
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
...... ـ أى بأرض الرِّيف حيث النَّباتُ المَأْد الناعِمُ ومنه
قول الآخر
نَبَتُّم
نَبَاتَ الخَيْزرانِىِّ فى الثَّرَى
|
|
حَدِيثًا مَتَى
ما يَأْتِك الخَيرْ يَنْفَعا
|
وهو مأْخُوذ من
الخَيْزُرَان المعروفِ للِينه وتَثَنِّيه* وقال غيره* إنما كَنَّى بِبلاد
الخَيْزُران عن بُعْد بِلادِهم لأن الخَيْزُرانَ إنما يَنْبُتُ فى بلاد الرّوم
والهِنْد* والعَسَطُوس ـ الخَيْزُرانُ* صاحب العين* وقيل شَبِيهٌ به* أبو حنيفة*
فاذا مالَتْ أفنانُ الشَّجَر من الرِّىِّ واللِّين فتَهدَّلتْ فذاك الهَدَال وهو
غيرُ الهَدَال المخصوصِ بعينه قال ابن أحمَر ووصَف نساء
__________________
وهُنَّ
كأنَّهُنَّ ظِبَاءُ مَرْدٍ
|
|
ببَطْنِ كَرَاءَ
يَسْفَفْنَ الهَدَالا
|
فجعَل ما تَهدَّل
من أفْنانِ الأَرَاك هَدَالا وإذا تَهَدَّلتْ أفنانُ الشجَرةِ من نَعْمَتِها
واستَرْسلَتْ فقد أهْدَبَتْ وهى هَدْباءُ فان بلَغ التَّهدُّل إلى أن يكونَ على
الأرض حتى يَتَوطَّأَه الناسُ فهو الصَّرِيع وهو يُخْتار للقِدَاح لأن التُّراب
يُصِيبه ويُدَاس فيَصْلُب وأنشد
وأصْفَرَ من
صَرِيعِ النَّبْعِ فَرْعٍ
|
|
به عَلمانِ من عَقْبٍ
وضَرْسِ
|
وقال مَعَد
الشجَرُ وثَأَدَ وناعَمَ وشجَرٌ ناضِرٌ ونَضِرٌ ونَضِير ـ اذا كان أخضَرَ حَسَنا
وقال أنْضَرَ العُودُ ـ صارَ إلى النَّضَارة* وأنشد
وأنْكَرْتَ
منُهنَّ الحدِيثَ الذى مَضَى
|
|
لعَهْد الصِّبَا
اذ كان عُودُكَ مُنْضِرا
|
وقال نَضَر
النَّباتُ* صاحب العين* يَنْضُر نَضْرا ونَضْرةً ونَضَارة ونُضُورا والناضِرُ ـ الشَّديدُ
الخُضْرة يقال أخْضَرُ ناضِرٌ كما يُقال أَبْيَضُ ناصِعٌ* أبو عبيد* نَضِر
النَّباتُ ونَضُرَ* اللحيانى* وقد أنْضرَه المَطَرُ* أبو حنيفة* ونَضَرَه الله
وإذا لانَ الشَّجَرُ وتَناعَمَ فاستَرْسلَ قيل اغْدَوْدَنَ وهو شَجَرٌ غُدَانِىٌّ
والخَصَلَاتُ أطْرافُ القُضْبانِ الرَّطْبةُ اللِّينةُ واحدتُها خَصْلةٌ وخُصْلة
والخُرْعُوبة والخَرْعَبُ الخُوْط الناعِمُ الحديثُ النَّبَات الذى لم يَشْتَدَّ
وأنشد
* كَخُرْعُوبةِ الْبانَةِ المُنْفَطِرْ*
* قال أبو على*
حَمَله على الغُصْنِ* على* هو على النَّسَب كقوله تعالى (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) * ابن دريد* شجَرٌ غِزْيَدٌ ـ ناعِمٌ غَضٌّ قال الراجز
* حَوَائِطَا ناعِمَ ضالٍ غِزْيَدًا*
وقد تقدم فى
عامَّة النَّبَاتِ وقال الأُمْلُود والأُمْلُوجُ ـ الغُصْن الناعِمُ وقيل
الأُمْلُوج ـ العِرْق من عُرُوق الشّجر يُغْمَس فى الثَّرَى فيكون لَدْنا
الأوصاف التى تَعمُّ الأشجار فى عِظَمها
* أبو عبيد*
الرَّبُوض ـ الشجرةُ العظيمةُ وأنشد
* تَجَوّفَ كُلَّ أرطاةٍ رَبُوضٍ*
__________________
* أبو حنيفة* هى
العَظِيمة الواسِعة وجمعها رُبُضٌ ومنه قيل للقَرْية العظيمةِ رَبُوضٌ ـ أى ذات
رَبَض ـ يعنى بالرَّبَض الناحِيةَ وأراد الجمعَ ـ أى أنها ذاتُ أرباضٍ كأرْباض
المَدِينة* أبو عبيد* الدَّوْحة ـ العظيمةُ* أبو حنيفة* هى المُفْترِشَة ومنه قيل
للبَيْت الواسِع دَوْح ومظَلَّة دَوْحة وقيل للبطن اذا عظُم انْداحَ والرَّدَاح ـ مثل
الدَّوْحة وأنشد
أما تَرَى بكلِّ
عَرْضٍ مُعْرِضِ
|
|
كُلَّ رَدَاحٍ
دَوْحةِ المُحوَّضِ
|
مُحَوَّضها ـ الشَّرَبَة
التى تُجْعل حولها لتُسْقَى فيها ومنه قيل للمرْأة البادن العَرِيضةِ رَدَاح وكذلك
الكَتِيبةُ العظيمةُ والجمع رُدُح وكذلك كلُّ ضَخْم ثَقيل* ابن السكيت* دَوْحةٌ
مِحْلالٌ ـ يُحَلُّ تحتَها كالتَّلْعة المِحْلال* أبو حنيفة* واذا عَظُمت الشجرةُ
فهى هَيْكلَةٌ والجمع هَيْكلٌ وأنشد
* فى هَيْكلِ الضَّالِ وأرْطَى هَيْكَلِ*
ومنه قيل للفَرَس
العظيمِ التامِّ الأوْصال هَيْكَلٌ* غيره* شَجَرةٌ ضِنَاك غَلِيظةُ المُؤَخَّر
وكذلك النَخْلَةُ* ابن دريد* شَجُرةٌ سَهْوَق ـ طويلَةُ الساقِ* أبو زيد* ذهبَتِ
الشجرَةُ هَجْرا ـ أى طُولا وعِظَما وهذا أهْجَرُ من هذا ـ أى أعظَمُ* صاحب العين*
هَدَبُ الشجرةِ ـ طُوْلُ أغْصانِها وتَدَلّيها وقد هَدِبتْ هَدَبا فهى هَدْباءُ*
أبو حاتم* غَطَتِ الشجرةُ وأغْطَت طالَتْ أغْصانُها وانْبَسطت على الأرض
صِغَار الشَّجر ودِقَاقها
* أبو حنيفة*
الفَرْش من الشجَر والحَطَب ـ الدِّقُّ الصِّغَار قال وأحْسَبه مأخُوذا من فَرْش
الابِل ـ وهى صِغَارها والجَلَاذِىُّ من الأَثْل ـ صِغارُه وأنشد
بَغِيضٌ الىَّ
أن تَرَى ما بَقِى لَهَا
|
|
جَلَاذِىُّ
طَلْحٍ بالشَّرَى رَمْلِ عَبْقَرِ
|
والبَجَلات ـ صِغَار
الشَّجَر الواحدة بَجْلةٌ وهذا من الأضداد يقال للعظيم بَجِيل قال كُثَيِّر فى
البَجَلات
* بَجَلاتِ طَلْحٍ قد خُرِفْنَ وَضالِ*
__________________
خُرِفْن ـ أصابَها
الخَرِيفُ ـ وهو آخِر أمطارِ السَّنَة يأتِى فى وَقْتِ الخِرَاف والجُدَّاد ـ صِغَار
الشجَر الواحدة جُدَّادةٌ* قال الطرِمَّاح يَصِف ظبيةً
تَجْتَنِى
ثامِرَ جُدَّادِهِ
|
|
من فُرَادَى
بَرَمٍ أو تُؤَامْ
|
* ابن السكيت* التَّفِرَةُ ـ كُلَّ ما
اكتَسَبَتْه الماشِيَةُ من حَلَاواتِ الخُضَر وأكثَرُ ما تَرْعاه الضأنُ وصِغَارُ
الماشِية وهى أقَلَّ من حَظِّ الابِلِ وهى تكونُ من جميع الشَّجَر والبَقْلِ وقيل
هى من الجَنْبة* أبو على* بعضُهم يُعَشِّبُها وبعضُهم يُبَقِّلُها وقد قيل هى من
القَرْنُوة* صاحب العين* العَشَّة من الشَّجَر ـ الدَّقِيقةُ القُضْبانِ وقيل هى
التى لا تُوَارِى ما وَرَاءَها والاسم العَشَشُ* غيره* شَجَرةٌ هَرِعَة دَقِيقةُ
الأغْصانِ
بابٌ فى اثْمار الشجَر والنَّبَات
* قال أبو حنيفة*
اذا انتَثَرَ وَرْدُ الشَّجَر أو النَّبْتِ وعقَد الثَّمَرُ قيلَ أثْمَرَ
وثَمَّرَ* قال أبو النجم
* ناعِمَة النبْتِ مُثَمِّرات*
وقال الله تعالى
فى الاثْمار (انْظُرُوا إِلى
ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ) ويُقرأ الى ثُمُره* قال* وقال أبو عبيدة هو جَمْع ثِمَار
مثلُ حِمَار وحُمُر وثِمَارٌ جمعُ ثَمَرٍ مثل جَبَلٍ وجِبَال* وحكى سيبويه*
ثَمُرَةً ولم يُفَسِّر ما هِىَ* قال الفارسى* لم يَحْكِها إلا هو وسألت عنها أبا
بَكْرٍ فقال أخبرنى أبو العَبَّاس أحمدُ بنُ يَحْيَى أنها الثَّمَرة عينُها*
سيبويه* والجمع ثَمُرٌ ولا يُجْمَع على غير ذلك الا بالألف والتاء لِقلَّة هذا
البناء فى كلامهم* أبو عبيد* شَجَرةٌ ثَمِيرةٌ فى شجَرٍ ثُمُرٍ ـ أى كثيرةُ
الثَّمَر قال وقال بعضهم فى الثَّمَر الثَّيْمَارُ قال الطرِمَّاح ومَدَحَ رجلا
حتَّى تركْتَ
جَنَابَهُمْ ذا بَهْجَةٍ
|
|
وَرْدَ الثَّرَى
مُتَلَمِّعَ الثَّيْمارِ
|
واذا كَثُر حَمْلُ
الشجرةِ أو ثَمَرُ الأرضِ فهى ثَمْرَاءُ قال أبو ذؤيب فى صفة نحل
يَظَلُّ على
الثَّمْراءِ منها جَوَارِسٌ
|
|
مَرَاضِيعُ
صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقَابُها
|
* وقال السكرى* الثَّمْراء هنا ـ موضِعٌ
بعينه* أبو حنيفة* فأما الثامِرُ من الشَّجَر فانَّا لم نَجِدْهم يقُولونَ ثَمَرتِ
الشجَرةُ فلذلك صُرِف ما جاء فى الكلام من الثَّامِر الى أنَّ المُرادَ به ذو
الثَّمَر ومما جاء فى الثامِر قولُ الطِّرِمَّاح ووصَف ظبْيةً
* تَجْتَنِى ثامِرَ جُدّاده*
وقد تقدّم البيتُ*
قال* وقال أبو نصر الثامِرُ ـ ذُو الثَّمَر والمُثْمِر ـ الذى بلَغ أن يُثْمِرَ*
قال أبو على* اختلَفُوا فى الثاء والميمِ من قوله تعالى (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ) فقرَأها بعضُهم بفتْحهما وبعضهم بضمِّهما فوَجْه قراءةِ من
فتح أن سيبويه قد يَرَى أن الثَّمَر جمعُ ثَمَرة ونظيره مما قال بَقَرة وبَقَر
وشَجَرة وشَجَر وخَرَزة وخَرَز ويدل على أن واحد الثَّمَر ثَمَرةٌ قولُه تعالى (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ
وَالْأَعْنابِ) وقد كَسَّروه على فِعَال فقالوا ثِمَار كما قالوا أكَمَةَ
وإكَام وجَذَبة وجِذَابٌ ورَقَبة ورِقَاب فأمَّا قولُ مَن قرأ من ثُمُره فانه
يحتَمِل وجهينِ الأبْينُ أن يكونَ جمعَ ثَمَرةً على ثُمُر كما جمع خَشَبةً على
خُشُب فى قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ
مُسَنَّدَةٌ) وكذلك أكَمَة وأُكُم ونظيره من المعتل ساحَة وسُوْح
وقارَةٌ وقُوْر وناقَةٌ ونُوْق ولابَةٌ ولُوْب والآخَر أن يكون جَمعَ ثِمَارا على
ثُمُر فيكونُ ثُمُر جمْعَ الجمعِ وجمعُوه على فُعُل كما جمعُوه على فَعَائِلَ فى
قولهم جِمَال وجَمَائِلَ ولم أعلم سيبويه ذكر تكسيره على فَعائِلَ ولا يمتَنِع فى
القِيَاس ألا تَرى أنَّ فُعُلا جمعٌ للكثِير كما أن فَعَائِل جمْع له وجمُعوه
بالألف والتاءِ فى قِرَاءة من قَرَأ «كأنَّه جِمَالاتٌ صُفْرٌ» فأما قولُه فى
الكْهف «وأُحِيطَ بثُمُره» وثَمَره فقد فَسَّروا الثُّمُر أنه من تَثْمِير المال ورُوِى
عن مجاهِد (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) قال ذَهَبٌ ووَرِقٌ وكأن الذَّهبَ والوَرِق قيل له ثَمَر
على التَّفاؤُل لأن الثَّمَر نَمَاءٌ فى ذِى الثَّمَرة وكان الثَّمَرُ الذى هو
الجَنَى أشْبَهَ فى التفسير من الذَّهَب والفِضَّة لأنه أشدُّ مشاكَلَةً بالمذكُور
معه ألا تَرَى أنَّه قال تعالى (وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ
وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ * وَفَجَّرْنا
خِلالَهُما نَهَراً وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ) فالثَّمَر الذى هو الجَنَى أشْبَهُ بالنَّخْل والأَعنابِ
من الذَّهَبِ
والوَرقِ بهما ويدل على أن الثَّمَر ونحوه جَمْعٌ قوله تعالى (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) وقولُه (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ
نَخْلٍ خاوِيَةٍ) فانما جاء على التأنيث بمعْنَى الجمع كما جاء على
التذْكِير فى نحو (مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ) و (أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) على تذكير اللَّفْظِ وان كان المعنى الجمعَ وذكر سيبويه
ثُمُر فيجُوز أن يكونَ ثَمَر جُمِع على ثُمُر كما جُمِع فَعِلٌ على فُعُلٍ وذلك
قولهم نَمِر ونُمُرٌ وقال
* فيها عَيَايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ*
* ابن السكيت*
الحِصَّرم ـ ما لم يُجْنِ من الثَّمَر* ابن دريد* الكَحْب الحِصْرِمُ الواحدة
كَحْبَةٌ يَمَانِيَة وقد تقدّم أن الكَحْبة الدُّبُر بلُغَتهم والكَحْم الحِصْرِمُ
يَمانِيَة أيضا* أبو حنيفة* اذا عَقَدَ الشَّجَرُ فالثَّمَرة غَضَّة ومَعْدَةٌ
وبَغْوَةٌ والجمع مَعْد وبَغْوٌ* صاحب العين* ثَمَرة مُغْضِفَة ـ غَضَّة وفى حديث
عُمَر رضى اللهُ عنه النَّهْىُ عن بَيْعِ الثَّمَرة وهى مُغْضِفَةٌ ـ أى لم يَبْدُ
صَلاحُها* أبو حنيفة* فاذا ارتَفَعَتْ عن ذلك ولَمَّا تَطِبْ فهى نَهِيئَةٌ
بَيِّنَةُ النَّهَاءَةِ والنُّهُوءَةِ وهى كذلك إلى أن تُدْرِكَ وقال حِمْل
الشَّجَرَةِ والنَّخْلة ما لم يَكْبُر ويَعْظُمْ فاذا كَبُرَ فهو حَمْل بالفتح
والحامِلُ منها المُطْعِمُ* ابن السكيت* الحَمْل ـ ما كانَ على رَأْس الشَّجَرَةِ
والحِمْل ـ ما حُمِلَ على الظَّهْر* صاحب العين* الحِمْل بالكسر ـ ما ظَهَر من
ثَمَر الشَّجَر والحَمْل بالفتح ـ ما بطَنَ منه كأنَّه ذهَب به إلى ما تَحْمِله
المرأةُ فى البَطْن وهى الحِمَال وذهَب أبو على إلى أن الحِمَالَ واحد وفى الحديث «هذا
الحِمَالُ لا حِمَالُ خَيْبَرْ» ـ يعنى ثَمَرَ الجنة ذهَب إلى أنه لا يَنْفَدُ*
أبو حنيفة* فأما الشَّجَر الذى قارَبَ أن يُثْمِرَ فانه يُقالُ له المُلُّمِ فاذا
طابَتِ الثَّمَرَةُ شيأ حتى تُؤْكلَ قيل أطْعَمَتْ* صاحب العين* اطَّعَمَتِ
الشَّجَرَةُ ـ أدْرَكَتْ ثَمَرَتُها ـ يعنى أخذَتْ طَعْما وطابَت وأطْعَمَتْ ـ أدْرَكَتْ*
أبو حنيفة* وكذلك آكَلَتْ* قال صاحب العين* والاسم الأُكْل* أبو حنيفة* أجْنَتِ
الشَّجَرَةُ ـ اذا طابَتْ ثمرتُها وأمكَن أن تُجْتَنَى وأنشد
أَصَكُّ
مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى
|
|
له بالسِّىِّ
تَنُّوم وآءُ
|
قال فان كانتْ مما
تَحْلُو ثَمَرَتُها قيل حَلُوَت الثَّمَرَةُ حَلَاوَةً واحْلَوْلَتْ* ابن
الأعرابى*
حَلُوَتْ وحَلَتْ
وحَلِيَتْ* ثعلب* أحْلَتْ* أبو حنيفة* فاذا طابَتْ وبَلَغَتْ قيل أيْنَع الشَّجرُ
ويَنَع يَيْنِع ويَيْنَعُ يَنْعا ويُنْعا ويُنُوعا وثَمَر يانِعٌ ومُوْنِع
ويَنِيعٌ وأنشد
كأنَّ عَلى
عَوَارِضِهِنَّ راحًا
|
|
يُفَضُّ عليه
رُمَّانٌ يَنِيعُ
|
واذا عَجَّلت
الشجرةُ بالاثْمار وباليَنْع قيل بَكَّرتْ وأبكرَتْ وبَكَرتْ تَبْكُر بُكُورا وهى
بَكُور وجمعُها بُكُر واذا كان ذلك عادَتَها فهى مِبْكار والثَّمَرة باكُورةٌ
وكذلك الغيثُ اذا بَكَّر فى أوّل الوسْمِّى باكُور والمِسْلاف والمُسْلِفُ
كالمِبْكار وقد تقدم المُسْلِف فى أسْنان النِّساء وإذا أخَّرت فهى مِثْخارٌ وأنشد
تَرَى العَضِيدَ
المُوْقِرَ المِثْخارَا
|
|
من وَقْعِه
يَنْتَثِر انْتِثَارا
|
فان كانت الشجرةُ
حَمَلتْ أوّلَ حَمْلها فهى بِكْر والجمْع أبكارٌ ومنه قول الفرزدق* أو أبكارُ
كَرْم يُقَطَّفُ* فان تأخَّر يَنْعُ الثَّمَرة حتى يُدْرِكها البَرْدُ فيَذْهَبَ
طعْمُها قيل أقْمَر الثَّمَرُ فان أيْنَعتْ ثم بَقِيتْ لم تُؤْكَلْ حتى تَسْوَدَّ
وتَعْفَنَ قيل هَمَدتْ* ابن الأعرابى* خَمَدتْ كذلك* أبو حنيفة* وكلُّ مَا لم
يَسْتَحْكِم طعْمُه فهو خَمْط قال الله تعالى (ذَواتَيْ أُكُلٍ
خَمْطٍ) والأُكُلُ ـ الثمرةُ قَلِيلا كان أو كَثِيرا قال الهذلى فى
وصْف الخمْر
عُقَارٌ كماء
النِّىءِ ليسَتْ بخَمْطةٍ
|
|
ولا خَلَّةٍ
يَكْوِى الشُّرُوبَ شِهابُها
|
أى لم تَسْتَحكِمْ
ولا هى حامِضةٌ هى جَيّدةُ الطَّعْم وقيل الخَمْط ذُو الشَّوْك واذا كَثُر حمل
الشجَرةِ قيل أوْقرَتْ فهى مُوْقِر والجمع مَوَاقِرُ قال ولو أردتَ أنَّ اللهَ
أوْقَرَها فقلت مُوْقَرة كان صَوابا واذا كَثُر حَمْل الشجرةِ قيل أتَتِ الشجَرةُ
أَتْوا وأَتَى المالُ إتاءً كَثُر وكذلك الماشِيَةُ ويقال أرَاعَتِ الشجرَةُ
وراعَتْ ـ كَثُر حملُها ورَيْع كلِّ شئٍ ـ إتَاؤُه قال وكلُّ شَجرةٍ أراعَتْ فانه
يُقال ما أكْثَرَ نَزَلَها ونُزْلَها وكذلك كلَّ ذِى رَيْع* غيره* أنْزلتْ ـ كَثُر
نُزْلُها ونَزَلت قَلِيلةٌ وقالوا شجرَةٌ نَزَلَةٌ* أبو حنيفة* فان جاءت بثَمرةٍ
بعد ثَمَرةٍ فتلك الخَلِفة واللّحَقُ وقد أخْلفَتْ وألْحقتْ وقال خَلَفَت الثمرةُ
بعضُها بَعضا خَلَفا وخِلْفةً ـ اذا صارتْ خَلَفا من الأُولَى وأنشد
ولها
بالماطِرُونِ اذا
|
|
أكلَ النملُ
الذى جَمَعا
|
خِلْفةٌ حتَّى
اذا ارتبَعتْ
|
|
نَزَلتْ من
جِلِّقٍ بِيَعا
|
ويُقال للشَّجَرة
والعُشْب اذا أدْركَ ثمرُه أحْنطَ وحَنَط يَحْنط حُنُوطا قال الطرِمَّاح ووَصَف
وحْشا
تَقَمَّعُ فى
أظْلالِ مُحْنِطةِ الجَنَى
|
|
صِحَاحَ المآقِى
ما بِهِنَّ قُمُوع
|
تَقَمَّعُ ـ تَطْرُد
عنها القَمَع ـ وهو ضَرْب من الذِّبَّان يَعْترِيها وقال آخَرُ فى حَنَط
* والدِّنْدِنُ البالِى وحَمْضٌ حانِطُ*
وغُلامٌ حانِطٌ ـ مُدْرِك
وقد تقدّم قال واذا لم تَحْمِلِ الشجرةُ عامًا بعْد أن كانتْ تَحْمِل قيل أخْلَفتْ
وحالَتْ تَحُول حِيَالا وهى شجرَةٌ حائِلٌ فى شجرٍ حَوَائِلَ كما يقال فى
الماشِيَة فاذا حَمَلت عامًا ولم تَحْمِل عامًا فقد عاوَمَتْ فاذا أخذْتَ
الثَّمَرَ من الشجَر أو لقَطْته من تحتِها فذاك جَنًى ويُؤنَّث فيُقال جاءنا
بجَنَاةٍ طَيِّبةٍ وكذلك كلُّ شئ مثلِه حتى الكَمْأةِ والفُطُر وحتَّى العَسَل
وأخذُك ذلك كلَّه اجْتِناء وهو جَنًى وجَنِىٌّ مادامَ طَرِيًّا وجمع الجَنَى
أجْناءٌ* قال أبو على* قال ثعلبٌ أجْنتِ الأرضُ ـ كَثُر جَنَى ثَمَرِها وقد قدّمت
الاجْناء فى الكَلِا على لفظ هذا الفِعْل عن أبى عبيدة* أبو حنيفة* اللَّقَاط
واللُّقَاط ـ لُقَاط الثَّمَرةِ* ابن الأعرابى* وقد ألقَطَتِ الثمرةُ* أبو حنيفة*
اذا جَنَيْت الثَّمَرَ فقد خَرَفْته تَخْرُفُه خَرْفا وكذلك النخلُ ومثله هَدَبْته
أَهْدِبه هَدْبا وقال قَطَفْت الثمرَ أقْطِفُه قَطْفا ـ اذا أخذْتَه من شجَرِهِ
والقِطْفُ ـ اسمُ الثِّمَار المَقْطُوفَةِ والجمع القُطُوف قال الله عزوجل (قُطُوفُها دانِيَةٌ) والقَطْفُ ـ الفِعْل والقِطَافُ ـ اسمُ وقْتِ القَطْفِ*
ابن السكيت* هو القَطَافُ والقِطَاف* أبو حنيفة* وإذا أثْمَرَ الشَّجَرُ قيل
أعْبَلَ وقد تقدّم الاعْبالُ فى الايراقِ والتَّسَلُّب وقال أبْزَرَ النَّبَاتُ
وبَزَّرَ ـ إذا أدْرَكَ بِزْرُه وقال وادٍ مُغِنُّ ـ أدْرَكَتْ ثَمَرَتُه* ابن
دريد* فى الحديث «مَنْ أجْبَى فقد أرْبَى» وفُسِّر اشتَرَى الثمرةَ قَبْل
إدْرَاكِها وكل ثَمَر استَحكَم فهو مَزَرَة وقد مَزُرَ يَمْزُرُ مَزَارةً* ابن
السكيت* أطَاعَ الشَّجَرُ ـ أدْرَكَ ثمرُه وكذلك المَرْعَى وأنشد غيره
* جَرادٌ قد أطَاعَ له الوَرَاقُ*
صاحب العين*
جُمَّاع الثَّمَرِ ـ أن تَجْتَمِعَ بَرَاعِيمُهُ فى موضِعٍ واحد على حَمْلِه وأنشد
ورَأْسٍ
كجُمَّاعِ الثُّرَيَّا ومِشْفَرٍ
|
|
كَسِبْتِ
اليَمَانِى ماهِلٍ حِينَ يَمْرَح
|
أسماءُ أصُولِ الشجَرِ وأعَالِيها
* ابو عبيد*
الأَسْتَنُ ـ أُصُولُ الشَّجَر واحدتُها أسْتَنَةٌ* أبو حنيفة* الأَسْتَنُ ـ شَجَر
يَفْشُو فى مَنَابِتِه ويَكْثُرُ وإذا نَظَر الناظِرُ إليه من بُعْد حَسِبه
شُخُوصا* ابن السكيت* القَصَرُ ـ أُصُول الشَّجَرِ والنَّخْل قال وقرأ بعضُ
القُرَّاء «إنَّها تَرْمِى بِشَرَرٍ كالقَصَر» * أبو حنيفة* القَصَرة والعَجُزُ من
الشَّجَرة ـ أصْلُها الذى يَلِى الأرضَ ويُقال لما فى جَوْف الارضِ من أصْلِها
أَرُومَتُها والجمعُ أَرُوم ومنه قيل للرجُل الشريف إنَّه لَفِى
أَرُومة صِدْق* صاحب العين* عُرُوق الشجَرة وغيرِها ـ أطْنابٌ تَتَشَعَّب منها
واحدُها عِرْق وكذلك العِرْقاة ومنه «اسْتَأْصَلَ اللهُ عِرْقاتَهم» وعِرْقاتِهم
كأنه جمع عِرْقةٍ وقد أعْرَق الشجرُ والنباتُ وعَرَّق ـ اذا امتَدَّت عُرُوقُه
وعُرِفت وُجُوهه* أبو حنيفة* الجَذَامِيرُ والجُذُور ـ الأُصُول الواحدُ جُذْمُور
وجَذْرٌ وكلُّ أصْل جَذْر والجِعْثِنُ ـ أصْلُ كلِّ شجَرةٍ الا شجرةً لها خَشَبةٌ*
صاحب العين* الجِنْثُ ـ أصْلُ الشجرَة وهو العِرْق المستَقِيمُ أَرُومتُه فى
الأرضِ ويُقال هو من ساقِ الشجرةِ ما كانَ فَوْقَ العُرُوق* ابن الأعرابى*
أَرَامِلُ العَرْفَجِ ـ أصُولُه وأنشد
* قُيِّدَ فى أرَامِلِ العَرَافِج*
* ابن دريد*
الشُّغْنُبُ والشُّغْنُوب ـ أعْلَى أغْصانِ الشَّجَرِ* ابن السكيت* الجِذَاء ـ أصُولُ
الشجرِ العِظامِ العادِيَّة التى بَلِىَ أعْلاها وبَقِىَ أَسْفَلُها
باب اليابِس من الشجر والخَشِنِ
* أبو حنيفة* إذا
لم يَجِدِ الشجَرُ رِيَّه فخَشُنَ من غير أن تَذْهَب تُدُوَّته قيل
__________________
شَظِف شَظَفا
وشَظَافةً وهو شجَرٌ شَظِف وشَظِيف قال رؤْبَةُ وذكر كِبَره
* وعادَ عُودِى كالشَّظيف الأَخْشَنِ*
وقد صَمَل حينئذٍ
يَصْمُل صُمُولا فهو صامِلٌ وصَمِيل وكَلِبَ كَلَبا وأرضٌ كَلِبةُ الشَّجَر أى
خَشِنٌ يابِسٌ لم يُصِبْه الرَّبِيعُ فَيلِينَ وكذلك الأَعْشَم من الشَّجَر
الواحدة عَشْماءُ وقد عَشِم الشجرُ عَشَما وتَعَشَّمَ ومنه قيل للشَّيْخ عَشَمةٌ*
قال أبو على* عَشِبَ وعَشِمَ عاقَبُوا بينَهُما وقالوا قياسا عليه شَيخٌ عَشَمَة
وعَشَبةٌ* ابن السكيت* أرضٌ عَشْماءُ ـ يُرَى فيها شُجَيْر يابِسٌ ويقولُ الرائِدُ
اذا أجْدَبَ وجَدْت أرضًا أرْماءَ عَشْماءَ فالعَشْماءُ ـ ما تقدّم والأَرْماء ـ التى
أُكِلَ نبْتُها فلم يَبْقَ له أصْل* أبو حنيفة* القَشِفُ ـ كالأَعْشَمِ وقد قَشِفَ
قَشَفًا ومثله القاحِلُ وقد قَحَل الشجرُ يَقْحَلُ قُحُولا وقَحِل قَحَلا ـ اذا
يَبِس والأُولَى أجْودُ وقد تقدّم فى الكلا* أبو عبيد* قَحَل الشجرُ وقَحِل
وكلاهما يَقْحَل قُحُولا ـ اذا يَبِس وقد عَمَّ فى بعض الكِتاب بذلك* ابن الأعرابى*
ومنه قيل للشيخ إنْقَحْلٌ* أبو حنيفة* فاذا جَفَّ الجُفُوفَ كُلَّه قيل قَفَل
يَقْفُل قُفُولا وهذه قَفْلةٌ ـ للشَّجَرة اليابِسةِ ومنه قولُ مُعَقِّرٍ
البارِقِىِّ لابْنتِه وقد كان كُفَّ فقالَ لها وهو فى غَنَمٍ له وسَمِع رَعْدا
فسألَها عن السَّحَاب فأخبرَتْه فخاف السَّيْل فقال لها انْظُرِى قَفْلةً
فَاجعليِنى عِنْدها فانها لا تَنْبُت بمَسِيل ـ يقُول لو نبتَتْ بحيثُ يَبْلُغُه
السيل لم تَجِفَّ* ابن دريد* القَفْل والقَفِيل ـ ما يَبِس من الشَّجَر* أبو
حنيفة* فاذا تقادمَتْ على يُبْس حتى تَهَشَّم فهى هَشِيمةٌ والجمع هَشِيمٌ وقد
تَقدّمَ فى الكَلَا أيضا فاذا زادَتْ على ذلك حتى تَبْلَى وتَرْفَتَّ فهى هامِدَةٌ
وقد هَمَد الشجَرُ يَهْمُد هُمُودا اذا بَلِىَ فَهَلك فانْ كان البَرْد أنْضَجَه
وأهْلَكَه قيل شَجرٌ سَلِيقٌ وقيل السَّلِيق من الشَّجَر اليابِسُ وأنشد
إنْ تُمْسِ فى
عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَمَاجِمُه
|
|
من الأَسَالِقِ
عارِى الشَّوْكِ مَجْرُودِ
|
* علىّ* ذهَبَ الى أنه جَمْعُ سَلِيقٍ
وليس كذلك وانما هو جَمْع أسْلاقٍ جمعُ سَلَقٍ ـ وهو المُطْمَئِنُّ من الأرضِ
والخَشِىُّ والحَشِىُّ ـ اليابِسُ من الشَّجَر وأنشد
__________________
ـ بیت خفاف
هذا الى ذمة الرمة عزوا لا أصل له ولقد
افتعل صاحب لسان العرب بيتا ونسبه الى ذى الرمة فأخذ صدرهذا البيت وعجز بيت طرفة
المشهور وجعلهما بيتا واحدا ولفظه وقال ذو الرمة ورأس كجماع الثريا ومشفره كسبت
اليماني قده لم يحرد وقلده صاحب تاج العروس ووقع في لسان العرب المطبوع تحريف
محتات بمجتاب وأما بيت ذى الرمة فهو قوله وعينا احمّ الروق فردو مشفر كسبت اليماني
جاهل حين تمرح يصف عيني ناقته صيدح ومشفرها وشبه عينيها بعيني نور وحش وقبله اذا
ارفض أطراف السياط وعللت جروح المطايا عذبتهن صيدح لها اذن حشر وذفرى أسيله وخد
كمرآة
الغريبة اسجح وكنبه محققه محمد محود لطف الله به آمین
* والهَدَبُ النَّاعِمُ والحَشِىُّ*
ويقال حَشَّ
الشجَرُ يَحِشُّ حُشُوشا ـ اذا جَفَّ وكذلك كل جافٍّ من النَّبَات حتَّى يُقال
حَشَّ الجَنِينُ فى بَطْن أُمِّه ـ اذا جَفَّ وحَشَّت اليَدُ ـ اذا جَفَّتْ قال
وقد زَعَم بعضُهم أن الياءَ فى حَشِىٍّ مُبْدَلةٌ من شِينٍ كما أنَّ الياءَ فى
تَقَضِّى مُبْدَلة من ضادٍ يعنى من قوله
* تَقَضِّىَ البازِى اذا الْبَازِى كَسَرْ*
* صاحب العين*
تمَظَّع القَضِيبُ ـ شَرِب ماءَ اللِّحَاء ومَظَّعْته إيَّاه ـ تركْتُه عليه
ليَشْرَب ماءَه فيَصْلُبَ وأنشد
فلَمَّا نَجَا
من ذلِك الكَرْبِ لم يَزَلْ
|
|
يُمَظِّعُها
ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلَا
|
* أبو حنيفة* الصَّاوِى من الشَّجَر ـ
اليابِسُ ومنه قوله
مُتَفَلِّق
أنْسَاؤُها عن قانِئٍ
|
|
كالقُرْطِ صاوٍ
غُبْرُه لا يُرْضَعُ
|
* ابن السكيت* حَطَبٌ يَبْسٌ وهو جمع
يابِسٍ* ابن السكيت* أحَطَّ الأَرْطَى ـ يَبِس* صاحب العين* خشَبةٌ كَزَّة ـ يابِسةٌ
مُعْوَجَّة وفيها كَزَزٌ
العَيْب فى العُود من القادِح
والخَوَرِ والسُّوس
* أبو عبيد*
الوَصْم ـ العَيْب فى العُود والْقادِحُ ـ الصَّدْع* أبو حنيفة* القْادِح ـ الأَكَل
وقد قُدِح الخشَبُ وقُدِحَ فيه* وقال مرة* لا يُقال مَقْدُوح ويقال قُدِح فى
سِنِّه ـ اذا وَقَع فيها الأَكَل ووقَع فى أسْنانِه القادِحُ وقد تقدّم* صاحب
العين* القادِحَة ـ الدُّودة التى تأْكُلُ الشجَرَ والسِّنَّ* ابن السكيت*
الشَّقُّ ـ الصَّدْع فى العُود ويُسْتَعْمَل فى الزُّجَاجة والحائِطِ* غيره*
الوَهىُ ـ الشَّقُّ فى الشئِ وجمعُه وهِىٌّ وقيل الوُهِىُّ ـ مصدَرٌ مبنى على
فُعُول* صاحب العين* وَهَى الشئُ وَهْيا فهو واهٍ ـ ضَعُف والجمع وُهِىٌّ
وأوْهَيْتُه
ـ أضْعفْتُه وكلُّ
ما استَرْخَى رِبَاطُه فقد وَهَى ويقال للسَّحاب اذا انْبَثَقَ انْبِثاقا شديدًا
وهَتْ عَزَالِيهِ* أبو حنيفة* الدَّعِرُ ـ الذى وقَع فيه القادِحُ وقد دَعِر
دَعَرا* غيره* دَعِرَ ودُعِرَ وعُودٌ دُعَر* أبو عبيد* أرَضِ الجِذْعُ أرَضًا
وقعَتْ فيه الأرَضَة* أبو حنيفة* أرِضَ وسَاسَ وسِيسَ ـ وقَع فيه القادِحُ* أبو
عبيد* أسَاسَ وساسَ يَسَاسُ سَوَسا فهو سَاسٌ* أبو حاتم* نَقِد الجِذْعُ نَقَدا ـ أَرِضَ
وأنْقدَتْه الأَرَضةُ ـ أكَلَتْه فتركَتْه أجْوفَ وقد تقدّمَ النَّقَد فى
السِّنِّ* ابن دريد* جِذْع نَقِيفٌ ومَنْقُوف ـ أكلَتْه الأَرَضةُ* أبو حنيفة* دادَ
وأدَادَ وقد تقدّم هذا فى الكَلا قال ويُقال لكُلِّ شجَرةٍ رِخْوةٍ خَوَّارةٍ
خَنُّورٌ وكذلك يُسَمَّى قصبُ النُّشْاب خَنُّورا* ابن السكيت* عُودٌ قَصِفٌ بيِّن
القَصَف ـ خَوَّار* أبو عبيد* عُودٌ هَشٌّ ـ خَوَّار ومنه قيل فُلانٌ هَشُّ
المَكْسِر ـ اذا كان سَهْلَ الشأْنِ فى طلَب الحاجةِ وقد هَشَّ العُودُ يَهَشُّ
هَشَاشةً ـ خارَ* صاحب العين* التَّصَيُّح ـ تشَقُّق الخَشبِ وغيرِه اذا تَصدّعَ
وأنشد
* تَكادُ صَياصِى العِينِ منه تَصَيَّحُ*
* ابن دريد* عُودٌ
زَمْخَرِىٌّ وزُمَاخِر ـ أجوَفُ وهى الزَّمْخَرةُ وقال نَخَر القادِحُ الشجرةَ ـ نَقَّبها
أسماء الأُبَن التى فى العُود
* أبو عبيد* اذا
كان فى القَوْس مَخْرَجُ غصْنٍ فهو أُبْنةٌ وان كان أخْفَى من ذلك فهو أرْفةٌ* أبو
حنيفة* اذا كان العُودُ كثيرَ العُقَد فهو مُعَجْرَم وقد عُجْرِم ومنه قيل
للعُجْرُمة عُجْرُمة ـ وهى شجرةٌ كثيرةُ العُقَد تُتَّخَذ منها القِسِىُّ قال
العجاج يصف المِطىّ
* نَوَاحِلٌ مِثْلُ قِسِىِّ العُجْرُمِ*
وكلُّ مُعَقَّد
مُعَجْرَم والمُعَجَّرُ كالمُعَجْرَمِ والعُجْرة ـ العُقْدة قال وكلُّ ماله
أنابِيبُ فله كُعُوب والكَعْب ـ العُقْدة وما بينَ كُلِّ عُقْدتينِ ـ أُنْبُوب
والحُبْرة
ـ السِّلْعة التى
تَخْرُج فى الشجرةِ أو العُقدةُ فتُقْطَع وتُخْرَط منها الآنِيةُ فتكونُ مُوَشَّاة
حسنةً والجمع حُبَر وأنشد
* والبَلْطُ يَبْرِى حُبَر الفَرْفارِ*
البَلْط ـ حَدِيدةُ
الخَرَّاط والفَرْفارُ ـ ضَرْب من الشَّجَر
قَشْر لِحَاء الشَّجَر
* أبو عبيد*
النَّجَب ـ لِحاءُ الشجَرِ نَجَبْت الشجرةَ أَنْجُبها وأَنْجِبها ـ قشَرْتُها* ابن
السكيت* المصدَر النَّجْب* أبو حنيفة* ذهَب فُلان يتَنَجَّب ـ أى يجْمَع النَّجَب
ـ وهو ما فوْقَ اللِّحَاء واللِّحاءُ ـ القِشْر الرقِيقُ الذى يَلِى صَمِيمَ
العُود واذا أخذْتَ لِحَاءَ الشجرِ أو الغُصْنِ قلت لَحَوْتُ العُودَ لَحْوا
ولَحْيته ألْحاه لَحْيا ولَحَيْت عن العُود أيضا* صاحب العين* الْتَحَيْتُها كذلك
ولِحاءُ العَصا يمدُّ ويقْصَر* أبو حنيفة* والقِرْف ـ النَّجَب قَرَفت العُوَد
أَقْرِفه قَرْفا ـ أخذْت قِرْفَه ومنه قِرْفة الطِّيب انما هى قُشُور شَجَر وقال
صبَغ ثوبَه بقِرْف ـ اذا صبَغَه بقُشُور عُرُوقِ السِّدْر أو غيرِه* ابن السكيت*
القِرْف ـ قُشُور الشجَرِ والرُّمَّان وجمعُه قُروفٌ* ابن دريد* القُرَافة
كالقِرْف* صاحب العين* القِرْفة ـ قِشْر شجرةٍ يُوضَع فى الدّواء والطَّعامِ وقيل
القِرْفة ـ الطائفةُ من القِرْف* أبو حنيفة* قَشَرت العُودَ أقْشِره قَشْرا والاسم
القِشْر* صاحب العين* شجَرةٌ قَشْراءُ ـ قُشِر بعضُها ولم يُقْشَر بعضٌ وكذلك
حيَّة قَشْراءُ* أبو حنيفة* وقال بعضهم لا يُقال قِشْر العُرُوق ولكن نَجَبُ
العُرُوق* ابن السكيت* سَفنْت الشئَ أسْفِنُه سَفْنا ـ قَشَرته* أبو عبيد* حَنَوْت
العُودَ وحنَيْته قَشَرْته وكذلك حَفَضْته أَحْفِضُه حَفْضا وحَفَّضْته وقيل
حَفَضْته ألقَيْتُه وأنشد
* أما تَرَى دَهْرِى حَنَانِى حَفْضا*
أى ألْقانِى قال
وقولُ أمَيَّةَ
* وحُفِّضتِ البُدُورُ ...*
هو مِنْ هذا* صاحب
العين* نَقَّحْت العُودَ ـ شَذَّبْت أُبَنَه وكُلُّ ما نَحَّيتَه عن شئٍ فقد
نَقَّحْتَه عنه وقال السَّحْن
__________________
ـ أن تدْلُك
الخشبَةَ حتَّى تَلِينَ من غير أنْ يُؤخَذَ من الخشبة شئٌ وقد سَحَنْتها واسمُ
الآلَةِ ـ المِسْحَن* ابن دريد* القَرْن ـ من لِحاءِ الشَّجر وهو شئٌ يؤْخَذ
ويُدَقُّ ويُفْتَل منه حَبْل وقال قَلَفْت الشجرَةَ ـ لَحَيتُ عنها لِحَاءَها
والقِلْف والقُلَافةُ القِشْر* صاحب العين* شَذَبْت اللِّحَاءَ أَشْذِبه وأَشْذُبه
وشَذَّبتُه ـ قَشَرتُه وشَذَبْت العُودَ أَشْذِبُه شَذْبا ـ اذا ألقيْتَ ما عليه
من الأغْصان حتى يَبْدُوَ وكذلك كلُّ شئٍ نَحَّيتَه عن شئٍ والمِشْذَب ـ ما
يُشْذَب به* أبو صاعد* الشَّكِير لِحاءُ الشَّجَر اذا تَشَعَّثَ وأنشد غيره
على كُلِّ
خَوَّار العِنَانِ كأنَّهُ
|
|
عَصَا أرْزَنٍ
قد طَارَ عنها شَكِيرُها
|
وقد تقدّم فى
الشَّعَر والرِّيش والنَّباتِ* ابن دريد* لَفَتُّ اللِّحَاءَ عن الشَّجرةِ
أَلْفِتُه لَفْتا ـ قَشَرتُه وقال حَمَطْت الشئَ أَحْمِطُه حَمْطا ـ قَشَرتُه* أبو
عبيد* لَفَأْت العُودَ ـ قَشَرتُه* أبو زيد* خَرَط الشجرةَ يَخْرِطُها خَرْطا
انتَزَعَ عنها اللِّحاءَ والورَقَ اجْتذَابا* صاحب العين* قَشَوت العُودَ قَشْوا
خَرَطتُه* أبو عبيد* قَشَوْته ـ قَشَرته وكذلك الوَجْهُ* ثعلب* قَشَّيْته كذلك
باب عَطْف العُود وكَسْره
* صاحب العين*
عَطَفْت العُودَ وغيرَه أَعْطِفه عَطْفا ـ ثَنَيْته وقد انْعَطفَ وتَعَطَّف
والعَطُوف والْعَاطِف ـ مَصِيدة فيها خَشَبة مَعْطُوفة الرأْسِ* التَّوَّزِىُّ*
الخَضْدُ ـ الكَسْر فى الرَّطْب واليابِس ما لم يَبِنْ خَضَده يَخْضِده خَضْدا*
أبو عبيد* انْخَضدَ العُودُ ـ تَثنَّى من غير كَسْر يَبِينُ* أبو حنيفة* كلُّ
قَضِيبٍ ناعِمٍ فهو أخْضَدُ وخَضِدٌ وذلك اذا لم يقدر أن يَعْتَدِلَ لنَعْمتِه
ورِيِّه وأنشد
* والقِنْعَ أظْلالاً وأيْكَا أَخْضَدا*
وكلُّ عُودٍ
رَطْبٍ اذا تَثَنَّى ولم يَنْكَسِر فقد انْخَضَد ومنه خَضَدُ البَدَنِ ـ انَّما هو
تكَسُّره* أبو عبيد* انْفَشَطَ مثلُ انْخَضَد* أبو حنيفة* انْعَطَّ كذلك
* أبو عبيد* فان
عَطَفته قلت حَفَضْته أحْفِضُه حَفْضا وقد تقدّم أنه القَشْر وكذلك أَطَرْته آطرُه
أَطْرا* ابن دريد* أَطَرتُ القَوْسَ آطِرُها وآطُرُها* غيره* تَأَطَّر العُودُ
تَثَنَّى* قال ابن جنى وقول الهذلى
فى رَأْسِ
مُشْرِفَةِ القَذَالِ كأنَّما
|
|
أطْرُ السَّحابِ
بها بياضُ المِجْدَلِ
|
فانما أراد
مأْطُورَ السحاب ـ أى ما عُطف منه فوضَع المصدر موضع اسم المفْعُول وله نظائرُ
كثيرة* أبو زيد* كلُّ ما حَنَيْتَه من يَدٍ ونحوها فقد أَطَرْته* صاحب العين* ومنه
الحديث «حتَّى تَأْخُذُوا على يَدَىِ الظالمِ وتَأْطِرُوه على الحَقِّ» * أبو
عبيد* حَنَوْتُه حَنْوا ـ عطَفْته* أبو حنيفة* حَنَوْته وحَنَيْتُه فانْحَنَى*
صاحب العين* تَحَنَّى* أبو حنيفة* ومثلُه أُدْتُه أَوْدًا حتى انْأَدَ وأَوِدَ
أَوَدا وهو أَوِدٌ قال وكلُّ عُودٍ رَطْبٍ اذا تَثَنَّى ولم يَنْكَسِر أو انْكَسَر
من غير بَيْنُونةٍ فقد انْهَصَر وهَصَرْته أنَا أَهْصِرُه هَصْرا واهْتَصَرْته*
أبو عبيد* العَوَجُ ـ المَيَلُ فيما كان قائِمًا فمالَ كالرُّمْح ونحوه والعِوَجُ
فى الأرض ـ اذا لم تكن مُسْتَويةً وكذلك فى الدِّين وقد عاجَ وعَوِجَ عَوَجًا
وانْعَاجَ واعْوَجَّ وَتَعَوَّجَ وعُجْته عَوْجا وعِيَاجا وعَوَّجْتُه* أبو حنيفة*
فان عَطَفْتَه فانكسر ولم يَبِنْ ومن رآه حَسِبَه صحيحا فذاك العاهِنُ وقد
عَهَنْتُ القَضِيبَ أَعْهُنُه عَهْنا وفيه عُهْنَةٌ ومنه قيل للفقير عاهِنٌ كأنه
منكسِر وإن تَحَمَّلَ* صاحب العين* الفَرِيس ـ حَلْقَة من خَشَب تُشَدُّ فى رأْس
حَبْل* ابن دريد* قَعَشْتُ العُودَ قَعْشا ـ عَطَفْته* أبو حنيفة* قَعَشْتُه
فانْقَعَش وقال قَشَعْت الغُصْن عن الشَّجَرة فانْقَشَع وقَعَصْتُه فانْقَعَص ـ اذا
حَنَوْتَه فانْحَنى* ابن دريد* قَعَضْتُه قَعْضًا* أبو حنيفة* حَجَنْتُ القَضِيبَ
أَحْجِنُه حَجْنا ـ اذا حَنَوْت طَرَفَه كما تَحْنُو الصَّوْلَجَان وهو المِحْجَنُ*
غيره* هو المِحْجَنُ والمِحْجَنَة وكلُّ معطوف كذلك والحَجَن والحُجْنَة ـ الاعْوِجاج
والاحْتِجان ـ الفِعْل بالمِحْجَنِ* أبو حنيفة* عَصِلَ عَصَلا ـ مثلُ عَوِجَ*
غيره* عُودٌ أَعْصَلُ ـ مُلْتو ومنه قيل للسَّهم الذى يَلْتَوى عند الرَّمْى
مُعَصِّل* ابن دريد* قَنَحْت العُودَ والغُصْنَ أَقْنَحُه قَنْحا ـ عطَفْته وأهلُ
اليمن يُسَمُّونَ المِحْجَن القُنَّاح والقُنَّاحةَ* غيره* قَنَّحْته
كذلك* ابن دريد*
انْخَزَعَ العُود ـ تَكَسَّر وانْخَزَع الحَبْلُ ـ انْقَطَع وانْخَزَع مَتْنُ
الرجُل ـ انحنَى من كِبَر وضَعْف وسميت خُزَاعة لانقطاعِهم عن الأَزْد وقد تقدّم
عامّةُ ذلك فى موضعه* وقال* ناعَ الغُصْنُ يَنُوعُ نَوْعا ـ تَمَايَل وقد حُكِيَتْ
يَنِيعُ ومنه قولهم جائعٌ نائعٌ ـ أى مُتَمَايِل من الجُوع وقيل نائعٌ إتْباع* ابن
دريد* ماحَ العُودُ مَيْحًا ـ مالَ وناحَ الغُصْن نَيْحًا ونَيَحَانا ـ مال
وانْفَشَط العُود ـ انْفَضَخَ ولا يكون الارَطْبا* وقال* عَنَشْتُه أَعْنُشُه
عَنْشا وعَنَسْتُه أَعْنُسُه كذلك* وقال* فَضَغْتُ العُودَ أَفْضَغُه فَضْغا ـ هَشَمْتُه
ورجُل مِفْضَغ اذا كان يَتَشَدّق ويَلْحَن كأنه يَفْضَغ الكلام والغَضَنُ ـ تَثَنِّى
العُودِ وتَلَوِّيه وكذلك تكسُّر الجِلْدِ* صاحب العين* العُقَّافَة ـ خَشَبَة فى
رأسها حُجْنَةٌ تَمُدَّ بها الشئَ كالمِحْجَن وهو من العَقْف ـ أى العَطْف عَقَفْت
الشِئ أَعْقِفُه عَقْفا وعَقَّفْته فانْعَقَف وتَعَقَّف والأَعْقَف ـ المُنْحَنِى*
غيره* المِهْصار ـ مِحْجَن أو عُودٌ يُعْطَفُ رأسُه ويُتَناول به أغصانُ الشجر*
صاحب العين* الشَّظِيَّة ـ كلُّ فِلْقة من شئ وقد تَشَظَّى الشئُ وشَظَّيته* ابن
السكيت* قَصَفْت الشئ أَقْصِفُه قَصْفا ـ كَسَرتُه وقد قَصِفَ قَصَفا فهو قَصِف
وانْقَصَف وتَقَصَّف وقيل قَصِف ـ انْكَسر ولم يَبِنْ وانْقَصَف ـ بانَ
القديمُ من الشجَر
* أبو عبيد*
العادِىُّ والعُدْمُلُ والعُدْمُلةُ والعُدْمُلِىُّ ـ القديمُ من الشجر وقد
عَدْمَلَ ويستعمل فى غير الشجر وانما الاصل له فأما أبو عبيد فَعَمَّ به من غير أن
يجعل شيأ أسْعَدَ به من شئ* النضر* الدّوْسَرُ ـ القديمُ عامّة* أبو عبيدة*
الصَّامِلُ ـ القديم من الشجر وأنشد
* عليها عَدامِيلُ الهَشِيم وصامِلُهْ*
وقد تقدّم فى
الكَلَا* أبو حنيفة* اذا قَدُمَتِ الشجرة وطال عليها الدهر فهى عَدَوْلِيَّةٌ* قال
أبو على* وقد رُوى هذا البيت هكذا* عليها عَدَوْلِىُّ الهَشِيم* والأصحُّ
عَدامِيلُ وقد تقدّم العَدَوْلِىُّ فى السُّفُن* أبو حنيفة* وكذلك
العُمْرِيَّة
والعُمْرِىُ
أسماء العِيدانِ والعِصِىِ
* الفراء* هو
العُود وجمعه أعْوَادٌ وعيدانٌ وهى العَصَا ولا يقال عَصَاةٌ وزعم أنها أوّل لَحن
سُمِع بالعِراق وقد قدّمْتَ تصريفَ الفعل منه* غيره* الجمع أعصاءٌ وأعْصٍ وعُصِىٌّ
وعِصِىٌّ ونفى سيبويه أعْصَاء قال جعلوا أعْصِيًا بدلا منها* وقال أبو على*
اعْتَصَيْت العَصا ـ أخذتها واعْتَصَيْت الشجرة ـ قَطَعت منها عصًا وأنشد
ولا نَعْتَصِى
الأَرْطَى ولكنْ عِصِيُّنا
|
|
رِقاقُ
النَّواحِى لا يُبِلُّ أَمِيمُها
|
فأما قولهم فى
المسافر اذا أقام واطمأنّ ألْقَى عَصاه فسيأتى ذكره فى باب الاياب والاستقرار ان
شاء الله تعالى* ابن دريد* النَّجَا ـ العَصا* صاحب العين* والخَشَبة ـ ما غَلُظ
من العِيدان والجمع خَشَبٌ وخُشُب* سيبويه* وخُشْب* صاحب العين* بيتٌ مُخَشَّب ـ ذو
خَشَب والخَشَّاب ـ بائعُ الخَشَب والسَّاجُ خَشَب أسودُ يُجْلَب من الهند واحدته
ساجَةٌ* أبو عبيد* الوَبِيل العصا* ابن جنى* وهى المِيْبَل مِفْعَل من الوَبِيل
ومن كلامهم رأيت أَبِيلاً على وَبِيل ـ أى شَيْخا على عصا* صاحب العين* الهِراوةُ ـ
العصا والجمع هَرَاوَى وقد هَرَوْته وتَهَرَّيتُه ـ ضربتُه بها والمِخْصَرة ـ شئ
يأخذه الرجُل بيده ليَتَوكَّأ عليه مثلُ العصا ونحوِها وهو أيضا ما يُشِير به
المَلِكُ اذا خَطَب* غيره* الكَفْر ـ اسم للعصا القصيرة والصَّوْلَجَان
والصَّولَجَانة ـ العُود المُعْوَجُّ فارسىٌّ معرَّب وربما قالوا الصَّوْجانةُ*
صاحب العين* عصًا صَوْجانةٌ كَزَّة والمِقْفَعَة ـ خشبة يُضْرَب بها الأصابعُ
والمِقْمَعَة كذلك* أبو زيد* القِرْزَحْلة والقَحْزَنَةُ ـ خشبة طولها ذراع أو شبر
نحوُ العصا* صاحب العين* الدَّهَقُ ـ خشبتان تُغْمَزُ بهما السَّاقُ
باب الاوتاد
* ابن السكيت* وَتِدٌ ووَتَدٌ ووَدٌّ
والجمع أوْتادٌ* أبو عبيد* وَتَدْت الوَتِدَ وَتْدًا وتِدَةً* غيره* أَوْتَدْتُ
ووَتَدَ هو وَتْدًا وَتِدَةً ووَتَّدَ ـ ثَبَت* سيبويه* قالوا وَتَد تِدَةً لم
يُدْغِمُوا كراهيَة أن يَلْتَبس بباب وَدَّ ولم يقولوا فى المصدر وَتْدا استثقالا
للحروف المتقاربة وقد قدّمت وَتْدا عن غيره* ثعلب* وَتِدٌ واتِدٌ ـ ثابتٌ وأنشد
أبو عبيد
لاقَتْ على
الماء جُذَيْلا واتِدَا
|
|
ولم يَكُنْ
يُخْلِفُها المَوَاعِدَا
|
شَبَّه الرجُل
بالجِذْل وأوْتادُ الأرضِ ـ الجبالُ لأنها تُثَبِّتها وأوتادُ الفَمِ ـ الأسْنانُ
وكلُّه على التَّشْبيه بالوَتِدِ* صاحب العين* الأشْعَث والحافُّ ـ الوَتِدُ سمى
بذلك لشَعَثه وتَغَيُّرِه وأنشد ثابتٌ وغيره
وأَشْعَث فى
الدَّارِ ذِى لِمَّة
|
|
يُطِيل
الحُقُوفَ ولا يَقْمَلُ
|
* ابن دريد* نُهْيَة الوَتِدِ ـ الفُرْضَةُ
التى فى رأسه تَنْهَى الحَبْل أن يَنْسَلِخَ
باب قَطْع الشجرِ واسْتِلالِه
* أبو عبيد*
الشَّذَب ـ قَطِعُ الشجر واحدتها شَذَبةٌ وقد شَذَبْتها أشذِبُها وشَذَّبْتها
والقُطُلُ ـ المَقْطُوع من الشجر* أبو حنيفة* القَطْلُ ـ قَطْع الشجر قَطَلت
الشجرة أقْطُلُها فَتَقَطَّلت ـ اذا ضَرَبْتها من أصلها وهى شجرةٌ قُطُل* ابن دريد*
وقَطِيلٌ وكان أبو ذؤيب يُلَقَّب القَطِيلَ بقوله يصف قبرا
* عليه الصَّخْر والخَشَب القَطِيلُ*
* أبو عبيد* فاذا
قُطِعت الشجرة ثم نَبَتَتْ قيل قد أَنْسَغَتْ ويقال أَنْجَيْتُ قَضِيبا من الشجرة
ـ قطعته* وقال مرة* اسْتَنْجَيْتُ الشجر وأَنْجَيْتُه ـ قطعته من أصوله* أبو
حنيفة* نَجَوْتُ له قَضِيبا نَجْوًا وأنْجَيْتُه إياه ـ اذا قطعته له* أبو حاتم*
فَطَمْت العُود أفْطِمُه فَطْما ـ قطعته وقد تقدّم فى الانسان* ابن السكيت*
عَضَدْت الشجر أعْضِدُه عَضْدا ـ قطعته ويقال لما عُضِد منه العَضَدُ* أبو حنيفة*
شجرٌ عَضِيد ويقال لما يُعْضَد به المِعْضَد* ابن قتيبة* الخَضْد ـ نَزْعُ
الشَّوْك من الشجر وفى التنزيل (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) وقد تقدّم أن
__________________
الخَضْدَ الكسرُ
والمُنْقَعِرُ من الشجر والنخل ـ ما انْقَطَع بأَرُومِته فسَقَط وقد قَعَرْته
أَقْعَرُه قَعْرًا وكذلك جَعَفْتُه أَجْعَفُه جَعْفا حتى انْجَعَف وقَعَفْتُه حتى
انْقَعَف* وقال* أكْأَفَتِ النَّخْلَةُ وأكْعَفَت ـ انْقَلَعَت من أصلِها* وقال*
تَجَدّعَتِ الشجَرة ـ انْقَصفتْ من أصْلِها وأنشد
حتَّى إذا
خَفَتَ الدُّعاءُ وصُرِّعتْ
|
|
قَتْلَى
كمُنْجَدِعٍ من الغُلَّانِ
|
* ابن دريد* الأُنْبُوش
والأُنْبُوشَةُ ـ ما قَلَعْته مع أصْلِه من صِغَار الشَّجَرِ* الأصمعى* فَفَأْت
الشجرَةَ ـ قلَعْتها من أصْلِها* أبو حنيفة* امْتَسَحْت العُودَ والقَضِيب من
الشَّجَرة ـ سلَلْته منها فقطَعْتُه* ابن دريد* المُسْتَباهَة ـ الشَّجَرة
يَقْعَرها السَّيْلُ فيُنَحِّيها عن مَنْبِتها* أبو حنيفة* والقَضْب ـ قَطْعُك
القَضِيبَ وقَضَبْته أَقْضِبه واقتَضَبْتُه* أبو حنيفة* الاخْتِلاء ـ جَذْبُ
الغُصْن حتى ينزعَ من أصلِه* قال* وأصْلُه من الخَلَى وقد تقدّم فى الكَلِا وكُلُّ
ما اختَليْته فهو خَلًى الواحدةُ خَلَاةٌ وأنشد
وحَوْلِىَ
بَكْرٌ وأشْياعُها
|
|
فلسْتُ خَلَاةً
لمن أوْعَدَنْ
|
أى لَسْتُ
بمَنْزِلةِ غُصْنٍ أو عُشْبةٍ لا مَؤُونةَ فى نَزْعها* وقال* نَجَفْت العُودَ
أنْجُفُه نَجْفا ـ بَرَيْته وجَب العُودَ من أصْلِه جَبًّا ـ قطَعَه* وقال*
غَصَنْت العُودَ أغْصِنُه غَصْنا وبَضَعْته أَبْضَعُه بَضْعا ـ قطَعْته وأنشد
ومَبْضُوعةٍ من
رأْسِ فَرْعٍ شَظِيَّةٍ
|
|
بِطُورٍ تَرَاه
بالسَّحَابِ مُظَلَّلا
|
والقَعْش مثله
والجمع قُعُوش وأنشد
* حَدْباء فَكَّتْ أُسُرَ القُعُوش*
وقد تقدم القَعْش
فى العَطْف ويُقال لما بَقِىَ من أصُول الأغْصانِ فى الشَّجَرِ بعد ما يُقْطَع
القُطُعات الواحدة قُطْعة وهى الأُبَنُ فاذا أُخِذتْ أغصانُ الشجرةِ كُلُّها
ووَرقُها فهى السَّلِيب وقد سُلِبت الشجرَةُ ـ إذا فُعِل ذلك بها* أبو عبيد*
الأجْذال ـ أُصولُ الحَطب العِظام المُقَطَّع واحدها جِذْل* أبو حنيفة* الأَجْذَال
والجِذَلةُ ـ أصُولُ الشجرِ الباقِيَةُ بعد ذَهَاب الفُرُوع وأنشد
يا تَيْمُ
كُونِى جِذَلَهْ
|
|
أَغْنَى امْرُؤٌ
ما قِبَلَهْ
|
يقول لا تَفِرِّى
وكُونِى بمنزلة الجِذَلة التى لا تَبْرَح ومنه المثل «أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك»
* قال* والجِذْمة ـ كالجِذْل ومنه قيل لبَقِيَّة السَّوْط جِذْمَةٌ
شَقُّ العُود وتَحْته والانَتُه
مَعَلْت الخَشَبَة
مَعْلا ـ شَقَقْتُها* أبو عبيد* تَحَتَ يَنْحِتُ ويَنْحَت وهى النُّحَاتة* أبو
زيد* انْتَحَتت الخشبةُ وعُودٌ نَحِيتٌ ـ مَنْحوت والنَّحِيتَةُ ـ جِذْم شَجَرةٍ
يُنْحَت فَيُجَوَّف للنَّحْل كهيئة الحُبِّ والجمع تُحُت* قال الفارسى* وقد يكون
النَّحْت فى الصخر فأما النَّشْر ففى العُود خاصةً نَشَره يَنْشُره نَشْرا وهو
المِيشار والمِئْشارُ* أبو عبيد* من المِئْشار أشَرْتُها* غيره* آشِرُها وآشُرُها
أَشْرًا* أبو عبيد* ومن المِيشار وشَرْتها* صاحب العين* النَّقِيرُ ـ ما انْتُقِر
من الخشب والحجر ونحوهما* وقال* النَّجْر ـ نَحْتُ الخشبة نَجَرَها يَنْجُرُها
نَجْرا والنَّجَّارُ ـ صاحب النَّجْر وحِرْفَتُه النِّجَارةُ* غيره* بَرَيْت
العُود بَرْيا* أبو عبيد* وهى البُرَابة والبُرَاء قال أبو كبير
* حَرِقَ المَفَارِقِ كالبُرَاءِ الأَعْفَرِ*
* قال ابن جنى*
همزة بُرَاء من الياء لقولهم فى تأنيثِه البراية وقد كان قياسه إذ كان له مُذَكَّر
أن يُهْمز فى حال تأنيثه ألا تراهم لما جاؤا بواحد العَظَاء والعَبَاء على تذكيره
قالوا عَظَاءةٌ وعَبَاءةٌ الا أنه قد جاء نحو البُرَاء والبُرَاية غير شئ قالوا
الشَّقاء والشَّقاوَة وله نظائر* أبو زيد* بَرَيْتُه وبَرَوْته بَرْوا وسَهْمٌ
بَرِىٌّ ـ مَبْرِىٌّ وقيل هو الكامِلُ البَرْىِ* أبو عبيد* الطَّرِيدة ـ القَصبةُ
التى فيها حُزَّة تُوضَع على المَغَازِل والعُودِ فتُنْحَت عليها وأنشد
* أقامَ النِّقَافُ والطَّرِيدةُ دَرْأَهَا*
* ابن الاعرابى*
حشَرْت العُودَ ـ اذا بَرَيْتَه وأنشد
* ويُلْفَى لَئِيمُ القومِ للناس مِحْشَرا*
* صاحب العين*
مَظَّع الشجرةَ ـ ألانَها* وقال* سَجَعْت العُود بالمِبْرَد
أسْحَجُه سَحْجًا
ـ قشَرْته وكلُّ قَشْر سَحْج ومنه بعيرٌ مِسْحاجٌ وناقةٌ مِسْحاج ـ تَسْحَج الارضَ
بخُفِّها فلا تلْبَثُ أن تَخْفَى* وقال* فَطَحْت العُودَ أفْطَحُه فَطْحا إذا
بَرَيتَه وعَرْضته واللَّوْحُ ـ كل صَفِيحة من صَفَائِح الخشَبِ والجمع ألواحٌ
وألَاوِيحُ* قال سيبويه* لم يُكَسَّر لَوْح على أفْعُلٍ كَرَاهِيَةَ الضَّمةِ على
الواو ولم يذكر ألواحًا مكسَّرة على ألَاوِيحَ
الفَرْض فى العُود ونحوه
* ثعلب* الفَرْض ـ
الثَّقْب والحَزُّ فى العُود والجمع فُرُوض وفِراضٌ وهو عُودٌ مفْرُوض وفَرِيض*
ابن السكيت* فَرَضت العُودَ والمِسْواكَ أَفْرِضُه فَرْضا ـ حَزَزْت فيه* ابن
دريد* نُهْية الوَتِد ـ الفَرْضُ فى رأسِه الذى يَنْهَى الحبْلَ أن ينْسلِخَ
بابُ الاحتطاب
الحَطَبُ ـ ما
أُعِدَّ من الشَّجَر شَبُوبا للنَّارِ* صاحب العين* حَطَبَ يَحْطِبُ حَطْبا
واحْتَطَبَ وحَطَبْت فُلانا أحْطِبُه ـ حَطَبْت له واحْتَطَبْت وأنشد
وهَلْ
أَحْطِبَنَّ القَوْمَ وهى عَرِيَّةٌ
|
|
أُصُولَ أَلَاءٍ
فى ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ
|
ويُقال للمُخَلِّط
فى كلامِه حاطِبُ لَيْلٍ ـ أى أنَّه لا يتَفَقَّد كلامَه كالحاطِبِ بالَّليْل
كُلَّ ردِىءٍ وجَبِّد لأنه لا يُبْصِر ما يَجْمَع وأرضٌ حَطِيبةٌ ـ كثِيرةُ
الحَطَب وكذلك وادٍ حَطِيبٌ وقد حَطِبَ وأحْطَبَ وقد تقدّم أن الحَطَب النَّمِيمةُ*
قال أبو حنيفة* اذا شُذِّبَ الشجَرُ للحَطَب أو شُقِّق ثم حُزِم ذلك الشَّدَبُ أو
الشِّقق فكلُّ حُزْمةٍ منها مَوْبِل ووَبِيلٌ وإِبَالة* ابن دريد* الأَبِيلُ
والأَبِيلَةُ والوَبِيلَةُ والايبالَةُ ـ الحُزْمة من الحَطَب* أبو حنيفة* ما
حَزَم تلكَ المَوَابِلَ فهو مِحْزَمٌ وحِزامَةٌ وحِزَامٌ والجمع حُزُم ـ وهو عُودٌ
لَوِىٌّ تُرْبَط به الحُزْمة وأنشد فى المَوْبِل
زَعَمتْ
جُؤَيَّةُ أنَّنِى عَبْد لَهَا
|
|
أسْعَى
بمَوْبِلِها وأجْنِيها الجَنَى
|
أى أحْطِبُها
الحطَبَ وألْقُط لها من جَنَى الأرضِ من كَمْأتِها وسائِرِ ما تُخْرِج فأمَّا
الطُّنُ
فمن القَصَب
والأَغْصانِ الرَّطْبة الوَرِيقة تُجْمَع وتُحْزَم ويجعل فى جَوْفها النَّوْر أو
الجَنَى وتُسَمَّى الكُثْنةَ وأصلُها نَبَطيَّة يُقال لها كُثْنَى* أبو عبيد*
الجَزْل اليابِسُ من الحَطَب* أبو حنيفة* يقال لما غَلُظ من الحَطَب الجَزْلُ وهو
ما بَقِى له جَمْر كالرِّمْث وما فَوْقَه ثم كَثُر استعمالُه حتَّى صار كلُّ ما
كَثُر جَزْلا* أبو عبيد* الضَّرَم ـ ما كانَتْ منه رُطُوبةُ الخُضْرةِ* أبو حنيفة*
الضَّرَم ما دَقَّ منه وجمعُه الضِّرَام وهو ما لا يَبْقَى له جَمْر اذا طَفِئَ
لَهَبُه عاد جَمْرُه رَمَادا كالعَرْفَج فما دُونَه واذا كان الحَطَبُ بَطِىءَ
الاستِيفادِ كثِيرَ الدُّخَان فهو دَعِر لأذاه ومَكْروهِه كما يقال لذِى الشَّرِّ
والخُبْث من الناس دَعِر وداعِرٌ* صاحب العين* الدَّعِرُ من الحَطَب ـ الذى قدِ
احْتَرقَ فَطَفِئَ ولم يَتِمَّ احتِراقُه وقيل هو الخَوَّار وقد دَعِرَ دَعَرًا*
أبو حنيفة* واذا كان مُسَوِّسا مُسْتأْكِلا فهو نَقِدٌ وقد نَقِدَ نَقَدا وكُلُّ
مسْتأْكِلِ مثله فهو نَقِدٌ واذا كان ضَعِيفا سَرِيعَ الاسْتِيقادِ فهو خَوَّار
وأنشد لابن مقبل
باتَتْ
حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لَهَا
|
|
جَزْلَ الجِذَا
غَيْرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ
|
الجِذَا جمعُ
جِذْوة وأصل الجِذْوة العُودُ يكونُ قد احْتَرق بعضُه فتَبْقَى نارُه فى طَرَفه
ومنه قول الله تعالى ذِكره (أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ
النَّارِ) ولا يَبْقَى ذلك الا فى كلِّ عُودٍ جَزْل وإيَّاه أراد ابنُ
مُقْبِل* ابن السكيت* جِذْوةٌ من النار وجُذْوة وجَذْوة والوَقَص ـ دِقَاق
العِيدانِ اذا كُسِّرت وألقِيَتْ على النارِ يقال وَقِّصْ على نارِكَ وأنشد
لا تَصطَلِى
النارَ الا مِجْمَرا أرِجًا
|
|
قد كَسَّرتْ من
يَلَنْجُوجٍ له وَقَصَا
|
* أبو حنيفة* التَّعضِيَة ـ احْتِطاب
العِضاهِ خاصَّةً* صاحب العين* الزَّغَفُ ـ دِقَاق الحطَبِ* وقال* كلُّ شئٍ
ألقَيْته فى النار فهو حَصَب كالحَطَب وغيره وفى التنزيلِ (حَصَبُ جَهَنَّمَ) ولا يكون حَصَبا حتى يُسْجَر به حَصَبْت النارَ أحْصِبُها
حَصْبا
الادواتُ التى تُعْتَمل فى القَطْع
* أبو عبيد*
الحِدَأَة ـ الفَأْس ذاتُ الرأسيْنِ وجمعها حِدَأُ وهو قول الشماخ كالحِدَإ
الوَقِيع ـ يعنِى المُحدَّد* قال* فاذا كان لها رأسٌ واحدٌ فهى فأْسٌ* أبو على*
جمعها أفْؤُس وفُؤُوس وقد فَأَسْت الشجَرةَ أفْأسُها فَأْسا ـ ضربتُها بالفأسِ*
قال أبو حنيفة* قال بعضهم الحِدَأة ـ التى لها رأسٌ واحِدٌ يتَّخذها مُعتَضِد
الشجَرِ وهو شبه الطَّبَرزين تقديرها عِنَبةٌ* قال المتعقب* الناس على خِلاف قولِ
أبى حنيفة والمحفوظُ عن الأصمعى وأبى عبيدةَ غيْرُ ما قال وتقديرُه غَلَطٌ ومثاله
فاسِدٌ روَى أصحابُ الأصمعىِّ عن الأصمعى الحَدَأة ـ الفأْس لها رأْسانِ والجمع
حَدَأ بالفتْح وهكذا قال غيره من الرُّواة والمحفُوظُ عن أبى عبيدة الحَدَأةُ
بالفتح ـ الفأسُ ذاتُ الرأسيْنِ والحِدَأة بالكسْر ـ الطائِرُ ومنه قولهم «حِدَأةُ
ورَاءَكِ بُنْدقَة» يعنُونَ الطائِرَ وقد زعَم ابن الكَلْبِىِّ أن حِدَأةَ
وبُنْدُقةَ قَبِيلتانِ والأوّل هو الأعْرَفُ* قال أبو يوسف* وتقولُ هى الحِدَأةُ
والجمع حِدَأٌ مكسُورُ الأَول مهموزٌ ولا نقُلْ حَدَأةٌ وتقول فى هذه الكلمة
حِدَأَ حِدَأَ وراءَكِ بُنْدقَة وزعم ابنُ الكلبى عن الشَّرَقىِّ أن حِدَأةَ
وبُنْدُقَةَ قَبِيلتانِ من قَبائِل اليَمنِ قال النابِغةُ
فاوْردَهُنَّ
بطْنَ الاتْمِ شُعْثًا
|
|
يَصُنَّ
المَشْىَ كالحِدإ التُّؤَامِ
|
ثم قال والحَدَأ ـ
الفُؤُوس واحدُها حَدَأةٌ بالفتح* وقال ابو يوسف* أيضا قال الشَّرَقِىُّ وهو
حِدَأُ بنُ نَمِرةَ بنِ سعد العشِيرةِ وبُنْدَقةُ بنُ مَظَّةَ وهو سُفيانُ بنُ
سِلْهِم ابنِ الحكَم بنِ سعدِ العشيرةِ وهم باليَمَن فأغارت حِدَأ على بُنْدُقةَ
فنالَتْ منهم وأغارَت بُنْدَقَةُ على حِدَأَ فأبارَتْهم* وقال ابن قتيبة* الحَدَأ
ـ الفُؤُوس لها رأسانِ واحدَتُها حَدَأة مثل فَعَلة والطائرُ حِدَأة بكسْر الحاء
والجمْع حِدَأ وهذا هو الصحيح وإيَّاه أراد أبو حنيفة فأسقَطَ بعضَ الكلام
فغَلِطَ* ابن السكيت* فَأْسٌ ذاتُ خَلْف ـ أى ذاتُ رأسٍ واحدٍ والجميع الخُلُوف*
صاحب العين* الخَلْف حَدُّ الفأس والمُوسَى والخلْف أيضا ـ المِنْقارُ الذى
يُنْقَر به الخشَبُ* أبو عبيد* الكَرْزَنُ ـ الفأْسُ* قال* وقال أبو عمر
وأحْسَبُنِى قد سَمِعته بالكسْر الكِرْزِن* أبو حنيفة* هى الكَرْزَم والكِرْزِيم
وأنشد
__________________
* إن الدُّهُورَ علينا خَلْفُ كِرْزِيمِ*
* صاحب العين*
الكَرْزَمُ ـ فأْس مَفْلُولة الحَدّ* أبو عبيد* الكِرْزِينُ ـ فَأْسٌ ليس لها
حَدٌّ نحوُ المِطْرَقة والكِرْتِيم نحوُه والصَّاقُورُ ـ الفَأْس العَظِيمة لها
رأسٌ واحِدٌ دقِيقٌ تُكَسَّر به الحِجارةُ* ابن دريد* وهى الصَّوْقَرُ* وقال*
صَقَرْت الصخْرَة أصْقُرها صَقْرا* أبو عبيد* وهو المِعْوَل أيضا* قال* فأمَّا
المِعْوَل فحدِيدة تُجْعَل فى السَّوْط فيكون لها عِلَاقا* ابن السكيت* السَّفَن
الفأسُ ومنه سُمِّيت السَّفِينة لأنها تُعمَل بالفأسِ* أبو حنيفة* كلُّ شئٍ
أمْررْته على شئٍ فقد سَفَنْته* قال* والسَّفِينة مأْخُوذة من السَّفْن لأنها تسفن
على وَجْه الماءِ والخَصِينُ ـ الفأْسُ ذاتُ الحدِّ الواحدِ وثَلاثُ أخْصُنِ* ابن
دريد* الخَصِين ـ الفأسُ الصغيرةُ يمانِيَةٌ والجمع خُصُنٌ* قال* والعرب تذَكِّره
والفِنْدأْيَة ـ الفأسُ العرِيضةُ الرأسِ قال الراجز
* يَحْمِل فأْسًا مَعَهُ فِنْدَأْيَهْ*
والسِّنَن ـ الفُؤُوس
واحدها سِنَّةٌ وهى المِسْحاة وهى أيضا سِكَّة الحرَّاث وأنشد
حتَّى اذا
اعْتَصَر العِيدانَ بارِحُها
|
|
وأيْبَستْ غيْرَ
مَجْرَى السِّنَّةِ الخَضِر
|
وقال أبو النجم
فى أَثَرٍ من
أثَرِ السِّنَّاتِ
|
|
جَرَتْ على
الفُطْسِ المُقَرَّناتِ
|
فهذه آلاتُ سِكَك
الحَرَّاثينَ والفُطْس ومُقَرَّنات اثنَيْنِ اثنيْنِ يعنِى الفُدُن ويقال لنِصَاب
الفأسِ ـ الفِعَال ولثَقْبها ـ الخُرْت وأنشد
وتَهْوِى اذا
العِيسُ العِتَاقُ تَفَاضَلتْ
|
|
هُوِىَّ قَدُومِ
القَيْنِ جالَ فِعَالُها
|
* ابن السكيت* هو الخَرْت والخُرْت*
صاحب العين* القُفَّة ـ شبه الفَأْسِ* أبو حنيفة* القَدُوم ـ الفأسُ ذاتُ الحَدِّ
الواحِدِ مِثلُ فَأْس النَّجَّارِ والجمع القُدُم والقَدَائِمُ وأنشد
يا بِنْتَ
عَجْلانَ ما أصْبَرنِى
|
|
على خُطُوبٍ
كنَحْتٍ بالقَدُوم
|
وهى أنْثَى قال
الأعشى
أقامَ بِه
شاهَبُورُ الجُنُو
|
|
دَحَوْليْنِ
تَضْرِبُ فيه القُدُمْ
|
والحَدَثَانْ ـ الفأْسُ
وأنشد
وجَوْن تَزْلَقُ
الحَدَثانُ فيه
|
|
اذا أُجَراؤُه
نَحَطُوا أجابَا
|
* أبو زيد* الذُّكْرة ـ الحديدَةُ من
الْفالُوذِ التى تُزَاد فى حَدِيد الفَأْس وقد ذَكَّرتُها* وقال* وَشَظْت الفأْسَ
وَشْظا ـ شدَدْت فُرْجَة خُرْبتها بعُودٍ وهى الوَشِيظَة* صاحب العين* المِنْقار ـ
حديدَةٌ كالفأس نَقَره بها يَنْقُره نَقْرا ضرَبَه* ابن دريد* السِّخِّين ـ مِسْحاةٌ
مُنْعطِفةٌ بلُغة عبْد القَيْس والمِصْخَفة المِسْحاة يَمانِيَةٌ والصَّخْف ـ حَفْر
الأرض بها وعِتْرةُ المِسْحاةِ ـ الخشَبةُ المُعْتَرِضةُ فى نِصَابها التى
يَعْتَمِد عليها الحافِرُ برِجْله* صاحب العين* المِنْجَل الذى يُقْطَع به العودُ*
أبو عبيد* المِخْلَب ـ المِنْجَلُ الذى لا أسنَانَ له* غيره* وهو الخِلَاب* أبو
حنيفة* خَلَب يَخْلِبُ ـ قطَع بالمِخْلَب* أبو عبيد* المِقْلَد ـ المِنْجَل وأنشد
* يَقُتُّ لها طَوْرا وطَوْرا بمِقْلَدِ*
* ابن الأعرابى*
قَلَده ـ قَطَعه بالمِقْلَد* أبو حنيفة* المِعْضَدُ ـ أدَاة شبِيهةٌ بالمِنْجَل
الا أنَّها ثَقِيلة يُعْضَد بها الشجَرُ* ابن دريد* كلُّ حدِيدةٍ يُقْطَعُ بها
النخْلُ أو الشجَرُ فهى بُرْتٌ* وقال صاحب العين* البُرْت ـ الفأْس بلُغَة أهل
اليَمن* الأصمعى* المُقْبِلة ـ الفأس وهى أيضا المُوسَى
الزَّنْد والنارُ
* صاحب العين*
قَدَحتُ النارَ اقْدَحُها قَدْحا واقْتَدحْتها ـ أوْرَيْتُها والمِقْدَح
والمِقْداح ـ الحديدةُ التى يُقْدَح بها وكذلك القَدَّاح وقيل القَدَّاح ـ الحجَر
الذى يُقْدَح به وقَدحَ الشئُ فى صدرِى ـ أثَّر منه واقْتدحْتُ الأمْرَ ـ دبَّرته
ونظَرتُ فيه منه أيضا والاسم القِدْحة وفى الحديث «لَوْ شاء اللهُ لجَعَل للنَّاسِ
قِدْحَةَ ظُلْمةٍ كما جَعَل لهم قِدْحةَ نُور» * أبو عبيد* يقال للعُود الأَعْلَى
الذى تُقْدَح به النارُ ـ زَنْد* غيره* وجمعه أزْنُد وأزْنادٌ وزُنُود وزِناد
وأَزانِدُ وأنشد غيره
* كَعَالِيَة الخَطِّىِّ وارِى الأَزَانِدِ*
* أبو عبيد* ويقال
للعُود الأسفلِ الزَّنْدة* غيره* ويقال للزَّنْدَين زِناد* قال أبو حنيفة* أفضلُ
ما يُتَّخَذ منه الزِّنادُ المَرْخُ والعَفَار فتكون الأنثى وهى الزَّنْدَةُ
السُّفْلى مَرْخا ويكون الذَّكَر وهو الزَّنْد الأعْلى عَفَارا وقيل العَفَار ـ ضَرْب
من المَرْخ ولا أَحْسب ذلك كذلك وان كان الزَّنْدانِ جميعا كثيرا يكونان من
الشَّجرة الواحدة وقيل العَفَار ـ شَجَر يُشْبه صِغَار شجر الغُبَيْراء مَنْظَرُه
من بعيد كَمَنْظَره* قال* وأما المَرْخ فقد رأيته وليست هذه صفتَه المَرْخُ
يَنْبُتُ قُضْبانا سَمْحة طويلة سُلُبا لا وَرَق لها ولفضل هاتين الشجرتين فى
سُرْعة الوَرْىِ وكثرة النار سارَ قولُ العرب فيهما مثلا فقالوا «فى كل الشجر نار
واسْتَمْجَد المَرْخُ والعَفَار» أى ذَهَبَا بالمَجْد فى ذلك فكان الفضلُ لهما
ولذلك قال الأعشى يمدح بعض الملوك
زِنادُكَ خَيْرُ
زِنادِ المُلُو
|
|
كِ خالَطَ
فيهنَّ مَرْخٌ عَفَارا
|
وقال آخر
لهمْ حَسَبٌ فى
الحَىِّ وارٍ زِنادُه
|
|
عَفَارٌ ومَرْخٌ
حَثَّه الوَرْىُ عاجِلُ
|
ويُخْتارُ
المَرْخُ للزَّنْدة السُّفْلى قال ذو الرمة ووصف أَثَافِىَّ وما لَوَّهت النارُ
منها
من الرَّصَفاتِ
البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَها
|
|
بَنَاتُ فِراضِ
المَرْخِ واليابسُ الجَزْلُ
|
يعنى ببنَات
فِراضِ المَرْخِ ما تُظْهِر الزَّنْدَةُ من النار اذا اقْتُدِحت والفِراض انما
تكون فى الأنثى من الزَّنْدين خاصَّة ومن أمثالهم «أَرْخِ يدَيْك واسْتَرْخ انّ
الزِّنادَ من مَرْخ» أى اقْتَدِحْ على الهُوَيْنَى فان ذلك مُجْزئ اذا كان زِنادُك
مَرْخا* أبو عبيد* واحدة العَفَار عَفَارةٌ* أبو حنيفة* فاذا أخْطأ الزَّنْدَ
الذَّكَرَ أن يكون عَفَارا فالحَبْنُ خيرُ ما جُعل مكانَه وهو الدِّفْلَى وقالت
العرب فى أمثالها «اقْدَحْ بدِفْلَى فى مَرْخ ثم شُدّ بعدُ أو أَرْخ» وهما أسْرَعُ
شئ سُقوطَ نارٍ ويُتَّخَذ الزِّنادُ من عَراجِينِ النَّخْل والحَرْملِ وليس هذا
الحَرْمل الذى يُتَداوى بِحَبِّه ولكن شجرة تسمى الحَرْملةَ تَنْبُتُ قُضْبانا
سَمْجَة ولها لبَنٌ كثير وزَنْدُها أجْودُ الزَّنْد بعد المَرْخ والعَفَار وربما
اتُّخِذتْ من الحَمَاطِ والأَثْأَبِ والبانِ والقُطْن والسَّوَاس وعِرْقُ
التَّنُّومةِ
رُبَّما اتُّخِذ زَنْدا ويقال اعْتلَث زَنْدَه واغْتَلَثه ـ اذا اعْتَرضْ الشجَرَ
فاتَّخذَها مما وجَدَ ولذلك يُقال للرجُل اذا لم يتخَيَّر أبُوه فى المَنْكَح «إنه
لمُغْتَلَث الزِّناد» وهو مثَل من أمْثال العرَبِ* ابن دريد* غَلِثَ الزَّندُ ـ لم
يُورِ نارًا واغْتَلَثْت زَنْدا* وقال* عَثْلَبْت الزَّندَ كذلك* أبو حنيفة*
ارْتَجلَ فلان الزَّندةَ ـ اذا وضَعها تحتْ إبْهامَىْ رجلَيْه ليَقْدَح بها ويقال
للشَّرَر الذى يَسْقُط من الزِّنَاد والقَرَّاعة نارُ أبى حُبَاحِبٍ ونارُ حُباحِب
ـ وهو الشَّرَر الذى لا نظير له وأنشد
ألَا إنَّما
نِيرانُ قَيْسٍ اذا شَتَوْا
|
|
لِطَارقِ ليلٍ
مِثْلُ نارِ الحُبَاحِبِ
|
وقال آخر
يَرَى
الرَّاءُونَ بالشَّفَراتِ منها
|
|
كنارِ أبِى
حُبَاحِبَ والظُّبِينا
|
وزعَم قوم أنَّ
أبا حُباحِبٍ وحُبَاحِبًا اليَرَاع ـ وهو فَرَاشةٌ اذا طارَتْ بالليل لم يَشُكَّ
من لم يعْرِفها أنها شَرَرة طارتْ من نارٍ* صاحب العين* كان أبُو حُبَاحِب رجُلا
من مُحارِبِ خَصَفَةَ وكان بَخِيلا لا يُوقِد نارَه الا بحطَبٍ شَخْتٍ* أبو حنيفة*
يقال زَندٌ خَوَّار ـ وَرِىٌّ سريعُ القَدْح كثيرُ النارِ بِمنْزِلة الناقةِ
الخَوَّارة وهى الغَزيرة ولا يُرادُ بذلك خُؤُورة العُود بل كثرةُ النار وزَنْدٌ
وارٍ ووَرِىٌّ ووَرِيَّة ووَارِيَةٌ اذا كان سَرِيعَ الوَرْى كثيرَ النارِ ومنه
قولُهم فلانٌ وارِى الزِّناد ـ يريدُونَ بذلك أنَّه نَجِيح واضِحُ الأمر مَضِىٌّ
ويقال وَرَيْتُ الزِّنادَ وأوريتها فوَرَتْ وَرْيا ووُرِيًّا ووَرِيَتْ تَرِى
وتَوْرَى وقيل وَرَتْ ـ خرجَ نارُها ووَرِيَتْ ـ صارَتْ وارِيَةً ويقال أَعْطنى
رِيَةً ورِيَّة مشدَّدةً على القلْب ـ أى من حُطَام النبْت ودَقِيقه ما يُسْرِع
الاشتِعالَ اذا وُضِع على النارِ التى تَقَع من الزِّناد وكذلك كلُّ ما أوْريْت به
النارَ من خِرقه أو قِشْرة أو عُطْبة ـ يعنِى القُطْنة* غيره* العُطْبة ـ الخِرْقةُ
التى تُورَى بها النارُ وتُؤْخَذ بها والجمع عُطَب وأنشد
نارًا من
الحَرْبِ لا كالمَرْخِ ثَقَّبَها
|
|
قَدْحُ
الأَكُفِّ ولم تُنْفَخ بها العُطَبُ
|
* أبو حنيفة* فان كانَتْ بَعَرة
ففَتَّها ليأخُذَ فيها النارَ فهى فَتَّة فاذا كان الزَّنْد بَطِيئًا لا يكادُ
يَرِى فهو صَلُود وصَلَّاد ومِصْلاد وقد صَلَد ـ اذا قُدِح به فلم يَرِ وهو مأخُوذ
من الحَجَر الصَّلْد ـ وهو الصُّلْب ولذلك قيل للبَخِيل صَلْدُ الصَّفَا لا يَبِضُ
حَجرُه ومنه
سُمِّى الفَرسُ الذى اذا جَرَى لم يَعْرَق مِصْلادًا وذلك يؤدِّى الى الكُبُو* أبو
عبيد* صَلَد الزَّنْدُ يَصْلِد ـ اذا صَوَّت ولم يُخْرِج نارًا وأصْلَدْته أنا*
أبو حنيفة* زَنْد شَحَاحٌ وهو مثل الصَّلَّاد ولذلك قيل للأرض الصُّلْبة التى لا
تتَشَرَّب الماءَ ولا تُنْبِت النباتَ أرضٌ شَحَاح* أبو عبيد* اذا لم يُخْرِج
الزَّنْد شيأ قيل كَبَا كُبُوًّا وأكبَيْتُه* صاحب العين* كَبَا الزَّنْدُ
وأكْبَى* أبو حنيفة* قَدَحْت فأكْبَيْت ـ أى لم يَرِ زَنْدِى ولذلك قيل للنَّكِد
القَلِيل الخيرِ كابِى الزِّناد* أبو عبيد* كالَ الزَّنْدُ كَيْلا ـ مثْلُ كَبَا*
قال أبو على* ولذلك قيل لآخِر صَفٍّ فى القِتَال الكَيُّول وأنشد لعلى رضى الله عنه
إنِّى امْرُؤٌ
عاهَدَنِى خَليلِى
|
|
أنْ لا أَقُومَ
الدَّهْرَ فى الكَيُّولِ
|
يعنِى بخَليِله
النبىَّ عليه الصلاة والسلام* صاحب العين* الكَيْل ـ ما يَتَناثرُ من الزَّنْد*
غيره* خَوَى الزَّنْدُ وأَخْوَى ـ لم يُورِ* أبو زيد* خَدَجَتِ الزَّنْدةُ
وأخْدَجتْ* صاحب العين* الدَّعِرُ من الزِّناد ـ الذى قد قُدِح به مَرَّات حتى
احتَرَقَ طرَفُه وقد تقدّم أنه الخَوَّارُ من الحَطب* ابن السكيت* سَرَّ الزنْدَ
يَسُرَّه سَرًّا ـ اذا كان أجْوفَ فجعل فى جَوْفه عُودًا ليَقْدَح به يُقال سُرَّ
زَنْدكَ فانه أَسَرُّ ومنه قيل قَنَاةٌ سَرَّاءُ ـ اذا كانَتْ جَوْفاءَ* أبو
حنيفة* كَشَّ الزنْدُ يَكِشُّ كَشًّا ـ صَوّتَ وسَمِعْت كَشَّة الزَّنْد وذلك اذا
هَمَّ الدُّخَان أن يتَحوَّل نارا من قَبْل أن تَقْوَى حَرَارتُه فيَحْدُث من ذلك
صَوْتٌ يقال له العَجِيج وقد عَجَّت* وقال* فَحَّتِ النارُ نَفحُّ فَحِيحا كما
يقال فَحَّت الحيَّةُ ـ اذا نفَخَت فاذا صار ذلك الدُّخَانُ نارا فذاك وَرْىُ
الزِّنادِ والنارُ حِينَئذٍ سِقْط وسَقْط وسُقْط وقد تقدّمَ فى الوَلد والرَّمْل*
ابن دريد* الخُنْتُوص ـ ما سَقَط بينَ القَرَّاعة والمَرْوة من سَقْط النار* أبو
زيد* المَضْبوحة ـ حِجَارة القَدَّاح اذا رأيتَها كأنَّها مُحْتَرقة وقد تقدّمَ
الضَّبْحُ فى اللَّحم والعُود* أبو زيد* وَقَدتِ النارُ وَقْدا ووُقُودا وتَوقَّدت
واتَّقَدتْ* ابن السكيت* وَقَدتْ وَقَدانًا وقِدَةً ووقَدْتُها أَنا وأَوقَدْتُها
ووَقَّدتها واستَوْقدتُها والوَقُود ـ ما تُوقَدَ به النارُ* سيبويه* وَقَدَتْ
وُقُودا ووَقُودا والأكثر أن الضمَّ للمصدَرِ والفتح للحطَب وفى الدُّعاء وَقَدَت
بكَ زِنَادِى مثل وَرِيَتْ
__________________
وزَنْد مِيقادٌ ـ سَرِيع
الوَرْى* سيبويه* وَقَدت النارُ وَقُودا بالفتْح* أبو حنيفة* اذا أَخَذَت النارُ
فى الرِيَّة ابتَغَى ثَقُوبا ـ وهو ما يُثْقِبها به ويُقَوِّيها مما هو أقْوَى من
ذلك قليلا يقال ثَقُوب وثِقَاب وأنشد
ومِنَّا عُصْبةٌ
أُخْرَى حُمَاةٌ
|
|
كغَلْىِ
القِدْرِ حُشَّت بالثِّقَابِ
|
ويقال ثَقَبت
النارُ تَثْقُب ثُقُوبا وتَثَقَّبت ـ ظهَرتْ وأضاءتْ وتثَقَّبْتها حين تَقْدَحُها
وأثقَبْتُها وثَقَّبت بها وذلك اذا فَحَصْتَ لها فى الأرض ثم جعَلْت عليها بَعَرا
أو خَشَبا ثم دفَنْتها فى التُّراب* ابن دريد* والعُود الذى يُدْفَن فى الجَمْر
يُسمَّى الثَّقَبة* أبو حنيفة* مَسَّكت بها مثل ثَقَّبْت وقيل مَسَّكتُها ألقيْت
عليها الرَّمادَ حتى تَبْقَى* ابن دريد* طَبَنْت النارَ ـ دفَنْتها لئلَّا تَطْفأ
يمانِيَةٌ والطَّابُون ـ الموْضِع الذى تُدْفَن فيه النارُ أى تُسْتَر برَماد
لتَبْقَى وكانُونٌ فاعُول كأنَّ النارَ اكتَنَّت فيه* أبو حنيفة* حضَجْت النارَ
أحْضِجُها وحَضَبتها أَحْضِبُها رفَعْتها* ابن دريد* المِحْضَب ـ عُود تُحرَّكُ به
النارُ عند الايَقادِ وأنشد
فلا تَكُ فى
حَرْبنا مِحْضَبًا
|
|
لتَجْعَلَ
قومَكَ شَتَّى شُعُوبَا
|
والحَضَب كالحَصَب
وقرئ «حَضَب جَهَنَّمَ» * صاحب العين* نَفَخْت النارَ وغيرَها أنفُخُها نَفْخا
ونَفِيخا ـ قوَّيتُها بالنَّفَس والنَّفِيخُ ـ المَوكَّل بنْفخ النارِ والمِنْفاخُ
ـ الذى يُنْفَح به ويقال انفُخِ النارَ نَفْخا قُوَّتا واقْتَتْ لها ـ أى ارْفُقْ
فى نفْخِها* أبو حنيفة* نَمَّيْت النارَ ـ اذا قَوَّيتها بأكثَرَ من الثَّقُوب حتى
تَتنَمَّى ـ أى تَرْتَفع وذلك بأن يُشَيِّعها أى يُلْقِى عليها شَيُوعا ـ وهو ما
دَقَّ من الحطَب* ابن السكيت* ويقال له أيضا شيَاع ويقال وَقِّصْ على نارِك ـ وهو
أن يُلْقِىَ عليها من كُسَار العِيدانِ ويقال لذلك الكُسَار ـ الوَقَص وأنشد
لا تَصْطلِى
النارَ الا مِجْمَرا أرِجًا
|
|
قد كَسَّرت من
يَلَنْجُوجٍ لها وَقَصا
|
* ابن دريد* الخَثَّة والخُثَّةُ ـ قُبْضةٌ
من كُسَارة عِيدانٍ تُقْتَبَس بها النارُ* أبو حنيفة* أرضُ كذا وَقُودُهم البَعرُ
والوَأْلة والجَلَّة وانما سُمِّيت الدابَّة التى تأكُل العَذِرةَ الجَلَّالَة
لهذا فاذا عَلَت النارُ وقَوِيَت قلتَ شَبَّت تَشُبَّ وشَبْبتها أشُبُّها شُبُوبا*
قال* وقال أبو عَمْرو بنُ العَلاء شَبَّت النارُ وشُبَّت ولا يُقال شابَّة
__________________
ولكن مَشْبُوبة
ويُقال لما شبَبْتَ به النارَ شِبَاب* ابن السكيت* وشَبُوب* أبو حنيفة* وقال بعضهم
شبَبْتُها ـ أوقدْتُها وأشبَبْتُها ـ أَلَحْتُ بها ويقال نارٌ لَيَاحٌ فى معنى
أنها تَلُوح لا لمعنى البياض كما قيل للثور الأبيض لَيَاح وليس للبياضِ قيل له ذلك
فقَطْ ولكنْ لأنَّه يلوح من أجْل بَياضِه واذا قَوِيَتْ فقد اشتَعَلت وأشعَلْتُها*
ابن دريد* وشَعَلْتها* أبو حنيفة* والشُّعْلة ـ الطائفةُ منها تَشْتعِل
والشَّعِيلة ـ ما أخَذْتَ فيه الشُّعْلةَ ومنه قيل للفَتِيل شَعِيلة والمَشْعَل
مَوْضِعها الذى تُستوقَد فيه والمِشْعَل بالكسر ـ ما اشْعَلْتها به كالمِسْعَر ـ وهو
ما سَعَرتها به* صاحب العين* اشْتَعلتِ النارُ ـ التَهَبت والمَشْعَلة ـ الموضِع
الذى تَشتَعِل فيه والشُّعْلة ـ ما اشتَعلتْ فيه والشُّعْلوُل ـ اللهَب* وقال
غيره* أَرَّجْت النارَ ـ وهَجَّتْها* صاحب العين* المارِجُ من النار ـ الشُّعْلة
الساطِعةُ ذاتُ اللهب الشدِيدِ ومنه قوله تعالى (وَخَلَقَ الْجَانَّ
مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) * قال أبو على* قال أبو زيد مَرَجَتِ الشُّعلةُ ـ استَطارتْ
وهى شُعْلة مارِجٌ ومَرِيج* وقال مرةً* لا تكونُ الشُّعْلةُ مارِجًا أو يَخْلِطَها
دُخَان* أبو حنيفة* والعُشْوة ـ كالشُّعْلة* وقال مرة* العُشْوة ـ ما أخَذْت من
نارٍ لتَقْتَبِسه أو تَسْتضِىءَ به وأنشد
حتى اذا شالَ
سُهَيْل بسَحَرْ
|
|
كعُشْوة
القابِسِ تَرْمِى بالشَّرر
|
واذا نَظَرْت الى
نارٍ بَعِيدة فأممَّتها فقد عَشَوت اليها وعَشَوْتَها عَشْوا وعُشُوًّا فاذا
تبَيَّنْت بها القَصْدَ على ضَعْف فقد عَشَوت بها عَشْوا ولذلك يُقال للذى لا
يُبْصِر الا بَصَرا ضَعِيفا أعْشَى وقيل للذى يَتَعامَشُ عن الأمر كأنَّه لم
يَشْعُر به هو يَتَعاشَى وقيل عَشَا الى النارِ كأنَّه ينظُر من غير تَثَبُّت
ويُقال ابْغُونا عُشْوةً وعِشْوةً ـ أى نارًا نستَضىءُ بها ولذلك سُمِّى ما بينَ
المَغْرِب والعَتَمَة العَشْوة وبَيْنِى وبينَ القومِ عَشْوةٌ ـ أى بقَدْر سيرِ
تلك الساعةِ* صاحب العين* العاشِيَة ـ كلُّ شئٍ يَعْشُو بالليلِ الى ضَوْء نارٍ من
أصْناف الخَلْق كالفَرَاش ونحوِه وكلُّ قاصد الى شئٍ عاشٍ وأصلُه من ذلك وجاء رجُل
الى عُمَر بنِ عبْد العزيز رضى الله عنه يَشْكُو عامِلاً له فقال أيْنَ كنتَ عن
والِى المدينةِ فقال عَشَوْت الى عَدْلك وعلِمْت إنْصافَك
__________________
منه فعزَله * أبو
حنيفة* الطائِفَة المُشتَعِلة من النار شِهَاب والجمع شُهُب* غيره* شُهْبانٌ* أبو
حنيفة* والقَبَس ـ كالعُشْوة قَبَسْت النارَ أَقْبِسها قَبْسا ـ اذا أخَذْت منها
طائِفةً لحاجَتِك فان أعطَيْت أنتَ القابِسَ قلت أقْبَسْته وقَبَسْته والقابِسُ ـ المُقْتَبِس*
أبو عبيد* قَبَسْته نارًا ـ جِئْته بها وأقْبَسْته إيَّاها ـ طلبْتُها له* قال أبو
على* قال أبو عبيدة فى قوله جلّ وعز (بِشِهابٍ قَبَسٍ) الشِّهَاب ـ النارُ والقَبَس ـ ما اقْتَبسْت وأنشد
فى كَفِّه
صَعْدةٌ مُثَقَّفةٌ
|
|
فيها سِنَانٌ
كَشُعْلة القَبَسِ
|
* وقال غيره* كلُّ أبيضَ ذِى نُورٍ
فهو شِهاب ولا أدرى أقاله روايةً أو استدلالا ويجوز أن يكون القَبَس صفةً واسما
فأما جَواز كونه اسما فلأنهم يقولون قَبَسْته أَقْبِسه قَبْسا والقَبَس ـ الشئُ
المَقْبُوس واذا كان صفة فالأحْسَن أن يُجْرَى على الشِّهاب كما جَرَى على الموصوف
فى قوله
* كأنه ضَرَمٌ فى الكَفِّ مَقْبُوسُ*
فكما كان
مَقْبُوسٌ صفةً للضَّرَم كذلك يكون القَبَس فى قوله تعالى (بِشِهابٍ قَبَسٍ) * وقال أبو عثمان* عن أبى زيد أَقْبَسْته العلْمَ
وقَبَسْته النَّارَ وقول الشاعر
فى حَيْثُ
خالَطَتِ الخُزامَى عَرْفَجًا
|
|
يأتِيكَ قابِسُ
أهْلِهِ لم يُقْبَسِ
|
يدُلُّ على ما
حكاء أبو زيد لأن هذا من قَبَسته النارَ والفاعل للحال والنِّيَّة به الانفصالُ
وأحَد المفعولين محذوف وكأنّ أصلَ ذلك لم يُقْبَس النارَ* صاحب العين* الجِذْوةُ
والجُذْوة والجَذْوة ـ القَبْسة من النار* ابن دريد* هى الجَمْرة* صاحب العين*
الجمع جِذًا وجُذًا* وحكى أبو على* جِذَاءً ولعله جمع جَذْوة فيُطابِق الجمعَ
الغالبَ على هذا النوع وقد تقدّم أنّ الجَذْوة العُودُ الذى قد احتَرَق بعضُه* أبو
حنيفة* واذا حَضَأْت النارَ وبَعَجتها أو حَرَثْتَها لِتَذْكُوَ قلت ذَكَّيتها
وذَكَتْ هى ذُكُوًّا والذُّكْية ـ ما ألْقَيْتَه عليها من حَطَبِ أو بَعَر* غير
واحد* الذَّكَا مقصورًا ـ اللهَب ومَدَّها أبو حنيفة فى مواضعَ من عباراته وهو
خطأٌ* ابن دريد* الذُّكْوة والجمع الذُّكْو ـ الجَمْرة المُتَلَظِّية واشتِقاقه من
ذَكَا النار وذُكُوِّها والعُود الذى يُدْفَن فى الجَمْر يُسَمى الذُّكْوة* أبو
حنيفة*
تَأَجَّجَتْ وتَأَطَّمت ـ اذا ذَكَتْ* أبو عبيد* الأَطِيمةُ ـ مَوْقِد النار وأنشد
فى مَوْطِنٍ
ذَرِبِ الشَّبَا وكأنما
|
|
فيه الرِّجالُ
على الأَطائِمِ واللَّظَى
|
* ابن دريد* حَصَبْت النارَ أحْصِبها
حَصْبا ـ ألقيْتُ فيها حَطَبا* أبو عبيد* الوَطِيس ـ شئ مثلُ التَّنُّور يُخْتَبَز
فيه وبه شُبِّه حَرُّ الحرب* ابن جنى* هو تنُّور من حديد يُخْتَبَز فيه حكاها عن
ابن الأعرابى* ابن دريد* والجمع أَوْطِسَةٌ* صاحب العين* الجَمْر ـ النارُ
المُتَّقِدة واحدته جَمْرة* قال* فاذا طَفِئت فهى فَحْم والمِجْمَرُ والمِجْمَرة ـ
التى يُوضع فيها الجَمْر* ابن دريد* وقد اجْتَمَرْت بها* صاحب العين* ثوبٌ
مُجَمَّرٌ ـ مُكَبًّى والجامِرُ ـ الذى يَلِى ذلك من غير فِعْل* ابن دريد*
الرَّبَعَة ـ المَسَافةُ بين أَثافِىِّ القِدْر التى يجتمع فيها الجَمْر* قال*
وكلُّ جَمْر ـ مَلَّةٌ ولا يُقال للجَمْر مَلَّة حتى يُخالِطَه رَمَاد* أبو حنيفة*
ضَرِمت النارُ ضَرَما واضْطَرمَتْ ـ اشْتَعَلَتْ والضَّرَمة ـ ما اضْطَرَمتْ فيه
كائِنا ما كانَ وجمعها ضِرَام ومنه المَثل «ما بِهَا نافِخُ ضَرَمة» ولا يُقال
للعُود ضرمةٌ الا أن يكونَ فيه نارٌ والضَّرِيمُ ـ الحَرِيقُ نفسُه وان شِئْت جعلت
الضَّرَمة والضَّرَم والضَّرِيم كلَّه النارَ الملتهِبة والضِّرَام ـ أَشْخَتُ
الحَطَب وأدَقُّه وأضْعَفُه واحدتُه ضِرَامة وكل شئٍ ليس له جَمْر كالقَصَب
والعَرْقَج وما دُونَه ـ ضِرَام والتَّسَعُّرُ ـ كالتَّضَرُّم تَسعَّرَت النارُ
واسْتَعَرَتْ وسَعَرْتُها أسْعَرها سَعْرا وسَعَّرتها وهى ـ نارٌ سَعِيرٌ
والسَّعِير ـ الحَرِيق والسُّعَار ـ حَرُّ النارِ وذَكاؤُها والمِسْعَرُ
والمِسْعار ـ ما سَعَرتَ به النارَ وبه سمِّى الرجْل مِسْعَرا وسَعَرتُ الحربَ
وسَعَرنِى الرجلُ شَرًّا سَعْرا* صاحب العين* سَعَّرت النارَ وأسْعرتُها
فاسْتَعَرتْ وتَسَعَّرت وكذلك الحْربُ والشرُّ وسُعْر النارِ وسُعَارُها لهَبُها*
أبو عبيد* المِحْراث والمِفْأَد والمِحْضَأُ ـ كالمِسْعَر وقد فَادت النارَ
وحَضَأْتها* ابن دريد* أحْضَؤُها حَضْأً* وقال* ألقاء اللهُ فى حَضَوْضَى ـ أى فى
النارِ مَعْرِفة والحُضَاء ـ لَهِيب النارِ ممدُودٌ* غيره* حَضَأْت النارَ
وحَضأْتْ هى* ابن دريد* حَضَوْت النارَ حَضْوا ـ حرَّكْت الجمْرَ بعد ما يَهْمُد
والمجْهَلُ والمِجْهَلة والجَيْهَل والجَيْهلةُ فى بعض اللُّغات ـ الخشَبة التى
يُحَرَّك بها
الحَمْر وهى
المِحرْاك والمِهْزامُ وأنشد
* فَشَامَ فيها مِثْلَ مِهْزامِ الغَضَى*
* أبو حنيفة*
يُقال اضْرُجْ نارَك وهو ـ أن تَفْتَح لها عيْنا وأصْل الضَّرْج الشَّقُّ وأَجَّجت
النارَ ـ ألْهبتُها وتَأجَّجَتْ هى وذلك اذا سَمِعت للَهَبهِا صَوْتا والأَجِيجُ
صوتُها والأَجَّة ـ لَفْحَتها وقد تقدّمت الأَجَّة فى حَرِّ الهَواء وأَجِيجُ
الكِير ـ صوتُه* صاحب العين* نَسَّ الحَطَبُ يَنِسُّ نُسُوسا ـ اذا أخرَجِت النارُ
زَبَده على رأسِه ونَسِيسُه ـ زَبَدُه* أبو عبيد* للنارِ حَرَارة وحَدَمةٌ
وحَمَدةٌ وهو ـ صوتُ الالْتهاب* أبو حنيفة* احْتَدَمَت النارُ ـ اشتَدَّ حَرُّها
وما أشَدَّ حَدَمتَها ومن ذلك قيل تَحَدّمَ فلانٌ على فُلانٍ ـ اذا اشتَعَل
غَضَبا* ثعلب* احتَدَمتْ واحتَمَدتْ وتَحدَّمتْ وتَحمَّدتْ وقد تقدّمَ الاحْتِدامُ
والاحْتِمَاد فى شِدّة الحَرِّ* غيره* حَدْمةُ النار وحَدْمُها كذلك* أبو حنيفة*
وَهَّجْت النارَ فتَوَهَّجت وما أشَدَّ وَهْجَها ووَهَجها ووَهَجانَها
وتَوَهُّجَها والوَهَجَان ـ اضْطِرابُ الوَهَج* قال أبو على* وهو الوَهِيج وأصل
ذلك سُطُوع لهَبِها وكلُّ ما سَطع فقد وَهَج* ابن دريد* الهَوْبُ ـ وَهَج النارِ
والشمسِ يَمانِيَة لا يَتصرَّف له فِعْل* قال أبو على* الهَوْب اسمُ النارِ
يمانِيَة* ابن دريد* الزَّخِيخ ـ النارُ يمانِيَة أيضا وقيل هو شِدَّة بَرِيق
الجَمْرِ والحَرِّ زَخَّ يَزِخُّ زَخِيخا* ابن دريد* لَهَبٌ واهِرٌ ـ ساطِعٌ* أبو
حنيفة* تَأكَّلتِ النَارُ ـ اشتَدَّ حَرُّها* أبو عبيد* آكَلْتُ النارَ الحطبَ
وأَكَّلْتها ـ أطعَمْتها إيَّاه وكذلك كلُّ شئٍ أطْعَمْته شيأ* صاحب العين* نارٌ
حُطَمةٌ ـ شديدةٌ تَحْطِم كلَّ شئٍ وفى التنزيل (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ
فِي الْحُطَمَةِ) وقيل الحُطَمة
بابٌ من أبواب جَهَنَّم * أبو حنيفة* حَمِيَتِ النارُ حَمْيا وحُمِيًّا وحُمُوًّا
وصَلَا النارِ وصِلَاؤُها ـ حَرُّها اذا كسَرْتَ مدَدْت واذا فَتَحْت قصَرْت
والمُصْطَلِى ـ المتَلَقِّى صِلَاءَها* أبو زيد* الصَّلَى ـ اسمٌ للوَقُود* أبو
حنيفة* تَلَظَّتْ والْتَظَت ـ تَوَهَّجْت وذَكَتْ ولَظَاها ـ حرُّها* صاحب العين*
اللَّظَى ـ اللهَبِ الخالِصُ وقد لَظِيَتِ النارُ لَظًى والحَرُّ يتلَظَّى فى
المَفازة* وقال* صَقِّرْ نارَك ـ اشْدُد إيقادَها واصْطَقَرت هى ـ اتَّقدتْ* ابن
دريد* اسْجَهَرّت
كذلك* أبو حنيفة*
تَحرَّقَت النارُ وحَرَّقتُها وهى نارٌ حِرَاق ـ تُحْرِق كلَّ شئٍ وكذلك رَجُل
حِرَاق ـ لا يُبْقِى شيأ الا أفسَدَه وحَرَقُ النارِ ـ تَحَرُّقُها والحَرَق أيضا
ـ هى نفْسُها والحَرَق والحَرِيق ـ كالضَّرَم والضَّرِيم وكلُّ ذلك نَفْسُ النارِ*
صاحب العين* الاحْراق والتَّحْريق ـ تأثيرُها فى الشئِ وقد أحْرقَتْه وحَرَّقته
فاحْتَرق وتَحرَّقَ وحَرارتُها ـ الحُرْقةُ والحُرْقة أيضا ـ ما يَجده الانْسانُ
من لَذْع حُبٍّ أو حُزْن أو طَعْمِ شئٍ فيه حَرَارة* أبو عبيد* الحَرُ وقاءُ
والحَرُوق والحُرَّاق والحَرُّوق ـ ما تُقْدَح به النارُ* صاحب العين*
الحَرَّاقاتُ ـ سُفُنٌ فيها مَرَامِى نِيرانٍ وقيل هى المَرَامِى أنفُسُها
والحَرَّافاتُ ـ مواضِعُ القَلَّائِينَ والفَحَّامينَ والحَرَقُ ـ أن يُصِيبَ
الثوبَ احتِراقٌ من النارِ فأما الحَرْقُ فَمِنْ دَقِّ القَصَّار* ابن السكيت*
الحَرَقُ ـ النارُ وأنشد
* شَدًّا سَرِيعًا مِثْلَ إضْرام الحَرَقْ*
* ابن دريد*
هَجَّتِ النارُ تَهِجُّ هَجًّا وهَجِيجًا ـ اشتدّ اسْتعارُها* أبو حنيفة* جاحِمُ
النارِ وجَحِيمُها ـ مُعْظَمُها* ابن دريد* جَحِمَتْ تَجْحَم حَجَمًا وحَجْمًا
ومنه اشتقاق الجَحِيم* غيره* حَجُمَت جُحُوما ـ عَظُمت وتَأَجَّجَتْ وحَجِمَتْ
كذلك* صاحب العين* عُقْرُ النارِ ـ مُعْظَمُها* أبو زيد* سَخَنَت النارُ والقِدْرُ
أشدَّ السُّخْن والسُّخُونة ـ اشتدّ حَرُّها* ابن دريد* سَجَرْتُ التَّنُّورَ
أسْجُره سَجْرًا ـ أَوْقَدْته* صاحب العين* السَّجُورُ ـ ما أو قدتَه به
والمِسْجَرةُ ـ الخَشَبةُ التى تَسُوط بها فيه السَّجُورَ* أبو حنيفة* أَضاءَت
النارُ وضاءت ضَوْأً وأَضَأْتُها ـ أَصلحتُها حتى تُضِئ بها وأَضَأْتُ بها البَيتَ
وضَوَّأْته وهو الضَّوْءُ والضُّوء والضِّياء والضِّوَاء وقد أَبَنْتُ هذا فى باب
الصبح وعَلَّلْته وكذلك البَرَقانُ والهَصِيص والوَبِيص وقد تَوَبَّصْتُ النارَ
واسْتَوْبَصْتُها ـ رأيتُ وَبِيصَها وَوَبَصَتْ ـ أضاءت ويقال ما وَجَدْنا فى
مَلَّتِكم وابصةً ـ أى جَمْرا* ابن السكيت* أَوْبَصَتْ نارى وذلك أوّل ما يَظْهر
لَهَبُها* ابن دريد* ما فى الرماد بَصْوَةٌ ـ أى ما فيه شَرَرةٌ ولا جَمْر* أبو
حنيفة* أَنَارتِ النارُ وأَنَرْتُها ونَوَّرْتُها وهى نارٌ مُنِيرة ومُنْوَرة ومُنَوَّرة
ـ اذا رفع ضياؤها وتَنَوَّرْتُها ـ نظرتُ اليها من مَنْظَر بعيد وموضعُ
النارِ المُنيرةِ
ـ مَنَارةُ ومَنْوَرة على الاصل والجمع منَاوِر ومَنَائر نادر كَمَصائب والنارُ
مؤنثة وقد تُذَكَّر وهى قليلةٌ* أبو حاتم* نَارَت النار وأنارَتْ* أبو حنيفة* جمعُ
النارِ أَنْؤُرٌ ونِيَارٌ ونِيَران ونِيْرَة* وقال* لَأْلَأَت النارُ ـ لَمَعَتْ
وبَرَقَتْ ولَأْلاء كلِّ شئٍ ـ لمَعلُه وبريقُه* صاحب العين* أَوْجَحَت النارُ ـ تَلَأْلأتْ
وأضاءتَ واللهَبُ واللهَبانُ ـ اشتعالُ النار اذا خَلَص من الدخان* أبو حنيفة*
الْتَهَبَت النارُ ـ ارتفع لَهَبُها والْهَبْتُها ولَهَبانُها ـ ذَكاءُ لهبِها
واضطرابُه* ابن دريد* هو لَهِيبُها ولُهَابُها* ثعلب* أَسْنَمَت النارُ ـ عَظُم
لَهَبُها وأنشد
* كدُخانِ نارٍ ساطعٍ إسْنامُها*
* أبو على*
الاسْنام هنا ـ شجر أى ان حَطَبَها يَسْطَع بها* ابن دريد* الشُّعْلُول ـ اللهَبُ
من النار* أبو حنيفة* مَعْمَعَتُها ـ ما يُسْمَع من صوتها إذا اشتد التهابُها فاذا
اشتد صوتُها فى التلهب فذاك ـ الزَّفِير فاذا كان الصوت من الحَطَب فذاك ـ نَقِيضٌ
وكَصِيصٌ واذا اشتد فتلك ـ الفَرْقَعة* وقال* سَنَت النارُ تسْنُو سَناءً ـ اذا
علا ضَوْءُها وهو سَنَاها بالقصر وأسْنَيْتُها أنا والارَةُ النُّقْرة التى فيها
عُقْرُ النار والجميع الإِرَاتُ والإِرُونَ وأنشد
* اذا إرَتَانِ هَيَّجتا إِرِينا*
ويقال منه
أَرَّيْتُ النارَ ـ جَعَلْت لها إرةً وقد تقدّم أن الارَة المِحْضاء* أبو عبيد*
أَرَّيْتها ـ أَوْقَدْتها وقيل ألقيتُ عليها حَطَبا لتَذْكُو* أبو حنيفة* وَأَرْتُ
للنار إِرَةَ وَوَأْرًا* النضر* الارَةُ ـ النارُ نفسُها* أبو حنيفة* والبُؤْرةُ ـ
مثلُ الإِرَة بَأرْتُ بُؤْرةً أَبْأَرُها والأُرْثة ـ حُفْرة تُجْعَل فيها نارٌ ثم
لا يزال يُلْقَى فيها الدَّمَال والسِّرْجِين لتكون فيها نار عُدَّة والجميع
الأرُثَ* ابن دريد* أرَّثْتُ النارَ ووَرَّثْتها وهى الوُرْثة* ابن الأعرابى* واسم
ما أوقدت به النار ـ الارَاثُ وأنشد
* لَهُ غُرَّةٌ مثلُ لَوْنِ الارَاث*
* أبو حنيفة*
الوُءْرَة ـ حُفْرة المَلَّة والْأُدْحِىّ وجمعها وُأَرٌ وقيل أُوَرٌ صَيَّروا
الواو لما انضمت همزة وصَيَّروا الهمزة التى بعدها واوا* على* فهذا تخفيف
قياسى وقد يكون
قلبا* صاحب العين* وهو التَّنُّور* أبو حنيفة* واذا ذَكَّيْتَ النارَ فقد
هَيَّجتَها واذا قَوَّيتها بالحَطَب فقد حَشَشْتها وحَشَشْتُ الحربَ أَحُشُّها
حَشًّا ـ أوقَدْتها على المَثَل ويقال نِعْم مِحَشُّ الحربِ فُلانٌ ـ اذا كان
مُضْطلِعا بتهيِيجها تشْبيهًا بذلك وقيل حَشَشت النارَ أحُشُّها حشًّا ـ رَدَدت
اليها ما تَفَرَّق عنها من الحطَب* أبو زيد* حَشَأْتها كذلك وقد تقدّم فى
النِّكاح* أبو حنيفة* أحْمَشْت بالبُرْمة وأحمَشْتها وألْهَبْت بها ـ اذا أشبَعْت
النار من الحطَب مُتتابِعا واذا أخرجْت الجمرَ من تحتِ القِدْر ليسْكُن فَورُها
قلت سَخَوْتها أسْخاهَا وأَسْخُوها سَخْوا وسَخَيْتها سَخْيا وقيل يكونُ ذلك اذا
جعَلْت لها تَحْت القِدْر مَذْهَبا وقيل سَخَوت الجَمْر وسَخَيت ـ جَرَفْت* صاحب
العين* سَخَّيتها بالشَّدِّ كذلك* أبو حنيفة* نَفَحَته النارُ ولفَحتْه تَلْفَحه
لَفْحا ولَفَحانًا وقد تقدّم فى السَّمُوم ومَحَشَتْه وأَمْحشَتْه وامْتَحَش هو
وقد تقدَّم فى الحَرِّ* صاحب العين* المَحْش ـ تَنَاولٌ من لَهَب يُحْرِق الجِلْد
ويُبْدِى العظمَ فيُشَيّط أعالِيَه ولا يُنْضِجه يعنِى بالتَّنَاوُل المَسَّ* ابن
السكيت* شِوَاء مُحَاشٌ وخُبْز مُحَاش وقد تقدّم فى باب الشِّواء وَمَلِّ الخُبْز*
أبو حنيفة* سَفَعَتْه النارُ كمَحَشَتْه وضَبَحَتْه النارُ وضَبَتْه ضَبْوًا مثله*
ابن دريد* ضَبَتْه ضَبْيًا ـ لَفَحَتْه وبعضُ أهل اليمن يُسَمُّون خُبْزة المَلَّة
ـ مَضْباةً من هذا* أبو عبيد* زَلَعْتُ جِلدَه بالنار أَزْلَعه زَلْعا فانْزَلَع
وتَزَلَّع* غيره* تَسَلَّع كذلك* أبو عبيد* سَبَأْتُ جِلدَه بالنار ـ سَلَخْتُه
وقد انْسَبَأَ* صاحب العين* سَلَعْتُ جِلدَه بالنار أَسْلَعه فَتَسَلَّع وانْسَلَع
كانْزَلَع والسَّلْعُ والسَّلَع ـ أَثَرُ النار فى الجلد والجمع سُلُوع واللَّذْعُ
ـ الحُرقة لَذَعَتْه النارُ تَلْذَعه لَذْعا والتَّلَذُّعُ ـ التوقُّد وَلَذَع
الحُبُّ قلَبه لَذْعَا منه وقد قدّمت أن اللَّوْذَعِىَّ من الرجال المُتَّقِد* أبو
حنيفة* نار العَرْفَج يقال لها نار الزَّحْفَتَيْن وذلك أنها سريعةُ الاخْذ فيه
لانها ضِرَام فاذا الْتَهَبت زَحَفَ عنها مُصْطَلُوها أُخُرًا ثم لا تَلْبَث أن
تَخْبُوَ فيَزْحفون اليها راجِعِين وقيل لاعرابى ما لِنِسائكم رُسْحًا قال
أَرْسَحَتْهُنَّ نارُ الزَّحْفتين فاذا سَكَنَ لَهَبُ النار وانقطع قيل خَبَتْ
خَبْوًا وخُبُوًّا* صاحب العين* وقد أَخْبَيْتُها وكذلك الحِدّة والحَرْب* وقال*
باخَت
النارُ والحَرْب
بَوْخًا وبُؤوخًا ـ سَكَنَتْ وأَبَخْتُها أنا* ابن السكيت* وكذلك الغَضَب* أبو
عبيد* وخَمَدَت تَخْمُد خُمُودًا وقيل خَمَدَتْ ـ اذا سَكَن لَهَبُها وبَقِى
جَمْرُها حارّا* غيره* أَخْمَدْتُ النارَ* ابن دريد* الخَمُّودُ ـ مكان تَخْمُد
فيه* صاحب العين* كَبَتِ النارُ ـ اذا علاها الرَّمادُ وتَحْتَه الجَمْرُ يقال
كَبِّ ناركَ ـ أى أَلْقِ عليها الرماد وقد تقدّم الكَبْوُ فى الزَّنْد* أبو حنيفة*
فاذا ذهب الجَمْر إلا بقايا منه فى الرماد تَتَبَيَّنُها اذا حَرَّكْتَ الرماد
والرماد حارّ من أجل تلك البقِيَّة فذلك الرماد يقال له المُهْل والموضعُ الذى
يُفْتَأَدُ فيه مُفْتَأَدٌ فاذا بَرَد الرمادُ فلم يَبْقَ فيه من الجمر شئ قيل
هَمَدَتْ تَهْمُد هُمُودا* غيره* هَمْدًا وقيل هُمُودُها ـ ذَهابُ حرارتها* أبو
عبيد* هَبَا هُبُوًّا ـ صار رمادا* أبو حنيفة* طَفِئَتْ طُفُوءًا وانْطَفَأَت
وأَطْفَأْتُها وماتَت مَوْتًا وحَيَّتْ تَحْيَا حياةً فهى حَيَّةٌ كما تقول مانَتْ
فهى مَيِّتة ويقال للنار السَّكَنُ وماموسةُ اسم لها عَلَمٌ وأنشد
* كما تَطَايَرَ عَنْ مامُوسةَ الشَّرَرُ*
وأنشد فى السكن
* وسَكَنٍ تُوقَدُ فى مِظَلَّه*
والفاعُوسَةُ ـ نارٌ
أو جَمْرٌ لا دخان له وسَمَّى حُمَيْدٌ الارْقَطُ سُمَّ الحَيَّة فاعوسةً وقد
تقدّم
أسماء جهنم
* صاحب العين*
هاوِيَةُ وأُمُّ الهاوِية ـ من أسماء جَهَنَّم وسِجِّينٌ ـ واد فى جهنم
المصابيح
* أبو عبيد*
النِّبْرَاس ـ المِصْباح وقد تقدم أن النِّبْراس ـ الواسع من الأَسِنَّة* غيره* هو
السِّرَاج والجمعُ سُرُجٌ وقد أَسْرَجْتُه* قال سيبويه* وهى المِسْرَجة* قال* وهذا
من الضرب الذى يُعْتَمل مكسور الأول كانت فيه الهاء
أو لم تكن* صاحب
العين* المِسْرَجة ـ التى فيها الفَتِيل والمَسْرَجةُ ـ التى تُجْعَل فيها
المِسْرَجة والشَّمْسُ ـ سِراجُ النهار والهُدَى ـ سِرَاج المُؤْمِن على المَثَل
والسَّنَّاطاتُ ـ ضرب من السُّرُج يُرْمى فيها النِّفْط* ابن دريد* الصُّبَاح ـ السِّراجُ
بعينه والمِصْبَاح ـ المِسْرَجة* صاحب العين* الصَّبَحُ ـ البَرِيق وقد
اسْتَصْبَحْت بالمِصْباح وزَهَا السِّراجَ ـ أضاءَه وزَهَا هو نفسُه* صاحب العين*
القِرَاط ـ شُعْلة السِّراج وأنشد
* مُسَالات الأَغِرَّةِ كالقِرَاط*
والجميع
أَقْرِطةٌ* غير واحد* الذُّبَال ـ ما يَحْمِل السراجُ والزِّهْلِيقُ ـ السراجُ فى
القِنْدِيل والزِّهْلِقُ ـ موضعُ النار من الفَتِيل ويقال سَغَّمْتُ المصباحَ ـ مَدَدْتُه
بالزَّيْت وأنشد
* سَغَّمَ الزَّيْتَ ساطعاتِ الذُّبَال*
* ابن دريد*
الصَّمَجُ ـ القناديل واحدتها صَمَجة* وقال* أَسْدِفوا لَنَا ـ أى أَسْرِجوا لنا
والنَّسِيلة ـ الفَتِيلة فى بعض اللغات* قال أبو على* هو لسان السراج يعنى مارَقَّ
واستطال وكذلك السَّنِيجُ والسِّناجُ وقيل هو كله السِّراج وقيل السِّنَاجُ ـ أَثر
دخان السراج فى الجدار وغيره وهو أعرف* ابن السكيت* الشُّعْلة ـ الفتِيلة فيها
نار* صاحب العين* المَشَاعلُ ـ القناديل* وقال* أَشْمَعَ السراجُ ـ سَطَع نُورُه
وأنشد
* كَمِثْلِ بَرْقٍ أَوْ سِراجٍ أَشْمَعا*
باب الفَحْم
* صاحب العين*
الفَحَم ـ الجَمْرُ الطافئُ واحدته فَحَمة* ابن السكيت* هو الفَحْم والفَحَم*
الاصمعى* وهو الفَحِيم* أبو عبيد* وهو الحُمَم واحدته حُمَمَة وحَمَّمتُ وَجْهَه ـ
سَوَّدته بالفحم* ابن دريد* السُّخَام ـ الفَحْم والسَّخَمُ ـ السواد وقد سَخَّمْت
وَجْهَه وقولُه فى صفة ابل
* يَحْمِلْنَ صَلَّالاً كأَعْيانِ البَقَرْ*
الصَّلَّال ـ الفَحْمُ
لصَوْته والصَّلِيل ـ الصوت وشَبَّهه بأعيان البقر لسواده وعِظَمه
الدواخن
* أبو حنيفة*
دُخَانٌ وأَدْخِنة وَدَواخِنُ ودَوَاخِين* ابن جنى* ليس الدَّواخِنُ جمعَ دُخَان
انما هو جمع داخِنَة وحَكَى فى جمعه دِخانًا والصحيح أن دِخَانًا جمع دُخْنةٍ وهو
ما يُدَخَّنَ به دَخَنَت النارُ تَدْخُن دُخَانًا ودُخونا وادَّخَنَتْ ـ ارتفع
دُخَانُها* أبو عبيد* دَخِنَتْ النارُ دَخَنًا ـ اذا أَلْقَيْتَ عليها حَطَبا
فأفسدتها به حتى يَهِيجَ لذلك دُخَانٌ شديد وكذلك دَخِنَ الطَّعامُ واللَّحمُ
وغيره* ابن دريد* وهو الدَّخَنُ أيضا* صاحب العين* الدُّخُّ ـ الدُّخّان وأنشد
لا خَيْرَ فى
الشَّيْخِ اذا ما اجْلَخَّا
|
|
والْتَوَتِ
الرِّجْلُ فَصارَتْ فَخَّا
|
* عند سُعَارِ النارِ يَغْشَى الدُّخَّا*
|
* أبو حنيفة* عَثَنَت النارُ تَعْثُنُ
عُثُونا وعَثَّنَتْ والعُثَان ـ الدُّخان وهى العَوائِنُ* ابن دريد* وهو العَثَنُ
وأكثر ما يُسْتَعمل العُثَان فيما يُتَبَخَّر به* أبو عبيد* عَثَنَ العُثَانُ
يعثُنُ عَثْنًا وعُثُونا وعَثَنت النارُ تعثُنُ عُثَانا وعُثُونا وعَثَّنْتُ
البيتَ والثَّوبَ دَخَّنْتُهما بالبَخُور وعَثِنَ البَيْتُ والثوبُ ـ عَبِقَا
بالدُّخْنة والرَّهاءُ ـ شبيه بالدُّخان أو الغَبرَة وأنشد
* وتَحْرَج الأَبْصارُ من رَهَائِه*
* أبو حنيفة*
عَكَبَت النارُ تَعْكُبُ عُكُوبا وقَتَرَتْ وأقْتَرْتُها* ابن السكيت* فَتَرَت
تَقْتِر وقَتِرَت ارتفع قُتَارُها والقُتَارُ ـ الدخان وقد تقدم مثل هذا التصريف
فى الرائحة* صاحب العين* ثَارَ الدخانُ والغُبارُ وغيرُه ثَوْرًا وثُؤُورا
وثَوَرانا ـ هاج وارتفع ـ وأَثَرْتُه وثَوَّرْته* أبو عبيد* الايَام ـ الدُّخان
وأنشد
فلَمَّا جَلَاها
بالاتام تَحَيَّزَتْ
|
|
ثُباتٍ عليها
ذُلُّها واكْتِثابُها
|
* قال ابن جنى* جَمْعُ الايَام أُيُمٌ
وقد آمَها وامَ عليها يَؤوم إيَامًا وأَوْمًا فعلى هذا ينبغى أن يكون الايَام الذى
هو الاسم مما أُلْزِمَت عينه البدل ألا ترى انه كان يجب
لَمَّا زالت
الكسرة التى قُلِبَتْ لها العينُ أن تَعُودَ واوا فيقال أُوْمٌ أو أُوُمٌ ألا ترى
أنك لو كَسَّرت قِيَاما على فعُل لقلت قُوْم أو قُوُم «كسُوُك الاسحِلِ» * أبو
حنيفة* اذا انْقَطَع الدُّخَان الغَلِيظ البَتَّةَ وعاد الحَطَب جَمْرا ذاكِيًا
مُتَوهِّجا رأيت له لَهَبا لَطيفا قلِيلَ الشُّقْرة قَرِيبا من البَيَاض وذلك هو
الأُوَار* وقال مرة* ان كان فى الحُمَمِ بَقِيَّة من الصِّنْف الذى يَصِير من
الحَطَب دخَانا صارتْ تلك البَقِيَّة أُوَارا وهو أرَقُّ من الدُّخَان وألْطَفُ
وكَذِلك يكُونُ لَوْنُ الأُوَار أيضا أضْعَفَ وأرَقَّ من لَوْن اللهَب والأُوَار
مَقْلوب واذا خَلَص الدُّخَان من اللهَب وذلك اذا عَلَا وضَعُفت حَرَارتُه فهو
نُحَاس قال الله تعالى (شُواظٌ مِنْ نارٍ
وَنُحاسٌ) فأمَّا الشُّوَاظ ـ فاللهب لا دُخَانَ له* ابن السكيت*
نُحَاس ونِحَاس وشُوَاظ وشِوَاظ* صاحب العين* اليَحْمُوم ـ الدُّخَان وقولُ الله
جل شأنُه (وَظِلٍّ مِنْ
يَحْمُومٍ) ـ معناه الدخَان الأسْودُ والكَتَنُ ـ لَطْخ الدُّخَان
بالبَيْت والسَّواد بالشَّفَة ونحوِه* وقال صاحب العين* عَجَّجَت البيت دُخَانا
فتعَجَّج ـ أى مَلَأْته فتَمَلَّأَ* أبو زيد* سُرِب الرجُلُ سَرْبا ـ وهو دُخَانُ
الفِضَّة يدخُل فى خَيَاشِيم الانْسان وفَمِه ودُبُره فيأخُذُه حُصْرٌ عليه
فرُبَّما ماتَ وربَّما أفْرقَ والاسم الأُسْرُبُ
الارْمِدة
* أبو حنيفة*
رَمَاد وأرْمِدةٌ وأرْمِداءُ* أبو عبيد* الأرْمِداءُ ـ الرَّمادُ وأنشد
لم يُبْقِ هذا
الدَّهْرُ من آياتِه
|
|
غيْرَ أثَافِيهِ
وأرْمِدَائِه
|
* أبو حنيفة* رَمَادٌ رِمْدِد على وَجْه
المُبالغة* السيرافى* هو الذى أَتى عليه الدهْرُ* سيبويه* ظَهَر فيه المِثْلانِ
لأنه مُلْحَق بزِهْلِق* صاحب العين* رَمَادٌ رِمْدِدٌ ورِمْدَد ورِمْدِيد* أبو
حنيفة* الرِّمْدِداء ـ الرَّمَاد* قال أبو على* قال أحمد بنُ يحيَى وقد رَمَّدت
اللحمَ وفى المثَل «حتى اذا أنْضَجَ رَمَّد» * أبو عبيد* الذَّبْح ـ الرَّمادُ
والاسُ ـ بقِيَّة الرَّمادِ بيْنَ الأَثَافِى* قال ابن جنى* ألفه مُنقَلِبة من
واوٍ اشتِقاقًا وقيَاسا أمَّا القيَاس فهو ما تقدم من كونها عَيْنا وأما وَجْه
الاشتقاق فمن قِبَل أنها من العَطِيَّة والعِوَض يقال أُسْت الرجُلَ ـ أعطَيْته
وعَوَّضته من
مَسْئلته ومعناه
أن الرَّماد الذى تُخَلِّفه النارُ من الوَقُود كأنه عِوَض منه ومُعْطَى عنه وبه
سُمِّى الرجلُ إيَاسا لا بمصدر أيِسْت لأن ذلك لا مصدَرَ له لمكان انْقِلابِه كما
تقدم* قال أبو على* البَوُّ ـ الرَّماد بيْنَ الأَثَافِى* أبو حنيفة* الخَصِيف
والأَوْرَق الرَّماد للَوْنه وكذلك الأَخْرَجُ والخُرْجة ـ لَوْنانِ يَخْتلِطانِ
وقد تقدّم* أبو زيد* رَمادٌ حائِلٌ ـ متَغَيِّر* صاحب العين* رَمادٌ هامِدٌ ـ متغَيِّر
متلَبِّد* غيره* هَبَا الرَّماد يَهْبُو ـ اذا اختلَط بالتُّراب وهَمَد* ابن دريد*
الصِّنَى ـ الرَّماد وقد تقدّم أنه الوَسَخُ
ذِكْر ما يَعُمُّ الشجَرَ ويخُصُّها من المَنَابِت
* أبو حنيفة*
السَّلِيل والسَّالُّ وجمعُه السَّلائِلُ والسُّلَّان ـ مطْمئنٌّ من الأرض يكثُر
به الشجرُ وقيل السَّليل يُنْبِت السَّلَم خاصَّة وقيل يُنْبِت السَّمُر قال وهذا
غَلطٌ* قال* وقال بعضهم السَّلِيلِ والسالُّ وجمعُهما السُّلَّان ـ سَهْل يُنْبِت
الضَّعَةَ واليَنَمة والحَلَمةَ قال لَبِيد وجعله من مَنابِت الطَّلْح
كأنَّ
أظْعانَهُمْ فى الصُّبْح غادِيةً
|
|
طَلْحُ
السَّلَائِلِ وَسْطَ الرَّوْضِ أو عُشَرُ
|
وقد تقدم أن
السَّلِيلَ والسَّالَّ ـ الوادِى الضيِّق من غير أن يُعَيَّن بنَبَات والغُلَّان
من مَنَابِت الطَّلْح والسِّدْر قال الشاعر ووصف عَيْرا
وقَطَّع
أَلْواذَ داوِيَّةٍ
|
|
صَحَارِىَّ
غُلَّانِ طَلْحِ وضَال
|
وقد جعَل هِمْيان
الغُلَّانَ من الآجام فقال
* أو صَوْت رِيحٍ بيْنَ غُلَّانِ أجَمْ*
وذلك لما فيه من
مَعْنى الغالِّ والغَوْل ـ كالغالِّ من الطَّلْح وجِمَاعُه الغُلَّان أيضا وهو
جمْعٌ عزيزٌ وقد تقدّم فى الغالِّ مثلُ ما تقدَّم فى السالّ* على* لا يكونُ
الغُلَّان جمعَ غَوْل البتَّةَ لأن الغولَ معتَلٌّ والغُلَّان ثُنَائِىٌّ صحيحٌ
مُدْغَم* قال* واذا كان جماعَة الطَّلْح وكان ليس بوَادٍ فانَّه يُسَمَّى
النَّوْطةَ ومن مَجَامِع الشجَر والبَقْل الغَمِيس ـ وهو مَسِيلٌ صغِير قال رؤبةُ
ووصَف طيرا
* يَلْمُجْنَ من كل غَمِيسٍ مُبْقِل*
وسُمِّى غَمِيسا كما سُمِّى الغالّ
والانْغِماس والانْغِلال واحِد* وقال أبو وَجْزةَ فى الغَمِيس فجَعله من الأعْياصِ
ووَصَف حَمامةً
من القُمْر
حَمَّاء القَوَادِم آلَفَتْ
|
|
غَمِيسًا من
أعْياصِ النَّواصِفِ أبْرَمَا
|
وقد جعَل
الناصِفَةَ من مَنَابِت العِضَاه والخَوْعَ من مَنَابِت الرِّمْث ومِن مَنَابِت
جَماعةِ الشجر القَصِيمُ ـ وهو أجَمة الغَضَى والعِرْق ـ سَبَخةٌ تُنْبِتُ الشَجَر
وجمعه عِرَاق* وقال* استَعْرقَتِ الابلُ ـ أتَتْ ذلك المكانَ وإن إبِلَك
لَعِرَاقِيَّة ـ مَنْسوبةٌ الى العِرْق وقيل به سُمِّى العِرَاق وقيل سُمِّى
بعِرَاق البَحْر ـ وهو ما كان قَرِيبا منه كالسِّيف* ابن الأعرابى* العِرَاق ـ مَجَامِع
الحَمْض خاصَّةً* أبو حنيفة* الحَوْمانُ ـ من مَنَابِت العَرْفَج وقد تقدّم ذكْرُ
الحَوْمان فى باب الرِّمال* غيره* العِرْض ـ الجماعةُ من الأَثْل والطَّرْفاء
والنَّخْلِ
أسماء رحاب الشجر
* ابن دريد*
رَحْبةٌ من ثُمَام وأيْكةُ أثْلٍ وقَصِيمُ غَضَى وحاجِرُ رِمْثٍ وصِرْمةُ أَرْطَى
وسَمُرٍ وسَلِيلُ سَلَم ووَهْطُ عُرْفُط وحَرَجةُ طَلْح وجُلْبةُ عَرْفَج ورَهْطُ
عُشَر وخَبْراءُ سِدْر* صاحب العين* الخَبْر ـ شَجَر السِّدْر والأَراكِ وما
حَوْلهما من العُشْب واحدته خَبْرة وخَبْراء الخَبْرة ـ شَجُرها* أبو حنيفة* فأما
الحَدِيقة والجَنَّة والعُقْدة فسيأتى ذِكْرُها فى كتاب النخْل ان شاء الله تعالى*
ابن دريد* الحَلَاءةُ ـ الأرضُ الكَثيِرة الشجَرِ وليس بثَبْت
أسماءُ جماعةِ الشجَرِ وذِكْرُ الشجَر
الكثِير المُلْتفِّ من الآجام ونحوها
* أبو عبيد*
الدَّغَل ـ الشجَرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ* صاحب العين* وكلُّ مَوْضِع يُخَاف فيه
اغْتِيالٌ فهو دَغَل* ابن دريد* الدَّغَل ـ الْتِفاف النَّباتِ وكثرتُه وأعْرَفُه
الحَمْضُ اذا خالَطه الغِرْيَلُ والجمع أدْغالٌ ودِغَال ومَكَانٌ دَغِلٌ وداغِلٌ
ومُدْغِل ـ ذُو
دَغَل* أبو حنيفة* يُقال للشَّجَر المجتَمِع ـ شَجْراء وأنشد
* يَبْنِى من الشَّجْراءِ بَيْتا داغِلَا*
* قال* وقال
بعضُهم الشَّجْراء ـ جَمْع شَجَرة مثل قَصْباء واحدتُها قَصَبة والشَّعَار ـ جَماعةُ
الشَّجَر وأنشد
مَنْبُوذة
بمَكانٍ لا شَعَارَ بِهِ
|
|
وقد يُصَادَفُ
فى الياقُوتَةِ اللَّمَسُ
|
وهذا كُلُّه
جَماعةُ الشجَرِ من أىِّ شجَرٍ كانَ وكذلك الغَيْضَةُ والجمع الغِيَاض* ابن
السكيت* وكذلك الأَغْياض* أبو عبيد* الأَجَمَةُ ـ الشجَرُ الكثِيرُ المُلْتَفُّ*
ابن دريد* الآجَامُ والاجَام ـ جَمْع أَجَمَة* أبو حنيفة* الغَيْطَلَة كالغَيْضة
وهى تُقَال فى الشَّجَر والعُشْب وكلَّ مُلْتفٍّ مُخْتلِط غَيْطَلةٌ ولذلك قيل
للأصْوات المُخْتلِطةِ غَيْطلةٌ وكذلك الظُّلْمة المُتَراكِمَةُ وقيل الغَيْطَلة
الأَجمة* وقال بعضهم* الغَيْطَلة من الطَّرْفاء* أبو عبيد* الغَيْطَلُ ـ الشجَرُ
الكثِيرُ الملْتَفُّ وقيل الأَجَمَة ولا يُخَصُّ به* أبو حنيفة* الحَرَجة ـ جماعَةُ
الشجَرِ وجمعها حِرَاجٌ وأَحْراج وحَرَجٌ وهى المَحَارِيجُ أيضا وانما سُمِّيت
حِرَاجا لالْتِفافِها وضِيْق المَسْلَك فيها ومنه مكانٌ ضَيِّقٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ
وكذلك الحَرَج فى اليَمِين* قال* وقال بعضهم الحَرَجة تكُونُ من السَّمُر
والطَّلْحِ والعَوْسَجِ والسَّلَم والسِّدْر وقيل الحَرَجة الشجَرةُ تكونُ بيْنَ
الأشجار فلا تَصِل اليها الآكِلةُ* أبو رياش* اذا اجْتمع الشجَرُ فى عَرْضٍ وطُولٍ
فهو حَرَجةٌ* أبو حنيفة* العِيْصُ ـ جماعةُ الشَّجَر ذِى الشَّوْكِ والجمع أعياصٌ
وأنشد
بِعِيصِه
أعْياصُ مُلْتفٍّ شَوِكْ
|
|
من العِضَاءِ
والأَرَاكِ المُؤْتَرِكْ
|
المُؤْتَرِك ـ الذى
صارَ أراكاً تامًّا وقيل العِيصُ من السِّدْر والعَوْسَج والنّبْعِ والسَّلَم وهو
من العِضَاء كلِّها ـ اذا اجْتَمع وتَدَانَى والْتَفَّ* غيره* العِيْصُ والمَعِيص
ـ مَنْبِتُ خِيَار الشَّجر* أبو حنيفة* والأَبَكُّ ـ الشجَرُ المجتَمِع* قال*
أظُنُّه يريد قول الشاعر
صَلَامَةٌ
كحُمُر الأَبَكِّ
|
|
لا جَذَعٌ فيها
ولا مُذَكِّى
|
الصَّلَامة ـ الجماعَةُ
والتَّبَاكُّ ـ التزاحُمُ ومن الجَمَاعات الحائِشُ يكُون من الطَّرْفاء
__________________
والنَّخْل وهو فى
النَّخْل أشهَرُ* قال رؤبةُ فى حائِشِ الطَّرْفاء ووَصفَ عَيْرا وأُتُنا
فوَجَدَ
الحائِشَ فيما أحْدَقَا
|
|
قَفْرا من
الرَّامِينَ اذ توَدَّقَا
|
فأما أبو عبيد
فخَصَّ بالحائِشِ النَّخْل وسيأتى تعليلُه فى باب النَّخْل* صاحب العين* الرِّمْخُ
ـ الشجَرُ المجتَمِع* أبو حنيفة* الأَيْكةُ ـ جماعَةُ الأَراكِ وأنشد
فما أُمُّ
خِشْفٍ بالعَلَايَةِ شادِنٍ
|
|
تَنُوشُ
البَرِيرَ حيثُ نالَ اهْتِصارُها
|
مُوَشَّحة
بالطُّرَّتينِ دَنَا لَهَا
|
|
جَنَى أيْكَةٍ
تَضْفُو عليها قِصَارُها
|
ويُقال اسْتَأْيَك
الأَراكُ اذا الْتفَّ ـ أى صار أيْكةً ومنه قول الآخر* وأَيْكَا أيِكا* وقد تُجْعل
الجماعَةَ من كل شَجَر حتى من النخْل والأوّل أعرَفُ وقيل الأيْكةُ غَيْضةٌ تُنْبت
السدْرَ والأراكَ ونحوَهما من كريمِ الشجَرِ* ابن دريد* العَيْكة والجمعُ عَيْك ـ شَجرٌ
ملتَفٌّ كالأيْكةِ* أبو حنيفة* الغِيلُ ـ جماعةُ القَصَب* وقال* الأَجَمَةُ من
البَرْدِىِّ هى غِيلٌ* قال الهذلِىُّ يصف جاريةً
كالأَيْمِ ذِى
الطُّرَّة أو ناشِئِ ال
|
|
بَرْدِىّ تحْتَ
الحَفَا المُغْيِلِ
|
الحَفَأُ ـ البَرْدِىُّ
نفْسُه والمُغْيِل ـ النابِتُ فى غِيْل من البَرْدِىِّ ويقال هو الذى صار غِيْلا
وقد جعَل أوْسٌ الغِيلَ من عِظَام الشجرِ ووصف قَوْسا تعَيَّن القَوَّاس عُودَها
فى غَيْضَتها فقال
تَعَلَّمَها فى
غِيلِها وهى حَظْوةٌ
|
|
بِوادٍ بهِ
نَبْعٌ طِوَالٌ وحِنْيَلُ
|
وبانٌ وظَيَّانٌ
ورَنْفٌ وشَوْحَطٌ
|
|
ألَفُّ أثِيثٌ
ناعِمٌ متَغَيِّل
|
حَظْوة ـ قَضِيب
ومُتَغَيِّل ـ تَمَّ والْتَفَّ فصار غِيْلا وكلُّ شَجرةٍ كثُرت أفنانُها
والْتفَّتْ فهى مُتَغيِّلة وهذه كُلُّها من عِظَام الشجَرِ ونَباتِ الجِبال وما
صَاقَبها وقال آخر وجعَل الغِيل من العِضاء
بين عِيصٍ
وسِدْرةٍ أحرزَتْه
|
|
ذات شَوْكٍ
مَنِيعة الأَغْيال
|
والأغْيال ـ جمعُ
غِيْل وقال أبُو زُبَيد فجعل الغِيل أجمة البردِىِّ وهو الأصل
وما مُغِبٌّ
بثِنّى الحِنْو مجْتَعِلٌ
|
|
فى الغِيلِ فى
ناعِمِ البَرْدِىِّ مِحْرابا
|
يعْنى بِالمِحْراب
عِرِّيستَه والمِحْراب ـ أكرَمُ مَجالسِ المُلُوك* وقال آخَرُ وجعَل الغِيلَ
__________________
من الاسْحِل
وأبْطَح من
وَهْبِينَ يُنْبِتُ بَطْنُه
|
|
أَراكًا وغِيلَ
الاسْحِل المُتَنَاوِحِ
|
المُنَاوِح ـ المُتقابِل*
قال* وذكر بعض الرُّوَاة أن الْغِيل كلُّ شجَر مُلْتَفِّ وأكثرُ ما يُقال لما ليس
بذِى شَوْك وقيل كلُّ شجر مُلْتَفِّ غِيل* قال* وأَحْسَب الأصلَ فيه كل ما أخْفَى
الداخِلَ فيه وخَمَره وهو من غالَ يَغُول فلذلك جاء فيه هذا الاخْتلافُ وقيل
الغِيل الأَجَمَة* أبو صاعد* وهى الغِيْلة والغِينَة وقد عَمَمت به جميعَ الشجَرِ
والعُشْب الملتَفِّ* أبو حنيفة* الغَرِيف ـ جماعةُ الشجَر قال الشاعر فى وصف بئر
زَغْرَبة
تُنْزَعُ بالعِقَال
|
|
بيْنَ غَرِيفَىْ
سَلَمٍ وضالِ
|
فجعَل الغَرِيف من
السَّلَم والضالِ وهما من العِضَاه وعِظَامِ الشجَر وقيل الغَرِيف القَصْباء
والحَلْفاء وهو الغَيْضة أيضا* ابن السكيت* هى من البَرْدِىِّ والحَلْفاء
والقَصَب* أبو حنيفة* الغَرِيف ـ من أسماء الأَجمَة وهى الابَاءة وأنشد
وأخُو الأَبَاءة
اذ رأَى خُلَّانَه
|
|
تَلَّى شِفَاعا
حَوْلَه كالاذْخِرِ
|
تَأْوِى الى
عُظْم الغَرِيفِ ونَبْلُه
|
|
كسَوَامِ دَبْرِ
الخَشْرَمِ المتَثَوِّر
|
فجعل الغَرِيف
والأَبَاءةَ شيأ واحِدا والأَبَاء ـ أطرافُ القَصَب الواحدة أَباءةٌ ثم قيل
لِلأَجمَة أبَاءةٌ كما قيل للعِيص أَرَاكةٌ* أبو عبيد* الأَبَاءة ـ الأَجَمَة وقيل
هى من الحَلْفاء خاصَّةً* قال ابن جنى* كان أبو بَكْر يشتقُّ الأَباءة من أبَيْت
وذلك أن الأَجَمَة تمتنِع وتَأْبَى على سالِكِها* أبو حنيفة* الزَّأْرة ـ الأَجَمَة
ذاتُ الحَلْفاء والماءِ والقَصَبِ قال أبو زبيد ووصف الأَسدَ
يَشُقُّ
الزَّأْرَ يَحْمِل عَبْقَرِيًّا
|
|
قَرِى قَد
مَسَّه منه مَسِيسُ
|
الزَّأْر ـ جمعُ
زَأْرة والخِيسُ ـ المجتَمِع من كل شجَر وأنشد
* فى غِيلِ قَصْباء وخِيسٍ مُخْتَلَقْ*
المُخْتلَق ـ التامُّ
والخِيسةُ ـ الشئُ الملتَفُّ من الأَشَاء والقَصَب والنَّخْل وجعل العَجَّاج
الخِيسَ من الارْطَى ووصَف ثورَ وَحْش فقال
ألْجأه لَفْحُ
الصَّبَا وأدْمَسَا
|
|
والطَّلُّ فى
خِيسِ أَرَاطٍ أخْيَسَا
|
__________________
والأَخْيَسُ ـ المُسْتَحْكِم
أن يكُونَ خِيسًا كما قيل أَراكٌ أَرِكٌ ومُؤْتَرِك ورَبْل أرْبَلُ وقيل الخِيْس ـ
كلُّ شجَر مُلْتفِّ ليس له شَوْك والأَرْطَى لا شَوْكَ له وقد جعله جَنْدل
الطُّهْوِىُّ من ذى الشَّوْك فقال
* وإنّ عِيصِى عِيصُ عِزٍّ أخْيَسُ*
فالْخِيس على هذا
اسمٌ لما الْتَفَّ من جميع الشَّجَر* ابن دريد* الخِيسُ ـ الشَّجَر المُلْنفُّ
وأعْرَفُ ذلك الحَلْفاءُ والقَصَب اذا اجتَمَعا فى مَنْبِت والجمع أخْياسٌ* أبو حنيفة*
الْغَابة ـ أجمَةُ القَصَب وقد جُعِلت جماعَةَ الشجَرِ لانه مأخُوذ من الغَيَابة*
وقال مرة* الغابَةُ ـ التى طالَتْ وارتفعَتْ أطْرافُها* أبو عبيد* الغابَةُ ـ الأجمَةُ
ولم يَخُصَّ* أبو حنيفة* العَرِين والعَرِينة ـ جماعَةُ الشَّجَر والعِضَاهِ كان
فيه أسدٌ أو لم يكنْ وأنشد
ومُسَرْبَلٍ
حَلَقَ الحَدِيدِ مُدَجَّجٍ
|
|
كاللَّيْثِ بينَ
عَرِينةِ الأَشْبالِ
|
* قال أبو رياش* العَرِين والعُرَانُ
ـ الشجَرُ المُنْقاد اسْتِطالةً* أبو حنيفة* والصَّرِيمة ـ الجماعةُ من العِضَاه
والأَرْطَى وقد جعلها الشاعرُ مِن الأَراك فقال فى وَصْف ظبية
فما جَأْبَةُ
المِدْرَى خَذُولٌ خَلَالَها
|
|
أَراكٌ بذى
الرَّيَّانِ غادٌ صَرِيمُها
|
* على* غادٌ على هذا فَعَلٌ من
الغَيَد ـ وهو التثَنِّى واللِّينُ وقد جعلها الآخر من النَّخْل وسائِرِ الشجر
فقال ووصف الأظعانَ
... كأنَّها
|
|
صَرائِمُ نَخْل
أو صَرَائِمُ أيْدَعِ
|
* قال* وأحْسَب الاختِلافَ جاء من
قَبِل إرادة القِطْعةِ المجتَمِعة المُنْصَرِمة وقد تقدم أن الصَّرِيمة ما انْقَطع
من مُعْظَم الرَّمْل وكذلك الحَدِيقة يُرادُ بها الجماعة الملتَفَّة ولذلك قِيلت
فى العُشْب والنَّخْل وقد جاءت فى الشَّجَر وفى النخل أكثَرُ وقال امرؤ القيس
فجعلها من الدَّوْم ووصف الظُّعُن
فشَبَّهتُهم فى
الآلِ حِينَ زَهاهُمُ
|
|
حَدائِقَ دَوْمٍ
أو سَفِينا مُقَيَّرا
|
والجَنَّة ـ الحدِيقةُ
ذاتُ الشجَرِ وأَحْسَبها سُمِّيت جَنَّة على ما وصَفْنا فى الخَمَر والغِيل لأنها
تُجِنُّ وتَسْتُر وتُخْفِى* غيره* الجمع جِنَان* أبو حنيفة* ومن
__________________
أسماء جمَاعاتِ
الشجرِ المُلْتَف الرُّبُضُ والجمع الأَرْباضُ* قال* وقد زَعَم قومٌ أنه جمع
رَبُوض ـ وهى الشجرةُ العَظِيمة يقال شجرةٌ رَبُوض وقَرْية رَبُوض ـ اذا كانت
عَظِيمة فجعلها كالرَّبُوض من الشجر لعِظَمها ورُبُض جمعُ رَبُوضٍ وقد قال الشاعر
فحطَّ السُّيُولَ
عن يَلَمْلَمَ وَبْلُه
|
|
يَجِفُّ
بأرْباضِ الأَراك ضَريرُها
|
* على* ولا تكونُ الأرباضُ جمعَ
رَبُوض ولكن جمع رُبُضَ فجعل الأربَاضَ من الأَرَاك وقد جعل العَجَّاج الرُّبُضَ
من الأَرْطَى* قال* وسمعتُ بعضَ الأعراب يقول رُبُض من أراكٍ ـ أى غَيْضةٌ ومن جَماعات
الشجرِ الوَهْط والكَثِير الأوْهُط وقيل الوَهْط من العُرْفُط خاصَّةً* ابن
السكيت* جمعه الوِهَاط* ابن الأعرابى* أوْهطَتِ الأرضُ ـ كثُرَ وَهْطُها* أبو
حنيفة* الفَرْش من العُرْفُط والقَتَاد والسَّمُر والعَرْفَج ـ وهو أن يَنْبُت فى
أرض مُستَوِيةٍ تنبُت مِيلا وفَرْسخا* أبو صاعد* فان وجدْتَ الطَّلْحَ بِدارةٍ من
الأرض مُستَدِيرا لا تجده غالًّا قلتَ وجدتُ فَرْشا من طَلْح ـ أى جماعةً منه وقد
تقدم أن الفَرْش الدِّقُّ من النَّبات والحَطَب* غيره* الخَفِيَّة ـ غَيْضة
ملْتفَّة يَتَّخِذ الأسدُ فيها عِرِّبسَه وأنشد
أُسُودُ شَرًى
لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
|
|
تَسَاقَوْا على
حَرْدٍ دِماءَ الأَسَاوِدِ
|
وقيل شَرَى
وخَفِيَّةُ ـ موضِعانِ من مَمَانِع الأسَد* أبو زيد* يُقال لكل نَحيِزةٍ من الشجر
شَرَبَّةٌ* صاحب العين* الرَّمْط ـ مَجْمَع العُرْفُط ونحوِه من شجَرِ العِضاه
كالغَيْضة* أبو عبيد* القرفحة من الشجَر ـ القِطْعة المُنْفَرِدة* ابن السكيت*
الخَمَر ـ ما واراكَ من الشجَر وقد يكون من الحِبَال ونحوِها وقد خَمِرَ عنِّى
خَمَرا ـ اذا تَوارَى عنك بالخَمَر* ابن دريد* أَخْمَر القومُ ـ تَوارَوْا فى
الشجَر* ابن السكيت* الغَمِيسة ـ الأَجَمة من القَصْباء وأنشد
أتَانَا بهم من
كُلِّ فَجٍّ نَخَافُه
|
|
مِسَحٌّ
كسِرْحانِ الغَمِيسة ضامِرُ
|
وقيل هى الأَجَمة
مِمَّا كانت فأمَّا الغَمِيس من النَّبَاتِ ـ فهو الغَمِير تحت اليَبِيس وقد تقدم
أن الغَمِيس كالغَالِّ والغَبَرةُ والغَبْراء ـ أرضٌ خَمِرةٌ كثيرةُ الشجَرِ
أعيان النبات والشجر
صِفَة الزرع
* أبو حاتم*
الحَبَّة من الشَّعِير والبُرِّ ونحوِهما والجميع حَبَّات وحَبٌّ وحُبُوب
وحُبَّانٌ فأمَّا الحِبَّة ـ فبُزُور البُقُول والرَّيَاحِينِ واحدها حَبٌّ واذا
كانت الحُبُوب مُختَلِفة من كلِّ شئٍ شئٌ فهى حِبَّة وقيل الحِبَّة ـ نَبْت ينبُتُ
فى الحَشِيش صِغَارٌ وفى الحديث «كما تَنْبُت الحِبَّةُ فى حَمِيل السَّيْلِ» الحَمِيل ـ موْضِعٌ
يحمِل فيه السَّيْلُ وقيل ما كان له حَبٌّ من النَّبات فاسمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة
ويُسمَّى الزَّرعُ الحَبَّ صَغِيرا كان أو كبِيرا واحدتُه حَبَّةٌ* غير واحد*
زَرَعت الحَبَّ أزْرَعُه زَرْعا ـ بذَرْته والزَّرْع ـ ما زَرَعته والجمع زُرُوع
وقد غَلَب على البُرِّ والشَّعِير وقد استعملوا الزَّرْع فى نَوَى النَّخْل وسيأتى
ذكُره والزَّرِّيعة والزِّرِّيعةُ ـ ما زَرَعْته والمُزْدَرِع ـ الزارِعُ لنفْسه
خُصُوصا والزَّرِيعةُ ـ الأرضُ المَزْرُوعة وهى المَزْرَعة والمَزْرُعة
والزَّرَّاعة وقد تقدّم ذلك فى أسمَاء ما يزْرَع فيه ويُغْرَس والله يَزْرَع
الزَّرْعَ ـ أى يُنَمِّينه ومنه قولهم فى الدُّعاء للصبِىِّ زَرَعه اللهُ ـ أى
نَمَّاه وهَؤُلاءِ زَرْع فُلانٍ ـ أى وَلَدُه وهو على المَثَل كقوله عليهالسلام «لَا تَسْقِ
زَرْعَ غيْرِك بمائِكَ» وقالوا على المَثل أيضا زَرَع خَيْرا وشَرًّا* أبو حنيفة*
البَذْر ـ الحَبُّ مادامَ فى التُّراب وقد عَمَّ به فى باب ابتِداءِ النَّبات*
صاحب العين* البَزْر ـ كلُّ ما يُبْذَر للنَّباتِ وقد بَزَرْته بَزْرا والبُزُور ـ
الحُبُوب الصِّغار والصَّوْلَب والصَّوْلِيب ـ البَزْر* أبو حنيفة* فاذا بَدَتْ
رُءُوسُه وابْيضَّت منه الأرضُ فذلك التَّقْصِيع والتّشْوِيك وذلك أنه يَطْلُع
حدِيدَ الرُّءُوس كأنه الشَّوْكُ* قال أبو على* وليس التَّشْويكُ مخصُوصا به
الزَّرْعُ* أبو حاتم* شَوَّك وأَشْوَكَ* صاحب العين* أنْتَشَ الحَبُّ ـ اذا
ابْتَلَّ فضَرب نَتَشَه فى الأرض يعنى ما تَشَقَّقُ عنه الارضُ منه* أبو حاتم*
واذا طَلَع نَبَاتُ الزَّرْع قيل وَتَّدَ* أبو حنيفة* وهو من قبْل أن يظهَرَ كلُّه
بَدَدٌ غيرُ متَّصِل* أبو حاتم*
__________________
الزَّرْع أوَّلَ
ما يظْهَر الواحدةُ منه ههُنا والأُخْرَى ـ يسَمَّى النَّدْرَ* أبو حنيفة* فاذا
اتَّصَلَ فهو واصٍ كما تقدّم فى غير الزَّرْع وهو فى تِلْكَ الحالِ حَقْل وقد
أحْقَل الزَّرْعُ وذلك اذا هَمَّ أن تَخْضَرَّ رُءُوسُه* أبو حاتم* هو اذا اتَّسعَ
ورَقُه قبْلَ أن تَغْلُظ سُوْقه وقيل هو حَقْل مادامَ أَخْضَرَ وقد أحْقَل الزرْعُ
وأحْقَلتِ الأرضُ والمُحَاقَلةُ ـ بيْعُ الزرعِ قبْل بُدُوِّ صلاحِه* صاحب العين*
خَضِرَ الزَّرْعُ خَضَرا ـ نَعِمَ وأخْضَره الرِّىُّ والخَضِر أيضا ـ اسمُ
الزَّرْع وفى التنزيل (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ
خَضِراً) واخْتُضِر الشئُ ـ أُخِذ طَرِيًّا غَضًّا ومنه اخْتُضِر
الرجُلُ ـ ماتَ شابًّا وخُذْه خَضِرا مَضِرًا فالخَضِر ـ الغَضُّ والمَضِرُ ـ إتْباع
وفى الحديث «إن الدُّنْيا خَضِرةٌ فمَنْ أخَذَها بحَقِّها بُورِكَ له فيها» * أبو
حنيفة* فاذا بِيعَ أخْضَرَ لم تُؤْمن عليه العاهَةُ فذلك المُخَاضَرَة والاجْباء
وهى فى جَمِيع الشجَرِ كذلك فاذا ارتَفَع عن الاحْقال قيل أثْنَى وأثْلَثَ فاذا
ارتَفَع عن ذلك فتَفَتَّحت أطْرافُه فهو مُشَعِّب وقيل ذلك اذا صارَتِ الحَقْلة
حَقْلتينِ فاذا انْبسَط فقد فَرَّش وهو الفَرْش وقيل الفَرْش ـ اذا تشَعَّبَ وبلغَ
أربَعا والنَّشْر ـ كالفَرْش وقد تقدّمَ الفَرْش فى دِقِّ النَّبات والطّلح
المُستَدِير فاذا استقَلَّ شيأ فقد جَثَم وهو الجَثْم والجَثَم* أبو حاتم* جَثَم
يَجْثِم* قال* والبَغْرة ـ أن يُزْرعَ الزرْعُ بعدَ المطَرِ فيبقَى فيه الثَّرَى
حتى يُحْقِل* أبو حنيفة* فاذا صارَتْ له سُوْق فقد أَقْصَبَ وقَصَّب وشَرِب فى
القَصَب فاذا جاوَزَ ذلك فقد أصَرَّ وهو الصَّرَرُ واحدتُه صَرَرَة وذلك حين
يُخْلَق سُنْبُلُه فاذا ظهَر سَفَاه فقد أسْفَى وهو السَّفَا الواحدة سَفَاةٌ
ورُبَّما سميت القِشْرةُ التى فيها الحَبَّة سَفاةً* صاحب العين* شُعَاع السُّنْبل
وشَعَاعه ـ سَفَاه اذا يَبِس مادامَ على السُّنْبُل* أبو حنيفة* هو الشّعَاع
والشِّعَاع والمُرْق* أبو حاتم* وهو المَرْق والجمع الأمْراقُ* صاحب العين*
شَوَادِخ السَّفَا ـ أطْرافُه واحدته شادِخةٌ* غيره* خَلَع الزَّرْع ـ أسْفَى
وأخْلَع ـ صارَ فيه الحَبُّ* أبو زيد* المُتَآصِرُ من الزَّرْع ـ الذى تَقارَبتْ
أصُولُه* أبو حنيفة* فاذا تَوالَدَ فقد فَرَّخ وأفْرخَ وهو الفَرْخ* ابن الأعرابى*
أفْرخَ الزَّرعُ ـ ظهَر وفَرَّخه المطرُ* أبو حنيفة* أشْطَأَ ـ مثلُ
أفرَخَ وهو
الشَّطْء والأَوَالِب لأنَّها تَلِبُ فى أُصُول الأُمَّهات* ابن دريد* وَلَبَ
الزَّرعُ وَلْبا ـ صارتْ له والِبةٌ ـ وهى الفِرَاخ فى أُصُوله ومنه اشتقاقُ اسمِ
والِبَةَ* أبو حنيفة* فاذا لَحِقَ الأُمَّهاتِ فقد آزَرَها ـ أى اسْتَوَى بها فاذا
نَهَض واسْتَوَى على سُوقِه وانتَشَر فوَرقُه أَذَنُه واحدتُه أَذَنةٌ وعَصْفه
واحدتُه عَصْفة وهى أيضا العُصَافَة والعَصِيفة وقد أَعْصَفَ وعَصَفْته أَعْصِفه
واعْتَصَفْته ـ انتزَعْت عُصَافتَه* غيره* عَصْف الزَّرْعِ ـ ما على ساقِه من
الوَرَق اليابِس وقيل دُقَاق التِّبْن وقيل ما على الحَبَّة من الحِنْطة وغيرِها
من قُشُور التِّبْن وقوله عزوجل (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) يروى عن الحسن أنه قال هو الزَّرْع الذى قد أُكِل حَبُّه
وبَقِىَ تِبْنه واسْتَعْصَف الزَّرعُ ـ أخذَ يُقَصِّب وعَصَفْته أَعْصِفه عَصْفا ـ
اذا قَصَّب فصَرَمْته من أنْصافِه مَرَّة أو مَرَّتينِ أو ثَلاثا وانما يُعْصَف
مَخافَةَ الضَّجَعَانِ واسمُ ما قُطِع من ذلك الوَرقِ ـ العَصِيف والعَصْفُ
والعَصِيف ـ وَرَقُ الزَّرْع الذى يَمِيل فى أسفَلِه فتَجُزُّه ليكونَ أخَفَّ له
وإن لم تَفْعل مالَ به وعَصَفْته أَعْصِفه عَصْفا ـ جَزَزت عنه ذلكَ والعَصْف
والعَصِيفة ـ الوَرَق الذى يَنْفَتح عن السُّنْبُلة والثَّمَرة* أبو زيد* هَيْكَلَ
الزرعُ ـ تَمَّ وطالَ* ابن دريد* تُسَمَّى العَصِيفة القُنَّابةَ وقد قَنَّب
الزرْعُ* أبو حنيفة* شَرْنَفْته ـ مثلُ اعتَصَفْته ويقال لذلك الوَرَق الشِّرْناف
يمانِيَة والزَّرْعة ما دامَتْ غَضَّة يقال لها خَامَة فان جُزَّ الزرْعُ فى تلكَ
الحالِ قيل قُصِل قَصْلا واقْتُصِل وهو القَصِيل* ابن السكيت* وأصل القَصْل
القَطْع ولهذا قال أبو علِىٍّ إنه فَعِيل بمعنى مفعُول* أبو حاتم* القُصَالة ـ التى
تَبْقَى سُنْبَلة ونِصْف سُنْبُلة وقد قَصَلُوها ـ حملوا عليها الدُّوَّاس
فَدَاسُوها* أبو عبيد* قَصَلت الدابَّةً ـ عَلَفْتها القَصِيلَ واللَّعِين ـ الذى
يُوضَع فى وَسَط الزَّرْع كهَيْئَةِ الزارع* أبو حنيفة* فاذا نبَتَت أكْمَام
السُّنْبُل قيل قد عَصَّر مأْخُوذ من العَصَر ـ وهو الحِرْز ويُقال لأوْعِيَة
السُّنْبل ـ الأخْبِيَة واللَّفَائفُ والأغْشِيَة والأكْمَام واحدها كِمٌّ
والأكِمَّة واحدتها كِمَامةٌ والقَنَابِعُ وقد قَنْبعت السنبُلةُ وهى ما دامتْ
كذلك صَمْعاءُ فاذا انفتَقَت عن السنْبُل قيل فَقَأت وانفَقأتْ وانضَرَجَتْ* أبو
حاتم* خرجَتْ رُكْبانُ السُّنبُلِ ـ وهى سَوابِقُه التى
تخْرُج فى أوّله
من القُنْبُع* أبو حنيفة* سَنْبلَ الزرْعُ وأَسبَلَ والسَّبَل ـ السُّنْبل ويقال
للسُّنْبلة سُبُولة وجمعها سُبُول* صاحب العين* القَمْح ـ البُرُّ اذا جَرَى
الدقيقُ فى السُّنْبل وقيل من لَدُنِ الانْضاجِ الى الاكْتِناز وقد أقْمَح
السنبُلُ* أبو حاتم* اذا خَرَج سُنبُلُ الزرْعِ قيل نَفَض سَبَلا فاذا نَفَض
آخِرُه شَرِبت أوائِلُه فى القَمْح وذلك حِينَ يصيرُ فيه الدَّقِيقُ* أبو حنيفة*
اذا استتَمَّ السنْبُلُ الخُرُوجَ من أكمامه قيل تَجرَّدَ وخَلعَ خَلَاعةً وهو
الخَلْع* أبو حاتم* اذا خَرجَ فى السُّنْبلة القمحُ قلنا غَلُطت السُّنبلَةُ
واستَغْلَظ الزَّرْعُ* أبو زيد* وكذلك جميعُ الشجَرِ والنَّبات* أبو حنيفة* فاذا
خُلِق فيه القمْحُ فقد ألْحِم وأَلْحَم ـ أى صار له لحْم فاذا جاوَزَ ذلك سُمِّى
رَغْلا وقد أَرْغَلَ وقيل اذا وقَع الحَبُّ فى السُّنْبل فقد جَدَل يَجْدُل ومنه
قيل لولَد الوَحْشِيَّة جَدل جُدُولا ـ اذا شَبَّ وقَوِىَ* أبو زيد* أَمَخَّ حَبُّ
الزرْعِ ـ اذا جَرَى فيه الدقِيق وأصلُ ذلك للعَظْم وقد تقدّم* أبو حنيفة* فاذا
عَظُم شيأ قيل قد أخَذَ الدقِيقَ وأُشْرِبَه وجَرَى فيه وأَقْمَح السنْبُلُ ـ جَرَى
القمحُ فيه ويقال له عند ذلك سَمِنَ وأَنْقَى* صاحب العين* النَّقِىُّ ـ الدقِيقُ
الخالِصُ والجمع نِقَاءٌ وهو الحُوَّارَى وقد حَوَّرْت الدقِيقَ* أبو حاتم* اذا
وَقَع فى الحَبِّ اللُّبابُ وهو الطَّحِين فقد لَبَّبَ* أبو حنيفة* فاذا امْتَلَأ
حَبًّا وغَلُظ ـ فهو الدَّحْس وقد دَحَس يَدْحَس دَحْسا وأَدْحَس وكلُّ ما حُشِىَ
فى وِعاءٍ فقد دُحِسَ ويقال أتَيْت المسجدَ فاذا الناسُ فيه دِحَاسٌ فاذا ابتَدأ
الدقِيقُ فى حَبِّ السنبُلِ وهو رَطْب ـ قيل نَضَح أو أَنْضَحَ* وقال* الشك منى
والأغلب علَىَّ أنْضَحَ واذا كانت السُّنْبُلة عَظِيمة فهى حُنْبُج* صاحب العين*
مَزَّجَ السنْبُلُ ـ لَوَّنَ من خُضْرة الى صُفْرة* أبو حنيفة* فاذا تَبَيَّن فى
لَوْنه التغَيُّرُ بعْدَ ادْهِيمامِ الخُضْرة فدخَلَتْه صُفْرةٌ يَسيرهٌ قيل
اصْحَامَّ فاذا زادَ على ذلك قيل اصْحارَّ كما تقدّم فى غير الزَّرْع فاذا زاد على
ذلك حتى يَبْيَضَّ وفى خِلَاله خُضْرة قيل اشْهابَّ وأَفْركَ ـ أى أَمْكَن أن
يُفْرَك* ابن السكيت* فَرَكْت الحَبَّ أفْرُكُه فَرْكا وكذلك الثوبُ* أبو حنيفة*
فاذا فُرِك حتى يَقَعَ عنه قِشْرُه قيل فُحِسَ والفَحْس ـ الدَّلْك* وقال* أَشْوَى
ـ أمكَنَ أن يُشَّوَى بالنار* أبو
حاتم* اسْتَضْرمت
الحَبَّة ـ سَمِنتْ وبلَغَت أن تُشْوَى بالنار وتاعَ السُّنْبلُ ـ يَبِس بعضُه
وبعْضُه رَطْب* وقال* حَنَط البُرُّ والشَّعِيرُ والسُّلْتُ ـ اذا أدْرَكَ حَصادَه
وقوم حانِطُونَ ـ حَنَطَ زرْعُهم* أبو حنيفة* فاذا يَبِس سُنْبُل الزرعِ كلُّه ـ قيل
قدْ حَانَ* أبو حاتم* حَصَدت الزرْعَ أَحْصُده وأَحْصِدُه حَصْدا قَطَعته وجمع
الحاصِد حَصَدةٌ وحُصَّاد وجاءنا زمَنَ الحِصَاد والحَصادِ والحَصَادُ والحَصِيد
والحَصَد ـ الزرْعُ المحصُودُ وقد أحْضدتِ الارضُ وأحْصَد الزرْعُ ـ حانَ له أن
يُحْصَد واسْتَحْصَد ـ دعَا الى ذلك من نَفْسه والحَصِيدة ـ أَسافِلُ الزرْعِ التى
تَبْقَى لا يَتَمكَّن منها المِنْجَلُ والحَصِيدة ـ المَزْرَعة* أبو حنيفة* واذا
أُخِّر حَصَادُ الزرْعِ فانتثَر ـ فهو هِفٌّ والقِيَام باصْلاح الزرْع ـ يقال له
الابَارَة وقد أَبَره يَأْبِرُه أبْرا وأَبَّره والمُؤْتَبِر ـ الذى يَطْلُب أن
يُقامَ بزَرْعه وهو فى النَّخْل أيضا كذلك ولذلك اختَلفَ الناسُ فى السِّكَّة
المأْبُورة فذهب قومٌ الى النَّخْل وذهبَ آخَرُونَ الى الزَّرع فمن ذَهَب الى
النَّخْلِ جعلَ السِّكَّة الطَّرِيقةَ منها ومن ذَهبَ الى الزَّرْع جعل السِّكَّة
الحَرْث يذهب الى سِكَّة الحَرَّاث* أبو حاتم* اللَّحَق ـ الزرْع العِذْىُ ـ وهو
ما سقَتْه السماءُ* أبو حنيفة* وكلُّ زَرْع زُرِع أخِيرا فلَحِق بالأوّل فهو
لَحَقٌ والجمع ألْحاق وقد استَلْحَق الناسُ ـ زرَعُوا الالْحاق والاسْتِلْعاب ـ نحوُ
الاسْتِلْحاق* أبو حنيفة* حُزِد ـ كحُصِد هذه حكايتُه وهى على غير وَجْه
المُضارَعة الا أن تكونَ لُغة وأظنُّه أراد حُزْدَ ضارَعَ بعد التخفيف* وقال*
صُرِم الزرعُ وجُزَّ ـ كحُصِد والصَّرِيم أيضا ـ الحَقْل الذى قد صُرِم وهو أيضا
الكُدْس وكذلك جَزَّ وقد أجَزَّ الزرعُ ـ حانَ له أن يُجَزَّ وأجَزَّ القومُ ـ حانَ
أن يُجَزَّ زرْعُهم وجَزَاز الزرْع ـ عَصْفُه* أبو عبيد* كُنَّا فى الصِّرَام
والصَّرَام* أبو حاتم* اليَمْنة ـ ما تُمْسِك كَفُّ الحاصِدِ بجَهْده وكلُّ قَبْضة
قَبَض عليها الحاصِدُ تُدْعَى شِمَالا* أبو حنيفة* ويُقال لكلِّ قَبْضة مما
يُحْصَد ويُوضَع متَفَرّقا الغُبُوط واحدها غَبْط وهى أيضا الكَدَر الواحدة
كَدَرة* أبو حاتم* حَبَّلْت الزرعَ ـ جعَلْت بعضَه على بعْض* أبو زيد* الجُرْزة ـ الحُزْمة
من القَتّ* أبو حنيفة* ويُقال لذلك الفِعْل
التَّعْرِيم وقد
عَرَّم ما جَزَّ والعَرَم ـ كُدُوسٌ عِظَام واحدتها عَرَمة* أبو حاتم* المِطْو ـ جريدةٌ
تُشَق بشِقَّين ويُحْزَم بها القَتُّ* أبو حنيفة* الجِلُّ ـ قَصَب الزرْعِ اذا
حُصِد* صاحب العين* هو الجَلُّ بالفتح* غيره* المِنْجَلُ ـ ما يُحْصَد به* أبو
عبيد* هو المِقْلَدُ وأنشد
* يَقُتُّ له طَوْرا وطَوْرا بمِقْلَد*
والمِخْلَب ـ المِنْجَل
لا أسنانَ له وقد تقدّم عامَّةُ ذلك فى مَناجِل الاعْتِضاد والقَطْع* غيره*
العَيْبة ـ وِعاءٌ من أَدَمٍ يُنْقَل فيه الزَّرْع المَحْصُود الى الجَرِين
هَمْدانِيَّة* أبو حنيفة* فاذا رُقِعت الغُبُوط وكُدِسَتْ فذاكَ الرَّفَاع
والرِّفَاعُ ويقال لما سَقَط فى الأرض من السُّنْبُل عند الحَصَاد مما تُخْطِئه
القَبْضة اللُّقَطُ الواحدة لُقَطةٌ ويقال لالْتِقَاطه اللِّقَاط واللَّقَاط
واللَّقَاط أيضا ـ ما أخْطأَتْه المَنَاجِلُ* أبو عبيد* الجُفَافَة ـ الشئُ
يَنْتثِر من القَتِّ* أبو حنيفة* ويُقال للموضِع الذى يُجْعَل فيه الزرعُ اذا حُصد
الأَنْدَرُ والبَيْدر والمِرْبَد والجَوْخانُ والمِسْطَح وهو سَوَادِىٌّ عُرِّب
والجَرِين وجمعُه الجُرُن والأَجْرِنَة وقد أَجْرنَ الناسُ جَمَعُوا الحصائِدَ فى
الجَرِين* صاحب العين* الهُرْى ـ بيتٌ كبيرٌ يُجْمَع فيه طعامُ السلطانِ والجمع
أهْراءٌ* أبو حنيفة* فاذا دِيسَ الزرعُ قيل لذلك العَمَل الدَّقُّ والدِّيَاس
والدِّرَاس وقد دَقَّ الناسُ ودَاسُوا وأدَاسُوا ودَرَسُوا وأنشد أبو على
يَكْفِيك من
بَعْض ازْدِيارِ الآفاق
|
|
سَمْراءُ ممَّا
دَرَس ابنُ مِخْراق
|
يعنى بالسَّمْراء
ههنا الحِنْطة أو الناقَة فمن عنَى الحِنْطةَ فعنى الدِّراسةِ عِندَه الدِّيَاسةُ
ومن عَنَى الناقةَ فمعنى الدِّراسة عنده الرِّياضةُ وكِلَاهما مُنْصَرِفٌ الى
معنَى العِلاج والالانةِ والتَّهيئَة للانِتفَاع ومنه دِرَاسة السُّورةِ لأنه انما
هو تَرْدِيد القارِئ لها لسانَه لتَخِفَّ عليه هكذا حكايتُه بالتأنِيثِ* أبو
حنيفة* الاكَادَة ـ كالادَاسة وقد أَكَدَ الحَبَّ والدَّقُوقة ـ البقَر التى
تَدُوس العَرَم والرَّاكِس والطَّائِفُ والطَّوْف الثورُ الذى تَدُور حوْلَه
البقَرُ وهو يَرْتَكِس مَكانَه وكذلك ان كانت حَمِيرا والحافَةُ ـ الثَّورُ الذى
فى وَسَط الكُدْس وهو أشْقَى العَوامِل والجَرْجَر والنَّوْرَج
__________________
والنَّيْرَجُ
والحالُ والجمع الحِيْلان ـ آلةٌ من خَشَب لها مَحَالتانِ كَمحالةِ العَجَلة قد
أُنْعِلتَا بحَدِيد مضَرَّس اذا دارَتَا على الجِلِّ قطَعَتاه فتُجْعَلان فى
طَرَفَىْ عارِضَة ضَخْمة ويَقْعُد عليها رجُل ليُثَقِّلها ثم يجرُّها الثورُ على
الجِلِّ وقد تقدّم أن الحالَ الطِّين وأنَّه ضَرْب من النبت وأنّه الورَق من
السَّمُر يُخْبَط فى ثوب* أبو حاتم* المِقْحَفَة الخَشبةُ المتَقَفِّعة التى
يُقْحَف بها الحَبُّ والحِنْوانِ ـ الخشَبتانِ اللَّتانِ عليهما الشَّبَكة يُنْقَل
عليهما البُرُّ الى الكُدْس* صاحب العين* الوَشِيجة ـ لِيفٌ يُفْتَل ثم يُشَبَّك
بين خشَبَتين يُنْقَل بها البُرُّ المحصُودُ* أبو حاتم* القَفَص ـ خشبَتانِ
مَحْنُوَّتانِ بين أحْنائِهما شبَكةٌ* أبو حنيفة* واذا تَناوب أهْلُ الجَوْخانِ
فاجتَمعُوا مَرَّةً عِند هذا ومرَّة عِنْد هذا وتَعَاوَنُوا على الدِّيَاس فانَّ
أهلَ اليَمن يسمُّونَ ذلك القاهَ ونوبَةُ كلِّ واحدِ قاهُهُ وذلك كالطاعةِ له
عليهم لأنه تَناوُبٌ قد ألزمُوه أنفُسَهم فهو واجِبٌ لبعضهم على بَعْض واذا فُرِغ
من دَرْسه وأُخِذ فى تَذْرِيَته قيل ذَرَّيت الطعامَ وذَرَيته وذَرَوْته ذَرْوا
وقرأ ابن مسعود «تَذْرِيه الريحُ» والدَّرَى ـ اسم ما تَذْرُوه ويُقال للآلة التى
يُذْرَى بها المِذْرَى والمِرْوَحُ والمِرْواح والعَضْم ـ وهو ذُو الأصابِع وقد
تقدّم العضم فى الرَّحْل والقوس والمِيثارُ ذاتُ الاصابِع والحِفْراةُ
والمِعْزَقَة ـ المِذْرَى لا أصابِعَ لها* صاحب العين* التِّبْن ـ عَصِيفة
الزَّرْع واحدتُه تِبْنة والتَّبْن لغةٌ فيه ورجل تَبَّانٌ يبِيعُ التِّبْن* أبو
عبيد* تَبَنْت الدابَّة ـ علَفْتها التِّبْنَ* أبو حنيفة* والرُّفَة والحَثَى ـ التِّبْن
المُعْتَزِل عن الحَبِّ* غيره* هو دُقَاقه والحَمَاط ـ تِبْنُ الذُّرَة خاصَّة*
صاحب العين* الخَلِيطُ ـ تِبْنٌ وقَتٌّ يَخْتِلطانِ* ابن دريد* حُثَارَة التِّبن ـ
حُطَامه* أبو حاتم* يُقال لما تقدَّم من التِّبْن الدُّقَاقِ اذا ذَرَّيت الزرعَ
المَدْرُوسَ السَّفِيرُ ومن الذُّرَة النُّسَال وقال آخَرونَ من الطائفيِّين
تُسَمَّى أسافِلُ الزرعِ التى تَبْقَى فى الأرض بعْد الحَصادِ السَّفِيرَ وقد
تقدَّم النُّسَال والسفِيرُ فى عامَّة النَّباتِ* صاحب العين* رَفَشَهُ يَرْفُشُه
رَفْشا ـ جرَفَه واسمُ ما جَرَفْته به ـ المِرْفَشَة والرَّفْش والرُّفْش
والنَّفِيَّة ـ شِبْه طَبَق من خُوص يُنَقَّى به الطعامُ* أبو حنيفة* الفَدَاء ـ الحَبُّ
المعتَزِلُ مَع ما فيه مما لم يتطَايَرْ
مع التِّبْن وجمعه
أفْداءٌ وكل مجتَمِع فَجمْعه فَدَاء وأنشد
كأنَّ فَدَاءَها
اذجَرَّدُوه
|
|
وطافُوا حَوْلَه
سُلَكٌ يَتِيمُ
|
السُّلَك ـ الفَرْخ*
أبو عبيد* هو من الحَجَل* قطرب* هو من القَطَا ورِوايته جَرَّدُوه* قال أبو على*
وحَرَّدُوه أوْلَى لقوله تعالى (وَغَدَوْا عَلى
حَرْدٍ قادِرِينَ) * أبو عبيد* الفَدَاءُ ـ جماعَةُ الطَّعام من الشَّعِير
والتَّمْر ونحوِه وأنشد البيت* أبو حنيفة* الأَنْبار ـ الأفْداء واحدُها نِبْر وهو
فارِسِىٌّ* ابن دريد* الصُّبَّة ـ الكُثْبة من الطَّعامِ وتكُون من غَيره والكُدْس
ـ من الطَّعام وجمعه أكْداسٌ وكَدَادِيسُ* ابن دريد* وهو الكَدِيسُ يكونُ من
الطَّعام والدَّراهِم وغيرهِ وقد كَدَّسته* أبو حاتم* والصُّبْرة ـ الكُدْس وقد
صَبَّروا طعامَهُم وقيل الصُّبْرة ـ ما جُمِع من الطعامِ بلا كَيْل ولا وَزْن وقيل
هى الطَّعام المنْخُولُ بشئ يُشْبِه السَّرَنْدَ
آفَاتُ الزَّرْع
* أبو حاتم*
البَثَق ـ داءٌ يصِيبُ الزرعَ عن كَثْرة ماءِ السماءِ* صاحب العين* الغَمَلُ ـ من
أدْواء الزَّرْع وهو أن يُصِيبه الضَّجَعان* أبو حاتم* الخُنَاس ـ داءٌ يُصِيب
الزرعَ فيَتَجعْثَنُ منه الحَرْث ولا يَطُول* صاحب العين* زَرْع خافِتٌ ـ نَكِدٌ
لم يَطُلْ* أبو حاتم* الشَّقِرَانُ ـ داءٌ يُصِيب الزرْعَ مثل الوَرْس يَعْلو
الأَذَنَه ثم يَصْعَد فى الحَبَ واليَرَقَانُ والأَرَقَان ـ داءٌ يُصِيب الزَّرْعَ
فيصْفَرُّ منه* ابن السكيت* زَرْع مَيْرُوق ومَأْرُوقٌ* أبو حاتم* اذا احْتَبَس
المطرُ فطالَ مُقامُ الحَبِّ تحتَ التُّراب ثم أُمْطِر فخَرج فى آخِر الزَّمان ولم
يُشَعِّب قيل حَدَّد وقيل كَدَا الزرْعُ وغيرُه من النَّبات ـ ساءَتْ نِبْتَتُه
وكَدَّاء البَرْدُ ردَّه فى الارضِ* وقال* الرَّصَع ـ أن يَكْثُر على الزرع الماءُ
وهو صَغِير فيَصْفَرّ ويُحدِّد ولا يَفْترِشُ ويَصْغُر حبُّه* وقال* رَنَع الزرعُ
مخَفَّف ـ أبْطأ عنه الماءُ فضَمُر من قولهم أصَبْنا عِنْده مَرْنَعةً من طَعَام
أو شَرَاب أو صَيْد ـ أى قِطْعة لأنه كُلَّه صِغَر* وقال* عاءَ الزرْعُ يَعُوه
عَوْها وأَعاهَ ـ وقعَتْ فيه
العاهَةُ وهى
الآفَةُ وكذلك المالُ والشجَرُ وأعَاهَ القومُ وأعْيَهُوا وأعْوَهُوا ـ عاهَتْ
أموالُهم وقد قالوا عاهَ يَعِيه فى هذا المعنَى وأرضٌ مَعْيُوهة ـ من العاهَةِ
ورجُل مَعِيه ومَعُوه فى مالِه ونَفْسِه
عُيُوب الطعام
* أبو عبيد*
طَعامٌ مَؤُوف ـ أصابَتْه آفَةٌ* وقال* ساسَ الطعامُ يَسَاسُ سَوَسا فهو ساسٌ
وأساسَ من السُّوس* أبو حنيفة* ساسَ بَسُوس وسَوَّس وسِيسَ وأنشد
فما رزَق
الجُنودَ بها قَفِيزا
|
|
وقد سِيسَتْ
مَطامِيرُ الطَّعامِ
|
* قال المتعقب* فى رواية هذا البيتِ
تغييرَانِ وهذا شِعْر مَعْروف لرجُل من بَنِى تميمٍ كان فى حَرْب الأزَارِقة مع
المُهَلَّب يُخاطِب به الحجاجَ ويشكُو اليه ما فَعل المُغيِرةُ بنُ المهلَّب
والرُّقَادُ من جِبَاية خَرَاج إصطَخْرَ ودَرابِجِرْد وتَرْكِ النفَقةِ فى الناسِ
والرواية
ألَاقُلْ
للأمِيرِ جُزِيتَ خيْرا
|
|
أرِحْنا من
مُغِيرةَ والرُّقَاد
|
فما رزَقَا
الجنودَ بها قَفِيزا
|
|
وقد ساسَتْ
مَطامِيرُ الحَصادِ
|
ويُرْوَى سِيستْ
فَرَوى رَزَق وهو رزَقَا بالتثنية وغَيَّر الحَصادَ بالطعامِ* أبو حنيفة* وكذلك
دادَ يَدُود دَوْدا وَدَادا وأدادَ ودَوَّد وقد تقدم ذلك فى الخَشَب والكلِا* أبو
عبيد* طَعَام مَنمُول ـ أصابه النمْلُ* أبو حنيفة* طعامٌ مَسْروف من السُّرْفة
ومَجْرود من الجَرَاد ومَدْبِىٌّ من الدَّبَا وهو من بَنَات الواو* ابن السكيت*
خاسَ الطعامُ خَيْسا ـ فسَدَ وعَفِنَ وأصلُه من قولهم خاسَتِ الجِيفةُ فى أوَّل ما
تُرْوِح فكأنَّ الطعامَ كسَدَ حتى فَسَد* أبو حنيفة* طعامٌ مَأْفُونٌ ـ لا خيْرَ
فيه وقد أُفِنَ أَفْنا وطَعامٌ مدْخُول ـ متَأَكِّل وقد دُخِل* صاحب العين*
الدَّفَر ـ وُقُوع الدُّود فى الطَّعام* غيره* مادَتِ الحِنْطة اذا أصابَها نَدًى
أو بلَلٌ فتغيَّرت وكذلك التَّمْر
ما فى الطَّعام مما لا خَيْرَ فيه
* أبو عبيد* فى
الطَّعام قَصَلٌ ـ وهو ما يُخْرَج منه فيُرْمَى به* أبو حنيفة* القَصَل والقَصْل
والقُصَالة ـ ما اعْتَزَل عن الحَبِّ فلم يَنْزِل فى الغِرْبال* أبو عبيد*
الزُّؤَان ـ كالقَصَل* ابن السكيت* فى طَعامه زُوَانٌ وزِوَانٌ وقد يُهْمَز* أبو
حنيفة* الزُّوَان ـ حَبٌّ صِغارٌ مستَطِيل أحمَرُ قائِمٌ كأنَّه فى خِلْقة سُوسِ
الحِنْطة يُمِرُّ الطعامَ شدِيدًا واحدتُه زُوَانةٌ وطعَامٌ مَزُون* أبو عبيد* فى
الطَّعام مُرَيْراءُ ـ وهو ما يُخْرَجُ منه فيُرْمَى به* أبو حنيفة* المُرَيْراء ـ
حَبَّة سَوْداءُ تُمِرُّ الطعامَ* أبو عبيد* فيه رُعَيْداءُ كذلك وغَفًى منقوصٌ
مثلُه* أبو حنيفة* الغَفَى ـ دُقَاق التِّبْن الذى يكونُ فى الطَّعام واحِدتُه
غَفَاةٌ* وقال مرة* غَفَى الحِنْطةِ ـ عِيدانُها وهى حِنْطة غَفِيَة خَفِيفة* ابن
دريد* أغْفَيْت الطَّعامَ وغَفَّيته ـ نقَّيته من الغَفَى* أبو عبيد* وفيه
الكَعَابِرُ واحدتُها كُعْبُرة ـ وهو نحوه* أبو حنيفة* هى الكُعْبُرَة
والكُعْبُرَّةُ والكُعْبُورة وكلُّ عُقدة كُعْبُرة وقد تقدّم* أبو عبيد* اذا كان
فى الطَّعام حَصَى فوقَع بين أضْراس الآكِل قال قَضِضْت منه وقد قَضَّ الطَّعامُ
يَقَضُّ قَضَضا وهو قَضِضٌ* أبو حنيفة* القَضَضُ والقَضَّة ـ الحَصَى الصِّغار*
ابن دريد* قَضَّ وأقَضَّ وكذلك المِهَادُ على الرجُل والقِضَّة ـ أرضٌ ذاتُ حصًى
وقد تقدّم عامَّةُ ذلك* أبو عبيد* النَّقَاة ـ ما يُلْقَى من الطَّعام ويُرْمَى
به* أبو حنيفة* هى النَّقَاة والنُّقَاة ـ وهو ما يُخْرَج منه من قُمَاش وتُراب*
أبو عبيد* العُصَافَة ما سَقط من السُّنْبل مثلُ التِّبن ونحوه والمَغْلُوث ـ الطَّعام
الذى فيه المَدَر والزُّؤَان* أبو حنيفة* القُصَارَة والقِصْرِىُّ والقَصَرُ ـ ما
اعتَزل عن الحَبِّ فلم يَنْزِلْ فى الغِرْبال* وقال* للحَبَّة قِشْرتانِ فالعُلْيا
القَصَرة وجمعها قَصَرٌ والسُّفْلَى الجَشَرَة وجمعُها جَشَر وهو أيضا الحَصَل
والحُثَالة والحُفَالة* أبو عبيد* هما الرَّدِىء من كلِّ شئٍ* أبو حنيفة*
الحُسَالة ـ كالحُثَالة وكذلك القَشَم والقُشَام والقُشَامة والخُشَارة وقد
قَشَمْت أَقْشِم وخَشَرت أَخْشِر خَشْرا وقيل الخُشَارة والخُشَار
ـ الرَّدىء من
كلِّ شئٍ* أبو حنيفة* والجُدَّامة مشدَّد ـ كالقُصَارة تُدَقُّ بالخشَب حتى يخرُجَ
منها الحَبُّ* أبو حاتم* ما خَرج من القَصَرة ـ فهو الجُدَّامة* وقال آخرونَ من
الطائفِيِّينَ* البُرُّ اذا ذُرِّىَ وعُزِل منه تِبْنُه نُقىِّ بعدُ فعُزِل منه
عِيدانٌ وسُنْبُل وأنصافُ سُنْبُل فيُدقُّ بالخشب فيُسْتَخْرَج ما فيه من الحَبِّ
فتلك الجُدَّامة ثم تُغَرْبَل الجُدَّامة بعد ما تُدقُّ فيُستخرَجُ منها عِيدانٌ
أصغَرُ من الاوّل وسنْبُلٌ وأنصاف سنبُل فهذه الاخيرة تُسمَّى القَصَرةَ* أبو
حنيفة* أخرجْتُ من الطَّعام سَعابِرَه وقِشْبَه وعَذِبتَه وعَذِرتَه وسَعِيعَه
واحدته سَعِيعةٌ ـ وهو كلُّه أردَأُ ما فى الطَّعام وقيل هو الزُّوَان والواحدُ
كالواحد وقيل هو الطَّعام الرَّدِىء ومن سَقَط الطَّعام الدَّوْسَرُ ونَباتُه
كنَبات الزَّرْع وله سُنْبُل وحبٌّ أسمرُ دقيقٌ ويُسمَّى الزِّنْ والحُسَافة ـ ما
تكَسَّر من قِشْر الشَّعيرِ وغيرِه وكلَّ ما حَتَته حتى يتَقَشَّر فقد حَسَفْته
وسُحَالةُ البُرِّ والشعير ـ قِشْرهما اذا جُرِّدا منه وكذلك غيرُهما من الحُبُوب
كالأرُزِّ والدُّخْن لأنهما يُسْحَلانِ حتى يتَقَشَّرا وكلُّ ما سحَلْته فما سقَط
منه فهو سُحَالةٌ ولذلك سُمِّى المِبْرَد مِسْحَلا والنُّخَالة ـ ما بَقِى فى
المَناخِل مما يُنْخَل وكلُّ ما نُخِل فالذى يَبْقَى منه فلا يَنْتَخِل نُخَالةٌ*
أبو عبيد* الطَّعام المُغَثْمَر الذى هو بقِشْره لم يُنَقَّ ولم يُنْخَل* أبو
حنيفة* يقال فى الطَّعام ذُبَبْباءُ ولم يُفَسَّر والغَسَق ـ كالغَفَى فاذا
نَقَّيت الحَبَّ وغيْرَه فعزَلت نَقِيَّه وجَيِّده فهو النُّقَاوَة والنَّقَاوَة
والنُّقَاية والأُولَى أفصَحُ* وقال* مَحَّصْت الطعامَ ـ نقَّيتُه وكلُّ تَنْقِية
تَمْحِيصٌ والدَّنْقة ـ زُوَانٌ فى الحِنْطة* أبو حاتم* الدَّنْقة ـ الحَبَّة
السَّوْداءُ المستَدِيرةُ التى فى وسَط الحِنْطة ويقال للمُرَيْراء التى تكُون فى
الحِنْطة السَّكَرة* ابن دريد* طعامٌ جَشِيب ـ غَلِيظ خَشِن وتُسَمَّى قُشُور
الرُّمَّان الجُشْبَ
الطعامُ ذُو الزَّكاء والنَّزَلِ والذى لا نَزَلَ له
* صاحب العين*
رَيْعُ كلِّ شئٍ ـ نَماؤُه وزَكاؤه* أبو عبيد* أراعَ الطعامُ ورَاعَ وهى قليلةٌ
وأرَعْته أنَا* أبو حنيفة* رَيَّعت الحِنْطةُ ـ زكَتْ* ابن السكيت*
الرَّيْعُ ـ الزِّيادة*
صاحب العين* رَيْعُ البَزْر ـ فَضْل ما يخرُج من النَّزَل على أصله وراعَ
الطَّحِينُ رَيْعا ـ زاد وكَثُر وفى الحديث «امْلِكُوا العَجِينَ فانه أَحَدُ
الرَّيْعينِ» * أبو حاتم* مادَ الشئُ يَمِيد ـ راعَ وزَكَاء* أبو عبيد* أرْبَتِ
الحِنطةُ ـ زكَتْ* أبو حنيفة* زَكَت زُكُوًّا وزَكَاء* أبو عبيد* طعامٌ قليلُ
النُّزْل والنَّزَل* أبو حنيفة* طعامٌ نَزِلٌ ـ كثيرُ النَّزَل ـ يعنى الزَّكاء*
قال* واذا وَفَر الجَرِينُ وأراعَ قيل ارجَن آل فُلان جَرِينهم والاسم الرَّجنُ*
وقال* رَمَى الطعامُ على كَيْله رَمْيا ـ أى زادَ وهو الرَّمَاء ومثلُه النَّمَاء*
وقال* زَرْعٌ أَمِرٌ ـ زَكِىُّ النَّبات وطَعامٌ كثِيرُ البُذَارة ـ أى الرَّيْع
وطعام خَبِن وذُو خَبَن كذلك والاتاءُ ـ الرَّيْع* ابن دريد* طعامٌ ليس له
فِرْدَوْس ـ أى نَزَلٌ وطعام بَرِيك ـ أى مُبَارَك* صاحب العين* طعامٌ صَلِف
وصَلِيف ـ قليلُ النَّزَل والرَّيْعِ وقيل هو الذى لا طَعْمَ له* وقال* سَقِتَ
الطعامُ سَقْتا وسَقَتا فهو سَقِتٌ ـ لم تَكُنْ له بَرَكة* ابن دريد* أَفِنَ
الطعامُ كذلك وقد تقدّم أنه الذى لا خَيْرَ فيه
الغَرْبلة والانتخال
* ابن السكيت
نَخَلت الطعامَ وغيرَه أنْخُله نَخْلا وانتخَلْته* أبو عبيد* تَنَخَّلته ونُخَالته
ـ ما انْتَخلْت منه أو نَقَّيتَه عنه* ابن السكيت* المُنْخُل والمُنْخَل ما
نخَلْته به ومُنْخُل أحدُ الحُروف التى أشَذَّها سيبويه من هذا الضَّرْب* قال* ومن
العرب من يقول مُنْغُل ومُنْخُل والغَرْبلة ـ الانْتِخال* صاحب العين*
السَّفْسَفَة ـ انْتِخال الدَّقيق
أجناس البُرِّ والشعير
* صاحب العين*
الحِنْطة ـ البُرّ اسمٌ للجمع وليس له واحدٌ من لَفْظه وجمعُها حِنَط والحَنَّاط ـ
بائِعُها وحِرْفته الحِنَاطة* أبو حنيفة* من أجناس البُرِّ البُرْنُجَانِيَّة ـ وهى
نَبِيلة الحبِّ والقُرَشِيَّة ـ وهى صُلْبة فى الطَّحْن خَشِنة الدَّقِيق
وسَفَاها أسودُ
وسُنْبُلتها عظيمةٌ والبُرُّ الذى عليه المعوَّل واليه مَرْجِع جميع الحِنَط ـ هى
المابِيَّة بيضاءُ الى الصُّفْرة حَبُّها دُونَ حبِّ البُر نُجَانِيَّة
والسَّمْراء ـ حِنْطَة غَبْراءُ رَقِيقة سَرِيعة الأنفراك دَقِيقة القَصَب سريعةُ
الانْدِياس الى الرِّقَّة ما هى وهى أوْضَع الحِنْطة وأقلُّها رَيْعا
والمَهْرِيَّة ـ وهى حَمْراء عظيمةُ السُّنْبل غَلِيظة القصَب مُدَحْرجة الحبِّ
مُرَبَّعة والتُّرْبِيَّة ـ وهى حَمْراءُ وسنْبُلتها حمراءُ ناصِعةُ الحُمْرة
رَقِيقة تَنْتثِر من أدنَى بَرْد أورِيح والمُكَبَّبة ـ وهى غبْراءُ مستَدِيرة
ولذلك سُمِّيت مُكبَّبة وسنبلُها غليظٌ أمثالُ العصافِيرِ وتِبْنها غليظٌ لا تنشَط
له الأكَلة وهى أرْيَع الحِنْطة كَيْلا ودَقِيقا والمَحْمُولة ـ وهى حِنْطة
غَبْراءُ مُدَحْرجةٌ كأنها حبُّ القُطنِ ليس فى الحِنْطة أكثَرُ منها حَبًّا ولا
أضْخَمُ سنبُلا وهى كَثِيرة الرَّيْع ولا تُحْمَد فى اللَّون ولا فى الطَّعم
والعَلَس ـ حِنْطة جَيِّدة سمراءُ عَسِرة الاستِنْقاء جِدًّا لا تُنَقَّى الا
بالمَنَاحِيز وهى طَيِّبة الخُبْز وتُشْبِه القُرَشيَّةَ فى الطَّحِين يجىءُ
دَقِيقها خشِنا وسنبلُها لِطَاف وهى مع ذلك قليلةُ الرَّيْع وقيل العَلَس
مُقْتَرِن الحبِّ حَبَّتانِ حَبَّتانِ لا يتَخَلَّص بعضُه من بعض حتى يُدَقَّ
بالمَوَاجِنِ ـ وهى المَهَارِيسُ يعنى لا يتَنَقَّى ولا يَنْدَقُّ وهو كالبُرِّ
ورَقا وقَصَبا والفُوْم ـ الحِنْطة وقيل الحُبُوب واحدته قُوْمة وهى أيضا البُرُّ*
ابن الأعرابى* الحُطَائِطةُ ـ بُرَّة صغيرةٌ حمراءٌ* أبو عبيد* البَثَنِيَّة ـ ضَرْب
من الحِنْطة* أبو حنيفة* والشَّعِير* سيبويه* الشَّعِير والشِّعِير كسَروا
للمُضارَعة وهو مُطَّرد فى كل فَعِيل ثانِيه حرفٌ من حُرُوف الحلْق الواحدة شعِيرة
وبائِعه شَعِيرىٌّ وليس مما جاء على فَعَّال* أبو حنيفة* ومن أجناس الشَّعِير
العَرَبِىُّ ـ وهو أبيضُ وسُنْبُلُه حرفانِ عريضٌ وحَبُّه كِبار أكبَرُ من شَعِير
العِرَاق وهو أجودُ الشَّعِير والحبَشِىُّ ـ وهو أسودُ الحَبِّ والسنبُلِ وسنبُلهُ
حرفانِ وهو حَرِش لا يُؤْكَل لخُشُونته ولكنَّه يصلُح للعَلف والأحمرُ وسُنْبله
حرفانِ وخُبْزه طيِّب والجُعْرة ـ وهى شعيرٌ غليظٌ القَصَب عريضُ الأَذَنة ضَخْم
السَّنابِل وكأنَّ سَنابِلَه جِرَاء الخَشْخاش ولسُنْبُله حُرُوفٌ عِدَّة وحَبُّه
عظيمٌ طوِيل أبيضُ وكذلك سُنْبُله وسَفَاه وهو رَقِيق خفيفُ المَؤُنة فى الدِّيَاس
والآفةُ اليه سَرِيعة يُهْلِكه أدْنَى شُؤْبوب من مَطَر وهو كثيرُ الرَّيْع طيِّبُ
الخُبْز والسُّلْت
ـ حبٌّ بين الشَّعِير والبُرِّ اذا نُقِّى انْجَردَ من قِشْره فكان مثلَ البُرِّ
وهو ضَرْبانِ أخضَرُ وأصْفَرُ ويقال لأخْضرِه اللَّصِب* ابن دريد* السُّلْت حَبٌّ
يُشبِه الشعيرَ أو هو الشَّعِير بعَيْنه وقيل هو الشَّعِير الحامِضُ والشَّيْتعُور
الشَّعِير
باب القَطَانِىِّ والحَبِ
* أبو حنيفة*
القَطَانِىُّ واحدتُها قِطْنِيَّة وهى لغة شامِيَّة فمنها الأَرُزُّ يقال أَرُزَ
وأُرْز وأُرُزٌ وأُرُزٌّ ورُزٌّ ورُنْز ومنها الحَّمِص وهو عرَبِىٌّ* قال ابن
الاعرابى* هو الحِمَّص والحِّمِص واحدته حِمِّصة وحِمَّصة* أبو حنيفة* ومنها
العَدَس وهو البُلْسُنُ عربِيَّان ومنها الباقِلَّى والباقِلَاء والباقِلى وواحدة
الباقِلَّى باقِلَّى على لفظ الجميع وقيل الباقِلَى* الفراء* باقِلَّاة
وباقِلَاءةُ* أبو حنيفة* ويقال للباقِلَاء الفُول واحدته فُولةٌ والجَرْجَرُ
واحدته جَرْجَرَة والجُمَّى وكِلَاهما عجمىٌّ ومنها اللُّوبِيَا واللُّوبِياءَ
واللُّوْباءُ ويقال له النَّامِرُ والدِّجْر والدَّجْر* ابن دريد* وهو الاحْبِلُ
يمانِيَة* صاحب العين* الغِدْفة ـ لباسُ الفُول والدِّجْر ونحوِهما* ابن دريد*
قَشَّيت الحَبَّة ـ قَشَرتها* أبو حنيفة* ومنها التُّرْمُس واحدته تُرْمُسَة ـ وهو
الجِرْجِر المِصْرِىُّ وهو شبيهٌ بالباقِلَّى ويسمى البَسِيلَة للعُلَيقِمَة التى
فيه والبَسِيل فى الكلام ـ الكَرِيه ومنها الماشُ وهو عجمى ولم يُحَلِّه أبو حنيفة
فأما أبو علِىٍّ فقال هو حَبٌّ أسودُ يُتداوَى به* أبو حنيفة* ومنها المَنْج وهو
عجمِىٌّ ومنها السِّمْسِم ويسمَّى الجُلْجُلَان عربِيَّان* أبو حاتم* السَّمْسَق
السِّمْسِم* أبو حنيفة* ومنها الجُلبَّان واحدته حُلُبَّانة ويُقال للبَرِّيَّة
منها القُرَيْناء ولا تُؤْكَل لمَرارة فيها والقُرُونة ـ قُرُون تنبُت أكثر من
ورَق الدَّجْر فيها حبٌّ أكبرُ من الحِمَّص مدَحْرَج أبْرشُ فاذا جُشَّ خرجَ
أصفَرَ فيُطْبَخ كما تُطبخ الهَرِيسة فيُؤْكل ويُدَّخَر فى الشِّتاء ومنها
الكُشْنَى ـ وهو الكَرْسَنَّة بالعَرَبية ومنها القُرْطُمُ والقِرْطِمُ
والقِرْطِمُّ واحدته قِرْطِمَّة ـ وهو حَبُّ العُصْفُر* صاحب العين* المُرِّيق ـ حبُّ
العُصْفُر* قال سيبويه* حكاه أبو الخَطَّاب عن العَرب* وقال
أبو العباس* هو
أعجمِىٌّ ومنها اللِّيَاء الواحدة لِيَاءة ـ وهو حَبٌّ أبيضُ مثل الحِمَّص يؤكَل*
قال* ولا أدْرِى أله قِطْنِيَّة أم لا ومنها البِيْقِيَّة ـ وهو حبٌّ أكبَرُ من
الجُلْبان أخضرُ يُؤْكل مَخْبُوزا أو مَطْبوخا وتُعْلَفه أيضا البقرُ والأَيْبَد ـ
نَباتٌ مثلُ زرْع الشعير سواءً وله سُنْبلة كسنْبُلة الدُّخْنه فيها حبٌّ صغِير
أصغَرُ من الخَرْدل أُصَيْفِر وهو مَسْمَنة للمال جِدًّا والمَجُّ والمُجَاج ـ حبٌّ
كالعدَس الا انه أشدُّ استِدارةً منه والخَضِرُ واحدتُه خَضِرة ـ بقْلة خَضْراءُ
خَشْناء ورَقُها كورَق الدُّخْن وكذلك ثمرَتُها ترتَفِع ذِراعا وتجمعُ حِبالا
كحِبَال القَتِّ* صاحب العين* الخِلْفة زِراعةُ الحُبوبِ لأنها تُستَخْلف من
البُرِّ والشعيرِ* الزجاجى* الهَيْثَم ـ ضَرْب من الحِبَّة
ومما يَجْرِى مَجْرى الحَبِّ ولا يجرى
مجرَى القطانِى
الذُّرَة وهذا
الحَبُّ يسمَّى الجَاوَرْس الهِنْدىَّ وقيل هى التى مثلُ رءُوس الأرَضةِ فاذا طالت
قيل أخرفَتِ الذُرة ويقال لسَبَل الذُّرة المُطْر ويقال للذُّرَة المِحْجَن ـ وهو
حيثُ انحنَى من السُّنبُول والساقِ والدُّخْن ـ حبٌّ صِغارٌ يزِلُّ فى الكَفِّ
زَلِيلا* قال سيبويه* واحدته دُخْنة* أبو حنيفة* الطَّهْف ـ حَبَّة ورَقُها مثلُ
ورَق الدُّخْن حَمْراءُ دقِيقة جِدًّا طويلةٌ وقيل الطَّهْف خُبْز يُخْتبزَ من
الذُّرَة وقيل هو مَرْعًى تُخْصِب عليه الماشِيةُ وقيل نَباتُه كنَبات الزَّرْع
يُؤْكل حبُّه فى المَجْهَدَة* أبو عبيد* الطَّهَف ـ طعامٌ يُخْتبز من الذَّرة* أبو
حنيفة* والتَّقِرَة ـ الكُسْبرة وقيل الكُزْبرة والتِّقْرِدُ ـ الكَرَوْيا واحدتها
تِقْرِدَة وقيل هى جميعُ الأبْزار* غيره* التَّقِرُ والتَّقِرَة ـ النابَلُ وقيل
النَّقِر الكَرَوْياء والتَّقِرة ـ جماعةُ النَّوَابِل* ثعلب* هى الكَرَوْياء
والكَرَوْيا* ابن دريد* القعس ـ الكَرَوْيا يمانِيَة* صاحب العين* الشَّبَاه ـ حبٌّ
على لَوْن الحُرْف يُشْرَب للدَّواء* غيره* بِزْرُ قَطُوناءَ ـ حَبَّة يُسْتَشْفَى
بها يَمُدّ
ويقْصَر* أبو
حنيفة* الشِّينيزُ ويقال الشُّونِيزُ ـ هو الحَبَّة السودْاءُ والثُّفَّاء واحدتُه
ثُفَّاءة ـ الحُرْف الذى تسمِّيه العامَّة حَبُّ الرَّشَاد والدُّعْبُوب ـ حَبَّة
سوداءُ واحدتُه دُعْبُوبة* ابن دريد* الدُّعْبُوب ـ حَبٌّ يُختَبَز ويُؤكَل* أبو
حنيفة* والكَمُّون ـ وهو السَّنُّوت ليس من نَبَات بِلاد العَرَب* اللحيانى* هو
السِّنَّوْت* أبو حنيفة* السِّبِتُّ ويسمَّى السَّيَالَ* صاحب العين* الحُلْبَة ـ الفَرِيقَة
والجمع حُلَب* ابن السكيت* هى الحُلْبة والحُلُبَة* ابن دريد* الدَّفْغ ـ حُطَام
الذرُّة ونُسَافَتها والعَلَس ـ حَبَّةٌ سوداءُ اذا أجْدَبُوا طحَنُوها وأكلُوها
وقد تقدم أن العَلَس ضَرْب من الحِنْطة* قال* وأهلُ اليَمن يسمُّون رَدِىءَ
الذُّرَة الدَّقْعاءَ* صاحب العين* الجُلْجُلَانُ ـ ثَمرة الكُزْبرة* قال ابن
دريد* أخبرنا أبو حاتم قال سألْتُ أمَّ الهيثَم عن الحَبِّ الذى يُسَمَّى اسفيوش
ما اسمُه بالعربيَّة فقالت أرِنِى منه حَبَّات فأرَيتُها فأفْكَرتْ ساعةً ثم قالتْ
هذه البُخْدُق ولم أسمع ذلك من غيرها والدُّقُّ ـ الأبزارُ وقيل المِلْح وما خُلِط
به من أبزَارِه والحَذَل ـ ضَرْب من حَبِّ الشجَرِ يُخْتبَز والهَمْقاقة
والهَمْقاقُ ـ حبٌّ يُؤكل وليس بعرَبى وهو الهُمْقاق واحده هُمْقاقةٌ* صاحب العين*
الخَرْدَل ـ ضَرْب من الحُرْف* أبو حاتم* والسُّبْتُل ـ حَبٌّ من حبِّ البَقْل*
وقال صاحب العين* الدُّعَاعة ـ حَبَّة سَوْداءُ تأكُلُها بنُو فَزَارَة والجمع
دُعَاع* غيره* الكَحْص ـ ضَرْب من حَبَّة النباتِ أسودُ يُشَبَّه بعُيُون الجرادِ
قال الشاعر
كأنَّ جَنَى
الكَحْصِ اليَبِيس قَتِيرُها
|
|
اذا نُثرتْ
سالَتْ ولم تتجَمَّع
|
* أبو حاتم* الطَّحْف ـ حبٌّ يكون
باليمن يطبَخُ* السيرافى* الحِلِّزُ ـ ضَرْب من الحُبُوب يُزْرَع بالشام وقد مثَّل
به سيبويه على أنه اسم
باب الفاكِهة وأنواعِها
* صاحب العين*
اختُلف فى الفاكِهة فقيل كلُّ الثِّمار فاكهةٌ وقيل لا يُسَّمى ما كان من التَّمْر
والعِنَب والرُّمَّان فاكهةً واحتُجَّ بقول الله تعالى (فِيهِما فاكِهَةٌ
وَنَخْلٌ
وَرُمَّانٌ) فقيل لو كان النخلُ والرُّمَّان نوعينِ من الفاكِهة لما
خُصِّصا من سائر أنواعِها وليس هذا بحُجَّة لأن العرَب تفعلُ مثل هذا تأكيدا وفى التنزيل
(أُولئِكَ لَهُمْ
رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) وفَكَّهت القومَ بالفاكِهةِ ومُلَح الكلامِ والاسم
الفَكِيهة والفُكَاهة والمصدرُ الفَكَاهةُ
صِفَة الكرمِ ونَباتِه
* أبو حنيفة* اذا
نبتَتْ حبَّة العِنَب وهى العَجَمة والحِصْرِمة والفِرْصِد وهى طائفِيَّة
والنَّواة ـ فهى حَبَّة ما لم يُنْزَع نباتُها من موضعِه فيُغْرَس فاذا نُزِع ثم
غُرِسَ سُمِّى غُرْسةً* أبو حاتم* يقال للحَبِّ الذى فى جوفِ الحَبَّة من العِنَب
الحُبَّة ويُسَمُّون أيضا ما فى جوْف الهَبْرة خُبَّة* قال* وقال بعضُ الطائفيين
أوَّلُ ما ينبُت من الحُبَّة يسمى الحَبَّة ما لم نَنْزِعه فنَغْرِسه بأيدينا فاذا
نَزَعناه ثم غرَسْناه سمَّيناه غَرْسا* أبو حنيفة* فاذا عَلِقت قُطِعت عن وَجْه
الارض ثم رُمِىَ ما بَقِىَ من أصلها فى الأرض فاذا نبتت ثانِيةً فهى نَشْأَةُ وقد
أنشَأتْ فان غُرِس الكَرْم من قَضِيبه فاسم القَضِيب الشَّكِير وجمعه شُكُر وهو
أيضا زَرَجُونَةٌ وجمعه زَرَجُون* ابن قتيبة* هو بالفارسية زَرَكُون* أبو حاتم*
معناه الصُّفْرة أو لَوْن الذَّهَب* أبو على* وقولهم كالمُزَرَّج فانَّهم مما
يَخْلِطُون فى الأعجمِيَّة وعلى هذا قالوا فى تحقير إبراهِيمَ بُرَيْه وبُرَيهِيم
فحذفَ مالا ينبغِى أن يُحْذَف مثلُه فى العربِيَّة* أبو حاتم* والحَبَلة ـ كالشَّكِير
وجمعها حَبَل وتسمَّى الرَّكَايا التى تُحْفرَ وتُنْصَب فيها القُضْبان الجَبَايا
وكل نَهَر من أنْهار الكَرْم ـ فهو رَكِيب والجمع رُكُب وقيل هو ما بَيْن نَهَرىِ
الكرمِ والجَدْرُ والظَّهْر ـ ما بيْنَ الرَّكِيَّين من التُّراب المرتَفِع ويقال
لكلِّ شَطْر من الرَّكِيب سَرِيَّة وجمعها السَّرايا* أبو حاتم* الكِظَامة رَكَايا
الكرمِ يُوضَع بعضُها الى بَعْض نَسَقا وقد أفْضَى بعضُها الى بعض فهى كأنَّها
نَهَر وقد كظَمُوا الكِظَامةَ ـ جَدَرُوها وقيل الكِظامةُ ـ القَناة التى تكُون فى
حَوائِط الكَرْم* أبو حنيفة* الافْتِسال ـ قطْعُ غِصَنة الكَرْم للغَرْس واسم
الغُصْن الفَسْل* صاحب العينِ* السُّرُوع ـ قُضْبان الكرم واحدُها سَرْع
وسِرْع وهى
السَّوَارِع ما دامتْ عُيُونها تقُودُها الواحدة سارِعةٌ والأَسَارِيعُ ـ مَعَالِيقُ
العِنَب فى الكرْم ورُبَّما أكِلَت وهى رَطْبة حامِضَة واحدها أُسْروع وأما
السَّرَعَرْع ـ فكلُّ قَضِيب غَضٍّ رَطْب وقِطْعة سَرعْرَعة ومنه شَبابٌ سَرَعْرَع
وقد تقدم* غيره* أعْصَى الكَرْم ـ خرَجت عِيدانُه ولم يُثْمِر* أبو حنيفة* واذا
نَبتَ الشَّكِير ثم شَعَّب فتِلك الشُّعَب النَّوَامِى* أبو حاتم* أَنْمَى الكرْمُ
ـ صار له قُضْبانٌ والحِطَاب ـ أن يُقْطَع ما يَبِس من الشُّكُر حتى يَنْتَهُوا
الى ما جَرَى فيه الماءُ واستَحْطَب العِنَب ـ احتاج أن يُقْطَع شَئٌ من أعاليه
وحَطَبته ـ قَطَعْته واسم ما يُقْطَع به المِحْطَب* أبو حنيفة* فاذا بدَتْ عُيُون
النَّوَامى بعدَ ما تُصْرَم قلت قد صَوَّف* أبو حاتم* التَّوْحيم ـ أن يَنْطُف
الماءُ من عُود النَّوَامِى اذا كَسَرته* أبو حنيفة* فاذا تأصَّلَ واسْتَحْكم
نباتُه فكلُّ أصل زَرَجُونة وحَبَلة وكَرْمة وكَرْم* غيره* الكَرْمة ـ الطاقَةُ من
الكَرْم* أبو حنيفة* ويقال للكَرْمة جَفْنة والجمع جَفْن وقيل الجَفْن ـ ما ارتَقى
من الكَرْم فى الشَّجر فتجَفَّن فيه ـ أى تَمَكَّن ولا يُسَمَّى بذلك غيرُه* قال
أبو الخطاب* الجَفْن أصْل الكَرْم* صاحب العين* الجَفْن ـ ضَرْب من العِنَب وقيل
هو نَفْس الكَرْم يمانِيَة وقيل بل الجَفْن والجَفْنة قَضِيب من الكَرْم وقيل بل
هو ورَقُه* أبو حنيفة* وَشَّعْنا على كَرْمنا وبُسْتانِنا ـ حَظَرنا عليه بالشجَر
وهو الوَشِيع وجمعه الوشَائِع ويقال له السِّيَاج وقد سَيَّج على الكَرْم فاذا
بلغَ الكرمُ أن يُقْطَع فاضِلُ قُضْبانه للتخفيف عنه واستِيفاء قُوَّته قيل قُضِّب
وقُنِّب وقُلِّم فأمَّا الاجْمام ـ فقطْع جميعِ ما على الارضِ منه يقال أجَمَّ
العِنبَ* قال أبو حاتم* وناسٌ يُجِمُّون العِنبَ كلَّ عام ولا يَغْرِسُون والجَمُّ
ـ أن يُقْطَع من وجْه الارض ثم يَنْبُت قال يقطعُونه من وجهِ الارض عاميْنِ ثم
يَتْرُكونَه فى الثالثة فلا يقطَعُونه حتى يكبُرَ شجرُه فيَحْمِل* وقال صاحب
العين* حَبَكَ عُروشَ الكَرْمِ قَطعها* أبو حنيفة* فان سُنِّد بعدَ ذلك فهو
مُفَرْدَس ومُمَرَّح ومَعْرُوش وعَرِيش ومُعَرَّش وقد عَرَشْته أَعْرُشه وأعْرِشه
عُرُوشا واعْتَرش هو واسمُ ذلك الخَشَب العَرِيش والعَرْش والجمع عُرُوش* صاحب
العين* الاطَار ـ قُضْبانُ الكَرْم
تُلْوَى
للتَّعرِيش* أبو حنيفة* ويُقال للخُشُب المَنْصُوبة للتَّعْرِيش الدِجران واحدته
دِجْرانة والدَّعائِم واحدته دِعامَةٌ والدِّعَم واحدتها دعْمة ويُقال للخَشَب
التى يُعْرَش فوقَها العَوَارِض والمَعاطِج والجَوَازِع الواحد جازِعٌ* صاحب
العين* فاذا وُصِفَت الخشبةُ فهى جازِعة* أبو حاتم* الجُفَر ـ خُرُوق الدَّعائِم
التى تُحْفَر لها تحتَ الأرض والزَّوَافِر ـ خشَبٌ تُقام وتُعْرَض عليها الدِّعم
لتَجْرِىَ عليها نَوامِى الكَرْم والزَّفر ـ التى يُدْعَم بها تحتَ الشجَر* أبو
حنيفة* وكلُّ ما رُفع به الكرْمُ فهو مِسْمَاك وسِمَاك والجمع سُمُك لأنه يُسْمَك
بها وقِلَال لأنه يُقَلُّ بها الكَرْمُ ومِرْزَح وقد رَزَحْته وأرْزَحْته ومِشْحَط
وقد شُحِط الكَرْمُ* أبو حاتم* الشَّحْطة ـ العُود من الرُّمَّان وغيرهِ تَغْرِسه
الى جَنْب قَضِيب الحَبَلة حتى يَعْلُوَ فوقَه وقيل الشَّحْط ـ خشبَةٌ توضَع الى جَنْب الأغْصان
الرِّطَاب والقصَار التى تَخْرُج من الشُّكُر حتى ترتَفِعَ عليها* أبو الخطاب*
الشَّحْط ـ عُود تُرْفَع به الحَبَلة حتى تسْتَقِلَّ الى العَرِيش* أبو حاتم*
الدُّقْران ـ الخَشَب الذى يُعرَش به العنَبُ الواحدة دُقْرانة والهُرْدِيَّة ـ قَصَبات
تُضَمُّ مَلْوِيَّة بِطاقاتِ الكرمِ تُحمَل عليها قُضْبانُه* أبو حاتم* والسُّرْبة
ـ الطَّرِيقة من شجَر العنَب* أبو حنيفة* فاذا سُوِّيت سُرُوع الكَرْم فوُضِعت
مَواضِعها من العِرَاش والقِلَال قيل رُجِّب* أبو حاتم* تسَمَّى الكُرُوم التى
تُعْرَش فى أصُول الشجَر العِظام العَوَادِى وذلك أنهم يَعْمدُون الى المكانِ
الكثِير الشجرِ الملْتفِّه الذى لا يخلو من الظِّلّ ولا تُصِيب الشمسُ ما تحتَه
ويسمَّى ذلك المكان الضار فيَغْرِسُون الكرمَ تحتَها فتُنْسب كلُّ شجرةٍ من الكرم
الى الشجرة التى غَطَّت عليها ولا يسمُّونها الحَبَلة كما يسمُّونها فى الحَوَائِط
ولكن يقُولون عادِيَة العُتْمه وعادِيَة العَرْعرة وعادِيَة الثِّوَمة* أبو حنيفة*
فاذا أَخَذ الماءُ يقطُر منه فذاك الدُّمَاع والدُّمَّاع* صاحب العين* الدُّمَّاع
ـ ما يَسِيل من الكَرْم فى أيَّام الربيع وهذا هو الصحيح* أبو حنيفة* فاذا تحرَّك
للِايراق فبدَتْ زَمَعاته ظهَر لها عُطْب فيقال قد عَطَّب الكرمُ وقَطَّنَ وأكْمَخ*
أبو حاتم* ازْغَب الكرمُ وازْغابَّ ـ صارَ فى أُبَن الأغصان التى تَخْرُج منها
العَناقِيدُ مثلُ الزَّغَب* وقال* حَثَرة الكرْمِ ـ زَمَعتُه بعد الاكماخ
والحَثَر ـ حَبُّ
العِنَب وذلك بعد البَرَم حين يصيرُ كالجُلْجُلَان واذا التَفَّ ورقُ الكرمِ
وكثُرت نَوَامِيه وطالَتْ قالوا قد أغْلَى وغَلَا واغْلَوْلَى وأغْطَى وغَطَى
وكذلك غيْرُه من الشجَر والنباتِ* أبو زيد* الخُلْب ـ ورَق الكَرْم وهو الغَلْفَق*
أبو حنيفة* فاذا هَمَّ العُنْقُود أن يخرُجَ ودنَا خُرُوج الحُجْنةِ وعظُمت
الزَّمَعةُ قيل أزْمعتِ الحَبلةُ وهى حينئذ بنَيِقةٌ ويقال عند ذلك جَصَّص مأخُوذ
من تَجْصِيص الجِرْو ـ اذا هَمَّ أن يَفْتَح عينيْه* قال أبو الخَطَّاب* اذا بدَتْ
رُءُوسُ حَبِّ العنَب كان فِطْرا ثم كان زَمَعا اذا كان مثل رُءُوسِ الذّرِّ* أبو
حاتم* البَرَم ـ أن يكونَ حَبُّ العِنَب فُويْقَ رُءُوس الذّرِّ* وقال* فَصَل
الكرْمُ ـ اذا تَبَيَّن حملُه وكان مثلَ حَبِّ البُلْسُنِ* أبو حنيفة* والبَنَائِق
ـ هى الكَوافِير أى الأغْطِيةُ فاذا استَتَمَّ خُروجُه من البَنَائِق وطالَ وهو
غَضٌّ ـ قيل صاحَ يَصِيح وهو كَرْم صائِحٌ ويُقال لتلكَ الأَطْراف الغَضَّةِ
الرُّعْل واحدته رُعْلة وقد رَعَّل الكرمُ* أبو حاتم* اذا تفَتَّحت عَناقِيدُ
الكَرْم قلت نَفَضَ* أبو الخطاب* النَّفَض ـ حبُّ العِنَب حين يأخُذ بعضُه ببعض أو
يتقَبَّضُ والنَّفَض ـ أغضُّ ما يكونُ من قُضْبان الكَرْم* ابن السكيت* اذا صارَ
حبُّ العِنَب فُويْقَ النَّفَض قيل جَدَّر ثم يكونُ غَضًّا* أبو حنيفة* اذا تفرَّق
حبُّ العنقُود بعد اجتماعه فهو الحَثَنُ* ابو الخطاب* الغَضُّ من صِفَات الحَثَن
وقيل كل ناعِم غَضٌّ وغَضِيض بيِّن الغَضَاضةِ والغُضُوضة وقيل هو غَضٌّ من حِينِ
يعْقِد الى أن يسوَدَّ ويبْيَضَّ وقيل هو بعد أن يُجْدِر الى أن يَنْضَج* أبو
حنيفة* ويقال لخُيُوطةِ الكرمِ التى تتعَلَّق بها من الشجَر المَحَالِق* صاحب
العين* وكذلك الحالِقُ* أبو حنيفة* والعِطْفة مثله وهو كذلك من كلِّ ما أشبَه
الكرْمَ واذا انتثَرتْ أكِمَّة الكرْم ـ فذلك القُعَال والاقْتِعال ـ جمعُه
وأخْذه* غيره* القُعَال ـ ما تَنَاثر من نَوْر العِنَب وشبهه واحدته قُعَالة وقد
أقْعل النورُ ـ انشقَّت عنه قُعَالته* أبو حنيفة* واذا مَجرَّد الحَثَنُ وعقَد
حَبُّه فهو حِصْرِم وقد حَصْرَم الكرمُ وحَمَّض العِنَب* أبو حاتم* المُحَمِّض ـ الحامِضُ
من العِنَب* وقال* غَصَّن العُنْقودُ وأغْصَن كبُرَ حبُّه شيأ* أبو حنيفة* اذا
رأيت فى حَبِّ العُنقودِ الماءَ قلت قد أرَقَ
ويقال للأبيض من
العِنَب اذا أَخَذَ فى النُّضْج أَرَقَّ ويقال له أيضا أرَقَّ ـ اذا لانَ بعضُ
الهَبْرة ولم تَلِنْ كلُّها* وقال* مَزَّج العنبُ ـ لَوَّن* صاحب العين* الوَكَب ـ
سوادُ العِنَب اذا نَضِجَ وقد وَكَّبَ* أبو حنيفة* اذا ابْتَدأ يُلَوِّن ـ قيل
أوْشَم ثم حَلْقَم ثم أيْنَع ويَنَع يَيْنَع يَنْعا ويُنُوعا وصَلَح صُلُوحا
ونَضِج نُضْجا ثم أحْصَدَ وهو الحَصَاد وأقْطفَ وهو القِطَاف والقَطْف ـ الفِعْل
والقِطْف ـ ما قُطِف وجمعه قُطُوف* أبو حاتم* المِقْطَف ـ أصْل العُنْقود
والمِقْطَف ـ المِنْجَل الذى يُقْطَف به والقِطْف ـ العَنب اذا ما كان غَضًّا حتى
يُقْطَف* أبو عبيد* جاءنا زمنَ القِطَاف والقَطَافِ وقد أقْطَف القومُ ـ حانَ
قِطَافُ كُرومهم* أبو حاتم* شَكَّل العنبُ وتَشَكَّل ـ اذا اسْوَدَّ وأخَذ فى
النُّضْج* وقال* ألمَص الكرْمُ ـ اذا لانَ عِنبُه واللامِصُ ـ حافِظُ الكَرْم*
وقال* الشِّجْنة ـ الشُّعْبة من العُنْقود تُدْرِك كلُّها وقد أشْجنَ الكرْمُ* أبو
حاتم* اذا ذَبُل العِنبُ سمِّى الضَّمِير فينَضَّد فى الجَرِين خُصْلة خُصْلةً
فاذا جَفَّت أعَالِيه قُلِب فاذا جَفَّ كلُّه ضُرب بالخَشَب ثم ذُرِّىَ فى مكانِه
حتى يتبَيَّن الحَبُّ من الثَّفَارِيق ـ وهى العَناقِيد الخالِيَةُ من الحَبّ وقيل
هى أقْماعُ حبِّ العنَبِ* قال أبو على* هى الثَّفَاريق مالم يكُن فيها عِنَب فاذا
كان فيها عِنَب فهى العَناقِيد* ابن السكيت* واحدها عُنْقود وعِنْقاد وأنشد
اذْ لِمَّتى
سوداءُ كالعِنْقاد
|
|
كلِمَّة كانت
على مَصَادِ
|
* أبو صاعد* الخُصْلة والخَصْلة ـ العُنْقود*
ثعلب* وهو العُمْشوش ـ اذا أكِل ما فيه* ابن دريد* ارْتَبَس العُنْقود ـ اكتَنَز*
أبو عبيدة* الحُفَال بقِيَّة الثَّفارِيق والأَقْماع من الزَّبِيب والحَشَف* أبو
حاتم* جَبَذَ العنبُ يَجْبِذُ ـ اذا كانَ صَغِيرا مُتَقَفِّفا ـ يعنى متَقَبِّضا
واذا كانتْ حَبَّة العِنَب قَمِئة من عَطَش أو آفة فهى خَدْلة والجمع خِدَال
وخَدَالتها ـ استدارتُها كأنما طُوِيت طَيًّا* أبو حنيفة* فان تُرِك العنبُ حتى
يَتَكَمَّشَ فقد أزَبَّ فاذا فُعِل ذلك به فقد زُبِّب وهو الزَّبِيب والعُنْجُدُ
والعَنْجَدُ وقيل هما حَبُّ الزَّبِيب وقيل هما من الزَّبيب الأسْود* ابن دريد*
العُنْجُد ـ رَدِىء الزّبِيب أو حبُّ العِنَب وليس له اشتِقاق
يُوَضِّح زيادةَ
النون لأنه ليس فى كلامهم عَجَد الا أن يكون فِعْلا مُماتا* صاحب العين* العُجْد
والعُنْجُد ـ حبُّ العِنَب وقيل حبُّ الزبِيب وقيل هو أَرْدأ الزبيب وقيل هو ثَمَر
يشبِه الزبيب وليس به* غيره* العَرَق ـ الزبيب* أبو حاتم* يقال للقِشْر الذى على
الطُّعْم من العِنَب النَّطْل* أبو حنيفة* أرَقَّ أبيضُ العنبِ وهو المُلَاحىُّ
والمُلَّاحِىُّ والتشديد قليل وتَشَكَّل أسْودُه ووَكَّتَ وهو الغِرْبيب وأنشد
ومن تَعَاجِيب
خلقِ اللهِ غاطِيَةٌ
|
|
يُعْصَر منها
مُلَاحِىٌّ وغِرْبِيبُ
|
ويقال لأصْل عُود
العُنْقود العُرْجون كما يقال فى الكِبَاسة واذا أُكِل ما على العُنْقُود فالباقِى
عِذْق وتَرِيكٌ كما يقال فى عِذْق النخلة اذا نُفِض ما عليه والشُّعْبة من
العُنْقود ـ شِمْراخ وعِسْقِبة وعِسْقِب وكذلك هو من العِذْق ويقال للعُنْقُود
فِنْو كما يقال للكِبَاسة* أبو حاتم* وهو القِنَا والغَمْلُ ـ أن يُخَفَّ حمْلُ
الكرم* وقال مرة* الغَمْل ـ أن يَنْحتَّ عنبُه فيُخَفِّفوا من وَرقه* وقال* غَمَلت
العنبَ فى الزَّبِيل أغْمُلُه ـ وذلك اذا أردت أن تَعْصِره فجعلته قبلَ ذلك فى
الزُّبُل فلا يرى الشمْسَ حتى يَشْرَب العنبُ ماءَ العِيدان* وقال* كَرْم مُعَوِّم
ـ اذا كَثُر حملُه عاما وقلَّ آخَرَ* أبو عبيدة* الرُّواء ـ ما تساقَطَ من حبِّ
العِنَب فى أصول حَبَله وضَمَر* ابن دريد* الهُرْهُور والهَرُور ـ ما تَساقَط من
حَمْل الكرمِ قبل إدْراكه يمانِيَة* أبو حاتم* أثْلثَ الكرمُ ـ فَضَل ثُلثُه
وأُكِل ثُلُثاه* أبو حنيفة* واذا سُوِّيت عَناقِيدُ الكَرْم فدلِّيت ـ فذلك
التذْلِيلُ وقد ذُلِّل واذا أَنَى العنبُ وإنَاه إدراكُه ثم أتَى الكرمُ بحِصْرِم
جديدٍ فذلك اللَّحَق والجميع ألحاقٌ والخِلْفة ـ كاللَّحَق وقيل الخِلْفة ـ شئٌ
يَحْمِله الكَرمُ بعد ما يَسْوَدُّ العنبُ فيُقْطَف العنبُ وهو غَضٌّ أخضرُ لم
يُدْرِك بعدُ والخِلْفة فى جميع الشجَر وهو فى النخل اللَّحَق وقد تقدم اللَّحَق
فى الزرع* أبو حاتم* الجَثِيث ـ ما تَساقَط من العِنَب فى أُصُول الكرم فاذا لم
يَرْوَ الغُصْنُ من الكَرْم وخرَج منه الحَبُّ متَفرّقا ضَعيفا فهو الخُصَاصة* ابن
الاعرابى* الخُصَاصة بالضم ـ ما يَبْقى فى الكَرْم من بعد قِطَافه العُنَيْقيد
الصغيرُ ههنا وههنا والجميع الخُصَاص* أبو حنيفة*
ويقال للوِعَاء
الذى يُنْقَل فيه العنبُ الى النَّشِيرة وهى الجَرِين المِكْتَل والمَحْمِل
والحامِلةُ فاذا وُضِع فى الجَرِين قيل أُجْرِن* أبو حاتم* الرَّحبة ـ موضِعُ
العِنَب وقد تقدم أنها مجتَمَع الثُّمام ومَنْبِتُه ويقال أَقْلَب العِنبُ ـ اذا
يَبِس ظاهِرُه فحُوِّل ليَيْبَس باطنُه
أجناس العنب
* قال سيبويه*
عِنَبة وعِنَب وأعنابٌ* أبو عبيد* العِنَباء ـ العِنَب وأنشد غيره
يُطْعِمْن
أحيانًا وحِينًا يَسْقِينْ
|
|
العِنَباءَ
المُتَنَقَّى والتِّيْن
|
* وقال سيبويه* رجل عانِبٌ ـ ذُو
عنَبٍ* أبو حنيفة* ومن أجْناس العِنَب الجُرَشِىُّ وهو أطيبُ العِنَب كلِّه ـ وهو
أسْحَرُ رقيق يُبَكِّر فيُلِحُّ عليه الناسُ وقد يُزَبَّب وعَنا قِيدُه طِوَال
وحبه متفرّق يكونُ العُنْقُود منه ذِراعا ومنه الاقْماعِىُّ الألف منه مكسورة وقيل
الأَقْماعِىُّ وهو غَلَّة الناس وأصل العِنَب الذى عليه يعتَمدُ ـ وهو أبيضُ فاذا
انتَهَى اصفَرَّ فصار كالوَرْس وهو مُدَحْرَج كبارٌ مُكْتَنِز العَناقيد كثيرُ
الماءِ وليس وَراءَ عصيرِه غايةٌ فى الجَوْدة ومنه عُيُون البقرِ ـ وهو عِنَب
أسودُ ليس بالحالِك عِظَام الحبّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّب وليس بصادِق الحَلاوةِ ومنه
السُّكَّر ـ وهو عنَبٌ أبيضُ رَطْب عَذْب من طَرائِف العِنَب يُصِيبه المَرَق
فيَنْتثِر فلا يَبْقَى فى العُنْقود الا أقلُّه ومنه أطْرافُ العَذَارَى ـ وهو عنب
أبيضُ طُوَال كأنه البَلُّوط يُشبَّه باصابِع العَذَارَى المُخَضَّبة لطُوله
وعُنْقودُه نحوُ الذِّراع مُتَداحِس وقد يُزَبَّب ومنه الضُّرُوع ـ وهو عِنَب
أبيضُ كِبَار الحَبِّ قليلُ الماءِ عظِيم العَناقِيد منه الزَّبِيب الذى يسَمَّى
الطائفِىَّ وعَناقِيدُه مُتَراصِفة الحَبِّ ومنه التَّبُوكِىُّ ـ وهو عِنَب أحمرُ
كِبَار كالضُّرُوع فى العِظَم الا أن الضُّرُوع أحْلَى منه وأكْبَر عَناقِيدَ
ويُزَبَّب كأنَّه التمْرُ الشِّهْرِيزِىُّ فى الكِبَر ومنه الدَّوَالِى ـ وهو
أسودُ غيْرُ حالك وعَناقِيدُه أعظمُ العَناقيد كلِّها وعنَبُه جافٌّ يتَكسَّرُ فى
الفمِ مُدَحْرَج ويُزَبَّب ومنه النَّوَاسِى والنُّوَاسِىُّ وهو الشامِىُّ وهو
كأنه أذنابُ الثَّعالب ـ وهو
عَنب أبيضُ كثير
العناقِيد مُدَحْرج الحبِّ كثيرُ الماء حُلْو ويُزَبَّب ومنه الكُلَافِىَّ وهو
عِنَب أبيضُ فيه خُضْرة واذا زُبِّب جاء زَبِيبه أكْلفَ ولذلك سُمِّى الكُلَافِىَّ
وقيل هو منسوب الى كُلَاف ـ وهو بلدٌ فى شِقِّ اليمن معروف كما نسبوا الجُرَشِىَّ
والتَّبُوكىَّ والتُّرَبِىَّ ومنه القُبَر ـ وهو عِنَب أبيضُ فيه طُول وعَناقِيدُه
متَوسِّطة ويُزَبَّب ومنه الحَبَشِىُّ ولم يُنعت لنا ومنه الكِشْمِشُ ـ وهو
الحَمْنان وعَناقيدُه بِيضٌ أمثالُ أذنابِ الثَّعالب* أبو حاتم* الحَمْنان ـ ضرْب
من عِنَب الطائِف أسودُ الى الحُمْرة قليل الحَبِّ وهو أصغَر العِنَب حبًّا وقيل
هو الحَبُّ الصِّغار بين الحبِّ الكِبَار* أبو حنيفة* ومنه المختم زِنَة حبَّة منه
أكثَرُ من أربعةِ أسَاتِيرَ* أبو حاتم* الرَّمَادِىُّ ـ ضَرْب من العِنَب بالطائِف
أسودُ أغبَرُ* وقال* حَبَلة عَمْرو ـ ضَرْب من العِنَب بالطائِف بَيضاءُ محدَّدة
الاطرافِ مُتَداخِصَة العناقِيد وقيل كلُّ أصل من العِنَب حَبَلة والجَوْزة ـ ضَرْب
من العِنَب ليس بكبير ولكنَّه يصفَرُّ جِدًّا اذا أيْنَع
صِفاتُ العِنب
* صاحب العين*
عِنَبٌ شَحِمٌ ـ قليلُ الماء غَليظُ اللحاء
الخمر
* صاحب العين*
الخَمْر ـ ما أسكَر من عَصِير العنب والجمع خُمُور وهى الخَمْرة وقد خَمرت الرجُلَ
والدابَّة أخْمُرها خَمْرا ـ سقَيْتها الخمرَ والمُخَمِّر ـ متِّخذ الخمرِ
والخَمَّار ـ بائِعُها واختِمارُها ـ إدْراكُها وغَلَيانها وخُمْرَتها وخُمَارُها
ـ ما خالَطَ من سُكْرها وقيل خُمَارُها ـ ما أصابَ من الَمِها وصُدَاعها ورجُل
مُخَمَّر ومَخْمُور وقد خُمِر وخَمِر ورجُل مُسْتخْمِر وخِمِّيرِ ـ شِرِّيب للخمر*
قال أبو حنيفة* اذا اعتُصِرَ لعنبُ فأوَّل ما يخْرُج منه العُصَارة وجمعُها
عُصَارات وعُصَار وكذلك اسمُ كل شئٍ عُصِر* صاحب العين* عَصَرته أَعْصِره عَصْرا
فهو مَعْصُور وعَصِير واعْتَصرته عَصَرته وَلِيت عَصْرَه واعتَصَرْته ـ عُصِر لِى
وقد انْعَصَر وتَعَصَّر والمَعْصَرة
ـ موْضِع العَصْر
والمِعْصار ـ الذى يجعل فيه شئٌ ثم يُعْصرُ حتى يتحَلَّب ماؤُهُ والعَوَاصِر ـ ثلاثةُ
أحْجار يَعْصِرون العنبَ بها يجعَلُون بعضَها فوق بعضِ والرَّهْص شِدَّة العصرِ*
أبو حنيفة* يقال للعُصَارة الشَّيْرَج والشَّيْرَق معرَّبان والحَلَب والفَضِيخ
لأنه يُفْتَضخ وكذلك فَضِيخ البُسْر* أبو حاتم* أفْضَخ العُنقودُ حانَ وصَلَحَ أن
يُفْتَضَخ ويُعْتَصَر ما فيه والمِفْضَخَة ـ حَجَر يُفْضَخ به البُسْر والمَفَاضِخ
ـ الأَوَانِى التى يُنْبَذ فيها الفَضِيخ فان عُصِر بالأَيْدِى فعَصِيره
الدَّسْتَفْشار* قال أبو على* ليس بعرَبىّ* أبو حنيفة* وهو الدِّرْياقة ولم
أجِدْها معروفَة وأنشد أبو على
ودِرْياقة
حَمْراء يَسْعَى بكَأْسها
|
|
عليكَ من
الغِزْلان غِرٌّ مُتَوَّمُ
|
* أبو حنيفة* يُقال لما بَقِىَ من
ثُفْل العِنَب الثَّجِير والثَّجْر ـ طَرْح الثَّجِير فى النَّبِيذ ليَشْتَدَّ وهو
الخَمْر فان طُبِخ بعد ذلك حتى يُؤْتَدَم به ويُشْرَب ولا يَغْلِى فقد ارْتُبَّ
وهو الرُّبُّ وأُعْقِدَ وهو العَقِيد وكلُّ شئٍ يُطْبَح حتى يَثْخُن فقد أُعْقِد*
أبو عبيد* عَقَّدته حتى عَقَد يَعْقِد وهذا فى الفَطِران والرُّبِّ والعَسَل ونحوِ
ذلك* أبو حنيفة* ويسمَّى ذلك العَقِيدُ دِبْسَ العِنب وهو الطِّلاء تَشْبِيها
بطِلَاء الابل* صاحب العين* الطَّبِيخ ـ ضَرْب من المُنَصَّف* أبو حنيفة* فان لم
يُطْبَخ العصيرُ وتُرِك لَيْستَحْكِم فأوّلُ غَلَيانه النَّشُّ والكَشُّ وقد نَشَّ
يَنِشُّ* صاحب العين* وكَشَّ يَكِشُّ كَشيشا* أبو حنيفة* فاذا زادَ قيل غَلَا
غَلْيا وغَلَيانا وذلك اذا أزْبَدَ فاذا اشتَدَّ غَلَيانُه قيل هَدَر يَهْدِر
هَدْرا وهَدِيرا وهَدَرانا وتَهْدارا وذلك لشِدَّة صوتِه من الغَلَيان وحينَئذ
يَقْذِف بالزَّبَد ـ وهو الطُّفَاحة ويُقال تَحَدَّم وتَهَزَّم وسمعتُ له هَزْمة
وهَزَمة فاذا نَفَتْ زَبَدها وسَكَن هَدْرُها قيل ماتَتْ ورَكَدَتْ وصَرَّحتْ
وصَرَّح الزبَدُ عليها وتَجَرَّدت فهى جَرْداءُ ومَلْساءُ وعارِيَة وكذلك دامَتْ
ومنه الماءُ الدائِم ـ وهو الراكِدُ الساكِنُ وهى حينَئذٍ رَنَوْناةٌ مأخُوذة من
الرُّنوِّ ـ وهو إدامة النظَر بغير طَرْف* قال أبو على* فاما قوله
مَدَّت عليه
المُلْكَ أطنابَها
|
|
كأسٌ رَنَوْناةٌ
وطِرْف طِمِرّ
|
فالرَّنَوْناة
هَهُنا ـ الدائمةِ الادارةِ كالراهنَة فامَّا قوله مَدَّت عليه المُلْكَ أطنابَها
فالهاء
راجِعة الى الكأْس
والمُلْكُ مصدَر فى موضِع الحالِ من باب الجَمَّاء الغَفِير غير أن صيغةَ الحالِ
فى المُلْك ملفُوظ بها مشتَقَّة من لفْظ المُلك كأنه مَدَّت عليه مُمَلَّكا أو
مَلِكا أو مالِكا فامَّا فى الجَمَّاء الغَفِير فصِيغة الحال فيه من قِبَل المعنَى
الا أن يقَع لفظُ الحال مشتَقًّا من لفظه للابانة كنحو قول سيبويه ولو مثلت
الأعْيار والأعْور لقلت أتُعَيِّرون وأتُعَوِّرُون* أبو حنيفة* فان طُبِخت قيل
أُمِيتت فاذا استَحْكَم العَصِيرُ فهى خَمْر وهى تُؤَنَّث وتُذَكَّر والتأنيث
أكثَرُ وقيل فى تسمِيتها خمرًا أقاوِيلُ فقيل لأنها خامَرتِ العقلَ ـ أى لا بَستْه
فكَمَّته ـ أى غطَّته وكل مَكْمُوم مخمورٌ وقيل لأنها خُمِّرت بالظُّروف والأصل فى
القولين واحد ومنه الداء المُخَامِر* غيره* الطائِفة منها خَمْرة* أبو عبيد*
الشَّمُول ـ الخمرُ لأنها تَشْمَل برِيحها الناسَ* ابن السكيت* سُمِّيت شَمُولا
لأن لها عَصْفةَ كعَصْفة الرِّيح الشَمال* أبو حنيفة* سُمِّيت شَمُولا لأنها
تشْتَمِل على العقل فتذهَبُ به وتسَمَّى أيضا مَشْمُولة ـ وهى التى عُرِّضت
للشَّمال فبَرَدت* أبو حاتم* شَمَلْت الخَمر ـ وضَعْتها فى الشَّمَال وبذلك سمَيْت
شَمُولا ومَشْمُولة* أبو عبيد* القَرْقَف ـ اسمٌ لها* قال* وأنكر أبو عمرو من يقول
لأنَّها تُقَرْقِف ـ يعنى تُرْعِد الناسَ القُرْقُوف ـ لغة فى القَرْقَف وأنشد
* كأَنَّ قُرْقُوفًا بِماء قَرْسِ*
الخَنْدَرِيس
سمِّيت به لقِدَمها ومنه حِنْطة خَنْدَرِيسِ للقَدِيمة* أبو حنيفة* لا تكونُ
خَنْدَرِيسا حتى يتبَيَّن القِدَم عليها فى رائِحتها فتُنَشِّم* قال سيبويه*
الخَنْدَرِيس خُمَاسىٌّ مزيدٌ* أبو عبيد* ومن أسمائها الراحُ* ابن السكيت* سُمِّيت
راحًا لأنَّ صاحِبَها يرتاحُ اذا شَرِبها ـ أى يَهَشُّ للسَّخاء والكرَم وكلُّ
خمرٍ راحٌ يقال رِحْت لكذا أَرَاح راحًا وارتَحْت ورجُل أرْيَحِىٌّ* أبو حنيفة*
ويقال للرَّاح أيضا رَيَاح وأنشد
كأنَّ
مَكَاكِىَّ الجِوَاء غُدَيَّةً
|
|
نَشَاوَى
تَساقَوْا بالرَّيَاح المُفَلْفَلِ
|
* أبو عبيد* ومنها الرَّحِيق* ابن
دريد* وهى الرُّحَاق* ابن السكيت* هى صَفْوة الخمرِ* ابن الأعرابى* هى ما عَتَق
منها* أبو عبيد* ومنها القَهْوة* ابن السكيت* سميت قَهْوة لأنَ شارِبَها يُقْهِى
عن الطعام ـ أى لا يَشْتَهِيه
* أبو عبيد* ومنها
المُدَام والمُدَامة* ابن السكيت* سميت بذلك لأنها أُدِيمت فى ظَرْفها* أبو حنيفة*
سُمِّيت بذلك لأن صاحِبَها أدامها ـ أى عتَّقها وقيل سميت بذلك لأنها تُدَام فلا
تُمَلُّ* أبو عبيد* العُقَار ـ اسمٌ لها* ابن السكيت* سميت بذلك لأنها عاقَرتِ
الدَّنَّ ـ أى لازَمَتْه* قال* وقال بعضهم كلأُ أرضِ بَنِى فلان عُقَار ـ أى
يَعْقِر الماشِيةَ فمن ثَمَّ قيل للخمر عُقَار لأنها تَعْقِر شارِبَها* قال أبو
حنيفة* القول الاوّلُ أشبَهُ لأنالم نَجِد العربَ سمَّت الخمر عُقَارا على جِهة
الذَّمِّ لها* أبو عبيد* الخَمْطة ـ الحامِضةُ* ابن السكيت* يُقال للخمر ليستْ
بخَمْطة ولا خَلَّة فالخَمْطة ـ التى أخَذتْ رِيحا والخَلَّة ـ الحامِضةُ* أبو
حنيفة* الخَمْطة ـ المُعْجَلةُ عن الاستِحْكام وكلُّ طرِىٍّ أخَذ طَعْما ولم
يَسْتحكِم خَمْطٌ وقيل الخَمْطة ـ التى أَخَذت من الرِّيح كرِيح النَّبِق
والتُّفَّاح وقد خَمَطت الخَمْرُ* أبو عبيد* المُصْطار ـ الحامِضُ* قال أبو حنيفة*
أنا انْكِر هذا لأن الحامض غيرُ مُخْتارٍ وقد اختِيرَ المُصْطار قال عدىُّ بنُ
الرقاع
مُصْطارةٌ
ذَهبَتْ فى الرأسِ نَشْوتُها
|
|
كأنَّ شارِبَها
ممَّا به لَمَمُ
|
وقال أيضا
نَقْرِى
الضُّيُوفَ اذا ما أزَمْةٌ أزَمَتْ
|
|
مُصْطارَ
ماشِيَةٍ لم يَعْدُ أن عُصِرا
|
جعَل اللبنَ
بمنْزِلة الخَمْر ـ يقول اذا أجْدبَ الناسُ سقَيناهم اللبَنَ الصَّرِيفَ وهو
أحْلَى اللبَنِ وأطيَبُه كما يُسْقَى المُصْطار وفى هذا دليل على أنَّ المُصْطار
الحَدِيثةُ وانما قال من قال الحامِضة من أجل قول الاخطل
تَدْمَى اذا
طَعَنُوا فيها بِجائِفةٍ
|
|
فَوْقَ
الزُّجَاج عَتِيقٌ غيرُ مُصْطارِ
|
وليس فى هذا دليل
على أن المُصْطار الحامِضةُ بل على أنها الحَدِيثةُ وهو الى أن تكونَ حُلْوةً
أقربُ وإن صُرِف معنى المُصْطار الى أنها تَطِير فى الرأس كان وَجْها فيكون
المُصْطار فى معنى المُسْتَطار فطُرِحت التاءُ كما طُرِحت من مُسْطاع وقد قال
عَدِىٌّ فى وصف الفَرَس
كأنَّ رَيِّقَه
شُؤْبُوب غادِيَةٍ
|
|
لما تَوَلَّى
رقِيبُ النَّقْع مُسْطَارا
|
ـ أى مستَطَارا*
أبو عبيد* العاتِقُ ـ القديمةُ وقيل التى لم يُفَضَّ ختامُها وأنشد
* أوْعاتِقٍ كدَمِ الذَّبِيح مُدَامِ*
* ابن السكيت* وهى
المُعَتَّقة* أبو حنيفة* اذا مَضَى لها حَوْلٌ فقد عتُقَت وعتَقَت تَعْتُق
وتَعْتِق عِتْقا وعُتُوقا وهى عَتِيق وعَتِيقة وعاتِق وقد عُتِّقت ثم الى ما
أُدِيمت من الزَّمان كذلك* قال أبو على* أن تكونَ العتِيقُ القديمةَ أوْلَى لأن
العِتْق القِدَم فى المَوَات من كل شئ وقيل العَتِيق القديمُ من جميع الأشياء
حيوانِها ومَوَاتها ومنه البيتُ العَتِيق لأنه أوّلُ بيتٍ وُضِع للناس وقيل انه لم
يملِكْه أحدٌ من وَلَد آدمَ عليهالسلام والعَتِيق ـ الطِّلَاء والخَمْر* أبو عبيد* الاسْفِتْط
ضَرْب من الخمر رومِيَّة* ابن السكيت* وهى الاسْفَنْط وهو اسمٌ بالرُّومِيَّة
معرَّب وليس بالخَمْر إنما هو عَصِير عِنَب ويسمِّى أهلُ الشامِ الاسْفِنْطَ
الرَّسَاطُونَ يُطْبَخ ويجعَل فيه أفواهٌ ثم يُعَتَّق* قال وهم يَمْدَحُونها به
أحيانًا ويَذُمُّونها أحيانًا* أبو حنيفة* الاسْفِنْط ـ أعلَى الخَمْر وقيل هى
الخَمْر المُفَوَّهة* أبو عبيد* المُزَّاء ـ ضَرب من الأَشْرِبة وأنشد
بِئْس الصُّحاةُ
وبِئْس الشَّرْبُ شَرْبُهُم
|
|
اذا جَرَى فيهم
المُزَّاءُ والسَّكَرُ
|
* قال أبو على* هذه رِواية أبى عبيد
قال السُّكَّرىّ والصواب المَزَّاء بالفتح لأنها أمَزُّ الأشْرِبة أى أفضلُها
وأمَّا المُزَّاء بالضم فهى المُزَّة ولا خيرَ فيها لأنها آخِذة فى حَدِّ
الحُمُوضة وقولهم المُزَّة بالضم وتفسيرُهم إيَّاها بأنَّها التى فى طَعْمها
مَزَازة خطأٌ لأنها إن كانتْ فى طَعمها مزَّة فلا خيْرَ فيها قال وقول الأعشى
* وقَهْوةً مَزَّةً راوُوقُها خَضِلُ*
هو مَزَّة بالفتح
قال فان جُعِل هذا بضم الميم يعنى المُزَّاء فيلزَمه ان لا يَمُدَّه لأنه انْ كان
من لفظ فُعْلَى فلا يمدُّ وان كان وصَفَهم بشُرْب الرَّدىء منها ولم يرفَعْهم الى
الجيِّد فهذا مَذْهَب* قال أبو على* ولم يَصنَعْ أبو سعيد شيأ فى هذا الذى قاله من
أنه كان ينبغى أن يكون مقصورا وذلك أنه لا يَخْلُو المُزَّاء من أن يكونَ اسما أو
صِفَة فان كان اسما كان بمنزلة الحُمَّاض والكُلَّاب وان كان صفة كان بمنزلة
الكُرَّام والحُسَّان واذا لم يَخْلُ من هذين ثبت صِحَّة ما رواه أبو عبيد وسقط
اعتراضُه
* ابن السكيت*
المُزَّة كالمُزَّاء ـ وهى بينَ الحامِضة والحُلْوة* أبو حنيفة* المُزَّة
والمَزَّة ـ التى تَحْذِى اللسانَ ليس من الحُمُوضة وقد أمَزَّت* قال أبو على*
المُزَّاء فُعْلاءُ على نحو الحُوَّاء والطُّلَّاء وذلك على موضوع اشتقاقه لانه من
المَزَازة* أبو عبيد* الحُمَيَّا ـ الدَّبِيب من شَراب* ابن السكيت* حُمَيَّا كلِّ
شئٍ وسَوْرته شِدَّته* أبو عبيد* المَقَدِىُّ ـ ضَرْب من الخمر* أبو حنيفة* هو
منسوب الى مَقَدٍ ـ قريةٍ من قُرَى البَثَيَّة ولِذكْرها فى العرَب تَركُوا
النِّسبة وسَمَّوْها المَقَدَ* غيره* الطابَة ـ الخمرُ* أبو عبيد* خمرٌ سُخَام
وسُخَامِيَّة ليِّنة سَلِسة من قولهم شَعَر سُخَام ـ وهو اللَّيِّن الحَسنُ* أبو
حنيفة* وكذلك السَّهْوة وكلُّ سَهْل سَهْو* ابن السكيت* شراب سَلْسَل وسَلْسال ـ اذا
كان سهْلَ الدُّخول فى الحلق وأنشد
أمْ لا سَبِيلَ
الى الشَّبَاب وذِكْرُه
|
|
أَشْهَى إلَىَّ
من الرَّحِيق السَّلْسَل
|
* أبو حنيفة* وكذلك سُلَاسِلٌ* ابن
دريد* شَرابٌ أسْوَغُ وسائِغ ـ سَهْلُ المَدْخَلِ وقد ساغَ سَوْغا وأسَغْتُه* أبو
عبيد* الطَّلَّة ـ اللَّذِيذة* أبو حنيفة* شَرابٌ لَذِيذ وَلذٌّ وشَرْبة لَذَّة
وقد لَذِذْتُ لَذَّة ولذَاذة* ابن دريد* هى اللَّذَاذَة واللَّذَاذ وشرابٌ لَذٌّ
من أشربةٍ لُذٍّ ولَذِيذ من أشربة لِذَاذ* أبو زيد* وقد لَذَّ به يَلَذُّ لَذًّا
ولَذَاذة ولَذَاذا والْتَذَّه والْتَذَّ به واستَلَذَّه* ابن السكيت* ومن أسمائها
الشَّمُوس والكُمَيْت والصَّهْباء والجِرْيال والجِرْيالةُ والجِريانُ والخُرْطُوم
والسُّلَاف والسُّلَافة والماذِيَّة والعانِيَّة فأما الشَّمُوس فَسُمِّيت به
لأنها تَجْمَح بِصاحِبها* أبو حنيفة* سُمِّيت شَمُوسا لشِماسها عند المِزَاج لأنها
تُنافِر الماءَ اذا شُجَّت به وتَمَيَّزُ وتَرْمِى بالحَبَاب رَمْىَ السِّهام
وتَمْرَح فى الاناء ولذلك سُمِّيت المَرُوحَ* ابن السكيت* وسُمِّيت كُمَيتا لأنها
حَمْراءُ الى الكُلْفة فاذا اشتدَّتْ حُمْرتها حتى تَضْرِب الى السَّواد فهى
كَلْفاءُ* أبو حنيفة* الكَلَف ـ أن تَعْلُوَها لُمَعٌ سُود وبذلك قيل لها كَلْفاءُ*
ابن السكيت* والصَّهْباءُ ـ التى عُصِرت من عِتَب أبيضَ ومن غيْرِه وذلك اذا
ضَرَبت الى البَيَاض* أبو حنيفة* اذا رَقَّت حُمْرتها كثيرا فلم تُر الا يَسِيرا
فهى صَهباءُ اسم لها كالعَلَم* ابن السكيت* وسُمِّيت جِرْبالا
لحُمْرتها
والجِرْيال ـ صِبْغ أحمَرُ ورُبَّما جُعِل للخمْر وربما جُعل صِبْغا فكأَنّ أصله
رومىٌّ معرَّب* على* الجِرْيال عربىٌّ صحيح حكاه سيبويه وكسَّره على جَرَايِيلَ
وانما ذكرْت تكسيرَه على اطِّراده لأن الجِرْيال يقع على الخَمْرة والحُمْرة فلا
يجوز أن يُكَسِّره يعنى به الحُمْرةَ لأن الحُمْرة عرَض جِنْسىٌّ لا يكَسَّر وانما
كسَّره وهو يَعْنى به الجوهَر الذى هو الخَمْر* أبو حنيفة* المُدَمَّاة ـ الحَمْراء
فاذا قَنَأت حمرَتُها فهى الأُرْجُوَانِيَّة فاذا رَقَّت قليلا فكانت فى لوْن
الوَرْد الأحمَر فهى وَرْدة وأيضا شَرَابٌ أمْهَقُ من المَهَق ـ وهو بياضٌ فى
زُرْقة وقد تقدّم فى ألوان الناس* ابن السكيت* والخُرْطوم ـ أوَّلُ ما ينْزِل منها
قبلَ أن يُداس عِنَبُها والسُّلَاف والسُّلَافة ـ ما سالَ منها من غير أن تُعْصَر*
أبو حنيفة* اذا كانت أوّل ما بُزِلت أو قُدِحت فهى سُلَاف* قال* واذا أنقَعْت
الزبيِبَ أيَّاما فاوّلُ ما يُرفَع من عُصَارته السُّلَاف ثم يُصَبُّ عليه الماءُ
فيكون ما يخرُج منه بعد الماء نَطْلا* ابن دريد* النَّطْل ـ ما عُصِر من الخمر
بعدَ السَّلاف والمَنَاطِل ـ المَعَاصِر التى يُنْطَل فيها* ابن السكيت*
النَّاجُود ـ أوَّلُ ما يَخْرُج من البُزَال اذا بُزِل الدَّنُّ وأنشد
كأنَّما
المِسْكُ نُهْبَى بيْنَ أرْحُلِنا
|
|
مما تَضَوَّعَ
من ناجُودِها الجارِى
|
* قال أبو على* تَبزَّلت الشَّرابَ
وابتَزَلْته* ابن السكيت* والماذِيَّة سمِّيت لسُهُولة مَدْخَلها ومنه قيل عَسَل
ماذِىٌّ وأنشد
سُلَافة
صَهْباءَ ماذِيَّةً
|
|
يَفُضُّ
المُسابِئُ عنها الجِرَارا
|
والعانِيَّة ـ منْسوبةٌ
الى عانَةَ ـ وهى قَرْية من قُرَى الجَزيرةِ* أبو على* عن أحمدَ بنِ يحيى ومن
أسمائها المَأْبِيَّة كأن التُّجَّار يَأْبَوْن بيعَها* ابن السكيت* ومن أسمائها
المَعْمومِ بها الفَيْهَج وأمُّ زَنْبَق والغَرَب وأنشد
ذَرِينِى
أصْطَبِحْ غَرَبا فأُغْرِبْ
|
|
مع الفِتْيانِ
اذْ صَبَحُوا ثَمُودَا
|
الحانِيَّة
والحانَوِيَّة منسوبة الى الحانة وأنشد
كَأْسُ عَزِيزٍ
من الأَعْناب عَتَّقَها
|
|
لبَعْض أربابِها
حانِيَّةٌ حُومُ
|
* قال* وكان الأصمعى يقولُ حُوم ـ كثيرة
وكان خالدُ بنُ كلْثوم يقول حُوم
ـ تَحُوم فى الرأس
ـ أى تَدُور ويُقال شرابٌ ماتِع ـ اذا اشتَدَّت حُمْرته وشرابٌ قارِص وشرابٌ
يَحْذِى اللسانَ ولا يقال يَحْذُو* أبو حنيفة* حَذَا يَحْذِى حَذْيا ويَحْذُو
والأوّل أكثرُ ومَضَر يَمْضُر مُضُورا ـ حذَا قبل أن يُدْرِك* صاحب العين* الخَلُّ
ـ ما حَمُض من عَصِير العنَبِ وغيْرهِ* أبو حنيفة* والمَثَلُ «ما هو بخلٍّ ولا
خَمْر» ـ أى لا خيرَ فيه ولا شَرَّ* صاحب العين* الاخْتِلال ـ اتِّخاذ الخلِّ
والخَلَّال ـ بائِع الخلِّ وصانعُه* أبو عبيد* خَلَّلت الخمرَ ـ جعلتُها خلًّا*
ابن قتيبة* الخَلَّة ـ الخمرةُ الحامِضةُ* أبو حنيفة* اذا جاوَزت القُرُوصَ
وقَوِيت فهى حاذِقَة وقد حَذَقَت تَحْذِق حُذُوقا كالخَلِّ* أبو زيد* حَذَقتْ فاهُ
ـ حَمَزتْه كالخَلِّ* أبو حنيفة* حَمُض الشَّرابُ وحَمَض حُمُوضا وحَمْضا
وحُمُوضةً* قال أبو على* وتسمَّى الخمْر أُمَّ الخلِّ وأنشد
رَمَيْتُ
بِأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلْبِه
|
|
فلم يَنْتَعِشْ
منها ثَلاثَ لَيالِ
|
* صاحب العين* ثَقُف الخلُّ ثَقافةً
وثَقِفَ فهو ثَقِيف وثِقِّيف ـ حَذَقَ* أبو حنيفة* الباسِلُ والبَسِيل ـ الشَّراب
الحامضُ ويُقال الكَرِيهُ وقد بَسَل* ابن السكيت* البَسِيل ـ ما يَبْقَى فى
الآنِيَة من شَراب القومِ فيَبِيت فيها* أبو حنيفة* وكذلك البَسِيلة والنَّاطِل
وقيل الناطِلُ ـ ما يَبْقَى فى المِكْيال ومن أمثالهم «ما بِها طَلٌّ ولا ناطِل»
فالطَّلُّ ـ اللبَنُ والنَّاطِل ـ الشَّرَاب ويقال لنِصْف الراوِيَة من الخمر
رِجْل وكذلك من الزَّيْت* وقال* خَلَف الشَّرابُ يَخْلُف خُلُوفا وخُلُوفة وحَمُض
وحَمَز يَحْمِز حَمْزا* ابن السكيت* شراب ناقِسٌ ـ حامِض وأنشد فى وصْف دَنٍ
جَوْنٌ كجَوْزِ
الحِمَار جَرَّده ال
|
|
غَرَّاس لا
ناقِسٌ ولا هَزِمُ
|
والخَرَّاس ـ صاحبُ
الدِّنَان* أبو حنيفة* الكَأْس ـ اسمٌ للخمر ولا يقال للزُّجَاجة كأسٌ إن لم يكُنْ
فيها خَمْر قال الله تعالى فى ذِكْر أهل الجنة (إِنَّ الْأَبْرارَ
يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) * وقال جلّ وعلَا (يُطافُ عَلَيْهِمْ
بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) فهى فى كِلْتا الآيَتين نَفْس الخمْر
* ابن السكيت*
الكَأْس ـ الاناء والكَأْس ـ القَدَح وما فيه من الشَّراب وقد رُدّ على أبى حنيفة
قولُه الكأْس اسمٌ للخمْرِ ولا يُقال للزُّجَاجة كأسٌ ان لم يَكُن فيها خمرٌ* قال
المتعقب* أساءَ أبو حنيفة فى هذا الشَّرْط الكأس نَفْس الخمرِ كما قال والكأس
الزُّجَاجة وقولُ الله تعالى الذى احتَجَّ به حُجَّةٌ عليه ومنه قوله سبحانه (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ
مَعِينٍ) ـ أى ظَرْفٍ فيه خمرٌ من هذه التى هذه صفَتُها وقد قال
سبحانه (وَكَأْساً دِهاقاً) والدِّهَاق ـ المَلْأَى ولا يجوزُ أن يُقال أراد وخمرًا
مَلْأَى هذا فاسدٌ من القول والعرب تقول سَقَاه كأْسا مُزَّةً وجَرَّعه كأْسا من
الذِّيفان وسقَاء كُؤُوس الموتِ قال الراجز
* كأسا من الذِّيفانِ والجُحَال*
وأوضحُ من هذا
كلِّه وأبعدُ من قول أبى حنيفة ما أنشده أبو زيادٍ لرَيْسانَ ابنِ عَميرَة
وأوَّلُ كأْس من
طَعامٍ تَذُوقُه
|
|
ذُرَى قُضُبٍ
تَجْلُو نَقِيًّا مُفَلَّجا
|
فجعل سِوَاكها
كأْسا وجعَل الكأسَ من الطَّعام وبَعَّض مِنْ تبعِيضا يدُلُّ على صِحَّة ما قلنا
وقال الآخر
مَنْ لم يَمُتْ
عَبْطةً يَمُتْ هَرَما
|
|
ألموتُ كأسٌ
والمَرْء ذائِقُها
|
* أبو حنيفة* وجمعه أَكْوَاس وكُؤُوس
وكِيَاس وأنشد
خَضِل الكِئَاس
اذا انْتَشَى لَمَّا تَكُنْ
|
|
خُلْفا
مَواعِدُه كبَرْق الخُلَّبِ
|
* على* ليست الأَكْواس جمعَ كأْسٍ
انما هى جمع كاس على البدَل* ابن السكيت* كأسٌ أُنُفٌ ـ لم يُشْرَب منها قبلَ ذلك
وأنشد
إن الشِّوَاءَ
والنَّشِيلَ والرُّغُفْ
|
|
والقَيْنةَ
الحَسْناءَ والكَأْسَ الأُنُفْ
|
* للطَّاعِنينَ الخَيْلَ والخَيلُ خُنُف*
|
* أبو حنيفة* الأُنُف ـ أوَّلُ ما
يُبْزَل من الخمر وكذلك العُنْفُوان* قال أبو على* عُنْفُوان كلِّ شئٍ ـ أوّلُه*
قال سيبويه* هو من الاعْتِناف* ابن السكيت* كأسٌ راهِنَة ـ لا تَنْقطِع* أبو عبيد*
رَهَن الشئُ ـ أقامَ وأرهنتُه أقمتُه والقُمَّحانُ ـ الزَّبَد* أبو حنيفة* هو
الشَّدِيد الابيضُ الذى تَراه
على وجْه الخمرِ
اذا قَدُمت مأْخُوذ من القُمْحة ـ وهى الذَّرِيرة البيضاء وحكى غيرُه قُمُّحَان*
أبو عبيد* شرَابٌ مَبْوَلة ـ يُبَال عليه كثيرًا وشَرَابٌ مَطْيَبَةٌ للنَّفْس أى
تَطِيب عنه النَّفْس* ابن السكيت* شَرابٌ مَخْبَثةٌ للنفس ـ أى تَخْبُث عنه* أبو
حنيفة* اذا كانت الخمْرُ سَوْداءَ قيل لها أمُّ لَيْلَى* صاحب العين* شَرابٌ
طاحِلٌ ـ كَدِرُ اللونِ* أبو حنيفة* والمُسْتَوتِن والرُّضَاب ـ ما اسْتَحْكَم
والشَّرَاب والشَّرُوب والشَّرِيب ـ يجمعها وغيرَها من الأَشْرِبة* وقال* هذه
خَمْرٌ صَفْوة ـ أى صافِيَة وعِفْوة الشَّرابِ ـ خيْرُه وأوفرُه وكلُّ ما صُفِّيت
به الخمرُ أو سُكِبت فيه لتَصْفُوَ ويَرْسُبَ كدَرُها فهو راوُوق وقد رَوَّق
الشرابَ حتى راقَ واذا ثارَ عكَرُ الشرابِ قيل عَكِر عَكَرا وهو عَكِرٌ وأعْكَرته
وعَكَّرته ـ جعلْت فيه العَكَر وخَثِرَ خَثَرا وخَثُر لغة وخَثَر أيضا يَخْثُر وقد
تقدّم فى اللبَن وكَدُر وكَدِر وكدَرَ كَدْرا وكُدُورةً وكُدْرة وكَدَارةً وهو
كَدِر وقد يُعاد على البُخْتُح الماءُ الذى ذهبَ منه ثم يطبُخونه بعضَ الطَّبخ
ويُودِعونه فى الأوعِيَة ويُخَمِّرونه فيأخذُ أخْذا شديدا ويسمُّونه
الجُمْهُورِىَّ والمُحْدَبَ والاحْداب ـ أن يُنْقَل من شئ الى شئٍ واذا طُبِخ
بالأَفاوِيه فهو قِنْدِيد وقيل القِنديد ـ الجَيِّد من الوَرْس وليس بمعرُوف وقيل
القِنْديد شَرابٌ يجعَل فيه العسَلُ وقد يُطبَخ العصيرُ بعضَ الطبخ وتُطْرحُ
طُفَاحته ويُجْعَل فى الأوعِيَة فيُخَمَّر وربما طُيِّب فيكونُ خمرا شدِيدا
ويسمَّى الباذَق فارسىٌّ ورُبَّما دفن فى الظَّرْف فيسمَّى حينئذ الصَّعْف* أبو
عبيدة* الفَضْلة اسمٌ للخمْر* أبو حنيفة* العرَب تسمِّى العِنَب خمرا والخمر
عِنَبا وأنشد
ونازَعَنِى بها
نَدْمانُ صِدْقٍ
|
|
شِوَاءَ الطيرِ
والعِنَبَ الحَقِينا
|
الحَقِين ـ المجعُول
فى الزِّقّ* ابن دريد* البَلُوع ـ الشَّراب وكلُّ شَراب بَلُوع* صاحب العين*
العَجُوز ـ الخمَرُ* أبو على* العِلْق ـ الخمرُ وأنشد
اذا ذُقْتَ
فاهَا قلتَ عِلْق مُدَمَّس
|
|
أَرِيدبه قَيْلٌ
فغُودِر فى سَابِ
|
وقيل هى القَدِيمة
والعِلْق ـ النَّفِيس من كلِّ شئ وقد قيل هو عِلْق شَرٍّ* أبو على* عن السكرى
البِتْع ـ الخَمْر يمانية وقد بَتَعْنا بِتْعا ـ أى خَمَّرنا خَمْرا والبَتَّاع ـ الخَمْار
الآنِيَة للخمر وغيرها
* أبو عبيد*
النَّيَاطِل ـ مَكَايِيل الخمرِ واحدها ناطَلٌ وناطِل* قال ابن جنى* وقياسه
نواطِلُ وقد جُمع كذلك قال الهذلى
قُعُود فى بُيوتٍ
واضِعاتٍ
|
|
يَشُوبُون
النَّواطِلَ بالثَّمِيل
|
قال فأمَّا
نَيَاطِلُ فليس بقياس لأن فاعلا انما يكَسَّر على فَواعِلَ كما يُحَقَّرُ عليه
وهذا من القِسم الذى يُحمَل فيه التكسيرُ على التحقير هذا تعليلُه والأقيسُ أن
نَوَاطِلَ جمع ناطِل ونَيَاطِل جمع نَيْطَل* أبو عبيد* النَّيْطَل* ابن السكيت*
الناطِل ـ القَدَح الصغيرُ الذى يُرِى فيه الخَمَّار خمرَه وأنشد
فلو أنَّ ما
عِنْد ابنِ بُجْرَةَ عِنْدَها
|
|
من الخَمْر لم
تَبْلُل لَهَاتِى بناطِل
|
* صاحب العين* هو الجُرْعة من
الشَّراب والماءِ واللبنِ والجمع نَيَاطِلُ ونَوَاطِلُ وبه فُسّر بيتُ أبى ذُؤيب*
أبو عبيد* والنَّاجُود ـ الباطِيَةُ وقال مرة الناجُودُ ـ كلُّ اناءٍ يُجْعَل فيه
الشَّرابُ من جَفْنةٍ أو غيْرِها والغُمَر ـ القَدَح الصَّغِيرُ يقال منه
تَغَمَّرْت* أبو حنيفة* والسَّقْى به تَغْمِير والصُّلْصُلُ ـ مثْلُ الغُمَر* أبو
عبيد* القَعْب ـ أكْبَرُ من الغُمَر يُرْوِى الرجُلَ* سيبويه* الجمع قِعاب وقِعَبة
وقيل القَعْب القَدَح الضَّخْم الغَلِيظ الجافِى وقيل هو قَدَح الى الصِّغَر
يُشَبَّه به الحافِرُ وهو يُرْوِى الرَّجُليْنِ والثَّلاثةَ* أبو عبيد* ثم القَدَح
يُرْوِى الرجُلَينِ والجمع أقْدَاح وقِدَاح* صاحب العين* هو اسمٌ يَجْمَع صِغارَها
وكِبَارَها وصانِعُها القَدَّاح وحِرْفته القِدَاحة* أبو عبيد* ثم العُسُّ يُرْوِى
الثلاثةَ والأربَعةَ وجمعُه العِسَسَة* غيره* الجمع عِسَّاس* أبو عمرو* وهو
العَتَادُ* أبو عبيد* ثم الصَّحْن أكبَرُ منه* ابن السكيت* الصَّحْن ـ القَصِيرُ
الجِدَارِ العَرِيضُ* أبو حنيفة* هو مأخوذ من الصَّحُون* أبو عبيد* ثم التِّبْن
أكبَرُها* ابن دريد* التِّبْن ـ الذى لم تُحْكَم صَنْعتُه فهو غَلِيظ* أبو عبيد*
المِصْحاة ـ إناء لا أدْرِى من أىِّ شئٍ هو* أبو حنيفة* هى المِصْحاة والِّجامُ
والطاسُ* أبو عبيد* الكَتِنُ والقَرْو ـ القَدَح وهو قوله
* وأنْتَ بيْنَ القَرْو والعاصِر*
* وقال مرَّةً*
القَرْو ـ الجِذْع من النَّخْلة يُنْقَر فيُنْبَذُ فيه* أبو حنيفة* القَرْو فى قول
الأصمَعى ـ ناجُود إلا أنه من عَجُز نخلةٍ يُنْقَر مثل المِرْكَن يُشْرَب فيه
ويجمع القَرْو أَقْرِياءَ وقيل القَرْو إناءٌ صغيرٌ وجمعه أقْرٍ* غيره* الجمع
أقراءٌ وقُرِىٌّ* وحكى أبو على عن أبى زيدٍ أقْرِوَةٌ وهو شاذٌّ من وجهينِ* صاحب
العين* القَرْو ـ مَسِيل المِعْصَرة ومَثْعَبُها* أبو عبيد* القَرْو ـ مِيلَغة
الكلْبِ والرِّفْد ـ القَدَح* ابن السكيت* هو القَدَح العظيمُ وأنشد
رُبَّ رِفْدٍ
هَرَقْتَه ذلك اليَوْ
|
|
مَ وأَسْرى من
مَعْشَرٍ أقتَالِ
|
وحكاه أبو عبيدة
بالفتح* الاصمعى* القِحْف ـ الكِسْرة من القَدَح وجمعه قُحُوف* صاحب العين*
الجُلْبة ـ حديدةٌ صغِيرة يُرْقع بها القَدَح* أبو عبيد* المَنْجُوب ـ الواسعُ
الجَوْف وقال هى الْقافُوزة* أبو حنيفة* القاقُزَّة والجمع قَوَاقِزُ ـ وهى
الجَمَاجِم الصِّغَار وأنشد
وذُو
تُوْمتَيْنِ وقاقُزَّةٍ
|
|
يَعُلُّ
ويُسْرِع تَكْرارَها
|
* صاحب العين* الدَّنُّ ـ ما عَظُم من
الرَّوَاقِيد وجمعه دِنَانٌ* ابن السكيت* يقال للدَّنَ الخَرْس والخَرَّاس ـ صاحِبُ
الدِّنَان* صاحب العين* الحُبُّ الجَرَّة الضَّخْمة والجمع حِبَاب وحِبَبة*
سيبويه* وأحْباب وقيل فى تَفْسير الحُبِّ والكرَامةِ إن الحُبَّ الخَشَبات الأربعُ
التى تُوضَع عليها الجَرَّة ذاتُ العُرْوتين وإن الكَرَامة الغِطاء الذى يُوضَع
فوقَ تلكَ الجَرَّة من خَشَب كانَ أو خَزَف* أبو حنيفة* الحِبَاب ـ أكبَرُ من
الدِّنان والدِّنَان لها عَصَاعِصُ فلا تَقْعُد الا أن يُحفَرَ لها وصِغَار
الدِّنان ـ الرَّواقِيد واحدُها راقُود والحَنَاثِم ـ الخُضْر منها وقد يقال لغير
الخُضْر منها حَنْتَم ولذلك يقال للسَّحاب الأسْود حَنْتَم* ابن دريد* قَلَفت
الدَّنَّ أَقْلِفُه قَلْفا فهو مَقْلوف وقَلِيف ـ نَزَعت عنه الطِّينَ والزَّلَفُ
ـ الأجَاجِين الخُضْر واحدتها زَلَفةٌ* أبو حنيفة* والقِلَال ـ دُونَ الحِبَاب
العِظَامِ الواحدة قُلَّة* صاحب العين* هى الحُبُّ الكبيرُ وفى الحديث
«اذا بَلَغ الماءُ
قُلَّتين لم يَحْمِل نَجَسا» ـ يعنى به هذه الحِبَاب وقيل القُلَّة الكُوز
الصَّغِير* أبو حنيفة* وما عَظُم من الدِّنَان فهى خابِيَة* أبو عبيد* وأصلُها
الهمْز من خَبَأت ولكِنَّه لم يُلْفَظ بها الا مُخَفَّفة* أبو حنيفة* الخُنَابِج ـ
المدفُونة فى الأرض واحدتُها خُنْبُجة فارسِيَّة* وقال صاحب العين* الخُنْبُجُ ـ الخابِيَة
الصَّغِيرة بلغة أهلِ السَّواد* أبو حنيفة* ومن لِطَافها الجَرَّة وجمعها جَرٌّ
وجِرَار* ابن السكيت* الجُنْبُلُ ـ القَدح العظِيمُ الضَّخْمُ الجَشِب النحتِ الذى
لم يُنَقَّح ولم يُسَوَّ وأنشد
اذا انْبَطحَتْ
جافَى عن الأرضِ بطنَها
|
|
وخَوَّأَها راب
كهامَةِ جُنْبُلِ
|
* أبو حنيفة* الجُنْبُلُ ـ الغُمَر
الذى لم يُنْحَتْ ولم يُليَّنْ* ابن السكيت* الوَأْب ـ القَدَح المُقَعَّر الكثِيرُ
الأَخذِ من الشَّراب والعَسْف ـ القَدَح الضَّخْم والمقْرَى ـ مثله والأَجَمُّ
نحوُه والعُلْبة ـ القَدَح الضخْمُ العظيمُ من جُلودُ الابِل* سيبويه* والجمع
عُلَب وعِلَاب* أبو حنيفة* البِرْزِين ـ قِشْر الطَّلْعة يُتَّخَذ من نِصْفه
تَلْتَلة وله رائِحة طيِّبة وما نُقِر للشراب فهو مُنْقُر والجمع منَاقِيرُ
والأَبارِيقُ والأكْواب والكِيزانُ كلها فارسِيَّة معَرَّبة واحدُها إبْرِيق وكُوز
وكُوب والكُوب لا عُرْوةَ له وقد يكونُ ذا خُرْطُوم وعُرًى والابْرِيق والكُوز
ذَوَا عُرى* قال أبو على* قال أبو بكر الكُوز عربِىٌّ من قولهم كَوَّزتُ الشئ ـ جمعته*
سيبويه* الجمع كِوَزة وكِيزانٌ* أبو عبيد* التأْمُورة ـ الابْرِيق وأنشد
واذا لها
تأْمورةٌ
|
|
مرفُوعةٌ
لشرابِها
|
* صاحب العين* البُهَار ـ إناءٌ
كالابْرِيق* غيره* المَكُّوك ـ كَأْس يُشْرَب به أعلاه ضَيِّق ووسَطُه واسعٌ والجمع
مَكاكِيكُ* على* مَكَاكِىُّ أكثَرُ كراهِيَة التضْعيف ثلاثًا* صاحب العين*
البُلْبُل ـ قَنَاة الكُوز التى تَصُبُّ الماءَ والبُلْبُلَة ـ الكُوز الذى فيه
بُلْبُل* أبو حنيفة* فَدَم الابْريقَ يَفْدِمُه فَدْما وفَدَّمه ـ شدَّ عليه
الفَدَّام والفِدَامَ ـ وهى خِرْقة تُشدُّ على فَمِ الاناء لتكونَ مِصْفاة وأنشد
مُفَدَّمة
قَزًّا كانَّ رُءُوسَها
|
|
رُءُوسُ بَنَاتِ
الماءِ أفزَعَها الرَعْدُ
|
شبَّه أعناقَ
الطيرِ اذا نصَبَتْها بأعناقِ الأبارِيقِ فلذلك قال أفزعَها الرعدُ* قال المتعقب*
وقد غَلِط فى الرِّواية والتفسيرِ وهذا الشعرُ للُاقَيْشِر الاسَدِىّ وهو مجرور
والرواية
سيُغْنِى أبا
الهِنْدِىّ عن وَطْبِ سالمٍ
|
|
أَبارِيقُ لم
يَعْلَق بها وضَرُ الزُّبْدِ
|
مُفَدَّمةٌ
قَزًّا كأن رِقابَها
|
|
رِقَابُ بَنَاتِ
الماءِ تَفْزَع لِلرَّعْدِ
|
فهذا غلطه فى
الرواية وأما غلطه فى التفسير فقوله شبَّه أعناق الطيرِ اذا نَصَبتها بأعناق
الأبارِيقِ فلذلك قال أفزعها الرعدُ وهذا غلَط لأن الطائر اذا سَمِع صوتَ الرَّعْد
لم يَنْصِبْ عُنُقَه له ولكن يَلْوِيه وكذلك أيضا الأبارِيقُ عُوج ولذلك شُبِّهت
بأعناقِ الطيرِ العُوجِ وقد أوضحَ ما قلناه شُبْرُمة بنُ الطِّفْيل الضَّبِّى
بقوله
كأنَ أبارِيقَ
الشَّمُول عَشِيَّةً
|
|
إوزٌّ بأعَلى
الطَّفِّ عُوجُ الحَنَاجِرِ
|
ألا تَراه كيف
اختارَ إوَزَّ كَسْكَرَ وهى أعَلى الطَّفِّ لأنها تُعَوِّج رِقابَها شَدِيدا* أبو
عبيد* فَدَم على فِيهِ بالفِدَام يَفْدِم* غيره* الفَدَّام ـ شئٌ يَمْسَح به
الأعاجِمُ عند السَّقْىِ واحدتها فَدَّامة* ابن الاعرابى* الغُلَّة ـ خِرْقة
تُشدُّ على رأس الابْرِيق وجمعها غُلَل* أبو حنيفة* الهَجْم ـ القدَحُ العظيمُ
وأنشد فى صِفة ناقةٍ
فتَمْلأُ
الهَجْم عَفْوا وهى لاهِيةٌ
|
|
حتى تَكادَ
شِفَاء الهَجْمِ تَنْئَلِمُ
|
* وقال مرة* هى العُلْبة والجمع
أهْجامٌ وأنشد
* اذا أُنِيخَت والْتَقَوْا بالأَهْجامْ*
والمِصْبَح
والمِصْباح والمِغْبَق والمِغْبَاق ـ قَدَح كبيرٌ والقِلْد ـ نحوُ القَعْب وكذلك
المِعْلَق* ابن السكيت* إناءٌ أرَحُّ ورَحْرَح ورَحْراح ـ قَصِير الجِدَار واسِعٌ*
صاحب العين* إناءٌ زَلَحْلَح ـ قَصِير الجِدَار* الكِلابِيُّون* قدَحٌ شابٌّ
وهَرِم يذهَبُون الى الجِدّة والبِلَى* أبو حنيفة* واذا كان الاناء صَغِيرا فهو
زَنَاءٌ والزَّناء ـ الضَّيِّق فى كل شئٍ* ابن دريد* البَطَّة ـ إناءٌ كالقارُورة
شامِيَّة والحَوْقَلَة ـ القارُورة الطويلةُ العُنُق والقُبَاع ـ مِكْيال واسعٌ
والقَعْبة ـ إناء والصُّرَاحِيَّة ـ إناءٌ من أوَانِى الخمْر قال ولا أدْرِى ما
أصلُها* غير واحد*
الصُّواع
والصَّوْع ـ إناءٌ يُشْرب به مذَكَّر وأما قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ
أَخِيهِ) بعد ذِكْر الصُّواع فان الضميرَ راجِع على السّقاية* صاحب
العين* الطَّهَنان ـ البَرَّادة* ابن دريد* القُدَاف ـ جَرَّة من فَحَّار* وقال*
قَعْب مِقْعار ـ واسعٌ بعيدُ القَعْر والجَعْبَرُ ـ القَعْب الغَلِيظ الذى لم
يُحْكَم نَحْتُه والجَنْبة ـ عُلْبة تُتَّخذ من جِلْد جَنْب بَعِير والفُمْعُل ـ المستَدِير
وقيل هو قَعْبٌ صغيرٌ* ابن السكيت* يقال للقَدَح زُجَاجة وزَجَاجة* أبو عبيد* هو
الزِّجَاج والزُّجَاج والزَّجَاج وأقلُّها الكَسْر واحدته زُجَاجة وزَجَاجة
وزِجَاجة* صاحب العين* وصانِعه الزَّجَّاج وحِرْفته الزِّجَاجة* أبو حنيفة*
القارُور ـ ما قَرَّ فيه الشَّرَاب أو غيْرُه من الزُّجَاج خاصَّةً هكذا قال بعضُ
أهل اللُّغة ولم يتكلَّم فيه الأصمَعىُّ بشئ وقيل إن قولَ الله تعالى (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) أى أوَانِىَ يَقِرُّ فيها الشرابُ وقيل بل المعنى اوَانِى
فِضَّة فى صفاء القَوَارير وبياضِ الفِضَّةِ وهذا أعجب التفسيرين* أبو اسحق*
القارُورة من القَرار كأن الشَّراب استقرّ فيه على ما تقدم* قال أبو على* لو قيل
إنه من دارٍ قَوْراءَ ـ خالِيَة كأنه خَلَا بالسَّبْك مما كانَ فيه من التُّراب
الذى لا يَنْسَبِك مُصَفًّى لَكان قولا ولو قيل إنَّه من القَرَار كأنه استَقَرَّ
بعدَ ما كان انماعَ للذَّوْب لكان أيضا* أبو حنيفة* والحَوْجَلَة ـ القارُورة
العظِيمة الأَسْفَل* ابن دريد* هى ما كانَ منها شِبْه قَوَارِير الذَّرِيرة وما
كان واسِعَ الرأسِ من صِغَارها شِبْهَ السَّكُرُّجَات* أبو حنيفة* والنُّهَاء ـ القَوارِير
لا أعْرِف لها واحدا من لَفْظها والكُرَاز ـ القارُورة وجمعها كِرْزانٌ* قال* ولا
أدرِى أعرَبىٌّ هو أم عجَمِىٌّ والْبَالَة ـ القارُورة والعَيْزارَة إناءٌ عظيمٌ
من الزُّجاج* السِّيرافىُّ* لُعَاعة الاناء ـ صَفْوته والقِلْعَمُ ـ القدَح
الضَّخْم* صاحب العين* الصَّاخِرَة ـ إناءٌ من خَزَف والحَصَف لغة فى الخَزَف* أبو
زيد* الأَصِيصُ ـ الدَّنُّ* الفارسِىُّ* هو منها ما كانَ فيه خَمْرٌ وقيل هو
الدَّنُّ المَقْطُوع الرأسِ وقيل هو أسفَلُ الدَّنِّ يُوضَع ليُبَال فيه* ابن
دريد* فاثُورٌ ـ إناء من فِضَّة أو ذهَب أو طَسْتٌ* صاحب العين* الزَّوْراء
مِشْرَبة من فِضَّة مستطِيلة* وقال* أبْهَيْت الاناءَ ـ فرَّغْته
باب أصِمَّة الأوانِى وغُلُفها
* أبو عبيد*
صِمَام كلِّ آنِيَة ـ سِدَادُها وغِطَاؤُها* ابن السكيت* صَمَمتها أصُمُّها
صَمًّا* غيره* وأصْمَمْتها* أبو عبيد* قارُورةٌ فُتُح ـ ليس عليها صِمَام ولا
غِلَاف* صاحب العين* العِفَاص ـ صِمَام القارُورة وقد عَفَصْتها أَعْفِصُها عَفْصا
ـ جعَلْت فى رأسها العِفَاص وأعْفَصْتها ـ عَمِلت لها عِفَاصا والصِّمَاد ـ العِفَاص
وقد صَمَدتها أَصْمُدُها* ابن دريد* البُرْصُوم ـ عِفَاص القارُورةِ* وقال*
عَلْهَضْت القارُورةَ ـ صَمَمْت رأسها ويقال عَضْهَلْت كأنه من المقْلُوب وقد
تقدَّم أنه استِخْراجُ العينِ من الرأس* وقال* وِفَاع القارُورة صِمَامها* صاحب
العين* عَرْعَرْت صِمَام القارُورة عَرْعَرةً ـ استَخْرجته والكُتْعة ـ طَرَف
القارورة والعُنْجورة ـ غِلَاف القارُورةِ* أبو حاتم* المُشَاوَب ـ غِلَاف
القارورَة
باب المِزَاج والتَّصْفِية
* غير واحد*
مَزَجْت الشَّرابَ أمْزُجُه مَزْجا فامْتَزَجَ* أبو حنيفة* المِزَاج والمِزْج
والمَزْج ـ ما مزجْتَ به الخمرَ فأما الفِعل فالمَزْج لا غيرُ مزجَه يَمْزُجه
مَزْجا فامْتَزج وشَرابٌ مَزْج وأصلُ المَزْج الخَلْط وكل نوعيْنِ امتَزجا فكلُّ
واحد منهما لصاحِبه مِزْج ومِزَاج وهو أيضا الشِّيَاب والفِعْل الشَّوْب وهى
مَشِيبة ومَشُوبة* أبو عبيد* المُعْرَق من الشَّرَاب ـ المَمْزُوج قليلا مِثْلَ
العِرْقُ يقال فيه عِرْقٌ من ماء ـ أى ليس بكثِير* أبو حنيفة* شَرَّق الكأسَ ـ مَزَجها*
أبو عبيد* قَطَبت الشَّرابَ وأقطَبْته وقَطَّبته ـ مَزَجته وأنشد
* يُقَطِّبها بالعَنْبَرِ الوَرْدِ مُقْطِبُ*
* أبو حنيفة* كلُّ
مَزْج قَطْب وقد قَطَب شَرابَه يَقْطِبُه قَطْبا فهو مَقْطُوب وقَطِيب وكلُّ جمْعٍ
بينَ شيئين قَطْب ولذلك قيل للذى يُقَبِّض وجهَه قَطَب وقَطَّب ومنه قيل
للجِرِبَّان قِطَابٌ لأنه يجمعُ الثوبَ ويضُمُّه* ابن السكيت* ومنه جاءنِى
الناسُ قاطِبَةً ـ
أى جميعًا* ثعلب* قَطَبت الماءَ فى الخَمْر ـ قَطَّرته* أبو حنيفة* شَمَط شَرابَه
ـ خَلَطه وكلُّ مخلوطٍ مَشْمُوطٌ ويقال للرجُل اذا سَقَيْت فأخْفِسْ له وأحْنِذْ ـ
معناه أقلَّ الماءَ وأكثِرِ الشَّرابَ أو اللبَنَ أو السَّوِيق* غيره* أخْفَسْت
الشَّرابَ ـ أكثَرْتَ مِزْجَه* أبو حنيفة* والعَسِيقة ـ الشَّرابُ الكثيرُ الماءِ
الرَّدىءُ فان أرقَّ المِزَاجَ ـ قيل شَعْشَع ولذلك قيل للرجُل الخفيفِ اللحمِ
شَعْشاع فان زِيدَ فى المِزَاج حتى يَرِقَّ جِدًّا قيل أمَاهَها وأمْهاها حتى
مَهُوْت مَهَاوةً فهى مَهْوة* على* مَهَاوة لا يُوجِبه القياس لأن مَهُوَ مقلوبٌ
لا مصدَر للمقلوب عند سيبويه* أبو حنيفة* والمُمْذاة والمُمْهاة وقد شَحَطه
يَشْحَطه ـ أرَقَّ مِزَاجه* وقال* شَجَّها بالمِزَاج يَشُجُّها شَجًّا وشَجَّها
المزاجُ شَجًّا وكل ما علَوْته فقد شَجَجْته* ابو عبيد* شَجَّ يَشُجُّ ويَشِجُّ*
أبو حنيفة* قَتَلها يَقْتُلها قَتْلا اذا مَزَجها وأنشد
انَّ التى عاطَيْتَنى
بمِزاجها
|
|
قُتِلَتْ
قُتِلْت فَهاتِها لم تُقْتَل
|
* وقال* شَرَّج شرابَه ـ مزَجه وكل
ضَربيْنِ شَرِيجان وأنشد
فَشَرَّجها من
نُطْفةٍ رَجَبِيَّةٍ
|
|
سُلَاسِلةٍ من
ماءِ لِصْبِ سُلَاسِلِ
|
* صاحب العين* كأسٌ صُراحُ وخمرٌ
صُرَاح ـ خالصةٌ لم تُشَبْ بمَزْج وكذلك صُرَاحِيَة* أبو حنيفة* فان شُرِبت بغيْرِ
مِزَاج فهى صِرْف وقد صَرُفَت وصُرِفَتْ وأُصْرِفت وصُرِّفت وقيل التَّصْرِيف ـ قِلَّة
الماءِ فِى المِزَاج* صاحب العين* خَمْر بَحتةٌ ـ خالصةٌ وقد تقدّم أن البَحْتَ
الخالِص من كلِّ شئٍ* أبو عبيد* المُصَفَّق ـ المَمْزوج* ابن السكيت* صُفِّقت
الخمرُ ـ حُوِّلت من إناء الى إناءٍ لتَصْفُوَ* أبو حنيفة* كلُّ ما صَرَّفته فقد
صَفَقْته وصَفَّقْته* أبو عبيد* راقَ الشَّرابُ يروقُ ـ صَفَا* غيره* رَوْقا
ورَوَقانا وتَروّقَ* أبو عبيد* رَوّقْته ـ صَفَّيته والراوُوق ـ المِصْفاة* وقال*
القَذَا ـ ما يسقُط فى الشَّراب فيُرْمَى* أبو زيد* وقد قَذِىَ* صاحب العين* نَزَت
الخمرُ تَنْزُو اذا مُزِجتْ فوثَبت ونَوَازِى الخمرِ ـ ما يَنْزُو منها* أبو عبيد*
صَبَعت الاناءَ اذا كان فيه شَرابٌ فقابَلْت بيْنَ إصْبَعيك ثم أرسلْتَ ما فيه فى
شئٍ آخَرَ
* ابن السكيت*
جَنَادِع الخمر ـ ما يَنْزُو منها إذا مُزِجت* أبو حنيفة* الجَنَادِع ـ جَنادِبُ
تكونُ فى العُشَر فشُبِّهَ ما ينْزُو من الخمر بالجَنَادِع اذا قَمصَت ويقال
للجَنَادِع الفَوَاقِعُ والحَبَابُ* وقال كُراع* فَصُّ الخمرِ ـ ما نَزَا منها
عِند المِزَاج* ابن دريد* صَلَّ الشَّرابَ وغيْرَه يَصُلَّه صَلًّا ـ صَفَّاه
والمِصَلَّة ـ إناء تُصَفَّى به الخمرُ وغيرُها يمانِيَة والمِنْطَبَة ـ المِصْفاة
يُصَفَّى فيها الخمرُ* صاحب العين* النَّوَاطِبُ ـ خُروق تُجْعَل فى مِبْزَل
الشَّرابِ وفيما يُصفَّى به الشئُ فيَتَبَزَّل منه ويَتَصفَّى* ابن دريد* شَخَلت
الشَّرابَ أَشْخَله شَخْلا ـ صَفَّيته والمِشْخَلَة المِصْفاة يمانِيَة* صاحب
العين* شَخَلْته ـ بَزَلته* وقال* خُضْت الشَّرابَ بالمِجْدَح وخَوَّضته ـ خلَطْته
وحَرَّكته والمِخْوَض ـ ما خَوَّضته بِه* أبو عبيد* المُجَدَّح ـ الشَّراب
المُخَوَّض بالمِجْدَح
اجْتِلاب الخمْر واستِبَاؤُها
* أبو حنيفة*
التِّجَار والتُّجَّار والتَّجْر ـ جُلَّاب الخمرِ وقيل الخَمَّارُون ويقال
للخَمَّار نفسِه حانُوتٌ وأكثرُ ما يقع ذلك على البيتِ وهو يذَكَّر ويؤنَّث وقد
يسمَّى الحانوتُ حانَةً وخانَةً وينسَب الى الحانُوتِ حانَوِىٌّ وحانىٌّ وكذلك الى
الحانةِ ولم يقولوا حانُوتِىٌّ وأنشد
* لبَعْضِ أرْبابِها حانِيَّةٌ حُومُ*
وأنشد سيبويه
فكَيْف لنا
بالشُّرْب ان لم تَكُنْ لنا
|
|
دَوانِيقُ
عِنْدَ الحانَوِىِّ ولا نَقْدُ
|
* على* الذى عِنْدى أن الحانِىَّ
والحانَوِىَّ منسوبانِ الى الحانِيَة وهى لُغَة* أبو حنيفة* ويُقال للحانُوت ـ الكُرْبُجُ
والكُرْبُق فارسيَّان معَرَّبا كُرْبه وهى الكُلْبة* السيرافى* هو الكُرْبُج
والكُرْبَجُ وقيل الكُرْبَج ـ موضِع وعسى أن يكونَ سُمِّى كُرْبَجًا بحانُوت كان
فيه* سيبويه* والجميع كَرابِجُ وكرابِجَة ألحقُوا الهاء للعُجْمة والهاء تَغْلِب
على هذا النحو كثِيرا ونظيره من العربِيَّة مما دخلْته الهاء الصَّيَاقِلَة
والقَشَاعِمَة ومما لا تدخُله الهاء الصَّوامِع والكَوَاكِب* قال
ابن جنى* فاما قول
الهُذَلِىِ
يُمَشِّى بينَنا
حانُوتُ خمرٍ
|
|
من الخُرْص
الصَّراصِرةِ القِطَاطِ
|
فيجوز أن يكونَ
على حذْف المضاف أى ذُو حانُوتِ ويجوز أن يكون الخَمَّارَ نفْسَه سمَّاه باسم ما
يُعانِيه ومن رواه حانوتَ خمرٍ أراد يمشى الساقِى بيننا بالخمر ثم حذَف حرف الجرِّ
نحو قوله عزوجل (وَاخْتارَ مُوسى
قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) * صاحب العين* الدَّيْر ـ خانُ النَّصارَى والجمع أدْيار
وصاحِبُه دَيَّار ودَيْرانِىٌّ* أبو حنيفة* ويقال لشِرَاء الخمر السَّبْء
والسِّبَاء وقد سَبَأَها يَسْبَؤُها سَبْئاً وسِبَاءاً واسْتَبأَها ولا يُقال ذلك
الا فى الخَمْر* قال* واذا أردت أنّه جاء بِها من أرضٍ الى أرضٍ قلت سَبَاها
سَبْيا وسِبَاءاً واسْتَبَاها وكذلك هو فى غيْرِ الخمر قال الأسودُ بنُ يعفر يذكر
أَزْمة
يَخَلْن قُتَارَ
اللَّحْمِ مِسْكا وعَنْبراً
|
|
جَنِيًّا
سَبَتْه من عُكَاظَ اللَّطَائِمُ
|
فجعل العِطْر
سَبِيًّا اذ كان محمُولا من أرضٍ الى أرضٍ* أبو عبيد* السِّبَاء ـ الخَمْر لأنها
تُسْبَى* ابن السكيت* السَّبِيئة* أبو حينفة* ويقال للخَمَّار سَبَّاءٌ
الانْبِذة التى تُتَّخذ من التَّمْر والحَبِّ والعسَل
* أبو حنيفة*
الفَضِيخ ـ أن يُؤْخَذ العِذْق وهو نِصفْان بُسْرا ورُطَبا فيُخْرَج منه الرُّطَب
فيُلْقَى فى المِشْعَل ويُؤْخَذ البُسْرُ فيُشْدخ فى المَنَاحِيز ثم يُطْرَح مع
الرُّطَب لم يُنْزَع له نَوًى ولا قِمَعٌ فيُمْلأُ من البُسْر والرُّطَب والماء
فيُصْنَع هذا عَشِيَّةً ويُشْرَب بالغَدَاة والمِعْصار ـ مِخْلاة عظيمَة تُعَلَّق
فوْقَ القَرْو يُغْرَفُ فيها الفَضِيخ بنَواه وقِشْره فيَكِفُ ماءُ الفضِيخ فى
القَرْو وقد تقدّم ذكر القَرْو وما اتُّخِذ من الرُّطَب وحْدَه فهو الغَرْبِىُّ*
صاحب العين* الخُلَاص ـ رُبٌّ يُتَّخذ من تَمْر* ابن دريد* الدِّبْس والدُّبْس ـ عسَل
التَّمْر* أبو حنيفة* وشَرَاب الأطْواق هو حَلَب النارَ جِبل وهو أخْبَثُ من كل
شَرابٍ وأشَدُّه إفسادًا للعَقْل ويُنْتَبذ من التَّبِّىِ والحوارى خَلِيطيْنِ ـ وهما
نَوْعان من التمر والسَّكَرُ ـ يُتَخَّذ
من التَّمْر
والكُشُوث والأُكْشُوث أيضا فيُطْرحانِ سافًا وسافًا ويُصَبُّ عليه الماءُ
ورُبَّما خُلِط به الآسُ فراده شِدَّةً* صاحب العين* الكَشُوث والكَشُوثاءُ ـ نَبَات
مَقْطُوع الأصل أصفَرُ يتعَلق بأطْراف الشَّوْك* أبو حنيفة* فاذا حُمِل على
النَّبِيذ عَسَل أو دِبْس ليَقْوَى سُمِّى فِتَاقا فاذا اسْتَحْكَم النبِيذُ فقد
اسْتَوْتَنَ وقد تقدم فى الخمر فاذا خَمَد فلم يَغْلِ فقد تَرَز تُرُوزا وكلُّ ما
ماتَ وبَرَد فقد تَرَز* ابن دريد* الصَّعْف ـ شرابٌ يُتَّخذ من العسَل* قال أبو
حنيفة* فأمَّا خُمُور الحُبُوب فما اتُّخِذ من الحِنْطة فهو المِزْر وما اتُّخِذ
من الشَّعِير فهو الجِعَة ومن الذُّرَة السُّكْرُكَة والسُّقْرُقَة عجمِىٌّ* أبو
عبيد* الغُبَيْراء ـ السُّكْرُكةُ* صاحب العين* الكَشْك ـ ماءُ الشَّعِير* ابن
دريد* الفَيْخة ـ السُّكُرُّجَة* غيره* فَيَّخْت العجِينَ ـ جعلته كالفَيْخة* أبو
حنيفة* الكَسِيس ـ شَرَاب يُتَّخذ من الذُّرَة والشَّعِير وهو عند أهل الحِجاز
سَكَرٌ وقد تقدّم والفَقْد ضَرْب من شَراب العسَل سُمِّى بنَباتٍ يُلْقَى فيه يقال
له الفَقْد ويسمى بالفارسيَّة فَخْكُسْت* صاحب العين* الفَقْد ـ شرابٌ يتَّخَذ من
الزَّبِيب والعسَل ويقال ان العسَل يُنْبَذ ثم يُلْقَى فيه الفَقْد ـ وهو نبْت
شِبْه الكُشُوث* ابن دريد* البِتْع ضرْب من شراب العسَل وقد تقدم أنها الخمرُ
بعينها* صاحب العين* النَّقُوع والنَّقِيع ـ شئٌ ينْقَع فيه الزبِيب وغيرُه ثم
يُصَفَّى ماؤُه ويُشْرَب نقَعْته أنْقَعه نَقْعا وأنْقَعْته والمِنْقَع
والمِنْقَعة ـ إناءٌ يُنْقَع فيه الشئُ ونُقَاعة كلِّ شئٍ ـ الماءُ الذى تَنْقَعه
فيه فأما النَّقْع الدَّواء المنْقُوع فسمِّى بالمصدر والفُقَّاع ـ شرابٌ يُتَّخذ
من الشعيرِ سمِّى به لما يَعْلُوه من الزَّبَد* ابن السكيت* مَتَع النَّبِيذُ
يَمْتَع مُتُوعا ـ اشتدَّت حُمْرته* أبو عبيد* اللَّذُّ ـ نَبِيذ* غيره*
السُّقُرْقَعْ شرابٌ لأهل الحِجَاز من الشعير والحُبُوب وهى حَبَشِيَّة وليستْ من
كلام العَرب* صاحب العين* نَبِيذٌ صُمَادِحِىٌّ ـ قد أدْركَ وخَلَص
باب الشُّرْب للخمر وغيرِها
وانما لم تفصَّل
المشْروباتُ لأن بعضَ ما يُخَصُّ به أحدُها فى قولِ بعضٍ يُعَمُّ به فى قولِ
بعضٍ الا ما قَلَّ
من ذلك* ابن السكيت* شَرِب شُرْبا وشَرْبا وشِرْبا* قال أبو على* الشَّرْب المصدرُ
والشِّرْب الاسمُ وكاد هذا يَطَّرِد* ابن السكيت* الشَّرُوب ـ ما سَرِبت* صاحب
العين* وهو الشَّرِيب* ابن السكيت* والشَّرْب ـ جمعُ شارِب* قال أبو على* هو من
باب رَكْب ورَجْل ـ يعنِى أنه اسم للجمْع وهو القِيَاس والصَّوَاب* ابن السكيت*
رجُل شَرُوب وشَرِبب وشِرِّيب ـ كثيرُ الشُّرب* وحكى سيبويه* رجُل شَرَّاب قال ومن
كلامهم أمَّا العَسَلَ فأنا شَرَّاب استَشْهَد به على اعْمال فَعَّال المُكَثَّر
من فاعِل وجمع الشَّرْب شُرُوب* على* وقد يجوز أن يكونَ الشُّرُوب جمعَ شارِب
كجُلُوس وسُجُود* أبو زيد* هذا الطَّعامُ أشربُ من هذا ـ أى يُشْرَب عليه الماءُ
كثيرا وكذلك طعامٌ مشْرَبة* صاحب العين* المِشْرَبَة ـ إناء يُشْرَب فيه* أبو
حنيفة* إنه لَذُو شَرَبَة ـ أى كثيرُ الشُّرْب* قال* وأوَّل الشُّرْب النَّهَل وقد
نَهِل الشارِبُ نَهَلا ثم العَلَل وقد عَلَّ يَعِلُّ عَلًّا وعَلَلا* أبو عبيد*
عَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ وأعْلَلْته وعَلَّلته* أبو حنيفة* ثَأجَ يَثْأَج ـ شَرِبَ*
قال أبو على* قال أبو العباس قَأَبْت ـ شرِبت وهو فى الماءِ والخمْرِ وخصَّ به أبو
عبيد الماءَ* قال* وأقَلُّ الشُّرْب التغَمُّر مأخُوذ من الغُمَر* أبو حنيفة*
وكذلك الاغْتِمار وقد غَمَّره سقَاه دُونَ الرِّىِّ* أبو عبيد* أَمْغَدَ الرجُلُ ـ
أكْثَرَ من الشُّرْب فان شَرِبَ دُونَ الرِّىِّ قال نَضَحْت الرِّىّ نَضْحا وإنْ
شَرِب حتَّى يَرْوَى قال نَصَحْت الرِّىَّ نَصْحا وكذلك بَضَعْت به ومِنْه أبْضَعُ
بَضْعا وبُضُوعا وقد أبْضَعنِى ونَقَعْت به ومنْه أنْقعُ نَقْعا ونُقُوعا وقد
أنْقَعنِى والنَّشْح ـ دُونَ النَّضْح وقيل هما واحِدٌ وأنشد
* وقد نَشَحْنَ فلا رِىٌّ ولا هِيمُ*
* أبو زيد* نَشَح
الشارِبُ يَنْشَحُ نَشْحا ونُشُوحا وانْتَشَح ـ اذا شرِبَ حتى يَمْتِلئَ ونَشَحْت
بَعِيرِى ـ سَقَيته ماءً قليلا والنَّشُوحُ أيضا ـ الماءُ القليلُ وقد تقدَّم* ابن
دريد* فَنَحَ الفرَسُ من الماءِ ـ شَرِب دُونَ الرِّىِّ* قال أبو على* قال ثعلبٌ
هو مُسْتَعْمَل فى كلِّ شارِب ومَشْرُوب وفَرسٌ فَنُوحٌ* أبو حنيفة*
رَوِىَ رِيًّا ـ شَرب
حتى انْتَهى نَفَسُه وأرْواه ساقِيهِ وقد شَرِب شَرْبةً رَوِيَّة ـ اذا أرْوتْه*
صاحب العين* رَوِيتُ وارْتوَيْت وتَرَوّيْت والاسم الرِّىُّ رجُل رَيَّانُ وامرأةٌ
رَيَّا من قوْمٍ رِواءٍ وكذلك المؤنثُ* ابن جنى* رَوِىَ رِوَى وهو أحدُ ما جاء من
مَصادِر فَعِلَ على فِعَلٍ وهو قليلٌ وأما رَيَّا من أسماء النِّساء فصِفَة على
نحو الحرِث وان لم يكنْ فيها ألفٌ ولامٌ ولو كانت على نحو زَيْد من العلمِيَّة
لكانتْ رَوَّى من رَوِيت وكان أصلُها رَوْيَا فقُلِبت الياءُ واوًا لأَن فَعْلَى
اذا كانت اسما ولا مُهاياءٌ تُقْلَب الى الواو كتَقْوَى وشَرْوَى وان كانت صِفَة
صحَّت الياء فيها كصَدْيَا وخَزْيَا هذا قول سيبويه* أبو حنيفة* فان تَمَلَّأَ من
الخمر حتى تُثْقِله قيل كَظَّه الشرابُ يَكُظُّه كَظًّا* أبو عبيد* وكذلك أعْظَره*
أبو حنيفة* مَجَّ من الشَّراب مَجَّة وأزْغَل زُغْلة ـ اذا قاءَ منه* وقال*
تَحَبَّب من الشَّراب وتَضَلَّع وتَوَكَّر وتَزَكَّر وأوَّن ـ صار جَنْباه مثلَ
الأَوْنيْنِ ـ وهما العِدْلانِ وأنشد
* سِرَّا وقد أوَّن تَأْوِينَ العُقُقْ*
وخَص أبو عبيد
بالتحَبُّب الحِمارَ* وقال* نَئف فى الشُّرْب ـ ارتَوَى* أبو حنيفة* سَأَب من
الشَّراب يَسْأَب سَأْبا وصَئِب وصَئِم صَأَما وصَأَبا وذَئِجَ ذَأْجا وذَأَجا
وقَئِب قَأْبا وقَأَبا ـ تملَّأ* ابن دريد* رجل مِقْأَب وقَؤُوب* أبو حنيفة*
قَئِمَ قَأَما ـ تَملَّأ وكذلك اظْرَوْرَى وأرَضَّ ونَهِىَ وانْتَهى ـ أى رَوِىَ*
قال أبو على* قال أبو العباس حَصَأْت من الشَّراب ـ رَوِيت وخص أبو عبيد به الماء*
وقال* أحْصأْت الرجُل ـ أروَيْته من الماء* أبو حنيفة* شَرِبَ حتَّى ملَأَ
مَذَاخِرَه ومَصَارَّه من صَرَرْت وعنَى بالمَذَاخِر ـ الأعْفَاج* وقال* شرب حتى
اطْمَحَرَّ واطْمَخَرَّ ـ أى امتَلأَ وقد تقدم مثله أو نحوه فى السِّقّاء* وقال*
حَبِلَ من الشَّراب وبه حَبَلٌ ـ امتَلأَ بطنُه ورجل حَبْلانُ وامرأةٌ حَبْلى
وكأَنَّ الحَبَل مأخُوذ من هذا وقد تقدم تعليلُ هذه الكلمة فى أوّل الكتاب بأشدّ
من هذا* وقال* جَأَذَ يَجْأَذ جَأْذا ـ شرِب* صاحب العين* الجائِذُ ـ العابُّ فى
الشَّراب* غيره* ذَاجَ الماءَ
بغير همْز ذَوْجا*
ابن دريد* غَثْلَب الماءَ غَثْلبةً ـ جَرَعه جَرْعا شديدًا* أبو عبيد* تَمَزَّرت
الشَّرابَ ـ شربته قَلِيلا قليلا وأنشد
تَكُون بَعْدَ
الحَسْوِ والتَّمَزُّر
|
|
فى فَمِه مِثلَ
عَصِير السُّكَّرِ
|
* أبو حنيفة* وكذلك تمزَّزْتها وهى
المُزَّة* أبو عبيد* تَوتَّحت الشَّرَابَ مثل تمزَّرْت* أبو حنيفة* هو مأخوذ من
الوَتْحِ ـ وهو القليلُ* أبو عبيد* تمَقَّقت الشرَابَ كذلك* أبو حنيفة* هو
المُقَاقة والمَقَّة الواحدة* وقال* تَفَوَّقها ـ شرِبها فِيقَة فِيْقةً وكذلك
شَرِبها أفَاوِيقَ وأصله من فُوَاق الناقةِ* وقال* حَسَا حُسْوةً واحدة والجمع
حُسًا* ابن السكيت* حَسَوْت حَسْوة وحُسْوة* وقال مرة* حَسَوْت حَسْوة وفى الاناء
حُسْوةً واحدة* أبو على* وقد كاد هذا يَطَّرِد* أبو حنيفة* ويقال للحُسَا القُرَرُ
الواحدة قُرَّة فان شَرِب فكَرَع فى الاناءِ ولم يَمْتَصَّ قيل عَبَّ يَعُبُّ
عَبًّا* صاحب العين* عَبَّ الطائرُ الماءَ ولا يقال شَرِب* أبو حنيفة* وكذلك غَفَق
يَغْفق غَفْقا وتَغفَّقَ وكَرَع يَكْرَع كُرُوعا وجَرَع وجَرِع يَجْرَع جَرْعا
وتَجَرَّع* غيره* اجْتَرعه ـ ابتلَعه بمَرَّة وتَجرَّعه ـ بلِعَه مَرَّةً بعد
مَرَّة فى مَهَل وهذا عِنْد سيبويه من مَعانى التَّفَعُّل كالتَعَمُّج والتلَوِّى
وهو يكُون فى الظِّلْف والحافِر والطائِر وكُلُّ ما يَبْلَعُه الحَلْق مُجْتَرَع
وقالوا تَجَرَّع الغيظَ وهو على المَثَل والاسم من كل ذلك الجُرْعة والجَرْعة
وقالوا «أفْلَتنِى فلانٌ بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ» ـ أى كقُرْب الجُرَيعة من الذَّقَن
وقيل أفْلَتَ بجُرَيعةِ الذَّقَنِ ـ أى جَريضا* أبو حنيفة* غَمَجَ يَغْمِج غَمْجا*
ابن دريد* وكذلك غَمِج غَمْجا وهى الغُمْجة وكذلكَ غَبَجَه يَغْبِجُه وبَعَجه وهى
الغُبْجة والبُغْجة* أبو حنيفة* وكذلك نَغَب يَنْغِب نَغْبا* ابن السكيت* نَغِبت
نَغْبا* وقال* الفُعْلة والفَعْلة مَقُولتانِ فى هذا كلِّه* صاحب العين* نَغَب
الطائر يَنْغَب نَغْبا ولا يُقال شَرِب* أبو حنيفة* النُّغْمَة ـ كالنُّغْبة وقد
نَغَمَ* وقال* غَنِثَ فى الاناءِ نَفَسا أو نَفَسينِ يَغْنَث غَنَثا* قال أبو على*
ويُستعمل فى غير هذا تشبيها به وأنشد عن الشيبانِىِ
قالَتْ له
باللهِ يا ذَا البُرْدْينْ
|
|
لَمَّا غَنِثْت
نَفَسا أو اثنين
|
كَنَّى بذلك عن
النِّكاح* أبو حنيفة* عَثِجَ عَثَجا ـ أدامَ الشُّرْب شيأً بعد شئٍ وهى العُثْجة
والعَثَج ويقال شَرِب شَرْبةً خَرْساءَ ـ اذا لم تَسمَعْ لها صوْتا والْغَتُّ ـ أن
يَغُتَّ فى الاناءِ وهو ما بين النَّفَسين من الشُّرْب والاناءُ على فيه والغُذَمُ
ـ مثلُ الجُرَع الواحدة غُذْمة* وقال* قَلَد من الشَّرَاب فى جَوْفه يَقْلِد
قَلْدا ـ شَرِبَ حتى فَقَّع وذلك أن يَشْرَب حتى يَرْجع الشَّراب الى حَنْجَرته*
ابن دريد* حَظَبْت من الماءِ ـ امتلَأْت* أبو عبيد* لغِىَ بالماءِ ـ أكثَرَ منه
فان أكثَرَ من ذلك وهو لا يَرْوَى قال سَفِفْت الماءَ سَفًّا وسَفِتُّه سَفْتا
وسَفِهْتُه واللهُ أسْفَهَكَه وكذلك نَغِرت به نَغَرا* أبو زيد* بَغِرْت به بَغَرا
وبَغَرْت مثلُه* صاحب العين* رجل بَغِرٌ وبَغِير ـ عَطْشَان وكذلك البَعِير* أبو
عبيد* وكذلك مَجِرْت مَجَرا* أبو حنيفة* فان لم يَسْتَطِبْه واستَبْشَعه فزَوَى
وجْهَه وقبَضَه قيل قَطَب وقَطَّب وقد تقَمَّح الشَّراب ـ كرِهَه إما لِاكْثار
وإما لِعِيَاف والقامِحُ الكارِهُ* وقال* قَنِحت من الشَّراب قَنَحا وقَنَحْت
أقْنَح قَنْحا ـ تَكارَهْت عليه والغالِبُ تقَنَّحت والتَّرنُّح ـ كالتَّقَنُّح*
ابن دريد* تغَنْثَر بالماء ـ شَرِبه عن غيْرِ شَهْوة وهو الغَنْثرة فخَصَّ به
الماء وأُرَى ابنَ الأعرابى عَمَّ به* أبو حنيفة* فان مَصَّه مَصًّا بشَفَتيه ولم
يَعُبَّ قيل مَصَّه يَمُصُّه مَصًّا ومَصْمَصة ـ وهو الرَّشْف والرَّشِيف
والتَّرْشاف والتَّرَشُّف وقد رَشَفه يرْشِفُه ويَرْشُفه وارتَشَفه فان ذاقَها ولم
يَشْرَب فاستَطابَها فصوَّت بشفَتَيْه فذاكَ التمَطُّق فان لم يتَمَطَّق ولكن
لَحِسَ ما على شفَتَيه فذلك التَّلَمُّظ والتَّلْماظ وقد قدّمت ذلك فى الطَّعام*
ابن دريد* شَرِب الماءَ لَمَاظا ـ ذاقَه بطَرَف لسانِه وألمَظْتُه ـ جعلْت الماءَ
على شَفَتيه خصَّ به الماءَ وعمَّ به غيرُه* وقال* تَرَمَّقَ الماءَ وغيْرَه ـ حَسَا
منه حَسْوة بعد أُخْرَى* وقال* سَلَجت الشئ فى حَلْقى ـ اذا جَرَعته جَرْعا
سَهْلا* أبو حنيفة* العَذْج ـ الشُّرْب عَذَج يَعْذِج عَذْجا* وقال* تركْتُه
يَتَبجَّر الشَّراب ويتَزَلَّجه ويَتَسلَّجه ـ أى يُلِجُّ فى شُرْبه* ابن دريد*
الغَمْجَرة ـ تتابُعُ الجُرَع وقد غَمْجر الماءَ* وقال* غَذجَه يَغْذِجه غَذْجا ـ جَرَعه
ولا أدرِى ما صحَّتها* وقال* لَذَجه وذَلَجه ـ جَرعه* وقال* جَرْجَر الشَّرابَ فى
جَوْفه ـ اذا جَرَعَه جَرْعا مُتَدارِكا حتى يُسْمَع
صوتُ جَرْعه وفى
الحديث «مَنْ شِرب فى آنِيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّة فكأنَّما يُجَرْجِرُ فى جَوْفه
نارَ جَهنَّم» * غيره* القَحِيح ـ فوقَ الجَرْع* صاحب العين* الاقْتِماح أخْذُك من
يَدِك بلسانِك وفَمِكَ من الماءِ وغيرِه* ابن دريد* والقُمْحة من الماءِ ماملأ الفَمَ
منه* أبو حنيفة* تركْتُه يتَسَمَّل سَمَلا من الشَّراب وغيره ممَّا يُشْرب
ويتَعَبَّب ويَتَسأَّر ـ أى يشْرب بَقَايَا* وقال* تَصابَبْت ما فى الاناء
واصْطَبَبْته ـ شرِبت جميعَ ما فيه وكذلك تَصاببْت العَيْشَ مُشَبَّه بذلك والاسم
الصُّبَابة ومثْله اشْتَفَفْته وتَشَافَفْته ـ شربت جميع ما فيه* غيره* شَفَّه
يَشُفُّه شَفًّا مثلُه* أبو حنيفة* وهى الشُّفَافة والتثَمُّل ـ كالتشَفُّف* أبو
عبيد* اقْتَمعت ما فى السِّقَاء ـ شرِبتُه كلَّه أو أخذتُه* أبو حنيفة* وكذلك
قَمَعته* ابن دريد* اقْتَحف ما فى الاناء ـ شرِبه أجمَعَ* صاحب العين* قَحَفْت
الاناء أقْحَفه قَحْفا كذلك* ابن دريد* القَعْف ـ كالقَحْف* السيرافى* الهِرْشَفُّ
ـ الشدِيدُ الشُّرب* أبو حاتم* أخذْت الاناءَ فاجتلَدْته واجتَلَدْت ما فيه ـ اذا
حملته فحَسَوْت ما فيه* أبو عبيد* صَفَحت الرجُل أصفَحُه صَفْحا سقَيته أىَّ شَراب
كان ومَتَى كان فان شَرِب من السَّحَر فهى الشَّرْبة الجاشِرِيَّة حينَ جَشْرِ
الصبحِ ـ وهو طُلُوعه** ابن السكيت* صبَحته أصْبَحُه صَبْحا ـ سقَيْته صَبُوحا ـ وهو
شرْب الغَداة* أبو حنيفة* يقال لكل شُرْب يكون بالغَدَاة الصَّبُوح وقد اصْطَبَح
وهى الصَّبائِح ويقال لشُرْب نِصْف النهار القَيْل وقد قيَّله وهى القَيْلات* ابن
دريد* تَقيَّل ـ شرِب فى وقت المَقِيل* أبو حنيفة* يقال لشُرب العشِىِّ وأوّلِ
الليلِ غَبُوق وقد غَبَقه يَغْبِقه ويَغْبُقه غَبْقا وهى الغَبائِقُ* أبو زيد*
الغَبُوق ـ ما اغْتَبقت بالعشِىِّ من لبَن أو نحوه وقد اغتَبَقت ورجُل غَبْقانُ
والغَبُوق ـ حلَب العشِىّ وغَبَقت الابلَ ـ سقَيْتها بالعشِىِّ أيضا وكذلك الغنمُ
وفى المثل «ان كنتَ كَذُوبا فشَرِبْت غَبُوقا باردا» أى هَلكتْ ماشِيتُك فعدمت
اللَبن وشرِبت الماءَ وأنشد الخليل
يَشْرَبْن
رِفْها بالنَّهار والليْل
|
|
من الصَّبُوح
والغَبُوق والقَيْل
|
وأنشد
أيُّها المرْءُ
خَلْفَك الموتُ إلَّا
|
|
يكُ منه
اصْطِباحَةٌ فاغْتِباقَهْ
|
* أبو حنيفة* القَلْز ـ ضرب من
الشُّرْب وأنشد
ونَدامَى كلُّهم
يَق
|
|
لِزُ والقَلْزُ
عَتِيد
|
* ابن دريد* باتَ يتَزَقَّم اللبَن ـ يشْرَبُه
ويُفْرِط فيه وهو الزَّقَم وإن يكن للزَّقُّوم اشتِقاق فمن هذا* غيره* شَقَع فى
الاناء يَشْقَع شَقْعا وقَبَع وقَمَع ومَقَع شرِب* صاحب العين* قَصَع الماءَ
قَصْعا ـ جرَعه جَرْعا* غيره* قعَزَ ما فى الاناء يَقْعَزُه قَعْزا ـ شرِبه
عَبًّا* صاحب العين* عَلَس يَعْلِس عَلْسا ـ شرِب وقد يقَع على الأكْل* وقال*
زعَبت الشَّرابَ أَزْعَبُه زَعْبا ـ شرِبته كلَّه وقد تقدّم تأن الزَّعْب
المَلْءُ* وقال* شَراب لذِيذُ المَنْزَع ـ أى المَقْطَع* قُطْرب* شُرْبٌ غِشَاش ـ قليلٌ
وقد تقدم فى قِلَّة النوم والشَّغْشَغَة ـ التَّصْرِيدُ فى الشُّرْب أى التقْلِيل*
صاحب العين* البَغْبَغة ـ شُرْب الماءِ وقد تقدم أنه الهَدِيرُ* أبو عبيد* قَعَرت
الاناءَ ـ شرِبت جميعَ ما فيه حتى انتَهيتُ الى قَعْره
الغَصَص بالشَّراب
* أبو عبيد*
الجَأْز ـ الغَصَص بالماءِ وقد جَئِزْت* سيبويه* رجلٌ جَئِزٌ وجَئِيز وقد تقدم ما
فى نَظائِره من اللُّغات المُطَّرِدة فى باب الأكْل وباب الحُمَّى* ابن دريد*
الجَعْز لغة فيه وقد جَعِز فأما الشَّرَق ـ فالغَصَص بالشَّراب والطعام عن ابن
السكيت* صاحب العين* وقد شَرِق شَرَقا وشَرِق برِيقه شَرَقا كذلك وفى الحديث «لعَلَّكم
تُدْرِكُون قَوْما يُؤَخِّرونَ الصَّلاةَ الى شَرَق المَوْتَى فصَلُّوا الصلاةَ
الى الوقْت الذى تَعْرِفُون ثم صَلُّوا معَهم» ـ أراد أنهم يُصَلُّون الجمعةَ ولم
يَبْقَ من النَّهار الا بقَدْر ما بَقِى من نَفْس هذا الذى شَرِق بريقه وقيل هو
اذا ارتَفعَت عن الحِيطانِ وصارتْ بين القُبُور كأنَّها لُجَّة
النِّدَام ومُداوَمة الشَّرَاب
* ابن السكيت*
نادَمْت الرجلَ نِدَاما ومُنادَمَةً وهو نَدِيمى وهم نُدَمائِى ونَدْمانِى وهو
نَدْمانِى والجمعُ كالواحد وهى نَدْمانَتِى* سيبويه* نَدْمانٌ ونَدْمانة والجمع
نِدَام ونَدَامَى ولا يجمَع بالواو والنون وإن دخَلت الهاءُ على أنُثاه* على* انما
ذلك لأن الغالِبَ على باب فَعْلانَ أن يكون أُنثاه بالالف نحو رَيَّانَ ورَيَّا
وسَكْرانَ وسَكْرَى وقد يكون النَّدِيم المُصاحِبَ والمُجالِسَ على غير الشَّراب
وأنشد
ألَا يا أُمَّ
عمرٍو لا تَلُومِى
|
|
اذا احتضر
النَّدامَى والمُدامُ
|
* قال أبو حنيفة* لا تكونُ المنادَمة
الا المُجالسةَ على الشَّراب والا فهو جَلِيس وليس بنَدِيم* صاحب العين*
الأَنْدَرُونَ ـ فِتْيانٌ من مواضِعَ شَتَّى يجتَمِعونَ للشَّراب واحدهم
أنْدَرِىٌّ وأنشد لعَمْرو بن كُلْثوم
* ولا تُبْقِى خُمورَ الأنْدِرينا*
* على* الأندَرُون
من باب الأعجمِين والأشْعَرِينَ* أبو حنيفة* نادَيْت الرجُلَ مثل نادَمْت ـ وهو
المُجالسة* ابن السكيت* شَرِيبُك ـ الذى يُشَارِبك وأنشد
* رُبَّ شَرِيب لك ذِى حُسَاسِ*
أى ذى مُشَارَّة
وسُوء خُلُق* أبو حنيفة* ظَلَّ يتَمَهَّق الشَّرابَ يومَه أجمَع ـ اذا حَسَاه واذا
لازَمَها شارِبُها فلم يَسْتفِق قيل أدْمَنَ وعاقرَ وهو خِمِّير ـ اذا أكثَر
شُرْبَها وأُغْرِم بها وهو مُسْتَهْلِكٌ بها* صاحب العين* المُكَاسَحَة ـ المُشارَبةُ
الشديدةُ* أبو حنيفة* فَنَكَ فى الشَّراب ـ عكَف عليه والانْتقال والمُناقلة أنْ
لا تفْتُرَ الكأسُ والغَتُّ ـ أن يُوالِىَ عليه الكأسَ دِرَاكا والاكْراء ـ الابْطاء
بها وقد أكْرتِ الكأسُ نَفْسُها وأكْراها صاحِبُها فان قَطَّعها وقَلَّل سَقْيه
قيل صَرَّدَ شُرْبَه* صاحب العين* صَبَن الساقِى الكأْسَ عمَّن هو أحَقُّ بها ـ صرَفَها*
ابن دريد* بَنُو غَبْراءَ ـ قومٌ يجتَمِعُون على الشَّراب من غير تَعارُف وكذلك
بَنُو قابِياءَ* صاحب العين* النَّقَل ـ ما يَعْبَث به الشارِبُ على شَرابه
العَرْبَدَة
* ثعلب*
العَرْبَدة ـ الأَذَى على الشَّراب ورجلٌ مُعَرْبِد وعِرْبِيد* ابن قتيبة* هو من
العِرْبَدِّ ـ وهى حَيَّة تَنْفُخ ولا تُؤْذِى* ابن السكيت* السَّوَّار
المُعَرْبِدُ* صاحب العين* المُتَزبِّع ـ العِرْبِيد وأنشد
وإنْ تَلْقَه فى
الشَّرْب لا تَلْق مالكا
|
|
على الكَأْس
ذاقَا ذُورةٍ مُتَزَبِّعا
|
وقد قدمت أن
التزَبُّع ـ سوءُ الخُلُق والمُشَارَّة
الدَّبِيب والسَّكَر
* قال أبو حنيفة*
اذا بدَأَ الشَّرابُ يأخُذُ فى شارِبه فذاك الدَّبِيب* غيره* دَبَّ يَدِبُّ وخَمْر
دَبَّابة ومنه دَبَّ السُّقْم فى الجِسْم والبِلَى فى الثوب والصُّبْح فى الغَبَس*
أبو حنيفة* فاذا تجاوَزَت فى الأخْذ قيل تَمَشَّت* وقال صاحب العين* حَدُّ الخمرِ
ـ صَلابتُها فى تمَشِّيها وأنشد
وكأسٍ كعَيْن
الدِّيك باكَرْت حَدَّها
|
|
بفِتْيانِ
صِدْقٍ والنَّواقِيسُ تُضْرَب
|
* أبو حنيفة* فاذا طارَتْ فى رأسه قيل
سارَتْ سَوْرا وسُؤُورا وسُوُورا* سيبويه* الهمز وتَرْكُه فى مثل هذا مُطْرد أما
ترك الهمز فعلى الاصل وأما الهمز فعلى من همز دُؤُورا وذاك سَوْرتُها وفَوْرتها
وحُمَيَّاها ـ حَمْوها وشِدَّة أخْذها وحُمَيَّا كل شئ ـ حِدَّته فاذا اشتدَّت
سَوْرتها حتى يُدَارَ بشاربها فذاك الدُّوَار وقد دِيرَ به وأُدِير وكذلك
الدُّوَام وقد دَوّمَت شارِبَها فاذا أخَذ شارِبُها يَفْتُر ويَستَرْخِى فذاكَ
الفُتَار ـ وهو ابتِداء النَّشْوة والتَّخْتيرُ ـ أشدُّ من التفْتِير ثم هو ثَمِل
والجمع ثِمَال وقد ثَمِلَ ثَمَلا وهو أيضا نَشْوانُ بيِّنُ النَّشْوه والنّشِيَّة
وقد نَشِىَ من الشَّراب نَشْوا ونَشْوةً ونِشْوة وجمع النَّشْوانِ نَشَاوَى ـ وذلك
اذا قاربَ السُّكْرَ ولَمَّا يُغْلَبْ وقد انْتَشَى ويقال للمُنتَشِى أيضا
مُخَشَّم وقد تخَشَّم والاسم الخُشْمة* قال أبو زيد* وذاكَ أن رِيحَ الشَّراب
تَثُور فى الخَيْشوم ثم تُخالِط الدِّماغَ فتُذْهِب العقْل* أبو حنيفة* واذا أخَذت
تَسْلُبهم عُقُولهم وتُرِيهم
القبِيحَ حَسنا
فذاك التَّخَوُّن والغَوْل فاذا جعل يَميدُ ويترنَّحُ ويُلَجْلِجُ فقد أمْعنَ فيه
السُّكْر ـ أى ذهَب* وقال* سَكِر سُكْرًا وسَكْرا وسَكَرا وسَكَرانا فهو سَكْرانُ*
سيبويه* والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى والانثى سَكْرَى ومنه سُكْرُ
الشَّبابِ والمالِ والسَّلطانِ* ابن السكيت* رجُل سِكِّير ومِسْكِير ـ كثير
السُّكْر* سيبويه* والانثى مِسْكِير بغير هاء وقد أسكَره الشَّرابُ والسَّكَر ـ الخمرُ
نفسُها* على* فأما قِراءة من قَرَأ «وتَرَى الناسَ سَكْرَى» فانه يجوز أن يكونَ
جَمعَ سَكرانَ شبَّه فَعْلان بفَعِيل الذى بمعنى مفعُول كجرِيح وجَرْحَى ويجوز أن
يكون أراد به الجماعة فأنَّث على ذلك* أبو حنيفة* فاذا نَزَفَت عقْلَه فهو
مَنْزُوف ونَزِيف ونَزُوف وأنشد
* بَدَّاء تَمْشِى مِشْيةَ النَّزُوفِ*
وهو أيضا
المُنْزَف ـ أى أُنْزِف عقلُه وكل مستنفِدٍ شيأ فقد أنْزفه وأَنْزَف القومُ نَفِد
شرابُهم* قال أبو على* يقال أَنْزَف الرجلُ على معنيين أحدُهما أنه يُراد به سَكِر
وأنشد أبو عبيدة وغيره
لعَمْرِى لَئِن
أَنزَفْتُمُ أو صَحَوتُمُ
|
|
لبِئْس
النَّدَامَى كنْتُمُ آلَ أبْجَرَا
|
فمقابلته له
بصحوْتم يدلُّ على أنه أراد سَكِرتم والآخر أَنْزفَ ـ اذا نَفِد شرابُه ومعنى
أَنْزفَ ـ صار ذا نَفَادٍ لشَرَابه كما أن الأوَّل معناه النَّفاد فى عَقْله
وقراءة حمزة والكسائى يُنْزِفُون يجُوز أن يُراد به لا يَسْكَرون عن شُرْبها ويجوز
أن يراد لا يَنْفَد ذلك عِنْدهم كما يَنْفَد شرابُ أهل الدنيا واذا كان معنَى (لا فِيها غَوْلٌ) لا تَغتال عقُولَهم حُمِلت قراءةُ حمزةَ والكسائى لا
يُنْزِفُون فى الصافَّات على لا يَنْفَد شرابُهم لأنك إن حملته على أنهم لا
يَسْكَرون صِرْت كأنك كرَّرت يَسْكَرون مرتين وان حملت (لا فِيها غَوْلٌ) على لا تَغتال صحَّتهم ولا تُصِيبهم عنها العِللُ التى
تَحدُث عن شُرْبها كما ذهب عاصمٌ اليه فى (يُنْزَفُونَ) فى الصافَّات كان على أنهم لا يَسْكَرون ويقال للسَّكْرَان
مَنْزوف وفى الواقعة (يُنْزِفُونَ) ـ أى لا يَنْفَد شرابُهم لانه قد تقدَّم أنه لا يُصِيبهم
فيها الصُّدَاع فقوله (لا يُصَدَّعُونَ
عَنْها) كتأويل قوله تعالى فى الصافَّات لا تَغْتال صحتَهم
فيُصْرَف لا يُنْزِفُون فى الصافَّات الى أنهم لا ينفَدُ شرابُهم وأما من قرأ (لا يُنْزِفُونَ) فى الموضعين
فانه أراد لا
يَسْكَرون وهو مِثْل لا يُضْرَبُون وليس يُفعَلون من أَفعَل ألا ترى أنّ أنْزفَ
الذى معناه سَكِر وأنْزف الذى يُراد به نَفِد شرابُه لا يتعدَّى واحدٌ منهما الى
المفعول به واذا لم يتعدَّ الى المفعُول به لم يجُزْ أن يبنَى له فاذا لم يجز ذلك
علمت ان (يُنْزَفُونَ) من نُزِف وهو مَنْزُوف ـ اذا سَكر* أبو حنيفة* والمَنْزُوف
مَغْلوب وصَرِيع وصَعِيق وقد أقْطَع القومُ مثل أنْزَفُوا* وقال* رانَتِ الخمرُ
بالمَنْزوف رُيُونا وأنشد
مَخافةَ أن
يَرِينَ النوْمُ فيهم
|
|
بسُكْرِ
سِنَاتِه كُلَّ الرُّيُونِ
|
وهو حينئذ
سَكْرانُ مُلْتَخٌّ ومُلْطَخٌّ ومُلْتَكٌّ ـ وهو اليابِسُ من السُّكْر ويقال
سَكْرانُ طافِحٌ وغَرِقٌ ومَغْمُورٌ باتٌّ ما يَبُتُّ وما يُبِتُّ مأخُوذ من بَتَّ
عليه الشئَ وأبَتَّه ـ قَطَعه واذا فارقه السُّكْرُ قيل أفاقَ فاذا تمَلَّس قيل
صَحَا صُحُوًّا* غيره* صَحا صَحوا وأصْحَى* أبو حنيفة* فان اعْتَقَب من شُرْبها
أذًى قيل خَمِرَ خَمَرًا فهو خَمِر ومخمُور واسم ذلك الأذَى الخُمَار* صاحب العين*
العَلَه ـ أذَى الخُمَار* غيره* شَرَاب مُخْفِس ـ سريعُ الاسْكارِ واشتِقاقُه من
القُبْح ألا تَرَى أنك تَخرُجِ من سُكْرك الى أقْبَح القولِ والفعلِ
باب الداخل على القومِ فى الشَّراب لم يُدْعَ اليه
* أبو حنيفة*
الواغِل والوَغْل ـ الداخِلُ على القوم فى شَرَابهم كالوارِشِ فى الطَّعام وقد
وَغَلَ وَغْلا ويقال للقَدَح المردُود وَغْل وأنشد
إنْ أكُ
مِسْكِيرا فلا أشْربُ ال
|
|
وَغْلَ ولا
يَسْلَم مِنِّى البَعِير
|
* أبو على* وقد يكونُ الوَغْل ههنا مصدرَ
وَغَل فيكونُ المعنَى لا أشْرَبُ وَغْلا ـ أى داخِلا على القَوْم ولم أُدْعَ ثم
أدخَل الالفَ واللامَ كما قال فأوْرَدَها العِرَاكَ وهو يُرِيد عِرَاكا* وحكى
السيرافى* رجُل وِغِل أتبع للمُضارَعة على قياس ما حكاه سيبويه فى هذا الباب* أبو
حنيفة* الحَصُور والحَصير ـ الذى يَشْرَب مع القومِ فلا يُنْفِق ولا يغْرَم ولا
يُسْقى وقيل هو الذِى لا يَشْرَب الشَّرَابَ من عِلَّة ويقال شَرب القوم فحصِرَ
عليهم فلانٌ ـ أى بَخِل
كتاب النَّخْل
* صاحب العين*
النَّخْلة ـ شجرَة التَّمْر والجمع نَخَلات ونَخْل ونَخِيلُ
باب اغْتِراس النخْل وافتِساله وبدْءِ نَباتِه
* قال أبو المجبب
والحرثُ بنُ دُكَيْن* أوَّلُ أسمائِها النَّقِيرةُ والنَّقِيرة ـ سُرَّة العَجَمة*
قال أبو زيد* النَّقِير ـ النُّقْرة التى فى ظهْر النَّواة ومنها تَنْبُت النخلةُ
من حَبَّة صغيرةٍ مُدَوَّرة تكون فى ذلك الموضِع فاذا نَزَعَتْ منها ونَجَمت فهى
نَجْمة وناجِمَةٌ ثم هى شَوْكة ثم تصيرُ الشَّوكة خُوصة وهى الخُنَّاصة والجمع
الخُنَّاص ثم تَغِيب أيَّاما ثم تَطْلُع من الخُوصة خُوصةٌ أُخْرى وأُخْرى فاذا
صارتْ ثلاثَ خُوصاتٍ سُمِّى الفَرْش ثم يتتابَعُ الخُوصُ حتى يكثُرَ ثم يَعْرُض
فيُدْعَى السَّفِيف وذلك قبل أن يُعَسِّب فاذا كَثُر خوصُه قيل عَسَّب وهو عَسِيب
ثم هى نَسِيغة الغين معجمة ثم هى شَعِيب العين غير معجمة لأنها قد شَعَّبت
أفْنانا* وقال أبو المجيب* اذا غُرِست الفَسِيلةُ قيل وَجِّهْها ـ وهو أن
تُمِيلَها قِبَلَ الشَّمال فتُقِيمُها حتى تَثْبُت فاذا مَشت الحياةُ فى الغَرِيسة
واخضَرَّت وخَرَج قُلْبها ومَجَّت شَحْمَتها وضربَتْ بِعُرُوقها وخرج لِيفُها فهى
مُؤْتَزِرة وهى لَفِيفة ثم هى عالِقَة فاذا خرج سَعَفاتٌ بعْد غُرُوسها قيل
انتَشَرت ويقال اجْثَالَّ الفَسيلُ ـ اذا انتشرَ وانتفَخَ وهو مثل اسْوادَّ
واحمارَّ من شَعْر جَثْل وقد تقدم فى الشجر فاما أبو حنيفة فقال اذا زُرِع
النَّخْل من النَّوَى فنبَتَ فهو نَوًى حتى تُنْسَب إحداهُنَّ وهى أطول ما كانتْ
فيقال لها نَواةٌ* قال* وكل نَخْلة مما لا يُعْرف اسمُه فهو جَمْع والنَّواة حين
تطْلُع غَرِيسةٌ لأنها صَلحَت للتحوِيل لأن الغَرِيس ما غُرس الواحدة غَرِيسة
ويُقال لما يُغْرَس أيضا غَرْس وغِرَاس وغِرَاسة ويجمَع غُرُوسا وأغْراسا وغِرَاسا
والمَغْرِس موضِعُ الغَرْس والغُرُوس ـ هو الرَّكْز* صاحب العين* الغِرَاس زمَن
الغَرْس* ابن دريد* الغَرِيسة ـ الفَسِيلة ساعةَ تُوضَع فى الارض
حتى تَعْلَق ثم
كثُر ذلك فى كلامهم حتَّى قالُوا غَرَس عِنْدِى نِعمة ـ أى أنْبَتها* أبو حنيفة*
فاذا عِلق الغِرَاس فهو العالِقُ* قال* والنَّخْلة النابِتةُ من النَّواة يُقال
لها شرْيةٌ فاذا حُوّلت فهى فَصْلة وقد افتَصَلْتها واذا كان الغَرْس من فِراخ
النخل وأرْآدِها ـ وهى أولادُها الواحد رِئْد ولم يكُن من النَّوى ـ فهو الجَثِيث
لأنها اجْتُثَّت من أمها* ابن دريد* المِجَثَّة والمِجْثاث ـ ما يُجَثُّ به
الجَثِيث ـ يعنى يُقْطَع* أبو عبيد* هو الجَثِيث والوَدِىُّ واحدته وَدِيَّة
والفَسِيل واحدته فَسِيلة* أبو المجيب* افْتَسَلْت الفَسيلة ـ قطَعْتها من أُمِّها
وغرَسْتُها* أبو عبيد* الهِرَاء ـ الفَسِيل وأنشد أبو حنيفة
أبَعْدَ
عَطِيّتِى ألْفا جَمِيعا
|
|
من المَرْجُوّ
ثاقِبَةَ الهِرَاءِ
|
* وقال* يعنى ما ثُقِب من الفَسِيل فى
أصُوله وانما تُثَقَّب اذا قَوِيت جِدًّا فخيف عليها أن تَستَفْحِل فيُثْقَب
أصلُها ثَقْبا نافِذا لئلا يَغْلُوَ فى القُوَّة ويُثْقَبُ بالعَتَل وقوله ثاقِبَة
يريد ذاتَ ثَقْب كما قال الا خرجوف اليَرَاعِ الثَّوَاقِب ـ أى ذَواتِ النَّقْب*
قال* ومثله شجَر ثامِرٌ ـ أى ذُو ثَمَر* قال المتعقب* هذا كلام أبى حنيفة وروايته
وتفسيره وما أحسنه لو كان أصاب فى الرِّواية ولكنه قد غَلِط فيها والشعر مرفوع
والرواية
أبَعْدَ
عَطِيَّتِى ألفا جَمِيعًا
|
|
من المَرْجُوِّ
ثاقِبُه الهِراءُ
|
أذُمُّك ما
ترَقْرَقَ ماءُ عَيْنِى
|
|
علَىَّ اذًا من
اللهِ العَفاءُ
|
* وقال أبو حاتم* فى قوله ثاقِبُه
الهراء ـ يعنى قد طلَع فَسِيلُه* أبو عبيد* فاذا كانتِ الفَسِيلةُ فى الجِذْع ولم
تكُن مستَأْرِضة ـ أى مُتَمكِّنة فهى خَسِيس النخْل ويُسَمَّى الراكِبَ* أبو
حنيفة* هى الراكُوبُ والرَّكُوب واللَّاحِقَة ولا خيرَ فيها والرَّكَّابة ـ الفَسِيلةُ
تخرُجُ فى أعلَى النخلةِ عِنْد قِمَّتها وربَّما خرجَتْ فى أصلها واذا قُلِعت كان
أفضَلَ لأُمِّها واذا كثُرتْ فِراخُ النخل قيل شَكِرتْ شَكَرا* ابن السكيت*
الشَّكِير ـ فراخُ النخْل* ثعلب* حقيقةُ الشَّكِير ـ ما يَنبُت حديثا حَوْلَ
قديمٍ* أبو حنيفة* واذا كان ذلك عن شُرْبها للماء قيل أشِرَت أشَرا واذا أُشْفِق
على الفَسِيل فسُتِر ليَقْوَى قيل كُمَّ ويقال للتى اجْتُثَّت من أُمِّها القَلْعة
وللتى اجتُثَّت من
الجِذْع الرَّكْزة وأصلها فى الجذْع يُسَمَّى الصُّنْبور والصُّنْبور أيضا
النَّخْلة الخارجةُ من أصْل نخْلة أُخْرَى لم تُغْرَس* أبو عبيد* فاذا قُلِعت
الوَدِيَّة من أُمِّها بكَرَبِها قيل وَدِيَّة مُنْعَلَة فاذا حَفَر لها بِئْرا
وغَرَسها ثم كَبَس حوْلَها بتَرْنُوق المَسِيل والدِّمْن يعنِى بالتَّرْنُوق
السِّمَادَ والطِّين فقد فَقَّر لها واسم البِئْر الفَقِير وجمعها فُقُر* ابن
الاعرابى* بَقَّروا لنَخْلهم مثلُ فَقَّروا* ابن دريد* المُشَاش ـ الطِّينة التى
غُرِس فيها النخْلُ* أبو حنيفة* يُقال للحُفْرة التى تُوضَع فيها النخلةُ القَنَاة
وقد قَنَّيْتَ كذا وكذا فاذا غَرَس الودِيَّة قيل وجِّهْها ـ وهو أن يُمِيلها
قِبَل الشَّمَال* أبو عبيد* البَتُول ـ الفَسِيلةُ التى قد انفَردت واستَغْنت عن
أمِّها والأمُّ مُبْتِلٌ وأنشد
ذلك مادِينُك اذ
جُنِّبَتْ
|
|
أحْمالُها
كالبُكُر المُبْتِلِ
|
* أبو حنيفة* هى البَتِيلة والبَتُول
والأُولى أكثر والبَتِل ـ المنفَرِد ليس بصِنْو ولاله رِئْد وأنشد
* مِن كلِّ سَمْحَاء لها جِذْعٌ بَتِل*
* غيره* الجَعْلة
ـ الفَسِيلة* أبو حنيفة* الأَشَاءة ـ فَوْق الفَسِيلة* أبو عبيد* الأَشَاء ـ صِغَار
النَّخْل واحدته أشَاءةٌ* أبو عبيد* فاذا صار للفَسِيلة جِذْع قيل قَعَدتْ وفى أرض
فُلانٍ من القاعِدِ كذا وكذا* أبو حنيفة* فاذا تمَكَّنت فى الارضِ وغَلُظت
أعْجازُها فهى غَلْباءُ والغَلَب من النخْل فى أعجازه ومن الحَيَوان فى رِقابِه
باب أصُول النخل
* صاحب العين*
الجِذْع ـ ساقُ النخلةِ والجمع أجْذاع وجُذُوع* قال الحرث بن دكين وأبو المجيب
الاعرابى* مَقَاعد النخلِ وقَصَرُها ـ أُصُولها وقد عمَّمنا بالقَصَر أصُولَ
الشجَرِ وأُرَى المَقَاعِد من قولهم قَعَدتِ النخلةُ ـ اذا صارَ لها جِذْع* أبو
عبيدة* أعجازُ النَّخْلِ ـ أصُولُها* ابن دريد* الصَّوْر ـ أصل نَخْلة وأنشد
كأنَّ جِذْعاً
خارِجًا من صَوْرِه
|
|
ما بَيْنَ
أُذْنيْهِ الى سِنَّوْرِه
|
نُعُوت سَعَف النَّخْل وكَرَبه وقِلبته
* أبو عبيد*
أنْسَغت الفَسِيلة ـ أخرجَتْ قَلْبها* أبو حاتم* نَسَّغت* ابن دريد* نَسَّغت وقيل
التَّنْسِيغ ـ إخْراجها سَعَفا فوقَ سَعَف* ابن السكيت* هو قَلْب النخلةِ وقُلْبها
وقِلْبها* أبو زيد* سمِّى قَلبا لبَياضه* أبو حنيفة* والجمع القِلَبة والقُلُوب
والأَقْلاب وقد قَلَبها ـ نزَع قُلْبها* وقال* قُلْب النَّخْلة رأسُها اللّين الذى
لم يَشْتدَّ فيصيرُ جِذْعا وقيل قُلْب النَّخْلة ـ الخُوصُ الذى يَلِى أعلاها
واحدتُها قُلْبة ويقال لقُلْبها الجُمّارة* أبو عبيد* والجمْع الجُمَّار* ابن
دريد* يُقال للجُمَّار الجامُور فصيحة* أبو عبيد* وشَحْمة النَّخْلة ـ هى
الجُمْارة* ابن السكيت* الجَذَب ـ الجُمَّار الخَشِن واحِدته جَذَبة* قال أبو على*
قال أبو العبَّاس الجَذَبَة ـ القُلْب خاصَّة والجمع جذَبٌ وجِذَاب* سيبويه* هى
الجَذَبة وجمعها جَذَب والجَذْبة وجمعها جِذَاب* أبو حنيفة* فاذا قُطِع ليُؤْكلَ
قيل جَذَب النخْلة يَجْذِبُها جَذْبا ويُقال للجُمَّارِ الكَثْر الواحدة كَثْرَة*
ابن دريد* وهو الكَثَر* صاحب العين* عَقَرت النخْلةَ عَقْرا ـ اذا قَطَعت رأسَها
فيَبِست ولم يَخْرُجْ من ساقِها شئٌ أبدًا ونَخْلة عَقِرة ـ اذا فُعِل بها ذلك*
أبو عبيد* يقال للسَّعَفات اللَّواتِى يَلِينَ القِلَبةُ العواهِنُ وقد عَهَنَت
تَعْهَن وتَعْهُن يبِست* أبو حنيفة* سُمِّيت عَوَاهِنَ لأنها رَطْبة ثم تشتَدُّ
وذلك أنه يُقال للقَضِيب اذا وهَنَ من كسْر يَسِير قضِيبٌ عاهِنٌ وقد تقدّم* أبو
عبيد* الخَوَافِى كالعَوَاهِن* أبو حنيفة* سُمِّيْت خَوافِىَ تَشْبيها بخَوافِى
الجَنَاحِ ـ وهى الرِّيشاتُ التى بَعْد القَوَادم وهى أضْعف وأقصَر من القَوادم
والقَوادِم تَستُرها اذا ضَمَّ الطائرُ جَناحَيْه والسَّعَفة من النخلة ـ بمنزِلة
القَضِيب من سائر الشَّجَر وهى فَرْع النخْلة ولا يُقال فى النخْل قَضِيب ولا
غُصْن ولكن يُقال شَطْبة وجَرِيدة وجمعه جَرِيد وفَنَن وخُرْص وخِرْص وخَرْص وجمعه
خِرْصانٌ وقد تقدّمت هذه اللُّغاتُ الثلاثُ فى السِّنَان وكذلك عَسِيب وجمعه عُسُب
وعُسْبانٌ وأعْسِبة وعُسُوب جمعٌ
قليل فى الكلام
ولا يقال فى النخل وَرَق ولكن خُوص واحدتُه خُوّصة وقد أخْوَص النخلُ وكذلك كلُّ
ما أشبَه النخلَ وهو اسم لرَطْبه ويابِسه* صاحب العين* الخُوْص ـ ورَقُ النخْل
والمُقْل والنَّارَ جِيل وصانِعُه الخَوَّاص* وقال ابن دريد* خَوَّصت الفَسِيلة ـ انفتَحتْ
سَعَفاتُها* أبو حنيفة* وقيل الخُوص يابِسه والسَّعَف رَطْبه فاذا يَبِس فهو
صَرِيف الواحدة صَرِيفة وقيل لا تكونُ السَّعَفة جَرِيدة الأبعد أن يُنْزَع
خوصُها* صاحب العين* السَّعَفة ـ غُصْن النخلةِ والجمعُ سَعَف وأكثرُ ما يُقال له
ذلك اذا يَبِس فاذا كان أخضَرَ رَطْبا فهو شَطْبة* غيره* السَّعَف ـ النخلُ
عامَّة* أبو عبيد* السَّعَف ـ هو الجَرِيدُ عِنْد أهل الحِجاز* صاحب العين* وشبَّه
امرؤُ القيسِ ناصِيَة الفرَس بسَعَف النخل فى قوله
وأرْكَبُ فى
الرَّوْع خَيْفانَةً
|
|
كَسَا وَجْهَها
سَعَفٌ مُنْتَشِرْ
|
* أبو حنيفة* ويقال للجَرِيد القَنَا
وجمعُه القِنِىُّ وأنشد
وقَلَّ لها
مِنِّى على بُعْدِ دارِهَا
|
|
قَنَا النخل أو
يُهْدَى اليكِ عَسِيبُ
|
وانما استَهْدته
عَسِيبا ـ وهو القَنَا لتتَّخِذ منه نِيرةً وحَفَّةً* ابن دريد* الوَصَا واحدتُه
وَصَاةٌ ـ وهى جرِيدة الفَسِيل الصِّغارِ الذى يُشَقُّ ويُرْبَط به القَتُّ
يمانِيَة وقيل واحدتُها وَصِيَّة* على* فَوَصا على هذا اسمٌ للجميع* أبو عبيد*
الكَرَانِيفُ ـ أصُولُ السَّعَف الغِلاظُ الواحدة كِرْنافةٌ* أبو حنيفة*
وكُرْنُوفة وقد كُرْنِفَت النخلةُ والدُّبَاكة ـ الكِرْنافة بلُغة أهلِ السَّواد
فاذا امْلاسَّت وذهَب كَرَبُها فلم يَبْق عليها شئٌ منه فهى قرْواح وفَرِيق
والفَرِيق أيضا ـ النخلةُ تنْبُت فيها نخلةٌ أُخْرَى واذا لم يُسْتَقْصَ الكَرَبُ
فبَقِيت أصُوله ناجمةً فى الجِذْع فأمكن المُرْتَقِىَ أن يرتَقِىَ فيها فذلك
الوقَلُ ومنه توَقَّل اذا صَعَّد واذا شُذِّبت العُسُب فأُصُولُها التى قُطِعت
منها هى الكَرَب واحدها كَرَبة* أبو حنيفة* ويقال لما يَبْقَى منها جِذْمار
وجُذْمُور* ابن السكيت* هو ما بقِى من السَّعفة بعد ما نُقْطَع* أبو حنيفة*
التَّنْبِيت ـ ما شَذَّبت عن النخلةِ للتخفِيف عنها ويُقال لِما بيْنَ الكَرَب
مُحِيطا بالجِذْع الى قِمَّةِ النخلة اللِّيفُ* قال سيبويه* واحدته لِيْفة
* الاصمعى* وقد
لَيَّفَت* أبو عبيد* الوَثِيل ـ اللِّيف وكذلك الخُلْب واحدته خُلْبة* غيره* هو
لُبُّ النخْلة وقد تقدّم أن الخُلْب والغَلْفَق ـ ورَقُ الكرْم والسِّيف من
اللِّيف ـ ما كانَ منه لاصِقًا باصُول العُسُب وهو أرْدأ اللِّيف وأجْفاهُ وشَوْك
النخلِ ـ يُقال له السُّلَّاء الواحدة سُلَّاءةٌ وأَسَلٌ الواحدة أَسَلَة
وسَعْدانة* وقال* أَشْوَكت النخلةُ ـ كثُرَ شَوْكها واذا كَثُر سَعَفُ النخلةِ فهى
أَثِيثةٌ وقد أثَّتْ أَثَاثةً وذلك كَرَم* ابن دريد* هَذَبْت النخلةَ ـ نَقَّيتها
من اللِّيف وهَذَبت الشئَ أَهْذِبه هَذْبا ـ اذا خَلَّصته ونَقَّيته وربَّما قالوا
هَذَبت الشئَ ـ قطعته والكُلْبة ـ الخُصْلة من اللِّيف وقد تقدَّم أنها شدَّة
البرْدِ والعَثَك والعُثَك ـ عُرُوق النخلِ خاصَّة لا أدرِى أواحِد أم جمْع وقد
قالوا العُثُك فان كان صحيحا فهو جمْع هذا لفظه وليس بلازِم لأن فُعُلا يكون واحدا
وجمعا* وقال* نَخْلة فَخُور عظيمة الجِذْع غليظةُ السَّعَف وفرس فَخُور ـ عظيمُ
الجُرْدانِ ورجل فَيْخَر كذلك وقالوا فَحْل فَيْخَز بالزاى وقد تقدّم جميع ذلك
والقَدْف ـ جَرِبد النخْلِ أزْدِيَّة وقيل هو أن ينبُتَ للكَرَب أطْرافٌ طِوالٌ
بعد أن يُقْطَع عنه الجريدُ والزَّوْر ـ عَسِيب النخل يمانيَة والزِّفْن ـ عَسيب
من عُسُب النخل يُضَمُّ بعضُه الى بعض شَبِيها بالحَصِير المَرْمُول وقال نخلة
مُغْضِف ـ اذا كثُر سعَفُها وبها سُمِّى الغَضَف من الخُوص* أبو حنيفة* النَّوَّاس
ـ ما تعَلَّق من السَّعَف
عُذُوق النخل ونُعوتُها
* أبو عبيد*
العَذْق عِنْد أهلِ الحِجاز ـ النخلةُ نفسُها والعِذْق ـ الكِبَاسة* أبو حنيفة*
الكبَاسة من النخلِ ـ بمنْزِلة العُنْقود من الكَرْم* غير واحد* جمع العِذْق
أعذاقٌ وعُذُوق* أبو عبيد* القنَا ـ الكِبَاسة وجمعها أقْناءٌ* أبو حنيفة* وقد
قُرِئ ومن النَّخْل من طَلْعها قَنْوَيْنِ وتقدم أنه الجَرِيد* أبو عبيد* القِنْو
ـ العِذْق وجمعه قِنْوانٌ* أبو حنيفة* وقُنْوانٌ وقُنْيانٌ* ابن جنى* قَنْوانٌ
بالفتح وهو اسم للجمع وليس بجمْع لأن فَعْلانا ليس من أَبْنِيه الجموع* أبو عبيد*
يقال لعُود العِذْق ـ العُرْجُون
وقال مرَّة هو
العِذْق اذا يَبِس واعْوَجَّ* غيره* العَرْجَنَة ـ تَصْوِير عَراجِين النخل وأنشد
* فى خِدْر مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ*
أى فيه صُوَر
الدُّمَى والعَراجِينِ* أبو عبيد* يُقال للعُرْجُون أيضا الاهَان* أبو حنيفة*
وجمعه أُهُنٌ ويقال لأصل الاهَان الابيضِ الذى لم يَظْهَرْ بعدُ إغْرِيض
وللِاغْريض موضِعٌ آخرُ سنأتى عليه ان شاء الله* أبو عبيد* الشِّمْراخ والشُّمْروخ
والاثْكال والاثْكُول والعِثْكال والعُثْكول ـ هو الذى عليه البُسْر وأصلُه فى
العِذْق والمُتَعَشْكِل ـ العِذْق ذُو العَثَاكِيل* أبو حنيفة* العُثْكُول ـ هو
القِنْو ما لم يكُن فيه رُطَب فان كان فيه رُطَب فهو عِذْق والعِثْكال ـ الكِبَاسة*
غيره* وهى العِثْكالةُ والأُثْكُون ـ لغة فى الأُثْكُول* أبو عبيد* والعاسِى
والمِطْو وجمعه مِطَاء ـ كاء الشِّمْراخ* أبو حنيفة* هو المِطْو والمُطْو وجمعهما
أمْطاء ومِطاءٌ* أبو عبيد* العِرْدام ـ العِذْق الذى تكونُ فيه الشَّمارِيخ
والذَّيْخ ـ القِنْو وجمعه ذِيَخَة* أبو حنيفة* يقال للعِذْق الشَّمْل وأنشد
أو بِشَمْل شالَ
من خصْبةٍ
|
|
جُرّدت للناسِ
بَعْد الكِمَام
|
فاذا نفِضَ
العِذْق فلم يَبْقَ فيه شئ فهو التَّرِيكُ والجمع التَّرائِكُ واذا خرجَت
الكَبائِسُ وفارقَت الكَوافِيرَ وامتدَّتْ عراجِينُها فان كانت العَرَاجِينُ
طِوَالا قيل نَخْلة بائِنةٌ وان كانتْ قِصارا قيل نخلة حاضِنَة وكابِسٌ والجَثْم
وجمعه الجُثُوم ـ هى العُذُوق اذا عَظُم بُسْرُها شيْأ وقد جَثَمت العُذُوق يجثُم
جُثُوما* ابن دريد* نخلةٌ طَرُوح طويلةُ العَراجِينِ والجمع طُرُح والعَسَق ـ العُرْجون*
صاحب العين* هو الرَّدِىءُ القديمُ* ابن دريد* العَيْطَلُ والعَطِيل ـ شِمْراخٌ من
طَلْع فُحَّال النخلِ والطَّرِيدة ـ أصْلُ العذْق والجَمْز ـ ما يَبْقَى فى أصل
الطَّلْع من الفُحَّال والجمع جُمُوز* غيره* العُرْجُود ـ أصْل العِذْق وقد تقدم
فى العِنَب* الأصمعى* رأيت فى العِذْق وَخْزا من خُضْرة ـ أى نَبْذا وقد تقدم أنه
النَّبْذ من الشئ مَعْموما به* غيره* عِذْق قِثْوَلٌّ ـ كَثِيف ومنه رجل
قِثْوَلَّ
اللِّحية
تَرْجِيب النخلِ وتَكْمِيم عُذُوقها
* أبو عبيد* اذا
مالَتِ النَّخْلةُ فبُنِىَ تحتها دُكَّانٌ تعتمِد عليه فذلك الرُّجْبة* أبو حنيفة*
ويُقال الرُّجْمة* أبو عبيد* والنخلة رُجَّبِيَّة وأنشد
ليسَتْ بسنْهاءٍ
ولا رُجَّبِيَّة
|
|
ولكن عَرَايَا
فى السِّنِين الجَوَائِح
|
* قال أبو على* قال ثعلب رُجَّبية
ورُجْبِيَّة وهذا هو القياس وأصلُ هذا من التعظيم يُقال رَجَبت الرجلَ رَجْبا ـ أعظَمْته*
أبو حنيفة* التَّرْجِيب ـ أن يُجْعَل شَوْكٌ حوْلَ النخلةِ لئلَّا تُمَسَّ ولا
تُرْتَقَى ويقال للرُّجْمة ـ الحائِطُ والتَّذْلِيل أن يُرْبَطَ العِذْق الى
الجَرِيدة لتَحْمِله والتَّكْمِيم ـ أن تُجْعَل الكَبَائس فى أَكِمَّة تصونُها كما
تُجْعَل عَناقِيدُ الكَرْم فى الأغْطِية وقد كَمَّ الأعذاقَ يكُمُّها كَمًّا
وكِمَاما والتَّشْجِير ـ أن تُوضَعَ العُذُوق على الجرِيد وذلك اذا كُثر حملُ
النخلةِ وعَظُمت الكَبائسُ فَخِيف على الجُمَّارة أو العُرْجُون* أبو زيد*
الجائِزُ ـ الخَشبة التى تُنْصَب عليها الأجْذاع
لَقَاح النخلِ وفُحَّاله
* أبو حنيفة* هو
اللَّقَاح واللَّقَح* غير واحد* لَقَّحت النخْلةَ وألقَحْتها ولَقِحت هى وكذلك
غيرُها ولا يقال لَقَحْتها فأما قوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا
الرِّياحَ لَواقِحَ) فزعم أبو العباس محمد بن يزيد أنه على طرْح الزائِد كنحو
* يَخْرُجْن من أجْواز لَيْلِ غاضِ*
* قال أبو على*
قال أحمد بن يحيى ليس على حذْف الزائد ولكنه يقال رِيح لاقِح كما يقال رِيح عَقِيم
وقد أبنتُ ذلك فى الرِّيح واسْتَلْقحت النخلةُ ـ آنَ لها أنْ تُلْقَح* الأصمعى*
أتَانَا زَمَنَ الجِبَاب ـ أى التَّلْقيح للنخْل وقد جَبُّوه ـ لَقَّحُوه* أبو
عبيد* أَبَرتُ النخلَ آبِرُه أبْرا وأَبَّرته وقد يُستَعْمل فى الزَّرْع وأنشد
ولِىَ الأصْلُ
الذِى فى مِثْلِه
|
|
يُصْلِحُ
الآبِرٌ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ
|
وقد تقدّم* أبو
حنيفة* واسم العَمل الابارةُ وكلُّ إصلاح إبارة وقد تَأَبَّرت النخْلُة قَبِلت
الابَارةَ وقد تقدَّم الابَار فى الزَّرْع* أبو عبيد* أهلُ المدينةِ يقولُون
كُنَّا فى العَفَار ـ أى إصْلاح النخل وتلقِيحِها* ابن دريد* عَفَّرت النخلَ
فرَغْت من لِقَاحها فى بعض اللُّغَات* أبو حنيفة* ذُكْرانُ النخْلِ ـ هى
الفَحَاحِيل واحدُها فُحَّال وهى الفُحُول أيضا واحدُها فَحْل ويقال نخلة فُحَّال
لأنه لا يُوصَف به الا المذَكَّر وغلَب الفُحَّال للتفرِقة* ابن السكيت* هو
فُحَّال النخْل ولا يُقال فَحْل الا فى ذى الرُّوح وأنشد
يُطِفْن
بفُحَّال كأنَّ ضِبَابَه
|
|
بُطُون
المَوَالِى يوم عِيدٍ تغَدَّتِ
|
* أبو حنيفة* ويقال للفُحَّال أيضا
جِلْف* غيره* وهو البَعْل* ابن دريد* الذُّكَّارة ـ الفحْلُ من النخل والشِّرْعاف
والشُّرْعاف ـ طلْع فُحَّال النخل* أبو حنيفة* وربَّما نَظَرت النخلةُ الى
الفُحَّال البعيدِ منها فصبَتْ اليه فلا يَنْفَعها تَلْقِيح حتى تُلَقَّح منه
ويقال صَبَت النخلةُ تَصْبُو واذا امتنعَت النخلة من الحَمْل قيل استَفْحَلت ـ أى
صارَتْ كالفحل والحِرْق ـ اسمُ ما أُخِذ من الفحل فدُسَّ فى الآخَرِ والتَّقْحِيط
ـ التلْقِيح فان أُعجِلَت النخلةُ فلُقِّحت فذلك الابْتِسار فاذا أفْسَدها قيل
جَزَّرها وهى حينئذ مُصِيص قيل واذا أرادُوا أن يُلْقحوا العَجْوة قيل لَفِّحُوها
بالعَتِيق ـ وهو فَحْل معْروف لا تَنْفُض نخلَتُه ولا تُصأْصِئُ ولا تَمْرَق وان
لم يَكُنْ بالعتِيق قيل هذا فَحْل اللوَّنْ* أى الدَّقل أبو عبيد* وهو الرَّاعِل*
غيره* وهو الكَرِيم من الفَحَاحِيل* ابن دريد* فَقَقْت النَّخلَة ـ اذا فَرَّجت
سعَفَها لتصِلَ الى الطَّلْعة فتُلْقِحها* صاحب العين* ومنه انفَقَّت عَوَّاءُ
الكَلْب ـ انفرَجَت* ابن دريد* مَقَقْت الطَّلْعة ـ شقَقْتُها للِابَار وكذلك
غيرُها ونَقَّحْت الجِذْع ـ شذَّبْته من اللّيف ومن ذلك قولُهم «خَيْرُ الشِّعْر
الحَوْلِىُّ المُنَقَّح» * اللحيانى* الكُشُّ ـ الذى يُلَقَّح به النخلُ* الاصمعى*
العَطِيل ـ ما لُقِّحت به النخلَةُ من الفُحَّال
نُعوتُ النخلِ فى طُولِها وقِصَرها
* أبو عبيد* اذا صارَ للنخْلة جِذْع
يَتَناوَل منه المُتناوِلُ فتلك النخلةُ العَضِيد وجمعه عِضْدانٌ* أبو حنيفة* هى العَضِيدة*
أبو عبيد* فاذا فاتَتِ اليدَ فهى جَبَّارة فاذا ارتفعَتْ عن ذلك فهى الرَّقْلة
وجمعها رَقْل ورِقَال وهى عِند أهْل نَجْد العَيْدانةُ* ابن دريد* عَيْدنَت
النخلةُ ـ صارتْ عَيْدانةً ـ أى طوِيلةً مَلْساءَ* أبو عبيد* فاذا طالَتْ قال ولا
أدْرِى لعلَّ ذلك مع انْجِراد يكونُ فهى سَحُوق وجمعُها سُحُق* قال أبو على* فأما
قوله
كأنَّ عَيْنَىَّ
فى غَرْبَىْ مُقَتَّلةٍ
|
|
من النَّواضِح
تَسْقِى جَنَّةً سُحُقَا
|
فزعَم خالدُ بنُ
كُلْثوم أنه سمَّى جماعةَ النخْل جَنَّة* وقال أحمد بن يحيى* أراد نَخِيلَ جنَّةٍ
سُحُقا* أبو حنيفة* السَّحُوق ـ التى لا بَعْدَها والجَبَّار ـ الذى قد ارْتُقِى
فيه ولم يَسْقُط كَربَهُ وهى أفْتَى النَّخْل وأكْرَمُه والعَيْدان ـ أطْولُ ما
يكونُ من النخل وقيل لا تَكُون النخْلَة عَيْدانةً حتى يَسْقُطَ كَرَبُها كلُّه
ويَصِير جِذْعُها أجْردَ من أسقلِها الى عُسُبها وقيل تكون وَدِبَّة ثم فَسِيلة ثم
أشاءةً وجمعها أشَاءٌ* على* حملها صاحبُ الكتابِ على أنَّ همزتها منقلبةٌ عن ياء
وحملَها أبُو بكر على أنها من بابِ أجَأ والقول الأوّلُ أصحُّ لأن الحروفَ التى
فاءاتُها ولا ماتُها همزةٌ محصورةٌ لم تسَعْ أشاءةً لا مكان التصريف أن يردَّها
الى غير ذلك ولذلك حملَ أبو على قولهم أَطْأ الشاعرُ على أنه من باب أَنَاة أى ان
همزتَها بدلٌ من الواو كما ذهب اليه أبو بكر فى همزة أسْماءَ اسمِ امرأة اشتعَّه
من الوَسَامة* أبو حنيفة* ثم تكونُ بعد الأَشَاءة جَعْلةً وجمعها جَعْل وقد قدَّمت
أنه الفَسِيل ثم جَبَّارةً وانما سمِّى جَبَّارا لأنه عظُم أن تنالَه يدٌ*
السيرافى* الجَبَّار بغير هاء ـ النخْلةُ الفائِتة لليد والذى عِندى أنه جمعُ
جَبَّارة* ابن قتيبة* جمعُ الجَبَّارة جَبَابِيرُ والذى عِندى أن جَبَابيرَ جمع
جَبّار* أبو حنيفة* ثم عَضِيدة ثم رَقْلة ثم مَجْنونة ـ وهى أطولُ النخْل ويقال
للنخْلة الطويلةِ بلُغة أهل المدينة رَقْلة وفى لُغة أهْل نجد عَيْدانة وفى لُغة
أهل عُمَان عَوَانة وجمعها عَوَان وبها كُنِّى الرجُل* ابن دريد* نخلةٌ عَوَانٌ
وفى لُغة أهل البحرينِ صادِيَة وفى لغة طيّئ طَرْق والجمع طُرُوق* أبو عبيد*
الطَّريق ـ الطِّوال واحدته طَرِيقة* أبو حنيفة* ويجمع الطَّرِيق
طَرَائِق* ابن
دريد* الطَّرِيق من النخْل ـ الذى يُنال باليدِ وقيل هى التى تمتَنِع عن اليَدِ
نخْلة طَرِيقة ـ طَوِيلة مَلْساءُ* ابن السكيت* نخلة عَمِيمة ونَخِيل عُمٌّ ـ طويلةٌ*
أبو حنيفة* نخلة عُمُّ ونَخِيل عُمٌّ بيِّنة العَمَم* على* هذا يصْلُح أن يكونَ من
باب جُنُب فى أنه للواحد والجميعِ بلفظٍ واحد ويصلح أن يكون من بابِ دِلاص
وهِجَانٍ أعنى أن عُمًّا كُسِّرت على عُمٍّ فاللفظ متَّفِق والتوجيهانِ مختلِفانِ
فتكونُ الضمةُ التى فى عُمٍّ الجمعيَّةِ غيرَ التى فى الواحد كما قالوا دِرْع
دِلَاص وأدْرُعٌ دِلَاص فكسَّروا فِعَالا على فِعَال* قال سيبويه* ويدلُّك على أنه
ليس من باب جُنُب قولُهم دِلَاصانِ وهِجانانِ فكسَّروا كما ثَنَّوا والكلمة أعنى
عُمًّا فى الواحد والجمع فُعْل لا فُعُل لأن فُعُلا يحتمل التضعيفَ ولا يُدْغَم
كقولهم فى الواحد شُلُل وفى الجميع جُدُد ولذلك حمل سيبويه رجُل جُدٌّ على فُعْل
دُونَ فُعُل وان كان فُعُل أكثرَ فى الصِّفات لما ذكرناه وأما سيبويه فجعل عُمًّا
جمعَ عَمِيمة* قال* وألزمُوه التخفيفَ اذ كانوا يُخَفِّفون غير المعتَلِّ ونظيره
بُوْن وقد كان يجب عُمُم كسُرُر لأنه لا يُشْبِه الفعل* ابن السكيت* الكَتِيلة
بِلُغة طيئ ـ النَّخْلة التى فاتَتِ اليدَ وأنشد
قد أبْصرَتْ
سُعْدَى بها كَتائِلِى
|
|
طَوِيلَةَ
الأَقْناء والأَثَاكِلِ
|
* وقال* نخلةٌ مُطْلِعة ـ اذا طالَتِ
النخلَ ـ أى كانتْ أطولَ من سائِره* صاحب العين* الباسِقَة ـ الطوِيلةُ وقد بَسَقت
تَبْسُق بُسُوقا* أبو حنيفة* البَهْزَرَة ـ النخلةُ التى تَتَناوَل منها بيَدِك
وأنشد
بَهَازِرًا لم
تَتَّخِذْ مَأزِرَا
|
|
فهى تَسَامَى
حوْلَ جِلْف جاذِرَا
|
الجِلْف ـ الفُحَّال
ويعنى بالمأزِر اللِّيفَ فاذا أفْرطتِ النخلةُ فى الطُّول قيل أهْجَرتْ وهى
مُهْجِر* ابن دريد* القَضَاضِيم ـ النخلُ التى تَطولُ حتى يَجِفَّ ثَمَرها الواحدة
قُضَّامة* ابن السكيت* نخلةٌ سامقَة ـ طويلة جِدًّا سَمَقَت تَسْمُق سُمُوقا*
الاصمعى* نخلةٌ قِرْواحٌ ـ طويلةٌ مَلْساءُ
نُعوتُ النخل فى اصْطِفافها ونِبْتِتها
* أبو عبيد* النخل
المُنَبِّق ـ المُصطَفُّ على سَطْر مُسْتوٍ وأنشد
* كنخْلٍ من الأعراضِ غَيْرِ مُنَبِّقِ*
* أبو حنيفة* كلُّ
شئٍ سَوَّيته فقد نَبَّقته ونَمَّقته* قال* وكلُّ سَطْر من النخْل اذا كان
مُنَبِّقا سِكَّة* على* وسُمِّيت الأزِقَّة سِكَكا لاصْطِفاف الدُّور فيها كطُرُق
النخل* أبو عبيدة* ما بينَ السِّكّتين من النخل غِرَار وطَرِيق وقد تقدّم أن
الطَّرِيق الطِّوال منها* أبو حنيفة* المَحْق الخَفِىُّ ـ النخلُ المُقارَب بيْنَه
والحَصَر ـ التَّضايقُ فى النِّبْتة حتى يَمَس بعضُ السَّعَف بعضا ولا خيْرَ فى
هذه النِبَتْة لان أفضلَ الغَرْس ما بُوعِد بينَه حتَّى لا تَمَسَّ جريدةُ نخلة
جريدةَ نخلةٍ أُخْرَى وشَرَّه ما قُوربَ بينَه وخَطَّأ المرَّارَ فى قوله فى صِفة
النخل
كأنَّ فُرُوعَها
فى كُلِّ رِيحٍ
|
|
جَوَارٍ
بالذَّوائِبِ يَنْتَصِينَا
|
ثم فسَّر هذا
البيتَ فقال وهذا من التقارُبِ حتى ينالَ سعَفُ بعضِه سَعفَ بعضٍ وذلك هو الحَصَر
ـ أى التَّضَايقُ وقال لَبيد فى نعْت نخل بخلاف وصْف المرَّار
بَيْن الصَّفَا
وخَلِيج العيْنِ ساكِنةٌ
|
|
غُلْبٌ
سَوَاجِدُ لم يَدْخُلْ بها الحَصَرُ
|
* قال المتعقبُ* أما قوله أخطأ
المرَّار فى قوله
* جَوارٍ بالذَّوائبِ يَنتصِينَا*
فالخطأ منه ولا
شئَ أحسَنُ من هذا الوصْفِ للنخل وأهلُ البَصَر بالنخْل من أهْل الحِجازِ وأهلِ
البصْرة مُجْمِعُون على أن النخل سَبِيله أن يُباعدَ بين غَرْسه وأنَّ من جَيِّد
نعته أن يمتدَّ جريدُه ويَكْثُرَ خُوصُه ويكثُفَ ويتصلَ بعضُه ببعض يُواصِيه حتى
يمنع الطيرَ من أن تَطِير من تحتِه الى أعلاه وهذا أشدُّ اشتِباكا من المُنَاصاة
لأن المُنَاصاة أن يأخُذَ الاثنانِ كلُّ واحد منهما بناصِيةٍ صاحِبه ومن وَصْفهم
لنَخْلهم أن يقُولوا لا تقْدِر الطيرُ على أن تَشُقَّه ولا تُرَى منه الشمسُ وقولُ
أبى حنيفة إن النخلَ إنما يتَناصَى من الحصَر غلَطٌ وانما الحَصَر ـ تَقارُب ما
بين الأُصولِ والاختِيارُ تباعُدُها وقد أكثرتِ الشعراءُ فى ذلك وحَمَدت العربُ
الجَنَّاتِ بالتِفَافها فقالوا جَنَّة لَفَّاءُ وقد وَهم فى بيت لَبِيد فمما وَهِم
فيه ما أنبأتك من أنه جعَل الحَصَر تقارُبَ الرُّؤُس وانما هو تَقارب الأُصولِ
ووَهِم أيضا فى السَّوَاجد وزعم أنها المَوَائِلُ وزعم
أنها الثَّوَابِتُ
واستشهد لهذا بقول الراجز
لَوْلا
الزِّمامُ اقْتَحمَ الأَجارِدَا
|
|
بالغَرْب أودَقَّ
النَّعامَ السَّاجِدَا
|
أنشده ابن
الأعرابى* وقال* قول ابن الأعرابى هذا حَسَن وقد يجوز أن يكون الساجِدُ المائِلَ
على أن المُرَجَّبات من النخل كُلّها مَوائِلُ ولا يُرَجَّب إلا كَرِيمُ النخل ثم
قال وصَعْل النخلِ كلها عُوْج وأنشد
لا تَرْجُوَنَّ
بذِى الآطَامِ حاملةً
|
|
ما لم تَكُنْ
ضَعْلةً صَعْبا مَرَاقِيها
|
ثم مالَ الى أنها
المَوائِل واختارَ هذا القولَ وقد أساء من جِهَتين إحْداهما تغييرُ الرِّواية انما
روَى العلماءُ بيت لبيد
* غُلْبٌ شَوَامِلُ لا يُزْرِى بها الحَصَرُ*
فجعلها سَواجِدَ
ثم اختار شرَّ وجهَىْ سَواجِد لو كان قاله وانما الساجِدُ فى لُغة طئ المنتصبُ وفى
لُغة سائِر العرَب المُنْحنِى* ابن دريد* الرَّزْدق ـ السَّطْر من النخلِ وغيرِه
فارِسىٌّ معرَّب* وقال* وقَف القومُ رَزْدَقا ـ أى صَفًّا* أبو حنيفة* واذا كانت
النَّخَلات فى أصْلٍ واحد فهى أصناءٌ وصِنْيانٌ وصُنْيانٌ وصِنْوانٌ وصُنْوانٌ
الواحد صِنْو وأصلُ الصِّنو ـ المثْلُ* قال أبو على* الكسرة التى فى صِنْوان ليست
التى كانتْ فى صِنْو كما أن الكسرةَ التى فى قِنْوانٍ ليست الكسرةَ التى كانتْ فى
قِنْو لأنَّ تِلكَ قد حُذِفت فى التكسِير وأمَّا من ضمَّ الصادَ من صِنْوان فانه
جعَله مثلَ ذِئْب وذُؤْبان وربما تعاقَبَ فِعْلانٌ وفُعْلان على البِناء الواحد
نحو حَشّ وحِشَّانٍ وحُشَّانٍ وكذلك صِنْوانٌ وقد حكى سيبويه الضمَّ فيه والكسرُ
فيه أكثرُ فى الاستعمال* قال أبو عبيدة* فى قوله جل وعز (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ
وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) الصِّنْوان ـ صِفةٌ للنخيل والمعنى أن يكونَ الاصلُ واحدا
ثم يتشعَّب فى الرءُوس فتَصِير نخلا ويَحْمِلْن* ابن دريد* نخْل غَتِلٌ ـ مُلْتفٌّ
وقد قدَّمت أن الغَتَل كثْرةُ الشجر
نُعُوت النخلِ فى جَزْئها وبُعْدها من الماء وقُرْبها
* أبو حنيفة*
النخلُ الجازِئُ ـ المستَغْنِى عن السَّقْى وكذلك الْغامِرُ والصَّادى
واذا عَطِشَت فهى
صَديا وصادِيَة وقد تقدَّم أن الصادِيَة الطويلةُ فان يَبِست من العَطَش فهى
صاوِيَة وقد صَوَت تَصْوِى صُوِيًّا* قال أبو على* وقد يكون الصُّوِىُّ فى
الحَيوان وأنشد
قد أُوبِيَتْ
كُلَّ ماءٍ فَهْى صاوِيَةٌ
|
|
مَهْمَا تُصِبْ
أُفُقا من بارِقٍ تَشِمِ
|
* أبو عبيد* البَعْل ـ ما سَقَتْه
السماءُ عمَّ به وخصَّ بعضُهم به النخلَ وقيل البَعْل من النخلِ ـ ما شَرِب
بعُروقه من عُيُون الارض من غير سَماءٍ ولا سَقْى وإيَّاه عنى النابغة بقوله يصف
نخلا
مِنَ الوارِداتِ
الماءَ بالقاعِ تسْتَقِى
|
|
بأذنابِها قبْلَ
استِقاء الحَنَاجِر
|
فأخبر أنها تشرَبُ
بأذنابها ـ وهى العُرُوق وقد استَبْعَل النخلُ والموضِعُ ـ صار بَعْلا والبَعْل ـ الاتاوَة
على سَقْى النخلِ* أبو حنيفة* والسِّقْى ـ الذى يُسْقَى «رُوِى أنَّ النبىصلىاللهعليهوسلم أُتِى بقِنَاعَيْن من رُطَب أحدُهما سِقْى والآخَرُ بَعْلٌ
فوَضَع يدَه فى البَعْل وترك السِّقْى فقيل له يا رسولَ الله هذا أصْقَرُهما
وأطيَبُهما يَعْنُون السِّقْىَ فقال عليهالسلام إن هذا لم تُجَع فيه كَبِدٌ ولم يُضْرَب فيه ظَهْر» يعنى
العِذْى ـ أى البعلَ* ابن دريد* الجَعْل ـ كالبَعْل وقد تقدَّم أنها القِصَار
وأنها الفَسَائِل* أبو حنيفة* فاذا أردْتَ المُتباعِدَ عن الرِّيف البَرِّىَّ قلتَ
عَذِىٌّ مثل سَقِىٍّ* وقال* شَرَّبت النخلةَ ـ هَيَّأت لها الشَّرَباتِ وقد تقدم
ذكرُها وكذلك حَوّضْتها* ابن دريد* العِضْدان والعَوَاضِد ـ ما يَنْبُت من النخل
على جانِبَىِ الفَلَج وقد تقدم أن العِضْدانَ من النخْل ـ ما صار له جِذْع
يَتَناوَل منه المُتناوِلُ* أبو عبيد* الكارِعَات والمُكْرَعاتُ ـ القَرِيبة من
الماء والنَّادِيَات ـ البَعِيدةُ منه* أبو حنيفة* الهَوَادِى ـ البعيداتُ من
البُيُوت والمَذَارِعُ ـ القَرِيبة منها ومنه قيل للقُرَى التى تَقْرُب من الرِّيف
مَذَارِعُ
جُمَّاع النخل
* أبو عبيد*
الصَّوْر ـ جُمَّاع النخلِ* وقال مرة* هو النخلُ المجتَمِع الصِّغارُ ولا واحِدَ
له والحائِشُ ـ جُمَّاع النخلِ ولا واحِدَ له وأنشد
وكأنَّ ظُعْنَ
الحَىِّ حائِشُ قريَةٍ
|
|
دانِى الجَنَاةِ
وطَيِّبُ الأثْمارِ
|
* أبو حنيفة* وهى الحَوَائِش والحَشُّ
والحُشُّ ـ جَمَاعةُ النخلِ* سيبويه* والجمع حُشَّان وحِشَّانٌ وحَشاشِينُ جمعُ
الجمع والحَشُّ أيضا ـ البُستانُ أيًّا كانَ والحائِطُ والحَدِيقةُ والحَظِيرة
والبُسْتانُ والأيْكةُ ـ جماعَةُ النخلِ وأنشد
فما خِلْتُها
إلَّا دَوالِحَ أُوقِرتْ
|
|
وكُمَّت لحَمْلٍ
نخلُها وفَسِيلُها
|
يَكادُ يَحَارُ
المُجْتنِى وَسْطَ أيْكِها
|
|
اذا ما تَدانَى
بالعَشِىِّ هَدِيلُها
|
فجعل الأيكةَ من
النخْل وقد عَمَمْنا قبل هذابها والعُقْدة ـ الجَماعةُ من النخلِ ومنه قيل «الَفُ
من غُرَابِ عُقْدَةٍ» * قال أبو على* وهى العِقَاد* ابن دريد* اعْتَقَد فلانٌ
أرْضا ـ اشتَرَاها* أبو حنيفة* الشَّرَبُ ـ الجماعةُ من النخلِ والصَّرِيمة ـ القِطْعة
من النخلِ وأنشد
تَجُولُ بأعْلَى
ذى البُلَيْدِ كأنَّها
|
|
صَرِيمةُ نخلٍ
مُغْطَئِلٌّ شَكِيرُها
|
* ابن دريد* المَنْقَبَة ـ الحائِطُ
من النخل* قال أبو على* قال خالدٌ الجَنَّة جَماعةُ النخلِ والجمع جِنَانٌ وإنَّما
ذلك لِالْتِفافها كما تقدم وقال فى التَّذْكِرة لا تكونُ جَنَّة فى كلام العرَب
إلا وفيها أعْنابٌ فاذا كانتْ أشْجارًا لا نخْلَ فيها ولا أعنابَ فهى الحَدائِقُ
وسائرُ النَّبات الرِّيَاضُ
حَمْل النخلِ وسُقوط حَمْله
* ثعلب* حَمْل
النخلةِ يُفْتَح ويُكْسر وقد تقدم تصريفُه فى عامَّة الشجَر* أبو عبيد* اذا حملت
النخلةُ صغِيرةً فهى المُهْتَجِنة* أبو حنيفة* وقد يقال ذلك فى الغَنَم وهى
الهاجِنُ يقال اخْرُفْ لنا من الهُوَيْجِنِ وقد قدَّمت الهاجِنَ فى العُنُوق
والمُهْتَجِنةَ فى النِّساء* قال أبو عبيد* فى كتابه الموْسُوم بالأَمْثال عند
قولهم «جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلَد» إنَّ الهاجِنَ ههُنا كنايةٌ عن المُسنَّة على
وجْه التقَاؤُل* ابن دريد* الفِرْضاخ ـ النخلَةُ الفَتِيَّة وقالوا ضَرْبٌ من
الشجَر والضِّرْدَاخ كذلك* أبو عبيد* فان حملَتْ سنةً ولم تحمِل أُخْرَى قيل
عاوَمَتْ وسانَهَتْ وهى سَنْهاءُ* أبو حنيفة* وكذلك قَعَدت وحالَتْ وهى حائِلٌ
وأخْلفَتْ
* أبو عبيد* فاذا
كثُرَ حملُها ـ قيل حَشَكَتْ* ابن دريد* وهى نخلة حاشِكٌ بغير هاءٍ* أبو عبيد*
وكذلك أوْسَقَتْ ـ يعنى أنَّها قد حَملت وَسْقا وهو الوِقْر وأنشد
* مُوسِقاتٌ وحُفَّلٌ أبْكارُ*
* أبو حنيفة*
وكذلك حَشَدَت* قال* واذا بلَغ الأَشاءُ أن يَحْمِلَ قيل أَلَّم وأَطْعَم
والصَّفِىُّ والخَوَّارة ـ النخلةُ الكثِيرة الحملِ وقد تقدم فى الشاةِ والابِلِ*
ابن دريد* نخلةٌ سِرْداح ـ كريمة صَفِيَّة* صاحب العين* الخَصْبة ـ النخلةُ
الكثِيرةُ الحمْلِ والجمع الخِصَاب* أبو حنيفة* ويُقال نخلةٌ مُوْقِرة ومُوْقَرة
ومُوْقِر ومُوْقَر فان كان ذلك عادةً لها فهى مِيْقار واذا كانتْ كذلك فهى ثَمِيرة
فى نَخِيل ثُمُر والغَزِيرة مثلُها وقد تقدَّمت فى الحِيْرانِ والمِياه* وقال*
آتَتِ النخلةُ ـ كثُر حَمْلُها وأتَتْ أَتْوا ـ طلَعَت ثمرَتُها ويقال لَحْمل
النخلةِ سنَتَها الكَفْأةُ والكُفْأة واذا كانتِ البُسْرتانِ والثَّلاثُ فى قمِعَ
واحِد فذلك الغُبْرانُ والضَّالُّ فاذا كَثُر فى النَّخْلةِ فهى ضَلُول وضَلَّة
ونَخَلات ضَوَالُّ* على* ليست الضَّوَالُّ جمعَ ضَلُول ولا ضَلَّة انما هى جمع
ضَالَّة أو ضَالِّ وقيل الغُيْرانة والجَرهَة ـ بَلَحات يخْرُجْن فى قِمَع واحد*
ابن دريد* نَخْلة قَبُور وكَبُوس ـ للتى يكون حَمْلُها فى سَعَفها* أبو عبيد* فاذا
كَثُر نَفَضُ النخلةِ وعَظُم ما بَقِىَ من بُسْرها ـ قيل خَرْدلت وهى مُخَرْدِل
فاذا انْتفَض قبل أن يَصِير بَلَحا ـ قيل أصابَهُ القُشَام فان نفَضَته بعدَ ما
يكْثُر حملها ـ قيل مَرِقت وأصاب النخلَ مَرْق* أبو حنيفة* مَرِقت تَمْرَق مَرْقا*
ابن دريد* أَمْرطَت النخلَةُ وهى مُمْرِطٌ ـ سقَط بُسْرُها غَضًّا فاذا كان ذلكَ
من عادتِها فهى مِمْراط* وقال* النُّفَاض ـ ما نُفِض من النخْلِ أو نفَضَته
الرِّيح فما سَقَط من ثَمَر فهو النَّفَض ونُفَاضةُ كلٍّ شئ ـ ما نفَضته فسَقط
منه* أبو عبيد* فاذا وَقَع البلَحَ وقد نَدِىَ واستَرْخَت تَفَارِيقه ـ قيل بَلَحٌ
سَدٍ الواحدة سَدِيَة وهو السَّدَاء وقد أسْدَى النخلُ والمِسْلاخ من النخْلِ ـ التى
يَنْتَثِرُ بُسْرُها والخَضِيرة ـ التى يَنْتثِر بُسْرها وهو أخضَرُ* وقال*
أخَلَّت النخلةُ ـ أساءَتِ الحَمْلَ* أبو حنيفة* يقال للنَّخلة اذا تَناثَر
بُسْرُها قد أسْلَست وهى مُسْلِس
ومِسْلاس ومِنْثار
ونَثِرةٌ* ابن دريد* شَمْرخَ النخلَةَ ـ خَرَط بُسْرَها* وقال* صَوِيَت النخلةُ
وصَوَتْ صُوِيًّا ـ يَبِس بُسْرُها وهو أخَضَرُ وقد تقدم أن الصَّوَى يُبْس
النخلةِ نفسِها والحَصَل ـ كلُّ شئٍ يَسْقُط من الكافُور حين يَخْضَرُّ وهو مثلُ
الخرَز الأخضَرِ الصِّغارِ وللحَصَل موضعٌ آخرُ سنأتى عليه ان شاء الله تعالى فاذا
صار مثْلَ أبْعَار الفِصَال فما سَقَط منه حينَئذٍ فهو الغاسِى* قال أبو على*
الغَسَا البَلَح الساقطُ وقيل هو البَلَح ما كانَ* أبو حنيفة* السَّقِيط ـ ما
سَقَط من البَلَح اذا اخضَرَّ* ابن دريد* سِقَاط النخل ـ ما سَقَط من بُسْرِه*
صاحب العين* الكِمْر من الرُّطَب ـ ما لم يُرْطِبْ على شجَرِه بل ما سَقَط بُسْرا
فأرطَب فى الأرض* أبو حنيفة* واللَّحَق والخِلْفة والاسْتِلْعاب ـ شئٌ أخْضَرُ
يخرُج فى النخل بعد ما يُرْطِب وقَلَّما يَبْلُغ لأنَّ الشتاء يُدْرِكه ورُبَّما
بلَغ* قال* ولم أسمَعْ للِاسْتِلْعاب باسم وقد تقدم ذِكرُ اللَّحَق والخِلْفةِ
والاستِلْعابِ فى الزَّرْع والكَرْم
نُعُوت النخْل فى الابْكار والتأَخُّر
* أبو عبيد* اذا
كانتِ النخلةُ تُدْرِك فى أوّلِ النخلِ فهى البَكُور وهُنَّ البُكُر وأنشد
* أحمالُها كالبُكُرِ المُبْتِل*
وقد تقدم البيتُ
والبَكِيرة ـ مثلُ البَكُور* أبو حنيفة* وهى البَكائِرُ وقد أبْكَر وبَكَّر وبَكَر
يَبْكُر بُكُورا* وقال* هل عِنْدكم من الباكُورةِ شئٌ يريد كُلَّ نخل يُبَكِّر
والباكُور ـ أوَّلُ ما يُرَى من الرُّطَب والسُّبَّق والمَعاجِيلُ ـ كالبَكائِر
واحدها مِعْجال وكذلك العُرْف* أبو عبيد* المِئْخار ـ النخلة التى يَبْقَى حملُها
الى آخِر الصِّرامِ وأنشد
تَرَى الغَضِيضَ
المُوقَرَ المِئخارَا
|
|
من وَقْعِه
يَنْتَثِرُ انْتِثارَا
|
* على* الهاءُ فى وَقْعه تعُود الى
المَطَر ـ أى ان الشِّتاء يُدْرِك هذا اللَّحَق فيُسْقِطه المطرُ السَّبْط
والرِّبْعِىُّ ـ نخْل يُدْرِك آخِرَ القيْظِ سُمِّى بذلك لأن آخِرَ القيْظِ وقْت
الوسْمِىِّ والمَطرُ عِنْد العرب ربِيع مَتى جاءَ وأما الرِّبْعيَّة فى قول
الأعرابى «صَرَفانَةٌ رِبْعِيَّه تُصْرَم بالصَّيْف وتُؤْكَل بالشَّتِيَّه» فهى
ههنا على مذْهَب الجمهور ـ وهى
المتقدِّمة
كالرِّبْعِيَّة المتقدِّمة النِّتاجِ وكذلك الفَصِيل الرِّبْعِىُ
نعُوتها فى الصَّبْر على القَحْط
* أبو حنيفة*
المِجْلاح والجَلْدة ـ هى التى لا تُبَالِى القُحُوط
عُيوب النَّخْل وآفاتُها
* أبو عبيد* اذا
صَغُر رأسُ النخلةِ وقَلَّ سَعَفُها فهى عَشَّة وهُنَّ عِشَاش* أبو حنيفة* وقد
عَشَّشَت* ابن دريد* وهو العَشَش* وقال* اصعالَّت النخلةُ ـ دَقَّ رأسُها ونَخْلة
صَعْلة* أبو حنيفة* الصَّعْلة ـ العَوْجاءُ الجَرْداء الأُصُولِ وجمعُها صَعْل
وأنشد
لا تَرْجُوَنَّ
بِذِى الآطَامِ حامِلةً
|
|
ما لم تكُنْ صَعْلةً
صَعْبا مَرَاقِيها
|
* أبو عبيد* فاذا دَقَّت من أسْفلِها
وانْجَرد كَرَبُها قيل صَنْبَرتْ وهى الصُّنْبُور وقد تقدم أنها النخلةُ تَخْرُج
من أصل نخْلة أُخْرى لم تُغْرَسْ* أبو حنيفة* الصَّوْجانَة ـ النخْلة الكَزَّة
الجاسِدة ـ يعنى الغَلِيظة ويقال للنخلة اذا فَسَد أصُولُ سعَفِها حَضِلت وحَظِلَت
وغَلِقَتْ ـ اذا دَوَّد أصولُ سعَفِها وانقطع حَمْلُها ومنه غَلِق ظَهْرُ البعيرِ
عَلَقا ـ كثُرَ عليه الدَّبَر والمِقْمار من النَّخْل ـ البَيْضاءُ البُسْر
والمِبْسار التى لا يُرْطِب بُسْرُها* ابن دريد* المَطَقُ ـ داءٌ يُصِيب النخْلةَ
فتمتَنِع من الحمل أَزْدِيَّة* أبو عبيد* سَخَّلت النخلةُ ـ ضَعُف نَوَاها
وتَمْرُها* ابن دريد* هو اذا نَفَضته* أبو عبيد* السُّخَّل ـ الشِّيصُ* ابن
الاعرابى* الدَّامِغَة ـ طَلْعة تخْرج من بيْن الشَّطَبَات طويلةَ صُلْبة ان
تُرِكتْ أفسَدت النخلَةَ فاذا عُلِم بها امْتُصِخت* أبو زيد* نخلة مِمْغارٌ ـ حمراءُ
البُسْر وبُسْرٌ مُمْغِر أحمرُ* الاصمعى* هو الذى لَونُه لونُ المَغْرة
طَلْع النخل وإدراك ثَمَره
* صاحب العين*
الطَّلْع ـ نَوْر النخْل ما دامَ فى الكافُور واحدتُه طَلْعة
وقيل الطَّلْع هو
الكافُور* أبو حنيفة* طَلَع الطَّلْعُ يَطْلُع طُلُوعا وطَلَّع* ابن السكيت*
أطْلَع النخْلُ ـ بدَا طَلْعُه* ابن قتيبة* طَلَّع وأطْلَع وقد تقدَّم الاطْلاع فى
الزَّرْع* أبو حنيفة* اذا هَمَّت النخلةُ بالاطْلاع ـ وهو إخْراجها الطَّلْع قيل
نَجَمت الكوافِيرُ وقد أبْدتْ نواجِمها الواحد ناجِمٌ واذا انْصدَعتِ الجُمَّارة
عن الطَّلْع فبَدَا قيل فَلَقت النخْلةُ ـ أى انشَقَّت عن الكافُور وهو الطَّلْع
فهى فالِقٌ ونخل فُلَّق والجُفُّ وجمعُه جُفُوف والقِيْقاءة والقِيْقايَة ـ قِشْر
الطَّلْعة وقيل القِيْقاءة ـ الطَّلْعة ويقال للطَّلْع الكافُور والكافِرُ* ابن
دريد* الكَفَر وِعاءُ الطلْع ووِعاءُ كلِّ ثمرة ـ كافُورها فأما الكافُور من
الطِّيب فلا أحْسَبه عربِيًّا مَحْضا لأنهم رُبَّما قالوا القَفُّور والقافُورُ*
غيره* كَفَّارة وكُفُرَّى واحدة* أبو عبيدة* ويقال للطَّلْع ـ الوَلِيع* صاحب
العين* هو الطَّلْع مادام فى قِيقائه واحدته وَلِيعة* أبو عبيدة* وهو الغَرِيض
والاغْرِيض وقيل الاغْرِيض ـ كلُّ أبيضَ مثلُ اللبَنِ والبَرَد وما يَتَشَقَّق عنه
الطَّلْعُ* أبو عبيد* الضَّحْك ـ الطَّلْع* أبو حنيفة* سمِّى ضَحْكا تشبيها له
بالثَّغْر فى بَياضِه عند الضَّحِك يقال ضحِك النخْل فَلقَّحُوه ويُقال له أوّلَ
ما تفَلَّقُ أطرافُه تَبَسَّم الطَّلْع وانْبزَلَ ـ أى انفَتَق واذا انشقَّت
الطلعةُ فخرجَت بَيضاءَ قيل غَضَّة بَغْوةٌ* أبو عبيد* اذا بدا الطَّلْع فهو
الغَضِيض* ابن دريد* الغَضِيض ـ الطَّلْع وقد يُسمَّى الغِيضَ وهى يمانِيَة* أبو
حنيفة* الهِرَاء ـ الطَّلْع لعبْد القيسِ وقد تقدم أنها الفَسِيل* ابن دريد* يقال
للطَّلعة قبل أن تتَفَلَّق ضَبَّة والجمع ضِبَاب واذا خرج طَلْعها تامًّا فهو
ضِبَابها* قال أبو على* قال أحمد بن يحيى قال أحدُ بَنِى سُوَاءةَ الحَرَب ـ الطَّلْع
واحدته حَرَبة وقد أحْرَب النخْلُ* صاحب العين* الخَصْبة ـ الطَّلْعة فى لُغة وقد
تقدم أنَّ الخَصبة النَّخْلة الكثيرة الحَمْل ولها موضعٌ آخرُ سنأتى عليه ان شاء
الله وقال فى معنى قوله عزوجل (طَلْعُها هَضِيمٌ) أى مُنضَمٌّ فى جَوْف الجُفِّ* أبو عبيد* فاذا اخضَرَّ قيل
خَضَبَ النخْلُ ثم هو البَلَح الواحدة بَلَحة وقد أبْلَح النخلُ* أبو حنيفة* اذا
صار الطَّلْعُ مِقْدارَ الشِّبْر فهو الشَّوَاقُّ الواحدة شاقَّةٌ* أبو عبيد* واذا
انعقَد الطلْعُ حتى
يَصِير بَلحَا فهو
السَّيَاب الواحدة سَيَابة وبها سُمِّى الرجلُ* أبو حنيفة* وهو السُّيَّاب الواحد
سُيَّابة وأنشد
* تَخَالُ نَكْهتَها باللَّيل سُيَّابَا*
* أبو عبيد* فاذا
اخْضَرَّ واستَدارَ قبل أن يَشْتَدَّ فهو الجَدَال* قال بعضُ أهل البادية
سارَتْ الى
بيْرِينَ خَمْسا فأصْبَحتْ
|
|
تَخِرُّ على
أيْدِى السُّقَاةِ جَدَالُها
|
* أبو حنيفة* هى الجَدَالة
والسَّرَادة وجمعها سَرَادٌ* قال* وهو بعد التَّلْقِيح خَلَال* ابن الأعرابى*
واحدتُه خَلَالة وقد أخلَّت النخلةُ وقد تقدّم أنَّ الاخْلال إساءةُ الحمْل* أبو
حاتم* كَبُر الخَلَال ـ عَظُم* الشيبانى* هو مثَلٌ كقولهم كَبُر الغُلامُ ـ عظُم*
ثعلب* هو أصْل* أبو حنيفة* فاذا كَبُر شيأ فهو البغْو وقد تقدّم أنها الطَّلْعة
الغَضَّة وكذلك كلُّ ثمرةٍ خَضراءَ صُلْبةٍ فاذا خُلِق فيه النَّوى فهو المنْوِى*
أبو عبيد* فاذا عَظُم فهو البُسْر وقد أبْسَر النخلُ* ابن السكيت* واحدة البُسْر
بُسْرة وبُسُرةٌ* سيبويه* وقالوا بُسْرانِ يذهب الى النوعَيْن كما قالوا تَمْرانِ
اذا استَبان البُسْرُ ونبَتَتْ أقماعُه وتدَحْرَج قيل حَصَّل النخلُ وهو الحَصَل
فأما قول الشاعر
مُكَمِّمٌ
جَبَّارُه والجَعْلُ
|
|
يَنْحتُّ عنهنَّ
السَّدَى والحَصْل
|
فانه سَكْن
للضرورة وقيل هو الطَّلْع اذا اصْفَرّ وقد تقدم أن الحصَل ما سقَط من البَلَح فاذا
اسْمَرَّ الوَلِيعُ شيأً قيل أجْدَر وجادَرَ واذا أرْطب النخلُ قبل أنْ يُبْسِرَ
فهو الرِّمَخ واحدته رِمَخَة* ابن دريد* هو الرُّمْخ واحدته رُمْخة والمُرْخة ـ كالرُّمْخة*
أبو حنيفة* فاذا اشتَدَّ النَّوَى ونَضِجت البُسْرة وهى خَضْراءُ فهو السَّدَى وقد
تقدم أنه البَلَح المستَرْخِى التَّفارِيق فاذا عَظُم البُسْر شيأ قيل جَثَمت
العُذُوق تَجْثُم جُثُوما* أبو عبيد* فاذا صارتْ فيه طَرَائِقُ وخُطُوط فهو
المُخَطَّم* صاحب العين* الوَكَب ـ سَوادُ التمر اذا نَضِج وقد وَكَّب وأكثَرُ ما
يستعْمل فى العِنب وقد تقدم* ابن دريد* بُسْرٌ قارِنٌ ـ اذا نَكَّت فيه الارْطاب
كأنه قَرَن الابسارَ بالارْطاب أزْديَّة* أبو عبيد* فاذا تَغيَّرت البُسْرة الى
الحُمْرة قيل هذه شَقْحة
وقد أشْقَح النخل*
أبو حنيفة* هى شُقْحة وشُقَح وقد أشْقَح وشَقَّح وقد تستَعْمل فى غير النخل وأنشد
كِنانِيَّة
أوتادُ أطْنابِ بَيْتِها
|
|
أَراكٌ اذا
صافَتْ به المَرْدُ شَقَّحا
|
فجعل التَّشْقيح
فى الأراك اذا تَلَوَّن ثمرُه وقيل شَقَّح النخلُ ـ حسُن بأحماله وقيل اذا اصفرَّ
أو احمَرَّ فقد أشْقَح وهو قبل أن يَحْلُوَ فاذا طابَ سمِّى الزُّهْو والزَّهْو
واحدته زَهْوة وقد أزْهى النخلُ وزَهَا زُهُوًّا وقيل اذا احمَرَّت البُسْرة وهى
حمراءُ الجِنسِ قيل لها زَهْوة* قال* وقال بعضهم الزُّهْو جمع الزَّهْو مثل وَرْد
ووُرْد* على* أساءَ فى تمثيل زُهْو بوُرْد لأن فُعْلا فى الصِّفة كثير وفى الأسماء
قليلُ فاذا ظَهَرت الحمرةُ أو الصُّفرة قيل تَجَهز الزَّهْو وأشدُّ إدراكا من
الزَّهْوة الشَّقْحة وأشدُّ إدراكا من الشَّقْحة الحانِطَةُ حَنَط يَحْنِطُ
حُنُوطا والحُنُوط فى كل الثَّمر وقد تقدّم* أبو عبيد* القالِبُ ـ البُسْر الأحمرُ
وقد قَلَبت البُسرةُ تَقْلِب* وقال* أفضَحَ النخلُ ـ اذا احمَرَّ واصفَرَّ وأنشد
ياهَلْ أُرِيكَ
حُمُولَ الحَىِّ غادِيَةً
|
|
كالنَّخْل
زَيَّتها يَنْعٌ وإفْضَاح
|
* أبو حنيفة* وكذلك أوْضَح ووَضَح
وأشْرَق وشَرَّق وتَرَاءَى وتَشَكَّلَ وتَلَوَّنَ* قال* واذا تَلَوَّن البُسْر بالحُمْرة
والصُّفْرة فقد امْلاحَّ* أبو عبيد* القَشَمُ البُسْر الأبْيضُ الذى يُؤْكَل قبلَ
أن يُدْرِكَ وهو حُلْو* أبو حنيفة* رَطُب البُسْر رُطُوبا وأرْطَب ورَطَّب*
سيبويه* وهى الرُّطَبة والجمع رُطَب وليس بتكْسِير انما هو اسمٌ يدلُّ على الجمع
وليس باسمِ جمْع لأنه ليس بينَه وبين واحده الا هاء التأنيث ولم تُغَيَّر الحركةُ
عمَّا كانت عليه فى الواحدِ فيكُونَ من باب حَلْقة وحَلَق فى أنه اسمٌ للجمع* قال*
وأرطابٌ جمع رُطَب كرُبَعٍ وأرْباع* صاحب العين* رَطَّب النخلُ وأَرْطَب فهو
مُرْطِب ورَطِيب ـ حانَ أوَانُ رُطَبِه وأَرْطَب القومُ أرطَبَ نخْلُهم* أبو عبيد*
رَطَبْتهم ـ أطعَمْتُهم الرُّطَب* أبو حنيفة* صَبَّغ ـ مثلُ أَرْطَب* أبو عبيد*
اذا أبْصَرْت فيها الرُّطَب قلت قد أضْهَلَتْ واذا بَدَتْ فى البُسْر نُقَطٌ من
الارْطاب فذلك التَّوْكِيتُ* السيرافى* بُسْرةٌ مُوَكِّت بغيرهاءٍ وقد مثَّل به
سيبويه* ابن السكيت* أَوْشَتِ النخلَةُ ـ اذا رُؤِى أوَّلُ
رُطَبها* أبو
عبيد* فاذا أتَاها التَّوْكِيت من قِبَل ذَنَبها قيل ذَنَّبَت والرُّطَب
التَّذْنُوب واحدته تَذْنُوبة* ابو حنيفة* التَّذْنِيب والذَّنُوب ـ الارْطاب واذا
أرْطَب جانِبٌ منها ليس غيرُ فهى الشُّمْطانة واذا أرْطَبت من وَسَطها فهى
مُعَضِّدة واذا أرْطَبت من حَوْل تُفْرُوقها فبَدَأت فى ذلك المَكان فهى غَسِيسة
ومَغْسُوسة ومُغَسِّسة وهو أرْدأُ الرُّطَب واذا كانتْ كذلك لم يكُن لها فى
القِنْوثَبَات* أبو عبيد* فاذا دخلَها كلَّها الارْطابُ وهى صُلْبة لم تنهضم بعْدُ
فهى جُمْسة وجمعها جُمْس* أبو حنيفة* وهى مَكْرة* أبو عبيد* فاذا لانَتْ فهى
ثَعْدةٌ وجمعها ثَعْد* صاحب العين* هو الرُّطَب وقيل هو الَّذِى غَلَب عليه
الارْطَاب* قال ثعلب* هو من قولهم بَقْلٌ ثَعْد مَعْد ـ أىْ ناعِم مُتدلٍّ* أبو
حنيفة* المُثَلِّث الذى قد رَطَّب ثُلُثُه فان كان أكثَرَ من ذلك فهو المُجَزِّع*
أبو عبيد* اذا بَلَغ الارْطابُ نِصْفَها فذاك المُجَزَّع والمُجَزِّع* أبو حنيفة*
وكذلك المُنَصِّف وقيل التَّنْصِيف ـ مُسَاواة البُسْرِ الرُّطَب* وقال* أخْرَف
النخلُ ـ أمكَنَ أن يُخْرَف وقيل أخْرفت النخلةُ ـ نَصَّف حملُها وكان نِصْفه
رُطَبا أو ثُلُثُه* أبو عبيد* فاذا بَلغ ثلُثَيْها فهى حُلْقانة وهو مُحَلْقِنٌ*
أبو حنيفة* وقد حَلَّقَت ورُطَب مُحَلْقِنٌ ومُحَلْقِم وهى الحَوَاليقُ ـ اذا
أرْطبت الى مَوْضِع القِمَع* أبو عبيد* فاذا جَرَى الارْطاب فيها كُلِّها فهى
المُنْسَبِتة* أبو حنيفة* فاذا نَضِجت البُسْرَة كلُّها سمِّى خالِعا* غيره*
بُسْرة خالِعٌ وخالِعةٌ فاذا انْتَهى نُضْجُه سمِّى ثغرا وقد نَضِج البُسْرُ
وأَنْضَج ـ صار رُطَبا وأنْضَجَتْه أيَّامُه وكذلك جميعُ الثَّمَر* أبو عبيد* فاذا
أرْطَب النخلُ كلُّه فذاك المَعْو وقد أَمْعتِ النخلةُ وقياسه أن تكونَ الواحدة
مَعْوة* قال* ولم أسمَعْه* أبو حنيفة* واحدته مَعْوة* ابن دريد* أثانَا بمَعْوٍ
طيِّب ونَعْو ـ وهو مالانَ من الرُّطَب* السِّيرافى* المَهْوة من التَّمْر ـ كالمَعْوة
والجمع مَهْو* أبو عبيد* اذا أدرك حملُ النخلةِ فهو الاناضُ وأنشد
فَاخِراتٌ
ضُرُوعها فى ذُرَاها
|
|
وأناضَ
العَيْدانُ والجَبَّارُ
|
* أبو حنيفة* غَنَّتِ النخلةُ ـ أدْركَتْ*
ابن دريد* وأَغَنَّتْ وتَباشِيرُ النخل أوَّلُ ما يُدْرِك* أبو عبيد* أمْضَغ
النخلُ* أبو حنيفة* وكذلك آكَلَ
ـ وذلك حين
تَذْهَب بَشَاعتُه* أبو عبيد* أشْكلَ النخلُ ـ طاب رُطبُه* أبو حنيفة* رُطَبة
مَهْوة ـ رَقِيقة فاذا صارَتْ قِشْرةً وصَقْرا فهى الهامِدة فاذا صارت الرُّطَبة
فى حَدِّ التَّمْر فقد تَمَّر وأتْمر فاذا يَبِس شيْأ فقد قَبَّ يقُبُّ قُبُوبا
وقد تقدَّم القُبُوب فى الجُرْح* ابن السكيت* وكذلك جَزَّ يَجِزُّ جُزُوزا
وأجَزَّ* أبو حنيفة* الذُّبُول بعد الجُزُوز والقُفُول بعد الذُّبُول وقد قَفل
يَقْفُل وقد تقدم القُفُول فى عامَّة اليُبْس* ابن الاعرابى* فاذا سَقَط من
تَناهِيه وإيناعِه فقد ألْقطَ
مُعالجَة الثَّمَر للِارْطاب والايباس
* أبو عبيد* اذا
ضُرِب العِذْقُ بشَوْكة فأَرطَب فذلك المَنْقُوش والفِعل النَّقْش* أبو حنيفة* وهو
المُوَكِّب والأُنْبُوش* ابن دريد* شَمْرخَ النخلةَ ـ خَرَط بُسْرَها* أبو عبيد*
فان غُمَّ ليُدْرِك فهو مَغْمُونٌ ومَغْمُول وكذلك الرجُلُ تُلْقَى عليه الثِّيابُ
ليَعْرَق وقد تقدم* أبو حنيفة* اذا وُضِع البُسْرُ فى الشمسِ ثم نُضِح بالخَلِّ ثم
جُعِل فى جَرَّة فذلك المَغْمُوم والمُخَلَّل فان وُضِع فى الشمس حتى ينْضَح فهو
العَمْق* قال* وأنا فيه شاكٌّ وما نَضِج على العَذْق فهو الذَّوِىُّ واذا شُقِّق
البُسُر وشُمِّس فهو الشَّسِيف وقد شَسَّفه والمُشَدَّخ ـ بُسْر يُغْمَزُ حتى
يَنْشدِخَ ثم يُيَبَّس واذا تقَشَّر البسرُ قيل تَفَضَّح* ابن دريد* التمر
الرَّبِيد ـ الذى قد نُضِّد فى جَرَّة ونُضِح عليه الماءُ* وقال* أبْسَلْت البُسر
ـ طبَخْته وجَفَّفته* ابو عبيد* فاذا بلغ الرُّطَبُ اليُبْسَ فقد صَلَّب فاذا
وُضِع فى الجِرَارِ وقد يَبِس وصُب عليه الماءُ فذاك الرَّبِيط فان صُبَّ عليه
الدِّبْسُ فذاك المُصَقَّر والدَّبْس والدِّبْس عند أهْل المدينة يُقال له
الصَّقْر* وقال مرةً* هذا رُطَبٌ صَقِرٌ مَقِر ـ أى له صَقْر وهو عسَلُه ومَقِر
إتْباع* أبو حنيفة* صَفِر النخلُ ـ لم يَبْقَ فيه شئٌ* أبو عبيد* الثَّجِير ـ ثُفْل
عَصِير التَّمْر وقد ثَجَرت التمرَ أثْجُرُه ـ خلَطْته بالثَّجِير* أبو حنيفة* اذا
لم يَبْلُغ البُسْر كلُّه فوُضِع فى جُؤَن أو جِرَار فذلك الوَضِيع
صِرَام النخل وخَرْصُه
* أبو عبيد* اذا
صُرِم النخلُ فذلك القَطَاع والقِطَاع والجَزَاز والجِزَاز وقد أجز النخْلُ
وجَزَزْته* أبو حاتم* أجَزَّ القومُ ـ حانَ جَزَازُ نخلِهم وغَنَمِهم وزَرْعِهم*
أبو عبيد* وهو الجَرَام والجِرَام* ابن السكيت* تَمْر جَرِيم ـ مَجْرُوم وقد
جَرَمه يَجْرِمه جَرْما ـ صَرمه* أبو حنيفة* جَرَمه جَرَاما وجِرَاما كذلك* أبو
عبيد* جَرَمْته ـ خَرَصْته* وقال* هو الصَّرَام والصِّرام* سيبويه* أصْرَم
النَّخْلُ ونحوُه من أخَواتِه كأَقْطَع وأجَزَّ ـ انَّما معناه استَحقَّ أن
يُفْعَل ذلك به* قال* وأمَّا صَرَمته ونحوُه من أَخَواته كجَزَزت وقَطَعت ـ فمعناه
أوْصلْت اليه القَطْعَ واستعملْتُه فيه وكذلك أخواتها من فَعَلت* أبو عبيد* وقد
اصْطَرمْتُه وأنشد
أنْتُمُ نَخْلٌ
نُطِيفُ به
|
|
فاذا ما جَزَّ
نَصْطَرِمُهْ
|
* قال* وكذلك الجَدَاد والجِدَاد وقد
أجَدَّ النخلُ* أبو حنيفة* جَدَدْته* وقال* أتَانَا بنخلٍ صَرِيم وجَدِيد وجِدَاد
ـ أى حِينَ صُرِم* أبو عبيد* جاءنا زَمَن الجِزَال والجَزَالِ ـ أى الصِّرَام
وأنشد
حتَّى اذا ما
حَانَ مِن جَزَلها
|
|
وحَطَّت
الجُرَّامُ مِن جِلَالِها
|
* وقال* جَزَر النخلَ يَجْزِرُه
ويَجْزُره ـ صرَمه* أبو حنيفة* وهو الجِزَار وأنشد
ولا التَّمْر
المُكمَّمُ حَوْلَ حِمْصٍ
|
|
اذا ما كانَ من
هَجَرٍ جِزَارُ
|
* وقال* حَزَرْت النخلَ أَحْزِرُه ـ خرَصْته*
أبو عبيد* أحْزِره وأَحْزُره حَزْرا* أبو حنيفة* وخَرَفْته وجَذَذته ـ صرمْتُه
والجِزَام ـ الصِّرَام جَزَمته أَجْزِمُه جَزْما واجْتَزَمته* أبو عبيد* جَزَمت
النخلَ ـ خَرَصته وكذلك حَزَوْتُه وحَزَيْتُه* ابن السكيت* حَزَيْته حَزْيا* وقال*
خَرَصت النخلَ أَخْرِصه خَرْصا وخِرْصا* سيبويه* الخَرْص المصدر والخِرْص الاسمُ*
ابن السكيت* وهم الخُرَّاص* أبو حنيفة* زَهَدْت النخلَ أزْهَدُه وأزْهُدُه ـ خَرَصته
اخْتِرَاف النخلِ ولَقْطُ ما عليه
* أبو حنيفة*
الاخْتِراف ـ لقْط الثَّمَر بُسْرا كانَ أو رُطَبا ويقال أتانَا بخُرْفةٍ طَيِّبةٍ
أى برُطَب اختَرفَه والخارِفُ ـ اللاقِطُ والحافِظُ للنخْلِ والمَخْرَف بالفتح ـ النَّخْل
الذى يُلْتَقَط والمِخْرَف ـ الزَّبِيلُ الذى يُخْتَرفُ فيه وما أشبَهَه واذا
اشتَرَى الرجلُ نَخْلتيْنِ أو ثلاثًا الى العَشْر يأْكُلُهنَّ قيل قد اشْتَرَى
مَخْرَفا جَيِّدا* الاصمعى* المَخْرَف ـ جَنَى النخلِ وفى الحديث «عائِدُ
المَرِيضِ على مَخَارِف الجَنَّةِ حتى يَرْجِعَ» * أبو حنيفة* والخَرَائِفُ ـ النخلُ
التى يُخْرَفْن واحدته خَرُوفة وخَرِيفة والأوَّل أكثَرُ وأخْرَف النخلُ ـ أمْكَنَ
أن يُخْرَف* الاصمعى* خَرَفْت النخلَ أَخْرُفها خَرْفا ـ جنَيْتُها* صاحب العين*
أَخْرَفته نخلَةً ـ جعلْتُها له خُرْفة وقد خَرَفْت أَخْرُف ـ أخذْت من طُرَف
الفَوَاكِه* ابن دريد* الخُرَافة ما خُرِف من النخْل* أبو زيد* هو كلُّ نُثَارة من
تَمْر أو سُنْبُل* صاحب العين* القِطْف ـ ما قَطَفت من الثَّمَر والجمع قُطُوف وفى
التنزيل (قُطُوفُها دانِيَةٌ) والقِطَاف والقَطَاف ـ أوَانُ قَطْف الثَّمَر* أبو حنيفة*
أشْملَ فلانٌ خَرَائِفَه ـ لقَطَ ما عليها من الرُّطَب الا قَلِيلا وتُدْعَى تلكَ
البَقِيَّة شَمَلا وشِمْلالا وقد تقدم أن الشَّمَل ـ الدُّفْعة القليلةُ من المطَر
وأنها لُغة فى الشَّمْأَل على غير تخفِيف الهمْز وأن الشِّمْلال الناقةُ
السَّرِيعة* أبو عبيد* هو ما يَبْقَى من العِذْق بعد ما يُلْقَط بعضُه* ابن دريد*
وهى الشَّمَلَة* ابن السكيت* ما عليها الا شَمَلٌ وما عليها الاشَمَالِيلُ* ابن
دريد* واحدها شُمْلولٌ* السِّيرافى* شَمْلَلَ ـ أخذَ الشَّمَالِيلَ* أبو عبيد*
واذا قَلَّ حمْلُ النخلةِ قيل فيها شَمَلٌ* ابن دريد* شَمَلْت النخلةَ ـ اذا كانتْ
تَنْفُض حَمْلَها فشَدَدت تحتَ أعْذاقِها قِطَعَ أكْسِيَة والمِنْفَض ـ وِعَاء
يُنْفَض فيه التَّمْر* وقال* اسْتَنْجَى النخلَ ـ لقَط رُطَبه وقد استَنْجَى
الناسُ فى كلِّ وجْه ـ اذا أصابُوا الرُّطَب وكلُّ اجتِناءٍ استِنْحاء وأنشد
ولقد نَجَوتُك
أكْمُؤًا وعَسَاقِلاً
|
|
ولقد نَهَيتُكَ
عن بَنَاتِ الأَوْبَرِ
|
الرِّواية
الغالِبة جَنَيْتك ويقال أنْجَى النخلُ وأجْنَى وأتانا بجَنَاة طيِّبة ـ أى برُطَب
اجتناهُ ورُطَبٌ جَنىِّ ـ مَجْنِىٌّ* أبو زيد* الجَنَى ـ الثَّمَر المَجْنِىُّ
الطَّرِىّ وقد
تقدم ذلك فى
عامَّة الثمرِ* ابن دريد* الاجْتِزام ـ شراءُ النخل اذا أرْطَب فان اشتَرَى ما فى
رُءُوس النخل بَتْمر فتلكَ المُزَابَنَة التى نُهِى عنها* أبو عبيد* الجُرَامة ـ تَمْر
يُلْتَقط من الكَرَبَة بعد ما يُصْرَم وكذلك الكُرَابة* أبو حنيفة* الكُرَابة ـ ما
يبْقَى فى أُصُول السَّعَف يقال تَكَرَّبتها وكذلك العُشَانة وقد تَعَشَّنتها
والخُلَالة وقد تَخَلَّلتها* ابن دريد* الصِّيصِيَة والصِّيصةُ ـ القَرْن الذى
يُقْلَع به التمْرُ
رفْع التمر وموضِعه بعْد الصِّرام
* أبو عبيد*
المِرْبَد والمِسْطَح والجرِين ـ الموْضِع الذى يُجْعَل فيه التمرُ اذا صرِم*
غيره* هو الجُرْن وقد تقدَّم ذلك فى بَيْدَر الزرْع* ابن السكيت* وكذلك الحَضِيرة
والصُّوْبة* أبو عبيد* ورُبَّما خُشِى المطرُ فجُعِل فى المِرْبَد حُجْر ليَسِيل
منه الماءُ واسم ذلك الحُجْر الثَّعْلب* أبو حنيفة* كَنَز التمرَ كَنْزا فهو
كَنِيز ـ رفَعه* أبو عبيد* هو الكَنَاز والكِنَاز* صاحب العين* ومنه كَنَز الشئَ
فى الوِعاء ـ أكثَرَ غَمْزه فيه* أبو حنيفة* واذا لم يُكْنَز فهو سَحٌّ وفَضَا
وفَذٌّ وبَذٌّ وبَثٌّ ونَثْر ـ أى متَفَرِّق لا يلْتزِق بعضُه ببعض ولا يَكْتَنز*
أبو على* ونَثَر* ابن دريد* القَوْع ـ المِسْطح الذى يُلْقَى فيه التمرُ أو
البُرُّ عبْدِيَّة والجمع أقْواعٌ والفَدَاء ممدود ـ الموضِع الذى يُطرَح فيه
التمر والجمع أفْدِية وقد تقدم أنه النِّبْر من الطَّعام والخَلْفُ ـ المِرْبَد
وراءَ البُيوت وأنشد
وجِئْنا من
البابِ المُجَافِ تَواتُراً
|
|
وإن تَقْعُدَا
بالخَلْف فالخَلْف واسِعُ
|
جِلَال التَّمْر وأوْعِيتُه ونَثْر ما فيها
* صاحب العين*
الجُلَّة ـ وِعاء يُتَّخذ من الخُوص والجمع جِلَال وجُلَل* أبو عبيد* النَّوْط ـ الجُلَّة
الصغيرةُ فيها التمْرُ* ابن السكيت* هى القَوْصَرَّةَ والدَّوْخَلَّة مشدَّدتان*
أبو حنيفة* وتُخفَّفان* ابن دريد* السَّلُّ والسَّلَّة ـ من أوْعية التمْر* قال*
ولا أحسَبها عربِيَّة* على* والسَّلُّ ليست بجَمْع
سَلَّةٍ لأنه من
النوْع المَصْنوع وانما هو من بابِ دارٍ ودارةٍ وان كان قد يَجِىءُ من المصنوع
مثلُ تَمْرة وتَمْر الا أنه نادِرٌ لا يُقاس عليه وبابُ دارةٍ ودارٍ أكثرُ مِن
بابِ سَفِينة وسَفِين فتَفَهَّمه* سيبويه* سَلَّة وسِلَال* ابن السكيت* الوَفِيعةُ
هَنَة تُتَّخذ من العَرَاجِين والخُوص مِثْل السَّلَّة والخَصَف ـ الجِلَال
البَحْرانِيَّة واحدتها خَصَفة* أبو حنيفة* الخَصَفة ـ الجُلَّة العَظِيمة التى
تَكُون عِدْلا والجمع خِصَاف والقَلِيف ـ الجِلَال الواحدة قَلِيفة والجِلَال
كلُّها سَفَائِفُ الواحدة سَفِيفة وسَفِيف وقد أسْففت الخُوصَ ـ نَسَجْته* أبو
عبيد* سَفَفْته وأسْففته ورَمَلْته وأرْملْته كذلك* ابن دريد* المِحْصَنُ ـ المِكْتَلَة*
أبو عبيد* أفْرثْت الجُلَّة ـ نَثَرت ما فيها* أبو حنيفة* فَرَثها يَفْرِثها
فَرْثا وفَرَّثها* وقال* نَدَلت التمرَ من الجُلَّة أنْدُله نَدْلا ونَدَّلته ـ اذا
أخرَجْته كُتَلا بيدَيْك أو بِيَدٍ واحدةٍ وأنشد
* نَدْلاً ولا تُنَدِّلِى تَنْتيفا*
وكذلك الخُبْزُ من
السُّفْرة والتَّنْتِيف ـ أن تأخُذَ منه شيأً قلِيلاً* ابن دريد* الدَّعْن ـ سَعَف
يُضَم بعضُه الى بعض ويُرْمَل بالشَّريط ويُبْسَط عليه التمرُ أزْديَّة* غيره*
السَّدّ ـ سَلَّة من قُضْبانٍ والجمع سِدَاد وسُدُودٌ* قال صاحب العين* القَفْعة ـ
هَنَةٌ تتَّخذ من خُوص يُجْنَى فِيها التمرُ ونحوُه والمَعَاجِر ـ ما يُنْسَج من
لِيف كالجُوَالقِ* ابن دريد* جُلَّة ثَجْلاءُ ـ عظيمةٌ* ابن السكيت* جُلَّة
مَحْوَنَة كذلك* غيره* أَنْفَضْت جُلَّة التمرِ ـ اذا نَفَضْت جميعَ ما فيها* صاحب
العين* الزَّبِيل ـ القُفَّة وقيل الجِرَاب والجمع زُبُل وزُبْلانٌ* أبو عبيد* وهو
الزِّنْبِيل والعَرَقُ ـ الزَّبِيل وقد تقدم* السِّيرافى* الكِرْدِيد جُلَّة
التمرِ وقد مثَّل به سيبويه
جماعة التمر وبَقِيَّته
* أبو حنيفة* اذا
كُنِز التمرُ فلَزِم بعضُه بعضا فانَّ الفِدْرة العظيمةَ منه تسَمَّى الكِرْدِيدةَ
وأنشد
وأَطْعَمتْ
كِرْدِيدةً أوْ فِدْره
|
|
من تَمُرِها
فاعْلَوَّطتْ بسُحْرَه
|
وقد تقدم أن
الكِرْديد بغير هاء الجُلَّة من التَّمْر والوَزْن ـ الفِدْرة من التَّمْر لا
يكَادُ الرجلُ يرفَعُها بيديْه تكونُ ثُلُثَ الجُلَّة من جِلَال هَجَرَ أو نِصْفَها
والجمع وُزُون وأنشد
وكنَّا
تَزَوَّدنا وُزُونًا كثيرةً
|
|
فأفنَيْتَها
لَمَّا عَلَوْا سَبْسَبا قَفْرا
|
* قال* وأظُنُّ الوَزْن مِقْدارا من
الأوزانِ معروفا والفِنْديرة ـ الفِدْرة الضَّخْمة من التَمر والكُمْزة والجُمْزة
والكُتْلة ـ مادُون الفِدْرة من التمر* أبو حنيفة* أتانَا بفِدْرة كأنها رُبْضةُ
خَرُوف يَصِفُونها بالجَوْدة* ابن دريد* الجِزْلة ـ القِطْعه العظِيمة من التمر
ورُبَّما قيل لنِصْف الجُلَّة جِزْلة والجُمْسة ـ القِطعه اليابِسَة منه* وقال*
بَقِيَت فى الجُوَالِق ثُرمُلةٌ ـ أى بَقِيَّة من تَمْر أو غيره* أبو حنيفة*
القَوْس ـ البَقِيَّة تَبْقَى فى أسْفَل الجُلَّة من التمر أنثى وقيل قَوْس
الجُلَّة أسفَلُها من التمر وفَرَعَتُها ـ أعلَاها وثَفِنَتَاها ـ حافَتَا
أسفَلِها* أبو عبيد* الحُسَافة ـ ما سقَط من التمر* صاحب العين* وهو الحَقِيل* ابن
دريد* والعُجَّال ـ جميعُ الكَفِّ من التمر وقد تقدم أنها جَمِيع الكَفِّ من
الحَيْس* أبو زيد* حَفَفْت التمرَ أحُفُّه حَقًّا ـ اذا جمعْته اليك وكذلك البُرُّ
وقد تقدم
طَوَائِف التمرِ
القِمَع والقِمْع
ـ ما التَزَق بأسْفَلِ التَّمْر وجمعهما أقْماع وقد تقدَّم فى العِنَب وقَمَعْت
البُسْرة ـ قَلَعت قَمِعَها* أبو حنيفة* النُّفْرُوق ـ عِلَاقة ما بيْنَ القَمِع
والنَّواةِ وهو الذُّفْروق* أبو عبيد* الثُّفْروق ـ ما يلْتَزِق به القِمَعُ من
البُسرة كأنه يقولُ ما تحت القِمَع منها وقال مرةً الثُّفْرُوق ـ قَمِع البُسْرة
أو التمرة وقد تقدم أنه الشِّمْراخ* أبو حنيفة* الفَصِيط ـ عِلَاقَةُ ما بين
القِمَع والنَّواة كالثُّفْروقِ واحدته فَصِيلةٌ وفيها النَّوَاة والجمع نَوًى*
أبو حنيفة* أنْوَى التمرُ ـ صار فيه النَّوَى وقد تقدّم* أبو عبيد* نَوَيت التمرَ
وأنْوَبته ـ أكلتُه ورَمَيتُ نَوَاء والعَجَم ـ النَّوَى واحدته عَجَمة وليس هو من
عَجَمت التمرَ* أبو حنيفة* عَجَمة وعَجَم وعُجَام وأنشد
* فى أرْبَعٍ مِثْلِ عُجَام القَسْبِ*
والمَفْصُوعُ من
التَّمْر ـ المَنْزُوع نَواهُ وقيل المَنْزُوع قِشْرُهُ والفَضِيضُ من النَّوَى
الذى يُقْلَف والمُلَجْلَج ـ المَردَّد فى الفَمِ الذى لم يَبْق فيه طَعْم ويُقال
للنُّقْرة التى فى ظَهر النَّواةِ ومنها تَنْبُت النَّقِير ولما فى شَقِّها من
باطِنها الفَتِيل ويقال للقِشْرة الرَّقِيقة المُطِيفَة بالنَّواة الفُوْفَة
والقِطْمير والقِطْمار والفَتِيل ـ المُنْفَتِل فى شَقِّ النَّواة مثل الخَيْط
وقيل هو الذى يَخْرُج معَ القِمَع من البُسْرة والرُّطَبة اذا انتَزَعْته* غيره*
السِّيَراءُ ـ القِرْفة اللازِقَةُ بالنَّواة واستعاره الشاعِرُ لِخلْب القَلْب
فقال
نَجَّى امْرأً
من مَحلِّ السَّوْء أنَّ له
|
|
فى القَلْبِ مِن
سِيَرَاءِ القَلْبِ نِبْراسًا
|
* أبو حنيفة* ويُقال لقُشُوره
الحُسَافة وجمعها حُسَاف وقد حَسَف عنه القِشْر يَحْسِفُه حَسْفا ـ حَتَّه* وقال*
الحُسَافة من التَّمْر ـ بَقِيَّة أقْماعِه وقُشُورِه وقيل الحُسَاف ـ بَقِيَّة
كلِّ شىءٍ أُكِل ومنه حُسَاف الصِّلِّيَانِ والجمع أحْسِفَةٌ وقد تقدّم أنه ما
سَقَط من التمر والنُّسَاح ـ كالحُسَافة* صاحب العين* هو النَّسْح والنُّسَاح* أبو
حنيفة* الثَّتَى ـ قُشُور التمرِ واحدته ثَتَاة* أبو عبيد* الجُرَام والجَرِيم ـ النَّوَى
وهو أيضا التَّمْر اليابِسُ* ابن السكيت* تَمْر قَشِرٌ كثيرُ القُشُور* أبو زيد*
نَوَادِى النَّوَى ـ ما تَطايَرَ منه عِنْد المِرْضَخَة
عَصِير التَّمْر
الثَّجِير ـ ثُفْل
عَصِير التَّمْر وقد تقدم فى العنَب* أبو حنيفة* الصَّقَر ـ عَسَل الرُّطَب
والدِّبْس ـ عُصارته من غير طَبْخ واذا لم تمَسَّه النارُ فهو خامٌ وهو أفضَلُ*
أبو عبيد* حَثِرَ الدِّبْس ـ خَثُرَ
نُعوت التَّمْر من قِبَل طَعْمه وقِدَمِه
* ابن دريد* تَمْر
حَمْتٌ وتَحْمُوتٌ ـ شَدِيد الحَلاوةِ* قال أبو على* تَمْرةٌ حَمِيتٌ وحَمِيتةٌ ـ حُلْوة
وهذه التمرةُ أحْمَتُ من هذه وكلُّ ما مَتُنَ أو مُتِّن فهو حَمِيت ونُرَى
الحَميتَ الذى هو العُكَة المُمَتَّنة بالسَّمْن والرُّبَ منه* وقال* تَمْرة
وَخْواخةٌ ـ حُلْوة
وقيل
مُسْتَرْخِيَة* ابن دريد* تَمْر وَخواخٌ ـ لا حَلَاوةَ له* أبو عبيد* عَتُق التمرُ
وغيْرُه وعَتَق يَعْتُقُ* أبو زيد* تَمْرٌ خَنْدَرِيسٌ ـ قدِيمٌ وقد تقدَّم فى
الحِنْطة والخَمْر الصِّيَّغْل ـ التمْرُ الذى يَلْتَزِق بعضُه ببعْضٍ ويَكْتَنزِ
فاذا فلَقْته رأيتَ فيه كالخُيُوط وأنشد
يُغَذَّى
بِصِيَّغْلٍ كَنِيزٍ مُتَارزٍ
|
|
ومَحْضٍ من
الأَلْبانِ غَيْرِ مَخِيض
|
آفَاتُ التَّمْر
* أبو عبيد* اذا
لم تَقْبلِ النخلةُ اللِّقاحَ ولم يكنْ للبُسْرِ نَوًى قيل صَأْصَأتِ النخلةُ* أبو
حنيفة* وهى الصِّئْصاء وهو بالفارسِيَّة كِيكَا وجِيجَا وهو بالعربِيَّة الفاخِرُ*
قال* وربَّما كان له نَوًى ضَعِيفٌ وهذا النَّوَى يُسمَّى نَوَى العَقُوق ونَوَى
العَجُوز لأنها تأكُلُه لِلينهِ ودِقَّته* أبو عبيد* واذا غَلُظت التمرةُ وصارَ
فيها مِثْلُ أجْنِحة الجَرَاد فذلك الفَغَا وقد أفْغَت النخلةُ* أبو حنيفة*
الفَغَا ـ فَسَادٌ فى البُسْر اذا انتَفَخ ويُثَنَّى بالواو* أبو عبيد* يقال
للتَّمْرِ العَفِن الدَّمَال ويقال للَّذى لا يشْتَدُّ نَواه الشِّيشاءُ وأنشد
يا لَكَ مِن
تَمْرٍ ومن شِيْشاءِ
|
|
يَنْشَبُ فى
المَسْعَلِ واللِّهاء
|
* أبو حنيفة* هو الشِّيْص والشِّيصاء
واحدتُه شِيْصة وشِيصاءَةٌ وقد شَاصَ النخْلُ* ابن دريد* هو فارسى معرَّب* أبو
عبيد* وأهلُ المَدِينةِ يُسمُّون الشِّيص السُّخَّل وقد سَخَّلتِ النخلةُ ـ ضَعُف
نَوَاها وتَمْرُها* أبو حنيفة* الحَشَفُ ـ ما لم يَنْوِ من التَّمر فاذا يَبِس
فَسَد وصَلُب وقد حَشَفَت النخلةُ وأَحْشَفَتْ* ابن السكيت* تمرٌ حَشِفٌ* أبو
عبيد* الخَشْو ـ الحَشَفُ وقد خَشَت النَّخْلةُ خَشْوا وكذلك الصِّيصُ* أبو حنيفة*
أَصَاصَ النخلُ وهى نَخْلة مُصِيصٌ وصَاصَ يَصِيصُ والقَشْم والقُشَامة من
التَّمْر ـ الحَشَفُ الرَّدِىء وهو القُسَاب والقُسَابة والقَسْب سمِّى بذلك
ليُبْسِه وقِلَّة صَقْره وكلُّ صُلْبٍ شدِيدٍ قَسْبٌ وقد قَسُب قُسُوبةً واذا
اسْودَّ أجوافُ الرُّطَبِ من آفةٍ تُصِيبه قيلَ رُطَب خَزَّانٌ الواحدةُ خَزَّانةٌ
والمِعْرار ـ التى يُصِيبُها الجَرَب* ابن دريد* القَشُّ ـ رَدِىءُ التَّمْرِ
والنخْلِ وما أشبَهَه يمانِيَةٌ* صاحب
العين* المُثَلَّغ
من البُسْرِ والرُّطَبِ ـ الذى أصابَهُ المطرُ فأسْقَطه
إعْراء النخلِ
* أبو حنيفة* اذا
أخْرفَه نخلةً يأكُلُ ثمرَتَها فتلك النخلةُ تُسَمَّى العَرِيَّةَ وقد أعْراء
إيَّاها واسْتَعْرَى الناسُ فى كلِّ وَجْه* غيره* العَرِيَّة ـ النَّخْلة الَّتِى
تُعْزَل عند المُسَاوَمةِ للأكل* أبو حنيفة* ويقال للعَرِيَّة الطُّعْمة والجمع
طُعَم
أجْناس النخلِ والتمْر
* أبو حنيفة* هى
الأَجْناسُ والجُنُوس وأنشد
تَخَيَّرْتها
صالِحاتِ الجُنُو
|
|
سِ لا أسْتَمِيل
ولا أَسْتَقِيل
|
* أبو عبيد* كلُّ جِنْس من النخلِ لا
يُعْرَف اسمُه فهو جمْع* أبو حنيفة* كلُّ ما لا يُعرَف اسمُه من التَّمْر فهو
دَقَلٌ واحدته دَقَلةٌ وهى الأدْقالُ* أبو عبيد* أدْقَلَ النخلُ من الدَّقَل* أبو
حنيفة* تمرةٌ دَقَلة وتَمْرتانِ دَقَلتانِ وتمرةٌ دَقَلٌ وتَمْرتان دَقَلٌ* قال
أبو الحسن* وليس شىءٌ من الأجناس يُثَنَّى ويجمَع إلا التمرَ* أبو عبيد* ويقال
للدَّقَل الألْوان واحدُها لَوْن* أبو حنيفة* اللِّينَة من النخْل ـ ما لم تَكُن
عَجْوة أو بَرْنِيَّة* ابن دريد* اللُّوْنة واللّينَة ـ النخلةُ وجمعها لِينٌ
ولُونٌ ولِيَان وأنشد
وسالِفةٌ
كَسَحُوقِ اللِّيا
|
|
ن أضْرمَ فيها
الغَوِىُّ السُّعُرْ
|
ولا يُلْتفَت الى
رِوايتهِم كسَحُوق اللُّبَان لقِصر شجَرِه وانما هى قِعْدةُ إنسانٍ وقد زعم
السُّكَّرىّ أن اللُّبَان الصَّنَوْبَرُ فاذا كان كذلك فالرواية صحيحة* قال أبو
على* لِينَة من قوله تعالى (ما قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها) تكون فِعْلة وفُعْلة وسألت محمدَ بنَ السِرىِّ هل اشتِقاق
لِينةَ منه ـ وهو اسمُ موضعٍ قال نَعْم هو موضِعٌ كثير الطِّينِ وقال ما تَنْبُت
اللِّيَان الا هُنالك وأنشد
تَسْألُنى
اللِّينَ وهَمِّى فى اللِّبنْ
|
|
واللِّينُ لا
يَنْبُت إلَّا فى الطِّينْ
|
* أبو عبيد* الرِّعَالُ ـ الدَّقَل
واحدتُها رَعْلة ويقال لفَحْلها الراعِلُ وعم أبو
حنيفة بالراعِلِ
جَمِيع فَحَاحِيل النخْل وقد تقدم والخِصَاب ـ نخْل الدَّقَل الواحدة خَصْبة وقد
تقدّم أنَّ الخَصْبة النخلةُ الكثيرةُ الحَمْل وأنها الطَّلْعة* أبو حنيفة* الشدن
ـ ضَرْب من التمر وكذلك الهَيْرُون والهَنَم* ابن دريد* وقيل الهَنَم التَّمْر
أيًّا كانَ* أبو حنيفة* وأُمُّ جِرْذانٍ ـ نخلَةٌ تُحِبُّها الجِرْذانُ
فتَصْعَدُها فتأكُلُ منها ولذلك سُمِّيت أُمَّ جِرْذانٍ* قال* وروَى الاصمعىُّ عن
نابِعِ بنِ أبِى نُعَيْم أن رسولَ اللهِ صلىاللهعليهوسلم دَعَا لأمِّ جِرْذانٍ مَرَّتيْنِ فزعم أهلُ المدينةِ أنها
أصبَرُ على اللَّقْط من غيْرِها وأُمُّ جِرْذانٍ بالمدينةِ مثلُ البَرْنِىِّ
بالبَصْرة تُلْقَط أبدًا حتى لا يَبْقَى عليها شئٌ وذلك لعِظَم بَرَكتها ويُقال
لأمِّ جِرْذانٍ مُشَانٌ ومِشَانٌ ومُوشانٌ وأصلها بالفارسية مُوْشاق ويقال رُطَبٌ
مُشانٌ وهى أمُّ جِرْذان رُطَبا فاذا جَفَّ فهو الكَبِيس* ومن رَدِىء تَمْر
الحِجَاز الجُعْرُور ومُصْرانُ الفَأْرةِ ومَعِى الفَأْرة وعِذْقُ ابن حُبَيْق
والجَيْسُوَانُ سمِّى بذلك لطُول شَمارِيخه شُبِّه بالذَّوائِب وأصْلها فارسىٌّ
والذُّؤابة يقال لها بالفارسِيَّة كَيْسُوانُ والبُرْنِىُّ والبَرْنِىُّ فارسِىٌّ
انما هو بارنِىٌّ بار الحمْل ونِىٌّ تعظيم ومبالَغة* أبو عبيد* تَمْر بَرْنِىٌّ
وبُرْنِىٌّ ويقال تَمْر بَرْنِىٌّ وتَمْرةٌ بَرْنِىٌّ* ابن جنى* تَمْرٌ بَرْنِىٌّ*
أبو عبيد* أختارُ فى السِّهْريزِ تَمرٌ سِهْرِيزٌ ولا تُضِفْ ويقال شِهْرِيز
والسينُ أحبُّ الىَّ من الشينِ والعرَبُ تُعرِّب الشينَ سِينا فتقول نَيْسابُور
ونَسَابُور وهو بالفارسيَّة شِينٌ وكذلك الدَّشْت تُحوِّله سينا فتقول دَسْت
وفِعْليل أكثَرُ فى كلامِهم من فَعْلِيل ولذلك اختارُوا السِّرْجِينَ على
السَّرْجِين* أبو حنيفة* تمرٌ سِهْرِيزٌ وسُهْريزٌ مأخُوذُ من حُمْرةِ اللونِ* ابن
السكيت* تمرٌ سِهْريزٌ بالكسر لا غيْرُ* أبو عبيد* بُسْرٌ كَرِيثَاءُ وقَرِيثاءُ*
أبو حنيفة* وقَرَاثاءُ وقال تمرةٌ قَرِيثاءُ وتمرَةُ قَرِيثاءَ وتمْرتانِ
قَرِيثَاوانِ ولا تَكاد الاضافةُ تكونُ فى البَرْنِىِّ لأن البَرْنِىَّ هو التمرُ
وهو منسوبٌ كتَمِيمىٍّ وهَرَوِىٍّ ويقال للسِّهْرِيز القُطَيعاءُ سمِّيت بذلك
لصِغَرها وهو الأَوْتَكَى وأنشد
باتُوا
يُعَشُّونَ القُطَيعاءَ ضَيْفَهُمْ
|
|
وعِنْدهُمُ
البَرْنِىُّ فى جُلَلٍ دُسْمِ
|
فما أطْعَمُونَا
الأَوْتَكى من سَماحةٍ
|
|
ولا مَنَعُوا
البَرْنِىَّ إلَّا من اللُّؤْمِ
|
ويقال للتَّمر
السِّهْرِيزِ سَوادِىٌّ والعَجْوة بالحِجَاز نظِيرُ السِّهْريزِ بالعِرَاقِ وقيل
هُما واحِدٌ
ولكِن فَرَّقَ
بينهما البَلَدانِ والهَوَاآنِ ونَظِير السِّهْرِيزِ بعُمَانَ والبَحْرَيْنِ
التَّبِّىُّ ونظير البَرْنِىِّ بعُمَان البَلْعَق ـ وهو تَمْر أصفَرُ مُدَوَّر وهو
أجْودُ تمرهِم ولا يَصْبِرُ على البَحْر صبْرَه شىءٌ من تَمْرِهم ونَظِير
السِّهْرِيزِ باليَمامة الجُذَامِىُّ ـ وهو أصْفَرُ صِغَار ويقال تَمْرة
نَرْسِيَانة ونِرْسِيَانةٌ وتَمْر نَرْسِيَانٌ* ابن قتيبة* تَمْرةٌ نِرْسِيَانةٌ
وتَمْر نِرْسِيَانٌ بالكَسْر* أبو حنيفة* تَمْرة سُكَّرِيَّة وتَمْرٌ سُكَّرىٌّ
والسُّنَّة ـ صِنْف من تَمْر المدينةِ والصَّرَفان عربِىٌّ والفَرْض ـ من أجْود
رُطَبٍ بعُمَانَ وأنشد
اذا أكَلْت
سَمَكًا وفَرْضَا
|
|
ذَهبْتُ طُولاً
وذَهَبْتُ عَرْضا
|
والصُّفْرىُّ ـ تمرٌ
يَمانٍ أصْفَرُ يُجَفَّف بُسْرا وقَنْدةُ الرِّقاع ـ تَمْرة بَيْن التَّمْرة
والقَسْبة عَلِكةٌ والخُضْرِيَّة ـ تَمْرة خَضْراءُ كأَنَّها زُجاجةٌ تُسْتَظْرَف
للوْنها* صاحب العين* زُبُّ رُبَّاحٍ ـ ضَرْب من التمْرِ* أبو حنيفة* الهِلْباثُ ـ
ضَرْب من رُطَب البَصْرة ومن رُطَبها بُسْر الجَهَنْدَرِ وبُسْر المجدّر
والجُنَاسِرىّ والخُوَارزمى والبَاهِين والطِّيَابُ والغَوَانى والعَمْرِىُّ
وبُسْر الطَّبَرْزَذ الأحْمر* أبو عبيد* الطَّرِيق ـ ضَرْب من النخل وأنشد
وكُلِّ كُمَيْت
كَجِذْع الطَّرِي
|
|
ق يَجْرِى على
سَلِطاتٍ لُثُمْ
|
وقد تقدم أنها
الطِّوالُ وأنها الصفُّ من النخل* أبو حنيفة* الأُطَيْرِق ـ أبْكَر نخْلِ الحِجازِ
تَسْبِق نخلَه كُلَّه وهى صَفْراء البُسْر والتمر والبَرْشُومة والبُرْشُومة
والشَّقَمَة أبْكَرُ نخلِ البَصْرة وتسمَّى القَسْبَ والعُزْفَ سُمِّى به
لتَبْكِيره يقال للنخلة التى تُطْعِمُ أوَّلَ النخلِ عُرْف والمِقْدام ـ أبكَرُ
نخلِ عُمَان سُمِّيت بذلك لتقَدُّمها النخل بالبلوغ* وقال* بيْنَ أن تُلْقحِ الى
أن تُؤْكَل رُطَبا خمسُون ليلةً والعَشْواءُ ـ من متأَخِّر النخل حَمَّلا
والْباهِينُ ـ نَخْلة بهجَرَ لا يَزالُ عليها السنَّةَ كُلها الا شهْرا واحدًا
طَلْعٌ جديدٌ وكَبائِسُ مُبْسِرةٌ واخَرُ مُرْطِبة ومُتْمرة وبالبَصْرة نخلةٌ
يُقال لها العُمَانِيَّة على مثلِ ذلك الا أنه لم يستثْن الشهر والتَّعْضُوض ـ ضَرْب
من التَّمْر واحدته تَعْضُوضة وهى تَمْرةٌ طَحْلاءُ كبيرةٌ رَطْبة صَقرةٌ لَذِيذةٌ
من جَيِّد التمْر وشَهِيِّه وهى تَحْمِل بهَجَرَ ألْفَ رِطْل والحُمَرُ
والحَوْمَرُ ـ التمْر الهِنْدىُّ ورَقُه مثلُ ورَقِ الخِلَاف الذى يقال له
البَلْخِىُّ ويقال لثَمَره الصُّبَّار وقيل شجَره كشَجَر الجَوْز وثَمرُه قُرُون
كثَمَر القَرَظ
والطَّنُّ والطُّنُّ
ـ ضَرْب من الرُّطَب أحمرُ شديدُ الحَلاوةِ كثير الصَّقَر يقال لصَقَره السِّيْلان
لأنه اذا جُمع سالَ سَيْلا من غير اعْتِصار لرُطُوبتِه والعَقَدانُ ـ ضَرْب من
التمرِ والعُمْر والعَمْر ـ نخلُ السُّكَّر والفُوْفَل ـ نخلةٌ مثلُ نخلة النارَ
جِيلِ تحْمِل كَبائِسَ فيها الفُوفَل أمثالُ التمر فمنه أسودُ ومنه أحمرُ وليس من
نَبات أرضِ العرب* ابن دريد* الجَدَم ـ ضرْبٌ من التمر والعُشْوانُ ـ ضرْب من
النخْل أو التمر والبَيْذَخ ـ نخْلة معرُوفة وخارُوجٌ ـ ضَرْب من النخْل
ومَعَالِيقُ ـ ضرْب من النخْل وأنشد
لَئِن نَجَوْتُ
ونَجَتْ مَعالِيقْ
|
|
من الدَّبَا
إنِّى إذاً لمرْزُوقْ
|
وقيل هو ضَرْب من
التمر لا واحد لها والنَّاقِم ـ ضرب من التمر والعَجَمْضَى ضرْب من التمر معروفٌ*
غيره* بَحْنةُ وابنةُ بَحْنَةَ وجمعها بَحْن ـ نخلة معروفةٌ وبها سمِّيت المرأةُ
والبَحْوَنُ ـ ضرْب من التمر قال ولا أدرى ما صِحَّته* غيره* العَدَائِم ـ نوعٌ من
الرُّطَب بالمدينة والمَعْد ـ ضَرْب من الرُّطَب والعُرْفُ ـ البُرْشُوم وقيل هو
العُرَف فأما العُرْف فضرْب من النخل عند أهْل البحرين وهى الأعراف
أسماء التمْر
* قال أبو على*
قال سيبويه تَمْرة وتَمْر وتُمُور وتُمْرانٌ وليس كلُّ جِنس يجمع ألا ترى أنك لا
تجمَع البُرَّ ولا الشَّعير* قال* وقالوا التَّمْرانِ فمُثنّى على ارادة النوعين
من التمر وأنشد
أَغَرَرْتَنِى
وزَعَمْتَ أنَّ
|
|
كَ لابِنٌ
بالصَّيْفِ تامِرْ
|
* أبو عبيد* تَمَرت القومَ أتْمُرهم ـ
أطعمْتهم التمر* صاحب العين* وتَمَّرتهم كذلك* أبو عبيد* أتْمر القومُ ـ كَثُر
عِندهم التمرُ* صاحب العين* التَّتْمير ـ تَيبيس التمر* أبو عبيد* الأَسْوَدانِ ـ التمرُ
والماء وقد تقدم فى الماء* غيره* العَتِيق ـ التمرُ وخصَّ بعضُهم القديمَ منه وقد
تقدم
الدَّوْم
* أبو حنيفة*
الدَّوْم واحدتُه دَوْمة ـ وهى شجرةُ المُقْل وبها سُمِّيت المرأة وهى تَعْبُل
وتَسْمُو ولها خُوض كخُوص النخل وتُخْرج أقْناء كأقْناء النخلة فيها المُفْل ويقال
لخوصها الطُّفْى واحدته طُفيْة ويُنْسَج من خُوصها حُصْر تسمَّى الطُّفْى باسم
الخُوص والأبُلْمُ ـ الخُوص واحدتُه أُبْلُمة* ابن السكيت* أُبْلُمة وإبْلِمة
وأَبْلَمة* أبو حنيفة* ثَمَرُ الدَّوْمِ المُقْل والوقْل* أبو عبيد* الوَقْل ـ شجَر
المُقْل واحدته وَقْلة* ثعلب* الوُقُول ـ نَوَى المُقْل* قال* والمُقْل أيضا يُقال
له أوْقالٌ* أبو حنيفة* المُقْل اذا كان رَطْبا فهو البَهْش* صاحب العين* البَهْش
ـ رَدِىءُ المُقْل* أبو حنيفة* فاذا يَبِس فهو الوَقْل والذى يُؤْكَل منه يقال له
الحَتِىُّ وداخِلُه العَجَم والخَشْل والخَشَل ـ حُتَات المُقْل وحُتَانه هو
الحَتِىُّ ـ وهو سَوِيقُ المُقْل* قال* وذهب بعضهم الى أن الخَشَل ما يبْقَى من
المُقْل اذا أُخِذ عنه حَتِيُّه وكل أجْوفَ غيْرِ مُصْمت خَشْلٌ من حَلْى وغيره
حتى البَيْضةُ اذا نُقِفت يقال لها خَشْل وقيل الخَشْل ـ المُقْل نفسُه* ابن دريد*
الخَشْل ـ الردِىءُ من كل شئٍ وأصلُه من ذلك ويُسَمَّى النَّبِق دَوْما ويُقال
للعِظَام من السِّدْر أيضا دَوْم وسيأتى ذكره* سيبويه* الابَرَة ـ فَسِيلة المُقْل
والجمع إبَر* على* ليس الابَرُ هَهُنا تكسيرَ إبَرَة على حَدِّ كِسْرة وكِسَر لانه
قد عادَلَه بطَلْحة وطَلْح فهو إذاً من الجمع الذى يدُلُّ على الواحد من غير أن
يُكَسَّر عليه وليست فِعَلةٌ مما يُكَسَّر للجمع لقلتها الا بالألف والتاءِ وبما
يدُلُّ على الجمع من هذه الأسماء والخِضْلاف ـ شَجرُ المُقْل فأمَّا ما أنشده
الشَّيبانى
اذا زُجِرَتْ
ألْوتْ بضافٍ سَبِيبُه
|
|
أَثِيث كقِنْوان
النَّخِيلِ المُخَضْلفِ
|
فانّ أبا عبيدة
قال فى تفسيره المُخَضْلَف ـ الشبَّه بالخِضْلاف ـ وهو شجر المُقْل وقيل هو النخلُ
القليلُ الحملِ وقد خَضْلفت النخلةُ* ابن دريد* المِيضَنَة ـ هَنَةٌ كجُوَالِق
الجِص تتخَذ من الخُوص وجمعها مَوَاضِينُ والمِنْظَفة ـ سُمَّهة تتَّخذ من الخُوص
يمانيَة والقَفْعة ـ وِعاءٌ من خُوص والغَضَف ـ خُوصٌ طِوَال يُشْبه خُوص
النخلِ وليس به*
صاحب العين* الخَزَمة ـ خُوص المُقْل يعمَل منه أَحْفاش النساءِ والخَزَم ـ شَجر
تُتَّخَذ من لِحَائه الحِبَال واحدته خَزَمة والخَزَّام ـ بائِع الحَزَم وسُوق
الخَزَّامِين ـ معروفٌ بالمدينة* ابن دريد* الوَزِيمةُ ـ الخُوصةُ التى يُشَدُّ
بها البَقْل وليس بثَبْت والوَزِيم أيضا ـ الخُزْمة من البقْل وأنشد
اتَوْنا
ثائِرِينَ فلم يَؤُوبُوا
|
|
بابْلُمة
يُشَدُّ بها وزِيمُ
|
والسُّمَّهة ـ خوصٌ
يُسفُّ ثم يجمَع يُجْعَل شَبِيها بالسُّفْرة* غيره* تَذَرَّعت المرأةُ شَقَّت
الخُوص لنعمَل منه الحَصِير* ابن السكيت* السَّلَب ـ ليِفُ المُقْل
باب نَسْج الدَّوْم ونحوهِ من الحَلْفاء وغيرها مما يُنْسَجُ
* صاحب العين*
الحَصِير ـ سَفِيفة تُصْنَع من بَرْدِىٍّ وأَسَل سُمِّى بذلك لأنه يَحْصُر ما
تحتَه من التُّراب والجمع حُصُر* أبو عبيد* سَفَفْت الحصيرَ وأسْفَفْته ورَمَلْته
وأرمَلْته ـ نسَجْته* ابن دريد* اليَرْمُول ـ الحَصِير مأخُوذ من الرَّمْلِ وهو
نَسْج الحُصُر من جَرِيد النخلِ* صاحب العين* الفَحْل ـ حَصِيرٌ يُنْسَج من
السَّعَف وجمعه فُحُول وفى الحديث «أنّ النبىَّ صلىاللهعليهوسلم دخَلَ على رجُل من الأنصار وفى ناحِيةِ البيتِ فَحْل من
تِلكَ الفُحُول فأَمَر بناحيةٍ منه فرُشَّت ثم صَلَّى عليه» وقيل سمِّى فَحْلا
لأنه يُصْنَع من سَعَف فُحَّال النخلِ* ابن دريد* السُّمَّهَة ـ خوصٌ يُسَفُّ ثم
يُجْمَع يُجْعَل شَبِيها بالسُّفْرة* صاحب العين* الخُمْرة حصيرٌ يُنْسَج من
السَّعَف أصغَرُ من المَصَّلى والطَّلِيل ـ حَصِير منْسُوج من دَوْم* الاصمعى*
البارِىُّ والبارِيَّة والبُورِىُّ والبُورِيَّة والبُورِيَاءُ فارسىٌّ معرَّب
الحَصِير المنسوجُ* صاحب العين* الكَرَاخة ـ الشُّقَّة من البَوارِىِ
أجْناس البَلَس
التِّينُ واحدتُه
تِينةٌ ـ وهو البَلَس وقيل البَلَس الثَّمر والشَّجَر التِّين فمن أجْناسه
الجِلْداسِىُّ وهو أجودُه يُغْرَس غَرْسا ـ وهو أسودُ ليس بالحالِك فيه طُول
وبُطونُه بِيضٌ والقِلَّارِىُّ ـ وهو أبيضُ متَوَسِّط ويابِسُهُ أصفَرُ كأنّه
يُدْهَن لصَفائِه ويلْتَزِم
كالتمر
والطُّبَّار ـ وهو أكبَرِتُينٍ رُؤِى كُمَيتٌ اذا أتَى تشقَّقَ ويُقْشَر عند الأكل
لغِلَظ لِحائه والفَيْلَحانِىُّ ـ وهو أسوَدُ يَلِى الطُّبَّار فى الكِبَر مدَوَّر
شديدُ السوادِ جَيِّد الزَّبِيب يتَفَلَّع اذا بلَغ والصَّدَّى ـ وهو أبيض الظاهر
أكحلُ الجَوْفِ صادِقُ الحَلاوةِ اذا أريد تَزْبِيبه فُطِّح فجاء كالفَلَك
والمُلَاحىُّ والمُلَّاحِىُّ ـ وهو صغِير أمْلَحُ صادِقُ الحَلَاوة ويُزبَّب
والوَحْشِىُّ ـ وهو ما تباعدَتْ مَنابِتُه فنَبَت فى الجِبال وشواطِئِ الأوديَة
ويكونُ من كل لَوْن وهو أصغَرُ التِّين واذا أُكِل جَنِيًّا أحرقَ الفمَ صادِقُ
الحلاوةِ ويُزَبَّب والأزْغَبُ ـ وهو أكبَرُ من الوحْشِىِّ عليه زَغَب فاذا جُرِّد
من زَغَبه خرَج أسوَدَ وهو غَلِيظ حُلْو من ردِىءِ التينِ وتِينُ الرُّقَع
والرُّقَعة شجرةٌ عظيمة كالجَوْزة ورَقُها كورَق القِثَّاء ولا يسمَّى تِينا الا
أن يُضَاف الى شجَرته ومنه تِينُ الجُمَّيز ـ وهو حُلْو رَطْب له مَعالِيق طِوال
ويُزَبَّب وضَرْبٌ آخر من الجُمَّيْز له شجرٌ عِظَام الواحدة جُمَّيزة وجُمَّيْزَى
تحمِل حَمْلا كالتِّين فى الخِلْقة ورقَتُها أصغرُ من ورَقة التِّين وتِينُها
أصفَرُ صِغَار وأسوَدُ يسمَّى التينَ الذكَرَ والاصفَر منه حُلْو والأسْودُ
يُدْمِى الفمَ وليس لتِينها عِلَاقة هو لاصِق بالعُود
التُّفَّاح
* قال أبو
الخَطَّاب* التُّفَّاح من التَّفْحة ـ وهى الرائِحة الطيِّبة واحدته تُفَّاحة
وأنشد
* فكأنَّها تُفَّاحةٌ مَطْيُوبة*
والسِّيب التُّفَّاح
الزُّعْرُور
* صاحب العين*
الزُّعْرُور ـ ثَمَر شجرةٍ الواحدة زُعْرُورة تكونُ حَمْراءَ وربَّما كانت
صَفْراءَ* قال ابن دريد* لا تعرِفه العرَبُ
الخَوْخ
* أبو حنيفة*
يُقال للخَوْخ الشَّعْراء جمعه كواحِده واللُّفَّاح والفِرْسِكُ والدُّرَاقِن
* قال* ولا
أظُنَّه عربِيًّا* ابن الاعرابى* الكَرِك ـ الأحمرُ من الخَوْخ خاصَّة* غيره*
الزَّعْراء ـ ضَرْب من الخوْخ
الجَوْز
* ابن دريد*
الجَوْز فارسىٌّ معرَّب ومن أمثالهم «لَأَشْقَحَنَّك شَقْحَ الجَوْزة» * ابن
الأعرابى* الفِجْرِمُ ـ الجوزُ لم أسمعْ به الا فى قول ذى الرُّمَّة حين اعتذَر من
وَصْف عين ناقتِه وتشبِيهها بالمِيم* أبو حنيفة* الخَسْف واحدته خَسْفَةٌ ـ الجَوْز
بلغة أهل الشِّحْر* صاحب العين* لَخِنَ الجوزُ لَخَنا ـ تغيَّرت رِيحُه وقد تقدم
فى السِّقاء* وقال* نَقَدْت الجوزَ وغيرَه أنْقُدُه نَقْدًا ـ اذا نقرْتَه باصبَعِك*
ابن دريد* المِنْقَدَة ـ خُريْقة يُنْقَد عليها الجوزُ
اللَّوْز وما فى طَرِيقه
* الشيبانى*
المَنْج والمِزْج ـ اللَّوْز وحكى الفارسِىُّ أنه الصغيرُ منه* ابن الاعرابى*
لَوْز مُنْفَرِك وفَرِك ـ يتَفَرَّك فى اليَدِ من غير أن يُعَضَّ عليه والعامَّة
تقول لوزٌ فَرِك والبُنْدُق ـ اللَّوْز وقيل بل الجِلَّوْز واحدته بُنْدُقة ومنه
قول بعض الممثِّلين لبعضِ أبواب الواو لا تَسَغ هذه الكُوَّة شيأ وتَعْجِزَ عن هذه
البُنْدُقة* قال السيرافى* الجِلَّوْز من الجَلْز ـ وهو الطَّىُّ واللَّىُّ ولذلك
قال سيبويه ويكون على فعَّوْل فالاسم نحو جِلَّوْز
الفُسْتُق
* ابن السكيت*
الفُسْتُق لا يَنْبُت فى بلاد العرَب هو فى الهِنْد وبلادِ فارِس* أبو حنيفة* هو
الفُسْتُق والفُسْتَق* أبو على* وغَلِط به هِمْيان فقال
دَسْتِيَّة لم
تأكُلِ المُرَقَّقا
|
|
ولم تَذُقْ من
البُقُول الفُسْتَقا
|
فجعله من
البُقُول* ابن دريد* العَزْوَق ـ الفُسْتُق الذى لا لُبَّ له
الرُّمَّان
..... * ابن جنى* الرُّمَّان على مذهب سيبويه من قَولِك رَمَمْت
الشئَ أرُمُّه رَمًّا ـ اذا جمعته وذلك لاكْتِناز الرُّمَّان واتِّصال أجْزائه
وتداخُل حَبِّه وقد ألَمَّ بذلك بعضُ المولَّدين بل أبانَهُ فقال يصِف مجْمَع قوم
قد ضَغَطهم وضَمَّهم
ما أحْسَبُ
الرُّمَّان يُجْمَعُ حَبُّه
|
|
فى قِشْره الَّا
كما نَحْنُ؟؟؟؟
|
وكذلك سمِّى
الرُّمَّان البَرّى مَظًّا مشتقا من المُمَاظَّة ـ وهو النَّدانِى والتضامُّ فى
الخُصومة* ابن السكيت* رُمَّانٌ إمْلِيسِىٌّ على النسَب لا غيْرُ* صاحب العين*
شَحْمة الرُّمَّانة ـ الهَنَة التى فى جَوْفها ورُمَّانٌ شَحِمُ ـ ذو شَحْمة وقد
تقدّم فى العِنَب* ابن دريد* الجُشْب ـ قُشُور الرمَّان يمانِيَة* صاحب العين*
رُمَّانةٌ شَنْباءُ إملِيسِيَّة ـ ليس فيها حَبٌّ انما هى ماءٌ فى قِشْرة
باب أشْجار الجِبال
* أبو عبيد* من
أشجار الجِبَال العَرْعَرُ* أبو حنيفة* واحدته عَرْعَرة* صاحب العين* الأَرْز ـ العَرْعَرُ
وفى حديث النبى صلىاللهعليهوسلم «مثَلُ المُنَافِق
كمَثَل الأَرْزةِ المُجْذِيَة على الأرض حتى يكونَ انْجِعافُها مَرَّة» * أبو
عبيد* هى الآرِزَة ـ أى الثابِتَة فى الأرض وقد أرَزَت تَأْرِز* أبو عبيد* الأَرْز
ـ هو الذى يسمَّى بالعِراق الصَّنَوْبر* قال* ومن أشْجار الجِبال الظَّيَّان وهو
ياسَمِين البَرِّ* أبو حنيفة* واحدته ظَيَّانة وموضِعُها الذى تكثُر فيه مَظْياة
ومَظْواةٌ* قال ابن جنى* الظَّيَّان لا يَخْلو أن يكونَ فَعَّالا أو فَيْعالا أو
فَوْعَلا أو فَعْلانَ ولسنا نعرِف فى الكلام تركيبَ ظ ى ى ولا تركيب ظ وى ولا ظ ى
ن ولا ظ ون فينبغى اذًا أن يحمل على فَعْلانَ لأن فَعْلانَ فى الأسماء أكثَرُ من
فَعَال انما جاء صاحبُ الكتاب من الاسماء بالكَلَّاء والجَبَّان والقَذَّاف وزاد
أبو على الفَيَّاد ـ لذَكَر البُوم ووجدْت أنا أيضا الجَبَّار للسُّعال وهو عِنْدى
من لفظ جَيْرِ ومعناه أما لفظُه
__________________
فظاهر وأما معناه
فلأن جَيْرِ جوابٌ والسُّعَال يُهَيِّجُ بعضُه بعضا فكأنَّ السُّعْلة تهُيَجّ
أختها كما قال
* اذا حَنَّتِ الأُولَى سَجعْنَ لها مَعَا*
وقال آخر
* يُجِيبُ بِها البُومَ رَجْعُ الصَّدَى*
وكأنَّ الصَّوتين
اذا تَقابَلا فأحدهما جواب لِصاحبه وفَعْلانُ قد كثُر فى الاسماء نحو لصَّمَّان
والحَوْمان فينبغى للظَّيَّان أن يحملَ عليه دُونَ غيره واذا كان كذلك فينبغى أن
يُحْكَم بأن عينه واوٌ ولامَه ياء حتى كأنه فى الاصل ظَوْيانُ ثم عُمِل فيه ما عمل
فى طَيَّانَ ورَيَّانَ وإنما دَعا الى اعتِقاد هذا حمله على باب طويت وشَويت دون
حَيِيت وعَيِيت لانه أكثَرُ منه* أبو عبيد* ومنها النَّبْع* أبو حنيفة* واحدته
نَبْعة* أبو عبيد* ومنها النَّشَم* أبو حنيفة* واحدته نَشَمة* أبو عبيد* ومنها
الشَّوْحَط والتَّأْلب* أبو حنيفة* واحدته تَأْلَبةٌ* أبو عبيد* ومنها الحَمَاط
والحِثْيَل والجَلِيل واحدته جَلِيلةٌ* ابن السكيت* وهو الثُّمَام واحدته ثُمَامة
وكذلك الغَرَف والغَرْف وقيل ما دامَ أخضَرَ فهو غَرْف فاذا يَبِس فهو ثُمَام وأما
أبو عبيد فقال الغَرْف ـ شيحَر يُدْبَغ به وكذلك الغَلْف* قال* ومنها الشَّتُّ
والمَظُّ* أبو حنيفة* واحدته مَظَّة* أبو عبيد* ومنها الرَّنْف والشُّوع
والضَّبْر* أبو حنيفة* الضَّبْر والضَّبِرُ بالكسر وهو الصحيح واحدتُه ضَبِرةٌ وهو
لأبْهَلُ ويسمى بالفارسِيَّة الايرس ومنها الْقَانُ واحدته قانَةٌ والطُّبَّاق
والسَّرَاء والصَّوْم والغِرْيَف والغِرْنِف والخَزَم واحدته خَزَمة والعُتُم
واحدته عُتُمَة والضِّرْو واحدته ضِرْوة* صاحب العين* هو الضَّرْو والضِّرْو* أبو
حنيفة* ومنها الرَّتَم واحدته رَتَمة والصَّابُ والأَثْأبُ واحدته أَثْأبة ويقال
الأَثْب والأَشْكَلُ والْالِبْ والبُوت والتَّنُّوب والثّوب والنُّوَع والثَّعْبُ
والجَعْدة والجَرَاز والدَّلِيك والزُّعْرُور والسَّاسَم والشِّرْيان والشَّرْيان
والشَّقَب والشَّحْس والضَّرِف والضُّرْم والطَّئْية والطَّثْى والعُجْرُم
والعَثَق والْغارُ والغَضَفَ والقَرَظة والقنْغَر والكَرَاث واللُّوَىُّ
واللَّبَخُ والنِّيمُ والنِّبْش والهَمْقان* أبو صاعد* ومنها الخَيْفان* غيره*
ومنها العِلْيَطُ* قطرب* ومنها الغَضْوَرُ* غيره* ومنها النِّلْك
التَحْلِية
* أبو حنيفة*
النَّبْع ـ له جَنَى أحمرُ مدَحْرَج كالحَبَّة الخضراء يسمى الفَتْح والنَّشَم ـ من
عُتُق العِيدان والشَّوْحَط ـ نَباتُه نَبَات الأَرْزَنِ قُضْبانٌ تسمُو كثيرا من
أصْلٍ واحد وورَقُه رِقَاق طِوَال مثلُ ورَق الطَّرْخُون وله ثَمَرة مثلُ العِنبة
الطويلةِ الا أن طَرَفها أدَقُّ وهى لَيِّنة تُؤْكَل وهو من عُتُق العِيدان التى
تتَّخَذ منها القسِىُّ والتَّأْلب ـ من عتق العِيدان التى تتَّخَذ منها القِسِىُّ
ومَنابِته جبالُ اليَمن وله عَناقِيدُ كعناقيد البُطْم فاذا أدركَ وجَفَّ اعْتُصِر
للمَصابيح وهو أجودُ لها من الزَّيْت وتَقع السُّرْفة فى التَّأْلبَة فتُعَرِّيها
من ورَقها والحَمَاط من الشجَر والعُشْب فامَّا ما كان منه شجرا فشجَر التِّين
الجبَلىِّ وهو شبيه بالتِّين خشَبُه وجَنَاء وريحه إلا أن جَنَاته أشدُّ صُفْرة
وأشدُّ من حمرة التين ومنَابِته فى أجْواف الجِبال وقد يُسْتَوْقَد بحطَبه ويتخذ
منه الزَّنْد وتأكُل الماشيةُ ورَقه رَطْبا ويابِسا وليس من شجرة أحَبَّ الى
الحَيَّات من الحَمَاط ومنه قيل شَيْطان الَحَاط وأما الَحَاط من العُشْب فان أبا
عبيد قال اذا يَبِس الأَفانَى فهو الحَمَاط وسيأتى ذكرُه* أبو حنيفة* وقيل اذا
يَبِست الحَلَمة فهى حَمَاطَة* قال* وأظنُّه سهوا وقيل الحَمَاط ـ مثْل
الصِّلِّيان الا أن الحَمَاط خَشِن المسِّ والحِثْيَل ـ شَجرٌ يشبِه الشَّوْخَط
ينبُت مع النَّبْع ونحوه* أبو عبيد* الجَلِيل ـ الثُّمَام* أبو حنيفة* هى بلُغَة
أهل الحِجاز وجمع الثُّمَام ثُمٌّ* غيره* واحدته ثُمَامة وبها سمِّى الرجلُ* وقال*
الثُّمَام ينبُت مَعًا خِيطانًا دِقَاقا صِغَار العِيدانِ كالكَوْلان تأكُله الابِلُ
والغنمُ وطُولُها قِعْدة الرجلِ أو أطولُ قليلا وله ورَق كورَق الحَبّ ثمره حَبٌّ
كثير ويَمْتار منه النملُ لكثْرته وهو أبْقَى شجرِ نَجْد عند السَّنَة وذلك لكثرته
وقيل هو مثل بِرْكة البعير وقيل هو من الجَنْبة ويسمَّى أيضا الغَرْف واحدتُه
غَرْفة* ابن دريد* ويسمى الشَّبَهان والشُّبُهانَ وقد ينبُت أيضا فى السَّهْل*
غيره* العَقْشُ ـ نَبْت ينبُت فى الثُّمام والمَرْخِ وهو يتَلَوَّى مثل العَصْبة
على فَرْع الثُّمام وله ثمرةٌ خَمْريَّة الى الحُمْرة ما هى* ابن السكيت* اذا طالَ
الثُمَام عن الحُجَن سمى خَضِر الثُّمَام ثم يكونُ خَضِرا شَهْرا* صاحب العين*
الأُمْصُوخة ـ أُنْبُوب الثُّمام وقد أَمْصخَ
ـ خَرجتْ
أَمَاصِيخُه* ابن السكيت* بَذْر الثمام بعد شهريْن وقَرْن الثُّمام شبِيه
بالباقِلَّى* أبو عبيد* الحُجْنَة ـ خُوصة الثُّمَام وقد أَحْجنَ* أبو حنيفة*
الشَّتُّ ـ شجرةٌ كشَجَر الرُّمَّان وقيل كشَجَر التُّفَّاح الصِّغار فى القَدْر
ورَقُه كورَق الخِلَاف ولا شوْكَ له وله بَرَمة مُوَرَّدة وسِنْفَة مُدَوَّرة
صغيرةٌ فيها ثلاثُ حَبَّات أو أربَعٌ سُودٌ مثل الشِينِيز تَرْعاء الحَمامُ اذا
انْتثَر وتُخْصِب عليه الابِلُ وتُعالجِ بفُرُوعه الرَّطْبة من الرِّيح تأخُذُ فى
الجَسد ويُضَمَّد به الكَسْر فيُجْبَرُ وهو ينبُت فى الجَبَل والسَّهْل وهو طيِّب
الرِّيح مُرُّ الطَّعْم والمَظُّ ـ رُمَّان يكونُ بالسَّرَاة يُنَوِّر ولا
يُرَبِّى وله حطَبٌ أجودُ حطبٍ وأثْقَبُه نارا ويعمَل منه داذِينُ كداذِينِ
الأَرْز الذى يكونُ بالثُّغُور من جِبَال الرُّوم يُسْتَوْقَد كما يُسْتَوْقدُ
الشَّمَع ويقال لعسَله المَذَخُ والتَّمَذُّخُ ـ امتِصاصُه والرَّنْف ـ هو
البَهْرامَج البَرِّىُّ وهو ضرْبان ضربٌ شعرُ نَوْرِه أحمرُ وضربٌ اخضر هَيَادِبِ
النَّوْر ويسمَّى الخِلَاف البلْخِىَّ وهو طيِّب الرائحة والشُّوْع ـ شجَرُ البانِ
طوَال وقُضْبانه طِوَال سَمْحة ويسمى ثمرُه أيضا الشُّوْع وينبُت أيضا فى
السَّهْل* غيره* واحدته شُوْعة والجمع شِيَاع والضَّبِرُ ـ شجَرُ جوْزٍ يكونُ فى
جِبال السَّراة ينوِّر ولا يَعْقِد والْقانُ ـ من عُتُق العِيدانِ يُتَّخذ منه
القِسِىُّ والطُّبَّاق ـ شجَرٌ نحو القامة يَنْبُت مُتَجاوِرا لا تكادُ تَرى منه
واحدةً مُنْفرِدة له ورَق طِوَال دقَاق خُضْر يَلْتَزِنُ اذا غُمز يُضْمَد به
الكسْر فيَلْزَمه فيُجْبَر وله نَوْر مجتمع أصْفَرُ تأكُله الأَوعال والغنَمُ
ويَجْرُسه النحْلُ ومَنَابِته الصَّخْر مع العَرعَرْ والسَّراء ـ من عُتُق الشجَر
الذى يُتَّخذ منه القسِىُّ وقيل هو أجودُ النَّبْع يذهَب الى معْنى السَّرْو ـ أى
الأَصْفَر* قال* وأخْلِقْ بأن يكونَ ذلك كما قال لأن أوْسا وصفَ قوسَ نَبْع فأطْنب
فى وَصْفها ثم جعَلها سَرَاءً فلولا أن السَّراء نَبْع ما فَعل وهو قوله
وصَفْراء من
نَبْعٍ كأنَّ نذِيرَها
|
|
اذا لم
تُخَفِّضْه من النَّبْع أفْكَلُ
|
وبالغ فى وصْفها
ثم ذكر عَرْض صاحبها إيَّاها للبيع وامتِناعَه وقولَ أصحابِه له بِعْ فقد
أُرْغِبْت
فأزْعَجه أن
قِيلَ شَتَّانَ مَا تَرَى
|
|
اليكَ وعُودٌ من
سَرَاءٍ مُعَطَّلُ
|
والصَّوْم ـ شجَرٌ
قَبِيح المَنْظَر جِدًّا له هَدَب ولا تَنْتَشِر أفنانُه ولكن تَنْبُت نَباتَ
الأَثْل مع
قُبْح مَنْظَر ولا
يطُولُ ذلك الطُّولَ وقيل هو مَمْسُوح ولذلك يُشْبِه من بُعْد شخوصَ الناس وأكثَر
نَباته بجِرَاب بَنِى شَبابَةَ من الأَزْد لا يأكُله شئٌ ولا فيه مَنْفعةٌ
والغِرْيَفُ شجَر خَوَّار مثْلُ الغَرَبِ وقيل هو البَرْدِىُّ والغِرْنِف ـ الياسَمُونُ
والخَزَم ـ شَجَر مثلُ الدَّوْم سَواء غير أنه أقصَرُ وأعرَضُ وأعْبَلُ وله
أَقْناءٌ وبُسْر يَسْودُّ اذا ينَعَ الا أنه صِغَار مُرٌّ عَفِصٌ لا يأكُله الناسُ
والغِرْبان حَرِيصة عليه ويُتَّخَذ من جُذُوعه خَلَايا النحْلِ ويتخَذ من خُوصه
وعُسُبه الحِبَال والخُطُم تُدَقُّ على الجَبْءِ ـ وهى الغَرازِيمُ مثلُ فَرازِيم
الحَذَّائِين ثم تُفْتَل دِقَافا وغِلَاظا والعُتُم ـ زيتونٌ جَبلِىٌّ لا بَرِّىّ
الا أنه يعظُم حتى يكونَ أغلَظ من التُّوت العادِىِّ وثمرُه الزَّغْبَج ـ وهو حبٌّ
أسودُ مثلُ العِنَب الا أن له نَوًى وفيه حُرُوفة ينتفَع به للدَّواء لا الطَّعامِ
ومَسَاوِيكه جِيادٌ* قال ابن جنى* العُتُم مشتَقٌّ من قولهم قِرًى عاتِمٌ ـ أى
بَطىءٌ لأن هذا الزيتُونَ من أطْول الشجَرِ عُمُرا* أبو حنيفة* والضَّرْو ـ شجرتُه
مثلُ شجَرة البَلُّوط العظيمةِ الا أنها أنعَمُ وتَضْرِب أطرافُ ورَقِها الى
الحُمْرة وهى لَيِّنة وتُثْمِر عَناقِيدَ مثلَ عَناقِيد البُطْم غير أنه أكبَرُ
حَبًّا واذا أدْرك شاكَهَ الحُمرةَ وكذلك الوَرق ويُطْبَخ ورَقُه حتى يَنْضَج ثم
يُصَفَّى الماءُ عنه ويُردُّ الى النار فيُطْبخ حتى يَعْقِد فيصير كله
القُبَّيْطَى ويُرْفَع فيُتعالَجُ به لخُشُونة الصدْر والسُّعال وأوْجاع الفَمِ
وفيه عُفُوصة واذا كثُر عِلْكه ظهرَ صَغِيرا ثم لا يَزَال يَرْبُو حتى يصِير مثلَ
البِطِّيخة ويَسِيل من الضِّرْوة أيضا حَلَب لَزِجٌ أسودُ مثلُ القارِ وهذا
العِلْك يقعُ فى العِطْر ولشبَهها بشجَرة البُطْم قال قومٌ الضِّرْو والحَبَّة
الخضراءُ ويقال للِحَاء الضِّرْو الكَمْكام وهو مما يُسْتاك به والرَّتَم نباتٌ من
دِقِّ الشجَر شُبِّه بالرَتم ـ وهو الخُبُوط والصَّابُ ـ شجَر اذا اعْتُصر خرجَ
منه كهَيْئة لَبَن التِّين فربَّما نَزَت منه نَزِيَّة ـ أى قَطْرة فتَقَع فى
العين كأنها شِهابُ نارٍ وقيل هو شَجَر مُرٌّ والْأَثْأَبُ ـ شجرٌ عِظَام جِدًّا
واسعةٌ تستَظِل تحتَها الأُلُوف من الناس تَنْبُت نباتَ شجَر الجَوْز ورقُها نحوٌ
من ورَقه ولها ثمرٌ مثلُ التِّين الأبيضِ الصِّغار وفيه كَراهةٌ وقد يُؤْكَل وفيه
أيضا مثلُ حَبِّ التِّين والأَشْكَل ـ شجرٌ مثلُ شجر العُنَّاب فى شَوْكه
وتعَقُّفِ أَغْصانه غيرَ أنه أصغَرُ ورَقا وأكثرُ أفْنانا وهو صُلْب جِدًّا له
نُبَيْقة شديدةُ الحُموضةِ تُتَّخَذ منه القِسِىُّ والالْب ـ شجرةٌ شاكَةٌ كشجَرة
الأُتْرجِّ وهى
قليلةٌ لا يقُوم مَقامَها شئٌ من الضَّجَاج وكلُّ شجرة تُقْشَب للسِّباع ضَجَاج
وهى أَجناسٌ كثيرةٌ أخبَثها الالْب والبُوت واحدتُه بُوتة ـ نباتُها نَباتُ
الزُّعْرور وكذلك ثمرتُها الا أنها اذا أينَعَت اسودَّت وحَلَتْ حلاوةً شديدة ولها
عَجَمة صغيرةٌ مُدَوَّرة تُسوِّد يدَ مُجْتنِيها وثمرتُها عَناقيدُ كعَناقِيد
الكَبَاث تأكُلُها الناسُ والتَّنُّوب شجَر يعظُم جِدًّا ويسْمُو ومَنابِته جِبال
دُرُوب الرُّوم وهو اسمٌ أعجمِىٌّ ومنه يُتَّخذ أجودٌ القَطِران والثُّوَع واحدته
ثُوَعةٌ ـ شَجرٌ عِظامٌ يسمُو وله ساقٌ غليظةٌ وعَناقِيدُ كعَناقيدِ البُطْم
ورَقُه مثلُ ورَق الجَوْز سَبِط الأغْصان دائِمُ الخُضْرة ولا يُنْتَفع به
والثُّعَب ـ شبِيه بالثُّوَعة الا أنها أخشَنُ ورَقا وساقُها أغبَرُ وليس لها
حَمْلٌ ولها ظِلٌّ كثِيف والجَعْدة ـ نباتُها نَباتَ العِظْلمِ الا أنها غَبْراءُ
طيِّبة الرِّيح لها ثمرٌ مثلُ فُقَّاح الاذْخِر الا أنه أثْخَن متَلَبِّد تُحْشَى
به المِخَادُّ وقيل هى غَبْراء وخَضْراءُ لها رَعْثة مثل رَعْثة الدِّيك دائمةُ
الخُضْرة وهى من الذُّكُور والجَرَاز ـ نباتٌ يظْهَر مثل القَرْعة بلا ورَق يعظُم
حتى يكونَ كأنه الناسُ الطِّوال القُعُود فاذا عظُمت دقَّت رُءُوسها وتفرَّقت
ونَوَّرت نَوْرا كنَوْر الدِّفْلَى ولا يُنتفع به وهو رِخْو مثلُ الدُّبَّاء يرمَى
بالحجر فَيغِيب فيه والدَّلِيك واحدته دَلِيكةٌ ـ ثمَر الورْد يحمرُّ حتى يكونَ
كالبُسْر ويَنْضَج فيحْلُو ويُؤكل وله حبٌّ فى داخلِه وهو بَزْره والعُنَّاب نحوٌ
منه والزُّعْرور واحدته زُعْرورة ـ وهى ضربان أصفَرُ وأجمرُ والأصفر أعظَمُ
والساسَمُ والساسَب والسَّيْسَب ـ من العُتُق التى تتَّخَذ منها القِسِىُّ وقيل هى
الآبَنُوس وقيل الشِّيز والشِّرْيان ـ ينْبُت نباتَ السِّدْر وله نَبْقةٌ صفراءُ
حُلْوة وهو من عُتُق العِيدان التى تتَّخَذ منها القِسِىُّ والشَّقَبُ والشَّقْب
والشِّقْب ـ شجر يطُول وليس بالواسع ولكنه يطُول وربَّما كان من أعلَى الجبل الى
أسفَلِه وهو من عُتُق العِيدانِ التى تتَّخَذ منها القِسِىُّ والشَّحْس مثلُ
العُتْم ولكنه أطولُ منه ولا تُتَّخَذ منه القِسِىُّ لصَلَابته وهو زَيْتون الجبَل
والضَّرِف واحدته ضَرِفة ـ شجَرٌ كالأَثْأَب فى وَرَقه وعِظَمه الا أن سُوقَه
غُبْر مثلُ سُوق التِّين وله جَنًى أبيضُ مدَوَّر مُفَلْطَح كتين الحَمَاط
الصِّغَار مُرٌّ مُضَرِّس والضُّرْم واحدته ضُرْمة ـ شجرٌ نحوَ القامةِ أغبرُ
الورق كورَق الشِّيح أو أجَلُّ قليلا وله ثمرٌ أشْبَاء البَلُّوطُ حُمْرٌ الى
سَوَاد تأكُلُه الغَنَم والحُمُر ولا تأكُلُه الابلُ وله وُرَيد أبيضُ صغيرِ
كثيرُ العسَل
تجرُسه النحْل ولعَسَله فَضْلٌ فى الجَوْدة وله حطَب لا جمرَ له وهو طَيِّب
الرائِحة وكذلك دُخَانه ويُدْلَك بورَقه أجوافُ الخَلَايا فتأْلَفُها النحْلُ
ونباتُه وقُضْبانه كقُضْبان الطَّرْفاء وقد ينبُت فى بعض السُّهول والطَّثْىُ ـ شجرةٌ
تَسمُو نحوَ القامةِ شَوِكة من أصْلِها الى أعْلاها شَوْكها غالِبٌ لورَقها
ورَقُها صِغارٌ ولها نُوَيرة بيضاءُ يجْرُسها النحْلُ وهى مَرْعًى والعُجْرُم
واحدته عُجْرُمة وبها سمِّى الرجلُ ـ شجَرة كالنَّشَمة الا أنها اذا كَثُرت
عُقَدُها سميت العُجْرمةَ ولذلك قيل للناقة المُعَقْرَبة الخَلْقِ مُعَجْرَمة
ويُقال لها أيضا عُجْرومة وانها شجرةٌ عظِيمةٌ لها كِعَاب كهيْئة العُقَد وذلك
الذى عَجْرَمها والعَثَق ـ شجَرٌ نحوُ القامةِ ورَقُه شبيهٌ بورَق الكَبَر كثيفٌ
غليظٌ نباتُه كنَبات الكَتَم لا يُؤْكَل ويُجَفَّف ورَقُه يُدَقُّ ويُوخَف بالماءِ
فيَرْبو ويَثْخُن فيُطْلَى به فى موضعٍ كَنِين من الريح دَفِىءٍ واذا جَفَّ أُعِيد
فيَحْلِقُ الشعرَ حلْقَ النُّورة الا أن فيه إبطاءً والعَوْذَرُ ـ نَصِىُّ الجبَل
والغارُ واحدته غارَة ـ شجَر عِظَام له ورقٌ طِوَال أطولُ من ورَق الخِلَاف وحَمْل
أصغَرُ من البُنْدق أسودُ القِشْرة له لُبٌّ يقع فى الدَّواء ورَقُه طيِّب الرِّيح
يقَع فى العِطْر ويقال لثَمَره الدَّهْمَست وهو أعجمىٌّ وقد يَنْبُت فى السَّهْل
والغَضَف ـ نَبَات يُشْبِه نَباتَ النخلِ سواءً له سَعَف كثيرٌ وخُوص صَلِيب يعمَل
منه الجِلال العظيمةُ فتقوم مَقامَ الجَوالِيق وجِذعه قصيرٌ مِقدارُ ذراعيْنِ
وأكثَرَ ثم تظهَر فى أعلاها شَماريخُ قليلة فيها بُسْر عَفِص بَشِع والغَضَفة
مملوءة سَعَفا وخُوصا من أسفَلِها الى قِمَّتها ومنه قيل نخلة مُغْضِف ـ اذا كثُرَ
سعَفُها وساء ثَمرُها والقَرَظَة ـ عُشْبة تُشْبِه النَّصِىَّ الا أنها أعظمُ
أَرُومةً وأطولُ نبَاتا وأنجعُ فى السائِمة وأمْرأ والقَنْغَر شجرٌ مثلُ الكَبَر
الا أنها أغلَظُ عُودا وشَوْكا وثمرتُها كثمرة الكَبَرة والابل تَحْرِص عليه
والكَرَاث ـ شُجَبْرة لها ورَق طِوَال دِقَاق ناعِمة اذا فُدِغت هُرِيقت لبَنا
والناس يَسْتَمشُون بلَبنها ويُؤْتَى بالمَجْذُوم حتى يتوسَّطَ به مَنْبِتُ
الكَرَاث فيقيمُ فيه ويُخْلَط له بطعامه وشَرابِه فلا يَلْبَث أن يَبْرأ من
جُذَامه وتذهبَ قوّتُه واللُّوَىُّ ـ شجَرة تُنْبِت حِبالا تَعَلَّقُ بالشجر
وتَلَوَّى عليها وأكثَرُ مَعَالِقها العَرْعَرُ لأنها تنبُت معه وتُتَّخذ منه
مَخازِم الأطنابِ للينِه وله فى أطْرافه ورَقٌ مدوَّر فى طَرفه تحديدٌ وله حَبٌّ
مثل عِنَب الثَّعلب أخضرُ أبَدا وهو مرْعَى للابل والغنَم وهو أدقُّ من العَطَف
واللَّبَخ واحدته
لَبَخة ـ شجرةٌ عظِيمة مثل الأثْأبَة وأعظمُ ورقُها شبيهٌ بورقَ الجَوْز لها جَنًى
كجَنى الحَمَاط مُرُّ اذا أُكِل أعْطَش واذا شُرِب عليه الماءُ نفَخَ البطنَ وقيل
هو شجَار عِظَام تُشْبِه الدُّلْب وله ثمر أخضرُ يشْبِه التمرَ حلْو جدًّا الا أنه
كَرِيه وهو جَيِّد لوَجَع الأضْراس واذا نُشِر أرْعَف ناشِرَه ويبْلُغ اللَّوحُ
منه خمسين دِينارا واذا ضُمَّ منه لوحانِ ضَمًّا شديدا وجُعِلا فى الماء سنَةً
التحمَا فصارا لوحًا واحدا والنِّيم ـ شجرٌ عالٍ له شوكٌ ليِّن وورَقٌ صِغار
وحَبٌّ كثير متفَرِّق أمثالُ الحِمَّص أخضرُ حامضٌ فاذا يَنَع اسودَّ وحلَا
والنِّبْش ـ شجَرٌ يشبِه ورَقُه ورَقَ الصَّنَوْبَر وهو أصغَرُ من شجَره وأشدُّ
اجتِماعا له خشَبٌ أحمرُ كأنه النَّجِيع صُلْب يُكِلُّ الحديدَ أرزَنُ من النَّبْع
والآبنُوس ولا يُعمَل منه القسِىُّ لِثقَله ولكن تُعْمَل منه مَخَاصِر النَّجائِب
والهَمْقان واحدته هَمْقانة ـ له حبُّ يشبِه حبُّ القُطْن يكونُ فى جُمَّاعة مثل
الخَشْخاش الا أنها صُلْبة ذاتُ شُعَب تُقْلَى وتُؤْكل للجِمَاع وهى عجميَّة* أبو
صاعد* الخَيْفان نبتٌ ليس له ورَق وانما هو حَشِيش وهو يَطول حتى يكونَ أطْوَل من
ذِراعٍ صُعُدا وله سَنَمة صُبَيغاءُ بيضاء السَّفاة* غيره* العِلْيَط ـ شجَر ينبت
بالسَّراة تعْمَل منه القِسِىُّ وأنشد
تَكادُ فُرُوعُ
العِلْيَط الصُّهْبُ فَوْقَنَا
|
|
به وذُرا
الشِّريان والنِّيم تَلْتَقِى
|
والغَضْورَة ـ شُجَيرة
غَبْراءُ تعظُم والجمع غَضْوَر وقيل الغَضْور ـ نباتٌ لا يَعْقِدْ عليه شحْم وقيل
هو نَباتٌ يُشْبِه الضَّعَة والثُّمامَ والنِّلْك ـ شجرُ الدُّبِّ واحدته نِلْكة
ما يَنْبُت منها فى الجَلَد والغِلَظ
* أبو حنيفة* منها
السَّخْبَر واحدتُه سَخْبَرَة وبها سمِّى الرجلُ والاسْلِيح واحدته إسْلِيحة
والارْث وأُمُّ كَلْب والبَسْباس واحدته بَسْباسة وبها سمِّيت المرأة والثَّغْر
واحدته ثَغْرة والجَفْن والحَرْشَفُ والحلْفاء والحِفْرَى واحدٌ وجمعٌ وقيل واحدته
حِفْراة والحَلْق واحدته حَلْقة والحِلَّة وراحةُ الكَلْب والسَّلَام واحدته
سَلَامة وبها سُمِّى الرجلُ والسَّنَعْبُق والسُّمَّاق والعِشْرِق واحدته
عِشْرِقَة والعِكْرِش واحدته عِكْرِشة وبها سُمِّى الرجلُ والمرأةُ والعِهنة
والقَفْعاءُ والقِلْقِلُ والقُلاقِلُ والقُلْقُلانُ
كلها شئٌ واحد
والكَفْنة واللُّوف واحدته لُوفةٌ والنَّزعة* صاحب العين* ومنها الحَسَار
والاخْرِيط* ابن السكيت* ومنها الثَّغْرة والثَّغَام والمَكْنكُ
التَّحْليَة
* أبو حنيفة*
السَّخْبَر ـ شجَر يَنْبُت نَباتَ الاذْخِر على طُوله وعَرْضه ورِيحِه وقيل يشْبِه
الثُّمَام له جُرْثُومة وعِيدانُه كالكُرَّاث فى الكثْرة كأن ثمرَه مَكَاسِح
القَصَب أو أدَقُّ فاذا طال تدانتْ رُءُوسُه وانحنتْ وفيه حَرَاوة وذَفَرٌ ظَيِّب
وجعله أبو عبيد من نَبات السَّهْل والاسْلِيح ـ طِوَال القَصَب فى لونه صُفْرة
تأكُله الابِلُ وقيل هو عُشْبة تُشْبِه الجِرْجِير وتَنْبُت فى حُقُوف الرَّمْل
والأُولى أكثرُ والأُرْث ـ شَوْك شبِيه بالكُعْر الا أن الكُعْر أَسْبَطُ منه
ورَقا وله قَضِيب واحد فى وَسَط رأسِه مثلُ الفِهْرِ المُصَعْثَب غيْرَ أن لا
شَوْكَ فيه فاذا جفَّ تطايَر ليس فى جَوْفه شئٌ وهو مَرْعًى للابل خاصَّةً تسمَنُ
عليه غير أنه يُورِثُها الجرَبَ وأمُّ كَلْب ـ شجرةٌ لها نَوْر أصفَرُ وورَق كذلك
فى خِلْقة ورَق الخِلَاف يستَحْسِنها الناظرُ اليها فاذا حَرَّكها فاحتْ بأنْتنِ
رِيحة والبَسْباس ـ طيِّب الطَّعْم والريحِ يأكُله الناسُ والماشِيةُ وهو من
الأحرار وقيل البَسْبَاسُ نانَخْواة البَرِّ والثَّغْر ـ من خِيَار العُشْب أغبَرُ
يَضْخُم حتى يصيرَ كأنه زَبِيل مَكْفُوء مما يَرْكبُه من الوَرق والغِصَنة ورَقه
على طُول الأظافِير وعَرْضِها وفيه مُلْحة قليلةٌ مع خُضْرته وزَهْرتُه بيضاءُ
تَنْبُت لها غِصَنة فى أصل واحد لها شَوْك ليس بالقوىّ تأكُلُها الابلُ وهو من
الذُّكور والجَفْنة ـ تَنْبُت فيه متَسَطِّحةً فاذا يَبِست تقَبَّضتْ واجتمعت ولها
حبٌّ كالحُلْبة أصفَرُ وهى تَبْقَى سنِيْن يابِسةً تأكلُها الحُمُر والمِعْزَى
وقيل هى صُلْبة صغِيرة مثل العَيْشُوم لها عِيدانٌ صِلَاب دِقَاق قِصَار وورَقٌ
أخضَرُ أغْبَر أسرَع البقْل نَباتا اذا مُطِرت وأسرَعُه هَيْجا والحَرْشَفُ ـ أخضَرُ
مثل الحرْشاء غير أنه أعرَضُ منها وله زهْرة حمراءُ وقيل هو نَبْتٌ خَشِن له شوْك
يسمَّى بالفارسِيَّة كَنْكَرْ وهو من الجَنْبة وهو من الذُّكُور والحَلْفاء ـ سَلِبةٌ
غَلِيظة المَسِّ لا يكادُ أحدٌ يَقْبِض عليها مَخَافةَ أن تَقْطَع يده وقد تأكُلها
الابلُ والغنمُ أكْلا قليلا وهى أحبُّ شجرة الى البَقَرِ وهى من الأَغْلاث* قال
سيبويه*
واحدةُ الحَلْفاء
حَلْفاةٌ* قال أبو على* الحَلْفاء اسمٌ للجمع* أبو عبيد* واحدة الحَلْفاء حَلَفَة*
ابن السكيت* وحَلِفَة وحكى ابن الاعرابى فى واحدتها حَلَف وحَلْفاء على لفْظ
الجميع* وقال* أحْلَفَت الحَلْفاء ـ نبتَتْ وأحْلَفَت الارضُ ـ أنبَتَتِ
الخلْفاءَ* أبو حنيفة* الحِفْرَى ـ ذاتُ ورَق وشوْك صِغارٍ ولها زَهْرة بيضاءُ
تكونُ مثلَ جُثَّة الحَمامة وقيل هى بَقْلة رِبْعِيَّة وهى تُنَوَّن ولا تُنوَّن
والحَلْق ـ شجرةٌ تَنْبُت نباتَ الكَرْم ترتَقِى فى الشجر ورَقُها شبيه بورَق
العِنَب حامضٌ يُطْبَخُ به اللحمُ وله عَناقِيدُ كعناقِيدِ العِنَب الذى يحْمَرُّ
ثم يسوَدُّ فيكون مُزًّا ويُؤْخَذ ورقُه فيُطْبخُ فيجعَل ماؤُه فى العُصْفُر فيكون
أجودَ له من حَبِّ الرُّمَّان ويحمَل اذا جَفَّ لذلك والحِلَّة ـ شجَرة شاكَةٌ
أصغَرُ من العَوْسَجَة الا أنها أنعَمُ ولا ثمرَ لها ولها ورَقٌ صِغَار وهى
مَرْعَى صِدْقٍ وراحَةُ الكَلْب ـ على قَدْر راحة الكَلْب ليست لها زَهْرة ورقُها
عِرَاض قِصَار تتَسطَّح على الأرض والسَّلَام ـ هى أبدا خَضْراءُ لا يأكُلُها شئٌ
والظِّباء تَلْزَمها تستظِلُّ بها وليست من عِظَام الشجَر ولا العِضَاهِ
والسَّنَعْبُق ـ نباتٌ ينبُتُ فى الصَّخْر فيتدَلَّى حِبالاً خُضْرا لا وَرَق لها
وله نَوْر مثلُ نَوْر الدِّفْلَى لا يأكلُه شئٌ ولا يَجْرُسه النحلُ رائحته
خَبِيثة واذا قُصِف منه عُود سال منه ماء صافٍ لزِجٌ له سَعابِيبُ والسُّمَّاق ـ شجرٌ
له ثمرٌ حامِضٌ عَناقِيدُ فيها حبٌّ صغارٌ يطْبَخ* قال* ولا أعلمه ينْبُت بشئٍ من
أرض العرَب الا ما كانَ بالشام والشامِىُّ منه شديدُ الحُمْرة والعِشْرِق من
الأغْلاث ـ شجرةٌ تَنْفَرِش على الارض عريضةُ الوَرَق ليس لها شَوْك ولا يكاد يأكُلُها
الا المِعْزَى الا ما كان من حَمْلها قانه يُؤْكَل حبُّه ويسمى الفَنَا واذا سقَطت
حَبَّة العِشْرِق فى الارض ويَبِستْ احمرَّتْ حتى تكُونَ كأنها عِهْنة حمراءُ
ويُمْتَشَط بورَقِه فيسوِّد الشعرَ ويُنْبِته وقيل يرتَفِع على ساقٍ قصيرةٍ ثم
يَنْتشِرُ شُعَبا كثيرة وتُثْمِر ثَمرا كثِيرا وثَمره سِنَفَةٌ وهى خرائِطُ طِوال
عِرَاض فى كل سِنفة سَطْرانِ من حبٍّ مثل عَجَم الزَّبيب سواء فيُؤْكَل مادام
رَطْبا ويُطْبَخُ وهو طَيِّب ورقُه كورَق العِظْلمِ شديدة الخُضْرة وحَبَّته
بيضاءُ طيِّبة هَشَّة دَسِمة حارَّة جَيِّدة للبَواسِيرِ وقيل هى كشُجَيرة
الحَمَاحِم وكذلك ورقَتُها والعِكْرِش ـ قد تَنْبُت فى السِّباخ وقيل هى من
الحَمْض والعِتْر ـ شُجَيْرة
ترتَفِع ذِراعا
ذاتُ أغصانٍ كثيرةٍ وورَقٍ أخضرَ مُدَوَّرِ مثل ورَق التَّنُّوم ولها جِراءٌ
جِرْوانٍ جِرْوانِ مُتقارِبان يتَدَلَّيَانِ الى الأرض وجِرَاؤُها حُلْوة طَعْمها
طعْمُ القِثَّاء الصِّغار ولا يكاد ينبُت فَرْدا انما تُوجَد ثِنْتين ثِنْتينِ أو
أرْبعا أرْبعا والعِهْنة ـ من الذُّكُور والقَفْعاء ـ شُجَيرة خضْراءُ مادامتْ
رَطْبة وهى قُضْبانٌ قِصَار تخرُج من أصْلٍ واحدٍ لازِمة للارض لها وُرَيقٌ صغيرٌ
فاذا هَمَّتْ بالجُفُوف ارتفعَتْ عن الارضِ وتقبَّضت فتجمَّعت ولا تُؤْكَل واذا
أَخصَبَتْ طالتْ وهى من الأَحْرار وقيل من الذُّكور وقيل هى ضَرْب من الحَسَك
أشبَهُ شئٍ محَلَق الدِّرْع وقيل هى نَبْتة خَوَّارة ضَعِيفة من نَبات الرَّبِيع
خَشْناءُ الورَق لها نَوْر أحمرُ أمثالُ الشَّررِ صِغارٌ وورَقُها مُسْتعْلِيَاتٌ
من فَرْقُ وثمرَتُها متَقَفِّعة من تحتُ والقِلْقِلُ ـ شُجَيْرة خَضْراءُ تَنْهَض
على ساقٍ لها حَبٌّ كحَبِّ اللُّوبِياءِ حُلْو يؤْكَلُ والسائمةُ تَحْرِص عليه وهى
من الذُّكُور واذا جَفَّ فدُقَّ وأوخِف بالماء كان كالغِرَاءِ فيُضْمَد به الخَلْع
والكَفْنة ـ من دِقِّ الشَّجَر صغيرةٌ جَعْدةٌ اذا يَبِسَت عِيدانُها كانت كانَّها
شُقَق القَنَا واذا اخْتلَاها الانسانُ قيل كَفَن يَكْفِن وهى من الأحْرار* أبو
صاعد* الكَفْنة ـ تَنْبُت فى القِيْعان نِقَاطًا بأماكِنَ من الأرض بنَجْد* أبو
زيد* هى عُشْبةٌ منْتَشِرة النِّبْتة على الأرض يُقال لها مادامَتْ رَطْبة كَفْنة*
قال* وسمعتُ أنا عِدَّة من العرَب يقُولون فاذا يَبِست فهى كَفُّ الكَلْب* أبو
حنيفة* واللُّوْف ـ نَبَات له ورَقاتٌ خُضْر رِوَاءٌ طِوَال جَعْدة تَنْبَسِط على
الأرض وفى وسَطها قَصَبة وفى رأسِها ثَمَرة وله بَصل كبصل العُنْصُل ويُتدَاوَى به
ونَباتُه فى أوَّل الرَّبيع والنَّزَعة ـ ليس لها زَهْر ولا ثَمَر تأْكُلُها
الابلُ اذا لم تجِدْ غيْرَها فاذا أكَلَتها امتنَعتْ ألبانُها خُبْثا والحِلَّة
شجرَةٌ شاكةٌ أصغَرُ من القَتَادةِ وهى التى يسَمِّيها أهلُ البادِية الشِّبْرِق
والحَسَار ـ نباتٌ له سُنَيْبل وهو من دِقِّ المرتَع وقَفُّه خيْرٌ من رَطْبه وهو
يستَقِلُّ عن الارض شيأ قليلا يُشْبِه الزُّبَّادَ الا أنه أضخَمُ منه ورَقًا
والاخْريط ـ نباتٌ يَنْبُت فى الجَدَد له قُرُون كقُرُون اللُّوبِياء ورقُه أصغرُ
من ورَق الرَّيْحان والثَّغْرة ـ من خِيَار العُشْب وهى خضْراءُ تضْخُم حتى
تصيرَ كأنَّها زَبِيل مَكْفُوء مما يركَبُها من الورَق والغِصَنة ورَقُها على طُول
الأظافِير وعَرْضِها وفيها مُلْحة قليلةٌ مع خُضْرتِها وزهْرتُها
__________________
بيضاءُ تنبُت لها
غِصَنة فى أصْل واحدِ وهى تَنْبُت فى جَلَد الارضِ ولا تَنْبُت فى الرمْل والابِلُ
تأكُلُها أكْلا شديدًا ولها أَرْك ـ أى تُقِيم الابلُ فيها وتُعاوِد أكلَها
وجمعُها ثَغْر قال كثَيّر
وفَاضَتْ
دُمُوعُ العينِ حتَّى كأَنَّما
|
|
بِرَادِ القَذَى
من يابِس الثَّغْر تُكْحَل
|
* ابن السكيت* الثَّغَام ـ نَبْتٌ على
شَكْل الحَلِىِّ وهو أغلَظُ منه وأجَلُّ عُودا وهو ينبُت أخْضَرَ ثم يَبْيَضُّ اذا
يَبِس وله سَنَمة غليظةٌ ولا ينبُت الا فى قُنَّة سوداءَ وهو ينبُت فى مَجْد
وتِهامةَ واحدته ثَغَامَة ويكسَّر على ثَغَام واسم الجمع أثْغِماءُ
ما ينْبُت منها فى السَّهْل
* أبو عبيد* من
نَبات السَّهْل الرِّمْث والقِضَة والعَرْفَج والنُّقْد واحدته نُقْدة والنُّعْض
واحدته نُعْضة والشُّقَّارَى والحِنْزَاب والافَانِى والسُّطَّاحة والغَبْراء
والطَّحْماء والدَّرْماء والحَرْشاء والصَّفْراء والكَرِش* ابن السكيت* وهى
الكَرِشة* أبو عبيد* والحَلَمة واليَنَمة والرَّاءُ واحدته راءَةٌ والشُّبْرُم*
ابن السكيت* واحدته شُبْرُمة* أبو عبيد* والنَّفَل والحَسَك والسَّعْدان
والجَرْجار والعَرَار واحدتُه عَرَارة والجَثْجاث والقَيْصُوم والسَّكَب والشِّيح
والقرْنُوة والحُلَّب والحِلِبْلاب والحُرْبُث والرَّنَمة والتَّرِبة والخُزَامَى
والأُقْحُوَان والشُّكَاعَى والحَنْوة والزُّبَّاد وهو الزُّبَّادَى* ابن السكيت*
والزُّبَادَى* أبو عبيد* والبُهْمَى* غيره* وهى للواحد والجميع بلفظٍ واحدٍ* أبو
عبيد* ومنه القُرَّاص واحدته قُرَّاصةٌ والذُّرَق والعَبَيْثَرانُ
والعَبَوْثَرَانُ* ابن السكيت* هو العببَثُرَانُ والعَبَوْثُرانُ* أبو عبيد* ومنها
الصَّعْبَر والصَّنَعْبَر* أبو حنيفة* ومنها الغُبَيْراء* غيره* وهى العُنَّاب*
أبو حنيفة* ومنها الكَثَا والشُّوَبْلاء والفَنَا وهو ثُعَالةُ والثَّلِثانُ
والرَّبْرَق والمَكْر والجَدْر والثُّدَّاءُ والحَصَادُ والحَسَارُ وقد تقدم أنه
من نَبات الجَلَد أيضا والنَحرة والتَّوْأمانِ والجَلِيف والحَوْذانُ والحُمَّاض
والحَبَق والخِطْمِىُّ والخُبْازَى وهى القَبَلَة* غيره* وهى الحُبَّاز* أبو
حنيفة* والخُشيْناءُ* صاحب العين* ومنها الخَشْناءُ* أبو حنيفة* والذَّفْراءُ
والذَّنَبَانُ والرَّشَاة والرشَأة
والرَّمْرامُ
والزَّقُّوم والسَلِسَة والشَّيْعة والصَّعْتَر والضَّعَةُ والعَضْرَس والعِجْلة
والعُثْرُب والعَيْقُفَانُ والغَرَّاء والغِلْقة والغَلِف والغَزَالة والقَرَظ وقد
تقدَّم أنها من نَبات الجَلَد والقَضْب والكَحْلاء والْمُرَار والمُرَّة
والوَرْقَاء واليَعْضِيد* صاحب العين* ومنها الخَفَج الواحدة خَفَجة والسُّوْس* ابن
السكيت* ومنها الاخْرِيطُ واللُّزَّيْقَى والصُّمَيْماء والبَنْج والخِطْرة وقد
تنبُت فى الرمْل* أبو حنيفة* ومنها الغُمْلول* ابن السكيت* ومنها الحَبَلة
واللَّقَط واللَّقَطة والرَّقَمَة والأَرَانِيَة
تحلِيَة ما كان منه شجَرا
* أبو حنيفة*
الرِّمْث ـ من الحَمْض واحدتُه رِمْثة وبها سُمِّى الرجلُ ورَقُه طِوال دِقَاق
والابلُ والغنَم تُحمِّضُ به فتعيشُ به وان لم يكنْ معه غيرُه ورُبَّما خرج فيه
عسلٌ أبيضُ كأنه الجُمَان واللُّؤْلؤ وله وَقُود حارٌّ وهو يُنْتَفَع بدُخَانه من
الزُّكَام وقد ينبُت فى الرَّمْل وهو قَدرُ قِعْدة الرجُل ينبُت نباتَ الشِّيح الا
أن الشِّيح أغبَرُ وقيل هو خيْرُ الحَمْض فى حَشِّ القِدْر والنفْعِ للمالِ ويقال
لأعالِيه الزَّغَف وذلك اذا عَسَا وقد يستَعْمل الزَّغَف فى العَرْفج* ابن السكيت*
الخُضَّارى ـ الرِّمْث اذا طال نبَاتُه* أبو عبيد* يقال للرِّمْث أول ما يتَفَطَّر
ويَخْرُج ورقُه قد أقمَلَ* ابن السكيت* هو اذا بَدَتْ ورقُه صِغارًا* أبو عبيد*
فاذا زادَ قليلاً قيل أدْبَى يُشَبَّه بالدبَا من الجَراد فاذا ظهرت خُضْرتُه قيل
بَقَل* ابن السكيت* بقَل وأبْقَل وقد تقدم* أبو عبيد* فاذا ابْيضَّ وأدرَك قيل
حَنَط حُنُوطا* ابن السكيت* أحْنطَ* أبو عبيد* فاذا جاوَزَ ذلك قيل أوْرَسَ فهو
وارِسٌ ولا يقال مُوْرِس* أبو حنيفة* والقِضَة وجمعها قِضُون وقِضًا ـ وهى مثل
الحُرُض حَمْضِيَّة* قال أبو على* مثلُ هذا لا يكَسَّر* أبو حنيفة* العَرْفَج
واحدته عَرْفَجة وبها سمى الرجلُ ـ وهو طَيِّب الرِّيح أغبَرُ الى الخُضْرة وله
زَهْرة صفْراءُ واذا اجتَمع بمكانٍ وكثُر فيه سمى المكانُ الحَوْمانَ وليس له
حَبٌّ ولا شَوْكٌ وقد يكون فى الجَبل وأصلُ العَرْفَج واسعٌ يأخُذ قِطعةً من
الأرضِ وتنبُت له قُضْبانٌ كثيرةٌ بِقدْر الاصل وليس لها ورَق له بالٌ إنَّما هى
عِيْدانٌ دِقَاق يُتَّخذ منها المجَارِفُ ـ يعنى
المَكانِسَ وفى
أطرافِها زَمَع يَظهَر فى رُءُوسها شئٌ كالشَّعَر أصفَرُ والنحلُ تَحْرِص عليه
جِدًّا والعَرْفَج مثل قِعْدة الانسانِ يَبيضُّ اذا يبِسَ وله ثمرةٌ صفْراءُ تأكله
الابِلُ والغنمُ رَطْبا ويابِسا* غيره* امتَعَسَ العَرْفَجُ ـ امتلأَت أجوافُه من
حُجَنه والعَزَّائِر أصولُ العَرْفج* ابن السكيت* التَّقْرِيح ـ نباتُ العرفَج
والتَّقْرِيح التَّشْويك وقد تقدم أنه أوَّل نباتِ الارض وأنه التَّغْريز* وقال*
سَلِيخُ العَرْفَج ما ضَخُم من يَبِيسه وسَلِيخة الرِّمث والعَرْفَج ـ ما ليس فيه
مَرْعًى انما هو خشب يابِسٌ* أبو صاعد* مَرِخَ العرفَجُ مَرَخا فهو مَرِخ ـ طابَ
ورَقَّ وطالَتْ عِيدانُه وقيل المرِخ ـ العَرْفَج الذى تظنُّه يابسا فاذا كسَرْته
وجدْت جَوْفه رَطْبا* أبو عبيد* اذا مُطِر العَرْفَج ولان عُودُه ـ قيل ثَقَّب
فاذا اسوَدَّ شيأ ـ قيل قَمِل لأنه يُشبَّه ما يخرُج منه بالقَمْل فاذا زاد قلِيلا
ـ قيل ارْقَاطَّ فاذا زاد قليلا آخَر قيل أدْبَى يشبَّه بالدَّبا وحينئذ يصْلُح أن
يُؤْكل فاذا تَمَّت خوصتُه ـ قيل أخْوَص* أبو حنيفة* النُّقْد ـ من الخُوصة
ونَوْرها يشبه العُصْفُر وقيل هى شجَرة صفْراءُ وقد تنبُت فى القُفّ والنُّعْض ـ شَجَر
يُسْتاك به* قال* ولم تبْلُغنى له حِلْية والشُّقَارَى والشُّقَّارَى ـ من
الذُّكُور لها زَهْرة حمراءُ ريحُها ذَفِرة تُوجَد فى طَعْم اللبَنِ والشَّقِر ـ هو
الشُّقَّارَى واحدته شَقِرة وبها سُمِّى الرجل شَقِرة* أبو عبيد* الشَّقِر ـ شَقَائِقُ
النُّعمان وقيل هو نَبْت أحمرُ والحِنْزاب ـ جَزَر البَرِّ يقال جِزَر وجَزَرٌ ولا
يقال فى الشاء الا بالفَتْح* أبو حنيفة* الحِنْزاب واحدته حِنْزابةٌ وهو من
الذُّكور والأحْرار له ورَق عِرَاض وحبُّه فى الارض أبيضُ كأنه عِرْق الفُجْلة
يأكُله الناسُ ويطبُخُونه وقيل هو حُلْو شديدُ الحَلاوة ورقُه فُطْح وقد ينبُت فى
الغِلَظ* أبو عبيد* الأَفَانِى ـ نبْتٌ أحمرُ أو أصفَرُ* أبو حنيفة* الأَفَانِى
واحدته أَفَانِيَة ـ عُشْبة غَبراءُ لها زَهْرةٌ حمراءُ طَيِّبة تكثُر ولها كَلَأ
يابِسٌ وقيل هو شئ يَنْبُت كأنه حَمْضة يُشبَّهُ بفرخ القِطاة حِينَ يُشَوِّك فاذا
يَبِس فهو الحَمَاط ـ وهو من أحْرار البُقُول وهى تَبْدأ بَقْلةً ثم تَصِير
كالشجَرة خَضراءَ غَبْراء* ابن السكيت* واحدته حَمَاطة وقيل الحَمَاطُ الأَفَانِى
نفسُها والحَمَطيط نبتٌ كالحَمَاط* أبو حنيفة* وأُذُن الحِمَار ـ له ورَقٌ عَرْضه
مثلُ الشِّبْر وهو
على نِبْتة
الحِنْزاب الا أن أصلَها أعظَمُ منها والغُبَيراءُ ـ شجرةٌ معروفة سمِّيت بذلك
للوْن ورَقِها وثمرتِها اذا بدتْ ثم تحمَرُّ حمرةً شديدةً ويقال لثَمرها
الغُبَيراءُ وان احمرَّت وذهَبت غُبْرتها ولا يُتَكَلَّم بها الامصغَّرة وهى من
الأحرار* ابن السكيت* الغَبْراءُ هى شَجرته والغُبَيْراءُ ـ ثمرتُه* صاحب العين*
فأما الغُبَيْراءُ من الفاكهة فدَخيل والطَّحْماء والطَّحْمة ـ من الحَمض وقيل
الطَّحْماء من النَّجِيل لا حطَبٌ ولا خشَبٌ انما يَنْبُت نَبَاتا تأكُلُه الابلُ
والدَّرْماء ـ ترتَفِع كأنَّها جمة ولها نَوْر أحمرُ وورقُها أخضَرُ وهى من الذكور
وقيل الدَّرْماء من الحَمْض وهو غَلَط وقيل هى طَوِيلة القَصَب ويُخْضب بوَرقِها
الصِّبيانُ والحَرْشاء ـ خَرْدل البَرّ وقيل الحَرْشاء من السُّطَّاح ـ ما كان فيه
خُشُونة ولذلك سُمِّيت والصَّفْراء ـ تَسَطَّح على الارض وكأنَّ ورقَها ورقُ هذا
الخَسِّ وزهرتُها صَفْراءُ وهى من الذَّكور تأكُلُها الابِل أكْلا شديدًا
والكَرِشُ ـ شُجَيرة من الجَنْبة تنبُت فى أُرُوم وترتفِع نحوَ الذِّراع ولها
ورَقةٌ مدوَّرة حَرْشاءُ شديدةُ الخُضْرة وهى مَرْعًى من الخُلَّة سميتْ بذلك لأن
ورقَها يشْبِه خَمْل الكَرِش فيها تَعْيِين كأنَّها منقُوشة وهى من الذُّكور* ابن
السكيت* الكَرِشة من عُشْب الرَّبيع ـ وهى نَبْتة لاصِقة بالارض قُطَيْحاء الورَق
مُفَرَّضة غُبَيراءُ ولا تنْفَع فى شئ ولا تُعَدُّ الا انه يعرَف رسمُها* أبو
حنيفة* والحَلَمة شُجيرةٌ ترتَفِع دُونَ الذِّراع لها ورقةٌ غلِيظة وأفنانٌ كثيرةٌ
وزَهْرة مثل زَهْرة شَقائِق النُّعمانِ الا أنها أكبُر وأغلَظُ وهى كَثِيرة
البَراعِيم كأنَّ بَراعِيمَها حَلُم الضُّروع وقيل الحَلَمة ـ نَبْت من العُشْب
فيه غُبْرة له مسٌّ أخشَنُ أحمرُ الثَّمَرة والينَمَة وجمعها يَنَم ـ من الأَحْرار
غبْراءُ تكثُر فى الأرض لها بُرْعومة كأنها سُنْبُلة فيها حَبٌّ كثيرٌ وليس لها
زَهْر وهى طَيِّبة الرائِحة وقيل اليَنَمة ـ بَقْلة تُشْبِه الباذَرُوجَ تَسْمَن
الابلُ عليها ولا تَغْزُر فأما الرَّاء فقيل هى من نَبَات السَّهْل وقيل من نَبَات
الجبلِ ـ وهو شجر أبيضُ على قدْر الانسان جالِسا ولها تمرٌ أبيضُ رقيقٌ يحشَى به
بَدائدُ الرحْل والبراذِعِ وما أرادُوا وقيل الرَّاءة ـ شُجَيرة ترتِفع على ساقٍ
ثم يتفَرَّع لها ورقٌ مدوَّر أحرشُ غليظٌ ثم يتفَرَّع لها خِيطانٌ دِقاقٌ طِوال
عليها مثلُ فُقَّاح القَصَب يُحشَى به المَخَادُّ اللَّيِّنة وهو أبيضُ وهو
مَرْعًى وقيل الراءةُ
ـ شُجيرةٌ
كالعِظْلِمَة لها زَهْرة بيضاءُ لَيِّنة كأَنَّها قُطْن تُخْرَط ويُحْشَى بها
وسائدُ الأَدَم فتكونُ كأنها حُشِيت بالرِّيش مع خِفَّة والشُّبْرُم ـ شجيْرة
حارَّة مُحْرقة تسمو على ساقٍ كقِعْدة الصبِىِّ أو أعظمَ لها ورقٌ طِوال دِقَاق
وهى شديدة الخُضْرة والناسُ يستَمْشُون بها لها حَبٌّ صِلَاب كجَماجِم الحُمَّر
تأكلُه الابلُ والغنمُ والنَّفَل الواحدة نَفَلة ـ وهى من أحرار البَقْل ومن
سُطَّاحه تَنْبُت مُتَسطِّحة ولها حَسَك يَرْعاء القَطَا وهى مثل القَتِّ ولها
نَوْرة صَفْراءُ طيِّبة الرِّيح وبها سمِّى الرجلُ نُفَيْلا وهى من الأحرار
والذُّكُور وقيل النَّفَل ـ قَتُّ البر تأكُله الخيلُ وتَسمَنُ عليه وقيل ثَمرة
النَّفَلة صُلْبة مطوىٌّ بعضُها فوقَ بعض اذا مُدَّت امتدَّتْ واذا أرسلت عادَتْ
وفيها حَبٌّ والحَسَك واحدتها حَسَكة ـ عُشْبة تَضْرِب الى الصُّفْرة لها شَوْكٌ
مُدَحْرَج لا يكاد أحدٌ يَمْشِى فيه اذا يَبِس الا من فى رجلَيْه نَعْل والنَّمْل
تنقُل ثمرتَها الى بُيُوتها وقيل ثمرتُها خَشِنة مثلُ ثمرة القُطْب وكلُّ ما أشبَه
ذلك فهو حَسَك وان لم يكُنْ ذا شَوْك ومن شَوْك الحَسك سمِّى الحسَك الذى تُحَصَّن
به العساكِرُ وتُبَثُّ فى مَذَاهِب الخيلِ فتَنْشَب فى حَوافِرها وقيل الحَسَك ـ القُطْب
والسَّعْدانُ واحدتُه سَعْدانة وبه سمِّى الرجلُ ـ وهى غَبْراءُ اللَّونِ حُلْوة
يأكُلُها كلُّ شئ ليست بكثِيرة ولها اذا يَبِست شَوْكة مُفَلْطَحة كأنَّها دِرْهَم
وهى من الأحرار وقيل السَّعْدان مثلُ القُطْب والفَرْق بينهما أن ورَق السَّعْدان
أفراد وورقُ القُطْب مُقْترن ثِنْتان ثنتانِ وشَوْكة السَّعْدان ضعيفةٌ وهى أخثَرُ
العُشْب لَبَنا وقيل السَّعْدان ـ السُّطَّاح الذى يَذْهَب على الارض حِبَالا
ويقال خرَج القومُ يتَسَعَّدُون ـ أى يطْلُبون مَراعِىَ السَّعْدان وهى من
الطَّرِيفة والجَرْجار ـ عُشْبة لها زهْرة صَفْراءُ حَسْناءُ وهى من الأَحرار
والعَرَار واحدته عَرَارة ـ بَهَار البر وهو شديدُ الصُّفْرة واسعُ النَّوْر
والضِّباب والأَوْرالُ حريصةٌ على أكله وله أرَجٌ طَيِّب والجَثْجاث واحدتُه
جَثْجاثة ـ وهى ضَخْمة يستدفِىُ بها الانسان اذا عَظُمت لها زَهْرة صفراءُ تنبت
على هيئة العُصْفُر وقيل الجَثْجاث من الأمْرار وهو أخضَرُ ينبُت بالقيظ له زَهْرة
صَفْراءُ كأنها زَهْرة عَرْفَجة طيبةُ الرِّيح تأكلُه الابل اذا لم تَجِد غيرَه
والقَيْصُوم واحدته قَيْصومة ـ من الذُّكُور ومن الأحْرار وهو طَيِّب الرِّيح من
رَيَاحِينِ البَرِّ وورَقُه هَدَب وله نَوْرة
صفراءُ عِريضةٌ من
بَرَاعِيمَ صِغَار وهى تَنْهَض على ساقٍ وتطُول والسَّكَب ـ عُشْب يَرتفِع قدرَ
الذِّراع له ورَقٌ أغبَرُ شبيهٌ بوَرق الهِنْدِبا نَوْره شديدُ البَياضِ فى خِلْقة
نَوْر الفِرْسِك والشِّيح جمعه شِيْحانٌ ـ من الأمْرار له هَدَبٌ ورائِحة طَيِّبة
وطَعْم مُرٌّ وهو مَرْعًى للخيل والنَّعَم واذا كَثُر بمكان قيل هذه بُقْعة
مَشْيُوحاءُ وقد أشَاحَتِ الارضُ ـ نبتَ شِيحُها* غيره* خَلَع الشِّيحُ ـ أورَقَ
والقَرْنُوَة ـ خَضْراءُ غبراءُ على ساقٍ لها ثَمَرة كالسُّنْبُلة وهى من
الذَّكُور وهى من الطَّريفة* ابن السكيت* هى عُشْبة تَنْبُت صُعُدا فى ألْوِيةِ
الرمْل ودَكَادِكه والحُلَّب ـ نَبْت ينْبسِط على الارض تُدوم خُضْرته له ورَق
صِغار يُدْبَع به وقيل الحُلَّب من الخِلْفة ـ وهى شجرةٌ تَسَطَّح على الارض
لازقةٌ بها شديدةُ الخُضْرة لها لَبَن كثيرُ وأكثر نَباتِها حين يَشْتدُّ الحرُّ
وقيل الحُلَّب ـ يَسْلَنْطِح على الارض له ورَق صِغَار مُرٌّ وأصلٌ يُبْعِد فى
الارض وقُضْبانٌ صِغارٌ وهى من خير طَعام الظِّباءِ فيه* قال المتعقب* قد غَلِط فى
هذا القول لأن ابن السكيت قال وقد وصف الحُلَّبة ولها ورَق صِغَار كورَق
الحَنْدَقُوق الا أنه أكْنَف وهى حامضة وليست بعُشْبة ولا بَقْلة والقولُ قول أبى
يوسف هكذا الحُلَّبة حامِضةٌ* أبو حنيفة* والحِلِبْلاب ـ نَبْت تدُوم خُضْرتُه فى
القَيْظ له ورَق أعرضُ من الكَفِّ ولَبَن تَسْمَن عليه الظِّباء والغنَمُ* قال
سيبويه* الحِلِبْلاب ثُلَاثىٌّ لأنه ليس فى الكلام مثل سِفِرْ جال فهذا ثَبَت* أبو
حنيفة* الحُرْبُث ـ نَبْت يَنْسَطِح على الأرض له ورَق طِوَال وبينها شئٌ صِغَار
وهو من أحْرار البُقول* ابن دريد* وهو الحُثْرُب والرَّغَة ـ بقْله لا أحفَظ لها
صِفة والتَّرِيَة ـ خضراءُ تَسْلَح عنها الابلُ مَلْأَى تُرابا لا تطُول ولا تعظُم
ورَقُها كالأظفار وهى من الاحْرَار والخُزَامَى واحدتها خُزَاماة ـ عُشبة طويلةُ
العِيدان صغيرةُ الورَق حمراءُ الزَّهرة طَيِّبة الرِّيح وقيل الخُزَامَى
خِيْرِىُّ البَرِّ ونباتُها نبات الجِرْجِير تُشاكِه رائحُتها رائحةَ الفاغِيَة
وهى من ذُكور البَقْل والأُقْحُوان الواحدة أُقْحُوانة ـ البابُونَج والبابُونَك
وهو من الذُّكُور طيِّب الرِّيح له زهْرة بيضاءُ صافيةُ البياض ويضْخُم حتى يكون
كأنه اللِّمَم وورقُه قَبَل غيرُ منبَسِط كورَق الشِّيح* ابن السكيت* الأُقْحُوانُ
بنَجد وجمعه أَقَاحٍ* صاحب العين* دَواءٌ مَقْحوٌّ
ـ فيه
الأُقْحُوانُ* أبو حنيفة* والشُّكَاعَى والشَّكَاعَى وهى قليلة ـ دَقِيقة العِيدان
ضَعِيفة الورَقِ خضراءُ يُتداوَى بها وقيل هى شجرةٌ ذاتُ شوك وتُثَنَّى وهى مثلُ
الحُلَاوَى وقيل تقَع على الواحد والجميعِ فأما الشُّكَاعة ـ فشَوْكة تملأُ فَمَ
البعير لا وَرق لها انما هى شَوْك وعِيدانٌ دِقاق أطْرافها أيضا شَوْكٌ والحَنْوة
ـ الرَّيحانة وقيل هى من العُشْب شديدةُ الخُضْرة طيبةُ الرِّيح زَهْرتها صَفْراءُ
وليست بضَخْمة وهى من الذُّكُور والأحْرار والزُّبَّادَى والزُّبَّاد واحدته
زُبَّادة ـ ورقُه عِرَاض يأكُلُه الناس وهو طَيّب وقيل الزُّبَّاد تَنْفَرِش
أفنانُه وله ورَق مثلُ ورق المَرْزَجُوش غُبْر يَضرِب بعرُوقه فى كل وجْه
فتُنْتَزع كأنها الجَزَر فتُؤْكَل وهو من الأحرار* ابن السكيت* وقد يَنْبُت فى
الجَلَد* أبو حنيفة* والبُهْمَى واحد وجمعٌ وقد يقال الواحدة بُهْماة ـ وهى من
احرار البَقْل تنبُت كما ينبُت الحَبُّ ثم يبلُغ بها النبتُ الى أن تصيرَ مثلَ
الحبّ ويخرج لها اذا يَبِسْت شَوْك مثل شَوْك السُّنْبُل واذا وقع فى أنُوف الابل
أَنفِتْ منه وقد أَبْهم المكانُ ـ كثُر به البُهْمَى وهى ترتَفِع قدرَ الشِّبْر
ونباتُها ألطَفُ من نَبات البُرِّ وطعمها طَعْمُ الشعير والقُرَّاص ضَرْبان أحدهما
العُقَّار ـ وهو عُشْب يرتَفِع نِصفَ القامةِ رِبْعِىٌّ له أفنانٌ وورَق واسِعٌ
أوسعُ من ورَق الحَوْك شديدُ الخُضْرة ثمرتُه كالبَنادِق ولا نَوْرَ له ولا حَبَّ
وهو لا يلابِسُه حيوانٌ الا أمَضَّه كأنَّما كُوِىَ بنار والآخَر ـ ينبُت نباتَ
الجِرْجِير يطُول ويَسْمُو وله زَهْر أصفَرُ يجْرُسه النحلُ وله حَراوَة كحَراوةِ
الجِرْجِير وحبٌّ صِغار أحمرُ والسَّوَامُّ تُحِبُّه وتَحْبَط عنه كثيرًا لحَراوته
حتى تَنْقَدَّ بطُونُها وقيل القُرَّاص عُشْبة صَفْراءُ وزَهْرتُها كذلك لا
يأكُلُها شئٌ من المال إلا هُرِيقَ فمُه ماء وهو من الذُّكُور والذُّرَق واحدته
ذُرَقة ـ من الاحرار وهو الحَنْدَقُوقَى ويعرّب فيقال حَنْدَقُوق ـ وهو الحَبَاقَى
بلغة أهل الحِيرة ولها نُفَيَحة طيِّبة وقيل الذُّرَق ـ من العُشْب وفيه شبَه من
الفَتِّ يطُول فى السماء وهو لونان أحدهما أبيضُ شديدُ الحَلَاوة* ابن دريد*
أَذْرقت الارضُ ـ أنبتَتْ ذلك* أبو حنيفة* والعَبيْثَرانُ والعَبَوْثَرانُ الواحدة
بالهاء ـ وهو من رَيْحان البَر طيِّبُ الرِّيح قريبُ الشَّبَه من القَيْصُوم
ونَوْرُه مثلُ نَوْره وهو أطيبُ منه يُشاكِه رائحةَ سُنْبُل الطِّيب
وقيل
العَبَيثَرانُ ـ شجرةٌ كثيرةُ الشَّوْك لا يَكادُ يُتخلَّص منها وقيل ـ هو اغبَرُ
شَبِيه بالقَيْصُوم الا أن له شِمْراخا مُدَلًّى عِلْيتُه نورٌ أصْفَرُ شبيهٌ
بالذى يكونُ فى وسَط الأُقْحُوان يُزْرَع بالبصرة فى البَساتِين ويُوضَع فى
المَجَالس مع الفاغِيَة فلا يَفُوقُه رَيْحانٌ وأنشد
يا رِيَّها وقد
بَدَا صُنَانِى
|
|
كأنَّنِى جانِى
عَبَوْثَرانِ
|
وقد ظنَّ قومٌ من
أجْل أنه ذكَر صُنَانه أن العَبَوْثَرانَ مُنْتِن وليس كذلك ولكنه يعنى أنَّ
صُنانَه عنده كالطِّيب بعد أن رَوِيتْ إبلُه والكَثَا ـ شَجَر كشَجَر الغُبَيْراء
سواءً فى كل شئٍ الا أنه لا رِيحَ له وثمرُها كثَمر الغُبَيراءِ قبل أن محمَرَّ
والغنم تُحِبه وتُمْنَعُ منه لانه يُورِثها الرَّمْص ـ وهو السَّلْح والشُّوَيْلاء
ـ من العُشْب يُتدَاوَى بها والفَنَا ـ عِنَبُ الثعْلَب ليس بأحمرَ بل هو الى
الصُّفْرة وفيه نُقَطٌ سُود ومنه ما هو أسودُ بأسْرِه وهو من الأَغْلاث والمَكْر ـ
من عُشْب القَيْظ واحدته مَكْرة والجمع مُكُور ـ وهى غُبَيراءُ مُلَيحاءُ الغُبْرة
تُنْبِت قِصَدا بعضُها حِذاءَ بعض يَخْرُجْن معا من الارض وليس له ورَقٌ وقيل ـ هى
من الخِلْفة غَبراءُ خفيفةُ العِيدان طَيِّبة فى أفْواه المالِ يظُنُّ الجاهل أنها
بَقْلة وهى تَنْبُت فى أصلٍ وقيل المَكْرة خضْراءُ غَبْراء ورقُها صغير يحبُّها
المالُ لحَلاوتها وطِيبِها وهى من الطَّرِيفة والجَدْر واحدتُه جَدْرة وجمعه
جُدُور ـ مثلُ الحَلَمة غير أنَّه صَغِير واذا استحدَث فى أُصُوله النبتُ صار شجرا
أخضَرَ له شَوْك صِغَار وهو مما يُرْعَى والثُّدَّاء واحدته ثُدَّاءة ـ شجَرة
طَيِّبة يُحِبُّها المالُ ويأْكُلها وأصُولُها بِيضٌ حُلْوة لها ورَق كورَق
الكُرَّاث ولها قُضْبانٌ طِوَال ونَباتها نَبات الاذْخِر غير أنَّه أطولُ وأعرَضُ
وهو مَرْعًى له نَوْر مثلُ نَوْرِ الخِطْمىِّ وفى أصْله شئٌ من حُمْرة يَسيرةٍ وهو
من الرَّبْل والحَصَاد من الجَنْبة ـ وهو مثلُ النَّصِىِّ لَورَقه حُرُوف كحُروف
الحَلْفاء والحَسَار ـ عُشْبة خَضْراءُ تَسَطَّح على الأرض وتأكُلها الماشِيةُ
أَكْلا شديدا وقيل ـ هو شَبِيه بالحُرْف فى نَباته وطَعْمه يَنْبُت حِبالا على
الارض كما يُحَبِّل القَتُّ وهو من الاحْرار والبَخْرة عُشْبة تَنْبُت نَباتَ
الكُشْنَى ولها حَبٌّ مثلُ حَبِّها الا أنها اذا أُكِلت أبْخَرت الفَمَ وبذلك
سُمِّيت وتُعْلَفُها الماشيةُ فتُسَمِّنُها والتَّوْأمانِ ـ عُشْبة صغيرةٌ لها
ثمرةٌ
مثلُ الكَمُّون
كثيرةُ الورَق مُسْلَنْطِحة لها زَهْرة صفراءُ والجَلِيف ـ نبْت شَبِيه بالزَّرْع
فيه غُبْرةٌ وله فى رُءُوسه سِنْفة كالبَلُّوط مملوءةٌ حَبا كحب الأَرْزَنِ وهى
مَسْمَنة للمالِ والحَوْذان ـ يَرْتفِع كقَدر الذِّراع ورقَتُه مَدَوَّرة كأنها
رَوْبَجَة وزَهْرته حمراءُ فى أصلها صُفْرة وقيل ـ ورَقُه كورَق الهِنْدِبا وهو
ناجِع فى الحافِر وهو من الأحْرار حُلْو طيِّب الطَّعم يأكُله الناسُ والحُمَّاض ـ
ضَرْبانِ أحدهما حامِضٌ عَذْب والآخَر فيه مَرَارة وفى أصولِهِما جميعا اذا نَبَتا
حُمْرة ويُتَداوَى ببِزْره وورَقه وثمرُه حين يَبْدَأ أحمرُ فيه شُهْبة وهو سُنْبل
طِوال شُعْر خَشِنة فاذا أدْركَ ابيَضَّ فاذا فُرِك خرجَ منه حَبٌّ أسودُ زُلَال
مُرَوًّى صِغارٌ وهو من الذُّكُور والحَبَقُ ـ نَباتٌ طيِّب الرائحةِ حَدِيد
الطَّعْم مُرَبَّع السُّوق ورقُه نحوُ ورَق الخِلَاف منه سُهْلِىٌّ ومنه جَبَلىّ
وليس بمَرْعًى وهو الفُوذَنْج بالفارسيَّة والخَطْمِىُّ واحدته خَطْمِية ـ وهو
الغَسُول والغَسُّول والغِسْل وأنواعه كثيرةٌ والخُبَّازَى أصغَرُ شجَرا وورقا من
الخِطْمِىِّ وينضَمُّ ورقُه بالليل وهو من الذُّكُور* ابن جنى* دَرْهمت
الخُبَّازَى ـ صارتْ على شَكْل الدِّرْهم* أبو حنيفة* والخُشَيْناءُ ـ بقلةٌ
تَنْفَرِش على الارض خَشْناءُ فى المسِّ ليِّنة فى الفَمِ لها لَزَج كَلَزَج
الرِّجلة ونَوْرتها صُفيراءُ كنَوْرة المُرَّة وتُؤْكل وهى مَرْعًى ولها حَبٌّ*
صاحب العين* الخَشْناء ـ بَقْلة خَضْراء ورَقُها قصيرٌ مثل الرَّمْرام غير أنها
أشدُّ اجتِماعا ولها حبٌّ تكونُ فى الرَّوْض والقِيعان* أبو حنيفة* والذَّفْراء ـ عُشْبة
تنبُت على ساقٍ ولها فُرُوع وورَق نحوُ ورَق الشِّيح مُرَّةٌ ذَفرة يُدَقُّ ورقُها
ويُشْرَب لوجع الجَوْف والكَبِدِ وحُمَّى الرِّبْع فيُقَيِّئ ولها نَوْر أصفَرُ
خَشِنٌ وقلَّما تَعَرَّض لها الماشيةُ الا فى رُطُوبتها قلِيلا لكَراهتها
والذَّنَبَانُ واحدته ذَنَبانَة ـ عُشْب له جَزَرة لا تُؤْكَل وقُضْبان مثمرةٌ من
أسفَلِها الى أعْلاها كأنَّها أذنابُ الحَرَابِى ولذلك سمِّى الذَّنَبان وهو من
الذُّكور وله ورَق كورَق الطَّرْخُون ناجِعٌ فى السائِمة وَلها نُوَيرة غبْراءُ
تجرُسها النحلُ وتسُمو قدرَ نِصف القامةِ تُشْبِع الثِّنْتان منه بَعِيرا وقيل هو
أخضَرُ له ورَق كورَق الشَّبَث وقُضْبان مثل أذْنَاب الضِّباب* ابن السكيت*
ويسمَّى أيضا ذنَب الثعلب* أبو حنيفة* والرَّشأُ ـ مثل الجُمَّة لها قُضْبانٌ
كثيرةٌ
وهى مُرَّة شديدةُ
الخُضْرة لَزِجة وهو من الأحرار يَنْبُت مُسَطَّحا على الأرض ورقتُه طَيفة
مُحدَّدة والناس يَطبُخُونه وهو من خير بَقْلة تنبُت بنَجْد وقيل الرَّشَأة
خَضْراء غَبْراءُ تسْلَنْطِح ولها زَهْرة بيضاءُ والرَّمْرام ـ عُشْبة شاكَةُ
العِيدان والورقِ تمنَع المَسَّ ترتفِع ذِراعا ورَقَتها طويلةٌ ولها عَرْض وهى
شديدة الخُضْرة لها زَهْرة صفْراءُ تَحْرِص عليها المَوَاشِى وهى من الجَنْبة وقد
تَنبُت فى الحَزْن ومن أمثالهم
* عَلِقتْ مَعَالِقَها بذى الرَّمْرام*
مَعَالقها ـ مشارِبُها
وقيل ـ هو أخَضَرُ له ورَق صَغِير لا يَنْبُت الا فى الصيف تأكُلُه الوحشُ وقيل ـ هو
نَبْت أغبرُ يأخُذه الناس يَشْفُون منه من العَقْرب والحيَّةِ واحدته رَمْرامة
والرَّشَاة ـ شجرةٌ تَسْمُو فوقَ القامةِ ورَقُها كورَق الخِرْوَع ولا ثمرةَ لها
ولا يأكُلُها شئ والزَّقُّوم ـ شُجَيرة غَبْراءُ صغيرة الورَق مُدَوَّرتها لا
شوْكَ لها ذَفِرة مُرَّة فى سُوقها كَعَابِرُ كثيرةٌ ولها وُرَيد ضعيف جِدًّا
تجْرُسه النحلُ ونَوْرتُها بيضاءُ ويَسْتعْرِض أصلُها ويَسْتأرِض ورَأْس ورَقِها
قبِيح جدًّا وهو مَرْعًى والسَّلِسة عُشْبة قَرِيبة الشَّبَه بالنَّصِىِّ الا أنَّ
لها حبا كحَبِّ السُلْت واذا جَفَّت كان لها سَفًا يَتَطاير اذا حُرِّكت كان
كالسِّهام يرتَزُّ فى العُيُون والمَناخِر وكثيرا ما يُعْمِى السائمةَ والشَّيْعة
ـ شجرةٌ دُون القامةِ لها قُضْبانٌ طِوال فيها عُقَد ونَوْر أحمرُ مُظْلِم صَغِير
أصغرُ من الياسَمِينة تَجْرُسها النحلُ ويأكُلُ الناس قَدَّاحها يتَصحَّحون؟؟؟؟ به
وله حَراوَة فى الفَمِ والحَلْق وهى طَيِّبة الرِّيح تُعَبَّق بها الثيابُ
وعسَلُها شديدُ الصَّفاءِ طيِّب معرُوف وهو مَرْعًى والصَّعْتَر معروف ـ وهو
النَّدْغ والصَّعْتر عربِىٌّ وقد سمَّوْا موضعا صَعْترا والضَّعَة ـ نَبْت
كالثُّمام وهو أدقُّ منه وجَنَاتُه الارَانَى واذا يَبِست ابْيضَّت ولها حبٌّ
أسودُ قليل وقد ينبُت فى الجَبَل والعَضْرَس واحدته عَضْرَسةٌ وهو عُشْب أشْهَبُ
الى الخُضْرة يحتَمِل النَّدَى ونَوْره أحمرُ فانِئُ الحُمْرة لونُه الى السَّوادِ
وهو من الذُّكُور وقيل ـ هو من أجْناس الخِطْمىِّ وليس بمعرُوف والعِجْلة ـ هى
الوَشِيج ما كان أخْضَرَ وهو أطيبُ كَلا وليس ببَقْل ينبُت فى أصل وهى تُشْبه
الثِّيل مادامتْ رَطْبة والعُثْرُبُ واحدته عُثْرُبة ـ شجَرة نحو الرُّمَّان فى
القَدْر ورقُه أحمرُ مثلُ ورَق الحُمَّاض وكذلك ثمرُه وهو حامِض عَفِص
مَرعًى جيِّدٌ
تَدِقُّ عليه بُطُون الماشيةِ أوَّلَ شئ ثم يَعْقِد عليه الشحمُ بعد ذلك وتَرْعاه
كلُّ الماشية وله عَسَالِيجُ حُمْر تُقْشَر وتُؤْكل وله حبٌّ كحَبِّ الحُمَّاض
مُرَّة خُشَيْنة والنحل تجْرُس منه العِكْبِرَ ولا عسلَ له ويطْبَخ ورقُه حتى
يَنْضَج ثم يُعْصَر عنه ماؤُه ثم يُلْقَى فى الرائِب المَنْزُوع زُبْده الحامِضِ
يُقَوِّى البطْنَ ويَفْتُق الشهوةَ والعَيْقُفَان ـ شَبِيه بالعَرْفج الا أنه
أنعمُ وأرَقُّ أخضَرُ له سِنَفة كسنِفَة الثُّفَّاء وزهرتُه صَفْراءُ والغَرَّاء ـ
من رَيْحان البَرِّ لها زَهْرة شديدةُ البَياض وبها سُمِّيَت وقيل ـ نَباتها
كنَبات الجِزَر وحبُّها كحَبِّه يأكلُها المالُ وتَطِيب عليها ألبانُه وهى من
الذُّكُور وقيل ـ هى عُشْبة مُرَّة تنبُت فى الرمل سريعةُ اليُبْس وليست رِيحُها
طَيِّبة والغَلْقة ـ شُجَيرة تُشْبه العِظْلِمَ مُرَّةٌ لا يأكُلها شئ تُجَفَّف ثم
تُدَقُّ وتضرَب بالماء وتُنْقَع فيها الجلودُ فلا تُبْقِى عليها شعرةً ولا وبرَةً
الا أنْقَتْها نباتُها نحوُ نباتِ الكَبَر الا أن فيها غُبْرةً ولها لبنَ يتوقَّاه
الناسُ اذا جَنَوْها فما أصاب سَلَخ والغَلِفُ ـ شبيهٌ بالحَلْق فى كل شئٍ ولا
يصلحُ للصَّبْغ وتأكُله القُرُود فقطْ والغَزَالة ـ عُشْبة من السُّطَّاح
تَنْفَرِش على الأرض بورَق أخضَرَ لا شوْكَ فيه ولا أفْنانَ ثم يَخْرُج من وسَطها
قَضِيب طويلٌ يُقْشَر فيُؤْكَل حُلْولها نَوْر أصفَرُ من أسفَل القَضِيب الى
أعْلاه وهى مَرْعًى والقَرَظ واحدته قَرَظة وبها سمِّى الرجُل ـ وهى شجَر عِظامٌ
له سُوق غِلَاظ أمثالُ شجَر الجَوْز وخشَبُه صُلْب يُكِلُّ الحدِيدَ واذا قَدُم
كان أسْوَد كالآبنُوس وهو قَبْلُ أبيضُ ورقُه أصغرُ من ورَق التُّفَّاح وله حُبْلة
كقُرُون اللُّوبِياء وحبٌّ يُوضَع فى المَوَازينِ ويُدْبَغ بورَقه وثَمَره وربَّما
نبَت فى الجبل والابل تَسْمَن عليه والقَضْب ـ شجرٌ ينبُت فى مَجامِع الشَّجر له
ورَق مثلُ ورَق الكُمَّثْرَى الا أنه أرَقُّ وأنعَمُ وشجرُه كشجر الكُمَّثْرَى
ويَرْعَى البعيرُ ورقَه وأطرافَه فتُضَرِّسه وتُخَشِّن صدْرَه وتُورِثه السُّعال
ولم نعرف له ثمرا والكَحْلاء ـ عُشْبَة تنبُت على ساقٍ ولها أفْنان قليلة لَيِّنة
وورقٌ كورَق الرَّيْحان اللِّطاف خَضراء ووَرْدة كحْلاءُ ناضِرة لا يَرعاها شئٌ
ولكنها حَسَنة المَنْظَر والنحلُ تجْرُسها وهى من الذُّكور وقد تَنْبُت فى الغِلَظ
والمُرَار ـ شَوك له ورَق طِوال عِراض يلْزَم الارضَ ثم يتشَعَّب له شُعَب تخرُج
فى رأس كلِّ شُعْبة كُرَة كبيرةٌ شَوِكة جِدَّا فيها حبٌّ مثلُ حب العُصْفُر وهى
عُشْبة مُرَّة
جِدًّا وتَرْعاها السائمةُ وقيل هى بَقْلة تَعُود فى القيظ شجرةً والمُرَّة ـ بقلةٌ
تَفرَّشُ على الارض لها ورق ناعمٌ مثل ورق الهِنْدِبا أو أعرَضُ ولها نَوْرة
صُفَيراءُ وأَرُومة بيضاءُ تقْلَع مع أَرُومتها وتُغْسَل ثم تُؤْكَل بالخل
والخُبْز وفيها عُلَيْقمة يَسِيرة وهى مَصَحَة وهى مَرْعًى والوَرْقاء ـ شجَرة
تسمُو فوقَ القامة لها ورَق مُدَوَّر واسعٌ رقيق ناعِم تأكُله الماشيةُ وهى
غَبْراء الساقِ خَضراءُ الورقِ لها زَمَع ـ أى أطرافٌ شُعْرٌ فيه حَبٌّ أغبرُ مثل
الشَّهْدانِجِ يَرْعاه الطيرُ واليَعْضِيد ـ بَقْلة مُرَّة لها زَهْرة صَفْراء
تشْتَهِيها الابلُ والغنَمُ والخيلُ تعْجَب به وتُخْصِب عليه وهو من الذُّكُور وهو
أمرُّ العُشْب* صاحب العين* الخَفَج ـ نَبات يَنْبُت فى الرَّبيع وهى بقلة
شَهْباءُ لها ورَق عِظَام عِرَاض والسُّوْس ـ حَشِيشة تُشْبِه القَتَّ* ثعلب* هى
رِبْعيَّة مَجَّاجة ذاتُ لبَن تسمَن عليها الماشيةُ* ابن السكيت* الاخْرِيط ـ شجَر
له قُرُون مثلُ قرُون اللُّوبياء ورقُه أصغرُ من ورَق الرَّيْحان وينبُت بالحِجاز
لا ينبُت الَّا بها فى الجَدَد والغَفَر ـ جِنْس من التَّفِرة وهو أفضلُ مَرْتَع
للحُمُر وهو ينبُت فى الرَّبيع فى السَّهل والاكَام وهو كأنه عَصافِيرُ خُضْر
قِيامٌ اذا كان أخْضَر فاذا يَبِس فكأنه حُمُر غير قِيام واللُّزَّيْقَى ـ تَنبُت
صَبِيحةَ المطرِ فى الطِّين الذى يكونُ فى أُصُول الحِجارة وليس فيها منفعةٌ لشئ
وهى لاصِقة فى خُضْرة كأنها العَرْمَض فى أُصُول الحجارة وقالت غُنَيَّةُ هى
سُهْلِيَّة* ابن السكيت* الصُّمَيماء ـ تنْبُت بنَجْد فى القِيعان تشْبه الغَرَز
الا أن عودَها أشدُّ مُلُوسة من عُوده ولها ثمرٌ كأنه رِجْل الدَّجاجة كأنه الثمرُ
الذى ينبُت فى العِجْلة وربما مارسها الناسُ واستخرجُوا منها حَبًّا يطبُخُونه
ويأكلونه وهى جَنْبِيَّة والبَنْج ـ ضَرْب من النَّبات سُهْلِىٌّ ولم يُحَلَّ
والخِطْرة تُشْبِه المَكْر وجمعها خِطَر* أبو حنيفة* الغُمْلُول ـ بقلة دَسْتِيَّة
تُبَكِّر فى أوّل الرَّبيع ويأكُلُها الناس ـ يعنِى بالدَّسْتية الصَّحْراوِيَّة
لأن الدَّسْت الصحراء بالفارسية والحَبَلة ـ بقْلة لها ثمرةٌ كأنها فِقَر العَقْرب
تسمَّى شجرةَ العَقْرب يأخذُها النساءُ يتَداوَيْن بها تنْبُت بنجد* ابن السكيت*
الرَّقَمَة ـ من العُشْب العِظامِ تنبُت متَسطِّحة غِصَنة كِبارا وهى من أوّل العُشْب
خُروجا وأوّلُ ما يخرُج منها فقيه حُمْرة كالعِهن النافِضِ وهى قليلةٌ ولا يَكاد
المالُ يأكُلُها الا من حاجةٍ والمَكْنان
ـ ينْبُت على هيئة
ورَق الهِنْدِبا بعضُ ورَقه فوقَ بعض وهو كَثِيف وزَهْرته صفراءُ وهو أبطأ عُشْب
الربيع وذلك لمكانِ لِينه وهو عُشْب ليس من البَقْل وقد أمْكنَ المَكانُ ـ أنبت
المَكْنانَ والأَرانِيَة ـ شجرة تنبُت نِبْتة الخافُور على وجْه الارض ولَيِّنِها
وفى بطُون الأودِية ولا تنبُت فى جبَل وهى تُحْبِط الغنم اذا رعتْها بالغَداة فان
رعتها وقد أكلتْ قبْلها شيأ لم تُحْبِطْها وهى شجرةٌ بيضاءُ
ما ينْبُت منها فى الرَّمْل
* أبو عبيد* من
نَباتِ الرمْل الغَضَى والأَرْطَى واحدته أرْطاة وبها سمى الرجل وقد تقدم تصريفُ
فِعله والأَلَاء واحدته أَلَاءةٌ* أبو حنيفة* ومنه الأُمْطِىُّ والمُصَاص
والرُّخَامَى والعَلْقَى ومن شجره العَلَجانُ والعَلَنْدَى والهَيْشَرُ والغَرْف
والحَرْمَل واحدته حَرْملة وبها سمِّى الرجلُ والحُوَّاء والحِمْحِم والخِمْخِمُ
واحدته خِمْخِمَة والخِطْرة والخِطْر والدَّارِم والشِّبْرِق والصَّبْغاء
والطِّيطَانُ والعَيْشُوم والعَرَاد واحدته عَرَادة وبها سمِّى الرجل والْغافُ
والكَرَاث* ابن دريد* وهو الرَّكْلة بلُغة عبد القيس وبائعُه رَكَّال* أبو حنيفة*
ومنها المَحْرُوت* ابن السكيت* ومنها الكَرِيَّة والوَبْراء* صاحب العين* ومنها
الكُشْمُخَة والجَدَف* أبو زيد* ومنها الفُقَّاح واحدته فُقَّاحة وأنشد
كأنَّكَ
نُقَّاحةُ نَوَّرتْ
|
|
مع الصُّبْحِ فى
طَرَف الحائِرِ
|
* ابن السكيت* ومنها الدَّهْماء
والبِرْكانُ
التَّحليَة
* أبو حنيفة*
الغَضَى واحدٌ وجمعٌ وقيل واحدته غَضَاة ـ وهى شجرةٌ دائمةُ الخُضْرة وهو من شجَر
الحَمْض الكِبَار ورقُها مثلُ الهَدَب واذا كثُر بأرض فهى غَضِيَة وغَضْياءُ وقد
يكون الغَضْياء جماعةَ الغَضَى كالشَّجْراء جماعةِ الشَّجَر وقد يكونُ للارض
الكثيرةِ الشجَر ويقال للبَعِير الذى يلزم الغَضَى غاضٍ وغَضَوِىٌّ ويقال
لمَنْبِته القَصِيمة والصَّرِيمة وقد تكون الصَّريمة من الأَرْطَى والأَرْطَى
يُجْرَى ولا يُجْرَى
واحدته أَرْطاة
وجمعه أَرَاطٍ وأَرَاطَى تَنْبُت عِصِيًّا من أصْل واحد تَطُول قدرَ القامةِ
وورَقُها هَدَب وله نَوْر مثْلُ نَوْر الخِلاف غير أنه أصغَرُ منه ورائِحتُه
طيِّبة وعُرُوقه شديدةُ الحُمْرة ولا شوكَ للَارْطَى وله ثمرةٌ كالعُنَّاب
تأكُلُها الابلُ غَضَّة* أبو عبيد* أَرْطَت الارضُ ويُنْسَب اليه أَرطِىٌّ
وأَرْطَوِىٌّ وأَرْطاوِىٌّ وشكَّ مرة فى أَرْطاوِىٍّ وحكى غيرُه بعيرٌ مَأْرُوط*
أبو حنيفة* الأَلاء يمَدُّ ويُقْصَر واحده كذلك أَلَاءة وأَلَاةٌ ـ وهو شديدُ
المَرَارة يعظُم ويطُول وهو أبَدا شديدُ الخُضْرة طيِّب الرِّيح لا تأكُلُه
الابِلُ ولا الغَنَم الا أن المِعْزَى رُبَّما أصابَتْ منه يَسِيرا فاذا كَثُر
بأَرْض فهى مَأْلَأة بهمزتين وأنشد أبو عبيد
فانَّكُمُ
ومَدْحَكُمُ بُجَيرا
|
|
أبالَجَاٍ كما
مُدِحَ الأَلَاءُ
|
* أبو حنيفة* الأُمْطِىُّ ـ شَجرٌ
يَنْبُت قُضْبانا ويخْرُج له لبَن مثلُ العِلْك يُمْضغ والمُصَاص الواحدة
المُصَاصة ـ وهو يَبِيس الثُّدَّاء وهو مثلُ الكَوْلان وهو نبات يتَّخَذ منه
الحِبَال والرُّخَامَى والرُّخَامة ـ غَبْراءُ الخُضْرة لها زَهْرة بيضاءُ
نَقِيَّة ولها عِرْق أبيضُ تأكُلُه الوَحْش لحَلاوته وطِيبه وقد يُتَسوَّك به وهو
من الرَّبْل جَنْبِيَّة من الطَّرِيفة والعَلْقَى تُجْرَى ولا تُجْرَى واحدته
عَلْقاة ـ وهى شجرة تَدُوم خُضْرتها فى القَيْظ وقيل هو نَبْت له أفْنانٌ طِوال
دِقَاق وورَق لِطَاف يسمَّى بالفارسية خلوانا يَتَّخذ منه المُجْتَلُّون مَكَانِسَ
الجَلَّة وقيل هى شجرةٌ خضْراءُ ذاتُ ورَق ولا خيْرَ فيها والعَلَجَان الواحدة
عَلَجانة ـ نَباتُه خِيطانٌ دِقَاق خُضْر جِدًّا خُضرةَ البَقْل الى الصُّفْرة
جُرْدٌ لا ورَقَ لها وتأكُله الحَمِير وهو كقِعْدة الانسان والعَلَنْدَى واحدته
عَلَنْداة ـ شجَرة ليستْ بحَمْض والهَيْشَر واحدته هَيْشَرة ـ لها ورَقةٌ شاكةٌ
ضَخْمة وهو يَسْمُو وزَهْرته صَفْراء وتطُول له قَصَبة من وَسطه حتى تكونَ أطولَ
من الرجُل والغَرْف واحدته غَرْفة ـ لها قَصَبة صَمَّاءُ مثلُ قَصَبة السَّبَطِ
الا أنها قَصِيرة الأَنابِيب كثيرةُ الكُعُوب لها وُرَيْقة أطولُ من الاصْبَع وهى
مَرْعَى صِدقٍ وتُحَشُّ اذا جَفَّت وتُدَّخر فاذا جَفَّ فمضَغْته أشْبهت رائحتُه
رائِحة الكافُور ولا حُرُوفةَ له وقيل الغَرْف الثُّمام والحَرْمَلُ واحدته
حَرْمَلة وبها سُمِّى الرجل ـ وهو نوعانِ نَوْع منه ورَقُه مثلُ ورَق الخِلَاف له
نَوْر مثلُ نَوْر الياسَمِين سواءً أبيضُ طيِّب وحبُّه فى
سِنَفة مثلِ
سِنَفة العِشْرِق والنَّوع الآخر يسَّمى بالفارسيَّة الاسفند وسِنَفُة هذا
مدَوَّرة وسِنفة ذلك طِوَال ولا يأكلُه إلا المِعْزَى وقد يتَّخذ الحبُّ فى
سِنَفته للأدْوية وتُطْبَخُ عُرُوقه فيُسْقاها المحمُومُ وقيل الحَرْملة ـ شجرة
تنْبُت بقُرْب الماءِ تسمُو قُضْبانا نحوَ القامة لها لَبَن كثِير وورَقٌ أغْبَرُ
طِوَال دُونَ ورَق الخِلَاف يتَّخذُ منه الزُّنُدُ الجِياد وقيل ـ هى شجرة نحوُ
الرُّمَّانة الصغيرة ورقُها أدقُّ من ورَق الرُّمَّان خضْراءُ تحمِل جِرَاءً دُونَ
جِراء العُشَر فاذا جفَّت انشقَّتْ عن ألْيَنِ قُطْن فتُحْشَى به المَخَادُّ وهو
من الأغْلاث والحُوَّاء واحدته حُوَّاءة ـ وهو من الأَحرار له زَهْرة بيضاءُ كأنَّ
ورقَه ورَقُ الهِنْدَب يَنْسَطِح على وجْه الارضِ يأكُلُه الناس والدوَابُّ وهو
طيِّب والحُوَّاءة تملأُ فَمَ البعير ويَسْمُو من وسَطها قَضِيب دَقِيق نحوُ
الشِّبْر فى رأسه بُرْعُومة مُطَوَّلة فيها بِزْرُها وقد تنبُت فى السَّهْل* أبو
عبيد* الحُوَّاءة شِبْه لونِ الذِّئْب* قال أبو على* همزة الحُوَّاءة منقَلِبة عن
واو هو من الحُوَّة* وقال* أحْوَتِ الأرضُ ـ كَثُر حُوَّاؤُها* أبو حنيفة*
الحِمْحِم واحدته حِمْحِمَة ـ عُشْبة كثيرةُ الماءِ لها زَغَبٌ أخْشَنُ يكونُ
أقلَّ من الذِّراع وهى والشُّقَّارَى مشتبهانِ ولها رِيح ذَفِرَة والخِطْرة ـ هى
الرُّخَامى وهى من الجَنْبة وتَبْقَى والخِطْر ـ نباتٌ يُخْتَضَب به مع الحِنَّاء
فيُقَنِّئُ* ابن السكيت* الخِطْرة تَنْبُت فى الرمل والسَّهْل ـ وهى قِصَد يُشْبِه
عودُها عودَ الكَتَّان ولها وُرَيق يتَبع عُودَها تافِهٌ مثْل ورَق الكَتَّان وليس
فى أَعْلاها شئٌ فهى تُشْبه المَكْرةَ* قال غيره* هى واحدة الخِطْر مثل سِدْرة
وسِدْر* أبو حنيفة* الدَّارِم ـ شجرٌ يُشْبِه الغَضَى له هَدَب ولونُه أسودُ
ويُتَّخَذ منه المَسَاوِيكُ وله طَعْمٌ حِرِّيف والشِّبْرِق واحدته شِبْرِقةٌ وبها
سمِّى الرجلُ ـ وهى عُشْبة أطرافُها كأطْراف الأَسَل فيها حُمْرة وهو مَرْعًى غيرُ
ناجِع فى راعِيَته ولا نافِعٍ وهو الضَّرِيع الذى ذكر اللهُ تباركَ وتعالى وقيل هو
شَبِيه بالأسَلة فأما الشُّبَارِق فشجَرٌ عالٍ له ورقٌ أحْرَشْ مثلُ ورق التُّوت
وعُودٌ صُلْب جِدًّا يتخَذ منه كالعُوَذ فتُقَلَّدُها الخيلُ والبقرُ والغنَمُ
وكلُّ ما خِيفتْ عليه العينُ ويُتَّخذ منه الأُرْعُوَّة والصَّبْغاء ـ شبيهةٌ
بالضَّعَة وهى من مَسَاكن الظِّباءِ فى القَيْظ وقيل هى مثل التُّمَام بيضاءُ
الثَمرة والطِّيْطانُ الواحدة
طِيْطانةٌ ـ وهى
الكُرَّاثة البَرِّية والعَيْشوم واحدته عَيْشومة من الرَّبْل ـ وهو شَبِيه
بالثُّدَّاء الا أنه أضْخَمُ وقيل ما نبت منه بالدَّهناء فهو المُصَاص وهو
بكاظِمَةَ عَيْشُوم والعَرَاد واحدته عَرَادة وبها سُمِّى الرجل ـ وهو من الحَمْض
وقد يَنْبُت فى السَّهل غيرِ الرمْل والغافُ ـ شجرٌ عِظامٌ واحدته غافَةٌ ـ ورقُه
أصغرُ من ورَق التُّفَّاح وهو فى خِلْفته وله ثمرٌ حُلْو وثمرُه غُلُف كأنَّه
قُرُون الباقِلَّى وخشبُه أبيضُ ويقال لثمره الحُنْبُل وقيل هو شجرُ اليَنْبُوت
وهو حَبٌّ فاذا بَلغ وجَفَّ رَمَى حبَّه وقِشْرَه الظاهِرَ واتُّخِذ من سائِره
سَوِيق كسَوِيق النَّبِق الا أنه دُونَه فى الحَلَاوة وهو يَعْقِل البطنَ
والكَرَاث واحدته كَرَاثة ـ وهو تطُول قصَبتُه الوُسْطَى حتى تكونَ أطولَ من
الرَّجُل وهو من الذُّكُور والمَحْرُوت واحدته مَحْرُوتة ـ أُصُول الأَنْجُذَانِ*
ابن السكيت* الكَرِيَّة ـ شجرةٌ تنبُت فى الرَّمْل فى الخِصْب تنبُت بنَجْدٍ
ظاهرةً على نِبْتة الجَعْدة والوَبْراء ـ نَبْتَة تَنْبُت فى مُلْتَقى الرمْل
والسَّبَخ وليست بشئ الا أنها تُعرفُ باسمِها وهى قَلِيلة وَتِحة لا تُرْعَى ولا
تُعَدُّ وهى غَبْراءُ مُزَغّية ذاتُ قُضُب وورَق هَشَّةٌ* صاحب العين* الكُشْمُخَة
بَقْلة تكونُ فى رِمالِ بَنِى سَعْد تُؤْكَل طيِّبةٌ رَخْصة والجَدَف ـ نَباتٌ
يكونُ باليَمن تأْكُله الابلُ فلا تحتاجُ معه الى شُرْب الماء* قال أبو عدنانَ* هو
من نَبات دَكَادِك الرمْل والفُقَّاح ـ عُشْبة نحوُ الأُقْحُوانِ فى النَّبات
والمَنْبَت واحدته فُقَّاحة* ابن السكيت* الفُقَّاح أشدُّ انضِمَام ثمرةٍ من
الأُقْحُوَان وهو يَلْزق به التُّراب كما يَلْزَق بالتَّرِبَة والحَمَصِيصِ وقد
تقدم أنه زَهْر جميعِ النَّبات والدَّهْماء ـ عُشْبة ذاتُ وَرَق وقُضُب كأنها
القَرْنُوَة ولها نَوْرة حمراءُ يدبَغ بها والبِرْكانُ ـ نَبْت ينْبُت قليلا
بنَجْد ظاهرا على الأرض له وُرَيق دِقَاق حسَنُ النَّبات وهو من خَيْر الحُمُوض
ما لا ينبُت الا على ماءٍ أو قرِيبًا منه
* أبو حنيفة* منها
الأَسَلُ والبَرْدِىُّ ـ وهو الحَفَأ والتَّنْعِيمة والتَّنُّوم والثِّيْل
والرِّجْلة والسُّعْد والعُنْصُل والغَرَز والغَضْوَر والقُرْم والقَسْقاس
والنَّمَصُ
التحلية
* أبو حنيفة*
الأَسَلُ واحدته أسَلَة ـ تخرُج قُضْبانا دِقَاقا ليس لها ورَق ولا شوْك الا أنَّ
أطْرافها مُحَدَّدة وليس لها شُعَب ولا خَشَب ويتَّخذ منه الأزِمَّة والحُصُر
والغَرَابِيل وبه سُمِّى القَنَا تشبِيها به فى طُوله واسْتِوائه ودِقَّة أطْرافِه
وقيل الأَسَل الكَوْلان وهو من الأغْلاث* قال المتعقب* ليس الأَسَلُ الكَوْلانَ
وقد عَيَّن أبو حنيفة الكَوْلانَ فى باب الحِبَال عند ذكر حِبَال النَّارَجِيلِ
وما جَرى مَجْراها كالقِطِبىَّ ونحوِه* أبو حنيفة* والبَرْدِىُّ واحدتُه
بَرْدِيَّة ـ ما كان منه فى الماء فهو أبيضُ وما فوق ذلك فهو أخضَرُ ونَباته كنَبات
النَّخْلة الا أنها لا تطُول ولها شَحْمة بيضاءُ تتَمَصَّخ فنُؤْكل يقال لها
خُرَاط وخُرَّاط وخُرَاطَى وخُرَّيْطَى واحدتها خُرَاطة ويُقال لساقها العُنْقُر
ويشبَّه بها سُوقُ النساء لبيَاضِها وغِلَظها وهى من الأغْلاث* ابن السكيت*
الحَفَأ ـ البَرْدِىُّ وقيل ـ هو الأخضَر منه ما دام فى منْبِته وقيل ـ هو أصلُه
الأبيضُ الرَّطْب الذى يُؤْكَل واحدته حَفأة وقد احْتَفأْت الحَفَأَ ـ اقتَلَعته
والسَّقِىُّ ـ البَرْدِىُّ واحدته سَقِيَّة سمَّى بذلك لنَباته فى الماء أو قريبًا
منه* أبو حنيفة* واذا طالَ البَرْدِىُّ فهو القِنْصِفُ* ابن السكيت* القِنْفَخْر ـ
أصلُ البَرْدِىِّ واحدته قِنْفَخْرة* قال سيبويه* هو رُبَاعِىٌّ مَزِيد*
التَّوَّزى* الخضَد ـ ما تكَسَّر وتراكَمَ من البَرْدِىِّ وسائِر العِيدانِ
الرَّطْبة وأنشد
* فيه رُكَامٌ من اليَنْبُوتِ والخَضَدِ*
* صاحب العين*
السَّرير ـ شَحْمة البردِىِّ* أبو حنيفة* التَّنْعِيمة ـ شجَرةٌ عظِيمة دُونَ
الضَّبِرة الا أنها أنعَمُ ورَقا ورَقُها مثلُ ورَق السِّلْق ولا ثمرَ لها وهى
خضْراءُ غليظةُ الساقِ والتَّنُّوم ـ شجرةٌ غبْراءُ تأكُلُها الظِّباء والنَّعامُ
وهى مما تُحتَبَلُ فيه الظِّباء لها ورَقة عَرِيضة كورَقة العِنَب فى الشبَه لا فى
الكِبَر ولها حَبٌّ اذا انفَتَحت أكْمامُه اسودَّ ولها ساقٌ وربَّما اتُّخِذت
زَنْدا وقيل تسْودُّ اليدُ من ثمرِه وعُصَارتُه شديدةُ الخُضْرة تُصْبَغ بها
الجلُودُ والأطعَمِة وهما مما تَدُوم خُضْرته
فى القَيْظ كلِّه
وهو من الأغْلاث جَنْبِيَّة وقيل هى شَهْدانِجُ البَرِّ* أبو عبيد* واحدته
تَنُّومة* أبو حنيفة* الثِّيل يُقال له النَّجْم واحدته نَجْمة ـ وهو يَنْبُت فى
سَهْل الارض وهو بالفارسية رينْز ورقُه كورَق البُرِّ الا أنه أقْصَرُ ونباتُه
فَرْش على الارض يَذْهَب ذَهَابا بَعِيدا ويشتَبِكُ حتى يَصِير على الارض
كاللِّبْدة ولذلك سُمِّى الوشِيجَ وكل مُشْتَبِك واشِجٌ وله عُقَد كثيرةٌ
وأَنَابِيبُ قِصارٌ وهو يَنْبُت على شُطُوط الأنهار وقيل هو مما يُسْتدلُّ به على
الماء وهو اللُّوبِيَا فى بعض اللُّغات والرِّجْلة جمعها رِجَل وهى الفَرْفَخ
بالفارسية ـ وهى البَقْلة الحَمْقاء سمِّيت بذلك لأنها تَنْبُت على مَجْرَى
السيْلِ فتَقْطَعُها وهى على الطُّرُق ويُقال لها الكَفُّ وليس ذلك بمعْروف
والسُّعْد واحدته سُعْدة ويقال لنَباته السُّعَادَى ـ وهى أَرُومَة مُدَحْرَجة
سَوْداءُ صُلْبة كأنها عُقْدة لها ورَق مثل ورَق الزَّرْع طيِّب الرائحةِ تقَع فى
العِطْر والأدْوِية والعُنْصُل ـ شُجَيرة تَنْبُت نباتَ المَوْز سواءً ولا
تَبْلُغها فى الارتِفَاع نَوْرها كنَوْر السَّوْسَن الأبيضِ تجرُسُه النحلُ ثم
تظهَر له هَنَاة فى رُءُوسها أمثالُ المُقَل الصِّغار حُمْر رِوَاء ولا يُؤْكَل
والبقَرُ تأكُل ورَقَها فى القُحُوط يُخْلَط لها فى العَلَف ولا تَبْقَى على
الشتاء وعُنْصُلٌ آخرُ ويقال عُنْصَل وعُنْصُلاءُ وعُنْصَلاءُ واحدته عُنْصُلة
بَصلُ البرِ ورقُه مثلُ الكُرَّاث والغَرَز واحدته غَرَزَة ـ الاسلُ الذى تتَّخَذ
منه الغَرابِيلُ لا ورقَ له وقيل نَباتُه نباتَ الاذْخِر وهو من شرِّ المَرَاعِى
وقيل له ورَق وهو أصغَرُ من الثُّمام وأرَقُّ* صاحب العين* الغَرَز ـ ضَرْب من
الثُّمَام واحدته غَرَزة تَنْبُت على شُطُوط الأنْهار لا ورَقَ لها انما هى
أنابِيبُ مُرَكَّب بعضُها فى بعض كل أُنْبُوبة منها أُمْصُوخة اذا اجتَذَبْتها
خرجَتْ من جَوْف أُخْرَى كأنها عِفَاص أُخْرِج من المُكْحُلة واجْتِذابِه المَصْخ*
أبو حنيفة* الغَضْوَر واحدته غَضْوَرة ـ وهى من أصْناف الأَسَل غيرُ ناجِع ولا
نامٍ فى الماشِيَة والقُرْم واحدتُه قُرْمة ـ شجرةٌ تنبت فى جَوْف ماء البَحْر
يُشْبِه الدُّلْب فى غِلَظ سُوقه وبياضِ قِشْره وجِنْسُه أبيض وورقُه مثلُ ورَق
اللَّوْز والأرَاكِ ولا شوْكَ له وثمرُه كثمر الصَّنَوْبَر وهو مرعًى للبقَر والابِلُ تخُوض الماءَ
اليه حتى تأكُلَ ورقَه وأطرافَه الرَّطْبة ويُحتَطَب فيستَوْقَد به لطِيب رِيحه
ومَنْفَعته والقَسْقاس ـ بقلة تُشْبِه
__________________
الكَرَفْس وهو
أخضَرُ خَبِيثُ الرائِحةِ له زَهْرة بيضاءُ والنَّمَص ـ ضَرْب من الأَسَلِ لَيِّن
يعمل منه القُنُع ـ وهى الأَطْباق وتعمَل منه الغُلُف يُجْمع ثم يُعْصَب بالطُّقْى
وهو قليلُ النُّجُوع فى السائِمة والابلُ تَسْلَح عنه
ما لم يُذْكَر له مَنْبِت من أحْرار البُقُول وذُكورِها
* قال أبو حنيفة*
معنَى الأَحْرار ما عَتق منها ـ أى رقَّ وليس من القِدَم فمنها الاسْحارَّة
والذُّعْلُوق والصُّوفَان وكَفُّ الكلْب ويقال راحةُ الكَلْب ولِحْيَة التَّيسِ
ويقال لها أذنابُ الخَيْل والدُّعَاع والفَثُّ والقِلْفة وذُكورُ البقْل ـ ما
غَلُظ منه وبعضهم يسمِّيه العُشْب فمنها الحُلَاوَى والنَّهَق والسَّكْر والمُرَار
واحدتها مُرَارَة وبها سُمِّى الرجلُ والهَرَاس ودمُ الغَزال والنَّزَعة والكثة
وبَقْلة الضَّبِّ والحَزَاء والأَيْهُقَان والمَكْنانُ والشِّرْشر
التحلِيَة
* أبو حنيفة*
الاسْحارُّ والسِّحَارُ ـ نَباتُه نباتَ الفُجْل غير أنْ لا فُجْلةَ له وهو خَشِن
تَرتَفِع من وسَطه قصَبةٌ فى رأْسها كُعْبُرة ككُعْبُرة الفُجْل فيها حَبٌّ له
دُهْن يُؤْكل ويُتدَاوَى به وفى ورقِه حُرُوفة ولا يأكلُه الناسُ وهو ناجِع فى
الابِل تُعْلَفُه الرَّبائِطُ من النَّجائِب والذُّعْلُوق ـ بقْلة تُشْبِه
الكُرَّاث تَلْتوِى وهى طيِّبة ولم يحَلِّ الصُّوفانَ ولا كَفَّ الكلْبِ ولْحِية
التَّيْس ـ جَعْدةٌ ورَقُها أمثالُ الكُرَّاث ولا ترتَفِع ارتِفاعَه وتُؤْكَل
ويُتدَاوَى بعَصِيرها والدُّعَاع والفَثُّ ـ بَقْلتانِ يخرُج فيهما حَبٌّ أسْودُ
كالشِّينِيز يُخْتَبَز ويُعْتَضد ورَقُه قريبٌ من ورَق الهِندِباء وتظْهَر
البُرْعُومة من وسَطها فى أوَّل نَبَاتها والقِلْفة ـ خَضْراءُ لها ثمرةٌ صِغيرة
والحُلَاوَى ـ من الجَنْبة تدومُ خُضْرتُها وقيل هى شجرةٌ صغيرةٌ ذاتُ شوْك
والنَّهَق واحدته نَهَقة وسماء لبيد الأيهُقانَ حيثُ لم يتَّفِق له فى الشعر وهو
قوله
فَعَلَا فُروعَ
الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ
|
|
بالجَلْهَتيْنِ
ظِباؤُها ونَعَامُها
|
وهى عُشْبة تَطُول
فى السماء ولها ورْدةٌ حمراءُ وورَقة عرِيضةٌ والناس يأكُلُونه
ويقال له الكَتْأة
وقيل ـ هو عُشْبة تسْتقِلُّ قدْرَ الساعِد ولها ورَقة أعرَضُ من ورَقة الحُوَّاءة
وزهرتُه بيضاءُ وتؤْكَل وفيها مَرَارة* أبو عبيد* الأيْهُقانُ ـ الجِرْجِير واحدته
أيْهُقانةٌ وأنشد البيتَ غير واضعٍ له على الضرورة ولم يُحلِّ أبو حنيفة السَّكْر
ولا المُرَار* أبو عبيد* المُرَار ـ نَبْت أو شجَرٌ اذا أكلَتْه الابِلُ قَلَصتْ
عنه مَشَافِرُها وانما قيل لحُجْرٍ آكِلُ المُرَار لأن ابْنةً كانتْ له سَبَاها مَلِك من مُلُوك سَلِيحٍ
فقالت له ابْنةُ حُجْر كأنَّك بأَبِى قد جاء كأنَّه جملٌ آكِلُ مُرَار ـ تعنِى
كاشِرا عن أنْيابه واحدة المُرَار مُرَارة وبها سُمِّى الرجلُ* أبو حنيفة*
الهَرَاس واحدته هَرَاسةٌ وبها سُمِّى الرجل ـ تُشْبه القُطْبَ وهى أكثرُ شَوْكا
وأرض هَرِسَةٌ ودَمُ الغَزَال ـ شَبِيه بنَبَات البَقْلة التى تُسَمَّى
الطَّرْخُون يُؤكلُ وله حرُوفة وهو أحضَرُ وله عِرْقٌ أحمرُ كعِرْقِ الأَرْطاة
تُخطّط الجَوارِى بمائِه مَسَكا فى أيْدِيهِنَّ حُمْرا ولم يُحَلِّ النَّزَعة ولا
الكثة ولا بَقْلة الضبِّ والحَزَاء ـ السَّذَاب البرِّىّ والفَيْجَنُ يعمُ
البرِّىَّ وغيرَه وهى خَبِيثة الرِّيح وقيل هى النَّبْتة التى تسمَّى بالفارسية
الدوراء وهى تَشْفِى من الرِّيح لها خَمْطة ورِيحٌ كريهةٌ والمَكْنان ـ عُشْب
ورقَتُه صفْراءُ وهو لبَنٌ كلُّه من خَيْر العُشْب تَغْزُر عليه الماشَيةُ وتكثُرُ
ألْبانُها* ابن دريد* أَمْكنَ المكانُ ـ أنبَتَ المَكْنانَ* أبو حنيفة* الشِّرْشِر
ـ يَذْهَب حِبالا على الأرْضِ كما يَذْهَب القُطْبُ الا أنه ليس له شوْك يُؤْذِى
الحَمْض والخُلَّة من النَّبْت وذِكرُ شئٍ
من أنواعِهما لم يتقدَّم
* أبو عبيد* الحَمْضُ
من النَّبات ـ ما كانتْ فيه مُلُوحة والخُلَّة ـ ما سِوَى ذلك وقيل الخُلَّة ـ ما
كانتْ فيه حَلَاوة والعرب تقول الخُلَّة خُبْز الابل والحَمْض لحمُها أو فاكِهتُها
وانما تُحَوَّل الى الحَمْض اذا مَلَّت الخُلَّة وليس شئٌ من الشجَر العِظامِ
بحَمْض ولا خُلَّة* أبو حنيفة* كُلُّ ما مَلُح من الشجَر كلِّه وكانت ورَقَتُه
حَيَّة اذا غَمزْتها انفَقأَتْ ماءً وكان ذَفِرَ الرِّيح يُنْقِى الثوبَ اذا غُسِل
به واليدَ فهو حَمْض
__________________
والمَرْعَى كُّله
عُشْبا كان أو شجرا خُلَّة وحَمْضٌ ويقال أرضٌ خُلَّة ـ لا حَمْضَ بها وعلَوْنا
أرَضينَ خُلَلا ـ ليس بها حَمْضٌ وإن كان ليس بها نَباتٌ لا قَلِيلُ ولا كثيرٌ*
قال* وقد يقال للنَّبات خُلَّة* ابن الاعرابى* أخَلَّ القومُ ـ رعَوُا الخُلَّة
وأنشد
* جاؤُا مُخِلِّينَ فلاقَوْا حَمْضا*
ومثَلٌ من
الأَمثال «إنَّكَ مُخْتَلُّ فتَحَمَّضْ» * ابن السكيت* إبِلٌ خُلِّيَّة ومُخِلَّة
ومُخْتَلَّة ـ تَرْعَى الخُلَّة وقد خَلَلْتها أَخُلَّها خَلًّا ـ حَوَّلتها الى
الخُلَّة وقالت بعض نساء الأعراب وهى تَصِف بَعْلا تَمنَّتْه إنْ ضَمَّ قَضْقَضَ
وإن دَسَر أغْمضَ وان أخَلَّ أحْمَض تقول ان أخَذَ من قُبُل أتْبَعَ ذلك بأن
يأخُذَ من دُبر* أبو زيد* أرضٌ حَمِيضة ـ كثيرةُ الحَمْض من أرَضِينَ حُمْضٍ
وسيأتى تصريفُ فعل الحَمْض فى المَرَاعِى والراعِيَة* أبو عبيد* ومن الحَمْض
القُلَّام والهَرْم والرُّغْل والخِذْراف والغَوْلان* أبو حنيفة* هؤُلاءِ الثلاثُ
الاخَر يكُنَّ نَبْتا بالقَيْظ ليس لهُنَّ خشَب وييبَسْنَ فى الشِّتاء* أبو عبيد*
ومن الحَمْض النَّجِيل* أبو حنيفة* النَّجِيل وجمعه نُجُل ـ من الحمضِ الذى يكونُ
قَرِيبا من الماء يعنِى الماءَ الذى تشْرَب عليه الابلُ وما لم يكُنْ على ماءٍ أو
سَبخ فليس بنَجِيل وقيل ـ هو ما دَقَّ من الحَمْض فلم يكُنْ له حطَب ولا خشَب وهو
خَيْر الحمض كلِّه وأنشد فى صِفَة دَلْو
سَحْبَلَة
ككَرِش الفَصِيل
|
|
ألأوْرقِ
النَّادِى من النَّجِيل
|
النادِى ـ الخارِجُ
من الحمض الى الخُلَّة وقيل النَّجِيل من الحمض ـ ما قد وَطِئَه المالُ ونَجَله
بأخْفافه لرِقَّته وقد أنْجَلُوا إبِلَهم ـ أرسَلُوها فى النَّجِيل وقد قدَّمت أنه
من نَبَات السَّهْل والجَلَد* قال* ومن الحمْض الضَّمْرانُ والشَّعْران والدُّعَاع
والاخْرِيط وقد تقدم فى نَبَات الغِلَظ والحُرُضُ* سيبويه* وهو الحُرْض وفى بعض
النسخ الخُرْص مكانَ الحُرْض ـ وهو حَلْقة القُرْطِ والغُذَّام والنُّقَاوَى
والقَسْوَر والشَّعْراءُ والحاذُ والقَصْقاصُ والعَصَل والطَّرْفاءُ والحاجُ
والحَيَّهَلُ والسُّلَّج ولُكبُّ والبِرْكانُ والقُضَّام والثَّرْمَدُ
والثَّرْمانُ والحَمَصِيص واحدته حَمَصِيصة والخَرَزة وذاتُ الرِّيش والسَّالِخُ
والغَسْلَجُ والقَرْمَل والمَجُّ والمُلَّاح ـ وهو القاقُلَّى والهَيْتَم* قال*
واذا أخرَجْت من الحَمْض أربعَ شَجَرات وهى الرِّمْث والغَضَى والحاذُ والسُّلَّج
فالباقى
__________________
نَجِيل والعُنْظُوَان
من الحَمْض* غيره* العَيْشُوم ـ يابِسُ الحُمَّاض واحدته عَيْشُومة وقيل ـ هو
نَبْت دَقِيق طويلُ الأَغْصان وقيل شجَر له صَوْت قال
* كما تَناوَحَ يوْمَ الرِّيحِ عَيْشُومُ*
* أبو حنيفة*
وكلُّ بلَد لا يكونُ فيه حَمْض فهو عِدْىٌ والابِلُ العَواذِى ـ التى لا تَرْعَى
الحمْضَ والعُقْدة من الحَمْض ـ مثلُ العُرْوة من الكلِا* وقال مرة* تكونُ
العُقْدة من الثُّمَام والضَّعَة والحَمْض وجمعُها عِقَاد وأنشد فى وصف إبِل
حَمْضِيَّة
مَعْقِلُها جَرِيبُها
|
|
لم تَرْعَ يومًا
خُلَّة تُرِيبُها
|
* الاعِقَادا مَرِخًا قَضِيبُها*
|
فجعل العِقَاد من
الحَمْض والمَرِخُ ـ الرَّطْب* ابن دريد* الاشْنانُ والاشْنان وهو الحُرُض* قال
الفارسى* ان كان عربيا فهو فُعْلان ولا يكون أُفْعالا لأن هذا البِناءَ ليس فى
الكلام ولا يُجْعل أصْلا لموضِع الاشكال* غيره* المِحْرَضة إناءُ الأُشْنانِ وهى
القابُوعَة والاشْنا نْدانَه والضَّرِيع ـ يَبيس الحَمْض والخُلَّةِ وقيل هو
الشِّبْرِق مادام رَطْبا وقيل هو نَباتٌ مُنْتِنٌ يَرْمِى به البحرُ وقد جاء فى
التنزيل على طَعَام أهل النار والعَرَادَة ـ ضَرْب من الحمْض وقيل هو من نَجِيل
العَذَاة والجمع عَرَادٌ* غيره* الرِّجْلة ـ ضَرْب من الحمْض* ابن السكيت* ومنها
الشُّوَيْلَاء ـ وهو من نَجِيل السِّباخ والفَثُّ أيضا ـ من نَجِيل السِّباخ
واحدته فَثَّة
التحلِيَة
* أبو حنيفة*
القُلَّام ـ أشدُّ الحَمْض رُطوبَةً ورَقُه شَبِيه بورَق الحُرْف يأكُله الناسُ
وقيل لا هو مثلُ الأشْنان الا أن شجرَ القُلَّام أعظمُ ويُسَمَّى القاقُلَّى
بالنبَطِيَّة والهَرْم واحدته هَرْمة ـ وهو ما دَقَّ من الحَمْض سمِّى بذلك لأنه
يتهَرَّم فى أفْواه الابِل وقيل الهَرْم من النَّجِيل* ابن جنى* أُرَاه سمِّى بذلك
لضَعْفه كما سمَّوا نَبْتة أخْرَى الشَّيْخةَ لبَباضها* أبو حنيفة* والرُّغْل ـ حَمْضة
تَتَفرَّش وعيدانُها صِلَاب ورَقُها نحوٌ من ورَق الحَمَاحِم الا أنها بَيْضاءُ
وهو أجودُ الحمْض وقيل هو
__________________
ذُو قُضْبانٍ له
ورَقٌ مثلُ الأظافِير خَضْراءُ غَبْراءُ وقيل هو بَقْلة ليست بشجَرة* صاحب العين*
والجمع أَرْغال وقد أرْغَلَتِ الأرضُ* أبو حنيفة* الخِدْراف واحدتُه خِذْرافة ـ له
وُرَيْقة صغيرةٌ ترتَفِع قدرَ الذِّراع أخضرُ فاذا جَفَّ شاكَهَ البَياضَ وهو
يُشْبه القُلَّام* وقال غيره* هو نَبْت رِبْعِىٌّ اذا أحَسَّ الصيْفَ يَبِس واحدته
خِذْرافةٌ* أبو حنيفة* والغَوْلان واحدته غَوْلانة ـ هى حمضةٌ كالأُشْنانةِ
شَبِيهةٌ بالعُنْظُوانة الا أنها ادَقُّ منها وقيل الغَوْلان من النَّجِيل
والضَّمْرانُ ـ شبيهٌ بالرِّمْث الا أنه أصْغرُ وله خَشَب قليل يُحْتَطَب وقيل هو
أخضَرُ سَبِط يُعْجِب الابلَ والشَّعْراء والشَّعْران ـ ليس لها ورَق ولها هَدَبٌ
والابل تَحْرِص عليها حِرْصا شَدِيدا تُخْرِج عِيدانًا شِدَادا ولها خَشَب وحطَب
وقيل هو أخضَرُ أغبَرُ وقيل هو حَمْض تَرْعاه الأرانِبُ وتَجْثِمُ فيه وهو
كالأُشْنانة الضَّخْمة وله عِيدانٌ دِقَاق تَراه من بعدٍ أسْودَ والدُّعَاع ـ بَقْلة
لها ورَقاتٌ قريبةٌ من ورَق الهِنْدبا تَسَطَّح وتَظْهَر البُرْعُومةُ من وسَطها
فى أوّل نباتِها فتُخْتَبز من غير أن تُطْحنَ حبُّها أسودُ كالشِّينِيزِ
والاخْرِيط الواحدة إخْرِيطة ـ أصفَرُ اللَّونِ دَقِيق العِيدان وله أصُول وخَشَب
فيُخْرَط من قُضْبانه فيَنْخرِطُ وبذلك سمِّى والحُرْض ـ هو الأُشْنان وهو دِقَاق
الأَطْراف شجرتُه ضَخْمةٌ وربما استُظِلَّ فيها يَرْعاه المالُ* صاحب العين*
الحَرَّاضَة ـ موضِعُ إحْراق الأُشْنان يُتَّخذ منه القِلْى للصَّبَّاغِينَ
ومُحْرِقه الحَرَّاض* أبو حنيفة* والغُذَّام واحدته غُذَّامة ـ هو أخضَرُ
يَنْثَمِئُ وانْثِماؤُه انْشِداخه اذا مَسِسته ورَقُه مثلُ ورَق القاقُلَّى* ابن السكيت*
الغُذَّام من نَجِيل السِّباخ* أبو حنيفة* والنُّقَاوى ـ تُخْرِج عِيدانًا سَلِبةً
ليس فيها ورَقٌ تُشْبه الهِلْيَوْنَ فاذا يَبِست اببضَّت وتُغْسَل بها الثِّيابُ
والقَسْوَر ـ حَمْضةٌ من النَّجِيل مثلُ جُمَّة الرجُلِ* قال* وأنكر بعضُهم أن
يكونَ من الحَمْض وهو كثيرُ الماءِ يُفَتِّقُ السائمةَ والحاذُ ـ شجرَة من الحَمْض
تُخْصِب عليها الابلُ واحدتها حاذَةٌ* أبو عبيد* وبها سمِّى الرجلُ* أبو حنيفة*
القَصْقاص ضِعَاف دِقَاق أصفَرُ اللونِ وقيل هو أُشْنان الشأْمِ والعَصَل الواحدة
عَصَلة ـ شجرةٌ كبيرةٌ تُنْبِت خِيطانا من أصلٍ واحدٍ لا وَرقَ لها وقُضْبانُها
صلَاب جِدًّا وقيل
__________________
هى كالدِّفْلَى
تأكُلُه الابلُ فتَشْرَب عليه الماءَ كلَّ يوم* صاحب العين* هى شجرةٌ تُسَلِّح
الابِلَ* أبو حنيفة* والطَّرْفاء ـ حَمْضِيَّة وستأتى بحِلْيتها فى العِضاء
والحاجُ ـ هو الذى تُسَمِّيه أهلُ العِرَاق العاقُولَ له شوكةٌ حادَّة لا أعْرِف
له ثمرةً ولا زَهْرة ولا ورَقا تأكلُه الماشيةُ وقيل هو مما تَدوُم خُضْرتُه
وتذهَبُ عُرُوقُه فى الارض بَعِيدا ويُتَداوَى بطبِيخها وله ورَق طِوال دِقَاق
مُساوٍ للشَّوك فى الكَثْرة وشوكُه طِوَال مستَوِيَة حادَّة وقد أحاجَتِ الارضُ
وأحْيَجتْ ـ كثُر بها وهو من الأغْلاث والحَيَّهَلُ ـ نَبْت من دِقِّ الحَمْض
الواحدة حَيَّهَلَة سمِّيت بذلك لسُرْعة نَباتِها وقيل هو يَنبُت فى السِّباخ واذا
أخْصَب الناسُ ومُطِرُوا هلكَ فلا يكادُ يُرَى منه نَبْت فاذا أيْبَسَتْ وذهبت
الامطارُ نبتَ فى مواضِعه حتى تَخْطَل الابلُ فيه حَظْلا من كَثْرة نَبْتَه ـ يعنى
تَكُفّ من مَشْيِها وهو دُقاق قَصِفٌ ليس له خَشَب ولا حَطَب وربما قتَل الابل فى
أوَّل أمْرِها والسُّلَّج ـ من جَلِيل الحمض ضَخْمٌ كأذْناب الضِّبَاب أخضَرُ له
شوك تأكُلُه الابلُ والكُبُّ واحدته كُبَّة ـ ذاتُ شَوْك تسْمُو ذِراعا ولا ورَقَ
لها وهى جَيِّدةٌ للأُسْر* ابن الاعرابى* الكُبُّ ـ من الحَمْض وقيل الكُبُّ
يصْلُح ورَقُه لأذْناب الخَيْل يُطَوِّلها ويحسِّنُها* قطرب* الكُبُّ ـ شجرَةٌ من
شجَر الحمْض لها كُعُوب وشوْك مثلُ السُّلَّج تنبُت فيما رَقَّ من الارض وسَهُل*
أبو حنيفة* والبِرْكانُ واحدته بِرْكانة ـ وهو من دِقِّ النَّبْت والقُضَّام ـ يُشْبِه
الخِذْراف وقيل يُشْبِه الاخْرِيط والعُنْظُوَان واحدته عُنْظُوَانة ـ وهو أغبَرُ
ضِخَامٌ وربما استَظلَّ الانسانُ فى ظِلِّها وقيل هو شجَر كأنَّه الحُرْض تأكُله
الأَرانِبُ وهو أجْودُ الأُشْنان والثَّرْمدُ واحدته ثَرْمدَةٌ ـ وهى دُونَ
الذِّراع أغلَظُ من القُلَّام أغصانٌ بلا ورَق شديدةُ الخُضْرة واذا تقادَمْت
سِنينَ غلُظت ساقُها وطالَت شِبْرا فاتُّخِذت أمْشاطا لصَلَابتِها وجَوْدتها
وتَصْلُبُ حتى تَكاد تُعْجِز الحديدَ وتَبْيضُّ ويُتَّخذ منها لصَلابتِها
الزَّواجِلُ ويقال لها أوَّلَ ما تَنْبُت وهى غَضَّةٌ الجِرْوة والثَّرْمان ـ شجَرٌ
لا ورَقَ له ينْبُت نباتَ الحُرْض من غير وَرَق واذا غُمِز انثمَأَ وهو كثيرُ
الماءِ حامِضٌ عَفِص أخضرُ نَبَاتُه فى أُرُومة والشِّتاء يُبِيده ولا خشَبَ له
انما هو مَرْعًى والحَمَصِيص ـ بقْلة حامضةٌ تُجعَل
فى الأَقِط
واحدتها حَمَصِيصة وهى من الذُّكُور وقيل من الأحرار أحمرُ الأُصُول يسمَّى
الثَّوْل وقيل هو من العُشْب يطُول طُولا شديدا وله ورَقة عَرِيضة وزَهْرة حمراءُ
فاذا دَنَا يُبْسُه ابيضَّت زهرتُه والناسُ يأكلونَهُ والخَرَزة ـ حَمْضة من
النَّجِيل ترتَفِع قدْرَ الذِّراع خَضراءُ ترتَفِع خِيطانًا من أصْل واحدٍ لا
ورَقَ لها ولكِنَّها منظومةٌ من أعْلاها الى أسْفَلها حَبًّا مدَوَّرا أخضَرَ فى
غير عِلَاقة كأنه خَرَز منظُوم فى سِلْك وهى تقتُل الابلَ وذاتُ الرِّيش ـ يُشْبه
القَيْصُومَ ورقُها وورْدُها تنبُت خِيطانا من أصْل واحدٍ كثيرةُ الماء جِدًّا
تسيلُ منها أفْواءُ الابِل سَيَلانا والناس يأكُلونَها والسَّالِخ ـ الحَمْض لا
خُوصةَ له والغَسْلَج ـ مثل القَفْعاء أعوادٌ ترتَفِع قدرَ الشِّبر لها وُريْقة
صغيرةٌ مُدَوَّرة لَزِجة ولها زَهرة كزَهْرة المَرْو الجَبلىِّ تُغْسل به الثيابُ
فيُنْقِى والقَرْمَلُ واحدته قَرْملة ـ شجرةٌ تنبُت فى السِّباخ على ساقٍ واحدةٍ
لا وَرَق لها انما هو هَدَبٌ مثلُ الأُشْنان ولها زَهْرة صَغِيرة شديدةُ الصُّفْرة
وهى شديدةُ الخُضْرة تؤكَلُ وطَعْمها كالقُلَّام والمَجُّ ـ حَمْضة تُشْبِه
الطَّحْماءَ غير أنها ألطَفُ والمُلَّاح ـ كالقُلَّام أغصانٌ بلا ورَق وفيه حُمْرة
وقيل كأنَّه أشْنانة يطبَخُ مع اللبَنِ ويؤْكَل عذْبٌ وله حَبٌّ يجمَع ويخبَزُ سمى
مُلَّاحا لِلَّون لا لِلطَّعْم والهَيْتُم ـ شجرَة جَعْدةٌ* أبو زيد* الخِيمُ
والثَّوْل ـ شجرُ الحَمْض* ابن الاعرابى* العِرَاق ـ بقِيَّة الحمْض خاصَّةً وإبلٌ
عِراقِيَّة ـ تَرْعى الحمَض
رَعْىُ الحمْض والخُلَّة ونحوِهما
* أبو عبيد* اذا
رَعتِ الابلُ الحمضَ قيل حَمَضت مَحْمُض حُمُوضا* أبو حنيفة* حَمَضت تحْمُض
وتَحْمِض حَمْضا وقد أحْمضْتها وحَمَّضْتها ـ أرْعَيْتها الحَمْض وأحْمضتُها لا
غيْرُ ـ صيَّرتها تأكُلَ الحمضَ وأحْمَضَ القومُ ـ أصابُوا حَمْضا أوْرَعَتْه
إبلُهم فاذا نُسِبت الابل الى رَعْى الحمضِ قيل حَمْضِيَّة وحَمَضِيَّة وأنشد
* حَمْضِيَّة مَعْقِلُها جَرِيبُها*
وأرضٌ حَمْضِيَّة
بالاسكان ـ كثيرةُ الحمْض واذا رعَت الخُلَّةَ وأقامتْ فيها فقد اختَلَّت والقوم
مُخْتَلُّون ـ اذا رَعتْ إبلُهم الخُلَّة والمُخِلُّون من الخُلَّة كالمُجْمِضِين
من
الحمْض* وقال*
إبلٌ خُلِّية ـ مُقِيمة فى الخُلَّة لا تُبالِى أن لا تَرْعَى حمْضا* قال* واذا
كانتْ تَرْعَى قُرْبَ أهلها فى الحمْض وشِبْهِه فهى واضِعةٌ فاذا فُعِل ذلك بها
فهى مُوْضُوعة ويقال إبِل عادِيَة وعُدْوِيَّة ـ تَرْعَى الخُلَّة ويقال أرَكَت
الابلُ تَأْرُك أُرُوكا وأَرِكَتْ أرَكًا ـ رعَتِ الأَراكَ وهى إبل أَرَاكِيّة
وليس هذا بالأُرُوك الذى هو المُقامُ فيه ذلِك يصْلُح للأرَاك وغيرِه وهذا لا
يكونُ الاله* وقال* بعير عاضِهٌ وعَضِهٌ وقد عَضِه عَضَها ـ اذا كان يأكُل
العِضَاهَ وأنشد
* وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِىٍّ عَضِهْ*
وقد أَعْضَه
القومُ ـ رعتْ إبلُهم العِضاءَ* أبو عبيد* فاذا كان يأكُلُ الغَضَى قيل بَعِير
غاضٍ* أبو حنيفة* بعيرٌ غَضَوِىٌّ فاذا كان يَرْعَى الطَّلْح فهو طَلْحِىٌّ
وطَلَحِىٌّ وطُلَاحِىٌّ وطِلَاحِىٌّ* قال* وقال الفراء فى طُلَاحِىٍّ هو بمنزلة
أُذَانِىٍّ ورُؤَاسِىٍّ وأُنَافِىٍّ* قال* وهذه النسبة انما تكونُ للأَعضاءِ
فشُبِّه طُلَاحِىٌّ به اذا كان مُلازِما له فصار كأنَّه منه وقيل طُلَاحىٌّ
وطِلَاحِىٌّ كُنَباطِىٍّ ونِبَاطِىٍّ* أبو عبيد* فاذا كان يأكُل الأَرْطَى قيل
بعير مَأْرُوط وأرْطَوِىٌّ وأَرْطاوِىٌّ ثم شكَّ فى الأخيرة* أبو حنيفة* بعير
أرِطٌ كذلك* وقال* إبل قَتَادِيَّة وسَمُرِيَّة وعُرْفُطِيَّة وقُرَظِيَّة ـ اذا
كانت تَرْعَى ذلك كلَّه* وقال* لَصَّف البعِيرُ وتَنَّم وجَثْجَث ـ اذا أكلَ
اللَّصَف والتَّنُّومَ والجَثْجاثَ* وقال* جمل رَمِيث وناقة رَمِيثةٌ ـ اذا كانا
يأكُلانِ الرِّمْثَ* ابن السكيت* إبل مُعاقِبَةٌ ـ تَرْعَى فى حَمْض مَرَّةً وفى
خُلَّة أُخْرَى وعَقَبَت الابلُ ـ تَحوّلت من مَكانٍ الى مَكانٍ تَرْعَى
الطَّرِيقةُ ونحوُها
* قال أبو حنيفة*
الطَّرِيقة من الجَنْبة وهى الخِمْخِم ولا تكونُ هذه طَرِيفةً حتى تَيْبَس
وتبْيضَّ فلا يَبْقَى فيها من الخُضْرة شئٌ وهى خيْرُ الكلِا وأطيَبُه الا ما كان
من العُشْبِ وقيل الطَّرِيفة بين البَقْل والشجَر ولذلك سميت جَنْبة* ابن السكيت*
أَطْرفَ الوادِى ـ كثُرَتْ طرِيفَتُه* ابن الاعرابى* جمع الطَّرِيفة طُرُف* أبو
حنيفة* الطَّرِيفةُ أوَّلُ ما ينْبُت نَشْأةٌ ونَشِيئة فاذا يبس فهى الطَّرِيفة*
قال*
ومنها الثَّغَام
والنَّصِىُّ ـ هو ما كان أخْضَر* قال أبو على* فأما قوله
* تَرْعَى أَنَاضٍ من حَزِيز الحَمْضِ*
فقد رُوى بالصاد
والضاد أَنَاصٍ وأَنَاضٍ فأما أَناصٍ فانه كسر النَّصِىَّ على أنْصاء ثم كسر
الأنْصاءَ على الأَنَاصِى فكان يلزم أناصىَّ فخفف للضرورة وأما أَنَاضٍ فانه جمع
نِصْوله على أنْضاء ثم جمَع انضاءً على أناضٍ وقد كان يلزمه هنا مثلُ ما لزمه
هُنَالك فأما قوله أناص فالنصىُّ قد ينبت مع الحمض وحزِيز الحمْض ـ عُقْدته وقيل
حَزِيزه ما نبت منه فى غَلِيظ الارضِ وأما من روَى أَناضٍ فانه جعل البَقِيَّة
المُغادَرة من مَرْعَى الحمضِ كالنِّضْو من الابِل ـ وهو الطَّلِيح المَهْزُول*
أبو عبيد* أَنْصَتِ الارضُ ـ كثُر نَصِيُّها والسَّبَط كالنصِىِّ* وقال مرة*
السَّبَط ـ هو النَّصِىُّ مادامَ رطْبا فاذا يَبِس فهو الحَلِىُّ* السِّيرافِى*
الاسْنام ـ ثمَرُ الحَلِىِّ واحدته إسْنامة* أبو حنيفة* اللَّمْعة ـ من يَبِيس
الكَلَا وأكثرُ ما تكونُ من الحَلِىِّ* وقال مرة* اللُّمْعة ـ المَكانُ الكثيرُ
النَّصِىِّ خاصَّة والجمع لُمَع ولِمَاع وقد ألْمَعَ المكانُ واذا كانت اللُّمْعة
مُلْتفَّة قيل لُمْعة كَيْسُوم وأُكْسُوم وجعلَها أكثَرَ ما تكونُ من الحَلِىِّ*
ابن السكيت* لُمْعة كَوْساءُ ـ مجتَمِعة ولا تكونُ الا من الصِّلّيَان واللِّبْدة
ـ نُسَأل الصِّلِّيانِ* أبو حنيفة* العُنْثُوَة والعَنْثُوَة ـ يَبِيس الحَلِّىِ*
غيره* هى العُنْثة والجمع عِنَاث واستعاره بعضُهم فى الشَّعَر فقال
* علَيْه من لِمَّته عِناثُ*
* أبو حنيفة*
العُنْصُوَة والعَنْصُوَة ـ كالعُنْثُوَة وقد تقدم فى الشَّعَر* وقال* رأيْنا
غَمِيلا من نَصِىٍّ ـ اذا كان بعضُه فوقَ بعض وأنشد
وغَمْلَى
نَصِىٍّ بالمِتَانِ كأنَّها
|
|
ثَعالِبُ مَوْتى
جِلدُها قد تَزَلَّعا
|
غَمْلَى جمعُ
غَمِيل* صاحب العين* الجَمَامِيح ـ رُءُوس الحَلِىِّ والصِّلِّيان ونحو ذلك مما
يَخْرُج على أطرافِه شِبْهُ السُّنْبلِ غير أنه ليِّن كأذنابِ الثَّعالبِ واحدته
جُمَّاخة* أبو زيد* القِضْم ـ ما ادَّرعَتْه أفواهُ الابلِ والغنَمِ من بَقِيَّة
الحَلِىِّ واللِّبْد ـ ما يسقُط من الطَّريفة والصِّلِّيان ـ وهو سَفًا أبيضُ
يَسْقُط منهما فى أصُولهما وتستَقْبله الريحُ فتجمَعُه حتَّى يصيرَ كأنه قِطَع
الأَلْبادِ البِيضُ الى أصُول الشجر
والصِّلِّيان
والطَّرِيفة فيرَعاء المالُ وهو خَيْر ما يُرْعَى من يَبِيس العِيدانِ* قالت
غُنَيَّة* هو الكَلَأَ الرَّقِيق يتَلبَّد اذا أنْسَل فيختَلِط بالحِبَّة
فيسمُّونه اللِّبْدَ والجَرِيفَ* ابن السكيت* حَمِيل الطَّرِيفةِ والسَّبَط
والضَّعَةِ والثُّمَام والوَشِيجِ ـ الدَّوِيلُ الاسْودُ منه* وقالت
السَّلُوليَّة* يخْرُج الرائِدانِ فيقولُ المُحْمِدُ وجدْتُ الطَّرِيفةَ
المُسْمِنةَ الكَثَّةَ الأصلِ الطَّوِيلَة الفَرْعِ الخَضْراءَ الحِبَاب الحَسنةَ
النَّباتِ المُحْلِسةَ قد نَبتَتْ والصِّلِّيانَ الذى شَبَّح كأنَّه كُرْسُف
المَفارِشِ وتَحْتَه فِرَاخ فيَنْفِرُ الحىُّ فيَحُلُّون فيه والفِرَاخ أعجبُ الى
الابِل لانها أغَضُّ* أبو حنيفة* ومنها التَّفِرة وهى أحبُّ المَرْعَى الى المال اذا
عُدِم البقلُ ـ وهى ما ابتدَأ من البَقْل نَباتا لَيِّنا صِغَارا رَطْبا فاذا
غَلُظ قليلا وارتفَع وهو رَطْب فهو النَّشِيئة ومنها الصِّلِّيان والعَنْكَثَ
والهَلْتَى والسَّجَم والسَّحَم والسَّلِسَة وهذه أشياءُ بعضُها قريب من بَعْض فى
الخِلْقة* ابن السكيت* ومنها الصَّفَار والأَسْنام والغَرَز والغَذَم والقَبَا
مقصورٌ* قال* وهى شرُّ الطَّرِيفة والطَّهْفةُ لا نعرف من الطريفة غيرَ ما ذكرْنا
والبَصْبَاص ـ ما يبْقَى من الطَّرِيفة على عُود كأنه أذْناب اليرابِيع* ابن
السكيت* الأَقِمَّة حُطَام الطَّريفة الواحد قَمِيم
التحلية
* أبو حنيفة*
النَّصِىُّ واحدته نَصِيَّة ـ ينبُتُ صُعُدا ويجتَمِع وهو دُقَاق العِيدانِ ولا
يُفَضَّل عليه كلأٌ مما تأكُل الابلُ والغنمُ وله سُنْبُل اذا يَبِس صار نُسَالا
وهو مما يَتَربَّل وقيل نباتُ النَّصِىّ كهيْئة الدِّرْع يكونُ جَمِيما ثم يكونُ
نَصِيًّا فاذا غَلُظ سمِّى حَلِيًّا والثَّغَام واحدته ثَغَامة ـ وهى أرقُّ من
الحَلِىِّ وقيل هو حَلِىُّ الجبَل واذا يَبِس ابيضَّ فشُبّه به الشَّيب وقيل
ينْبُت خُيُوطا طِوَالا دِقَاقا من أصلٍ واحدٍ وتُعْلَفه الخيلُ* قال المتعقب* كلا
القولين غلَطٌ لأن الثَّغَام غير الحَلِىِّ ومع هذا فهو أغلَظُ من الحَلِىِّ
وأجَلُّ عُودا* قال ابن السكيت* يقُول الرجُلُ للرجُل وهو يرعى غنَمه فى الجبل
الثَّغَامَ والله ما بَقِيت فى الجبَل الا بَقايَا من أثْغِماءَ فى شِعابه كأنها
آذانُ الذِّئاب* قال* ورأيت بَقايَا من ثَغائِمَ كأنها
قَطَواتٌ وُقُوع
ولا يَنبُتُ الثَّغَامُ الا فى قُنَّة سَوْداء ونِبْتته على نِبْتة الحَلِىِّ وهو
أغلَظُ منه وأجلُّ عُودا وهو يَنْبُت أخضَرَ ثم يَبْيضُّ اذا يَبِس يُشَبَّه به
الشيْبُ وهذا وصفُ الثَّغامِ لا ما قال هو* أبو حنيفة* والسَّبَط وجمعُه أسْباطٌ ـ
شَجَر سَلِيبٌ طِوال فى السماء دِقاقُ العِيدانِ تأكلُه الماشيةُ وتحتَشُّه الناسُ
وليس له زَهْرة ولا شوكٌ وله ورقٌ دِقاق على قدر الكُرَّاث أوَّلَ ما يخرُج وقيل
نباتُه نباتُ الدُّخْن الكِبارِ دُونَ الذُّرة وله حبٌّ كحبِّ البِزْر لا يخرُج من
أكِمَّته الا بالدَّقِّ والناسُ يستخرجُونَه ويأكُلونه خَبْزا وطَبْخا* صاحب
العين* واحدة السَّبَط سَبَطة* أبو حنيفة* الصِّلِّيَان ـ يَنْبُت صُعُدا وأضخَمُه
أعجازُه وأصُوله على قدْر نبتِ الحَلِىِّ وهو من الجَنْبة والعَنْكَث واحدته
عَنْكَثة وبها سمى الرجلُ ـ وهو مثل الصِّلِّيَان الا أنه أليَنُ وليس له ثمرٌ ولا
زَهْرٌ والهَلْتَى ـ أحمرُ ينبُت نباتَ الصِّلِّيان والنَّصِىِّ ويزدادُ حُمْرة
اذا يَبِس وهو مائِىٌّ لا تكادُ تأكُله الماشيةُ ما وجدَتْ من الكلَا ما يشْغَلها
عنه وهو من الجَنْبة ويُشبِه الحَلِىَّ الا أنها حَمراءُ والسَّجَم شجرٌ له ورَقٌ
طَوِيل ذو عِرَض تشَبَّه به المَعابِل والارَيْنِبَة ـ شَبيهة بالنصِىِّ الا أنها
أرقُّ وأضعَفُ وألْيَنُ وهى ناجِعة فى المال ولها اذا جَفَّتْ سَفًا يتطايَرُ اذا
حُرِّك فيرتزُّ فى العين والأَنْف والسَّحَمُ ـ ينْبُتُ نَبْتَ النصِىِّ
والصِّلِّيَان والعَنْكَثِ الا أنه يطُولُ فوقَها فى السماءِ وربَّما كان طولَ
الرجُل وأضخَمَ تأكُلُها الابلُ والغَنم أكْلا شدِيدا والسَّلِسَة ـ عُشْبة
قَرِيبةُ الشَّبَه بالنصِىِّ الا أنَّ لها حَبًّا كحَبِّ السُّلْت واذا جَفَّت كان
لها سَفًا يتطايَرُ اذا حُرِّكتْ* وقال* أطْهَفَ الصِّلِّيَانُ نَبت نَباتا حسَنا
ليس بالأَثِيثِ والطَّهْفة ـ أعَالِى الجَنْبة والأَوْضاحُ ـ بَقايَا الحَلِىِّ
والصِّلِّيَان اذا يَبِس سمِّى بذلك لبَياضهِ* ابن السكيت* واحدها وَضَحٌ* غيره*
القِصْم ـ قِصْم الطَّرِيفةِ ـ وهو المأْكُول الذى يَبْقَى من أُصُولها والجمع
أقْصام والأَقْصام ـ أُصُول المَرْتَع واحدها قِصْم ولا يكونُ الا من النَّصِىِّ*
ابن السكيت* الكُدَاد ـ حُسَاف الصِّلِّيان ـ وهو الرِّقَة يؤكَلُ حين يَظْهَر ولا
تُتْرك حتى يَتِمَّ* قال* واذا كانتْ فى الصِّلِّيانة وَفْرة وهو يَبِيس منه ثمَ
نَبت
فيه الرَّطْب قيل
ألْوثَ فان كان قد أُكِل مَرَّة ثم نبَت فيه الرَّطْبُ فلا يقال ألْوثَ ولكنَّها
حينَئذٍ جَمِيم ورِقَة والنَّصِىُّ على هذه الصِّفة وكلُّ مَجْلُوحة مما ذكَرنا
اذا ظهَر فيها نَبْت وليست عليها وَفْرة فهى رِقَة ويقال فى الضَّعَة ألوثَتْ
والْتاثَتْ واختَلَطتْ وفى الهَلْتَى والسَّجَم ولا يكادُ يقال فى الثُّمَام ولكن
يقال فيه بَقَلَ ولا يقال فى العَرْفَج ألْوثَ ولكن أَدْبَى وامتَعَس زِئْبِرُه*
أبو صاعد* أَمَدَّتْ عِيدانُ النَّصِيَّة والطَّرِيفة ـ اذا مُطِرتْ فَلانَ
عُودُها وقد تُستَعْمل فى العَرْفَج* أبو حنيفة* الاسْنامة ـ ثمرُ الحَلِىِّ
وإسْنامٌ آخَرُ واحدتُه إسْنامةٌ ـ وهو ما كان من ثَمَر الأَعْشابِ شَبِيها بثَمر
الاذْخِر والقَصَب وأفضَلُ السَّمَ سنَمُ عُشْبة تسمى الأَسنامة* أبو زيد*
المُشَبَّه ـ المَصْفَرُّ من النصِىِ
النَّباتُ الذى تدُومُ خُضْرته الى آخر القَيْظ
* قال أبو حنيفة*
النَّباتُ الذى تُدوم خُضْرته الى آخِر القيظ وان هاجَتِ الأرضُ وجَفَّ البقْلُ
يسمى المَقِيظةَ وهى عُلْقة للمالِ اذا يَبِس ما سوَاه فمما تقدم منه الحُلَّب
والحِلبْلاب والخِمْخِم والحَمَاط والنُّقْد والجَعْدة والتَّنُّوم والنَّشْر والرَّشَأ
والجَدْر والذَّنَبَانُ والأُمْطِىُّ والسَّلَام والسَّيْكَران وحبُّه أخضَرُ
كحَبِّ الرازيانج الا أنه مستدِيرٌ ومن غير ما تقدم الشَّرْى والذَّفْراء
والرَّمْرام والدَّهْماء والخُشَيْناء والسُّمْنة وهى من الجَنْبة والعُلْقة* قال*
وهى كلها رِبَّة ولا أحسَبُه سمِّى رِبَّة الا لحُبّ الراعِيَة له وإربابِها به
وقد جعل بعضُهم الرَّبْل غير الرِّبَّة والوَشِيج ـ الثِّيل وهو مما تَدُوم
خُضْرته ويطُول بقاؤه قال الراعى ووصف حَمِيرا
تَأوَّبُ
جَنْبَى مَنْعِج ومَقِيلُها
|
|
بحَزْمِ
قَرَوْرَى خِلْفة ووَشِيج
|
فجعل لها الخِلْفة
والوَشِيج* غيره* عُقَّال الكَلِا ـ ثلاثُ بَقَلات يَبْقيْن بعد انْصِرامه
السَّعْدانةُ والحلَّب والقُطْبةُ والعُلْفة ـ الشجَرُ يبقَى فى الشّتاء تَبَّلغ
به الابلُ حتى تُدرِكَ الربيعَ وقد عَلَقت الابلُ تعْلُق عَلْقا وتَعَلَّقت ـ رعَتِ
العُلْقةَ* قطرب* النَّفَل ـ نَباتٌ أخضَرُ فيه خُطْبة
العِضَاه وسائِرُ الشجَر الشَّاكِى
* أبو عبيد*
العِضَاه من الشَّجر ـ كلُّ شجَر له شَوْك* أبو حنيفة* العِضَاهُ أعظَمُ الشجَر
وزعم بعضُهم أنها الخَمْط والخَمْط ـ كلّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ وقيل العِضَاه اسم
يقَعُ على مَا عظُم من شجر الشَّوْك وطالَ واشتَدَّ شوكهُ فان لم تكُنْ طويلةً
فليست من العِضَاه وقيل عِظَام الشجر كلُّها عِضَاه* قال* وانما جَمع هذا الاسمُ
ما يُستَظَلُّ به فيها كِلّها* قال* وقال بعض الرواة العِضَاه ـ من شجر الشَّوك
كالطَّلْح والعَوْسَج حتى اليَنْبُوت مما له أَرُومة تبْقَى على الشِّتاء
فالعِضَاه على هذا القول الشجَرُ ذُو الشوك مما جَلَّ أودَقَّ والأَقاويلُ
الأُوَلُ أشبهُ* قال* وواحد العِضَاه عِضَاهة وعِضَهة وعِضَة وأصلها عضَهة ثم
قالوا فى القليل عِضَوات فأبْدَلوا مكانَ الهاءِ الواوَ ثم قالوا فى الجميع
عِضَاه* ابن السكيت* بَعِيرٌ عاضِهٌ يأكل العِضَاه* أبو عبيد* من أعْرف العِضَاه
الطَّلْح والسَّلَمُ والسَّيَال والعُرْفط والسَّمُر* صاحب العين* ومنها الهَدَال*
أبو عبيد* ومنها الشَّهُانُ* ابن دريد* وهو الشَّبَهانُ* أبو حنيفة* هو الشبَه
وزاد نَوْعَى السِّدْر وهما الضَّالُ والعُبْرِىُّ* أبو عبيد* ومنها القَتَاد* أبو
حنيفة* القَتَادة ـ ذاتُ شَوْك ولا تُعَدُّ من العِضَاه لقِصَرها الا أن تَضْخُمَ*
قال* والعَوْسَجَة ـ ذاتُ شَوْك وهى قَصِيرة ولكنها رُبَّما طالَتْ فعُدَّت من
العِضَاه واذا طالَتْ فهى غَرْقَدَة ويقال للعَوْسَج القَصَد ومن العِضَاه
الأَرَاك وفيه شئٌ من الشَّوْك هو ما أذكُره والأثْلُ ـ وهو النُّضَار والعُشَر*
ابن دريد* وهو الأَشْخَرُ يمانِيَة* أبو حنيفة* وكذلك المَرْخ والسَّوَاس
والزَّيتُون والنَّخْل والكَنَهْبَل واللَّصَف والأَصَف والتَّنْضُب والسِّحَاء
والقَطَف والعَرْمَض والطَّرْفاء والخِلَاف والشِّرْس والصَّوْمَرُ والضَّهْيأ
والعَبَاقِيَة والْبانُ واحدتُه بانَةٌ والسَّرْح وقيل كل شجرَة لا شوْكَ فيها فهى
سَرْحة مأخوذة من الانْسِراح ـ أى الانَجِراد من الشَّوك والسُّرُح والسَّرِيح ـ السهْل
وهذا غير المخصوصة من الشجر فاما ما صَعَد من نَبات الشوك فانَّ العرب تسمِّيه
الشِّرْس وتقول فى مثَل تضْرِبه للرجُل يَلْقَى شِدَّة «عَثَر بأشْرَس
الدَّهْرِ» ومنه
الشَّراسةُ فى الخُلُق* غيره* ومنها العَثَم* أبو حنيفة* يقال للشجَرة اذا كَثُر
شوْكُها قد شَوِكتْ شَوَكا وشاكَتْ فهى شَوِكة وشاكَةٌ وذلك من كلِّ النَّبات
وشائِكةٌ ومُشِيكة ومُشْوِكة وقد أشْوكَتْ* أبو عبيد* شاكَتْه الشَّوكَةُ ـ دخلَتْ
فى جَسَده وشِكْت أَشَاكُ ـ اذا وقَعْت فى الشَّوْك وشَوَّكتُ الحائِطَ ـ جعَلْت
عليه الشوْكَ وشَوَّكت لَحْيا البعيرِ ـ طالَتْ أنيابُه وقد تقدم وشُكْت الرجُلَ ـ
أدخلتُ الشوْكَ فى رِجْله* أبو حنيفة* ما أشَكْته بشَوْكة ولا شُكْتُه بها* ابن
دريد* وربَّما قالوا رجُل شَوِك يمانية* صاحب العين* شِكْت الشوْكَ أَشَاكُه ـ دخلْتُ
فيه وشاكَتْنِى الشَّوكَةُ تَشُوكُنِى ـ أصابَتْنى* غيره* أشْوَكتِ الارضُ ـ كثُر
فيها الشَّوْكُ* أبو حنيفة* كَلِب الشوكُ اذ شقَّ ورَقهُ ويقال لنَوْر جميعِ
العِضَاه البَرَم الواحدة بَرَمَةٌ وربَّما قيل بَلَمَة وهى بِيضٌ وصُفْر
وأطيَبُها رِيحا بَرَمة السَّلَم وهى صَفْراءُ وبَرمة الطَّلْح أيضا طَيِّبةٌ وهى
بَيضاءُ وأطْيَبُها رِيحا بَرَمَة العُرْفُط وهى بيضاءُ كأنَّ هَيادِبَها القُطْن
كما تَرَى من بَرَمة الآس وهى مثل زِرِّ القَمِيص أو أشَفُّ وقد أَبْرم العِضاءُ
ويقال لَبَرمة العُرْفُط خاصَّةً الفَتْلة* ابن الأعرابى* الفَتْلة والفَتَلَة
لجميع أنْواع العِضَاء* قال المتعقِّب* على أبى حنيفة وقد غَلِط فى هذا الشرط لأن
أبا زيد قال فى كتاب النَّبات وقد ذكَر السَّمُرة ووصَفَها ثم قال ويقال
لنَوْرتِها أوَّلَ ما تخْرَج البَرَمة ثم أول ما يَخْرُج من بدء الحُبْلة
كُعْبورةٌ نحو بدء البُسْرة فَتيِك البَرَمة يَنْبُت فيها زغَبٌ بِيضٌ هو نَوْرها
فاذا خرجت فتِلْك البَلَّة والفَتْلة ثم ذكر كلاما قال فيه ويقال أبْرمتِ
السَّمُرة وأحْبلتْ وأفْتَلتْ ثم ذكر العُرْفُط ولم يذكر الفَتْلة التى ذكرَها أبو
حنيفة ولستُ أُنْكِرها وانما رددْت شرطه الذى قال فيه لبَرَمة العُرفْط خاصَّة*
ابن السكيت* البَلَّة ـ نَوْرُ السَّمُرة* قال* وخير ما تَكونُ المِعْزَى فى
بَلَّة العِضاه وحُبْلته وبَلَّةُ العِضاه ـ زَهْر يخرج فيه بيضٌ هو من الطَّلح
والسَّلَم البَرمةُ وهو منها أصفَرُ وهو من العُرْفُطَة والسَّمُرة البَلَّة وهو
منها أبيضُ أغبَرُ* أبو حنيفة* فاذا انتَشَر نَوْرُ العِضَاه وعقَدت الثَّمَرةُ
فاسم ثَمرتِها الحُبْلة وجمعها حُبُلات وهى تكون قُرونا كِبَارا كأنها الباقِلَّى
وصِغَارُها كقُرون اللُّوبِيا منها
المُنْبَسِط ومنها
الأَعْرَف والعُلَّف كالحُبْلة واحدته عُلَّفة* أبو عبيد* العُلَّف ثمَرُ الطَّلْح
خاصَّةً* ابن السكيت* أَعْلَف الطَّلْحُ وعَلَّف ـ بدَا عُلَّفُه وقيل الحُبْلة
للسَّلَم خاصَّةً* أبو حنيفة* أحْبَل العِضاهُ وعَلَّف ـ تَناثَر وَرْدُه وعَقَدَ
للِابْرام والابْرام أعمُّ من الاحْبال لمُخالفةِ الثمرة واشْتِباه النَّوْر ويقال
للقَتَاد والأَراك ابْرم البَرم ولا يقال للثمرة حُبْلة ولا عُلَّفة* قال المتعقب*
أصابَ فى الأَرَاك وأخطأ فى القَتَاد لأن القَتَاد يقال لبَرِمه البَغْو الواحدة
بَغْوة حكاها أبو زيد وغيرُه ولا يقال لها بَرَمة* أبو حنيفة* والخالِعُ من
العِضَاه ـ الذى لا يَسْقُط ورقُه أبدا* ابن السكيت* الحُبْلة ـ العِضاهُ اذا
اخضَرَّت وغَلُظ عُودُها وصَلُب شوْكُها ونظير الحُبْلة فى صَوْغ الحُلِىِّ على
شَكْلها الكَرْمُ والنَّخْلُ والأَرْنَبُ والجَرَاد وكلُّ نَباتٍ ثمرُه مثلُ ثَمر
القَصَب فتلك الثمرةُ سَنَمةٌ والجمع سَنَمٌ وقيل للأَسْنامة أسْنامَةٌ لأن
سَنَمها أفضلُ السَّنَم فخُصَّت بهذا الاسم* ابن دريد* الجُدَّاد ـ صِغَار
العِضَاء* صاحب العين* ومنها الشَّقَب* ابن السكيت* ومنها الكَلْبة* صاحب العين*
والعَلَنْدَى* غيره* العَرِين ـ هَشِيم العِضَاه والعَرِين غابَةُ الأسدِ
والضَّبُع والذئبِ والحَيَّة سمى بالعَرِين ـ وهو اللحْمُ وقد تقدم ذلك* صاحب
العين* ومنها الحَسَك والغافُ واحدته غافَةٌ* ابن السكيت* القِشْقِشَة ـ ثمرةُ
أمِّ غَيْلانَ والجمع القِشْقِشُ
التحلية
* أبو حنيفة*
الطَّلْح واحدته طَلْحة وبه سمِّى الرجلُ ـ وهو أعظَمُ العِضاه وأكثَرُه ورَقا
وأشدُّه خُضْرةً وله شَوْك ضِخَام طِوَال حادٌّ وله بَرمَةٌ صفْراءُ طيِّبة
الرِّيح تصِيرُ حُبْلة وفيها حَبَّة خَضْراء تُؤْكل وفيها شئٌ من مَرَارة تَجِد
بها الظِّباء وَجْدا شَديدا وتحتَبِل بها* سيبويه* طَلْحة وطِلَاح شبَّهوه بقَصْعة
وقِصَاع يعنى أن الجمعَ الذى على فِعَال انما هو للمَصْنوعات كالجِرَار والصِّحَاف
والاسم الدالُّ على الجمع أعنى الذى ليس بينَ واحده وبينَه الاهاءُ التأنيثِ انما
هو للمَخْلوقات نحو النَّخْل والتَّمْر والشَّجَر وان كان كل واحد من الحيِّزيْن
داخلا على صاحِبه* ابن الاعرابى* جمع الطَّلْح
طِلَاح وطُلُوح*
ابن دريد* الحُنْبُل ـ ثمرٌ من ثمرَ الطَّلْح وربما قيل لثَمرِ اللُّوبِياءِ
الحُنْبُل تشبيها بذلك* أبو حنيفة* السَّيَال واحدته سَيَالة ـ شَوكُه حدِيدٌ
طِوَال الا أنه أبيضُ ناصِعُ البَياضِ يلُوح من خِلَل الورَق وهو أخْضَرُ نَضِرٌ
ويشبِّه به الشُّعراءُ الثُّعُورَ واذا نُزِع ذلك الشوْكُ خرجَ منه اللَّبنُ
والعُرْفُط الواحدة عُرْفُطة وبها سمى الرجل ـ وهو فَرْش على الارض لا يذْهَب فى
السماء وله ورَقةٌ عَرِيضة وشَوْكة حَدِيدة حَجْناهُ يُصْنَع من لَحِائه
الأَرْشِيَة وله بَرَمة بيضاءُ وهو خَرِع العِيدانِ وليس له خَشَب يُنْتَفَع به
وله نَفْحة رِيح ليست لشَئْ من العِضَاء* ابن السكيت* الخصْلة والخُصْلة ـ ما
رَخُص من قُضْبان العُرْفُط وقد خَصَله يَخْصُله خَصْلا ـ قَطَعه وقيل الخَصْلة ـ عُودٌ
فيه شَوْك وخَصَّلت البعيرَ ـ قطَعْت له ذلك والمِخْصال ـ المِنْجَل والمِخْصال
أيضا ـ القَطَّاع * وقال* غَمَد العُرفُطُ غُمُودا ـ اسْتَوْفَرت خُصْلتُه
ورَقا حتى لا يُرَى شوكها* أبو حنيفة* والسَّمُر واحدته سَمُرة وبها سُمِّى الرجلُ
وهو طِوَال عَثِينٌ صِغَار الوَرِق قِصَار الشَّوْك يعمَل من لِحَائه أرْشِيَة وله
بَرَمة صفْراءُ ثم تَصِير حُبْلة متعكِّشةً مجتمِعة كانَّها قُرون اللُّوبيا الا
أنها متثَنِّية مجتَمِعة ولها زَهْرة تنبتُ فى جَوْفه يقال لها العَنَم واحدتُها
عَنَمة يشبَّه بها البَنانُ وقيل هى أغصان تنبُت فى أصْله حُمْرٌ لا تُشْبِه سائرَ
أغصانه* أبو عبيد* الحُبْلة ـ ثمرُ العِضاء كلِّها* ابن السكيت* الحُبْلة ـ ثمرُ
السَّلَم والسَّيَال والسَّمُرِ وقيل هو وِعاءُ حبِّ السَّلم والسمر فأما جميعُ
العِضاه بعدُ فان لها مَكَان الحُبْلة السِّنْفة وقد أحبَلَ العِضاهُ وقد تقدم أن
الحُبْلة ضرْب من الحُلِىِّ يُصاغُ على شَكْل هذه الثمرة* ابن السكيت* وضَبٌّ
حابِلٌ ـ يَرْعَى الحُبْلةَ* أبو عبيد* العَنَم ـ شجَر دِقَاق الأَغْصان* ابن
السكيت* النِّفَاض ـ ورَقُ السَّمُر يُنْفَض فى ثوب والبِسَاط ـ ورَقُ السمُر
يُبْسُط له ثوْب ثم يُضْرَب* أبو حنيفة* القِرْضِئُ والعُصْبة يَنْبُتانِ فى أصل
السَّمُرة وفى العُرْفُط والسَّلَم وعُصْبة أُخْرَى ـ شجرةٌ تَلتَوِى بين الشجَر
لها ورَق ضعِيف وقيل هى اللَّبْلاب وهى العِطْفة والعَطفة* صاحب العين* الهَدَال ـ
شجرٌ ينبُت فى السمُر ليس منه وينبُت أيضا فى اللَّوْز والرمَّان وفى كل شجرة
واحدته هَدَالة* غيره* الهَدَالة ـ كلُّ غصن ينبت مستقيما
__________________
فى طَلْحة أو
أَرَاك* ابن السكيت* الهَدَال ـ شجرٌ بالحِجاز له ورَق عِرَاض يُشْبِه الدراهمَ
الضِّخام لا يَنْبُت إلا مع شجَر السَّلَع والسَّمُر يسحَقُه أهلُ اليمنِ
ويطبُخُونه* أبو حنيفة* والشَّبَه والشَّبَهان واحدته شَبَهانةٌ ـ شجرة تُشْبِه
السمُرة كثيرةُ الشوكِ والضالُ ـ شوكتُه حَجْناءُ حديدةٌ وقد أضالَتِ الأرضُ
وأضْيَلتْ ـ صار فيها الضالُ* قال ابن جنى* رأيت بخط جعْفر بن دَحْيةَ أحدِ أصحابِ
ثعلب الضَّأْل مهموزا فكنت أُرى أنه من الشئ الضَّئِيل لأنه لبُعْده عن الأنْهار
والأرْياض مَضْؤُل نَبْته ولم يكُن كما ينْبُت على الأنهار من العُبْرِىِّ الى أن
رأيت بخط أبى اسحقَ أضْيَلتِ الارضُ فقطعت أن العين ياءٌ* أبو حنيفة* والعُبْرِىُّ
ما لا شوكَ فيه من السِّدر وقد يقال العُمْرِىُّ* ابن السكيت* الضَّالُ من السّدْر
ـ ما نبَت فى الجبَل أو بَعيدًا من الماء واحدته ضالَةٌ والعُبْرِىُّ ـ ما نبت على
شُطُوط الأنهار* على* هو نسَبٌ الى العِبْر الذى هو الشاطِئُ على غير قياس ونظيره
كَوْكبٌ دُرِّىٌّ فيمن أخذه من الدِّرَّة التى هى الجَرْية واعتقده مَنسُوبا* ابن
السكيت* الأَشْكَلُ ـ السِّدْر الجَبلِىُّ واحدته أَشْكَلةٌ* وقال الحربى*
الغَشْوة ـ السِّدْرة وأنشد
غَدوْتُ لغَشْوة
فى رأسِ نِيقٍ
|
|
ومُوْرةِ
نَعْجةٍ ماتتْ هُزَالا
|
مُورَتها ـ مامارَ
من صُوفها عن جلْدها عند موتِها ـ أى سقَط* صاحب العين* النَّبِق ـ حَمْل
السِّدْر* أبو زيد* وهو النَّبِق والنِّبْق والنَّبْق الواحدة نَبِقة ونَبْقة* ابن
السكيت* هو النَّبِق بالكسر لا غيْرُ ولذلك مثَّل سيبويه إحْدَى عَشِرةَ باحْدَى
نَبِقَة* ابن دريد* الصَّلَّام والصُّلَّام ـ لُبُّ نَوَى النَّبِق والقُرْمُوط
ضَرْب من ثمَر العِضاه* صاحب العين* الرَّاضِبُ ـ ضَرْب من السِّدر واحدته
راضِبَة* أبو حنيفة* والقَتَاد الواحدة قَتادة وبها سمِّى الرجلُ ـ وهو شجَرٌ له
شَوْك أمثالُ الابَر وله بَرَمة غَبْراءُ صغيرةٌ وثمرةٌ تنْبُت كأنها عَجَمة
النَّوَى واذا اضطُرَّ الناسُ الى رَعْيه شَيَّطُوه بالنار حتى يَذْهَب شوكُه ثم
يُشَفَّق للابل وذلك الفِعْل هو التَّقْتِيد وهو مَنْظوم بالشَّوْك من أعْلاه الى
أسفَله وله سِنْفة كسِنْفة العِشْرِق وقيل القَتَاد كقِعْدة الانسانِ لها ثمرةٌ
مثلُ التُّفَّاح جَوْفاء تُصَوِّت اذا ضَربْتَها
برِجْلك وهو
ضَرْبانِ فأما القَتَاد الضِّخَام فانه يخرُج له خَشَب عِظَام وشوكَتُه حَجْناءُ
قَصِيرة ولا يُنْتفَع بلِحَائه ولا بخَشَبه الا أن يُسْتَوقَد وهو تأكُلُه الابِلُ
وتَعْلَق ورَقَه الغنَمُ ورَقَته قصيرةٌ عرِيضة متفَرِّفة الأطراف وليس له ثمرةٌ
نَعْرِفها والقَتَاد الآخَر ينبُتُ صُعُدا لا يتَفَرَّش منه شئٌ وهو قُضْبانٌ
مجتَمِعة كلُّ قَضِيب منها ملآنُ ما بينَ أعلاهُ وأسفلِه شَوْكا ورُءُوس الشوكِ
تتبَعُ العُود صُعُدا وبينَه الورَقُ لا يقدِر عالِقُه على الورَق مع الشوكِ وله
ثمرةٌ وهى نُفَّاخ وليس له خَشَب* ابن السكيت* قَتَادٌ مُزْيِد وهو أحمدُ ما يكونُ
وإزْباده ـ أن تَصِير خُوصتُه عِيدانا ويخرُجَ فى قُلَلِه ثمرةٌ وصَلَاح القتاد أن
يُزْبِد وهو نُفَّاخ كأنه الحَّمِص أجوَفُ* ابن السكيت* خُضُوب القَتادِ ـ أن
تَخْرُج فيه وُرَيْقة عِنْد الرَّبيع وتمدّ عِيدانُه وذلك فى أوَّل نَبْته وكذلك
العُرْفُط والعَوْسَج ولا يكون الخُضُوب فى شئٍ من أنواعِ العِضَاء غيْرِها* أبو
حنيفة* والعَوْسَج واحدته عَوْسَجةٌ وبها سمِّى الرجلُ ـ وهى من شَجَر الشوكِ له
ثمرٌ أحمرُ مُدَوَّر كأنه خرَز العَقِيق يُسمَّى المُصَعَ واحدته مُصَعَة وقد أمْصَع
وهو حُلْو يُؤْكَل* ابن دريد* وهو المُصْع واحدته مُصْعة* أبو حنيفة* والعَوْسَج
المَحْض يَقْصُر أُنْبُوبه ويَصْغُر ورقُه ويَصْلُب عُودُه ولا يعظُم شجَرُه وفى
أصله الغُرْنُوق وهو لَيِّن النَّباتِ وغُرَانِقٌ من هذا ـ يعنى الشابَّ والأَرَاك
واحدته أراكَةٌ وبها سُمِّيت المرأةُ وأرضٌ أَرِكةٌ ـ كثيرةُ الأَراكِ ويقال
لصِغَاره العَرْمَض واحدته عَرْمَضَةٌ وللأراك ثلاثُ ثَمراتٍ المَرْد والكَبَاث
والبَرِير فالكَبَاث ـ ضِخَام تُشْبه التِّين والمَرْد ـ أشَدُّه رُطُوبةً ولِينًا
وهو على لَوْن الكَبَاث واحدته مَرْدة والبَرِير واحدتُه بَرِيرة ـ كالخَرَز
الصِّغار الا أنَّ لونَ الثمرة واحدٌ وهذا كلُّه تأكلُه الناسُ والماشيةُ وفيه
حَرَاوةٌ على اللسانِ والنُّعَر ـ أوّلُ ما يُثمرُ الأراكُ وقد أنْعرَ* قال* وقال
بعضهم البَرِير جِنْس والكَبَاث جِنْس آخر فالبَرِير ـ أعظَمُ حبًّا وأصغَرُ
عُنْقودا وله عَجَمة مُدَوَّرة صغيرةٌ صُلْبة والكَبَاث ـ فَوْق حَبِّ الكُسْبُرة
فى المِقْدار والبَرِير أكبَرُ من الحِمَّص قَلِيلا وكِلَاهما ينبُتُ أخضَرَ
مُرًّا ثم يحمَرُّ فيحْلُو وفيه حُرُوفة ثم يَسْودَّ فيزدادُ حَلاوةً وفيه بعضُ
حَراوة وليس للكَبَاثِ عَجَم وعُنْقُود البَرِير يَمْلأ الكَفَّ والكَبَاثِ يملأُ
كَفَّىِ الرجل واذا رعتْهما الابلُ وُجِدتْ رائِحتُهما
فى ألبانِها طيبةً
ويأكُله كلَّه الناسُ وقيل المَرْد الغضُّ منه والكَبَاث المُدرك والبرِير
يجمَعُهما وقيل المَرْد والبَرِير واحدٌ* غيره* وربَّما سمِّى ثمر الأرَاك
عُنَّابا والأكثرُ أنه هذا الثمرُ المعروفُ وقد تقدم أن العُنَّاب الغُبَيراءُ*
أبو حنيفة* الأَثْل ـ طُوَال فى السَّماء سُلُب مُستقيمُ الخَشَب وورقُه هَدَب
طِوال دِقَاق ليس له شَوْك ومنه تُصْنَع الآنِيَة والنُّضَار أكرمُه ـ وهو ما نبتَ
منه فى الجِبال واحدتُه نُضَارة واذا كانت الآنيةُ كريمةً فهى نُضَار والا فهى
نَحِيت وهو من الأَغْلاث* ابن السكيت* النُّضَار ـ ما كان من الأَثْل عِذْيا على
غير ماءٍ فى جبل وقَدَحٌ نُضار ونِضَارٌ ـ متخَذٌ منه* أبو حنيفة* والعُشَر ـ عِرَاض
الورقِ ينبُت صُعُدا فى السماء وله سُكَّر يخرُج من فُصُوص شُعَبه ومَواضِعِ
زَهْره فيه مَرَارة يخرُج له نُفَّاخ كالشَّقاشِق وفى جَوْفه حُرَّاق من أجودِ ما
يُقْتَدَح ويُحْشَى ويتخذ منه عُمُد وخَذَارِيف لخِفَّته والخَذارِيف ـ خَرَّارات
يَلْعَب بها الصِّبْيانُ وهى فِلَك فيها خُيُوط يُدْخِل الصبىُّ أصابِعَ يديْه فى
أطْراف الخُيُوط ثم يَجْذِبُها تارةً ويُرْخِيها تارةً وهو بذلِك يَدُور حتى لا
تَضْبِطَه العينُ من شِدَّة دُرُوْرِهِ ونَوْر العُشَر كنَوْر الدِّفْلَى
ومنابِتُه السَّهْل وقِيعَانُ الأَوْديَة والمَرْخ واحدته مَرْخةٌ وبه سمِّيت المرأةُ
يَنْفَرِش ويَطُول فى السماء حتى يُستظَلَّ فيه وليس له ورَقٌ ولا شوْك عِيدانُه
سَلِبة قُضبان دِقَاق خَوَّارة تَنْبُت فى شُعَب وفى خَشَب ولها ثمَرة كالباقِلَاء
مُحدَّدة الطَّرَف الا أنها أعرَضُ ويقال لوِعَائه الاعْلِيط فاذا يَبِست فسَقَط
حبُّها وبَقِىَ قِشْرُها ذاكَ فهو سِنْفُها ومَنْبِته الرملُ والوَرْخ ـ شجرةٌ
تُشْبِه المَرْخ فى نباتِه غير أنه أغبَرُ له ورَق دِقَاق كورَق الطَّرْخُون
والسَّوَاس واحدتُه سواسة وقيل السَّوَاسِى وهو كالمَرْخ يُتَّخذ منه السِّلَال
ومَنْبِته القِفَاف والجِبَال والكَنَهْبُلُ ـ صِنْف من الطَّلْح جَفْرٌ قِصَار
الشوكِ وقيل الكَنَهبُل ـ شجَر يعظُم* أبو عبيد* واحدته كنَهْبُلَة* سيبويه* نونُ
كنَهْبُل زائدة لأنه ليس فى الكلام مثل سَفَرْجُل* أبو حنيفة* اللَّصَف والأَصَف ـ
يعظُم شجَرُه ويتَّسِع وتأْكُله الابلُ وله شَوْكة فيها حُجْنة ـ أى تَعْقِيف وله
جَنَى يسمَّى الشَّفَلَّح يخرُج فى زَهْرٍ أبيضَ واذا صارَتْ على قَدْر كِبار
الخَشْخاش احمرَّت أطْرافُه وذلك حين أَنَى فيُؤْكَل
طيِّبا ما لم
يُقْضَم حبُّه فاذا قُضِم وُجِد فيه حَرَارة شديدةٌ وقيل اللَّصَف ـ شئٌ ينبُت فى
أُصُول الكَبَر رَطْب كالخِيَار وعدَّ بعضُ الرُّواة اللَّصَفَ من الأَغلاث
وبعضُهم من العِضاء وهو بالأَغْلاث أشبهُ وانما عُدَّ من العِضاه لشَوْكه
والتَّنْضُب واحدته تَنْضُبَة ـ شجَرٌ له شوكٌ قِصَار وفى ورَقِه تقَبُّض وعيدانُه
بِيضٌ ومَنابِتُه القِفَاف وتألَفُها الحَرَابِىُّ وثمرُه الهُمَّقِع واحدته
هُمَّقِعة* ابن دريد* هُمْقُع وهُمَقِع وهُمَّقِع* أبو حنيفة* وقيل هو شجرٌ ضِخامٌ
ليس له ورَقٌ وهو يُسَوِّق يخْرُج له خَشَب ضِخَام وأفنانٌ كثيرةٌ وله شَوْكة
قليلةٌ صغيرةٌ تأكُلها الماشِيةُ* ابن السكيت* التَّنْضُب ـ شجَرٌ ينْبُت بالحِجاز
وليس بنَجْد منه شئٌ الا جِزْعةً واحدةً بطَرَف ذِقَانٍ عِنْد التُّقَيِّدة وهو
ينبُت ضَخْما على هيئة السَّرْح وله جَنًى مثلُ العِنَب الصِّغار أحمرُ يؤْكَل*
أبو حنيفة* والسِّحَاء واحدتُه سِحَاءة ـ شوكٌ قِصَار لازِمٌ للأرض يكثُر فى
مَنابِته ولا ورَقَ له وفى أضْعاف شَوْكِه أقْماع كَثِيرةٌ فتجِىءُ النَّحلُ
فَتدخُلُ فى أَجوافِ تلكَ الأَقْماعِ وعَسَلُها مَعْروفٌ وضَبٌّ سَاحٍ ـ يرعى
السِّحَاء ويَصلُح عليه واذا بَلَغثِ الغَايةَ قيل ضبُّ السِّحَاءِ كما قيل تَيْسُ
الحُلَّبِ وقيل السِّحَاء ـ شجرةٌ صغيرةٌ مثلُ الكَفِّ له شَوكٌ وزَهرتُهُ بيضاءُ
مُشْرَبَةٌ تُسَمَّى البهْرَمَةَ* قال المتعقب* قال ابن السكيت يقال رأيتُ سِحَاءً
كأنه أَذنابُ الحِسَلَةِ والسِّخاءُ ـ نبتٌ يتمَطَّطُ إذا مُضِغَ كأنُه الخِطْمىُّ
وهو يَنبتُ على هَيئةِ أَذنابِ الضِّبابِ وهذه الصفةُ مُخالفةٌ لِصفةِ أبى حنيفة
لأنه قال مثلُ الكَفِّ والقَولُ قولُ ابن السكيت* وقال* له بَراعِيمُ ولا يكونُ فى
تلكَ البراعيمِ ورَقٌ ولكن الورقُ فى أصوله كأنه وَرقُ الهِندِبَا الا أنه قِصارٌ
على قدرِ أَنمُلَةٍ وأَنملتَينِ يَنبُت فى الجَبلِ والبلَدِ الغليظِ الذى يشبِه
الجبلَ ولا يُفْنيِه المالُ فى منابتِه أبدا وهذا القولُ أيضا مُخالفٌ لِما رَواءُ
أبو حنيفة لأنه قال ولا ورقَ لهُ وقال أبو يوسف ولكن الورقُ فى أصولِه والقَولُ
قولُ يَعقوبَ* أبو حنيفة* والقَطَف ـ من شجَر الجبَل وهو مثلُ شجَر الاجَّاص فى
القَدْر وورقَتُه خضراءُ مُعَرَّضَة حمراءُ الأطرافِ خَشْناءُ خَشَبُه صُلْب متِين
يتخذ منه الأَسْنانُ ـ وهى الحَلَق فى أطْراف الأَرْوِيَة وهذا غير القَطَف
المعروفِ وهو الذى يسمَّى بالفارسية السَّرْمَقَ وبالعربِيَّة الخَوْشان والسَّرْح
واحدته سَرْحة
وبها سُمِّيت المرأةُ ـ وهو طُوَال فى السماء وقد تكون السَّرْحة دوْحةً مِحْلالا
واسعةً تَحُلُّ تحتَها الناسُ فى الصَّيْف ويَبْتنُون تحتَها البُيوتَ وتكوِن منه
العَشَّة القليلةُ الورَق القليلةُ الفُرُوع وللسَّرْح عِنَب يسمَّى الأءَ واحدته
أءة يأكلُه الناس ويرتَبُّون منه الرُّبَّ وله أوَّلَ شئٍ بَرَمةٌ يخرُج فيها هذا
الأَء وهو يُشْبه الزَّيتُون وقيل كل شجرةٍ لا شوْكَ فيها فهى سَرْحة ذهب الى معنى
السُّرُح وهو السَّهْل من كل شئٍ وقيل فى السَّرْحة وهى دُونَ الاثْل فى الطُّول
ورقُها صِغار وهى سَبْطة الأَفنانِ مائلةُ النِّبْتة أبدًا ومَيْلها من بين جميع
الشجَر فى شِقِّ اليمين وهى من نَبات القُفِّ وقيل من السَّهْل واليَنْبُوت
ضَرْبان أحدُهما هذا الشوكُ القِصَار الذى يسمَّى الخَرُّوب النَبَطِىَّ والآخَرُ
شجَر عِظَام مثلُ شجر التُّفَّاح ورقُها أصغَرُ من ورَقِها لها ثَمَرة أصغَرُ من
الزُّعْرور شديدةُ السَّواد شديدةُ الحَلاوة لها عَجَمة تُوضَع فى المَوَازِين وهى
تُعَدُّ من الأغْلاث والعِضَاء* صاحب العين* الفَشُّ ـ حمْلُ اليَنْبُوت الواحد
فَشَّة والجمع الفِشَاش* صاحب العين* الخَرُّوب ـ شجَرُ اليَنْبُوتِ واحدتها
خَرُّوبة وهو الخَرْنُوب والخُرْنُوب واحدته خَرْنُوبة وخُرْنوبة* أبو حنيفة*
والطَّرْفاء واحدتُها طَرَفة وطَرْفاءةٌ وقيل هى واحدٌ وجَمْع وهَدَبُها مثلُ
هَدَب الأَثْل وليس لها خَشَب وانما تخرُج عِصِيًّا سَمْحةً فى السماء وقد
تَتَحَمَّض بها الابِلُ اذا لم تَجِد غيرَها وقد يُتَّخذ منها قِدَاح للنَّبْلِ
عند العَوَز وعِصِيُّه ووَقُوده وأوْتارُه جَيِّد وهى من العِضَاه حَمْضِيَّة
غَلَثِيَّة وقيل الطَّرَفَة ـ الشجرةُ والطَّرْفاءُ مَنْبِتها والخِلَاف هو
الصَّفْصاف والسَّوْجَرُ ـ وهو شجَر عِظَام وأصنافُه كثيرة وكلُّها خَوَّار خفِيف
سُمِّى خِلافا لأن الماءَ جاء بِه سَبِيًّا فنَبَت مُخَالِفا لأصله* غيره* واحدته
خِلَافة* أبو حنيفة* الشِّرْسُ ـ ما صَغُر من شجر الشوكِ ومن أمثالهم «عَثَر
بأشْرَس الدَّهْر» أى بالشِّدَّة* ابن السكيت* الشِّرْس ـ عِضَاء الجبَل له شوكٌ
أصفَرُ وقيل الشِّرْس ـ حملُ نَبْتِ ماءٍ وقد أشْرَس القومُ ـ رعَتْ إبلُهُم
الشِّرْس وأرضٌ مُشْرِسَة وشَرِسَة ـ كثيرةُ الشِّرْس* أبو حنيفة* والصَّوْمَر ـ شجَر
لا يَنبُت وحدَه ولكن يَتَلَوَّى على الغافِ قُضْبانا لها ورَق كورَق الأراكِ
وقُضْبانه أدقُّ من الشَّوْك وله ثَمر يشبه البَلُّوط فى
الخِلْقة ولكنه
أغلَظُ أصْلا وأدقُّ طرَفا يؤكَل وهو لَيِّن شديدُ الحَلاوةِ وأصلُها أغلظُ من
الساعد تسمو مع الغافة ما سَمَت والضَّهْيَأ ـ شجرةٌ عظيمة لها بَرَمة وعُلَّفة
وهى كثيرةُ الشوكِ وعُلَّفها شديدُ الحُمْرة ورقُها مثل ورق السَّمُر
والعَبَاقِيَةُ لم تُحَلَّ* ابن دريد* القُرْمُوط والقُرْمُود ـ ضَرْبانِ من ثَمَر
العِضاه والجُدَّاد ـ صِغَار العِضَاه* أبو صاعد* الخُصْلة ـ عُودٌ فيه شَوْك
والتَّخْصِيل فاذا غَلُظت العِضَة وشَوَّكتْ فهى خُصْلة والجمع خُصَل
وخَصَلة والجمع خَصَلٌ* صاحب العين* واذا جَرَى الماءُ فى عُود العِضاهِ حتى
يتَّصِلَ بالعِرْق قيل أخْصبَتْ* غيره* الغَرَف ـ من عِضَاه القِيَاس* صاحب العين*
الشَّقَب عِضاهُ القِيَاس وهى ذاتُ غِصَنة وورَقٍ ونِبْتتها كنِبْتة الرُّمَّان
وورقُها كوَرق السِّدْر ولها جَنَاة كأنها جَنَاة النَّبِق وفى جَنَاتها نَوًى
ومَنْبِتها تِهامةُ* أبو صاعد* اذا ما عسَا العِضَاهُ وصارت خُضْرتُه مُظْلمة سمى
الجُلْبة وكذلك اذا غَلُظت قَصبَتُه فصارتْ عُودا وغلُظ شوْكُها يقال جُلْبة من
سُمرة ويسَّمى العَرْفَج والقَتَاد جُلْبةً أيضا* ابن السكيت* ابْرَنْشَق العِضاهُ
ـ خَشُن* ابن دريد* العَفْعَفُ ضرْب من ثمَر العِضاءِ* ابن السكيت* الكَلْبة ـ شجرةٌ
شاكةٌ من العِضَاه لها جِرَاءٌ وقد كَلِبَت ـ انجرَدَ ورَقُها* صاحب العين*
العَلَنْدَى ـ شجَرٌ من العِضاه لا شوْكَ له وأنشد
سَيأْتِيكُمُ
مِنِّى وإن كُنْتُ نائِيًا
|
|
دُخَانُ
العَلنْدَى دُونَ بَيْتِىَ مِذْوَدُ
|
* وقال* صَلِعت العُرْفُطَةُ صَلَعا ـ
اذا أكلَتْها الابلُ أو سقَطتْ رُءُوس أغصانِها وأنشد فى صفة الابل
إنْ تُمْسِ فى
عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه
|
|
من الأَسَالقِ
عارِى الشَّوكِ مَجْرُودِ
|
باب الشاكِ من النَّبات الذى ليس بعِضاه ولا حَمْض
* أبو حنيفة*
البَلْسَكَاء ـ نبتٌ يتَعلَّق بالثوب فلا يكادُ يُفارِقُه والكَنِب ـ شِرسةٌ من
نَباتِ الشوكِ بيضاءُ العِيدانِ كثيرةُ الشوكِ لها فى أطْرافها بَراعِيمُ فى كل
بُرْعومةٍ شوكات ثلاثٌ متفَرِّقة والكُعْر ـ شَوْك ينبَسِط له ورَقٌ كِبَار أمثالُ
الذِّراع
__________________
كثيرةُ الشوكِ ثم
يَخْرُج له شُعَب وتظْهَر فى رُءُوسها هَنَاتٌ أمثالُ الراحِ يُطِيف بها شَوْك
كثيرٌ طِوَال وفيها وَرْدةٌ حمراءُ مُشْرِقة تجرُسُها النحلُ وفيها حبٌّ أمثالُ
حبِّ العُصْفُر شديدُ السَّوادِ تُؤخَذ قُضْبانُه وهى رُؤْدة فتُلْتَحَى وتُؤكَلُ
حُلْوة طيِّبةً واللُّكَاع شوكةٌ تَنبُت فتُحْتَطَب لها سُوَيقةٌ قدرُ الشِّبْر
ليِّنة كأنها سَيْرٌ ولها فُرُوع مملوءةٌ شوْكا وفى خِلَال الشوك وُريْقَة لا بالَ
بها تَنْتفِض ثم يبقَى الشوكُ واذا جَفَّت ابيضَّتْ واللُّسَّان ـ عُشْبة من
الجَنْبة لها ورقٌ متَفَرِّش أخشَنُ كأنَّه المَساحِى كخُشُونة لِسَان الثورِ
يَسمُو من وسطها قَضِيبٌ كالذِّرَاع فى رأسِه نَوْرة كَحْلاءُ وهى دَواءٌ من
أَوْجاع أَلْسِنَة الناسِ والابلِ من داءٍ يسمَّى الحارِشَ ـ وهى بُثُور تَظْهر
بالألْسِنة مثلُ حبِّ الرُّمَّان
الدُّلْب ونحوُه
* أبو حنيفة*
الدُّلْب والصِّنَّار بالفارسيَّة ـ شجرٌ يعظُم ويتَّسِع ولا نَوْر له ولا ثَمرَ
مُفَرَّضُ الورَق واسِعُه شَبِيه بورَق الكَرْم واحدته دُلْبة وصِنَّارة ويقال له
العَيْثَامُ واحدته عَيْثامةٌ وقيل هو شجرٌ غيرُ الدُّلْب* أبو حنيفة* والفَرْفار
شجرٌ عِظَام يسمُو سمُوَّ الدُّلْب ورقُه كورَق اللَّوْز نورُه مثلُ الورْد
الأحمرِ ويغْلُظ حتى يُخْرَط منه الآنِيَة العظِيمةُ والمَيْسَر ـ مثلُه وفيه
قَصَف* ابن السكيت* الشِّيزُ ـ خشَبٌ أسودُ وزعم ثعلبٌ أنه من الدُّلْب* أبو عبيد*
الشِّيزَى ـ شجرٌ يعمَل منه القِصَاع
ما يَنْسطِح من النَّبات فلا يطُول
* أبو حنيفة* من
السُّطَّاح الأُسْحُفَانُ ـ يمتَدُّ حِبَالا وله ورَقٌ كورَق الحَنْظَل الا أنه
أدَقُّ وله قُرُون أقصرُ من قُرُون اللُّوبِيَا فيها حَبٌّ مدوَّر أحمَرُ لا
يؤْكَل ولا يَرْعاه شئٌ ويُتداوَى به من النَّسَا والدَّمْدام واحدتُه دَمْدامة ـ عُشْبةٌ
لها ورقةٌ خَضْراءُ مدوَّرة صغيرةٌ وعِرق مثلُ الجِزَرة أبيضُ شديدُ الحَلَاوة
يأكلُه الناسُ ويَرْتفِع من وسَطِه قَصبَةٌ قدرُ الشِّبر فى رأسها بُرْعُمَة مثل بُرْعُمَة
البَصَل فيها حَبٌ
والعَبَاة ـ بَقْلة
تَنْفرِش على الأرض غَبْراءُ خَشْناءُ ذاتُ شوْكٍ ثمرتُها صَفْراء يعنى نَوْرتَها
والقِطْفة ـ بَقْلة رِبْعيَّة تسْلَنْطِح وتطُول لها شَوْك كالحسَك وجوفُه أحمرُ
وورقُها أغبَرُ وقيل هى تُشْبِه الحَسَك
دِقُّ النَّباتِ
* أبو حنيفة* من
الدِّقِّ أُمُّ وجَع الكبِد ـ وهى بَقْلة تُحِبُّها الضأْنُ لها زَهْرة غَبْراءُ
فى بُرْعُومة مُدوَّرةٍ ورقُها صغِيرٌ جِدًّا أغبَرُ سميت بذلك لأنها تَشْفِى من
وجَع الكبِدِ والصَفَر اذا عَضَّ بالشُّرْسُوف سُقِى عصيرَها والحِفْوَل ـ وهو
شجَرٌ مثلُ صِغَار الرُّمَّان فى القَدْر وورقُه مدوَّر مفَلْطَح دِقَاق كأنها فى
تحَبُّب ظاهرِها تُوثةٌ وليس لها رُطوبةُ التُّوث وفيه مَرَارة وله عَجَمة غيرُ
شديدةٍ تسمَّى الحَفَضَ وكل عَجَمة من نحوِها حَفَض* ابن دريد* النَّجِيرة ـ نَبْت
قصيرٌ لا يطُول* أبو حنيفة* العَذَب ـ شجرةٌ من الدِّق وقيل العَذَب ـ غُصُون
الشجَر واحدتها عَذَبة
ما يُسْتاكُ به مما لم يُذْكَرْ له مَنْبت
* أبو حنيفة*
مِسْواك وسِوَاك وجمعُه سُوْك وسُوُك وأنشد
أَغَرُّ
الثَّنايَا أحَمُّ اللِّثَا
|
|
تِ تمنَحُه
سُوُك الاسْحِل
|
* قال أبو على* بابُه سُوْك مثل
خِوَانٍ وخُوْن ولكنه جاء على الشُّذُوذ والضرُورة* أبو حنيفة* اسْتاكَ بالسِّوَاك
وساكَ به فاهُ واستَنَّ به وسَنَّ به فاه* أبو عبيد* السَّنُون ـ ما يُسْتاكُ به*
أبو حنيفة* ماصَ بهِ فاءُ مَوْصا وشاصَهُ به شَوصا* ابن دريد* الشَّوْص ـ الاسْتِياك
من سُفْل الى عُلْو وبه سمِّى هذا الداءُ شَوْصة لأنَّها رِيحٌ ترفع القَلْب عن
موضِعه* أبو حنيفة* نَكَثَ السِّوَاكَ يَنْكُثه نَكْثا وانْتَكَثَهُ مَضَغه
ليَلِينَ طرفُه ويَتشَعَّث وما انْتَكثَ منه فهو شَعَثُ المِسْوَاك* أبو عبيد*
ماحَ فاهُ بالسِّواك يَمِيح ـ اذا اسْتاكَ* ابن دريد* العرب تقُولُ لو سألْتَنى
قُصْمةَ سِواكٍ وقُصَامةً ونُفَائةً ما أعطَيْتُك ـ وهو كله ما يَبْقَى فى فِيكَ
من
السِّوَاك
والمِضْوَاز ـ المِسْواك والضُّوَازة ـ النُّفَاثةُ منه* أبو حنيفة* من الشجر
الطيِّبِ الذى يُتَّخَذ منه السُّوْك البَشَامُ الواحدة بَشَامةٌ ـ وهو شجَرٌ
طيِّب الرِّيح والطَّعْمِ ذو ساقٍ وأفنانٍ شَكِعةٍ ـ أى كَزَّة غيرِ سَبْطة وورقٍ
صِغَار أكبَرَ من ورَق الصَّعْتر ولا ثمرَ له واذا قُطِعتْ أو قُصِفَ هُرِيق لبَنا
أبيضَ والبَكَا واحدتُه بَكَاةٌ وهى مثلُ البَشَامةِ ومنه الاسْحِل واحدته
إسْحِلَة ـ وهو شجَرٌ يشْبِه الاثْلَ ولا يكادُ يُفرقُ بينهما وهو أشدُّ استِواءَ
عِيدانٍ وألطفُ من البَشَام وهو بطُولُ ولونُه غيرُ لونِ الأَراكِ أخضَرُ الى
البَياض وقُضْبانُ الاسْحِل سُمْرٌ الى السَّواد وخَشَب الاسْحِل أصْلَبُ من خَشب
الأراك ولذلك اتَّخِذت منه الرِّحَال دُونَ الأَراكِ لأن الأراكَ خَوَّار قَصِفٌ
وقيل الاسْحِل من العِضاه ومنها اليَسْتَعُور ـ وهو أشَدُّ المَسَاوِيك إنْقاءً
للثَّغْر وتَبْيِيضا له مَسَاوِيكُ وفيها شئٌ من مَرَارة مع لِينٍ وقد تقدم أنه
المِسْحُ الذى يُلْقَى على عَجُز البعيرِ وأنه موْضِع وبيّن وجه تعليله ومن أينَ
لم يُحْكَمْ على يائِه وتائِه بالزيادة وحُكِم عليهما بالأصل
الرَّياحِينُ وسائرُ النَّبات الطيِّب الرّيح
* أبو حنيفة* كلُّ
نَبْتةٍ طيِّبةِ الريح رَيْحانةٌ وأنشد أبو على
برَيْحانةٍ من
بَطْنِ حَلْيةَ نَوَّرتْ
|
|
لها أرَجٌ ما
حَوْلَها غيْرُ مُسْنِتِ
|
والجمع رَيْحانٌ
وياؤه منقلِبةَ عن واو على جهة المُعاقَبة وقد يجوز أن يكون فَيْعَلَانًا وان كان
لم يُستَعْمل فيكون كهَيْن ومَيْت لأن معنَى الرِّيح فيه قائِمٌ* صاحب العين*
الرَّيْحانُ ـ أطْرافُ كلِّ بَقْلة طيِّبةِ الرِّيح اذا خَرجَ عليها أوائِلُ
النَّوْر والطَّاقةُ من الرَّيحان رَيحانةٌ والسَّرِير ـ أطرَافُ الرَّيَاحِين
والسُّرُور منها ومن جميع النَّباتِ ـ أنصافُ سُوقِه العُلَى* أبو حنيفة* أفْواهُ
الرَّياحينِ ـ ما ادُّخِر منها وأُعِدَّ للطيبِ الواحدُ فُوه وأصل الأفواهِ
الأصْناف والأنواعُ وان كان الطيب قد شُهِر به وأنشد
تردَّيتَ مِن
أفْواهِ نَوْرٍ كأنَّها
|
|
زَرَابِىُّ
وارتَجَّتْ عليكَ الرَّواعِبُ
|
ومِسْك البَرِّ ـ رَيْحانةٌ
نَباتُها نباتُ القَفْعاء ولها زَهْرة مثلُ زَهْرة المَرْو ومن
__________________
رَيْحان البَرِّ
الضَّوْ مُرَان والضَّيْمُرَان ـ وهو مثلُ الحَوْك ويقال له العُنْحُجُ
والشَّاهِسْفَرَم وقيل الضَّوْمَر ـ الحَوْك ومن رَيَاحِينِ البَرِّ الفاخُور
والخافُور ـ وهو المَرْو العِريضُ الورَقِ ويقال له رَيْحانُ الشُّيُوخ لأنه
يَقْطع الشَّبَاب ـ أى يُجْفِرُهم ومن النَّبات ما هو كذا ويَزْعُمُون أن الحَبَق
منه ومنه النَّدْغُ ـ وهو صَعْتَر البرِّ وتجرُسُه النحلُ وعَسلُه جَيِّد والعَوْف
ـ نباتٌ طَيِّبُ الرِّيح وأنشد
ولا زالَ
رَيْحانٌ وعَوْفٌ مُنَوِّرٌ
|
|
سَأُتْبعُه من
خَيْرِ ما قال قائِلُ
|
* على* هذه الرواية مستَحِيلة انما هى
* فيُنْبِتُ حَوْذانا وعَوْفا مُنَوِّرا*
كذلك رواه سيبويه*
صاحب العين* النِّرْجِس ـ رَيْحانة طيِّبةٌ* قال أبو على* هو النَّرْجِس
والنِّرْجِس فان سمَّيت رجُلا بنَرْجِس لم تصرِفْه لأنه نَفْعِلُ كنَضْرِب وليس
برباعِىٍّ لأنه ليس فى الكلام مثلُ جَعْفِر فان سميته بنِرْجِسٍ صرَفْته لأنه على
وزن فِعْلِلٍ فهو رُباعِىٌّ كهِجْرِس* أبو حنيفة* ومن النَّبات الطيِّب الرِّيح
جِدًّا العَبْهَر ـ وهو النَّرْجِس وهو عندنا بَرِّىّ وريفِىُّ* غيره* هو
الياسَمِينُ وانما سمى بذلك لنَعْمتِه لأن العَبْهر الناعِمُ من كلِّ شئ* ابن
دريد* الأَشاهِر بَياضُ النَّرْجِس* قال أبو على* ولم أسمَعْ لها بواحد* أبو
حنيفة* ومن أسماء النَّرْجِس القَهْد والفَغْو والفاغِيَة ـ وَرْد ما كانَ من
الشجَر طَيِّبَ الرِّيح وفاغِيَة الحِنَّاءِ مشهُورة والزَّغْبَر والزَّبْغَر ـ وهو
المَرْو الدِّقَاق الورقِ ولا أدْرى أهو الذى يقال له مَرْوُ ماحُوز أو غيره
والضَّالُ ـ شجرةٌ من الدِّق تنبُت نباتَ السَّرْو لها بَرَمة صَفْراءُ ذَكِيَّة
جِدًّا تأتِيك رِيحُها من قبل أن تصِلَ اليها واحدته ضالَةٌ وليستْ بضالِ السِّدْر
والحَمَاحِمُ ـ نَبْت ينبُت بأطراف اليَمن وليست ببَرِّية وتعُظم عندهم وكذلك
الثُّمام ولذلك يسمُّونه الحابِىَ لحُبُوّه وعُلُوِّه
ومما لا يَنْبُت بأرض العَرَب وهو طَيِّب الرِّيح
المَرْزَجُوش
والمَرْزَنْجُوش وربَّما قالت العرب المَرْدَقُوش وأنشد
يَعْلُونَ
بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدِ ضاحِيَةً
|
|
على سَعَابِيبِ
ماء الضَّالَة اللَّجِنِ
|
__________________
وانما جعَله
وَرْدا لأنه اذا انتهتْ نِبْتتُه مُنْتهاها علَتها حمرةٌ وعنَى النساءَ أنهن
يَمْتشِطْنَ به وهو يجعَل فى الغِسْلة وأراد بماء الضالَةِ ماءَ الآسِ ونساءُ الحضَر
يمتشِطْن به شبَّهه بماء السِّدْر لخُضْرته واللَّجِن متلَزِّج وكذلك الغِسْلة
متَلزِّجة والسَّعابِيبُ ـ ما امتدَّ من الغِسْلة والخِطْمىِّ اذا أُوخِف الواحد
سُعْبُوب* قال المتعقب* الغِسْلة متلزِّجَة كما ذكر ونِساءُ الحَضَر يمتشِطْن بماء
الآسِ كما قال الا أنه عدل عن الصواب فى الضَّالَة والضالَةُ ههنا السِّدْرة
ونساءُ الحضَر يمتشِطْن بالسّدْر بمِصْرَ والشأمِ وغيرِ ذلك من البلاد ومع هذا
فماءُ الآسِ غيرُ متَلَزِّج ولا متَلَجِّن ولا رَطْبٍ ولا يابِس وانما السِّدْر هو
المتَلّزِج* أبو حنيفة* ويقال المَرْزَجُوش السِّمْسِم والعِتْر والعَنْقَز
والسَّمْسَق* ابن دريد* السَّمْسَق ـ الآسُ ومن رَياحِين البَرِّ الطيِّبة
الخُرُنْباش وهو شَبِيه بالمَرْو الدِّقَاق الورقِ وَرْدُه أبيضُ يُوضَع فى أضْعاف
الثِّيَاب لطيِبِه ومما ارتفع عن الأعشاب فكان من الشجَرِ الآسُ* قال ابن جنى* ينبغى
أن يحكم على ألِفه بأنها من واو حَمْلا على الأكثَرِ عِند عدَمِ الدليل وقد تقدم
تعليلُ الآسِ من الرَّمَاد* أبو حنيفة* وثمرُه الفَطْس وقيل الآسُ هو الرَّنْد
شجَرٌ طيِّب الرِّيح وقيل هو شَجَر الغارِ خاصَّةً واحدته رَنْدة* أبو عبيد*
الرَّنْد ـ من شجر البادِيَة خاصَّةً وهو طيِّب الرِّيح* قال* وربما سَمَّوْا
عُودَ الطِّيب رَنْدا يعنى العُود الذى يُتبَخَّر به وأنكرَ أبو عمرو أن يكونَ
الرَّنْد الآسَ والعَمَارُ الآسُ ومنه قول الاعشى «... ورَفَعْنا عَمَارا» وقيل هو
دُعاء أى عَمَرك اللهُ* أبو حنيفة* ومن الشجر الذى نَوْره رَيْحان ويُرَبَّبُ به
الدُّهْن بأرض العَرب الظَّيَّانُ وهو الياسَمِينُ البَرِّىُّ ويسمى السِّجِلَّاط
ودُهْنه الزَّنْبَق* قال أبو على* السِّجِلَّاط رُومِىٌّ* قال* وقال الاصمعى هو
بالرومِيَّة سِجِلَّاطُسْ وكذلك سِجِلَّاط الهَوْدَج وقد تقدم* على* ويقوِّى ما
ذهب اليه أبو على أن سيبويه قد نفَى مثل سِفْرِجال* أبو حنيفة* العربُ تقول هذا
ياسَمِين فيجعلونَه واحدا ومنهم من يَجعَلُه جَمْعا ويجعل واحده ياسَمًا ثم يجمعه
بالياء والواو قال أبو النجم
* من ياسِمٍ بِيضٍ ووَرْدٍ أحْمَرا*
وإنما قال بِيضٍ
لأنه جعل الياسِمَ اسما للجِنْس كالوَرْد فتكون الواحدة ياسَمِة مثل
__________________
وَرْدة* قال
سيبويه* الياسَمِين فارسى معرَّب* أبو حنيفة* ومن ذلك الجُلُّ ـ وهو الوَرْد
أبيضُه وأحمَرُه وأصفَرُه فمنه جَبَلِىٌّ ومنه قَرَوِىٌّ ويقال للجبَليَّة
العَبَال ويقال لَنْور الوَرْدِ الجُلَّة والوَتِير واحدتُه وَتِيرة فأما
الحَوْجَم فهو الأحمرُ الواحدة حَوْجَمَة* ابن دريد* وهو الحَوْجَم* أبو حنيفة*
وكل نَوْرٍ وَرْدة* صاحب العين* الفَغْم ـ الوَرْد اذا فَغَم وفَتَّح وقد فَغَم
يَفْغَم فُغُوما* قال* وهو الفَغْو والجُلَّسَانُ ـ نِثَار الورد فى المَجْلِس*
أبو حنيفة* ومن الشجَر الطيِّبِ الرِّيح الجَفْن وأنشد
آلتْ الى
النِّصْف من كَلْفاءَ أتْرَعَها
|
|
عِلْجٌ
ولَثَّمها بالجَفْن والْغارِ
|
والزَّنْجَبِيل ـ عُرُوق
تَسْرِى فى الأرض وليس بشجَرٍ نباتُه نَبَات الراسَنِ* سيبويه* الزَّنْجبيل
خُمَاسِىٌّ* أبو حنيفة* والقَرَنْفُل ـ من النباتِ الطيِّب الريح وأنشد
* كأنَّ فى أنْيابِها قَرَنْفُولْ*
وهذه الواو
مقْحَمَة للضمَّة كالواو فى قوله أنا أنظُور اليك* على* هذه عبارتُه على أنه
مَقُول فى غير الشِّعر وهذا انما يَجِىءُ فى الشعر خاصَّة وانما أوهمَه قولُ
الشاعر
وإنَّنِى
كُلَّما يَثْنِى الهَوَى بَصرِى
|
|
من نَحْو غيرِهمُ
أدْنُو فأنظُور
|
* أبو حنيفة* ويقال طِيبٌ مُقَرْفَل
ومُقَرْنَف لم يستدل سيبويه على زيادة النون فى قَرَنْفُل بمقَرْفَل الذى ذكره
انما استدَلَّ على زيادة النون فيها بأنه ليس فى الكَلام مثلُ سَفَرْجُل فيكون هذا
مُلْحَقا به* أبو حنيفة* المَحْلب ـ نباتٌ موصوفٌ بالطِّيب ومن الشجَر الذى يطيَّب
به الدُّهْن الْكاذِى ومن شجَر الطِّيب الأُتْرُجُّ والتُّرُنْج وهى لغة مرغُوبٌ
عنها وأنشد
يَحْمِلْن
أُتْرجَّةً نَضْخ العَبِير بها
|
|
تَخَال
نَكْهَتها فى الأنف تَطْيابَا
|
* على* هذه الرواية غيرُ معروفةٍ
وانما البيت
يَحْمِلْنَ
أترُجَّةً تَضْخُ العَبِيرِ بها
|
|
كأنَّ
تَطْيابَها فى الأنف مَشْمُوم
|
والشعر لعَلْقَمة
بنِ عَبَدةَ وهكذا أنشده ابن دريد* قال أبو حنيفة* ويسمى الأُترجُّ المُتْكَ
واحدته مُتْكة* صاحب العين* الحُمَّاض ـ ما فى جَوْف
__________________
الأُترجَّة* أبو
حنيفة* ومن الشجَر الطَّيِّب الثِّوَمُ ـ وهو شجَرٌ عِظَام واسِعُ الوَرقِ مع طُول
أخضَرُ أطيَبُ ريحا من الآس يُبْسَط فى المجلِس كما يُبْسطُ الرَّيْحانُ ومنه
الشَّدْن ـ وهو شجَر له سِيْقانٌ خَوَّارة غِلَاظٌ ونَوْر شَبِيه بنَوْر
الياسَمِين فى الخِلْقة الا أنه أحمَرُ مُشْرَب ومن الطَّيِّب الرِّيح الخَلَص ـ وله
وَرْد كَورْد المَرْو ورقُه مثلُ ورَقِه ينبُت نَباتَ الكَرْم ويتعلَّق بالشجَر
فَيْعُلو وهو طيِّب ذَكِىٌّ* ابن دريد* الزَّبْعَر ـ ضَرْب من النبْتِ طيِّبُ
الرائحة وأنشد
* كالضَّيْمَرانِ تكعه بالزَّبْعَرِ*
والسَّفْسَف ـ العَنْقَزُ*
أبو حنيفة* ومن الطَّيِّب الرائحةِ السُّنْبُلُ والزَّرْنَب والصَّنْدَل
واللُّبْنَى ـ وهى حَلَب من حَلَب الشجَر كالدُّوَدمِ ولذلك سمِّيت المَيْعةَ
لامتِياعها وذَوْبها ومن النَّبات الطَّيِّب الرِّيحِ والطَّعمِ التَّامُول ـ وهو
ينْبُت نَباتَ اللُّوبِيَا طعمُه طعمُ القَرَنْفُل يُمضَغ فيطَيِّب النَّكْهة
واسمه عجَمِىٌّ ومن الشجر الطيِّب اصابِع الفَتَيَاتِ وهو بأيَا مِن أرضِ العَرَب
كثيرٌ ومنه السَّوْقَمُ ـ وهو شجرٌ عِظَام مثلُ الأَنأبِ سواءًا غير أنه أطول من
الأثأب وأقلُّ عَرْضا ولها ثمرةٌ مثلُ التين واذا كان أخضرَ فانما هو حجَر صَلابةً
فاذا أدْرك اصفرَّ شيأ ولانَ وحَلَا حَلاوةً شديدةً وهو أغرَبُ من ثَمرة الأثَأب
يُتَهادَى ومنه السَّاجُ ـ وهو شجرٌ يعظُم جِدًّا ويَذْهَب طُولا وعَرْضا وله ورَق
أمثالُ التِّراس الديْلَمِية يتغَطَّى الرجلُ بالوَرقة منه فتَكُنُّه من المطَر
ولا ينْبُت الا ببلاد الهِنْد والزِّنْج ومنه السِّيْسَنْبَرُ ـ وهى الرَّيْحانة
التى يُقال لها النَّمَّام سُمِّيت نَمَّاما لسُطُوع رِيحها نَمَّت بذلك على
نَفْسها ومن تَلبَّس بها ومن الطَّيِّب الرِّيح مِسْك البَرِّ ـ وهو نباتٌ مثلُ
العُسْلُج سواءًا ومنه النَّعْنَع ـ وهى بَقْلة فيها حَرارَة على اللِّسان ألطفُ
من النَّمَّام نَبْتا والنَّمَّام أطيبُ منه رِيحا* ابن دريد* الْغاغة ـ ضَرْب من
النبْت وهو الحَبَق والجمع غاغٌ* الاصمعى* العِتْرُ ـ المَرْزَنْجُوش وأنشد
وما كُنْتُ أَخْشَى
أن أكُونَ خِلَافَهُمْ
|
|
بسِتَّةِ أبياتٍ
كما نبَت العِتْرُ
|
وذلك أنه اذا
قُطِع أصلُه نبتَ حَوْله شُعَبٌ سِتٌّ أو ثَلَاثٌ وقيل هى بقلة اذا طالَتْ قُطِع
أصلُها فَخرج منه اللبَنُ وقيل هى العِضُّ واحدتها عِتْرة ـ وهى شُجَيرة صَغِيرة
قد تقدَّمت تحلِيتُها*
صاحب العين* البَهَار ـ نبْت طيِّب الرِّيح والاذْخِرُ حَشِيش طيِّبٌ ينبُت على
نِبْتة الكَوْلان واحدتها إذْخِرة* قال السكرى* لا نَراها تَنْبُت الاشَفْعا وهو
معنى قول الشاعر
وأخُو الأَبَاءة
إذ رَأَى خُلَّانَه
|
|
تَلَّى شِفَاعًا
حَوْلَه كالاذْخِر
|
* غيره* الفاخُور ـ نَبْت طيِّب
الرِّيح* صاحب العين* النِّسْرِينُ ـ ضَرْب من الرَّيَاحينِ والأَطْراب ـ نُقَارة
الرَّيَاحينِ
باب العُود
قد قدَّمت أن
الضَّرْب من العُود انما سُمِّى عُودًا وأُطْلِق عليه حتَّى صار له اسْمًا عَلَما
من قِبَلِ أنه أشرَفُ أنواع العُود وأطيَبُها رائِحةً كما خَصُّوا بالنَّجْم
الثُّرَيَّا وبالشِّعْر المَنْظُومَ وبالفقه عِلَم السُّنَّة فمن أسمائِه
الأَلُوَّة والأَلُوَّة اسمٌ أعجمىُّ الأصل وقد عرَّبته العرب فقالوا أَلُوَّة
وأُلُوَّة ولُوَّة ولِيَّة* قال الراجز
* إلَّا بِعُود لِيَّةٍ ومِجْمَر*
وحكى اللحيانى
أَلُوَّة وأُلَوَّة والأَلَاوِيَة جمعٌ ويقال عُودُ أَلَنْجُوجٍ وهو من المُضاف
الى نَعْتِه وهو الأَلَنْجُوج واليَلَنْجُوج واليَلَنْجَج واليَلَنْجِيج
والأَلَنْجَج والأَلَنْجُوجِىُّ* السيرافى* الأَنْجُوجُ واليَنْجُوج* على* قراءته
عودُ ألنجُوجٍ مضاف الى نعتِه خطأٌ لأن هذه الكلمة بجميع ما فيها من اللغات اسمٌ
وليستْ بصفَة* سيبويه* الهمْزة فى أَلَنْجَج زائدة وكذلك فى أخواتها والنون
كالهمزة فى الزيادة ويكون على أفَنْعَلٍ فالاسم نحوُ ألَنْجَج وانما كانت الهمزة
أولَى بالزيادة من احدى الجيمين فى أَلنْجج وان كان بابُ كَوْكَبٍ أقلَّ من باب
أكَلَ لقُوَّة الهمزةِ فى الزِّيادة أوَّلا* أبو حنيفة* وهو القُطْر والقُطُر
ولذلك قيل للمِجْمَرة مِقْطَرة وأنشد
فى كُلِّ يومٍ
لها مِقْطَرة
|
|
فيها كِباءٌ
مُعَدٌّ وحَمِيمْ
|
* ابن دريد* قَطَّر ثوبَه وتقَطَّرت
المرأةُ ـ تبخَّرت* غيره* وهو الكِبَاء وقد تكَبَّى ـ اذا تَبَخَّر كَبَّيت
ثَوْبِى* صاحب العين* تَبخَّرت بالعُود ونحوِه والبَخُور
ـ ما يُتَبَخَّر
به* غيره* القِنْطار ـ طَرَاء لعُود البَخُور* صاحب العين* الْوَجُّ ـ عِيدانٌ
يُتَبَخَّر بها ويقال لنفس العود المِجْمَر ومنه الخبَر فى أهلِ الجنة «ان
مَجَامِرَهُم الأَلُوَّة» وقد استَجْمَرت بالمِجْمَر ـ أى تبَخَّرت بالعُود
وجَمَّرت ثوبِى وأجْمَرته ومنه فلان المجمِّر وكان يُبَخِّر البيتَ وهو المَنْدَل
والمَنْدَلِىُّ* ابن جنى* وهو المُطَيَّر فاذا كان ذلك فالمطَيَّر فى قوله
* ذَكِىُّ الشَّذَا والمَنْدلِىُّ المُطَيَّرُ*
بدل من المندلِىِّ
وليس بصِفة ولا مقلُوبا* أبو حنيفة* وهو الهِنْدِىُّ ويقال لكسَر العُود الوَقَص
وقد تقدم أن الوَقَص كِسَر العُود ما كانَ يقال وَقِّصْ على نارك وأنشد ابن السكيت
لا تَصْطَلِى
النارَ الا مِجْمَرا أرِجًا
|
|
قد كسَّرتْ من
يَلَنْجُوجٍ له وَقَصا
|
* صاحب العين* الشَّذَا ـ كِسَرُ
العُود الذى يتَطَيِّب به* غيره* والقِبْر النَّقْر فى عُود الطِّيب خاصَّة وقبل
هو الموْضِع العَفِن* أبو زيد* عودٌ صَنْفِىٌّ ـ لضَرْب منه ليس بجَيِّد ومن
أسمائه الغارُ والغالب أن الغارَ شجرٌ طيِب كما تقدم والأَهضام ـ العُود الواحدة
هَضْمة* صاحب العين* الأَهْضام ـ البَخُور وقيل هو كل شئٍ يُتَبخَّر به غيرَ
العُود واللُّبْنَى واحدها هِضْم وهَضْم وهَضْمة وذُكورُ الطِّيب ـ ما يَصلُح
للرجالِ دُونَ النِّساء نحو المِسْك والغالِيَة والذَّرِيرة* صاحب العين*
الكُسْبُج ـ الكُسْت بلغة أهل السَّواد* ابن دريد* النَّدُّ والنِّدُّ ـ ضرْب من
الطِّيب يُدَخَّن به ولا أحْسَبه عربِيًّا محْضا* صاحب العين* الأَظافِيرُ ـ ضَرْب
من العِطْر أسودُ مُقْتلَف من أصله على شَكْل ظُفُر الانسان يُوضَع فى الدُّخْنة
ولا واحدَ له* ثعلب* واحدته أظْفارَة* وقال غيره* لا يجوز أَظْفارةٌ الا فى
الشِّعر وقيل هو الظُّفُر والجمع أظْفار وقد ظَفَّرت ثَوْبى ـ طيبته بالظُّفُر*
صاحب العين* القُسْط ـ عُود يتبَخَّر به والمُرَنَّح ـ ضَرْب من العُود يجَمَّر به
وهو من أجوده فاذ قد ذكرتُ العُود فلنَذْكر سائِرَ الطِّيب وان كان هذا الموضِع
مَخْصوصا بذكر النبات المِسْك واحدتُه مِسْكة ومن ههنا أنَّثه بعضهم وقيل هو اسم
للجِنْس والمِسَك جمع مِسْكة قال الراجز
* أَجِدْ بها أطْيبَ من رِيح المِسَك*
فأما من رواه
المِسِك فعلى الاتباع كما قال
* شُرْبَ النَّبِيذ واعْتِقالا بالرِّجِلْ*
أراد بالرجْل* ابن
جنى* الشَّذَا ـ المِسْك وقد تقدم أنه كِسَر العُود* غيره* وهو الأَنَاب
واللَّطِيمة وقيل اللَّطِيمة المِسْك تكونُ فى العِير وقيل اللَّطِيمة هى العير
التى تحمل المِسْك وقيل هى سُوقُ المِسْك وقيل إنَّ المِسْك انما سُمِّى لَطِيمة
لأنه يُوضَع على المَلَاطِم ـ وهى الخُدُود وهو الصُّوَار وقيل الصُّوَار ـ القَلِيل
من المِسْك* أبو زيد* كل قِطْعة من المِسْك حَصَاة* صاحب العين* مِسْكٌ قارِتٌ
وقَرَّات ـ وهو أجَفُّه وأجودُه وأنشد
* يُعَلُّ بقَرَّاتٍ من المِسْك فاتِقِ*
* صاحب العين*
فَتَقَ المسكُ فُتُوقا ـ يَبِس* غيره* مِسْكٌ كَدِىٌّ ـ لا رائِحةَ له يقال
فُتِقتْ فأْرةُ المِسْكِ وفُضَّت وذُبِحتْ وأنشد ابن السكيت
كأنَّ بَيْنَ
فَكِّها والفَكِّ
|
|
فَأْرةَ مِسْكٍ
ذُبِحتْ فى سُكِ
|
* صاحب العين* النافِقَة ـ فَأرةُ
المِسْك والنَّضُوح ـ ضَرْب من الطِّيب وقد انتَضَحْت به والنَّضْخ من الطِّيب ـ ما
كان غَلِيظا نحو الخَلُوق والغَالِيَة والنَّضْح منه ـ ما كان رَقِيقا مثلَ الماء
والجمع نُضُوح وأنْضِحَة* غيره* الخُمْرة ـ الوَرْس وأشياءُ من الطِّيب تَطْلِى به
المرأةُ وجْهها ليَحْسُنَ لونُها وقد تَخمَّرت به وإنها لَحَسنة الخِمْرة من
الطِّيب* قال سيبويه* العَنْبَر رُبَاعِىٌّ ويقال له الذَّكِىُّ وخَضَّمٌ* قال أبو
عبيدة* وبه سُمِّى العَنْبر بنُ عَمْرِ بنِ تَمِيم خَضَّمٌ ويقال فنَقْت المِسكَ
بالعَنْبر ـ اذا خَلَطَته به فذَكَتْ رائِحتُه وكذلك يُقال لكلِّ ما خُلِط من
الطِّيب بعضُه ببعضٍ ويقال لذلك الفِتَاقُ ويقال أيضا رَوَّحتُ الطِّيبَ ـ اذا
جعَلْت فيه شيأ يَفْتُق رائِحتَه ومنه حديثُ النبى صلىاللهعليهوسلم «أنه أمرَ
بالاثْمِد المُرَوَّح عِنْد النَّوْم» يريد الذى جُعِل فيه المِسْكُ* صاحب العين*
الرُّضَاب ـ فُتاتُ المِسْك* أبو زيد* طَرَّيت الطِّيب تَطْرِيَة ـ فتَقْته
بالأخْلاط وخَلَّصته ومما يُتَّخَذ منه النَّدُّ ـ وهو مِسْك يُعجَن بعَنْبَر
وعُود وانما سمِّى نَدًّا
لأنه نَدَّ عن
سائرِ الطيب ـ أى خرَج عنه وتقدَّمَه بطِيبه مأخُوذ من قولهم نَدَّ البعيرُ ـ اذا
خرَج عن الابِل وتقدَّمها والغالِيَة ـ وهى مِسْك وعَنْبر يُعْجَنانِ بالبانِ ويقال
ان الذى سَمَّاها غالِيَةً مُعاويةُ بنُ أبِى سُفْيانَ وذلك أنه شَمَّها من عبْد
الله بنِ جَعْفرِ بن أبى طالِب فاستطابَها فسأله عنها فوصفَها له فقال هذه غالِيَة
* الزجاجى* وهى المَضْنُونة والمَضْنُون ـ دُهْن البانِ والرَّامَك والرَّامِك
والكسر أَعْلَى ـ شئٌ أسودُ كالْقَار يُخْلَط بالمِسْك وهو حينئذ السُّكُّ* ثعلب*
تَسَكَّكْت سُكًّا ـ اتَّخذتُه ويقال للسُّكِّ والرَّامِك الخَشِيف* صاحب العين*
العِطْر ـ يجمَعُ ضُروبَ الطِّيب والجمع عُطُور وبائعه عَطَّار وحِرْفتُه
العِطَارة وقد تَعَطَّر وعَطَّرته ورجل مِعْطار وعَطَّار وعَطِرٌ وامرأة مِعْطار
ومِعْطِير وعَطِرَة* قال أبو على* والسَّاهِرِيَّة ـ ضَرْب من الطِّيب وأنشد
أفِينا تَسُوم
الساهِرِيَّةَ بعدَما
|
|
بدَالكَ من
شَهْر المُلَيْساءِ كَوْكَبُ
|
* غيره* المُعَتَّقَة ـ ضَرْب من
العِطْر والنوعُ ـ ضَرْب من الطِّيب والمائِعة ضَرْب من العِطْر* صاحب العين*
الحَنُوط ـ طِيبٌ يُخْلَط للمَيِّت وقد حَنَّطْته وتَحَنَّط وفى الحديث «انَّ
ثَمُودَ لَمَّا اسْتَيْقَنُوا العَذابَ تَكَفَّنُوا بالأَنْطاعِ وتَحَنَّطُوا
بالصَّبِرِ» والمَحْلَبِيَّة ـ ضَرْب من الطِّيب يُطَيَّب بشجَر يقال له
المَحْلَب* ابن السكيت* هو حَبُّ المَحْلَب ولا تقُلِ المَحْلَبَ وهى
المَحْلَبِيَّة* صاحب العين* المَهْضُومَة ـ ضَرْب من الطِّيب يُخْلَط بالمِسْك
والبانِ* غيره* اللَّخْلَخَة ـ ضَرْب من الطِّيب وقد لَخْلَخْتُه والسَّلِيخة ـ شئٌ
من العِطْر كأنه قِشْر مُنْسَلِخ ذُو شُعَب* ابن دريد* الفاغِرَة ـ ضَرْب من
الطِّيب زَعمُوا
استعمالُ الطيبِ والتلطُّخ به
لَطَخْته بالشئ
أَلْطَخُه لَطْخا ولَطَّخته واللُّطَاخة ـ بقيَّة اللَّطْخ* ابن دريد* اللَّتْخ
لغة فى اللَّطْخ وقد تَلَتَّخ* صاحب العين* الضَّمْخ ـ لَطْخ الجسَد بالطِّيب حتى
كأنه يقْطُر ضَمَخْته أضْمَخُه ضَمْخا وضَمَّخْته فاضْطَمَخ وتَضَمَّخ* غيره*
وتَفَغَّمَ وفَغِم واغْتَسَل ـ كلُّه الْتَطَخ وارْتَدَع وتَرَدَّع والرَّدْع ـ أَثَرُ
الطِّيب ومنه
قول ابن مقبل
* يَجْرِى بدِيباجَتَيْه الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ*
* ابن دريد*
تغَلَّلت بالغالِيَة وتغَلْغَلْت وتَغَلَّيت وغلَّلته بها* صاحب العين* تغَلَّفت
بالطِّيب واغْتلَفْت كذلك وغَلَّفت به لِحْيته وأنكرها ابن دريد* أبو عبيد*
تَلغَّمت المرأةُ بالطِّيب ـ اذا وضعَتْه على مَلَاغِمها ـ وهى ما حَوْلَ الفَمِ*
أبو زيد* فادَتِ المرأةُ الطِّيب فَيْدا ـ اذا داكَتْه بالماء ليذُوبَ
لصُوق الطِّيب بالبدَن وبقاؤه
فى الثوْب والمَكانِ
يقال عَبِق به
الطِّيبُ عَبَقا فهو عَبِقٌ ـ لَزِقَ ورجُل عَبِقٌ ـ اذا تطَيَّب بأدنَى رِيحٍ فلم
يُفارِقْه أياما والأنثى عَبِقة* أبو عبيد* صاك به الطيبُ صَيْكا وعتَك به يَعْتِك
كذلك* صاحب العين* خَيَّمت الرائحةُ الطيِّبةُ فى الثوب والمَكانِ أقامتْ وخيَّمته
ـ غَطَّيته بشئ كَىْ يَعْبَق* غيره* النَّضْخ ـ اللَّطْخ يبْقَى فى الجَسد والثوبِ
من الطِّيب ونحوه وقد تقدم أنه نَوْع
آلة الطِّيب وأوْعِيتُه
يقال للتى يكونُ
فيها الطِّيب القَسِيمة والجُؤْنة وأنشد الفارسى
اذا هُنَّ
نازَلْنَ أقْرانَهُنّ
|
|
وكان المِصَاعُ
بما فى الجُؤَنْ
|
وليس أصلُها
الهمْزَ لأنه من الجَوْن ـ وهو الأسْودُ اذ هى مستَقَرٌّ للطِّيب والطِّيب
عامَّتُه أسْودُ* سيبويه* الهمزُ فى الجُؤْنة هو الأكثَرُ ويُقال لما يُسْحَق عليه
الطِّيبُ الصَّلَاءة والصَّلَايَة* سيبويه* الياءُ إن لم تكن طرَفا لا تُهمَز جاؤا
بها على الجميع والمَدَاك والعَبَدة والقُسْنَطَاس وليس بعربىٍّ ويقال سَحَقت
المرأةُ الطِّيبَ وسَهَكتْه ونسمته وأسْدَت المِسْكَ ـ اذا بَلَّته لتُصْلِح منه
ما تُرِيد وأسْدَتْ غيره به وسَدِىَ المِسْكُ ـ اذا ابتَلَّ* غيره* العَسِيل ـ مِكْنَسة
من شَعر يَكْنُس
بها العَطَّارُ
بلاطَةَ العِطْر وأنشد
فَرِشْنِى
بخَيْر لا أكُونَنْ ومِدْحَتِى
|
|
كناحِتِ يوماً
صَخْرةٍ بعَسِيل
|
عمَل الطِّيب
عَبَأْت الطِّيبَ
أعْبَأُهُ عَبْئاً ـ خَلْطته وصَنَعته وكلُّ ما صنَعْته فقد عَبَأْته ومنه قولهم
ما أعْبَأُ به ـ أى ما أصْنَع وفى التنزيل (قُلْ ما يَعْبَؤُا
بِكُمْ رَبِّي)
باب الرِّيح الطيِّبة
* أبو عبيد* يقال
طِيبٌ وطَابٌ وأنشد
مُقَابَلَ
الأعْراقِ فى الطَّابِ الطَّابْ
|
|
بينَ أبِى
العاصِى وآل الخَطَّابْ
|
* قال أبو على* الطابُ الثانِى وصْف
للطاب الأول على نحو شِعْرٌ شاعِرٌ وبناؤه فَعَل أو فاعِلٌ ذهبت عينُه على ما ذهب
اليه الخليلُ فى هذا الضَّرْب* السيرافى* الطُّوْبَى ـ الطِّيب* صاحب العين*
تطَيَّبت به* أبو حنيفة* كلُّ رِيح طيِّبة نَسِيمٌ وأصل النّسِيم بَدْءُ كل رِيح
اذا بَدأتْ بضَعْف وكذلك النَّسَم* قال* خَطَر الطِّيبُ يَخْطِر وفارَ فَوَرانَا
وسَطَع سُطُوعا وضاعَ يَضُوعُ ضَوْعا وتَضَوَّع وتَضَيَّع وانْضاعَ* ويقال*
لطائِرٍ يَصِيح بالليل ضُوَعٌ وضِيَعٌ والضَّيَاع ـ ضَرْب من الطِّيب حدِيدُ
الرِّيحِ والرَّيَّا ـ الرائحةُ الطيِّبة خاصَّةً وهى مؤنثَة* قال جَمِيل ووصَفَ
رَوْضة
بأطْيَبَ من
أرْدانِ بَثْنةَ مَوْهِنًا
|
|
ألَابَلْ
لرَيَّاها على الرَّوْضة الفَضْلُ
|
والنَّشْر ـ طِيب
الرِّيح خاصَّة وهو الفَوْح الذى يَنْتشِرُ منها وقد نَشَر وانتَشَر تفَشَّى وأنشد
* كأنَّها فى نَشْرِها اذا نَشَرْ*
* أبو عبيد*
وجَدْت فَوْعةَ الطِّيبِ وفَغْمتَه وقد فَغَمتْنى ـ اذا سَدَّت خَياشِيمَك* ابن
السكيت* فَعَمتنى تَفْعَمُنى غيره تَفْعُمنى* أبو عبيد* الشَّذَا شِدَّة ذَكاءِ
الرِّيح وأنشد
اذا ما مَشَتْ
نادَى بما فى ثِيَابِها
|
|
ذَكِىُّ
الشَّذَا والمَنْدَلِىُّ المُطَيَّرُ
|
وقد تقدم أنه
كِسَر العُود وأنه المِسْك* أبو حنيفة* السَّعِيط والسُّعَاط ـ ذَكاءُ الرِّيحِ
وحِدَّتها ومبالَغتُها فى الأنف والسَّعُوط منه وقيل السَّعِيط الْبانُ* أبو عبيد*
السَّعِيط ـ الرِّيحُ من الخَمْر وغيرِها من كل شئٍ* ابن السكيت* هى السُّعَاط
ومثلُه الصُّوَار* أبو حنيفة* أَصْوِرة المِسْك ـ قِطَعُ رِيحه ونَفَحاتٌ منه يقال
صِوَار وصُوَار وقد تقدم أنه القليلُ من المِسْك* أبو حنيفة* الأَرَجُ والأَرِيجةُ
ـ توهُّج الرائحةِ وتوقُّدُها يقال تَوَهَّج الطِّيبُ ـ اذا تَوقَّد وكذلك
تَأَكَّل الطيبُ وأكلَ بعضُه بعضا وتلك أقْصَى المُبالَغة فى نعْته ونعتِ ما
أشبهه* وقال النَّمِر فى تأكُّلِ الطيب
تَرَبَّبَها
التَّرْعِيبُ والمَحْضُ خِلْقةً
|
|
ومِسْكٌ
وكافُورٌ ولُبْنَى تَأَكَّلُ
|
وقال أوسُ بن حجر
فى صِفة سيف توقَّد أَثْره
اذا سُلَّ من
جَفْنٍ تأَكَّلَ أَثْرهُ
|
|
على مِثْل
مِسْحاةِ اللُّجَيْنِ تَأكُّلَا
|
فاذا بقيت رائحةُ
الطِّيب فى شئٍ قيل عَبِقتْ عَبَقا وعَبَاقةً وعَبَاقِيَة* قال طَرَفة
ثمَّ راحُوا
عَبَقُ المِسْكِ بهم
|
|
يَلْحَفُون
الأرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ
|
وفَأْرة الابِل ـ هى
التى تَرْعَى أفْواهَ البُقُول الطيبةِ من العَذَوات العازِبة ثم تردُ الماء
فتَشْرب فاذا رَوِيتَ ثم صدَرتْ فالتفَّ بعْضُها ببعض فاحتْ برائحةٍ طيِّبة قال
الراعى
لها فَأْرةٌ
ذَفْراءُ كلَّ عشِيَّةٍ
|
|
كما فَتَق
الكافُورَ بالمِسْك فاتِقُه
|
* قال* ظنَّ أنه يُفْتق به وكان
الراعى أعرابِيًّا قُحًّا والمِسْكُ لا يفتَقُ بالكافُور* قال المتعقب* أما قوله
والمسك لا يُفْتَق بالكافُور فَصحِيح ولم يقل الراعِى كما فَتَق المسكَ بالكافُور
وان كانَ المِسْكُ لا يفتَق بالكافُور فان الكافُور يُفتَق بالمسك وجعل الراعىَ
أعرابيًّا قُحًّا ونسبه الى الجَفَاء وأوهم أنه قد غَلِط وخطَّأه فى شئ اللهم الا
أن يكون عند أبى حنيفة أن الكافورَ لا يفتَق بالمسك ويكون قد غَلِط فى العبارة
وعكسها فيكون فى هذه الحالةِ أسوأَ حالا منه فى الأُولَى ولا رائحةَ أخَمُّ من
الكافور اذا فُتِق بالمِسْك* أبو حنيفة* فَأْرة الابِل مأخُوذة من فَأْرة المِسْك
ونوافجِها التى
تكونُ فيها واحدتُها فَأْرة سميت بالفأْر وليست بفأْر انما هى سُرَر ظِباءِ
المِسْك قال الشاعر
اذا التاجِر
الهِنْدِىُّ وافَى بفَأْرةٍ
|
|
من المِسْكِ
أضحتْ فى مَفَارِقِهم تَجْرِى
|
* قال المتعقب* قد غلط فى همز هذه
الفأرة لأن الفأر كله مهموز ما خلا فارة الابل وقد اختلف فى فأرة المسك وفَأْرة
الانسان ـ وهى عضَلُه والأَعْلَى فى فأر المِسك الهمزُ وفى فأر الانسان تركُ الهمز
ومن كلامهم «أبْرِزْ نارَك وان أهزَلْتَ فارَك» * أبو حنيفة* وبنَواحِى الهِنْد
فأْر تُجلَب الى أرض العرَب أحياءً وقد تأنَّسَت وألِفَت تدور فى البُيوت فلا
تلَابِسُ شيأ ولا تدخُل بيتا ولا بَحْرا ولا تبول على شئ الافاح طيبا ويجلُب
التِّجَارُ خُرْأَها فيشتريه الناسُ ويجعلونه فى صُرَر يضَعُونها بين الثِّياب
فتَطِيب وهى نحو بَناتِ مِقْرَض ومن هذا الجِنسِ الذى ذكَرْنا الدُّوَيْبَّة التى
تسمَّى الزَّبَادَ ـ وهى مثلُ السِّنَّوْر الصغِيرِ فيما ذُكِر لى تُجْلَب من تلك
النَّواحِى وقد تأنَسُ فتُقْتَنى وتُحْلَب شيأ شبيها بالزُّبْد يظهر على حلَمته
بالعَصْر كما يظهَر على أنْف الغِلْمان المراهِقِين فيجمَع وله رائحة طيِّبة
البتَّةِ* قال* وقد رأيته وهو يقَع فى الطِّيب وقد بلغنى أن شَحْمه كذلك* ابن
دريد* أَفْعَم المِسكُ البيتَ ملأهُ رائِحة وفَعَمَته رائحة الطيب وفَغَمْته ـ ملَأت
أنفَه* وقال* مسكٌ ذُو فَنَع ـ أى حادُّ الرائحة والصُّوار ـ رِيحٌ فَيْحٌ* أبو
زيد* فاحتْ رِيحُ المسكِ فَيْحا وفَيحَانا وتَفُوح فَوْحا وفَوَحانا* ابن دريد*
الفَيْح والفَيْج والفَيْخُ ـ الانتشارُ* صاحب العين* الفَوْح ـ وُجْدانُك الريحَ
الطيبةَ فاحَ فَوْحا وفُؤُوحا* ابن دريد* يقال للطِّيب اذا كان له رائحةٌ إنه
لَانْقِيضٌ* أبو عبيد* وَجَدتْ خُمْرَةَ الطِّيب وخِمْرَته ـ أى رِيحَه والبَنَّة
ـ الرِّيحُ الطَّيِّبةُ والجمعُ بِنَانٌ* ابن السكيت* العَرْفُ ـ الريح الطيبة*
غيره* الفَنَعُ ـ رائحة المِسكِ وأنشد
وَفُروعٌ
سَابِغٌ أَطرافُها
|
|
عَلَّلَتها
رِيحُ مِسْكٍ ذِى فَنَعْ
|
* أبو زيد* الخَمْطَةُ ـ ريح نَوْرِ
الكَرْم ومَا أشبهه مِمَّا له رِيحٌ طَيِّبةٌ وليستْ بِشَديدَةِ الذَّكَاءِ
طِيْبًا* قطرب* أَرْضٌ خَمْطَةٌ ـ طيِّبةُ الرَّائِحَةِ
الرِّيح المُنْتِنةُ
نَتُنَ الشئُ
نَتْنا ونُتُونة ونَتَانةً وأنَتْنَ ورِيحٌ مُنْتِنَة ومِنْتِنَة الكَسْرةُ فى
الميم عارِضةٌ* قال* وقال سيبويه انما قالوا مِنْتِنٌ إتباعا للكسرة الكسرةَ كما
قالوا أنا أَجُوءُك وأُنْبُؤُك* ابن السكيت* من قال نَتُن قال مِنْتِن ومن قال
أنتَنَ قال مُنْتِن وانما حكاها عن أبى عمرو* قال المتعقب* هذا غلَط من أبى عَمْرو
والأصل فى هذه الكلِمة أنتَنَ الشئُ فهو مُنْتِن وهى بلُغة أهل الحِجَاز وغيْرُهم
يقولُ نَتُن الشئُ يَنْتُن نَتْنا ولا يقولون نَتِين وهكذا القِياسُ فى فَعُل
كقولِهم فَقُه وشَرُفَ وظَرُف وكَبُر وأشباهِها فهو فَقِيه وشَرِيف وظَرِيف
وكَبِير الا أنَّ طائفة من العَرب جُلُّهم من تَمِيم يقولُون شئٌ مِنْتِن
فيُتْبِعُون الكسْرَ الكَسْرَ* غيره* مُنْتِن ومُنْتُن ومِنْتِينٌ* أبو حنيفة*
الدَّفَر ـ النَّتْنُ لا غَيْرُ رجُل دَفِرٌ وأدْفَرُ وامرأة دَفِرَةٌ ودَفْراءُ
ومن ذلك سمِّيت الدنيا أمَّ دَفْر* صاحب العين* ويُقال لها أمُّ دَقَارِ ودَفْرة*
ابن السكيت* ويُقال للَامَة اذا سُبَّتْ يا دَفَارِ ويقال دَفْرًا دَافِرًا لما
يَجِىءُ به فلانٌ ـ وذلك اذا قَبَّحت الأمر أو نَتَّنتَه* أبو عبيد* الصِّيق ـ الرِّيح
المُنْتِنة وهى من الدوَابِّ* وقال* عَرِصَ البيْتُ ـ خَبُثتْ ريحُه* أبو زيد*
اللَّغَن ـ نَتْنٌ يكون فى أَرْفاغِ الانسان وأكثَرُ ما يكونُ فى السُّوْدان وقد
لَخِنَ لَخَنا فهو أَلْخَنُ والأنثى لَخْناءُ* ابن دريد* الصَّنَق ـ شِدَّة دَفَر
الابْطِ والجسد صَنِق صَنَقا* أبو زيد* صَئِك الرجلُ يَصْئَكُ صَأَكا ـ عَرِقَ
فهاجَتْ منه رِيحٌ مُنْتِنة من دَفَر أو غيْرِه* أبو حنيفة* الصُّمَاح ـ النَّتْن*
وقال* ذَمَتْنِى الرِّيحُ ـ آذتْنِى وأنشد
انّى ذَمَتْنِى
ريحُها حين أقبَلَتْ
|
|
فكِدْتُ لِمَا
لا قَيْتُ من ذاكَ أَصْعَقُ
|
* وقال* فى طَعامه تَمَهَةٌ وتَمَاهةٌ
وتَهَمَة* غيره* وقد تهِم تَهَما وبه سُمِّيت تِهَامةُ لأنها سَفُلت عن نَجْد
فَخُبثت رِيحُها وقد تقدم أنه من التَّهَم ـ وهو شدَّة الحرِّ* أبو عبيد* سَنِخ
الطعامُ وزَنِخ كذلك* أبو حنيفة* فيه زَنَاخة وسَنَاخةٌ وأنشد
فأتَيْتُ بَيْتا
غَيْرَ بَيْتِ سَنَاخَةٍ
|
|
وازْدَرْت
مُزْدارَ الكَرِيمِ المُعْوِلِ
|
* أبو عبيد* فى طَعامِ فلانٍ
شُمَخْرِيرة ـ وهى الرِّيح* أبو حنيفة* فى طَعامه شُمَخْرِيرة وقد اشْمَخَّر ـ وضَح
وفيه زَخَمة وزَخَامة وقد زَخِم زَخَما وقَثَمةٌ وقد قَثِم قَثَما ونَمَقة
وزَهَامة وزُهُومة وقد زَهِم زَهَما* صاحب العين* الزُّهُومة ـ رائحةُ لحمٍ
سَمِينٍ مُنْتِن والزُّهْمُ ـ الرِّيح المُنْتِنة وفيه نَمَسَة ونَسَمة وسَهْكَة
وخَمْطَة* سيبويه* السَّهْكة والخَمْطَة ـ اسمٌ لبعض الرِّيح ولم يريدوا فَعَل
فَعْلة والقول فى القَثَمة كالقول فى السَّهْكة وقد خَمِط خَمَطا وهو خَمِط
وزَهْمَقَة* غيره* الزَّهْمَقة نَتْن العِرْض وقيل هو الزُّهُومة السيِّئَة
تَجِدُها من اللحمِ الغَثِّ وإنَّه لزَهْمَقُ الرِّيح ـ أى خبيثُها* أبو حنيفة*
الحَرْوة ـ الرائِحةُ الكرِيهةُ مع حِدَّة فى الخَيَاشِيمِ والبَخَر ـ النتْنُ
خاصَّة ويكون فى الفَمِ وغيرِه ونَبْتةٌ يقال لها البَخْراءُ
وأرضٌ بالشامِ يُقال لها كذلك لعُفُونةِ تُرْبتِها* صاحب العين* البَخَر والبُخَار
ـ رائحةٌ سطَعتْ والخَمَجُ ـ النَّتْن وقد خَمِجَ والنَّتنِ مثله وقد نَتِن* وقال*
أرْوحَ الطعامُ تغيَّرت رِيحُه* صاحب العين* المُجْفِر ـ المتَغَيِّر رِيحِ
الجسَد* ابن دريد* خَلفَ فُوهُ يَخْلُف خُلُوفةً وخُلُوفا وأخْلَف ـ تَغَيَّر من
صومٍ أو مَرضٍ* أبو عبيد* وكذلك اللّبنُ وقيل نَومُ الضُّحَى مَخْلَفَة للفَمِ*
غيره* السَّهَكُ ـ رِيحٌ كَرِيهة تجِدُها من الانسان اذا عَرِق وإنه لَسَهِكٌ
وأنشد
سَهِكِينَ من
صَدَإ الحَدِيدِ كأَنَّهمْ
|
|
تحتَ
السَّنَوَّر جِنَّة البَقَّارِ
|
* سيبويه* السَّهْكة ـ اسمٌ لبعض
الرِّيح كالخَمْطة
ما يعُمُّ الرائحتين
* أبو حنيفة*
الذَّفَر ـ حِدَّة الرِّيح طيِّبةً كانت أو مُنْتِنة فمن الطِّيب قولُهم مِسْكٌ
أذْفَرُ وأنشد
بِجَوٍّ من
قَسًا ذَفِر الخُزَامَى
|
|
تَدَاعَى
الجِرْبِياءُ به الحَنِينَا
|
ومن الخبيث
تسميتُهم الذَّفْراء ذَفْراءَ ـ وهى نَبْتة من دِقِّ النَّبْت خبِيثةُ الرِّيح
ولذلك خُصَّت بهذا الاسم فأما الذَّفِرة فعُشْبة أُخْرَى تنبُت فى الجَلَد على
عِرْقٍ واحدٍ
__________________
لها ثَمرةٌ
صفْراءُ تُشاكِلُ الجَعْدة فى رِيحها حكاه ابن السكيت* أبو حنيفة* الصُّنَانُ ـ رِيحُ
الذَّفَر وقيل هى الرِّيح الطيِّبةُ والخُمْرة ـ الرِّيح الطَّيِّبة وربَّما قِيلت
فى غير الطَّيِّبة وخَصَّ أبو عبيد بها الطيِّبةَ والبَنَّة ـ كالخُمْرة والجمع
بِنَان وخصَّ أبو عبيد بها الرِّيحَ الطيِّبة* ابن دريد* البَنَّة ـ رِيحُ
مَرَابِضِ الغنَم والظِّبَاءِ والبَقرِ والعَرْف ـ الرائِحةُ الطيِّبةُ
والمُنتِنةُ وهى فى الطَّيِّبة أغلبُ وذَكاءُ الرِّيح ـ حِدَّتُها طِيْبا كان أو
نَتْنا وقد ذَكَت الرِّيحُ ذُكُوًّا كذُكُوِّ النار والفَوْرة ـ سُطُوع الرائحةِ
طيِّبةً كانتْ أو مُنْتِنةً* صاحب العين* الثَّفْحة دَفْعة الرِّيح طيِّبةً كانت
أو خَبِيثة والجمع نَفَحات وقد نَفَح الطِّيبُ وغيرُه يَنْفَح نَفْحا ونُفُوحا*
غيره* وَهَجُ الطِّيبِ ووَهِيجُه ـ انتِشارُهُ وأرَجُه وتوَهَّجت رائحةُ الطِّيب ـ
أى توقَّدتْ
الاستِنْشاءُ والاسْتِنْشاق
* أبو حنيفة* اذا
أدْنَيْت الشئَ من أَنْفِك لتَجْتذِبَ رائِحتَه بالاسْتِنْشاءِ قلْت تشَمَّمته
واشْتممْتُه* وقال* شَمِمْت الرائحةَ شَمًّا وشَمِيما ـ وجدْتُها* ابن السكيت*
شَمِمت وشَمَمْت أَشُمُّ لغَة* صاحب العين* أشْمَمته إيَّاه وقول عَلْقمة بنِ
عَبَدةَ
* كأن تَطْيابَها فى الأنْفِ مَشْمُومُ*
ذهب ابن دريد الى
أنه المِسْك وليس بمعْروف فى اللُّغة* صاحب العين* والشَّمَّامات ـ ما يُتَشمَّم
من الأرواح الطيِّبة* أبو حنيفة* الاسْتِيَاف ـ الاشْتِمام وكل شئ تشَمَّمته فقد
سُفْته سَوْفا فان كان مما تُدْخِله أنفَك قلت تَنَشَّقته واسْتَنْشقته ونَشِقته
نَشْقا ونَشِيقا والنَّشُوق ـ ما جعَلْته فى أنْفِك ومنه قولهم لأُنْشِقَنَّك
نَشْوقا مُعْطِسا* ابن السكيت* النّشَاق ـ الرِّيح الطيِّبة* أبو حنيفة*
الاستِنْشاق والتنَشِّى كالتشَمم* وقال* نَشِيت منه رِيحا وأنْشَيتُ نَشْيا
ونَشْوة ـ شَمِعت ريحا طيِّبةً ونفْسُ الرائحةِ نَشْوة كالنَّشْوة من السُّكْر
ونَشَاةٌ ونَشًا ونِشْوة* وقال* أنْشانى فلانٌ ـ وجدَ رِيحِى وكلُّ هذا يكونُ فى
الطِّيب والنَّتْن
* أبو عبيد*
انتَشَيْت من فلان نَشْوةً طيِّبة* ابن السكيت* الذئب يَستَنْشِئُ الرِّيح وهو مما
هُمِز وليس أصلُه الهَمْز* أبو حنيفة* نَشَعْت الطِّيبَ ـ شَمِمته* وقال* أرَحْت
الرائحةَ وأرْوَحْتها ورِحْتها* أبو عبيد* أَرِيحها وأرَاحُها* أبو حنيفة*
أرْوَحنِى الصَّيدُ ـ وجدَرِيحِى واسْتراحَ السبُعُ الرِّيحَ واسْتَرْوَحَ
وأرْوَحَ وأرَاحَ ـ أى وجَدَها* قال* وقال سيبويه لم نَسْمعهم قالُوا الا
اسْتَرْوَح والاسم من كل ذلك الرائِحةُ وحكى ابن جنى فى هذا المعنى ريحٌ ورِيحةٌ*
أبو عبيد* لم يُرِحْ رائحةَ الجنةِ من أرحْت ويَرِحْ ويَرَحْ* وقال* نَكَهَ
يَنْكِهُ ويَنْكَه* ابن السكيت* اسْتَنْكَهْت الشارِبَ فَنكَه فى وَجْهِى* أبو
زيد* نَكَهْت عليه ولَهُ أنْكَه نَكْها وأنْكِه ـ تَنَّفسْت على أَنْفه ونَكَهْته
نَكْها ونَكِهْته ـ شَمِمْت رائِحةَ فَمِه والاسمُ النَّكْهة* ابن دريد* كُهْت ـ فى
معنَى استَنْكَهْت وفى الحديث «فقال مَلَكُ الموتِ لمُوسى كُهْ فى وَجْهِى» * صاحب
العين* نَجَوْت الرجُلَ ـ نَكَهْته وأنشد
نَجَوْتُ
مُجَالِدا فوجَدْتُ منْهُ
|
|
كرِيحِ الكَلْبِ
ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ
|
فقُلْتُ له متَى
اسْتَحْدَثْتَ هذا
|
|
فقال أصابَنِى
فى جَوْفِ مَهْدِ
|
النَّبات الذى يُصْطَبَغُ به ويُخْتَضَب
* أبو حنيفة*
الوَرْس ضَرْبانِ البادِرَة والعَتِيقة فالبادِرَة ـ الذى لم يَعْتُق شجرُه وهو
الأفضلُ والعَتِيقة ـ الذى عَتُق شجرُه وقيل البادِرة ـ الحديثُ النَّبات وفى
صبْغها حُمْرة والآخَر الحَبَشِىُّ لسَواد فيه وهو آخِرُ الورْس وقيل هو أصفَرُ
خالِصُ الصُّفْرة ويقال للشئ يَصْفَرُّ قد أوْرَس كأنه أتَى بوَرْس كقولهم أثْمَر
الشجَرُ ـ اذا جاءَ بثَمره فهو وارِسٌ ووَرِيسٌ وقد وَرَّس ثوبَهُ ـ صبَغَه
بالوَرْس وهو مُوَرَّس ووَرِيس ويقال للوَرْس الحُصُّ* ابن السكيت* الاصفَرانِ ـ الورْسُ
والزَّعْفَرانُ* أبو حنيفة* ومما يُصْبَغُ به العُصْفُر ويقال له أيضا الحِرِّيع
والخَرِيع وقيل هو شجرُه والبَهْرَم والبَهْرَمَان وأنشد
* كَوْماء مِعْطِير كلَوْنِ البَهْرَمِ*
ويُقال بَهْرَمَ
لحْيِته ـ حَنَّأها تَحْنِئةً مُشْبَعة ويقال للعُصْفُر المُرِّيق قيل هو عرَبِىٌّ
وقيل هو عجمِىٌّ يقال ثوب مُمَرَّق ـ مصبُوغ بالمُرِّيق وأنشد
يا ليتَنِى لك
مئزرٌ متمَرِّق
|
|
بالزعْفَران
لَبِسْته أيَّاما
|
فقال متمرِّق
بالزَّعْفرانِ وكان ينبغى أن يكون بالعُصْفُر كما قال الآخر «مرْبُوب بقار» وكان
ينبغى أن يكونَ برُبٍّ وصرح سيبويه بعرَبِيَّة المُرِّيق وقال حكاها لى أبو
الخَطَّاب عن العرب* أبو حنيفة* يقال للعُصْفُر الاحْرِيض* ابن الاعرابى*
الاحْرِيض ـ حَبَّةٌ خاصَّة واحدته إحْرِيضة* ابن السكيت* القِرْطِمُ ـ حَبُّ
العُصْفُر* أبو عبيد* هو القُرْطُمُ والقِرْطِمُ واحدته قُرْطُمَة* أبو حنيفة* وهو
القِرْطِمُّ ويقال لسُلَافة العُصْفُر الجِرْيَالُ وأنشد
والخَيْلُ
عابِسَةٌ كأنَّ فُرُوجَها
|
|
ونُحُورَها
يَنْضَحْنَ بالجِرْيالِ
|
سُلَافة كلِّ شئٍ
وسَلَفُه ـ ما تقدَّم منه والعرب تُسمِّى اللَّونَ الاحمرَ جِرْيالا وأنشد
وسَبِيَّةٍ مما
يُعتِّقُ بابِلٌ
|
|
كدَمِ
الذَّبِيحِ سلَبْتُها جِرْيالَها
|
فجعل الجِرْيال لونَها
فلذلك قال سَلَبْتها جِرْيالَها لأنه سَلَبها لونَها لما شَرِبَها حمراءَ وبالَها
بيضاءَ وقيل الجِرْيال ـ ما خَلُص من لَوْنٍ أحمَرَ وغيرِه وأنشد
اذا جُرِّدَتْ
يومًا حَسِبْتَ خَمِيصةً
|
|
عَليْها
وجِرْيَالَ النَّضِير الدُّلَامِصَا
|
أراد الصُّفْرةَ*
السيرافى* الزَّرَجُون ـ صِبْغ أحمرُ وقد تقدَّم أنَّه الخَمْر وأنه الكَرْم وأنه
الماء المُسْتَنْقِع فارسِىٌّ وهو مما مثَّل به سيبويه* ومما يُشَبُّ به العُصْفُر
القِلْى والقِلَى وحَبُّ الرمَّان والشَّبُّ وقد شَبَبْتُه أشُبُّه شَبًّا واسم ما
شَبَبْتُه به الشِّبَاب والشَّبُوب ومنه قيل للكَتَم شِبَاب لأنه يُوقِدُ
الحِنَّاء ويَشُدُّ لونَه ومنه قيل للرجُل الجميلِ مَشْبُوب والحَلْق ـ شجرةٌ
تَنْبُت نباتَ الكَرْم وترتقِى فى الشجَر تُطْبَخ ويُجْعَل ماؤُها فى العُصْفُر
فيكونُ خيرًا له من حَبِّ الرمَّان ويقال للعُصْفُر المُخَلَّص صَبيبٌ وأنشد
* دَمًا سِجَالاً كصَبِيبِ العُصْفُرِ*
وقد عَصْفَر
ثوبَهُ ـ اذا صبَغَه بصَبِيبةِ العُصْفُر ويُسَمَّى صَبِيبُه عُصْفُرا كما يُسمَّى
جَنَاه ويقال للتى تَلْقُطُ العُصْفُر القابِيَةُ وكلُّ ضمٍّ قَبْو قَبَوْته ـ ضمَمْته
وكان النحويُّون
يُسَمُّون الرفْعَ
القَبْو لأنه ضَمٌّ وثُفْل كلِّ ما صُبِغ به يُقال له الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ وقد
تقدم فى بَقِيَّة الماءِ* صاحب العين* طُبَاخَة كلِّ شئٍ ـ عُصَارتُه المأخُوذةُ
منه بعْدَ طَبْخه كعُصَارة البَقَّمِ ونحوِه* غيره* القِنْدِيد ـ الوَرْس
الجَيِّد* أبو حنيفة* ومما يُصْبَغ به الزَّعْفَران وقد زَعْفَرْت الثوبَ وأنشد فى
وصْف الأسَد
أمِ السَّبع
فاسْتَنْجُوا وأيْنَ نَجَاؤُكُمْ
|
|
فَهذا ورَبِّ
الراقِصَاتِ المُزَعْفَرُ
|
وقيل هو عجمِىٌّ
معرَّب ويقال له الكُركُمُ عجمِىٌّ وقد صُرِّف فقيل كَرْكَمَ ثوبَهُ قال البَعِيث
فى وصْف القَطَا
سَمَاوِيَّةٌ
كُدْرٌ كأنَّ عُيُونها
|
|
يُدَافُ بها
وَرْسٌ حدِيثٌ وكُرْكُمُ
|
* قال المتعقب* الكُرْكُمُ ـ غيْرُ
الزَّعْفَران الزَّعْفَران ـ شَعَر مَعْرُوف والكُرْكُمُ عِيدانٌ مَعْروفةِ
يُسْتَغْنى بشُهْرتها عن الشاهِد عليها ولوُنها كَلْون الوَرْس سواءً وهما
مُبايِنَانِ للوْنِ الزَّعْفران وهُما أصفَرانِ وصَبِيغاهُما أصفَرانِ فاقِعانِ
وكُلَّما زِيد فى صِبْغيهما نصَعَا وصَبِيبُ الزَّعْفرانِ أيضا أصْفَرُ فان زيد فى
صِبْغه رَهقَته كُدْرة فان أُفْرِط فيه شاكَلَ السَّوادَ ولَوْنُ الزعفران أحمَرُ*
ابن دريد* كُرْكُم ـ هو الهُرْد فى بعض اللُّغات وقيل الهُرْد ـ عُرُوق صُفْر وفى
الحديث «يَنْزِل عيسى بنُ مريمَ عليهالسلامُ فى ثوبَيْنِ مَهْرُودَيْنِ» أى مصبُوغَيْن بالهُرْد*
غيره* العَنْبَر ـ الزَّعْفَرانُ وقيل الوَرْسُ* أبو حنيفة* ومن أسمائِه الرَّيْهُقَانُ
والعَبِيرُ والخَلُوق والجادِىُّ قال أبو النجم ووصف نِساء
كأنَّ لَوْنَ
البَيْضِ فى الأُدْحِىِّ
|
|
منهُنَّ لَوْلا
صُفْرة الجادِىِ
|
* أبو عبيد* الجَسَد والجِسَاد ـ الزعْفَران
ومنه قيل للثَّوب مُجْسَدٌ ومُجَسَّدٌ ـ اذا صُبِغ بالزعْفَران* أبو حنيفة* ثوبٌ
مُجْسَد ـ اذا كَثُر فيه الزعْفَرانُ حتى يَجِفَّ فيَقُومَ قِياما ومنه يُقال
للدَّم اذا جَفَّ جاسِد وجَسِدٌ* أبو عبيد* المَرْدَقُوش ـ الزعْفرانُ وقد تقدم
أنه من الرَّياحِين* وقال* ذَرَّحت الزعفَرانَ وغيْرَه فى الماءِ ـ اذا جعلت منه
فيه شَيْأ يَسِيرا* صاحب العين* القُمُّحَانُ والقُمَّحَان ـ الزَّعفَران وقيل
الوَرْسُ وقد تقدم أنه الذَّرِيرة وأنه زَبَدُ الخمْرِ* غيره* القَرْمَدُ ـ الزَّعفَرانُ
وثوبٌ مُقَرْمَد ـ مَطْلِىٌّ به وأنشد
* بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ*
* وقال* ثوبٌ
مَفْرُوك بالزَّعْفَران وغيرِه ـ اذا صُبِغ به صَبْغا شدِيدًا* ابن السكيت* أو
غيْرُه يَدهُ من الزَّعفَران عَطِرة والفَيْد ـ ورقُ الزعفَرانِ* أبو حنيفة* ومما
يُصْطبَغُ به العَنْدَمُ ـ وهو البَقَّمُ وهو خَشَب يُطْبَخ وليس بعِرْق* قال
الأعشى فى نعْت الخمر
فبِتُّ كأَنِّى
شارِبٌ بعْدَ هَجْعةٍ
|
|
سُخَاميَّةً
حمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَمَا
|
* أبو عبيد* من ذلك دَمُ الأَخَوَيْنِ
ـ وهو الشَّيَّانُ والأيدَعُ* غيره* الأيْدَعُ ـ خشَبُ البَقَّمِ وقيل
الزَّعفَرانُ وقد بَدَّعْته* قال سيبويه* همزةُ أيْدعَ زائدة وإن لم تشْتَقَّ منه
ما تذْهَب فيه الزِّيادة فلم يَعْرِف يَدَّعته* صاحب العين* القِرْمِزُ ـ صِبْغ
أرْمَنىِّ يُقال إنه من عُصَارة دُودٍ يكون فى آجامِهِم ومما يُصْبَغُ بعصِيره
النُّكَعَة والنَّكَعة ـ وهى هَنَة تَخْرُج فى رأس الطُّرْثُوثة حَمْراء قانِئَة
ومنه قيل رجُل نَكِعٌ ـ شديدُ الحُمْرة ومما يُخْتَضَب به الحِنَّاء وهو مَمْدود
واحدته حِنَّاءةٌ وبه سمِّى الرجُل ويُجْمَع الحِنَّاء حُنَّانًا وأنشد
فَلقَد أَرُوحُ
بلِمَّة فَيْنانةٍ
|
|
سَوْداءً لم
تُخْضَبْ من الحُنَّانِ
|
وقد حَنَّأ
لِحيتَه ـ خَضَبها بالحِنَّاء وتحَنَّأَ ولا يُقال حَنَّنَ ولا تَحَنَّن ومن أسمائها
العُلَّام واليَرَنَّاء واليُرَنَّاء ممدُودانِ* أبو عبيد* هو اليَرَنَّا
واليُرَنَّا والرِّقَانُ والرَّقُونُ وقد رَقَنَ رأسَه ورَقَّنه وأرْقنَه* أبو
حنيفة* الرَّقُون مثل الخَضُوب ـ وهو كلُّ ما هَيَّأته لتَخْتضِبَ به ومنه قيل
للمْرأة اذا نَقَّطتْ وجْهها بالزعْفَران ارتَقَنتْ والرِّقَانُ كالخِضَابِ ويقال
ذلك أيضا لما اخْتضَبْت به والراقِنَة ـ المختضبة ويقال ثَمَأ لِحْيتَه يَثْمُأها
ثَمْئًا وثَمغَها ـ صبَغَها بالحِنَّاء وثَمَأْت أنفَهُ وثَمَغْت ـ اذا كسرتَه
فسالَ دَمًا ونضْوُ الحِنَّاء ـ باقِى أثَرِه وقد نَضَا نُضُوًّا ومن شِبَاب
الحِنَّاء الخِطْر والسَّنَا وهى من الأغْلاثِ والعِظْلِمُ ـ وهو الوَسِمَة
والوَسْمَة* قال* ولا أحْسَب العِظْلِمَ سمِّى وَسْمة الا من الوَسَامة لأنها
تَسْتُر قُبُوحَ الشَّيْب وتُشَبِّه الشيخَ بالشابِّ* قال أبو على* واشتِقاقُ
أسْماءَ منه ولذلك لم تُصْرَفْ* أبو عبيدة* الغَرِىُّ ـ صِبْغٌ أحمرُ وأنشد
* كأنَّما جَبِينُه غَرِىُّ*
* أبو حنيفة* ومن
شِبَاب الحِنَّاء الصَّبِيب ـ وهو نُقَاعةٌ ولذلك قيل لما صَبَّته السَّحابةُ من
المطر فاستَنْقَع صَبِيب وقيل هو طَبِيخُ شُجَيْرة تُشْبِه السَّذَابَ وقيل هو
ماءُ شجَرةِ السِّمْسِم وقيل هو نُقَاعَةُ حِنَّاءٍ تُصَبُّ على حِنَّاء فتُعْجَن
بها وقيل الصَّبِيب ماءُ الشُّقَّارَى والاختِلافُ فيه ليس من قِبَل الصَّبِيب هذه
المِياءُ كلُّها صَبِيب ولكن من قِبَل الأشياءِ التى أُخِذ صَبِيبُها فالصَّبِيب
واحِدٌ وما استُلَّ منه شَتَّى* ابن السكيت* القُفْل ـ شجَرٌ بالحِجازِ يَضْخُمُ
يتَّخِذ النساءُ من ورقِه غُمْرا يجىء أحمرَ ومما يُمتَشَط به فيُسَوِّد الشعَرَ
ورَق العِشْرِق وورَق القانِ والفِرْصاد ـ صِبْغٌ فى الأيْدِى وللأثواب ولا يُصبَغ
به والفِرْصاد ـ هو التُّوثُ والتُّوتُ وقيل التُّوثُ بالفارِسيَّة والتُّوت
بالعَربِيّة* ابن السكيت* هو التُّوتُ ولا تقُلِ التُّوث* ابن دريد* اللَّطَخُ ـ كلُّ
شئٍ لطَخْته بغير لَوْنه* أبو زيد* الغُمْرة والغُمْر الزعْفرانُ وقيل الوَرْس
وثوبٌ مُغَمَّر ـ مصْبُوغ به وجارِيَة مُغَمَّرة ـ مطْلِيَّة ومُغْتَمِرة
ومُتَغَمِّرة* أبو زيد* العَوْهَق ـ صِبْغٌ يُشْبِه اللَّازوَرْدَ* غيره* العِرْق
ـ نَبَات أصفَرُ يُصْبَغ به وجمعُه عُرُوق وقيل العِرْق جَمْع واحدتُه عِرْقة* أبو
زيد* وهو الجُزْع* صاحب العين* الحَلْق ـ نَباتٌ لورَقِه حُمُوضة يُخْلَط
بالوَسْمة للخِضاب الواحدة حَلْقة
الاصْطِباغُ والاخْتِضابُ
خَضَبْت الشئَ
أَخْضِبُه خَضْبا وخَضَّبته ـ غيَّرْت لونَهُ بحُمْرة وكلُّ ما غُيَر لونُه
بحُمْرة فهو مَخْضُوب وخَضِيب وكذلك الأنْثَى والجمع خُضُب وقد اخْتَضَبَ
وتَخَضَّب واسم ما تَخَضَّبْت به الخِضَابُ والخُضَبَة ـ المرأة الكثيرةُ
الاختِضاب* أبو عبيد* اخْتَضَبتِ المرأةُ طَرْقًا أو طَرْقيْن ـ أى مَرَّة أو
مرَّتَيْنِ* صاحب العين* اختَضبتِ المرأةُ غَمْسا ـ اذا غَمَست يديْها خِضَابا
مُسْتوِيًا من غير تَصْوِير* وقال* نَضَا الخِضَابُ نَضْوا ونُضُوًّا ـ ذهبَ لونُه
ونصَلَ يكونُ ذلك فى اليَدِ والرِّجْل والرأسِ واللِّحية ونُضَاوةُ الخِضَابِ ـ ما
يُؤْخَذ منه بعد النُّصُول* أبو حاتم* صَبَغْته أصْبُغُه صَبْغا واصْطبَغْتُه*
صاحب العين* والاسم الصِّبْغُ والصِّبَاغ وقد أنعمتُ
تجْنيس ذلك فى باب
ألْوان اللِّباسِ* وقال* ثَمَغ رأسَهُ بالحِنَّاءِ والخَلُوقِ يَثْمَغُه غمَسه
فأكثَرَ
الشجرُ المُرُّ والعَفِص وعُصَارتُه
* أبو عبيد*
الصَّابُ ـ ضَرْب من الشجَر مُرٌّ* أبو عمرو* واحدته صابَةٌ* صاحب العين* الخَدْلة
ـ الساقُ من الصَّابةِ* أبو عبيد* السَّلَع ـ ضَرْب من الشجَر مُرٌّ* قال أبو على*
وانما قيل للسُّمّ سَلَعٌ تشبِيها به ولم يَضَعْه صاحب العين على التشبِيه بل قال
السَّلَع ـ شجَرٌ مُرٌّ وقيل هو السَّمُّ* أبو حنيفة* الصَّبِر ـ عُصَارةُ نَبْتٍ
شبِيه بِنَباتِ السَّوْسَنِ الأخضَرِ الا أنه أكثَرُ ورَقا يُؤْخَذ ذلك الورَقُ
فيُقْدَح فى المَعاصِير وتَسِيلُ عُصارتُه الى حِبابٍ مُجَيَّرة ويُقَرُّ حتى
يَمْتُنَ ثم يُجْعَل فى الجُرُب ويُشَمَّس حتى يشْتدَّ ثم يُحْمَل فى البِلاد
والمَقِرُ ـ نَباتُ الصَّبِر وزعم أنه يخرُج الصَّبِرُ منه أوَّلا ثم الحُضُضُ
يقال الحُضُض والحُضَض والحُظُظ والحظَظ ثم ثُفْله الذى يبْقَى يقال له المَقِر*
ابن دريد* أمْقَرْت لفلانٍ شَرابًا أمْررْته له وكلُّ شئٍ أنقَعْته فى شئٍ فقد
مَقَرْته فيه وهو مَقِير ومَمْقُور ومُمَقَّرٌ* أبو حنيفة* ويقال لشجر المَقِرِ
العَلَسِىُّ* ابن دريد* الثُّفَّاء ـ الصَّبِرُ وقيل حَبُّ الرَّشادِ* ابن السكيت*
أعْقَى الشئُ ـ صار مُرًّا* أبو عبيد* الْقارُ الشجر المُرُّ * أبو حنيفة* هذا أقْيَرُ من هذا ـ أى أمَرُّ منه* ابن
دريد* يُسمَّى الخَضْخَاضُ قارًا* أبو حنيفة* القِشْب ـ نباتٌ يشْبِه المَقِر
يَسْمُو من وسَطه قضِيبٌ فاذا طالَ تنَكَّس من رُطُوبته وفى رأسه ثمرةٌ ويُضَجَّج
بالقِشْب سِباعُ الطيْرِ فيَقْتُلها ومن عالجَه شَدّ أنفَه والا ضَرَّه* ابن دريد*
العَزْوَق ـ حَمْلُ شجرٍ فيه بَشَاعة وربما سُمِّى الفُسْتُق عَزْوقا وقد تقدم*
صاحب العين* الدِّفْلَى من الشجَر المُرِّ واحده وجمعُه سواءٌ* أبو حنيفة*
الدِّهْن ـ شجَرٌ كالدِّفْلَى* صاحب العين* العَفْص ـ شجرٌ يحمِلُ مَرَّة بَلُّوطا
ومَرَّة عَفْصا وعَفَّصْت الحِبْر جعَلْت فيه العَفْص* غيره* العِسْبِقُ ـ شجَرٌ
مُرُّ الطَّعْم* ابن دريد* الشَّرِيس ـ نَبْت بَشِع الطَّعْم وكلُّ بَشِيع
الطَّعْم شَرِيس* صاحب العين*
__________________
الصُّبَار ـ حمْلُ
شَجرٍ شديدُ الحُمُوضة له عَجَم أحمَزُ عرِيضٌ يُجْلَب من الهِنْد* أبو عبيد*
المُمْقِر ـ الحامِضُ أيضا* ابن السكيت* الحَبْنُ ـ الدِّفْلَى
التحلِيَة
* أبو حنيفة*
السَّلَع ـ شجَرٌ مثلُ السَّنَعْبُق الا أنه ينْبُت بقُرْب الشجَرة ثم يتعَلَّق
بها فيَرْتقِى فيها حِبَالا خُضْرا لا ورَقَ لها ولكن قُضْبانٌ تلتَفُّ على
الغُصُون وتتَشَبَّك وله ثمرةٌ مثلُ عَناقِيد العِنَب صِغَار فاذا يَنَع اسوَدَّ
فتأكُلُه القُرُود فقَطْ واذا قُصِف سالَ منه ماءٌ لَزِجٌ صافٍ له سَعَابِيبُ وقيل
السَّلَعُ ـ سَمٌّ كلُّه وهو لَقَط قلِيلٌ فى الأرض له وُرَيْقةٌ صُفَيراءُ شاكةٌ
كأنَّ شَوْكها زَغَب وهو بَقْلة تفَرَّش كأنَّها راحةُ الكَلْب لا أَرُومةَ لها
وليس بمستَنْكر أن تَرْعاه النَّعَم مع مَرَارته فقد تَرْعى الحَنْظَل الخُطْبانَ
وقيل السَّلَع ـ بَقْلة من الذُّكُور خبِيثةُ الطَّعْم* ابن دريد* العِسْبِق شجرٌ
مُرُّ الطَّعْم
باب الأَدْهان
* غير واحد*
دَهَنْته أَدْهُنُه دَهْنا والدُّهْن الاسم والجمع الأدْهانُ والدِّهَان وقد
ادَّهَنَ فأما ما أجازه النحوِيُّونَ من قولهم عَجِبْت من دُهْنِ زيدٍ لِحْيتَه
فعلى قوله «باكَرْتُ حاجتَها الدَّجاجَ» وقوله
* وبَعْدَ عَطائِكَ المِائَةَ الرِّتَاعَا*
وقد أَبَنْت قولَه
تعالى (فَإِذَا انْشَقَّتِ
السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) فى ألوان الخَيلِ* صاحب العين* المُدْهَن ـ آلةُ الدُّهْن وهو
أحدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرْب والقولُ فيه كالقول فى المُكْحُلة وقد تقدم* أبو
عبيد* الغِرْيَنُ والغِرْيَلُ ـ ما بَقِى فى أسْفَل القارُورةِ من الدُّهْن وقد
تقدم فى الصِّبَاغ* ابن دريد* الحِثْلِم ـ ما يَبْقَى فى أسفَلِ القارُورةِ من
عَكَر الدُّهْن ولا يكون الا من طِيبٍ* غيره* وهو الحِثْلِبُ* اللحيانى* حُثَالة
الدُّهْن وغيرِه من الطِّيب وحُفَالتُه كذلك* ابن دريد* أصْهَيْت الصبِىَّ ـ اذا
دَهَنْته بالسَّمْنِ ثم نَوَّمته فى الشمْس
من مَرَض يُصِيبه*
صاحب العين* الارْفاهُ ـ الادِّهَان كلَّ يومٍ وقد نُهِى عنه والخَطَّار ـ دُهْن
يتَّخَذ من الزَّيت بأفَاوِيه الطِّيب والفِتَاق ـ أخْلاطٌ بابِسةٌ مدقُوقةٌ
تُفْتَق ـ أى تُخْلَط بدُهْن الزَّنْبَق ونحوِه كى تَفُوحَ رِيحُه* وقال* الصُّعُد
ـ شجرةٌ يُتَّخَذ منها القارُ* وقال* مَرَخْته بالدُّهْن مَرْخا ومَرَّخته ـ دَهَنته
وتَمَرَّخْت به ورجل مَرِخٌ ومِرِّيخٌ ـ كثيرُ الادِّهانِ* ابن دريد* رَطَّل
شعَرَه ـ لَيَّنه بالدُّهْن وكسَّره وثَنَّاه* النضر* سَلَأْت السِّمْسِمَ سَلْئًا
ـ عصَرْته وأخرجْتُ دُهْنه* صاحب العين* الزَّنْبَق ـ دُهْن الياسَمِين* وقال*
دُهْنٌ مُقتَّت ـ مطَيَّب مطَبْوخٌ بالرَّياحِينِ* أبو عبيد* الدُّهْن المُرَوَّح
ـ المطَيَّب وربَّبْت الدُّهنَ ـ طيَّبته* صاحب العين* القَفَعات ـ الدَّارَاتُ
التى يجعلُ فيها الدَّهَّانونُ السِّمْسم المطحُونَ ويوضَع بعضُه على بعض حتى
يَسِيلَ منه الدُّهْن* غير واحد* سَغْبلَ رأسَه بالدُّهْن وسَعْسَعه وغَرَّقه ـ روَّاه
وقد تقدم عامَّةُ ذلك فى الطَّعام* صاحب العين* الزَّيْت ـ عُصَارة الزَّيْتونِ
وقد قدمت تَصْريفَ فِعْله فى باب الطَّعام* أبو عبيد* السَّلِيط عِنْد عامَّة
العربِ ـ الزيْتُ وعند أهل اليمَن دُهْنُ السِّمْسِم وأنشد
* أَهالَ السَّلِيطَ فى الذُّبَال المُفَتَّلِ*
* غيره* الحَلُّ ـ
دُهْن السِّمْسِم* أبو عبيد* شاط الزَّيْتُ ـ خَثُرَ* أبو عبيد* المُهْلُ ـ دُرْدِىُّ
الزيْتِ* أبو زيد* غَلَلْت الدُّهْنَ فى رأسِى ـ أدخَلْتُه فى أُصُول الشَّعَرِ*
صاحب العين* المَرْغ ـ إشباعُ الدَّهْن* سيبويه* مَرَخ يَمْرَخ ـ يعنى دَهَن
تغَيُّر الدُّهْن
* أبو عبيد*
تَمِهَ الدُّهْنُ تَمَها ونَسِمَ ونمِسَ ـ تغَيَّر وكذلك سَنِخَ* أبو حنيفة*
وزَنِخَ وفيه زَناخة وزَنَخ وسَناخةٌ وقد تقدم فى الرِّيح المُنتِنَة
باب الصَّمْغ واللَّثَى والمَغَافِيرِ والعُلُوكِ ونحو ذلك
* أبو حنيفة*
الصَّمْغ ـ ما جَمَد من نَضْح الشجَر ولم تكنْ له مَمْضَغَة والعِلْكُ ـ ما كانتْ
له مَمْضَغة* أبو حاتم* هو من قولهم عَلَكْت الشئَ أعْلِكُه وأَعْلُكُه عَلْكا ـ اذا
مضَغْته ولَجْلجْته فى فِيكَ وطعامٌ عالِكٌ وعَلِكٌ ـ مَتِين المَمْضَغَةِ* صاحب
العين* جمع العِلْك عُلُوك والعَلَّاك ـ بائِعُ العِلْك* أبو حنيفة* المَغَافِيرُ
ـ كالصَّمْغ الا أنه حُلْو يَجِفُّ فيكونُ كالسُّكَّر واللَّثَى ـ ما سالَ فجَرَى
جَرْىَ العسَل ويُقال صَمْغ وصَمَغ واحدته صَمْغة وصَمَغة وقد أصْمغَ الشجرُ وفى
المَثل «تركْتُه على مِثْل مَقْلَع الصَّمْغة ومَقْرِفِ الصَّمْغة» وهما سواءٌ ـ اذا
لم يَدَعْ له شيأ وذلك أن الصَّمْغة اذا قُلِعت من الشجرة لم يَكَدْ يَبْقَى منها
فى الشجرة شئٌ بل تأخذُ معها بعضَ النَّجَب فاذا كانتِ الصمْغةُ حمراءَ كبيرةً
كأنها جُمْع الكَفِّ فهى قُهْقُرٌّ ويَهْيَرٌّ وصَرَبَة وجمعها صَرَبٌ فاذا كانت
صغيرةً فهى صُعْرُور وقيل الصُّعْرور صَمْغة تَلْتوِى ولا تكون صُعْرورةً الا
مُلْتوِيَة وهى نحوُ الشِّبْر وقيل الصُّعْرور يكونُ مثلَ القَلَم ويَنْعطِف
كالقَرْن وفى السَّمُرة الدُّوَدِمُ والحَذَال واحدته حَذَالة فأما الدُّوَدِم
فيَخْرُج من أجْواف الشجَر أسوَدَ فى حُمْرة يَتَدَمَّم به النساءُ ـ أى يَجْعلْنه
على وجُوههن والدَّمُّ ـ اللَّطْخ وقد دَمَّ حائِطَه ـ اذا طَيَّنه وقيل هو شئٌ
يُشْبِه الدَّمَ يَخْرُج من السَّمُرة فيقال قد حاضَتْ ـ اذا خرجَ ذلك منها* ابن
دريد* وهو الدُّوَدِن وقيل هو دَمُ الأخَوَين* أبو حنيفة* والحَذَال ـ شئٌ آخَرُ
يشبِهُ الدُّوَدِمَ ومن الصُّمُوغ المُقْل الذى يسمَّى الكُنْدُرَ ـ وهو من
الأدْوِيةِ يَنْبُت بيْنَ الشِّحْر وعُمَانَ* غيره* الكُنْدُر ـ اسمُ جميع
العِلْك* أبو حنيفة* ومنها الضِّجَاج بالكسر ـ وهو صَمْغ أبيضُ يغْسِل به الناسُ
ثِيابَهم ورُءُوسهم فيُنْقِى ومَنْبِتُه هُنالِك وقد قدمت أنه ما يُقْتَل به
السِّبَاعُ والطيْرُ من الشجَر ومنها الكَثِيراء* قال* وهو صَمْغ قَتَادِنا هذا لا
القَتادِ المعروفِ ومنها اللَّكُّ وهو يُعمُّ العُودَ كلَّه فيكون له كالقِرْف واذا
طُبِخ واستُخْرِج صِبْغُه فهو اللُّكُّ بالضم تُصبَغ به الجُلُود التى يُقال لها
اللَّكَّاء وليس ببلاد العرَبِ ولكن قد جَرَى فى كلامهم* قال الراعى يصف رقْم
هوادِجِ الأعراب اذا رحَلُوا فزيَّنُوها
* بأحْمَر من لُكِّ العِراقِ وأصْفرَا*
* صاحب العين*
جِلْدٌ ملْكُوك ـ مَصْبوغ بالُّكِّ واللُّكُّ والَّكُّ ـ ما يُنْحتُ من الجلُودِ
الملْكُوكة تُشدُّ به نُصُبُ السَّكاكِينِ* أبو حنيفة* ومنها صَمْغ المُرِّ
ومَنابِتُ شجرِه بسُقُطْرَى من هناك يقَعُ الى أرض العرب يمَدُّ ويُقْصَر ومنها
الأيْدَع وهو صَمْغ أحمرُ يُؤْتَى به من سُقُطْرَى وتُدَاوَى به الجِراحُ
ولحُمْرته شبِّه به الدَّمُ وقيل إنه شَحْم يُطْبخ فيَخْرُج منه ماء أحمَرُ* ابن
دريد* قَطَر الصمْغُ من الشجرة يَقْطُر قَطْرا ـ خرَجَ* صاحب العين* الدِّبْق ـ حَمْل
شجَرٍ فى جَوْفه كالغِرَاء يَلْزَق به جَناحُ الطائرِ وقد دَبَقته أدْبِقُه دَبْقا
ودَبَّقته* أبو حنيفة* ومما جَرَى مَجْرَى الصُّمُوغ الكافُورُ وليس من نَبَات
بلادِ العرَب وقد جَرَى فى كلامهم ومن العِلْك عِلْك المَصْطَكَا الميم من نَفْس
الكلِمة ويقال شَرَابٌ مُمَصْطَك ـ اذا كان فيه المَصْطَكَا وشجَرِ البُطْم الذى
يسمَّى عِلْكُه عِلْكَ الأنْباط كأنها مُتناسِبَة وأما المَغافِير فانها تَكُون فى
الرِّمْث والعُشَر والثُّمَام فما كان منها فى الرِّمْث فانه يكونُ أبيَضَ مثلَ
الجُمَّار حُلْوا فيه لينٌ وما كان منه فى العُشر فانه يخرُج من قُصُوصه ومواضِع
زَهْره فيَيْبَس يجمعُه الناسُ ويُسَمَّى سُكَّر العُشَر وفيه مَرارَة واحدها
مُغْفُور ومُغْفُر ومِغْفَر ومِغْفَار وتُبْدل الثاءُ من الفاء فى ذلك كُلِّه*
وقال* تَمْغفَرْت المُغْفُورَ ـ جَنيْته وقد أَغْفَر الرِّمْثُ* ابن دريد*
المَغْفُوراءُ ـ أرْضٌ فيها مَغَافِيرُ وصَمْغ الاجَّاصة مُغْفُور ومِغْفار* أبو
عبيد* خرجوا يتَمغْفَرُون ـ أى يَجْنُون المَغَافِيرَ* ابن السكيت* يتَغَفَّرُون
كذلك* أبو صاعد* خرَجْنا نَلْتثِى ونَتَلَثَّى ـ أى نأخُذُ اللَّثَى* أبو حنيفة*
فان رَقَّ من ذلك شئٌ حتى يَسِيلَ كان لَثًى وقد ألثَت الشجرةُ ـ اذا نضَحَت ما تحتَها
باللَّثَى وليس فى لَثَى العُرفُط حلاوةٌ* صاحب العين* لَثِيَت الشجرةُ لَثًى فهى
لَثِيَةٌ* ابن دريد* ألْثيْت الرجُل ـ أطعمتُه الصَّمْغ* أبو حنيفة* وقد زعمَ بعضُ
الرُّوَاة أن الشَّراب الذى يُتَّخذ منه يسمَّى العَبِيبَةَ وهم يتَبَلَّغُون به*
قال* ومن أجناس المَغَافِير العَسَلُ الجامِدُ الذى يَسَّمى عِنْدنَا
التَّرَنْجَبِيل انما هو نَبْع شجَرةٍ من شجَر
الشَّوْك صَغيرة
والحِلْتِيتُ ويُقال الحِلِّيت ـ نَباتٌ يَسْلَنْطِح ثم يخْرُج من وَسَطه قَصَبة
تسْمُو وفى رأسها كُعْبُرة فالصَّمْغ الذى يَخْرُج فى أصُول تلك القَصبةِ هو
الحِلْتِيت والمُرُّ ـ صَمْغة وبه سمِّى الرجلُ* ابن دريد* الخِيْلُ ـ الحِلْتِيت
يمانِيَة* وقال* الضَّجْع ـ صَمْغ نَبْت يُغسل به الثِّيابُ والأَمْطِىُّ ـ صَمْغ
يُؤْكَل من صَمْغ الشجر كاللُّبان تأكُلُه الأعراب وقد تقدم أنه من نَباتِ الرمل
والضِّرْيَمُ صَمْغ من صَمْغ الشجر ذكره الخليل* وقال* اللَّاذَنُ واللَّاذَنَةُ ـ
ضَرْب من العُلُوك وقيل هو دَواءٌ بالفارسِيَّة وقيل هو نَدَى يسْقُط فى الليل على
العَنَم فى بعض جَزائِر البحْر* قال الفارسى* هو معْرُوف قد ذكرتْه حُذَّاق
الفلاسِفَة* صاحب العين* الثَّعْر والثُّعْر ـ لَثًى يخرُج من أصْل السَّمُرة قيل
هو سَمٌّ واذا قُطِرَ فى عَيْن منه قَطرةٌ مات صاحِبُها وجَعًا* وقال* قَرِد
العِلْكُ قَرَدا ـ فسدَ طَعْمُه
باب الكَمْأة
* أبو حنيفة*
الكَمْأة جمعٌ واحدُه كَمْءٌ وهو من النادر لأن بِناءَ الكلام أن يكونَ الواحدُ
بهاء والجمع بطرْح الهاء وقيل ان الكَمْأة تكون واحدة وجمعا وقالوا كَمْءٌ
وأكْمُؤٌ والكثير الكَمْأة* سيبويه* الكَمْأة اسم للجَمْع وليس بتكسير كَمْءٍ لأن
فَعْلا لا يكسَّر على فَعْلة وواحده عنده كَمْ* أبو حنيفة* أكْمأت الارضُ ـ كَثُرت
كَمْأَتُها والمَكْمُؤة ـ الموضِع الكثيرُ الكَمْأة وأنشد
اذا شِيمَ
أَكْدَى على كَوْدَنٍ
|
|
كما الفَقْع
بالجَلْهَةِ المَكْمُؤَهْ
|
ويقال للَّذِى
يَخْرُج لاجْتِناء الكَمْأة المُتَكَمِّئُ وللذى عَملُه جمُعها وجَلْبُها
الكَمَّاءُ وأنشد
لقد ساءَنِى
والناسُ لا يَعْلَمونَهُ
|
|
عَرَازِيلُ
كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقيم
|
العِرْزال ـ بيتٌ
صَغِيرٌ يَبْنِيه الكَمَّاء بالقَفْر يَأْوِى اليه ويجمَع فيه الكَمْأة وقد تقدم
شرحُ العِرْزال فى غير موضع* أبو عبيد* الكَمْأة ـ هى التى الى الغُبْرة
والسَّوَاد* قال*
ومن الكَمْاة الجَبْأة مقْصُور مهمُوز ـ وهى الحُمْر واحدُها جَبْء والجمع أجْبؤٌ*
أبو حنيفة* الجَبْأة ـ خِيَارُ الكَمْأة وقيل الجَبْأة ـ هَنَةٌ كأنها كَمْءٌ ولا
يُنْتَفَع بها وهى بَيْضاءُ وجمعها جِبَاءٌ* وقال مرة* الجِبَاءُ السُّود فلم
تجمَعْ بالهاء كأنَّ واحدتَها جِبَاءة وقد أجْبأتِ الارضُ ـ كثرت جَبَأتُها وأرضٌ
مَجْبأةٌ والبَدْأه ـ كالجَبْأة الا أنها سَوْداءُ* أبو عبيد* ومنها بَنَات أوْبَر
ـ وهى الصَغَار الى الغُبْرة والسَّوادِ وأنشد
ولقد جَنَيْتُكَ
أكْمُؤًا وعَساقِلاً
|
|
ولقد نَهَيْتُكَ
عن بَنَاتِ الأَوْبَرِ
|
* قال أبو على* الالف واللام فى أوْبَر
زائدة كما قال الآخر
* يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانَتْ صاحِبِى*
روى ذلك عن أحمدَ
بنِ يحيى وأما ابن السكيت فرَوَاه أمَّ الغَمْر بالغين وهذا لا شاهد فيه على زيادة
الالف واللامِ* أبو حنيفة* بَنَاتُ أوْبَر صِغَارٌ أمثالُ الحَصَى رَدِيئةُ
الطَّعْم يكُنَّ فى النِّقْض من واحدةٍ الى عَشْر وهى أوَّل الكمأة ويقال إنَّ
بَنِى فلانٍ مثلُ بَناتِ أوْبَرَ يُظَنُّ أن فِيهم خَيْرا وقيل بَناتُ أوْبَر ـ شئٌ
مثلُ الكَمْأة وليس بها ومنها العَسَاقِيل* أبو حنيفة* العَساقِيلُ والعَسَاقِل ـ أكبَرُ
من الفَقْع وأشدُّ بَياضا واسْتِرْخاءً واحدها عُسْقُول وعَسْقَل والصاد لغةٌ وهو
رَدِىء فى قول بعضِهم وقيل العُسْقُول ـ ضَرْب من الجَبْأة وهى كَمْأةٌ بينَ
البَياضِ والحُمْرة* غيره* واحدته عُسْقُولة* أبو عبيد* ومنها الفَقْع وجمعه
الفِقَعة وهى البِيضُ* ابن السكيت* هو أذَلُّ من فَقْعِ قَرْقَرٍ وفِقْعِ* أبو
حنيفة* هى العَسَاقِيل* وقال مرة* الفَقْع الواحدةُ فَقْعة ـ هَنَاتٌ بِيضٌ وهى
أردَأُها طَعْما وبها سُمِّى الحَمَام فَقِيعا وكل ما تَقَقَّعت عنه الارضُ من غير
أصْلِ ولا بَقْلٍ ولا ثمرة فهو فَقْع والجمع أفْقُع وفُقُوع ويقال للفِقَعة أيضا
الفُطر واحدته فُطْرة والقَعْبَل وهو شرُّ ذلك وقيل القَعْبَل ـ ضَرْب من الكَمْأة
ينْبُت مُستَطِيلا كأنَّه عُودٌ له رأْس فاذا يَبِس تطايَرَ ويقال له فَسَوَات
الضِّبَاع* قال* واذا يَبِس الفَقْع ـ آضَ له جَوْفٌ أحمَرُ اذا مُسَّ تفَتَّت
ويسَمَّى الذى يكونُ فى
جَوْفها بَوْغا
أُخِذ من البَوْغاءِ ـ وهى التُّراب الذى يَطِير من دِقَّته اذا مُسَّ والكَوْكَب
الفُطْر* قال* ولا أذكُرُه عن عالِمٍ والمعروف أن الكَوْكَبَ نَبَات يسَمَّى
كَوْكَبَ الارضِ لم يُحَلَّ* أبو عبيد* الغَرَدَة والمُغْرُودَة والمُغْرُود
والغَرَاد واحدته غَرَادةٌ ـ وهى الصِّغَار من الكَمْأة ويقال أيضا هى الغِرَاد
واحدتُها غَرَدَةٌ* أبو حنيفة* الغَرَاد ـ الكَمْأةُ الرَّدِيئة والمَغْرُودَاءُ ـ
أرضٌ ذاتُ مَغَارِيدَ وقد أغْرَدتِ الارضُ ـ كَثُرت مَغَارِيدُها* ابن السكيت*
الغِرْد والغَرْد ـ ضَرْب من الكَمْأة قال وهى الغِرْدة* أبو عبيد* الجَمَامِيس ـ الكمأة*
قال أبو حنيفة* لم يُسْمَع لها بواحدٍ* قال* ويقال للكَمْءِ الأبيض قُرْحانٌ
الواحد أقْرح قال أبو النجم
وأَوْقَرَ
الظَّهْرَ الىَّ الجانِى
|
|
من كَمْأةٍ
حُمْر ومن قُرْحَانِ
|
وقيل القُرْحان ـ ضَرْب
من الكَمْأة أبيضُ صِغَار ذاتُ رُءُوس كرُءُوس الفُطْر الواحدة قُرْحانةٌ
والعُرْجُون ـ ضَرْب من الكَمْأة قَدْرُ شِبْر أو دُوَيْن ذلك وهو طَيّب ما كانَ
غَضًّا والقعد ـ ضَرْب من الكمْأة* أبو عبيد* القُلَاعة والقُلَّاعة ـ قِشْر
الارضِ الذى يرتَفِع عن الكَمْأة ويَدُل عليها والقِلْفِعَة كذلك* غيره*
القِلْفِعَة ـ الكَمْأة أيضا* أبو حنيفة* القِلْفِعَةُ كالقُلَاعة والنِّقْض
الموضِعُ الذى يَنْصَدِع عنها والجمع أنْقاضٌ* ابن السكيت* ونُقُوض وقد انْقَضْتُ
الكمأةَ فانْتَقَضتْ* أبو حنيفة* ويقال للكمأةِ حينَئذٍ نِقْض والجميع أنقاضٌ
وأنشد
كأنَّ
السَّلِيطِيِّين أنْقاضُ كَمْأةٍ
|
|
لأوَّلِ جانٍ
بالعَصَا يستَثِيرها
|
وقد نَقَّضَ
الكَمْءُ ـ اذا نقَض عن نفسه الارضَ وبَدَا وأنشد
* ونَقَّضَ الفَقْعُ فأبْدَى بَصَرَهْ*
* صاحب العين*
الشَّطْءُ ـ خُرُوج الكَمْأة من الارضِ والنَّباتُ اذا صَدَع الارضَ فظَهَر قيل له
الشَّطْءُ* أبو عبيد* السِّرَرُ ـ ما على الارضِ من التُّراب والقُشور وجمعه
أسِرَّة* صاحب العين* وهو السَّرِير* ابن دريد* الهرنيق
ـ ضَرْب من
الكَمْأة* وقال* فَقْعةٌ شِرْيَاخ ـ اذا عَظُمت حتى تَنْشَقَّ* أبو زيد* خَفَيْت
الكَمْأةَ ـ أخْرجْتُها من الارضِ وأظْهَرْتُها وأمَا غيْرُه فعَمَّ به م
(تم الجزء الحادى
عشر ويتلوه الجزء الثانى عشر
وأوّله ما يشاكل
الكمأة مما هو فى طريقها)
فهرست
الجزء الحادي عشر
من كتاب المخصص
فهرست الجزء الحادي عشر من كتاب المخصص
٣
|
الأوصاف التي تعم
الاشجار في عظمها
|
٥٦
|
آفات الزرع
|
٤
|
صغار الشجر ودقاقها
|
٥٧
|
عيوب
الطعام
|
٥
|
باب في أثمار الشجر
والنبات
|
٥٨
|
ما في الطعام مما لا خير فيه
|
١٠
|
أسماء أصول الشجر
وأعاليها
|
٥٩
|
الطعام ذو الزكاء والنزل والذي لا نزل
له
|
١٠
|
باب اليابس من الشجر
والخشن
|
٦٠
|
لغريلة والانتحال
|
١٢
|
العيب في العود من
القادح والخور والسوس
|
٦٠
|
أجناس البر والشعير
|
١٣
|
أسماء الأبن التي في
العود
|
٦٢
|
باب القطاني والحب
|
١٤
|
قشرلحاء الشجر
|
٦٣
|
ومما يجرى مجرى الحب ولا يجرى مجرى
القطاني
|
١٥
|
باب عطف العود وكسره
|
٦٤
|
باب الفاكهة وأنواعها
|
١٧
|
القديم من الشجر
|
٦٥
|
صفة الكرم ونباته
|
١٨
|
أسماء العيدان
والعسى
|
٧١
|
أجناس العنب
|
١٨
|
باب الاوتاد
|
٧٢
|
صفات العنب
|
١٩
|
باب قطع الشجر
واستلاله
|
٧٢
|
الخمر
|
٢١
|
شق العود ونحته
والانته
|
٨٢
|
الآنیة
للخمر وغيرها
|
٢٢
|
الفرض في العود
ونحوه
|
٨٧
|
باب أصمة الأواني وغلفها
|
٢٢
|
باب الاحتطاب
|
٨٧
|
باب المزاج والتصفية
|
٢٣
|
الأدوات التي تعتمل
في القطع
|
٨٩
|
اجتلاب الخمر واستباؤها
|
٢٦
|
الزند والنار
|
٩٠
|
الانبذة التي تتخذ من التمر والحب والعسل
|
٣٨
|
أسماء جهنم
|
٩١
|
باب الشرب للخمر وغيرها
|
٣٨
|
المصابيح
|
٩٧
|
الغصص بالشراب
|
٣٩
|
باب الفحم
|
٩٨
|
الندم ومداومة الشراب
|
٤٠
|
الدواخن
|
٩٩
|
العربدة
|
٤١
|
الأرمدة
|
٩٩
|
الدبيب والسكر
|
٤٢
|
ذكر مايعم الشجر
ويخصها من المنابت
|
١٠١
|
باب الداخل على القوم في الشراب لم يدع اليه
|
٤٣
|
أسماء رحاب الشجر
|
١٠٢
|
(كتاب النخل)
|
٤٣
|
أسماء جماعة الشجر ـ
وذكر الشجر الكثير الملتف من الآجام ونحوها
|
١٠٢
|
باب اغتراس النخل وافتساله بدء نباته
|
٤٩
|
أعيان النبات والشجر
ـ صفة الزرع
|
|
|
١٠٤
|
باب أصول النخل
|
١٣٨
|
أجناس البلس
|
١٠٥
|
نعوت سعف النخل
وكربه وقلبته
|
١٣٨
|
التفاح
|
١٠٧
|
عذوق النخل ونهوتها
|
١٣٨
|
الزعرور
|
١٠٩
|
ترجيب النخل وتكميم
عذوقها
|
١٣٨
|
الخوخ
|
١٠٩
|
لقاح النخل وفحاله
|
١٣٩
|
الحوز
|
١١٠
|
نعوت النخل في طولها
وقصرها
|
١٣٩
|
اللوز وما في طريقه
|
١١٢
|
نعوت النخل في
اصطفافها ونبتتها
|
١٣٩
|
الفستق
|
١١٤
|
نعوت الخل في جزئها
وبعدها من الماء وقربها
|
١٤٠
|
الرمان
|
١١٥
|
جماع النخل
|
١٤٠
|
باب أشجار الجبال
|
١١٦
|
حمل النخل وسقوط
حمله
|
١٤٢
|
التحلية
|
١١٨
|
نعوت النخل في
الابكار والتاخر
|
١٤٧
|
ما ينبت منها في الجلد والغلظ
|
١١٩
|
نعوتها في الصبر على
القحط
|
١٤٨
|
التحلية
|
١١٩
|
عيوب النخل وآفاتها
|
١٤٩
|
السنعبق ـ السماق ـ العشثرفي العتر
|
١١٩
|
طلع النخل وادراك
ثمره
|
١٥٠
|
القلقل ـ الثغرة
|
١٢٤
|
معالجة الثمر
للارطاب والايباس
|
١٥١
|
ما ينبت منها في السهل
|
١٢٤
|
صرام النخل وخرصه
|
١٥٢
|
تحلية ما كان منه شجرا ـ العرفج
|
١٢٥
|
اختراف النخل ولقط
ما عليه
|
١٥٣
|
الشقاري ـ الحنزاب ـ الا؟
|
١٢٧
|
رفع التمر وموضعه
بعد لضرام
|
١٥٤
|
الحرشاء ـ الصفراء ـ الحلمة
|
١٢٧
|
جلال التمر وأوعيته
ونثر ما فيها
|
١٥٥
|
الشبرم ـ الحسك ـ السعدان
|
١٢٨
|
جماعة التمر وبقيته
|
١٦١
|
الكحلاء
|
١٢٩
|
طوائف التمر
|
١٦٢
|
المرة ـ الورقاء ـ اليعضد ـ السوس
للزبقى ـ الصميماء ـ الينج ـ الخطرة الغملول ـ الحبلة ـ الرقة ـ؟
|
١٣٠
|
عصير التمر
|
١٦٣
|
الارانية
|
١٣٠
|
نعوت التمر من قبل
طعمه وقدمه
|
١٦٣
|
ما ينبت منها في الرمل
|
١٣١
|
آفات التمر
|
١٦٣
|
التحلية
|
١٣٢
|
اعراء النخل
|
١٦٤
|
المصاص ـ الغرف
|
١٣٢
|
أجناس النخل والتمر
|
١٦٥
|
الحواء ـ الحمعم ـ الخطرة ـ الدارم الشبرق ـ الطيطان
|
١٣٣
|
أسماء التمر
|
١٦٦
|
العيشوم ـ العراد ـ الغاف ـ الكراث ـ المحروث
ـ الكرية
|
١٣٦
|
الدوم
|
|
|
١٣٧
|
باب نسج الدوم ونحوه
من الخلفاء وغيرها مما ينسج
|
|
|
١٦٦
|
الكشمخة ـ الفقاح ـ الحمصيص
ـ الدهماء ـ البركان
|
١٨١
|
العضائ وسائر الشجر الشاكى
|
١٦٦
|
ما لا ينبت الا على
ماد أو قريب منه
|
١٨٣
|
التحلية ـ الطلح
|
١٦٧
|
التحلية ـ البردي ـ القى
القتفخر ـ التنعيمة ـ التنوم ..
|
١٨٤
|
العرفط ـ العنم
|
١٦٨
|
السعد ـ العنصل ـ الغرز
ـ الأسل الغضور ـ القرم ـ القسقاس
|
١٨٩
|
اليننبوت
|
١٦٩
|
النمس ـ مالم يذكر
له منبت من أحرار البقول وذكورها ـ التحلية الذعلوق ـ الدعاع ـ القلبة الحلاوى ـ
النهق
|
١٩٠
|
باب الشاك من النبات الذي ليس بعضاه
ولا حمض
|
١٧٠
|
الايمهقات ـ الهراس ـ
المكان
|
١٩١
|
الدلب ونحوه ـ ما ينسطح من النبات فلا
يطول
|
١٧٠
|
المحض والخلة من النبت
وذكر شيء من أنواعهما لم يتقدم
|
١٩٢
|
دق النبات ـ ما يستاك به مما لم يذكر
له منبت
|
١٧٢
|
التحلية ـ القلام ـ الهرم
|
١٩٣
|
الرياحين وسائر النبات الطيب لريح
|
١٧٣
|
الغولان ـ الضمران ـ
الدعاع الاخريط ـ الحرض ـ القسور الحاذ ـ القصقاص ـ العصل
|
١٩٤
|
النرجس ـ ومما لا ينتب بارض العرب وهو
مايب الريح
|
١٧٤
|
الطرفاء ـ الحيهل ـ السلج الكب ـ البركان ـ القضام
لعنطوان ـ الثرمد ـ الثرمان الحمصيص
|
١٩٦
|
الزنجبيل ـ القرنفل
|
١٧٥
|
الخرزة ـ السالخ ـ القرمل
المج ـ الملاح ـ الهيتم ـ الخيم
|
١٩٨
|
باب العود
|
١٧٥
|
رعى الحمض والخلة ونحوهما
|
٢٠١
|
لصوق الطيب بالبدن وبقاؤه في الثوب
والمكان ـ آلة الطيب وأوعيته
|
١٧٦
|
الطريفة ونحوها
|
٢٠٣
|
عمل الطيب ـ باب الريح الطيبة
|
١٧٨
|
التحلية ـ الثغام
|
٢٠٦
|
الريح المنتنة
|
١٧٩
|
العنكث ـ السحم ـ السلسة
الكداد
|
٢٠٧
|
ما يعم الرائحتين
|
١٨٠
|
النبات الذي تدوم
خضرته الى آخر الفیظ
|
٢٠٨
|
الاستنشاء والاستنشاق
|
|
|
٢٠٩
|
النبات الذي يصطبخ به ويختصب
|
|
|
٢١٣
|
الاصطباغ والاختضاب
|
|
|
٢١٤
|
الشجر المر والعفص وعصارته
|
|
|
٢١٥
|
التحلية ـ باب الأدهان
|
|
|
٢١٦
|
تغير الدهن ـ باب الصمغ واللتي
والمغافير والعلوك ونحو ذلك
|
|
|
٢١٩
|
باب الكمأة
|
|