وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ

فَهُوَ حَسْبُهُ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

نعوت الحديث في الايجاز

والحُسْن والقُبْح والطُّول

الوَجِيز في الحديثِ مثلُه في القَوْلِ وقد قَدَّمتُ تصريفَ فِعْلِه في باب القول* أبو عبيد* حديثٌ طويلُ العَوْلَقِ ـ أى الذَّنَبِ* ابن السكيت* أَكْرَى فلانٌ الحديثَ البارِحةَ ـ أى أَطالَهُ* أبو عبيد* الخُلَابِس ـ الحديثُ الرقيقُ وأنشد

* وأَشْهَدُ منهنَّ الحديثَ الخُلَابِسَا*

وقد تقدم أنه الكَذِبُ* صاحب العين* الخُرَافَة ـ الحديثُ المُسْتَمْلَحُ من الكذب* ابن الكلبى* قَوْلُهم حديثُ خُرافةَ ـ هو رجلٌ من بنى عُذْرةَ أَوْ من جُهَيْنة اخْتَطَفَتْه الجنُّ ثم رَجَع الى قومه فكان يُحَدِّثُ بِأحَادِيثَ يُعْجَبُ منها فَجَرى على أَلْسُنِ الناس

الوَحىُ بالقول واللحن

* أبو عبيد* وَحَيْتُ اليه بالشىء وَحْيا وأَوْحَيْت ـ وهو أن تُكَلِّمه بكلام يَفْهَمُه عنك ويَخْفَى على غيره وكذلك لَحَنْتُ له لَحْنا* ابن دريد* وَدَصَ اليه بكلام لم يَسْتَتِمَّهُ* أبو زيد* أَلْوَيْتُ بالكلامِ ـ خالَفْتُ به عن جهته

الاشْعَار بِالأمْر

الاحْذَارُ ـ الانْذَارُ والحُذَارِياتُ ـ القومُ يُنْذَرُونَ بالأمر

انتشار الأمر وظهوره

* ابن السكيت* هذا حديثٌ مُسْتَفِيضٌ ـ أى مُنْتَشِر ولا يقال مُسْتَفَاضٌ الا ان أَخَذُوا فيه* صاحب العين* حديثٌ مُسْتَفاض وقد اسْتَفاضُوه ـ أَخَذُوا فيه* الاصمعى* أَفاضُوا في الحديثِ كذلك* ابن السكيت* عَلِنَ الامْرُ وعَلَنَ يَعْلُنُ* أبو عبيد* جَهَرْتُ الكلامَ وأَجْهَرْتُه ـ أَعْلَنْتُه وكُلُّ ما أظهرتَهُ فقد جَهَرْتَ به* صاحب العين* بَقَّ الخَبَرَ في الناس ـ فَرَّقه وأَكْثَره* أبو زيد* بَلَغَنِى الشىءُ يَبْلُغَنِى بُلُوغا ـ وَصَلَ الَىَّ وأبْلَغْتُه إياه والبَلَاغُ ـ ما بَلَغَكَ والبَلَاغُ أيضا الابْلاغ وفي التنزيل (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) ومنه أَمْرٌ بالِغٌ وبَلْغ ـ نافذٌ* ابن السكيت* سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغٌ وقد ينصب وذلك اذا سمعت أمرا منكرا أى يُسْمَعُ به ولا يَبْلُغُ* أبو زيد* فَشَا خَبَرُه فُشُوًّا وفَشْوًا وفُشِيًّا ـ انتشر وانْضَاعَ

الهجاء

* صاحب العين* الهِجَاءُ ـ تقطيعُ اللفظة بِحرُوفها* ابن دريد* هَجَوْتُ الحَرْفَ وتَهَجَّبْتُهُ

الكتاب وآلاته

* أبو عبيد* كَتَبْتُ الشىءَ أَكْتُبُه كَتْبا* سيبويه* وكِتَابا* صاحب العين* رجل كاتب والجمع كُتَّاب وكَتَبَةٌ وحِرْفَتُه الكِتابةُ* قال سيبويه* كَتَبَ كِتَابًا كما قالوا حَجَبَ حِجَابًا وقيل الكِتَابُ الاسمُ والكِتابةُ المصدرُ* سيبويه* جمعُ الكتابِ كُتُبٌ ـ وهو ممّا استُغْنِىَ فيه ببناء أكثر العَدد عن أَقَلِّه والكِتْبةُ والاكْتِتَابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ والكِتْبةُ أيضا اكْتِتابُك كتابا تَنْسَخُه واسْتَكْتَبْتُه اذا أَمَرْتَهُ أن يَكْتُبَ لك أو اتَّخَذتَه كاتِبًا ورجل مُكْتِبٌ ـ له اجَرَاءُ يَكْتُبُونَ عنده* ابن دريد* المُكْتِبُ ـ الذى يُعَلِّمُ الكتابةَ* الاصمعى* اكْتَتَبْتُه ـ خَطَطْتُه وقيل اكْتَبْتُه اسْتمْلَيْتُه* صاحب العين* والمَكْتَبُ والكُتَّابُ ـ موضعُ تَعَلُّم الكِتابِ* ابن دريد* رجل حَسَنُ الكِتْبةِ والكِتابةِ* صاحب العين* الخَطُّ ـ الكِتابُ خَطَّ يَخُطُّ خَطا والتَّخْطِيطُ التَّسْطِيرُ والماشى يَخُطُّ الارضَ برجليه علَى المَثَلِ* قال أبو على* ولذلك قيل في هذا المعنى كَتَبَ برجلِه وأنشد

تَخُطُّ رِجْلَاىَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ

تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لَامَ ألِفْ

* صاحب العين* السَّفَرَةُ ـ الكَتَبة واحدُهم سافِرٌ أصله بالنَّبَطِيَّةِ سَافِرَا وقيل هُمْ كَتَبةُ المَلائكة* أبو عبيد* نَمَقْتُه أَنْمُقُه نَمْقًا ونَمَّقْتُه ولَمَقْتُه ألْمُقُهُ لَمْقًا ـ كَتَبْتُهُ* غيره* المَحْمِلُ ـ الكِتَابُ الاوَّلُ* أبو عبيد* عَنْوَنْتُ الكتابَ وعَنَّنْتُه وهو عُنْوَانُ الكتابِ وعُنْيانُه وعُلْوانُه وعُلْيَانُه* ابن السكيت* عَلْوَنْتُ الكتابَ وعَنَّيْتُه* غيره* عَنَيتُه عَنْيا* ابن دريد* وكذلك عَلَّنْتُه وهو العِلْيَانُ والعِنْيَانُ والعِلْوانُ* صاحب العين* دَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْسًا ودِراسَةً ـ قَرأَهُ ليَحْفَظَه ودارَسَه وقد قرئ (وَلِيَقُولُوا) دارَسْتَ و (دَرَسْتَ) والمِدْرَاسُ المَوْضِعُ الذى يُدْرَسُ فيه* أبو عبيد* زَبَرْتُ الكتَاب أَزْبِرُه وأَزْبُرُه* صاحب العين* وأَعْرِفُه النَّقْشَ في الحَجر والزَّبُورُ الكِتابُ والجمعُ زُبُرٌ وقد غَلب على كتاب دَاودَ* أبو عبيد* زَبَرْتُه أَزْبُره زَبْرًا وأَزْبِرُه ـ كتبتُه* ابن دريد* هذيل

تجعل الذَّبْرَ الكتابةَ والزَّبْرَ القِراءةَ* صاحب العين* الذَّبْر ـ نَقْطُ الكتاب* ابن دريد* كتابٌ ذَبِرٌ وزَبِرٌ ـ سَهْلُ القراءةِ والقَرْمَدَةُ والقَرْمَطةُ دِقَّةُ الكتابة وقد قَرْمَدَه وقَرْمَطَه* أبو عبيد* قَرْصَعْتُ الكِتَابَ ـ قَرْمَطْتُه* ابن دريد* كتابٌ ـ مُنَمَّلٌ مُتَقارِبُ الخَطِّ وقال نَمْنَمْتُ الكتابَ قَرْمَطْتُه والنَّمْنَمَةُ الخَطُّ وكذلك النَّقْشُ نَقَشَهُ يَنْقُشُه نَقْشًا* ابن السكيت* مَشَقَ يَمْشُقُ مَشْقَا ـ وهو سُرْعةُ الكتابة* الخليل* الرَّشْقُ والرَّشَقُ ـ صَوْتُ القَلَم وقال التَّحاسِينُ ـ الغَلِيظُ من الكتاب وقال كتابٌ ناطِقٌ ـ بَيِّنٌ* ابن السكيت* سَطْرٌ وسَطَرٌ فمن قال سَطْرٌ جَمَعَه أَسْطُرًا وسُطُورًا ومن قال سَطَرٌ جَمَعَه اسْطارًا* أبو حاتم* وقد سَطَرْتُه أَسْطُرُه سَطْرًا وسَطَّرْتُه واسْتَطَرْتُه* ابن دريد* رَتَمْتُ الكتاب ـ فارَبْتُ بينَ سُطُورِه* صاحب العين* التَّرْقِيشُ ـ الكتابةُ والتَّسْطِيرُ في الصُّحُفِ وقال تَرْقِينُ الكِتابِ ـ تَزْيِينُه وكذلك تَزْيِينُ الثوبِ بالزَّعْفرَانِ أو الوَرْسِ وأنشد

* دارٌ كَرَقْمِ الكاتِبِ المُرِقِّنِ*

والرُّقُونُ ـ النُّقُوشُ* ابن دريد* رَقَنَ الكتابَ ـ قارَبَ بينَ سُطوره والرَّقْمُ ـ الخَطُّ في الكتاب وبه سمى رَقِيمًا ومَرْقُومًا وقيل الرَّقِيمُ ـ الدَّواةُ ولا أَدْرِى ما صِحَّتُه* صاحب العين* رَقَم الكتابَ يَرْقُمه رَقْمًا ورَقَّمْتُه* أبو عبيد* نَبَقْتُ الكتابَ ونَبَّقْتُه ـ سَطَّرْتُه وكَتَبْتُه* صاحب العين* التَّرْجِيعُ ـ وَشْىُ الكِتابِ والنَّقْشُ* ابن دريد* المُسْنَدُ ـ خَطُّ حِمْيَرَ والنَّقْرُ ـ الكتابُ فى الحَجر والنَّقَّارُ النَّقَّاشُ* صاحب العين* شَكَلْتُ الكِتابَ أَشْكُلُه شَكْلاً ـ أَعْجَمْتُه وقال التَّباشِير ـ كتابٌ لِلْغِلْمَآنِ في الكُتَّاب* صاحب العين* نَسَخْتُ الكتابَ أنْسَخُه نَسْخًا ـ كتبتُه عن مُعارَضةٍ ومنه نَسَخْتُ الشىءَ بالشىء أزَلْتُه بهِ وأَدَلْتُه والشىءُ يَنْسَخُ الشىءَ نَسْخًا أى يُزِيلُه ويكون مكانَه ومنه تَناسُخ الدُّولِ والمِلَل* ابن دريد* وَحَى الكتابَ وَحْيَا ـ كَتَبه وكذلك أَوْحاه وقال عَرَّضَ كَتَبَ وأنشد

كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيَمينِه

بتَيْمَاءَ حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أَسْطُرَا

* ابن السكيت* نَبَرْتُ الحَرْفَ نَبْرًا ـ هَمَزْتُه* صاحب العين* نَقَطَ الكتابَ يَنْقُطُه نَقْطًا والاسْمُ النُّقْطةُ* الاصمعى* وَكَتَ الكِتابَ وَكْتًا ـ نَقَطَهُ* صاحب العين* التَّوْقيعُ ـ أنْ يُلْحِقَ في الكتابِ شيئا بعد الفَراغ منه* وقال* القَلَمُ ـ الذى يُكْتَب به والجمعُ أقلام والمِدَادُ الذى يُكتب به وقد مَدَدْتُ الدَّواةَ وأَمْدَدْتُها ـ جعلتُ فيها مِدَادًا ومَدَدْتُه مِدَادًا وأَمْدَدْتهُ ـ أَعْطَيْتُه إياه والحِبْرُ المِدادُ والزَّاجُ من أخْلَاطِ الحِبْرِ* وقال* لِقْتُ الدَّواةَ لَيْقًا وألَقْتُها فلَاقَتْ ـ لَزِقَ المِدادُ بصُوفها وهى لِيقَةُ الدَّواةِ* ابن السكيت* النِّقْسُ ـ المِدادُ والجمعُ أنْقاسٌ* النضر* أتْرَبْتُ الكتابَ وتَرَّبْتُه. ـ هِلْتُ عليه الترابَ وسَجَوْتُه وسَجَيْتُه عَمِلْت له سَحاءَةً والسَّحَاءَةُ والسَّحايَةُ ما شُدَّ به وطِنْتُه طَيْنًا وطَيَّنْتُه ـ خَتَمْتُه وطِينَتُه خاتَمُه الذى يُطَانُ به* ثعلب* طَبَعْتُ الكتابَ طَبْعًا وهو الطابِع والطَّابَعُ* صاحب العين* الخَتْمُ ـ الفِعْلُ خَتَم يَخْتِمُ أى طَبَعَ والخاتَمُ ما يُوضَع على الطِّينة وهو اسم مثلُ الخاتِمِ والخِتَامُ الطِّينُ الذى يُخْتَم به على الكتاب* ابن دريد* القِرْقِسُ ـ طينٌ يُخْتم به فارسى معرّب يقال له الجِرْجِشْت* صاحب العين* أَبْرَزْتُ الكتابَ ـ نَشَرْتُه وهو مَبْروز شأذ

القراءة والجواب

قَرَأْتُ الكتابَ أَقْرَؤُه قَرْأً وقِرَاءةً وقُرْآنًا حكى سيبويه أَقْرَأْتُه في معنى قَرَأْتُه وحكى أبو زيد قَرَيْتُه أقْراهُ وقد بيَّنْتُ فَسادَ هذِه اللغةِ في أول الكتاب* ابن جنى* أَجَبْتُه إجابةً والاسمُ الجَابَةُ والجِيْبَةُ والمَجُوبةُ والجَوابُ والجمعُ أَجْوِبةٌ* سيبويه* أَجَابَ من الافعال التى اسْتُغْنِىَ فيها بما أَفْعَلَ فِعْلَه وهو أَفْعَلُ فِعْلاً عما أَفْعَلَهُ وأَفْعِلْ بِه وعن هو أَفْعَلُ منك فيقولون ما أَجْوَدَ جَوَابَهُ وهو أَجْوَدُ جَوابًا ولا يقال ما أَجْوَبَهُ ولا هو أَجْوَبُ منك وكذلك يقولون أَجْوِدْ بجَوَابِهِ ولا يقال أَجْوِبْ به* أبو عبيد* عَبَرْتُ الكتابَ أَعْبُره عَبْرًا اذا تَدَبَّرْتَهُ في نَفْسك ولم تَرْفَعْ به* صاحب العين* تَمَنَّيْتُ الكتابَ ـ قَرَأْتُه* أبو عبيد* هل جاءَتْكَ رُجْعَةُ كِتَابِكَ ورُجْعَانُه ـ

أى جَوابُه* غيره* رَجَعَ الجوابَ ـ رَدَّهُ على صاحِبه والرَّجْعةُ والمَرْجُوعةُ ـ جَوابُ الرسالة وأنشد في وصف دار

سأَلْتُها عن ذاكَ فاسْتَعْجَمتْ

لم تَدْرِ ما مَرْجُوعةُ السائِل

التاريخ

* ابن السكيت* أَرَّخْتُ الكتابَ ووَرَّخْتُه

الامْلَالُ

* أبو على* أَمْلَلْتُ الشىءَ وأَمْلَيْتُه ـ كُتِبَ عنى وهو من مُحَوَّل التضعيفِ

مَحْوُ الكتاب وافساده

* أبو عبيد* مَحَوْتُ الكتابَ أَمْحاهُ وأَمْحُوه ومَحَيْتُه* وقال* امَّحَى الكتابُ ولا يقال امْتَحَى* صاحب العين* الْمحوُ لِكُلِّ شىء يَذْهَبُ أَثَرَهُ قال وطيِّئ تقول مَحَيْتُه مَحْيًا ومَحْوًا وامَّحَى وامْتَحى ذَهَبَ أثَرَه* ابن دريد* طَرْمَسْتُ الكتابَ ـ مَحَوْتُه والطِّلْسُ الذى مُحِىَ ثم كُتِبَ* ابن جنى* طَلَّسْتُه طَلْسًا وطَلَّسْتُه* صاحب العين* الطَّلْخُ ـ افْسَادُ الكتابِ ونحوِه والطَّلْخُ اللَّطْخُ بالقَذَر وجَرَنَ الكتابُ يَجْرُنُ جُرونًا ـ دَرَسَ والتَّرْمِيجُ إفسادُ السَّطُورِ بعد تَسْوِيتها وكتابتها يقال رَمَّجَهُ بالتراب حتى فَسَد والخَرْمَشَة ـ إفسادُ السُّطُور والكتاب ونحوِه والمَجْمَعَةُ تَخليط الكتابِ وإفسادُه بالقَلَم حتى يقال كَفَلٌ مُتَمَجْمِجٌ وأنشد

* وَكَفَلٍ رَيَّانَ قد تَمجمَجَا*

* ابن دريد* كتابٌ مُمَجْمَجٌ ـ مضروبٌ عليه

أسماء الصحيفة

* صاحب العين* الصَّحِيفةُ ـ التى يكتب فيها والجمعُ صَحائِفُ وصُحُفٌ وفي التنزيل (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) يعنِى الكتب المنزلة عليهما* على* أما صَحائف

فعَلَى بابهِ وصُحُفٌ داخلٌ عليه لان فُعُلاً في مثل هذا قليل وانما شبهوه بقَلِيب وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُب كانهم كَسَّروا صَحِيفًا حين علموا أن الهاء ذاهبةٌ شبهوها بحُفْرةٍ وحِفَارٍ حين أَجْرَوْها مُجْرَى جُمْدٍ وجِمادٍ والمُصْحَفُ ـ الجامعُ للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ كأنه أُصْحِفَ أى جُمِعَتْ فيه الصُّحُف بكسر الميم وضمها وفتحها والمُصَحِّفُ والصَّحَفِىُّ ـ الذى يَرْوِى الخَطَأ على قراءة الصُّحفِ باشتباه الحروف* وقال* صَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحف ـ عَرَضْتُها واحدةً واحدةً وكذلك صَفَحْتُ القومَ ونَصَفَّحْتُ الامْرَ نظرتُ فيه* صاحب العين* الوَرَقُ ـ صَحائِفُ المُصْحَفِ ونحوه واحدتهُ وَرَقَةٌ والوَرَّاقُ مُعانِى كِتابَتِها وحِرْفَتُه الوِرَاقَة والفُنْدَاقُ ـ صَحيفةُ الحِسَابِ والكَراريسُ من الكُتُب واحدتُها كُرَّاسةٌ ـ سميت بذلك لِتَكَرُّسِها أى انْضمام بعضها الى بعض* الاصمعى* الاضْبَارَةُ ـ الحُزْمة من الصُّحُف وقد ضَبَرْتُ الكُتُب وغيرَها بَجَمَعْتُها* الاصمعى* السِّفْرُ ـ الكتابُ وجمعُه أَسْفار والدِّيوَانُ مَجْمَعُ الصُّحُف* أبو عبيد* هو فارسى معرب* ابن السكيت* هو بالكسر لا غير* الكسائى* الفتح لغة مولدة وقد حكاها سيبويه قال وانما صَحَّتْ في دِيوان وان كانت بعد الياء ولم تَعْتَلَّ كما اعْتَلَّتْ في سَيِّد لان الياء في ديوان غير لازمة وانما هو فِعَّال من دَوَّنْتُ والدليل على ذلك قولهم دَواوِينُ فدل ذلك على أنه فِعَّال وأنك انما أبدلتَ الواو ياء بعد ذلك قال ومن قال دَيْوان فهو عنده بمنزلة بَيْطَار* ابن دريد* السِّجِلُّ ـ الكتابُ فارسى مُعَرَّبٌ وهو سِكُّلِ أى ثلاثةُ خُتُوم قال سيبويه والجمع سِجِلَّات ولم يُكَسَّرْ وهذا أحدُ ما جُعِلَتْ فيه التاء عوضا من التكسير* صاحب العين* الصَّكُّ الكتابُ* سيبويه* وجمعُه أَصُكُّ وصُكُوك وصِكَاكٌ* صاحب العين* والوَصِيرةُ ـ الصَّكُّ فارسى معرّب* ابن دريد* الطِّرْسُ ـ الكتابُ والجمع طُرُوسٌ وأَطْرَاسٌ وقيل الطِرْسُ الصحيفةُ بعينها وقيل الطِّرْسُ الصحيفةُ التى مُحِىَ ما فيها ثم كُتِبَ والفِعْلُ التَّطْرِيسُ* ابن دريد* الطَّامُور والطُّومَارُ ـ الصحيفةُ قال وليس بعربى وقد اعْتَدَّ سيبويه الطُّومَارَ عَرَبِيًّا* سيبويه* هو القِرْطاسُ والقُرْطاس* ابن جنى* وهو القَرْطَسُ* صاحب العين* المُهْرَقُ الصحيفةُ ـ البيضاء* ابن السكيت* هو ثوب جديد أبيضُ يُسْقَى الصَّمْغَ

ويُصْقَلُ ثم يُكْتَبُ فيه وهو بالفارسية مُهْرَه وقيل مُهْرَ كِرْد لان الخَرزَة التى يُصْقَل بها يقال لها ذلك

الاستماع

قال أبو على قال أبو زيد أَذِنْتُ له ـ اسْتَمَعْتُ* أبو عبيد* أَرْعَيْتُهُ سَمْعِى ـ اذا أَنْصَتَّ لَهُ* صاحب العين* انْظُرْنِى يا فلانُ ـ أى اسْمَعْ من قوله تعالى (لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا) * أبو عبيد* اشْتَأَيْتُ ـ اسْتَمَعْتُ وقال أَصَاخَ اسْتَمع* صاحب العين* رَغَنَ اليه وأَرْغَنَ ـ أَصْغَى رِاضيًا بقوله* أبو عبيد* صَغَوْتُ اليه أَصْغُو صَغْوًا وصُغُوًّا وصَغًى مَقْصور وأَصْغَيْتُ اليه بِرأْسِى ـ اذا مِلْتَ اليه* الكسائى* صَغَوْتُ اليه وصَغَيْتُ* أبو زيد* صَغَى اليه سَمْعِى يَصْغُو صَغًى قال وأَصْغَيْتُ اليه سَمْعِى أَمَلْتُه ومنه أَصْغَيْتُ الاناءَ اذا حَرَفْتَهُ على جَنْبِه ليَجْتَمِعَ ما فيه

الحفْظُ

* ابن السكيت* حَفِظْتُ الشىءَ حِفْظًا وتحَفَّظْتُه ورجلٌ قُفَلةٌ ـ حافِظٌ* أبو عبيد* وَعَيْتُ الشىءَ ـ حَفِظْته وأَوْعَيْتُ المَتاعَ في الوِعاءِ وأما غيره فحَكَى في الحِفْظِ وَعَيْتُه وَأَوْعَيْتُه

باب الملاهى والغِناء

* غير واحد* الغِناءُ من الصوت ممدود* قال الفارسى* سمعت أبا اسحق ينشد

عَجِبْتُ لها أنَّى يَكُونُ غِنَاؤُها

فَصِبحًا ولم تَفْغَرْ بمَنْطِقِهَا فَما

وقالوا غَنَّيْتُه بكذا وتَغَنَّيْتُ أنا* أبو عبيد* تَغَنَّيْتُ أُغْنِيَّةً قال غيره فاما قولُ النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقُرآنِ فَلَيْسَ مِنَّا» فقد اخْتُلِف في تأويله فقال سفيانُ بن عُيينة انه من الاستغناء وذُكر ذلك لابى عاصم عن سفيان فقال ما صنع شيئا قال حدثنا عُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِىُّ أنه كانت لداود نَبِىِّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

مِعْزَفَةٌ اذا قَرَأ ضَرَبَ بها فيَبْكِى ويُبْكِى قال أبو طالب ذهب أبو عاصم الى أن التَّغَنِّىَ بالقرآن مَدُّ الصوت فيه وتحسينُه وذهب سفيانُ الى الاستغناء أنه يستغنى به عن كل دواء والتَّغَنِّى يقال في الشِّعْر وفي المال فمن الشَعْر قولُ حَسَّانَ بن ثابت

تَغَنَّ بالشِّعْرِ إمَّا كُنْتَ قائِلَهُ

انَّ الغِناءَ لهذا الشِّعْرِ مِضْمَارُ

المِضْمَارُ ههنا مَثَلٌ لان المِضْمارَ للخيل إصلاحُها وتَعْريقُها ورياضَتُها حتى تَسْتَوِىَ فشَبَّه اصلاحَ الغِناءِ لِوَزْنِ الشعر بذلك وقال غيرُ حسان بن ثابت في التَّغَنِّى من المالِ

كَمْ مِنْ غَنِىٍّ رأيتُ الفَقْرَ أَدْرَكَهُ

ومن فَقيرٍ تَغَنَّى بعدَ إقْلَالِ

* صاحب العين* اللَّحْنُ ـ من الاصواتِ المَصُوغة الموضوعةِ والجمعُ ألْحانٌ ولُحُونٌ وَلَحَّنَ في قراءته ـ طَرَّبَ فيها بالْحانٍ وقال بعض المُتَفَلْسِفين المَهَرِةَ باللُّحُونِ وأُراه المَوْصِلِىَّ انه قال الايْقاعُ ـ حَرَكاتٌ مُتَساويةُ الأَدْوار لها عَوْداتٌ مُتَواليةٌ واللَّحْنُ صوتٌ يَنْتَقِلُ من نَغَمةٍ الى نَغَمَةٍ أشَدَّ أو أحَطَّ والطَّبَقةُ ـ حَدٌّ مُختارٌ للصوت ينبغى أن تُوضَع الالْحانُ فيما شاكلها من الاشْعار فمنها ما يُبْكِى ويُرَقِّقُ وهو لما كان من الشعر في الغَزَلِ والتشوّق الى الوطن والبكاء على الشَّباب والمَرَاثِى والزُّهْد ومنها ما يُطْرِب وهو لما كان في نَعْت الشَّرَاب وذكر النُّدَماء والمَجالس والصَّبُوح والدَّساكِرِ ومنها ما يُشَوِّقُ وتَرْتاحُ له النَّفْسُ مِثْلُ صِفَةِ الاشجار والزَّهْر والمُتَنَزَّهاتِ والصَّيْد ومنها ما يَسُرُّ ويُفَرّحُ ويَحُثُّ على الكرَم وهو لما كان في المَديح والفَخْر وصفةِ المُلْك ومنها ما يُشَجِّعُ وهو لما كان في الحَرْب وذِكْرِ الوقائع والغاراتِ والاسْرى وغير ذلك وهذا كله يُدْعَى غِناءً* قال أبو العباس* ويقال ان الغِنَاء انما سمى غِنَاءً لانه يَسْتَغْنِى به صاحبُه عن كثير من الاحاديث ويَفِرُّ اليه منها ويُؤْثَره عليها وفُرِقَ بينه وبين الغِنَى من المال بان هذا مقصود وذاك ممدود ونظير تسميتهم له غِنَاءً من جهة أنه يُغْنى عن كثير من الاحاديث تسميتُهم العَسَلَ السَّلْوَى قال الفارسى لانه يُسَلِّى عن غيره من الطعام مما يُعالَج بطَبْخِ ولَتٍّ وتركيبٍ وبذلك ردّ على أبى اسحق حين أنكر على خالد بن زُهَيْر تسميتَه العسلَ سَلْوَى في قوله

وقَاسَمَها باللهِ جَهْدًا لَانْتُمُ

أَلذُّ من السَّلْوَى اذا ما نَشُورُها

فقال غَلِطَ خالد حين سَمَّى العسلَ سَلْوَى وانما السَّلْوَى طائر فنَصَره أبو على بما ذكرتُ لك* قال أبو طالب* وللأَلْحانِ لُصُوص يَسْرِقُون النَّغَمَ كلُصُوصِ الشِّعْر فمن الشَّعَراء المُفْتَضِحُ كالسارق للقصيدة والبيت كله ومنهم دون ذلك كالسارق للكلمتين والثلاث والسارق للمَعْنَى ويَكْسُوه كلاما آخر وكذلك المُغَنُّون فمنهم السارقُ المُفْتَضِحُ الذى يَسْرِقُ اللّحْنَ كما هو ويَنْقُلُه الى شِعْر آخر كفِعْلِ الطُّنْبُورِيِّين في زماننا هذا وغيرِهم من مُقَارِبِى أصحابِ العيدانِ ومنهم من يسرق بعضَ اللّحْنِ بِصفةٍ له أَو صَيْحةٍ منه أورَدَّةٍ أو نَشِيدٍ ومنهم من تَخْفَى سرقتُه مثلُ من يَسْرِقُ تأليفَ لَحْنٍ في الثقيلِ الاوّلِ ويَنْقُلُه الى إيقاع آخر إما ثانى ثَقِيلٍ أو رَمَلٍ أو هَزَجٍ ومنهم من يجىء الى ثلاثة أصوات أو أربعة فى الثقيل الاول على اصبع واحدة فيسرق جُزْءًا من هذا وجُزْءًا من هذا وصَيْحةً من هذا ورَدَّةً من هذا فيَصُوغُ صَوْتًا من أصواتٍ ويكون في ذلك مثلَ من ينظم عِقْدًا من جَوْهر ليس له منه غيرُ حُسْنِ التأليف والنظم وهذا هو الذى يسمى المُوَشِّىَ فاما الخليل فقال الاصواتُ التى تُصاغ منها الالحانُ ثلاثة فمنها الاجَشُّ ـ وهو صوتٌ من الرأس يَخْرُج من الخَياشيم فيه غِلَظٌ ومُجَّة فَيُتْبَعُ بشَدٍّ وموضوعٌ على ذلك الصوت بعينه يقال له الوَشْىُ ثم يُعادُ ذلك الصوتُ بعينه ثم يُتْبَعُ بِوَشْىٍ مثلِ الاول فهى صاغِيَتُه فهذا الصوتُ الاجَشُّ والاسمُ الجَشَشُ والجُشَّةُ وقيل الجَشَشُ والجُشَّةُ شِدَّةُ الصوت ومنه رَعْدٌ أَجَشُّ وقد تقدم* أبو على* المُطْرِبُ يَنْشِجُ نَشِيجًا ـ اذا فَصَلَ بين الصوتين ومَدَّ* صاحب العين* صَوْتٌ مُجَسَّدٌ ـ مرقومٌ على مِحْنَةٍ ونَغَماتٍ* أبو عبيد* تَهَكَّمْتُ ـ تَغَنَّيْتُ وهَكَّمْتُ غيرِى غَنَّيْتُه والمُمَرَّقُ من الغناءِ الذى تُغَنِّيهِ السَّفِلةُ والاماءُ والمُغَنِّى المُمَرِّقُ* صاحب العين* رجل لَعَّاعةٌ ـ يَتَكَلَّفُ الأَلْحانَ من غير صَواب* ابن دريد* طَرَّبَ ـ تَغَنَّى

أسماءُ الصَّنْج والعُود

* ابن السكيت* الصَّنْجُ فارسىٌّ مُعَرَّبٌ وبه سمى أَعْشَى بنى قَيس صَنَّاجةَ العَربِ لِجَوْدةِ شِعْره* صاحب العين* الكِرَانُ ـ الصَّنْجُ والكَرِينةُ ـ الضاربةُ للصَّنْج والعُودِ فاما أبو عبيد فقال الكَرِينةُ المُغَنِّيةُ والكِرَانُ العُود* ابن دريد*

وجمعُه أكْرِنةٌ* أبو عبيد* وهو المِزْهَرُ* الاصمعى* ويسمى أيضا البَرْبَطَ وأنشد

وبَرْبَطُنا مُعْمَلٌ دَائِبٌ

فَاىُّ الثَّلَاثةِ أَزْرَى بهَا

* ثعلب* وهو المُوَتَّرُ وأنشد

* بمُوَتَّرٍ تَأْتَا لُهُ إبْهامُهَا*

ومن أسمائها التى جاءت في الحديث ولم تأت في الشعر العَرْطَبةُ والعُرْطُبةُ ويقال لَاوْتاره المَحابِضُ الواحدُ مِحْبَضٌ وهى الشِرَعُ الواحد شِرْعةٌ (١) فاما أبو على فَخَصَّ بالمَحابِضِ أوتارَ قِسِىّ الدَّساتِينِ وأما أبو عبيد فخص بالشِّرَعِ أوتارَ الْقِسِىِّ المَرْمِىِّ عَنْها فاما قول ابن هَرْمة

كَما لَعِبَتْ قَيْنةٌ بالشِّراعْ

لُاسْوارِها عَلَّ مِنْها اصْطِباحا

فان الشِّرَاعَ جمعُ شِرْعةٍ وشِرْعٍ ثم جُمِعَ شِرْعٌ شِرَاعًا ويكون جمعَ شِرْعةٍ ومن أوتار العُود الزِّيُر والذى يليه المَثْنَى ومنهم من يسميه الثَّانِىَ والمَثْلَث ومنهم من يُسَمِّيه البَمَّ* صاحب العين* البَمُّ يُدْعَى الابَحَّ لِغِلَظِ صوتِه وعُودٌ أَبَحُّ غليظُ الصوتِ وحَنَّانٌ مُطْرِبٌ من الحَنِينِ وهو الطَّرَبُ ويقال للتى تسميها الفُرْسُ الدَّسَاتينَ العَتَبُ قال الاعشى

وثَنَى الْكَفَّ عَلَى ذِى عَتَبٍ

يَصِلُ الصَّوْتَ بذِى زِيرٍ أَبَحّ

فأما قولُ الهُذَلِىِ

اذا سَوَّتِ الزِّيرَيْنِ والْمَثْلَثَ الَّذِى

يُرَى دُونَ بَيْتِ البَمِّ والبَمُّ يُضْرَبُ

رأيتَ لِيُمْنَاهَا على البَمِّ سُرْعةً

وتَحْسَبُ يُسْرَاها على العَتْبِ تَحْسُبُ

فانه أراد العَتَبَ فخفف للضرورة* ابن دريد* المَعازِفُ ـ المَلَاهِى وقيل هو اسم يَجْمَعُ العُودَ والطُّنْبورَ وما أشبههما والعَزْفُ ـ اخْتِلاطُ الأصْواتِ في لَهْو وطَرَب* أبو عبيد* الكِنَّاراتُ يُخْتلَف فيها فيقال انها العِيدانُ ويقال هى الدُّفُوف ومنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص «ان الله تعالى أنزل الحقَّ لِيُذْهِبَ به الباطلَ ويُبْطلَ به اللَّعِبَ والزَّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزَاهِرَ والكِنَّاراتِ» * ابن دريد* الوَنَجُ ـ المِعْزَفَةُ أو العُودُ فارسى معرّب* صاحب العين* بَظَّ يَبُظُّ بَظًّا

__________________

(١) قوله الواحد شرعة فى القاموس الشرعة بالكسر وبفتح والجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب وجمع الجمع شراع اه بتصرف كتبه مصححه

وهو تحريكُ الضاربِ أوتارَه لُيَهيِّئهَا وقد يقال بالضاد في لغة والاوّل أحسن* غيره* الوَعْسُ ـ شَجر يُعْمَلُ منه العِيدانُ التى يُضْرَبُ بها* وقال* عُودٌ هَزِجٌ ـ مُتقارِبُ الضَّرْب والطَّرْقُ ـ ضَرْبٌ من أصواتِ العود

ومن أسماء الطُّنْبُور

* ابن السكيت* هو الطُّنْبُورُ والطِّنْبارُ وليستْ في رواية ابن الانبارى ولكنها فى رواية أبى سَعيد في باب فِعْلال وفُعْلُول في آخر الباب بعد ذكر العِنْقَادِ والعُنْقُود وهى عربية وأنشد الاصمعى قولَ ذى الرُّمة يَصِفُ قَفْرا

يُضْحِى به الارْقَشُ الجَوْنُ القَرَى غَرِدًا

كأَنَّه زَجِلُ الاوْتَارِ مَخْطُومُ

مِنَ الطَّنَابِير يَزْهَى صَوْتَهُ ثَمِلٌ

فى لَحْنِهِ عن لُغاتِ العُرْبِ تَعْجِيمُ

ويقال للطُّنْبور أيضا الدِّرِّيجُ ـ والدُّرَّيْجُ حكاهما الفارسى وقال هما على مِثَال بِطِّيخٍ وجُمَّيْزٍ* أبو زيد* الدِّرِّيجُ ـ شىءٌ يُضْرَبُ ذو أوتارٍ كالطُّنْبور ويسمى أيضا الوَنَّ* غيره* الطَّنْطَنَةُ ـ صَوْتُ الطُّنبورِ وضَرْبُ العُودِ ذى الأوتارِ وقد تستعمل في الذُّباب* الزجاجى* القِنِّينُ من أسماء طُنْبُورِ الحَبَشةِ

المزامير

يقال المِزْمارُ والمِزْمَرُ والزَّمَّارةُ قال الشاعر

* قَدْ طَرِبْنَا وحَنَّتِ الزَّمَّارهْ*

* وقال* زَمَرَ يَزْمِرُ ويَزْمُر زَمْرًا وزَمِيرًا وزَمَرانا* ابن دريد* المِزْمارُ والزَّمَّارة ورجل زَمَّارٌ وامرأة زامِرَةٌ* ابن السكيت* رجل زَامِرٌ وزَمَّار وأنكر بعضهم زامِرًا* أبو عبيد* القُصَّابُ ـ المَزامِيرُ واحدتُها قُصَّابة وأنشد

وشاهِدُنا الجُلُّ والْيَاسِمِي

نُ والْمُسْمِعَاتُ بقُصَّابِها

والقَصَّابُ الزَّمَّار وأنشد

* فى جَوْفِهِ وَحْىٌ كَوَحْىِ القَصَّابْ*

والزَّمْخَرَةُ ـ الزَّمَّارة* صاحب العين* الزَّمْخَرُ ـ المِزْمارُ الكبير الاسودُ

والرَّمَّائة ـ الزَّمَّارةُ* غيره* ومن أسمائه النَّاىُ قال الشاعر

وَيَرَاعٌ وصَوْتُ دَفٍ* ونَاىٌ ومِزْهَرُ

ومن اسمائه العِرَانُ قال الشاعر*

وعِرَان كَأَنَّهُ بَيْدَقُ الشِّط

رَنْجِ يَفْتَنُّ فِيه قالٌ وقِيل

يَفْتَنُّ يأخُذُ في فُنُون منه وهى الضُّرُوبُ ومن أسمائه المُسْتَقُ ويقال له مُسْتَقٌ سِيَسْمن أى يؤخذ باليد وهو معرَّب كانَّ أصْلَهُ مُشْتَهْ قال الأعشى

ومُسْتَقَ سِيسَمْنٍ ووَنًّا وبَرْبَطًا

يُجاوبُهُ صَنْجٌ اذا ما تَرَنَّما

ومن أسمائه البَراعُ وهو المعمولُ من قَصَبٍ قال الشاعر يصف سحابا

وانْ حرَّكَتْه الرِّيحُ أَسْبَلَ صَوْبَهُ

وحَنَّ كما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ

وقد يسمى الكَعْبُ من القَصب قبل التَّثْقِيبِ والزَّمْرِ فيه يَراعًا قال أبو على وإياه عَنَى أبو ذؤيب بقوله

أَرِقْتُ لِذِكْرِهِ مِنْ غَيْرِ نَوْبٍ

كما يَهْتاجُ مَوْشِىٌّ ثَقِيبُ

سَبِىٌّ مِنْ يَراعَته نَفَاه

أَتِىٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ

ويروى مَوْشِىٌّ قَشِيبُ فثَقِيبٌ مَثْقُوبٌ أى مُثَقَّبٌ للزَّمْر فيه وقَشِيبٌ جَدِيدٌ وسَبِىٌّ فَعِيلٌ بمعنى مفعول واليرَاعةُ هَهنا عنده عامَّةُ القَصَبةِ وقيل اليَراعةُ القَصْباء ولهذا قالت الخنساء

* تُرَجِّعُ في انْبُوبِ غَابٍ مُثَقَّبِ*

* صاحب العين* قَصَبةٌ مُهَضَّمة ومَهْضُومة للتى يُزْمَرُ فيها والهاضمُ ما كانتْ فيه رَخاوةٌ هَضَمْتُه فانْهَضَمَ وقال نَفَخَ الانسانُ في اليَراع وغيره صَوَّتَ به ومنه النَّفْخُ في الصُّورِ وفي التنزيل (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) والشِّيَاعُ ـ صَوْتُ يَراعٍ يَزْمُرُ فيه الرَّاعِى وقد شَيَّعَ في اليراع ومن أسمائه الزَّنْبَقُ قال الشاعر

وحَنَّتْ بِقَاعِ الشَّامِ حتَّى كأَنَّمَا

لَاصْواتِها في مَنْزِلِ القَوْمِ زَنْبَقُ

ومن أسمائه الهُنْبُوقَةُ قال كُثَير يصف بعيرا

وَرَجَّعَ في خَيْزُومِهِ غَيْرَ باغِمٍ

رُغَاءً من الاحْشَاءِ جُوفًا هَنابِقُه

* غيره* الهَيْرعَةُ ـ القَصَبة التى يَزْمُرُ فيها الراعى* صاحب العين*

الكَهْكَهَةُ ـ حكايةُ صَوْتِ الزَّمْرِ وأنشد

* يا حَبَّذا كَهْكَهةُ الغَوانِى*

وقال البُوقُ ـ شِبْهُ مِثْقابٍ يَنْفُخ فيه الطَّحَّانُ ويقال للذى لا يَكْتُم السِّرَّ انما هو بُوقٌ مُثِّلَ به (ومن المَلَاهِى الطَّبْلُ) يقال طَبْلٌ وأَطْبَالٌ وطُبُولٌ حكاهما ابن دريد* صاحب العين* الطَّبَّالُ ـ صاحب الطَّبْل وحِرْفتُه الطِّبَالَةُ وقد طَبَلَ يَطْبُلُ ومن أسمائِه الكَبَرُ والكُوبةُ ومنه حديث عبد الله بن عُمر «نَهَى رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الخمر والمَيْسِرِ والكُوبةِ والغُبَيْراءِ وكُلِّ مُسْكِرٍ» وقال الشاعر فى الكَبَر

واذا حَنَّتِ المَزامِيرُ والمِزْ

هَرُ تَسْمُو بِصَوْتِهِ الاوْتارُ

وتَغَنَّى الشَّادى المُغَرِّدُ لَمَّا

جَاوَبَتْها الدُّفُوفُ والاكبَارُ

* ويقال* هوِ الدَّفُّ والدُّفُّ والجمع دُفُوفٌ والدَّفَّافُ صاحبُها والمُدَفِّفُ صانِعُها والمُدَفْدِفُ ضاربُها والدَفْدفَةُ استعجالُ ضَرْبها* صاحب العين* الضَّفَاطَةُ الدَّفُّ* ابن دريد* الضَّفَّاطُ ـ اللَّعَّابُ بالدُّفِّ* صاحب العين* القَلْسُ والتَّقْلِيسُ ـ الضربُ بالدُّفِّ* أبو عبيد* الدَّرْدابُ ـ صوتُ الطَّبْل* غيره* الدُّفُّ يُكَرْكِرُ ويُقَهْقِهُ وهى حكايةُ صوته

أسماء عامة اللهو والملاهى

* ابن السكيت* لَهَوْتُ لَهْوًا* أبو عبيد* بَيْنَهُمْ أُلْهِيَّةٌ* ابن دريد* وأُلْهُوَّةٌ* صاحب العين* اللهْوُ ـ ما شَغَلَكَ من هَوَى وطَرَب ونحوهما لَها لَهْوًا والْتَهى وأَلْهاهُ الامْرُ وتَلَاهَى به والمَلَاهِى آلاتُ اللهو* السيرافى* التَّلْهِيَةُ ـ الحَديثُ يُلْهَى به وقد مَثَّل به سيبويه* ابن دريد* السَّامِدُ ـ اللَّاهِى سَمَدَ يَسْمُدُ سُمُودًا وقد تقدم* أبو عبيد* الدَّدُ ـ اللهْوُ وهو الدَّدَا والدَّدَنُ والدَّيْدَبُونُ من اللهْو أيضا وقال هُنَا ـ اللهْوُ وأنشد

* وحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنَا*

* (والذى لا يلهو) * غير واحد عَزَفَتْ نفسِى عن اللهْو تَعْزِفُ عَزْفًا ـ تَركَتْهُ

وعَزَفْتُها عنه أَعْزِفُهَا عَزْفًا ورَجل عازِفٌ وعَزُوفٌ* أبو عبيد* رجل عِنْزَهْوَةٌ وعِزْهاةٌ ـ كلاهما العازِفُ عن اللهو* ابن دريد* رجل عِزْهًى وعِزْهاةٌ ورجل عَزِهٌ لا يَقْرَبُ النساءَ ولا يَتَحَدَّثُ اليهنَّ وحكى الفارسى عِنْزَهْوٌ وذَهَب الى أنه إنْفَعْلٌ إنْزَهْوٌ من الزَّهْوِ كأنه مُكَبِّر نَفْسَه عنها وحكى ابن جنى عِزْهاءٌ بالمد وعِزْهٌ كبِكْرٍ* أبو على* وعليه قالوا عِزْهِىٌّ* صاحب العين* رجل أَلْوَدُ ـ لا يميل الى غَزَلٍ

باب الرقص

* ابن دريد* الزَّفْنُ ـ شَبِيهٌ بالرَّقْصِ زَفَنَ يَزْفِنُ زَفْنًا

اللعب

اللَّعِبُ ـ ضِدُّ الجِدِّ لَعِبَ لَعِبًا ولِعْبًا ولَعَّبَ تَلْعِيبًا على القياس وتَلْعَابًا حكاه سيبويه وهى صِيغةٌ تَدُلُّ على التكثير كما أن فَعَّلْتُ كذلك وتَلَاعَبَ وهو لَاعِبٌ على المُضارعَة عن سيبويه ولا يُعْتَدُّ به لُغَةً وانما ذَكرتُه لُاعْلِمَ أنه مُطَّرِد في كل ما كان ثانيه حرفا من حروف الحلق وقد تقدم تعليله في نظائره لما فيه من اللغات المطردة وتَلْعَابٌ وتَلْعابةٌ وتِلِعَّابٌ وتِلِعَّابةٌ وقد لاعَبْتُه مُلَاعَبةً ولِعَابًا وجاريةٌ لَعُوبٌ ـ حَسَنةُ الدَّلِّ والجمع لَعائِبُ والأُلْعُبَانُ اللَّعَّابُ مَثَّل به سيبويه وفسره السيرافى والمُلْعَبَةُ ـ ثوبٌ لا كُمَّ له يَلْعَبُ به الصبى واللَّعَّابُ الذى حِرْفَتُه اللَّعِبُ واللُّعَبُ تَماثيلُ من عاج وبينهم الْعُوبة من الُّلَعبِ واللُّعْبةُ ما يُلْعَبُ به كالشِّطْرَنْج ونحوِه ولَعِبَت الريحُ بالمنزل دَرَسَتْه ومَلَاعِبُ الريح مَدَارِجُها وتركتُه في مَلَاعِب الجِنِّ ـ أى حيثُ لا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ ومُلَاعِبُ الاسِنَّةِ ـ عامِرُ بنُ مالك* صاحب العين* عَزَفَ يَعْزِفُ عَزْفًا وقد تقدم أن العَزْفَ اللهْوُ* أبو عبيد* المُقَلِّسُ ـ الذى يَلْعَبُ بين يَدَىِ الامِيرِ اذا قَدِمَ المِصْرَ وأنشد

 .... كما

غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْريقًا بأُسْوارِ

والمِقْلَاءُ والقُلَةُ ـ عُودانِ يَلْعَبُ بهما الصبيانُ فالعُود الذى يُضْرب به هو المِقْلاءُ

والقُلَةُ خفيفةً ـ الخشبةُ الصغيرة التى تُنْصَب ويقال لها أيضا المِقْلَاءُ والْقَالُ وأنشد

كَأَنَّ نَزْوَ فِرَاخِ الهَامِ بينهمُ

نَزْوُ القُلَاتِ زَهَاهَا قَالُ قالِيَنَا

وقد قَلَوْتُ* صاحب العين* القَلْوُ ـ رَمْيُكَ ولَعِبُكَ بالقُلَةِ وذلك أن تَرْمِىَ بها فى الجَوِّ ثم تَضْرِبَها بمِقْلَاءٍ في يدك وهى خشبة قدرُ ذراع فتستمرُّ القُلةُ ماضيةً واذا وقعتْ كان طرفاها ناتئين على الارض فتَضْرِبُ أحدَ طَرَفَيْها فتستدير وترتفع ثم تَعْتَرِضُها بالمِقْلاءِ فتضربُها في الهواء فتستمرُّ ماضيةً فذلك القَلْوُ* سيبويه* وجمعُ القُلَةِ قُلُونَ والكسر أعْلَى* أبو زيد* المِطَثَّةُ والمَطَخَّةُ ـ خَشَبةٌ عريضةٌ يُدَقَّقُ أَحَدُ رَأْسَيْهَا يلعب بها الصبيانُ نَحْو القُلةِ والطَّثُّ ضَرْبُك الشىءَ بيدك حتى تُزيله عن موضعه وقد طَثَثْتُه أطُثُّه والمِقَثَّةُ ـ خُشَيْبة مُسْتَديرة على قدر قُرْصٍ يلعب بها الصبيانُ تُشْبِهُ الخَرَّارةَ* ابن الاعرابى* اطَّثَثْنَاها واقْتَثَثْنَاها* صاحب العين* حَمَصَ الغلامُ حَمْصًا ـ تَرَجَّح على الارْجُوحةِ من غير أن يُرَجِّحَه أحدٌ* ابن دريد* والبَوْصَاءُ ـ لُعبة يَلْعب بها الصبيانُ يأخذون عُودا في رأسه نار فيُدِيرونه على رُؤسهم* أبو عبيد* الجُمَّاحُ ـ تَمْرة تُجْعَل على رأس خَشبة يلعبُ بها الصبيانُ* ابن دريد* الجُمَّاحُ ـ شىءُ يُتخذ من الطين أو من التَّمْر والرَّمادِ فيُصَلَّبُ وتكون في رأس المِعْراضِ يُرْمَى به الطير وأنشد

أَصَابَتْ حَبَّةَ القَلْبِ

ولم تُخْطِئْ بجُمَّاحِ

وقيل هو سهم يُجْعَل على رأسه طين كالبُنْدُقة يَرْمِى به الصبيانُ البُنْدُقةَ* ابن دريد* المِنْجار ـ لُعْبةٌ للصبيان يَلْعَبُونَ بها وقال تَجامَحَ الصِّبْيانُ رَمَوْا كَعْبًا بكَعْبٍ حتى يُزيلَه عن موضعه وقال جَمَخَ الصبيانُ بالكِعَابِ وجَمَحُوا* وقال أبو عمرو انْجَمخَ الكَعْبُ ـ انْتَصَبَ* صاحب العين* جَبَخُوا بكِعَابِهم ـ رَمَوْا بها ليَنْظُرُوا أَبُّهُمْ يَخْرُج فائزا والجَبْخُ صَوْتُ الكِعَاب والقِدَاحِ اذا أَجَلْتَها والاخْطَارُ ـ الاحْرازُ في لَعِبِ الجَوْز* ابن دريد* تَخَاسَى الرَّجُلانِ ـ لَعِبَا بالزَّوْج والفَرْدِ وخَسَا ـ كلمةٌ معناها أَفْرادُ الشىء والخَسَا الفَرْد وهى المَخَاسِى* صاحب العين* الشَّذَقُ ـ الكَعْبُ الذى يُلْعب به وقال أَرْتَبَ الغلامُ الكَعْبَ ـ أثْبَتَهُ* ابن دريد* الانْبُوثةُ ـ لُعْبةٌ يَحْفِر الصبيانُ حَفِيرًا ويَدْفِنُون فيه شيئا فمن

استخرجه فقد غَلَب* غيره* الدَّعْلَجة ـ لعبة للصبيانِ يختلفون فيها للجَيْئةِ والذَّهاب وأنشد

باتَتْ كِلابُ الحَىِّ تَسْنَحُ بَيْنَنا

يَأْكُلْنَ دَعْلَجةً ويَشْبَعُ مَنْ عَفا

دَعْلَجةً تَذْهَبُ وتجىءُ يعنى الكلابَ وذَكَر كثرةَ اللحم فقال ويَشْبَعُ من يَعْفُونا أى يأتينا* أبو عبيد* الَفِيَالُ ـ لعبة الصبيان بالتُّراب وأنشد

* كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ*

* ابن دريد* البُقَّيْرَى ـ لعبة لهم يَبْقُرون الارضَ ويَخْبَؤُن فيها خَبِيئًا وهو التَّبْقِير والمُبيْقِرُ والبَقَّارُ ـ تراب يُجْمَعُ قُمْرًا قُمْرًا وهى لُعْبة أيضا* ابن دريد* ومثله البَرْحَيَّا والحَجُّورة ـ لُعْبة يلعب بها الصبيان يَخُطُّونَ خَطًّا مستديرا ويَقِف فيه صبى ويجتمع فيه الصبيانُ ليأخذوه* صاحب العين* الطِّبْنُ والطُّبْنُ ـ لُعبة يَلْعَب بها الصبيانُ يَخُطُّونَها مُسَّتديرةً كالرَّحَى* أبو زيد* الحَوَالِسُ ـ لعبة لهم بالحَصَى وأنشد

فأَسْلَمنِى حِلْمى فَبِتُّ كانَّنِى

أَخُو خَرَقٍ يُلْهِيهِ ضَرْبُ الحَوالِسِ

* ابن دريد* الخُذْرُوفُ ـ طِينٌ يُعْجَنُ ويُعْمل شَبِيهًا بالسُّكْرِ يَلْعَبُ به الصبيانُ* صاحب العين* الخُذْرُوف ـ عُوَيْد مَشْقُوق يُفْرَضُ في وسطه ثم يُشَدُّ بخَيْط ويُمَدُّ فيُسْمَع له حَنِينٌ وهو الذى يُسمى الخَرَّارةَ* ابن دريد* الحَدَبْدَبَى ـ لُعْبة يلعب بَها النَّبِيطُ* صاحب العين* الكُرة ـ معروفة وهى التى يُلْعَبُ بها وكُلُّ ما أَدَرَّتَ من شىء كُرَةٌ وقد كَرَوْتُ بها* ابن دريد* والمِيجَارُ ـ الصَّوْلَجانُ الذى تُضْرَب به الكُرةُ مَقَطْتُ الكُرَةَ مَقْطًا ضَرَبْتُ بَها الارضَ ثم أَخَذْتُها* ابن دريد* الدِّكْرُ لعبة يُلْعَبُ بها كَلَعبِ الزَّنْج والحَبَشِ والمِهْزمُ ـ لعبة للصبيان مثلُ الدَّسْتَبِيذ وعَظْمُ وَضَّاح ـ لعبة لِصبْيانِ الاعْراب يَطْرَحُون بالليل قِطْعةَ عَظْمٍ فمن وَجَدَهَا فقد غَلَبَ أصحابه ويُصَغِّرُونه فيقولون

عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ

لا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ

والدِّرْكِلَة ـ لعبة يلعب بها الصبيان وقيل هى لعبة للحَبَش وقَلَوْبَعٌ ـ لعبة للصبيان والطَّريدةُ ـ لُعْبة يقال لها المَسَّة والماسَّة* أبو عبيد* المِخْراقُ ـ مِنْديل

أو نحوه يُلْوَى فيُضْرب به أو يُلَفُّ فَيُفَزَّعُ به وهو لَقَبٌ يُلقَّبُ به الصبيانُ وأنشد أبو على

أَرِقْتُ له ذاتَ العِشَاءِ كأنه

مَخارِيقُ يُدْعَى وَسْطَهُنَّ خَرِيجُ

خَرِيجٌ لعبة وقال سيبويه خَراجِ ـ لعبة معدولة عن اخْرُجُوا وتطيرها من بنات الاربعة عَرْعارِ وهى لعبة أيضا قال أبو على ولا نظير لها الَّاقَرْقَارِ وأنشد سيبويه

* قالتْ له ريحُ الصَّبا قَرْقَارِ*

أى قَرْقِرْ بالرعد للسحاب* غيره* وهى الخَرَاجُ والتَّخْرِيج والجَنَاباءُ والجُنَابَى لعبة لهم يَتَجانَبانِ فيَعْتَصِمُ كلُّ واحد من الآخر والهَبْهابُ ـ لعبة لصبيان العِراق والكُرَّجُ ـ الذى يُلْعب به فارسى معرّب* ابن دريد* الهَيَّاط ـ الفَظُّ اللَّعَّابُ ويقال للِعَابِ الدُّفِّ والصَّنْج الضَّفَاطَةُ لحديث بعض التابعين «فأَيْنَ ضَفَاطَتُكم» أى لُعَبُكم* ابن جنى* الشَّطْرَنْجُ من اللُّعَب فارسى معرّب وقد كان قياسه اذا عُرِّب كسر الشين ليكون كَجِرْدَحْل* صاحب العين* الرُّخُّ من أداةِ الشَّطْرَنْج والجمع رِخَاخ ورِخَخَةٌ والفِرْزَانُ من قِطَعِه والكُوبة ـ الشَّطْرَنْجةُ وقد تقدم أنها الطبل والنَّرْدُ ـ شىء يلعب به فارسى معرّب وهو النَّرْدشِير والكُوبةُ عند بعضهم* وقال ابراهيم* تَجاحف الفتيانُ الكُرةَ بينهم بالصَّوالجِةِ ـ تَدَافَعُوها أَخْذًا* صاحب العين* السَّحْرُ ـ شىء يلعب به الصبيانُ اذا مُدَّ من جانب خَرَج على لَوْنٍ واذا مُدَّ من جانب آخر خرج على لون آخر مُخَالِفٍ وهى السَّحَّارَةُ وكُلُّ ما أَشْبَهه سَحَّارة

المِزَاحُ والفُكاهةُ

* صاحب العين* المَزْحُ ـ نَقِيضُ الجِدِّ مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحًا ومُزَاحًا ومازَحْتُه مُمَازَحةً ومِزَاحًا والاسم المُزَاحُ والمُزَاحَةُ* سيبويه* مَزَحَ مُزَاحا كسَكَتَ سُكَاتًا* ابن دريد* مَزَهَ مَزْهًا كَمَزَحَ* صاحب العين* المُداعَبة ـ المُضاحَكةُ دَعَبَ يَدْعَبُ دَعْبًا ودَاعَبَهُ والاسم الدُّعَابة وتَداعَبَ القومُ ذَاعَبَ بعضُهم بعضا وأَدْعَبَ الرجلُ ـ جاء بشىء يُسْتَمْلَحُ والمِلْحةُ والمَلْحة ـ الكلمةُ المَلِيحةُ والجمع مُلَحٌ وأَمْلَح جاءَ بكلمة مَلِيحةٍ والفَاكِهُ المَزَّاحُ والتَّفاكُه التُّمازُحُ وفَكَّهْتُ القَوْمَ بمُلَحِ الكلامِ والاسمُ الفَكِيهةُ والفُكاهَةُ والمصدر الفَكاهةُ* أبو حاتم* الهَزْلُ ـ

نَقِيضُ الجِدِّ* أبو زيد* هَزَلَ يَهْزِلُ هَزْلاً وهازَلنِى ورجل هَزِيلٌ ـ كَثِيرُ الهَزْلِ والهُزالةُ ـ الفُكاهةُ* صاحب العين* بَطَلَ في حديثه بَطالةً هَزَل* أبو حاتم* أَبْطَلَ والاسم البُطْلُ والباطِلُ

الميسر والازلام

* أبو عبيد* من أسْمائِها القِدْحُ والجمعُ أَقْداحٌ* سيبويه* وقِدَاحٌ* أبو عبيدة* وهو السَّهْم والجمع أسْهُم وسِهَامٌ* أبو عبيد* أسماءُ القِداحِ التى كانوا يقتسمون بها الفَذُّ والتَّوْأَمُ والرَّقِيبُ والحِلْسُ والنَّافِسُ والمُصْفَحُ والمُعَلَّى فهذه التى كانت لها أَنْصِباءُ وهى سبعة* ابن دريد* المُصْفَحُ ـ هو الضَّرِيبُ والمُسْبِلُ* أبو عبيد* والسِّهامُ التى لا أنصباء لها السَّفِيحُ والمَنِيحُ والوَغْدُ* ابن دريد* الرَّقِيبُ لا نَصِيبَ له قال أبو عبيد سألت الاعرابَ عن أسماء القِداح فلم يعرفوا منها غيرَ المَنِيح ولم يعرفوا كيف يفعلون في المَيْسر قال أبو عبيدة كانوا يجعلون الجَزُورَ عشرةَ أجزاء ثمَ يَتقامَرُونَ عليها* الاصمعى* كانوا يَجْعَلونها ثمانيةً وعشرين جُزْءًا ثم يقتسمونها على القِمار* أبو عبيد* الأَيْسارُ واحدُهم يَسَرٌ وهم الذين يَتقامرون واليَاسِرُونَ الذين يَلُونَ قِسْمةَ الجَزُور وأنشد

* والْجَاعِلُو القُوت على الْيَاسِرِ*

يعنى الجَازِرَ وأنشد

أقولُ لهم بالشَّعْبِ اذْ يأسِرُونَنِى

ألم تَيْأَسُوا انَّى ابنُ فارِس زَهْدَمِ

ويروى يَيْسِرُونَنى وقوله يأسروننى من الاسْرِ ويَيْسِروننى من المَيْسِر أى يَجْتَزِرُوننى ويَقْتَسِموننى قال أبو عبيد وقد رأيتُهم يُدْخِلُون الياسر في موضع اليَسَرِ واليَسَرّ في موضع اليَاسِرِ* صاحب العين* ضَرَبَ بالقِداح والضَّرِيبُ المُوَكَّل بالقِداحِ والجمعُ ضُرَباء قال سيبويه الضَّرِيب فَعِيل بمعنى فاعل* أبو عبيدة* البَرَمُ الذى لا يَيْسِرُ* سيبويه* الجمع أبرام ولا يكسَّر على غير ذلك* أبو عبيدة* ومَثْنَى الايادِى ـ هى الانصباء التى كانت تَفْضُلُ من الجَزُورِ في الميسر عن السِّهام فكان الرجلُ الجَوادُ يشتريها

فيُطْعِمها الابْرامَ وقيل مَثْنَى الايادِى أن يأخُذَ القَسْمَ مرة بعد مرة والبَدْأَةُ ـ النصيبُ من أنصباء الجزور وأنشد

فَمَنَحْتُ بَدْأَتَها رَقِيمًا جانِحًا

والنارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوارِهَا

قال أبو علىّ فأما قوله

وَهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ إذَا

أَغْلَتِ الشَّتْوةُ أبْداءَ الجُزُورْ

فالابداء جمعُ بَدْءٍ وهو المَفْصِلُ قبل التجليد وبعده* أبو زيد* الحُرْضةُ ـ الرجلُ الذى يَضْرِبُ بالقِداح سمى بذلك لِرذَالتِه* أبو عبيد* الرِّبابةُ جماعةُ السِّهام ويقال انه الشىء الذى يجمع فيه السهام وأنشد

وكانَّهُنَّ رِبَابةٌ وكأنه

يَسَرٌ يُفِيضُ على القِدَاحِ ويَصْدَعُ

يَصْدَعُ يتكلم بالحق ويَعْدِلُ* صاحب العين* فازَ القِدْحُ فَوْزًا ـ خَرَجَ قَبْلَ صاحبه* ابن دريد* المُجْمِدُ ـ هو الذى يَفُوزُ قِدْحُه في المَيْسِر وقيل هو البخيل المُتَشَدِّدُ* ابن السكيت* قَمرْتُ الرجلَ أَقْمِرُه وأَقْمُرُه ـ غَلَبْتُه* غيره* بَعَوْتُه بَعْوًا ـ أصَبْتُ منه وقَمَرْتُه وأنشد

* ما بالُ سَلْمَى وما مَبْعاةُ مِبْشَارِ*

مِبْشارٌ فَرَسُه* أبو عبيد* أحْرَمْتُ الرجلَ قَمَرْتُه ـ وخَرَج هو حَرِمًا لم يَقْمُرْ* أبو زيد* ويُخَطُّ خَطٌّ فيَدْخُل فيه غِلْمانٌ وتكونُ عِدَّتُهم خارجين من الخَطِّ فيَدْنُو هؤلاء من الخَطِّ ويُصافح أحدُهم الآخَر فان مَسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يَضْبِطْه الداخلُ قيل للداخل حَرِمَ وأَحْرَم الخارجُ الداخلَ فان ضَبَطَهُ الداخلُ فقد حَرِمَ الخارجُ والداخلُ أَحْرَمَهُ* ابن السكيت* قِدْحٌ مُزَلَّم وزَلِيمٌ ـ اذا طُرَّ وأُجِيدَ قَدُّهُ وصَنْعتُه وعَصًا مُزَلَّمةٌ وأنشد

* كأرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ*

أى أَخَذَتْ من حُروفها وسَوَّتْها ورَجُلٌ مُزَلَّم مُخَفَّفُ الهيئة* ابن دريد* الزَّلمُ والزُّلمُ القِدْحُ يُسْتَقْسَمُ به والجمعُ أَزْلام والبُحُّ ـ القِداحُ وأنشد

قَرَوْا أَضْيافَهُمْ رَبَحًا بِبُحٍّ

يَعِيشُ بِفَضْلِهِنَّ الحَىُّ سُمْرِ

* الاصمعى* قَرَمْتُ القِدْحَ ـ عَجَمْتُه* ابن دريد* قومٌ مَغَالِيقُ ـ تَغْلِقُ

القِدَاحُ على أيديهم أى يَفُوزُون بها واحدُهم مِغْلَاقٌ وقِدْحُ مِغْلاقٌ كثيرُ الفَوْزِ* ابن الاعرابى* الحَوِيرُ ـ فَوْزُ القِدْح وأنشد

وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَوِيرَه

على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ

* صاحب العين* الوَرْسِىُّ من القِدَاح ـ النُّضَارُ وقد تقدم أنه ضَرْبٌ من الحَمَام والجَمْخُ صَوْتُ اجالَتِكَ القِداحَ وقد تقدم في الكِعَاب والشَّجِير ـ القِدْحُ يكون فى القِدَاح ليس من شَجَرتِها التى تكون منها والصو .... تسوية السهمين في الكف ثم تضرب بهما يقال .... (١) ولا تصئ والخَلِيعُ ـ القِدْحُ الفائز والخَلِيعُ المُلازم للقِمار والقَرَنُ ـ الذي يلزم المَياسِرَ ولا يَبْرَحُ الجَزُورَ أو يُطْعَمَ* الاصمعى* المَهَاءُ ـ عَيْبٌ أو أَوَدٌ أردٌ يكون في القِدْح وأنشد

* يُقِيم مَهَاءَ هُنَّ بأصْبُعَيْه*

* صاحب العين* القَلَم ـ السَّهْم الذى يُجَالُ بين القَوْم في القِمار وجمعُه أقلام وقِدْحٌ غُفْلٌ لاخَزَّ فيه وكذلك كُلُّ مالا سِمَةَ عليه ولا نَصِيبَ له ولا غُرْمَ عليه وقد تقدم فى الابل

الخَطَرُ والمراهنة

* أبو زيد* أَخْطَرْتُهم من المال ما يَرْضَوْنَهُ وأَخْطَرْتُه لهم ـ بذَلْتُه والاسمُ الخَطَرُ والجمعُ أَخْطار وهم يَتَخاطَرُونَ على الامر* ابن السكيت* السَّبَقُ والنَّدَبُ الخَطَرُ وأنشد

* ولَمْ أُقِمْ* على نَدَبٍ يومًا ولى نَفْسُ مُخْطِرِ*

* ابن دريد* رجل مُناحِبٌ ـ مُخَاطِر على الشىء والنَّحْبُ ـ الخَطَرُ العَظِيم* أبو زيد* الرَّهْنُ ـ ما وُضِعَ على الانسان مما يَنُوب مَنَابَ ما أَخَذْتَ منه وقد رَهَنْتُه الشىءَ أَرْهَنُه رَهْنًا ورَهْنتُه عنده وارْتَهَنْتُ منه رَهْنًا وأَرْهَنْتُه الثوبَ دفعتُه اليه لِيَرْهَنَه* أبو عبيد* أَرْهَنْتُهم وَلَدِى ـ أَخْطَرْتُهُم بهم خطرا أى جعلتهُم رَهِينةً وأنشد

* عِيدِيَّةً أُرْهِنَت فيها الدَّنانِيرُ*

وأنكرها الاصمعى وقال أَرْهَنْتُ ههنا بمعنى أَسْلَفْتُ وقَدَّمْتُ وقولُ ابنِ هَمَّام

__________________

(١) كذا بياض بأصله في الموضعين اه

فَلَمَّا خَشِيتُ أَظَافِيرَهُمْ

نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهمْ مالِكا

رواه الاصمعى وأرْهَنُهُم مالكا كقولهم قمتُ وأصُكُّ عَيْنَه* ابن دريد* رَهْنٌ ورِهانٌ ورُهُونٌ ورُهُنٌ وفلان رَهِين بكذا ومُرْتَهَنٌ ومَرْهُونٌ أى مَأْخُوذ به* قال أبو على* رَهْنٌ ورُهُنٌ هو من الجمع العزيز وفي التنزيل (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً) فَرُهْنٌ مَقْبُوضَةٌ» ولا يجوز أن تكون على جَمْع الجمع كان يكون رَهْنٌ كُسِّرَ على رِهانٍ ثم كُسر رِهَانٌ على رُهُنٍ حين طابقَ الواحدَ في الوزن وان كان في القراءة الاخْرى رِهَانٌ لانه ليس كُلُّ جَمْع يُجْمَع ولم يَقُل أحدٌ ان هذا من جمع الجمع والرِّهَانُ والمُراهَنَةُ ـ المُخاطَرةُ وقد راهَنْتُهم وهم يَتَراهَنُون وأَرْهَنُوا بينهم خَطَرًا بَذَلُوا منه ما يَرْضَى به القومُ بالِغًا ما بَلَغَ فيكون لهم سَبَقًا والمُراهَنة والرِّهَانُ المُسابقةُ على الخيل ونحوها* صاحب العين* قامَرْتُ الرجلَ مُقامرةً وقِمارًا ـ راهَنْتُه وهو التَّقامُر* ابن جنى* وقَمِيرُك ـ الذى يُقامِرُك والجمع أَقْمارٌ* أبو على* وقد قَمَرْتُه أَقْمُره قَمْرًا* ابن دريد* تَقَمَّر الرجلُ ـ غَلَبَ من يُقَامِرُه وقال تَخاطَرَ القومُ ـ تَراهَنُوا في الرَّمْى وقال أَبْسَلَ وَلَدَه وغَيْرَهم ـ رَهَنَهم أو عَرَّضَهُم لهَلَكةٍ* صاحب العين* غَلِقَ الرَّهْنُ غَلَقًا وغُلُوقًا اذا لم يُفَكَّ* أبو زيد* ضَرَبْتُ في يَدِه بَقَّيْتُ رَهْنًا* الزجاجى* الوَجْبُ ـ السَبَقُ في الرَّمْى وقد أَوْجَبْتُه ـ أخذتُ منه ذلك

الاقتراع

* صاحب العين* القُرْعة السُّهْمَة اقْترَعَ القومُ وتَقَارَعُوا وقارَعْتُ بينهم وأَقْرَعْتُ وقَارَعْتُ فُلانا فقَرَعْتُه أَقْرَعُه ـ أى أصابتْهُ القُرْعةُ دُونى* ابن السكيت* قارَعْتُه من القُرْعة وقد أَقْرعُوه خَيْرَ نَهْبِهم أى أَعْطَوْه إياه وحقيقتُه الاختِيارُ والمُسَاهَمَة المُقارَعةُ* أبو عبيد* ساهَمْتُ القَومَ فسَهَمْتُهم أى قَرَعْتُهم* قال الفارسى قال أبو العباس* تساهَمَ القومُ واسْتَهَمُوا ـ اقْتَرَعُوا وفي الحديث «ولكن اذْهَبَا فاستَهِمَا» وفي التنزيل (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) صاحب العين وهى السُّهْمةُ

التَّطَيُّر والفأل

* ابن السكيت* هى الطِّيرَةُ* ابن دريد* وهى الطُّوَرة* صاحب العين* وهى الطِّيرةُ قال يونس وهى قليلة* صاحب العين* وقد تَطَيَّرْتُ به واطَّيَّرْتُ* ابن السكيت* طَائِرُ اللهِ لَا طَائِرُك ولا تقل لا طَيْرُك وحكاها غيره قال الخليلُ رفعوه على ارادة هذا طَيْرُ اللهِ وفيه معنى الدعاء* ابن دريد* تَفَاءَلْتُ بالشىء تَبَرَّكْتُ به أو تَشَاءَمْتُ* ابن السكيت* تَفاءَلْتُ* أبو عبيد* هو الفَأْل وجمعُه فؤولٌ وقيل الفألُ في الخير والطِّيَرةُ في الشر* أبو عبيد* القَعِيدُ ـ الذى يَجِيئُكَ من وَرائِك ومنه قوله

* تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ*

الوَشِيجةُ ـ عِرْقُ الشجرة شَبَّه التَّيْس من ضُمْره بها* أبو زيد* وهو الكادِسُ* صاحب العين* وهو الكُدَاسُ* ثعلب* الكَادِسُ كالنَّاثِر والنَّافِر* أبو عبيد* الكَوَادِسُ ـ ما تُطُيِّرَ منه كالفَاْلِ والعُطَاسِ ونحوه* وقال* كَدَسَ يَكْدِسُ كَدْسًا وأنشد

ولو أننى كنتُ السَّليمَ لَعُدْتَنى

سَرِيعًا ولم تَحْبِسْكَ عَنِّى الكَوادِسُ

* أبو زيد* عِفْتُ الطَّيْرَ عِيَافةً ـ زَجَرْتهُ فَتَشاءَمْتُ به أو تَبَرَّكْتُ* سيبويه* قالوا عِيَافةً فِرارًا من الفُعُول وقد يكون للظَّبْى اذا سَنَح ويكون بالحَدْسِ وان لم تَرَ شيئا* أبو زيد* حَزَوْنَا الطيْرَ حَزْوًا وحَزَبْنَاها حَزْيًا وزَجَرْنَاها نَزْجُرُها زَجْرًا وهو عندهم أن يَنْعِقَ الغُرابُ مُسْتَقْبِلَ الرَّجُلِ وهو يُريد حاجةً فيقول هذا خَيْر فيخرج أو يَنْعِقَ مُسْتَدْبِرَه فيقول هذا شر فلا يخرج فهذا الحَزْوُ والزَّجْرُ وان سَنَح له شىء عن يمينه فيَتَيَمَّن به أو عن يساره فيَتَشاءمُ به فهو الحَزْوُ والزَّجْرُ* قال أبو عبيدة* وسأل يونسُ رُؤْبة عن السانِح والبارِح فقال السانح ماوَلَّاكَ مَياسِرَه* صاحب العين* سَنَح يَسْنَح سُنُوحا وسُنُحًا وسُنْحا والسَّنِيحُ السَّانِح* أبو حاتم* العرب تَخْتَلِفُ في عِيَافةِ ذلك فمنهم من يَتَيَمَّن بالسَّانح ويَتشاءَم بالبارح ومنهم من يُخالِف ذلك وجَرَتِ الطيرُ سُنُحًا أى سَوَانِحَ وحَقِيقَتُه السُّهُولةُ* صاحب العين* سَنَحَتْ له الظِّباءُ وسَنَحْتْ عليه

وسَنَح له قَرِيضٌ ونحوُه عَرَضَ* صاحب العين* بَرَحَتِ الظباءُ تَبْرُحُ بُرُوحًا (١) وأنشد

فَهُنَّ يَبْرُحْنَ له بُرُوحا

وتارةً يأْتينَهُ سُنُوحا

* أبو عبيد* من أمثالهم «مَنْ لِى بالسَّانِح بعد البارح» يضرب للرجل يُسِيىءُ الرجلَ فيقال له سوف يُحْسِن اليك فيُضْرب هذا المثلُ حينئذ وأصله أن رجلا مرت به ظِباءٌ بارِحةٌ فقيل انها سَوْف تَسْنَحُ فقال ذلك وقال «انه لَكبارِحِ الأَرْوَى قليلاً ما يُرَى» يضرب للرجل اذا أَبْطأ عن الزيارة وذلك أن الارْوَى تكون فى الجبال فلا يَقْدِر أحدٌ عليها أن تسْنَحَ له* ابن دريد* الجابِهُ ـ الذى يَلْقاكَ بوجهه من الطير والْوَحْشِ يُتشاءم به وهو الناطِحُ والنَّطِيحُ أيضا* صاحب العين* العاطِسُ ـ الظَّبْىُ الذى يستقبلك من أمامك وقال عَيْثَرْتُ الطيرَ ـ اذا جَرَتْ لَكَ فَزَجَرْتَها وأنشد

لَعَمْرُ أَبِيك يا صَخْرُ بْنَ لَيْلَى

لَقَدْ عَيْثَرْت طَيْرَك لو تَعِيفُ

* أبو عبيد* يقال للرجل الذى يَتَطَيَّر الخُثَارِمُ وأنشد

وليسَ بِهَيَّابِ اذا شَدَّ رَحْلَه

يقولُ عَدَانِى اليومَ وَاقٍ وحَاتِمُ

ولكنه يَمْضِى على ذَاكَ مُقْدِمًا

اذَا صَدَّ عن تِلْكَ الهَنَاتِ الخُثارِمُ

الواقى ـ الصُّرَدُ والْحاتم ـ الغُرَابُ* ابن دريد* الخُطْرُبُ والخُطَارِبُ (٢) التَّفَؤُّل بما لم يكن جاء وقد تَخَطْرَبَ* صاحب العين* التَّفَؤُّلُ بما لم يكن جاء وقد تَخَطْرَبَ* صاحب العين* يقال في الطِّيَرة عند انْصِبابِ الاناء دَافِقُ خَيْرٍ* أبو عبيد* ذَبائِحُ الجِنِّ أن تُشْتَرى الدارُ أو يُسْتَخْرج ماءُ العين وما أشبه ذلك فيُذْبَح لها ذبيحةٌ للطِّيرَةِ وفي الحديث نَهَى عن ذبائِح الجنّ

التَّكَهُّنُ والفِراسةُ

* صاحب العين* كَهَنَ له يَكْهَنُ ويَكْهَن كَهَانةَ ـ قَضَى له بالْغَيْب* ابن دريد* كَهُنَ كَهانةً وتَكَهَّنَ تَكَهُّنا وتكْهِينًا نادرٌ* صاحب العين* رجل كاهنٌ من قوم كَهَنَةٍ وكُهَّانٍ وحِرْفَتُه الكِهَانةُ وقال خَطَّ الزاجرُ في الارض يَخُطُّ خَطًّا ـ اذا عَمِلَ فيها خَطًّا ثم زَجَرَ وأنشد أبو على

__________________

(١) قوله برحت الظباء الخ بابه نصر وكذا برح بمعنى غضب وأما بمعنى زال فمن باب فرح كما في القاموس كتبه مصححه

(٢) التفؤل بفاء هذا الصواب ولا التفات الى ما جاء محرفا في غير هذا الكتاب فى تفسير الخطرب والخطارب كتبه محمد محمود لطف الله به

عَشِيَّةَ ما لى حِيلةٌ غَيْرَ أَنَّنِى

بلَقْطِ الحَصَى والخَطِّ في التُّرْبِ مُولَعُ

* أبو عبيد* والطَّرْقُ ـ الضربُ بالحصَى للتكَهُّن وأنشد

لَعَمْرُكَ ما تَدْرِى الطَّوارِقُ بالحَصَى

ولا زاجراتُ الطَّيْرِ ما اللهُ صانِعُ

* غيره* اسْتَطْرَقْتُه ـ اسْتَجْلَبْتُ منه الطَّرْقَ* أبو زيد* العَرَّافُ ـ الكاهِنُ وقد تقدم أنه الطبيب* ابن دريد* الْمَاقِطُ ـ الذى يَتكهَّنُ ويَطْرُق بالحَصى والمَاقِطُ والمَقَّاطُ الذى يُكْرَى من مَنْزِلٍ الى مَنْزِلٍ* غيره* حَزَى حَزْيًا وتَحَزَّى ـ تَكَهَّن وحَزَا حَزْوًا كذلك* ابن السكيت* حَلَوْتُ الكاهِنَ حُلْوَانًا* قال أبو على* الحُلْوَانُ ـ أُجْرةُ الكاهِنِ خاصَّةً وقد يستعمل فيما سواه وهذا هو الاصل وأنشد

أَلَا رَجُلاً أَحْلُوهُ رَحْلِى وناقَتِى

يُبَلّغُ عَنِّى الشِّعْرَ اذْ ماتَ قائِلُه

وأنشد

كأَنِّى حَلَوْتُ الشِّعْرَ يومَ مَدَحْتُه

صَفَا صَخرةٍ صَمَّاءَ يَبْسٍ بِلَالُها

فأما أبو العباس فقال الحُلْوَانُ للكاهن خاصةً ولا يستعمل في غيره ومنه الحديث نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حُلْوانِ الكاهنِ * ابن السكيت* النَّشْغُ ـ جُعْلُ الكاهِنِ وقد نَشَغْتُه قال العجاج

* قالَ الحَوازِى واسْتَحَتْ أن يُنْشَغَا*

الحَوازِى الكَواهِن وقوله واستحت أن ينشغا أى استحت من قبول ما أُعْطِيتْه* ابن دريد* خَمَنْتُ الشىءَ ـ أَخْمُنُه خَمْنًا وخَمَّنْتُه ـ قلتُ فيه بالحَدْسِ قال ولا أَحْسَبُه الا مولدا* صاحب العين* تَفَرَّسْتُ فيه الشىءَ تَوسَّمْتُه والاسم الفِراسة وفي الحديث «اتَّقُوا فِراسةَ المُؤْمِنِ» * أبو عبيد* عَكَلَ يَعْكُلُ عَكْلاً مثْلُ حَدَسَ يَحْدُسُ ـ اذا قالَ برأيه ومثلُه عَشَنَ برأيه واعْتَشَنَ* أبو زيد* أَخَلْتُ فيه خالاً من الخَيْرِ وتَخَيَّلْتُه عليه ـ تَفَرَّسْتُه* صاحب العين* الجِبْتُ ـ الكاهِنُ

التقدير

* صاحب العين* خَرَصَ العَدَدَ والكَيْلَ يَخْرُصُه ويَخْرِصُه خَرْصًا ـ وخِرْصًا

حَزَرَهُ والخَرَّاصُ ـ الحَزَّارُ* أبو زيد* قَتَرْتُ ما بَيْنَ الامْرَيْن وقَتَّرْتُ ـ قَدَّرْتُ* أبو زيد* أَمَتُّ القومَ آمِتُهم أَمْتًا ـ حَزَرْتُهم وأَمَتُّ الماءَ ـ اذا قَدَّرْتَ ما بينك وبينه

المُحَاجاة

* أبو عبيد* بينهم أُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بها وقد حَاجَيْتُه وهو من قولهم أَخْرِجْ ما في يدى ولك كذا وكذا ونَحْوِ هذا* ابن دريد* أُحْجِيَّة وأُحْجُوَّة* أبو زيد* حُجْ حُجَيَّاكَ ـ أى أَنْبِئْ عنها* قال أبو على* وهو مقلوبُ موضِعِ اللامِ الى العين* صاحب العين* حَاجَيْتُه مُحاجاةً وحِجَاءً فَحَجَوْتُه وهى الحَجْوَى مقصور وحُجَيَّاكَ ما كذا أى أُحاجِيكَ* أبو عبيد* بينهم أُدْعِيَّة يَتَدَاعَوْن بها ـ أى أُحْجِيَّة وأنشد

أُدَاعِيكَ ما مُسْتَصْحَباتٌ معَ السُّرَى

حِسَانٌ وما آثَارُها بِحسَانِ

يعنى السيوفَ* ابن دريد* أُدْعِيَّة وأُدْعُوَّة وأُعْيِيَّة يَتَعايَوْنَ بها وقيل الأُعْيِيَّةُ من الكلام ـ ما لا يُهْتَدَى له الأعَنْ نَظَرٍ وعَيَّيْتُه بالامْرِ سأَلنى عنه فلم أُبِنْهُ له والتَّعْيِيَةُ أن تُلْقِىَ عليه ما يُعْيابه* أبو عبيد* لحَنْتُ له ألْحَنُ لَحْنًا ـ اذا قلتَ له قولا يَفْهَمُه عنك ويَخْفَى على غيره وألْحَنْتُه القولَ أَفْهَمْتُه اياه فَلَحَنَه لَحْنًا أى فَهِمَهُ ورجلٌ لاحِنٌ ولا يقال لَحَّانٌ ولَاحَنْتُ الناس فاطَنْتُهم* قال أبو بكر* عَجِبْتُ لَمِنْ لاحَنَ الناسَ كيف لا يَعْرِفُ جَوامِعَ الكَلِمِ* أبو عبيد* أُغْلُوطَةٌ كأُحْجِيَّة* أبو زيد* وقد غَالَطْتُه تَغَالَطَ القومُ والمَغْلَطةُ كالأُغْلُوطةِ والغَلَطُ أن يَعْيا بالشىء والغَلَطُ الوَهْمُ في الحِسَاب وغيره والغَلَتُ في الحسابِ خاصَّةً* قال أبو اسحق* غَلِتَ في الحِسابِ ولا يقال غَلِطَ وأجازه ثعلبٌ* أبو عبيد* ألْقَيْتُ عليه أُلْقِيَّة* ابن دريد* أُطْرُوحةٌ ـ مَسئلةٌ يَطْرَحُها الرجلُ على الرجل* صاحب العين* ألْغَزْتُ الكلامَ وألْغَزْتُ فيه ـ عَمَّيْتُه وأضْمَرْتُه على خلاف ما أظْهَرْتُ والاسم اللُّغْزُ واللُّغَزُ والجمعُ ألْغازٌ* سيبويه* وهى اللُّغَّيْزَى

التمائم والخيط يُسْتَذْكَر به والرُّقْية

* أبو زيد* التَّمِيمة ـ خَرَزة رَقْطاءُ تُنْظَمُ في السير ثم يُعْقَدُ في العُنُق وقيل هى قِلَادةٌ يُجْعَلُ فيها سُيُورٌ وعُوَذٌ والجمعُ تَمائمُ وحكى ابن جنى تَمِيم وأنشد لسَلَمة ابن الخُرْشُب

تُعَوَّذُ بالرُّقَى من كُلِّ عَيْنٍ

وتُعْقَدُ في قَلَائِدهَا التَّمِيمُ

* ثعلب* تَمَّمْتُ المولودَ ـ جعلتُ له تَمِيمةً* أبو عبيد* أَرْتَمتُ الرجلَ ـ جعلت في أصبعه خَيْطًا يَسْتَذْكِرُ به حاجَتَك واسمُ ذلك الخَيْطِ الرَّتَمَةُ والرَّتِيمةُ وأنشد

هَلْ يَنْفَعَنْكَ اليومَ انْ هَمَّتْ بِهِمْ

كثْرةُ ما تُوصِى وتَعْقَادُ الزَّتَمْ

جمعُ وَتَمةٍ* ابن دريد* وهو الرَّتَمُ وقد ارْتَتَمْتُ وتَرَتَّمْتُ والحِقَابُ خيطٌ يشدّ في حَقْوِ الصبى تُدْفَع به العينُ* صاحب العين* رَصَعْتُ الصبِىَّ أَرْصَعُه رَصْعًا ورصَّعْتُه ـ اذا شَدَدْتَ في يده أو رِجْله خَرَزةً تَدْفَع عنه العينَ وهو الرَّصَعُ وقد قيل بالغين وأنشد

مُرَصِّعَةٌ وَسْطَ أرْساغِه

به عَسَمٌ يَبْتَغِى أَرْنَبا

ويروى مُلَسِّعة أبو على وهو كَمُرَصَّعة* ابن دريد* الرَّعْبُ ـ رُقْيةٌ من السِّحْر وهو شىء تفعَله العربُ وكلامٌ تسْجَعُ فيه يَرْعَبُونَ به من السحر رَعَبَ الرَّاقِى يَرْعَبُ رَعْبًا وهو رَاعِبٌ ورَعَّابٌ* صاحب العين* الجِبْتُ ـ السِّحْرُ وقد تقدَّمَ أنه الكاهِنُ والنِّيْرَجُ أُخَذٌ تُشبِهُ السِّحْرَ وليست بحقيقته* ابن دريد* الرُّقْيةُ ـ العُوذَةُ وقد رَقَيْتُه رَقْيًا ورُقِيًّا ورجل رَقَّاءُ ـ صاحِبُ رُقًى وقال نَشَرْتُ عن المريضِ رَقَيْتُهُ حتى يُفِيقَ وهى النُّشْرَةُ وقيل هى خَرَزَة تُحَبَّبُ بها المرأةُ الى زوجها والمَعَاذَةُ والعُوذَة ـ الرُّقْيَةُ يُرْقَى بها الانسانُ من جُنُون أو فَزَع وقد عَوَّذْتُه والمُعَوِّذتَانِ ـ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) والتّوَلَةُ ـ مَعاذَة أو رُقْية تُعَلَّق على الانسان* أبو عبيد* الجُلْبَةُ ـ العُوذةُ* صاحب العين* النَّجْسُ ـ اتِّخاذُ العُوَذِ للصبى وقد نجَّسَ له وأنشد

وجاريةٍ مَلْبونةٍ ومُنَجِّسٍ

وطَارقةٍ في طَرْقِهَا لَمْ تُسَدِّدِ

وقال عَزائِمُ القرآن ـ التى تقرأ على أصحاب الآفاتِ رَجاءَ البُرْءِ وقد عَزَمَ يَعْزِمُ والعَزِيمةُ من الرُّقَى التى يُعْزَمُ بها على الجِنِّ وهو من قولهم عَزَمْتُ عليك لَتَفْعَلَنَّ أى أقسمتُ كانَّ الرَّاقِىَ يُقْسِم على الجِنِّ والحَوَّاء يُقْسِم على الحَيَّة والسِّحْرُ أن تَقَرَّبَ من الشيطانِ ومنه الأُخَذُ التى تَأْخُذُ العينَ حتى يُظَنَّ أن الامْرَ كما يُرَى وليس كذلك سَحَرَه يَسْحَرُه سَحْرًا وسِحْرًا وأَسْحَره وجمعُ السَحْر أسْحَارٌ وسُحُور ورجل ساحِرٌ وسَحَّارٌ من قوم سَحَرةٍ والسِّحْرُ البَيانُ في فِطْنة وفي الحديث «انَّ من البَيانِ لَسِحْرًا» * قال أبو حنيفة* فاما قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «مَنْ تَعَلَّمَ بابا من النُّجومِ فقد تَعَلَّمَ بابا من السِّحْر» فقد يكون على المعنى الاوّل أى أن عِلْم النجوم مُحَرَّم وهو كُفْر كما أن علم السِّحر كذلك ويكون على المعنى الثانى أى أنه فِطْنة وحِكْمة وذلك ما أُدْرِكَ منه بطريق الحساب كالكسوف ونحوه* أبو عبيد* الطُّبُّ ـ السِّحْر قال وأُرَى أنه كُنِىَ به عن السِّحْر والتَّفَؤُّلِ قال والمُؤَخِّذُ المُحْدِثُ للبِغْضةِ بالسحر والتِّوَلَةُ ـ المُحْدِثُ للحُبِّ بذلك ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء محبوسٌ* ابن الاعرابى* الطِّلَاوة ـ السحْرُ وأصله في الحُسْنِ والقَبُول* أبو عبيد* البُسْلَةُ ـ أُجْرة الرَّاقِى خاصَّةً

العَقْدُ والحَلُ

العَقْدُ ـ نَقِيضُ الحَلِّ عَقَدْتُه أَعْقِدُه عَقْدا وعَقَّدْتُه فانْعَقَدَ وتَعَقَّد والعُقْدة حَجْمُ العَقْدِ* أبو عبيد* الأُرْبةُ ـ العُقْدة وهى التى لا تَنْحَلُّ حتى تُحَلَّ حَلًّا وأَرَبْتُ العُقْدة شَدَدْتُها وتَأَرَّبْتُ في حاجَتِى تَشَدَّدْتُ* صاحب العين* شَدَّ الشىءَ يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدًّا فاشْتَدَّ وكُلُّ ما أَوْثَقْتَه وأحْكَمْتَهُ فقد شَدَدْتَهُ وشَدَّدْتَه وقال رَبَطْتُ الشىءَ أَرْبِطُهُ رَبْطًا شَدَدْته والرِّبَاطُ ما رَبَطْتَه به الجمع رُبُطٌ والانْشُوطةُ الرِّباطُ السَّرِيع الانْحِلالِ وهى العُقْدة التى اذا مُدَّت انْحَلَّتْ* أبو عبيد* أَنْشَطْتُ الانْشُوطةَ حَلَلْتُها ونَشَطْتُها عَقَدْتُها قال أبو على نَشَطْتُها ونَشَّطْتُها عَقَدْتُها وقيل نَشَطْتُها وأَنْشَطْتُها عَقَدْتُها* صاحب العين* يقال أنْشَطْتُ العِقَالَ ونَشَطْتُه وانْتَشَطْتُه مَدَدْتُ انْشُوطَتَه فانْحَلَّتْ ويقال للآخِذِ بسُرْعةٍ في أىِّ عَملٍ كان أو للمريض اذا بَرَأَ كانما أُنْشِطَ

من عِقَالٍ ونُشِطَ* أبو على* وَكُعَ سِمَاطُك فهو وَكِيع اشتدّ* أبو على* أَحكَأْتُ العُقْدةَ ـ شَدَدْتُها* صاحب العين* حَكَاتُها حَكْئا وأحْكَاْتُها فاحْتَكَاتْ ومنه احْتَكَا الشَّىْءُ في صدرى ثَبَتَ واحْتَكَأَ العِقْدُ في عُنقه نَشِبَ وأحْكَاْتُه أنا* الاصمعى* أَزَمْتُ الشىءَ آزِمُه أَزْمًا ـ شَدَدْتُه* أبو عبيد* الرَّتْوُ ـ الشَّدُّ والارْخاءُ وأنشد

* فَحْمةٌ ذَفْراءُ تُرْتَا بالعُرَى*

يعنى الدِّرْع تُشَدُّ الى فوق لتُشْمَر عن لابِسِها وقد رَتَوْتُ الشىءَ شَدَدْته وأَرْخَيْته* ابن دريد* رَتَأْتُه ـ شَدَدْتُه وقال أَحْتَرْتُ العُقْدَةَ وحَتَرْتُها ـ أحْكَمْتُ عَقْدَها والحَتِيرةُ ـ عَقْدٌ ليس بالعَريض وقال عَكَوْتُ الشىءَ عَكْوًا شَدَدْتُه وأنشد

* شُمُّ العَرانِينِ لا يَعْكُونَ بالازُرِ*

أى لا يَأْتَزِرُون بالأُزُرِ الغِلاظِ الجافيةِ فيَشُدُّونَها في أوساطهم شَدًّا جافيًا وقال حَتَأْتُ العُقْدةَ وأَحْتَأْتُها ـ شَدَدْتُها

الصَّرُّ

* ابن السكيت* صَرَرْتُ الصُّرَّةَ أَصُرُّها صَرًّا ـ شَدَدْتُها* أبو عبيد* أَخْرَطْتُ الخَرِيطةَ ـ أَشْرَطْتُها وشَرَّجْتُها* ابن السكيت* الشَّرَجُ ـ رِباطُ العَيْبةِ

المَدُّ

* أبو عبيد* المَدَّ والمَتُّ والمَطُّ سواءٌ وقد مَدَّه يَمُدُّه مَدًّا ومَدَّ بهِ فامْتَدَّ وتَمَدَّدَ* صاحب العين* شىء مَدِيدٌ ـ ممدود* ابن الاعرابى* تَمادَدْناهُ بينَنا مَدَدْناه وحكى غيرُه مَتَّ يَمُتُّ مَتًّا ومَطَّ يَمُطُّ مَطًّا* ابن دريد* كلُّ شىء مَدَدْتَه فَقَد مَطَلْتَه مَطْلاً كالذهب والفضة والحَبْل وما أَشْبَهه* وقال* مَتَأْتُ الحَبْلَ أَمْتَؤُه مَتْئا ومَتَوْتُه مَدَدْتُه* أبو عبيد* جَذَبْتُ الشىءَ أَجْذِبُه جَذْبًا ـ مَدَدْتُه وقد انْجَذَبَ وهو الْجَاذِبُ وجَبَذَ لغةٌ في جَذَبَ* صاحب العين* النَّتْرُ

الجَذْبُ بجَفَاءٍ نَتره يَنْتَرُه نَتْراً فانْتَتَر* وقال* مَتَرْتُ الحَبْلَ أَمْتُره مَتْراً ـ جَذَبْتُه* الاصمعى* النَّتْلُ ـ الجَذْبُ الى قُدَّام وقد اسْتَنْتَلَ* أبو عبيد* بُعْتُ الحبلَ بَوْعًا ـ اذا مَدَدْتَ يَدَيْكَ معه حتى يَصير باعًا* أبو زيد* المَغْطُ ـ مَدُّ الشىء تَسْتَطِيلُه وخَصَّ بعضُهم به مَدَّ الشىءِ اللَّيِّنِ كالمُصْرانِ ونحوه مَغَطَهُ يَمْغُطُه مَغْطًا فامَّغَطَ وامْتَغَطَ* غيره* نَطَطْتُ الشىءَ أَنُطُّه نَطًّا ـ مَدَدْتُه ومنه أرض نَطِيطةٌ بَعِيدَة وقد تقدم ونَطَوْتُه كَنَطَطْتُه* صاحب العين* مَطَوْتُ الشىءَ مَطْوًا مَدَدْتُه وتَمَطَّى الرجلُ تَمَدَّدَ والاسمُ المُطَوَاءُ والمَشْقُ جَذْبُ الشىءِ حتى يَلِينَ ومنه مَشْقُ الوَتِر وقد تقدّم* قطرب* أَدَدْتُ الشىءَ ـ مَدَدْتُه

القطع للاشياء

القَطْعُ إبانةُ بَعْضِ أجْزاء الجِرْم عن بعضه قَطَعْتُه أقْطَعُه قَطْعًا وقَطَّعْتُه وشَىْءٌ قَطِيعٌ مقطوع والقِطْعةُ والقُطْعةُ ما قَطَعْتَ من الشىء وأقْطَعْتُه الشىءَ أَذِنْتُ له في قَطْعِه وسَيْفٌ قاطِعٌ وقَطُوعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ ومِقْطَاع وتَقَاطَعَ الرَّجُلانِ بسيفيهما ـ نَظرا أيُّهما أقْطَعُ وقد انْقَطَعَ الشىءُ وتَقَطَعَّ وتَقَاطَعَ ـ تَبايَنَ بَعْضُه من بعض وقُطَعاتُ الشجر وقُطُعاتُه ـ أطرافُ أُبَنِهِ وما قَطَعْتُ منه والمِقْطَعُ والمِقْطَاعُ ـ ما قَطَعْتَ به والقَطِيعةُ اسم القَطْعِ وبعضُهم يجعله مصدرا والفِطْعُ اسمُ الغُصْنِ المَقْطوع وقد تقدم ما هو من السِّهام والنِّصال والجمعُ أَقْطُعٌ وأقْطِعةٌ وقُطُوع وأَقاطِيع وهى القِطَاعُ والمَقَاطِيعُ ولا واحِدَ للمَقاطِيع وكلام قاطعٌ على المَثَل كقولهم كلام نَافِذٌ والاقْطَعُ ـ المَقْطُوعُ اليدِ والانثَى قَطْعاءُ والجمع قُطْعٌ وقُطْعَان ويَدٌ قَطْعاءُ مَقْطُوعة والقُطْعَة والقَطَعةُ موضعُ القَطْع من اليد وقيل بقية اليد المقطوعة وقد قَطِعَ قَطَعًا وقَطُعَ ومَقْطَعُ كل شىءٍ ومُنْقَطَعُه آخِرُه كمَقَاطِع الرِّمال والاوْدية وشَراب لَذِيذُ المَقْطَعِ أى الآخِرِ وانقَطَع كلامُه ـ اذا وَقَفَ فلم يَمْضِ وانْقَطَع لسانُه اذا ذهبتْ سَلَاطَتُه وكذلك قَطِعَ وقَطُعَ قَطاعةً فهو قَطِيع وأَقْطَعُ وقد تقدم وقَطَعْتُه قَطْعًا وأقْطَعْتُه بَكَّتُّه وأَقْطَعَ الشاعرُ انقطعَ شِعْره وأَقْطَعَتِ الدَّجاجةُ انْقَطَعَ بيضُها وقَطَعْتُ لسانَه أقْطَعُه أسْكَتُّه باحسانِى اليه والقِطْعُ والقَطِيعةُ الصَّريمة قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعًا وتَقَاطَعَ

القومُ تَصَارَمُوا والأُقْطُوعةُ ـ ما يُتقاطَعُ به فيجعلُ علامةً للقَطْع والصَّرِيمةِ وقَطَعَ رَحِمَه منه ورجل قُطَعَة وقَطَّاع ومُقْطِعٌ يَقْطَعُ رَحِمَه وما جَرَى من هذا على المَثل كثير وقد تقدم والمِقْطَعُ والقَاطِعُ مِنالٌ يَقْطَعُ عليه الاديمُ وغيرُه وقاطَعْتُه على العَمل أى قطعتُ الكلامَ بينى وبينه* أبو عبيد* جَذَفْتُ الشىءَ ـ قَطَعْتُه وأنشد

قاعِدًا عندَه النَّدَامَى فَما يَنْ

فَكُّ يُؤْتَى بمُوكَرٍ مَجْذُوفِ

* وقال* جَذَمْتُ يَده ـ قَطَعْتُها والاجْذَمُ المقطوعُ اليدِ* صاحب العينِ* الجَذَمُ مصدرُ الاجْذَم يقالُ ما الذى جَذَم يَدَه وأَجْذَمَه حتى جَذِم والجَذَمُ انقطاعُ اليدِ فان قطعتَها أنتَ قلتَ أجْذَمْتُها* وقال* جَذَمْتُها أَجْذِمُها جَذْما وجَذَّمْتُها فانْجَذَمَتْ وتَجَذَّمَتْ والجِذْمةُ ـ القِطْعةُ منها والجَذْمُ القَطْعُ عامَّةً ورجل مِجْذَامٌ ومِجْذَامةٌ قاطعٌ للأمور* ابن السكيت* حَذَى بيدِه حَذْيَةً ـ قَطَعَها وخَبَلَها اذا أَشَلَّها واقْتَبَّها والاقْتِبَابُ كُلُّ قَطْعٍ لا يَدَعُ شيئا* أبو عبيد* قَبَّ يَدَه يَقُبُّها ـ قَطَعَها* ابن السكيت* صَدَفَ يَدَ فلانٍ فاطَنَّها وأَخَرَّها وأَطَرَّها وأَتَرَّهَا كُلُّ ذلك اذا أَنْدَرَها وقد طَنَّتْ هى وخَرَّتْ وطَرَّتْ وتَرَّتْ* أبو زيد* تَطِرُّ وتَطُرُّ وتَتِرُّ وتَتُرُّ طَرًّا وتَرًّا وتُرُورًا فيهما* ابن دريد* وقد تَرَرْتُها أنا وأَنْكَر غيرُه ذلك وقال الصواب أَتْرَرْتُها وتَرَّتْ هى* الاصمعى* كُلُّ شىءٍ بانَ فانْفَصَلَ فقد تَرَّ* أبو عبيد* خَرْبَقْتُ الشىءَ ـ قطعتُه وكذلك قَرْضَبْتُه ولَهْذَمْتُه ومنه سميت السيوفُ قَرَاضِبةً ولَهاذِمةً وقال قَصْمَلْتُه وجَذَرْتُه أجْذُرُه جَذْرًا ـ قَطَعْتُه واسْتَنْجَيْتُ الشجرَ قَطَعْتُه من أُصُوله وأنْجَيْتُ قَضيبًا من الشجر قَطَعْتُه والقَضْبُ القَطْعُ وقد قَضَبْتُه وأنشد

* ولا الحَبْلُ مُنْخلٌّ ولا هُوَ قَاضِبُهْ*

يعنى البعيرَ النازِعَ والمُخَذَّعُ ـ المُقَطَّع* غيره* خَذَعَ اللحمَ والشَّحْمَ يَخْذَعُه خَذْعًا وخَذْعَه حَزَّزَ في مواضعَ منه في غَيْرِ عَضٍّ والخُذْعُونةُ ـ القِطْعة من القِثَّاءِ والقَرْع ونَحْوهِما .... (١) هو الميل* ابن دريد* قَطَبْتُ الشىءَ أَقْطِبُه قَطْبًا ـ قطعتُه* صاحب العين*

__________________

(١) كذا بياض بالأصل

الخَذْمُ ـ سُرْعةُ القَطْع والسَّيرِ خَذَمَهُ يَخْذِمُه خَذْمًا وخَذَّمَهُ والخُذَامةُ القِطعة ومنه سيفٌ مِخْذَمٌ (١) وقد تقدم* أبو عبيد* المِلْحَبُ نحوٌ من المِخْذَمِ وقال هَرْمَلْتُه ـ قَطَعْتُه ونَتَفْتُه وأنشد

* قَدْ هَرْمَلَ الصَّيْفُ عن أَعْناقِها الوَبَرا* (٢)

* ابن دريد* الهُرْمُولُ ـ القِطْعةُ من الوَبَرِ* أبو عبيد* صَرَيْتُ الشىءَ ـ قطعتُه* صاحب العين* صَرَّيْتُه كذلك* أبو عبيد* غَرَفْتُ ناصيتى ـ قطعتُها وقد انْغَرَفَتْ وقال شَرْشَرْتُ الشىءَ ـ قطعتُه قِطَعًا* ابن دريد* بَرْشَطَ اللحْمَ ـ شَرْشَرهُ وقَرَّطَ الكُرَّاثَ قَطَّعْه في القِدْرِ* أبو زيد* كَسَفْتُ الشىءَ أكْسِفُه كَسْفًا وكَسَّفْتُه ـ قطَعْتُه وخَصَّ بعضُهم به الثوبَ والادِيمَ والكَسِيفةُ والكِسْفُ والكِسْفةُ ـ القِطَّعةُ مما قَطَعْتَ والجمعُ كِسَفٌ ومنه كِسَفُ السحابِ وقد تقدم وكَسَفَ عُرْقُوبَهُ يَكْسِفُه كَسْفًا ـ قَطَعَ عَصَبَتَهُ دون سائره* أبو عبيد* الهِبَبُ ـ القِطَعُ وأنشد

* على جَنَاجِنِهِ مِنْ ثَوْبِهِ هِبَبُ*

* ابن السكيت* بَتَكَهَ يَبْتِكُهُ بَتْكًا ـ قطَعَه* ابن دريد* البِتْكةُ والبَتْكةُ وجمعُها بِتَكٌ ـ القِطْعةُ من كل شىء* صاحب العين* البَتْكُ ـ أن تَقْبِضَ على شَعَرٍ أَوْرِيشٍ أو نحو ذلك ثم تَجْذِبَه اليك فيَنْبَتِكَ من أصله أى ينقطعَ أو يَنْتَتِفَ فكلُّ طائفةٍ من ذلك صارتْ في يدك فاسمُها بِتْكة وفي التنزيل (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) * أبو زيد* حَرَتُّ الشىءَ أَحْرِتُه حَرْتًا ـ قَطَعْتُه قَطْعًا مُسْتديرا كالْفَلْكةِ ونحوها* صاحب العين* الحَذْفُ ـ قطعُ الشىء من طَرَفه حَذَفَه يَحْذِفُه حَذْفًا والحَجَّامِ يَحْذِفُ الشَّعَر من ذلك والحُذَافةُ ما حَذَفْتَه فَطَرَحْتَه والحِذْفةُ ـ القِطْعةُ من الثوب وقد احْتَذَفْنُها وحَذَفَ رأسَه ضَرَبَهُ فقَطَعَ منه قطْعة* ابن السكيت* الحَذْمُ ـ القَطْعُ الوَحِىُّ حَذَمَه يَحْذِمُه حَذْمًا وسيفٌ حاذِمٌ وحِذْيَمٌ وحَذِمٌ* صاحب العين* القَطْلُ ـ القطعُ قَطَلَه يَقْطُلِه قَطْلاً فهو مَقْطُول وقَطِيلٌ وأنشد لابى ذؤيب

عليها* ثِقَالُ الصَّخْرِ والخَشَبِ القَطِيل

__________________

(١) قلت لا يغترنّ أحد بما وقع في القاموس من ضبط مخذم بقوله وكمعظم فانه غلط والصواب أنه كمنبر وبه سمى سيف الحرث بن أبى شمر الغسانى الذى أهداه الى صنم طيئ المسمى بالفِلْس ثم صار لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غنيمة طيئ التى غنمها على بن أبى طالب ومن معه وجاء بسبيهم وفيه سفَّانة بنت حاتم فمنّ عليها صلى‌الله‌عليه‌وسلم وردّها الى قومها وكان أخوها عدىّ نجا بأهله وبنيه وعجل عنها هى والقصة مشهورة فى المغازى والسير وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به

(٢) قلت لقد حرف أبو عبيد وابن سيده ان صحت روايته عنه ضرب بيت ذى الرمة بقوله أعناقها والصواب أكتافها وهكذا رواية البيت برمته ردّ والاحداجهم بزلا مخيسة قد هرمل الصيف عن أكتافها الوبرا وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به

وبهذا البيت سُمِّىَ القَطِيلَ* ابن دريد* ومنه نَخْلة قَطِيلٌ ـ اذا قُطِعَتْ من أصلها فسقطتْ وجِذْع قُطُلٌ مقطوعٌ والمِقْطَلةُ حديدةٌ يُقْطَع بها* صاحب العين* قَطَفْتُ الشىءَ أَقْطِفُه قَطْفًا ـ قَطَعْتُه وقال قُرْتُ الشىءَ قَوْرًا وقَوَّرْتُه ـ اذا قَطَعْتَ من وَسَطِه حَرْفًا مُسْتديرا ومنه تَقْويرُ الجَيْبِ* أبو عبيد* القُوَارَةُ ما قَوَّرْتَ منه* ابن دريد* قَرْطَمْتُ الشىءَ ـ قطعتُه* الاصمعى* الجَبُّ ـ القَطْعُ جَبَّهُ يَجُبُّه جَبًّا واجْتَبَّهُ* ابن دريد* جَزَرْتُ الشىءَ ـ أَجْزُرُه وأَجْزِرُه جَزْرًا ـ قطعتُه وقال جَزَمْتُ الشىءَ ـ أَجْزِمُه جَزْمًا ـ قطعتُه وكُلُّ ما قطعتَه قَطْعًا لا عَوْدةَ فيه فقد جَزَمْتَه* أبو عبيد* شَبْرَقْتُه ـ قَطَعْتُه وقال في المقلوب شَبْرَقْتُه وشَرْبَقْتُه* ابن السكيت* جَرَمَهُ يَجْرِمُه جَرْمًا ـ قَطَعه* صاحب العين* الجَثُّ ـ قَطْعُك الشىءَ من أصله والاجْتِثَاثُ أوْحَى منه جَثَنْتُه أَجُثُّه جَثًّا واجْتَثَثْتُه فانْجَثَّ واجْتَثَّ* أبو عبيد* القَطُّ ـ القَطْعُ مُعْتَرِضًا* ابن السكيت* قَطَّهُ يَقُطُّه قَطًّا واقْتَطَّه وجَذَّه وجَلَمه يَجْلِمهُ جَلْمًا وهَذَأَهُ ـ قَطَعَه* صاحب العين* الحَذُّ ـ القَطْعُ الوَحِىُّ المُسْتَأصِلُ* ابن دريد* هَذَأْتُ العَدُوَّ هَذْءًا ـ أَبَرْتُهم* ابن السكيت* وكذلك قَصَلَه يَقْصِلُه قَصْلاً وهو سيفٌ مِقْصَلٌ وقَصَّالٌ أى قَطَّاعٌ ومنه سمى القَصِيلُ قَصِيلاً وقال بَتَلَه يَبْتِله بَتْلاً وبَلَتَه يَبْلِتُه بَلْتًا مِثْلُ بَتَلَه ومنه صدَقة بَتَّةٌ بَتْلَة ـ أى بائِنةٌ من صاحبها ومنه فَسِيلةٌ بَتِيلَة أى بانتْ عن أُمِّها وقال قَضَاه يَقْضِيه قَضَاءاً قَطَعَه وأنشد

وعليهما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما

داودُ أو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ

وقيل قَضاهُما صَنَعَهما وفَرَغ منهما قال تعالى (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) أى فَرَغ من خَلْقهن وقال قَدَدْتُ السَّيْرَ أقُدُّه قَدًّا ـ قَطَعْتُه* ابن جنى* هو القَطْعُ طُولاً* ابن دريد* هَذَّهُ يَهُذَّه هَذًّا وتُبْدَلُ الهاءُ همزةً وهى شَفْرة هَذُوذٌ والهَذَذُ سُرْعةُ القَطْع* قال سيبويه* هَذَاذَيْكَ ـ أى هَذًّا بَعْدَ هَذٍّ يعنى قَطْعًا بعد قَطْع* صاحب العين* فَرَضْتُ الجِلْدَ فَرْصًا ـ قَطَعْتُه والمِفْراصُ ـ الحَديدَةُ التى يُقْطَعُ بها* ابن دريد* السَّبُّ ـ القَطْعُ وأنشد (١)

فما كانَ ذَنْبُ بَنِى مالِكِ

بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبّ

__________________

(١) قوله وأنشد فما كان الخ الشعر لذى الخرق الطهوى وسقط بين اليدين بيت وهو كما في اللسان عراقيب كوم طوال الذرى تخربوا ثكها للركب قال في التهذيب أراد بقوله سب عير بالبخل فسب عراقيب ابله أنفة مما عير به اه كتبه مصححه قلت الرواية في بيت ذى الخرق المستشهد به سب بالسين المهملة لا المعجمة كما زعم الصاغانى في تكملة الصحاح وسب الاول مبنى للمجهول معناه شتم والثانى مبنى للمعلوم معناه قطع والشعر الذى منه البيت مقول في شأن معاقرة غالب بن صعصعة أبى الفرزدق الحنظلى المالكى المجاشعى وسحيم بن وثيل الحنظلى اليربوعى الرياحى فى زمن على بن أبى طالب فعقر غالب مائتى ناقة وكانت ابل سحيم متأخرة في غبها الخمس فحين وردت عليه أدخلها كناسة الكوفة وعقرها كلها فما نفعه عقرها وقد سبقه غالب بالعقر فقال فيه الشعراء الشعر هجوا له ومدحا لغالب وبلغ الخبر عليا رضى الله تعالى عنه ـ

بِأَبْيَضَ ذِى شُطَبٍ باتِرٍ

يَقُطُّ العِظامَ ويَبْرِى العَصَبْ

ومنه السَّبُّ في الشَّتْم وقال تَمتَّى في الحَبْل ـ اعْتَمد فيه ليَقْطَعه أو يَمُدَّه وتَمَتَّى ـ تَمَطَّى في بعض اللغات وقال سَبَتَ الشىءَ ـ قَطَعه وقال أكلتُ لُقْمةً فَسَبَّتْ حَلْقى أى قَطَعْته وسَلَتَ أنْفَه يَسْلِتُه ويَسْلُته سَلْتًا ـ قَطَعَه من أصله وقال خَذَلْتُ اللحمَ والحبلَ ـ قطعتُه قطعا سريعا وتَبَعْرصَ الشىءُ ـ اذا قُطِعَ فَوَقَع يضطرب نحوُ العِضْو من الاعضاء وقال خَتْرَفْتُ الشىءَ ـ ضَرَبْتُه فقطعتُه أعضاءً وخَذْعَلَهُ بالسيف ـ قَطَّعَه وقال قَرْمَطْتُه ـ قَطَعْتُه وزُعْتُ له زَوْعةً من البطيخ وما أشْبَهه قطعتُ له قِطْعةً منه* أبو عبيد* أَطْحَر الحَجَّامُ الخِتانَ ـ اسْتأصله* ابن دريد* جَزَلَهُ جِزْلَتَيْنِ ـ قَطَعه بالسيف نِصْفين وخص أبو عبيد به الصَّيْدَ* ابن دريد* انْجَزَعَ الحبلُ ـ انقطع بنصْفَين وقيل لا يقال اذا انقطع من طرفه انْجَزَع وقال جُزْتُ الشىءَ جَوْزًا ـ قطعتُه ومنه اشتقاقُ الجَوْزاء لانها تَعْتَرضُ جَوْزَ السماءِ والجَلْفُ ـ القطعُ جَلَفَ يَجْلِفُ وكُلُّ ما قَطَعْتَهُ فلم تَسْتَأْصِلْه فقد جَلَفْتَه وقال خَنَفْتُ الاتْرُجَّةَ بالسكين ـ قَطَعْتُها والقِطْعة منه خَنَفَةٌ ويقال كَشَدْتُ الشىءَ آكْشِدُه كَشْدًا اذا قَطَعْتَه باسْنانِك كما يُقْطع القِثاء والزَّرْمُ ـ القَطْعُ زَرَمَه يَزْرِمُه وزَرِمَ الصبىُّ انْقَطَع بولُه وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا تَزْرِمُوا ابْنِى» يعنى الحسنَ عليه‌السلام أى لا تَقْطَعُوا عليه بولَه وكلُّ شىء انْقَطَع فقد زَرِمَ وازْرَ أمَّ الشىءُ فى معنى زَرِمَ والصَّلْم ـ قَطْعُكَ الانفَ والاذُنَ حتى تَسْتأصِلَهما صَلَم يَصْلِمُ صَلْمًا واصْطَلم والتَّصْلِيمُ الاسْتِئصالُ* صاحب العين* قَلَمْتُ الظُّفْرَ والعُودَ والحَافِرَ ـ قطعتُه بالقَلَمَيْنِ وهُمَا المِقْراضانِ واسمُ ما قَطَعْتَ منه القُلَامة وقال قَصْمَلْتُ الشىءَ ـ قطعتُه والجَدُّ ـ القَطْعُ جَدب الشىءَ يَجُدُّه جَدًّا قَطَعَهُ وحَبْلٌ جَدِيدٌ مقطوعٌ ومِلْحفةٌ جَدِيدٌ وجَديدةٌ حِينَ جدَّها الحائكُ وأَجَدَّ ثوبا واسْتَجَدَّه ـ لَبِسَهُ جديدًا وأصلُ ذلك كُلِّه القطعُ فأما ما جاء منه في غير ما يَقْبَلُ القَطْعَ فعلى المَثلِ بذلك كقولهم جَدَّدْتُ الوُضوءَ* غيره* شَدَفْتُ الشىءَ أَشْدِفُه شَدْفًا ـ قطعتُه شُدْفةً شُدْفةً والشُّدْفةُ القِطْعةُ من الشىء* صاحب العين* الشِّرْذِمةُ ـ قِطْعةٌ من السَّفَرْجَلِ ونحوه والبَتْرُ ـ اسْتِئصالُ الشىء تَقْطَعُه وكُلُّ قَطْعٍ بَتْرٌ بَتَرْتُه أَبْتُره بَتْرًا فانْبَتَر وتَبَتَّر والابْتَرُ

__________________

ـ فنهى عن أكل لحومها وقال انها مما أهل به لغير الله وأرسل من طرد الناس عنها بالكناسة وبالوقوف على شعر ذى الخرق كله يعلم صحة ما قلته وبطلان زعم الصاغانى وهذا أول الشعر

ألا أبلغن رياحا على نأيها

ورهط المحل شفاة الكلب

فلا تبعثوا منكم فارطا

عظيم الرشاء كبير الغرب

يعارض بالدلو فيض الفرات

تصك أو اذية بالخشب

فما كان ذنبي بنى مالك

بان سب منهم غلام فسب

عراقيب كوم طوال الذرى

تخربوائكها للركب بابيض يهتز في كفه

يقط العظام ويبرى العصب

ورواه أبو على الفالي عن ابن دريد

بابيض ذى شطب باتر

يقط الجسوم ويغرى الركب

تسامى قروم بنى مالك

فسامي بهم غالب اذ غلب

فابقى صحيم على ماله

وهاب الؤال وخاف الحرب

وكتبه محمود لطف الله تعالى به

المقطوعُ الذَّنَبِ من أَىِّ موضع كانَ والابْتَر ـ الذى لا عَقِبَ له* أبو زيد* مَنَّهُ يَمُنُّه مَنًّا ـ قَطَعَه* صاحب العين* القَرْضُ ـ القَطْعُ بالنَّابِ قَرَضَه يَقْرِضُه قَرْضًا والقُرَاضَةُ ما قَرَضْتَهُ منه والمِقْراضَانِ ما قَرَضْتَهُ به ولا يُعْرَفُ له واحدٌ* ابن دريد* ومنه قَرَضْتُ الشِّعْرَ أَقْرِضُه قَرْضًا كانَّكَ قطعتَه من الكلام* أبو زيد* المُقَرَّضُ ـ المُقَطَّعُ بين شيئين وقد قَرَضْتُه وقَرَّضْتُه وأصْلُه من القَرْض وهو التَّخْمِيشُ* أبو عبيدة* القصْبُ ـ القَطْعُ عامَّةً* ابن الاعرابى* الخَمُّ والاخْتِمَامُ ـ القطعُ وأنشد

يا ابنَ أَخِى كيفَ رأيتَ عَمَّكا

أردتَ أن تَخْتَمَّه فاخْتَمَّكا

* أبو زيد* أَفْرَيْتُ أوداجَه ـ قطعتُها* ابن السكيت* سَيْف أَحَذُّ ـ سَريعُ القَطْع وأَمْرٌ أَحَذُّ سَريعُ المُضِىِّ وحاجةٌ حَذَّاءُ خفيفةٌ سريعةُ النَّفَاذِ ومنه قولُه «انَّ الدُّنْيا قدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ ووَلَّتْ حَذَّاءَ فلم يَبْقَ منها الَّا صُبَابةٌ كصُبَابةِ الاناءِ» وقال الخَلْبُ ـ القَطْعُ وقد خَلَبْتُه أَخْلِبُه ومنه قيل لِلْمِنْجلِ مِخْلَبٌ* أبو عبيد* هو الذى لا أسْنانَ له* صاحب العين* مَزَقَ الجِلْدَ بالنَّابِ وقد خَلَبَ يخْلِبُ* قطرب* اللَّخْمُ ـ القَطْعُ وقد لَخَمْتُه* صاحب العين* المَتْرُ ـ القَطْعُ* وقد مَتَرْتُه* الاصمعى* المِخْصَلُ ـ القَطَّاعُ* ابن دريد* خَتْرَبْتُ الشىءَ خَتْرَبةً ـ قَطعتُه* غير واحد* الجَدْعُ ـ قطعُ الانْفِ والاذُنِ ونحوِهما جَدَعْتُه أَجْدَعُه جَدْعَا وجَدَّعْتُه فهو أجدعُ والانثى جَدْعاء وقد جَدِعَ جَدَعًا* صاحب العين* لا يقال جَدِعَ ولكن جُدِعَ وقيل الجَدْعُ قطعُ كُلِّ شىءٍ بَيِّنٍ من أُذُنٍ ونحوها والجَدَعَةُ موضعُ الجَدْعِ والجَدْعُ ما انْقَطَعَ من مَقادِيم الانْفِ الى أقْصاه* غيره* المُكَعْبَرُ ـ المقطوعُ الرأسِ أو اليدِ أو الرِّجْلِ وكَعْبَرْتُ الشىءَ قَطَعْتُه وبَعْكَرْتُه كذلك* صاحب العين* حذَقْتُ الشىءَ أَحْذِقُه حَذْقًا فهو مَحْذُوقٌ وحَذِيقٌ ومُطَاوِعُه انْحَذَقَ ـ وهو أن تَمُدَّه وتقطَعَهِ بِمنْجَلٍ ونحوِه حتى لا يبقى منه شىء وحَذَقَ الغلامُ القُرآنَ يَحْذِقُه وحَذقَهُ مِنْه

ومن القطع الذى هو خلاف المواصلة

* أبو على* قَطَعْتُ مُواصَلَتَه وقَطَّعْتها وهى القَطِيعةُ* أبو عبيد* تَقَاطَعَ القومُ وتَقَطَّعُوا وتَنَاءَوْا وقد تقدم أن التَّنائى التَّباعدُ وقال كُنْتُ آتِيكُمْ فاجْفَرْتُكُمْ ـ أى قَطَعْتُكُم* ابن السكيت* صَرَمَهُ يَصْرِمُه صَرْمًا والاسمُ الصُّرْمُ وهى القَطِيعةُ ومنه سيفٌ صارمٌ أى قاطعٌ والصَّرِيمةُ العَزِيمةُ وقَطْعُ الامْرِ* صاحب العين* الصَّرْمُ ـ القَطْعُ البائنُ صَرَمَهُ وصَرَّمَه فانْصَرَمَ وتَصَرَّمَ* أبو عبيد* رجل أُباتِرٌ ـ وهو الذى يَبْتُر رَحِمَه يَقْطَعُها وقد تقدّم أنه الذى لا نَسْلَ له وأنه القَصِير* ابن السكيت* رجلٌ أَحَصُّ كذلك وقد حَصَّ رَحِمَهُ يَحُصُّها حَصًّا وقال بَيْنى وبَيْنَه رَحِمٌ حَصَّاءُ أى مَقْطُوعة* صاحب العين* الجَفَاءُ ـ نَقِيضُ الصِّلةِ وقد جَفاهُ جَفَاءًا وجَفْوًا* ابن السكيت* فأما قوله

* ما أنا بالجافِى ولا المَجْفِىِّ*

فانه بناء على فُعِلَ ورجل فيه جَفْوةٌ وجِفْوَة وانه لَبَيِّنُ الجِفْوةِ فاذا كانَ هو المَجْفُوَّ قيل به جَفْوة ومنه جَفَا الشىءُ جَفَاءًا وتَجَافَى ـ اذا لم يلزم مكانَه وجَفَا جَنْبَهُ عن الفراشِ وتَجافى نَبَا والصَدُّ ـ الاعْراضُ صَدَّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدًّا وصُدُودًا وصَدَدْتهُ عنه وأَصْدَدْتُه وصَدَّدْتُه* صاحب العين* التَّزايُلُ ـ التَّقَاطُعُ وقد زايَلْتُه مُزَايلَةً وزِيالاً* الاصمعى* تَدابَرَ القوم ـ تَعادَوْا وقيل لا يكونُ ذلك الا في بَنِى الابِ* أبو عبيد* هَجَرْتُ الرجلَ أَهْجُره هَجْرًا وهِجْرانا ـ صَرَمْتُه وهما يَتَهاجَرانِ* ابن جنى* ويَهْتَجرانِ* أبو عبيد* والاسم الهِجْرَةُ* صاحب العين* وقوله عزوجل (لَأَرْجُمَنَّكَ) معناه لَاهْجُرَنَّكَ

الشق

* ابن السكيت* الشَّقُّ ـ مصدرُ شَقَقْتُ أَشُقُّ والشِّقُّ ـ نِصْفُ الشَّىْءِ وقال بيدِه ورجلِه شُقُوق ولا تقل شُقَاقٌ أما الشُّقَاقُ فداءٌ يكون في الدواب يكون في الحافرِ صُدُوعٌ في الرُّسْغ* ابن الاعرابى* الشَّقُّ ـ الصَّدْعُ البائِنُ وقيل غيرُ البائِنِ

وقيل هو الصَّدْعُ عامّةً شَقَّه يَشُقُّه شَقًّا فانْشَقَّ وشَقَّقَه فتَشَقَّقَ والشَّقُّ ـ الموضعُ المَشْقُوقُ والجمعُ شُقوقٌ والشِّقَّةُ ـ القِطْعةُ المَشقُوقةُ من لَوْحِ أو غيرهِ* ابن السكيت* الفَلْقُ ـ الشَّقُّ فَلَقَهُ يَفْلِقُه فَلْقًا وفَلَّقَه فانْفَلَق وتَفَلْق والفِلَقُ ما تَفَلَّق منه واحدتها فِلْقةٌ وقد يقال لها فِلْقٌ بطَرْح الهاء وفَلَقَ اللهُ الحَبَّ بالنباتِ شَقَّه فانْفَلَق به ـ انْشَقَ* ابن الاعرابى* نَجَلْتُ الشىءَ أَنْجُلُه نَجْلاً ـ شَقَقْتُه* ثابت* بَزَلْتُ الشىءَ أَبْزُلُه بَزْلاً ـ شَقَقْتُه فتَبَزَّلَ* ابن دريد* وتَبَزَّلَ الجَسَدُ ـ تَشَقَّقَ بالدم* ابن السكيت* فَطَرْتُ الشىءَ أَفْطُرُه فَطْرًا ـ شَقَقْته* صاحب العين* وقد انْفَطَرَ وتَفَطَّرَ* ابن دريد* والفُطُورُ الشُّقُوقُ* أبو عبيد* الشَّرْمُ ـ الشَّقُّ وبه قيل الاشْرَمُ وقد شَرَمْتُه فتَشَرَّمَ وانْشَرَمَ وأنشد

* وقد شَرَمُوا جِلْدَهُ فانْشَرَمْ*

* ابن دريد* شَرَمْتُ عينَ الرجلِ ـ شَفَقْتُ جَفْنَها الاعْلَى قال وكُلُّ شَقٍّ في جبلٍ أو صَخْرة لا يَنْفُذ فهو شَرْم* أبو عبيد* العَبْطُ ـ الشَّقُّ حتى يَدْمَى وأنشد

* وظَلَّتْ تَعْبِطُ الايْدِى كُلُوما*

* الاصمعى* العَبْطُ شَقُّ الجديد من كل شىء عَبَطَهُ يَعْبِطُه عَبْطًا* صاحب العين* الهَرْتُ ـ الشَّقُّ للشىء لتَوْسيعه* أبو عبيد* العَقُّ ـ الشَّقُّ* ابن السكيت* كُلُّ انْشِقاقٍ انْعِقَاقٌ وكلُّ خَرْقٍ وشَقٍّ عَقٌّ ومنه يُقالُ للبَرْقَةِ اذا انْشَقَّتْ عَقِيقةٌ* ابن دريد* ويقال عَقَّه وقال عَقَّ الارضَ يَعُقُّها عَقًّا ـ شَقَّها ومنه الوادِى المعروفُ بالعَقيقِ والعَقُّ ـ حَفْرُ مُسْتطيل في الارض والعَقَقُ ـ الانْشِقَاقُ* أبو عبيد* انْضَرَجَ الشىءُ وضَرَّحْتُه ـ شَقَقْتُه وأنشد (١)

* وانْضَرَجَتْ عنه الاكامِيمُ*

والمَخْرُوبُ ـ المشقوقُ ومنه قيل للمشقوق الأُذُنِ أَخْرَبُ وقد خَرَبْتُه أَخْرُبه* ابن السكيت* بَعَجْتُ بَطْنَه أَبْعَجُه بَعْجًا وهو خَرْقُ الصِّفَاقِ وانْدِيَالُ ما فيهِ والانْدِيَالُ زوالُه من موضعِه مُتَعَلِّقًا* أبو عبيد* أَفْرَثْتُ الكَرِشَ نَثَرْتُ ما فيها* أبو زيد* انْثَدَقَ بَطْنُه ـ انْشَقَّ فتَدَلَّى منه شىءٌ فان لم يَتَدَلَّ منه شىءٌ فقد انْبَعَج* ابن السكيت* الذَّبْحُ ـ الشَّقُّ وأنشد

__________________

(١) قلت وأنشد أى أبو عبيد ولا يغترن أحد بما وقع فى لسان العرب المطبوع من تحريف بيت ذى الرمة هذا برسمه

مما تعالت من البهمى ذوائبها

بالصيف وانضرجت عنه الاكاميم

والصواب تغالت بالمعجمة بالصُّلْب اسم موضع بالصَّمان لا بالسيف وكتبه محمد محمود لطف الله تعالى به

كانَّ بينَ فَكِّهَا والْفَكِّ

فَاْرةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِ

أى شُقَّتْ وفُتِقَتْ والفَطْرُ ـ الشَّقُّ وجمعُه فُطُور والسَّلْعُ ـ الشَّقُّ في القَدَم وجمعه سُلُوعٌ* أبو زيد* البُذُوحُ ـ الشُّقُوقُ* أبو عبيد* بَذَحْتُ لسانَه بَذْحًا ـ فَلَقْته* ابن السكيت* عَلَمْتُ شَفَتَه أعْلِمُها عَلْمًا وهو الشَّقُّ في الشَّفةِ العُلْيَا ويقال أفْرَى الذِّئبُ بطنَ الشاةِ شَقَّهُ* أبو عبيد* فَرَيْتُ الشىءَ فَرْيًا ـ شَقَقْتُه وأَفْسَدْتُه وأَفْرَيْتُه وأصلحتُه وقيل أَمَرْتُ باصلاحه وتَفَرَّى جِلْدُه وانْفَرَى انْشَقَّ وأَفْرَيْتُ أَوْداجَه شَقَقْتُها وكُلُّ ما شَقَقْتَهُ فقد أَفْرَيْتَهُ* الاصمعى* جِلْدٌ فَرِىٌّ مَشْقُوق وكذلك القِربة بغير هاء لانه فعيل بمعنى مفعول* ابن السكيت* جُبْتُ الصخرةَ ـ خَرَقْتُها قال وقال أبو عبيدة سُمِّى رجلٌ من بنى كلاب جَوَّابًا لانه كان لا يَحْفِرُ صُخرةً ولا بئرا الَّا أماهَها* أبو زيد* وكلُّ مُجَوَّفٍ خَرَقْتَ وسطَه فقد جُبْتَهُ* ابن السكيت* ناقةٌ بِقَيرٌ ـ اذا شُقَّ بطنُها عن وَلَدِها* ابن دريد* بَقَرْتُ الشىءَ أَبْقُره بَقْرًا فهو مَبْقُورٌ وبَقير ـ شَقَقْتُه* أبو حاتم* بَقَرْتُه فانْبَقَر وتَبَقَّرَ* ابن دريد* عَطَّ الشىءَ يَعُطُّه عَطًّا ـ شَقَّه وهو عَطِيطٌ ومَعْطُوط* صاحب العين* العَطُّ ـ شَقُّ الثَّوْب وغيره طُولاً أو عَرْضًا من غير بَيْنُونة عَطَطْتُه أَعُطُّه عَطًّا فهو مَعْطُوطُ واعْتَطَطْتُه وقد انْعَطَّ والشَّرْعَبَةُ ـ شَقَّ اللحم والادِيم طُولاً وقد شَرْعَبْتُه* ابن دريد* بَجَسْتُ الشىءَ أَبْجِسُه وأَبْجُسُه ـ شَقَقْتُه وانْبَجَسَ هو* صاحب العين* البُجْسُ ـ انْشِقاقٌ في قِرْبة أو بئرٍ أو أرضٍ يَنْبُع منه الماءُ فان لم يَنْبُعْ فليس ببَجْسٍ* ابن دريد* البَطْرُ الشَّقُّ في جِلْدٍ أو غيره بَطَرْتُ الجُرْحَ أَبْطِرُه وأَبطُره بَطْرًا فهو مَبْطُور وبَطِير وهو أصلُ بناءِ البَيْطارِ ورجلٌ بَيْطَرٌ وبِيَطْرٌ ومُبَيْطِرٌ وكُلُّ ما شَقَقْتَه بنِصْفَيْن فقد فَلَجْتَهُ ومنه فُلِجَ الرجلُ ـ ذَهَبَ نِصْفُه* ابن السكيت* الشَّرْطُ ـ الشَّقُّ شَرَطَ يَشْرِطُ ويَشْرُطُ شَرْطًا وكذلك الحَجَّامُ* ابن دريد* فأما الشَّرِيطَةُ فانه اذا وَضَعَتِ الناقةُ ولدا شَرَطوا اذُنَه فان خرج منه دَمٌ أكلوه وان لم يخرج تركوه* صاحب العين* الفَصْدُ ـ شَقُّ العِرْق لاسْتِخْراجِ الدَّمِ فَصَدَه يَفْصِدُه فَصْدًا وفِصَادًا فهو مَفْصُود وفَصِيدٌ وفَصَدَ الناقةَ ـ شَقَّ عِرْقَها ليَسْتَخْرِجَ دَمَه فَيَشْرَبَه* سيبويه* ومن أمثالهم

«لم يُحْرَمْ مَنْ فُصْدَ لَهُ»

الكسر والدق وشدة الوطء

* ابن السكيت* كَسَرْتُ أَكْسِرُ كَسْرًا* صاحب العين* فانْكَسَرَ وكَسَّرْتُه فَتَكَسَّر* سيبويه* كَسَرْتُه انْكِسَارًا وانْكَسَرَ كَسْرًا وذلك لاتفاق معنييهما الا بحسب التعدى* صاحب العين* وشىءَ مَكْسُور وكسِير وكذلك الانثى بغير هاء والجمع كَسَارَى وكَسْرَى والكِسْرة القِطْعة المكسورةُ والجمع كِسَرٌ والكُسَارةُ والكُسَارُ ما تَكَسَّر من الشىء والمَكْسِرُ موضعُ الكسْرِ من كل شىء* ابن السكيت* رَتَمْتُ أَرْتِمُ رَتْمًا وشىء رَتيمٌ ورَتْمٌ ودَقَقْتُ أدُقُّ دَقًّا وحَطَمْتُ أَحْطِمُ حَطْمًا فهؤلاءِ الاربعُ جِماعُ الكَسْر في كُلِّ وُجوهِ الكَسْر* صاحب العين* الحَطْمُ في اليابِسِ خاصَّةً حَطَمْتُه أَحْطِمُه حَطْمًا فانْحَطَمَ وحَطَّمْتُه فتَحَطَّمَ والحُطَامُ ما تَحَطَّم منه وحُطَام البَيْضِ قِشْرُه منه* أبو عبيد* هَضَضْتُ الحَجرَ وغَيْرَهُ أَهُضُّه هَضًّا فهو هَضِيضٌ ومَهْضُوضٌ ـ كَسَرْتُه ودَقَقْتُه* صاحب العين* الهَضُّ ـ كَسْر دونَ الهَدِّ وفَوْقَ الرَّضِّ والهَضْهَضَةُ كذلِك الا أنه في عَجَلةٍ والهَضُّ في مُهْلة وفَحْلٌ هَضْهاضٌ يَهُضُّ أعناقَ الفُحُولِ وقد هَضْهَضَهَا والهَضَضُ ـ التَّكسُّرُ* ابن دريد* الأَضُّ كالْهَضِّ* أبو عبيد* أَجْشَشْتُ الحَبَّ ـ دقَقْتُه وجَشَشْتُ الشىء جَشًّا دَقَقْتُه وهو جَشِيشٌ* ابن السكيت* جَشَشْتُه أَجُشُّه جَشًّا والجَشُّ ما جُشَّ بين الرَّحَيَيْنِ أبو المَضاءِ* الجَشِيشُ من الحَبِّ حينَ يُدَقُّ قَبْلَ أن يُطْبَخَ فاذا طُبِخَ فهُوَ جَشِيشةٌ وهذا فرقٌ ليس بالقَوِىِّ* قال أبو على* الجَشِيشةُ واحدةُ الجَشِيش كالسَّوِيقة والسَّوِيقِ* صاحب العين* المِجَشَّةُ الرَّحا* أبو عبيد* وَهَسْتُه وهْسًا ـ دقَقْتُه وهو وَهِيسٌ وهُسْتُه ـ كَسرْتُه وأنشد

* انَّ لَنَا هَوَّاسةً عَرِيضَا*

* ابن السكيت* الوَهْسُ ـ دَقُّكَ الشىءَ وبينه وبين الأرضِ وِقايةٌ لا تُبَاشِرها به* أبو زيد* الرَّهِيكُ ـ ما جُشَّ بين حَجَرين رَهَكْتُه أَرْهَكُه رَهْكًا والهَصْمُ ـ الكَسْرُ نابٌ هَيْصَمٌ ـ يَكْسِرُ كَلَّ شىءٍ ومنه أَسَدٌ هَيْصَم وقد تقدم* ابن دريد*

مَدَقْتُ الصَّخْرةَ أَمْدُقُها مَدْقًا ـ كَسَرْتُها* أبو عبيد* قَرْصَمْتُ الشىء ـ كَسَرْتهُ وكذلك أَصَرْتُه آصِرُهُ وقال وَقَصْتُ عُنُقَه وَقْصًا ولا يكونُ وقَصَتِ العُنُقُ نَفْسُها* ابن السكيت* مَقَطَ عُنُقَه مَقْطًا ـ كسَرها ومَقَرَها يَمْقُرُها دقَّها* أبو عبيد* المُعَثْلَبُ المكسورُ وقال فَضَضْتُ الشىءَ ـ كسرتُه* ابن دريد* فَضَضْتُه أَفُضُّه فَضًّا ـ اذا كسرتَه وفَرَّقته ولا يكونُ الا الكسرَ بالتفرقة والانْفِضاضُ التَّفَرُّقُ وكلُّ شىءٍ تَفَرَّقَ من شىء فهو فُضَاضٌ وفي الحديث «انه قيل لفُلانٍ (١) ان رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لَعَنَ أباك وأنتَ في صُلْبِه فأنتَ فَضَضٌ من لَعْنةِ اللهِ» الاصمعى* شىءٌ فَضِيضٌ مَفْضُوضٌ* سيبويه* الفُضَاضَةُ ما انْفَضَّ من الشىء* ابن دريد* القَصْقَصةُ ـ الكَسْرُ وبه سمى الاسدُ قُصَاقِصًا وكذلك القَضْقَضةُ وبه سمى الاسدُ قَضْقَاضًا* صاحب العين* القَضْقَضةُ ـ كسرُ العِظام والاعضاءِ عند الفَرْس والاخذِ وأسَدٌ قَضْقَاضٌ يُقَضْقِضُ فَريسَتَه وأنشد

كم جاوزتْ من حَيَّة نَضْنَاضِ

وأَسدٍ في غِيلِهِ قَضْقَاضِ

* أبو عبيد* قَضَضْتُ اللُّؤْلُؤةَ أَقُضُّها ـ ثَقَبْتُها ومنه اقْتِضاضُ المَرْأةِ* وقال* دَهْدَهْتُ الشىءَ ـ قَلَبْتُ بعضَه على بعضٍ والدَّوْكُ ـ الدَّقُّ والمِدْوَكُ الحَجَر يُدَقُّ به* صاحب العين* الاضْطِغَانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ* أبو عبيد* صَيَّحْتُ الشىءَ وتَصَيَّح ـ تَكَسَّر وتَشقَّقَ وأنشد

وحَتَّى أَتَى يومٌ يَكَادُ منَ اللَّظَى

بهِ التُّومُ في أُفْحُوصِهِ يَتَصَيَّحُ

التُّومُ البَيْضُ وقد هَصَرْتُ وهُسْتُ ووَطَسْتُ ـ كَسَرْتُ وأنشد

* تَطِسُ الاكامِ بِذَاتِ خُفٍّ مِيثَمِ*

وقال قَصَدْتُ العودَ وغيرَه قَصْدًا ـ كَسَرْتُه ومنه قيل والقَنَاقِصَدٌ ـ أى كِسَرٌ وقال هِضْتُه هَيْضًا مثلُه والقَصْمُ الكسرُ والفَصْمُ نحوُه* ابن دريد* انْقَصَم الشىءُ ـ انْصَدَعَ ولَمَّا يَنْكَسِرْ وكذا فُسِّرَ قولُه تعالى (لَا انْفِصامَ لَها) وقال رَفَضْتُ الشىءَ أَرْفِضُه رَفْضًا فهو مَرْفُوضٌ ورَفِيضٌ ـ كسرتُه ورُفاضُ الشىء ورَفضُه ما تَحَطَّمَ منه وتَفَرَّق* ابن السكيت* قَصَمْتُ أَقْصِمُ قَصْمًا والقَصَمُ ـ أن تَنْقَسِمَ السِّنُّ من عَرْضِها يقال أَقْصَمُ الثَّنِيَّةِ بَيِّنُ القَصَمِ* أبو زيد* قَصِمَتْ سِنُّه فهى قَصِمَة

__________________

(١) قوله وفي الحديث أنه قيل الخ الذي في اللسان والنهاية أن عائشة قالت لمروان أن رسول الخ كتبه مصححه

كذلك والقِصْمَةُ القِطْعة من السواك وفي الحديث «ولو بِقِصْمَةِ السواكِ» (١) * ابن السكيت* فَصَمْتُ أَفْصِمُ فَصْمًا وقَصَفْتُ العُودَ أقْصِفُه قَصْفًا ـ اذا كَسَرْتَه وعُود قَصِفٌ بَيِّنُ القَصَفِ اذا كان خَوارَّا وقال عَفَتُّ أَعْفِتُ عَفْتًا فهؤلاء الثلاثةُ في الرَّطْبِ واليابِس وهو الكَسْرُ ليس فيه ارْفِضَاضٌ وقد تقدم العَفْتُ في كَسْرِ الكلام* ابن دريد* انه لمِعْفَتٌ مِلْفَتٌ ـ اذا كان يَعْفِتُ كُلَّ شىء ويَلْفِتُه أى يَثْنِيه ويَعْطِفُه ويَدقُّه ويَكْسِره* صاحب العين* الجَذُّ ـ الكَسْرُ للشىء الصُّلْبِ جَذَذْتُه أَجُذُّه جَذًّا وجَذَّذْتُه فانْجَذَّ ونَجَذَّذَ والجُذَاذُ القِطَعُ المنكسرة* ابن السكيت* غَضَفْتُ أَغْضِفُ غَضْفًا والاسم الغَضَفُ وخَضَدْتُ أخْضِدُ خَضْدًا وغَرَضْتُ أَغْرِضُ غَرْضًا فهؤلاءِ الثلاثُ الكسرُ الذى لم يَبِنْ من رَطْبِ أو يابس* وقال* تَمَّمْتُ الكَسْرَ وذلك اذا كانَ عَفِتًا فأَبَنْتَه وقال شدَخْتُ شَدْخا وثَمَغْتُ أَثْمَغُ ثَمْغًا وفَدَغْتُ أَفْدَغُ فَدْغًا وفَدَخْتُ أَفْدَخُ فَدْخًا وثَلَغْتُ أَثْلَغُ ثَلْغًا كذلك* صاحب العين* شَلَغَ رأسَه كَثَلَغَه* ابن السكيت* ورَضَحْتُ أَرْضَح رَضْحًا فهؤلاءِ السِّتُّ يَكُنَّ في الرَّطْبِ من كل شىء* صاحب العين* الرَّضْحُ ـ كَسْرُكَ النوَى والعظمَ وغيرهما من الشىء اليابِس بالحَجر رَضَحْتُها أَرْضَحُها رَضْحًا واسمُ الحَجَرِ المرْضاحُ والخاء فيه لغة والرَّضْخُ كَسْرُ الشىء اليابس وأنشد

خَبَطْناهُمْ بكُلِّ أَرَحَّ لَدْنٍ

كَمِرْصاخِ النَّوَى عَبْلٍ وَقَاحِ

والرَّضَخَة ـ النَّواة التى تطير من تحت الحجر* غيره* سمعت صَخَّ الصخرةِ وصَخِيخَها ـ اذا ضَرَبْتَها بحَجر أو غيره فسمعتَ لها صوتا وكلُّ صوتٍ من وَقْع صخرةٍ ونحوه صَخٌّ* صاحب العين* الشَّدْخُ ـ كَسْرُ الشىء الاجْوفِ شَدَخَه يَشْدَخُه شَدْخًا فانْشدَخَ وتَشَدَّخَ* أبو زيد* الشَّدْخُ كسرُ كُلِّ شىء رَطْبٍ* ابن السكيت* رَضَضْتُ الارضَ رَضًّا كرَفَضْتُ* أبو حاتم* رُضُاضُ كُلِّ شىءٍ كُسَارُه وشىء مَرْضُوضُ ورَضِيضٌ* أبو زيد* ارْتَضَّ الشىءُ ـ تَكَسَّرَ* ابن دريد* الرَّضْرَضَةُ ـ كَسْرُك الشىءَ والرَّضْراضُ ـ الحَصَى الصِّغارُ* ابن السكيت* هَرَسْتُ أَهْرُسُ هَرْسًا ـ وهو الدَّقُّ في المِهْراسِ* أبو زيد* هو دَوْكُ الشَّىْءِ بالشىء العَرِيض واسمُ الآلةِ المِهْراسُ والهريسُ ماهُرِسَ* أبو المَضَاءِ* الهَرِيسُ ـ الحَبُّ المَهْرُوسُ

__________________

(١) قوله وفي الحديث ولو الخ الذي في النهاية استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك ويروى بالفاء كتبه مصححه

قبلَ أن يُطْبَخَ فاذا طُبِخ فهو الهَرِيسةُ ومنه هذه الهريسة المُتَّخَذةُ* ابن دريد* سَحَقْتُ أَسْحَقُ سَحْقًا وهو أشَدُّ الدَّقِّ وسَحَقَتِ الريحُ الارضَ ـ اذا عَفَّت الآثارَ وانْتَسَفَتِ الدُّقَاقَ ومثلُ السَّحْقِ الدَّقِّ السَّهْكُ سَهَكْتُ أَسْهَكُ سَهْكًا والريحُ تَسْهَكُ كما تَسْحَقُ والسَّهْجُ كالسَّهْك سَهَجْتُه أَسْهَجُه سَهْجًا* ابن السكيت* كَزَمَ الشىءَ يَكْزِمُه كَزْمًا ـ كَسَرَه بمُقَدَّمِ فيه والعَيْرُ يَكْزمُ من الحَدَجِ* وقال* رَدَيْتُ الحَجرَ بصَخْرة أو بِمِعْوَلٍ اذا ضَرَبْتَه بها التَكْسرَه والمِرْداةُ ـ الصخرةُ التى تكسر بها الحجارة* ابن دريد* تَكَّ الشىءَ يَتُكُّه تَكًّا ـ وَطِئَهُ حتى شَدَخَه ولا يكونُ الا من شىء لَيِّنٍ نحو الرُّطَب والبِطِّيخ وقال هَتَّ الشىءَ يهُتُّه هَتًّا ـ اذا وَطِئَه وَطْئًا شديدًا حتى يكْسِرَه وهو مَهْتُوتٌ وهَتِيتٌ وتَركَهُم هَتًّابَتًّا أى كَسَرهم وقَطَعهم وسمعتُ هَتَّ قَوائِم البعيرِ أى صَوْتَ وَقْعها وهَتْهَته كَهَتَّه والكَسُّ ـ الدَّقُّ وقد كَسَسْتُ أَكُسُّ ومنه الكَسِيسُ وهو لحم يُجَفَّفُ على الحجارة فاذا يَبِسَ دُقَّ حتى يصير كالسَّوِيقِ ويُتَزَوَّدُ فى الاسفار وخُبْزٌ كَسِيسٌ ومَكْسُوسٌ ومُكَسْكَسٌ ـ مكسور وقال هَصَّ الشىءَ يَهُصُّه هَصًّا ـ وَطِئَه فَشَدَخَه فهو مَهْصُوصٌ وهَصِيصٌ وبه سمِّى الرجل هُصَيْصًا وقال هَكَكْتُ الشىءَ أَهُكُّه هَكًّا ـ سَحَقْتُه وهو مَهْكُوكٌ وهَكِيكٌ وقال رَفَتُّ الشىءَ أَرْفُتُه وأَرْفِتُه رَفْتًا ورُفَاتًا ـ كَسَرْتُه ورَفَتَ العَظْمُ نفسُه يَرْفُتُ رَفْتًا وعَظَّم رُفَاتٌ وكذلك الجمعُ ويقال وَهَتُّه وَهْتًا ـ دُسْتُه دَوْسًا شديدا والوَكْحُ ـ الوَطْءُ الشديدُ وقد وَكَحَه* غيره* هَفَتَ يَهْفِتُ هَفْتًا ـ دَقَّ وكلُّ ما تَناثَر فقد تَهَافَت كقِطَع الثلج والبَرَد اذا تَساقَط قِطَعًا ومنه تَهَافُتُ الفَراشِ في النار* صاحب العين* فَتَتُّ الشىءَ أَفُتُّه فَتًّا ـ دَقَقْتُه وقد انْفَتَّ وتَفَتَّتَ والفُتاتُ ما تَفَتَّتَ منه والفَتِيتُ والفَتُوت المَفْتُوتُ وقد غَلَب على ما فُتَّ من الخُبْز* وقال* انْقَاصَ الشىءُ وتَقَيَّصَ ـ انْصَدَعَ ولم يَبِنْ وانْقاضَ تَكَسَّر فبَانَ ويُرْوَى بيتُ الهُذَلِىِّ بالصاد والضاد

فِراقٌ كقَيْضِ السِّنِّ فالصَّبْرَانَّه

لِكُلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ وجُبُورُ

وقال قَصْمَلْتُ الشىءَ ـ كسرتُه وكذلك كَسَمْتُه وانْجَزَعَتِ العَصا انكسرتْ بنِصْفَين وقد تقدم أن الانْجِزاعَ انقطاعُ الحبلِ بنصفين وقد قدمت اشتقاقَ الانْجِزاع وعامَّةَ معناه والهَتْمُ ـ دَقُّكَ الشىءَ حتى يُسْحَقَ هَتَمْتُه أَهْتِمُه هَتْمًا* أبو عبيد* الهُتَامةُ

ـ ما يُهْتَمُ من الشىء ويُكْسر منه* ابن دريد* هَتَمْتُه أَهْتمُه هَتْمًا كذلك وقال وَهَثْتُ الشىءَ وَهْثًا وَطِثْتُه وَطْثا شديدا وكلُّ شىء لم تُبالِغْ في دَقِّه فهو جَرِيشٌ وقد جَرَشْتُه أَجْرُشُه جَرْشا اذا حكَكْتَه بحديدةٍ أو غيرها حتى يَتَحاتَّ فما سَقط منه فهو الجُراشَةُ والرَّحْضُ ـ دَقُّ النَّوَى بالحجارة حتى يَنْفَتَّ فتَعْلِفَه الابلَ* وقال* فَحَضْتُ الشىءَ أَفْحَضُه فَحْضًا ـ شَدَخْتُه يَمانيةٌ وأكْثَرُ ما يُسْتعمل ذلك في الرَّطْبِ نحو القِثَّاءِ والبِطِّيخِ* صاحب العين* الفَضْخُ لكلِّ شىء أَجْوَفَ فَضَخْتُه أَفْضَخُه فَضْخًا وافْتَضَخْتُه* ابن دريد* فَضَخْتُ الرُّطَبةَ ونحوَها من الرَّطْب أَفْضَخُها فَضْخًا ـ شَدَخْتُها* أبو عبيد* بَطَطْتُ الشىءَ ـ شَدَخْتُه* ابن دريد* خَشَفْتُ رأسَ الرجل بالحجر ـ فَضَخْتُه به وكُلُّ شىءٍ فَضَخْتَه فقد خَشَفْتَه وقال رَدَسْتُ الحَجر بالحَجرِ أَرْدُسُه وأَرْدِسُه رَدْسًا ومنه اشْتِقاقُ مِرْدَاسٍ وقال رَهَدْت الشىءَ أَرْهَدُه رَهْدًا ـ سَحَقْتُه سَحْقًا شديدا والمَدْقُ ـ الكَسْرُ مَدَقْتُه أَمْدُقُه والهَدْقُ ـ الكَسْر هَدَقَ يَهْدِقُ والدَّهْكُ ـ السَّحْقُ دَهَكَ يَدْهَكَ وقال مَهَكْتُ الشىءَ أَمْهَكُه مَهْكًا ومَهَّكْته ـ سَحَقْتُه فَبالَغْتُ* صاحب العين* الرَّدْخُ ـ القَطْع* ابن دريد* فَتَغْتُ الشىءَ أَفْتَغُه فَتْغًا وَطِئْتُه لِيَنْشَدِخَ وهو كالفَدْغ أو نحوه* صاحب العين* قَصْمَلْتُ الشىءَ قَصْمَلةً ـ كَسَرْتُه وقد تقدّم أنه القَطْع* ابن دريد* الكَسْمُ ـ تُفْتِيتُ الشىء اليابس بيَدِك كَسمْتُه أكْسِمُه كَسْمًا وقال دَفَضَه دَفْضًا ـ كَسَرَه يمَانيةٌ قال وأَحْسَبُهم يستعملونها في لِحاءِ الشجر اذا دُقَّ بين حَجَرَيْن والضَّعْزُ ـ الوَطْءُ الشديدُ يَمانيةٌ مُمَاتٌ وقال ضَهَزْتُ الشىء أَضْهَزُه ضَهْزًا كذلك وليس بثَبَتٍ ويقال هَزَعْتُ الشىءَ أَهْزَعُه هَزْعًا وهَزَّعْتُه ـ كَسَرْتُه ويقال طُسْتُ الشىءَ طَوْسًا وطِسْتُه ـ كَسَرْتُه والوَطْسُ ـ الوَطْءُ الشديدُ ويقال هَطَسْتُه أَهْطِسُه هَطْسًا ـ كَسَرْتُه وليس بثَبَتٍ وقال هَدَقْتُ الشىءَ فَانْهَدَقَ ـ كَسَرْتُه* صاحب العين* القَفْخُ ـ كَسْرُ الشىءِ عَرْضًا قَفَخْتُ العَرْمَضَ قَفْخًا ـ كَسَرْتُه عن وَجْه الماءِ* ابن دريد* فَدَشْتُ الشىءَ فَدْشًا شَدَخْتُه وقال هَسَمْتُه أَهْسِمُه هَسْمًا وفَشَقْتُه أَفْشِقُه فَشْقًا ـ كَسَرْتُه والقَصْعُ ـ قَطْعُك الشىءَ بين ظُفْرَيْك حتى يَنْفَضِخ وقال فَهَضْتُ الشىءَ أَفْهَضُه فَهْضًا ـ شَدَخْتُه ويقال مَهَكْتُ الشىءَ أَمْهَكُهُ مَهْكًا

ـ بالَغْتُ في سَحْقِه أو وَطْئِه وهَتَا الشىءَ هَتْوًا ـ كَسَره وَطْئًا بِرِجْله والحِضَاءُ تَقَتُّتُ الشىءِ الرَّطْبِ خاصَّةً وانْشِداخُه وليس بثَبَت والفَجْشُ ـ وَطْئُكَ الشىءَ حتى يَنْفَسِخَ* أبو عبيدة* القَفْصَلة ـ الكَسْرُ وبه سُمِّىَ القفْصَلَانِ وهما بابان لانهما يكسرانِ* صاحب العين* الدَّكْمُ ـ دَقُّ الشىءِ بَعْضِه على بعضٍ وكَسْرُه دَكَمَ يَدْكُمُ دَكْمًا وعَمَّ به بعضُهم* ابن السكيت* الرَّهِيكُ ـ ما جُشَّ بين حجرين رَهَكْتُ الشىءَ أَرْهَكُه رَهْكًا وطَحَنْتُ أَطْحَنُ طَحْنًا والطِّحْنُ ـ الدقيقُ نفسُه وهَشَمْتُ أَهْشِمُ ولا يكون الا في يابس أو في الرأسِ من الجَسَدِ أو في بَيْض* صاحب العين* الهَشْمُ ـ كَسْرُكَ الشىءَ الاجْوَفَ أو اليابسَ هَشَمْتُه أَهْشِمُه هَشْمًا فهو مَهْشُوم وهَشِيمٌ وقد تَهَشَّمَ وانْهَشَمَ والهَزْمُ ـ كَسْرُكَ الشىءَ الاجوفَ كالقِثَّاءِ ونحوِه هَزَمْتُه أَهْزِمُه هَزْمًا فانْهَزَمَ وكلُّ موضع مُنْهَزِمٍ من ذلك فهو الهَزْمةُ والجمعُ هَزْمٌ وهُزُومُ* ابن السكيت* وَهَطَهُ وَهْطًا كَسَره* ابن دريد* الهَقْعُ ـ ضَرْبُك الشىءَ اليابسَ على الارض حتى تَسْمَعَ صوتَه وهى الهَيْقَعةُ والقَخْرُ كذلك قَخَرَه يَقْخَرُه قَخّرَا* صاحب العين* الدَّعْقُ لغةٌ في الدَّق* غيره* وَضَعْتُ الحَبَّ ـ دَقَقْتُه بينَ حجرين واسم ما يُتَّخَذُ من ذلك الحَبِّ الوَضِيعةُ وانْحَسَفَ الشىءُ في يَدِكَ ـ انْفَتَّ* صاحب العين* نَحَزْتُ الشىءَ أَنْحَزُه نَحْزًا ـ دَقَقْتُه والمِنْحار المُدُقُّ ومنه النَّحائِزُ وهى المَضْرُوبة من الابل وقد تقدّم أن النَّحْزَ كالنَّخْسِ وأنه الضَّرْبُ في الصَّدْر والرجلُ يَنْحَزُ بصَدْرِه واسطةَ الرَّحْلِ أى يَضْرِبُها* أبو زيد* دَغَمَ أنْفَه يَدْغَمُه دَغْمًا ـ كَسَرَهُ من باطنٍ

الوَطْء والعَرْك

* غير واحد* وَطِئَهُ وَطْئًا وهو الوِطَاءُ والوَطَاءُ وقد أَوْطَأْتُه إياه ورجل وَطِىءٌ بَيِّنُ الوَطاءَةِ والوُطُوءَةِ والطَّأَةِ والطِّئة* صاحب العين* الغَمْزُ ـ العَصْرُ باليدِ غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزًا* ابن دريد* ضَكَّه يَضُكُّه ضَكًا وضَكْضَكَه ـ غَمَزَه غَمْزًا شديدا وضَكَزَه يَضْكُزُه ضَكْزًا كذلك* غيره* المُتَوَزِّم ـ الشديدُ الوَطْءِ* ابن دريد* المَئْطُ ـ غَمْزُكَ الشىءَ بيدِكَ والهَتْهَتَةُ ـ الوَطْءُ الشديدُ

وكذلك الضَّهْتُ والضَّهْزُ ضَهَتَهُ يَضْهَتُه ضَهْتًا وضَهَزَه يَضْهَزُه ضَهْزًا* غيره* وَهَتَهُ وَهْتًا كذلك والخَبْطُ ـ الوَطْءُ الشديدُ* صاحب العين* هو من أيْدِى الدَّوَابِّ والخَبَطُ ما خَبَطَتْه الدوابُّ ـ أى كَسَرَتْه* ابن دريد* رَخَّ الشىءَ وَطِئَه فأرْخَاء وأنشد

فلبَّده مَشْىُ الفِطَارِ ورَخَّهُ

نِعاجُ رُؤَافٍ قبلَ أنْ يَتَشَدَّدا

* أبو زيد* الرَّخَّاءُ ـ الارضُ المُنْتَفِخَةُ تُكْسَرُ تحتَ الوَطْءِ وجمعُها الرَّخَاخِىُّ* أبو زيد* الضَّعْزُ ـ الوَطْءُ الشديدُ* ابن دريد* الرَّتْعُ ـ الوَطْءُ الشديدُ يمَانية* وقال* رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْسًا كذلك* صاحب العين* الهَمْزُ العَصْرُ وقد هَمَزْتُ رأسَه وهَمَزْتُ الجَوْزَةَ بيدِى أَهْمِزُها هَمْزًا وأنشد

* ومَنْ هَمَزْنا رأسَه تَهَشَّما*

وبه سميت الهَمْزةُ من الحروف لانها تُهْمَزُ فتُهَتُّ فتَنْهَمِز عن مخرجها والوَهْسُ ـ شِدَّةُ الوَطْءِ بالرِّجْلِ والغَمْزُ وقد تقدم أنه الكسر* أبو عبيد* الوَهْسُ ـ شِدَّة الوَطْءِ وقد وَهَسه وَهْسًا* صاحب العين* رجل وَهْسٌ ـ مَوْطُوءٌ باليد* ابن دريد* دَحَجَهُ دَحْجًا وذَحَجَه ـ عَرَكَهُ كما يُعْرَكُ الادِيمُ* وقال* سَاكَ الشىءَ سَوْكًا ـ دَلَكَهُ

العَضُ

* صاحب العين* العَضُّ ـ الشَّدُّ بالاسْنان على الشىء وقد عَضِضْتُه وعَضِضْتُ عليه وعَضَضْتُ أَعَضُّ بالفتح فيهما حكاهما سيبويه قال وهو نادر وليست بمعروفة يذهب الى أن حرف الحلق أوّلا لا يُسَهِّلُ فَتْحَ العين في يَفْعلُ* ابن السكيت* عَضِضْتُ عَضًّا وعَضِيضًا وعِضَاضًا* صاحب العين* العَظُّ لغةٌ في العَضِّ وقد أَفَظَّه الله وأَعَظَّه ـ أى جعله فَظًّا لا يُحِبُّ أحدٌ قُرْبَه وجَعَلَه ذا عِظَاظٍ من سُوء خُلُقه أى ذا مَشَقَّة* أبو عبيد* الزَّرُّ ـ العَضُّ زَرَرْتُه أَزُرُّه زَرًّا وسأل أبو الاسود الدُّؤَلِىُّ عن رجل فقال ما فعلت امرأتُه التى كانت تُشَارُّه وتُهَارُّه وتُزَارُّه وتُمَارُّه ـ يعنى تَلَوَّى عليه وهو من الشىء المُمَرِّ المَفْتُولِ والعَذْمُ ـ العَضُّ* صاحب العين*

عَذَمَ يَعْذِمُ عَذْمًا وفرسٌ عَذِمٌ وعَذُومٌ* ابن دريد* المِسْحَجُ العَضَّاضُ والمَساحِجُ آثارُ العَضِّ* أبو عبيد* المُسَحَّجُ المُعَضَّضُ* وقال* كَدَمَ يَكْدِمُ ويَكْدُمُ كَدْمًا ـ عَضَّ* ابن السكيت* الكَدْمُ بالفَمِ وهو التَّمَشُّشُ أو التَّعَرُّق وأصلُه في تَعَرُّقِ العَظْمِ والكَدَمُ أَثَرُ العَضِّ* صاحب العين* حِمَارٌ مُكَدَّمٌ* أبو عبيد* الكُدَامةُ ـ ما يُكْدَمُ من الشىء وقيل هو بقيةُ كُلِّ شىء اكِلَ والدَّوابُّ تُكَادِمُ الحَشِيشَ بافْواهها اذا لم تَسْتَمْكِنْ منه والكُدَمُ ـ الكثير الكَدْمِ وقد يستعمل الكَدْمُ في عَضِّ الجَرادِ وأكلِها اللنَّباتِ* صاحب العين* الكَدْحُ ـ الكَدْم وحِمَار مُكَدَّحٌ* أبو عبيد* أَزَمَ عليه ـ اذا قَبَضَ بفَمِه* أبو زيد* أَزَمْتُ يدَه وعلى يدِه* صاحب العين* الازْمُ ـ القَطْع بالانْياب والاوازِمُ والازُمُ ـ الانْيَابُ* ابن السكيت* أزَمْتُ عليه آزِمُ ازْمًا وازُومًا وذلك أن يملأ فاه ثم يَكْرِزَ عليه ولا يُرْسِلَه قال وقال عيسى بن عمر كانت لنابَطَّة تَأزِمُ ـ أى تَعَضُّ ومنه قيل للسَّنةِ الشديدة أَزِمَة وأَزْمة وأَزُوم وأَزَامِ بكسر الميم* وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه للحرث بن كَلَدةَ ما الطِّبُّ فقال الازْمُ ـ يعنى الحِمْيَةَ وامساكَ الفَمِ عن الطعام فان عَضَّه بفِيهِ فقد نَهَسَه يَنْهَسُه نَهْسًا* أبو زيد* النَّهْشُ ـ تَناوُلك الشىءَ بفَمِك لتَعَضَّه فتُؤَثِّر فيه وتَجْرَحَه نَهَشَ يَنْهِشُ ويَنْهَشُ نَهْشًا وكذلك نَهْشُ الحيةِ وقد تقدم فاما نَهْشُ السَّبُعِ فَانْ يَتَنَاوَلَ الطائفةَ من الدابة فيقطعَ ما أخَذَ منه فُوهُ وقد يكون النَّهْشُ أيضا باللِّسان اذا أَخَدْتَ صاحبَك بلسانِك* ابن السكيت* انْتَهَشَهُ الكلبُ والذئبُ والحيةُ وهى عَضَّةٌ سَرِيعة المَيْشِ* أبو عبيد* بَزَم الشىءَ عَضَّه بمُقَدَّمِ فيهِ* ابن السكيت* بَزَمْتُ به أَبْزِمُ بَزْمًا ـ وهو العَضُّ بالثَّنا يادون الانْياب والرَّبَاعِيَاتِ أُخِذَ ذلك من بَزْمِ الرَّمْىِ وهو أخذُك الوَتَرَ بالابْهامِ والسَّبَّابة ثم تُرْسِلُ السهمَ* ابن دريد* وَزَمَهُ وَزْمًا وضَهَسَهُ يَضْهَسُه ضَهْسًا ـ عَضَّه بمُقَدَّم فيه وفي الدعاء «لا يأكُلُ الَّا ضَاهِسًا ولا يَشْرَبُ الَّا فارِسًا ولا يَحْلُبُ الا جَالِسًا» يريدون لا يأكل ما يتكلف مَضْغَه انما يأكلُ النَّزْرَ اليَسيرَ من نَبات الارض ياكله بمُقَدَّم فيه والقارِسُ الباردُ أى لا يشرب الا الماءَ القَراحَ ولا يَحْلُبُ الا جالِسًا يُدْعَى عليه بحَلْبِ الغَنم وعَدَم الابل* أبو عبيد* الهَمْسُ ـ العَضُّ وقد تقدم أنه سُرْعةُ الاكل

* ابن السكيت* قَطَمْتُ الشىءَ أَقْطِمُه اذا عَضِضْتَه بأطراف أَسْنانك لتَنْظُر ما طَعْمُه* ابن دريد* القُطَامةُ ـ ما قَطَمْتَه بفيك ثم ألْقَيْتَه ومنه قَطَمَ الفَصِيلُ النبتَ اذا أخذه بمقَدَّم فيه قبل أن يَسْتَحْكم أَكْله وقال كَزَمْتُ الشىءَ أكَزِمُه كَزمًا ـ اذا كَسَرْتَه بمُقَدَّم فيك* ابن السكيت* ضَغَمْتُ به أَضْغَمُ ـ وهو أن تَمْلَا فَاكَ مما أَهْوَيْتَ قَصْدَه مما يُؤكَلُ أو يُعَضُّ ومنه قيل للاسد ضَيْغَمٌ* أبو حاتم* الضَّغْمُ ـ العَضُّ عامَّةً والضَّيْغَمُ الاسدُ الواسعُ الشِّدْقِ منه* ابن دريد* الضُّغَامةُ ما ضَغَمْتَه ولَفَظْتَه* ابن السكيت* عَجَمْتُ العُودَ أَعْجُمُهُ عَجْمًا ـ اذا عَضِضْتَه بأسنانِك لتنظُرَ أَصُلْبٌ هو أم خَوَّارٌ* صاحب العين* الخَدْبُ بالنارِ ـ شَقُّ الجِلْدِ* ابن دريد* كَشَوْتُ الشَّىْءَ كَشْوًا اذا عَضِضْته فانتزعتَه بفِيك* أبو عبيد* أَضَزَّ الفَرَسُ على فأْسِ اللِّجام ـ أَزَمَ وعَقَّ بفيه ـ عَضَّ وقال ضَرَسْتُ الرجلَ أَضْرُسُه ضَرْسًا ـ اذا عَضِضْتَه بأضراسِك* ابن السكيت* الضَّرْسُ أن يُعَلِّمَ الرجلُ قِدْحَه بأن يَعَضَّه بأسنانه فيُؤَثِّر فيه وأنشد

وَأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْع

به عَلَمانِ من عَقْبِ وضَرِسْ

والضَّرَسَ ـ أن يَضْرَسَ الانسانُ من شىء حامِضٍ* ابن دريد* ضَرَّسَ فريسَته ـ مَضَغَها ولم يبتلعها* أبو عبيدة* وقالوا ضَرْسَتْه الحَرْبُ ـ كما قالوا عَضَّتْه على المثل وهى حرب ضَرُوسٌ لانها ساء خلُقُها كما قالوا ناقة ضَرُوسٌ* أبو عبيد* يقال للحمار يَكْدِمُ الحُمُرَ تَرَكَ فيها نَسِيفًا ـ يعنى آثارَ العَضِّ* صاحب العين* القَصْمَلَةُ شدَّة العَضِّ والاكل وقال الفرسُ يَصْكُمُ ـ اذا عَضَّ على لِجامِهِ ثم مَدَّ رأسَه كانما يريد أن يُغالِبَه والضَّرْزَمةُ ـ شِدَّةُ العَضّ والتصميمُ عليه وأفْعَى ضِرْزِمٌ شديدةُ العَض وقد تقدم والنَّجْذُ ـ شِدّةُ العَض بالنَّاجِذِ ـ وهى السِّنُّ بين النابِ والاضْراس وقال شَصَّ الانسانُ يَشِصُّ شَصِيصَا ـ عضَّ بنَواجذِه على شىء صَبْرًا وأَصْمَى الفرسُ على لِجامِه ـ عَضَّ ومَضَى* أبو زيد* الثَّغْثغَةُ ـ عَضُّ الصَّبِىِّ قبل أن يُثْغِرَ قيل هو أن يَبُلَّه بريقِه فلا يُؤَثِّرَ فيه

القَلْب والكَبُ

* الاصمعى* كَبَبْتُ الشىءَ أَكُبُّه كَبًّا وكَبْكَبْتُه ـ قلبتُه فانْكَبَّ* ابن دريد* بَكْبَكْتُه كذلك* صاحب العين* الرَّكْسُ ـ قلبُ الشىء على رأسِه أورَدُّ أَوَّلِه على آخِره وقد رَكَسَهُ يَرْكُسُه رَكْسًا فهو مَرْكوسٌ ورَكِيسٌ وأَرْكَسَهُ فارْتَكَسَ والنَّكْسُ كالرَّكْسِ نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْسًا فانْتَكَسَ* ابن دريد* كَبَا كَبْوًا وكُبُوًّا ـ انْكَبَّ على وجهه يكون ذلك لكل ذى رُوح وقال ثَلَبْتُ الشىءَ ـ قَلَبْتُه* أبو عبيد* كَفَأْتُ الاناءَ ـ كَبَبْتُه* ابن الاعرابى* أَكْفَأهُ كَفْئًا وأَكْفَأْتُه لغةٌ* أبو عبيد* كَوَّسْتُ الرجلَ ـ كَبَبْتُه على رأسه وكَاسَ هُو* ابن السكيت* ثَلَبْتُه مثلُه وكذلك الخُبْزةُ وقد أَقْلَبَتْ ـ حانَ لها أن تُقْلَبَ

العِثَارُ

عَثَر الرجلُ يَعْثِرُ ويَعْثُر عَثْرًا وعِثَارًا وعُثُورًا وعَثَر الفرسُ يَعْثُر عَثْرًا وعِثَارًا والعَاثُور ـ الموضعُ يُعْثَرُ فيه وأرض ذاتُ عاثُور ـ أى مَتالِف وكَبَا كَبْوًا عَثَر وقد تقدم فى الانكباب

آلات الدق

* أبو عبيد* المُدُقُّ والمِدَقُّ والمِدَقَّةُ ـ الشىءُ يُدَوُّ به وأنشد

* يَضْرِبْنَ جَأْبًا كمُدُقِّ المِعْطِير*

* قال أبو على* المُدُقُّ جعلوه اسما للحجارة كالجُلْمُودِ* أبو عبيد* المِيجَنَةُ المِدَقَّةُ وجمعُها مَواجِنُ وأنشد

رِقَابٌ كالمَواجِنِ خَاظِيَاتٌ

وأسْتَاهٌ على الاكْوار كُومُ

خَاظِياتٌ سِمَانٌ غِلَاظٌ ومنه قيل لَحْمُه خَظًا بَظًا* أبو زيد* المِيجَنَة تُهْمز ولا تهمز والجمعُ مَاجِنُ ومَياجِنُ* أبو عبيد* بَيْزَرُ القَصَّارِ ـ الذى يَدُقُّ به

* ابن السكيت* هى الارْزَبَّةُ للتى يُضْرَب بها فاذا قالوها بالميم خففوا الباء وأنشد

* ضَرْبَكَ بالمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ*

* ابن دريد* المِحْضَجَةُ والمِحْضَاجُ والمِرْحاضُ والمِعْفَاجُ ـ خَشبة صغيرة تضربُ بها المرأةُ الثوبَ اذا غسلته* صاحب العين* المِيقَعَةُ ـ خَشَبةُ القَصَّار* أبو عبيد* طَرَقَ النَّجَّادُ الصُّوفَ ـ ضَرَبه ويقال للعُود الذى يَضْرِبُ به النَّجَّادُ مِطْرَقٌ وبه سميتْ مِطْرَقةُ الصائغ* ابن دريد* العَدْكُ ـ ضَرْبُ الصُّوفِ بالمِطْرقةِ يمانية والمِقْصَرةُ ـ خشبةُ القَصَّار ويقال للقَصَّارِ النِّفْرِجُ والجمع النَّفَارِيجُ* أبو زيد* العُنْبُلةُ ـ الخَشبةُ التى يُدَقُّ عليها بالمِهْراسِ

الرَّحَى وما فيها

* قال سيبويه* رَحًى وأَرْحاءٌ قال ولا نعلمه كُسِّرَ على غير ذلك وحكى غيره أَرْحِيَةٌ ورُحِىٌّ* ابن السكيت* رَحَيَانِ ورَحَوَانِ وقال رَحَيْتُ الرَّحَى ورَحَوْتُها* أبو عبيد* اللُّهْوَةُ ـ ما ألْقَيْتَ في حَجَر الرَّحَى وقد ألْهَيْتُ الرَّحَى* أبو زيد* أَلْهَيْتُ فيها مِثْلُه* أبو عبيد* الرّائِدُ ـ العُود الذى يَقْبِضُ عليه الطاحِنُ* صاحب العين* طَحَنْتُ أطْحَنُ طَحْنًا والطِّحْنُ والطَّحِينُ ـ الدقيقُ والطاحُونة ـ التى تَدُورُ بالماء وهى الطَّحَّانة والطَّحَّانُ ـ الذى يَلِى الطَّحِينَ وحِرْفَتُه الطِّحانةُ* أبو عبيد* طَحَنْتُ بالرحَى شَزْرًا ـ وهو الذى يَذْهَب بيدِه عن يمينه وبَتًّا عن يَساره وأنشد

ونَطْحَنُ بالرَّحى شَزْرًا وبَتًّا

ولو نُعْطَى المَغَازِلَ ما عَيِينا

والثِّفَالُ ـ الجلدُ الذى يُبْسَط تحت الرحَى* أبو زيد* وهو الثُّفْلُ* الاصمعى* وهى رَحًى مُثَفَّلَةٌ* أبو زيد* اذا جَعَلْتَ بين الارضِ وبين الثِّفَالِ ثوبا أو شيئا يقيه فهو الوِفَاضُ وهى الوُفُضُ وقد وَفَضْتُ الرحَى* أبو عبيد* القُطْبُ ـ القائمُ الذى تدورُ عليه الرحى يقال قُطْبٌ وقَطْب وقِطْب* أبو على* الجمع في لغة من ضَمَّ أو كَسَرَ الاقْطابُ وفي لغة من فَتَح قُطُوبٌ* ابن دريد* الدَّمْكُ ـ الطَّحْنُ دَمَكْتُ أَدْمُكُ دَمْكًا ورَحًى دَمُوكٌ ودَمَكْمَكٌ ـ سريعةُ الطَّحْن والهِلَالُ ـ

القِطْعةُ تَنْكَسِرُ من الرَّحَى والقَعْسَرِىُّ ـ الخشبة التى تُدارُ بها رَحَى اليدِ وقد تقدّم أن القَعْسَرِىَّ الشديدُ قال

الْزَمْ بقَعْسَرِيِّها

وأَلْهِ في خُرْتِيِّها

تُطْعِمْكَ مِنْ نَفِيِّهَا

خُرْتِيُّها نَفْبُها وأَلْهِ ألْقِ في لُهْوَتِها والنَّفِىُّ ـ ما تُلْقِيه الرحَى* أبو زيد* رَحًى مُخَذْرَفةٌ ـ وهى التى يُجعل عُودٌ معروضٌ في خَرْقها الاعْلَى واسمُ العُودِ الخُذْرُوفُ* ابن السكيت* سَمِعتُ سَحِيفَ الرحَى وحَفِيفَها وجَعْجَعَتها كلُّها صوتُها اذا طَحَنَتْ وقد تقدم أن الجَعْجعةَ القُعُود على غير طُمَأنينة* صاحب العين* رَحًى مُرْحَجِنَّة ـ ثَقِيلةٌ وأنشد

اذا زَحَفَتْ فيه رَحًى مُرْحَجِنَّةٌ

تَبَعَّجَ ثَجّاجًا غَزِيرَ الحَوافِلِ

* ابن السكيت* زَلَّمْتُ الرَّحَى ـ أَدَرْتُها وأنشد

* كارْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمتَها المَناقِرُ*

وقد تقدم في القِدْج

التناولُ وأخذُ الشئ

* أبو عبيد* التَّنَاوُشُ والنَّوْشُ ـ التَّناوُل* ابن السكيت* نَاشَهُ ـ تَنَاوَلَه ليأخُذَ برأسه* ابن دريد* نُشْتُ الشىءَ نَوْشًا ـ طَلَبْتُه ونَأَشْتُه أَنْأَشُه نَأْشًا ـ تَناوَلْتُه* أبو حنيفة* النَّوْشُ ـ أن تَتَطاوَلَ الابلُ والظِّباءُ والمِعْزَى بأعناقها لَاعالى الشجر وأصلُ النَّوْشِ ـ التناوُل* قال أبو على* وقد قرئ (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ) فمن لم يَهْمِزْ فهو من النَّوْشِ كما قلنا ومن همز فانه يحتمل أن يكونَ من أمرين أحدهما أنه همز الواو لانضمامها الثانى أن يكون من النأْسِ وهو الطَّلب والهمزة منه عَيْن قال رؤبة

أفْحَمَنِى جارُ أبى الخَامُوشِ

إلَيْكَ نَأْشَ القَدَرِ النَّؤُش

فسره أبو عبيدة بطَلَبِ القَدَرِ وحكاه أبو الحسن أيضا عن يونس ولم أَرَ العربَ تعرفه* ابن السكيت* بَهَشَ اليه بيدِه مثلُ نَأَشَ* أبو زيد* بَهَشَه بيده يَبْهَشُه بَهْشًا وبَهَشَ اليه بها ـ تناوَلَه قَصُرَت عنه أو نالتْه وقيل البَهْشُ ـ

المُسارعة الى أخذ الشىء ورجلٌ باهِشٌ وبَهُوشٌ* صاحب العين* النَّهْزُ ـ التناولُ باليد والنُّهوضُ للتناول وقال ناهزتُ الشىءَ وانْتَهَزْتُه ـ تناولتُه من قُرْب وباذَرْتُه وهى النُّهْزةُ والجمعُ نُهَزٌ* ابن دريد* هَمْلَطَ الشىءَ ـ أخَذَه وجَمَعَه* صاحب العين* اللَّبْخُ ـ الاحْتِيَالُ للَاخْذ وقال عافَصْته مُعافَصةً وعِفَاصًا ـ أخَذْتُه على غِرّة* أبو زيد* الفُرْصةُ ـ النُّهْزةُ والجمعُ فرَصٌ وقد فَرَصْتُها أفْرِصُها فَرْصًا وافْتَرَصْتُها وتَفَرَّصْتُها أصَبْتُها وقد أَفْرَصَتْكَ الفُرْصة ـ أمْكَنتْكَ منها* أبو عبيد* أَفْرَصَتُكَ أمْكنْتُكَ والعَطْوُ ـ التناوُلُ وقد عَطَوْتُ وأنشد

أو الادْم المُوَشَّحة العَواطِى

بأيدِيهنَّ من سَلَمِ النِّعَافِ

يصف الظباءَ والمُوَشَّحةُ التى لها طُرّتانِ من جانبيها* ابن جنى* عَطَوْت الشىءَ بغير حَرْف* أبو زيد* عَطَا بيدِه الى الاناءِ عَطْوًا ـ اذا تَناوَلَه وهو محمول قبل أن يوضع على الارض ولا يكون العَطْو الا قبل أن يوضَع وقد قَدَّمْتُ العَطُوَّ من الجِدَاءِ والظِّباء والعَطاءُ نَوْلُ الرجلِ السَّمْح منه فاذا أفردتَ قلتَ العَطِيَّة والعَطاءُ المُعْطَى وقد تقدم عامةُ ذلك في باب العطاء وتعاطيتُ منه أمرا قَبيحا تناولتُه ورَكِبْتُه وحكى سيبويه تَعاطَيْنَا وتَعَطَّيْنَا فتَعاطَيْنا من اثنين وتَعَطَّيْنا كَغَلَّقَتِ الابوابَ* صاحب العين* تَعاطَيْتُ الامْرَ ـ رَكبتُه بغيرِ حِلِّه والتَّعاطِى ـ التَّجَرُّؤُ من ذلك وفي التنزيل (فَتَعاطى فَعَقَرَ) وعاطَيتُه الشىءَ ـ ناولتُه إياه وهو يَتعاطَى مَعَالِىَ الامور وقيل هو يَتَعاطَى الرِّفْعةَ ويَتَعَطَّى القبيحَ وهو يُعاطِينى ويُعْطِينى ـ يُناوِلُنى ويَخْدُمنى* أبو عبيدة* ما ازْدَهَفْتُ منه شيئا ـ أى ما أخذتُ وأنشد

سائِلْ نُمَيْرًا غَداةَ النَّعْفِ من شَطِبٍ

اذ فُضَّتِ الخَيْلُ من ثَهْلانَ ما ازْدَهَفُوا

* ابن دريد* دَهَفْتُ الشىءَ أدْهَفُه دَهْفًا وأَدْهَفْتُه ـ أخَذْتُه كثيرا وقال هو يُقَرْضِمُ كُلَّ شىء ـ أى يأخذُه ورجل قِرْضِمٌ وقُراضِمٌ يُقَرْضِمُ كُلَّ شىء* ابن السكيت* القَبْصُ تَنَاولُ الشىء بأطراف أصابعك وقد قَبَصْتُ والقَبْصةُ دون القَبْضة* أبو زيد* الضَّبْثُ ـ قَبْضُك على الشىء والضَّبْث أيضا ـ إلقاؤك يَدَك بِجِدٍّ

فيما تعمله وقد ضَبَثَ به يَضْبِثُ ضَبْثًا* أبو زيد* أَهْوَت يدِى للشىء وهَوَتْ ـ تناولتْه* ابن دريد* بَشَشْتُ الى الشىء بيدِى ـ مَدَدْتُها اليه لتَتَناوَله وتناهَدَ القومُ الشىءَ ـ تَناوَلُوه بينهم والرَّمْشُ ـ التناوُل بأطراف الاصابع واللَّمْسُ باليد رَمَشْتُه أَرْمُشُه والمَرْشُ كالقَرْصِ مَرَشَه يَمْرُشُه والنَّرْشُ ـ التناوُل باليد ولا أعرف ذلك لانه ليس في كلامهم راء قبلها نون وقال مَلَشْتُ الشىءَ أمْلُشُه مَلْشًا ـ اذا فَتَّشْتَه بيدِك كانك تطلبُ فيه شيأ واللَّمْصُ أن أخُذَ الشىءَ بطرف أصابعك فتَلْطَغَه كالعَسل وما أشبهه لَمَصَهُ يَلْمُصُه* صاحب العين* ذَوْقَلَ الشىءَ ـ أخَذَه وأكله* أبو زيد* تَزَوَّلْتُ الشىءَ وزَوَّلْتُه ـ أخَذْتُه* أبو عبيد* أرْجَعَ يدَه ـ أَهْوَى بها الى كِنانَتِه ليأخُذَ سهما* صاحب العين* الخَطْفُ ـ الاخذُ في سرعة واسْتِلابٍ ـ خَطِفَه وخَطَفَه يَخْطِفُه وتَخَطَّفَهُ واخْتَطَفه وفي التنزيل (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) وفيه (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) * سيبويه* خَطَفَه واخْتَطَفَه كما قالوا نَزَعه وانْتَزعه* صاحب العين* القَمْطُ ـ الاخذُ والقَمَّاطُ اللِّصُّ منه* ابن دريد* لَقَثْتُ الشىءَ لَقْثًا ـ أخَذْتُه أخذا سريعا مُسْتوْعِبًا وليس بثبَت والجَذْبُ ـ الاخذُ بكَثْرة وهى المُجاذَبة وهو يرجع الى المُساهَلة والدَّغْفُ ـ الاخذُ الكثير دَغَفَ يَدْغَفُ والقَذْمُ ـ الاخذُ الكثير رجل قُذَمٌ ـ كثيرُ الاخْذِ لِمَا وَجَد* صاحب العين* ضَرَبَ بيده الى كذا ـ أى أَهْوَى* أبو عبيد* المُعْتَصِرُ ـ الذى يُصِيب من الشىء يأخُذُ منه وأنشد

* يَعْصِرُ فينا كالذى تَعْصِرُ*

ومنه قوله تعالى (وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) * صاحب العين* دَحَقَتْ يَدُه دَحْقًا ـ قَصُرَتْ عن تَناوُلِ الشىء* ابن دريد* خَثْلَمْتُ الشىءَ ـ أَخَذْتُه في خُفْية

التعلق

* أبو عبيدة* تَعَلَّقْتُ بالشىء واعْتَلقْتُ به وتَعَلَّقْتُه واعْتَلَقْتُه وعَلِقْتُه وأنشد

اذا عَلِقَتْ قِرْنًا خَطاطِيفُ كَفّه

رأَى الموتَ رَأْىَ العَيْنِ أسْوَدَ أَحْمَرا

وقد يقال في العِشْقِ عَلِقْتُه وعَلِقْتُ به أيضا* أبو عبيد* عَلَّقْتُ الشىءَ بالشئ ومنه وعليه والعِلَاقَةُ ـ ما عَلَّقْتَه عليه وبه وأعْلَقْتُ الشىءَ جعلتُ له عِلَاقةً والعَلَقُ ـ كلُّ ما عُلِّقَ* صاحب العين* المِعْلَاقُ والمُعْلُوقُ ـ كُلُّ ما عُلِّقَ من عِنَب أو غيره ومَعاليقُ العِقْد ـ الشُّنُوفُ يُجْعَل فيها من كل ما يَحْسُن فيه* أبو زيد* ما بينهما عَلَاقة ـ أى شئ يتعلق به أحدُهما على الآخر ولى في هذا الامر عُلُوق ومُتَعَلَّق فأما قوله

* عَلِقَتْ من اسامةَ العَلَّاقه*

فانه عنى الحيةَ لتَعَلُّقِها وعَلِقَ به عَلَقًا وعُلُوقًا ـ تَعَلَّقَ والعَلُوقُ ـ ما يَعْلَقُ بالانسان* أبو عبيدة* النَّوْطُ ـ التعليقُ وقد نُطْتُه والانْواطُ ـ العَلائقُ واحدُها نَوْطٌ وفي المثل «عاطٍ بغَيْرِ أَنْواط» وقالوا هو مِنْكَ مَنَاطَ الثُّرَيَّا ـ أى مُعَلَّقَها وأنشد سيبويه

وان بَنِى حَرْبِ كما قَدْ عَلِمْتُمُ

مَناطَ الثُّرَيَّا قد تَعَلَّتْ نُجُومُها

* أبو عبيد* هَدَلْتُ الشىءَ أَهْدلُه هَدْلاً ـ أَرْسَلْتُه الى أَسْفَلَ* أبو حاتم* وقد تَهَدَّل* أبو عبيد* أَغْدَفْتُ الثوبَ كذلك* أبو زيد* شَمَّرْتُه ـ أرْسَلْتُه والأعرفُ قَلَصْتُه فهو ضِدٌّ* ابن دريد* الشَّانِصُ ـ المُتَعَلِّق بالشئ شَنَصَ يَشْنُصُ شُنُوصًا* صاحب العين* تَطَوَّحَ في الهواءِ ـ ذهَبَ وجاءَ

الملك

* ابن السكيت* هو في مِلْكِى ومَلْكِى وقد مَلَكَهُ يَمْلِكُه مِلْكًا وقد أَبَنْتُ هذا في باب الملك والسلطان* أبو عبيد* هو لى بَرْدَةُ يَمِينِى ـ اذا كان لك مَعْلُوما وهى لك بَرْدَةُ نَفْسِها ـ أى خالصةً

الرفق بالشئ والسياسة له

واخراجه واظهاره

* ابن دريد* رَفَقَ به يَرْفُقُ رِفْقًا ورَفُق ورَفِقَ* أبو زيد* رَفَقْتُ به وله وعليه ورَفِقْتُ رِفْقًا ـ لَطَفْتُ وهو به رَفِيقٌ وأوْلاهُ رافِقَةً أى رِفْقًا* أبو عبيد* رَفَقْتُ به وأَرْفَقْتُه وقال ضَحَّيْتُ عن الشىءِ وعَشَّيْتُ ـ رَفَقْتُ به* ابن دريد* أَرْهِ على نَفْسِك ـ أى ارْفُقْ بها* أبو عبيد* ضَاهَأْتُ الرجلَ وغَيْرَه ـ رَفَقْتُ به* صاحب العين* ضَاهأْتُ الرجلَ بمعنَى ضَاهَيْتُه ولا أَعْرِفُ صِحَّتَها* ابن دريد* لم تَفْعَلْ به المِهَرَةَ ولم تُعْطِه المِهَرَة وذلك اذا عالجتَ شيئا فلم تَرْفُقْ به ولم تُحْسِن عَملَه وكذلك اذا غَذَّى انْسانًا أو دابةً فلم يُحْسِنْ* أبو عبيد* آلَ رَعِيَّتَهُ أَوْلاً وإيَالاً ـ أحْسَنَ سِيَاسَتهَا وفي المثل «قد أُلْنا وإيلَ علينا» يقول وَلِينَا ووُلِىَ علينا وقال خَزَوْتُ الرجلَ ـ سُسْتُه وأنشد

* واخْزُها بالبِرِّ للهِ الاجَلّ*

* أبو زيد* رَفَّهْتُ عنهُ ـ رَفَقْتُ به وكذلك اذا كان في ضِيقِ فنَفَّسْتَ عنه* صاحب العين* الهَوْنُ والهُوَيْنَا ـ التُّؤَدةُ والرِّفق والسكينة رجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ والجمعُ هَيْنُونَ وفرق بعضهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال الهَيِّنُ من الهَوان والهَيْنُ من اللِّينِ وتَكَلَّم على هِينَتِه ـ أى على رِسْله* أبو زيد* فَرَّطْتُ الرجلَ ـ كَفَفْتُ عنه وأمْهَلْتُه* ابن السكيت* رَفَوْتُه ـ سَكَّنْتُه* ابن دريد* نَبَلْتُ به أنْبُلُ ـ رَفَقْتُ* أبو زيد* انْتُ أَؤُنُ أَوْنًا ـ وهو الرِّفْقُ في السَّيْر والعمل* أبو عبيد* الايشَاءُ ـ اخْراجُ الشىءِ بالرِّفْقِ وقال انْتَجَفْتُ الشىءَ ـ اسْتَخْرَجْتُه والمَنْجُوفُ ـ المَحْفُورُ وأنشد (١)

* الى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجُوفِ*

* أبو عبيد* النَّجاشِىُّ ـ المُسْتَخْرِجُ للشئ وقد نَجَشَ الشىءَ يَنْجُشُه نَجْشًا اسْتَخْرجه والنَّجْشُ اسْتِثارةُ الشئ* ابن دريد* نَجَشْتُ الصيدَ وغَيْرَه أنْجُشُه

__________________

(١) قوله وأنشد أى أبو عبيد لأبى زبيد يرثى عثمان بن عفان وصدره

ان كان مأوى وفود الناس راح به رهط الى جدث الخ كذا في اللسان كتبه مصححه

نَجْشا اسْتَخْرَجْتُه* أبو عبيد* عَنَوْتُ الشىءَ ـ أخْرَجْتُه وأنشد

تَعْنُو بِمَخْرُوبٍ له ناضِحٌ

ذُو رَوْنَقٍ يَغْذُو وذُو شَلْشَلِ (١)

قال أبو على هذه رواية المصنف لمخروب ورواية الاصمعى في شعر المُتَنَخِّل الهُذَلى لمخروت فالمخروبُ ـ المرقوعُ والمخروتُ ـ المَثْقُوبُ* أبو عبيد* تَنَصَّلْت الشىءَ ـ أخْرَجْتُه* أبو زيد* بَحَثْتُ الشىءَ أَبْحَثُه بَحْثًا وتَبَحَّثْتُه ـ استخرجتُه ومنه تَبَحَّثْتُ الاخْبارَ* ابن دريد* نَبَشْتُ الشىءَ نَبْشًا ـ استخرجتُه بعد الدَّفْن ومنه نَبْشُ الموتَى والنَّبَّاشُ فاعلُ ذلك وحِرْفَتُه النِّباشَة* صاحب العين* انْتَشْتُ الشىءَ ـ اسْتَخْرَجْتُه وأنشد

* وانْتَاشَ عانِيَه من أَهْلِ ذِى قَارِ*

* ابن دريد* خاشَ ما في الوِعاءِ ـ أَخْرَجَ ما فيه جَرْفًا وقد انْسَلَتَ عَنَّا فلانٌ ـ انْسَلَّ وهم لا يعلمون به وقال مَسَرْتُ الشىءَ أَمْسُرُه مَسْرًا ـ اسْتَلَلْتُه وأخرجتُه من ضِيقٍ* صاحب العين* بَرِحَ الخَفاءُ ـ ظَهَر ومنه الارضُ البَراحُ للظاهرة الواسعةِ وقد تقدم وقال فعلتُ الامْرَ ضاحِيَةً ـ أى بَيِّنًا وقد وَضَحَ الشىءُ وُضُوحًا وضِحَةً وتَوَضَّحَ وأَوْضَحَ وأَوْضَحْتُه ووَضَّحْتُه وأَمْرٌ واضحٌ ووَضَّاحٌ* أبو عبيد* جَهَرَ الشىءُ ـ عَلَنَ وجَهَرْتُه أنا وأجْهَرْتُه* صاحب العين* نَهَج الامْرُ وأَنْهَجَ ـ وَضَحَ والشُّهْرَة ـ ظُهورُ الشئ في شُنْعَة وقد شَهَرْتُه أَشْهَرُه شَهْرًا وشَهَّرْتُه واشْتَهرْتُه ورجل مَشْهُور وشَهِير وأَمْرٌ مَشْهُور ومُشْتَهِر* ابن السكيت* أَشْرَرْتُ الشىءَ ـ أظْهَرْتُه وأنشد

فما بَرِحُوا حَتَّى رَأَى اللهُ صَبْرَهُمْ

وحَتَّى أُشِرَّتْ بالاكُفِّ المَصاحِفُ

* صاحب العين* نَدَرَ الشىءُ يَنْدُر نُدُورًا ـ سَقَطَ من جَوْفِ شئ أو من بين أشياء فظَهر ومنه نَوادرُ الكلامِ لِمَا شَذَّ منه لطهوره* الاصمعى* بَدا الشىءُ بَدْوًا وبُدُوًّا وبَدَاءً ـ ظَهر وأبْدَيْتُه أنا وقال مَرَيْتُ الشىءَ وامْتَرَيْتُه ـ اسْتَخْرَجْتُه* أبو زيد* بانَ الشىءُ واستبانَ وتَبَيَّنَ وأبانَ وبَيَّنَ ـ ظَهَر وفي المثل «قد بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَيْنِ» وبِنْتُه أنا وأبَنْتُه وشئ بَيِّنٌ* أبو حاتم* نَقَشْتُ الشوكةَ بالمِنْقَاش ـ اسْتخرجتُها* الاصمعى* صَوَّأْتُ عن هذا الامْرِ ـ اسْتَخْرَجْتُه

__________________

(١) قلت لقد حرف أبو عبيد هنا في بيت المتنخل الهذلى تحريفا شنيعا تبعه فيه على بن سيده ولم يشعر به أبو على الفارسى كما أنه لم يتعرض لمعنى البيت وفرق بين مخروب ومخروت وهما مترادفان ولم يقم دليلا ولا أتى بجمعة على فرقه بينهما وصواب انشاد البيت

تعنو ب؟ له ناضح

ذوريق يغذووذو شلشل

ومعنى البيت أن الشاعر وصف دمع عينه فشبهه بشنة في قعرها شق ينفح بالماء بدليل قوله قبله

فانهل بالدمع شؤوني كان الدمع يستبدر من منخل

أو شنة ينفح من قعرها

عط بكفي عجل منهل

الخ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به

اخفاء الشئ

* صاحب العين* الخَافِيةُ ـ نَقِيضُ العَلَانيةِ وقد خَفِىَ الشىءُ خَفاءً فهو خافٍ وخَفِىٌّ والخَفَاءُ ـ الشَّئُ الخَفِىُّ* ابن السكيت* فَعله خَفْيًا وخِفْيَةً وخُفْيَةً* صاحب العين* اسْتَخْفَيْتُ منه ـ اسْتَتَرْتُ وكذلك اخْتَفَيْتُ واخْتَفَيْتُ الشىءَ كخَفَيْتُه والخِفَاءُ ـ رِدَاءٌ تَلْبَسُه العروسُ على ثوبها تَسْتُره به وكلُّ ما سَتَرْتَ به شيئا فهو له خِفَاء والجمعُ أَخْفِيةٌ* أبو زيد* الغَفْر ـ السَّتْر غَفَره يَغْفِرُه غَفْرًا وقال اصْبُغْ ثَوْبَك فانَّهُ أغْفَرُ للوَسَخ ـ أى أسْتَرُ له* ابن دريد* غَفَرْتُ المتاعَ في الْوِعاءِ أغْفِرُه غَفْرًا ـ أدْخَلْتُه فيه* أبو زيد* كَنَنْتُ الشىءَ أَكُنُّه كَنًّا وكُنُونًا وأَكْنَنْتُه ـ سَتَرْتُه والكِنُّ والكِنَانُ والكِنَّةُ سِتْرُ كُلِّ شئ ووِقاؤُه والجمعُ أَكِنَّةٌ وكَنَنْتُ الشىءَ فى صَدْرِى أَكُنُّه كَنًّا وأكْنَنْتُه كذلك وكَنَنْتُ عنه أمرى أخْفَيْتُه وقيل أكْنَنْتُ الشىءَ سَتَرْتُه وكَنَنْتُه صُنْتُه واسْتَكَنَّ الرجلُ واكْتَنَّ صارَ في كِنٍّ واكْتَنَّتِ المرأةُ غَطَّتْ وَجْهَهَا حَياءًا ومنه الكانُونُ المُصْطَلَى كانَّ النارَ اكْتَنَّتْ فيه* ابن دريد* سَتَرْتُ الشىءَ أَسْتُرهُ وأَسْتِرُه سَتْرًا والسِّتارةُ ـ ما سَتَرَكَ من شمس وغيرها وهى السُّتْرة والسِّتْرُ والجمعُ أَسْتارٌ وسُتُورٌ وكذلك حَجَبْتُه أَحْجُبُه حَجْبًا وحِجَابًا واحْتَجَبَ هو والحاجِبُ ـ البَّوابُ منه وجمعه حَجَبَة وخُطَّتُه الحِجابةُ وكُلُّ ما حالَ بين الشيئَين حِجابٌ وجمعُه حُجُبٌ وقال جَنَزْتُه أَجْنِزُه جَنْزًا سَتَرْتُه ومنه اشتقاقُ الجَنازة* أبو زيد* دَبَّأْتُ الشىءَ ـ وارَيْتُه* ابن دريد* الجَلْهَزة إغْضَاؤُكَ على الشئ وكِتْمَانُكَ إياه وليس بثبت وقال خَمَرْتُ الشىءَ ـ غَطَّيْتُه وسَتَرْتُه وكذلك دَرْمَسْتُه وقَلْنَسْتُه النون زائدة ويمكن أن يكون اشتقاقُ القَلَنْسُوة منه وذكر عن الخليل أنه قال القَلْنَسةُ ـ أن يجمعَ الرجلُ يديه في صدره ويقومَ كالمُتَذَلِّلِ* ثعلب* هو يُزَغْزِغُ أَمْرًا أى يُخْفِيه* أبو زيد* خَبَنْتُ الشىءَ أخْبِنُه خَبْنًا ـ أخْفَبْتُه* أبو عبيد* أَضْبَأَ على الشئ ـ سَكَتَ عليه وكتَمه* ابن السكيت* أَضَبَّ عليه وقد ضَبَّ وضَبَّبَ* أبو عبيد* ضَبَأْتُ ـ استخفيتُ* ابن دريد* الخَمْنُ ـ الاخْذُ في خُفْية قال ولا أَحْسَبُه عربيا مَحْضًا واللَّوِيَّةُ ما خَبَأْتَه من غيرك

وأخْفَيْتَهُ* ابن السكيت* الْتَوَتِ المرأةُ لَوِيَّةً ـ ادَّخَرَتْ ذَخِيرةً* صاحب العين* والكُمُونُ ـ الاسْتِخْفاء كَمَنْتُ له اكْمُنُ كُمُونا وكَمِنْتُ وأكْمَنْتُ غيرى* ابن دريد* وكلُّ شئٍ اسْتَتَر فقد كَمَنَ* صاحب العين* مَحَاجِرُ القومِ ـ مَكامِنُهم والسِّرُّ ـ ما أَخْفَيْتَ والجمعُ أسْرار وهى السَّرِيرة وقد أَسْرَرْتُه كَتَمْتُه وأظهرتُه وسَارَرْتُه مُسَارَّةً أعْلَمْتُه بسِرِّى* ابن دريد* لَطَّ على الشئ وأَلَطَّ ـ سَتَرَ عليه والاسم اللَّطَطُ* صاحب العين* طَمَرَ الشىءَ طَمْرًا ـ خَبَأَهُ والمَطْمُورةُ ـ حُفْرة تحت الارض يُخْبَأُ فيها الطعامُ* أبو زيد* كَمَيْتُ الشىءَ كَمْيًا وأكْمَيْتُه ـ سَتَرْتُه ومنه كَمَى شهادتَه وكُلُّ ما سَتَرك فقد كَماكَ ونَكَمَتْهُم الفِتَن غَشِيَتْهم* صاحب العين* أضْمَرْتُ السِّرَّ ـ أخْفَيْتُه والضميرُ السِّرُّ وداخلُ الخاطِرِ وقال جَنَنْتُ الشىءَ أَجُنُّه جَنًّا سَتَرْتُه* ابن السكيت* ومنه جَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنًّا وجُنُونا وجَنَّ عليه وأَجَنَّه واجْتَنَنْتُ عنه واسْتَجْنَنْتُ ـ اسْتَتَرْتُ* صاحب العين* ضَبَنَ الرجلُ ـ اذا خَبَأ شيئا في كَفِّه والتَّطْبِيسُ ـ التَّطْبِيقُ وقال وَرَّيْتُ الشىءَ وعنه ـ أظهرتُ خلافَه وأَرَّيْتُ لغةٌ* أبو زيد* سَرِقَ الشىءُ سَرَقًا ـ خَفِىَ* أبو حاتم* خَبَأْتُ الشىءَ ـ أَخْبَأهُ خَبْئًا أخْفَيْتُه واخْتبَأْتُ منه ـ اسْتَخْفَيْتُ ومنه الخَبِيئَةُ* صاحب العين* الخُبْأهُ ـ ما خَبَأْتَ من ذَخِيرة ليومٍ مَّا* أبو زيد* ضَبَأْتُ في الارض ضُبُوءًا وضَبْئًا ـ اخْتَبَأتُ وقال تَخَبَّأْتُ على الشئ ـ اذا أَخَذْتَه فَوَارَيْتَه وكذلك تَلَمَّأْتُ عليه وأَلْمَأْتُ* الأُمَوِىُّ* بَأَرْتُ الشىءَ وابْتَأَرْتُه ـ خَبَأْتُه

انتزاعُ الشئ واجتذابُه وغَمْزُه

* صاحب العين* نَزَعْتُ الشىءَ أَنْزِعُه نَزْعًا فهو مَنْزُوعٌ ونَزِيعٌ وانْتَزَعْتُه ـ يعنى أَزَلْتُه* سيبويه* انْتَزَع ـ اسْتَلَبَ وأما نَزَعَ ـ فهو تَحْوِيلُك للشئ وان كان على نحو الاسْتِلَاب* صاحب العين* ونَزَعَ الاميرُ عامِلاً عن عَمَلِه ـ أَزالَهُ منه وهو على المَثَل والقَلْع ـ انتِزاعُ الشىءِ من أصله قَلَعْتُه أَقْلَعُه قَلْعًا وقَلَّعْتُه واقْتَلَعْتُه فانْقَلَع وتَقَلَّع واقْتَلَع* سيبويه* قَلَعَه نَزَعَه وحَوَّلَهُ

واقْتَلَعه ـ اسْتَلَبه* صاحب العين* قُلِعَ الوالى قَلْعًا وقُلْعَةً ـ عُزِلَ وهو منه والدنيا دارُ قُلْعةٍ أى اقْتِلَاع وغيرُها منزلُ قُلَعَةِ وهو المنزل الذى لا تملكه والقُلْعة من المال ما لا يدوم وكُلُّه على المَثَل* ابن السكيت* رَماهُ بقُلَاعةٍ خفيفةَ اللام ـ وهو ما اقْتَلَعَه من الارض* أبو عبيد* صَلْمَعْتُ الشىءَ ـ قَلَعْتُه من أصله وأنشد

أَصَلْمَعةُ بْنَ قَلْمَعةَ بْنِ فَقْعٍ

لَهِنَّكَ لا أَبا لَكَ تَزْدَرِينِى

وقال احْتَفَيْتُ الشىءَ ـ افْتَلَعْتُه من الارض وقال أتَيْنَاهُ فارْتَدَفْناهُ ـ أى أخَذْناه أَخْذًا* ابن دريد* قَثْقَثْتُ الوَتِدَ وغيرَه ـ اذا أَرَغْتَهُ لِتَنْتَزِعَه* صاحب العين* زَعْزَعْتُه ـ حَرَّكْتُه* ابن دريد* عَتَشْتُ الشىءَ أَعْتِشُه عَتْشًا ـ اجْتَذَبْتُه وقال مَلَتُّ الشىءَ أَمْلُتُه مَلْتًا ومَتَلْتُه مَتْلاً ـ زَعْزَعْته وحَرَّكْته وقال تَقَوَّبَ الشىءُ ـ انْقَطَعَ من أصله ومنه اشْتقاقُ القُوَباءِ ومَثَلٌ «تَخَلَّصَتْ قائِبةٌ من قُوبٍ» أى بَيْضةٌ من فَرْخ وأصلُه انْحِلَاقُ الشَّعَرِ عن الجِلْد وقال نَتَخْتُ الشىءَ أَنْتَخُه وأَنْتِخُه نَتْخًا ـ انْتَزَعْتُه من موضعه وبه سمى المِنْتَاخُ* صاحب العين* نَتَخْتُ الشوكةَ أَنْتِخُها ـ اسْتَخْرَجْتُها والمِنْتاخُ ما تُخْرَجُ به* ابن دريد* مَتَسَه يَمْتِسُه مَتْسًا ـ أراغَه لِيَنْتَزِعَه من نَبْتٍ أو غيرِه والعَرْتُ ـ الانْتِزاعُ وقد عَرَتَهُ وهو الدَّلْكُ أيضا والخَلْجُ ـ الانْتِزاعُ خَلَخَه يَخْلِخُه خلْجًا* صاحب العين* اخْتَلَجْتُه وتَخَلَّجْتُه* ابن السكيت* ومنه ناقة خَلُوجٌ ـ اذا جُذِبَ عنها ولدُها بموتٍ أو ذَبْح فتَحِنُّ اليه وقيل هى التى تَخْلِجُ السَّيْرَ من سُرْعَتِها أى تَجْذِبُه ومنه الخلِيجُ الحَبْلُ لانه يَخْلِجُ ما شُدَّبه أى يَجْذِبُه واخْتَلَجَ الرجلُ رُمْحَهُ من مَرْكَزِه انْتَزَعه* غيره* انْقَعَب الشىءُ ـ انْقَلَع من أصلِه والقَعْثَرة اقْتِلَاعُ الشئ من أَصْلِه* صاحب العين* مَصَخْت الشىءَ أمْصَخُه مَصْخًا وامْتَصَخْتُه ـ جَذَبْتُه من جَوْفِ شئ آخَر وامْتَصَخَ الشىءُ من الشئ ـ انفصل* ابن دريد* مَرَّ فلانٌ برُمْحِه مَرْكُوزًا فامْتَغَطَه وامْتَخَطَه ـ أى انتزعه والمَاخِطُ ـ الذى ينتزع الجلدةَ الرقيقةَ عن الحُوَار وقال مَعَدْتُ الرُّمْحَ أَمْعَدهُ ـ انتزعتُه من مَرْكَزِه* غيره* زُحْتُ الشىءَ زَوْحًا ـ أَزَحْتُه عن موضعه ونَزَعْتُه

وزاحَ الشىءُ يَزُوحُ ويَزِيحُ زَيْحًا وزَيَحَانًا زالَ عن مكانه وأَزَحْتُه أنا* صاحب العين* مَلَخْتُ الشىءَ أَمْلُخُه مَلْخًا وامْتَلَخْتُه ـ اجْتَذَبْتُه في اسْتِلالٍ يكون ذلك قَبْضًا وعَضًّا وامْتَلَخْتُ اللجامَ من رأس الدابة انْتَزَعْتُه* ابن دريد* امْتَلَخْتُ البُسْرةَ من قِشْرِها واللَّحْمَةَ من عَظْمِها كذلك* صاحب العين* نَتَقْتُ الشىءَ أَنْتُقُه نَتْقًا وأَنْتِقُه ـ جَذَبْتُه واقْتَلَعْتُه* النضر* كَدَدْتُ الشىءَ أَكُدُّه كَدًّا ـ تَزَعْتُه بيدى* ابن دريد* دَاقَهُ دَيْقًا ـ أراغَهُ لِيَنْتَزِعَه وقال عَرَزْتُ الشىءَ أَعْرِزه عَرْزًا ـ انتزعتُه انتزاعًا عَنيفًا والعَشْطُ ـ اجْتِذابُك الشىءَ مُنْتَزِعًا له عَشَطْتُه أَعْشِطُه ومنه اشتقاقُ العَشَنَّطِ وهو الطويلُ* صاحب العين* الجَرُّ ـ الجَذْبُ جَرَّه يَجُرُّه جَرًّا واسْتَجَرَّه واجْتَرَّه* ابن دريد* الجَذْبُ النَّشْعُ انتزاعُك الشىءَ بعُنْف والنُشَاعةُ ـ ما انْتَشَعْتَه وقد عَلَضْتُ الشىءَ أَعْلِضُه عَلْضًا ـ اذا حَرَّكْتَه لِتَنْتَزِعَه كالوَتِدِ وما أشبهه وهَلَضْتُه أَهْلِضُه هَلْضًا ـ انتَزَعْتُه وقال نُضْتُ الشىءَ نَوْضًا ـ اذا عالجتَه لتنتزعَه كالغُصْنِ والوَتِدِ ويقال جَفَأْتُ الشىءَ أَجْفَأه جَفْئًا ـ انتزعتُه وأصل ذلك أن تنتزعَ الشُّجَيْرةَ من أصلها* أبو حنيفة* كُلُّ شئ قَلَعْتَه من أصله فقد اقْتَعَفْتَه* ابن الاعرابى* زَحَّ الشىءَ يَزُحُّه زَحًّا ـ جَذَبه في عَجَلة وقال لَصْلَصْتُ الوَتِدَ وغَيْرَه ـ اذا حَرَّكْتَه لتَنْتزعه وكذلك السِّنّانُ من الرُّمْح والضِّرْسُ* أبو عبيد* الشَّغْزَبةُ ـ الاخْذُ بالعُنْفِ ومن ذلك اعْتَقَلَه الشَّغْزَبيَّةَ* ابن دريد* والغَسْلَبةُ ـ انتزاعُك الشىءَ من يد الانسانِ كالمُغْتَصِب له والقَعْثَرةُ ـ اقْتِلاعُك الشىءَ من أصلهِ والقَفْثلَةُ ـ جَرْفُكَ الشئ بسُرْعة وقال خَرْفَجَ الشىءَ ـ أَخَذَه أَخْذًا كثيرا وأنشد

خَرْفَجَ مَيَّادُ أَبِى ثُمامَهْ

اذْ أَمْكَنَتْهُ سُوقَها اليَمامَهْ

والدَّعْلَجَةُ ـ الاخْذُ الكثيرُ وأنشد

* يَاْكُلْنَ دَعْلَجَةً ويَشْبَعُ من عَفّا*

وقال قَفْطَلَهُ من يَدِى ـ اخْتَطَفَه* غيره* خَرْبَقْتُ الشىءَ جَذَبْتُه نَحْوَ شئٍ تَجْذِبُه من شئ فتَشَقُّه طُولاً* ابن السكيت* نَزَعَ ضِرْسَه وامْتَلَخ ضِرْسَه* ابن دريد* رَكَكْتُ الشىءَ بيدِى فهو مَرْكُوكٌ ورَكِيكٌ ـ غَمَزْتُه لَاعْرِفَ حَجْمَه

وحَثْرَفْتُه زَعْزَعْتُه وليس بِثَبتٍ وقال ضَبَكْتُ الرجلَ وضَبَّكْتُه ـ غَمَزْتُ يَده يمانية ـ والمَثْطُ والنَّثْطُ ـ غَمْزُكَ الشىءَ بيَدِكَ على الارض وليس بثبت والوَحْصُ السَّحْبُ عُنْفًا وقد وَحَصَه يَمَانيةٌ وقال فَصَعْتُ الشىءَ أَفْصَعُه فَصْعًا ـ اذا دَلَكْتَه بأُصْبُعَيك لِيَلِينَ فَيَنْفَتِحَ عما فيه* صاحب العين* سَفَعَ بنَاصِيَتِه ويَدِه ورِجْله يَسْفَعُ سَفْعًا ـ جَبَذَ وسَفَعَ قَفَاء يَسْفَعُها سَفْعًا ضَرَبَها

قلة الرفق بالشئ

* صاحب العين* العُنْفُ ـ قِلَّةُ الرِّفْقِ بالشئ وقد عَنُفَ به عُنْفًا فهو عَنِيفٌ والجمع عُنُفٌ وقد أَعْنَفَه وعَنَّفَهُ واعْتَنَفْتُ الشىءَ ـ أخَذْتُه في شِدَّة وقيل العَنِيفُ الاخْرَقُ بما عَمِلَ ووَلِىَ عَنُفَ به عُنْفًا وعَنافَةً وأَعْنَفَه وعَنَّفَهُ

أخذ ما ارتفع للانسان من شئ

* أبو عبيد* ما يُوجِفُ له شئٌ الا أَخذَه ـ أى ما يَرْتَفِع وكذلك ما يُشْرِفُ ويُطِفُّ وقال خُذْ ما طَفَّ لَكَ وأَطَفَّ واسْتَطَفَّ وقال ذَفَّ الامْرُ يَذِفُّ واسْتَذَفَّ ـ تَهَيَّأَ* ابن دريد* نَضَّ الشىءُ يَنِضُّ نَضًّا وهو أن يُمْكِنَك بَعْضه وأكْثَرُ ما يُسْتعمل أن يقال ما نَضَّ لى منه الا اليسيرُ ولا يُومَأُ بذلك الى كثرةٍ وقال هذا الامْرُ على حَبْلِ ذراعِكَ ـ أى مُمْكِنٌ لك وقال راجَ الأمْرُ رَوْجًا ورَوَاجًا ـ جاءَك في سُرْعةٍ وكذلك زَجَا يَزْجُو زجَاءً* أبو زيد* ما يُعْوِزُ له شَئٌ الا أَخَذَه وما يُعْوِرُ له كذلك

بسط الشئ

* صاحب العين* بَطَحْتُ الشىءَ أَبْطَحُه بَطْحًا فانْبَطَحَ وتَبَطَّحَ والرَّدْحُ ـ بَسْطُ الشىءِ على الارضِ حتى يَسْتَوِىَ وقد جاء في الشعر مُرَدَّح بمعنى مَرْدُوح

أخذُ الشئ برُمَّتِه وأوَّله

* ابن السكيت* وَعَبْتُ الشىءَ وَعْبًا وأَوْعَبْتُه واسْتَوْعَبْتُه ـ أخذتُه أجمعَ

* أبو عبيد* أَوْعَبَ بَنُو فلانٍ لِبَنىِ فُلان ـ اذا لم يَبْقَ منهم أحدٌ الا جاءهم وقال أَخَذَ الشىءَ بزَغْبَرِه وزَوْبَرِهِ وزَأْبَرِهِ* السيرافى* بزابَرِهِ غَيْرَ مهموز* أبو عبيد* وجَلْمَتِهِ وزَأْبَجِه وزَأْمَجِه وطَلِيفَتِهِ وحَذَافِيرهِ* ابن دريد* الحذْفارُ والحُذْفُورُ ـ أعالِى الشىءِ وأنشد

* وقد مَلَأَ السَّيْلُ حِذْفارَها*

ومنه قولُهم أعطاه الدُّنيا بحَذَافيرِها ـ أى جميعها* أبو عبيد* أَخَذَه بجَرَامِيزِه وجَذَامِيرِه وحَذَامِيرِه ورَبَّانِه ورُبَّانِه وصِنَايَتِهِ وسِنَايَتِه كلُّ ذلك اذا أَخَذَه فلم يَدَعْ منه شيئا* أبو زيد* أَخَذْتُ الامْرَ بضَنانتِه ـ اذا أَخَذَه وهو طَرِىٌّ لم يتغير ولم يتفرّق وأخذتُه بغَراضَتِه مِثْلُها* ابن دريد* قَحَثْتُ الشىءَ أَقْحَثُه قَحْثًا ـ أخذتُه عن آخره والاقْتِحافُ ـ أَخْذُ الشئ والذهابُ به وقال أَدْرَكَ الأمْرَ بِسِكَّنِه ـ أى في حِينِ امْكانه* ابن السكيت* أَخَذَه بأَجْمَعهِ وأَجْمُعِه وصُبْرَتهِ وأَصْباره وأَصِيلَتهِ وزَبَوْ بَرِه ورَبَغِه وحَدائَتِه وأَزْمَلِه* صاحب العين* الازْدِمالُ ـ احتمالُ الشئ كله بمَرَّةٍ واحدةٍ* أبو زيد* خَرَجَ بِأَزْمَلِه ـ يعنى جماعة الاهْل والمالِ وقال أَكَلَ الضَّبَّ بقِلِّيَّتِه ـ أكَلَه كُلَّه بعظامه وجلده وخَرَج القومُ بقِلِّيَّتِهم ـ اذا لم يتركوا أحدا وقال جاء القومُ الْقِمَّةَ ـ اذا جاؤا جميعا كلُّهم وقال جاءَ بَنُو فلانٍ بقُثَاثَتِهم ـ أى بكل شئ* ابن السكيت* جاء القومُ قَضُّهم بقَضِيضِهم وجاؤا على بَكْرَةِ أبيهم* ابن دريد* جاء بنو فلانٍ بحَفِيلِهم ـ أى بأجمعهم وقال جاء القومُ جَمَّ الغَفِير وجَمَّاءَ الغَفِير وجَمًّا غَفِيرًا ـ جاؤا بأجمعهم* سيبويه* جاؤا الجماءَ الغَفِيرَ قال والغَفِيرُ وصف لازم* أبو زيد* أخذ الامْرَ بقَوابِله ـ أى اسْتَقْبَلَ وَجْهَ الامْرِ* ابن دريد* اللَّمْءُ ـ أخْذُ الشىءِ بأجْمَعِه ولَمَأَهُ يَلْمَأُهُ والهَيْسُ ـ أخذُك الشئ بكَثْرة وقد هاسَ* ابن السكيت* أَخَذَه مُكَهْمَلاً ـ أى بجميعه* أبو زيد* خُذْه بجِنِّه ـ أى كُلَّه* ابن دريد* أَخَذَ الامْرَ بِجِنِّه وجِنُّ كُلِّ شئٍ أَوَّلُه* صاحب العين* الحَافِرةُ ـ الخِلْقَةُ الاولَى وفي التنزيل (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) * أبو عبيد* الرَّيْعَانُ ـ أَوَّلُ الشىءِ والعُنْفُوانُ مِثْله* قال سيبويه* ونُونه الاخيرةُ

وواوُه زائدتان لانه من الاعْتِناف وخص بعضُهم به أوّلَ الخَمْرِ والنباتِ والشَّباب* أبو عبيد* الرَّيِّقُ مثلُه* أبو زيد* البُداهَةُ ـ أَوَّلُ كلِّ شئ وما يَفْجَأُ منه بَدَهْتُه أَبْدَهُه بَدْهًا* أبو عبيدة* هى البَدِيهةُ والبَدِيئَةُ والبُداهةُ والبُدَاءةُ والبُدْهةُ والبُدْأَةُ* صاحب العين* فلان صاحبُ بَدِيهةٍ ـ أى يُصِيبُ الرَّأْىَ فى أَوَّلِ ما يُفَاجَأُ به وقال بِكْرُ كُلِّ شئ أوَّلُه وكُلُّ فَعْلَة لم يتقدَّمها مثلُها فهى بِكْر ومنه يقال هذا بكْرُ أبويهِ أى أَوَّلُ وَلدِ أبويه* أبو زيد* أَشْرَاطُ الشىءِ ـ أوائِلُه* ابن دريد* فُرَّ الامْرُ جَذَعًا ـ اسْتُقْبِلَ من أوّله* أبو حاتم* أتانا على إبَّانِ ذلك وتَئفَّةِ ذلك ـ أى أَوَّلهِ* ابن السكيت* أخَذْتُه من رَأْسٍ ولا تَقُلْ من الرأسِ* أبو زيد* خُذْهُ من الرأسِ* ثعلب* افْعَلْ ذلك آثِرًا مَّا ـ أى أَوَّلَ شئٍ* قال أبو على* افْعَلْ هذا أثِرًامَّا فما ههنا زائدة لازمة فيما ذكر سيبويه وقال غيره افْعَلْه أَثِرًا مَّا فملازمة للاول للعوض المعاقب للفعل وهى لازمة هنا للتأكيد الذى يقتضى آثِرًا له على وجه من الوجوه فصارتْ تقوم مَقامَ هذا الكلام ولو قال افْعَلْه أَثِرًا التَوَجَّهَ فيه أن يكون آثرا له على الوجه الذى ذكرته لك فكان يوهم هذا المعنى فاذا قال ما زال الابهام كما أنه لو قال آثرا له على وجه من الوجوه زال الابهام فما ههنا قد أفادت هذا المعنى وان أشبهت التأكيدَ فهى لا زالة الابهام بخلاف المعنى المقصود

الاخذ وهيئته

* صاحب العين* قَبِلْتُ الشىءَ قُبُولاً وتَقَبَّلْتُه أخذتُه واللهُ يَتَقَبَّلُ الاعمالَ من عباده وعنهم ويَقْبَلُها* أبو زيد* اللَّقْطُ ـ أَخْذُ الشىءِ من الارض لَقَطْتُه أَلْقُطُه لَقْطًا والْتَقَطْتُه وشئٌ مَلْقُوطٌ ولَقِيطٌ ومنه قيل للمَنْبُوذِ لَقِيطٌ والاسمُ اللِّقَاطُ واللُّقْطَةُ واللُّقَطَةُ واللُّقَاطَةُ واللَّقَطُ ـ ما الْتَقَطْتَ* صاحب العين* اللَّقْفُ ـ سُرْعةُ الاخْذِ لما يُرْمَى اليك باليد أو باللسان لَقِفْتُه لَقْفًا والْتَقَفْتُ وتَلَقَفْتُه* ابن السكيت* لَقِفْتُه لَقَفًا* ابن دريد* قَفْطَلَ الشىءَ من يدى ـ اخْتَطَفَه* صاحب العين* البَطْشُ ـ الاخذُ بشدة* الاصمعى* بَطَشَ يَبْطِشُ ويَبْطُش بَطْشا* غيره* التَّسَنُّمُ ـ الاخْذُ مُغَافَسةً وقال قَفَسْتُ الشىءَ أَقْفسُهُ

قَفْسًا ـ أَخَذْتُه أَخْذَ انْتِزاعٍ وغَصْب* صاحب العين* ذَرَرْتُ الشىءَ أَذُرُّه ذَرًّا ـ أخذتَه بأطراف أصابعك ثم نَثَرْتَه على الشئ والذَّرُورُ ـ ما ذَرَرْتَ والذُّرَارةُ ـ ما تَنَاثَر من الشئ المَذْرُور

احداث الشئ

البَدْعُ ـ احْداثٌ وقد ابْتَدَعْتُه وبَدَعْتُه وشئ بَدِيعٌ مُبْتَدَعٌ ومنه بَدَعْتُ الرَّكِيَّةَ أى استنبطتُها وقد تقدم والبِدْعُ ـ الشىءُ الذى يكون أوَّلاً ولَسْتُ ببِدْعٍ فى كذا أى لَسْتُ بأَوَّلِ من أصابه هذا ـ وفي التنزيل (ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) والبِدْعةُ ـ ما ابْتُدِعَ من الادْيانِ والآراء والاهْواء والبَدِيعُ المُحْدَثُ العَجِيبُ والبَدِيعُ ـ المُبْدِعُ ومنه (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أى مُبْتَدِعُهما والبِدْعُ والبَدِيعُ ـ المُبْتَدَعُ من كل شئ وقد خُصّصَتْ ببعض ذلك فيما تقدم وكَوَّنْتُ الشىءَ ـ أحْدَثْتُه والكَوْنُ ـ الحَدَثُ واللهُ مُكَوِّنُ الاشياء

مُعْظَمُ الشئ وجَمَاعَتُه

العِظَم ـ ضِدُّ الصِّغَر يقَعُ على الاجْرام وما تَتَجَسَّم عنه وقد عَظُمَ عِظَمًا وعَظامةً وعُظْمًا وقيل العُظْمُ الاسمُ وشئٌ عظيم وعُظَام ـ كثير والانثى بالهاء واسْتَعْظَمْتُ الشىءَ رأيْتُه عظيما وتعَاظَمَنِى عَظُمَ عندى وعَظَّمْتُه كَبَّرْتُه ومنه تعظيمُ اللهِ تعالى وعَظَّمْتُه ـ أنْكَرْتُه لعِظَمِه والعَظِيمةُ ـ الامْرُ العَظيمُ المُنْكَر والتاء للمبالغة بمنزلتها في الداهية وقد يجوز أن يُعْنَى بهما النَّكْبةُ أو الحالةُ والهَنةُ ونحوها ومُعْظَمُ الشىءِ وعُظْمُه ـ أكْبَرُه وأَجَلُّه وقيل عُظْمُه جُلُّه وعَظْمُه نَفْسُه وأَعْظَمْتُ بهذا الامر ـ جعلتُه عَظِيمًا وأعْظَمْتُ به أيضا أنْكَرْتُه* أبو عبيد* الكَوْكَبُ من كل شئ مُعْظَمُه* ابن دريد* خُضُمَّةُ الشىءِ ـ مُعْظَمُه وكذلك رُونَتُه ومنه يَوْمٌ أَرْونَانُ ـ اذا بَلَغَ الغاية في فَرَح أو حُزْن* السيرافى* أُسْطُمَّةُ الشىءِ وسُطُمَّتُه ـ وَسَطُه ومُعْظمُه وقال اصْتُمَّةُ الشىءِ ـ مُعْظَمُه تميمية التاءُ فيه بدل من طاء* ابن دريد* جَمْهَرْتُ الشىءَ ـ أخذتُ جُمْهُورَه وهو مُعْظَمُه* أبو عبيدة* الكَبْكبةُ

ـ الجماعةُ ورُبَّانُ الشىءِ ورَبَّانُه ـ جمَاعتُه وقد تقدم* صاحب العين* كَبِدُ كُلِّ شئ ـ مُعْظَمُه ووَسَطُه ومنه كَبِدُ الرَّمْل والسماء وقد تقدم وكِبْرُ الشىءِ ـ مُعْظمُه وكذلك كُبْره والكِبَرُ نَقِيضُ الصِّغَرِ وقد كَبُرَ فهو كَبِير وكُبَار وكُبَّار والجميع كِبَارٌ وكُبَّارُونَ والمَكْبُوراءُ ـ الكِبَارُ ويقال سَادُوكَ كابِرا عن كابِرٍ أى كبيرًا عن كبيرٍ فأما قولُهم اللهُ أكبر فان بعضهم يجعله بمعنى كبير وحملَه سيبويه على الحذف كما تقول أنتَ أفضلُ تُريد من غيرك وقد كَبَّرْتُ قلتُ الله أكبر وكَبَّرْتُ الامْرَ ـ جعلتُه كبيرا واسْتَكْبَرْتُه ـ رأيتُه كَبِيرا

الشئ الكثير

* ابن دريد* كُثْر وكَثِير* وقال سيبويه* كَثَّرْتُ الشىءَ ـ جعلتُه كثيرا وأكثرتَ يا هذا أتيتَ بكثير وأَكْثَر اللهُ فينا مِثْلَك أى أدخَل قال وقد قالوا كَثَّرْت في معنى أَكْثَرْت والكُثْر ـ الكَثِيرُ وقيل هو مصدر الكثير* غير واحد* كثُرَ كَثَارَةً وهو كَثِير وكُثَارٌ ـ والكَثْرةُ والكِثْرةُ* ابن السكيت* هى الكَثْرة ولا تقل الكِثْرة وحكاها غيره* أبو زيد* كاثَرْناهم فكَثَرْناهم نَكْثُرهم أى كُنَّا أكثَرَ منهم والكَوْثَرُ ـ فَوْعَلٌ منه وبه سمى النهر وكلُّ كثير كَوْثَرٌ حتى انهم ليقولون غُبَار كَوْثَرٌ قال أُمَيَّةُ بن أبى عائذ يصف الحمار

يُحَامِى الحَقِيقَ اذا ما احْتدَمْن

وحَمْعَمَ في كَوْثَرٍ كالجِلَالِ

* أبو زيد* الجَخِيفُ ـ الكثيرُ من كل شئ* أبو عبيد* كَثِيرٌ بَذِيرٌ وبَجِيرٌ انباع* ابن دريد* البَرْخُ ـ الكثير الرَّخِيصُ عُمَانِيَة وقيل هى بالعبرانية أو السريانية والْجَمَمُ والجَمُّ ـ الكثِيرُ من كل شئ جمَّ يَجِمُّ ويَجُمُّ جُمومًا واسْتَجَمَّ* صاحب العين* أَبَرَّ الرجلُ ـ كَثُرَ وَلُده وأَبَرَّ القومُ كَثرُوا وكذلك أَعَرُّوا فأَبَرُّو فى الخير وأعَرُّوا في الشّرِّ* ابن دريد* الارْبَغُ ـ الكثيرُ من كل شئ والاسمُ الرَّبَاغةُ والهَوْغُ ـ الكثير وليس باللغة المستعملة* صاحب العين* الكُنَافِجُ ـ الكثيرُ من كل شئ* ابن السكيت* أَدَى الشىءُ ـ كثرَ* أبو عبيد* وَفَرَ الشىءُ ووَفَرْتُه وقيل وَفَّرْتُه* ابن السكيت* وَفَرْتُهِ عرْضَهُ ومالَهُ وَفْرًا وقال هذه

أرضٌ في نَبْتِها فِرَةٌ ووَفْرٌ ـ اذا كان وافِرًا تامًّا لم يُرْعَ* صاحب العين* العَمِيمُ ما اجْتَمَع من كل شئ وكَثُر* غيره* القَعْثَبُ والقَعْثَبانُ ـ الكثيرُ وقد تقدم أنها دُويَّبة شِبْهُ الخُنْفُساء والنَّدْحُ ـ الكَثْرةُ

باب الزيادة

قال أبو على قال أبو زيد زادَ الشىءُ زَيْدًا وزِيدًا وزِيادةً ومَزِيدًا ومَزَادًا وتَزَيَّدَ وتَزايَدَ وازْدادَ وزِدْتُه أنا فاسْتَزادنِى طَلَب منى الزيادة ويقال للاسد ذُو زَوائِدَ لِتَزَيُّدِهِ في زَئِيره ولُغةٌ نادرةٌ يقولون أَعْمَدُ من كذا أى هَلْ زادَ عليه ومنه قول أبى جهل حين صُرِعَ أَعْمَدُ من سَيِّدٍ قَتَلَه قومُه أى هل زادَ وأنشد لابن مَيَّادةَ

وأعْمَدُ من قَوْمٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمُ

صِدَامَ الاعادِى حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها

أى هلْ زِدْنا على أن كَفَيْنا قومَنا* صاحب العين* الفَضْلُ ـ ضِدُّ النُّقْصانِ والجمعُ فُضُولٌ والفَضِيلةُ ـ الدَّرَجةُ الرفيعةُ في الفَضْل* أبو زيد* الفِضَالُ والتَّفَاضُلُ ـ التَّمَارِى في الفَضْل وقد فاضَلَنِى ففَضَلْتُه أَفْضُلُه فَضْلاً ـ أى كنتُ أَفْضَلَ منه والمِزُّ ـ الفَضْلُ وشئ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ وقد مَرَّ يَمَزُّ مَزَازةً* أبو زيد* المَزْوُ والمَزْىُ والمَزِيَّةُ ـ التَّمامُ والكمال وقد تَمازَى القومُ ـ تَفَاضَلُوا* أبو حاتم* رَبا الشىءُ رُبُوًّا ورَباءً ـ زادَ ونَما وأَرْبَيْتُه نَمَّيْتُه وفي التنزيل (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) * أبو زيد* النَّيْفُ والنَّيِّفُ ـ الزِّيادةُ والنَّيِّفُ ـ ما بين العَقْدَيْنِ منه يقال له عَشَرةٌ ونَيّفٌ وكذلك مائر العُقُود وقد أَنَافتِ الدراهمُ على كذا زادت وأنافَ الشىءُ على غيره ارْتَفَع

الشئ القليل والصغير

قَلَّ الشىءُ يَقِلُّ قِلَّةً فهو قَلِيلٌ وقُلَالٌ* أبو زيد* ومنه رجل قَلِيلٌ وقُلُلٌ ـ أى قصير دقيقُ الجُثَّة ولذلك قال سيبويه وقد يقال للانسان قليل كما يقال قَصير وافَقَ ضِدَّه وهو العظيم* على* أومأ سيبويه بالضِّدِّ هنا الى الخلاف فتَفَهَّمْهُ* أبو زيد* والجمعُ قَليلونَ وقُلُلُونَ والانثَى قليلةٌ وقد اسْتَقْلَلْتُ الشىءَ جعلتُه قَليلا

وأَقْلَلْتُه صادَفْتُه كذلك وقالَلْتُ له الماءَ مُقَالَةً اذا خِفْتَ العطشَ فاقْلَلْتَه له* ابن دريد* القُلُلُ ـ القَلِيلُ* قال سيبويه* قَلَّلْتُ الشىءَ ـ جعلتُه قليلا وأَقْلَلْتُ ـ أتيتُ بقليل قال وقد يقال قَلَّلْتُ في معنى أَقْلَلْتُ وقد تقدم مثلُ هذا في كَثَّرْتُ وأَكْثَرْتُ* ابن السكيت* القُلُّ ـ القِلَّةُ وأنشد

وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دُونَ هَمِّه

وقد كانَ لو لا القُلُّ طَلَّاعَ أَنْجُدِ

* أبو عبيد* هذا شئ تافِهٌ ـ أى قليلٌ وحَقِيرٌ نَقِير* ابن دريد* الشَّدْوُ ـ كُلُّ قليل من كثير ومنه شَدَوْتُ من العلم والغِناءِ وغيرهما شيئا شَدْوًا ـ اذا أَحْسَنْتَ منه طَرَفًا والافُّ والافَفُ ـ القِلَّةُ* صاحب العين* الامَمُ ـ الشىءُ اليَسِيرُ* ابن السكيت* قَلِيلٌ طَفِيفٌ ومَمْنُونٌ وأصله من القَطْع ويُرْوَى في قوله تعالى (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) أى غير مقطوع وقال فلانٌ يَزْدَهِدُ عَطاءَنا ـ أى يَعُدُّه زَهِيدًا قليلاً* غيره* القِرْطِطُ الشىءُ اليَسيرُ* ابن دريد* قليلٌ نَزُورٌ ونَزِيرٌ ومَنْزُورٌ بَيِّنُ النَّزَارَةِ والنُّزُورة ومنه اشْتِقاقُ نِزَارٍ وقد نَزُرَ والوَفْلُ ـ الشىءُ القَليلُ والعَنْفَقُ ـ قِلَّةُ الشىءِ وخِفَّتُه ومنه اشتقاقُ العَنْفَقَةِ وخَرْبَسِيسٌ يُومَا بُه الى القِلَّة وهى في النَّفْىِ بالصاد والشَّقْنُ والشَّقِنُ والشَّقِينُ ـ القليلُ وما أَعْطاء حَبَرْبَرًا ـ ودَوَرْوَرًا مثلُ حَوَرْوَرٍ ـ وهو الشىءُ القليل والوَقْعُ ـ كلمة يُشار بها الى الشئ الحقير يمانيةٌ وليس بثَبت والرَّؤْبةُ ـ الشئ اليسير يمانية والمَعْنُ ـ الشئ اليسير وأنشد

* فانَّ هَلَاكَ مالِكَ غَيْرُ مَعْنٍ*

ومنه اشتقاقُ الماعُونِ في الزكاة وقد تقدم تعليله* أبو عبيد* الخَتِيتُ ـ الحَقِير من الاشياء وقال قليل شَقِنٌ ووَتِحٌ ووَعِرٌ وهى الشُّقُونةُ والوُتُوحةُ والوُعُورةُ وقد قَلَّتْ عَطِيَّتُه وشَقُنَتْ ووَتُحَتْ ووَعُرَتْ وأقْلَلْتُها وأَشْقَنْتُها او أَوْتَحْتُها وأَوْعَرْتُها* صاحب العين* قليلٌ وَشِغٌ كذلك وقد أَوْشَغْتُه وبِضَاعةٌ مُزْجاةٌ ـ قليلة* أبو عبيد* كُلُّ شئ مَهَهٌ ومَهَاهٌ ما خَلَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ معناهما يسير خَسِيسٌ الا النساءَ فَنَصَبَ على هذا والهاء فيهما أصْلٌ* أبو زيد* تَفِهَ الشىءُ نَفَهًا وتُفُوهًا ـ قَلَّ وخَسَّ فالتَّافِهُ الحَقِيرُ من كل شئ* أبو عبيد* تافِهٌ نافِهٌ اتْباعٌ

قال وفي حديث عبد الله بن مسعود وذَكَر القرآنَ «لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ» يتَشَانُّ يَبْلَى من الشَّنِّ والوَخْزُ ـ الشىءُ القليل عن الاصمعى والصِّغَرُ والصَّغَارةُ ـ خِلَافُ العِظَم وقيل الصِّغَرُ في الجِرْم والصَّغَارةُ في القَدْر وقد صَغُرَ صَغَارةً وصِغَرًا فهو صَغِيرٌ وصُغَارٌ والجمعُ صِغارٌ قال سيبويه ولم يقولوا صُغَراء اسْتَغْنَوْا عنه بصِغَارٍ* أبو عبيد* المَصْغُوراءُ ـ الصِّغَارُ اسم للجميع* سيبويه* وقالوا الاصْغَرُ والاصاغِرةُ* على* وانما ذكرتُ هذا لانه مما لا تلحقه الهاء في حد الجمع اذ ليس منسوبا ولا أعجميا ولا أهلَ أرض ونحو ذلك من الاسباب التى تدخلها الهاء في حد الجمع لكن الاصْغَرُ لما خُرِّجَ على بناء القَشْعَم وكانوا يقولون القَشاعِمَةَ ألحقوه الهاء وقالوا الاصاغرُ بغير هاء اذ قد يفعلون ذلك في الاعجمى نحو الجَوَارِب والكَرَابِج ولا يمتنع ذلك أن يكونَ يُجْمَعُ بالواو والنون* أبو عبيد* صَغَّرْتُه ـ جعلتُه صغيرا* ابن السكيت* أرضٌ مُصْغِرةٌ ـ نَبْتُها صَغير* سيبويه* تَصْغِير الصَّغِير صُغَيِّيرٌ على غير قياس

الردىء من الاشياء

الرَّدِىءُ ـ الدُّونُ من الاشياء* أبو زيد* رجل رَدِىءٌ من قوم أَرْدِئَاء ورُدَآءَ وقد رَدُؤَ* صاحب العين* أَرْدأَ الرجلُ ـ أصابَ رَدِيئًا أو فَعَلَه وحكى أبو زيد عن بعض العرب رأيتُ فلانا يَتَتَبَّعُ أَرادِئَ التَّمْر* أبو عبيد* الحُثَالةُ والحُفالَةُ ـ الرَّدِىءُ من كل شئ وكذلك الخُشَارةُ وقال مرة الخُشَارةُ ـ ما بقى على المائدة مما لا خَيْرَ فيه وقد خَشَرْتُ أخْشِرُ خَشْرًا وكذلك القُشَامةُ وقد قَشَمْتُ أَقْشِمُ قَشْمًا والنُّفَايةُ ـ الرَّدِىءُ المَنْفِىُّ من كل شئ* صاحب العين* يقال للشئ الخَسِيسِ الدُّونِ ما هو بطائلٍ وقال الْخَابِثُ ـ الرَّدِىءُ من كل شئ والخَبِيثُ ـ ضِدُّ الطَّيِّبِ من الرِّزْقِ والولد* ابن دريد* طَعامٌ مَخْبَثةٌ تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ وهو الذى من غير حِلِّه* ابن السكيت* المُقَارِبُ من الاشياء ـ الذى ليس بجَيِّدٍ مَتاعٌ مُقارِبٌ ورجل مُقَارِبٌ* صاحب العين* الشَّفَقُ ـ الرَّدِىءُ من الاشياء الواحدُ

والجميعُ والمذكر والمؤنث فيه سواء وقد أَشْفَقْتُ العَطاءَ وشَفَّقْتُ الثوبَ ـ جعلتُه شَفَقَا

اختيار الشئ واستجادته وتهذيبه

* أبو زيد* خِرْتُ الرجلَ على صاحبه خِيرةً وخِيَرَةً وخِيَرًا وخَيَّرْتُه عليه ـ فَضَّلْتُه واخْتَرْتُه الكِلَابِيُّون لَكَ خِيارُ هذه الابِل وخِيرَتُها والجمعُ الخِيرَاتُ* أبو زيد* فلانةُ خَيْرةُ المرأتين بفتح الخاء والخَيْرةُ من المرأتين والخُورَى ورجل خَيِّرُ وامرأةٌ خَيِّرةٌ وخَيْرة والجمعُ أخْيار وخِيَارٌ* ابن دريد* وقد يكون الخِيارُ للواحد* أبو زيد* الخَيِّرةُ في الدِّين والصّلاح والخَيْرةُ في الجَمال والمِيسَم وخَايَرْتُه فَخِرْتُه ـ أى كنتُ خَيْرًا منه وما أخْيَرَ فلانا واخترتُ الشىءَ وتَخَيَّرْتُه ـ انْتَفَيْتُه والاسمُ الخِيرةُ وفي الحديث «محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم خِيرةُ اللهِ من خَلْقه» * سيبويه* اخْتَرْتُه القومَ ومنهم* أبو زيد* اسْتَخَرْتُ اللهَ ـ سألتُه الخِيرةَ وخارَ اللهُ لك في ذلك الامِر ـ أى جَعَل لك فيه الخِيرةَ وقال خارَ الشىءَ خَيْرًا مِثْلُه* سيبويه* وفي المثل «انَّكَ مَا وَخَيْرًا» أى انَّكَ معَ خَيْر يريد انكَ سَتُصِيبُ خَيْرًا* أبو زيد* ما خَيْرَ فُلانًا وما شَرَّهُ يحكيه عن العرب وأنكرها الاصمعى وتقول أنتَ بالمُخْتَارِ وأنتَ بالخِيَارِ سَواء والخِيرُ ـ الهَيْئَةُ وقد تقدم أنه الكَرَمُ* أبو عبيد* اذا اخْتار الرجلُ الشىءَ قيلَ قد اعْتَامَ واعْتَمَى وهو عنده مقلوب وهى العِيمَةُ* أبو زيد* وهى العِمْيَةُ من اعْتَمَى وقال اسْتَمَى مثل اعْتَمَى* أبو عبيد* وكذلك امْتَخَر وهى المَخْرَةُ* ابن دريد* والمُخْرةُ* أبو زيد* مَخَرْتُ البَيْتَ أَمْخَرُه مَخْرًا ـ أَخَذْت خِيارَ متاعِه فذَهَبْت به* الاصمعى* الجَيِّدُ ـ نَقِيضُ الرَّدِىءِ وقد جادَجَوْدَةً* صاحب العين* صَمِيمُ الشىءِ ـ خالِصُه* أبو عبيد* انْتَصَى الشىءَ ـ اخْتَارَهُ وهى النَّصِيَّةُ* ابن دريد* النَّصِيَّةُ ـ الجماعةُ المخْتارُونَ* أبو عبيد* انْتَضَلْتُ نَضْلَةً واحْتَلْتُ جَوْلاً ومعناهما الاخْتِيارُ* أبو زيد* أَخَذَ جَوَالةَ مالِه أى خِيارَه* أبو عبيد* اقْتَرَعْتُ ـ اخْتَرْتُ ومنه سمى القَرِيعُ لانه اخْتِيرَ يعنى بالقَرِيع الفَحْلَ المختارَ* ابن السكيت*

أَقْرَعُوه خَيْرَ مالِهم وخَيْر نَهْبِهِمْ ـ اذا أعْطَوْه قُرْعَتَهم وهى الخِيارُ* أبو عبيد* اقْتَفَيْتُ ـ اخْتَرْتُ وهى القِفْوَةُ* غيره* وتَقَفَّيْتُه* أبو عبيد* والعِينَةُ والعَيْنُ من المَتاعِ ـ خيارُه* الطوسى* وقد اعْتَنْتُه* صاحب العين* الطِّرْزُ والطِّرَازُ ـ الجَيِّدُ من كل شئ والطَّيِّبُ من كل شئ أَفْضُلُه وقد طَابَ طِيبًا وطَابًا فهو طَيِّبٌ واسْتَطَبْتُه ـ وجَدْتُه طَيِّبًا وأطَبْتُه وطَيَّبْتُه جَعَلْتُه طَيّبًا* أبو عبيد* ما أَطْيَبَه وأَيْطَبَه وأَطْيِبْ به وأَيْطِبْ والاسْتِراءُ ـ الاخْتِيَارُ من السَّرْوِ وأنشد

فقد أُخْرِجُ الكاعِبَ المُسْتَرَا

ةَ مِنْ خِدْرِهَا وأُشِيعُ الفَخَارا

* ابن السكيت* هى سَرِىُّ إبلِه وسَرَاةُ مالِه* غيره* وكذلك سَراءُ مالِه وسَرَواتُه قال سيبويه السَّراةُ اسمٌ للجميع* قال أبو على* وهذا بدليل قولهم سَرَوَاتٌ في جمعه قال وأما قول بعض العرب واذا اقْتَدَحَ بزَنْدِ كذا فقد اخْتَارَ واسْتَارَ فعَلَى القَلْب* ابن دريد* البُصَاقُ ـ خِيارُ الابل الواحدُ والجمعُ فيه سواء وَحَرَزَةُ المالِ وحَرِيرتُه ـ خِيارُه وقال أَخَذْتُ جَراهِيَةَ مالهِ ـ أى خِيَارَه* ابن السكيت* الحَمِيمَةُ كِرَامُ المالِ* صاحب العين* زَعامةُ المالِ ـ أكْثَرُه وأَفْضَلُه من الميراث ونحوه وقد تقدم أنها الرِّياسَةُ والكَفالة* ابن دريد* المُحُّ ـ الخَالِصُ من كل شئ* السيرافى* الصَّمَخْدَدُ ـ الخالصُ من كل شئ* صاحب العين* الفَاخِرُ ـ الجَيِّدُ من كل شئ وقد فَخَرَ فُخُورًا واسْتَفْخَرْتُ الشىءَ ـ اشتريتُه أو تزوّجتُه فاخِرًا* أبو زيد* انْتَخَبْتُ الشئ ـ اخْتَرْتُه والنُّخْبةُ ما اخْتَرْتَ منه والجمعُ نُخَبٌ* الاصمعى* نُخْبةُ القوم ـ خِيَارُهُمْ* صاحب العين* اسْتَصْفَيْتُ الشىءَ واصْطَفَيْتُه ـ اخْتَرتُه وقال فَرَزْتُ الشىءَ أَفْرِزُه فَرْزًا وأَفْرَزْتُه ـ مِزْتُه وقال زِلْتُ الشىءَ زَيْلَا وأَزَلْتُه وزَيَّلْتُه ـ فَرَّقْتُه ومَيَّزْنُه* ابن السكيت* زِلْتُه فلم يَنْزلْ ومِزْتُه فلم يَنْمَزْ* أبو زيد* مِزْتُ الشىءَ مَيْزًا ومَيَّزْتُه ـ فَصَلْتُ بعضَه من بعض وقد تَمَيَّزَ وامَّازَ وامْتَازَ* صاحب العين* البَتْلُ تَمْييزُ الشئ من الشئ* أبو عبيد* تَخَيَّلْتُ عليه ـ اخْتَرْتُه وتَفَرَّسْتُ فيه الخَيْرَ وقال انْتَقَى الشىءَ وانْتَاقَهُ ـ اخْتاره وهو عنده مقلوب وأنشد

* مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّى*

قال وقال الفراء كان الكسائى يقول هو من النِّيقَةِ* أبو زيد* انْتَقَيْتُه وتَنَقَّيْتُه وقد نَقِى الشىءُ نَقاوَةً ونَقَاءً فهو نَقِىٌّ والجمع نِقَاءٌ* صاحب العين* تَنَوَّقَ الرجلُ في أموره وتَنَيَّقَ ـ بالغَ في إجادَتِها* ابن الاعرابى* الخشِبُ ـ المَخْلُوطُ والمُنْتَقَى ضِدَّانِ* ابن السكيت* هى النُّقَاوة والنُّقَايةُ* الكلابيون* وهى النُّقَاءَةُ* غيره* جادَما انْتَقَشَه لنَفْسه ـ أى اختاره ويقال خَرْدَلْتُ اللحمَ ـ أَكَلْتُ خِيارَه وأَطايِبَه* أبو عبيد* أَكَلْنَا عَفْوةَ الطعامِ ـ أى خِيارَه ويكون في الشَّرابِ أيضا* أبو زيد* عَفْوةُ المالِ وغيرهِ ـ خِيارُه ومنه عَفْوةُ الماءِ ـ صَفْوُه وما جَمَّ منه وقال اقْتَمَعْتُ خَيْرَ القوم والمَتاعِ ـ اخْتَرْتُه والاسم القُمْعةُ وله قُمْعةُ هذا ـ أى خِيارُه وتَنَطَّعَ في شَهواتِه ـ تَانَّقَ* غيره* كلُّ جَيِّدٍ من كل شىء هَاجِرِىٌّ* أبو زيد* غُرَّةُ المَتاعِ ـ خِيَارُه ورَأْسُه والجمعُ غُرَرٌ* صاحب العين* نَخَلْتُ الشىءَ أَنْخُلُه نَخْلاً وانْتَخَلْتُه ـ اخْتَرْتُه وصَفَّيْتُه وكُلُّ ما صَفَّيْتَه لِتَعْزِلَ لُبَابَهُ فقد انْتَخَلْتَه وتَنَخَّلْتَه والمُنْخَلُ والمُنْخُلُ ـ ما نَخَلْتَه به وحكى سيبويه مُنْغُل فى مُنْخُل على البدل

التتبع والتتلى في النظر وغيره

* غير واحد* هوَ يَتَتَبَّعُه ويَتَتَلَّاهُ ويَتَقَصَّاه ويَتَبَيَّنُه* قال سيبويه* بانَ وبِنْتُه وأَبانَ وأَبَنْتُه واسْتَبانَ واسْتَبَنْتُه* قال أبو على* وأصلُ هذه الكلمة الانكشافُ والامِّيَازُ قال والعرب تقول قد بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذى عَيْنَيْنِ أى تَبَيَّنَ وقد تقدم تعليلُ هذه الكلمة بأشدَّ من هذا وقالوا هو يَتَبَيَّنُه ويَسْتَبِينُه ويُعَدَّى بالحرف وهو يَتَنَقَّحُه ويُنَقِّحُه ويُمَحِّصُه فاذا أصابَ قيل قد صَابَ وأَصابَ والاسمُ الصَّوَابُ* قال أبو على* وكلُّ ما استعمل في الاصابةِ بالسَّهْم والرُّمْح والحَجَر فهو مستعمل في الاصابةِ بالذِّهْنِ وكُلُّ ما اسْتُعمل في الاخْطاءِ بذلك فهو مستعمل في الاخْطاء به

حفظ الشئ وصونه

* صاحب العين* احْتَفَظْتُ الشىءَ لنفسى وهو خصوصُ الحِفْظ والتَّحَفُّظُ ـ قِلَّةُ الغَفْلة في الكلام والامور منه والحَوْطُ ـ الحِفْظُ حاطَه حَوْطًا وحِياطةً وتَحَوَّطَهُ ومنه الحائِطُ للجِدارِ لانه يَحُوطُ ما فيه وحُوَّاطُ الامْرِ ـ قِوامُه* غيره* حَاذَ حَوْذًا كحَاطَ حَوْطًا* صاحب العين* الازْدِهارُ بالشئ ـ الاحْتِفاظُ به وأنشد

فانَّكَ قَيْنٌ وابنُ قَيْنَيْنِ فازْدَهِرْ

بكِيرِكَ انَّ الكِيرَ للْقَيْنِ نافِعُ

* أبو عبيد* هو مُعَرَّب من نَبَطِىٍّ أو سُرْيانى ورَقَبْتُ الشىءَ وراقَبْتُه ـ حَرَسْتُه والرَّقِيبُ الحارِسُ امْقِهِ مِقْيَتَك مالَكَ وابْقُه بَقْوَتَكَ مالَكَ وبُقَاوَتَكَ مالَكَ وابْقِه بِقْيَتَك مالَكَ ـ أى احْفَظْه* أبو زيد* وقَيْتُه وَقْيًا ووِقَايةً ـ صُنْتُه والوِقَاءُ والوَقَاءُ والوِقايةُ والواقيةُ ـ ما وَقَيْتَهُ به والتَّوْقِيَةُ الحِفْظُ* صاحب العين* صُنْتُ الشىءَ صَوْنًا وصِيَانةً وصِيَانًا وثَوْبٌ مَصُونٌ ومَصْوُون وصَوْنٌ وصف بالمصدر والصِّوَّانُ والصُّوَانُ ـ ما صُنْتَ به الشىءَ وهذه ثيابُ الصَّوْنِ والصِّينةِ وصانَ عِرْضَه صَوْنًا على المَثَل

التضييع والاهمال

* ابن السكيت* أضَاعَ الشىءَ وَضَيَّعَه وضَاعَ هو ضَيْعةً وضَيَاعًا وأَساعَهُ وسَيَّعَهُ وساعَ هو وناقةٌ مِسْياعٌ ـ تَصْبِرُ على الاضَاعةِ والجَفاءِ وقال ضائعٌ سائعٌ ومُضِيعٌ مُسِيعٌ* الفراء* تَيَّهْتُ الشىءَ ـ ضَيَّعْتُه* أبو زيد* تركته بَهوْبٍ دابِرٍ وهُوبٍ دابرٍ ـ أى بحيث لا يُدْرَى أين هو* صاحب العين* أَخْلَلْتُ بالمكانِ غِبْتُ عنه وتَرَكْتُه وأَخَلَّ الوالِى بالثُّغور ـ قَلَّلَ الجُنْدَ بها وضَيَّعَها وأَخْلَلْتُ بالشئ ـ أجْحَفْتُ* غيره* أَسْجَلْتُ لهم الامْرَ ـ أطْلقْتُه وقال سَيَّبْتُ الشىءَ ـ تركتُه وكُلُّ دابةٍ تركتَها وسَوْمَها فهى سائبةٌ* أبو عبيد* فَرَّطْتُ الشىءَ وفَرَّطْتُ فيه ـ ضَيَّعْتُه* صاحب العين* بَطَل الشىءُ يَبْطُلُ بُطْلا وبُطُولاً وبُطْلَانا ـ ذهب ضَياعا وخُسْرًا وأَبْطَلْتُه أنا* ابن السكيت* أَذَالَ الشىءَ ـ اسْتهانَ به ولم يَقُمْ عليه

وقد ذالَ هو يَذيِلُ وجاء في الحديث «نهَى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن اذالَةِ الخَيْلِ» * أبو زيد* طَرَحْتُ الشىءَ وطَرَحْتُ به أَطْرَحُ طَرْحًا واطَّرَحْتُه وشئ مُطَّرَحٌ ومَطْرُوحٌ وطَرِيحٌ وطَرَحٌ وهى الاطْرُوحةُ

الضالة ووجودها

* صاحب العين* النَّبَهُ ـ الضَّالَّةُ توجَدُ عن غَفْلةٍ وَجَدْتُه نَبَهًا أى من غيرِ طَلَبٍ وأَضْلَلْتُه نَبَهًا ـ أى لم أدْرِ مَتَى ضَلَّ وأنشد

كانَّهُ دُمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ

فى مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الحَىِّ مَقْصُوم

النسيان والتغافل

نَسِيتُ الشىءَ نِسْيانا وأنْسَانيه كذا وتَناسيْتُ طلبتُ النِّسْيانَ وأظهرتُه ـ والنّسْىُ الشىءُ المَنْسِىُّ والنَّسِىُّ ـ الكثيرُ النِّسْيان* ابن جنى* يجوز أن يكون فَعِيلاً وفَعُولاً كما ذهب اليه أبو عثمان في نَفِىٍّ ونحوِه قال ابن جنى الذى عندى أنه فعِيل ولو كان فَعُولا لقيل نَسُوٌّ وان كان من الباء تقلب ياؤه واوا خلافا على القياس المُنْقادِ يدل على ذلك قولُهم شربتُ مَشُوًّا وهو فَعُول من المَشِىِّ وقالوا رجل نَهُوُّ عن المُنْكَر وقال روينا عن ابن الاعرابى

ولا يَسْرِقُ الكلْبُ السَّرُوُّ نِعالَنا

ولا نَنْتَقِى المُخَّ الَّذِى في الجَماجِمِ (١)

السَّرُوُّ مِنْ سَرَى يَسْرِى* ابن دريد* نسِيتُ نِسْيانا ونَسْيًا ونِسَاوةً ونِسْوةً* صاحب العين* غَفَلْتُ عنه أَغْفُلُ غُفُولاً وأَغْفَلْتُه ـ سَهَوْتُ عنه والاسم الغَفْلةُ والغَفَلُ والتَّغافلُ تَعَمُّدُ ذلك ولتَّغَفُّلُ ـ خَتْلٌ في غَفْلةٍ والمُغَفَّلُ ـ الذى لا فِطْنةَ له* سيبويه* غَفَلْتُ ـ صِرْتُ غافِلاً وأَغْفَلْتُه عنه ـ وضَّلْتُ غَفْلَتِى اليه وتركتهُ* صاحب العين* السَّهْوُ ـ نِسْيانُ الشئ والغَفْلة عنه وقد سَهَا يَسْهُو سَهْوًا وسُهُوًّا والسَّهْو في الصلاة ـ الغَفْلةُ عن شئ منها* سيبويه* رجل سَهْوانُ وامرأة سَهْوَى* أبو زيد* من أمثالهم «ان المُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوانَ» أى انما يُوَصَّى من يُسْهُو عن الحاجة فأنت لا تُوَصَّى لَانَّكَ لا تَسْهُو* أبو عبيد* وَهِمْتُ في الصلاة ـ سَهَوْتُ

__________________

(١) قلت لقد غلط ابن جنى هنا وحرف هذا البيت تقليدا لابن الاعرابى ان صحت روايته عنه السروّ بالواو وقلدهما ابن سيده وانما الرواية وهى الصواب والحق الذى لا محيد عنه وبها يصح اللفظ ويستقيم المعنى السروق بالقاف لا بالواو لان مراد الشاعر المبالغة فى وصف الكلب بالفعل المنفى وهو السَّرَوّ بقطع النظر عن كون الكلب سروّا بالليل أو سروبا بالنهار أو جامعا بينهما فرب كلب سروّ غير سروق وسروق غير سروّ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

ووَهَمْتُ الى كذا ـ ذَهَبَ وَهْمِى اليه وأَوْهَمْتُ في الحسابِ أسْقَطْتُ منه* وقال* وَهِلْتُ في الشئ ووَهِلْتُ عنه ـ نسيتُه ووَهَلْتُ اليه وَهْلاً ـ اذا ذَهَبَ وَهْمُكَ اليه وقال غَبِيتُ الشىءَ وغَبِىَ عَنِّى ـ اذا لم تعرفه* صاحب العين* اللهْوُ ـ الغَفْلةُ والنِّسْيانُ ـ لَهَوْتُ عن الشئ وبه ولَهِيتُ لُهِيًّا ولِهْيانَا وتَلَهَّيْتُ وفي التنزيل (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) * أبو عبيد* لَهِيتُ عنه لُهِيًّا كذلك* غيره* هَفَا هَفْوًا سَهَا* أبو عبيد* أَفْسَخْتُ القُرآنَ ـ نَسِيتُه* ابن دريد* العَبْشُ الغَباوَةُ ومنه رجل به عَبْشَةٌ* ابن السكيت* غَلِطَ في الشئ غَلَطًا وغَلِتَ في الحساب ورجل غلُوتٌ ـ كثيرُ الغَلَتِ* قال أبو على* ولا يستعمل بالتاء الا في الحساب في قول الاكثر وبلغنى عن أحمد بن يحيى أنه قال هما لغتان غَلِطَ وغَلِتَ والطاء أعلى* غيره* تَخَتَّم عن الشئ ـ تَغافَلَ وسَكَتَ* الاصمعى* اسْتَكَنْتُ ـ تَغافلتُ وتَجاهَلْتُ قال ولا أَحْسَبُها عربية* ابن السكيت* بلِهْتُ بَلَهًا وتَبَلَّهْتُ* صاحب العين* رجل أَبْلَهُ ـ غافلٌ* أبو عبيد* والأَمَهُ ـ النسيانُ وفي التنزيل (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) وقد تقدم أن الأَمَهَ الاقْرارُ وقال أَفْرَطْتُ الشىءَ ـ نَسِيتُه وفي التنزيل (وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ)

سبق الشئ الى القلب وتأثيره فيه

* صاحب العين* الخَلَدُ ـ البالُ* ابن دريد* هو القَلب* أبو زيد* هو الخاطِرُ والجمعُ أخْلادٌ* صاحب العين* دَخْلَةُ الرجلِ ودَخِيلَتُه ودَخِيلُه ودُخْلُلُه ـ خَلَدُه ونِيَّتُه وقال بَصَرُ القلبِ ـ نَظَرُه وخَاطِرُه والبصيرةُ ـ عقيدةُ القَلْب وقد اسْتَبْصَرَ في رأيه وتَبَصَّرَ وبَصُرَ بَصارةً ـ صار ذا بَصِيرةٍ* ابن السكيت* وَقَعَ ذلك الامْرُ في نفسى وضَمِيرى ورُوعِى وخَلَدِى وخَجِيفِى وصَفَرِى ومنه يقال لا يَلْتَاطُ هذا الشىءُ بصَفَرِى ـ أى لا يَلْصَقُ به ولا نَقبَلُه نفسى وكذلك يقال لا يَلِيقُ بصَفَرِى وقيل الصَّفَرُ لُبُّ القلب وقيل العَقلُ* صاحب العين* خَطَر الامْرُ ببالِى وعليه يَخْطُر خُطُورًا ـ ذكَرْتُه بعد نِسْيان وأَخْطَرَهُ ببالِى أَمْرُ كذا* ابن دريد* الخاطِرُ ـ الفِكْر والجمعُ الخَواطِرُ* صاحب العين* خَطَرَ

الشيطانُ بين الانْسان وقَلْبه ـ أَوْصَلَ اليه وَسْواسًا وما وَجَدْتُ له ذُكْرةً الا خَطْرةً وقال هَجَسَ الامْرُ في نفسى يَهْجِسُ هَجْسًا ـ اذا وَقَعَ في خَلَدِك والهاجِسُ الخاطِرُ وقال هَمَزَ الشيطانُ الانسانَ يَهْمِزُه هَمْزًا ـ اذا هَمَس في قلبه وَسْواسًا والوَهْمُ من خَطَرات القلب والجمعُ أوهامٌ وقد تَوَهَّمْتُ الشىءَ* غيره* وَقَع ذلك في هَوْئِى وهُوئِى ـ أى ظَنِّى* صاحب العين* الفِكْرة إعمالُ الخاطِرِ في الشئ والجمعُ فِكَرٌ وهو الفِكْرُ* قال سيبويه* ولا يُجْمع الفِكْر ولا العِلْم ولا النَّظَر* ابن دريد* الجمعُ أفكار وقد فَكَرَ في الشئ وأَفْكَرَ وتَفَكَّر ورجل فِكّيرٌ ـ كثِيرُ الفِكْرِ وقال عَرّفْتُ ذلك في لَحْنِ كَلامِه ـ أى فيما يَمِيلُ اليهِ وفي التنزيل (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) * أبو عبيد* حَاكَ الشىءُ في قلبى حَيْكًا واحْتَكَى أخَذَ* أبو حاتم* عرفت ذلك في فَحْوَى كلامِه وفَحْوَائِه كذلك* صاحب العين* هو يُفَحِّى بكلامه الى كذا ـ أى يَذْهَبُ وقال عَرَفْتُه في مَعْناه ومَعْنَاتِه

الضلال والباطل

* ابن دريد* الضَّلَالُ ـ ضِدُّ الهُدَى وقد ضَلَّ يَضِلُّ وفلانٌ ضُلُّ بْنُ ضُلٍّ ـ اذا كان مُنْهمِكا في الضَّلَالِ ومن أمثالهم «يا ضُلَّ ما تَجْرِى به العَصا» والعصا فرس لبعض العرب له حديث* ابن السكيت* هو ضُلُّ بنُ ضُلٍّ ـ اذا كان لا يُعْرَفُ ولا يُعْرَفُ أبوه* ابن دريد* فَعَلَ ذلك ضِلَّةً ـ أى في ضَلَالٍ وذَهَبَ ضِلَّةً ـ أى لم يَدْرِ أين يذهَب وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً ـ اذا لم يُثْأَرْ به وأنشد

لَيْتَ شِعْرِى ضِلَّةً* أَىُّ شئٍ قَتَلَكْ

وضَلَّ الشىءُ ـ خَفِىَ وغابَ ومنه قوله تعالى (أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) وضَلِلْتُ الشىءَ أُنْسِيتُه وكذلك فُسِّرَ (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) * ابن السكيت* ضَلِلْتَ وضَلَلْتَ تَضِلُّ* أبو عبيد* ضَلِلْت الدارَ والمَكانَ ضَلَالاً وضَلَالةً وكذلك كُلُّ شئ مُقِيمٍ لا تَهْتَدِى له وأَضْلَلْتُ الشىءَ ـ ضَيَّعْتُه* صاحب العين* التَّضْلِيلُ ـ تَصْيِيرُ الانسان الى الضَّلالِ والتَّضْلَالُ كالتَّضْلِيل* الاصمعى* رجل ضِلِّيلُ ـ كثيرُ الضَّلَالِ ومُضَلَّلٌ لا يُوفَّقُ لخَيْرٍ* الاصمعى* الاضْلُولة ـ

الضَّلَالُ* ابن دريد* هو الضَّلَال بنُ الالالِ وابنُ التَّلَالِ* أبو عبيد* هو ضَالٌّ تَالٌّ وهو عنده إتباع* صاحب العين* الباطلُ نَقِيضُ الحَقِّ* سيبويه* الجمعُ أَباطِيلُ على غير قياس كله جمعُ أبْطال أو إبْطِيل* أبو حاتم* واحدُ الاباطِلِ ابْطُولَةٌ* ابن دريد* واحدتُها إبْطالة* صاحب العين* أَبْطَلَ ـ جاء بالباطلِ ورجل بَطَّالٌ ذو باطلٍ* أبو عبيد* أنت في الضَّلَالِ بنِ السَّبَهْلَلِ ـ يعنى الباطل* السيرافى* وأصْلُ السَّبَهْلَلِ الفارغُ والسَّبَغْلَلُ السَّبَهْلَلُ* ابن دريد* لا يَهْتَدِى لِوِجْهةِ أَمْرِه* أبو عبيد* هو الضَّلَالُ بن فَهْلَلَ وابنُ بَهْلَلَ كُلُّه لا يَنْصَرِفُ* قال أبو على* وظهر فيه التضعيفُ لانه عَلَم وهو شاذ عن حدّ ما يجتمله مثله من أسماء الاجناس ألا تراهم قالوا تَهْلَل ومَكْوَزة ومَرْيمُ ورَجاءُ بنُ حَيْوَةَ وقالوا في الحكاية مَنّ زيدا ومَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٍ* صاحب العين* العَشْوَةُ والعُشْوة والعِشْوة ـ أن تَرْكَبَ أَمْرًا على غير هِدايةٍ وقال حَارَ وتَحَيَّر واسْتَحَارَ ـ اذا لَمْ يَهْتَدِ فهو حَيْرانُ من قوم حَيَارَى وحَيَّرَهُ الامْرُ والحَيَرُ والحَيْرَةُ ـ التَّحَيُّرُ* أبو عبيد* وَقَعَ في وادِى تُضُلِّلَ وتُهُلِّكَ وتُخُيِّبَ ـ معناه الباطل ولا ينصرف* أبو زيد* وقَعَ في وادِى تُغُلِّسَ كذلك* أبو عبيد* فى وادى تُغُلِّسَ مثلُه* ابن دريد* الخُسْرُ والخَسَارُ والخُسْرانُ ـ الضَّلَالُ* صاحب العين* خَسَرَ خَسْرًا وخَسَرًا وخَسَارةً* أبو زيد* وهو الاصل ثم كثر ذلك حتى قالوا خَسِرَ التَّاجِرُ اذا وُضِعَ ورجل خَنْسَرِىٌّ فى موضع الخُسْرانِ والخَنَاسِرُ جمعُ خَنْسَرٍ وهو كالخَنْسَرِىِّ وقال فلانٌ في غَمْزةٍ ـ أى ضَلالٍ* صاحب العين* الحَوْرُ ـ الضَّلَالُ والحَوْرُ الرُّجُوعُ عن الشئ والى الشئ* أبو عبيد* الغَوايةُ ـ الضَّلَالُ وقد غَوَى غَيًّا وغَوِى غَوايَةً فهو غاوٍ ـ اذا اتَّبَعَ الغَىَّ وأنشد أحمد بن يحيى

فمن يَلْقَ خَيْرَا يَحْمَدِ النَّاسُ أَمْرَهُ

ومنْ يَغْوَ لا يَعْدَمْ على الغَىِّ لائِمَا

* ابن جنى* وكذلك غَيَّانُ وقد أَغْوَيْتُه واسْتَغْوَيْتُه والمَغْواةُ المَضَلَّةُ* ابن دريد* دَسَّاه ـ أَغْواهُ ومنه قوله تعالى (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) وقال العمِّيتُ ـ الذى لا يَهْتَدِى لجِهَةٍ وقد تقدم أن العمِّيتَ الظَّرِيفُ* الاصمعى* اسْتَحوَذَ عليه الشيطانُ واسْتَحاذَ ـ غَلَبَ عليه وجاء على أصلِه بالواو وفي التنزيل (اسْتَحْوَذَ

عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ) * ابن الاعرابى* المَتَهُ والتَّمَتُّهُ ـ الاخْذُ في الغَوايةِ والباطلِ والتَّمَتُّهُ أيضا أن لا يَدْرِىَ أينَ يَقْصِدُ ويَذْهَبُ* ابن دريد* يقال للباطلِ والكذبِ دُهْدُرَّيْن سَعْدُ القَيْن* أبو عبيد* أَعْطَيْتُه الدُّهْدُنَّ ـ أى الباطلَ وأنشد

لَاجْعَلَنْ لِابْنةِ عَمْروٍ فَنَّا

حَتَّى يكُون مَهْرُها دُهْدُنا

الفَنُّ العَنَاءُ فَنَنْتُه أَفُنُّه فَنًّا* ابن دريد* ويُخَفَّفُ الدُّهْدُنُّ* صاحب العين* التُّرَّهاتُ ـ الاباطِيلُ والكذبُ* ابن السكيت* هى التُّرَّهاتُ والتُّرُّهاتُ واحدتُها تُرَّهَةٌ* صاحب العين* وهى التُّرَّهُ والجمعُ التَّرارِهُ* أبو عبيد* التُّرَّهاتُ البَسابِسُ والتُّرَّهَاتُ الصَّحَاصِحُ وهو من أسماء الباطل وكذلك التَّهاتِهُ وأنشد

ولم يَكُنْ ما ابْتَلَيْنا من مَوَاعِدِها

إلَّا التَّهاتِهَ والامْنيَّةَ السَّقَما

والهَواهِى مثلُه وأنشد

وفي كُلِّ يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطِبَّةً

إلَىَّ وما يَجْدُونَ إلَّا هَواهِيَا

يُجْدُونَ يُغْنُونَ والبُوقُ الباطلُ وأنشد

* إلَّا الَّذِى نَطَقُوا فيما أَتَوْا بُوقَا*

وقال تَهَاتُر القومُ ـ ادَّعَى كُلُّ واحدٍ منهم على صاحبه باطِلاً* صاحب العين* أَمْرٌ حَدَدٌ ـ باطلٌ ممتنعٌ وكذلك دَعْوة حَدَدٌ* السيرافى* الخُزَعْبِيلُ ـ الباطلُ والمِزَاحُ وقد مَثَّلَ به سيبويه واليَسْتَعُور ـ الباطلُ والمِزَاحُ وقد مثل به أيضا* أبو زيد* الزَّلْخُ الباطلُ* صاحب العين* السُّمَّهَى ـ الباطلُ* غيره* السُّمَّهُ والسُّمَّيْهَى كذلك* صاحب العين* الجُفَاءُ ـ الباطلُ وعليه فُسِّرَ قولُه عزوجل (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً) * ابن دريد* مَلَخَ فى الباطل مَلْخًا ـ انْهَمَكَ فيه وفي الحديث يَمْلَخُ في الباطِل مَلْخًا» واليَهْيَرَّى ـ الباطلُ* صاحب العين* انْقَشَعَتْ عنه دُجَمُ الاباطِيلِ وانه لَفى دُجَمِ العِشْقِ والهَوَى ـ أى في غَمَراتِه وظُلْمته والوَهْثُ ـ الانْهماكُ في الباطل وقال العَمَهُ ـ التَّردُّد في الضلال والتَّحَيُّر في طَريقٍ أو في مُنازعةٍ وقد عَمِهَ وعَمَهَ عَمَهًا وعُمُوها وعُمُوهةً وعَمَهانًا فهو عامِهٌ وعَمِهٌ وهم عَمِهُونَ وعُمَّهٌ* غيره* رجل مُخَدَّع ـ ذاهبٌ

فى الباطل والخَدَاعةُ ـ الدَّعارةُ والعَثْرُ ـ الباطلُ وقال هو يَخْبِطُ في عَمْيائِه وعَمَايَتِه ـ أى غَوايَته لا يُبالى ما صَنَع والعِمِّيةُ والعُمّيَّةُ ـ الضَّلَالةُ وقد تقدم أنه الكِبْرُ* أبو زيد* التَّغَشْمُرُ ـ ركُوبُ الانسان رأسَه في حق أو باطل لا يُبالِى ما صَنَع وفيه غَشْمَرِيَّةٌ* صاحب العين* الهُدَى ـ ضِدُّ الضّلَال* أبو حاتم* هىَ أُنثى وقد حكى فيها التذكير هَدَيْتُه هُدًى وهَدْيًا وهِدَايةً* أبو زيد* هَدَاء اللهُ للطريقِ هِدايةً وهداه للدِّينِ هُدًى وقد اهْتَدَى وتَهَدَّى وهَدَيْتُه الطريقَ والى الطريق وفي التنزيل (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) وفيه (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) وفلان لا يَهْدِى الطَّرِيقَ ولا يَهْتَدِى ولا يَهَدِّى ولا يَهِدِّى وذَهَبَ على هِدْيَتِهِ ـ أى على قصده في الكلام وغيرِه وخُذْ في هِدْيَتِك ـ أى فيما كنتَ فيه من الحديث والعَمل* ابن دريد* ضَلَّ هِدْيَتَه وهُدْيَتَه أى وَجْهَه وأنشد

نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هُدْيةً رَوْقِهِ

لَمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بِالمِطْرَدِ

الذَّنْبُ

* صاحب العين* الذَّنْبُ ـ الاثْمُ* أبو زيد* الجمعُ ذُنُوب وذُنُوباتٌ وقد أَذَنْبَ* أبو عبيد* الجُرْمُ والجَرِيمةُ ـ الذَّنْبُ* ابن دريد* أَجْرَمَ وجَرَمَ يَجْرِمُ جَرْمًا واجْتَرمَ والاسمُ الجُرْم وبه سُمى الرجُل* صاحب العين* الجمعُ أَجْرام* الاصمعى* جُرُومٌ* ابن دريد* رجل مُجْرِمٌ وقد اجْتَرَم عليه وتَجَرَّمَ ـ أقْدَمَ وجَرَمَ جَرِيمةً ـ جناها* أبو عبيد* الخَاطِئُ ـ المُذْنِبُ خَطِئَ خِطْئًا وقال خَطِئَ الشىءَ خَطَأً ـ اذا لم يُرِدْه فاصَابَهُ ومنه قَتْلُ الخَطَا وتكون خَطِئَ تَعَمَّدَ الخَطَأ وأَخْطَأَ اذا لم يَتَعَمَّد الخَطَأ* أبو زيد* وهو الْخطَأ والخَطَاءُ والخَطِيئةُ وجمعُها خَطَائِى يحكيه عن العرب وأباه سيبويه* ابن السكيت* لأن تُخْطِئَ في العَلم أَيْسَرُ من أن تُخْطِئَ في الدِّينِ* أبو حاتم* خَطَأُ في الطَّريقِ أَهْوَنُ من خَطَاٍ في الدِّينِ* سيبويه* خَطَّأْتُه نسبتُه الى الخَطَا* ابن جنى* قِراءةُ من قَرَأَ «وما كانَ لمُؤْمِنٍ أنْ يَقْتَلَ مؤمنا الا خطأ» على مِثَال قَفًا على حذفِ الهمزة البَتَّةَ

كيَجِيكَ ويَسُوكَ قال وهذا ضعيفٌ ليس بمطرد وانما جاء في أحرف محفوظة قال ويجوز أن يكون أبدل الهمزة ابدالا كُلِّيًّا حتى ألحقها بحروف العلة فكانه الَّا خَطيًا ونظيره قَرَيْتُه في قَرَأْتُه ثم قَلَبها ألفا قال وأما قراءة من قرأ «ولا تَتَّبِعُوا خُطُؤَاتِ الشيطان» بالهمز فهى جمعُ خُطْأَةٍ فُعْلة من الخَطَأ عَرَفَها أحمدُ بن يحيى* صاحب العين* الحِنْثُ ـ الذَّنْبُ العَظيمُ حَنِثَ يَحْنَثُ حِنْثًا وفي التنزيل (وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) وقولهم بَلغَ الغُلَامُ الحِنْثَ ـ أى مَبْلَغًا يَجْرِى فيه عليه القَلَمُ بالطاعة والمعصية وقد تقدم في الاسْنَان وقال رَكِبَ الذَّنْبَ وارْتَكَبه ـ اجْتَرَمَه وكذلك رَكِبَ منه أَمْرًا قَبيحًا ـ اذا سَبَّهُ* ابن السكيت* قَرَفَ الرجلَ بالسُّوءِ ـ رمَاهُ به وقال قَرَفْتُ الرجلَ بالذَّنْبِ قَرْفًا* أبو عبيد* الاصْرُ ـ الذَّنْبُ* ابن دريد* الاصْرُ ـ الكلامُ والشَّرُّ يأتيك من انسانٍ بعيدٍ* صاحب العين* الوَتَغُ ـ الاثْمُ وفَسادُ الدِّين وقد أَوْتَغَ دِينَه والمُوجِبةُ ـ الكبيرةُ من الذنوب التى يستوجبُ بها العذاب وقد أَوْجَبَ الرَّجلُ وقيل المُوجِبةُ من الحسنات والسيئات* ابن السكيت* اللَّمَمُ دون الكبيرةِ من الذنوب* غيره* وهو الالْمَامُ* صاحب العين* جَنَيْتُ الذَّنْبَ جِنايةً وتَجَنَّيْتُ عليه ـ ادَّعَيْتُ ذلك عليه وهو يُجَانِى عليه أى يَتَجَنَّى* أبو عبيد* بَعَوْتُ أبْعُو وأَبْعَى بَعْوًا ـ اجْتَرَمْتُ عليهم وجَنَيْتُ وأنشد

وابْسَالِى بَنِىَّ بغَيْرِ جُرْمٍ

بَعَوْناهُ ولا بِدَمٍ مُرَاقٍ

ويُرْوَى جَنَيْنَاهُ* ابن دريد* بَعَا بَعْوًا وبَعْيًا جَنَى* أبو زيد* بَاءَ بالذنب بَوْءًا وأَبَاْتُ الرجلَ إباءَةً ـ اذا قَرَّرْتَهُ حتى يَبُوءَ على نفسه بالذنب جَرَرْتُ ذَنْبًا ـ جَنَيْتُه وقال أَجَلْتُ عليهم آجِلُ أَجْلاً ـ جَرَرْتُ وقيل جَلَبْتُ وأنشد

وأَهْلِ خِبَاءٍ صَالحٍ ذَاتُ بَيْنهِمْ

قد احْتَرَبُوا في عاجِلٍ أنا آجِلُهْ

أى جَالِبُه* غير واحد* هو الاثْمُ وجمعُه آثامٌ وهو الاثَامُ* قال أبو على* فاما قوله تعالى (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً) فانَّ الاثْمَ ههنا الشىءُ الذى أُثِمَ بفِعْلِه كما قال سيبويه في المَظْلَمةِ انها اسْمُ ما أُخِذَ منك* أبو زيد* رَجُل أَثُومٌ من قوم أُثُمٍ وقد أَثِمَ* صاحب العين* الاثَامُ ـ عُقُوبةُ الاثْمِ وفي القرآن

(يَلْقَ أَثاماً) والاثِيمُ الكثيرُ رُكُوبِ الْاثْمِ* أبو عبيد* الحُوبُ والْحَابُ ـ الاثْمُ* ابن دريد* وهو الحوْبُ وقد حَابَ حَوْبةً* صاحب العين* هو الاثْمُ الكبيرُ وقد تَحَوَّبَ* أبو عبيد* الحِيبَةُ ـ الاثْمُ* أبو زيد* التَّبِعَةُ ـ ما فيه اثْمٌ يُتْبَعُ به* ابن دريد* عَنِتَ عَنَتًا ـ اكْتَسَبَ مَاْثَمًا والعَنَتُ ـ العَسْفُ أو الحَمْلُ على المكروه وقد أَعْنَتَهُ والفُجُورُ ـ الْانْبِعاثُ في المَعاصِى فَجَرَ يَفْجُرُ فُجُورًا ورجلٌ فاجِرٌ من قوم فَجَرةٍ وفُجَّارٍ ويقال للمرأةِ يا فَجارِ معدولٌ عن فَاجِرةٍ* أبو عبيد* الحَرَجُ ـ الاثْمُ* ابن السكيت* ليس في هذا الامرِ حَرَجٌ ومَحْرَجٌ* صاحب العين* الحَارِجُ ـ الآثِمُ والمُتَحَرِّجُ ـ الكَافُّ عن الاثْمِ والحَرَجُ ـ الضِّيقُ منه* ابن السكيت* وقرئ «(يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً) حَرِجًا و (حَرَجاً)» * أبو على* الحَرِجُ صِفَة والحَرَجُ مَصْدر* صاحب العين* الجُنَاحُ ـ الاثْمُ* ابن دريد* وهو المَيْلُ الى الاثْمِ ذهب الى اشتقاقه من الجُنُوحِ وهو المَيْلُ قال والحُنْزُوبُ والحِنْزابُ ـ الجَرِىءُ على الفُجُورِ وقال عَثَا يَعْثُو وعَثِىَ ـ أَفْسَدَ* أبو عبيد* فى فُلانٍ رَهَقٌ ـ أى يَغْشَى المَحارِمَ والرَّهَقْ ـ الاثْمُ والمُرَهَّقُ ـ المُتَّهَمُ في دِينه* صاحب العين* الوِزْرُ ـ لذَّنْبُ وجمعُه أوْزارٌ وقد وَزَرَ وِزْرًا ـ حَمَله ووُزِرَ الرجلُ رُمِىَ بوِزْرٍ وفي الحديث «ارْجِعْنَ مَأْزُوراتٍ غَيْرَ مَأْجُوراتٍ» أصله موزورات ولكنه أَتْبَعَ* أبو عبيد* والاصْرُ ـ الذنْبُ والثِّقْلُ* قال أبو على* الاصْرُ مَصْدَر يقع على الكَثْرة مع إفْراد لفظِه يدل على ذلك قولُه عزوجل (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) فأُضِيفَ وهو مفرد الى الكثرة ولم يُجْمَع ومن قرأ آصارَهم كانه أراد ضُرُوبًا من المَآثِمِ مُختلفةً فَجمَع لاختلافها والمصادرُ قد تُجْمع اذا اختلفتْ ضروبُها كما يُجْمع سائر الاجناس واذا كانوا قد جمعوا ضربا واحدا كقوله

هَلْ منْ جُلُومٍ لاقوامٍ فَتُنْذِرَهُمْ

ما جَرَّبَ النَّاسُ من عَضِّى وتَضْرِيسِى

فانْ يُجْمَعَ ما اخْتَلَف من المآثِم أجْدَرُ فجعل إصْرا وآصَارًا بمنزلة عِدْل وأعدالٍ ويقوّى ذلك قولُه عزوجل (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) والثِّقَلُ مَصْدر كالشِّبَع والصِّغَرِ والكِبَرِ* صاحب العين* كَبائِرُ الاثْمِ ـ جِسَامُها وقد قرئ (كَبائِرَ

الْإِثْمِ) وكَبِيرَ الاثْم* قال أبو على* حُجَّةُ الجمع قولهُ تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ) يراد بها تلك الكبائرُ المجموعةُ التى يُكَفَّرُ باجتنابها السيئاتُ التى هى الصغائر ويُقَوِّى الجمعَ أن المراد هو اجْتنابُ تلك الكبائرِ المجموعةِ في قوله (كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) واذا أُفْرِدَ جاز أن يكون المرادُ واحدًا وليس المعنى على الافْراد وانما المعنى على الجمع .... (١) بما أفرد فانه يجوز أن يريد الجمعَ وان جاز أن يكون واحدا في اللفظ وقد جاءت الآحادُ في الاضافة يراد بها الجمع كقوله عزوجل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) وفي الحديث «مَنَعَتِ العِراقُ قَفِيزَها ودِرْهمَها» * الاصمعى* الوَكَفُ ـ الاثْمُ وقيل العَيْبُ وما في هذا الامْرِ وكَفٌ ـ أى عَيْبٌ* صاحب العين* أَصَرَّ على الذَّنْب ـ اذا لم يُقْلع عنه وقال رَانَ الذَّنْبُ على قَلْبه رَيْنًا ورُيُونًا ـ غَطَّاه وكُلُّ ما غَطَّى شيأ فقد رانَ عليه ومنه رانَتْ عليه الخَمْرُ ـ غَلَبَتْه* صاحب العين* عاقَبَهُ بذَنْبه مُعاقبةً وعِقَابًا ـ آخَذَه به والاسمُ العُقُوبة وقال احْذَرْ عَقْبَ اللهِ وعُقْبَه وعِقَابَهُ ـ أى عُقُوبتَه والعُقْبُ العاقبةُ وكذلك العُقْبَى والعُقْبانُ ومنه العُقْبَى الى اللهِ ـ أى المَرجِعُ* أبو عبيد* تَعَقَّبْتُ الرجلَ واعْتَقَبْتُه ـ آخَذْتُه بذَنْبٍ كان منه

الاعتذار

العُذْرُ ـ ما أَدْلَيْتَ به من حُجَّة تَذْهَبُ بها الى إسقاط المَلامة وهى الاعْذَارُ عَذَرْتُه أَعْذِرُه عُذْرًا ومَعْذِرة ومَعْذَرة بالفتح حكاها سيبويه قال فتحوا على القياس والاسم المَعْذُرة عنه أيضا وعِذْرةً وعُذْرَى وأَعْذَرْتُه قال الاخطل

فانْ تَكُ حَرْبُ ابْنَىْ نِزَارٍ تَواضَعَتْ

فقد أعْذَرَتْنا في كِلَابٍ وفي كَعْبِ

وقد اعْتَذَر اليه وعَذَرْتُه من فلانٍ ـ أى لُمْتُ فُلانًا ولم أَلُمْهُ والعَذِيرُ المَعْذِرةُ والجمعُ عُدُرٌ وعُذِيرِى من فلانٍ أى هَلُمَّ مَعْذِرَتَكَ إِيَّاىَ منه وعَذَّرَ الرجلُ ـ قَصَّرَ عُذْرُه وأَعْذَرَ ـ ثَبَتَ عُذْرُه وعَذَّرَ في حاجتِه ـ لم يُبالغ فيها وأَظْهَر المبالغة وأعْذَرَ ـ بالَغَ وقرئت «(وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ) والمُعْذِرُونَ» ف (الْمُعَذِّرُونَ) الذين لا عُذْرَ لهم والمُعْذِرُون ذَوُ والاعْذار (٢) وقرأ بعضُهم المُعِذِّرُونَ على الادغام والتحريك لالتقاء الساكنين

__________________

(١) بياض بأصله

(٢) قوله وقرأ بعضهم الخ الذى في البيضاوى وغيره ويجوز كسر العين لالتقاء الساكنين وضمها للاتباع ولم يقرأ بهما أحد وفي اللسان نقلا عن التهذيب من كسر العين فلا لتقاء الساكنين ولم يقرأ بهذا فانظر قول المخصص وقرأ بعضهم اه مصححه

والعَذِيرُ ـ ما يُحاوِلُه الانسانُ ويَلْزمه والْعَذِيرُ أيضا الحالُ منه وكل ما يُعْذَرُ عليه عذِيرٌ والجمع عُذُرٌ وأنشد

* وقد أَعْذَرَتْنِى في طِلَابِكُمُ العُذْرُ*

احْتاجَ الى تَخْفيفه هذا قول أبى عبيد وهو خطأ بل التخفيف جاء على اللغة التميمية وأعْذَرَ اليه ـ قَدَّم اليه عُذْرَه وفي المثل «قد أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَر» والاعْتِرافُ الاقْرارُ بالذنب والخُضُوعُ وفي التنزيل (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) * ثعلب* عَرَّفَه بِذَنْبِه فاعْتَرَفَ* صاحب العين* تَنَصَّلْتُ اليه من الذَّنْبِ تَبَرَّأْتُ وقال أَبْلَيْتُه عُذْرًا ـ أَدَّيْتُه اليه فَقَبِلَه وكذلك أَبْلَيْتُه جُهْدِى

العفو والعقاب

عَفَوْتُ عن ذَنْبه عَفْوًا وفلانٌ عَفُوٌّ عن الذنب والاسْتِعْفاءُ ـ طَلَبُ العَفْوِ وأَعْفَيْتُه من الامر ـ بَرَأْتُه منه والاسْتعْفاءُ طَلَبُ ذلك* صاحب العين* حَطَّ اللهُ وِزْرَهُ يَحُطُّه حَطًّا ـ وَضَعَه والاسمُ الحِطِّيطَى والحِطَّةُ وفي التنزيل (وَقُولُوا حِطَّةٌ) انما أُمِرُوا بقَوْلِها لِتُحَطَّ بها ذنوبُهم واسْتَحْطَطْتُه ـ سألتُه الحَطَّ وكلُّ ما وَضَعْتَه فقد حَطَطْتَه وانْحَطَّ هو ومنه الحَطُوطُ الذى هو ضد الصَّعُودِ والفِعْلُ كالفعل متعدّيه ولازمه* صاحب العين* صَفَحْتُ عنه أَصْفَحُ صَفْحًا ـ عَفَوْتُ ورجلٌ صَفُوح وصَفَّاحٌ* ابن جنى* اسْتَصْفَحْتُه ذَنْبِى ـ اسْتَغْفَرْتُه إياه والاسْجَاحُ ـ حُسْنُ العَفْو تقول العرب مَلَكْتَ فأَسْجَحْ* قال أبو على* وحقيقتُه التسهيلُ وقد تقدم ما يُؤْنِسُ بذلك من قولهم خَدٌّ أَسْجَحٌ ومِشْيةٌ سُجُحٌ* صاحب العين* تَمْحِيصُ الذنوب ـ تطهيرُها* ابن السكيت* تَجَوَّزْتُ عنه وتَجاوَزْتُ* غيره* غَمَّضْتُ عنه كذلك وقال تَغَمَّدَه اللهُ برحمةٍ منه ـ غَمَرَه فيها* أبو زيد* ومنه تَغَمَّدْتُ الرجلَ ـ اذا أَخَذْتَهُ بِخَتْلٍ حتى تُغَطِّيَهُ* صاحب العين* غَفَرَ ذَنْبَه يَغْفِرُه غَفْرًا وغُفْرانًا ومَغْفِرةً وغَفِيراً وغَفِيرةً واسْتَغْفَرْتُه ذَنْبِى وهما يَتغَافَرانِ ـ أى يَدْعُو كُلُّ واحد منهما لصاحبه بالمَغْفِرة* أبو عبيد* العِقَابُ ـ الاخْذُ بالذنب وقد عاقبتُه وتَعَقَّبْتُه والاسم العُقُوبة* الاصمعى* النِّقْمَةُ والنَّقِمَةُ ـ المُكافَأةُ

بالعُقوبة والجمعُ نِقَمٌ ونَقِمٌ وقد نَقَمْتُ منه أَنْقِمُ* غيره* نَقِمَ يَنْقَمُ وانْتَقَم* الاصمعى* آخَذْتُه بذنبه ووَاخَذْتُه ـ عاقَبْتُه

التنسك وذكر أعمال البر

* صاحب العين* الشَّريعةُ والشِّرْعةُ ـ ما سنَّ اللهُ من الدِّينِ وأَمَرَ بالتَّمَسُّكِ به كالصَّلاةِ والصَّوْم والحج وقد شَرَعَها يَشْرَعُها شَرْعًا

الايمان

التصديقُ وقد آمَنَ وَزْنُه أفْعَلَ ولا يكون فاعَلَ* قال القارسى* لا تَخْلُو الالفُ في آمَنَ من أن تكون زائدة أو مُنْقَلِبةً وليس في القِسْمة أن تكونَ أَصْلاً فلا يجوز أن تكُونَ زائدةً لانها لو كانت كذلك لكانت فاعَلَ ولو كان فاعَلَ لكان مضارعُهُ يُفاعِلُ مثل يُقاتِل ويُضارب في مضارع ضَارَب وقاتَل فلما كان مضارعُ آمَنَ يُؤْمِنُ دل ذلك على أنها غير زائدة واذا لم تكن زائدة كانت منقلبة واذا كانت منقلبة لم يَخْلُ انقلابُها من أن يكون عن الياء أو عن الواو أو عن الهمزة فلا يجوز أن تكون منقلبة عن الواو لانها في موضع سكون واذا كانت في موضع سُكون وجب تصحيحُها ولم يجز انقلابُها وبمِثْل هذه الدلالة لا يجوز أن تكون منقلبة عن الياء فاذا لم يجز انقلابها عن الواو ولا عن الياء ثبت أنها منقلبة عن الهمزة وانما انقلبت عنها ألفا لوقوعها ساكنة بعد حرف مفتوح فكما أنها اذا خففت في راس وفاسٍ وياسٍ انقلبت ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها كذلك قلبت فى نحو آمَنَ وآجَرَو آتَى وفي الاسماء نحو آدَر وآخَر وآدَم الا أنَّ الانْقِلابَ ههنا لزمها لاجتماع الهمزتين والهمزتان اذا اجتمعتا في كلمة لزم الثانيةً منهما القلبُ بحسب الحركة التى قبلها اذا كانت ساكنة نحو آمَنَ أُوتُمِنَ إيذَنْ إيتِمانًا* صاحب العين* الاحْتِسَابُ ـ طَلَبُ الاجْرِ والاسمُ الحِسْبَةُ* ابن السكيت* احْتَسَبَ فلانٌ بَنِينَ ـ اذا ماتُوا له كِبارًا واحْتَسَبَ الاجْرَ بصَبْره* أبو عبيد* المَسِيحُ ـ الصِّدِّيق وبه سُمِّى عيسى بنُ مَرْيَم وقد تقدم وُجُوهُ الاختلافِ في ذلك* أبو زيد* القارِيةُ ـ الصالحونَ من الناس* أبو عبيد* وفي الحديث «الناسُ قَوَارِى اللهِ في

الارضِ» أى شُهَدَاؤُه أُخِذَ مِنْ أنهم يَقْرُونَ الناسَ أى يَتَتَبَّعُونهم فينظرون الى أعمالهم

الرشد والهداية

* صاحب العين* الرُّشْدُ والرَّشَدُ والرَّشادُ ـ نَقِيضُ الغَىِّ وقد رَشَدَ يَرْشُد رُشْدًا ورَشِدَ رَشَدًا ورَشادًا فهو راشِدٌ ورَشِيدٌ وأَرْشدْتُه الى الامْرِ ورَشَّدْتُه واسْتَرْشَدْتُه ـ طلبتُ منه الرُّشْدَ* أبو زيد* الرَّشَدَى اسم للرَّشادِ

الوضوء

* أبو عبيد* التَّوَضُّؤُ ـ التَّنَظُّفُ وقد تَوَضَّأْتُ وَضُوءًا حَسَنًا وحَكَى غيرُه الوُضُوءَ بالضم* قال ابنُ الكَلْبىّ* الوَضُوءُ الاسمُ والوُضُوءُ المصدرُ وقيل الوَضُوءُ الفِعْلُ والوُضُوءُ الماءُ الذى يُتَوَضَّأَ به على مثال وَقَدَتِ النارُ وَقُودًا عالِيًا والوُقُود بالضم الحَطَبُ* ابن الكلبى* واشتقوا من الوَضُوءِ اسما للوَضِىءِ فقالوا وَضِىءٌ بَيِّنُ الوَضاءةِ وقد وَضُؤَ* صاحب العين* المِيضَأَة ـ المِطْهَرةُ التى يُتَوَضَّأ فيها ومنها* أبو عبيد* تَطَهَّرْتُ طَهُورًا كتَوَضَّأْتُ وَضُوءًا والطُّهْر الاسمُ فأما الطَّهارة فمصدرُ قولهم طَهُرَ وطَهَرَ والطَّهُورُ قد يكونُ المَصْدَرَ كما تقدم ويكون الوَصْفَ قالوا ماء طَهُورٌ بمعنى طاهرٍ كما قالوا قَتُولٌ بمعنى قاتِلٍ وقالوا تَطَهَّرَ واطَّهَر واطَّاهَرَ مُدْغَم عن تَطَاهَرَ كادّارَكَ مُدْغم عن تَدارَكَ وقيل الطَّهُورُ والوَضُوءُ اسم الماءِ كالغَسُول والقَرُورِ فالغَسُولُ الماءُ الذى يُغْتَسَلُ به أيا كانَ والفَرُورُ الماءُ الذى يُتَقَرَّرُ به أى يُتَبَرَّدُ* أبو حاتم* المَطْهَرةُ ـ البيتُ الذى يُتَطَهَّر فيه والمِطْهَرةُ وِعاءُ الماءِ الذى يُتَطَهَّر به* صاحب العين* الطُّهارةُ ـ فَضْلُ ما تُطُهِّرَ به* ابن السكيت* غَسَلَه غَسْلاً والغُسْلُ الاسم وقيل ما يُغْتَسَلُ به والتميم في الوضوء أصلُه من الأَمِّ وهو القَصْدُ يقال تَأَمَّمْتُ وتَيَمَّمْتُ* أبو عبيد* تَمَسَّحْتُ بالتُّراب ـ تَيمَّمْتُ

الاذان

الأذانُ ـ الاشعارُ بوقتِ الصلاةِ* سيبويه* أَذَّنْتُ وآذَنْتُ من العرب من يجعلهما

بمعنى ومنهم من يقول أَذَّنْتُ لِلنّداءِ والتصويتِ باعلانٍ وآذَنْتُ أعْلَمْتُ* الاصمعى* التَّثْوِيبُ ـ تَرْجِيعُ الأذان* ابن السكيت* زَعْقةُ المُؤذِّن ـ صوتُه

الصلاة

قد أكْثَر الناسُ في شرحها والتعبير عنها وأنا أُورِدُ في ذلك أحسنَ ما سَقَطَ الىَّ من لَفْظِ الشيخ أبى علىّ الفارسى قال الصلاةُ في اللغةِ الدُّعاءُ قال الاعشى في الخَمْر

وقَابَلَها الرِّيحُ في كِنِّها

وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ

فكانَّ معنى قوله جَلَّ وعز (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) وادْعُ لهم فانَّ دُعاءَك لهم تَسْكُنُ اليه نفوسُهم وتَطِيبُ به فأما قولُهم صَلَّى اللهُ على رسوله وعلى ملائكَته فلا يقال فيه انه دُعاء لهم من الله كما لا يقال في نحو وَيْلٌ للمكذِّبين انه دعاء عليهم ولكن المعنى فيه أن هؤلاء ممن يستحق عندكم أن يقال فيهم هذا النحوُ من الكلام وكذلك قوله تعالى (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) فيمن ضم التاء وهذا مذهب سيبويه واذا كانت الصلاةُ مصدرا وقَعَ على الجميع والمفرد على لفظ واحد كقوله (لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) فاذا اختلف جاز أن يجمع لاختلاف ضروبه كما قال جل وعز (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ) ومما جاء به الصلاةُ مفردا يراد به الجمعُ قولُه تعالى (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) وقولُه (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) فالزكاة في هذا كالصلاة وكانَّ المفروضَ والمُتَنَفَّلَ بها سميت صلاةً لما فيها من الدعاء الا أنه اسم شَرْعِىٌّ فلا يكون الدعاءَ على الانفرادِ حتى تَنْضَمَّ اليها خِلَالٌ اخَرُ جاء بها الشرع كما أن الحَجَّ القَصْدُ في اللغة فاذا أُرِيدَ به النُّسُكُ لم يتم بالقَصْد وحده دون خصال أُخر تنضم الى القَصْد كما أن الاعتكاف لُبْثٌ وإقامة والشرعىُّ ينضم اليه معنى آخرُ وكذلك الصومُ وحَسَّنَ ذلك جَمْعَها حيث جُمِعَتْ لانها صارت في التسمية بها وكثرة الاستعمال لها كالخارجة من حكم المصادر واذا جُمِعَتِ المصادرُ نحوُ قوله (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ) فانْ يُجْمَعَ ما صار بالتسمية كالخارج عن حكم المصادر أَجْدَرُ ألا ترى أن سيبويه جعل دَرًّا من قولك لِلَّهِ دَرُّكَ بمنزلةِ للهِ بِلَادُكَ وجَعَله خارجا عن حكم المصادر فلم يُعْمِله إعمالَها مع أنه لم يُخَصَّ بالتسمية به شئٌ وجَعَله بكثرة الاستعمال خارجا عن حكم المصادر ولم يُجِزْ أن يُضِيف دَرّ الى اليوم من قوله

* لله دَرُّ اليومَ مَنْ لَامَها*

على حد قوله (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فهذا قولُ من جَمَع في نحو قوله (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فان قلتَ فهلا جعل بمنزلة دَرّ فلم يجز فيه الا الافراء الا أن تختلف ضُروبُه كما لم يجز في دَرٍّ الاعمالُ قيل ليس كل شئ كثر استعماله يغير عن أحوال نظائره فلم تُغَيَّر الصلاةُ عما كانت عليه في الاصل من كونها مصدرا وان كان قد سمى به لانه وان كان قد انضم الى الدعاء غيره لم يخرج من أن يكون الدعاء مرادا بها ومثل ذلك من كلامهم قولُهم أرأيتَ زيدا ما فَعَل فلم يُخْرجْه عما كان عليه دخولُ معنى فالتسمية به مما يُقَوِّى الجمعَ فيه اذا عُنِى به الركعاتُ لانها جارية مجرى الاسماء والافرادُ له في نحو (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ) يُجَوِّزه أنه في الاصل مصدر فلم يُغَيَّرْ عما كان عليه في الاصل ومن أفرد فيما يراد به الركعات كان جوازه على ضربين أحدهما على أنه في الاصل مصدر من جنس المصادر لانها أجناس مما يفرد في موضع الجميع الا أن تختلف فتجمع من أجل اختلافها والآخَرُ أنَّ الواحدَ قد يقع في موضع الجمع كقوله (يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) وقوله

* قَدْ عَضَّ أعْناقَهُمْ جِلدُ الجَوامِيسِ*

* صاحب العين* قد يكون التسبيح بمعنى الصلاة وفي التنزيل (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) أى المُصَلِّين قَبْلَ ذلك وأنشد

* وسَبِّحْ على حِينِ العَشِيَّةِ والضُّحَى*

أى صَلِّ بالصَّباح والمَساء وهو معنى قوله عزوجل (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) وقيل السُّبْحةُ ـ الدعاءُ وصلاةُ التَّطَوُّع وسيأتى ذِكْرُ سبحان الله بمعناه وتعليلِه وافتتاحُ الصلاة التكبيرةُ الاولى وفَواتحُ السُّوَرِ أوائلُها منه وفاتحةُ القرآنِ الحَمْدُ وقال التَّثْوِيبُ ـ الدعاءُ للصلاة وغيرها وأصلُه أن الرَّجُلَ اذا جاء مُسْتَصْرِخًا لَوَّحَ بثَوْبِه فكان ذلك كالدُّعاءِ* ابن السكيت* هى صلاةُ الوِتْرِ* صاحب العين* وقد أَوْتَرْتُ ـ صَلَّيْتُ الوِتْرَ* أبو عبيد* أحرمتُ بالصلاة وأحرمتُ فيها وأحرمتُها والاحرامُ عَقْدُها ودخولُها الاسمُ والمصدرُ في ذلك سواءٌ وقد قيل الاحرامُ المصدرُ والحُرْمُ الاسمُ* قال أبو على* الاحْرامُ الاسمُ والمصدرُ* أبو عبيد*

حَرُمَتِ الصلاةُ على المرأة حُرْمًا وحُرُمًا لغتان وحَرِمَتْ عليها حَرَمًا وحَرَامًا والهَيْنَمةُ ـ القراءةُ في الصلاة بالسر والجَهْر وقد تقدم أنها الاصواتُ المختلطةُ فاما القَنْتُ والقُنُوتُ فقد قيل هو القراءةُ فيها وقيل الدعاءُ وقيل إطالَتُها* صاحب العين* القُنُوتُ ـ الطاعةُ لله تعالى وقيل هو الامساكُ عن الكلام والخشوع ومنه قَنَتَتِ المرأةُ لبَعْلِها انقادتْ والاقْناتُ الانْقِيادُ قَنَتَ يَقْنُتُ قُنُوتًا* صاحب العين* أَقْنَعَ الرجلُ يَدَيْهِ في القُنُوت ـ مَدَّهما واسْتَرْحَمَ رَبَّهُ وقال صَلَّينا أعْقَابَ الفريضةِ وهو اذا صَلَّى عَقِبَ الظهر وهو واحدُ الاعْقابِ وقال نَحَرَ الرجلُ في الصلاةِ يَنْحَرُ اذا انتصبَ ونَهَدَ صَدْرُه وقولهُ تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) قيل معناه وانْحَرِ البُدْنَ وقيل هو وَضْعُ اليمينِ على الشِّمالِ في الصلاةِ* ابن دريد* رَكَعَ يَرْكَعُ رَكْعًا ورُكُوعًا فهو راكع والرَّاكِعُ ـ الذى يَكْبُو على وَجْهه ومنه الركوع في الصلاة قال الشاعر

وأَفْلَتَ حاجبٌ فَوْتَ العَوالِى

على شَقَّاءَ تَرْكَعُ في الظِّرابِ

والرُّكْعةُ ـ الهُوَّةُ في الارض لغةٌ يَمانية* صاحب العين* كُلُّ قَوْمةٍ من الصلاة ركعةٌ وكُلُّ شئ يَنْكَبُّ لوَجْهِه فَتَمَسُّ رُكْبَتُه الارضَ أولا تَمَسُّ بعد أن يُطَأْطِئَ رأسَه فهو راكعٌ قال لبيد

أُخَبِّرُ أَخْبارَ القُرونِ التى مَضَتْ

أَدِبُّ كَانِّى كُلَّما قُمْتُ راكعُ

والجمعُ رُكَّع ورُكُوع ورَكَعَ الشيخُ ـ انْحَنَى* أبو عبيد* التَّحْنِيَةُ ـ وَضْعُ اليدين على الركبتين والارضِ في الصلاة* صاحب العين* الساجدُ ـ المُنْتَصِبُ* أبو عبيد* حقيقةُ السجودِ الخُضُوعُ سَجَدَ يَسْجُدُ سُجودًا ـ اذا وَضَعَ جَبْهَتَه بالارض وأَسْجَدَ البعيرُ طَأطَأ رأسَهُ وانْحَنَى وأنشد

* وقُلْنَ له أَسْجِدْ لِلَيْلَى فأَسْجَدَا*

وجمعُ الساجدِ سُجودُ* قال الفارسى* واذا حُقِّرَ رُدَّ الى واحدِه كما يُفْعَلُ بالقُعودِ والبُكِىِّ جمع قاعدٍ وباكٍ وأما المَسْجِدُ فانه أحد الحروف الشاذة التى جاءت من فَعَلَ يَفْعُل على مَفْعِلٍ وهذا اذا عُنِىَ الموضعُ الذى يُسْجَدُ فيه فأما من جَعَله اسما للبيت فعلَى من جَعَل المَضْرِبَ اسما للحديدة فلا يكون على هذا شاذا انما هو اسم كالمُدُقِ

حين جعلوه اسما كالْجُلْمُودِ* أبو حاتم* المِسْجَدَةُ الخُمْرةُ المسجودُ عليها* صاحب العين* قوله عزوجل (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) قيل هى مواضعُ السجُود من الانسانِ الجبهةُ واليدانِ والرُّكْبةُ والرِّجْلانِ فاما الاسْجَادُ في النَّظَرِ فقد قيل انه الادامَةُ وقيل الفُتُور وهذا أشبه لانه مَيْلٌ وانْخِفَاضٌ وليس السُّجُودَ* أبو زيد* حَرِجَتِ الصلاةُ على المرأةِ ـ حَرُمَتْ زَمَنَ الحَيْض وقال حانت الصلاةُ حَيْنًا وحَيْنُونةً ـ وَجَبَتْ* صاحب العين* التَّرْوِيحةُ في شهر رمضانَ سميت بذلك لاستراحةِ القوم بعد كُلِّ أربع ركعاتٍ وقال رَهِقَتْنَا الصلاةُ رَهَقًا ـ حانت وقال التَّشَهُّدُ ـ قراءةُ التَّحِيَّاتِ واشتقاقُه من أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا عبدُه ورسولُه* غيره* الذِّكْرُ ـ الصلاةُ للهِ والدُّعاءُ اليه والثناءُ عليه وفي الحديث «كانتِ الانبياءُ اذا حَزَبَهُمْ حازِبٌ فَزِعُوا الى الذِّكْرِ» أى الصلاةِ يَقُومون فيُصَلُّون والذِّكْرُ أيضا الكتابُ الذى فيه تَفْصِيلُ الدِّينِ ووَضْعُ المِلَّةِ

الدعاء

طَلَبُ الطَّالِبِ للفعلِ من غَيْرِه وقد دَعَوْتُ* سيبويه* الدَّعْوَى الدُّعاءُ قال وفي الدعاء اللهم أَشْرِكْنَا في دَعْوَى المُسْلِمِينَ وأنشد

* وَلَّتْ ودَعْواها شديدٌ صَخَبُهْ*

والادْعُوَّة أُفْعُولةٌ من دَعا يَدْعُو صَحَّتَ الواوُ لانه ليس هناك ما يَقْلِبُها ألا تَرى أنك اذا بَنَيْتَ مِثالَ أُفْعُولةٍ من غَزَوْتُ قلت أُغْزُوَّةٌ ومن قال أُدْعِيَّة فلخفة الياء على حَدِّ مَسْنِيّة* ابن الرمانى* الدعاءُ الى الله على وجهين الاول طَلَبٌ في مَخْرَج اللَّفْظِ والمعنَى على التعظيم والمدح الثانى الطَّلَبُ لاجلِ الغُفْران أو عاجلِ الانْعامِ* ابن دريد* الابْتِهالُ ـ الاجتهادُ في الدعاء وإخلاصُه لله عزوجل وبه سميت باهلةُ أُمُّ هذه القبيلة* صاحب العين* وقوله

* إيَّاكَ أَدْعُو فتَقَبَّلْ مَلَقِى*

أى دُعائى وتَضَرُّعِى وقال التَّسْمِيت ـ ذِكْرُ اللهِ على الشئ والتَّسْمِيتُ الدُّعاءُ للعاطِسِ وحُكِيَتْ بالشِّينِ* أبو عبيد* أَلَّ يَؤُلُّ أَلًّا وأَلَلاً وأَلِيلاً ـ رَفَعَ صوتَه بالدعاء قال

الكميت

وأنت ما أنت في غَبْراءَ مُظْلِمةٍ

اذا دَعَتْ أللَيْهَا الكاعِبُ الفُضُلُ

وقد يكون ألليها أنه أراد الالَلَ ثم ثَنَّاه كانه يريد صَوْتًا بعد صوت وقد يكون ألليها أنْ يريد حكايةَ أصواتِ النساءِ بالنَّبَطِيَّة اذا صَرَخْنَ

الزكاة

حقيقةُ الزَّكاةِ الزيادةُ يقال زَكَا يَزْكُو زَكاءً وزَكِىَ وتَزَكَّى وزَكَّاهُ* صاحب العين* الزَّكَاةُ زَكاةُ المالِ وتَطْهِيرُه والفعلُ منه زَكَّى والزكاةُ زكاةُ الصَّلاح تقول رجلٌ تَقِىٌّ زَكِىٌّ ورجالٌ أتْقِياءُ أزْكِياءُ والزَّرْعُ يَزْكُو زَكاءً وكلُّ شئ يزيد ويَنْمِى فهو يَزْكُو زَكاءًا وهذا الامر لا يَزْكُو بفلان أى لا يليق به والزكاةُ ـ الجُزْء من المال الذى يجب اخراجُه على سبيل الصدقة بما جاءت به الشريعةُ من مِقْداره ووقته والماعُونُ الزكاةُ* قال أبو اسحق* المَعْنُ ـ الشىءُ القليلُ ومنه اشتقاقُ الماعُونِ الذى هو الزكاةُ وانما سميت الزكاة بالشئ القليل لانه يؤخذ من المال ربعُ عُشْرِه فهو قليل من كثير فهذا قول أبى اسحق وقد قَدَّمْتُ ما رَدّ به عليه أبو على الفارسى في كتاب المياه عند ذكر نُعوتِ الماءِ من قِبَلِ جَرْيهِ* ابن دريد* الخَرَاجُ والخَرْجُ ـ شئ يُخْرجه القومُ في السَّنة من مالهم بقدر معلوم والخَرْجُ والخَرَاجُ أيضا ـ الاتَاوَةُ تُؤْخَذُ من أموال الناس وفي التنزيل (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ) * صاحب العين* الفَريضةُ من الابل والبقر والغنم ـ ما بَلَغَ عَدَدُه الزكاةً* أبو عبيد* أَفْرَضَتِ الماشيةُ وَجَبَتْ فيها الفريضةُ* صاحب العين* فَرَضْتُ الشىءَ أَفْرِضُه فرْضًا ـ أوْجَبْتُه والاسم الفَريضةُ* صاحب العين* والجمعُ فَرائضُ وفرائضُ اللهِ حُدودُه التى أَمَر بها* أبو عبيد* الثِّنِىَ في الصَّدَقة أن تُؤْخَذَ فى العام مَرَّتَيْن وقيل الثِّنى أن تُؤْخذَ ناقتانِ مكانَ ناقة* صاحب العين* الصَّدَقةُ ـ ما أَعْطَيْتَه في ذاتِ اللهِ وقد تَصَدَّقْتُ عليه وصَدَّقْتُ والمُصَدِّقُ ـ القابِلُ للصدقة

باب النذور

* صاحب العين* نَذَرَ على نفسه يَنْذُرُ نَذْرًا والاسم النَّذِيرةُ* أبو عبيد* النَّحْبُ ـ النَّذْرُ نَحَبَ يَنْحُبُ وقد قَضَى نَحْبَه وقد تقدم أنه الموتُ

الصوم

ابن دريد الصَّوْمُ ـ الامساكُ عن المَاْكَلِ والمَشْرَب وكُلُّ شئ سَكَنَتْ حَرَكَتُه فقد صامَ صَوْمًا قال النابغة

خَيْلٌ صِيامٌ وخَيْلٌ غَيْرُ صائمةٍ

تَحْتَ العَجاجِ وخَيْلٌ تَعْلُكُ اللُّجُما

* صاحب العين* الصومُ ـ الصَّمْتُ من قوله تعالى (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) أى صَمْتًا والصومُ قِيامٌ بلا عَمَلٍ صامَ الفَرَسُ على آرِيِّهِ اذا لم يَعْتَلِفْ وصامتِ الريحُ اذا رَكَدَتْ وصامتِ الشمسُ حين تَسْتَوِى في مُنْتَصَفِ النهار ويقال تَقَبَّلْ صامَتِى قال الراجز

* وصُمْتُ يَوْمِى فتَقَبَّلْ صَامَتِى*

* ابن السكيت* قومٌ صُوَّمٌ وصُيَّمُ* سيبويه* أصله الواو وانما قلبت فيه ياء للخفة وقربها من الطرف ومنهم من يقول صِيَّم يُشَبِّهُها بعِصِىٍ* أبو زيد* التَّسحُّرُ الاكلُ بالسَّحَر للصِّيَام واسم الطعامِ السَّحُورُ* ابن السكيت* وهو الفَلَحُ وحقيقتُه البَقَاءُ* صاحب العين* وهو الفَلَاحُ* أبو زيد* حَرِجَ السَّحُورُ عليه حَرَجًا ـ اذا أصْبَحَ فَحرُمَ عليه* أبو عبيد* الكافِلُ ـ الذى يَصِلُ الصيامَ* صاحب العين* الفِطْرُ نقيضُ الصوم وهو من المَصادِر التى يُوصَفُ بها الواحدُ والجميعُ بلفظٍ واحدٍ* أبو الحسن* ليس بمصدر وإنما هو اسمٌ موضوعٌ موضعَ مصدرٍ* سيبويه* فَطَّرْتُه فأَفْطَر ومِثْلُ هذا قليل ـ يعنى أن يكون التفعيل لما مُطاوِعُه أَفْعَل

العكوف

* أبو عبيد* عَكَفَ بالمَكان يَعْكِفُ ويَعْكُف عُكُوفًا واعْتَكَفَ وأَعْكَفَ

اذا أقام وقالوا عاكفٌ عليه والقولُ فيه كالقول في السَّجُودٍ وحكى أبو زيد عَكَفْتُه أعْكُفُه عَكْفًا

الجهاد

* أبو عبيد* جَاهَدَه مُجاهَدةً وجِهادًا والمُكاوِحُ ـ المُجاهِدُ* صاحب العين* الغَزْوُ ـ السير الى قتال العَدُوِّ وانْتِهابِه وقد غَزَا غَزْوًا ورجلٌ غازٍ من قوم غُزًّى وغُزَاةٍ والغَزِىُّ اسْمٌ للجمع عند سيبويه وأَغْزَيْتُ الرجلَ وغَزَّيْتُه حَمَلْتُه على أنْ يَغْزُوَ وقالوا غَزَاةٌ واحدةٌ يريدونَ عَمَلَ وَجْهٍ واحدٍ كما قالوا حَجَّةٌ واحدةٌ يريدون عَمَلَ سنةٍ واحدةٍ والقياسُ غَزْوَةٌ* أبو عبيد* النَّسَبُ الى الغَزْو غَزَوِىٌّ وهو من نادر المعدول والمَغازى الغَزَوَات والمَغازِى مَواطِنُ الغَزْو والمَغَازى أيضا مَناقِبُهم وأَغْزَتِ المرأةُ فهى مُغْزِيةٌ ـ ذا غَزا بَعْلُها

المُطَّوِّعةُ

المُطَّوِّعةُ ـ القومُ الذين يَتَطَوَّعُونَ بالجهادِ وحكاه أحمدُ بن يحيى بتخفيف الطاء وشدّ الواو وردّ ذلك عليه أبو اسحق

الحج

الحَجُّ ـ القَصْدُ والتَّوَجُّه الى البيت بالاعمال المشروعةِ فَرْضًا وسُنَّةً وحقيقتُه الزيارةُ يقالُ حَجَّهُ يَحُجُّه حَجًّا* ابن السكيت* هو الحَجُّ والحِجُّ لُغتانِ* أبو على* حَجَّ يَحُجُّ حَجًّا والحِجُّ الاسمُ فأما سيبويه فقال حَجَّه يَحُجُّه حِجًّا مثلُ ذَكَره يَذْكُرُهُ ذِكْرًا وقالوا فى الجميع الحاجُّ فجعلوه اسما للجمع كالجامِلِ والباقِرِ وقالوا الحاجُّ على مِثاله وقد قالوا الحَجِيجُ في هذا المعنى على مثالِ الكَلِيب والعَبِيدِ والحِجُّ أيضا الحَجِيجُ قال

وكانَّ عافِيةَ النُّسُورِ عليهمُ

حِجٌّ بأَسْفَلِ ذِى المَجَازِ نُزُولُ

قال سيبويه وقالوا حَجَّة واحدة يريدونَ عَمَلَ سنةٍ واحدةٍ كما قالوا غَزَاةٌ واحدة يريدون عَمَلَ وجهٍ واحدٍ وذُو الحِجَّة ـ شَهْرُ الحَجِّ* صاحب العين* الهَدْىُ ـ ما أُهْدِىَ

الى مكة من البُدْنِ قال سيبويه واحدتُه هَدْيَةٌ* ابن الاعرابى* وهو الهَدِىُّ واحدَتُه هَدِيَّة وأنشد

حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى

وأَعْناقِ الهَدِىِّ مُقَلَّداتِ

وهو من الاهْداءِ* صاحب العين* بَلَغَ الهَدْىُ مَحِلَّه يعنى الموضعَ الذى حَلَّ فيه نَحْرُه ووَجَبَ وقيل المَحِلُّ ههنا مَصْدَرٌ وهو أحد ما جاء من المصادر على مَفْعِل كالمَرْجِع في قوله تعالى (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) وقال أَحْرم الرجلُ ـ دَخَلَ في الحَرم* أبو عبيد* وكذلك حَرَمَ وقال غيره أَحْرَمَ وحَرَم دَخَلَ في الشهر الحرام* ابن السكيت* الحُرْمُ ـ الاحْرامُ وفي حديث عائشة رضى الله عنها كُنْتُ أُطَيِّبُه لحِلِّه وحُرْمِهِ * أبو على* الحَرِيمُ ـ ما يَرْمِيه المُحْرِمُ عن نفسه من الثياب وقال رجلٌ حَرام وقومٌ حَرام مُحْرِمُون* صاحب العين* أَهَلَّ بالحَجِّ والعُمْرة رَفَع صَوْتَه بهما وأصلُه من أَهَلَّ الرَّجُلُ اذا نَظَر الى الهلال وكَبّر لانهم أكثر ما كانوا يُحْرِمُون اذا أهِلَّ الهِلَالُ* أبو عبيد* طافَ طَوْفًا وطَوافًا وطَوَفانًا ومَطَافًا وأَطافَ فأما يُطِيفُ ففى الخَيَالِ وقيل طافَ بالشئ جاء من نَواحِيه وأطَافَ به طَرَقَهُ لَيْلاً* ابن دريد* طُفْتُ بالبيت أسْبُوعا وسُبُوعًا* ابن السكيت* اسْتَلْأَمَ الحَجَر وهو أحد ما هُمِزَ وليس أصله الهمز كحَلَّأْتُ السَّوِيقَ وقولهم الذئبُ يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ وهو من السِّلَامِ التى هى الحجارةُ فأما التلبيةُ فالدعاءُ وسيأتى ذِكْرُ تَثْنِيةِ لبَّيْك في مُثَنَّيَاتِ المَصادِر ان شاء الله تعالى* ابن دريد* الجَمَرَاتُ والجِمَارُ ـ الحَصَيَاتُ التى تُرْمَى بمِنَى واحدتُها جَمْرة والمُجَمَّرُ موضعُ رَمْيِها هنالك* صاحب العين* والافاضةُ ـ الدَّفْعُ من عَرفاتٍ الى منًى بالتلبية ومنه الافاضةُ وهو الضَّرْبُ بالقِداحِ وأَفاضَ في الحديثِ انْدَفَعَ فيه ومنه أفاضَ البعيرُ بجِرَّتِه وأصْلُ البابِ الفَيْضُ والانْصِبابُ عن الامْتِلاءِ فمنه الافاضةُ في الحديثِ كفَيْضِ الاناءِ وكذلك الافاضَةُ من عَرفة لانهم يَجْتَمِعُونَ بها ثم يَدْفَعُونَ الى المَشْعَر كفَيْضِ الاناءِ عن الامْتِلاءِ وحديثٌ مُسْتَفِيضٌ ـ اذا ظَهَرَ في الناسِ كظُهُورِ الفَيْضِ عن الاناء* ابن السكيت* نَفَر الناسُ من مِنًى يَنْفِرُونَ نَفْرًا ونَفَرًا وهو يومُ النَّفْرِ والنَّفرِ والنُّفُورِ والنَّفِير وقال حَلَّ منِ احْرامِه يَحِلُّ حِلًّا وأَحَلَّ خَرَجَ وهو حَلَالٌ ولا يقال حالٌّ وهو القياسُ والحِلُّ ما جاوَزَ الحَرَمَ ويقال للرجل

الذى لا يَرى للشهر الحَرَامِ حُرْمةً ولا يَتَدَيَّنُ باجْتِنابِ ما يُجْتَنَبُ فيه رجلٌ مُحِلٌّ ـ أى أحَلَّ الحَرَم وفي الحديث «أَحِلَّ بمَنْ أحَلَّ بِكَ» أى مَنْ تَركَ الاحْرامَ وأَحَلَّ بقِتالِكَ فأَحْلِلْ أنتَ أيضا به وقاتِلْهُ وان كنتَ مُحْرِمًا وأصلُه من الحِلِّ والحَلَالِ والحَلِيلِ وهو نَقِيضُ الحرام حَلَّ الشىءَ يَحِلُّ حِلًّا وأَحَلَّه اللهُ واسْتَحْلَلْتُه ـ اتّخذْتُه حَلَالاً ـ والمَشْعَرُ الحَرامُ المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ والمَشْعَرُ الحَرامُ ـ هو مُزْدَلِفةُ وهو جَمْعٌ بلا خِلاف بين أهلِ العِلْمِ والفرقُ بين المَشْعَرِ والمِشْعَرِ ما قاله المُبَرّدُ وذلك أنه قال المَشْعَر بالفتح لمكانِ الشُّعُور كالمَدْخَلِ لمَكانِ الدُّخُولِ والمِشْعَرُ بالكسر الحديدةُ التى يُشْعَرُ بها أى يُعْلَم فكُسِرَتْ لانها آلة كالمِخْرَزِ والمِقْطَع* غيره* شَعائِرُ الحَج واحدتُها شَعِيرةٌ وشِعَارَةٌ وهى البَدَنَةُ تَهْدَى وقد أَشْعَرْتُ البَدَنَة ـ اذا جعلتَ لها علامةً وأَشْعَرْتُها اذا طَعَنْتَها حتى يَسِيلَ دَمُها وقيل شَعَائِرُ الحَجِّ ومَشَاعرُه مَناسِكُه وجميعُ عَمَلِه من طَوافٍ أو سَعْىٍ أو نَحْرٍ أو حَلْقٍ أو رَمْىٍ بالجِمارِ وأَنْصَابُ الحَرم ـ حُدُودُه وقال أيْدَعَ حَجًّا ـ أوْجَبَه وأنشد

* بشُعْثٍ أَيْدَعُوا حَجا تمَامَا*

فأما قوله

* كَما اتَّقَى مُحْرِمُ حَجٍّ أَيْدَعا*

فالايْدَعُ هنا ـ الزعفرانُ لان المُحْرِمَ يتقِى أن يَمَسَّ الطِّيبَ وقال أَوْذَمَ على نَفْسِه حَجًّا أَوْجَبَهُ وعَمَّ به أبو عبيد فقال أَوْذَمَ على نفسِه سَفَرًا أَوْجَبَهُ* صاحب العين* القِلَادَةُ ـ ما جُعِلَ في عُنُق البدنة التى تُهْدَى وجمعُها قَلائدُ وهى أيضا ما يُجْعَلُ فى عُنُق الانسانِ والكلب وقد قَلَّدْتُه قلادةً وتَقَلَّدَها هو والتَّقْلِيدُ هنا أن يُجْعَلَ في عُنُق البُدْنِ شِعَارٌ يُعْلَم به أنها هَدْىٌ

التُّقَى والتقوى سواء

والتاء في التَّقْوَى والتُّقَى بدل من الواو والواو في التقوى بدل من الياء وسيأتى شرح هذا فى باب المصادر وأذكر ههنا شيأ من أصله واشتقاقه أصلُ الاتِّقاءِ الحَجْزُ بين الشيئين يقال اتَّقاهُ بالتُّرْسِ أى جَعَلَه حاجِزًا بينه وبينه واتَّقاهُ بحَقِّه أيضا كذلك ومنه الوِقايةُ ويقال وَقاهُ

ومنه التَّقِيَّةُ وتَوَقَّى وأصلُ مُتَّقٍ مُوتَقٍ قلبت الواو تاء لانها سكنت وبعدها تاء مُفْتَعِل اذ كانوا يَفِرُّونَ اليها في مثل تُجاهٍ وتُراثٍ كراهيةً للحركة في حرف العلة* قال سيبويه* وقالوا هو أتْقاهُما فأبدلوا التاء من الواو الساكنة وان لم يكن بعدها تاء لانها الواو التى تَعْتَلُّ مع التاء وتَقِىٌّ وزَكِىٌّ وبَرٌّ وعَدْلٌ ومؤمن ومُحْسِن نظائرُ الا أن تَقِىّ أمْدَحُ من مُتَّقٍ لان بناءه عُدِلَ عن الصفة الجارية على الفعل للمبالغة* الاصمعى* رجل مَخْمُومُ القلْبِ أى نَقِىٌّ من الغِشّ والدَّغَلِ

البِرُّ والصِّلة والاحسان نظائر

تقول هو بارٌّ ـ وَصُولٌ مُحْسِن ونقيضُ البِرِّ العُقُوقُ* وقال ابن دريد* البِرُّ ضد العُقوقِ رجل بَرٌّ وبارٌّ وبَرَّتْ يمينُه بِرًّا ـ اذا لم يَحْنَثْ* صاحب العين* البَرُّ بذوِى قَرابَتِه يقال فلان بَرٌّ بوالديه وقوم بَرَرَةٌ وأَبْرارٌ وبهذا استدل سيبويه على أن وزنه فَعِلٌ لان فَعِلاً مما يُكَسَّرْ على أفعال كثيرا في الاسْمِ والوصفِ والمصدرُ البِرُّ تقول صَدَقَ وبَرَّ وبَرَّتْ بمينُه ـ أى صَدَقَتْ وبَرَّ اللهُ حَجَّكَ ونُسُكَك وحَجَّةٌ مبرورة ورَجَعَ مَبْرورًا مأجُورًا ويقال بَرَّ عَمَلُك وبَرَّ حَجُّكَ وبُرَّ حَجُّكَ فاذا قالوا أَبرَّ اللهُ حَجَّك قالوا بالالف وحَجٌّ مبرورٌ من أَبَرَّ وهو شاذ وله نظائر سنذكرها في باب المصادر ان شاء الله تعالى وفلانٌ يَبَرُّ فلانا واللهُ يَبَرُّ عِبادَه وقد كانتِ العربُ تقول فلانٌ يَبَرُّه أى يُطِيعه وأما قول النابغة (١)

* عليهن شُعْثٌ عامدون بحجهم*

* صاحب العين* أَبَرَّ يمينَه ـ أمْضاها على الصِّدْق

الورع

الوَرَعُ ـ التَّأثُّمُ والتَّحَرُّجُ* قال ابن السكيت* رجلٌ وَرِعٌ ـ مُتَحَرِّجٌ* سيبويه* وقد وَرِعَ يَرِعُ ووَرَع وَرَعًا* قال غيره* أصلُ هذه الكلمة الخشوعُ والاستكانةُ يقال رجل وَرَعٌ اذا كان ضَعِيفًا حكاه ابن السكيت وغيره قال وكان أصحابنا يذهبون بالوَرَعِ الى الجَبَانِ وليس كذلك انما الوَرَعُ الضعيفُ يقال انما مالُ فلانٍ أوْرَاعٌ أى صِغَارٌ

__________________

(١) قوله وأما قوله النابغة الخ سقط من الاصل الشاهد من الشعر كما سقط جواب أما فانظره كتبه مصححه

* غيره* وَرَعَ يَرَعُ رِعةً ووَرُعَ وُرُوعًا ووُرُعًا ووَرَاعَةً وتَوَرَّعَ وما أحسنَ رِعَتَهم ورِيَعَتَهُمْ* صاحب العين* التَّطَهُّر ـ التَّنَزُّه والكفُّ عن الاثْم وما لا يَجْمُل وانه لَطاهرُ الثيابِ أى ليس بذى دَنَسٍ في الاخلاقِ وقوله تعالى (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) معناه قَلْبَكَ فَطَهِّرْ والتوبةُ التى تكونُ باقامةِ الحدِّ كالرَّجْم وغيره طَهُورٌ للمُذْنِب وقد طَهَّره الحَدُّ وقوله (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) يعنى الملائكة وقال خَزَوْتُ النفسَ خَزْوَا مَلَكْتُها عن الهَوَى وأنشد

* واخْزُها بالبِرِّ لِلّهِ الاجَلّ*

الوعظ

الوَعْظُ والعِظَةُ والمَوْعِظَة ـ تَذْكِرَتُك الانسانَ بما يُلَيِّنُ قَلْبَه من ثوابٍ وعِقَابٍ وَعَظْتُه وَعْظًا فاتَّعَظَ

التوبة والانابة والاقلاع نظائر في اللغة

ونقيضُ التوبةِ الاصْرارُ وتابَ تَوْبةً وتَوْبًا واسْتِتابةً واللهُ التَّوَّابُ (يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) * صاحب العين* تابَ الى اللهِ توبةً ومَتَابًا فاللهُ التَّائِبُ يَتُوبُ على عبده والعبدُ تائبٌ الى الله وقوله عزوجل (وَقابِلِ التَّوْبِ) أراد به التوبةَ قال الفارسى قال محمد ابن يزيد جمعُ تَوْبةٍ مثل لَوْزةٍ ولَوْزٍ* سيبويه* التَّتْوِبةُ من التَّوْبة* غيره* اسْتَتَبْتُ فلانًا ـ عَرَضْتُ عليه التوبةَ وأصلُ التوبةِ في اللغة النَّدَمُ فاللهُ التائبُ على عبدِه يَقْبَلُ نَدَمَه والعبدُ تائبٌ الى اللهِ يَنْدَمُ على مَعْصِيتِه والتوبةُ رجوعٌ عما سلف بالندَم عليه والتائبُ صفةُ مدح لقوله (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ) فلا يُطْلَق اسمُ تائبٍ الا على مُسْتَحِقٍّ للمدح من المؤمنين وقيل حقيقةُ التوبةِ الرُّجوعُ والأوّابُ الراجعُ عن ذنبه والاوْبةُ الرجوعُ* ابن دريد* يقال اللهم تَقَبَّلْ تَوْبَتِى وتابَتِى وارْحمْ حَوْبَتِى وحابَتِى وعلى مثالِه قامَتِى وقَوْمَتِى قال الراجز

* قد قُمْتُ لَيْلِى فَتَقَبَّلْ قامَتِى*

* صاحب العين* الارْعواءُ ـ الاقْلاعُ عن الجَهْل وهى الرُّعْوَى والرُّعْيا

العبادة

أصلُ العِبَادةِ في اللغة التَّذْلِيلُ من قولهم طريقٌ مُعَبَّدٌ أى مُذَلَّلٌ بكثْرةِ الوَطْءِ عليه قال طَرَفَةُ

تُبَارِى عِتَاقًا ناجِيَاتٍ وأَتْبَعَتْ

وَظِيفًا وَظِيفًا فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

المَوْرُ ـ الطريقُ ومنه أُخِذَ العبدُ لذِلَّتِه لمولاه والعبادةُ والخُضُوعُ والتَّذَلُّلُ والاسْتِكانةُ قَرائبُ في المعانى يقال تَعَبَّدَ فلانٌ لفلانٍ ـ اذا تَذَلَّلَ له وكلُّ خُضُوعٍ ليس فوقَه خُضُوعٌ فهو عبادةٌ طاعةً كان للمعبود أو غَيْرَ طاعةٍ وكُلُّ طاعةٍ لِلَّهِ على جِهَةِ الخُضُوعِ والتَّذَلُّلِ فهى عبادةٌ والعبادةُ نوعٌ من الخُضُوع لا يستحقه الا المُنْعِمُ بأَعْلَى أجناسِ النِّعَم كالحياةِ والفَهْم والسَّمْع والبَصَر والشُّكْرُ والعبادةُ لا تُسْتَحَقُّ الا بالنِّعْمة لان العبادةَ تنفرد بأعلى أجناسِ النِّعَم لان أقلَّ القليلِ من العبادةِ يَكْبُر عن أن يَسْتَحِقَّه الا مَنْ كانَ له أعْلَى جِنْسٍ من النِّعْمةِ الا اللهُ سبحانه فلذلك لا يَسْتحق العبادةَ الا اللهُ وقد قالوا عَبَدَ اللهَ يَعْبُدُه عِبادةً ورَجُلٌ عابِدٌ من قومٍ عَبَدةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ وقُرِئَت هذه الآيةُ على سبعة أوجه (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) معناه أنه عَبَدَ الطاغوتَ من دونِ الله وعُبِدَ الطاغوتُ وهو بَيِّنٌ وعَبُدَ الطاغوتُ أى صار معبودا كقولك ظَرُفَ أى صار ظريفا وعُبَّدَ الطاغوتِ أى عُبَّادَه وعَبَدَ الطاغوتِ أراد عَبَدَ لها وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابدٍ والمُعَبَّدُ ـ المُكَرَّمُ المُعَظَّمُ كانه عُبِدَ وكأنَّ هذه الكلمةَ لِمَوْضُوعِ معناها ضِدٌّ* صاحب العين* السِّياحَةُ ـ الذهابُ في الارض للعبادةِ والتَّرَهُّبِ ومنه المسيح ابن مريم كان يَذْهَب في الارض فايْنَما أدْرَكَهُ الليلُ صَفَّ قَدَمَيْهِ وصَلَّى حتى الصَّباحِ وقد سَاحَ وهو مفعول بمعنى فاعل وسِيَاحةُ هذه الامةِ الصِّيَامُ ولُزومُ المساجد وفي الحديث «أولَئِكَ أُمَّةُ الهُدَى لَيْسُوا بالمَسايِيح» يعنى الذين يَسِيحونَ فى الارض بالنميمة والشَّرِّ

التَّالَّهُ والزُّهد

* قال الفارسى* روى عن ابن عباس أنه قال في قوله جل وعز «ويَذَرَكَ وإلَهَتَكَ»

أنه قال عِبادتَك وقولُنا إلَهٌ من هذا كانه ذو العبادة أى اليه يُتَوَجَّه واليه يُقْصَدُ قال وقال أبو زيد تَأَلَّهَ الرجلُ ـ نَسَكَ وأنشد

* سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِن تَألُّهِى*

قال وهذا عندى يحتمل ضربين من التأويل يجوز أن يكون كتَعَبَّدَ والتَّعَبُّدِ ويجوز أن يكون مأخوذا من الاسم دون المصدر على حد قولك اسْتَحْجَر الطينُ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ فيكون المعنى أنه يفعل الافعالَ المُقَرِّبةَ الى الاله المُسْتَحقِّ بها الثواب وتسمى الشمسُ الالاهَةَ وإلَاهةً وأنشد

تَرَوَّحْنَا من اللَّعْباءِ عَصْرًا

وأَعْجَلْنا إلَاهَةَ أن تَؤُبَا

فكانَّهم سَمَّوْها إلاهةَ على نحو تعظيمهم لها وعبادتِهم إياها وعلى ذلك نَهاهُمُ اللهُ عزوجل وأَمَرَهُمْ بالتَّوَجُّهِ في العبادةِ اليه دون ما خَلَقَه وأوْجَدَه بعد أن لم يكن فقال (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) * صاحب العين* الزُّهْدُ في الدِّينِ خاصةً والزَّهادةُ في الاشْياءِ كُلِّها ضِدُّ الرَّغْبةِ* ابن السكيت* زَهُدَ وزَهَدَ زُهْدًا وزَهادةً* صاحب العين* زَهَّدْتُه في الامْرِ ـ رَغَّبْتُه فيه وقال المُتَقَرِّئ ـ المُتَنَسِّكْ والمُتَبتِّل المُنْقَطِعُ الى اللهِ عزوجل* قال سيبويه* ومما جاء فيه المصدر على غير فعله قولُه تعالى (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)

الخشوع

* صاحب العين* خَشَعَ الرجلُ يَخْشَعُ خُشُوعًا فهو خاشِعٌ ـ اذا رَمَى ببصرِه الى الارضِ واخْتَشَعَ طَأْطَأَ رأسَه كالمُتَواضِع والخُشوعُ قريبُ المعنى من الخُضُوع الا أن الخضوعَ في البَدَنِ والاقْرارِ بالاسْتِخْذاءِ والخُشوعَ في الصَّوْتِ والبصرِ قال الله تعالى (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) وقال (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ) أى سَكنتْ ويقال اخْتَشَعَ فلانٌ ولا يقال اخْتَشَعَ بَصَرُه والخُشْعةُ من الارض ـ قُفٌّ قد غَلَبَتْ عليه السُّهُولةُ ويقال قُفٌّ خاشِعٌ وأكمَةٌ خاشِعةٌ ـ مُلْتَزِقةٌ لاطِئَةٌ بالارض ويقال الخاشعُ من الارضِ ما لا يُهْتَدَى له وفي الحديث «كانتِ الكَعْبةُ خُشْعةً على الماءِ فدُحِيَتْ من

تَحْتِها الارضُ» والتَّضَرُّعُ والتَّخَشُّعُ مَجْراهما واحدٌ وقال

ومُدَجَّجِ يَحْمِى الكَتِيبةَ لا يُرَى

عِنْدَ البَديهةِ ضَارِعًا يَتَخَشَّعُ

* وقال ابن دريد* الخاشعُ ـ المُسْتَكِينُ والخاشعُ في بعض اللغاتِ ـ الراكعُ وخَشَعَ الانسانُ خَراشِىَّ صَدْره ـ اذا أَلْقَى من صدره بُصَاقًا لَزِجًا وخَشَعَ ببَصِره ـ غَضَّهُ وهو خاشعٌ والخاشعُ والمُخْبِتُ سَواءٌ* ابن دريد* الاخْباتُ ـ التَّوَقِّى للمَأْثَمِ ويقال أَسْبَأْتُ لأمرِ اللهِ ـ اذا أَخْبَتَ له قَلْبُكَ

النُّسُك

* ابن دريد* أصلُه ذَبائحُ كانتْ في الجاهلية تُذْبَحُ وفي الاسلام اخْتَلَفُوا فيه فقيل هو نُسُكُ الحج وقيل هو الزُّهْدُ في الدنيا من قولهم رجلٌ ناسِكٌ* ابن السكيت* هو النُّسْك والنَّسْك والمَنْسَكُ والمَنْسِكُ* صاحب العين* النُّسُكُ ـ العبادةُ رجل ناسِكٌ وقد نَسَكَ يَنْسُكُ نَسْكًا والنُّسُكُ ـ الذبيحةُ يقال منْ صَنَع كذا فعليه نُسُكٌ أى دَمٌ يُهَرِيقُه بمكةَ واسمُ تلك الذبيحةِ ـ النَّسِيكةُ والمَنْسَكُ النَّسْكُ والمَنْسِكُ الموضعُ الذى تُذْبَحُ فيه النَّسَائِكُ وبُعَدَّى فيقال نَسَكَ المَنْسَكَ ونَسَك فيه وفي التنزيل (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ) * ابن دريد* القُرْبانُ ـ ما تَقَرَّبْتَ بهِ الى اللهِ عزوجل* صاحب العين* الشَّبَرُ ـ شئ يَتَعاطاه النَّصارَى كالقُرْبانِ* ابن السكيت* العَتِيرةُ ـ النَّسِيكةُ* الاصمعى* أَصْلُ العَتْرِ الذَّبْحُ عَتَرَها يَعْتِرُها عَتْرًا والعَتِيرةُ ـ الشاةُ المَعْتُورةُ والعِتْرُ ـ الصَّنَمُ الذى يُعْتَر لهُ قال

فَزَلَّ عنها وأَوْفَى رَأْسَ مَرْقَبةٍ

كَمَنْصِبِ العِتْرِ دَمَّى رأسَه النُّسُكُ

فأما قوله

* فَخَّر صَرِيعًا مِثْلَ عاتِرِة النُّسُكْ*

فعلى أنه وَضَع فاعلا موضعَ مفعول وله نظائر سأُحَدِّدُها في فصل المصادر من هذا الكتاب وقوله

عَنَنًا باطِلاً وظُلْمًا كما تُعْ

تَرُ عن حَجْرِة الرَّبِيضِ الظِّباءُ

كانَ الرجلُ في الجاهلية يقول اذا بَلَغَتْ غنمى مائةً عَتَرْتُ عنها شاةً فاذا بلغتْ هذه العِدَّةَ

شَحَّ بالغنم وصادَ ظَبْيًا فذَبَحه مكانَ الشاةِ ورواه المُفَضَّلُ تُعْنَزُ وهو تصحيف* صاحب العين* ضَحَّيْتُ بالشاةِ ذَبَحْتُها ضُحًى* ابن السكيت* هى الاضْحِيَّةُ والاضْحِيَّةُ والضَّحِيَّةُ والاضْحَاةُ والجمعُ أَضْحَى وبذلك سمى يومُ الاضْحَى والاضْحَى اسمُ اليوم يُذَكَّر ويُؤَنَّثُ والتَّذْكِيرُ على معنى اليوم وأنشد

رَأَيْتُكُمُ بَنِى الخَذْواءِ لَمَّا

دَنَا الاضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ

* قال أبو على* أما الاضْحَى جَمْعُ أَضْحاةٍ فمن الجَمْعِ الذى يُساير واحدَه الى الهاء وكلُّ جمع كذلك فهو يذكر ويؤنث هذا قول أبى الحسن* أبو حاتم* الاضْحِاةُ بالكسر لُغَةٌ في الاضْحاةِ* أبو على* فأما قول الشاعر يَرْثِى عُثْمانَ رحمه‌الله

ضَحَّوْا بأَشْمَطَ عُنْيانُ السُّجُودِ بِه

يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحًا وقُرْآنا

فانه استعاره فأما لفظُ الذَّبيحةِ فقد تقدم في ذَبْحِ الغَنَم لان ذلك غيرُ مقصورٍ على القُرْبانِ* ابن دريد* البَدَنُة من الابل والبقَر كالاضحية من الغنم تُهْدَى الى مكة والجمعُ بُدُنٌ وبُدْنٌ* أبو عبيد* الفَرَعُ ـ ذِبْحٌ كان في الجاهلية وأنشد

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ مِنَ ال

أقْوامِ سَقْبًا مُجَلَّلاً فَرَعا

التَّحَرُّجُ والعِفَّة

التَّحَرُّج ـ التَّأَثُّم وأصلُه من الحَرَج وهو الضيق ومنه الحَرَجَةُ وهى الغَيْضةُ والشجر المُتَداخِلُ المُتَضَامُّ* ابن السكيت* الحِرْجُ والحَرَجُ ـ الاثْمُ وقد قرئ (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) وحَرِجًا» وقال ابْتَارَ عِند اللهِ خَيْرًا ادَّخَرَهُ* أبو عبيد* التَّهَوُّدُ ـ التَّوْبةُ والعمل الصالح وأنشد

سِوَى رُبُعٍ لم يَأْتِ فيه مَخَانةً

ولا رَهَقًا من عائذٍ مُتَهَوِّدِ

وقد هُدْتُ قال الله تعالى (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) * صاحب العين* هَادَ هَوْدًا وتَهَوَّدَ تابَ وفي التنزيل (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) وبه سميت اليَهودُ ويقال لهم أيضا الهُودُ وقيل يَهُودُ اسم للقبيلة كعُمانَ وانما أدخلوا الالف واللام عليها على ارادة النسب يُراد اليَهُودِيُّونَ وقيل سميت هذه القبيلةُ يَهُوذَ فعُرِّبَتْ* قال سيبويه* عَفَّ عِفّةً كما قالوا قَلَّ قِلَّةً ورجل عَفِيفٌ والانثى بالهاء* أبو زيد* رجل عَفٌّ عَفِيفٌ* صاحب العين*

الحِجْرُ ـ الرجلُ العَنِيفُ الظاهِرُ

الرحمة

* أبو عبيد* الرُّحْم ـ والرَّحمةُ وأنشد

ومن ضَرِيبتِه التَّقْوَى ويَعْصِمُه

من سَيِّئِ العَثَراتِ اللهُ والرُّحُمُ

وكان أبو عمرو يقرأ وأَقْربَ رُحُمًا* ابن دريد* الرُّحْمُ والرُّحُمُ واحدٌ رَحِمَه رَحْمةً ورُحْمًا ومَرْحَمةً* أبو عبيد* وهى الرُّحْمَى والرَّحَمُوتُ

الرهبانية ونحوها

* صاحب العين* الرَّهْبَانِيَّةُ ـ التَّابُّدُ والانْقِطاعُ عن النكاح ولا تكونُ في الاسلام وليستْ مأمورًا بها* قال الفارسى* ولهذا نَصَبْنا رَهْبانيَّةً في قوله جل وعز (وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً) بفعْل مضمر دل عليه هذا الظاهرُ فكان كقولك ضَربت زيدا وعمرا أكرمته ولا يكون عطفا على قوله (رَأْفَةً وَرَحْمَةً) لان ما وَضَعَه الله في القلوب من الرأفة والرحمة لا يوصف بالبدعة أو لا ترى أنك لا تقول جَعَلَ اللهُ في قلبه رأفة ابتدعها لان الابتداع الشرعىَّ انما هو فِعْلُ ما لم يؤمر به وهو في اللغة الابْتِداءُ والجِدَّةُ يقال بئر بديعٌ ـ أى جديد الحفر ومنه (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أى مُبْتَدِئُ خَلْقِهما ومُكَوِّنُهما بلا مِثالٍ ومُوجدُهما بعد أن لم يكونا* صاحب العين* الراهبُ ـ المُتَعَبّد المنقطعُ في الصَّوْمَعة والجمعُ رُهْبانٌ والقَسُّ والقِسِّيسُ ـ المُتَرَهِّبُ وهو أيضا قائم الكنيسة والجمعُ قَساوِسةٌ* غيره* الاسمُ القُسُوسة والقِسِّيسِيَّة* ابن دريد* الواهِفُ ـ سادِنُ البِيعَةِ وفي الحديث «فلا يُزَالَنَّ واهِفٌ عن وَهَافَته» * صاحب العين* الوافِهُ القَيِّمُ على بيتِ النصارى ورُتْبَتُه الوَفْهِيَّة بلغةِ أهل الجَزِيرِة* ابن دريد* هو مقلوب عن الواهِفِ* صاحب العين* الصُّوفةُ كلُّ مَنْ وِلَى شيئا من عَمل البيتِ وهمُ الصُّوفانُ* ابن دريد* الابِيلُ ـ القَسُّ القائمُ في الدَّير الذى يَضْرِب بالناقوس وأنشد

* كما صَكَّ نَاقُوسَ النصارى أَبِيلُها*

* سيبويه* الجمعُ آبالُ كَسَّرُوا فعِيلا على أفعال كما كَسَّرُوا فاعِلاً عليه حين قالوا شاهِدٌ وأشهادٌ* قال الفارسى* أنشدنا من نثِقُ بروايته عن الدِّمَشْقِىّ عن قُطْرب للاعشى

وما أَيْبُلِىٌّ على هَيْكَلٍ

بَناهُ وصَلُّبَ فيه وصَارَا

قال أبو على فقوله أَيْبُلِىٌّ لا يخلو من أحد أمرين اما أن يكون الاسمُ أعجميا أو عربيا فان كان أعجميا فلا اشكال فيه لان الاعجمى اذا أُعْرِبَ لا يُوجبُ تعريبُه أن يكون موافقا لأبنية العَرَبِىِّ ولو كان عربيا لجاز أن يكون أَيْبُلِىٌّ فَيْعُلِيًّا من قوله ... أَبَلَتْ شَهْرَىْ رَبيعٍ ... (١) ونحوه اذا اجْتَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماء فكذلك هذا الرّاهب قد اقْتَصَر بما على هَيْكلهِ واجْتَزأ به وانْقَطَع عن غيره فان قلت قد قال سيبويه ليس في الكلام فَيْعُلٌ فكيف يصح ما ذكرتَه من أَيْبُلِىٌّ قلنا يجوز أن يكون لم يَعْتَدَّ بهذا الحرف لقلته وقد فَعَلَ مثل ذلك في حروف وأيضا في النسبة مثل تَحَوِىٍّ اذا أضَفْته الى تَحِيَّة فهذا لك في بعض الاستئناس أنه قد يجىء في بناء النسبة ما لا يجىء بغيره ولا يَبْعُدُ هذا كما جاء مع الهاء بناء لم يجئ بلا هاء والتاء وياء النسبة أخوان ألا ترى أن زَنْجِيًّا وزَنْجًا كشعيرة وشعير فكما جاء مَفْعُلة مع الهاء ولم يجئ بلا هاء كذلك يجوز أن يكون مع باء النسب ما لا يجىء مع غيرها لتشابههما فيما ذكرنا* صاحب العين* المُحَرَّرُ والنَّذِيرةُ ـ الابنُ أو الابْنَةُ يجعله أبواه قَيِّمًا وخادما للكنيسة وانما كان يفعل ذلك بنو اسرائيل كان ربما ولد لاحدهم ولد فحرزه أى جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لا يَسَعُه تَرْكُها في دينه* ابن دريد* تَنَحَّسَ النصارى ـ تَرَكُوا أَكْلَ الحيوانِ* أبو على* الهَرابِذَةُ ـ قَوَمَةُ بيتِ نارِ الهندِ ومِشْيَتُهم الهِرْ بِذَى وكلُّ مِشْية أشبهتْ مِشْيَتُهم فهى الهِرْبِذَى* ابن دريد* العَسَطُوسُ ـ رأسُ النصارى وقد تقدم أنه الخَيْزُرانُ* صاحب العين* الشَّمَّاسُ ـ مِنْ رُؤسِ النصارى يَحْلِقُ وَسْطَ رأسِه ويَلْزَمُ البِيعَةَ وليس بعربى صحيح والجمعُ شَمامِسة ألحقُوا الهاءَ للعُجْمة* غيره* النُّهَامِىُّ ـ الراهبُ لانه يَنْهُم أى يَدْعو* الزجاجى* الرَّبِيطُ ـ الراهب* أبو عبيد* وقوله عليه‌السلام «لا صَرُورةَ في الاسلام» معناه التَّبَتُّلُ وتَرْكُ النِّكاحِ جَعَلَهُ اسما للحَدَثِ* على* يقويه قوله «لا رَهْبَانِيَّة في الاسلام»

__________________

(١) قلت قوله أبلت شهري ربيع هو بعض بيت لأبى ذؤيب الهذلى يصف أم خشف ترعى أيكة والبيت بتمامه هو قوله

بها أبلت شهري ربيع كليهما

فقد ما رفيها نسئها وافترارها

وقبله

فما أن خشف بالعلابة فارد

تنوش البرير حيث نال اختصارها موشحة بالطرتين دنالها

جنة أيكة يضفو عليها قصارها

وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

مواقيت النُّسُك

الايامُ المَعْلُوماتُ ـ عَشْرُ ذى الحِجَّة والمَعْدُوداتُ ثلاثةُ أيام بعد يوم النحر وهى أيامُ التشريق لتشريقهم اللحم فيها وقيل لانهم كانوا يقولون أَشْرِقْ ثَبِير كيْما نُغِير والعِيدُ ـ ما يَعُود على المسلمين من أيامهم المُعَظَّمة والجمعُ أعياد وان كان من العوْد لان بعضَ البَدَلِ قد يكون لازما* ابن السكيت* عَيَّدَ القومُ ـ شَهِدُوا العيدَ وقد قَدَّمْتُ أن كَلَّ عائدٍ من هَمٍّ أو مَرَضِ عِيدٌ* ابن السكيت* الفِصْحُ ـ عيدُ النصارى اذا أكلوا اللحم وأفطروا* أبو عبيد* أَفْصَحَ النصارى جاء فِصْحُهم* الاصمعى* السَّبَاسِبُ والسَّعانِينُ من أعياد النصارى* ابن دريد* الدِّنْحُ ـ عيدٌ مِن أعيادهم ولا أَحْسَبُها عربيةً وقد تكلمتْ بها العربُ وهِنْزَمْرٌ من أعياد النصارى* ثعلب* وهو هِنْزَمْنٌ* ابن دريد* الباغُوثُ ـ أعجمىٌّ مُعَرَّبٌ عيدُ النصارى

مَواضعُ التَّنَسُّك

قد قدَّمْتُ أن المَنْسَكَ والمَنْسِكَ موضعُ النَّسْكِ وأن المَسْجِدَ اسمٌ للبيت على مذهب سيبويه كما أن مَضْرِبةَ السَّيْفِ اسم للحديدة فاما المَساجِدُ من قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) فقد قيل انها البيوت فان كان كذلك فواحدها مسجِد وقد قيل انها ما أصاب المكانَ من الاعضاء المُتعاوَنِ بها في السجود والمُعْمَلةِ فيه فان كان كذلك فواحدُها مَسْجَد بالفتح لانهم لم يصرحوا أن المسجِد اسم للعضو كما صرحوا بانه اسم للبيت* صاحب العين* المِحْرابُ فى المسجد ـ الذى يُقيمه الناسُ مقامَ الامام ومَحاربُ بنى اسرائيل مساجدُهم التى كانوا يجلسون فيها وأنشد

وتَرى مَجْلِسا يَغَصُّ به المِحْ

رابُ مِلْقَومِ والثيابُ رِقاقُ

* أبو حنيفة* وقول الشاعر في صفة الاسد

مُتَّخِذٌ * فى الغِيلِ في جانِبِ العِرِّيسِ مِحْرابا*

جَعَلَه كالمَجْلِسِ والبِيعةُ ـ موضع المُتَرهِّب وقد تقدم الكلام على الهياكل المبنية للتفرد بالعبادة وقيل هى كنيسة اليهود* ابن دريد* فُهْرُ اليهودِ ـ موضعُ مِدْراسِهِم

ولا أحْسَبُه عربيا مَحْضا* صاحب العين* صَلوات اليهودِ ـ كنائسُهم واحدتُها صلُوتَى فأُعْرِبَتْ وفي التنزيل (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ) والصَّوْمَعةُ قال سيبويه هى فَوْعَلة من الاصْمَعِ* قال أبو عبيدة* كُلُّ حَديدِ الطَّرَف فهو أَصْمَعُ ومنه قيل للمُؤَلَّلِ الاذنين أَصْمَعُ ولهذا قيل للبُهمى اذا ارتفعتْ ونَمَتْ من قبل أن تَتفقَّأ الصَّمْعاءُ والقُلَّيْسُ ـ بِيعَةٌ كانتْ بصَنْعاء للحبشة هَدَمَتْها حِمْيَر* صاحب العين* الهَيْكَلُ ـ بَيْتُ النصارى فيه صورةُ مريم عليها‌السلام وقد تقدم أن الهَيْكلَ الضَّخْمُ من كل شئ وربما سمى به دَيْرُهم* أبو عبيد* القُوسُ ـ موضعُ الراهب وقيل هو رأسُ الصَّوْمعة* غيره* السَّعِيدةُ ـ بيت كانتْ تَحُجُّه رَبِيعُة في الجاهلية والاكَيْراحُ ـ بيوتٌ ومواضعُ تخرُج اليها النصارى في بعض أعيادِهم وهو معروف وأنشد

يا دَيْرَحَنَّةَ مِنْ ذاتِ الاكَيْراحِ

من يَصْحُ عنكَ فانِّى لستُ بالصَّاحِى

والرُّكْحُ ـ أبيات النصارى قال ولستُ من هذه الكلمة على ثقة

الكفر ونحوه

أما الكُفْر والشِّرْكُ فقد تقدم ذكرُهما وأذْكُر الآنَ ما في هذه الطريقة من النِّحَلِ* أبو عبيدة* اليَهُودُ من التَّهَوُّدِ ـ أى التوبةِ وقد تقدم تعليله* صاحب العين* النصارى منسوبون الى قرية من قُرَى الشام تسمى نَصْرَى واحدُهم نَصْرانِىٌّ ونَصْرانٌ والانثى نَصْرانةُ قال سيبويه الالف في النَّصارَى مثلُها في الصَّحارَى* أبو زيد* التَّنَصُّر ـ الدخولُ في دين النصارى وقال صَبَا الرجلُ يَصْبَأُ صُبُوءًا خَرَجَ من دِينهِ الى غيره* ابن دريد* النَّسْطُورِيَّةُ ـ قومٌ من النصارى يُخالِفُون سائرَهم وهم بالرومية نَسْطُورِس* صاحب العين* الرَّكُوسِيَّةُ ـ قوم لهم دينٌ بين النصارى والصابئين وقال الفِسْقُ ـ الخروجُ عن أمر الله وروى عن مالك أن الفِسْق في قوله عزوجل (أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) الذِّبْحُ* صاحب العين* الخُرْبَةُ والخَرْبَةُ والخُرْبُ والخَرْبُ ـ الفسادُ في الدينِ وهى الخُرَبُ والرُّجْزُ والرِّجْزُ ـ الشِّرْكُ باللهِ وقيل عبادةُ الاوثان وقوله عزوجل (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) قيل والله أعلم انه صَنَمٌ

الاصنام

* أبو على* الطاغوتُ ـ ما يُعْبَدُ من دون الله وهو اسم واحد مؤنث يقع على الجميع كهيئته للواحد وفي التنزيل (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) * ابن دريد* الجِبْتُ ـ كُلُّ ما عُهِدَ من دون الله* صاحب العين* الصَّلِيبُ ـ الذى يتخذه النصارى والجمعُ صُلْبَان* الزجاجى* البَعْلُ ـ الصنم* ابن دريد* الضَّيْزَنُ ـ صنَمٌ كان يُعْبد من دون الله في الجاهلية والضَّيْزنَانِ ـ صَنَمانِ كانا للمُنْذِر الاكبرِ كان اتَّخَذَ هما بباب الحِيرة ليسجدَ لهما من دخل الحِيرَةَ امْتحانا للطاعة والجَلْسَدُ ـ صَنَم والوَثَنُ ـ صنم صغير وقيل هو كل صنم والجمعُ أوثانٌ ووُثُنٌ وحكى سيبويه وُثْنٌ وزعم أنها قراءة* ابن دريد* ذو الخَلَصةِ ـ صنم كان يُعْبد في الجاهلية والفِلْسُ ـ صنم كان لطِيِّئٍ في الجاهلية وعَبْعَبٌ ـ صنم كانت قُضاعة تعبده ويقال بالغين معجمة وبَاجِرُ ـ صنم* ابن دريد* شَمْس ـ صنم قديم كان في الجاهلية وبه سمى عَبْدُ شَمْسٍ وهو سَبَأُ بنُ يَشْجُبَ* أبو عبيد* الزُّورُ والزُّونُ ـ كل شىء يُتخذ ربا ويُعْبد وأنشد

* جاؤا بزُورَيْهِمْ وجِئْنا بالاصَمّ*

الاصَمُّ رجل وكانوا جاؤا ببعيرين فعَقَلُوهما وقالوا لا نَفِرّ حتى يَفِرَّ هذانِ* ابن دريد* الزُّونُ والزُّونةُ ـ بَيْتُ الاصنامِ الذى يُتَّخَذُ ويُزَيَّنُ* صاحب العين* البُدُّ ـ بيتٌ فيه أصنام وتَصاوِيرُ* غيره* العُزَّى ـ صنم كان طُلِىَ بدَمٍ* صاحب العين* نَصَّرُ ـ صنم وذاتُ أنْواطٍ ـ شجرة كانت تُعْبد في الجاهلية* أبو عبيْد* هُبَل اسم صنم والنُّصُبُ والنُّصْبُ ـ كُلُّ شئ نَصَبْتَه وأنشد

وذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه

لِعاقبةٍ واللهَ رَبَّكَ فَاعْبُدَا

* صاحب العين* النُّصُبُ ـ كُلُّ ما عُبِدَ من دون الله والجمعُ أنْصابٌ وقيل الانْصابُ حجارةٌ كانت تُنْصَبُ فيُهَلُّ عليها لِغَيرِ الله* ابن دريد* الشَّارِقُ ـ صنم وبه سمى عبدُ الشَّارِق وشَرِيقٌ ـ صنم أيضا* غيره* الاقَيْصِرُ ـ صنم* صاحب العين* إسافٌ ـ اسم صنم كان لقريش ويقال ان إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأةً دخلا البيتَ فوَجَدَا

خَلْوة فوَثَبَ إسافٌ على نائلة فمسخهما اللهُ حَجَرَيْنِ والكُسْعةُ ـ وَثَنٌ كان يُعْبد وسَعْدٌ ـ صنم كانت تعبده هُذَيْل ويَغُوثُ ويَعُوقُ ـ اسما صنمين وعَوْض وسُواعٌ ووَدْعٌ ونُهْمٌ وبه سمى عَبْدُ نُهِمْ* أبو على* نَسْرٌ والنَّسْرُ ـ صنم وفي التنزيل (وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) وأنشد

أمَا ودِماءٍ لا تَزالُ كأنها

على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما

الحلال والحرام

* صاحب العين* الحَلَالُ ضِدُّ الحَرام وهو الحِلُّ والحَلِيلُ حَلَّ الشىءُ يَحِلُّ حِلًّا وأَحَلَّه اللهُ سبحانه واسْتَحْلَلْتُه ـ اتَّخَذْتُه حَلالا ومنه حَلَّلْتُ اليمينَ تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وتَحِلًّا شاذُّ وضربتُه ضربا تَحْلِيلاً أى شِبْهَ التَّعْزِير منه* ابن السكيت* الطِّلْق ـ الحَلالُ وقال هُوَ لَكَ حِلُّ وبِلٌّ* الاصمعى* كنتُ أُرَى أن بِلَّا اتْبَاعٌ حتى زَعَمَ المُعْتمِرُ أنه مُباح* صاحب العين* الحَرامُ ـ ضِدُّ الحَلالِ والجمع حُرُمٌ* ابن السكيت* هو الحِرْمُ* أبو زيد* حَرَمْتُه حَرِمًا وحِرْمانا* أبو عبيد* وكذلك أَحْرَمْتُه وهى رديئة* أبو زيد* حَرُمَ عليه الشىءُ حُرْمًا وحَرامًا وحَرَّمْتُه عليه وحَرُمتِ الصلاةُ على المرأةُ حُرْمًا وحُرُمًا وحَرِمَتْ عليها حَرَاما وحَرَمًا وحَرَمُ مكةَ والمدينة منه وهما الحَرَمانِ وأَحْرَمَ القَومُ ـ دَخَلُوا في الحَرَم ورجلَ حَرامٌ لا يُثَنَّى ولا يُجْمعُ ولا يُؤَنَّثُ وقد جُمِعَ على حُرُم ورجل حِرْمِىٌّ منسوب الى الحَرَم على غير قياس وقالوا في الثوب حَرَمِىٌّ على القياس وبَلَدٌ حَرام ومسجد حَرام وشهر حَرام وأشهر حُرُم وهى رَجَبٌ وذو القَعْدة وذو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ وسمى المحرّم بهذا الاسم لانهم كانوا لا يستحلون القتالَ فيه وحَرِيمةُ الرَّبِّ ـ ما حَرَّمَهُ على العبد* صاحب العين* فى قوله «وحِرْمٌ (عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها)» قيل معناه حَرامٌ وقيل واجبٌ والحِجْر والحجْرُ والحُجْر والمَحْجَرُ ـ كلُّ ذلك الحَرامُ حَجَرْتُه وحَجَّرْتُه وفي التنزيل (وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) أى حراما مُحَرَّمًا وكذلك الحاجُورُ وأصلُ الحَجْرِ المَنْعُ وقال أَبَحْتُ الشىءَ أطْلَقْتُه* أبو عبيد* البَسْلُ ـ الحَلالُ والحَرامُ ضِدٌّ* أبو حاتم* الواحدُ والجميعُ والمذكر والمؤنث فيه سَواءٌ

المِلَلُ والنِّحَلُ

المِلَّةُ ـ الشَّرِيعةُ والجميعُ مِلَلٌ وقد تَمَلَّلَ وامْتَلَّ ـ دَخَلَ في المِلَّة* أبو عبيد* الامَّة ـ المِلَّةُ* ابن السكيت عن اللحيانى* هى الامَّةُ والامَّةُ وحكى (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) وإمَّةٍ» والامَّة ـ الاسْتقامةُ والامَّةُ ـ الرجلُ الصالح كقوله (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) وكُلُّ مَنْ تَسَنَّنَ بسُنَّةٍ من غير نَبِىٍّ كامَيَّةَ ووَرَقةَ وابنِ عَمْرو فهو أُمَّةٌ والجمعُ من كل ذلك أُمَمٌ والامَّةُ ـ القَرْنُ على دِين واحدٍ والامَّةُ ـ الجماعةُ وكُلُّ صِنْفٍ من شئ أُمَّةٌ وفي الحديث «ولو لا أنها أُمةٌ تُسَبِّحُ لَقَتَلْتُها أو أَمَرْتُ بقَتْلِها ولكنِ اقْتُلُوا منها كُلَّ أسْوَدَ بَهِيمٍ» يعنى الكلابَ* صاحب العين* الدِّينُ الحَنِيفُ ـ الاسلامُ وفي الحديث «أَحَبُّ الادْيان الى اللهِ الحَنِيفيَّةُ السَّمْحةُ» والحَنِيفُ ـ المسلم الذى يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ على مِلَّة ابراهيم وجمعُه حُنَفاءُ وقيل الحَنِيفُ من أسْلَم في أمر الله فلم يَلْتَوِ في شئ وقيل انما قيلَ له حَنِيفٌ لانه تَحَنَّفَ عن الادْيانِ ـ أى مالَ الى الحق

الحياء

* أبو عبيد* حَيِيتُ منه حَياءً واسْتَحْيَيْتُ* قال أبو على* ذكر سيبويه اسْتَحَيْتُ فقال عن الخليل انه جاء على حايا ولم يستعمل فَعَلَ منه وكذلك اسْتَحَيْتُ أسْكَنُوا الياء الاولى منهما كما سكنت فِي بعْتُ وسكنتْ الثانيةُ لانها لام الفعل فحذفت الاولى لانه لا يلتقى ساكنان وانما فعلوا هذا حيث كثر في كلامهم وكانتا ياءين حذفوها وألْقَوْا حركتَها على الحاء كما ألزموا يَرَى الحذفَ وكما قالوا لم يَكُ ولا أَدْرِ* قال أبو عثمان* اسْتَحيْتُ حَذَفُوا الياء التى هى عين وأَلْقَوْا حَرَكتَها على الحاء ولم تحذف لالتقاء الساكنين ولو كان حَذْفُه له لرَدَّها اذا قال هو يفعل يقول هو يَسْتَحْيِى وقد قال قوم حذفوا لالتقاء الساكنين ولم يَرَدُّوا في يفعل لانهم لو رَدُّوا في يفعل رَفَعُوا ما لا يرتفع مثلُه في كلامهم وذلك أن الافعال المضارعة اذا كان آخرُها معتلا لم يدخلها الرفعُ في شئ من الكلام ويُقَوِّى أنه ليس لالتقاء الساكنين قولُهم في الاثنين اسْتَحَيَا لان اللام لا ضمة فيها ولكن هذا حذفٌ لكثرة الاستعمال

كما قالوا في أشياء كثيرة الحَذْفِ مثل أَحَسْتُ وظِلْتُ ومِسْتُ ولم يستعملوا الفعلَ من اسْتَحْيَبْتُ الا بالزيادة كراهية أن يَلْزَمهم فيه ما يَلْزمُهم في آيةٍ وأخوانها والقولُ فيه عندى أن المثلين والمُتقاربين اذا اجتمعا خفف بأحد ثلاثة أشياء بالادغام نحو رَدَّ وشَدَّ وحَيَّةٍ وقُوَّةٍ أو الابدال نحو أمْلَيْتُ وذَوائبَ في جمع ذُؤابة فأما الحذف فعلى وجهين أحدهما أن يحذف الحرف مع جواز الادغام وامكانه نحو قولهم بَخٍ في بَخٍّ والآخر أن يحذف لامتناع الادغام لسكون الحرف المدغم فيه ولزوم ذلك له كقولهم عَلْماءِ (١) بنو فلانٍ وبَلْحرِثِ أو لما يلزم من تحريك حرف غير مدغم فيه يلزمه السكون كقولهم يسطيع وحَذْفُهم التاء لما كان يلزم من تحريك السين في استفعال لو أدغمت في مقاربها وقولُهم اسْتَحَيْتُ مما حُذف لامتناع جواز الحركة في المدغم فيه وامتناعُ تحرّكه من جهتين احداهما أن هذه اللام يلزمها السكون كما يلزم سائرَ اللاماتِ اذا اتصل بها ضمير الفاعل والاخرى أنه لو أدغم في الماضى مع اتصال الضمير به في اللغة القليلة التى حكاها عن الخليل من قولهم رَدَّتُ ورَدَّنَ للزم أن يتبعَه المضارعُ في الادغام كما تبع يَشْقَيَانِ شَقِىَ فتحرّك ما لم يحرّك مثله وهذا الادغام انما كان يلزم فى الماضى اذا اتصل بضمير الفاعل فاذا لم يتصل لم يلزم الادغام لانقلاب الحرف الثانى ألفا وزوال المثلية بانقلابه فلما كان الادغام فيه يؤدى الى تحريك ما لا يتحرك لما ذكرنا وكانت الكلمة مستعملة بحروف زائدة خفف بالحذف كما خفف عَلْماء بنو فلان ويَسْطِيعُ وبَلْخارثِ ويَلْعَنْبر ونحو ذلك فحذفت العين حذفا كما حذفت هذه الحروف لا لالتقاء الساكنين لانه لو حُذِفَ له لَرُدَّ في اسْتِحاءً ثم ألقى حركة الحرف للتخفيف على الفاء وان لم يكن الحذف لالتقاء الساكنين كما ألقى حركة المحذوف من ظَلِلْتُ ومَسِسْتُ على الفاء في قولهم ظِلْتُ وان لم تحذف العين لالتقاء الساكنين فهذا القول عندى في حذف العين من استحيت والقولُ في حذفهم لها من يستحى كالقول في الحذف من استحيت في أن المحذوف العين للتخفيف* أبو زيد* اسْتَحْيَيْتُه واسْتَحْيَيْتُ منه وكذلك اسْتَحَيْتُ فيهما ورجلٌ حَيِىٌّ ـ ذو حَياءٍ والانثى حَيِيَّةٌ وقال خَجِلَ الرجلُ خَجَلاً ـ فَعَلَ فِعْلاً يُسْتَحى منه وأَخْجَلَهُ الامْرُ وخَجَّلْتُه* أبو عبيد* خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُزُهُ ـ اسْتَحَيْتُ منه والتُّؤَبَةُ الاسْتِحْياءُ وقد اتَّأَبَ وأنشد

مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مُتَّئِبٍ

اذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاجِ أو وَضَعَا

__________________

(١) أى على الماء بنو فلان وبنو الحارث

* ابن السكيت* وَأَبَ يَئِبُ إِبَةً ـ اسْتَحْيا* أبو زيد* أَوْ أَبْتُ الرجلَ وأَتْأَبْتُه ـ أَخْجَلْتُه وقال قُلْتُ له قَوْلاً فما لاحَ به ـ أى ما اسْتَحْيا منه* ابن دريد* انه ليَتَصَحَّتْ عن مُجالَسننا ـ أى يَسْتَحِى* صاحب العين* أَخَتَّ الرجلُ ـ اسْتَحْيَا وقيل له كلامٌ فأختَّ منه ـ أى استحيا منه وأنشد

فمن يكُ من أوائِلِهِ مُخِتًّا

فانَّكَ يا وَلِيدُ بِهِم فُخورُ

* ابن السكيت* اخْتَتَأْتُ منه ـ اسْتَحْيَيْتُ* أبو زيد* هو أن تَخافَ أن يَلْحَقَكَ منه شئٌ وقد تقدّم أنه الفَرَقُ* ابن السكيت* خَزِىَ خَزَايةً ـ اسْتَحْيا* سيبويه* خَزِىَ خِزْيًا وخَزًى* ابن السكيت* خَزِيتُ فُلانا وخَزِيتُ منه ـ استحييتُ* سيبويه* رجل خَزْيَانُ وامرأةٌ خَزْبَا والجمعُ خَزَايَا* أبو عبيد* خَازانِى فَخَزَيْتُه ـ أى كنتُ أَشَدَّ خِزْيًا منه* غيره* وفي الدعاءِ اللهم احْشُرْنَا غَيْرَ خَزايا ولا نادِمِينَ ـ أى غَيْرَ مُسْتَحْيِينَ من الاعمالِ وخَزِىَ خِزْيًا وَقَعَ في بَلِيَّةٍ* صاحب العين* الحِشْمَةُ ـ الحَياءُ والانْقِباضُ وقد احْتَشَمْتُ منه وعَنْه ولا يقال احْتَشَمْتُه وما الذى حَشَّمَكَ وأَحْشَمَك* أبو عبيد* حَشَمْتُه أَحْشِمُه وأَحْشُمُه ـ وهو أن يَجْلِسَ اليك فتُؤذيَه وتُسْمِعَه ما يَكْره وقد تقدم أن الحِشْمةَ الغَضَبُ* ابن دريد* تَضَرَّجَ الخَدُّ عند الخَجَل ـ احْمَرَّ* أبو حنيفة* قَنِىَ حَيَاءَهُ قَنْوً ـ لَزِمَه وقيل أَصابه حَياءٌ* الكلابيون* القَزَازةُ ـ الحَياءُ رَجُل قَزٌّ منْ قوم أَقِزَّاءَ* أبو حاتم* الرَّجْبُ ـ الحَياءُ والعَفْوُ وأنشد

* فغَيْرُكَ يَسْتَحْيِى وغَيْرُكَ يَرْجُبُ*

الكسائى ضَبَأْتُ منه ـ استحيبتُ* أبو عبيد* اضْطَنَأْتُ منه كذلك

باب الوقاحة

* صاحب العين* رجل وَقَاحُ الوجهِ ـ صُلْبُه* أبو عبيد* الانثى بغير هاء* ابن دريد* رجل وَقِيحٌ وقد وَقُحَ وَقاحَةً وقِحَةً* أبو زيد* وَقِحَ وَقَحًا ووَقَحَ واسْتَوْقَحَ وأَوْقَحَ

المحالفة والمعاهدة

الحِلْفُ ـ الجِوَارُ والاجارَةُ وقد حالَفَ فيهم وحَالَفَهُم وحَلِيفُك ـ الذى يُحَالِفُكَ وقد تَحالَفُوا* صاحب العين* الاسمُ الحِلَافُ والحِلْفُ ـ المُحَالِفُ وهم الحُلَفاءُ والاحْلَافُ وأصلُه في الاحْلَاف التى في العشائِر والقبائِل ثم استعمل في كل ما لَزِمَ شيأ فلم يفارقه حتى قيل حَلِيفُ الجُودِ والاكْثارِ وحِلْفُهما والعَهْدُ كالحِلْفِ والجمعُ عُهُودٌ وهى المُعاهَدَةُ وقد عاهَدْتُ الذِمِّىَّ مُعاهدةً وقيل مُعَاهَدَتُه ـ مُبايَعَتُه لكَ على إعْطاءِ الجِزْية وكَفِّكَ عنه وأهلُ العَهْدِ ـ اهلُ الذِّمَّةِ وعهِيدُكَ المُعاهِدُ لك قال

فَلَلتُّرْكُ أَوْ في من نِزارٍ بعَهْدِها

فلا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يوما عَهِيدُها

وكُلُّ تَقَدُّمٍ في أَمْرٍ عَهْدٌ ومنه العَهْدُ في الوصيةِ وقد عَهِدَ اليه عَهْدًا ومنه العَهْدُ وهو الكتابُ الذى يُكْتَبُ للوالى والعُهْدةُ ـ كِتابُ العَهْدِ والشِّراءِ والعَقْدُ ـ العَهْدُ والجمعُ عُقُود وقد عَقَدْتُه أعْقِدُه عَقْدًا وتَعَاقَدُوا ـ تَعَاهَدُوا والتَّكَلُّع ـ التَّحَالُفُ والتَّجَمُّعُ* ابن السكيت* الحَبْلُ ـ العَهْدُ والوَصْلُ* غير واحد* أَجَرْتُ الرجلَ ـ مَنَعْتُه واسْتَجارَنى ـ سَألَنِى أن أُجِيرَهُ وجارُكَ المُسْتَجِيرُ بِكَ* صاحب العين* الذِّمَّةُ ـ العَهْدُ والجمعُ ذِمَمٌ وهو الذِّمُّ وأَذْمَمْتُ له عليه ـ أخَذْتُ له عليه الذِّمَّةَ والوَلْثُ ـ عَقْدُ العَهْدِ بين القوم* أبو زيد* هُوَ ضَعْفُ العُقْدةِ يقال وَلَثَ لِى وَلْثًا ولم يُحْكِمْه ـ أى عاهَدَنِى* ابن دريد* الرِّبَابةُ ـ العَهْدُ والارِبَّةُ ـ المُعاهَدُونَ* أبو زيد* الاصْرُ ـ العَهْدُ والجمعُ آصارٌ* أبو عبيد* وَفَيْتُ بالعَهْدِ وأَوْفَيْتُ* صاحب العين* رجل وَفِىٌّ ومِيفَاءٌ وقد وَفَى وَفاءً* أبو زيد* وَزَّأْتُه بعهدِ اللهِ ـ أى حَلَّفْتُه بيمينٍ غَلِيظةٍ* صاحب العين* الخَفِيرُ ـ المُجِيرُ خَفَرَهُ يَخْفِرُهُ* أبو زيد* هو المُجِيرُ والمُجَارُ جميعا* أبو عبيد* خَفَرْتُه وخَفَرْتُ به وعليه أَخْفُرُ خَفْرًا وخَفَّرْتُ به وخَفَّرْتُه ـ مَنَعْتُه وأَجَرْتُه* أبو زيد* والاسمُ الخُفْرةُ* ابن دريد* الخَفارَةُ والخِفارَةُ والخُفَارةُ ـ جُعْلُ الخَفِير* صاحب العين* الميثاقُ العَهْدُ* ابن السكيت* الجمعُ مَواثِقُ ومَيَاثقُ

والمُواثَقَةُ ـ المُعاهَدةُ* غيره* وَكَّدْتُ العَهْدَ ـ أَوْثَقْتُه والهمز لغة

باب نقض العهد

* صاحب العين* النَّكْثُ ـ نَقْضُ العَهْدِ والبَيْعةِ وكُلِّ شئ نَكَثَهُ يَنْكُثُه فانْتَكَثَ ونَكَثَ القومُ عَهْدَهم وأَمْرَجَ عَهْدَه ـ نَقَضَه ومَرِجَ العَهْدُ ـ فَسَدَ وكذلك الدِّينُ والامانةُ

هذا باب حروف الاضافة الى المحلوف به

وسقوطها

وللقَسَمِ والمُقْسَمِ به أَدَواتٌ في حروف الجَرِّ فأكثرها الواوُ ثم التاء وتدخل فيه اللام ومن وأنا أُرَتِّبُ ذلك ان شاء الله اعلم أن القَسَمَ هو يَمين يُقْسِمُ بها الحالفُ ليُؤَكِّدَ بها شيأ يُخْبِرُ عنه من إيجاب أو جَحْدٍ وهو جُمْلة يُؤَكَّدُ بها جُمْلةٌ أخرى فالجملةُ المُؤَكَّدَةُ هى المُقْسَمُ عليه والجملةُ المُؤَكِّدةُ هى القَسَمُ والاسمُ الذى يَدْخُلُ عليه حرفُ القَسَم هو المُقْسَمُ به مِثالُ ذلك أَحْلِفُ باللهِ ان زيدا قائم فقولك ان زيدا قائم هى الجملة المُقْسَمُ عليها وقولُك أَحْلِفُ بالله هو القَسَم الذى وَكَّدْتَ به ان زيدا قائم والمُقْسَمُ به اسْمُ اللهِ عزوجل وكذلك كل اسم ذكر في قَسَم لتعظيم المُقْسَمِ به فهو المُقْسَمُ به وأصلُ هذه الحروف الباء والباء صلة للفعل المقدر وذلك الفعل أحلف أو أقسم أو ما جرى مَجْرَى ذلك فاذا قال بالله لَأَضْرِبَنَّ زيدا فكأنه قال أحلف بالله وجعلوا الواو بدلا من الباء وخَصُّوا بها القَسَم لانها من مَخْرَج الباء واستعملوا الواوَ أكْثَرَ من استعمالهم الباءَ لان الباء تدخل في صلة الافعال في القسم وغيرها فاختاروا الواو في الاستعمال لانفرادها بالقَسَم وقد تدخل الباءُ في ثلاثة مواضع من القَسَم لا تدخلها الواوُ ولا غيرُها أحدها أن تُضْمِرَ المُقْسَمَ به كقولك اذا أضمرتَ اسمَ الله بكَ لَاجْتَهِدَنَّ يا رَبِّ واذا ذُكِرَ اسمُ الله فأردتَ أن تَكْنِىَ عنه قلتَ به لَأَلْزَمَنَّ المسجدَ كما تقول بالله لالْزَمَنَّ المسجدَ والموضع الثانى أن تحلف على انسان كقولك اذا حَمَلْتَ عليه بالله إلَّا زُرْتَنِى

وبالله لَما زُرْتَنِى ولا تدخلُ الواو ههنا والموضعُ الثالثُ أن تُظْهِرِ فِعْلَ القَسَم كقولك أحْلِفُ بالله ولا تقول أَحْلِفُ واللهِ وأما التاء فانها بدل من الواو كما أُبْدِلَتْ منها في اتَّعَدَ واتَّزَنَ وأصلُه وَعَدَ ووَزَنَ ولم تدخل الاعلى اسْمِ الله وَحْدَه لان قولك الله هو الاسم في الاصل والباقى من أسمائه صفاتٌ والتاء أضعفُ هذه الحروف لانها بدل من الواو والواو بدل من الباء فبَعُدَتْ فلم تدخل إلَّا على اسم الله عزوجل وفي التاء معنى التعجبِ وكذلك اللام تدخل في القسم للتعجب كقول أُمَيَّةَ بن أبى عائذ

لِلَّهِ يَبْقَى عَلَى الأيامِ ذُو جَيَدٍ

بمُشْمَخِرٍّ بهِ الظَّيَّانُ والْآسُ

ويروى حِيَدٍ بكسر الحاء ويجوز حذفُ حرفِ الجر من المُقْسَمِ به فاذا حَذَفْتَه نَصَبْتَه كقولك اللهَ لَأَفْعَلَنَّ ويَمِينَ اللهِ لَافْعَلَنَّ وهو بمنزلة قولك تَعَلَّقْتُ بزيد وتعلقت زيدا اذا لم تدخل الباء لانه يُقَدَّر للقَسَمِ فِعْلٌ وان حذف فاذا حَذَفْتَ حرفَ الجَرِّ وَصَلَ الفعلُ الى المُقْسَمِ به وشَبَّهَهُ سيبويه بقولهم إنك ذاهبٌ حَقًّا وقد يجوز انك ذاهبٌ بحَقٍّ فاذا حذفتَ الباء نصبتَه وأنشد قول ذى الرمة

أَلارُبَّ مَنْ قَلْبى لَهُ اللهَ ناصِحٌ

ومَنْ قَلْبُه لى في الظِّباءِ السَّوانِح

بنصب الله وقال الآخر

إذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بِلَحْمٍ

فَذَاكَ أَمانةَ اللهِ الثَّرِيدُ

بنصب أمانةَ اللهِ ولا يجوز حذف التاء من تاللهِ ولا اللامِ من لِلَّهِ لانه لما دَخَله معنى التعجب بادخال التاء واللام كَرِهُوا اسقاطَ حَرْف المَعْنَى وربما اسْتُعمل تاللهِ في غير معنى التعجب الا أنك اذا أردتَ التعجبَ لم يجز اسقاطُ التاء* قال سيبويه* ومن العرب من يقول اللهِ فَيخْفِضُ الاسْمَ ويَحْذِفُه تخفيفا الكثرة الايْمانِ في كلامهم وشَبَّهَ ذلك بحذفِ رُبَّ في مِثْلِ قولهم

وجَدَّاءَ ما يُرْجَى بها ذُو قَرابةٍ

لِعَطْفٍ وما يَخْشَى السُّمَاةَ رَبِيبُها

انما يريد رُبَّ جَدَّاءَ وجَدَّاءُ في موضعِ خفضٍ لكنها لا تضاف وهى الصَّحْراء التى لا نَباتَ بها والواو فيها واو العطف لا واو القَسَمِ ومعنى قوله وما يَخْشَى السُّمَاةَ رَبِيبُها السُّماةُ الصَّيَّادُون في نصف النهار ورَبِيبُها وَحْشُها ثم قَوَّى سيبويه حَذْفَ حرفِ الجر بقول العَرَب لاهِ أبوكَ وأصلُه لِلَّهِ أبوكَ فحذف لام الجر ولام التعريف وكان أبو العباس المُبَرّدُ

يخالفه في هذا ويزَعْمُ أن المحذوفَ لام التعريف واللام الاصليةُ من الكلمة وأن الباقى لام الاضافةِ فقيل له لامُ الاضافة مكسورةٌ ولامُ لا مَفتوحة فقال أصلُ لام الجر الفَتْحُ ومع ذلك فلو جعلناها مكسورةً لانقلبت الالفُ ياءً وكان الزَّجَّاج يذهب الى قول سيبويه وهو الصحيح لان أبا العباس انما حمله على ذلك فرارا من حذفِ اللامِ لامِ الجر فيقال له قد حُذفتْ لامُ التعريف وهى غير مُسْتَغْنًى عنها وانما احْتُمِلَ الحذفُ الكثير في القَسم والتغييرُ لكثرتهِ في كلامهم حتى حُذِفَ فِعْلُ القَسَم ولا يكادونَ يَذْكُرونه بل لا يُذْكَرُ فيه مع الواو والتاء وقال بعض العرب لَهْىَ أبوكَ فبناه على الفتح وهو مقلوب مِنْ لَاهِ أبوك فقيل لابى العباس اذا كانت اللامُ لامَ الخَفْضِ فهلا كسروها في لَهْىَ فقالوا لِهْىَ بكسر اللام فكان جوابُه لما قلبوا كَرِهُوا إحداثَ تغيير آخر مع الحذف الذى في لاه والقَلْبِ وانما بُنِىَ لهْىَ لانه حُذِف منه لامُ الجرّ ولامُ التعريف ثم قُلِبَ فاختاروا له لفظا واحدا من أخَفِّ ما يُسْتَعمل وهو أن يكون على ثلاثة أحرف أوسطُها ساكنٌ وآخرُها مفتوحٌ ومما يقال في ذلك أنهم لما قَلَبُوا وَضَعُوا الهاء مَوضع الالفِ فنَكَّنُوها كما كانتِ الالفُ ساكنةً ثم قَلَبُوا الالفَ ياء لاجتماع الساكنين لانهم لو تركوها ألفا وقبْلَها الهاءُ ساكنةٌ لم يمكن النطقُ بها فَرَدُّوها الى الياء وهى أخف من الواو ثم فتحوها الاجتماع الساكنين كما فتحوا آخِرَ أَيْنَ واعلم أن من العرب من يقول مِنْ رَبِّى لافعلنّ ذاك ومنهم مَنْ يقولُ منْ رَبِّى انك لَأَشِرٌ ولا يستعمل مُنْ بضم الميم في غير القسم وذلك لانهم جَعَلُوا ضَمَّها دلالةً على القَسَم كما جعلوا الواو مكان الباء دلالة على القسم ولا يدخلون من في غير ربى لا يقولون من اللهِ لَافْعَلَنَّ وانما ذلك لكثرة القسم تصرفوا فيه وكَثَّرُوا الحروفَ واستعملوا فيه أشياء مختلفةً قال سيبويه ولا تدخل الضمة في من الا ههنا كما لا تدخل الفتحة في لَدُنْ الا مع غُدْوةٍ حين تَقُول لَدُنْ غُدْوَةً الى العَشِىِّ ولا تقول لَدُنْ زَيْدًا مالٌ فأراد أن يُعَرِّفَك أن بعضَ الاشياء تَخْنَصُّ بموضع لا تُفارِقُه وقال لا أَفْعَلُ ذلك بِذِى تَسْلَمُ أُضِيفَتْ فيه ذو الى الفِعْل وكذلك بذى تَسْلَمان وبذِى تَسْلَمُونَ والمعنى لا أفعل ذلك بذِى سَلَامَتِكَ وذُو هُنا الامْرُ الذى يُسَلِّمُك لا يضاف ذو من الافعال الا الى تَسْلَم كما أن ادُنْ لا تَنْصِبُ الا في غُدْوة

هذا باب ما يكون ما قَبلَ المحلوف به عوضا

من اللفظ بالواو

وذلك في أشياء منها قولهم إى ها اللهِ ذا ومعنى إى نَعَمْ وقولُهم ها اللهِ معناه واللهِ وجعل ها عوضا من الواو ولا يجوز أن يقال ها واللهِ ذا وفي ها اللهِ لغتان منهم من يقول ها للهِ ذا فيُثبت الالفَ في ها ويُسْقط ألف الوصل من الله ويكون بعد ألف ها لام مشددة كقوله (الضَّالِّينَ) و (دَابَّةٍ) وما أشبه ذلك ومنهم من يحذف ألف ها لاجتماع الساكنين فيقول هاللهِ ليس بين الهاء واللام ألف في اللفظ وليس ذهابُ الواو في الله كذهابها من قولهم أللهِ لَافْعَلَنَّ لان قولَهم أَللهِ لَافْعَلَنَّ حذفت الواو استخفافا ولم يدخل ما يكون عوضا من الواو ويجوز أن تدخل عليها الواو واختلفوا في معنى الكلام فقال الخليل قولهم ذا هو المحلوف عليه كانه إى واللهِ لَلْامْرُ هذا كما تقول إى والله زيد قائم وحُذفَ الامر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّمَ ها كما قَدَّمَ قَومٌ ها هُوَ ذا وها أنا ذا وقال زهير

تَعَلَّمَنْ هَا لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَمًا

فاقْصِدْ بِذَرْعِكَ وانْظُرْ أَيْنَ تنْسَلِكُ

أراد تَعَلَّمَنَّ هذا قَسَمًا ومعنى تَعَلَّمَنْ اعْلَمَنْ وقال الاخفش قولُهم ذا ليس المحلوفَ عليه انما هو المحلوفُ به وهو من جملة القَسَم والدليل على ذلك أنهم قد يأتون بعده بجوابِ قَسَمٍ والجوابُ هو المحلوف عليه فيقولون ها اللهِ ذا لقد كان كذا وكذا كأنهم قالوا واللهِ هذا قَسَمِى لقد كان كذا وكذا فقيل للمُحْتَجِّ بهذا اذا كان الامر كما قلتَ فما وجه دخولِ ذا قَسَمِى وقد حصل القسم بقوله واللهِ وهو المُقْسَمُ به فقال ذا قَسَمِى عبارةٌ عن قوله واللهِ وتفسيرٌ له وكان المُبَرّدُ يرجح قولَ الاخفش ويُجيز قولَ الخليل ومن ذلك قولُهم اللهِ لتَفْعَلَنَّ صارت ألفُ الاستفهام ههنا بدلا بمنزلة ها ألَا تَرى أنك لا تقول أَوَ اللهِ كما لا تقول ها والله فصارت ألفُ الاستفهام وها تُعاقِبانِ واوَ القَسم ومن ذلك أيضا قولُهم أَفأَللهِ لَتَفْعَلَنَّ بقَطْع ألفِ الوصلِ في اسم اللهِ والالفُ قبلَ الفاءِ للاستفهام والفاءُ للعطف وقَطْعُ ألف الوصل في اسم الله عوضٌ من الواو ولو جاء بالواو سقطت ألف الوصل وقال

أفَوَ اللهِ وانما يكون هذا اذا قال قائل لآخر أبِعْتَ دارَك فقال له نَعَمْ فقال السائلُ أفَأللهِ لَقَدْ كان ذلك فالالف للاستفهام والفاء للعطف وقطع ألف الوصل للعوض ولو أدخل الفاء من غير استفهام لجاز أن تقول فَأَللهِ لقد كان ذلك اذا لم تستفهم فهذه المواضعُ الثلاثةُ التى ذكرناها تَسْقُط واوُ القسم فيها لِلعَوِض كما وَصَفْنا ولا تسقط في غير ذلك لعوض وتقول إى واللهِ ونعَمْ واللهِ ومعنى إى معنى نَعَمْ فاذا أسْقَطْتَ الواو نَصَبْتَ فقلتَ نَعَمِ اللهَ لَافْعَلَنَّ وإى اللهَ لَافْعَلَنَّ ـ وفي لفظه ثلاثةُ أوجه منهم من يقول إىَ اللهَ لأَفْعَلَنَّ ففتح الياء لاجتماع الساكنين ومنهم من يقول إى اللهَ لَافْعَلنَّ فيُثْبِتُ الياءَ ساكنةً وبعدها اللام مشددة كما قال هَا اللهِ ومنهم من يُسْقط الياءَ فيقولُ إللهَ لَافْعَلَنَّ بهمزة مكسورة بعدها لام مشددة

أفعال الأيمان

* غير واحد* أَقْسَمَ وآلَى وائْتَلَى وحَلَفَ يَحْلِفُ حَلِفًا* أبو عبيد* ومَحْلُوفًا وهو أحدُما جاء من المصادر على مفعول* ابن دريد* حَلَفَ عَلَىَّ أُحْلُوفَةَ صِدْقٍ* صاحب العين* حَلَفَ حَلْفًا وحِلْفًا وحَلِفًا وقال مَحْلُوفَةً بالله ما قال ذَلِكَ على اضمارِ يَحْلِفُ ورجل حَلَّافٌ وحَلَّافةٌ ـ كثير الحَلِفِ واسْتَحْلَفْتُه بالله وأَحْلَفْتُه وحَلَّفْتُه وكُلُّ شئٍ مُخْتَلَفٍ فيه مُحْلِفٌ لانه داعٍ الى الحَلِفِ ولذلك قيل حَضَارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ لانهما نجمانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْلٍ فَيَظُنُّ الناسُ بكل واحد منهما أنه سُهَيْلٌ فيَحْلِفُ الواحدُ أنه ذاك ويَحْلِفُ الآخَرُ أنه ليس به وقد تقدم الاحْلافُ في إدراك الغُلام وسِمَنِ الناقةِ وألوانِ الخَيْلِ* غيره* وهو القَسَمُ والألِيَّةُ والالْوَةُ والالْوَةُ والالْوَةُ والحَلِفُ وقد تَقاسَمَ القومُ وتَأَلَّوْا ـ يَحالَفُوا واسْتَقسمْتُه باللهِ ـ اسْتَحْلَفْتُه* صاحب العين* أَنْشُدُكَ باللهِ إلَّا فَعَلْتَ ـ أى أسْتَحْلِفُكَ وأَنْشَدْتُكَ اللهَ كذلك وقد ناشَدْتُه مُناشَدةً ونِشَادًا* أبو عبيد* أَحْلَطَ الرجلُ واحْتَلَطَ ـ اجْتَهَدَ وحَلَفَ* أبو زيد* حَلِطَ حَلَطًا كذلك* ابن دريد* جَذَمْتُ اليمينَ جَذْمًا ـ أمْضَيْتُها وحَلَفَ يَمِينًا حَتْمًا جَذْمًا* أبو زيد* سَبَأَ علَى يَمِينٍ كاذِبةٍ ـ حَلَفَ* صاحب العين* بَسَأَ عليها كذلك* أبو عبيد* اليَمِينُ ـ الحَلِفُ وجمعُه

أَيْمُنٌ* أبو على في التذكرة* اسْتيْمَنْتُه ـ اسْتَحْلَفْتُه* ابن دريد* عَتَكَ على يمينٍ فاجرةٍ ـ أَقْدَمَ وقال حَلَفْتُ يَمِينًا ما فيها ثَنِيَّةٌ ولا ثُنْيَا ولا مَثْنَوِيَّةٌ* وقال* حَلَفَ بَتَاتًا وبَتَتًا ـ حَلَفَ يَمِينًا بَتًّا فقَطَعَها* ابن السكيت* عَتَقَتْ عليه يمينٌ ـ أى تَقَدَّمَتْ ووَجَبَتْ وأنشد

عَلَىَّ أَلِيَّةٌ عَتَقَتْ قَدِيمًا

فليسَ لَها وانْ طُلِبَتْ مَرَامُ

* غيره* يَمِينٌ سَمْهَجَةٌ ـ شديدة وقد سَمْهَجَهَا وأصل السَّمْهَجةِ شِدَّةٌ الفَتْلِ* ابن دريد* التَّهْوِيلُ ـ شئٌ كانَ يُفْعَلُ في زَمَنِ الجاهليةِ اذا أرادُوا أن يَسْتَحْلِفُوا الرجلَ أوْقَدُوا نارًا وأَلْقَوْا فيها مِلْحًا والذى يُحَلِّفُ المُهَوِّلُ* أبو عبيد* المِحَاشُ ـ القومُ يُحالِفُونَ غَيْرَهم من الحِلْفِ عند النارِ وهو من المَحْشِ أى الاحْراقِ.

هذا باب ما عَمِلَ بعضُه في بعض وفيه معنى القَسَم

قد تقدَّم قبل هذا أن القَسَم انما هو جملةٌ من ابتداء وخبر أو فعل وفاعل يُؤَكَّدُ بها جملةٌ أخرى فمن الابتداء والخبر قولُهم لَعَمْرُ اللهِ كأنه قال لَعَمْرُ اللهِ المُقْسَمُ به فَعَمْرُ مبتدأ والمُقْسَمُ به المُقَدَّرُ خَبَرُه ولا يستعمل في القَسَم الا مفتوحا لخِفته والقَسَمُ موضعُ اسْتخفافٍ ولَافْعَلَنَّ هو جوابُه وهو المُقْسَمُ عليه ومن ذلك قولُهم أَيْمُ اللهِ وايْمُنُ اللهِ وايْمُنُ الكعبةِ فألفُ ايم وايمن فيما حكاه سيبويه عن يونس ألف موصولة وحكاها يونس عن العرب وأنشد

فقالَ فَرِيقُ القَوْمِ لَمَّا نَشَدْتُهُمْ

نَعَمْ وفَرِيقٌ لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْرِى

ويقال انّ ايْمُن لم يوجد مضافا الا الى اسم الله عزوجل والى الكعبة وفي النحويين مَنْ يقول انه جمعُ يمين وألفُه ألفُ قَطْع في الاصل وانما حُذِفَ تخفيفا لكثرة الاستعمال وقد كان الزَّجَّاجُ يذهب الى هذا وهو مذهب الكوفيين قال سيبويه وسمعنا فُصَحاء العرب يقولون في بيت امرئ القيس

فقلتُ يمينُ اللهِ أَبْرَحُ قاعِدًا

ولو قَطَعُوا رأْسِى لَدَيْكِ وأوْصَالِى

رُفِعَ اليمينُ كما رُفِعَ أَيْمُنُ الله والتقدير يَمِينُ الله قَسَمِى ومن رَوَى يَمِينَ اللهِ بالنصب أراد أحلف بيمين الله وحَذَفَ الباءَ فنَصَب ورَفْعُه كقولهم أَيْمُنُ اللهِ وايْمُنُ الكعبةِ وايْمُ اللهِ وفيه معنى القَسَم وكذلك قولُهم أمانةَ اللهِ* قال سيبويه* وحدثنى هارون القارئ

أنه سمع من العرب

* فَذاكَ أمانةُ اللهِ الثَّرِيدُ*

بالرفع على ما فسرنا ومن ذلك قولهم عَلَىَّ عَهْدُ اللهِ فعَهْدُ اللهِ مبتدأ وعَلَىَّ خبره ومثل ذلك قولُهم يَعْلَمُ اللهُ لأَفْعَلَنَّ وعَلِمَ اللهُ لأَفْعَلَنَّ واعرابه كاعراب يَذْهَبُ زَيْدٌ والمعنى واللهِ لأَفْعلنَّ وذا بمنزلة يَرْحَمُك اللهُ لفظُه لفظُ الخبر وفيه معنى الدعاء ومن المنصوب قولُهم عَمْرَكَ اللهَ لَأَفْعَلَنَّ ذاك بمعنى عَمَّرْتُكَ اللهَ وعَمْرَ اللهِ لا أفْعَلُ ذلك* أبو عبيد* قَسَمًا لَأَفْعَلَنَّ ذاك وكذلك ان أدْخَلْتَ فيها اللامَ فهى نَصْبٌ على حالها لَقَسَمًا ولَيَمِينًا لَأَفْعَلَنَّ ذاك الا في لَحَقُّ خاصَّةً فانهم يقولون لَحَقُّ لَأَفْعَلَنَّ ذاكَ رفع بغير نون قال وعُقَيل تقول حَرامَ اللهِ لا آتيك كقولهم يَمِينَ اللهِ وكذلك كل يمين ليس في أوّلها واو فهى نَصْبٌ الا قولَهم اللهِ لا آتِيكَ فانه خَفْضٌ أبدا وقد قَدَّمْتُ تعليلَه قبل هذا

بِرُّ اليمينِ وكذبها والمبالغةُ فيها

* أبو زيد* اليمينُ الحَذَّاهُ ـ التى يُقْتَطَعُ بها الحقُّ وأنشد

تَزَوَّدَها حَذَّاءَ يَعْلَمُ أَنَّهُ

هو الْآثِمُ الآتِى الُامورَ البَجَارِيا

* صاحب العين* حَنِثَ في يمينِه يَحْنَثُ حِنْثًا وحَنْثًا ـ اذا لم يَبَرَّ فيها والغَمُوسُ ـ اليمينُ التى تُقْطَعُ بها الحُقوقُ وقيل هى التى لا اسْتِثْناء فيها* ابن قتيبة* هى التى تَغْمِسُ صاحبَها في النار* صاحب العين* يَمِينُ الصَّبْرِ ـ التى يُمْسِكُ الحاكمُ عليها حتى تُحْلَفَ وقد حَلَفَ صَبْرًا وحَلَفَ حَلْفةً غَيْرَ ذاتِ مَثْنَويَّةٍ ـ أى غَيْرَ مُحَلَّلَة

نوادر القسم

* أبو عبيد* جَيْرِ لا آتِيكَ خَفْضٌ بغير تنوين معناها نَعَمْ وأَجَلْ وهى مكسورة عند سيبويه لالتقاء الساكنين* أبو عبيد* عَوْضُ لا آتيك وعَوْضَ لا آتيك رَفْعٌ ونصبٌ بغير تنوين ومِنْ ذِى عَوْضُ* قال أبو على* الضم والفتح والكسر في ذلك جائزٌ* أبو عبيد* أَجِدَّك وأَجَدَّكَ ـ معناهما مالَكَ وقيل معناهما أَجِدًّا مِنْكَ وقَدَّرَه النحويون بقولهم أَحَقًّا مِنْك وبهذا رَدّ بعضُهم على من أنكر تقديمَ حَقًّا في

قولهم زيدٌ أخوك حَقًّا فقال لم يمنع سيبويه تقديمَ حَقًّا ألا تَراهُ قال أَجِدَّكَ لا تَفْعَلْ أى حَقًّا منك لا تَفْعَلْ فقَدَّمه وللمُحْتَجِّ الذى لم يَرَ تقديمَ حقا أن يقول ان أَجِدَّك ليستْ ههنا مُقدَّمَةً لان حرف الاستفهام يقتضى الفعل فاذا كان كذلك لم تكن أجِدَّك مُقَدَّمةً لانها بعد الفعل* أبو عبيد* ومثلُ أَجِدَّكَ قِعْدَكَ لا آتيك وقَعِيدَكَ وأنشد

قَعِيدَكِ أَنْ لا تُسْمِعِينِى مَلَامةً

ولا تَنْكَئِى قَرْحَ الفُؤادِ فيِيْجَعَا

وسيأتى شرحُ نَصْبه في باب تقديسِ اللهِ عزوجل* ابن دريد* عَزَمْتُ عليكَ لَتَفْعَلَنَّ ـ أقْسَمْتُ عليك وقال عَزَم الرَّاقِى كانه أقسم على الداء وعَزَمَ الحَوَّاءُ ـ اسْتَخْرَج كانه يُقْسِمُ عليها ويُعاهدها والقَسَامةُ ـ الجَماعةُ يَشْهَدُونَ على الشئ أو يَحْلِفُون لانهم يُقْسِمُونَ عليه وقال لا جَرَمَ لَافْعَلَنَّ كذا ـ معناه حَقًّا لأفعلنّ وأما لا جَرمَ أن لَهُمُ النارَ ـ فان الخليل وسيبويه ومن تبعهما من البصريين يجعلون جَرَمَ فِعْلا ماضيا ويجعلون لا داخلةً عليها فمنهم من يجعلهما جوابا لما قبلهما وهم الخليل ومن تابعه ومثلُه يقول الرجل كان كذا وفعل كذا فيقول لا جَرَمَ أنهم سيندمون وبَيَّنَ غيرُ الخليل أنه رَدٌّ على أهل الكفر فيما قَدَّرُوه من اندفاع عقوبة الكُفْر ومَضَرَّتِه عنهم يومَ القيامة واختلفوا في معنى جَرَم اذا كان فعلا ماضيا قال سيبويه حَقَّ أن لهم النارَ واستدل على ذلك بقول المفسرين معناه حَقًّا أن لهم النارَ وبقول الشاعر

* جَرَمَتْ فَزارَةَ بَعْدَها أن يَغْضَبُوا*

أى حَقَّتْهُم بالغَضَب ورَدَّ على ذلك مَنْ بعده من البصريين وقال غيره جَرَمَ بمعنى كَسَبَ واسْتَدَلَّ على ذلك بقوله جل وعز (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ) أى لا يَكْسِبَنَّكم وبقوله عزوجل (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا) أى لا يَكْسِبَنَّكُم وبقول الشاعر

جَرِيمةُ نَاهِضٍ في رأسِ نِيقٍ

تَرَى لِعِظامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبا

جريمة ـ كاسبةُ يعنى عُقَابا ونَاهِض فَرْخٌ فالعُقَابُ تَكْسِبُ لِفَرْخِها ما يأكله وعلى ذلك تَأَوَّلَ* جَرَمَتْ فَزارةَ* أى كَسَبَتْ فَزارةَ الغَضَبَ واختلفوا في فاعل جَرَم اذا كان فعلا ماضيا فقال المبرد أنَّ في موضع رفع بجرم كأنه قال حَقَّ كونُ النار لهم

ووَجَبَ كونُ النارِ لهم ونحو ذلك وأما الفراء وأصحابه فذهبوا الى أن جَرَمَ اسم منصوب بلا على التَّبْرِئَة فقال الفراءُ لا جَرَم كلمةٌ كانت في الاصل والله أعلم بمنزلة لابُدَّ أنك قائم ولا مَحالةَ أنك ذاهب فَحُرِّكَ على ذلك وكَثُر استعمالُهم إياها حتى صارت بمنزلة حقا وحقا عنده في منزلة قسم واستدل على ذلك بما ذكر عن العرب من قولهم لا جَرَمَ لآتِيَنَّكَ لا جَرَم لقد أَحْسَنْتَ قال وكذلك فسرها المفسرون بمعنى الحَقِّ وأصلُ جَرَمْتُ كَسَبْتُ ورأيتُ بعضَ الكوفيين يَجْعَلُ أنَّ في موضع نصب في لابُدَّ ولا محالةَ ولا جَرَمَ وقال بعض الكوفيين جَرَمَ أصلُه الفعلُ الماضى فحوّل عن طريق الفعل ومنع التَّصرفَ فلم يكن له مستقبل ولا دائم ولا مصدر وجُعِلَ مع لا قَسَمًا وتركت الميم على فتحها الذى كان لها في المضى كما نقلوا حاشَى وهو فعل ماض ومستقبله يُحاشِى وفاعله مُحاشٍ ومصدره مُحاشاةً من باب الافْعَالِ الى باب الادَواتِ لَمَّا أزالوه عن التصرف فقالوا قام القوم حاشا عبدِ الله فخفضوا به ولو كان فعلا ما عَمِلَ خَفْضًا وأبْقَوْا عليه لفظَ الفِعْلِ الماضى ومن أيمانهم لا وقائِت نَفَسِى القَصيرِ لا والذى يَقُوتُنى نَفسى ما كان الا كذا لا والذى لا أَتَّقِيهِ الا بمَقْتَلِهِ لا ومُقَطِّعِ القَطْرة لا وفالِق الاصْباح لا ومُهِبّ الرياح لا ومُنْشِر الارْواح لا والذى مسحتُ أَيْمَنَ كَعْبَتِه لا والذى جَلَّد الابلَ جُلُودَها لا والذى شَقَّ الجبالَ للسَّيل والرجالَ للخَيْل لا والذى شَقَّهُنَّ خَمْسًا من واحدٍ ـ قال أحمد بن يحيى يريدون الاصابعَ من الكَفِّ قال الفارسى وهو معنى قوله تعالى (بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) أى نَجْعَلَها مع كَفّه صحيحةً مُسْتَوِيةً لا شُقوقَ فيها كخُفِّ البعير ويَعْدَم الارْتِفاقَ بالاعمال اللطيفة كالخِياطة والكتابة والخِرَازَة والصِّياغَةِ ونحو ذلك من لطيف الاعمال التى يُسْتعان عليها بالاصابع لا والذى وَجْهِى زَمَمَ بَيْتِهِ ـ أى مُقابِلَ بيته ومُواجِهَه يقال مُرَّ بِهِمْ فانهم على زَمَمٍ من طَريقِكَ لا والذى هو أقربُ الىّ من حَبْلِ الوَرِيدِ لا والذى يَرانِى من حيثُ ما نَظَرَ لا والذى رَقَصْنَ بِبَطْحائِه لا والرَّاقِصاتِ له ببَطْنِ جَمْعٍ لا والذى نادَى الحَجِيجُ له لا والذى أَمُدُّ اليه بيدٍ قَصيرةٍ لا والذى يَرانِى ولا أَراه لا والذى كُلُّ الشُّعُوب تَدِينُه* قال على بن حمزة قال السيرافى* وإى مستعملة في ذلك كله يذهب الى أن كل واحدٍ من هذه الاقسام بلا وإى* غيره* وكلمةٌ لأَهْلِ الشِّحْرِ يقولون بِعِزِّى لقد كان كذا وكذا وبِعِزِّك كما نقول نحن لَعَمْرِى ولَعَمْرُكَ

تحليل اليمين

* صاحب العين* حَلَّلْتُ اليمينَ تَحْلِيلاً وتَحِلَّةً وتَحِلًّا شاذ وضربتُه ضَرْبًا تَحْلِيلاً ـ أى شِبْهَ التَّعْزير مشتق من تحليلِ اليمينِ ثم أجرى في سائرِ الكلامِ حتى قيل في وصف الابل اذا بَرَكَتْ وأنشد

* نَجَائِبٌ وَقْعُهُنَّ الارضَ تَحْلِيلُ*

أى هَيِّنٌ وكذلك كَفَّرْتُ اليمينَ حَلَّلْتُها وكذلك الذَّنْب والكفارةُ ـ ما كَفَّرْتَ به من صدقة أو صوم

قُصارُك أن تفعل ذاك ونحوُه

* أبو عبيد* قَصارُكَ أن تَفْعَل ذاك وقَصْرُكَ وقُصَاراكَ وعُنَاناكَ ـ أى جُهْدُك وغايَتُك في هذا كله كأنه من المُعانَّةِ من عنَّ يَعُنُّ من الاعتراض* ابن السكيت* ومنه قيل اشتركا شركةَ عِنَانٍ أى اشتركا في شئ خاص كأنه عَنَّ لهما شئٌ أى عَرَضَ فاشْتَرياه واشتركا فيه فأما المُفاوَضةُ فأن يُشاركه في كل شئ من ماله وقد تقدم* ابن دريد* عَنَّ يَعُنّ عَنًّا وعُنُونًا ـ اعْتَرَضَ* أبو عبيد* حَنَانَك أن تفعل ذاكَ وغايَتُك وغُنَاماكَ وحُمَاداكَ* ابن دريد* وحُمَادِىَ ومنه اشْتُقَّ محمدٌصلى‌الله‌عليه‌وسلم كأنه حُمِدَ مرةً بعد مرة* وقال* جَمَالَكَ أن لا تفعلَ كذا وكذا أى لا تفعله والْزَم الامرَ الاجْملَ* ابن السكيت* بَلَغَ به الحِدَاسَ ـ أى الغايةَ التى يجرى اليها وأبْعَدَ ولا تَقُل الادَاسَ* ابن دريد* كان حَفِيلَتُه دِرْهَمًا ـ أى جُهْدُه ومَبْلَغُ ما أَعْطَى وتقول هُذَيْلٌ لا آلُو كذا وكذا ـ أى لا أَسْتَطِيعُه وجميعُ العرب يقولون لا آلُو ـ لا أَدَعُ جُهْدًا* غيره* ما دَهْرِى كذا أى غايَتِى وهَمِّى وأنشد

لَعَمْرِى وما دَهْرِى بِتَأْبِينِ هَالِكٍ

ولا جَزَعًا مما أَصَابَ فَأَوْجَعَا

المَحْكُ واللّجاجُ

* أبو زيد* لَجِبْتُ في ذلك الامر لَجَجًا ولَجَاجًا ولَجَاجةً* أبو عبيد* رجل لَجُوجٌ ولَجُوجةٌ ولُجَجَة* صاحب العين* المَحْكُ ـ اللَّحَاجُ مَحَكَ يَمْحَك مَحْكًا وقيل المَحْكُ التمادِى في اللَّجاجةِ عند المُسَاومةِ والغضبِ ونحوِ ذلك وقد مَحِكَ مَحَكًا وتَماحَكَ البَيِّعَانِ والخَصْمانِ ـ تَلَاجَّا والصَّرِيمةُ ـ اللَّجاجُ والعَزِيمةُ وقال نهْمَكَ في أَمْرِ كذا ـ لَجَّ وتَمادَى وما الذى هَمَكَهُ ....

.... (١) * ابن الاعرابى* لَجَّ* ابن دريد* الحَرْدَمَةُ ـ اللَّجاجُ زَعَمُوا* غيره* الغَوَايةُ ـ اللَّجَاجُ

الغضب

* أبو عبيد* غَضِبْتُ له اذا كان حَيًّا فان كان ميتا قيل غَضِبْتُ به وأنشد

فان تُعْقِبِ الايامُ والدَّهْرُ فاعْلَمُوا

بَنِى قَارِبٍ أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ

وإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلَّى مكَانَهُ

فما كانَ طيَّاشًا ولا رَعِشَ اليَدِ

فقال مَعْبَد وانما هو عبدُ الله بنُ الصِّمَّةِ* وقال رجل غُضُبَّةٌ ـ يَغْضَبُ سريعا* ابن دريد* وغَضَبَّةٌ وقال فَصَلَ قومٌ من أهل اللغة بين الغَيْظ والغَضَب فقالوا الغيظُ أشدُّ من الغَضب وقال قوم سَوْرَةُ الغضبِ أَوَّلُه* صاحب العين* رجل غَضُبٌ وغُضُبُّ وغَضُوبٌ* سيبويه* هو غَضْبانُ والجمع غِضَابٌ وقد أَغْضَبَه ذلك* وقال ابن جنى* الغَضَبُ مشتق من غَضَبة الرأس وهى جِلْدته ـ أى صار حَمْىُ قَلْبهِ الى جِلْدةِ رأسِه كما قيل أَنِفَ أى حَمِىَ أَنْفُه غَضَبًا* صاحب العين* رجل غَضُوبٌ وامرأة غَضُوب ـ عَبُوسٌ منه* الاصمعى* وقد تَغَضَّبَ وأغْضَبْتُه وغاضَبْتُ الرجلَ ـ أَوْصَلْتُ اليه غَضَبًا والمَغْضُوبُ عليهم ـ هم اليهودُ في التنزيل وغَضَبُ الالهِ نقيضُ رضاه والفِعْل كالفعل وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب* أبو زيد* غِظْتُه وغَيَّظْتُه فاغْتاظَ وتَغَيَّظَ وفعلتُ ذلك غِياظَكَ وغِياظَتَكَ* أبو عبيد* حَرِبَ ـ غَضِبَ وحَرَّبْتُه ـ أغضبتُه* صاحب العين* الحَرَبُ ـ شدة الغَضَبِ

__________________

(١) بياض بأصله

رجل حَرِبٌ وقوم حَرْبَى وأنشد

وشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطَّىْ أَرِيكٍ

ونِساءٍ كانَّهُنَّ السَّعالِى

* أبو عبيد* التَّزَغُّمُ ـ الغَضَبُ وأنشد

* عَلَى خَيْرِ ما يُلْقَى به مَنْ تَزَغَّما*

ويروى بالزاى والراء والتَّزَعُّمُ بكلامٍ والتَّرَغُّمُ بكلامٍ وغيرِ كلامٍ* وقال* ومِدْتُ عليه ووَبِدْتُ وَمَدًا ووَبَدًا ـ كلاهما من الغَضب وأَمِدَ وأَبِدَ وقال أَرَدَّ الرجلُ ـ انْتَفَخ غَضَبًا وقال عَبِدْتُ عليه عَبْدًا مثلُه ومنه قوله تعالى (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) * ابن السكيت* الاسم العَبَدَةُ وهو غَضَبٌ نحو المأْنَفِ* غيره* وقيلَ عَبِدٌ وعابِدٌ ـ آنِفٌ وكذا فسر قوله (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) كما تقدم عن أبى عبيد وقيل جمعُ عابِدٍ وهو المُتَأَلِّه أى كما أنه ليس له ولد فأنا لستُ بأوَّلِ من عَبَد اللهَ بمكة* ابن السكيت* أَسِفَ عليه والْتَهَبَ مثلُه* الاصمعى* وقد آسَفْتُه وأَلْهَبْتُه* أبو عبيد* الاضَمُ ـ الغَضَبُ وقال هو مُصِنٌّ غَضَبًا ـ أى مُمْتَلِئٌ والمُحْبَنْجِرُ ـ المُنْتَفِخُ من الغَضب والمُحْبَنْطِئُ ـ الممتلئ غيظًا يُهْمز ولا يهمز وقد تقدم أنه العظيم البطن وفي الحديث «انَّ السِّقْطَ يَظَلُّ مُحْبَنْطِئًا على بابِ الجَنَّة» وقال أحْمَشَنِى وحَمَشَنِى والاسمُ الحِمْشَةُ* ابن السكيت* مَحَشَنِى ـ أغْضَبَنِى وقد امْتَحَشْتُ* أبو عبيد* أشْكَعَنِى وأذْرَأَنِى وأَحْفَظَنِى ـ كُلُّه أَغْضَبنى* غيره* هى الحَفِيظةُ والحِفْظَةُ وقد احْتَفَظَ* أبو عبيد* أَوْأبْتُه ـ أَغْضَبْتُه والاسْمُ الابَةُ وقال (١) نَغِرَ نَغَرًا ـ غَضِبَ وقيل هو الذى يَغْلِى جَوْفُه من الغَيْظ ومنه قولُهم للمرأةِ غَيْرَى نَغِرَةٌ* ابن السكيت* نَغَرَ يَنْغِرُ نَغْرًا ونَغَرَانًا ـ غَلَى من الغَضب وقد تَنَغَّرَ عليه وانما أُخِذَ من نَغَرانِ القِدرِ وهو غَلْيُها* أبو عبيد* هو نَغِرٌ عليك ـ أى غَضْبان* ابن السكيت* نَقِرَ علىّ نَقَرًا ـ غَضِبَ* أبو عبيد* الغَضَبُ المُطِرُّ ـ الشديد وأنشد

* ها انَّ ذا غَضَبٌ مُطِرّ* (٢)

* ابن السكيت* غَضَبٌ مُطِرٌّ جاء من أطْرارِ الارْضِ (٣) لا أعرفه وقال مُطِرٌّ فيه إدْلالٌ* أبو عبيد* رَمَعَ أنفُ الرجلِ يَرْمَعُ رَمَعَانًا ـ تَحَرَّكَ من غَضَبٍ* صاحب

__________________

(١) قوله نغر نغرا من باب فرح وضرب ومنع كما صرح به المجد اه مصححه

(٢) البيت للحطيئة وتمامه غضبتم علينا أن قتلنا بخالد بنىى مالك ها أن ذا غضب مطر اه

(٣) أطرار الارض والبلاد أى أطرافها ونواحيها ومنه المثل «أَطِرِّى فانك ناعله» ومنه طُرّة الثوب والكتاب وكتبه محققه محمد محمود

العين* الحِدَّة ـ الغَضَبُ حَدَدْتُ عليه أَحِدُّ واحْتَدَدْتُ واسْتَحْدَدْتُ وقد تقدم ذلك في اللسان والفهم وحادَدْتُه ـ غاضَبْتُه وفي التنزيل (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) * ابن السكيت* ظَلَّ يَتَذَمَّرُ عليهِ ويَتَغَيَّر ويَتَنَمَّر له ـ اذا تَنَكَّر له وأَوْعَدَه* صاحب العين* نَمِرَ نَمَرًا وتَنَمَّر ـ غَضِبَ ومنه قيل لَبِسَ جِلْدَ النَّمِر* ابن السكيت* ضَمِدَ ضَمَدًا ـ غَضِبَ وأنشد للنابغة الذبيانى

ومَنْ عَصاكَ فعاقِبْهُ مُعاقَبةً

تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقْعُدْ على ضَمَدِ

* ابن دريد* الضَّمَدُ ـ أن تَغْضَبَ على من تَقْدِرُ عليه* ابن السكيت* حَرِدَ حَرَدًا ـ هاجَ وغَضِبَ* صاحب العين* حَرَدَ يَحْرِدُ حَرْدًا وحَرِدَ حَرَدًا فأما سيبويه فقال حَرِدَ حَرْدًا ورجل حَرِدٌ وحارِدٌ أدْخَلَه في باب العَمل وقولُهم حارِدٌ دالٌ على ذلك* على* يعنى أنهم جعلوه بمنزلة المتعدى كَحَمِدَهُ حَمْدًا والا فقد كان حكمه حَرِدَ حَرَدًا لانه غير متعدّ كغَضِبَ غَضَبًا وقوله حارِدٌ دليل على ذلك يعنى أنه لو كان على باب ما لا يتعدّى لكان حَرِدًا أو حَرْدانَ كضَجِرٍ وغَضْبانَ* ابن السكيت* حَرَّشْتُه وهَيَّجْتُه ـ أَغْضَبْتُه ويقال أغَدَّ عليه وأصلُه من غُدَّةِ البعبر وهو مُغِدٌّ ومُسْمَغِدٌّ ـ اذا انتفخ من الغَضَب وقد وَرِمَ وضَرِمَ ضَرَمًا واحْتَدَمَ عليه وتَحَدَّم ـ اذا تَحَرَّقَ وأصلُه من احْتِدامِ الحَرِّ* غيره* ما أَدْرِى ما أَحْدَمَهُ والحَدَمَةُ ـ صَوْتٌ في الجوف من التَّغَيُّظِ* أبو حاتم* يقال للرجل اذا انْتَفَخَتْ أو داجُه من الغَضَب أحْرَنْفَشَ حُفَّاثُه* صاحب العين* الرَّمَضُ ـ حُرْقةُ الغَيْظِ وقد أَرْمَضَنِى الامْرُ ورَمِضْتُ له* أبو زيد* ذَئِرَ الرجلُ ذَأَرَا فهو ذَئِرٌ ـ غَضِبَ* ابن السكيت* انه لَيَنْفِطُ غَضَبًا وقال ازْمَأَكَّ واهْمَأَكَّ واضْفَأَدَّ ـ انْتَفَخَ من الغضب ويقال شَرِىَ وهو أن يَتَمادَى ويَتَتَابَعَ في غَضَبِه وقد شَرِىَ البرقُ ـ كَثُرَ لَمَعانُه* قال أبو على* ومنه سميت الشُّراةُ لانهم لَجُّوا وغَضِبُوا فأماهم فقالوا نحن الشُّراةُ من قوله عزوجل (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) والى ذلك ذهب قَطَرِىٌّ في قوله

رأتْ فِتْيةً باعُوا الالهَ نُفوسَهم

بجنَّاتِ عَدْنٍ عِنْدَه ونَعِيمِ

* صاحب العين* وَجَدْتُ عليه أَجِدُو أَجُدُ وَجْدًا ومَوْجِدةً ـ غَضِبْتُ* سيبويه* حَمِسَ حَمَسًا ـ هاجَ غضبُه وهو أَحْمَسُ وحَمِسٌ بُنِىَ على ذلك لانه هَيجانٌ وتَحَرُّكٌ وقال غَلِقَ غَلَقًا خَفَّ وطاشَ* ابن السكيت* تَلَظَّى ـ تَلَهَّبَ وقال اسْتَحْصَدَ عليه ـ انْفَتَل غَضَبًا واسْتَحْصَدَ حَبْلُه ـ اذا غَضِبَ وقال غَضِبَ من غير صَيْح ولا نَفْرٍ ـ أى من غير شئ وأنشد

كَذُوبٌ مَحُولٌ يَجْعَلُ اللهَ جُنَّةً

لأيمانِه مِنْ غَيْرِ صَيْح ولا نَقْرِ

وقال اسْتشَاطَ عليه ـ تَلَهَّبَ وثارَ به الغَضَبُ* صاحب العين* التَّحْمِيجُ ـ تَغَيُّر الوجهِ من الغَضَب ونحوِه وقال عمر رضى الله عنه لِرَجُلٍ ما لى أراكَ مُحَمِّجًا وقد تقدم أن التَّحْمِيجَ تَحْدِيدُ النظَر وأنه الاعْجابُ بالشئ* ابن السكيت* السُّخْطُ والسَّخَطُ ـ ضِدُّ الرِّضَا سَخِطَ سَخَطًا وتَسَخَّطَ* سيبويه* سَخِطَهُ سَخَطًا كغَضِبَ غَضَبًا* أبو زيد* المَأَقُ ـ عَجَلَةُ غَضَبِك وقيل هو الحِقْدُ* ابن السكيت* امْتَأَقَ ـ بَكَى من الغَيْظ يقال باتَ صَبِيُّها على مَأْقةٍ وهو بُكاء يَقْلَعُه من الجَوْف قَلْعًا وفي المثل «أنتَ تَئِقٌ وأنا مَئِقٌ فكَيْفَ نَتَّفِقُ» التَّئِقُ ـ المُمْتَلِئُ من كل شئ والمَئِقُ ـ السريعُ البُكاء يقول اذا كنتَ أنتَ مُمْتَلِئًا من شئ في نَفْسك وأنا أَبْكِى سريعًا فكيف نَتَّفِق ورجل تَئِقٌ ولَزِقٌ ولَقِسٌ* صاحب العين* هو يَتَمَزَّعُ من الغَيْظِ ـ أى يَتَقَطَّعُ* ابن السكيت* فلان يَتَمَيَّزُ من الغَيْظِ ـ أى يَتَقَطَّعُ* ابن السكيت* وقد تَمَيَّزَ لَحْمُه ـ تَفَرَّق* أبو مالك* جَهَثَ الرجلُ يَجْهَثُ جَهْثًا ـ اسْتَخَفَّه الغَضَبُ أو الفَزَعُ وقد تقدم* ابن السكيت* أَرَدَّ الرجلُ ـ انتفخَ وَجْهُه من الغَضب* ابن دريد* تَرَبَّدَ وَجْهُه ـ احْمَرَّ حُمْرةً فيها سَوادٌ عند الغَضب* ابن السكيت* اسْتَغْرَبَ في الحِدَّة ـ اذا مَضَى فيها وكذلك في الضَّحِك وقال رَجُل فيه غَرْبٌ ـ أى عَجَلَة وحِدَّةٌ ويقال أَخَذَه قِلٌّ من الغَضَب كانه يَسْتَقِلُّ من موضعه وقال احْتُمِلَ الرجلُ ـ اذا غَضِبَ وأنشد

لا أَعْرِفَنَّكَ انْ جَدَّتْ عَداوَتُنا

والتمس النَّصر مِنْكُمْ عَوْضُ واحْتُمِلُوا (١)

ويروى يُحْتَمَلُوا وقال شالتْ نَعامةُ فلانٍ ثم سكنَ ـ وذلك اذا غَضِبَ واذا خَفَّ القومُ من منزلهم قيل شالتْ نَعامَتُهم* صاحب العين* تَسَبَّخَ الغَضَبُ ـ سَكَنَ

__________________

(١) البيت للاعشى وفي ابن السكيت رواية البيت تحتَملُ وتحتملوا واحتملوا كما هنا روايات ثلاث وليس فيها يحتملوا بالياء التى ذكرها المصنف ورواية تحتمل بالبناء للمفرد غير مفهومة المعنى والذى يفهم من تفسير التبريزى انها بالنون فقد قال ان معنى البيت «ان اشتدت عداوة بعضنا لبعض ووقعت الحرب فالتمس النصر قومكم منكم نَغْضَبْ لانك كنت سبب الحرب» اه محمد عبده

وأصلُ التَّسْبِيخ التخفيفُ والتسكينُ يقال سَبَّخَ اللهُ عنك الشِّدَّةَ وفي الحديث (١) «لا تُسَبِّخِى عنه» * ابن السكيت* تَأَطَّمَ ـ تَكَسَّرَ من الغَيْظِ وتَأَجَّمَ ـ تَوَهَّجَ وقال فيه ازْدِهَاقٌ ـ أى اسْتِعْجال وقال جاء مُبَرْطِمًا ـ اذا تَزَغَّمَ عليه وغَضِبَ وقال ثارَ ثَائرُه وفار فَائِرُه وهاجَ هائِجُه ـ اذا تَشَقَّقَ غَضَبًا* غيره* كلُّ ما تَحَرَّك لضُرٍّ أو شَرٍّ فقد هَاجَ هَيْجًا وهَيَّجْتُه أنا* ابن السكيت* حَشِمَ حَشَمًا ـ غَضِبَ وهؤُلاءِ حَشَمُ فُلانٍ الَّذِين يَغْضَبُ لهم وأنشد

* ولم يُعَبِّسْ لِيمَانٍ حَشَمًا*

يعنى لم يَغْضَبْ لهم به* صاحب العين* أَحْشَمْتُه ـ أَغْضَبْتُه والاسم الحِشْمَةُ وقد تقدم أن الحِشْمةَ الحَياءُ* ابن السكيت* الغَضَبُ الحَمِيتُ ـ المَتِينُ ويقال للتمرة اذا كانت أَشَدَّ حَلَاوةً من صاحبتها هذهِ أَحْمَتُ حَلَاوةً من هذه والمُتَهَكِّمُ الذى يَتَهَدَّمُ عليك من شِدَّةِ الغَضَب كالمُتَحَمِّقِ ومن ثَمَّ قيل تَهَكَّمَتِ البئرُ ـ تَهَدَّمَتْ وقد تقدم أن المُتَهَكِّمَ المُتَغَنِّى والحُمَيَّا ـ شِدَّةُ الغَضب وحُمَيَّا الكَاْسِ سَوْرَتُها* صاحب العين* حَمِيتُ من الشىءِ حَمِيَّةً ومَحْمِيَةً ـ أَنِفْتُ* قال سيبويه* لا يجىء هذا الضربُ من المصادر على مَفْعِلٍ الا وفيه الهاء لانه ان جاء على مَفْعِلٍ بغير هاء اعْتَلَّ فعَدَلُوا الى الاخَفّ وكذلك المَعْصِيةُ* صاحب العين* ورجلٌ حَمِىٌّ ـ لا يحتمل الضَّيْمَ وأَنْفٌ حَمِىٌّ من ذلك وانه لَذُو بادرةٍ ـ اذا كان له حَدٌّ ووُثُوبٌ عند الحِدَّة ورجل هَزَنْبَرٌ ـ أى حَدِيدٌ والحُتْرُوشُ الحديدُ النَّزِقُ والصَّغِيرُ الجِسْمِ* ابن دريد* وهو الحِتْرِشُ* ابن دريد* الضَّبَدُ ـ الغَيْظُ وقد ضَبَدْتُه ذَكَرْتُه بما يُغْضِبُه* ابن السكيت* السَّدَمُ ـ الغَمُّ مع غَضَبٍ ومنه قيل نادِمٌ سَادِمٌ ورجلٌ شُحْدُودٌ ـ حَدِيدٌ وقال اقْرَمَّطَ الرجلُ ـ غَضِبَ وقال انه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ للحَديدِ السريع الرَّجْعةِ* أبو على* طَيْرَةُ الغَضبِ ـ شِدَّتُه قال يحتمل ضربين أن يكون مصدرَ طارَ طَيْرةً والآخر أن يسمى الطَّائِرُ باسم المصدرِ وذلك أنهم أثبتوا للغَضَب طائِرًا في قوله طارتْ عصافيرُ رأسى* صاحب العين* الشَّذَاةُ ـ الحِدَّةُ وجمعها شَذَواتٌ وشَذًا* ابن السكيت* انه لَذُو شاهِقٍ وصاهِلٍ ـ اذا اشْتَدَّ غَضَبُه والمُحْظَئِبُّ ـ السريعُ الغَضَبِ والازْمِهْرارُ ـ الغَضَبُ وأنشد

__________________

(١) الذى في النهاية ان سارفا شرق من بيت عائشة رضى الله عنها شيئا فدعت عليه فقال لها النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تسبخى عنه بدعائك عليه أى لا تخفى عنه اثمه الذى استحقه بالسرقة بدعائك عليه اه كتبه مصححه

أَبْصَرْتُ ثَمَّ جائِعًا قَدْ هَرَّا

ونَثَرَ الجَعْبةَ وازْمَهَرَّا

* وكان مثلَ النارِ أو أَحَرَّا*

* أبو عبيد* زَمْهَرَتْ عيناه ـ اذا اشتدتْ حمرتُهما وغَضِبَ والمُخْشَئِنُّ ـ الغَضْبانُ وقال حَنَشْتُه ـ أَغْضَبْتُه وقد تقدّم أنه عَطَفْتُه ونَحَّيْتُه* أبو زيد* سَنَحْتُ بالرجل وعليه ـ أَحْرَجْتُه وأَصَبْتُه بِشَرٍّ* أبو زيد* حَبِنَ عَليه ـ امْتَلَأَ غَضبا* غيره* الكَتِيتُ في صَدْرِ الرجل ـ صَوْتٌ يُشْبِه صَوْت البِكَارةِ من شِدَّة الغَيْظِ* أبو زيد* يقال للرجل اذا غضب يا فَشَاشِ فُشِّيه مِن اسْتِهِ الى فِيه وقال ازْرَأَمَّ الرجلُ ـ غَضِبَ* ابن السكيت* قَرْطَبَ ـ غَضِبَ وأنشد

* اذا رآنِى قد أَتَيْتُ قَرْطَبا* (١)

وقد اشْتَأَوْا غَضَبًا ـ اشْتَدَّ غَضَبُهم وقال اخْرَنْطَمَ ـ غَضِبَ وأنشد

تَرى له حينَ سَمَا فاخْرَنْطَما

لَحْيَيْنِ سَقْفَيْنِ وخَطْمًا سَلْجَما

السَّقْفانِ الطويلانِ العَرِيضانِ* ابن دريد* وكذلك خَرْطَمَ وقيل هو أن يُعوّج خُرْطُومَه ويَسْكُت على غَضَبه* ابن السكيت* رجل زَبَعْبَكٌ وزَبَعْبَقٌ ـ حَدِيدٌ وقال ان فيه لَسَوْرةً ـ أى حِدَّةً ويقال للرجل الحَديدِ مِلْحُه على رُكْبَتِه وأنشد

لا تَلُمْها إنَّها من نِسْوةٍ

مِلْحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ

ويقال للرجل اذا فَتَرَ غَضَبُه تَشَيَّأَ غَضَبُه وباخَ وفَثِئَ وفَثَأَ وانْفَثَأَ وفَثَأْتُه أفْثَأُهُ وسُرِّىَ عنه ـ اذا انْكَشَفَ والحَرَدُ ـ الغيظُ* غيره* كَظَمَ غَيْظَه يَكْظِمُه كَظْمًا ـ رَدَّه* ابن دريد* كَظَمَ عليه غَيْظَه يَكْظِمُ كَظْمًا فهو كاظِمٌ وكَظِيمٌ ـ سَكَتَ وقال جاء مُتَلَغِّدًا ـ أى مُتَغَيِّظًا والزَّهَفُ ـ الخِفَّةُ والنَّزَقُ زَهِفَ وأزْهَفْتُه وازْدَهَفْتُه والهَزَقُ ـ النَّزَقُ والخِفَّةُ* غيره* الهَنَقُ شبيه بالضَّجَرِ وقد أَهْنَقْتُه وقد أَنْهَلْتُ الرجلَ ـ أَغْضَبْتُه* ابن دريد* ثَأْثَأْتُ غَضَبَك ـ اذا سَكَّنْته وما ثَأْثَأْتُ قَدَمِى أى لم أُحَرِّكْها والصَّرْبَخةُ ـ الخِفَّةُ والنَّزَقُ وقال رجلٌ ضَمْضَمٌ ـ غَضْبانُ ولا أدرى ما صحَّتُه ورجل حَطَوْطَى ـ نَزِقٌ* أبو حاتم* رجل

__________________

(١) تتمة البيت

وجال في حجاشه وطرطبا

مَحْمَحُ ومُحَامِحٌ (١) نَزِقٌ وقيل ضَيِّقٌ خُنْبُقٌ* ابن دريد* التَّرَشُ ـ خِفَّة وَتَنَزُّقٌ وقد تَرِشَ تَرَشًا وتَرْشًا فهو تَرِشٌ وتارِشٌ* صاحب العين* الدَّقِظُ ـ الغَضْبانُ وأنشد

مَنْ كانَ مُكْتَئِبًا من سُنَّتِى قِظًا

فَرابَ في صَدْرِه ما عاشَ دَقْظَانا

* غيره* يقال للانسانِ عندَ الغَضَب احْتَدَّ فصارتْ منه شِقَّةٌ في الارضِ وشِقَّةٌ فى السماء* صاحب العين* الحَنَقُ ـ شِدَّةُ الغَيْظِ حَنِقَ حَنَقًا وحَنِقًا* ابن دريد* رجل حَنِقٌ وحَنِيقٌ وأنشد

* وبَعْضُهُمُ على بعضٍ حَنِيقُ*

وقد أحْنقته* غيره* رجل حَبْلَانُ ـ مُمْتَلِئٌ غَضَبًا وقد تقدّم أنه المُمْتَلِئُ ماءً وأن أَصْلَ الحَبَلِ الماءُ* صاحب العين* يقال للغضبان هَرِقْ على جَمْرِكَ (٢) ـ أى اصْبُبْ على غَضَبِك* أبو زيد* نَخَسْتُ بالرجلِ ـ هَيَّجْتُه* صاحب العين* خَمِطَ الرجلُ وتَخَمَّطَ ـ غَضِبَ وثَارَ* ابن دريد* المُقْطَئِرُّ ـ الغَضْبانُ المُنْتَشِرُ* أبو زيد* القَطِمُ ـ الغضبانُ* غيره* مَقَطْتُ الرجلَ أمْقُطُه مَقْطًا ـ غِظْتُه* الكلابيون* السُّكَاكةُ والزَّمَكَةُ ـ السريعُ الغَضَبِ العَجِلُ ومثلُه رجلٌ صَرَامةٌ من رجال صَرَاماتٍ وقد تقدَّم أن السُّكاكةَ والصَّرامة المُتَفَرِّدُ برأيه المُسْتَبِدُّ به* صاحب العين* رجل فَرْفارٌ والفَرْفَرةُ ـ الطَّيْشُ والخِفَّةُ* أبو زيد* حَدِئْتُ عليه حَدَأً ـ غَضِبْتُ له وأنا حَدِئٌ وقد تقدم أن حَدِئْتُ ـ لَجَأْتُ* ابن دريد* الزَّغْزَغة ـ الخِفَّةُ والنَّزَقُ ورجل زَغْزَغٌ* أبو عبيد* الزَّخَّةُ ـ الغَضَبُ والحِقْدُ وقال حَسِكَ عليه ـ غَضِبَ* غيره* انه ليَجْرِضُ الرِّيقَ غَيْظًا ـ أى يَبْتَلِعُهُ* ابن السكيت* هو يَكْسِرُ عليه الارْعاظَ ـ للذى يَتَوَعَّد الرجلَ ويَغْتَاطُ عليه والرُّعْظُ واحدُ الارْعاظ وهو الذى يَدْخُلُ سِنْخُ نَصْلِ السهمِ فيه من السهم ومثلُه فلانٌ يَحْرُقُ عليه الارَّمَ ويَحْرِقُ وهى الاسنانُ يَحْرُقُ بعضَها ببعض يَصْرِفُها ويَحُكُّها يقال هو يَحْرُقُ أسْنَانَهُ من شِدَّةِ الغَيْظ وأنشد

أُنْبِئْتُ أحْماءَ سُلَيْمَى إنَّما

ظَلُّوا غِضَابًا يَحْرُقُونَ الأُرْما

__________________

(١) قوله ومحامح هو بضم الميم في اللسان بوزن علابط ونظائره كثيرة واقتصر المجد على المحمح والمحماح بفتح فسكون فيهما فيكون ثلاث لغات بهذا المعنى كتبه مصححه

(٢) قلت أصل هذا المثل هَرِقْ على خَمْرك ويروى أَرِقْ بالهمز وجمرك بالجيم واليه أشار رؤبة ولمح بقوله

با اهل الكاسرعين الاغضن

والفائل الاقوال مالم يلقن

هرق على خمرك أو تبين

بأى دلوا ذغرفنا نستني

وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به آمين

* صاحب العين* حَرَجَ الرجلُ أَنيابَه يَحْرُجُها حَرْجًا ـ حَكَّ بعضَها الى بعضٍ من الحرَدِ وأنشد

ويَوْمٍ تُحْرَجُ الاضْراسُ فيهِ

لَابْطالِ الكُماةِ بهِ أُوَامُ

* أبو على* سَكَتَ عنه الغضبُ سُكُونًا ـ سَكَنَ وكُلُّ شئٍ كَفَّ فقد سَكَتَ ومنه سَكَتَ فلم يَنْطِقْ* ابن دريد* جاء مُرِدَّ الوَجْهِ ـ أى غضبانَ والحَرْدَبةُ ـ خِفَّةٌ ونَزَقٌ* أبو زيد* المُرْغَادُّ ـ المتغيرُ اللونِ غَضَبًا وقيل هو الغضبانُ الذى لا يُجِيبُكَ* صاحب العين* نَتَّ مَنْخِرُ الرَّجُلِ ـ انْتَفَخَ من غضبٍ* أبو عبيد* أُهْرِعَ الرجلُ ـ اذا كان يُرْعَدُ من غضبٍ أو حُمَّى أو غيرِه وقال حَمِيتُ عليكَ ـ غَضِبْتُ* صاحب العين* بَخَعَ نَفْسَه يَبْخَعُها بَخْعًا وبُخُوعًا ـ قَتَلَها غَيْظًا وغَمًّا وفي التنزيل (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) وقال مَعِضَ من ذلك مَعَضًا وامْتَعَضَ ـ غَضِبَ وتَوجَّعَ وقد أَمْعَضْتُه ومَعَّضْتُه ومَعَضَهُ الامرُ وأَمْعَضَه والتَّزَبُّعُ ـ التَّغيُّظُ وقد تقدّم أنه سوءُ الخُلُق والعَرْبَدِةُ* غيره* الثُّعْلُولُ ـ الغضبانُ* ابن دريد* وربما قالوا للغضبانِ داحِقٌ* أبو زيد* قَلْبٌ حامِضٌ ـ اذا فسد وتغير من الغضبِ وفُؤاد حَمْضٌ ونَفْسٌ حَمْضةٌ ـ تَنْفِرُ من الشىءِ أَوَّلَ ما تَسْمعه* أبو عبيد* الاحَاحُ ـ الغَيْظُ

التهيؤ للغضب والقتال ونحوهما

* ابن دريد* هِئْتُ أَهَاءُ وأَهِىء ـ أَخَذْتُ له هَيْئَتَه وتَهَيَّأْتُ له كذلك* أبو زيد* تَهايَأْنا على كذا مثْلُه* أبو عبيد* اذا تَهَيَّأَ للغضب والشَّرِّ قيلَ احْرَنْفَشَ* أبو زيد* وكذلك الدِّيكُ والهِرُّ والكلبُ وقولهم في وصف الكَلا واحْرَنْفَشَتِ العَنْزُ ـ إحْرِنْفاشُها ازْبِئْرارُها وتَنَصُّبُ شَعَرِها وقد تقدم في ذكر الخِصْبِ وما يُوصَفُ عن الرُّوَّادِ* أبو عبيد* احْرَنْبَى واحْرَنْبَأَ وازْبَأرّ واجْثَألَّ واقْذَحَرَّ ـ تَهَيَّأَ للسِّبابِ* وقال* تَقَطَّرَ وتَقَتَّر وتَشَدَّدَ ـ تَهيأ للفِتال وقيل تَشَذَّرَ ومنه قول سليمان بنِ صُرَدٍ بَلَغنِى عن أمير المؤمنين ذَرْءٌ من قَوْلٍ تَشَذَّرَ لى به من شَتْمٍ وإيعاد فَسِرْتُ اليه جَوَادًا (١) * ابن دريد* فَرَشْتُ له ـ تَهَيَّأْتُ وأرَدْتُ ورجل جِرْهامٌ ومُجْرَهِمٌ (٢) اذا كان جادًّا

__________________

(١) فى رواية فسرت اليه جزعا اه

(٢) قوله ومجرهم ضبط في اللسان والمخصص والمحكم بتشديد الميم كمقشعرّ وضبط في القاموس والتكملة بتخفيفها لكن بوزن مدحرج اسم فاعل بهذا المعنى ولا مانع منهما كتبه مصححه

فى أمره ومنه اشتقاقُ جُرْهُم وقال زَحَفَ القومُ ـ تَهَيَّؤُا للقتال* أبو عبيد* أَبَبْتُ للشئ أَؤُبُّ أَبًّا ـ تَهَيَّأْتُ له وخَصَّ مرةً به الذَّهابَ والتَّأَتِّى ـ التَّهَيُّؤُ للقتال* ابن السكيت* اشْرَحَفَّ الرجلُ ـ تَهيَّأَ للقتال والدابةُ كذلك وتَشَرْحَفَ له مثلُه* أبو زيد* تَغَشْمَرَ لى ـ تَنَمَّرَ وأَخَذْتُه بالغِشْمِير* صاحب العين* نَصَبْتُ له الحربَ نَصْبًا وناصَبْتُه الشَّرَّ* أبو عبيد* ابْرَنْذَعْتُ للأمرِ واسْتَنْتَلْتُ وابْرَنْتَيْتُ كُلُّه اسْتَعْدَدْتُ له* صاحب العين* أعْدَدْتُ الشىءَ واعْتَدَدْتُه واسْتَعْدَدْتُه وأعْتَدْتُه ـ أحْضَرْتُه والاسمُ العُدَّة* الاصمعى* أَخَذْتُ للامر أُهْبَتَه ـ أى عُدَّتَه والجمع أُهَبٌ وأُهَباتٌ وتَأَهَّبْتُ له كذلك* ابن دريد* تَقَتَّلَ لحاجتِه ـ تَهَيَّأَ* أبو زيد* مَأَلْتُ للامر مَأْلاً ـ تَهَيَّأت له* ابن السكيت* تأَدَيْتُ للامر ـ تَهَيَّأْتُ له* ابن دريد* أَوْهَبْتُ لك كذا ـ أَعْدَدْتُ وقد تقدم أن أَوْهَبْتُ أَدَمْتُ والحَذافِيرُ ـ المُتَهَيِّؤُن للقتال

الحِقْد والبغْضةُ

* صاحب العين* الحِقْدُ ـ امْساكُ العَداوة في القلب والتَّرَبُّصُ بفُرْصَتِها* ابن دريد* الجمعُ أحْقاد وحُقُود* ابن السكيت* حَقَدْتُ عليه وحَقِدْتُ* الاصمعى* حَقِدْتُ عليه حَقَدًا وحِقْدًا وأَنْكَرَ حَقَدْتُ أحْقِدُ وعَرَفها أبو زيد* ابن دريد* وقد أحْقَدْتُ غيرى ورجلٌ حَقُودٌ ـ كَثير الحِقْد* أبو عبيد* الوَجْدُ ـ الحِقْدُ وأنشد

فلا تَقْعُدَنَّ علَى زَخْةٍ

وتُضْمِرَ في القلبِ وَجْدًا وخِيفَا

الخِيفُ جمعُ خِيفَةٍ والحِشْنةُ ـ الحِقْدُ وأنشد

ألَا لَا أرَى ذَا حِشْنةٍ في فُؤادِه

يُجَمْجِمُها إلَّا سَيَبْدُو دَفِينُها

والاحْنةُ مثلُه والجمعُ إحَنٌ وقد أَحِنْتُ عليه أَحَنًا وآحَنْتُه* ابن السكيت* ان فى صدرِكَ لَوَغْرةً وأصلُه من وَغْرةِ الحَرِّ وأوْغَرَ صَدْرَه عليه ـ أحْماه من الغَيْظ وأَوْقَرَهُ* ابن دريد* وَغِرَ ووَغَرَ* سيبويه* وَغِرَ صدرُه يَغَرُ وَغَرًا ووَغْرًا ويَوْغَر

أكثرُ على القياس* أبو زيد* وهو الوَغْرُ* ابن السكيت* انّ في صدره لَوَحَرًا ـ أى حِقْدا* صاحب العين* الوَحْرُ والوَحْرةُ كالوَغْرةِ من العَداوة* سيبويه* وَحِرَ صدرُه يَحَرُ وَحَرًا ويَوْحَرُ أَعْلَى وهو القياسُ كما تقدم في وَغِرَ* أبو عبيد* هو الحَنَقُ والحَنِقُ بمعنى الحِقْدِ بغَضَبٍ وقال دَوِىَ دَوًى فهو دَوٍ وضَغِنَ ضَغَنًا* ابن السكيت* وضِغْنًا* صاحب العين* وهى الاضْغَانُ والضَّغِينةُ كالضِّغْنِ وهى الضَّغَائنُ واضَّطَغَنْتُ عليه كضَغِنْتُ وضِغْنُ الدابةِ عَسَرُه والْتِوَاؤُه وفَرَس ضاغِنٌ وضَغِنٌ ـ لا يُعطِى كُلَّ ما عنده من الجَرْىِ حتى يُضْرَبَ وقولُ بِشْرِ بن أبى خازم

* كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِى في الرِّفاقِ*

معناه ذاتِ النِّزاع يقال دابةٌ ضَغِنةٌ ـ اذا نَزَعَتْ الى وَطَنِها وقد ضَغِنَتْ ضَغَنًا وربما اسْتُعير في الانسان* أبو عبيد* الضَّبُّ ـ مِثْلُ الضِّغْن* غير واحد* الذَّحْلُ ـ الحِقْدُ وقيل طَلَبُ مُكافأةٍ بجنايةٍ جُنِيَتْ عليْك أو عَداوةٍ اتِيَتْ اليك وقيل هو الثَّأرُ وجمعُه ذُحُول* أبو عبيد* الاحَاحُ والاحِيحةُ ـ الضِّغْنُ* غيره* وهو الاحِيحُ وقد تقدم أن الاحاحَ ـ الغيظُ والدَّاغِلةُ ـ الحِقْد* أبو عبيد* المِئْرَةُ ـ الذَّحْلُ وجمعُها مِئَرٌ وقد مأَرْتُه وكذلك الدِّمْنَةُ وجمعُها دِمَنٌ وقد دَمِنْتُ عليه* صاحب العين* الشَّحْناءُ ـ الحِقْدُ* أبو عبيد* شاحَنْتُه من الشَّحْناءِ وشَحِنْتُ عليه شَحَنًا وقال أَرِىَ صَدْرُهُ وَغِرَ والكَتِيفةُ ـ الضَّغِينةُ وكذلك الحَسِيفةُ والحَسِيكةُ* ابن دريد* وهى الحَسَكَةُ* صاحب العين* حَسَكُ الصَّدْرِ وحَسَكَتُه ـ الحِقْد وانه لَحَسِكُ الصَّدْرِ وصَدْرُه عَلَىَّ حَسِكٌ وحَسِكَ عليه غَضِبَ* ابن الاعرابى* خَمِرْتُ عليه خَمَرًا ـ حَقَدْتُ* أبو عبيد* السَّخِيمةُ ـ كالحَسِيكَةِ* ابن دريد* رجلٌ مُسَخَّمٌ ـ فى قلبه سَخِيمةٌ* صاحب العين* السَّخَم مصدرُ السَّخِيمة وهى المَوْجِدةُ وقد سَخَّمْتُ بصَدْرِه* أبو زيد* تَسخَّمَ عَلَىَّ ـ تَغَضَّبَ وهى السُّخْمةُ* ابن دريد* المِحَالُ بين الناسِ ـ العَداوَةُ وهى من الله عزوجل العِقابُ* غيره* ما حَلْتُه ـ عادَيْتُه* أبو عبيد* الضَّمَدُ ـ الحِقْدُ* صاحب العين* الحِقْدُ المُلَازِقُ بالقلب وقد تقدم أنه الغَضب* أبو عبيد*

الوَغَمُ نَحْوُه وقد وَغِمَ* ابن دريد* وَغِمَ وَغَمًا ووَغْمًا ووغَمَ والجميع أَوْغامٌ* أبو عبيدة* وقد أَوْغَمْتُ صَدْرَه ورجل وَغْمٌ ـ حَقُود* ابن السكيت* انَّ في صدرِه عَلَىَّ لَغِلًّا ـ أى حِقْدًا* الكلابيون* غَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ غِلًّا* أبو عبيد* قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ» فانه يُرْوَى لا يَغِلُّ ولا يُغِلُّ فمن قال يَغِلُّ جعله من الغِلِّ وهو الضِّغْنُ والشَّحْناء ومن قال يُغِلُّ جَعَله من الخِيانةِ* الكلابيون* غَشَّ قَلْبُه يَغِشُّ غِشًّا وهو مِثْلُ الغِلِّ* صاحب العين* غَشَّه يَغُشُّه غَشًّا اذا لم يُمْحِضْ له النصيحةَ* ابن السكيت* ان في قلبه عَلَىَّ لَغِمْرًا وغَمَرًا وأَغْمَارًا وقد غَمِرَ صدرُه عَلَىَّ* صاحب العين* الغِبْرُ كالغِمْرِ* ابن السكيت* لفلانٍ عند فلانٍ وتْرٌ وطَائِلةٌ وتَبْلٌ* صاحب العين* الجمع تُبُولٌ وقد تَبَلَنِى يَتْبُلُنِى* ابن السكيت* شَفَنَه يَشْفِنه شُفُونًا ـ نظر في ناحيةٍ من البُغْضِ له وقال بَيْنِى وبَيْنَه شِنْءٌ بكسر الشين ـ أى عداوة وقد شَنِئْتُه شَنْئًا وشِنْئًا وشنْئًا وشَنَآنًا وشُنُوءًا* أبو زيد* وشَنْأةً ومَشْنَأَةً ورجل شَنَآنٌ والانثى بالهاء وشَنْآنُ والانثى شَنْأَى* ابن السكيت* رجل مَشْنُوءٌ ـ اذا كان مُبْغَضًا وان كان جميلا ومَشْنَأٌ مُبْغِضٌ وكذلك الاثْنانِ والجميعُ والمؤنث* أبو عبيد* المِشْنَاءُ ـ الذى يُبْغِضُه الناسُ والشَّنَفُ ـ البِغْضةُ شَنِفْتُ له ـ اذا أَبْغَضْتَهُ* غيره* شَنِفْتُه كذلك والشَّنِفُ ـ المُبْغِضُ* ابن دريد* شَئِفْتُ له شَأَفًا كذلك* أبو زيد* شَئِفَ صدرُه شَأَفًا ـ حَقِدَ* ابن دريد* أبْغَضْتُه إبْغَاضًا وبِغْضَةً وبَغاضةً يَمانِيَةٌ* أبو عبيد* قَلَيْتُه قِلًى وقَلَاءً ومَقْلِيَةً* ابن دريد* قَلَيْتُه وقَلَوْتُه فمن قال قلَيْتُه فالمصدر قِلًى ومن قال قَلَوْتُه فتح القافَ ومَدّ* على* هذا فَرْق ضعيفٌ انما هو من الصِّنْف الذى اذا كُسِرَ قُصِرَ واذا فتح مُدَّ لان الياء والواو لا يوجِبانِ مَدًّا ولا قَصْرًا* سيبويه* قَلَى يَقْلَى نادرٌ وحملوا الالفَ على الهمزة في قرأ قال وليستْ بمعروفة* ابن السكيت* ان في نفسه عَلَىَّ أَكَّةً ـ أى حِقْدًا والنَّائِرةُ العداوةُ* ابن دريد* تَكَاظَّ القومُ كِظَاظًا تَجاوَزُوا القَدْرَ في العَداوة والدِّعْثُ ـ الحِقْد في القلب وجمعُه أدعاثٌ ودِعَاثٌ ويسمى الرجلُ دَعْثَةَ* غيره* وهو الدِّئْثُ* ابن الاعرابى* ازْدَهَفْتُ العداوةَ ـ اكتسبتُها

* ابن دريد* تَشاجَرَ القومُ ـ تَباغَضُوا وتَعادَوْا وبين القوم خُمَاشاتٌ ـ أى عَداواتٌ ودِماءٌ* وقال* تَناكَرَ القومُ ـ تَعادَوْا وبين الرجلينِ مُغَالظةٌ وغِلْظة ـ أى عداوة* ابن السكيت* غِلْظة وغُلْظة وغَلْظة* صاحب العين* البُغْضُ والبِغْضةُ والبَغْضاءُ ـ نَقِيضُ الحُبّ وقد بَغُضَ بَغَاضةً وبَغَضَ فهو بَغِيضٌ وحكى ابن جنى بَغُوضٌ ويُقَوِّيه ما أنشده سيبويه

فَرَغْنَ فَلا رَدٌّ لِمَا بُتَّ فانْقَضَى

ولكنْ بَغُوضٌ أن يقالَ عَدِيمٌ

* على* ان ابن جنى رواه تَعَوّضْ على قول جرير

سِيرُوا بَنِى العَمِّ فالاهْوازُ مَنْزِلُكُمْ

ونَهْرُ تِيرَى ولا تَعْرِفْكُمُ العَرَبُ

* صاحب العين* رجل مُبَغَّضٌ وقد بُغِّضَ اليه الامْرُ وما أَبْغَضَهُ إلىَّ ولا يقالُ ما أَبْغَضَنِى له ولا ما أَبْغَضَهُ لى وقد أجاز سيبويه ما أَبْغَضَنِى له وما أَبْغَضَه إلىَّ وفَرَق بين معنييهما فقال اذا قلتَ ما أَبْغَضَنِى له فانما تُخْبِر أنك مُبْغِضٌ واذا قلت ما أَبْغَضَه إلىَّ فانما تُخَبِر أنه مُبْغَضٌ قال وكأنه على بَغَضَ وان لم يُتَكلم به وقد تقدم أنه مُتَكَلَّمٌ به* صاحب العين* نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْنًا وأَبْغَضَ بعَدُوِّك عينا وأهلُ اليمن يقولون بَغُضَ جَدُّكَ كما يقولون عَثُرَ جَدُّك

الغش

* صاحب العين* المُماسَحةُ ـ المُلَاينةُ بالقول والقُلوبُ غيرُ صافيةٍ والتِّمْسَحُ ـ الذى يُلايِنُكَ بالقول وهو يَغُشُّكَ وقد تقدم أنه المارِدُ الخبيثُ

الاعداء

العَدُوُّ ضِدُّ الصَّدِيقِ يكون للواحد والاثنين والجميع والانثى بلفظ واحد قال الله عزوجل (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي) ويثنى ويجمع اذا جعلتَه نعتا أخرجتَه على العِدَّةِ والتأنيثِ والتذكير والجمعُ أعْداءٌ قال سيبويه ولم يُكَسَّرْ على فُعُلٍ كراهيةَ الاخلال والاعتلال وان كان كصَبُورٍ يعنى كراهيةَ أن يُصَيِّرَهُم ذلك الى باب أَدْلٍ ولم يُكَسَّرْ على فِعْلانٍ كراهيةَ الكسرة قبل الواو لان الساكن ليس بحاجزَ حصِين قال وعَدُوٌّ صفةٌ ولكنه ضارَع الاسمَ

يعنى بمضارعته الاسم كَثْرةَ وُقُوعِه وأنَّ الهاءَ تلحق مُؤَنثَه فخالف بهذين الحكمين بابَ الصفة وأعاد جمعُ الجمع فأما عِدًى فزعم سيبويه أنه اسم للجمع كَرَكْبٍ وسَفْرٍ ولا نظير له عنده في الصفة وقد حكى غيره مكانٌ سِوًى* ابن السكيت* قومٌ عِدًى وعُدًى بالكسر والضم فاذا أدخلوا الهاء ضموا أوّله فقالوا عُداةٌ* أحمد بن يحيى* العُدَى بالضم الاعداءُ الذين تقاتلهم وبالكسر الاعداءُ الذين لا تقاتلهم حكاه عنه ابن جنى* غيره* وقد يجوز في الشعر هُنَّ عَدَاياكَ وعادَيْتُه مُعاداةً والاسم العَداوة وتَعادَى القومُ عادَى بعضُهم بعضا* صاحب العين* عَدُوٌّ أَخْزَرُ ـ وهو الذى ينظر بمُؤْخُرِ عَيْنِه* ابن دريد* تَشاوَسَ القومُ ـ تَعَادَوْا وتَضارَسَ القومُ تَعادَوْا وتَحارَبُوا* صاحب العين* الظِّنِينُ ـ المُعادِى* أبو عبيد* يقال للَاعْداء صُهْبُ السِّبَالِ وسُودُ الاكْبادِ وان لم يكونوا صُهْبَ السِّبال فكذلك يقال لهم وأنشد

فظِلَالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسِى

ونِزَالِى في القَوْمِ صُهْبَ السِّبَالِ

ويروى واعْتِنَاقِى ... * ابن دريد* قول عنترة

* تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ* (١)

فانه أراد الاعداء كما قالوا صُهْب السِّبال* صاحب العين* الدَّيْلَم ـ الاعداءُ مَنْ كانوا* غيره* قيلَ للاعداءِ صُهْبُ السِّبالِ ـ أى أن عَداوتَهم كعَداوةِ الرُّوم والرُّومُ صُهْبُ السِّبالِ والشُّعورِ وقال سُقِىَ قَلْبُه عداوةً ـ أُشْرِبَها* أبو عبيد* الاقْتالُ ـ الاعداءُ واحدُهم قِتْلٌ وكذلك الاقْرَانُ والكاشِحُ والمُشاحِنُ ـ لعَدُوُّ* ابن السكيت* عَدُوٌّ أَزْرَقُ وأنشد

* فَقُلْ لَاعْداءٍ أَراهم زُرْقا*

* غيره* أَجْهَدَ القومُ في العَداوة أى أَجَدُّوا وجاهدتُ العَدُوَّ مُجاهدةً وجِهادًا ـ قاتَلْتُه* صاحب العين* هو يَشْفَعُ عَلَىَّ بعَداوةٍ ـ أى يُعِينُ وأنشد

كانَّ مَنْ لا مَنِى لِاصْرِمَها

كانُوا علينا بلَوْمِهم شَفَعُوا

* ابن دريد* ضَرَبَه ضَرْبةَ نَقَمٍ ـ اذا ضَرَبه عَدُوٌّ له

__________________

(١) قوله تنفر الخ صدره شعريت بماء الدرحرضين فأصبحت زوراؤ تنفر الخ كتبه مصححه

الشماتة بالاعداء

* ابن السكيت* شَمَتُّ بالعدُوِّ أَشْمِتُ وشَمِتُّ شَمَاتًا وشَمَاتةً* أبو عبيد* أَشْمَتَ اللهُ عادِيَك ـ أى عَدُوَّكَ

الحسد

* ابن دريد* حَسَدَه يَحْسُدُه ويَحْسِدُه حَسَدًا ـ ورجل حاسِدٌ من قوم حُسَّد وحُسَّاد وحَسَدةٍ وحَسُودٌ وحَسَّادٌ ـ والانثى حَسُودٌ* ابن السكيت* هو أن تَتَمَنَّى أن يُسْلَبَ ما عندَه ويُحَوَّلَ اليك* ثعلب* حَسَدْتُك الشىءَ وحَسَدْتُكَ عليه وهم يَتَحاسَدون يَحْسُد بعضُهم بعضا* ابن السكيت* الغَبْطُ ـ أن يَتَمنَّى ماله على أن لا يتحوّل عنه غَبَطْتُه أَغْبِطُه غَبْطا* أبو عبيد* الغَبْطُ هو الحسد

الفرح والاعجاب بالشئ

* صاحب العين* الفَرَحُ ـ نَقِيضُ الحُزْنِ* ابن السكيت* رجل فَرِحٌ وفَرُحٌ* ابن دريد* رجل فَرِحٌ وفَرْحانُ من قوم فَرْحَى وفَراحَى وامرأة فَرِحةٌ وفَرْحانة وفَرْحَى* قال سيبويه* فَرِحَ وأَفْرَحْتُه وفَرَّحْتُه* ابن السكيت* لك فَرْحةٌ وفُرْحةٌ ان كنتَ صادقا* صاحب العين* رجل مِفْراحٌ ـ كثيرُ الفَرَحِ وقال ما يَسُرُّنِى به مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ وفَرِحٌ به* ابن قتيبة* والعامّة تُسْقِط به وهو لحن* ابن جنى* رجل مَفْرُوحٌ وفَرِحٌ* على* لا يسوغ الا أن يكون على وَضْعِ مفعول موضعَ فاعل* صاحب العين* المَرَحُ ـ شِدَّةُ الفَرَح حتى يُجاوزَ القَدْرَ وقد مَرِحَ مَرَحًا ومِراحًا فهو مَرِحٌ من قوم مَرْحَى ومَرَاحَى ومِرِّيحِينَ ورجل مِمْراحٌ ـ كَثِيرُ المَرَح* غيره* الفَرَهُ كالفَرَح وقوله تعالى (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) فَرِهِينَ» قيل معناه أَشِرِينَ وقد تقدم أن الفَرِهَ والفَارِهَ الحاذِقُ* أبو عبيد* البَجَحُ ـ الفَرَحُ وقد بَجِحَ يَبْجَحُ وبَجَحَ* ابن جنى* وابْتَجَحَ* ابن دريد* بَجَّعَنِى الامْرُ وأَبْجعنِى ـ فَرَّحَنِى ومَجَحَ ـ لغة في بَجَحَ* ابن جنى*

يَمْجَحُ مَجْعًا* أبو زيد* فلان يَتَبَجَّحُ لِفُلانٍ ويَتَمَجَّحُ* أبو عبيد* الجَاذِلُ والجَذْلَانُ مثلُه* ابن دريد* والانْثَى جَذْلانةٌ وقد جَذِلَ جَذَلاً وهو جَذِلٌ* ابن السكيت* رجل مِجْذَلٌ ـ جَذِلٌ* صاحب العين* السُّرُّ والسَّرَّاءُ والسُّرُورُ ـ الفَرَحُ سَرَّهُ يَسُرُّه وامرأة سَرَّةٌ وسَارَّةٌ* أبو زيد* أَرَدْتُ سُرَّك ومَسَرَّتَكَ وسُرُورَكَ* ابن السكيت* بَشِشْتُ به بَشاشَةً وقال حَبَرَهُ يَحْبُره حَبْرًا ـ سَرَّهُ والحَبْرُ والحَبَرُ والحُبُورُ ـ السُّرورُ قال تعالى (فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) أى يُسَرُّونَ وأنشد

* الحمدُ لِلَّهِ الذِى أَعْطَى الحَبَرْ*

* ابن دريد* أَحْبَرنِى الامْرُ ـ سَرَّنِى* أبو على* اليَحْبُورُ ـ الرجلُ المَسْرُور* أبو عبيد* ثَرِىَ بذلك الامْرِ ثَرًى ـ فَرِحَ به ويقال اذا فَرِحَ فَرَحا شديدًا اسْتَخَفَّه الفَرَحُ وازْدَهاهُ ويقال في الغَضب مثلُ ذلك* غيره* ارْتَعْتُ لِلَامْرِ كارْتَحْتُ* ابنُ السكيت* البِشْرُ ـ الطَّلَاقةُ* أبو على* بَشَرْتُه بالامر أبْشُرُه بَشْرًا وبَشِرْتُه وبَشَّرْتُه وأَبْشَرْتُه فَتَبَشَّرَ واسْتَبْشَر وأبْشَرَ وبَشِرَ وبَشَرَ والتَّبْشِيرُ يكون بالخير والشر كقوله تعالى (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) وقد يكون على قولهم تَحِيَّتُكَ الضَّرْبُ وعِتابُكَ السيفُ والاسمُ البِشْرُ والبِشَارَةُ سميتْ بذلك لان الذى يُبَشَّر بما يَسُرُّه تَحْسُنُ بَشَرةُ وَجْهه والبَشِيرُ ـ المُبَشِّرُ والبِشَارةُ ما يُعْطاه وهم يَتَباشَرُون بالامر ـ أى يَبْشُرُ بعضهم بعضا* ابن دريد* البَهْثُ ـ البِشْرُ وحُسْنُ اللِّقاء ـ لَقِيَه فبَهَثَ اليه وتَبَاهَثَ ومنه قيل أَبْهَجَنِى الشىءُ وبَهَجَنِى ـ سَرَّنى والالفُ أَعْلَى* ابن الاعرابى* بَهِجْتُ بالشئ بَهاجةً ـ فَرِحْتُ وكذلك ابْتَهَجْتُ* صاحب العين* رجل بَهِجٌ ـ مُبْتَهِجٌ وقال تَهَلَّلَ وَجْهُه فَرَحًا والطَّرَبُ ـ خِفَّة تَعْتَرِى عند الفَرَح وقيل هى خِفَّة الفَرَح والحُزْنِ وقد طَرِبَ طَرَبًا فهو طَرِبٌ مِن قومِ طِرَابٍ ورجلٌ طَرُوبٌ ومِطْرابٌ ـ كثيرُ الطَّرَبِ وقد اسْتَطْرَبَ ـ طَلَبَ الطَّرَبَ وطَرَّبْتُه* الاصمعى* شَآنِى الشىءُ ـ أعْجَبنى* أبو عبيد* المُبْرَنْشِقُ ـ الفَرِحُ المَسْرُورُ وقال حَجِئْتُ بالامْرِ ـ فَرِحْتُ به وقيل لَزِمْتُه ويقال طَرَّفْتُ الشىءَ بمعنى اسْتَطْرَفْتُه* صاحب العين* رجل يَلْجٌ مِثْلُ طَلْقٍ وقال رجلٌ بَسِيطُ الوَجْه ـ

مُتَهَلِّلٌ وانه لَيَبْسُطُنِى ما بَسَطَكَ ـ أى يَسُرُّنِى ما يَسُرُّك* ابن دريد* آنَقَنِى الامْرُ إيناقا ونِيفًا ـ أَعْجَبنى* صاحب العين* أَنِقْتُ به أَنَقًا وشئ أَنِيقٌ مُؤْنِقٌ* أبو عبيد* رجل أَنِقٌ يُرِى ما يُعْجبه وأنشد

* لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ*

وقد تقدم أن الانَقَ النباتُ المُؤْنِقُ* ثعلب* يقال فلانٌ واسعُ الكُمِّ ـ اذا كان رَخِىَّ البالِ قليلَ الاكْتراثِ وأنشد

وقد أُرَى واسعَ جَيْبِ الكُمِّ

أُسْفِرُ من عِمامةِ المُعْتَمِ

* عن قَصَبٍ أَسْحَمَ مُدْلَهِمِّ*

الحزن والاغتمام

* ابن السكيت* حَزَنَنِى الشىءُ يَحْزُنُنِى حُزْنًا وحَزَنًا وأَحْزَنَنِى وحَزَنَنِى أكْثرَ* سيبويه* وقد حَزِنْتُ واذا قلتَ حَزَنْتُه فانك لم تَعْرِضْ لَحِزنَ ولكنك أردتَ جعلتُ فيه حُزْنًا كما تقول كَحَلْتُه ودَهَنْتُه ولو عَرَضْتَ لَحِزِنَ لقلتَ أَحْزَنْتُه ونظيره فَتَنْتُه* ثعلب* الحُزَانةُ ـ ما تَحَزَّنْتَ به وحكى سيبويه رجلٌ حَزْنانٌ* أبو عبيدة* ومِحْزانٌ* قال أبو على* والحُزْنُ والحَزَنُ من المصادر المجموعة وهما يُكَسَّرانِ على أفعال* أبو عبيد* حُزانةُ لرجل ـ عِيالُه الذين يَتَحَزَّنُ لهم* صاحب العين* حَزِنَ حَزَنًا وتَحَزَّنَ وتَحازَنَ وقد حَزَنَهُ الامْرُ يَحْزُنُه حُزْنًا وأَحْزَنَه فهو مَحْزُون ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ* سيبويه* لم يأتِ حَزِينٌ على الفعل* صاحب العين* حِزانٌ وحُزَناءُ وفي قلبى عليك حُزَانة وتسمى قَدْمةُ العَرب على العَجم التى اسْتَحَقُّوا بها من الدور والضِّياع حُزَانَة وقال الهَمُّ ـ الحُزْنُ وجمعه هُمُوم وقد أَهَمَّه الامْرُ فاهْتَمَّ* ابن دريد* الكَرْبُ ـ الحُزْنُ الذى يأخُذ بالنَّفْسِ وجمعه كُروب* ابن السكيت* كَرَبَنِى الامْرُ بَكْرُ بُنِى كَرْبًا ـ حَزَنَنِى* غيره* اكْتَرَبْتُ له ـ اغْتمَمْتُ* صاحب العين* هو مَكْروبٌ وكَرِيبٌ والاسم الكُرْبةُ والجمع كُرَبٌ* أبو عبيد* المَوْقُومُ والمَوْكُومُ ـ الشديد الحُزْنِ وقد وَقَمَه الامْرُ ووَكَمَه وقيل المَوْقُومُ والمَوْكُومُ اذا رَدَدْتَهُ عن حاجته أشَدَّ الرَّدِّ* ابن السكيت* الغَمُّ ـ الكَرْبُ

غَمَّه يَغُمُّه غَمًّا فاغْتَمَّ وهو في غُمَّةٍ من أَمْرِه ـ أى لَبْسٍ يَغْتَمُّ به وأَمْرُه عليه غُمَّةٌ وقال ما أَغَمَّكَ لى وإلَىَّ وعَلَىَّ* أبو عبيد* فاذا اشتدّ حُزْنُه حتى يُمْسِكَ عن الكلام فهو الواجِمُ وقد وَجَمَ* ثعلب* وهو وَجِمٌ وقد وَجَمَ وَجْمًا ووُجُومًا* سيبويه* وَجَمَ وأَجَمَ على البَدَل وليس بَدَلُ الهمزة من الواو المفتوحة بمطرد* صاحب العين* الوُجُومُ والاجُومُ ـ السكوتُ على هَمٍّ وغَيْظ والحَرارةُ ـ حُرْقة في القلب من التَّوجُّع وامرأة حَرِيرة ـ حَزِينةٌ مُحْرَقَةُ الكَبِدِ* أبو عبيد* المُحْتَمُّ ـ نَحْوٌ من المُهْتَمِّ وبعضُهم يقول الاحْتِمامُ باللَّيْلِ من الهَمِّ* صاحب العين* أَحَمَّنِى الامْرُ ـ أَهَمَّنِى* أبو عبيد* المُبْتَئِسُ ـ الحَزِينُ قال واذا كان سريعَ الحُزْن رقيقًا فهو الاسِيفُ والاسُوفُ وقد أَسِفَ وقد يكون الأسيفُ الغَضْبانَ مع الحُزْن فاذا تَغَيَّر لونُه من حُزْنٍ أو فَزَع فذلك الامْتِقَاعُ وقد امْتُقِعَ لَوْنُه وانْتُقِع واهْتُقِعَ وتَحَشَّفَ واحْتَشَفَ* ابن دريد* وكذلك الْتُمِعَ والتُهِمَ* صاحب العين* كَسَوْتُه كَسْوًا* الأصمعى* السُّهُومُ ـ العُبُوسُ من الهَمِّ* أبو عبيد* شَفَّنِى الامْرُ يَشُفُّنِى شَفًّا وشُفُوفًا ـ اذا أَحْزَنكَ* صاحب العين* الشَّجْوُ ـ الحُزْنُ وقد شَجَانِى وأشْجَانِى* أبو عبيد* شَجَانِى شَجْوًا* وقال مرة* شَجَانِى طَرَّبَنِى وهَيَّجَنِى وأشْجَانِى أحْزَنَنِى وأغْضَبَنِى* ابن السكيت* أَسِيتُ على الشئ أسًى ـ حَزِنتْ ورجل أَسْيَان وأَسْوَان* أبو عبيد* هو أَسْوَان أَتْوان ـ أى حَزِينٌ* الأصمعى* سُؤْتُه مَسَاءَةً وسَوائِيَةً وسَوَاءةً* أبو زيد* سُؤْتُه مَسَائِيَّة مُشَدَّد* سيبويه* سَوَائِيَةً فَعالِية بمنزلة عَلَانِيةٍ والذين قالوا سَوايَةً حذفوا الهمز كما حذفوا همزة هَارٍ ولاثٍ قال وأما مَسائيَةٌ فهى مقلوبة وانما كان حَدُّها مَساوِئَةً فكرهوا الواو مع الهمزة لانهما حرفانِ مُسْتَثْقلانِ* وقال* سُؤْتُه سُوءًا كشَغَلْتُه شُغلاً* ابن السكيت* حَسِرَ حَسَرًا وحَسْرةً وهو حَسِير ـ تَلَهَّفَ على ما فاته وقد شَجَيتُ الرجلَ ـ حَزَنْتُه وشَجِبَ شَجَبًا ـ حَزِنَ* غيره* آوَّهْ بالمدّ وأَوَّهْ بالقصر وآرُوهُ وأَوْهُ وأَوْهَ وآهٍ ـ كلمةٌ معناها التَّحَزُّنُ وأَوْهِ لفلان ومن فلان اذا اشتدَّ عليك فقدُه ورجل أَوَّاه ـ شديدُ الحُزْن وقيل هو الدَّعَّاءُ الى الخير وفي التنزيل (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) * ابن السكيت* وقولُهم آهَةً وأَمِيهَةً ـ ألآهَةُ من التَّأَوُّهِ

وهو التَّوَجُّع قال تَأَوَّهْتُ آهًا وآهةً وأنشد

اذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ

تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ

وتَهَوَّهَ كَتأَوَّهَ* أبو عبيد* هى كلمة معناها الاسَفُ على الشئ يَفُوتُ* ابن دريد* أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفًّا ـ اذا تَأَفَّفَ من كَرْبٍ أو ضَجَرٍ فأما سيبويه فقال لا فِعْل له وأما قولهم أَفَّف فانها عنده كَسَبَّحَ ودَعْدَعَ وهَلَّل ـ اذا قال دَعْ دَعْ ولا آله الا الله* غيره* وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه حين نظر الى طَلْحةَ مقتولا «الى اللهِ أَشْكُو عُجَرِى وبُجَرِى» ومن أمثالهم «أطْلَعْتُه على عُجَرِى وبُجَرِى» * صاحب العين* اعْتَلَجَ الهَمُّ في صَدْرِه تشبيها باعْتلاج المَوْج وهو تَلَاطُمُه والعَمِيدُ ـ المحزونُ الكَمِدُ* وقال* التَّرَحُ ضِدُّ الفَرَح وقد تَرِحَ تَرَحًا والاسمُ التَّرْحةُ والدَّلَهُ ـ ذَهابُ الفُؤَادِ من هَمٍّ أو نحوه دَلَهَهُ الهَمُّ فَتَدَلَّه وتَدَلَّهَتِ امرأةٌ على وَلَدِها ـ وَلِهَتْ لفَقْده* ابن دريد* دُلِهَ الرجلُ فهو مَدْلُوه ـ تَحَيَّرَ* أبو زيد* المُدَلَّهُ ـ الذى لا يَحْفَظُ ما فَعَل ولا ما فُعِل به* أبو عبيد* رِينَ به رَيْنًا ـ وقَع فى غَمٍّ أو انْقُطِعَ به وكُلُّ ما علا شيئًا فقدرانَ به وعليه ومنه أَرانَ القومُ ـ هَلَكَتْ ماشِيَتُهم وهُزِلَتْ لان ذلك مما غَلَبهم* صاحب العين* الشَّجَنُ ـ الحُزْنُ والجمعُ أَشْجانٌ وشُجُونٌ وقد شَجِنْتُ شَجَنًا وشُجُونًا وشَجُنْتُ وتَشَجَّنْت وشَجَنَنِى الامْرُ يَشْجُنُنِى شَجْنًا وشُجُونًا وأَشْجَنَنِى* ابن دريد* صَكَّهُ الامْرُ ـ ضاقَ عليه وكَرَبَهُ ومَضَّه الشىءُ وأَمَضَّنِى مَضًّا ـ اذا بَلَغَ من قلبه الحُزْنُ وهو المَضَضُ والحَزْحَزة ـ الالَمُ من حُزْنٍ أو خَوْفٍ والالِيلَةُ ـ التَّذَلُّلُ والحَوْبَةُ ـ الحُزْنُ باتَ بحَوْبةِ سَوْءٍ وحِيبةِ سَوْءٍ وقال بَخَعَ نَفْسَه يَبْخَعُها بَحْعًا وبُخُوعًا ـ قَتلها غَمًّا وقال قَرِتَ الرجلُ ـ تَغَيَّر وَجْهُه من حُزْن وغَيْظ ودُهِمَ دَهْمًا ـ حَزِنَ والزَّهَقُ ـ تَغَيُّر الوجهِ من حُزْن واغتمام وقد زَهِقَ* وقال* خَنَطَه يَخْنِطُه ـ كَرَبَهُ والسَّدَمُ ـ الحُزْنُ والسادِمُ المَهْمُومُ ولذلك قالوا سادِمٌ نادِمٌ وقيل السَّدَمُ ـ هَمٌّ مع نَدَم وقيل غَيْظٌ مع حُزْن وقالوا سَدْمانُ نَدْمانُ وقيل بل السَّادِمُ مأخوذ من المياهِ الاسْدَامِ أى المتغيرة لطُولِ المُكْث يوصف به الواحد والجميع وقد قيل ما سُدُمٌ* غيره* نَدِمْتُ على الشىء نَدَمًا ونَدامةً وتَنَدَّمْت ـ أَسفْتُ ورجل سادِمُ نادِمٌ ونَدْمانُ سَدمانُ ونُدَّامٌ

سدَّامٌ ونِدَامٌ سِدَامٌ ونَدامَى سَدَامَى* ابن دريد* مَعَضَنِى الامْرُ وأَمْعَضَنِى ـ مضَّنِى والهُقَاعُ ـ غَفْلة نُصِيبُ الانسانَ من هَمّ أو مرض والهَكَعُ ـ شَبِيهٌ بالجَزَع أو الاطْراقُ من حُزْنٍ أو غضب هَكِعَ هَكَعًا* الاصمعى* اللهَفُ ـ الاسى على الشئ يقُوتُك بعد ما تُشْرِف عليه* ابن دريد* لَهِفَ لَهَفًا وتَلَهَّفَ وهو لاهِفٌ ولَهِيفٌ* ابن السكيت* لَهِفَ لَهَفًا ولَهَفَانًا وهو لَهِفٌ ولَهْفَانُ وامرأة لَهْفًى* سيبويه* الجمعُ لِهَافٌ ولهافَى* صاحب العين* الوَلَهُ ـ الحُزْنُ وقيل ذهابُ العقل من الحزن وقد وَلِهَ يَلِهُ ويَوْلَهُ ووَلَهَ يَلِهُ* ابن دريد* وَلِهَتِ المرأةُ وَلهًا فهى والِهٌ ووالِهَةٌ ووَلْهَى والجمع وَلَاهَى اذا اسْتَخَفَّها وأَوْلَهَها الحُزْنُ ووَلَّهَهَا وأنشد

* مَلْأَى من الماءِ كعَينِ المُولَهْ*

ورجل وَلْهَانُ ووَلِهٌ* أبو عبيد* أَهَمَّنِى الامْرُ* ابن السكيت* هَمَّكَ ما أَهَمَّكَ ـ يعنى أَذَابَك ما أَحْزَنَكَ* ابن دريد* ـ الرَّسِيسُ ـ باقى الحُزْن فى القلب وقال كبَا وَجْهُه ـ كَمِدَلَوْنُه وكَبَالَوْنُ الصُّبْح والشمس ـ أَظْلَم ويقال عَادَهُ عِيدٌ ـ أى هَمٌّ وكَئِبَ كآبَةً ـ حَزِنَ* ابن السكيت* أَكْأَبَ الرجْلُ ـ وَقَعَ في كَآبةٍ* ابن دريد* بَرْشَمَ ـ وَجَمَ وأَظْهَرَ الحُزْنَ وقيل صَغَّر عَيْنيهِ لِيُحِدَّ النَّظَرَ وقد تقدم* وقال* أَصْنَعُ بِكَ ما كَنَّكَ وعَنَّكَ وعَظَاكَ وشَرَاكَ وأَوْرَمَكَ وأَرْعَمكَ وأَدْغَمك ـ أى ما يَسُوءُكَ* وقال* تَفَكَّنَ القومُ وتَفَكَّهُوا ـ تَنَدَّمُوا وليس بثَبَتٍ فأما تَفَكَّهُوا تَعَجَّبُوا فَفَصِيحٌ وكذلك فسر في التنزيل (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) أى تَعَجَّبُونَ وقال تَهَكَّنَ مثلُ تَفَكْنَ* غيره* تَعَقَّبَ من أَمْرِه ـ نَدِمَ* أبو عبيد* ألْحَمْتُ الرجلَ ـ غَمَمْتُه* صاحب العين* ما أَنْحَاشُ لهذا الامْرِ ـ أى ما أَكْتَرِثُ* ابن دريد* وَجَدْتُ على قَلْبِى طَخْفًا وطَخَفًا ـ أى عَمًّا* أبو عبيد* أُشْعِرَ هَمًّا ـ لَزِقَ به كَلُزوقِ الشِّعَارِ من الثِّيَابِ بالجَسَدِ وعَبَرَ الرجلُ عَبْرًا وعَبْرَةً واسْتَعْبَرَ ـ حَزِنَ ورَأَى فلانٌ عُبْر عَيْنَيْه ـ أى ما يُسَخِّنُ عَيْنَه* ابن السكيت* لُامِّهِ العُبْرُ والعَبَرُ* صاحب العين* سَخِنَتْ عينُه سَخَنًا وسُخْنةً وسُخُونًا ورجلٌ سَخِينُ العينِ* وقال* خَبَلَهُ الحُزْنُ

واخْتَبَلَه وخَبِلَ خَبَالاً فهو أخْبَلُ وخَبِلٌ ودَهْرٌ خَبِلٌ ـ مُلْتَوٍ على أهله منه وقال أَدْغَمَه الامْرُ ـ ساءَهُ وأَرْغَمَهُ ومن دعائهم «رَغْمًا دَغْمًا شِنَّغْمًا» ويروى بالعين غير معجمة والبَلْبَلَةُ والبَلابِلُ ـ شِدَّةُ الهَمِّ والوَساوِسُ والمصدرُ البِلْبَالُ* ابن الاعرابى* اخْتَلَجَ في صَدْرِى هَمٌّ وغَمٌّ وتَخَالَجْتنِى الهُمومُ ـ تَنَازَعَتْنِى* صاحب العين* ما كَرَثَنِى هذا الامْرُ ـ أى ما بَلَغَ مِنِّى مَشَقَّةً والفِعْلُ المجاوزُ أن تقولَ كَرَثْتُه أَكْرُثُه كَرْثًا وقد اكْتَرَثَ* ابن دريد* أكْرَثَنِى الامْرُ وهو كارثٌ وكَرِيثٌ* صاحب العين* الكَنْظُ ـ بُلُوغُ المَشَقَّةِ من الانسان تقول انه لمَكّنُوظٌ مَغْنُوظٌ وكَنَظَهُ الامرُ يَكْنُظُه كَنْظًا وتَكَنَّظَهُ والكَمِدُ ـ الحَزِينُ* أبو زيد* الكَمَدُ ـ أشَدُّ الحُزْنِ والكَمَدُ والكُمْدَة ـ تَغَيُّرُ لَوْنٍ يَبْقَى التَّغَيُّرُ فيه ويذهَبُ ماؤُه وصفاؤه والكَمَدُ أشدُّ الحُزْن وقد كَمِدَ كَمَدًا وأَكْمَدَهُ الحُزْنُ* أبو زيد* رجل كاسِفُ الوجهِ ـ عابِسٌ من سُوء الحالِ والبالِ وقد كَسَفَ في وَجْهِه يَكْسِفُ وقال كَظَمَنِى الامْرُ كَرَبَنِى ورجل مَكْظُومٌ وكَظِيم والكَظَم مَجْرَى النَّفَس* الاصمعى* أَخَذَ فُلانٌ بكَظَمِهِ ولا يقال غير ذلك ولكن كُظِمَ عليه أى ضُيِّق فهو مَكْظُوم وكَظِيمٌ ومنه اشْتُقَّتِ الكِظَامةُ من كَظَائِم المِياهِ بالحِجازِ* صاحب العين* الجِرْياضُ والجَرِيضُ ـ الشديدُ الغَمِّ وأنشد

* وخانِقٍ ذِى غُصَّةٍ جِرْياضِ*

والجمعُ جَرْضَى وانه لَيَجْرَضُ الرِّيقَ على هَمٍّ وحُزْن وأنشد أبو عبيدة

يا فَىْءَ ما لِى من يُعَمَّرْ يُفْنِهِ

مَرُّ الزَّمانِ عليهِ والتَّقْلِيبُ

(١) ويروى يا هَىْءَ ما لِى ويا شَىْءَ ما لِى وهى كلمة معناها الاسَفُ والتَّلَهُّفُ على الشئ يفوتُ والعَلِهُ ـ الحَزِينُ وامرأةٌ عالِهٌ وحكى سيبويه رجلٌ عَلْهانُ وامرأةٌ عَلْهَى* غيره* الهَلِعُ ـ الحَزِينُ والشُّحُّ الهالِعُ ـ المُحْزِنُ منه والجَزَعُ نَقِيضُ الصَّبْر وقد جَزِعَ جَزَعًا فهو جازِعٌ وجَزِعٌ وجَزُوعٌ وقال زَعَجَنِى الامْرُ وأَزْعَجَنِى ـ أقْلَقَنِى* صاحب العين* هو يَتَفَجَّع للمصيبة ـ أى يَتَوَجَّع لها والاسمُ الفَجِيعة وقد فَجَعْتُه أَفْجَعُه فَجْعًا وفَجَّعْتُه ـ رَزَأْتُه والفَجِيعةُ ـ الرَّزِيَّة ورجلٌ فاجعٌ وفَجِعٌ ـ لَهْفانُ مُتَأَسِّفٌ ودَهْرٌ فاجِعٌ وموتٌ فاجِعٌ ـ يَفْجَعُ بالمالِ والولدِ وبَيْتٌ فاجِعٌ

__________________

(١) قوله وأنشد أبو عبيدة بافىء الخ عبارة اللسان والعرب تقول يا فيء ما لى تتأسف بذلك قال يا فيء الخ فتأمل اه مصححه

ومُفْجِعٌ* وقال* بَشِعْتُ بهذا الامْرِ يَشَعا ـ ضِقْتُ* غيره* يقال للمغموم والنادم هو يَفُتُّ اليَرْمَعَ ـ وهو حَجر نَخِرٌ أبيضُ يَتَلَألأ في الشمس وقال عَضَلهُ الامْرُ يَعْضِيه ـ سَاءَه وكذلك عَظَاه* ابن دريد* خَثَا الرجلُ خَثْوًا انكسر من حُزْن أو تغَيَّر مِنْ فَزَع

البكاء

* قال الخليل* من مَدَّ البُكاء ذهب به الى الصَّوْت المُعَبَّر به عن الحُزْن ومن قَصَره ذهب به الى معنى نفس الحُزْن وكلاهما مصدر بَكَى بُكاءً وبُكًا* قال أبو على* والمَدُّ أَقْيس لانه على باب الاصوات فالفُعَالُ في الصوت أكثر من الفُعِلَ في الامراض والاحزان ولو جاء على القياس الغالب والمثالِ المعتادِ في هذا الباب لقيل بَكِىَ بَكًى كجَوِىَ جَوًى* أبو عبيد* بَكَيْتُ الرجلَ وبَكَّيْتُه ـ بَكَيْتُ عليه وأَبْكَيْتُه ـ صَنَعْتُ به ما يُبْكيه* ابن السكيت* اذا رفع الرجلُ صوتَه بالبُكاء قيل نَحَبَ يَنْحِبُ نَحِيبًا وأنشد

زَيَّافةٌ لا يُضِيعُ الحَىُّ مَبْرَكَها

اذا نَعَوْها لِراعِى أَهْلِهمْ نَحَبَا

ذَكَر أنه نَحَر ناقةً كريمةً عليهم وقد عَرَفَ مَبْرَكها كانتْ تُؤْتَى مرارا فتُحْتلَبُ للضيف وللصبىّ* صاحب العين* انْتَحَبَ كذلك* أبو زيد* النَّحْبُ والنَّحِيبُ ـ أشدّ البكاء* ابن السكيت* واذا بَكَى الرجلُ فتَرَدَّد بُكاؤه في فيه وصارت في صوته غُنَّةٌ قيل ظَلَّ يَخِنَّ خَنِينًا* أبو زيد* الخَنِينُ والحَنِينُ وقد يكونُ من الطَّرَبِ* صاحب العين* الخَنِينُ من بُكاءِ النساء دُون الانْتِحابِ* ابن السكيت* هَنَّ يَهِنَّ هَنِينًا بَكى وأنشد

* لَمَّا رأَى الدارَ خَلاءً هَنًّا*

والزُّقَاءُ ـ بكاءُ الصبى زَقَا يَزْقُو ومثلُه الرُّغَاءُ وقد رَغَا يَرْغُو وقيل هو أشدُّ ما يكون من بكائه* غيره* اسْتَخْرَطَ الرجلُ في البكاء ـ اشْتَدَّ بكاؤُه ولَجَّ فيه وهو الخُرَاطةُ والخُرَّيْطَى* أبو زيد* النَّشِيجُ ـ أَشَدُّ البُكاءِ وقد تقدم أنها مَأْقةٌ تأخُذُ بالنُّفوس* ابن دريد* هو تَرَدُّدُ البكاء في الصَّدْر وقد نَشَجَ يَنْشِجُ نَشِيجا والنَّحْطُ

والنُّحَاطُ ـ تَرَدُّدُ البكاء في صدره من غير أن يَظْهَر كبكاء الصبى اذا حَزِنَ* أبو عبيد* فَحُمَ الصبىُّ وفَحَمَ يَفْحُمُ فُحُومًا (١) ـ اذا بَكَى حتى ينقطع صوتُه* ابن السكيت* بَكَى الصبىُّ حتى فُحِمَ فَحْمًا* ابن دريد* فَحِمَ الصبىُّ ـ اذا بَكَى حتى يَبَحَّ وبه فُحَامٌ وقال شَحَرَ الرجلُ ـ تَهَيَّأَ للبكاء* أبو عبيد* أَجْهَشَ ـ تَهَيَّأَ للبُكاء وأنشد

بَكَى جَزَعًا من أن يموتَ وأَجْهَشَتْ

اليه الجِرِشَّى وأرْمَعَلَّ حَنِينُها

* وقال مَرَّةً* جَهَشَتْ نَفْسِى وزاد أبو زيد جَهَشْتُ للحُزْنِ والشَّوْقِ* ابن دريد* جَهَشَ يَجْهَشُ جَهْشًا* أبو زيد* أَجْهَشَتْ الىَّ نَفْسِى وجَهِشَت جُهُوشا ـ نَهضَتْ اليك وفاضَتْ* أبو عبيد* أَشْحَنَ مثل أَجْهَشَ* ابن دريد* شَخَمَ الرجلُ وأَشْخَمَ ـ تَهَيَّأ للبكاء* أبو عبيدة* أَهْنَفَ مثلُ أَجْهَشَ* ابن دريد* بَهَشْتُ الى الرجل وبَهَشَ الىَّ ـ تَهَيَّأْنا للبكاء* صاحب العين* بَهَشَ اليه فهو باهِشٌ وبَهِشٌ حَنَّ* ابن دريد* الشَّهِيقُ والشُّهَاقُ ـ تَرَدُّد البكاءِ في الصدر* أبو عبيد* شَهَقَ يَشْهِقُ ويَشْهَقُ* أبو زيد* نَدَبْتُ الميتَ أَنْدُبُه نَدْبًا ـ بَكَيْتُ عليه وأَنْدَبْتُه والاسم النُّدْبة* صاحب العين* التَّغْبِيضُ ـ أن يُرِيدَ الانسانُ البُكاءَ فلا تُجِيبُه العينُ وقال خَبَعَ الصبىُّ خَبْعًا وخُبُوعًا ـ انْقَطع نَفَسُه من البكاء* صاحب العين* ضَاعَ الصبىُّ خَبْعًا وخُبُوعًا ـ انْقَطع نَفَسُه من البكاء* صاحب العين* ضَاعَ الصبىُّ ضَوْعًا وتَضَوَّع ـ تَضَوَّرَ فى بكائه وضَرَبْتُه حتى تَضَوَّع أى تَضَوَّرَ* غيره* أَعْوَلَ الرجلُ والمرأةُ ـ رَفعا صوتَهما بالبكاء والاسم العَوِيلُ والعَوْلَةُ وقد تكون العَوْلَةُ في حَرارة الحُزْنِ والحُبّ من غير صوت وقالوا وَيْلَهُ وعَوْلَهُ وسيأتى ذكره في أبواب المصادر التى لا أفعال لها وقال ضَرَبْتُه حتى أَنْهَجَ ـ أى بكى

السُّلُوُّ عن الحزن

* ابن السكيت* سَلَوْتُ سُلُوًّا وسَلِيتُ سُلِيًّا وأنشد

* لَوْ أَشْرَبُ السُّلْوانَ ما سَلِيتُ*

* قال أبو على* ومنه اشتقاقُ السَّلْوَى وهى العَسَلُ وقد تقدم ذكره وقال

__________________

(١) فحم من باب نصر وعلم وعنى كما فى القاموس اه

أَسْلَيْتُه وسَلَّيْتُه وهُوَ السُّلْوانُ* أبو زيد* سَلَوْتُه وسَلَوْتُ عنه وسَلِيتُه وسَلِيتُ عنه* صاحب العين* تَسَلَّيْتُه وتَسَلَّيْتُ عنه والسُّلْوانُ ـ ماءٌ يُشْرَبُ فيُسْلِى* أبو على* وعَزَّيْتُه وهو من مُحَوِّلِ التضعيف أصله عَزَّزْتُه أى صَلَّبْتُ صَبْرَه وجَلَّدْتُ قَلْبَه على المصيبة من العزَازِ وهى الارضُ الغَليظة الصُّلْبةُ وهو العَزَاءُ وتَعَزَّى هو والتحويلُ كالتحويل* غير واحد* أَسَّيْتُه ـ عَزَّيْتُه وقد ائْتَسَى وتَأَسَّى* ابن السكيت* لك في هذا إسْوَةٌ وأُسْوةٌ* أبو عبيد* ذَهِلْتُ عنه وذَهَلْتُ فأما أبو العباس فقال ذَهِلْتُ في الحُزْن وذَهَلْتُ في كل شئ أَذْهَلُ ذُهولاً وقد أَذْهَلَنِى كذا فيهما* صاحب العين* الذَّهْلُ ـ تَرْكُكَ الشىءَ على عَمْدٍ أو نِسْيانُك إياه بشُغْلٍ وقد ذَهَلْتُه وذَهَلْتُ عنه وذَهِلْتُه وذَهِلْتُ عنه ذَهْلاً وذُهُولاً وقيل الذَّهْلُ ـ السُّلُوُّ وطِيبُ النَّفْسِ عن الالْفِ وقد أَذْهَلْتُه الامْرَ وأَذْهَلْتُه عنه* أبو زيد* ناهَتْ نَفْسِى عن الشئ نَوْهًا ـ انْتَهَتْ عنه* أبو عبيد* سَرَّيْتُ عنه الشىءَ ـ أَذْهَبْتُ من حُزْنِه* أبو زيد* الدُّلُوهُ ـ السُّلُوُّ دَلَهْتُ أَدْلَهُ دُلُوهًا* ابن دريد* فَرَّجْتُ عنه رِبْقَتَه ـ أى كُرْبَتَه* صاحب العين* ثَلِجَ الرَّجُلُ ـ بَرَدَ قَلْبُه عن الشئ

الصبر

* صاحب العين* الصَّبْرُ ـ نَقِيضُ الجَزَعِ صَبَر يَصْبِرُ صَبْرًا فهو صابِرٌ وصَبُورٌ وتَصَبَّر واصْطَبَر واصَّبَرَ وأصْبَرْتُه وصَبَّرْتُه ـ أَمَرْتُه بالصَّبْر وأَصْبَرْتُه ـ جعلتُ له صَبْرًا وقال وَطَّنْتُ نَفْسِى على الشئ فتَوَطَّنَتْ عليه وله* أبو عبيد* العارِفُ ـ الصابرُ يقال نَزَلَتْ به مصيبةٌ فوُجِدَ صَبُورًا عارِفًا* وقال مرة* رجل عارِفٌ وعَرُوفةٌ صابر قال أبو على قال أحمد بن يحيى العِرْفُ ـ الصَّبْرُ وأنشد

قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أَخِى الرُّقَيَّاتِ

ما أَجْمَل العِرْفَ في المُصِيباتِ

* غيره* نَفْسٌ عَرُوف ـ صابرة مُطْمَئنة مُوَطَّنَة* ابن دريد* فلانٌ كُؤْصَةٌ ـ صَبُور* صاحب العين* اسْتَرْجَعَ الرجلُ عند المُصِيبة ـ قال (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) وقال رَبَطَ اللهُ على قَلْبِه بالصَّبْر ـ شَدَّه وهو على المَثَل

* صاحب العين* العَزاءُ ـ الصَّبْرُ وقد عَزَّيْتُه* أبو زيد* وهى التَّعْزُوَةُ حكاها عنه ابن جنى وأصلُها الياء ولكن قَلَبَتْها الضمةُ كما قَلَبَتْها في الفُتُوَّة

جِلَاءُ الشئ وكشفُه

* أبو زيد* جَلَوْتُ الامْرَ وجَلَّيْتُه وجَلَّيْتُ عنه ـ كَشَفْتُه وأظهرتُه وقد انْجَلَى وتَجَلَّى* ابن دريد* أَمْرٌ جَلِىٌّ ـ واضح ومنه جَلَوْتُ السيفَ والمِرْآةَ ونحوَهما جَلْوًا وجِلَاءً وقالوا للواضح الامر هو ابنُ جَلَا وابنُ أَجْلَى وأنشد

أنا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنايا

مَتَى أَضَعِ العمامةَ تَعْرِفُونِى

هذا قولُ ابنِ جَلَا اللَّيْثىِ (١) وكان صاحبَ فَتْكٍ يَطْلُع في الغاراتِ من ثَنِيَّةِ الجَبل على أهلها فضَربت العربُ المثلَ بهذا البيت وقالت أنا ابن جلا ـ أنا ابنُ الواضح الامر المشهورُ* سيبويه* بانّ وأَبَنْتُه واسْتَبانَ واسْتَبَنْتُه وبَيَّنَ وبَيَّنْتُه وهو التِّبْيانُ بالكسر اسمٌ لا مصدرٌ لان المصدر من هذا النحو انما يكون مفتوحَ الاول* أبو عبيد* حَفَلْتُ الشىءَ ـ جَلَوْتُه وأنشد

رَأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها

سُخَامٌ كغِرْبانِ البَرِيرِ مُقَصّبَ

يَحْفِلُ لَوْنَها يعنى يزيده بياضا لِسَوادِه* قال أبو على* اخْتُلِفَ في غِرْبانِ البَرِيرِ فقيل انه رُؤُسُه وقيل ثَمَرُه وقيل الغِرْبانُ التى تَقَعُ عليه فتأكُل ثَمَرَه* أبو عبيد* المَشُوفُ ـ المَجْلُوُّ وقد شُفْتُه شَوْفًا ومنه تَشَوَّفَتِ المرأةُ ـ تَزَيَّنَتْ وأنشد ابن السكيت

ولقد شَرِبْتُ من المُدامةِ بَعْدَما

رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ

يعنى الدينارَ المَجْلُوَّ* وقال أحمد بن يحيى* المَشُوفُ ـ المَسْبُوك بائنُ النَّقْشِ* أبو عبيد* شَفَّ الثوبُ على المرأة يَشِفُّ شُفُوفًا وشَفِيفًا* ابن السكيت* شَبَّ لَوْنَ المرأةِ خِمَارٌ أسْوَدُ ـ أى زاد في بياضِها وحُسْنِه* ابن دريد* ـ شَحَذْتُ السيفَ أَشْحَذُه شَحْذًا جَلَوْتُه وشَحَذَ الُجُوعُ مَعِدَتَه ضَرَّمَها وقَوَّاها على الطَّعام* ابن السكيت* مَقَوْتُ الطَّسْتَ ومَقْيتُها ـ جَلَوْتُها* ابن دريد* وكذلك المرآةُ والسيفُ وقال أمْقُ هذا مَقْوَكَ مالَك ـ أى صُنْه صِيانَتَك مَالَك* غيره*

__________________

(١) قلت قول على بن سيده في مخصصه ومحكمه وتبعه من تبعه هذا قول ابن جلا الليثى الى آخر كلامه وقوله أنا ابن الواضح الأمر المشهور لا أصل له لأن ابن جلا الليثى مجهول هو وأبوه والصواب أن البيت المستشهد به انما هو من قول سحيم بن وثيل الرياحى مطلع قصيدة له عدتها ثلاثة عشر بيتا هى أولى الاصمعيات يفخر فيها على الأبيرد والأخوص بالخاء المعجمة الرياحيين وابن جلا وابن أجلى كنايتان وضعتهما العرب للسيد المشهور الواضح الأمر الذى لا يجهل حاله لا لابيه وقول العرب المثل أنا ابن جلا معناه أنا الواضح الامر المشهور الذى لا يخفى أمره فالمتمثل هذا المثل عند العرب مخبر عن نفسه لاعن أبيه ولقد خبط النّحويون فيه فبعضهم جعل جلا علما لأبى الشاعر منقولا عن فعل ماض ممنوعا من الصرف وبعضهم جعله منقولا عن جملة محكيا وبعضهم جعله صفة لمحذوف وبعضهم نسبه للعرجى والحق ان جلا في المثل والبيت الشاهد اسم مصروف موقوف لان العرب ـ

الصَّقْل الجِلَاءُ* أبو حاتم* صَقَلْتُ وسَقَلْتُ* أبو زيد* صَقْلاً وصِقَالاً قال أبو على الصَّقْلُ المصدرُ والصِّقالُ الاسم كالطَّبْع والطِّبَاع* ابن دريد* السَّجْعَلةُ ـ صَقْلُكَ الشىءَ ودَلْكُكَ اياه* صاحب العين* الكَشْف ـ رَفْعُك عن الشئ ما يواريه ويُغَطِّيه كَشَفَه يَكْشِفُه كَشْفًا فانْكَشَف وتَكَشَّفَ وكَشَفتُ الامْرَ أَكْشِفُه كَشَفا ـ أظْهَرْتُه* ابن دريد* كَشَفْتُه عن الامْرِ ـ أكْرَهْتُه على إظهاره

اعتلاء الشئ والاشراف عليه

عُلْوُ كُلِّ شىءٍ وعَلْوُه وعُلَاوَتُه ـ أرْفَعُه وقد قَعَدَ عُلَاوَةَ الريح وبعُلَاوَتِهَا وأَخَذْتُه من عَلُ مضمومٌ غير منوّن ومن عَلٍ ومن عَلاً منوّنين ومن عَلْوُ ومن عَلْوَ ومن عَلْوِ وعَلْوٍ ومن عالٍ ومُعَالٍ قال

* ظَمْأَى النَّسَا من تَحْتُ رَيَّامِنْ عالْ*

وقال ذو الرمة

فَرَّجَ عَنْهُ حَلَقَ الاغْلَال

جَذْبُ العُرَى وجِرْيةُ الحِبالِ

* ونَغَضَانُ الرَّحْلِ من مُعَالِ*

أى فَرَّجَ عن جنين الناقة حَلَقَ الاغْلالِ يعنى حَلَقَ الرَّحِم سَيْرًنا ورَمَيْتُ به من عَلِ الجَبَلِ أى من فوقه والعَلَاءُ ـ الرِّفْعةُ رقد ذَهَبَ عَلَاءً وعُلْوًا والعُلُوُّ ـ العَظَمةُ والتَّجَبُّر واللهُ العَلِىُّ والعالِ المُتَعَالِى وقد تَعَالَى أى جَلَّ ونَبَا عن كُلِّ ثَناءٍ وعَلَوْتُ في الجَبَلِ وعلى الجَبَلِ وكُلِّ شئٍ وعَلَوْتُه عُلُوًّا وعَلِيتُ في المكارمِ والرِّفْعةِ والشَّرَفِ ويقال اعْلُ على الوِسادةِ وعَالِ عنها واعْلُ عَنْها ـ أى تَنَحَّ وقد عَلَوْتُ به وأَعْلَيْتُه ـ جَعَلْنُه عالِيًا وعالِيَةُ كُلِّ شئٍ أَعْلاه وقد تقدم عامةُ ذلك في أبوابه وقالوا عَلَا الشىءَ واعْتَلَاه واسْتَعْلَاه واسْتَعْلَى عليه ـ اسْتَوْلَى ومنه استَعْلَى الفَرسُ على الغايةِ والعَلْياءُ ـ رَأْسُ كُلِّ جَبَلٍ مُشْرِفٍ* أبو عبيد* أَشْرَفْتُ على الشىءِ عَلَوْتُه وأَشْرَفْتُ عليه ـ طَلَعْتُ من فوقِه* غيره* اسْتَشْرَفْتُ الشىءَ ـ عَلَوْتُه واسْتَشْرَفْتُ عليه ـ طَلَعْتُ من فَوْقُ* أبو عبيد* أَوْفَدْتُ على الشئ ـ أَشْرَفْتُ وقال

__________________

ـ وضعت الامثال مبنية على السكون للوقف لانها لا تقف على متحرك فسمعه النحويون موقوفا فظنوه فعلا فخاضوا فيه خوضهم هذا الباطل وانما هو اسم منقول من الجلا الذى هو انحسار شعر مقدّم الرأس قال العجاج

هل يرد ما خلا تخبيري

مع الجلا ولائح القتير

والدليل على أن المثل معناه الاخبار عن المتكلم به كائنا من كان لا عن أبيه قول القلاخ

أنا القلاح بن جناب ابن جلا

أو خنانيرأ قود الجملا وقول منازل بن زمعة

أنى أنا ابن جلا ان كنت تنكرني

يا رؤب والحية الصماء في الجبل قول سحيم

أنا ابن جلا هنا اخبار عن الشعراء الثلاثة لاعن آبائهم والثنايا فى بيت سحيم ثنايا المجد لا ثنايا الجبال كما زعم ابن سيده ومنه قول الشاعر

وأي ثنايا المجد لم نطلع لها

والعرب تقول للذى يؤم معالى الامور ومكارم الاخلاق هو رجل طلاع الثنايا والانجد ومنه فالان حصحص الحق وكتبه محمد محمود لطف الله تعالى به

سَمَدْتُ أَسْمُدُ سُمُودًا ـ عَلَوْتُ* صاحب العين* سَمَدَ سُمُودًا ـ رَفَع رأسَه* أبو عبيد* المُقْلَوْلِى ـ المُشْرِفُ* غيره* اقْلَوْلَيْتُ في الجَبَل ـ صَعِدْتُ أَعْلاهُ وكُلُّ ما عَلَوْتَ ظَهْرَه فقد اقْلَوْلَيْتُ* صاحب العين* رَقِيتُ الى الشىءِ رُقِيًّا ورُقُوًّا وارْتَقَيْتُ وتَرَقَّيْتُ ـ صَعِدْتُ* أبو زيد* سَنَدْتُ في الجَبل أَسْنُدُ سُنُودًا ـ تَرَقَّيْتُ* ابن قتيبة* سَنَدْتُ وأَسْنَدْتُ* ابن السكيت* أَطَلَّ عليه ـ أَشْرَفَ وكذلك أَشافَ وأَشْفَى* أبو عبيد* الشَّفَا ـ حَرْفُ الشئ* ابن السكيت* يقال أَطْلَعْتُ من فوق الجبل واطَّلَعْتُ* أبو عبيد* طَلِعْتُ الجَبَلَ أَطْلَعه* أبو عبيدة* طَلَعْتُه أَطْلُعُهُ وطَلَعْتُ عليه طُلُوعًا* أبو عبيد* طَلَعْتُ على القوم أَطْلُع وقال مرة طَلَعْتُ على القوم أَطْلَعُ طُلُوعًا ـ اذا غِبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْكَ وطَلَعْتُ عليهم ـ اذا أَقْبَلْتَ حتى يَرَوْكَ وقال المُطَّلَعُ من الاضداد يكون من فوق الى أسفل ومن أسفل الى فوق* صاحب العين* طَلَعَ الرجلُ على القوم يَطْلَعُ ويَطْلُع طُلُوعًا ـ هَجَمَ عليهم وكُلُّ بادٍ لكَ من عُلْوٍ فقد طَلَع عليك وفي الحديث «هَذَا بُسْرٌ قد طَلَع اليَمنَ» أى قصدها من نَجْدٍ واطْلَع رأسَه ـ أشْرَفَ على الشئ وكذلك اطَّلَع والاسم الطَّلَاعُ وأَطْلَعْتُه أنا وأَطْلَعْتُه على أمر لم يكن عَلِمَه* قال أبو على* وهو على المَثَل والاسْمُ الطِّلْعُ* سيبويه* أَطْلَعْتُ عليهم ـ هَجَمْتُ* غيره* اطَّلَعْتُ طِلْعَ هذا الامرِ وأَطْلَعَنِى فلانٌ طِلْعَه حتى طَلَعْتُ عليه أطْلُع طُلُوعًا ـ عَلِمْتُه كُلَّه وطالَعْتُ فلانًا ـ أتَيْتُه فنَظَرْتُ ما عنده واسْتَطْلَعْتُ رَأْيَه ـ نظرتُ ما رَأْيُه والطَّلِيعَةُ ـ القومُ يُبْعَثُون لمُطالَعةِ خَبَرِ العَدُوِّ وقد يُسَمَّى الواحدُ طَلِيعةً وقد يسمى الجميعُ طليعةً أيضا والطَّلائِعُ ـ الجماعاتُ فى السَّرِيَّةِ تُوَجَّه لمُطالعة العَدُوِّ أيضا وقد تقدم ونَفْسٌ طُلَعةٌ ومُتَطَلِّعَةٌ ـ نازعةٌ الى الشئ تريد الاطِّلَاعَ عليه وقال الحسن «انَّ هذِه النُّفُوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعُوها بالمَواعِظِ والَّا نَزَعَتْ بَكم الى شَرِّ غايةٍ» وقد تقدم الطُّلَعةُ من النساء وهى المُتَطَلِّعة وطَلْعَةُ الانسان ـ ما طَلَع عليك منه وقد تقدم وطِلْعُ الارْضِ كُلُّ مُطْمَئِن بين رَبْوَيْنِ اذا اطَّلَعْتَ عليه رأيتَ ما فيه وعَلَوْتُ طِلْعَ الاكمةِ ـ عَلَوْتُ منها مَكانًا يُشْرِفُ على ما حَوْلَهُ ورجل طَلَّاعُ أَنْجُدِ ـ غالبٌ للُامورِ وكذلك ظَلَّاعُ الثَّنايَا قال

أنا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنايا

مَتَى أَضَعِ العمامةَ تَعْرِفُونى

* ابن دريد* أَوْفَيْتُ على الموضع وفيه وانه لَمِيفَاءٌ على كذا وقال نَجَهْتُ على القوم ـ طَلَعْتُ عليهم وعَلَوْتُ طِلْعَ الاكَمَةِ ـ اذا عَلَوْتَ منها مكانا يُشْرِفُ منها على ما حولها وسَمَكْتُ في الشئ أَسْمُكُ ـ صَعِدْتُ وقال جَبَأْتُ على القوم وأَجْبَأْتُ ـ أشْرَفْتُ وفَرَعْتُ الجَبَلَ ـ صِرْتُ في ذِرْوَتِه* أبو عبيد* فَرَّعْتُ في الجبل ـ صَعَّدْتُ وانْحَدَرْتُ وكذلك أَفْرَعْتُ وأنشد

فانْ كَرِهْتَ هِجائِى فاجْتَنِبْ سَخَطِى

لا يُدْرِكَنَّكَ إفْراعِى وتَصْعِيدِى

أى انْحِدارِى* وقال* تَفَرَّعْتُ الشىءَ ـ عَلَوْتُه* أبو زيد* سَنَّمْتُ الشىءَ وتَسَنَّمْتُه ـ عَلَوْتُه* أبو زيد* وَشَعْتُ الجَبَلَ وَشْعًا ـ عَلَوْتُه* غيره* وَشَعْتُه ووَشَعْتُ فيه* صاحب العين* وَقَلَ في الجَبل وقَلا وتَوَقَّلَ ـ صَعَّدَ ووَعِلٌ وَقِلٌ ووَقُلٌ ووَقَلٌ وكذلك الفَرس وكلُّ صاعدٍ في شئ مُتَوَقِّلٌ وقد يجوز في الشعر واقِلٌ* صاحب العين* فاقَ الشىءَ ـ عَلَاهُ ومنه فاقَ قَوْمَه* أبو عبيد* على الشئ أشرفت عليه أن يُظْفَر به* صاحب العين* تَلَعَ الرجلُ ـ اذا أَخْرَج رأسَه واطَّلَعَ وتَلَع رَأْسُه وأَتْلَعَه ـ أَطْلَعَه وأَتْلَعَتِ الظَّبْيةُ والبقرةُ ـ اذا أَطْلَعَتْ رأسَها من كِنَاسِها* الاصمعى* منْ أيْنَ وَضَحَ الراكبُ ـ أى طَلَعَ* ابن دريد* الشُّخُوصُ ـ ضدُّ الهُبُوط* ابن جنى* أَحْزَى الشىءُ ـ أَشْرَفَ وأنشد

كَعُوذِ المُعَطَّفِ أَحْزَى لها

بِمَصْدَرةِ الماءِ رَأْمٌ رَذِى

وألفُه واو لقولهم حَزَوْتُ الشىءَ

التقدم والسبق

* أبو عبيد* قَدَمْتُ القومَ أَقْدُمُهم قَدْمًا ـ تَقَدَّمْتُهم* صاحب العين* القُدُومُ ـ المُضِىُّ أمامَ أمامَ وهو يَمْشِى القُدُمَ* ابن دريد* اسْتَقْدَمْتُ ـ تَقَدَّمْتُ* وقال* مَضَى القومُ اليَقْدُمِيَّة تَقَدَّمُوا في الحرب فأما مُقَدِّمة العسكر فَمُفَعِّلة في معنى مُتَفَعِّلة وقد تقدم ذكر ذلك* أبو حاتم* القَدَمُ والقُدْمةُ ـ السابقةُ في الامر وقوله عزوجل (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)

أى سابقَ خَيْرٍ* سيبويه* رجلٌ قَدَمٌ وامرأة قَدَمةٌ يعنى أن لها قَدَمَ صِدْقٍ في الخَيْر* أبو عبيد* الدَّلَفُ ـ التقدُّمُ وقد دَلَفْنا لهم ـ تَقَدَّمْنَا والزَّلَفُ والتَّزَلُّفُ ـ التقدم وأنشد

* دَنَا تَزَلُّف ذِى هِدْمَيْنِ مَقرُورِ*

* ابن دريد* الزَّلِيفُ ـ التَقَدُّم من موضع الى موضع وبه سمى المُزْدَلِفُ* وقال* سُلَّافُ القومِ ـ مُتَقَدِّمُوهم في حربٍ أو سفرٍ* صاحب العين* السَّلَفُ ـ من يَتَقَدَّمُك اسم للجميع سَلَفَ يَسْلُفُ سُلُوفًا وقد سَلَفُونا وتَسَلَّفونا ـ سَبَقُونا* أبو عبيد* المُضَوَاءُ ـ التَّقَدُّم وأنشد

* فاذا خَنَسْنَ مَضَى عَلَى مُضَوَائِهِ*

* ابن دريد* الجَهِيزُ ـ السريعُ السابق* أبو عبيد* نَضَوْتُ القومَ ـ سَبَقْتُهم* ابن السكيت* نَضَا الفرسُ الخَيْلَ نَضْوًا ـ تَقَدَّمَها وانْسَلَخ منها* أبو عبيد* التَّمَهُّل ـ السَّبْقُ والتقدم والرَّعْفُ السَّبْقُ ـ رَعَفْتُه رَعْفًا وأنشد

بهِ تَرْعُفُ الالْفُ اذْ أُرْسِلَتْ

غَداةَ الصّبَاحِ اذا النَّقْعُ ثَارا

* ابن دريد* كأَنَّ الرُّعافَ الذى هو الدَّمُ مأْخُوذٌ منه لانه دَمٌ تَقَدَّمَ وسميت الرِّماحُ رَواعِفَ لانها تُقَدَّمُ للطَّعْنِ وان قلتَ سُمِّيتْ بذلك لانها نَرْعُفُ بالدم أى يَقْطُرُ منها كانَ عربيا* أبو عبيد* الفارِطُ ـ المتقدمُ السابقُ فَرَطْتُ أَفْرُطُ فُروطًا وفَرْطًا وفَرَّطْتُ غيرى قَدَّمْتُه* ابن السكيت* ومنه قولُهم في الدعاء للطِّفْل الميت اللهم اجْعَلْهُ لنا فَرَطًا ـ أى أَجْرًا يَتَقَدَّمُنا حتى نَرِدَ عليه ومنه قولهعليه‌السلام «أنا فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ» * أبو عبيدة* الالْبُ ـ الفَوْتُ* أبو عبيد* عَتَقَتِ الفرسُ ـ سَبَقَتِ الخيلَ وفلان مِعْتَاقُ الوَسِيقةِ ـ اذا أنْجَاها وسَبَقَ بها* وقال* رَهَقَ فلانٌ بين أَيْدِينا يَرْهَقُ رُهُوقًا سَبَقَهُمْ وكذلك الدابةُ ولا يقال زَهَقَ* ابن دريد* انْزَهَقَ كذلك* صاحب العين* المُواكَبَةُ ـ المُبادَرةُ والسِّيَاقُ وقد واكَبْتُ القومَ ـ بادَرْتُهم وقال فاتَنِى الامْرُ فَوْتًا وفَواتًا ـ ذَهَب عَنِّى* ابن السكيت* تَفَوَّتَ الشىءُ وتَفاوَتَ تَفَاوُتًا وتَفَاوَتًا وتَفاوِتًا وقد قال سيبويه ليس في المَصادِر تَفَاعَلٌ ولا تَفَاعِلٌ

وهذا الامْرُ لا يَفْتَاتُ ـ أى لا يَفُوتُ وهو منى فَوْتَ اليَدِ ـ أى قَدْر مَا يَفُوتُ اليدَ وقال أعرابى لصاحبه جَعَلَ اللهِ رِزْقَك فَوْتَ فَمِكَ ـ أى قَدْرَ ما يَفُوتُ فَمَك* الكلابيون* تَخَاسَسْنَا ذاكَ وتَخاسَسْنا فيه ـ وهى المُسابَقةُ الى الشئ كانه غَلَبَ في الشِّرَاء* أبو زيد* التَّنَاطِى ـ التَّسابُقُ في الامرِ* أبو عبيد* وقد ناطَيْتُه وتَناطَيْتُه مارَسْتُه* أبو زيد* اذا خالَطَ الفرسُ الخيلَ ثم سَبَقَها قيل اعْتَرَفَها والسَّبْقُ القُدْمَةُ في الَجْرِى وفي كل أَمْرٍ يقال لَهُ فيه سَبْقٌ وسُبْقةٌ وسَابِقةٌ ـ أى سَبَقَ الناسَ اليه* أبو زيد* يقال للرجلين اذا اسْتَبقَا سِبْقَانِ وهم سِبْقِى وأَسْباقى وسابَقَه مُسابقةً وسِبَاقًا وقال اسْتَبَقْنا البَدَرَى وهو المُبادرَةُ الى أىّ شئ كان* الاصمعى* الدابةُ تَقْلُو بصاحبِها قَلْوًا وهو تقَدُّمها به في السير في سُرْعة ويقال تَطَلَّعْتُ الرَّجُلَ ـ غَلَبْتُه وأدْرَكْتُه* ابن السكيت* نَزَقَ الفرسُ يَنْزِقُ نَزْقًا ونُزُوقًا ـ تَقَدَّم* ابن دريد* نَتَلَ عن أصحابه يَنْتِلُ نَتْلاً ونَتَلَانًا ونُتُولاً واسْتَنْتَلَ ـ تَقَدَّمَ* أبو عبيد* اسْتَنَعْتُ القومَ ـ اذا تَقَدَّمْتَهم لِيَتَّبِعُوك* وقال مرة* اسْتَناعَ واسْتَنْعَى ـ اذا تَقَدَّمَ وهو عنده مقلوب

التأخر والعجز

* أبو عبيد* المُقْعَنْسِسُ ـ المُتَأَخِّرُ* قال سيبويه* ولا يُسْتعمل الا مَزِيدًا* أبو عبيد* أَزَحَ يَأْزِح أُزُوحًا ـ تَخَلَّفَ وقال بَنَّسْتُ ـ تَأَخَّرْتُ* أبو زيد* خَنَسَ من أصحابه يَخْنِسُ خِنَاسًا وانْخَنَسَ ـ انْقَبَضَ وتَأَخَّرَ وأَخْنَسْتُه* صاحب العين* خَنَسَ يَخْنِسُ خُنُوسًا ومنه الكواكبُ الخُنَّسُ لانها تَخْنِسُ أحْيانًا حتى تَخْفَى تَحْتَ ضَوْءِ الشمس* أبو عبيد* حَزَّم القومُ ـ عَجَزُوا وأنشد

ولَكِنِّى مَضَيْتُ ولم أُحَزِّمْ

وكانَ الصَّبْرُ عادة أَوَّلِينا

الاتباع

* أبو عبيد* أتْبَعْتُ القومَ اذا كانوا سَبَقُوك فلَحِقْتَهم واتَّبَعْتُهم اذا مَرُّوا بكَ فَمضَيْتَ مَعَهُم وتَبِعْتُهم تَبَعًا مثلُه يقال ما زِلْتُ أَتْبَعُهم حتى اتَّبَعْتُهم قال وكان أبو عمر ويقرأ

«ثُمَّ اتَّبَعَ سَبَبًا» وكان الكسائى يقرأ (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) فمعنى قراءة أبى عمر وتَبِعَ ومعنى قراءة الكسائى لَحِقَ وأَدْرَكَ* غيره* تَبِعْتُ الشىءَ تَبَاعا وأَتْبَعْتُه ـ قَفَوْتُه* ابن جنى* تَتَبَّعْتُه وتَبَّعْتُه ومن أمثالهم «أَتْبِع الفرسَ لِجامَها وأتْبِعِ الدَّلْوَ الرِّشاءَ» وذلك اذا أعطاكَ رجلٌ عَطِيَّةً وأَعْطَى غَيْرَك فاسْتَزَدْتَه أَو اسْتَزادَه غَيْرُك واسْتَتْبَعْتُه فتَبِعَنِى ـ طَلَبْتُ اليه أن يَتَّبِعَنِى والتَّبَعُ والاتْباعُ ـ المُتَّبِعُون الواحد تَبَعٌ وفي الحديث «القَادَةُ والاتْباعُ» فالقادةُ ـ السادةُ والاتباعُ ـ المُتَّبِعُونَ وهو يُتَابعُ بين الاشياء يَعْمَلُ بَعْضَها في إثْرِ بعضٍ والتَّبَعُ والتَّوابِعُ ـ القَوائمُ يَتْبَعُ بعضُها بعضا ورميتُه بسهمين تِبَاعًا ـ أى وِلاءً وكُلُّ ما واليتَ بينه فقد تَابَعْتَه وتَتَبَّعْتُ الشىءَ ـ طلبتُه في مُهْلَةٍ والتَّابِعةُ ـ جِنِّيَّةٌ تَتْبَعُ الانسانَ وتَتابَعَتِ الاشياءُ تَبِعَ بعضُها بعضا وهو تِبْعُ نِساءٍ يَتْبَعُهُنَّ والمُتْبِعُ من الاناث ما تَبِعَهُ ولَدُهُ يكون في الناطق وغيره وقد قَدَّمْتُ عامَّةَ ذلك مُقَسَّمَا على ما يَتَجاذَبُه من الانواع* صاحب العين* قَرَوْتُ الامْرَ واقْتَرَيْتُه ـ تَتَبَّعْتُه وهو يَقْرُو الارضَ ويَقْتَرِيها ويَتَقَرَّاها ويَسْتَقْرِيها ـ أى يتتبعها وقولُهم «الناسُ قَوارِى اللهِ في الارضِ» أى شُهداؤه معناه أنهم يَقْرُونَ الناسَ فينظرون الى عَملهم* أبو زيد* قَفَوْتُه قَفْوًا وقُفُوًّا واقْتَفَيْتُه وتَقَفَّيْتُه ـ تَبِعْتُه وقَفَّيْتُه غيرى ـ أَتْبَعْتُه إياه* ابن دريد* مَرَّ يَذْنِبُه ويَذْنُبُه* أبو زيد* ويَسْتَذْنِبُه* ابن دريد* وكذلك يَكْتفِهُ ويَكْتُفُه وسَتَهُه يَسْتَهُه بفتح التاء اذا مَرَّ خَلْفَه لا يفارقه* قال أبو على* مَرَّ يَثِفُه ـ أى يَتْبَعُه وبهذا نَسْتَدِلُّ على أن أُثْفيَّةً أُفْعُولة ومَرَّ يَكْسَأُه كذلك* صاحب العين* الرِّدْفُ ـ ما تَبِعَ الشىءَ والجمعُ أَرْدافٌ وتَرادَفَ الشىءُ تَبِعَ بعضُه بَعْضًا* ابن السكيت* أَلْحَحْتُ على فلان فى الاتِّباع حتى أَخْلَفْتُه ـ أى جعلتُه خَلْفِى* أبو زيد* وكذلك خَلَّفْتُه واخْتَلَفْتُه وخَلَفْتُه ـ صِرْتُ خَلْفَه* الاثرَم* جاء فلانٌ يَقْذُلُ فلانا ـ أى يَتْبَعُه* غيره* تَلَوْتُه تُلُوًّا ـ تَبِعْتُه وأَتْلَيْتُه إياه وقيل تَلَوْتُه وتَلَوْتُ عنه تُلُوًّا ـ خَذَلْتُه* ابن السكيت* ما زِلْتُ أَتْلُوه حتى أَتْلَيْتُه ـ أى تَقَدَّمْتُه وصار خَلْفِى* وقال* أَثَفْتُ الرَّجُلَ آثِفُه أَنْفًا ـ تَبِعْتُه* أبو عبيدة* حَدَا الشىءَ حَدْوًا ـ تَبِعَه والحَوَادى ـ الارجلُ لانها تَتْلُو الايْدِىَ والريشُ يَحْدُو السَّهْمَ منه* صاحب العين*

رَهِقَ فلانٌ فلانا رَهَقًا ـ اذا تَبِعَه فقَارَبَ أن يَلْحَقَه وأَرْهَقْنَاهم الخيلَ والرَّهَقُ ـ غِشْيَانُ الشىءِ ورَهِقَتِ الكلابُ الصَّيْدَ رَهَقًا ـ غَشيَتْه* أبو زيد* تَبِعْتُ صاحبى دَبَرِيًّا ـ اذا كُنْتَ معه فتَخَلَّفْتَ عنه ثم تَبِعْتَه وأنتَ تَحْذَرُ أن يَفُوتَكَ وقد دَبَره يَدْبِرُه ويَدْبُرُه ـ تَلَا دُبُرَه* الاصمعى* التَّواتُر ـ التتابُع بفَتْرة وقال أَوْتَرْتُ كُتُبِى وواتَرْتُها وواتَرْتُ بَيْنَها ومنه جاؤا تَتْرَى ـ أى بعضُهم في إثْرِ بعضٍ وقد حُكِيَتْ مَصْروفةً وتاؤُها بدلٌ من واو وقد حَمَلَها بعضُهم على القَلْب* أبو زيد* اتَّبَعْتُ صاحبى ـ نَئِيشَا ـ اذا كنتَ معه فتَخَلَّفْتَ عنه ثم اتَّبَعْتَه وأنتَ تَخافُ فَوْتَه

الطلب والنية

* أبو زيد* طَلَبْتُ الشىءَ أَطْلُبُه طَلَبا ـ حاوَلْتُ وُجُودَه وأَخْذَهُ* أبو عبيدة* اطَّلَبْته كذلك* سيبويه* تَطَلَّبْتُه ـ طَلَبْتُه في مُهْلَةٍ* ابن دريد* طَالَبْتُه مُطَالَبةً وطِلَابًا ـ طَلَبْتُه بحَقٍّ والاسم الطِّلْبةُ والطَّلِبةُ والطَّلَبُ ـ الرَّغْبةُ* صاحب العين* أَدْرَكَهُ الطَّلَبُ ـ أى الطُّلَّابُ* أبو عبيد* أَطْلَبْتُه ـ أَعْطَيْتُه ما طَلَبَ وأَطْلَبْتُه ـ ألجَأْنُه الى أن يَطْلُب* ابن السكيت* ماءٌ مُطْلِبٌ ـ بَعِيدٌ يُكَلِّفُ أنْ يُطْلَبَ وأنشد أبو عبيد

أَضَلَّهُ راعِيا كَلْبِبَّةٍ صَدَرَا

عن مُطْلِبٍ قَارِبٍ وُرَّادُهُ عُصَبُ

يقول بَعُدَ الماءُ عنهم حتى أَلْجأَهم الى طَلَبِه* أبو زيد* الرَّائِدُ ـ الذى يُرْسَلُ في الْتِمَاسِ النُّجْعَةِ والجمع رُوَّادٌ وفي شِعْر هُذَيْلٍ رَادٌ أى رَائِدٌ ونحو هذا كثير في لغتها فاما أن يكون فاعِلاً ذهبت عينُه واما أن يكون فَعَلاً كما اطَّرَدَ سيبويه في هذا الضرب وقد رادَ أهلَه مَنْزِلاً وكَلاً ورَادَه لهم رَوْدًا ورِيادًا وارْتادَ واسْتَرادَ* صاحب العين* رُمْتُ الشىءَ رَوْمًا ـ طَلَبْتُه والْمَرَامُ ـ المَطْلَبُ وقال بَغَيْتُ الشىءَ بُغَاءً وابْتَغَيْتُه* أبو زيد* وكذلك تَبَغَّيْتُه* ثعلب* هو الطَّلَبُ في حَثٍّ* أبو حاتم* البُغْيةُ والبِغْية ـ الارادةُ والبَغِيَّةُ ـ المطلوبُ* وقال* أَبْغِنِى الشىءَ ـ اطْلُبْه

لى أو أعِنِّى عليه* وقال بعضهم* بَغَيْتُكَ الشىءَ ـ طَلَبْتُه لك وأَبْغَيْتُكَ إياه ـ أَعَنْتُك عليه* أبو عبيد* ذَهَبْتُ أَتَهَمَّمُه ـ أَطْلُبه* صاحب العين* هَمَمْتُ بالشىءِ أَهُمُّ هَمًّا ـ نَوَيْتُه وعَزَمْتُ عليه والهَمُّ ـ ما هَمَمْتَ به في نَفْسِك والهِمَّةُ ـ ما هَمَمْتَ من أَمْرٍ لِتَفْعَلَه* ابن السكيت* انه لَبَعِيدُ الهِمَّة والهَمَّة* وقال* تَفَقَّدْتُ الشىءَ ـ وافْتَقَدْتُه طَلَبْتُه* أبو عبيد* أَغْبَرْتُ في طلب الشئ ـ انْكَمَشْتُ* ابن دريد* تَرَبَّسْتُ ـ طَلَبْتُ طَلَبًا حَثِيثًا* أبو عبيد* نَشَدْتُ الضَّالَّةَ أنْشُدُها نِشْدانًا وأَنْشَدْتُها ـ عَرَّفْتُها وأنشد

ويُصِيخُ أَحْيَانا كَما اسْ

تَمَع المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِدْ

وقيل النَّاشِدُ هَهنا ـ المُعَرِّفُ وقيل بل الطالبُ لان المُضِلَّ يَشْتَهِى أَنْ يَجِدَ مُضِلًّا مِثْلَه لِيَتَعَزَّى به* ابن دريد* النَّشِيدُ ـ الضَّالَّةُ* صاحب العين* التَّتَلُّهُ ـ تَطَلُّبُ الضَّالَّةِ* أبو زيد* كَدَمْتُ غَيْرَ مَكْدَمٍ ـ أى طلبتُ غَيْرَ مَطْلَب* صاحب العين* الفَتْشُ والتَّفْتِيشُ ـ الطَّلَبُ* أبو زيد* أَشَدْتُ بالضَّالَّةِ ـ عَرَفْتُها ومنه أَشَدْتُ ذِكْرَه وبذِكْرِه* ابن دريد* نُشْتُ الشىءَ نَوْشًا طَلَبْتُه

اللّحَقُ والادْراك

* أبو عبيد* لَحِقْتُ الرجلَ وأَلْحَقْتُه من قوله «انَّ عَذَابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ» أى لاحِقٌ واللَّحَقُ ـ ما أَلْحَقْتَ من شئ ومنه قيل لِخِلْفةِ الحُبُوبِ والتَّمْر اللَّحَقُ وقد تقدم* أبو زيد* لَحِقْتُه لحَاقًا ولُحوقا وأَلْحَقْتُه إياه وبه وتلَاحَقَ القومُ ـ لَحِقَ بعضُهم بعضا* صاحب العين* اللَّحَقُ ـ كُلُّ شئٍ لَحِقَ شيأ من الحيوانِ والنَّبَاتِ والدَّرَكُ ـ اللَّحَاقُ وقد أَدْرَكْتُه ـ لَحِقْتُه وبَلَغْتُه وتَدارَكَ القومُ ـ لَحِقَ أَوَّلَهم آخِرُهم والدِّرَاكُ لَحَاقُ الفَرِس الوَحْشَ وغَيْرَها والدَّرِيكةُ ـ الطَّرِيدةُ* أبو عبيد* المُشَايِعُ ـ اللَّاحِقُ وأنشد

* كما ضَمَّ أخْرَى التَّالِياتِ المُشَايِعُ*

* وقال* هَلْهَلْتُ أُدْرِكُه ـ أى كِدْتُ أُدْرِكُه* ابن دريد* هو بصِمَاتِه ـ اذا أشرفَ على قَصْدِه* صاحب العين* هو على شَرَفٍ من أَمْره ـ أى على قُرْبٍ من إدراكه

الظَّفَرُ والوُجُود

* صاحب العين* الظَّفَرُ ـ الفَوْزُ بالمَطْلُوب* أبو زيد* ظَفِرْتُ به وعليه وظَفِرْتُه ظَفَرًا وأَظْفَرَه اللهُ به وعليه وظَفَّرَهُ ـ ورجل مُظَفَّر وظَفِرٌ وظَفِير ـ لا يُحاوِلُ أَمْرًا إلا ظَفِرَ به من غير كَبِير تَأَهُّب والظَّفَرُ المعتادلُه عن شِدَّةٍ وتَأَهُّبٍ وقد ظَفَّرْتُه ـ دَعَوْتُ له بالظَّفَر* صاحب العين* الفَوْزُ ـ الظَّفَرُ والنَّجَاحُ وقد فازَ به فَوْزًا ومَفازَةً وفَوَّزْتُه* أبو زيد* النُّجْحُ والنَّجَاحُ ـ الظَّفَرُ بالحوائج والفَوْزُ بها وقد نَجَحَتْ حاجَتُك وأَنْجَعَها اللهُ ـ أسْعَفَكَ بادراكها* وقال* أَزْحَفَ ـ الرجلُ ـ بَلَغَ غايةَ ما يريد* صاحب العين* أَفْلَح الرجلُ ظَفِرَ وفازَ وأنشد

أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقدْ يُبْلَغُ بالنَّ

وْكِ وقد يُخَدَّعُ الارِيبُ

والظُّهور ـ الظَّفَرُ ظَهَرْتُ عليه أَظْهَرُ ظُهورًا وأَظْهَرَنِى اللهُ* ابن دريد* ثَقِفْتُ الرجلَ ـ ظَفِرْتُ به* صاحب العين* وَجَدْتُ الشىءَ أَجِدُه وأَجُدُه وَجْدًا ووُجْدًا ووُجُودًا ووِجْدَانًا* ابن دريد* أَصابَ سَمَّ حاجَتَهِ ـ أى مَطْلَبَه* أبو زيد* بَلَغَ أَطْوَرَيْهِ ـ أى غايةَ ما يَطْلُبه* ابن السكيت* لكَ ذلكَ على الثُّمَّةِ ـ يُضْرَبُ مثلا في النَّجاح* الاصمعى* أنتَ على رأسِ أمركَ ولم يَعْرِفْ رِئَاسَ أَمْرِك وعَرَفَه أبو زيد* صاحب العين* تَأَتَّى لفلانٍ ـ أَمْرُه تَهَيَّأَ وأَتَّاهُ اللهُ

الحمل

* صاحب العين* حَمَلْتُ الشىءَ أَحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلَانًا واحْتَمَلْتُه وحَمَلْتُه على الدابة أَحْمِلُه حَمْلاً والحُمْلَانُ ـ ما يُحْمَلُ عليه من الدواب في الهِبَةِ خاصَّةً* ابن السكيت* واسْمُ ما يَحْمِلُه من ذلك الحِمْلُ* سيبويه* والجمعُ أَحْمال وحُمُول* صاحب العين* واسْتَحْمَلْتُه نَفْسِى ـ حَمَّلْتُه حَوائجى وأمورى وحَمَّلْتُه الامْرَ تَحْمِيلاً وحِمَّالاً

قال سيبويه جاؤا به على الفِعَّالِ لتَناسُبِ فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ* صاحب العين* تَحَمَّلَه تَحَمُّلاً وتِحِمَّالاً جاؤا به على قياس حِمَّالاً وما عليه مَحْمِلٌ ـ من تَحْمِيلِ الحوائج والحَمَّالُ ـ حامِلُ الاحْمالِ وحِرْفَتُه الحِمَالَة وما على البعير مَحْمِلٌ من ثِقَلِ الحِمْل والحِمْلَانِ ـ شِقَّانِ على البعيرِ يُحْمَلُ فيهما العَدِيلانِ* أبو عبيد* أَحْمَلْتُه الحِمْلَ ـ أَعَنْتُه عليه وحَمَّلْتُه فَعَلْتُ ذلك به وناقة مُحَمَّلة ـ مُثْقَلَةٌ* ابن السكيت* الحِمْل ـ ما يَحْمِله الانسانُ على ظهره وقد تقدم ذِكْرُ الحَمْلِ* أبو عبيد* زَقَنْتُ الحِمْلَ أَزْقُنُه ـ حَمَلْتُه وأزْقَنْتُ غَيْرى أعَنْتُه عليه* قال الفارسى* قال أحمد ابن يحيى* كُلُّ حِمْلٍ وِزْرٌ وبذلك سميت الذنوبُ أَوْزارًا كما سميت أثْقالا* أبو عبيد* الحالُ ـ الشىءُ يَحْمِلُه الرجلُ على ظهره وقد تَحَوَّلْتُ حالاً والحالُ ـ العَجلَةُ التى يَدِبُّ عليها الصبى وهو قول عبد الرحمن بن حسان

ما زالَ يَنْمِى جَدُّه صاعِدًا

مُنْذُ لَدُنْ فارَقَهُ الحَالُ

* ابن دريد* الشُّغْنةُ ـ الْكَارةُ ويمكن أن تكونَ الكارةُ عربيةً من قولهم كَوَّرْتُ الشىءَ لَفَفْتُه وقال كُرْتُ الكارةَ على ظَهْرِى جمعتُها وكارةُ القَصَّارِ من ذلك سميت كارةً لانه يُكَوِّرُ ثيابَه في ثوب واحد* أبو عبيد* زَأَبَ حِمْلَه ـ حَمَلَهُ* ابن دريد* ازْدَأَبَ ـ حَمَلَ ما يُطِيق وأنشد

* وازْدَأَبَ القِرْبَةَ ثُمَّ شَمَّرا*

* أبو زيد* زَأَبْتُ القِرْبَةَ أَزْأَبُها زَأْبًا ـ حملتُها ثم أقبلتُ بها مُسْرعا* أبو عبيد* ازْدَبَيْتُ الشىءَ وزَبَيْتُه ـ حَملْتُه وأنشد

أَهَمْدانُ مَهْلاً لا يُصَبِّحْ بُيوتَكُمْ

بِجُرْمكُمُ حِمْلُ الدُّهَيْمِ وما تَزْبى

* صاحب العين* الثِّقْلُ ـ الحِمْلُ الثقيل والجمعُ أَثْقال والثِّقْلُ ـ الذَّنْبُ مُثِّلَ بذلك وقد ثَقَّلْتُ الشىءَ ـ جَعَلْتُه ثَقِيلاً وأَثْقَلْتُه حَمَّلْتُه ثَقِيلاً واسْتَثْقَلْتُه رأَيْتُه ثَقِيلاً* أبو عبيدة* بَزَمَ بالعِبْءِ ـ نَهَض به* أبو زيد* شَطَأْتُه بالحِمْلِ ـ أَثْقَلْتُه به وقال نُؤتُ بالحِمْلِ أَنُوءُ به ـ نَهَضْتُ وناءَبى الحِمْلُ ونُؤْتُ به وأَنَأْتُ الرجلَ ـ أَنْهَضْتُه وعليه حمْلُه* وقال* رَهْيَأَ الحِمْلَ ـ جَعَلَ أَحَدَ العِدْلَيْنِ أَثْقَلَ من الآخر* صاحب العين* خَطَرَ بالرَّبِيعَةِ يَخْطِر خُطُورًا والرَّبِيعةُ ـ الحَجَر

الذى يَرْفَعُه الناسُ وقال تَجاذَبْتُ الحجرَ ـ رَفَعْتُه وقد تَجاذَبْناه* أبو زيد* سَرَى مَتاعَه يَسْرِيه ـ أَلْفاهُ على ظَهْرِ دابَّتِه* أبو عبيد* الزِّفْرُ ـ كُلُّ شئ حَمَلْتَه على ظَهْرِكَ* الاصمعى* جَمْعُه أزفارٌ والزَّافِر ـ الحامِلُ وقد ازْدَفَرْتُه والزَّوافِرُ ـ الاماءُ اللّواتى يَحْمِلْنَ الازْفارَ

الموالاة في الصيد والعَدْو والطَّلَب

* أبو عبيد* عادَيَتْ وغارَيْتُ بين اثنين ـ أى والَيْتُ وأنشد

اذا قلتُ أَسْلُو غارَتِ العينُ بالبُكا

غِرَآءً ومَدَّتْها مَدامعُ حُفَّلُ

قال معنى غارتْ فاعَلَتْ من هذا يعنى الغِرَاءَ وقال أبو عبيدة هى فاعَلَتْ من قولك غَرِيتُ بالشئ

المجاوزة

* صاحب العين* جُزْتُ المَوْضِعَ جَوْزًا وجُؤُوزًا وجَوَازًا ومَجازًا وجاوَزْتُه جِوَازًا وأَجَزْتُه وأَجَزْتُ غيرى وقيل جُزْتُه سِرْتُ فيه وأَجَزْتُه خَلَّفْتُه وقَطَعْتُه وأَجَزْتُ غيرى أَنْفَذْتُه والجَوَازُ صَكُّ المُسافِر وتَجاوَزْتُ بهم الطريقَ جَوازًا وجَوَّزْتُ لهم إبِلَهم اذا قُلْتَها بعيرا بعيرا حتى تَجُوزَ والمَجازُ ـ الطريقُ اذا قُطِعَتْ من أَحَدِ جانِبَيْه الى الآخر* أبو عبيد* أَنْفَذْتُ القومَ ـ تَخَلَّلْتُهم وصِرْتُ بينهم فاذا جاوَزْتَهم قلتَ نَفَذْتُهم بغير ألف وقد تقدم الخَوْضُ والعُبُور في الماء

العلامة

* ابن السكيت* الامارَةُ ـ العَلَامةُ* أبو عبيد* السِّيمَا والسِّمِيَاءُ والسِّمَةُ والسُّومَةُ ـ العلامة فاما المِيسَمُ فاسْمٌ للحديدة عند سيبويه وقد وَسَمْتُه وَسْمًا* أبو عبيد* الشِّعارُ ـ العلامة ومنه شِعَارُ القوم في السفر وإشْعارُ البُدْنِ ومَشاعِرُ الحج ومنه قولُ أُمّ مَعْبَدٍ الجُهَنِيَّةِ للحَسَنِ إنك قد أَشْعَرْتَ ابْنِى في الناس أى جعلته علامةً وكان عابَهُ

البراءة من الامر

يقال بَرِئْتُ من هذا الامْرِ وتَبَرَّأْتُ وأنا بَرِىءٌ* وقال الفارسى* ويُجْمَع بَرِىءٌ على بُرَآءَ وبُرَاءٍ وهو من الجمع العزيز وفي التنزيل (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ) * ابن السكيت* أنا من هذا الامْرِ فَالِجُ بنُ خَلَاوَةَ معرفة أى بَرِىءٌ* أبو زيد* تَخَلَّيْتُ عن الامر ومنه تَبَرَّأْتُ وخَلَّيْتُ عن الشئ ـ أَرْسَلْتُه وهو منه* أبو عبيد* انْتَفَيْتُ من الشئ وانْتَفَلْتُ سَواءٌ

التتابع على الامر

* قال الفارسى* تَآدَى القومُ على الشئ وتَعَادَوْا وتَقَارَعُوا ـ تَتَابَعُوا فأما أبو عبيد فَخَصَّ به الموتَ فقال تَقارَعَ القومُ وتَعادَوْا معناهما أن يموتَ بعضُهم في إثْرِ بعضٍ وأنشد

فَمالَك منْ أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمى

ولاقَيْتِ كَلَّابًا مُطِلًّا ورَامِيَا

الايماء

* أبو عبيد* ومَأْتُ اليه وَمْأً وأَوْمَأْتُ وأنشد

* فَما كانَ الَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ*

ووَبَّأْتُ كأَوْمَأْتُ* ابن جنى* وَبَّأْتُ وأَوْبَأْتُ وقيل الايماءٌ أن يكونَ أمامَك فتُشير اليه بيدك تأمره بالاقبال اليك والايبَاءُ أن يكونَ خَلْفَك فتَفْتَح أصابعَك الى ظَهْرِ يدك تَأْمُره بالتأخر عنك* أبو عبيد* رَتَا برأسِه رُتُوًّا مثلُ الايماء وقد تقدم أن الرتْوَ ـ الشَّدُّ والارْخاء* ابن السكيت* خَلَجَه بعينِه وحاجبه يَخْلِجُه ويَخْلُجُه خَلْجًا* ابن دريد* والعين تَخْتَلِجُ ـ أى تَضْطَرِب وكذلك سائر الاعضاء وقال أحمد بن يحيى رَفَفْتُ اليه أَرِفُّ رَفًّا ـ أَوْمَأْتُ فأما أبو على فقال رَفَّ اليه يَرِفُّ أى اخْتَلَج وأنشد

لم أَدْرِ الَّا الظَّنَّ ظَنَّ الغَائِبِ

أَبِكَ أَمْ بالغَيْبِ رَفَّ حاجِبِى

* أبو عبيد* التَّكْفِير ـ إيماءُ الذِّمّى برأسه لا يقال سَجَد فلانٌ لفلان ولكن يقال كَفَّرَ* ابن السكيت* أَشَرْتُ اليه وشَوَّرْتُ ـ أَوْمَأْتُ* صاحب العين* المُشِيرةُ ـ الاصْبَعُ التى تُسَمَّى السَّبَّابةَ* أبو زيد* أَوْمَضْتُ بعَيْنِى ـ أَوْمَأْتُ* صاحب العين* الرَّمْزُ ـ الايماءُ الحاجب وغيره وقد تقدم أنه الكلامُ الخَفِىُّ وجاريةٌ رَمَّازةٌ* غيره* الاعْتِزاءُ ـ الايماءُ من الاعتزاء الذى هو الشِّعارُ في الحَرْب وحقيقةُ الاعتزاء الانتماءُ وأنشد

فكيفَ وأَصْلِى من تَمِيمٍ وفَرْعُها

الى أَصْلِ فَرْعِى واعْتِزائِى اعْتِزاؤُها

* أبو عبيد* وَحَيْتُ اليه وأَوْحَيْتُ ـ أَوْمَاْتُ وقد تقدم في اللَّحْنِ بالقول* صاحب العين* الغَمْزُ ـ الاشارةُ بالعين والحاجب غَمَزَهُ يَغْمِزُه غَمْزًا وجاريةٌ غَمَّازة ـ حَسَنةُ الغَمْزِ

اللمع بالثوب

* أبو عبيد* لَمَعَ فلانٌ بثَوْبه يَلْمَعُ* ابن دريد* وأَلْمَع وكذلك بالسيف وقال زَهًا بالسيف ـ لَمَع به* أبو عبيد* أَلَاحَ بالسَّيف ـ لَمَع به وقال أَخْفَقَ بثوبه وأَلْوَى ولَوَّحَ به كُلُّه سواءٌ

الزَّلَلُ والسُّقوط والصَّرْع

* ابن السكيت* زَلِلْتُ وزَلَلْتُ أَزِلُّ* أبو زيد* زَلِيلاً وزَلَلاً قال وَقَعْتُ عن الشئ ومنه أَقَعُ وَقْعًا ووُقُوعًا ـ سَقَطْتُ ووَقَعَ رَبيعٌ في الارض ولا يقال سَقَطَ وقد حكاه سيبويه فقال وكذلك الفاء غير أنها تَجْعَلُ ذلك جميعا بعضَه في إثْرِ بعضٍ وذلك قولك مررت بزيد فعمرو فخالد وسَقَطَ المطرُ مكانَ كَذا فمكانَ كذا* صاحب العين* الدَّهْوَرةُ ـ جَمْعُكَ الشىءَ وقَذْفُكَ به في مَهْواةٍ ودَهْوَرْتُ الحائطَ ـ دَفَعْتُه فَسَقَطَ والهَفْوَةُ ـ السَّقْطةُ والزَّلَّةُ وقالوا خَرَّ الرجلُ لِوَجْهِه يَخِرُّ خَرًّا وخُرُورًا ـ وقَعَ من عُلْوٍ الى سُفْلٍ وفي التنزيل (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ) وكذلك الحائطُ ونحوُه* صاحب العين* التَّقْتَقَةُ ـ الهُوِىُّ من فَوْقُ الى أَسْفل على غير طريق وقد

تَتَقْتَقَ* أبو عبيد* هَوَيْتُ أَهْوِى هُوِيًّا ـ اذا سقطتَ من فوق الى أسفل* ابن دريد* وكذلك أَهْوَيْتُ* أبو على* هَوَيْتُ هُوِيًّا وهَوَيانًا وانْهَوَيْتُ كذلك وأَهْوَانِى غيرى* أبو عبيد* أُهْوِيَّةٌ افْعُولةٌ من ذلك* صاحب العين* القَحْدَمةُ والتَّقَحْدُمُ ـ الهُوِىُّ على الرأس في بئر أو من جبل وقد قَحْدَمْتُه والزَّحْلَقةُ ـ دَهْوَرَتُكَ الشئ في بئر أو من جبل* ابن دريد* الدَّحْلَمةُ كذلك وقال انْقَحَم الرجلُ واقْتَحَم ـ هَوَى من عُلْوٍ الى سُفْل وبذلك سميت المَهالكُ قُحَمًا* الاصمعى* التَّقْحِيمُ ـ رَمْىُ الفَرَسِ فارسَه على وَجْهه وأنشد

* يُقَحِّمُ الفارسَ لو لا قَبْقَبُهْ*

* ابن دريد* هَدْهَدْتُ الشىءَ ـ رَمَيْتُه من عُلْوٍ الى سُفْل وقد تقدم أنه التَّحْريكُ ودَهْدَهْتُه دِهْداهًا ودَهْدَهةً وقد تَدَهْدَهَ هُوَ ودَهْدَهْتُه قلبتُ بعضَه على بعض* أبو عبيد* وَزَّأَتِ الناقةُ براكِبِها ـ صَرَعَتْه* غيره* اجْرَعَنَّ الرجلُ ـ صُرِعَ عن دابته* أبو زيد* قَحَزَ الرجلُ عن ظَهْرِ البعير يَقْحَزُ قُحُوزًا سَقَط* وقال* حَضَجَ البعيرُ حِمْلَه وبِحِمْلِه حَضْجًا ـ طَرَحَه واذا مالتْ أداتُه أو سقطتْ عنه قيل انْحَضَجَتْ وحَضَجْتُ به الارضَ حَضْجًا ـ صَرَعْتُه وقد تقدم* ابن دريد* ارْجَحَنَّ الشىءُ ـ سَقَطَ بمَرَّة والكَبْكَبَةُ ـ الرَّمْىُ في الهُوَّةِ وقد كَبْكَبَهُ والكَرْكَسةُ ـ تَدَحْرُجُ الانسانِ من عُلْوٍ الى سُفْل وقد تَكَرْكَسَ وقال اجْرَنْثَمَ الرجلُ وتَجَرْثَمَ ـ سَقَط من عُلْو الى سُفْل* صاحب العين* رَدِىَ في الهُوَّة رَدًى وتَرَدَّى ـ تَهَوَّرَ وأرْداه اللهُ

اطِّراحُ الشئ وتفريقُه

* أبو عبيد* رَمَيْتُ الشىءَ رَمْيًا ورَمَيْتُ به* ابن دريد* طَسْطَسْتُ الشىءَ ـ اذا طَرَحْتَهُ من يَدِك* صاحب العين* أَلْقَيْتُ الشىءَ ـ طَرَحْتُه واللَّقَى ـ الشىءُ المُلْقَى والجمع أَلْقاءٌ* قال ابن جنى* لام اللَّقى ياء من وجهين قياسا واشتقاقا أما القياس فلَانَّ اللامَ اذا كانت حرف علة وأعوزت الادلة في بابها من ضروب تصاريفه حكم بانها ياء وذلك لغلبة الانقلاب الى الياء في موضع اللام أَعْزَيْتُ ومغزيان قال

وكذلك استقريتُه في اللغة فوجدته على ما ذكرتُ وأما الاشتقاق فلان الشئ انما يُلْقيه غيرُه اذا صادمه ولاقاه فأَلْقَيْتُ اذًا من لفظ لَقِيتُ ومعناه ولَفِيتُ من الياء بدليل اللُّقْيان واللُّقْيَةِ* أبو عبيد* الأُلْقِيَّة ـ ما أَلْقَيْتَ* ابن دريد* ذَرْذَرْتُ الشىءَ ـ فَرَّقْتُه وكذلك بَدَّدْتُه* صاحب العين* ذَعْذَعْتُ الشىءَ ـ فَرَّقْتُه* ابن دريد* ذُحْتُ الشىءَ ذَوْحًا ـ فَرَّقته وجمعتُه وقد تقدم هنالك* وقال* تَحْتَرَفَ الشىءُ من يَدِى ـ تَبَدَّدَ* أبو عبيد* طَحَرْتُ الشىءَ أَطْحَرُه طَحْرًا ـ رَمَيْتُه* ابن دريد* طَهَرَه كطَحَرَه ـ اذا أبعدَه الهاء بدل من الحاء كما قالوا مَدَهَه بمعنى مدَحَه* أبو عبيد* فَسَخْتُ الشىءَ ـ فَرَّقْتُه* ابن دريد* هَبَثَ مالَه يَهْبِثُه هَبْثًا ـ فَرَّقَه* وقال* حَفَضْتُ الشىءَ ـ اذا ألقيته من يدك* أبو عبيد* حَفَّضْتُه كذلك* وقال* زَجلْتُ الشىءَ أَزْجُلُ ـ رَمَيْتُ* ابن دريد* وكذلك زَجَجْتُ به أَزُجُّ* صاحب العين* بَدَحْتُ الشىءَ أَبْدَحُه بَدْحًا ـ رَمَيْتُ به وهم يَتَبادَحُونَ أى يَتَرامَوْنَ بالبِطِّيخ والرُّمَّانِ ونحوِه وتَبادَحُوا بالكُرِينَ ـ تَرامَوْا* ابن دريد* طَخَّ الشىءَ يَطُخُّه طَخًّا ـ ألقاه من يده فأبعده وقال تَوَحَّشَ الرجلُ ـ رَمَى بثوبه* صاحب العين* قَذَفْتُ بالشئ أَقْذِفُ قَذْفًا ـ رميتُ وقال فَرَقْتُ الشىءَ أَفْرُقُه فَرْقًا وفَرَّقْتُه فانْفَرقَ وتَفَرَّق وافْتَرقَ والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ ـ الطائفةُ من الشئ المُتَفَرِّق* أبو عبيدة* بَكَّ الشىءَ يَبُكُّهُ بَكًّا ـ فَرَّقَه* صاحب العين* النَّجْلُ ـ الرمىُ بالشئ وقد نَجَلْتُه والناقةُ تَنْجُلُ الحَصى بخفِها ـ أى تَرْميه* وقال* نَفَضَ الشىءَ يَنْفُضُه نَفْضًا فانْتَفَضَ والنُّفَاضَةُ ـ ما سَقَطَ من الشئ اذا نُفِضَ والنَّفَضُ ـ ما انْتَفَضَ من الشئ* ابن دريد* فَزَرْتُ الشىءَ أَفْزِرُه فَزْرًا ـ فَرَّقته* صاحب العين* بَذَرْتُ الشىءَ بَذْرًا فرّقتُه* ابن دريد* بَذَرَ اللهُ الخَلْقَ بَذْرًا ـ بَثَّهُم وفرّقهم منه وبُذُرَّى فُعُلَّى من ذلك وقيل من البَذْرِ الذى هو الزَّرْعُ* الاصمعى* النَّبْذ ـ طَرْحُك الشىءَ أمامَكَ أو وَراءَك وكُلُّ طَرْحٍ نَبْذٌ يَنْبِذُه نَبْذًا والنَّبِيذُ الشىءُ المَنْبُوذُ* أبو زيد* ثَرَرْتُ الشىءَ من يَدِى أَثُرُّهُ ثَرًّا ـ فَرَّقْتُه وكذلك ثَرْثَرْتُه* صاحب العين* بَثَّ الشىءَ يَبُثُّه بَثًّا ـ فرَّقه والنَّثْرُ ـ رَمْيُكَ الشىءَ

متفرّقا نَثَرْتُه أَنْثُره وأَنْثِرُه نَثْرًا ونِثَارًا فانْتَثَر وتَنَثَّر وتَناثَر والنُّثَّارةُ ما تَنَاثَر منه وشئٌ نَثْرٌ مُنْتَثِرٌ وكذلك الجميع وقال لَفَظْتُ بالشئ أَلْفِظُ لَفْظًا فهو مَلْفُوظٌ ولَفِيظٌ رَمَيْتُ

الحط

* صاحب العين* حَطَطْتُ الشىءَ أَحُطُّه حَطًّا فانْحَطَّ ومنه الحِطَّةُ وقد تقدم في الذَّنْب وكذلك حَدَرْتُه حَدْرًا فانْحَدَرَ وحَدَّرْتُه فتَحَدَّرَ وهَذا مُنْحَدَرٌ من الجَبل ومُنْحَدُرٌ ومنه حَدُورُ الرمل والارضِ وأُحْذورُهما لما انْحَدَرَ منهما وقد تقدم

الاقتران

* ابن دريد* لَزَزْتُ الشىءَ بالشئ أَلُزُّه لَزًّا ـ قَرَنْتُه به والزَّوُّ ـ القَرِينانِ جاء فلانٌ زَوًّا اذا جاء هو وصاحبُه

المقاربة في الشئ والخَلاقة

* ابن السكيت* انه لخَلِيقٌ أَنْ يَفْعَلَ كذا وكذا وقد خَلُقَ خَلَاقَةً ومَخْلَقةٌ منه كذا وكذا وانه لَجَدِيرٌ أن يفعل وقد جَدُرَ جَدَارةً ومَجْدَرةٌ منه أن يَفْعَلَ كذا أى هو جَدِيرٌ بفِعْلِهِ ومَئِنَّةٌ منه أن يفعل كذا وجاء في الحديث «قِصَرُ الخُطْبةِ وطُولُ الصلاةِ مَئِنَّةٌ من فِقْهِ الرَّجُل» وهى فَعِلَّة عند سيبويه ويقال انه لَحَرٍ أن يَفْعَلَ ذاك وحَرِىٌّ وحَرًى وقَمِنٌ وقَمِينٌ وقَمَنٌ ومَقْمَنةٌ قال فمن بَنَاه على فَعِل أو فَعِيلٍ ثَنَّى وجَمَع وأنث ومن بناه على فَعَلِ وَحَّدَ ولم يؤنث وانه لَحَجٍ أن يفعلَ وما أَحْجَاهُ وأَحْراهُ وأَقْمَنَه* أبو عبيد* هذا الامْرُ مَقْمَنةٌ منه ومَحْراةٌ كقولك مَخْلَقةٌ* صاحب العين* بالحَرَى أن يكونَ ذاك وحَرًى أن يكون أى عَسَى* الاصمعى* هو أَهْلُ ذاك وأَهْلٌ لذاك* أبو زيد* هم أهْلَةُ ذاك* سيبويه* هو أَهْلٌ أن يفعلَ ـ أى مُسْتَحِق وأهلٌ عامِلةٌ في أن* صاحب العين* أَهَّلْتُه لهذا الامْرِ تَأْهِيلاً* ابن دريد* هو مَعْساةٌ به وعَسِىٌّ وقَرِبٌ به ويقال في كُلِّه ما أفْعَلَهُ وأَفْعِلْ

به الا في قَرِب وقال نَالَ أن أَفْعَلَ كذا وأَنَالَ وآنَ لَك وأَنَى لَك* غيره* حَرَى أن يكونَ كذا كقولك عَسَى

الامتاع والتملى

* أبو عبيد* أَمْتَعْتُ باهْلِى ومالِى وغير ذلك ـ تمَتَّعْتُ* وقال* طالَما أُمْتِعَ بالعافية في معنى مُتِّعَ وتَمَتَّعَ* ابن السكيت* أمْتَعْتُ عن فلانٍ ـ استغنيتُ عنه وقول الراعى

خَلِيطَيْنِ من شَعْبَبْنِ شَتَّى تَجاوَرا

قَفِيلاً وكانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا

معناه أنه ليس من أحدٍ يُفارق صاحبَه إلَّا أَمْتَعَه بشئ يذكره به فكانَ ما أَمْتَع به كُلُّ واحدٍ من هذين صاحِبَه أنْ فارقَه

البحث عن الامر

يقال ما بالُ هذا وما شَأْنُه* ابن دريد* ماهَيَّانُ هذا ـ أى ما أَمْرُه

بلوغ الشئ واناه

* صاحب العين* بلغ الشىءُ يَبْلُغُ بُلُوغا ـ وَصَلَ وانْتَهى وأَبْلَغْتُه أَنا وبَلَّغْتُه* وقال* الاجَلُ ـ غايةُ الوَقْتِ في الموتِ ومَحِلِّ الدَّيْنِ ونحْوِه أَجِلَ الشىءُ يَأْجَلُ

صيرورةُ الامر ومَصِيرُه وعاقبتُه

* صاحب العين* صَار الامْرُ الى كذَا صَيْرًا ومَصِيرًا وصَيْرُورةً وصَيَّرْتُه اليه ومَصِيرُ الامْرِ ـ ما يَصِيرُ اليه وصِيْرُه وصَيُّورُه ـ آخِرُه* وقال* أَفْرَحَ الامْرُ وفَرَّحَ ظَهَرَتْ عاقبتُه* غير واحد* غِبُّ الامْرِ ومَغَبْتُه ـ عاقِبَتُه وآخِرُه وقد غَبَّ الامْرُ ـ صارَ الى آخره وجِئْتُه غِبَّ الامْرِ ـ أى بعده

النقصان

* أبو عبيد* نَقَصَ الشىءُ ونَقَصْتُه أَنْقُصُه* صاحب العين* النُّقْصانُ يكون مصدرًا ويكون اسمًا للمِقْدار الناقصِ* غيره* تَنَقَّصْتُه وانْتَقَصْتُه واسْتَنْقَصْتُه واسمُ المصدر النقيصةُ والمنقوصُ على مثال مفعول وقد نَقَصَ الشىءُ نَقْصًا ونُقْصَانا ونَقِيصةً وأَنْقَصْتُه* الفارسى* الصحيح نَقَصَ ونَقَصْتُه وجاؤا بضِدِّه على بنائه فقالو زادَ وزِدْتُه* النضر* لا أَغُضُّكَ منه دِرْهمًا ـ أى لا أنْقُصُكَ وليس عليك فى هذا الامْرِ غَضاضَةٌ ـ أى نَقْصٌ* صاحب العين* النَّهْكُ ـ التَّنَقُّصُ* ابن السكيت* الضَّرَرُ ـ النُّقْصانُ يدخل في الشئ وكذلك الضَّرَارةُ* صاحب العين* وَتَرْتُه مالَه ـ نَقَصْتُه إياه وفي التنزيل (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) * أبو عبيد* الخَسْفُ ـ النُّقْصانُ* ابن السكيت* وكذلك الشَّفُّ وقيل هو الرِّبْحُ وقيل هو ضِدٌّ قال والغَرْضُ ـ النُّقْصانُ وأنشد

لقد فَدَى أعناقَهُنَّ المَحْضُ

والدَّأْظُ حتَّى ما لَهُنَّ غَرْضُ

والحَوْرُ ـ النُّقْصانُ ويقال في مَثَلٍ «حَوْرٌ في مَحارةٍ» أى نقصانٌ في نُقْصان وأنشد

واسْتَعْجَلُوا عن خَفيفِ المَضْغِ فازْدَرَدُوا

والذَّمُّ يَبْقَى وزادُ القومِ في حُورٍ

وقد حار حَوْرًا رَجَع يقال نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْرِ ـ أى من النُّقْصانِ بعد الزيادة* أبو زيد* أَصْغَيْتُ الاناءَ ـ نَقَصْتُه وأنشد

انّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى اناؤُه

اذا لم يُزَاحِمْ خَالَهُ بأَبٍ جَلْدِ

* غيره* آلَ الشىءُ ـ نَقَصَ* أبو عبيد* حَرَى الشىءُ حَرْيًا ـ نقَصَ وأَحْراهُ الزمانُ ويقال للَافْعَى التى قد كَبِرَتْ ونَقَصَ جِسْمُها حارِيَةٌ وهى أَخْبَثُ ما تكون* ابن دريد* الوَلْتُ ـ النُّقْصانُ وَلَتَهُ حَقَّه ولاتَه لَيْتًا* ابن السكيت* يَلُوتُه لَوْتًا وألاتَهُ* أبو زيد* الضَّيْزُ ـ النُّقصانُ ضازَنِى ـ حَقِّى بَخَسَنى إياه ومنه قِسْمةٌ ضِيزَى ومن العرب من يقول ضئْزَى وقيل الضَّيْزُ ـ الاعْوِجاجُ وقد أَزَى مالُهُ وأنشد

وان أَزَى مالُه لم يَأْزِ نائِلُهُ

وان أصابَ غِنًى لم يُلْفَ غَضْبَانا

* أبو عبيد* التَّخَوُّفُ ـ التَّنَقُّصُ من قوله (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) * الأصمعى* وهو التَّخْوِيفُ والتَّخَوُّلُ والتَّخَوُّنُ ـ التَّنَقُّصُ وقد تَخَوَّنَهُ وأنشد أبو عبيدة بيتَ طرفة

* وجامِلٍ خَوَّفَ مِنْ نِيبِه*

أى نَقَصَ ورواه غيره خَوّعَ ومعناه أيضا نَقَصَ* أبو عبيد* الاسْتِجْراحُ ـ النُّقْصانُ وفي خطبة عبد الملك وعَظْتُكُم فلم تَزْدادُوا على الموعظةِ الا اسْتِجْراحًا

انقضاء الشئ وتمامه

* ابن دريد* ذهبتْ هَيْفٌ لَادْيانَها يقال ذلك للشئ اذا انقضَى* أبو عبيد* نجِز الشىءُ ـ فَنِىَ وأنشد

* فمُلْكُ أَبِى قابُوسَ أَضْحَى وقد نَجِزْ*

* ابن السكيت* نَجِزَ ونَجَزَ وكأنَّ نَجِزَ فَنِىَ وكأَنَّ نَجَزَ قَضَى حاجَتَه* أبو عبيد* أَنْتَ على نَجَزِ حاجَتك ونَجْزِها ـ أى على قضائها* صاحب العين* نَفِدَ الشىءُ نَفادًا ـ ذَهَبَ وأنْفَدْتُه أنا واسْتَنْفدْتُه وأَنْفَدَ القومُ ـ نَفِدَ زادُهم* ابن السكيت* فَرَغْتُ من حاجَتِى فُرُوغًا وفَرَاغًا* صاحب العين* نَكَشْتُ الشىءَ أَنْكُشُه نَكْشًا ـ أَتَيْتُ عليه وفَرَغْتُ منه ونَحْرٌ لا يُنْكَشُ ـ أى لا يَفْرُغُ منه وكذلك البئر* صاحب العين* خَلَا الشىءُ خُلُوًّا ـ مَضَى ومنه القُرُونُ الخالية* ابن دريد* خَتَمْتُ الشىءَ أَخْتِمُه خَتْمًا ـ بَلَغْتُ آخِرَه* صاحب العين* خَاتِمُ كُلِّ شئ وخاتِمَتُه ـ آخِرُه ومنه خِتامُ كُلِّ مَشْرُوبٍ لآخِره وانْقِضاءُ الشىءِ وتَقَضِّيهِ ـ فَنَاؤُه وأَدْرَكَ الشىءُ فَنِىَ وأَدْرَكَ أيضا ـ بَلَغَ وانْتَهى ضِدٌّ وروى عن الحسن أنه فَسَّر قولَه عزوجل (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) بانه لا عِلْمَ عندهم فى أمر الآخرة وأنهم جَهِلوا والدَّرَكُ والدَّرْكُ ـ أقْصَى قَعْرِ الشئ ومنه الدَّرْكُ الاسْفُل في جهنم والجمع أدْراكٌ* وقال* مَضَى الشىءُ مُضِيًّا ـ خَلَا وأَمْضَيْتُه أنا

اتْمامُ الشئ واحْكامُه

* صاحب العين* تَمَّ الشىءُ يَتِمُّ تَمامًا وتِمَامًا وتَمَامُ الشئ وتَتِمَّتُه ـ ما تَمَّ به* أبو على* تَمامُ الشىءِ ما تَمَّ به بالفتح لا غير يَحْكِيه عن أبى زيد وقد أَتْمَمْتُ الشىءَ وتَمَّمْتُه ـ جَعَلْتُه تامًّا* صاحب العين* تَمَمْتُ على الشئ ـ أَكْمَلْتُه واسْتَتْمَمْتُ الحاجةَ ـ سأَلْتُ اتمامَها وجعلتُه له تَمًّا ـ أى تَمامًا* أبو عبيد* المُصَتَّمُ والصَّتْم ـ الشىءُ المُحْكَمُ وقال رَصَنْتُ الشىءَ ـ أَكْمَلْتُه وأَرْصَنْتُه ـ أَكْمَلْتُه وكذلك أَتْرَصْتُه* ابن دريد* تَرُصَ هو تَراصةً فهو تَرِيصٌ وتَلَصْتُه كذلك وأَتْقَنْتُه مثلُه ورَجُلٌ تَقِنٌ وتِقْنٌ ـ مُتْقِنٌ للاشياء* أبو عبيد* أَحْتَرْتُ الشىءَ ـ أَحْكَمْتُه* أبو زيد* جادَما أَحْوَدَ قَصيدَتُه ـ أى أحكمها* ابن دريد* هَذَبْتُ الشىءَ أَهْذِبُه هَذْبًا وهَذَّبْتُه ـ نَقَّيْتُه وخَلَّصْتُه ومنه المُهَذَّبُ من الرجال ـ المُخَلَّصُ من العيوب وقوله عزوجل (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) أى أَحْكَمْناه وفَصَّلْناه* صاحب العين* الوَثِيقَةُ ـ إحْكامُ الشىءِ وقد أَوْثَقْتُه ووَثَّقْتُه ووَثُقَ هو وثَاقةً فهو وَثِيقٌ والانثى وَثِيقَةٌ فان لم تُحْكمه قلتَ أَنْهأْتُه وأَخْلَلْتُ به وأَمْرٌ مُخْتَلٌّ واهِنٌ ضعيف والاسم الخَلَلُ* ابن دريد* كَمَلَ الشىءُ وكَمُلَ* أبو عبيد* كَمَلَ يَكْمُلُ وكَمُلَ كَمالاً وكُمُولاً وأَكْمَلْتُه* سيبويه* شئٌ كَمِيلٌ ـ كامِلٌ وقد كَمَّلْته واسْتَكْمَلْتُه ـ أَكْمَلْتُه أو أَصَبْتُه كامِلاً* صاحب العين* أَعْطَيْتُه المالَ كَمَلاً ـ أى كامِلاً لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ* غيره* أَسْنَفْتُ الامْرَ ـ أحْكَمْتُه* أبو حاتم* تَأنَّقْتُ في الشىءِ ـ تَجَوَّدْتُ وتَنَوَّقْتُ لغةٌ وهى النِّيقَةُ ولم يَعْرِفْها الاصمعى وقال تابَعَ عَمَلَهُ متابعَةً والاهُ وأَتْقَنه ورجل مُتَتابِعُ العَمَلِ مُحْكَمُه يُشْبه بعضُه بعضا وكذلك مُتَتابعُ الكَلامِ وقد تقدم* ابن جنى* أَبْرَمْتُ الشىءَ وبَرَمْتُه ـ أَحْكَمْتُه

احصاء الشئ والاحاطة به

أَحْصَيْتُ الشىءَ ـ أَحَطْتُ به والاسمُ الحَصاةُ وقد تقدم أن الحصاةَ التى هى العَقْلُ مشتق من ذلك

افساد الشئ ونقضه

عَثى في الارض عَثَيَانًا وعُثِيًّا وعَاثَ عَيْثًا وعَيَّثَ وعَثَا عَثْوًا وعُثُوًّا ـ أَفْسَدَ* ابن دريد* الطَّهْشُ ـ اختلاطُ الرجُلِ فيما أَخَذَ فيه من عَمَلٍ بيده فَيُفْسِدُه ومنه اشتقاقُ طَهْوَش وقال فَسَخْتُ الشىءَ أفْسَخُه فَسْخًا فانْفَسَخَ ـ أى نَقَضْتُه وانْفَسَخَتِ الاقاوِيلُ ـ تَناقَضَتْ* صاحب العين* فى أَمْرِه دَغَلٌ ـ أى فَسادٌ ومنه قول الحَسَنِ اتَّخَذُوا كتابَ الله دَغَلاً وأدغلتُ في الامر ـ أَدْخَلْتُ فيه ما يُفْسِدُه

باب الترك

* صاحب العين* التَّرْكُ ـ وَدْعُكَ الشىءَ تَرَكْتُه أَتْركُهُ تُرْكا واتَّركْتُه وتتارَكَ الامْرُ بينهم ويقال تَراكِ ـ أى اتْرُكْ سيبويه يَطْرُده وأبو العباس يَقِفُه وتَرِكَةُ الرجل ما يتركه من التُّراثِ والتَّرِيكَةُ ـ الرَّوْضةُ التى يُغْفِلُها الناسُ فلا يَرْعَوْنَها وقالوا وَدَعَهُ ـ أى تَرَكَهُ* سيبويه* هو يَدَعُه ويَذَرُه ولا ماضِىَ لهما اسْتَغْنَوْا عنهما بتَرَكَ* أبو زيد* رَفَضْتُه أَرْفُضُه رَفْضًا ـ تَرَكْتُه* أبو عبيد* رجلٌ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ ـ يَتَمَسَّكُ بالشئ ثم لا يَلْبَثُ أن يَدَعَهُ* صاحب العين* أَضْرَبْتُ عن الشئ ـ كَفَفْتُ وأعْرَضْتُ

الحاجز بين الشيئين

* أبو عبيد* حَجَزْتُ بين الشيئين ـ أَحْجُزُ حَجْزًا وهو الحِجَازُ* أبو زيد* حَجَزْتُ بينهما أَحْجِزُ حِجَازةً وبه سمى الحِجَازُ لانه فَصَل بين الغَوْرِ والشام وقيل لانه حَجَزَ بين نجْدٍ والسَّرَاة وقيل لانه احْتَجَزَ بالحِرَارِ الخَمْسِ وقد تقدم وحَجَازَيْكَ كحَنانَيْكَ ـ أى احْجُزْ بينهم* أبو عبيد* فَصَلْتُ بين الشيئين أَفْصِلُ فَصْلاً والاسم كالمَصْدرِ* ابن السكيت* المِصْرُ ـ الحاجِزُ بين الشيئين قال أُمَيَّة بنُ أبى الصَّلْت

وجَعَلَ الشَّمْسَ مِصْرًا لا خَفَاءَ بهِ

بينَ النَّهارِ وبَيْنَ الليلِ قد فَصَلَا

* أبو عبيد* البَرْزَخُ ـ ما بين كُلِّ شَيْئَيْنِ* صاحب العين* البَرْزَخُ ـ

ما بين الدنيا والآخرة قبل الحَشْرِ وبَرازِخُ الايمانِ ـ ما بين الشك واليقين وقوله تعالى (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) يعنى حاجِزًا من قُدْرةِ الله* صاحب العين* كُلُّ ما حالَ بين شيئين فهو حِظَارٌ والمَوْبِقُ ـ الحائلُ بين الشيئين* ابن دريد* فَصَيْتُ الشئ من الشئ فَصْيًا ـ فَصَلْتُه وتَفَصَّى هو منه ـ انْفَصل وتَخَلَّصَ والفارُوقُ كُلُّ شئ فَرَقَ بين شَيْئَين وبه سُمِّى عُمَر رضى الله عنه فارُوقًا* صاحب العين* الحَدُّ ـ الفَصْلُ بين الشيئين وجمعُه حُدُودٌ وقد حَدَدْتُه أَحُدُّه حَدًّا ـ فَصَلْتُه من غيره وحَدُّ كُلِّ شئ ـ مُنْتَهاه وحُدُودُ اللهِ جَلَّ وعَزَّ منه وهى الاحكامُ التى نَهَى أن تُتَعَدَّى .... (١) السنة على الجانى منه حَدَدْتُه أَحُدُّه حَدًّا وحُدُودُ الدُّورِ والارَضِينَ منه وقد تَحادَّتِ الدَّارانٍ ودَارِى حَدِيدَةُ دارِكَ ـ أى تُحَادُّها

المسافة

* صاحب العين* بينهما بَطْحَةٌ ـ أى مسافةٌ

ما يقال فيه فعلته لكذا

* ابن السكيت* فَعَلْتُ ذلك من أَجْلِكَ وإِجْلِكَ ومن إجْلَالِك وحكى الفارسى فعلتُ ذلك إجْلَكَ وأَجْلَكَ وزاد من جَلَالِك* أبو زيد* من جَلَلِكَ وتَجِلَّتِكَ* أبو عبيد* فعلتُ ذاك من جَرَّاكَ ومن جَرِيرَتِك ـ يعنى من أَجْلِك* أبو على* من جَرَّائِكَ كذلك* ابن دريد* فعلتُ ذاك من جَفَرِ كذا ـ أى من أجْلِهِ وفعلتُ كذا وكذا رَجَاتَك ـ أى رَجَاءَك

ضروب الاشياء

* ابن السكيت وأبو زيد* هذا جِنْسٌ من كذا والجمعُ أَجْنَاسٌ وجُنُوسٌ وكان الاصمعى يَدْفَعُ قولَ العامة هذا مُجانِسٌ لهذا أى مِنْ شَكْلِه ويقول ليس بعربى وضَرْبٌ وشَكْلٌ وزَوْجٌ ونَوْعٌ ولَوْنٌ والجمعُ أَلْوانٌ وصِنْفٌ وصَنْفٌ والجمعُ أَصْنَافٌ وصُنُوفٌ وصَنَّفْتُ الشىءَ ـ جعلتُه أَصْنَافًا* صاحب العين* الفَنُّ ـ الضَّرْبُ والجمعُ

__________________

(١) كذا بياض بالأصل ولعل محله وما حدته السنة كتبه مصححه

أَفْنانٌ وفُنُونٌ وهو الافْنُونُ وقد افْتَنَنْتُ ـ أَخَذْتُ في فُنُونِ القَوْلِ* أبو عبيد* الصِّرْعُ ـ الضَّرْبُ والجمعُ أَصْرُعٌ وصُرُوعٌ وقد تقدم أن الصِّرْعَ المِثْلُ* ابن دريد* الاخْيَافُ ـ الضُّرُوبُ المُخْتلفة في الاخْلاق والاشْكال* السيرافى* الفِلْجُ ـ الصِّنْفُ* صاحب العين* كُلُّ صِنْفٍ من الخَلْقِ على حِدَةٍ جُنْدٌ وفي الحديث «الارْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدةٌ» والنَّمَطُ من العِلْم والمَتاعِ وكُلِّ شئٍ نوعٌ منه

باب الوصف

النَّعْتُ ـ الوَصْفُ والجمعُ نُعوتٌ نَعَتَهُ وتَنَعَّتَهُ ـ اذا وَصَفَهُ واسْتَنْعَتَه ـ اسْتَوْصَفَهُ وكلُّ جَيِّدٍ بالِغٍ نَعْتٌ ونَعِتٌ ونَعِيتٌ والانثى نَعِتَةٌ ونَعْتَةٌ ونَعِيتٌ بغير هاء وقد نَعُتَ نَعاتةً ولِلنَّعْتِ تَحْدِيدٌ لا يليق بغَرِضنا في هذا الكتاب

أسماءُ الناس وكُنَاهم

* أبو عبيد* مِغْوَلٌ ـ اسمُ رجل وكذلك مِخْنَفٌ ومِسْطَحٌ ومِرْبَعٌ فأما مَزْيَدٌ ومَوْهَبٌ فبالفتح* قال الفارسى* قالوا مَوْهَبٌ ومَوْرَقٌ من حيث قالوا مَزْيَدٌ ومَكْوَزَةُ ومَرْيَمُ وكان حُكْمُه مَوْهِبًا ومَوْرِقًا على باب مَوْعِدٍ ولكنهم مما يَخُصُّون الاسماءَ الاعلامَ بالشذوذ عن القياس كثيرا* أبو عبيد* مُكْنِفٌ بضم الميم وكسر النون وسَكَنٌ بفتح الكاف وجزمها ونِصَاحٌ بكسر النون وأصله الخَيْطُ لانه يُنْصَحُ به الثوبُ أى يُخاطُ وقالوا شِجْنَة بالكسر وجَزْءٌ بالفتح مثال كَمْءٍ وجَرِّىٌّ مشدّد الراء كانه منسوب الى الحَرِّ وذِبْيانُ وذُبْيانُ وظَبْيانُ وعَلْوانُ بالفتح والشِّخِّيرُ بالكسر* قال* وليس في كلام العرب فَعِّيل ولا فُعِّيلٌ* قال سيبويه* قد جاء فُعِّيلٌ قالوا مُرِّيقٌ حكاه عن أبى الخطاب* قال أبو على* هو اسم رجل وأصلُه العُصْفُرُ الذى يُصْطَبَغُ به وقالوا (كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) وقد تقدم* ابن السكيت* هو أبو الاسْوَدِ الدُّؤَلِىُّ مهموزة مفتوحة وهو منسوب الى الدُّئِلِ من كِنانة والدُّولُ في حنيفة ينسب اليهم الدُّولِّى والدِّيلُ في عبد القيس ينسب اليهم الدِّيلِىُّ وهو أبو مِجْلَزٍ مشتق من جَلْز السِّنَانِ وهو أَغْلَظُه ومن جَلْزِ السَّوْطِ وهو مَقْبِضُه وهِلُال بنُ إسَافٍ مكسورة وهو دِحْيَةُ الكَلْبىُ

* الاصمعى* دَحْيَةُ بالفتح* أبو عمرو* هو الرئيسُ في قومه وفُرافِصةُ ـ اسم رجل وكُلُّ ما في العرب فُرافِصة بضم الفاء الا فَرافِصةَ أبا نائِلةَ امْرأةِ عثمان وكُلُّ ما في العرب مِلْكان بكسر الميم الا مَلْكانَ في جَرْم بن زَبَّانَ فانه بفتحها وكُلُّ ما في العَرَب أَسْلَم بفتح الهمزة واللام الا أَسْلُمَ بن إلْحَافٍ من قُضَاعةَ* غيره* مما سَمَّوْا به الرجالَ صَعْصَعَةُ وعَسْعَس وعَبْعَبٌ ومِهْجَعٌ وهُزَيْعٌ ومِهْزَعٌ وهَوْهَعُ والعَلْهَانُ (١) وعَيْهَمَان ومَخْضَع وقَزَعَةُ وقُزَبْع ومَقْزُوعٌ ومُعَقِّرٌ وعَقَّارٌ وعُقْرَانُ ومَقْرُوعٌ والرُّقَيْعُ اسم رجل من بنى تميم وعِقَالٌ وعُقَيْلٌ وعَقِيلٌ وعِلْقَةُ والعَنْقاءُ ـ مَلِكٌ وعِفَاق وعَفَّاق ومِعْفَاقٌ ومِعْفَقٌ وعُكَاشَة وعَكْشٌ وعُكَيْشٌ ـ كُلُّه من العَكْشِ وعُكَيْزٌ وعاكِزٌ وعُكَيْرٌ ومِعْكَرٌ وعَكَّارٌ وعِرَاكٌ ومُعَارِكٌ ومِعْرَكٌ ومِعْرَاكٌ وكَوْعَرٌ وكَنْعَانُ بنُ سَامِ بنِ نُوح واليه يُنْسَبُ الكَنْعَانِيُّون وكانوا أمَّةً يتكلمون بلغة تُضارِعُ العربية وعُكَيْفٌ ـ اسمٌ وعِكَبٌّ وعُكَابَةُ وبَعْكَكٌ وكَيْعُومٌ ومَشْجَعَة ومُجَاشِعٌ وعَنْجَدٌ وجُدَيْعٌ وأَجْدَعُ وعُجْرةُ وعُجَيْرٌ وأَعْجَرُ وعاجِرٌ ورَجْعٌ ومَرْجَعَة وجُعَيْلٌ وجَعْوَنَةُ وجامِعٌ وجَمَّاعٌ ومُجَمِّعٌ ومَجَّاعٌ وعُرْشان وعُنَيْشٌ ـ مشتق من عَنَشْتُ أى عَطَفْتُ وشُعَيْثٌ وشَفِيعٌ وشَافِعٌ وشُعَيْبٌ وعارِضٌ وعَرِيضٌ ومُعْرِضٌ ومُعْتَرِضٌ وعَوْرِضَة وأَصْعَرُ وصُعَيْرٌ وصَعْرَانُ وصَيْعَرٌ وعاصِمٌ وعُصَيْم وعُصَيْمة ومَعْصُومٌ وعِصَامٌ وعَدَّاسٌ وعُدَيْسٌ وسَعْدٌ وسَعِيدٌ وسُعَيْدٌ ومَسْعُودٌ ومَسْعَدةُ وسِعْرٌ وسُعَيْر ومِسْعَرٌ وسَعْرانُ وعَلَسٌ (٢) وعُلَيْسٌ وسُعْنةُ وسَاعِفَةُ وسَافِع وسُفَيْعٌ ومُسَافِعٌ وعَبَّاسٌ وعابِسٌ وعَبْسٌ وسَبِيعٌ وسُبَيْعٌ وسِبَاعٌ وسُبَيْعةُ ابنُ غَزَال ـ رجلٌ من العرب له حديث وعُسَامةُ وعُمَيْسٌ ومِسْمَعٌ وهو أبو قبيلة يقال لهم المَسَامِعةُ وسُمَيْعٌ وسَمَاعةُ وسِمْعَانُ وعَيْزارَةُ (٣) وعَيْزارٌ وعَزْرةُ وعَيْزَرةُ وعَازِرٌ وعَزْرانُ وزَعْوَرٌ وزُرْعةُ وزُرَيْعٌ وزَرْعانُ وعُزَيْلٌ وزَعْلٌ وزُعَيْلٌ وعَنْزٌ وعِنَازٌ وعَرِيبٌ وعُرَيْبٌ

__________________

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا في ذكره العلهان فيما سموا به الرجال كخطا صاحب القاموس في تحريكه لامه بقوله ومحرّكا فرس أبى مليل الخ والصواب أن العلهان بوزن سكران اسم فرس أبى مليل عبد الله بن الحرث اليربوعى الجاهلى لا اسم رجل بدليل قول جرير يهجو الفرزدق ومحمد بن عمير بن عطارد وبنى مجاشع ويفخر عليهم بفرسان قومه بنى يربوع

لما انهزمت كفى الثغور مشيع

مناغداة جبنت غير جبان

شبت فحرت به عليك ومعقل

وبمالك وبفارس العلهان

وقوله أيضا في نونيته المقيدة الروى

عدوا الفعال وزنوا بالميزان

جيئوا بمثل قعنب والعلهان

أى وبمثل فارس العلهان والاخذ بظاهر لفظ هدا المصراع هو سبب الخطا

(٢) قلت قد أخطأ على بن سيده هنا في عده علس في أسماء الرجال والصواب أن علس اسم امرأة وكانت سوداء وهى أم زهير بن مالك بن عمرو الضبعى المشهور بالمسيب بن علس في أسماء الرجال والصواب أن علس اسم امرأة وكانت سوداء وهي أم زهير بن مالك عمر والضبعي المشهور بالمسبب بن علس

(٣) قلت لقد أخطاء ابن سيد هنا في عده عيزارة في أسماء

وفِزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ وزُعَيْبٌ وزِنْبَاعٌ ـ وهو مشتق من زَوْبَعةِ الرِّياح وهى التى تدور في الارض لا تقصِدُ وَجْهًا واحدا وزاعِمٌ وزُعَيمٌ وماعِزٌ وزُمَيْعٌ وزَمَّاعٌ وزَمْعةُ وعُطَيْرٌ وعَطْرَانُ وعَطَالَةُ وعُلْبَةُ ولَعْوَطٌ وعَطَّافُ وعُطَيْفٌ وطُعْمَةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْعِم وماعِطٌ ومُعَيْطٌ وعُدْثَانُ وعُدَارٌ والادْرَعُ وعَدْنانُ ـ أبو مَعدٍّ ودَافِعٌ ودَفَّاعُ ومُدَافِعٌ وعَبَّودٌ ـ اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل «نامَ نَوْمةَ عَبُّودٍ» وكان رَجُلاً تَماوَتَ على أهلِه وقال انْدُبِينِى لِأَعْلَم كيف تندبينى اذا مت فندبْته فمات على تلك الحال وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعَبَّادٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدَانُ وعَبْدَةُ وعَبَدَةُ ـ كُلُّها مشتق من التذلل الا عُبَادةَ فانه من الانفَةِ ودِعَامَةُ ودِعَامٌ ومَعَدِّىٌّ ومَعْدِىٌّ ومَعْدَانُ ومِعْتَرٌ وعُتَيْرٌ وعَتَّابٌ وعِتْبَانُ ومُعَتِّبٌ وعُتْبةُ وعُتَيْبةُ ومانِعٌ ـ اسم وذو الاذَعْارِ ـ جدُّ تُبَّعٍ وكان سَبَا سَبْيًا من التُّرْكُ فَذُعِرَ الناسُ منهم وعَرَّامٌ وعَوْثَبان والبَعِيثُ وباعِثٌ وعُثْمانُ وعَثَّامٌ وعَثَّامةُ وعَثْمةُ ومَعْرُونٌ وعُرَّانُ وعُفَيْرٌ وعَفَارٌ ويَعْفُورٌ ويَعْفُر ورافِعٌ وفَارِعٌ وفُرَيْعٌ وعَرِيبٌ وعَرَابةُ والبَعَّارُ ـ لَقَبُ رجلٍ معروف ورَبِيعةُ بنُ مالك ـ وهو رَبِيعَةُ الجُوعِ وربيعةُ بنُ حَنْظَلَة ورَبِيعٌ ورُبَيْعٌ ومِرْباعٌ ومِرْبَعٌ وعارِمٌ وعُرَامٌ وعَرْمانُ ـ أبو قبيلة وعَمِيرَةُ ـ أبو بَطْنٍ من العرب والنسب اليه عَمِيرِىٌّ شَادٌّ ويَعْمَرُ وعَمْرَويْهِ وعُمَر وعَمَّارٌ ومَعْمَرٌ وعُمارةُ وعُمَيْرٌ وعُوَيْمِرٌ ورَعْمانُ ورُعَيْمٌ وعُلَيْمِ ـ أبو بطن منهم عُلَيْمُ بنُ جَنَاب الكَلْبىُّ وعَلَّامٌ وأَعْلَمُ وعَبْدُ الاعْلَمِ* قال ابن دريد* ولا أَدْرِى الى أى شئ نُسِبَ ونُفَيْعٌ ونافِعٌ ونَفَّاعٌ وناعِمٌ ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعَمُ ونُعْمِىٌّ ونُعْمانُ ونُعَيْمانٌ وأبو نَعامَةَ قَطَرِىٌّ ومانِعٌ ومَنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأَمْنَعُ وعايِشٌ من تَيْمِ اللَّاتِ وعَيَّاش ومُعَيِّشٌ ومَعِيصٌ وعِيصُو بن اسحق أبو الروم والعَيْرُ اسم رجل (١) كان له وادٍ مُخْصِبٌ وقيل بل كان موضعا خَصيبًا غَيَّره الدهرُ فأَقْفَره فكانت العربُ تَسْتَوْحشُه قال

* ووادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ*

__________________

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا فى قوله والعير اسم رجل والصواب أن اسم الرجل حمار وقد اختلف في نسبه واسم أبيه قال ابن الكلبى انه من بقايا عاد واسم أبيه مُوَيْلِع وقال الشرقى هو حمار بن مالك بن نصر الازدى كان مسلما وكان له واد طوله مسيرة يوم فى عرض أربعة فراسخ لم يكن ببلاد العرب أخصب منه فيه من كل الثمار فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فهلكوا فكفر وقال لا أعبد من فعل هذا ببنى ودعا قومه الى الكفر فمن عصاه قتله فأهلكه الله وأخرب واديه فضربت به العرب المثل في الكفر وفي خلاء الوادى وخرابه وواديه اسمه الجوف فقالت أكفر من ـ

وعَيْلَانُ وقد تقدم أنه اسم لفَرس وعُيَيْنَةُ وعُوقٌ والأَكْوَعُ وعِياضٌ وأبو العَسَى مقصورٌ ووادِعٌ ومَوْدُوع ووَدْعانُ ووَداعٌ ووَدِيعةُ ووادِعَةُ أبو بَطْنٍ من هَمْدانَ وعُوَيْرٌ* وعُورانُ العرب خمسةٌ (١) تميم بن أبُىَّ بن مُقْبِل والرَّاعِى والشَّمَّاخُ بنُ ضِرَارٍ وابنُ أَحْمر وحُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلالِىُّ ومُوَرِّعٌ ووَرِيعةُ اسمانِ ويَعْلَى وعَلِىٌّ وعُلْوانُ ومُعَلَّى والنسب اليه مُعَلَّوِىّ والعَوّالُ وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانَةُ وعَوْفٌ وعُوَيْفٌ والعَوَّامُ وعَزْهَلٌ وعِزْهالٌ وعَبْهَلٌ والهُلَابِعُ ومَخْضَعٌ وبَخْثَعٌ وجَعْثَقٌ ودَعْشَقٌ وعُشَارِقٌ وعَنْشَقٌ وعَبْشَقٌ والقَشْعَمُ ـ اسم ربيعة بن نزارٍ وقَعْضَبٌ رجل كان يعمل الأسِنَّةَ وقَعْطَلٌ وقَرْعَثةُ ـ من التَّقَرْعُثِ وهو التَّجَمُّع وقَرْثَعٌ وعُرْقُوبٌ وقَعْبَلٌ

كتاب المُكَنَّياتِ والمبنَّيات والمثنيات

باب الآباء

اعلم أن أبا اسم محذوف ذهبت لامه لانه لا يكون اسم على حرفين الا وقد ذهب منه حرف وأنت تقف على ذلك من كلام سيبويه في الابنية الدليل على أن أبا فَعَلٌ قولُهم في الجمع آباءٌ وأفعالٌ جمعُ فَعَلٍ بالاغلب ولام هذه الكلمة واو حكى ابن السكيت وغيره أنه يقال أَبَوْتُ الرجلَ ـ اذا كنتَ له أبا ومالَه أبٌ يَأْبُوه ويقال أَبٌ بَيِّنُ الابُوَّة* أبو عبيد* ما كنتَ أبًا ولقد تَأَبَّيْتَ أُبُوَّةً حكى ابن الاعرابى اسْتَئْبِ أبًا واسْتَئِبْ أبًا وهذا شاذ ويقال أيضا تَأَبَّى الرجُلُ أَبًا وقد اختلفوا في الواو من قولهم أَبُوك ونحوه من الاسماء التى يُرَدُّ ما ذهب منها في الاضافة الى المُظْهَر والمضْمَر كقولهم أبو زيد وأبوك وأخُو عَمْرٍو وأخوك فقيل انها دليل الاعراب وقيل انها حرفُ الاعراب المحذوفُ ردَّ في الاضافة وكُرِهَتْ فيه الضمةُ فأسكن وهذا هو الصحيح* قال الفارسى* الدليل على أن الواو في أبيك ونحوه حرفُ الاعراب الذى هو لام الفعل وليس بعلامة الاعراب ولا دِلالَتِه قولُهم امْرُؤُ وابْنُم فأتْبَعُوا ما قبلَ حرفِ الاعراب فكما أن الهمزة في امرؤ والميم فى ابْنُم حرفا اعراب ليسا بدلالتى اعراب كذلك حرفُ اللِّينِ في أخيك ونحوه حرفُ اعراب

__________________

ـ حمار وأخلى من جوف حمار والدليل على ذلك قول الشاعر

ألم تر أن حارثة بن بدر

يصلى وهو أكفر من حمار

وقوله أيضا

وبشؤم البغى والغشم قديما

ما خلا جوف ولم يبق حمار

وقال امرؤ القيس وقد اضطره الورن الى أن جعل العير مكان الحمار

وواد كعوف العسير قفر مضلة

قطعت بسام ساهم الوجه حسان

وبهذا يعلم صحة قولى وبطلان غيره اه

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا حيث قال وعوران العرب خمسة والصواب المروى عن الثقات وعوران قيس خمسة رجال شعراء كلهم من قيس عيلان ثلاثة منهم من بنى عامر بن صعصعة حميد بن ثور وهو صحابى هلالى وتميم بن أبىّ بن مقبل العجلانى وعبيد بن حصين الراعى النميرى وعمرو بن أحمر بن العمرّد الباهلى ومعقل بن ضرار الشماخ الذبيانى الصحابى هذا هو الحق وأما عوران العرب فلن يحصى عددهم الا الله تعالى وكتبه محمد محمود لطف الله به امين

فان قال ان الهمزة ثابتة في كل أحوال الاسم التى هى الاعراب ولا تنقلب الى حرف آخر وليس الحرفُ في أبيك ونحوه كذلك لانها تنقلب ولا يلزم على هذا أن تكون الهمزة مثلَ حرف اللين قيل له اللين في هذا الضرب مثل الهمزة في أنه حرف اعراب وانما يقلب الحرف في أبيك ونحوه وتثبت الهمزة على حالة واحدة والميم في ابنم لوجوب سكون الحرف فى أخيك وبابه بالقياس المطرد وذلك أنه وجب أن تكون متحركة بالحركة التى تستحقها بالاعراب وما قبلها أيضا متحرك وحرف اللين اذا كان كذلك انقلب ولم يثبت وسكن ولم يتحرك فاذا سُكِّن لما ذكرنا مما أَوْجَبَ له السكونَ وَجَبَ أن يتبع ما قبله من الحركة كاتباع سائر حروف العلة المسكنة لما قبلها من الحركات نحوِ ميزانٍ وضِيفَانٍ فالحرف فى أخيك لامٌ مثل الذى في ابْنُمٌ انقلب لما ذكرنا وليس لمن دَفَعَ أن يكونَ ذلك حرفَ علةِ اعرابٍ حُجَّةٌ تَثْبُتُ اذ قد وَجَدْنا امرءًا وابْنَمًا فيهما حرفا اعرابٍ ثابتانِ ولم يَجُزِ الثَّبَاتُ في أخيك ونحوه وغيرُ الانقلاب بالقياس المُطَّرد فقد صَحَّ وجودُ حرفِ اعرابٍ منقلبٍ غير التثنية والجمع ويَدُلُّ أيضا على أن ذلك حرفُ الاعراب وليس بعلامةٍ للاعراب قولُهم فُوك وذُو مالٍ ألا ترى أن قولنا ذُو لا يخلو من أن يكون الحرفُ فيه كما قالوا للاعراب أو حَرْفَ اعراب كما يذهب اليه من يقول بقول سيبويه فلا يجوز أن تكون علامةَ الاعراب دون أن تكونَ حَرْفَه لانه يلزم من ذلك أن يكون الحرفُ يَبْقَى على حرفٍ واحدٍ وذلك غيرُ موجودٍ في شئ من كلامِهم وان قال وليس في شئ من كلامهم اسمٌ على حرفين أحدُهما حرفُ لِينٍ فليس أحدٌ من الفريقين أَسْعَدَ بهذه الحجةِ من الآخر قيل له العلة التى لها لم يجز أن يكون الاسمُ على حرفين أحدُهما حرفُ لين منفية ههنا وهو بقاء الاسم على حرف واحد لسقوط حرف اللين من أجل انقلابه وسكونه ولحاق التنوين ألا ترى أن ذلك مأمون ههنا من أجل الاضافةِ فاذا أفردوا قالوا فَمٌ فأبدلوا الميم من الواو ومن كان عنده أن حرف اللين في أخيك للاعراب وليس بحرف الاعراب يلزمه أن يكون الحرفُ في ذُو أيضا للاعراب دون أن يكون حرفَ الاعراب فاذا كان كذلك فقد حصل الاسم على حرف واحد وذلك فاسد عند الجميع لانه اذا لم يجز أن يكون اسم على حرفين أحدهما حرف لين فأن لا يجوزَ أن يكون على حرف أولى اذ العلة التى لها لم يجز أن يكون على حرفين أحدُهما حرفُ لين مَصِيرُه الى حرف واحد وقد أجمع الجميعُ على أنه اذا رُخّمَ شِيَةٌ على من قال يا حارُ رَدَّ الفاء فقد ثبت بذلك أن

الحرف في فُوكَ وذُو مالٍ حرفُ اعراب واذا كان حرفَ اعراب كان في أخيك أيضا مثلَه واذا سميتَ رجلا قلتَ في جمعه أَبُونَ هذا مذهب سيبويه وأنشد

فَلَمَّا تَبَيَّنَّ أصْوَاتَنا

بَكَيْنَ وفَدَّيْنَنا بالأَبِينَا

وهذا نص قوله اذ قال اذا سميتَ بأبٍ قلتَ في التثنية أَبوَانِ وقلت في الجمع السالم أَبُونَ وفي المُكَسَّرِ آباءٌ وكذلك في أخ وأما أبو عُمر الجَرْمِىُّ فكان لا يُجِيز فيه الجمعَ السالم الا في الضرورة والبيت الذى أنشده سيبويه وفدَّيْنَنا بالابِينَا عنده ضرورة ومذهب سيبويه أن القياسَ هو الابُون وأن نقصانَ الحرف الذاهب من أبٍ ليس يُوجِبُ أن يجتنب في الجمع السالم ذلك الحرفُ لانا نقول في رجل اسمُه يَدٌ ودَمٌ يَدُونَ ودَمُونَ بل عنده أن قولهم أبوانِ وأخَوانِ اتِّباعٌ للعرب لا على القياسِ وهو معنى قوله الا أن تُحْدِثَ العربُ شيئا كما بَنَوْهُ على غير بناء الحرفين يعنى في التثنية وفي بعض النسخ كما ثَنَّوْهُ على غير بناء الحرفين ان شاء الله تعالى* قال* واذا نسبتَ الى أبٍ قلت أَبَوِىٌّ لقولك في التثنية أبوَانِ وذلك أنه عَقَد هذا البابَ بقوله اعلم أن كل ما كان على حرفين والساقطُ منه لامُ الفعلِ وكانت اللامُ الساقطةُ تَرْجِعُ فى التثنية أو في الجمع بالالف والتاء فان النسبة اليه بِرَدِّ الحرفِ الساقطِ لا يجوز غير ذلك فأما ما يرجع في التثنية فكقولك في أبٍ أبَوانِ وفي أخٍ أخَوانِ وأماما يرجع بالالف والتاء فكقولك في سَنَةٍ سَنَوَاتٍ فاذا نَسَبْتَ الى أخ أو أب أو سَنَةٍ قلتَ أَبوِىٌّ وأَخَوِىٌّ وسَنَوِىٌّ لا يجوز غير ذلك وانما يجوز رد الذاهب لاننا رأينا النسبة قد تَرُدُّ الذاهبَ الذى لا يعود في التثنية كقولك في يَدٍ يَدَوِىٌّ وفي دَمٍ دَمَوِىٌّ وأنت تريد يَدانِ ودَمانِ فلما قَوِيَتِ النسبةُ على رَدِّ ما لا ترده التثنيةُ صارت أقوى من التثنية في باب الرَّدِّ* غير واحد* هى الامُّ والجمع الامَّاتُ والامَّهاتُ ولذلك قال سيبويه اذا سميتَ امرأةً بأُمٍّ ثم جَمَعْتَ جاز أُمَّهاتٌ وأُمَّاتٌ لان العرب قد جَمَعَتْها على هذين الوجهين قال الشاعر (١)

كانَتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ

أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلَا

ولو سميتَ به رجلا لقلتَ امُّونَ وان كَسَّرْتَه فالقياس أن تقول إِمَامٌ* غيره* أُمَّهَةٌ وأُمَّةٌ وأنشد

تَقَبَّلْتَها (٢) من أُمَّةٍ لَك طَالَما

تُنُوزِعَ في الاسْواقِ عنها خِمَارُها

وأنشد

* أُمَّهَتِى خِنْدِفُ والْيَاسُ أَبِى*

__________________

(١) قوله قال الشاعر هو الراعى يصف ابلا ونجائب مرفوعة في الاصل والصحاح قال ابن برى صواب انشاده نجائب منذر بالنصب والتقدير كانت أمهاتهن نجائب منذر وكان طرقهن أى فحلهن فحيلا أى منجبا نقله فى اللسان اه مصححه

(٢) يروى تقيلتها بالياء المثناة اه

* ابن دريد* الامُّ لغةٌ في الأُمِّ ويقال ما كُنْتِ أُمًّا ولقد أَمِمْتِ وأَمَمْتِ أُمُومَةً ومَالَهُ أُمٌّ تَؤُمُّه وتَئِمُّه وحكى اسْتَئِمَّ أُمًّا وتَأمَّمْ أُمًّا وحكى اسْتَأَمَّ الرجلُ ـ اتَّخَذَ أُمًّا ولم أسمع هذا في النَّسَبِ الا في شئ حكاه أبو عبيد قال اسْتَعَمَّ الرجلُ اذا اتَّخَذَ عَمًّا وتَعَمَّمْتُ الرجلَ دَعَوْتُه عَمًّا وأما وَيْلُ امِّهِ فقد قدَّمْتُ ذكره عند ذكر الوَيْلِمَّةِ في باب الشدّة والدهاء فأما قولهم فى النداء يا أُمَّةِ ويا أَبةِ فقال سيبويه سألت الخليل عن قولهم يا أُمَّةِ ويا أَبةِ لا تَفْعَل ويا أَبَتاهُ ويا أُمتاه فزعم الخليل أن هذه الهاء مثل الهاء في عمة وخالة وزعم الخليل أنه سمع من العرب من يقول يا أُمَّةُ لا تفعلى ويدلك على أن الهاء بمنزلة الهاء في عمة وخالة أنك تقول فى الوقف يا أُمّهْ ويا أبَهْ كما تقول يا عَمَّهْ ويا خالَهْ وتقول يا أُمَّتَاهُ كما تقولُ يا خالَتاه وانما يُلْزِمُون هذه الهاءَ في النداء اذا أَضَفْتَ الى نَفْسِك خاصة كانهم جعلوها عوضا من حذف الياء وأرادوا أن لا يُخِلُّوا بالاسْم حين اجتمع فيه حذف الياء وأنهم لا يكادون يقولون يا أباهْ ويا أُمَّاهْ وصار هذا محتملا عندهم لما يدخل النداء من التغيير والحذف فأرادوا أن يُعَوِّضُوا هذين الحرفين كما قالوا أَيْنُقٌ لما حذفوا العين جعلوا الياء عوضا فلما ألحقوا الهاء في أَبَهْ وأُمَّهْ صَيْرُوها بمنزلة الهاء التى تلزم الاسمَ في كل موضع نحو عَمَّهْ وحالهْ واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختص النداء بيا أيُّها الرجلُ ولا يكون هذا في غير النداء لانهم لما جعلوا ها فيها بمنزلة يا وأكَّدُوا بها التنبيه لم يَجُزْ لهم أن يسكتوا على أىّ ولزمه التفسير قال سيبويه قلت فلم دخلتِ الهاءُ في الأَبِ وهو مذكر قال قد يكون الشئ المذكر يوصف بالمؤنث ويكون الشئ المؤنث يوصف بالمذكر قال وقد يكون الشئ المؤنث له الاسم المذكر ويكون الشئ المذكر له الاسم المؤنث فمن ذلك رجل رَبْعةٌ وغُلَامٌ يَفَعَةٌ فهذه الصفات والاسماءُ قولُهم ثلاثُ أنفسٍ وثلاثةُ أنفسٍ وقولُهم ما رأيتُ عَيْنًا يعنى عَيْنَ القوم وكأنَّ أَبَهْ اسمٌ مؤنث يقع لمذكر لانهما والدان كما تقع العين للمذكر والمؤنث لانهما شخصان فكأنهم انما قالوا أبَوانِ لانهم جمعوا بين أبٍ وأَبةٍ الا أنه لا يكون مستعملا الا في النداء اذا عَيَّنْتَ المذكر واستغنوا بالامَّ في المؤنث عن أَبةٍ وكان ذلك عندهم في الاصل على هذا فمن ثم جاؤا عليه بالابَوَيْنِ وجعلوه في غير النداء أبًا بمنزلة والد وكأن مؤنثه أَبَةٌ كما أن مؤنث الوالد والدةٌ ومن ذلك قولُهم أيضا للمؤنث هذه امرأةٌ عَدْلٌ ومن الاسماء فرَسٌ وما أشبه ذلك وحدثنا يونس أن بعض العرب يقول يا أُمَّ لا تَفْعَلِى جَعَلوا هذه الهاء بمنزلة

هاء طلحةَ اذ قالوا يا طَلْحَ أَقْبِلْ لانهم رَأَوْها متحركةً بمنزلةِ هاء طلحةَ فحذفوها ولا يجوز ذلك في غير الأم من المضاف وانما جازت هذه الاشياءُ في الام والاب لكثرتهما في النداء كما قالو يا صاح في هذا الاسم وليس كلُّ شئ يَكْثُر في كلامهم يغير عن الاصل لأنه ليس بالقياس عندهم فكَرِهُوا تركَ الاصل* قال أبو القاسم على بن حمزة الكوفى* ان كان صح قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي «يا عَلِيُّ أنا وأنتَ أَبَوا هذه الامَّة» فمعناه أنا وأنت القائمان بأمر هذه الامة لان العرب تقول لكل من قامَ بشئ وتكفل به هو أبو كذا وكذا وربما قالوا أُمُّ كذا وربما قالوا ابْنُ كذا وسأُوسِعُك من قولهم ما يَدُلُّكَ على صحة قولنا ان شاء الله تعالى قال تميم بن مُقْبِل يرثى عثمانَ بنَ عَفَّان

وملْجَأ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بهِ الحَيَا

اذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الامُّ والابُ

المَهْرُوء ـ الذى قد أَنْضَجَهُ البَرْدُ هَرَأَه يَهْرَأُه هَرْءًا وليس هذا كقول الذى هجا باهلةَ فقال

قَوْمٌ قُتَيْبَةُ أُمُّهُمْ وأَبُوهُمُ

لو لا قُتَيْبةُ أَصْبَحُوا في مَجْهَلِ

وانما أراد لُؤْمَ أصلِ باهلةَ وخِسَّةَ فَرْعِها وأنها لا فَخْرَ لها سوى قُتَيبة وأنها متى سُئلت عن مَفْخَرٍ لم تأتِ الا بقُتَيْبة وقال الحُطيَئةُ لعمر بن الخطاب رضى الله عنه

أُمٌّ بُعِثْتَ لنا وماتَتْ أُمُّنَا

من قَبْلِ عادٍ حين ماتَ التُّبَّعُ

وأنشد ابن الاعرابى

أبا نِزارٍ كَرْمَ ما أَتَيْتا

يا مَعْنُ قد شَفَيْتَ واشْتَقَيْتَا

رَفَعْتَ بَيْتًا ووَضَعْتَ بَيْتا

عَلَّمْتَ أَهْلَ حَضْرَمَوْتَ المَوْتَا

قال وانما مَدَحَ مَعْنًا بهذا الشعر وكان مَعْنٌ يُكْنَى أبا الوليد فأراد انك تَكْفِى نِزَارًا أَمْرَها فأنتَ لها كالاب وهذا قريب المعنى من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نِعْمَتِ العَمَّةُ لكُم النَّخْلَةُ» وقال أبو عبيدة رُئِى فارسٌ يومَ الكُلَابِ من بنى الحارث يَشُدُّ على الناس فَيردُّهم ويقول أنا أبو شَدَّاد فاذا كَرُّوا عليه رَدَّهم وقال أنا أبو رَدَّادٍ وهذا كقول الراجز وذكر غَنَمًا

وجَفْرة تُدَارِكُ التَّحَوُّبَا

تَتَّخِذُ الرِّمْثةَ أُمًّا وأَبا

وهذا معنى قول المسيح عيسى بن مريم عليهما‌السلام وكان في يده اليمنى ماء وفي يده اليسرى

خُبْزٌ هذا أبى وهذا أمى فجعل الماء أبا وجعل الطعام أما لان الماء من الارض يقوم مقام النُّطْفةِ من المرأة هذه تُنْبِتُ عن هذا وهذه تَحْبَلُ عن هذا وقال نَهارُ بْنُ تَوْسِعةَ*

أَبِى الاسلامُ لا أبَ لىِ سِواهُ

اذا افْتَخَرُوا بقَيْسٍ أو تَمِيمِ

وتقول للمُضِيفِ لَكَ أبو مَثْوَاىَ ـ أى القائم بى والسائِسُ لِآمْرِى ونحوُ هذا كثير من العموم فأما من الخصوص فزعم أبو سعيد السيرافى أن أبا نُخَيْلَةُ ولِدَ عند أصلِ نَخْلةٍ فسمى أبا نُخَيْلَة وكنى أبا الجُنَيْدِ وقال الراجز

أُحِبُّ امَّ العَمْرِ حُبًّا صَادِقا

حُبَّ أَبِى جُوَالِقٍ جُوَالِقَا

يريد المَيَّارَ والجُوالِقُ الذى يُمْتَارُ فيه فَجَعله أباه وكَنَى الهُذَلِىُّ الثَّوْرَ أبا الْعِجْلِ فقال

أَواقِدُ لا آلُوكَ الَّا مُهَنَّدًا

وجِلْدَ أبِى العِجْلِ الشَّدِيدِ القَبائِلِ

ويروى * جِلْدَ أبِى عِجْلٍ شَدِيدِ القَبَائِل* يعنى تُرْسًا عُمِلَ من جِلْدِ ثَوْرٍ مُسِنٍّ شديدِ قَبائلِ الرأسِ وقال أبو النَّجْم

يُعثرْنَ أَسْرابَ القَطَا البُيَّاضِ

عن كُلٍّ أُدِّحِىٍّ أَبِى مَقَاضِ

أى فَرَّخَتْ فيه مِرَارا فهذا كقوله ذو مَقَاضٍ أى موضع قَيْضِ وعلى هذا المذهب دَعَوْا العباسَ بْنَ عَلِىٍّ أبا قِرْبةَ وسَمَّوْه السَّقَّاءَ لَاخْذِه القِرْبةَ حين عَطِشَ الحُسَيْنُ عليه‌السلام وتَوَجُّهِهِ الى الفُراتِ واتَّبَعَهُ اخْوَتُه لِامّهِ بنو علىٍّ عُثمانُ وجَعْفَرٌ وعبدُ الله فقُتِلَ إخْوَتُه قَبْلَه وجاء بالقِرْبةِ يَحْمِلُها الى الحُسَيْنِ فشَرِبَ منها ثم قُتِل العباسُ بعدُ وعَلى هذا المذهب دُعِىَ علىُّ بنُ أبى طالب صلواتُ اللهِ عليه بأبى تُرابٍ وذلك لان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم رآه راقِدًا في التراب فناداه يا أبا تُرابٍ وقد ذهب قومٌ الى أنه كُنِىَ أبا تُراب على المعنى الاول والله ورسوله أعلم وعلى هذا المذهب كَنَى رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنَسًا أبا حَمْزةَ والحَمْزةُ بَقْلَةٌ كان أَنَسٌ يُكْثِرُ جَنْيَها فكناه عليه‌السلام بها قال وعلى هذا كَنَوْا أبا الحَكَمِ بْنَ هِشَامٍ بأبى جَهْلٍ وقال تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) وهذا كقوله (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) والله أعلم وكُنْيَةُ أَبى لَهَب أبو عُتْبةَ وقد جاء في شِعرِ أخيه أبى طالب أبو عُتْبةَ وأبو مُعَتِّبٍ وقال أبو اليَقْظانِ كان يقال لعبدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوانَ أبو الذُّبابِ لشدَّةِ بَخَرِه يُريدُونَ أن الذُّبابَ يَسْقُط اذا قارَبَ فاه وقال غيره هو أبو الذِّبَّانِ وأنشد لثابت ابن كَعْبٍ العَتَكىِ

لَعَلِّىَ إنْ مالَتْ بِىَ الرِّيحُ مَيْلةً

على ابْنِ أَبِى الذِّبَّانِ أنْ يَتَنَدَّما

أَمَسْلَمَ إن تَقْدِرْ عَلَيْكَ رِماحُنَا

نُذِقْكَ بها سَمَّ الاسَاوِدِ مَسْلَما

يعنى مَسْلَمةَ بنَ عبدِ المَلِكِ قال الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وكان عَمْرُو بنُ الوليد بنِ عُقْبَة بن أبِى مُعَيْطٍ أَبَانَ يُعْرَفُ بابِى قَطِيفةَ لكثرة شَعرِه وقد تقدم من هذا الثانى ما فيه الكفاية ونأتى الآن بما أردنا ذكره من الآباء

باب الآباء

قال أبو رِياشٍ* أبو دِثَارٍ ـ الكِلَّةُ وأنشد

لَنِعْمَ البيتُ بيتُ أبى دِثَارٍ

اذا ما خافَ بعضُ القومِ بَعْضًا

يريد الكِلَّة والبعضُ الثانى من قَرْص البَعُوضِ يقال بُعِضْتُ بَعْضًا ـ اذا قَرَصَهُ البَعُوضُ فأراد لنعم البيتُ الكِلَّةُ اذا كان البَعُوضُ مَخُوفًا والبَعُوضُ البَقُّ الواحدةُ بَعُوضةٌ وقد قَدَّمتُ قولَهم أرضٌ مَبْعَضةٌ ومَبَقَّة للكثيرة البَعُوض والبَقِّ وأبو قُبَيْسٍ جبلٌ بمكة معروفٌ وقد جَعَلَ الكُمَيْتُ أبا قُبَيْسٍ أبا قابُوسٍ فقال

بسَفْحِ أبِى قابُوسَ يَنْدُبْنَ هالِكًا

يُخَفِّضُ ذاتَ الوُلْدِ منها رَقُوبُها

وقال ابن دريد قد احتاجوا في الشعر حتى قالوا أبو قُبَيْسٍ يُرِيدُونَ أبا قَابوسٍ وأنشد للنابغة يهجو يزيد بن عمرو بن خُوَيْلِد بنِ الصَّعِق

فانْ يَقْدِرْ عليكَ أَبُو قُبَيْسٍ

يَحُطُّ بكَ المَعِيشةَ في هَوانِ

ويروى يَمُطُّ فيحُطُّ يَحْطُطْ ويَمُطُّ يَمُدُّ ورواه الاصمعى يَمَطُّ بفتح الميم والطاء قال وأراد بابى قُبَيْس أبا قابوس وهو النعمان بن المنذر وأبو قُدامةَ ـ جَبَل يُشْرِفُ على المُعَرَّفِ وقال اليزيدىُّ يقال داهيةٌ خِنْثِرٌ وخَنَاثِيرُ وأبو خَنَاثِيرَ وقال غيره أبو خَنَاسِيرَ قال الشاعر

أنا لِمَنْ أَنْكَرَ أو تَأَمَّلَا

أبو خَنَاسِيرَ أقُودُ الجَمَلا

يقال ما اسْتَتَر من قَادَ جَمَلاً أى أنه بارزٌ مُصْحِرٌ كما قال أنا ابنُ جَلَا* ابن السكيت* الخَنَاسِيرُ الهَلَاكُ وأنشد

مَتَى ما نُتِجْنا أَرْبَعًا عَام كُفْأَةٍ

بَغَاها خَناسِيرًا فأهْلَكَ أَرْبَعَا

وقال في كتاب المَكْنِىِّ أبو عَمْرَةَ ـ الجُوعُ وأنشد

إنَّ أبا عَمْرَةَ شَرُّ جارِ

يَجُرُّنِى بالليلِ والنَّهارِ

جَرَّ الذِّئَابِ جِيفَةَ الحِمَارِ

حَرَّقَه اللهُ بِحَرِّ النَّارِ

وقد قيل أبو عَمْرة ـ الفَقْرُ وهو الصحيحُ لقول الشاعر

انَّ أبا عَمْرةَ قد زَارنِى

فَشَقَّ سِرْبالىِ وشَقَّ الرِّدَا

* وقال الاحْوَلُ* أبو مالِكٍ ـ السَّغَبُ وهو الهَقَمُ وشِدَّةُ الجُوع وقيل

أَبَا مالِكٍ إنَّ الغَوانِى هَجَرْنَنِى

أبا مالِكٍ انِّى أَظُنُّكَ دَائِبَا

وقد قيل هو الكِبَرُ وأنشد

بِئْسَ قَرِينَا اليَفَنِ الهَالِكِ

أُمُّ عُبَيْدٍ وأبو مالِكِ

وقال المُفَجَّعُ عن أحمد بن يحيى في هذا البيت ان أبا مالكٍ الجُوعُ وأنشد

* أبُو مالِكٍ يَنْتابُنَا بالظَّهَائِر*

وسَترى أُمَّ عُبَيْدٍ في باب الامَّهاتِ ان شاء الله وأبو جَابِرٍ ـ الخُبْزُ ويقال له أيضا جابِرُ ابن حَبَّةَ معرفةٌ لا ينصرف أعنى حَبَّةَ وأبو سَعْدٍ ـ الهَرَمُ ويقال «أَخَذَ رُمَيْحَ أبِى سَعْدٍ» وقيل أبو سَعْد ـ لُقْمانُ الحكيم وقيل هو أَحَدُ وَفْدِ عادٍ رُمَيْحُه هنا عَصَاهُ* قال أبو سعيد السيرافى* يقال للشيخ الكبير مَشَى على العصا أو لم يمش أَخَذَ رُمَيْحَ أبِى سَعْدٍ ورَقَعَ الشَّنَّ وهادِيهِ العَصَا وقد قادَ العَنْزَ وشَرْحُ ذلك كله قد تقدم في باب السِّنِّ والكِبَر قال الشاعر

* وأَنْتَ كَبِيرٌ تَرْقَعُ الشَّنَّ عُنْجُشُ*

قال السيرافى أما قولُهم رَقَعَ الشَّنَّ فمعناه أنه ضَعُفَ عن التَّصَرُّفِ ولَزِمَ البيتَ فهو يَرْقَعُ الشِّنَانَ ويُصْلِحُ ما أَمْكَنَهُ إصلاحُه من مَتاع البيتِ وقولُهم قادَ العَنْزَ ـ معناه أنه ضَعُفَ عن قَوْد الخيل وسَوْقِ الابِل فقادَ العَنْزَ وتَشاغَلَ بها وأبو جَعْدَةَ ـ الذِّئْبُ معرفةٌ وهو أبو عَسْلةَ وأَبُو مَذْقةَ وقال بعضهم انما سمى أبا عَسْلَة من العَسَلَانِ وهو الخَبَبُ* وقال ابن الاعرابى* انما قيل للذئب أبو مَدْقةَ لان لَوْنَهُ كَلَوْنِ المَذْقِ يقال أتانا بمَذّقةٍ كانها قُرُبُ الذّئْبِ واذا مُذِقَ اللَّبَنُ اخْضَرَّ فكانَ كاقْرابِ أبى مَذْقةَ يعنى الذئب قال الراجز

يُباشِرُ المِعْزَى اذا جاءتْ تَئِطُّ

يَمْسَحُ أُدْنَيْهِ وطَوْرًا يَمْتَخِطْ

فى لَبَنٍ خَثُرَ منها أَوْ أَقِطْ

حتى اذا كادَ الظَّلامُ يَخْتَلِطْ

* جَاؤُا بضَيْحٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطُّ*

الضَّيْحُ والضَّيَاحُ ـ اللَّبَنُ الكثيرُ الماء وأبو جَعَادَةَ أيضا الذِّئبُ قال الشاعر

فقلتُ له أبا جَعَادةَ انْ تَمُتْ

يَمُتْ سَيِّئُ الاخْلَاقِ لا يُتَقَبّلُ

وأبو جَعْدةَ أيضا ضَرْبٌ من الدَّبْرِ وكذلك أبو تُرابةَ وأبو ذُؤالةَ ـ الذِّئْبُ وذُؤَالةُ اسْمُه مأخوذٌ من الذَّأَلَانِ ـ وهو المشىُ الخفيفُ وقد ذَأَل يَذْأَلُ قال الشاعر

لِى كُلَّ يومٍ منْ ذُؤالَهْ

ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبَالَهْ

وقد أبنت ذلك في كتاب الذئاب وأبو قَيْسٍ ـ كنيةُ القِرْدِ وذكر أن يزيدَ بن معاويةَ كانَ له قِرْد يَلْعَبُ به فلامه الناسُ على اتخاذه فأَمَر به فشُدَّ على أَتانٍ وَحْشِيَّةِ ثم أُطْلِقتْ وأَمَرَ أن تَطْلُبَه الخيلُ فركض الخيل وتَنادَتِ الفُرْسانُ في طَلَبه وقال يزيد

تَمَسَّكْ أبا قَيْسٍ عَلَى أَرْحَبِيَّةٍ

فليسَ عَلَيْنَا انْ هَلَكَتْ ضَمَانُ

فقلتُ مَنِ الشخصُ الذى سَبَقَتْ بِه

جِيَادَ أميرِ المؤمِنينَ أَتانُ

فَنَجَا ولم يُدْرَكْ وأهل اليمن يَدْعُونَ الدُّبْسِىَّ أبا قَيْسٍ والثعلب يكنى أبا الحُصَيْنِ وأبا الحِصْنِ وأبا الحِنْبِصِ وأبا الهِجْرِسِ وقد كَنَّوُا الرجلَ أبَا الهِجْرسِ وقد تقدم أن الهِجْرِسَ الثعلبُ قال الراجز

* فَهِجْرِسٌ مَسْكَنُه الفَذَافِدُ*

والضَّبُّ يُكَنَّى أبا الحِسْلِ وأبا الحُسَيْلِ والحِسْلُ ـ وَلَدُ الضَّبِّ وقد قَدَّمْتُ وَجْهَ الاختلاف فى أسنان أولاد الضِّبَابِ وأسمائِها والشَّرْخُ ـ نِتاجُ المالِ في العامِ مَرَّةً والفَحْلُ أبو شَرْخَيْنِ (١) اذا ضَرَبَ في النُّوقِ مَرَّتَيْنِ قال الشاعر

سِبَحْلاً أبا شَرْخَيْنِ أحْيَا بَناتِه

مَقالِيتُها فَهْىَ اللُّبابُ الحَبَائِسُ

* ابن السكيت* يقال للَابْيَضِ أبو الجَونِ وللَاسْوَدِ أبو البَيْضاء والجَوْنُ من الأَضْداد وسيأتى ذكرُه في صِنْفِ الاضَّداد من هذا الكتاب والنَّمِرُ يكنى أبا الجَوْنِ لما فيه من السَّواد قال الشاعر يذكر نَمِرًا أَلِفَهُ في سفره وكان يَرِدُ معه ويأْوِى حيثُ يَأْوِى فقال

ولِى صاحِبٌ في الْغَارِ هَدَّكَ صاحِبا

أبو الجَوْنِ الا أنه لا يُعَلَّلُ

وقال بعضُ أهل العربية يقال للرَّبِيلِ حَفْصٌ ولِوَلَدِ الاسَدِ حَفْصٌ والاسدُ يكنى أبا حَفْصٍ وأبو البَطِينِ ـ فَرَسٌ من خيل العرب دُعِىَ بذلك لانه كان بَطِينًا وليس بأبى البَطِينِ الفَرَسِ

__________________

(١) قلت لقد أخبر على بن سيده في تفسيره أبا شرخين بغير الحق الواقع في نفس الامر بقوله والفحل أبو شرخين اذا ضرب في النوق مرتين والصواب وهو الحق اليقين أن معنى أبى شرخين أبو نتاجين لان الشرخين نتاجان نتجافى عامين تباعا ولان الفحل قد يضرب في النوق مرارا ولا ينتج له وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

المعروف وأبو الحارثِ ـ الاسَدُ وأبو عُثْمانَ الثُّعْبانُ يقال لفرخِ الثُّعْبانِ وفَرْخِ الحُبَاوَى عثمانُ ولهذا سمى الرجل عثمان وقيل بل هو من العَثْمِ في الجَبْر والقولُ هو الاوّل ويقال للمُضَعَّفِ ـ أبو لَيْلَى يراد أنه أبو امرأة ولذلك قالوا لخالد بن يزيد بن معاوية أبو ليلى أرادوا أنه أحمق (١) * قال الاخفش* الذى صح عندى أنه معاوية بن يزيد كُنِىَ أبا ليلى* وقال المدائنى* ان القُرَشِىَّ اذا كان ضعيفا قيل له أبو لَيلَى وأبو دَغْفاءَ ـ المُحَمَّقُ وقد شرحتُ معناه وقد قيل أبو ليلى كنيةُ ذَكر الانسان وقد كَناه المُفَجَّعُ أبا لُبَيْنٍ وقال

فلما غابَ فيه رفعتُ رأسِى

أُنادِى يالِثَاراتِ الحُسَيْنِ

ونادَتْ غُلْمَتِى يا خَيْلَ رَبّى

أَمامَك وابْشِرِى بالجَنَّتَيْنِ

وأَفْزَعَهُ تَجاسُرُنا فأَقْعَى

وقَدْ أَثْفَرْتُه بِأَبِى لُبَينْ

وأبو عُمَيْرٍ ـ كنية العُجارِم* قال أبو زياد* فى بعض كتبة معبرا عن البَظْرِ ويَسْلُكُ أبو العُمَيْرِ تحتَ مَقْطَعِه حيثما قُطِعَ* صاحب العين* الحمار يُكْنَى أبا العُمَيْر وأبو أَدْراصٍ ـ المُحَمَّقُ والدِّرْصُ وَلَدُ الفأر فكأنهم قالوا له أبو فأر وقيل أبو أَدْراسٍ بالسين اسم للفَرْج وهو مأخوذ من الدَّرْسِ وهو الحيض قال الشاعر

اللَّاتِ كالبَيْضِ لَمَّا تَعْدُ أن دَرَسَتْ

صُفْرُ الانامِلِ من قَرْعِ القَوارِير

وتَيْسُ بَنِى حِمَّانَ يُكْنَى أبا مَرْزوق وأبو قيس ـ مِكْيالٌ صغير وقيل هو الذَّكَر وقد رُدَّ على ابن دريد وقيل هو تصحيف والقول قول ابن دريد لان القَيْسَ الشِّدَّةُ وقد تقدم أن أبا قَيْسٍ القِرْدُ وأبو عاطفٍ ـ مِكْيال لهم يكون نِصْفَ وَيْبةٍ وقد قيل أبو قَيْسٍ ـ المِرْداسُ الذى يُرْدَس به في البئر ليُعْلَمَ أفيها ماءٌ أم لا حكاها الشَّيْبانِىُّ وأبو زَنَّةَ ـ ضَرْبٌ من القِرَدةِ وهى مولدة أَظُنُّ وأبو جُخَادِباءَ وأبو حُباحِبٍ وأبو ضَوْطَرَةَ ـ سَبٌّ يُسَبُّ به الرجلُ وقد تقدم أبو جُخادِباءَ وأبو الحُباحِبٍ من الاحْناش وأبو صَبْرةَ وأبو صُبَيْرةَ ـ طائر أحمرُ البطنِ أسودُ لرأسِ والجَناحَيْنِ والذَّنَبِ وسائرُه أَحْمَرُ بلونِ الصَّبِر وأبو دُخْنَةَ ـ طائرٌ يشبه لونُه لونَ القُنْبُرة وأبو حَذَرٍ ـ الحِرْباءُ وأبو ذَرَحْرَحٍ وأبو رِياحٍ ـ طائرٌ قد قدمت تَحْليتَه وأبو ذُرَحْرِحَةَ معرفةُ لا ينصرف ـ طائر أيضا وأبو خَدْرةَ ـ طائِرٌ وأبو بَراقِشَ ـ طائرٌ يكونُ في العِضاهِ أَبْرَقُ لونُه سَوادٌ وبَيَاضٌ وقد حَلَّيْتُه أيضا في كاب الطير

__________________

(١) قلت لقد أخبر علىّ بن سيده بغير الحق الواقع في نفس الامر في قوله قالوا لخالد بن يزيد ابن معوية أبو ليلى أرادوا أنه أحمق والصواب الذى صح عند الأخفش وغيره أن معوية بن يزيد هو أبو ليلى بدليل قول مروان ابن الحكم

انى أرى فتنة تغلى مراجلها

والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا

لان معوية بن يزيد هو الذى ولى الخلافة والملك ثم تركهما وخالد لم يلهما ساعة واحدة ويكفى خالد بن يزيد من الثناء الجميل قول عمر بن عبد العزيز فيه ما ولد أمية بن عبد شمس مثل خالد ابن يزيد ولا أستثنى عثمان وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به آمين

بأكثر من هذا وأبو عوْفٍ ـ الطُّحَنُ حكاها الشَّيْبانى وقال أبو حاتم أبو عُوَيْفٍ ـ ضَرْبٌ من الجِعْلانِ وأبو سَلْمانَ أعظمُ الجِعْلانِ وقيل هو الوَزَغَةُ* وقال الكراع* يقال للجُعَلِ أبو جَعْران بفتح الجيم ويقال للجُعَلِ أبو وَجْرةَ بلغة طَيِّئٍ* ابن الاعرابى* أبو الحِدَّةِ ـ كنية الجَهْل وأبو كَيْسانَ ـ كنية الغَدْر وأبو سَرِيعٍ ـ كنيةُ العَرْفَجِ لسُرْعة الْتِهابهِ وكنيةُ الشيطان ـ أبو لُبَيْنَى وقيل هى كنية شيطانِ الفَرَزْدقِ فقط والمُخَنَّثُ يكنى أبا المُثنَّى وكَنَى الفرزدقُ ابنَ هُبَيْرة أبا المثنى لانه كان به تَكَسُّر فقال

تَبَنَّكَ بالعِراقِ أبو المُثَنَّى

وعَلَّم قَوْمَهُ أَكْلَ الخَبِيصِ

وما أشدَّ مطابقةَ هذه الكنية للمخنث لان الانخناث هو التثنى والتكسر ولذلك قال أبو عبيد في مصنفه أطْراقُ القِرْبةِ أثْناؤُها اذا انْخَنَثَتْ وتَكَسَّرَتْ واحدها طَرَقٌ والانْخِناثُ ـ التَّكَسُّر وقال بعضهم أبو السِّبِّ ـ المأبونُ وقد قيل في قوله

وأَشْهَدَ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثيرةً

يَحُبُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا

أنه عَنَى اسْتَهُ كان يُزَعْفِرُها وزَعَمُوا أنه كانَ مَأبُونا وهكذا حكى قُطْربٌ في كتاب الاشتقاق وأَبُو الخامُوشِ ـ الدَّهْرُ المُسْكِتُ وقيل هو الفقر وقيل هو الجُوعُ وقال رؤبة

* أَقْحَمَنِى جَارُ أَبِى الخَامُوشِ*

وأبو المُعَافَى ـ الخِنْزِير بلغة عَرَب الجزيرة وجَبَلٌ أيضا يُكَنَّى أبا المُعَافَى وأبو خُنَيْسٍ الجِرِّىُّ وأبو حُدَيْجٍ ـ اللَّقْلَقُ وأبو عَرَّام ـ كَثِيبُ رَمْلٍ بالجِفَارِ وأبو رِيَاحٍ ـ صَنَمُ نُحاسٍ على قُبَّة قِبْلةِ جامِعِ حِمْص وأبو رِيَاحٍ أيضا ـ ضَرْبٌ من هيئةِ النكاح وقيل هو أن يجلسَ الرجل ويُقْعِدَ المرأةَ على هَنِنه ويَرُدَّ ظهْرَها اليه وأبو قُشُورٍ ـ التِّمْساحُ وأبو عُرُوقٍ ـ موضعٌ وقد كُنِىَ الأَعْشَى أبا بَصِيرِ على القَلْبِ وقيل تَفاؤُلاً كما كَنَوْا مَلَكَ الموتِ أبا يَحْيَى وقالوا للغُرابِ أَعْوَرُ كقولهم للاعْشَى أبو بَصِيرٍ وان كان المُرَادانِ مختلفين وتقول بَأْبَأ فلانٌ فُلانًا اذا قال له بأَبِى أنتَ قال الراجز

* وأن يُبَأْبَأْنَ وأَنْ يُفَدَّيْن*

ومن شاذِّ هذا الباب أبو خالدٍ ـ الكَلْبُ وأبو مَرْيَمَ ـ صَيَّادُ السَّمك ويكنى أبا الحُسَيْنِ وأبا عَبايَةَ وأبا اسحقَ وأبا مَوْدُودٍ وأبا البَلَايا ويُدْعَى الخُراسانِىُّ أبا ذُلَيْعٍ لان الذَّلَعَ يَعْتَرِى

كثيرا منهم والذَّلَعُ في الناس مثلُ الهَدَلِ في الابل وهو اسْتِرْخاءٌ في الشَّفةَ وأبو صوفة ـ ضَرْبٌ من خَشَاشِ الارضِ على شَكْل الخُنْفُساءِ قد وَصَفْتُها في كتاب الهَوامِّ وضَرْبٌ من العِقِّيرِ يستعمل للباءَةِ يكنى أبا زَيْدانَ والسُّلَحْفاةُ تكنَى أبا فَكْرُون وأبو مَيْمُون ـ عِقِيرٌ يستعمل للشَّحم يقال عِقِّير وعَقَّار وأبو مَرِينَا وأبو مَرِينٍ ـ ضَرْبٌ من دوابِّ البحر قال بعضُ حكماء العِرَاق أخبرنى جماعةٌ من أهل صَقَلّيَّةَ أنَّ حِذَاءَه يُشْبِهُ السِّبْتَ وأنه باقٍ بَقاءً طويلا وأنهم يستعملونه بجزيرتهم ويكثر صيدُه ببحرهم وأن لحمه من شاء أَكَلَه ومن شاء عابه وبَصقَلِّيَّةَ جَبَلٌ يُدْعَى أبا ناجِيَةَ* غيره* يُكْنَى الثَّوْرُ المُنْكَرُ القَرْنَيْنِ والفِيلُ أَبَوَىْ مُزَاحِمٍ

باب الامهات

* ابن السكيت والأحول* أُمُّ الكتابِ ـ الحمدُ وهى فاتحةُ الكتاب لانه يبدأ بها في المصاحف قبل سائر القرآن ويبدأ بقراءتها قبل كل سورة وهى السبعُ المَثانى* وقال غيرهما* أُمُّ الكتاب ـ عِلْم الكتاب قال الله تبارك وتعالى (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) وحكى عن أبى عبيدة أنه قال أُمُّ الكتابِ الكتابُ كُلُّه وذلك معنى قوله والله أعلم (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا) وقيل أُمُّ الكتابِ ـ المُحْكَمُ من آيِهِ واحتج بقوله عزوجل (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) وقد قيل في أم الكتاب انه اللوحُ المحفوظُ وهذا أشبه الاقوال والعرب تقول أصلُ كل شئ أُمُّه ولذلك قال سيبويه انْ أُمُّ الجَزاءِ والالِفُ أُمُّ الاستفهام وإلَّا أُمُّ الاستثناء والواو أُمُّ حروف العطف يريد أنها أصولُ هذه الابواب وكذلك كل حرف كان مشتملا على الباب الذى هو فيه وأُمُّ كل شئ ـ مُعْظَمُه ويقال لكل شئ اجتمع اليه شئ فَضَمَّه هو أُمٌّ له ومنه قول الله تعالى (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ) ومنه قول أُمَيَّة ابن أبى الصَّلْت

والارضُ مَعْقِلُنا وكانتْ أُمَّنا

فيها معايشُنا ومنها نُولَدُ

وقال أُمية يذكر دارَ عَبدِ الله بن جُدْعانَ فجعلها أُمَّ الاسْواق وخاطب ناقتَه

وتَنْزِلِى في ذَرَى دارٍ مُعَمَّدَةٍ

للعُرْفِ عُمْد تِجارٍ أُمِّ أَسْواقِ

وأنشد الشيبانى

مُؤَيَّمةٌ أو فارِكٌ أُمُّ ثالِثٍ

لها بدِماثِ الواديَيْنِ رُسومُ

المُؤَيَّمةُ ـ التى لا زَوْجَ لها وأُمُّ ثالثٍ أراد أم ثلاثة أزواج أى قد تزوجت ثلاثة أزواج وقال الحطيئة في عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه

أُمٌّ بُعِثْتَ لَهُمْ وماتَتْ أُمُّهُمْ

من قَبْلِ عادٍ حين ماتَ التُّبَّعُ

وأراد بالأم التى ماتتْ قبل عاد حَوَّاءَ عليها‌السلام* ابن السكيت* أُمُّ النجوم ـ المَجَرَّة وهى أيضا أُمُّ السماء وقيل أُمُّ النجوم الثُّرَيَّا وقال تأبط شرا

يَرَى الوَحْشةَ الأُنْسَ الأَنِيسَ ويَهْتَدِى

بحيثُ اهْتَدَتْ أُمُّ النُّجومِ الشَّوَابِكِ

قال وأُمُّ القُرَى ـ مكة قال الله تعالى (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) وقال (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) انما أراد والله أعلم بالأميين أهلَ مكة لانه عليه‌السلام بُعِثَ وبمكةَ من يَكْتُب ومن لا يكتب وقد قيل فيه غير هذا وهذا أعجبُ الىَّ منه ويقال لمكةَ بَكَّة ومَكَّة والنَّسَّاسةُ وأُمُّ الرُّحْمِ وصَلَاحِ مَبْنِيَّة على مِثَالِ قَطَامِ قال

أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ الى صَلَاحِ

فَنَكْنُفَكَ النَّدامَى من قُرَيْشِ

قال وانما سميت مكة أُمَّ القُرَى بالكَعبة وجاء في الحديث «ان الكعْبةَ كانت خُشْعَةً على الماءِ فدَحَى اللهُ تبارك وتعالى الارضَ من تَحْتِها» والخُشْعةُ ـ القِطْعةُ الغليظةُ من الارض وقال المُنْتَجِعُ بنُ نَبْهانَ الخُشَعُ الخُرُوقُ واحدُتها خُشْعةٌ وأما قولهم مكة فهو من قولهم تَمَكَّكْتُ العَظْمَ اذا اسْتَخْرَجْتَ مُكاكَتَهُ وهى مُخُّه وأما بَكَّةُ فسميت به لان الناس يَتَبَاكُّونَ فيها أى يَتَزَاحَمُونَ وأما النَّسَّاسةُ فمن النَّسِّ وهو اليُبْسُ قال الاصمعى يقال جاءنا بخُبْزةٍ ناسَّةٍ وقد نَسَّ الشىءُ يَنِسُّ نَسًّا ـ يَبِسَ قال العجاج

* وبَلَدٍ تُمْسِى قَطاهُ نُسَّسَا*

يعنى يابسةً من العَطَش وأما صَلَاحِ وأُمُّ رُحْمٍ فبَيِّنٌ فهذا شئ عَرَضَ ثم نعود الى غَرَضِنا في هذا الباب ويقال للنَّهْرِ الكبير الذى تحْمِلُ السَّواقِى منه الامُّ وتُسَمَّى سَواقِيهِ الرَّوَاضِعَ كانما ارْتَضَعَتْ من الامِّ وعلى ذلك قال عبدُ الله بنُ سَيْرة الجَرَشِىُ

أَضْحَتْ لنا الشامُ أُمًّا فَهْىَ تُرْضِعُنا

لا أَحْمَقَتْ لَا ولَا أَزْرَتْ بِها عُقَمُ

وأُمُّ كُلِّ ناحيةٍ أعظمُ بَلْدةٍ وأكْثَرُها أهْلاً وأُمُّ خُراسانَ مَرْوُ قال جامِعُ بْنُ مُرْخِيَةَ

فأَزْرَى بِامِّ الحَىِّ أنَّ أبَاهُمُ

له حَاوِياءُ لا تَكادُ تَثُوبُ

وقد قيل انه على نحو هذا من التعظيم قيلَ لازواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أُمَّهاتُ المؤمنين قال الله تعالى (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) قال الفارسى هذا على قولك أبو يُوسُفَ أبو حنيفة أى مِثْلُه في الفِقْهِ وعلى هذا أجاز أَنْبَأَ اللهُ زيدًا عَمْرًا خالِدًا أى مِثْلَ خالِدٍ* غيره* أُمُّ الرأسِ ـ الهامَةُ وأُمُّ الدِّماغ ـ الجِلْدةُ التى حَوْلَىِ الدِّماغ* ابن السكيت* أمُّ الرأسِ ـ الهامةُ وأنشد

بَطِىءٌ نُصُولُ الشَّمسِ في أُمِّ رأْسِها

وقَاحٌ أَظَلَّاها اذا ما عَلَتْ صُلْبا

وقد سمى الفرزدقُ أُمَّ الدماغ أُمَّ الجَماجِمِ فقال

ونَحْنُ ضَرَبْنا من شُتَيْرِ بنِ خالدٍ

عَلَى حيثُ تَسْتَسْقِيه أُمُّ الجَماجِمِ

ويروى أُمُّ العمائِمِ وقد قَدَّمْتُ شرحَ ذلك كله بأقصى النهاية في أوّل الكتاب عند ذكر طوائف الرأس وذكرتُ ما ألْغَزُوا به في ذلك المعنى وعَلَّلُوه به* قال أبو عبيدة* المَأْمُومة فيها ثُلُثُ الدية وفي هذا خُلْف بين الفقهاء والضَّرْبة امَّةٌ وأُمُّ الدِّماغ مأْمُومةٌ وأنشد

يَحُجُّ مأمومةً في قَعْرِها لَجَفٌ

فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالْمغَارِيدِ

ويروى كالغَمَارِيد وهو مقلوب عن المغَارِيد وهو جَمْعُ مُغْرُودٍ وهو ضَرْبٌ من الكَمأَة وليس في كلام العرب مُفْعُول ولا فُعْلُول موضعُ الفاء منه ميمٌ سِوَى مُغْرُود ومُغْفُور وهو صَمْغٌ حُلْو يُنْقَعُ ويُشْرب ماؤه ومُغْثُور ومُعْلُوقٌ ومُنْخُور وهو المُنْخُرُ قال أبو ذؤيب

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حَتَّى كأنَّها

أَسِىٌّ على أُمِّ الدِّماغِ حَجِيجُ

وقال جامِعٌ الكلابىُ

وخِرْقٍ كَرِيمِ الوالِدَيْنِ كَانَّهُ

على الرَّحْلِ من طُولِ النُّعاسِ أَمِيمُ

والامِيمُ ـ المَدْمُوغُ وقد يَعِيشُ حِينًا ثم يموت إما منها وإما من غيرها والامَّة أن يُضْرَبَ الانسانُ على رأسه فتَهَشَّمَ أُمُّ الدماغ وهى الجُمْجُمةُ فتُنْزَعَ العظامُ التى تَهَشَّمَتْ وهى خَرْق ليس بينه وبين أم الدماغ التى فيها الدماغ شئ فان كانت أُمُّ الدماغ قد جَرَحَها شئ من العظام فَخَلَص الى الدماغ فقد مات الرجلُ وان لم يَمَسَّ أمَّ الدماغ شئ وبقى ذلك الخَرْقُ حتى لا يستطيعوا أن يَرْتُقُوه لا تزال عليه خِرْقة فهو الامِيمُ والاول المَأْمُومُ وقد توَادَى العربُ

فيها فاذا أَبَى القومُ الا أن يَقْتَصُّوها اعْتَرَض رجلٌ من القوم فرضى هؤلاءِ وهؤلاء به وقلَّما يَحْمِلُونها اذا كانت كما أَخْبَرْتُك الآمَّةَ لانهم ينزلون صاحبَها بمنزلة الميت لانه ليس مُقاتِلاً مع القوم ولا حامِلاً على رأسِه واذا سمع الرعدَ جعل أصبعيه في أذنيه وطرحوا عليه كل شئ مخافة أن يسمع صوتَ الرعد ويفرّ من كل صوت شديد لان كل صوت يسمعه فكانه في أُمّ دماغِه فهذا الامِيمُ والاوّل المأمُومُ وما عَلِمتُ أن أحدا فَرَقَ بين الاميمِ والمأموم بأحسن من هذا الذى ذكره أبو زياد فأما قول الشاعر

قَلْبِى منَ الزَّفَراتِ صَدَّعَهُ الهَوَى

وحَشَاىَ من حَرِّ الفراق أَمِيمُ

فانه استعاره للحَشا وانما الآمة الدماغُ ويقال لها أيضا أم الشُّؤُون قال الشاعر

وهُمْ ضَرَبُوكَ أُمَّ الرأْسِ حَتَّى

بَدَتْ أُمُّ الشُّؤُونِ من العِظَامِ

ويقال للدِّماغ أُمُّ الهامةِ قال العجاج

يَفُضُّ أُمَّ الهامِ والتَّرائِكَا

هَشْمُكَ حَوْلَىَّ الهَبِيدَ الرَّاتِكَا

ويروى حَوْلَىَّ الهَبيد آرِكَا ويقال للدِّماغِ أيضا أُمُّ الصَّدَى ويقال ان الصَّدَى طائرٌ يخرج من رأسِ الميت يقول اسْقُونى اسْقُونى حتى يُدْرَكَ بثَأْرِه وهذا من خُرافاتِ الاعْراب وتَكاذِيبهم والعرب تقول ماله أَصَمَّ اللهُ صَدَاهُ ـ أى أَعْطَش هامَتَه والعرب تَزعم أن العَطَشَ يكون في الدماغ وهو معنى قول ذى الاصْبَع

* أَضْرِبْكَ حيثُ تَقُول الهامةُ اسْقُونِى*

ومعنى قول الآخر

* قد عَلِمَتْ أَنِّى مُرَوِّى هَامِها*

ويقال ضَرَبه على أُمِّ رأسِه وأُمِّ قَفاه* ابن السكيت* أُمُّ الطَّعامِ ـ المَعِدة* أبو رياش* أُمُّ الحَرْب ـ الرايةُ وأُمُّ الزنا ـ الغاية والغايةُ الرايةُ تكون للملوك وللخَمَّارِ وذواتُ الراياتِ البَغايا كانت الواحدةُ تَجْعَلُ على بابها راية ليعرفَها العهَّارُ فيَقْصِدُونها وأُمُّ الحَرْبِ ـ الحَرْبُ العظيمةُ وقد كَنَى رُؤبةُ الحربَ أُمَّ الحَرْشَفِ والحَرْشَفُ ـ الجَرادُ شَبَّه الرَّجَّالَةَ به وأنشد

* والحَرْبُ أُمُّ الحَرْشَفِ المُنْبَسِّ*

المُنْبَسُّ ـ المُتفَرِّقُ وأُمُّ الوَقُودِ ـ الحَرْبُ وأُمُّ الفَوارِسِ ـ التى وَلَدَتِ الفُرْسانَ

وقيل هو على جهة التعظيم وأُمُّ العِيَالِ ـ العَجُوزُ التى وَلَدَتْهُمْ وفُلَانٌ أُمُّ القَوْمِ ـ اذا قَلَّدُوه أَمْرَهُمْ كانهم يجعلونه لهم بمنزلة أمهم وهذا كما قدمتُ في الاب وأُمُّ مَثْواكَ ـ امْرَأَتُك* الكراع* أُمُّ المَثْوَى ـ الجارةُ وصاحبةُ المنزل وأَظُنُّه يعنى بالجارة الزوجةَ فان كان أراد ذلك فهو صحيح لان الاعشى يقول

* أَيا جارَ تَابِينِى فانَّكِ طالِقَهْ*

* وقال ابن الاعرابى* نزل بعض العرب بامرأة منهم فأحسنتْ ضيافتَه فقال ما رأيتُ أُمَّ بيتٍ أحْسَنَ ثَغْرًا منك وراوَدَها على القُبَل فزَبَنَتْهُ فقال

تَقُولُ أُمَّ عامِرٍ بِالغَمْزِ قِلْ

فِانْ تَقِلْ فَعِنْدَنا ماءٌ وظِلٌ

وانْ أَبَيْتَ فالطريقُ مُعْتَدِلْ

أَمَّا الذِى سأَلْتنَا فلَا يَحِلّ

أبو عَمْروٍ* أُمُّ المَنْزِلِ ـ المرأةُ التى يُنْزَلُ بها وأنشد

صَادَفْتَ أُمَّ مَنْزِلٍ حَصَانا

كَسَتْكَ مِنْ أُمِّكَ طَيْلَسَانا

والامُّ الثانيةُ أُمُّ رأْسِهِ أى دَقَّتْ رأسَه فَكَسَتْهُ طَيْلَسَانا من دَمِهِ وأُمُّ خُرْمانَ مُلْتَقَى طَرِيقِ حاجِّ البَصْرةِ وحاجِّ الكوفةِ وهى بِرْكةٌ الى جانِبِها أَكمَةٌ حَمْراءُ على رأسِها نارٌ مُوقَدةٌ حكاها ابن السكيت وأنشد

يا أُمَّ خُرْمانَ ارْفَعِى الوَقُودَا

تَرَىْ رِجالاً وقِلَاصًا قُودا

فقَدْ أطالتْ نَارُكِ الخُمُودَا

أنِمْتِ أَمْ لا تَجِدِينَ عُودَا

* أبو صاعد الكلابى* أُمُّ صَبَّارٍ ـ قُنَّةٌ في حَرَّةِ بَنِى سُلَيْم وقيل أُمُّ صَبَّار حَرَّةُ لَيْلَى وحَرَّةُ النارِ قال النابغة

تُدَافِعُ الناسَ عَنَّا حِينٌ نَرْكَبُها

مِنَ المَظَالِم تُدْعَى أُمَّ صَبَّارِ

والقولُ قولُ أبى صاعد لان نَزِيعَ بْنَ سليمانَ الضِّبَابِىّ قال في حربهم لبنى سُليْمٍ بعد قوله

إنْ كانَ قولُكُمُ قَوْلاً تَفُونَ بهِ

فأسْهِلُوا من نَواحِى أُمِّ صَبَّارِ

* قال على بن حمزة* ومع هذا فقد رَوَى قاسمُ بْنُ سَلَّامٍ الصَّبُرُ ـ الارضُ التى فيها حَصًى ولَيْسَتْ بغليظة ومنه قيل للْحَرَّة أُمُّ صَبَّارٍ* الشيبانى* وَقَعَ في أُمّ صَبُّورِ ـ أى في أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ ليس له مَنْفَذٌ وقيل أُمُّ صَبُّورٍ ـ هَضْبةٌ لا مَنْفَذَ فيها فشُبِّه بها الامْرُ العظيمُ الذى لا منْفَذ له قال أبو الغَرِيب

أَوْقَعَهُ اللهُ لِسُوءِ سَعْيِهِ

فى أُمِّ صَبُّورٍ فأَوْدَى ونَشِبْ

* ابن السكيت* أُمُّ أَوْعَالٍ ـ هَضْبةٌ بعَيْنها وأنشد

* وأُمّ أَوْعالٍ كَها أَو أَقْرَبَا*

ويقال أيضا لكل هَضْبة فيها أَوْعالٌ كَها أَو أَقْرَبَا*

ويقال أيضا لكل هَضْبة فيها أَوْعالٌ أُمُّ أَوْعالٍ قال الصنقوب العقيلى

ولا أَبُوحُ بِشَرٍّ كُنْتُ أكْتُمُه

ما كانَ لَحْمِىَ مَعْصُوبًا بأَوْصَالِى

حتى تَبُوحَ به عَصْماءُ عاقلةٌ

من عُصْمِ بَزْوَةَ وَحْشِ أُمِّ أَوْعالِ

* قال على بن حمزة* الذى عندى أن العَصْماءَ هى أُمُّ الاوْعالِ في هذا الموضع وأنه كقول امرئ القيس

ويَوْمًا عَلَى صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ

ويومًا على بَيْدانةٍ أُمِّ تَوْلَبِ

وكقول ابن مُقْبل

رَآها الفُؤادُ أُمَّ خِشْفٍ خَلَالَها

بقُورِ الوِراقَيْنِ السَّرَاءُ المُصَنِّفُ

وأُمُّ الطَّريقِ ـ مُعْظمُه ووَسَطُه وأنشد لكُثَيِّر

يُغَادِرْنَ عَسْبَ الوَالِقِىِّ وناصِحٍ

تَخُصُّ به أُمُّ الطَّرِيقِ عِيالَها

وهذا قولُ الاحْوَلِ وقيل انَّ أُمَّ الطريق ههنا الضَّبُعُ والقولُ قولُ الاحْولِ يشهد له قول الشاعر

تَخُصُّ بهِ الطَّرِيقَ اذا اعْتَراها

عليه ما تَقُوتُ من العِيَالِ

وأوضحُ من هذا قول الطرماح

اذا ما أمْتَحَتْ أُمُّ الطَّريقِ تَرَسَّمَتْ

رَتِيمَ الحَصَى مِنْ مُلْكِها المُتَوَضِّحِ

مَلْكُ الطريقِ وَسَطُه والرتيم المَرْتُومُ والمُتَوَضِّحُ المُتَبَيِّنُ وقال الاحولُ أمُّ الظِّباءِ ـ الفَلاةُ وأنشد

وهانَ على أُمِّ الظِّباءِ بحَاجَتِى

اذا أَرْسَلَتْ يومًا عَلَيْكَ سَحُوقُ

وذلكَ لِرَبِّها الظِّباءَ كأنها أُمُّ لها ومن هنا سَمَّاها الراعى أُمَّ الوَحْشِ في شعره فقال

وعارِيةِ المَحاسر أُمِّ وَحْشٍ

تَرَى قِطَعَ السَّمَامِ بها عِزِينا

عِزِينَ ـ جمَاعات والمحاسر ـ المواضع الظاهرة والسَّمَامُ طير شَبَّه الابلَ بها في سرعتها والعارية البارزة وقد سَمَّوُا المرأةَ أُمَّ الظِّباءِ قال الحارثى

أَرَيْتَكَ إنْ أُمُّ الظِّباءِ نَجابها

نَوالٌ وحَقَّ البيعُ ما أنتَ صانِعُ

وقال آخر

* ألَا طَرَقَتْ أُمَّ الظباءِ صَحابتِى*

* قال ابن السكيت* قال أبو صاعدٍ غَدَوْتُ غَدْوَةً في الوادى فوجدتُ أُمَّ عُبَيْدٍ تَعْرُكُ أَدَمَها يقال ذلك للخَطِيطَةِ وهى الارضُ التى يُمْطَرُ ما حولَها وهى لم تُمْطَرْ وكانت سَنةً وأنشد غيره

بِئْسَ قَرِينُ اليَفَنِ الهالِكِ

أُمُّ عُبَيْدٍ وأبو مالِكِ

وقال أمُّ عبيدٍ ـ الفلاةُ اللَّمَّاعةُ* الشيبانى* هى الخاليةُ من الارض وهى السَّنةُ التى لا عائِنةَ بها اولا كَلَا والعائِنةُ النَّاسُ ورواها بعضهم أُمُّ عَبِيدٍ والاوّل أعرفُ وأصح* ابن السكيت* أُمُّ سَخْلٍ ـ جَبَلٌ معروف في النِّيرِنيرِ غاضِرَةَ وأُمُّ عِرْسٍ ـ رَكِيَّةٌ لعبدِ الله بن قُرَّةَ المَنافِى لا تَنْزَحُ ولا تُوارِى عَرَاقِىَ الدَّلْو دائمةٌ على ذلك واسعةُ السَّحْوةِ قَرِيبةُ القَعْر وأنشد

* رَكِيَّةٌ لَيْسَتْ كأُمِّ عِرْسِ*

وأُمُّ العَرب ـ قريةٌ من عَمَل الفَرَما بالجِفَارِ ـ منها هاجَرُ امُّ اسمعيل بن ابراهيم صلى الله عليهما وأُمُّ العِيالِ ـ موضع قريب من مكة وقد قدّمت أنها العجوز* ابن السكيت* وَقَعُوا في أُمِّ حَبَوْكَرَى ـ اذا ضَلُّوا وأُمُّ حَبَوْكَرَى أرضٌ معروفة بأعلى حائل من بلاد قُشَيْرٍ ذاتِ وِهادٍ ونِقَابٍ كُلَّما خرجتَ من وَهْدة سِرْتَ الى أُخْرَى فيَسْرِى الرجلُ نهَارَه لم يقطع كبير شئ وهى أرضٌ مَدِرةٌ بيضاءُ وجاء بأُمِّ حَبَوْكَرى وهى الداهية وقيل هى رَمْلة معروفة مستديرةٌ بين يَذْبُلَ والقَعَاقِع والعُرُفِ وهو موضع أيضا قال الكميت

أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ

وما أنتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ

ويقال للداهيةِ حَبَوْكَرٌ وأُمُّ حَبَوْكَرَانَ حكاها الكُراع* ابن السكيت* وَقَعُوا في أُمِّ أَدْراصٍ مُضَلِّلةٍ ـ اذا وقعوا في شدّة وهى الدواهى وأصلُها حِجَرَةُ الفَأر* أبو عبيدة* وَقَعَ في أُمِّ أَدْراصٍ مُضَلِّلةٍ أى في موضع استحكامِ الهَلَكةِ لان أُمَّ أدراص حِجَرةٌ مَحْشِيَّةٌ أى مَلْأَى تُرابا وقد يقال للداهية أُمُّ فَأْر قال الشاعر

بأنَّا سَقَطْنَا مِنْ وَليدٍ خِلَافَهُمْ

ومِنْ أَنَسِ في أُمِّ فاْرٍ مُسَبَّدِ

* ابن السكيت* وأُمُّ قَشْعَمٍ ـ الداهيةُ وأنشد

* لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ*

* أبو عبيد* أُمُّ قَشْعَمٍ ـ المَنِيَّةُ* أبو عبيدة* أُمُّ قَشْعَمٍ ـ العَنْكَبُوتُ* ابن الاعرابى* انه لَوَيْلُ امٍّ من الرجال ـ اذا كان داهِيًا* أبو رِيَاش* وقعَ القومُ في أُمِّ دأْكاءَ اذا وقعوا في شَرٍّ مُسْتَقْبَل وأُمُّ صاحب ـ الداهيةُ قال الشاعر

تُزَيَّنُ لِلْاقْوامِ ثُمَّ يَرَوْنَها

بعَاقِبةٍ اذ بَيَّنَتْ أُمَّ صاحِبِ

* ابن الاعرابى* أُمُّ جُنْدُبٍ ـ الغَدْرُ والداهيةُ* الاحول* وَقَع القومُ فى أُمِّ جُنْدُبٍ ـ أى الظُّلْمِ ورَكِبُوا أُمَّ جُنْدُبٍ* ابن السكيت* أُمُّ الرُّبَيْقِ ـ الداهِيَةُ وقيل أصلُها الحَيَّة* الكراع* أمُّ الرُّبَيْقِ ـ الداهيةُ وهى أيضا الحَيَّة شُبِّهَتْ برِبْقةِ الغَنم وأُمُّ اللُّهَيْمِ ـ المَنِيَّةُ* وقال الاحول* أُمُّ اللُّهَيْمِ وأُمُّ الدُّهَيْمِ وأُمُّ نآدِ ـ بمعنًى* أبو زيد* أُمُّ الهَمَّرِشِ ـ الداهيةُ ويَرْوُونَ أَنَّ أصلَها الحيةُ وأنشدوا

انَّ الجِرَاءَ تَهْتَرِشْ

فى بَطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ

* وقال خالد بن كلثومٍ* أُمُّ الضّاحِيَةِ ـ الداهيةُ وكذلك أُمُّ البَلِيلِ وأُمُّ الرَّقَمِ وأُمُّ الرَّقْمِ وأُمُّ الرَّقُوبِ وأُمُّ خَشَّافٍ وأُمُّ خَنْشَفِيرٍ ـ كلُّها الدَّواهِى* الاحول* لَقِىَ منه أُمَّ الرَّبِيسِ ـ وهى من قولهم داهيةٌ رَبْساءٌ ورَبِيسٌ وقد كَنَّوُا الرجلَ أبا رُبَيْسٍ وأصلُ الرَّبْسِ الضربُ باليدين* الاحول* وَقَعُوا في أُمِّ خَنُّورٍ ـ أى داهيةٍ وبعضُ العرب يَجْعَلُه النعيمَ* قال غيره* ولذلك دُعِيَتْ مِصْرُ أُمَّ خَنُّورٍ وجاء في الحديث «أُمُّ خَنُّورٍ يُسَاقُ اليها القِصَارُ الاعْمارِ» * ابن السكيت* ويقال للدُّنْيا أُمُّ خَنُّور ومنه قول سليمن بن عبد الملك * لقد وَطِئْنا أُمَّ خَنُّورٍ بقُوَّةٍ ـ يعنى الدنيا فما مَضَتْ بعدها جمعةٌ حتى مات * أبو عبيد* أُمُّ خَنُّورٍ ـ الضَّبُعُ وقد حُكى أُمُّ خَنُّوز بالزاى* ابن السكيت* ويقال للدنيا أُمُّ دَفْرٍ ـ والدَّفْرُ النَّتْنُ ويقال للامة اذا شُتِمَتْ يادَفارِ* قال الاحول* ويقال ما عَمِلَتْ دَفْر بالناس ودَفَارِ ـ يريدون الدنيا ويقال للدُّنيا أم دَرْزةَ وللَارْذال بنو دَرْزةَ وأولادُ دَرْزةَ ـ قومٌ خَيَّاطُونَ* ابن السكيت*

يقال للدنيا أُمُّ شَمْلَة* وقال الحَنْظَلىُّ* هى الشَّمَالُ الباردةُ* ابن السكيت* أُمُّ ملْدَمٍ ـ الحُمَّى* قال الاحول* أُمُّ مِلْذَمٍ بالذال المعجمة يقال لَذِمَ به اذا لَزِمهُ فكانها سميت بذلك لملازمتها إياه ومُدَاوَرَتِها عليه قال الاخفش لم أسمعْها بالذال الا من الاحْوَلِ انما هى بالدَّالِ من اللَّدْمِ وهو الضَّرْبُ* الكراع* أُمُّ الهِبْرِزِىِّ ـ الحُمَّى وأُمُّ كَلْبةَ ـ الحُمَّى عن أبى رِياشٍ وأُمُّ الكُمَيْهاءِ ـ لفظةُ يستعملونها في لَعِبِهم يقولونَ أُمَّ الكُمَيْهاءِ أَبْصِرِى ولا أَبْصَرْتِ وهى الغُمَّيْضَا وأُمُّ الحارِث ـ اللَّبُؤَةُ حكاها أبو زياد* وقال أبو عمرو* وأُمُّ رُعْمٍ ـ الضَّبُعُ وهى أُمُّ زُعْمٍ بالزاى معجمة* أبو عمرو* وهى أيضا أُمُّ رِمَالٍ وكنَاها الكُمَيْتُ أُمَّ العَسَابِر والعَسَابِرُ أولادُها فقال

كأنَّها عَلَّقَتْ فيهنَّ أَجْرِيَها

أُمُّ العَسَابِر في كَشْحٍ وفي قَرَبِ

* ابن السكيت* أُمُّ عامِرٍ ـ الضَّبُعُ وقال الهلالى هى أُمُّ رَشْمٍ لانها تَرْشُمُ الطريقَ لا تُفارِقُه* الكراع* أُمُّ عِتابٍ ـ الضَّبُعُ* غيره* وهى أُمُّ عُوَيْمِرٍ قال ابنُ عَيْزارةَ الهُذَلِىُ

فَانَّكَ اذْ تَحْدُوكَ أُمُّ عُوَيْمِرٍ

لَذُو حاجةٍ حافٍ مع القومٍ ظَالِعُ

* الاحول* هى أم عمرو* أبو زياد* هى أُمُّ جَعُور وأنشد

وإنا لَصَيَّادُونَ للبِيضِ كالدُّمَى

ولَسْنَا بصَيَّادِينَ أُمَّ جَعُورِ

* الكراع* وهى أُمُّ جَعَارِ ولم يَحْكِها غيرُه قال سيبويه وهى أُمُّ عَنْثَلٍ* أبو عبيد* أمُّ الهِنْبِر ـ الضَّبُعُ وقيل هى الاتَانُ* ابن دريد* أُمُّ الهِنَّبْرِ وأُمُّ الهُنَيْبِرِ (١) الضَّبُعُ وخص أبو عبيد بأُمِّ الهِنَبْرِ لغةَ فَزارةَ وقال انما قيل للاتَانِ أُمُّ الهِنْبِر لان الجَحْش يقال له الهِنْبِر وحكى بعضهم أن الفرَّاء أنشد يوما

يا قاتَلَ اللهُ أولادًا تَجىءُ بهمْ

أُمُّ الهُنَيْنِنِ من زَنْدٍ لها وارِى

فقيل له انما هو أُمُّ الهُنَيْبِرِ فاسْتَحْيا وقال يرحم الله الكسائى ربما أنشد ما لا حاصل له* أبو عبيدة* أُمُّ حِلْسٍ ـ الاتانُ قال الفرزدق

فأَسْلَمْتُمْ وكانَ كَامِّ حِلْسٍ

أَقَرّتْ بعد نَزْوَتِها فغَابا

* صاحب العين* أُمُّ نافِع ـ الأَتانُ* وقال الكراع* أُمُّ جِعْرانٍ ـ الرَّخَمةُ* أبو عبيد* أُمُّ حُبَيْنٍ ـ دابةٌ على قَدْرِ كَفِّ الانسانِ* ابن السكيت*

__________________

(١) قوله أم الهنبر الخ كصنبر وزبرج وسجل كذا في القاموس

أمُّ عُوَيْفٍ ـ الجَرادةُ* أبو حاتم* أُمُّ الحُبَاحِبِ ـ مِثْلُ الجُنْدُبِ رَقْطاءُ صفراء خضراء تطير* الاحول* أُمُّ حُمَارِشٍ ـ دابة في الماء كثيرةُ القوائم وقال أبو عمرو تكون في الماء سوداء لها قوائم كثيرة وحكى الفراء أن العقربَ أُمُّ العِرْيَطِ وكذلك قال الأحول* أبو حاتم* أُمُّ الاوْلَادِ ـ الشَّبَثُ* ابن السكيت* أُمُّ القِرْدانِ ـ النُّقْرة التى في مؤخر فِرْسِنِ البعير* الاحول* أُمُّ القِرْدانِ من الخيل والابل ـ هى الوَطْأَة التى من وَراء الخُفِّ والحافر دونَ الثُّنَّة* قال* ويقال لِلاسْتِ أُمُّ عَزْمَلٍ وعِزْمِل وأُمُّ عِزْمةَ وأُمُّ العِزْمِ* ابن السكيت* أمُّ سُوَيْدٍ ـ الاسْتُ* أبو مالك* وهى أُمُّ عَزُومٍ* أبو حاتم* أُمُّ رَبَاحٍ ـ طائر مثلُ الضَّوِيطَةِ* أبو حاتم* أُمُّ رِسالةَ وأُمَّ قَيْسٍ الرَّخَمةُ* صاحب العين* يقال للدَّجاجةِ أُمُّ حَفْصةَ* وقال الاحول* أُمَّ الهَدِير ـ الشِّقْشِقَةُ* وقال غيره* وأُمُّ البَيْضِ ـ النَّعَامة وقال الشاعر

لا مالَ إلَّا العِطافُ تُوزِرُهُ

أُمُّ ثلاثينَ وابْنةُ الجَبَلِ

وانما أراد بأم ثلاثين كِنانةً فيها ثلاثون سَهْمًا وقال العجاج وذكر المَنْجَنيقَ فَجعَلها أُمًّا للصَّخْر

أَوْرَدَ حُذًّا تَسْبقُ الابْصارَا

وكُلَّ أُمٍّ جَمَعَتْ أَحْجَارا

وقال الطِّرِمَّاحُ يَهْجُو بنى تَميم

ولو أَنَّ أُمَّ العَنْكَبُوتِ بَنَتْ لَها

مِظَلَّتَها يَوْمَ النَّدَى لَأَكَنَّتِ

يريد بذلك القِلَّةَ* وقال الأحول* أُمُّ جابِرٍ إيَادٌ وقيل بَنُو أَسَدٍ وقيل انما سموا بذلك لانهم زرّاعون وجابر الخُبْز ولذلك قال الشاعر

لَسْنَا كَمَنْ جَعَلَتْ إياد دارَها

تَكْرِيتَ تَمْنَعُ حَبَّهَا أنْ يُحْصَدَا

ولهذا المعنى دَعَوُا الخُبْزَ جابِرَ بْنَ حَبَّةَ وكَنَّوْهُ أبا جابِرٍ وقال بعضهم أعنى بعضَ الرُّواةِ أُمُّ الصِّبْيانِ ـ الغُولُ وهى عند العرب ساحرةُ الجِنِّ وأُمُّ فَسادٍ ـ الفَأْرةُ والَازْدُ تَدْعُو رُكْبةَ الانْسانِ أُمَّ كَيْسانَ* ابن السكيت* أُمُّ زَنْبَقٍ ـ الخَمْرُ* الاحول* وهى أُمُّ حَنِينٍ وأُمُّ الخَلِّ وقال ابن الاعرابى انَّ عِقَالاً الكاهِلِىَّ وكان صالحا اجْتاز بمِرْداسِ ابنِ حِزَامٍ الباهلىِّ فاستسقاه فسقاه خمرا حَلَب عليها لَبَنًا قال

سَقَيْنا عِقَالاً بالثَّوِيَّةِ شَرْبةً

فمالتْ بعَقْلِ الكاهِلِىِّ عِقَالِ

فقلتُ اصْطَبِحْها باعِقَالُ فانما

هى الخمرُ خَيَّلْنا لها بخيَال

رَمَيْتُ بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ

فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ لَيَالِ

فأما قول الشاعر

فى كُلِّ يوم ظَعْنةٌ وحَلَّهْ

ونَحْنُ أَهْلُ وَبَرٍ وثَلَّهْ

بالعَيْرِ والشاةِ وأُمِّ الخَلَّهْ

نَدْفَعُ عنها السَّنَةَ المُطِلَّهْ

فان الخَلَّة ههنا بنتُ المخاض وبنتُ اللَّبُون ويقولون هذه قَلُوصٌ خَلَّةٌ وقال الدينورى فاذا كانت الخمر سوداءَ قيل لها أُمُّ لَيْلَى كما كَنَوُا الاحمقَ أبا ليلَى وأُمُّ الدَّرِينِ ـ حَطَبُ الدَّرِينِ وهو ما يَبِسَ من النباتِ وأُمِّ الهَشِيمةِ ـ الحَطَبةُ قال الفرزدق

* اذا أُطْعِمَتْ أُمَّ الهَشِيمةِ أرْزَمَتْ*

يعنى قِدْرًا أى يُوقَدُ تحتها بالحَطَب الجَزْل* غيره* أُمُّ قُرَاشِماءَ ـ شجرة ولم يذكرها أبو حنيفة* ثعلب* أم الجَرْدَقِ ـ الدَّقِيقُ حكاها في أماليه وأنشد فى وصف ثوب نسج وهو لأبى فَنَنٍ

وحَسَّهُ حَسَّةً باللِّيفِ مُشْتَملاً

وقد سَقاهُ من أم الجَرْدَقِ اللَّجِنِ

والجَرْدَقُ ـ الخُبز عربى صحيح وقيل انه معرّب وقد استعملته العرب وأنشد أبو زياد

أنا الذى أَكْرَيْتُ من جُنُونِى

كَرِينَتَيْنِ تأْكُلَانِ دُونِى

* تَمْرًا بذاكَ الجَرْدَقِ المَدْهونِ*

وأنشد ابن الاعرابى

فاللِّصُّ خَيْرٌ من أميرٍ سارقِ

قد ذاقَ طَعْمَ الخَمْرِ والجَرادِقِ

* من بَعْدِ عَيْشٍ قد مَضَى مُرَامِقِ*

ابن السكيت أُمُّ جِرْذانٍ ـ نخلةٌ بالمدينة وروى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا لُامّ جِرْذانٍ مرتين وقد حَلَّيْتُ أُمَّ جِرْذانٍ هذه في أبواب النخل من كابى هذا عند ذكرى أجناس النخل والتمر فاستغنيت عن اعادتها بذلك الشرح هنا* أبو حاتم* أُمُّ جِرْذانٍ من نَخِيلِ جَبَلِ طَيِّئ وهى لَوْنانِ وهى بُسْرة صَفْراءُ وتمرةٌ صَفْراءُ وأُمُّ أَلْوانٍ وهى بُسْرةٌ حمراء وتمرةٌ سوداءُ* ابن الاعرابى* أُمَّهاتُ النَّخْلِ ـ الحواملُ من النخل وقد

جعل بعض العرب النخلَ أُمَّ العِيالِ فقال

تَعَالَ الى أُمّ العِيالِ فَحُلَّها

ولا تُجْلِ عنها خَشْيةَ الموتِ والغَدْرِ

* أبو حنيفة* أُمُّ كَلْبٍ ـ شُنجيْرةٌ جَبَلية خَشْناءُ شاكةٌ جَلَدِيَّةٌ وقد قَدَّمْتُ تَحْليتَهما فى أبواب النباتِ من هذا الكتاب وأُمُّ وَجَعِ الكبدِ ـ بَقْلةٌ من دِقِّ البَقْلِ تَشْفِى من وَجَع الكَبِد وقد حَلَّيْتُها هناك أيضا والطَّلْحُ يقال لها أُمُّ غَيْلانَ ويقال لها أُمُّ أَسْلَم ويقال لها أُمُّ السَّلَمِ وهى السَّمُرَةُ ويُعْنَى بحَيْضِها الدُّوَدِمُ الذى يَخْرُجُ منها وهو شئ أحمر مثل الدَّم تَنْضَحُ به فتقول قد حاضتِ السَّمُرةُ وقد ذكرتُ ذلك أيضا في باب اللَّثى والصَّمْغ والمَغافير والعُلُوك وقال بعضُ الرواة أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ الكِنَانةُ وأنشد لتأبط شرا

اذا قَرَعُوا أُمَّ الصَّبِيَّيْنِ نَفَّضُوا

عَفَارِىَ شُعْثًا (١)

ويقال للمرأة أم الصَّبِيَّيْنِ وأم الصَّبِىِّ وأم الغُلامِ وأمُّ الوليد* أمُّ ذِى الوَدْع وان لم يكن لها ولد وان كانتْ لها بنتُ أو بناتٌ لا يقولون لها أمُّ ذاتِ الوَدْع ولا أمُّ الصَّبِيَّة ولا أم الولِيدةِ فأما قولُهم أُمُّ جَوَارٍ فانما يقولونه على الذَّمّ فمن ذلك قوله

* أُمُّ جَوَارٍ ضَنْؤُها غَيْرُ أَمِرْ*

وقول الآخر

يَأْوِى الى أُمِّ جَوَارٍ دَرْدَقِ

إلَّا يَؤُبْها بِشِواءٍ تَحْنَقِ

ويقال للقوم المتفقين على الامر بَنُو أُمٍّ وللمخْتلفين بنُو عَلَّة قال عدىُّ بن زيد

انَّ ابْنَ أُمِّكَ لم تُنْظَرْ قَفِيَّتُه

لَمَّا تَوارَى ورامَى الناسُ بالكَلِمِ

يخاطب النعمان بن المنذر ولم يكن أخاه وانما أراد موافقتَه له وميلَه اليه وقَفِيَّتُه كرامتُه والمعنى أنه لم تُؤَخَّرْ قَفِيَّتُه ليُكْرَمَ وانما أُخّرَ ليُقْتَلَ تَوارَى حُبسَ ورامَى الناسُ بالكَلِمِ ظَنُّوا به وقال القُطَامى

كانَّ الناسَ كُلَّهُمُ لأُمٍّ

ونَحْنُ لِعَلَّةٍ عَلَتِ ارْتِفَاعا

والعَلَّة الضَّرةُ والجمعُ العَلَّاتُ ويقال لبنى الضَّرائِر بنو العَلَّاتِ ولِبَنِى الامِّ الواحدةٍ بنو أُمّ ويقولون للحامِل هى أمُّ ثالثٍ وأُمُّ رابع وامُّ خامس قال الفرزدق

جَهِيضُ فَلَاةٍ أَعْجَلَتْه يَمامَةٌ

هَبُوبُ الضُّحَى خَطَّارةٌ أُمُّ رابِع

__________________

(١) كذا بالاصل

أى حملتْه أربعةَ أشهر وكذلك يقال لها اذا ولدت قال أنشدنى أحمد بن يحيى ثعلب

اذا كانتِ السِّتُّونَ أُمَّكَ لَم يَكُنْ

لِدائِكَ الا أنْ تَمُوتَ طَبِيبُ

وانَّ امْرَأً قد سارَ سِتِّينَ حِجَّةً

إلى مَنْهَلٍ من وِرْدِهِ لَقريبُ

قال أبو حنيفة وما من ريح من الرِّياح أُمَّهاتِها ولا نُكْبِها الا وقد رأيتُ بها الغُيوثَ الغِزارَ وان كان ما رأيتُ من أمطار الجَنُوب والصَّبا والنَّكْباء التى بينهما أَكْثَرَ يعنى بأمهات الرياح الصبا والجنوبَ والشمالَ والدُّبُورَ وأُمٌّ وأُمَّهاتٌ وأُمَّاتٌ في الناس وأُمَّهاتٌ وأُمَّاتٌ أيضا في البهائم وقد زعم بعضُ الرُّواة أنه لا يقال في الناس أُمَّاتٌ وليس كذلك لان الشِّعْر قد جاء بخلافه قال الشاعر

وأُمَّاتُنا أَكْرِمْ بهنَّ عَجائزًا

وَرِثْنَ العُلَا عن كابرٍ بعدَ كابِرِ

وقال ذو الرمة فأَوْقع الامَّهاتِ على غير الآدميين

وهَامٍ تَزِلُّ الشَّمْسُ عن أُمَّهاتِه

وأَلْحٍ تَراهَا في المَثانِى تَقَعْقَعُ

المَثانِى جمع مَثْناةٍ وهى الحَبْلُ ولعَامِلِ البَثَنِيَّةِ مَكْسٌ يؤخذ منْ كل مِن باعَ شيئا شئٌ من ذلك الشئ ويُحْمَلُ اليه في طَبَقٍ فعَرَبُ الشامِ يَدْعُونَ ذلك الطَّبَقَ لُبَيْنًا

باب الابناء

وأَبْدَأُ بتعليل الابن وأُرِى وَجْهَ الاختلافِ فيه ثم أُرَجِّحُ بما سقَطَ الَىَّ من تعليل أبى على الفارسى وأُتْبِعُ ذلك ذِكْرَ بِنْتٍ بل أُجَسِّمُه به للاحتياج اليه وليس للمُتَعَقِّب علينا في ذلك حُجَّة لأنه انما حَمَلَنا على ذكره معه ما أَحْوَجَنا اليه من احتج على أَن ابْنًا فِعْلٌ بدلالة قولهم بِنْتٌ ومن هنا احْتَجْنا الى تعليل أخ وأخت في تعليل هذه المسئلة ان شاء الله تعالى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) صلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما* غير واحد* هو الابْنُ وهو أحد الاسماء التى فيها ألف الوصل من غير المصادر وقد قيل ان الذاهب منه ياء وان الذاهب منه واو وكل ذلك سأبين ان شاء الله تعالى وجمعُ الابن بَنُونَ وأبناء وتصغيره أبَيْنُونَ على غير قياس والانثى ابْنَةٌ وبِنْتٌ والمصدر البُنُوّة فاما وَزْنُ ابن فقد ذكر أبو اسحق في كتابه الموسوم بمعانى القرآن عند ذكره تعليل (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) أن أبناءً جمعُ ابْنٍ (١) والاصل كانه انما جمع بَنًا وبِنْو فهو يصلح أن يكون فَعَلاً وفِعْلاً كان أصله بَنًا والذين قالوا بَنُونَ

__________________

(١) قوله والاصل كانه انما جمع الخ في اللسان قال الزجاج ابن كان في الاصل بَنَوٌ أو بِنْوٌ والالف ألف وصل في الابن يقال ابن بين البنوّة قال ويحتمل أن يكون أصله بنيا قال والذين قالوا بنون كانهم جمعوا بنيا وأبناء جمع فعل الخ وبه يظهر ما هنا كتبه مصححه

كانهم جمعوا بَنًا وأَبْنَاءٌ جمع فَعَلٍ أو فِعْلٍ وبِنْتٌ يدل على أنه يستقيم أن يكون فِعْلاً ويجوز أن يكون فَعَلا نقلت الى فِعْلٍ كما نقلت أُختٌ من فَعَلٍ الى فُعْلٍ فاما بَنَاتٌ فليس جمعَ بنْتٍ على لفظها انما رُدَّتْ الى أصلها فجمعتْ بَنَاتٍ على أن أصلَ بِنْت فَعَلَةٌ مما حُدفت لامُه والاخفش يختار أن يكون المحذوفُ من ابن الواوَ قال لان العرب مما تحذف الواو لثقلها قال أبو اسحق والياء تحذف أيضا لانها تَثْقل الدليل على ذلك أن يدا قد أجمعوا أن المحذوف منه الياء ولهم دليل قاطع مع الاجماع يقال يديت اليه يَدًا ودَمٌ محذوفٌ منه الياء يقال دَمٌ ودَمَيَانِ وأنشد

* جَرَى الدَّمَيانِ بالخَبر اليَقِينِ*

والبُنُوَّة ليس بشاهد قاطع في الواو لانهم يقولون الفُتُوَّة والتثنيةُ فَتَيانِ فابْنٌ يجوز أن يكون المحذوفُ منه الواو أو الياءَ وهما عندى متساويان قال الفارسى في هذا الفصل اغفال في غير موضع فمن ذلك قوله في ابن يصلح أن يكون فِعْلا وفَعَلا ولا يجوز في ابن أن يكون وزنه فِعْلاً لانه لا دلالة على أن الفاء منه مكسورة بل الدليل قام على أن الفاء مفتوحة وذلك في قولهم بَنُونَ فلو كان أصله فِعْلاً لم تفتح الفاء فان استدل على أنه فِعْل مكسور الفاء بقولهم أفعال وأفعال تكون جمعا لفِعْل نحو عِدْل وأعدال وقِنْوِ وأقْناء لزمه أن يجيز في بنائه فُعْلاً وفِعَلا وغير ذلك لان هذين البناءين يجمعان على أفعال أيضا فان حكم على ابن أنه فِعْل بهذا الدليل فليحكم أيضا بأنه يجوز أن يكون فُعْلاً وفِعَلاً بهذا الدليل نفسِه لان دلالته ليس على أحد ذلك دون الآخر فاذا استوى فِعْلٌ وغيره في أنه يجمع على أفعال لم يجز أن يجعل لاحد هذه الابنية دون الآخر الا أن يغلب أفعال على بناء من هذه الابنية فيكون بابه أن يجمع عليه فليس أفعال بدليل على أن ابنا أصله فِعْلٌ لما أعلمتك فقد ثبت أن الفاء مفتوحة لقولهم بَنُون فاما العين فالدليل على أنها مفتوحة أيضا قولهم في جمعه أفعال وأفعال بابه أن يكون لِفَعَلٍ نحو جَبَل وأجبال وليس يَجِبُ أن يُعْدَلَ بالشئ عن بابه وأصله حتى يقوم دليلٌ يُسَوِّغُ ذلك ولم نعلم شيأ دَلَّ على أن العين ساكنة من ابن وعلمنا أنه ينبغى أن تكون متحركة .... (١) ولان أفعالا بابه فَعَلٌ كما أن فَعْلاً المعتل العين بابُه أفعال مثل حَوْضٍ وأَحْواض وسَوْطٍ وأسواط ولذلك قلنا في فَمٍ ان أصل بنائه فَعْلٌ وكما أن فَعْلاً نحوُ فَرْخ حكمه أفْعُلٌ وهذا الذى ذهبنا اليه في ذلك مذهبُ سيبويه

__________________

(١) كذا بياض بالأصل

وقياسُ قوله ومذهبُ أبى العباس وما لا يجوز غيره فان قال قائل فاجِزْ في ابْنٍ أن يكون وزنه فِعْلاً وفُعْلاً لجمعك له على أَفْعالٍ كما أَجَزْتَ في اسم أن يكون فُعْلاً وفِعْلاً لجمعك له على أفعال لان أفعالا بناءٌ تَجْمَعُ به الصِّنْفين فالجواب أنا لم نقل في اسم انه يحتمل أن يكون فِعْلاً وفُعْلاً لقولهم أسماء ولكن لما سمعناهم يقولون سِمُهُ وسُمُه حملنا الكلمة على الوزنين جميعا ولو حَمَّلْنا الفاء حركةً ثالثةً لكان خطأ أو مخالفة للفظ العرب فيه كما أن مِن حَمَّل الفاءَ من ابْنٍ حركةً غير الفتحة كان مخالفا للفظ العرب بذلك ولا يجوز اذا سمع الفاء من حَبْلٍ وغَيْلٍ وما أشبهه مفتوحا أن يجوز فيه غير الفتح المسموع فانما أجزنا في اسم أن يكون فِعْلاً وفُعُلاً لما ذكرت لك فأما قوله وبِنْتٌ يدل على أنه يستقيم أن يكون ابن فِعْلاً فلا دلالة في قولهم بِنْتٌ على أن ابْنًا وزنه فِعْلٌ لان بِنْتًا من ابْنٍ ليس كصَعْبةٍ من صَعْبٍ فيحكم بأن الفاء من ابن مكسورة كما أنها فى بنت مكسورة لان هذا البناء صِيغَ للتأنيث على غير بناء التذكير فهو كحمراء من أحمر وليس كصَعْبةٍ من صَعْب وغُيِّر البناءُ عما كان يجب أن يكون عليه في أصل التذكير وأبدل من الواو تاء فأُلْحِقَ الاسمُ به بِشِكْسٍ ونِكْسٍ وما أشبه ذلك فلا دلالة في بنت إذًا على أن ابنا أصلُ وزنه فِعْلٌ وهو أنا وجدناهم يقولون أخْتٌ فلو كان ابْنٌ فِعْلاً لقولهم بِنْتٌ لكان أَخٌ فُعْلاً لقولهم أُخْتٌ فكما لا يجوز أن يكون أَخُ فُعْلاً وان جاء أُخْتٌ كذلك لا يجوز أن يكون ابْنٌ فِعْلاً وان قيل بِنْتٌ وكما لا يجوز لقائل أن يقول انَّ أخًا فُعْلٌ لفتحة الفاء منها كذلك لا يجوز أن يقال في ابن انه فِعْلٌ لفتحة الفاء منها في قولهم بَنُونَ وكما دل قولهم آخاءٌ فيما أنْشَدَناهُ أبو بكر عن أبى العباس عن أبى عمر

وَجَدْتُمْ بَنِيكم دوننا اذ نُسِبْتُمُ

وأَىُّ بَنِى الآخاءِ تَنْبُو مَناسِبُه

على أنَّ أَخًا فَعَلٌ كذلك يدل أبْنَاء على أن ابنا أصل وزنه فَعَل لما ذكرنا من أن باب أفعال فَعَل كما أن أَيْدٍ حُكِمَ من أجْله أن يَدًا فَعْلٌ للحمل على الاكثر كذلك يُحْكم لا بناء أن واحدَه فَعَلٌ لان أَفْعُلاً بابه فَعْلٌ كما أن أفعالا بابه فَعَلٌ فأما قولهم بناتٌ في جمع بِنْتٍ فهو مما يدل على ما قلنا من أن أصل الفاء من ابْنٍ الفَتْح ورُدَّ في الجمع الى أصل بناء المذكر كما رد أخت الى أصل بناء المذكر فقيل بَناتٌ كما قيل أخَوات لان أصل بناء المذكر من كل واحدٍ منهما فَعَلٌ لما قَدَّمنا وهذا الضرب من الجمع أعنى الجمع بالالف والتاء قد يُرَدُّ فيه الشىءُ الى أصله كثيرا كرَدِّهم اللاماتِ الساقِطة في الواحد له كقولهم في عِضَةٍ عِضَوات وأُخْتٍ أَخَوات وكما ردُّوا

الحرفَ الاصلى فيه كذلك رُدَّتِ الحركةُ التى كانت في الاصل في بناء المذكر فقد تبين مما ذكرنا أن ابْنًا أصل بنائه فَعَلٌ أما الدلالة على حركة الفاء بالفتحة فقولهم بنُونَ وأما الدلالة على حركة العين بالفتح فأفعال فتبين أن تجويزه في ابن أنه فِعْلٌ خَطَأٌ وكذلك تبين أن استدلاله بقولهم بِنْتٌ على أن أصلَ وَزْنِ ابن يجوز أن يكون فِعْلاً خطأٌ فأما قوله في اللام المحذوفة انه يحتمل أن يكون عنده واوا أو ياء وأنهما عنده متساويان في الحذف فليس الامر عندى كما قال والمحذوف الواو دون الياء لما أذكره الدليل على أن المحذوف من ابن واو أن هذه الاشياء المحذوفة اذا أريد علم المحذوف منه أهو واو أو ياء أو غير ذلك وجب أن ينظر في تثنيته أو جمعه بالتاء أو فِعْلٍ مأخوذ منه أو جمعه المكسر فان وجد في أحد ذلك ياء أو واو أو غير ذلك حكم أن المحذوف في الواحد هو ما يظهر من أحد هذه الاشياء كما حكمت باخْوة على أن المحذوف واو وبغَدَوْتُ وبدَمَيانِ أن المحذوف من دَمٍ ياء ومن غَدٍ واو وبِعضَوات أن المحذوف من عِضَةٍ واوٌ وليس في ابن واو أو ياء فيستدلّ منه على أن المحذوف منه الواو أو الياء فاذا لم يكن شئ من هذا كان أولى الاشياء أن يحمل على نظيره فيجعل المحذوف كالمحذوف في نظيره ونظيره أخْتٌ لانه صفة قد أُلْحِقَتْ في التأنيث بقُفْل كما ألحقت بِنتٌ بعِدْل فالمحذوف من اخْتٍ الواوُ لقولهم إخْوة وكذلك ينبغى أن يكون المحذوف من بنت واوا وشئ آخر يدل على أن المحذوف منه الواو دون الياء وهو قولهم بِنْتٌ وابدالهم التاء من لامه وهذه التاء لا تخلو أن تكون بدلا من لام الفعل أو علامة للتأنيث فلو كانت علامة للتأنيث لا نفتح ما قبلها كما ينفتح ما قبلها في غير هذا الموضع فلما لم ينفتح علمنا أنها بدل وأنه ليس على حَدِّ طَلْحة وثُبةٍ واذا كان بدلا فلا يخلو أن يكون من ياء أو واو ولا يجوز أن يكون من الياء لانا لم نجدهم أبدلوا التاء من الياء الا في افتعل من اليسار ونحوه وفي حرف واحد قولهم أسنتوا وأما أصل ابدال التاء من الواو دون الياء فذلك كثير جدا فعلمنا بذلك أن التاء في بنت بدل من واو كما كانت في أخت كذلك وكما كانت في هنة كذلك والدليل على أن التاء في هَنَةٍ بدلُ من الواو قوله

* على هَنَواتٍ شأنُها مُتَتابِع*

فالتاء بدل من الواو وذلك فيه وفي أخت بين لَاخَواتٍ وهَنَواتٍ وكذلك في بنت تقول في بنت انها بدل من الواو قياسا على هذا الكثير وكذلك في كِلْتَا تقول انها بدل من الواو وان الالف

فى كلا منقلبة عن واو لابدالكَ التاءَ منها في كِلْتَا ولذلك مَثَّلَهُ سيبويه بشَرْوَى فان قال قائل اذا كانت التاء في أُخْتٍ وما أشبهه للالحاق كما ذكرتَ دون التأنيث فهلا أثبتت في الجمع بالتاء نحو أخواتٍ وبنَاتٍ ولم تحذف كما لا يحذف سائر الحروف الملحقة بما فيها في الجمع ولا في الاضافة فالجواب أن هذه التاء للالحاق كما قلنا والدليل عليه ما قدمنا وانما حذف للاضافة وهذا الضرب من الجمع لان هذا البناء الذى وقع الالحاق فيه انما وقع في بناء المؤنث دون المذكر فصار البناء لما اختص به المؤنث بمنزلة ما فيه علامة التأنيث فحذفت التاء في الموضعين لذلك لا لانه للتأنيث وغُيِّر البناءُ في هذين الموضعين ورُدَّ الى التذكير من حيث حُذِفَتْ علامات التأنيث في هذين الموضعين لان الصيغة قامت مقام العلامة فكما غُيِّر ما فيه علامة لحذفها كذلك غُيِّرت هذه الصيغة بردها الى المذكر اذ كانت الصيغة قد قامت مقام المذكر فمن حيث وجب أن يقال طَلَحاتُ وطَلْحِىٌّ وجب أن يقال أخَوات وأَخَوِىٌّ وأما قول يونس في الاضافة الى أُخْتٍ أُخْتِىٌّ فلا يجوز كما لا يجوز في الاضافة الى طلحة الا الحذف لمعاقبة الياءين تاء التأنيث في مثل قولهم زِنْجِىٌّ وزِنْجٌ ورُومىٍّ ورُوم فصار بمنزلة تَمْر لان حذفها يدل على التكثير واثباتها يدل على التوحيد فلهذا لم تثبت التاء مع ياء الاضافة وحذفت علامتا التأنيث الاخْرَ بان فُأزِيلَتا في الاضافة كما حذفت هى فاما حَذْفُ هذه العلامات فى الجمع بالالف والتاء فلئلا تجتمع علامتانِ للتأنيث فان قال قائل فقد قالوا ثنتان وقد أنشد سيبويه

* ظَرْفُ عَجُوزٍ فيه ثِنْتا حَنْظَلِ*

فأبدلوا التاء من الياء التى هى لام لانها من ثَنَيْتُ فهلا جاز عندك على هذا أن تكون التاء في بنت بدلا من الياء كما أنها في أسْنَتُوا بدل منها فالجواب أنه لا يلزم أن تكون التاء في بنت بدلا منها وان أجازه مجيز لهذا كان غير مُصِيب لتركه الاكثر الى الاقل والشائعَ الى النادر ألا ترى أن ابدال التاء من الواو قد كثر فحملُ بِنْتٍ على الاكثر أولى من حمله على الاقل ألا يرى أن القياس يجب أن يكون على الاكثر حتى يَمْنَع منه شئ ولم يمنع شئ في بنت من حمل لامه على أنه واو بل قوّاه قولُهم أُخْتٌ وهَنْتٌ وكِلْتَا وكثرةُ ابدال التاء من الواو في غير هذا الموضع فاما أسنتوا فالتاء مبدلة من ياء منقلبة من واو فليس ابدال التاء من الياء بكثير فيسوغ أن يحمل عليه هذا الحذف فان قال فقد قالوا كان من الامر كَيَّه وكَيَّه وذَيَّه وذَيَّه

ثم خففوا فقالوا كَيْتَ وكَيْتَ فأبدلوا التاء من الياء فهلا أجزته في بنت على هذا فالجواب أن ذلك لا يجوز من أجله في بنت ابدال التاء من الياء لان هذه أسماء ليست متمكنة فحملُ المتمكن على المتمكن أولى من حمله على غير المتمكن لانه أقرب اليه وأشبه به فاما حكاية أبى اسحق عن الاخفش من أنه يختار أن يكون المحذوف من ابن الواو فما أعلم الاخفش نص على هذه المسئلة أن الاختيار عنده أن يكون الواو وأنه يجيز أن المحذوف الياء لكنه قال في جملة المحذوفات ان الاختيار أن يحمل على أنه الواو لانها أثقل وحذفها أولى ولا أعلمه أجاز في نفس هذه المسئلة الامرين جميعا فان أجازه فانما قاسه على هذا الذى قلنا ان القياس لا ينبغى أن يكون عليه فأما قوله الياء تحذف أيضا لانها تثقل فغير مدفوع فاما ما استدل به على ذلك من قوله لانهم قد أجمعوا أن المحذوف من يد الياء وأن لهم مع الاجماع دليلا قاطعا وهو يديت اليه يدا فالاجماع منهم لم يسبق هذا الدليل وانما الاجماع عنه وقع ولو لا هذه الدلالة ما وقع هذا الاجماع فلا وجه لتقديم الاجماع على السبب الذى عنه وَقَع وما لو خالف معه مخالف لم يَسُغْ له الخلافُ من أجله* فاذْ قد شرحت وزن الابن والبنت وبالغت في تعليل ذلك فَلْآخُذْ في ذكر الابناء كما فعلتُ في الآباء والامهات* قال علىّ بن حمزة قال الاحول* ابنُ السَّبيل ـ المُنْقَطع به وقال قتادة في قوله تعالى (وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ابن السبيل الضيف وقال الوَهْبِىُّ ابن السبيل الغريب الذى أتاك به الطريقُ وأنشد

ومَنْسُوبٍ الى مَنْ لم يَلِدْهُ

كذاك اللهُ نَزَّلَ في الكتابِ

وقال أراد ابنَ السبيل والجمعُ أَبْناءُ السبيل وأنشد

حُبَّ .... (١)بِك يا جَرَادُ

أَرْضًا وانْ جاعتْ بك الاكْبادُ

وضَاقَتْ الامعاءُ والاوْرادُ

ولم يكنْ فيكِ لنا عَتَادُ

ولا لأبْناءِ السبيل زادُ

والقولُ في ابن السبيل قول الوهبى انه الغريب الذى أتى به الطريقُ لان الراعى يقول

عَلَى أكْوارِهِنَّ بَنُو سبيلٍ

قَلِيلٌ نَوْمُهمْ الا غِرَارا

وقال الآخر

سأَبْغِى الغِنَى إمَّا نَدِيمَ خَليفة

يَقُولُ سَواءً أو مُخِيفَ سبيلِ

__________________

(١) كذا بياض بأصله

وقالت جُمْل بنتُ أَسْوَدَ

تَظَلُّ لا بناءِ السبيلِ مُنَاخةً

على الماءِ يُعْطَى دَرُّها ورقابُها

ومن هو على الماء فليس بمنقَطع به والصدقةُ فليست للَاضْيافِ وقد قال الله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) فقولُ الوَهْبِىِّ أشْبَهُ الاقوالِ بالصواب ويقال ما أنا في هذا الامْرِ بابن دَأْثاءَ وابنِ ثَأْداءَ ـ وهى الامةُ اذا لم تكن فيه عاجزا وكَلَّمَ بها أبو مسلم رُؤْبةَ فلم يَدْرِ ما قال له فسأل عنها في الحَىِّ فأُخْبِرَ بها* ابن السكيت* ابنُ ثَأْداءَ ـ أى ابْنُ أَمةٍ وابْنُ ثَأْطاءَ ـ أى أنه رِخْوٌ كالحَمْأةِ عن أبى عبيدة وكذلك قد يقال ثَأَطَاءَ ورواه بعضُ الرُّواة وكذلك ما هو بابن ثَأْطَانَ وثَأَطَانَ وهو مأخوذ من الثَّأْطةِ وهى الرَّدَغَة وهى الوَحَلُ ولسْتُ أَثِقُ بقول هذا الراوى في التحريك ولا في ايراد النون في ثأطان والله أعلم* وقال الاحول* اذا لَؤُمَ الرجلُ قيل هو ابْنُ تُرَّنَى وابن فَرْتَنَى وأنشد الاخفش

فانَّ ابْنَ تُرْنَى اذا جِئتُكم

أراهُ يُدافِعُ قَوْلاً عَنِيفا

أى قولا غير حسن* وقال أحمد بن يحيى* ابْنُ تُرْنَى وابنُ فَرْتَنَى ـ ابنُ أَمَةٍ وأنشد لابى ذؤيب

فانَّ ابْنَ تُرْنَى اذا جِئْتُكم

أراه يُدافعُ قَوْلاً بَرِيحَا

بَرِيح تَبْلغ منه المَشَقَّةُ وحكى الاحول أن فَرْتَنى عند مَعَدٍّ الامةُ وعند أهل اليمن الفاجرةُ وقال الاشهبُ بن رُمَيْلة

أَتانِىَ ما قالَ البَعِيثُ ابْنُ فَرْتَنَى

ألم تَخْشَ انْ واعَدْتَها أن تُكَذَّبا

وقال جرير

مَهْلاً بَعِيثُ فانَّ أُمَّكَ فَرْتَنَى

حَمْراءُ أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُدامَا

قال أبو عبيدة أراد الامةَ وكانت أُمُّ البَعِيثِ حمراءَ من سَبخىِ أَصْبِهانَ وكان القَعْقاعُ بْنُ مَعْبَدِ بنِ زُرارة وَهَبَها لابيه ولِجُمْرَتِها قال جرير

أُنْبِئْتُ أَنَّكَ يا ابْنَ وَرْدةَ آلِفٌ

لِبَنِى حُدَيَّةَ مَقْعَدًا ومَقَامًا

* وقال الاحول* وابن ضَوْطَرَى ـ سَبٌّ قال الاشهب بن رُمَيْلة

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ

بَنِى ضَوْطَرَى لو لا الكَمِىَّ المُقَنَّعَا (١)

يريد هَلَّا تَعُدَّونَ الكَمِىَّ المُقَنَّعَ فنَصَبَ ويقال لابن الامَة ابْنُ لَكَاعِ قال الشاعر

تَبَغَّيْتُ الذُّنُوبَ عَلَىَّ عَمْدًا

جُنُونًا مّا جُنِنْتَ ابْنَ اللَّكَاع

ويقال للامِةَ لكاعِ ولَكِيعَةٌ قال ابْنُ الرُّقَيَّاتِ

لو لم يَخُونُوا عَهْدَهُ

أَهْلُ العراقِ بَنُو اللَّكِيعهْ

ويقال لُلمحَمَّقِ لَكَاعٌ ابنُ لَكَّاعٍ ولَكَّاعٌ ابْنُ لَكَّاع قال زِيَادٌ الاعْجَمُ

أَنْبَأْتَنِى أنَّ عبْدَ اللهِ مُنْتَزَعٌ

مِنِّى عَطاياهُ لَكَّاعَ ابْنَ لَكَّاع

ويقال للرجل اذا شُتِمَ وصَغَّرْتَه ابْنُ اسْتِها ومنه قول أبى الغَرِيبِ النَّصْرِى

ما غَرَّكُمْ بالاسَدِ الغَضَنْفَرِ

بَنِى اسْتِها والجُنْدُعِ الزَّبَنْتِرَ

وقال جُرْثُومةُ العَنَزِىّ

عليكم بتَلْقِيحِ النَّخِيلِ بَنِى اسْتِها

فلَسْتُمْ يَقِينًا من رِجال المَنابِرِ

وقال بعض الرواة يقال للمسبوب يا ابْنَ اسْتِها ويا ابن خَجْمعَخٍ ويا ابن حُقْرَى قال جرير بن عطية

دَنَوْتَ من المعَرَّة يا ابْنَ حُقْرَى

وقَنَّعَكَ الفَرَزْدَقُ ثَوْبَ زَانِ

وقال الاحول يقال لابنِ الامة ابْنُ مدِينةٍ وأنشد للاخطل

رَبَتْ ورَبَا في حَجْرِها ابنُ مَدِينةٍ

يَظَلُّ على مِسْحاتِهِ يَتَرَكَّلُ

وقال ابن الاعرابى ابْنُ مدينةٍ ـ ابْنُ أمةٍ قد دِينَتْ أى مُلِكَتْ وقال ابْنُ مَدِينةٍ رَجُلٌ من أهل القُرَى وأهلِ الامْصارِ وأعلَمُ من غيرهم* وقال الاحول* يقال للفَطِنِ هو ابْنُ مَدِينَتِها وابْنُ بَلْدَتِها وابن بَجْدَتِها وابن بَجْدَتِها وبُجْدَتِها وابنُ بُعْثُطِها وابْنُ سُرْسُورِها وابنُ سُوبانِها بمعنًى واحدٍ* وقال الكلابى* انه لَابْنُ أرضِها* ابن السكيت* انه لَابْنُ إحْداها ـ اذا كان قويا على الامر عالما به وقال الاحول لا يَقُومُ بهذا الامر الا ابْنُ أَجْداها بالجيم ـ يريد كريمَ الآباءِ والامهات وقولُ ابن السكيت أعرفُ ويقال للذليل ما هو الا ابنُ أرضٍ يُراد به أنه لازَمَ الارضَ ذُلًّا قال رؤبة بنِ العجاج

* مِنِّى وانْ كانَ ابنُ أَرْضٍ أَطْرقا*

وهذا كقول الآخر وهو جرير

__________________

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده مقلدا الأحول ان صحت روايته عنه فى قوله قال الاشهب ابن رميلة تعدّون عقر النيب الخ والصواب أنه لجرير لا لابن رميلة الاشهب وروايه البيت الصحيحة

تعدون عقر النيب أفضل مجدكم

وبنى ضوطري هلا الكمى المقنعا

وقبله

فلاقيت شرا من أبى الغيث غالب

ولالوم الادون لؤمك صعصا

وبعده

وتبكى على ما فات قبلك دارما

وان تبك لا تترك لعينيك مدمعا

والقصيدة في النقائض وختمها بقوله يذكر مساعى قومه ببنى يربوع

ربعا وأردفنا الملوك فظنللوا

وطاب الاحاليب الثمام المنزعا

فتلك مساع لم تنلها مجاشع

سبقت فلا تجزع من الحق مجزعا

وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

كيفَ الحديثُ إلى بَنِى دَاوِيَّةٍ

مُتَعَصِّبِينَ علَى خَوامِسَ هِيمِ

وابْنُ غَبْراءَ ـ ابْنُ الارضِ والغَبْراء اسم للارضِ عَلَمٌ كما أن الخَضْراء اسم للسماء* وقال المبرد* بَنُو غَبْراء ـ اللُّصوصُ ولا أعرف هذا القولَ عن غيره وقد قيل انه يقال لَاهْلِ البِيدِ بَنُو غَبْراء ولاهل الامْصارِ بَنُو مَدْراءَ وقد قيل في قول طرفة

رأيتُ بَنِى غَبْراءَ لا يُنْكِرُونَنِى

ولا أهلُ هَذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ

ان بنى غَبْراء الفقراءُ وأهلُ الطِّرافِ الاغنياءُ وقد قيل فيه انه أراد أنه مشهور لا ينكره أهلُ البَدْوِ ولا أَهْلُ الامصار ويقال للناس بنو التُّرابِ وهو الطِّينُ وبنو الانسانِ وبنو آدمَ وبنو الارضِ وبنو غَبْراءَ وبنو الدَّهْرِ وبنو الدُّنيا وسُئل بعضُ العرب عن نَسَبه فقال أنا ابنُ غَبْرَاءَ على سَفْراءَ بِيَدِى سَمْراءُ* ابن السكيت* كيف وَجَدْتَ ابْنَ أُنْسِكَ وإنْسِكَ ـ أى كيف وَجَدْتَ صاحبَك* وقال أبو عمرو بْنُ العَلاء* تقول العرب ابْنُ ابْنِكَ ابْنُكَ وابْنُ عَمِّك ابْنُكَ وابْنُك ابْنُ بُوحِك فاصْطَبِحْ من صَبُوحِكَ يقول هؤلاء ليسوا بابن نَفْسِك فأقْبِلْ على ابن نَفْسِك وَدَعْ هؤلاء فانه خالِصُك دون هؤلاء ورواه غيره ابْنُ بُوحِكَ يَشْرَبُ من صَبُوحِك ويقال للمجتمعين على الشراب بنو نَكْرا وبنو نُكْرٍ وأنشد

وبَنُو نُكْرٍ قُعُودٌ

يَتَعاطَوْنَ الصِّحافَا

وقال بعضُ الرواة بَنُو المَفاوِزِ ـ ذَوُو الهداية وذَوُ والسَّيْر فيها وأنشد

* مَفَاوِزٌ تَرْمِى بَنِيهَا بالنَّصَبْ*

قال وذلك معنى قول الشاعر

وكائِنْ قَطَعْنا دُونَكُمْ من مَفازة

حَمَاها ابْنُها أَنْ جَفَّ عنها ثَمِيلُها

أراد أنَّ ابْنَها العالمَ بها امتنعَ أن يَسْلُكَها لقِلَّة مائِها* وقال غيره* بَنُو الفَلاةِ ـ ذَوُو الدِّلالةِ والمعرفةِ بها وابْنُ الفَلاةِ الدليلُ وابْنُ الفَلاةِ الحِرْباءُ قال الطرماح

وانْتَمَى ابْنُ الفَلاةِ في طَرَفِ الجِذْ

لِ وأعْيَا عليه مُلْتَحَدُهْ

انْتَمى ـ ارتفع والمُلْتَحدُ ـ المَلْجأُ وقد سَمَّى أُمَيَّةُ بْنُ أبى عائذٍ الهُذَلِىُّ الصائدَ ابْنَ الدُّجَى فقال

فأسْلَكَها من صَدًى حافِظًا

به ابْن الدُّجَى لاطئًا كالطِّحالْ

والدُّجَى جمعُ دُجْيَةٍ وهى قُتْرةُ الصائدِ وقال الطرماح

مُتْطَوٍ في مسْتَوى دُجْيةٍ

كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلَام

الحُرُّ ـ الابْيَضُ من الحَيَّاتِ والسِّلامُ ـ الحِجارةُ* ابن السكيت* انه لَابْنُ لَيْلٍ ـ اذا كانَ صاحبَ سُرًى قَوِيًّا عليها ومنه قول أم تابط شرا وابْناهْ وابْنَ اللَّيْلِ وأنشد للعنبرى

ما ذَا يُرِينى اللَّيْلُ من أهْوالهِ

أنا ابْنُ عَمّ اللَّيْلِ وابْنُ خالهِ

اذا دَجا دَخَلْتُ في سِرْبالهِ

لَسْتُ كمَنْ يَفْرَقُ من خَيالِهِ

وهذا كقول أبى النجم ووَصَفَ أُتُنًا (١)

وظَلَّ يُوفِى الاجْمُدَ ابْنُ خالِها

مُسْتَبْطِئًا للشمسِ في إقبالِها

أراد بابنِ خَالِها فَحْلَها وهذا قاله ضرورة للقافية ويقال لكل من رَكِبَ الليلَ وان لم يكن ذا نَجْدةٍ ابْنُ اللَّيْلِ وعلى هذا المذهب قالوا لكل من أُضِيفَ الى شئ أو عَلِمَ شيا أو أطاقَ شَيْأً أو تَشَهَّرَ به أو نُسِبَ اليه هو ابْنُ كذا* قال على بن حمزة* فمن ذلك ما أخْبَرَنا به الهِرَّانِىُّ عن الرِّيَاشِىِّ عن الاصمعى عن العَدَوِى أنه قال أنا ابنُ التاريخ وكنتُ عامَ الهِجْرة لا أُحسِنُ الرَّطَانةَ ولا أَرْضَى العِشْرةَ ولا أَرْهَبُ من رَصَّاصَةٍ وما قَرْقَمَنِى الا الكَرَمُ وقال جرير

ولقد تركتُ بَنِى النِّقَاضِ كانَّهُمْ

أَنْقاضُ صائفةٍ بقَاعٍ قَرْقَرِ

ومن ذلك قول الشاعر

أَيَّامَ أَبْدَتْ لنا عَيْنًا وسَالِفةً

فقلتُ أَنَّى لها جِيدُ ابنِ أَجْيادِ

واجْيَاد ـ موضعٌ بالحَرَم أى كيف أُعْطِيَتْ جِيدَ الظبى الذى بالحرم ومنه قول (٢) ابن حَرْبةَ في هِجاء بنى حنيفة

أَبْناءُ نَخْلٍ وحِيطانٍ ومَزْرَعةٍ

سُيوفُهمْ خَشَبٌ فيها مَساحِيها

ومنه قولُ ابنِ الرُّقَيَّات (٣)

أَنْتَ ابنُ مُسْلَنْطِح البِطَاحِ ولم

تُطْرَقْ عَلَيْكَ الحُنِىُّ والوَلَجُ

ومنه قولهم في بعض النحويين ابْنُ النَّحْوِ قال على بن حمزة هو مَسْلَمةُ بْنُ عبدِ الله بنِ سَعْدٍ الفِهْرِىُّ وهو ابنُ أختِ عبد الله بن أبى اسحق الحَضْرَمِى النَّحْوِى وعلى هذا قال اليزيدى أنا ابن القَماطِرِ وهذا معنى الحديث «لا يَدْخُلُ الجنةَ وَلَدُ ابنِ الزّنا» يراد به المُلازِمُ له والله أعلم والله تبارك وتعالى أَعْدلُ من أن يُطالِبَ العَبْدَ بذنبِ غيرهِ وهو سبحانه يقول

__________________

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده في ارجاعه ضمير خالها على الأتن والصواب أنه راجع الى الاجمد قبله لكثرة ايفائه عليها مترقبا خوفا من الصياد ونظيره قول حميد الارقط يصف عانة وعيرها

أقب ميفاء على الرزون

أحقب سحاج مسئل عون

 (٢) قلت لقد حرف ابن سيده هنا في قوله ابن حربة في هجاء بنى حنيفة فقد حرف أبو بابن وحزرة بحربة والصواب أن الهاجى لهم إنما هو أبو حزرة جرير بن عطية بقصيدة عددها ثلاثة عشر بيتا مطلعها

قد غلبتني رواة الناس كلهم

الاحنفية تفسوفي مناحيها

وختمها بقوله

صارت حنيفة أثلاثا فثلثهم

من العبيد وثلث من مواليها

فزوجوهم فهم فيهم وناسبهم

الى جنيفة يدعو ثلث باقيها

وكتبه محمد محمود لطف الله به

(٣) قلت لقد بالغ ابن سيده هنا في ـ

(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) ومنه قول الآخر أنشدناه ابن الاعرابى

رَحَلْنا من الطَّوْدِ اليَمانِى كانَّنا

بَنُو سَفَرٍ أَهْلُ الشُّرَيْفِ لنا أهْلُ

ومن المعانى عن الشيبانى

وَذَاتِ بَنِينَ لم تَلْقَحْ لِزَوْجِ

ولا يَدْرِى بَنُوها مَنْ أَبُوها

ولا يُغْنُونَ في الهَيْجاءِ شَيْئًا

غَداةَ الرَّوْعِ حَتَّى يَرْكَبُوها

وقالوا بنو الحرب والهيجاء والوغَى وهذا في أشعارهم كثير وقالوا بَنُو النِّعْمةِ الذين لا يَعْرِفُون التَّقَلُّبَ الا فيها* وقال الاحول* فُلانٌ ابنُ هَمٍّ ـ اذا كان لا يقدر على دفع الهم عن نفسه وقيل بَنُو الْهَمِّ الصُّبُرُ عليه* وقال الباهلى* بَنُو الشُّرَطِ ـ أعوانُ الشُّرَط* غيره* بنو الصُّحُفِ ـ الشُّهُودُ وقال وَبْرَةُ السارقُ

بَيْنا أُنازِعُهمْ ثَوْبِى وأَجْحَدُهُمْ

اذا بَنُو صُحُفٍ بالحَقِّ قد وَرَدُوا

وأنشد السكرى

وعَرْجلةٍ شُعْثِ الرُّؤُس كأَنَّهُمْ

بَنُو الطَّوْدِ لم تُطْبَخْ بنارٍ قُدُورُها (١)

قال أراد كأنهم الحجارة ويروى كأنهم بنو الجِنِّ ومثله قول الآخر

دَعَوْتُ خُلَيْدًا دَعْوَةً فكأنما

دَعَوْتُ به ابنَ الطَّوْدِ أو هُوَ أسْرَعُ

أراد كانه جَبَلٌ تَدَهْدَى من جَبَل كقوله

* كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ من عَلِ*

* ابن السكيت* ابْنَا طِمِرٍّ ـ جبلانِ مُتقابلانِ بنَخْلةَ الشامية* غيره* هما ابْنا طِمِرٍّ وابْنَا طِبِرٍّ وقيل ابْنَا طِمِرٍّ ثَنِيَّتَانِ في جبل من جبالِ دِمَشْقَ وهما ابْنَتا طَمَارِ وأنشد

* ابْنا طِمِرٍّ وابْنَتا طَمَارِ*

والقولُ في ابْنَىْ طِمِرٍّ قولُ ابن السكيت وقال أيضا ابْنَا شَمَامٍ ـ جَبَلَانِ في شاكلة دارِ بنى نُمَيْرٍ مما يلى دارَ عَمْرِو بن كِلابٍ وقال أبو زياد شَمَامٌ جبالٌ سُودٌ في وسطها جبلانِ مقترنانِ طويلانِ يراهما الناظرُ من أرضٍ نائيةٍ* قال أبو زياد* شَمَامِ مبنى كَحذامِ وقَطَامِ ولو كان مبنيا كما قال لم يقل جرير

فان أَصْبَحْتَ تَطْلُبُ ذاكَ فانْقُلْ

شَمَامًا والمَقَرَّ الى وُعَالِ

__________________

ـ الغلط الحبريت في قوله ومنه قول ابن الرقيات أنت ابن مسلنطح الخ اذ قد عزا البيت الى غير قائله والصواب انه لطُريح بن اسمعيل الثقفى يمدح به الوليد ابن يزيد بن عبد الملك ابن مروان والبيت رابع أربعة وهى أنت ابن مسلنطح البطاح ولم تطرق عليك الحنى والولح طوبى لفرعيك من هنا وهنا طوبى لأعراقك التي تشحج لو قلت للسيل دع طريقك والشموج عليه كالهضب يعتلج لساخ وارتدأ ولكان له في سائر الارض عنك منعرج ولها حكاية بين يدى الوليد حين أنشدها طريح وللأخيرين منها حكاية أخرى مع طريح أيضا بين يدى المنصور فى خلافته لا يسعهما المحل وكتبه محمد محمود لطف الله به

(١) قوله قدورها كذا أنشده هنا وفي الصحاح وقال ابن برى الذى وقع في الشعر لم تطبخ بنار جزورها نقله في اللسان كتبه مصححه

وُعالٌ والمَقَرُّ ـ موضعانِ بالبصرة* أبو زياد* ابنُ دُخْنٍ ـ جبل بارضِ بنى نُمَيْرٍ عنده الشَّبَكةُ شَبَكَةُ ابْنِ دُخْنٍ والشَّبَكةُ من مِيَاهِهم* وقال الهَجرى* ابْنُ فِهْدٍ بالكسر ـ نَقْبٌ كانتْ به وقعةٌ لبنى سُلَيم على عِجْلٍ* أبو عمرو* ابن مِيحٍ ـ جَبَلٌ* أبو عبيدة* ابن الحِمَارةِ ـ جَبَلٌ مُطِلٌّ على الحِمَارة وهى حَرَّة وأنشد

سَتُدْرِكُ ما تَحْمِى الحِمَارةُ وابْنُها

قَلائصُ رَسْلاتٌ وشُعْثٌ بَلابِلُ (١)

* ابن السكيت* ابْنُ بَسِيلٍ ـ قرية بالشام وقال الاصمعى تقول العرب على لسان الرُّمَّةِ وهو قاعٌ عظيم بنَجْدٍ تَنْصَبُّ فيه جماعةُ أَوْديةٍ كُلُّ بَنِىَّ يُحْسِينى الَّا الجَرِيبَ فانه يَكْفِينِى الجَرِيبُ وادٍ عَظِيمٌ قال ابن دريد يُحْسِينى يحتمل أن يكون من الحَسْوِ أى الجَرْع ويحتمل أن يكون من الحِسْى وهو الماء القليل وهو أجودُ قال على بن حمزة وهذا عندى سهو منه والاوّل أجود وابن مَناهِلَ ـ طريقٌ وأنشد ابن الاعرابى

قليلاً ثم ثُرْنَ وهُنَّ شُدْفٌ

على ابْنِ مَناهِلٍ يَرِدُ العِدادا

وقال ابن الاعرابى في قول الاسَدِىّ

* يا سعدُ يا ابْنَ عَمِلى يا سَعْدُ*

أى يا من يَعْمَلُ عملى* ابن السكيت* هو صاحب العمل الجادُّ فيه ويقال للذين يجيؤن حُجَّاجا من قِبَلِ اليَمن بَنُو عَمَلٍ ومن ذلك قولُ عمر بن الخطاب رضى الله عنه لقد هَمَمْتُ أن أُحَرِّم تضييفَ بَنِى عَمَلٍ وذلك أن قوما من مُشاةِ أهلِ اليمن أَتَوْا حُجَّاجًا فمروا بابى خِراشٍ الهُذَلىِّ فقال هذه شاة وهذه قِدْرٌ وبذلك الشِّعْب ماءٌ قالوا فما وَفَّيْتَنا قِرانا فاخذ القربةَ فَتَقَلَّدها وانْطَلَقَ يَسْقِيهم فَنَهَشَتْه حيةٌ فمات فاخْبِرَ بذلك عُمَر فقال ما حكيناه

* ابن الاعرابى* يقال للمُعاوِدِ للرُّكُوبِ ابْنُ سَرْج وأنشد

أنا ابْنُ سَرْجٍ وهِىَ الدَّلُوجُ

تَقْطَعُ أرْضًا رأسُها مَعْنُوجُ

* كانَّ فاها قَتَبٌ مَفْرُوجٌ*

وفي المثل «انَّ المُوَصَّيْن بَنُو سَهْوانَ» أى إنَّ الانسانَ قد يَنْسى وان وَصَّيْتَه* ابن السكيت* «أنا مِنْ هذا الامْرِ فالِجُ بْنُ خَلَاوةَ» وقال الوهبى هو رجل وله حديث قال ابن الاعرابى العرب تقول لكل حاذِقٍ ابْنُ تِقْنٍ وأنشد لبعض بنى فَقْعس

أَتَجْمَعُ انْ كُنْتَ ابنَ تِقْنٍ فَطانةً

وتُغْبَنُ أحْيانًا هَنَاتٍ هَواهيَا

__________________

(١) قوله ستدرك الخ قال في اللسان أى ستدرك هذه القلائص ما منعته هذه الحرة وابنها اه كتبه مصححه

أراد تجمع حِذْقًا وتَغابِيًا وهَنَات هَواهٍ دَواهٍ وقيل ابن تِقْنٍ رجلٌ من عادٍ وأنشد ابن السكيت

* يَرْمِى بها أَرْمَى مِنَ ابْنِ تِقْنِ*

وقال انه لَابْنُ أَحْذارٍ ـ اذا كان حَذِرًا وأنشد

أبلغْ زِيادًا وحَيْنُ المَرْءِ مُدْرِكُه

وان تَكيّسَ أو كانَ ابْنَ أَحْذارِ

وانه لَابْنُ أقوال اذا كان جَيِّدَ القَوْلِ* غيره* وانه لَابْنُ أَكْياسٍ قال الشاعر

قال المُهدْهُدِ نَمْ عَنْها فقُلْتُ لهُ

ما مَنْ يَنام عليها بابن أكْياسِ

* ابن السكيت* تَرَكْتُه صَلْمَعَة بْنَ قَلْمَعَة ـ أى ليس معه قليل ولا كثير وأنشد أبو عبيد

أَصْلَمعةُ بْنَ قَلْمعةَ بْنِ فَقْعٍ

لَهِنَّك لا أبا لَك تَزْدَرِينِى

ولم يفسر صَلْمعة بن قَلْمعة غير أنه قال صَلْمَعْتُ الشىءَ قَلَعْتُه من أصله وقال الاحول يقال للرجل الذى لا يُعْرَفُ صَلْمعةُ بْنُ قَلْمعة وأنشد البيت الذى تقدم عن أبى عبيد ويقال للرجل الذى لا يُعْرف هَيَّانُ بْنُ بَيَّانَ وهَىُّ بْنُ بَىٍّ قال ابن أبى عُيينة

بفَرْضٍ من بَنِى هَىِّ بْنِ بَىٍّ

وأنْذالِ المَوالِى والعَبِيدِ (١)

وهذا كما قال بعضهم وقد خَلَّصَتْه العامَّةُ من يد الوالى وأراد ضَرْبَهُ

ولو لا بَنُو دَعْنِى وأَوْلادُ خَلِّنِى

لَاوْجَبْتُ للسُّلْطانِ في كَتِفِى حَدَّا

ويقال فلانٌ ابنُ لُؤْمٍ ـ اذا كان لئيما وابْنُ شُحَّى ـ الشَّحِيحُ قال الاشهب بن رُمَيْلة للبَعيث

أبوكَ الابانِىُّ الذى في مُجاشِعٍ

وأنتَ ابْنُ شُحَّى تَسْتَدِرُّ لِتَحْلِبَا

وقال المَرَّارُ لمُساوِرِ بْنِ هِنْد

لستَ الى الامْرِ من عَبْسٍ ومِنْ أَسَدٍ

وانما أنتَ دِينَارُ ابْنُ دِينَارِ

أى أنتَ عَبْدٌ ابْنُ عبدٍ لان دينارا من أسماءِ العَبِيدِ* ابن السكيت* فلانٌ ضُلَّ بْنُ ضُلٍّ وقُلُّ بْنُ قُلٍّ ـ اذا كان لا يُعْرَفُ ولا يعرف أبوه* غيره* ذُلُّ بْنُ ذُلٍّ كذلك ويقال للمُحْتَقَرِ بَهْلُ بْنُ بَهْلانَ قال الشاعر

* لَكِنَّ قَاتِلَهُ بَهْلُ بْنُ يهلانا*

__________________

(١) قوله بفرض الخ كذا بالاصل بالفاء والذى في اللسان بعرض بالعين المهملة المكسورة اه مصححه

وأصل البَهْلِ الشىءُ القليلُ وخص أبو عبيد به المالَ* غيره* تقول العرب انه الضَّلَالُ بْنُ الالالِ أى ابْنُ ضَلَالٍ مِثْلِهِ للذى لا يعرف هو ولا أبوه وأنشد أبو عمرو لأبى نُخَيْلة

أصبحتَ تَنْهَضُ في ضَلالِكَ سادِرًا

انَّ الضَّلال ابْنُ الالالِ فاقْصِرِ

* وقال غيره* يقولون للغَوِىِّ هو الضَّلَالُ بْنُ الأَلالِ والضَّلَالُ بْنُ التَّلَالِ والضَّلَال ابن فَهْلَلٍ وثَهْلَلٍ ورواه أبو عبيد ثَهْلَلَ وفَهْلَلَ غَيْر مصروف قال الفارسى وظَهَر فيه التضعيفُ على نحو ما يَلْحَقُ بعضَ الاسماء الاعلام دون غيرها من الاسماء كقولهم رَجاءُ بْنُ حَيْوَةَ ومَرْيَم ومَزْيَن فيمن جعله عربيا ومَزْيَد ومَكْوَزة ومَنْ زيدًا في الحكاية ونحو هذا كثير* أبو عبيد* أنتَ في الضَّلَالِ بنِ السَّبَهْلَلِ يعنى الباطلَ* غيره* هو الضَّلَالُ بْنُ السَّبَهْلَلِ ـ اذا كان لا يعرف ولا أبوه* أبو عمرو* هو الضُّلُّ بْنُ الضَّلَال ـ اذا كان لا يعرف ولا أبوه قال حارثةُ بْنُ بَدْر

أتانِى من عَطِيَّةَ ذَرْءُ قَوْلٍ

يُرَشِّحُه أَضَّلُ بْنُ الضَّلَالِ

ويقال للمُحْتَقَرِ به ابْنُ لا شىءَ ويقال للمُحْتَقَر به ما هو الَّا طَامِرُ بْنُ طَامِرٍ ويقال للبرغوث طامِرُ بْنُ طَامِرٍ ابْنُ تَمْرةَ ـ عُصْفُورٌ صغير وهُنَّ بناتُ تَمْرةَ* ابن السكيت* ابن قِتْرةَ ـ ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ دَقِيقٌ صغير شُبِّهَ بالقِتْرةِ وهى نَصْلٌ دَقِيقٌ قال الاصمعى سألتُ أبا مَهْدِىٍّ ما ابْنُ قِتْرةَ فقال هو بِكْرُ الافْعَى ابْنُ دَأْيةَ ـ الغُرابُ* قال ابن السكيت* قالت غَنِيَّةُ يقولُ الانسانُ اذا كذب حَدَّثَهُ ابْنُ دأْيةَ والغُرابُ لا يُخْبِر بشئ أبدا قال الاحول انما قيل للغراب ابن دأية لانه يَقُع على رَأياتِ الابلِ من ظهورها والدَّأْبة طَرَفُ موضع آخِرِ الطِّلْفِ من القَتَب والرَّحْل وهى فَقْرة من ضُلُوع الجَوانِح حِيالَ موضعِ المِرْفَقِ* وقال سيبويه* يقال للغُراب ابْنُ بَرِيحٍ* قال غيره* اشتقاقُه من البَرْح هكذا قال الاخفش وابنُ عَنَزٍ ـ سَبُعٌ في قَدْرِ ابْنِ عِرْسٍ يَدْخُل في حَياءِ الناقةِ فَيَتَغَلْغَلُ الى رَحِمِها فيقتلُها والعرب تَزْعُم أنه شيطان لانه قلَّما يُرَى فأما ابن دريد فقال هى العَنَزَةُ وهى دُوِيَّبة أصغر من الكَلْب دقيقُ الخَطْمِ وهى من السِّباع تأخُذُ البَعير من قِبَلِ دُبُره وقَلَّما يُرَى ويزعمون أنه شيطان* غيره* ابن أَنْقَدَ ـ القُنْفُذ وأنشد أبو حاتم

فباتَ يُقاسِى لَيْلَ أَنْقَدَ دائِبًا

ويَحْدُرُ بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ

وابْنُ ماءٍ ـ طائر يكون في الماء وهو نكرة وسأشرح ما يكون من هذه الاجناس معرفةً ونكرةً ان شاء الله ابْنُ عِرْس ـ دابة معروفة والجمعُ بناتُ عِرْسٍ وكذلك ابْنُ آوَى معروفٌ وقد بينتُ وَزْنَ آوَى في باب الوحش من هذا الكتاب* ابن الاعرابى* أولادُ عُرْجٍ ـ الضِّبَاعُ وأنشد

أفكانَ أَوَّلَ ما أتيتَ تَهارَشَتْ

أَبْناءُ عُرْجَ عليكَ عِنْدَ وِجَارِ

أجرى الجميعَ مُجْرى الواحد المعرفة المؤنثِ فلم يَصْرِفْ وقيل في قول عنترة

ويكونُ مَرْكَبُكِ القَعُودَ ورَحْلَهُ

وابنُ النَّعامةِ يوم ذَلِكِ مَزْكَبِى

ابن النَّعامة فَرَسُه وقيل ابن النعامة باطنُ القَدَم ومنه تَنَعَّمَ الرجلُ اذا مَشَى حافِيًا ورَوَى أبو زيد عن أبى خَيْرة أن ابْنَ النَّعامة خَطٌّ في باطنِ القَدَم في وسطها ويقولون تَنَعَّمْتُ زيدا ـ طَلَبْتُه وتَنَعَّمْتُ اليك مَشَيْتُ حافيا وتَنَعَّمْتُ القومَ اذا كانوا بعيدًا منك فطلبتَهم على رِجْلَيْك وتَنَعَّمْتُ الطريقَ رَكِبْتُه وهذا كله صحيح الا أن قول ابن الاعرابى في البيت هو الصحيح* ابن السكيت* يقال للحمَار الاهْلِىِّ ابْنُ شَنَّةَ وانما سمى بذلك لانه يَحْمِلُ الشَّنَّةَ* وقال* ابْنُ زاذان وابْنُ آذان ويقالُ بَناتُ آذانَ للطِّوَالِ الآذانِ وابْنُ أَحْقَبَ ـ حِمارُ الوَحْشِ الذى في حَقْوِه بَياض* ابن الاعرابى* لَا آتِيه ما خَبَجَ ابْنُ أَتانٍ يعنى ضَرِطَ وابْنُ المَراغةِ ـ الحِمارُ لذلك دعا الفرزدقُ جريرا ابْنَ المَراغةِ وقيل انما سَمَّاهُ ابْنَ المَراغةِ لان كُلَيْبًا أصحابُ حَمِيرٍ وليس هذا القولُ بشئ* ابن السكيت* ابْنُ مِقْرَضٍ ـ دويبة أطْحَلُ اللَّوْن له خُطَيْم طويلٌ وهو أصغر من الفأرة* غيره* ابْنُ ذَارِعٍ وابْنُ زَارِعٍ وابْنُ وازِعٍ ـ الكَلْبُ وابْنُ السَّلِيلِ وابْنُ المَخاضِ وابْنُ اللَّبُونِ من أسنان الابل معروفٌ* أبو عمرو* وابن دِرَارٍ وابْنُ مَخَاض* قال الاحول* ابْنُ مِخْدَشٍ ـ الكَاهِلُ* غيره* هو ابن مَخَادِش* أبو عبيد* ابْنَا مِلَاطَىِ البعير ـ كَتِفَاهُ* غيره* ابْنَا مِلَاطَيْهِ ـ عَضُداهُ* ابن الاعرابى* المِلَاطُ ـ الكَتِفُ والعَضُدانِ ـ ابْنَا مِلَاطٍ* غيره* ابْنَا مِلَاطٍ ـ الجَنْبانِ والواحدُ ابْنُ مِلَاطٍ* قال غيره* ولا يقال ابْنُ المِلَاطِ الا في الشعر* ابن السكيت* ابْنُ مِلَاطٍ ـ

الهِلَالُ يرويه عن أبى عبيدة ويقال نِعْمَ ابْنُ الليلةِ فُلانٌ ـ يعنى الليلة التى وُلِدَ فيها ويقال للانسان وغيره هو ابْنُ ساعتِه ويومه وليلته وشهره وعامه ومنه ما قدّمته في باب القَمَر حين قيل له ما أنتَ ابْنَ ليلتين ما أنتَ ابْن ثلاث ما أنت ابْنَ أربع ما أنتَ ابْنَ خَمْس ما أنت ابْنَ سِتٍّ ما أنتَ ابْنَ سبع ما أنتَ ابن ثمان ما أنت ابن تسع ما أنتَ ابْنَ عشر ويقال لليلة التى لا يَطْلُع فيها القمرُ ظُلْمة ابْنِ جَمِير ويقال لا يَأْتيه ما أَجْمرَ ابْنَا جَمِير وجُمَيْرٍ ويقال لهما ابنا سَمِيرٍ لانه يُسْمَرُ فيهما ويقال ابنا سُمَيرٍ وابنا نُمَيرٍ* أبو عبيد* ابنَا سُبَاتٍ ـ الليلُ والنهار* ابن السكيت* ابن ذُكاءَ ـ الصُّبْح وذُكَاءُ هى الشمس وأنشد

فوَرَدَتْ قبلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ

وابْنُ ذُكاءَ كامِنُ في كَفْرِ

وابن أَجْلَى ـ الصُّبْح وأنشد

* به ابْنُ أَجْلَى وافَقَ الاسْفَارا*

ومنه قيل للرجلِ البارز الامْرِ الذى ليس به خَفَاءٌ هو ابْنُ جَلَا* وابْنا شَمِيطٍ مُنْقَطَعُ الليل من الصبح وقيل ابْنَا شُمَيْطٍ بضم الشين رجلانِ* ابن السكيت* ابْنَا عِيَانٍ ـ خَطٌّ يُخَطُّ في الارض عَرْضًا ثم يُخَطُّ فيها خُطوطٌ بعضُها أطولُ من بعض يُزْجَرُ بها الفألُ فيقال يا ابْنَىْ عِيَانْ أَسْرِعَا البَيانْ ثم يَزْجُر فيقولُ ما أراد أن يقولَ* قال الاخفش* أَرِيَانِى ما أرِيدُ عِيَانا وهذا كقول ذى الرمة

عَشِيَّةَ مالِى حِيلَةٌ غَيْرَ أنَّنِى

بِلَقْطِ الحَصَى والخَطِّ في الدارِ مُولَعُ

أَخُطُّ وأمْحُو كُلَّ شئٍ خَطَطْتُهُ

بِكَفِّىَ والغِرْبانُ حَوْلِىَ وُقَّعُ

قال وهذا يُصِيبُ المُتَحيِّر في أموره وأصلُه قولُ امرئ القيس

ظَلِلْتُ رِدَائِى فَوْقَ رَأْسِىَ قَاعِدًا

أَعُدُّ الحَصَىْ ما تَنْقَضِى عَبَراتى

قال على بن حمزة وهذا سوء تمييز من الاخفش وقلة معرفة بنَقْدِ الشِّعْر ليس كما ظن لان الاوّلَ طَرْقُ وزَجْر وهذا عَبَثٌ وفِكْر ألم تَر الى الراعى كيف قال ووصف قِدْحًا

وأَصْفَرَ عَطَّافٍ اذا راحَ رَبُّه

جَرَى ابْنَا عِيَانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ

يقول اذا راح به صاحبه علم أنه فائز كما يُعْلَمُ بالطَّرْقِ بابْنَىْ عِيَانِ* وقال أبو عثمان

فى ذكر الكَتْبِ* وخَطٌّ آخَرُ وهو خَطُّ الحازِى والعَرَّافِ والزَّاجِر وكان منهم حُلَيْسٌ الخَطَّاطُ الاسَدِىُّ ولذلك قيل في هجائهم

وأَنْتُمْ عَضارِيطُ الخَمِيس اذا غَزَوْا

غَنَاؤُكُمُ تِلْكَ الاخَاطِيطُ في التُّرْبِ

وخُطُوطٌ أُخَرُ تكون مُسْتَراحًا للَاسِير والمَهْمُوم والمُفَكِّرِ كما يَعْتَرِى النادمَ من قَرْع السِّنِّ والغَضْبانَ من تَصْفيق اليد وتَجْعِيظِ العَيْنِ قال تأبط شرا

لَتَقْرَعنَّ عَلَىَّ السِّنَّ من نَدَمٍ

اذا تَذَكَّرْتِ مِنِّى بَعْضَ أَخْلَاقِى

وقال في خَطِّ الحَزِينِ في الارض فقال وقول ذى الرمة

... عشية مالى حيلة*

وقد تقدم وأنشد البيت الثانى وذكر النابغةُ فَزَعَ النساءِ الى ذلك اذا أُسِرْنَ فَفَكَّرْنَ

يُخَطِّطْنَ بالعِيدانِ في كُلِّ مَنْزِلٍ

ويَخْبأْنَ رُمَّانَ الثُّدِىِّ النَّوَاهِدِ

وقد يَفْزَعُ الى ذلك البَخَلُ الخَجِلُ كقول القاسم بن أمية

لا يَنْقُرُونَ الارْضَ عِنْدَ سُؤالِهِمْ

لَتَلَمُّسِ العِلَّاتِ بالعِيدانِ

وقال غيره من الرُّواة وخَطُّ آخَرُ وهو الذى أراده الشاعر بقوله

تَشِينُ صِحَاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ

بعُودِ السَّرَاءِ عند بابٍ مُحَجَّبِ

يُريد تَعْدِيدَ المَفاخِرِ وخَطَّها في الارض بالقِسِىِّ على بابِ المَلِكِ ولو ضَبَط الاخْفَشُ هذا التفصيلَ لم يَقُلْ مثلَ ما قال* ابنُ السكيت* ابْنُ يَوْأَمٍ ـ البُعْدُ* ابن الاعرابى* يَوْأم قبيلة من الحَبَش وأنشد

وأنْتُمُ قَبِيلةٌ مِنْ يَوْأَمْ

جاءتْ بكم سَفينةٌ مِنَ الْيم

وقال آخر وجَعَلَ ابْنَ الدَّهْرِ الموتَ فقال

أنْعَت نَضْنَاضًا كَثِيرَ الصَّقْرِ

مَوْلِدُه كَمَوْلِدِ ابْنِ الدَّهْرِ

* كانا جميعا وُلِدَا في شَهْرِ*

أراد بصَقْره لُعَابَه أى سَمَّه* وقال الاصمعى* تقول العربُ ابْنُ عَشْرِ سنينَ ضارِبُ قُلِين وابن عشرين أَسْعَى ساعِين وابْنُ ثلاثين أَنْظَرُ ناظِرِين وابن أربعين أَبْطَشُ باطِشِين وابن خمسين ليثُ عِفِرِّين وابن ستين أحْكمُ ناطِقِين وابن سبعين أَحْلَمُ جالِسين وابن ثمانين أَدْلَفُ دالِفِين وابن تسعين لا إنْسٌ ولا جِنِّين فِعِّيلٌ من الجِنِّ وابْنُ مائةٍ أَسْلَحُ سَالِحين وتقول للدى أُمُّه من قوم أبيه هو ابن حُرَّةٍ وللذى أُمُّه من غير قوم أبيه هو ابنُ

غَرِيبةٍ سَبِيَّةٍ وللذى أمه سَبِيَّةٌ هو ابن أَخِيذَةٍ وابنُ سَبِيَّةٍ وابنُ غَرِيبةٍ وابن نَزِيعةٍ ولابن المَمْلوكِ ابْنُ جَلِيبة وقال بعض الرُّوَاة يقال هم بَنُو الاعْيانِ اذا كانوا لآباء متفرّقين وهم بنو الآحادِ اذا كانوا لأبٍ واحدٍ* ابن السكيت* لا أَدْرِى أىُّ بَنِى الرَّجُلِ هو يعنى آدم عليه‌السلام* قال أبو زياد* سأل رجلٌ رجلا عن بلدٍ فقال كم به من الناس فقيل له به القِبْصُ كُلُّه وبه بَنُو الرَّجُلِ كُلُّهم قال ما تقول قَلَّ خَيْسُكَ قال إى واللهِ به عَدَدُ الحَصَى يريد به بنو آدمَ وبه الناسُ كلُّهم وليس هذا مثلَ قول الرائد لابيه به بَنُو الرَّجُلِ لا يُعْرَفُ أثَرُهم ذاكَ يعنى به بَنُو رجلٍ من الرجال قليلٌ عددُهم والذى حكاه أبو زياد يعنى آدمَ عليه‌السلام وكثرَة العَدَدِ ويقال للقوم ليسوا من أُمٍّ واحدةٍ ـ هم بَنُو عَلَّاتٍ. وانما سميت عَلَّة لأنها تُعَلُّ بعد صاحبتها وهو من العَلَلِ* ابن السكيت* جابِرُ بْنُ حَبةَ ـ الخُبْزُ وانما سمى جابرا لانه يَجْبُر الناسَ وأنشد الاحول

فلا تَلُومانِى ولُومَا جابِرًا

فجابِرٌ كَلَّفَنِى الهَواجِرَا

* ابن السكيت* ابْنُ طابٍ ـ عِذْق بالمدينة ويقال أيضا عذق ابن حُبيْن كذا روى عن ابن السكيت* قال ابن السكيت* ومن ردىء تمر الحجاز الجُعْرُورُ ومُصْرانُ الفأرة وعِذْقُ ابن حُبَيْقٍ بالقاف وكذلك قال أبو نصر ولم يكن أبو يوسف رحمه‌الله ليُصَحِّفَ ولا يخلو أن يكونا اثنين ويكونَ الراوى عنه صَحَّفَ وهذا نَصُّ على بن حمزة لابن السكيت ثم قال والقاف المشهورة وأَسْنَدَ فقال أبو حاتم حدثنى الاصمعى قال سمعت مالك بن أنس يحدّث عن الزُّهْرى قال لا يأخذ المُصَدِّقُ الجُعْرُورَ ولا مصْرانَ الفأرة ولا عِذْقَ ابن الحُبَيْقِ قال الاصمعى لانه من أرد إتمرهم يقول فليأخذْ وَسَطًا من ذلك قال وأنا ان نَفَيْتُ التصحيفَ عن أبى يوسف فلستُ أنفى عنه الغَلطَ وأنه غَلِطَ في ايراده عِذْقَ ابن حُبَيْقِ معِ عذْقِ ابْنِ طَابٍ لانَّ عِذْقَ ابْنَ طَابِ غيرُ منسوب الى انسان وهو داخل فيما أورده وأوردناه وعِذْقُ ابْنِ حُبَيْق منسوب الى رجل كما قالوا عِذْقُ ابنِ زَيْدٍ وهى نخلة بالمدينة أيضا تَمْرَتُها عظيمة* ابن السكيت* ابْنُ أَوْبَرَ ـ ضرب من الكَمْاةِ مُزَغَّبٌ وهو معرفة

باب البنات

قال الأحول بنَاتُ السَّحابةِ ـ البَرَدُ* أبو عبيد* بَنَاتُ مَخْرٍ وبَنَاتُ بَخْرٍ ـ

سَحائبُ يأتينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِبات رِقَاق وبنَاتُ المُزْنِ ـ البَرَدُ وقيل البَرْقُ وبناتُ نَعْشٍ ـ كواكبُ معروفة* وقال بعض الرواة* بناتُ الشَّمْس ـ شُعاعُها الذى يَمْنَع من النَّظَر اليها وقد قيل في قولها

نحنُ بَناتُ طارقِ

نَمْشِى على النَّمارِقِ

انها أرادتْ بناتِ الامْرِ الواضِح المُضِىء كاضاءة النجم وذلك من قوله عزوجل (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) * ابن السكيت* بَنَاتُ اللَّيلِ ـ الاحْلَامُ* الشيبانى* بناتُ الليلِ ـ أهوالُه وأنشد

* وارْمِ بَناتِ اللَّيْلِ والسَّباسِبا*

* وقال الاحول* بناتُ الصَّدْرِ وبناتُ النَّفْسِ ـ الهُمُوم ويقالُ انى لَاعْرِفُ ذلك ببناتِ أَلْبُبِى عن أبى عبيدة واظهارُ التَّضْعيف فيه شاذ نادر كما قَدَّمتُ من الضَّلَالِ ابْنِ ثَهْلَلٍ وابْنِ فَهْلَل قال سيبويه قد علمتْ ذاكَ بَنَاتُ أَلْبَبِه يَعْنُونَ لُبّهُ* غيره* أُحِبُّكَ ببنَاتِ قَلْبِى وبَنات فُؤادِى قال الشاعر

ولَمَّا رأيتُ البِشْرَ أَعْرَضَ دُونَنا

وحالَتْ بناتُ الشَّوْقِ يَحْنِنَّ نُزَّعا

* ابن السكيت* ما كَلَّمْتُه ببِنْتِ شَفَةِ ـ أى بكلمةٍ والنحويون يقولون هذه الكلمةُ من بَناتِ الياءِ وبناتِ الواو وكذلك هو من بناتِ الثلاثةِ وبناتِ الاربعةِ عَرَبِىٌّ فَصيح* الفراء* بناتُ غَيْرٍ ـ الكَذِبُ* وقال الرياشى* بناتُ يَهْيَرَّى ـ الكَذِبُ وقد أَبَنَّا تعليلَه في باب الكذب وبَنَاتُ الكُرَّجِ ـ اللَّعِبُ* الاحول* بناتُ المُسْنَدِ ـ ما يأتِى به الدَّهْرُ* غيره* بنَاتُ الكُرَّجِ ـ اللَّعِبُ* الاحول* بناتُ المُسْنَدِ ـ ما يأتِى به الدَّهْرُ* غيره* بَناتُ الدَّهْرِ ـ نوائبُه وحِدْثَانُه* ابن السكيت* ضَرَبَهُ ضَرْبَ بناتِ اقْعُدِى ـ أى ضَرَبه ضربا شديدا* وقال أبو رياش* بَنَاتُ صَمَامِ ـ الدواهى* ابن السكيت* صَمِّى ابْنَةَ الجَبَل يُقال عند الامر يُسْتَفْظَعُ وقال أرادوا بابنة الجبل الصَّدَى كقولهم صَمَّتْ حَصَاةٌ بدَمٍ يريدون أن القَتْلَى كَثُروا حتى جَرَت الدماءُ واسْتَنْقَعَتْ وتَحَيَّرَتْ فاذا أُلْقَيتْ حَصَاةٌ حالَ الدَّمُ بينها وبين الارضِ فلم يكن لها صَوْتٌ* غيره* ابنةُ الجَبل ـ القَوْسُ لانها تُعْمل من شجر الجبل وفي الحديث أنهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «دخل على عائشة وهى تلعب ببنت مُقَضِّمةَ» هى لعبة تتخذ من جُلود بِيضٍ يقال لها بِنْتُ قُضَامةَ وقيل بنْتُ قُضَّامةَ وهى مشتقة من القَضِيم وهى

الصحيفة البيضاء أو الجِلْد الابيضُ وقيل النِّطَعُ الابيضُ* الاحول* بناتُ بِئْسَ وبناتُ أَوْدَكَ وبناتُ مِعْيَرٍ ـ كُلُّه الدَّواهى* أبو عبيدة* بناتُ طَبَقٍ ـ الدواهى تَخُصُّ الرجل* ابن السكيت* احْدَى بَناتِ طَبَقٍ يُضْرَبُ مثلا للداهيةِ وأصلُها الحَيَّةُ وأنشد غيره

* قد عَضَّلَتْ (١) ببيضِها أُمُّ طَبَقْ*

* ابن السكيت* لقيتُ منه بَناتِ بَرْحٍ وبَنِى بَرْحٍ وقد سمى الكميتُ النَّبْل بَناتِ القَوْس فقال

وبَناتٍ لها وما وَلَدَتْهُنّ

إناثًا طَوْرا وطَوْرًا ذُكُورا

أى يقال مَرَّةً سَهْمٌ وهو مذكر ومَرَّةً مِعْبَلَةٌ وهى مؤنثة* وقال الاحول* يقال للسِّياطِ بنَاتُ بَحْنَةً وبَحْنَةُ نَخْلة طويلة شبهت السِّياطُ في طولها بها ويقال لها أيضا ابْنَةُ بَحْنَةَ* ابن الاعرابى* بناتُ النَّخِيل ـ الفَسيلُ وأنشد ثعلب لرجل وَصَف حائكا نسج ثوبا

* بيتا فيه بناتُ الغِيل*

يعنى به القَصَبَ والغِيلُ الاجَمةُ* وقال الاحول* بناتُ دَمٍ ـ نَبْتٌ يَضْرِبُ الى الحُمْرة وأنشد غيره

كانَّ رَيِّشَها يُسْقَى بَناتِ دَمٍ

الى أنابيبَ قد حَمَّمْنَ خُضْرَانِ

* ابن السكيت* بنتُ نُخَيْلَة ـ التَّمْرة معرفةٌ وبِنْتُ الارض ـ نَبْتٌ يَنْبُتُ فى الربيع والصيف وقال الاحول بِنْتُ الارضِ ـ بقلة من الرِّبَّةِ واحدُها وجمعُها سواء وقال هو وابن السكيت بناتُ الارض ـ مواضعُ تَخْفَى* غيره* بناتُ نَيْسَبِها ـ الطَّريقُ وهى التُّرَّهَاتُ وهذا هو الصحيح* أبو زياد* بُنَيَّاتُ الطريقِ ـ ما تَشَعَّبَ منه وبُنَيَّاتُ الجِبالِ ـ الصُّوَى وبِنْتاهَيْدَةَ ـ هَضْبَتانِ في ناحية بنى كلاب* وقال بعض الرواة* بناتُ قَيْنٍ ـ هِضَابٌ معروفة وقَيْنٌ جَبَلٌ بعَيْنه وبناتُ قُرَاسِن ـ هَضَباتٌ معروفة مأخوذ من القَرْس وهو البَرْد وقد جاء في الشعر بنات قَراسٍ وهذا على الضرورة* وقال الهجرى* بِنْتُ ثَبْرةَ ـ هَضْبةٌ* غيره* بَناتُ القَفْرِ ـ وَحْشُها وبَناتُ الرَّمْل ـ الوَحْشُ أيضا وقيل هى المَهَا فقط* ابن

__________________

(١) قوله قد عضلت كذا بالاصل والذى في مادة طرق من اللسان قد طرّقت وكل صحيح المعنى كتبه مصححه

السكيت* بَنَاتُ النَّقَا ـ دَوابُّ صِغار أصغر من العَظاءَةِ تكون في الرمل* ابن السكيت* بِنْتُ المطر ـ دُوِيبَّة حمراء تَظْهَرُ غِبَّ المَطر فاذا نَضَبَ الثَّرَى ماتت* الاحول* بناتُ الماءِ ـ الطَّيْر وما يألف الماءَ من الضَّفادِع ونحوها وقال مَرَّةً ابْنةُ ماءٍ ـ طائرٌ من طُيور الماءِ وأنشد

ولا الحَجَّاجُ عَيْنَىْ بنتِ ماءٍ

تُقَلِّبُ طَرْفَها حَذَرَ الصُّقُورِ

وقال بعض الرواة بَناتُ الهامِ ـ الادْمِغَةُ وبَناتُ وَرْدانَ ـ دَوابّ معروفة وقيل فى قول الراجز

* كُلُّ امْرِئٍ يَحْمِى بَناتِ طَوْقهِ*

انها الاوْداجُ وبناتُ اللَّبَن ـ الحَوايا وبِنْتُ اللَّبَنِ ـ المَأْنةُ وبَناتُ الجَوْف ـ الاحْشَاء وبنَاتُ أَمَرَّ ـ المَصارِينُ وهى بناتُ المِعَى وبَناتُ الفَحْلِ ـ الابلُ وكذلك بناتُ العَوْد وكذلك بناتُ الفَنِيقِ وبَناتُ الجَمَل وبَناتُ السُّرَى* ابن الاعرابى* بَناتُ أَسْفَعَ ـ المِعْزَى وأَسْفَعُ ـ فَحْلٌ من الغَنم* ابن السكيت* بنَاتُ صَعْدَة ـ الحُمُر الاهلية وبنَاتُ أَخْدَرَ ـ ضَرْبٌ من حُمُر الوَحْش وكذلك بناتُ الاكْدَرِ وقال غيره بناتُ الكُدَادِ ـ من الحُمُر الاهلية* ابن السكيت* بَناتُ شَحَّاجٍ البِغالُ وبناتُ صَهَّالٍ ـ الحَيْلُ* وقال الاحول* بناتُ سَعْسَان ـ السَّعَالِى الواحدةُ سِعْلَاةٌ وسِعْلَاءٌ وقول أبى داود

ولقدَ ذَعَرْتُ بَناتِ عَم

المُرْشِقاتِ (١) ...

فسره ابن السكيت بالبقَر وقال أراد أن يقول البقر فلم يستقم له ولا تكون البقر مُرْشِقاتٍ لانها وُقْصٌ وبناتُ نَقَرى ـ النساء لانهن يَنْقُرْنَ أى يَعِبْنَ ومنه قول امرأة لبَعْلِها مُرَّ بِى على بَنِى نَظَرى ولا تَمُرَّ بى على بناتِ نَقَرَى أى مُرَّ بى على الرجال الذين ينظرون الىّ ولا تمرّ بى على النساء اللواتى يَعِبْنَنى وبناتُ الغُرابِ وبناتُ الوَجِيهِ وبناتُ لاحِقٍ وبناتُ أعْوَجَ ـ كلُّها الخَيْلُ وإياه عنى الشاعر بقوله

* أَحْوَى من العُوجِ وَقاحُ الحافِرِ*

قال الفارسى* وهذا على قول الاعشى* أتانِى وعِيدُ الحُوصِ ... وقد تقدم تعليله وأنا أذكر الآن شيأ من أحكام هذه الاسماء المضافة والمضاف اليها ومجراها في التثنية

__________________

(١) قوله المرشقات تمامه كما في اللسان لها بصابص * أراد ذعرت بقر الوحش بنات عم الظباء والبصابص حركات الاذناب اه مصححه

والجمع* قال سيبويه* اذا جمعت اسما مضافا الى شئ وكان الذى أضيف اليه كل واحد منهما غير الذى أضيف اليه الآخر فلا خلاف في جمع الاول والثانى كرجال جماعة لكل واحد منهم ابن يقال له زيد فجمعهم هؤلاء آباء الزيدين لا خلاف في ذلك بين النحويين واذا كان الذى أضيف اليه كل واحد منهم هو الذى أضيف اليه الآخر فلا خلاف أيضا فى توحيده كقولنا عبد الله وعبيد الله وعباد الله فقد ظهر الآن الاختيار عند سيبويه أن يوحد الاسم المضاف من الكنية ولا يثنى ولا يجمع فتقول في أبى زيد هؤلاء آباء زيد وذكر أنه قول يونس وأنه أحسن من آباء الزيدين وهذا يدل على أن آباء الزيدين قول قد قيل وذكر قوم من النحويين هذا القول أعنى آباء الزيدين ونسبوه الى يونس والذى حكى سيبويه عنه ما ذكرنا وانما اختار سيبويه توحيد الاسم المضاف اليه لانه ليس لشئ بعينه مجموع وذكر أن هذا مثل قولهم بناتُ اللَّبُون لانهم أرادوا به السِّنَّ المضافة الى هذه الصفة وكذلك ابنا عَمٍّ وبنوعَمٍّ وابْنا خالةٍ وبَنُو خالةٍ كانه قال هما ابنا هذا الاسم تُضِيفُ كُلَّ واحد منهما الى هذه القرابة وكذلك آباء زيد كانه آباء هذا الاسم ذكر السيرافى من أسماء الضبع أمَّ رَسْمٍ وأمَّ نَوْفَلٍ ومن كُنَى الذئبِ أبو عَسَلةَ وأبو ثُمامة وأبو بَصِير ـ الاعْمَى وابْنُ عَجْلَانَ ـ طائر أسود أبيضُ أَصْلِ الذَّنَبِ مِنْ تَحْتِه وربما كان أَحْمَر* السيرافى* يقال للمعَزِ بناتُ ثَغْوَةَ وللضأنِ بناتُ خُورِيَا* وأنا أذكر الآن أَمْرَ ما كان من الاب والام والابن والبنت جِنْسًا وأُرِى مَرْتَبتَه في باب المعرفة ليكون هذا الصنف من كتابنا أعنى صِنْفَ الآباء والامهات والابناء فائقا في كل ما صنف في هذا المعنى فأقول ان هذه الاسماءَ الجِنْسِيَّةَ كانت كُنًى أو أسماء كابن بَرِيح وأبى الحارِث وأُمِّ عَنْثَلٍ وأُمِّ عامِر وأبى الحُصَيْنِ وثُعَالة وسَمْسَم معارفُ وانما يضطرّ الى ذكر الاسماء ههنا من قِبَلِ كُناها والا فغَرضنا الكُنَى والحَيِّزانِ مُتقاربانِ مُتجانسانِ فلذلك أذكرهما معا فأقول ان هذه الاسماء معارفُ كزيد وعمرو وهِنْدٍ ودَعْدٍ الا أن اسم زيد وهند يختص شخصا بعينه دون غيره من الاشخاص وأسماء الاجناس يختص كُلُّ اسم منها جنسا كل شخص من الجنس يقع عليه الاسم الواقع على الجنس ومثال ذلك ان زيدا وطلحة في أسماء الناس لا تُوقِعُه على كل واحد من الناس وإنما توقعه على الشخص الذى يسمى به لا يتجاوزه واسامة وأبو الحارث على من حُدِّثَ عنه من الاسد وكذلك سائر الكُنَى والاسماء الجنسية والفرق بينهما أن الناس تقع أسماؤهم

على الشخوص لكل واحد منهم اسم يختص شَخْصَه دون سائر الاشخاص لان لكل واحد منهم حالا مع الناس ينفرد بها في معاملته وأسبابه وماله وعليه وليست لغيره فاحتاج الى اسم يختص شخصَه وكذلك ما يتخذه الناس ويستعملونه فيألفونه من الخيل والكلاب والغنم وربما خَصُّوها باسماء يعرف بكل اسم منها شخص بعينه لما يخصونه من الاستعمال والاستحسان نحو أسماء خيل العرب كاعْوَجَ والوَجِيهِ ولاحِقٍ وقَيْدٍ وحَلَّابٍ وللكلاب نحو ضَمْران وكَسَابِ وغير ذلك مما يخصونه بالالقاب وهذه السباعُ ومالا يألفه الناسُ لا يَخُصُّون كُلَّ واحد منها بشئ دون غيره يحتاجون من أجله الى تسميته فصارت التسمية للجنس باسره فيصير الجنس في حكم اللفظ كالشخص فيجرى أسامة وسائر ما ذكر من الاسماء المفردة مجرى زيد وعمرو وطلحة ويجرى ما كان مضافا نحو أبى الحُصَيْن وأبى الحارث وابن عِرْس وابن بَرِيح كعبد الله وأبى جعفر وما أشبه ذلك وما كان له اسم وكنية نحو أسامة وأبى الحارث وثُعالة وأبى الحصين وذَأْلانَ وأبى جَعْدة فهو كرجل له اسم وكنية ونحو انسان اسمه طلحة وكُنْيتُه أبو سعيد وان كانتْ من شأنها اسْمٌ وكنية فهى كامرأة لها اسم وكنية وذلك نحو الضَّبُع اسمها حَضَاجِرُ وجَعَارِ وجَيْئَلٍ وقَثَامِ وكُنْيَتُها أم أحمد وقد يكون في هذه الاجناس ما يعرف له اسم مفرد ولا يعرف له كنية ومنه ما تعرف كنيته ولا يعرف له اسم عَلَمٌ ومنه ما يكون اسمه عَلَما مفردا ولا تعرف له كنية نحو قُثَمٍ ذَكَرِ الضَّبُع ولا كنية له وأما ماله كنية ولا اسْمَ له علما فنحو أبى بَراقِشَ وأما المضاف فنحو ابْنِ عِرْس وابْنِ مِقْرَضٍ وفي هذه الاسماء ماله اسمٌ جنسٌ واسمٌ علَم كاسد وليث وثعلب وذئب هذه أسماءُ أجناسِها كرجل وفرس ولها أعلامٌ نحو أسامةَ وثُعالة وسَمْسَم وذَأْلَانَ وهى كزيد وعمرو وطلحة في أسماء الناس ومنها مالا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مِقْرَض وحِمَارٍ قَبَّانَ وأبى بَراقِشَ اذا كان لشئ منها اسم فليس بالمعروف الكثير وانما ذكرتُ لك هذه الاشياء لتعلم اتساعَ العرب في تسمية ذلك وعلى مِقْدار مُلابستهم لجنس من هذه الاجناس وكثرة اخبارهم عنه ما يكثر بحضرتهم في تسميته وافتنانهم فيها كالاسد والذئب والثعلب والسبع فان لها عندهم آثارا يكثر بها اخبارهم عنها فَيَفْتَنُّونَ في أسمائها وكناها وأسماءِ أجناسها لان اقامتَهم في البوادى وكَوْنَهم في البرارى قد تقع كنيتهم على طائر غريب ووحش ظريف ويَرَوْنَ أن دوابَّ الارض وهوامَّها وأحناشها له

عندهم فيسمونه بأسماء يشتقونها من خليقته أو قبيلته أو بعض ما يشبهه أو غير ذلك أو يضيفونه الى شئ من ذلك المنهاج ويلقبونه كفعلهم بمن يُلَقَّبُ من الناس فيجرى ذلك مجرى الاسماء الاعلام والالقاب في الاخبار عنه من غير ما قصدٍ لمثلِ ما يكون منه كالعِيَانِ في الفَراشِ وغيره من الحيوانات مما لم يسموه كثير وفي هذا الخَلْقِ من العجائب ما لا يُحاط به* قال السيرافى* ولقد حدثنى أبو محمد السكرى عن خفيف السمرقندى حاجب المعتضد بالله أنه كثر الفَراشُ على الشَّمَع المُسْرَجِ بحضرة المعتضد في بعض الليالى فأمر بجمعه وتمييزه فَجُمِع فكان مَكُّوكًا ومُيِّزَ فكان اثنان وسبعون لونا ولذلك صار ما يكنى من ذلك بالآباء والامهات معارفَ لانهم ذهبوا بها مذهب كُنَى الرِّجال والنساء وكذلك ما يضاف الى شئ غير معروف باستيجاب تلك الاضافة واستحقاقها كنحو ابن عِرْسٍ وابن قِتْرة وابْن آوَى وحِمَارِ قَبَّانَ لان المضافَ اليه من ذلك لا يُعَرَّفُ باستحقاق اضافة ما أضيف اليه مَجْرى ألقاب الناس المضافة نحو ثابت قُطْنَةَ وقَيْسِ قُفَّةَ وأما ما يُعَرَّفُ باستحقاق اضافة ما أضيف اليه فنحو ابْنِ لَبُونٍ وابْنِ مَخاضٍ وبنْتِ لبون وبنت مخاض وابنِ ماءٍ وذلك أن الناقة اذا ولدت ولد اثم حُمِلَ عليها بعد ولادتها فليستْ تصير مَخاضا الا بعد سنة أو نحو ذلك والمخاضُ الحاملُ المُقْرِبُ فولدُها الاولُ ان كان ذكرا فهو ابن مخاض وان كانت أنثى فهى بنت مخاض وان ولدت وصار لها لبن صارت لبونا فأضيف الولد اليها باضافة معرفة الاستحقاق والاستيجاب فان نكرت مخاض ولبون فما أضيف اليهما نكرة نحو ابن مخاض وابن لبون وان عرّفتهما بادخال الالف واللام فما أضيف اليهما معرفة نحو ابن المخاض وابن اللبون وكذلك ابن ماءٍ طائر نُسِب الى الماء للزومه له ان نَكَّرْتَ الماء تَنَكَّرَ فقلتَ ابْنُ ماءٍ وان عَرَّفْته تَعَرَّفَ فقلتَ ابن الماء ودليلُ المعرفة فيما تقدم من الاسماء تركُ الصرف كاسامة وذَأْلَانَ والكُنَى امتناعُ الالف واللام من الدخول عليه كابْنِ بَرِيح وأُمِّ عامِرٍ فأما بنات أَوْبَرَ فقد ذهب محمد ابن يزيد الى أنه نكرة والذى حمله على ذلك وجود الالف واللام فيها في الشعر قال

ولقد جَنَيْتُكَ أكْمُؤًا وعَساقِلاً

ولقد نَهَيْتُك عن بَناتِ الاوْبَرِ

فلو كان ابْنُ أَوْبَر معرفةً لما دخلت الالفُ واللام عليه قال أبو سعيد السيرافى رَادًّا عليه انما أدخل الالفَ واللامَ مُضْطَرًّا كما قال أبو النجم

* باعَدَ أُمَّ العَمْرِ مِنْ أَسِيرِها*

وأنشد

ومِن جَنَى الأَرضِ ما تَأْتِى الرِّعاءُ بِه

من ابْنِ أَوْبَرَ والمَغْرُودِ والفِقَعَهْ

فحمل المَغْرود والفِقَعَةَ على ابن أَوْبَرَ حين رآه معرفةً ولو كان ابنُ أوْبَر نَكِرةً لَحَمَلَهُ على المَغْرُودِ والفِقَعَة بادخال الالف واللام فقال من ابْنِ الآوْبَرِ على تخفيف الهمز ولما فَضَّل أبو على الفارسىُّ مذهبَ أبى الحسن من أن الالف واللام زائدةٌ في قولهم ما يَحْسُنُ بالرجلِ مِثْلِك أن يفعل كذا وكذا على مذهب الخليل وسيبويه من أن الالف واللام متوهمة في مثلك ذهابا منه الى تفضيل الدلالة الحسية على الدلالة الاستنباطية فقال فلا يُوحِشَنَّكَ زيادةُ الالف واللام فقد أخذ به الخليلُ وسيبويه في قولهم مررت بهم الجماءَ الغَفِيرَ وأنشد مُؤْنسًا بدخول الالف واللام زائدتين

* ولقد نَهَيْتُك عن بناتِ الاوْبَرِ*

قال ورُوِىَ لى عن أحمد بن يحيى أنه أنشد

* يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صَاحِبى*

وهذا من أَدَقِّ الفوائد في هذا الباب وألطفِها فافْهَمْه وقِفْ عليه فاما ما حكاه سيبويه من قولهم هذا ابن عِرْسٍ مُقْبِلٌ فقد يكون على التنكير بعد التعريف كما تقول هذا زيد مُقْبِلٌ وأنت تريد زيدا من الزيدين وقد يكون على استئناف الخبر وقد يكون على قولهم هذا حُلْوٌ حامِضٌ ولم يذكر سيبويه هذا الوجه هنا قال ابنُ أَفْعَلَ نكرةٌ اذا كان ليس باسم لشئ يعنى ابْنُ أَفْعَلَ وان كان لا ينصرف فهو نكرة اذا لم يجعل علما لشئ كابن أَحْقَب وقد قدمت أنه الحِمَارُ وهو نكرة وقد يدخل الالف واللام عليه فيصير معرفة كقولك مررت بابنِ الاحْقَبِ وقال ناسٌ كُلُّ ابْنِ أَفْعَلَ فهو معرفة لا ينصرف فقال سيبويه هذا خطأ لان أَفْعَلَ لا ينصرف وهو نكرة ألا ترى أنك تقول هذا أَحْمَرُ قُمُدٌّ فترفعه اذا جعلته صفةً للاحمر فلو كان معرفة كان نصبا فالمضاف اليه بمنزلته وأنشد

كأَنَّا على أولادِ أَحْقَبَ لاحَهَا

ورَمْىُ السَّفا أَنْفاسها بسَهامِ

جَنَوبٌ ذَوَتْ عنها التَّنَاهِى وأنْزَلَتْ

بها يَوْمَ ذَبَّابِ السَّبِيبِ صِيامِ

الشاهد من البيتين أن صيام الذى في آخر البيت الثانى صفة لاولادها فأولادُ أَحْقَبَ

نكرة فعلم أن أحقب نكرة ومعنى البيت كأنا على حُمرٍ قد لاحها ـ أى تَحَطَّمَها جَنُوبٌ ذَوَتْ عنها التَّنَاهِى أى جَفَّتْ على الجنوب وقوله أنفاسَها يعنى أُنُوفَها لان الانُوفَ مواضعُ الانْفاس

باب أسماء الولد

* قال الفارسى* قال أبو الحسن الوَلَد ـ الابْنُ والابْنة والولُدْ هم الاهْلُ والوَلَدُ وقال بعضهم بَطْنُه الذى هو منه* قال أبو على الفارسى* الوُلْدُ ـ هو ما ذكر في التنزيل فى غير موضع مع المال قال الله تعالى (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) وقال تعالى (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وقال (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ) وروى محمد بن السَّرِىِّ عن أحمد بن يحيى عن الفراء قال من أمثال بنى أَسَدٍ «وُلْدُكِ من دَمَّى عَقِبَيْكِ» قال الفراء وكان معاذٌ يعنى الهَرَّاء يقول لا يكون الوُلْد الا جِمَاعًا وهذا واحد يعنى الذى في المثل (رَجْعٌ الى المَثَل) أى لا تقول لكل انسان ابنى ابنى وأنشد

فليتَ فُلانا كانَ في بَطْن أُمِّه

وليتَ فُلانا كانَ وُلْدَ حِمَارِ

قال أبو على الذى قال مُعاذٌ وَجْهٌ يجوز أن يكون جمعا كاسَدٍ وأُسْدٍ والفُلْكِ يجوز أن يكون واحدا وجمعا فيكون وَلَدٌ ووُلْد كبَخَلٍ وبُخْلٍ وعَرَب وعُرْب فيكون لفظُ الواحد موافقا للفظ الجميع كما كان الفُلْكُ كذلك فلا يكون القولُ فيه كما قال معاذ انه لا يكون الا جمعا ولكن على ما ذكرنا فاما قوله عزوجل (وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ) فينبغى أن يكون جمعا وانما أضيف الى ضمير المفرد لان الضمير يعود الى من وهو كثرةٌ في المعنى وان كان اللفظُ مفردا وانما المعنى انهم عصونى واتَّبَعُوا الكفار الذين لم تزدهم أموالهم وأولادهم (إِلَّا خَساراً) فأضيف الى لفظ المفرد وهو جمع وقد حكى الكسائى أو غيره من البغداديين لَيْتَ هذا الجرادَ قد ذَهبَ فأراحَنَا من أنْفُسِه فوُلْدٌ في أنه جمعٌ مثلُ الانْفُسِ وما أنشده من قوله

* وليتَ فُلانًا كانَ وُلْدَ حِمَارِ*

يدل على أنه واحد ليس بجمع وانه مثل ما ذكرنا من قولهم الفُلْك الذى يكون مرة جمعا ومرة

واحدا وقالوا والِدٌ ووالِدَة وقد وَلَدْته وِلادةً وقد قدمتُ هذا في أول الكتاب* ابن السكيت* هو الوِلْدُ والوُلْدُ والجمع وِلْدةٌ وإلْدة* قال أبو على* وِلْدةٌ عندى جمعُ وَلَدٍ لان الوَلَدَ وان كان قد يستعمل للكثرة فلا يُنْكَر أن يقع على الواحد فجُمِعَ على فِعْلَةٍ كما جُمِعَ أَخٌ على إخْوة في العَددِ القليل وفي الكثير على فِعْلَانٍ في قوله تعالى (يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) كاخوان في قوله تعالى (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ) وان كان كذلك لم يكن للاعتلالِ عليه طريقٌ لانه ليس بمصدر فاما لِدَةٌ فمصدرٌ وقيل لِدُونَ لانه من المصادر التى كثر استعمالُها فجُمِعَ الشىءُ بعينه كما قالوا عَدْلَةٌ فكما أنهم في قولهم عَدْلة قد جعلوه بمنزلةِ فائمةٍ كذلك في قولهم لِدَاتٌ ولِدُونَ على هذا الحَدّ* أبو عبيد* الضَّنْء والضِّنْء ـ الوَلَدُ والاعْرَفُ أن الضَّنْءَ الوُلَدُ والضِّنْءَ الاصْلُ* غير واحد* هو النَّسْلُ وجمعُه أنْسَالٌ وقد أَنْسَلَه أبواه وهو السَّلِيلُ والسُّلالةُ* أبو عبيد* النَّجْلُ ـ الولَدُ وقد نَجَلَ به أَبُوه يَنْجُلُ نَجْلاً ونَجَلَهُ وأنشد

أَنْجَبَ أَيَّامَ والِدَاهُ به

اذْ نَجَلاهُ فنِعْمَ ما نَجَلَا

ويروى أَنْجَبَ أيامُ والديه به أراد أَنْجَبَتْ به الايامُ اذ نَجَلَهُ والداه ويروى أُنْجِبَ أيامَ والِدَيهِ بهِ فأما أَنْجَبَ أيامَ والداه به فانه أراد أَنْجَبَ والِداه بهِ اذْ نَجَلَاهُ* قال أبو على الفارسى* يقول أَنْجَبَ أيامَ والداه به أراد أَنْجَبَ حين كانَ استعانةُ أَبَوَيْهِ كما تقول أنا بالله وبك أى قيامِى بمَعُونةِ الله ومَعُونتِك وهذا أحسنُ ما يقال فيه ويقال للرجل اذا شُتِمَ قَبَّحَ اللهُ ناجِلَيْه أى وَالِدَيْه والعَقِبُ ـ الولد يَبْقَى بعد الانسان وهو العَقْبُ والجمعُ أَعْقابٌ* غيره* هو العاقبةُ وكذلك وَلَدُ الولدِ يَبْقَى بعده وقول العرب لا عَقِبَ له ـ أى لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر وقد أَعْقَبَ ـ تَركَ عَقِبًا وعَقَبَ مكانَ أبيهِ عَقْبًا ـ خَلَفَه وكُلُّ شئ جاء بعد شئ وخَلَفه فهو عَقْبُه مثلُ ماءِ الرَّكِيَّةِ اذا جاء كان شيئا بعد شئ وهُبُوبِ الرِّيح وطيرانِ القَطا وعَدْوِ الفرس

باب الاخوة

* غير واحد* هو الاخُ وَزْنُه فَعَلٌ بدلالة قولهم في الجمع آخاء وقد عَلَّلْتُ أُخْتًا مع تعليل بِنْتٍ وحكى سيبويه أَخُونَ في جمع أخ قال الشاعر

فقُلْنَا يا اسْلَمُوا إنَّا أخُوكُمْ

فقدْ بَرِئَتْ مِنَ الاحَنِ الصُّدُورُ

* أبو عبيد* أخٌ بَيِّنُ الاخُوَّةِ وقال ما كُنْتُ أَخًا ولقد تَأَخَّيْتُ وآخَيْتُ مِثَال فاعَلْتُ* ابن السكيت* اخْوَةٌ واخْوةٌ يعنى جمعَ أَخٍ واذا حَرَّرْتَ القولَ فاخْوَةٌ جَمْع أَخٍ كفَتًى وفِتْية ووَلَدٍ ووِلْدة واخْوةٌ اسم للجمع وزعم أبو سعيد السيرفى أنه وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه في باب ما هو اسم يقع على الجميع ومثل ذلك إخْوة قال وهذا خطأ لان فِعْلةً من أبنية الجموع وانما هو أُخْوة لان فُعْلَة ليست من أبنية الجموع وانما هو اسم للجميع كفُرْهة وصُحْبة* ابن السكيت* آخَيْتُ الرجلَ ولا تقول واخَيْتُ يعنى من اخُوَّةِ الصداقةِ فاما ما حكاه سيبويه من قولهم ان الذى في الدار أَخُوك قائما فانك ان ذهبتَ به مذهبَ أُخُوَّةِ النَّسَب لم يجز لانه لا يكون أخاه في حال دون حال وان أردت أُخُوَّة الصداقة جاز لان هذا ينتقل قال الفارسى قد يجوز هذا وأنت تريد أُخُوَّةَ النسب وذلك على معنى المماثلة والمشابهة فيكون العامل في الحال هذا المعنى يريد معنى المماثلة كما تقول عَدِىٌّ حاتِمٌ جُودًا وكَعْبٌ زُهَيْرٌ شِعْرًا يريد معنى المثل ولا يكون العامل فيه قولك في الدار لان في الدار من صلة الذى وقائما على هذا متعلق بقوله في الدار فهو اذًا جُزْء من صلة الذى فلا يجوز أن يؤتى بالخبر الذى هو أخوك الا بعد فراغ صلة الذى بكمالها كمالا يؤتى بخبران الا بعد تمام اسمها كما يأتى ان شاء الله تعالى* غير واحد* هو صِنْوُه وشقيقُه والطَّرِيدُ ـ الرجل يُولد بعد أخيه فالثانى طَرِيدُ الاول* ابن السكيت* هو أخوه بلِبَانِ أُمِّه ولا تَقُلْ بلَبَن أُمِّه وأنشد

وأُرْضِعُ حاجةً بلِبانِ أُخْرَى

كذاك الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ

وأنشد سيبويه

فانْ لا يكُنْها أو تَكُنْهُ فانه

أَخُوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها

يعنى الخَمْرَ والزبيبَ لانهما من شجرة واحدة ألا تراه يقول في البيت الذى قبله

دَعِ الخَمْرَ يَشْرَبْها الغُواةُ فاننى

رأيتُ أخاها مَعْنِيًا بمَكانِها

* غيره* الاعْيانُ ـ الاخْوةُ يكونون لاب وأم ولهم إخْوة لعَلَّاتٍ يقال هؤلاءِ أَعْيَانُ اخْوَتِهم

باب

يقال تركتُه أخَا الخَيْرِ ـ أى هو بخير وتركتُه أخا الشَّرِّ أى هو بِشَرِّ قال الاصمعى وقول امرئ القيس

عَشِيَّةَ جاوَزْنا حَماةً وسَيْرُنا

أخُو الجَهْدِ لا يَلْوِى على مَنْ تَعَذَّرا

أى وسيرُنا جاهِدٌ قال ولما نزلتْ (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) قال عبد الله بن مسعود والله لا كلمتُ رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الَّا أَخَا السِّرِّ

أى سِرَارًا ويقال تركتُه أخا الفِراشِ أى مريضا وهو أَخُو رغَائبَ اذا كان يَرْغَبُ في العَطاء قال أعشى باهلةَ

أَخُو رَغائبَ يُعْطِيها ويُسْألُها

يَأْبَى الظُّلامةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

وتركتُه أخا الموتِ ـ أى تركتُه بالموت وتركنهُ أَخَا سُقْم ـ أى سَقيمًا وأنشد

* أَخُو سُقْمٍ يَمُوتُ مِنَ العِدادِ*

وكل من نُسِب الى شئ فهو أَخُوه كقولهم أخُو سَفَر وأَخُو عَزَماتٍ وأَخُو قِفارٍ وأَخُو خَمْر وأخو لَذَّةٍ

باب ذو

اعلم أن ذُو اسم صيغ ليوصلَ به الى وَصْفِ الاسماءِ بِأسماء الاجناس كما جىء بأىّ ليوصل به الى نداء الاسم الذى فيه الالف واللام والقول في الواو والالف والياء من ذو مال وذا وذى كالقول في الواو والالف والياء من الاسماء الخمسة المضافة أعنى أخوك وأبوك وحَمُوك وفُوك وهَنُوك ولا يضاف الى المضمرات لانه لا معنى للوصف في المضمر ولذلك لم يجز الاخبار عن المال من قولك زيد ذو مال والتثنية ذَوَانِ والجمع ذَوُونَ* قال سيبويه* ان سميتَ رجلا بذى مضافا قلت هذا ذُو مال ورأيتُ ذا مال ومررتُ بذى مال ولو سميته بذى مفردا قلت هذا ذَوًى ورأيتُ ذَوًى ومررت بذَوًى في قول سيبويه وقال الخليل هذا ذَوٌّ ورأيتُ ذَوًّا ومررت بِذَوٍّ لان الاضافة قد منعته من التنوين واستعمل اسما في الاضافة

دون الافراد قال ألا تراهم قالوا ذُو يَزَنٍ مُنْصَرفا فلم يغيروه يعنى لم يغيروا ذو عن لفظه بسبب الاضافة وجعلوه كابو زيد لانهم أمِنُوا التنوين وصار المضاف اليه منتهى الاسم قال واحتملتِ الاضافةُ ذا كما احتملتْ أبا زيد وليس مفردٌ آخرُه هكذا فاحتملتْه كما احتملت الهاء عَرْقوة يعنى ان الاضافة قد تُغَيِّر لفظَ المضاف حتى لا يكون لفظه في الافراد كلفظه في الاضافة ألا ترى أن قولنا أبو زيد وأبا زيد وأبى زيد لو أفردنا الاب لم تدخله الالف والواو والياء وكذلك أيضا اذا أضفنا ذو لم يكن على حرفين الثانى منهما من حروف المد واللين واذا أفردنا احتاج الى ثلاثة ثم مَثَّلَ المضافَ اليه بهاء التأنيث في قولنا عَرْقُوة لان عُرْقُوةً بالواو فاذا أفردنا وحذفنا الهاء قلنا عَرْقٍ لانه لا يكون اسم آخره واو قبلها حرف مضموم وقالوا في الاملاك الذَّوُونَ وذلك اذا أرادوا جماعةً كلُّ واحد منهم يُدْعَى ذو كذا كقولهم ذُو يَزَنٍ وذُو رُعَيْنٍ وذُو فائِشٍ قال الكميت

فلا أَعْنِى بذلِكَ أَسْفَلِيكُمْ

ولكنى أُرِيدُ به الذَّوِينَا

وأُنْثَى ذُو ذاتٌ تقول هذه ذاتُ مالٍ ووزنها فَعَلة ألا ترى أنك تقول في التثنية ذَواتا مالٍ وفي المثل «لو ذاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِى» والجمعُ ذَواتٌ فاما ذُو التى بمعنى الذى فسيأتى ذكرها وليس هذا موضعَها انما قَصْدُنا في هذا الباب ذو التى بمعنى صاحب* ابن السكيت* يقال ضَرَبه حتى أَلْقَى ذَا بَطْنِه ـ أى حتى سَلَح ويقال للمرأة وضعتْ ذا بَطْنِها ـ أى وضعت حملَها ويقال ما فلانٌ بذِى طَعْمٍ ـ اذا لم تكن له نَفْس ومَثَلٌ «الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بذِى بَطْنِه» أى بما في بطنه يُضْرب للذى يُغْبَطُ بما ليس عنده وقد تأتى ذو حَشْوًا في الكلام قال الشاعر

تَمَنَّى شَبِيبٌ مُنْيَةً سَفَلَتْ بهِ

وذُو قَطَرِىٍّ مَسَّهُ مِنْك وابِلٌ

أراد وقَطَرِىٌّ مَسَّه منك وابلُ وقال الآخر

اذا ما كنتُ مثلَ ذَوِى عُوَيْفٍ

ودِينارٍ فقامَ علىَّ ناعِ

أراد اذا كنتُ مثلَ عُوَيْفٍ ودينارٍ* وقال الفارسى* افْعَلْهُ أَوَّلَ ذِى أَثِيرٍ أى أَوَّلَ وَهْلة وقال ذُو أَثِير ـ أولُ تَباشِيرِ الصُّبْح ويقال لَقِيتُه ذا غَبُوقٍ وذا صَبُوحٍ وذا صَبَاح ـ أى في وقتٍ على ذلك وقد يستعمل ذُو صَباح غَيْر ظَرفٍ أنشد سيبويه

عَزَمْتُ على إِقامةِ ذِى صَبَاحٍ

لَامْرٍ ما يُسَوَّدُ مَنْ يَسُودُ

ويقال لقيتُه أَوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ ـ أى لقيتُه أَوَّل شَئْ قال ويقال افْعَلْ ذَلِكَ أَوَّل ذاتِ يَدَيْنِ ـ أى افْعَلْه قبلَ كل شئ ويقال لقيتُه ذاتَ العُوَيْم ـ أى أَوَّلَ من عامِ أَوَّلَ وربما كانتْ أربعَ سنين أو خمسا ولقيتُه ذاتَ الزَمَيْنِ ـ أى قبلَ ذاكَ ويقال لقيتُه ذاتَ صُبْحةٍ ـ أى بُكْرةً ولا يقال ذاتَ غَبْقةٍ ويقال انِّى لَالْقَى فلانا ذاتَ مَرَّةٍ وذاتَ مِرَارٍ ـ أى أحْيانا المَرَّةَ بعد المَرَّة قال ويقال لقيتُه ذاتَ العِشاءِ ـ أى مع غَيْبُوبة الشمس وقال ثعلبة بن أوس وهو أحد بنى كعب بن عبد الله

أَرِقْتُ ولم يَأْرَقْ من الناسِ لَيْلةً

لِبَرْقٍ كبَطْنِ الحَيَّةِ المُتَقَلِّبِ

قَعَدْتُ له ذاتَ العِشاءِ ودُونَهُ

شَمارِيخُ من ذاتِ الدَّخُولِ ومَنْكِبِ

قوله ذات الدَّخُول ـ هى هَضْبة في بلاد بنى سُلَيم وقال الراعى

لَمَّا رأتْ قَلَقِى وطُولَ تَقَلُّبِى

ذاتَ العِشاءِ ولَيْلِىَ المَوْصُولَا

ولقيتُه ذاتَ الغداةِ وذاتَ يَوْم وذاتَ ليلةٍ وقالوا اللهم أصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهم ـ أى الكلمهَ المُفَرِّقةَ لآرائهم وان كانت مُجْمِعةً لهم قيل لها ذاتُ بَيْنِهم أيضا وذاتُ العَراقِى ـ الداهيةُ وذاتُ الجَنْبِ ـ داء يأخُذُ في الجَنْب* وقال أبو صاعد* ذاتُ أَوْعالٍ جَبَلٌ بين العَلَمَيْنِ عَلَمَىْ بَنِى سَلُولٍ وهى اليومَ لعمرو بن كِلاب بحَاقِّ سُرَّه نَجْدٍ وهى من أوطانِ الضِّباعِ وقد تدخل فيها الارْوَى وكذلك ذو أوْعالٍ وذات الرَّداةِ ـ هَضْبةٌ حمراء في بلاد بنى بَصْرٍ وذاتُ المَدَاقِ ـ صحراء في بلاد بنى أسد حِذَاءَ الاجْفُرِ بها حجارة مدحرجة وذاتُ المَزاهِرِ ـ هِضابٌ حُمْر ببلاد بنى أبى بكر وذاتُ آرامٍ ـ أكَمَةٌ ببطنِ خَنْثَلٍ دون الحَوْأبِ لبنى أبى بكر وذاتُ فِرْقَيْنِ بالهَضْبِ هَضْبِ القَلِيب هى لبنى بكر اليوم وكانت لبنى سُلَيم وذاتُ العَراقِيبِ ـ ضَفِرَةٌ في بلاد عمرو بن تَمِيم بحِذاءِ قارةِ بَوْلانَ القَصِيمِ والعَراقِيبُ ـ جبالٌ تَنْسابُ منها فَتَشْتَبِكُ بينها وبين الضَّفِرةِ الاخْرَى وربما تَبَتَّرَتْ وذاتُ الشَّمِيطِ ـ رملةٌ النَّقا والأرْطَى والغَضَافيها بموضع واحد وهى في بلادِ بنى تميم وذاتُ أَرْحاءٍ ـ قارةٌ تُقْطَعُ منها الارْحاءُ بين السُّلَيْمَيْنِ وهما قَرْيتانِ لبنى حُرَيْثٍ من بنى حَنْظلة ولبنى مخزوم فيها نَخْل يقال لها سُلَيْم وسَلَامان وكَلَّمته فما رَدَّ علىَّ ذاتَ شَفَةِ ـ أى كلمةً وذو مُعَاهِرٍ قَيْلٌ من أقيالِ حِمْيَر وذو الكَلَاعِ مَلِك منهم مُشْتَقٌّ من التَّكَلُّعِ وهو التجمُّع والتَّحالُفُ

(تم كتاب الْمَبْنَّياتِ بحمد الله وعونه وصلى الله على محمد وآله)

كتابُ المُثْنَّياتِ

باب ما جاء مُثَنًّى من أسماء

الاجناس وصفاتِها

* ابن السكيت* المَلَوانِ ـ الليلُ والنهار وأنشد

ألَا يا دِيازَ الحَىِّ بالسَّبُعانِ

أَمَلَّ عليها بالبِلَى المَلَوانِ

وهما الفَتَيانِ والرِّدْفانِ والاجَدَّانِ* أبو عبيد* الجَدِيدانِ ـ الليلُ والنهار وهما ابْنا سُبَاتٍ وأنشد

فكُنَّا وهمْ كابْنَىْ سُبَاتٍ تَفَرَّقا

سِوًا ثُمَّ كانا مُنْجِدًا وتَهامِيَا

وقال ما رأيتُه مُذْ أَجْرَدانِ وجَرِيدَانِ وأَبْيَضانِ ـ يريد يومين أو شهرين* ابن السكيت* العَصْرانِ ـ الليلُ والنهار* أبو عبيد* هما الغَداةُ والعَشِىُّ* ابن السكيت* الصَّرْعانِ ـ الغداةُ والعَشِىُّ وأنشد

كانَّنِى نازِعٌ يَثْنِيه عن وَطَنٍ

صَرْعانِ رَائِحةً عَقْلٌ وتَقْيِيدُ

وهما الكَرَّتانِ والقَرَّتانِ وأنشد

* يَعْدُو عليها القَرَّتَيْنِ غُلَامُ*

وهما البَرْدانِ والابْردانِ* قال غيره* دَعا أعرابى فقال أَذاقَك اللهُ البَرْدَيْنِ وجَنَّبَكَ الامَرَّيْنِ وكَفَاكَ شَرَّ الاجْوَفَيْن ـ البَرْدانِ بَرْدُ الغِنَى وبَرْدُ العافية والامَرَّ ان الفَقْرُ والعُرْىُ والاجْوفانِ البَطْنُ والفَرْجُ* ابن السكيت* القَمَرانِ ـ الشمسُ والقمر وهما الازْهرانِ* أبو عبيد* الاسْودانِ ـ التمر والماء* ابن السكيت* ضَافَ قومٌ مُزَبِّدًا المَدَنِىَّ فقال لهم ما لكم عندى الا الاسْودانِ قالوا ان فى ذلك لمَقْنَعًا التَّمْرُ والماءُ قال ماذاكُمْ عَنَيْتُ انما أردتُ الحَرَّة والليل* أبو عبيد* الابْيضانِ ـ الخُبْز والماء وقيل الشَّحم والشَّبابُ* ابن السكيت* هما اللَّبَنُ والماء وأنشد

ولكِنَّه يَأتِى لِىَ الحَوْلُ كامِلاً

ومالِىَ الَّا الأبْيَضَيْنِ شَرابُ

* أبو عبيد* الاصْفَرانِ ـ الذَّهَبُ والزَّعْفرانُ وقيل الوَرْسُ والزعفرانُ والاحْمَرانِ ـ الخَمْرُ واللحم* ابن السكيت* فاذا قُلْتَ الأحامَرة ففيها الخَلُوقُ وأنشد

انَّ الاحامِرةَ الثلاثةَ أَهْلَكَتْ

مالِى وكنتُ بها قَدِيما مُولَعا

الخَمْرَ واللحمَ السمينَ وأَطَّلِى

بالزعفرانِ فلا أزالُ مُوَلَّعا

* أبو عبيد* الاطْيَبانِ ـ الفَمُ والفَرْج وقيل الطَّعامُ والنكاح وقيل النوم والنكاح* ابن السكيت* تركتُه في الاهْيَغَيْنِ ـ أى الطعام والشَّراب وقد تقدّم والحَجرانِ ـ الذهبُ والفضة والاصْمَعَانِ ـ القَلبُ الذكِىُّ والرأى العازِمُ وقولهم انما المَرْءُ باصْغَرَيْهِ ـ يعنى بقلبه ولسانه وقولُهم ما يَدْرِى أَىُّ طَرَفَيْهِ أطولُ ـ يعنى نَسَبَه من قِبَل أبيه ونَسَبَه من قِبَلِ أمه ويقال لا يملك طَرَفَيْه ـ يعنى فمَه واسْتَه اذا شَرِبَ الدواءَ وسَكِرَ والغَارانِ ـ البَطْنُ والفَرْج ويقال للرجل انما هو عَبْدُ غارَيْهِ وأنشد

ألم تَر أنَّ الدَّهْرَ يومٌ وليلةٌ

وأن الفَتَى يَسْعَى لِغارَيْهِ دائبا

وهما الاجْوفانِ والاصْرَمانِ ـ الذِّئْبُ وانغُراب لانهما انْصَرَما من الناس وأنشد

عَلَى صَرْماءَ فيها أَصْرَماها

وخِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ

والايْهَمَان عند أهل البادية ـ البَّيْلُ والجملُ الهائج يتعوّذ منهما وهما الاعْمَيانِ وعند أهل الامصار السَّيْل والحَريق والفَرْجانِ ـ سِجِسْتانُ وخُرَاسانُ وقيل السِّنْد وخُراسانُ وأنشد

* على أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كانَ مُؤَمِّرِى*

والأَقْهَبانِ ـ الفِيلُ والجامُوس وأنشد

* والاقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا*

والمَسْجِدانِ ـ مسجد مكة ومسجد المدينة وأنشد

لكم مَسْجِدَا اللهِ المَزُورانِ والحَصا

لكم قِبْصُه من بَيْنِ أَثْرَى وأقْتَرا

أراد من بين من أَثْرَى ومن أَقْتَر والحَرَمانِ ـ مكة والمدينة والخافقانِ ـ المَغْرِبُ

والمَشْرِق لان الليل والنهار يَخْفِقانِ فيهما* أبو عبيد* الحِيرَتانِ ـ الحِيرة والكُوفة وأنشد

نحنُ سَبَيْنا أُمَّكُم مُقْرِضًا

يومَ صَبَحْنا الحيرَتَيْنِ المَنون

أراد الحِيرةَ والكوفة والبَصْرتانِ ـ البَصْرةُ والكُوفة وأنشد

فقُرَى العِرَاقِ مقِيلُ يَوْمٍ واحدٍ

والبَصْرَتانِ واسِطٌ تَكْمِيلُهُ

تَكميلُه الهاء لليوم كَانَّ ذلك يُسَارُ كُله في يوم واحد* ابن السكيت* المصْرانِ ـ الكُوفة والبَصْرة وهما العِراقانِ وقوله تعالى (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) يعنى مكة والطائفَ والرَّافِدانِ ـ دِجْلة والفُرات وأنشد

بَعَثْتَ على العِراقِ ورَافِدِيه

فَزارِيًّا أَحَذَّ يَدِ القَمِيصِ

والنَّسْرانِ ـ النَّسْرُ الطائر والنسر الواقع والسِّمَا كانِ ـ السِّمَاكُ الاعْزَلُ والسماك الرامح وسمى رامحالان قُدَّامَه كوكبا وسمى أَعْزلَ لانه ليس قُدَّامَه شئ والخَرَاتانِ ـ نجمانِ والشِّعْرَيَانِ ـ الشِّعْرَى العَبُورُ والشِّعْرَى الغُمَيْصاءُ والذِّراعانِ ـ نجمانِ والهِجْرتانِ ـ هجرة الى الحبشة وهجرة الى المدينة ـ والمِحُلَّتانِ ـ القِدْرُ والرَّحَى فاذا قيل المُحِلَّاتُ فهو القِدْرُ والرَّحَى والدَّلْو والشَّفْرةُ والفأسُ أى من كان عنده هذا حَلَّ حيث شاء والا فلا بد له من أن يُجاوِرَ الناسَ ليستعير منهم بعضَ هذه الاشياء وأنشد

لا يَعْدِلَنْ أَتاوِيُّونَّ تَضْرِبُهُمْ

نَكْباءُ صِرٌّ باصحابِ المُحِلَّاتِ

الاتاوِيُّونَ ـ الغُرباءُ أى لا يَعْدِلَنَّ أتاويُّونَ أحدا بأصحاب المُحِلَّاتِ قال أبو على الفارسى هذا على حذف المفعول كما قال تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) * غيره* ومن المُحِلَّاتِ القِرْبةُ والجَفْنةُ والزَّنْدُ* ابن السكيت* الابْتَرانِ ـ العَيْرُ والعبد سُميا أبْتَريْنِ لِقِلَّةِ خَيْرِهما* غيره* وهما الاحَصَّانِ لانهما يُماشِيَانِ سِنَّهما حتى يَهْرَما فيَنْقُصَ أثمانَهما* وقال* اشْوِلنا من بَرِيمَيْها ـ من الكَبِدِ والسَّنامِ* قال أبو على* سميا بَرِيمين لانهم كانوا يَأْخُذون الكَبِدَ فيَشُقُّونها ويَضْفِرُونَ بها شحمَ السَّنامِ والكَبِدُ سَوْداءُ وشحمُ السنام أبيضُ فسميا بَرِيمَينِ لاختلاف ألوانهما لان البَرِيمَ الحَبْلُ المَفْتُولُ يكونُ فيه لونانِ* ابن السكيت* الحاشيتانِ ـ ابنُ المَخاضِ وابن

اللَّبُون وقال أرسلَ بنو فلان رائدًا فانتهى الى أرض قد شَبِعَتْ حاشِيَتاها والصُّرَدانِ ـ عِرْقانِ مُكْتَنِفا اللسانِ وأنشد

وأَىُّ الناسِ أَغْدَرُ من شآمٍ

له صُرَدانِ مُنْطَلِقُ اللِّسانِ

والصَّدْمَتانِ ـ جانب الجَبِينِ والنَّاظِرانِ ـ عِرْقانِ في مَجْرَى الدَّمْع على الانف من جانبيه وأنشد

قليلةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزِينُها

شَبَابٌ ومَخْفُوضٌ من العَيْشِ بارِدُ

والشَّأْنانِ ـ عِرْقانِ يَنْحدران من الرأس الى الحَاجبين ثم العينين والقَيْنان ـ موضع القَيْدِ من وَظِيفَىِ البعير وأنشد

دَانى له القَيْدُ في دَيْمُومةٍ قُذُفٍ

قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عنه الانَاعِيمُ

وقال جاء يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهٍ ـ اذا جاء يَتَوَعَّدُ وجاء يَضْرِبُ أَزْدَرَيْهِ ـ اذا جاء فارغا والنَّاهِقَانِ ـ عظمانِ يَنْدُرانِ من ذِى الحافِر في مَجْرَى الدَّمْع ويقال لهما أيضا النَّواهِقُ وأنشد

بِعَارِى النَّواهِقِ صَلْتِ الجَبِي

نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْسِ ذِى الحُلَّب

والجَبَلانِ ـ جَبَلا طَيِّئٍ سَلْمَى وأَجَأُو يُنسَب اليهما الاجَئِيُّونَ ويقال انها لَحَسَنَةُ .... (١) وهما الوجه والقَدَم وقال ابْتَعْتُ الغَنَم اليَدَيْنِ بثَمَنينِ بَعْضُها بثمنٍ وبَعْضُها بثَمَنٍ آخر قال بعض العرب اذا حَسُنَ من المرأة خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها ـ يعنى صَوْتَها وأَثَر وَطْئِها لانها اذا كانت رَخِيمةَ الصوتِ دلَّ على خَفَرِها واذا كانت مُقارِبةَ الخُطَا وتَمَكَّنَ أَثَرُ وَطْئِها دَلَّ ذلك على أن لها أردافا وأوْراكا قال وسُئل ابنُ لِسَانِ الحُمْرةِ عن الضأن فقال مالُ صِدْقٍ قُرَيَّةٌ لا حُمَّى بها اذا أَفْلَتَتْ من حَزَّتَيْها ـ يعنى من المَجَرِ في الدَّهْرِ الشديد ومن النَّشَرِ وهو أن تَنْتَشِرَ بالليل فتأتى عليها السِّباعُ والمُتَمَنِّعانِ ـ البَكْرةُ والعَناقُ يَتَمَنَّعانِ على السَّنَةِ بفَتائهما وأنهما يَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّة وهما المُقاتِلَتانِ عن أنفُسهما وقال رِعْىُ بنى فُلان المُرَّتانِ ـ يعنى الأَلاءَ والشِّيح ويقال مالهُم الفَرِيضَتانِ والفُرْضَتانِ وهما الجَذَعةُ من الغَنم والحِقَّةُ من الابل* ابن السكيت* هُمْ حَوْله وحَوْلَيْهِ وحَوالَيْه ولا تَقُلْ حَوَالِيهِ وقد أفرده سيبويه وأنشد

أَهَدَمُوا بيتَك لا أبالَكا

وأنا أَمْشِى الدَّألَى حَوَالَكا

__________________

(١) كذا بياض بأصله

باب الاسمين يضم أحدهما الى صاحبه

فيسميان جميعا به

* أبو عبيد* اذا كان أخَوانِ أو صاحبانِ فكان أحدُهما أَشْهَر من الآخر سُمِّيا جميعا باسم الأشهر وأنشد

ألا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَنِّى

مُغَلْغَلةً وخُصَّ بها أُبَيَّا

واسم أحدِهما حُرٌّ والآخَرِ ابَىٌّ وقال الحُرَّيْنِ وهما أخوان ومن ذلك قول قيس بن زهير

جَزَانِى الزَّهْدَمانِ جَزاءَ سَوْءٍ

وكُنْتُ المَرْءَ يُجْزَى بالكَرامهْ

فاحدُهما زَهْدَمٌ والآخر قَيْسٌ ابنا جَزْءِ بنِ سَعْدِ العَشِيرة (١) وقيل هما زَهْدَم وكَرْدَم قال ومن هذا قولُهم سِيرةُ العُمَرَيْنِ انهما أبو بكر وعمر رضى الله عنهما* قال* وقال معاذٌ الهَرَّاءُ لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قَبْلَ خلافة عُمر بنِ عبد العزيز رحمه‌الله قال سيبويه أما قولُهم أُعْطِيكم سُنَّةَ العُمرين فانما أدخلوا الألف واللام عليهما وهما نكرة وكانهما جُعِلا من أُمَّةٍ كُلُّ واحد منها عُمَر واختصا كما اختص النجمُ بهذا الاسم فصار بمنزلة النَّسْرَيْنِ اذا كنتَ تعنى النجمين وبمنزلة الغَرِيَّيْن المشهورَيْنِ بالكوفة قال أبو على وهما بناآنِ حَسنَانِ وكُلُّ حَسَنٍ غَرِىٌّ فغُلِّبَ كما غُلِّبَ النجمُ والدَّبَرانُ* ابن السكيت* العَمْرانِ ـ عَمْرُو بنُ جابِر بنِ هلالِ بنِ عُقَيْلِ بنِ سُمَىِّ بْنِ مازِن بْنِ فَزارةَ وبَدْر بْنُ عَمْرِو بنِ جؤَيَّةَ بنِ لَوْذانَ بْنِ ثَعْلبة ابْنِ عَدِىِّ بْنِ فَزَارةَ وهما رَوْقَا فَزارةَ قال قُرادُ بنُ حَنَشٍ الصَّارِدىُّ من بَنِى الصارِد بنِ مُرَّة

اذا اجْتمَع العَمْرانِ عَمْرُو بْنُ جابرٍ

وبَدْرُ بْنُ عَمْرٍو خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا

وأَلْقَوْا مَقاليدَ الامُورٍ اليهمُ

جَميعًا قِمَاءً كارِهينَ وطُوعَّا

والاحْوَصانِ ـ الاحْوَصُ بْنُ جعفرِ بْنِ كِلَابٍ واسمه ربيعةُ وكان صغير العينين وعَمْرو ابنُ الاحوصِ وقد رَأَسَ وقول الاعشى

أَتانِى وَعِيدُ الحُوصِ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ

فيا عَبْدَ عمرٍ ولو نَهَيْتَ الاحَاوِصَا

يعنى عَبْدَ عَمْرِو بْن شُرَيْح بنِ الاحْوصِ وعنى بالاحاوِصِ مَنْ وَلَده الاحوصُ منهم عَوْفُ بن الاحوص وشُرَيْحُ بنُ الاحوِص وقد رَأَس وهو الذى قَتَلَ لَقيطَ بْنَ زُرارةَ يوم جَبَلَة

__________________

(١) قلت قوله في نسب الزهدمين ابنا جزء بن سعد العشيرة غلط لان سعد العشيرة من مذحج لا من قحطان والزهدمان عبسيان غطفانيان من قيس عيلان من عدنان بالاتفاق والصواب فى رفع نسبهما جزء وقيل حزن بن وهب ابن عوير بن رواحة ابن ربيعة بن مازن ابن الحارث بن قُطَيعة ابن عَبْس بن بَغِيض ابن رَيْث بن غطفان ابن سعد بن قيس عيلان بن مضر وفيه يجتمع نسب الزهدمين مع نسبه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبه يعلم صحة ما قلته وبطلان ما قاله على ابن سيده وكتبه محمد محمود لطف الله به

وربيعةُ بْنُ الاحوِصِ وكانَ علقمةُ بْنُ عُلاثَةَ بن عَوْفِ بْنِ الاحوصِ نافَرَ عامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ ابْنِ مالكِ بْنِ جَعفرٍ فهجا الاعْشَى علقمةَ ومدح عامرا ومدح الحُطَيئةُ علقمةَ* قال أبو على* أما قوله الحُوصُ فقد يكون على أنه جَعَل كلَّ واحد منهم حُوصِيًّا وقد يجوز أن يكون جمع الاحْوص على التسمية في لغة من قال الحارث والعباس وكذلك الاحاوِص وقد يكون على النَّسَبِ كالمَهالبةِ وان لم تلحقه الهاءُ ويكون جمع أحوصَ على التسمية فيمن قال حارث وعباس واجتماعُ اللغتين في هذا البيت دليلٌ على صحةِ تأويلِ الخليلِ في هذا الفصل* ابن السكيت* الابَوانِ الابُ ـ والامُّ* قال أبو على* ولا تقول أأبت ويا أبتَ في النداء معروفُ التعليل* ابن السكيت* الحَنْتَفانِ ـ الحَنْتَفُ وأخُوه سَيْفٌ ابنا أَوْسِ بْنِ حِمْيِرىِّ بْنِ رِياحِ بْنِ يَرْبوعٍ والمُصْعَبانِ ـ عبدُ اللهِ بن الزبير وأخوه مُصْعَبُ بن الزُّبير* غيره* هما مُصْعب وابنه والخُبَيْبانِ ـ عبد اللهِ ابن الزبير وأخوه وكان يقال لعبد الله بن الزبير أبو خُبَيْبٍ وأنشد

وما أتَيْتُ أبا خُبَيْبٍ وَافِدًا

يوما أُرِيدُ لبَيْعَتِى تَبْدِيلا

والاقْرعانِ ـ الاقْرَعُ بن حابِسٍ وأخُوه مَرْثَدٌ والطُّلَيْحتَانِ ـ طُلَيْحةُ بْنُ خُوَيلِدٍ الاسَدِىُّ وأخوه والحَزِيمتانِ والزَّبِينَتانِ من باهلةَ بْنِ عمرو بْنِ ثَعْلبة (١) وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ وقال أبو مَعْدانَ الباهلىُ

جاءَ الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلاً

لا سابقينَ ولا معَ القُطَّانِ

قوله دُلْدُلاً ـ أى يَتَدَلْدَلُونَ بين الناسِ لا الى هؤلاءٍ ولا الى هؤلاءٍ

ومما يَجْرى هذا المَجْرَى من أسماء المواضع

* أبو عبيد* البَصْرتانِ ـ الكوفةُ والبصرةُ وأنشد

فَقُرَى العِراقِ مَقِيلُ يَوْمٍ واحدٍ

والبَصْرتانِ وواسطٌ تَكْمِيلُه

والدُّحْرُضانِ ـ موضعانِ أحدُهما وَشيعٌ والآخرُ دُحْرُضُ قال عنترة

شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فاصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنفِرُ عن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ

__________________

(١) قلت قوله باهلة بن عمرو بن ثعلبة غلط واضح سبقه به أئمة وقلده فيه أساتذة فقال بعضهم ان باهلة بن مالك بن أعصر فجعله علم رجل وقال بعضهم انها امرأة همدانية قلت هذه مزلة أقدام والتحقيق أن باهلة اسم امرأة لا رجل وهى بنت صعب بن سعد العشيرة من مذجح لا من همدان وكانت زوج مالك بن أعصر ابن سعد بن قيس عيلان فمات عنها وخلف عليها ابنه معن بن مالك فولدت له أولادا وولد هو أولادا من نساء غيرها فحضنتهم جميعا باهلة فنسبوا كلهم اليها فصارت باهلة علما لابناء مالك ابن أعصر ولابناء معن بن مالك ونظير ذلك خندف ومزينة وقيلة وطُفاوة أعلام نساء صرن أعلاما لأبناء أزواجهن هذا هو الحق وكتبه محمد محمود لطف تعالى به

باب ما جاء مُثَنًّى من الناس لاتفاق الاسمين

* ابن السكيت* الثَّعْلَبتَانِ ـ ثعلبةُ بْنُ جَدْعاء بنِ ذُهْلِ بْنِ رُومانَ بْنِ جُنْدَبِ ابْنِ خارجةَ بنِ سَعْدِ بْنِ فُتْرَةَ بْنِ طَيِّئٍ وثَعلبةُ بْنُ رُومانَ بْنِ جُنْدَبٍ وأُمُّ جُنْدَبٍ جَدِيلةُ بنتُ سُبَيْعٍ بن عمرٍو من حِمْيَر اليها ينسبون والقَيْسانِ ـ من طَيئ قَيْسُ بنُ عَنَّابِ بْنِ أبى حارثةَ بْنِ حُدَىِّ بْنِ تَدُولَ بْنِ بُحْتُرِ بْنِ عِتْوَدٍ وقَيْس بنُ هَذَمةَ بنِ عَنَّابِ بْنِ أبى حارثة والكَعْبانِ ـ كَعْبُ بنُ كِلَابٍ وكعبُ بن ربيعةَ بنِ عُقَيْل بنِ كعبِ بن ربيعة ابن عامر والخالدانِ ـ خالدُ بنُ نَضْلَة بْنِ الاشْتَر بنِ حَجْوانَ بنِ فَقْعَس وخالدُ بن قَيْسِ بن المُضَلَّلِ بنِ مالك بنِ الاصْغَرِ بنِ مُنْقِذِ بنِ طَرِيفِ بنِ عمرو بنِ قُعَيْنٍ وأنشد

وقَبْلِىَ ماتَ الخالدانِ كلاهُما

عَمِيدُ بَنِى حَجْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ

والذُّهْلانِ ـ ذُهْلُ بنُ ثَعْلبة وذُهْلُ بنُ شَيْبانَ والحارثانِ ـ الحارثُ بنُ ظَالِم بنِ جَذِيمةَ بنِ يَرْبُوعٍ بن غَيْظِ بنِ مُرَّة والحارثُ بنُ عَوْفِ بنِ أبى حارثةَ بن مُرَّة بنِ نُشْبةَ بنِ غَيْظِ ابنِ مُرَّة صاحبُ الحَمَالة والعامِرانِ ـ عامِرُ بنُ مالكِ بنِ جَعْفَرِ (١) وهو مُلَاعِبُ الاسِنَّة وهو أبو بَرَاءٍ وعامر بنُ الطُّفَيْلِ بنِ مالكِ بن جعفر والحارثانِ في باهلةَ ـ الحارثُ بنُ قُتيبة والحارثُ بنُ سَهْمِ بنِ عَمْرو بنِ ثَعْلبة بنِ غَنْمِ بن قُتَيبة وفي بنى قُشَير سَلَمتانِ ـ سَلَمة بنُ قُشَير وهو سلمة الشَّرِّ وأمُّه لُبَيْنَى بنتُ كعبِ بن كِلابٍ وسَلَمة بنُ قُشَير وهو سَلَمة الخَيْرِ وهو ابن القُشَيْريَّة وفيهم العَبْدانِ عبد الله بن قُشَير وهو الاعْور وهو ابن لُبَيْنَى وعبد الله بن سلمة بن قُشَير وهو سلمة الخير وفي عُقَيْلٍ رَبيعتانِ ـ رَبيعةُ بن عُقَيل وهو أبو الخُلَعاء وربيعة بنُ عامر بنِ عُقَيْلٍ وهو أبو الأبرِص وقُحافةَ وعَرْعَرةَ وقُرَّةَ وهما يُنْسَبانِ الى الرَّبيعتين والعَوْفانِ في سَعْدٍ ـ عوفُ بن سعدٍ وعوفُ بن كَعْبِ بن سعد ـ والمالِكانِ مالكُ بن زيد ومالك بن حَنْظلة والعُبَيْدتانِ ـ عُبَيدة ابنُ مُعاوية بنِ قُشَيْر وعُبَيدةُ بنُ عمرو بن مُعاويةَ* غيره* القَلْعَانِ من بنى نُمَيْر ـ صَلَاءةُ وشُرَيْح ابْنا عَمْرو بنِ خُوَيِلْفةَ

__________________

(١) زاد في اللسان ابن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة وهو أبو براء ملاعب الاسنة كتبه مصححه

ومما جاء مثنى مما هو صفةٌ لَقَبٌ ليس باسم

الحَلِيفانِ ـ أَسَدٌ وغَطَفانُ* ابن السكيت* الحُرَقَتانِ ـ تَيْمٌ وسَعْدٌ ابنا قَيْسِ ابنِ ثَعْلبة* وقال ابن الكلبى* الكُرْدُوسانِ من بنى مالك بن زيدِ مَناةَ بن تَمِيم ـ قَيْسٌ ومُعاويةُ ابنا مالكِ بنِ حَنْظلة بنِ مالكِ بنِ زَيْدِ مَناةَ وهما في بنى فُقَيْم بن جَرِير مِنْ دارمٍ والمَزُوعانِ (١) من بنى كَعْب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ـ كَعْبُ بنُ سعد ومالك بن كعْبِ بنِ سعد ويقال لبنى عَبْس وذُبْيانَ الاجْرَبان وأنشد

وفي عُضَادَتِهِ اليُمْنَى بَنُو أَسَدٍ

والاجْرَبانِ بنو عَبْسٍ وذُبْيانِ

والانْكدانِ ـ مازِنُ بنُ مالك بن عمرو بن تميم ويَرْبُوعُ بن حَنْظلة وأنشد

والانْكَدان مازِنٌ ويَرْبُوعْ

ها إنَّ ذا اليومَ لَشَرٌّ مَجْموعْ

والكَرِشَانِ ـ الازْدُ وعبدُ القَيْس والجُفَّانِ بَكْر وتَميم ـ والقَلْعانِ من بنى نُمير صَلَاءةُ وشُرَيح ابنا عمرو بن خُوَيْلفة بن عبد الله بن الحارث بن نُمير وأنشد

رَغِبْنا عن دِماءِ بنى قُرَيْع

الى القَلْعَيْنِ انهما اللُّبابُ

وقُلنا للدَّليلِ أقِمْ اليهم

فلا تَلْغَى لغيرهمُ كِلَابُ

ومن أسماء المواضع التى جاءت مُثَنَّاة

الشَّيِّطانِ ـ واديانِ في أرض بنى تميم في دار بنى دارِم في احداهما طُوَيْلِعُ والشَّيِّفَانِ ـ ابَيْرِقانِ من أسفل وادى خَنْثَلٍ وعصانان ـ أَمْعزانِ مُتَقابلانِ أبيضانِ يمرُّ بينهما طريقُ أهل اليمامة الى مكة وقَنَوانِ ـ جَبَلان بين فَزارة وطَيِّئ قال الراجز

* والليلُ بين قَنَوَيْنِ رابِضُ*

النَّابِغانِ ـ جُبَيْلَانِ صغيرانِ مقترنانِ في بلاد بنى جعفر بأسفل الحِمَى قال الشاعر

لا عَهْدَ لِى بَعْدَ أيامِ الحَمِى بِهمُ

والنَّابِغَيْنِ سَقَى اللهُ الحِمَى المَطَرا

والادْنَيانِ ـ واديان مُنْصَبَّانِ من حَزْمِ دَمْخٍ ودَمْخٌ جَيَل لعمرو بن كلاب ـ والبَكْرَتانِ هَضْبَتانِ حَمراوانِ لبنى جعفر وبهما ماء يقال له البَكْرةُ أيضا وأُرَيْكَتانِ ـ هَضْبتان حَمْراوانِ في بلادِ كَعْب بن عبد الله وماؤهما أُرَيْكة وقُرابَتانِ ـ أَبْرَقانِ مُتقابلانِ

__________________

(١) قوله والمزوعان الخ قال في اللسان وهذا مما وهم فيه ابن سيده وصوابه المزروعان اه وقد ذكره صاحب القاموس في مادة زرع وكذلك الجوهرى كتبه مصححه

أُرَيكتانِ بينهما وبين بطن اللِّوَى لبنى الاقْفَدِ من بنى عبد الله بن أبى بكر والاقْعَسانِ ـ جَبَلانِ طويلانِ أحمرانِ أحدهما بالوَضَح وَضَحِ الشَّطُونِ وبه الحَفِيرةُ حَفِيرةُ خالدٍ مَوْلًى لبنى وَقَّاصٍ من بنى أبى بكر بن كلاب والآخر أقْعَسُ الهُجُولِ من وَراءِ الهَضْبِ هَضْبِ القَليبِ في بلاد بنى سُلَيْم والشَّطُونُ رَكايا كثيرة في جبل يقال له شِعْرَى والوَضَحُ أرضٌ سميت وَضَحًا من حُسْنها وطيب أرضِها والغَضَفانِ ـ بلدانِ في بلادِ بنى عامر من ناحية اليَمن فاذا رأيت هذه اللفظة مثناة فانما يعنى بها ذانِكَ البلدانِ واذا رأيتها مفردةً فقد يُعْنَى بها العَقِيقُ الذى هو واد بالحجاز ويعنى بها أحدُ هذين البلدين لان مثل هذا قد يفرد وأَبانانِ ـ جبلان معروفان وقد أُفْرِدَ على حدّ إفراد العَقِيقَيْن وان كانت التثنية في مثل هذا أكثر من الافراد أعنى بما تقع عليه التسمية من أسماء المواضع لتساويهما في البيان والخِصْبِ والقَحْط وأنه لا يشار الى أحدهما دون الآخر ولهذا ثبت فيه التعريف في حال تثنيته ولم يجعل كزيدين فقالوا هذانِ أبانانِ بَيّنَيْنِ ونظير هذا افرادهم لفظ عَرفات فأما ثباتُ الالف واللام في العَقِيقَينِ فعلى حَدِّ ثباتهما في العقيق والغَرِيَّانِ ـ بناآن حَسَنانِ بالكوفة ثبتت الالف واللام فيهما فى التثنية لانهما سميا بالصفة وكلُّ حَسَنٍ غَرِىٌّ وبهما مثل سيبويه العُمَرَيْنِ فقال كانهما جُعِلَا من أمةٍ كُلُّ واحد منهما عمر واختصا كما اختص النجم بهذا الاسم يعنى بالنجم الثريا قال فصار بمنزلة الغَرِيَّيْنِ المشهورين بالكوفة وكقولك النَّسْرَيْنِ اذا كنتَ تعنى النجمين

باب ما جاء مثنى من المصادر

وذلك قولك لَبَّيْك وسَعْدَيْكَ وحَنَانَيْكَ ودَوَالَيْكَ وهَذَاذَيْكَ وحَجَازَيْكَ وخَيَالَيْكَ* وأنا أذكر تعلَيلها ووَجْهَ نصبها وتثنيتها وما الذى يجوز فيها* الذى يجوز في المصدر المثنى المحمولِ على الفعل المتروكِ إظهارُه اذا كانت الحالُ حالَ تعظيم في خطابِ رئيسٍ وكان اللفظ يُنْبئ عن جنس الفعل حَمْلُ المصدر على الفعل المتروك إظهارُه للمبالغة في التعظيم الى أعلى منزلة على طريق المعنى النادر فاجْرِىَ اللفظُ على ما يقتضيه ذلك المعنى من ترك التصرف والتثنية لتضعيف فعل التعظيم حالا بعد حال كقولهم لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ففيه مبالغةُ تعظيمٍ مما عُومل

به مما يقتضى ذلك مع أن معناه من طريق حقيقته يقتضى التعظيم وتقديرُ نصبه كتقدير متابعةً لَامْرِكَ وإسعادًا لك الا انه جعل لبيك وسَعْدَيْك موضعَ تقدير المصدرين وعومل بما يقتضى المبالغة من التثنية وترك التصرف على طريق النادر لينبئ عن علو المنزلة ولا يجوز في مثل هذا أن يكثر في التقدير لانه ينافى المعنى الذى هو حقه من مجيئه نادرا في بابه ليدل على الخروج الى علو المنزلة والانفراد بجلال الحالة وإنما جازت التثنية للمبالغة ولم يجز الجمع لان التثنية أولى بالتفضيل شيأ بعد شئ من الجمع إذ كانت التثنية لا تكون الاعلى الواحد والجمعُ قد يكون على غير الواحد نحو نَفَر ورَهْطٍ فهذه المبالغة تقتضى تضعيفَ المعنى كما قال سيبويه في حَنَانَيْكَ كأنه قال تَحَنُّنا بعد تَحَنُّنٍ وحَنَانًا بعد حَنَانٍ والتثنيةُ أدلُّ على هذا التفضيل من الجمع لما بينا فكلما قَلَّ النظير في معنى التعظيم فهو أشدُّ مبالغة لانه اذا قل النظير قَلَّ مَنْ يُسْتَغْنَى بغيره عنه أى من يُحْتاج اليه ولا يُسْتَغْنَى بغيره عنه فهو أجل في التعظيم مما ليس فوق تعظيمه تعظيم وهذه الصفة لا تكون الا لله تعالى وهذا الذى شرحنا يكشف لك عن النادر في المعنى وأن لفظه ينبغى أن يُعامَلَ معاملة تُشْعِر بهذا المعنى فسبحانَ من طُبَعَ نفوسَ العقلاء على هذه الحِكَم والفِطَنِ ولا تجوز هذه المبالغة الا بالاضافة لأمرين أحدهما طلب الاعرف فى هذا المعنى النادر لانه يصير كالمَثَل والآخر أن الاضافَة الى المعظم أخصُّ بمعنى التعظيم من الانفصال فلهذا لم يجز حَنَانَيْكَ ولَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ وما جرى مجراها الا بالاضافة وعلة الاضافة فيه كعلة لزوم الاضافة في سبحان الله ومعاذ الله وقال طَرفة

أبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا

حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أهْوَنُ من بَعْضِ

كانه قال تَحَنُّنًا بعد تَحَنُّنٍ ووضع حنانيك موضع تَحَنُّن وتقول سبحانَ اللهِ وحَنانَيْهِ كانك قلتَ ورَحْمَتَه على المبالغة في طلب الرحمة منه بعد الرحمة على ما تقتضيه التثنية وتقوله بالنصب والرفع ولا يجوز حَذَارَيْكَ لان التَّحْذِير ليس مما يحتاج فيه الى المبالغة وقال عبد بنى الحَسْحاسِ

اذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه

دَوالَيْكَ حَتَّى لَيْسَ للْبُرْدِ لابِسُ

وقال دَوَالَيْكَ لان المداولَة على معنى المداومة موضعُ مبالغة وتعظيم كانه قال مُدَاولَتَكَ وجعل دواليك في موضعه فاما قول النحويين سيبويه وغيره انه في موضع الحال فانهم

يعنون أنه متعلق يشُقَّ بالبُرْدِ مُداولةً فالمعنى على هذا ووجهُ نصبه على ما فسرنا من الفعل المتروك إظهارُه وقال الشاعر

* ضَرْبًا هَذَاذَيْكَ وطَعْنًا وَخْضا*

أى هَذًّا بَعْدَ هَذٍّ فبالغَ في الكثرة وهى موضع مبالغة وكذلك المداولة وليس كلُّ معنى تصلُح فيه المبالغةُ كمعنى القُعود والقيام ونحو ذلك فاما لَبَّيْك فزعم يونس فيما حكاه عنه سيبويه أنه اسم واحد بمنزلة عليك وهو خلاف قول الخليل الذى فسرناه قبلُ من معنى التثنية ووجهُ قول يونس أن المصادر تقل فيها التثنية والجمع وقد وجد له نظيرا من الواحد وهو عليك فحمله عليه وقول الخليل هو الصواب من ثلاثة أوجه أحدها افراد حَنَانٍ تارةً وتثنيتُه تارة في حَنانيك ولثانى الاضافة الى الظاهر مع وجود الياء خلاف قولهم على ذلك (١) وذلك على لبى زيد وسعدى زيد والوجه الثالث ما تقتضيه المبالغة من التثنية على ما بينا قبل ولا يجوز في حَوالَكَ وحَوَالَيْكَ الا الافرادُ والتثنيةُ للاشهار بانهما فيما يلزم فيه تثنيته لا على ما توهم يونس أنه واحد وكذلك افراد حَنانٍ من الاضافة انما هو للاشعار بأنها اضافة أصلها الانفصال لزمت لعلة قد بيناها قال الراجز

أَهَدَمُوا بَيْتَكَ لا أَبالَكَا

وأنا أَمْشِى الدَّأَلَى حَوَالَكَا

فهذا شاهد في حَوالَك أنه يجوز مع جواز حَوالَيْكَ وقال

دَعَوْتُ لِمَا نابنِى مِسْوَرًا

فَلبَىَّ فَلَبَّىْ يَدَىْ مِسْوَرِ

فهذا شاهد على أن التثنية مع الاضافة الى الظاهر وقد بينت به أيضا أن التثنية تكون للمبالغة فهو شاهد في تأويل قوله تعالى (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) وأنا أذكر من معنى لبيك وسعديك وأبين من معنى التثنية مثل ما ذكرت في حنانيك وأخواتها من المصادر المثناة وأُرِى وجهَ الضرورة في التثنية وأُعْلِمُ كيف تَكْتَسِى هذه الالفاظُ معنى التعظيم والاجلال والمبالغةِ وكيف يكون وقوعها على الله تعالى فَمَنْ دونه* أما لَبَّيْكَ فاصلها مأخوذٌ من الالْبابِ وهو لزومُ الشئ يقال أَلَبَّ بالمكان اذا لزمه فلم يفارقه ولَبِّ التى أجراها الخليل مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ هى المفردة من لَبَّيْكَ وبهذا استدل الفارسى أن هذه الالفاظ الجارية مجرى الاصوات كَهَلُمَّ قد تُشْتَقُّ منها أفعالٌ وبهذا قال ان الآنَ من قوله تعالى (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) ومن حيثُ ما تَصَرَّفَتْ مأخوذةٌ من القُرْب

__________________

(١) قوله خلاف قولهم على ذلك وذلك على الخ كذا بالاصل وهو خلط من الناسخ ويستفاد من عبارة سيبويه في الكتاب أن الاصل مع وجود الياء في قولهم لبى زيد وسعدى زيد وذلك خلاف قولهم على زيد وعلى يديه والوجه الثالث الخ كتبه مصححه

ولهذا استجاز قولَهم لا أُهَلِمُّ على أنه مأخوذ من هَلُمَّ وأما سَعْدَيْكَ فمأخوذ من الاسْعاد فالالْبابُ والاسْعادُ دُنُوٌّ ومتابَعةُ وكلاهما راجعان الى اللزوم فاذا قال الانسان في دعاء الله جل وعز لَبَّيك وسعدَيْك فمعناه متابَعةً لَامْرِك وإسعادًا لَاوْلِيائِك ولذلك قال سيبويه أى رَبِّ لا أَنْأَى عنك فيما تأمرنى به فاذا فعل ذلك فقد تقرّب الى الله تعالى بهواه واذا قال سَعْدَيْك فكانه قال أَىْ رَبِّ أنا مُتابِعٌ أَمْرَكَ وأولياءَك غير مخالف لهم فاذا فَعَل ذلك فقد تابَعَ وطاوَعَ وأَطَاعَ وإنما نَسَّرَ سيبويه معنى لَبَّيْك وسَعْدَيْك وهى لُغَةٌ فى باب من أبواب النحو لينكشف لك وجهُ نصبها ووجهُ اعرابها اذ كان لا يظهر الا بظهور معناه ولو لا ذلك لم يَصْلح تفسير الغريب في أبواب النحو* ابن دريد* حَجَازَيْكَ ـ من المُحاجزة وخَيَالَيْكَ ـ من الخَيال

باب ما جاء مجموعا وانما هو اثنان أو واحد في الاصل

قال الاصمعى يقال أَلْقاهُ في لَهَواتِ اللَّيْثِ وانما له لَهاةٌ واحدةٌ وكذلك وقع في لَهَواتِ اللَّيْثِ وقال العجاج

* عُودًا دُوَيْنَ اللهَواتِ مُولَجا*

وقال هو رجلٌ عظيم المَناكِب وانما له مَنْكِبانِ ويقال هو رجل عظيم الثَّنادِى والثُّنْدُوَةُ واحد ـ وهى مَغْرِزُ النَّدْىِ ويقال رجل ذو أَلَياتٍ ورجل غليظُ الحَواجب وشديدُ المَرافِقِ ويقال هو يمشى على كَراسِيعِه وهو رجل ضَخْم المَناخِر وعظيم الْبآدِل والبَأْدَلَةُ ـ أصلُ لحم الفخذ مهموزة قال أبو القاسم البصرى انما البأدلة لحمة فوق الثَّدْىِ ودون التَّرْقُوةِ فاما لحم أصول الفخذين فالذى من باطنهما لرَّبَلاتُ والذى من مؤخرهما الكَاذَتَانِ ولم يقل الذى قال أبو يوسف أحدٌ غيره وانه لغليظُ الوَجَناتِ وانما له وَجْنَتانِ ويقال امرأة ذاتُ أوْراكٍ وانها لَلَيِّنةُ الاجْياد قال الاسْوَدُ

فلقد أَرُوحُ الى التِّجارِ مُرَجَّلاً

مَذِلاً بمالِى لَيِّنًا أجْيادِى

وانما له جِيدٌ فعنَى جِيدَه وما حَوْله يقول لم أَكْبَرْ أنا شابٌّ ويقال هو مَذِلٌ بمالِه أى مُسْتَرْخٍ بماله لَيِّنٌ به وامرأة حَسَنةُ المَآكِم وقولُه

رُكِّبَ في ضَخْمِ الذَّفَارَى قَنْدَلِ

وضف جملا وانما له ذِفْرَيانِ والقَنْدَلُ لعظيم الرأس وقال

* تَمُدُّ للمَشْىِ أَوْصالاً وأَصْلابا*

يعنى ناقةً وانما لها صُلْبٌ واحدٌ وقال العجاج

* عَلَى كَراسِيعِى ومِرْفَقَيَّهْ*

وانما له كُرْسُوعانِ وقال أيضا

* مِنْ باكِرِ الاشْراطِ أشْرَاطِىُّ*

وانما هما شَرَطَانِ وقال أبو ذؤيب

فالعينُ بَعْدَهُم كانَّ حَداقَها

سُمِلَتْ بشَوْكٍ فَهْىَ عُورٌ تَدْمَعُ

فقال العين ثم قال حِداقها وقال فهى عُورٌ* قال أبو على* هو كقوله تعالى (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) ويقال للارض العَرَمةِ سميت هى وما حولها العَرَمات والقُطَبِيَّة ـ بِئْر ويقال لها وما حولها القُطَبِيَّات ولذلك يقال لكاظمةَ وما حولها الكواظم وانما هى بئر وعِجْلِز ـ اسمُ كَثِيبٍ ويقال له وما حوله العَجالِزُ قال زهير

عَفَى من آلِ ليلَى بَطْنُ ساقٍ

فأَكْثِبةُ العَجالِزِ فالقَصِيمُ

والعِجْلِزةُ ـ الناقةُ والفرسُ الشديدتا اللحمِ قال مُحْرِزُ بنُ مُكَعْبَرٍ الضَّبِّىُ

ظَلَّتْ ضِبَاعُ مُجِيرَاتٍ يَلُذْنَ بهم

فأَلْحَمُوهُنَّ مِنْهم أَىَّ إلْحامِ

أراد موضعا يقال له مُجِيرَة فجمعه بما حوله وكذلك أذْرِعات انما هى أَذْرِعة قوله فألْحموهُنَّ أى أَطْعَمُوهن اللحم يقال فلان يُلْحِمُ عِيالَه أى يُطْعمهم اللحم وقال أبو كبير

ذَهَبَتْ بَشاشَتُه وأصْبَح واضِحًا

حَرِقَ المَفارِقِ كالبُراءِ الاعْفَرِ

أراد بالمفارق المَفْرِقَ وما حولَه والبُرَاءُ جمع بُرَايةٍ وهى ما نُحِتَ من القَوْس وقال العجاج

* وبالحُجُورِ وَثَنى الْوَلِىُّ*

الحُجُورُ موضع يقال له حُجْرُ بُجَيْرٍ والوَلِىُّ المطر أى ثَنَى مَرَّةً بعد مرة* الباهلى* الافَاكِلُ ـ جَبَلٌ وانما هو أَفْكَلٌ فجُمِع بما حوله وكذلك المَناصِعُ انما هو مَنْصَعةٌ ـ وهو ماءٌ لِبَلْحارثِ بن سَهْمِ بن باهلة والافاكلُ لبنِى حِصْنٍ ووادٍ اسْمُه المِيرادُ فيقال له ولمائهِ

الذى يَصُبُّ فيه المواريدُ بأرضِ باهلةَ وحَمَاطُ ـ جبل فيقال له وما حوله أُحَيْمِطةُ وأُحَيْمِطاتٌ قال الشاعر

تَذَكُّر مَرْتَعٍ باحَيْمِطَاتٍ

وشِرْبٍ لم يكنْ وَشَلاً مَعِينا

وزَلَفةُ ـ ماء لبنى عُصَيْم بن باهلة فيقال لها ولَاحْساءٍ تَقْرُب منها الزَّلَفُ* قال سيبويه* وقالوا للبعيرِ ذُو عَثانِينَ وعلى هذا وُجِّه قولُهم باناتُ الشمسِ وعُشَيَّانات وسيأتى ذكره في نوادر التحقير

الاسمان يكون أحدُهما مع صاحبه فيسمى

باسم صاحبه ويترك اسمه

* أبو زيد* الظَّعائنُ ـ الهَوادج وانما سميت النساءُ ظَعائنَ لانهنَّ يكنَّ في الهوادج والرَّاوِية ـ البعير الذى يستقى عليه الماء والرجل المستقى يقال رَوَيْتُ على أهلِى رَيَّةً والوِعاءُ الذى فيه الماء انما هو المَزادة فسميت راوية لمكان البعير الذى يحملها والحَفَضُ ـ متاعُ البيت اذا هُيِّئَ ليُحْمَلَ فسمى البعير الذى يحمله حَفَضًا به وأنشد

ونحنُ اذا عِمادُ الحَىِّ خَرَّتْ

على الاحْفاضِ نَمْنَعُ ما يَلينا

فهى ههنا الابل وانما هو ما عليها من الاحمال وقد حَفَضْتُ الشىءَ وحَفَّضْتُه ـ ألقيتُه ومنه قول رؤبة

* إما تَرَىْ دَهْرِى حَنَانِى حَفْضَا*

أى ألقانى والعَذِرةُ ـ فِناءُ الدار وأنشد

لَعَمْرِى لَقَدْ جَرَّبْتُكُمْ فوَجَدْتُكُمْ

قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئ العَذِراتِ

وانما سميت العَذِرة لانها كانت تُلْقَى في الافنية والغائطُ ـ الارضُ المطمئنة وانما قيل للخَلاء غائطٌ لانهم كانوا يأتون الى الغائِط فسمى بذلك

أبواب النسب

النَّسَبُ على ضربين منه ما يجىء على غير قياس ومنه ما يُعْدَلُ وهو القياس الجارى في كلامهم

* قال سيبويه* قال الخليل كل شئ من ذلك عَدَلَتْه العربُ تَرَكْتَه على ما عَدَلَتْه عليه وما جاء تا ما لم تُحْدثِ العرب فيه شيئا فهو على القياس فاما المعدول الذى يجىء على القياس فليس من غرض هذا الكتاب وأما المعدول الذى يجىء على غير قياس فانا نذكر منه شيئا ههنا ليكون الكتاب مكتفيا بنفسه* قال سيبويه* مر المعدول الذى هو على غير قياس قولهم في هُذَيْلٍ هُذَلِىُّ وفي فُقَيْمِ كِنانة فُقَمِىٌّ وفي ملَيْح خُزاعةَ مُلَحِىٌّ وفي ثَقِيفٍ ثَقَفِىٌّ وفي زَبِينَةَ زَبَانِىٌّ وفي طَيِّئٍ طائِىّ وفي العاليةِ عُلْوِىٌّ والباديهِ بَدَوِىّ وفي البَصْرة بِصْرِىُّ وفي السَّهْلِ سُهْلِىٌّ وفي الدَّهْرِ دُهْرِىّ وفي حَىّ من بنى عَدِىٍّ يقال لهم بنو عَبِيدةَ عُبَدىٌّ فضموا العين وفتحوا الباء قال وحدثنا من نثوبه أن بعضهم يقول في بنى جَذِيمةَ جُذَمِّى فيضم الجيم ويُجْريه مُجْرى عُبَدِىّ وقالوا في بنى الحُبْلَى من الانصار حُبَلِىٌّ وقالوا في صَنْعاء صَنْعانِىّ وقالوا في شِتَاءٍ شَتَوِىٌّ وفي بَهراء قبيلة من قُضاعة بَهْرانِىّ وفي دَسْتَواءَ دَسْتَوانِىّ مثل بَحْرانِىّ وزعم الخليل رحمه‌الله أنهم كأنهم بَنُوا البَحْر على فَعْلان وانما كان القياس أن يقولوا تحرّى وقالوا في الافُق أَفَقىّ ومن العرب من يقول أُفُقىّ فهو على القياس وقالوا في حَرُورَاءَ وهو موضع حَرُورِىّ وفي جَلُولاءَ جَلُولِىّ كما قالوا في خُرَاسَانَ خُرْسِىّ وخُراسَانِىّ أكثر وخُرَاسِىّ لغة وقال بعضهم إبِلٌ حَمَضِيَّةٌ اذا أكلتِ الحَمْضَ وحَمْضِيَّة أجود وأقيس وأكثر في كلامهم وقد يقال بعير حامِضٌ وعاضِهٌ اذا أكل العِضاهَ وهو ضَرْب من الشجر وقال بعضهم خَرْفِىّ أضافَ الى الخَرِيفِ وحَذَفَ الياء والخَرْفِىُّ في كلامهم أكثر من الخَرِيفِىّ إما أضافه الى الخَرْفِ واما بنَى الخَرِيفَ على فَعْلٍ وقالوا إبِلٌ طُلَاحِيَّة ـ اذا أَكَلَتِ الطَّلْح وقالوا في عِضَاهىّ في قول من جَعَل الواحدةَ عِضَاهةً مثلُ قَتادةٍ وقَتَاد والعِضاهةُ بكسر العين على القياس فأما من جعل جميعَ العِضةِ عِضَوَاتٍ وجعل الذى ذَهَبَ الواوَ فانه يقول عِضَوِىّ وأما من جعلة بمنزلة المياه وجعل الواحدة عِضاهَةً قال عِضاهىّ قال وسمعنا من العرب أَمَوِىّ فهذه الفتحة كالضمة في السَّهْل اذا قالوا سُهْلِىٌّ وقالوا رَوْحانِىٌّ في الرَّوْحاءِ ومنهم من يقول رَوحاوىّ كما قال بعضهم بَهْراوى حدثنا بذلك يونس ورَوْحاوِىَ أكثر من بَهْراوِىّ وقالوا في القُفِّ قفِىٌّ* قال الفارسى* هكذا وقع فى بعض النسخ والذى قرأته على أبى بكر بن السَّرِىِّ في هذا الباب من كتاب سيبويه في القِفَافِ قُفِىٌّ فقِفافٌ على هذا اسم للواحد فاما أن يكون أضاف الى رجل يسمى كذلك

ولا يجوز أن يكون عَنَى بالقِفَافِ جمعَ قُفٍّ لان هذا انما يضاف اليه قُفِّىّ اذ هو جمع والجمع اذا أضيف اليه وقعت الاضافةُ الى واحده فان كان قُفِّىّ مضافا الى القِفَافِ وهو جمع فليس من المعدول الذى يجىء على غير قياس وقد أدخله هو في هذا القسم أعنى المعدولَ الذى يجىء على غير قياس فثبتَ أن القِفَافَ واحد فكان حكمه اذا نسب اليه أن يقال قِفَافِىّ كقولنا في الاضافة الى مِثَالٍ وكتاب مِثَالِىّ وكتابِىّ ولكنه شَذّ فهو على هذا من القسم الذى أومأ اليه سيبويه* قال سيبويه* وقالوا في الاضافة الى طُهيَّة طُهْوِىٌّ وقال بعضهم طُهَوِىّ على القياس كما قال الشاعر

بكُلِّ قُرَيْشِىٍّ اذا ما لَقِيتهُ

سَرِيعٍ الى دَاعِى النَّدَى والتَّكَرُّم

ومما جاء محدودا عن بنائه محذوفةً منه احدى الياءين ياءَىِ الاضافةِ قَولُك في الشأْم شآمٍ وفي تِهَامةَ تَهامٍ ومن كسر التاء قال تِهَامِىّ وفي اليَمَن يَمانٍ وزعم الخليل رحمه‌الله أنهم أَلْحقُوا هذه الالفاتِ عِوَضًا من ذهابِ احدى الياءين وكأنّ الذين حَذَفُوا الياء من ثَقِيف وأشباهه جعلوا الياءين عوضا منها* قال سيبويه* فقلتُ أَرأيتَ تِهامةَ أليس فيها الالفُ فقال انهم كَسَّرُوا الاسم على أنهم جعلوه فعَلِيّا أو فَعْلِيًّا فلما كان من شأنهم أن يحذفوا احدى الياءين ردوا الالف كانهم بنوه تَهَمىٌّ أو تَهْمىُّ فكانّ الذين قالوا تَهامٍ هذا البناءُ كان عندهم في الاصل وفَتْحُهم التاءَ في تِهامة حيث قالوا تَهامٍ يدلك على أنهم لم يَدَعُوا الاسمَ على بنائه ومنهم من يقول تَهامِىّ ويَمَانىّ وشَآمِىّ فهذا كبَحْرانىّ وأشباهه مما غُيِّر بناؤه في الاضافة وان شئتَ قلتَ يَمَنِىٌّ وزعم أبو الخَطَّاب أنه سمع من يقول فى الاضافة الى الملائكة والجن جميعا رُوحَانِىٌّ أضيف الى الرُّوح وللجميع رأيتُ رُوحانِيِّينَ وزعم أبو الخطاب أن العرب تقوله لكل شئ فيه الرُّوح من الناس والدواب والجن وزعم أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقول شَأمِى وجميع هذا اذا صار اسما في غير هذا الموضع فاضيف اليه جرى على القياس كما يجرى تحقير ليلة وإنسان ونحوهما اذا حوّلتهما فجعلتهما اسما علما واذا سميت رجلا زَبِينَةَ لم تقل زَبَانِىٌّ أو دَهْرًا لم تقل دُهْرِىٌّ ولكن تقول فى الاضافة اليه زَبَنِىٌّ ودَهْرِىّ* وأنا أشرح هذا العَقْد كُلَّه أما ما ذكر من النسبة الى هُذَيْلٍ هُذَلِىّ فهذا الباب لكثرته كالخارج عن الشذوذ وذلك خاصة في العرب الذين بتهامة وما يَقْرُب منها لانهم قد قالوا قُرَشِىّ وهُذَلِىّ وفي فُقَيْمِ كنانةَ فُقَمِىّ وفي مُلَيْح

خُزاعةَ مُلَحِىّ وفي خُثَيْمٍ وقُرَيْم وجُرَيْب وهم من هُذَيْل قُرَمِىّ وخُثَمِىّ وجُرَبِىّ وهؤلاء كلهم متجاورون بتهامة وما يدانيها والعلة في حذف الياء أنه يجتمع ثلاث ياآت وكسرة اذا قالوا قُرَيْشِىٌّ فَعَدَلُوا الى الحذف لذلك وكذلك الكلام في ثَقَفِىّ وانما قال في فُقَيْمِ كنانةَ لان في بنى تميم فُقيْمَ بْنَ جَرِيرِ بنِ دارِم والنسبة اليه فُقَيْمِىّ وقال في مُلَيْح خُزاعةَ لان فى العرب مُلَيْح بنَ الهُونِ بنِ خُزَيْمة وفي السَّكونِ مُلَيْحَ بن عمرو بن رَبيعة وينبغى أن تكون النسبة اليهما مُلَيْحِىّ وهذا الشذوذ يجىء على ضروب منها العدُول عن خفيف الى ما هو أخف منه ومنها الفرق بين نسبتين الى لفظ واحد ومنها التشبيه بشئ في معناه فاما قولهم زَبَانِىٌّ في زَبينةَ فكان القياس فيه زَبَنىّ بحذف الياء غير أنهم كرهوا حذفها لتوفية الكلمة حروفَها وكرهوا الاستثقال أيضا فأبدلوا من الياء ألفا وأما النسبة الى طَيِّئٍ فكان القياس فيه طَيْئِىٌّ كما ينسب الى ميْتٍ مَيْتِىّ والى هَيْنٍ هَيْنِىٌّ فكرهوا اجتماع ثلاث ياآت بينها همزة والهمزة من مخرج الالف وهى تناسب الياء وهى مع ذلك مكسورة فقلبوا الياء ألفا ويجوز أن يكون نسبوا الى ما اشتق منه ذكر بعض النحويين أن طَيِئًا مشتق من الطَّاءة والطَّاءةُ بُعْدُ الذهاب في الارض وفي المَرْعَى ويروى أن الحَجَّاج قال لصاحب خيله أَبْغِنى فرسا بَعِيدَ الطاءة وفي بعض الاخبار «فكيف بكم اذا انْطاءَتِ الاسْعار» أى اذا عَلَتْ وبَعُدَتْ عن المشترين وأما قولهم في العالية عُلْوِىٌّ فانما نسبوا الى العُلْوِ لانه في معنى العالية والعالية بقرب المدينة مواضع مرتفعة على غيرها والعُلْوُ المكان العالى ويجوز أن يكون أرادوا الفرق بين النسبة اليها والنسبة الى امرأة تسمى بالعالية واذا نسب الى العالية على القياس قيل عالِىٌّ أو عالَوِى وأما قولهم في البادية بَدَوِىّ فنسبوا الى بَدًا وهو مصدر والفعل منه بدا يَبْدُو اذا أتى البادية وفيها ما يقال له بَدا قال الشاعر

وأنتِ الَّتِى حَبَّبْتِ شَغْبًا الى بَدًا

إلَىَّ وأوْطانِى بلادٌ سِواهما

والنسبة اليها على القياس بادِىّ أو بادَوِىّ وقالوا في البَصْرة بِصْرِىّ والقياس بَصْرِىّ وانما كسروا الباء فمن الناس من يقول نسبوه الى بِصْرِ وهى حجارة بيض تكون في الموضع الذى سمى بالبَصْرة فانما نسبوه الى ما فيها قال الشاعر

انْ تَكُ جُلمُودَ بِصْرٍ لا أُؤيسُه

أُوقِدْ عليه فأُحْمِيهِ فيَنْصَدِعُ

وبعض النحويين قال كسروا الباء اتباعا لكسرة الراء لان الحاجز بينهما ساكن وهو غير حصين كما قالوا مِنْتِنٌ ومِنْخِرٌ والاصل مَنْخِرٌ فكسروا الميم لكسرة الخاء وقولُهم في السَّهْل سُهْلِىّ وفي الدَّهر دُهْرِىّ قال فيه بعض النحويين غُيْرِ للفرق وذلك أن الدَّهْرىّ هو الذى يقول بالدَّهْر من أهل الالحاد والدُّهْرِىُّ هو الرجل المُسِنُّ الذى أتت عليه الدُّهُورُ والسُّهْلِىّ هو الرجل المنسوب الى السَّهْل الذى هو خلاف الجَبل والسَّهْلِىّ هو الرجل المنسوب الى سَهْلٍ اسم رجل وحَىٌّ من بنى عَدِىّ يقال لهم بنو عَبِيدة ينسب اليهم عُبَدِىّ كانهم أرادوا الفرق بينهم وبين عَبِيدةَ من قوم أُخَر وكذلك بنو الحُبْلَى من الانصار ومن ولده عبدُ الله بنُ أُبَىِّ بْنِ سَلُول رأس المنافقين يقال في النسبة اليه حُبَلىّ للفرق بينه وبين آخَرَ وانما قيل له الحُبْلَى لعظم بطنه وليس اسمُه بالحُبْلَى وقالوا في جَذِيمةَ جُذَمِىّ لان في العرب جماعة اسمهم جَذِيمةُ ففى قريش جَذيمةُ بن مالك بن حِسْلٍ بن عامر بن لُؤَىّ وفي خُزَاعة جَذِيمةُ وهو المُصْطَلِق وفي الازْدِ جَذِيمةُ بنُ زُهْران بنِ الحُجْر بنِ عِمْران وأما قولُهم في صَنْعاء صَنْعانِىّ وفي بَهْراء بَهْرَانِىّ وفي دَسْتَواءَ دَسْتَوانِىّ فان الالف والنون تجرى مجرى ألفى التأنيث وقالوا في شِتَاءٍ شَتْوِىٌّ كانهم نسبوء الى شَتْوَةٍ* قال أبو سعيد* قال بعض أصحابنا انه ليس بشاذلان شِتَاءً جمعُ شَتْوة كقولنا صَحْفة وصِحاف واذا نسب الى جمع فحقه أن ينسب الى واحدة فنسب الى شَنْوة لذلك وهو قياس مطرد وأما النسبة الى البَحْر بَحْرَانِىّ فالقياس أن تحذف علامة التأنيث في النسبة كما تحذف هاء التأنيث غير أنهم كرهوا اللَّبْسَ ففرقوا بين النسبة الى البحر والبَحْرَيْنِ وبَنُوا البَحْرَيْن لما سَمَّوْا به على مثال سَعْدانَ وسَكْرانَ ونَسَبُوا اليه على ذلك وقولهم في النسبة الى الافُقِ أَفَقِىٌّ فلانٌ فُعْلاً وفَعَلاً يجتمعان كثيرا وأما قولهم في ثَقِيفٍ ثَقَفِىٌّ وفي سُلَيْمٍ سُلَمِىٌّ فتَغْييرُه لما يلزم آخره الكسرة وهو الفاء من ثَقيف والميم من سُليم فاذا فعلنا ذلك اجتمع ياء النسبة والكسرة التى قبلها اللازمة وياء فَعِيلٍ وفُعَيْلٍ وكل ذلك جنس واحد فحذفوا الياء التى في فَعِيلٍ وفُعَيْل استثقالا وان كان القياسُ عند سيبويه اثباتَها فيقال قُرَيْشِىّ وسُلَيْمِىّ فاذا كان في آخره هاء التأنيث وجب حذفها ثم لزم الكسرة للحرف الذى قبل ياء النسبة فصار ما فيه يلزمه تغيير حركة وحذف حرف فكان ذلك داعيا الى لزوم حذف الياء لان الكلمة كلما ازداد

التغيير لها كان الحذف لها ألزم فيما يستثقل منها وان ساواها في الاستثقال غيرها مما لا يلزم فيه تغيير كتغييرها وجعل سيبويه فَعُولة في التغيير بمنزلة فَعِيلة فأسقط الواو كما أسقط الياء وفتح عَيْنَ الفعل المضمومةَ وذهب في ذلك الى أن العرب قالت في النسبة الى شَنُوءَةَ شَنَئِىٌّ وتقديره شَنُوعة وشَنَعِى وكان أبو العباس المبرد يَرُدُّ القياس على هذا ويقول شَنَئىٌّ من شاذ النسبة الذى لا يقاس عليه واحتج في ذلك بأشياء يفرق بها بين الواو والياء فمن ذلك أنه لا خلاف بينهم أنك تَنْسُب الى عَدِىّ عَدَوِىّ والى عَدُوٍّ عَدُوِّىٌّ ففصلوا بين الياء والواو ولم يغيروا في الواو ومن ذلك أنهم يقولون في النسبة الى سَمُرةٍ وسَمُرٍ سَمُرِىّ والى نَمِرٍ نَمَرِىٌّ فغيروا في نمر من أجل الكسرة ولم يغيروا في سَمُرٍ لانهم انما استثقلوا اجتماعَ الياآت والكسرات فلما خالفت الضمة الكسرة في نَمِرٍ وسَمُر والياءُ الواو في عَدِىٍّ وعَدُوٍّ وجب أن يُخَالِفَ الياءُ في فَعيلة الواوَ في فَعُولة وقد شذ من هذا الباب ما جاء على الأصل ذكر سيبويه أنهم قالوا في سَلِيمة سَلِيمِىٌّ وفي عَمِيرةِ كَلْبٍ عَمِيرِىّ وفي خُرَيْبةَ خُرَيْبِىٌّ وقالوا سَلِيقِىّ للرجل يكون من أهل السَّليقةِ وهو الذى يتكلم باصل طَبْعه ولغته ويقرأ القرآن كذلك وأظُنُّه من الاعْراب الذين لا يقرؤن على سُنَّة ما يقرؤه القُرَّاء وعلى طَبْعِ القُرَّاء ويقرأ على طبع لغته وقد جاء أيضا رِماحٌ رُدَيْنِيَّة واذا كان أيضا فَعِيلة أو فَعيل أو فُعَيْل عينُ الفعل فيه ولامُه من جنس واحد وكان عينُ الفعل واوا لم يحذفوا كقولك في النسب الى شَدِيدةٍ أو جَلِيلةٍ شَدِيدِىٌّ وجَلِيلِىٌّ والى بَنِى طَوِيلة طَوِيلِىٌّ لانك لو حذفتَ الياء وجب أن تقول شَدَدِىٌّ فيجتمع حرفان من جنس واحد وذلك يستثقل ولو قلتَ طَوَلِىُّ لصارت الواو على لفظ ما يُوجِب قلبَها ألفالان فعَل اذا كان عين الفعل منه واوا وجب قلبها ألفا فكان يلزم أن يقال طالِىٌّ وقد قالت العرب في بنى حُوَيْزةَ حُوَيْزِىٌّ وهم من تَيْمِ الرَّبابِ قبيلةٍ مشهورة* وليست قوانينُ النَّسَب مما نَعْتَرِضُه في كتابنا هذا غير أنى أَذْكُرُ منه ما شَذّ كنحو ما قَدَّمْتُ وآخُذُ بعد ذلك فيما شابه اللغةَ منه على حسب الاحتياج اليه فأذكر النسبَ الى الاسمين اللذين يجعلان اسما واحدا والنسبَ الى المضاف والى الحكاية والى الجماعة* فمما شذ مما لم يذكره سيبويه قولهم في النسب الى الرَّىِّ رازىّ والى مَرْوَ مَرْوَزِىّ والى درَا بِجِرْدَ دَرا وَرْدِىّ والى العظيمِ الفَخِذِ فُحاذِىّ والى عظيم الرأس رُؤَاسِىٌّ والى الجُمَّةُ جُمَّانِى والى الرَّقَبةِ رَقَبانِىّ

والى الانْفِ أُنافِى والى اللّحْية لِحْيانىِّ والى العَضُدِ عُضَادِىّ وعَضَادِىّ والى الايْدِى أَيادِىّ وقد حكى بعض اللغويين أن الاضافةَ الى عِظَمِ كل عضو على هذا مُطَّرد أعنى فُعَاليّا وقالوا فى النسب الى البَلْغَمِ بَلْغَمانِىّ وحكى أبو عبيد الى لَحْىٍ لَحَوِىّ والى الغَزْوِ غزَوِىٌّ قال وقال اليَزِيدِىُّ سألنى والكسائى المَهْدىُّ عن النسبة الى البَحْرَيْنِ والى حِصْنَينِ لم قالوا حِصْنِىّ وبَحْرَانِىٌّ فقال الكسائى كرهوا أن يقولوا حِصْنانِىّ لاجتماع النونين وقلت أنا كرهوا أن يقولوا بَحْرِىّ لئلا يُشْبِهَ النسبةَ الى البَحْر قال ونَسُبوا القصيدةَ التِى قَوافيها على الياء ياوِيَّة وعلى التاء تاوِيَّة والى ماءٍ قلتَ ماوِىٌّ وينسب الى ذِرْوة ذَرَوِىٌّ والى بنى لِحْيَةِ لَحوىّ وأدخلَ هو في هذا الباب النسبَ الى أَعْمى وأَعْشَى أَعْمَوِىّ وأَعْشَوِىّ وقال في كِسْرَى كِسْرِىٌّ وكِسْرَوِىّ وفي مُعَلًّى مُعَلَّوِىّ* قال أبو على* رجل مَنْظَرانِىّ ومَخْبَرانِىّ وكَوْكبٌ دِرِّىٌّ بالكسر ودَرِّىٌّ بالفتح يجوز أن يكون منسوبا الى الدُّرِّ فيكون من شاذ النسب* صاحب العين* الانسانُ قِبْطِىٌّ والثوبُ قُبْطىٌ

باب الاضافة الى الاسمين اللذين ضم أحدهما

الى الآخر فجعلا اسما واحدا

نحو مَعْدِيكَرِبَ وخَمْسَةَ عَشَر وبَعْلَبَكَّ وما أشبهه كان الخليلُ يقول ينسب الى الاول منهما لانه جعل الثانى كالهاء فيقول في حَضْرَمَوْتَ حَضْرِىّ وفي خَمْسةَ عَشَر خَمْسِىّ وفي معديكرب مَعْدِىّ ولم يكن اجتماعُ الاسمين موجبا أنهما قد صُيِّرا اسما واحدا فى التحقيق كما صُيِّر عَنْتَرِيسٌ وعَيْطَمُوسٌ وما أشبه ذلك مع الزيادة اسما واحدا فيه زيادة كما لم يكن المضاف اليه زيادة في المضاف كما يزاد في الاسم بعضُ الحروف ألا ترى أنه قد قيل أَيادِى سَبَا وليس في الاسماء اسم على ثمانية أحرف وقالوا شَغَرَ بَغَرَ وليس في الاسماء اسم سُداسىٌّ توالتْ فيه ست حركات وكذلك المضاف نحو صاحِب جعفرٍ وقَدَمِ عُمَر وربما ركَّبُوا من حروف الاسمين اسما ينسبون اليه قالوا حَضْرَمِىّ كما ركبوا فى المضاف فقالوا في عَبْد الدارِ وعَبْدِ القَيْس عَبْدَرِىّ وعَبْقَسِىّ وقد جاءت النسبة اليهما جميعا منفردين قال الشاعر

تَزَوّجْتُها رامِيَّةً هُرْمُزِيَّةً

بفَضْلِ الَّذِى أَعْطَى الامِيرُ من الرِّزقِ

نَسَبها الى رامَ هُرْمُز وكان الجَرْمِىُّ يُجيز النسبةَ الى أَيِّهما شئتَ فيقول في بَعْلَبَكَّ بَعْلِىٌّ وان شئتَ بَكِىٌّ وفي حَضْرَمَوْتَ ان شئتَ حَضْرِىّ وان شئتَ مَوْتِىٌّ* قال سيبويه* وسألته يعنى الخليلَ عن الاضافة الى رجل اسمه اثنا عشر فقال ثَنَوِىٌّ في قول من قال بَنَوِىٌّ في ابْنٍ وان شئتَ قلتَ اثْنِىٌّ في اثْنَيْن كما قلتَ ابْنِىٌّ فتشبه عشر بالنون كما شبهت عشر في خمسة عشر بالهاء يريد أن قولنا اثنا عشر قد وقعتْ عشر موقع النون من اثنانِ واثنان اذا نسب اليهما وجب حذفُ الألف والنون كما يُحْذَف في النسب الى رَجُلَانِ فلذلك قلتَ اثْنِىٌّ وثَنَوِىٌّ وأما اثنا عشر التى للعدد فلا تضافُ ولا يضاف اليها فأما اضافتها فلأنك لو أضفتها وجب أن تحذف عشر لان محل عشر محل نون الاثنين واذا أضفنا الاثنين الى شئ حذفناه كقولك غلاماك وثَوْباك ولو أضفنا وجب أن يقال اثْناكَ كما يقال ثوباك ولو فعلنا ذلك لم يُعْرف أنك أضفت اليه اثنين أو اثنى عشر وأما الاضافة اليها وهو يعنى النسبة فَلانك لو نسبتَ اليها وجب أن تقول اثْنِىٌّ أو ثَنَوِىٌّ فكان لا يُعْرَفُ هل نسبتَ الى اثنين أو اثْنَىْ عَشر فان قال قائل فقد أَجَزْتُم النسبةَ الى رجل اسمه اثنا عشر فقلتم ثَنَوِىّ أو اثْنِىٌّ ويجوز أن يلتبس بالنسبة الى رجل اسمه اثنان فالفرق بينهما أنّ الاسماء الاعلامَ ليست تقع لمعان في المُسَمَّيْنَ فيكون التباسهما يوقع فصلا بين معنيين وقد يقع في المنسوب اليه تغيير لا يُحْفَل به لعِلْم المخاطبِ بما ينسب اليه كقولنا في رَبِيعة رَبَعِىٌّ وفي حنيفة حَنَفِىّ وان كنا نجيز أن يكون في الاسماء حَنَفٌ ورَبَعٌ لِعِلْم المخاطب بما ينسب اليه ولان اللبس يَبْعُد في ذلك واثنا عَشَرَ واثنانِ كثيرانِ في العدد فالنسبة الى أحدهما بلفظ الآخر يُوقِع اللَّبْسَ وقد أجاز أبو حاتم السِّجِسْتانى في مثل هذا النسبةَ اليهما متفردين لئلا يقع لبس فقال ثوب أَحَدِىٌّ عَشْرِىُّ وإحْدَوِىٌّ عَشْرِىٌّ اذا نسبتَ الى ثوب طوله احدى عشرة ذراعا وعلى لغة من يقول احدى عَشِرة يقول إحْدَوِىٌّ عَشَرِىٌّ كما تقول في نَمِرٍ نَمَرِىٌّ وقال في النسبة الى اثْنَىْ عَشَرَ كذلك اثْنِىٌّ عَشَرِىٌّ أو ثَنَوِىٌّ عَشَرِىٌّ وكذلك القياس الى سائر ذلك

باب الاضافة الى المضاف من الاسماء

اعلم أن القياس في هذا الباب أن يضاف الى الاسم الاول منهما لان الاسم الثانى بمنزلة تمام

الاول وواقعا موقع التنوين منه ولا تجوز النسبة اليهما جميعا فتُلحِقُ علامةَ النسبة الاسم الثانى والاولُ مضافٌ اليه لانه اذا فُعِلَ ذلك بَقَّيْنا الاضافةَ على حالها وأعربنا الاسم الاول بما يستحقه من الاعراب وخفضنا الثانى على كل حال باضافة الاول اليه فكان يلزمنا اذا نسبنا الى رجل يقال له غلام زيد هذا غلامُ زَيْدِىٍّ ورأيتُ غلامَ زَيْدِىٍّ ومررتُ بغُلامِ زَيْدِىّ فيصير كانا نسبنا الى زيد وحده ثم أضفنا غلام اليه كما نضيف غلام الى بِصْرِىٍّ فتقول هذا غلامُ بِصْرِىّ ورأيت غلام بصرى وليس ذلك القصدَ في النسبة الى المضافِ لان هذا نسبة الى المضاف اليه وانما قصدنا النسبة الى المضاف والمضافُ اليه بعضُه وأيضا فلو نسبنا الى الثانى وأدخلنا الاعراب عليه لَدَخَلَ في الاسم اعرابان اذا قلنا هذا غلامُ زيدىّ لان الغلام في حال الاضافة عامل فيما بعده ويعمل فيه ما قبله فيستحيل أيضا ذلك لان اضافته الى ما بعده توجب اعرابَه بالعوامل التى تدخل عليه وتوجب خفضَ ما بعده باضافته اليه فكان الذى يستحق الخفض منهما بالاضافة يعرب بالرفع والنصب ولو نسبنا الى الاول ثم أضفناه لَتَعَلَّلَ المعنى لانا لو قلنا غُلَامِىُّ زَيْدٍ ونحن نريد الاضافة الى غلام زيد فقلنا غُلَامِىٌّ فقد نسبنا الى الغلام وأضفنا المنسوبَ الى زيد والمنسوب الى الغلام غير الغلام فأضفنا غير الغلام الى زيد وليس ذلك معنى الكلام فوجب اضافته الى الاول على كل حال فيما أوجبه القياس الا أن يَعْرِضَ لَبْسٌ يوجب الاضافة الى الثانى لطلب البيان فمما أضيف الى الاول قولُهم في عَبْد القَيْسِ عَبْدِىٌّ وفي امرئِ القيس مَرَئىٌّ ومما أضيف الى الثانى من أجل اللبس ما كان يعرف من الاسماء بابن فلان وبابى فلان فاما ابن فلان فقولك في النسب الى ابنِ كُرَاعَ كُرَاعِىٌّ والى ابن مسلم مُسْلِمىّ وقالوا في النَّسَبِ الى أبى بَكْر بْنِ كِلَابٍ بَكْرِىّ وقالوا في ابن دَعْلَج دَعْلَجِىٌّ وانما صار كذلك في ابن فلان وأبى فلان لان الكُنَى كُلَّها مشتقة متشابهة في الاسم المضاف ومختلفة في المضاف اليه وباختلاف المضاف اليه يتميز بعض من بعض كقولنا أبو زيد وأبو جعفر وأبو مسلم وما جرى مجراه فلو أضفنا الى الاول لصارت النسبة فيه كله أَبَوِىٌّ ولم يُعْرف بعضٌ من بعض وكذلك في الابن لو نسبنا الى الاول فقلنا ابْنِىٌّ وقع اللبس فعدلوا الى الثانى من أجل ذلك وكان المبرد يقول ان ما كان من المضاف يعرف أوّل الاسمين منه بالثانى وكان الثانى معروفا فالقياس اضافته الى الثانى نحو ابن الزبير وابن كُراع وما كان الثانى منه غير معروف فالقياس الاضافة الى الاول مثل عبد القيس

وامرئ القيس لان القَيْسَ ليس بشئ معروف معين يُضاف عَبْدٌ وامْرُؤٌ اليه* قال أبو سعيد* يلزمه في الكُنَى أن يضيف الى الاوّل لان الثانى غير معروف بعين كابِى مُسْلمٍ وأبى بكر وأبى جعفر وليست الاسماءُ المضافُ اليها أبو باسماء معروفة مقصود لها ولا كُنَى الناسِ موضوعةً على ذلك لان الانسان قد يُكَنَّى ولا ولد له ولو أضافوا الى الاول لوقع اللبس على ما ذكرتُ لك فالاصل أن يضاف الى الاوّل فيه كلِّه وما أضيف الى الثانى منه فلِلَّبْسِ الواقع وربما ركبوا من حروف المضافِ والمضافِ اليه مما يَنْسُبُون اليه كقولهم عَبْشَمِىّ وعَبْدَرِىّ وهذا ليس بالقياس كما أن عُلْوِىّ وزَبَانِىٌّ ليس بقياس واحتج سيبويه للاضافة الى الثانى بعد أن قدم أن القياس الاضافة الى الاول فقال وأماما يحذف منه الاول فنحو ابن كُراع وابن الزبير تقول كُراعِىٌّ وزُبَيْرِىّ تجعل ياءى الاضافة فى الاسم الذى صار به الاول معرفة فهو أبين وأشهر ولا يخرج الاول من أن يكون المُضَافُونَ أُضِيفُوا اليه وأما قولهم في النسبة الى عبد مناف مَنَافِىّ فهو على مذهب ابن فلان وأبى فلان لما كثر عبد مضافا الى ما بعده كعبد القيس وعبد مناف وعبد الدار وغير ذلك أضافوا الى الثانى مخافة اللبس

هذا باب الاضافة الى الحكاية

وذلك قولك في تأبّطَ شَرًّا تأبَّطِى قال وسمعنا من العرب من يقولِ كُونِىٌّ حيث أضافوا الى كنتُ وقال أبو عمر الجَرْمى يقول قومٌ كُنْتِىٌّ في الاضافة الى كنتُ قال ان قال قائل لم أضافوا الى الجملة والجملة لا يدخلها تثنية ولا جمع ولا اضافة ولا اعراب ولا تُضافُ الى المتكلم ولا الى غيره ولا تصغر ولا تجمع فكيف خُصَّت النسبةُ بذلك قيل له انما خصت النسبة بذلك لان المنسوب غير المنسوب اليه ألا ترى أن البصرى غير البصرة والكوفىّ غير الكوفة والتثنية والجمع والاضافة الى الاسم المجرور والتصغير ليس يخرج الاسم عن حاله فلما كان كذلك وكان المنسوب قد ينسب الى بعض حروف المنسوب اليه نسبوا الى بعض حروف الجملة وأما قولهم في كنتُ كُونِىٌّ فلانه حذف التاء التى هى الفاعل ونسب الى كُنْ وكانت الواو سقطت لاجتماع الساكنين النون والواو فلما احتاج الى كسر النون لدخول ياء النسبة

ردّ الواو والذى قال كُنْتِىٌّ شبهه باسم واحد لما اختلط الفاعلُ بالفعل وربما قالوا كُنْتُنِىٌّ كانه زاد النون ليَسْلَم لفظُ كنتُ أنشد ثعلب

وما أنا كُنْتِىٌّ وما أنا عاجِنٌ

وشَرُّ الرجالِ الكُنْتنِىُّ وعاجِنُ

هذا باب الاضافة الى الجميع

اعلم أنك اذا أضفت الى جميع فانك توقع الاضافة على واحده الذى كسِّر عليه ليُفْرَقَ بين ما كان اسما لشئ واحد وبينه اذا لم تُرِدْ به الا الجمع وذلك قولك في رجل من القبائل قَبَلِىّ وللمرأة قَبَلِيَّة لانك رَدَدْتَها الى واحد القبائل وهو قبيلة وكذلك اذا نسبت الى الفرائض تقول فَرَضِىٌّ تَرُدُّها الى الفريضة والى المساجدِ مَسْجِدِىّ والى الجُمَع جُمْعِىّ وقالوا في أبناء فارِسَ بَنَوِىّ وفي الرِّبَابِ رُبِّىّ لان الرِّبابَ جِماعٌ واحدتُه رُبَّةٌ والرُّبَّةُ الفِرْقَةُ من الناسِ وانما الرِبَابُ اسم لقبائلَ وكلُّ قبيلةٍ منهم رُبَّةٌ وربما أضيف الى الرِّبابِ تجعلُ هذه القبائل باجْتِماعِهم كشئ واحدٍ وان أَضَفْتَ الى عُرَفاء قلت عَرِيفِىٌّ لان الواحد عَرِيفٌ وانما اختاروا النسب الى الواحد لان المنسوب مُلَابِسٌ لواحد واحد من الجماعة ولفظ الواحد أخف فنسبوه الى الواحد وزعم الخليل أن نحو ذلك قولهم في المَسامِعةِ مِسْمَعىّ والمَهالبةِ مُهَلَّبىِّ لان المَسامعة والمَهالبة جمع فتردّه الى الواحد والواحد مِسْمَعىّ ومُهَلَّبىّ فاذا نسبتَ الى الواحد حذفت ياء النسبة ثم أحدثْتَ ياء للنسبة وان شئت قلت واحدُ المَهالبة والمَسامعة مُهَلَّب ومِسْمَع فاضفتَ اليه* وقال أبو عبيدة* قد قالوا في الاضافةِ الى العَبَلاتِ وهم حَىٌّ من قُرَيْشٍ عَبْلِىٌّ قال أبو على العَبَلاتُ من بنى عبد شمس وهم أُمَيَّةُ الاصغر وعَبْدُ أُمَيَّة ونَوْفَلٌ وأُمُّهم عَبْلة بنتُ عُبَيْدٍ من بنى تميم من البَراجِم فنسب الى الواحدِ وهو أُمُّهم عَبْلة وانما قيل لهم عَبَلاتٌ لان كل واحد منهم سُمى باسم أمه ثم جُمِعُوا واذا كان الجمع الذى ينسب اليه لا واحد له من لفظه مستعمل نسب الى الجمع تقول في النسبة الى نَفَرٍ نَفَرِىّ والى رَهْط رَهْطِىٌّ لانه اسم للجمع ولا واحد له من لفظه ولو قال قائل انْسُبْ الى رجل لان واحد الرهط والنفر رجل لقيل ان جاز أن تقول رَجُلِىٌّ لانه واحدُ النَّفَر وان لم يكن من لفظه لجاز أن تقولَ في النسبة الى الجمع

واحِدِىٌّ وليس يقول هذا أحدٌ وتقول في الاضافة الى أُناسٍ أُناسِىٌّ ومنهم من يقول إنْسانِىّ أما من يقول انسانِىّ فانه يجعل أُناسًا جمعَ انْسانٍ كما قالوا في تَوْأَمٍ تُؤَامٌ وفي ظِئْر ظُؤَارٌ وفي فَرِيرٍ فُرارٌ وسأذكر هذا في موضعه من الجمع وأما من قال أُناسِىٌّ فانه جعله اسما للجميع ولم يجعله مُكَسَّرا له إنسانٌ فصار بمنزلة نَفَرٍ وهذا هو الاجود عندهم* وقال أبو زيد* النسب الى مَحاسِنَ مَحاسِنِىٌّ وعلى قياس قوله النسبُ الى مَشَابِهَ مَشَابِهِىّ والى مَلَامِحَ مَلَامِحِىّ والى مَذَاكِيرَ مَذَاكِيرىّ وكذلك كل جمع لم يستعمل واحدُه على اللفظ الذى يقتضيه الجمعُ لان هذه الجموع في أوّلها ميماتٌ وليس في واحدها ميم ولا يقال مَحْسَنٌ ولا مَشْبَهٌ ولا مَلْمَحةٌ ولا مِذْكارٌ وتقول في الاضافة الى نِسَاءٍ نِسْوِىٌّ لانّ نِساءً جمع مكسر لِنسْوة ونِسْوة جمع غير مُكَسَّر لامرأة وانما هى اسم للجمع وكذلك لو أضفتَ الى أنْفارٍ لقلتَ نَفَرِىٌّ لان أنفارا جمع لنَفَر مُكَسَّر كما قلت في الانْباطِ نَبَطِىٌّ وان أضفتَ الى عَبادِيدَ قلتَ عَبادِيدِىٌّ لانه ليس له واحد يلفظ به وواحدُه في القياس يكون على فُعْلُولٍ أو فِعْلِيلٍ أو فِعْلال أو نحو ذلك فاذا لم يكن له واحد يلفظ به لم يُجَاوَزْ لفظُه حتى يُعْلم ذلك الواحدُ بعينه فيُنْسبَ اليه قال سيبويه وتكون النسبة اليه على لفظه أقوى من أن أُحْدِثَ شيئا لم تَكَلَّم به العرب* قال سيبويه* وتقول في الاعْراب أَعرابىٌّ لانه ليس له واحد على هذا المعنى ألا ترى أنك تقول العَرَبُ فلا يكون على ذلك المعنى فهذا يُقَوِّيه يعنى أن العَرَب من كان من هذا القبيل من الحاضرِة والباديةِ والاعْرابُ انما هم يسكنون البَدْوَ من قبائل العرب فلم يكن معنى الأعراب معنى العَرَب فيكون جمعا للعَرَب فلذلك نُسب الى الجمع* قال الفارسى* لو قلتَ في النسب الى أعرابٍ عَرَبِىٌّ زدتَ الاسم عموما واذا جاء لفظ الجمع المكسر اسما لواحد نسب الى لفظه ولم يغير قالوا في أَنْمارٍ أَنْمَارِىٌّ لانه اسم رجل وقالوا في كِلَاب كِلَابىٌّ لانه رجل بعينه ولو سميتَ رجلا ضَرَباتٍ لقلتَ ضَربِىٌّ لا تغير المتحرك لانك لا تريد أن توقع الاضافة على الواحد يريد أن الرجل الذى اسمه ضَرَبات لا يُرَدُّ الى الواحد لانه جمع سمى به واحد فلا يراعى واحدُ ذلك الجمع بل يضاف الى لفظه واذا أضفنا الى لفظه حذفنا الالف والتاء والراء مفتوحة فنسبنا اليه وأما قولنا في العَبَلاتِ عَبْلِىّ فهم جماعة واحدهم عَبْلة على ما ذكرته ومثلُ ذلك قولهم مَدَائِنىٌّ لانه اسم بلد بعينه وقالوا في الضِّبابِ ضِبَابِىٌّ لانه

رجل بعينه وقالوا في مَعافِرَ مَعافِرِىّ وهو فيما يزعمون مَعَافِرُ بنُ مُرٍّ أخو تَميم بن مُرّ وقالوا في الانصار أنصارىّ لان هذا اللفظ وقع لجماعتهم ولا يستعمل منه واحد يكون هذا تكسيره وقالوا في قبائل من بنى سَعْدِ بن زيد مناة بن تميم أَبْناءٌ والنسبة اليهم أَبْناوِىٌّ كانهم جعلوه اسم الحَىِّ والحَىُّ كالبلد وهو واحد يقع على الجميع قال أبو سعيد والابناءُ من بنى سَعْدٍ على ما أخبرنا أبو محمد السُّكَّرى عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد أن الابْناءَ هم وَلَدُ سَعْدٍ الا كَعْبًا وعمرا وقال على بن عبد العزيز عن أبى اسحق العباسى وكان أمير مكة وعالما بانساب العرب ان الابناء هم خمسة من بنى سَعْد عَبْشَمْس ومالك وعَوْفٌ وعُوَافةُ وجُشَم وسائرُ ولدِ سعْد لا يقال لهم الابناءُ ووَلَدُ سعد نحو العشرة

أبواب النفى

النفىُ ضِدُّ الايجاب نَفَيْتُه نَفْيًا وأهل المنطق يسمونه سَلْبا* صاحب العين* الجُحُودُ نقيضُ الاقرار جَحَدَه يَجْعَده جَحْدًا وحروفُ السَّلْب لا وما وليس ولات في معناها عند سيبويه قال وعملها في الاخبار خاصة ولها اسمان عنده مرفوعٌ مضمر لا يظهر وخبر منصوب وهو لفظ الحين الذى يخصها والكوفيون يطردونها في العمل اطِّرادَ ليس فيُعملونها في جميع ما يُعملون فيه ليس والعملُ على هذا القول في المضمر والمظهر الا أنها لا تظهر فيها تثنية ولا جمع وسنبين حقيقة وضعها في أصل التذكير والتأنيث من هذا الكتاب

النفى في المواضع

* أبو عبيد* ما بالدارِ عَرِيبٌ الذكر والانثى في ذلك سواء* غيره* ما بها مُعْرِبٌ كذلك* أبو عبيد* ما بها دِبِّيجٌ قال أبو على هو من الدَّبْج وهو أرَقُّ ما يكون من النَّقْش وقد صحف من رواء بالحاء* أبو عبيد* ما بها طُورِىٌّ* غيره* ما بها هَلْبَسِيسٌ ـ أى أحد يُسْتَأْنَسُ به* ابن دريد* ولا طُورانِىّ* أبو عبيد* ولا دُورِىٌّ ولا دَبَّارٌ* ابن السكيت* ولا دَيُّور* اللحيانى* ما بها دارِىٌّ وحقيقةُ الدَّارِىِّ الذى لا يبرح منزله ولا يطلب مَعاشا فهو منسوب الى الدار* أبو عبيد* ولا وابِرٌ ولا نَافِخُ ضَرَمةٍ ولا صافِرٌ ولا أَرِيمٌ ولا أَرمٌ مثالُ فَعِلٍ* ابن السكيت* ما بها آرِمٌ

مثال فاعِل وأَيْرَمِىٌّ وإرَمِىّ* أبو عبيد* مابها شَفْرٌ* ابن السكيت* شَفْرٌ وشُفْرٌ لغتان فاما شُفْر العين والفرج فبالضم لا غير* أبو عبيد* ما بها تَأْمُورٌ مهموز مثلُه ويقال أيضا ما في الرَّكِيَّة تأْمُورٌ يعنى الماءَ وهو قياس على الاول* ابن السكيت* ما بها تُؤْمُرِىّ وقال ما رأيتُ تُؤْمُرِيًّا أحسنَ منها للمرأة الجميلة أى لم أرَخَلْقا* اللحيانى* ما بها عائنٌ وما بها عائِنَةٌ* أبو عبيد* ما بها عائِنٌ ولا عَيْنٌ* ابن السكيت* ما بها عَيَنٌ والعَيَنُ ـ أهلُ الدارِ وأنشد

* تَشْرَبُ ما في وَطْبها قَبْلَ العَيَنْ*

غيره ما بها عَيَنٌ وعائنة* اللحيانى* ما بها عائِرةُ عيْنٍ وان له من المال عائرةَ عَيْنَيْن* أبو عبيد* ما بها دُعْوِىٌّ ولا دُبِىٌّ من الدُّعاء والدَّبِيبِ* ابن السكيت* ما بها طُوئِىٌّ ولا لاعِى قَرْوٍ وما بها طُؤَوِىٌّ وطَوَوِىٌّ* اللحيانى* ما بها طَاوِىٌّ غير مهموز* ابن السكيت* ما بها كَرَّابٌ ولا كَتِيعٌ ولا طَارِفٌ ولا انِيسٌ ـ أى ما بها أحد وما بها صَوَّاتٌ ولا داعٍ ولا مُجِيبٌ ولا مُعْرِبٌ ولا ناخِرٌ ولا نابِحٌ ولا ثَاغٍ ولا رَاغٍ* ابن دريد* ما بها نُمِّىٌّ قال سيبويه أما أَحَدٌ وكَرَّابٌ وأَرِمٌ وكِتيعٌ وعَرِيبٌ وما أشبه ذلك فلا يقَعْنَ واجباتٍ ولا حالا ولا استثناء ولا يستخرج بها نوع من الانواع فيَعْمَلُ ما قبله فيه عَمَلَ العشرين في الدرهم اذا قلت عشرون درهما ولكنهن يقعن في النقى مبنيا عليهن ومبنيةً على غيرهن فمن ثم تقول ما في الناسِ مِثْلُه أَحَدٌ حملت أحدا على ما حملت عليه مِثْلاً وكذلك ما مررت بمثلِك أحدٍ

النفى في الطعام

* أبو عبيد* ما ذُقْتُ أَكَالاً ـ ولا لَمَاجًا* ابن السكيت* ما تلَمَّجْنا بلَمَاج ولَمُوجٍ ولُمْجَةٍ وما تَلَمَّك عندنا بلَماكِ* أبو عبيد* ما ذُقْتُ شَمَاجًا ولا ذَوَاقًا ولا لَماقًا قال واللَّمَاقُ يصلح في الأكل والشُّرْب وأنشد

كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه

ولا يَشْفِى الحَوائمَ مِنْ لَماقِ

وقال ما عندنا عَضاضٌ ولا مَضَاغٌ ولا لَماظٌ ولا قَضَامٌ ـ أى ما يُعَضُّ عليه ويُمْضَغ ويُتَلَمَّظ

ويُقْضَمُ* أبو زيد* ما لِلْحَىِّ قَضِيم ولا قُضْمَةٌ ـ اذا لم يكن لهم طعام* أبو عبيد* ما ذُقْتُ عَلُوسًا* ابن السكيت* ما عَلَسْنا عَلُوسًا ولا عَلَّسُوا ضيفَهم بشئ* صاحب العين* العَلُوسُ ـ الذَّوَاقُ* وقال* ما عَلَسْتُ عنده عَلْسًا* أبو عبيد* ما ذُقْتُ أَلُوسًا* ابن السكيت* ما لُسْنا عنده لَؤُوسًا ولا لَواسًا* أبو عبيد* ما ذُقْتُ عَدُوفًا ولا عُدَافًا ولا عَدُوفةً ولا عُذَافًا* ابن السكيت* ما زلتُ عاذِفًا وعادِبًا ـ اذا لم يأكل شيئا والعَذُوبُ ـ الذى لا يأكل ولا يشرب* أبو عبيد* ما ذقتُ عنده أَوْجَسَ ـ يعنى الطعامَ* ابن السكيت* ما ذُقْتُ لَوَاكًا ولا عَلَاكًا ولا عَلَاقًا ولا لَواقًا* ابن دريد* ما ذُقْتُ لَبَكَةً ولا حَبَكَةً وقالوا عَبَكَةً فاللَّبَكَةُ اللُّقْمةُ من الثريد والحَبَكَةُ ـ ما سَفِفْتَه من السَّوِيق وشِبْههِ والعَبَكَة ـ من العَبْكِ أى الخَلْطِ وقال ما ذُقْتُ عنده لحُسْنةً ولا لُعْقَةً ولا ذِفَافًا ـ أى شيئا* أبو عبيد* ما في رحله حُذَافةٌ ـ يعنى من الطعام وما في النِّحْىِ عَبَقَة ـ أى الرُّبُّ* ابن السكيت* ما في الوعاء خَرْبَصِيصةٌ ولا قُذَعْمِلَةٌ وما في الاناء زُبَالَة وكذلك في السِّقاء والبئر* ابن دريد* ما أصبتُ من فلان زُبالاً ولا زِبالاً ـ أى لم أُصِبْ منه طائلا وقال قومٌ من قَيْس يقولون اذا قيل له هل بقى عندك من طعامك شئ فيقول هَمْهَامِ ـ معناه لم يبقَ شئ* ابن السكيت* ما ثَملْتُ شرابى بشئ ـ معناه ما أكلت قبل أن أشرب طعاما وذلك يسمى الثَّمِيلة* غيره* ما في النِّحْى طَحَرةٌ ـ أى شئ

النفى في اللباس والحلى

* أبو عبيد* ما عليهِ فِرَاصٌ ولا جِدَّة ـ أى ثَوْب وما عليه طَحْرَبَةٌ وطُحْرُبَة وطَحْرِيةٌ بكسر الراء (١) يعنى من اللباس* ابن السكيت* ما عليه قِرْطَعْبَةٌ ـ أى قِطْعَةُ خِرْقةٍ* أبو عبيد* ما عليه قُرُطْعُبَةٌ ـ أى شئ* ابن دريد* قِرْطَعْبة وقُرَطْعَبَةٌ* ابن السكيت* ما عليه نِصَاحٌ ـ أى خَيْط وما عليه طَحَرة ـ اذا كان عاريا وكذلك ما بقى على الابل طَحَرةٌ ـ اذا سقطتْ أوبارُها

__________________

(١) قوله بكسر الراء فى القاموس بفتح الطاء والراء وبضمهما وكسرهما اه زاد فى اللسان فتح الطاء مع كسر الراء ويقال بالخاء المعجمة بدل الحاء المهملة وبالميم بدل الباء الموحدة فى الكل كتبه مصححه

وما على السماءِ طَحَرةٌ ـ أى شئ من غيم وقال ما عليه طُحْرُورٌ ولا نِفَاضٌ ولا قِزَاعٌ* أبو عبيد* ما عليها هَلْبَسِيسةٌ ولا خَرْبصِيصة ولا حَرْبَصِيصة ـ أى شئ من الحُلِىِّ وقد تقدم في الطعام

النفى في المال

* أبو عبيد* ماله سَعْنة ولا مَعْنة ـ أى ليس له شئ وقيل السَّعْنة المَشْئُومةُ والمَعْنة ـ الميمونة* غيره* ماله سَعْنٌ ولا مَعْنٌ السَّعْنُ ـ الوَدَكُ والمَعْنُ ـ المَعْروفُ* أبو عبيد* ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ* ابن السكيت* السَّبَدُ من الشَّعَر واللَّبَدُ من الصوف وقال سَبَّدَ الفَرْخُ ـ ظَهَر ريشُه وسَبَّدَ رأسَه بعد الحَلْقِ* أبو عبيد* ما عنده قُذَعْمِلَةٌ* ابن السكيت* ما أعطاه قُذَعْمِلةً وما بقى عليه قُذَعْمِلة ـ يعنى المال والثياب* أبو عبيد* ماله هِلَّع ولا هِلَّعة ـ أى ماله جَدْىٌ ولا عَنَاق وما له شَامةٌ ولا زَهْراء ـ يعنى ناقة سوداء ولا بيضاء وأنشد

 فلم تَرْ

جِعْ لهم شامةٌ ولا زَهْراءُ (١)

* ابن السكيت* ماله صامِتٌ ولا ناطِقٌ ـ الصامتُ الذهب والفِضَّة والناطقُ الابلُ والغنم والخيل* أبو زيد* ماله صِرِّى ـ أى ماله درهم ولا دينار* ابن السكيت* ما له دارٌ ولا عَقَارٌ والعَقارُ من النخل ويقال أيضا في البيت عَقَارٌ حَسَنٌ ـ أى متاع وأداة وماله حانَّة ولا آنَّة ـ أى ناقة ولا شاة وماله ثَاغِيَة ولا راغِيَة وقال أتيتُه فما أثْغَى لِى ولا أَرْغَى ـ أى ما أعطانى إبلا ولا غنما وقال ما له دَقِيقة ولا جَلِيلة ـ أى ما له ناقة ولا شاةٌ قال وحكى ابن الاعرابى أتيت فلانا فما أَجَلَّنِى ولا أحْشَانِى ـ أى أعطانى جَليلة ولا حاشِيةً والحَواشِى ـ صِغارُ الابل وقد تقدم وقال ما له ضَرْع ولا زَرْع وما له هارِبٌ ولا قارِبٌ ـ أى صادِرٌ عن الماء ولا وارِدٌ وما له أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ ـ فالاقَذُّ السَّهم الذى لا قُذَذَ عليه والمَرِيش الذى عليه الرِّيش وقال ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ وقد تقدّم تفسيره وقال ما له سارِحَةٌ ولا رائحة السارحةُ ـ المتوجهة الى المرعَى والرائحةُ ـ التى تروح بالعَشِىّ الى مُرَاحها وما له إمَّرٌ ولا إمَّرَةٌ الامَّرُ الصغيرُ

__________________

(١) قلت البيت من معلقة الحرث ابن حلزة اليشكرى وصدره وأتوهن يسترجعون كتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

من ولد الضأن وما له عافِطة ولا نافِطَةُ العافِطَة ـ الضائنة والنَّافِطَةُ الماعِزة قال وقال أعرابى العافِطَة الماعزةُ اذا عَطَسَت* أبو عبيد* ما له عافطة ولا نافطة العافطة العَنْز لانها تَعْفِطُ تَضْرِطُ والنَّافِطة إتباع* صاحب العين* العافطَةُ ـ النعجةُ والنَّافِطةُ الماعزة أو الناقة وقيل العافطة ـ الامة لانها تَعْفِطُ في كلامها اذا تكلفت العربيةَ فلم تَفْهَمْها والنافطة ـ الشاة والعَفْطة مما تَفْعَلُ الرِّعاءُ اذا رَعَتِ الشاءَ ويقال للرجل اذا شُتِم يا ابن العافِطةِ ـ أى الراعية* غيره* ما عنده هَلْبَسِيسَة ـ أى شئ* ابن السكيت* ماله عاوٍ ولا نابِحٌ وماله قدٌّ ولا قِحْف القَدُّ ـ جِلْد السَّخلةِ والجمع القليل أَقُدٌّ والكثيرُ قِدادُ والقِحْفُ كِسْرة القَدَح وما له ناطِحٌ ولا خابِطٌ الناطح الكبش والتيس والعَنْزُ والخابِطُ ـ البعير وما له نازِلةٌ ـ أى ليس عنده شئ من مال يقال لا تَركَ اللهُ عنده نازلةً ويقال لم يُعْطِهم نازلةً ـ أى شيئا وما له حُمٌّ ولا رُمٌّ ـ أى قليل ولا كثير* أبو زيد* ما يملك حَذْرَفُوتًا ـ أى قُلامةَ ظُفْرٍ* ابن دريد* ما يملك حَذْرَفُوتًا ـ أى شيئا وقالوا هو قُلامة الظُّفر

باب النفى في القوة والحركة

* أبو عبيد* ليس به طِرْقٌ* ابن السكيت* ما بالبعير هُنَانةٌ* أبو زيد* مابه هانَّةٌ كذلك* غيره* يقال للبخيل ما به هانَّة ـ أى ليس عنده شئ من الخَيْر* ابن السكيت* وما به صُهَارة ـ أى ما به طِرْق وما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ـ وما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ ولا نَطِيشٌ ـ أى ما به حَرَاكٌ وما به نَوِيصٌ ـ أى قوّة* غيره* ما به عَوْكٌ ولا بَوْكٌ ـ أى حركة

النفى في الناس

* أبو عبيد* ما أَدْرِى أىُّ الطَّمْشِ هو وأىُّ الدَّهْدَإِ هو مقصور وأَىُّ تُرْخُمٍ وتَرْخُمٍ وتُرْخَمٍ هُوَ وأَىُّ البَرْ نَساءِ هو* ابن السكيت* ما أدرى أىُّ بَرْنَساءَ هو وبعضهم يقول أىُّ البَرْناساءِ هو* أبو عبيد* ما أدرى أىُّ الطَّبْنِ هو وأىُّ الاوْرَمِ هو ـ معناه

أىُّ الناسِ هُوَ* وقال* ما أَدْرِى أَىُّ النُّخْطِ هو* ابن السكيت* ما أَدْرِى أىُّ الوَرَى هو وما أدْرِى أىُّ عادٍ هو وما أدرى أىُّ خالِفةٍ هو وأىُّ الخَوَالِفِ هو وما أَدْرِى أىُّ وَلَدِ الرجلِ هو ـ يعنى آدم عليه‌السلام وما أَدْرِى أَىُّ الهُونِ هو وأىّ الهُوزِ هو بالزاى والنون وما أدرى أىُّ من وَجَّنَ الجِلْدَ هو وما أدرى أىُّ من مَرَّنَ الجِلْدَ هو وما أَدْرِى أىُّ الطَّبْلِ هو وما أدرى أىُّ البَرْشاءِ هو وما أدرى أىُّ خابطِ الليلِ هو وما أدرى أىُّ الجَرَارِ هو وحكى أىُّ الجَرادِ عارَه ـ أى أَىُّ الناسِ أَخَذَه ولا يتكلمون فيه بيَفْعَلُ وقال مرة عن أبى شَنْبَلٍ يَعِيرُه ويَعُورُه وما أدْرِى أىُّ أَوْدَكَ هو* أبو حاتم* ما أَدْرِى أىُّ الوَمَى هو ـ أى أىُّ الناسِ هو وما ادرى أَىُّ من لَقَطَ الحَصَى هو وما أدرى أى .... (١) هو وأىُّ البَرَى هو وأىُّ الطَّهْمِ هو أى أىُّ الناس

النفى في قولهم ما لك منه بُدٌّ

* أبو عبيد* مابى عن ذاك بُدٌّ ولا عُنْدَدٌ ولا مُعْلَنْدَدٌ* ابن دريد* ولا عَلَنْدَدٌ* أبو عبيد* ولا وَعْىٌ* غيره* لا وعىَ له عن ذاك مقصور ـ أى لا تَماسُكَ ولا حُنْتَأْلٌ* ابن السكيت* حُنْتَأْلٌ وحُنْتَأْنٌ* ابن دريد* ولا حِنْتألةٌ ولا حُنْتالٌ* قال سيبويه* ليس حُنْتأل وحُنْتَأْنٌ خُماسيا لانه ليس في الكلام مثل جُرْدَحْلٍ* صاحب العين* ما لى عنه حَدَدٌ ـ أى بُدٌّ* أبو عبيد* ما لى عنه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ ـ أى ما لى منه بُدٌّ* ابن دريد* ويخففان* أبو عبيد* ما لى منه حُمٌّ ولا رُمٌّ ويقال حَمٌّ ورَمٌّ* ابن السكيت* ما لك عنه مَنْدُوحةٌ ولا وَعْلٌ ولا مُرَاغَمٌ ولا حَجْر ولا حَدَدٌ ـ أى لا دَفْعَ عنه ولا منعَ وأنشد

فانْ تَسْألُونِى بالبَيانِ فانه

أَبُو مَعْقِلٍ لا حَجْرَ عنه ولا حَدَدْ

وقال ما لى عنه مُنْتَفَذٌ ولا مُنْتَفَدٌ ـ أى مَصْرِف وما لى عنه مُتَّسَعٌ* ابن دريد* ما لى عنه غِنًى ولا مَغْنًى ولا غُنْيانٌ* صاحب العين* ما عن هذا الامر عَكُومٌ ـ أى لابُدَّ من مُواقعته* غيره* ما له عنه مَعْلٌ ـ أى بُدُّ* صاحب العين* لا جَرَمَ ـ أى لابُدَّ وقد تقدم أن معناه حَقًّا

__________________

(١) بياض بأصله

ما لَبِثَ انْ فَعَلَ ذاك

* أبو عبيد* ما عَبَّدَ أنْ فَعَل ذاك وما كَذَّبَ وما عَتَّمَ ـ أى ما لَبِثَ والعاتِم ـ البَطِىءُ ومنه قيل العَتَمة* ابن دريد* العَتَمةُ ـ رجوعُ الابل من المرعَى بعد ما تُمْسِى وبه سميت صلاة العتَمَة

باب

* أبو عبيد* ما اكْتَحَلْتُ غِمَاضًا ـ يعنى النوم* ابن السكيت* ما جَعَلْتُ فى عينى غَمْضًا وما مَضْمَضْتُ عَيْنِى بنَوْم* أبو عبيد* ما اكتحلتُ حَثَانًا ولا حِثَانًا وما نَبَسَ بكلمة وما عليه مُزْعَةُ لَحْمٍ وما نَتَشْتُ منه شيئا ـ أى ما أخذتُ* ابن دريد* ما أخذتُ إلا نَتْشًا ـ أى قليلا* غيره* ما خَرَشْتُ منه شيئا ـ أى ما أخذتُ* ابن دريد* وما بَضَضْتُه بشئ ـ أى ما أعطيتُه شيئا* أبو عبيد* ما عَصَيْتُك وَشْمةً ـ أى طَرْفةَ عَيْن وقال أتانا في جَيْشٍ ما يُكَتُّ ـ أى ما يُعْلَمُ عددُهم ولا يُحْسَبُ وقد اسْتُعمل في الواجب* قال ابن دريد* كَتَتُّ القومَ أَكُتَّهم كَتًّا ـ عَدَدْتُهم فأَحْصيتُهم وفي المثل «لا تَكُتُّه أو تَكُتَّ النُّجومَ» وما بينهما دَناوَةٌ ـ أى قَرابة وما لَكَ به بَدَدٌ وما لك به بِدَّة ـ أى ما لَك به طاقة وقال ما أَدْرِى أين سَقَعَ وبَقَع وسَكَعَ* ابن دريد* وهَكَعَ* أبو عبيد* ما أصبتُ منه قِطْمِيرًا ولا فَتِيلاً وأنشد

* ثُمَّ لا يَرْزَأُ العَدُوَّ فَتيلَا*

يهجو به النُّعْمانَ* ابن السكيت* ما عصيته زَأْمةً ـ أى كَلمة* أبو عبيد* ما له سَمٌّ ولا حَمٌّ غَيْرُك وما له سُمٌّ ولا حُمٌّ ـ أى ما له هَمٌّ غيرك* ابن السكيت* ما له هَمٌّ ولا وَسَنٌ* أبو عبيد* ما لَكَ بهذا الامر بَدَدٌ كقولك ما لك به يَدَانِ* ابن السكيت* ما بالبعير كَدَمةٌ ـ اذا لم يكن به أُثْرةٌ ولا وَسْم والاثْرة أن يُسْحَى باطنُ الخُفِّ بحديدة ويقال ما بالارض عَلَاقٌ وما بها لَماقٌ ـ أى مَرْتَعٌ ويقال للرجل اذا بَرَأَ من مَرَضه ما به قَلَبةٌ وما به وَذْيَةٌ* غيره* ما به خَرَشَة ـ أى قَلَبةٌ* ابن السكيت* وتقول ما لفلانٍ مَضْرِبُ عَسَلةٍ ـ يعنى من النَّسَب وما أعرف

له مَضْرِبَ عَسَلة ـ يعنى أعراقه* وقال* ما تَرْتَقِعُ مِنِّى بِرِقَاعٍ ـ أى لا تَقْبَلُ مما أَنْصَحُك به شيئا ولا تُطيعنى وقال ما أغْنَى عنه عَبَكةً ولا لَبَكةً وما أغنى عنه نُقْرةً ولا زِبَالاً ولا قِبَالاً ولا فَتِيلاً ولا فُوفًا ـ أى ما أغنى عنه شيئا وأنشد

* وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّى فُوفا*

وقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ ـ أى لا يزيدُك عليه ولا يَضُرُّكَ عليه جَمَلٌ وقال ما زِلْتُ وما فَتِئْتُ وما بَرِحْتُ وما فِصْتُ كما تقول ما بَرِحْتُ ولا يتكلم بهن إلا بالجَحْدِ وقال كلمتُه فما رَدَّ عَلَىَّ سوداءَ ولا بيضاء ـ أى كلمةً قبيحة ولا حَسَنَةً وما رَدَّ علىّ حَوْجاء ولا لَوْجاءَ وقال أكَل الذئبُ الشاةَ فما تَرك منها تَامُورًا ـ أى شيئا وأنشد

أُنْبِئْتُ أَنَّ بَنِى سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا

أبياتَهم تَامُور نَفْسِ المُنْذِرِ

أىْ مُهْجَةَ نَفْسِه وكانوا قتلوه وقال ما فيه هَزْبَليلَة ـ اذا لم يكن فيه شئ وما رأيتُ له أَثَراً ولا عِثْبَرًا وقال أصابه جُرْحٌ فما تَمَقَّقَهُ ـ أى لم يَضُرَّه ولم يُبَالِه وقال عليه من المال مالا يُسْهَى ولا يُنْهَى ـ أى لا تُبْلَغُ غايتُه ويقال طلبتُ منه حاجةً فانصرفتُ وما أَدْرِى على أَىِّ صِرْعَىْ أَمْرِه هُوَ ـ أى لم يُبَيِّن لى أَمْره وأنشد

فَرُحْتُ وما وَدَّعْتُ ليلَى ومادَرتْ

على أَىِّ صِرْعَىْ أَمْرِها أَتَرَوَّحُ

وقال ما أدرى أين وَدَّسَ من بلادِ الله ـ أى ذَهَبَ وقال ذَهَبَ ثوبى فما أدرِى ما كانتْ وامِئَتُه ولا أدرِى من ألْمَأَبه مهموز وهذا قد يُتكلم به بغير جَحْد سمعتُ الطائِىَّ يقول كان بالارض مَرْعًى أو زَرْعٌ فهاجتْ به دوابُّ فألْمأَتْهُ ـ أى تَرَكْته صَعِيدا ليس فيه شئ وقال إنك لا تَدْرِى علامَ يُنْزَأُ هَرِمك ولا تدرى بِمَ يُولَعُ هَرِمُكَ* ابن دريد* ما جادَلَنا بِقِرْطِيطٍ ـ أى بشئ يسير وقال ما به عَوْكٌ ولا بَوْكٌ ـ أى حَرَكة وقال جاء فلان وما مَأنْتُ مَأْنَهُ ولا شَأَنْتُ شَأْنَه وما تَحَلَّسَ منه بشئ ـ أى ما أصاب منه شيئا وانه لَحلُوسٌ ـ أى حَرِيص وقال ما بَقِىَ في سَنَامِ بعيرِك أَهْزَعُ ـ أى بَقِيَّةُ شَحْم* وقال* ما يَظْهَرُ على فلان أحدٌ ـ أى ما يُسَلِّم وقال ليس عليك عَوْلٌ ـ أى مُعَوَّلٌ قال وسمعتُ عامِرِيًّا يقول نقولُ اذا قيل لنا أَبَقِىَ عندكم شئٌ حَمْعامِ ومَحْماحِ وبَحْبَاحِ ـ أى لم بَيْقَ شئ* ابن السكيت* ما لكَ في هذا رَوِيحةٌ ولا راحنةٌ* أبو عبيد* كَلَّمْتُه فما رَجَعَ إلىَ

حُوَارًا وحِوَارًا ومَحُورةً وحَوِيرا* ابن السكيت* سمعت أحاديثَ فما احْتَكأَ في صَدْرِى منها شئٌ ـ أى ما تَخَالَجَ* غيره* ما به خَرَشة ـ أى قَلبةٌ* صاحب العين* ما راجعتُ فلانا كتْمةً ـ أى كلمة وما أَشَكْتُه شَوْكةً ولا شُكْتُه بها وهذا مثلُ معنَى لم أُوذِهِ* ابن السكيت* ما عَصَيْتُه وَشْصةً وقال ما وَجَدْنا لها العامَ مَصْدةً وتُبْدل الصادُ زايا فيقال مَزْدة ويقال ما أصابتْنا العامَ قطرةٌ وما أصابتْنا العامَ هانَّةٌ مشددةً بمعنى واحد وما سمعنا العامَ لها رَعْدًا يذهَب الى الصوت* وقال* ذَهب البعيرُ فما أدرى من مَطَرَبهِ وما أدرى من قَطَرَه وأُخِذَ ثوبى فما أدرِى مَنْ قَطَرَه ولا من مَطَرَ به ولا أدرى ما والِعَتُه وقال فَقَدْنا غلاما لنا ما أدرى ما وَلَعَه ـ أى ما حَبَسه* أبو عبيد* ما به وَذْيَةٌ مثلُ حَرَّةٍ ولا ظَبْظابٌ ـ أى شئ من الوجع وأنشد

* كانْ بِى سِلًّا وما بى ظَبْظَابْ*

وقال ما رَمَيْتُه بكُتّابٍ ـ أى بسَهْمٍ وهو الصغير من السهام ويقال ما دونه وُجَاحٌ ـ أى سِتْرٌ وأنشد

لم يَدَعِ الثَّلْجُ به وَجاحَا

أَلَا تَرى ما غَشِىَ الارْكاحَا

الارْكاحُ الافْنِيَة* ابن السكيت* ما يَعِيشُ بأَحْوَرَ ـ أى ما يَعِيشُ بعَقْلٍ* أبو عبيد* ليس به طِرْقٌ* ابن دريد* ما بالناقة طَلٌّ ـ أى ما بها طِرْقُ وما بالبعير هَانَّةٌ كذلك قال أبو على هو من الهُنَانةِ وهى الشَّحْمةُ* ابن دريد* ما يَسُرُّنى بذلك طِلَاعُ الارْضِ ذَهَبًا ـ أى مِلْؤُها وقال مالَكَ في هذا الامر نَفِيعةٌ ـ أى نَفْعٌ وقال ما اسْتَأْخَذْتُ بهذا الامْرِ ـ أى لم أَشْعُرْ به* أبو عبيد* ضَرَبُوه فما وَطَّشَ اليهم ـ أى لم يَدْفَعْ عن نفسه وقال فَعَلَ فلانٌ شيئا مار بأْتُ رَبْأَه ـ أى ما ظَنَنْتُه* ابن السكيت* ما تَرْتَقِعُ منى بِرَقَاعٍ ـ أى ما تُطِيعُنِى ولا تَقْبَلُ ما أَنْصَحُكَ به شيئا* غيره* ما ارْتَقَعْتُ به ـ أى ما باليتُ وأنشد

ناشَدْتُها بكتابِ اللهِ حُرْمَتَنا

ولم تَكُنْ بكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ

ومما غلب عليه النفى

ما عِجْت بكلامه عَيْجًا وعَيْجُوجةً ـ أى لم أَكْتِرثْ وشَرِبتُ دَواءً فما عِجْتُ به ـ أى

ما انتفعتُ وربما قالوا الابلُ تَعِيجُ بالماء المالح أى تَرْوَى* أبو زيد* ما حَفَلْتُ به ـ وما حَفَلْتُه أَحْفِلُ حَفْلاً

باب ما الابَديَّة

* ابن السكيت* لا أفعله ما وَسَقَتْ عَيْنِى الماءَ ـ أى حَمَلَتْ وقال ناقة واسِقٌ ونُوقٌ مَواسِقُ ـ اذا حَملن وما ذَرَفَتْ عَيْنى الماءَ ولا أفعله ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائِل ـ أى حَنَّتْ فى إثْرِ وَلَدِها وهى الرَّزَمةُ وقد تقدم ذكر الحائل في أسنان الابل وقال لا أفعلُه ما أن فى السماء نَجْمًا ـ أى ما كان في السماءِ نجم وما عَنَّ في السماء نَجْم ـ أى ما عَرَضَ وما أن في الفُراتِ قَطْرةً ـ أى ما كانت في الفرات قطرة ولا أفعله حتى يَؤُبَ المُنَخَّلُ وحتى يَحِنَّ الضبُّ في أثر الابل الصادرة ولا أفعلُه ما دعا اللهَ داع وما حَجَّ لِلَّهِ راكبٌ ولا أفعله ما أنَّ السماءَ سماءٌ ولا أفعلُه ما دام للزَّيتِ عاصر ولا أفعلُه ما اخْتَلَفَت الدِّرَّة والجِرَّة واختلافُهما أن الدِّرَّة تَسْفُل والجِرَّة تَعْلُو ولا أفعلُه ما اختلفَ المَلَوانِ والفَتَيانِ والعَصْرانِ والجَدِيدانِ والاجَدَّانِ ـ يعنى الليل والنهار ولا أفعله ما سَمَرا بنا سَمِير ولا أفعله سَجِيسَ عُجَيْسٍ وسَجِيسَ الاوْجُسِ والاوْجَسِ وما غَبَا غُبَيْسٌ وأنشد

وفي بَنِى أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ

على الطَّعام ما غَبَا غُبَيْسُ

ولا أفعله ما حَنَّتِ النِّيبُ وما أَحَلَّتِ الابلُ وما غَرَّدَ راكبٌ وما غَرَّدَ الحَمام وما بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً ولا أفعلُه أُخْرَى الليالِى وأُخْرَى المَنُونِ ـ أى آخِرَ الدَّهْرِ ولا أفعلُه يَدَ الدهر وقَفا الدهر وحَيْرِىَّ دَهْرٍ* قال سيبويه* من العرب من يقول لا أفعل ذلك حِيْرِى دهر وقد زعموا أن بعضهم ينصب الياء ومنهم من يثقل الياء أيضا* قال أبو على* أما قولهم لا أُكلمك حِيرِى دَهْرِى فان شئتَ قلتَ ان الياء للاضافة فلما حذفتَ المدغم فيها بقيت الاولى على السكون كقولك أَيْهُما عَلَىَّ من الغَيْثِ وان شئت قلت انه لما حَذَف الثانية جَعَل الاولى كالتى في أيدى سبا ولم يجعله مثل رأيت ثمانيا وان شئت جعلته فِعْلِىَ وكان فى موضع نصب فان قلت انه قد قال فِعْلِى وهذا البناء لا يكون الا بالهاء فان شئت جعلته مثل انْقَحْلٍ وان شئت قلت ان الهاء حذفت للاضافة كما حذفت معها حيث لم تحذف

مع غيرها وأن تجعلَها للنسب أوْلَى لانهم قد شَدَّدُوها وكما شُبهت الياءُ بالالف في هذا كذلك شبهت الالف بالياء في نحو ما أنشده أبو زيد

اذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ

ولا تَرَضَّاها ولا تَمَلَّقِ

* ابن السكيت* لا أفعلُه سَمِيرَ اللَّيالى وأنشد

هنا لِكَ لا أَرْجُو حياةً تَسُرُّنِى

سَمِيرَ الليالِى مُبْسَلاً بالجَرائِر

مُبْسَلاً من قولِ الله تعالى (أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) ولا أفعله مالَأْلَأَتِ الفُورُ وهى الظِّباءُ ولا واحدَ لها من لفظها ولَالاتْ ـ بَصْبَصَتْ بأذنابها ولا أفعله حتى تَبْيَضَّ جَوْنةُ الْقارِ ولا أفعله حتى يَرِدَ الضَّبُّ والضبُّ لا يشرب ماء ومن كلامهم الذى يَضَعونه على ألْسِنةِ البهائم قالوا قالت السَّمكةُ للضَبِّ وِرْدًا يا ضَبُّ فقال

أَصْبَح قَلْبِى صَرِدَا

لا يَشْتَهِى أَنْ يَرِدَا

إلَّا عَرَادًا عَرِدا

وصِلِّيانًا بَرِدَا

وعَنْكَثًا مُلْتَبِدا

ابن دريد لا آتيك جَدَا الدَّهْرِ وأَلْوَةَ بْنَ هُبَيْرةَ وهُبَيْرةَ بْنَ سَعْدٍ وأبو هُبَيرة هو سَعْد بن زيدِ مناةَ ابنِ تميم ولا آتيك القارِظَ العَنَزِىَّ فاخْرَجُوها مَخارِجَ الصفاتِ والافعال وهى أسماء لا يجوز ذلك في غيرها لانها مشهورات وقال لا أفعله أَبَدَ الابَدِيَّةِ وأَبَدَ الابِيدِ وأَبَدَ الآبِدِينَ والابَدِينَ كالارَضِينَ

كتاب الاضداد

وأُقَدِّمُ فصلا دقيقا نافعا في هذا الباب على ما ذكره سيبويه في أوّل كتابه حين قال اعلم أن من كلامهم اختلافَ اللفظين لاختلاف المعنيين واختلافَ اللفظين والمعنى واحد واتفاقَ اللفظين واختلافَ المعنيين وأنا أشرح ذلك كله فصلا فصلا ان شاء الله تعالى وأتَحَرَّى فيه أَشْفَى ما سَقَط الىَّ من تعليل أبى على الفارسى اعلم أن اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو وجه القياس الذى يجب أن يكون عليه الالفاظ لان كل معنى يختص فيه بلفظ لا يَشْرَكُه فيه لفظ آخر فتنفصل المعانى بالفاظها ولا تلتبس واختلافُ اللفظين والمعانى بعدُ واحدةٌ للحاجة الى التوسُّع بالالفاظ وبَيِّنٌ أن هذا القسم لو لم يوجد لم يوجد من الاتساع ما يوجد بوجوده ألا ترى أنه اذا سَجَعَ في خُطبة أو قَفَّى في شِعْر فرَكَّبَ السين قال فجاء

به مع ما يشاكله ولو لم يقل في هذا المعنى الا بعد ضاق المذهب فيه ومن هنا جاءت الزيادات فيه لغير المعانى في كلامهم نحو حَبابٍ وعَجُوز وقَضِيب فيما حكى لنا عن محمد بن يزيد وأيضا فادا أراد التأكيد قال قَعَدَ وجَلَسَ فتكون المخالفة بين الالفاظ أسهلَ من اعادتها أنفسها وتكريرها ألا ترى أن في التنزيل (وَغَرابِيبُ سُودٌ) والغرابيبُ هى السُّود عند أهل اللغة فحَسُن التكرير لاختلاف اللفظين ولو كان غرابيب لم يكن سهلا وأما القسم الثالث وهو اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فينبغى أن لا يكون قصدا في الوضع ولا أصلا ولكنه من لُغاتٍ تَداخلت أو تكون كل لفظة تستعمل بمعنًى ثم تستعار لشئ فتكثر وتغلب فتصير بمنزلة الاصل قال وقد كان أحد شيوخنا ينكر الاضداد التى حكاها أهل اللغة وأن تكون لفظةٌ واحدةٌ لشئ وضِدِّه والقول في هذا أنه لا يخلو في انكار ذلك ودفعه اياه من حجة من جهة السماع أو القياس ولا يجوزِ أن تقوم له حجةٌ تُثْبِتُ له دلالةً من جهة السماع بل الحجة من هذه الجهة عليه لان أهل اللغة كابى زيد وغيره وأبى عبيدة والاصمعى ومن بعدهم قد حكوا ذلك وصُنِّفَتْ فيه الكتبُ وذكروه في كتبهم مجتمعا ومفترقا فالحجة من هذه الجهة عليه لا له فان قال الحجةُ تقوم من الجهة الاخرى وهى أن الضدّ بخلاف ضده فاذا استعملت لفظة واحدة لهما جميعا ولم يكسب كل واحد من الضدين لفظا يتميز من هذه ويتخلص به من خلافه أَشْكَل وأَلْبَسَ فعُلِمَ الضدُّ شكلا والشكلُ ضدّا والخلافُ وِفَاقا وهذا نهايةُ الالباس وغايةُ الفساد قيل له هل يجوز عندك أن تجىء لفظتان في اللغة متفقتان لمعنيين مختلفين فلا يخلو في ذلك أن يجوّزه أو يمنعه فان منعه وردّه صار الى رَدِّ ما يعلم وجودُه وقبولُ العلماء له ومنع ما ثبت جوازه وشُبِّهتْ عليه الالفاظُ فانها أكثر من أن تُحْصَى وتُحْصَر نحو وَجَدْتُ الذى يراد به العلم والوِجْدانُ والغَضَبُ وجَلَسْتُ الذى هو خلافُ قمتُ وجَلَسْتُ الذى هو بمعنى أتيتُ نَجْدًا ونَجْدٌ يقال لها جَلْسٌ فاذا لم يكن سبيل الى المنع من هذا ثبت جوازُ اللفظة الواحدة للشئ وخلافه واذا جاز وقوعُ اللفظة الواحدة للشئ وخلافِه جاز وقوعُها للشئ وضدّه اذا الضِّدُّ ضَرْبٌ من الخلاف وان لم يكن كل خلاف ضِدًّا وأما كون اللفظين المختلفين لمعنى واحد فقد كان محمدُ بنُ السَّرِىِّ حكى عن أحمد بن يحيى أن ذلك لا يجوز عنده ودَفْعُ ذلك أيضا لا يخلو من أحد المعنيين اللذين قَدَّمْنا فان كان من جهة السمع فقد حكى أهل اللغة في ذلك ما لا يكاد يُحْصَى كثرةً وصنفوا في ذلك كالاصمعى في تصنيفه كتاب الالفاظ الذى هو خلاف

كتابه المترجم بالابواب وذلك في كتبهم أشهر وأظهر من أن يحتاج الى تنبيه عليه فان قال ان في كل لفظة من ذلك معنى ليس في اللفظة الأخرى ففى قول مَضَى معنى ليس في قولِ ذَهَبَ وكذلك جميع هذه الالفاظ قيل له نحن نوجدك من اللفظين المختلفين ما لا تَجِدُ بُدًّا من أن تقول انه لا زيادة معنى في واحدة منهما دون الاخرى بل كل واحد يُفْهِمُ ما يُفْهِمُ صاحبُه وذلك نحو الكنايات ألا ترى أن قولك ضربتُك وما ضربت الا إياك وجئتنى وما جاءنى الا أنت وجاآنى وما جاءنى الا هما وقمنا وما قام الا نحن وما أشبه ذلك يفهم من كل لفظة ما يفهم من الاخرى من الخطاب والغيبة والاضمار والموضع من الاعراب لا زيادة في ذلك ولا مَذْهَبَ عنه فاذا جاز ذلك في شئ وشيئين وثلاثة جاز فيما زاد على هذه العِدَّة وجاوزها في الكثرة فثبت بصحة ذلك صحة الاقسام التى ذكرها سيبويه وذهب اليها ويدل على جواز وقوع اللفظة لمعنيين مختلفين قولهم ظَنَنْتُ والظَّنُّ بمعنى الحِسْبانِ وخلافُ العِلْم واستعمل أيضا لمعنى اليقين وذلك فى قوله (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) فان قال ان معنى الظن ههنا وفيما حكاه الله تعالى عن المؤمنين في قوله (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) الحِسْبانُ فهو عظيم لان الشك في لِقاءِ الحِسَابِ كُفْرٌ لا يجوز أن يَمْدَحَ اللهُ به فاذا لم يَجُزْ ذلك ثَبَتَ أنه عِلْم ويقين فهذا مستعمل في الكلام وخِلافِه لا يَشُكُّ في ذلك مُسْلم ومما يدل على فساد قول من دَفَع أن اللفظ يقع لمعنيين قولُه تعالى في وصف أهل الجنة (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) وطَمَعُهم هذا لا يخلو من أنْ يكون على معنى اليقين أو الطمع الذى يجوز معه كونُ المَطْمُوع فيه وخلافُه فلا يجوز أن يكون هذا الطمع لانه ليس في الآخرة شك في شئ من أمور الجنة والنار والعلمُ بذلك كله اضْطِرارٌ ويدل على أن الطمعَ بمعنى اليقين ما أخبر الله تعالى به عن ابراهيم عليه‌السلام في قوله (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) فهذا الطمع لا يكون شكا ولا يتوجه على غير اليقين لان ابراهيم عليه‌السلام لا يكون شاكا في الله عزوجل بل كان عالما بان الله سيغفر له ذلك* أبو عبيد* النَّاهِلُ في كلام العرب ـ العطشانُ والناهلُ ـ الذى قد شرب حتى رَوِىَ قال الراجز

* يَنْهَلُ منه الاسَلُ النَّاهِلُ*

والانْثَى ناهلة ـ أى يَرْوَى العطشانُ يَنْهَلُ يَشْرَبُ منه الاسَلُ الشاربُ قال والناهِلُ ههنا الشارِبُ وان شئتَ كان العطشانَ* غيره* النَّهْلَى ـ العَطْشَى والرَّيَّا

* أبو عبيد* السُّدْفةُ ـ اخْتِلاطُ الضَّوْءِ والظُّلْمةِ مَعًا كوقت ما بين صلاة الفجر الى الاسْفار وقال طَلَعْتُ على القوم أَطْلُع طُلُوعا ـ اذا غبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْك وطَلَعْتُ عليهم ـ اذا أقبلتَ اليهم حتى يَرَوْك ويقال لَمَقْتُ الشىءَ ألْمُقُه لَمْقًا ـ كَتَبْتُه عُقَيْلِيةٌ ولَمَقْتُه ـ مَحَوْتُه قَيْسية وقال اجْلَعَبَّ الرجلُ ـ اضْطَجَعَ ساقطا واجْلَعَبَّتِ الابلُ ـ مَضتْ جادَّةً وبِعْتُ الشىءَ ـ اذا بِعْتَه من غيرك وبِعْتُه ـ اشتريتُه وشَرَيْتُ ـ بِعْتُ واشتريتُ وأنشد

وباعَ بَنِيه بعْضُهم بخُشارَةٍ

وبِعْتَ لِذِبْيانَ العَلاءَ بمالِكا (٢)

أى اشتريت وكان جَرير بنُ الخَطَفَى يُنْشِد لطرفة بن العبد

ويأتيك بالانْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له

بَتاتًا ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ

يريد من لم تَشْتَر له قال أبو على والبَتاتُ الزَّادُ* أبو عبيد* شَعَبْتُ الشىءَ ـ أصلحته وشَعَبْتُه شَقَقْتُه وشَعُوبُ منه وهى المَنِيةُ لانها تُفَرِّقُ وأنشد

واذا رأيتَ المَرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَهُ

شَعْبَ العَصا ويَلِجُّ في العِصْيانٍ

فاعْمِدْ لما تَعْلُو فما لَكَ بالَّذِى

لا تستطيعُ من الامورِ يَدانِ

قوله يَشْعَبُ أمره ـ يُفَرِّقه ويُشَتِّته وقوله لما تعلو يقول تَكَلَّفْ من الامور ما تَقْهَرُه وتُطِيقُه* ابن دريد* دُحْتُ الشىءَ دَوْحًا ـ جمعتُه وفَرَّقْتُه* أبو عبيد* والجَوْنُ ـ الاسودُ والأبيضُ قال وأُتِىَ الحجاجُ بدِرْع وكانت صافيةً بيضاءَ فجعل لا يَرَى صَفاءً فقال له فلان (١) وكان فصيحا انَّ الشمسَ لَجَوْنةٌ ـ يعنى شديدَ البَرِيقِ والصَّفاء فقد غلب صَفاؤُها بَياضَ الدِّرْع وأنشد

* يُبادِرُ الجَوْنَة أَنْ تَغِيبا*

وأنشد أيضا

* طُولُ اللَّيالِى واختلافُ الجَوْن*

وقال الفرزدق يصف قَصْرا أبيض

وجَوْنٍ عليه الجِصُّ فيه مَرِيضةٌ

تَطَلَّعُ منه النَّفْسُ والموتُ حاضِرُهْ

الجَوْنُ ههنا الابيضُ والتِّلَاعُ ـ مَجارى الماءِ من أعالى الوادِى والتِّلَاعُ ـ ما انْهَبَط من الارض وقال أَفَدْتُ المالَ ـ أعطيتُه واسْتَفدته وأنشد

__________________

(٢) قلت لقد حرف على بن سيده في انشاده بيت أبى مليكة جرول أربع تحريفات أولاها قوله بنيه وثانيتها قوله بخشارة وثالثتها جعله كلمة واحدة كلمتين وهى قوله بمالكا ورابعتها نصبه الروىّ وهو مخفوض والصواب في روايته

وباغ بنیهم بعضهم بخشارئ

وبعت لبیان العلاط بمالک

والدليل على صحة قولى العلم بسبب انشاء البيت وبسابقه ولاحقه سبب انشاء البيت وهو سادس ستة أبيات قالها أبو مليكة الحطيئة يمدح بها عيينة بن حصن الفزارى رضى الله عنه وقد قتلت بنو عامر ابنه مالكا فى الجاهلية فغزاهم فأدرك بثأره وغنم هو وأصحابه فقال الحطيئة يمدح بها عیینه بن حصن الفزاری رضی الله عنه وقد قتلت بنو عامر ابنه مالكا في الجاهلية فغزاهم ـ

بَكْرَتُه تَعْثُر في النِّقَالِ

مُهْلِكُ مالٍ ومُفِيدُ مالِ

أى مُسْتفيد وقال فادَ المالُ نفسُه يَفِيدُ ـ ثَبَتَ لصاحبه والاسم الفائدة ويقال أودَعْتُه مالا ـ اذا دَفَعْتَه اليه ليكون وديعةً عنده وأَوْدَعْتُه ـ اذا سألك أن تَقْبلَ وَديعتَه فقَبِلْتَها وقال ليلة غاضِيةٌ ـ شديدةُ الظلمة ونارٌ غاضِيةٌ ـ عظيمة والمُشِيحُ ـ الجادُّ والحَذِرُ وقد شايَحْتُ والجَلَلُ ـ الصغير والعظيم والصَّارِخُ ـ المستغيثُ والصارخ ـ المُغِيث ويقال انه المُصْرِخُ وهو أَجْوَدُ لقول الله تعالى (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) وقال أَخْلَفْتُ الرجلَ في مَوْعِدِه وأخلفتُه وافَقْتُ منه خُلْفًا وأنشد

أَثْوَى وقَصَّرَ ليلةً لِيُزَوَّدا

فَمضَى وأخْلفَ من قُتَيْلةَ مَوْعِدا

وقال الحَىُّ خُلُوفٌ ـ غُيَّبٌ وحُضُورٌ ومنه قوله تعالى (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) أى النساء وأنشد في الغُيْبِ

أَصْبَح البَيْتُ بيتُ آلِ بَنَانٍ (١)

مُقْشَعِرًّا والحىُّ حَىٌّ خُلُوف

أى لم يبق منهم أحد والْمَاثِلُ ـ القائم واللَّاطئ بالارض* ابن دريد* مَثَلَ ومَثُلَ والهاجِدُ ـ المُصَلِّى بالليل والنائمُ وأنشد

فَحَيَّاكِ وُدٌّ ما هَداكِ لفِتْيةٍ

وخُوصٍ باعْلَى ذِى طُوالَة هُجَّدِ

والصَّرِيم ـ الصُّبْح والليلُ فمن الصَّباح قوله

فباتَ يَقُولُ أَصْبِحْ لَيْلُ حَتَّى

تَجَلَّى عن صَرِيمِته الظَّلامُ

ومن الليل قولهُ تعالى (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) أى احترقت فصارت سوداء مثل الليل وقال أعطيتُه عَطاءً بَثْرًا ـ أى كثيرا وقليلا والظَّنُّ يقينٌ وشَكٌّ فمن اليقين قوله

ظَنِّى بهم كعَسَى وهُمْ بَتنُوفةٍ

يَتَنازَعُونَ جَوائزَ الامْثالِ

وجَوَائبَ أيضا يقول اليقينُ منهم كَعَسى وعَسَى شَكٌّ* قال أبو على* فى قوله عزوجل «ولَقَدْ صَدَقَ (عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) ـ و (صَدَّقَ)» معنى التخفيف أنه صَدَقَ ظَنَّهُ الذى ظَنَّه بهم من متابعتهم اياه اذ أغواهم وذلك نحو قوله (فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) فهذا ظَنُّه الذى صَدَقُوه لانه لم يَقُلْ ذلك على تَيَقُّنٍ فظَنَّه

__________________

ـ فأدرك بثاره وغنم هووأصحابه فقال الحطيئية يمدحه فدى لابن حصن ما أريح فانه ثمال اليتامى عصمو في المهالك سمالعكاظ من بعيد وأهلها بألفين حتى دستهم بالسنابك فباع بنيهم البيت وقوم لحالحو العصى فاصبحوا مراسيل بعد الوفر ببض المبارك وبكرفلاها عن نعيم غريرة مصاحبه على الكراهين فارك يقلن لها لا تجزعي أن تبدلي ببعلك والخطوب كذلك وكتبه محمد محمود لطف الله به آمین

(١) قوله بيت آل بنان قال ابن برى صواب انشاده أصبح البيت بيت آل إياس لان أبا زبيد رثى في هذه القصيدة فروة ابن إياس بن قبيصة وكان منزله بالحيرة نقله فى اللسان كتبه مصححه

على هذا ينتصب انتصاب المفعول به ويجوز أن ينتصب انتصابَ الظرف أى صَدَقَ عليهم ابليسُ في ظنه ولا يكون صدق متعديا الى مفعول وقد يقال أَصابَ الظَّنُّ وأخطأ الظَّنُّ ويدل على ذلك قوله

الأَلْمَعِىُّ الذى يَظُنُّ بك الظ

نَّ كانْ قَدْ رَأَى وقد سَمِعا

فهذا يدل على إصابة الظنِّ ووَجْهُ من قال صدَّق على التشديد أنه نُصِبَ الظنُّ على أنه مفعول به وعُدِّى صَدَّقَ اليه وأنشد

وانْ لم أُصَدِّقْ ظَنَّكم بتَيَقُّنٍ

فلا سَقَت الأَوْصالَ منى الرَّوَاعِدُ

والرَّهْوةُ ـ الارتفاعُ والانْحِدَارُ قال وقال النميرى

* دَلَّيْتُ رِجْلَىَّ في رَهْوةٍ*

فهذا انْحِدارٌ وقال عمرو بن كُلْثُوم

نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوةَ ذَاتَ حَدٍّ

مُحافظَةً وكنا السَّابِقِينا

فهذا ارتفاعٌ ووَرَاء ـ يكون خَلْفَ وقُدَّام وكذلك دُون وقال فَرَّعَ الرجلُ في الجبل ـ صَعَّد وانْحَدَرَ وأنشد

فسَارُوا فأما حَىُّ جُمْلٍ فَفَرَّعُوا

جميعًا وأما حَىُّ دَعْد فَصَعَّدُوا

ويروى فأَفْرَعُوا وأفْرَعَ في الحالين جميعا وقال أَشْكَيْتُ الرجلَ ـ أتيتُ اليه ما يَشْكُونِى فيه وأَشْكَيْتُه ـ رَجَعْتُ له من شِكايتِه وأَعْتَبْتُه وأنشد

تَمُدُّ بالاعْناقِ أو تَثْنِيها

وتَشْتَكِى لو أننا نُشْكِيها

وقال الفارسى في قوله تعالى (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) أى اذْهِبَ الفَزَعُ عنها أوسِيقَ اليها الفَزَعُ وعادلَ بها أشْكَيْتُ وقال سَواءُ الشىءِ ـ غيرُه وهو نَفْسُه ووَسَطُه ومنه قوله تعالى (فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) أى في وَسَطِه قال أبو على ومنه قول عيسى ابن عمر ما زلتُ أَكْتُبُ حتى انْقَطَعَ سَوَائِى ـ أى وَسَطِى* ابن دريد* العَكَوَّكُ ـ المكانُ الصُّلْبُ والسَّهْلُ* أبو حنيفة* الزَّاهِقُ ـ المُتناهِى السِّمَنِ* صاحب العين* هو الشديدُ الهُزالِ* أبو عبيد* أَطْلَبْتُ الرجلَ ـ أعطيتُه ما طَلَب وألْجأْتُه الى أن يَطْلُب وأنشد

أَضَلَّه رَاعِيَا كَلْبِيَّةٍ صَدَرَا

عن مُطْلِبٍ قَارِبٍ وُرَّادُه عُصَبُ

يقول بَعُدَ الماءُ منهم حتى ألْجأهُمْ الى طَلَبه وقال أَسْرَرْتُ الشىءَ ـ أخْفَيْتُه وأعْلَنْتُه قال تعالى (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) أى أَظْهَرُوها والله أعلم والخَشِيبُ ـ السَّيْفُ الذى لم يُحْكَم عَملُه وهو أيضا الصَّقِيلُ وقد خَشَبْتُه أَخْشِبُه* ابن السكيت* الخَشْبُ مصدر خَشَبْتُ الشِّعْرَ أَخْشِبُه ـ اذا قلتَه كما يجىء ولم تَتَعَمَّلْ له* أبو عبيد* تَهَيَّبْتُ الشنىءَ وتَهَيَّبَنِى سَوَاءٌ وأنشد

وانْ أَنْتَ لَاقَيْتَ في نَجْدةٍ

فلَا تَتَهيَّبْكَ أنْ تُقْدِما

أى لا تَتهيبها والاهْمادُ ـ السُّرْعة في السير والاقامةُ وأنشد في السُّرْعة

* ما كان الَّا طَلَقُ الاهْمَاد*

وأنشد في الاقامة

لما رَأَتْنِى راضِيًا بالاهْمادْ

كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بين الاوْتادْ

والاقْراءُ ـ الحِيَضُ والاطْهارُ وقد أقْرَأَتْ وأصلُه من دُنُوِّ وَقْتِ الشئ والخَنَاذِيذُ الخِصْيَانُ والفُحُولةُ وأنشد

* وخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولا*

وقال خَفَيْت الشىءَ ـ أظْهَرْتُه وكَتَمْتُه وأَخْفَيْتُه ـ كتمتُه ويقال للرَّكِيَّةِ خَفِيَّةٌ لانها اسْتُخْرِجَتْ وقال شِمْتُ السيفَ ـ أَغْمَدْتُه وسَلَلْتُه ورَتَوْتُ الشىءَ ـ شَدَدْتُه وأَرْخَيْتُه وغَبِيتُ الكَلامَ وغَبِىَ عَنِّى* ابن السكيت* أكْرَى الشىءُ ـ نَقَصَ وزادَ وأنشد

نُقَسِّمُ ما فيها فانْ هِىَ قَسَّمَتْ

فذاكَ وإنْ أَكْرَتْ فعَنْ أهلِها تُكْرِى

أى وان هى نَقَصَتْ فعن أهلها تَنْقُصُ وقال أَكْرَيْنَا الحديثَ ـ أَطَلْنَاه وأَكْرَيْنا الشىءَ أَخَّرْناه وأنشد

وأَكْرَيْتَ العَشاءَ الى سُهَيْلٍ

أو الشِّعْرَى فطالَ بِىَ الاناءُ

* ابن دريد* خَفَقَ النَّجْمُ يَخْفِقُ خُفُوقًا ـ أَضاءَ وتَلَألأ وخَفَقَ النجمُ والقمر انْحَطَّا في المغرب* ابن السكيت* عَسْعَسَ الليلُ ـ أقبلتْ ظَلْماؤُه وعَسْعَسَ وَلَّى وأنشد

حَتَّى اذا الصُّبْحُ لها تَنَفَّسَا

وانْجابَ عنها ليلُها وعَسْعَسا

والمُقْوِى ـ الذى لا زادَ معه ولا مال له والمُقْوِى ـ المُكْثِرُ يقال أَكْثِرْ من فلان فانه مُقْوٍ والمُقْوِى ـ الذى ظَهْرُه قَوِىٌّ وقال عَفَا الشىءُ يَعْفُو عَفَاء ـ دَرَسَ وعَفَا يَعْفُو عُفُوًّا ـ كَثُر قال تعالى (حَتَّى عَفَوْا) أى كَثُرُوا والمَسْجُورُ ـ المَمْلُوءُ والفارغُ قال الله تعالى (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) أى فُرِّغَ بعضُها في بعض وقال تعالى (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) أى المَلْآنِ والضَّرَاءُ ـ الخَمَرُ يقال هو يَمْشِى الضَّرَاءَ ـ أى الخَمَرَ وهو يمشى الضَّرَاء أى البَرَازَ وقال قَسَطَ ـ جارَ وعَدَلَ وأَقْسَطَ ـ عَدَلَ والحَزَوَّرُ ـ الغُلامُ اليافِعُ الذى قد قاربَ الاحتلامَ وهو أيضا الذى قد انتهى شبابُه ويقال غَفَرَ الرجلُ ـ برَأَ ونُكِسَ وقال رَجَوْتُ فلانا ـ خِفْتُه وأَمَّلْتُه وفَزِعْتُ ـ ارْتَعْتُ وأَغَثْتُ والقَنِيصُ ـ الصائدُ والصَّيْدُ ـ والغَرِيمُ المطلوبُ بالدَّيْن والغَرِيم ـ الطالبُ دَيْنَه والكَرِىُّ ـ المُسْتَأْجِرُ والمُسْتَأْجَرُ وفرس شَوْهاءُ ـ حَسَنة ولا يقال للذَّكَر ويقالُ لا تُشَوِّهْ ـ أى لا تَقُلْ ما أَحْسَنه فتُصِيبَنى بالعين وأما في القُبْح فيقال قد شَوَّه اللهُ خَلْقَه ورجل أَشْوَهُ وامرأة شَوْهاء قال وسَمَّوُا القَفْرةَ مَفازةً من فازَ يَفُوز ـ اذا نَجا وهى مَهْلَكة وكذلك قولُهم للملدوغ سَليم وانما السَّليم المُعَافَى ويقال للبعير اذا لم يُغِدَّ بعير قُرْحانٌ وامرأة قُرْحانٌ (١) والشِّفُّ ـ الفَضْلُ والنُّقْصان والمُنَّةُ ـ القُوَّة والضَّعْفُ والمَنُونُ ـ الدَّهْرُ لانه يُبْلِى ويُضْعِفُ وكذلك المَنِيَّة تسمى مَنُونًا والذَّفَرُ ـ كُلُّ رِيح ذَكِيَّةٍ من طِيبٍ أو نَتْنٍ والخَلُّ ـ السَّمِينُ والمهزولُ والساجِدُ ـ المُنْحَنِى وفي لغة طيئ المُنْتَصِبُ والعَيَّنُ ـ القِرْبةُ التى قد تهيأت منها مواضعُ للتَّثَقُّب من الاخْلاق والعَيَّنُ في لغة طيئ الجَدِيدُ والمُقْوَرُّ ـ السَّمين والمهزولُ والقَشِيبُ ـ الجديدُ والخَلَقُ وقال وَثَبَ الرجلُ ـ اسْتَوَى قائما أو قَفَز وفي لغة حمير جَلَسَ ونُؤْتُ بِالحِمْلِ ـ نَهَضْتُ به مُثْقَلاً وناء بَى الحملُ ـ أثقلنى وغلبنى وناقة ثِنْىٌ ـ اذا ولدتْ بَطْنَيْن واذا ولدتْ واحدا والمَوْلَى ـ المُعْتِقُ والمُعْتَقُ والمَوْلَى في الدِّينِ ـ الوَلِىُّ ومنه قوله تعالى (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) والقانِعُ والقَنِع ـ الراضى بما قُسِم له ومصدرُه القَناعةُ والقانِعُ ـ السائل ومصدره القُنُوع والامِينُ ـ المُؤْتَمَنُ والمُؤْتَمِنُ والنَّبَلُ من الابل ـ القليلةُ (٢) وقيل الخِيارُ وقوله عزوجل (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) أى تَنَدَّمُونَ و (تَفَكَّهُونَ) أيضا ـ

__________________

(١) قوله وامرأة قرحان يعنى أنه يستوى فيه المؤنث والمذكر وكذلك الاثنان والجميع انظر اللسان كتبه مصححه

(٢) عبارة القاموس وغيره والنبل محركة عظام الحجارة والمدر والابل والناس وصغارهما ضد ثم قال وانتبل مات وقتل ضد كتبه مصححه

تَلَذَّذُون والرَّبِيبُ ـ المُرَبَّى والمُرَبِّى والبَيْنُ ـ الفِراقُ والبَيْن ـ الوَصْلُ والمُتَظَلِّم ـ الظالم وهو أيضا الذى يَشْكُو ظُلَامَته واذا قيل للشاعر مُغَلَّبٌ فمعناه مغلوب ورجل مُغَلَّبٌ ـ لا يزال يُغْلَبُ وأنشد

* ولم يَغْلِبْك مِثْلُ مُغَلَّبِ* (١)

قال أبو على المُغَلَّبُ ـ الذى غَلَّبَهُ حَكَمُه على خَصْمه باطلا* ابن السكيت* فَرَى الادِيمَ فَرْيًا ـ قَطَعه وفَرَى المَزادةَ فَرْيًا خَرَزَها والزُّبْيةُ ـ الحُفْرةُ للَاسد والزُّبْيةُ ـ مكانٌ مرتفع والقَدُوعُ ـ الذى يَقْدَعُ ويَكُفُّ وهو أيضا المَقْدُوع والفجُوعُ ـ الفاجِعُ والمَفْجُوع والذَّعُورُ ـ الذاعِرُ والمَذْعُور والرَّكُوبُ ـ الذى يَرْكَبُ والرَّكُوبُ ـ ما يُرْكَبُ* ابن دريد* تَظَاهَرَ القومُ ـ تَعاوَنُوا وتَدابَرُوا* قال أبو سعيد السيرافى* الايراقُ من الاضْدَادِ يقال أَوْرَقَ القومُ ـ طَلَبُوا حاجةً فلم يَقْدِرُوا عليها هذا المعروفُ وقد يقال أَوْرَقُوا ـ اذا ظَفِرُوا وغَنِمُوا فمن الاول قول الشاعر

اذا أَوْرَقَ العَبْسِىُّ جاعَ عِيالُه

ولم يَجِدُوا الَّا الصَّعَارِيرَ مَطْعَما

ومن الآخر قولُ أُمِّ بَيْهَسٍ الملقب بنعامة حين قُتِل اخوته وأَفْلَتَ هو فاسْتَفْهَمَتْه عن حالهم فقالت أَمُورِقينَ أم مُخْفِقِينَ فالاخْفاقُ ـ الخَيْبةُ باجْماع فَحَصل من هذا أن الايراقَ ههنا الظَّفَرُ* أبو عبيد* نَصَلَ السهمُ ـ ثَبَتَ فلم يخرج ونَصَلَ ـ خَرَج* ثعلب* الطَّخَاءُ ـ السحاب الذى ليس بِكَثيف وهو الكَثِيفُ أيضا ويقال ناقةٌ مُذَائِرٌ ـ وهى التى تَرْأَمُ والتى لا تَرْأَم* الاصمعى* الْحَامَّةُ ـ العامَّةُ والخاصَّةُ* أبو زيد* أَمْعَنَ بحَقِّه ـ أقرَّبه وجَحَده* ابن السكيت* الحَرِجُ ـ الجَبانُ واللازِمُ للقِتالِ لا يفارقُه وقال نَحَضَ الرجلُ ونَحُضَ نَحاضةً ـ قَلَّ لَحْمُه واذا كثَرُ وقيل نَحضَ كثر لحمه ونُحِضَ ـ قَلَّ لَحْمهُ* صاحب العين* حَصْباءُ الحَصَى ـ صِغارُها وكِبَارُها

ومما هو في طريق الضد

سَنَحَ عليه الشىءُ يَسْنَحُ سُنُوحًا ـ سَهُلَ وسَنَحْتُ بالرجل ـ أحْرَجْتُه* ابن السكيت* مادُونَه إجاحٌ وأُجَاحٌ ووِجَاحٌ ووُجاحٌ ـ أى سِتْرٌ* صاحب العين* وضَحَ الطريقُ

__________________

(١) ولم يغلبك الخ صدره كما في اللسان وانک لم یفخر علیک کفاخر ضعیف الخ اه

ـ ظَهَر وأَوْضَحَتِ النارُ ـ تَلَأْلَأَتْ واتَّضَحَت وكذلك غُرَّةُ الفَرَس* أبو زيد* الحُورِىُّ ـ الذى لا يُخالِطُ الناس* صاحب العين* المُحاوَرَة ـ المُخالَطةُ

باب البدل

حَدُّ البدلِ ـ وضعُ الشئ مكانَ غيره وحَدُّ القَلْبِ ـ تصييره على نقيض ما كان عليه وحَدُّ الزيادةِ ـ إلحاقُ الشئ ما ليس منه وهذه حدود عامة لما يجرى في النحو وغيره وحَدُّ النُّقصانِ ـ اسقاطُ الشئ عما كان فيه وذلك أنك لو أسقطته عما كان فيه كان نقصانا والفرقُ بين البدل والقلب في الحروف أن القلب يجرى على التقدير في حروف العلة ومناسبة بعضها لبعض وشِدَّةِ تَقارُبها فكانَّ الحرفَ نفسَه انقلب من صورة الى صورة اذا قلت قام والاصلُ قَوَمَ فكانه لم يُؤْتَ بغيره بدلا منه ولم يخرج عنه لان شدة المقاربة للنفس بمنزلة النفس فهذا في حروف العلة فاما غيرها فيجرى على البدل لتباعد ما بين الحرفين فلم يجب أن يجرى مجرى ما يتقارب التقاربَ الشديدَ بل وجب فيما تقارب أن يُقَدَّر أنه لم يخرج من التغيير عنه فلذلك أجرى على طريقة القلب فاما ما تبَاعَدَ فيقتضى الخروجَ عنه في التغيير وهذه الفُروقُ الدقيقةُ بين هذه المعانى لا تَكاد تَجِد من يَقِفُ عليها ويُذاكِرُك بها فلا يُوحِشْك ذلك منها فان من جهل شيئا عاداه

حروف الابدال ثلاثة عشر

ثمانية من حروف الزيادة التى يجمعها قولك أليومَ تَنْساه تسقط السين واللام من الحروف العشرة وخمسة من غيرهن وهى الطاء والدال والجيم والصاد والزاى ونحن نبين عِلَلَ هذه الحروف في الابدال ولم كانت أحقَّ به من غيرها من حروف المعجم فنقول ان حروفَ العلة أحَقُّ بالابدال من كل ما عداها من الحروف لاجتماع ثلاثة أسباب طَلَبِ الخِفَّة والكثرة والمناسبة بين بعضها وبعض من جهة أنه يُتَمكن بها أو ببعضها من اخراج الحروف ومن جهة ما فيها من المدّ واللين ومن جهة ما تمكن بها في الشعر من التلحين ومن جهة اتساع مَخْرجِها على اشتراكها في ذلك أجْمَعَ وكل واحد من المعانى الثلاثة يُطالِبُ بجواز الابدال أما طلبُ الخِفَّة فانه اذا كان قلب الواو الى الياء في مِيقات أَخَفَّ من الاصل الذى هو مِوْقات

فهو أولى منه فالخِفَّة تطالِبُ به وأما الكثرة فان ما كَثُر في الكلام أحقُّ بالتخفيف ولها كثرة ليست لغيرها من الحروف لانه لا تخلو كلمة منهن أو من بعضهن اذ لو أشْبَعْتَ الضمةَ لصارت واوا ولو أشبعتَ الفتحة لصارت ألفا ولو أشبعت الكسرة لصارت ياء فالكثرة تطلب التخفيف على ما بينا وأما المناسبة فتَطْلُب جوازَ قلب بعض الى بعض من غير اخلال بالكلمة من قِبَل أن المُقارِبَ للحرف يقوم مقام نفس الحرف فكانه قد ذُكِرَ بذكره نفس الحرف وليس كذلك المُتَباعِدُ منه فلهذه العلة من اجتماع الاسباب الثلاثة كانت أحَقَّ بالابدال من غيرها ثم الهمزةُ فهى أحق بالزيادة مما لا يزاد من حروف المعجم لشبهها بحروف العلة من جهاتِ الحذفِ وجَعْلِها بَيْنَ بَيْنَ وقلبِها على حركة ما قبلها ومن أجل أنها من أقصى الحلق فاذا أُبْدِلَتْ أوّلا جَرَى اللسانُ الى جهة القُدّام فهذا يَطَّرِدُ عليه الابدالُ فلاجتماع الشيئين من مناسبة حروف العلة وأنها من أقصى الحلق يستمرُّ بها اللسانُ لاخراج الحرف جاز أن تبدل من غيرها فهذه الاربعةُ الأحرِف لها في الابدال ما ذكرنا فالتاء تبدل من الواو لشبهها بها في المقاربة لاتساع المخرج فلذلك جاء تُرَاثٌ وتُخَمةٌ وتَقِيَّةٌ وما أشبه ذلك ثم النون لانه أشْبَهَ حروف العلة في الترنم بها كالتلحين لحروف العلة وما فيها من الغُنَّة كما في حروف العلة من المَدّ ثم الميم لانها مُؤِاخية للهمزة (١) لانها من مخرجها وهذه الحروف من حروف الزيادة قد بانت مراتبها ثم الطاء تبدل من التاء في افتعل من الصبر فتقول اصْطَبَر لانها حرفٌ وَسَطٌ بين الحرفين اذ كانت تُواخِى التاءِ بالمخرج والصادَ بالاستعلاء والاطباقِ ثم الدال تبدل مع الزاى في افتعل من الزينة فتقول ازْدانَ لانها تُواخِى الزاىَ بالجهر والتاءَ بالمخرج ثم الجيم تبدل من الياء في تَمِيمىٍّ ونحوه تَميمجّ لانها تُواخى الياءَ بالمخرج مع الطلب لحرف أَجْلَدَ من الياء في الوقف اذا كانت الياء تخفَى في الوقف لاتساع مخرجها فأبدل منها الجيم لانها والياءَ والشينَ من مخرج واحد وهو وَسَطُ اللسان ثم الصاد تبدل من السين مع الطاء في الصراط لانها مع الطاء أعدلُ من السين فهى تُواخِى الطاءَ بالاطباق والاستعلاء وتواخى السين بالمخرج ثم الزاى تبدل من السين في الزراط أيضا لانها تواخى الطاء بالجهر وهى من مخرج السين أيضا فقد بينتُ لك حروفَ البدل وعلةَ الابدال ومراتبَ هذه الحروف في القوّة والضعف ليُجْرَى كلُّ شئ من ذلك على حقه ان شاء الله تعالى وأنا آخُذُ فى ذلك كله ومؤثر للايجاز والاختصار في شرحه ان شاء الله تعالى

__________________

(١) قوله ثم الميم لانها مؤاخية الخ هنا سقط ويظهر أن الاصل هكذا ثم الميم لانها مؤاخية للواو في المخرج ثم الهاء لانها الخ كتبه مصححه

هذا باب حروف البدل من غير أن تدغم حرفا في حرف

ويرفع لسانك من موضع واحد

وهى ثمانية أحرف من الحروف الاول كما بينتُ وثلاثة من غيرها فالهمزة تبدل من الياء والواو اذا كانتا لامين في قَضَاءٍ وشَقَاءٍ ونحوهما واذا كانت الواو عينا في أَدْؤُر وأَنْؤُر والنَّؤُور ونحو ذلك واذا كانت فاء نحو أُجُوه وإسادَة وأَعَدَ والالف تكون بدلا من الياء والواو اذا كانتا لامين في رَمَى وَعَدَا ونحوهما واذا كانتا عينين في قالَ وباعَ والْعَابِ والمال ونحوهن واذا كانت الواو فاء في يَاجَل ونحوه والتنوين في النصب تكون بدلا منه في الوقف والنون الخفيفة اذا كان ما قبلها مفتوحا نحو رأيت زيدَا واضربا وأما الهاء فتكون بدلا من التاء التى يؤنث بها الاسم في الوقف كقولك هذه طلحهْ وقد أبدلتْ من الهمزة في هَرَقْتُ وهَمَرْتُ وهَرَحْتُ الفرسَ تريد أَرَحْتُ وأبدلت من الياء في هذه وأبدلت من الالف وذلك في كلامهم قليل انما جاء في أنا وحَيَّهَلا فاما الياء فتبدل مكانَ الواو فاء أو عينا نحوِ قيلَ ومِيزانٍ ومكانَ الواو والالف في النصب والجر في مُسْلِمَيْنِ ومُسْلِمِينَ ومن الواو والالف اذا حَقَّرْتَ أو جَمَعْتَ في بَهاليلَ وقَراطِيسَ وبُهَيْليل وقريطيس ونحوهما في الكلام وتبدل اذا كانت الواو عينا نحولَيَّةٍ وتبدل في الوقف من الالف في لغة من يقول أَفْعَىْ وحُبْلَىْ وتبدل من الهمزة ومن الواو وهى عين في سَيِّدٍ ونحوه وقد تبدل من مكان الحرف المدغم نحوِ قيراطٍ ألا تراهم قالوا قُرَيْرِيطٌ ودِينارٍ ألا تراهم قالوا دُنَيْنِيرٍ وتبدل من الواو اذا كانت فاء في يَيْجَل ونحوه وتبدل من الواو لا ما في قُصْيَا ودُنْيا ونحوهما وتبدل مكان الواو في غاز ونحوه وتبدل مكانها في شَقِيتُ وغَبِيتُ ونحوهما وأما التاء فتبدل مكان الواو فاء في اتَّعَدَ واتَّهَمَ واتَّلَجَ وتُراثٍ وتُجَاهٍ ونحو ذلك ومن الياء في افتعلتُ من يَئِسْتُ ونحوها وقد أبدلت من الدال والسين في سِتٍّ ومن الياء اذا كانت لا ما في أَسْنَتُوا وذلك قليل وأما الدال فتبدل من التاء في افْتَعَلَ اذا كانت بعد الزاى في ازْدَجَرَ ونحوها والطاء منها في افتعل اذا كانت

بعد الضاد في افتعل نحو اضْطَهَد وكذلك اذا كانت بعد الصاد في مثل اصْطَبر وبعد الظاء في هذا وقد أبدلتِ الطاءُ من التاء في فعلتُ اذا كانت بعد هذه الحروف وهى لغة تميم قالوا فَحَصْطَ بِرِجْلِكَ وحِصْطَ يريدون خِصْتَ وفَحَصْتَ والطاء كالصاد فيما ذكرنا وقالوا فُزْدُ يريدون فُزْتُ كما قالوا فَحصْطُ والذال اذا كانت بعدها التاء في هذا الباب بمنزلة الزاى والميم تكون بدلا من النون في عَنْبَرِ وشَنْبَاء ونحوهما اذا سكنت وبعد ها باء وقد أبدلت من الواو فى فَمٍ وذلك قليل كما أن بدل الهمزة من الهاء بعد الالف في ماء ونحوه قليل أبدلوا الميم منها اذ كانت من حروف الزيادة كما أبدلوا التاء من الواو وأبدلوا الهمزة منها لانها تشبه الياء وأبدلوا الجيم من الياء المشددة في الوقف نحو عَلِجْ وعَوْفجْ يريدونَ عَلِىّ وعَوْفِىّ والنون تكون بدلا من الهمزة في فَعْلانِ فَعْلَى كما أن الهمزة بدل من ألف حمرا وقد أبدلوا اللام من النون وذلك قليل جِدًّا قالوا أُصَيْلَالٌ وانما هو أصيلان وأما الواو فتبدل مكان الياء اذا كانت فاءً في مُوقِنٍ ومُوِسرٍ ونحوهما وتبدل مكان الياء في عَمًى اذا أُضِيفَ نحو عَمَوِىٍّ وفي رَحًى رَحَوِىٍّ وتبدل مكان الهمزة في جُونَةٍ وسُوتُ وتبدل مكان الياء اذا كانت لا ما في شَرْوَى وتَقْوَى ونحوهما واذا كانت عينا في كُوسَى وطُوبَى ونحوهما وتبدل مكان الالف في الوقف وذلك قول بعضهم أَفْعَوْ وحُبْلَوْ كما جعل بعضهم مكانها الياء وبعض العرب يجعل الياء والواو ثابتتين في الوصل والوقف وتكون بدلا من الالف في ضُورِبَ وتُضُورِبَ ونحوهما ومن الالف الثانية الزائدة اذا قلت ضُوَيْرِبٌ ودُوَيْنِقٌ في ضارِبٍ ودانِقٍ وضَوارِب ودوانِقَ اذا جمعتَ ضاربةً ودانِقًا وتكون بدلا من ألف التأنيث الممدودة اذا أضفتَ أو ثَنَّيْتَ وذلك قولك حَمْروانِ وحَمْرَاوِىٌّ وتبدل مكان الياء في فُتُوٍّ وفِتْوَة تريد جمعَ الفَتَى وذلك قليل كما أبدلوا الياء مكان الواو في عُتِىٍّ وعُصِىٍّ ونحوهما وتبدل مكان الهمزة المبدلةِ من الياء والواو في التثنية والاضافة وقد بين ذلك في التثنية وهما كِساوَانِ وعَطَاوِىٌّ وزعم الخليل أن الفتحة والكسرة والضمة زوائد وهن يلحقن الحرف ليُوصَلَ الى التكلم به والبناء هو الساكن الذى لا زيادة فيه فالفتحة من الالف والكسرة من الياء والضمة من الواو فكل واحدة شئ مما ذكرت لك

هذا بابُ الحرفِ الذى يُضارَع به حَرْفٌ

من موضعهِ والحرفِ الذى يُضارَعُ به ذلك الحرفُ

وليس من موضعه

فاما الذى يُضارَع به الحرفُ الذى من مخرجه فالصادُ الساكنة اذا كانت بعدها الدال وذلك نحو أصْدَرَ ومَصْدَر والتَّصْدِير لانهما قد صارتا في كلمة واحدة كما صارت مع التاء في افتعل فى كلمة واحدة فلم تدغم الصاد في التاء ولم تدغم الدال فيها ولم تبدل لانها ليست بمنزلة اصطبر وهى من نفس الحرف فلما كانتا من نفس الحرف أجريتا مجرى المضاعف الذى هو من نفس الحرف من باب مَدَدْتُ فجعلوا الاوّل تابعا للآخر فضارعوا به أشبهَ الحروف بالدال من موضعه وهى الزاى لانها مجهورة غير مُطْبَقَةٍ ولم يبدلوها زايا خالصة كراهة الاجحاف بها للاطباق كما كرهوا ذلك فيما ذكرت لك من قبل هذا* قال سيبويه* وسمعنا العرب الفصحاء يجعلونها زايا خالصة كما جعلوا الاطباق ذاهبا في الادغام وذلك قولك في التصدير التزدير وفي القَصْد القَزْد وفي أَصْدَرْتُ أَزْدَرْتُ وانما دعاهم الى أن يُقَرِّبوها ويبدلوها ارادة أن يكون عملهم من وجه واحد وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد اذ لم يصلوا الى الادغام ولم يَجْسُروا على ابدال الدال صاد الانها ليست بزائدة كالتاء في افتعلَ والبيانُ عربىٌّ فان تحركت الصاد لم تبدل لانه قد وقع بينهما شئ فامْتُنِع من الابدال اذ كان يُتْركُ الابدالُ وهى ساكنة ولكنهم قد يُضارِعُون بها نحوَ صادِ صَدقْتَ والبيانُ فيها أحسن وربما ضارعُوا بها وهى بعيدة نحو مَصَادر والصراط لان الطاء كالدال والمضارعة هنا وان بَعُدَتِ الدالُ بمنزلة قولهم صَوِيقٌ ومَصالِيقُ فأبدلوا السين صادا كما أبدلوها حيث لم يكن بينهما شئ في صُقْتُ ونحوه ولم تكن المضارعةُ هنا الوجهَ لانك تُخِلُّ بالصاد لانها مُطْبَقَة وأنت في صُقْتُ تَضَع فى موضع السين حرفا أَفْشَى في الفم منها للاطباق فلما كان البيانُ هنا أحسنَ لم يجز البدل فان كانت السين في موضع الصاد وكانت ساكنة لم يجز الا الابدال اذا أردت التقريب وذلك قولك في التسْدِير التزدير وفي يَسْدُلُ ثوبَهُ يَزْدُلُ ثوبه لانها من موضع الزاى وليست بمطبقة

فيبقى لها الاطباق والبيان فيها أحسن لان المضارعة في الصاد أكثر وأعرف منها في السين والبيان فيها أكثر وأما الحرف الذى ليس من موضعه فالشين لانها استطالت حتى خالطتْ أعلَى الثنيتين وهى في الهمس والرَّخاوة كالصاد والسين واذا أجريتَ فيها الصوتَ وَجَدْتَ ذلك بين طَرَف لسانك وانفراج أعلى الثَّنِيَّتَيْن وذلك قولك أَشْدَقُ فتُضارَعُ بها الزاىُ والبيانُ فيها أعرف وأكثر وهذا عربى كثير والجيم أيضا قد قَرُبَتْ منها فُجعِلَتْ بمنزلة الشين من ذلك قولهم في الاجْدَرِ أَشْدَرُ وانما حملهم على ذلك أنها من موضع حرفٍ قد قَرُبَ من الزاى كما قلبوا النونَ ميما مع الباء اذ كانت الباء في موضع حرف تقلب معه النون ميما وذلك الحرف الميم يعنى اذا أدغمتَ النون في الميم وقد قَرَّبُوها منها في افْتَعَلُوا حين قالوا اجْدَمَعُوا أى اجْتَمعوا واجْدَرَؤُا أى اجْتَرَؤُا لما قَرَّ بها منها في الدال وكان حرفا مجهورا قَرَّبَها منها فى افتعل لتُبْدَلَ الدال مكان التاء وليكون العمل من وجه واحد ولا يجوز أن تجعلها زايا خالصة ولا الشين لانهما ليسا من مخرجها فاعلمه ان شاء الله تعالى

هذا باب ما تقلب فيه السين صادا في بعض اللغات

تقلبها القافُ اذا كانت بعدها في كلمة واحدة وذلك نحو صُقْتُ وصَبَقْتُ والصَّمْلَقُ وذلك أنها من أقصى اللسان فلم تنحدر انحدارَ الكاف الى الفم وتَصَعَّدَتْ الى ما فوقها من الحنك الاعلى والدليل على ذلك أنك لو جافَيْتَ بين حَنَكَيْكَ فبالغتَ ثم قلتَ قَقْ قَقْ لم تر ذلك مخلا بالقاف ولو فعلته بالكاف وما بعدها من حروف اللسان أَخَلَّ ذلك بهنّ فهذا يدلك على أن مُعْتَمدَها على الحنك الاعلى فلما كانت كذلك أبدلوا من وضع السين أشبهَ الحروف بالقاف ليكون العمل من وجه واحد وهى الصادلان الصاد تصعد الى الحنك الاعلى للاطباق فشبهوا هذا بابدالهم الطاء في مُصْطَبِر والدال في مُزْدَجِر ولم يبالوا ما بين السين والقاف من الحواجز وذلك لانها قلبتْها على بُعْدِ المخرجين فكما لم يبالوا بُعْدَ المخرجين لم يبالوا ما بينهما من الحروف اذ كانت تَقْوَى عليهما والمخرجان متفاوتان ومثلُ ذلك قولهم هذا حِلِبْلَابٌ فلم يبالوا ما بينهما وجعلوه بمنزلة عالم وانما فعلوا هذا لان الالف قد تمال في غير الكسر نحو صَارَ وطَارَ وغَزا وأشباه ذلك فكذلك القاف لما قَوِيَتْ على البُعْد لم يبالوا بحاجز والغين والخاء بمنزلة

القاف وهما من حروف الحلق بمنزلة القاف من حروف الفم وقُرْبُهما من الفم كقرب القاف من الحلق وذلك قولهم صالِغ في سَالِغ وصَلَخَ في سلَخَ فاذا قلتَ زَقَا أو زَلَقَ لم تغيرها لانها حرف مجهور ولا تتَصَعَّدُ كما تَصَعَّدَتِ الصاد من السين وهى مهموسة مثلُها فلم يبلغوا هذا اذ كان الاعرفُ الاجودُ الاكثر في كلامهم تَرْكَ السين على حالها وانما يقولها من العرب بنو العَنْبَر وقد قالوا صَاطِعٌ في ساطع لانها في التصعد مثل القاف وهى أولى بذا من القاف لقُرْب المخرجين والاطباق ولا يكون هذا في التاء اذا قلتَ نَتَقَ ولا في الثاء اذا قلت ثَقَبَ فتخرجها الى الطاء لانها ليست كالطاء في الجَهْر والفُشُوّ في الفم والسينُ كالصاد في الهَمْس والصَّفِير والرَّخاوة فانما تخرج من الحرف الى مثله في كل شئ الا الاطباقَ فان قيل هل يجوز في ذَقَطَها أن تجعل الذال ظاء لانهما مَجْهورانِ ومِثْلانِ في الرخاوة فانه لا يكون لانها لا تَقْرُبُ من القاف وأخواتها قُرْبَ الصاد ولان القلب أيضا في السين ليس بالاكثر لان السين قد ضارعوا بها حرفا من مخرجها وهو غير مقارب لمخرجها ولا حَيِّزِها وانما بينها وبين القاف مخرج واحد فلذلك قربوا من هذا المخرج ما يَتَصَعَّدُ الى القاف وأما التاء والثاء فليس يكون فى موضعهما هذا ولا يكون فيهما مع هذا ما يكون في السين من البدل قبل الدال في التسدير اذا قلت التزدير ألا ترى أنك اذا قلت التثدير لم تجعل الثاء ذالا لان الظاء لا تقع هنا* قال قطرب* يعتمد من هذا كله على المحفوظ ولم يكن يرَى المضارعةَ اطِّرادًا وقال تدخل الزاى على السين وربما دخلتْ على الصاد أيضا اذا كان في الاسم طاء أو غين أو قاف أو خاء كقولهم الصراط والزراط والبُصاق والبُزاق والصندوق والزندوق والمِصْدغة والمِزْدغة وصَنِخَ الطعامُ وزَنِخَ* قال أبو حاتم* ليست الزاىُ الخالصةُ في مثل هذا بمعروفة ولذلك أنكر أبو بكر ما حكاه الاصمعى عن أبى عمرو من أنه قرأ الزِّراطَ بالزاى الخالصة ولم يكن الاصمعى نحويا وانما سمع أبا عمرو ويقرأ بالمضارعة ومما هو عند قطرب لغة وليست بمضارعة قولهم سَغْصَغت وصَغْسَغْتُ وسَغْبَلْتُ وصَغْبلت وسَوَّاغ وصَوَّاغ وأَسْغَى وأَصْغَى وأبو العباس أحمد بن يحيى يحمل ذلك كله على المضارعة والقلب ليكون العمل من وجه واحد* قال أبو على* المضارعةُ في جميع ما سكن فيه حرفُ الصفير من هذا الحيز الذى تقدم ذكره قياسٌ مطرد ولم يكن يَرَى قَوْلَ قُطْرب فى هذا النحو صوابا

باب الابدال

باب ما يجىء مقولا بحرفين وليس بدلا

أما ما كان جاريا على مقاييس الابدال التى أَبَنْتُ فهو الذى يسمى بدلا وذلك كابدال العين من الهمزة والهمزة من العين والهاء من الحاء والحاء من الهاء والقاف من الكاف والكاف من القاف والفاء من الثاء والثاء من الفاء والباء من الميم والميم من الباء فأما ما لم يتقارب مخرجاه البتةَ فقيل على حرفين غير متقاربين فلا يسمى بدلا وذلك كابدال حرف من حروف الفم من حرف من حروف الحلق* الاصمعى* آدَيْتُه على كذا وأَعْدَيْتُه ـ قَوَّيْتُه وأَعَنْتُه وقد استَأْدَيْتُ الاميرَ على فلان ـ أى اسْتَعْدَيْتُ ويقال كَثَّأَ اللَّبَنُ وكَثَّعَ وهى الكَثْأَة والكَثْعةُ ـ وذلك اذا عَلا دَسَمُه وخُثُورَتُه رَأْسَه ويقال موتٌ زُؤَافٌ وزُعافٌ وذُؤَافٌ وذُعافٌ ـ اذا كان يُعْجِلُ القَتْلَ ويقال أَرَدْتَ أن تَفْعل كذا وكذا وبعض العرب يقول أردتَ عَنْ تفعل* وقال ابن السكيت* لَأَلَّنِى يريد لَعَلَّنِى ويقال الْتُمِئ لونُه والْتُمِعَ وهو السَّأَفُ والسَّعَفُ* أبو عمرو* الاسْنُ ـ قَدِيمُ الشَّحْم وبعضهم يقول العُسْنُ ويقال طارُوا عَبادِيدَ وأَبادِيدَ والخَبْعُ لغةٌ في الخَبْءِ* أبو عبيد* تَرَيَّعَ السَّرابُ وتَرَيَّه ـ اذا جا ذَهَبَ وهاثَ فيه وعاثَ* قال الاصمعى* يقال للصَّبَا إِيرٌ وأَيِّرٌ وهِيرٌ وهَيِّرٌ ويقال للقشور التى في أصل الشعر إبْرِيَةٌ وهِبْرِيةٌ ويقال أيا فلان وهَيَا فلانُ ويقال أَرَقْتُ الماءَ وهَرَقْتُه ويقال إيَّاكَ أن تفعل وهِيَّاكَ ويقال اتْمَهَلَّ السَّنامُ واتْمَأَلَّ ـ اذا انْتَصَبَ ويقال للرجل اذا كان حَسَنَ القامة انهَ لَمُتْمَهِلٌّ ويقال أَرَحْتُ دابَّتِى وهَرَحْتُها وأَنَرْتُ له وهَنَرْتُ وقال الفارسى هو ذُو تُدْرَئِهِم وتُدْرَهِهِم وقد دَرَأَه ودَرَهَهُ والمِدْرَهُ الذى هو لسانُ القَوْمِ ورأسُهم والمتكلم عنهم الهاء فيه مبدلة من الهمزة* الاصمعى* يقال اطْرَخَمَّ واطْرَهَمَّ ـ اذا كان مُشْرِفا طويلا وأنشد لابن أحمر

أُرَجِّى شَبابا مُطْرِهمًّا وصِحَّةً

وكيفَ رجاءُ الشيخِ ما لَيْسَ لاقيا

وروى أبو عبيد عن أبى زيد الكلابى المُطْرِخمُّ ـ الشَّبابُ المعتدلُ التامُّ ويقال بَخٍ بَخٍ وبَهٍ

بهٍ ـ اذا تَعَجَّبَ من شئ ويقال صَخَدَتْهُ الشمسُ وصَهَدَتْه ـ اذا اشْتَدَّ وَقْعُها عليه ويقال هاجِرَةٌ صَيْخُود ـ أى شديدة الحر وصَخْرة صَيْخُود ـ أى صُلْبة وصيهود فيهما* الاصمعى* انه لَعِفْضاجٌ وحِفْضاجٌ ـ اذا تَفَتَّقَ وكَثُرَ لحمه ويقال رجل عُفَاضِجٌ ويقال ان فُلانا لمَعْصُوبٌ ما حُفْضِجَ ويقال بَحْثَرُوا متاعَهم وبَعْثَرُوه أى فَرَّقُوه ويقال للمرأة اذا كانت تَبْذُؤُ وتَجىءُ بالكلام القبيح والفُحْش هى تُعَنْظِى وتُحَنْظِى وتُحَنْذِى وقد عَنْظَى الرجلُ وحَنْظَى ويقال نَزَل حَراه وعَرَاه ـ أى قريبا منه والْوَحَى والوَعَى ـ الصَّوتُ* أبو عبيدة* يقال ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ سواء وقال بعضهم ضَبَحَتْ بمنزلة نَحَمَتْ كذا حَكَى عنه يعقوبُ ويقال رجل دَعْداعٌ ودَحْداحٌ ودَحْداحٌ قَصير* الفراء* سمعتُ وَعاهُم ووَغاهُم ـ وهى الضَّجَّةُ وماله عن ذاك وَعْلٌ ووَغْل ـ فى معنى مَلْجأ* اللحيانى* ارْمَعَلَّ دَمْعُه وارْمَغَلَّ ـ اذا قَطَرَ وتَتابَع* الشيبانى* نُشِعْتُ به ونُشِغْتُ به ـ أى أُولِعْتُ وانه لمَنْشُوعٌ بأكل اللحم ونَشَعْتُه ونَشَغْتُه ـ اذا سَعَطْتَه والنَّشُوع والنَّشُوغُ السَّعُوطُ* الاصمعى* غَلَثَ طعامَه وعَلَثَه وقد اعْتَلَثَ واغْتَلَثَ والعُلاثة ـ أَقِطٌ وسَمْن يُخْلَط أو رُبٌّ وأَقِطٌ وفلان يأكل الغَلِيثَ ـ اذا أكل خُبْزا من شعير وحنطة* قال* وفي لَعَلَّ لغات بعض العرب يقول لَعَلِّى وبعضهم لَعَلَّنِى وبعضهم عَلِّى وبعضهم عَلَّنِى وبعضهم لَعَنِّى وبعضهم لَغَنِّى وأنشد للفرزدق

هَلَ انْتُم عائجون بنا لَعَنَّا

نَرى العَرَصاتِ أو أَثَر الخِيامِ

وقال أبو النجم

* أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهانِ نُرْسِلُهْ*

يريد لَعَلَّنَا وبعضهم يقول لَانَّنِى وبعضهم لَأَنِّى وبعضهم لَوِنِّى وقال رجل من يَدْعُو الَىَّ المرأة الضَّالَّةَ فقال أعرابى لَوَنَّ عليها خِمَارًا أَسْودَ يريد لَعَلَّ عليها ويقال اغْبِنْ من ثَوْبِكَ واخْبِنْ ـ أى كُفَّ وقيل اكْبِنْ ويقال كَدَحَهُ وكَدَهَه ووَقَعَ من السَّطْح فتَكَدَّجَ وتَكَدَّه وأنشد لرؤبة

* يَخافُ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّه*

الصَّقْعُ كُلُّ ضَرْبٍ على يابس كُدَّهٍ أى كُسِّر والمقارعةُ ـ كُلُّ هَنةٍ شديدةِ القَرْع ويقال

هَبَش له وحَبَش ـ أى جَمَع وهو يَهْتَبِشُ ويَحْتَبِشُ والاحْبُوشُ ـ الجماعاتُ ويقال قَهَلَ جِلْدُه وقَحَلَ والمُتَقَهِّلُ ـ اليابس الجلد ويقال للرجل اذا كان يَتيَبَّسُ فى القراءة مُتَقَهِّل ومُتَقحِّلٌ ويقال جَلِهَ وجَلِحَ وهو الجَلَهُ والجَلَحُ وهو انحسارُ الشعر من مُقَدَّم الرأس فوقَ الصُّدْغَيْنِ ويقال نَحَمَ يَنْحِم ونَهَمَ يَنْهِم ونَأَمَ يَنْئِم وأَنَح يَأْنِحُ وأَنَهَ يَأْنِهُ قال رؤبة

* رَعَّابةٌ يُخْشِى نُفوسَ الانَّهِ*

يصف فحلا يقول يَرْعَبُ نفوسَ الذين يَأْنِهُونَ وقال غير الاصمعى في صوته صَحَلٌ وصَهَلٌ أى بُحوحةٌ ويقال هو يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَتَفَيْحَقُ ـ اذا تَوَسَّع في الكلام وتَنَطَّعَ وأصله من الفَهَقِ وهو الامتِلاءُ ويقال الحَقْحقَةُ والهَقْهَقَةُ ـ السير المُتْعِب قال وقال رؤبة

* يُصْبِحْنَ بعدَ القَرَبِ المُقَهْقِه*

انما أصله من الحَقْحقَةِ فقلبوا الحاء هاء لانها أختها وقلبوا الهَقْهَقةَ الى القَهْقَهة ومن أمثالهم شَرُّ السَّيْرِ الحَقْحقةُ وقال مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّير لابنه يا عبدَ اللهِ عليكَ بالقَصْدِ وإياك وسَيْرَ الحَقْحَقةِ ـ يريد الاتْعابَ والحَفِيفُ والهَفِيفُ ـ الصوت وقد قيل الافِيفُ* أبو عبيد* أَهَمَّنِى الامْرُ وأَحَمَّنِى وقال قَمَح البعيرُ يَقْمَحُ قُمُوحًا وقَمَهَ يَقْمَهُ قُمُوهًا ـ اذا رَفَع رأسَه ولم يَشْرب الماء* ابن دريد* طَحَرَهُ وطَهَرَه ـ أبْعَدَه ومَدَهَ ـ بمعنى مَدَحَ وذكروا أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعَمَّارٍ «وَيْهكَ يا ابنَ سُمَيَّةَ» بمعنى وَيْحَكَ* أبو عبيد* فاما قولُهم مَهَمٌّ ومَحَمٌّ فابْدالٌ قياسى لا حاجة بنا الى ذكره هنا* الاصمعى* الحَشِىُّ والخَشِىُّ ـ اليابسُ وأنشد للعجاج

* والهَدَبُ الناعمُ والحَشِىُّ*

والخَشِىُّ ـ الناعمُ الرَّطْبُ وأنشد (١)

وانَّ عِنْدِى لَوْ رَكِبْتُ مِسْحَلِى

سَمَّ ذَراريحَ رِطَابٍ وخَشِى

وقال حَبَجَ وخَبَجَ ـ اذا خرجتْ منه ريح وقال سمعت أعرابيا يقول حَبَجَ بها ورَبِّ الكعبة ويقال فاحتْ منه ريح طيبةٌ وفاخَتْ* أبو زيد* خَمَصَ الجُرْحُ يَخْمُصُ خُموصًا وحَمَصَ يَحْمُصُ حُمُوصًا وانْحَمَصَ وانْخَمَصَ ـ اذا ذَهَب وَرَمُه* أبو عبيد* المَخْسُولُ والمَحْسُولُ ـ المَرْذُول وقد خَسَلْتُه وحَسَلْتُه* الشيبانى* الخُجَادِىّ والحُجادِىّ

__________________

(١) قوله والخشى الناعم الرطب وأنشد الخ الذى فى البيت بمعنى اليابس فلا شاهد فيه على الناعم الرطب وحرره كتبه مصححه

الضَّخْمُ ويقال طُخْرُور وطُحْرور للسحاب وقال الاصمعى الطَّخاريرِ قِطَعٌ من السحاب مُسْتدقة رِقاقٌ الواحدة طُخْرُورة والرجل طُخْرُور ـ اذا لم يكن جَلْدا ولا كثيفا ولم يعرفه بالحاء* اللحيانى* يقال شَرِبَ حتى اطْمَحَرَّ واطْمَخَرَّ ـ أى حتى امْتلأ ويقال دَرْبَخَ ودَرْبَحَ ـ اذا كان حَنَى ظَهْرَه ويقال هو يَتَخَوَّفُ مالى ويَتَحَوَّفُه ـ أى يَتَنَقَّصه قال الله تعالى (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) أى تَنَقُّصٍ قال الشاعر

تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامِكًا قَرِدًا

كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ

السَّفنُ ـ المِبْرد* غيره* (سَبْحاً) فَرَاغًا وسَبْخًا نَوْما (١) ويقال قد سَبَحَ الجرادُ وسَبَخَ اذا حارَ وانْكَسَر ويقال اللهم سَبِّخْ عنه الحُمَّى ـ أى خَفِّفْها وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعائشة رضى الله عنها حينَ دَعَتْ على سارقٍ سَرَقَها «لا تُسَبِخِّى عنه بدُعائِكِ» أى لا تُخَفِّفِى عنه اثْمَه ويقال لمَا سَقَطَ مِنْ رِيش الطائر سَبِيخٌ* غيره* الخَبِيبُ في الحَبيبِ والرَّخْمةُ في الرَّحْمةِ ويقال إناء قَرْبانُ وكَرْبانُ ـ اذا دَنا أن يمتلئ ويقال عَسِقَ به وَعسِك به ـ اذا لَزِمَه والأقْهَبُ والأكْهَبُ ـ لَوْنٌ الى الغُبْرة ويقال دَقَمه ودَكَمَه ـ اذا دَفَع في صدْره ويقال للصبى والسَّخْلةِ قد امْتَكَّ ما في ضَرْعِ أُمِّه وامْتَقَّ ـ اذا شَرِبَهُ كُلَّه ويقال قانَعَه اللهُ وكانَعه اللهُ في معنى قاتلَه الله* الشيبانى* عَرَبِىُّ كُحٌّ وعَرَبية كُحَّة وقال أبو زيد أعرابى قُحٌّ وأعْرابٌ أَقْحاحٌ ـ أى مَحْضٌ خالص وكذلك عبد قُحٌّ ـ أى مَحْض خالص* الاصمعى* القُحُّ ـ الخالص من كل شئ ويقال للذى يُتَبَخَّرُ به قُسْطٌ وكُسْطٌ* أبو عبيدة* كافُورٌ وقافُور غيره يقال كَشَطْتُ عنه جِلْدَه وقَشَطْتُ قال وقُرَيْشٌ تقول كَشَطْتُ وقيس وتميم وأسد تقول قَشَطْتُ وفي مصحف عبد الله بن مسعود قُشِطَتْ قال ويقال قَحَطَ القِطَارُ وكَحَطَ وقَهَرْتُ الرجلَ أَقْهَرُه وكَهَرْته أكْهَرُه وسمعتُ بعضَ غَنْمِ بن دُودانَ يقول فلا تَكْهَرْ* أبو عبيد* حَزَكْتُه بالحبل أَحْزِكُه وحَزَقْتُه* الاصمعى* مَرَّ يَرْتَكُّ ويَرْتَجُّ ـ اذا تَرَجْرَجَ ويقال أصابه سَكٌّ وسَجٌّ اذا لآنَ عليه بَطْنُه ويقال الزِّمِجَّى والزِّمِكَّى لزِمِكَّى الطائرِ ويقال ريح سَيْهَكٌ وسَيْهَجٌ وسَيْهُوكٌ وسَيْهُوجٌ ـ وهى الشديدةُ والسَّهْكُ والسَّهْجُ ـ السَّحْقُ يقال سَحَقَه وسَهَكَه وسَهَجَهُ* الشيبانى* السَّهْكُ والسَّهْجُ ـ مَرُّ الرِّيح* الاصمعى*

__________________

(١) قوله سَبْحاً فراغا الخ أى من قوله تعالى إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً قرئ بالحاء والخاء ف سَبْحاً بالمهملة فراغا وسبخا بالمعجمة نوما وقال الزجاج السبح والسبخ قريبان من السواء وانظر اللسان كتبه مصححه

جاحَشْتُه وجَاحَسْتُه ـ وجَاحَفْتُه ـ اذا زاحَمْتَه وبعض العرب يقولُ للجِعاشِ في القتالِ الجِحاسُ* أبو زيد* مَضَى جَرْسٌ من الليل وجَرْشٌ* أبو عمرو* سَئِفَتْ رِجْلُه وشَئِفَتْ وهو تَشَقُّقٌ يكون في أُصول الاظفار ويقال الشَّوْذَقُ والسَّوْذَقُ للصَّقْرِ* اللحيانى* حَمِسَ الشَّرُّ وحَمِشَ واحْتَمشَ الدِّيكان واحْتَمسا ـ اذا اقتتلا ويقال تَنَسَّمْتُ منه عِلْما وتَنَشَّمْتُ والغَبَسُ والغَبَشُ ـ السواد وقد غَبَسَ الليلُ وأَغْبَسَ وغَبَشَ وأَغْبَشَ ويقال عَطَسَ فلانٌ فَشَمَّتُّه وسَمَّتُّه* الفراء* أتانا بسُدْفةٍ وسَدْفةٍ وشَدْفَةٍ وشُدْفةٍ وهو السَّدَفُ والسَّدَفُ* ابن السكيت* يقال جُعْسُوسٌ وجُعْشُوشٌ وكلُّ ذلك الى قَمَاءةٍ وصِغَرٍ وقِلَّةٍ ويقال هو من جَعاسِيسِ الناسِ ولا يقال هذا في الشين* أبو عبيد* الجُعْشُوشُ ـ الطويلُ الرقيقُ والجُعْسُوسُ ـ اللئيم وقيل الجُعْسُوسُ ـ القَبِيحُ اللئيم الخَلُقِ* أبو زيد* يقال هِدْمٌ مُلَدَّمٌ ومُرَدَّمٌ ـ أى مُرقَّعٌ وقد رَدَّمَ ثوبَه ـ أى رَقَّعَهُ ويقال اعْرَنْكَسَ واعْلَنْكَسَ الشىءُ ـ اذا تَراكَم وكَثُر وهَدَلَ الحَمامُ يَهْدِلُ هَدِيلاً وهَدَرَ يَهْدِرُ هَدِيرًا وطِلْمِساءُ وطِرْمِسَاءِ للظُّلْمةِ ويقال للدِّرْع نَثْلة ونَثْرة ـ اذا كانت واسعة ويقال امرأةٌ جِلِبَّانة وجِرِبَّانةٌ وهى الصَّخَّابةُ السَّيِّئة الخُلُق وقال حميد بن نور

جِرِبَّانةٌ وَرْهاءُ تَخْصِى حِمارَها

بِفِى مَنْ بَغَى خَيْرًا اليها الجَلَامِدُ

ويقال عُودٌ مُتَقَطِّعٌ ومُتَقَطِّر ومُنْقَطِلٌ ومُنْقَطِر ـ أى مقطوع* أبو عبيدة* يقال سَهْم أَمْرَطُ وأَمْلَطُ ـ اذا لم يكن عليه ريش وقد تَمَلَّطَ ريشُه وتمَرَّطَ وجَلَمه وجَرَمَه ـ اذا قَطَعه يقال لكل واحدة من الحديدتين الجَلَمُ فاذا اجتمعا فهما جَلَمانِ وكذلك مِقْراضانِ كلُّ واحدٍ منهما مِقْراضٌ والتَّلاتِلُ والتَّراتِرُ ـ الهَزاهِزُ* أبو زيد* الشَّرْخُ والشَّلْخ ـ الاصلُ* الاصمعى* جاءتْنا زِمْزِمةٌ من بنى فُلانٍ وصِمْصمَة ـ أى جماعة وأنشد

* اذا تَدانَى زِمْزِمٌ لزِمْزِم*

قال ويروى صِمْصِم ويقال نَشَصَتِ المرأةُ على زوجها ونَشَزَتْ وهو النُّشُوصُ والنُّشُوزُ ومنه نَشَصَتْ ثَنِيَّتُه ـ اذا خرجتْ من موضعها قال الاعشى

تَقَمَّرَها شَيْخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ

قُضاعِيَّةً تَأْتِى الكَواهِنَ ناشِصَا

أى ناشِزًا* قال أبو العباس* يعنى تقمرها غفلةً وأخرجها من قومها فأصبحت في قُضَاعة غريبة تأتى الكواهن تسأل عن حالها هل يَرَيْنَ لها الرجوعَ الى أهلها أم لا والنَّشَاصُ الغيم المرتفع ويقال فَصَّ الجُرْحُ يَفِصُّ فَصِيصًا وفَزَّ يَفِزُّ فَزِيزًا ـ اذا سال* ابن السكيت* رَجَعَ الى ضِئْضِئِه وصِئْصئه ـ وهو الاصل* أبو عمرو* ما يَقْدِرُ أن يَنُوصَ لحاجة وأن يَنُوضَ ـ أى يتحرّك ومنه قوله تعالى (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) ومَنَاصٌ ومَناضٌ واحدٌ وقال انْقاضَ وانْقاصَ بمعنى واحد* قال الاصمعى* المُنْقَاضُ ـ المُنْقَعِرُ من أصله والمُنْقَاصُ ـ المُنْشَقُّ طُولا يقال انْقاضَت الرَّكِيَّةُ وانْقاصَتِ السِّنُّ ـ اذا انشققت طولا والقَيْصُ الشَّقُّ وأنشد

فِراقٌ كقَيْصِ السِّنِّ فالصَّبْرانه

لِكُلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ وجُبُورُ

* الاصمعى* مَضْمَضَ اسانَه فيه ومَصْمَصَه ـ حَرَّكه وكذلك مَضْمَضَ اناءَه ومَصْمَصه ـ اذا غسله* اللحيانى* تَضَافُّوا على الماءِ وتَصَافُّوا وصَلَاصِلُ الماء وضَلاضِلُه ـ بقاياه وقَبَضْتُ قَبْضةً وقَبَصْتُ قَبْصةً وقيل ان القَبْصةَ أَقَلُّ من القَبْضة وقيل القَبْصُ باطراف الاصابع والقَبْض بالكف كلها* قال اللحيانى* سمعت أبا زيد يقول تَضَوَّكَ بِخُرْئِهِ وتَصَوَّكَ* أبو عبيدة* صَافَ السهمُ يَصِيفُ وضَافَ يَضِيفُ ـ عَدَلَ عن الهَدَف وتَضَيَّفَتِ الشمسُ للغُروبِ وتَصَيَّفَت ـ اذا مالت ومنه اشتقاقُ الصَّيْف* اللحيانى* انه لَصِلُّ أَصْلالٍ وضِلُّ أضْلالٍ* الاصمعى* يقال تَسَلَّع جِلْدُه وتَزَلَّعَ ـ أى تشقق ويقال خَسَقَ السهمُ وخَزَقَ ـ اذا قَرْطَسَ وسهم خَازِقٌ وخاسِق ويقال مكانٌ شَأْسٌ وشَأْزٌ ـ وهو الغليظ ويقال نَزَغه ونَسَغَه ونَدَغَه ـ اذا طَعَنه بيد أو رمح وقال غيره الشَّاسِبُ والشَّازِبُ ـ الضَّامِرُ* وقال أعرابى* ما قال الحطيئةُ أَيْنُقًا شُزُبا انما قال أَعْنُزًا شُسُبا قال ويروى بيت أبى ذؤيب

أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحَجٌ

مِثْلُ القَناةِ وأَزْعَلَتْهُ الامْرُعُ

والزَّعَلُ ـ النَّشاط ويروى أَسْعَلَتْه* وقال أبو عبيدة* يقال مَعْجِسُ القَوْسِ وعَجْسُ وعِجْسُ ومَعْجِزُ وعَجْزُ وعِجْزُ ـ للمَقْبِضِ* الاصمعى* يقال أتانا مَلَسَ الظَّلام

ومَلَثَ الظلام ـ أى اخْتِلَاطَه وسَاخَتْ رجْلُه في الارض وثَاخَتْ ـ اذا دَخَلتْ قال أبو ذؤيب

قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها

بالنِّىِّ فَهْىَ تَثُوخُ فيها الاصْبَعُ

* الاصمعى* الوَطْسُ والوَطْثُ ـ الضَّرْبُ الشديد بالخُفِّ ويقال فُوهُ يَجْرِى سَعَابِيبَ وثَعابِيبَ ـ وهو أن يَجْرِىَ منه ماءٌ صافٍ ويقال ناقةٌ فاسِجٌ وفاثِجٌ ـ وهى الفَتِيَّةُ الحاملُ وأنشد الاصمعى

* والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثِجا*

* الاصمعى* يقال لتُرابِ البِئْرِ النَّبِيثَةُ والنَّبِيذَةُ ويقال قَرَبٌ حُذْحاذٌ وحَثْحَاثٌ ـ اذا كان سريعا وقَثَمَ له مِنْ مالِه وقَذَمَ وغَذَم له من ماله وغَثَمَ ـ اذا دفَعَ اليه دُفْعة وأَكْثَر ويقال قَرأَ فما تَلَعْثَمَ وما تلَعْذَم ويقال جَثَا يَجْثُو وجَذَا يَجْذُو ـ اذا قام على أطراف أصابعه وقال غير الاصمعى جَثْوَة وجُثْوة وجِثْوة وجَذْوَة وجُذْوة وجِذْوة* الشيبانى* يَلُوثُ ويَلُوذُ سواء* غيره* يقال خرجتْ غَثِيثةُ الجُرْحِ وغَذِيذَتُه ـ وهى مِدَّتُه وقد غَثَّ يَغِثُّ وغَذَّ يَغِذُّ* الاصمعى* هو السَّتَى والسَّدَى والاسْدِىُّ والاسْتِىُّ ـ لِسَدَى الثَوْبِ قال الحطيئة

مُسْتَهْلِك الْوِرْدِ كالاسْدِىِّ قد جَعَلَتْ

أَيْدِى المَطِىِّ بهِ عادِيَّةً رُكُبَا

ويروَى رُغُبًا رُكُبٌ جمعُ رَكُوب وهو الطريق الذى فيه آثار والرُّغُب الواسعة وأما السَّدَى من النَّدَى فبالدال لا غير يقال سَدِيَتِ الارضُ ـ اذا نَدِيَتْ من السماء كان النَّدَى أو من الارض* أبو عبيدة* السَّدَى ـ ما كان في أوّل الليل والنَّدَى ـ ما كان في آخره ويقال للبَلَح اذا وَقَع وقد استَرْخَتْ تَفاريقُه ونَدِىَ بَلَحٌ سَدٍ وقد أَسْدَى النخلُ ويقال أَعْتَدَه وأَعَدَّه قال الشاعر

* إثْمًا وغُرْمًا وعَذابا مُعْتَدا*

ويقال التَّوْلَجُ والدَّوْلَجُ للكِنّاسِ ويقال السَّبَنْتاةُ والسَّبَنْداةُ للجَرِيئة ويقال للنمر سَبَنْدَى وسَبَنْتَى وهَرَتَ القصارُ الثوبَ وهَرَدَه ـ اذا خَرَقَه وكذلك هَرَدَ عِرْضَه وهَرَتَه وحكى سيبويه اتَّغَرَ وادَّغَرَ ـ اذا نَبَتَتْ أسنانُه غيره مَتَّ ومَدَّ وحكى أبو عبيد مَطَّ وقد بَدِغَ بسَلْحِه وبَطِغ ـ اذا تَلَطَّخَ به وأنشد

* لَوْلا دَبُوقاءُ اسْتِه لم يَبْطَغِ*

* غيره* مالَكَ عِندِى الا هذا فَقَطْ وفَقَدْ والابْعاطُ والابْعادُ* الاصمعى* الاقْطارُ والاقْتارُ ـ النَّواحِى يقال وَقَعَ على أَحَدِ قُطْرَيْهِ وأحَدِ قُتْرَيْهِ ـ أى إحْدَى ناحِيَتَيْهِ وقَتَّره وقَطَّره ـ اذا طَعَنَه فألقاه على أَحَدِ قُطْرَيْه ويقال رجل طَبِنٌ وتَبِنٌ ـ أى فَطِنٌ حاذِقٌ ويقال ما أسْتَطِيعُ وما أستَتيعُ وما أَسْطيعُ وما أسْتيعُ* الاصمعى* يقال للناقة اذا ألْقَتْ ولدها ولم يُشْعِرْ أى لم يَنْبُتْ شَعَرُه قد أمْلَصَتْ وأَمْلَطَتْ وهى مُمْلِص ومُمْلِطٌ وإبل مَمالِيصُ ومَمالِيطُ فاذا كان ذلك من عادتها قيل مِمْلاطٌ ومِملاصٌ وقد أَلْقَتْه مَلِيطًا ومَلِيصًا ويقال اعْتَاطَتْ رَحِمُها واعْتاضَتْ ـ اذا لم تَحْمِلْ أعواما* أبو عبيد* اللِّصُّ واللِّصْتُ وقال مرةً اللِّصُّ في لغة طيَّئ وغيرهم اللِّصْتُ وهم يقولون طَسٌّ وغيرهم طَسْتٌ* الاصمعى* رأيتُ في أرض بنى فلان نُعَاعةً حَسَنةً ولعاعةً ـ وهو نبتٌ ناعِمٌ في أول ما يبدو رقيق ثم يَغْلُظُ ويقال بعير رِفَنٌّ ورِفَلٌّ ـ اذا كان سابغَ الذَّنَبِ وهَتَنَتِ السماء وهَتَلَتْ تَهْتِنُ تَهْتانا وتَهْتِلُ تَهْتالاً وهى سحائبُ هُتَّنٌ وهُتَّلٌ وهو فوقَ الهَطْلِ والسُّدُونُ والسُّدُولُ ـ ما جُلِّلَ به الهَوْدَجُ قال الراجز

كانَّما عَلَّقْنَ بالاسْدالِ

يانِعَ حُمَّاضٍ واقْحُوانِ

وقال حميد بن نور

فَرُحْنَ وقَدْ زايَلْنَ كُلَّ صَنِيعةٍ

لَهُنَّ وباشَرْنَ السَّدِيلَ المُرَقَّما

والكَتَنُ والكَتَلُ ـ التَّلَزُّجُ ولُروقُ الوَسَخِ بالشئ وأنشد

تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعُلْ

وفي مَراغِ جِلْدِها منه كَتَلْ

وقال ابن مقبل

ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِيًا

شَكيرُ حَجافِلهِ قد كَتِنْ

مُسْتوزيا ـ مرتفعا منتصبا والشَّكير ـ الشعر الضعيف كَتِنَ ـ أى لَزِقَ به أَثَرُ خُضْرة العُشْب ويقال طَبَرْزَلٌ وطَبَرْزَنٌ ـ للسُّكَّر والرَّهْدَنةُ والرَّهْدَلَةُ وهى الرَّهادِلُ والرَّهادِنُ وهو طُوَيِّرٌ يُشْبِهُ القُبَّرة الا أنه ليستْ له قُنْزُعَةٌ وقال الطوسى الرَّهْدَلُ والرَّهْدَنُ ـ الضعيف والرَّهْدَنُ والرَّهْدَلُ ـ طُوَيِّرٌ أيضا ولَقِيتُه أُصَيْلالاً وأُصَيْلانًا ـ أى عَشِيًّا والغِرْبَلُ والغِرْيَنُ ـ ما يبقى من الماء في الحوض أو الغدير الذى تبقى فيه

الدَّعامِيصُ لا يُقَدَر على شربه وقال الاصمعى الغِرِّيَنُ اذا جاء السيلُ فثَبَتَ في الارض فجَفَّ فَتَرى الطين قد جَفَّ ورَقَّ فهو الغِرْيَنُ* أبو عمرو* الدَّمَالُ والدَّمَانُ السِّرْجِينُ* وقال الفراء* هو شَثْنُ الاصابع وشَثْلُها وهو كَبْنُ الدَّلْوِ وكَبْلُ الدَّلْوِ والكَبْنُ ما ثُنِىَ من الجِلْد عند شَفَةِ الدَّلْوِ قال وكلُّ كفّ كَبْنٌ يقال قد كَبَنْتُ عنكَ بَعْض لِسَانى ـ أى كَفَفْتُ وقد كَبَنْتُ ثوبى في معنى غَبَنْتُه ولم يَعْرِفْها باللام ويقال رجل كُبُنَّة ـ اذا كان متقبضا عن الناس* وقال الفراء* يقال أَتَنَ يَأْتِنُ وأَتَلَ يَأْتِلُ وهو الاتَلانُ والأَتلَالُ وهو تَقاربُ الخَطْوِ في غَضَبٍ وأنشد

أَرانِىَ لا آتِيكَ الَّا كانَّمَا

أَسَأْتُ والا أنتَ غَضْبانُ تَأْتِلُ

* قال الفراء* العرب تجمعُ ذَأَلانَ الذئبِ ذَالِيلَ* اللحيانى* أتانى هذا الأمر وما مَأَنْتُ مَأْنَهُ وما مَأَلْتُ مَألَه ـ أى ما تَهَيَّأتُ له وهو حَنَكُ الغُرابِ وحَلَكه ـ لِسَوادِه وقلتُ لاعرابى أتقول مثل حَنَكِ الغُراب أو حَلَكِه فقال لا أقول مِثْل حَلَكِه وقال أبو زيد الجَلَكُ ـ اللَّوْنُ والحَنَك المِنْسرُ والمِنْسَارُ المِنْقارُ* أبو عبيد* أَسْوَدُ حالِكٌ وحانِكٌ وقال هو العَبدُ زُنْمةً وزَنَمَةً وزُلْمةً وزَلَمةً* ابن السكيت* زُنْمة وزَنْمَة وزُلْمَة وزَلْمَةٌ ـ أى قَدُّه قَدُّ العبدِ* أبو عبيد* هو عُنْوانُ الكتابِ وعُلْوانُ وعُنْيانُ وعُلْيانُ وقد عَنْوَنْتُه وعَلْوَنْتُه* وقال اللحيانى* أَبَّنْتُه وأبَّلْتُه ـ اذا أَثْنَيتَ عليه بعد موته ويقال هو على آسَالٍ من أبيه وآسانٍ وقد تَأسَّنَ أباه وتَأَسَّلَهُ ـ اذا نَزَع اليه في الشَّبَه وعَتَلْنُه الى السِّجْنِ وعَتَنْتُه أَعْتِلُه وأَعْتُلُه وأَعْتِنُه وأَعْتُنُه ويقال ارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ ـ اذا تَتَابَعَ ويقال لابِنٌ ولابِلٌ واسْمَاعِينُ واسْماعيلُ ومِيكائِينُ ومِيكائِيلُ واسْرافيلُ واسْرافين واسرائيلُ واسْرائِينُ وأنشد

قد جَرَتِ الطَّيْرُ أَيامِنِينا

قالتْ وكُنتُ رَجُلاً فَطِينا

* هذا ورَبِّ البَيتِ إسرائِينا*

قال ابن دريد هذا أعرابى أَدْخَلَ قِرْدًا الى سُوقِ الحِيرةِ ليبيعه فنظرتْ اليه امرأة فقالتْ مِسْخٌ فقال هذه الابيات وشَراحِيلُ وشَراحِينُ وجِبْرِيلُ وجِبْرين ويقال أَلَصْتُ الشىءَ أُلِيصُه وأَنَصْتُه أُنِيصُه إناصةً ـ اذا أدَرْتَه يعنى مِثْلَ إدارتك الوَتِدَ

لِتَقْتَلِعَه والدَّحِلُ والدَّحِنُ ـ الخَبُّ الخَبِيثُ والدِّحَنُّ أيضا ـ الكثير اللحم وبَعِيرُ دِحَنَّة اذا كان عَريضا كثير اللحم وأنشد

ألَا ارْخَلُوا دِعْكِنَةً دِحَنَّهْ

بما ارْتَعَى مُزْهِيَةً مُغِنَّهْ

وقُنَّةُ الجَبَل وقُلَّتُه وشَلَّتِ العَيْنُ الدَّمْعَ وشَنَّتْ وذَلاذِلُ القَمِيصُ وذَناذِنُه لأسافِلِه واحدُها ذُلْذُلٌ وذُنْذُنٌ* أبو زيد* واحدها ذُلَذِلٌ* اللحيانى* هو خامِلُ الذِّكْر وخَامِنُ الذِّكْر وقال ما بها وابرٌ ووَابِنٌ* أبو عبيدة* ريح ساكنة وساكرةٌ والزُّونُ والزُّورُ ـ كل شئ يُتخذ ربًّا ويُعبَد وأنشد

* جاؤا بزُورَيْهِمْ وجِئْنا بالاصَمّ*

وكانوا جاؤا ببعيرين فعقلوهما وقالوا لا نَفِرُّ حتى يَفِرَّ هذانِ فعابَهم بذلك وجَعَلهما رَبَّيْنِ لهم ويقال شَيْخ قَحْرٌ وقَحْمٌ* الاصمعى* ويقال الكَرَمُ من سُوسِه وتُوسِه ـ أى من خَلِيقته ويقال رجل حَفَيْسَأٌ وحَفَّيْتَأٌ ـ اذا كان ضَخْمَ البطنِ الى القِصَرِ ما هُوَ وأنشد الفراء

يا قَبَّحَ اللهُ بَنِى السِّعْلاتِ

عمْرَ وبْنَ يَرْبُوع شِرارَ النَّاتِ

* ليسُوا أَعِفَّاءَ ولا أَكْيَاتِ*

أراد الناس وأكياس ويقال أَخَسَّ اللهُ حَظَّه وأخَتَّه فهو خَسِيسٌ وخَتِيتٌ* الشيبانى أَسْوَدُ قَاتِمٌ وقَاتِنٌ* أبو عبيد* طَانَهُ اللهُ على الخيرِ وطامَهُ ـ يعنى جَبَلَهُ اللهُ وأنشد

* أَلَا تِلْكَ نَفْسٌ طِينَ منها حَياؤُها*

* الاصمعى* يقال للحَيَّة أَيْمٌ وأَيْنٌ والاصل أَيِّم فخفف كما يقال لَيِّن ولَيْنٌ ويقال الغَيْمُ والغَيْنُ* ابن السكيت* الغَيْنُ ـ إلْباسُ الغَيْم ومنه انه لَيُغانُ عليه أى يُغَطَّى ويُلْبَسُ ويقال قد غِينَ على قَلْبِه ورِينَ ـ أى غُطِّىَ قال رؤبة

* أَمْطَرَ في أكنافِ غَيْنٍ مُغْينِ*

أى مُلْبِسٍ وأنشد الاصمعى لعَوْفِ بْنِ الخَرِع

وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِيَاضِ تَسُوفُها

ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما

أَظُنُّه أرادَ آجِنًا ويقال للشَّمَالِ نِسْعٌ ومِسْعٌ والحُلَّانُ والحُلَّام ـ فُوَيْقَ الجَدْى وأنشد لابن أحمر

تُهْدَى اليه ذِرَاعُ الجَدْىِ تَكْرِمةً

إمّا ذَبِيحًا وإما كان حُلَّانَا

فالذبيح الذى يَصْلُح للنُّسُك والحُلَّانُ الصغير الذى لا يصلح للنسك يقال انْتُقِعَ لونُه وامْتُقِعَ وهو مُمْتَقَعٌ* وقال* نَجِرَ من الماء نَجَرًا ومَجِرَ مَجَرًا ـ اذا أكْثَرْتَ من شُرْب الماء فلم تَكَدْ تَرْوَى ويقال مَخَجْتُ الدَّلْوَ ونَخَجْتُ ـ اذا جَذَبْتَها التَمْتَلِئَ والمَدَى والنَّدَى ـ الغايةُ* الاصمعى* النَّدَى ـ بُعْدُ ذَهاب الصوت ويقال مُرْ فُلانًا أن يُنَادِىَ فانه أَنْدَى مِنْكَ صَوْتًا ورُطَبٌ مُحَلْقِمٌ ومُحَلْقِنٌ والحَزْمُ والحَزْنُ ـ ما بَعُدَ من الارض وبَعِير دُهامِجٌ ودُهانِجٌ ودَهْمَجَ دَهْمَجَةً ودَهْنَجَ دَهْنَجةً وأنشد

وعَيْرٍ لَها من بَناتِ الكُدَادْ

يُدَهْمِجُ بالقَعْبِ والمِزْوَدِ

فأما ما حكاه سيبويه من نحو قولهم عَمْبَر وشَمْبَاء في عَنْبر وشَنباء فمُطَّرِدٌ وكذلك المُنْفَصِلُ كقولهم مَمْ بَكَى ومَمْ بِكَ في مَنْ بَكَى ومَنْ بِكَ* أبو عبيد* السَّاسَبُ والسَّاسَمُ ـ شَجَر* اللحيانى* أتانا وما عليه طِحْرِبةٌ ولا طِحْرِمةٌ ـ أى لَطْخٌ من غَيْم وما في نِحْىِ فُلانٍ عَبَقَةٌ ولا عَمَقَةٌ ـ أى لَطْخٌ ولا وَضَر* الشيبانى* ما زلتُ راتِبًا على هذا الامْرِ وراتِمًا ـ أى مُقِيما* الاصمعى* بَنَاتُ مَخْرٍ وبناتُ بَخْر ـ سَحائبُ يأتين قُبُلَ الصَّيْف مُنْتَصباتٌ رِقَاقٌ وهنَّ بناتُ البَخْرِ والمَخْرِ وكان الغَنَوِىُّ يقول بَسْمُكَ ـ يريد ما اسْمُكَ وقال ظَلِيمٌ أَرْبَدُ وأَرْمَدُ وهو لونٌ الى الغُبْرة وقال ابن السكيت قال بعضهم ليس هذا من الابدالِ ومعنى أَرْمَدُ يُشْبِهُ لونَ الرَّماد ويقال سمعتُ ظَأْبَ تَيْسِ بنى فلان وظَأْمَ تَيَّسِهم بالهمز وهو صِيَاحُه عند هِيَاجِه وأنشد

يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمٌ

لَهُ ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ

وقال أحمد بن يحيى ظَابُ التَّيْسِ وظامُه لا يهمزان وهو في المصنف غير مهموز وظَأْمُ الرجلِ وظَأْبُه ـ بالهمزِ سِلْفُه يقال قد تَظاءَما وتَظَاءَيا اذا تَزَوَّجا أختين ويقال للرجل اذا يَبِسَ من الهُزال ما هو إلا عَشَبةٌ وعَشَمة وكذلك يقال للكبير الذى قد ذَهَبَ لَحْمُه ويقال للعجوزِ قَحْمةٌ وقَحْبة وكذلك لكل مُسِنّة ويقال سَابَّ فلانٌ فلانا فارْمَى عليه وأَرْبَى عليه أى زادَ* وقال أبو عبيدة* الرُّجْبَةُ الرُّجْمَةُ ـ الدُّكَّانُ الذى يُبْنَى تحت النخلة اذا مالت لتعتمد عليه ويكون أيضا أن يُجْعَلَ حول النخلة الشَّوْكُ وذلك اذا كانت غَرِيبة طَرِيفة

لئلا يَصْعَدَها أَحَدٌ* أبو عبيد* سَمَّدَ رأسَه وسَبَّدَهُ والتَّسْبِيدُ ـ أن يَحْلِقَ رأسَه حتى يُلْصِقَه بالجِلْد ويكون التَّسْبيد أيضا أن يحلقَ الرأس ثم بَنْيُتَ الشىءُ اليسير من الشعر ويقال للفَرْخ اذا نبت ريشُه فغَطَّى جِلْدَه ولم يَطُلْ قد سَبَّدَ وسَمَّدَ* اللحيانى* هو يَرْمِى من كَثَبٍ ومن كَثَم ـ أى من قُرْبٍ وتمكنٍ وضَرْبة لازِمٍ ولازِبٍ وقال بعض أهل اللغة ليس اللُّزُوبُ كاللُّزُومِ اللُّزُوبُ ـ تَداخُلُ الشىءِ بعضِه في بعضٍ واللُّزُومُ ـ المُماسَّةُ والمُلَاصقة* ابن السكيت* ضربة لازِمٍ ولازِبٍ ولاتِبٍ* غيره* طِينٌ لازِبٌ ولازِمٌ* اللحيانى* ثوبٌ شَبَارِقُ وشَمَارِقُ ومُشَبْرَقٌ ومُشَمْرَقٌ ـ اذا كان مُمَزَّقا ويقال وقع في بَناتِ طَمَارِ وطَبارِ ـ أى داهية والعُبْرِىُّ والعُمْرِىُّ ـ السِّدْرُ الذى ينبت على الانهار والعَجْمُ والعَجْبُ ـ أَصْلُ الذَّنَب وأَدْهَقْتُ الكاْسَ الى أَصْبارِها وأَصْمارِها ـ اذا ملأتَها الى رأسها الواحد صُبْرٌ وصُمْرٌ ورجل دِنَّبَةٌ ودِنَّمة ـ للقَصِير وأخذتُ الامْرَ باصْبارِه ـ أى بكُلِّه وأَخَذْتُها باصْبارِها ـ أى تامَّةً بجميعها ويقال أسودُ غَيْهَبٌ وغَيْهَمٌ وأصابتْنا أَزْمَةٌ وأَزْبة وأَزَمة وأَزَبَةٌ ـ وهو الضِّيقُ والشِّدَّة ويقال صَئِمَ من الماء وصَئِبَ ـ اذا امْتَلَأ ورَوِىَ منه* أبو عبيدة* عِقْمَةٌ وعِقْبَة ـ لِضَرْبٍ من الوَشْىِ ويقال اضْمَأَكَّتِ الأرضُ واضْبأَكَّتْ ـ اذا اخْضَرَّتْ ويقال كَبَحْتُه وكَمَحْتُه وأَكْبَحْتُه وأَكْمَحْتُه* وقال الاصمعى* أَكمحْتُه ـ اذا جذبتَ عِنَانَهُ حتى يَنْتَصِبَ رأسُه ومنه قوله (١) ... والرَّأْسُ مُكْمَح وكَمَحْتُها ـ اذا تَلَقَّيْتَ فاها باللجام لضربها* ابن السكيت* يقال ذَأَبْتُه وذأَمْتُه ـ اذا طَرَدْتَه وحَقَّرْته ويقال رَأَمْتُ القَدَح ورَأَبْتُه ـ اذا شَعَبْتَه ويقال زَكَبَ بنُطْفَتِه وزَكَمَ بها ـ اذا نَزَفَ بها ويقال هو أَلْأَمُ زَكْبةً وزَكْمةً ويقال عَبِدَ عليه وأَبِدَ وأَمِدَ ـ أى غَضِبَ ويقال وَقَعْنا في بَعْكُوكاءَ ومَعْكُوكاءَ ـ أى في غُبَار وجَلَبة وقال أحمد بن يحيى في بَعْكوكاء أى في اخْتلاط* وقال الفراء* يقال جَرْدَبْتُ في الطعام وجَرْدَمْتُ وهو أن يَسْتُر بيده على ما بين يديه من الطعام كيلا يتناوَلَه أحدٌ* وقال غيره* يقال مَهْلاً وبَهْلاً في معنى واحد وقال أبو عمرو الشيبانى مَهْلاً وبَهْلاً إتْباع والقَرْهَمُ والقَرْهَبُ ـ السَّيِّد والقَرْهَبُ أيضا الثور المُسِنُّ وقد رأيت في هذا الباب حرفا قيل بالباء والميم

__________________

(١) قوله ومنه قوله أى ذى الرمة وصدره

تمور بضبعیها وترمد بجوزها

حذارا من الایعاچ والرآس مکمح

كذا في اللسان كتبه مصححه

غير أنه جاء على بناءين مختلفين في حال إبداله وهو وَبَّأْتُ اليه وأَوْمَأْتُ حكاه أبو عبيد* غيره* ويقال عليه أَوْشاجٌ من غَزْلٍ وأَمْشاجٌ ـ أى ضُرُوبٌ مختلطة مُتَداخِلة ومَلَقَهُ بالسيف ووَلَقَهُ* الاصمعى* الدَّفَنِيَّة والدَّثَنِيَّة ـ منزل والدَّثَنِية لبنى سُلَيم واغْتَفَّتِ الخيلُ واغْتَثَّت ـ أصابَتْ شيأ من الربيع وهى الغُفَّة والغُثَّة قال طُفَيل

وكُنَّا اذا ما اغْتَفَّتِ الخيلُ غُفَّةً

تَجَرَّدَ طَلَّابُ التِّراتِ مُطَلَّبُ

وفَلَغَ رأسَه وثَلَغَه ـ اذا شَدَخَهُ ويقال جَدَفٌ وجَدَثٌ ـ للقَبْر والدَّفَئِىُّ والدَّثئِىُّ من المطر ووَقْتُه اذا قاءتِ الارضُ الكَمْاة فلم يبقَ فيها شئٌ والحُفَالَةُ والحُثالَةُ واحدٌ من التَّمْر والشَّعيرِ وما أشبههما ـ القُشَارةُ* أبو عمرو* فِنَاءُ الدارِ وثِنَاءُ الدارِ وحُكِىَ غُلامٌ فَوْهَدٌ وثَوْهَدٌ ـ أى ناعم وهى الارْثةُ والارْفةُ ـ للحدّبين الارْضَيْنِ* اللحيانى* هى الاثافِىُّ ولغة تميم الاثَاثِىَّ وتُوفَرُ وتُحْمَدُ وتُوثَرُ وتُحْمَدُ والمغَافِيرُ والمغَاثِيرُ ـ شئ يُنْضِجُه الثَّمَامُ والرِّمْثُ والعُشَرُ كالعَسل* قال* وسمعت الكسائى يحكى عن العرب مَغَافِرَ واحدُها مُغْفُرٌ ومِغْفَار ومُغْفُور والثاء مقولة في ذلك كله والفُومُ والثُّومُ وفي قراءة ابن مسعود «وثُوِمها وعَدَسِها» وثوب فُرْقُبِىٌّ وثُرْقُبِىٌّ ووقعوا في عافُور شَرٍّ وعاثُورِ شَرٍّ قال ابن السكيت نرى أنه من قولهم عَثَرَ يَعْثُر اذا وَقَع في الشَّرِّ والتَّقِىُّ والنَّثِىُّ وثُمَّ وفُمَّ في النَّسَق وهو العطف والنُّكافُ والنُّكاثُ ـ داء يأخذ الابَل وفُرُوغُ الدَّلْوِ وثُرُوغُها ـ مَصَبُّ مائِها ويقال للشَّيْخ يَدْلِفُ ويَدْلِثُ ـ اذا مَشَى مَشْيا ضعيفا وعَفَنْتُ في الجبل وعَثَنْتُ ـ اذا صَعَّدْتَ فيه وهو الضَّلَالُ بْنُ فَهْلَلٍ وثَهْلَلٍ وهو اللِّفَام واللِّثامُ قال الفراء اللِّفَامُ على الفمِ واللِّثَامُ على الارْنَبةٍ وفُلانٌ ذُو فَرْوةٍ وثَرْوةٍ ـ أى كَثْرة من المال* ابن الاعرابى* انْفَجَر الجُرْحُ وانْثَجَرَ وظَلَّفَ على الثمانين وظَلَّثَ ـ زادَ* ابن السكيت* المَعْكُول والمَعْكُودُ ـ المَحْبُوسُ ويقال مَعَلَهُ ومَعَدَهُ ـ اذا اخْتَلَسه وأنشد

إنِّى اذا ما الامْرُ كانَ مَعْلَا

وأَوْخَفَتْ أَيدِى الرِّجالِ الغِسْلَا

* ابن دريد* الكَثْحُ لغةٌ في الكَفْح كَفَحْتُ الشىءَ وكَثَحْتُه ـ كشفتُ عنه غِطاءَه* أبو عبيد* هو قَادُ رُمحٍ وقَابُ رُمْح وقِيدُ رُمْح وقِيبُ رُمْح

ومما يجرى مجرى البدل

يقال تَفَكَّهَ وتَفَكَّنَ ـ تَنَدَّم وشَاكَلَهُ وشاكَهَه وعَكَدَةُ اللِّسان وعَكَرَتُه ـ أصْله والهِزَفُّ والهِجَفُّ ـ الجافِى وبَطَّ الجُرْحَ وبَجَّه ولُبِطَ به ولُبِجَ ـ اذا ضَرَبَ بنفسه الارضَ ومَرَتَ خُبْزَه بالماء ومَرَدَهُ ونَبَضَ العِرْقَ يَنْبِضُ ونَبَذَ يَنْبِذُ ووَصَّيْتُ الشىءَ ووَصَّلْتُه وانْتَفَيْتُ من الشئ وانْتَفَلْتُ ونَفَرَ ونَفَزَ قال الشاعر

* وَأَى رِيعَ منها أَسْلمْتُه النَّوافِزُ*

يعنى القوائم لانها تَنْفِزُ أى تَنْفِر وقد أدخل أبو عبيد في هذا الحَيِّز ألفاظ ليست جارية على هذه الاحكام ولكن نذكرها لئلا يُظَنَّ بنا إغفالٌ فمن ذلك دَهْدَهْتُ الحَجَر ودَهْدَيْتُه زعم الفارسى أنهما لغتان الهاء في تميم والياء في أهل العالية ومن ذلك قولهم قشَوْتُ العُودَ وقَشَرْتُه ونَشَرْتُه بالمِنْشارِ ووَشَرْتُه وأَشَرْتُه فاما أَشَرْتُ فليست مبدلة من وَشَرْتُ على حَدِّ وَحَد وأَحَد ولكنهما يقالان معا وزعم الفارسى أن تميما تهمز المِئْشارَ وغيرهم لا يهمزه وقالوا صُرْتُ اليه وثُرتُ ـ مِلْتُ ورَبَّيْتُ ورَبَّبتُ فاما رَبَّيْتُ فمن قال انه من رَبَّيْتُ فهو من باب قَصَّيْتُ أظْفَارِى وحكى ابن السكيت رَبَوْتُ في حَجْره ورَبيْتُ فاذا كان ذلك فليس من مُحَوِّل التضعيف انما هو على نقل الفعل من غير التعدى وعسى أن يكون رَبَّيْتُ من هذا الذى حكاه ابن السكيت ورَبَّبتُ من أَرَبَّ بالمكان أو من الرَّبِّ وان قلتَ انه من المحوّل فجائز حسن وقد أَبَنْتُ أحكامَ المحوّل من التضعيف وقالوا جَمَسَ الوَدَكُ وجَمَدَ وليس هذا أيضا بدلا أو لا تَرى أن بعضهم يقول جَمَسَ الوَدَكُ وجَمَدَ الماءُ ولا يقال جَمَسَ الماءُ ولا جَمَدَ الوَدَكُ وكان الاصمعى يخطئ ذا الرمة في قوله

* ونَقْرِى سَدِيفَ الشَّحْم والماءُ جامِس*

ويقال عانَقْتُ الرجلَ وعانَجْتُه وعانَشْتُه ومما يقال بالدال والذال* أبو عبيد* ما ذُقْتُ عَدُوفًا ولا عَدافًا ولا عَذُوفًا ولا عَذَافًا ـ أى ما ذُقْتُ شيأ وقال خَرْدَلْتُ اللحمَ وخَرْذَلْتُه ـ قَطَّعْتُه وفَرَّقْتُه وادْرَعَفَّتِ الابلُ واذْرَعَفَّتْ ـ اذا مَضَتْ على وجوهها واقْدَحَرَّ واقْذَحَرَّ ـ اذا تَهَيَّأَ للسِّبابِ ورجل مدْلٌ ومِذْلٌ ـ وهو الخَفِىُّ الشخصِ القليلُ اللحم* غيره* الدَّحْداحُ والذَّحْذاحُ ـ القصير فاما هو فقال شَكَّ أبو عمرو في

الدَّحْدَاح بالدال أو بالذال ثم رجع فقال بالدال قال أبو عبيد والصواب عندنا بالدال وكذلك اختلف في قولنا أتَتْنا قادِيةٌ من الناس فقالها بعضهم بالذال وكذلك اختلف فى فعلها فقيلَ قَدَتْ تَقْدِى وقيل قَذَتْ تَقْذِى قال أبو عبيد والمحفوظ عندنا بالدال والقادِيَةُ ـ أوّل من يَطْرأ عليك كالطُّحْمة* غيره* طَبَرْزدٌ وطَبَرْزَذ ـ للسُّكَّر ومما يجرى هذا المجرى في الاختلاف قولُهم زَبَرَ وذَبَرَ فاما أبو عبيد فقال زَبَرَهُ يَزْبِرُهُ ويَزْبُره وذَبَره يَذْبِره ويَذْبُره ـ معناهما كَتَبه قال الفارسى المعروف زَبَره ـ كَتَبه وذَبَره ـ قَرأه* أبو عبيدة* زَبَرْتُه وذَبَرْتُه ـ قرأته قراءةً خفية وقال حِمْيَرِىٌّ أنا أَعْرِفُ تَزْبِرَتِى ـ أى كتابى* الاصمعى* قُرْطاطٌ وقُرْطاةٌ وحَجَر أَصَرُّ وأَبَر ـ اذا كان صَلَّادًا صُلْبا وقالوا هو يَحُوسُهم ويَجُوسُهم ـ أى يَطْلُب فَيْئَهم ويقال أَحَمَّ ذلك الشىءُ وأَجَمَّ ـ اذادَنا وحَضَر ورجل مُحارَفٌ ومُجَارَفٌ وهم يُحْلِبُون عليك ويُجْلِبُونَ فاما قولهم أحْلَبْتَ أم أَجْلَبْتَ فليس من هذا الحَيِّز وكيف يكون ذلك وأَمْ لا يكون الآخِرُ فيها إلا غَيْرَ الاوّل وانما قولهم أَحْلَبْتَ ـ أى ولدتْ إبلُك إناثا وأَجْلَبْتَ أى ولدتْ إبلُك ذكورا

باب المحوّل من المضاعف

* قال سيبويه* هذا باب ما شذ فابدل مكان اللام ياء كراهية التضعيف وليس بمطرد عند سيبويه وذلك تَسَرَّيْتُ وتَظَنَّيْتُ وتَقَصَّيْت وأمْلَيْتُ وزعم أن التاء في أَسْنَتَ مبدلة من الياء وزادوا حرفا هو أَخَفُّ عليهم وأَجْلَدُ كما فعلوا ذلك في أَتْلَجَ وبدلُها شاذ هنا بمنزلته في سِتٍّ وكل هذا التضعيف جيد كثير وأما كَلا وكُلٌّ فَكلُّ واحدٍ من لفظ ألا ترى أنك تقول كِلَا أَخَوَيْكَ فيكون مثل مِعًا ولا يكون فيه تضعيف وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون هنانان يريدون معنى هَنَيْن فهذا نظيره يجعل الواحدَ هَنان* قال أبو على* ذكر سيبويه أن بدل الياء في هذه الاحرف شاذ وقد جاء غيرها مما لم أَرَ أحدا حَصَره فمنه قوله عزوجل (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) وأبدل الياء من السين الاخيرة ثم قبها ألفا لانفتاح ما قبلها وبعض ما قيل في قوله تعالى (إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ) من

أن تقديره لم يَتَسَنَّنْ فقلبت النون الثانية ياء ثم قلبت ألفا لتطرّفها وانفتاح ما قبلها وحذفها للجزم ثم جعل مكانها هاء للوقف كما قال عزوجل (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) وقال العجاج

* تَقَضِّىَ الْبازِى اذا البازِى كَسَرْ*

يريد تَقَضُّضَه من الانْقِضاضِ ويقال تَقَصَّيْتُ من القِصَّة وقد رُوِى فلانٌ آمَى من فلانٍ من قولك أَمَمْتُ ـ وهذا مثلُ أَمْلَى في معنى أمَلْ وذَكَرَ التاءَ المنقلبةَ من الياء وقد ذكر فى غير هذا الموضع أن التاء مبدلة من الواو وكلا القولين صحيح وذلك أن أصل أسْنَتَ هو من السَّنةِ وهو القَحْطُ ومعناها أصابهم القحطُ وأصلُ سَنةٍ سَنْوَة فيمن قال سَنَوات فاذا بَنَوْا منها أَفْعَلَ وجب أن يقال أَسْنَيْنَا فقلبت الواو ياء كما يقال أَغْزَيْنا وأَدْنَيْنا وهو من الغَزْوِ والدُّنُوّ وقد مَضَتْ عِلَّةُ ذلك فاختاروا التاء كما قالوا أَتْلَجَ في معنى أَوْلَج وتُجاه وتُراث وهذا كله شاذ لانا لا نقول في تَحَبَّبَ تَجَبَّى ولا في تَحَسَّسَ تَحَسَّى وأصلُ سِتٍّ سِدْسٌ وبَدَلُ التاءِ فيه شاذ لانك لا تقول سُتٌّ ولا في سِدْسٍ من الاظماء سِتٌّ وقوله وكل هذا التضعيف فيه عربىّ كثير ـ يعنى بذلك أن ترك القلب الى الياء عربى جيد اذا قلثَ تَظَنَّيْتُ وتَسَرَّيْتُ وقد جعل سيبويه الياء في تَسَرَّيْتُ بدلا من الراء وأصله تَسَرَّرْتُ وهو من السُّرُور فيما قاله أبو الحسن الاخفش لان السُّرِّيَّة يُسَرُّ بها صاحبُها وقال أبو بكر بْنُ السِّرِىِّ هو عندى من السِّرِّ لان الانسان كثيرا ما يُسِرُّها ويَسْتُرها* قال أبو سعيد السيرافى وأبو على الفارسى* الاولى أن يكون من السِّرِّ الذى معناه النكاح وهو عندهما من شاذ النسب* وقال غير سيبويه* ليس الاصل فيه تَسَرَّرْتُ وانما هو تَسَرَّيْتُ بمعنى ركبتُ سَرَاتَها أى أعلاها وسَراة كل شئ أعلاه وقال غيره انما هو من سَرَيْتُ والقول ما تقدم من أنه تَمَرَّرْتُ وأما كِلَا وكُلٌّ فليس أحدُ اللفظين من الآخر لان موضعيهما مختلفان فكِلَا للتثنية وكُلٌّ للجميع فهذا من جهة المعنى فاما من جهة اللفظ فكِلَا معتلّ وانما هو كمِعًا وكُلٌّ من المضاعف كُدرٍّ وكُرّ ولا يجوز أن تجعل الالف في كِلَا بَدلاً من احدى اللامين في كُلٍّ الا بثَبَتٍ ولا دليلَ على ذلك هذا مذهب سيبويه وكِلَا واحدٌ مضاف الى اثنين كقولك حِجَا أَخَوَيْكَ ومِعَا صاحِبَيْكَ واستدلوا على ذلك بقولك كِلا أخويك قائم فَيُوَحِّدُون خَبَره وكُلّ يُضاف الى المعرفة والنكرة ويُفْرد

كقولك كل القوم وكل رجل وكل قد قال ذاك ولا يضاف كِلَا الا الى معرفة مثناة ولا يفرد وانما ذكر سيبويه كلا وكل في حيز التضعيف النادر المحوّل لِيُرِى أن ألف كِلَا ليست مُحَوّلة من لام كما أن ياء تظنيت وأخواتها محوّلة من نون واختلف النحويون في ألف كلا هل هى ألف تثنية أو من بنية الواحد فقال البصريون كلا مُوَحَّدٌ وهى فِعَلٌ بمنزلة مِعًا على ما تقدم وأضيف الى اثنين والالف عند أبى على منقلبة من واو بدلالة قولهم كِلْتَى فالتاء بدل من الواو والالف علامة التأنيثِ فكِلْتَى كشَرْوَى وهو أيضا مذهب سيبويه ولو كانت الالف علامة التثنية لقلت رأيتُ كِلَىْ أخَوَيْك

تم السفر الثالث عشر ويليه السفر الرابع عشر وأوله

باب ما يهمز فيكون له معنى الخ والحمد لله وحده

(فهرست السفر الثالث عشر من كتاب المخصص)

نعوت الحديث في الايجاز والحسن والقبح والطول

٢

الوطء والعرك

٤٥

الوحي بالقول واللحن «الاشعار بالامر انتشار الامر ظهوره «الهباء الكتاب وآلاته

٤

العض

٤٦

القراءة والجواب

٦

القلب والكب «العثار «آلات الدق

٤٩

التاريخ «الاملال«محو الكتاب وافساده «أسماء الصحيفة

٧

الرحى وما فيها

٥٠

الاستماع «الحفظ «باب الملاهي والغناء

٩

التناول وأخذ الشيء

٥١

أسماء الصنج والعود

١١

التعلق

٥٣

ومن أسماء الطنبور «المزامير

١٣

الملك

٥٤

أسماء عامّة اللهو والملاهي

١٥

الرفق بالشيء والسياسة له واخراجه واظهاره

٥٥

باب الرقص واللعب

١٦

اخفاء الشيء

٥٧

المزاح والفكاهة

١٩

انتزاع الشيء واجتذابه وغمزه

٥٨

الميسر والازلام

٢٠

قلة الرفق بالشيء «أخذ ما ارتفع للانسان من شيء» بسط الشيء» أخذ الشيء برمته وأوله

٦١

الخطر والمراهنة

٢٢

الاخذ وهيئته

٦٣

الافتراع

٢٣

احداث الشيء «معظم الشيء وجماعته

٦٤

التطير والفأل

٢٤

الشيء الكثير

٦٥

التكهت والفراسة

٢٥

باب الزيادة ««الشيء القليل والصغير

٦٦

التقدير

٢٦

الردىء من الاشياء

٦٨

المحاجاة

٢٧

اختيار الشيء واستجادته وتهذيبه

٦٩

التماثم والخيط يستذكر به والرقية

٢٨

التتبع والتتلى في النظر وغيره

٧١

العقد والحل

٢٩

حفظ الشيء وصوته «التضييع والاهمال

٧٢

القطع للاشياء

٣١

الضالة ووجودها «النسيان والتغافل

٧٣

ومن القطع الذي هو خلاف المواصلة الشق

٣٧

سبق الشيء الى القلب وتأثيره فيه

٧٤

الكسر والدق وشدة الوطء

٤٠

الضلال والباطل

٧٥

الذنب

٧٨

عوضا من اللفظ بالواو

١١٣

الاعتذار

٨١

أفعال الايمان

١١٤

العفو والعقاب

٨٢

هذا باب ما عمل بعضه في بعض وفيه معنى القسم

١١٥

التنسك وذكر أعمال البر الايمان

٨٣

بر اليمين وكذبها والمبالغة فيها «نوادر القسم

١١٦

الرشدو الهداية «الوضوء «الاذان

٨٤

تحليل اليمين «قصارك أن تفعل ذاك ونحوه

١١٩

الصلاة

٨٥

المحك واللحاج «الغضب

١٢٠

الدعاء

٨٨

التهيؤ للغضب والقتال ونحوهما

١٢٧

الزكاة

٨٩

الخقد والبغضة

١٢٨

باب النذور «الصوم» العكوف

٩٠

الغض «الاعداء

١٣١

الجهاد «المطوعة «الحج

٩١

الشماتة بالاعداء «الحسد الفرح والاعجاب بالشيء

١٣٣

التقى والتقوى سواء

٩٣

الحزن والاغتمام

١٣٥

البر والصلة والاحسان نظائر الورع

٩٤

البكاء

١٤٠

الوعظ «التوبة والانابة والاقلاع

٩٥

السلوّ عن الحزن

١٤١

العبادة» التأله والزهد

٩٦

الصبر

١٤٢

الخشوع

٩٧

جلاء الشيء وكشفه

١٤٣

التحرج والعفة

٩٩

اعتلاء الشيء والاشراف عليه

١٤٤

الرحة «الرهبانية ونحوها

١٠٠

التقدم والسبق

١٤٦

مواقيت النسك«مواضع التنسك

١٠٢

التأخر والعجز «الاتباع

١٤٨

الكفر ونحوه

١٠٣

الطلب والنية

١٥٠

الاصنام

١٠٤

اللحق والادراك

١٥١

الحلال والحرام

١٠٥

الظفر والوجود» الحمل

١٥٢

الملل والنحل «الحياء

١٠٦

الموالاة في الصيد والعدو والطلب «المجاوزة» العلامة

١٤٥

باب الوقاحة

١٠٨

البراءة من الامر «التتابع على الامر» الايماء

١٥٥

المحالفة والمعاهدة

١٠٩

الملع بالثوب «الزلل والسقوط والصرع

١٥٦

باب نقض العهد «هذا باب حروف الاضافة الى المخلوف به وسقوطها هذا باب ما يكون ما قبل المحلوف به

١١٠

اطراح الشيء وتفريقه

١٥٧

باب ما جاء مثنى من الناس لاتفاق الاسمين

٢٢٩

الحرق «الاقتران «المقاربة في الشيء والخلاقة

١٥٩

ومما جاء مثنى مما هو صفة لقب ليس باسم «ومن أسماء المواضع التي جاءت مثناة

٢٣٠

الامتاع والتملى «البحث عن الامر «بلوغ الشيء وإناء «صيرورة الامر ومصره وعاقبته

١٦٠

باب ما جاء مثنى من المصادر

٢٣١

النقصان

١٦١

باب ما جاء مجموعا وانما هو اثنان أو واحد في الاصل

٢٣٤

انقضاء الشء وتمامه

١٦٢

الاسمان يكون أحدهما مع صاحبه فيسمة باسم صاحبه ويترك اسمه «أبواب النسب

٢٣٦

اتمام الشء واحكامه «احصاء الشيء والاحاطة به

١٦٣

باب الاضافة الى الاسمين اللذين ضم أحدهما الى الآخر فجعلا اسما واحدا

٢٤٢

افساد الشيء ونقضه «باب الترك «الحاجزيين الشيئين

١٦٤

باب الاضافة الى المضاف من الاسماء

٢٤٣

المسافة «ما يقال فيه فعلته لكذا «ضروب الاشياء

١٦٥

باب الاضافة الى الحكاية

٢٤٥

باب الوصف «أسماء الناس وكناهم

١٦٦

هذا باب الاضافة الى الجميع

٢٤٦

كتاب المكنيات والمبنيات والمثنيات باب الآباء

١٦٩

أبواب النفى «النفى في المواضع النفى في الطعام

٢٤٩

باب الآباء

١٧٥

النفى في اللباس والحلى

٢٥٠

باب الامهات

١٨٠

النفى في المال

٢٥١

باب الابناء

١٩٢

باب النفى في القوة والحركة «النفى في الناس

٢٥٢

باب البنات

٢٠٩

النفى في قولهم مالك منه بدّ

٢٥٣

باب أسماء الولد

٢١٧

مالبث أن فعل ذاك «باب

٢٥٤

باب الاخوة

٢١٨

ومما غلب عليه النفى

٢٥٦

باب ذو

٢٢٠

باب ما الابدية

٢٥٧

كتاب المثنيات «باب ماجاء مثنى من أسماء الاجناس وصفاتها

٢٢٣

كتاب الاضداد

٢٥٨

باب الاسمين يضم أحدهما الى صاحبه فيسميان جميعابه

٢٢٧

ومما هو في طريق الضد

٢٦٦

ومما يجرى هذا المجرى من أسماء المواضع

٢٢٨

باب البدل «حروف الابدال

ثلاثة عشر

١٦٧

هذا باب ما تغلب فيه السين صادا في بعض اللغات

٢٧٢

هذا باب حروف البدل من غير أن تدغم حرفا الخ

٢٦٩

باب ما يجيء مقولا بحرفين وليس بدلا

٢٧٤

هذا بابا الحرف الذي يضارع به حرف من موضعه الخ

٢٧١

ومما يجرى مجرى البدل

٢٨٧

باب المحول من المضاعف

٢٨٨

المخصّص - ١٣

المؤلف: أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]
الصفحات: 294
  • نعوت الحديث في الايجاز والحسن والقبح والطول
  • البراءة من الامر «التتابع على الامر» الايماء
  • اتمام الشء واحكامه «احصاء الشيء والاحاطة به
  • الاسمان يكون أحدهما مع صاحبه فيسمة باسم صاحبه ويترك اسمه «أبواب النسب
  • انقضاء الشء وتمامه
  • باب ما جاء مجموعا وانما هو اثنان أو واحد في الاصل
  • النقصان
  • باب ما جاء مثنى من المصادر
  • الامتاع والتملى «البحث عن الامر «بلوغ الشيء وإناء «صيرورة الامر ومصره وعاقبته
  • ومما جاء مثنى مما هو صفة لقب ليس باسم «ومن أسماء المواضع التي جاءت مثناة
  • الحرق «الاقتران «المقاربة في الشيء والخلاقة
  • باب ما جاء مثنى من الناس لاتفاق الاسمين
  • اطراح الشيء وتفريقه
  • باب نقض العهد «هذا باب حروف الاضافة الى المخلوف به وسقوطها هذا باب ما يكون ما قبل المحلوف به
  • الملع بالثوب «الزلل والسقوط والصرع
  • المحالفة والمعاهدة
  • باب الوقاحة
  • افساد الشيء ونقضه «باب الترك «الحاجزيين الشيئين
  • التأخر والعجز «الاتباع
  • جلاء الشيء وكشفه
  • التحرج والعفة
  • اعتلاء الشيء والاشراف عليه
  • الرحة «الرهبانية ونحوها
  • التقدم والسبق
  • مواقيت النسك«مواضع التنسك
  • الكفر ونحوه
  • الموالاة في الصيد والعدو والطلب «المجاوزة» العلامة
  • الطلب والنية
  • الاصنام
  • اللحق والادراك
  • الحلال والحرام
  • الظفر والوجود» الحمل
  • الملل والنحل «الحياء
  • باب الاضافة الى الاسمين اللذين ضم أحدهما الى الآخر فجعلا اسما واحدا
  • باب الاضافة الى المضاف من الاسماء
  • الصبر
  • ومما غلب عليه النفى
  • ومما يجرى مجرى البدل
  • هذا بابا الحرف الذي يضارع به حرف من موضعه الخ
  • باب ما يجيء مقولا بحرفين وليس بدلا
  • هذا باب حروف البدل من غير أن تدغم حرفا الخ
  • هذا باب ما تغلب فيه السين صادا في بعض اللغات
  • ثلاثة عشر
  • باب البدل «حروف الابدال
  • ومما يجرى هذا المجرى من أسماء المواضع
  • ومما هو في طريق الضد
  • باب الاسمين يضم أحدهما الى صاحبه فيسميان جميعابه
  • كتاب الاضداد
  • كتاب المثنيات «باب ماجاء مثنى من أسماء الاجناس وصفاتها
  • باب ما الابدية
  • باب ذو
  • باب الاخوة
  • المسافة «ما يقال فيه فعلته لكذا «ضروب الاشياء
  • النفى في اللباس والحلى
  • باب الاضافة الى الحكاية
  • باب الوصف «أسماء الناس وكناهم
  • هذا باب الاضافة الى الجميع
  • كتاب المكنيات والمبنيات والمثنيات باب الآباء
  • أبواب النفى «النفى في المواضع النفى في الطعام
  • باب الآباء
  • باب الامهات
  • مالبث أن فعل ذاك «باب
  • النفى في المال
  • باب الابناء
  • باب النفى في القوة والحركة «النفى في الناس
  • باب البنات
  • النفى في قولهم مالك منه بدّ
  • باب أسماء الولد
  • الخشوع
  • العبادة» التأله والزهد
  • الوطء والعرك
  • المزاح والفكاهة
  • المحاجاة
  • الردىء من الاشياء
  • التقدير
  • باب الزيادة ««الشيء القليل والصغير
  • التكهت والفراسة
  • الشيء الكثير
  • التطير والفأل
  • احداث الشيء «معظم الشيء وجماعته
  • الافتراع
  • الاخذ وهيئته
  • الخطر والمراهنة
  • قلة الرفق بالشيء «أخذ ما ارتفع للانسان من شيء» بسط الشيء» أخذ الشيء برمته وأوله
  • الميسر والازلام
  • انتزاع الشيء واجتذابه وغمزه
  • اخفاء الشيء
  • التماثم والخيط يستذكر به والرقية
  • الاستماع «الحفظ «باب الملاهي والغناء
  • الوحي بالقول واللحن «الاشعار بالامر انتشار الامر ظهوره «الهباء الكتاب وآلاته
  • العض
  • القراءة والجواب
  • القلب والكب «العثار «آلات الدق
  • التاريخ «الاملال«محو الكتاب وافساده «أسماء الصحيفة
  • الرحى وما فيها
  • التناول وأخذ الشيء
  • باب الرقص واللعب
  • أسماء الصنج والعود
  • التعلق
  • ومن أسماء الطنبور «المزامير
  • الملك
  • أسماء عامّة اللهو والملاهي
  • الرفق بالشيء والسياسة له واخراجه واظهاره
  • اختيار الشيء واستجادته وتهذيبه
  • التتبع والتتلى في النظر وغيره
  • السلوّ عن الحزن
  • الغض «الاعداء
  • المحك واللحاج «الغضب
  • الدعاء
  • التهيؤ للغضب والقتال ونحوهما
  • الزكاة
  • الخقد والبغضة
  • باب النذور «الصوم» العكوف
  • الجهاد «المطوعة «الحج
  • تحليل اليمين «قصارك أن تفعل ذاك ونحوه
  • الشماتة بالاعداء «الحسد الفرح والاعجاب بالشيء
  • التقى والتقوى سواء
  • الحزن والاغتمام
  • البر والصلة والاحسان نظائر الورع
  • البكاء
  • الوعظ «التوبة والانابة والاقلاع
  • الصلاة
  • الرشدو الهداية «الوضوء «الاذان
  • العقد والحل
  • الضلال والباطل
  • حفظ الشيء وصوته «التضييع والاهمال
  • القطع للاشياء
  • الضالة ووجودها «النسيان والتغافل
  • ومن القطع الذي هو خلاف المواصلة الشق
  • سبق الشيء الى القلب وتأثيره فيه
  • الكسر والدق وشدة الوطء
  • الذنب
  • بر اليمين وكذبها والمبالغة فيها «نوادر القسم
  • عوضا من اللفظ بالواو
  • الاعتذار
  • أفعال الايمان
  • العفو والعقاب
  • هذا باب ما عمل بعضه في بعض وفيه معنى القسم
  • التنسك وذكر أعمال البر الايمان
  • باب المحول من المضاعف