز وعَجْز وعُجُزٌ وعُجْزٌ ويقال لِقَبائِلَ من هَوَازِنَ عَجُزُ هَوَازِنَ ويجُوز فيه من الوُجُوه ما جاز فى عَجُز الانسانِ وهى مُؤَنَّثة

تم الجزء السادس عشر ويليه الجزء السابع عشر أوّله ومما يؤنث من سائر الاشياء ولا يذكر

فهرست السفر السادس عشر من كتاب المخصص

ومما يكون اسماء في بعض الكلام وصفة في بعضه

٢

باب لحاق علامة التأنيث للاسماء وتقسيم العلامات

٨٣

ومن نادر الاعجمي

٩

هذا باب فعلى التي لا تكون مؤنث أفعل الخ

٨٧

باب المقصور المهموز

٩

باب ما جاء على أربعة أحرف الخ

٨٧

باب ما يمدّ ويقصر

١٤

باب ألف التأنيث التي تلحق قبلها ألف الخ

٩٠

ومن الممدود الذي ليس له مقصور من لفظه

٢٠

باب ما كان آخره همزة واقعة بعد ألف زائدة الخ

٩٥

باب الممدود

٢٠

باب ما أنت من الاسماء بالتاء التي تبدل منها في الوقف هاء في أكثر اللغات

٩٦

باب فعلاء وهي تنقسم عشرة أقسام

٣٩

باب دخول التاء للفرق على اسمين غير وصفين الخ

٩٨

فعلاء اسم غير منقول عن الصفة

٣٩

باب دخول التاء الاسم فرقا بين الجمع والواحد منه

١٠٠

فعلاء صفة مسمة بها

٤٩

باب ما لحقه تاء التأنيث وهو اسم مفرد الخ

١٠٢

فعلاء مختلف في أفعلها

٥٣

هذا باب ما دخله التاء من صفات المذكر الخ

١٠٣

فعلاء لا أفعل لها من جهة اختلاف الخلقة الخ

٥٣

باب ما جاء من الجمع المبنى على مثال مفاعل فدخلته تاء التانيث

١٠٤

فعلاء لا أفعل لها من جهة أنها ليس لها مذكر الخ

٥٥

باب ما أنث من الاسماء من غير لحاق علامة من هذه العلامات الثلاث

١٠٤

فعلاء المطابقة اللفظ لموصوفها

٥٦

ومما يدخله الهاء على جهة الاشتقاق

١٠٨

فعلاء لا أفعل لهت من جهة السماع

٥٦

ومما يقع على المذكر والمؤنث

١٠٨

ومما اختلف فيه من هذا الضرب فعلاء اسم للجمع

٦٣

باب ما يتفق أوله بالفتح والكسر والمدّ

٧٧

ومما يتفق بالكسر والضم والمدّ

٧٨

ومن شاذ الحيزين

٧٩

أبواب المذكر والمؤنث

٧٩

باب أسماء المؤنث

٨٢

ومما أدخلوا فيه الهاء قولهم للثعلب تتفل

١١٠

ومما لزمته الهاء من الاسماء الصريحة أو الصفات الغالبة غلبة الاسماء

١٦٠

ومما يخص به المذكر من البوم

١١٣

أبنية المذكر

١٧٠

باب التاء التي تلحق الحروف وأسماء الافعال

١١٦

ما يقال بالهاء وغير الهاء من الاسماء

١٧٦

ما جاء من صفات المؤنث على فاعل

١٢٠

ومن الصفات

١٨٢

فاعل بمعنى مفعول

١٢٨

ومما يقال بألف وغير ألف

١٨٤

فعول بمعنى مفعول

١٤٩

ومما يقال بمثل ذلك الا أنه باختلاف صيغتين

١٨٤

ومما جاء من الاسماء المؤنثة على مثال فعول

١٥٠

ومما يقال بالهاء مرة وبالالف أخرى

١٨٤

ما جاء على فعول مما هو صفة في أكثر الكلام واسم في أقله

١٥٠

باب ما يستوى فيه المذكر والمؤنث من الزيادة في باب فعلان

١٨٤

ومما جاء فيه فعيل بمعنى مفعول الخ

١٥٨

ومما يؤنث من الانسان ولا يذكر

١٨٥

المخصّص - ١٦

المؤلف: أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]
الصفحات: 193
  • ومما يكون اسماء في بعض الكلام وصفة في بعضه
  • ما يقال بالهاء وغير الهاء من الاسماء
  • باب ما يتفق أوله بالفتح والكسر والمدّ
  • ومما يتفق بالكسر والضم والمدّ
  • ومن شاذ الحيزين
  • أبواب المذكر والمؤنث
  • باب أسماء المؤنث
  • ومما أدخلوا فيه الهاء قولهم للثعلب تتفل
  • ومما لزمته الهاء من الاسماء الصريحة أو الصفات الغالبة غلبة الاسماء
  • ومما يخص به المذكر من البوم
  • أبنية المذكر
  • باب التاء التي تلحق الحروف وأسماء الافعال
  • ما جاء من صفات المؤنث على فاعل
  • ومما يقع على المذكر والمؤنث
  • ومن الصفات
  • فاعل بمعنى مفعول
  • ومما يقال بألف وغير ألف
  • فعول بمعنى مفعول
  • ومما يقال بمثل ذلك الا أنه باختلاف صيغتين
  • ومما جاء من الاسماء المؤنثة على مثال فعول
  • ومما يقال بالهاء مرة وبالالف أخرى
  • ما جاء على فعول مما هو صفة في أكثر الكلام واسم في أقله
  • باب ما يستوى فيه المذكر والمؤنث من الزيادة في باب فعلان
  • ومما جاء فيه فعيل بمعنى مفعول الخ
  • ومما اختلف فيه من هذا الضرب فعلاء اسم للجمع
  • فعلاء لا أفعل لهت من جهة السماع
  • باب لحاق علامة التأنيث للاسماء وتقسيم العلامات
  • باب فعلاء وهي تنقسم عشرة أقسام
  • ومن نادر الاعجمي
  • هذا باب فعلى التي لا تكون مؤنث أفعل الخ
  • باب المقصور المهموز
  • باب ما جاء على أربعة أحرف الخ
  • باب ما يمدّ ويقصر
  • باب ألف التأنيث التي تلحق قبلها ألف الخ
  • ومن الممدود الذي ليس له مقصور من لفظه
  • باب ما كان آخره همزة واقعة بعد ألف زائدة الخ
  • باب الممدود
  • باب ما أنت من الاسماء بالتاء التي تبدل منها في الوقف هاء في أكثر اللغات
  • باب دخول التاء للفرق على اسمين غير وصفين الخ
  • ومما يدخله الهاء على جهة الاشتقاق
  • فعلاء اسم غير منقول عن الصفة
  • باب دخول التاء الاسم فرقا بين الجمع والواحد منه
  • فعلاء صفة مسمة بها
  • باب ما لحقه تاء التأنيث وهو اسم مفرد الخ
  • فعلاء مختلف في أفعلها
  • هذا باب ما دخله التاء من صفات المذكر الخ
  • فعلاء لا أفعل لها من جهة اختلاف الخلقة الخ
  • باب ما جاء من الجمع المبنى على مثال مفاعل فدخلته تاء التانيث
  • فعلاء لا أفعل لها من جهة أنها ليس لها مذكر الخ
  • باب ما أنث من الاسماء من غير لحاق علامة من هذه العلامات الثلاث
  • فعلاء المطابقة اللفظ لموصوفها
  • ومما يؤنث من الانسان ولا يذكر