بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الأنواء

بابُ ذكرِ السماءِ والفَلَك

* أبو حنيفة* السماءُ تذكر وتؤنث والتأنيث أكثر وقد تلحق فيها الهاء فتُمَدُّ وتُقْصر وهذا الاسم يَقُع لما عَلَاك فأَظَلَّك ولذلك قيل سَماءُ البيتِ وسَماوَتُه وجمعُه السماءُ والسَّمَاوُ (١) وأنشد

وأَقْصَمَ سَيارٍ مَعَ الحَىّ لم يَدَعْ (٢)

تَرَاوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا

يعنى بالاقصم الخِلَالَ الذى تَحُلُّ به الأعرابُ مواضعَ الفُتوقِ فى أبنيتهم وجعَلَه أقْصَمَ لانكسار فمه من طُولِ اعْتمالِه* قال سيبويه* سَماءٌ وسَماواتٌ لا يُعْنَى بذلك المطر اسْتَغْنَوْا بالتاء عن التكسير كما كان ذلك فى العِيرِ حين قالوا عِيَراتٌ

__________________

(١) قوله وجمعه السماء والسماو قال في اللسان وحكى الأخيرة الكسائي غير معلة وأنشد البيت لذي الرمة ثم قال هكذا أنشده بتصحيح الواو اه مصححه

(٢) قلت ليس أقصم مرفوعا مضافا الى سيار كما ظن والصواب أنه مخفوض معطوف على مخفوض فى أوائل أحجية العرب قصيدة ذى الرمة المشهورة وسيار وصف لاقصم وبين المعطوف والمعطوف عليه نحو خمسة وأربعين بيتا والمعطوف عليه هو قوله وأرض فلاة تسحل الريح متنها كساها سواد الليل أردية خضرا الخ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

وقد تقدم تعليله* قال على* قوله استغنوا بالتاء فى سموات عن التكسير انما عَنَى به التكسير الذى لأدنى العدد والا فقد حكى هو وغيره سُمِيًّا واستثناؤه التى للمطر انما حمله عليه أنه ذكر جمع المؤنث الذى على أكثر من ثلاثة أحرف وهو الذى يجمع بالالف والتاء وأما سماء المطر فمذكر ولو عَنَى به المطَر لجَعَله من باب سُرادقٍ وسُرادِقاتٍ فَتَفْهمْهُ* الفارسى* فاما ما أنشده من قوله

* سَماءُ الالهِ فوقَ سَبْعِ سَمائيا*

فانه جاء خارجا عن الاصل الذى عليه الاستعمال من ثلاثة أوجه أحدها أنه جَمَعَ سَماءً على فَعائِلَ حيث كان واحدا مؤنثا فكأن الشاعر شبهه بشَمالٍ وشَمَائِلَ وعَجُوز وعَجائز ونحوِ هذه الابنية المؤنثة التى كُسّرَتْ على فَعائل والجمعُ المستعمل فيه فُعُولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنُوقٌ قال

* كَنَهْوَرٌ كانَ منَ أعْقابِ السُّمِى*

فَجَمَعَه على فُعُول اذا كان مثلَ عَناق فى التأنيث وقد قالوا فى جمعها عُنُوق الا أنه خفف للقافية كما خفف فى قوله

* حَيْدةُ خالِى ولَقِيطٌ وعَلِى*

وكما خفف من سُر وضُر فان قلت ما تُنْكِرُ أن يكون السُّمِى فُعُلاً كفَذالٍ وقُدُلٍ ولا يكونُ فُعُولا فانا نَمْنَعُ من ذلك ألا ترى أن هذا الضرب من المعتل لم يُجْمع على فُعُلٍ لِمَا كان يَلزَمُ من القلب ولأنا قَدْ وجَدْنا نظيره من المؤنث جُمِعَ على فُعول ولم نَرَ هذا النحوَ جمع على فُعُل* وقد حكى سيبويه فى موضع* ثُنْىٌ على فُعْلٍ فأما فُعُل فلم يجئ فى موضع وليس عندى بالقَوِىِّ فى القياس ألا تَرى أن الحركةَ منوبةٌ الا أنه يشهد له عندى ما حكاه من قول بعضهم رَضْيُوا ألا ترى أنه أُجْرِىَ مُجْرى ما السكونُ لازمٌ له وحكى بعضُ مشايخنا فى جمع السماء الذى هو مطر أَسْمِيَةٌ وقال هو مذكر ولذلك جُمِعَ على أفْعِلة* قال الفارسى* أنا أقول تذكيرهم لهذا يدل عندى على أنهم سَمَّوُا المطَر سماءً لارتفاعه لا أنهم سَمَّوْه سماءً لنزوله من السماء كنحو تسميتهم المرأةَ ظَعِينةً والمَزادةَ راوِيةً ألا ترى أنه لو سُمِّىَ على هذا الحَدِّ سَماءً لَبَقِىَ على تأنيثه ولم يُذَكَّرْ فتذكيره يدل على أنه اسم آخَرُ فليس منقولا من التى هى خلافُ الأرض

وكذلك القولُ عندى فى تسميتهم لسقفِ البيتِ سَماءً هو من أجْل ارتفاعه وليس المؤنثُ بذلك على هذا ما أنْشَدَناه أبو بكر

اذا كوكبُ الخِرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ

سُهَيْلٌ أذاعَتْ غَزْلَها فى القَرائِب

وقالتْ سَماءُ البيتِ فَوْقَك مُنْهِجٌ

ولَمَّا نُيَسِّرُ أحْبُلاً للرَّكائِبِ

فقال مُنْهِجٌ فعلى الاغلب الاكثر نحمله لا على النسب ولا على التذكير للحمل على المعنى نحو قوله

* ثلاثُ شُخُوصٍ كاعِبانِ ومُعْصِرٌ*

وان كان ذلك غير ممتنع فى الشعر فأما قول الشاعر

* تَلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِى*

فهذا عندى على أنه سَمَّى المطرَ سَماءً لنزوله من السَماء كما يُسمَّى الفِناءُ عَذِرةً ونحو ذلك يدلك على هذا أنه جُمِعَ على فُعُول كعِنَاقٍ وعُنوقٍ ولم يأتِ به على أفْعِلة فهذا كتسميتهم قضاءَ الحاجةَ عَذِرة وأصلُ هذا الباب فى اللغة الارتفاعُ ومنه الاسْمُ واللام محذوفة أنشدنا أبو بكر

سَمَا لَلبُونِ الحارِثِىّ سَمَيْدَعٌ

اذا لم يَنَلْ فى أوَّلِ الغَزْوِ عَقْبَا

هذا جمعُها المستعملُ وجاء به هذا الشاعر فى سمائيا على غير المستعمل والآخر أنه قال سمائيا وكان القياس الذى عليه الاستعمال سَمايا فجاء به الشاعر لَمَّا اضْطُرَّ على القياس المتروك فقال سَمائِىَ وسَأُثْبِتُ ما تَقِفُ منه على هذين الاصلين* اعلم أن سَماءً فَعالٌ الهمزة فيها لام منقلبة عن واو فاذا جمعته مُكَسِّرا على فَعائل وجب فى القياس المتروك استعمالُه أن تقولَ سَمائِىَ كما أنك لو جمعتَ مثلَه فى الصحيح نحو سَحاب لقلتَ سَحَائِبَ فأبدلتَ من الألف الزائدة فى فَعَال همزة لانها وقعت بعد ألف الجمع وألفُ الجمع ساكنةٌ وألفُ فَعالٍ أيضا ساكنة واذا اجتمع ساكنان فلا يخلو من أن يُحْذف أحدُهما أو يحرّك فحذفُ الساكن الاوّل هنا لا يجوز لأنه دليل الجمع ولو حذفت الثانيةَ لا لتقاء الساكين لم يجز أيضا لان الجمع كان يلتبس بالواحد واذا لم يجز حذف واحد من الساكنين وجب أن يُحَرَّك أحدُهما ولا يخلو من أن يكون الاوّلَ أو الثانىَ فالاوّل لا يجوز تحريكه لانه لو حُرِّك لبطلتْ دلالتُه على الجمع

فحرّك الساكن الثانى وانقلب همزة لانه كان ألفا والألفُ اذا حُرِّكَتْ انقلبتْ همزةً وأما واو عجوز وياءُ صحيفة فمشبهان بهذه الألف لانهما يُقْلبانِ فى الجمع همزة فالألف فى سماء يجب أن تُقْلب همزةً فى الجمع كما قلبت التى فى سَحاب فى الجمع فاذا قلبت همزة صارت سَمَائِىَ على وزن سحائبَ فوقعت فى الطَّرَف ياءٌ مكسورٌ ما قبلها فيلزم أن تقلب ألفا اذ قلبت فيما ليس قبله حرفُ اعتلالٍ فى هذا الجمع وذلك قولُهم مَدارَى وحروف الاعتلال فى مَطَائِىَ وسَمَائِىَ أَكثر منها فى مَدَارى فلما قلبت فى مَدَارى وجب أن يَلْزَم هذا الضربَ القلبُ فيقال مَطَاءا وسَمَاءا فتقع الهمزة بين ألفين وهى قريبة من الألف فتجتمع حروفٌ متشابهةٌ يُسْتَثْقَلُ اجتماعُهنَّ كما اسْتُثقل اجتماعُ المثلين والمُتَقَارِبَىِ المَخارج فأدغما وأبدلت من الهمزة ياءٌ فصارا سَمايا ومَطَايا وهذه الأبْدالُ انما تكون فى الهمزة اذا كانت مُعْتَرِضةً فى الجمعِ مِثْلِ جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ ألا ترى أنه لا همز فى واحدٍ من هذه الاسماء ولو كانت الهمزة فى الواحد ثابتة لم تبدل ألا ترى أنك اذا جمعتَ جائيةً لم تَقُلْ الّا جَواءا ولا تقُلْ جَوايا لأن الهمزة ثابتة فى الواحد وهذا البيت يدل على صحة قول النحويين ان الأصل فى مَطايا وبابه أن يكون مطاءا بالهمز وأن الابدال فى التقدير يكون من الهمزة ألا ترى أن الشاعر أخرج ذلك فى الضرورة ورَدّ الكلامَ اليه حيث اضْطُرَّ لِمَا كان الأصلَ كما تُرَدُّ الاشياءُ الى أصولها نحو اظهار التضعيف وصرف ما لا ينصرف وتحريك حرف العلة الذى لزمه السكونُ فلو لا أن الأصلَ فى هذا الباب أيضا الهمزةُ ثم يَقَعُ الابدالُ عنها لَم يَرُدَّه اليه فى الضرورة ولم تُبْدل من هذه الهمزة الواو لانها اختصت بالبدل مما ظهرت فيه الواو التى هى لامٌ مما جاء مبنيا على التأنيث نحو إداوةٍ وأَداوَى فهذه الواوُ فى أَداوى وما أشبهه عِوَضٌ من الهمزة الواقعة بعد ألف الجمع كما أن الياءَ بدلٌ من الهمزة الواقعة بعدها فى نحو مَطايا فكان حُكْمُ سماءٍ اذا جُمِعَ مُكَسَّرا على فَعائل أن يكون كما ذكرنا من نحو مَطَايا وَرَكَايا لكنَّ هذا القائلَ جَعَله بمنزلة ما لامُه صحيحةٌ وثَبَتَتْ قبله فى الجمع الهمزةُ فقال سَمَاءٍ كما يقال جَوَارٍ فهذا وجهٌ آخرُ من الاخراج عن الاصلِ المستعمل والرَّدِّ الى القياس المتروكِ الاستعمالِ ثم حَرَّكَ الياءَ بالفتح فى موضع الجر كما يحرك من جَوارٍ وموالٍ فصار سَمَائِىَ مثل مَوْلَى مَوَالِيا فهذا وجه ثالث من الاخراج عن الأصل

المستعمل وانما هذا شئ عَرَضَ* ثمَّ نعود الى ذكر أسماء السماء* أبو حنيفة* الفَلَكُ ـ مَدارُ النجوم الذى يَضُمُّها وهو فى اللغة اسمٌ يقع للاسْتِدارة ومنه قيل للنَّجَفِ من الأرضِ فَلَكٌ ومنه فَلَّكَ ثَدْىُ الجاريةِ عند استدارة أصله قَبلَ النُّهودِ وليس قولُ من قال الفَلَكُ هو القُطْبُ بشئٍ لان القُطْبُ لا يزول كما لا يزولُ قُطْبُ الرَّحَى والفَلَكُ دَوَّارٌ يَدُورُ بِدَوْرِهِ كُلُّ ما فيه* الفارسى* وفَلَكُ الرَّوْض ـ مُعْظَمُه وما اسْتدارَ منه كَثْرةً والْتِفاقاً* قال وقال بعض العرب* رَعَيْنا فَلَكَ بِطَاحِ بَنِى فُلانٍ ـ يَعْنُونَ مُعْظَمَ الرَّوْضَ* صاحب العين* والجمعُ أفْلاكٌ* أبو حنيفة* ويقال للسَّمَاءِ الجَرْ ياءُ من أجْلِ كَواكِبها تَشْبيها بما يَثُورُ فى جِلْدِ الجَرْباء وأنشد الفارسى

أرَتْهُ مِنَ الجَرْباءِ فى كُلِّ مَوْطِنٍ

طِباباً فَمشْواهُ النهارَ المَراكِدُ

هذا يَصِفُ قُنَّاصاً ألْجأتِ الحمارَ الى أن يَدْخُلَ فى مُنْهبِط من الارض مُسْتَطِيلٍ فهو لا يَرَى من السماءِ الا رُقْعةً مُسْتطيلةً على حسب الطُّرَّة المَخْرُوزِة على العِرَاقِ من القِرْبة وهى التى يقال لها الطُّبَّةُ* قال* فان قلتَ ما وجهُ تسميتهم السماءَ الجَرْباءَ والاجْرَبُ خلافُ الأمْلَسِ وقد قال أُمَيَّةُ بنُ أبى الصَّلْتِ

وكأنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حَوْلَها

سَدِرٌ تَواكَلَهُ القَوائِمُ أجْرَدُ

سَدِرٌ ـ بَحْرٌ وبِرْقِعُ ـ اسم من أسماءِ السماءِ* وقال فى التذكرة* بِرْقِعٌ اسم السماء السابعة وأجْرَدُ صفةٌ للبحر المُشَبَّهةِ به السماءُ وكانه وَصَفَ البحرَ بالجَرَد لانه قد لا يكون كذلك اذا تَمَوَّجَ قيل لا يمتنع وصفُ السماء بالجَرَد وان كان من أسمائها الجَرْباءُ والجَرِبَةُ لانهم قد وَصَفُوها بما معناه المَلاسةُ قال ذو الرمة فى نحو ذلك

وَدَوِّيَّةِ مِثْلِ السماءِ اعْتَسَفْتُها

وقَدْ صَبَغَ اللَّيْلُ الحَصَى بسَوادِ

فهذا يُرِيدُ امْلِسَاسَهَا كما قال

ودَوِّ ككَفِّ المُشْتَرِى غَيْرَ أنَّه

بِساطٌ لأخْماسِ المَراسِلِ واسِعُ

وكما أنَّ قولَ الآخر

* بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ*

وقول الآخر

* ظَهْراهُما مِثْلُ ظُهورِ التُّرْسَيْن*

انما يريد به الاستواءَ والانْبِساطَ وأنه عَراءٌ لا خَمَرَ فيه ولا بُنْيانَ ولا جَبَلَ* وقيل* الجَرْباءُ من السماءِ ـ الناحيةُ التى يَدُورُ فيها فَلَكُ الشمسِ والقمرِ* الفارسى* ومِثْلُ تَسْمِيَتِهِم إياها بالجَرْباءِ تَسْمِيَتُهم إياها بالرَّقِيعِ* قال ابن الأعرابى* سَمَّوْها الرَّقِيعَ لانها مَرْقُوعةٌ بالنجوم* أبو حنيفة* الرَّقِيعُ اسمٌ لها عَلَمٌ وجَمْعُها أرْقِعةٌ وقيل الرَّقِيعُ السماءُ الدُّنْيا مُذَكر وقيل كلُّ واحدةٍ من السَّمواتِ رَقِيعٌ للُاخْرَى وفى الحديث «لقد حَكَمْتُ بحُكْمِ اللهِ من فَوْق سبعةِ أرْقِعةٍ» على التذكير ذَهَبَ الى السَّقْفِ* قال أبو على* وكان أُمَيَّةُ يُسَمّيها حاقُورة وصاقُورة وكان يقول

* هو السَّلِيطَطُ فَوْقَ الأرضِ مُقْتَدِرٌ* (١)

ويروى السِّلِيطَطُ فمرة يَعْنِى بالسليطط اللهَ تعالى ومرة يَعْنى به الفَلَكَ* أبو حنيفة* وهى الخَضْراءُ للَونِها اسمٌ واقعٌ كالغَبْراء وهى الخَلْقاء لالْتِئامِها* قطرب* سميتْ خَلْقاءَ لَملاسَتِها* ابن الأعرابى* اخلَوْلَقَ السحاب ـ اسْتَوَى من ذلك كانه مُلِّسَ تَمْلِيسًا* الفارسى*

تَنَسَّكَ قَيْسُ بنُ نُشْبةَ فى الجاهليةِ وكان مُنجما مُتَفَلْسِفًا واعدًا بمبعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلما بُعِثَ النبى عليه‌السلام أتاه فقال له يا محمدٌ ما كَحْلُة فقال السماءُ قال وما مَحْلَةُ فقال الأرضُ فآمَنَ به وقال لا يَعْرِفُ هذا الا نَبِىُّ فقال قيسٌ فى ذلك

تابَعْتُ دِينَ مُحمدٍ ورَضِيتُه

كُلَّ الرِّضا لامانتى ولِدِينِى

ما زِلْتُ آمُلُهُ وأرْقُبُ وَقْتَهُ

واللهُ قَدَّرَ أنه يَهْدِينِى

أعْنِى ابنَ آمنةَ الأمِينَ ومَن بِه

أرْجُو التَّخَلُّصَ من عَذابِ الهُونِ

فكان قومُ قيسٍ اذا وَرَدُوا على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لهم كيف حَبْرُكُم * وقال* العَلْياءُ ـ السماءُ اسمٌ لا صفة ولذلك لم تصح واوها اشعارا بالاسم* صاحب العين* وعِلِّيُّونَ ـ جماعةُ عِلِّىٍّ وهو فى السماء السابعةِ

__________________

(١) قوله هو السليطط الخ أنشده في اللسان وصدره ان الانام رعايا الله كلهم اه

اليه يُصْعَدُ بأرواح المؤمنين وهى الغُرْفةُ* أبو حنيفة* كَبِدُ السماءِ وَسَطُها وكذلك كُبِيْداؤُها وكُبَيْداتُها* صاحب العين* وتَكَبَّدَتِ الشمسُ السماءَ صارت فى كَبِدِها* أبو حنيفة* وعَيْنُها ما بينَ الدَّبُور والجَنُوبِ عن يمينِك اذا استقبلتَ القبلةَ قليلاً وقيل العَيْنُ عن يمين قبلةِ العِراقِ* وقال بعضهم* مُطِرْنا بالعَيْنِ ومن العينِ اذا كان السحابُ يَنْشَأُ من ناحيةِ القبلةِ وفى السماء مَجَرَّتُها ـ سميتْ بذلك على التشبيه لانها كأنها أثَرُ المَسْحَبِ والمَجَرِّ ويقال لها أيضا أمُّ النُّجوم ـ لانه ليس فى السماء بُقْعةٌ أكثرُ عَدَدِ كَواكبَ منها كما قيل أُمُّ الطَّرِيقِ لِمُعْظِمِها وقولُهم فيها أُمُّ النُّجوم كقولهم فى السماء جرْبةُ النجومِ* ابن دريد* أمُّ النجومِ. السماءُ* أبو حنيفة* ويقال للمَجَرَّة أيضا شَرَجُ السماءِ ـ أى مَجْمَعُها كَشَرجِ القُبَّةِ والهَواءُ ممدودٌ ـ الفَتْقُ الذى بين السماء والارض فى كُلِ وَجْهٍ والجمعُ أهْوِيةٌ وقد تقدم أنَّ كُلَّ فارغ هَواءٌ* صاحب العين* الخَافِقَانِ ـ قُطْرا الهَواءِ* أبو حنيفة* وهو السُّكَاكُ والسُّكَاكةُ* قال ابن جنى* هو من باب السَّلْبِ وذلك أن تصريف س ك ك فى كلام العرب انما هو للضَّيِّقِ من ذلك قولُهم بِئْرُ سُكُّ ـ أى ضَيِّقةٌ وعليه رواية من رَوَى

* وَمَسَكِ سابغةٍ هَتَكْتُ فُروجَها*

يُريدُ ضِيقَ حِلَقِ الدِّرْع وكذلك قوله

* وتِلْكَ التى تَسْتَكُّ منها المَسامعُ*

أى تَضِيقُ فلا تَسْمَعُ شيأ فأَما السُّكاكُ فَبِضِدّ هذا المعنى وذلك أن ما بين السماء والارض أوسعُ شئٍ فكانه سُلبَ الضِّيقَ الذى يكون فيما يُجاورُ غَيْره من الاجسام الكثيفة* أبو حنيفة* اللُّوحُ والشَّجَاجُ كالسُّكَاكِ* ابن دريد* وهو الخَوَاءُ وكلُّ هَواءٍ بين شَيْئين خَوَاءٌ* صاحب العين* الجَوُّ ـ الهَوَاءُ والجمعُ جِوَاءٌ* ابن دريد* وهو السُّمَّهَى والايَاد والكَبْدُ والكَبدُ والشَّجَجُ والشَّجَاجُ وقيل الشَّجَجُ ـ نَجْمٌ من نجوم السماء* أبو حنيفة* آفاقُ السماءِ ما انْتَهى اليه البَصَرُ منها مع وجهِ الأرِض من جميع نواحيها وهو الحَدُّ بين ما بَطَن من الفَلَكِ وظَهَر

وآفاقُ الارضِ ـ أطرافُها من حيث أحاطت بك وأعْنانُ السماء ـ نَواحيها وعنَانُها ما عَنَّ لك منها اذا نَظَرْتَ اليها ويقال عنَانُ السماءِ كَبِدُها* صاحب العين* أسْبابُ السماءِ أعالِيها ونَواحِيها وأنشد

لَئِنْ كنتَ فى جُبّ ثَمانينَ قامةً

ورُقّيتَ أسبابَ السماءِ بِسُلَّمِ

أسماءُ المنازل وصفاتُها

* قال أبو حنيفة* المَنازلُ ثمانيةٌ وعشرون مَنْزِلاً وتسمى نُجوما وان كان منها ما هو كَوْكبٌ واحد وكانَ منها ما هو أكْثَرُ وقد قيل للثُّرَيَّا النَّجْم جُعل اسْماً لها عَلَمًا وهى سِتَّةُ كَواكِبَ وقد يَقَعُ النجم على واحدٍ وعلى جماعةٍ وأما الكَوْكَبُ فلا يقعُ إلا على واحد* الفارسى* انما سَمَّوُا الثريا النجمَ على حَدِّ تسميتهم المنظومَ شِعْراً والمَنْدَلَ عُودًا وعلْمَ السُّنَّةِ فِقْهًا* قال سيبويه* هذا بابٌ يكون فيه الشئُ غالبا عليه اسمٌ يكونُ لكلِّ مَنْ كان من أُمَّته أو كان فى صِفَتِه من الاسماءِ التى تدخلها الألفُ واللامُ وتكون نَكرتهُ الجامعةَ لما ذكرتُ من المعانى وذلك نحو قولهم فلانُ بنُ الصَّعِقِ والصَّعِقُ فى الاصل صفةٌ تقع على كل من أصابه الصَّعَقُ ولكنه غَلَبَ عليه حتى صار علما بمنزلة زيد وعمرو وقولهم النجم صار علما للثُّرَيَّا* الفارسى* ولا يجوز أن تقول هذا النجم وأنت تَعْنِى غير الثريا الا أن تُخَرِّجَهُ على العَهْدِ فتقول هذا النجم الذى تَعْلَمُ كما تقول هذا الكوكبُ الذى تعلم* أبو حنيفة* نُجُومُ الأخْذِ مَنازِلُ القَمرِ سميت بذلك لأخْذِهِ كلَّ ليلةٍ منها فى مَنْزِلٍ يقال أخَذُ القمرُ نَجْمَ كذا ـ نَزَل به وأنشد أبو عبيد

وأخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ الَّا أنِضَّةَ

أنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِى

* قال أبو حنيفة* وقيل نُجومُ الأخْذِ هى التى يُرْمَى بها مُسْتَرقُ السَّمْع لانها تَأْخُذُه وقوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قيل انَّ القرآن كان يَنْزلُ نُجوماً فأقْسَمَ بالنَّجْم منه اذا نَزلَ * وقال مجاهدٌ* أقْسَمَ بالثُّرَيَّا * أبو عبيد* أقسمَ بالنجم اذا سَقَط ولم يَخُصَّ أبو عبيدة بذلك نَجْماً دون نجم وكأنه جَعَله اسمَ الجِنْسِ ويَشْهَدُ لتأويله قوله فى

الأخرى (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) وجَعلَهُ مجاهِدٌ الاسمَ المَخْصوصَ وقولُه (هَوى) يَدُلُّ على أنه من نجوم السماء لانها هى التى تُوصَفُ بالهُوِىِّ والوُقُوعِ والسُّقوطِ كقول جَرير

كأنَّ بَنِى القَعْقاعِ يَوْمَ وَفَاتِه

نُجومٌ هَوَى من بَيْنها القَمَرُ البَدْرُ

ولا يقال فى التنزيل هَوَى ولا وقَعَ انما يقال فيه نَزلَ وأُوحِىَ* أبو حنيفة* وأولُ ما يَبْدَؤُنَ به منها الشَرَطانِ ثم يَعُدُّونَ البُطَيْنَ والثُّرَيَّا والدَّبَرانَ والهَقْعةَ والهَنْعةً والذِّراعَ والنَّثْرةَ والطَرْفَ والجَبْهةَ والزُّبْرةَ والصَّرْفَةَ والعَوَّاءَ بالقصر والمدّ والسِّماكَ الأعْزلَ والغَفْرَ والزُّبانَى والاكْلِيلَ والقَلْبَ والشَّوْلةَ والنَّعائِمَ والبَلْدةَ وسَعْدَ الذابحِ وسعدَ بُلع وسعدَ السُّعود وسعدَ الأخْبِيةِ والفَرْغَ الأوَّلَ والفَرغَ الثانى والرِّشاءَ الأشْراطُ ـ الشَرَطانِ والكوكبُ الذى بينهما واحدُها شَرْطٌ وليس يَمْنَعُ تحريكُه فى التثنيةِ من أن يكونَ الواحد شَرْطًا باسكان الراء واذا نُسبَ اليها لم يُنْسَبْ الا بالجمع أو الافْرادِ* قال الفارسى* النَّسَبُ اليه بالواحد أقْيَسُ لانه قد عُقِلَ والنسبُ اليه بالجمع أكثرُ قال ذو الرُّمة يَصفُ رَوْضةً

حَوَّاء قَرْحاء أشْرَاطِيَّة وَكَفَتْ

فيها الذَّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ

* أبو حنيفة* الشَرَطانِ ـ قَرْنا الحَملِ ويسمونهما النَّطْحَ* الفارسى* هو تسميةٌ بالمَصْدَرِ* أبو حنيفة* الابَيْسانِ ـ كوكبانِ بين يَدَىِ الشَرَطَيْنِ شَبيهانِ بهما وأما البُطَيْنُ ويقال البَطْنُ ـ فثلاثةُ كواكبَ خَفِيَّةٌ على إثْرِ الشَرَطَيْنِ بين يَدَىِ الثُرَيَّا وأما الثُّرَيَّا فلا يتكلمون بها مُكَبِّرةَ وهى تصغير ثَرْوَى مشتق من الثَّرْوةِ فى العدد وهى أنثى ثَرْوانَ ويقال للثريا ألْيَةُ الحَمَل والدَّبَرانُ ـ الكوكبُ الاحمرُ الذى على إثْرِ الثريا بين يديه كواكبُ كثيرة مجتمعةٌ من أدناها اليه كوكبان صِغِيران يكادانِ يَلْتَصِقانِ به كَلْباء والبَواقِى غُنَيْمَتُه ويقولون قِلَاصُه وسمى دَبَراناً لدُبُورهِ الثُّريَّا كما قيل أبَيانٌ ولذلك سمى تالِىَ النَّجْمِ وحادِىَ النجم وتابعَ النجمِ ثم كثُرَ حتى عُرِفَ بالتابِع مُفْرَداً من غيرِ اضافةٍ وليس كلُّ كوكبٍ دَبَرَ كوكباً يسمى دَبَراناً* قال سيبويه* أما الدَّبرَانُ فانه يُلْزَمُ الالفَ واللامَ من قِبَل أنه عندهم الشئُ

بعينِه كالحارِث والعباسِ فان قال قائلٌ أيُقالُ لكل شئ صارَ خَلْفَ شئ دَبرانٌ فانك قائل لا ولكن هذا بمنزلة العِدْلِ والعَدِيلِ فالعدِيلُ ما عادَلَك من الناسِ والعِدْلُ لا يكون الا من المتاع وكذلك الحَصِنُ والحَصَانُ والرَّزِينُ والرَّزانُ والثَّلاثاءُ والأرْبعاءُ وأنشد الفارسى

ورَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيَّا كأنَّها

على قِمَّةِ الرأسِ ابنُ ماءٍ مُحَلَّقْ

يَدِبُّ على آثارِها دَبَرانُها

فلا هو مَسْبُوقٌ ولا هو يلْحَقُ

بعِشْرينَ من صُغْرَى النجومِ كانَّها

وإياهُ فى الخَضْراءِ لو كان يَنْطِقُ

قِلَاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعَمِّمٌ

هَجَائِنُ قد كادَتْ عليه تَفَرَّقُ

* أبو حنيفة* ويقال للدَّبَرانِ المِجْدَحُ والمُجْدَحُ وأنشد

وأطْعَنُ بالقومِ شَطْرَ المُلو

كِ حتَّى اذا خَفَقَ المِجْدَحُ

وأما الهَقْعةُ ـ فثلاثةُ كواكبَ صِغارٌ مُثَفَّاةٌ وتسمى الأثافِىَّ تشبيها بها وأما الهَنْعةُ فكوكبانِ بينهما قِيدُ سَوْطٍ رَأْىَ العينِ على إثْرِ الهَقْعةِ وسميتْ هَنْعةً لِتَقاصُرِها عن الهَقْعةِ والذِّراعِ المبسوطةِ وهى بينهما مُنْحَطَّةٌ عنهما وتَهانُعُ الطائِر الطويلِ مُقاصَرَتُه من عُنُقِه ويقال الهَنْعةُ ـ الذَّرُّ والمَيْسانُ والتَّحايِى ـ ثلاثةُ كواكبَ بحِذاءِ الهَنْعةِ الواحدةُ تِحْياةٌ ويقال لأحَدِ كَوْكَبَىِ الذراع المقْبُوصةِ الشِّعْرَى الغُمَيْصاءُ وقد تُكَبَّر* أبو عبيد* هى الغَمُوصُ* أبو حنيفة* ويقال لكَوْكَبِها الآخِر الشِّمَالِىِّ مِرْزَمُ الذِّراع وهما مِرْزَمانِ هذا أحدُهما والآخرُ فى الجَوْزاء* أبو عبيد* الشِّعْريانِ احْدَاهما العَبُورُ ـ وهى التى خَلْفَ الجَوْزاءِ والأُخْرى الغُمَيْصاء ـ وهى فى الذراع أحدُ الكوكبين* أبو حنيفة* النَّثْرةُ ـ ثلاثةُ كواكبَ مُتقاربةُ أحدُها كانه لَطْخةٌ يقولون هى نَثْرةُ الأسدِ أى أنْفُه تسمى اللَّطْخةُ اللهاةَ والزُّبْرةُ زُبْرةُ الاسدِ ـ وهى كوكبانِ على إثْرِ الجَبْهة بينهما قِيدُ سَوْطٍ رَأْىَ العينِ ويقالُ لهما الخَرَاتانِ والصَّرْفةُ ـ كَوكَبٌ واحدٌ نَيِّرٌ على إثْرِ الزُّبْرةِ سمى صَرْفةً لانْصِرافِ الحَرِّ عند طلوعه غُدْوةً وانْصرافِ البَرْد عند سُقُوطهِ غُدْوةً وأما العَوَّاءُ ـ فجَعَلَها بعضُهم أربعةَ كواكب وبعضُهم خمسةً سميت عَوَّاءَ بالكوكب الرابع الشِّمَالِ منها ويقال لها عَوَّاءُ البَرْد ويزعمون أنها اذا طلعت أو سقطتْ جاءتْ

ببرد فلذلك قيل لها عَوَّاءُ البرد والسِّمَاكُ ـ كوكبانِ يسمى أحدُهما الرَّامِحَ لكوكب صغير بين يديه وهما سِماكانِ لسُمُوكِهِما وان كان كلُّ كوكبٍ قد يَسْمَكُ* قال سيبويه فى السِمّاكِ مثلَ قولِه فى الدَّبَرانِ* أبو حنيفة* البَلْدةُ رُقْعةٌ من السماءِ لا كوكبَ فيها بين النَّعائِم وبين سَعْدِ الذابِح وأما سعدُ بُلَع فنجمانِ نَحْوٌ من سعدِ الذَّابحِ أحدهما خَفَى جدّا وهو الذى بَلَّعَهُ أى جَعَله بُلَع كانه مُسْتَرِط* قال* وبلغنى انه سُمِّىَ بُلَع لانه فيما يزعمون طَلَعَ حين قال الله (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) ولستُ أدرى ما هذا ويقال لما بين المنازِل الفُرَجُ والفُرْجةُ التى بين الثُرَيَّا والدَّبَرانِ يقال لها الضَّيْقُةُ لضِيقِها* قال أبو عبيد* هو موضِعٌ نَحْسٌ وأنشد

* بضَيْقةَ بينَ النجم والدَّبَرانِ*

* أبو حنيفة* اذا لم يَعْدِلِ القَمرُ عن منزِله قيل كالِحٌ* ابن دريد* كُوَىُّ ـ نَجْمٌ من الانْواءِ وليس بثَبَتٍ

البُروجُ

* صاحب العين* البُرْجُ من منازل الشمسِ مَنْزِلتانِ وثُلُثٌ ومن منازل القمر والجمعُ أبراجٌ وبُروجٌ* أبو حنيفة* هى اثنا عشر بُرْجا الحَمَلُ وهو الكَبْشُ ثم الثُّوْرُ ثم الجَوْزاءُ ـ وهى الصُّورة ثم السَّرَطانُ ثم الاسَدُ ثم السُّنْبلةُ وهى العَذْراءُ والمِيزانُ والعَقْربُ والقَوسُ ـ وهى الصُّورة والرامى والجَدْىُ والدَّلْوُ والحُوتُ ـ وهى السَّمَكةُ وأما القوس فانَّ الكوكبَ الذى يرى قومٌ أن البُرْجَ سمى به ويُشَبهونه بصُورة القوس تسميه العربُ القِلادةَ والادْحِىَّ والكواكبُ المُلْتَفَّةُ التى يسميها قومٌ السُّنْبلةَ هى عند العرب هُلْبةُ الاسدِ والهُلْبةُ ـ هى الجُمعَةُ من الشَّعَر تكون على طَرَفِ ذَنَبِ الاسد* ابن دريد* الجَدْىُ جَدْيانِ أحدهما الذى تقدم ذِكرُه والثانى الذى يَدُورُ مع بَناتِ نَعْشٍ

الانْواءُ

* أبو حنيفة* ناءَ الكوكبُ نَوْأً وتَنْواءً ونَوْءُهُ ـ أولُ سُقوطٍ يُدْرِكه بالافُق بالغَداةِ قبل امِّحاق الكواكب بضوء الصُّبْح* قال* وقد تكلم علماء العربية فى تفسير النَّوْءِ فقال بعضُهم سمى نوءً الطُلُوع الرقيبِ لا لسُقوطِ الساقطِ وذهب الى أن النَّوْءَ فى اللغة النُّهوضُ ولو كان هذا هكذا لم تكن على العرب مؤنةٌ أن يَجْعَلُوا النائِىَ هو الطالِعُ وأن يتركوا السُّقوط وقيل النَّوْءُ السُّقُوطُ والمَيَلانُ ومنه قولُهم ما سَاءَك وناءَكَ ومعناه أناءَكَ فألْقَى الالفَ للاتباع فالنَّوْءُ على هذا التفسير من الاضداد ولو لم يكن النَّوْءُ الا النُّهوضَ لكان لقولهم ناءَ النجمُ وهُمْ يريدون سقط مَذْهَبٌ على طريق التفاؤلِ كأنهم كرهوا أن يقولوا سَقَط فأما من ذهب الى أن الكوكب يَنُوءُ ثم يَسْقُط فاذا سَقَط فقد تَقَضَّى نَوءُهُ ودَخَل نَوءُ الكوكبِ الذى بعده فان تأويلَ النوء فى قول هؤلاء هو التأويلُ المشهور الذى لا يُنازَعُ فيه لان الكوكبَ اذا سقط النجمُ الذى بين يديه أطَلَّ على السقوط وكان أشبهَ شئٍ حالاً بحالِ الناهضِ ولا نُهُوضَ به حتى يَسْقُطَ لان الفَلك يَجْتَرُّه الى الغَوْر فكانه مُتحامِلٌ بعِبْءٍ قد أثقله وغَلَبه فالنوءُ ما بيناه ويُجْمَعُ النَّوْءُ أنْواءً او نِواءًا وأما البَوارِحُ فقد زعم قوم ليس لهم باللغة علم أن البارِحَ ضِدُّ النَّوْءِ وأنه طُلُوعُ الرقيبِ فيقولون بَرِحَ الكوكبُ طَلَع وذلك غَلَطٌ وانما البَوارِحُ الرياح الصَّيْفية سميت بَوارحَ لانها فى السَّموم التى تأتى من الشَّمالِ وقيل البارح شِدَّةُ الريح فى البَرْدِ والسَّمُومُ وهو مذكر* قال* وبعضُ الانواء أغْزَرُ عندهم من بعض وأحْمَدُ فَنَوْءُ الشَّرَطَينِ (١) ثلاثُ ليالٍ وهو محمود مذكور ونَوءُ البُطَيْنِ كذلك الا أنه غير محمود ولا مذكور ونَوءُ الثُّريَّا خمسُ ليالٍ وقيل سبعٌ وهو محمود مشهور ونَوءُ الدَّبَرانِ ثلاثُ ليالٍ وقيل ليلةٌ وهو غير محمود ونَوءُ الهَقْعةِ ستُّ ليالٍ ولا يَذْكرون نَوءَها الا بِنَوْءِ الجَوْزاءِ والجوزاءُ مشهورةٌ بالنَّوْءِ مذكورةٌ والهَقْعةُ رأسُها ونوءُ الهَنْعةِ ثلاثُ ليالٍ وهى فى نَوء الجوزاءِ ولا تَكادُ تُفْردُ ونوءُ الذراعِ المقبوضة خمسُ ليالٍ وقيل ثلاثٌ وهو أوَّلُ نَوءِ الاسدِ وما بين الهَنْعةِ والغَفْرِ من الانْواء أسَدِيَّةٌ كلُّها ونوءُ الذراع محمودٌ عندهم ومن عادة العرب أن تذكر مع الذراع المقبوضةِ الذراعَ المبسوطةَ فتَجْمَعَهما مَعًا فى النَّوء وهما لا تَنُوآنِ معا

__________________

(١) قلت تحريك الراء من الشرطين في التثنية هو المسموع وقد صرح به المؤلف قبيل هذا ولم يتعقبه أحد وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

ولا تَطْلُعانِ أيضا معا ولكن لكثرةِ صُحْبةِ احداهما الأخرى فى الذكر ونوءُ النَّثْرةِ سبعٌ وهو من الانواء المذكورةِ ونَوءُ الطَّرْفِ سِتُّ* قال* ولم أسمع به مفردا لغلبة الجبهة عليه ونوءُ الجَبْهة سِبعٌ وهو مشهور ونَوءُ الزُّبْرةِ أربعٌ وقلما تُفْرَدُ لغلبة الجبهة عليها ونوء الصَّرْفةِ ثلاثٌ وهو داخلٌ فى أنواءِ الاسدِ ونوءُ العَوَّاءِ ليلةٌ وليس من الانْواءِ المشهورةِ ونوءُ السِّماكِ الاعزلِ أربعٌ وهو مشهور مذكور وكثيرا ما يُذْكَرُ معه السِّماكُ الرامِحُ وليس يَنُوءُ مَعَهُ ولكنهما مُتقاربانِ فى الطلوع ولا خَيْرَ فى الرَّامِح ونوءُ العَقْرب ثلاثٌ وقيل ليلةٌ ونوءُ الزُّبانَى ثلاثٌ ونوءُ الاكْليلِ أربعٌ ونوءُ قَلْبِ العَقْرب ليلةٌ وهو غير محمود ونوءُ الشولةِ ثلاثٌ وقلما يُذْكَرُ هؤلاءِ الانجمُ بالانواء وربما ذُكِرَتِ العقربُ مُجْملةً ونوءُ النَّعائم ليلةٌ ونوءُ البلدةِ ثلاثٌ وقيل ليلةٌ ونوءُ سَعد الذابح ليلةٌ وقَلّما يذكرونه ونَوءُ سَعدِ بُلَع ليلةٌ وكذلك نوءُ سعدِ السُّعود وليس بالمذكور ونوءُ سعدِ الاخْبيةٍ ليلةٌ ونوءُ الفَرْغِ الاوَّلِ ثلاثُ ليالٍ ونوءُ الفرغِ الثانى أربعٌ وهما من الانواء المذكورة يُذْكَرانِ بأَسْمائهما ويُجْمَعانِ فى جُمْلةِ نوءِ الدَّلْوِ ونوءُ الحُوتِ وليس بالمذكور يَغْلِبُ عليه ما قبله وما بعده فلا يُذْكَرُ وانما جَعَلُوا لكل هؤلاء النجوم أنواءً مَوْقُوتةً وان لم يكن جميعُ فُصولِ السنة مَظِنَّةً للامطار لأنه ليس منها وقتٌ الاور بما قد يكون فيه المطر واذا ذَكَرُوا البُروجَ بالانواء وبالبَوارحِ فقد يحتمل أن يُرادَ جميعُ أنوائِه لأن البُرْجَ الواحدَ يَجْمَعُ عِدَّة أنواءٍ وقد يجوز أن يُراد بعضُ أنوائه وليس ذلك على قدر حظه فى قِسْمةِ المنازِل على البُروج لأن منها ما أنواؤُه المنسوبةُ اليه من حُظُوظِ غيره من البُروج كالأسدِ أوَّلُ أنوائِه الذراعُ وآخِرُه السِّماكُ وقد سَقَط به السَّرَطانُ والسُّنْبلةُ والميزانُ فنُسِبَ أنواءُ حُظوظِهما من المنازِل الى الأسَدِ وكذلك العقربُ أولُ أنوائها من قسمة الميزان وآخرُها من قسمةِ القَوسِ وآخرُ أنواءِ الدَّلْوِ من قسمةِ الحوتِ ولم يَدْخُل فى الجوزاء شئٌ من غيرها ويَزِيدُ النَّوْءُ عندهم غَزَارةً فان كان محموداً فأنْ يُوافِقَ آخِرَ الشهورِ فيكونَ فى سِرارِها وقد يَحْمَدُونه أيضا أن يكونَ فى غُرَّة الشهر* قال* ولا أعْلَمهم حَمِدُوا المِحاقَ فى شئ الا فى الامْطار واذ اناءَتِ النُّجومُ بغيرِ مطرٍ فقد خَوَتْ خَيًّا وخُوِيًّا وأخْوَتْ وأخْلَفَتْ فان لم تُخْلِفْ قيل صَدَقَتْ وما كان فيها من أمطارٍ وبَوارحَ فهى الهُيُوجُ الواحدُ هَيْجٌ

ذكر اسجاع العرب فى طلوع هذه النجوم

* قال أبو حنيفة* قال فقيهُ العرَب اذا طَلَع النَّجْم فالحَرُّ فى حَدْم والعُشْبُ فى حَطْم والعاناتُ فى كَدْم* وقيل* اذا طَلَعَ النجم اتُّقىَ اللّحْم وخِيفَ السُّقْم وجَرَى السَّرابُ على الاكم* وقيل* اذا طلَع النجمُ غُدَيَّة ابْتَغَى الراعِى شُكَيَّة* وقيل* اذا طلع النجمُ غُدَيَّا ابتغَى الراعِى سُقَيَّا* وقيل* اذا طلع النجمُ عِشاء ابتغَى الراعِى كِساء* وقيل* اذا أمْسَى النجمُ بقَبَل فشَهْرُ فتًى وشهرُ حَمَل واذا أمْسَى النجمُ بِدَبَر فشهرُ نَتاج وشهرُ مَطَر واذا أمْسَتِ الثُّرَيَّا قِمَّةَ راس فليلةُ فَتًى وليلةُ فاس* ومما يقال* حُفِظَ من كلام لُقْمانَ بنِ عادٍ اذا أمْسَتِ الثُّريا قِمَّ رأس ففِى الدِّثارِ فاخْنِس وعُظْمَاها فاحْدِس وأنْهِسْ بَنِيكَ وانْهَس وان سُئِلْتَ فاعْبِس واذا طَلَعَ الدَبَرانَ وتوَقَّدَتِ الحِزَّان واسْتَعَرَتِ الذِّبَّانِ ونَشَّتِ الغُدْران واذا طلعتِ الهَقْعَة تَقَوَّضَ الناسُ للقُلْعة ورَجَعُوا عن النُّجْعة وأوْرَسَتِ الفِقَعَة وأرْدَفَتْها الهَنْعة واذا طلعت الجَوْزاء توقدتِ المَعْزاء وكَنَسَتِ الظَّباء وعَرِقَتِ العِلْباء وطابَ الخِباء * وقيل* طلَعتِ الجَوْزاء ووافَى على عُودٍ الحِرْباء واذا طَلَعتِ الذِّراع حَسَرتِ الشمسُ القِنَاع وأشْعَلَتْ فى الافُقِ السُّعَاع وتَرَقْرَقَ السَّرابُ بكلِّ قاع واذا طلَعت الشِّعْرَى نَشِفَ الثَّرَى وأجَنَ الصَّرَى وجعَلَ صاحِبُ النَّخْلِ يَرَى* وقيل* اذا طلَعتِ الشِّعْرَى سَفَرا ولم تَرَ مَطَرَا فلا تَغْذُوَنَّ إمَّرَةً ولا إمَّرَا وأرْسِلِ العُرَاضاتِ أثَرا يَبْغِينَكَ فى الارض مَعْمَرا واذا طلَعتِ النَّثْرهْ قَنأَتِ البُسْرهْ وجُنِىَ النَّخْلُ بُكْرهْ وأوِّت المواشِى حَجْرهُ ولم تَتْرُكْ فى ذاتِ دَرّ قَطْرَهْ* وقيل* اذا طلعت النَّثْرهْ شَقَّحَتِ البُسْرهْ واذا طلعتِ الصَّرْفَهْ بَكِرَتِ الخُرْفهْ وكثُرَتِ الطُّرْفهْ وهانتْ للضيفِ الكُلْفهْ* وقيل* اذا طلعتِ الصَّرْفَه احتالَ كلُّ ذى حِرْفَهْ وقيل اختالَ كلُّ ذى خُرْفهْ وجَفَرَ كلُّ ذى نُطْفهْ وامْتِيزَ عن المِياهِ زُلْفهْ واذا طلعتِ العُذْرهْ فعَكَّةُ بُكْرهْ على أهلِ البَصْرهْ وليس بعُمَانَ بُسْرهْ ولا لَاكَّارِبها بَذْرَهْ وقيل بُرَّه واذا طلعتِ الجَبْههْ تَحانَّتْ الوَلَههْ وتَنازَتْ السَّفَهَهْ وَقَلَّتْ فى الارض الرَّفَهَهْ (١) واذا طلَع سُهَيْل طابَ اللَّيْل وجَرَى النَّيْل وامْتَنَع القَيْل وللفَصِيلِ الوَيْل ورُفِعَ كَيْلٌ ووُضِع كَيْل وقيل

__________________

(١) الرفهة فى الاصل بهذا الضبط ويؤيده عبارة اللسان فى مادة ر ف ه ونصها قال الازهرى العرب تقول اذا سقطت الطرفه قلت فى الارض الرفهه قال أبو الهيثم الرفهة الرحمة ا ه وضبط الصاغانى فى التكملة الرفهة بفتح الراء والفاء ويروى الرفه كتبه مصحه

اذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ

فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ

واذا طَلَعتِ الخَرَاتان أُكلَتْ أُمُّ جِرْذان واذا طلعت العَوَّاء ضُرِبَ الخِباء وطاب الهَواء وكُرِهَ العَرَاء وشَنَّنَ السِّقاء واذا طلَع السِّمَاك ذهَبَتِ العِكَاكُ واسْتَفاهَتِ الاحْنَاك وقَلَّ على الماءِ اللِّكَاك واذا طلَع الغَفْر جاد القَطْر* وقيل* اذا طلَع الغَفْر اقْشَعَرَّ السَّقْر وتَرَبَّلَ النَّضْر وحَسُنَ فى العَيْن الجَمْر واذا طلعت الزُّبانَى أحدثْت لكل ذى عِيالٍ شَانا ولكلِّ ماشيةٍ هَوانا وقالوا كانَ وكانا اجْمَعْ لَاهْلِكَ ولا توَانَى واذا طلَع الاكْلِيل هاجَتْ الفُحُول وقيل هَبَّتْ وشُمِّرَت الذُّيُول وتُخُوِّفَتِ السُّيُول واذا طلع القَلْب جاء الشِّتاءُ كالكَلْب وصارَ أهلُ الوادِى فى كَرْب ولم تُمَكِّنِ الفَحْلَ الا ذاتُ ثَرْب واذا طلع الهَدَّاران هَزَلَتِ السِّمَان واشْتَدَّ الزَّمان ووَحْوَحَ الوِلْدان واذا طلعتِ الشَّوْلهْ أعْجَلَتِ الشَّيْخَ البَوْلهْ واشْتَدَّتْ على العَيالِ العَوْلهْ وقيل شَتْوةُ زَوْلَهْ واذا طلع العَقْرب جَمَسَ المِذْنَب وقَرَّ الاشْيَب وقيل قَرُب واذا طلعت النَّعائم الْتَطَتِ البَهائم من الصَّقِيع الدائم وأيْقَظَ البَرْدُ كلِّ نائم وقيل اذا طلعت النَّعائم انْقَبَضَتِ البهائم من الصَّقِيع الدائم وخَلَصَ البَرْدُ الى كلِّ نائم وقيل توَسَّفَتِ التَّهائم واذا طلعت البَلْدهْ حَمَّمَتِ الجَعْدهْ وأُكِلَتِ القِشْدهْ وقيل للبرد أهْدَهْ وقيل اذا طلعت البَلْدهْ زَعِلَتْ كلُّ تُلْدهُ وقيل عَلَتِ الناسَ بُلْدهْ واذا طلَع سَعْد الذابِح حَمَى أهْلَه النَّابِح ونَفَع أهلَه الرَّائح وتَصَبَّح السارِح وظَهَرتْ فى الحَىِّ الانافح وقيل انْحَجَزَتِ الذَّوابِح ولم تَهْدَ النَّوابِح من الشِّتاءِ البارِح واذا طلع سَعدُ بُلَعْ اقْتَحمَ الرُّبَعْ ولَحِقَ أهْلَه الهُبَع وصِيدَ المُرَع وصار فى الارضِ لُمَع وقيل تشَكَّى كلُّ رُبَع واذا طلع سعدُ السُّعود نَضِرَ العُود ولانَتِ الجُلُود وكَرِه الناسُ فى الشمس القُعُود واذا طلع السَّعْد كَثُر الثَّعْد وقيل اذا طلع سعدُ السُّعود ذابَ كلُّ جَمُود واحْضَرَّ كلُّ عُود وانْتَشَر كلُّ مَصْرود واذا طلع سعدُ الاخْبِيهْ زُمَّتِ الاسْقِيهْ وتَدَلَّتِ الاحْوِيْه وتَجاوَرتِ الابْنِيهْ واذا طلعتِ الدلْو هِيبَ الجَزْو وأنْسَيلَ العَفْو وطَلَبَ الخِلْوُ اللهْو وقيل اذا طلعت الدَّلْو فالرَّبِيعُ والبَدْو والصَّيْفُ بَعْدَ الشَّتْو واذا طلَعتِ السَّمَكَهْ أمْكَنَتِ الحَركهْ وتَعَلَّقتِ الحَسَكَهْ ونُصِبَتِ الشَّبَكهْ وطابَ الزَّمانُ للنَّسَكَهْ واذا طلع الحُوت خَرَج الناسُ من البُيوت واذا طلع الشَّرَطان اسْتَوَى الزَّمان وخَضِرَتِ الاغصان وتَواقدتِ الاسْنان وتَهادَتِ الجِيران وقيل

هاقَ الزَّمان وباتَ الفَقيرُ بكلِّ مَكان وقيل طَلَع الشَّرَطان والْقِيَتِ الاوْتادُ فى الاغْصان وقيل طَلَعتِ الاشْراط ونَقَصَتِ الانْباط واذا طَلَع البُطَيْن اقْتُضِىَ الدَّيْن وظَهَرَ الزَّيْن واقْتُفِى بالعَطاءِ والقَيْن

التفسير

الحَدْسُ ـ الصَرْعُ حَدَسَ بناقَتِه فَوَجَأ فى سَبَلَتِها ـ اذا أناخَها فَوَجَأَ فى نَحْرِها وقوله حَسَرتِ الشمسُ القِناع ـ وانما هذا مَثَلٌ والمعنى أنها لم تَدَعْ غايةً فى الذُكُوّ ويقال للشمس اذا اشتدَّ حرها ولم يَحُلْ من دون شُعاعها شئٌ انْصَلَعتْ واليومُ الشَّديدُ وَقْعِ الشمس أصْلَعُ والعِلْباءُ مذكر فأُنّثَ ههنا على الغلطِ والتشبيه بِما همزتُه للتأنيث والأمْرُ ـ الصغير من أولاد الضَأن والأنثى إمَّرَةٌ وقيل هو من السائمة كلها والعُرَاضاتُ ـ العِراضُ الواحدةُ عُراضةٌ يعنى الابلَ لان آثار أخفافها فى الارض عِراضٌ والمَعْمَرُ ـ المَعاشُ وقد ظن قومٌ أن الساجعَ أراد طلوعَ الشِّعْرَى بالغَداة وقد أخطؤا فى ذلك وقد حكاه من لا أَثق به عن مُؤَرِّج فان كان صَدَقَ فان مُؤَرِّجاً اذاً كان قليلَ المعرفة بهذا الفَنِّ* قال المتعقب ثم نصر قوله وبين غلط مؤرج فأصاب فيما بين ولكنه أُتِىَ من حيثُ أَمِنَ قد غَلِطَ هو أيضا فى ألفاظ هذا السجع وفى تفسيره لانه قال فأما تفسير الكلام الذى فى هذا السجع فانه يقول اذا أخْطأ الوَسْمِىُّ فلم يَقَعْ له مطرٌ فأسِئ الظنَّ بسَنَتِك ولا تتشاغلْ بالغنم ولكن اظْعَنْ عن دارِك واطْلُبْ بالابل دارا قد غانَها اللهُ بغَيْث فاتجُ اليها والعُرَاضاتِ أثَرا ـ هى الابلُ والمَعْمَر ـ المنزلُ بدار معاش والامَّرُ ـ الذَّكَرُ من أولاد الضأن والأنثى إمَّرَةٌ وانما خَصَّ الضأنَ بالذِّكْر وان كان أراد جميعَ الغَنم لانها أعجزُ عن الطَّلَب من المَعزِ والمَعَزُ تُدْرِكُ ما لا تُدْرك الضأنُ* فأما ما حكيناه من غلطه فى الرواية فان أبا عمرو قال اذا طَلَعت الشِّعْرَى سَفَرا ولم تَرَ فيها مَطَرا فلا تُلْحِقْ فيها إمَّرَةً ولا إمَّرا ولا سُقَيْبًا ذَكَرَا* وأما غلطه فى التفسير فأنهما قالا جميعا فى تفسيره وقد قاله غيرهما الامَّرةُ الرجل الذى لا عقل له إلَّا ما أمَرْتَه به* وقال أبو عمرو* لا تُرْسِلْ فى ابلك رجلا لا عقل له يدبرها والامَّرُ والامَّرةُ أيضا من الضان كما ذَكَر الا أن المستعمل ههنا

ما حكيناه* قال* ولعله لو غَطَّى على الشيخ مؤرج لأعْفاه اللهُ من تَكَشُّفِنا* أبو حنيفة* وحَجْرة ـ ناحيةٌ والعُكَّةُ بالبَصْرة ـ كَرْبٌ يُصيبهم أيام شدة الحر فى وجه الصُّبح معه نَدًى يَكاد يأخُذُ بالانْفاس والوَلَهةٌ ـ جمعُ والِهٍ وهى التى قد فَقَدَتْ وَلَدها فقد كاد لَبَنُها يَذْهب جَزَعا والرُّفْهةُ ـ واحدةُ الرُّفَهِ وهو ما بَقِىَ فى المَداوِسِ من التِّبن بعد اخراج الحَب منه وحَذَا من الحُذَيا ـ وهو ما وَهَبْتَ للانسان من كرامة أو بِرٍّ والقَيْلُ ـ من القائلةِ وهى النَّوْمةُ فى الظَّهيرة وقيل هى الشَّرْبة يَشْرَبُها الانسانُ فى ذلك الوقت والامْتِياز ـ التَّنَحّىِ والزُّلْفةُ ـ أدنى منزلةٍ وتَشْنينُ السِّقاءِ بَرْدُه والماءُ الشُّنَانُ الباردُ وكلُّ سِقاءٍ أخْلَقَ فهو شَنُّ واسْتِفاهةُ الاحْناكِ ـ شَهْوةُ الطعامِ واللِّكاكُ ـ التَّزاحُمُ والتَّدافُع ووَحْوَحةُ الوِلْدان ـ حكايةُ أصواتِهم اذا قالتْ أَحْ أَحْ من البرد والزَّوْلة ـ المُنْكَرة وجَمَسَ ـ جَمَدَ والأشْيَبُ ـ الثَّلْج والجَليد وتَوسُّفُ التَّهائم ـ تَقَشُّرُ وجهِ الأرض من شدة البرد وتَحْمِيمُ الجَعْدة ـ أن تراها قد هَمَّتْ بالاطْلَاع كما يُحَمِّمُ وجْهُ الغُلام اذا هَمَّ بالبُقُول وقوله زَعِلَتْ كلُّ تُلْدة ـ التُّلدة تِلادُ المال والزَّعَلُ ـ النَّشاط يعنى المواشى أنها تَنْشَطُ فى هذا الوقت والتُّلْدةُ من التَّلِيدِ واقْتحامُ الرُّبَع ـ اسراعُه فى عَدْوه لانه قد قَوِىَ والأنْباطُ ـ المياه المُظْهَرةُ من الأرض نحو الآبار والقُنِىِّ الواحدُ نَبَطٌ وكلُّ ما أنْبَطْتَه فهو نَبَطٌ والاقْتِفاءُ ـ الكَرامةُ واللُّطْفُ وما ألطَفْتَ به الانسانَ وأتْحَفْتَه فهو القَفِيَّةُ* على* وقوله الجَزْوُ ـ يعنى الاجْتِزاءَ بالرُّطْبِ عن الماء وأصلُه الجَزْءُ ولكنه أبدل الهمزة واوا اعتباطا لغير علة الا لُمزاوجةِ الدَّلْو ومِثلُه كثيرٌ فى اللُّغة والنحو فتَفَهَّمْه

صفة الشمس وأسماؤها

* غير واحد* شَمْسٌ وشُموسٌ وقالوا عَبْد شَمْسٍ فصارت معرفةً فى حال الاضافة وليس أحد يقول هذه شَمْسٌ فيجعلَها معرفةً بغير ألف ولام ولهذا الضَّرْب تطائر قد أبائَها سيبويه* ابن جنى* فأما قول الهُذَلى

لما عَرَّفنا أنهم أثْآرُنا

قُلْنا وشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهمُ دَما

فانه أراد هذا الصنم المسمى بشمس ويكون هذا الصنم مُعْتَقدا فيه التأنيث كتأنيث اللات والعُزَّى فلذلك لم يصرف شمس* ابن السكيت* شَمِسَ يومُنا وشَمَسَ يَشْمُسُ ويَشْمِسُ شُمُوسا* ابن دريد* أشْمَسَ كشَمِسَ* صاحب العين* ويوم شامِسٌ ـ واضحٌ وتَشَمَّسَ الرجلُ ـ قَعد فى الشمس* ابن السكيت* يقال للشمس ذُكَاءُ ويقال قد آضَتْ ذُكاء وانْتَشَر الرِّعاء (١) وانما اشْتُقَّ من ذُكُوّ النارِ وهو تَلَهُّبُها وأنشد

فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيدًا بَعْدَ ما

ألْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها فى كافِر

قوله فتَذَكَّرا ـ يعنى ظَلِيماً ونَعامةً والثَّقَلُ ـ بيضُهما والرَّثِيدُ والرَّثَدُ المنْضُودُ رَثَدْتُه رَثْداً ومنه اشْتُقَّ مَرْثَدٌ ويقال تركتُ فلانا مُرْتثِدًا ـ أى ناضِداً مَتاعَهُ وقوله ألْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فى كافر ـ أى بَدَأتْ فى المَغيبِ والكافر ـ الليلُ لانه يُوارِى كلَّ شئِ ومنه كفَرَ فوقَ دِرْعهِ بثَوْبه وابن ذُكاءَ الصُّبْحُ وأنشد

فوَرَدتْ قبْلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ

وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فى كَفْرِ

ويقال لها إلَاهةُ والْالاهةُ مثل فِعالةٍ وأنشد

تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً

وأعْجَلْنا الالاهَةَ أنْ تَؤُبَا

* قال الفارسى* سَمَّوْها إلاهةَ على نحوِ تَعْظيمهم لها وعِبادتهِم إياها وعلى ذلك نهاهم اللهُ عزوجل عن عبادتها وأمَرَهُم بالتَّوَجُّهِ فى العبادة اليه دون ما خَلَقَه وأوْجَده بعدَ أن لم يكن فقال (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) ويَدُلُّكَ على ما ذَكَرْنا من مَذْهبِ العربِ فى تسميتهم للشمس إلاهَةَ ما حكاه أحمدُ بن يحيى من أنهم يُسَمُّونَها إلاهةَ غيرَ مصروف فقَوَّى ذلك أنه منقولٌ اذْ كان مخصوصا وأكثَرُ الْاسماءِ المختصةِ الأعْلامِ منقولةٌ نحو زيد وأسد وما يَكْثُر تَعْدادُه من ذلك فكذلك إلاهةُ تكون منقولةً من الْالاهَةِ التى هى العبادةُ لما ذكرنا وأنشد البيت

* وأعْجَلْنا إلاهةَ أن تَؤُبا*

* غيره* مصروف بلا ألف ولام وقد جاء على هذا الحَدِّ غيْرُ شئٍ* قال أبو

__________________

(١) قلت لا يغترن أحد بعدُ بقول صاحب القاموس عند ذكره جموع الراعي ج رُعاة ورُعيان ورُعاء يكسر فيقدم رعاء بالضم الشاذ المخالف للقياس ويؤخر رعاءا بالكسر الموافق للقياس كرجال وصيام وقيام وجياع وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

زيد* لقيتُه النَّدَرَى ونَدَرَى وفَيْنَةَ والفَيْنةَ بعدَ الفَيْنةِ وفى التنزيل (وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) وأنشد

أما ودِماءٍ لا تَزالُ كأنَّها

على قُبَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما

فهذا مِثلُ ما ذكرنا من إلاهةَ والْالاهةِ فى دخولِ لام المعرفةِ الاسْمَ مَرَّةً وسُقُوطِها أُخْرى* ابن دريد* وهى الالِيهةُ* ابن السكيت* الضَّحُّ الشَّمْسُ نَفْسُها يقال جاء بالضِّحِّ والرّيح ـ اذا جاء بالشئ الكثير أى ما طلَعتْ عليه الشمسُ والضِّحُّ ـ قَرْنُ الشمسِ يُصِيبك وكلُّ شئ أصابتْه فهو ضِحُّ يقالُ ضَحِيتُ للشمسِ ـ اذا ظهَرْتَ لها وبَرَزْتَ وأنشد

رأتْ رَجُلاً أما اذا الشمسُ عارَضَتْ

فيَضْحَى وأما بالعَشِىّ فيَخْصَرُ

* قال* ونَظَر ابنُ عُمَرٍ الى مُحْرِمٍ قد اسْتَظَلَّ فقال اضْحَ لِمَنْ أحْرَمْتَ له ـ أى اظْهَرْ ومنه أرضٌ ضاحِيَةٌ ـ اذا اتَّسَعَتْ وانْفَرَجتْ عنها الجبالُ ومنه ضَواحِى الرُّومِ وهو ما بَرَزَ من بلادِهم* الفارسى* ليس ضَحِيْتُ من الضِّحِّ ذلك ثنائى وهذا معتل وانما الضُحِىُّ الظُّهورُ والبرُوزُ الى الشئ وقد ضَحِيتُ ضُحُوًّا وضُحِيًّا ـ بَرَزْتُ للشمس واسْتَضْحَيْتُ للشمس ـ قَعَدْتُ عندَها فى الشتاءِ خاصةً* صاحب العين* الضِّحَّ ـ ضَوْءُ الشمسِ اذا تمكن من الأرضِ وقيل هو ضَوْءُها عامةً والضِّحُّ ـ الارضُ البَرازُ منه والضِّيحُ لغةٌ فى الضِّحِ من الشمسِ* على* أُرَى الضِّيحَ من مُحَوَّلِ التضعيفِ وان كان ذلك أكثره فى اللام نحو تَظَنَّيْتُ وتَقَضَّيْتُ وسيأتى ذلك* صاحب العين* الضَّحَاءُ مَمْدُود الشمسُ* ابن السكيت* ويقال للشمس الجَوْنَةُ ـ سميت بذلك لانها تَسْوَدُّ حين تَغِيبُ والجَوْنُ الأسودُ والأبيض* قال* وعَرَضَ أُنَيْسٌ الجَرْمِىَّ على الحَجَّاج دِرْعَ حَديدٍ وكانت صافيةً فَجَعل لا يَرى صَفاءَها فقال أُنَيْسٌ ان الشمسَ جَوْنةٌ ـ أى شديدةُ الضَّوْءِ فقد غَلَبَ ضَوْءُها بياضَ الدِّرْع وأنشد

يُبادِرُ الأثْآرَ أن تَؤُبا

وحاجِبَ الجَوْنةِ أن يَغِيبَا

الأثْآرُ جمعُ ثَأْرٍ* صاحب العين* الجَوْنةُ ـ عينُ الشمسِ* ثعلب* الشمسُ جَوْنةٌ بيِّنَةُ الجُونةِ حكاها عن الفراء* ابن السكيت* يقالُ لها

الجاريةُ سميت بذلك لانها تَجْرِى من المَشْرق الى المغرب ويقال لها الغَزالةُ أيضا وأنشد فى ذلك

تَوَضَّحْنَ فى قَرْن الغَزالةِ بَعْدَما

تَرَشَّفْنَ دَرَّاتِ الرِّهامِ الرَّكائِكِ

* أبو عبيد* الغَزالةُ ـ الشمسُ اذا ارْتَفَع النهارُ* الأصمعى* غَزالاتُ الضُّحَى أوائِلُها* أبو زيد* هى بعد ما تَنْبَسِطُ الشمس وتَضْحَى الى قَرِيبٍ من خُمْسَىِ النهارِ* قال ابن دريد* قال الأصمعى ليست الغزالةُ الشمسَ بعَيْنِها لكنها وقت طلوع الشمس واحْتَجَّ ببيت ذى الرمة

وأشْرَفْتُ الغَزالةَ رأسَ حُزْوَى

أُراقِبُهمْ وما أُغْنِى قِبالا (١)

ويقال طلعتِ الغزالةُ ولا يقال غابَتْ* وقال أبو بكر مَرَّةً* هى الشمسُ عند طلوعها* صاحب العين* الغَزالةُ ـ عَيْنُ الشمس* ابن السكيت* ويقالُ للشمس السِّراجُ والبيضاء ويُوحُ لا تُجْرَى ومَهَاةُ وأنشد

ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبُّ رحيمٌ

بمَهاةٍ شُعاعُها مَنْشُورُ

* على* مَهاة هنا معرفةٌ وانما احتاجَ الى صرفها لان بين نون فَعِلاتن وسين مستفعلن مُعاقَبةً وقد سقطتْ سين مستفعلن فى قوله شُعاعها وهو مفاعلن فلذلك صرف مَهاة والجملة فى ذلك حالٌ ويقال لها بَراحِ مثل قَطَامِ* أبو حنيفة* بَراحِ ـ وبَراحُ* السيرافى* ومن أسمائها حَنَاذِ من الحَنْذِ وهو الشىُّ* ابن السكيت* ويقال لها اذا لم تكنْ مُتَجَلِّيَةً حَسَنَة مَرِيضةٌ ويقال لضوءِ الشَّمسِ الأيَاءُ والايا اذا فُتِح مُدَّ واذا كُسِرَ قُصِرَ وأنشد

* لاقَى إياها الأَياءُ فاثْتَلَقا*

* أبو عبيد* أَياةُ الشمسِ ـ ضَوْءُها* الفارسى* أَياةٌ وأيًا كحَصاةٍ وحَصَى* قال الفارسى* أقول فى ألف إيَا أنها منقلبة عن الياء والدليل على ذلك أنها لا تخلو من أن تكون من الياء أو من الواو فالذى يدل على أنها من الياء دون الواو أن الواو لا تكون لاما والعين ياء فى شئ من كلامهم فأما قولهم حَياة وحَيَوان فالواو عندنا منقلبة من الياء فاذا لم يجز انقلابُها عن الواو ثبت أنها من الياء* فان قلَت ما ننكر أن تكون الياء منقلبةً عن الواو لانكسار ما قبلها واذا جاز أن تكون العين واوا جاز أن تكون الكلمة

__________________

(١) قلت قد أخطأ ابن سيدة هنا وتبعه صاحب لسان العرب فحرّفا عروض صدر هذا البيت فرويا حُزْوى والصواب وهو الرواية المتفق عليها المحفوظة رأس حوضى وإنما ذكر ذو الرمة حزوى عروضا في البيت الرابع بعد هذا وهو قوله يشبه الأظعان بالسيال كأن الال يرفع بين حزوى ورابية الخوى بهم سيالا وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

من باب قُوّة* فالجواب أن العين ياء لا غير ولو كانت واوا لصحت كما صَحَّ عوَضٌ وعِوَج ونحوه والهمزة فى قول من مَدَّ منقلبة عن الياء* صاحب العين* الشُّعاع ضوءُ الشمس الذى تَراه كأنه الحِبالُ مُقْبِلةَ عليك اذا نَظَرْتَ لها وقيل هو الذى تَراه مُمْتَدًّا كالرِّماح بُعَيْدَ الطُّلوع والجمعُ أشِعَّةٌ وشُعُعٌ وقد أشَعَّتْ ـ نَشَرَتْ شُعاعَها وأنشد

اذا سَفَرَتْ تَلَأْلَأُ وَجْنَتاها

كاشْعاعِ الغَزالةِ فى الضَّحاءِ

* أبو حنيفة* هو الشُّعاعُ والشُّعاعةُ والشُّعُّ* ابن السكيت* ويقال لِدارَتِها الطُّفَاوةُ* أبو حنيفة* النَّدْأَةُ ـ دارَةٌ ربما رأيتَها مُحيطةً بالشمس وقيل هى الحُمْرةُ العارضةُ فى مَطْلَع الشمسِ ومَغْربِها اذا عَرَضتْ وقيل هو قَوْسُ المُزْنِ* ابن السكيت* هى النَّدْأَة والنُّدْأة* أبو حنيفة* لُعابُ الشمسِ ـ الذى تراه فى شِدَّة الحَرِّ يَبْرُق مِثْلَ نِسْج العَنْكَبُوتِ أو السراب فيَحْدِرُ من السماء وانما يُرَى ذلك من شِدَّةِ الحَرِّ وسُكونِ الرِّيح وأنشد

وذابَ للشمسِ لُعَابٌ فنَزَلْ

وقامَ مِيزانُ النهارِ فاعْتَدَلْ

* أبو عبيد* وهو السَّهَامُ ومُخاطُ الشيطانِ* أبو حنيفة* وهو الغَفْرُ والسُّمَّيْهَى وعَبُهَا وبه سُمِّىَ عَبُ الشمسِ بَطْنٌ من بنى تميم* الفارسى* عَبُ الشمسِ على مثال يَدُ الشمس وعَبشَّمْس هو الصحيح وهو من نادِر الادغام* وحكى ابن الرُّمَّانِىِّ* عَبُّ شَمْسٍ* الفارسى* وهذا مما تَعَرَّفَ فى حَيِّزِ الاضافةِ ولم يكُ قبلَ ذلك معرفةً وهو من بابِ قَيْس قُفَّةَ* قال سيبويه* فى باب الالقاب عند ذكر قيسِ قُفَّةَ فى حَيِّزِ تَلْقيب المُفْرَد بالمفرد ونظير ذلك أنه ليس أحدٌ من العرب يقول هذه شمس فيجعلها معرفة بغير ألف ولام فاذا قالوا عَبْدَ شَمْسٍ فكلهم يَجْعَلُها معرفةً وقد أوْمَأتُ الى هذا التعليل فى أول الباب* غيره* والخَيْتَعُورُ ـ ما يَنْزِلُ من الهَواء أبيضَ كالخُيُوطِ أو كَنَسْج العَنْكبوتِ والدُّنْيا خَيْتَعُورٌ من ذلك وأصلُه الخِداعُ* صاحب العين* رِيقُ الشيطانِ لُعَابُ الشمسِ* ابن دريد* السُّعْرُورُ والسُّعْرُورةُ والسِّعْرارُ والسِّعْرارةُ ـ ما يَدخُلُ الكَوَّةَ من شُعاعِ الشمس ومن الصُّبْح* ابن السكيت* قُرُونُ الشَّمْسِ ـ نَواحِيها واحِدُها قَرْنٌ* أبو حنيفة* وكذلك

حَواجِبُها* ابن السكيت* عَيْنُ الشمسِ ـ وجْهُها ورأسُها* أبو حنيفة* العَيْنُ ـ اسمٌ لها* صاحب العين* الصَّيْخَدُ ـ عَيْنُ الشمسِ* ابن السكيت* الشَرَقُ والشَّرْقَةُ ـ الشمسِ يقالُ طَلَعتِ الشَّرْقُ ولا يقال غابت الشَّرْقُ وشَرْقَةُ الشمسِ ـ مَوْقِعُها فى الشتاءِ ودِفْؤُها وأما فى القَيْظِ فلا شَرْقةَ لها يقال اقْعُدْ فى الشَّرَقِ والشَّرْقةِ والمَشْرِقةِ والمَشْرَقَةِ والمَشْرُقَةِ وأنشد فى ذلك

تُرِيدِين الفِراقَ وأنْتِ عِنْدِى

بِعَيْشٍ مِثْلِ مَشْرَقةِ الشَّمَالِ

* السيرافى* ويقال للشمس أيضا الشَّرَقُ بفتح الراء وأنشد

* لَيْسَ بمُغْنٍ منه دفْءٌ وشَرَقْ*

* ابن جنى* وهو الشَّارِقُ والشَّرِيقُ* أبو عبيد* انما قيل للعِيدِ المُشَرَّقُ لان الصلاةَ فيه بعد الشَّرْقَةِ* ابن قتيبة* مَشْرِقُ البابِ ـ مَدْخَلُ الشمسِ فيه* السيرافى* المِشْرِيقُ ـ المَشْرُقةُ* ابن دريد* الوَهَرُ ـ تَوَهُّجُ وَقْعِ الشمسِ على الأرضِ حتى ترى له اصْطِراباً كالبُخارِ يَمانِيَةٌ ويقال للضوء الذى يَدْخُل من الكِوَاءِ الى البيوتِ شَرْطٌ باطلٌ وخَيْطٌ باطلٌ وهو أصَحُّ* صاحب العين* عِلَاطُ الشمس ـ الذى تَراه كأنه خَيْطٌ اذا نَظَرْتَ اليه والجمعُ أعْلَاطٌ والهَيُولُ كالسِّعْرارِ رُومِيَّةٌ أو عِبْرانِيَّة وهو أبْلَجُ* وقال* شَوَّدَتِ الشمسُ ارتفعتْ

باب

طلوع الشمس وكسوفها وغروبها

* صاحب العين* طَلَعَتِ الشمسُ تَطْلُع طُلُوعا وَمَطْلِعا ومَطْلَعًا وهو القياس والكَسْرُ نادرٌ ولهذا بابٌ سنأتى عليه فى هذا الكتاب ان شاء الله تعالى وقالوا آتِيكَ كلَّ يومٍ طَلَعَتْه الشمسُ ـ أى طَلَعتْ فيه* صاحب العين* طِلَاعُ الأرضِ ـ ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ منها* ابن السكيت* ذَرَّتِ الشمسُ ـ تَذُرُّ

ذُرُورًا طَلَعتْ وانشد

صُورةُ الشَّمْسِ على صُورتِها

كُلَّما تَغْرُب شَمْسٌ أو تَذُرْ

* أبو عبيد* بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغ ـ طَلَعتْ* صاحب العين* بَزْغًا* أبو حنيفة* وبزُوغاً* وقال* شَرَقتْ تَشْرُقُ شُرُوقا ـ طلعتْ* ابن السكيت* المَشْرِقُ والمَشْرَقُ ـ المَطْلَع* أبو حنيفة* فأما إشْراقُها فانْبِساطُها وارتفاعُها وخُلوصُ ضَوْئها* ابن السكيت* آتِيكَ كُلَّ شارقٍ ـ أى كلَّ يوم طلعتْ فيه الشمسُ* ابن دريد* الشارِقُ ـ قَرْنُ الشمس شَرِقَتْ بالكسر دَنَتْ للغُروب* ابن دريد* طلَعِت الشمسُ فى خِرْشاءٍ ـ أى غُبْرةٍ* أبو حاتم* كَسَفتِ الشمسُ ولا يقال انْكَسَفتْ* أبو زيد* كَسَفَتِ الشمس ـ اسْوَدَّتْ وكَسَفَها اللهُ* صاحب العين* وبعضهم يقول انْكَسَفتْ وهو خَطأ* ابن السكيت* كَسَفَتْ تَكْسِفُ كُسُوفاً وكُسِفَتْ ـ ذَهَب ضَوْءُها وكذلك خَسَفتْ تَخْسِفُ خُسُوفا وخَسَفَها اللهُ وكذلك القمرُ وقيل كُوِّرَتِ الشمسُ ـ ذَهَبَ ضَوْءُها وقيل معنى كُوِّرَتْ عُوِّرَتْ* ابن دريد* كَمِهَ النهارُ ـ اعْتَرَضَتْ فى شَمْسِه غُبْرة* أبو عبيد* دَنَّقَتِ الشمسُ ـ دَنَتْ للغُروب* قال أبو على* أُرَى أنه من الدَّانِقِ شُبِّهَتْ به لاسْتِدارةِ جِرْمِها وصغَرِها عند الغروب* أبو عبيد* ضَيَّفَتِ وتَضَيَّفَتْ وضَافَت ضَيْفاً كذلك* الفارسى* هو من تَضايْفِ الشئِ ـ وهو تَدانِيه وتَقَابُلُ أقْطارِه وأنشد

يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكِى الاظَلَّا

اذا تَضَايَفْنَ عليه انْسَلاً

يعنى اذا صِرْنَ قَرِيبًا منه ومنه الحديث «نَهى رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الصلاةِ اذا تَضَيَّفَتِ الشمسُ للغروبِ» وأصلُ هذه الكلمةِ المَيْلُ* أبو عبيد* ضَرَّعَتْ مثْلُه* الفارسى* هو من الضَرَعِ ـ وهو وَلَدُ البَقْرِة الصغيرُ الضَّعيفُ* أبو عبيد* زَبَّتْ وأزَبَّتْ كذلك* الفارسى* هو من الزَّبَبِ ـ وهو كثرة الشَّعَرِ فى الذِّراعَيْنِ والساقَيْنِ فنُرَى أن ماداناها من الليل غَطَّاها كما يُغَطِّى الشَّعَرُ العِضْوَ* ابن السكيت* ضَرَّعَتْ وزَبَّتْ وأزَبَّتْ ـ غابتْ* أبو حنيفة* رَسَبتْ وقَسَبتْ كذلك* الفارسى* هو من قَسِيبِ الماءِ وهو صَوْتُه عند اشتدادِ جَرْيهِ

وذلك أن الشمسَ أجْرَىِ ما تكونُ عند الغُروب* ابن السكيت* دَلَكَتِ الشمسُ دُلُوكاً ـ وهى دالِكٌ ـ اصْفَرَّتْ عندَ مَغِيبها وقيل دُلُوكُها حِين تَزُولُ عن كَبِدِ السماءِ وهو مَيْلُها وأنشد

هذا مَقَامُ قَدَمَىْ رَباحِ

أليَوْمَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ (١)

يريد أنه اذا نَظَر اليها عند غُيوبها وَضَعَ يَدَه على جبينه يَتَّقِى شُعاعَها* ابن دريد* الدَّلَكُ ـ وَقْتُ دُلوكِ الشمس* أبو حنيفة* الغِشَاشُ ـ دُنُوُّ الشَّمْسِ للمَغِيبِ* أبو حنيفة* دَحَضَتِ الشمسُ تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحوضاً ـ زالتْ وأدْحَضْتُه ودَحَضْتُه ـ دَفَعْتُه والزَّيْغُ والعُدُولُ والزَّوالُ سَواءٌ زَاغَتْ زَيْغاً وعَدَلَتْ تَعْدِلُ عُدُولاً وزالتْ زَوَالاً وزُؤُولاً* ابن دريد* الشمسُ صَغْواءُ ـ اذا مالتْ فى الغَرْب* أبو زيد* غابتِ الشمسُ غِياباً ومَغِيباً وغَيْبُوبةً* سيبويه* وغُيُوباً* أبو زيد* أغْيَبْنا ـ دَخَلْنا فى المَغِيب* وقال* أتانا على غَيْبةِ الشمسِ مقلوبٌ عن غَيْبَتِها* ابن السكيت* وَجَبَتِ الشمسُ وُجُوباً ـ غابتْ ويقال غابَتِ الشمسُ إلا شَفًا مقصور يريد بذلك الا شيأ قليلا وشَفَتْ تَشْفُو وتَشْفِى ـ ذَهَبَتْ وغابَتْ إلَّا شَيْأً وأنشد

أشْرَفْتُهُ بلَا شَفًا أو بِشَفَا

والشمسُ قد كادَتْ تَكُونُ دَنَفَا

يقال أتيتُه والشمسُ دَنَفٌ ـ أى قد قارَبَتْ أن تَغِيبَ* وقال* طَفَلَتِ الشمسُ دَنَتْ لتَغِيبَ* أبو حنيفة* وتَطَفَّلَتْ وتَطَرَّقَتْ وكَرَبَتْ وضَجَّعَتْ وقيل ضَجَّعَتْ ـ زالت* ابن السكيت* سَقَطَ القُرْصُ ـ غابتِ الشمسُ والعَرَجُ غَيْبُوبةُ الشَّمْسِ وأنشد

* حتَّى اذا ما الشَّمْسُ هَمَّتْ بعَرَجْ*

* أبو حنيفة* آبَتْ تَؤُبُ إيَاباً* سيبويه* وأُيُوباً وكذلك بادَتْ تَبيدُ بُيُودًا* أبو حنيفة* غارَتْ غَوْراً وغُؤُوراً وغِياراً ـ وغَرَبَتْ تَغْرُبُ غَرْباً وغُرُوباً وغَرَّبَتْ ـ غابَتْ وكذلك النَّجْمُ* صاحب العين* الغَرْبُ والمَغْرِبُ ـ الموضعُ الذى تَغْرُبُ فيه* سيبويه* المَغْرِبُ شاذ وقياسه المَغْرَبُ لان ما كان على يَفْعُل فاسمُ الموضعِ منه مَفْعَلٌ الا نَوادرَ أحدُها هذا* وحكى ابن السكيت*

__________________

(١) قلت كما اختلف الرواة في رواية الكلمة الأولى من هذا المشطور الثاني فبعضهم رواها اليوم حتي وبعضهم رواها بكرة حتى وبعضهم رواها ذبب حتى كاختلافهم في رواية لفظ الكلمة الآخرة منه ومعناها فمنهم من رواها براح بفتح الباء كقطام وفسرها بالشمس كما تقدم قبل ومنهم من رواها براح بكسر الباء باء الجر واختلفوا في تفسير المجرور فقال الغنوي هو مفرد اسم فاعل أصله رائح أسقطت همزته كما أسقطت همزة هائر فقيل هارٍ وقال الفراء هو جمع راحة وهي اليد وبهذا فسرها المؤلف كما ترى وسبب اختلافهم عدم وقوفهم على ما قبل هذين المشطورين وما بعدهما والرواية المشهورة وهي رواية قطرب والفراء ذبب حتى دلكت براح وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

مَغْرَب على القياس* وقال غيره* فى قوله تعالى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) ـ (١) أقْصَى ما تَنْتَهِى اليه الشمسُ فى الشِّتاءِ وبين المَغْرِبِ الأقْصَى والأدْنَى مائةٌ وثمانون مَغْرِباً وكذلك ما بين المَشْرِقَيْنِ وذلك قوله جَلَّ ثَناؤه (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) وقيل انما جَمَعَ لانه أُرِيدَ أنها كلَّ يوم تَشْرُقُ من موضع وتَغْرُبُ فى موضع الى انتهاء السَّنة* أبو حنيفة* وَقَبتِ الشمسُ ـ غابتْ وكلُّ شئ داخلٍ فى شئ فهو واقِبٌ فيه والقُنُوبُ ـ مثلُ الوُقوبِ قَنَبتْ تَقْنُبُ

صفة القمر وأسماؤه

* ابن السكيت* أوَّلُ ما يُرَى القمرُ ـ فهو الهِلَالُ لَيْلَةَ يُهِلُّ ثم يكون كذلك لليلة ولليلتين ولئلاثٍ* قال أبو اسحق* يسمى هِلالاً ثلاثَ ليالٍ ـ ثم يسمى قَمَراً* قال وقال بعضهم* يسمى هِلَالاً حتى يُحَجِّرَ وقيل يسمى هِلالاً الى أن بَبْهَرَ ضوءُ سَوادَ الليلِ وهذا لا يكون الا فى الليلة السابعة والجمعُ أهِلَّةٌ* ابن السكيت* وقد أهَلَّ وأهْلَلْناه ـ رأيناه وأهْلَلْنا الشهرَ واسْتَهْلَلْناه ـ رأينا هِلالَه وقد أُهِلَّ الشهرُ واسْتَهَلَّ* أبو حنيفة* هَلَّ الشهرُ ولا يقال أهَلَّ وهَلَّ الهِلالُ نفسُه طَلَع وأتَيْنا فلانا عند إهْلالِ الشهر واسْتِهْلالِه وهِلَّتِه وهِلِّهِ وهُلُولِه وأهَلَّ الرجلُ ـ نظر فى الهِلَال فكَبَّر والاهْلالُ فى الحج من ذلك لانهم أكْثَرُ ما كانوا يُحْرِمُون اذا أهَلَّ الهلالُ* أبو حنيفة* صَبَأَ الهلالُ ـ طَلَع* ابن السكيت* وهو الشهرُ ليلةَ يَنْظُر اليه الناسُ فيُشَهِّرُونه* صاحب العين* الشَّهْرُ ـ القمر اذا ظَهَر وقارَبَ الكمالَ وبه سمى الشهرُ المعروفُ والجمعُ أشْهُر وشُهُور والمُشاهَرة المُعاملة شَهْرَا بشَهْرٍ وأشْهَرَ القومُ ـ أتَى عليهم شهرٌ وأشْهَرَتِ المرأةُ دخلتْ فى شَهْرِ وِلادتِها* ابن السكيت* ثم يكونُ قَمرا بعد ثَلاثٍ وقد أقْمَرْنا وليلة مُقْمِرٌ ومُقْمِرةٌ وقَمْراء وأنشد

* يا حَبَذَّا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ*

وهو قَمرٌ حتى يُهَلَّ مَرَّةً أُخْرى* ابن دريد* القَمر مُشْتَقٌّ من القُمْرة ـ وهو بياضٌ

__________________

(١) عبارة اللسان بعد الآية أحد المغربين أقصى ما تنتهى اليه الشمس فى الصيف والآخر أقصى ما تنتهى اليه فى الشتاء وأحد المشرقين أقصى ما تشرق منه الشمس فى الصيف وأقصى ما تشرق منه فى الشتاء وبين المغرب الى آخر ما هنا وبه يعلم ما فى الاصل من السقط كتبه مصححه

فيه كُدْرة* أبو حنيفة* اذا حَجَّرَ وأضاء فهو قمر وقد أقْمَر وقَمَّر ـ اذا اسْتدارَ بخَطّ رَقيق قبل أن يَغْلُظَ* وقال* أضاءَ القمرُ وأضاءت القَمْراءُ ـ وطَلَعَ القَمَرُ ولا يقال طَلَعت القَمْراءُ والمعنى فى القَمْراءِ نفسُ القَمَرِ* ابن دريد* تَقَمَّر الاسدُ طَلَب الصَّيْدَ فى القَمْراء* صاحب العين* والقَوْلُ فى لَفْظِ طُلُوع القَمرِ كالقول فى لفظِ طلوعِ الشمسِ إلَّا طِلَاعَ الأرْضِ فانه مقصودٌ على ما طَلَعتْ عليه الشمسُ منها* ابن السكيت* القَمرانِ ـ الشمسُ والقمرُ* على* وهذا نحو العُمَرَيْنِ ونحوِهما من الاسم الذى يسمى به اثنان لكل واحد منهما اسم على حِدَته* ابن السكيت* الزِّبْرِقانُ ـ القَمرُ قال ثم يَصِير بعدَ القَمر جَوْنةً ثم يَسْتَوِى لثلاثَ عشرةَ وتلك ليلةُ السَّواءِ وذلك اذا اتَّسَقَ واتِّساقُه ـ اسْتِواؤهُ وقد أَسْوَيْنا (١) * أبو حنيفة* سميتْ بذلك لاسْتواء القمر وقيل لأنه يَسْتَوِى فى لَيْلِها ونَهارِها وهى ليلةُ التَّمام والغَرَّاءُ* ابن السكيت* وهى العَفْراءُ وليلةُ النِّصْفِ يقال لها سَيْسان* قال* وهو فى ليلة السَّواءِ باهرٌ وقد بَهَرَ وابْهَارَّ* فأما سيبويه فقال أبْهارَّ القمرُ لا يُتَكَلَّم به الا مَزِيدا* ابن السكيت* بَهَرَ القَمرُ الكواكبَ يَبْهَرُها بَهْراً وفَضَحَها وغَمَّها ـ وذلك اذا غلب ضَوْءُه ضَوْءَها فلم تَرَ لها ضَوْأً* قال* ثم الذى يليها البَدْرُ ـ لأنه يُبادِرُ الشمسَ والجمع بُدُورٌ* ابن السكيت* وقد أبْدَرَ القومُ* أبو حنيفة* أبْدَرَ القمرُ ـ صار بَدْراً وهو قَمْرٌ بَدْرٌ سمى بذلك لامْتلائه يقال غلام بَدْرٌ ـ اذا امْتلأَ شَبَاباً قبل أن يَحْتَلم* ابن السكيت* هو بَدْرٌ حتى يَقَعَ فى ليالى السَّاهُورِ وهُنَّ السبعُ البَواقِى* أبو حنيفة* السَّاهُورُ ـ القمرُ نَفْسُه نَبَطِىُّ* ابن دريد* السَّهْرُ والسَّاهورُ ـ الذى يَقِبُ فيه القَمَرُ اذا كُسِفَ* أبو على عن ثعلب* السِّنِمَّارُ والباحُورُ ـ القمرُ* أبو حنيفة* فاذا جاوَزَ القمرُ النِّصْفَ فهو مَلْحُوفٌ حتى يَمْتَحِقَ* أبو عبيد* الفَخْتُ ـ ضَؤْءُ القَمرِ* ابن دريد* هو أولُ ما يَبْدُو منه ومنه اشتقاقُ الفاخِتةِ للَوْنِها* قال أبو اسحق* لا أدرى أسْمُ ضَوْئه هو أَمِ اسْم ظُلُمته السَّمَرُ ولهذا قيل للمتحدِّثين ليلاً سُمَّارٌ* أبو عبيد* الهالَةُ ـ دَارَتُه* ابن السكيت* يقال للسَّوادِ الذى فى القمر ـ المَحْوُ والشَّامةُ

__________________

(١) قوله أسوينا معناها هنا دخلنا في ليلة السواء كما يقال أصبحنا دخلنا في الصباح اه

وأنشد فى ذلك

وذى شامةٍ سَوْداءَ فى حُرِّ وجْهِهِ

مُجلَّلَةٍ لا تَنْجَلِى لزمانِ

ويُدْرِكُ فى خَمْسٍ وتِسْع شَبابه

ويَهْرَمُ فى سَبْعٍ معاً وثَمانِ (١)

فاذا طَلَع القمر ـ قيل بَزَغَ وقد تقدم فى الشمس فاذا غابَ ـ قيل أفَلَ يَأْفِلُ ويأْفُلُ أفْلاً وأُفُولاً* ابن السكيت* ويقال لليالى التى يَطْلُع القمرُ فيها ليلَةُ كُلَّه فيكونُ فى السماءِ ومِنْ دونه سَحابٌ فتَرى ضَوْءً ولا تَرى قَمَر افتطنُّ أنك قد أصْبَحْتَ وعليك لَيْلٌ المُحْمِقاتُ ويقالُ وَضَحَ القمرُ أشَدَّ الوُضوحِ وأضْحَى ـ اذا أضاءَ وأسْفَرَ وهو ضَوْؤُهُ قبل أن يَطْلُعَ* صاحب العين* الأزْهَرُ ـ القمر وقد زَهَرَ يَزْهَرُ زَهْراً وزَهُرَ* ابن السكيت* الأزْهَرانِ ـ الشمسُ والقمرُ والمَنَارانِ والنَّيِّرانِ* ابن دريد* ليلة كَمْراءُ ـ قَمْراءُ* أبو عبيد* الوَكْسُ ـ دُخُولُ القمرِ فى نَجْمٍ بُكْرَةً وأنشد

* هَيَّجَها قبلَ لَيالِى الوَكْسِ*

* ابن الاعرابى* عُقْبةُ القَمرِ ـ بالضم نَجْمٌ يقارنُ القَمرَ فى السَّنَةِ مَرَّةَ قال

لا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافورَ لَمَّتُهُ

ولا الذَّرِيرةَ إلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ

والحِصْنُ ـ الهِلالُ وبه سُمِّى الرجلُ حُصَيْناً

كسوف القمر وغروبه

* أبو حنيفة* خَسَفَ القمرُ يَخْسِفُ خُسُوفا وخُسِفَ وهو كالكُسوفِ فى الشمس وقد يُسْتعمل الخسوفُ فى الشمس والكسوفُ فى القمر* أبو عبيد* وكذلك خَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ وخَسَفَه اللهُ* أبو حنيفة* صَغَى القمرُ يَصْغَى وصَغِىَ وأصْغَى ـ مالَ للمَغِيب وقد تقدم الصَّفْوُ فى الشمسِ* صاحب العين* وَقَبَ القمرُ وُقُوباً ـ دخل فى الكُسوفِ وقد تقدم أن كلَّ دخولٍ وُقُوبٌ* أبو زيد* طَمَسَ القمرُ والنجمُ ـ ذَهَبَ ضَوْءُه ـ وكذلك البصرُ وطَمَسَ اللهُ عليه وطَمَسَهُ

__________________

(١) قلت قد أخطأ ابن سيدة ومن نقل عنه في رواية عجز البيت الأول وصدر الثاني وسبب ذلك عدم إتقان الرواية وأخذها عن أهلها والصواب وهو الرواية المحققة التي لا محيد عنها مخلدة لا تنقضى لأوان ويكمل في خمس وقد بينت حقيقتهما ونسبتهما لقائلهما وذكرت ما قبلهما بيانا تاما في كتابي بنيان العلم المرصص لبيان وهم صاحب المخصص والله المستعان على إتمامه وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به تعالى آمين

باب سؤال القمر وجوابه

* قال ابن السكيت* قِيلَ للقمرِ ما أنتَ ابنَ ليلَهْ فقال رَضَاعُ سُخَيْله حَلَّ أهلُها برُمَيْلَهْ قيل ما أنتَ لليلتين قال حديثُ أَمَتيْن بكَذِبٍ ومَيْن قيل ما أنتَ لِثَلاثْ قال حديثُ فَتياتٍ غيْر جِدِّ مُؤْتَلِفاتْ وقيل قليلُ اللِّبَاثْ قيل ما أنتَ ابنَ أَرْبَعْ قال عَتَمةُ أُمِّ رُبَعْ غيرَ جائِع ولا مُرْضَعْ قيل ما أنتَ ابنَ خَمْس قال عَشاءُ خَلِفاتٍ قُعْس وقيل حديثُ أُنْس قيل ما أنتَ ابنَ سِتّ قال سِرْوَبِتْ قيل ما أنتَ ابنَ سَبْع قال دُلْجةُ الضَّبعْ وقيل هُدًى لأُنْسِ ذِى الجَمْع وقيل حديثُ جَمْع قيل ما أنتَ ابنَ ثَمانْ قال قَمَرٌ إضْحِيانْ وقيل قَمَرُ إضْحِيانْ قيل ما أنتَ ابنَ تِسْع قال يُلْتَقَطُ فىَّ الجَزْعْ وقيل مُنْقَطَعُ الشِّسْعْ قيل ما أنتَ ابنَ عَشْر قال ثُلُثُ الشَّهْر وقيل مُحْنِقُ الفَجْر وقيل أُوَدِّيكَ الى الفَجْرْ وقيل الى اثْنَتَىْ عَشْرَةَ يُلْتَقَطُ الجَزْعْ

وهذا تفسير ليالى القمر

أراد بقوله سُخَيْلة تصغيرَ سَخْلةٍ المعنى أنه يَبْقَى بقدر ما ينزل قومٌ فَتَضعُ شاتُهم سَخْلَة نُم تُرْضِعُها ويَرْتحِلون فبقاؤُه فى الافُقِ كمقدار رَضاعِ السَّخْلة كذبٌ ومَيْن ـ يريد أن بَقاءه له قليلٌ كمِقْدار ما تَلْقَى الأمةُ الأمةَ فتُحَدِّثُها فتَكْذِبُ لها حديثًا ثم يَفْتَرقانِ مُؤْتَلِفاتِ ـ يريد أنه يَبْقَى بَقاءَ فَتياتٍ أبكارٍ اجْتَمَعْنَ على غيرِ ميعادٍ فتَحَدَّثْنَ ساعةً ثم انْصَرَفْنَ غيرَ مُؤْتَلِفات أمُّ رُبَع ـ الناقةُ وهو تَأْخِيرُ حَلْبها يريد أن بقاءَه مِقْدارُ ما تُحْلَب ناقةٌ لها وَلَدٌ ولَدَتْهُ فى أول الربيع وهو أوّلُ النِّتاجِ ويقال عَتَّمَتْ إبلُه ـ اذا تأخرتْ ومن هذا سميت العَتَمةُ لانه آخِرُ الوَقْت ومنه قِرًى عاتِمٌ ـ أى بَطِىءٌ والخَلِفاتُ ـ هى التى اسْتَبانَ حَمْلُها والقَعْساء ـ الداخلةُ الظَّهْرِ الخارجةُ البَطْنِ وقوله سِرْوِبتْ ـ أى سِرْفِىَّ وبِتْ فاننى أبْقَى بقدرِ ما يَبِيتُ انسانٌ ويَسِير وقوله يُلْتَقَطُ فىَّ الجَزْع ـ أراد أنه مُضئٌ أبْلَجُ لو انقطعتْ فيه مِخْنَقَةُ فَتاةٍ فيها ... (١) ومُفَصَّلة بِجَزْع ما ضاعَ منها شئٌ لضيائِه ونَقائِه وقوله قمرٌ إضْحِيان ـ أى مُضِىءٌ ومنه ليلةٌ إضْحِيانةٌ وفى الحديث قَمَرُكم هذا قَمرُ إضْحِيانٍ* قال الفارسى* أما الخفضُ

__________________

(١) بياض بأصله

فى إضْحِيانٍ فعَلَى الاضافةِ واقامةِ الصفة مُقامَ الموصوف أى قَمَرُ وقْتٍ إضْحِيانٍ* أبو زيد* ليلةٌ إضْحِيانَةٌ وضَحْيانٌ وضَحْيانَةٌ* قال ابن جنى* قياسُها ضَحْوانَةٌ لانها من الضَّحْوةِ الا أنهم يَجْنَحُونَ الى ابدال الواو ياء من غير مُوجِبٍ أكْثَرَ من طَلَبِ الخِفَّةِ وله نظائر سنأتى على ذكرها فى موضعها ان شاء الله تعالى* ابن السكيت* وقوله مُنْقَطَعُ الشِّسْع ـ يريد أننى أبْقَى ما يَبْقَى شِسْعٌ مِنْ قِدّ يَمْشِى به صاحبُه حتى ينْقَطِعَ فبقاؤُه كبقاء ذلك الشِّسْع وقوله أُوَدِّيكَ الى الفَجْر ـ يريد أنه يَبْقَى الى قُبَيْلِ الفَجْر لا يَغِيبُ لطُولِ بَقائه

أسماء أيام الشهر ولياليه

* أبو حنيفة* يُقال لأوَّلِ ليلةٍ من الشهر ـ ظُلْمةُ ابنِ جَمِيرٍ* وأنشد

نَهارُهُمُ ظَمْآنُ أعْمَى ولَيْلُهُمْ

وان كان بَدْراً ظُلْمةُ ابنِ جَمِيرِ

* أبو عبيد* ليالِى الشهرِ ثلاثٌ غُرَرٌ* ابن السكيت* وغُرُّ* أبو حنيفة* غُرَرٌ جمعُ غُرَّةٍ وغُرُّ جمعُ غَرَّاءَ* ابن السكيت* قُرْحٌ مثلُ غُرّ* أبو عبيد* وثلاثٌ نُفَلٌ* ابن السكيت* ويقال شُهْبٌ* أبو حنيفة* سميت شُهْبًا لان ضوءَ القمر فيها غيرُ باهرٍ للظُّلْمةِ ففيه منها شَوْبٌ* أبو عبيد* وثلاثٌ تُسَعٌ* ابن السكيت* ويقال زُهْرٌ ـ والزُّهْرُ البيضُ والزُّهْرةُ البَياضُ وقالوا بُهْرٌ لان القمرَ يَبْهَرُ فيهن ظُلْمَةَ الليل* وقال غيره* التُّسَعُ ـ ثلاثُ ليالٍ من أول الشهر* أبو عبيد* وثلاثٌ عُشَرٌ وثلاثٌ بِيضٌ* ابن السكيت* سميتْ بِيضًا لبَياضِهِنْ من أولهن الى آخرهن* أبو حنيفة* نَصَفَ الشهرُ ونَصَّفَ وأنْصَفَ وطَرْحُ الالفِ أوْلَى ـ بلَغَ النِّصْفَ وكذلك كل شئ يَؤُولُ الى النِّصْفِ* أبو عبيد* وثلاثٌ دُرَعٌ ودُرْعٌ* ابن السكيت* الواحدةُ دُرْعَةٌ ودَرْعاءُ* أبو حنيفة* أدْرَعَ الشهرُ ـ جاوز النصفَ* ابن السكيت* إدْراعُه ـ أنه لا قمر فيه من أول الليل وقيل هى التى يَطْلُع القمرُ فيها عند وجهِ الصُّبْح وسائرُها مُظْلِم وقيل هى ليلةُ سِتَّ عَشْرةَ وسَبْعَ عَشْرةَ وثَمانَ عشرةَ* أبو عبيد* وثلاثٌ ظُلَمٌ واحدتُها ظَلْماء* ابن السكيت* ويقال للظُّلَمِ خُنَّسٌ* أبو عبيد* وثلاثٌ حَنادِسُ

* ابن السكيت* وقيل ـ نُحْسٌ ودُهْمٌ* أبو عبيد* وثلاثٌ دَادِئُ* ابن السكيت* الواحدة ـ دَأْدأةٌ وقيل قُحَمٌ ـ لان الشهر قَحَمَ فى دُنُوِّهِ الى الشمسِ* أبو عبيد* وثلاثٌ مَحاقٌ (١) قال وكان أبو عبيدة يُبْطِلُ التُّسَعَ والعُشَر* ابن السكيت* يقال لليلةِ ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ ولليلةِ تسعٍ وعشرينَ الدَّهْماءُ ولليلةِ ثلاثين اللَّيْلَاءُ وذلك لظُلْمتها وأنها لا هلالَ فيها وهذه الثلاثُ هى المِحاقُ* ابن دريد* هى المِحاقُ والمُحاقُ* ابن السكيت* ويقال لآخِر ليلةٍ من الشهر أيضا المِحاقُ* ابن السكيت* والسَّرَارُ والسِّرَارُ والسَّرَرُ ويومُ المِحاقِ ـ آخِرُ الشهرِ وذلك لان الشمسَ تَمْحَقُ الهِلالَ ولا تُبِينُه وامْتحاقُ القمرِ ـ احْتِراقُه وهى النَّحِيرةُ واليومُ أيضا نَحِيرة ـ لانه يَنْحَرُ الذى يَدْخُل بعده وأنشد

* نَحِيرةَ شَهْرٍ لِشَهْرٍ سَرارا* (٢)

* صاحب العين* نُحُورُ الشهورِ أوائلُها* أبو عبيد* جمعُ النَّحِيرةِ نَواحِرُ على غير قياس وحَكى غيرهُ نَحائِر* ابن دريد* ازْمِيم وطُواسٌ ـ ليلةٌ من لَيالى المُحاق* ابن السكيت* ابْنا جَمِيرِ وجُمَيْرٍ ـ اليومانِ اللذانِ يَسْتَسِرُّ القمرُ بينهما فى المِحاقِ قبل النَّحِيرةِ والدَّأْدَأُ ـ الليلةُ التى يُشَكُّ فيها أمِنَ الشهرِ الماضى هى أمْ من الداخلِ* أبو حنيفة* الدَّأْدأُ ـ آخرُ ليلةٍ من الشهر* قال أبو اسحق* أُخِذَ من الدَّأْدَأَةِ وهو ضَرْبٌ من السَّير تُسْرِعُ فيه الابلُ نَقْلَ أرْجُلِها الى مواضع أيديها فالدَّأْدأُ آخرُ نَقْلِ القَوائِم وكذلك الدَّأْدأُ آخرُ يوم من أيامِ الشهرِ* أبو حنيفة* وهى الفَلْتةُ ـ اذا كانتْ يُشَكُّ فيها أمِنَ الشهرِ الذى أنتَ فيه هى أم من المُقْبِل وقيل الفَلْتةُ آخِرُ ليلةٍ من أىِّ شهرٍ كان من الاشهر الحرم* الفارسى* اليومُ الأيْوَمُ ـ آخرُ يومٍ من الشهر حكاه عن أبى العَمَيْثَل* أبو حاتم* جِئْتُ كُسْىَ الشهرِ ـ أى آخِرَه* أبو عبيد* جِئْتُ على عُقْبِ الشهرِ وفى عُقْبه ـ اذا جئتَ وقد بقيتْ أيامٌ من آخره* ابن السكيت* وفى عُقْبائِه كذلك* أبو عبيد* جئتُ على عَقِب الشهر وفى عَقِبه أى بعد ما مَضَى* وقال* اسْتَعْمَل عمرٌ رضى الله عنه السَّعْسَعَةَ فى الشهر وذلك أنه سافَر فى عُقْبِ شهرِ رمضانَ فقال أنَّ الشهرَ قد تَسَعْسَعَ فلو صُمْنَا بَقِيَّتَه وقال مرة تَسَعْسَعَ وتَشَعْشَعَ ـ ذهب الى أنَّ الشَّعْشَعةَ التى هى الطولُ كأنَّ الشهرَ

__________________

(١) قلت المحاق مثلث والفتح عند العرب أفصح لخفته وكتبه محققه محمد محمود

(٢) قوله وأنشد أى للكميت وصدره فبادر ليلة لا صقر أراد ليلة لا رجل مقمر والسرار مردود على الليلة ونحيرة فعيلة بمعنى فاعلة كذا فى اللسان اه مصححه

قد انفصل من الطُّول قال وروى تَشَعْسَعَ يذْهَبُ الى معنى الشُّسُوع الذى هو الطولُ كأنه انْفَصل منه أيضا قال وكانَ الوجهُ تَشَسَّعَ* ابن السكيت* البَرَاءُ أوَّلُ يومٍ من الشهر وأنشد

يا عَيْنُ بَكّى نافِذًا وعَبْساً (١)

يوماً اذا كانَ البَرَاءُ نَحْساً

* أبو حنيفة* سمى بَرَأً لِتَبَرُّءِ القمر فيه من الشمس وكانت العربُ تَتَيَمَّنُ به* أبو عبيد* سَلَخْنا الشهرَ ـ نَسْلَخُه سلْخًا وسُلُوخًا اذا مَضَى عَنَّا* أبو حنيفة* وسَلَخَ هو* أبو زيد* كَتَبْتُ مُنْسَلَخَ شهرِ كذا ـ الفارسى اذا بَقِيتْ من الشهرِ ليلةٌ قالوا كَتَبْنا سَلْخَ شهرِ كذا ولم يكتبوا لليلةٍ بَقِيَتْ كما لم يكتبوا لليلةٍ خَلَتْ ولا مَضَتْ وهم فى الليلة جَعَلُوا الخانمةَ فى حكم الفاتِحة حيث قالوا شهر كذا ولم يقولوا لليلةٍ خَلَتْ ولا مَضَتْ لانهم فيها بَعْدُ ولم تَمْضِ فقالوا سَلْخَ شَهرِ كذا فسَلْخٌ فيما يُؤَرَّخُ مصدرٌ وقوله عليه‌السلام «لا تَسْتَقْبِلُوا الشهرَ اسْتِقْبالاً»

يقول لا تَتَقَدَّمُوا رمضانَ بصيامٍ قَبْلَهُ

صفات الشهر

أبو عبيد* شهر مُجَرَّمٌ وكَرِيتٌ ـ تامُ

باب الدرارى

* أبو حنيفة* الدَّرارِى ـ اللَّواتِى يَدْرَأْنَ عليك من مَطالِعها وكوكبٌ دُرِّىءٌ من ذلك وقد دَرَأ دُرُوأ وقيل هو الذى يَدْرَأُ من المشرق الى المغرب وهو مُضِيُّه ومَدُّه* قال الفارسى* قال أبو اسحق فى قوله تعالى (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) وصَفَ الزُّجاجةَ فقال كأنها كوكبٌ دُرِّىُّ ودُرّىُّ منسوب الى أنه كالدُّرِّ فى صَفائه وحُسْنه وقرئت دِرِّىُّ بالكسر ودَرّىُّ بالفتح وقد رويت بالهمز والنحويون جميعا لا يعرفون الوجهَ فيه لانه ليس فى كلامهم شئ على فُعِّيلٍ ولكن الكسر جَيِّدٌ بالهمز يكون على وَزْن فِعَيل ويكون أيضا من النجوم الدَّرارِى التى تَدْرَأُ أى تَنْحَطُّ وتَسِيرُ وجائز أن يكون دِرِّىُّ بغير همز مخففا من هذا* الفارسى* من الوَهَمِ الظاهرِ فى هذا الفصلِ قولُه

__________________

(١) نافذ معناه اسم رجل موجود وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

وقد رويت بالهمز والنحويون أجمعون لا يعرفون الوجه فيه لأنه ليس فى كلامهم شئ على فُعِّيلٍ ووجهُه معروفٌ وهو أنه فُعِّيل من الدَّرْءِ الذى هو الدَّفْع وهو صفةٌ ونظيرُه من الاسماء غير الصفة قولُهم المُرِّيقُ* قال سيبويه* ويكون على فُعِّيل وهو قليل فى الكلام قالوا المُرِّيقُ حدثنا أبو الخطاب عن العرب وقالوا كوكب دُرِّىءٌ وهو صفة كذا قرأته على أبى بكر بالهمز فى دُرِّىء فان قال قائل ما تنكر أن يكون دُرِّىُّ بغير همز قيل لا يصح هذا الذى حكيناه من الكتاب أن يكون من غير الهمز لان الذى لا يهمز يجوز فى قوله ضربانِ يجوز أن يكون مخففا من الهمز مثل خَطِيَّةٍ تخفيف خطيئةٍ ويجوز أن يكون منسوبا الى الدُّرِّ وعلى الوجه الثانى حمله سيبويه يَدلُّكَ على ذلك وَزنُ جمعِه المُكَسَّرِ فى الأبنية فى باب الالف فيما لَحِقَتْه ثالثةٌ بفَعَالِىَّ فقال جاء على فَعَالِىَّ دَرارِىُّ وحَوارىُّ فلا يجوز أن يكون دُرِّىّ ههنا غيْرَ مهموز لأنه اذا لم يهمز كان عند سيبويه فُعْلِيًّا وقد قال هنا يكون على فُعِّيلٍ فحالٌ أن يكون دُرِّىُّ فُعِّيل وهو عندهُ فُعْلِىُّ الا أن يكون على التخفيف فيمن قال خَطِيَّة ومَقْرُوَّة ويدلك أيضا على أنه فُعّيلٌ تَصْريحُه بذلك وأنه فى الصفةِ مثل المُرّيقِ فى الاسمِ ويدلك أيضا ما قبله وما بعده فى الكتاب من الفصول والذى قبل فُعِّيل وهو فى الاسم السِّكِّينُ والبِطّيخُ وفى الصفة الفِسّيقُ وبعد فُعّيل وهو فى الاسم العُلَّيْقُ والقُبَّيْطُ والصفةِ الزُّمَّيْلُ والسُّكّيْتُ فكما أن ما بعد الياء فى هذه الفصول لا ماتٌ كذلك ما بعد الياء فى دُرِّىِّ لامٌ وحكى أبو بكر عن أبى العباس أنه قال مُرِّيقٌ اسم أعجمى وقد غَلِطَ من قرأ دُرّىءٌ لان بناءه على فُعّيلٍ وليس فى الكلام فُعّيلٌ ومن قرأ دِرّىُّ فهو مثل صِدّيقٍ و (دُرِّيٌ) منسوب الى الدُّرِّ* قال الفارسى* أقول ان الذى يَدْفَعُ كلامَ أبى العباس أنه ليس فى كلام العرب فُعِّيلٌ هو ما قدمناه من الحكاية عن سيبويه وأبى الخطاب ومما يُثْبِتُ الهمزة فى دُرِّىء ما رواه أبو بكر عن أبى العباس قال أخبرنى أبو عثمان عن الأصمعى عن أبى عمرو قال مُنْذُ خرجتُ من الخَنْدِق لم أسمع أعرابيا يقول الا كأنه كوكبٌ دِرِّىُّ بكسر الدال قال الأصمعى قلت أفيهمزون قال اذا كَسَرُوا فحسْبُك قال أخذُوه من دَرَأْت تَدْرَأُ اذا اندفعت وهذا فِعِّيلٌ منه* الفارسى* أنا أقول يعنى أنهم لما كسروا أوّله دل الكسر على ارادتهم الهمزَ وتخفيفَهم فان قلت هلا قلتَ ان ذلك لا يدل لأنه يجوز

أن تكون الدال كسرت وأريد بها مع ذلك النَّسَبُ الى الدُّرِّ جاز ذلك كما جازت التغييراتُ التى تَلْحَقُ المنسوبَ اليه وهو أكثر من أن يُحْصَى قلنا لا ينبغى أن تحمله على ذلك وعلى الخروج عن القياس ما وَجدتَ عنه مَنْدُوحةً لانك لا تحكم بخروج الكلمة عن أصلها الا بعد تَبَيُّنِ التغييرِ وتَيَقُّنِه وأنت لم نَتَبَيَّنْ ذلك ههنا فأما دَرِّىُّ بالفتح فلا يكون على تغيير النسب ألا ترى أنه ليس فى الكلام شئ على فَعِّيلٍ الا ما حكاه أبو زيد من أن بعضهم قال عليكم بالسَّكِّينةِ فى السَّكِينة وذلك نادر فاذا كان كذلك علمتَ أنه مثل قولهم فى الاضافة الى أُمَيَّة أَمَوِىُّ وليس فى قول أبى عمرو لم أسْمَعُ مُنْذُ خرجتُ من الخَنْدق الا دِرِّىّ ما يَنْفِى صحةَ ما حكيناه عن سيبويه لأن الكسر يثبت بحكايته والضم مع الهمز يثبت بحكاية سيبويه واثباتِ أبى الحسنِ الأخفشِ وغيرِه له وقولُ من زعم أن ذلك ليس فى كلامهم ما حكيناه غَلطٌ فما يُقَوِّى فُعِّيلةً فى كلامهم ويُثْبته قولُهم العُلِّية ألا ترى أنه من العُلُوِّ الا أن اللام انقلبت للياء الساكنة قبلها فان قال قائل فانه يكون فُعِّلِّية من مضاعف العين واللام قيل لا يسوغ هنا هذا لأن معنى العلوّ قائم فيه فلا يحمل باللفظ الى غيره مع وجود هذا المعنى فيه وهو قول أبى الحسن الاخفش* أبو حنيفة* صَبَأ النجمُ ـ خَرَجَ عليك من مَطْلَعِه وصَبأَتْ ثَنِيَّةُ الصَّبِىِّ تَصْبَأُ ـ طَلَعَتْ منه* ابن السكيت* صَبَأَ النجمُ وأصْبَأَ وأنشد

وأصْبَأَ النجمُ فى غَبْراءَ كاسِفةٍ ـ

كأنه بائِسٌ مُحْتاشُ اخْلاقِ

* أبو حنيفة* هَبَّ الكَوْكَبُ ـ طَلَع وأنشد

فلما اسْتدارَ الفَرْقَدانِ زَجَرْتُها

وهَبَّ سِماكٌ ذُو سلاحٍ وأعْزَلُ

* وقال* طَلَعَ الكوكبُ يَطْلُع طُلُوعا* صاحب العين* بَزَغَ النجمُ يَبْزُغُ بُزُوغًا ـ طَلَع وقد تقدم فى الشمس والقمر* وحكى ابن جنى* طَلَع الكَوْكَبُ حَرِيداً ـ أى مُنفَرِداً وقد حَردَ يَحْرِدُ حُرُوداً وأنشد لذى الرمة

يَعْتَسِفانِ الليلَ ذا السُّدُود

أمًّا بكلِّ كَوْكَبٍ حَرِيدٍ (١)

* قال* ومنه التَّحْرِيدُ فى الشِّعْر لأنه بُعْدٌ وخِلافٌ للنظير

__________________

(١) قلت قد أخطأ ابن سيده وابن جني إن صحت روايته عنه والجوهري في صحاحه وتبعهم صاحب لسان العرب فحرفوا صدر شعر ذي الرمة الأول فأفسدوا الرواية والمعنى إذ رووه يتعسفان الليل والليل لا يعتسف لكنه يدرع والعسف والاعتساف أصلهما للطريق والمكان المجهول كما قال ذو الرمة قد أعف النازح المجهول معسفه غي كل أخضر بدعو هامة اليوم والصواب أن الرواية يدرعان الليل اذا السدود والدليل على ما قلته ما قبله وما بعده عجبت من أخت بني لبيد وعجبت منى ومن مسعود ويروى قد عجبت أخت بني لبيد وهزئت منى ومن مسعود رأت غلامى سفر بعيد يدرعان الليل ذا السدود أما بكل كوكب حريد مثل ادراع اليلمق الجديد والأرجوزة تسعون شطرا وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

سَيْر النجوم وانقضاضُها وغُروبُها

* أبو حنيفة* يقال لِمُضِىِّ النُّجومِ من المَشْرِق الى المغرِب جَرَتْ جرْيًا وسارتْ سَيْراً وسَبَحَتْ تَسْبَحُ سَبْحاً وسَامَتْ سَوْماً وعامَتْ عَوْمًا ومَرَّتْ تَمُرُّ مَرًّا* ابن دريد* ازْمَهَرَّتِ الكواكبُ ـ زَهَرَتْ ولَمَعَتْ* ابن السكيت* لاحَ سُهَيْلٌ ـ بدا وألاحَ تَلَأْلَأَ* أبو حنيفة* ويقال فى انْقِضاضِها انْقَضَّتْ وتَقَضَّتْ وانْكَدَرَتْ وانْصَرَمَتْ وانْقَبَضَتْ* وقال غيره* فى قوله تعالى (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) يعنى النجومَ لأنها تَنْزِعُ أى تَطْلُع* صاحب العين* النجومُ تُخَرِّجُ الليلَ ـ أى تُلَوِّنُه بِلَوْنَيْنِ من بَياضِها وسوادِه* أبو حنيفة* أفَلَ الكوكبُ وغيرُه يَأْفِلُ ويَأْفُلُ أفْلاً وأُفُولاً وانْغَمسَ واغْتَمَسَ وسَقَطَ واقْتَحَم وخَفَقَ يَخْفِقُ خُفُوقًا ـ غابَ وأخْفَقَ ـ هَمَّ بالمَغِيبِ ولم يَغِبْ كما يُقال خَفَقَ الطائرُ ـ طار فَمَرَّ وأخْفَقَ ـ ضَربَ بجَناحَيْه ليَطِيرَ ولَمَّا يَطِرْ* أبو عبيد* خَفَقَ وأخْفَق ـ غاب* وقال أبو عبيدة* فى قوله عزوجل (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) هى النجومُ تطْلُع ثم تَغيب* أبو حنيفة* أقْرَأَتِ النجومُ ـ غابَتْ* وقال* خَوَّتِ النجومُ ومالتْ مَيْلاً وانْصَبَّتْ وهَوَتْ تَهْوِى هُوِيًّا وخَجَّت تَخْجِيةً ـ كلُّه انْحَدَرَتْ للمَغِيب وعم أبو عبيد بالتَّخْجِيةِ كلَّ مَيْلٍ وقد يكونُ الهُوِىُّ من الانْكِدارِ* أبو زيد* خَجَّتِ النجومُ وتَخاوَصَتْ ـ صَغَتْ للغُروبِ* صاحب العين* قَبَعَ النجمُ ظهَر ثم خَفِىَ

تَعَلُّقُ النجوم

مَنَاطُ النُّجوم ـ مُعَلَّقُها كذا حكاه الفارسى عن ثعلب قال فأما سيبويه فلم يَسْتَعْمِلْه الا ظَرْفا* صاحب العين* أعْلاطُ النجومِ ـ مَعالِيقُها وأنشد

وأعْلاطُ النجومِ مُعَلَّقاتٌ

كحَبْلِ الفَرْقِ ليس له انْتِصابُ

وقد قَدَّمْتُ أنها خُيوطُ الشيطانِ

ومن أسماء الدرارى غير الشمس والقمر

الشُّهُبُ ـ عامةُ الدَّرارى واحدُها شِهابٌ وهى سبعة قد قَدَّمْتُ منها الشمسَ والقمرَ وأسَمِّى باقِيَها فى هذا الباب* الفارسى* زُحَلٌ ـ اسم للكوكب معدولٌ معرفةٌ لا ينصرف (١) ومن أسمائه كِيَوانُ ـ أعجمىُّ وهو الناقبُ غَلَب عليه كالحارِثِ والعباسِ على نحو غلبة المُقاتِل والمُشْتَرِى* ابن دريد* وهو الأحْوَرُ* الفارسى* وهو البِرْجِيسُ غيرَ أنَّ أبا بكر حَكَى فيه عن ثعلب الفَتْحَ ولا أَحُقُّه* ابن دريد* البِرْجِسُ والبِرْجِيسُ ـ نجم من نجوم السماء ويقال هو بَهْرام* وقال الفارسى* هو المِرِّيخُ بالكسر وأنشد أبو بكر

فعندَ ذاكَ يَطْلُع المِرِّيخُ

بالصُّبْحِ يَحْكِى لَونَه زَخِيخُ

* من شُعْلةٍ ساعَدَها نَفِيخُ*

وهو بَهْرامُ أعجمى وقيل بَهْرام وهو الاحمر على نحو الحارِث والعباسِ* ومنها عُطَارِد ولا يُفارق الشمسَ* أبو على* ومنها الزُّهَرةُ بالفتح (٢) وأنشد

قد وَكَّلَتْنِى طَلَّنِى بالسَّمْسَرهْ

وأيْقَظَتْنِى لطُلوعِ الزُّهَره

وهى البَيْضاءُ* صاحب العين* الكواكبُ الخُنَّسُ الدَّرارِىُّ الخَمسةُ زُحَلٌ والمُشْتَرِى والمِرِّيخُ والزُّهَرَةُ وعُطَارِدُ سميت بذلك لانها تخْبِسُ أحيانا حتى تَخْفَى تحتَ ضَوْءِ الشمسِ بَيْنا تراها فى آخر البُرْجِ كَرَّتْ راجعةً الى أوّله وفى التنزيل (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) * ابن الاعرابى* كَنَسَتْ تَكْنِسُ كُنُوسًا كخَنَسَتْ* ابن دريد* وقوله تعالى (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) هو كوكبُ الصبح ويسمى السِّماكُ الرَّامِحُ الذَّكَرَ

اقترانُ الكواكب

* صاحب العين* اذا اجْتَمَعَتِ الكواكبُ الخُنَّسُ معَ الكَواكبِ المُضِيئةِ من كَواكبِ المنازِل سميتْ جميعا الوُضَّحَ

__________________

(١) قلت قول ابن سيده زحل معدول معرفة لا ينصرف دعوى مجردة قديمة لا بينة لها تثبت بها غير التحكم المحض واتباع الهوى والحق الذي لا محيد عنه لعاقل عالم أن زحلا علم منقول عن وصف وهو قولهم رجل زحل كصرد يزحل عن الأمور فدليل صرفه الأصل والقياس والسماع فلا يخرج عنها بغير دليل قطعي وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

(٢) قوله بالفتح أى فتح الهاء بوزن تؤدة كما فى القاموس وغيره ا ه مصححه

أسماء الايام فى الاسلام

نعوت الليالى والايام

نعوت الليالى فى شدة الظلمة

* ابن السكيت* الظُّلْمةُ ـ جِماعُ سوادِ الليلِ كُلِّه يقال ليلةٌ ظَلْماءُ ومُظْلِمة وليالٍ ظُلَمٌ ومُظْلِمةٌ وليلة ظَلْمةٌ* أبو اسحق* ظَلِمَ الليلُ كأَظْلَم* أبو زيد* أظْلَمَ القومُ ـ دَخَلُوا فى الظَّلام وفى التنزيل (فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) * أبو عبيد* ليلةٌ مُغْدِرةٌ وغَدِرةٌ بَيِّنةُ الغَدْرِ ـ شديدةُ الظُّلْمة وليلةٌ دامجةٌ وليلٌ دامِجٌ ـ مُظْلِم والخُدَارِىُّ المُظْلِمُ* ابن السكيت* الخُدَارِيَّة ـ الظَّلْماءُ الشديدةُ السَّوادِ البَهِيم وقد خَدِرَ الليلُ خَدَراً ومنه قيل للعُقابِ خُدَارِيَّةُ لسَوادِها* صاحب العين* الخَدَرُ ـ الظُّلْمةُ ومنه قيل ليلٌ أخْدَرُ وخَدِرٌ وخُدَارِىُّ* قطرب* الليلُ خمسةُ أجزاءٍ خُدْرةٌ ومُدْقةٌ وسُدْفةٌ وهَجْمةٌ ويَعْفُور* أبو عبيد* غَطَا الليلُ يَغْطُو ـ اذا ألْبَس كلَّ شئٍ وكلُّ شئٍ ارْتَفَع فقد غَطَا* ابن دريد* غَطَوْتُ الشئَ غَطْوًا وغَطَيْتُه غَطْياً ـ سَتَرْتُه* أبو عبيد* دَجا الليلُ يَدْجُو اذا ألْبَسَ كلَ شئ وليس هو من الظُّلْمة وأنشد

* أبَى مُذْ دَجا الاسلامُ لا يَتَحَنَّفُ*

يعنى ألْبَس كلَّ شئ* ابن السكيت* دُجُوُّ الليلِ ـ ظُلْمتُه فى غَيْم وليلةٌ داجِيةٌ ـ سَوْداءُ والدُّجَى دُجَى الغَيْم وهو أن لا ترى قمرا ولا نجما يواريه السحابُ ولا يكون الدُّجَى الا بالليل يقال هذه ليلةٌ دُجًى لانه مصدر وُصِفَ به وقد دَجَا الليلُ وأدْجَى وتَدَجَّى وأنشد

* وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ واعْتَدَلْ*

ومنه قيلَ دَجا شَعَرُ الْماعِزةِ اذا ألْبَسَ بعضُه بَعْضًا* ابن جنى* دَجَا الليلُ يَدْجُو فأما الدُّجَى فواحدتُه دُجْيةٌ فاذا كان ذلك فليس من لفظ دَجَا يَدْجُو ولكنه فى معناه

* أبو عبيد* ليلةٌ غَمَّى مثلُ كَسْلَى ـ اذا كانَ على السماء غَمْىٌ مثالُ رَمْىٍ وغُمَّى وغَمُّ وهو أن يُغَمَّ عليهم الهلالُ* ابن السكيت* صُمْنا للغَمَّى والغُمَّى* أبو عبيد* ليلةٌ مُدْلَهِمَّةٌ ـ مُظْلِمةٌ* ابن السكيت* ليلةٌ مُدْلَهِمَّة شديدةُ السَّوادِ ويقال أرْضٌ مُدْلَهِمَّة فى شِدّةِ سَوادِ ليلِها واشْتباهِها* أبو عبيد* ليلةٌ دَيْجُورٌ ودَيْجُوجٌ ـ مُظْلِمة* ابن جنى* جمعُ الدَّيْجُوج دَيَاجٍ أصلُه دَياجِيجُ خَفَّفُوا فحذفوا الجيم الاخيرة* أبو عبيد* الغَيْهَبُ ـ الظُّلْمَة* اللحيانى* وهو الغَيْهَبانُ وقد تقدم أن الغَيْهَبانَ البَطْنُ* وقال* أسْوَدُ عَيْهَبٌ وغَيْهَمٌ* أبو عبيد* الطِّرْمِساءُ ـ الظُّلْمة* ابن السكيت* ليلةٌ طِرْمِساءُ ـ شديدةُ الظُّلْمةِ وطِلْمِساءُ ـ وليالٍ طِرْمِساواتٌ وطِرْمِساء لا يُبْصَرُ فيها وقد اطْرَمَّسَ الليلُ ـ أظْلَم* ابن دريد* طَرْشَمَ الليلُ وطَرْمَشَ أظْلَم* صاحب العين* عَجَاساءُ الليلِ ـ ظُلْمتُه وقيل قِطْعة منه* السيرافى* هى العَجِيساءُ وقد مثَّلَ بها سيبويه* أبو عبيد* العُلْجُوم الظُّلْمةُ وأنشد

أو مُزْنة فارِق يَجْلُو غَوارِبَها

تَبَوُّجُ البَرْقِ والظَّلْماءُ عُلْجومُ

* ابن السكيت* العُلْجُومُ ـ الظُّلْمة التى لا تَرَى منها من سوادِها شيئا ويُوصف به فيقال ليلةٌ عُلْجُومٌ وقد تَعَلْجَمَ الليلُ* أبو عبيد* النَّعَامةُ ـ الظُّلْمةُ* صاحب العين* عشْواءُ الليلِ ـ ظُلْمته وليلٌ حُوشِىُّ ـ مُظْلِم هائِلٌ* ابن دريد* غَطْرَشَ الليلُ بَصْرَه ـ أظْلَم عليه* أبو عبيد* غَبِشَ الليلُ وأغْبَشَ ـ أظْلَم وأغْباشُه بَقاياه واحدُها غَبَشٌ* صاحب العين* الغَبَشُ شِدَّةُ الظُّلمة وقيل هو حين يُصْبِحُ* ابن دريد* ليلٌ أغْبَشُ وغَبِشٌ* ابن الاعرابى* الغَبَشُ بالشين معجمة ـ ما يَلِى الصُّبْحَ والغَبَسُ أوَّلُ الليلِ* أبو عبيد* المُسْحَنْكِكُ والمُطْلَخِمُّ ـ الأسْوَدُ* أبو زيد* اطْلَخَمَّ الليلُ والسحابُ ـ أسْوَدَّ وقيل المُطْلِخمُّ ـ أوَّلُ الظُّلْمة* أبو عبيد* فَحْمَةُ الليلِ أشَدُّه سَوادًا يقال أفْحِمُوا عنكم من الليلِ وفَحِّمُوا ـ أى لا تسِيرُوا أوَّلَ الليل حتى تَذْهَبَ فَحَمتُه* ابن السكيت* فَحْمةُ العِشاءِ ـ أوَّلُ الظُّلْمةِ

* غيره* انْطَلَقْنا فَحْمةَ السَّحَرِ ـ أى حِينَهُ* أبو عبيد* ليلةٌ غاضِيةٌ ـ شديدةُ الظُّلْمة وأنشد

* يَخْرُجْن من أجْوازِ ليلٍ غَاضِى*

وقد غَضَا يَغْضُو وأغْضَى وذلك حين تشتدُّ ظُلْمته وتَخْتَلط* قال الفارسى قال أبو العباس* أغْصَى الليلُ ـ ولا يقال غَضَا فأما قوله

* يَخْرُجْنَ من أجْوازِ لَيْلٍ غاضِى*

فعَلَى قوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) وقولِهم ما أعْطاه وآتاءُ يَذْهَبُ الى طَرْحِ الزائد* أبو عبيد* العُرانِيَةُ ـ الظُّلْمَةُ وأنشد

كانتْ رِياحٌ وماءُ ذو عُرانِيةٍ

وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقًا ولا خَلَلا

ويروى وماءٌ فى غَوارِبه* صاحب العين* الدَّيْسَمُ ـ الظُّلْمَةُ وقد تقدم أنه وَلَدُ الدُّبِّ* ابن السكيت* تَطَخْطَخَ الليلُ ـ اخْتَلَطَ وأظْلَم فى غَيْمٍ وغيرِ غَيْم اذا لم يكن فيه قمر وان كان قمرٌ فجاء غَيْمٌ فَذَهَب بضوئه فقد تَطَخْطَخَ أيضا ويقال طَخْطَخَ الليلُ على فلانٍ بَصَرَهُ ـ أى تَركه لا يُبْصِرُ من ظُلْمِته وقد تَطَخْطَخَ بَصَرُ فلانٍ عَمِىَ* ابن دريد* ليلٌ طُخاطِخٌ* ابن السكيت* ليل أغْضَفُ ـ وهو انْتِناؤُه وطُولُه واجْتماعُه وإقْبالُه وقد أغْضَفَ علينا الليلُ وانْغَضَفَ وتَغَضَّفَ وأغْضَنَ ورَوَّقَ أى ألْبَسَنا وتَثَنَّى علينا وأنشد

* فانْغَضَفَتْ بمُرْجَحِنٍ أغْضَفا*

يقال ان عَلَيْكَ للَيْلاً مُرْجَحِنًّا ـ وهو النقيلُ الواسعُ المُلْبِسُ وقد ارْجَحَنَّ الليلُ حينَ يَطُولُ وتَلَبَّسَ فى الشتاء ويقال ليلٌ أنْجَلُ ـ أى واسعٌ وافِرٌ مُظْلِم قد عَلا كلَّ شئ وقيل لا يكونُ دامِساً الا بظُلْمةٍ وسَحابةٍ وقد دَمَسَتْ ليلَتُك تَدْمُس دُمُوساً* وقال* ليلٌ طَيْسَلٌ ودَحْمَسٌ ـ مُظْلم قال

وادَّرِعِى جِلْبابَ لَيْلٍ دَحْمَسٍ

أسْودَ داجٍ مِثْل لَوْنِ السُّنْدُسِ

* صاحب العين* دَحْمَسَ الليلُ ـ أظْلَم* ابن السكيت* الغَرْدَقةُ ـ إلباسُ الليلِ كلَّ شئٍ وقد غَرْدَقَتِ المرأةُ سِتْرَها ـ اذا أرْسَلَتْهُ منه* صاحب العين* الدَغْرقَةُ كالغَرْدَقةِ* ثعلب* ومنه دَغْرَقْتُ الشئَ سَتَرْتُه

* ابن السكيت* وتَأطُّم الليلِ ـ ظُلْمَتُه* وقال* ليلةٌ بَهِيمٌ ـ لا يُبْصَرُ فيها شئٌ وهى أَشَدُّ هُنَّ سَوادًا ولَيالٍ بُهْمٌ والحِنْدِسُ ـ الشديدُ الظُّلْمة وقد حَنْدَسَ وليلةٌ حِنْدِسٌ وأنشد

* وليلةٍ من اللَّيالِى حِنْدِسِ*

* وقال* ليلةٌ طَخْياءُ بَيِّنةُ الطَّخَاءِ ـ وذلك اذا كان السحابُ بغيرِ قَمَرٍ واشتدت الظلمةُ وقد طَخَا وأنشد

وليلةٍ طَخْياءَ يَرْمَعِلُّ

فيها على السَّارِى نَدّى مُخْضَلُ

يَرْمَعَلُّ ـ يَسِيلُ* ابن دريد* طَخَا الليلُ طَخْوًا وطُخُوًّا ـ أظْلَم والطَّخْوَةُ والطَّخْيَةُ ـ السحابةُ الرقيقةُ وليلةٌ طَخْياءُ وطَخْواءُ* ابن السكيت* سُجُوُّ الليلِ ـ تَغْطِيتُه النهارَ مثلَ ما يُسَجَّى الرجلُ بالثَّوْب وليلةٌ مُعْلَنْكِسَةٌ ـ مُظْلمة لا تَرى فيها نجْما ولا مَنارا وليلٌ عِظْلِمٌ ـ مُظْلِمٌ وأنشد

ولَيْلٍ عِظْلمٍ عَرَّضْتُ نَفْسِى

وكُنْتُ مُشَيَّعًا رَحْبَ الذِّراعِ

وعَسَقُ الليلِ ـ ظُلْمَتُه واجْتماعُه وأما الغَسَقُ بالغين معجمةً فسيأتى ذكره* ابن دريد* الغَيْطَلة ـ الظُّلْمةُ وقد غَطِلَتْ لَيْلَتُنا غَطَلاً (١) * وقال مرةً* الغَيْطَلةُ ـ اخْتِلاطُ ظُلْمةِ الليلُ واخْتِلاطُ ضَوءِ النهارِ واشتقاقُه من الغَطْلِ وهو تَغْطِيعةُ الشئ غطَلَت السماءُ يومَنا هذا وأغْطَلَت ـ أطْبَقَ دَجْنُها* وقال* ليلٌ طاهٍ ـ مُظْلِم والدَّخَا ـ الظُّلْمةُ فى بعض اللغات ليلةٌ دَخْياءُ وليلٌ داخٍ زعموا وليلٌ عُكَمِسٌ ـ مُتَراكِمُ الظُّلْمةِ كَثِيفُها* صاحب العين* ليلةٌ قاسِيَةٌ وقَسْقاسَةٌ شديدةُ الظُّلْمة والدُّجَّةُ ـ شِدَّة الظُّلمة وقد تَدَجْدَجَ الليلُ وليلة دَجْداجَةٌ شديدةُ الظُّلْمة وليلٌ مُرْدِنٌ ـ مُظْلِمٌ* ابن دريد* عَيْهَقَ الظلامُ ـ اشْتَدَّ* صاحب العين* الوُسُوقُ ـ ما دَخَلَ فى الليلِ وضَمَّهُ وقد وسَقَ الليلُ واتَّسَقَ وكلُّ ما انْضَمَّ فقد انَّسَقَ* أبو زيد* السَّمَرُ ـ سَوادُ الليلِ وقيل الليلُ نَفْسُه وقد تقدم أنه ظِلُّ القَمر* غيره* ظلامٌ أوْطَفُ ـ مُلْبِسٌ دانٍ وأكْثَرُ ما يقالُ فى الشَّعَرِ والسحابِ* وقال* التَجَّ الظَّلامُ وارتَجَّ التَبَس* وقال* وَقَبَ الظَّلامُ وُقُوبًا ـ أقْبَلَ وقد تقدم أنه دُخولُ الشئِ فى الشئ* وقال*

__________________

(١) قوله غطلت ليلتنا من باب فرح وغطلت السماء من باب نصر كما في القاموس اه مصححه

اغْسَأَنَّ الليلُ ـ اشْتدتْ ظُلْمَتُه* ابن السكيت* غَسَا الليلُ يَغْسُو وغَسِىَ وأغْسَى ـ أظْلم وأنشد

فلما غَسَا لَيْلِى وأيْقَنْتُ أنَّها

هى الارَبَى جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرا

* وقال* أرْخَى الليلُ سُجُوفَه وسُدُولَه ورِواقَيْهِ* قال على* انما ثُنِّى لان التثْنية مما يُكَثَّرُ به كما يُكَثَّرُ بالجمع* قال* وكلُّ رَفِيقَىْ كلِّ رَحْلٍ ـ وعليه وَجَّه بعضُهم قوله تعالى (يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) * وحكى سيبويه* أما عَبْدانِ فذُو عَبْدَيْنِ فهذا كله مما يُؤْنِسُ بأنَّ التثنيةَ يُكَثَّرُ بها* غيره* أغْدَفَ الليلُ واغْدَوْدَفَ ـ أرْخَى سُدُولَة* ابن السكيت* سَدَفُ الليلِ ـ ظَلْماؤه وسِتْرُه وقد أسْدَفَ علينا* وقال* أتيتُه بسُدْفةٍ من الليل وسَدْفةٍ وشُدْقةٍ وشَدْفةٍ وهى ظُلْمةٌ فى آخِر الليلِ* وقال* أسْدِفْ عنا من الليلِ شيأً ثم ارْتَحِلْ ـ أى أقِمْ حتى تَذْهَبَ ظُلْمةُ الليلِ والسَّدَفُ ـ الضَّوْهُ* أبو عبيد* السُّدْفةُ فى لغة تميم الضَّوْءُ وفى لغة قيس الظُّلمة وأنشد

* وأقْطَعُ الليلَ اذا ما أسْدَفا*

أى أظْلَم* قال* وبعضُهم يجعل السُّدْفةَ اختلاطَ الضَّوْءِ والظُّلمةِ جميعا كوقتِ ما بين صلاةِ الفجر الى الاسْفار* ابن السكيت* الغَطَشُ ـ السَّدَفُ يقال أتيتُه غَطَشًا وبغَطَشٍ وقد أغْطَشَ الليلُ وهذا كُلُّه اخْتِلاطُه* ابن دريد* ليلٌ غاطِشٌ مُظْلِم وقد أغْطَشَ وأغْطَشَهُ اللهُ* ابن الاعرابى* غَطَشَ وأغْطَشَ والغُطاشُ شدة الظُّلمة وقيل هو أولها وآخرها وليل أغْطَشُ وغَطِشٌ وليلة غَطْشاء* ابن دريد* ليلٌ غاطِسٌ كغاطِشٍ* وقال* ليلٌ خُنافِسٌ ـ شَدِيدُ الظُّلمة* صاحب العين* عَصَاوِيدُ الظلامِ ـ اخْتِلاطُه وغَلَسُ الليلِ سَوادُه* وقال* اسْتَحْلَسَ الليلُ بالظلام ـ تَرَاكَم

نعوتها فى الطول والقِصر

مَتَحَ الليلُ وأمْتَح ـ امْتَدَّ وذلك فى الشتاء خاصةً* ابن دريد* مُسْجَهِرُّ ـ طويلٌ* صاحب العين* مُجْرَهِدُّ كذلك

أسماء الايام فى الاسلام

* قال علي* الاسْبُوعُ ـ جِماعُ الايامِ السبعةِ فأوَّلُها الاحدُ بدليل التسمية والمعنى من حيث لم يَبْلُغْنا الا بحسب القياس واستعمال الجمهور وهمزته بدل من واو الوَحَد لكنه لم يستعمل فى اليوم الا مُبْدَلاً ورُبَّ شئ هكذا وسأزيد هذا شرحا بعد هذا والجمعُ آحادٌ على حَدِّ ما يُكَسَّر عليه الأحَدُ قبل تسمية اليوم به والثانى الاثْنانِ كأنه تَثْنيةُ الاثْنِ من التثنية وألفُه وصلٌ كابْنٍ على ما هو عليه قبل التسمية والجمعُ أثناءٌ كأنهم جمعوا اثْنًا كأبْناء وحكى سيبويه أن من العرب من يقول اليومُ الثِّنَى مُقَرُّ على لفظ الافْرادِ الثالثُ الثَّلاثاءُ* قال على* كان حُكْمُه الثالثَ ولكنهم صاغُوه هذه الصيغةَ لمكانِ العلميةِ أو الجِنْسية المشاكلةِ للعلمية* قال سيبويه* قد يكون الاسمانِ مشتقين من شئ ومعناهما واحد وبناؤهما مختلف فيكون أحد البناءين مختصا به شئ دون شئ كهذه النجوم يعنى الدَّبَرانَ والسِّمَاكَ والعَيُّوقَ* قال* وبمنزلة هذه النجوم الثلاثاءُ والاربعاءُ أى أنه انما كان حكمُها الثالثَ والرابعَ فأُفْرِدَ اليومان بهذين البناءين قال ولا تُصَغَّر الثَّلاثاءُ والارْبِعاء الرابع الاربعاء وفيه لغتان فتح الباء وكسرها والقول فيه كالقول فى الثَّلاثاء الخامس الخميس خَصُّوهُ بهذا البناء كالثلاثاء والاربعاء وكان حكمُه الخامسَ السادسُ الجُمعةُ وليس هذا من لفظ العَدد وانما سمى به لاجتماع الناس فيه أو لاجماعهم على تفضيله ويقال الجُمْعَةُ والجُمْعةُ السابع السبت موضوعُ السَّبْتِ السكونُ سَبَتَ يَسْبِتُ سَبْتًا سَكَنَ وأصلُه أن اللهَ تعالى بَدأ خَلْقَ السمواتِ والارضِ الاحَدَ وفَرَغَ من خَلْقِهن الجُمعةَ ولم يَخْلُقْ يومَ السَّبْتِ شيأ فكأنَّ الخَلْقَ سَكَنُوا

أسماء الايام فى الجاهلية

* ابن دريد* السَّبْتُ ـ شِيَارٌ والأحَدُ ـ أوَّلُ والاثنانِ ـ أهْوَنُ وأوْهَدُ وأهْود والثَّلاثاءُ ـ جُبَارٌ والاربعاءُ ـ دُبارٌ والخميسُ ـ مُؤْنِسٌ والجمعةُ ـ

العَرُوبةُ وربما لم تدخلها الالف واللام

أسماء الشهور فى الاسلام

أولُها المُحَرَّمُ وصَفَر فاذا جُمِعا قيل صَفَرانِ قال أبو ذؤيب

أقامَتْ به كمُقامِ الحَنِي

فِ شَهْرَىْ رَبيعٍ وشَهْرَىْ صَفَرْ (١)

* أبو عبيد* ويقال للمُحَرَّم شهرُ الله سمى المُحَرَّمَ لانهم كانوا يُحَرِّمُونَ فيه القتال وأُضِيفَ الى الله إعظاما له كما قيل للكعبة بيتُ الله تعالى وربيعٌ الاولُ وربيعٌ الآخِرُ* ابن السكيت* وهما الرَّبِيعانِ وجُمادَى الاولَى وجُمادى الآخرِة ورَجَب وشَعْبانُ وهما الرَّجَبَانِ ورَمَضَانُ وشَوّالٌ وذو القَعْدةِ وذو الحجَّةِ

أسماء الشهور فى الجاهلية

* ابن دريد* المُؤْتَمِرُ ـ المُحَرَّم وناجِرٌ ـ صَفَرٌ وخَوَّان ـ ربيعٌ الاوَّلُ وقالوا خُوَّانٌ وبُصَّانٌ ـ ربيعٌ الآخِرُ وقيل خَوَّان يوم من أيام الاسبوع من اللغة الاولَى والحَنِينُ ـ جُمادَى الاولَى ويسمى أيضا شَيْبانَ وقيل هو كانُونٌ الاولُ ورُبَّى ـ جُمادى الآخرةُ ويسمى أيضا مِلْحانَ وقيل هو كانُونٌ الثانى وسميا شَيْبانَ ومِلْحانَ ببياضِ الثَّلْج فيهما شُبِّهَا بالشَّيْبِ والمِلْح والاصَمُّ ـ رَجَب وعاذِلٌ ـ شَعْبانُ وناتِقٌ رمضانُ ووَعِلٌ ـ شوّال ووَرْنةُ ـ ذو القَعْدةِ وبُرَكُ ـ ذو الحِجَّةِ* أبو على* بُرَكُ غير مصروفٍ لمكان العدل (٢)

نُعوت السِّنين فى التقدم والتأخر

* أبو زيد* عامٌ قابِلٌ مُقْبِلٌ ولا فِعْلَ له وقُبَاقِبٌ للعام الثالِث

نعوت السِّنين من قِبَلِ تمامَها وكَمالها

* أبو عبيد* مَرَّتْ عليه سنةٌ كَرِيتٌ ومُجَرَّمةٌ ـ تامَّةٌ وقد تقدم فى الشهر* صاحب العين* وقد تَجَرَّمَتْ* غيره* حَوْلٌ مُصَتَّمٌ وقَمِيطٌ وكَمِيل مُكَمَّلٌ

__________________

(١) قلت أكثر الرواة لم يرو هذا البيت لأبي ذؤيب وبعضهم رواه له وهو السكري وروايته شهري جمادي وشهري صفر وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

(٢) قلت قد أخطأ أبو علي الفارسي وقلده علي ابن سيده الأندلسي في قوله برك غير مصروف لمكان العدل والصواب وهو الحق الذي لا محيد عنه أن بركا مصروف قولا واحدا لأنه منقول عن بُرَكْ جمع بُرْكة طير من طير الماء بيض صغار كعُمرٍ جمع عُمْرة وزنا وصرفا ونقلا قال زهير يصف قطاة فرت من صقر حتى استغاثت بماء لارشاء له من الاباطح في حافاته البرك مكال باصول النبت تنسجه ريح خريق لضاحى مائه حبك وكتبه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

* ثعلب* حَوْلٌ دَكِيكٌ ـ تامٌ

أسماء أوقات الليل والسير فيه

الليلُ ـ عَقِيبُ النهار اسم للجنس الواحدةُ ليلةٌ فأما ليالٍ ـ فذهب سيبويه الى أنه من باب مَلامِحَ قال كانَّ واحدتَه لَيْلاةٌ وقد صَرَّح ابن الاعرابى بَليْلاةٍ وأنشد

* فى كُلِّ يَوْمٍ مَّا وكلِّ لَيْلاهُ*

الساعةُ ـ جُزْء مَحْدُودٌ من الليلِ والنهارِ والجمعُ ساعاتٌ وساعٌ وعامَلْتُه مُساوَعةً والآناءُ ـ الساعاتُ واحدتُها إنًى وأَنِىٌ* صاحب العين* الاوانُ ـ الوَقْتُ والجمعُ آوِنةٌ* أبو حاتم* لقيته بالصُّمَيْرِ ـ وهو غُروبُ الشمس* أبو زيد* لقيتُه بسَفَرٍ ـ اذا لقيته عند اصْفِرارِ الشمسِ* قطرب* الغِشَاشُ ـ أولُ الظلمة وآخِرُها لقيتُه غِشَاشًا* ابن السكيت* الشَّفَقُ ـ ضَوْءُ الشمسِ وحُمْرَتُها فى أولِ الليلِ الى قريب من العشاء* صاحب العين* الثَّوْرُ ـ حُمْرةُ الشَّفَقِ* ابن السكيت* الظَّلامُ ـ أوَّلُ الليلِ وان كان مُقْمِرًا يقال أتيتُه ظَلامًا ومع الظلامِ ـ أى لَيْلاً وعند الليلِ والاقْتحامُ ـ أولُ الليلِ ويقال أتيتُه أولَ الليلِ ـ وهو عند غُيُوبِ الشمسِ الى العَتَمةِ والعِشاءُ من صلاةِ المغرب الى العَتَمةِ* أبو حاتم* ومن المُحالِ قولُهم العِشاء الآخِرةُ انما يقال للتى تُسَمَّى العَتَمةَ صلاةُ العِشاءِ ليس غَيْرَهُ وصلاةُ المغرب لا يقال لها العِشاءُ* أبو عبيد* العِشاآنِ المَغْرِبُ والعَتَمةُ* أبو حاتم* جاءَ عَشْوَةً ـ أى عِشاءً* ابن السكيت* العِشَاء ـ أولُ ظلامِ الليلِ والعَتَمةُ ـ وقتُ صلاةِ العشاءِ الآخرةِ وانما سَمَّوْه العَتمَة من اسْتِعْتامِ نَعَمِها يقال حَلَبْناها عَتَمةَ والعَتَمةُ ـ بقِيَّةُ اللبن تُفِيقُ به تلك الساعةَ يقال أفاقتِ الناقةُ ـ اذا جاء وقْتُ حَلَبِها وقد حُلِبَتْ قبل ذلك ويقال عَتَّم ـ اذا احْتَبَس عن فعل الشئُ يُرِيدُه وعَتَّم قِراءُ وأعْتَمه وانَّ قِراه لَعاتِمٌ ـ أى بَطىءٌ* صاحب العين* العَتَمةُ ـ ثُلُثُ الليل الاولُ وقد عَتَّمَ القومُ وأعْتَمُوا ساروا فى ذلك الوقت أو أوْرَدُوا أو أصْدَرُوا أو دَخَلُوا فيه عَتَمةُ الابلِ ـ رُجُوعها من المَرْعَى حين تُمْسِى وبه سميت العَتَمةُ وقد قَدَّمْتُ بعضَ هذا فى شرحِ

سؤالِ القمر وجوابِه وقيل عَتَمةُ الليل ـ ظلامُه* ابن السكيت* فَوْرةُ العِشاءِ وفَوَّعَتُه عند العَتَمةِ* وقال* أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلامِ ـ أى حين يَخْتَلِطُ بالارضِ وذلك عند صلاة العشاءِ وبعدها شيأ وعِنْدَ مَلَثِ الظَّلَامِ وهو مِثْلُ المَلَسِ وغَسَقُ الليلِ ـ دُخُولُ أوَّلِه حينَ اخْتَلَط وقد غَسَقَ يَغْسِقُ غَسَقًا وغَسَقاناً ـ انصبَّ* أبو عبيد* فى حديث الرَّبِيع بنِ خَيْثَمٍ أنه كان يقول لمُؤَذِّنِه يومَ الغَيْمِ أغْسِقْ أغْسِقْ ـ أى أخِّرِ المَغْربَ حتى يَغْسِقَ الليلُ* ابن السكيت* أغْسَيْنا ـ دَخَلْنا فى الليلِ وذلك عند المغرب وبُعَيْدَهُ وقد تقدم تصريفُه وقد أتيتُه جِنْحَ الليلِ وجُنْحَهُ ـ وذلك حين تَغِيبُ الشمسُ وتَذْهَبُ مَعارِفُ الارض وقد جَنَحَ يَجْنَحُ جُنُوحا* أبو عبيد* جَنَح الليلُ يَجْنَحُ ويَجْنُحُ ـ مالَ وأقْبَلَ بظُلْمَتِهِ وقد تقدَّم فى شدة الظُّلمة ويقال أتانا إيابًا وتَأْوِيبًا وطُرُوقاً ـ أى أوَّلَ الليلِ وقد طَرَقَهُم يَطْرُقُهم* أبو عبيد* مَضَى من الليلِ عَشْوةٌ ـ وهو ما بين أوّلِه انى رُبعه وكذلك مَضَى سِعْوٌ من الليل وسِعْواء* قال الفارسى* يجوز أن يكون فِعْلاء كعِلْباء وفِعْوالا كقِزْواح وهذا أبين عنده فجعله من معنى المُضِىِّ كأنه من سَعَى ولم يقولوا من الساعة سِعْوٌ لاختلاف مَوْضِعَىْ حرفِ العِلَّة الا أن يكون على القَلْب وتكون همزةُ سِعْواءٍ على هذا الوجه الاخير منقلبةً عن ياء* غيره* سِعْوةٌ ـ كذلك* أبو عبيد* مَضَى هَتِىٌّ وهِتاءٌ وهَزِيعٌ* ابن السكيت* الهَزِيعُ ـ نصفُ الليل والجمع هُزُعٌ* ابن دريد* هَزِيجٌ فى معنى هَزِيع ولا أدرى ما صِحَّتُه* أبو عبيد* مَضَتْ قُوَيْمةٌ ـ من الليل* ابن السكيت* مضى دَهْلٌ من الليلِ ـ أى صَدْرٌ وأنشد

مَضَى من الليلِ دَهْلٌ وهى واحدةٌ

كأنها طائرٌ بالدَّوِّ مَذْعُورُ

* ابن دريد* مَضَى هَوِىُّ من الليل وتَهْواءٌ* صاحب العين* وهُوِىٌّ* ابن دريد* مَضَى من الليل عِتْفٌ وعِدْفٌ وقَنِيف ـ أى قطعة منه* ابن جنى* مَضَتْ تَوَّةٌ من الليل ـ أى حِينٌ طَوِيلٌ وأنشد للهذلى

ففاضت دُمُوعِى تَوَّةً ثم لم تَفِضْ

عَلَىَّ وقد كادتْ لها العَيْنُ تَمْرَحُ

* قال* وهى فَعْلَة من التَوَى وهو الهَلاك كأنه شئ قد استهلك وَتَوى من الزمان

* ابن السكيت* العَجَاسَا والعَجاساءُ والطِّرْمِساءُ والجَوْشَنُ ـ القِطْعةُ من الليل وقد تقدمت العَجاسَاءُ من الظُّلمة وأنشد

مَرُّوا بها على جَواشِينِ اللَّيلْ

مَرَّ الصَّعاليكِ بأرْسانِ الخَيْل

* الخليل* مضى كِسْرٌ من الليل ـ أى قطْعةٌ منه* ابن السكيت* أتَيْتُه بَعْدَ هَدْءٍ من الليلِ وهو نحو من الربع أو قريبٌ منه ـ وكذلك أتيته بعد هَدْأةٍ من الليل وبعد ما هَدَأتِ الرّجْلُ وبعد ما هَدَأتِ العُيونُ* غيره* بعد هُدْءٍ وهَدِىءٍ وهَدْءٍ وهُدُوءٍ يكون مصدرا وجمعا* سيبويه* هَدَأ الليلُ هَدْأً* ابن دريد* مَضَىِ عنْكٌ من الليلِ ـ أى ساعةٌ والجمع أعْناكٌ* ابن السكيت* هو الثُّلُثُ الأَولُ وقال مَرَّةً هو الثُّلُث الباقى* ابن دريد* مَضَتْ جِزْعةٌ من الليل وبَقِيَتْ منه جِزْعةٌ وهو كالعِنْكِ* وقال* مَرَّ طِنْخٌ من الليل كما قالوا مَرَّ عِنْكٌ ولا أدرى ما صحته* ابن السكيت* الصُّبَّةُ ـ نَحْوٌ من الجِزْعةِ وقد تقدمت الصُّبَّة فى الشَّاءِ والابلِ والقِطْعُ ـ الطائفةُ من الليلِ* صاحب العين* القِطْعةُ والقِطْعُ والقِطَعُ كنِطْعٍ ونِطَعٍ ـ ما بين أولِ الليلِ الى ثُلُثه والجمعُ أقْطاعٌ وقد يكون القِطْعُ جمعَ قِطْعةٍ كسِدْرةٍ وسِدْرٍ* غيره* الهُتْكَةُ ـ ساعةٌ من الليل وها تَكْناها سِرْنا فى دُجاها* صاحب العين* الرُّؤْبةُ ـ الطائفةُ من الليل وبذلك سُمِّى رُؤْبةُ لانه وُلِدَ بعد طائفةٍ من الليلِ* ابن دريد* مَرَّ ذُهْلٌ من الليل وذَهيلٌ ـ وهو نحو الثلث أو النصف وقد تقدمت بالدال غير المعجمة عن يعقوب* قال ابن جنى* وبه سمى ذُهْلُ بنُ شَيْبانَ* أبو عبيد* المَوْهِنُ والوَهْنُ ـ نحوٌ من نصف الليل* ابن السكيت* الوَهْنُ والمَوْهِنُ ـ حِينَ يُدْبِرُ الليلُ وأوْهَنَ الرجلُ ـ صار فى ذلك الوقت وجَوْزُ الليل ـ وَسَطُه وجَوْزُ كُلِّ شئ وَسَطُه والجمعُ أجْوازٌ* وقال* ابْهارَّ الليلُ ـ انْتصف والبُهْرةُ ـ الوَسَطُ من الانسان والدابة وغيرهما* وقال مرة* ابْهارَّ الليلُ ـ ذَهَبتْ عامَّتُه وبقى نحوٌ من ثلثه وابهارَّ علينا الليلُ ـ طالَ* قال سيبويه* لا يُتَكَلَّم بابهارّ الا مزيدا وقد تقدم فى القمر* ابن السكيت* مضى ثَبَجٌ من الليلِ ـ أى قريبٌ من وَسَطِه* أبو عبيدة* أُسْطُمُّ الليلِ ـ وسَطُهُ وأُسْطُمُّ كلِّ شئ وَسَطُه* غيره* جَرْشُ الليلِ ـ وَسَطُه* ابن السكيت*

مضى جَرْشٌ من الليلِ والجمعُ جُرُوشٌ وأجْراشٌ وقد يقال بالسين* وقال* أتيتُه بعد جَوْشَنٍ من الليل ويقال مضى جَوْشَنٌ من الليل ـ أى هَوِىُّ منه ومَلِىُّ والجمع أمْلاء ومضى هِتَاءٌ من الليل وهِنْءٌ وهِنْوٌ وما بقى الا هِنْءٌ من غَنَمِهم أو ابلهم وهو الاول من الباقى والذاهب* ابن السكيت* مَضَتْ جُهْمةٌ من الليل والجُهْمهُ ـ بَقِيَّةٌ من سوادِ الليلِ فى آخره وأنشد

وقَهْوةٍ صَهْباءَ يا كَرْتُها

بجُهْمةٍ والدِيكُ لم يَنْعَبِ

وقال مرة أخرى هى أوَّلُ السَّحر وقيل الجُهْمَة والجَهْمَةُ ـ أوَّلُ مآخِيرِ الليلِ والاجْتِهامُ والاهْتجامِ آخِرُه* ابن دريد* تَدَهْورَ الليلُ ـ أدْبَر* ابن السكيت* تَهَوَّرَ الليلُ ـ مضى الا قليلا* ابن دريد* هو من قولهم هُرْتُ البناءَ هَوْرًا وهَوَّرْتُه هَدَمْتُه* صاحب العين* تَوَهَّر كتَهَوَّرَ* ابن السكيت* تَصَبْصَبَ مِثْلُ تَهَوَّرَ* أبو عبيد* اجْرَمَّزَ الليلُ ـ ذَهَبَ واجْلَوَّذ كذلك* صاحب العين* السَّحَرُ ـ آخِرُ الليل* ابن السكيت* هو السَّحْرُ والسَّحَرُ* صاحب العين* الجمعُ أسْحارٌ والسُّحْرةُ ـ السَّحَرُ وقيل أعلاه ولقيته بِسُحْرة وسُحْرةً وسُحْرةً وبأَعْلَى سَحَرَيْنِ وأعْلَى السَّحَرَيْنِ فأما قول العجاج

* غَدَا بأعْلَى سَحَرٍ وأجْرَسا*

فهو خطأ كان ينبغى له أن يقول بأعلى سَخَرَيْنِ لأنه أوَّلُ تَنَفُّسِ الصُّبْح ثم الصُّبْحُ كقوله

* مَرَّتْ بأعْلَى سَحَرَيْنِ تَذْأَلُ*

أى تُسْرِعُ ولقيتُه سَحَرِىَّ هذِه الليلةِ وأنشد

فى ليلةٍ لا نَحْسَ فى

سَحَرِيَّها وعِشَائِها

وقد يقال سَحَرِيَّهَ هذه الليلةِ وأسْحَرَ القومُ كذلك ـ أصْبَحُوا وأسْحَرُوا ـ سارُوا فى السَّحَر والسَّحُورُ ـ طعامُ السَّحَر وتَسَحَّرْنا ـ أكلْنا السَّحُورَ واسْتَحَرَ الطائرُ ـ غَرَّدَ سَحرًا* ابن السكيت* عَسْعَسَةُ الليلِ ـ حِينَ يُدْبِرُ وذلك قبل السَّحَرِ ـ ويقال عَسْعَسَتُه اقْبالُه والهَبَّةُ ـ الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر* ابن السكيت* دَلْجَةٌ من الليل ودُلْجة وقد أدْلَجْتُ ـ سِرْتُ من أول الليل وأنشد غيره

آثَرْتُ إدْلاجِى على لَيْلِ حُرَّةٍ

هَضِيمِ الحَشَى حُسَّانةِ المُتَجَرَّدِ

وادَّلَجْتُ ـ سِرْتُ من آخر الليل* قال* فأما السُّرَى ـ فسَيْرُ الليلِ كُلِّهِ وقد سَرَيْتُ وأسْرَيْتُ وأنشد أبو عبيد

* أسْرَتْ اليكَ ولم تَكُنْ تَسْرِى*

* ابن السكيت* سَرَيْنا سُرْيةً وسَرْيَةً* صاحب العين* التَّعْرِيسُ ـ النزولُ فى السَّحر يَنامُونَ ثم يقُومون* غيره* والتَّعْويهُ ـ التَّعْرِيسُ* قطرب* خَبَطَ اللَّيْلَ يَخْبِطُه خَبْطاً ـ سارَ فيه على غير هُدًى* ابن السكيت* الغَبَشُ حِينَ يُصْبِحُ وأنشد

* فى غَبَشِ الليلِ وفى التَّجَلّى*

* أبو عبيد* الغَبَشُ من الليل ـ بقاياه وقد تقدم أن الغَبَشَ الظُّلمة* غيره* الغَلَسُ قَبْلَ الصُّبْح* ابن السكيت* غَلَّسْنا الماء ـ أتيناه بغَلَسٍ وغَلَّسْنا خَرَجْنا بغَلَسٍ والبُلْجة والبَلْجةُ ـ آخِرُ الليل* الأصمعى* انْجابَ عنه الظَّلامُ انْشَقَّ* غيره* مضى عَثْجٌ من الليل وعَثَجٌ ـ أى وَقْتٌ* وقال* مضى عِتْفٌ من الليل وعِدْف أى قِطْعةٌ

باب الصبح وأسمائه

* صاحب العين* الصُّبْحُ والصَّبِيحةُ والصَّبَاحُ ـ والاصْباحُ والمُصْبَحُ ـ أوّلُ النهارِ وقد أصْبَحِ القومُ دَخَلُوا فى الصَّباح كما يقال أمْسَوْا دَخَلُوا فى المَساء وفى التنزيل (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) ويُدْعَى للرَّجلِ صَبَّحَكَ اللهُ بخَيْرٍ ـ وصَبَّحْنا القومَ أتيناهم غُدْوة وقالوا الأصْباحُ والأمْساءُ كأنه جَمْعُ ضُبح ومُسْىٍ* ابن السكيت* أتيْتُه صُبْحَ خامسةٍ وصِبْحَ خامسةٍ* صاحب العين* التَّصَبُّح ـ النَّوْم بالغَداةِ ـ وهى الصُّبْحةُ والصِّبْحةُ والصَّبُوحُ ـ ما أُكِلَ وشُرِبَ وحُلِبَ صَباحًا صَبَحْتُه أصْبَحُه صَبْحًا واصْطَبَح وقيل الصَّبُوحُ ـ ما شُرِبَ بالغداةِ حارًّا والصُّبْحةُ ـ ما تُعُلِّلَ به غُدْوةً ولقيتُه ذا صَباحٍ وذاتَ صَبْحةٍ ـ أى حين أصْبَح وصَبَحْتُهم شَرًّا أصْبَحُهم صَبْحًا وصَبَحَتْهم الخيلُ ـ أتَتْهم صَبَاحا وَصَبَحْتُ الابَل أصْبَحُها صَبْحا ـ سَقَيْتُها صَبَاحًا وصَبَّحْتُ القومَ الماءَ وَرَدْتُه بهم

صَباحا* أبو حنيفة* الفَجْرُ ـ أولُ ضَوْءٍ تَراه من الصَّبَاح وهما فَجْرانِ الاوّلُ منهما ذَنَبُ السِّرْحانِ وهو الفجر الكاذبُ تراه مُسْتَدِقًّا صاعدًا من غير اعْتراضٍ وهو لا يُحَرِّمُ الطعامَ ولا الشرابَ على الصائم والآخرُ الفجر الصادقُ وهو المُسْتَعْرِضُ فأما الصُّبْحُ فلا يقال فيه الا صُبْح صادقُ والذى يَلى الفجر من الليل هو السَّحَرُ والسُّحْرةُ والسَّدَفُ ـ أوّلُ شئ يكون من الصُّبْح ويقال للسَّدَفِ الغَطَاطُ والغُطاطُ والبَرِيمُ والشَّمِيطُ أى قد اشْتَمَطَ فى الظُّلْمة فأنتَ تراه بَياضا فى سَوادٍ وتَباشِيرُ الصُّبْحِ أوَّلُ ما يَبْدُو منه* الفارسى* ولا واحدَ لها ولا نظيرَ الا حرفانِ التَّعاشِيبُ والتَّعاجِيبُ وتَباشيرُ كُلِّ شئ اوَّلُه* صاحب العين* أفْراطُ الصباحِ ـ أوائلُ تَباشيرِه الواحدُ فَرَطٌ وأنشد

باكَرْتُه قبلَ الغَطَاطِ اللُّغْطِ

وقَبْلَ أفْراطِ الصِّباحِ الفُرَّطِ (١)

* أبو حنيفة* ويقال حينئذ فَتَقَ الصَّباحُ ـ يَفْتُقُ فُتُوقًا وانْفَتَقَ* ابن دريد* صُبْحٌ فَتِيقٌ ـ مُشْرِق* أبو حنيفة* انْشَقَّ الصُّبْح وانْصاحَ ـ ساحَ سُيُوحًا وانْبَسَطَ وانْفَسَحَ وأفْصَحَ وفَجَرَ يَفْجُرُ فَجْراً وتَفَجَّرَ وانْفَجرَ عنه الليلُ* الفارسى* أفْجَرْنا ـ دَخَلْنا فى الفَجْر وأنشد

فما أفْجَرَتْ حتَّى أهَبَّتْ بِسُدْفةٍ

عَلَاجِيمَ عَيْن ابْنَىْ صُبَاحٍ تُثِيرُها

* ابن السكيت* أنتَ مُفْجِرٌ ـ من ذلك الوقتِ الى أن تَطْلُعَ الشمسُ* صاحب العين* عَطَسَ الصُّبْحُ ـ انْفَلَق وبه سُمِّىَ عاطِسًا* غيره* عَمُودُ الصَّبْح ـ ابتداءُ ضَوْئِه* أبو حنيفة* فاذا انتشر يمينا وشمالا قالوا لَاحَ الْفَلَقُ والفَرَقُ وقد انْفَلَقَ وانْفَرقَ* صاحب العين* فَلَقَهُ اللهُ ـ أبداه وأوْضَحَه وفى التنزيل (فالِقُ الْإِصْباحِ) * أبو حنيفة* وهو حينئذٍ الصَّدِيعُ لانْصِداعِه من الليلِ ويقال حينئذ نَوَّرَ* صاحب العين* وهو النُّورُ والجمعُ أنْوارٌ* أبو زيد* وقد نارَ نَوْرًا وأنارَ واسْتَتارَ واسْتَنَرْتُ به ـ اسْتَمْدَدْتُ شُعاعَه وأنارَ النُّورُ المَكانَ والمَنارةُ والمَنارُ النُّورُ* أبو حنيفة* أضَاءَ وَضَاءَ ـ وهو الضَّوْءُ والضُّوءُ* غير واحد* وهو الضِّياءُ وفى التنزيل (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) * الفارسى* الضِياءُ لا يَخْلُو فى قوله تعالى (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) من أحد

__________________

(١) قلت الغطاط بالفتح فقط ضرب من القطا وهو المراد هنا وبالضم ويفتح الصبح والمشطوران لرؤبة وبينهما مشطور ساقط يصحح ويؤكد ما فسرت به الغطاط في المشطور آنفا والشطر الساقط هو قوله وقبل جونى القطا المخطط لانه ذكر في المشطورين ضربين من القطا وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

أمرين اما أن يكونَ جَمْعَ ضَوْءٍ كَسْوطٍ وسِيَاطٍ وحَوْضٍ وحِياضٍ أو مَصْدَرَ ضَاءً يَضُوءُ ضِياءً كقوله عاذَ عِياذًا وقامَ قِيامًا وعادَ عِيادةً وعلى أىِّ الوجهين جَعَلْتَ فالمضافُ محذوفٌ المعنى جَعَلَ الشمسَ ذا ضياءٍ والقَمرَ ذا نورٍ أو يكونُ جُعلا النورَ والضِّياءَ لكثرة ذلك منهما فأما كونُ الهمزةِ فى موضع العين من ضِياء فيكون على القلب كأنه قَدَّم اللامَ التى هى همزة الى موضع العين وأخَّرَ العينَ التى هى واو الى موضع اللام فلما وقعتْ طَرَفاً بعد الالِف انقلبتْ همزةً كما انقلبتْ فى شَقاءٍ وغَلاءٍ وهذا اذا قَدَّرْتَه جمعا كانَ أسْوَغَ ألا تَرَى أنهم قالوا قَوْسٌ وقِسِىٌّ فصَحَّعُوا الواحدَ وقلبوا فى الجمع واذا قَدَّرْتَه مَصْدرًا كان أبْعَدَ لان المَصْدَرَ يَجْرِى على فِعْلِه فى الصِّحَّةِ والاعتلالِ والقلبُ ضَرْبٌ من الاعتلالِ واذا لم يكن فى الفعل لم يَنْبَغِ أن يكونَ فى المصدرِ أيضا ألا تَرَى أنهم قالوا لاوَذَ لِواذًا وبايعَ بِياعًا فصحعوها فى المصدر لصحتها فى الفعل وقالوا قام قياما فأعَلُّوه لأعتلالهِ فى الفِعْل* أبو حنيفة* السُّطُوعُ كالضِّياءِ وقد سَطَعَ يَسْطَعُ سُطُوعًا* صاحب العين* السَّطِيعُ ـ الصُّبْحُ* أبو عبيد* جَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُورًا ـ طَلَع ومنه الشَّرْبةُ الجاشِرِيَّةُ للتى مع السَّحَرِ* أبو حنيفة* الجُشُورُ ـ السُّطُوعُ جَشَرَ يَجْشُرُ فاذا احْمَرَّ بعد ذلك واتَّسَعَ فقد بَلَج يَبْلُج بُلُوجًا وانْبَلَج وتَبَلَّجَ فهو أبْلَجُ وهى البُلْجةُ والبَلْجةُ* أبو عبيد* جِئناكَ مُبْلِجِينَ ومنه بَلَج الأمْرُ ـ أى وَضَحَ وقد تقدم أنهما آخرُ اللَّيْلِ* أبو حنيفة* فاذا كانَ بعد ذلك بشئٍ فعَرَفْتَ المْارَّ ولو كان بساعةٍ قِيلَ أسْفَر* صاحب العين* سَفَرَ وأسْفَر والسَّفَرُ بيَاضُ النَّهارِ وقد أسْفَر القومُ وأنشد الفارسىُّ فى وصف كَمْأةِ

ومَرْبُوعةٍ رِبْعِيَّةٍ قد لَبَأْتُها

بكَفَّىَّ مِنْ دَوِيَّة سَفَراً سَفْرا

مربوعةٍ يعنى كَمْاةُ أصابها مطرُ الربيع وقوله رِبْعِيَّةٍ منسوبة اليه وقوله قد لَبَأتُها يريد قد أطْعمْتُها فى أوّل نَباتٍ الكَمْأةِ فَجَعلها كاللِّبا لأَن اللِّبَأَ أوّلُ اللَّبَن وقوله بِكَفَّىَّ أى جَنَيْتُها بكَفَّىَّ وناوَلْتُهم إياها بهما وسَفَرًا منصوبٌ على الظرفية وسَفْرًا منصوبٌ على التَّعَدِّى* أبو حنيفة* ويقال طَلَع الصُّبْحُ وبدا وعَلَا ـ غَلَبَ وظَهَر على الليل وتَنَفُّسُ الصُّبْحِ ـ انْصِداعُه وانْفِجارُه وقيل بل هو تَنَسُّمُ أرْواحِه وقيل

بلْ هُوَ عُلُوُّه وارْتِفاعُه* ابن دريد* أَفْضَحَ الصُّبْح وفَضَّحَ ـ بدا فى سَوادِ اللَّيْلِ* غيره* السُّعْرُورةُ الصُّبْح وقد تقدم أنها ما يَدْخُلُ فى البيتِ من الشمسِ وضَوْءِ الصُّبْح ويقالُ لليل اذا تَفَجَّرَ فيه الصُّبح أَدْرَع* صاحب العين* يقال للصُّبْحُ أَقْرَحُ للونِه لانه بياضٌ فى سَوادٍ واللَّيَاحُ الصُّبح وقد تقدم أنه الثَّوْرُ الأبيضُ وأنه مما يُبالَغُ به يقال أَبْيضُ لِيَاحٌ والمُغْرَبُ الصُّبح لبياضِه

صفة النهار وأسماؤه

* ابن السكيت* نَهارٌ وأَنْهِرةٌ ونُهُرٌ وأنشد

لو لا الثَّرِيدانِ لَمُتنا بالضُّمُرْ

ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ

وأنكر بعضهم جمعَ النهارِ* ابن جنى* القياسُ يوجِبُ تَرْكَ جَمْع النَّهارِ من حيث كان جِنْسًا جار يا مَجْرَى المصادِرَ ونقيضُه الليلُ وقياسُه أن لا يُجْمَعَ أيضا قال الفارسى فى قوله

انّى اذا ما اللَّيْلُ كانَ لَيْلَيْن

ولَجْلَج الحادِى لِسَانَيْنِ اثْنَيْن

فانما ثناه من حيثُ أَوْقَعَ اسمَ الكل على البعض كما يُرَدُّ الجِنْسُ الى النوع فى قولك قُمتُ قِيامَيْنِ وانطلقتُ انْطِلاقَيْن وأكثرُ الناسِ على الامتناعِ من جميعِ النهارِ لما ذكرنا ومنه عندنا قول الله سبحانه (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) فهذا أيضا على ايقاع اسم الكل على البعضِ لأنهم لا يَمُرُّون عليهم جميعَ ما فى الوهمِ من الليلِ هذا مُحالٌ فالموضعُ اذًا موضعُ مَجازٍ فقول سيبويهِ سير عليه اللَّيلَ والنهارَ هو مما أُوقِع فَيه اسْمُ الكُلِّ على البَعْضِ* ابن دريد* نَهْارٌ أَنْهَرُ كَلَيلٍ أَلْيَلَ* قال الفارسى* ورجل نَهِرٌ منسوبٌ الى النَّهارِ على غير صيغةِ النَّسبِ المُعْتاد وأنشد سيبويه

* لَسْتُ بلَيْلِىّ ولَكِنّىِ نَهِر*

* ابن السكيت* أتيتُه غُدْوَةَ بغير إجراءٍ ـ وهو ما بين صلاةِ الغَداةِ الى طُلوع الشمسِ* ابن الاعرابى* الغُدُوِّ جمعُ غُدْوةٍ* ثعلب* هو اسْمٌ للجمع* صاحب العين* غُدْوةٌ وغُدًى وغَداةٌ وغَدواتٌ* ابن السكيت* انى لَآتيهِ بالغَدَايا والعَشايا والغَداةُ لا تُجْمع على غَدايا ولكن قالوه اتباعا للعَشايا فاذا أَفْرَدوه لم

يَقُولوا الغَدَايا* أبو زيد* غادَيْتُه وغَدَوْتُ عليهِ غَدْوًا واغْتدَيْتُ وأتَيْتُه غُدَيَّاناتٍ على غير قياس كعُشَنيَّاناتٍ* ابن السكيت* البُكْرَةُ نَحْوُها وانِّى لآتيهِ فى البُكْرةِ وبَكَرًا وأتانِى غُدْوَة بَكَرًا قال سيبويه لا يَكُون الا ظرفا* أبو عبيد* أبْكَرْتُ الوِرْدَ والغَداءَ وبَكَرْتُ على الحاجةِ وأَبْكَرْتُ غيرى* أبو زيد* بَكَرْتُ على الحاجة واليها أبْكُرُ بُكُورًا وابْتَكرْتُ وباكَرْتُه مُباكَرةً ـ أتيتُه بُكْرةً وبَكَّرْتُ الرجلَ على أصحابِه وأبْكَرْتُه عليهم ـ جَعَلْتُه يُبْكر عليهم والابْكارُ ـ اسمٌ للبُكْرةِ كالاصْباح* أبو عبيد* بَكَرْتُ على الشئِ وبَكَّرْتُ وأبْكَرْتُ ورَجُل بَكْرٌ ـ اذا كان صاحبَ بُكُورٍ قويًّا على ذلك ولا يقال بَكُرَ الرجلُ اذا بَكَّرَ* ابن السكيت* رجل بَكِرٌ فى الحاجةِ وبَكُرٌ* أبو زيد* لقيتُه سَفَرًا ـ وهو ما بَيْن الغُدْوة الى طلوع الشمسِ* صاحب العين* طَفَلُ الغَداةِ ـ من لَدُنْ ذُرُورِ الشمسِ الى اسْتِمْكانِها فى الارضِ* ابن السكيت* فاذا طَلَعتِ الشمسُ فأنْتَ مُشْرِقٌ الى ارتفاع النهارِ يعنى اعْتِلَاءَهُ* قال* وأوّلُ النهارِ من طلوع الشمس ولا يُعَدُّ ما قَبْلَ ذلك من النهار فأوّلُه من طلوع الشمس الى الضُّحَى وهو صَدْرُه بعدَ طُلوعِ الشمسِ بحَذْفةٍ حتى تَحِلَّ صلاةُ الضُّحى وهو من أوّلِ الضحى الى مَدِّ النهارِ الأكْبَرِ* صاحب العين* هو ضِياء ما بينَ طُلُوع الفَجْرِ الى غُرُوبِ الشمسِ* ابن السكيت* وأما رَأْدُ الضُّحَى فحينَ يَعْلُو النهارُ الاكْبَرُ حتى يَمْضِىَ منه نحوٌ من خُمُسه وقد تَراءَدَتِ الضُّحَى* أبو زيد* وتَرأْدَتْ* ابن السكيت* هو تَزَيُّدُها وارْتِفاعُها* أبو عبيد* رَأدُ الضُّحَى ـ ارْتِفاعُها والجمعُ أرْآدٌ* أبو عبيد* وكذلك شَدُّها ومَدُّها وسَرَاتُها وقيل سَراةُ الضُّحَى ـ وسَطُها وسَراةُ النهارِ ـ ارْتِفاعُه وقيل سَراته وسَطُه* أبو زيد* النِّهاءُ ـ ارْتِفاعُ النهارِ* أبو عبيد* مَتَعَ النَّهارُ ـ ارْتَفَع* ابن السكيت* يَمْتَعُ مُتُوعًا* صاحب العين* مَتَعَتِ الضُّحَى مُتُوعًا ـ بَلَغَتِ الغايةَ فى الارتفاعِ الى حَدِّ الضُّحاءِ* أبو عبيد* تَلَعَ النهارُ ارْتَفَعَ* ابن دريد* وأتْلَعَ* صاحب العين* تَلَعَ النهارُ يَتْلَعُ تَلْعًا ارْتَفَعَ وتَلَعَتِ الضُّحَى وأتْلَعَتْ ـ انبَسَطَتْ* صاحب العين* ما أقَمْتُ عنده الَّا جَلاءَ يومٍ ـ أى بَياضَه* ابن السكيت* أتيتُه فى فَوْعةٍ من النهار ـ أى فى أولٍ منه وأتيتُه فى نَحْرِ النهارِ ونَحْرِ الضُّحَى ـ أى فى أولهما* ابن الاعرابى*

عَلَا النهارُ عُلُوَّا ـ ارْتَفَع* ابن السكيت* أتيتُه بعد ما تَرَجَّلَتِ الضُّحَى وتَرَجُّلُها عُلُوُّها واخْتلاطُها* ابن دريد* ازْلَأمَّتِ الضُّحَى ـ ارْتَفَعَتْ* أبو عبيدة* ومنه ازْلَأمَّ الفومُ ـ اذا ارْتَفَعُوا مُرْتَحِلين وأنشد

* مُنَاخَ التى قد بُعِثَتْ فازْلَأمَّتِ*

* صاحب العين* زالَ النهارُ ـ ارْتَفَع* أبو زيد* أتيتُه أدِيمَ الضُّحَى* وقال* أتيتُه فى شَبابِ النهارِ ـ أى أوَّلِه* ابن السكيت* ابْهارَّ النهارُ وذلك حين تَرْتَفِعُ الشمسُ وانْتَفَخَ النهارُ ـ وذلك حين يَنْتَفِخُ النهارُ الاكبر ويَعْلُوك ثم نِصْفُ النهارِ وقد نَصَفَ النهارُ يَنْصُفُ وانْتَصَفَ وأنشد

نَصَفَ النهارُ الماءُ غامِرُهُ

ورَفيقُه بالغَيْبِ ما يَدْرِى

أراد انْتَصَفَ النهارُ والماءُ غامِرُه ولم يخرج ذَكَرَ أن غائصًا غاصَ فانتصفَ النهارُ ولم يَخْرُج من الماء* الفارسى* أنْصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ وقيل كلُّ ما بلغَ نِصْفَه فى ذاتِه فقد أنْصَفَ وفى غيره نَصَفَ* غيره* مَتَح النهارُ وأمْتَحَ ـ امْتَدَّ وذلك فى الصَّيْفِ وقد تقدم ذلك فى الليل* ثعلب* إمَّغَطَ النهارُ ـ عَلَا* أبو زيد* هو أن يَطُولَ ويَمْتَدَّ* الفارسى عن أبى زيد* المُلَيْساءُ ـ نصفُ النهار ـ والمُلَيْساءُ أيضا ـ الشهرُ الذى تَنْقَطِعُ فيه المِيرةُ* ابن دريد* مَرَّكَهْرٌ من النهارِ ـ أى صَدْرٌ وطَبَقٌ ومَلِىُّ ـ أى ساعةٌ طويلةٌ* الفارسى* مَلِىُّ يستعمل اسما وظرفا ويُنْقَلُ بعد الظَّرفِ الى الاسمية نحو ما حكاه سيبويه من قولهم سِيرَ عليه ملِىُّ من النهارِ يُجْرَى مُجْرَى نِصْفِ النهار* أبو عبيد* انْتَظَرْتُك فَرْسَخًا من النهارِ ـ أى طَويلاً* صاحب العين* الضَّحْوُ ـ ارْتِفاعُ النهارِ والضُّحَى فُوَيْق ذلك والضُّحَاءُ اذا امْتَدَّ النهارُ وكَرَبَ أن يَنْتَصِفَ* أبو حاتم* الضُّحَى ـ من طُلوعِ الشمسِ الى أن يرتفع النهارُ وتَبْيَضَّ الشمسُ جِدًّا أُنْثَى وتصغيرُها بغير هاء لئلا يلتبس بتصغير ضَحْوةٍ ثم بعد ذلك الضَّحاءُ الى قريب من نصف النهار* سيبويه* أتَيْتُك ضَحْوةً أى ضُحَى لا يستعمل الا ظرفا* أبو زيد* ضَاحَيْتُه ـ أتَيْتُه ضُحًى* ابن دريد* رجلٌ ضَحْيانُ ـ مُضْطَجِعٌ بالضُّحَى* أبو زيد* الضَّاحِيةُ من الابِل والغَنَمِ ـ الشاربةُ ضُحًى* الأصمعى* تَضَحَّتِ الابلُ ـ أكَلَتْ فى

الضُّحَى ـ وضَحَّيْتُها أنا وفى المثل «ضَحّ ولا تَغْتَرَّ» والضَّحاءُ للابِل كَالغَداء للانسانِ وأَنْكَر تَضَحَّى الانسانُ وحكاها صاحبُ العين فى الانسان* ابن السكيت* وأنت من بعد طلوع الشمسِ الى الزوال مُضْحٍ ـ فاذا كانَ القَيْظُ فمنْه الهاجِرةُ وهى قَبْل الظُّهْر بقليلٍ يقال أتيتُه بالهاجرةِ وبالهَجِيرِ وأَتَيْتُه هَجْرًا وأنشد

كَأنَّ العِيسَ حينَ أُنْخِنَ هَجْرًا

مُفَقَّأَةٌ نَواظِرُها سَوَامِ

* أبو عبيد* هَجَّر الرجلُ وأهْجَرَ ـ خَرَج بالهاجرةِ* أبو حنيفة* سميت الهاجِرةُ هاجرةً لهَرِبَ كُلّ شئ منها* ابن السكيت* الظَّهيرةُ فى القَيْظِ حين تكونُ الشمسُ بحِيال رأسك وتَرْكُدُ ورُكُودُها أن تَدُومَ حِيالَ رأسِكَ كأنها لا تُرِيدُ أن تَبْرَحَ وقد رَكَدَتْ وتَرْكَدَتْ وارْكَدَّتْ* أبو حنيفة* وكذلك وَقَفَتْ ودَوَّمَتْ* صاحب العين* الظُّهْرُ ـ ساعةُ الزوالِ ولذلك قيل صلاةُ الظُّهْر* ابن السكيت* أتيتُه فى حَرِّ الظَهيرةِ* أبو عبيد* أتَانا مُظْهِرًا ومُظَهِّرًا والتخفيفُ الوَجْهُ ـ اذا جاء فى الظهيرة وبه سمى الرجلُ مُظْهِرًا والظَّاهِرةُ ـ نِصْفُ النهار ومنه ظاهرةُ الوِرْدِ وهى أن تَرِدَ الابلُ كُلَّ يوم نِصْفَ النَّهارِ* ابن السكيت* أتيتُه حين قامَ قائِمُ ظُهْرٍ ـ وذلك اذا أتيتَ فى الظَّهيرةِ وأتيتُه ظُهْرًا صَكَّةَ عُمَىّ وأَعْمَى ـ اذا أتيتَه فى الظَّهِيرةِ* أبو عبيد* لقيتُه صَكَّةَ عُمَىّ ـ وهو أشدُّ الهاجرةِ حَرًّا* أبو حنيفة* أى حِينَ كادَ الحَرُّ أن يُعْمِىَ من شِدَّتِه ولا يقال فى البَرْدِ وقيل حين يقومُ قائمُ الظَّهِيرةِ وقيل عُمِىُّ الحَرُّ بعَيْنِه وقيل عُمَىُّ رجلٌ من عَدْوانَ كان يُفْتِى فى الحَج فأقْبَلَ مُعْتَمِرا ومعه رَكْبٌ حتى نزلوا بعضَ المنازل فى يوم شديدِ الحَرِّ فقال عُمَىُّ من جاءتْ عليه هذه الساعةُ من غَدٍ وهو حَرامٌ لم يقْضِ عُمْرتَه فهو حَرامٌ الى قابلٍ فوَثَبَ الناسُ يَضْرِبُونَ حتى وافَوُا البيتَ وبينهم وبينه من ذلك الموضع ليلتانِ جادّتانِ فضُرِبَ مَثَلاً* قال الفارسى* قولُهم أتانا صَكَّةَ عُمَىٍّ ـ اذا أتَى فى الهاجرة وشدة الحر ويحتمل عندنا تأويلين أحدهما أن يكون المصدرُ أُضِيفَ الى العُمَىِّ كما قالوا ضَرْبُ التَّلَفِ أى الضرب الذى يَحْدُثُ عنه التلف ويقوّى ذلك أنه قد جاء فى الشعر

* ويهْجُمُها بارحٌ ذو عَمًى*

أى بارحٌ يكونُ عنه العَمَى لشدة حره ويمكن أن يكون العُمَىُّ تصغير أعْمَى على وجه الترخيم وأضيف المصدرُ الى المفعول به كقوله تعالى (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) ولم يذكر الفاعل الذى هو الحر والتقديرُ صَكَّ الحرِّ الأعْمَى والمعنى أن الحر من شدّته كانه يُعْمِى من أصابه والمصدرُ فى الوجهين ظرفٌ نحو مَقْدَم الحاجِّ وخُفُوق النَّجْم* ابن الاعرابى* لقيتُه صَكَّةَ عُمَىٍّ وذلك أن الظَّبْىَ اذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ طلَب الكِنَاسَ وقد بَرِقَتْ عَيْنُه من بياض الشمسِ ولمَعَانِها فيَسْدَرُ بَصَرُه حتى يَصُكَّ بنفسه الكِناسَ لا يُبْصرُه فكانَّ الحرَّ صَكَّهُ الى هذا الموضع* أبو عبيد* عَقَلَ الظِّلُّ ـ اذا قامَ قائمُ الظهيرة وأعْقَلَ القومُ عَقَلَ لهم الظلُّ* صاحب العين* التُّبَّعُ ـ الظِّلُّ لأنه يَتْبَعُ الشمسَ وحَكَى سيبويه التُّبُّعَ وفسره السيرافى فقال هو الظل وأنشد بيت الهُذَلِىِّ باللغتين جميعا

يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً

وِرْدَ القَطاةِ اذا اسْمَألَّ التُّبَّعُ

* ابن السكيت* القائلةُ ـ النُّزولُ والحَطُّ عن الدوابِ والاسْتِظْلالُ يقال أتانا عندَ القائلةِ وعند قَيْلُولَتنا ومَقِيلِنا وأنشد سيبويه مستشهدا على أن المَفْعِلَ قد يكون مصدرا

بُنِيتْ مَرافقهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّةٍ

لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلَا

أى قَيْلُولةً* قال الفارسى* وفى بعض النسخ كما قال الله تعالى (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) أى رُجُوعُكم قال وهذا موقوف عن العرب وأطرده أبو اسحق وذلك خطأ ألا ترى أن سيبويه قال بعد هذا الا أن تفسير الباب وجُمْلَته على القياس كما أرَيْتُك* ابن السكيت* رجل قائلٌ وقوم قُيَّلٌ وأنشد

* انْ قال قَيْلٌ لم أقِلْ فى القُيَّلِ*

*قال سيبويه* ولم يقولوا ما أقْيَلَه اسْتَغْنَوْا عنه بما أنْوَمُه فى وقتِ كذا كما اسْتَغْنَوْا بِتَرَكَ عن وَدّعَ *قال أبو اسحق* وانما لم يقولوا ما أقْيَلَهُ فى القائلة لئلا يُظَنَّ انه أفْعَل من قولهم قِلْتُه البيعَ يقال قِلْتُه البيع وأقَلْتُه *سيبويه* وكذلك لا يقولون أقْيِلْ به لان ما لا يقال فيه ما أفْعَلَه لا يقال فيه أفْعِلْ به *أبو عبيد* الغائرةُ ـ القائلةُ عند نصف النهار وغَوَّرَ القَوْمُ *قال ابن دريد* وجَدْتُه وُسُوط

الشمسِ ـ أى حين تَوَّسَّطَتِ السماءَ وحينَ مُيُولِها ـ أى حين مالتْ* ابن السكيت* الظِلُّ من الغَداةِ الى الزوالِ وما بعدَ الزوالِ فهو الفَىْءُ ـ والجمعُ أفْياءٌ وفُيُوءٌ وأنشد

لَعَمْرِى لأنْتَ البيتُ أُكْرِمُ أهْلَه

وأقْعُدُ فى أفْيائِه بالأصائِل (١)

والظِّلُّ ـ ما نَسَخَتْه الشمسُ والفَىْءُ ما نَسَخَ الشمسَ* غير واحد* جمعُ الظِّلِّ أظْلَالٌ وظِلالٌ وظُلُولٌ* أبو عبيد* ظَلَّ يَوْمُنا وأظَلَّ* الفارسى* فاءَ الظِلُّ فَيْأً وتَفَيَّأَ ـ رَجَعَ وعادَ بعد ما كانَ ضِياءُ الشمسِ نَسَخه ومنه فَىْءُ المسلمين لما يَعُودُ عليهم وَقْتًا بعدَ وَقْتٍ من خَراج الأرَضِينَ المُفَتَّحةِ والغنائِم فاذا عُدِّى قولُهم فاءَ عُدِّىَ بزيادة الهمزة أو تضعيف العين فالفَىْءُ ما نسخه ظلُّ الشمسِ والظلُّ ما كان قائما لم تنسخه الشمسُ ومما يدلك على ذلك قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) فالشمسُ يَنْسَخُ ضِياؤُها هذا الظلَّ فاذا زال ضياءُ الشمسِ الناسخُ الظِّل قيل فاءَ الظِّلُّ ـ أى رجع كما كان أوّلا* قال* وما فى الجنة يكون ظِلا ولا يكون فيألأن ضِياء الشمسِ لا يَنْسَخُه على أن أبا زيد أنشد للنابغة

فَسلامُ الالهِ يَغْدُو عليهم

وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتِ الظِّلَال

فسَمَّى ما فى الجنةِ فَيْأً ومما ينسب الى ثعلب أنه قال أُخْبِرْتُ عن أبى عبيدة أن رُؤبةَ قال كُلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالتْ فهو فَىْء وظِلُّ وما لم تكن عليه الشمسُ فهو ظِلُّ* أبو عبيد* زَنَأَ الظِّلُّ يَزْنَأُ ـ اذا قَلَصَ ودنَا بَعُضُه من بعض* ابن دريد* الزَّنَاءُ الضّيقُ ـ وفى الحديثِ لا يُصَلِّيَنَّ أحدُكم وهو زَناءٌ (٢) وأنشد

* وتُدْخِلُ فى الظِّلِّ الزَّناءِ رُؤُسَها*

وقال اسْمَألَّ الظِّلُّ ـ تَقَاصَرَ وأنشد

* اذا اسْمأَلَّ التُّبَّعُ*

واسْمِئْلالُه أن يَرْجِعَ الى ظِلِّ العُودِ* صاحب العين* السَّمَوْأَلُ ـ الظّلُّ* أبو عبيد* قَلَصَ الظِّلُّ يَقْلُصُ ـ تَقاصَرَ* ثعلب* كُلُّ مازَنأَ وتَضايَقَ وتَدانَتْ أقطارُه فقد قَلَصَ يَقْلِصُ ويَقْلُص قُلُوصًا كالظِّلِّ ونحوِه* أبو حاتم* ومنه لِثَةٌ قالِصةٌ وهى التى قد لَحِقَتْ بأسْناخِ الاسْنانِ* أبو عبيد* تَقَطَّعَ الظِّلُّ تَقاصَر

__________________

(١) قلت الرواية وهي الصواب الذي لا محيد عنه في هذا البيت أن أكرم وأقعد فعلان مضارعان لا صيغتا تفضيل وما وقع من شكلهما في لسان العرب بذلك سبق قلم وكتبه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

(٢) قوله وهو زناء بوزن سماء وهو الحاقن لبوله لأن البول يحتقن فيضيق عليه كما في النهاية اه مصححه

ومنه قول ابن عباس فى صلاةِ الضُّحَى اذا انْقَطَعَتِ الظِّلالُ ـ يعنى تَقَاصَرَتْ* أبو عبيد* الظِّلُّ وارفٌ ـ أى واسعٌ* غيره* الغَيابةُ ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ والعَشِىِّ وقيل كلُّ ما أظَلَّكَ غَيابةٌ وفى الحديث «تَجِىءُ البقرةُ وآلُ عِمْرانَ يومَ القيامةِ كأنهما غَمامَتانِ أو غَيَايَتانِ» وغايَى القومُ فوقَ رأسِ فلانٍ بالسيف أظَلُّوهُ به* صاحب العين* مَصَحَ الظِّلُّ يَمْصَحُ مُصُوحًا ـ قَصُر والرَّوَاحُ ـ مِنْ لَدُنْ زوالِ الشمسِ الى الليلِ وقد رُحْنا رَواحًا وتَرَوَّحْنا ـ سِرْنا بالعَشِىِّ أو عَمِلْنا به عَمَلاً* أبو عبيد* خَرَجُوا برَياحٍ من العَشِىّ ورَواحٍ وأرْواحٍ وأرَحْتُ الابلَ ـ رَدَدْتُها بالعشىِّ والتَّرْوِيحُ كالاراحةِ وأنشد سيبويه

اذا رَوَّحَ الرَّاعِى اللِّقاحَ مُعَرِّبًا

وأمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُها

* أبو عبيد* رُحْتُ القومَ ورُحْتُ اليهم* صاحب العين* رَوْحًا ورَوَاحًا وذلك اذا ذَهَبْتَ اليهم رَواحًا أو رُحْتَ عندهم وتَرَوَّحْتُ أهْلِى كذلك* الفارسى* رائحٌ ورَوَحٌ ـ اسم للجميع كعازبٍ وعَزَبٍ على ما ذهب اليه سيبويه فى هذا الضرب وأنشد غيرُه قولَ الأعشى

* ما تَعِيفُ اليومَ فى الطَّيْرِ الرَّوَحْ*

وقيل أراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرة فَطرَحَ الهاء وقل أراد المُتَفَرِّقَة الكِلَابِيُّونَ لقيتُه بلَمَياحٍ اذا لقيتَه عند العَصْرِ والشمسُ بيضاءُ* ابن السكيت* ما سَفَلَ من صلاةِ العَصْرِ الاولى وما كان بعد العصر فهو الأصيلُ والأَصِلَةُ والجمعُ آصالٌ وأصائِلُ* غيره* أصِيلٌ وأُصُلٌ وآصالٌ جمعُ الجمع* وقال سيبويه* أتيتُه أُصَيْلانًا وأُصَيْلالاً ـ وهو مما حُقِّر على غير بناءِ مُكَبَّرِه المستعملِ فى الكلام* وقال الفراء* جَمعُوا أصِيلاً على أُصْلانٍ كما قالوا بَعير وبُعْرانٌ ثم صَغَّروا أُصْلانًا فقالوا أُصَيْلانٌ ثم أبدلوا النون لا ما فقالوا أُصَيْلالٌ* السيرافى* أن كان أُصَيْلالٌ تَصغِيرَ أُصْلانٍ جمع أصِيلٍ فهو نادر لأنه انما يصغر من الجمع ما كان على بناء أدنى العدد وأبنية أدنى العدد أربعة أفْعالٌ وأفْعُلٌ وأفْعِلَة وفِعْلة وليست أُصْلانٌ واحدةً منها فوجب أن يُحْكَم عليها بالشذوذ وان كان أُصْلانٌ واحدا كرُمَّانٍ وقُرْبانٍ فتصغيره على بابه* ابن السكيت* خَرَجْنا مُؤْصِلين وقال الأصِيلُ عند المَغْرِب وقَبْلَه شَيْأً وأنتَ

فى ذلك مُعْصِرٌ ويقال للرجل بعد العَصْرِ ان كان يريد الحاجةَ قد أمْسَيْتَ ويُقالُ أتيتُه مُمْسِيًا اذا أتيْتَه بعد العصر الى غُيُوب الشمسِ وأتيتُه مُمْسَى ليلتين ـ أى عند المَسَاءِ* وقال سيبويه* أتيتُه مَسَاءً الا يكون الا ظرفا وأتيته مُسَيَّاناً ومُسَيَّاناتٍ وهو مما حُقِّرَ على غير بناء مكبره المستعمل فى الكلام* ابن السكيت* أتيته لِمُسْىِ خامسةٍ ومِسْىِ* أبو عبيد* أتيته مُسْىَ خامسةً ومِسْىَ* أبو زيد* فى أُمْسِيَّته كذلك* سيبويه* وقالوا المَساءُ والصَّباحُ كما قالوا السَّوادُ والبَياضُ لأنهما ظرفان* ابن السكيت* أتيتُه عَشِيَّةَ أَمْسِ وأتَيْتُه العَشِيَّة ـ ليومك وعَشِيَّة لا تُجْرَى* قال سيبويه* أجْرَوْهُ مُجْرَى غُدْوة* ابن السكيت* يقال آتيه عَشِىَّ غَدٍ بغير هاء وآتيه بالعَشِىِّ والغَدِ ـ أى كلَّ عَشِيَّةٍ وكلَّ غَداةٍ* وقال* لَقِيتُه عُشَيْشيَاناتٍ وعُشَيَّاناتٍ وعُشَيْشِيَةً وعُشَيْشِيَاتٍ* قال سيبويه* وهو مما حُقِّر على غير بناء مُكَبَّره المستعمِل فى الكلام كأنهم حَقَّر واعَشَاةَ* قال* وسألت الخليل عن قولهم أتَيْتُكَ عُشَيَّاناتٍ فقال جُعِلَ ذلك الحِينُ أجْزاءً لانه حِينٌ كُلَّما تَصَوَّبت فيه الشمسُ ذَهَبَ منه جُزْء فقالوا عُشَّيَّانات كأنهم سَمَّوْا كُلَّ جُزْء منه عَشِيَّةً* ابن السكيت* أتَيْتُه قَصْرًا ـ أى عَشيَّةً* قال سيبويه* ولا يُصَغَّر اسْتَغْنَوْا عن تصغيرِه بقولهم أتانا مُسَيَّانا وعُشَيَّانًا* أبو عبيد* قَصَرْنا وأقْصَرْنا من قَصْرِ العَشِىِّ ـ أى أمْسَيْنا* ابن السكيت* قَصَرَ العَشِىُّ يَقْصُر قُصُورًا* أبو زيد* السَّفَرُ ـ ضوءُ النهارِ قبل أن يَذْهَبَ يقال لقيتُه سَفَرًا وقد تقدم أنه بياضُ النهار وأنه ما بين الغُدْوةِ الى طلوع الشمسِ* ابن السكيت* أتيتُه طَفَلاً ـ وذلك مَغِيبُ الشمس حين تَصْفَرُّ ويَضْعُفُ ضَوْءُها وأنشد

وتَدَلَّيْتُ عليهِ قافِلاً

وعلى الارضِ غَياباتُ الطَّفَلْ

وأنتَ فى ذلك مُطْفِلٌ الى أن تَغِيبَ وقد تقدم أن الطَّفَلَ من ذُرُورِ الشمس الى أن تَشْرُقَ فاذا غابَتْ فأنْتَ مُغِيبٌ ومُغْرِبٌ ومَغْرِبانُ الشمسِ حينَ تَغْرُب* قال سيبويه* أتيتُهُ مُغَيْرِبانَ الشمسِ ومُغَيْرِباناتِ الشمسِ كأنهم حَقَّرُوا مَغْرِبانًا وسألت الخليل عن قول العرب أَتَيْتُكَ مُغَيْرِباناتٍ فقال جُعِلَ ذلك الحينُ أجزاءً لأنه حينٌ كلَّما تَصَوَّبَتْ فيه الشمسُ ذَهَبَ منه جُزْء فقالوا مُغَيْربانات كأنهم جعلوا كلَّ حِين منه مَغْرِبًا ومثلُه قولك

المَفارِقُ للمَفْرِقِ جَعَلوا المَفْرِقَ مواضعَ ثم قالوا المَفارِق كأنهم سَمَّرْا كلَّ موضعٍ مَفْرِقًا قال جرير

قالَ العَواذِلُ ما لِجَهْلِكَ بعدَما

شابَ المَفارِقُ واكْتَسَيْنَ قَتِيرَا

وكقولهم للبَعِير ذُو عَثانِينَ كأنهم جَعَلُوا كلَّ جُزْء منه عُثْنونا ثم جَمَعُوا* ابن السكيت* وكذلك مُوجِبٌ ومُشْفِقٌ ومُسْدِفٌ الى أن يَغِيبَ الشَّفَقُ فاذا غابَ فأنتَ مُظْلِمٌ ومُفْحِمٌ ثم أنتَ مُلِيْلٌ* أبو عبيد* دَبَر النهارُ وأدْبَر ـ ذَهَب ومنه أمْسِ الدابِرُ أى الذاهبُ* ابن دريد* الرَّيْم ـ من آخر النهار الى اخْتِلاطِ الظُّلمةِ* غيره* وفى النهار والليلِ ثلاثُ ساعاتٍ هُنَّ عَوْراتٌ فى قول الله عزوجل (ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ) أمَرَ اللهُ الوِلْدانَ والخَدَمَ أن لا يَدْخُلُوا فى هذه الساعاتِ الا بتَسْليم واسْتِئذانٍ ساعة قبل صلاة الفجر وساعة عند نصف النهار وساعة بعد العشاء الآخرة* صاحب العين* انْسَلَخَ النهارُ من الليلِ المُقْبِلِ لان النهارَ مُكَوَّرٌ على الليلِ فاذا انْسلخ ضَوْءُه بقى الليلُ غاسِقًا قد غَشِىَ الناسَ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل وفى التنزيل (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) * ابن السكيت* الصَّرْعانِ ـ طَرَفا النهارِ من طلوع الشمسِ الى تعالىِ الضُّحَى وبالعَشِىِّ بعدَ العَصْرِ الى الليل* غيره* الصَّرْعانِ ـ نصفا النهارِ الاولُ والأخيرُ* أبو عبيد* العَصْرانِ ـ الغَداةُ والعَشِىُّ* ابن السكيت* وهما القَرَّتانِ والكَرَّتانِ وأنشد

* يَسْعَى علينا الكَرَّتَيْنِ غُلامُ*

وهما الجَدِيدانِ والأجَدَّانِ والمَلَوانِ والفَتَيانِ والرِّدْفانِ وابْنا سَمِيرٍ والأبْردانِ* أبو حنيفة* أبْرَد النهارِ وبَرْداه ـ طرفاه ولا يكون الا فى الصيف* أبو عبيد* الجَدِيدانِ ـ الليلُ والنهارُ* الأصمعى* وهما الخِلْفةُ لاخْتِلافِهِما* ابن السكيت* زُلَفٌ من النهارِ ـ ساعاتٌ كلاهُما يأخُذُ من صاحبه واحدتُها زُلْفةٌ* وقال* تكويرُ الليلِ على النهارِ وتكويرُ النهار على الليل ـ أن يُلْحَقَ أحدُهما بالآخِر وإيلاجُ النهارِ فى الليلِ ـ انتقاصُ أحدِهما من الآخر ووُلُوج الليلِ فى النهارِ وولوجُ النهارِ فى الليلِ دخولُ أحدِهما فى الآخَرَ* وقال* أرْهَقَ الليلُ وأرْهَقَنا أى دَنا مِنَّا وأرْهَقَنا القومُ دَنَوْا مِنَّا ولَحِقُونا وأرْهَقْنا الصلاةَ اسْتأخَرْنا عنها حتى دَنا

وقتُ الأخرى

نعوت الايام فى شدتها

* أبو عبيد* يوم قَسِىُّ ـ وهو الشديدُ من حَرْب أو شر والعَمَاسُ للشديدِ لا يُدْرَى من أينَ يُؤْتَى له ومنه أتانا بأمورٍ مُعَمَّسَاتِ ومُعَمِّساتٍ ـ أى مَلْوِيَّات* ابن دريد* عَمِسَ عَمْسًا وعَمَسًا* ابن السكيت* تَعامَسَ عَلَىَّ فلانٌ ـ أى تَعامَى فتَركَنِى فى شُبْهةٍ من أمْرِه والامْرُ العَمَاسُ المُظْلِمُ الذى لا يُدْرَى كيفَ يُؤْتَى له* صاحب العين* يومٌ عَمَرَّسٌ ـ شديدٌ ومُظْلِمٌ ـ شديدُ الشَّرِّ* أبو عبيد* (يَوْمٌ عَصِيبٌ) وليلةٌ عَصِيبٌ وهو الشديدُ ويوم قَمْطَرِيرٌ مُقَبِّضُ ما بَيْنَ العَينين وقد أقْمَطَرَّ ويوم قُماطِرٌ كذلك* أبو حنيفة* أغَمَّ يومُنا ـ جاء بَغَمٍّ* أبو عبيد* غَمَّ بَغُمُّ غُمومًا ـ ويوم غَمُّ* أبو زيد* غَمَّ غَمَّا ويومٌ غامٌّ وغَمٌّ ـ وليلة غَمَّةٌ وغَمٌّ* ابن دريد* الايامُ الحُسومُ الدائمةُ فى الشّرِّ والشُّوْمِ خاصَّةً وكذلك فُسِّر فى قولِه عزوجل (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) أى دائمة الشر وقد يُوصَفُ به الليالى وقيل الحُسُومُ الشُّؤمُ من الحَسْمِ أى القَطْعِ كأنها تَقْطَعُ الخَيْرَ عنهم* وقال* يَوْمٌ وَمٍ وأنْكَرَهُ بعضُ أصْحابِنا فقال يَمٍ وأنشد

* مَرْوانُ يا مَرْوانُ للْيَوْمِ اليَمسِى*

أى الشديد* قال الفارسى* أراد لِلْيَوْمِ اليَوِمِ كقوله

* انَّ مَعَ اليَوْمِ أخاهُ غَدْوًا*

فكأنه قال لِلْيَوْمِ اليَوِمِ ثم وقَفَ عليه بلغة من قال البَكُرْ فقال اليَمُو فليس فى الكلام اسمٌ آخره واوٌ قبله ضمة فاذا أدَّى القياسُ الى ذلك رُفِضَ وقلبت الواوُ ياء كقولهم أدْلٍ ولذلك قال اليَمِى* أبو عبيد* يومٌ أيْوَمُ كما قالوا لَيْلٌ ألْيَلُ وقد تقدم أن اليومَ الايْوَمَ آخرُ يومٍ من الشهر* قال سيبويه* يومٌ أيْومُ نادِرٌ ـ خَرَجَ عن الاصلِ* ابن دريد* يومٌ نَحِسٌ ونَحْسٌ ـ وقد قرئ (فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) ونَحْساتٍ* قال الفارسى* النَّحسُ كلمة تكون على ضربين أحدُهما أن يكون اسما والآخر أن يكون وصفا فما جاء منه اسما مصدرا قوله تعالى (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) فالاضافة اليه تدل على أنه

اسم وليس بوصف ولو كان وصفا لم يُضَفْ اليه لأن الصفة لا يضاف اليها الموصوفُ وقال المفسرون فى نَحِساتٍ قولين أحدهما ـ الشديدة البَرْد والاخر أنها المَشْؤُمةُ عليهم فتقديرُ قولِه (فِي يَوْمِ نَحْسٍ) فى يومِ شُؤْمٍ* وقال* يومٌ نَحْسٌ ويومُ نَحْسٍ فمن أضاف كان مثلَ ما فى التنزيل من قوله (يَوْمِ نَحْسٍ) ومن أجراه على الاول احتمل الامرين يجوز أن يكون جَعَلَه مثلَ فَسْلٍ ورَذْلٍ ويجوز أن يكونَ وَصَفَ بالمصدر مثل رَجُل عَدْل والنَّحْسُ ـ البَرْدُ الشديدُ أنشد الأصمعى

كأنَّ سُلَافةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ

يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا

أى لِيَرْدٍ فمن قال أيامٍ نَحْساتٍ فأسكن العينَ فلأنها صفة مثل عَبْلاتٍ وصَعْباتٍ ويجوز أن يكونَ جَمَعَ المصدرَ وتَركَهُ على اسكانه فى الجمع كما قال .... (١) * قال أبو الحسن لم أسمع فى النَّحْسِ الا الاسكانَ واذا كان الواحدُ من نحو ذا مُسَكَّنًا أُسْكِنَ فى الجمع لأنها صفة* وقال أبو عبيدة* نَحْسَاتٍ ذَواتِ نُحوسٍ فيمكن أن يكون (نَحِساتٍ) فيمن كسر العين جعله صفةً من باب فَرِقٍ ونَزِقٍ ثم جمع ذلك الا أنا لما لم نعلم منه فعلا كما علمنا من فَرِقٍ أمكن أن يكون جعله كصَعْباتٍ فكما كان ذلك صفةً كذلك يكون نَحِساتٍ فيمن كسر العينَ صفةً وفَعِلٌ من أبنيةٍ الصفاتِ الا أنا لم نعلم منه فِعْلاً واذا استدللتَ بخلافه الذى هو سَعِدَ فقلتَ كما أن سَعِدَ فَعِلَ وجاء فى التنزيل (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) فكذلك النَّحِسُ فى القياس ولم يسمع منه نَحِسَ يَنْحَسُ كما سُمِعَ سَعِدَ يَسْعَدُ وكأنه سُمِعَ على تقدير ذلك كُلِّه كما أن فَقيرا وشَديدا استعملا على تقدير فَعُل وان لم يستعمل فَقُرَ ولا شَدُدْتُ استغنى بافْتَقَر واشْتَدَّ عنه وكذلك يكون نَحسٌ فى قول من قال نَحِساتٍ* صاحب العين* يوم ناحِسٌ ونَحِسٌ والاسم النَّحْسُ والجمعُ أنْحُسٌ ونُحُوسٌ* أبو عبيد* يوْمٌ أرْونَان وليلة أرْوَنانة ـ اذا بلَغَ الغايةَ فى الشِّدَّةِ والكَرْب من قولهم كَشَفَ اللهُ عنك رُونَةَ هذا الامْرِ ـ أى شَرَّه وشِدَّتُه ولا يقال فى الخَيْر وهذا يُقَوِّى قول سيبويه انه أفْعَلان* ابن الاعرابى* هو من الرَّنَّةِ* الفارسى* لا يجوز ذلك لأنه لو كان من الرَّنة كان أفْوَعالاً وهذا بناء معدوم وكذلك لا يجوز أن يكون فَعْولَانًا من الأَرَنِ الذى هو النشاط لأن مثل جَحْوَشٍ لا تلحقه الالف والنون وان كانا قد يَلْحَقانٍ فيما يبنى مع الكلمة ولا يُسْتعمل دونهما كتَرْجُمان* وحكى السيرافى* يومٌ

__________________

(١) كذا بياض بأصله

أَرْوَنانِىٌّ على اضافة الشئ الى نفسه* قال* وعليه روى بعضهم بيتَ النابغة

* على سَفْوانَ يومٌ أَرْوَنانِى*

ورواية سيبويه بالرفع وذهب من رواه بالجر الى تضعيف رواية سيبويه اغترارا بقوله فى الشعر

* أحَقَّا أنَّ أخْطَلَكُم هَجانِى*

وهذا لا يَفُتُّ فى رواية سيبويه لأن الاقْواءَ فى شعرهم كثير ولا سيما بين المرفوع والمجرور* صاحب العين* يومٌ عَقِيم وعَقَامٌ ـ شديد وكذلك الحَرْبُ

كتاب الدهور والازمنة والاهوية والرياح

أسماء الدهر والاوقات

* ابن دريد* الدَّهْر ـ مُدَّةُ بقاءِ الدنيا الى انقضائها وقيل دَهْرُ كلِّ قَوْمٍ زَمانُهم والنَّسَبُ الى الدَّهْرِ دُهْرِىٌّ على غير قياس* صاحب العين* رَجُلٌ دُهْرِىٌّ بضم الدالِ ـ قديمٌ ودَهْرِىٌّ بفتحها ـ لا يُؤْمِنُ بالآخرة* سيبويه* فان سميتَ رَجُلا بذَهْرٍ ثم نَسَبْتَ اليه لم تَقُلْ الا بالفتح وفى الحديث «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فان اللهَ هو الدَّهْرُ» علىّ* ليس اللهُ هو الدَّهْرَ تَعالَى عن ذلك لان الدَّهْرَ عَرَضٌ وليس رَبُّنا عَرَضًا وانما أراد فان ما تَنْسُبُونَه الى الدَّهْرِ انما هو فِعْلُ الله عزوجل* ابن دريد* دَهْرٌ دَهِيرٌ ودَاهرٌ وأنشد سيبويه

حَتَّى كانْ لم يَكُنْ الا تَذَكُّرُهُ

والدَّهْرُ أَيَّتَما دَهْرٍ دَهارِيرُ

* قال أبو على* كانه جَمَعَ فُعْلُولا أو فِعْلَالاً أو فِعْلِيلاً أو مؤنثَ أحدِ هذِه مما أريد به المبالغةُ فى الدَّهْرِ* صاحب العين* دَهارِيرُ الدَّهْرِ ـ أوائلُه لا واحدَ له* غير واحد* جمعُ الدَّهْرِ أدْهُرٌ ودُهُورٌ* أبو عبيد* عامَلْتُه مُداهَرةً ـ من الدَّهْرِ* الأصمعى* الدَّهْرُ بالانسانِ دَوَّارٌ ودَوَّارِىُّ ـ أى دائرٌ وهذا على اضافةِ الشئ الى نفسه على قول اللغويين* قال الفارسى* هو على لفظِ النَّسَب وليس بنَسَبٍ ونظيره بُخْتِىٌّ وكُرْسِىّ* ابن دريد* الابَدُ ـ الدَّهْرُ والجمعُ آبادٌ وأُبودٌ* وقال* لا أفْعَلُ

ذلك أبَدَ الابِيدِ والاوابدُ ـ الوحوش لانها تُعَمَّرُ على الابدِ وذُكر أنه لم يَمُتْ وَحْشِىُّ قَطُّ حَتْفَ أنْفِهِ انما يموت بآفةٍ وكذلك الحيةُ زَعَمُوا وقولُهم تَأَبَّدَ المَنْزِلُ ـ أى رَعَتْهُ الاوابدُ وقيل أقْفَرَ وأتَى عليه الابَدُ وجاء فلانٌ بآبِدةٍ ـ أى بداهية تَبْقَى على الابَدِ ويقال أبَدٌ أبِيدٌ كما قيل دَهْرٌ دَهِيرٌ* ابن السكيت* زَمَنٌ وأزْمانٌ وزَمانٌ وأزْمِنةٌ* وحكى سيبويه* زَمانٌ وأزْمُنٌ وأنشد

* هَل الازْمُنُ اللائى مَضَيْنَ رَواجِعُ*

* أبو عبيد* أزْمَنْتُ بالمكانِ ـ أقمتُ فيه زَمانا* قال الفارسى* ومنه اشْتُقَّتِ الزَّمانةُ لانها حادِثةٌ عنه يقال رجلٌ زَمِنٌ وقوم زَمْنَى* قال سيبويه* انما بَنَوْا هذا الضَّرْبَ على فَعْلَى لأنها أشياءُ ضُرِبُوا بها وأُدْخِلُوا فيها وهم لها كارِهُونَ يَذْهَبُ الى أن فَعْلَى فى الأصل انما ينبغى أن يكونَ جمعَ فَعِيلٍ الذى بمعنى مفعول لا جمعَ فاعِلٍ ولا فَعِيلٍ الذى بمعنى فاعِلٍ لكنهم استجازوه فيهما لما أرَوْكَ من أنهما راجعانِ الى معنى مفعول نحو جَريح وجَرْحَى ولَدِيغ ولَدْغَى* أبو عبيد* عاملتُه مُزامَنةً ـ من الزَّمَنٍ* أبو زيد* ما لَقِيتُه مُذْزَمَنَة ـ أى زَمانٍ* غيره* كان ذلك فى عِهِبَّى فلانٍ وعِهِبَّائِه ـ أى زمانِه* أبو عبيد* الأُبْضُ الدَّهْرُ وأنشد

* فى حِقْبةٍ عِشْنا بذاك أُبْضَا*

وجمعُه آباضٌ و ..... (١) الدهر وكذلك الحَرْسُ* صاحب العين* الجمعُ ـ أحْرُسٌ* ابن السكيت* أحْرَسَ بهذا المكانِ ـ أقامَ به حَرْسا وأنشد

* وعَلَمٍ أحْرَسَ فوقَ عَنْزِ*

العَنْزُ ـ الاكَمةُ* صاحب العين* للطَّوَالُ مَدَى الدَّهْرِ يقال لا آتِيك طَوالَ الدَّهْرِ* ابن السكيت* أتَى عليه الازْلمُ الجَذَعُ ـ يعنى الدَّهْر وقيل الازْنَمُ فمن قال بالنون فمعناه أن المَنايا مَنُوطةٌ به أى مُعَلَّقةٌ أخَذَها من زَنَمةِ الشاةِ وهى الهَنَةُ المُعَلَّقة تحت حَنَكِها ومن قال الازْلَم أرادَ خِفَّتَه تشبيها بالقِدْحِ والقِدْحُ يقال له زَلَمٌ وقيل أصلُ الازْلَمِ الجَذَعِ ـ الوَعِلُ والوُعُولُ والظِّباءُ لا تَسْقُطُ لها سِنٌّ فهى جُذْعانٌ

__________________

(١) كذا بياض بأصله

أبدا وانما يُرِيدُ أن الدهرَ على حالٍ واحدةٍ* صاحب العين* الجَذَعُ الدَّهْرُ لجِدَّتِه وقوله

يا بِشْرُ لو لم أكنْ منكمْ بمَنْزِلةٍ

ألْقَى عَلَىَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ

قيل عَنَى الدهرَ وقيل عَنَى الاسدَ والاوَّلُ أجْوَدُ ويقال فى الامرِ اذا عاوَدَهُ مِن رَأْسٍ فُرَّ الأمرُ جَذَعًا وفَرَّ الأمرَ جَذَعًا ومنه قولُهم فى الحَرْب ان شِئتُم أعَدْناها جَذَعةً* صاحب العين* الفِطَحْلُ ـ دَهْرٌ لم يُخْلَقِ الناسُ فيه بَعْدُ ـ وسُئِل رُؤْبةُ عن قوله

* أو عُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفِطَحْلِ*

فقال أيامٌ كانتِ السّلامُ رِطابًا* أبو عمرو* الهِدَمْلةُ ـ الدَّهْرُ لا يُوقَفُ عليهِ لطُولِ التَّقادُمِ ويُضْرَبُ مَثَلاً للذى فاتَ يقالُ كان ذلك أيامَ الهِدَملةِ* أبو عبيد* عَوْضُ وعَوْضَ وعَوْضِ ـ الدَّهْرُ والمختار النصبُ وأنشد

رَضِيعَىْ لِبانٍ ثَدْىَ أُمٍّ تَقاسَما

بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ

* قال ابن جنى* عَوْض مشتق من العِوَضِ لانه موضوع على أن يَتَقَضَّى الجزءُ منه فيَلِيه آخَرُ من بعدِه وذلك أن ع وض موضوع لعدم الاوّل وتَعْوِيض الثانى منه* أبو عبيد* ويروى بأحْمَسَ وبأعْجَمَ ويقال يَد الدَّهْرِ يُريد الدَّهْرِ وأنشد

* يَد الدَّهْرِ حتَّى تُلاقِى الخِيارَا*

* ابن السكيت* لا أفعلُه قَفا الدَّهْرِ ـ أى طُولَه* صاحب العين* فَلاحُ الدَّهْرِ بَقاؤُه ـ يقال لا أفْعَلُه فَلاحَ الدهرِ* ابن السكيت* لا أفْعَلُ ذلك حَيْرِىَّ دَهْرِى* وقال سيبويه* حَيْرِىَّ دَهْرٍ ـ وحِيرِىْ دَهْرٍ* الفارسى* فأما أن يكون على التخفيف كما قال أيْهُما عَلَىْ من الغَيْثِ واما أن يكونَ من باب انْقَحْلٍ فى أنه لا نَظير له* أبو زيد* الاوْجَسُ والاوْجُسُ ـ الدَّهْرُ* ابن السكيت* لا أفْعَلُ ذلك سَجِيسَ الأوْجَسِ ـ وسَجِيسَ عُجَيْسِ الأوْجَسِ* أبو عبيد* السَّبْتُ ـ الدَّهْرُ والبُرْهةُ ـ الزمان* ابن السكيت* أقَمْتُ عنده بُرْهةً من الدَّهْرِ وبَرْهةً وسَبْتةً وسَبَّةَ وسَنْبتًا ومُسْلوةً ومُلاوة ومَلاوَةً ومِلَاوَةً وأنشد

حتى اذا جَزَرَتْ مِياهُ رُزُونِه

وبأىِّ حِينِ مُلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ

ويُرْوَى بأىِّ حَزٍّ والحَزُّ الحِينُ وكذلك الفَوْرُ يقال ذهبتُ فى حاجةٍ ثم أتيتُ فلانا من فَوْرِى* صاحب العين* الحِينُ ـ الدهرُ* قال الفارسى* الحِينُ يكونُ سَنَتَيْنِ ويكون ستة أشهر ويكونُ أقلَّ من ذلك وأكْثَر وأنشدنى وَصْفِ حَيَّة

تَناذَرَها الرَّاقُونَ من سُوءِ سَمِّها

تُطَلِّقُه حِينًا وحِيناً تُراجِعُ

والجمعُ أحْيانٌ وأحايينُ جمعُ الجمع* أبو عبيد* عامَلْتُه مُحاينةً من الحِينِ والتَّحْيِينُ ـ توقيتُ الحِينِ وأَحَنْتُ بالمكانِ ـ أَزْمَنْتُ وقالوا (لاتَ حِينَ مَناصٍ) أَدْخَلُوا لاتَ على الحينِ وأَعملوها فيه دون سائر الاشياء* أبو عبيد* تَحِين ـ بمعنى حِينٍ وأنشد

العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ

والمُفْضِلُونَ يدًا اذا ما أَنْعَمُوا

* صاحب العين* الوَقْتُ ـ المِقْدارُ من الدهرِ والجمعُ أوقاتٌ وهو الميقاتُ ووَقْتٌ مَوْقُوتٌ ومُوَقَّتٌ ـ مَحْدُودٌ* ابن دريد* أكثرُ ما يُسْتعمل الوقتُ فى الماضى وقد استعمل فى المستقبل* ابن جنى* وهو الأَوانُ والاوانُ ولم تُعَلِّ الواوُ لأنه لا فِعْلَ لَه كما لم يُعَلَّ خِوَانٌ ونحوُه* سيبويه* جمعُ أوان أواناتٌ جُمِع بالالف والتاء حِينَ لم يُكَسَّرْ هذا قولُه وآوِنةٌ مشهورٌ فى كلامهم كزَمانٍ وأَزْمِنةٍ* صاحب العين* المُدَّةُ ـ الغايةُ والجمعُ مُدَدٌ* الأصمعى* المُدَّةُ ـ الحِينُ* الفارسى* والطَّوْرُ كذلك ومَكَّنَهُ بقول سيبويه سِيرَ عليه طَوْران طَوْرٌ كذا وطَوْرُ كذا والجمعُ أطوارٌ* فأما غيره* فقال سيرَ عليه طَوْرانِ أى مُدَّتانِ والاطْوارُ الأوقاتُ* صاحب العين* كُنْهُ كُلِّ شَىْءٍ ـ وَقْتُه وقيل غايتُه وقَدْرُه* وقال أبو عبيد* ابْنَاسُباتٍ ـ الليلُ والنهارُ وأنشد

فَكُنَّا وهُمْ كابْنَىْ سُبَات تَفَرَّقَا

سِوَى ثم كانا مُنْجِدًا وتَهامِيا

فالْقَى التَّهامِى منهما بلَطاتِهِ

وأَحْلَطَ هذا لا أَعُودُ وَرائِيا

لَطاتُه أرْضُه ومَوْضِعُه وأَحْلَطَ اجْتَهَد وَحَلَفَ قال أظُنُّ ذلك ظَنًّا فلَعَلَّ الاحْتِلاطَ منه* ابن السكيت* العَصْرُ والعِصْر والعُصْرُ ـ الدَّهْرُ والجمعُ أعْصُرٌ وعُصُورٌ والعَصْرانِ ـ الليلُ والنَّهارُ وقال ما ذاك بطِبِّى ـ أى بِدَهْرِى ووَقْتِى ويقال

كان ذلك على عِدَّانِ فلانٍ وعَدَّانه ـ أى على عَهْدِه* أبو عبيد* العَدَّانُ ـ الزمانُ وأنشد

* ككِسْرَى على عَدَّانِه أو كَقَيْصَرا*

* ابن السكيت* كانَ ذلك على رِجْلِ فُلانٍ ـ أى فى دَهْرِه وحَياتِه وكان ذلك على رأسِ الدهرِ وإسه وأُسِّهِ ـ أى على وجهِ الدهرِ ويقال على اسْتِ الدَّهرِ موصولةً وأنشد

* ما زالَ مَجْنُونًا على اسْتِ الدَّهْرِ*

أسماء السنين

* الفارسى* السَّنَةُ يجوز أن يكون الذاهبَ منه واو أوهاءٌ بدليل قولهم سَانَهْتُ وسانَيْتُ ونحوَهما من تصريفه والجمع سَنَواتٌ وسَنَهاتٌ وسِنُونَ ألحَقُوا الواوَ والنونَ عِوَضًا مما ذَهَبَ وهذا مُطَّرِدٌ ـ وكَسَرُوا أوَّلَه اشْعارا بالتغيير ومن العرب من يَجْعَلُ اعرابه فى النون وأنشد

دَعانِىَ من نَجْدٍ فانَّ سِنِينَه

لَعِبْنَ بنا شِيبا وشَيَّبْنَنا مُرْدَا

* السيرافى* أسْنَتَ القومُ ـ أتَى عليهمُ الحَوْلُ* الفارسى* أسْنَتُوا أتتْ عليهم سَنةٌ وليس فى كلامهم تاء ابْدِلَتْ من ياء بعد تاءِ افْتَعَلَ نحو اتَّأَسَ واتَّسَرَ غيرُها عند سيبويه وزاد هو حرفا آخر وهو قولهم ثِنْتانِ لانه من ثَنَيْتُ وان كان سيبويه لم يَحْكِ ثَنَيْتُ قال لا تقول ثَنَيْتُ واحدا ولكن معنَى الثَّنْىِ فيه عند أبى علىّ لان الطَّىَّ واللَّىَّ تَثْنِيةٌ قال ولا يستعمل أسْنَتُوا الا فى خِلافِ الخِصْبِ* أبو عبيد* عامَلْتُه مُسانَهةً من السَّنةِ وسانَهَتِ النخلةُ ـ حملتْ سَنةً ولم تَحْمِلْ أُخْرى وقد قيل فى قوله تعالى (لَمْ يَتَسَنَّهْ) لم تَأْتِ عليه السِّنُونَ فتُغَيّره حكى عن أبى عبيدة وسأُبَيِّنُ معنى قولِ أبى عبيدة وصحةَ ما ذَهَبَ اليه عند قوم وفسادَه عند آخرين فى باب تَغَيُّرِ المياهِ* ابن السكيت* تَسَنَّتَ فلانٌ بنتَ فلانٍ ـ اذا كان لَئيما ذا مالٍ وكانت كريمةً فتَزَوَّجَها لشِدَّةِ السَّنةِ ولو لا ذلك لم يُزَوّجُوه منها وهذا يُقَوِّى ما ذهب اليه أبو على من أن أسْنَتُوا لا يستعمل الا فى خلاف الخِصْب* غير واحد*

العامُ ـ السَّنَةُ والجمع أعوامٌ ولَقِيتُه ذاتَ العُوَيْم وذاتَ عامٍ* أبو عبيد* عامَلْتُه مُعاوَمةً ـ من العامِ وعاوَمَتِ النحْلةُ ـ حَمَلَتْ عامًا ولم تَحْمِلْ آخَر وأنشد

* مِنْ مَرِّ أعْوامِ السِّنينَ العُوَّمِ*

قال الفارسى بالَغَ بها* غير واحد* الحَوْلُ ـ السَّنَةُ بَاسْرِها والجمع أحْوالٌ* سيبويه* وحُؤُولٌ وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً ـ أتَى* أبو زيد* وأحالَهُ اللهُ وحالَتِ الدارُ وأحالَتْ وأحْوَلَتْ ـ أتَى عليها حَوْلٌ* الفارسى* حِيلَ بها كذلك قال وأنشد سيبويه

حالَتْ وحِيلَ بها وغَيَّر آيَها

صَرْفُ البِلَى تَجْرِى به الرِّيحانِ

* ابن دريد* أحْوَلَ الصَّبِىُّ ـ أتَى عليه حَوْلٌ* أبو عبيد* أحْوَلْتُ بالمكان وأحَلْتُ ـ أزْمَنْتُ وقيل أقَمْتُ به حَوْلاً والمُحْوِلٌ من الذَّرِّ ـ الذى أتَى عليه حَوْلٌ وقد تقدم* أبو زيد* حَمَلٌ حَوْلِىُّ ـ أتى عليه حَوْلٌ ونَبْتٌ حَوْلِىٌّ كذلك وأرْضٌ مُسْتَحالَةٌ تُرِكَتْ حَوْلاً* أبو عبيد* الحِقْبةُ ـ السَّنَةُ والجمعُ حِقَبٌ* صاحب العين* حُقُوبٌ* على* وهذا نادر لقلة تكسير فِعْلةٍ على فُعُولٍ ونظيره عندى حِلْيَةٌ وحُلِىٌّ* أبو عبيد* الحُقْبُ ـ ثمانون سنةً وقيل أكْثَرُ والجمعُ أحْقابٌ وقال عِشْنا بذلك حِقْبةً من الدَّهْرِ وهَبَّةً* صاحب العين* الحِجَّةُ ـ السَّنَةُ والجميعُ حَجِجٌ

نعوت الايام بالحر

* صاحب العين* الحَرُّ ـ ضِدُّ البَرْد* ابن دريد* الجمعُ أحارِرُ* قال* ولا أدْرِى ما صِحَّتُه* غيره* وقد حَرَّ يومُنا يَحَرُّ ويَحِرُّ فهو حَرَّانُ وكلُّ حارٍّ كذلك والانثى حَرَّى والجمعُ حِرارٌ والحِرَّةُ ـ العَطَشُ لانه عن الحَرِّ* على* وقد تكون الحِرَّةُ الحَرَّ كما قالوا حِلْيةٌ وحَلْىٌ وبِرْكَةٌ وبَرْكٌ والاسْتِحْرارُ ـ وُجُودُ الحَرِّ والحَرُورْ ـ الحَرُّ وقالوا حَارُّ جارٌّ ويَارٌّ فأتْبَعُوا* أبو عبيد* أيامٌ مُعْتَذِلاتٌ شديدةُ الحرِ* أبو حنيفة* المُعْتَذِلاتُ ـ أيامُ القَيْظِ فى دُبُرِ الصَّيْفِ وقيل مُعْتَذِلاتُ سُهَيْلِ ـ الايامُ التى يَطْلُعُ فيها سُهَيْلٌ وهى الشديداتُ الحَرِّ وانما سميتْ

مُعْتَذِلاتٍ لانهن اعْتَذَلْنَ ليَأْتِيَن بِحَرّ أشَدَّ مما مَضَى ويقال لكلِّ يومٍ شديدِ الحَرِّ مُعْتَذِلٌ* قال* والمُعْتَذِلاتُ والاسْكاتُ سَواءٌ وقد سَكَتَ الحَرُّ ـ اشْتَدَّ ورَكَدَتِ الرِّيحُ* أبو عبيد* يوم مُسْمَقِرٌّ وصَيْهَبٌ وصَيْخُودٌ وصَخَدَانٌ ـ شديدُ الحَرِّ* أبو حنيفة* وصَخْدانٌ* ابن السكيت* وصاخِدٌ وقد أصْخَدَ يومُنا* على* فليس صاخِدٌ على أصْخَدَ وانما هو على النَّسَبِ كَهَمٍّ ناصِبٍ ونحوه* ابن السكيت* لَيْلةٌ صَخْدانةٌ وقد صَخَدَتْهُ الشمسُ* أبو حنيفة* صَخِدَتْ عليه الشمسُ وقيل الصَّخْدُ سكونُ الرِّيح وشِدَّةُ الحَرِّ* صاحب العين* الصَّيْخَدُ ـ عينُ الشمسِ سُمِّىَ به لشدةِ حَرِّها وقد أصْخَدَ الحِرْباءُ ـ تَصَلَّىِ بِحَرِّ الشمسِ واسْتَقْبَلها* غيره* أصْخَدْنا كقولك أظْهَرْنا* ابن دريد* المَصاخِدُ ـ الهَواجِرُ واحدَتُها مَصْخَدةٌ وهى الصَّواخِدُ* وقال* صَهَدَتْهُ الشمسُ تَصْهَدُه صَهْدًا مثلَ صَخَدَتْهُ والصَّيْهَدُ والصَّيْهدانُ ـ شدةُ الحَرِّ ويُوصَفُ به فيقال يومٌ صَيْهَدٌ والصَّهَدانُ كالصَّيْهدانِ* أبو عبيد* يومٌ أرْوَنانٌ وليلة أرْوَنانةٌ ـ شديدا الحَرِّ والغَمِّ وقد تقدم أنه الذى بلغَ الغايةَ فى الشِّدَّةِ والكَرْب* صاحب العين* السُّخْنُ ـ ضِدُّ البارِدِ سَخُنَ الشئُ وسَخَنَ سُخُونةً وسَخانةً وسَخْنةً وسُخْنًا وسَخَنًا وأسْخَنْتُه وسَخَّنْتُه وماء سَخِينٌ ومُسَخَّنٌ وسُخَاخِينٌ وسَخَنَ يَسْخُنُ سُخْنًا وسَخْنًا* أبو زيد* انى لَاجِدُ سُخْنةً وسَخْنةً وسَخْنًا أى سَخَانةً من حَرٍّ أو حُمَّى* ابن دريد* يوم سُخْنٌ وساخِنٌ وسَخْنانٌ وسَخَنانٌ وليلة سُخْنةٌ وساخِنةٌ وسَخْنانةٌ* أبو عبيد* سَخَنَ يَسْخُنُ وسَخُنَ وسَخِنَتْ عَيْنُه بالكسر* صاحب العين* يوم سُخَاخِنٌ وسُخاخِينٌ* أبو حنيفة* يوم لَهَبانٌ كذلك* أبو عبيد* يومٌ أَبْتٌ ـ شديدُ الحر وليلةٌ ابْتةٌ* أبو حنيفة* أبَتَ يومُنا يَأْبِتُ أَبْتًا (١) فى شدَّة القَيْظِ والغَمِّ* ابن دريد* أَبِتَ أبْتًا فهو آبِتٌ وأبِتٌ* أبو حنيفة* مَأَسَ مَأْسًا كذلك وقال حَرٌّ سَخْتٌ ـ شديدٌ وأنشد

* تَحْتَ حَرِّ سَخْتِ*

وقد ذكر أن هذه الكلمة فارسية* أبو عبيد* يومٌ حَمْتٌ ومَحْتٌ شديدُ الحَرِّ وقد حَمُتَ ومَحُتَ فان سَكَنَتِ الريحُ مع شِدَّة الحَرِّ قيل يومٌ عَكِيكٌ والعَكَّةُ والعَكِيكُ

__________________

(١) قوله أبت يومنا الخ من باب سمع ونصر وضرب كما في القاموس اه مصححه

شِدَّةُ الحَرِّ* ابن السكيت* عَكَّ يَعُكُّ عَكًّا* صاحب العين* العَكَّةُ والعُكَّةُ ـ شِدَّةُ الحَرِّ والجمعُ عُكَكٌ* وقال* يوم عَكِيكٌ وعَكٌّ وليلةٌ عَكَّةٌ ويومٌ ذو عَكِيكٍ ويُوصَفُ الحَرُّ نَفْسُه فيقال حَرٌّ عَكِيك* أبو عبيدة* ليلةٌ وَمِدةٌ وقد وَمِدَتْ وَمَدًا والاسم الوَمْدةُ* ابن السكيت* يومٌ أَمِدٌ* ابن دريد* زَمِهَ يومُنا زَمَهًا ـ اذا اشْتَدَّ حَرُّه ودَمِهَ النهارُ دَمَهًا كذلك وليس بثَبَتٍ ودَمَهَتْه الشمسُ صَخَدَتْهُ* صاحب العين* ادْمَوْمَهَ كدَمِهَ* ابن دريد* الدَّمَهُ أيضا ـ شِدَّةُ حَرِّ الرَّمْلِ والرَّمْضاءِ وقد دَمِهَتْ دَمَهًا* وقال* هَجُرَ يومُنا اذا اشْتَدَّ حَرُّه* أبو عبيد* تَأجَّمَ النهارُ ـ اشْتَدَّ حَرُّه وقال غَمْ يومُنا يَغُمُّ غُمومًا من الغَمّ* أبو حنيفة* ويقال أغَمَّ وليلة غَمَّةٌ وغامَّةٌ وقد تقدم فى الشدة* أبو عبيد* الصَّقْرةُ ـ شِدَّةُ الحَرِّ* ابن السكيت* صَقَرَتْهُ الشمسُ* صاحب العين* شُبِّهَتْ بما يَتَحلَّبُ من العِنَب ـ وقد اصْمَقَرَّتِ الشمسُ ـ من الصَّقْرِة والميم زائدة* علىّ* افْمَعَلَّ بناءٌ لم يذكره سيبويه* أبو عبيد* صَرَّةُ الحَرِّ ـ شِدَّةُ القَيْظِ والائْتِجاجُ والأَجَّةُ مثلُه* الخليل* الأُجاجُ كالاجَّةِ* أبو عبيد* وكذلك الوَغْرةُ* ابن السكيت* وَغْرَةُ القَيْظِ ـ أشَدُّه وهى عِنْدَ طُلوعِ الشِّعْرَى وقد وَغِرْنا وَغْرةً شديدةً وأَوْغَرْنا أصابَنا ذلك ودَخَلْنا فيه ووَغرَتْهُ الشمسُ ـ أصابَتْه* أبو عبيد* الوَدِيقَةُ ـ شِدَّةُ الحَرِّ* أبو حنيفة* وقد أوْدَقَ الناسُ* ابن دريد* الوَدِيقَةُ ـ دَوَمانُ الشمسِ* غيره* هى دُنُوُّ حَمْيِها* أبو عبيد* المَعْمَعانُ ـ شِدَّةُ الحَرِّ* ابن السكيت* ليلة مَعْمَعانَةٌ ومَعْمَعانِيَّةٌ ويوم مَعْمَعانٌ ومَعْمَعانِىٌّ وقد تَمَعْمَعَ اليومُ* أبو عبيد* صَمَحَتْهُ الشمسُ ـ أصابَتْهُ* أبو حنيفة* تَصْمَحُه وتَصْمِحُه صَمْحًا ويوم صامِحٌ وصَمُوحٌ* ابن السكيت* صَمَخَتْهُ كذلك وسَقَعَتْهُ وصَهَرَتْهُ* أبو زيد* تَصْهَرُه صَهْرًا ـ اشْتَدَّ عليه حَرُّها حتى آلَم دِماغَه وقد انْصَهَر* ابن السكيت* لَفَحَتْهُ ودَمَغَتْهُ وفَنَخَتْه وكَفَحَتْه كذلك ومنه قيلَ لَقِيتُه كِفاحًا* وقال* ضَبَحَتْهُ الشمسُ فانْضَبَح ـ تَغَيَّرَ من حرها وأنشد

* عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْنِى*

* ابن دريد* قَشِفَ قَشَفًا ـ تَغَيَّر من تَلْويح الشمسِ* صاحب العين* سَلَخ الحرُّ جِلْدَه فانْسَلَخ وتَسَلَّخَ* أبو عبيد* الرَّمْضاءُ شِدَّةُ الحَرِّ تُصِيبُ الحَصَى* ابن السكيت* الرَّمَضُ أن يَشْتَدَّ حَرُّ الشمسِ على الأرضِ فلا تَقْدِرُ أن تَمْشِىَ على حَزْنٍ ولا سَهْلٍ الا آذاكَ حَرُّهُ وقد رَمِضْتُ رمَضًا ـ مَشَيْتُ على الرَّمَضِ* وقال* هو يَتَرَمَّضُ الظِّبَاءَ ـ وهو أن يَأْتِيَها فى كُنُسِها فى الظَّهيرة فى أشَدِّ ما يكونُ الحَرُّ وقد تَجوْرَبَ جَوْرَبَيْنِ فيُخْرِجُها من الكُنُسِ ومعه شُكَيَّةٌ من ماءٍ أو لَبَنٍ فيَتْبَعُها ويَسُوقُها حتى تَفَسَّخَ قَوائمُها من الرَّمْضاءِ فيأْخُذها حينئذ* ابن دريد* أرْمَضَ الحَرُّ القَوْمَ ـ اشْتَدَّ عليهم ورَمَضانُ اشْتِقاقُه من شِدَّةِ الحَرِّ لانهم لما نَقلُوا أسماءَ الشهور عن اللغةِ القديمةِ سَمَّوْها بالأزْمِنةِ التى هى فيها فَوَافَقَ رَمضانُ أيامَ رَمَضِ الحَرِّ ويُجْمَعُ رَمَضاناتٍ وأرْمُضًا وقد تقدم ذلك* أبو عبيد* الاحْتِدامُ شِدَّةُ الحَرِّ ـ وقد احْتَدَم واحْتَمَدَ* ابن السكيت* لا يقال للحَرِّ مع الريح احْتَدَم وان كانت الريحُ حارَّةً* أبو زيد* حَدْمةُ الحَرِّ وحَدْمُه ـ شِدَّتُه وكُلُّ مُحْتَرقٍ مُحْتَدِمٌ ومُحْتَمِدٌ* ابن دريد* تخَبْخَبَ الحَرُّ ـ سَكَنَ* غيره* تَبَخْبخَ* أبو عبيد* يَخْبِخُوا عنكم من الظَّهيرةِ وخَبْخِبُوا وهَرِيقُوا وأهْرِيقُوا كُلُّ هذا معناه أبْرِدُوا* أبو حنيفة* وكذلك أهْرِؤُا* أبو عبيد* الاوَارُ الحَرُّ أرْض وَئِرةٌ مقلوب وقد وَئِرَتْ* ابن السكيت* الوَقْدَةُ والوَقَدانُ شِدَّةُ الحَرِّ وقد وَقَدَ يومُنا وكذلك الحَمَارَّةُ* أبو حنيفة* وتُخَفَّفُ* ابن السكيت* وكذلك الحِمِرُّ* أبو حنيفة* وكذلك الحِمِرَّةُ والحِمْرةُ ـ ويقال جاءنا فى أحْمَرِ الصَّيْفِ* ابن السكيت* وفى حَمْراءِ الظَّهيرةِ ـ قال والأَكَّةُ والأَكُّ ـ الحَرُّ المُحْتَدِمُ الذى لا رِيحَ فيه وقد ائْتَكَّ يومُنا ويوم أَكُّ والوَهَجانُ شِدَّةُ الحَرِّ وانَّ يومَنا لَوهِجٌ وليلة وَهِجة ووَهْجانةٌ وقد تَوَهَّجَ يومُنا* صاحب العين* وَهَجَ وَهْجًا ووَهَجَانًا وقيل الوَهَجُ حَرُّ الشمسِ والنارِ من بُعْدٍ* علىّ* وأُرِى الوَهِيجَ لغةً فيه وأحْرِ بهِ لان الوَهِيجَ سُطُوعٌ كالارِيجِ فتَفَهَّمْهُ* ابن السكيت* الرَّقْدةُ ـ حَرٌّ شديدٌ يُصِيبُك بَعْدَ ما يَسْكُنُ الحَرُّ وانما هى سَبَّةٌ من حَرّ تُصِيبهم مثلَ

السَّبْتِ وهو زُمَيْنٌ قَدْرُ عشرةِ أيام أو نصفِ شهرٍ ويقال يوم ذُو شَرَبةٍ ـ أى يُشْرَبُ فيه الماءُ كثيرا من حَرِّه ويقال لِشدَّةِ الحر السَّهامُ وبَيْضَةُ الحَرِّ شِدَّتُه* أبو عبيد* باضَ الحَرُّ ـ اشْتَدَّ* ابن السكيت* أتانا فى افُرَّةِ الحَرِّ وأَفُرَّتِه وفُرَّتِه ـ يعنى شِدَّتَه وأوّلَه وتُبْدَلُ الألفُ عينا فيقال عُفُرَّة وعَفُرَّة* صاحب العين* الفَيْحُ ـ سُطُوعُ الحَرِّ وفى الحديث «شِدَّةُ الحَرِّ من قَيْح جهنم» * ابن السكيت* قاظَ يومُنا قَيْظًا* أبو حنيفة* قاظَ القَوْمُ وتَقَيَّظُوا ـ أقاموا هذا الزمانَ فى موضع وحكى أبو على القَوْظَ فى معنى القَيْظِ وليس الفعلُ منه ونظيره الجِباوَةُ من جَبَيْتُ لان البصريين لا يُثْبِتُون جَبَوْتُ* ابن السكيت* أغْمَزَنِى الحَرُّ ـ أى فَتَر فاجْتَرَأْتُ عليه ورَكِبْتُ الطريقَ وماحِقُ الصَّيْفِ ـ شِدَّةُ حَرِّه وأنشد

ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالارْزَانِ صادِيةً

فى ماحِقٍ من نَهارِ الصَّيْفِ مُحْتَدِم

ويومٌ ماحِقٌ ـ شديدُ الحَرِّ أى أنه يَمْحَقُ كلَّ شئ ويُحْرِقُه وقد أمْحَشَهُ الحَرُّ ـ أحْرَقَهُ وامْتَحَشَ غَضَبًا ـ احْتَرَقَ* أبو حنيفة* يقال لليومِ الحارِّ الشديدِ وَقْعِ الشمسِ يومٌ أصْلَعُ وأجْلَحُ وأنشد

قد لاحَها يومٌ سَهُوبٌ مِلْهابْ

أجْلَحُ ما لِشَمْسِه من جِلْبابْ

ووَعَكُ الصَّيْفِ ـ شِدَّةُ حَرِّه وقد الْتَجَّ الحَرُّ* ابن دريد* يومٌ دامُوقٌ ذُو وَعْكةٍ فارسىّ مُعَرَّبٌ لان الدَّمَهْ النَّفْس فهو دَمَهْكَرٌ (١) أى آخِذٌ بالنَّفْس* أبو حنيفة* ذابتِ الشمسُ ـ أفْرَطَ حَرُّها وذَوْبُ الشمسِ ـ ما يَتَساقَطُ من ذلك الحَرِّ يقال حَمِيَتِ الشمسُ حَمْيًا وحُمِيًّا* ابن السكيت* اشْتدَّ حَمْوُ الشمسِ وحَمْيُها* أبو حنيفة* هاجِرةٌ هَجُومٌ ـ شديدةُ الحَرِّ سميتْ هَجُومًا بِهَجْمِها العَرَقَ وأصلُ الهَجْم احْتِلابُ ما فى الضَّرْع* الأصمعى* الظَّهِيرةُ الخَوْصاءُ ـ أشَدُّ الظَّهائِر حرًّا لا تَسْتَطِيعُ أن تُحِدَّ طَرْفَكَ الَّا مُتَخاوِصًا وأنشد

* حِينَ لاحَتْ ظَهيرةٌ خَوْصاءُ*

* أبو حنيفة* جَثَمَ علينا القَيْظُ ـ ركَدَ والصَّيْفُ أشَدُّ حَرًّا من القَيْظِ والصيفُ هو الاوَّلُ وقد صافَ اليومُ ـ اشْتَدَّ حَرُّه وكذلك صافَ الصَّيْفُ* أبو عبيد*

__________________

(١) قوله فهو دمهكر بوزن سفرجل معرب دمه كير كما في القاموس اه مصححه

أصافَ القومُ ـ دَخَلُوا فى الصيف فان أرَدْتَ أنهم أقامُوا هذا الزمانَ فى موضع قلتَ صافُوا صَيْفًا* أبو حنيفة* وكذلك تَصَيَّفُوا واصْطَافُوا* علىّ* جمعُ الصَّيْفِ أصْيافٌ وصُيوفٌ والهَرِجُ ـ الذى يَشْتَدُّ عليه الحَرُّ حتى يَسْدَرَ منه وهو الهَرَجُ وقد هَرِجَ* ابن دريد* التَّهَمُ ـ شِدَّةُ الحرِّ ورُكودُ الريح وبه سميتْ تِهامةُ* وقال* هَجُوَ يومُنا ـ اشْتَدَّ حَرُّه* وقال* رَعَنَتْه الشمسُ ـ آلَمَتْ دِماغَه فاسْتَرْخَى لذلك ومنه قيل رجل أرْعَنُ وامرأةٌ رَعْناه* وقال* رَمِهَ يومُنا رَمَهًا ـ اشْتَدَّ حرُّه والوَهَرُ ـ تَوَهُّجُ وَقْعِ الشمس على الأرض حتى تَرى لها اضْطِرابا كالبُخارِ يَمانية ويقال ذَمِهَ يومُنا ـ اشْتَدَّ حَرُّه وسَكَنَتْ ريحُه والقَسَامُ ـ شِدَّةُ الحَرِّ وقد تقدم أن القَسامَ الجَمَالُ* وقال* يوم صُمَادِحٌ ـ شديدُ الحَرِّ وقد اسْلَنْقَعَ الحَصَى ـ حَمِيَتْ عليه الشمسُ فَبَرَقَ والشمسُ تَحْنِذُ الشئَ كما تَحْنِذُ النارُ اللحمَ أى تُنْضجُه* أبو عبيد* غارَ النهارُ ـ اشتدَّ حَرُّه* قطرب* يوم خَدِرٌ ـ شديدُ الحَرّ وأنشد

وَمَكانٍ زَعِلٍ ظِلْمانُه

كالمَخاضِ الجُرْبِ فى اليومِ الخَدِرْ

وخَدِرَ النهارُ ـ اذا لم تتحرك فيه ريح ولم يوجد فيه رَوْحٌ* صاحب العين* طَبائخُ الحَرِّ ـ سَمَائمُه فى الهواجر الواحدةُ طَبِيخةٌ وأنشد

ومُسْتَأْنِسٍ بالقَفْرِ باتَتْ تَلُفُّهُ

طَبائِخُ شمسٍ حَرُّهُنَّ سَفُوعُ

* أبو عبيد* أدعَسَهُ الحَرُّ ـ قَتَلَه وشَفْشَفَه ـ أيْبَسَهُ* ابن دريد* الشَّفِيفُ شِدَّةُ الحَرِّ* أبو عبيد* دَغَمه الحَرُّ دَغْمًا وأدْغَمَهُ ـ غَشِيَهُ* صاحب العين* دَغَمَهُمْ دَغَمانًا* وقال* صِلَاعُ الشمسِ ـ حَرُّها وقد صَلَعَتْ ـ وهو تَكَبُّدُها فى السماء وقيل انْصَلَعَت الشمسُ ـ وهو بُدُوُّها فى شِدَّةِ الحَرِّ ليس دُونَها شئٌ يَسْتُرها* وقال* يوم عَصِيبٌ وعَصَبْصَبٌ ـ شَدِيدُ الحَرِّ وقد تقدم فى الشِّدَّة ويوم راعِدٌ شديدُ الحَرِّ* ابن دريد* دَعَقَهُمُ الحَرُّ ـ غَمَّهُم* ابن السكيت* الغَتْمُ ـ شِدَّةُ الحَرِّ والاخْذُ بالنَّفْس* صاحب العين* انْكَسَرَ الحَرُّ ـ فَتَر وكلُّ من عَجز عن شئ فقد انْكَسَر عنه

باب العرق

* أبو عبيد* الرَّشْحُ ـ العَرَقُ* صاحب العين* الرَشْحُ والرَّشَحانُ ـ تَنْدِيةُ الجِسْمِ بالعَرق ـ ورَشَحَ عَرَقًا يَرْشَحُ رَشْحًا ومنه المِرْشَحةُ من السَّرْجِ وقد تقدم* أبو عبيد* المَسِيحُ ـ العَرَقُ وأنشد

* فَراشُ المَسِيح كالجُمانِ المُثَقَّبِ*

* ابن دريد* البَصِيعُ ـ العَرَقُ* صاحب العين* بَصَعَ يَبْصَعُ (١) بَصاعةً وتَبَصَّعَ ـ خَرَج من أصولِ الشعر قليلا قليلا والبَصْعُ ـ الخَرقُ الضَّيِّقُ لا يكاد يَنْفُذُ فيه الماء* ابن دريد* الصُّوَاحُ ـ العَرقُ وقد تقدم أنه عَرَقُ الخَيْلِ خاصَّةً* صاحب العين* العَصِيمُ ـ العَرَقُ* ابن دريد* انْهَجَمَ العَرَقُ سالَ وهاجِرةٌ هَجُومٌ ـ تُسِيلُ العَرَقَ وقد تقدم* وقال* صَئِكَ الرجلُ صَأَكًا ـ عَرِقَ فهاجتْ منه رائحةٌ مُنْتِنة وبعضُ العرب يسميها الزَّهْمَقَة* ثابت* يقال للعَرق نَضْح ونَضِيح والجمعُ أَنْضاحٌ* ابن دريد* نَضَح بالعَرِق* صاحب العين* اذا عَرِقَتْ أُصولُ الشَّعَرِ ولَمَّا تَسِلْ قيل تَفَضَّحَ عَرَقًا وعَرِقَ من .... (٢) يمس الجسد كله* ابن دريد* أَكَلْتُ المُرِضَّةَ ـ وهى الأُكْلَةُ التى اذا أكلتَها أَرَضَّتْ عَرَقَكَ فأسالَتْهُ* على* وكذلك شَرِبْتُ المُرِضَّةَ* صاحب العين* النَتْحُ ـ العَرقُ وقيل خروجُه من الجلد وكذلك خروجُ الدَّسَمِ من النِّحْىِ والنَّدِىُّ من الثَّرَى نَتَح يَنْتِحُ نَتْحًا ونُتُوحًا ونَتَحَه الحَرُّ وغيرُه أخْرَجَه* أبو عبيد* نَجِدَ الرجلُ عَرِقَ من عَمَلٍ أو كَرْبٍ وهو النَّجْدُ والنَّسِيغُ العَرَقُ والصُّماحُ العَرَق المُنْتِنُ

نعوتُ الايام والليالى فى شِدَّة البَرْد

البَرْدُ ـ ضِدُّ الحَرِّ بَرَدَ يَبْرُدُ بَرْدًا وبُرُودةً* ابن دريد* بَرَدْتُ الشَّىءَ أبْرُدُه بَرْدًا وبَرَّدْتُه ـ جَعَلْتُه بارِدًا* أبو عبيد* وهو البَرُودُ وسَقَيْتُ له وأبْرَدْتُ له ـ سَقَيْتُه باردا وجئناكَ مُبْرِدِين ـ اذا جاؤا وقد باخَ الحَرُّ* قال أبو على قال

__________________

(١) قوله بصع يبصع كمنع يمنع كما في القاموس وإن كان من مصادره البصاعة اه مصححه

(٢) كذا بياض بأصله

الشيبانى* الأَبْرِدةُ ـ البَرْدُ وخص بعضُهم به بَرْدَ الثَّرَى* أبو عبيد* الابْردانِ ـ الغَداةُ والعَشِىُّ لِبَرْدِهِما وقولُ الشَّمَّاخ

إذَا الارْطَى تَوسَّدَ أَبْرَدَيْهِ

خُدُودُ جَوَازِئٍ بالرَّمْلِ عِينِ

يعنى به الظِّلَّ والفَىْءَ وقالوا عَيْشٌ باردٌ يذهبون به الى السكون والخَفضِ* قال أبو على* لان الحَرَّ داعيةُ تَجْفِيف واذا جَفَّ الشئُ خَفَّ وتَحَرَّكَ والبَرْدُ بخلاف ذلك وبذلك قالوا للبليد بارِدٌ لبُطْئِه وسُكونه وأنشد ابن السكيت

قَلِيلةُ لَحمِ النَّاظِرَيْن يَزِينُها

شَبابٌ ومَخْفوضٌ من العَيْشِ بارِدُ

* أبو عبيد* عَنْبرةُ الشِّتاءِ ـ شِدَّتُه وكذلك هُلْبَتُه* أبو حنيفة* وتُثَقَّلُ فيقال هُلُبَّةٌ ويوصف به فيقال يومٌ هُلْبةٌ ويوم أهْلَبُ وقيل عَشِيَّة هَلْباءُ للباردةِ القَرَّةِ ترميهم بالقِطْقِطِ ويقال للشهر الاخِر من الشتاءِ أهْلَبُ ولا يسمى غيرُه من شهوره أهْلَبَ وذلك لِشِدَّةِ صَفْقِ رِياحِه مع قُرِّ وعَواصِفَ* أبو عبيد* صَبَارَّةُ الشِّتاءِ ـ شِدَّتُه* أبو حنيفة* وتخفف وقد يستعمل فى الحر* غيره* حَمَارَّةُ الشتاءِ وحِمِرُّهُ وحِمِرَّتُه ـ شِدَّتُه وأكثَرُ ما يُسْتَعمل فى الصيف وقيل انه شِدَّةُ كل شئ وان وَراءَك لَقُرًّا حِمِرًّا ـ أى شَدِيدًا* أبو عبيد* القَرْسُ والقَرْسُ ـ البَرْدُ* ابن السكيت* قَرَسَ الماءُ جَمَدَ ومنه قيل سَمَكٌ قَريسٌ والقَرَسُ الجامِدُ* أبو حنيفة* قَرَسَ الماءُ يَقْرِسُ وقد قَرَّسْناهُ وأقْرَسْناه بَرَّدْناه ومنه أصْبَح الماءُ قَرِيسًا* أبو حنيفة* أقْرَسَ العُودُ جَمَس فيه الماءُ* الأصمعى* آلُ قُرَاسٍ أجْبُلٌ بارِدَةٌ ـ مشتق من ذلك وأنشد

يَمانِيَةٍ أحْيالَها مَظَّ مأْبدٍ

وآلِ قُراسٍ صَوْبُ أرْمِيةٍ كُحْلِ

* أبو عبيد* الصِّنِبْرُ والصِّنَّبْر ـ شِدَّةُ البَرْدِ* أبو عبيد* غَداةٌ صِنَّبْرة وصِنِّبْرة وقد يستعمل فى الحر* صاحب العين* يومٌ أشْهَبُ ـ ذو رِيح بارِدةٍ وكذلك ليلةٌ شَهْباء* ابن السكيت* كُلْبةُ الشِّتاء ـ شِدَّتُه وأنشد

أنْجَمَتْ قِرَّةُ الشتاءِ وكانتْ

قد أقامَتْ بكُلْبةٍ وقِطارِ

* أبو حنيفة* وتُثَقَّلُ فيقال كُلُبَّة ويوصف به فيقال يومٌ كُلْبةٌ وقد كَلِبَ البردُ كَلَبًا* غيره* عُفْرَّةُ البَرْدِ ـ شدَّتُه وأوّله وقد تقدم فى الحر واعرفه

هنالك* أبو عبيد* الزَّمْهرِيرُ ـ البَرْدُ وأنشد

* لم تَرَ شَمْسًا ولا زَمْهَرِيرا*

* أبو حنيفة* بَرْدٌ زَمْهَرِير وقد ازْمَهَرَّ* قال أبو على* فى قراءة من قَرأَ (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) فعَنَى به الزَّمْهَرِير أنه من قولهم للبعير ذو عَثانِينَ وذلك لان الزَّمْهَريرَ غايةُ البرد ـ ولذلك عادَلَ به الغَسَّاق* أبو حنيفة* قَمْطَرِيرٌ مِثْلُ زَمْهَرير* أبو عبيد* الصَّرَدُ البَرْد ورجل صَرِدٌ* أبو حنيفة* وقد أصْرَدْنا* صاحب العين* هو الصَّرْدُ والصَّرَد ورجل صَرِدٌ وقوم صَرْدَى ويوم صَرِدٌ وليلة صَرِدةٌ ورجل مِصْرَادٌ ـ لا يَصْبِرُ على البَرْدِ* ابن السكيت* أنْفُ البَرْد ـ أشَدُّه وحكى ان عَشِيَّتَنا لَعَرِيَّة ـ أى باردة ويقال أهْلَكَ فَقَدْ أعْرَيْتَ أى غابت الشمسُ وبَرَدْتَ* أبو حنيفة* العُرَوَاءُ ـ من لَدُنْ يُوصِلُ الى الليلِ اذا اشْتَدَّ البَرْدُ وهَبَّتْ معه رِيحٌ باردةٌ* غيره* رِيحٌ عَرِيَّةٌ وعَرِىُّ ـ باردة* ابن السكيت* يقال للغَداةِ الباردةِ سَبْرَةٌ* أبو حنيفة* السَّبْرةُ ـ البَرْدُ من أول النهار* أبو عبيدة* الليلةُ الآرِزَةُ الباردةُ وقد أزَزَتْ تَأْرزُ* أبو حنيفة* الارِيزُ ـ شِدَّةُ البَرْدِ وقال شَتَا الشِّتاءُ ـ اشْتَدَّ بَرْدُه* ابن السكيت* هى الشَّتْوةُ ولا تَقُلِ الشِّتْوة* أبو عبيد* أشْتَى القومُ دَخَلُوا فى الشِّتاء فان أردتَ أنهم أقاموا هذا الزمانَ فى موضع قلتَ شَتَوْا شَتْوًا* أبو حنيفة* وكذلك شَتَّوْا* سيبويه* المَشْتَى والمَشْتاةُ اسْمٌ للشِّتاء* أبو حنيفة* يُنْسَبُ الى الشِّتاء شَتْوِىُّ وشَتِىُّ وأنشد

* ولا يَلُوحُ نَبْتُه الشَّتِىُّ*

وقيل الشَّتِىُّ الشِّتاء نفسُه* على* ليس الشَّتْوِىُّ منسوبا الى الشتاء كما ذهب اليه بعضهم على أنه من نادر النسب وانما هو منسوب الى الشَّتْوةِ وقد غَلِطَ أبو حنيفة فى قوله ان الشَّتِىَّ منسوب ليس بمنسوب انما هو فَعِيلٌ من الشتاء* أبو حنيفة* والصِّرُّ ـ شِدَّةُ البَرْدِ وقال جِئْتُكَ فى أصْرارِ الشتاء وقد صُرَّ النباتُ ـ أصابه الصِّرُّ وكذلك جئتك فى بَرْكَتِهِ* ابن السكيت* بَرْكُ الشِّتَاءِ شِدَّتُه وأنشد

واحْتَلَّ بَرْكُ الشتاءِ مَنْزلَه

وباتَ شَيْخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ

* أبو حنيفة* بَرْكِىُّ الشِّتاءِ ـ وَسَطُه وأشَدُّه بَرْدًا وكذلك صَميمه* قال* واذا كان حَرُّ وجاء يومٌ باردٌ طَيِّب قيل ان يومَنا هذا لَهائِكٌ باردٌ هذا قولُ بعضهم وهو نادر والمعروفُ فى الهائك ذو الحَرِّ والعَطَشِ والخَصَرُ ـ البَرْدُ* ابن السكيت* رجل خَصِرٌ ـ بارد وقيل هو البارد من كل شئ* أبو حنيفة* كَبَّةُ الشّتاءِ شدَّتُه ودَفْعَتُه كالكَبَّةِ فى القتال والشَّمُ ـ البرد* ابن السكيت* الشِبَّم البارِدُ* أبو حنيفة* شَفَّانُ الرِّيح وشَفيفُها ـ بردُها* وقال* شِتاءٌ قَرُّ ورِيحٌ قَرَّةٌ ويوم قارٌّ وقَرُّ وليلةَ قَرَّة وقارَّة وقد قَرَّ يومُنا يَقِرُّ ويَقَرُّ قِرَّةً وقُرورًا والقِرَّةُ لبَرْدُ نفسُه وجمعُه قِرَرٌ ومن أمثالهم «حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ» اذا عَطِشَ الانسانُ فى اليوم الباردَ فأكْثَر شُرْبَ الماء* صاحب العين* القُرُّ ـ البردُ عامَّة وقال بعضهم القُرُّ فى الشتاء والبردُ فى الشتاء والصيف فأما القِرَّة فما أصاب الانسانَ منه وقُرَّ الرجلُ ـ أصابه القُرُّ* أبو عبيد* أقَرَّه اللهُ فهو مَقْرُور* على* مَقْرُورٌ على قُرَّ والا فلا وجه له ولا يقال قَرَّه* أبو حنيفة* القَرْقَفُ ـ البَرْدُ فى قُبُلِ الليل والخَدَرُ ـ البَرْدُ مع المَطَر* أبو عبيد* خَدِرَ البَرْدُ خَدِرًا فهو خَدِرٌ كَثُرَ نَداه وبَرْدُه وقد تقدّم أن الخَدِرَ الشديدُ البَرْد* أبو حنيفة* يومٌ أحَصُّ أُغَيْبِرٌ ـ وهو الذى تَبْدُو شمسُه ولا تَنْفَعُكَ من البرد وقيل لرجل أىُّ الايامِ أقَرُّ قال الأحَصُّ الوَرْدُ والأزَبُّ الهِلَّوْفُ ثم فسره فقال الاحص الورد يوم تَطْلعُ شمسُه وتَصْفُو شَمَاله ويَحْمَرُّ فيه الافُق ولا تَجدُ لشمسه مَسًّا والأحَصُّ الذى لا سحاب فيه والأزبُّ الهِلَّوف يوم تَهُبُّ فيه النَّكْباءُ تَسُوقُ فيه الجَهامَ والصُّرَّادَ لا تطلعُ شمسُه وعَقارِبُ الشتاء هَيْجاتُه اللَّادِغةُ وكذلك جَمَراتُه وحَواسُّه أشْرارُه التى تأتى فى أعشاب الارض وإيراق الشجر فتُحْرِقُ نباتَها وقد حَسَّتْ عُشْبَ أرْضِهم* ابن دريد* شَنِبَ يومُنا وهو شانِبٌ ـ بَرَدَ والمصدرُ الشَّنَبُ* وقال* ما وَجَدْنا العامَ مَصْدَةً ـ يعنى البَرْدَ وما أصابتنا مَصْدةٌ أى مَطْرةٌ* ابن الاعرابى* خَشَفَ البَرْدُ يَخْشُفُ خَشْفًا ـ اشْتَدَّ وخَشَفَ الماءُ يَخْشُفُ خُشُوفا جَمَدَ* أبو زيد* تَبَسَّرَ النهارُ ـ بَرَدَ* ثعلب* يوم بَسْرٌ وماء بَسْر باردٌ* ابن السكيت* أصْبَحَتْ وليس بها وَحْصَةٌ ـ أى شئ من بَرْد* أبو

عبيد* هَرَأه البَرْدُ وأَهْرَأَهُ ـ قَتَلَه* ابن دريد* هَرَأَنى القُرُّ يَهْرَأُنِى هَراءةً اشْتَدَّ عَلَىَّ* أبو زيد* هَرَأَنِى هَرْأً ـ كذلك* ابن السكيت* هذه قِرَّة لها هَرِيئةٌ ـ أى يُصِيب المالَ والناسَ منها ضُرٌّ وسَقَطٌ ـ أى مَوْتٌ* أبو زيد* هَرأَ البردُ الماشيةَ فتَهَرَّأتْ ـ أى تَكَسَّرَتْ وقد هُرِئَ القومُ والمالُ وأهْرَؤُا ـ دَخَلُوا فى البَرْد وخَصَّ بعضُهم به رَواحَ القَيْظ وأنشد

حتى اذا أَهْرَأْنَ بالأصائِل

وفارَقَتْها بُلَّةُ الأوابِلِ

بُلَّة الأوابل ـ يعنى بُلَّةَ الرُّطْبِ والأوابلُ التى أبَلَتْ بالمكانِ* صاحب العين* تَهَوَّرَ الشتاءُ وتَوَهَّرَ ـ ذَهَبَ وقد تقدم فى الليل* أبو عبيد* التَّسْمِينُ ـ التَّبْرِيدُ طائِفيَّةٌ وفى حديث الحجاج أنه اتِىَ بسمكةٍ فقال للذى حَمَلَها سَمِّنْها

نعوت الايام والليالى فى الاعتدال والطيب

* أبو حنيفة* رَبَعَ الرَّبيعُ كما يقال صافَ الصَّيْفُ* أبو عبيد* أرْبَعَ القومُ دَخَلُوا فى الربيع وارْتَبَعُوا بموضع كذا ـ أقامُوا هذا الزمانَ فيه* أبو حنيفة* ارْتَبَعُوا ـ أكَلُوا الربيعَ ورُبِعُوا ـ أصابَهم مطرُ الربيع* غيره* رَبَعَ الربيعُ رُبوعا ـ دَخَلَ وربيعٌ رابِعٌ ـ مُخْصِبٌ وأرْبَعَ القومُ إبِلَهم ـ أرْعَوْها نَباتَ الربيع وارْتَبعَ الفرسُ وتَرَبَّعَ ـ رَعَى ذلك النبَتَ* أبو عبيد* عامَلْتُه مُرابَعةً من الربيع* أبو حنيفة* فَتَراتُ الشتاءِ ـ أيامٌ تَجِىء فيهِ لَيِّنةَ البَرْدِ طَيِّبةً وأنشد

فَكَساها مُنَوِّرٌ أرْشَحَتْهُ

فَتَراتُ الشتاءِ والأنْواءُ

والفَصْيَةُ ـ الخُروجُ من بَرْدٍ الى حَرٍّ وقد افْصَيْنا وكلُّ خروج من شدةٍ الى رَخاءٍ ومن ضِيقٍ الى سَعةٍ فَصْيةٌ ومنه اخِدَ التَّفَصِّى من الامور وقد أفْصَى الحَرُّ* ابن السكيت* ولا يقال فى البرد* صاحب العين* السَّجْسَجُ ـ الهَواءُ المُعْتَدِلُ بين الحر والبرد وفى الحديث «نهارُ أهلِ الجنةِ سَجْسَجٌ» * أبو حنيفة* فاذا جاء يومٌ باردٌ طَيِّبٌ عَقِبَ حَرِّ قيلَ ان يومَنا لهائِكٌ بارد والطَّلْقُ من الأوْقاتِ ـ المُعْتَدِلُ الطَّيِّبُ يقال يومٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقٌ وأنشد

يُرَشِّحُ نَبْتًا ناضِرًا ويَزِينُه

نَدًى وليالٍ بعد ذَاكَ طَوالِقُ

وقد طَلُقَتْ طُلُوقا* ابن دريد* وطُلُوقةً وطَلاقَةً وليلةٌ طَلْقٌ* ابن السكيت* أصْبَحْنا مُطْلِقِينَ* أبو عبيد* ليلةٌ إضْحِيانةٌ وضَحْياءُ ـ مُضيئَةٌ* ابن دريد* ليلة ضَحْيَا وضَحْياءُ وإضْحِيانٌ وإضْحِيانة وأضْحِيانةٌ وضَحْيانٌ وضَحْيانةٌ ويوم إضْحِيانٌ مُضىءٌ لا غَيْم فيه* أبو عبيد* ليلةٌ ساكِرَةٌ ـ لا رِيحَ فيها وقد سَكِرَتْ الرِّيحُ ـ سَكَنَتْ وأنشد

تُزادُ لَيالِىَّ فى طُولِها

فليستْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرْه

وليلة ساجِيةٌ ـ ساكنةُ البَرْدِ والريح والسحابِ غيرُ مُظْلمة* ابن دريد* سَجَا الليلُ سَجْوًا وسُجُوًّا ـ سَكَن وقد تقدم أنه إقبالُه وتغْطِيتُه كُلَّ شئ* أبو حنيفة* دَفُؤَ يومُنا ودَفِئَ وهو دَفِئٌ والاولُ أعْرَفُ فأما فى الانسانِ اذا اسْتَدْفأ فَدَفِئَ لا غير* أبو عبيد* رجل دَفْآنُ وبَلْدةٌ دَفِئةٌ* أبو زيد* يوم مُفْصِحٌ لا غَيْمَ فيه ولا قُرَّ* أبو عبيد* يوم رَيْحٌ طَيِّبُ الرِّيحِ وعَشِيَّةٌ رَيِّحةٌ* أبو حنيفة* يومٌ رَوْحٌ ـ طَيِّبٌ فى الصيف ولا يقال فى الشتاءِ وليلةٌ رَوْحةٌ كذلك* أبو زيد* كان يومُنا حارًّا ثم راحَ من آخِره رِيْحًا وليلة راحةٌ ويومٌ راحٌ كذلك وقيل ان الراحَ فى شِدَّةِ الرِّيح وسيأتى ذكرُه وراحٌ عند سيبويه يجوز أن يكون فاعِلاً ذهبتْ عينُه وأن يكون فَعِلاً وعلى أىّ الوجهين حَقَّرْتَه فبالواو لانه من الرَّوْح وهو بَرْدُ نَسِيم الريح

وهذا باب مذكر فيه جميعَ أمطارِ السنة

ونُميزها بأزمانها ونَصِفُ أجداها

على الأرض وأَعَزَّها فَقْدًا

وأَعْوَزَها اخلافا*

أبو عبيد* أمطارُ السنةِ سِتَّةٌ الخَرِيفُ ـ وهو عند صِرامِ النَّخْلِ ثم يَليةِ

الوَسْمِىُّ ـ وهو أوّلُ الربيع ثم الربيع ثم الصيفُ ثم الحميمُ ـ وهو الذى أَتَى بعد أن يَشْتَدَّ الحَرُّ* صاحب العين* الرَّمَضُ ـ الذى يأتى قُبُلَ الخَرِيفِ وسَنُعَلِّلُ جميعَ هذِه بعدَ تَقَصّ لذِكْرِها وذِكْرِ أنواءِ الأرْباع* أبو حنيفة* جميعُ أمطارِ السنةِ ثمانيةُ أصنافٍ ـ وهى الوَسْمِىُّ والوَلِىُّ والشَّتِىُّ والدَّفَئِىُّ والصَّيِفُ والحَمِيمُ والرَّمَضِىُّ والخَرِيفُ ولكُلِّ صِنْفٍ منها وَقْتٌ عَرَفَتْه العربُ بمَساقِطِ منازلِ القمر الثمانيةِ والعشرين التى ذَكرها الله عزوجل فى كتابه فقال سبحانه (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) وقد قدّمتُ تسميتَها وقدّمتُ معنى الاخْذِ والنَّوْءِ وأنا آخِذٌ فى ذكر أرباعِ السَّنَةِ فالسنةُ عند العرب نِصْفانِ ـ شِتاءٌ وصَيْفٌ هكذا رُوِىَ عنهم وروى أنها تَبْدَأُ بالشتاء فتُقدِّمُه على الصيف فابتداءُ الشتاءِ هو النصفُ الاولُ من السنة من حينِ انتهاءِ النهار فى القِصَرِ وابتدائِه فى الزيادةِ وذلك لحُلولِ الشمسِ برأسِ بُرْجِ الجَدْى الى أن ينتهىَ النهارُ الى مُنتهاهُ فى الطول ويَبْتَدِئَ فى النُّقْصان وذَلك لحلولِ الشمسِ برأسِ بُرْج السَّرَطانِ وأما النصفُ الثانى من السنة وهو الصَّيْفُ فانه عند انتهاءِ النهارِ فى الطول وابتدائِه فى النقصانِ وذلك لحلول الشمس برأسِ بُرْج السرطانِ الى أن ينتَهى فى القِصَر ويبتدئَ فى الزيادة وذلك لحلول الشمس برأسِ بُرْج الجَدْىِ ولكل واحد منهما أربعةَ عَشَر نَوْأً فأولُ أنواءِ الشتاءِ الهَنْعةُ وآخرُها الشَّوْلةُ وأولُ أنواءِ الصيفِ النعائمُ وآخرُها الهَقْعةُ ثم قُسِمَ الشتاءُ نصفين والصيفُ أيضا نصفين ومُنْتَصَفُ كُلّ واحدٍ منهما استواءُ الليلِ والنهارِ فالذى يكون فيه الاسْتِواءُ الذى يكون فى نصف الشتاء يسمى الاستواءَ الرَّبيعىَّ وهو لحُلول الشمسِ برأسِ الحَمَل ويُسمَّى قِسْما الشتاءِ أيضا الرَّبِيعَيْن فالاول منهما هو ربيعُ الماءِ والامطارِ والثانى ربيعُ النباتِ لانه به يَنْتَهِى النباتُ مُنْتَهاهُ والشتاءُ كُلُّه ربيعٌ عند العربَ من أجْلِ النَّدَى والمطرُ عندَهم ربيعٌ متى جاء ويسمى الاستواءُ الذى يكون فى نصفِ الصيفِ الاسْتواءَ الخَرِيفِىَّ فهذه أربعةُ أرباعِ السَّنةِ التى تسمى الفُصولَ فالرُّبعُ الاولُ من الشتاء يسمى الفَصْلَ الشَّتْوىَّ والربعُ الثانى منه يسمى الفصلَ الرَّبِيعِىَّ ويسمى الربعُ الاولُ من الصيف الفصلَ الصَّيْفِىَّ ويسمى الرُّبعُ الثانى منه الفصلَ الخَرِيفىَّ وهو القَيْظُ* ابن دريد* القَيْظُ ـ أشَدُّ الحَرِ والجمعُ أقْياظٌ وقُيوظٌ وهو المَقِيظُ* صاحب العين* قاظَ يومُنا ـ اشْتَدَّ حَرُّه* أبو عبيد* قاظَ

القومُ وقَيَّظُوا* أبو حنيفة* وكلُّ رُبُع منها مُدَّةُ سبعةِ أنواءٍ فأنْواءُ رُبعِ الشتاءِ الهَنْعةُ والذِّراعُ والنَّثْرةُ والطَّرْفُ والجَبْهَةُ والزُّبْرةُ والصَّرْفَةُ وأنواءُ رُبْعِ الربيعِ العَوَّاءُ والسِّماكُ والغَفْرُ والزُّبانَى والاكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلَةُ وأنواءُ رُبْعِ الصيفِ النَّعائمُ والبَلْدةُ وسَعْدُ الذابح وسَعْدُ بُلَع وسَعْدُ السُّعودِ وسَعْدُ الاخْبِيةِ والفَرْغُ المُقَدَّمُ وأنواءُ رُبْعِ الخَريف وهو القَيْظُ ـ الفَرْغُ المُؤَخَّرُ والرِّشاءُ والشَّرَطانِ والبُطَيْنُ والثُّرَيَّا والدَّبَرانُ والهَقْعةُ وليس الخريفُ فى الاصل باسم للفَصْلِ انما هو اسمٌ لمطرِ القَيْظِ ثم سَمَّى الناسُ الزمانَ به فَجَرى قال وقد صُنّفَتْ أمطارُ الانواءِ كلِّها ثمانيةَ أصنافٍ وهى التى سميناها فى أول الباب وسنفسرها هنا ان شاء الله جَعَلُوا باتفاقٍ أوَّلَ أمْطارِ السنةِ وَسْمِيًّا وانما سَمَّوْه وَسْمِيًّا لانه يَسِمُ الارضَ بالنبات وجَعَلُوا أنواءَه خمسةَ أنْجُم وهى فَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ والرِّشاءُ والشَّرْطانِ والبُطَيْنُ والثُّرَيَّا فليس قبل الفَرْغِ المُؤَخَّرِ وَسْمِىُّ ولا بعدَ الثريا وَسْمىُّ وهذه الانواءُ هى أوّلُ أنواءِ الخريفِ* أبو عبيد* وُسِمَتِ الارضُ وليس الْوَسْمِىُّ عنده بأولَ لان الخريفَ عنده أولُ المطر فى اقبالِ الشتاءِ عند صِرامِ النخلِ* قال أبو على* الوسمِىُّ ـ أوّل مَطَرِ يَسِمُ الارضُ بالنبات* أبو حنيفة* وسَمَّوُا النَّوْأيْنِ الباقيين منه وَلِيًّا وهما الدَّبَرانُ والهَقْعةُ فاما الفَرْغُ فَنْوءُه نوءٌ محمودٌ مذكورِ جَيِّدُ الوقتِ عَزيز الفَقْدِ وأما الرّشاءُ فما أقَلَّ ما يُذْكَر نَوْءُه غَلَب عليه ما قبلَه وما بعدَه وأما الشَّرَطانِ فَنْوءُه من الانواء المذكورةِ المحمودةِ وأما البُطَيْنُ فَنَوءُه غير محمودٍ ولا مذكورٍ ولا محبوبٍ لِيُمْطِرَ وأما الثُّريا فان نَوْأها من الانواء المذكورة المُقَدَّمةِ فى الحَمْدِ والفضلِ وأما الدَّبَرانُ فمكروهُ النَّوْء غيرُ مَحْبوبٍ وأما الهَقْعة فَنوْءُها داخِلٌ فى أنْواءِ الجَوْزاءِ وأنواءُها محمودة لا تَكاد الهَقْعةُ تُذْكر مفردةً فهذه أنواء الخريف وأما أنواءُ الشتاء فان أنواءَه الاربَعةَ الاوَلَ شَتِيَّةٌ وهى الهَنْعةُ والذّراعُ والنَّثْرَةُ والطَّرْفُ وأنْواءُهُ الثلاثةُ الباقيةُ دفَئِيَّة وهى الجَبْهَةُ والزُّبْرة والصَّرْفةُ وانما سميتْ دَفَئِيَّةَ لانها فى دُبُرِ الشتاءِ وقُبُلِ الصيفِ وابْتداءِ الدِّفْءِ فاما أبو عبيد فقال كُلُّ مِيرةٍ يَمْتارونَها قُبُلَ الصيف فهى دَفَئِيَّةٌ بعد أن جَعَلَ الدَّفَئِىَّ من الصيف والحميم يقال دَفَئِىٌّ ودَثَنِىُّ على مثال عَرَبِىِّ وعَجَمِىّ* صاحب العين* الرِّبْعِيَّةُ ـ مِيرةُ الرَّبيع وقيل هى فى أول الشتاءِ وقالوا اذا طَلَعَ السِّماكُ بَعَثْنا الرِّبْعِىَّ وهى العِيراتُ معَها القومُ

يَمْتارُون التمرَ عليها وذلك فى أول الربيع* أبو حنيفة* فأما الهَنْعَةُ فتَوْءُها داخلٌ فى أنواءِ الجَوْزاء اشتملتْ عليها فلا تُفْرَدُ بذكْرٍ وأما الذِّراعُ فَنْوءُها مذكورٌ محمودٌ مقدّم فى الفَضْل وأما النَّثْرةُ فكذلك هى أيضا محمودةُ النَّوْءِ مذكورتُه وأما الطَّرْفُ فَنوْءُه داخلٌ فى جملةِ أنواءِ الاسدِ فلا يكادُ يُفْرَد وأما الجَبْهة فنَوْءُها من أذكَرِ الانواءِ وأشهرِها وأفضلِها وأحبِّها اليهم وأعزِّها فَقْدًا وأما الزُّبْرة فقَلَّما تُفْرَدُ لغَلَبةِ الجبهةِ عليها وأما الصَّرْفة فغَلَبتْ أنواءُ الاسدِ عليها فلا تُذْكر ببردٍ فهذه أنواءُ الشَّتِىِّ وأما أنواءُ الصَّيْفِ فان الخمسةَ الاوَلَ منها وهى العَوَّاءُ والسِّماكُ والغُفْرُ والزُّبانَى والاكْليلُ صَيِّفٌ وأما نَوْآهُ الباقيانِ فحَمِيمٌ سُمِّيا حَمِيما لان أمطارَهما تَجىءُ فى حركةٍ من الحَرِّ فأما السِّماكُ فانْ نَوْءَهُ من الانواء المذكورةِ المشهورةِ المحمودةِ وأما الغَفْرُ فقلَّما يُذْكَر نوءُه لغلبةِ السِّماكِ عليه ويَزْعُمونَ أنه لا يكادُ يَعْدَمُ نَوْءُه ضَرِيبا وأما الزُّبانَى والاكليلُ والقَلْبُ والشَّوْلةُ فقَلَّما تُذْكَرُ أنواءُ هذهِ الانجمِ فى الانواءِ وربما ذُكرتِ العَقْرَبُ مُجْملةً فاذا تَجاوَزْتَ السِّماكَ الى ما بعده من الانواء غَلَبَ على وقتها الحَرُّ فكثَرُ خَيُّها وإخْلافُها وهانَ فَقْدُها ولم يكن لأمْطارِها ان مَطَرَتى نَزَلٌ وهو وقتُ شِدَّة الحَرِّ وهَيْجِ الارضِ وهُبوبِ البَوارحِ وربما كان فى بعضها المطرُ الجَوْدُ والحَفْشُ المُسِيل فهذه أنواء الصَّيْفِ فأما أنواءٌ الخَرِيفِ وهو فَصْلُ القَيْظِ فان أنواءَه الاربعةَ المتقدمةَ وهى النعائمُ والبَلْدة وسَعْدُ الذابح وسَعْدُ بُلَع رَمَضِيَّةٌ وشَمْسِيَّة سميت بذلك لشدةِ الحَرِّ فى أيامها وأما أنواؤُه الثلاثةُ الباقيةُ فخَرْفِيَّةٌ وهى سَعْدُ السُّعودِ وسَعْدُ الاخْبيةِ والفَرْغُ المُقَدَّمُ وانما سميت خريفا لانها نمْطِرُ فى أيام صِرامِ النخلِ وهى آخِرُ أمطار القيظِ وأمطارُ آخرِ السنةِ* قال سيبويه* النَّسَبُ الى خَرِيفٍ خَرْفِىُّ وخِرْفِىُّ وهو من شاذِّ النَّسَبِ كأنهم بَنَوا الاسمَ على خَرْفٍ* أبو عبيد* خُرِفَتِ الارضُ وقال عامَلْتُه مُخارَفَةً من الخَرِيفِ وأخْرَفَ القومُ ـ دَخَلُوا فى الخَرِيفِ* ابن السكيت* أصابَتْنا صَيْفةٌ غَزِيرَةٌ يعنى الصَّيْف* أبو حنيفة* فأما النَّعائِمُ والبَلْدةُ والسُّعُودُ الاربعةُ فنُجومٌ لا ذِكْرَ لَانْوائِها ولا مُبالاةَ بحَيِّها وأما الفَرْغُ المُقَدَّمُ فان نوءَه من الانواء المشهورة المذكورة المحمودةِ النافعةِ لانه ارهاصُ للوَسْمِىِّ ومُقَدِّمةٌ له بين يديه ومُوَطِّئُ له وفَرَطٌ وهو والفَرْغُ الآخِرُ فَرْغا الدَّلوِ وأمطارُ الدلو موصوفة بالنفع وجَوْدة

المَوْضِع فهذه أنواءُ الخَريفِ فهذه أمطارُ جميع السنةِ قد ذكرنا أنواءَها وصَنَّفْناها وذَكرْنا مواقيتَها* قال أبو حنيفة* وأنتَ اذا قِسْتَ ذلك الى أوقاتها ببلادِنا هذه وببلادِ العِراقِ وجدتَ وقتَ المطر الذى وَصَفْناه ببلاد العرب مُتَقَدِّما لوقته ببلادنا وعَسَى أن تَظُنَّ من أجْلِ بَرْدِ بِلادِنا أنه ينبغى أن يكون بها أسرعَ فلا تظنَّنَّ ذلك فانه هنالك أسرعُ وقد صَدَقَ ابن كُناسةَ فى قوله ان أهلَ اليمن يُمْطَرُونَ فى القَيْظ ويُخْصِبُون فى الربيع ـ يعنى بالربيع الزمانَ الذى هو عندنا وعند أهل العراق الشتاءُ وان أهل العراق يُمْطَرُونَ فى الشتاء ويُخْصِبُون فى الصيف وهذا كما قال واذا أحببتَ أن تَسْتَيْقِنَ ذلك فانْظُر الى زمانِ مَدِّ النِّيل فانه فى صَمِيم القيظِ وانما يُمَدُّ من أمْطارِ البلادِ التى منها يُقْبِلُ وهى وَراءَ عَدَنَ غَرْبًا وجَنُوبا وكذلك أمطارُ السِّنْدِ والهِنْدِ وأرضِ السُّودانِ تَبْتَدِئُ والشمسُ فى السَّرطانِ أو فى الاسدِ وذلك خالصُ القيظِ وذلك قبلَ ابتدائِها باليَمن لان اليَمَنَ أقَلُّ طَعْنا فى الجَنُوب منها وكذلك اليمنُ وهى متقدمة فى هذا على أرضِ نَجْدٍ والحجازِ وأرضُ الحجازِ ونَجْدٍ متقدمةٌ فى ذلك على العراقِ وانما جاء حَمْدُهم بعضَ الانواء وذَمُّهم بعضا من قِبَلِ مواقِع الأمْطار التى تكون فى أيامها فأىُّ كَوْكَبٍ جاء وقتُ نَوْئِه فصادَفَ المطرُ الذى يكون فيه من الزمانِ ومن البلدِ مُوافِقَةُ ونَجَعَ فَتَبَيَّنَ خَيْرُه ونَفْعُه حَمِدُوا ذلك النَوْءَ وأضاءُوا حَمْدَه الى الكوكب ونَوَّهُوا به وأىُّ كوكبٍ لم يُصادِفْ المطرُ الذى يكون فى أيام نَوْئِه من الزمانِ مُشَاكِلَةُ ولا من الارض مُوافِقَةُ فلم يَنْجَعْ أو ظَهَر منه نَفْعٌ أو حَدَثَ منه ضررٌ أضافُوا ذلك الى الكواكبِ فَذَمُّوه وسَمَّوْا نَوْءَهُ به حتى كانَّ الفعلَ فى ذلك فِعْلُ الكوكبِ ولما جَرَّبُوا هذه الامورَ فى القديم وطالَ اخْتِبارُهم لها فَوَجدُوها ثابتةً على مَراتبها أكْثَرَ ذلك صَرَفُوا القولَ فى المَدْحِ والذمِّ على ما ثَبَتَ فى التجارِب وألْزَمُوا الكوْكَبَ ذلك وصارَ قَوْلاً مَأثُورا محفوظا يأخُذُه الآخِرُ عن الاوَّلِ وهذه أمورٌ قَدَّرها الخَلَّاقُ العليم فأوْدَعَ الاشياءَ طَبائعَ منها المُتَسالِمةُ ومنها المُتَعادِية ومنها المُشاكِلةُ ومنها المُخالِفةُ والمُسالِمُ سِلْمٌ لمُسالِمَه والمُعادِى عَدُوُّ لمُعادِيهِ والمُشاكِلُ قُوَّةٌ لِشَكْلِه وزيادةٌ فيه والمُخالِفُ ضَرَرٌ لمُخالِفه ثم أرْسَلَها تَتَدانَى وتَتَلاقَى فلا تَنْفَكُّ أبدَالاً بِيدِ من تَغَيُّرٍ وتَبَدُّلٍ اما بفسادٍ واما بصَلاحٍ وذلك أيضا على قِلَّةٍ وكَثْرةٍ فصَلاحُ كُلِّ شئٍ فَسادٌ لما خَالَفَه وكذلك فسادُه صلاحٌ لما خالَفَه وذلك أقوى

أسبابِ الهَلَكةِ والبُيودِ اللَّذَيْن اليهما مَصِيرُ هذه الدنيا ومَنْ وَقَفَ على ما وَصَفْتُ من هذا حتى يَتَبَيَّنه ويَتَيَقنه عَلم أن الارضَ كُلَّها لله وحده لا شريك له وأن هذه الاشياءَ الناميةَ والحائرةَ والفاسدةَ والصالحةَ كُلَّها مُنْقادةٌ لتدبيره جاريةٌ على أذْلالها صائِرة الى غاياتِها فاخْلَى لها السُّبُلَ وقد عَمِىَ عن معرفة كُنْهِ هذا كثير ممن تَرَى فاخْتَزَلُوا الامورَ دون نهاياتِها فنَسَبُوا كثيرا من تدبير هذا العالم الى الاسْباب التى سَبَّبها خالقُها وأضافُوها اليها اضافه مُقْتَصَرًا بها عليها ولم يُتِمُّوا الانْتِهاءَ بها الى أَصْلِ الصُّنْع ومُبْتَدا التدبير لِرَبِّنا الواحِد الاحَد فَضَلُّوا وأَضَلُّوا وتاهُوا فى حَيْرة وتَسَكَّعُوا فى عَمْياءَ ونحن نَحْمَدُ اللهَ على ما هدانا له من معرفة ذلك ونَعُوذُ به من أن نَضِلَّ كما ضَلُّوا فنَشْقَى كما شَقُوا وان كثيرا منهم وان آمنوا بالله فما آمنوا (إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)

الرياح

الرّيحُ ـ نَسِيمُ الهَواءِ انْثَى والجمع أَرْواحٌ* أبو حنيفة* وأَرْياح وعلى هذا قيل أَرابِيحُ وأَراوِيحُ جمعُ أرْواح والكثيرُ رِياحٌ* قال أبو على* رِيحٌ عند سيبويه فِعْل وعند أبى الحسن فُعْلٌ وقال مَرَّةً اعلم أن الرِّيحَ اسمٌ على فِعْلٍ والعينُ منه واو فانقلبتْ فى الواحد للكسر فأما فى الجميع القليل فَصحَّتْ فانه لا شئ فيه يوجبُ الاعلالَ ألا تَرى أن الفتحةَ لا تُوجِبُ اعلالَ هذه الواو فى نحو يَوْم وقَوْلٍ وعَوْنٍ فأما فى الجمع الكثيرِ فَرِياحٌ انقلبت الواو ياء للكسرة التى قبلها واذا كانت قد انقلبت فى نحوِ ديمةٍ وديّمٍ وحِيلةٍ وحِيَلٍ فانْ تَنْقَلِبَ فى رِياح أَجْدَرُ لوقوع الالف بعدها والالفُ تُشْبِه الياءَ والياءُ اذا تأخرت عن الواو أوجبتْ فيه الاعلالَ فكذلك الالفُ لشبهها وقد يكون الريحُ يُعْنَى بها الجمعُ كقولك كَثُرَ الدينارُ والدرهمُ ونظيره كثير* أبو عبيد* يَوْمٌ راحٌ ـ شديدُ الريح وقد راحَ يَراحُ ورَيْحٌ طَيِّبُ الرّيح وقد تقدّم وعَشِيّة رَيْحَةٌ ورِيحَ الغَديرُ ـ أصابَتْه الريحُ* ابن السكيت* رِيحَ الغُصْنُ كذلك وغُصْنٌ مَريحٌ ومَرُوحٌ وأنشد

* غُصْنٌ مِنَ الطَّرْفاءِ رِيحَ مَمْطُورْ*

ورِيحَتِ الشجرةُ أصابَها الرِّيحُ والبَرْدُ فَاذْهَبَ ورَقَها* أبو عبيد* أراحُوا ـ

دَخَلُوا فى الريح ورِيحُوا أصابَتْهمُ الرِّيحُ* ابن السكيت* المِرْوَحةُ ـ التى يُتَرَوَّحُ بها والمَرْوَحةُ المَوْضعُ الذى تَخْتَرقُه الريحُ وأنشد

كأنَّ راكبَها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ

اذا تَدَلَّتْ به أو شارِبٌ ثَمِلٌ

* صاحب العين* التَّروُّحُ والاسْتِراحةُ ـ اسْتِجلابُ الرِّيح* أبو عبيد* مُعْظَمُ الرِّياح الأرْبعُ الدَّبُورُ والقَبُولُ والجَنُوبُ والشَّمَالُ فالدبورُ التى تأتى من دُبُرِ الكعبة والقَبُولُ من تِلْقَائِها وهى الصَّبا والشَّمَالُ تأتى من قِبَل الحِجْرِ والجَنُوبُ من تِلْقائِها* أبو حنيفة* وهى الدَّبائرُ والقَبائِل والصَّبَواتُ والأصْباءُ والشَّمَالاتُ والشَّمَائِلُ والجَنائِبُ* وقال* دَبَرَتِ الريحُ تَدْبُر دُبورًا وقَبَلَتْ تَقْبُل قَبْلاً وقُبُولاً وصَبَتْ تَصْبُو صَبًا وشَمَلَتْ تَشْمُل شَمْلاً وشُمولاً وجَنَبَتْ تَجْنُبُ جُنُوباً* ابن دريد* أفْعَلْتُ مَقُولة فى ذلك كُلّه* أبو عبيد* أدْبَرَ القَوْمُ ـ دَخَلُوا فى الدَّبورِ وكذلك أخواتُها فاذا أردتَ أنها أصابَتْهم قيل فُعِلُوا وأما القولُ فى هذه الالفاظ ووجهُ الاختلافِ فيها أأسماءٌ هى أم صفاتٌ فان سيبويه قال هى صفاتٌ فى أكثر كلام العرب سمعناهم يقولون هذه رِيح شَمالٌ وهذه رِيحٌ جَنُوبٌ وهذه ريح سَمُومٌ سمعنا ذلك من فُصحاءٍ العرب لا يَعْرِفُونَ غَيْرَهُ قال الاعشى

لَها زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَصَا

دِ صادَفَ بالليلِ رِيحًا دَبُورا

وعلى هذا الوَسمَّيْتَ رجُلا بشئ منها صَرَفْتَه وتُجْعَلُ أسماءً وذلك قليل قال الشاعر

حالَتْ وحِيلَ بها وغَيَّر آيَها

صَرْفُ البِلَى تَجْرِى به الرِّيحانِ

رِيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ وتارهً

رِهَمُ الربيعِ وصائبُ التَّهْتانِ

فلو جَعَلْتَها أسْماء لم تَصْرِف شيأ منها وصارتْ بمنزلة الصَّعُود والهَبُوطِ والحَدُورِ* أبو عبيد* وكلُّ ريح من هذِه الاربعِ انْخَرقتْ فوقعتْ بين الرِّيحين فهى نَكْباء وقد نَكَبَتْ تَنْكُب نُكُوبا* ابن دريد* دَبُور نَكْبٌ ـ نَكْباءُ* أبو عبيد* النَّكباءُ ـ التى بين الصَّبا والشَّمالِ وقيل التى بين الشَّمالِ والدَّبُورِ وهى التى تسمى المغربيةَ* أبو عبيد* الجِرْبِياءُ ـ التى بين الجَنُوبِ والصَّبا وقيل هى الشَّمَالُ* أبو حنيفة* وقيل هى الجَنوب* أبو عبيد* مَحْوَةُ ـ الدَّبورُ* أبو حنيفة* سميتْ بذلك لانها تَمْحُو السحابَ وقيل مَحْوَةُ الجَنُوبُ* أبو عبيد*

وقيل الشَّمالُ ومن أسماءِ الجَنُوب الازْيَبُ* قال ابن جنى* ذلك بلغة هُذَيل وهى فى سائر لغة العرب النَّشَاطُ وهى أَفْعَلُ اسمٌ ولم يَذْكُر صاحبُ الكِتاب هذا البناءَ ولا تكون الهمزةُ أصلاً لانه ليس فى الكلام فَعْيَلٌ فأما ضَهْيَدٌ اسمُ موضعٍ فَمصنوعٌ* أبو عبيد* وهى النُّعَامَى* أبو حنيفة* وقيل النُّعامَى الشَّمَالُ وقيل هى التى بين الشَّمالِ والدبور* الزجاجى* وقد أَنْعَمَتْ ومن أسماءِ الجَنُوبِ الهَيْفُ اذا هَبَّتْ بَحرٍّ* ابن السكيت* هَيْفٌ ـ وهَوْفٌ* ابن دريد* الهَيْفُ ريح حارّةٌ بَيْنَ الجَنُوبِ والدَّبورِ ـ يَهِيفُ منها الشجرُ أى يَسْقُط وَرَقُه* غيره* هَيْفٌ وهَيْفةٌ* صاحب العين* الهَيْفُ ـ ريح بارِدةٌ تجىء من قِبَلِ مَهَبِّ الجَنُوب وقيل هى كلُّ ريح ذاتِ سَمُوم تُعطِشُ المال وتُيبِسُ الرَّطْبَ* أبو حنيفة* يقال شَمَالٌ وشَمُولٌ وشَمَلٌ وشَمْلٌ وشَمْألٌ وشَأْمَلٌ وشَيْمَلٌ* أبو حاتم* لم يُسْمَعْ شَمْلٌ الا فى شعر البَعِيثِ يعنى قوله

أَتَى أَبَدٌ من دونِ حِدْثانِ عَهْدِها

وجَرَّتْ عليها كُلُّ نافِجةٍ شَمْلِ

* وقال سيبويه* الهمزة فى شَاْمَلٍ وشَمْأَل زائدةٌ* قال أبو على* فاما شَمَلٌ فتخفيف من شَمْأَلٍ ولا يلزم قولُ أبى على بل قد يكون شَمَلٌ موضوعاً أَوَّلَ كشَمْلٍ* أبو عبيد* ومن أسماء الشَّمَالِ نِسْعٌ ومِسْعٌ* قال أبو على* فأما قوله

قَد حالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبةٌ

نِسْعٌ لها بعِضاءِ الارضِ تَهْزِيزُ

فيكون على أنه كَسَّرَ نِسْعًا وهو الوجه عندى لانه عَضَّدَه بالوَصْفِ الجُمْلِىّ فقال لها بعِضاهِ الارضِ تَهْزِيزُ ويكون على أنه أبدل نِسْعًا من مُؤَوِّبةٍ وجَعَلَ الجُمْلةَ حالا منها ولا يكون فى موضع الوصفِ لمُؤَوِّبةٍ لانه لا يوصَفُ الاسم بعد ما يُبْدَلُ منه* ابن جنى* أرَى الميم فى مِسْعٍ بَدلاً من النون فى نِسْع وذلك لان الشَّمَالَ شديدةُ الهُبوبِ فكأنها نِسْعةٌ تُجْذَبُ بها لعِضُه* أبو عبيد* ومن أسماءِ الصَّباهِيرٌ وهَيْرٌ* ابن السكيت* وهَيِّرٌ* أبو عبيد* وكذلك إِيرٌ وأَيْرٌ* أبو حنيفة* وتخفيف وتفتح ويقال لها أيضا الاوْرُ وقيل الاوْرُ النَّكْباءُ التى بين الجَنُوب والصَّبا وهى المَشْرِقِيَّة وقيل الأَوْرُ والأَيْرُ الجَنُوبُ* أبو عبيد* النافِجةُ ـ أوَّلُ كُلِّ ريح تَبْدَأُ بِشِدّة* الأصمعى* أَقْرَأَتِ الريحُ دَنا هُبُوبُها أَوْهَبَّتِّ لوَقْتِها* صاحب العين* هى

التى تأتى بَغْتةً* أبو عبيد* الرَّيْدَانةُ ـ اللَّيِّنةُ* ابن السكيت* رِيح رَيْدَةٌ ورادَةٌ ـ لَيِّنةُ الهُبوبِ وأنشد

جَرَّتْ عليها كُلُّ رِيحٍ ريدَتِ

هَوْجاءَ سَفْواءَ نَؤُوجِ الغَدْوَتِ (١)

* قال أبو على* هذه روايَتُنا جَرَّتْ والمفعولُ مَحْذُوف للدِّلالةِ عليه كما قال

* لِكُلِّ رِيحٍ فيه ذَيْلٌ مَجْرُورْ*

فعُقِلَ أنه الذَّيْلُ ههنا ـ أى أنها جَرَّتْ ذَيْلَها كما قال تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) وقد روى بعضهم جَرَتْ عليها كُلُّ رِيح ... * أبو نصر* هَبَّتْ الريحُ تَهُبُّ هُبُوبا وهَبِيبًا ثارَتْ وأَهَبَّها اللهُ* غيره* الهَوْجاءُ ـ المُتدارِكةُ الهُبوبِ وقيل هى التى تَحْمِلُ المُورَ وتَجُرُّ الذَّيْلَ* وقال* هَوَتِ الريحُ تَهْوِى هُوِيًّا هَبَّتْ* ابن دريد* الرُّخاءُ ـ الرِّيحُ السَّهْلةُ الهُبوبِ وريح سَمْهَجٌ ـ سَهْلَةُ الهُبوبِ* أبو زيد* السَّوْمُ من هُبوبِ الريح اذا كانَ مُسْتَمرًّا فى السُّكونِ وقد سامِت الريحُ والابِلُ والسَّوْمُ الاسْتِمْرارُ فى العَنَقِ* ابن دريد* يقال للريح اذا هَبَّتْ ثم سكنتْ هذه نَعْرَةُ نَجْمِ كذا وكذا مثلُ البَغْرةِ* وقال* مَعَجَتِ الريحُ تَمْعَجُ مَعْجًا هَبَّتْ هُبوبا لَيِّنًا وقيل هو أن تَمُرَّ مَرًّا سَرِيعًا وقيل هو أن تَهُبَّ فى النباتِ فَتُقَلِّبه يَمِينا وشِمالا* ابن دريد* الحُقْبةُ ـ سكونُ الريح يَمانَيةٌ* أبو عبيد* الزَّفْزافَةُ ـ الشديدةُ التى لها زَفْزفةٌ وهى الصَّوْتُ* ابن دريد* ريح زَفْزَفٌ وزَفْزافٌ وزَفْزافَةٌ ـ شَديدةُ الهُبوب* صاحب العين* زَفَّتْ تَزِفُّ زَفِيفًا وهو هُبُوبٌ ليس بالشديد ولكنه فى ذلك ماضٍ* ابن دريد* ريح زَعْزَعٌ وزَعْزاعٌ ـ شديدةُ الهُبوب دائمتُه* ابن جنى* وكذلك ـ زُعْزُوعٌ* أبو عبيد* الحَنُونُ ـ التى لها حَنِينٌ مِثْلُ حَنِينِ الابل والمُجْفِلَةُ والجافِلةُ ـ السَّريعةُ* ابن دريد* جَفَلَتْهُ الريحُ مثلُ جَثَلَتْه* أبو عبيد* السَّهُوكُ الشَّديدةُ* ابن دريد* سَهَكَتِ الريحُ الترابَ وزَهَكَتْه تَزْهَكُه ـ سَحَقَتْهُ وهى ريح سَيْهُوك وسَيْهَكٌ ومَسْهَكَة* أبو عبيد* السَّهُوجُ والسَّيْهُوجُ ـ الشديدةُ وأنشد أبو على

جَرَتْ عليها كُلُّ رِيحٍ سَيْهُوجْ

من عن يَمِينِ الخَطِّ أو سَمَاهِيج

__________________

(١) قلت لا يغترن أحد بعد ما وقع في لسان العرب وشرح القاموس المطبوعين من تحريف الكلمتين الأخيرتين من هذين المصراعين في مادة ر ي د تحرفتا إلى ريده بهاء ساكنة والعودة بالعين المهملة آخرها هاء وهو تحريف واضح والصواب الذي لا محيد عنه ريدت والغدوت بالتاء وأن الروي مطلق موصول بياء لا بهاء ساكنة وقد أنشدهما على الصواب الجوهري في صحاحه غير أنه نسبهما إلى هميان ابن قحافة وهو خطأ كبير من مثله والصواب أنهما لعلقة التيمي لا لهميان ونظير هذين المصراعين في وصف ريح الغداة بالشدة قول الآخر قد بكرت محوة بالعجاج قد مرت بقية الرجاج وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

* ابن دريد* ريحٌ سَيْهَجٌ وسَيْهَجةٌ وقد سَهَجَتْ سَهْجًا ـ هَبَّتْ هُبوبا دائما وسَهَجَتِ الارضَ قشَرَتْ وَجْهَها وسَهَجَ القومُ ليلَتهم سَهْجا ـ سارُوا سَيْرا دائما منه* صاحب العين* رِيحٌ حُرْجُوجٌ ـ باردة شديدة وأنشد

أنْقاءُ سَارِيةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها

من آخِرِ اللَّيلِ رِيحٌ غَيْرُ حُرْجُوجِ

* أبو عبيد* الدَّرُوجُ ـ التى يَدْرُجُ مُؤَخَّرُها حتى تَرَى لها مِثْلَ ذَيْلِ الرَّسَنِ فى الرَّمْل* أبو حاتم* هَذَا لِيلُ الريحِ ـ ما امْتدَّ منها* صاحب العين* هَدَجَتِ الريحُ هَدْجًا ـ حَنَّتْ وصَوَّتَتْ والتَّهَدُّجُ ـ تَقَطُّعِ الصَّوْتِ* سيبويه* رِيحٌ خَيْفَقٌ ـ سَرِيعةٌ* ابن السكيت* سَمِعْتُ خَجِيجَ الريح ـ أى صَوْتَها* أبو زيد* هى الشديدةُ ما لم تَكُنْ عَجَاجًا* صاحب العين* الخَجُوجُ الريحُ تَخُجُّ فى هُبوبها أى تَلْتَوِى* أبو عبيد* الخَجُوجُ ـ الشديدةُ المَرِّ* ابن دريد* رِيحٌ خَجَوْجاةٌ وشَجَوْجاةٌ وشَجَوْجَى ـ دائمةُ الهُبوبِ* صاحب العين* الخَرِيرُ ـ صوتُ الريح والعُقابِ اذا حَفَّتْ خَرَّتْ تَخِرُّ خَرِيرًا* ابن الاعرابى* الخَرِيقُ ـ من أسماء الريح الباردةِ الشديدةِ الهُبوبِ ولم يَسْتَعْمِلُوا فاعلاً وقيل هى اللَيِّنةُ فهو ضِدُّ* الأصمعى* رِيحٌ خَرْقاءُ ـ لا تَدُومُ على جِهَتِها فى هُبُوبها وأنشد

* بَيْتٌ أطافَتْ بِه خَرْقاءُ مَهْجُومَ*

ومَفازةٌ خَرْقاءُ ـ بعِيدةٌ وريح قاصِفٌ كاسِرةٌ ويقال قاصِفٌ من شِدَّةِ صوتِها* أبو عبيد* المُتَذَئّبَةُ ـ التى تَجىءُ من هنا مرةً ومن هنا مَرَّةً* قال سيبويه* تَذَأّبَتِ الريحُ وتَذَاءَبَتْ* أبو عبيد* البَوارِحُ ـ الشديداتُ* وقال* مرةً هى الشَّمَالُ فى الصَّيْفِ حارَّةٌ* أبو حنيفة* واحدتُها بارِحٌ وقد زَعَم قَوْمٌ أن البَوارِحَ الانْواءُ وقد تقدم رَدُّ قَوْلِهم* قال* وهُنَّ بَناتُ بَرْحٍ وبَنُو بَرْحٍ وقيل البوارحُ التى تحمل الترابَ* أبو عبيدة* السَّهَامُ ـ الريحُ الحارَّةُ الواحدُ والجمعُ فيها سواء* أبو عبيد* النَّسِيمُ ـ التى تجىء بنَفَسٍ ضعيفٍ نَسَمَتْ تَنْسِمُ نَسِيمًا ونَسَمانَا وتَنَسَّمَتُ النَّسِيمَ ـ تَشَمَّمْتُه* غيره* النَسَمُ والمَنْسَمُ من النَسِيم* ابن دريد* ريح مَرِيضةٌ ـ ضعيفةٌ وكُلّ ما ضَعُفَ فقد مَرِضَ* أبو عبيد*

أَعَجَّتِ الريحُ وأَنْشَبَتْ وأَنْسَفَتْ ـ كل هذا فى شدتها وسَوْقِها الترابَ* صاحب العين* عَصَفَتِ الريحُ تَعْصِفُ عُصُوفًا وأَعْصَفَتْ وهى عاصفٌ وعاصفةٌ ـ اشْتَدَّت وفى التنزيل (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) وفيه (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) والريحُ تَعْصِفُ ما مَرَّتْ به من جَوْلانِ التُّرابِ تَذْهَبُ به والمُعْصِفاتُ من الرياح التى تُثِير الترابَ والورقَ والعَصْفَ ونحوَ ذلك* صاحب العين* سَحَلَتِ الريحُ الارضَ تَسْحَلُها سَحْلاً ـ قَشَرَتْ أَدَمَتَها وكُلُّ قَشْرٍ ونَحْتٍ سَحْلٌ سَحَلَهُ يَسْحَلُه سَحْلاً والمِسْحَلُ المِنْحَتُ* ابن دريد* الزَّوْبَعُ والزَّوْبَعةُ ـ الريحُ تُثِيرُ الغُبارَ تُدِيرُه فى الارض حتى تَرْفَعَهُ فى الهواءِ* غيره* هى التى تَدُورُ فى الأرضِ ولا تَقْصِدُ وَجْهًا واحدًا وصبْيانُ الاعْراب يَكْنُونَ الاعْصارَ أبا زَوْبعةَ وقال تَشَغْزَبَتِ الريحُ التَوتْ فى هُبوبها والعَزْفَةُ صَوْتُ الريح* ابن دريد* المُؤْتَفِكةُ التى تجىء بالتراب وقال كَتَحَتْهُ الريحُ وكَثَحَتْه وكثَحَتْه سَفَتْ عليه الترابَ أو سَلَبَتْه ثِيابَه وقال مرة كَثَحَتْه وكَدَحْتَه ضَرَبَتْه بالحَصى والتراب وكذلك كفَحَتْه وأصابه كَفْحٌ من سَمُومٍ اذا لَوَّحَتْهُ وقال ريحٌ حاصِبٌ تَقْشِرُ الحَصَى عن وجه الارض* وقال صاحب العين* نَسَجَتِ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجًا ـ سَحَبَتْ بَعضَه الى بعض ونَسَجَتِ الماءَ ـ اذا ضَرَبَتْه فانْتَسَجَتْ فيه طَرائقُ ونَسَجَتِ الوَرقَ والهَشِيمَ ـ جَمَعَتْ بعضَهُ الى بعضٍ وأصْلُ النَّسْجِ ضَمُّ الشئِ بعضِه الى بعضٍ وقال سَجَعَتِ الريحُ الارضَ وسَهَجَتْها قَشَرَتْها وكذلك مَحجَتْها* أبو عبيد* السَّهْوَقُ ـ التى تَنْسِجُ العَجاجَ* أبو عبيدة* ذَحْذَحَتِ الريحُ الترابَ ـ سَفَتْه* أبو زيد* ذَحَتْنا الرّيحُ تَذْحانا ذَحْيًا ـ اذا أصابتْهم أىُّ ريحٍ كانتْ وليس لهم منها ذرًا وأنشد

فَنِعْمَ مُعَرَّسُ الاضْيافِ تَذْحَى

رِحالَهُمُ شآميةٌ بِلَيلُ

وقال نَمْنَمَتِ الريحُ الترابَ ـ اذا خَطَّتْه وتَرَكَتْ عليه أَثَرَاً شِبْهَ الكِتابةِ وهو النِمْنِمُ والنِّمْنِيم* أبو زيد* أنْسَبَتِ الريحُ ـ وهو شِدَّتُها فى سَوْقِها الترابَ والشين لغةٌ* صاحب العين* اعْتَكَرتِ الريحُ ـ جاءتْ بالغُبار* الأصمعى* فَقَأَتِ الريحُ الارضَ وذلك اذا حَثَتْ على نَباتِها تُرابا* ابن السكيت* سَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنهُ سَفْنًا جَعَلَتْهُ دُقاقًا* الأصمعى* سَفَرَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِرُه سَفْرًا* أبو زيد* دَحَجَتِ الريحُ الشئَ جَرَّتْهُ من موضع الى موضع* وقال صاحب العين* الحاصِبُ ـ

ريح تَحْمِلُ الترابَ وكذلك ما تَناثَر من دَقِيقِ البَرَدِ والثلج وفى التنزيل (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) أى حجارةً وقال دَمَقَتْ عليهم الريحُ وانْدَمَقَتْ ـ دَخَلَتْ والاسْمُ الدَّامُوق* الاصمعى* نَسَفَتِ الريحُ الشئَ تَنْسِفُه نَسْفًا وأَنْسفَتْه سَلَبَتْه* أبو زيد* ذَرَتِ الريحُ الشئَ ذَرْوًا وأَذْرَتْه ـ أطارَتْه وقد ذَرَا هو نَفْسُه والذُّرَى والذُّرَاوة ـ ما ذَرا من الشئ* أبو عبيد* الحَرْجَفُ ـ القَرَّةُ وهى الصَّرْصَرُ والصَرُّ* ابن السكيت* قُولهم ريحٌ صَرْصَرٌ فيها قولان يقال أصلها صَرَّرٌ من الصِّرِ فَابْدَلُوا مكانَ الراء الوُسْطَى فاءَ الفِعْلِ وكذلك قوله تعالى (فَكُبْكِبُوا) أصلها فَكُبّبُوا وتَجَفْجَف الثوبُ أصلُها تَجفَّفَ ولقيتُه فتَبَشْبَشَ أصلها تَبَشَّشَ* أبو عبيد* البَلِيلُ ـ التى فيها بَرْدٌ ونَدًى والشَّفَّانُ الريحُ الباردةُ مع مَطَر والهَلَّابُ الريحُ مع المَطر وأنشد

* أحَسَّ يوما من المَشْتاةِ هَلَّابا*

* ابن دريد* الصُّرَّادُ ـ رِيح باردةٌ مَعَ نَدًى* أبو عمرو* ريح أَلُوب ـ باردة تَسْفِى الترابَ* صاحب العين* الدَّمَقُ ـ الثلجُ مع الريح يَغْشَى الانسانَ حتى يَكاد يَقْتُلُه يأتيه من كُلِّ أَوْبٍ مُعَرَّبٌ دَخِيلٌ* أبو عبيد* ريح خَارمٌ ـ باردة والمُعْصِراتُ التى تَأْتِى بالمَطَرِ والسَّوافِنُ والاعاصيرُ ـ التى تَهِيجُ بالغبار واحدُها إعْصار وقيل الاعْصارُ ـ التى تَسْطَعُ فى السماءِ والهَبْوَةُ ـ الريح بالغُبْرةِ والنَّضِيضةُ ـ التى تَنِضُّ بالماء فَيسِيل ويقال الضَّعيفة والمُسَفْسِفَةُ ـ التى تجرى فُوَيْقَ الارضِ* ابن دريد* عَمَلٌ سَفْسَافٌ ـ غير مُحْكَمِ وقد سَفْسَفَهُ* صاحب العين* ريحٌ مُذَعْذِعةٌ ـ شديدةٌ تُذَعْذِعُ كُلَّ شئ أى تُحَرّكُه وقال ريح عَقِيم ـ لا تُلْقِحُ شَجرا ولا تُنْشِئُ سَحابًا ولا مَطرًا عادَلُوا بها ضِدَّهَا وهو قولُهم ريحٌ لاقِحٌ أى أنها تُلْقِح الشجرَ وتُنْشِئُ السَّحابَ وله نظائر كثيرة* صاحب العين* الرباحُ المختلفةُ ـ هى الرواجِعُ وعُثْنُونُ الرياح أوّلُها اذا جَرَّت الغُبارَ وكذلك أرِاعيلُها* أبو عبيد* الرياحُ الحَواشِكُ والمُشْتَكِرَةُ ـ المختلفةُ ويقال الشديدةُ والعَرِيَّةُ ـ الباردةُ* الكرى* أمُّ مِرزَمٍ ـ الريحُ الشَّمَالُ الباردةُ* أبو عبيد* جاءت الرِّياحُ سَنائِنَ ـ اذا جاءتْ على وجهٍ واحدٍ لا تَخْتلف* ابن دريد* ريحَ طَحُورٌ وقد طَحَرَتِ السَّحابَ تَطْحَرُه طَحْرًا فَرَّقَتْه فى أقطار السماء* صاحب العين* الريحُ تَطْفَحُ القُطْنة أى تَسْطَعُ بها وأنشد

* مُمَزَّقًا فى الريحِ أو مَطْفُوحا*

* ابن دريد* يومٌ هَجْهاجٌ ـ كثيرُ الريح شديدُ الصَّوْتِ* صاحب العين* هَزِيرُ الريح ـ صوتُها* الاصمعى* ريحٌ هَفَّافَةٌ وهَفْهافَةٌ ـ سريعةُ المرِّ وقد هَفَّتْ تَهِفُّ هَفًّا وهَفِيفًا اذا سمعتَ صوتَ هُبوبِها وقال سَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ سُكورًا وسَكَرانًا سَكَنَتْ* أبو عبيد* ما كان من الرياح من نَفْحٍ فهو بَرْدٌ وما كان من فَحْ فهو حَرُّ* صاحب العين* لَفَحَتْهُ السَّمُومُ تَلْفَحُه لَفْحًا ـ أصابَتْه* أبو عبيد* السَّمُومُ بالنهارِ وقد تكون بالليل* ابن السكيت* أسَمَّ يومُنا وسَمَّ وسُمَّ وأنشد أبو على

وقَد عَلَوْتُ قُتُودَ الرَّحْلِ يَسْفَعُنِى

يومٌ قُدَيْدِمةَ الجَوْزاءِ مَسْمُومُ

* أبو عبيد* الحَرُورُ بالليل وقد تكون بالنهار وأنشد ابن السكيت

* ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ*

قال سيبويه فى السَّمُوم والحَرُورِ مثلَ قوله فى الشَّمالِ والدَّبُورِ والقَبُولِ والجَنُوب من أنها صفاتٌ فى أكثر كلام العرب وأنها قد تجعل أسماءًا وذلك قليل وزعم الفارسى أن جميعَ أسماءِ الرياح تَجْرى هذا المَجْرَى يعنى ما اخْتُزِل فيه المَوْصوفُ بالاغلب والاكثر* وقال صاحب العين* السُّعَار ـ السَّمُوم وحَرُّها وقد سُعِرَ ـ أصابه السُّعَارُ وقال سَفَعَتْه السَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعًا ـ لَفَحَتْه لَفْحًا يسيرا وغَيَّرَتْ بَشَرَتهُ* ابن دريد* دَبُورٌ سكْبٌ وشَمَالٌ عَرِيَّةٌ وحَرْجَفٌ وجَنُوبٌ خَجُوجٌ وصَبًا هَبُوبٌ وحَنُونٌ ـ صفاتٌ للريح* أبو عبيد* الحَنُونُ من الرياح ـ التى لها حَنِينٌ كحَنِين الابلِ ولم يَخُصَّ بها رِيحًا* غيره* ريحٌ حَنَّانةٌ وهَتُوفٌ كذلك وقد تقدَّمَتِ الهَتُوفُ فى القَوْس* صاحب العين* الريحُ تُزْجِى السحابَ أى تَسُوقُه وقد أزْجَيْتُ الشئَ وزَجَّيْتُه ـ سُقْتُه ورجل مِزْجاءٌ ـ كثيرُ الازْجاءِ للمَطِىِّ* أبو زيد* أنْشَر اللهُ الرياحَ ـ بَعَثها وقد أرْسَلَها اللهُ نَشْرًا ونُشْرًا* قال أبو على* وقرئ (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ) نُشْرًا ونُشُرًا ونَشْرًا و (بُشْراً) وقرئ يُرسِلُ الريحَ نُشُرًا فمن قرأ الريح نُشُرًا فأفْرَدَ ووصَفَه بالجمع فانه حمله على المعنى وقد أجاز أبو الحسن ذلك وقال فيها اثنتان وأربعون حَلُوبَة سُودًا فمن نَصَبَ حَمَل على المعنى يراد به الجمع

ألا ترى أنه أفْردَ الريحَ ووَصَفَه بالجمع فى قوله تعالى «نشرا بين يدى رحمته» فلا يكون الريح على هذا الا اسماء للجنس وقولُ من جَمَعَ الريح اذا وَصَفَها بالجمع الذى هو نُشُرًا أحْسَنُ لان الحملَ على المعنى ليس ككَثْرَةِ الحَمْلِ على اللفظِ ويؤكد ذلك قولُه تعالى (الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) فلما وُصِفَتْ بالجمع جُمِعَ المَوْصُوفُ أيضا ومما جاء فيه الجمع القليلُ بالواو وقولُ ذى الرمة

اذا هَبَّتِ الارْواحُ من نَحْوِ جانِبٍ

به آلُ مَىّ هاجَ شَوْقِى جَنُوبُها

وليس ذلك عندى كعِيدٍ وأعْيادٍ لان هذا بدل لازم وليس البدل فى الريح كذلك فأما ما جاء فى الحديث من أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول اذا هَبَّتْ رِيحٌ «اللهم اجْعَلْها رِياحًا ولَا تجعلها رِيحًا» فلَانَّ عامّةَ ما جاء فى التنزيل على لفظةِ الرياحِ للسُّقْيا والرحمةِ كقوله عزوجل (أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) وقوله (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) و (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً) وما جاء بخلاف ذلك جاء على الافْراد كقوله عزوجل (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) وقوله (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ) و (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ) فجاءت فى هذه المواضع على لفظ الافرادِ وفى خلافها على لفظِ الجميع* قال أبو عبيدة* نُشُرًا أى مُتَفَرِّقةً من كُلِّ جانبٍ* قال أبو على* أنْشَر اللهُ الريحَ مثْلُ أحْياها فنَشَرَتْ أى حَيِيَتْ والدليلُ على أن إنْشارَ الريح إحياؤُها قولُ المَرَّارِ الفَقْعَسِىّ

وهَبَّتْ له ريحُ الجَنُوبِ وأُحْيِيَتْ

له رَيْدَةٌ يُحْيِى المَماتَ نَسِيمُها

فكما جاء فيها أُحْيِيَتْ كذلك ما حكاه أبو زيد من قولهم أنْشَر اللهُ الرِّيحَ معناه الاحْياءُ ومما يَدُلُّ على ذلك أن الريحَ قد وُصِفَتْ بالموتِ كما وُصِفَتْ بالحياةِ فى قوله

انى لَأرْجُو أن تَمُوتَ الرِّيحُ

فأَقْعُد اليومَ فاسْتَرِيح

فقال تموت الريح بخلاف ما قاله الآخر وأُحْيِيتْ له رَيْدةٌ والرَّيْدَةُ والرَّيْدانَةُ ـ الريح وقراءةُ من قرأ نُشُرًا يحتمل ضربين يجوز أن يكونَ جمعَ ريحٍ نَشُورٍ ورِيحٍ ناشِرٍ ويكونَ ناشِرٌ على معنى النَّسَب فاذا جعلته جمعَ نَشُورٍ احْتَمَلَ معنيين أحدهما أن

يكونَ النَّشُورُ بمعنى المُنْشَر كما أن الرَّكُوب بمنزلة المَرْكُوب قال

فما زِلْتُ خَيْرًا منك مُذْعَضَّ كارِهًا

بلَحْيَيْكَ عادِىُّ الطريقِ رَكُوب

وقال أوس بن حَجَر

تَضَمَّنها وَهْمٌ رَكُوبٌ كأنه

اذا ضَمَّ جَنْبَيْهِ المَخارِمُ زَوْرَق

كانَّ المعنى ريحٌ أو رياحٌ مُنْشَرةٌ ويجوز أن يكون نُشُرًا جمعَ نَشُورٍ يُراد به الفاعلُ كماءٍ طَهُور ونحوِه من الصفاتِ ويجوز أن يكونَ نُشُرًا جمعَ ناشِرٍ كشَاهِدٍ وشُهُدٍ وبازِلٍ وبُزُلٍ وقاتِلٍ وقُتُلٍ قال الاعشى

* إِنَّا لَامْثالِكُم يا قومَنا قُتُلُ*

وقراءةُ من قرأ نُشْرًا يحتمل الوجهين أن يكون جمعَ فَعُول فخفف العين كما يقال كُتْبٌ ورُسْلٌ وأن يكون جمع فاعلٍ كبازِل وبُزْلٍ وعائطٍ وعِيطٍ وأما من قرأ نَشْرًا فانه يحتمل ضربين يجوز أن يكون المصدر حالا من الريح فاذا جعلته حالا منها احتمل أمرين أحدهما أن يكون النَّشْرَ الذى هو خلافُ الطَّىِّ كانها كانت بانقطاعه كالمَطْويَّةِ ويجوز على تأويل أبى عبيدة أن تكونَ مُتَفَرِّقةً فى وُجوهها والآخر أن يكون النَّشْرَ الذى هو الحياةُ فى قوله

* يا عَجَبًا للميِّتِ النَّاشِر*

فاذا حَمَلْتَه على ذلك وهو الوجهُ كان المصدرُ يراد به الفاعل كما تقول أتانا رَكْضًا أى راكِضًا ويجوز أن يكون المصدرُ يُرادُ به المفعول كانه يُرْسِل الرياحَ انْشارًا أى مُحْياةً فحذَف الزوائدَ من المصدر كما قالوا عَمْرَكَ اللهَ وكما قال

* فانْ يَهْلِكْ فذلك كانَ قَدْرِى*

أى تَقْدِيرى والضربُ الآخَر أن يكون نَشْرًا على قراءتها ينتصب انتصابَ المصادر من باب صُنْعَ اللهِ لانه اذا قال (يُرْسِلُ الرِّياحَ) دَلَّ هذا الكلام على يَنْشُرُ الريحَ نَشْرًا وتَنْشُرُ نَشْرًا من نَشَرَتِ الريحُ ومن قرأ (بُشْراً) فهو جمع بَشِيرٍ وبَشُورٍ من قوله عزوجل (يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) أى تُبَشِّرُ بالمطر والرحمةِ وجَمَعَ بَشِيرا على بُشْرٍ مِثْلَ كتابٍ وكُتْبٍ* صاحب العين* المُرْسَلاتُ فى التنزيل ـ الرياحُ وقيل الخَيْلُ والمُبَشِّراتُ ـ رياحٌ يُسْتَدَلُّ بهُبُوبِها على المَطر* ابن دريد* مكانٌ عَذِىُّ ـ رَيِّحٌ

والمُورُ جمعُ رِيحٍ مَوَّارةٍ وقال هَزَفَتْهُ الريحُ تَهْزِفُه هَزْفًا ـ اسْتَخَفَّته

السحاب وأنواعه

* غير واحد* سحابةٌ وسحابٌ وسَحائبُ وسُحُبٌ* صاحب العين* سميت سحابةً لانْسحابِها فى الهواء من قولك سَحَبْتُ الشئَ أَسْحَبُه سَحْبًا ـ جَرَرْتُه والغيمُ السحابُ والجمعُ غُيُوم* أبو عبيد* غامَتِ السماءُ وأغامَتْ وأغْيَمَتْ وتَغَيَّمَتْ وغِيمَ القومُ ـ أصابَهم الغَيْمُ وأغامُوا وأغْيَمُوا ـ دَخَلُوا فى الغيم وحكى محمدُ بنُ يزيد يومٌ مَغْيُومٌ ذو غَيْم وأنشد

* يومُ رَذاذٍ عليه الدَّجْنُ مَغْيُومُ*

* ابن السكيت* الغَيْمُ ـ الغَيْنُ* قال أبو على* هذا هو على البَدَل* أبو عبيد* غانَتِ السماءُ وغِينَتْ وقال دَجَّجَتِ السماءُ ـ تَغَيَّمَتْ* أبو حنيفة* دَجْدَجَتْ وتَدَجَّتْ* أبو عبيد* السماءُ مُتَرَبِّدةٌ ـ مُتَغَيِّمة* أبو حنيفة* غَثَتِ السماءُ تَغْثِى ـ بَدَأتْ بغَيْمٍ* أبو عبيد* الدَّجْنُ ـ إظلالُ السحابِ الارضَ* أبو حنيفة* هو البْاسُه اياها أمْطَرَ أو لم يُمْطِرْ* ابن دريد* الجمعُ أدْجانٌ ودُجُونٌ وليلةٌ مِدْجانٌ* صاحب العين* أدْجَنَ يومُنا وادْجَوْجَنَ وأدْجَنَّا ـ دَخَلَنا فى الدَّجْنِ* أبو زيد* سَحابةٌ داجِنةٌ ومُدْجِنةٌ دَجَنَتْ تَدْجُنُ دَجْنًا ودُجُونًا وأدْجَنَتْ والدُّجُنَّةُ من الغيم ـ المُطَبِّقُ تَطْبِيقًا يقال يومٌ دُجُنَّةٌ ويومُ دُجُنَّةٍ وكذلك الليلة على الوجهين الصفةِ والاضافةِ* السيرافى* الدُّجُنُّ جمعُ دُجُنَّةٍ وقد مَثَّل بها سيبويه* أبو زيد* الغَمامُ ـ السحابُ واحدتُه غَمامةٌ* صاحب العين* اغْمِىَ يَومُنا ـ غامَ* أبو زيد* غَطَلَتِ السماءُ وأغْطَلَتْ ـ أطْبَقَ دَجْنُها أيامًا* أبو عبيد* السحابُ أوَّلَ ما يَنْشَأُ نَشْءٌ* البكرى* الخَرْجُ كالنَّشْءِ* أبو عبيد* ويقال قد خَرَجَ له خُرُوجٌ حَسنٌ* أبو حنيفة* النَّشْءُ أن تَراه كالمُلَاءة والمَنْشُورةِ وقد نَشَأَ يَنْشَأُ* الاصمعى* النَّجْوُ كالنَّشْءِ والجمعُ نِجَاءٌ* أبو حنيفة* فاذا عَرَضَ فى الافُقِ فهو العانُّ والعارِضُ والعارِضُ من السحابِ ـ الذى يَعْرِضُ فى قُطْرٍ من أقطارِ السماءِ من العَشِىِ

ثم يُصْبِحُ وقد حبَا واسْتَوَى واذا أقْبَل اليك وأخَذَ يَعْلُو فهو الحَبِىُّ* أبو عبيد* الحَبِىُّ ـ الذى يَعْتَرِضُ اعْتِراضَ الجَبَلِ قَبْلَ أنْ يُطَبِّق السماءَ* ابن دريد* هو الذى يُشْرِفُ على الارض من الافُقِ فكانه قَدْ دنَا اليها من قولهم حَبا الصبىُّ حَبْوًا اذا مَشَى على اسْتِهِ وأشْرَفَ بصَدْره وكُلُّ دانٍ حابٍ* صاحب العين* طَبَّقَ السحابُ الجَوَّ ـ غَشَّاه* وقال* خَلَلُ السَّحابِ وخِلَالُه ـ ثُقَبُهُ ومَخارِجُ الماءِ منه وفى التنزيل (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) والخَلَّةُ ـ الثُّقْبَةُ الصغيرةُ وقيل هى النُّقْبةُ ما كانتْ وقولُ الشاعر يصف فرسا

أحالَ عليهِ بالقَناةِ غُلامُنا

فأَذْرِعْ به لخَلَّةِ الشَّاةِ راقِعا

ويروى بالقَطِيع معناه أن الفرسَ يَعْدُو وبينه وبين الشاةِ خَلَّةٌ فيُدْرِكُها فكانه رَقَعَ تلك الخَلَّةَ بَشَخْصِه وقيل يَعْدُو وبين الشاتين خَلَّة فيَرْقَعُ ما بينهما بنَفْسِه وأذْرِعْ به ـ أسْرِعْ به* أبو حنيفة* فاذا التْأَمَ وتَبَسَّطَ حتى يَعُمَّ السماءَ فقد تَذَجَّى وتَطَخْطَخَ وذلك اذا لم تَرَ خَلَلاً ولا فَتْقًا وسحابٌ طَخْطاخٌ* ابن الاعرابى* اخْلَوْلَقَ السحابُ ـ اسْتَوَى وارْتَتَقَتْ جُوَبُهُ* أبو حنيفة* المُكْفَهِرُّ من السحابِ ـ الذى امْتَلَأَ ماءً وقيل هو الذى يَسْوادُّ ويَصْهابُّ وتَعْرِفُ فيه المَطَرَ فاذا تَدانَى من الارض فهو المُسِفُّ* صاحب العين* سِقْطُ السحابِ ـ طَرَفٌ منه يُرَى كأنه ساقِطٌ على الارضِ فى ناحيةِ الافُقِ وسِقْطُ الخِباءِ منه وقد تقدم* قال أبو على* ومنه سِقْطَا الطائرِ ـ جَناحاهُ* أبو حنيفة* واذا تَدانَى وثَقُلَ فقَد ارْجَحَنَّ* ابن دريد* تَخَزَّلَ السحابُ ـ اذا رأيتَه يتَثاقَلُ كانما يَتراجَعُ* صاحب العين* وكذلك ـ انْخَزَلَ* ابن دريد* تَرَهْيَأَتِ السحابةُ ـ سارتْ سَيْرًا رُوَيْدًا وفى الحديث «فاذا سحابةٌ قد نَشَأَتْ تَرْهَيَأُ» * أبو حنيفة* فاذا لم يَتَّجِهْ جِهةً فقد تَحَيَّرَ* أبو زيد* وهو الحَيّرُ* صاحب العين* اذا كَثُفَ الغَيْمُ ثم مَخَضَ قيل نَغَضَ ـ وذلك حين تَراه يتحرك بعضُه فى بعض مُتَحيِّرًا ولا يسير وأنشد

أَرَّقَ عَيْنَيْكَ من الغَماضِ

بَرْقٌ سَرَى فى عارِضٍ نَغَّاضِ

* أبو حنيفة* فاذا تَلَحْلَح ولم ينفُذْ للرياح فقد أَرْسَى ورَكَدَتْ رَحاهُ وأنشد

اذا اسْتَدْبَرَتَه الريحُ كى تَسْتَحِقَّه

تَرَاجَنَ مِلْحاحٌ الى المُكْثِ مُزْحِفُ

وهو حينئذ اذا سَد الآفاق كلَّها سُدُّ والجميع سُدُودٌ وأنشد

قَعَدْتُ له وشَيَّعَنِى رجالٌ

وقد كَثُرَ المخَايِلُ والسُّدُودُ

فاذا ثَبَتَ ولم يَبْرَحْ اليومَ والليلةَ فهو الصَّبِيرُ أُخِذَ من الصَّبْرِ وهو الحَبْسُ* أبو عبيد* الصَّبِيرَ ـ السحابةُ البيضاءُ* أبو زيد* وجِماعُهُ الصُّبُر ويقال للسحابةِ البيضاءِ الخالِصةِ فاسقةٌ* أبو عبيد* النَّمِرُ من السحاب ـ قِطَعٌ صِغارٌ مُتَدانٍ بَعضُها من بعض* أبو حنيفة* النَّمِرةُ أن تَرَاها كجلْد النَّمِر من غيمِ صغارٍ تَكَادُ تتَّصِلُ وقالوا أَرِنها نَمِرهْ أَرِكَها مَطِرهْ قال وقد بَلَوْنا ذَلِك كَثِيراً فوَجَدْناه كذلك* أبو زيد* نَمَّر السَّحابُ* صاحب العين* الحَبير من السحاب ـ الذى تَرَى فيه كالتَّنْمِير من كَثْرة مائِة* أبو عبيد* القَزَعُ ـ قِطَعٌ مُتَفَرِّقةٌ صِغارٌ* أبو حنيفة* القَزَعُ سحابٌ صِغارٌ يَتطايَرُ فى السماءِ وهو من أحَبِّ السحاب الى الناسِ اذا اسْتَنْأَوُا الوَسْمَىْ اسْتَنْأَوْا من النَّوْءِ قدّم الهمزة* صاحب العين* هى قِطَع رِقَاقٌ كأنها ظِلُّ اذا مَرَّت تَحتَ السحابِ وقيل هو السحابُ المُتَفَرِّقُ ومنه قَزَعُ الخَرِيفِ الواحدةُ قَزَعَة وقِزَاعٌ ـ أى لُطَيْخَةُ غَيْمٍ والكِسْفُ والكِسَفُ ـ قِطَعُ السحاب* أبو حاتم* اذا كانتِ السحابةُ عَرِيضةً فهى كِسْفٌ* صاحب العين* الصِّرْمَة ـ القِطْعةُ من السحاب والجمعُ صِرَمٌ والرَّمِىُّ قطع من السحاب صِغارٌ دِقَاقٌ قَدْرُ الكَفِّ أو أَكْبَرُ شيأ والجمعُ أرْماءٌ* أبو عبيدة* وأَرْمِيةٌ وقال ما فى السماءِ سَحاءَة من سَحابٍ ـ أى قِطْعةٌ* أبو عبيد* الكَنَهْوَرُ ـ قِطَعٌ مثلُ الجبالِ واحدتُها كَنَهْورةٌ وغَيْم كَنَهْوَرٌ* ثعلب* الخالُ ـ السحابةُ الضَّخْمةُ والجمعُ خِيلَانٌ* أبو عبيد* القَلَعُ ـ قِطَعٌ كأنها قِطَعُ الجِبالِ والغَمامُ المُكَلَّلُ ـ السحابةُ التى يكون حَوْلَها قِطَعُ السحابِ فهى مُكَلَّلةٌ بهنَّ* صاحب العين* سحابةٌ دَلُوحٌ ودالحةٌ ـ مُثْقَلةٌ بالماء والجمعُ دُلْحٌ ودُلْحٌ ودَوالِحُ وقد دَلَحَتْ تَدْلَحُ* أبو عبيد* المُعْصِراتُ ـ ذواتُ المَطَرِ وأنشد

وَذِى اشُرٍ كالاقْحُوانِ تَشُوفُه

ذِهابُ الصَّبا والمُعْصِراتُ الدَّوالِحُ

قال أبو حنيفة ونَرَى معنى قول الله عزوجل (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً)

أن المُعْصِراتِ الرياحُ ذواتُ الاعاصِيرِ وهى الرَّهَجُ والغُبارُ وأنشد

وكانَّ سُهْكَ المُعْصِراتِ كَسَوْنَها

تُرْبَ القَعاقِعِ والنِّقاعَ بمُنْخُلِ

قال وزَعَمُوا أن معنى مِنْ معنى الباء وقيل بل المُعْصِراتُ الغُيومُ أنْفُسُها وذهب الى معنى الغيثِ ولا يحتمل قولُه غَيْرَ السحابِ لقوله الدَّوالِح فتكون المُعْصِراتُ اللواتى أمْكَنَتِ الرياحَ من اعتصارها واستَزالِ قَطْرِها كما يقال أمْضَغَ النخلُ وآكَلَ وأطْعَم وأفْرَكَ الزرعُ اذا أمكن ذلك فيه* قال المُتَعَقِّبُ* وقد ألَمَّ أبو حنيفة بالصوابِ ثم عَدَلَ عنه المُعْصِراتُ السحابُ بعينها كما قال ولكنها سميتْ مُعْصِراتٍ بالعَصَرِ والعُصْرةِ وهو المَلْجَأُ قال أبو زبيد

صَادِيَا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍ

ولقد كانَ عُصْرةَ المَنْجُودِ

أى مَلْجَا المكروبِ ويقال أعْصَرنِى فلانٌ اذا ألْجَأكَ اليه واعْتَصَرْتُ به قال عدى بن زيد

لَوْ بغَيْرِ الماءِ حَلْقى شَرِقٌ

كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصارِى

فمعنى المُعْصِراتِ المُنْجِياتُ من البلاءِ المُعْصِماتُ من الجَدْبِ بالخِصْبِ لا ما قال أبو حنيفة ولا من قال انها الرياحُ ذواتُ الاعاصِيرِ فلا تَلْتَفتنَّ الى القولين معا* أبو حنيفة* الفارقُ ـ السحابةُ تُفارِقُ مُعْظَمَ السحابِ فتنفردُ والجميعُ الفُرَّقُ وربما أمْطَرتْ بأماكنَ اخَرَ* صاحب العين* الغَيابة ـ السحابةُ المنفردةُ وقيل الغَيابةُ والغَياءَة ـ ظِلُّ السحابةِ* أبو حنيفة* اسْتَأْرَضَ السحابُ ـ ثَبتَ وتَمَكَّنَ وأَرْسَى وأنشد

مُسْتَأْرِضًا بينَ بَطْنِ اللِّيثِ أيْمَنُهُ

الى شَمَنْصِيرَ غَيْثًا مُرْسَلاً مَعِجَا

وقال كِفَافُ السحابِ ـ أسافلُه وجِمَاعُه الاكِفَّةُ وشماريخُه ـ أعالِيه وبَواسِقُه وقَواعدُه ـ أركانُه كارْكانِ البُنْيانِ ورحاهُ ـ مُسْتَدارُه ومُسْتَأْرِضُه ـ مُتَمَكِّنُه وهو مأخوذٌ من الارض وروى أن رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سَألَ عن سحائبَ مَرَّتْ فقال كيفَ تَرَوْن قَواعِدَها وبَواسِقَها أَجُونٌ أم غَيْرُ ذلك وقال كيفَ تَرَوْنَ رَحاهَا ثم سأل عن البرق أخَفْوًا أم وَمِيضًا أم يَشُقُّ شَقًّا فقالوا يَشُقُّ شَقًّا فقال جاءَكُم الحَيَا * صاحب العين* خَناذِيذُ الغيمِ ـ أطرافٌ منه شاخصةٌ مُشْرِفةٌ* أبو

زيد* طُرَّةُ الغيمِ ـ أَبْعَدُ ما يُرَى منه وطُرَّةُ الكَلِا والقُفِ ـ ناحِيَتُهما* أبو حنيفة* ألْقَى السحابُ أكْنَافَه وأرْواقَه ومَراسِيَه ـ اذا ثَبَتَ فامْطَرَ والبُرَصُ فُتوقٌ فى الغَيم يُرَى بها أَدِيمُ السماءِ الواحدةُ تُرْصةٌ* أبو زيد* العَيْنُ ـ كلُّ سَحابةٍ تَبْدَأُ من قِبَلِ القِبْلةِ* صاحب العين* الخَسِيفُ من السَّحابِ ما نَشَأ من قِبَلِ العَيْن* أبو زيد* الرَّيِّقُ ـ السحابُ المُمْطِرُ والظُّلَّة أوَّلُ سحابةٍ تُظَلِّلُ* أبو عبيد* أَضَرَّتِ السحابةُ ـ دنَتْ من الارض وكُلُّ دانٍ مُضِرٌّ* صاحب العين* عَسْعَسَتِ السحابةُ ـ دَنَتْ مِن الارضِ ولا يكونُ الا فى ليلٍ مع بَرْقٍ واليَعالِيلُ ـ القِطَعُ البيضُ من السحابِ والعَقْرُ السحابُ الابْيضُ وكُلُّ أبيضَ عَقْرٌ وقيل العَقْرُ ـ غَيْمٌ يَنْشَأُ فى عَرْضِ السماء ـ والباضِعَةُ القِطْعةُ من الغَيْمِ والعَرَّاصُ ـ السحابُ ما اضْطَرَبَ فيه البرقُ والطِّلُّ من فوقِه فقَرُبَ حتى صارَ كالسَّقْفِ ولا يكون الا ذا رَعْدٍ وبَرْقٍ والعَصْبُ ـ غَيْم أحْمَرُ يَنْشَأُ فى الافُقِ وقد عَصَبَ يَعْصِبُ ويقال أيضا ذلك للْأُفُقِ اذا احْمَرَّ فى الجَدْبِ* صاحب العين* النَّقْحُ ـ سَحابٌ أبيضُ صَيْفِىٌ

السحابُ المرتفعُ المُتراكمُ

* أبو حنيفة* اذا رَكِبَ السحابُ بعضُه بَعْضًا ـ فهو الرُّكَامُ* أبو عبيد* المُكْفَهِرُّ ـ الذى يَغْلُظُ من السحاب ويَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا* اللحيانى* هو المُقْفَهِرُّ والمُكْفَهِرُّ والمُقْرَهِفُّ والمُكْرَهِفُّ وقد تقدم أنه المُمْتَلِئُ ماءً* أبو عبيد* النَّشَاصُ ـ المُرْتَفِعُ بعضُه فوق بَعْضٍ وليس بمُنْبَسِطٍ وأنشد

* ماءُ نَشَاصٍ حَلَبَتْ منه فَدَرَّ*

* صاحب العين* نَشَصَ السَّحابُ ـ ارْتَفعَ من قِبَلِ العَيْنِ حين يَنْشَأُ ويَعْلُو* أبو عبيد* النَّشَاصُ ـ الطِّوَالُ من السحاب الواحدةُ نَشاصَةٌ* أبو عبيد* الصَّبِيرُ ـ الذى يَصِيرُ بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجًا وأنشد

* كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبِير*

وقد تقدم أن الصَّبِير ـ السحابةُ البيضاءُ وأنه الذى قد ثَبَتَ ولم يَبْرَحْ* أبو زيد* النَّضَدُ ـ مثلُ الصَّبِير وجمعُه الانْضادُ* أبو عبيد* القَرِدُ ـ المُتَلَبِّدُ بعضُه على بعضٍ* أبو حنيفة* اذا رَأَيْتَهُ مُتَلَبِّدًا ولم يَمْلَاسَّ فهو القَرِدُ وذاك تَقَرُّدُه فأما القَرَدُ فهَناتٌ صِغارٌ تكونُ دونَ السحابِ لم تَلْتَئِمْ بَعْدُ وأنشد

كأنَّهُمْ تَحْتَ صَيْفِىّ لهم نَخَمٌ

مُصَرِّحٍ طَحَرَتْ أَسْناؤُه القَرَدَا

فاذا ذَهَبَ ذلك عنه وامْلَاسٍ ـ فهو الاخْلَقُ والسحابةُ خَلْقاءُ وأنشد

أَوْ عازِب جادَتْ على أوراقِه

خَلْفاءُ عامِلَةٌ ونَوْءُ نُجومِ

* أبو عبيد* الطَّخَاءُ والطَّخَافُ والعَماهُ ـ كلُّه السحابُ المُرْتَفِعُ* غيره* العَماءُ والعَمَايةُ ـ السحابُ الكَثِيفُ وقد قيل فى واحد العَماءِ عَمَاءَة وبعضُهم يجعلُ العَماءَ اسْمًا للجنس* أبو عبيد* اطْلَخَمَّ السحابُ ـ اظْلَامَّ وتَراكَبَ* صاحب العين* الغُمْلُولُ ـ مُجْتَمعُ الغَمامِ اذا أظْلَم وتَراكَم وكذلك هو من الشجر* أبو عبيد* المُحْمَوْمِى ـ الاسْوَدُ المُتَراكِمُ والكِرْفِئُ مَقْصُورٌ واحدتُه كِرْفِئةٌ ـ وهى قِطَعٌ مُتراكِمةٌ* صاحب العين* الطِرْيَمُ ـ السحابُ الكَثِيفُ وقد تقدم أنه العَسَلُ

السحاب الذى بعضُه فوقَ بعضٍ ودُونَ بعضٍ

* أبو عبيد* الرَّبَابُ ـ السحابُ المُتَعَلِّقُ دونَ السحابِ وقد يكون أبيضَ ويكون أسودَ* أبو حنيفة* اذا رأيته كانَّ نَوائِسَ مُتَدَلِّيةً فذاكَ الرَّبابُ كانه سحابٌ دونَ السحابِ* أبو عبيد* الهَيْدَبُ ـ الذى يَتَدَلَّى ويَدْنُو مثل هُدْبِ القَطِيفَةِ* صاحب العين* هَيْدَبُ السحابِ ـ الذى تراه يَتَسَلْسَلُ فى وَجْههِ لِلْوَدْق فيَنْصَبُّ كانه خُيوطٌ مُتَّصِلةٌ والسحابُ اذا كانَ كذلك أهْدَبُ وكذلك الوَطَفُ والاوْطَف وسحابةٌ وَطْفَاءُ* أبو عبيد* عُثْنُونُ السحابِ ـ هَيْدَبُه اذا جَرَّ الغُبارَ وقد تقدم فى الريح* صاحب العين* أَفانِينُ السحابِ ـ أَوائلُه وقد تقدم فى الشَّبابِ* أبو عبيد* الغِفَارةُ ـ السحابةُ تكون فوقَ السحابةِ* أبو حنيفة* اذا رأيته كَانَّ غِشاءً قد أُلْبِسَهُ فتلك الغِفَارةُ والاكْليلُ وسحابٌ مُكَلَّلٌ ـ له كالاكْلِيلِ وأنشد

وما مُكَلَّلةٌ راحَ السِّمَاكُ بها

فى ناحِراتِ سِرارٍ قُبْلَ إهْلالِ

فاذا رأيتَ الوَدْقَ يَخْرُجُ من خِلالِهِ قد اتَّصَلَ بالارضِ كالرَّيْطِ المُنَشَّرِ وهو منك بَعِيدٌ فذاك السَّبَلُ

السحابُ الذى الى الرّقة وقِلةِ الكَثافةِ

* أبو عبيد* الطَّخَارِيرُ ـ قِطَعٌ مُسْتَدِقَّةٌ رِقاقٌ واحدُها طُخْرُور ويقال للرجل اذا لم يكنْ جَلْدًا ولا كَثِيفًا انه لَطُخْرورٌ وحكى صاحب العين انه لَطُحْرور بالحاء غيْرَ مُعْجمة* ابن دريد* الطَّخْر ـ غَيْمٌ رقيقٌ يكون فى جَوانب السماءِ وليس بثَبتٍ* أبو عبيد* بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ ـ سَحائِبُ يأتِينَ قُبُلَ الصَّيفِ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ* غيره* ويقال بَناتُ المَخْرِ وأنشد

كبَناتِ المَخْرِ يَمْادْنَ اذا

أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ

* أبو عبيد* السَّمَاحِيقُ ـ نَحْوٌ منه واحدتُها سِمْحَاقٌ والزَّعْبَجُ والزِّبْرِجُ ـ سحابٌ رَقِيقٌ وقيل الزِّبْرِجُ ـ الخَفِيفُ الذى يَسْفِرُه الريحُ* السيرافى* هو السحابُ الأَحْمَرُ* قال أبو حنيفة* اذا كان الغيم لا يُوارِى السماءَ ـ فهو الكَدَرةُ والطِّمْرِساءُ والطِّرْمِسَاءُ أغْلَظُ من الكَدَرَةِ* قُطْرُب* الضَّبابُ ـ نَدًى كالْغَيْمِ وقيل هو السحابُ الرقيقُ يُغَطِّى السماءَ واحدتُه ضَبابةٌ وقد أَضَبَّ الغَيْمُ وأَضَبَّتِ السماءُ وأضَبَّ اليومُ* أبو حنيفة* الضَّبَبُ ـ تَغْطِيةُ الشئِ وتَداخُلُ بعضِه فى بَعْضٍ ومنه ضَبَّةُ الحدِيد وأَحْسَبُ اشتقاقَ الضَّبابِ منه لتَغْطِيَتِه الأُفُقَ* قطرب* السَّدِيمُ ـ الضَّبابُ الرَّقيقُ* قال أبو على* وقيل هو ما كَثُفَ من الضَّبابِ حتى كادَ يكُونُ غَيْمًا وأنشد

وقد حالَ رُكْنٌ من أُحامِرَ دُونَهُ

كأنَّ ذُراءُ جُلِّلَتْ بسَدِيمِ

* أبو حنيفة* الرَّهَلُ ـ السحابُ الرقيقُ شَبِيهٌ بالنَّدَى يكون فى السماء* صاحب العين* الرَّهَجُ ـ سحابٌ رقيقٌ كأنه غُبَارٌ* غيره* الهَزْمةُ ـ سحابٌ رقيق يعْتَرِضُ وليس فيه ماءٌ وقال سحابٌ سَخِيفٌ ـ رقيق وقد تقدم فى الثياب* ابن دريد* النِّسْعُ ـ لَطْخُ سَحابٍ رقيق قال وليس بثَبتٍ

السحاب ذو الماء الكثير

* أبو عبيد* القَنِيبُ والقَنِيفُ ـ السحابُ ذو الماءِ* أبو حنيفة* المُزْنُ ـ ذُو الماءِ الرَّيَّانُ واحدتُه مُزْنةٌ* ابن دريد* الحَمَلُ ـ السحابُ الكثيرُ الماءِ سمى بذلك لكثْرةِ حَمْلِه له* قال أبو على* فاما قولُ المُتَنَخِّلِ الهُدَلِىِ

كالسُّحُلِ البِيضِ جَلَا لَوْنَها

سَحُّ نِجَاءِ الحَمَلِ الاسْوَلِ

فزعم أبو عبيد أنه النَّجْم الذى يكون به المَطَرُ وزَعَم الشَّيْبانِىُّ أنه المَطَرُ ذو الماء الكثير* صاحب العين* الخَسِيفُ ـ السحابُ يَنْشَقُّ من قِبَلِ العَيْنِ حاملَ ماءٍ كَثيرٍ والحَناتِمُ ـ سحاباتٌ خُضْرٌ تَضْرِبُ الى السَّوادِ من كَثْرةِ مائِها وأنشد أبو على

سَقَى أُمَّ عَمْرٍ وكُلَّ آخِرِ ليلةٍ

حَناتِمُ سُحْمٌ ماؤُهُنَّ ثَجِيجُ

قال انما ذلك تَشْبِيهٌ بالحَنْتَمِ وهو الاسْوَدُ من المُزَجَّجِ والأَخْضَر ولذلك قال طُفَيْلٌ الغَنَوِىُ

لَهُ هَيْدَبٌ دانٍ كانَّ فُروجَهُ

فُوَيْقَ الحَصَى والأَرْضِ أَرْفاضُ حَنْتَمِ

أَرْفاضُهُ قِطَعُه وما تَكَسَّرَ منه* صاحب العين* سحابةٌ حُرَّةٌ بِكْرٌ ـ كثيرة المطر وأنشد

جادتْ عَلَيْها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ

فتَرَكْنَ كُلَّ حَدِيقةٍ كالدِّرْهَمِ

* وقال* سحابةٌ خَلُوجٌ ـ كثيرةُ الماءِ والبَرْقِ* ابن السكيت* سحابةٌ خَلُوجٌ كأنها خُلِجَتْ من مُعْظَمِ السحابِ والخَلُوجُ أيضا المُتَفَرِّقُ من السحابِ* الأصمعى* العَمايةُ والعَماءُ ـ السَّحابُ الاسودُ ذو الماءِ الكثير وقيل هو الاسْوَدُ ولم يَحُدَّه بكَثْرةِ ماءٍ وقد تقدم أنه الكَثِيفُ* ابن دريد* حَشَكَتِ السحابةُ تَحْشِكُ كَثُر ماؤُها* صاحب العين* سحابةٌ هَمُومٌ ـ صَبُوبٌ للمَطر* الأصمعى* سحابةٌ لُهْمُومٌ ـ غَزِيرةُ القَطْرِ

السحاب الذى لا ماء فيه

* أبو عبيد* الجِلْبُ ـ سحابٌ رَقيقٌ يَعْتَرِضُ وليس فيه ماءٌ* أبو حنيفة* الجُلْبُ الغَيْمُ يَكْثُفُ وهو ظَمْآنُ ويكون فيه الرَّعْدُ والبَرْقُ والجمع أجْلابٌ وهى غُيومٌ

وأنشد أيضا

كَجِلْبِ السَّوْءِ يُعْجِبُ مَنْ رآهُ

ولا يَشْفِى الحَوائِمَ من لَمَاقِ

وروايةُ الاصْلَاح كبَرْقٍ لاحَ أو باتَ* ابن السكيت* هو الجِلْبُ والجُلْبُ* قال أبو على* وروى بيتُ تَابَّطَ شَرًّا باللغتين جميعا

وَلَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ

ولا بصَفًا صَلْدٍ عن الخَيْرِ مَعْزِلِ

* أبو عبيد* الهِفُّ ـ الذى ليس فيه ماء وقد تقدم أن الشَّهْدَةَ الهِفَّ ـ التى لا عَسَلَ فيها* أبو عبيد* النَّجْوُ والنِّجاءُ ـ السحابُ الذى قد هَراقَ ماءَهُ وقال مرةً هو السحابُ الاسْوَدُ* وقال أبو على قال ثعلب* النِّجَاءُ والنُّجُوُّ ـ جمُع نَجْوٍ وأنشد

أَلَيْسَ من الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبِى

وإيضَاعِى الهُمُومَ مع النُّجُوِّ

* أبو حنيفة* أَنْجَتِ السحابةُ ـ وَلَّتْ وقد تقدم أن النَّجْوَ السحابُ أوَّلَ ما يَنْشَأُ* أبو عبيد* الجَفْلُ ـ الذى هَراقَ ماءَه* ابن السكيت* سمى جَفْلاً لانه فَرَّغَ ماءَه ثم انْجَفَلَ قال وهو السَّيِّقُ* أبو عبيد* الجَهَامُ كالجَفْلِ* أبو زيد* واحدتُه جَهامةٌ وقيل هو الذى لا ماءَ فيه* أبو حنيفة* وهو الأَفاءُ وأنشد

فأَقْلَعَ من عَشْرٍ وأصْبَح مُزْنُه

أَفاءً او آفاقُ السماءِ حَواسرُ

وكذلك الطَّخَاءُ واحدتُه طَخاءةٌ* غيره* هو السحابُ الرقيق ـ وكُلُّ شَىْءٍ أُلْبِسَ شيأً فهو له طَخَاءٌ وقد تقدَّم أنه السحابُ المرتفعُ* غيره* أَراعِيلُ الجَهَامِ ـ ما تَفَرَّقَ منه وقد تقدم أنها أوائلُ الرِّيح وجماعةُ الخَيْلِ والعَماءُ والعَمايَةُ ـ السحابُ الذى قد هَرَاقَ ماءَهُ ولم يَتَقطع تَقَطُّعَ الجُفَالِ وقد تقدم أنه السحابُ الكَثِيفُ وأنه المرتفع وأنه الاسْودُ منه

ذكر هُبوب الارْواح للسحاب

* أبو حنيفة* جَنَبَتِ الجَنُوبُ السحابَ تَجْنُبُه وشَمَلَتْهُ الشَّمَالُ تَشْمُلُه شَمْلاً وشُمُولاً وَصَبَتْهُ الصَّبَا تَصْبُوه صَبًا وصُبُوًّا ودَبَرَتْهُ الدَّبُورُ تَدْبُرُ دَبْرًا ودُبُورًا وكذلك هذا فى غير السحابِ

من كُلِّ ما تُصِيبُه الريحُ

أماراتُ الغَيْثِ

* أبو حنيفة* من أماراتِ الغيثِ الهَالَةُ التى تكون حَوْلَ القمر فان كانتْ كثيفةً مُظْلِمةً كانتْ من دَلائِل المطرِ ولا سِيَّما ان كانت مُضاعَفةً ومن دَلائِله النَّدْأَة والنُّدْأَةُ وهى الحُمْرةُ التى تكونُ عند مَغْرِب الشمسِ أيامَ الغُيوثِ وبها جاءتْ أشعارُ العرب قال الشاعر يصف سحابا

لَمَّا اكْفَهَرَّ شُرَيْقِىَّ اللِّوَى وأَوَى

الى تَوالِيهِ من سُفَّارِه رُفَقُ

تَرَبَّصَ الليلَ حتى قال شَائِمُهُ

على الرُّوَيْشِد أو حَرْجائِه يَدِقُ

حَتَّى اذا المَنْظَرُ الغَرْبِىُّ حَارَ دَمًا

مِن حُمْرةِ الشَّمْسِ لما اغْتالَها الافُقُ

أَلْقَى على ذاتِ أحْفارٍ كَلا كِلَهُ

وشَبَّ نِيرانَهُ وانْجابَ يَأْتَلِقُ

نارًا يُراجعُ منها العُودُ جِدَّتَهُ

والنارُ تَسْفَعُ عِيدانًا فتَحْتَرِقُ

فأما الحُمْرةُ التى تكون عند طلوع الشمس فانا لم نسمع بها فى كلامهم الا فى الجُدُوبِ* وقال بعضهم* الحُمْرةُ التى تَعْرِض فى الأُفُقِ عند طلوع الشمسِ أيضا نُدْأَةٌ وهى عند العَجَم أيضا من أمارات المطر اذا كان ذلك فى أيام الغُيوثِ ولم يكنْ فى الازَماتِ لان الازَماتِ تَحْمَرُّ فيها الآفاقُ شَرْقِيُّها وغَرْبِيُّها ولذلك قال الشاعر

اذا أَمْسَتِ الآفاقُ حُمْرًا جُنُوبُها

لِشَيْبانَ أو مِلْحانَ واليومُ أَشْيَبُ

ووَحْوَحَ فى حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها

ولم يَكُ فى النُّكْدِ المَقالِيتِ مَشْخَبُ

وشَيْبانُ ومِلْحانُ ـ شَهْر الشتاءِ البارِدان فهذه الحُمْرةُ ليستِ النُّدْأَةَ النُّدْأَةُ تكون فى أيام الغُيوثِ والدِّلالةُ على الغيث فيها لا فى هذِه هذه تَعْرِضُ فى إمْحالِ الزمانِ وقد زَعَمُوا أن بَناتِ مَخْرٍ اذا رُئِينَ فى أولِ الشتاءِ كان ذلك العامُ خَلِيقًا للمطر وهو النَّشْءُ تَراهُ من قِبَل المَشْرِقِ* قال ومن دلائل الغَيْثِ أن تَتَقَدَّمَهُ المُبَشِّراتُ بهُبوبِهَا فيَطُولَ هُبُوبُها ثم يكون النَّشْءُ من قِبَلِ عَيْنِ السماءِ فيَحْسُن خُروجُه والْتِئامُهُ واسْتِكْثافُه حتى لا تَرى فَتْقًا وذلك التَّطَخْطُخُ ويَسُدّ الآفاقَ ثم يَكْفَهِرّ ويَرْجَحِنّ فيَتَدانَى ويَسْتَأْرِض وتَتَمَكَّن رَحاه وتَنُوس هَيادِبُه وتَهَبَّى أَكفَّتُه ويَتَعَلَّق رَبابُه وتَتَدَجَّى غَفائرُه ويَحْمَوْمِى ثم يَصْبَحارُّ ويَزُجُ

الرَّعْدُ زَجًّا ويُتْئِمُ البَرْقُ إتْئَامًا وهو الوَلِيفُ من البَرْق ويَثْقُلُ ولا تَزْدَهِيهِ الرِّيحُ وتَتَذَأبُ له بلا خُرْقٍ حتى يَتَحَيَّر وأن يَلِينَ رَعْدُه وبَرْقُه وتَتعاوَن عليه الجَنُوبُ والصَّبَا بالالْقاحِ والابْساسِ ثم تَنْتَجِفَه الشّمَالُ حتى تَسْتَقْصِىَ ما فيهِ فهذا أفْضَلُ ما جاءتْ به أشعارهم وروى أن شيخا من العرب رأى السماء تَرَهْيَأُ فقال لابْنَتِه انْظُرِى هل تُحِسِّينَ من المَطَرِ حِسًّا فخرجتْ ثم نظرتْ فقالت

أَناخَ بذِى بَقَرٍ بَرْكَهُ

كأَنَّ على عَضُدَيْه كِتافَا

فمكثَ ساعةً ثم قال لُاخرى من بناته اخْرُجِى فانْظُرِى فخرجتْ ثم دخلت فقالت

كأنَّ سُيوفَ بَنِى عَسْقَلانْ

أنافَتْ بضَرْبٍ وطَعْنٍ دِيافًا

فقال الشيخ كأنك .... (١) ساعة فقال للثالثة اخْرُجِى فانْظُرِى فخرجتْ فنظرتْ ثم دخلت فقالت

حَدَتْهُ الصَّبا ومَرَتْهُ الجَنُو

بُ وانْتَجَفَتْهُ الشَّمَالُ انْتِجافا

وروى أن شيخا من العرب كان فى غُنَيْمةٍ له فسمع صوتَ رَعْد فتَخوَّف المطرَ وهو ضعيفُ البصر فقال لأمة له كانت تَرْعَى معه كيف تَرَيْنَ السماءَ فقالت كأنها ظُعُنٌ مُقْبلة فقال ارْعَىْ ثم قال كيف تَرَيْنَ السماءَ قالت كأنها بِغالٌ دُهْمٌ تَجُرُّ جِلَالَها فقال ارْعَىْ ثم قال كيف تَرَيْنَها فقالتْ كأنها ثُروبُ مِعْزَى هَزْلَى فقال ارْعَىْ ثم قال كيف تَرَيْنَها قالت أراها اسْتَوَتْ وابْيَضَّتْ ودَنَتْ من الارض فكأنها بُطونُ حَمِيرٍ ضُحْرٍ قال انْجِى ولا بَحاءَ بِكِ فَلَجَأَ الى كَهْفٍ وأدْخَلَ غُنَيْمَتُه وجاءتْ السماءُ بما لا يُقامُ بسَبِيله فقال الشيخ هذا والله كما قال

دَانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الارْضِ هَيْدَبُه

يَكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ

فمن بِنَجْوَتِه كمَن بعَقْوتِه

والمُسْتَكِنُّ كَمْن يَمْشِى بِقرْواحِ

قال وقيل لأعرابى أىُّ السحاب أَمْطَرُ فقال اذا رأيتها كأنها بَطْنُ أتانٍ قَمْراءَ فهى أمْطَرُ ما تَكُونُ* قال صاحب العين* قَوْسُ قُزَح ـ طَرائقُ مُسْتَقْوسةٌ تَنْدُ وفى السماءِ أيامَ الرَّبيعِ بصُفْرة وحُمْرة وخُضْرة ولا يُفْصَلُ قوسٌ من قُزَح وفى الحديث عن ابن عباس «لا تَقُولوا قَوْسَ قُزَح فان قُزَح اسمُ شَيْطان قُولوا قوس الله» والقُزْحةُ الطريقةُ التى فى تلك القَوْسِ* أبو حنيفة* ومن دلائله أن تَرَى القَمر أو الكواكبَ فى الصَّحْوِ يُحِيطُ بها لونٌ يُخالِفُ لونَ السماء وكذلك ان رأيتَ القمَر فى الغَيْم وان كان قَزَعاً كأنه تُحِيط به

__________________

(١) بياض بأصله

خُطوطٌ كخُطوطِ قَوسِ المُزْنِ وهى القُسْطَانِيَّةُ وأنشد

* مِثْل قُسْطَانِىِّ دَجْنِ الغَمامْ*

(١) قال وبعض الرُّواة يَجْعَلُ قَوْسَ الغَيْم أيضا نُدْأَة وهى القُسْطانِىُّ والقَسْطَلَانِىُّ* ابن دريد* وقد تُسَمَّى قوسُ قُزَح القَسْطَلَانِىَّ وقد تقدم أن القَسْطَلَانِىَّ ضَرْبٌ من القُطُفِ منسوبة الى عاملٍ أو بلد* صاحب العين* عِفاءُ السَّحابِ كالخَمْلِ فى وَجْهِهِ لا يكادُ يُخْلِفُ

الخَلاقَةُ للمطَر

* أبو عبيد* السحابةُ المُخِيلَةُ ـ التى اذا رأَيْتَها حَسِبْتَها ما طِرةً وقد أَخْيَلْنا وتَخَيَّلَتِ السماءُ تَهَيَّأَتْ للمطر* أبو حنيفة* اذا حَسُنَ السَّحابُ وأعْجَبَك فظَنَنْتُهُ مُمْطِرًا فذاكَ الخَالُ والمَخِيلَةُ وقد أَخْيَلَتِ السماءُ وأنشد

هل هَاجَكَ الليلَ كَلِيلٌ عَلى

أَسْماءَ فى ذِى صُبُرٍ مُخْيِلِ

قال وللناس فى السحابِ فراساتٌ غَيْر البَرْقِ وكلُّها خَالٌ ومَخِيلَةٌ فى قولِ كُلِّ من جَعَل كُلَّ خَلَاقَةٍ خالاً* ابن السكيت* أَخَلْتُ السحابةَ وأَخْيَلْتُها ـ رأيتُها مُخِيلةً للمطر وما أَحْسَنَ مَخِيلَتها وخالَها ـ أى خَلاقَتَها للمطر وانه لمُخِيلٌ للخَيْر ـ أى خَلِيقٌ له وقد أَخَلْتُ منه خَالاً من الخَيْرِ وتَخَوَّلْتُ فيه خالاً* أبو حنيفة* واذا كان السحابُ مُخِيلاً ـ فهو مُخْلَوْلِقٌ أى خَلِيقٌ للمطر وقد يكونُ الاخْلِيلاقُ من الاستواء والمَلاسَةِ وكُلُّ أمْلَسَ مُسْتَوٍ أَخْلَقُ وقد تقدم* أبو زيد* الخَلِقُ ـ كُلُّ سحابةٍ يُرْجَى أن يكونَ فيها مطرٌ واحدتُه خَلِقَةٌ* أبو حنيفة* ويقال له اذا لم يُشَكَّ فى مَطَرِه قَدِ اضْمَأَكَّ وقال تَرَهْيَاتِ السحابةُ ـ تَهَيَّأَتْ للمطرِ* ابن دريد* سَحابٌ مُسْتَمْطِرٌ ـ يُرْجَى أن يكونَ فيه مَطَرٌ* ابن دريد* سَحَابٌ واعِدٌ ـ كانه يَعِدُ بالغَيْثِ

الرعد

* أبو حنيفة* رَعَدَتِ السماءُ تَرْعُدُ رَعْدًا ورُعُودًا هذا الكلامُ الفَصِيحُ وقد جاء أَرْعَدَتْ على قِلَّة وأباه الاصمعى* أبو عبيد* وكذلك رَعَدَلِى بالقَوْل

__________________

(١) قوله وأنشد مثل الخ صدره كما في اللسان وأدبرت حفف تحتها مثل الخ اه مصححه

* أبو حنيفة* أَرْعَدْنَا ـ دَخَلْنَا فى الرَّعْد* أبو عبيد* رُعِدْنَا ـ أصابَنَا الرَّعْدُ* صاحب العين* سَحَائِبُ رَعائِدُ ورَعَّادَةٌ ـ ذاتُ رَعْد* أبو عبيد* خَيَّلَتِ السماءُ ـ رَعَدَتْ قبل الامْطارِ واذا أَمْطَرتْ ذَهَبَ اسم التَّخْيِيل* أبو حنيفة* أَخْفَى الرَّعْدِ الرِّزُّ والدَّوِىُّ وقد دَوَّى السحابُ ورَزَّ يَرُزُّ رِزًّا وهو الرَّزِيزُ والازِيزُ ـ صوتُ الرَّعْدِ من بَعِيد وهو مِثْلُ الرِّزِّ أَزَّتْ تَئِزُّ أَزًّا وأَزِيزًا فاذا زَادَ فهُوَ الارْزَامُ* أبو عبيد* الارْزامُ والرَّزَمةُ ـ صوتُ الرَّعْدِ وغيرهِ* أبو حنيفة* فاذا زاد ـ فهو القَرْقَرةُ وهو حينَ يُفْصِحُ بالرَّعْدِ قال الراجِزُ يَصِف سحابا

حتى اذا كانَ على مُطارِ (١)

يُسْرَاهُ واليُمْنَى على الثَّرْثارِ

* قالتْ له رِيحُ الصَّبا قَرْقارِ*

يعنى قالت له الريحُ قَرْقِرْ ـ أى ارْعُدْ وهذا مما أفردت فيه الصَّبا من الامْطار والثَّرْثار بالجزيرة* قال أبو على* لا نظير لقَرْقارِ من بَناتِ الاربعةِ الاعَرْعارِ وهى لُعْبة للصِّبْيانِ والى هذا ذهب سيبويه فأما فى بَناتِ الثلاثةِ فَمُطَّرِدٌ عند سيبويه أوَلا تَراهُ قال فى آخر الباب انما يَطَّردُ البابُ فى النِّداء والامر* أبو حنيفة* فاذا زادَ فهو التَّهَزُّجُ وهو أن يُرَجِّعَ بالرعدِ فاذا زاد على ذلك حتى كانه يَتَشَقَّقُ فذلك التَّهَزُّمُ والهَزْمَةُ وأَشَدُّ منه القَعْقَعةُ* أبو عبيد* من السحاب المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ ـ وهو الذى لِرَعْدِهِ صوت وقد سمعتُ هَزْمةَ الرَّعْدِ واهْتِزامَه كذلك وقال رَعْدٌ مُجِلّبٌ* صاحب العين* رَعْدٌ لَجِبٌ ـ مُصَوِّتٌ وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ* أبو حنيفة* فاذا صَفَا صوتُ الرَّعد فهو الجَلْجَلَةُ والصَّلْصَلةُ ورعدٌ جَلْجَالٌ وغَيْثٌ جَلْجَالٌ ـ شديدُ الصوت واذا لم يكنْ صوتُه صافيا فهو الاجَشُّ* أبو عبيد* الاجَشُّ من السحاب الشديدُ صَوْتِ الرَّعْدِ* أبو حنيفة* فاذا بَلَغ الغايةَ فى الشِّدَّة فهو القاصِفُ وقد قَصَفَ يَقْصِفُ قَصْفًا وقَصِيفًا والخَوَاتُ ـ صوتُ الرَّعْدِ وأنشد

كأَنَّ خَوَاتَ الرَّعْدِ رِزُّ زَئِيرُه

من اللَّاءِ يَسْكُنَّ الغَرِيفَ بِعَثَّرا

وفى بعض النسخ الخَوَاتُ الرعدُ* قال المنعقب* وكلا القولين غلط ولا شاهد له فى البيت وانما الخَوَاتُ الصوتُ لأى شئ كان وليس بمقصور على الرعد دون غيره قال ابن هَرْمة

__________________

(١) قلت لا يغترن أحد بعد هذا بما وقع من فتح ميم مطار فى هذا المصراع المستشهد به هنا وفى لسان العرب المطبوع فى مادة ق ر ر فانه خطأ محض ولا بما وقع فى م ط ر منه من ضم ميمه وفتحها وجعله موضعا واحدا فانه غلط صرف من مؤلفه ولا بما وقع فى القاموس من ضبطه بغراب وقطام وتفسيره بواد قرب الطائف أو ما كقطام موضع لبنى تميم أو بينهم وبين بنى يشكر فانه عدم معرفة وتمييز من مفسره وضابطه ولا بما وقع للصاغانى مقلدا ياقوتا فى معجمه من ضبطه بضم ميمه وتفسيره بقرية من قرى الطائف فانه خطأ منهما فى التفسير بخلاف الواقع وانما الصواب وهو الحق المجمع عليه أن مُطارا كغراب ـ

فَلَا حِسَّ الَّا خَوَاتُ الرَّذاذ

وزَعْبُ السُّيُولِ بِادْرَاجِهَا

وتقول سمعت خَوَاتَ الطائِر ـ اذا سمعت حِسَّهُ فالْخَواتُ حِسُّ كلُّ شئ وصَوْتُ مَرّهِ ولا وَجْهَ لما قال الا أن يُخرجَه على العُموم فاذا كان أراد ذلك فقد كان يلزمُه أن يَزِيدَ كلامَه شَرْحًا وان كان لم يُرِدْهُ فقد غَلِط* الاصمعى* ما سَمِعْنَا العامَ هَادَّةً أى رَعْدًا* على* هُوَ من الهَدَّةِ والهَدِيدِ وهما الصَّوْتُ* الاصمعى* الهَزَقُ ـ شِدَّةُ صَوْتِ الرَّعْد وأنشد

اذا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ أَرْزَم جانِبٌ

بلا هَزَقٍ مِنْهُ وأَوْمَضَ جَانِبُ

* صاحب العين* رَعْدٌ هَزِجُ الصَّوْتِ ـ أى مُتَدارِكُه وأنشد

أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌّ

تُكَرْكِرُهُ الجَنَائِبُ فى السِّدَادِ

* أبو حنيفة* الزَّمْزَمة من الرَّعْدِ ـ ما لَمْ يعلُ وَيُفْصِحُ وقد زَمْزَمَ السحابُ وهو سَحابٌ زَمْزَامٌ ـ اذا كَثُرَتْ زَمْزَمَتُه والزَّماجِرُ من الرعد نحوُ الزَّمَازِم الواحدةُ زَمْجَرَةٌ وكذلك الهَمَاهِم وقد هَمْهَم السحابُ والرَّجَسَانُ ـ صوتُ الرَّعْدِ الثقيل* ابن السكيت* الرَّجْسُ والرَّجَسَانُ والارْتِجَاسُ ـ صَوْتُ الرَّعْدِ وتَمَخُّضُهُ وكذلك الجَيْشُ والسَّيْلُ ونحوُهما رَجَسَتِ السماء تَرْجُسُ رَجْسًا* أبو عبيد* السحاب المُرْتَجِسُ ـ الذى لصوتِه رعدٌ وكذلك القاصِبُ* أبو زيد* أَرَنَّتِ السماءُ ـ وهو صَوْتُ الرَّعْدِ الذى لا يَنْقَطِعُ وقد تقدمَ الارْنانُ فى أصواتِ القِسِىِّ* صاحب العين* الصَّاعقَةُ ـ قِطْعةُ نارٍ تَسْقُطُ فى أَثَرِ الرَّعْدِ وقد صَعَقَتْهُم السماءُ وأَصْعَقَتْهم وصَعِقَ الرجلُ صَعَقًا فهو صَعِقٌ ـ ماتَ من الصاعقةِ ومنه فلان بنُ الصَّعِقِ والسين فى الصاعقة لغة* أبو حنيفة* صَقَعَتْهُ الصاعقةُ كصَعَقَتْهُ* غيره* الشِّعَارُ الرعد وأنشد

* وقِطار سارِيةٍ بِغَيْرِ شِعارٍ*

وأُراه من الشّعارِ الذى هو العلامةُ وما يُدْعَى به فى الحرب كقولهم يا لَفُلانٍ وأَشْعَرْتُ البدنَة وهو تَعْلِيمُكَها بانْ تَشُقَّ جِلْدَها حتى يَظْهَرَ الدمُ ومنه شِعارُ القَوْمِ فى السفر* صاحب العين* رَجَفَ الرَّعْدُ يَرْجُفُ رَجْفًا ـ وهو تَرَدُّدُ هَدْهَدَتهِ فى السحاب

__________________

ـ ومطار كقطام علمان من أعلام الارض متباينان فمطار كغراب الواقع فى شعر أبى النجم هذا المستشهد به هو واد بين البوباة والطائف قال الوزير أبو عبيد قال أبو حنيفة أخبرنى أبو اسحق البكرى أن بمطار أبد الدهر نخلا مرطبا ونخلا يصرم ونخلا مبسرا ونخلا يلقح قال الراجز وذكر سحابا

حتى اذا كان على مطار

يسرا واليمنى على الثرثار

قالت له ربح الصبا قرقار

واختلط المعروف بالانكار

ولم تختلف الرواة فى هذا الوادى المذكور أنه مطار بضم الميم فأما مطار بفتحها فموضع فى ديار بنى تميم مؤنثة لا تجرى وقيل انها بين ديار بنى بكر وديار بنى تميم قال أوس بن حجر ـ

البَرْق

* صاحب العين* البَرْقُ الذى يَلْمَعُ فى الغَيْمِ وجمعُه بُرُوقٌ* أبو حنيفة* بَرَقَتِ السماءُ تَبْرُقُ بَرْقاً وبَرَقانًا هذا الكلامُ العالى الفَصِيحُ وقد جاء أَبْرَقَتْ على قِلَّةٍ وهو مَرْغُوبٌ عنه والاصمعى يَرُدُّهُ* أبو عبيد* وكذلك بَرَقَ لِى بالقَوْلِ وقد قيل أبْرَقَ وأنشد

اذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمةُ أَبْرَقَتْ

لَهُ بَرْقَةً من خُلَّبٍ غَيْرِ ماطِرٍ

* أبو حنيفة* أَبْرَقْنا ـ دَخلْنَا فى البَرْقِ وأنشد

ظَعَائِنُ أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَهُ

وخِفْنَ الهُمَامَ أَنْ تُقادَ قَنَابِلُهْ

* صاحب العين* سحابةٌ بارِقَةٌ ـ ذاتُ بَرْقٍ وبه سميت السيوفُ بارِقَةً* أبو عبيد* خَيَّلَتِ السماءُ ـ بَرَقَتْ قَبْلَ المطَر فاذا وَقَعَ المَطَرُ ذَهَبَ اسْمُ التَّخْييلِ وقد تقدم ذلك فى الرعد* أبو حنيفة* أَوَّلُ بَدْءٍ البَرْقِ الايشَامُ وقد أَوْشَمَتِ السَّمَاءُ وأنشد

* حَتَّى اذا ما أَوْشَمَ الرَّواعِدُ*

* أبو عبيد* ومنه قيل أَوْشَمَ النَّبْتُ اذا أَبْصَرْتَ أَوَّلَهُ وقال خَفَى البَرْقُ خَفْيًا وخَفَا يَخْفُو خُفُوًّا بَرَقَ بَرْقًا ضَعِيفا* أبو حنيفة* أَضْعَفُ البَرْقِ الخَفْوُ والتَّبَسُّمُ نَحْوه والانْكِلَالُ كالتَّبسُّمِ وكذلك فى الضَّحِكِ* أبو عبيد* الانْكِلَالُ ـ قَدْرُ ما يُرِيكَ سَوادَ الغَيْمِ من بَياضِه* أبو حنيفة* فاذا زاد قليلا ـ فهو اللَّمْعُ* أبو زيد* لَمَعَ يَلْمَعُ لَمْعًا ولَمَعَانًا ولمُوعًا ولَمِيعًا وهو البَرْقةُ ثُمَّ الاخْرَى* غيره* وكُلُّ ساطِعٍ لامِعٌ* أبو حنيفة* وكذلك اللَّمْحُ* أبو زيد* اللَّمْحُ لا يكون الا من بَعِيدٍ وقد لَمَحَ يَلْمَحُ لَمْحًا ولمَحانًا وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوح ولَمَّاحٌ وأنشد

يا مَنْ لِبَرْقٍ أَبِيتُ الليلَ أَرْمُقُه

فى عارِضٍ كمُضِىءِ الصُّبْحِ لَمَّاحِ

* أبو حاتم* عَارِضٌ وَبَّاصُ ـ شَدِيدُ وَمِيضِ البَرْقِ وقد وَبَصَ البَرْقُ والوابِصةُ البَرْقةُ* أبو حنيفة* الوَبِيصُ والوَمِيضُ والايماضُ كاللَّمْعِ وقد وَمَضَ البَرْقُ* أبو عبيد* لَاحَ البرقُ وأَلاحَ أَوْمَضَ* ابن دريد* لَاحَ لَوْحًا ولَوَحانًا* أبو زيد*

__________________

ـ فبطن السّلى فالسّخال تعذرت فمعقلة الى مطار فواحف وقال المخبل أعرفت من سلى رسوم ديار بالشط بين مخفق ومطار وقال جرير ماهاج شوقك من رسوم ديار بلوى عنيق او بصلب مطار وقال ذو الرمة اذا لعبت بهمي مطار فواحف كلعب الجوارى واضمحك ثمائله الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به

ولُؤُوحًا* أبو حنيفة* فاذا زاد فأَضاءَ كُلِّ شَىْءٍ ـ فهو الائْتِلَاقُ والتَّألُّقُ فاذا رأيتَه فى وَسَطِ السحابِ كانه سَيْفٌ مَسْلُولٌ فتِلْكَ العَقِيقَةُ وقد عَقَّ وانْعَقَ* أبو عبيد* ومنه قيل للسَّيْفِ كالعَقِيقةِ* صاحب العين* عَقِيقةُ البرقِ وعَقَقُه شُعاعُه وقال تَهَلَّلتِ السحابةُ بالبرق ـ تَلَأْلَاتْ* أبو حنيفة* فاذا تَسَلْسَلَ فى السحاب فتلك السَّلَاسِل الواحدةُ سِلْسِلةٌ* أبو زيد* السِلْسِلَةُ ـ بَرْقُ النهارِ وبَرْقُ السحابِ الفُرَادَى وهى البَرْقةُ الدقيقةُ* أبو حنيفة* فاذا خَرَجَ من أَعْراض السحاب ـ فذلك التَّبَوُّجُ والتَّكَشُّفُ فاذا شَقَّ صُعُدًا ـ فهو المُسْتَطِير فاذا تَتابَعَ البرقُ ولم يَسْكُنْ فقد شَرِىَ شَرًى واسْتَشْرَى وأنشد

أَصَاحِ تَرى البرقَ مُسْتَشْرِيًا

يَمُوتُ فُواقًا ويَشْرَى فُوَاقَا

 وهو العَرَّاصُ ـ وهو الذى لا يَنامُ بَرْقُه* أبو زيد* عَرَصَتِ السماءُ تَعْرِصُ عَرْصًا دام بَرْقُها وباتتِ السماءُ عَرَّاصَةً* صاحب العين* عَرِصَ عَرَصًا واعْتَرَصَ* أبو زيد* تَكَلَّحَ البرقُ ـ دَامَ وتَتابع فى الغَمامةِ البيضاء وقال فَرَى البَرْقُ فَرْيًا ـ وهو دوامُه فى السماء* أبو حنيفة* خَفَقَ البرقُ يَخْفِقُ خَفْقًا وخَفَقانًا ـ تتَابَعَ* أبو عبيد* ارْتَعَجَ ـ البرقُ ـ تتابَع وكَثُرَ* ابن دريد* وهو الرَّعْجُ والرَّعَجُ وقد أَرْعَجَ ورَعَجَ وأَرْعَجَنِى هذا الامْرُ ورَعَجَنِى أقْلَقَنِى* وقال* اسْلَنْقَعَ البرقُ ـ لمَعَ لمَعانًا مُتَتابعًا وهو السِّلِنْقَاعُ* أبو حنيفة* فأما السَّنَا ـ فهو أن تَرَى ضَوْءَ البرقِ ولا تَرَى أَصْلَه وذلك اذا كان سَحابُه نازِحًا لا تَراه وقد سَنَا يَسْنُو سَناءً ـ ظَهَرَ سَناهُ وجمعُ السَّنَا أَسْنَاءٌ* ابن السكيت* ويُثَنَّى سَنَيانِ وسَنوانِ* ابن جنى* فأما قِراءةُ من قَرأَ «يكاد سناء برقه يذهب بالابصار» فان السَّناءَ بالمدّ الارتفاعُ فلما كان سَنَا البرقِ مُسْتطيرا مُرْتَفِعًا ساغَ فيه المَدّ ذَهابا الى الارتفاع* أبو زيد* تَلَأْلَأَ البرقُ وهو السريعُ الخفيفُ المُتَتابعُ ومَصَعَ يَمْصَعُ مَصْعًا ورَمَحَ يَرْمَحُ رَمْحًا كذلك* صاحب العين* خَطِفَ البرقُ البَصَرَ ـ ذهَب به* ابن دريد* خَطِفَه يَخْطَفُه وفى التنزيل (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) وقد قرئ بكسر الطاء* على* وكذلك الشُّعاعُ والسيفُ وكُلُّ جِرْمٍ صَقِيلٍ* أبو حنيفة* واذا بَرَقَتِ السماءُ حتى تُطْمِعَكَ فى المطر ثم أخْلَفَتْ فلم تُمْطِرْ فذلك البرقُ خُلَّبٌ أُخِذَ من الخِلَابةِ وهو الخِدَاعُ* غيره*

البرقُ الخُلَّبُ ـ الذى يُومِضُ حتى تَرْجُوَ المَطَرَ ثم يَعْدِلَ عنكَ وأنشد

* لم يَكُ مَعْرُوفُكَ يَرْقًا خُلَّبا*

* أبو زيد* بَرْقُ الخُلَّبِ وبَرْقُ خُلَّبِ وبَرْقٌ خُلَّبٌ* أبو حنيفة* اليَلْمَعُ كالخُلَّبِ* ابن دريد* بَرْقٌ إلَاقٌ كبَرْقٍ خُلَّبٍ سَوَاءً* أبو حنيفة* والشَّيْمُ نَظَرُكَ الى البرقِ رأيتَ سَحابَهُ أو لم تَرهُ وعَلَاكَ أو لم يَعْلُكَ وقد شِمْتُ البرقَ شَيْمًا قال زهير فيما عَلَاكَ وقد كنتَ تَحْتَ وَدْقِهِ ووصَفَ وَحْشًا

يَشْمِنَ بُروقَهَ وَيَرُشُّ أَرْىَ الْ

جَنُوبِ على حَواجِبِها العَماءُ

والشَّيْمُ فيما بَعُدَ أكثر فى الكلام مما أَظَلَّك وقد يكونُ الشَّيْمُ لما بَعُدَ من النارِ قال ابن مُقْبِل فى الشَّيْمِ غيرِ النَّظَرِ الى البَرْقِ وذَكَرَ طارِقاً

ولو تُشْتَرَى منهُ لَباعَ ثِيابَهُ

بنَجْةِ كَلْبٍ أو بِنارٍ يَشِيمُها

فَجَعَل النَّظَرَ الى النار البعيدَةِ شَيْمًا وقال ذو الرمة

حَتَّى اذا الهَيْقُ أَمْسَى شَامَ أَفْرُخَهُ

وَهُنَّ لا مُؤْيِسٌ نَأْيًا ولا كَثَبُ

فجَعلَ نَظَرَ الهَيْقِ الى الشَّقِّ الذى فيه أَفْرُخُه شَيْمًا* وقال أبو زياد الكلابى* فى الخَالِ الذى ذَكَرَتِ العربُ فى أشعارِها هو البرقُ وأنشد

أَلَمْ أَكُ ذا قُرْبَى وحَقِّى وَاجبٌ

فَتُخْبِرَنىِ بالْخالِ أَيْنَ يُصِيبُ

فَقالَ يُصِيب الشئَ من بَطْنِ ذِى حُسًا

وما ذُو حُسًا من سُوقةٍ بقريبِ

وقد يجوز أن يكون الخالُ فى هذا البيت غيرَ ما قال ولكنه قال كثير

يَشِمْنَ بآفاقِ ابْن لَيْلَى مَخِيلةً

عَرِيضًا سَناهَا مُكْفَهِرًّا صَبِيرُها

فهذه المَخِيلَةُ هو البرق قال وقال أبو زياد وينظر الناسُ الى السماء عَشِيةً فيقولون انها لَمُخِيلةٌ أن تَبْرُقَ الليلةَ أى أنها شَبِيهةٌ أن يكونَ ذاكَ قال وان رأوْا سحابًا حِينَ يُمْسُونَ ولم يَرَوْا بَرْقًا فليس بخالٍ وقولُ الهُذَلِىِّ شاهدٌ لابى زِياد

اخِيلُ بَرْقًا مَتَى حَابٍ له زَجَلٌ

اذَا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا

وكذلك قولُ الآخر

لشماء بَعْدَ شَتَاتِ النَّوَى

وقد بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرْقًا وَلِيفَا

والوَلِيفُ برقتانِ بَرْقَتانِ كأَنَّ ذلك أصْدَقُ له ثم بَيَّنَ بأكثَر من هذا فقال

أَجَشَّ رِبَحْلاً لَهُ هَيْدَبٌ

يُرَفِّعُ للخالِ رَيْطاً كَشِيفَا

فجعل الخالَ تَكَشُّفَ السحابِ عن البرق وشَبَّهَ بياضَ البرقِ أو السحاب بالرَّيْطِ* ابن دريد* برقٌ وِلَافٌ ـ أى يكون لَمْعَتَيْنِ مُتَوَالِيَتَيْنِ وذلك لا يُخْلِف* ابن السكيت* هو الوِلَافُ والالافُ* صاحب العين* الحَثْحثَةُ ـ اضْطِرابُ البَرْقِ فى السحاب وانْتِخالُ البَرَدِ والثلْج* أبو زيد* إلْهابُ البرقِ ـ سُرْعةُ رجْعِه وتدَاركُهُ وليس بين البَرْقَتين فُرْجةٌ وقد أَلْهَبَ* أبو زيد* قَرِيحُ البرقِ ـ أوَّلُ شئٍ شِيمَ من بَرْقِه ووَقَعَ من غَيْثه وقال ارْتَعَصَ البرقُ ـ اضْطَرَبَ وأصلُ الرَّعْصِ النَّفْضُ وقد ارْتَعَصَتِ الشجرةُ ورَعَصَتْها الريحُ وأَرْعَصَتْها ورَعَصَ الثورُ الكلبَ يَرْعَصُه رَعْصًا ـ اذا هَزَّه واحْتَمله بقَرْنِه وقال عَتَبَ البرقُ يَعْتِبُ عَتَبانًا ـ بَرَق وَمِيضًا* صاحب العين* برقٌ رافِعٌ ـ ساطِعٌ قال الشاعر

أَصاحِ ألم تَحْزُنْك رِيحٌ مَرِيضةٌ

وبَرْقٌ تَلَالا بالعَقِيقَيْنِ رافِعُ

باب الأمطار

* صاحب العين* المطرُ ـ ماءُ السحابِ والجمع أمطارٌ وفِعْلُه المَطْرُ وأكْثَرُ ما يجىءُ فى الشِّعْر وقد مَطَرَتْهم السماءُ تَمْطُرُهم مَطْرًا وأَمْطَرَتْهم ـ أصابَتْهم بالمَطر* أبو عمرو بنُ العَلاء* أَمْطَرُهم اللهُ فى العذاب خاصَّةً* صاحب العين* يومٌ مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومَطِرٌ ـ ذو مَطَرٍ ومكانٌ مَمْطُورٌ ومَطِير ـ أصابَه المطرُ وأرضٌ مَطيرٌ ومَطِيرةٌ كذلك ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ ـ مُحْتاجٌ الى المَطَرِ* أبو زيد* تَبَدَّحَ السحابُ وتَبَذَّحَ أَمْطَرَ* صاحب العين* الافاوِيقُ ـ ما اجْتَمَعَ من الماء فى السحاب

المطر فى موضعه

* ثعلب* السَّحابُ يَقْلِسُ النَّدَى ـ اذا رَمَى به وهو أَصْلٌ* غيره* هو شَبيهٌ بالفىء* ابن جنى* قَلَسَ البَحْرُ السَّحابَ وأنشد ابن جنى للهذلى

غَداةَ تَساهَمْنا الطريقَ فَبَزَّنا

سَوَامٌ كقَلْسِ البَحْرِ جَوْنٌ وأَبْقَعُ

* ابن السكيت* عَمِقَ يومُنا غَمَقًا فهو غَمِقٌ ـ كثُر نَداءُ* أبو عبيد* اليومُ

الخَدِرُ ـ النَّدِىُّ وقد تقدم أن الخَدَرَ البَرْدُ مع مَطَرٍ والثَّأَدُ ـ النَّدَى والثَّئِيدُ النَّدِىُّ* صاحب العين* الخَضِلُ ـ كُلُّ شَئٍ نَدٍ يَتَرَشَّشُ نَداهُ وقد تقدم تصريفُ فِعْلِه* أبو عبيد* رَشَّتِ السماءُ وأَرَشَّتْ* أبو زيد* الرَّشُ ـ المَطَرُ الخَفِيفُ القَلِيلُ والجمعُ الرِّشاشُ رَشَّتْ تَرُشُّ رَشًّا* أبو عبيد* أرضٌ مَرْشُوشَةٌ* أبو زيد* التَّلْبِيدُ ـ نحوُ الرَّشِّ* صاحب العين* أرْزَغَ المَطَرُ ـ اذا كان منه ما يَبُلُّ الارضَ* أبو عبيد* أَخَفُّ المَطرِ وأَضْعَفُه ـ الطَلُّ وأرضٌ مَطْلُولَةٌ* ابن دريد* الطَّلُّ ـ النَّدَى وقيل فَوْقَ النَّدَى وجمعُه طِلَالٌ ويوم طَلُّ ذُو طَلِّ* صاحب العين* الطَّلُّ ـ أرْسَخُ المَطَر مع دوامٍ* أبو حاتم* طَلَّتِ الارضُ فهى طَلَّةٌ ـ نَدِيَتْ وقالوا فى الدعاء طَلَّتْ بِلَادُكَ وطُلَّتْ فطُلَّتْ أُمْطِرَتْ وطَلَّتْ ـ نَدِيَتْ* سيبويه* طُلَّتْ بصيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه* ابن دريد* كُلُّ شَئٍ نَدٍ طَلُّ* أبو عبيد* ثم الرَّذاذُ فَوْقَ الطَّلِّ وأرضٌ مُرَدُّ عليها ولا يقال أرضٌ مُرَذَّةٌ ولا مَرْذوذة هذا قول الاصمعى وأما الكسائى فقال أرضٌ مُرَذَّةٌ ثم البَغْشُ وأرضٌ مَبْغُوشَةٌ* أبو حنيفة* الطَّلُّ الضَعِيفُ كَانَّه نَدَى وقيل هو الذى لا تَكادُ تَراهُ من ضَعْفه حتى يُخَيَّلَ اليك أنه الدُّهْنُ أو الضَّبَابةُ* ابن دريد* طَلَّتْ ليلتُنا فهى طَلَّةٌ وكُلُّ شَئٍ نَدٍ طَلٌّ* أبو حنيفة* كُلُّ مَطَرٍ يكون قليلاً فهو رَذاذٌ وقال هى أرضٌ مُرَذٌّ عليها ومَرْذُوذةٌ والبَغْشُ كأنه نَدًى* أبو حاتم* وهى البَغْشةُ بغَشَتْهم تَبْغَشُهم بَغْشًا* أبو حنيفة* الطَّشُّ فُوَيْقَ ذلك* أبو عبيد* طَشَّتِ السماءُ طَشًّا وأَطَشَّتْ وأرضٌ مَطْشُوشةٌ* صاحب العين* مَطَرٌ طَشٌّ وطَشِيشٌ وأنشد

* ولا جَدَ انْيِلَك بالطَّشِيش*

* أبو حنيفة* النَّضْحُ مثلُ الطَّشِّ الا أنه رُبَّمَا كانَ بِريحٍ وقال قد كان فى الأرضِ نَضَحاتٌ ـ وهى الشئُ اليَسير المُتَفَرِّقُ* صاحب العين* يومٌ دامِعٌ* أبو عبيد* الدَّثُّ ـ مَطَرٌ ضعيفٌ دَثَّتِ الارضُ تَدثُّ دَثًّا* أبو حنيفة* الدَّثَّةُ ـ المطرةُ الخَفِيفة والجمع الدِّثَاثُ وقد دَثَّتِ الارضُ دَثًّا* أبو زيد* الهَدْمَةُ كالدَّثَّةِ وجمعُها الهَدْمُ والهِدَامُ وأرضٌ مَهْدُومةٌ* أبو عبيد* الرَّكُّ ـ كالدَّثِّ وجَمْعُه الرِّكاكُ* الأصمعى* وهى الارْكاكُ والرَّكائِكُ الواحدةُ رَكِيكةٌ* أبو حنيفة*

أرضٌ رَكِيكَةٌ ومُرَكَّكَةٌ ومُرَكُّ عليها* أبو عبيد* الضَّرْبُ فوقَ الرِّكِّ قليلاً والهَطْلُ فوقَ ذلك هَطَلَتِ السماءُ تَهْطِلُ هَطْلاً وهَطَلانًا وأرضٌ مَهْطُولةٌ* صاحب العين* الهَطَلانُ ـ تتابعُ المطرِ المُتفَرِّقِ لعظيمِ لقَطْرِ هَطَلَ يَهْطِلُ ودِيمَةٌ هُطُلٌ* أبو على* دِيمةُ هَطْلَاءُ فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها وقال ابن قُتَيْبَةَ مِثْلَهُ وزاد انما قالوا فى الذَّكَرِ هَطِلٌ وحَكَى غيره هَطَّالٌ وأنشد

* أَلحَّ عَلَيْها كُلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ*

* أبو عبيد* وفَوْقَهُ قليلاً الهَتَلَانُ هَتَلَتِ السماءُ تَهْتِلُ هَتْلاً وهَتَلَانًا* أبو زيد* هَتْلاً وهُتُولاً وتَهْتالاً كذلك وسحابٌ هُتُلٌ ـ مُتَتابعةُ المَطَر* أبو عبيد* وكذلك هَتَنَتْ* أبو عبيد* التَّهْتَانُ مثل الهَتَلَانِ* ابن دريد* هَتَنَتْ هَتْنَا وهُتُونًا وهَتَنانًا وتَهاتَنَتْ وسحابة هَتُونٌ والجمعُ هُتُنٌ وهُتَنٌ* على* هُتَنٌ عندى غَيْرُ مُرْتَجَلٍ فى الجمع لان هذا انما هو جمعُ فُعْلةٍ لا يُرْتَجلُ الا فيها وأما فَعُولٌ فحكمُه فُعُلٌ الا أن بعضَهم كره الضمةَ فيُحَوِّلُها فتحةً فهُتَنٌ على هذا فرعٌ غَيْرُ مُرْتَجَل* أبو عبيد* القِطْقِطُ من المطر ـ الصِّغَارُ كانه شَذْرٌ* أبو زيد* قَطْقَطَتِ السماءُ وهو عنده أوّل المطر* أبو عبيد* الرِّهْمةُ ـ المَطَرُ الضعيفُ الدائمُ* أبو حنيفة* الرِّهْمةُ أن تُطْبِقَ السماءُ على الارض لَيَالِىَ ذواتِ عِدَّةٍ بأَمْطارٍ وضُرٍّ شديدٍ ليس فيها برقٌ ولا رَعْدٌ وهى من الدِّيَمِ وقيل الرِّهْمة أشدُّ وَقْعًا من الدِّيمةِ وأَسْرَعُ ذَهابًا وقد أرْهَمَتِ السماءُ وأرضٌ مَرْهُومة ولم أَسْمَعْ مُرْهَمَة قال ذو الرمة

أو نَفْحَة من أَعالِى حَنْوَةٍ مَعَجَتْ

فيها الصَّبا مَوْهِنًا والرَّوضُ مَرْهُومُ

وهى الرِّهَمُ والكثيرةُ الرِّهامُ وقيل الرِّهْمةُ ـ المطرُ الصَغِيرُ القَطْر مع دوامِهِ* ابن دريد* الرِّهْمةُ ـ المَطَرُ اللَّيِّنُ ومنه اشْتِقاقُ المَرْهَمِ للينهِ* أبو زيد* الهَفَاءُ واحِدَتُها هَفَاءةٌ نحوُ الرِّهْمةِ* وقال العَنْبَرِىُّ* أفَاءٌ وأَفَاءَةٌ* أبو عبيد* أصابَهم رَمَلٌ من مطر ـ وهو القليلُ وجَمْعُه أرْمال والتَّهْمِيمُ ـ الضَّعِيفُ وأنشد

* من لَفِّ ساريةٍ لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ*

* ابن السكيت* الهَمِيمةُ من المطر ـ الشَّئُ اللَّيِّنُ* وقال مرة* مَطَرٌ لَيّنٌ دُقاقُ الْقَطْر* أبو عبيد* الذِّهابُ كالتَّهْمِيم* أبو حنيفة* واحدَتُها

ذِهْبَةٌ وقال هى الحَدِيثةُ من الامْطارِ* ابن السكيت* النَّضِيضَةُ ـ المَطر القليلُ وأنشد

* فى كُلِّ عامٍ قَطْرُهُ نَضَائِضُ*

* أبو حنيفة* الخَبْطة ـ المَطَرُ الواسِعُ فى الارضِ مع ضَعْفٍ وأنشد

بِرِيحِ الخُزَامَى خالَطَتْها وخَبْطَةٍ

من الطَّلِّ أنفاسُ الرِّياحِ اللَّواغِبِ

والدَّهْنُ مِثْلُ الضَّبابةِ دَهَنَتِ السماءُ الارضَ ـ بَلَّتْ أعْلاهَا لا مُسِيلٌ ولا باغِشٌ* أبو زيد* وهى الدِّهانُ واحدُها دُهْنٌ وأرضٌ مَدهونة* أبو حنيفة* الخَطْرَةُ ـ الضعيفةُ وأنشد

لها خَطَراتُ الارضِ من كُلِّ بَلْدةٍ

لِقَوْمٍ وان هاجَتْ لهم حَرْبُ مَنْشِمِ

قال واذا كان الرَّبيعُ قليلَ المطر قليل النباتِ فهو رُبَيِّعٌ وكذلك الصَّيْفُ صُيَيْفٌ والخَرِيفُ خُرَيّفٌ* أبو عبيد* أرضٌ مَرْبُوعة ومَصِيفة ومَصْيُوفة ومَخْرُوفةٌ من الربيع والصَّيْفِ والخَرِيفِ* أبو حنيفة* الشَّفِيفةُ ـ التى تُمْطِرُ جانبًا من الارض وقال أرض مَضْعُوفةٌ ومُضَعَّفةٌ من المطرِ الضَّعِيفِ* ابن السكيت* أصابنا شَمَلٌ من مَطَرٍ وأَخْطَأَنا صَوْبُه ووابلُه ـ أى أصابَنا منه شئٌ قليلٌ* صاحب العين* النَّخْلُ تَنْخِيلُ الثَّلْجِ والوَدْقِ تقول تَنَخَّلَتْ ليلتُنا ثلجا ومطرا غَيْرَ جَوْدٍ* أبو عبيد* الدِّيمةُ مَطَرٌ يَدُومُ مع سكون وأَرضٌ مَدِيمةٌ* أبو حنيفة* الدِّيمةُ ـ مَطَرٌ يَدُومُ اليومَ واليَوْمَيْنِ والثلاثةَ دامتِ السماءُ دَيْمًا* وحكى عن الفراء* الدِّيمةُ والدِّيمُ ـ المطر يَمكثُ يوما وليلة دامَتْ تَدُومُ دَيْمًا وَدَوْمًا ويقال دَيَّمَتِ السماءُ* أبو على* وَدَوَّمَتْ وقد روى هذا البيت بالوجهين

* إن دَيْمُوا جَادَ وانْ جَادُ واهَطَلْ*

وان دَوَّمُوا* أبو حنيفة* وأرضٌ مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ قال وأقلُّ وقتِ الدِّيمَةِ ثُلُثُ يومٍ فأكثَرُ ما بَلَغَ من الوقتِ وأنشد لابن مقبل فى المُدَيَّمَة ووَصَفَ بَقَرةَ وَحْشٍ

رَبِيبةُ حُرٍّ دافَعَتْ فى حُقُوفِهِ

رَخاخَ الثَّرَى والاقْحُوانَ المُدَيَّما

* أبو عبيد* وفى حديث عائشة رضى الله عنها وذَكَرَتِ النبىَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت «كانَ عَمَلُه دِيمةً» شَبَّهَتْهُ بِالدِّيمة من المطر فى دَوامه واقْتِصادِه* ابن

جنى* المُدَامُ ـ المطرُ الدَّائِمُ* صاحب العين* أحْلَسَتِ السماءُ ـ مَطَرَتْ مَطَرًا رَقِيقا دائمًا وقال ديمةٌ لَوْثاءُ ـ تَلُوثُ النباتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ كَلَوْثَتِكَ التِّبْنَ بالقَتّ وقال دِيمةٌ ضافيةٌ وهى تَضْفُو ضُفُوًّا ـ تُخْصِبُ الارضَ* أبو زيد* الوَطْفَاءُ الدِّيمةُ السَّحُّ الحَثِيثةُ انْ طالَ مَطَرُها أو قَصُرَ* وقال أبو على* هو من باب فَعْلاءَ التى لا أَفْعَلَ لَها وَقَعَ فيه العَدَمُ عن سَماعٍ

نعوت المطر فى القوّة والكثرة

* أبو حنيفة* الجَوْدُ من المطرِ فوقَ الدِّيمةِ* أبو عبيد* أرضٌ مَجُودةٌ وقد جِيدَتْ* ابن السكيت* مَطَرٌ جَوْدٌ بَيِّنُ الجَوْدِ وقد جادَ وقال هاجَتْ بِنَا سَمَاءٌ جَوْدٌ* السكرى* والجمعُ أَجْوَادٌ* ابن دريد* غَيْثٌ قُطَار ـ عظيمُ القَطْرِ* أبو على عن ثعلب* سحابةٌ مِقْطَارٌ وقَطُورٌ ـ كثيرةُ القَطْر* أبو حنيفة* الوَبْلُ فَوْقَ الجَوْدِ وأنشد

* ان دَيَّمُوا جادَ وان جادُوا وَبَلْ*

* أبو عبيد* الوابِلُ ـ المطَرُ الشديدُ الضَّخْمُ القَطْرِ* أبو زيد* وُبِلَتِ الارضُ وَبْلاً* قال أبو حنيفة* ومنه يكونُ السيلُ* ابن دريد* فأما قوله

فأَصْبَحَتِ المَذَاهِبُ قد أذاعَتْ

بها الاعْصارُ بَعْدَ الوَابِلِينا

فان شئتَ جَعَلْتَ الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحِين وَصَفَهُم بالوَبْلِ لسَعَةِ عَطَاياهم وان شئتَ جَعَلْتَه وَبْلاً بعدَ وَبْلٍ فكان جمعا لم يُقْصَدْ به قَصْدُ كَثْرةٍ ولا قِلَّةٍ* أبو عبيد* البُعَاقُ ـ الذى يَتَبَعَّقُ بالماءِ تَبَعُّقًا* أبو حنيفة* البُعَاقُ ـ الذى لا شَئَ أَشَدُّ منه وأرضٌ مَبْعُوقةٌ* ابن دريد* أصابها البُعَاقُ* أبو عبيد* السَّحِيفةُ ـ التى تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به* صاحب العين* الجمعُ سَحائِفُ* أبو عبيد* السَّاحِيَةُ التى تَقْشِرُ وَجْهَ الارْضِ* أبو زيد* ساحِيَةٌ وابِلٌ ووابلٌ ساحيةٌ ـ وهو المطرُ الذى يَسْحَى ما أَتَى عليه فَيسِيلُ به* أبو عبيد* الحَرِيصة ـ التى تَحْرِصُ وَجْهَ الارْض تُؤَثِّرُ فيه من شِدَّةِ وَقْعِهَا* أبو حنيفة* القُشْرَةُ ـ مَطَرَةٌ شديدة تَقْشِرُ وَجْهَ

الارضِ والقَاعِفُ من المَطَرِ ـ الشديدُ الذى يَقْعَفُ الحجارةَ أى يَجْرُفُها عن وَجْهِ الارضِ* قال أبو على* هو من القَعْفِ وهو شدَّةُ الوَطْءِ واجْتِرَافُ الترابِ بالقَوائِم قَعَفَه يَقْعَفُه قَعْفًا* صاحب العين* مطرٌ قَاحِفٌ كقَاعِف* وقال* المَطَرُ يَفْحَصُ التُّرابَ ـ اذا قَلَبه ونَحْى بعضَه عن بعض* وقال* مَأَشَ المطرُ الارضَ ـ سَحَاها وأَبْلَطَها وهو أن لا تَرَى على مَتْنِها تُرابًا ولا غُبارًا والمَطَرُ الدَّاحِى ـ الذى يَدْحَى الحَصَى عن وَجْهِ الارضِ والدَّحْوُ البَسْطُ من قوله عزوجل (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) قال ومَنْزِلٌ فى السماءِ بَيْنَ النَّعَائِم والذابِح يُسَمَّى الادْحِىَّ* وقال* بَعَّجَ المَطَرُ فى الارض ـ اذا فَحَصَ عن الحَصَى بِشدَّةٍ وانْبَعَجَ السحابُ عن المَطرِ ـ انْفَرَجَ وأصلُ البَعْجِ الشَّقُّ بَعَجْتُه أَبْعَجُه بَعْجًا فهو مَبْعُوج وبَعِيجٌ وتَبَعَّجَتِ السماءُ وانْبَعَجَتْ اتَّسَعَتْ عَنِ الوَدْقِ وكُلُّ ما اتَّسَعَ فَقد انْبَعَجَ وتَبَعَّجَ* غيره* اثْعَنْجَرَ المطرُ ـ انْصَبَّ واثْعَنْجَرَتْ به السحابةُ وقد تقدَّم فى الدَّمْع* أبو عبيد* الجَدَ مَقْصُور ـ المطرُ العامُّ ومنه اشْتُقَّ جَدَا العَطِيَّة والرَّمِىُّ والسَّقِىُّ سَحابتانِ عظيمتَا القطرِ شَدِيدتَا الوَقْعِ والعَيْنُ ـ المَطَرُ يَدُومُ خَمْسَةَ أَيامٍ أو سِتَّةً لا يُقْلِعُ أُنْثَى وقد تقدم أنها السحابةُ التى تَنْشَأُ من القِبْلة والشَّآبِيبُ من المطرِ الدُّفْعَاتُ* أبو حنيفة* الشُّؤْبُوبُ ـ حِدّةُ المطرِ وحِدَّةُ كُلِّ شَئٍ شُؤْبُوبُه وهو غَيْرُ دائمٍ ولا واسِعٍ* أبو زيد* الشُّؤْبُوبُ المَطَرُ يُصِيبُ المَكانَ ويُخْطِئُ الآخَرَ ومثلُه النَّجْوُ وجِمَاعُهُ النِّجَاءُ وقد تقدم أنه السَّحابُ الذى هَراقَ ماءَهُ ويقال للمطر القليل العرْضِ سحابةٌ ان قَلَّ مَطَرهُ أو كَثر وهو مِثْلُ الشُّؤْبُوب* أبو عبيد* أَصابَتْنا بُوقةٌ مُنْكَرةٌ ـ وهى دُفْعةٌ من المطرِ انْبعَجَتْ عليه ضَرْبةً* أبو حنيفة* بُوقٌ من المطر وبَوْقٌ ـ وهو الذى لا يَقُوم له شئٌ* ابن دريد* البَغْر ـ الدُّفْعة من المطر بَغَرتِ السماءُ تَبْغَرُ بَغْرًا* أبو عبيد* المُرْثَعِنُّ ـ المُسْتَرْسِل السائلُ* قال أبو على* كُلُّ مُسْتَرْخٍ مُسْتَرْسِلٍ مُرْثَعِنُّ ثم كَثُرَ فى الْغَيْثِ* أبو عبيد* الغَدِقُ ـ الكثيرُ المطر* ابن السكيت* الغَدَقُ كثرةُ المطر* قال أبو على* الغَدِقُ والغَدَقُ والغَيْداقُ ـ المطر الكثير العامُّ الواسِعُ المُرْوِى حتى سَمَّوْا كُلَّ رَيَّانَ غَيْداقًا وأنشد

* بِوالِهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غَيْدَاقِ*

وقد غَدِقَتِ السَّمَاءُ غَدَقًا وأَغْدَقَتْ* قطرب* ومنه عامٌ غَيْداقٌ وسَنةٌ غَيْداقٌ بغير هاء وقد تقدم الغَيْداقُ من الناس والضِّباب* ابن السكيت* غَيْثٌ جِوَرُّ غَزِيرٌ كَثِير المطر وجُؤَرٌ وأنشد

* لا تَسْقِهِ صَيِّب غَرَّافِ جُؤَرُ*

ويروى عَزَّاف* أبو زيد* الدَّجْنُ ـ المطر الكثير وقد تقدم أنه إلباس الغيم الارضَ والمِدْرارُ والدِّرَّة فى كلِّ الامْطار ـ وهو الذى يَتْبَعُ بعضُه بعضا وجِماعُ الدِّرَّة الدِّرَرُ* غيره* سَماءٌ مِدْرار ـ دَرُورٌ* أبو زيد* رأيتُ عَجَارِفَ المطر ـ اذا أقبلَ بِشدَّة* ابن السكيت* أصابَنا مطرٌ لا يَتَعَاظَمُه شئ ـ أى لا يَعْظُمُ عنده شئٌ وأصابتْنا سَمَاءٌ وأَسْمِية وسُمِىُّ ـ أى مطر وما زِلْنا نَطَأُ السماءَ حتى أتيناكم يعنى المطرَ وأنشد

* تَلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِىُّ*

يعنى الامْطار وقد تقدم تعليل هذا الحرف فى باب السماءِ والفَلَكِ* أبو حنيفة* الغَيْبةُ ـ الدُّفعة الشديدة من المطر والجمعُ الغَبَياتُ* أبو عبيد* الغَبْيةُ ـ المَطْرةُ ليست بالشديدة الكثيرة* أبو زيد* وقد أَغْبَتِ السَّماءُ والحَلْبةُ كالغَبْيةِ حَلَبَتْ تَحْلُبُ حَلْبا وكذلك الشَّجْدَةُ وقد أَشْجَذَتْ ومثله الحَفْشةُ حَفَشَتِ السماءُ تَحْفِشُ حَفْشًا* أبو حنيفة* الحَافِشُ ـ الذى يَسِيلُ سَرِيعًا* الأصمعى* حَفَشَتِ المَطْرةُ الاكَمَةَ ـ قَشَرَتْها فأَسْالْتها* ابن جنى* حَفَشَ المطرُ الارضَ ـ أَظْهَرَ نَباتَها* أبو زيد* الحَشْكَةُ كالحَفْشةِ حَشَكَتْ تَحْشِكُ حَشْكًا* ابن السكيت* مَغَرَتْ فى الارِض مَغْرةٌ ـ وهى مَطْرةٌ صالحة* قال أبو حنيفة* اذا بولغ فى نَعْتِ المطر قالوا أصابَنا جارُّ الضَّبُع ـ وهو الذى لا فوقَه من المطر والرَّاضِبُ من المطرِ السَّحُّ وأنشد

خُناعةُ ضَبْعٌ دَمَّجَتْ فى مَغارةٍ

وأَدْرَكَها فيها قِطارٌ رَواضِبُ

* ابن دريد* السَّحْسَحُ والسَّحْساح ـ المطر الشديد* صاحب العين* هو الذى يَقْشِرُ وَجْهَ الارض من شِدَّته وقد سَحَّ يَسُحُّ سَحًّا وتَسَحْسَحَ وسَحَحْتُ الشئَ أَسُحُّه سَحًّا اذا صَبَبْتَهُ* أبو حنيفة* السَّادِحةُ ـ التى تَصْرَعُ كُلَّ شئ وأنشد

شديدُ مآزِم عَزْلائِهِ

غزِيرُ المُمَرَّضِ والسَّادِحَهْ

واذا كان المطر غَزيرًا دائما فهو طُوفانٌ وأنشد

* وما سحابُ الصَّيفِ بالطُّوفانِ*

يعنى أَمْطارَ الشتاء والفَتْحُ ـ المَطَرُ الواسعُ الغَزِير وجمعُه فُتُوح وأنشد

* يَرْعَى السحابَ العَهْدَ والفُتُوحا*

والعِزُّ ـ الكَثِيرُ من المطر وأرْضٌ مَعْزُوزةٌ* ابن دريد* العَدْرُ ـ المطرُ الكثيرُ وقد عُدِرَتْ الارضُ* صاحب العين* اعْتَدَرَ المكانُ* ابن دريد* ثَدَقَ المَطرُ ـ خَرَج خُروجًا سَرِيعًا نَحْوَ الْوَدْقِ ومنه اشتقاقُ ثَادِقٍ اسْمِ فرسٍ من خَيْلِهم* صاحب العين* الهَثْهَثَةُ ـ انْتِخَالُ عِظامِ القَطْرِ فى سُرْعةٍ من المَطر وقد هَثْهَثَ السحابُ بمَطَرِهِ وأنشد

* من كُلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ*

* أبو عبيد* اشْتَكَرَت السماءُ وطَلَّتْ وأَغْبَرَتْ وحَقَلَتْ كُلُّ هذا حين يَجِدُّ وَقْعُها ويَشْتَدُّ* أبو حنيفة* حَفَلَتْ واحْتَفَلَتْ* أبو زيد* المُحْتَفِلُ ـ المَطَرُ الحَثِيثُ المُتَدَارِكُ وقد تقدم تَصْرِيفُ الحَفْل فى باب الضَّرْعِ والسَّحُّ مِثْلُه غَيْرَ أنَّ السَّحَّ لم يَتَبَيَّنْ قطرُه والمُنْهَمِرُ مِثْلُ السَّحّ* ابن دريد* صَاب المَطَرُ يَصُوبُ صَوْبا وانْصَابَ ـ انْصَبَّ* صاحب العين* مَطَرٌ صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ* أبو حنيفة* اسْحَنْفَرتِ السماءُ كذلك* أبو عبيد* انْهَلَّتْ السماءُ ـ اذا صَبَّتْ واسْتَهَلَّتْ ـ اذا ارْتَفَع صَوْبُ وَقْعِها وكأنَّ الاهْلالَ بالحَجِّ منه وكذلك اسْتِهْلَالُ الصبى* أبو حنيفة* أرضٌ هَلِيلَةٌ ـ اسْتَهَلَّ بها المَطرُ والأَهالِيلُ والاهِلَّةُ ـ ما انْهَلَّ من المطر وقال واحدُ الاهِلَّةِ هِلَالٌ* أبو زيد* الهَلَلُ ـ أوَّلُ المَطَرِ* صاحب العين* هَلَّ السحابُ بالمَطَرِ هَلًّا وانْهَلَّ واسْتَهَلَّ* غيره* الهِلَالُ ـ أوَّلُ مَطَرٍ يُصِيبُك* ابن دريد* غَيْثٌ حِمِرٌّ ـ شديدٌ* أبو حنيفة* حِمِرُّ الغَيْثِ ـ مُعْظَمُه* صاحب العين* أصَابَنا العُراقُ ـ أى غَيْثٌ غَزِيرٌ* وقال* أَرْخَتِ السماءُ عَزَالِيَها ـ كَثُرَ مَطَرُها على التشبيه بعَزَالِى المَزَادِ وهى أفْواهُها* وقال* باتَتِ السماءُ تَسْحَلُ لَيْلَتَها ـ أى تَصُبُّ* ابن

الاعرابى* عَسَقَتِ السماءُ عَسَقَانًا ـ أرَشَّتْ وانْصَبَّتْ

باب تطبيق المطر الارض وتلبيده اياها

* أبو حنيفة* الطَّبَقُ ـ العَامُّ الذى يُطَبِّقُ الارضَ وقال فى قول أبى وَجْزَةَ

مُطَبِّقَةُ المَجْرَى لَذِيذٌ نَسِيمُها

رُخَاءٌ أَبَتْ أَعْقَابُها أَنْ تَصَرَّبَا

المُطَبّقةُ المُحَقِّقَةُ* قال المتعقب* وانما أَخَذَ أبو حنيفة هذا من قولهم طَبَّقَ المَفْصِلَ وليس كذلك وانما هذا مأخوذٌ من قول امرئ القيس

دِيمةٌ هَطْلَاءُ فيها وَطَفٌ

طَبَقُ الارْضِ تَحَّرى وتَدُرّ

أى مُطَبِّقَةٌ للارض كُلِّهَا وغِطاءُ كُلِّ شَئٍ طَبَقٌ له ومنه قيلَ لِغِطاءِ الارْضِ طَبَقٌ ومنه قوله تعالى (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) أى طابقت كُلُّ واحدةٍ منها صاحِبَتَها طِبَاقًا ومُطَابَقةً أى هذه غِطاءٌ لهذه وهذه تَحْتَها لم تُفْصَلْ عنها ومن هذا قيل للمُتَّفِقَيْنِ على الامر مُتَطابقانِ على كذا وكذا فَسَمَّى سُبْحانَه بالمَصْدَرِ فلم يُجْمَعْ على لفظِ طَبَقٍ لانَّ جَمْعَ طَبَقٍ أطْبَاق قال الشماخ

اذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ

أطْباقُ نَىٍّ على الأَثْبَاجِ مَنْضُودِ

والمُغَطِّى للشئِ طَبَقٌ له وطِبَاقٌ ولا معنى للمُحَقِّقةِ فى بيت أبى وَجْزةَ ولا يَجُوزُ غَيْرُ ما قلناه* أبو على* طَبَقُ الارضِ فى بيتِ امرئ القيسِ من بابِ قَيْدِ الاوابِدِ وعُبْرِ الهَواجِرِ* صاحب العين* تَحَيَّرَتِ الارضُ بالمَطَرِ ـ تَغَطَّتْ* أبو على* ومنه رَوْضَةٌ حَيْرَى قال الهذلى

فيا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ

تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ

* أبو عبيد* تركتُ الارضَ قَرْوَةً واحدةً ومَحْوَةً واحدةً ـ اذا طَبَّقَها المَطَرُ* أبو حنيفة* تركتُ الارضَ دَثَّةً وزَلَفَة وأصْلُ الزَّلَفَةِ المَحَارةُ أى صارتْ كالمَحارةِ المَمْلوءَةِ قال الشاعر يصف أرضَ زَرْعٍ أَوْ نَخْلَ سَقَتْها سانِيةٌ

حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبَارُ كانَّها

زَلَفٌ وأُلْقِىَ قِتْبُها المَحْزُومُ

وقيل الزَّلَفُ ـ وَجْهُ المِرْآةِ ومن الاول قولُهم للغَدِيرِ المَلْآنِ زَلَفٌ وأنشد

جَثْجَاثُها وخُزاماهَا وثامِرُهَا

هَبَائِبٌ تَضْرِبُ الثُّعْبانَ والزَّلَفَا

وقيل الزَّلَفَةُ ـ المَصْنَعةُ وسيأتى ذكْرُها قال واذا كانتِ الارضُ كذلك قيلَ أرضُ مَيِّهَةٌ وقد ماهَتْ تَمُوهُ مَاهًا أى كَثُرَ ماؤُها واذا اسْتَقَرَّ ماءُ السماءِ فى الارضِ فهو المَوْهِبَةُ وقال أرضٌ بَلاثِقُ ـ اذا كَثُرَ بها المطرُ* غيره* اذا أصابَ الشتاءُ الارضَ فعَمَّها حتَّى لا يكون فيها فَتْقٌ فهى مَنْصُوحَةٌ* الأصمعى* لَبَّدَ المطرُ الارضَ وكذلك النَّدَى وعَزَّزَها كذلك وقد تقدّم أن التَّلْبِيدَ كالرَّشِ

باب الثلج والبرد ونحوهما

الثَّلْجُ ما جَمَدَ من الماءِ بالنهار والليل* أبو عبيد* أرضٌ مَثْلُوجةٌ من الثَّلْج* ابن السكيت* وقد ثُلِجَتْ ثَلْجًا* أبو حنيفة* أرضٌ مُثْلَجة* أبو عبيد* أَثْلَجَ يَوْمُنا* أبو زيد* أَثْلَجْنَا ـ دَخَلْنَا فى الثَّلْجِ وثُلِجْنَا ـ أصابَنَا الثَّلْجُ وماءَ مَثْلُوجٌ ـ مُبَرَّدٌ بالثَّلْج* ابن السكيت* والسَّقِيطُ بالليل وقيل السَّقِيطُ ـ نَدًى يَخْرُجُ من جُرْدَةِ السماءِ* صاحب العين* الخَشَفُ والخَشِيفُ ـ الثَّلْجُ الخَشِنُ وقد خَشَفَ يَخْشِفُ خُشُوفًا وماء خَاشِفٌ وخَشْفٌ جامدٌ* غيره* أصْلُ الخَشْفِ اليُبْسُ* صاحب العين* الجَمْدُ ـ الرِّخْوُ* غيره* جَمَدَ الماءُ يَجْمُدُ جُمودًا وجَمَسَ يَجْمُسُ جُمُوسًا وقيل جَمَدَ الماءُ ونحوُه من السَّيَّالِ وجَمَسَ الوَدَكُ والسَّمْنُ ونحوهما وكان الاصمعى يُحَطِّئُ ذا الرُّمَّةِ فى قوله

* ونَقْرِى سَدِيفَ الشَّحْمِ والماءُ جَامِسٌ*

والجَمَدُ ـ الثَّلْجُ وكُلُّ ما صَلُبَ فقد جَمَدَ ومنه مُحَّةٌ جامِدةٌ صُلْبةٌ* صاحب العين* البَرَدُ ـ سَحابٌ كالجَمَدِ* أبو مالك* الظَّلْمُ ـ الثَّلْجُ* أبو عبيد* أَرْضٌ مَبْرُودَةٌ من البَرَدِ وبُرِدَ القومُ ـ أصابَهُمُ البَرَدُ وسحابةٌ بَرِدَة ـ ذاتُ بَرَدٍ* ابن دريد* سحابٌ أَبْرَدُ وبَرِدٌ* قال سيبويه* النَّفَيَانُ من السحاب لانه يَنْفِى أوَّل شَئٍ رَشًّا أو بَرَدًا ومنه نَفَيَانُ الطائِر بجَناحَيْهِ والعَضْرَسُ ـ البَرَدُ* ابن السكيت* انْهَمَّ البَرَدُ ـ ذابَ وأنشد

* يَضْحَكْنَ عن كالبَرَدِ المُنْهَمِّ*

وقد تقدم فى الشَّحْم* غيره* ويقال لِمَا ذابَ منه الهُمَامُ* صاحب العين*

السحابُ يَنْخُلُ البَرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه ـ يعنى يُغَرْبِلُه واسمُ ذلك الشئِ النَّخْلُ* أبو عبيد* أرضٌ مَصْقُوعة من الصَّقِيع ومَجْلُودة من الجَلِيدِ ومَضْرُوبةٌ من الضَّرِيب وهو الجَلِيدُ* أبو حنيفة* باتَتِ السماءُ تَصْقَعُنا وتَضْرِبُنا وتَجْلِدُنا وتَأْرِزُنا من الارِيزِ وهو البَرْدُ وقد جُلِدَتْ وضُرِبَتْ وأُرِزَتْ وقد يُقال فى هذا كُلِّه أَرِزَتْ على مثال فَعِلَتْ* أبو عبيد* أرضٌ ضَرِبَةٌ وقد ضُرِبَتْ ضَرْبًا وأَضْرَبَها الجَلِيدُ* صاحب العين* الدُّمَّقُ ـ الثَّلْجُ مع الريح يَغْشَى الانسانَ حتى يَكاد يَقْتُلُه* غيره* انْسَاعَ الجَمَدُ ـ ذابَ والسَّيْعُ ما سال على الارض من جَمَدٍ ذَائِبٍ ونحوِه وقد قَدَّمْتُ أنه كَسْرُ الخُبْزِ فى اللِّبَا ونحوه* صاحب العين* الهَثْهَثَةُ ـ انْتِخَالُ الثلج والبَرَدِ* ابن دريد* الغُرَاب ـ البَرَدُ لبياضِه* أبو زيد* الكَوْكَبُ ـ قَطَراتٌ تَقَعُ بالليل على الحَشِيش

أسماءُ عامَّةِ المطر

* أبو زيد* الغَيْثُ ـ اسْمٌ للمطرِ كُلّه وجِماعُه الغُيُوثُ وأرضٌ مَغِيثَةٌ ومَغْيُوثةٌ* قال أبو عبيد قال الاصمعى قال أبو عمرو بن العلاء قال لى ذو الرمة ما رأيتُ أَفَصَحَ من أَمَةِ بَنِى فُلانٍ قلت لها كيف كانَ مَطَرُ كم قالت غِثْنَا ما شِئْنا* صاحب العين* وانما سُمّىَ الكَلَأُ غَيْثًا لانه عن الغيثِ يَكُونُ والسَّبَلُ ـ المطرُ* أبو زيد* وقد أَسْبَلَتِ السماءُ ـ وهو المَطَرُ بَيْنَ السحابِ والارضِ حينَ يَخْرُجُ من السحاب ولَم يَصِلْ الى الارض والعَثانِينُ ـ مِثْلُ السَّبَلِ واحدُها عُثْنُون* أبو عبيد* الوَدْقُ ـ المَطَرُ* ابن دريد* وَدَقَتِ السماءُ وأَوْدَقَتْ* أبو حنيفة* ومنه النَّزَلُ والرَّجْعُ فى كلامِ هُذَيْلٍ قال الله عزوجل (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) وأنشد

* وجاءتْ سِلْتِمٌ لا رَجْعَ فيها*

وكذلك الخَرْجُ قال أبو ذؤيب

وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبَا

بُ عنه وغُرِّمَ ماءً صَرِيحَا

قال وزَعَم بعضُ الرُّواةِ أن غُرِّمَ خَطأ وانما هو وكُرِّمَ ماءً صَرِيحا ويقال أيضا للسحابِ اذا جادَ بمائِهِ كُرِّمَ والناس على غُرِّمَ وهو أشبه بقوله وَهَى خَرْجُه* أبو حنيفة*

وكذلك الماعُونُ وأنشد

يَمُجُّ صَبِيرُه المَاعُونَ صَبًّا

اذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتَراهُ

ومثله القَطْرُ وكذلك المصدر يقال قَطَرَتِ السماءُ وأَقْطَرَتْ* أبو عبيد* مَطَرَتْ وأمطرت* قطرب* الخَدَرُ ـ المَطَرُ لانه يُخْدِرُهم فى بُيُوتِهم والخِدْرُ البَيْتُ وأنشد

لا يُوقِدُونَ النارَ الا بسَحَرْ

لُؤْمًا ولا تُوقَدُ الا بالبَعَرْ

* ويَسْتُرون النَّارَ من غَيْرِ خَدَرْ*

وقد تقدم أن الخَدَرَ النَّدَى والبَرَدُ مع مَطَرٍ* أبو عبيد* اذا أصابَ الارضَ مَطَرٌ ـ فهى منْصُورة وقد نُصِرَتْ* قال أبو على* النَّصْرُ ـ الغيثُ وأنشد

من كانَ أخْطَأَهُ الربيعُ فانما

نُصِرَ الحِجازُ بغَيْثِ عَبْدِ الواحِدِ

ويروى بجُودٍ* أبو زيد* الارضُ المنْصُوحةُ ـ المَجُودَةُ نُصِحَتْ نَصْحًا* أبو حنيفة* أرض مَغُورَةٌ ومَغِيرَةٌ وقد غَارَها الغَيْثُ يَغُورُها ويَغِيرُها والاسْمُ الغِيرةُ* قال أبو على* ومنه قولهم فى المِيرةِ غِيرَةٌ وقد غارَهُم بَغِيرُهم مارَهم والغَيْرُ الغَيْثُ أَيًّا كانَ وأنشد فى أن الغِيرةَ المِيرَةُ

ونَهْدِيَّةٍ شَمْطَاءَ أو حَارِثيَّةٍ

تُؤَمِّلُ نَهْبًا من بَنِيها يَغِيرُها

* أبو زيد* الذِّهابُ ـ اسمُ المَطَر كُلِّهِ ضَعيفِه وشديدِ ، وقد تقدم قولُ أبى عبيد إنَّ الذِّهابَ نَحْوُ التَّهْمِيمِ* أحمد بن يحيى* فَرِيحُ السَّحاب ـ ماؤُه حينَ يَنْزِلُ وقد تقدّم أنه أوَّلُ ما يَبْدَأُ من البَرْقِ* صاحب العين* مَطَرٌ مُهْرَوْرِقٌ وقد تقدم فى الدَّمْعِ

المطرُ بَعْدَ المطر

* أبو عبيد* الرَّصَدَةُ ـ المَطْرَةُ تَقَعُ أَوَّلاً لِمَا يأتِى بعدَها والجمعُ رَصَدٌ* ابن دريد* جمعُ الرَّصَدِ أَرْصادٌ ورِصَادٌ وأَرْضٌ مَرْصُودةٌ أصابَتْها الرَّصَدَةُ* أبو حنيفة* أرضٌ مُرْصِدَة التى قد مُطِرَتْ وهى تُرْجَى لِتُنْبِتَ وقال بعضهم لا يقال مَرْصُودَةٌ ولا مُرْصَدَةٌ انما يقال أَصَابَها رَصْدٌ ورَصَدٌ* أبو حنيفة* واذا أصابَ

الارْضَ بعدَ ذلك مَطَرٌ آخَرُ ونَدَى الاوَّلِ باقٍ ـ فذَلِكَ المطرُ العَهْدُ لان الاوّلَ عُهِدَ بالثانى وواحدُها عَهْدةٌ* ابن دريد* وعِهْدةٌ* علىّ* ليستِ العِهْدةُ واحدةَ العَهْدِ بل الامْرُ بعكسِ ذلك كحَلْىٍ وحِلْيةٍ* أبو حنيفة* والجميعُ العُهُود والعِهَاد وأنشد

عَقائِلُ رَمْلَةٍ نَازَعْنَ منها

دُفُوفَ أقاحِ مَعْهُودٍ ودَيِنِ

(١) وأنشد أيضا

هَراقَتْ نُجُومُ الصَّيْفِ فيها سِجَالَها

عِهَادًا لِنَجْمِ المُرْبِعِ المُتَقَدِّمِ

فجاء به مُفَسَّرًا فهذا هو العَهْدُ أن يُرْدِفَ ما تقدم قبلَه فيُدْرِكَ آخِرُهُ نَدَى أَوَّلِه وقيلَ العِهَادُ الحَدِيثةُ من الامْطارِ* قال* وأَحْسَبُه ذَهَب به الى قولِ الساجع فى وَصْفِ الغيث أصابَتْنا ديمةٌ بَعْدَ دِيمه على عِهَادٍ غَيْرِ قَدِيمه* على* أما العُهودُ فجمعُ عَهْدٍ وقد يجوز أن يكونَ جَمْعَ عَهْدةٍ كنحو ما حكاه سيبويه من بَدْرة وبُدُورٍ ومَأْنةٍ ومُؤُونٍ والاوّل أكثر وأما العِهادُ فيكون جَمعَ عَهْدٍ وعَهْدةٍ على السواء لانهما متساويان فى هذا الجمع* أبو حنيفة* وكل مَطْرةٍ تَجِىءُ على إِثْرَ مَطْرةٍ فالاخْرَى وَلِىُّ للُاولَى فالامْطَارُ فى جميع أزمانِ السَّنةِ على هذا القول اذا جاءتْ مَطْرتانِ مُتَواليتانِ فالاولى منهما رَصَدَةٌ والثانية وَلِىٌّ وهذا غَيْرُ الوَلِىّ المَحْدُودِ الوقتِ والانْواءِ ذلك على ما بَيَّنا* أبو عبيد* الوَلْىُ على مِثَالِ الرَّمْىِ ـ المَطَرُ يأتى بعدَ المطرِ وقد وُليَتِ الارضُ وَلْيًا فاذا أَرَدْتَ الاسْمَ فهو الوَلِىُّ مِثْلُ النَّفْىِ والنَّفِىِّ وفى بعض النسخ مِثْلُ النَّعْىِ والنَّعِىِّ ذكره الفارسى* على* هذا نَقْضٌ لانه قد جَعَلَ الْوَلْىَ أَوَّلَ وَهْلَةٍ المَطرَ عَيْنَه ثم قال هنا فاذا أرَدْتَ الاسْمَ فهو الوَلِىُّ والصحيحُ ما حكاهُ ابن السكيت من أن الوَلْىَ مُخَفَّفًا المَصْدَرُ والوَلِىُّ اسْمُ المَطَرِ عَيْنِه* أبو عبيد* اليَعَالِيلُ ـ المطرُ بعد المَطَرِ* أبو حنيفة* الأَهاضِيبُ أَمْطَارٌ بعضُها فى إثْرِ بَعْضٍ تُمْطِرُ ثم تَفْتُرُ* أبو عبيد* هى الهَضْبةُ وجمعُها هِضَبٌ وقد هُضِبَت الارضُ هَضْبًا* ابن دريد* الهَضْبة ـ الدُّفْعةُ من المطر ومنه هَضَبَ القومُ فى الحديث خاضُوا فيه دُفْعةً بعد دُفْعة* أبو زيد* الرَّثَانُ القِطَارُ المتتابعةُ يَفْصِل بينهن سكونٌ ساعةً وهو أقلُّ ما يَسْكُن بينهنّ وأكثر ما بينهنّ يومٌ وليلة وأرضٌ مُرَثَّنة

__________________

(١) قوله وأنشد عقائل الخ ليس فيه شاهد إلا لو قال ومكان معهود ممطور وأنشد عقائل رملة الخ والبيت للطرماح قال الازهري أراد دفوف رمل او كثب أفاح معهود أي ممطور أصابه عهد من المطر بعد مطر وقوله ودين اي مودون مبلول من ودنته أدنه ودنا اذا بللته اه، وانظر اللسان فان فيه شواهى العهاد والعهود اهـ مصححه

الامطار المتفرقة والقليلة

* أبو عبيد* وقعتْ فى الارض ضُرُوسٌ من مطر ـ أى قِطَعٌ متفرّقة* أبو حنيفة* واحدُها ضِرْسٌ قال وربما كان الضِّرْسُ جَوْدًا وان كان ضَيِّقًا* ابن دريد* أصاب أرضَ بنى فلان قُرونٌ من المطر ـ أى دفُعَ متفرّقة* أبو عبيد* الصِّلَالُ ـ الامطار المتفرقةُ واحدتُها صَلَّة* ابن دريد* الصَّلَّة أرض ممطورةٌ بين أرضين لم تُمْطَرا والجمع صِلالٌ يقال أرض صَلَّة ـ أى يَبِسة والصَّلَّة الجِلْد الذى قد يَبِسَ قبلَ الدِّباغ وسنأتى على ذكر هذه الكلمة بأشدَّ من هذا الاستقصاء* أبو زيد* النُّفْضة ـ المَطْرةُ تُصيب القطعةَ من الارض وتُخْطِئ الاخرى وأَرْضٌ مُنَفَّضةٌ* صاحب العين* اذا أصاب الارضَ مطرٌ متفرّقٌ أصاب وأخطأ فذلك توقيعٌ فى نباتها* غيره* التَّعْسِينُ ـ قِلَّة المطرِ وكَلٌا مُعَسِّنٌ لم يُصِبْه مطرٌ* وقال* أَكْدَى المَطَرُ قَلَّ وَنَكِدَ

نعوت المطر فى بكوره وتأخره

* أبو حنيفة* اذا تَقَدَّمت الامطارُ قيل بَكَرَتْ بُكُورًا وبَكَّرَتْ وهذا عامٌ بَكَّرَ فيه الوَسْمِىٌّ* صاحب العين* غَيْثٌ باكُور ـ وهو المُبَكِّرُ فى أوّل الوسمى وهو أيضا السارِى فى آخر الليل وأوّل النهار* وقال* سحابة مِبْكَار وبَكُور ـ مِدْلاجٌ من آخر الليلِ والباكُورُ من كل شئ المُعَجِّلُ الادْراكِ والجَنَى والانثى باكورةٌ ومنه باكورةُ الفاكهةِ* أبو حنيفة* وقد يُبْكِرُ العامُ بالمطر ثم يَخْدَعُ فينقطع المطر فلا ينفعُ ما تقدَّم من مطره وان تَباشر الناسُ به وقد تقدّم شرح حديث النبى عليه‌السلام «انَّ قَبْلَ الدَّجالِ سِنِينَ خَدَّاعةً» وبُيّن وجهُ الاختلاف فى تأويله وأنشد أبو حنيفة

وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُه

يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ

* مُبْتَرِكٌ لِكُلّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ*

القِرْضاب الذى لا يَدَع شيأ الا قَرْضَبه أى أكله مُبْتَرِكٌ ـ معتمد عليه مُلِحٌّ ويَلْحُمُه ـ يأكل

ما عليه من اللحم قال ابن السكيتِ وقال العامرى يَلْحَمُه* أبو حنيفة* فان تأخرْت أَمطارُه الى آخر السنة قيلَ حَقِبَ العامَ المطرُ حَقَبا فان اجتمع المطر فى وسطه قيل اجْرمَزَّ فاذا لم يكن فيه مطر قيل حَقِدَ حَقَدًا وأَحْقَد وكذلك يقال فى المَعْدِن اذا انقَطع فلم يُخْرج شيأ* غيره* حَقِدَ المطرُ احْتَبَس* أبو عبيد* قَوِىَ المَطَرُ كذلك* صاحب العين* القَحْطُ ـ احْتباسُ المطر وقد قَحَطَ وقَحِطَ والفتح أعلى قَحْطًا وقَحَطًا* وقال ابن السكيت* قَحِطَ الناسُ بالكسر لا غير وأَقْحَطُوا وكرهها بعضُهم ولا يقال قُحِطُوا ولا أُقْحِطُوا وقُحِطَتِ الارضُ على صيغة ما لم يسم فاعله لا غير* صاحب العين* القَحْطُ يُشْتَقُّ لكل ما قَلَّ خَيْرُه وأصلُه فى المطر

المطر يدوم لا يقلع

* أبو عبيد* أَثْجَمَ المَطَرُ وأَلَظَّ وأَلَثَّ وأَدْجَنَ وأَغْضَنَ وأَغْبَطَ ـ اذا دام أياما لا يُقْلِعُ* أبو حنيفة* أَغْبَطَ علينا المطرُ ـ وهو ثُبوته لا يُقْلِع بعضُه عن بعض وسَيْرٌ مُغْبِط ـ دائم لا راحة فيه ومنه قول الراجز

* اغْباطُنا المَيْسَ عَلَى أَصْلابه*

* ابن دريد* سَمَاءٌ غَبَطَى وغَمَطَى وقد أَغْمَطَتْ بالسحاب يومين أو ثلاثة* أبو عبيد* هَضَبَتِ السماءُ ـ دَام مطرُها* صاحب العين* الهَضْبةُ ـ المَطْرةُ الدائمة العظيمةُ القَطْرِ والجمع هِضَبٌ وقد تقدم أن الهَضْبة الدُّفعة من المطر قال وهى الاهْضُوبةُ* أبو حنيفة* أَقْرَنَتْ وقَرَنَتْ وأَرْهَمَتْ ـ دَامَ مطرُها* ابن دريد* يوم راضِبٌ ـ دائمُ المطر وقد تقدم أنه الكثير* صاحب لعين* أَلَحَّ السحابُ بالمطر على موضع ـ دامَ وأنشد

* أَلَحَّ عَلَيْها كُلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ*

وسحاب مِلْحاح* أبو زيد* ليلة نَطُوفٌ ـ ما طرة حتى الصَّباحِ ونَطَفَتْ آذانُ الماشيةِ وتَنَطَّفَتْ ـ ابْتلَّتْ بالماء فَقَطَرَتْ ومنه قول بعض الاعراب ووَصَفَ ليلةً ذاتَ مَطَر تَنْطُفُ آذانُ ضَأْنها حتى الصباح* غيره* أَبْرَكَ السحابُ وابْتَرَكَ ـ أَلَحَّ بالمطر* ابن دريد* أَلْقَتِ السحابةُ أَرْواقَها على الارض ـ أَلَحَّتْ بالمطر

* صاحب العين* البِسَارُ ـ مطر يَدُوم على أهل السِّنْدِ فى أيام الصيف لا يُقْلِعُ عنهم ساعةً فتلك أيامُ البِسَارةِ* صاحب العين* بَعَّ السحابُ بموضع كذا يَبِعُّ أَلَحَّ والبَعَاعُ ثِقَلُ السحابِ من الماء وَبَعَّ المَطَرُ من السحابِ ـ خرج والبَعَاع ـ ما بَعَّ منه

اقلاع المطر واقطاعه

* أبو حنيفة* أَقْلَعت السماءُ وأَقْلَع المطر* صاحب العين* أصلُ الاقلاع النَّزْعُ* أبو عبيد* أَنْجَمَ المطرُ وأفْصَمَ وأَفْصَى وقال أَقْشَعَ الغَيمُ وقَشَعَتْه الريحُ* غيره* قَشْعًا وقُشُوعًا وقد انْقَشَعَ وتَقَشَّعَ* أبو حنيفة* أَظْلَفَت السماءُ وأَجْهَتْ وأَشْجَذتْ كذلك وقد تقدم أن الاشْجَاذَ قُوَّةُ المطر وقال سَحَفَتْه الريحُ وجَفَلَتْه وسَفَرَتْه سَفْرًا فانْسَفَر هو* أبو زيد* أَقْصَرَ المطر ـ أَقْلَع* ابن السكيت* نَكَفْتُ الغيثَ أَنْكُفُه نَكْفًا ـ اذا قَطَعْتَهُ عنك

السماء اذا أصْحَتْ

* صاحب العين* الصَّحْوُ ـ ذهابُ الغيم يومٌ صَحْوٌ وسماء صَحْوٌ وقد أَصْحَيَا وأَصْحَيْنَا دَخَلْنا فى الصَّحْو* أبو عبيد* أَصْحَتِ السماءُ فهى مُصْحِيةٌ* ابن السكيت* أَصْحَتْ وهى صَحْوٌ ولا يقال مُصْحِية* أبو عبيد* السماءُ جَلْواءُ ـ أى مُصْحية* وقال* أَجْهَت السماءُ ـ أَصْحَتْ وأَجْهَيْنا أَجْهَتْ لنا السماءُ* ابن الاعرابى* أَجْهَتْ الينا كذلك وقد تقدم أنَّ الاجْهاءَ نفسُ الاقْلاع* ابن السكيت* ما عليها طُحْرُورٌ ولا طَحْمَريرة ولا طِهْلِئَة ـ أى شئ من السحاب* أبو حنيفة* ما فى السماء طِحْرِمةٌ ولا طِحْرِبة* وقال* يومُ مُفْصِحٌ ـ اذا لم يكن فيه غيم ولا قُرُّ* أبو زيد* تَصَلَّعَتِ السماءُ ـ انْقَطعَ غيمُها ثم تَنْجَرِدُ بعد ذلك حين يَذْهَبُ الغيمُ كُلُّه وهى حينئذ جَرْداء وقد جَرِدَتْ جَرَدًا والاسم الجُرْدَةُ* ابن السكيت* الفَتْقُ الخَلَّةُ من الغيم والجمعُ فُتُوق وقد أَفْتَقَ القومُ تَفَتَّقَ عنهم الغَيم* ابن دريد* أَفْتَقَ قَرْنُ الشمس ـ أصابَ فَتْقا من السحاب فبَدأ منه وأنشد ابن السكيت

* كقَرْنِ الشمسِ أَفْتَقَ ثُمَّ زالا*

ذكر السيول

* صاحب العين* دَفَعَ السيلُ يَدْفَعُ دَفْعا وتَدافَع ـ ودُفَّاعُه ودُفْعَتُه ما تَدافَع منه* أبو عبيد* سَيل راعِبٌ بالراء وقد رَعَبَ الوادىَ مَلَأَهُ والرَّعْبُ المَلْءُ وأنشد ابن السكيت

بذِى هَيْدَبٍ أَيْما الرُّبَى تحتَ وَدْقِهِ

فَتَرْوَى وأَيْما كُلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ

أيما لغة فى أَمَّا وإما حكاه أبو على وأنشد

يا ليْتَما أُمُّنَا شَالَتْ نَعامَتُها

أَيْمَا إلَى جَنَّةٍ أَيْما الَى نارِ

* أبو عبيد* سَيْل زاعِبٌ بالزاى ـ وهو الذى يَدْفَع بعضُه بعضا يَزْعَبُه زَعْبًا* غيره* الزَّعْبُ ـ المَلْءُ زَعَبَ الرجلُ فرجَ المرأة يَزْعَبُه زَعْبًا مَلَأَه* ابن دريد* يعنى من ضِخَمِ مَتاعِه* أبو حنيفة* زَعْبُ السيلِ ـ دَوِيُّه وتدافُعُه قال ابن هَرْمة

فَلا حِسَّ الَّا خَوَاتُ الرَّذاذْ

وَزَعْبُ السُّيول بأدْراجِها

أدراجُ السُّيول مَجارِيها* أبو عبيد* زَعَبَ الوادى نَفْسُه يَزْعَبُ زَعْبًا ـ تَدافَعَ وسَيْلٌ زَعُوب زاعِبٌ والزَّعْبُ الدَّفْعُ* أبو عبيد* جاءنا السيلُ دَرْءًا للذى يَدْرَأُ من مكانٍ لا يُعْلم به* أبو حنيفة* دَرَأَ السيلُ يَدْرَأُ دَرْءًا ودُرُوءاً وجاء دَرْءًا ودُرْءاً وكلُّ غريبٍ دَارِئُ وطارِئُ وهم الدُّرَّاءُ والطُّرَّاءُ قال ذو الرمة يصف بلدا به وَحْشٌ دارئةٌ

* وَباجِدَة (أى مُقِيمة) دُرَّاؤُه وخَواذلُهْ*

والنَّابِئُ مِثْلُ الدَّارئِ وأنشد

ولَكِنْ قَذَاهَا كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ

أتَتْنابه الاقْدارُ مِنْ حَيْثُ لا نَدْرِى

* قال أبو على* وهم الدُّرَآءُ والطُّرَآءُ وكُلُّ غَرِيبٍ دَارِئُ وأنشد

رَأَتْ فِتْيةً ثارُوا إليه بارْضِهم

كما هَرَّ كَلْبَ الدَّارِئين كَلِيبُ

وشَكَّ فى النُّبَاءِ جمع نابِئٍ* أبو حنيفة* سالَ الوادِى دَرْءًا ـ جاءَ من قُرْب وسالَ ظَهْرًا ـ فى معنَى دَرْءٍ والظَّهْرُ ما أَمْطَره حتى يسيل منه والسَّيلُ الثقيلُ مِثْلُ الدَّارِئِ

* أبو عبيد* جاءَنا سَيْلٌ أَتِىٌّ وأَتاوِىُّ ـ يعنى من بلد آخر وكذلك الغريبُ والأَتِىُّ جَدْوَلٌ يُؤْتِيهِ الرجلُ الى أرضه من ذلك* أبو حنيفة* أتانا السيلُ أَتِيًّا وأَتاوِيًّا لم نَشْعُر به وقيل سَيْل أَتِىُّ وأَتاوِىُّ ـ اذا أتاك ولم يُصِبْك مطرُه* ابن دريد* زَبَدُ الماءِ واللُّعاب والجَرَّةِ ـ طُفاوَتُه والجميعُ أَزْباد وقد زَبَدَ وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ ـ دَفَعَ بزَبدِه* أبو عبيد* سَيْلٌ مُزْلَعِبٌّ ومُجْلَعِبُّ ـ وهو الكثيرُ قَمْشُه يعنى الغُثَاء وقد غَثا الوادى غَثْوًا ويقال جَفَأَ الوادِى يَجْفَأُ جَفْئًا اذا رَمَى بالزَّبَدِ والقَذَر* صاحب العين* جَفأَ جُفُوءًا* أبو عبيد* واسم ذلك الزَّبِد الجُفَاءُ قال الله عزوجل (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً) وكذلك القِدْرُ اذا غَلَتْ* أبو حاتم* الجُفَالُ من الزَّبَدِ كالجُفَاءِ وكان رُؤْبةُ يقرأ «فأما الزّبد فيَذْهَبُ جُفَالاً» * أبو حنيفة* راسَ السَّيْلُ الغُثاءَ رَوْسًا ـ حَمَلَهُ* ابن دريد* الْحُثُّ ـ غُثاءُ السَّيلِ اذا خَلَّفَهُ ونَضَبَ عنه حتى يَجِفَّ وكذلك الطُّحْلُبُ اذا يَبِسَ وقَدُمَ عَهْدُه حتى يسودَّ* صاحب العين* حَمِيلُ السيلِ ـ ما يَحْملُ من الغُثاء وفى الحديث «كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ فى حَمِيل السيلِ» * أبو عبيد* أصابَنا طَحْمَةُ السيلِ وطُحْمَتُه ـ يعنى دُفْعته* غيره* هى دُفْعَتُه الاولَى وطَحْمةُ الفِتْنةِ ـ جَوْلَتُها منه* أبو زيد* ضَفَّةُ الماءِ ـ دُفْعةُ السَّيْل الاولَى ومَخْرِمُ السيل ـ أَنْفُه* أبو عبيد* سَيْلٌ جُرَافٌ ـ وقُعَافٌ وجُحَافٌ ـ وهو الكثير الذى يَذْهَبُ بكل شئ ومنه قول امرئ القيس

لَهَا عَجُزٌ كَصَفاة المسي

لِ أَبْرَزَ عنها الجُحافُ المُضِرّ

* ابن دريد* وبه سميت الجُحفَةُ لان السيلَ اجْتَحَفَها* قطرب* أَصْلُ الجَحْفِ القَشْرُ جَحَفْتُ الشئَ جَحْفًا قَشَرْتُه* أبو عبيد* الجُلَاخُ كالجُحَافِ* ابن دريد* جَلَخَ السَيلُ الوادىَ جَلْخًا ـ قَطَعَ أَجْرافَهُ* صاحب العين* سيلٌ قُحافٌ وقاحِفٌ ـ اذا جاء فَجْأَةً فذَهَبَ بكل شئ وكلُّ ما أَخَذْتَه واستخرجتَه فقد اقْتَحَفْتَهُ وكُلُّ ما اقْتَحَفْتَ من شئ قُحافةٌ وبه سُمِّىَ الرجلُ وقد تقدم نحو ذلك فى المطر* ابن دريد* جَاخَ السيلُ الوادىَ يَجِيخُه ويَجُوخُه جَوْخًا ـ أقْتَلَع جِرَفَتَهُ وأنشد

* فلِلصَّخْرِ من جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ*

* صاحب العين* الرُّزُونُ ـ بَقايا السيلِ فى الاجْرافِ والنَّجْخُ ـ السيلُ يَنْجِخُ

فى سَنَدِ الوادى وفى وَسَطِ البحر حتى يَجْرِف وأنشد

* ذُو نَاجِخَ يَضْرِبُ صُوحَىْ مَخْرِم*

ونَجْخُه صَوْتُه وصَدْمُه* النضر* سيلٌ ناجِخٌ ـ شديد ونَجَخاتُ الماءِ دُفَعُهُ* وقال بعض الاعراب* مَرَرْنا ببعيرٍ قد شَبَّكَتْ نَجَخاتُ السِّماكِ بين ضُلُوعِه يعنى ما أنبَتَ انهُ من أمطارِ نَوْءِ السِّمَاكِ* أبو حنيفة* سَيْلٌ بُعاقٌ ودُباشٌ وجارُّ الضَّبُعِ وساحِيةٌ وأَعْرَفُ ـ أى له عُرْفٌ وهو أَوَّلُه الذى يَجْتَرُّ ما خَلْفَه* ابن دريد* وقد اعْرَوْرَفَ السيلُ والبحرُ* صاحب العين* الجَلَائفُ ـ السيول واحدتُها جَليفة والجَلْفُ أَجْفى من الْجَرْفِ وأشدُّ اسْتِئْصَالاً* قال أبو على* دَلَصَ السيلُ ـ يَدْلِصُ دُلُوصًا وهو أشدُّ من الجَوْف وصخرةٌ مُدَلَّصةٌ ـ اذا كان السيلُ قد أَخْلَقَها وأَبْرَزَ عنها وألانَ مَسَّها كالتى عَنَى امرؤ القيس بقوله

لها عَجُزٌ كَصفَاةِ المَسِي

لِ أَبْرزَ عنها الجُحافُ المُضِرُّ

* أبو حنيفة* جاء الوادى بِملْءِ جَنْبَيْه وجاءَ يَطْفَحُ طَفْحًا واذا كَثُر السيل وعَظُمَ ماؤُه ورَدَعَتْه مَحانِى الاوْدِيةِ ثَقُل جَرْيُه وخَرِسَ صَوْتُه وأنشد

فباتَ السيلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ

مِنَ البَقَّار كالعَمِدِ الثَّقَالِ

يَرْكَبُ جانبيه أى يركب جانِبَىْ نَفْسِه ثم شبهه فى ابطائه بالبعير الثَّقَالِ وهو البطىء ورواه الاصمعى كالعَمِدِ الثَّقَالِ ورواه ابن الاعرابى كالعَمِدِ الثِّقَالِ* أبو حنيفة* ومن هذا المعنى قول كُثير وشَبَّه مَشْىَ امرأةَ ثَقَالٍ بتدافُع السيل اذا تَلَقَّاه جِزْعُ الوادى وهو مُنْعَطَفُه وأَبْطَأُ ما يكونُ هناك

وتَمْشِى الهُوَيْنَا اذا أَقْبَلَتْ

كما بَهَرَ الجِزْعُ سَيْلاً ثَقِيلاً

فَطَوْرًا يَسِيلُ عَلَى قَصْدِهِ

وَطَوْرًا يُرَجِّعُ كَىْ لَا يَسِيلاً

* ابن السكيت* تَأَطَّمَ السيلُ* اذا ارتفعتْ أمواجُه* أبو حنيفة* واذا كان السيلُ عظيما لم يُسْمع له صوتٌ قيل سَيْلٌ أَخْرسُ ثم ما بقى من السيل بعد مُعْظمه مَرَّ فى الصُّخُور فسمعتَ له قَبْقَبَةً وقَرْقَرةً واذا اسالَتْ بِه التّلاعُ والثُّغْبانُ والاعَرْاضُ وهى جُنُوبُه قِيلَ كُسِرَتْ فيه تِلاعُه وأَعْراضُه فان لم يَكُ ذلك فقد استجمع قال الشاعر

* واسْتَجْمَعَ الوادِى عليكَ فَسَالا*

ويقال سيلٌ دُفاقٌ ـ مُتَدَفِّق* وقال صاحب العين* تَعَمَّج السَّيلُ ـ تَعَرَّجَ فى مَسِيله وقال السَّيْلُ يَمْعَجُ ـ أى يُسْرِع وجاء الوادِى يَمْعَجُ بسُيُوله* صاحب العين* اكْنَظَّ المَسِيلُ بالماءِ ـ ضاقَ به من كثرته* أبو حاتم* أَضَرَّ السيلُ من الحائطِ ـ دَنا منه فَضَرَّ بِه* أبو زيد* نَفَى السيلُ الغُثاءَ نَفْيًا ـ حَمله وقد نَفَى الشئُ نَفْسُه ـ تَنَحَّى وكُلُّ ما نَحَّيْتَه فقد نَفَيْتَه* أبو عبيد* التَّيَّارُ ـ المَوْجُ وأنشد

* كالبحرِ يَقْذِفُ بالتَّيَّارِ تَيَّارا*

والْآذِىُّ ـ الموجُ وجمعُه أَواذِىُّ وغَوارِبُه ـ أعاليه شُبِّه بغَوارِب الابلِ والعُبَاب معظَمُ السيل وارتفاعُه وكَثْرتُه* وقال كراع* عُبَابه وأُبابُه ـ كَثْرتُه وأمواجه وعُبابُ كلِّ شئ أوّلُه* أبو عبيد* الزَّخْرُ ـ مَدَّه زَخَر الوادى يَزْخَرُ زَخْرًا* صاحب العين* وزُخُورًا وهو زاخِرٌ ومَزْخُور وتَزَخُّرُه تَمَلُّؤُه واذا جاشَ قومٌ لِنَفِيرٍ أو الحربِ قيل زَخَرُوا قال الشاعر

اذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليومِ عَظيمةٍ

رأيتَ بُحورًا من بُحورهمُ تَطْمُو

* أبو عبيد* جاشَ الوادِى يَجِيشُ مِثْلُ زَخَر والعُرانِيَةُ مثلُ ذلك ومنه قول عَدِىّ

كانتْ رِياحٌ وماءٌ ذُو عُرَانِيةٍ

وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقًا ولا خَلَلَا

وبعضهم يرويه وماءٌ فى غَوارِبه* صاحب العين* بَشِعَ الوادِى بَشَعًا امتلَأَ بالسيل* ابن السكيت* ادْعَنْكَر السيلُ ـ أقبَلَ بسُرعةِ وأنشد

قد ادْعَنْكَرَتْ بالسُّوءِ والفُحْشِ والاذَى

أُمَيَّتُها ادْعِنْكارَ سَيْلٍ على عَمْرو

وقد احْتَفَلَ السيلُ ـ جاء بمِلْءِ جَنْبَيْه* الاصمعى* حَفَشَ السيلُ الوادى يَحْفِشُه حَفْشًا ـ مَلَأَه والحَوافِشُ المسَايِل وحَفَشَ السَّيْلُ الاكَمَةَ ـ أسالَها وحَفَشَ الشئَ ـ أخْرَجَهُ منه* صاحب العين* تَبَطَّحَ السَّيْلُ ـ سال سَيْلاً عَرِيضًا وقال الطُّوفانُ ـ الماءُ الذى يَغْشَى كُلَّ مَكانٍ واستعاره العجاجُ فى ظَلام الليل فقال

* وَعَمَّ طُوفانُ الظَّلامِ الاثْابَا*

وقد تقدم فى المطر* ابن دريد* دَلَظَتِ التَّلْعةُ بالماء ـ اذا سالَ منها نَهرًا

أسماء عامة المياه

الماءُ والماءَةُ معروف* غير واحد* ماء الهمزة فيه مبدلة من هاء بدلالة تحقيره وتكسير وتصريف فِعْله قالوا مُوَيه وأمواه ومِياهٌ وقد ماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَمُوهُ وتَمَاهُ مَوْهًا ومُؤُوهًا اذا كَثُر ماؤُها وبئرٌ مَيِّهةٌ كثيرةُ الماء وحَفَرْتُهَا حتى أَمْهَتْ وأَمْوَهَتْ على الاعلالِ والتصحيح وأَمْهَيَتْ وهى أبعد اللغات فيها وهو مقلوب* قال أبو على* ونظير أَمْهَيَتْ فى القلب من تصاريف هذه الكلمة المُهَى جمعُ مُهاةٍ وهو ماء الفحل فى رَحِمِ الناقة فهو مقلوبُ موضعِ العين الى اللام وقد تقدم تعليله* ابن السكيت* ماهَتِ الرَّكِيَّة تَمُوهُ وتَمِيهُ* أبو زيد* تَمِيهُ ماهًا وماهةً ومَيْهَةً وماهَتْها مادّتُها وأَماهَتْها وأماهتِ الارضُ كَثُر ماؤُها* ابن دريد* مُهْتُ الرجلَ وأَمَهيتُه ـ سَقَيْتُه الماءَ* أبو عبيد* يُنْسَبُ الى ماءٍ مائِىٌّ وماهِىٌّ* قال سيبويه* وقالوا صَفَارِ وحَضَارِ اسمانِ مؤنثانِ فكأنَّ حَضَارِ اسم للكَوْكَبة وصَفارِ اسم للماءةِ ولكنهما مُؤنثانِ كماوِيَّة والشِّعْرَى* ابن دريد* باتُوا على ماهةٍ لنا وماءةٍ وماءٍ كلُّه سَواءٌ* قال أبو على* وحكى الفراء عن الكسائى اسْقِنِى مَا مقصورا وقد دفع سيبويه أن يكون اسم على حرفين أحدهما التنوين* ابن دريد* البَلَالُ والرَّجْع ـ الماء وقد تقدم أن الرجع المطر* ابن السكيت* الابْيَضانِ ـ الماءُ واللَّبَنُ وأنشد

ولَكِنَّهُ يأْتِى لِىَ الحَوْلُ كامِلاً

ومَالِىَ الَّا الابْيَضَيْنِ شرَابُ

أبو عبيدهما الخُبْزُ والماء* ابن السكيت* الاسْودانِ التمر والماء* غيره* شَرِبَ العَتِيقَ ـ أى الماء وقد تقدم أنه اللبن

باب ما يَخُصُّ ماء السماء وماء الأرض

العِدُّ ـ ماءُ الارض والجمع أَعْداد والكَرَعُ ماءُ السماء* أبو عبيد* أَكْرَعَ القومُ ـ اذا أصابوا الكَرَعَ فأوردوا فيه إيلَهم* غيره* هو الكُراعُ

وقيل هو الذى تَخُوضه الماشيةُ بأكارِعها وكلُّ خائِضِ ماء فهو كارع شرب أو لم يشرب وكَرَعَ فى الماء يَكْرَعُ كُروعًا وكَرْعًا ـ تناوَله بفيه من موضعه وقيل هو اذا صَوَّبَ رأسَه فى الماء وان لم يشرب

نعوت الماء من قبل كَثْرته واجتماعه

* ابن السكيت* ماءٌ غَمْر ـ كثير وما أشَدَّ غُمورةَ هذا النَّهْر* ابن دريد* جَمْعُه غُمورٌ وغِمَارٌ* صاحب العين* الغَمْرُ ـ الماءُ المُغْرِق وغِمَار البحرِ جِماعُه وقد غَمُرَ الماءُ غَمَارةً وغُمُورًا ومنه رجل غَمْرُ الخُلُقِ وقد تقدم* أبو زيد* غَمَرَهُ الماءُ يَغْمُره ـ غَطَّاه* على* وأما غَمَرهُ بفَضْله فعلى المَثَلِ ومنه رجل مَغْمُور أى خامِلٌ* أبو عبيد* العُلْجُوم ـ الماءُ الغَمْر الكثير قال ابن مُقْبل

وأَظْهَرَ فى غُلَّانِ رَقْدٍ وَسَيْلُه

عَلَاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

والبَلَاثِقُ ـ الماءُ الكثير والزَّغْرَبُ مثلُه وأنشد

* وَبَحْرٌ من فَعالِكَ زَغْرَبُ*

* ابن دريد* رَكِىُّ زَغْرَبٌ ـ كثيرُ الماءِ* ابن السكيت* السَّعْبَرُ والطَّيْسُ والطَّيْسَلُ والريَبُ والجَوَار ـ الماءُ الكثير وأنشد فى وصف سفينة نوح عليه‌السلام

* ولو لا اللهُ جارَ بها الجَوَارُ*

وكذلك الْخِضْرِمُ* ابن دريد* وهو الخُضَرِمُ* ابن الاعرابى* وهو المُخَضْرَمُ والقَلَيْذَمُ* غيره* العُبَام ـ الماء الكثير الغليظ* ابن دريد* الهُرُّ والهُرْهُورُ والهَرْهَارُ والهُرَاهِر واليَهْمُورُ والزَّمْزَمُ والزُّمْزُومُ والزَّمْزَامُ مُشْتَقُّ من زَمْزَم ـ كلُّهُ الماءَ الكثير وكذلك القاموسُ والجُراجِرُ واليَهْيَرَّى وقيل اليَهْيَرَّى ضَرْب من النَّبْت وسيأتى ذِكْره وتحليتُه والضَّحْضَاحُ بلغة هُذَيل ـ الكثير وبلغة سائر العرب المُتَضَحْضِحُ يعنى القليل* أبو على* الكَوْثَرُ ـ الماء الكَثِيرُ* ابن دريد* والاهْيَغُ ـ الماء الكثير وقيل المال الكثير وسيأتى ذكره والجَبْجَابُ والجُبَاجِبُ ـ الماء الكثير وقد سَطَا الماءُ والمالُ كَثُرَ* وقال* جَمُ

الماءِ ومَجَمُّه ـ مُعْظَمُه وجمعُه جِمَامٌ* أبو زيد* ماءٌ هُلَاهِلٌ ـ كثير* صاحب العين* ماء فَيْضٌ كثير والطَّرْطَبِيسُ ـ الماء الكثير وقد تقدم أنها العجوز المسترخية وأنها الخَوَّارةُ من الابل* أبو حاتم* البَثْقُ ـ الماءُ الذى لا يُسْتطاعُ أن يُصْرَف عن موضعه* صاحب العين* البَثْقُ ـ كَسْرُكَ شَطَّ النَّهْرِ ليَنْبَثِقُ الماءُ بثَقَتْهُ أبثُقُه بَثْقًا والبِثْقُ اسم الموضع الذى حَفَره الماء والجميعُ البُثُوق وقد انْبثَقَ عليهم اذا أقْبَلَ ولم يَظُنُّوا به* ابن السكيت* هو البِثْقُ والبَثْقُ* أبو عبيد* هو البَثْق بالفتح لا غير* أبو حنيفة* الحَائرُ ـ الماء يَجْتَمع فيَتَحَيَّر لا يَجِدُ مَنْفَذًا وللحائِر موضع آخر سنأتى عليه ان شاء الله* صاحب العين* نَطَّقَ الماءُ الشجرةَ والاكْمَةَ ـ نَصَّفَها* ابن دريد* طَمَّ الماءُ يَطُمُّ طَمًّا وطُمُوما ـ ارتفع وكُلُّ شئ أَفْرَطَ فى ارْتفاع فقد طَمَّ والطِّمُّ ما جاء على وجه الماء* أبو عبيد* طَمَى الماءُ يَطْمِى طَمْيًا ويَطْمُو ـ ارْتَفع* أبو حاتم* المَدُّ ـ كَثْرةُ الماءِ وجمعُهُ مُدُود وقد مَدَّ النهرُ يَمُدُّ مَدًّا وامْتَدَّ ومَدَّه غَيْرُه وأمَدَّهُ ومادَّةُ الشئِ ما يَمُدُّه* أبو زيد* ماء مُغْدَوْدِقٌ ـ كثير* ابن دريد* مُرْتَكَضُ الماءِ ـ موضِعُ مَجَمِّه* أبو زيد* ماءٌ رَوَاء ومياه رَواءٌ وقالوا القوم فى رِيَّةٍ ورِىّ ورَوَاءٍ* صاحب العين* ماء رِوَى مقصور ورَواء* وقال* نَقَع الماءُ فى المَسِيل يَنْقَعُ نُقُوعا واسْتَنْقَعَ ـ اجْتَمع والنُّقْعانُ مَناقِعُ المياه واحدُها نَقْع والكِنْعُ من الماء ـ ما كان قُرْبَ الجَبَل والحَفْلُ ـ اجتماعُ الماءُ حَفَلَ يَحْفِلُ حَفْلاً وحُفُولاً واحْتَفَلَ ومَحْفِلُه مُجْتَمَعُه* أبو على عن أبى عمرو* الأَزْيَبُ ـ الماءُ الكثير وأنشد

* عن ثَبَج البَحْرِ يَجِيشُ أَزْيَبُه*

وقد تقدم أنه النشاط وأنه من أسماء الجَنُوب

أسماء الماء ونُعوتُه من قِبَلِ قِلَّته

* ابن جنى* ماء قَليل وقُلَالٌ وقَلَالٌ* أبو عبيد* الثَّمَدُ ـ الماءُ القليل والجمعُ ثِمّادٌ* ابن دريد* هو الذى لا مادَّةَ له وقيل هو الذى يظهر فى الشتاء ويذهب فى الصيف* أبو عبيد* ماء مَثْمُود ـ كَثُر عليه الناس حتى فَنِىَ ورجل مَثْمُود فى

كثرة الجِمَاعِ وقد ثَمَدَتْهُ النساءُ نَزَفَتْ ماءَه* ابن السكيت* أَثْمَدْتُ ثَمَدًا اتَّخَذْتُه* أبو عبيد* ماءٌ مَشْفُوه ومَضْفُوف ـ وهو الذى كثُر عليه الناس حتى فَنِىَ* ابن السكيت* ماء ضَحْضَاحٌ وضَحْلٌ ـ اذا كان رقيقا على وجه الارض ليس له عُمْق* صاحب العين* المَضْحَلُ ـ موضعُ الضَّحْلِ وضَحَلَتِ الغُدْرَانُ قَلَّ ماؤُها* أبو عبيد* فى حديث أبى المِنْهَالِ «ان فى النار أَوْدِيةً فى ضَحْضَاحٍ» شَبَّه قِلة النار بالضَّحْضَاحِ من الماء فاستعاره ومنه الحديث الذى يُرْوَى فى أبى طالب «انه فى ضَحْضَاحٍ من نار» * أبو حنيفة* وهو الرَّقْرَاقُ* ابن دريد* الرِّقُ ـ الماءُ الرَّقِيقُ فى البحر أو الوادى لا غُرْزَ له* أبو عبيد* الفَراشُ أَقَلُّ من الضَّحْضَاح* ابن السكيت* واحدته فَراشةٌ* ابن دريد* أَنْزَحَ الماءُ نَضَبَ والطَّسْلُ الماء الجارى على وجه الارض ولا يكون الا قليلا وقد يقال لِضَوْءِ السَّراب الطَّسْلُ* أبو عبيد* الضَّهْلُ والسَّمَلُ ـ الماءُ القليل الواحدة سَمَلَة وقد يجْمع على السِّمَال* ابن السكيت* سَمَلْتُ فى الدَّلْو سَمَلةً وكذلك وَضَخْتُ وأَوْضَخْتُ كقوله

* فى أَسْفَل الغَرْبِ وَضُوخٌ أُوضخا*

* أبو عبيد* الثَّمَلةُ نحو السَّمَلَة والنزُّفْةُ القليلُ من الماء وكذلك هو من السَّراب وأنشد

* تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ فى نُزَفِ الخَمْر*

* ابن دريد* ماء بَرْضٌ وجمعُه بِرَاضٌ وبُرُوضٌ ـ وهو القليل وتَبَرَّض الرجلُ حاجتَه ـ أَخَذها قليلا قليلا والبُرْضَةُ ما تَبَرَّضْتَ منه* أبو عبيد* بَرَضَ الماءُ يَبْرُضُ ويَبْرِضُ بُرُوضًا* ابن دريد* النُّطْفَةُ ـ كلُّ ماءٍ مجتمع ولا يكون الا قليلا وكلُّ سائل أو قاطر من اناء أو غيره فهو ناطِفٌ وقد نَطَفَ يَنْطِفُ ويَنْطُفُ نَطَفانًا* أبو عبيد* لا أَعْرِفُ للنُّطْفةِ فِعْلاً صرح بذلك فى باب الماء القليل ثم قال فى أبواب الفِعْل نَطَفَ الشئُ يَنْطِفُ ويَنْطُفُ اذا قَطَرَ فَصَرَّفَ منه فِعْلا* ابن دريد* وبه سُمى هذا الناطِفُ المأكولُ والعُرَاقةُ النُّطْفةُ* أبو عبيد* فيه عِرْقٌ من ماء ـ أى ليس بكثير ومنه عَرَّقْتُ فى الدَّلْو أى أَقْلَلْتُ* ابن الاعرابى*

وعَمِلَ رجلٌ عَمَلا فقال له بعضُ أصحابه بَرَّقْتَ وعَرَّقْتَ معنى بَرَّقْتَ لَوَّحْتَ بشئ لا مِصْداق له وعَرَّقْتَ أَقْلَلْتَ وأنشد

* لا ثَمْلَا الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها*

* الأصمعى* الرَّزَغُ ـ الماءُ القليل فى الشِّبَاكِ والثِّمادِ والحِسَاءِ* صاحب العين* الرَّزَغةُ أقلُّ من الرَّدَغةِ وقد أَرْزَغت وأَرْزَغَ المطرُ اذا كان منه ما يَبُلُّ غَيْرَه وما يُلْثِقُ فيُوحِلُ وأنشد

* تَذَاءَب مِنْها مُرْزِغُ ومُسِيلُ*

والرَّزِيغُ المُرْتَطِمُ فيه* أبو عبيد* الصُّبَّةُ ـ القليل من الماء وكذلك الشَّوْلُ وقال مَرَّةً الشَّوْلُ الماءُ القليل يكون فى أسفل القِرْبة وجمعه أشوال وأنشد

* وَصَبَّ رُواتُها أَشْوالَها*

* ابن السكيت* شَوَّلْتُ فى أسفلِ الدَّلْوِ شَوْلاً* أبو عبيد* فى القِرْبة رَفَضٌ من ماء ورَفَضٌ من لَبَن وهو مثل الجُزْعةِ والنُّطْفةِ يقال منه رَفَّضْتُ فيها* ابن السكيت* يقال لما بقى فى الغَدير والسِّقاء والاناء الرَّفْضُ بسكون الفاء وهو الصحيح والخِبْط والخَبِيطُ نحوٌ من النِّصْف وأنشد

انْ تَسْلَم الدُّفْواءُ والضَّرُوطُ

يُصْبِحْ لها فى حَوْضِها خَبِيطُ

* أبو عبيد* الصُّبَابةُ ـ البقية من الماء وغيره فى السِّقاء والاناء* ابن دريد* الصُّبَابة ـ باقى كل شئ وكَثُر ذلك حتى قالوا صُبَاباتُ الثَّرَى* أبو حنيفة* القَصْمَلةُ والشَّمَلَاتُ كالصُّبَابة* أبو عبيد* الصَّلَاصِلُ ـ بقِيَّةُ الماءِ واحدتُها صُلْصُلَةٌ* غيره* هى الصُّلْصُلُ* اللحيانى* صُلْصُلة الماء وضُلْضُلَتُه وأنشد ابن السكيت

ولم يكنْ مَلَكٌ للقومِ يُنْزِلُهم

الَّا صَلَاصِلَ لا تُلَّوَى على حَسَبِ

أى تُقْسَم بينهم بالسوية يقال الماءُ مَلَكُ أَمْرٍ أى اذا كان مع القوم ماء مَلَكُوا أَمْرَهم* أبو عبيد* الذِّفَافُ ـ البَلَل وأنشد

* وليس بها أَدْنَى ذِفافٍ لواردِ*

* صاحب العين* ماء ذُفافٌ وذُفٌّ وذُفَفٌ ـ قليل والجمع أذِفَّة* قطرب*

الزَّرَجُونُ ـ الماء الصافى يَسْتَنْقِعُ فى الجَبل* أبو حنيفة* ما بقى فى الماء الا مَزَّةٌ ومَجَّةٌ ونُقْمَةٌ ونُغْبةٌ ومُلْكة ونُشْفة وكُثْبة وغُرْفَة وقُرْحةٌ وحُسْوة ومُزْعة وجمعُ هذا كُلِّه على فُعَل والنَّفَسُ أيضا الجَرْعةُ وجمعُها أنْفاسٌ وأنشد

تُعلِّلُ وهى ساغِبَةٌ بَنيها

بانْفَاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ

والسُّؤْرُ ـ ما يُبْقِيه الشاربُ فى الاناء وجمعه أَسْآر وقد أَسْأَر فى الاناء والمُكْثِر من ذلك سَأَّرٌ فان كان ذلك خُلُقا له فهو مِسْآرٌ* أبو عبيد* الوَشَلُ ـ ما قَطَرَ من الماء والجمعُ أَوْشالٌ وقد وَشِلَ وقد تقدم أنه الماء الكثير* ابن دريد* ماءٌ لَزِبٌ ـ قليل والجمع لِزَابٌ* صاحب العين* الرَّوْضُ نحوٌ مِن نصْف القِرْبة أتانا بِاناء يُريضُ كذا كذا رَجُلاً وقد أَرَاضَهُمْ أرْواهُم بعضَ الرِّىِّ* ابن السكيت* اسْتَرَاضَ الحوضُ وأَراضَ ـ تَبَطَّحَ الماءُ على وجهه وأنشد

خَضْراءُ فيها وَذَماتٌ بِيضُ (١)

اذا أصبْنَ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ

ويقال فى الحوض رَوْضةٌ من ماء وأنشد

* ورَوْضَة سَقَيْتُ مِنْهَا نِضْوِى*

ومما يبقى فى الحوض من الماء الصافى ولا تَرى أرضَ الحوض من ورائه ثُمْلة وحُقْلة والجَحْفةُ ـ ما يقع فى جوانب الحوض* ابن دريد* الهِلَالُ ـ باقى الماء فى الحوض* أبو زيد* الرَّشْفُ ـ ماء قليل يَبْقَى فى الحوض وهو وجه الماء الذى تَرْشُفُه الابلُ بأفواهها* صاحب العين* الطَّمْلَة والطَّمَلة ـ ما بقى فى أسفل الحوض والمَطْلُة والمَطَلَة لغة فيهما* غيره* الدَّعْثُ ـ بقية الماء فى الحوض وقيل بقيةُ أىِّ ماءٍ كان* ابن دريد* الحَيْلُ ـ الماء المُسْتَنْقِع فى بطن وادٍ والجمع أحْيال وحُيُول* ابن السكيت* الطَّلْح ـ بقِيَّة الماء فى الحوض والغَدِير

نعوت الماء من قبل طعمه

* غير واحد* ماء عَذْبٌ بَيِّنُ العُذُوبة ورَكِيّةٌ عَذْبٌ والجمع عِذَابٌ وقد عَذُبَتْ عُذُوبةً وأَعْذَبَ القومُ وَرَدُوا ماءً عَذْبا وقد اسْتَعْذَبْتُ الماءَ* قال الاعشى*

__________________

(١) (قوله خضراء الخ) يعني بالخضراء دلوا والوذمات السيور تقدّ طولا كما في اللسان اه مصححه

وَأَصْفَرَ كالْحِنَّاءِ طَامٍ جِمَامُهُ

اذا ذَاقَهُ مُسْتَعْذِبُ الماءِ يَبْصُقُ

* ابن السكيت* اسْتَخْلَفَ الرجلُ وأَخْلَفَ ـ اسْتَعْذَبَ الماءَ* أبو عبيد* النُّقَاخُ ـ الماءُ العَذْبُ* صاحب العين* هو الذى يَنْقَخُ الفُؤاد ببَرْدِه وَلَذَّتِه وماء فَظِيعٌ ـ عَذْب وأنشد

يَرِدْنَ بُحورًا ما يُمِدُّ جِمَامَها

أَتِىُّ عُيُونٍ مَاؤُهُنَّ فَظِيعُ

* صاحب العين* الفَضِيضُ الماءُ العَذْبُ وقد افْتَضَضْتُهُ ومكانٌ فَضِيضٌ كثير الماء* أبو عبيد* الزُّلَالُ ـ العَذْبُ وقيل الباردُ* ابن السكيت* ماءٌ فُراتٌ ومَيّاهٌ فِرْتانٌ عَذْبة باردة* ابن دريد* ماء فُراتٌ ومِياهٌ فُراتٌ* صاحب العين* ماءٌ رُضَابٌ ـ عذب وأنشد

* كالنَّحْلِ فى الماءِ الرُّضَابِ العَذْبِ*

وقيل الرُّضَابُ ههنا البَرَدُ وقوله كالنحل أى كعسل النحل* وقال* ماء طُيَّابٌ طَيِّبٌ* وقال* عَذبٌ نَقِيصٌ طَيِّبٌ* أبو حنيفة* الشَّرِيبُ ـ العَذْب* أبو عبيد* الماء الشَّرِيبُ ـ الذى فيه شئ من عُذوبة وقد يَشْرَبه الناسُ على ما فيه والشَّرُوبُ دونه فى العذوبة وليس يَشْرَبُه الناسُ الا عند ضرورة وقد تَشْرَبُه البهائم وقيل الشَّرُوب ـ الذى يُشْرَبُ* ابن السكيت* ماء شَرُوب وشَرِيب سَواءٌ* ابن دريد* ماء شَرُوبٌ ومياه شَرُوبٌ* الأصمعى* ماء مَشْرَبٌ كَشَرُوب* ابن دريد* ماء هُجَهِجٌ ـ لا عَذْبٌ ولا مِلْح وماء مُخْضِمٌ وشَرِيبٌ* صاحب العين* ماء زُعَاقٌ ـ مُرٌّ وكذلك الجمع وبئر زَعِقةٌ مُرَّةُ الماءِ وأَزْعَقَ الرجلُ أَنْبَطَ ماءً زُعاقاً* وقال* ماء ذُعاقٌ كزُعاق قال سمعنا ذلك من العرب لا أدرى أَلُغَةٌ أم لُثْغَةٌ* غيره* النَّشْغُ من الماءِ ـ ما خَبُثَ طَعْمُه والصُّقْعُرُ ـ الماءُ المُرُّ* صاحب العين* المِلْحُ خِلَافُ العَذْب من الماء* ابن السكيت* ماءٌ مِلْح ولا يقال مالِحٌ وأما قول عُذافر

* يُطْعِمُها الْمالِجَ والطَّرِيَّا*

فلم يَرَهُ حُجَّةً* أبو حنيفة* ماء مِلْح ومياه مِلْحة وأَمْلَاحٌ ومِلَحٌ هذا فصيح الكلام ومشهورُه وقد سَهَّلَ قومٌ فقالوا مالِحٌ كما قيل حامِضٌ وأنشد

صَبَّحْتُ قَوًّا والحِمامُ واقعُ

وماءُ قَوّ مالِحٌ وناقِعُ

واذا كان الماء عذبا ثم مَلُح قيل أَمْلَحَ وأَمْلَحَتِ الابِلُ صارت الى ماء مِلْحٍ وأَمْلَحْنا نحنُ وأنشد

فَلَوْ كُنْتُمُ إبِلاً أَمْلَحَتْ

وقد نَزَعَتْ للمِياهِ العِذابْ

* أبو حنيفة* أَمْلَحْتُ الابِلَ سَقَيْتُها ماءً مِلْحًا* ابن دريد* ماءٌ مِلْح ومِياهٌ مِلْح ومِلَاحٌ وماءٌ مَلِيحٌ* أبو حنيفة* المُلُوحةُ من الطَّعْمِ والمَلَاحَةُ والمُلْحةُ والمِلْحُ من الحُسْن وقد مَلُح فى الحُسْنِ والطَّعْمِ جميعا ورَكِيَّة مِلْحَةٌ* أبو عبيد* المَاْجُ ـ الماءُ المِلْحُ وأنشد

فانَّك كالقَرِيحةِ عامَ تُمْهَى

شَرُوبُ الماءِ ثُمَّ تعُودُ مَاجَا

قال أبو على هكذا الشعر ماج لان القصيدة مُرْدَفةٌ والاصلُ الهمز وهو تخفيفٌ بَدَلِىٌّ ولو لا ذلك لم يُعْتَدَّ به رِدْفًا* ابن دريد* المصدرُ المُؤُجةُ وأنشد أبو على

بأَرْضٍ هِجَانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى

عَذاةٍ نَأَتْ عنها المُثُوجةُ والبَحْرُ

* أبو عبيد* الماءُ البَحْرُ هو المِلْحُ وقد أَبْحَر الماءُ وأنشد

وقد عادَ ماءُ الارضِ بَحْرًا فَزَادَنِى

الَى مَرضِى أَنْ أَبْحَر المَشْرَبُ العَذْبُ

* ابن دريد* يسمى الماءُ المِلْحُ والعذبُ بَحْرا اذا كَثُر* غيره* العَيْلَمُ البئرِ المِلْحةُ* ابن السكيت* ماءٌ مِلْح يَفْقَأُ عَيْنَ الطائر يَذْهَب بذلك الى المبالغة فى مُلُوحته* ابن دريد* ماء خَمْطَرِيرٌ مِلْح* ابن السكيت* ماءٌ خَمْجَرِيرٌ ثَقيل* غيره* ماء خَمْجَرٌ وخُمَاجِرٌ كذلك وقيل هو الذى يَشْربه المالُ ولا يشربه الناسُ* ابن السكيت* فاذا اشتدتْ مُلُوحتُه قيل أُجاجٌ حُرَاقٌ ـ أى يُحْرِقُ أَوْبارَ الماشِيةِ اذا شربتْه من شدّة مُلُوحته* ابن دريد* ماءُ حُراقٌ وحُرَّاقٌ ومِياهٌ حُرَاقٌ وحُرَّاقٌ* ابن السكيت* وكذلك قُعَاعٌ* ابن دريد* ماء قَعُّ وقُعَاعٌ ومياه قُعَاعٌ وماء عُقُّ وعُقَاقٌ ـ اذا اشْتدَّت مَرارتُه* صاحب العين* الواحدُ والجميعُ فيهما سواء وقد أَعَقَّتِ الارضُ الماءَ وقال أَقَعَّ ـ أَنْبَطَ ماء قُعَاعًا وأَقَعَّت البئرُ جاءتْ بهذا الضَّرْب من الماء* غيره* ماء غَمَلَّج ـ غليظ مُرٌّ

نعوت الماء من قبل نمائه

* صاحب العين* ماء ناجعٌ ونَجِيع ـ نامٍ وقد تقدم فى الطعام* أبو عبيد* الماء النَّمِير ـ الزاكى فى الماشية النامى عذبا كان أو غير عذب* ابن السكيت* ماء نَمِير ونَمِرٌ ـ اذا كان ناجعا فيمنْ شَرِبه مَرِيئًا والمَسُوسُ مثلُه وأنشد

لو كنت ماءً كنتَ لا

عَذْبَ المَذاق ولا مَسُوسَا

* ابن الاعرابى* المَسُوسُ ـ الذى اذا شُرِبَ مَسَّ الغُلَّةَ فذَهَب بها* صاحب العين* المَسُوسُ من المياه ـ ما نالَتْه الْأَيدِى* ابن دريد* ماء مَسُوسٌ ومِياهٌ مَسُوسٌ وقال ماء باضِع وبَضِيع كناجِع ونَجِيع ـ اذا كانَ مَرِيئا وقال مرة الباضِعُ والبَضِيعُ ـ الذى بُبْتَضَعُ به أى يُرْوَى منه* السيرافى* ماء حاطُومٌ ـ مُمْرِئُ وقد مَثَّل به سيبويه

نعوت الماء من قبل برده وحره

* غير واحد* ماء بَرْدٌ وبَرُودٌ وبارِدٌ بَيِّنُ البَرْدِ والبُرُودة وقد بَرَدَ وبَرَّدْتُه جعلتُه باردًا* أبو عبيد* سَقيْتُه شربةً بَرَدَتْ فُؤادُه وأَبْرَدْتُ له سَقَيْتُه باردًا* الاصمعى* أَبْرَدْتُ الماءَ ـ جئتُ به بارِدًا وبَرَدْتُ الماءَ أَبْرُدُه خَلَطْتُه بِثَلْج أو غيره حتى بَرَدَ* أبو عبيد* بَرَّدْتُه ـ جعلتُه باردًا* أبو حاتم* ومن قال برَّدْتُ فى معنى سَخَّنْتُ فقد أَخطأ وكان قُطْربٌ قال هذا وهو خطأ وانما قاله لبيتٍ سَمِعه ولم يَعْرِفْ معناه

عافَتِ الماءَ فى الشِّتاءِ فقُلْنا

بَرَدِيهِ تُصادِ فيهِ سَخِينا

ومعنى هذا بلْ رِدِيِه فأدْغَم أى رِدِى ذلك الماء ـ فلما سمع قُطْربٌ تصاد فيه سخينا ظَنَّ أن بَرَّدْتُ وسَخَّنْتُ شئ واحد* ابن السكيت* ابْتَرَدْتُ بالماء ـ صَبَبْتُ على رأسى ماءً باردًا واقْتَرَرْتُ به كذلك* قال ابن جنى* وقوله

الَّا عَرَادًا عَرِدَا

وصِلِّيَانًا بَرِدَا

أراد عارِدًا وبارِدًا* الاصمعى* البَرَّادةُ ـ الاناءُ الذى يُبَرَّدُ فيه الماءُ* أبو عبيد*

القَرُورُ ـ الماءُ البارِدُ يُغْتَسَلُ به والشُّنَانُ ـ الماءُ البارد وأنشد

بماءٍ شُنَانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا

وجادَتْ عليه دِيمةٌ بَعْدَ وَابل

والشِّيِمُ الباردُ* ابن السكيت* الشَّبَمُ ـ البَرْدُ* غيره* القَرْقَفُ ـ الماء البارد وأنشد

ولا زادَ الَّا فَضْلَتانِ فُلافةٌ

وأَبْيَضُ من ماءِ الغَمامةِ قَرْقَفُ

* أبو عبيد* السَّلَاسِلُ ـ الماءُ البارد وقيل هو السَّهْلُ فى الحَلْقِ* ابن السكيت* هو السَّلْسَلُ والسَّلْسَالُ* ابن جنى* وهو اللَّسْلَسُ واللُّسَالِسُ* أبو حاتم* ماء مَثْلُوج ـ مَبْرودٌ بثلج وأنشد

لو ذُقْتَ فاهَا بَعْدَ نَوْمِ المُدْلِجِ

والصُّبْحَ لَمَّا هَمَّ بالتَّبَلُّج

قُلْتَ جَنَى النَّحلِ بماءِ الحشْرَجِ

يُخَالُ مَثْلُوجًا وانْ لَمْ يُثْلَجِ

* ابن دريد* ماءٌ بَبُّوتٌ ـ اذا باتَ ليلةً وقال سَخُنَ الماءُ سَخانةً وسُخُونًا وسَخَنًا وصَخُنَ كذلك* أبو عبيد* الحَمِيمُ ـ الماء الحارُّ والاسْتِحْمامُ ـ الاغتسالُ بأَىِّ ماءٍ كانَ* ابن السكيت* الحَمِيمةُ ـ الماءُ يُسَخَّنُ يقال أَحِمُّوا لنا الماءَ وقد تقدم أنه المَحْضُ اذا سُخِنَ* الاصمعى* والحَمَّامُ مُشْتَقُّ من الحَمِيم وهو أحدُ ما جُمِع من المذكر بالالف والتاء* صاحب العين* ويقال له الدِّيماسُ والدَّيْماسُ* أبو عبيد* الماءُ المُبَحْزَجُ ـ المُسَخَّنُ وأنشد

كَانَّ علَى أَكْسَائِها منْ لُغامِهِ

وَخِيفةَ خِطْمِىّ بماءٍ مُبَحْزجٍ

وكذلك المُوغَرُ وفى المثل «كَرِهَتِ الخَنازيرُ الحَمِيمَ المُوغَرَ» * ابن دريد* أَوْغَرَ القومُ الخِنْزِيرَ وهو أن يُغْلَى له الماء ويُسْمَطَ وهو حَىٌّ ثم يُذْبَح* صاحب العين* السَّخِيمُ ـ الماءُ المُسَخَّنُ وقال كَسَرْتُ من حَرّ الماءِ وبَرْدِه أَكْسِرُ كَسْرًا فَتَّرْتُ* السيرافى* ماء فاتورٌ ـ فاتِرٌ وقد مَثَّل به سيبويه

نُعوتُ الماءِ من قبل طَرَائِه

* أبو عبيد* الغَرِيضُ منه ـ الطَّرِىُّ* ثعلب* المَغْرُوضُ ـ ماءُ المطرِ الطَّرِىُّ وأنشد

تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقَاذَفَتْهُ

مُشَعْشَعَةٌ بمَغْرُوضٍ زُلالِ

* ابن السكيت* البُسْرُ ـ الماءُ الطَّرِىُّ الحديثُ العَهْدِ بالمطر وقال نُطْفةٌ سَجْراءُ وغَدِير أسْجَرُ ـ اذا كان يَضْرِبُ الى الحُمْرة حَدِيثَ عَهْدٍ بالسماءِ لم يَصْفُ بَعْدُ

نعوتُ الماء من قبل صَفائه

* صاحب العين* الصَّفْوُ ـ نَقِيضُ الكَدَرِ وقد صفَا الشئُ صَفاءً وصُفُوًّا* أبو عبيد* هو صَفْوَة الماءِ وصُفْوَتُه وصِفْوَتُه فاذا حَذَفُوا الهاء قالوا صَفْوٌ بالفتح لا غير* صاحب العين* اسْتَصْفَيْتُ الماءَ ـ أَخَذْتُ صَفْوَهُ* ابن السكيت* ماءٌ أَزْرَقُ وأَخْضَرُ وأَشْهَبُ وأَسْوَدُ ـ أى صافٍ* قال أبو على* ثم غَلَبَ الاسْودُ على الماء وأزْوَجُوء بالتمر فقالوا الاسْوَدانِ* ابن دريد* ما سَقَانِى مِنْ سُوَيْدٍ قَطْرةً ولا من أَسْوَدَ وهو الماءُ بعَيْنِه وأنشد

أَلَا انَّنِى سُقِّيتُ أَسْوَدَ حالِكَا

أَلَا بَجَلِى مِنَ الشَّرَابِ ألَابَجَلْ

وقال ماء رَهْرَاهٌ ورُهْرُوهٌ صافٍ ومنه تَرَهْرُهُ الجِسْمِ وهو ابْيِضَاضُه من النَّعْمةِ وماء مُزْمَهِلُّ صافٍ وماء هُزَاهِزٌ يَهْتَزُّ من صَفَائِه* صاحب العين* الرَّعْرَعَةُ ـ اضْطِرابُ الماءِ الصَّافى وربما قالوا تَرَعْرَعَ السَّرَابُ ـ اذا اضْطَرَبَ* غيره* ماء هُلَاهِلٌ ـ صافٍ وقد تقدم أنه الكثير* أبو زيد* ماء حَنْبَرِيتٌ ـ خالصٌ* قال أبو على* القَرَاحُ من المِياهِ ما خَلَصَ وصَفَا* قال وقال أبو عبيد* القَرَاحُ من الارض التى ليس فيها ماء ولم يختلط بها سجر بمنزلة الماء القَراح ـ يعنى أنها لا يَشُو بها شئٌ كما لا يَشُوبُ الماءَ الذى هذا صِفَتُه قال ولم أسمعُ للقَراحِ بَجْمع* أبو عبيد* عِفْوةُ الماءِ وعِفَاوَتُه ـ صَفْوتُه وصَفْوَةُ كُلِّ شئِ عفَاوَتُه وقد عَفَا وفى كلامهم خُذْ منه ما عَفَا وصَفَا

نعوت الماء من قبل كُدْرَتِه

* صاحب العين* الكَدَرُ نَقِيضُ الصَّفَاءِ فى العَيْشِ واللَّوْنِ والكُدْرةُ فى اللَّوْنِ خاصَّةً والكُدُورَةُ فى الماءِ والعَيْشِ والكَدَرُ فى كُلّ وماء أَكْدَرُ وكَدِرٌ* أبو

زيد* ماء كدرٌ وقَدْ كَدِرَ كَدَرًا وكَدُرَ كَدَارةً وكَدَرًا وكَدَّرْتُه جَعَلتُه كَدِرًا* أبو عبيد* النَّزَحُ ـ الماءُ الكَدِرُ* ابن دريد* ماء رَنِقٌ ورَنْقٌ كَدِرٌ وأنشد

شَجَّ السُّقاةُ على ناجُودِ هاشَيِمًا

مِنْ ماءِ لِينةَ لا طَرْفًا ولَا رَنَقَا

قال أبو على الرواية رنَقًا أراد رَنْقًا فَحَرَّك للضرورة كقوله

* ماءٌ بِشَرْقىِّ سَلْمَى فَيْدُ أَوْ رَكَكُ*

انما هو رَكّ وقوله فيها* ولم يُنْظَرْ به الحَشَكُ* وانما هو الحَشْكُ وكلاهما قول الاصمعى* ابن دريد* الرَّنْقُ ـ الماءُ الكدِر رِنَقَ رَنَقًا فهو رَنِقٌ وفى الحديث «أدركتَ صَفْوَها وَفُتَّ رَنَقَها» * صاحب العين* رَنِقَ ورَنَّقْتُه أنا وأرْنَقْتُه ومنه رَنِقَ عيشُه كَدِرَ* على* الرَّنِقُ عندى من باب السَّلْبِ كانه أُعْدِمَ رَوْنَقَه بعَدَمِه صَفاءَهُ* أبو عبيد* المَسِيطَةُ ـ الماءُ الكَدِرُ يبقَى فى الحوض والمَطِيطةُ نَحْوٌ منه ـ وهو الماء فيه الطين فهو يَتَمَطَّطُ أى يَتَلزَّج ويَمْتَدُّ وكذلك الحِضْجُ وأنشد

* فَاسْأَرتْ فى الحوضِ حِضْجًا حَاضِجا*

* ابن السكيت* هو الحِضْجُ ـ والحَضْجُ* ابن دريد* جمعُه أَحْضاج ومنه اشتقاقُ الحِنْضِج ـ وهو الرِّخْوُ الذى لا خَيْر عنده وقيل هو الطينُ اللازق باسفل الحوض وكل لازق بالارض حِضْجٌ* الاصمعى* الرِّجْرِجُ والرِّجْرجةُ ـ بقيةُ الماءِ فى الحوض* ابن السكيت* يقال لِمَا يَبْقَى فى الحوضِ من الماءِ الكَدِرِ الرَّنِقِ طِهْلِئَةٌ والجمعُ طِهْلِئُ ويقال لما يبقى فى أسفل الحوض أو فى الغَدِير الذى يبقى فيه الدَّعَامِيصُ لا يُقْدَرُ على شُرْبه من الكَدَرِ طَمْلةٌ وطَمَلةٌ ومَطْلَة وحِمْرِدةٌ وطَلْخٌ ومَطْخٌ وغِرْيَنة وغِرْيَنٌ وغِرْيَلٌ* أبو عبيد* وكذلك ما بقى فى أسفل القارُورة* ابن دريد* الرَّطْراطُ نحو الرِّجْرِج والعَمْلَقةُ ـ اختلاطُ الماء فى الحوض وخُثُورتُه ومنه اشتقاقُ عِمْلق* ابن السكيت* حَثْرَبَ الماءُ وخَثْرَبَتِ القَلِيبُ اذا كَدُرَ ماؤُها واخْتَلَطَتْ به الحَمْأَةُ وأنشد

لَمْ تَرْوَ حَتَّى حَثْرَبَتْ قَلِيبُها

نَزْحًا وخافَ ظَمَأً شَرِيبُها

* ابن دريد* البَخْثَرةُ ـ الكُدْرةُ فى الماء وقد تقدَّمت فى الثوب وقال ماءٌ ثَرُمَطِيطٌ خاثِرٌ كثيرُ الطِّين* صاحب العين* تَقَانةُ الماء فى الربيع ـ هو الذى يجىء به الماءُ من الخُثُورةِ وقال تَقَّنُوا أرضَهم ـ أرْسَلُوا فيها الماءَ الخاثِرَ لتَجُودَ* أبو عبيد* عَكِرَ الماءُ عَكَرًا ـ كَدِرَ وكذلك النبيذ وأَعْكَرْتُه وعَكَّرْتُه جعَلتُ فيه العَكَرَ وعَكَرُه آخِرُه وخاثِرُه* صاحب العين* الدَّغْرَقةُ ـ كُدْرةُ الماء وقد دَغْرَقَهُ التَّخْوِيضُ والقِدَمُ

نعوت الماء من قبل تغيره وانْدِفانِه

* أبو عبيد* السَّجِسُ ـ الماء المتغير وقد سَجِسَ* غيره* وهو السَّجِيسُ* أبو عبيد* أَجَنَ الماءُ يَأْجِنُ ويَأْجُنُ أُجُونًا وأجْنًا ـ اذا نَغَيَّر غيْرَ أنه شَرُوبٌ* أبو زيد* وكذلك أَجِنَ أَجَنًا* الاصمعى* وهو آجِنٌ وأَجِنٌ* ابن دريد* أَجِينٌ فى معنى آجِن ومِيَاه أُجُونٌ* أبو عبيد* أَسِنَ الماءُ أَسَنًا وأُسُونًا ـ وهو الذى لا يشربه أحدٌ من نَتْنِه* ابن السكيت* ماء آسِنٌ وقد أَسِنَ وَوَسِنَ* ابن دريد* أَسَنَ الماءُ وأَسِنَ أَسْنًا وأما الْمَائحُ فآسِنٌ لا غير* ابن السكيت* أُسِنَ الرجلُ ووُسِنَ غُشِىَ عليه من قُبْح رائحةِ البئرِ* أبو عبيدة* سَنِهَ الماءُ وتَسَنَّهَ ـ تَغيَّر* قال أبو اسحق* فى قوله تعالى (لَمْ يَتَسَنَّهْ) قال بعض النحويين جائز أن يكون من التغيُّر من قوله (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) وكان الاصل عنده يَتَسَنَّن ولكنه أبدل من النون الياء مثل* تَقَضِّىَ البازى* وهذا ليس من ذاك لان مسنونا مصبوب على سُنَّةِ الطريق* قال أبو على* قول هذا الذى حكى عنه أنه قال جائز أن يكون من التغير من قوله (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) فان قوله (مَسْنُونٍ) لا يدل على التغير وانما التغير من قوله (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) فى الحما لان الحمأ الطين المتغير فأما المسنون فالمصبوب وهكذا فسره أبو عبيدة وهذا المعنى فى هذه اللفظة ظاهر ألا ترى أنها تستعمل فى المُضِىِّ على جهةِ الذَّهابِ فيه وهى بعيدة عن التغير ومن ثم قيل فى صفة الطَّعْنة

ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُو

فِ قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ

وقال

يَسْتَنُّ أَعْداءَ قُرْيانٍ تَسَنَّمها

غُرُّ الغَمامِ ومُرْتَجَّاتُه السُّودُ

ولو كان التغير فى هذا ثابتا لكان وَفْقًا للمعنى فى هذا الموضع لان المعنى كان يكون انظر الى طعامك وشرابك لم يتغير لما أتى عليه من طول الايام ألا ترى أن تطَاوُل الاوقاتِ على الشراب يَاْجِنُ له الشراب ويتغير وقد حكى عن أبى عمرو الشيبانى أنه قال لم يَتَسَنَّ ـ لم يتغير من قوله (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) وأبدل من النون ياء فان كان هذا ثابتا عن أبى عمرو أو قاله من جهة الاستنباط من قوله تعالى (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون) فليس فى مسنون هذا المعنى على ما فسره أبو عبيدة وعلى ما عليه تَصَرُّفُ الكلمة فى سائر المواضع وقال

تُضَمَّرُ بالاصائِلِ كَلَّ يَوْمٍ

تُسَنُّ على سَنابِكها قُرُونُ

وان قال ذلك من حيثُ رواه وسمعه فذلك ويجوز أن يكون المعنى فى قوله لم يَتَسنَّنْ لم يَنْصَبَّ أى هو على حاله وكما تركته ويدلك على أن المصوب يجوز أن يقع عليه هذا اللفظ وان لم يكن على سُنَّةِ الطريق قوله

* تُسَنُّ على سَنابكها قُرُونُ*

يعنى وَقْعَ العَرَق الذى يَنْصَبُّ عليها فى الحُضْر وهذا من ذلك الاصل الذى قَدَّمْتُ فليس ينبغى أن يختص بطريق دون غيره فان قلت فى الذى لم يَتَسَنَّنْ انه على حاله ولم يأخذ سَنَنًا ولا سُنَّةً كان وَجْهًا أيضا* وقال أبو عبيدة* لم تأت عليه السِّنُون فيتغير يريد أبو عبيدة عندى أنَّ مَرّ السِّنين عليه لم يُغَيِّره كما تقول ما تأتينى فتُحدّثَنى أى ما تأتينى مُحَدِّثا أى قد تأتينى ولكنك ما تحدثنى* ابن السكيت* أَصِلَ الماءُ أَصَلاً تغَيَّر ريحُه وطَعْمه من حَمْأةٍ فيه* الاصمعى* صَلَّ الماءُ كذلك وأنشد

* وصادَفَتْ أخْضَرَ الجَالَيْنِ صَلَّالا*

* أبو عبيد* ماءٌ صِرًى وصَرًى ـ اذا طال مُكثُه وتغير وقد صَرِىَ وصَرَّبْتُه ونُطْفَةٌ صَرَاةٌ وقد صَرَى فلانٌ الماءَ فى ظَهْره زمانا وهو منه* ابن السكيت* ماء صرًى وصَرٍى ـ اذا طالَ انْقاعُه حتى بصْفَرَّ يقال لما يبقَى فى الحوض من الماء المتغير صَرَاةٌ* ابن دريد* ماءُ طُلْحُوم آجِنٌ* صاحب العين* طَحلَ الماءُ طَحَلاً فهو طَحِلٌ ـ فَسَدَ وتَغَيَّر* ابن دريد* ماء أَسْدَامٌ ومياه أَسْدام ـ اذا تغيرت من طُول

القِدَم* أبو عبيد* ماء سُدُمٌ ـ مُنْدَفِنٌ* الاصمعى* مِياهٌ أَسْدام وهى التى وَقَعَتْ فيها الا قَمْشِةُ والجَوْلانُ حتى كادتْ تَنْدَفِنُ ومَنْهَلٌ سُدُمٌ وسَدُومُ وأنشد

* وَمَنْهَلاً وَرَدْتُه سَدُوما*

* ابن دريد* عَوَّرْتُ البئرَ ـ دَفَنْتُها* غيره* عَوَّرْتُها ـ أفْسَدْتُ عَيْنَها فنَضَبَ ماؤها* صاحب العين* الجَوِىُّ ـ المُنْتِنُ فوقَ الآجِنِ* ابن دريد* طَهَلَ الماءُ أَجِنَ* صاحب العين* طَهِلَ طَهَلاً* ابن دريد* ماء طَهِلٌ وطَاهِلٌ* ابن السكيت* أَرْوَحَ الماءُ ـ تغَيَّرتْ رِيحُه وقد تقدم فى اللحم

نعوت الماء من قِبَل طَرْقِه

* ابن السكيت* الطَّرْقُ ـ الماءُ الذى تَخُوضُه الابلُ وتَبُول فيه وتَبْعَرُ وقد طَرَقَتِ الابلُ الماءَ تَطْرُقُه طَرْقًا* أبو عبيد* ماء مَطْرُوقٌ وطَرْقٌ* ابن دريد* الاطْرَاقُ ـ جمعُ الماءِ الطَّرْقِ وقال تَغَشَّنَ الماءُ ـ رَكِبَه البَعر وما أشبه ذلك فى غَدِيرٍ أو نحوه واللَّغَظُ ـ زَعَمُوا ما سَقَطَ فى الغَدِير من سَفِير الرِّيح* ابن السكيت* دَوَّى الماءُ ـ اذا كانتْ على أعلاه كالدُّوَابة مما تَسْقِى فيه الريحُ* وقال صاحب العين* كُلُّ ماءٍ حلَّتْه الابلُ فكَدَّرَتْهُ باخْفافِها مُحَلَّلٌ وقول امرئ القيس

* غَذاها نَمِيرُ الماءِ غَيْرَ مُحَلِّل*

يحتمل معنيين أحدهما ما تقدم ذكره والثانى أنه غَذاها غِذاء ليس بمُحَلَّلٍ أى بيسير ولكن بمبالغة* ابن دريد* غَسْبَلْتُ الماءَ ـ ثَوَّرْتُه

باب الطُّحْلُبِ والعَرْمَضِ وما هو فى طريقهما

* ابن السكيت* الطُّحْلُبُ والطُّحْلَبُ ـ الخُضْرةُ الرقيقةُ تَعْلُو الماءَ وقد طَحْلَبَ الماءُ* ابن دريد* الطُّحْلَبُ ـ الخُضْرةُ التى تعلو الماءَ من القِدَم وعين مُطَحْلِبَة ومُطَحْلَبة وكان القياس أن يقولوا مَطْحَلة لانهم يقولون ماء طَحِلٌ اذا كَثُر فيه الطُّحْلُبُ* على* هذا الذى قاله خطأ لا يستعمل فَعِلٌ من ذواتِ الاربعة لان فى ذلك حذفَ

الاصول وقد حَجَر عليه سيبويه فاذًا ليس المَطْحَلُ من الطُّحْلُبِ كما ذهب اليه وانما هو من الطُّحْلة وهو لون بين الغُبْرة والسَّواد وقال صاحب العين القِطْعةُ منه طُحْلُبة* ابن دريد* الشَّبَا ـ الطُّحْلُبُ يَمَانية* الاصمعى* اذا قَدُم الماءُ عَلَتْه ثلاثةُ أشياء الطُّحْلُب والعَرْمَضُ والغَلْفَقُ فالعَرْمَضُ خُضرة رقيفة والطُّحْلُبُ مثل الرِّجْرِجةِ تُغَطِّى الماء والغَلْفَقُ نَبْت عِرَاضُ الورَق يَنْبُت نَباتًا من أَسْفَل الماءِ الى أعلاه والعَذَبةُ بالفتح الطُّحْلُب* ابن السكيت* ماء عَذِبٌ ـ كثير القَذَى والعَذِبةُ بالكسر القَذَاةُ يقال أعْذِبْ حَوْضَك أى انْزِعْ ما فيه من القَذَى وقال أَصْحَبَ الماءُ اذا عَلاه كالطُّحْلُب* غيره* علتْ هذا الماءَ سَبَحْةٌ شَديدةٌ كانها الطُّحْلُب* ابن السكيت* عَرْمَضَ الماءُ ـ عَلَاه العَرْمَضُ والعَرْمَضُ أغلظُ من الطُّحْلب* ابن دريد* العَرْمَضُ والعِرْماضُ ـ الخُضْرةُ التى تَرْكبُ الماء* صاحب العين* قَفَخْتُ العَرْمَضَ عن وَجْه الماء ـ كَسَرْتُه والثَّوْرُ ما على الماءِ من الطُّحْلب فاما قوله

* كالثَّوْر يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ*

فقيل انَّ البَقَّار اذا أَوْرَدَ القِطْعةِ من البقر فعَافَتِ الماءَ وصَدَّها عنه الطحْلبُ ضربه لِيَفْحَصَ عن الماء فَتَشْرَبَه وقيل الثَّوْرُ ههنا الذكر من البقر وذلك أنها تَتْبَعُه فاذا عافَ الماء عافته فيُضرب لِبَرِدَ وتَرِدَ معه وقد ثَوَّرْتُ الطُّحْلُبَ وأَثَرْتُه وكُلُّ ما استخرجتَه أو هِجْتَه فقد أَثَرْتَه واسْتَثَرْته وثَوَّرْتَه وثَارَ هو* ابن دريد* وَرِسَتِ الصَّخْرةُ فى الماءِ ـ اذا رَكِبَها الطُّحْلُب حتى تخْضَرَّ وتَمْلَاسَّ* صاحب العين* النَّاضِرُ ـ الطُّحْلُب وأنشد

حَنْظَلةٌ فَوْقَ صَفَا ضاهِرِ

ما أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ

الضَّاهِرُ والضَّهْرُ خِلْقةٌ فى الجَبل وقيل أعلاه وقال العَيْنُ تَطْحَرُ بالعَرْمَضِ أى تَقْذِفُه* الاصمعى* تَغَسَّرَ الغَدِيرُ ـ اذا أَلْقَتِ الريحُ فيه العِيدَانَ

باب صب الماء وإراقته

الصَّبُّ ـ إراقة الماء ونحوه صَبَبْتُه أَصُبُّه صَبَّا فَصَبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ* سيبويه*

اصْطَببْتُ الماءَ ـ اتخذتُه لنفسى والصُّبَّة ما صَبَبْتُ من ماء وغيره مجتَمِعًا وربما سُمِّىَ الصُّبَّ بغير هاء وماءٌ صَبِيبٌ مَصْبُوبٌ* أبو عبيد* سَنَنْتُ الماءَ على وَجْهِى ـ أرسلتُه إرسالا فاما شَنَّ فهو أن يَصُبَّه صَبًّا ويُفَرِّقَه* ابن دريد* دَغْرَقَ الماءَ ـ صَبَّه صَبًّا كثيرا وكذلك دَعْفَقَه ودَغْفَقَه وقال دَهَقْتُ الماءَ وأَدْهَقْتُه ـ أَفْرَغْتُه* أبو زيد* هَرَقْتُ الماءَ اهَرِيقُه وماء مُهْراق ومُهَرَاقٌ* صاحب العين* هَمَرْتُ الماء أَهْمِرُه هَمْرًا ـ صَبَبْتُه وهَمِرَهُو وانْهَمَر والقَدْفُ غَرْفُ الماءِ وصَبُّه بلغة عُمَانَ* ابن دريد* القَذَافُ ـ الغَرْفَةُ منه وقالت العُمانية حين أَلْبَسَتِ السُّلَحفاةَ حُلِيَّها فغاصَتْ فأقبلتْ تغترفُ من البحر بكَفّها وتَصُبُّه على الساحل وهى تنادى بالقوم نَزافِ نَزاف لم يَبْقَ فى البحر غيرُ قَدَاف أى غير حَفْنة* ابن دريد* دَفَقْتُ الماءَ أدْفِقُهُ دَفْقًا ودَفَّقْتُه ـ صبيتُه* صاحب العين* دَفَقَ الماءُ نَفْسُه يَدْفُقُ دَفْقًا ودُفُوقًا وانْدَفَقَ وتَدَفَّقَ واسْتَدْفَقَ* ابن دريد* كُلُّ مُرَاقٍ مُتَدَافِقٌ* ابن السكيت* أَحالَ الماءَ من الدلو فى الحوض ـ صَبَّه* ابن دريد* كَبَرْتُ الاناءَ كَبْرًا ـ صَبَبْتُ ما فيه وقال أَنَّ الماءَ يَؤُنُّه أَنًّا اذا صَبَّه ومنه كلامُ العرب الاوائل أُنَّ ماءاً وأَغْلِهْ وكان بعضهم يقول أُزَّماءاً وأُنَّ تصحيفٌ وقال زَغَلَ الشئَ وأَزْغَلَه ـ صَبَّه* صاحب العين* أَزْغَلَتِ المَزدةُ من عَزْلائِها صَبَّتْ وقال أَفْرَغْتُ الماءَ عليه صَبَبْتُه* ابن السكيت* وكذلك افْتَرَغْتُ* غيره* سَكَبْتُ الماءَ والدَّمْعَ صَبَبْتُه أَسْكُبُه سَكْبًا وتَسْكَابًا فَسكَبَ وانْسَكَبَ صَبَبْتُه فانْصَبَّ وماء سَكْبٌ وساكِبٌ وسَكُوبٌ وأُسْكُوبٌ وَسَيْكَبٌ والسَّكْبُ الهَطَلَانُ الدائمُ* ابن السكيت* الثَّجُّ ـ الصبُّ الكثير ثَجَجْتُه أَثُجُّه ثَجًّا فثَجَّ وانْثَجَّ وتَثَجْثَجَ ومنه مطرٌ ثَجِيجٌ وفى الحديث «تمامُ الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ» فالعَجُّ العَجِيجُ فى الدعاء والثَّجُّ سَفْكُ دِماءِ البُدْنِ

نعوتُ الماء من قِبَلِ جَرْيه وسَيَلانِه وتَثَوُّرِه

* أبو حاتم* جَرَى الماءُ جَرْيًا وجِرْيةً وأَجْرَيْتُه وكذلك الدمُ ونحوُه* أبو عبيد* الغَلَلُ من الماءِ ـ هو الجارى الظاهرُ وقيل الغَلَلُ الماءُ بَيْنَ الشجر* ابن دريد* وقيل هو الماء يجرى بين الحجارة* أبو حنيفة* الغَلَلُ

ـ السَّيْلُ الضعيفُ يسيل من بَطْن الوادى أو التَّلْعةِ وهو فى بطن الوادى قبلَ أن يأتِىَ الشجَرَ من قِبَلِ ضَعْفِه واتِّبَاعِهِ كُلّما تَواطأ من بطن الوادى فلا يَكاد يُرَى ولا يَتْبِعُ الا الوَطَاءَ* ابن الاعرابى* شجر مُغَلَّلٌ من الغَللِ* أبو عبيد* الغَيْلُ من الماء ـ الظاهرُ الجارِى* أبو حنيفة* جمعُه غُيُولٌ وأنشد

جَديدةُ سِر بالِ الشَّبابِ كأنها

أَبَاءَةُ بَرْدِىّ سَقَتْها غُيُولُها

* ابن دريد* الغَيْلُ ـ الماء يجرى بين الحجارة والجمع أَغْيال ولا يكون الا فى بُطون الوادى والغَيْلُ ـ الماءُ يَتَغَلْغَلُ بين الشجر والحَيْلُ نحوُ الغَيْلِ فى بعض اللُّغاتِ* أبو عبيد* السَّيْعُ ـ الماء الجارى على وجه الارض وقد انْسَاعَ وكذلك تَاعَ تَيْعا وتَتَيَّعَ وقيل هو اذا انْبَسَطَ وثاعَ الماءُ يَثِيعُ ويَثَاعُ ثَيْعًا وثَيَعانًا سال وكذلك ماعَ مَيْعًا وانْماعَ وأَمَعْتُه إماعةً وإمَاعًا* ثعلب* الغَرِيفُ ـ الماءُ بين الشجر* صاحب العين* هو الماءُ فى الاجَمةِ وأنشد

* كبَرْدِيَّةِ الغَيْلِ وَسْطَ الغَرِيف*

* غيره* السَّلْسَالُ ـ الماء الجارى على الحَصَى وقد تقدّم أنه السَّهْلُ فى الحَلْق* أبو عبيد* الفَضِيضُ والسَّرَبُ ـ السائل وقد سَرِبَ والسَّيْحُ الماء الجارى وقيل هو الجارى الظاهرُ على وجه الارض* ابن دريد* سَاحَ سَيْحًا وسَيَحانًا جَرَى ثم سمى الماءُ سَيْحًا وجمعُه سُيُوح* أبو عبيدة* سَابَ الماءُ سَيْبا جرَى* ابن دريد* رَاه الماءُ رَوْهًا ـ اضْطَرب على وجه الارض يَمانِيَةٌ وهو الرُّوَاهُ وقد رأيتُ رُوَاهَ السَّرابِ أى اضْطِرابَه والماءُ المَعِين الجارى على وجه الارض ومُعِنَ الوادِى كَثُر فيه الماءُ المَعِينُ ويقولون وادٍ ذُو مُعْنانٍ وليس بثَبَتٍ* أبو حنيفة* مُعِنَ الوادِى مُعْنَانًا ـ جرى فيه الماء ومُعْنانُه مَجارِيه ومَعُنَ الماءُ ومَعَنَ وأَمْعَنَ* قال أبو اسحق* فى قوله تعالى (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) أى ذاتِ مُسْتَقَرٍّ قال (وَمَعِينٍ) ماءٍ جارٍ من العُيُونِ وقال بعضهم يجوز أن يكون فَعِيلاً من المَعْنِ مُشْتَقًّا من المَاعُونِ قال وهذا بعيد لان المَعْنَ فى اللغة الشئُ القليلُ والماعُونُ هو الزكاة وانما سميت الزكاةُ بالشئ القليل لانه يؤخذ من المال ربع عُشره فهو قليل من كثير* قال أبو على* ليس المَعْنُ فى اللغة الشئَ

القَليلَ عندى كما ذكره ولكنه السَّهْلُ الذى يَنْقاد ولا يَعْتَاصُ* قال الأصمعى* فى قول النمر

* فَانَّ ضَياعَ مَالِكَ غَيْرُ مَعْنِ*

أى غير سَهْل* وقال أحمد بن يحيى عن ابن الاعرابى* أَمْعَنَ بحقِّه وأَذْعَنَ وطابَقَ اذا أَقَرَّ وقال فى حكاية عنه سالتْ مُعْنانُه يريد مَسَايِلَه ومَجارِيَهُ والماعونُ الزكاةُ وما يَسْهُلُ على مُعْطيه من غير أن يَكْرُثَه كالكلا والماء والنار وسمى الزكاة ماعونا لهذا* وقال أبو عبيدة* الماعُونُ فى الجاهلية ـ كُلُّ مَنْفَعةٍ وعَطِيَّة وفى الاسلام الطاعةُ والزكاةُ يقال أَرْضِ بَعِيرَكَ حتى يُعْطِيكَ الماعُونَ ـ أى حتى يَنْقَادَ لَكَ وكذلك أَمْعَنَ بحقه انما هو أنْ يَنْقَادَ له ولا يُعانِدَه وكذلك قولهم للمَسَايِل مُعْنَانٌ هو فى القياس جمع مَعِين كمَسِيلٍ ومُسْلَانٍ فيمن جعل الميم فاء وذلك لسهولة جرى الماء عليه وأنه خلافُ الحائر الذى يَقِفُ فيه ولا يَجْرِى ويدلك على أن الميم فيه فاء وليس من العين أن أبا الحسن قد حكى فى قوله (مَعِينٍ) مَعُنَ مَعانَةً فَمعِينٌ فَعِيلٌ من هذا ولا يتجه على غير ذلك فأما من ذهب فيه الى أن مَعِين من العَيْنِ فما أرَى قولَه الا بعيدا من الصواب ممتنعا ألا ترى أنه لا يقال عِينَتِ الارضُ ولا عِينَ الماءُ اذا رُئِىَ جاريا من العين وانما يقال عِينَ اذا أُصِيبَ بعَيْنٍ وله مع ذلك عندنا وُجَيْهٌ ضَعِيفٌ وهو أن أبا زيد حكى أنهم يقولون للجَبان مَفْئودٌ وقال لا فعل له وقال أيضا انهم يقولون مُدَرْهَمٌ ولا يقولون دُرْهِمَ فيجوز على قياس هذا الذى حكاه أن يكون مَعِين مفعولا وان لم يُقَلْ عِينَ والقياس على مثل هذا الشاذِّ النادِرِ لا يراه سيبويه وليس ينبغى أن يُؤْخَذَ بهذا لِضعْفِه مع فُشُوِّ ذلك المعنى الاوَّلِ وكَثْرتِه وظُهورِ المعنى الذى وَصَفْناه فيه قال وحَدَّثَنِى مُحَدِّثٌ عن حُمَيْد قال حدثنا عُبَيْدُ بنُ هِشام عن شريك عن سالم الافْطَسِ عن سَعِيد بنِ جُبَير فى قوله تعالى (أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) قال لا تَنالُه الدِّلاءُ (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) قال سائح * قال ابن جنى* ماء مَعِينٌ ومِيَاهٌ مُعُنٌ وهذا أيضا مما يدل أن ميمها فاء* أبو حنيفة* يقال للماء المَعِين الفَتْحُ* صاحب العين* صَمَرَ الماءُ يَصْمُر صُمُورًا ـ اذا جَرَى من حَدُورٍ فى مُسْتَوَى فَسَكنَ فذلك المُعْتَرِضُ يُسمَّى صِمْرَ الوادى* ابن دريد* الحَبْحَبَة ـ جَرْىُ الماء قليلا قليلا* أبو حاتم* وهو

الحَبْحَبُ* أبو زيد* النَّجْل ـ الماء السائل* ابن دريد* رأيتُ للماءِ حَدَبًا اذا تَراكَبَ فى جَرْيه* غيره* الضَّلَلُ ـ الماء الذى يكونُ تحتَ الصَّخْرِ لا تُصِيبُه الشمسُ يقال ماء ضَلَلٌ والخَشِيفُ من الماء الذى يجرى فى البَطْحاء يوما أو يومَين أو ثلاثة* ابن دريد* الخَضْرَبةُ ـ اضْطِرابُ الماء وماء خُضَارِبٌ اذا كان يَمُوجُ بَعْضُه فى بعض* وقال* غَسْنَبْتُ الماءَ ثَوَّرْتُه وليس بِثَبَت* صاحب العين* الرَّيْقُ تَردُّدُ الماء على وجه الارض من الضَّحْضَاح وكذلك السَّرَابُ وقد رَاقَ* الاصمعى* تَصَيَّعَ الماءُ ـ اضْطَرب على وجه الارض وتَرَيَّعَ وتَرَيَّهَ جَرَى وذَهَب

حَبَابُ الماء

* ابن دريد* حَبَبُ الماءِ ـ تَكَسُّرُه* أبو عبيد* وهى الحَبَبُ* ابن السكيت* حَبَابُ الماء وحَبَبُه ـ طرائقه* صاحب العين* حَبَابُ الماءِ فَقاقِيعُه واحدته حَبابةٌ وقيل هو معظمه وأنشد

يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُ ومُهابِها

كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلُ بالْيَدِ

وأنشد أيضا

كانَّ صَلَا جَهِيزةَ حِينَ تَمْشِى

حَبابُ الماءِ يَتَّبِعُ الحَبابا

لم يُشَبِّهْ صَلَاها ومآكِمَها بالفَقاقيع انما شبهها بالحَباب الذى عليه كله دَرَجٌ فى حَدَب والصَّلَا العجيزة وقال نُطَفُ الماء ـ طرائقُه وأنشد

* تَرى فى مائِه نُطَفا*

* ثعلب* حُبُكُ الماءِ ـ طرائقُه كحُبُكِ السماءِ وأنشد

حَتَّى اسْتَغاثَتْ بماءٍ لا رِشاءَ لَهُ

من الابَاطِحِ فى حافاتِهِ البُرَكُ

مُكَلَّلٍ بعَمِيمِ النَّبْتِ تَنْسِجُهُ

رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِى مائِهِ حُبُكُ

* أبو عبيد* الفَراشُ ـ الحَبَبُ واليَعَالِيلُ حَبابُ الماءِ واحدُها يُعْلُولٌ* على* القياس يَعْلُول فأما يُعْلُولٌ فعلى الاتباع كيُعْفُور لان يُفْعولا نفاه سيبويه* وقال كراع* فَصُّ الماءِ ـ حَبَبُه* أبو على* نُفَّاخُ الماء كذلك واحدتُه نُفَّاخةٌ* ابن دريد* الحَجَا جمعُ الحَجاةِ ـ وهى النُّفَّاخةُ تكون على الماء من

فَطْر الماء وربما سمى الغدير بعينه حَجاةً وأنشد أبو على

أُقَلِّبُ طَرْفِى فى الفَوارِس لا أَرَى

حِزافًا وعَيْنِى كالحَجاةِ من القَطْرِ

أراد بِحَزاق الحَازُوقَ وهو أحد فُرسانٍ العرب قال ويجوز أن يكونَ حُجَيَّةُ اسْمُ هذا الشاعر منه* ابن دريد* الزَّخارِفُ ـ تَكَسُّرُ الماءِ اذا جَرى وليس هى النُّفَّاخات وأنشد

* تَسْتَنُّ فيه الزَّخارِف*(١)

* صاحب العين* الفَقاقِيعُ ـ هنَاةٌ كامْثال القَوارِير تَتَنَقَّعُ عن الماء والشراب اذا مُزِجَ واحدتُه فُقَّاعةٌ

عامَّةُ السيلان

* أبو عبيد* تَبَضَّعَ الشئُ ونَبَضَ ونَضَبَ وبَضَّ وضَبَّ ـ سالَ قال هو يَعْمِى ويَهْمِى ويَهْمَعُ وتَسَحْسَحَ الشَّئُ ـ سال وسَحَّ الماءُ يَسُحُّ سَحًّا ـ سالَ وقال رَذَمَ الشئُ يَرْذُمُ رُذُوماً ـ سالَ والمُنْفَصِدُ والمُنْشَطِبُ السَّائل* صاحب العين* نَبَعَ الماءُ يَنْبُعُ ويَنْبَعُ نَبْعًا ونُبُوعًا ـ تَفَجَّر ويَنْبُوعُه مُفَجَّرُه* السيرافى* انْثَعَبَ الماءُ ـ سال وهو الاثْعُوبُ والاثْعُبانُ وقد مَثَّل بهما سيبويه وقال تَرَشْرَشَ الماء سالَ رَشًّا* ابن السكيت* نَضَحَتِ القَرْبةُ والوَطْبُ* أبو عبيد* نَضَحَ الماءُ يَنْضَحُ ويَنْضِحُ ونَضَحْتُ عليه الماءَ أَنْضَحُ ونَضَحَ عليه الماءُ يَنْضَحُ هذا قول أبى زيد وقال الاصمعى ما كان من فِعْل الرَّجُل فهو بالحاء ولا يقال أصابَنى نَضْحٌ من كذا انما هو نَضْخٌ بالخاء قال أبو عبيدة وهو أعجبُ الىّ من قول أبى زيد* صاحب العين* النَّضْخُ ـ شِدَّةُ فَوْرِ الماءِ فى جَيَشانِه وانفجارِه من يَنْبُوعِه وفى التنزيل (نَضَّاخَتانِ) * الاصمعى* اسْتَنْضَحَ الرجلُ وانْتَضَحَ ـ رَشَّ فَرْجَه بالماء بعد الوضوء* ابن السكيت* نَتَحَ التِّحْىُ ورَشَح ومَثَّ* أبو زيد* سِقَاءٌ نَشَّاحٌ ـ رَشَّاحٌ* ابن دريد* تَفَشَّلَ الماءُ ـ سال من اناء أو حجر ومنه اشْتِقاقُ الفَيْشَلةِ* صاحب العين* قَطَر الماءُ يَقْطُر قَطْرًا وقَطَرَانًا وقَطَرْتُه* ابن قتيبة* قَطَرْتُه وأَقْطَرْتُه والقَطْرُ ما قَطَر من الماء وغيره واحدتُه قَطْرة والجمعُ قِطَار* ابن دريد*

__________________

(١) قوله وأنشد تستن الخ صدره تذكر عينا من غماز وماؤها له حدب تسنن الخ وهو لأوس بن حجر كذا في اللسان اه مصححه

قُطَارةُ الشئ ـ ما فَطَرَ منه* أبو عبيد* أَقْطَرَ الشئُ ـ حانَ له أن يَقْطُرَ واسْتَقْطَرْتُه ـ رُمْتُ قَطْرَتَهُ* صاحب العين* الشَّلْشَلَةُ ـ قَطَرانُ الماء وقد تَشَلْشَلَ وماء شَلْشَلٌ ـ اذا قَطَر بعضُه فى إثْرِ بعضٍ والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ والتَّشْنَانُ قَطَرانُ الماءِ من الشَّنِ

باب السَّقْىِ وأسماء الماء المَسْقِىِّ به

* صاحب العين* الشِّرْبُ ـ النَّصِيبُ من الماء وقيل وقتُ الشُّرْبِ* أبو زيد* الشِّرْبُ ـ الماءُ نفسُه والجمعُ أَشْرابٌ وهو المَشْرَبُ والمَشْرَبُ الموضعُ المحدودُ للشُّرْبِ* ابن السكيت* كَمْ سِقْىُ أَرْضِكَ ـ أى كم حَظُّها من الشّرْبِ* أبو حنيفة* السّقْىُ ـ ما زُرِعَ على الماءِ فاذا أردتَ أنه قد سُقِىَ ولم تَعْنِ النوعَ قلت سَقِىّ وأنشد

* كَأُنْبُوبِ السَّقِىِّ المُدَلَّلِ*

(١) وقال سَقَانَا اللهُ سَقْيًا ـ وأَسْقَانا* أبو عبيد* وهى السُّقْيَا* أبو حنيفة* وأَسْقَيْتُه على رَكِيَّتِى ـ جَعَلْتُها له وأَسْقَيْتُه من نَهْرِى جَدْوَلاً جعلتُ له منه مَسْقىً وسَقَيْتُ له منه* سيبويه* سَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه ـ جعلتُ له ماءً ـ أو سُقْيًا فَسَقَيْتُ ككَسَوْتُ وأَسْقَيْتُ كأَلْبَسْتُ يَذْهَبُ الى التَّسْوية بين فعلت وأَفْعَلْتُ فى المعنى وَانَّ أَفْعَلْتُ غيرُ منقولة من فَعَلْتُ لِضَرْبٍ من المعانى كَفْلِ أَدْخَلْتُ من دَخَلَ* ابن السكيت* هى المَسْقَاةُ والمِسْقاةُ والسِّقَايةُ لموضعِ السَّقْىِ والسِّقايةُ أيضا الاناءُ الذى يُسْقَى به واسْتَسْقَيْتُ الرجلَ واسْتَقَيْتُه طَلَبْتُ منه السَّقْىَ* أبو حنيفة* السِّقْىُ بالماءِ الذى يُسَمَّى الفَتْحَ فَتْحٌ أيضا سمى بذلك لأنه لا مؤنةَ فيه انما يَفْتَح فى الارض فيَسِيحُ فيها وسواء كان ذلك من عين أو قناة أو واد* ابن دريد* مَخَرْتُ الارضَ أمْخُرها مَخْرًا سَقيْتُها الماءَ حتى طَبَّقْتُها* صاحب العين* وَمَخرَت هى جادَتْ من ذلك الماء* ابن الاعرابى* حَرْبَصْتُ الارضَ ـ أرسلتُ فيها الماءَ* أبو عبيد* الجَوَازُ الماءُ الذى يُسْقاءُ المالُ من الماشية والحَرْث ونحوه اسْتَجَزْتُ فلانا فأجازِنى اذا أَسْقاكَ ماءً لَارْضِكَ أو ماشِيَتِك وهو قول القطامىّ

__________________

(١) قوله وأنشد كأنبوب الخ الخ هو لامرئ القيس وصدره كما في اللسان وكشح لطيف كالجديل مخصر وساق كأنبوب السقى المذلل اه مصححه

وقالوا فُقَيْمٌ قَيّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ

عُبادَة انَّ المُسْتَجِيزَ على قُتْرِ

* الاصمعى* وقد جَوَّ زَابلَه ـ سقاها* أبو حاتم* الخَتْمُ ـ السَّقْيَةُ التى تُسْقَاها الارضُ اذا فُرِغَ من تَقْطِيع السُّقَّاءِ وقال الطَّائِفِيُّون أوَّلُ ما يُبْذَرُ القَمْح يُبْذَر على وجه الارض ثم تُثَار الارضُ فيصير الحَبُّ تحتها فاذا صار الحبُّ تحتها سُقِىَ فالسَّقى خِتَامٌ له وقد خَتَموا عليه وخَتَموه يَخْتِمُونَه خَتْما والخِتامُ اسم له لانه اذا سُقِى فقد خُتِم بالرَّجاءِ والمَكْرُ السَّقْىُ يقال للرجل اذا كان قد تَركَ أَرْضَه حتى جَفَّتْ وصَلُبَتْ امْكُرْ أرضَك* أبو حنيفة* النَّضْحُ ـ السَّقْىُ وقد نَضَحَه يَنْضِحُه نَضْحًا وهو السَّقْىُ بالسَّانِيَةِ* ابن دريد* العَفْر ـ أولُ سَقْيةِ تَسْقِى الزرعَ السانيةُ وقد عَفَرْنا أرضَنا وكذلك النخل والفِرْصة ـ النَّصِيبُ من الماء فى وقتٍ يُسْقَى به النخلُ وأنشد

وكانَ لها من ماءِ سَبْحانَ فِرْصةٌ

أَذاعَ بها نَجْمٌ من القَيْظِ دابرُ

* أبو زيد* هى الفِرْصةُ والفُرْصَةُ* الاصمعى* تَفَارَصُوا الماءَ تَقاسَمُوه* أبو عبيد* الرُّفْصةُ كالفُرْصةِ والفَرْعُ القِسْمُ من الماءِ وعَمَّ به أبو عبيد* ابن دريد* العَانةُ ـ النصيبُ من الماء بلُغة عَبْدِ القَيْسِ والعَيْقُ النَّصِيبُ من الماء* أبو حاتم* الرَّبِيعُ ـ الحَظُّ من الماء رُبْعَ يومٍ أولياءٍ والتَّرْبِيعُ السَّقْيةُ التى يُسْقاها الزرعُ بعد التَّثْليثِ والتَّخْمِيسُ السقيةُ التى بعد التَّرْبِيع* ابن دريد* القِلْدُ ـ الحَظُّ من الماء والقِلْدُ سَقْىُ السماءِ وقد قَلَدَتْنا* أبو حاتم* الطَّوْفُ ـ القِلْد وطَوْفُ القَضْبِ ـ قَدْرُ ما يُسقاه* أبو عبيد* البَعْلُ ـ ما سَقَتْه السماءُ وقد اسْتَبْعَلَ الموضعُ وقيل البَعْلُ ما شَرِبَ بعرُوقه من عُيونِ الارض من غير سَماءٍ ولا سَقْىٍ وأنشد للذبيانى يصف النخل

من الوارداتِ الماءَ بالْفَاعِ تَسْتَقِى

بأَذْنابِها قَبْلَ اسْتِقاءِ الحَناجِرِ(١)

فَاخْبَر أنها تَشْرَبُ بعُروقها وأراد بالاذْنابِ العُروقَ والعِذْىُ ما سقتْه السماءُ* أبو حنيفة* جمعُه أَعْذاءٌ* أبو عبيد* العَثَرِىُّ كالعِذْىِ* صاحب العين* هو العَثْر* ابن دريد* البَخْسُ ـ أرض تُنْبِتُ من غير سَقْى والجمعُ البُخوس* أبو عبيد* السِّقْىُ والمَسْقَوِىُّ من الارض والنبات ـ ما سَقاه السَّبْحُ يعنى الماء

__________________

(١) قلت فى بيت النابغة الذبيانى هذا ثلاث روايات أولاها وهى أشهرها وهى رواية الجمهور وهى رواية ابن سيده هنا بالدليل الظاهر الذى شرح به البيت من الوارد الماء بالقاع تستقى باذنابها الخ الخ وثانيتها من الطالبات الماء بالقاع تستقى باعجازها الخ وثالثتها رواية القتبى من الكارعات الماء بالقاع تستقى باعجازها الخ فسبق قلم الناسخ فلفق من هذه الروايات رواية باطلة وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

الجارى* على* المَسْقَوِىُّ منسوب الى مَسْقًى كمَرْمَوِىّ ولا يكون مضافا الى مَسْقِىّ لانه لو كان كذلك قيل مَسْقِىُّ* قال سيبويه* اذا أَضَفْتَ الى مَقْضِىّ قلتَ مَقْضِىّ بحذف الاصول وتجىء بدِلَالةِ النَّسَب* أبو عبيد* المَنْطِمىُّ ـ ما سَقَتْه السماء* على* لا أدرى ما هذا أما الياء فتتوجه لانهم قد قالوا الظَّما بغير همز على البدل أو على أنهما لغتان فكان حكمه المَظْمأ الا أن يكون المَظْمِىُّ على حذف الزائد* صاحب العين* الكَارِخُ بلغة أَهْلِ السوادِ ـ الرجلُ يَسُوق الماءَ وقال أَقْطَعْتُه نَهرًا ـ جَعَلْتُه له

باب صَرْفِ الماء وسَدِّه

* صاحب العين* سَدَدْتُ الماءَ وغيرَه أَسُدُّه سَدًّا فانْسَدَّ واسْتَدَّ والسِّدَادُ ما سَدَدْتَهُ به والجمعُ أَسِدَّة والسَّدُّ الرَّدْمُ* صاحب العين* السَّكْرُ ـ سَدُّكَ يَثْقَ الماءِ ومُنْفَجَرَه والسِّكْرُ اسم ذلك السِّدادِ الذى تجعله سَدًّا للبَثْقِ ونحوه* قال أبو على* ومنه التَّسْكِيرُ فى البصر كقوله تعالى (إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) وقد تقدم اسْتِقْصاءُ تَعْلِيلِه* ابن السكيت* سَكَرْتُ النهرَ أَسْكُره سَكْرًا سَدَدْتُه* ابن دريد* أصله من سَكَرَتِ الرِّيحُ ـ سكن هُبوبُها* صاحب العين* الصَّنَّاعَةُ والصِّنْعُ ـ خشبة يُحبَسُ بها الماءُ والعَرِمَةُ ـ السِّكْر والمُسَنَّاةُ وهو السَّدُّ يُعْتَرضُ به الوادى والجمع عَرِمٌ وفى التنزيل (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) وقيل العَرِمُ جمع لا واحِدَ له والرَّصَفُ ـ السَّدُّ المَبْنِىُّ للماء* وقال* رَدْمتُ الثَّلْمَ أرْدِمُه رَدْمًا ـ سَددتُه والاسم الرَّدْم وجمعه رُدُومٌ والرَّدْم ـ السَّدّ الذى بيننا وبين يأجُوجَ ومأجوجَ وكُلُّ ما لَفَقْتَ بعضَه ببعضٍ فقد رَدمْته

تفْجِيرُ المياه وكَسْرُ بَثْقِها

* صاحب العين* دَعَقْتُ الماء ـ أَدْعَقُهُ دَعْقًا فَجَّرْتُه* غير واحد* عابَ الماءُ نَقَبَ الشَّطَّ فَخرَجَ مُجَاوِزَه* ابن دريد* البَعْثَقةُ ـ خروجُ الماءِ من

غائِلِ حَوْضٍ أو خابِيةٍ وقد تَبَعْثَقَ منه اذا انكسرت منه ناحِيةٌ ففاضَ* صاحب العين* الحَوَالَةُ ـ تحويل ماءٍ من نهرٍ الى نهر والبَثْقُ ـ كَسْرُ شَطِّ النهر ليَنْبَعِثَ ماؤُه واسم ذلك المَوْضِعِ البَثْقُ* صاحب العين* بَثَقْتُه أبثُقه بَثْقا فانْبَثَقَ وبَثَقَ

باب النُّجُولِ

* أبو عبيد* النَّجْلُ ـ ما يُسْتَنْجَلُ من الارضِ ـ أى يُسْتَخْرج* أبو حنيفة* هى النِّجَالُ والنُّجُولُ* ابن السكيت* اسْتَنْجَلَ الوادى ـ كثُر نَجْلُه والنَّزُّ والنَزُّ النَّجْل والكسر أجود* أبو حنيفة* وجمعُه نُزُور* أبو حاتم* النَّزُّ فارسى معرّب قال فأما قوله

عَهْدِى بجَنَّاحٍ اذا ما اهْتَزَّا

وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُرابًا نَزَّا

فهو ههنا الخفيف وليس بالنَّزِّ الذى هو النَّجْلُ وهو عربى صحيح* أبو حنيفة* فاذا كان النَّجْلُ ضعيفا فهو النَّضَضُ* ابن الاعرابى* الامِدَّانُ ـ النَّزُّ وأنشد

فَأَصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَبْنَ عَنِّى كَما أَبَتْ

حِيَاضَ الْامِدَّانِ القِلَاصُ القَوامِحُ

* ابن السكيت* الامِدَّانُ ـ الماءُ النَّاقِع فى السَّبَخة* السيرافى* الامِدَّانُ الماءُ المِلْحُ والامِدَّانُ بشدّ الميم ـ النَّزُّ فهو على هذا من باب كَوْكَبٍ* ابن دريد* نَشَّمَتِ الارضُ ـ نَزَّتْ بالماءِ

بُعْدُ الماءِ وقُرْبُه من الكلِا والسِّيفِ

* أبو حنيفة* اذا كان ما حَوْلَ الماءِ مُكْلِئًا قيل ماء قاصِرٌ ويستعمل فى المَرْتَعِ فاذا كان كَلَؤُه بقدر مِيلَين أو ثلاثةٍ أو مسيرة يوم أو يومين فهو مُطْلِبٌ* ابن دريد* البِرْغِيلُ ـ مِياهٌ تَقْرُب من السِّيفِ وقال مِياهٌ شُعُوب ـ بعيدة الواحد شَعْبٌ وشُعُوبٌ وأنشد

كما شَمَّرَتْ كَدْرَاءُ تَسْقِى فِراخَها

بِعَرْدَةَ رِفْهًا والمِياهُ شُعُوبُ

* على* اذا كان واحد الشُّعُوب شُعُوبًا فالضمة فى الجمع غيرها فى الواحد والواو غير الواو كما ذهب اليه سيبويه فى دِلَاص وهِجَان ـ ولا يكون شُعُوبٌ من

باب عَدْل لانه لا فِعْلَ له فَتَفَهَّمْهُ* ابن السكيت* ظِمْئٌ مُذبِّبٌ ـ أى طويل يشار الى الماء من بُعْدٍ فيُعْجَلُ بالسير ويقال بيننا وبين الماء ليلةٌ قاصِدةٌ لا تَعَبَ ولا بُطْءَ* صاحب العين* مَنْهَلٌ شَغْرَبِىُّ ـ مُلْتَوٍ عَنِ الطريق

نعوت الماء فى قُرْب رِشائه وبُعْده

* صاحب العين* ماء بُغَيْبِغٌ يُنْزَعُ بعِقَالِ ناقةٍ لقُرْبِه وأنشد

يا رُبَّ ماءٍ لَكَ بالاجْبالِ

بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالْعِقال

وُرودُ الماءِ والمَصْدَرُ عنه

* ابن دريد* الوِرْدُ ـ الحَظُّ من الماءِ ثم كَثُر ذلك فى كلامهم حتى سُمِّى القومُ الذين يَرِدُون الماءَ وِرْدًا والجميعُ أَوْرادٌ وقال ماء كثيرُ الواردِ ـ اذا لم يَرِدْه الا الناسُ وكثيرُ الواردة اذا وَرَدَتْه السباعُ والناسُ وغيرهم* قال سيبويه* وَرَدَ وُرُودًا كما قالوا جَحَد جُحُودا* صاحب العين* أَوْرَدَتْهُ الماءَ ـ جعلتُه يَرِدُه* أبو زيد* المَوْرِدة ـ مأْتاةُ الماءِ وكُلُّ ما أَتيْتَهُ فقد وَرَدْتَه* أبو عبيد* جَبَهْنا الماءَ جَبْهًا اذا وَرَدْتَه وليستْ عليه قامةٌ ولا أَداةٌ* قال أبو على* ومَثَلٌ من الامثال «لِكُلِّ جابِهٍ جَوْزَةٌ ثم يُؤَذَّن» الجَوْزَةُ السَّقْيةُ من الماء وقد تقدم تعليل هذا فى أوّل الكتاب* ابن السكيت* وَرَدْنا ماءً له جَبِيهةٌ إما كان مِلْحا فلم يَنْضَحْ ما لَهم الشُّرْبُ وإما كان آجِنًا وإما كان بعيدَ القَعْرِ غليظا سَقْيُه شديدا أَمْرُه* ابن دريد* تَهَقَّعُوا وِرْدًا ـ وَرَدُوا كُلُّهم* غير واحد* فاذا رَجَعُوا عن الماء فقد صَدَرُوا يَصْدُرونَ صَدْرًا وقال أبو عبيد فى باب المصادر التى تجىء على مثال فَعَلٍ صَدَرْتُ عن البلادٍ صَدَرًا هو الاسم فان أردتَ المصدر جَزمت الدال وأنشد

وليلةٍ قد جعلتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها

صَدْرَ المَطِيَّةِ حَتَّى تَعْرِفَ السُّدَفَا

قال أبو على فاصابَ المعنى ولم يُجِدِ الوَضْعَ يعنى أبا عبيد لقوله صدرتُ عن البلاد صَدَرًا هو الاسم وانما كان ينبغى أن يقول الصَّدْرُ الاسمُ فان أردت المَصْدَرَ جزمت الدال فقلتَ صدرتُ عن البلادِ صَدْرًا وقال فى قوله تعالى «حتى يَصْدُرَ الرّعاءُ»

أى يَرْجِعُوا من سَقْيهم ومن قرأ (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) أراد حتى يُصْدِرُوا مَواشيهم من وِرْدِهم فحذف المفعولَ وحذفُ المفعول كثير فى التنزيل* ابن دريد* صدرتُ الابلَ عن الماء أَصْدُرُها* صاحب العين* طريق صَادِرٌ ـ يَصْدُرُ ناهلُه عن الماء* أبو عبيد* كَشِرَ القومُ عن الماءَ بَعُدُوا عنه* صاحب العين* الغَفْقُ من صِفَة الوِرْدِ وأنشد

* صاحب غاراتٍ من الوِرْدِ الغَفَقْ*

أصوات الماء

* أبو عبيد* الخَرِيرُ ـ صوت الماء وقد خَرَّ يَخِرُّ* ابن دريد* الخَرْخَرة ـ صوت الماء فى مَضِيق وهو أيضا تَرَدُّدُ النَّفَسِ فى الصَّدْرِ* ابن السكيت* مررتُ بانهر وله أَلِيلٌ وَقَسِيبٌ شديد وقد قَسَبَ يَقْسِبُ وأنشد (١)

أَوْ فَلَج ببَطْنٍ وادٍ

للماءِ من تَحتِه قَسِيبُ

* أبو حنيفة* القَبْقَبةُ ـ صوتُ السُّيُول بين الصُّخُورِ* ابن دريد* سمعتُ غَقَّ الماءِ وغَفِيقَه ـ اذا جَرَى فَخرجَ من ضِيقٍ الى سَعةٍ أو من سَعةٍ الى ضيق وغَقَّ القارُ وما أشبهه يَغِقُّ غَقًّا وغَقِيقًا ـ اذا غَلَا فسمعتَ صوتَه والقَعْقَعةُ ـ حكايةُ صوتِ الماء وغيره والطَّبْطَبةُ صوتُ تَلَاطُمِ السَّيْلِ وأنشد

* طَبْطَبة المِيثِ إلى جِوَائِها*

وبَقْبقَةُ الماء ـ صوتُ حركته وكذلك بَقْبَقَهُ القِدْر اذا غَلَتْ والجَخْجَخةُ ـ صوت تَكَسُّرِ جَرْىِ الماءِ* صاحب العين* عَجَّ الماءُ يَعِجُّ عَجِيجًا وعَجْعَجَ عَجْعَجَةً ـ صَوَّتَ* ابن دريد* نَهْرٌ عَجَّاجٌ ـ يُسْمَعُ لمائِه عَجْعَجة* ابن قتيبة* قال بعضُ الفَخَرةِ نحنُ أكثر منكم ساجًا ودِيباجًا ونهرًا عَجَّاجَا* اللحيانى* عَجِيجُ الماءُ وأجِيجُه ـ صوتُ انْصِبابِه* ابن دريد* الدَّرْدَرةُ ـ حكايةُ صَوْتِ الماءِ فى بطونِ الاوْديةِ وغيرها اذا تَدافَع وقال سمعتُ ناجِخَةَ الماء ونَجِيخَه ـ أى صوتَه* قال أبو على* وسُئل بعضُ الفُصحاء عن ماله ما هو فقال النَّخْلُ قيل له أينَ أنتَ من الابل فَوصَفَ مَزِيَّةَ النخل بافْصَح ما يكون من الوصف فقلت له ما أَفْصَحَك فقال انا سَكَنَّا ... (٢) ناجِخةَ

__________________

(١) قوله وأنشد أو فلج الخ كذا أنشده الجوهرى وعزاه لعبيد ثم قال ولو روى فى بطون واد لاستقام الوزن اه وأنشده الازهرى أو جدول ظلال نخل للماء الخ وعزاه لعبيد أيضا اه مصححه

(٢) بياض بأصله

التيار قال ويقال امرأة نَجَّاخَة اذا كان لحَيائها صوتٌ عند الجماع* ابن دريد* ويقال للرجل اذا غَلُظَ صَوْتُه من سُعْلةٍ أو زُكَام أصْبَح ناجِخًا ومُنَجّخًا وقد تقدّم ذلك قال وسمعتُ غَلْمَطِيطَ الماءِ وربما سمى به البحرُ* غيره* النَّغَطْمُطُ ـ صوت الماء وقد يكون فى الغَلَيان* صاحب العين* ماءٌ صَخِبُ الآذِىِّ وأنشد

* مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِىِّ مُنْبَعِقٌ*

وعين صَخِبةٌ اذا اصْطَفَقَتْ عِنْدَ الجَيَشَانِ* ابن دريد* سَمِعْتُ نَقَلةَ الوادى ـ وهو صَوْتُ السيل

العَوْم فى الماء والطَّفْوُ والغَطُّ

* صاحب العين* عُمْتُ عَوْمًا وعَوَّمْتُه ورجل عَوَّامٌ وقال سَبحَ يَسْبَحُ سَبْحًا وسِبَاحةً عامَ ومنه سَبْحُ النُّجوم فى الفَلَكِ وقد تقدم وقال ذَرَّعَ الرجلُ فى سِباحَتِه ـ اتَّسَعَ وكُلُّ ما اتَّسَعَ فقد تَذَرَّعَ وذَرَّعَ بيَدَيْه حَرَّكَهُمَا واسْتَعانَ بهما فى سِبَاحتِه أو غيرها* أبو حنيفة* دَاعَ يَدُوعُ دَوْعًا ـ اسْتَنَّ سابِحًا وقد تقدم أنه الاسْتِنانُ فى العَدْوِ* ابن دريد* غَطَّهُ يَغُطُّه غَطًّا وغَتَّه يَغُتُّه غَتًّا وغَمَتَه يَغْمِتُه غَمْتًا ـ غَمَسَه* أبو عبيد* غَطَسْتُه فى الماءِ أَغْطِسُه ـ غَطَطْتُه وكذلك مَقَلْتُه* ابن دريد* أَمْفُلُه مَقْلاً* غيره* وكل ما غَمَسْتَه فى شئٍ فقد مَقَلْتَه وفى الحديث «اذا وَقَعَ الذبابُ فى إناءِ أحدِكم فامْقُلُوه فان فى أحَدِ جَنَاحَيْه سُمًّا وفى الآخر شِفاءً وانه يُقَدِّمُ السُّمَّ ويُؤَخِّرُ الشِّفاء» وقد تَماقَلُوا فى الماء تَغامَسُوا فيه* أبو عبيد* ومثلُه قَمَسْتُه وأَقْمَسْتُه* ابن دريد* القَمْسُ ـ الغَوْصُ فى الماء قَمَسَ يَقْمِسُ قُموسًا ومنه قاموسُ البحر وهو مُعْظَمُ مائه* ابن دريد* كُحْتُ الرجلَ كَوْحًا ـ غَطَطْتُه فى ماءٍ أو تراب وقال غَفَا غَفْوًا وغُفُوًّا ـ طَفَا على الماء وقال المَهارَةُ ـ الحِذْقُ بالْعَوْمِ والاقْدامُ عليه وهى أيضا الحَدَاقةُ بكل شئ* ابن السكيت* المهارَةُ والمَهَارة* صاحب العين* اسْتَنْقَعَ الرجلُ فى الماء ـ ثَبَتَ فيه يَتَبَرَّد وقال قَمَهَ اشئُ ـ اذا غَمَسَ من تحت الماء فانْغَمَسَ حِينًا وارتفع آخر وأنشد

* يَعْدِلُ أنْضادَ القِفَافِ القُمَّهِ*

جَعَلَ القُمَّةَ نعتا للقِفافِ لانها تغيب فى السراب حِينا ثم تظهر

الغَرقُ والرُّسُوبُ

* ابن دريد* غَرِقَ غَرَقًا وأَغْرَقه الماءُ ورجل غَرِيقٌ وقوم غَرْقَى فاما تَغْرِيقُ القَوابلِ المولودَ فقد تقدم* الاصمعى* رجل غَرِقٌ فى الماء فاذا مات فيه قيل غَرِيق قال وقد يجوز الوجهان فى المعنيين ورجل غَرِقٌ فى الدَّين ولا يقال غَرِيق* صاحب العين* رَسَبَ الشئُ يَرْسُبُ رُسُوبًا ورَسُبَ ـ اذا لم يَطْفُ* ابن دريد* ساخَ الشئُ يَسُوخُ رَسَبَ* غيره* تَغَمْغَمَ الغريقُ تحت الماءِ ـ صوَّتَ والغَمْسُ إرْسابُ الشئ فى الشئِ السَّيَّالِ غَمَسْتُه أَغْمِسُه غَمْسًا وقد تَغَمَّسَ فيهِ واغْتَمَسَ* صاحب العين* غاصَ فى الماءِ غَوْصًا ورجل غائِصٌ وغَوَّاصٌ من قوم غاصَةٍ والغَوْصُ موضع يَخْرُج منه اللؤلؤ* على* ليس الغَوْصُ اسما للمكان انما هو ما غِيصَ عليه كَنسْجِ اليْمَنِ وضَرْبِ الاميرِ ولا يَجِىء مثلُ هذا فى الموضع الَّا على الحذف

خوض الماء

* صاحب العين* خَاضَ الماءَ خَوْضًا وخِيَاضًا واخْتَاضَهُ وخَوَّضَهُ* أبو عبيد* خُضْتُه وأخَضْتُ غيرى وقال عَبَرْتُ النَّهْرَ أَعْبُرُه عَبْرًا وعُبُورًا وكذلك الطريق* ابن دريد* البَرْكلَةُ والكَرْبَلةُ ـ خَوْضٌ فى ماء أو مَشْىٌ فى طِين* صاحب العين* قَطَعْتُ الماءَ أَقْطَعُه ـ شَقَقْتُه وجاوَزْتُه وقَطَعْتُ به النهرَ وأَقْطَعْتُه إياه وأَقْطَعْتُه به

الغسل والابتلال

* ابن السكيت* غَسَلْتُ الشئَ أَغْسِلُه غَسْلاً وَالغُسْلُ الماءُ والغِسْلُ ما غُسِلَ بهِ الرأسُ مِنْ خِطْمِىّ أو غيره* أبو عبيد* الغُسَالةُ ـ ما غَسَلْتَ من الثوب والغَسُولُ الماءُ الذى يُغْتَسَلُ به* ابن السكيت* هى غِسْلةٌ مُطَرَّاةٌ ولا تَقُلْ غَسْلة* صاحب العين* الغِسْلة ـ آسٌ يُطَرَّى بافاوِيهَ ونَحْوِها يُغْسَلُ بها ويُمْتَشَطُ

* الاصمعى* شئٌ مَغْسُولٌ وغَسِيلٌ وكذلك الانثى بغير هاء* صاحب العين* غَسِيلُ الملائِكةِ ـ حَنْظَلَة بنُ أَبى عامِرٍ الانصارى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «رأيتُ الملائكةَ يَغْسِلُونه وآخَرِين يَسْتُرونَهُ» والجمعُ غَسْلَى* ابن السكيت* مَغْسِلُ المَوْتَى ومَغْسَلُهم ـ موضعُ غَسْلِهم وقد اغْتَسَلْتُ بالماء والمَغْسَلُ ما يُغْسَلُ فيه* أبو زيد* غُسالَتُه ـ ماؤُه الذى يُغْسَلُ فيه وقد تقدم أن غُسالةَ الشئ ما يُغْسَلُ به* السيرافى* الغِسْلِينُ والغُسَالَةُ وهو فى القُرآن الصَّدِيدُ وقد تقدم فى باب الجِراح وهو مما مَثَّل به سيبويه* أبو عبيد* مَلَقْتُ الثَّوْبَ أَمْلُقُه مَلْقًا ورَحَضْتُه أَرْحَضُه رَحْضًا ومُصْتُه مَوْصًا وهى المُوَاصَةُ* صاحب العين* المَوْصُ ـ غَسْلُ الثوب غَسْلاً لَيِّنًا نحو ما يَجْعَلُ الانسانُ فى فيه ثم يَصُبُّه على الثوب وقد أَخَذه بين كَفَّيْهِ وإبهاميه يَغْسِلُه ويَمُوصُه وفى حديث عائشة فى عثمان رضى الله عنهما «مُصْتُموه كما يُمَاصُ الثَّوْبُ ثم عَدَوْتُمْ عليه فقَتَلْتُموه» تقول خرج نقيا مما كان فيه* ابن دريد* مَصْمَصْتُ الثوبَ والاناءَ كذلك* أبو عبيد* مَصْمَصَ فَمَه ومَضْمَضَه وقيل المَصْمَصةُ بطَرَفِ اللسان والمضمضةُ بالفمِ كُلِّه وهذا الفَرْقُ شبيه بالفرق ما بين القَيْصة والقَبْضة* صاحب العين* دَلَكْتُ الثوبَ ـ اذا مُصْتَهُ لِتَغْسِلَه* سيبويه* قَصَرْتُ الثوبَ قِصَارةً* صاحب العين* وكذلك قَصَّرْتُه* أبو عبيد* حَوَّرْتُه مِثْلُه وبه سُمِّىَ الحَوَارِيُّونَ لانهم كانوا قَصَّارِينَ وأصلُه من الاحْوِرارِ وهو البَيَاضُ* ابن السكيت* الحَرَقُ ـ احْتِراقٌ يُصِيب الثوبَ من القِصارةِ* صاحب العين* البَلَلُ والبِلَّهُ والبِلَالُ ـ النُّدُوَّةُ وقيل البِلَالُ الماءُ والبُلَالةُ ـ البَلَلُ والبِلَالُ أيضا جمعُ بِلَّةٍ بَلَلْتُ الشَّئَ أَبُلُّه بَلًّا فابْتَلَّ وتَبَلَّلَ ويَدُه من الماء بَللَةُ على الاصل وقالوا بَلَلْتُ رَحِمِى أَبُلَّها بَلًّا وبِلَالاً وَصَلْتُها على المَثَل* أبو زيد* اطْوِ الثَّوْبَ على بُلُلَتِهِ ـ أى رُطُوبته* الكسائى* بُلَلَتِهِ وبُلَّتِهِ وبُلَالَتِهِ* أبو عبيد* ارْمَغَلَّ الثوبُ وارْمَعَلَّ واخْضَلَّ كلُّه ابْتَلَّ بالماء* ابن دريد* خَضِلَ الثوبُ خَضَلاً واخْضَلَّ ـ ابْتَلَّ وأَخْضَلْتُه أنا وقال ما زِلْنا فى مَرْطَلَةٍ مُنْذُ اليومِ ـ أى فى مطر قد بَلَّ ثيابَنا* أبو عبيد* وَدنْتُ الثوبَ وَدْنًا بَلَلْتُه وأنشد

* كَمُتَدِنِ الصَّفا كىْ ما يَلِينَا*

* على* انما يكون ذلك لو قال كَوادِنِ الصفا ولكن مُفْتَعِل هنا بمعنى فاعل فلذلك حَسُنَ تفسيرُ أبى عبيد* ابن دريد* رَطَّبْتُ الثوبَ وغيره بَلَلْتُه ومَسَطْتُه أَمْسُطُه مَسْطًا اذا بَلَلْتَه ثم خَرَطْتَهُ بيدِك لِتُخْرِجَ ماءَه وكذلك المَصِير اذا اسْتَخْرَجْتَ ما فيه فَأَجْرَيْتَه بين أصابعك* أبو عبيد* دَوَّمْتُ الشئَ ـ بَلَلْتُه وأنشد

* وقد يُدَوِّمُ زِيقَ الطَّامِعِ الامَلُ*

أىَ بَبُلُّه* ابن دريد* نَسَكَ الثوبَ ـ أى غَسَلَه وأنشد

ولا تُنْبِتُ المَرْعَى سِبَاخُ عُراعِرٍ

ولَوْ نُسِكَتْ بالماءِ ستةَ أَشْهُرِ

* صاحب العين* شُصْتُ الثوبَ شَوْصًا ـ غَسَلْتُه* وقال* اكْمَدَ القَصَّارُ الثوبَ لم يُنْقِ غَسْلَه* ابن دريد* النِّفْرِجُ ـ القَصَّارُ* صاحب العين* بَيْزَرُ القَصَّارِ ومِبْزَرُهُ ـ الذى يَبْزُرُ به الثوبَ فى الماء* أبو عبيد* صَيَّأْتُ رأسى بَلَلْتُه قليلا* أبو زيد* ضَغَّثَ رأسَه ـ صَبَّ عليه الماءَ ثم نَفَشَهُ فَجعله أَضْغَاثًا* أبو عبيد* المِرْكَنُ ـ الاجَّانةُ التى يُغْسَلُ فيها الثيابُ وهى المِخْضَبةُ

الجفوف والمسح

* أبو عبيد* جَفَّ الثوبُ ـ يَجِفُّ ويَجُفُّ جُفُوفًا* ابن السكيت* جُفُوفًا وجَفَافًا قال ويقال للثوب اذا ابْتَلَّ ثم جَفَّ وفيه نَدًى قد تَجَفْجَفَ وأنشد

فقامَ عَلَى قَوائِمَ لَيِّنَاتٍ

قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ

فاذا يَبِسَ كُلَّ اليُبْسِ قيل قد قَفَّ يَقُفُّ قُفُوفًا وقد تقدم فى الدَّمع* صاحب العين* المَسْحُ امْرارُكَ يَدَكَ على الشئ السائِلِ أو المُتَلَطِّخ تُريد إذهابَهُ بذلك كمَسْحِكَ رأسِك من الماء وجَبِينَك من الرَّشْح مَسَحْتُه أَمْسَحُه مَسْحًا ومَسَّحْتُه وتَمَسَّحْتُ منه* أبو عبيد* مَشَشْتُ يَدِى أَمُشُّها وهو أن يَمْسَحَها بشئ خَشنٍ ليُنَظِّفَها* ابن الاعرابى* مَشَشْتُ أُذُنِى كذلك* ابن السكيت* المَشُوشُ ـ ما مَسَحْتَ به يَدَك يقال مَسَحَ يَدَه ومَرَسَها ومَشَّهَا* ابن دريد* القَطِيلةُ ـ قِطْعَةُ من كِساءٍ أو ثوب يُنَشَّفُ بها الماءُ وقد مَثَنْتُ يَدِى مَثَّا مسحتُها قال وأحْسِبُه مقلوبا من ثَمَمْتُ

* صاحب العين* اللَّطْحُ كاللَّطْخِ ـ اذا جَفَّ وحُكَّ وقد لَطَحْتُه

اقْتِسامُ الماء واستقاؤه

* أبو عبيد* تَصَافَنَ القومُ الماءَ ـ اذا كانوا فى سَفَر ولا ماء معهم الا شئ يسير فيقتسمونه على حَصَاةٍ يُلْقُونها فى اناء ثم يُصَبُّ فيه من الماء قدر ما يَغْمُر الحَصاةَ فيُعْطاها كُلُّ رجل منهم* أبو حنيفة* الفُرْصةُ للنَّوْبَةِ والتَّقَارُص ـ السَّقْىُ بالنوائب وأهلُ السَّواد يقولون الرَّشْنَ وأهل مَرْوٍ يسمونه البَسْتَ* أبو عبيد* واسْمُ حَصاةِ القَسْمِ المَقْلَةُ وأنشد

قَذَفُوا سَيِّدَهُمْ فى وَرْطةٍ

قَذْفَكَ المَقَلَة وَسْطَ المُعْتَرَكْ

* صاحب العين* القَدَّاسُ ـ اسمُ حَصاةٍ تُجعل لِشُرْبِ الابل فاذا تَوارتْ تلك الحصاةُ فى الماء كان مَعْلَمًا من ربِّها وأنشد

* لا رِىَّ حَتَّى يَتَوارَى القَدَّأسْ*

ويقال أَقْنَعْتُ الاناءَ فى النهر ـ اذا اسْتَقْبَلْتَ به جِرْيةَ الماءِ أو ما انْصَبَّ منه وأنشد

* تُقْنِعُ لِلْجَدْوَلِ مِنْها جَدْوَلَا*

شَبَّهَ حَلْقَها وفاها بالجَدْوَل تَسْتَقْبِلُ بها جَدْوَلاً آخر وكَمَعَ فى الماءِ ـ كَرَعَ* أبو عبيد* الخَلْفُ ـ الاسْتِقاءُ الاسمُ والمصدرُ فيه سواءٌ وأنشد

لِزُغْبٍ كاولادِ القَطاراثَ خَلْفُها

على عاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَواصِلُهْ

والمُسْتَخْلِفُ المُسْتَقِى وأنشد

ومُسْتَخْلِفاتٍ من بلادٍ تَنُوفةٍ

لِمُصْفَرَّةِ الاشْدَاقِ حُمْرِ الْحَواصِلِ

مُسْتَخْلِفات يعنى القَطا* ابن السكيت* يقال مِنْ أَيْنَ خِلْفَتُكم أى من أين تَسْتَقُون والخَلْفُ الذين ذهبوا من الحىّ يَسْتَقُونَ وخَلَّفُوا أَثْقالَهم ويقال للقَطا المُخْلِفاتُ لانها تَسْتَقِى لأولادِها الماءَ وتُخْلِفُ* أبو عبيد* السَّانِى المُسْتَقِى وقد سَنَا سَنْوًا وسُنُوًّا* أبو حنيفة* السَّانِيةُ ـ البعير أو الثور أو الحمار يُرْبَطُ به الرِّشاءُ يَجُرُّه فَيُخْرِجُ الغَرْبَ والسَّقْىُ عليها يسمى السِّنَاوةَ وقد سَنَوْتُ سَنَاوةً وسُنُوًّا* ابن السكيت* أرضٌ مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّة وقد سَنَاها المطرُ يَسْنُوها ويَسْنيها* أبو زيد*

المَسْنَوِيَّةُ ـ البئر التى يُسْنَى منها وقد اسْتَنَى لنفسه* أبو حنيفة* النَّاضِحُ كالسَّانِيةِ والسَّقْىُ عليها يسمى النَّضْحَ* أبو عبيد* الجِحافُ ـ أنْ يَسْتَقِىَ الرجلُ فتُصِيبَ الدلوُ فَمَ البئر وأنشد

قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَنِى مَنافِ

تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحافِ

وقال رَوَيْتُ على أَهْلى رِيًّا وهو رَاوٍ من قوم رُواةٍ وهم الذين يأتونهم بالماء* ابن السكيت* رَوَيْتُ القومَ ـ اذا استقيتَ لهم الماءَ وأنشد

تَمْشِى من الرِّدَّةِ مَشْىَ الحُفَّلِ

مَشْىَ الرَّوايا بالمَزَادِ الاثْقَل

وتقول من أين رِيَّتُكم ـ أى من أين تَرْتَوُون الماءَ* صاحب العين* تَرَوَّى القومُ وارْتَوَوْا ـ تَزَوَّدُوا الماء ومنه يوم التَّرْويةِ لليوم الذى قَبْل عرفة لان الناسَ يَتَزَوّدون فيه الماءَ* أبو عبيد* الفُرَاطَةُ الماءُ يكون شَرَعًا بين أحياءٍ عِدَّةٍ أَيُّهم سَبَقَ اليه فهو له يُقال هذا الماءُ فُرَاطةٌ بَيْنَ بَنِى فُلانٍ* صاحب العين* تَوَاضَخَ السَّاقِيانِ ـ تَبارَيا* أبو عبيد* المُواضَخَةُ فى الاستقاء كالمُواضَخةِ فى السير وهو أن تَسِيرَ مِثْلَ سَيْرِ صاحِبِكَ وليس بالشَّديد وقد أَوْضَخْتُ له ـ اسْتَقَيْتُ له شيأ يسيرا

القناطر والجسور

* صاحب العين* القَنْطرة معروفة والجِسْر القنطرة ونحوُها مما يُعْبَرُ عليه* ابن السكيت* هو الجِسْرُ والجَسْرُ

آلاتُ الاستقاء

باب النَّواعير وغيرها

* أبو حنيفة* الناعُورةُ معروفة سميت بذلك لان لها صَرِيفًا فى دَوْرِها* صاحب العين* الناعُورُ ـ جَناحُ الرَّحَى* أبو حنيفة* الداليةُ ـ جِذْع طويل يُرَكَّبُ تركيبَ مَدَاقِّ الارُزَ وفى رأسهِ مغْرفة عظيمة مُقَيَّرة من خُوصٍ أو بَوارِىَّ تأخذ

ماءً كثيرا ويُجْعل ما يَلِى المِغْرفة من الجِذْع أقْصَرَ وهُوَ هادِيه ومُقَدَّمُه بقَدْر ما يَبْلغُ الماءَ اذا انْحَطَّ ويُجْعَل مُؤَخَّرهُ أطولَ فيَرْكَبُه الرجالُ مَشْيًا عليه فاذا صاروا الى مُؤَخَّر الجِذْع ارتفع مُقدَّمُه فاذَا أُزِّى بالازاءِ وهو مُهْراقُ المِغْرفة كَفَأَها رجلٌ قائم على الازاءِ فمضى الماءُ فى الجَدْوَلِ الى المَزْرعة ونزَلَ الرجالُ عن الجِذْع فانْحَطَّ هادِيه الى الماءِ لانه أثقلُ من مُؤَخَّرِه ثم يعُود الرجالُ الى رُكوب الجِذْع فهذا دَأْبُهم والدَّوْلابُ والدُّولَابُ التى تَدُورُ دَوْرَ الشَّهْرَقِ شَهْرقِ الحَفَّارِ وعلى قَراها مَسَدَانِ كُلُّ مَسَدٍ مجموعٌ طَرفاه وقد رُبِطَتْ بينهما كِيزانٌ كالدِّلاءِ الصِّغار من خُوص قد قُيِّرتْ ويقال لتلك الكيزان العَصامِيرُ وهما مُقَدّرانِ على قَدْر بُعْدِ الماء من موضع مَصَبِّ تلك الدلاء فاذا دار الدُّولابُ أصْعدَ الدِّلاءَ مِنْ جانبٍ وهَبَطَتِ التى تُقابلها من الجانب الآخر فاغترفت الفارغةُ وعَلَتِ المملوءةُ فاذا عَلَتْ قَرا الشَّهْرِق وهَمَّتْ بالانْتكاس أَفْرَغَتْ ما فيها فى جَدْوَل من خشب تدور عليه المَنْجَنُونُ وتُدِير المنجنونَ الابلُ أو البقر أو الحمير والشَّهْرَقُ ـ كلمة فارسية قد استعملتها العرب* ابن دريد* واحد العَصامِير عُصْمُور وقيل هى الصُّعْمُورُ* صاحب العين* وهو العُضْمُورُ بالضاد* قال أبو حنيفة* وكُلُّ هذه الدَّوَالِى التى تَغْرِفُ بالدَّوْر فانها المَنْجَنُوناتُ الواحدةُ مَنْجَنُون ومَنْجَنِينٌ* غير* واحد ـ المَحالةُ المَنْجَنُون* ابن دريد* الزَّرّافاتُ ـ المَنازِفُ التى يُنْزَفُ بها الماءُ للزَّرْع وما أَشْبهه وأنشد

لَقَلَّ غَنَاءً عَنْك فى حَرْبٍ جَعْفَرٍ

مِنَ الشَّامِ زَرَّافاتُها وقُصُورُها

قال أبو على هذه رواية ابن دريد زَرَّافاتُها بالفاء ورواية أبى بكر محمد بن السَّرِىّ زَرَّاعاتها بالعين يقال مَزْرَعَة وَمَزْرُعة وزَرَّاعةٌ كما يقال مَبْقَلَة ومَبْقُلَة وبَقَّالة قال وهو عندى أَشْبَهُ* ابن دريد* الفاجُوشُ ـ خشبة تُنْقَرُ ويُثْقَبُ فيها أربعُ ثُقَبٍ ويَشُدُّونَ فيها حَبْلاً ويَسْتَقُون ومنه اشتقاقُ فَنْجَشٍ وهو الواسعُ* أبو عبيد* الْقِتْبُ ـ جميعُ أداة السَّانِية* أبو زيد* القَبَلَةُ ـ الرِّشاءُ والدَّلْوُ وأَداتُه ما كانتْ على البئر يعمل بها فان نُزِعَتْ من البئر ذهب عنها اسمُ القَبَلةِ والقَابِل والدابر ـ السَّاقِيانِ والقابِل أيضا ـ الذى يَقْبَلُ الدلوَ* صاحب العين* العَجَلةُ ـ الدُّولابُ والجمعُ عَجَلٌ

باب الدلو وما فيها

* أبو عبيد* هى الدَّلْوُ والدَّلَاةُ والدَّلَا* غير واحد* جمعُ الدَّلْو أدْلٍ ودِلَاءٌ ودُلِىُّ ودِلِىُّ على حسب ما يَطَّرِد فى هذا النحو* قال أبو على* فاما قوله

* طامِى الجِمَامِ لم تَمَخَجْهُ الدَّلَا*

فقد يكون الدَّلَا اسما للواحدة وقد يكون جمعَ دَلَاة على حد نَواةٍ ونَوَى* أبو عبيد* الذَّنُوب ـ الدَّلْوُ* غيره* وجمعُه أَذْنِبة وذِنَابٌ وذَنائبُ وأصلُ الذَّنُوبِ النَّصِيبُ قال أبو على أصل الذنوب للدلو ثم استعير للَانْصِباءِ فأما قوله

وفِى كُلِّ حَىّ قَدْ خَبَطْتَ بنِعْمةٍ

فحُقَّ لِشأسٍ مِنْ نَداكَ ذَنُوبُ

فقد يكون الدَّلْوَ ويكون النصيبَ وهما متقاربان* أبو عبيد* وهى الغَرْبُ* ابن السكيت* الغَرْبُ ـ الدلو العظيمة من مَسْكِ ثَوْر يَسْنُو بها البعير قال أبو عبيد وهو ذكر والجمعُ غُرُوب* صاحب العين* الغَرْبُ ـ الرَّاويةُ* أبو عبيد* النَّيْطَلُ ـ الدلو ما كانت وأنشد

* ناهَبْتُهم بنَيْطلٍ جَرُوفِ*

وللنيطل موضع آخر سنأتى عليه ان شاء الله والسَّلْمُ ـ الدلو الذى له عُرْوةٌ واحدةٌ يمشى بها الساقى مِثْلَ دِلَاءِ أصحاب الرَّوايا وهو ذكَرَ والسَّجْلُ ـ الدَّلو* ابن الاعرابى* السَّجْلُ ـ الدَّلو اذا كان فيها ماء ولا يُقال لها وهى فارغة سَجْلٌ ولكن دَلْو* ابن دريد* الجمعُ سُجُول وسِجَالٌ وأنشد

لَطَا لَما حَلَّأْتُمَاها لا تَرِدْ

فَخَلِّيَاهَا والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ

وقيل السَّجْلُ مِلْؤُها وقد أَسْجَلتُ الرجلَ أَعْطَيْتُه سَجْلاً أو سَجْلَينْ* ابن دريد* الجُفُّ ـ الدَّلْوُ من نِصْفِ قِرْبةٍ* صاحب العين* الجُفُّ ـ ضَرْبٌ من الدِّلاءِ يقال هو الذى يكونُ بين السَّقَّائِين يَمْلَؤُن به المَزَادَ وأنشد

رُبَّ عَجُوزٍ رَأْسُها كالكُفَّهْ

تَسْعَى بِجُفِّ مَعَها هِرْشَفَّهْ

الهِرْشَفَّة ـ قطعةُ كِساءٍ أو خِرقةٌ يُنَشَّفُ بها الماءُ مِنَ الارضِ ثم يُعْصَرُ فى الجُفِّ وذلك فى قلة الماء وقال بعضهم الهِرْشَفَّة نعت للعجوز وهى المُسِنَّة الكبيرة* أبو عبيد*

الوَلْغةُ الدلوُ الصغيرة وأنشد

شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغةُ المُلَازِمَه

والبَكراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائمهْ

يعنى التى لا تَدُور* غيره* والجمعُ وِلَاغٌ* الزجاجى* الكُتْعة كَالْوَلْغةِ* صاحب العين* الصَّفْنةُ ـ دَلْو صغيرة لها عُرْوة واحدة فاذا عَظُمَ فاسمُه الصُّفْنُ* الاصمعى* الناعُورُ ـ ضَرْبٌ من الدّلاء وقد تقدم أنه جَناح الرَّحا* ابن دريد* المِنْزَفةُ ـ دُلَيَّةٌ صَغِيرة تشدّ فى رأس عُود طويل ويُنْصَبُ عُودٌ ويُعْرَضُ العُودُ الذى فى طرفه الدلو على العُود المنصوب ويُسْتَقَى به الماء* أبو عبيد* لعَرْقُوَتانِ ـ الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُعْرَضانِ على الدلو كالصَّلِيب* ابن الاعرابى* وهُما العَرْقَتانِ* قال الاصمعى* جمع العَرْقُوةِ عَرْقٍ وأنشد

* حتى تَقُضِّى عَرْقِىَ الدُّلِىّ*

* على* هذا طَريفٌ لانه انما يجمع ما فيه الهاء بغير هاء مع تسليم البناء ما كان مخلوقا كتمرة وتمر وعَرْقُوةٌ مصنوع ولكن لها نظائر* أبو عبيدة* عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقاةً ـ شَدَدْتُ عليها العَرْقُوَتين والوَذَمُ ـ السُّيور التى بين آذانِ الدَّلْو والعَراقِى* ابن دريد* والجمع أَوْذامٌ وَوِذامٌ وكلُّ سَيْر قَدَدْتَه مُسْتطيلا فهو وَذَمٌ* أبو عبيد* وذَمْتُ الدَّلْوَ ـ شَدَدْتها* غيره* أُذُنُ الدلو وعُرْوَتُها ـ مَقْبِضُها وكذلك مكُوز ونحوه وعَرَّيْتُ الشئ تَخِذْتُ له عُرْوة* ابن السكيت* الفَرْغُ ـ مخْرَجُ الماء من بين العراقى وما بين كُلِّ عَرْقُوَتَيْنِ فَرْغٌ والجمع فُروغٌ* ثعلب الفِراغُ ناحيتُها التى تَصُبُّ منها الماء وأنشد

* يَسْقِى بها ذاتَ قِرَاغِ عَسْجَلَا*

والافْراغُ ـ الصَّبُّ من قوله تعالى (أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) وقد افْتَرغْتُ صَبَبْتُ عَلَىَّ ماءً والمَفْرَغُ كالفَرْغ* أبو عبيد* العِنَاجُ ان كان فى دَلْو ثقيلة فهو حَبْل أو بِطانٌ يُشَدُّ تحتها ثم يُشَدُّ الى العَراقِى فيكون عَوْنًا للوَذَم واذا كانت الدلو خفيفة شُدَّ خيط فى احدى آذانِها لى العَرْقُوَةِ* غيره* وكلُّ حَبْلٍ عِنَاجٌ وقيل العِناجُ ـ عُرْوة فى أسفِل الغَرْب من باطنٍ تُشدُّ بِوَثاقٍ الى أَعْلى الكَرَبِ فاذا انقطع الحبلُ أمْسَك العِناجُ الدلَو أن تَقَعَ فى البئر والجمعُ أعْنِجة وعُنُج وقد عَنَجَها يَعْنِجُها عَنْجًا* ابن دريد*

النَّكَل ـ عناجُ الدلو وأنشد

* يَشُدُّ عَقْدَ نَكَلٍ وأَكْرَابْ*

* أبو عبيد* الكَرَبُ ـ أن يُشَدَّ الحبلُ على العَراقِى ثم يُثَنَّى ثم يُثَلَّثُ ابن دريد والجمعُ أكرابٌ* أبو عبيد* دَلْو مُكْرِبةٌ* صاحب العين* ومنه قيل للمَفاصِل الشديدة مُكْرَبةٌ تشبيهًا بهذا العَقْد* أبو عبيد* الكَبْنُ والكَبْلُ ـ ما ثُنِىَ من الجلد عند شَفَة الدَّلْو وقال مرة هى شَفَةُ الدلو وقال اذا خُرِزَتِ الدلُو أو الغَرْبُ فجاءتْ شَفَتُها مائلةً قيل ذَقِنَتْ ذَقَنًا* صاحب العين* السُّعْنُ والسَّعْنُ ـ شئ يتخذ من أَدم شِبْهُ الدلو وربما جُعِلَتْ له قَوائم فَانْتُبِذَ فيه وقد يكون على تلك الصنعة من الدِّلاء والجمع سِعَنةٌ وأسْعان وقيل السُّعْن ـ قِرْبةٌ بالية مُنْخَرقَةُ العُنُقِ يُبَرَّدُ فيها الماءُ والمِسْمعةُ العُرْوةُ فى وَسَط الدلو وقد أسْمَعْتُها جعلتُ لها عُرْوةً فى أسفلها من باطن ثم شَدَدْتُ بها حَبْلاً الى العَرْقُوةِ لتَخِفَّ وأنشد

سأَلْتُ عَمْرا بعد بَكْرٍ خُفَّا

والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَىْ تَخِفَّا

يقول سَأَلْتُه خُفًّا لِلِّباس أو خُفَّ بَعيرٍ بعد أن سأَلتُه بَكْرًا فابَى عَلَىَّ فى ذلك

نعوت الدلو

* ابن السكيت* دَلو سَجِيلة وسَجْلة ـ ضَخْمة وأنشد

خُذْها وأَعْطِ عَمَّكَ السَّجِيله

ان لم يَكنْ عَمُّك ذَا حَلِيلَهْ

* ابن دريد* الحَوْأبةُ والحَوْأَبُ ـ الدلو العظيمة وأنشد

* حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوع*

أى تُسْمِعُ للضلُوع نَقِيضًا من ثِقَلِها وقال أبو على أظنه تشبيها بالْحَوْأبِ ـ وهو الواسع من الاودية وهذا على نحو وصفهم لها بالسَّحْبَل وهى الواسعة الضَّخْمة لان السَّحْبَل من الاودية كالحَوْأب* ابن دريد* دلو بَحْوَنة ـ عظيمة* صاحب العين* غَرْبٌ غَرُوفٌ ـ كثير الاخذ من الماء وكذلك المزادة الغَرَّفِيَّة ويقال غَرْبٌ غَرِيف ـ كبير* أبو عبيد* العَدِينَة ـ الزيادة التى تُزاد فى الغَرْب وقد عَدَّنْتُه وغَرْبٌ مُسَعَّنٌ من أَدِيمَيْنِ* صاحب العين* هو يُتَّخذ من أدِيمَين يُقابَلُ بينهما يُعْرَقانِ

بعِرَاقَيْنِ* أبو عبيد* غَرْبٌ ذَأْبٌ قال ولا أراه الا مِنْ تَذَؤُّب الرِّيح وهو اختلافُها فشبه اخْتلافَ البعير فى المنْحاةِ بها والمَسْلُوم ـ الذى فُرِغَ مِن عَملِه سَلَمْتُه أَسْلِمُه سَلْما وأنشد

بمُقَابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُه

قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلُومُ

ويروى ... سَرِبُ المُقابَلِ عِدْلُه * ابن دريد* دلو مِفْضَخَة ـ أى واسعة* صاحب العين* دلو كَرْشاءُ ـ عظيمة

العمل بالدلو

* أبو عبيد* اذا ألقَى الرجلُ دلوه ليَسْتَقِىَ قيل أَدْلَى فاذا جَذَبها ليخرجها قيل دَلَا يَدْلُو* قال أبو على* فاما قوله

* يَكْشِفُ عَنْ حَمْأتِه دَلْوُ الدَّالْ*

فعلى قوله

* يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غاضْ*

وقد تقدم تعليله* صاحب العين* خَرَطْتُ الدلو فى الرَّكِيَّةِ خَرْطًا وذلك حين يُرسلها وقال نَزَعْتُ الدلْوَ أَنْزِعُها نَزْعًا ونَزَعْتُ بها ـ جَبَذْتُ* أبو عبيد* مَخَجْتُ الدَّلْوَ مَخْجًا ومَخجْتُها ـ خَضْخَضْتُها وأنشد

قَدْ صَبَّحَتْ قَلَمَّسَا هَمُوما

يَزِيدُه مَخْجُ الدَّلَا جُمُوما(١)

وقال مرة تَمَخَّجْتُ الشَّئَ وتَماخَجْتُه خَضْخَضْتُه وأنشد

* طَامى الحِمَامِ لَمْ تَمَخَّجْهُ الدَّلَا*

* أبو زيد* المَخْنُ كالْمَخْجِ وأنشد

قَدْ أمَرَ القاضِى بأمْرٍ عَدْلِ

أن تَمْخَنُوها بثَمانِى أَدْلِ

والنَخْجُ كالمَخْج نَخجْتُها نَخْجَا* ابن دريد* نَهَزَ الدَّلْوَ فى البئر ـ حَرَّكَها لتَمْتَلِئ* أبو نصر* يَنْهَزُهَا نَهْزًا* أبو عبيدة* نَهَزْتُها فَنَهِزَتْ وأنشد

* عَلَى ماء يَمْؤُدَ الدِّلاءُ النَّوَاهِزُ*

* أبو عبيد* نَشَطْتُ الدَّلْوَ أَنْشِطُها نَشْطًا ـ نَزَعْتُها وَرَتَوْتُ بالدلو رَتْوًا

__________________

(١) قلت الرواية الصحيحة المشهورة عند الرواة قد صبحت قليذما هموما والقليذم كسميدع وذاله معجمة البئر الغزيرة وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

مَدَدْتُ مَدًّا رقيقا والمائح الذى يَدْخُل البئر فيملأ الدلو وقد ماحَ يَمْيحُ مَيْحًا* صاحب العين* وذلك اذا قَلَّ ماؤُها ورَجُل مائِحٌ من قوم ماحَة وقد ماحَ أصحابَه وقال نَتَقْتُ الغَرْبَ من البئر نَتْقًا ـ جَذَبْتُها* وقال* عَبَّتِ الدلُو ـ صَوَّتَتْ عند غَرْفِ الماء* غيره* عَجَّتِ الدَّلْوُ كذلك وقد مَعَدْتُ الدلوَ مَعْدًا جَذَبْتُها وانتزعتُها وأنشد

* هَلْ يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ*

والمَتْحُ جَذْبُكَ رِشاءَ الدلو تَمُدُّ بيدٍ وتأخُذُ بيدٍ على رأس البئر مَتَحْتُ الدلوَ أمَتْحَهُا مَتْحًا ومَتَحْتُ بها وقيل المَتْحُ كالنَّزْع غيْرَ أن المَتْحَ بالقامة وهى البكرة والماتِحُ ـ المُسْتقِى والماتِحُ أيضا الذى يمْلَأُ الدلوَ من أسفل البئر وأنشد

ولَوْ لَا أبو الشَّقْراءِ ما زالَ مَاتِحٌ

يُعالِج خُطَّامًا باحْدَى الجَرائِرِ

* أبو بكر* مَتَهْتُ الدَّلْوَ أَمْتَهُهَا مَتْهًا مِثْلُ مَتَحْتُها

البكرة وما فيها

* صاحب العين* البَكْرَةُ والبَكَرةُ لغتان وهى التى يُسْتَقَى عليها وهى خشبة مستديرة فى وسطها مَحَزٌّ للحَبْلِ وفى جَوْفها مِحْوَرٌ تَدُورُ عليه قال وهى فى قول بعضهم من حديد* أبو عبيد* المَحالَةُ ـ البَكَرَةُ العظيمة التى تُسْقَى بها الابِلُ* صاحب العين* هى التى يَسْتَقِى عليها الطَّيَّانُونَ شُبِّهَتْ بمَحالةِ البعير وهى فَقَارَتُه وهى على تقدير مَفْعَلةٍ لِنَحَوُّلها وقيل هى فَعالَةٌ وقيل المَحالةُ المنْجَنُونُ* ابن دريد* المَنْحَاةُ والمِنْحاةُ ـ المَحالَةُ والمَنْجُورُ فى بعض اللغات المَحالةُ التى يُسْنَى عليها* أبو عبيد* القَامَةُ ـ البَكَرة* أبو زيد* وجَمْعُها قِيَمٌ وأنشد

يا رُبَّ يَوْمٍ حَرُّ مِثْلُ الضَّرَمْ

مُلْتَبِسِ الاوْرادِ صَرَّافِ القِيَمْ

* أبو عبيد* وهى العَلَقُ وجمعُها أَعْلاقٌ وأنشد

* عُيُونُها خُزْرٌ لِصَوْتِ الاعْلَاقْ*

* ابن السكيت* العَلَقُ ـ البَكَرةُ وأَدَاتُها* صاحب العين* العَلَقُ والعَلَقةُ

ـ الذى تُعَلَّقُ به البكرةُ من القَامِة* أبو زيد* القَرْنُ ـ البَكَرةُ يَسْتَقِى عليها رَجُلانِ* أبو عبيد* القَبُّ ـ الخَرْقُ الذى فى وَسَط البَكرة وله أسْنانٌ من خَشَب* ابن دريد* وهو الوَقْبُ* أبو زيد* البُلْعَة ـ سَمُّ البَكرةِ والجمعُ بُلَعٌ* أبو عبيد* المِحْوَرُ ـ العُودُ الذى فى وَسَط البَكَرة وربما كان من حديد* صاحب العين* هى الحَدِيدةُ التى تَجْمَعُ بين الخُطَّافِ والبَكَرةِ وهى أيضا الخشبة التى تَجْمع المَحالةَ والمِرْوَدُ ـ المِحْوَرُ والذَّلْقُ ـ مَجْرَى المِحْورِ فى البكرة والخُطَّافُ ـ الذى تَجْرِى البكرةُ فيه اذا كان من حديد فان كان من خشب فهو قَعْوٌ* ابن دريد* القَعْوانِ ـ الحَدِيدَتانِ اللَّتانِ تَجْرِى بينهما البكرةُ وقيل القَعْوُ البكرة بعينها قال وأهل اليمن يُسَمُّون المِحْوَرَ اذا كان من حديد قَعْوًا وقيل القَعْو شِبْهُ البكرة وقيل هما خشبتان تكونانِ كِنَافَىِ البكرة تَضُمَّانِها يكون فيهما المِحْوَرُ والجَمْعُ قُعِىُّ* صاحب العين* المَسَدُ ـ المِحْوَرُ اذا كانَ من حَدِيدٍ والمِحْوَرُ ـ الخشبةُ التى تَجْمَعُ المَحالة* ابن دريد* الجَزْعُ ـ المِحْوَرُ يَمَانِيَةٌ* صاحب العين* الرِّجَامانِ خشبتانِ تُنْصَبانِ على رأس البئر يُنْصَبُ عليهما القَعْوُ ونحوُه من المَساقى وللرِّجام موضع آخر سنأتى عليه ان شاء الله

نعوت البكرة

* ابن السكيت* مَحالة فَوْهاءُ ـ طويلةُ الاسْنان* أبو عبيد* الدَّمُوكُ البَكَرةُ السريعةُ المرِّ وكذلك كُلّ شئ سريع* ابن السكيت* بكرة نَخِيسٌ وهى التى يَتَّسِعُ ثَقْبُها الذى يجْرِى فيه المِحْوَرُ مما يأكُلُه فيَعْمِدُونَ الى خُشَيْبةٍ فيَثْقُبونَ وَسطَها ثم يُلْقِمُونَها ذلك الثَّقْبَ المُتَّسِعَ ويقال لتلك الخشبة النِّخَاسُ* أبو عبيد* اذا اتَّسَعَت البكرةُ أو اتَّسَعَ خَرْقُها عنها قيل أَخَقَّتْ فانْخُسُوها نَخْسًا وهو أن يُسَدَّ ما اتَّسَعَ من خَرْقها بخشبةٍ أو حَجرٍ أو غيره واسمُ ما تُسَدُّ به النِّخاسَةُ والنِّخَاسُ* ابن السكيت* بَكَرة مَرُوسٌ وقد مَرِسَتْ مَرَسًا (١) اذا نَشِبَ حَبْلُها بينها وبين القَعْو وأنشد

__________________

(١) قوله وقد مرست الخ بابه فرح وأما مرس الحبل فمن باب نصر كما صرح به المجد اه مصححه

دُرْنا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ

لَا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ

وكذلك مَرسَ الحَبْلُ مَرْسًا وقد أَمْرَسْتُه أَعَدْتُه الى مَجْراه وأَمْرَسْتُه أنَشْبَتْهُ بين البكرةِ والقَعْوِ وهو من الاضداد وأنشد

* حِبَالُكُمُ التى لا تُمْرِسُونا*

* أبو عبيد* يقال للذى يُعِيدُه الى مَجْراه المُعَلِّى والرِّشاء المُعَلَّى

أصوات البكرة

* صاحب العين* القَعْقَعةُ ـ صوتُ البَكْرة وقد قَعْقَعْتُها فتَقَعْقَعَتْ* الاصمعى* وكذلك الصَّرِيفُ وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ

أسماء الحدائد التى يخرج بها ما فى البئر

* غير واحد* هى المَخاطِيفُ والخَطاطِيفُ والعَوالِقُ والكُلَّابُ والكَلُّوبُ ـ حديدة معطوفة كالمَخاطِيفِ وكَلَالِيبُ البازِى مَخَالِبُه على التشبيه* ابن دريد* العَوْدَقُ ـ الحديدة التى فيها كلاليبُ تُخْرَجُ بها الدِّلاءُ من الآبار* صاحب العين* هى العَوْدَقةُ والعَوْدَقُ والحِصْرِمُ

باب حبال الاستقاء وغيره

* أبو حنيفة* حَبْلٌ وأَحْبُلٌ وحِبَالٌ وحُبُول ومن كلامهم جُعِلَتْ حُبُولُهم على غَوارِبهم وقد تقدم أن الحَبْلَ الرَّسَنُ* أبو عبيد* المَرَسُ ـ الحِبالُ واحدتُها مَرَسَةٌ* ابن السكيت* مَرَسَةٌ ومَرَسٌ وأَمْرَاسٌ جمعُ الجمع* ابن دريد* الوِقَامُ ـ الحَبْلُ* أبو عبيد* الرِّشَاءُ ـ الحبلُ وقد أَرْشَيْتُ الدَّلْوَ جَعَلْتُ لها رِشَاءً* غير واحد* جمعُه أَرْشِيَةُ* صاحب العين* عِصامُ الدلوِ والقِرْبةِ والادَاوةِ ـ حبلٌ تُشَدُّ به وقد عَصَمْتُ القِرْبةَ جعلتُ لها عِصَامًا وعِصَامُ كُلِّ شئ ما عُصِمَ به* أبو عبيد* المِقَاطُ ـ حَبْل وجمعُهُ مُقُطٌ* ابن دريد* مَقَطْتُ الحبلَ أَمْقُطُه مَقْطًا ـ شَدَدْتُ فَتْلَه قال وربما سمى رشاءُ الدلو مِقَاطًا* صاحب

العين* المِقَاطُ ـ حَبْلٌ صغير قصير يكادُ يَقُوم من شِدَّةِ إغارتِه* ابن السكيت* الكَرُّ بالفتح ـ قَيْدٌ من لِيفٍ أو خُوص وأنشد فى وصف فرس

* كالكَرِّ داناه رَفِيقٌ يَفْتِلُهْ*

* أبو عبيد* الكَرُّ الحَبْلُ ـ الذى يُصْعَدُ به على النَّخْل وجمعه كُرُور ولا يسمى بذلك غيره من الحِبالِ* أبو حنيفة* هو الغليظ منها وأنشد

* جَذْبَ الصَّرَارِيّينَ بالكُرُورِ*

وقيل الاغلبُ عليه أن يكون من الجُلُود* ابن دريد* الحَابُولُ ـ الكَرُّ الذى يُصْعَدُ به وكذلك الرَّاقُولُ فى بعض اللغات وهو الفَرْوَنْدُ* أبو عبيد* الجِعارِ ـ الحَبْلُ الذى يُشَدُّ به وَسَطُ الرجُل اذا نزل فى البئر وطرفه فى يد رجل فان سَقَطَ مَدَّهُ به وأنشد

* انَّ الجِعَارَ حَقَبُ السَّقِىِّ*

* غيره* الجُعْرةُ آثَرُ الجِعَارِ وأنشد

لو كنْتَ سَيْفًا كان أَتْرُكَ جُعْرةً

وكنْتَ دَدَانًا لَا يُغَيِّرُكَ الصَّقْلُ

وقد تَجَعَّر بِه وأنشد (١)

* ليسَ الجِعَارُ مانِعِى مِنَ القَدَرْ*

* أبو عبيد* الحَبْلُ من اللِّيف هو المَسَدُ* ابن السكيت* المَسَدُ حَبْلٌ من جُلُود الابِل أو من ليفٍ أو خُوصٍ وأنشد

* وَمَسدٍ أُمِرَّ منْ أَيانِقِ*

* وقال* مَسَدْتُ الحبلَ أَمْسُدُه مَسْدًا ـ أَجَدْتُ فَتْلَه ومنه رَجُلٌ مَمْسُودُ الخَلْقِ* أبو حنيفة* أصلُ المَسَدِ ما كان من جُلُودِ الابلِ ثم قيل لكل رِشَاءٍ مَسَدٌ وجمعُه أمْسَادٌ والمَسْدُ فى غير الفَتْلِ الاطَالةُ وأنشد

* وبَعْدَ مَسْدِ الطَّلَقِ المَمْسُودِ*

* وقال مرة* المَسَدُ من جِلْد أَو أَبَقٍ أو مُصَاصٍ وهو نَبات كالكَوْلَانِ أو مِنْ خُلْبٍ واذا غَلُظَ المَسَدُ فهو قَلْسٌ* صاحب العين* هو الحبل الضخم من لِيفٍ أو خُوص* أبو عبيد* الوَثَلُ الحبلُ من الليف والوَثيلُ ـ اللِّيفُ نفسُه* أبو

__________________

(١) قوله وأنشد ليس الجعار الخ تمامه* ولو تجعرت بمعبودك ممر وبه يتم الشاهد على الفعل اه مصححه

حنيفة* الوَثِيلُ ـ الحبلُ الخَلَقُ* أبو عبيد* الشَّطَنُ والقَرَنُ ـ الحبلُ وهى الاشْطانُ والاقْرانُ* ابن السكيت* القَرَنُ ـ الحبلُ يُقْرَنُ فيه البعيرانِ ويقال للبعير المقرون بآخر قَرَنٌ وأنشد

وَلَوْ عِنْدَ غَسَّانَ السَّلِيطِىِّ عَرَّسَتْ

رَغَا قَرَنٌ مِنْها وكاسَ عَقِيرُ

وقد تقدم أن القَرَنُ السيفُ والنَّبْلُ وأنه الكِنَانة* أبو حنيفة* القَرْنُ ساكن الراء ـ الحَبْل يفتل من لِحَاءِ الشجر وقيل القَرْنُ الخُصْلة المفتولة من العِهْنِ* أبو عبيد* السَّبَبُ ـ الحبلُ وجمعُه أسْباب* أبو حنيفة* السِّبُّ ـ الحبْلُ وجمعه سُبُوبٌ وأنشد

تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةِ

بجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها

الخَيْطَةُ الوَتِدُ وقيل الخَيْطة الحبل والسِّب الوَتِدُ* أبو عبيد* المِقْوَسُ ـ الحَبْلُ الذى تُصَفُّ عليه الخيل عند السِّباقِ وأنشد

انَّ البَلَاءَ لَدَى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ

ما كَانَ مِنْ غَيْب وَرَجْمِ ظُنُونِ

الرَّجْمُ الظَّنُّ* صاحب العين* المَاْصَرُ ـ حَبْل يُمَدُّ على طريق تُحْبَسُ به السُّفُنُ أو السابلة لتُؤخذ منهم العُشُور* أبو عبيد* الرُّمَّةُ ـ القِطْعةُ من الحبل وبه سمى ذو الرُّمَّة* أبو حنيفة* حَبْلٌ أَرْمامٌ وقدْ رَمَّ ـ صارَ أَرْمامًا ولا يُقال الا فى الخَلَقِ والرِّواءُ أغْلَظُ الارْشِيَةِ وهو أيضا من حِبَال الحُمُولة* ابن السكيت* الخَلِيجُ ـ الحَبْلُ لانه يَحْلِجُ ما شُدَّ به أى يَجْذِبه* ابن دريد* وربما سُمى الرَّسَنُ خَليجًا والجَوْلُ ـ الحَبْلُ وربما سمى العِنَانُ جَوْلاً والجُمَّلُ ـ الحبلُ الغَلِيظُ من القِنَّبِ الغليظِ* أبو حنيفة* الثِّنَايةُ والمِثْناة ـ الحَبْلُ وأنشد

* جَعَلَ المَثانِىَ أهلُهنَّ فِصَالا*

يعنى أنهم اسْتَدَرُّوا هذه اللِّقَح بالعَصْبِ بالحِبالِ* ابن السكيت* وهى المَثْناةُ وقال مَتَعَ الحبلُ ـ اشْتَدَّ* أبو حنيفة* ويقال للحبل الجَيِّد ماتِعٌ فاذا ذهبتْ خُشُونةُ الحبل ولانَ من العَمل قيل جَرَنَ يَجْرُنُ جُرُونًا والمَحِصُ منها ـ ما ذَهَبَ زِئْبِرُه ولَانَ من الانْمحاصِ أى الانْمِلاسِ مَحَجْتُ الحبلَ ـ فَتَلْتُه وخَلَّقْتُه وما حَجْتُ الرجلَ ما طَلْتُه منه* أبو حنيفة* حَبْلٌ أخْلَقُ ليس من الخُلُوفةِ ولكن من المُلُوسةِ

واذا كانَ من الخُلُوقةِ فهو خَلَقٌ وأَخْلاقٌ ومُخْلِقٌ وقد خَلُقَ خُلُوقةً وأَخْلَقَ فاذا أخْلَق وذهبتْ قُوَّتُه فهو حبل مَنِينٌ ومَمْنُون والمُنَّة القُوَّة ويقال للرجل أيضا مَنِينٌ اذا ضَعُفَ وأنشد

يا رِيَّها انْ سَلِمَتْ يَمِينِى

وَلَمْ تَخُنِّى عُقَدُ المَنِينِ

فاذا كان كذلك فقد رَثَّ يَرِثُّ وأَرَثَّ وأنشد

أَرَثَّ جَديدُ الحبلِ منْ أُمِّ مَعْبَدِ

بعاقبةٍ وأخْلَفَتْ بَعْدَ مَوْعِدِ

وهو حَبْل رَثُّ ووَهَنَ كَرَثَّ وحَبْلٌ مَوْهُونٌ اذا انْقَطَع بعضُ قُوَاهُ* قال أبو على* هو مفعول بمعنى فاعل* غيره* حبلٌ واهٍ كذلك* أبو حنيفة* حَبْل أَرِضٌ ومأْرُوضٌ ـ أَكَلَتْه الارَضةُ* غيره* حَبْلٌ أَرِضٌ كذلك وقد أَرِضَ وكذلك الجِذْع* أبو حنيفة* قَضِئَ الحبلُ قَضَأً ـ بَلِىَ والمِرْوَلُ قِطْعَةُ الحبلِ الضعيفِ وقيل هو القِطْعةُ من الحبلِ لا يُنْتَفَعُ به فاذا انقطعَ الحبلُ من الخُلُوقةِ فهو حبل مُرْفَتٌّ وأَقْطَاع ورَمَثٌ ورِمْثٌ وأَرْماثٌ ورِماثٌ* على* هو مشتق من الرَّمَثِ وهو بقِيّةُ اللَّبَنِ فى الضَّرْع وقد تقدم* أبو حنيفة* حبل أحْذاقٌ وحُذَاقٌ وحِذَاقٌ الواحدةُ حِذْقةٌ كذلك* وقال مرة* اذا انْقَطَع الحبلُ وهو جديدٌ فقد انْحَذَقَ وحَذَقَةِ يَحْذِقُه حَذْقًا وانْبَتَّ يَبُتُّه بَتًّا وبَتَّ هو نفسُه وانْبَتَر وانْجَذَمَ وجَذَمهُ يَجْذِمُه جَذْمًا وجدَّهُ يَجُذُّه جَذًّا فهو جَذِيذٌ وبَتَكَه يَبْتِكُهُ بَتْكًا فانْبَتَكَ وهو حبل بِتَكٌ أى قِطَعٌ وحبل أَقْطَعُ وقد انْقَطَع كلُّ هذا يكون فى الجديد والخلقَ فاما الاخْلاقُ والارْماثُ فلا يكونُ الا فى الخُلْقانِ والجِذْمةُ والجِذْم القِطْعةُ من الحبل خَلَقا كان أو جديدا واذا انْتَشَرَ طَرَفُ الحبل قيل تَنَسَّرَ وانْتَسَرَ ونَسَرْتُه نَسْرًا ونَسَّرْتُه واذا نقِصَ الحبلُ فهو نِكْثٌ والجمع أنْكَاثٌ* ابن السكيت* هو النِّقْضُ ـ والجميعُ أنْقاضٌ* ابن دريد* حبلٌ رَجيع ـ اذا نُقِضَ ثم فُتِلَ* أبو حنيفة* واذا كان الحبل جديدا فهو بديع واذا كان مستعملا فهو لَبِيس واذا بُدِئَ غَزْلُ الحَبْل فهو تَوُّ وتَبُّ ومَسْحُول وسَحِيلٌ والجمع سُحُلٌ وقد سَحَلْتُه وأَسْحَلْتُه وهو الفَرْد قبل أنْ يُثْنَى فاذا ثُنِىَ وَجُعِلَ طاقَتَيْنِ ثم فُتِلَ مَثْنيًّا فقد أُبْرِمَ والمَبارِمُ المَغازِلُ التى يُبْرَم بها وكذلك اذا كان فَتْلُه بغير مَغازِلَ فهو ابْرامٌ أيضا* أبو

عبيد* المَشْزُورُ ـ المفتُول الى فوق وهو الفَتْلُ الشَّزْرُ وقد اسْتَشْزَرَ الحبلُ* الشيبانى* أصل الشَّزْرِ الشِدَّةُ* ابن دريد* عَذَّبَهُ اللهُ عَذَاباً شَزْرًا ـ أى شديدا* أبو حنيفة* الشَّزْر ـ المنكوسُ الفَتْلِ هو عنده أَشَدُّ له وما دارتْ فَلْكةُ المِغْزَلِ فجاءتْ من قِبَلِ اليَمِين وذَهَبَتْ قِبَلِ يَسَارِه فَفَتْلَتُه دَبِيرٌ وقيل الدَّبِيرُ ما ذهبتَ به عن وَجْهِكَ* أبو عبيد* واذا كان أسْفَلَ من الشزْرِ فهو الْيَسْرُ* أبو حنيفة* اذا كان فَتْلُ الغزل يَسْرًا فهو مَيْسُورٌ وفَتْلُهُ قَبيلٌ وقيل القَبِيلُ الفَتْلُ الذى قِبَلَ وَجْهِكَ* ابن قتيبة* ما يَعْرِفُ قَبِيلاً من دَبِيرٍ ـ فالقَبِيلُ من الفَتْل ـ ما أَقْبَلْتَ به على صَدْرِكَ والدَّبِيرُ ـ ما أَدْبَرْتَ به عنه وقيل القَبيلُ باطنُ الفَتْلِ والدَّبِيرُ ظاهره وقيل القَبِيلُ والدَّبير فى فَتْلِ الحبل فالقبيلُ الفَتْلُ الاوّل الذى عليه العامَّةُ والدَّبِيرُ الفتلُ الآخِرُ وقيل القَبِيلُ فى قُوَى الحبل كُلُّ قُوَّةِ على قُوَّةِ وَجْهُها الداخلُ قَبِيلٌ والخارجُ دَبير وقيل القبيلُ أسفلُ الاذُنِ والدَّبيرُ أعْلاها وقيل القَبِيلُ القُطْنُ والدَّبِيرُ الكَتَّان وقيل معناه ما يعرف منْ يُقْبِل عليه ممن يُدْبِرُ عنه وقيل ما يَعْرِف نَصَبَ أبيه من نَسَبِ أُمِّه ومثله ما يَعْرِفُ ما قَبِيلُ هذا الامر من دَبِيره وما قِبَالُه من دِبَارِهِ* أبو حنيفة* واذا لم تُقْبِلْ إبهامُ الفاتل اليمنى عليه فذلك اليَمْنُ وهو أهونُ على الفاتل واذا أَبْرَمُوا الغَزْلَ على ما يُحِبُّون وأرادُوا أن يُدْرِجُوهُ حَبْلاً على ما يُرِيدونَ من عَدَدِ الطاقاتِ فكلُّ طاقةٍ منها قُوَّة والجميعِ قوًى وقُوًى* أبو عبيد* الآسانُ ـ قُوَى الحبل وأنشد

* فَقَدْ جَعَلَتْ آسانُ بَيْن تَقَطَّعُ*

البَيْنُ هنا الوصل* أبو حنيفة* هى الاسُنُ أيضا ـ واحدتُها أَسانٌ ومنه قيل فلانٌ على آسانٍ من أبيه أى على خَلائِقه وضَرائبه* ابن السكيت* على آسالٍ من أَبيه وقد تقدم* أبو على* هو الاسَانُ بالكسر والجمع أسَائن وان كان مذكرا ونظيرهِ شِمَالٌ وشَمائل الا أن الشِّمَالَ مؤنث والاعرف فى جمع إسانٍ آسِنَةٌ* ابن السكيت* الجَرَعُ ـ الْتِواءٌ فى قُوَّةٍ من قُوَى الحَبْل تكون ظاهرةً على سائر القُوَى* أبو عبيد* القِنَّةُ ـ القُوَّةُ من قُوَى حبل اللِّيفِ وأنشد

* يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهًا جَأْبَا*

* أبو حنيفة* القِنَنُ ـ الحِبَالُ من اللِّيفِ وهى أيضا الدُّسُر الواحدُ دِسارٌ وذلك اذا خِيطَتْ به السُّفُن وان كان ذلك من الخُوصِ فهو الشُّرُطُ الواحد شَرِيطٌ* صاحب العين* وهى الشرائط واحدتُها شَرِايطة* ابن دريد* سميت بذلك لانها يُشْرَطُ خُوصُها أى يُشَقُّ ثُمَّ يُفْتَلُ* أبو حنيفة* واذا فُتِلَ الحبلُ على قُوَّتين فهو مَثْنِىُّ ولا يكاد يُفْتَلُ على أَقَلَّ من ثلاثِ قُوًى فان فُتِلَ على ثلاثٍ فهو مَثْلُوثٌ وقد ثَلَثْتُه أَثْلِثُه ثَلْثًا وكذلك الى العشر فى الفعل والمصدر غير أنك تفتح العين فيما كانت العين منه لا ما من ذلك وقيل لم يُقَلْ فى الاثنين ولا فى الثمانية ولا فى العشرة واذا فَتَله فقد طَواه طَيًّا ولَواهُ لَيًّا فالْتَوى وتَلَوَّى وعَوَاهُ عَيًّا ورَوَاهُ رَيًّا* صاحب العين* وهو الاتْواءُ أيضا* أبو حنيفة* وكذلك أَدْرَجَه وأَدْمَجَه وحَمْلَجَهُ فكلُّ رِشاءٍ حِمْلاجٌ وأَظُنُّه مأْخُوذًا من قَرْن الظبيةِ لانه يُقال له حِمْلاجٌ* ابن دريد* حَلْجَمَهُ كَحَمْلَجه* أبو حنيفة* فاذا أَحْكَم فَتْلَهُ قيل أَكْدَمَهُ ومنه بعير مُكْدَمٌ وقد أَزَمْتُ الحبلَ آزِمُه أزْمًا شددتُ فَتيلَه ومنه الازْمُ فى العَضِّ والازْمةُ من الجَدْب وكذلك أَرَمْتَه آرِمُه وأصلُ الازْم الجمعُ* غيره* العَرْقَدَةُ ـ شِدَّةُ فَتْلِ الحبل ونحوه من الاشياء* ابن دريد* حَنَجْتُ الحبلَ أَحْنِجُه حَنْجًا ـ فَتلتُه فَتْلاً شَدِيدًا وابْتَذَلَتِ العامَّةُ هذه الكلمةَ فَسَمُّوا المُخَنَّثَ حَنَّاجًا لِتَلَوِّيه* وقال* حُسْتُ الحبلَ حَيْسًا ـ فتلتُه فتلا شديدا وكذلك أَرْأَمْتُه وقيل حبلٌ مُسْمَهِرٌ شديد الفتل وقد اسْمَهَرَّ الحبلُ اشتدَّ* أبو زيد* عَسَدْتُ الحبلَ أعْسِدُه عَسْدًا ـ أحكمْتُ فتلَه والسَّمْهَجةُ الفتلُ الشديد وقد سَمْهَجَ الفَتْلَ والطَّلَقَ الحَبْلُ القصيرُ الشديدُ الفتلِ وأنشد

* مُحْمَلج أَدْرِج إدْراجَ الطَّلَقْ*

* أبو زيد* حبلٌ مَحِصٌ ـ أَمْلَسُ عليه زِئْبِرُه والمَحِصُ الشديدُ الفتلِ لا أدرى أَفَعِيلٌ أم مفعول لقولهم حُصْتُ الحَبْلَ ومَحَصْتُه* أبو حنيفة* حَرَّدْتُ الحبلَ ـ اذا ضَفَرْتَهُ على غير استواءٍ فجاءت له حِرَفَة ويقال حبلَ حَرِدٌ وفيه حَرَدٌ ـ اذا تَعَجَّرَ

الاطْوَلُ منه وذلك اذا لم تكنْ قُواه مُسْتويةً وهذا غير المُجَرَّدِ فاذا كان كذلك فهو صَفِيرٌ وقد ضَفَرْتُه ضَفْرًا ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى الامَة اذا زنتْ (بِعْها ولو بضَفِيرٍ) والجَدْلُ مِثْلُ الضَّفْر والجَدِيلُ ما جُدِلَ جَدْلاً* ابن دريد* جَدَلَ يَجْدِلُ ويَجْدُلُ* أبو حنيفة* اذا أُجِيدَ ادْراجُ الحبلِ فقد أُحْصِدَ وهو مُحْصَدٌ وحَصِدٌ* صاحب العين* اسْتَحْصَدَ الحَبل ورجل مُحْصَدُ الرأى منه وقد تقدم* أبو حنيفة* أمِرَّ الحبلُ ـ شُدَّ فتلُه والمَرِيرةُ والمَرِيرُ والمِرَارُ والمَرُّ والمِرُّ ـ حبلُ الحُمُولةِ وهو من كل شئ حتى من الليف وأنشد

* أَمِرَّةُ اللِّيفِ وأَصْناقُ القَطَفْ*

الاصْنَاقُ ـ جمع صَنَقٍ وهو الحَلْقة من الخَشَب تكون فى طَرَفِ المَرِير والقَطَفُ ضَرْبٌ من الشجر متينُ القُضْبانِ تُتخذ منه الاصْناقُ* ابن السكيت* السَّلَبُ ضربٌ من الشجر يَنْبُتُ مُتناسِقًا فيَطُولُ ويؤخذ فيُمَلُّ ثم يُشَقَّقُ فتَخرجُ منه مُشَاقةٌ بيْضاءُ كاللّيف يُتَّخَذُ منه أَجْوَدُ ما يكون من الحِبالِ الواحدةُ سَلَبة والمَرِيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطَالَ واشْتَدَّ فَتْلُه* أبو حنيفة* الحبل المُلَاحَمُ ـ المَشْدودُ الفتلِ فاذا كان رِخْوَا فهو مُعَثْلِبٌ ومُنْدَجِرٌ والاغارةُ شَدُّ الفَتْلِ وكلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ من الحَبْل على قُوَّةٍ فذلك قَلْدٌ والجميعُ أَقْلَادٌ وقُلُود قال وأكْثَرُ ما سمعتُ به فى السُّيور المَلْوِيَّة وكُلُّ ما لَوَيْتَه على شئ فقد قَلَدْتَه ولعل القِلادةَ مأخوذةٌ منه* ابن دريد* قَلَدْتُ الحَبْلَ أَقْلِدُه قَلْدًا والقَلِيدُ ـ الشريطُ عَبْدِيَّةٌ* أبو حنيفة* فاذا اسْتَوَتْ قُلُودُ الحبلِ لاسْتواءِ قُواهُ فى الغِلَظِ فهو حَبْلٌ مُلْتَئِمٌ ولَأْمٌ ومُتَتابِعٌ فاذا اخْتَلَفَتْ فهو حَبْلٌ مُقْوًى ومنه الاقْواءُ فى الشِّعْر فأما الترصيعُ والرَّصِيعُ فهو ما صُنِعَ من الجلود فأُولِجَ بعضُ السُّيُور فى بعض واذا فُتِل الحبلُ من قُوَّتَيْنِ أو قُوًى بيضٍ وسُودٍ أو الخَيْطُ فذلك بِريمٌ ولذلك سمى الصُّبْح أوَّلَ ما يَبْدُو بَرِيمًا لاخْتِلاطِ بَيَاضِه بسَوادِ الليل وأنشد

على عَجَلٍ والصُّبْحُ بادٍ كأنَّهُ

بأَدْعَجَ من لَيْلِ التِّمَامِ بَرِيمُ

وهو معنى قول الله عزوجل (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ

الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) وليس هذا من الابْرامِ دون اللَّوْنَيْنِ وهو معنى قول الاخَيْلَيِّة

يا أيُّها السَّدِمُ الملَوىِّ رَأْسَهُ

لِيَسُوقَ من أَهْلِ الحِجَازِ بَرِيمَا

تريد غَنِيمةً فيها من كل ضَرْبٍ ضَأْن ومَعَز أو سُود وبيض وان كانَ كلُّ مَفْتُولٍ برِيمًا وكُلُّ حَبْلٍ بَرِيمًا واذا كان الحبل من قُوًى مختلفةِ الالوان فهو أَبْرَقُ والجمع بُرْقٌ* وقال أبو على* كلُّ مختلط فهو أَبْرَقُ ولذلك قيل للارض المختلطة بالطين والحجارة بُرْقةٌ وبَرْقَاءُ وأَبْرَقُ وقيل للزَّيْتِ المخلوطِ بالمَسرقةِ بَرِيقةٌ فأما ما أنشده ابن الاعرابى

قِفَانَئنِ أَعْناقَ الْهَوَى لَمِرَبَّةٍ

جَنُوبٍ نُداوِى غِلَّ داءٍ مُمَاطِلِ

بِمُنْحَدِرٍ من رَأْسِ بَرْقاءَ حَطَّهُ

تَوَقُّعُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزَايِلِ

فلا نعلم البَرْقَاءَ اسْمًا للعَينْ ولكنه لما اخْتَلَط السَّوادُ فيها بالبياضِ اسْتَجاز أن يُسَمِّيَها بَرْقاءَ فالابْرَقُ لا تُخَصُّ به الحِبالُ انما هو اسم واقعٌ على كُلِّ مختلطين وان غَلَبَ* صاحب العين* حَبْلٌ أخْصَفُ وخَصِيفٌ ـ فيه لَوْنانِ من سَوادٍ وَبَياضٍ وقيل الخَصِيفُ لَوْنُ الرَّماد* أبو حنيفة* واذا لم تُحْكَمْ صَنْعةُ الحَبْلِ فهو مُرْمَقٌّ والسِّلْكُ ما كانَ من قُطْن وجمعُه سُلُوك والنِّصاحُ ـ ما كان من خُيوطِ الصُّوفِ والجميعُ نُصُحٌ واذا كَثُرَتْ ثَلَّةُ الحبلِ وثلَّتُه صوفُه أو شعرُه أو وَبَرُه قيل حبل شَبِيعٌ وحِبالٌ شُبُعٌ* ابن دريد* الوَهَقُ ـ الحبل الذى يُطْرَحُ فى أعناقِ الدوابِّ حتى تؤخذ والجمعُ أوْهاقٌ وأَوْهَقْتُ الدابةَ فَعَلْتُ بها ذلك* الاصمعى* الخُرَابةُ ـ حبل من ليفٍ أو نحوه* أبو حنيفة* الخُرَابُ ـ المَسَدُ المُتَّخَذُ من الكِنْبارِ وهو لِيفُ النَّارَ جِيلِ وهو جَوْزُ الهِنْد وهو أجودُ الليفِ للحبال وأجْودُه الضُّبَيْبِىُّ وهو شديد السواد ويسمى القِبْطِىّ وليس فى الامْسَادِ أصْبَرُ منه على ماء البحر وغير ذلك* ابن دريد* الدَّرَكُ ـ القِطْعةُ من الحبل تُقْرَن باخْرى والجمعُ أدْراكٌ ودِرَكَةٌ ودُرُوكٌ* أبو عبيد* الدَّرْكُ ـ حَبْلٌ يُوَثَّقُ فى طَرَفِ الحبلِ الكبير فى الدَّلْوِ ليكونَ هو الذى يَلِى الماءَ فلا يَعْفَنُ الحبلُ* صاحب العين* الخُلُبُ ـ حبلُ الليفِ والقُطْنِ اذا رَقَّ وصَلُبَ والشِّنْغَابُ ـ الطَّويلُ الدقيقُ من الارْشِية والاغْصانِ ونحوها* ابن دريد* حبل مَنْكُوثٌ ونَكِيثٌ وأنْكاث

ونِكْثٌ ـ مقطوع* صاحب العين* الخَرِعُ ـ الحبل انْقَطع وخَرَّعْتُه قَطَّعْتُه وحبل رَجِيع اذا نُقِضَ ثم أُعِيد فَتْلُه وكل ما ثَنَيْتُه فهو رجيع والنَّقِىُّ ـ ما وَقَعَ من الرِّشاءِ على ظَهْرِ البَعِير أو على شَفِير البئر

(تم السفر التاسع ويليه السفر العاشر وأوّله باب ما يوصل بالحبل

أو الدلو للاستقاء والتنقية)

(فهرست السفر التاسع من كتاب المخصص)

كتاب الافواه

٢

أسماء الشهور في الاسلام

٤٣

باب ذكر السماء والفلك

٢

أسماء الشهور في الجاهلية

٤٣

أسماء المنازل وصفاتها

٩

نعوت السنين في التقدم والتأخر

٤٣

البروج

١٢

نعوت السنين من قبل تمامها وكمالها

٤٣

الانواء

١٣

أسماء أوقات الليل والسيرفيه

٤٤

ذكرا سجاع العرب في طلوع هذه النجوم التفسير

١٧

باب الصحيح وأسمائه

٤٨

صفة الشمس وأسماؤها

١٨

صفة النهار وأسماؤه

٥١

باب طلوع الشمس وكسوفها وغروبها

٢٣

نعوت الايام في شدتها

٦٠

صفة القمر وأسماؤه

٢٦

كتاب الدهور والازمنة والاهوية والرباح

٦٢

كسوف القمر وغروبه

٢٨

أسماء الدهر والاوقات

٦٢

باب سؤال القمر وجوابه

٢٩

أسماء السنين

٦٦

تفسير ليالي القمر

٢٩

نعوت الايام بالحر

٦٧

أسماء أيام الشهر ولياليه

٣٠

باب العرق

٧٣

باب الدرارى

٣٢

نعوت الايام والليالي في شدة البرد

٧٣

سير النجوم وانقضاضها وغروبها

٣٥

نعوت الايام والليالي في الاعتدال والطيب

٧٧

تعلق النجوم

٣٥

ذكر جميع أمطار السنة

٧٨

ومن أسماء الداراي غير الشمس والقمر

٣٦

الرياح

٨٣

اقتران الكواكب

٣٦

السحاب وأنواعه

٩٣

أسماء الايام في الاسلام

٣٧

السحاب المرتفع المتراكم

٩٧

نعوت الليالي والايام

٣٧

السحاب الذي بعضه فوق بعض ودون بعض

٩٨

نعوت الليالي في شدة الظلمة

٣٧

السحاب الذي الى الرقة وقلة الكثافة

٩٩

نعوتها في الطول والقصر

٤١

السحاب والماء الكثير

١٠٠

أسماء الايام في الاسلام

٤٢

السحاب الذي لا ماء فيه

١٠٠

أسماء الايام في الجاهلية

٤٢

ذكر هبوب الارواح للسحاب

١٠١

باب الطُّحْلُبِ والعَرْمَضِ وما هو فى طريقهما

١٤٤

أمارات الغيث

١٠٢

باب صب الماء واراقته

١٤٤

الخلاقة للمطر

١٠٤

نعوت الماء من قبل جريه وسيلانه وتثوره

١٤٦

الرعد

١٠٧

حباب الماء

١٤٩

البرق

١٠٧

عامة السيلان

١٥٠

باب الامطار

١١٠

باب السقى وأسماء الماء المسقى به

١٥١

المطرفي موضعه

١١٠

باب صرف الماء وسده

١٥٣

نعوت المطرفي القوة والكثرة

١١٤

تفجير المياه وكسر بثقها

١٥٣

باب تطبيق المطر الارض وتلبيده إياها

١١٨

باب النجول

١٥٤

باب الثلج والبرد ونحوهما

١١٩

بعد الماء وقربه من الكلا والسيف

١٥٤

أسماء عامة المطر

١٢٠

نعوت الماء في قرب رشائه وبعده

١٥٥

المطربعد المطر

١٢٠

ورود الماء والمصدرعنه

١٥٥

الامطار المنفرقة والقليلة

١٢٣

أصوات الماء

١٥٦

نعوت المطرفي بكوره وتأخره

١٢٣

العوم في الماء والطفو والغط

١٥٧

المطر يدون لا يقلع

١٢٤

الغرق والرسوب

١٥٨

اقلاع المطر واقطاعه

١٢٥

خوض الماء

١٥٨

السماء اذا أصحت

١٢٥

الغسل والابتلال

١٥٨

ذكر السيول

١٢٦

الجفوف والمسح

١٦٠

أسماء عامة المياه

١٣٠

اقتسام الماء واستقاؤه

١٦١

باب ما يخص ماء السماء وماء الارض

١٣٠

القناطر والجسور

١٦٣

نعوت الماء من قبل كثرته واجتماعه

١٣١

آلات الاستغاء

١٦٣

أسماء الماء ونعوته من قبل قلته

١٣٢

باب النواعير وغيرها

١٦٣

نعوت الماء من قبل طعمه

١٣٥

باب الدلو وما فيها

١٦٤

نعوت الماء من قبل غائه

١٣٨

نعوت الدلو

١٦٦

نعوت الماء من قبل برده وحره

١٣٨

العمل بالدلو

١٦٧

نعوت الماء من قبل طرائه

١٣٩

البكرة وما فيها

١٦٨

نعوت الماء من قبل صفائه

١٤٠

نعوت البكرة

١٦٩

نعوت الماء من قبل كدرته

١٤٠

أصوات البكرة

١٧٠

نعوت الماء من قبل تغيره وانه فانه

١٤٢

أسماء الحدائد التي يخرد بها ما في البئر

١٧٠

نعوت الماء من قبل طرفه

١٤٤

باب حبال الاستغاء وغيره

١٧٠

المخصّص - ٩

المؤلف: أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]
الصفحات: 180
  • كتاب الافواه
  • نعوت الماء في قرب رشائه وبعده
  • خوض الماء
  • اقلاع المطر واقطاعه
  • الغرق والرسوب
  • المطر يدون لا يقلع
  • العوم في الماء والطفو والغط
  • نعوت المطرفي بكوره وتأخره
  • أصوات الماء
  • الامطار المنفرقة والقليلة
  • ورود الماء والمصدرعنه
  • المطربعد المطر
  • أسماء عامة المطر
  • الغسل والابتلال
  • بعد الماء وقربه من الكلا والسيف
  • باب الثلج والبرد ونحوهما
  • باب النجول
  • باب تطبيق المطر الارض وتلبيده إياها
  • تفجير المياه وكسر بثقها
  • نعوت المطرفي القوة والكثرة
  • باب صرف الماء وسده
  • المطرفي موضعه
  • باب السقى وأسماء الماء المسقى به
  • باب الامطار
  • عامة السيلان
  • السماء اذا أصحت
  • ذكر السيول
  • حباب الماء
  • نعوت الماء من قبل برده وحره
  • نعوت الماء من قبل طرفه
  • أسماء الحدائد التي يخرد بها ما في البئر
  • نعوت الماء من قبل تغيره وانه فانه
  • أصوات البكرة
  • نعوت الماء من قبل كدرته
  • نعوت البكرة
  • نعوت الماء من قبل صفائه
  • البكرة وما فيها
  • نعوت الماء من قبل طرائه
  • العمل بالدلو
  • نعوت الدلو
  • الجفوف والمسح
  • نعوت الماء من قبل غائه
  • باب الدلو وما فيها
  • نعوت الماء من قبل طعمه
  • باب النواعير وغيرها
  • أسماء الماء ونعوته من قبل قلته
  • آلات الاستغاء
  • نعوت الماء من قبل كثرته واجتماعه
  • القناطر والجسور
  • باب ما يخص ماء السماء وماء الارض
  • اقتسام الماء واستقاؤه
  • أسماء عامة المياه
  • البرق
  • الرعد
  • أسماء الشهور في الاسلام
  • باب طلوع الشمس وكسوفها وغروبها
  • أسماء أيام الشهر ولياليه
  • نعوت الايام بالحر
  • تفسير ليالي القمر
  • أسماء السنين
  • باب سؤال القمر وجوابه
  • أسماء الدهر والاوقات
  • كسوف القمر وغروبه
  • كتاب الدهور والازمنة والاهوية والرباح
  • صفة القمر وأسماؤه
  • نعوت الايام في شدتها
  • صفة النهار وأسماؤه
  • باب الدرارى
  • صفة الشمس وأسماؤها
  • باب الصحيح وأسمائه
  • ذكرا سجاع العرب في طلوع هذه النجوم التفسير
  • أسماء أوقات الليل والسيرفيه
  • الانواء
  • نعوت السنين من قبل تمامها وكمالها
  • البروج
  • نعوت السنين في التقدم والتأخر
  • أسماء المنازل وصفاتها
  • أسماء الشهور في الجاهلية
  • باب ذكر السماء والفلك
  • باب العرق
  • نعوت الايام والليالي في شدة البرد
  • نعوت الماء من قبل جريه وسيلانه وتثوره
  • السحاب الذي الى الرقة وقلة الكثافة
  • الخلاقة للمطر
  • باب صب الماء واراقته
  • أمارات الغيث
  • باب الطُّحْلُبِ والعَرْمَضِ وما هو فى طريقهما
  • ذكر هبوب الارواح للسحاب
  • أسماء الايام في الجاهلية
  • السحاب الذي لا ماء فيه
  • أسماء الايام في الاسلام
  • السحاب والماء الكثير
  • نعوتها في الطول والقصر
  • نعوت الليالي في شدة الظلمة
  • سير النجوم وانقضاضها وغروبها
  • السحاب الذي بعضه فوق بعض ودون بعض
  • نعوت الليالي والايام
  • السحاب المرتفع المتراكم
  • أسماء الايام في الاسلام
  • السحاب وأنواعه
  • اقتران الكواكب
  • الرياح
  • ومن أسماء الداراي غير الشمس والقمر
  • ذكر جميع أمطار السنة
  • تعلق النجوم
  • نعوت الايام والليالي في الاعتدال والطيب
  • باب حبال الاستغاء وغيره