الإهـداء

إلى التي غذّتني عسل الولاية

إلى التي علّمتني الشفقة والرحمة

إلى الذي أجهد نفسه طوال عمره من أجل تربيتي

لأكون فرداً صالحاً

إلى والدي ووالدتي أهدي ثواب عملي هذا.

سائلاً المولى القدير أن يتجاوز عن سيئاتهما

ويزيد في حسناتهما.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الأوّل قبل كلّ أوّل والآخر بعد كلّ آخر ، والصلاة والسلام على أمين وحيه وخاتم رسله محمّد المصطفى النور الباهر والبدر الزاهر ، وعلى أهل بيته الأطيبين من كلّ طيّب والأطهرين من كلّ طاهر ، واللعنة على أعدائهم الضالّين المضلّين الّذين لم يحملهم على تلك العداوة والبغضاء إلاّ سوء السرائر وفقد البصائر.

وبعدُ ، لا يخفى على كلّ مسلم له أدنى معرفة بالكتاب والسنّة أنّ لأهل بيت الرسول عند الله تعالى مكانة ومقام قرب لا يُقاس بهم أحد ، هم الّذين خصّهم الله تعالى بالمكارم والفضائل وشرّفهم بقوله ـ عزّ من قائل ـ : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) (١) وفرض مودّتهم على جميع المسلمين بقوله مخاطباً لنبيّه الكريم : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إنّ الله غفور شكور ) (٢) وقد ورد : أنّ اقتراف الحسنة هو مودّتهم 7 (٣).

ولمّا لم يتيسّر مودّتهم على وجه التحقيق والبصيرة إلاّ بمعرفة مقاماتهم العليّة

__________________

١ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢ ـ الشورى : ٢٣.

٣ ـ تفسير الكشّاف للزمخشري ، ذيل الآية المباركة عن السدّي ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن الإمام الحسن المجتبى : ج ١٦ ص ٣٠.


ودرجاتهم الرفيعة ، فلابدّ لكلّ مؤمنٍ ممتثلٍ لأمر الله ولما ندب إليه رسوله الكريم من التدبّر في آيات الله النازلة فيهم والأحاديث المعتمدة الواردة في فضائلهم ومناقبهم المودعة في كتب الفريقين ومدوّناتهم المختصّة بهذا الشأن.

ومن جملة تلكم المدوّنات هذا الكتاب الشريف والسفر المنيف ـ الماثل بين يديك ـ الّذي ألّف أصله شيخ الطائفة الناجية وفقيهها « سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمّي » واختصره محدّث نبيه وعالم فقيه ، من أجلّ تلامذة الشهيد الأوّل « الشيخ حسن بن سليمان بن محمّد الحلّي » فجزاهما الله عن الرسول الكريم وأهل بيته خير الجزاء.

وقد تصدّى لإحياء هذا الأثر القيّم الأخ الجليل والفاضل النبيل « مشتاق المظفّر » وبذل الجهد في تصحيحه وتدقيقه ومقابلته بالنسخ المتوفّرة ، مُزداناً بالتعليقات النافعة مع تقدمةٍ مشتملةٍ على حياة مؤلّف الأصل ومختصره ( قدس سرّهما ). ثم عرض علينا حصيلة تلك الجهود المبذولة ، فوجدناه حريّاً بالطبع والنشر فتلقّيناه منه بالقبول شاكرين له وسائلين الله تعالى له ولنا المزيد من التوفيق والسداد ، إنّه خير مجيب ومسؤول.

مؤسّسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة


ترجمة

الشيخ سعد بن عبدالله بن أبي خلف

القمّي الأشعري



اسمه ونسبه :

هو الشيخ سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها ، جليل القدر ، واسع الاخبار ، كثير التصانيف ، ثقة ، كان سمع من حديث العامة شيئاً كثيراً ، وسافر في طلب الحديث ، لقى من وجوههم الحسن ابن عرفة ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبا حاتم الرازي وعباس الترقفي.

الراوي عنهم : روى عن خلق كثير نعرض عن ذكرهم تجنّباً من طول المقام.

الرواة عنه : أبو القاسم بن قولويه ، عن أبيه ، وإبراهيم بن محمد ، وأحمد بن محمد ابن يحيى العطار ، والحسين بن حسن بن بندار القمي ، وعلي بن الحسين بن بابويه ، وعلي بن عبدالله الورّاق ، وعلي بن محمد ، ومحمد بن أبي عبدالله ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، ومحمد بن قولويه ، ومحمد بن موسى بن المتوكل ، ومحمد بن يحيى.

تضعيف ودفاع : ذكره ابن داود في رجاله في القسم الأوّل المختص بالممدوحين ومن لم يضعفهم الأصحاب ، وذكره في القسم الثاني في قسم المجروحين والمجهولين (١).

وقال التفرشي في نقد الرجال : وذكره ابن داود في البابين ؛ وذكره في باب الضعفاء عجيب! لأنّه لا ارتياب في توثيقه (٢).

__________________

١ ـ رجال ابن داود : ١٠٢ / ٦٨١ و ٢٤٧ / ٢٠٨.

٢ ـ نقد الرجال ٢ : ٣١٠ / ٢٨.


وقال الشيخ المامقاني في التنقيح : ومن أغرب الغرائب أنّ ابن داود عدّه في القسم الثاني المعدّ للضعفاء الذين لا اعتماد عليهم لكونهم مجروحين ومجهولين. ويقول المامقاني : يا سبحان ما دعاه إلى عدّ الرجل في الضعفاء مع أنّه لا خلاف ولا ريب بين أثبات هذا الفن في وثاقة الرجل وعدالته وجلالته وغزارة علمه ، وإن كان الحامل له على ذلك تضعيف بعض الأصحاب لقائه بالإمام العسكري 7 كما حكاه النجاشي فهو أعجب ، ضرورة أنّ عدم لقائه الإمام العسكري 7 وهما في بلدين متباعدين لا يقتضي جرحاً فيه ولا طعناً (١).

وقال السيّد الخوئي ; : إنّ ابن داود ذكر سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمّي في كلا القسمين ، وهذا ممّا لم يعرف له وجه فانّ سعد بن عبدالله ممّن لا كلام ولا إشكال في وثاقته ، ومن الغريب احتمال بعضهم أنّ ذلك لتضعيف بعض الأصحاب ـ على ما ذكره النجاشي ـ لقاءه الإمام العسكري 7 وجه الغرابة أنّ هذا لا يكون قدحاً في سعد وإنّما هو تكذيب لمن يدّعي أنّ سعداً لقي أبا محمد 7 ، نعم لو ثبت جزماً أنّ سعداً ادّعى ذلك كان هذا تكذيباً لسعد لكنّه لم يثبت (٢). انتهى.

اللقاء مع الإمام العسكري 7 بين الصحّة والوضع ، ومع ولده 7

قال النجاشي : ولقى مولانا أبا محمد 7 ، ورأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمد 7 ويقولون : هذه حكاية موضوعة عليه ، والله أعلم (٣).

__________________

١ ـ تنقيح المقال ٢ : ١٦ ـ باب السين.

٢ ـ معجم رجال الحديث ٩ : ٨٠.

٣ ـ رجال النجاشي : ١٧٧ / ٤٦٧.


عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام العسكري 7 وقال : عاصره ولم أعلم أنّه روى عنه (١).

وقال العلاّمة الحلّي في خلاصة أقواله : ولقي مولانا أبا محمد العسكري 7 (٢).

ونقل قول الشيخ والعلاّمة ابن داود في رجاله من غير ردّ ، وكذلك القهبائي في مجمع الرجال والأردبيلي في جامع الرواة (٣).

التستري في قاموس الرجال : وأمّا قول النجاشي : رأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمد 7 ، ويقولون هذه حكاية موضوعة ، فأشار إلى خبر طويل رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين في باب ذكر من شاهد القائم 7 (٤). وإليك بعض قطعاته التي أشكل العلماء عليها واستنكروها.

حدّثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي ، قال : حدّثنا أحمد بن طاهر القمّي ، قال : حدّثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني ، قال : أحمد بن مسرور ، عن سعد ابن عبدالله القمي قال : كنت إمرءاً لهجاً ـ يجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها ... ـ وكنت قد اتخذت طوماراً وأثبتّ فيه نيفاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل ، لم أجد لها مجيباً على أن أسأل عنها خبير بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمد 7.

__________________

١ ـ رجال الطوسي : ٤٣١ / ٣.

٢ ـ خلاصة الأقوال : ١٥٦ / ٣.

٣ ـ مجمع الرجال ٣ : ١٠٦ ، جامع الرواة ١ : ٣٥٥.

٤ ـ قاموس الرجال ٥ : ٦٠.


فارتحلت خلفه وقد كان خرج قاصداً نحو مولانا بسرّ من رأى فلحقته في بعض المنازل ... فوردنا سرّ من رأى فانتهينا إلى باب سيدنا فاستأذنا فخرج علينا بالإذن بالدخول عليه ... قال سعد : فما شبّهت وجه مولانا أبي محمد 7 حين غشينا نور وجهه إلاّ ببدر قد استوفى لياليه أربعاً بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر ... وبين يدي مولانا رمّانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركبة عليها ، قد كان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة ، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به على البياض شيئاً قبض الغلام على أصابعه ، فكان مولانا يدحرج الرمّانة بين يديه ويشغله بردّها كيلا يصدّه عن كتابة ما أراد ، فسلّمنا عليه فألطف في الجواب ، وأومأ إلينا بالجلوس ...

قال سعد : فلمّا انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا ـ من حلوان على ثلاثة فراسخ ـ حُمّ أحمد بن إسحاق وثارت به علّة صعبة أيس من حياته فيها ، فلمّا وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطناً بها ، ثم قال : تفرّقوا عنّي هذه الليلة واتركوني وحدي ، فانصرفنا عنه ورجع كل واحد منّا إلى مرقده.

قال سعد : فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم ـ خادم مولانا أبي محمد 7 ـ وهو يقول أحسن الله بالخير عزاكم ، وجبر بالمحبوب رزيّتكم ، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه ، فقوموا لدفعه ، فإنّه من أكرمكم محلاًّ عند سيّدكم ... (١).

التستري في قاموس الرجال قال : ... ويوضّح وضعه اشتماله على وفاة أحمد

__________________

١ ـ كمال الدين : ٤٥٤ / ٢١.


ابن إسحاق بعد منصرفه من عند العسكري 7 وبعثه بطريق المعجزة كافور الخادم من سرّ من رأى إلى حلوان عند سعد لتجهيز أحمد ، مع أنّ بقاء أحمد بعد الإمام العسكري 7 مقطوع.

وأيضاً سنده منكر فالصدوق إنّما يروي عن أبيه وابن الوليد ، عن سعد ، وقد رأيت أن الوسائط بينه وبين سعد في ذاك الخبر خمس. وأيضاً لو كان الخبر صحيحاً لِمَ يقول مثل شيخ الطائفة في سعد : عاصر الإمام العسكري 7 ولم أعلم أنّه روى عنه؟

والمفهوم من تعبير النجاشي « يضعّفون » أنّ القائلين بوضع الخبر جمع لا نفر. انتهى (١).

السيّد الخوئي ; في معجم الرجال : أنّ النجاشي ذكر أنّ سعداً لقى أبا محمد 7 ، وحكى عن بعض الأصحاب تكذيب ذلك وأنّه حكاية موضوعة عليه ، وتوقّف الشيخ في ذلك وقال : ولم أعلم أنه روى عنه.

أقول : حكاية لقاء سعد أبا محمد 7 رواها الصدوق في كمال الدين الباب ٤٣ حديث ٢١ ـ في ذكر من شاهد القائم عجّل الله فرجه ورآه وكلّمه ـ وهذه الرواية ضعيفة السند ، وأنّها قد اشتملت على أمرين لا يمكن تصديقهما : أحدهما صدّ الحجّة 7 أباه من الكتابة والإمام 7 كان يشغله بردّ الرمانة الذهبية! إذ يقبح صدور ذلك من الصبي المميّز فكيف ممّن هو عالم بالغيب وبجواب المسائل الصعبة؟

الثاني : حكايتها عن موت أحمد بن إسحاق في زمان الإمام العسكري 7 مع أنّه عاش إلى ما بعد العسكري 7 (٢). انتهى.

__________________

١ ـ قاموس الرجال ٥ : ٦٠ ـ ٦١.

٢ ـ معجم رجال الحديث ٩ : ٨٠ ـ ٨٢.


العلاّمة النمازي قال في مستدركاته : من أصحاب أبي محمد الحسن العسكري 7 ، وتشرّف بلقاء مولانا الحجّة المنتظر مع أحمد بن إسحاق (١).

والذي يدلّ على أنّه بقي إلى ما بعد الإمام العسكري 7 هو ما نجده في ترجمة أحمد بن إسحاق الأشعري القمي فانظر ما قاله العلماء فيه :

١ ـ الشيخ الطوسي في الفهرست : وكان من خواصّ أبي محمد 7 ، ورأى صاحب الزمان 7 (٢).

٢ ـ ابن داود في رجاله : كان خاصّ أبي محمد 7 ثقة ، ورأى صاحب الزمان 7 (٣).

٣ ـ العلاّمة في خلاصة الأقوال : وكان خاصّة أبي محمد 7 ، وهو شيخ القميين ، رأى صاحب الزمان 7 (٤).

٤ ـ التفرشي في نقد الرجال : كان من خاص أبي محمد 7 ، ورأى صاحب الزمان 7 (٥).

ومضافاً إلى هذا إليك الروايات الواردة في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي تدلّ على بقائه إلى زمن الإمام الحجّة عجّل الله فرجه والتي نقل بعضها السيّد الخوئي ; في معجم رجال الحديث.

__________________

١ ـ مستدركات النمازي ٤ : ٣٧ / ٦١٣٦.

٢ ـ فهرست الطوسي : ٧٠ / ١٦.

٣ ـ رجال ابن داود : ٣٦ / ٥٩.

٤ ـ خلاصة الأقوال : ٦٣ / ٨.

٥ ـ نقد الرجال ١ : ١٠٥ / ١٢.


١ ـ بسنده ، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي 2 ، عن سعد بن عبدالله الأشعري ، قال : حدّثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري أنّه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أنّ جعفر بن علي كتب إليه كتاباً يعرّفه فيه نفسه ، ويعلمه أنه القيّم بعد أخيه ، وأنّ عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلّها.

قال أحمد بن إسحاق : فلمّا قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان 7 وصيّرت كتاب جعفر في درجه ، فخرج الجواب إليّ في ذلك.

« بسم الله الرحمن الرحيم

أتاني كتابك أبقاك الله ، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمّنه على اختلاف ألفاظه ، وتكرّر الخطأ فيه ... » (١) إلى آخره.

٢ ـ وأخبرنا جماعة ، عن أبي محمد هارون ، عن محمد بن همام ، عن عبدالله بن جعفر ، قال : حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد 7 ، فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده فقلت : إن هذا الشيخ وأشرت إلى أحمد ابن إسحاق ، وهو عندنا الثقة المرضي ، حدّثنا فيك بكيت وكيت ، واقتصصت عليه ما تقدّم يعني ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو ومحلّه (٢).

٣ ـ وذكره في باب التوقيعات الواردة على أقوام ثقات.

روى أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي محمد الرازي قال : كنت وأحمد بن أبي عبدالله بالعسكر ، فورد علينا رسول من قبل الرجل ، فقال :

__________________

١ ـ الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٨٧ / ٢٤٦.

٢ ـ الغيبة للشيخ الطوسي : ٣٥٥ / ٣١٦.


أحمد بن إسحاق الأشعري ، وإبراهيم بن محمد الهمداني ، وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات (١).

فنستنتج من هذه الترجمة أنّ أحمد بن إسحاق رأى الإمام الحجّة 7 ، وأنّ سعد الأشعري صحب ابن إسحاق فإذاً لا مانع من قبول بقاء سعد الأشعري إلى زمن الإمام الحجّة 7.

مصنّفات الأشعري :

١ ـ كتاب الاستطاعة.

٢ ـ بصائر الدرجات.

٣ ـ كتاب جوامع الحج.

٤ ـ كتاب الدعاء والذكر.

٥ ـ كتاب الرحمة.

٦ ـ كتاب الرد على الغلاة.

٧ ـ كتاب الزكاة.

٨ ـ كتاب الصلاة.

٩ ـ كتاب الصوم.

١٠ ـ كتاب الضياء في الإمامة.

١١ ـ كتاب الطهارة.

١٢ ـ كتاب فرق الشيعة.

__________________

١ ـ الغيبة للشيخ الطوسي : ٤١٧ / ٣٩٥.


١٣ ـ كتاب فضل أبي طالب وعبد المطّلب وأبي النبي 9.

١٤ ـ كتاب فضل العرب.

١٥ ـ كتاب فضل قم والكوفة.

١٦ ـ كتاب فضل النبي 9.

١٧ ـ كتاب مثالب رواة الحديث.

١٨ ـ كتاب المزار.

١٩ ـ كتاب مقالات الإمامية.

٢٠ ـ كتاب مناقب رواة الحديث.

٢١ ـ كتاب مناقب الشيعة.

٢٢ ـ كتاب المنتخبات نحو من ألف ورقة.

٢٣ ـ كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه.

وفاة الأشعري :

قال النجاشي : توفّي سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين (١) ، وكذلك العلاّمة وأضاف قولاً آخر : مات ; يوم الأربعاء لسبع وعشرين من شوّال سنة ثلاثمائة في ولاية رستم (٢).

وقال ابن داود : مات سنة ثلاثمائة ، وقيل قبلها بسنة ، وقيل بعدها بسنة (٣) وعلى كلّ فوفاته بين هذه السنين الثلاث.

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ١٧٨.

٢ ـ خلاصة الأقوال : ١٥٦ / ٣.

٣ ـ رجال ابن داود : ١٠٢ / ٦٨١.



ترجمة

الشيخ حسن بن سليمان بن محمّد

الحلي



اسمه ونسبه :

هو الشيخ عزّ الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد العاملي الأصل الحلّي الموطن ، ذكره آقا بزرگ الطهراني في موضعين من كتابه طبقات أعلام الشيعة ، ذكره مفصّلاً في الضوء اللامع في القرن التاسع ، وفي الحقائق الراهنة في المائة الثامنة ، والذي يبدو من إجازته للحموياني التي أرّخها في سنة ٨٠٢ هـ. أنه كان حيّاً سنة ٨٠٢.

عالم فقيه كان من أجلاّء تلامذة الشهيد الأوّل ; ، وهو محدِّث جليل وفقيه نبيل ؛ وهو ثاني الستّة المجازين بإجازة واحدة من الشهيد الأوّل تاريخها ١٢ شعبان ٧٥٧ هـ.

مشايخه :

١ ـ استاذه الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي الجزيني.

٢ ـ السيد بهاء الدين علي بن السيد غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي صاحب كتاب الأنوار المضيئة والدرّ النضيد وشرح المصباح الصغير وغيرها.

٣ ـ الشيخ محمد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي.

٤ ـ رضي الدين علي ولم يعرف من هو.

تلاميذه :

١ ـ الشيخ حسين بن محمد بن الحسن الحموياني ، وله إجازة من استاذه


المترجم له بهذا النص : قرأ عليّ الشيخ العالم الموفّق عزّ الدين حسين بن محمد بن الحسن الحموياني الجزء الأوّل والثاني من كتاب الخصال تصنيف الشيخ الفاضل السعيد المرحوم محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمي من أوّله إلى آخره وأذنت له في روايته عنّي عن شيخي العالم الشهيد ولي آل حمّد 9 أبي عبدالله محمد بن مكي الشامي ، عن شيخه السيّد عميد الدين بن عبدالمطّلب الأعرج الحسيني ، عن جدّه السيّد فخر الدين أبي الحسن علي ، عن شيخه السيد عبد الحميد بن فخار ، عن السيد أبي علي فخار ، عن شيخه محمد بن إدريس ، عن الحسين ابن رطبة السوراوي ، عن الشيخ أبي علي الطوسي ، عن والده ، عن الشيخ المفيد محمد بن النعمان ، عن الشيخ الصدوق محمد بن بابويه فليروه عنّي لمن شاء كيف شاء بهذا الطريق وبغيره من طرقي إلى مصنفه نفعه الله بما كتب وقرأ ووفّقه للعمل بما علم ، وأنا أطلب منه أن يدعو لي عند قراءته له ونشر علمه والإفادة به فقد روي في الحديث : « من دعا لأخيه المؤمن نودي من العرش لك مائة ألف ضعف ».

وكتب عبدالله حسن بن سليمان بن محمد في الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ٨٠٢ هجرية والحمد لله وحده.

٢ ـ السيّد تاج الدين عبد الحميد بن أحمد بن علي الهاشمي الزيني يروي عنه إجازة.

وروى الشيخ شمس الدين محمد الجبعي جدّ الشيخ البهائي المتوفي سنة ٨٨٦ هـ الصحيفة السجّادية ، عن علي بن محمد بن علي بالإجازة عام ٨٥١ هـ وهو قرأ الصحيفة على تاج الدين عبد الحميد بن جمال الدين أحمد بن علي الهاشمي الزيني وهو يرويها عن استاذه المترجم له.


مصنّفاته :

١ ـ مختصر البصائر. وسيأتي الكلام عنه إن شاء الله.

٢ ـ المحتضر. وفيه تحقيق معاينة المحتضر للنبي 9 والأئمة : عند وقت الاحتضار ورؤيته لهم : حقيقة ، وقد تعرّض فيه للردّ على الشيخ المفيد في تأويله الأخبار الواردة في ذلك حيث حملها على الانكشاف التام ، بمعنى أنّ المحتضر يرى جزاء وثواب ولائه لأهل البيت : لا أنّه يرى الأنوار القدسية لأصحاب الكساء :.

٣ ـ كتاب الرجعة والردّ على أهل البدعة ، هذا ما قاله الأميني في أعيان الشيعة (١).

وإليك أقوال العلماء فيه :

أ ـ قال صاحب روضات الجنات : وله أيضاً كتاب في الرجعة لطيف ينقل عنه العلاّمة المجلسي كثيراً (٢).

ب ـ قال صاحب رياض العلماء : وكتاب الرجعة له أيضاً (٣).

ج ـ وفي مقدّمة البحار : وله كتب منها : رسالة في الرجعة (٤).

__________________

١ ـ أعيان الشيعة ٥ : ١٠٦ ـ ١٠٧.

٢ ـ روضات الجنات ٢ : ٢٩٣.

٣ ـ رياض العلماء ١ : ١٩٣.

٤ ـ مقدّمة البحار : ١٩٥.


د ـ قال آقا بزرگ في الضوء اللامع في القرن التاسع : وله رسالة في الرجعة (١).

هـ ـ وقال في الذريعة ج ١ : إثبات الرجعة ينقل عنها العلاّمة المجلسي في البحار (٢).

و ـ وقال أيضاً في ج ١٠ : الرجعة ، ينقل عنها العلاّمة المجلسي في البحار كثيراً (٣).

ز ـ وقال النائيني في معجم مؤلّفي الشيعة : إثبات الرجعة (٤).

قصّتي مع الرجعة

في أوائل شهر رمضان من سنة ١٤١٦ هـ أرسلتني مؤسسة آل البيت : إلى منزل العلاّمة المحقّق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ; لمعاونة على عمله في « مستدركاته على الذريعة » ومطابقتها مع فهارس المخطوطات وقد وقع أمام عيني كتاب اسمه « الرجعة في الرد على أهل البدعة » فأعجبني الإسم ودونته في وريقات مذكراتي وبعد وفاة السيّد ; رجعت أعمل في المؤسسة ورحت أبحث عن هذا الكتاب في فهارس المخطوطات فوجدت له نسخة في المكتبة الرضوية ونسخة في مكتبة آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي وطلبت من المؤسسة أن تصوّر لي النسخة التي في المكتبة النسخة التي في المكتبة الرضوية فسعت في ذلك مجدّة جزاها الله خيراً وجاءت

__________________

١ ـ الضياء اللامع : ٣٤.

٢ ـ الذريعة ١ : ٩١.

٣ ـ الذريعة ١٠ : ١٦٢.

٤ ـ معجم مؤلفي الشيعة : ١٤٣.


نسخة الرجعة من مشهد المقدس وطالعت منها صفحات وعلى حواشيها تعليقات للناسخ ولضيق وقتي أصابها السبات في مخزن أوراقي وبعد مرور عدة أشهر عليها أخرجتها وصممت على تحقيقها وإخراجها إلى عالم الطباعة.

وبدأت بكتابتها وأنا أعيش في نشوة كبيرة ملأت قلبي وما أن كتبت منها صفحات وإذا تبيّن لي أنها نفس كتاب « مختصر البصائر » وسيأتي الكلام عنه ان شاء الله تعالى.

ثمّ إنّ العلماء الذين ذكروا في مصنّفاتهم بأنّ رسالة الرجعة أو كتاب الرجعة هو أحد مصادر البحار ، وعلى هذا المبنى اختلط الأمر على الذي خرّج أحاديث البحار حيث خرّج أحاديث المختصر ولم يخرّج الأحاديث المختصّة بباب الرجعة ، في حين أنّ الرجعة هي رسالة أدرجها الحلّي ضمن باب الكرّات وحالاتها والذي جاء في أوّلها : يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربّه الغني حسن بن سليمان : إنّي قد رويت في معى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبدالله فأنا مثبتها في هذه الأوراق. وعلى هذا لم تكن رسالة الرجعة مصدراً مستقلاًّ.

ولقد غصت في أعماق البحار لعلّي أجد شيئاً إسمه الرجعة فلم أجد أي ذكر للرجعة لا اسماً ولا رمزاً ، وقد أشار العلاّمة المحقّق السيّد عبد العزيز الطباطبائي ; في تعليقاته على فهرس مخطوطات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي 1 على أنّ الرجعة هو مختصر البصائر.

٤ ـ رسالة أحاديث الذر : الذي قال في أوّلها : يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربّه الغني حسن بن سليمان بن محمد الحلي : رويت عن الشيخ الفقيه الشهيد السعيد أبي عبدالله محمد بن مكي الشامي ، عن السيد عبد المطلب بن الأعرج الحسيني ، عن


الحسن بن يوسف بن المطهر ، عن أبيه ، عن السيد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان ابن جبرئيل ، عن العماد الطبري ، عن أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أبيه إلى آخره ، وهذه الرسالة أيضاً ألحقها المترجم له في القسم الثاني من المختصر (١).

٥ ـ رسالة في تفضيل الأئمة : على الأنبياء : والملائكة.

قال عبدالله الأفندي في تعليقته على أمل الآمل : وهذه الرسالة عندنا منها نسخة ..

أقول : إنّها مطبوعة مع كتاب المحتضر (٢) للمترجم له من طبعة النجف الأشرف. وعدد صفحات الرسالة أكثر بثلاثة أضعاف من كتاب المحتضر.

أقوال العلماء في المختصر :

١ ـ الخوانساري في روضات الجنّات : وله كتاب « منتخب بصائر الدرجات » للشيخ الأجل سعد بن عبدالله القمي (٣).

٢ ـ الحر العاملي في أمل الآمل : له « مختصر بصائر الدرجات » لسعد بن عبدالله (٤).

٣ ـ الأميني في أعيان الشيعة : من مؤلفاته كتاب منتخب بصائر الدرجات أو مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله الأشعري ، وذكر بعض المعاصرين أنّ له

__________________

١ ـ مختصر البصائر : ١٤٩. طبع النجف الأشرف.

٢ ـ المحتضر : ٣١ ، السطر السابع.

٣ ـ روضات الجنّات ٢ : ٢٩٣.

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٦٦ / ١٨٠.


مختصر البصائر ومنتخب البصائر (١).

٤ ـ وقال آقا بزرگ في الضياء اللامع في القرن التاسع : وهو صاحب مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله مع ضم أخبار اُخر من عدّة كتب صرّح بأسمائها (٢).

٥ ـ وقال النائيني في معجم مؤلفي الشيعة : ومن كتبه مختصر بصائر الدرجات (٣).

٦ ـ وقال النيسابوري في كشف الحجب والأستار : منتخب بصائر الدرجات للشيخ حسن بن خالد الحلّي (٤).

٧ ـ وقال آقا بزرگ في الذريعة أيضاً في ج ٣ : بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري ، وقد اختصر البصائر الشيخ حسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلي (٥).

٨ ـ قال المجلسي في البحار ج ١ : وكتاب منتخب البصائر للشيخ الفاضل حسن بن سليمان تلميذ الشهيد ; انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله بن أبي خلف ، وذكر فيه من الكتب الاُخرى مع تصريحه بأساميها (٦).

__________________

١ ـ أعيان الشيعة ٥ : ١٠٧.

٢ ـ الضياء اللامع في القرن التاسع : ٣٤.

٣ ـ معجم مؤلفي الشيعة : ١٤٣.

٤ ـ كشف الحجب والأستار : ٥٥٩ / ٣١٤٩.

٥ ـ الذريعة ٣ : ١٢٤ / ٤١٥.

٦ ـ بحار الأنوار ١ : ١٦.


٩ ـ وقيل في مقدّمة البحار : وله كتب منها : مختصر بصائر الدرجات لشيخنا الأقدم سعد بن عبدالله الأشعري ، اختصر البصائر وأضاف إليه روايات اُخرى من كتب معتبرة (١).

١٠ ـ وقال الأفندي في تعليقته على أمل الآمل ، بعد نقل قول استاذه العلاّمة المجلسي. وعبارة الحسن بن سليمان في كتاب الرجعة : وهذه العبارة تدلّ على أنّ مختصر البصائر لسعد بن عبدالله لا أصل البصائر ، فلعلّ هذه الرسالة ـ يعني الرجعة ـ منتخبة من مختصر بصائر الدرجات الذي لسعد بن عبدالله والبصائر لمحمد بن الحسن الصفار وانتخاب البصائر لحسن بن سليمان. فليلاحظ (٢) ، انتهى.

١١ ـ وقال أيضاً في رياض العلماء وقد نقل قول استاذه العلاّمة المجلسي حول مؤلفات المترجم له وذكر له ثلاثة كتب : منتخب البصائر والمحتضر وكتاب الرجعة. فقال الأفندي : ثمّ قد يتوهّم اتحاد رسالة الرجعة له مع كتاب مختصر البصائر ، قال في أثناء تلك الرسالة : يقول حسن بن سليمان بن خالد : إنّي قد رويت في معنى الرجعة أحاديث ... إلى آخره ، لكن الحق ما حققناه. نعم في هذه العبارة دلالة على ما قلناه من أنّ أصل البصائر لغير سعد بن عبدالله ولكن المختصر له والانتخاب منه لهذا الشيخ (٣) ، انتهى.

وهذا الرأي الأخير للأفندي ظاهراً هو الرأي الصحيح وتحقّقت من صحّته من خلال تخريجاتي للأحاديث فقد وجدت أكثر أحاديث المختصر هي موجودة في

__________________

١ ـ مقدّمة البحار : ١٩٥.

٢ ـ تعليقة الأفندي على أمل الآمل : ١١٥ / ١٨٠.

٣ ـ رياض العلماء ١ : ١٩٤.


بصائر درجات الصفار بعينها سنداً ومتناً إلاّ ما شذّ وندر ، والذي يبدو أنّ الأشعري اختار من كلّ باب عدّة أحاديث هو اعتمدها دون غيرها إما لتكرار متنها أو لتوافق سندها.

وإليك الأدلّة التالية :

١ ـ رأيت في جميع النسخ الخطية التي صورتها والتي ذهبت إلى خزانتها فقرأتها وعلى اختلاف مسمّياتها أنّ الحسن بن سليمان الحلي يقول بالحرف الواحد : نقلت من مختصر البصائر لسعد بن عبدالله الأشعري ، وهذا دليل واضح على أنّ المختصر للأشعري ؛ وإن لم يذكره من ترجم للأشعري.

٢ ـ ذكر الحرّ العاملي في خاتمة الوسائل ما نصّه : كتاب الحلل مختصر البصائر للشيخ الفقيه الجليل سعد بن عبدالله انتخبه الشيخ الفاضل الحسن بن سليمان بن خالد ، تلميذ الشهيد (١).

٣ ـ ما نقله الحرّ العاملي في كتابه الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة باختلاف تعابيره ما نصّه : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمي في رسالته نقلاً من كتاب مختصر البصائر لسعد بن عبدالله.

وإليك بعض صفحات الكتاب : ص ١٥١ حديث ٥٣ و ١٥٢ حديث ٥٤ و ١٥٥ حديث ٥٨ و ١٧٨ ذيل حديث ٢٧ و ١٨٥ حديث ٤٢ و ٢٧٢ حديث ٧٩ و ٢٧٩ حديث ٩٣ و ٢٨٢ حديث ١٠٠ و ٢٩١ حديث ١١٣ و ٣٣٢ ذيل حديث ٤٥ و ٣٥٧ حديث ١٠٤ و ١٠٦ وغيرها من الصفحات. وهذا دليل على أنّ عنوان الكتاب ثابت عنده بهذا الاسم.

__________________

١ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٥ / ٢٢.


نظرات وتأمّلات حول الكتاب :

ذكر الشيخ عبدالله أفندي : أنّ الشيخ حسن بن سليمان قال نفسه في أثناء كتاب ( منتخب البصائر ) : إنّ كتاب ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله. فلعلّ أصل كتاب ( البصائر ) لمحمد بن الحسن الصفّار ، و ( الاختصار ) لسعد بن عبدالله ، و ( الانتخاب ) لهذا الشيخ ، فلاحظ (١).

وقد ردّ على هذا سيّد الأعيان المحسن الأمين العاملي 1 فقال : ولا يخفى أنّ هذا اجتهاد في مقابل النص ؛ فـ ( بصائر الدرجات ) لسعد بن عبدالله بلا ريب ، بنص النجاشي ، والشيخ ، وغيرهما. و ( مختصره ) للمترجَم ـ أي الشيخ حسن ـ والصفّار له بصائر آخر (٢).

وأضاف العلاّمة الطهراني رضوان الله عليه : أنّ منشأ وقوع صاحب الرياض في هذا الوهم ، قول الشيخ حسن في أول كتابه ( إثبات الرجعة ) : إنّي قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبدالله ، وأنا مثبتها في هذه الأوراق ، ثمّ ارجعْ إلى ما رواه سعد في كتاب ( مختصر البصائر ).

فقرأ صاحب الرياض : أرجعُ بصيغة المتكلّم ، ومقتضاه الوعد بأن يذكر روايات سعد بعد روايات غيره في هذا الكتاب ، مع أنّه لم يذكر فيه شيئاً من روايات سعد أبداً.

فيظهر منه أنّ قوله ( ارجعْ ) أمرٌ لمن أراد الاطّلاع على أحاديث سعد أيضاً ،

__________________

١ ـ رياض العلماء ١ : ١٩٤.

٢ ـ أعيان الشيعة ٥ : ١٠٦ ـ ١٠٧.


برجوعه إلى كتابه الآخر الذي ألّفه ، وأورد فيه أحاديث سعد وهو ( مختصر كتاب البصائر ) (١).

أقول : إنّ الذي يتبادر إلى نظري عدّة اُمور :

منها : أنّه يبدو من كلمات سماحة سيّدنا الأمين وشيخنا الطهراني تغمّدهما الله برحمته ، أنّهما لم يطّلعا على عبارة الشيخ حسن في أوّل كتابه المطبوع باسم ( مختصر بصائر الدرجات ) (٢) فإنّ هذا الشيخ ذكر صريحاً واضحاً أنّه ينقل من كتاب ( مختصر البصائر ) تأليف سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي ، ومؤدّى هذه العبارة أوردها صاحب الرياض في مفتتح كلامه السابق فتأمّل.

ومنها : إنّه ربّما كان لسعد كتابان ، أحدهما باسم ( بصائر الدرجات ) الذي أشار إليه النجاشي والطوسي وغيرهما ، والآخر باسم ( مختصر البصائر ) الذي ذكره وأشاد به الشيخ حسن في كتابه المذكور مرّتين : مرّة في أوّل صفحة منه ، والاُخرى في صفحة ٣٠ طبعة النجف الأشرف بتقديم العلاّمة الأوحد المغفور له الشيخ الاوردآبادي 1.

ومنها : أنّا وجدنا الروايات التي أوردها الشيخ حسن في كتابه عن طريق سعد ، وجدناها ـ على الأعم الأغلب ـ بنصها وفصّها ، سنداً ومتناً ، متطابقة ومتوافقة مع ( بصائر الدرجات ) للصفّار!

وبناءً على هذا فلربّما ينهض احتمال الميرزا عبدالله أفندي ، ويؤيّد ظنّه

__________________

١ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣ : ١٢٤ / ٤١٥.

٢ ـ اللهم إلاّ أن يكون مختصر البصائر هو بعينه رسالة الرجعة ، وهذا لا يمكن كما ستأتي الإشارة إليه.


ويدعمه ، باعتباره من أصدق الشواهد عليه.

وإذا قيل : بأنّ الشيخ سعد القمّي ، والشيخ محمد الصفّار ، لمّا كانا مشاركين في أكثر الرجال ، باعتبار أنّهما في طبقة واحدة ، وفي عصر واحد ، لذا فإنّهما وردا مورداً واحداً ، وأخذا من مصدر معين ، وبهذا تكون مرويّاتهما متشابهة ومتشاكلة بعضها مع البعض الآخر ، فحينئذ لا يأخذ بادعاءكم السابق مأخذه في إقامة الدليل على الاحتمال المذكور.

فنجيب على ذلك ونقول : إنّ كلّ ما في كتاب الشيخ سعد ـ على الأغلب ـ قائم يتراءى على هيئته في كتاب الصفّار ، وليس ثمّة اختلاف مهم يُذكر في هذا الصدد ؛ حتى أنّ الأشعري سار في ( مختصره ) مع ترتيب الأجزاء وأبواب كتاب الصفّار ، حيث يبدو للمراجع الكريم جليّاً أنّه انتخب من كلّ باب رواية أو روايتين وهكذا.

ومن أعجب وأغرب الاُمور المتفقة في ذلك ، أنّ اسم الكتاب ( بصائر الدرجات ) لم يسلم أيضاً من تلك المجانسة والمؤانسة من التوافق والتطابق الموجودين! ولا أدري فهل للمشاركة والمعاصرة المذكورتين دخل في اقتباس وانتخاب عنوان الكتاب أيضاً؟!

ومن البعيد جدّاً ـ لاسيما على أمثالهما ـ أنّه لم يطّلع أحدهما على نتاج الآخر ، وعلى الأقل في ذلك تكون أسماء الكتب المؤلّفة من قبلهما!

فأي شيء تعلّل به تلك التشابهات؟ سوى أنّهما يرجعان إلى أصل واحد ، وكتاب فارد؟!

ومنها : أنّ العلاّمة الطهراني رحمه الله تعالى ، كان قد نقل قول الشيخ حسن وهو إنّي قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق ... إلى آخرها. وعزاها


إلى كتابه ( إثبات الرجعة ) في موضعين من ( الذريعة ) في الجزء الأوّل ، صفحة ٩١ رقم ٤٣٩ ، وفي الجزء الثالث ، صفحة ١٢٤ رقم ٤١٥.

وقال الشيخ عبدالله أفندي : إنّه قد يتوهم اتحاد ( رسالة الرجعة ) له مع كتاب ( مختصر البصائر ) قال في أثناء تلك الرسالة : يقول حسن بن سليمان بن خالد إنّي قد رويت في معنى الرجعة (١) ... وساق عين العبارة التي أوردها شيخنا الطهراني 1!.

والحال أنّا وجدنا هذه الجملة بنصّها مثبتة ومطبوعة ضمن كتابه ( مختصر البصائر ) وفي صفحة ٣٠ على وجه التعيين من النسخة المطبوعة المومى إليها آنفاً ، وكذلك فهي موجودة أيضاً في سائر الاُصول المعتمدة المخطوطة التي بحوزتنا فهل يعني ذلك أنّ كتاب ( الرجعة ) أو ( إثبات الرجعة ) هو بعينه كتاب ( مختصر البصائر ) الذي حذّر من توهّمه الشيخ عبدالله أفندي؟! لا سيّما وأنّه بحوزتنا الآن مخطوطة تحمل اسم ( إثبات الرجعة ) ومحتواها لا يختلف عن ( مختصر البصائر ) (٢)؟!

ولا يخفى فإنّ الحرّ العاملي كان قد أدرج رسالة الرجعة ضمن مصادر كتابه ( الإيقاظ من الهجعة ) (٣) وكلّ ما نقل من تلك الرسالة وجدناه بحذافيره في ( مختصر البصائر ) ومع ذلك فإنّا آثرنا أن نبقي عنوان الكتاب ( مختصر البصائر ) على ما هو

__________________

١ ـ رياض العلماء ١ : ١٩٥.

٢ ـ أضف إلى ذلك أنّ محتوى ( مختصر بصائر الدرجات ) يدور على الأكثر حول موضوع الرجعة والمسائل العقائدية المربوطة بها ، راجع على الخصوص ( باب الكرّات وحالاتها وما جاء فيها ).

٣ ـ وقد ذكر الحرّ العاملي 1 في مقدّمة كتابه المشار إليه أنّه لم يحضره عاجلاً كتاب ( مختصر بصائر الدرجات ) فتأمّل.


المشهور المعروف المتداول ، حذراً من أن نأتي باسم آخر ، لئلاّ يجرّ ذلك إلى مسائل اُخر نحن في غنى عنها.

وأحبّ أن ألفت نظر القارئ العزيز أنّ مصنّف كتابنا هذا نقل من كتاب مختصر البصائر لسعد بن عبدالله أحاديثاً جمّة بلغت نصف الكتاب ، والنصف الثاني من مصادر شتّى ، منها مطبوعة وبعض منها محقّقة ، ولهذا ـ وحسب الظاهر ـ اشتهر اسم الكتاب بالمختصر ، وكان العلاّمة المجلسي ; ينقل عنه باسم مختصر البصائر ويرمز له برمز ( خص ).

وأمّا القسم الثاني من المختصر فنقل العلاّمة أحاديثه من مصادره الأصلية دون تعرّض لاسم ورمز المختصر.

النسخ المعتمدة :

١ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا 7 في مدينة مشهد المقدّسة ، والتي رقمها ٢٠١٨ وتحمل اسم الرجعة والرد على أهل البدعة ، تاريخ نسخها في سنة ١٠٨٥ هـ بيد بهاء الدين محمد بن علي نقي الطغائي وله حواشي كثيرة على بعض الأحاديث. ورمزت لها بحرف « ض » ، وهي كاملة.

٢ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا 7 في مدينة مشهد المقدّسة ، وتحمل اسم مختصر البصائر ، تاريخ نسخها ١٠٧٩ هـ ولم يذكر اسم ناسخها ورمزت لها بحرف « ق » وفيها سقوطات كثيرة قد تجاوزت حدّ الأبواب ، والتي رقمها ١٨٥٠.

٣ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا 7 في مدينة مشهد المقدّسة ،


وتحمل اسم منتخب بصائر الدرجات ، ورقمها ٨٠٠٩ ، نسخها محمد قاسم بن شجاع الدين النجفي بتاريخ ١٠٧٩ وهي كاملة ورمزت لها بحرف « س » ، وقد ظهر عليها تواريخ الذين استنسخوها من بعده وأسمائهم ، وظهرت على حواشيها تأشيرات تدلّ على أنّها قوبلت مع نسخة اُخرى.

وكان بودّي أن أحصل على عدد أكثر من النسخ الخطية ولكن وجدت في بعض المكتبات غلاء التصوير ، وعدم توفّر أجهزة التصوير في البعض الآخر ، فاكتفيت بما حصلته.

وتنزّهاً عن المكابرة ، وتواضعاً أمام كبار المحققين وأساطين المدققين أن أقف أمامهم بأدب واحترام ، وأنطق بلسان أوثقته عيوبه ، أن لا يؤاخذوني على كل مأخذ ، وأن يقيلوا لي عثرتي ، ويقيموا زلّتي في أمر تحقيقي ومقدّمتي.

منهجية التحقيق :

١ ـ أوّل عمل قمت به وكما ذكرت آنفاً كتبت نسخة « ض » من أوّلها إلى آخرها ، ثم قوبلت مع نسختي « ق و س » وكذلك المطبوع.

٢ ـ ضبط النص ، وقد اتّبعت فيه عملية التلفيق بين النسخ ، وتثبيت الاختلافات المهمة في الهامش ، وما أثبتّه من المصادر وضعته بين معقوفتين.

٣ ـ تخريج الأحاديث من منابعها مع ذكر الاختلاف في الهامش ، وتخريج الآيات الشريفة من القرآن المجيد.

٤ ـ تعريفات مختصرة لبعض الكلمات المبهمة ، وشروحات لبعض المسائل العقائدية والتاريخية.


٥ ـ ترجمة لبعض رجال السند والمتن من أصحاب الأئمة : وغيرهم مع مراعاة الاختصار.

٦ ـ أعددت الفهارس التالية في نهاية عملي لتعمّ الفائدة والمنفعة ، ولنسهل على ذوي الاختصاص الرجوع لأي موضوع من مواضيع الكتاب ، والفهارس التي أعددتها في كتابي هذا هي كما يلي :

١ ـ فهرس الآيات القرآنية.

٢ ـ فهرس الأحاديث الشريفة.

٣ ـ فهرس المحتوبات.

وقبل الختام شريطتنا على قارئ كتابنا الإقصار عن طلب عيوب خطائنا ، والصفح عن ما يقف عليه من إغفالنا ، والتجاوز عن ما ينتهي إليه من إهمالنا ، وإن أدّاه التصفّح إلى صواب نشره ، أو إلى خطأ ستره ، لأنّه قد تقدّمنا بالإقرار ، ولا بدّ للإنسان من زلل وعثار. والحمد لله خالق الجنّة والنار ، باعث النبي المختار ، ومصطفي الأئمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

شكر وتقدير :

وفي الختام لا بدّ لي من أن اُقدم وافر شكري لإدارة مؤسسة آل البيت : علي سعيها للحصول على مخطوطات المختصر من مكتبة الإمام الرضا : ، واُجدّد شكري على اجازتها لي بالاستفادة من مكتبتها العامرة.

وثاني شكري الى مؤسسة النشر الإسلامي التابعة للحوزة العلميّة في قم


المقدّسة على نشرها لهذا الأثر.

وختام شكري لابنتي الكبيرة حيث تبنّت مقابلة كتابي هذا من أول مراحله إلى آخر مرحلة منه فجزاها الله عني خير الجزاء.

الفقير إلى رحمة ربّه الغني

مشتاق المظفر

الجمعة ١٣ رجب الأصب ١٤٢٠ هـ. ق









بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين

نقلت من كتاب مختصر البصائر تأليف سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي ;.

[ ١ / ١ ] عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان أو غيره ، عن بشير الدهّان ، عن حمران بن أعين ، عن جُعيد الهمداني (١) ـ وكان جُعيد ممّن خرج مع الحسين بن علي 8 فقُتل (٢) بكربلاء ـ قال : قلت للحسين بن علي 8 : بأي حكم تحكمون؟ قال : « يا جُعيد بحكم آل داود ، فإذا أعيينا عن شيء تلقّانا به روح القدس » (٣).

__________________

١ ـ جُعَيد الهمداني : عدّه الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الأئمّة الحسن والحسين وعلي ابن الحسين : ، وضبط اسمه العلاّمة الحلّي فقال : جُعيد ـ بضم الجيم والياء بعد العين المهملة ـ همداني ، وقيل : إنّ اسمه جعدة ولكن هو من غلط النساخ كما قاله المامقاني والسيّد الخوئي ، ولم يصرّح أحد منهم بأنّه قتل بكربلاء.

اُنظر رجال الطوسي : ٦٧ / ٢ و ٧٢ / ٧ و ٨٦ / ٥ ، ورجال البرقي : ٧ ـ ٨ ، وتنقيح المقال ١ : ٢٣٠ / ١٩٠٨ ، ومعجم رجال الحديث ٥ : ١١١ / ٢٣٥١ ورجال العلاّمة : ٣١٠ / ١٢١٩.

٢ ـ فقُتل ، لم ترد في نسخة « ق ».

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٢ / ٧ ، وفيه : ممّن خرج مع الحسين 7 بكربلاء ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩٨ / ٤ ، باختلاف يسير. وفيه عن جعيد الهمداني ، عن علي بن الحسين 8 ، قال : سألته بأي ....


[ ٢ / ٢ ] موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن الحسن بن علي الوشّاء قال : حدّثني علي بن عبد العزيز ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : إنّ الناس يزعمون أنّ رسول الله 9 وجّه عليّاً 7 إلى اليمن ليقضي بينهم (١) ، فقال علي 7 : « فما وردت عليّ قضية إلاّ حكمت فيها بحكم الله عزّ وجلّ وحكم رسول لله 9 » فقال : « صدقوا ».

فقلت : وكيف ذاك ولم ( يكن اُنزل ) (٢) القرآن كلّه ، وقد كان رسول لله 9 غائباً عنه؟ فقال : « كان يتلقّاه به روح القدس » (٣).

[ ٣ / ٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى (٤) وأحمد بن إسحاق بن سعيد ، عن الحسن ابن العبّاس بن حريش (٥) ، عن أبي جعفر الثاني 7 ، قال : « قال أبو جعفر

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : فيهم.

٢ ـ في نسخة « ق » : ينزل ، بدل ما بين القوسين.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٢ / ٨ ، وفيه زيادة في أول سنده وهو : عمران بن موسى ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٣.

٤ ـ في نسخة « ق » محمّد بن عيسى ، والظاهر كلا الطريقين صحيح لأنّهما ممّن روى عنهما الصفّار والأشعري.

انظر معجم رجال الحديث ٩ : ٨٣ ـ ٨٤ ، و ١٦ : ٢٧٢ ـ ٢٧٣.

٥ ـ في البصائر : الحسن ، عن العباس بن حريش ، وما في المتن والبحار ظاهراً هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد 7 ، وضبط اسمه العلاّمة في خلاصته ، فقال : بالحاء غير المعجمة والراء والياء المنقطة والشين المعجمة.

اُنظر رجال الشيخ الطوسي : ٤٠٠ / ٧ ، رجال العلاّمة : ٢١٤ / ١٣.


محمّد بن علي الباقر 7 : إنّ الأوصياء : محدّثون يحدّثهم روح القدس ولا يرونه ، وكان عليّ 7 يعرض على روح القدس ما يُسأل عنه ، فيوجس في نفسه أن قد أصبت الجواب ، فيخبر به فيكون كما قال (١) » (٢).

[ ٤ / ٤ ] إسماعيل بن محمّد البصري ، قال : حدّثني أبو الفضل عبدالله بن إدريس ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته (٣) مرخىً عليه ستره؟ فقال : « يا مفضّل إنّ الله تعالى جعل في النبي 9 خمسة أرواح (٤) : روح الحياة وبها دبّ ودرج ، وروح القوّة فبها نهض وجاهد عدوّه ، وروح الشهوة فبها أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الإيمان فبها أمر وعدل ، وروح القُدُس فبها حمل النبوّة.

ولمّا قبض النبي 9 انتقل روح القُدُس فصار في الإمام 7 ، وروح القُدُس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو (٥) ، والأربعة الأرواح تنام وتلهو (٦)

__________________

١ ـ في نسخة « س » والمطبوع : كما كان.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٣ / ٩ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٤.

٣ ـ في نسخة « ق » : بيت.

٤ ـ قال الشيخ الصدوق ; في اعتقاداته ص ٥٠ ـ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ; ـ : والاعتقاد في الروح أنـّه ليس من جنس البدن ، وأنّه خلق آخر ، لقوله تعالى : ( ثمّ أنشأنه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، سورة المؤمنون : ١٤.

واعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة : أنّ فيهم خمسة أرواح : روح القدس ، وروح الإيمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح المدرج.

٥ ـ في نسخة « ض و س » : ولا يزهو ، وكذا المختصر المطبوع.

٦ ـ في نسخة « ق » : وتلذ ، بدل : وتلهو.


وتسهو (١) ، وبروح القُدُس كان يرى ما في شرق الأرض وغربها وبرّها وبحرها » قلت : جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ قال : « نعم ، وما دون العرش » (٢).

[ ٥ / ٥ ] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (٣) ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الأنبياء والأئمّة : على خمسة أرواح : روح الايمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح الحياة ، وروح القُدُس ، فروح القُدُس من الله عزّ وجلّ ، وسائر هذه الأرواح يُصيبها الحَدَثان ، وروح القُدُس لا يلهو ولا يتغيّر ولا يلعب ، فبروح القُدُس يا جابر عُلّمنا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى » (٤).

[ ٦ / ٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي الصباح الكناني ،

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٤ / ١٣ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٥ ، وأوردها الكليني في الكافي ١ : ٢٧٢ / ٣ ، إلى قوله : وروح القدس كان يرى به.

٢ ـ في نسخة « ق و س » : عثمان بن مروان ، وكذا المختصر المطبوع ، والظاهر ما في المتن والمصدر والبحار هو الصواب ، لأنّهم لم يصرّحوا باسم عثمان بن مروان إلاّ السيّد الخوئي في ج ٢ : ١٣٨ من معجمه ، قائلا : والصحيح عمّار بن مروان ، والنمازي في مستدركاته ، اُنظر معجم رجال الحديث ١٣ : ٢٧٢ ، و ٤ : ٣٣٧ و ١٧ : ١٤٩ ، ورجال النجاشي : ١٢٩ : ٣٣٢ و ٢٩١ / ٧٨٠ ، وفهرست الشيخ : ١٨٩ / ٥٢٥ ، ومجمع الرجال ٤ : ٢٤٣ ، ومستدركات النمازي ٥ : ٢٢٣.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٣ / ١٢ ، وفيه : محمّد بن بشار بدل محمّد بن سنان ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٨ / ٢٦.

٤ ـ في نسخة « ض و س » : وتزهو ، وكذا المختصر المطبوع.


عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ) (١) فقال : « خلقٌ (٢) من خلق الله ، أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله 9 يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة : من بعده » (٣).

[ ٧ / ٧ ] عنه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا ) (٤) قال : « لقد أنزل الله عزّ وجلّ ذلك الروح على نبيّه 9 وما صعد إلى السماء منذ اُنزل ، وإنّه لفينا » (٥).

[ ٨ / ٨ ] عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (٦) ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا

__________________

١ ـ الشورى ٤٢ : ٥٢.

٢ ـ في نسخة عتيقة : الروح خلق ( حاشية نسخة س ).

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٥ / ٢ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٩ / ٢٨. وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ١.

٤ ـ الشورى ٤٢ : ٥٢.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٧ / ١٢ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦١ / ٣٧ ، باختلاف يسير ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ٤ ، بسند آخر مع اختلاف يسير.

٦ ـ في البصائر : أبو محمّد ، عن حمران بن موسى بن جعفر.

وموسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عدّه الشيخ في من لم يرو عنهم : ، وله كتاب حدّثنا به عمران بن موسى.

اُنظر رجال النجاشي : ٤٠٦ / ١٠٧٦ ، رجل الطوسي : ٥١٤ / ١٢٦.


عبدالله 7 عن العلم ما هو؟ أعلم يتعلّمه العالم من أفواه الرجال ، أو في كتاب عندكم تقرؤونه فتتعلّمون (١) منه؟ فقال : « الأمر أعظم من ذلك وأوجب (٢) ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ) (٣) ( أكان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان »؟

فقلت : لا أدري جعلت فداك ما تقولون في ذلك؟ قال : « بلى ، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ) (٤) حتى بعث الله تلك الروح التي ذكرها في الكتاب ، فلمّا أوحاها الله إليه علم بها العلم والفهم ، وهي الروح التي يعطيها الله من يشاء ، فإذا أعطاها علّمه (٥) الفهم والعلم » (٦).

[ ٩ / ٩ ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي ) (٧) قال : « خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد 9 ، وهو مع الأئمّة : يوفّقهم ويسدّدهم ، وليس كلّ ما طُلِب وُجد » (٨).

__________________

١ ـ في نسخة « ق و س » : فتعلمون.

٢ ـ في البصائر : وأجلّ.

٣ ـ الشورى ٤٢ : ٥٢.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٥ ـ في نسخة « ض » : علّمهم.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٠ / ٥ باختلاف ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٣ / ٤٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ٥ ، باختلاف.

٧ ـ الإسراء ١٧ : ٨٥.

٨ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٠ / ١ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٧ / ٤٧ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ٤.


[ ١٠ / ١٠ ] محمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله 7 قال : « مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق ، إذا اُخرجت الجوهرة منه اُطرح الصندوق ولم يعبأ به ».

وقال : « إنّ الروح (١) لا تمازج البدن ولا تواكله (٢) ، وإنّما هي كلل (٣) للبدن محيطة به » (٤).

[ ١١ / ١١ ] حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ومحمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط (٥) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) (٦) فقال 7 : « جبرئيل الذي نزل على الأنبياء ،

__________________

١ ـ في نسخة « س » : الأرواح.

٢ ـ في البصائر : ولا تداخله.

٣ ـ الكِلَلْ : القباب التي تبنى على القبور ـ لسان العرب ١١ : ٥٩٥ ، ـ كلل ـ فالروح هي كالقبة محيطة بالبدن. وفي البصائر : كالكلل.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٣ / ١٢ ، وعنهما في البحار ٦١ : ٤٠ / ١١ ، واللفظ للمختصر.

٥ ـ علي بن أسباط : هو ابن سالم بيّاع الزطّي ، أبو الحسن المقرئ ، كوفي ، ثقة ، وكان فطحياً ، جرى بينه وبين علي بن مهزيار في ذلك رجعوا فيها إلى أبي جعفر الثاني 7 ، فرجع علي بن أسباط عن ذلك القول وتركه ، وقد روى عن الإمام الرضا 7 من قبل ذلك ، وكان أوثق الناس وأصدقهم لهجة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الرضا والجواد 8.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٥٢ / ٦٦٣ ، رجال البرقي : ٥٥ و ٥٦ ، رجال الشيخ : ٣٨٢ / ٢٣ و ٤٠٣ / ١٠ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ٢٨٦.

٦ ـ النحل ١٦ : ٢.


والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ، يفقّههم ويسدّدهم من عند الله ، وأنّه لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله 9 وبهما عُبد الله ، واستعبد الخلق على هذا الجنّ والإنس والملائكة ، ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا إنس ولا جانّ إلاّ بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله 9 ، وما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً إلاّ لعبادته » (١).

[ ١٢ / ١٢ ] أحمد بن الحسين (٢) ، عن المختار بن زياد البصري ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : كنت مع أبي عبدالله 7 فذكر شيئاً من أمر الإمام إذا وُلد ، فقال 7 : « استوجب زيارة (٣) الروح في ليلة القدر » ، فقلت له : جعلت فداك أليس الروح جبرئيل 7؟ فقال : « جبرئيل 7 من الملائكة ، والروح خلق أعظم من الملائكة ، أليس الله عزّ وجلّ يقول ( تنزّل الملائكة والروح فيها ) (٤) » (٥).

[ ١٣ / ١٣ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (٦) ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : قلت له :

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٣ / ١ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٣ / ٤٣.

٢ ـ في نسخة « ق » : أحمد بن الحسن.

٣ ـ في نسخة « س و ق » : زيادة.

٤ ـ القدر ٩٧ : ٤.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٤ / ٤ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٤ / ٤٥.

٦ ـ محمّد بن إسماعيل بن بزيع : هو أبو جعفر ، مولى المنصور العبّاسي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد : ، ثقة ، عين ، صحيح ، كوفي.

وروي عن الإمام الرضا 7 أنّه قال : « إنّ لله تعالى بأبواب الظالمين مَن نوّر الله به البرهان ،


الإمام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه؟ فقال : « يورّث كتباً ويزداد في كلّ يوم وليلة ولا يوكَل إلى نفسه » (١).

[ ١٤ / ١٤ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن 7 : أخبرني عن الإمام متى يعلم أنّه إمام ، أحين يبلغه أنّ صاحبه قد مضى (٢) ، أو حين يمضي؟ ( مثل أبي الحسن 7 قبض ببغداد وأنت هاهنا ، قال : « يعلم ذلك حين يمضي ) (٣) صاحبه » قلت : بأي شيء؟ قال : « يلهمه الله عزّ وجلّ ذلك » (٤).

[ ١٥ / ١٥ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد ابن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر 7 قال : سمعته يقول : « لمّا قضى محمّد 9 نبوّته واستكمل أيّامه ، أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكملت (٥) أيّامك ، فاجـعل العلم الذي عندك ، والإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العـلم ، وآثار النـبوّة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ،

__________________

ومكّن له في البلاد ، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله تعالى بهم أمور المسلمين » الحديث.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ ، رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٣١ و ٣٨٦ / ٦ و ٤٠٥ / ٦ ، رجال العلاّمة : ٢٣٨ / ٨١٤.

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٥ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٩٥ / ٢٩ باختلاف في صدر السند.

٢ ـ في نسخة « ق » : قبض.

٣ ـ ما بين القوسين سقط من نسخة « ض ».

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٦ / ١ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٢٩١ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٣٨١ / ٤.

٥ ـ في نسخة « ض » : واستكمل ، وكذا المختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة « ق » وهو الموافق للبصائر والعياشي والكافي ، كما وهو الأنسب للسياق.


فإنّي لن أقطع ( العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم ، وآثار ) (١) علم النبوّة من العقب من ذريّتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء : » (٢).

[ ١٦ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبيه ، عن بريد بن معاوية (٣) ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نِعمّا يعظكم به ) (٤) قال : « إنّما (٥) عنى أن يؤدّي الإمام الأول منّا إلى الإمام الذي يكون بعده الكتب والسلاح ».

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٩ / ٣ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٦٣ / ١٤٥ ، وأورده العياشي في تفسيره ١ : ١٦٨ / صدر حديث ٣١ في تفسير قوله تعالى ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً ... ) ، والكليني في الكافي ١ : ٢٩٢ / ٢.

٣ ـ بريد بن معاوية : هو أبو القاسم العجلي ، عربي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 ، وجه من وجوه أصحابنا ، له محلّ عند الأئمّة. ومن حواري الباقرَين 8 ، ثقة فقيه ، وقال أبو عبدالله 7 : « أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً ». وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الباقر والصادق 8.

وقال الكشي : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستّة ، وعدّ بريداً منهم. مات رحمه الله في حياة أبي عبدالله عليه السلام سنة مائة وخمسين.

انظر رجال النجاشي : ١١٢ / ٢٨٧ ، خلاصة الأقوال : ٨٢ / ١٦٤ ، رجال الكشي : ١٣٥ / ٢١٥ و ٢٣٨ / ٤٣١ ، رجال البرقي : ١٤ و ١٧ ، رجال الشيخ : ١٠٩ / ٢٢ و ١٥٨ / ٥٩.

٤ ـ النساء ٤ : ٥٨.

٥ ـ في البصائر : إيّانا.


وقوله ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال : « إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في أيديكم » (١).

[ ١٧ / ١٧ ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن موسى بن أكيل (٢) النميري ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) (٣) قال : « يهدي إلى الإمام 7 » (٤).

[ ١٨ / ١٨ ] حدّثنا المعلّى بن محمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن جمهور العمّي (٥) ، عن سليمان بن سماعة ، عن عمر بن القاسم الحضرمي (٦) ، عن أبي بصير قال :

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٥ / ٤ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٢٧٦ / ٥.

٢ ـ في نسخة « ض » : أكمل ، وما في المتن ظاهراً هو الصواب ، عدّه الشيخ ممّن روى عن أبي عبدالله 7 ، وقال النجاشي : كوفي ثقة ، وضبط اسمه العلامة في خلاصته وقال : موسى بن أكيل بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الكاف وقبل اللام.

اُنظر رجال الشيخ : ٣٢٣ / ٦٨٩ ، ورجال النجاشي : ٤٠٨ / ١٠٨٦ ، ورجال العلاّمة : ٢٧٣ / ٩٩٤ ، ومعجم رجال الحديث ٢٠ : ٢٣ / ١٢٧٥٩.

٣ ـ الإسراء ١٧ : ٩.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٧ / ١٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ١٤٤ / ١٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢١٦ / ٢.

٥ ـ في نسخة « ق » : القمّي ، وما في المتن هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا 7 ، وعدّه البرقي من أصحاب الامام الكاظم 7.

انظر رجال الطوسي : ٣٨٧ / ١٧ ، ورجال البرقي : ٥١ ، ورجال النجاشي : ٣٣٧ / ٩٠١ ، ومعجم رجال الحديث ١٦ : ١٨٩.

٦ ـ في البصائر : عبدالله بن القاسم الحضرمي ، والظاهر هو الصواب من خلال الراوي والمروي


قال أبو عبدالله 7 : « إنّ الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام بعده » (١).

[ ١٩ / ١٩ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن الحكم ابن مسكين ، عن عبيد بن زرارة وجماعة ( من أصحابنا ) (٢) قالوا : سمعنا أبا عبدالله 7 يقول : « يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من الإمام (٣) » (٤).

[ ٢٠ / ٢٠ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي (٥) ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « إنّ أبي ونعم الأب صلوات الله

__________________

عنه ، وعبدالله بن القاسم هو المعروف بالبطل ، واقفي من أصحاب الإمام الكاظم 7.

انظر رجال الشيخ : ٣٥٧ / ٥٠ ، ورجال النجاشي : ٣٧٠ / ١٤٦٢ ، ومعجم رجال الحديث ٩ : ٢٧٩ و ١١ : ٣٠٢.

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٧ / ١٣ ، وفيه زيادة في أول سنده : الحسين بن محمّد ، وعنه في البحار ٢٥ : ٤٤ / ١٨.

٢ ـ في البصائر والكافي : معه.

٣ ـ في البصائر والكافي : تبقى من روحه ، وفي نسخة « ق » : تبقى منه.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٧ / ١ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٢٩٤ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي١ : ٢٧٤ / ٢.

٥ ـ ذريح المحاربي : بفتح الذال وكسر الراء ، هو ابن محمّد بن يزيد ، أبو الوليد المحاربي ، عربي من بني محارب بن خَصَفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وقال الشيخ : إنّه ثقة له أصل.

اُنظر رجال النجاشي : ١٦٣ / ٤٣١ ، رجال البرقي : ٤٤ ، رجال الطوسي : ١٩١ / ١ ، فهرست الشيخ : ١٢٧ / ٢٨٩ ، خلاصة الأقوال : ١٤٤ / ٤٠٢.


عليه كان (١) يقول : لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم ـ وهم أهل لذلك ـ ( لحدّثت بما لا يحتاج ) (٢) فيه إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة » (٣).

[ ٢١ / ٢١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله 7 أو عمّن رواه عن أبي عبدالله 7 قال : قلنا له : الأئمّة بعضهم أعلم من بعض؟ فقال : « نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد » (٤).

[ ٢٢ / ٢٢ ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمّام فسمع كلام الحسن والحسين 8 قد علا ، فخرج إليهما فقال لهما : « مالكما فداكما أبي واُمّي »؟ فقالا : « اتّبعك هذا الفاجر ـ يعنون ابن ملجم لعنه الله ـ فظنّنا أنّه يريد أن يقتلك (٥) » ، فقال :

__________________

١ ـ في البصائر : سمعته ، بدل : كان.

٢ ـ في نسخة « ض و ق » : يحتاج ، وفي « س » والمختصر المطبوع : ما يحتاج ، بدل ما بين القوسين ، وما أثبتناه من البصائر.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٨ / ١ ، بنفس السند وفيه زيادة في آخره : « إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ عبد امتحن الله قلبه للإيمان ».

وحديث ٣ ، باختلاف في صدر السند ونفس المتن ، وعن الموردين في البحار ٢ : ٢١٢ / ١ و ٢١٣ / ٣.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٩ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٥٨ / ٩ ، وأورده العياشي في تفسيره ١ : ١٥ / ٤.

٥ ـ في نسخة « ض » : يغتالك.


« دعاه فوالله ما أجلي (١) إلاّ له » (٢).

[ ٢٣ / ٢٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي محمود (٣) ، عن بعض أصحابنا قال : قلت للرضا 7 : الإمام يعلم إذا مات؟ فقال : « نعم (٤) ، حتّى يتقدّم في الأمر » قلت : علم أبو الحسن صلّى الله عليه بالرطب والريحان المسمومين اللّذين بعث بهما إليه يحيى بن خالد؟ فقال : « نعم » قلت : فأكله وهو يعلم؟ فقال : « أنسيه (٥) لينفذ فيه الحكم » (٦).

__________________

١ ـ في البصائر : ما اُطلق.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ١ ـ باب ٩ ، وعنه في البحار ٤٢ : ١٩٢ / ١٥.

٣ ـ إبراهيم بن أبي محمود : هو الخراساني ، ثقة روى عن الإمام الرضا 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا 8 قائلاً في الموضع الثاني : خراساني ثقة مولى. وقال الكشي : قال نصر بن الصباح : كان مكفوفاً ، وعاش بعد الإمام الرضا 7.

وقال إبراهيم بن أبي محمود : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي كتب إليه من أبيه فجعل يقرؤها ويضع كتاباً كبيراً على عينيه ـ إلى أن قال ـ فقال ـ يعني الإمام الجواد عليه السلام ـ : وأنا أقول أدخلك الله الجنّة! فقلت : جعلت فداك تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ، قال : نعم ، قال : فأخذت رجله فقبّلتها.

انظر رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٣ ، رجال الشيخ : ٣٤٣ / ٢٠ و ٣٦٧ / ١٠ ، رجال الكشي : ٥٦٧ / ١٠٧٢ و ١٠٧٣.

٤ ـ في البصائر زيادة : يعلم بالتعليم.

٥ ـ في المختصر المطبوع : نسيه ، وفي البصائر : أنساه ، وما في المتن هو الأنسب للسياق ، حيث أنّ الامام لاينسى ، بل يلقي الله على قلبه فيمضي فيه حكمه. ويؤيّد هذا ما سيأتي في حديث ٢٧.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ٣ ، وعنهما في البحار ٢٧ : ٢٨٥ / ١.


[ ٢٤ / ٢٤ ] عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن مسافر (١) قال : قال أبو جعفر 7 في العشيّة التي اعتلّ فيها من ليلتها ـ وهي الليلة التي توفي فيها ـ : « يا عبدالله ما أرسل الله نبيّاً من أنبيائه إلى أحد حتى أخذ عليه ثلاثة أشياء » ، قلت : أي شيء هي يا سيدي؟ قال : « الإقرار له بالعبوديّة والوحدانيّة ، وإنّ الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ، ونحن قوم ـ أو نحن معشر ـ إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه » (٢).

[ ٢٥ / ٢٥ ] أيوب بن نوح (٣) ، عن محمّد بن إسماعيل (٤) ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله 7 قال : ذكرت خروج الحسين بن علي 8 وتخلّف ابن الحنفيّة (٥)

__________________

١ ـ في البصائر : أبو مسافر ، وعنه في البحار : ابن مسافر.

ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم ، بل وجدت في تنقيح المقال : أبو مساور ، وقد عدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد عليه السلام ، وذكر النمازي في مستدركاته : عبدالله ابن مساور وقال : لم يذكروه. وقد جعله عليه السلام قائماً على تركته من الضياع والنفقات والرقيق وغير ذلك. والظاهر مسافر مصحفة من مساور والله العالم.

اُنظر تنقيح المقال ٣ : ٣٤ ، رجال البرقي : ٥٧ ، ورجال الشيخ : ٤٠٨ / ٣ ، ومستدركات علم رجال الحديث ٥ : ١٠٦ / ٨٧٤٣ ، والكافي ١ : ٣٢٥ / ٣.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ٤ ، وعنه في البحار ٤ : ١١٣ / ٣٤ و ٢٧ : ٢٨٦ / ٣.

٣ ـ في البصائر زيادة : عن صفوان بن يحيى.

٤ ـ في البصائر : مروان بن إسماعيل.

٥ ـ ابن الحنفيّة : هو محمّد بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، والحنفية لقب اُمّه خولة بنت جعفر بن قيس ، وهي من سبي اليمامة ، يعدّ من الطبقة الاُولى من التابعين ، ولد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، كثير العلم والورع ، شديد القوّة ، وله في ذلك أخبار عجيبة.


عنه ، فقال أبو عبدالله 7 : « يا حمزة إنّي سأُحدّثك في هذا الحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا : إنّ الحسين بن علي 8 لمّا مثل متوجّهاً دعا بقرطاس فكتب فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم أمّا بعد : فإنّه من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلّف لم يدرك الفتح والسلام » (١).

[ ٢٦ / ٢٦ ] وعنه عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمران ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله 7 قال : « لمّا كانت الليلة التي وُعد بها علي بن الحسين 8 قال لمحمّد بن علي إبنه : يا بني أبغني (٢) وضوءاً ، قال أبي : فقمت فجئته بوضوء فقال : لا نبغ هذا فإنّ فيه شيئاً ميّتاً ، قال : فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميّتة ، فجئته بوضوء غيره ، فقال : يا بني هذه الليلة التي وعدت بها ، فأوصى (٣) بناقته أن يحضر لها عصام ، ويقام لها علف فحصّلت لها ذلك ،

__________________

شارك مع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه الثلاثة ، فكان صاحب الراية في يوم الجمل ، وعلى ميسرة الجيش في يوم صفّين ، وحمل اللواء في يوم النهروان.

قال الزهري : كان محمّد من أعقل الناس وأشجعهم ، معتزلاً عن الفتن ، وما كان فيه الناس. توفّي رضوان الله عليه سنة ٨١ للهجرة ، واختُلف في مكان وفاته.

اُنظر أعيان الشيعة ٩ : ٤٣٥ ، مستدركات النمازي ٧ : ٧٧ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٧٠ ، تهذيب الكمال ٢٦ : ٤٧ / ٥٤٨٤ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ١١٠ / ٣٦.

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ٥ ، وعنه في البحار ٤٥ : ٨٤ / ١٣ ، وأورده ابن قولويه في كامل الزيارة : ٧٥ / ١٥ ، بسند آخر ، وفي البحار ٤٤ : ٣٣٠ ، عن كتاب الرسائل للكليني بنفس سند البصائر.

٢ ـ في نسخة « س » والمطبوع : إئتني بوضوء.

٣ ـ في نسخة « ق » : فأمر ، وفي « س » : فأوصاني.


فتوفّي فيها صلوات الله عليه.

فلمّا دفن 7 لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر ، فضربت بجرانها (١) القبر ورغت (٢) وهملت عيناها ، فاُتي محمّد بن علي 8 ، فقيل له : إنّ الناقة قد خرجت إلى القبر ، فأتاها فقال : مَه ، قومي الآن بارك الله فيك ، فثارت حتى دخلت موضعها ، ثم لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر ، فضربت بجرانها القبر ، ورغت وهملت عيناها ، فاُتي محمّد بن علي 8 فقيل له : إنّ الناقة قد خرجت إلى القبر ، فأتاها فقال : مَه ، الآن قومي فلم تفعل ، فقال : دعوها فإنّها مودّعة ، فلم تلبث إلاّ ثلاثة أيّام حتى نفقت ، وإنّه كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلّق السوط بالرحل ، فلم يقرعها قرعة حتى يدخل المدينة ».

وروي : « إنّه حجّ عليها أربعين حجّة » (٣).

[ ٢٧ / ٢٧ ] عنه وإبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا 7 : الإمام يعلم متى يموت؟ قال : « نعم » ، قلت : فأبوك حيث بعث إليه يحيى بن خالد (٤) بالرطب والريحان المسمومين علم به؟ قال : « نعم » ، قلت : فأكله

__________________

١ ـ الجِران : مقدّم العنق ، وقال ابن منظور : باطن العنق. من مذبح البعير إلى منحره ، فإذا برك ومدّ عنقه على الأرض ، قيل : ألقى جرانه بالأرض. الصحاح ٥ : ٢٠٩١ ، لسان العرب ١٣ : ٨٦ ـ جرن.

٢ ـ الرُغاء : صوت ذوات الخف ، وهو صوت الإبل ، والناقة ترغو رغاءً : صوّتت فضجّت. لسان العرب ١٤ : ٣٢٩ ـ رغا.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٣ / ١١ ، وعنهما في البحار ٤٦ : ١٤٨ / ٤.

٤ ـ يحيى بن خالد : هو البرمكي أبو علي ، كان المهدي قد ضمّ هارون الرشيد إليه وجعله في


وهو يعلم فيكون معيناً على نفسه؟! فقال : « لا ، إنّه يعلم قبل ذلك ليتقدّم فيما يحتاج إليه ، فإذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسيان ليمضي فيه الحكم » (١).

[ ٢٨ / ٢٨ ] سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة (٢) وعبدالله بن محمّد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحارث بن البطل ، عن أبي بصير ، أو عمّن رواه عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « أيّ إمام لا يعلم ما يُصيبه ، ولا إلى ما يصير أمره فليس ذلك بحجّة الله على خلقه » (٣).

[ ٢٩ / ٢٩ ] يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم (٤) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « مرض أبو جعفر 7 مرضاً شديداً فخفت عليه ، فقال : ليس عليّ من مرضي هذا بأس ، قال : ثم مكث (٥) ما شاء الله ثمّ

__________________

حجره ، فلمّا استخلف هارون عرف ليحيى حقّه وكان يعظّمه ، وجعل اصدار الأمور وإيرادها إليه ، إلى أن نكب هارون البرامكة فغضب عليه وخلّده الحبس ، ومات سنة تسعين ومائة وهو ابن سبعين سنة. اُنظر تاريخ بغداد ٤ : ١٢٨ و ١٣٢.

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٣ / ١٢ ، وعنهما في البحار ٢٧ : ٢٨٥ / ٢.

٢ ـ في نسخة : « س و ض و ق » : سليمان بن ساعدة.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٤ / ١٣ ، وعنهما في البحار ٢٧ : ٢٨٦ / ٤.

٤ ـ هشام بن سالم : هو الجواليقي الجعفي مولاهم كوفي أبو محمّد ، كان من سبي الجوزجان ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، ثقة ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم 8 وكان من المتكلّمين الذين يعتمد عليهم الإمام الصادق 7 في المحاججات مع الخصوم.

اُنظر رجال النجاشي : ٤٣٤ / ١١٦٥ ، رجال البرقي : ٣٤ و ٤٨ ، رجال الشيخ : ٣٢٩ / ١٧ و ٣٦٣ / ٢ ، رجال العلاّمة : ٢٨٩ / ١٠٦٢ ، رجال الكشي : ٢٧٥ / ٤٩٤.

٥ ـ في نسختي « س و ض » : سكت.


اعتلّ علّة خفيفة فجعل يوصينا ، ثم قال : يا بني أدخل عليّ نفراً من أهل المدينة حتى اُشهدهم ، فقلت له : يا أبة ليس عليك بأس ، فقال : يا بني إنّ الذي جاءني فأخبرني أنّي لست بميّت في مرضي ذلك هو الذي أخبرني أنّي ميّت في مرضي هذا » (١).

[ ٣٠ / ٣٠ ] وعنهما ، عن محمّد بن الفضيل ، عن علي بن أبي حمزة الثمالي (٢) ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : « والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم 7 إلاّ وفيها إمام يُهتدى به إلى الله ، وهو حجّة لله على عباده ، فلا تبقى الأرض بغير إمام حجّة الله على عباده » (٣).

[ ٣١ / ٣١ ] وعنهم عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السرّاج ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 تخلو الأرض من عالم منكم حيّ ظاهر ، يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال : « لا يا أبا يوسف وإنّ ذلك لبيّن في كتاب الله عزّ وجلّ وهو قوله ( يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ) (٤) اصبروا على دينكم ، وصابروا عدوّكم ، ورابطوا إمامكم فيما أمركم وفرض عليكم » (٥).

[ ٣٢ / ٣٢ ] أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن حمزة بن حمران (٦) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « لو بقي على الأرض اثنان لكان أحدهما حجّة

__________________

١ ـ أورد الصفار نحوه في بصائر الدرجات : ٤٨١ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٢٨٧ / ٦.

٢ ـ في البصائر والعلل والكافي : عن أبي حمزة ، وفي الغيبة : عن أبي حمزة الثمالي.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٥ / ٤ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ١٧٨ / ٨ ، والصدوق في علل الشرائع : ١٩٧ / ١١ ، والنعماني في الغيبة : ١٣٨ / ٧.

٤ ـ آل عمران ٣ : ٢٠٠.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٧ / ١٦ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥١ / ١٠٥.

٦ ـ في البصائر والكافي : حمزة بن الطيار ، والظاهر كلا السندين صحيح ، لأنّهما يرويان عن


على صاحبه » (١).

[ ٣٣ / ٣٣ ] أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : كتب أبو الحسن الرضا 7 إلى أحمد بن عمر الحلاّل (٢) في جواب كتابه :

بسم الله الرحمن الرحيم

« عافانا الله وإيّاك بأحسن عافية ، سألت عن الإمام إذا مات بأيّ شيء يُعرف الإمام الذي بعده؟ الإمام له علامات منها : أن يكون أكبر ولده ، ويكون فيه الفضل ، وإذا قدم الركب المدينة قالوا : إلى من أوصى فلان؟ قالوا : إلى فلان بن فلان ، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، فكونوا مع السلاح أينما كان » (٣).

[ ٣٤ / ٣٤ ] عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : سألت الرضا 7 فقلت : تخلو

__________________

أبي عبدالله 7 وعنهما محمّد بن سنان. انظر رجال الطوسي : ١٧٧ / ٢٠٧ و ٢٠٩ ، ومعجم رجال الحديث ٧ : ٢٧٩ و ٢٨٣ و ١٧ : ١٤٨.

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٧ / ٣ باختلاف يسير ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥٢ / ١٠٨ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ١٧٩ / ٢.

٢ ـ في نسخة « ض » : الخلاّل ، وفي معادن الحكمة للفيض الكاشاني : الجلاّب ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم 7 ، وعدّه الطوسي من أصحاب الإمام الرضا 7 وتارة في من لم يرو عنهم : ، وقال النجاشي : روى عن الإمام الرضا 7 وله عنه مسائل ، كان يبيع الحل يعني الشيرج.

اُنظر رجال البرقي : ٥٢ ، رجال الطوسي : ٣٦٨ / ١٩ و ٤٤٧ / ٥١ ، رجال النجاشي : ٩٩ / ٢٤٨ ، معجم رجال الحديث ٢ : ١٩١ / ٧٣٠.

والشَيْرَجُ : معرّب شيره ، وهو دهن السمسم. المصباح المنير : ٣٠٨ ـ شرج.

٣ ـ الكافي ١ : ٢٨٤ / ١ ، الخصال : ١١٦ / ٩٨ ، باختلاف يسير ، وعن المختصر في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة : ٢ : ١٦٤ / ١٤٠.


الأرض من حجّة؟ فقال : « لو خلت الأرض من حجّة طرفة عين لساخت (١) بأهلها » (٢).

[ ٣٥ / ٣٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن علي بن قيس (٣) ، قال : لمّا قدم أبو عبدالله 7 على أبي جعفر (٤) أقام أبو جعفر مولى له على رأسه ، وقال له : إذا دخل عليّ فاضرب عنقه ، فلمّا دخل أبو عبدالله 7 على أبي جعفر فنظر 7 إلى أبي جعفر فأسرّ شيئاً فيما بينه وبين نفسه ولم ندر ما هو ، ثم أظهر : « يا من يكفي خلقه كلّه (٥) ولا يكفيه أحد اكفني شرّ عبدالله بن محمّد بن علي » (٦) فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه لا يبصره ، فقال أبو جعفر : يا جعفر بن محمّد لقد عنّيتك (٧) في هذا الحر فانصرف.

فخرج أبو عبدالله 7 من عنده ، فقال أبو جعفر لمولاه : ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟ فقال : لا والله ما أبصرته ، ولقد جاء شيء فحال بيني وبينه ، فقال

__________________

١ ـ ساخت : انخسفت ، وساخت الأقدام : بمعنى غاصت. لسان العرب ٣ : ٢٧ ـ سوخ.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٩ / ٨ ، وأورده الصدوق في عيون أخبار الرضا 7 ١ : ٢٧٢ / ٤ ، وعلل الشرائع : ١٩٩ / ٢١ ، وكمال الدين : ٢٠٤ / ١٥ بتقديم وتأخير.

٣ ـ في البصائر والكافي : علي بن ميسر.

٤ ـ هو أبو جعفر المنصور العباسي.

٥ ـ في البصائر والكافي : كلّهم.

٦ ـ في البصائر والكافي : عبدالله بن علي ، والصحيح ما في المتن لأن عبدالله بن علي هو عمّ المنصور وليس هو المراد به في الرواية. انظر سير أعلام النبلاء ٧ : ٨٣.

٧ ـ في البصائر : أتعبتك ، وفي الكافي : عيّيتك ، وفي المختصر المطبوع : غثثتك.


أبو جعفر : والله لئن حدَّثت بهذا الحديث أحداً لأقتلنّك (١).

[ ٣٦ / ٣٦ ] محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن وهب (٢) قال : كنت عند أبي عبدالله 7 بالمدينة وهو راكب حماره ، فنزل وقد كنّا صرنا إلى السوق أو قريباً من السوق ، قال : فنزل وسجد وأطال السجود وأنا أنتظره ، ثمّ رفع رأسه ، فقلت : جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت؟! فقال : « إنّي ذكرت نعمة الله عليّ فسجدت » قال : قلت : قريباً من السوق والناس يجيئون ويذهبون؟ فقال 7 : « إنّه لم يرني أحد » (٣).

[ ٣٧ / ٣٧ ] علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن أبي نصر الخزّاز ، عن عمرو بن شمر (٤) ، عن جابر بن يزيد ، عن

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٤ / ١ ، وعنهما في البحار ٤٧ : ١٦٩ / ١١ ، وأورده الكليني في الكافي ٢ : ٥٥٩ / ١٢.

٢ ـ معاوية بن وهب : هو البجلي أبو الحسن ، عربي صميمي ، ثقة ، حسن الطريقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8. وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7. وقال المفيد في رسالته العددية : إنّه من الفقهاء والأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق لأحد إلى ذمّ واحد منهم.

اُنظر رجال النجاشي : ٤١٢ / ١٠٩٧ ، رجال العلاّمة : ٢٧٤ / ٩٩٦ ، رجال الشيخ : ٣١٠ / ٤٨٣ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٢٤٥.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٥ / ٢ ، وعنه في البحار ٤٧ : ٢١ / ١٩.

٤ ـ عمرو بن شمر : هو أبو عبدالله الجعفي عربي ، روى عن أبي عبدالله 7 ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الباقر 7.

انظر رجال النجاشي : ٢٨٧ / ٧٦٥ ، رجال البرقي : ٣٥ ، رجال الشيخ : ١٣٠ / ٤٥ و ٢٤٩ / ٤١٧.


أبي جعفر 7 قال : « صلّى رسول الله 9 ليلة فقرأ ( تبّت يدا أبي لهب ) (١) فقيل لاُمّ جميل ـ امرأة أبي لهب ـ إنّ محمّداً 9 لم يزل البارحة يهتف بكِ وبزوجك في صلاته ، فخرجت تطلبه وهي تقول : لئن رأيته لاُسمِعنّه (٢) ، وجعلت تنشد : من أحسّ لي محمّداً ، فانتهت إلى النبي 9 وأبو بكر جالس معه إلى جنب حائط ، فقال أبو بكر : يا رسول الله لو تنحّيت ، هذه اُمّ جميل وأنا خائف أن تُسمعك ما تكرهه ، فقال : إنّها لم ترني ولن تراني ، فجاءت حتى قامت عليهما ، فقالت : يا أبا بكر رأيت محمّداً؟ فقال : لا ، فمضت ، قال أبو جعفر 7 : ضرب بينهما حجاب أصفر » (٣).

[ ٣٨ / ٣٨ ] عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 قال : سمعته يقول : « ليس عند أحد شيء من حقّ ولا ميراث ، وليس أحد من الناس ( يقضي بحقّ ولا بعدل إلاّ شيء خرج منّا أهل البيت ، وليس أحد ) (٤) يقضي بقضاء يصيب فيه الحقّ إلاّ مفتاحه قضاء علي 7 ، فإذا كان الخطأ فمن قبلهم والصواب من قبلنا ، أو كما قال » (٥).

__________________

١ ـ المسد ١١١ : ١.

٢ ـ لاُسمعنَّه : وهو من التسميع يعني التشنيع والشتم. انظر لسان العرب ٨ : ١٦٥ ـ والصحاح ٣ : ١٢٣٢ ـ سمع.

٣ ـ أورد الطبرسي مثلها في مجمع البيان ٥ : ٢٦٠ ، عن أسماء بنت أبي بكر ، والراوندي في الخرائج والجرائح ٢ : ٧٧٥ / ٩٨ ، وأورد الحادثة ابن هشام في السيرة النبوية ١ : ٣٨٠ بلفظ آخر.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٩ / ٢ ، وأورد مثله الكليني في الكافي ١ : ٣٩٩ / ١ ، والمفيد في الأمالي : ٩٥ / ٦.


[ ٣٩ / ٣٩ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن عيسى ابن عبيد ، عن الحسين بن سعيد جميعاً عن فضالة بن أيوب (١) ، عن القاسم بن بريد (٢) ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن ميراث العلم ما مبلغه أجوامع هو من هذا العلم أم تفسير كلّ شيء من هذه الاُمور التي نتكلّم فيها؟ فقال : « إنّ لله عزّ وجلّ مدينتين : مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ، فيهما قوم لا يعرفون إبليس ، ولا يعلمون بخلق إبليس ، نلقاهم في كلّ حين ، فيسألونا عمّا يحتاجون إليه ، ويسألونا عن الدعاء فنعلّمهم ، ويسألونا عن قائمنا متى يظهر ، وفيهم عبادة واجتهاد شديد.

ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ ، لهم تقديس وتمجيد ، ودعاء واجتهاد شديد ، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم ، يصلّي الرجل منهم شهراً لايرفع رأسه من سجدته ، طعامهم التسبيح ، ولباسهم الورع (٣) ، ووجوههم مشرقة بالنور ، وإذا رأوا منّا واحداً احتوشوه (٤) واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره من الأرض يتبرّكون به ، لهم دويّ إذا صلّوا كأشدّ من دويّ الريح العاصف.

__________________

١ ـ فضالة بن أيوب : هو الأزدي ، عربي سكن الأهواز ، وهو فقيه من فقهائها ، ثقة في حديثه ، مستقيماً في دينه ، روى عن الإمام موسى بن جعفر 7 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الرضا 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٥٠ ، رجال البرقي : ٤٩ ، رجال الطوسي : ٣٥٧ / ١ و ٣٨٥ / ١ ، خلاصة الأقوال : ٢٣٠ / ٧٧٤ ، رجال ابن داود : ١٥١ / ١١٩١.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : القاسم بن يزيد.

٣ ـ في نسخة « ق و س » : الورق ، وكذا البحار.

٤ ـ في نسختي « ق و ض و س » : تخشوه ، وفي البحار : لحسوه.


منهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قائمنا ، يدعون الله عزّ وجلّ أن يريهم إيّاه ، وعمر أحدهم ألف سنة ، إذا رأيتهم رأيت الخشوع والإستكانة ، وطلب ما يقرّبهم إلى الله جلّ وعزّ ، إذا احتبسنا عنهم ظنّوا أنّ ذلك من سخط ، يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم فيها ، فلا يسأمون ولا يفترون ، يتلون كتاب الله عزّ وجلّ كما علّمناهم ، وإنّ فيما نعلّمهم ما لو تُلي على الناس لكفروا به ولأنكروه.

يسألونا عن الشيء إذا ورد عليهم من القرآن لا يعرفونه ، فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يستمعون منّا ، وسألوا لنا البقاء وأن لا يفقدونا ، ويعلمون (١) أنّ المنّة من الله تعالى عليهم فيما نعلّمهم عظيمة ، ولهم خرجة مع الإمام إذا قام ، يسبقون فيها أصحاب السلاح ، ويدعون الله عزّ وجلّ أن يجعلهم ممّن ينتصر بهم لدينه ، فهم (٢) كهول وشبّان ، إذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره ، لهم طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الإمام 7 ، فإذا أمرهم الإمام 7 بأمر قاموا إليه (٣) أبداً حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره ، لو أنّهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة ، لا يعمل (٤) فيهم الحديد.

لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد ، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقدّه حتى يفصله ، ويغزو بهم الإمام 7 الهند والديلم والكرد والروم (٥) وبربر وفارس ،

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : ويعرفون.

٢ ـ في نسخة « ض » : فيهم.

٣ ـ في البحار : عليه.

٤ ـ في نسخة « س » : لا يحيك ، وفي المختصر المطبوع : لا يختل.

٥ ـ في نسخة « س » : ومرو.


وما بين جابرسا (١) إلى جابلقا (٢) ـ وهما مدينتان واحدة بالمشرق وواحدة بالمغرب ـ لا يأتون على أهل دين إلاّ دعوهم إلى الله عزّ وجلّ ، وإلى الإسلام ، والإقرار بمحمّد 9 ، والتوحيد ، وولايتنا أهل البيت.

فمن أجاب منهم ودخل في الإسلام تركوه وأمّروا عليه أميراً منهم ، ومن لم يجب ولم يقرّ بمحمّد 9 ، ولم يقرّ بالإسلام ، ولم يسلم قتلوه ، حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحدٌ إلاّ آمن » (٣).

[ ٤٠ / ٤٠ ] حدّثنا سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمّد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن سماعة بن مهران ( عمّن حدّثه ، عن الحسن بن حي ) (٤)

__________________

١ ـ جَابَرْس : مدينة بأقصى المشرق ، يقول اليهود : إنّ أولاد موسى 7 هربوا إما في حرب طالوت أو في حرب بخت نصّر ، فسيّرهم الله وأنزلهم بهذا الموضع ، فلا يصل إليهم أحد ، وإنّهم بقايا المسلمين ، وإنّ الأرض طويت لهم ، وجعل الليل والنهار عليهم سواء حتى انتهوا إلى جابرس. معجم البلدان ٢ : ٩٠.

٢ ـ جابلق : مدينة بأقصى المغرب ، وأهلها من ولد عاد ، وأهل جابَرس من ولد ثمود ، ففي كلّ واحدة منهما بقايا ولد موسى 7 ، وللحسن المجتبى 7 ـ عندما عقد الهدنة مع معاوية ـ خطبة قال فيها : أيّها الناس إنّكم لو نظرتم ما بين جابرس وجابلق ما وجدتم ابن نبي غيري وغير أخي ... معجم البلدان ٢ : ٩١.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٠ / ٤ ، عن هشام الجواليقي باختلاف ، وأورده المصنّف في كتابه المحتضر : ١٠٣ ، والمجلسي في البحار ٥٧ : ٣٣٢ / ١٧ ، عن المحتضر والمختصر. وج ٢٧ : ٤١ / ٣ ، عن البصائر.

٤ ـ في البحار : سماعة بن مهران ، عن أبي الجارود ، والظاهر ما في المتن والبصائر هو الصحيح ، لأني لم أجد في ترجمة سماعة أنّه يروي عن أبي الجارود ، ولا عن الحسن بن حي ، إذاً لابدّ من وجود واسطة بينهما ، فمن هو؟ الظاهر هو الحسن بن محبوب من خلال طبقته في الحديث. اُنظر معجم رجال الحديث ٦ : ٩٩ و ٩ : ٣٠٩ و ٢٢ : ٨١.


وأبي الجارود ذكراه عن أبي سعيد عقيصا الهمداني قال : قال الحسن بن علي 8 : « إنّ لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ، على كلّ واحدة منهما سور من حديد في كلّ سور سبعون ألف مصراع (١) ذهباً ، يدخل في كلّ مصراع سبعون ألف ألف آدمي ، ليس فيها لغة إلاّ وهي مخالفة للاُخرى ، وما منها لغة إلاّ وقد علمناها ، وما فيهما وما بينهما ابن نبيّ غيري وغير أخي ، وأنا الحجّة عليهم » (٢).

[ ٤١ / ٤١ ] وعنه ، عن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربّه الصيرفي ، عن محمّد بن سليمان ، عن يقطين الجواليقي ، عن فلفلة (٣) ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق جبلاً محيطاً بالدنيا من زبرجدة خضراء ، وإنّما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل ، وخلق خلفه خلقاً لم يفترض عليهم شيئاً ممّا افترض على خلقه من صلاة وزكاة ، وكلّهم يلعن رجلين من هذه الاُمّة ـ وسمّاهما ـ » (٤).

[ ٤٢ / ٤٢ ] أحمد بن الحسين ، عن علي بن الريّان (٥) ، عن عبيد الله بن عبدالله

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : ألف مصراع ، بدل : سبعون ألف مصراع.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٢ / ٥ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٤٤ / ٤.

٣ ـ في البصائر والبحار ج ٦٠ : قلقلة ، وكلاهما لم يذكرا في كتب التراجم ، إلاّ النمازي ذكر قلقلة وذكر طريق الصفّار إليه. انظر مستدركات النمازي ٦ : ٢٨١ / ١١٨٩٥.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٢ / ٦ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٤٧ / ١٠ ، و ٦٠ : ١٢٠ / ٩.

٥ ـ في البصائر : علي بن زيّات. وعلي بن الريّان : هو ابن الصلت الأشعري القمّي ، ثقة ، له عن أبي الحسن الثالث 7 نسخة ، وكان وكيلاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الهادي 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام العسكري 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٧٨ / ٧٣١ ، رجال البرقي : ٥٨ ، رجال الطوسي : ٤١٩ / ٢٤ و ٤٣٣ / ١٤ ، خلاصة الأقوال : ١٨٥ / ٥٤٨ ، معجم رجال الحديث ١٣ : ٢٨.


الدهقان ، عن أبي الحسن الرضا 7 قال : سمعته يقول : « إنّ لله خلف هذا النطاق (١) زبرجدة خضراء منها اخضرّت السماء » قلت : وما النطاق (٢)؟ قال : « الحجاب ، ولله عزّ وجلّ وراء ذلك سبعون ألف عالم (٣) أكثر من عدد الجنّ والإنس ، وكلّهم يلعن فلاناً وفلاناً » (٤).

[ ٤٣ / ٤٣ ] محمّد بن هارون بن موسى ، عن أبي يحيى سهل بن زياد الواسطي (٥) ، عن عجلان بن صالح (٦) ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قبّة آدم 7 ،

__________________

١ و ٢ ـ في نسختي « س و ض » والمختصر المطبوع : نطاف.

والنطاق : هي أعراض من جبال بعضها فوق بعض ، أي نواح وأوساط. لسان العرب ١٠ : ٣٥٦ ـ نطق.

والحجاب : ما أشرف من الجبل. لسان العرب ١ : ٢٩٩ ـ حجب.

٣ ـ في نسخة « س » زيادة : وأهل كل عالم.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٢ / ٧ ، وعنه في البحار ٥٧ : ٣٣٠ / ١٥ و ٥٨ : ٩١ / ١٠ ، وأورده المصنّف أيضاً في كتابه المحتضر : ١٦٠ ـ ١٦١.

٥ ـ في البصائر : أبو يحيى الواسطي ، عن سهل بن زياد ، قال النجاشي : سُهَيل بن زياد أبو يحيى الواسطي ، لقى مولانا الإمام أبا محمّد العسكري 7 ، واُمّه بنت محمّد بن النعمان أبو جعفر الأحول مؤمن الطاق ، له كتاب النوادر ، وكذلك ضبطه العلاّمة الحلّي.

انظر رجال النجاشي : ١٩٢ / ٥١٣ ، فهرست الشيخ : ١٤٢ / ٣٤٠ ، خلاصة الأقوال : ٣٥٧ / ١٤١٢ ، معجم رجال الحديث ١٣ : ٩٦ / ١٤٩٥٩ ، تنقيح المقال ٣ : ٣٩ باب الكنى و ٢ : ٧٧ / ٥٤٣٢.

٦ ـ في نسختي « ض و ق » : عجلان بن أبي صالح ، وفي البصائر والكافي : عجلان أبو صالح ، والظاهر هو الصواب ، وقد ذكر السيد الخوئي في معجمه ثلاثة أسماء : عجلان بن صالح وعجلان بن أبي صالح


فقلت : هذه قبّة آدم 7؟ فقال : « نعم والله ، ولله عزّ وجلّ قباب كثيرة ، أما أنّ لخلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغرباً ، أرضاً بيضاء مملوءة خلقاً يستضيئون بنورها ، لم يعصوا الله طرفة عين ، لا يدرون أخلق الله عزّ وجلّ آدم 7 أم لم يخلقه ، يبرؤون من فلان وفلان ».

قيل له : كيف هذا وكيف يبرؤون من فلان وفلان وهم لا يدرون إنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه؟ فقال للسائل عن ذلك : « أتعرف ابليس؟ » (١) فقال : لا ، إلاّ بالخبر ، قال : « إذاً اُمرت بلعنه والبراءة منه؟ » ، قال : نعم ، فقال : « فكذلك اُمر هؤلاء » (٢).

[ ٤٤ / ٤٤ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن جابر بن يزيد (٣) ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّ من وراء

__________________

وعجلان أبو صالح وقال : الصحيح هو عجلان أبو صالح ، وهو من أصحاب الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال البرقي : ٤٣ ، جامع الرواة ١ : ٥٣٦ ـ ٥٣٧ ، تنقيح المقال ٢ : ٢٥٠ / ٧٨٢٤ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ١٤٤ ـ ١٤٦.١ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : أكنت تلعن ابليس.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٣ / ٨ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٤٥ / ٥ وأورده الكليني في الكافي ٨ : ٢٣١ / ٣٠١ ، إلى قوله : يبرؤون من فلان وفلان.

٣ ـ لم يرد في البصائر ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، لأنّي لم أجد من يقول إنّ عبد الصمد ابن بشير يروي عن الإمام أبي جعفر 7 ، بل كلّ من ترجم له يقول : إنّه ممّن روى عن الإمام الصادق 7 ، ولذا لابدّ من وجود واسطة ألا وهو جابر بن يزيد.

وعبد الصمد بن بشير : هو العُرامي العبدي مولاهم ، كوفي ، ثقة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.


شمسكم هذه أربعين عين شمس ، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً ، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه.

وإنّ من وراء قمركم هذا أربعين قرصاً من القمر ، ما بين القرص إلى القرص أربعون عاماً ، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم أم لم يخلقه ، قد اُلهموا كما اُلهمت النحلة بلعن الأوّل والثاني في كلّ الأوقات ، وقد وكّل بهم ملائكة متى لم يلعنوا عُذّبوا » (١).

[ ٤٥ / ٤٥ ] يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير (٢) ، عن رجاله ، عن أبي عبدالله 7 يرفعه إلى الحسن بن علي صلّى الله عليهما قال : « إنّ لله عزّ وجلّ مدينتين : إحداهما بالمشرق والاُخرى بالمغرب ، عليهما سور من حديد ، يدور على كلّ واحدة

__________________

انظر رجال الشيخ : ٢٣٦ / ٢٣٠ ، رجال النجاشي : ٢٤٨ / ٦٥٤ ، رجال البرقي : ٢٤ ، رجال ابن داود : ١٢٩ / ٩٥٩ ، خلاصة الأقوال : ٢٢٦ / ٧٥٦ ، منتهى المقال ٤ : ١٣١ / ١٦٢١ ، تنقيح المقال ٢ : ١٥٣ / ٦٥٩٧ ، معجم رجال الحديث ١١ : ٢٥.

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٣ / ٩ ، وعنهما في البحار ٢٧ : ٤٥ / ٦ ، باختلاف يسير.

٢ ـ وهو محمد بن زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي ، كان أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، أدرك أبا الحسن موسى والامامين من بعده : ، وكان من أصحاب الاجماع ، جليل القدر عظيم الشأن ، وأصحابنا يسكنون إلى مراسيله لأنّه لايرسل إلاّ عن ثقة ، وقد بلغت رواياته أربعة آلاف وسبعمائة وخمسة عشر مورداً.

وقيل : إنّ اُخته دفنت كتبه في حال استتارها ، وكونه في الحبس أربع سنين فهلكت الكتب ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله ، وقد صنّف كتباً كثيرة بلغت أربعة وتسعين كتاباً منها : المغازي والبداء والاحتجاج في الامامة والحج و ... مات رضوان الله عليه سنة سبع عشرة ومائتين.

اُنظر الكنى والألقاب : ١٩١ ، رجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧ ، معجم رجال الحديث ٢٣ : ١١٣.


منهما سبعون ألف ألف مصراع ذهباً ، وفيها سبعون ألف ألف لغة ، يتكلّم أهل كلّ لغة بخلاف لغة صاحبتها ، وأنا أعرف جميع اللغات ، ولا فيهما ولا بينهما حجّة غيري وغير الحسين أخي 7 » (١).

[ ٤٦ / ٤٦ ] حدّثني الحسن بن عبد الصمد ، قال : حدّثني ( الحسن بن علي بن أبي عثمان ) (٢) ، قال : حدّثني أبو الهيثم خالد بن الأرمني ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : « إنّ لله عزّ وجلّ بالمشرق مدينة اسمها جابُلقا ، لها اثنى عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة (٣) فرسخ ، على كلّ باب برج فيه اثنى عشر ألف مقاتل يهلبون (٤) الخيل ، ويشحذون (٥) السيوف والسلاح ، ينتظرون قيام قائمنا.

وإنّ لله عزّ وجلّ بالمغرب مدينة يقال لها : جابُرسا لها اثني عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة (٦) فرسخ ، على كلّ باب برج فيه اثنى عشر ألف مقاتل ، يهلبون الخيل ، ويشحذون السلاح ، ينتظرون قائمنا ، وأنا الحجّة عليهم » (٧).

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٣ / ١١ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٤١ / ٢ باختلاف يسير ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٦٢ / ٥ ، باختلاف يسير.

٢ ـ في نسخة « ض و س » : الحسن بن علي بن أبي عمير ، وفي نسخة « ق » : الحسن بن علي ، عن ابن أبي عمير.

٣ ـ في نسخة « ق » : مائة ، بدل : مسيرة.

٤ ـ الهُلَبُ : ما غلظ من الشعر ، وهلبت الفرس : إذا نتفت هُلبَه. الصحاح ١ : ٢٣٨ ـ هلب.

٥ ـ شحذ : حَدّ. مجمع البحرين ٣ : ١٨٢ ـ شحذ.

٦ ـ في نسخة « ق » : مائة ، بدل : مسيرة.

٧ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٧ : ٣٣٤ / ١٩ ، وأورده المصنّف في المحتضر : ١٠٢.


[ ٤٧ / ٤٧ ] وعنه ، عن ( الحسن بن علي بن أبي عثمان ) (١) ، قال : حدّثنا العبّاد بن عبدالخالق ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله 7.

وعن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ لله عزّ وجلّ اثنى عشر ألف عالم ، كلّ عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين ، ما يرى كلّ عالم منهم ، إنّ لله عالماً غيرهم وأنا الحجّة عليهم » (٢).

[ ٤٨ / ٤٨ ] حدّثنا معاوية بن حكيم ، عن إبراهيم بن أبي سمال (٣) ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا 7 : إنّا قد روينا عن أبي عبدالله 7 : « أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام » وقد بلغنا هذا الحديث فما تقول فيه؟

فكتب إليّ : « إنّ الذي بلغك هو الحق » قال : فدخلت عليه بعد ذلك ، فقلت له :

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : الحسن بن علي بن أبي عمير ، وفي نسخة « ق » : الحسن بن علي ، عن ابن أبي عمير.

٢ ـ أورده الصدوق في الخصال : ٦٣٩ / ٢ ، وعنه وعن المختصر في البحار ٥٧ : ٣٢٠ / ٢.

٣ ـ في نسخة « ض » : إبراهيم بن أبي سباك ، وفي « س » : ابراهيم بن سماك ، وفي المختصر المطبوع : إبراهيم بن أبي سماك ، وما أثبتناه من نسخة « ق » ظاهراً هو الصحيح ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم 7 ، قائلاً : إبراهيم وإسماعيل ابنا سمّاك واقفيان ، واستظهر السيد الخوئي إنّ في نسخة رجال الطوسي غلط ، وقال : والصحيح ابنا أبي سمّال. وذكره الشيخ في الفهرست : إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال ، وضبطه العلاّمة في الخلاصة بالسين المهملة واللام ، وقال النجاشي : إبراهيم بن أبي بكر محمد بن الربيع يكنى بأبي بكر ـ ابن أبي السمال ... ثقة هو وأخوه إسماعيل رويا عن أبي الحسن موسى 7 ، ثقة.

انظر رجال الشيخ : ٣٤٤ / ٣٣ ، رجال النجاشي : ٢١ / ٣١ ، فهرست الشيخ : ٩ / ٢٤ ، خلاصة الأقوال : ٣١٤ / ١٢٣٠ ، رجال الكشي : ٤٧١ / ٨٩٧ ، معجم رجال الحديث ١ : ١٦٨.


أبوك من غسّله ، ومن وليه؟ فقال : « لعلّ الذين حضروه أفضل من الذين تخلّفوا عنه » قلت : ومن هم؟ قال : « حضره الذين حضروا يوسف 7 ، ملائكة الله ورحمته » (١).

[ ٤٩ / ٤٩ ] أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبدالرحمن السلماني ، عن حبيش بن المعتمر (٢) ، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : « دعاني رسول الله 9 فوجّهني إلى اليمن لاُصلح بينهم ، فقلت : يارسول الله إنّهم قوم كثير ولهم سنّ وأنا شاب حدث ، فقال : يا علي إذا صرت بأعلى عقبة (٣) أفيق (٤) فناد بأعلى صوتك : ياشجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمّد رسول الله 9

__________________

١ ـ نقله المجلسي في البحار ٢٧ : ٢٨٨ / ١ ، عن المختصر.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : جيش بن المعتمر ، ذكر السيد الخوئي : حنش بن المعتمر ، قائلاً : لم يوجد في النسخة المطبوعة لرجال الطوسي ، ولكنّه موجود في النسخة الخطّية للاسترآبادي. ويؤيّد هذا وجوده الآن في النسخة المحقّقة لرجال الطوسي ص ٦٢ / ٣٧ ، وقد عدّه من أصحاب الإمام أمير المؤمنين 7.

والذي موجود في النسخة المطبوعة بالنجف من رجال الطوسي ص ٤٠ / ٣٧ : حش بن المغيرة ، وأشار بحر العلوم في هامش الصفحة : في نسخة : حنش بن المعتمر.

وقال النمازي : إنّ جيش مصحّفة من حبيش ، ورجّح المامقاني حنش على حبش ، كما وذكره ابن حجر والمزّي : حنش بن المعتمر ، وهو أبو المعتمر تابعي.

اُنظر معجم رجال الحديث ٧ : ٣٢١ ، مستدركات النمازي ٢ : ٢٩٢ ، تنقيح المقال ١ : ٣٨١ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٥١ ، تهذيب الكمال ٧ : ٤٣٢.

٣ ـ العقبة : بالتحريك هو الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ منه ، وهو طويل صعب إلى صعود الجبل. معجم البلدان ٤ : ١٣٤.

٤ ـ أفيق : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة وقاف : قرية من حَوران في طريق الغَور في أوّل العقبة المعروفة بعقبة أفيق. معجم البلدان ١ : ٢٣٢ ـ ٢٣٣.


يقرؤكم السلام.

قال : فذهبت ، فلمّا صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن ، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي ، مشرعون رماحهم ، مسوّون أسنّتهم ، متنكّبون قسيّهم (١) ، شاهرون سلاحهم ، فناديت بأعلى صوتي : يا شجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمّد رسول الله 9 يقرؤكم السلام ، قال : فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلاّ ارتجّت بصوت واحد : وعلى محمّد رسول الله السلام وعليك السلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا إليّ مسرعين ، فأصلحت بينهم وانصرفت » (٢).

[ ٥٠ / ٥٠ ] ( أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ) (٣) ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، ( عن أبي عبيدة الحذّاء ) (٤) وزرارة بن أعين (٥) ، عن

__________________

١ ـ قسيّهم : واحدها قوس وهو آلة نصف دائرة يرمى بها. أقرب الموارد ٢ : ١٠٥١ ـ قوس.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٠١ / ٢ ، باختلاف في السند ، وأورده الراوندي في قصص الأنبياء : ٢٨٥ / ٣٥١ ، ونقله المجلسي في البحار ٤١ : ٢٥٢ / ١١ ، عن المختصر.

٣ ـ في البصائر : أحمد بن محمد ومحمّد بن الحسين.

٤ ـ في البصائر : عن أبي عبدالله 7.

٥ ـ زرارة بن أعين : هو ابن سنسن الشيباني ، مولىً لبني عبدالله بن عمرو السمين ، شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم ، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، ثقه ، صادقاً فيما يرويه. وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الأئمّة الأطهار الباقر والصادق والكاظم : ، مات بعد أبي عبدالله 7 ، وترحم الامام الصادق 7 عليه وقال : « رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي 7 ».


أبي جعفر 7 قال : « لمّا قُتل الحسين بن علي 8 ، أرسل محمّد بن الحنفية إلى علي ابن الحسين 8 فخلا به » ، ثم قال : يا ابن أخي قد علمت أنّ رسول لله 9 كانت الوصية منه ، والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، ثمّ إلى الحسن بن علي 7 ، ثمّ إلى الحسين 7 ، وقد قُتل أبوك صلوات الله عليه ولم يوص ، وأنا عمّك وصنو أبيك ، وولادتي من علي 7 في سنّي وقدمي ، وأنا أحقّ بها منك في حداثتك ، لا تنازعني الوصيّة والإمامة ولا تجانبني (١) ، فقال له علي بن الحسين 8 : « يا عمّ إتّق الله ولا تدّع ما ليس لك بحق ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين ، إنّ أبي صلوات الله عليه يا عم أوصى إليّ في ذلك قبل أن يتوجّه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله 9 عندي ، فلا تتعرّض لهذا فإنّي أخاف عليك نقص العمر وتشتّت الحال.

إنّ الله تبارك وتعالى ـ لمّا صنع الحسين 7 ما صنع ـ (٢) آلى أن لا يجعل

__________________

انظر رجال النجاشي : ١٧٥ / ٤٦٣ ، رجال البرقي : ١٦ و ٤٧ ، رجال الشيخ : ١٢٣ / ١٦ و ٢٠١ / ٩٠ و ٣٥٠ / ١ ، رجال ابن داود : ٩٦ / ٦٢٩ ، رجال العلاّمة : ١٥٢ / ٤٤١ ، رجال الكشي : ١٣٦ / ٢١٧ و ١٣٣ / ٢٠٨.

١ ـ في الكافي : ولا تحاجّني.

٢ ـ في نسختي « ض و ق » : ( لمّا صنع الحسن 7 مع معاوية لعنه الله ما صنع ) وفي المختصر المطبوع : الحسين بدل الحسن ، وما أثبتناه من نسخة « س » هو الأنسب للسياق ، لأنّه حاشا لله تعالى أن يصطفي له حجّة على خلقه وأميناً في أرضه ثمّ يعامله بهذه الصورة ، ثمّ حاشا للإمام أن يكون تصرّفه موجباً لسخط الربّ تبارك وتعالى ، بل إنّ فعل الامام الحسن روحي فداه هو منتهى الحكمة وكمال الصلاح للاُمّة ، ففي هدنته 7 وفي استشهاد الامام


الوصية والإمامة إلاّ في عقب الحسين 7 ، فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود (١) حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك.

قال أبو جعفر 7 : وكان الكلام بينهما بمكّة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين 8 لمحمّد بن علي إئته ياعم وابتهل إلى الله عزّ وجلّ أن يُنطق لك الحجر ، ثم سله عمّا ادّعيت ، فابتهل في الدعاء وسأل الله ثمّ دعا الحجر فلم يجبه.

فقال علي بن الحسين 8 : أما إنّك يا عم لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك ، فقال له محمّد : فادع أنت يا ابن أخي فاسأله ، فدعا الله علي بن الحسين 8 بما أراد ، ثمّ قال : اسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء ، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا مَن الإمام والوصي بعد الحسين 7 ، فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثمّ أنطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال :

اللهمّ إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن علي 8 إلى علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله 9. فانصرف محمّد بن علي بن الحنفيّة وهو يتولّى علي بن الحسين 8 » (٢).

__________________

الحسين 7 بني الإسلام وثبتت ركائزه. وهي الموافقة لرواية الاحتجاج وباختلاف يسير مع عبارة الكافي.

١ ـ الحجر الأسود : في رواية عن أمالي الطوسي عن أمير المؤمنين 7 قال : « وهو من حجارة الجنّة ، وكان لمّا اُنزل في مثل لون الدرّ وبياضه ، وصفاء الياقوت وضيائه ، فسوّدته أيدي الكفّار » ص ٤٧٦ / ذيل حديث ١٠.

وفي رواية عن أبي عبدالله 7 قال : « كان الحجر الأسود أشدّ بياضاً من اللبن فلولا ما مسّه من أرجاس الجاهلية ؛ ما مسّه ذو عاهة إلاّ برئ » علل الشرائع : ٤٢٧ / ١.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٢ / ٣ باختلاف ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٣٤٨ / ٥ ، والطبرسي في الاحتجاج ٢ : ١٤٧ / ١٨٥.


[ ٥١ / ٥١ ] محمّد بن عبدالجبّار (١) قال : حدّثني جعفر بن محمّد الكوفي ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله 7 قال : « لمّا انتهى رسول الله 9 إلى الركن الغربي فجازه ، قال له الركن : يا رسول الله ألست قعيداً من قواعيد بيت ربّك فما بالي لا اُستلم؟ فدنا منه النبي 9 فاستلمه وقال : اسكن عليك السلام غير مهجور (٢) » (٣).

[ ٥٢ / ٥٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري (٤) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 ، قال

__________________

١ ـ في البصائر : محمّد بن الجارود.

ومحمد بن عبدالجبّار ممّن روى عن أبي محمّد الحسن العسكري 7 وروى عنه جمّ غفير منهم سعد بن عبدالله الأشعري ومحمّد بن الحسن الصفار ، وهو قمّي ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الهادي 7.

انظر رجال الشيخ : ٤٢٣ / ١٧ ، رجال البرقي : ٥٩ ، رجال العلاّمة : ٢٤٢ / ٨٢٤.

٢ ـ في نسخة « س » : غير محجوب.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٣ / ٤ ، وعنه في البحار ٩٩ : ٢٢٥ / ٢٣ ، وفيه : لست بعيداً من بيت ربّك وأورده الصدوق في علل الشرائع : ٤٢٩ / ٣ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ٢٨٦ / صدر حديث ٣٥٣.

٤ ـ القاسم بن محمّد الجوهري : كوفي سكن بغداد ، روى عن أبي الحسن موسى 7 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم 7 ، وعدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الصادق 7 ، واُخرى من أصحاب الإمام الكاظم 7 وثالثة في من لم يرو عنهم : ، وقال العلاّمة في خلاصته : واقفي لم يلق أبا عبدالله 7 ، وانظر الأقوال التي تضاربت فيه في معجم رجال الحديث.


« سُمّ رسول الله 9 يوم خيبر ، فتكلّم اللحم فقال : يا رسول الله صلّى الله عليك وعلى آلك إنّي مسموم ، فقال النبي 9 عند موته : اليوم قطّعت مطاياي (١) الأكلة التي أكلتها بخيبر ، وما من نبي ولا وصيّ إلاّ شهيد (٢) » (٣).

[ ٥٣ / ٥٣ ] أحمد وعبد الله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب (٤) ، عن علي بن رئاب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّي لفي عمرة اعتمرتها في الحجر جالساً ، إذ نظرت إلى جانّ قد أقبل من ناحية المسعى حتى دنا من الحجر ، فطاف بالبيت اُسبوعاً ، ثم إنّه أتى المقام

__________________

انظر رجال النجاشي : ٣١٥ / ٨٦٢ ، رجال البرقي : ٥٠ ، رجال الشيخ : ٢٧٦ / ٤٩ و ٣٥٨ / ١ و ٤٩٠ / ٥ ، خلاصة الأقوال : ٣٨٨ / ١٥٥٨ ، معجم رجال الحديث ١٥ : ٥١ ـ ٥٧.

١ ـ مطاياي : كذا في المتن والمصدر والبحار ، وفي كتب اللغة : أطواء ومطاوي أي الأمعاء. انظر تاج العروس ١٠ : ٢٢٩ ـ طوى ، لسان العرب ١٥ : ١٨ ـ ١٩ ـ طوى.

٢ ـ في نسخة « س » زيادة : أو مسموم.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٣ / ٥ ، وعنه في البحار ١٧ : ٤٠٥ / ٢٥ و ٢٢ : ٥١٦ / ٢١.

٤ ـ الحسن بن محبوب : هو السرّاد ويقال له : الزرّاد ، يكنّى أبا علي مولى بجيلة ، كوفي ثقة ، وكان جليل القدر ، يعدّ من الأركان الأربعة في عصره ، وله كتب كثيرة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الكاظم والرضا 8.

وقال الكشي : أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم ، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم وهم ستّة نفر منهم الحسن بن محبوب.

مات ; في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة. انظر فهرست الشيخ : ٤٦ / ١٥١ ، رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٩ و ٣٧٢ / ١١ ، رجال البرقي : ٤٨ و ٥٣ ، رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ و ٥٨٤ / ١٠٩٤ ، رجال ابن داود : ٧٧ / ٤٥٤ ، رجال العلامة : ٩٧ / ٢٢٢.


فقام على ذَنـَبه فصلّى ركعتين ، وذلك عند زوال الشمس ، فبصر به عطاء واُناس من أصحابه ، فأتوني فقالوا : يا أبا جعفر أما رأيت هذا الجان؟ فقلت : رأيته وما صنع ، ثمّ قلت لهم : انطلقوا إليه وقولوا : يقول لك محمّد بن علي : إنّ البيت يحضره أعبد وسودان ، وهذه ساعة خلوته منهم ، وقد قضيت نسكك ونحن نتخوّف عليك منهم ، فلو خفّفت وانطلقت ، قال : فكوّم كومة من بطحاء (١) المسجد برأسه ، ثم وضع ذَنـَبه عليها ثمّ مثل في الهواء » (٢).

[ ٥٤ / ٥٤ ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي (٣) ، عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : « كان رسول الله 9 ذات يوم قاعداً في أصحابه إذ مرّ به بعير فجاء إليه حتى برك بين يديه ، وضرب بجرانه الأرض ورغا ، فقال له رجل من القوم : يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل ، فقال رسول الله 9 : بل اسجدوا لله ،

__________________

١ ـ البطحاء جمعها أبطح : مسيل واسع فيه دقاق الحصى. الصحاح ١ : ٣٥٦ ـ بطح.

٢ ـ أورده الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ٢٨٥ / ١٨ ، وابن الفتال في روضة الواعظين : ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، وذكره باختصار ابن شهرآشوب في المناقب ٤ : ٢٠٣.

٣ ـ في البصائر : أحمد بن موسى الخشاب ، عن عبدالرحمن بن كثير ، ولم أجد للأول ذكر في كتب التراجم.

وأمّا الحسن بن موسى الخشاب ، فهو من وجوه أصحابنا ، مشهور كثير العلم والحديث ، له مصنّفات منها كتاب الردّ على الواقفة ، عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الحسن العسكري 7 ، وفي من لم يرو عنهم :.

انظر رجال النجاشي : ٤٢ / ٨٥ ، رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٥ و ٤٦٢ / ٣ ، خلاصة الأقوال : ١٠٤ / ٢٤٠ ، فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦٠.


إنّ هذا الجمل يشكو أربابه ، ويزعم أنّهم أنتجوه (١) صغيراً واعتملوه ، فلمّا كبر وصار عوراً (٢) كبيراً ضعيفاً أرادوا نحره ، شكا ذلك إليّ.

فداخل رجل من القوم ما شاء الله أن يداخله من الإنكار لقول رسول الله 9 ـ وذكر أبو بصير أنّه عمر ـ فقال : أنت تقول ذلك؟ فقال رسول الله 9 : لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.

ثمّ أنشأ أبو عبدالله 7 فقال : ثلاثة من البهائم تكلّموا على عهد رسول الله 9 : ( الجمل والذئب والبقرة ) (٣) ، فأمّا الجمل فكلامه الذي سمعت ، وأمّا الذئب فجاء إلى النبي 9 فشكا إليه الجوع ، فدعا رسول الله 9 أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذئب شيئاً فشحّوا ، فذهب ثمّ عاد ثانية فشكا الجوع ، فدعاهم رسول الله 9 فشحّوا ، ثمّ عاد ثالثة فشكا الجوع فدعاهم فشحّوا.

فقال رسول الله 9 : اختلف (٤) إلي جدّه. ولو أنّ رسول الله 9 فرض للذئب شيئاً ما زاد الذئب عليه شيئاً حتى تقوم الساعة.

وأمّا البقرة فإنّها أذنت (٥) النبي 9 (٦) ـ وكانت في محلّة بني سالم من

__________________

١ ـ نتجت الناقة : بمعنى ولدت. انظر المصباح المنير : ٥٩٢ ـ نتج.

٢ ـ العور : التعب. مجمع البحرين ٣ : ٤١٦ ـ عور.

٣ ـ في نسختي « ض و ق » : تكلّم الجمل ، وتكلّم الذئب ، وتكلّمت البقرة.

٤ ـ اختلف : تردّد. مجمع البحرين ٥ : ٥٤ ـ خلف ، وفي البصائر والارشاد والقصص : اختلس ، أي أخذ.

٥ ـ أذنت : كقوله تعالى : ( أذنت لربّها ) أي استمعت وأطاعت. مجمع البحرين ٦ : ٢٠٠ ـ أذن. وفي نسخة « س » والمختصر المطبوع : إذ تنبّئ ، وفي نسخة من الارشاد : فإنّها آمنت بالنبي 9 ( هامش نسخة س ).

٦ ـ في البصائر والقصص زيادة : ودلّت عليه.


الأنصار ـ فقالت : يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح : بأن لا إله إلاّ الله ربّ العالمين ، ومحمّد رسول الله 9 سيّد النبيّين ، وعليّ 7 سيّد الوصيّين » (١).

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٣٥١ / ١٣ ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٢٩٦ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ٢٨٧ / ٣٥٤.



باب

في الكرّات (١) وحالاتها وما جاء فيها

[ ٥٥ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر 7 قال : « ليس من مؤمن إلاّ وله قتلة وموتة ، إنّه من قتل نشر حتى يموت ، ومن مات نشر

__________________

١ ـ الكرّ : الرجوع. لسان العرب ٥ : ١٣٥ ـ كرّ.

قال الإمام الصادق 7 : « من أقرّ بسبعة أشياء فهو مؤمن : البراءة من الجبت والطاغوت ، والإقرار بالولاية ، والإيمان بالرجعة ... » صفات الشيعة : ١٠٤ / ٤١.

وقال الشيخ الصدوق في كتابه الاعتقادات : إعتقادنا في الرجعة أنّها حق. ص ٦٠ / ١٨ ( ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ).

وقال العلاّمة المجلسي : الرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار ، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار ، حتى نظّموها في أشعارهم ، واحتجّوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم. وكيف يشكّ مؤمن بحقّية الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح ، رواها نيّف وأربعون من الثقات العظام ، والعلماء الأعلام ، في أزيد من خمسين من مؤلّفاتهم. وظنّي أنّ من يشكّ في أمثالها فهو شاكّ في أئمّة الدين. بحار الأنوار ٥٣ : ١٢٢ ـ ١٢٣.


حتى يُقتل » ثمّ تلوت على أبي جعفر 7 هذه الآية ( كلّ نفس ذائقة الموت ) (١) فقال : « ومنشورة ». قلت : قولك ومنشورة ما هو؟ فقال : « هكذا نزل بها جبرئيل 7 على محمّد 9 : كلّ نفس ذائقة الموت ومنشورة ».

ثمّ قال : « ما في هذه الاُمّة أحد برّ ولا فاجر إلاّ ويُنشر ، فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة أعينهم ، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم ، ألم تسمع أنّ الله تعالى يقول ( ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) (٢).

وقوله تعالى ( يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر ) (٣) يعني بذلك محمّد 9 وقيامه في الرجعة ينذر فيها.

وقوله تعالى ( إنّها لإحدى الكُبَر * نذيراً للبشر ) (٤) يعني محمّد 9 نذيراً للبشر في الرجعة.

وقوله تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (٥) قال : يظهره الله عزّ وجلّ في الرجعة.

وقوله تعالى ( حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد ) (٦) هو علي بن أبي طالب 7 إذا رجع في الرجعة ».

__________________

١ ـ آل عمران ٣ : ١٨٥ ، الأنبياء ٢١ : ٣٥ ، العنكبوت ٢٩ : ٥٧.

٢ ـ السجدة ٣٢ : ٢١.

٣ ـ المدّثّر ٧٤ : ١ ـ ٢.

٤ ـ المدّثّر ٧٤ : ٣٥ ـ ٣٦.

٥ ـ الصف ٦١ : ٩.

٦ ـ المؤمنون ٢٣ : ٧٧.


قال جابر : قال أبو جعفر 7 : « قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قول الله عزّ وجلّ ( رّبَما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (١) قال : هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي ، وخرج عثمان بن عفان وشيعته ، ونقتل بني اُميّة ، فعندها يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين » (٢).

[ ٥٦ / ٢ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن الميثمي (٣) ، عن محمد بن الحسين ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى الحنّاط ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « أيّام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم 7 ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة » (٤).

__________________

١ ـ الحجر ١٥ : ٢.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٤ / ٥٥ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان ١ : ٧٢١ / ٧ ، عن سعد بن عبدالله. وفيه : قال جابر : قال أبو عبدالله 7.

٣ ـ في نسخة « س و ض » والمختصر المطبوع : أحمد بن الحسين الميثمي.

وأحمد بن الحسن الميثمي : هو ابن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار ، مولى بني أسد ، قال أبو عمرو الكشي : كان واقفياً ، وقد روى عن الإمام الرضا عليه السلام ، وهو على كلّ حال ثقة ، صحيح الحديث معتمد عليه ، هذا ما قاله النجاشي. وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام وقال : واقفي ، وقال في الفهرست : كوفي صحيح الحديث سليم ، وله كتاب النوادر.

وللمامقاني قول في أنّه هل وقف على إمامة الإمام الكاظم عليه السلام أم لم يقف؟ فإذا كان وقف كيف يروي عن الإمام الرضا عليه السلام؟

اُنظر رجال النجاشي : ٧٤ / ١٧٩ ، رجال الشيخ : ٣٤٤ / ٣٠ ، رجال الكشي : ٤٦٨ / ٨٩٠ ، فهرست الشيخ : ٢٢ / ٥٦ ، رجال ابن داود : ٣٧ / ٦٦ ، رجال العلاّمة : ٣١٩ / ١٢٥٤ ، تنقيح المقال ١ : ٥٤ / ٣٢٢.

٤ ـ أورده الشيخ الصدوق في الخصال : ١٠٨ / ٧٥ بسنده عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن


[ ٥٧ / ٣ ] أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة (١) ، عن أبي داود ، عن بريدة الأسلمي (٢) قال : قال رسول الله 9 « كيف أنت إذا استيأست اُمّتي من المهدي ، فيأتيها مثل قرن (٣) الشمس ، يستبشر به أهل السماء وأهل الأرض »؟ فقلت : يا رسول الله بعد الموت؟ فقال : « والله إنّ بعد الموت هدى

__________________

يزيد ، عن محمد بن الحسن الميثمي ، عن مثنى الحنّاط ، عن أبي جعفر 7 ، ومعاني الأخبار : ٣٦٥ / ١ ـ باب معنى أيام الله عزّ وجلّ بسند آخر عن مثنّى الحنّاط ، عن الإمام الصادق ، عن أبيه 8.

١ ـ في نسخة « س » والمطبوع : يوسف بن عميرة ، ولم يذكر في الكتب.

٢ ـ بريدة الأسلمي : هو بريدة بن الخصيب ( الخضيب ) الأسلمي الخزاعي مدني عربي من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين 7 ، وعدّه البرقي من أصحاب رسول الله 9 وزاد الشيخ عليه الإمام أمير المؤمنين 7.

قال النمازي : وهو من الإثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر فعله واحتجّوا عليه ، وذكر المجلسي احتجاجه على عمر أيضاً قائلاً : وقام بريدة الأسلمي وقال : يا عمر أتثب على أخي رسول الله وأبي ولده؟ وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك؟ ...

وقال السيّد بحر العلوم في رجاله : هو صاحب لواء أسلم ، شهد خيبر وأبلى فيها بلاءً حسناً ، وشهد الفتح مع النبي 9 ، واستعمله على صدقات قومه ، سكن المدينة ثم انتقل إلى البصرة ثم إلى مرو وتوفي فيها سنة ٦٣ هـ ، وكان آخر من مات من الصحابة.

اُنظر رجال ابن داود : ٥٥ / ٢٣٣ ، رجال العلاّمة : ٨٢ / ١٦٥ ، رجال البرقي : ٢ ، رجال الشيخ : ١٠ / ٢١ و ٣٥ / ١ ، بحار الأنوار ٢٨ : ٢٨٦ ، مستدركات النمازي ٢ : ١٩ ـ ٢٠ ، رجال بحر العلوم ٢ : ١٢٨.

٣ ـ في نسخة « ق » : قرص ، وقرص الشمس : عينها. وقرن الشمس : أعلاها ، وأوّل ما يبدو منها في الطلوع. الصحاح ٣ : ١٠٥٠ ـ قرص ، و ٦ : ٢١٨٠ ـ قرن.


وإيماناً ونوراً » ، قلت : يا رسول الله : أي العمرين أطول؟ قال : « الآخر بالضعف » (١).

[ ٥٨ / ٤ ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن جميل بن دراج ، عن المعلّى بن خُنيس وزيد الشحّام (٢) ، عن أبي عبدالله 7 قالا : سمعناه يقول : « إنّ أوّل من يكرّ في الرجعة الحسين بن علي 8 ، ويمكث في الأرض أربعين سنة ، حتى يسقط حاجباه على عينيه » (٣).

[ ٥٩ / ٥ ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن إبراهيم بن المستنير ، عن معاوية بن عمار ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 يقول الله عزّ وجلّ ( فإنّ له معيشة ضنكاً ) (٤) فقال : « هي والله للنصّاب » (٥) قلت : فقد رأيناهم في دهرهم الأطول ، في كفاية حتى ماتوا ، فقال : « والله ذاك في الرجعة يأكلون العذرة » (٦).

[ ٦٠ / ٦ ] وعنه ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج (٧) ، عن

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٦.

٢ ـ « زيد الشحّام » لم يرد في نسخة « ض ».

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٣ / ٥٤.

٤ ـ طه ٢٠ : ١٢٤.

٥ ـ النصّاب : النواصب والناصبية وأهل النصب : المتديّنون ببغض الإمام علي 7 لأنّهم نصبوا له أي عادوه. القاموس المحيط ١ : ١٣٣ ـ نصب.

وله معنى آخر في حديث الإمام الصادق 7 يقول : « ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنّك لا تجد رجلاً يقول : أنا أبغض محمّداً وآل محمّد ، ولكنّ الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولّونا وأنّكم من شيعتنا » علل الشرائع : ٦٠١ / ٦٠.

٦ ـ أورده القمي في تفسيره ٢ : ٦٥ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٥١ / ٢٨.

٧ ـ جميل بن درّاج : هو ابن عبدالله النخعي ، مولى النخع ، كوفي ، شيخنا ووجه الطائفة ، ثقة ،


أبي عبدالله 7 قال : قلت له قول الله عزّ وجلّ ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (١) قال : « ذلك والله في الرجعة ، أما علمت (٢) أنّ أنبياء الله كثيراً لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، والأئمّة قد قتلوا ولم ينصروا ، فذلك في الرجعة ».

قلت : ( واستمع يوم ينادِ المنادِ من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ) (٣) قال : « هي الرجعة » (٤).

[ ٦١ / ٧ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وعبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب (٥) ، عن زرارة قال : كرهت أن

__________________

روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم 7.

وقال له الإمام الصادق 7 : « يا جميل لا تحدّث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذّبوك ». وكان من الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ ، وأقرّوا لهم بالفقه.

اُنظر رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٨ ، رجال البرقي : ٤١ ، رجال الشيخ : ١٦٣ / ٣٩ و ٣٤٦ / ٤ ، رجال الكشي : ٢٥١ / ٤٦٨ و ٣٧٥ / ٧٠٥ ، رجال العلاّمة : ٩٢ / ٢٠٩.

١ ـ غافر ٤٠ : ٥١.

٢ ـ في نسخة « ق » : أما سمعت.

٣ ـ ق ٥٠ : ٤١ ـ ٤٢.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٧ ، وذكر القمّي صدر الحديث في تفسيره ٢ : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، وذيله في ٢ : ٣٢٧.

٥ ـ علي بن رئاب : هو أبو الحسن الكوفي السعدي الطحّان ، ثقة جليل القدر ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.


أسأل أبا جعفر 7 فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها ، فقلت : أخبرني عمّن قتل مات؟ قال : « لا ، الموت موت ، والقتل قتل » فقلت له : ما أحد [ يقتل إلاّ مات ، قال : فقال : « يا زرارة قول الله أصدق من ] (١) قولك قد فرّق بين القتل والموت في القرآن ، فقال ( أفإن مات أو قتل ) (٢) وقال ( ولئن متّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ) (٣) فليس كما قلت يا زرارة ، فالموت موت والقتل قتل ».

وقد قال الله عزّ وجلّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقّاً ) (٤) قال : فقلت : إنّ الله عزّ وجلّ يقول ( كلّ نفس ذائقة الموت ) (٥) أفرأيت من قتل لم يذق الموت ، فقال : « ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت » (٦).

[ ٦٢ / ٨ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى (٧) ، عن أبي

__________________

انظر رجال النجاشي : ٢٥٠ / ٦٥٧ ، رجال البرقي : ٢٥ ، رجال الطوسي : ٢٤٣ / ٣١٦ ، رجال العلاّمة : ١٧٦ / ٥٢٤ ، رجال ابن داود : ١٣٨ / ١٠٤٩ ، فهرست الشيخ : ٨٧ / ٦٥.

١ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي ليستقيم السياق ، وفي المختصر المطبوع : ما أجد ، بدل : ما أحد.

٢ و ٣ ـ آل عمران ٣ : ١٤٤ ، ١٥٨.

٤ ـ التوبة ٩ : ١١١.

٥ ـ آل عمران ٣ : ١٨٥ والأنبياء ٢١ : ٣٥ والعنكبوت ٢٩ : ٥٧.

٦ ـ أورده العياشي في تفسيره ٢ : ١١٢ / ١٣٩ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٨.

٧ ـ صفوان بن يحيى : هو أبو محمّد البجلي بيّاع السابُري الكوفي ، ثقة ثقة ، عين روى عن


الحسن الرضا 7 قال : سمعته يقول في الرجعة : « من مات من المؤمنين قُتل ، ومن قُتل منهم مات » (١).

[ ٦٣ / ٩ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن أبان بن تغلب (٢) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّه بلغ

__________________

الإمام الرضا 7 ، وكانت له عنده منزلة شريفة ، وقد توكّل للإمام الرضا وأبي جعفر الجواد 8 ، وسلم مذهبه من الوقف ، وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن أحد من طبقته ، وكان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث ، حيث أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، والإقرار له بالفقه.

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، واقتصر البرقي على الإمام الرضا والجواد عليهما السلام ، مات رحمه الله سنة عشر ومائتين.

اُنظر رجال النجاشي : ١٩٧ / ٥٢٤ ، رجال البرقي : ٥٥ ، فهرست الشيخ : ٨٣ / ٣٤٦ ، رجال الشيخ : ٣٥٢ / ٣ و ٣٧٨ / ٤ و ٤٠٢ / ١ ، رجال الكشي : ٥٠٢ / ٩٦٣ ، رجال ابن داود : ١١١ / ٧٨٢ ، رجال العلامة : ١٧٠ / ٥٠٠.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٦ / ٥٩.

٢ ـ أبان بن تغلب : هو ابن رباح أبو سعيد البكري الجريري ، مولى بني جرير بن عبادة ... ، ولقّبه البرقي بالكندي ، عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي الأئمّة علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله : ، روى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم. وكان قارئاً فقيهاً لغوياً نبيلاً ، سمع من العرب وحكى عنهم ، وصنّف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر. عدّه الشيخ من أصحاب الأئمّة علي بن الحسين والباقر والصادق : ، واقتصر البرقي على الإمام الباقر والصادق 8. مات ; في حياة الإمام الصادق 7 سنة إحدى وأربعين ومائة للهجرة وقد ترحّم عليه الإمام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٠ / ٧ ، رجال البرقي : ٩ و ١٦ ، رجال الشيخ : ٨٢ / ٩ و ١٠٦ / ٣٧ و ١٥١ / ١٧٦ ، رجال ابن داود : ٢٩ / ٤ ، رجال الكشي : ٣٣٠ / ٦٠١.


رسول الله 9 عن بطنين (١) من قريش كلام تكلّموا به ، فقال : يرى محمد أن لو قد قضى أنّ هذا الأمر يعود في أهل بيته من بعده ، فاُعلم رسول الله 9 ذلك ، فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه ، فقال : كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي ، ثمّ رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف.

قال : فنزل جبرئيل 7 ، فقال : يا محمّد قل : إن شاء الله ، أو يكون ذلك علي بن أبي طالب 7 إن شاء الله ، فقال رسول الله 9 : أو يكون ذلك علي بن أبي طالب 7 إن شاء الله تعالى ، فقال جبرئيل 7 : واحدة لك واثنتان لعلي بن أبي طالب 7 وموعدكم السلام » (٢).

قال أبان : جعلت فداك وأين السلام؟ فقال 7 : « يا أبان السلام من ظهر الكوفة » (٣).

[ ٦٤ / ١٠ ] أحمـد بن محمّـد وعبدالله بن عامـر بن سعد ، عن محمّـد بن خالد البرقي (٤) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر 7 : « كان أمير المؤمنين صلوات

__________________

١ ـ البطن : دون القبيلة وفوق الفخذ. لسان العرب ٣ : ٥٤ ـ بطن.

٢ ـ في المختصر المطبوع : السلم ، وكذا الموارد التي بعدها.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٦ / ٦٠.

٤ ـ محمّد بن خالد البرقي : وهو محمّد بن خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن علي البرقي القمّي أبو عبدالله ، مولى أبي موسى الأشعري ، ينسب إلى « برقة رود » قرية من سواد قم على واد هناك ، وكان أديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب ، وقال العلاّمة : من أصحاب الإمام الرضا 7 ، ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد :.

انظر رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٨ ، رجال البرقي : ٥٠ و ٥٤ و ٥٥ ، رجال الشيخ : ٣٨٦ / ٤ و ٤٠٤ / ١ ، خلاصة العلاّمة : ٢٣٧ / ٨١٣ ، تنقيح المقال ٣ : ١١٣.


الله عليه يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجّال فليقاتل الباكي على دم عثمان ، ( والباكي على أهل النهروان ) (١) ، إنّ من لقى الله عزّ وجلّ مؤمناً بأنّ عثمان قتل مظلوماً لقى الله ساخطاً عليه ويدرك (٢) الدجّال ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين فإن مات قبل ذلك؟ قال : فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه » (٣).

[ ٦٥ / ١١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، عن المثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما 8 : في قول الله عزّ وجلّ ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً ) (٤) قال : « في الرجعة » (٥).

[ ٦٦ / ١٢ ] وعنه و (٦) محمّد بن إسماعيل بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى (٧) ، عن عبدالله بن عطا ، عن أبي جعفر 7 قال : « كنت مريضاً بمنى

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : وعلى دم أهل النهروان ، بدل ما بين القوسين.

٢ ـ في نسختي « ض و ق » : ولا يدرك.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٩٠ / ٩٢.

٤ ـ الإسراء ١٧ : ٧٢.

٥ ـ أورده العياشي في تفسيره ٢ : ٣٠٦ / ١٣١ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦١ وتفسير البرهان ٣ : ٥٥٩ / ٦ و ٥٦٠ / ١٠.

٦ ـ في نسختي « س و ق » : وعنه عن.

٧ ـ رفاعة بن موسى : هو رفاعة بن موسى الأسدي النخّاس الكوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، كان ثقة في حديثه ، مسكوناً إلى روايته ، لا يعترض عليه بشيء من الغمز ، حسن الطريقة ، وقال ابن داود : ثقة مرضي لا غمز فيه ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام


وأبي 7 عندي فجاءه الغلام ، فقال : هاهنا رهط من العراقيين يسألون الإذن عليك ، فقال أبي 7 : أدخلهم الفسطاط ، وقام إليهم فدخل عليهم فما لبث أن سمعت ضحك أبي 7 قد ارتفع ، فأنكرت ووجدت (١) في نفسي من ضحكه وأنا في تلك الحال.

ثمّ عاد إليّ فقال : يا أبا جعفر عساك وجدت في نفسك من ضحكي؟ فقلت : وما الذي غلبك منه الضحك جعلت فداك؟ فقال : إنّ هؤلاء العراقيّين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون فغلبني الضحك سروراً ، أنّ في الخلق من يؤمن به ويقرّ ، فقلت : وما هو جعلت فداك؟ قال : سألوني عن الأموات متى يبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين » (٢).

[ ٦٧ / ١٣ ] وعنهما ، عن علي بن الحكم ، عن حنّان بن سدير (٣) ، عن أبيه ، قال :

__________________

الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي : ١٦٦ / ٤٣٨ ، رجال البرقي : ٤٤ ، رجال الطوسي : ١٩٤ / ٣٧ ، رجال العلاّمة : ١٤٦ / ٤٠٨ ، رجال ابن داود : ٩٥ / ٦١٧.

١ ـ وَجَدْتُ : حزنت أو غضبت. لسان العرب ٣ : ٤٤٦ وتاج العروس ٢ : ٥٢٣ ـ وجد.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦٢.

٣ ـ حنّان بن سدير : هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، وكان له دكان في سدّة الجامع على بابه في موضع البزازين ، وعمّر عمراً طويلاً. عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8 ، واقتصر الشيخ على الإمام الكاظم 7.

اُنظر رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٨ ، رجال البرقي : ٤٦ و ٤٨ ، رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٥ ، فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٤ ، رجال العلاّمة : ٣٤٢ / ١٣٥٤ ، رجال ابن داود : ٢٤٣ / ١٦٨.


سألت أبا جعفر 7 (١) عن الرجعة؟ فقال : « القدريّة (٢) تنكرها ـ ثلاثاً ـ » (٣).

[ ٦٨ / ١٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص النخّاس (٤) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله 7 فقلت : إنّا نتحدّث أنّ

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : سألت أبا عبدالله 7.

٢ ـ القدرية : هم قوم ينسبون إلى التكذيب بما قدّر الله من الأشياء ، وذكر الصدوق في كتاب التوحيد رواية عن رجل سأل الإمام الصادق 7 وقال : إنّ لي أهل بيت قدرية يقولون : نستطيع أن نعمل كذا وكذا ، ونستطيع أن لا نعمل ؛ قال : فقال أبو عبدالله 7 : « قل له : هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره وأن لا تنسى ما تحب؟ فإن قال : لا ، فقد ترك قوله ، وإن قال : نعم فلا تكلّمه أبداً فقد ادّعى الربوبية ».

وقال العالم 7 : « مساكين القدرية أرادوا أن يصفوا الله عزّ وجلّ بعدله فأخرجوه من قدرته وسلطانه ».

وقال المجلسي في البحار : إعلم أنّ لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفوضي ، وقد ورد في صحاح الأحاديث : « لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيّاً » والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كلّه بتقدير الله ومشيئته ، سمّوا بذلك لمبالغتهم في نفيه ، وقيل : لاثباتهم للعبد قدرة الإيجاد وليس بشيء.

اُنظر لسان العرب ٥ : ٧٥ ـ قدر ، التوحيد : ٣٥٢ / ٢٢ ، بحار الأنوار : ٥ ـ بيان.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦٣.

٤ ـ في المطبوع : وهب بن حفص النخاس ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، كما قال السيّد الخوئي ; : لم يثبت وجود لعنوان وهب بن حفص مطلقاً أو مقيداً في الكتب الأربعة ، والصحيح في جميع ذلك وهيب بن حفص ، وقال النجاشي : وهيب بن حفص النخاس ، له كتاب ذكره سعد ، وتابعه على ذلك ابن داود والقهبائي.

اُنظر معجم رجال الحديث ٢٠ : ٢٢٧ و ١٦ : ٣١٣ ، رجال النجاشي : ٤٣١ / ١١٦٠ ، رجال ابن داود : ١٩٨ / ١٦٥٤ ، تنقيح المقال ٣ : ٢٧٢ / ١٢٧٣٣ ، مجمع الرجال ٧ : ١٩٩.


عمر بن ( ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمّد 7 فقال : « إنّ مثل ابن ) (١) ذرّ مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم : كيت وكيت » (٢).

[ ٦٩ / ١٥ ] وعنه بهذا الإسناد قال : سألت أبا جعفر 7 عن قول الله جلّ وعزّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ) (٣) إلى آخر الآية ، فقال 7 : « ذلك في الميثاق ».

ثمّ قرأت ( التائبون العابدون ) (٤) إلى آخر الآية فقال أبو جعفر 7 : « لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ : التائبين العابدين » (٥) إلى آخر الآية.

ثمّ قال : « إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين يشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة ».

ثمّ قال أبو جعفر 7 : « ما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة ، من مات بعث حتى يُقتل ، ومن قُتل بعث حتى يموت » (٦).

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ». وابن ذر هو أحد القصّاصين.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦٤.

٣ و ٤ ـ التوبة ٩ : ١١١ ـ ١١٢.

٥ ـ قال الطبرسى في المجمع ج ٣ ص ٧٤ : وأمّا الرفع في قوله ( التائبون العابدون ) فعلى القطع والاستئناف أي : هم التائبون العابدون ، ويكون على المدح ، وأمّا التائبين العابدين فيحتمل أن يكون جرّاً وأن يكون نصباً ، أمّا الجر فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين أي : من المؤمنين التائبين ، وأمّا النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح كأنّه قال : أعني وأمدح التائبين.

٦ ـ أورده العياشي في تفسيره ٢ : ١١٢ / ١٤٠ و ١٤١ ، ونقله المجلسي عنهما في البحار ٥٣ : ٧١ / ٧٠.


[ ٧٠ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف (١) ، عن عبدالرحمن بن سالم ، قال : حدّثنا نوح بن درّاج ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله 9 وقد خطبنا يوم الفتح : « أيّها الناس لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفّاراً ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولئن فعلتم لتعرفنّي أضربكم بالسيف » ثم التفت عن يمينه ، فقال الناس : غمزه جبرئيل 7 فقال له : أو علي 7 ، فقال : « أو علي 7 » (٢).

[ ٧١ / ١٧ ] وعنه ومحمد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر 7 قال : « لا يسأل في القبر إلاّ من محض (٣) الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً (٤) ، قلت له : فسائر الناس؟ فقال :

__________________

١ ـ العباس بن معروف : هو أبو الفضل مولى جعفر بن عمران الأشعري ، قمّي ، ثقة ، صحيح ، عدّة الشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٨١ / ٧٤٣ ، رجال الطوسي : ٣٨٢ / ٣٤ ، رجال العلاّمة : ٢١٠ / ٦٧٩.

٢ ـ أورده الشيخ الطوسي في أماليه : ٥٠٢ / ٨ ، باختلاف يسير ، وعنه في البحار ٣٢ : ٢٩٣ / ٢٥٠. وجملة : فقال : « أو علي 7 » الثانية لم ترد في المختصر المطبوع.

وذكر في البحار ٣٢ : ٢٩٣ / ٢٥١ رمز « ختص » وهو رمز للاختصاص والظاهر هو سهو لأنّي لم أجد الحديث فيه ، ولعلّ المراد « خص » وهو رمز لمختصر البصائر.

٣ ـ محض : خلص ، وكل شيء خلص حتى لا يشوبه شيء يخالطه ، فهو محض. لسان العرب ٧ : ٢٢٧ ـ محض.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س » والمختصر المطبوع ، والكافي والبحار.


« يُلهى عنهم » (١).

[ ٧٢ / ١٨ ] وعنه ومحمّد بن عبدالجبّار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن حميد بن المثنّى العجلي ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي الصباح الكناني ، قال سألت أبا جعفر 7 فقلت : جعلت فداك مسألة أكره أن اُسمّيها لك ، فقال لي هو : « اَعَنِ الكرّات تسألني »؟ فقلت : نعم ، فقال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلاّ القدرية ، لا تنكرها تلك القدرة لا تنكرها ، إنّ رسول الله 9 اُتي بقناع (٢) من الجنّة عليه عذق (٣) يقال له : سُنّة ، فتناولها رسول الله 9 سُنّة من كان قبلكم » (٤).

[ ٧٣ / ١٩ ] وعنهم ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي المعزى حميد بن المثنّى (٥) ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين قال : قال أبو جعفر 7 لنا :

__________________

١ ـ أورده الكليني في الكافي ٣ : ٢٣٥ / ١ و ٢٣٦ / ٤ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٦ : ٢٣٥ / ٥٢.

٢ ـ القِناع : طبق الرطب خاصة. لسان العرب ٨ : ٣٠١ ـ قنع.

٣ ـ العِذق : كلّ غصن له شُعب ، وهو العرجون بما فيه من الشماريخ. لسان العرب ١٠ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ـ عذق.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٧٢ / ٧١.

٥ ـ حميد بن المثنى العجلي : هو أبو المعزى مولاهم كوفي ثقة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، روى عنه الأجلّة أمثال فضالة وابن أبي عمير وغيرهما. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

وقد وقع اختلاف بين من ترجم له في كنيته ، فمنهم من يقول : أبو


« ولسوف يرجع جاركم الحسين بن علي 7 ألفاً فيملك حتّى تقع حاجباه على عينيه من الكبر » (١).

[ ٧٤ / ٢٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب (٢) ، عن الحسين بن علوان (٣) ، عن محمّد بن داود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة : أنّ عبدالله بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ أبا المعتمر تكلّم آنفاً بكلام لا يحتمله قلبي ، فقال : « وما ذاك »؟

قال : يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول الله 9 يقول : « إنّا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه » فقال : أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « فهذا الذي كبر عليك »؟ قال : نعم ، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه؟ فقال : « نعم ، ويلك يابن الكوا ،

__________________

المغرا أو أبو المعزا أو أبو المعزى ، وقد رجّح العلاّمة المامقاني بالياء المقصورة وهي بمعنى المعز خلاف الضأن.

اُنظر رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٠ ، رجال البرقي : ٢١ ، خلاصة الأقوال : ١٢٨ / ٣٤٠ ، رجال ابن داود : ٨٦ / ٥٣٨ ، فهرست الشيخ : ٦٠ / ٢٢٦ ، رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٤٨ ، مستدركات النمازي ٣ : ٣٨٨ / ٥١١٦ ، تنقيح المقال ١ : ٣٧٩ / ٣٤٢١.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ذيل حديث ١٤.

٢ ـ في المختصر المطبوع : الحسن بن فضال.

٣ ـ الحسين بن علوان : هو الكلبي ، مولاهم كوفي عامّي ، وأخوه الحسن يكنّى أبا محمّد ، ثقة ، رويا عن أبي عبدالله 7 ، وليس للحسن كتاب ، والحسن أخصّ بنا وأولى ، هذا ما قاله النجاشي وتبعه العلاّمة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وقد عدّه الكشي من رجال العامّة. وقال : إلاّ أنّ لهم ميلاً ومحبّة شديدة ، وأثبت البعض أنّه إمامي اثنى عشري.

اُنظر رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٦ ، خلاصة الأقوال : ٣٣٨ / ١٣٣٧ ، رجال ابن داود : ٢٤٠ / ١٤٤ ، رجال البرقي : ٢٦ ، رجال الطوسي : ١٧١ / ١٠١ ، رجال الكشي : ٣٩٠ / ٧٣٣ ، مستدركات النمازي ٣ : ١٥٤.


أفقِه (١) عنّي اُخبرك عن ذلك ، إنّ عُزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، فلمّا ابتلاه الله عزّ وجلّ بذنبه أماته مائة عام ثمّ بعثه ، فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة ، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان به ».

فقال : أسألك (٢) ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « سل عمّا بدا لك » ، فقال : نعم ، إنّ اُناساً من أصحابك يزعمون أنّهم يُردّون بعد الموت ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « نعم تكلّم بما سمعت ، ولا تزد في الكلام فما قلت لهم »؟ قال : قلت : لا اُؤمن بشيء ممّا قلتم ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويلك إنّ الله عزّ وجلّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ، ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك ».

قال : فكبر على ابن الكوّا ولم يهتد له ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويلك ، تعلم أنّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه ( واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ) (٣) فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل أنّ ربّي قد كلّمني فلو أنّهم سلّموا ذلك له ، وصدّقوا به ، لكان خيراً لهم ولكنّهم قالوا لموسى 7 ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) (٤) قال الله عزّ وجلّ ( فأخذتكم الصاعقة ـ يعني الموت ـ وأنتم تنظرون * ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكم

__________________

١ ـ أفقِه : إفهم. الصحاح ٦ : ٢٢٤٣ ـ فقه.

٢ ـ في نسخة « ق و س » : ما تريد ، والمختصر المطبوع : فقال له : ما يريد ، وفي البحار : ما تزيد.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٥٥.

٤ ـ البقرة ٢ : ٥٥.


تشكرون ) (١).

أفترى يا ابن الكوّا أنّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا »؟ فقال ابن الكوّا : وما ذاك ثم أماتهم مكانهم؟ فقال له أمير المؤمنين 7 : « ويلك أوليس قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول ( وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى ) (٢) فهذا بعد الموت إذ بعثهم.

وأيضاً مثلهم يا ابن الكوّا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عزّ وجلّ ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ) (٣).

وقوله أيضاً في عزير حيث أخبر الله عزّ وجلّ فقال ( أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ) (٤) وأخذه بذلك الذنب مائة عام ، ثم بعثه وردّه إلى الدنيا ( فقال كم لبثت فقال لبثت يوماً أو بعض يوم فقال بل لبثت مائة عام ) (٥) فلا تشكّنّ يا ابن الكوّا في قدرة الله عزّ وجلّ » (٦).

[ ٧٥ / ٢١ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ٥٥ ـ ٥٦.

٢ ـ البقرة ٢ : ٥٧.

٣ ـ البقرة ٢ : ٢٤٣.

٤ و ٥ ـ البقرة ٢ : ٢٥٩.

٦ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ١٤ : ٣٧٤ / ١٧ ، إلى قوله : وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان فيه ، وفيه : أن عبدالله بن الكوّا اليشكري. وفي ج ٥٣ : ٧٢ / ٧٢ ، الرواية كاملة.


أبي خالد القمّاط ، عن عبدالرحمن بن القصير (١) ، عن أبي جعفر 7 قال : قرأ هذه الآية ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) (٢) فقال : « هل تدري من يعني »؟ فقلت : يقاتل المؤمنون فيَقتلون ويُقتلون؟ فقال : « لا ، ولكن من قتل من المؤمنين رُدّ حتى يموت ، ومن مات رُدّ حتى يُقتل ، وتلك القدرة فلا تنكرها » (٣).

[ ٧٦ / ٢٢ ] وعنه عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين (٤) ، عن أبي جعفر 7 قال : قلت له : كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله؟ فقال : « لا » فقلت : فحدّثني عن قول الله عزّ وجلّ ( ألم تَرَ إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم ) (٥) [ قلت :

__________________

١ ـ في تفسير العياشي : عبدالرحيم القصير. وقال السيد الخوئي ; : كذا في الطبعة الحديثة ، ولكن في القديمة من تفسير القمي وتفسير البرهان عبدالرحيم القصير ، والظاهر هو الصحيح بقرينة سائر الروايات ، انظر معجم رجال الحديث ١٠ : ٣٨٧ / ٦٤٨٤.

٢ ـ التوبة ٩ : ١١١.

٣ ـ ذكره العياشي في تفسيره ٢ : ١١٣ / ١٤٤ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٧٤ / ٧٣.

٤ ـ حمران بن أعين : الشيباني الكوفي مولى ، تابعي مشكور ، من أكابر مشايخ الشيعة المفضّلين الذين لا يشكّ فيهم ، وكان أحد حملة القرآن ، ومن يعدّ ويذكر اسمه في كتب القرّاء ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق 8 ، وهو ممّن يعدّ من حواري الإمامين الصادقين 8 ، وقال أبو عبدالله 7 في حمران : إنّه رجل من أهل الجنّة ، وكان يقول 7 : « حمران بن أعين مؤمن لا يرتدّ والله أبداً ».

اُنظر رجال العلاّمة : ١٣٤ / ٣٦١ ، رجال بحر العلوم ١ : ٢٢٧ ، رجال البرقي : ١٤ و ١٦ ، رجال الشيخ : ١١٧ / ٤١ و ١٨١ / ٢٧٤ ، رجال الكشى : ١٠ / ٢٠ و ١٧٦ / ٣٠٤.

٥ ـ البقرة ٢ : ٢٤٣.


أحياهم ] (١) حتى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم من يومهم ، أو ردّهم إلى الدنيا؟ فقال : « بل ردّهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ولبثوا بذلك ما شاء الله ، ثمّ ماتوا بالآجال » (٢).

[ ٧٧ / ٢٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت حمران بن أعين وأبا الخطّاب يحدّثان جميعاً ـ قبل أن يُحدث أبو الخطّاب (٣) ما أحدث ـ

__________________

١ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي.

٢ ـ أورده العياشي في تفسيره ١ : ١٣٠ / ٤٣٣ ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٧٤ / ٧٤.

٣ ـ هو محمّد بن أبي زينب مقلاص الأسدي الكوفي الأجذع الزرّاد ، غال ملعون ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 قائلاً : ملعون غال.

وقال المامقاني : إعلم أنّ أبا الخطاب كان من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام مستقيماً في أوّل أمره ، وقال علي بن عقبة : كان أبو الخطاب قبل أن يفسد يحمل المسائل لأصحابنا ويجيء بجواباتها ، ثمّ ادّعى القبائح وما يستوجب الطرد واللعن من دعوى النبوّة وغيرها ، وجمع معه بعض الأشقياء ، فاطّلع الناس على مقالاتهم فقتلوه مع تابعيه ، والخطّابية منسوبون إليه عليه وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وقال أبو عبدالله 7 : « أبرأ إلى الله ممّا قال فيّ الأجدع البرّاد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله ».

وقال 7 : « أمّا أبو الخطّاب : فكذب عليّ ، وقال : إنّي أمرته أن لا يصلّي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا ، يقال له : القنداني ، والله إنّ ذلك الكوكب ما أعرفه ».

اُنظر رجال العلاّمة : ٣٩٢ / ١٥٨١ ، رجال البرقي : ٢٠ ، رجال الشيخ : ٣٠٢ / ٣٤٥. تنقيح المقال ٣ : ١٨٩ ، رجال الكشي : ٢٢٦ / ٤٠٣ و ٢٢٨ / ٤٠٧.


أنّهما سمعا أبا عبدالله 7 يقول : « أوّل من تنشقّ الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي 8 ، وأنّ الرجعة ليست بعامّة بل هي خاصّة ، لا يرجع إلاّ من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً » (١).

[ ٧٨ / ٢٤ ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن بكير بن أعين ، قال : قال لي من لا أشكّ (٢) فيه ـ يعني أبا جعفر 7 ـ : « أنّ رسول الله 9 وعليّاً 7 سيرجعان » (٣).

[ ٧٩ / ٢٥ ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الفضيل بن يسار (٤) ، عن أبي جعفر 7 قال : « لا تقولوا الجبت والطاغوت ، ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا لكم فإنّكم قد كنتم تقولون ذلك ، فقولوا : أمّا اليوم فلا نقول ، فإنّ رسول الله 9 قد كان يتألّف الناس بالمائة ألف درهم ليكفّوا عنه ، فلا

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٣٩ / ١.

٢ ـ في نسخة « س » : لا شكّ.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٣٩ / ٢.

٤ ـ الفضيل بن يسار : النهدي أبو القاسم عربي ، أصله كوفي نزل البصرة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 ، ثقة ، عين ، جليل القدر ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق 8.

وكان أبو جعفر 7 إذا دخل عليه الفضيل بن يسار يقول : « بخ بخ ، بشّر المخبتين ، مرحباً بمن تأنس به الأرض ». مات ; في أيّام الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٠٩ / ٨٤٦ ، رجال العلاّمة : ٢٢٨ / ٨٦٦ ، رجال البرقي : ١١ و ١٧ ، رجال الشيخ : ١٣٢ / ١ و ٢٧١ / ١٥ ، رجال ابن داود : ١٥٣ / ١٢٠٥ ، رجال الكشي : ٢١٣ / ٣٧٧ و ٣٧٨ / ٣٨٠.


تتألّفونهم بالكلام » (١).

[ ٨٠ / ٢٦ ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (٢) ، عن حمّاد بن عثمان ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله 7 عن هذه الاُمور العظام من الرجعة وأشباهها ، فقال : « إنّ هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه ، وقد قال الله عزّ وجلّ ( بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله ) (٣) » (٤).

[ ٨١ / ٢٧ ] السندي بن محمّد البزّاز (٥) ، عن صفوان بن يحيى ، عن رفاعة بن

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٣٩ / ٣ ، ومراد الإمام الباقر 7 من الجبت والطاغوت هو الأوّل والثاني أن لا تذكروهما أمام الجماعة بشيء فتجعلوهم يذكروا الأئمّة : بما لا يليق بشأنهم ومنزلتهم وهذه هي التقية بعينها. والله العالم.

٢ ـ هو أحمد بن محمد بن عمر بن أبي نصر زيد ، مولى السكون ، أبو جعفر المعروف بالبزنطي ، كوفي لقى الإمام الرضا وأبا جعفر 8 ، وكان عظيم المنزلة عندهما ، ثقة جليل القدر ، وكان له اختصاص بأبي الحسن الرضا وأبي جعفر 8 ، أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم والرضا 8 وزاد الشيخ عليه الإمام الجواد 7 ، مات ; سنة إحدى وعشرين ومائتين.

اُنظر رجال النجاشي : ٧٥ / ١٨٠ ، خلاصة الأقوال : ٦١ / ٦٦ ، رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ ، رجال البرقي : ٥٤ ، رجال الشيخ : ٣٤٤ / ٣٤ و ٣٦٦ / ٢ و ٣٩٧ / ٥.

٣ ـ يونس ١٠ : ٣٩.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٤ ، والبحراني عن بصائر سعد بن عبدالله في تفسير البرهان ٣ : ٣١ / ٤.

٥ ـ في نسخة « س و ض و ق » : محمّد بن البراء ، لم يذكروه في كتب التراجم والصحيح ما في المتن.


موسى ، عن عبدالله بن عطا ، عن أبي جعفر 7 قال : « كنت اشتكي ـ ونحن بمنى ـ شكوى شديدة ، فدخل على أبي 7 رجل من أهل الكوفة ، فقال لأبي 7 : إنّ لنا إليك حاجة ، فأشار إليهم إلى الفسطاط وأتبعهم ، فلم ألبث أن سمعت ضحكه مستعلياً ، ثم رجع إليّ وهو يضحك ، وقد وجدت من ضحكه وأنا بي وجع ، فقلت : لقد غلبك الضحك ، فقال : إنّ هؤلاء سألوني عن أمر ما كنت أرى أنّ أحداً يعلمه من أهل الدنيا غيري ، فقلت : عمّن سألوك؟ فقال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون يقاتلون الأحياء على الدين » (١).

[ ٨٢ / ٢٨ ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة (٢) قال :

__________________

والسندي بن محمّد البزّاز : اسمه أبان يكنّى أبا بشر صليب من جهينة ، ويقال من بجيلة ، وهو الأشهر ، كان ثقة وجهاً من وجوه أصحابنا الكوفيين ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي 7.

اُنظر رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧ ، رجال الشيخ : ٤١٦ / ٦ ، خلاصة الأقوال : ١٦١ / ٤٧٢ ، معجم رجال الحديث ٩ : ٣٣٢ و ٣٣٤ ، و ١٠ : ١٤٤.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ذيل ح ٦٢ ، وتقدّم نظيره في حديث٦٦.

٢ ـ عمر بن اُذينة : هو عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن اُذينة بن سلمة بن ... بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، شيخ أصحابنا البصريين ووجههم ، روى عن أبي عبدالله 7 ، وكان ثقة صحيحاً ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8 ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق 7.

وقال الكشي : قال حمدويه بن نصير ، سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره : أنّ ابن اُذينة كوفي ، وكان هرب من المهدي العباسي ، ومات باليمن.


حدّثنا محمّد بن الطيّار ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (١) فقال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلاّ سيرجع حتى يموت ، ولا أحد من المؤمنين مات إلاّ سيرجع حتى يُقتل » (٢).

[ ٨٣ / ٢٩ ] ـ أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي محمّد ـ يعني أبا بصير ـ قال : قال لي أبو جعفر 7 : « ينكر أهل العراق الرجعة »؟ قلت : نعم ، قال : « أما يقرؤون القرآن ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٣) » (٤) الآية.

[ ٨٤ / ٣٠ ] وعنه ، عن أحمـد بن محمّـد بن أبي نصـر ، عـن الحسين بن عمر بن يزيد (٥) ، عـن عمّـار بـن أبـان (٦) ، عـن عبـدالله بـن بكيـر ، عـن أبـي عبـدالله 7 قـال : « كـأني بحمـران بن أعيـن وميسـر بن عبدالعزيز (٧)

__________________

اُنظر رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥٢ ، رجال العلاّمة : ٢١١ / ٦٨٧ ، رجال البرقي : ٤٧ ، رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٨٢ ، رجال الكشي : ٣٣٤ / ٦١٢.

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٥ ، وذكره الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٤٠٩ / ١٥.

٣ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٦.

٥ ـ في نسخة « ق » : الحسين بن يزيد ، وكذا الإيقاظ من الهجعة.

٦ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : عمر بن أبان.

٧ ـ وهو ميسر بن عبد العزيز النخعي المدائني ، بيّاع الزطّي ، كوفي ، ثقة ، أثنى عليه آل


يخبطـان (١) الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة » (٢).

[ ٨٥ / ٣١ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالله بن المغيرة (٣) ، عمّن حدّثه ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر 7 قال : سئل عن قول الله عزّ وجلّ ( ولئن قُتلتم في سبيل الله أو مُتّم ) (٤) فقال : « يا جابر أتدري ما سبيل الله »؟ قلت : لا والله إلاّ إذا سمعت منك ، فقال : « القتل في سبيل علي 7 وذريّته ، فمن قُتل في

__________________

محمّد : ، وهو ممّن يجاهر بالرجعة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق 8. واقتصر البرقي على الإمام الباقر 7 قائلاً : ميسرة. وقال له أبو جعفر 7 ذات مرّة : « يا ميسر أما أنـّه قد حضر أجلك غير مرّة ولا مرّتين ، كلّ ذلك يؤخّره الله بصلتك قرابتك ».

مات ; في حياة الإمام أبي عبدالله 7.

اُنظر رجال الشيخ : ١٣٥ / ١٢ و ٣١٧ / ٥٩٧ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الكشي : ٢٤٤ / ٤٤٦ و ٤٤٨ ، رجال العلاّمة : ٢٧٩ / ١٠٢٢.

١ ـ خبط : ضرب. الصحاح ٣ : ١١٢١ ـ خبط.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٧ والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٢٨٤ / ١٠٥.

٣ ـ عبدالله بن المغيرة : هو أبو محمّد البجلي مولى جندب بن عبدالله بن سفيان العلقي ، كوفي ، ثقة ثقة ، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه ، روى عن أبي الحسن موسى 7 ، وقيل : إنّه صنّف ثلاثين كتاباً. وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا 8. قال الكشي : أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء وتصديقهم ، وعدّه منهم.

اُنظر رجال النجاشي : ٢١٥ / ٥٦١ ، رجال البرقي : ٤٩ و ٥٣ ، رجال الشيخ : ٣٥٥ / ٢١ و ٣٧٩ / ٤ ، رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ و ٥٩٤ / ١١١٠.

٤ ـ آل عمران ٣ : ١٥٧.


ولايته قتل في سبيل الله ، وليس من أحد يؤمن بهذه الآية إلاّ وله قتلة وميتة ، إنّه من قُتل يُنشر حتى يموت ، ومن مات يُنشر حتى يُقتل » (١).

[ ٨٦ / ٣٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن فيض (٢) بن أبي شيبة ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول وتلا هذه الآية ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين ) (٣) الآية ، قال : « ليؤمننّ برسول الله 9 ، ولينصرنّ عليّاً أمير المؤمنين 7 [ قلت : ولينصرنّ أميرالمؤمنين؟ ] (٤) ، قال : « نعم والله من لدن آدم 7 فهلمّ جرّا ، فلم يبعث الله نبيّاً ولا رسولاً إلاّ ردّ جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلون بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه » (٥).

[ ٨٧ / ٣٣ ] وعنه ، عن علي بن النعمان (٦) ، عن عامر بن معقل ، قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي (٧) ، عن أبي جعفر 7 قال : قال لي : « يا أبا حمزة لا ترفعوا عليّاً فوق

__________________

١ ـ أورده العيّاشي في تفسيره ١ : ٢٠٢ / ١٦٢ ، كاملة ، والصدوق في معاني الأخبار : ١٦٧ / ١ ، باختلاف يسير ولم يورد ذيل الرواية. ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٨ ، والبحراني في تفسير البرهان ١ : ٧٠٥ / ١ ، عن سعد بن عبدالله.

٢ ـ في نسخة « س و ض و ق » : قيصر ، وكلاهما لم يذكرا في كتب التراجم. اُنظر مستدركات النمازي ٦ : ٢٢٨ / ١٦٦١ و ٢٩٤ / ١١٩٤٩.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨١.

٤ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي.

٥ ـ أورده العياشي في تفسيره ١ : ١٨١ / ٧٦ ، ونقله المجلسي عنه وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٤١ / ٩.

٦ ـ في البصائر والأمالي : علي بن الحكم.

٧ ـ أبو حمزة الثمالي : هو ثابت بن أبي صفية واسم أبي صفية دينار ، مولى ، كوفي ، ثقة ، وأولاده


ما رفعه الله ، ولا تضعوا عليّاً دون ما وضعه الله ، كفى بعلي 7 أن يقاتل أهل الكرّة ، ويزوّج أهل الجنّة » (١).

[ ٨٨ / ٣٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مسروق (٢) ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( يا أيّها المدّثّر * قم فانذر ) (٣) « يعني بذلك محمّد 9 وقيامه في الرجعة ينذر فيها.

__________________

نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ، لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله وأبا الحسن : وروى عنهم ، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمدهم في الرواية والحديث.

عدّه البرقي من أصحاب الإمام زين العابدين عليه السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام قائلاً : اختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى عليه السلام.

وقال الكشي : وكان أبو عبدالله عليه السلام يحضره ويقول له : « إنّي لأستريح إذا رأيتك ». وقال الإمام الرضا عليه السلام في حقّه : « أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ». مات رحمه الله في سنة خمسين ومائة.

اُنظر رجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٦ ، رجال البرقي : ٨ ، رجال الشيخ : ٨٤ / ٣ و ١١٠ / ٢ و ١٦٠ / ٢ و ٣٤٥ / ١ ، رجال العلاّمة : ٨٦ / ١٧٩ ، رجال الكشي : ٣٣ / ٦١ و ٢٠٣ / ٣٥٧.

١ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٤١٥ / ٥ ، والصدوق في أماليه : ٢٨٤ / ٣١٣ ، ونقله المجلسي عن الأوّل في البحار ٢٥ : ٢٨٣ / ٢٩ ، وعن الثاني في ج ٤٠ : ٥ / ١٠.

٢ ـ في نسخة « ق » : عمّار بن مروان ، وما في المتن لم يذكره أصحاب التراجم إلاّ النمازي وهو القائل : لم يذكروه.

اُنظر مستدركات النمازي ٦ : ١٢ / ١٠٦٧٤.

٣ ـ المدّثّر ٧٤ : ١ ـ ٢.


( وفي قوله ( إنّها لاحدى الكبر * نذيراً للبشر ) (١) يعني محمّد 9 نذيراً للبشر في الرجعة ) (٢).

وفي قوله ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس ) (٣) في الرجعة » (٤).

[ ٨٩ / ٣٥ ] وبهذا الإسناد ، عن أبي جعفر 7 : « أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول : إنّ المدّثّر هو كائن عند الرجعة ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين أحياة قبل القيامة ثمّ موت؟ فقال له عند ذلك : نعم والله لكفرة من الكفر بعد الرجعة أشدّ من كفرات قبلها » (٥).

[ ٩٠ / ٣٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمّال (٦) ،

__________________

١ ـ المدّثّر ٧٤ : ٣٥ ـ ٣٦.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٣ ـ سبأ ٣٤ : ٢٨.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٢ / ١٠ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٥٢٢ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٢ / ١١ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان٥ : ٥٢٢ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ سالم بن مكرم الجمّال : هو ابن عبدالله أبو خديجة ، ويقال : أبو سلمة الكناسي ، صاحب الغنم ، مولى بني أسد الجمّال ، يقال : كانت كنيته أبا خديجة وأنّ أبا عبدالله 7 كنّاه أبا سلمة ، ثقة ثقة ، صالح ، من أهل الكوفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8. وعدّه البرقي والشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق 7.


عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : « إنّي سألت الله عزّ وجلّ في إسماعيل أن يُبقيه بعدي فأبى ، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلة أنّ يكون أوّل منشور في عشرة (١) من أصحابه ، وفيهم عبدالله بن شريك العامري (٢) وفيهم صاحب الراية » (٣).

[ ٩١ / ٣٧ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول « إنّ إبليس قال ( انظرني إلى يوم يبعثون ) (٤) فأبى الله ذلك عليه ، فقال ( فإنّك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم ) (٥) فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت

__________________

اُنظر رجال النجاشي : ١٨٨ / ٥٠١ ، رجال البرقي : ٣٣ ، رجال الشيخ : ٢٠٩ / ١١٦ ، رجال الكشي : ٣٥٢ / ٦٦١.

١ ـ في نسخة « س و ض » : في عصره.

٢ ـ عبدالله بن شريك العامري : يكنّى أبا المحجل ، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر 8 ، وكان عندهما وجيهاً مقدّماً ، وأنّه من حواري الإمامين الباقرين 8. عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر 7 وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال العلاّمة : ١٩٦ / ٦١٢ ، رجال البرقي : ١٠ ، رجال الشيخ : ١٢٧ / ٤ و ٢٦٥ / ٧٠٤.

٣ ـ ذكره الكشي في رجاله : ٢١٧ / ٣٩١ ، إلاّ أنّ في آخره : وهو صاحب لوائه بدل : وفيهم صاحب الراية ، ونقله المجلسي عنهما في البحار ٥٣ : ٧٦ ـ ٧٧ / ٨٢.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٤.

٥ ـ الحجر ١٥ : ٣٧ ـ ٣٨ ، سورة ص ٣٨ : ٨٠ ـ ٨١.


المعلوم ، وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين صلوات الله عليه. فقلت : وإنّها لكرّات؟ قال : نعم ، إنّها لكرّات وكرّات ، ما من إمام في قرن إلاّ ويكرّ (١) معه البرّ والفاجر في دهره حتى يديل (٢) الله عزّ وجلّ المؤمن من الكافر.

فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أصحابه ، وجاء إبليس في أصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات ، يقال لها : الروحاء قريب من كوفتكم ، فيقتتلون قتالاً لم يقتتل مثله منذ خلق الله عزّ وجلّ العالمين ، فكأنّي أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم ، وكأنّي أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.

فعند ذلك يهبط الجبّار عزّ وجلّ (٣) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ، رسول الله 9 أمامه بيده حربة من نور ، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه ، فيقولون له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول : ( إنّي أرى ما لا ترون ) (٤) ( إنّي أخاف الله ربَّ العالمين ) (٥) فيلحقه النبي 9 فيطعنه طعنة بين كتفيه ، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يعبد الله عزّ وجلّ ولا يشرك به شيئاً.

__________________

١ ـ في نسختي « ق و ض » زيادة : في قرنه يكرّ.

٢ ـ يديل : في الحديث : « قد أدال الله تعالى من فلان » وهو من الإدالة يعني النصرة والغلبة. مجمع البحرين ٥ : ٣٧٤ ـ دول.

٣ ـ كناية عن نزول آيات عذابه.

٤ ـ الأنفال ٨ : ٤٨.

٥ ـ الحشر ٥٩ : ١٦.


ويملك أمير المؤمنين 7 أربعاً وأربعين ألف سنة ، حتى يلد الرجل من شيعة علي 7 ألف ولد من صلبه ذكراً ، في كلّ سنة ذكراً ، وعند ذلك تظهر الجنّتان المدهامّتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله » (١).

[ ٩٢ / ٣٨ ] وعنه ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أحمد المعروف بالمنقري ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي 8 ، فأمّا يوم القيامة فإنّما هو بعث إلى الجنّة أو بعث إلى النار » (٢).

[ ٩٣ / ٣٩ ] أيّوب بن نوح والحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر القصباني ، عن سعيد ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّ أوّل من يرجع (٣) لجاركم الحسين 7 ، فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر » (٤).

[ ٩٤ / ٤٠ ] أبو عبدالله أحمد بن محمّد السيّاري ، عن أحمد بن عبدالله بن قبيصة المهلّبي ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله 7 في كتاب الكرّات في قول الله عزّ وجلّ ( يَومَ هُم على النار يفتنون ) (٥) قال : « يكسرون في الكرّة كما يكسر الذهب حتى يرجع كلّ شيء إلى شبهه ـ يعني إلى حقيقته ـ » (٦).

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٢ / ١٢.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٣ / ١٣.

٣ ـ في نسخة « س » زيادة : إلى الدنيا.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٣ / ١٤.

٥ ـ الذاريات ٥١ : ١٣.

٦ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ١٥ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان


[ ٩٥ / ٤١ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم 7 قال : قال 7 : « لترجعنّ نفوس ذهبت ، وليقتصّ يوم يقوم ، ومن عذّب يقتص بعذابه ، ومن اُغيظ أغاظ بغيظه ، ومن قتل اقتصّ بقتله ، ويردّ لهم أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم ، ثم يعمّرون بعدهم ثلاثين شهراً ، ثمّ يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم ، وشفوا أنفسهم ، ويصير عدوّهم إلى أشدّ النار عذاباً ، ثم يوقفون بين يدي الجبّار عزّ وجلّ فيؤخذ لهم بحقوقهم » (١).

[ ٩٦ / ٤٢ ] وبهذا الإسناد ، عن الحسن بن راشد ، قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن الحسين ، قال : دخلت مع أبي على أبي عبدالله 7 فجرى بينهما حديث ، فقال أبي لأبي عبدالله 7 : ما تقول في الكرّة؟ قال : « أقول فيها ما قال الله عزّ وجلّ وذلك أنّ تفسيرها صار إلى رسول الله 9 قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة وعشرين ليلة ، قول الله عزّ وجلّ ( تلك إذاً كرّة خاسرة ) (٢) إذا رجعوا إلى الدنيا ولم يقضوا ذحولهم (٣) ».

فقال له أبي : يقول الله عزّ وجلّ ( فإنّما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة ) (٤) أي شيء أراد بهذا؟ فقال : « إذا انتقم منهم وماتت (٥) الأبدان ، بقيت

__________________

٥ : ١٥٩ / ٢ عن سعد بن عبدالله ، والحرّ العاملي في الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : ٢٩١ / ١١٣ قائلاً : ما رواه سعد بن عبدالله في مختصر البصائر.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ١٦.

٢ ـ النازعات ٧٩ : ١٢.

٣ ـ الذحل : الثأر. القاموس المحيط ٣ : ٣٧٩ ـ ذحل.

٤ ـ النازعات ٧٩ : ١٣ ـ ١٤.

٥ ـ في البحار : وباتت ، بمعنى غابت. انظر لسان العرب ٢ : ١٧ ـ بيت.


الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت » (١).

[ ٩٧ / ٤٣ ] حدّثني جماعة من أصحابنا ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان (٢) وابراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سليمان الديلمي (٣) ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً ) (٤) فقال : « الأنبياء : رسول الله 9 وإبراهيم وإسماعيل وذرّيته ، والملوك : الأئمّة : » قال : فقلت : وأيّ ملك اُعطيتم؟ قال : « ملك الجنّة وملك الكرّة » (٥).

[ ٩٨ / ٤٤ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد (٦) ومحمد بن خالد

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ١٧ ، والبحراني في تفسير البرهان ٥ : ٥٧٦ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله ، والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٢٧٩ / ٩٣ ، عن مختصر البصائر لسعد بن عبدالله.

٢ ـ في البحار : ابن أبي عثمان ، وفي نسخة « ق » : علي بن أبي عثمان ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح.

وهو الملقّب بسجادة ، وأبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الجواد والهادي عليهما السلام قائلاً : الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة.

انظر معجم رجال الحديث ٦ : ٢٤ و ١٧ : ١٣٨ ، رجال الشيخ : ٤٠٠ / ١١ و ٤١٣ / ١٢ ، رجال النجاشي : ٦١ / ١٤١.

٣ ـ في نسخة « س و ض و ق » : محمد بن سليم الديلمي.

٤ ـ المائدة ٥ : ٢٠.

٥ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٥ / ١٨ ، والبحراني في تفسير البرهان ٢ : ٢٦٦ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ الحسين بن سعيد : هو الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الأهوازي ، من موالي


البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن المعلّى بن عثمان (١) ، عن المعلّى بن خنيس ، قال : قال لي أبو عبدالله 7 : « أوّل من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي 8 فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر ».

قال : فقال أبو عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٢) قال : « نبيّكم 9 راجع إليكم » (٣).

[ ٩٩ / ٤٥ ] محمّد بن عيسى بن عبيد (٤) ، عن الحسين بن سفيان البزّاز ، عن

__________________

علي بن الحسين 8 ، ثقة ، روى عن الامام الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث : ، وأصله كوفي ، انتقل مع أخيه الحسن 2 إلى الأهواز ، ثمّ تحوّل إلى قم فنزل على الحسن بن أبان وتوفّي بقم ، وله ثلاثون كتاباً اشترك بها مع أخيه ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الجواد والهادي 8.

انظر فهرست الشيخ : ١١٢ / ٢٣٠ ، رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، رجال الشيخ : ٣٧٢ / ١٧ و ٣٩٩ / ١ و ٤١٢ / ٦ ، رجال البرقي : ٥٤.

١ ـ في البحار وتفسير البرهان : المعلّى أبو عثمان ، وهما شخص واحد كما قاله النجاشي والشيخ : معلّى بن عثمان أبو عثمان ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 قائلاً : المعلّى بن عثمان أبو عثمان الأحول الكوفي. انظر رجال النجاشي : ٤١٧ / ١١١٥ ، رجال الشيخ : ٣١١ / ٥٠٠ ، خلاصة الأقوال : ٢٧٥ / ١٠٠٢ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٢٧١ و ٢١ : ٧٨.

٢ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٦ / ١٩ ، والبحراني في تفسير البرهان ٤ : ٢٩٢ / ٥ و ٦ ، عن سعد بن عبدالله وذكر القمي المقطع الثاني من الرواية في تفسيره ٢ : ١٤٧ بزيادة : وأمير المؤمنين 7 والأئمّة :.

٤ ـ في البحار زيادة : عن اليقطيني ، والظاهر حرف « عن » زيادة لأن ابن عيسى هو الملقب


عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ لعليّ 7 ( في الأرض كرّة مع الحسين إبنه ) (١) صلوات الله عليهما ، يقبل برايته حتى ينتقم له من بني اُميّة ومعاوية وآل معاوية ، ومن شهد حربه.

ثمّ يبعث الله إليهم بأنصاره ( يومئذ من أهل الكوفة ) (٢) ثلاثين ألفاً ، ومن سائر الناس سبعين ألفاً فيلقاهم بصفّين (٣) مثل المرّة الاُولى حتى يقتلهم فلا يبقى منهم مخبراً ، ثمّ يبعثهم الله عزّ وجلّ فيدخلهم أشدّ عذابه مع فرعون وآل فرعون.

ثمّ كرّة اُخرى مع رسول الله 9 حتى يكون خليفته في الأرض ، ويكون

__________________

باليقطيني نسبة إلى جدّه يقطين.

وهو أبو جعفر ، جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ، كثير الرواية ، حسن التصانيف ، روى عن أبي جعفر الثاني 7 مكاتبة ومشافهة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري وفي من لم يرو عنهم : ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي والعسكري 8.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٣٣ / ٨٩٦ ، رجال البرقي : ٥٨ و ٦١ ، رجال الطوسي : ٣٩٣ / ٧٦ و ٤٢٢ / ١٠ و ٤٣٥ / ٣ و ٥١١ / ١١١.

١ ـ في نسخة « ق » : كرّة مع ابنه الحسين 7 ، بدل ما بين القوسين.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٣ ـ صِفِّين : بكسرتين وتشديد الفاء ، هو موضع بقرب الرقّة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقّة وبالس ؛ وكانت وقعة صفّين بين جيش الإمام علي 7 وجيش معاوية عليه اللعنة في سنة ٣٧ هـ في غرّة صفر ، وقيل : كان الإمام علي 7 في مائة وعشرين ألفاً ، ومعاوية في تسعين ألفاً ، وقتل في الحرب بينهما سبعون ألفاً منهم ، من أصحاب الإمام علي 7 خمسة وعشرون ألفاً ، منهم خمسة وعشرون صحابياً بدرياً ، ومن أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفاً.

اُنظر معجم البلدان ٣ : ٤١٤.


الأئمّة : عمّاله ، وحتّى يُعبد (١) الله علانية فتكون عبادته علانية في الأرض ، كما عُبد الله سرّاً في الأرض.

ثمّ قال : إي والله وأضعاف ذلك ـ ثمّ عقد بيده أضعافاً ـ يعطي الله نبيّه ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم يُفنيها ، حتى ينجز له موعوده في كتابه كما قال ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (٢) » (٣).

[ ١٠٠ / ٤٦ ] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد ابن يحيى (٤) قال : قلت لأبي عبدالله 7 : سمّى رسول الله 9 أبا بكر صدّيقاً؟ فقال : « نعم ، إنّه حيث كان أبو بكر معه في الغار ، قال رسول الله 9 : إنّي لأرى سفينة بني عبد المطّلب تضطرب في البحر ضالّة ، فقال له أبو بكر : وإنّك لتراها؟ قال : نعم ، قال : يا رسول الله تقدر أن ترينيها؟ فقال : اُدن منّي فدنا منه فمسح يده على

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : يبعثه.

٢ ـ التوبة ٩ : ٣٣ والصف ٦١ : ٩.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٧٤ / ٧٥ ، والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٣٦٣ / ١١٨.

٤ ـ في البصائر : خالد بن نجيح ، والظاهر هو الصحيح ، لأنّي لم أجد من يقول إنّ خالد بن يحيى يروي عن الإمام الصادق 7 ، واحتمل النمازي التعدّد أو التصحيف وقال : لعلّ الثاني هو الأصوب.

وابن نجيح هو الجرّان مولىً ، كوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٥٠ / ٣٩١ ، رجال البرقي : ٣١ و ٤٨ ، رجال الشيخ : ١٨٦ / ٧ و ٣٤٩ / ١ ، معجم رجال الحديث ٨ : ٣٨ ـ ٤١ ، مستدركات النمازي ٣ : ٣١٨ و ٣٢١.


عينيه ، ثمّ قال له : اُنظر ، فنظر أبو بكر فرأى السفينة تضطرب في البحر ، ثمّ نظر إلى قصور أهل المدينة ، فقال في نفسه : الآن صدّقت أنّك ساحر ، فقال له رسول الله 9 صدّيق أنت ».

فقلت : لِمَ سُمّي عمر الفاروق؟ قال : « نعم ، ألا ترى أنّه قد فرّق بين الحقّ والباطل ، وأخذ الناس بالباطل ».

قلت : فلم سمّي سالماً الأمين؟ قال : لمّا أن كتبوا الكتب ووضعوها على يد (١) سالم فصار الأمين ».

قلت : فقال اتّقوا دعوة سعد؟ قال : « نعم » قلت : وكيف ذاك؟ قال : « إنّ سعداً يكرّ فيقاتل عليّاً 7 » (٢).

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : يدي.

٢ ـ نقله المجلسي كاملاً عن المختصر في البحار ٥٣ : ٧٥ / ٧٦ ، وأورده الصفّار باختلاف يسير في البصائر : ٤٢٢ / ١٤ ، إلى قوله : الصدّيق أنت ، والقمّي في تفسيره ١ : ٢٩٠ نحوه.



يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربّه الغني حسن بن سليمان : إنّي قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبدالله فأنا مثبتها في هذه الأوراق ، ثمّ ارجع إلى ما رواه سعد بن عبدالله في كتاب مختصر البصائر.

[ ١٠١ / ١ ] فممّا (١) أجاز لي الشيخ السعيد الشهيد أبو عبدالله محمّد بن مكّي الشامي روايته ، عن شيخه السيّد عميد الدين عبد المطّلب بن الأعرج الحسيني ، عن الحسن بن يوسف بن المطهّر ، عن أبيه ، عن السيد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل ، عن العماد الطبري ، عن أبي علي بن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن محمّد بن علي بن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدّثنا الحسن بن معاذ (٢) ، قال : حدّثنا قيس بن حفص ، قال : حدّثنا يونس بن أرقم ، عن أبي سيّار الشيباني ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن النزّال بن سبرة (٣) ، قال : خطبنـا علي بن أبي طالـب صلوات الله عليـه فحمـد الله وأثنى

__________________

١ ـ سقط الحديث كلّه من نسخة « ق ».

٢ ـ في كمال الدين : الحسين بن معاذ.

٣ ـ النزّال بن سبرة : هو الهلالي العامري الكوفي من قيس عيلان مختلف في صحبته ، روى عن


عليه (١) ثمّ قال :

« أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني » قالها ثلاثاً ، فقام إليه صعصعة بن صوحان (٢) ، فقال : يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجّال؟ فقال له 7 : « اقعد ، فقد سمع

__________________

النبي 9 وعن أبي بكر وعثمان بن عفان والإمام علي 7 ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : له صحبة ، وقال ابن عبد البر : ذكروه فيمن رأى النبي 9 ، ولا أعلم له رواية إلاّ عن علي وابن مسعود ، وهو معدود في كبار التابعين وفضلائهم. قال النمازي : هو من أصحاب أمير المؤمنين 7.

انظر تهذيب التهذيب ١٠ : ٣٧٨ / ٧٦٤ ، تهذيب الكمال ٢٩ : ٣٣٤ / ٦٣٩١ ، الثقات ٣ : ٤١٨ ، الاستيعاب ٤ : ١٥٢٤ / ٢٦٥٥ ، مستدركات النمازي ٨ : ٦٣.

١ ـ في المصدر زيادة : وصلّى على محمّد وآله.

٢ ـ صعصعة بن صوحان : هو ابن حجر بن حارث بن الهجرس ... من ربيعة ، وكان صعصعة أخا زيد بن صوحان لأبيه واُمّه ، وكان يكنّى أبا طلحة ، وكان من أصحاب الخطط بالكوفة ، وكان خطيباً ، وكان من أصحاب علي بن أبي طالب 7 ، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ، وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل في يده فقتل ، فأخذها زيد فقتل ، فأخذها صعصعة ، وكان ثقة قليل الحديث. هذا ما عرّفه ابن سعد.

وقال الذهبي : أبو طلحة أحد خطباء العرب ، كان من كبار أصحاب علي ، قتل أخواه يوم الجمل ، كان شريفاً ، مطاعاً ، أميراً ، فصيحاً ، مفوّهاً ، وكان يروي عن علي وابن عباس ، وبقي إلى خلافة معاوية ، ويقال : وفد إلى معاوية فخطب ، فقال معاوية : إن كنت لأبغض أن أراك خطيباً ، قال : وأنا إن كنت لأبغض أن أراك خليفة. وتوفّي بالكوفة في خلافة معاوية.

وكان عظيم القدر ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وقال في حقّه الإمام الصادق عليه السلام : « ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقّه إلاّ صعصعة وأصحابه ».

انظر طبقات ابن سعد ٦ : ٢٢١ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٥٢٨ ـ ٥٢٩ ، رجال العلاّمة : ١٧١ / ٥٠٢ ، رجال البرقي : ٥ ، رجال الشيخ : ٤٥ / ١ ، رجال الكشي : ٦٨ / ١٢٢.


الله كلامك وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وامارات وهنات (١) يتبع بعضها بعضاً كحذو النعل بالنعل ، فإن شئت أنبأتك بها » فقال : نعم يا أمير المؤمنين.

فقال عليّ 7 : « إحفظ فإنّ علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الأمانة ، واستحلّوا الكذب ، وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيّدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الأرحام ، واتّبعوا الأهواء ، واستخفّوا بالدماء.

وكان الحلم ضعفاً (٢) ، والظلم فخراً ، وكانت الاُمراء فجرة ، والوزراء ظلمة ، والعرفاء (٣) خونة ، والقرّاء فسقة ، وظهرت شهادة الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ، والإثم والطغيان ، وحلّيت المصاحف ، وزُخرفت المساجد ، وطوّلت المنائر ، واُكرم الأشرار ، وازدحمت الصفوف ، واختلفت القلوب ، ونُقضت العهود ، واقترب الموعود ، وشاركت النساء أزواجهنّ في التجارة حرصاً على الدنيا ، وعلت أصوات الفسّاق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتُّقي الفاجر مخافة شرّه ، وصُدِّق الكاذب ، وأُؤتُمِن الخائن ، واتخذت القينات (٤) والمعازف ، ولعن آخر هذه الاُمّة أوّلها ، وركب ذوات الفروج السروج ، وتشبّه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد

__________________

١ ـ في كمال الدين : وهيئات.

٢ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : العلم ضعيفاً.

٣ ـ العرفاء : واحده العريف وهو القيّم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس ، يلي اُمورهم ويتعرّف الأمير منه أحوالهم. لسان العرب ٩ : ٢٣٨ ـ عرف.

٤ ـ القينات : المغنيّات. لسان العرب ١٣ : ٣٥٢ ـ قين.


الشاهد من غير أن يستشهد ، وشهد الآخر قضاءً للذمام بغير حقّ عرفه ، وتفقّه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة ، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيفة وأمرّ من الصبر ، فعند ذلك الوحا الوحا ، العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس ، ليأتينّ على الناس زمان يتمنّى أحدهم أنّه من سكّانه ».

فقام إليه الأصبغ بن نباتة (١) ، فقال : يا أمير المؤمنين من الدجّال؟ فقال : « ألا إنّ الدجال صائد بن الصيد ، فالشقي من صدّقه ، والسعيد من كذّبه ، يخرج من بلدة يقال لها : اصفهان ، من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة ، والاُخرى في جبهته تضي كأنّها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنّها ممزوجة بالدم ، بين عينيه مكتوب كافر ، يقرؤه كلّ كاتب واُمّي.

يخوض البحار ، وتسير معه الشمس ، بين يديه جبل من دخان ، وخلفه جبل أبيض ، يرى الناس أنـّه طعام ، يخرج حين يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أقمر ، خطوة حماره ميل ، تطوى له الأرض منهلاً منهلاً ، لا يمرّ بماء إلاّ غار إلى يوم القيامة.

ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجنّ والإنس والشياطين ،

__________________

١ ـ الأصبغ بن نباتة : التميمي السلمي الحنظلي المجاشعي أبو القاسم ، مشكور من خواصّ الإمام أمير المؤمنين 7 وقد عمّر بعده ، وهو من شرطة الخميس ، وقد شارك في يوم صفّين ، وهو الذي أعانه على غسل سلمان الفارسي ، وكان شيخاً ناسكاً عابداً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام علي 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الحسن 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٨ / ٥ ، رجال البرقي : ٥ ، فهرست الشيخ : ٨٥ / ١١٩ ، رجال العلاّمة : ٧٧ / ١٤١ ، رجال الشيخ : ٣٤ / ٢ و ٦٦ / ٢ ، مستدركات النمازي ١ : ٦٩١ و ٦٩٢.


يقول : إليّ أوليائي أنا الذي خلق فسوّى ، وقدّر فهدى ، أنا ربّكم الأعلى ، كذب عدوّ الله ، إنّه أعور يُطعَم الطعام ، ويمشي في الأسواق ، وإنّ ربّكم ليس بأعور ولا يُطعَم ولا يمشي في الأسواق ولا يزول (١).

ألا وإنّ أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة (٢) الخضر ، يقتله الله عزّ وجلّ بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق ، لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يدي من يصلّي المسيح عيسى بن مريم 7 خلفه.

ألا إنّ بعد ذلك الطامّة الكبرى » قلنا : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال : « خروج دابّة عند الصفا ، معها خاتم سليمان 7 وعصا موسى 7 ، تضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فينطبع فيه : هذا مؤمن حقّاً ، وتضعه على وجه كلّ كافر فيكتب فيه : هذا كافر حقّاً ، حتّى أنّ المؤمن ينادي : الويل لك ياكافر ، وأنّ الكافر ينادي : طوبى لك يا مؤمن وددت اليوم أنّي مثلك فأفوز فوزاً عظيماً.

ثمّ ترفع الدابّة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عزّ وجلّ ، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة ، فلا توبة تقبل ، ولا عمل يرفع و ( لاينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) (٣).

ثمّ قال 7 : لا تسألوني عمّا يكون بعد هذا (٤) ، فإنّه عهد إليّ حبيبي عليه وآله

__________________

١ ـ في كمال الدين زيادة : تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

٢ ـ الطيلسان : واحد الطيالسة : وهو ثوب يحيط بالبدن ينسج للّبس خال عن التفصيل والخياطة. مجمع البحرين ٤ : ٨٢ ـ طيلس.

٣ ـ الأنعام ٦ : ١٥٨.

٤ ـ في نسخة « س » : ذلك ، بدل : هذا.


السلام ألاّ اُخبر به غير عترتي ».

ثمّ قال النزّال بن سبرة فقلت لصعصعة بن صوحان : يا صعصعة ما عنى أمير المؤمنين 7 بهذا القول؟ فقال صعصعة : يا ابن سبرة إنّ الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي صلوات الله عليهما ، وهو الشمس الطالعة من مغربها ، يظهر بين الركن والمقام فيطهّر الأرض ويضع ميزان العدل ، فلا يظلم أحد أحداً ، فأخبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنّ حبيبه رسول الله 9 عهد إليه ألاّ يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمّة : (١).

[ ١٠٢ / ٢ ] ومن كتاب الواحدة : روي عن محمّد بن الحسن بن عبدالله الاطروش الكوفي ، قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد البجلي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن أبي نجران (٢) ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي (٣) ، عن أبي جعفر 7 قال : « قال أمير

__________________

١ ـ كمال الدين : ٥٢٥ / ١ ، وعنه في البحار ٥٢ : ١٩٢ / ٢٦.

٢ ـ عبد الرحمن بن أبي نجران : هو التميمي مولىً ، كوفي ، روى عن الإمام الرضا 7 ، وروى أبوه عن الإمام الصادق 7 ، ثقة ، ثقة ، معتمداً على ما يرويه ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد 8.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٣٥ / ٦٢٢ ، رجال البرقي : ٥٤ و ٥٧ ، رجال الطوسي : ٣٨٠ / ٩ و ٤٠٣ / ٧.

٣ ـ لم يرد أبو حمزة الثمالي في سند البحار ، والظاهر أنّه سقط من يد الناسخ ، لأن عاصم لم يرو عن أبي جعفر 7 إلاّ بواسطة الثمالي.

وعاصم هذا هو الحنّاط الحنفي أبو الفضل ، مولى كوفي ، ثقة عين ، صدوق ، روى عن


المؤمنين 7 : إنّ الله تبارك وتعالى أحدٌ واحد ، تفرّد في وحدانيّته ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نوراً ، ثمّ خلق من ذلك النور محمّداً 9 وخلقني وذرّيتي ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحاً فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا ، فنحن روح الله وكلماته ، فبنا احتجّ على خلقه (١) ، فما زلنا في ظُلّة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ، ولا ليل ولا نهار ، ولا عين تطرف ، نعبده ونقدّسه ونسبّحه ، وذلك قبل أن يخلق الخلق.

وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا ، وذلك قوله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه ) (٢) يعني لتؤمننّ بمحمّد 9 ، ولتنصرنّ وصيّه ، وسينصرونه جميعاً.

وإنّ الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد 9 بالنصرة بعضنا لبعض ، فقد نصرت محمّداً 9 وجاهدت بين يديه ، وقتلت عدوّه ، ووفيت لله بما أخذ عليَّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمّد 9 ، ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله ، وذلك لمّا قبضهم الله إليه ، وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها ، وليبعثنَّهم الله أحياءً من آدم إلى محمّد 9 ، كلّ نبيّ مرسل ، يضربون بين يديّ

__________________

أبي عبدالله 7 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وقال الكشي : هو مولى بني حنيفة ، مات بالكوفة.

انظر رجال النجاشي : ٣٠١ / ٨٢١ ، رجال البرقي : ٤٥ ، رجال الشيخ : ٢٦٢ / ٦٥١ ، رجال الكشي : ٣٦٧ / ٦٨٢ ، معجم رجال الحديث ١٠ : ١٩٧.

١ ـ في نسخة « ض » : احتجب عن خلقه.

٢ ـ آل عمران ٣ : ٨١.


بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعاً.

فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياءً يلبّون زمرة زمرة بالتلبية : لبّيك لبّيك يا داعي الله ، قد انطلقوا (١) بسكك الكوفة ، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة ، وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأوّلين والآخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عزّ وجلّ ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) (٢) أي يعبدونني آمنين ، لا يخافون أحداً في عبادتي (٣) ، ليس عندهم تقيّة.

وإنّ لي الكرّة بعد الكرّة ، والرجعة بعد الرجعة ، وأنا صاحب الرجعات والكرّات ، وصاحب الصولات والنقمات ، والدولات (٤) العجيبات ، وأنا قرن من حديد ، وأنا عبد الله وأخو رسول الله 9 ، وأنا أمين الله وخازنه ، وعيبة سرّه وحجابه ، ووجهه وصراطه وميزانه ، وأنا الحاشر إلى الله.

وأنا كلمة الله التي يجمع بها المفترق ويفرّق بها المجتمع.

وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا ، وآياته الكبرى.

وأنا صاحب الجنّة والنار ، اُسكن أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار ، ( وإليّ

__________________

١ ـ في البحار : قد تخلّلوا ، وفي نسخة « ض و س » : أطلّوا.

٢ ـ النور ٢٤ : ٥٥.

٣ ـ في نسخة « س و ض » والمختصر المطبوع : في عبادي ، وفي البحار : من عبادي.

٤ ـ الدولات : الدَولة في الحرب : أن تدال إحدى الفئتين على الاُخرى ، أي يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا والجمع دولات. انظر الصحاح ٤ : ١٦٩٩ و ١٧٠٠ ـ دول.


تزويج أهل الجنّة ، وإليّ عذاب أهل النار ) (١).

وإلي إياب الخلق جميعاً ، وأنا الإياب الذي يؤوب إليه كلّ شيء بعد الفناء (٢) ، وإليّ حساب الخلق جميعاً.

وأنا صاحب الهنات (٣) ، وأنا المؤذّن (٤) على الأعراف ، وأنا بارز الشمس ، وأنا دابّة الأرض ، وأنا قسيم النار (٥) ، وأنا خازن الجنان ، وأنا صاحب الأعراف ، وأنا أمير المؤمنين ، ويعسوب (٦) المتّقين ، وآية السابقين ، ولسان الناطقين ، وخاتم الوصيّين ، ووارث النبيّين ، وخليفة ربّ العالمين ، وصراط ربي المستقيم ، وفسطاطه ، والحجّة على أهل السماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما.

وأنا الذي احتجّ الله به عليكم في ابتداء خلقكم. وأنا الشاهد يوم الدين. وأنا

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٢ ـ في المختصر المطبوع : القضاء.

٣ ـ في البحار : الهبات ، وفي نسخة « س » : الهنئات.

٤ ـ روى الصدوق في معاني الأخبار ص ٥٩ بسنده عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر 7 قال : « خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 بالكوفة بعد منصرفه من النهروان : ... وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة ، قال الله عزّ وجلّ ( فأذّن مؤذّن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) أنا ذلك المؤذّن ». سورة الأعراف ٧ : ٤٤.

٥ ـ روى الصدوق في علل الشرائع : ١٦٢ / ١ ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله 7 : لِمَ صار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 قسيم الجنّة والنار؟ قال : « لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان ، وخلقت النار لأهل الكفر ، فهو 7 قسيم الجنّة والنار ، لهذه العلّة ، فالجنّة لا يدخلها إلاّ أهل محبّته ، والنار لا يدخلها إلاّ أهل بغضه ».

٦ ـ اليعسوب : ملك النحل. الصحاح ١ : ١٨١ ـ عسب ، فهو روحي فداه ملك المتّقين.

وذلك قول الشاعر : ولايتي لأمير النحل تكفيني ....


الذي عُلّمت علم المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب والأنساب ، واستحفظت آيات النبيّين المستخفين المستحفظين.

وأنا صاحب العصا والميسم (١). وأنا الذي سُخّرت لي السحاب والرعد والبرق ، والظُلم والأنوار ، والرياح والجبال والبحار ، والنجوم والشمس والقمر.

( وأنا الذي أهلكت عاداً وثموداً ، وأصحاب الرسّ وقروناً بين ذلك كثيرة. وأنا الذي ذلّلت الجبابرة. وأنا صاحب مدين ، ومُهلك فرعون ، ومنجي موسى 7 ) (٢).

وأنا القرن الحديد. وأنا فاروق الاُمّة. وأنا الهادي. وأنا الذي أحصيت كلّ شيء عدداً بعلم الله الذي أودعنيه ، وبسرّه الذي أسرّه إلى محمّد 9 وأسرّه النبيّ 9 إليّ.

وأنا الذي أنحلني ربّي إسمه وكلمته وحكمته وعلمه وفهمه.

يا معشر الناس اسألوني قبل أن تفقدوني ، اللهمّ إنّي اُشهدك وأستعديك عليهم ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم والحمد لله متّبعين أمره » (٣).

[ ١٠٣ / ٣ ] (٤) ورويت بإسنادي المتصل إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن

__________________

١ ـ المِيسَمْ : اسم الآلة التي يكوى بها. مجمع البحرين ٦ : ١٨٣ ـ وسم.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في البحار.

٣ ـ نقل الاسترآبادي صدر الحديث عن كتاب الواحدة في تأويل الآيات ١ : ١١٦ / ٣٠ ، إلى قوله : وسوف ينصرون ، والبحراني في تفسير البرهان ١ : ٦٤٦ / ٤ ، عن سعد بن عبدالله والحر العاملي باختصار في الإيقاظ من الهجعة : ٣٦٤ / ١٢٠ ، عن المختصر عن كتاب الواحدة ، ونقله المجلسي كاملاً في البحار ٥٣ : ٤٦ / ٢٠ عن المختصر.

٤ ـ من حديث ١٠٣ إلى آخر حديث ١٠٨ سقط من نسخة « ق ».


الطوسي ; على ما ذكره في كتاب مصباح المتهجّد قال ; : اليوم الثالث منه ـ يعني من شعبان ـ : فيه ولد الحسين بن علي 8 خرج إلى أبي القاسم بن العلاء الهمداني (١) وكيل أبي محمّد 7 : « إنّ مولانا الحسين 7 ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان ، فصمه وادع فيه بهذا الدعاء :

اللهمَّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم ، الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها ، والأرض ومن عليها ، ولمّا يطأ لابتيها ، قتيل العبرة وسيّد الاُسرة ، الممدود بالنصرة يوم الكرّة ، والمعوّض من قتله ، أنّ الأئمّة من نسله ، والشفاء في تربته ، والفوز معه في أوبته ، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ، حتى يدركوا الأوتار ، ويثأروا الثار ، ويرضوا الجبّار ، ويكونوا خير أنصار ، صلّى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار.

اللهمّ فبحقّهم عليك أتوسّل وأسأل سؤال مقترف معترف مسيء إلى نفسه ممّا فرّط في يومه وأمسه ، يسألك العصمة إلى محل (٢) رمسه.

اللهمّ فصلّ على محمّد وعترته واحشرنا في زمرته وبوّئنا معه دار الكرامة ومحلّ (٣) الإقامة.

__________________

١ ـ في المصدر القاسم بن العلاء الهمداني ، والظاهر هو الصحيح لموافقته للاقبال وكتب التراجم حيث لم يصرّح أحد بأبي القاسم.

انظر جامع الرواة ٢ : ١٩ ، مستدركات النمازي ٦ : ٢٥٠ ، معجم رجال الحديث ١٥ : ٣٧ ، ومسند الإمام العسكري 7 للعطاردي : ٣٢٩ / ٩٩.

٢ ـ في نسخة « ض » حلول.

٣ ـ في نسخة « ض » حسن.


اللهمّ وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته وارزقنا مرافقته ومتابعته (١) واجعلنا ممّن يسلّم لأمره ، ويُكثر الصلاة عليه عند ذكره ، وعلى جميع أوصيائه وأهل أصفيائه ، الممدودين منك بالعدد الإثني عشر ، النجوم الزهر ، والحجج على جميع البشر.

اللهمّ وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة ، وأنجح لنا فيه كل طلبة ، كما وهبت الحسين 7 لمحمّد 9 جدّه ، وعاذ فطرس بمهده ، فنحن عائذون بقبره من بعده ، نشهد تربته ، وننتظر أوبته آمين ربّ العالمين » (٢).

[ ١٠٤ / ٤ ] ورويت بإسنادي المتّصل عن الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه قال : روى محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا موسى بن عبدالله النخعي (٣) ، قال : قلت لعلي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : : علّمني يابن رسول الله قولاً أقول به ، بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم ، فقال : قل ، وذكر الزيارة بتمامها ، وذكر في أثنائها ما يدلّ على رجعتهم :.

فمنها : « فأنا مقرّ بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمّتكم ، معترف بكم ،

__________________

١ ـ في المصباح والإقبال : وسابقته.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٧٥٨ ، وأورده ابن طاووس في إقبال الأعمال : ٦٨٩ ـ ٦٩٠ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٩٤ / ١٠٧.

٣ ـ في عيون الأخبار : موسى بن عمران النخعي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح وهو الموافق للفقيه ، وقال السيّد الخوئي : هو الراوي لزيارة الجامعة.

انظر معجم رجال الحديث ٢٠ : ٥٧ / ١٢٨٢٤ و ١٦ : ١٠٠.


مؤمن بإيابكم ، مصدّق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ».

ومنها : « ونصرتي لكم معدّة حتى يحيي الله بكم دينه ، ويردّكم في أيّامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكّنكم في أرضه ».

ومنها : « ويُحشر في زمرتكم ، ويكرّ في رجعتكم ، ويملّك في دولتكم ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكّن في أيّامكم ، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم ».

ومنها : « ومكّنني في دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملّكني في أيّامكم » (١).

[ ١٠٥ / ٥ ] ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي ; في كتاب مصباح المتهجّد في زيارة العبّاس 7 : « أشهد أنّك قتلت مظلوماً ، وأنّ الله منجز لكم ما وعدكم ، جئتك يابن أمير المؤمنين وافداً إليكم وقلبي مسلّم لكم ، وأنا لكم تابع ، ونصرتي لكم معدّة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، فمعكم معكم لا مع عدوّكم ، إنّي بكم وبإيابكم من المؤمنين » (٢) ..

[ ١٠٦ / ٦ ] وبإسنادي إلى سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم (٣) ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان (٤) أو غيره ، عن عبدالله بن سنان قال : قال

__________________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٧٠ / ١٦٢٥ ، عيون أخبار الرضا 7 ٢ : ٢٧٢ / ١ ، وأورده المصنّف في المحتضر : ١١٩. والفقرة الأخيرة منها مذكورة في الوداع : ٣٧٥ من الفقيه.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٦٦٨ ، وأورده الشيخ أيضاً في التهذيب ٦ : ٦٦ ، وابن قولويه في كامل الزيارة : ٢٧٠ ، والمفيد في المزار : ١٨٠.

٣ ـ في البحار : عن ابن هشام.

٤ ـ محمد بن سنان ، هو أبو جعفر الزاهري الكوفي ، من ولد زاهر مولى عمرو بن حمق الخزاعي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد :. مات سنة


أبو عبدالله 7 : « قال رسول الله 9 : لقد أسرى بي ربّي عزّ وجلّ فأوحى إليّ من وراء حجاب ما أوحى ، وكلّمني بما كلّم به ، وكان ممّا كلّمني به أن قال : يا محمّد إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون.

إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الخالق البارئ المصوّر لي الأسماء الحسنى ، يسبِّح لي من في السماوات والأرض ، وأنا العزيز الحكيم.

يا محمّد : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الأوّل فلا شيء قبلي ، وأنا الآخر فلا شيء بعدي ، وأنا الظاهر فلا شيء فوقي ، وأنا الباطن فلا شيء دوني ، وأنا الله لا إله إلاّ أنا بكلّ شيء عليم.

يا محمّد : عليّ أوّل ما آخذ ميثاقه من الأئمّة.

يا محمّد : عليّ آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدابّة التي تكلّمهم.

يا محمّد : عليّ أظهره على جميع ما اُوحيه إليك ، ليس لك أن تكتم منه شيئاً.

يا محمّد : أبطنه الذي أسررته (١) اليك ، فليس فيما بيني وبينك سرّ دونه.

يا محمّد : عليّ على ما خلقت من حلال وحرام عليّ عليم به » (٢).

__________________

عشرين ومائتين.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٢٨ / ٨٨٨ ، رجال البرقي : ٤٨ و ٥٤ و ٥٧ ، رجال الطوسي : ٣٦١ / ٣٩ و ٣٨٦ / ٧ و ٤٠٥ / ٣.

١ ـ في نسخة « ض و س » : أمرته.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١٤ / ٣٦ ، باختلاف ، وعنه في البحار ٤٠ : ٣٨ / ٧٣ ، وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٨ / ٦٥.


[ ١٠٧ / ٧ ] ومن كتاب الخرائج والجرائح : تأليف سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي ; ، عن أبي سعيد سهل بن زياد ، أخبرنا الحسن بن محبوب ، أخبرنا ابن فضيل ، أخبرنا سعد الجلاّب (١) ، عن جابر ، عن أبي جعفر 7 قال : « قال الحسين بن علي 8 لأصحابه قبل أن يُقتل : إنّ رسول الله 9 قال لي : يا بُنيّ إنّك ستُساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى فيها النبيّون ، وأوصياء النبيّين ، وهي أرض تدعى « عمورا » ، وإنّك لتستشهد بها ويستشهد جماعة معك من أصحابك لا يجدون ألم مسّ الحديد ، وتلا ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) (٢) ( تكون الحرب برداً وسلاماً عليك وعليهم ) (٣) فابشروا ، فوالله لئن قتلونا فإنّا نرد على نبيّنا 9.

ثم أمكث ما شاء الله ، فأكون أوّل من تنشقّ الأرض عنه ، فأخرج خرجة توافق ذلك خرجة أمير المؤمنين 7 وقيام قائمنا 7 ، وحياة رسول لله 9 ثمّ لينزلنّ عليّ وفد من السماء من عند الله عزّ وجلّ ، لم ينزلوا إلى الأرض قطّ ، ولينزلنّ إليّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وجنود من الملائكة ، ولينزلنّ محمّد وعلي وأنا وأخي وجميع من منّ الله عليه في حمولات من حمولات الربّ ، خيل بلق من نور ، لم يركبها مخلوق.

ثمّ ليهزّنّ محمّد 9 لواءه وليدفعنّه إلى قائمنا 7 مع سيفه ، ثمّ إنّا نمكث بعد ذلك ما شاء الله.

__________________

١ ـ هو سعد بن أبي عمرو الجلاّب الذي عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر 7.

رجال الشيخ : ١٢٥ / ١٩.

٢ ـ الأنبياء ٢١ : ٦٩.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س و ض ».


ثمّ إنّ الله تعالى يُخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن وعيناً من لبن وعيناً من ماء.

ثمّ إنّ أمير المؤمنين 7 يدفع إليّ سيف رسول الله 9 فيبعثني إلى الشرق والغرب ، فلا آتي على عدوّ لله إلاّ أهرقت دمه ، ولا أدع صنماً إلاّ أحرقته ، حتى أقع إلى الهند فأفتحها.

وإنّ دانيال ويوشع (١) يخرجان مع (٢) أمير المؤمنين 7 يقولان : صدق الله ورسوله ، ويبعث معهما (٣) سبعين رجلاً فيقتلون مقاتليهم ، ويبعث بعثاً إلى الروم فيفتح الله لهم.

ثمّ لأقتلنّ كلّ دابّة حرّم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلاّ الطيّب ، وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل ولاُخيرنّهم بين الإسلام والسيف ، فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه.

ولا يبقى رجل من شيعتنا إلاّ أنزل الله إليه ملكاً يمسح عن وجهه التراب ، ويعرّفه أزواجه ومنازله في الجنّة ، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلاّ كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت.

ولتنزلنّ البركة من السماء إلى الأرض حتى أنّ الشجرة لتنقصف (٤) بما يزيد

__________________

١ ـ في الخرائج : ويونس ، بدل ويوشع.

٢ ـ في الخرائج : إلى.

٣ ـ في الخرائج زيادة : [ إلى البصرة ].

٤ ـ تنقصف : بمعنى تنكسر. اُنظر الصحاح ٤ : ١٤١٦ ـ قصف.


الله فيها من الثمرة ، ولتأكلنّ ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله تعالى ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (١). ثمّ إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء من الأرض وما كان فيها ، حتى أنّ الرجل منهم يريد أن يعلم عِلمَ أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون (٢) » (٣).

[ ١٠٨ / ٨ ] ومن الكتاب : قال الرضا 7 : « لابدّ من فتنة صمّاء (٤) صيلم (٥) يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة ، وذلك عند فقد الشيعة الرابع (٦) من ولدي تبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض ، وكم من مؤمن متأسّف (٧) حيران حزين عند فقدان الماء المعين ، كأنّي بهم شرّ ما يكونون ، وقد نودوا نداءً يُسمع من بُعد كما يُسمع من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ».

فقال له الحسن بن محبوب : وأيّ نداء هو؟ قال : « ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء : صوتاً : ألا لعنة الله على الظالمين.

والصوت الثاني : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ٩٦.

٢ ـ في نسخة « ض » : ما يعملون.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٨ / ٦٣ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٦١ / ٥٢ ، وعن الخرائج في البحار ٤٥ : ٨٠ / ٦.

٤ ـ صمّاء : شديدة. الصحاح ٥ : ١٩٦٧ ـ صمم.

٥ ـ صيلم : الأمر المستأصل. لسان العرب ١٢ : ٣٤٠ ـ صلم.

٦ ـ في المختصر المطبوع : الثالث.

٧ ـ في الخرائج زيادة : حرّان.


والصوت الثالث : يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس يقول : هذا أمير المؤمنين قد كرّ في هلاك الظالمين ».

وفي رواية الحميري : « والصوت الثالث : بدن يُرى في قرن الشمس يقول : إنّ الله بعث فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا ».

وقالا جميعاً : « فعند ذلك يأتي الناس الفرج ، ويودّ الأموات أن لو كانوا أحياءً ، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين (١) » (٢).

[ ١٠٩ / ٩ ] ومن كتاب الغيبة : للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن 2. رويت بإسنادي إليه عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الحميد ومحمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله 7 في حديث طويل أنّه قال : « يا أبا حمزة إنّ منّا بعد القائم أحد عشر مهديّاً من ولد الحسين 7 » (٣).

[ ١١٠ / ١٠ ] الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي

__________________

١ ـ اقتباس من سورة التوبة آية : ١٤.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٨ / ٦٥ ، وأوردها كاملة الشيخ الطوسي في الغيبة : ٤٣٩ / ٤٣١ ، والنعماني في الغيبة : ١٨٠ / ٢٨ ، والطبري في دلائل الإمامة : ٢٤٥ ، وأوردها الصدوق في عيون أخبار الرضا 7 ٢ : ٦ / ١٤ ، وكمال الدين : ٣٧٠ / ٣ ، إلى قوله : « وعذاباً على الكافرين » وفي العيون والكمال زيادة في صدر الحديث : ثم قال : « بأبي واُمّي سمّي جدّي ، شبيهي وشبيه موسى بن عمران 7 ، عليه جيوب النور تتوقّد بشعاع ضياء القدس ». وأورده باختصار المسعودي في اثبات الوصيّة : ٢٢٧.

٣ ـ الغيبة للطوسي : ٤٧٨ / ٥٠٤ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٤٥ / ٢ ، وفي البحار ٥٣ : ١٤٨ / ٧ ، عن المختصر ، عن السيد علي بن عبدالحميد بإسناده عن الإمام الصادق 7.


المقدام ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعاً » ، قلت : متى يكون ذلك؟ قال : « بعد القائم 7 » قلت : وكم يقوم القائم في عالمه؟ قال : « تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين 7 ودم أصحابه ، فيقتل ويسبي (١) حتى يخرج السفّاح » (٢).

[ ١١١ / ١١ ] أخبرنا جماعة ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن الخليل ، عن جعفر بن محمّد المصري (٣) ، عن عمّه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيّد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين : قال : « قال رسول الله 9 في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي 7 : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة » فأملى رسول الله 9 وصيّته حتى انتهى إلى هذا الموضع.

فقال : « يا علي إنّه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ، ومن بعدهم اثنا عشر مهديّاً ، فأنت يا علي أوّل الإثني عشر الامام ، سمّاك الله في سمائه عليّاً المرتضى ، وأمير

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض و ق » : ويسير.

٢ ـ الغيبة للطوسي : ٤٧٨ / ٥٠٥ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٠ / ١٢١ و ١٤٥ / ٣ ، وعن المختصر في ص ١٠٣ / قطعة من ح ١٣٠.

والمراد بالمنتصر هو الإمام الحسين عليه السلام والسفّاح هو الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام كما ورد عن أبي جعفر عليه السلام. وسيأتي في رقم ١٤٢.

٣ ـ في المصدر : جعفر بن أحمد المصري.


المؤمنين ، والصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهديّ ، فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك.

يا علي : أنت وصيّي على أهل بيتي حيّهم وميّتهم ، وعلى نسائي فمن ثبّتّها لقيتني غداً ، ومن طلّقتها فأنا بريء منها ، لم ترني ولم أرها في عرصات (١) القيامة ، وأنت خليفتي على اُمّتي من بعدي.

فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البرّ الوصول.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد (٢) المقتول.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيّد العابدين ذي الثفنات علي.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الباقر (٣).

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الثقة التقي.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد ـ صلّى الله عليه وعليهم وسلّم ـ فذلك إثنا عشر إماماً.

__________________

١ ـ في نسخة « ض و ق » : عرصة.

٢ ـ في المصدر زيادة : الزكي.

٣ ـ في نسختي « ض و ق » : محمد باقر العلم.


ثمّ يكون من بعده إثنا عشر مهديّاً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أوّل المهديّين (١) ، له ثلاثة أسامي ، إسم كاسمي ، وإسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والاسم الثالث المهدي وهو أوّل المؤمنين » (٢).

[ ١١٢ / ١٢ ] ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه ، الذي رواه عنه أبان بن أبي عيّاش (٣) وقرأه جميعه على سيّدنا علي بن الحسين 8 بحضور جماعة من أعيان الصحابة منهم أبو الطفيل فأقرّه عليه مولانا زين العابدين 7 ، وقال « هذه أحاديثنا (٤) صحيحة ».

قال أبان : لقيت أبا الطفيل (٥) بعد ذلك في منزله فحدّثني في الرجعة عن اُناس

__________________

١ ـ في المصدر : المقرّبين.

٢ ـ الغيبة للطوسي : ١٥٠ / ١١١ ، وعنه في البحار ٣٦ : ٢٦٠ / ٨١ و ٥٣ : ١٤٧ / ٦ ، وأوردها الحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٣٩٣ ، باختصار ، وفي اثبات الهداة ١ : ٥٤٩ / ٣٧٦.

٣ ـ ابان بن أبي عيّاش : هو أبو إسماعيل بصري تابعي ، مولى عبد القيس البصري ، واسم أبي عيّاش فيروز.

عدّه البرقي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر عليهما السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق عليه السلام ، وهو الذي آوى سليم بن قيس الهلالي في منزله عندما هرب من الحجّاج الاُموي ، وهو الراوي لأحاديث سليم.

اُنظر رجال البرقي : ٩ ، رجال الطوسي : ٨٣ / ١٠ و ١٠٦ / ٣٦ و ١٥٢ / ١٩٠ ، رجال العلاّمة : ٣٢٥ / ١٢٨٠.

٤ ـ في نسخة « ض » : أحاديث.

٥ ـ أبو الطفيل : هو عامر بن واثلة الكناني ، ولد عام اُحد ، وقد أدرك ثماني سنين من حياة النبي 9 ، وهو خاتم من رأى رسول الله 9 في الدنيا ، كان ثقة فيما ينقله ، صادقاً ، عالماً ،


من أهل بدر ، وعن سلمان (١) والمقداد ، واُبي بن كعب.

وقال أبو الطفيل : فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة ، فقال : « هذا علم خاص لا يسع الاُمّة جهله ، وردّ علمه إلى الله ». ثمّ صدّقني بكل ما حدّثوني ، وقرأ عليّ بذلك قراءة كثيرة وفسّره تفسيراً شافياً ، حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشدّ يقيناً مني بالرجعة.

وكان ممّا قلت : يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض (٢) النبي 9 في الدنيا أم في الآخرة؟ فقال « بل في الدنيا » قلت : فمن الذائد عنه؟ فقال : « أنا بيدي ، فليرِدَنّه أوليائي وليُصرفنّ عنه أعدائي ».

وفي رواية اُخرى « لاُوردنّه أوليائي ، ولأصرفنّ عنه أعدائي ».

فقلت : يا أمير المؤمنين قول الله ( وإذا وقع القولُ عَليهمْ أخرجنا لهم دابّةً مِنَ

__________________

شهد مع الإمام علي 7 حروبه ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب رسول الله 9 وأمير المؤمنين والحسن والسجّاد : ، ويعدّ أيضاً من خواصّ الإمام علي 7 ، وكان من جملة الذين أراد الحجّاج قتلهم لولائهم لأمير المؤمنين 7.

اُنظر سير أعلام النبلاء ٣ : ٤٦٧ / ٩٧ ، رجال البرقي : ٤ ، رجال الشيخ : ٢٥ / ٥٠ و ٤٧ / ٨ و ٦٩ / ٣ و ٩٨ / ٢٤ ، معجم رجال الحديث ١٠ : ٢٢٠ / ٦١١٨.

١ ـ في المصدر زيادة : وأبي ذر.

٢ ـ قال الشيخ الصدوق في الاعتقادات ص ٦٥ / ٢٠ : اعتقادنا في الحوض أنّه حقّ ، وهو حوض النبي 9 ، وأنّ فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وأنّ الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ، يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.


الأرضِ تُكلّمُهُم أنّ الناسَ كانوا بآياتِنا لا يُوقِنُون ) (١) ما الدابّة؟

قال : « يا أبا الطفيل اُلْهُ عن هذا » فقلت : يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت فداك ، قال : « هي دابّة تأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق ، وتنكح النساء » فقلت : يا أمير المؤمنين من هو؟ قال : « هو دَبّ (٢) الأرض الذي تسكن الأرض به » قلت : يا أميـرالمؤمنين من هـو؟ قال : « صدّيـق هـذه الاُمّـة ، وفاروقها ، ورُبّـيّها (٣) ، وذوقرنيها (٤) » قلت : يا أمير المؤمنين من هو؟ قال : « الّذي قال الله تعالى ( ويتلوه شاهد منه ) (٥) و ( الذي عنده علم من الكتاب ) (٦) و ( الذي جاء بالصدق ) (٧) والذي صدّق به أنا ، والناس كلّهم كافرون غيري وغيره ».

قلت : يا أمير المؤمنين فسمّه لي ، قال : « قد سمّيته لك يا أبا الطفيل ، والله لو أدخلت عليّ (٨) عامّة شيعتي الّذين بهم اُقاتل ، الذين أقرّوا بطاعتي ، وسمّوني أمير المؤمنين ، واستحلّوا جهاد من خالفني ، فحدّثتهم (٩) ببعض ما أعلم من الحقّ في

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٢ ـ في نسخة « س و ق » والمختصر المطبوع : ربّ ، وفي المصدر : زرّ.

٣ ـ في نسخة « ق » : ورئيسها ، وكذلك المصدر.

٤ ـ قال ابن الأثير : ومنه حديث علي 7 وذكر قصّة ذي القرنين ، ثمّ قال : « وفيكم مثله » فيرى أنّه إنّما عنى نفسه ؛ لأنّه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق ، والاُخرى ضربة ابن ملجم ( لعنه الله ). النهاية ٤ : ٥٢ ـ قرن.

٥ ـ هود ١١ : ١٧.

٦ ـ النمل ٢٧ : ٤٠.

٧ ـ الزمر ٣٩ : ٣٣.

٨ ـ في المصدر : لو دخلت عليّ.

٩ ـ في المصدر زيادة : شهراً ، وفي نسخة منه : شطراً.


الكتاب الذي نزل به جبرئيل 7 على محمّد 9 لتفرّقوا عنّي حتى أبقى في عصابة حقّ قليلة ، أنت وأشباهك من شيعتي » ففزعت وقلت : يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي نتفرّق عنك أو نثبت معك؟ قال : « بل تثبتون ».

ثمّ أقبل عليّ فقال : « إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقرّ به إلاّ ثلاثة : ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان.

يا أبا الطفيل إنّ رسول الله 9 قبض فارتدّ الناس ضُلاّلاً وجُهـّالاً إلاّ من عصمه الله بنا أهل البيت » (١).

[ ١١٣ / ١٣ ] وبإسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار 2 قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثني يعقوب ابن يزيد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن مثنّى الحنّاط قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « أيّام الله ثلاثة : يوم قيام (٢) القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (٣) » (٤).

[ ١١٤ / ١٤ ] وبإسنادي إلى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن حسّان ، قال : حدّثنا أبو عبدالله الرياحي ، عن أبي الصامت الحلواني (٥) ، عن أبي جعفر 7 قال :

__________________

١ ـ سليم بن قيس الهلالي ٢ : ٥٦١ ـ ٥٦٤ ، ونقله المجلسي في البحار ٥٣ : ٦٨ / ٦٦ ، عن المختصر عن كتاب سليم.

٢ ـ « قيام » لم يرد في نسخة « ق » ، وفي الخصال والمعاني : يقوم.

٣ ـ في المختصر المطبوع : ويوم الرجعة.

٤ ـ الخصال ١٠٨ / ٧٥ ، معاني الأخبار : ٣٦٥ / ١ ـ باب معنى أيام الله عزّ وجلّ ، وعنهم في البحار ٧ : ٦١ / ١٣ و ٥١ : ٥٠ / ٢٣ و ٥٣ : ٦٣ / ٥٣ تقدم برقم ٥٦.

٥ ـ في البصائر : الحلوائي ، والظاهر هو من سهو النسّاخ ، فما في المتن والكافي هو الصحيح.


« قال أمير المؤمنين 7 : أنا قسيم الجنّة والنار ، لا يدخلها داخل إلاّ على أحد قسمين ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام ( لمن بعدي ) (١) ، والمؤدّي عمّن كان قبلي ، لا يتقدّمني أحد إلاّ أحمد 9 وإنّي وإيّاه لعلى سبيل واحد ، إلاّ أنّه هو المدعو بإسمه ، ولقد اُعطيت الست : علم المنايا والبلايا ، والوصايا (٢) ، وفصل الخطاب ، وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس » (٣).

حدّثني الشيخ أبو عبدالله محمّد بن مكي بإسناده ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم من تفسير القرآن العزيز ، قال :

وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة فقوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٤) (٥).

__________________

وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال البرقي : ١٥ ، رجال الشيخ : ١٤١ / ٧ و ٣٣٩ / ٢٤. اُنظر معجم رجال الحديث ٢٢ : ٢٠٥ / ١٤٤٠٣.

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٢ ـ في البصائر زيادة : والأنصاب ، وعنه في البحار : والأنساب وهو الأصح.

٣ ـ بصائر الدرجات : ١٩٩ / ذيل ح ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ١٩٨ / ذيل ح ٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٢٥ : ٣٥٤ / ذيل ح ٣ ، عن البصائر ، وأورده المصنّف في المحتضر : ١٦٠ ، والمراد من قوله 7 : « والدابّة التي تكلّم الناس » هو إشارة إلى قوله تعالى في سورة النمل ٢٧ آية ٨٢ ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ).

٤ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤ ـ مقدّمة الكتاب.


[ ١١٥ / ١٥ ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد (١) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٢)؟ قلت : يقولون : إنّها (٣) في القيامة ، قال : « ليس كما يقولون ، إنّ ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كل اُمّة فوجاً ويدع الباقين ، إنّما آية القيامة قوله تعالى ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً ) (٤) وقوله ( وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لايرجعون ) (٥) ».

فقال الصادق 7 : « كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب (٦) لا يرجعون في الرجعة ، وأمّا يوم القيامة فيرجعون الذين محضوا الإيمان محضاً ، وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضاً يرجعون » (٧).

[ ١١٦ / ١٦ ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه في قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه ) (٨) قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم 7 (٩) إلاّ ويرجع إلى

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : حمّاد بن عثمان.

٢ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٣ ـ في نسخة « ق » : ذلك ، بدل إنّها.

٤ ـ الكهف ١٨ : ٤٧.

٥ ـ الأنبياء ٢١ : ٩٥.

٦ ـ في المصدر زيادة : ومحضوا الكفر محضاً.

٧ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤ ـ ٢٥ ـ مقدّمة الكتاب.

٨ ـ آل عمران ٣ : ٨١.

٩ ـ في المصدر زيادة : فهلمّ جرّا.


الدنيا فينصر أمير المؤمنين 7 وهو قوله ( لتؤمننّ به ) يعني برسول لله 9 ( ولتنصرنّه ) يعني أمير المؤمنين ».

ومثله كثير ممّا وعد الله تبارك وتعالى الأئمّة : من الرجعة والنصر ، فقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) (١) وهذا إنّما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا.

وقوله ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ونمكّن لهم في الأرض ) (٢) فهذا كلّه ممّا يكون في الرجعة (٣).

[ ١١٧ / ١٧ ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن أحمد بن النضر (٤) ، عن عمرو بن شمر قال : ذكر عند أبي جعفر صلوات الله عليه جابر ، فقال : « رحم الله جابراً ، لقد بلغ من علمه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٥) يعني الرجعة » (٦). ومثله كثير نذكره في مواضعه.

__________________

١ ـ النور ٢٤ : ٥٥.

٢ ـ القصص ٢٨ : ٥.

٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٥ ـ مقدّمة الكتاب ، وأورده كذلك في صفحة ١٠٦ من نفس الجزء ، إلى قوله : يعني أمير المؤمنين 7 ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٠ / ٢٣ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان ١ : ٦٤٦ / صدر حديث٢.

٤ ـ في نسخة « س » : أحمد بن محمد بن أبي نصر.

وأحمد بن النضر : هو أبو الحسن الخزّاز الجعفي مولى ، كوفي ، ثقة. انظر رجال النجاشي : ٩٨ / ٢٤٤ ، رجال العلاّمة : ٧٢ / ١١٤.

٥ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٥ ـ مقدّمة الكتاب ، وعنه في البحار ٥٣ : ٦١ / ٥١ ، وتفسير البرهان


[ ١١٨ / ١٨ ] ـ ومن التفسير أيضاً : قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض ـ إلى قوله ـ بآياتنا لا يوقنون ) (١) فإنّه حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : « انتهى رسول الله 9 إلى أمير المؤمنين 7 وهو نائم (٢) في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، ( فحرّكه فقال : قم يا دابّة الله ) (٣).

فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله أيسمّي بعضنا بعضاً بهذا الاسم؟ فقال : لا والله ما هو إلاّ له خاصّة ، وهو الدابّة التي ذكرها الله في كتابه ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم إنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) (٤).

ثمّ قال ( رسول الله 9 ) (٥) : يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ».

فقال الرجل لأبي عبدالله 7 : إنّ العامّة (٦) يقولون : هذه الآية إنّما تكلّمهم ، فقال أبو عبدالله 7 « كلّمهم الله في نار جهنّم إنّما هو تكلّمهم من الكلام ».

__________________

٤ : ٢٩١ / ٣.

وجابر هذا هو جابر بن عبدالله الأنصاري كما ورد في رجال الكشي : ٤٣ / ٩٠ ـ ٩٢.

١ و ٤ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٢ ـ في نسخة « ض » : راقد.

٣ ـ في نسخة « ض » والمختصر المطبوع : فحرّكه رسول الله 9 برجله ، ثمّ قال له ، بدل ما بين القوسين ، ولم يرد لفظ الجلالة في نسختي « س و ض » وفي نسخة « ق » : قم يا دابّة الأرض.

٥ ـ لم يرد في نسخة « ق ».

٦ ـ في المصدر : الناس.


والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون * حتى إذا جاؤوا قال أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً أمّا ذا كنتم تعلمون ) (١) قال : « الآيات أمير المؤمنين والأئمّة : ».

فقال الرجل لأبي عبدالله 7 : إنّ العامّة تزعم أنّ قوله تعالى ( ويوم نحشر من كل اُمّة فوجاً ) عنى في (٢) القيامة.

فقال أبو عبدالله 7 « يحشر (٣) الله يوم القيامة من كلّ اُمّة فوجاً ويدع الباقين؟ لا ولكنّه في الرجعة ، وأمّا آية القيامة ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً ) (٤) » (٥).

[ ١١٩ / ١٩ ] حدّثني أبي قال : حدّثني ابن أبي عمير ، عن المفضّل ، عن أبي عبدالله 7 في قوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٦) قال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلاّ ويرجع حتى يموت ، ولا يرجع إلاّ من محض الإيمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ».

قال أبو عبدالله صلوات الله عليه : « قال رجل لعمّار بن ياسر (٧) : يا أبا اليقظان

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٣ ـ ٨٤.

٢ ـ في المصدر : يوم ، بدل : في.

٣ ـ في المصدر : أفيحشر.

٤ ـ الكهف ١٨ : ٤٧.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٢ / ٣٠.

٦ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٧ ـ عمّار بن ياسر : هو أبو اليقظان العنسي المكّي ، مولى بني مخزوم ، أحد السابقين الأولين ،


آية في كتاب الله تعالى قد أفسدت قلبي وشكّكتني ، قال عمّار : وأيّة آية هي؟ قال : قول الله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (١) الآية ، فأيّة دابّة هذه؟ قال عمّار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى اُريكها.

فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين 7 وهو يأكل تمراً وزبداً ، فقال : يا أبا اليقظان هَلُمّ ، فجلس عمّار وأقبل (٢) يأكل معه ، فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام عمّار قال الرجل : سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنّك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى ترينيها ، قال عمّار : قد أريتكها إن كنت تعقل » (٣).

[ ١٢٠ / ٢٠ ] قال علي بن إبراهيم : في قوله ( إنّما اُمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الذي حرّمها ) قال : « مكّة » ( وله كلّ شيء ) قال : « الله عزّ وجلّ » ( واُمرت أن أكون من المسلمين ـ إلى قوله ـ سيريكم آياته فتعرفونها ) (٤) قال : « أمير المؤمنين

__________________

والأعيان البدريين ، واُمّه هي سميّة مولاة بني مخزوم ، من كبار الصحابيّات أيضاً ، قتلها أبو جهل فهي أوّل شهيدة في الإسلام ، وقتل عمّار مع الإمام علي 7 بصفّين سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، ودفن هناك بصفّين.

وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين صلّى الله عليهما وآلهما ، وقال الشيخ : وهو رابع الأركان.

اُنظر سير أعلام النبلاء ١ : ٤٠٦ / ٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ، رجال البرقي : ١ و ٣ ، رجال الطوسي : ٢٤ / ٣٣ و ٤٦ / ١.

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٢ ـ في نسخة « ق » : وجعل.

٣ ـ تفسير القمي ٢ : ١٣١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٣.

٤ ـ النمل ٢٧ : ٩١ ـ ٩٣.


والأئمّة : إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم ».

والدليل على أنّ الآيات هم الأئمّة قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ما لله آية أعظم (١) منّي ( فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا ) (٢) » (٣).

[ ١٢١ / ٢١ ] قال علي بن إبراهيم : وقوله ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٤) فإنّه حدّثني أبي ، عن حمّاد ، عن حريز (٥) ، عن أبي جعفر 7 قال : سُئل عن جابر ، فقال : « رحم الله جابراً بلغ من فقهه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٦) يعني الرجعة » (٧).

[ ١٢٢ / ٢٢ ] قال : وحدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن

__________________

١ ـ في المصدر : أكبر.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٣١ ـ ١٣٢ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٣ / ٣١.

٤ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٥ ـ حريز : هو ابن عبدالله السجستاني أبو محمّد الأزدي من أهل الكوفة ، أكثر السفر والتجارة إلى سجستان فعرف بها ، وكان ممّن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي عبدالله 7 ، وقال الشيخ : ثقة ، كوفي سكن سجستان ، وعدّه في رجاله من أصحاب الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٥ ، فهرست الشيخ : ١١٨ / ٢٤٩ ، رجال الطوسي : ١٨١ / ٢٧٥.

٦ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٧ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٤٧ ، وعنه في البحار ٢٢ : ٩٩ / ٥٣.


عبدالحميد الطائي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين 8 في قوله تعالى ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (١) قال : « يرجع إليكم نبيّكم 9 » (٢).

[ ١٢٣ / ٢٣ ] ومنه : حدّثنا علي بن جعفر ، قال : حدّثني محمّد بن عبدالله الطاهر ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، قال : حدّثنا حفص الكناسي (٣) ، قال : سمعت عبدالله بن بكير الأرجاني (٤) ، قال : قال لي الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما : « أخبرني عن رسول الله 9 كان عامّاً للناس؟ أليس قال الله تعالى في محكم كتابه ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس ) (٥) لأهل الشرق والغرب ، وأهل السماء والأرض من الجنّ والإنس ، هل بلّغ رسالته إليهم كلّهم؟ ».

__________________

١ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٤٧ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٦ / ٣٣ ، وفي آخره زيادة : وأمير المؤمنين والأئمّة : ، ولم ترد في البحار.

٣ ـ في المصدر : حفص الكناني ، وفي المختصر المطبوع : حفص الكناس ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح. وهو حفص بن عيسى الأعور الكناسي عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

اُنظر معجم رجال الحديث ٧ : ١٥٧ و ١٦٧ ، رجال البرقي : ٣٧ ، رجال الطوسي : ١٧٦ / ١٨٢.

٤ ـ في المصدر : عبدالله بن بكير الدجاني ، وفي نسخة « س و ض و ق » : الدخاني ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

اُنظر معجم رجال الحديث ١١ : ١٢٨ ، رجال البرقي : ٢٢ ـ ٢٣ ، رجال الشيخ : ٢٦٥ / ٧٠٢.

٥ ـ سبأ ٣٤ : ٢٨.


قلت : لا أدري ، فقال : « يابن بكير إنّ رسول الله 9 لم يخرج من المدينة فكيف بلّغ أهل الشرق والغرب؟ » قلت : لا أدري ، قال : « إنّ الله تبارك وتعالى أمر جبرئيل 7 فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمّد 9 فكانت بين يديه مثل راحته في كفّه ، ينظر إلى أهل الشرق والغرب ، ويخاطب كلّ قوم بألسنتهم ، ويدعوهم إلى الله وإلى نبوّته بنفسه ، فما بقيت قرية ولا مدينة إلاّ دعاهم النبي 9 بنفسه » (١).

[ ١٢٤ / ٢٤ ] وقال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى ( ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ) (٢) قال الصادق 7 : « ذلك في الرجعة » (٣).

وقال في قوله سبحانه ( إنّا لننصر رُسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) (٤) وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله 9 والأئمّة :.

[ ١٢٥ / ٢٥ ] أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله 7 قال : قلت : قول الله تبارك وتعالى ( إنّا لننصر رُسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (٥) قال : « ذلك والله في الرجعة ، أما علمت أنّ أنبياءَ كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقُتلوا ، والأئمّة من بعدهم قُتلوا ولم ينصروا ، وذلك في الرجعة » (٦).

__________________

١ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، وعنه في البحار ١٨ : ١٨٨ / ٢٠.

٢ ـ غافر ٤٠ : ١١.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٥٦ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٦ / ٣٦.

٤ ـ غافر ٤٠ : ٥١.

٥ ـ غافر ٤٠ : ٥١.

٦ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، وعنه في البحار ١١ : ٢٧ / ١٥ ، وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٧.


[ ١٢٦ / ٢٦ ] وقال علي بن إبراهيم في قوله ( ويريكم آياته ) (١) : يعني أمير المؤمنين والأئمّة صلوات الله عليهم في الرجعة فإذا رأوهم ( قالوا آمنا ) بالله وحده ( وكفرنا بما كنّا به مشركين ) أي جحدنا بما أشركناهم ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنّة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) (٢) (٣).

[ ١٢٧ / ٢٧ ] ومنه أيضاً قوله تعالى ( فارتقب ) (٤) أي اصبر ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) قال : « ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر ( يغشى الناس ) كلّهم الظلمة فيقولون ( هذا عذاب أليم * ربّنا اكشف عنّا العذاب إنّا مؤمنون ) فقال الله تعالى ردّاً عليهم ( أنّى لهم الذكرى ) في ذلك اليوم ( وقد جاءهم رسول مبين ) أي رسول قد بيّن لهم ( ثمّ تولّوا عنه وقالوا معلّم مجنون ) قال : « قالوا ذلك لمّا نزل الوحي على رسول الله وأخذه الغشى ، فقالوا : هو مجنون ».

ثمّ قال ( إنّا كاشفوا العذاب قليلاً إنّكم عائدون ) يعني إلى القيامة ، ولو كان قوله ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) في القيامة ، لم يقل ( إنّكم عائدون ) لأنّه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها ، ثم قال ( يوم نبطش البطشة الكبرى ـ يعني في القيامة ـ إنّا منتقمون ) » (٥).

[ ١٢٨ / ٢٨ ] ومنه أيضاً قوله ( ووصّينا الإنسان بوالديه احساناً ) (٦) قال :

__________________

١ و ٢ ـ غافر ٤٠ : ٨١ ـ ٨٥.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٦١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٦ / ٣٧.

٤ ـ الدخان ٤٤ : ١٠ ـ ١٦ ، من أول الحديث إلى آخره.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٧ / ٣٩ ، قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عن أبي المهاجر ، عن أبي جعفر 7.

٦ ـ الأحقاف ٤٦ : ١٥.


« الإحسـان رسول الله 9 ، وقوله : ( بوالديه ) إنّما عنى الحسن والحسين 8 ، ثم عطف على الحسيـن 7 فقـال : ( حملتـه اُمّـه كرهاً ووضعته كرهاً ) (١) وذلك (٢) أنّ الله (٣) أخبر رسول الله 9 وبشّره بالحسين 7 قبل حمله ، وأنّ الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة.

ثمّ أخبره بما يُصيبه من القتل في نفسه وولده ، ثمّ عوّضه بأن جعل الإمامة في عقبه.

ثمّ أعلمه أنّه يُقتل ، ثمّ يردّه إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه (٤) ، ويملّكه الأرض وهو قوله تعالى ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ) (٥) الآية.

وقوله تعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون ) (٦) فبشّر الله نبيّه 9 أنّ أهل بيتك يملكون الأرض ويرجعون إليها (٧) ، ويقتلون أعداءهم ، فأخبر رسول الله 9 فاطمة 3 بخبر الحسين 7 وقتله ( فحملته كرهاً ) ».

ثمّ قال أبو عبدالله 7 : « فهل رأيتـم أحـداً يبشّر بولد ذكر فيحمله كرهاً ،

__________________

١ ـ الأحقاف ٤٦ : ١٥.

٢ ـ في نسخة « س و ض و ق » : وذكر.

٣ ـ في نسخة « س و ق » : جبرئيل 7.

٤ ـ في نسخة « ق » : أعداء الله.

٥ ـ القصص ٢٨ : ٥.

٦ ـ الأنبياء ٢١ : ١٠٥.

٧ ـ في المصدر : ويرجعون إلى الدنيا.


أي إنّها اغتمّت وكـرهت لمّـا اُخبـرت (١) بقتله ، ( ووضعته كرهاً ) لما علمت من ذلك (٢) » (٣).

[ ١٢٩ / ٢٩ ] ومنه : أيضاً أخبرنا أحمد بن إدريس (٤) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله 7 في قوله ( يوم يسمعون الصيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج ) (٥) قال : « هي الرجعة » (٦).

[ ١٣٠ / ٣٠ ] وقال علي بن إبراهيم في قوله ( يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ) (٧) قال : في الرجعة (٨).

[ ١٣١ / ٣١ ] ومنه أيضاً : قوله تعالى ( وإنّ للذين ظلموا ـ آل محمّد حقّهم ـ

__________________

١ ـ في المصدر : أخبرها.

٢ ـ في المصدر زيادة : وكان بين الحسن والحسين 8 طهر واحد ، وكان الحسين 7 في بطن اُمّه ستّة أشهر ، وفصاله أربعة وعشرون شهراً ، وهو قول الله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ).

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٩٧ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٢ / ١٢٦.

٤ ـ أحمد بن إدريس : هو أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمّي ، ثقة ، فقيهاً ، في أصحابنا ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، ومات بالقرعاء سنة ست وثلائمائة.

اُنظر رجال النجاشي : ٩٢ / ٢٢٨.

والقرعاء : منزل في طريق مكة من الكوفة ، وسمّيت بذلك لقلّة نباتها. معجم البلدان ٤ : ٣٢٥.

٥ ـ ق ٥٠ : ٤٢.

٦ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٧ ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٥٢ / ٣ ، وقد اُسقط أحمد بن إدريس من سند البرهان.

٧ ـ ق ٥٠ : ٤٤.

٨ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٧ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٨ / ٤٠ ، والبرهان ٥ : ١٥٢ / ٤.


عذاباً دون ذلك ) (١) قال : عذاب الرجعة بالسيف (٢).

[ ١٣٢ / ٣٢ ] ومنه : قوله تعالى ( إذا تتلى عليه آياتنا قال ـ أي الثاني (٣) ـ أساطير الأوّلين ـ أي أكاذيب الأوّلين ـ سنسمه على الخرطوم ) (٤) قال : في الرجعة ، إذا رجع أمير المؤمنين 7 ويرجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه ، كما توسم البهائم على الخراطيم : الأنف والشفتان (٥).

[ ١٣٣ / ٣٣ ] ومنه : قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى ( حتى إذا رأوا ما يوعدون ) قال : القائم وأمير المؤمنين 8 في الرجعة ( فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً ) (٦) قال : هو قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه لزُفَر : « والله يابن صهّاك لولا عهد من رسول الله 9 وكتاب من الله سبق لعلمت أيّنا أضعف ناصراً وأقلّ عدداً ».

قال : فلمّا أخبرهم رسول الله 9 مايكون من الرجعة قالوا : متى يكون هذا؟ قال الله تعالى ( قل ـ يا محمّد ـ إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربّي

__________________

١ ـ الطور ٥٢ : ٤٧.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٣٣ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٣ / ١٢٧ ، والبرهان ٥ : ١٨٠ / ١.

٣ ـ في المصدر : كنّى عن فلان ، وفي نسخة « ق » : كنّى عن الثاني ، وفي نسخة « س » : قال أبي : عنى الثاني.

٤ ـ القلم ٦٨ : ١٥ ـ ١٦.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٨١ ، وفيه : الخرطوم والأنف والشفتين ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٣ / ١٢٨.

٦ ـ الجن ٧٢ : ٢٤.


أمداً ) (١) (٢).

[ ١٣٤ / ٣٤ ] ومنه : قوله ( قُم فأنذر ) (٣) قال : هو قيامه في الرجعة ينذر فيها (٤).

[ ١٣٥ / ٣٥ ] ومنه : في قوله ( قُتل الإنسان ما أكفره ) قال : هو أمير المؤمنين 7 قال ( ما أكفره ) أي ماذا فعل وأذنب حتى قتلتموه ، ثمّ قال ( من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدّره * ثمّ السبيل يسّره ) قال : ( يسّر له طريق الخير ) (٥) ( ثمّ أماته فأقبره * ثمّ إذا شاء أنشره ) قال : في الرجعة ( كلاّ لمّا يقض ما أمره ) (٦) أي لم يقض أمير المؤمنين 7 ما قد أمره وسيرجع حتى يقضي ما أمره (٧) (٨).

[ ١٣٦ / ٣٦ ] أخبرنا أحمد بن إدريس (٩) ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي سلمة (١٠) ، عن أبي جعفر 7 قال : سألته عن قول الله

__________________

١ ـ الجن ٧٢ : ٢٥.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٩١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٨ / ٤١.

٣ ـ المدّثّر ٧٤ : ٢.

٤ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٩٣ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٣ / ١٢٩.

٥ ـ في نسخة « ق » : سبيل الخير ، بدل ما بين القوسين.

٦ ـ عبس ٨٠ : ١٧ ـ ٢٣.

٧ ـ في نسخة « س » : ما أمره الله تعالى.

٨ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤٠٥ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٩٩ / ١١٩.

٩ ـ في نسختي « س و ض » والمختصر المطبوع : محمّد بن ادريس ، وقد تقدّم برقم ١٢٥.

١٠ ـ في المصدر : أبو أسامة.


عزّ وجلّ ( قُتل الإنسان ما أكفره ) (١) قال : « نعم نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه ( ما أكفره ) يعني بقتلكم إيّاه.

ثمّ نسب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فنسب خلقه وما أكرمه الله به ، فقال ( من أي شيء خلقه ) يقول : من طينة الأنبياء خلقه ( فقدّره ـ للخير ـ ثمّ السبيل يسّره ) يعني سبيل الهدى ، ( ثمّ أماته ـ ميتة الأنبياء ـ ثمّ إذا شاء أنشره ) » قلت : ما قوله ( ثمّ إذا شاء أنشره ) (٢) قال : « يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره » (٣).

[ ١٣٧ / ٣٧ ] ومنه : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى (٤) ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 في

__________________

وأبو اُسامة : هو زيد بن محمّد بن يونس الشحام ، كوفي ، مولى شديد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي الغامدي ، وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق 8.

اُنظر رجال النجاشي : ١٧٥ / ٤٦٢ ، رجال البرقي : ١٨ ، رجال الشيخ : ١٢٢ / ٢ و ١٩٥ / ٢ ، معجم رجال الحديث ٥ : ١٢٥ و ٢٢ : ١٥.

١ و ٢ ـ عبس ٨٠ : ١٧ ـ ٢٢.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٩٩ / القطعة الثانية من حديث ١١٩.

٤ ـ في نسخة « س » والمصدر : عبدالله بن موسى ، وعبيدالله بن موسى : هو ابن أبي المختار العبسي الكوفي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

وقال ابن حجر : أبو محمّد ، ثقة ، كان يتشيّع.

وقال ابن سعد : كان ثقة صدوقاً إن شاء الله ، كثير الحديث ، حسن الهيئة.

وقال الذهبي : قال ابن مندة : وكان معروفاً بالرفض ، لم يدع أحداً اسمه معاوية يدخل داره ، مات بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائتين.

اُنظر رجال الشيخ : ٢٢٩ / ١١١ ، تقريب التهذيب ١ : ٥٣٩ / ١٥١٢ ، طبقات ابن سعد ٦ : ٤٠٠ ، سير أعلام النبلاء ٩ : ٥٥٦.


قوله ( وللآخرة خير لك من الاُولى ) (١) قال : « يعني الكرّة هي الآخرة للنبي 9 ».

قلت : قوله ( ولسوف يعطيك ربّك فترضى ) (٢) قال : « يعطيك من الجنّة فترضى » (٣).

[ ١٣٨ / ٣٨ ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبدالله بن القاسم البطل ، عن أبي عبدالله 7 في قوله ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدُنّ في الأرض مرّتين ) قال : « قتل علي بن أبي طالب 7 ، وطعن الحسن 7 ( ولتعلُنَّ عُلوّاً كبيراً ) (٤) قال : قتل الحسين 7 ، ( فاذا جاء وعد اُوليها ) فإذا جاء نصر دم الحسين 7 ( بعثنا عليكم عباداً لنا اُولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ) (٥) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم 7 ، فلا يدعون وتراً (٦) لآل محمّد إلاّ قتلوه ( وكان وعداً مفعولاً ) (٧) خروج القائم 7.

( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم ) (٨) خروج الحسين 7 ، يخرج في سبعين من

__________________

١ ـ الضحى ٩٣ : ٤.

٢ ـ الضحى ٩٣ : ٥.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤٢٧ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٩ / ٤٣.

٤ و ٥ ـ الإسراء ١٧ : ٤ ـ ٥.

٦ ـ الوتر : والموتور : من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه. القاموس المحيط ٢ : ١٥٢ ـ وتر. والمراد بالوتر هو القاتل أو العدو لآل محمّد :.

٧ و ٨ ـ الإسراء ١٧ : ٥ ـ ٦.


أصحابه ، عليهم البيض (١) المذهّبة لكلّ بيضة وجهان ، ( يؤذّن المؤذّنون ) (٢) إلى الناس أنّ هذا الحسين 7 قد خرج حتى لا يشكّ المؤمنون فيه ، وأنّه ليس بدجّال ولا شيطان ، والحجّة القائم بين أظهرهم ، فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين أنّه الحسين 7 ، جاء الحجّة الموت ، فيكون الذي يغسّله ويكفّنه ويحنّطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي 8 ، ولا يلي الوصي إلاّ الوصي » (٣).

[ ١٣٩ / ٣٩ ] وممّا رواه لي ورويته عن السيّد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني أسعده الله بتقواه وأصلح أمر دنياه واُخراه ، رواه بطريقه عن أحمد بن محمّد الأيادي ، يرفعه إلى أحمد بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله 7 سئل عن الرجعة أحقّ هي؟ قال : « نعم » فقيل له : من أوّل من يخرج؟ قال : « الحسين 7 ، يخرج على أثر القائم 7 » ، قلت : ومعه الناس كلّهم؟ قال : « لا ، بل كما ذكر الله تعالى في كتابه ( يوم يُنفخ في الصور فتأتون أفواجاً ) (٤) قوماً بعد قوم » (٥).

[ ١٤٠ / ٤٠ ] وعنه 7 : « ويقبل الحسين 7 في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبيّاً كما بعثوا مع موسى بن عمران 7 ، فيدفع إليه القائم 7 الخاتم (٦) ، فيكون الحسين 7 هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ( ويواري به في

__________________

١ ـ البيضة : الخوذة من الحديد ، وهي من آلات الحرب لوقاية الرأس. المنجد : ٥٦ ـ بيض.

٢ ـ في المصدر : المؤدّون.

٣ ـ الكافي ٨ : ٢٠٦ / ٢٥٠ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٩٣ / ١٠٣.

٤ ـ النبأ ٧٨ : ١٨.

٥ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ١٠٣ / ١٣٠ ، والحرّ العاملي في الايقاظ من الهجعة : ٣٦٧ / ١٢٣ ، قائلاً : ما رواه الحسن بن سليمان في باب الكرّات وحالاتها.

٦ ـ في نسخة « س » زيادة : فيلقاه الموت.


حفرته ) (١) » (٢).

[ ١٤١ / ٤١ ] وعنه 7 : « إنّ منّا بعد القائم 7 إثنا عشر مهديّاً من ولد الحسين 7 » (٣).

[ ١٤٢ / ٤٢ ] وعن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً » قلت : متى يكون ذلك؟ قال : « بعد القائم 7 » قلت : وكم يقوم القائم 7 في عالمه؟ قال : « تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر إلى الدنيا ـ وهو الحسين 7 ـ فيطلب بدمه ودم أصحابه ، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفّاح (٤) ـ وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ـ » (٥).

[ ١٤٣ / ٤٣ ] ورويت عنه أيضاً بطريقه إلى أسد بن إسماعيل (٦) ، عن

__________________

١ ـ في نسختي « ض و ق » : وإبلاغه حفرته ، وإبلاغه : إيصاله. لسان العرب ٨ : ٤١٩ ـ بلغ.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ١٠٣ / قطعة من حديث ١٣٠ ، والحر العاملي في الايقاظ من الهجعة : ٣٦٨ / ١٢٤.

٣ ـ الغيبة للطوسي : ٤٧٨ / ٥٠٤ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٤٥ / ٢ ، وفيهما : أحد عشر مهديّاً ، وعنه في الإيقاظ من الهجعة : ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ـ الباب الحادي عشر ، ولفظه مطابق لما في المتن ، والرواية عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله 7.

٤ ـ السفّاح : المعطاء ، والفصيح ، ورجل سفّاح أي قادر على الكلام. لسان العرب ٢ : ٤٨٦ ـ سفح.

٥ ـ الغيبة للطوسي : ٤٧٨ / ٥٠٥ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٤٥ / ٣ ، وأورده مفصّلاً العياشي في تفسيره ٢ : ٣٢٦ / ٢٤ ، والمفيد في الاختصاص : ٢٥٧ ، وعن المختصر في البحار ٥٣ : ١٠٣ / قطعة من حديث ١٣٠.

٦ ـ أسد بن إسماعيل : عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الإمام الصادق 7.

رجال الشيخ : ١٥٤ / ٢٥١ ، رجال البرقي : ٤٠.


أبي عبدالله 7 أنّه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكر الله تعالى مقداره في القرآن ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) (١) « وهي كرّة رسول الله 9 ، فيكون ملكه في كرّته خمسين ألف سنة ، ويملك أمير المؤمنين 7 في كرّته أربعاً وأربعين ألف سنة » (٢).

[ ١٤٤ / ٤٤ ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الوليد بن صبيح (٣) ، عن أبي عبدالله 7 أنّه قال : دخلت عليه يوماً فألقى إليّ ثياباً وقال : « يا وليد رُدّها على مطاويها » فقمت بين يديه ، فقال أبو عبدالله 7 : « رحم الله المعلّى بن خنيس » فظننت أنّه شبّه قيامي بين يديه بقيام المعلّى بن خنيس بين يديه.

ثمّ قال : « اُفّ للدنيا ، اُفّ للدنيا ، إنّما الدنيا دار بلاء ، سلّط الله فيها عدوّه على وليّه ، وإنّ بعدها داراً ليست هكذا » ، فقلت : جُعلت فداك وأين تلك الدار؟ فقال : « هاهنا وأشار بيده إلى الأرض » (٤).

[ ١٤٥ / ٤٥ ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره ،

__________________

١ ـ المعارج ٧٠ : ٤.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ١٠٤ / ذيل حديث ١٣٠ ، والبحراني عن السيّد المعاصر في كتاب الرجعة في تفسير البرهان ٥ : ٤٨٧ / ١٩.

٣ ـ الوليد بن صبيح لم يرد في نسخة « ق ».

وهو أبو العباس الأسدي ، مولاهم كوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي ٤٣١ / ١١٦١ ، رجال البرقي ٤١ ، رجال الشيخ : ٣٢٦ / ١.

٤ ـ الكافي ٨ : ٣٠٤ / ٤٦٩.


عن أبي عبدالله 7 أنّه سئل هل كان عيسى بن مريم 7 أحيا أحداً بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدّة وولد؟ فقال : « نعم ، إنّه كان له صديق مؤاخ له في الله تبارك وتعالى ، وكان عيسى 7 يمرّ به وينزل عليه ، وإنّ عيسى 7 غاب عنه حيناً ثمّ مرّ به يسلّم عليه ، فخرجت إليه اُمّه فسألها عنه ، فقالت : مات يا رسول الله ، فقال : أفتحبّين أن ترينه؟ قالت : نعم ، فقال لها : إذا كان غداً أتيتك حتى اُحييه لكِ بإذن الله.

فلمّا كان من الغد أتاها ، فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره ، فوقف عليه عيسى (١) 7 ، ثمّ دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيّاً ، فلمّا رأته اُمّه ورآها بكيا فرحمهما ، فقال له عيسى 7 : اتُحبّ أن تبقى مع اُمّك في الدنيا؟ فقال : يا نبيّ الله بأكل ورزق ومدّة ، أم بغير رزق ولا أكل ولا مدّة؟ فقال له عيسى 7 : بل بأكل ورزق ومدّة وتعمّر عشرين سنة ، وتتزوّج ويولد لك ، قال : نعم ، قال : فدفعه عيسى 7 إلى اُمّه فعاش عشرين سنة وتزوّج وولد له » (٢).

[ ١٤٦ / ٤٦ ] وممّا رواه لي ورويته عن السيّد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن السيّد عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني بإسناده ، عن أبي سعيد سهل (٣) يرفعه (٤)

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : النبي ، بدل عيسى.

٢ ـ الكافي ٨ : ٣٣٧ / ٥٣٢ ، وأورده العيّاشي في تفسيره ١ : ١٧٤ / ٥١ ، وعنه في تفسير البرهان ١ : ٦٢٦ / ٧ ، ونقله المجلسي عنهما في البحار ١٤ : ٢٣٣ / ٣.

٣ ـ أبو سعيد سهل : هو سهل بن زياد الآدمي الرازي ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الجواد والهادي والعسكري : قائلاً : أنّه ثقة ومن أهل ري ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي والعسكري 8. انظر رجال الشيخ : ٤٠١ / ١ و ٤١٦ / ٤ و ٤٣١ / ٢ ، رجال البرقي : ٥٨ و ٦٠.

٤ ـ والسند المرفوع هو : أبو سعيد سهل بن زياد ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، حدّثنا ابن فضيل ، حدّثنا سعد الجلاّب ، عن جابر.


إلى أبي جعفر 7 قال : « قال الحسين 7 لأصحابه قبل أن يقتل : إنّ رسول الله 9 قال لي : يا بنيّ إنّك ستساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى فيها النبيّون وأوصياء النبيّين ، وهي أرض تدعى « عمورا » وإنّك تستشهد بها ، ويستشهد معك جماعة من أصحابك ، لا يجدون ألم مسّ الحديد وتلا ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) (١) تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً ، فابشروا فوالله لئن قتلونا فإنّا نرد على نبيّنا 9.

ثم أمكث ما شاء الله ، فأكون أوّل من تنشقّ الأرض عنه ، فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين 7 ، وقيام قائمنا ، وحياة رسول الله 9 ثمّ لينزلنّ عليَّ وفد من السماء من عند الله ، لم ينزلوا إلى الأرض قط ، ولينزلنّ إليّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ، ولينزلنّ محمّد 9 وعلي صلوات الله عليه ، وأنا وأخي وجميع من منّ الله عليه في حمولات من حمولات الرب ، خيل بلق (٢) من نور لم يركبها مخلوق.

ثمّ ليهزّنّ محمّد 9 لواءه ، وليدفعنّه إلى قائمنا 7 مع سيفه (٣) ، ثمّ إنّ الله تعالى يُخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن ، وعيناً من لبن ، وعيناً من ماء.

ثمّ إنّ أمير المؤمنين 7 يدفع إليّ سيف رسول الله 9 فيبعثني إلى الشرق والغرب ، فلا آتي على عدوّ لله إلاّ أهرقت دمه ، ولا أدع صنماً إلاّ أحرقته ، حتى أقع إلى الهند فأفتحها.

وإنّ دانيال ويوشع (٤) يخرجان إلى أمير المؤمنين 7 يقولان : صدق الله

__________________

١ ـ الأنبياء ٢١ : ٦٩.

٢ ـ البَلَقْ والبُلْقَة : سواد في بياض. مجمع البحرين ٥ : ١٤٠ ـ بلق.

٣ ـ في المصدر زيادة : ثمّ إنّا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله.

٤ ـ في نسختي « ض و ق » : ويوسف ، وفي الخرائج : ويونس ، بدل : يوشع.


ورسوله ، ويبعث معهما إلى البصرة (١) سبعين رجلاً فيقتلون مقاتلهم ، ويبعث بعثاً إلى الروم ويفتح الله لهم ، ثمّ لأقتلنّ كلّ دابّة حرّم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلاّ الطيّب.

وأعرض على اليهـود والنصارى وسائر الملل ، ولاُخيّرنّهم دين (٢) الإسلام أو السيف ، فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه ، ولا يبقى رجل من شيعتنا إلاّ أنزل الله إليه مَلكاً يمسح عن وجهه التراب ، ويعرّفه أزواجه ومنازله في الجنّة ، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلاّ كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت.

ولتنزلنّ البركة من السماء إلى الأرض حتّى أنّ الشجرة لتنقصف ممّا يزيد الله فيها من الثمرة ، ولتؤكل (٣) ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء ، وذلك قول الله تعالى ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (٤) » (٥).

قد تقدّم مثل هذا الحديث لكن في ذلك زيادة ليست في هذا (٦).

__________________

١ ـ « إلى البصرة » لم ترد في نسختي « س و ض ».

٢ ـ في المصدر والبحار : بين.

٣ ـ في المصدر والبحار : ولتأكلنّ.

٤ ـ الأعراف ٧ : ٩٦.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٨ / ٦٣ ، وعنه في البحار ٤٥ : ٨٠ / ٦ ، وعنه وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٣ / ذيل حديث ٥٢ ، وفي الكل زيادة : « ثمّ إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض ، وما كان فيها حتى أنّ الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته ، فيخبرهم بعلم ما يعملون ».

٦ ـ تقدّم الحديث في رقم ١٠٧ عن الخرائج.


باب

في رجال الأعراف (١)

[ ١٤٧ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي سلمة بن مكرم الجمال (٢) ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (٣) قال : « نحن اُولئك الرجال ، الأئمة منّا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنّة ، كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم ، فيعرف مَن فيها مِن صالح أو طالح » (٤).

__________________

١ ـ قال الشيخ الصدوق ; في اعتقاداته ص ٧٠ / ٢٥ : إعتقادنا في الأعراف أنّه سور بين الجنّة والنار ، عليه رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ، والرجال هم : النبيّ وأوصياؤه :. لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه.

٢ ـ في البصائر وتفسير العيّاشي زيادة : عن الهلقام ، والظاهر هو الصحيح ، لأنّ ابن مكرم الجمّال لم يذكر في الكتب إنّه يروي عن الإمام الباقر 7 ، بل هو من رواة وأصحاب الإمام الصادق والكاظم 8 ، والهلقام قد عدّه الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الإمام الباقر والراوي عنه 7.

اُنظر معجم رجال الحديث ٩ : ٢٤ / ٤٩٦٦ و ٢٠ : ٣٤٢ / ١٣٤٠٠ ، رجال البرقي : ١٦ ، رجال الشيخ : ١٣٩ / ١ ، مستدركات النمازي ٨ : ١٦٦ / ١٥٩٦٦.

٣ ـ الأعراف : ٧ : ٤٦.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٥ / ١ ، وعنه وعن المختصر في البحار ٢٤ : ٢٥٠ / ٥ ، وأورده


[ ١٤٨ / ٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الحسين (١) ، عن محمّد بن فضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر 7.

وإسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (٢) قال : « هم الأئمّة : » (٣).

[ ١٤٩ / ٣ ] حدّثني أبو الجوزاء (٤) المنبّه بن عبدالله التميمي قال : حدّثني الحسين بن علوان الكلبي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر 7 قال : سألته عن هذه الآية ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (٥) فقال : « يا سعد ، آل محمّد 9 الأعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، وهم أعراف ، لا يُعرَف الله تعالى إلاّ بسبيل معرفتهم » (٦).

__________________

العيّاشي في تفسيره ٢ : ١٨ / ٤٣ ، بزيادة في آخره وهي : قلت : بلى ، قال : « فنحن اُولئك الرجال الذين يعرفون كلاًّ بسيماهم ».

١ ـ في البصائر والبحار : محمّد بن الحصين.

٢ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٦ / ٢ ، وعنهما في البحار ٢٤ : ٢٥٠ / ٥ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٢ : ٥٤٨ / ٦ ، عن بصائر الأشعري.

٤ ـ في نسختي « ض و س » : أبو الجود وكذا المختصر المطبوع ، وفي نسخة « ق » : أبو الجنود ، وما أثبتناه من كتب التراجم ، وهو صحيح الحديث.

انظر معجم رجال الحديث ١٩ : ٣٥٢ ، رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٩ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٢ / ١٠٣٣.

٥ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٦ / ٤ ، وعنهما في البحار ٢٤ : ٢٥٠ / ٧ ، وأورده العياشي في تفسيره


[ ١٥٠ / ٤ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن بريد بن معاوية العجلي قال : سألت أبا جعفر 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (١) قال : « اُنزلت في هذه الاُمّة ، والرجال هم الأئمّة من آل محمّد 9 ».

قلت : فما الأعراف؟ قال : « صراط بين الجنّة والنار ، فمن شفع له الإمام ـ من المؤمنين المذنبين ـ نجا ، ومن لم يشفع له هوى » (٢).

[ ١٥١ / ٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف (٣) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالساً فجاء رجل (٤) فقال له : يا أمير المؤمنين ( وعلى الأعراف

__________________

٢ : ١٨ / ٤٥ ، إلى قوله : أنكرهم وأنكروه ، ونقله البحراني عن بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله في البرهان ٢ : ٥٤٨ / ٧ ، إلاّ أنّ فيه : ابو الجوزاء بن المنبّه بن عبدالله التميمي وهو اشتباه ، انظر سند الحديث وهامش رقم ٤.

١ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٦ / ٥ ، وعنه في البحار ٨ : ٣٣٥ / ٣ ، ونقله البحراني عن بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله في تفسير البرهان ٢ : ٥٤٩ / ٨.

٣ ـ سعد بن طريف : هو الحنظلي مولاهم ، الإسكاف ، كوفي ، كان قاضياً ، روى عن الإمامين الصادقين 8 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق :.

اُنظر رجال النجاشي : ١٧٨ / ٤٦٨ ، رجال البرقي : ٩ ، رجال الشيخ : ٩٢ / ١٧ و ١٢٤ / ٣ و ٢٠٣ / ٣.

٤ ـ الرجل : هو ابن الكوّا.


رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (١) فقال له علي 7 : « نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذي لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار ، فلايدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه.

وذلك لأنّ الله عزّ وجلّ لو شاء عرّف الناس نفسه حتّى يعرفوه ويوحّدوه (٢) ويأتونه من بابه ، ولكنّه جعلنا أبوابه ، وصراطه ، وسبيله ، وبابه الذي يؤتى منه » (٣).

[ ١٥٢ / ٦ ] علي بن محمّد بن علي بن سعد الأشعريّ (٤) ، عن حمدان بن يحيى (٥) ، عن بشر بن حبيب ، عن أبي عبدالله 7 أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال ) (٦) قال : « سور بين الجنّة والنار ، قائم عليه محمّد 9 وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة : فينادون : أين محبّونا

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : يعرفوا حدّه.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٦ / ٦ ، وقد وقع خلط في سنده ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ١ : ٥٤٠ / ١٢٩ ، والكليني في الكافي ١ : ١٨٤ / صدر حديث ٩ ، إلى قوله : إلاّ من أنكرنا وأنكرناه ، وفي تفسير العياشي ٢ : ١٩ / ٤٨ ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر 7 ، باختلاف.

٤ ـ علي بن محمّد بن علي بن سعد الأشعري : هو القمّي القزداني ، يكنّى أبا الحسن ، ويعرف بابن متّويه وهو ممّن روى عنه الكليني بواسطة واحدة ، عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم :.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٥٧ / ٦٧٣ ، رجال الطوسي : ٤٨٤ / ٤٧.

٥ ـ في نسخة « ق » : حمدان بن عيسى.

٦ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.


أين شيعتنا ، فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وذلك قوله تعالى ( يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (١) فيأخذون بأيديهم ( فيجوزون بهم ) (٢) الصراط ويدخلونهم الجنّة » (٣).

[ ١٥٣ / ٧ ] المعلّى بن محمّد البصري (٤) ، قال : حدّثني أبو الفضل المدني ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حُبيش (٥) ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : سمعته يقول : « إذا اُدخل الرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانه عن ربّه ، ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن تحيّر عذّباه ».

فقال رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه؟ فقال : ( مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يُضلل الله فلن تجد له سبيلاً ) (٦) فذلك لا سبيل له.

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٢ ـ في نسخة « ق » : على ، بدل ما بين القوسين.

٣ ـ نقله الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ١٧٦ / ١٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٢٥٥ / ١٩ ، عن أبي جعفر الطوسي.

٤ ـ في البصائر : الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد.

٥ ـ في نسخة « ق » : رزين بن حبيش ، وكذا البصائر ، وفي نسخة « س » والمختصر المطبوع ص ٥٣ : ذر بن حُبيش ، وما في المتن هو الصواب.

وزرّ بن حُبيش هو ابن حباشة بن أوس الأسدي الكوفي ، يكنّى أبا مطرف وأبا مريم ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، مات وهو ابن اثنتين وعشرين ومائة سنة ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام على 7 قائلاً : وكان فاضلاً.

انظر سير أعلام النبلاء ٤ : ١٦٦ ، طبقات ابن سعد ٦ : ١٠٤ ـ ١٠٥ ، رجال الشيخ : ٤٢ / ٥.

٦ ـ اقتباس من سورة النساء آية ١٤٣.


وقد قيل للنبي 9 : من ولي الله (١) يا نبي الله؟ فقال : وليّكم في هذا الزمان عليّ 7 ، ومن بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلاّ يكون كما قال الضُلاّل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم ( ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى ) (٢) بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات ، وهم الأوصياء فأجابهم الله عزّ وجلّ ( قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ) (٣) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى نعرف إماماً فعيّرهم (٤) الله بذلك.

فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عزّ وجلّ ، عرّفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه ، فقال عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (٥) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبي 9 الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبي 9 عليهم الميثاق (٦) بالطاعة ، فجرت نبوته عليهم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( فكيف إذا جئنا من كلّ اُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً * يومئذ يودّ الذين كفروا

__________________

١ ـ في البصائر : من الولي ، وفي نسخة « ق » : من وليّك ، وفي « ض » : من أولئك.

٢ ـ طه ٢٠ : ١٣٤.

٣ ـ طه ٢٠ : ١٣٥.

٤ ـ في البصائر : فعرّفهم.

٥ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٦ ـ في البصائر : المواثيق.


وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولايكتمون الله حديثاً ) (١) » (٢).

[ ١٥٤ / ٨ ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال (٣) ، عن عليّ بن أسباط ، عن أحمد بن خباب (٤) ، عن بعض أصحابه ، عمّن حدّثه عن الأصبغ بن نباتة ، عن سلمان الفارسي قال : قال أشهد ـ أو قال : اُقسم ـ بالله لسمعت رسول لله 9 يقول لعليّ 7 : « يا علي إنّك والأوصياء من بعدي ـ أو قال : من بعدك ـ أعراف ، لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتكم ، وأعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفتموه وعرفكم ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكركم وأنكرتموه » (٥).

[ ١٥٥ / ٩ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن بعض أصحابه ، عن سعد بن طريف ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (٦) فقال : « يا سعد إنّها أعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، وأعراف لا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، وأعراف لا يعرف الله إلاّ بسبيل معرفتهم ، فلا سواء من اعتصمت به المعتصمة ، ( ومن ذهب مذهب الناس ، ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض ) (٧).

__________________

١ ـ النساء ٤ : ٤١ ـ ٤٢.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٨ / ٩ ، وعنهما في البحار ٦ : ٢٣٣ / ٤٦.

٣ ـ في البصائر : الحسن بن علي بن فضال.

٤ ـ في البصائر : أحمد بن حنان.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٧ / ٧ ، وعنهما فى البحار ٢٤ : ٢٥٢ / ١٣.

٦ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٧ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ض و ق و س ».


ومن أتى آل محمّد 9 أتى عيناً صافية تجري بعلم الله ، ليس لها نفاد ولا انقطاع ، ذلك بأنّ الله لو شاء لأراهم شخصه حتّى يأتوه من بابه ، لكن جعل محمّداً 9 وآل محمّد : الأبواب التي يؤتى منها ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتّقى وأتوا البيوت من أبوابها ) (١) » (٢).

[ ١٥٦ / ١٠ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (٣) ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر 7 عن الأعراف ما هم؟ فقال : « هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى » (٤).

[ ١٥٧ / ١١ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله ابن مسكان (٥) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ١٨٩.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٩ / ١١ ، وعنه في البحار ٨ : ٣٣٦ / ٥.

٣ ـ في نسخة « ض و ق و س » : عثمان بن مروان.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٠ / ١٦ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٢٥١ / ١٢.

٥ ـ عبدالله بن مسكان : هو أبو محمّد مولى عنزة ، ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى 7 ، وقيل : روى عن أبي عبدالله 7 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وكان من الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح منهم ، وأقرّوا له بالفقه ، وقيل : إنّه كان لا يدخل على أبي عبدالله 7 شفقة ألاّ يوفّيه حقّ إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه ، مات ; في أيّام الإمام أبي الحسن 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٢١٤ / ٥٥٩ ، رجال الكشي : ٣٧٥ / ٧٠٥ و ٣٨٣ / ٧١٦ ، رجال البرقي : ٢٢ ، رجال الشيخ : ٢٦٤ / ٦٨٥ ، رجال العلاّمة : ١٩٤ / ٦٠٧.


الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (١) فقال : « هم الأئمّة منّا أهل البيت : في باب من ياقوت أحمر على سرب (٢) الجنّة يعرف كل إمام منّا ما يليه » فقال رجل : ما معنى ما يليه؟ فقال : « من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان » (٣).

[ ١٥٨ / ١٢ ] المعلّى بن محمّد البصري (٤) ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن الهيثم بن واقد ، عن مقرن ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « جاء ابن الكوّا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (٥) فقال : نحن الأعراف ( نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف ) (٦) الذين لا يعرف الله عزّ وجلّ (٧) يوم القيامة على الصراط غيرنا ، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه.

إنّ الله تعالى لوشاء لعرّف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه ، وصراطه ، وسبيله ، والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا ، فإنّهم

__________________

١ و ٥ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٢ ـ في المختصر المطبوع والبصائر : سور. والسرب : المسلك والطريق. لسان العرب ١ : ٤٦٤. سرب.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٠ / ١٩ ، وعنه في البحار ٨ : ٣٣٥ / ٤.

٤ ـ في البصائر والكافي : الحسين بن محمّد ، عن ، المعلّى بن ...

٦ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س و ض و ق ».

٧ ـ في الكافي وتفسير فرات والبحار عن المختصر والبصائر زيادة : إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزّ وجلّ.


عن الصراط لناكبون ، ولا سواء من اعتصم الناس به ، ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس ، ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض ، وذهب من ذهب الينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربّها لا نفاد لها ولا انقطاع » (١).

[ ١٥٩ / ١٣ ] أحمد بن الحسين الكناني ، قال : حدّثنا عاصم بن محمّد المحاربي ، قال : حدّثنا يزيد بن عبدالله الخيبري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن مسلم العجلي (٢) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (٣) قال : « نحن أصحاب الأعراف ، من عرفنا فإلى الجنّة ، ومن أنكرنا فإلى النار » (٤).

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٧ / ٨ ، وعنهما في البحار ٢٤ : ٢٥٣ / ١٤ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ١٨٤ / ٩ ، وفرات الكوفي في تفسيره : ١٤٢ / ١٧٤ ، بزيادة في صدره ، واختلاف في بعض ألفاظه.

٢ ـ في نسخة « س و ق » : البجلي.

٣ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٤ ـ نقله البحراني عن بصائر الدرجات للأشعري في تفسير البرهان ٢ : ٥٥٢ / ١٧ ، وفيه : مآله بدل : فإلى.


باب

في فضل الأئمّة صلوات الله عليهم

وما جاء فيهم من القرآن العزيز

[١٦٠ / ١ ] (١) حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى (٢) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر 7 قال : كنّا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان ، فقال : « لا تقولوا هذا رمضان ، ولا جاء رمضان ، ولا ذهب رمضان ( فإنّ رمضان اسم من أسماء الله لا يجيء ولايذهب ، وإنّما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا : شهر رمضان ) (٣) ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والإسم إسم الله وهو الشهر الذي اُنزل فيه القرآن ، جعله الله عزّ وجلّ مثلاً (٤) وعيداً.

ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ـ ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام ، فليكبّر عند رؤيته ـ كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنّ وما

__________________

١ ـ من حديث ١٦٠ إلى حديث ٢٠٣ سقط من نسخة « ق ».

٢ ـ في البصائر : محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٤ ـ في المختصر المطبوع ص ٥٦ ونسخة « س » : بياض في مكان كلمة : مثلاً.


بينهنّ وما تحتهنّ ».

فقلت : يا أبا جعفر وما الميزان؟ فقال : « إنّك قد ازددت قوة ونظراً ، يا سعد : رسول الله 9 الصخرة ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في الإمام ( ليقوم الناسُ بالقسط ) (١).

قال : ومن كبّر بين يدي الإمام وقال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين ابراهيم ومحمّد 8 والمرسلين في دار الجلال » ، فقلت : وما دار الجلال؟ فقال : « نحن الدار وذلك قول الله عزّ وجلّ ( تلك الدارُ الآخرةُ نجعلها للذين لايريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين ) (٢) ( فنحن العاقبة يا سعد ، وأمّا مودّتنا للمتّقين ، ) (٣) فيقول الله عزّ وجلّ ( تبارك اسمُ ربّك ذي الجلال والإكرام ) (٤) فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا » (٥).

[ ١٦١ / ٢ ] وعنه ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى (٦) ، عن

__________________

١ ـ الحديد ٥٧ : ٢٥.

٢ ـ القصص ٢٨ : ٨٣.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٤ ـ الرحمن ٥٥ : ٧٨.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٣١١ / ١٢ ، وعنهما في البحار ٢٤ : ٣٩٦ / ١١٦ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ٦٩ / ٢ والصدوق في معاني الأخبار : ٣١٥ / ١ وفي من لايحضره الفقيه ٢ : ١٧٢ / ٢٠٥٠ ، إلى قوله : مثلاً وعيداً.

٦ ـ حمّاد بن عيسى : وهو أبو محمّد الجهني مولى ، وقيل : عربى أصله الكوفة وسكن البصرة ،


حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ علي بن الحسين 8 اُتي بعسل فشربه ، فقال : والله لأعلم من أين هذا العسل ، وأين أرضه ، وإنّه ليمار (١) من قرية كذا وكذا » (٢).

[ ١٦٢ / ٣ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن بعض رجاله يرفعه قال : قال أبو عبدالله 7 : « أبى الله أن يجري الأشياء إلاّ بالأسباب ، فجعل لكلّ شيء سبباً ، وجعل لكل سبب ( شرحاً ، وجعل لكلّ شرح مفتاحاً ) (٣) ، وجعل لكلّ مفتاح علماً ، وجعل لكل علم باباً ناطقاً ، من عرفه عرف الله ، ومن أنكره أنكر الله ، وذلك رسول الله 9 ونحن » (٤).

__________________

وقيل : إنّه روى عن أبي عبدالله 7 عشرين حديثاً ، وأبي الحسن والرضا 8 ، وكان ثقة في حديثه صدوقاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا : ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق والكاظم 8 قائلاً : بقي إلى زمان الإمام الرضا 7.

قال العلاّمة : كان متحرّزاً في الحديث ، وكان يقول : سمعت من أبي عبدالله عليه السلام سبعين حديثاً ، فلم ازل اُدخل الشك على نفسي حتّى اقتصرت على هذه العشرين.

مات ; في حياة الإمام أبي جعفر الثاني 7 غريقاً بوادي قناة ـ وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ـ في سنة تسع ومأتين ، وقيل سنة ثمان ومائتين ، وله من العمر نيف وتسعون سنة.

اُنظر رجال النجاشي : ١٤٢ / ٣٧٠ ، رجال البرقي : ٢١ و ٤٨ و ٥٣ ، رجال الشيخ : ١٧٤ / ١٥٢ و ٣٤٦ / ١ ، رجال العلاّمة : ١٢٤ / ٣٢٣.

١ ـ في البصائر والبحار : ليمتار : أي يُجلب. انظر مجمع البحرين ٣ : ٤٨٦ ـ مير.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ١ ، وعنه في البحار ٤٦ : ٧١ / ٤٩.

٣ ـ في نسخة « س » : سوراً ومفتاحاً. بدل ما بين القوسين.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ٢ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٠ / ١٥ و ١٦٨ / ١ ، والسند فيه هكذا : حدّثنا علي بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبدي يرفعه.


[ ١٦٣ / ٤ ] علي بن اسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن بعض أصحابه ، عن نصر بن قابوس (١) قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( وظلّ ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة ) (٢) قال : « يا نصر إنّه والله ليس حيث ذهب الناس ، إنّما هو العالم وما يخرج منه ».

وسألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وبئر معطّلة وقصر مشيد ) (٣) قال : « ( البئر المعطّلة ) الإمام الصامت ( وقصر مشيد ) الإمام الناطق » (٤).

[ ١٦٤ / ٥ ] ابراهيم بن هاشم (٥) ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن

__________________

١ ـ نصر بن قابوس : هو اللخمي القابوسي ، روى عن أبي عبدالله وأبي ابراهيم وأبي الحسن الرضا : ، وكان ذا منزلة عندهم. وقال الشيخ في الغيبة : فروي أنّه كان وكيلاً لأبي عبدالله 7 عشرين سنة ولم يُعلم أنّه وكيل ، وكان خيّراً فاضلاً. عدّه البرقي من أصحاب الامام الصاق 7 وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم 7.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٧ / ١١٤٦ ، الغيبة للطوسي : ٣٤٧ / ٣٠٢ ، رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ٣٢٤ / ٧ و ٣٦٢ / ٥.

٢ ـ الواقعة ٥٦ : ٣٠ ـ ٣٣.

٣ ـ الحج ٢٢ : ٤٥.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ٣ و ٤ ، وعنهما في البحار ٢٤ : ١٠٤ / ١١ و ١٠٢ / ٧ ، وأورد القطعة الثانية من الحديث الكليني في الكافي ١ : ٤٢٧ / ٧٥ ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى 7 ، والصدوق في معاني الأخبار : ١١١ / ١ ، عن ابراهيم بن زياد و ١١١ / ٢.

٥ ـ ابراهيم بن هاشم : هو أبو اسحاق القمّي أصله كوفي انتقل إلى قم ، وهو أول من نشر حديث الكوفيّين بقم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7 ، وقد بلغت رواياته ستّة آلاف


أبي الحسن الرضا 7 قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( الرحمن * علّم القرآن ) (١) فقال : « إنّ الله علّم محمّداً القرآن » قلت : ( خلق الإنسان * علّمه البيان ) (٢) قال : « ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه علّمه بيان كلّ شيء ممّا يحتاج الناس إليه » (٣).

[ ١٦٥ / ٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى (٤) ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال : سمعت أبا ابراهيم 7 يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمّد 9 : أنّه قد فنيت أيّامك ، وذهبت دنياك ، واحتجت إلى لقاء ربّك ، فرفع النبيّ 9 يديه إلى السماء باسطاً كفيّه وهو يقول : عِدَتك التي وعدتني إنّك لاتخلف الميعاد ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : أن ائت اُحُداً أنت ومن تثق به ، فأعاد الدعاء ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : امض أنت وابن عمّك حتّى تأتي اُحُداً ، ثمّ تصعد على

__________________

وأربعمائة وأربعة عشر مورداً ، ولايوجد في الرواة مثله في كثرة الرواية.

اُنظر رجال النجاشي : ١٦ / ١٨ ، رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٣٠ ، معجم رجال الحديث ١ : ٢٩١.

١ و ٢ ـ الرحمن ٥٥ : ١ ـ ٤.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ٥ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٤٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٤٠ : ١٤٢ / ٤٥ ، عن بصائر الدرجات والاختصاص.

والظاهر أنّه قد وقع خلط بين رمز المختصر ورمز الاختصاص لتقاربهما ، ولذا لم اعثر عليه في الاختصاص ، وعلى هذا يكون الرمز ( خص ) وليس ( ختص ).

٤ ـ القاسم بن يحيى : هو ابن الحسن بن راشد ، عدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الإمام الرضا 7 واُخرى في من لم يرو عنهم : ، وهو الراوي عن جدّه الحسن بن راشد.

انظر رجال النجاشي : ٣١٦ / ٨٦٦ ، رجال الشيخ : ٣٨٥ / ٢ و ٤٩٠ / ٦.


ظهره واجعل القبلة في ظهرك ، ثمّ ادع وحش الجبل تجبك ، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة (١) منهنّ اُنثى ـ وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد (٢) قرناها الطلوع ـ تشخب أوداجها دماً ، وهي التي لك ، فمر ابن عمّك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها ، فإنّه سيجدها مدبوغة.

وساُنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد ، ليس هو من مداد الأرض ، يبقى المداد ويبقى الجلد ، لا تأكله الأرض ولايبليه التراب ، لايزداد كلّما نُشر إلاّ جدة ، غير أنّه محفوظ مستور ، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون اليك ، وتمليه على ابن عمّك ، وليكتب وليستمدّ من تلك الدواة.

فمضى رسول الله 9 حتّى انتهى إلى الجبل ، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربّه ، فلمّا ابتدأ عليٌّ 7 في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدّة من الملائكة ـ لايحصي عددهم إلاّ الله ، ومن حضر ذلك المجلس ـ بين يديه ، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشدّ خضرة وأنور.

ثمّ نزل الوحي على محمّد 9 ، وكتب علي 7 ، إلاّ أنـّه يصف كلّ زمان وما فيه ، ويخبره بالظهر والبطن ، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفسّر له أشياء لايعلم تأويلها إلاّ الله والراسخون في العلم ، ثمّ أخبره بكلّ عدوّ يكون لهم في كلّ زمان من الأزمنة حتّى فهم ذلك كلّه وكتبه.

ثمّ أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده ، فسأله عنها ، فقال : الصبر

__________________

١ ـ الجفر : إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر وجَفَرَ جنباه وفُصل عن اُمّه وأخذ في الرعي ، فهو جفر ، والجمع أجفار وجِفَار وجَفَرة ، والاُنثى جَفْرَةٌ. لسان العرب ٤ : ١٤٢ ـ جفر.

٢ ـ ناهد : أشرف. الصحاح ٢ : ٥٤٥ ـ نهد.


الصبر ، وأوصى الينا بالصبر ، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتّى يخرج الفرج ، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولّده ، وعلامات تكون في ملك بني هاشم ، فمن هذا الكتـاب استُخرِجَت أحاديث الملاحم كلّها ، وصار الوليّ إذا اُفضي (١) إليه الأمر تكلّم بالعجب » (٢).

[ ١٦٦ / ٧ ] وعنه ، عن محمّد بن سنان ، عن مرازم بن حكيم (٣) وموسى بن بكر (٤) قالا : سمعنا أبا عبدالله 7 يقول : « إنّا أهل البيت لم يزل الله يبعث منّا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره ، وإنّ عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ، ما نستطيع أن نحدّث به أحداً » (٥).

[ ١٦٧ / ٨ ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن اسماعيل بن مهران (٦) ، عن عثمان بن

__________________

١ ـ أفضى. انتهى. لسان العرب ١٥ : ١٥٧ ـ فضا : وفي نسختي « س و ض » : قضي.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٦ / ٦ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٤٠ : ١٩٧ / ٨٢.

٣ ـ مرازم بن حكيم : هو أبو محمّد الأزدي المدائني ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، وهو أحد من بُلي باستدعاء الرشيد له وأخوه ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم 8. مات ; في أيام الإمام الرضا 7.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٨ ، رجال الشيخ : ٣١٩ / ٦٣٨ و ٣٥٩ / ٦ ، رجال البرقي : ٤٥ و ٤٨ ، خلاصة الأقوال : ٢٧٨ / ١٠١٨.

٤ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : موسى بن بكير.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٧ / ٧ ، وعنه في البحار ٢ : ١٧٨ / ٢٣.

٦ ـ اسماعيل بن مهران : هو ابن أبي نصر السكوني ، مولى كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ثقة معتمد ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق


جبلة ، عن كامل التمّار ، قال : كنت عند أبي عبدالله 7 ذات يوم ، فقال لي : « يا كامل اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه ، وقولوا فينا ما شئتم ».

قال : فقلت : نجعل لكم ربّاً تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟ قال : فاستوى جالساً ، فقال : « ما عسى أن تقولوا ، والله ما خرج اليكم من علمنا إلاّ ألفاً غير معطوفة » (١).

[ ١٦٨ / ٩ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 ، قال : جاء أعرابي حتّى قام على باب مسجد رسول الله 9 يتوسّم (٢) الناس فرأى أبا جعفر 7 ، فعقل ناقته ودخل وجثا على ركبتيه وعليه شملة ، فقال له أبو جعفر 7 : « من أين جئت يا أعرابي؟ » قال : جئت من أقصى البلدان ، قال أبو جعفر : « البلدان أوسع من ذلك ، فمن أين جئت؟ » قال : من الأحقاف (٣) ، قال : « أحقاف عاد؟ » قال : نعم.

__________________

والرضا 8.

انظر رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٩ ، رجال الشيخ : ١٤٨ / ١١٥ و ٣٦٨ / ١٤ ، رجال البرقي : ٥٥

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٧ / ٨ ، باختلاف ، وعنه في البحار ٢٥ : ٢٨٣ / ٣٠ ولفظه أقرب للمختصر من البصائر.

قال المجلسي في بيان الحديث : قوله 7 : « غير معطوفة » أي نصف حرف ، كناية عن نهاية القلّة.

٢ ـ التوسّم : طلب الكلأ. وقال الشاعر :

وأصبحن كالدوم النواعم غُدوة

على وجهة من ظاعن متوسّم

لسان العرب ٢ : ٦٣٦ ـ وسَم.

٣ ـ الأحقاف : إنّها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها. معجم البلدان ١ : ١١٥.


قال : « أفرأيت ثمّ (١) سدرة إذا مرّ التجّار بها استظلّوا بفيئها؟ » قال : وما علمك بذلك؟ قال : « هو عندنا في كتاب ، وأي شيء رأيت أيضاً؟ » قال : رأيت وادياً مظلماً فيه الهام والبوم (٢) لايبصر قعره ، قال : « أو تدري ما ذاك الوادي؟ » قال : لا والله ما أدري ، قال : « ذاك برهوت (٣) فيه نسمة كلّ كافر. وأين بلغت؟ » فقطع الأعرابي ، فقال : بلغت قوماً جلوساً في منازلهم ، ليس لهم طعام ولا شراب ، إلاّ ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم.

ثمّ نظر إلى السماء فقال « اللهم العنه » فقال له جلساؤه من هو جعلنا الله فداك؟ قال : « هو قابيل ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد » (٤).

ثمّ جاءه رجل آخر ، فقال : « رأيت لي جعفراً » فقال الأعرابي : ومن جعفر

__________________

١ ـ ثَمَّ : بمعنى هناك وهو للتبعيد. الصحاح ٥ : ١٨٨٢ ـ ثمم.

٢ ـ الهام : طائر صغير يألف المقابر ، والبوم : ذكر الهام واحدته بومة. لسان العرب ١٢ : ٦٥٢ ـ هوم و ٦١ ـ بهم.

وقال الدميري في حياة الحيوان : البوم : بضم الباء طائر يقع على الذكر والاُنثى وأنواعها : الهامة والصدى والضوع والخفاش وغريب الليل والبومة وهذه الأسماء مشتركة تقع على كلّ طائر من طير الليل يخرج من بيته ليلاً.

وقال ذو الرمّة :

قد أعسف النازح المجهول معسفه

في ظل أخضر يدعو هامة البوم

انظر حياة الحيوان ١ : ٢٢٦ و ٢ : ٣٨٦.

٣ ـ برهوت : واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفّار وهو يقرب حضرموت ، وقال النبي 9 : « إنّ فيه أرواح الكفار والمنافقين » ، وروي عن الامام علي 7 أنّه قال : « أبغض بقعة في الأرض إلى الله عزّ وجلّ ، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار ». معجم البلدان ١ : ٤٠٥.

٤ ـ الزمهرير : البرد الشديد. لسان العرب ٤ : ٣٣٠ ـ زمهر.


الذي يسأل عنه؟ فقالوا : ابنه ، فقال : سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن أهل السماء ولا يدري أين ابنه (١)!؟.

[ ١٦٩ / ١٠ ] وبهذا الإسناد عن محمّد بن مسلم قال : دخلت أنا وأبو جعفر 7 مسجد الرسول 9 فإذا طاووس اليماني (٢) يقول لأصحابه : أتدرون متى قتل نصف الناس ، فسمع أبو جعفر 7 قوله : نصف الناس ، فقال : « إنّما هو ربع الناس ، إنّما هو ولد آدم ، آدم وحواء وقابيل وهابيل » قال : صدقت يا ابن رسول الله (٣).

قال محمّد : فقلت في نفسي : هذه والله مسألة فغدوت عليه في منزله وقد لبس

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٨ / ٩ ، ونقله المجلسي في البحار ٤٦ : ٢٤٢ / ٣٠ ، عن البصائر والاختصاص ، ولم أعثر عليه في الاختصاص والظاهر أنّه وقع خلط بين رمز الاختصاص والمختصر كما تقدّم في حديث ١٦٤.

٢ ـ طاووس اليماني : هو طاووس بن كيسان اليماني ، مولى بحير بن ريسان ، من أبناء فارس ، كان ينزل الجند ، وروي عنه أنّه أدرك خمسين من الصحابة.

وقال ابن حبّان : كان من عبّاد أهل اليمن ومن فقهائهم ، ومن سادات التابعين ، وقد حجّ أربعين حجّة ، وكان مستجاب الدعوة.

عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام السجّاد 7.

مات ; سنة ست ومائة بمكّة قبل يوم التروية بيوم ، وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة ، وقال المزي : بضع وسبعون ، وقال ابو نعيم : توفى طاووس بالمزدلفة أو بمنى ، فلما حُمل أخذ عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتّى بلغ القبر.

انظر تهذيب التهذيب ٥ : ٨ / ١٤ ، تهذيب الكمال ١٣ : ٣٥٩ و ٣٧٣ ، الثقات ٤ : ٣٩١ ، طبقات ابن سعد ٥ : ٣٤١ ، حلية الأولياء ٤ : ٤ / ٢٥٥ ، رجال الطوسي : ٩٤ / ٣.

٣ ـ في البحار عن البصائر زيادة : قال : أتدري ما صنع بالقاتل؟ قال لا. وقد سقطت هذه العبارة من البصائر المطبوع.


ثيابه واُسرج له فبدأني بالحديث قبل أن أسأله ، فقال : « يا محمّد بن مسلم إنّ في الهند أو ببلقاء الهند (١) رجلاً يلبس المسوح (٢) ، مغلولة يده إلى عنقه ، موكّل به عشرة رهط ، يفنى الناس ولايفنون ، كلّما ذهب واحد جعل مكانه واحد ، يدور مع الشمس حيث ما دارت ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد حتّى تقوم الساعة » قلت : ومن ذاك جعلت فداك؟ قال : « ذاك قابيل » (٣).

[ ١٧٠ / ١١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن ( فضالة بن أيوب ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ) (٤) ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : إنّ سالم بن أبي حفصة (٥) قال لي : أما بلغك أنّه من مات وليس

__________________

١ ـ في البصائر : بتلقاء الهند.

٢ ـ المِسح : الكساء من الشعر ، والجمع القليل أمساح والكثير مسوح. لسان العرب ٢ : ٥٦٩ ـ مسح.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٨ / ١٠ ، وعنه في البحار ١٠ : ١٥١ / ٢ ، باختلاف يسير ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ١٨٠ ، وفيه : قال : كان آدم وحوّاء وقابيل وهابيل ، فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس.

٤ ـ في البصائر : فضالة بن أيوب ، عن عبيدة.

٥ ـ سالم بن أبي حفصة : مولى بني عجل ، كوفي ، قد صحب وروى عن الأئمّة الأطهار السجّاد والباقر والصادق 8. وكان من البترية الذين دعوا إلى ولاية الإمام علي 7 ثمّ خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، وعلّة تسميتهم بالبترية لأنّهم بتروا حقّ آل محمّد :. وقد وردت روايات في ذمّه تأمّلها في رجال الكشي. مات في سنة سبع وثلاثين ومائة في حياة الإمام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ١٨٨ / ٥٠٠ ، رجال الشيخ : ٩٢ / ١٥ و ١٢٤ / ٥ و ٢٠٩ / ١١٥ ، رجال الكشي : ٢٣٣ / ٤٢٣ ـ ٤٢٨ ، فرق الشيعة للنوبختي : ٢٠.


له إمام مات ميتة جاهلية؟ فأقول له : بلى ، فيقول : من إمامك؟ فأقول : أئمّتي آل محمّد عليه وعليهم السلام ، قال : ما أحسبك عرفت إماماً.

فقال أبو جعفر 7 : « ويح سالم ، ما يدري سالم ما منزلة الإمام؟ الإمام أعظم وأفضل ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، وإنّه لم يمت منّا ميّت قط إلاّ وجعل الله مكانه من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل ما دعا إليه ، وإنّه لم يمنع الله ما أعطى داود 7 أن يعطي سليمان 7 أفضل ممّا أعطى داود 7 » (١).

[ ١٧١ / ١٢ ] وبهذا الإسناد عن فضالة بن أيّوب ، عن عبدالحميد بن نصر (٢) ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه ، والله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من منزلة إمام مفترض الطاعة.

لقد كان إبراهيم 7 دهراً ينزل عليه الوحي والأمر من الله وما كان مفترض الطاعة ؛ حتّى بدا للّه أن يكرمه ويعظّمه ، فقال ( إنّي جاعلك للناس إماماً ) فعرف إبراهيم 7 ما فيها من الفضل فقال ( ومن ذرّيّتي ) ( أي واجعل ذلك في ذرّيّتي ) (٣) ، فقال الله عزّ وجلّ ( لاينال عهدي الظالمين ) (٤) قال أبو عبدالله 7 :

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٩ / ١١ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥٣ / ١١١ ، وأورده الصدوق في كمال الدين : ٢٢٩ / ٢٧ ، باختلاف في صدره ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٢٣٥ / ٤٢٧ ، إلى قوله : والناس أجمعون.

٢ ـ عبدالحميد بن نصر : لم يذكروه ، ولكن قال المامقاني : لم أقف فيه إلاّ على قول المولى الوحيد ; : يروي عنه أحمد بن محمّد بن عيسى وفضالة ، وهو إمامي.

انظر تنقيح المقال ٢ : ١٣٦ ـ باب عبدالحميد. إلاّ أنّ فيه : عبدالحميد بن نضر.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.

٤ ـ البقرة ٢ : ١٢٤.


إنّما هو في ذريّتك لا يكون في غيرهم » (١).

[ ١٧٢ / ١٣ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد وعبدالله بن القاسم جميعاً عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بـن المختار القلانسي (٢) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 ، في قول الله عزّ وجلّ ( وآتيناهم مّلكاً عظيماً ) (٣) قال : « الطاعة المفروضة » (٤).

وحدّثني به يعقوب بن يزيد وعلي بن اسماعيل بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، الإسناد (٥).

[ ١٧٣ / ١٤ ] يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : كنّا زمان أبي جعفر 7 حين

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٩ / ١٢ ، وعنه في البحار ٢٥ : ١٤١ / ١٥.

٢ ـ الحسين بن المختار القلانسي : كوفي مولى أحمس من بجيلة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الصادق والكاظم 8 إلاّ أنّه قال في الموضع الثاني : إنّه واقفي ، وعدّه الشيخ المفيد في الارشاد في فصل ممّن روى النصّ على الإمام الرضا 7 بالإمامة من أبيه : إنّه من خاصّة الإمام الكاظم 7 وثقاته ، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، ونقل العلاّمة قول ابن عقدة ، عن علي بن الحسين : أنّه كوفي ثقة. وقال السيد الخوئي : وكيف كان فالرجل من الثقات بلا إشكال.

انظر رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٣ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٨ و ٣٤٦ / ٣ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٤٨ ، رجال العلاّمة : ٣٣٨ / ١٣٣٢ ، معجم رجال الحديث ٧ : ٩٥.

٣ ـ النساء ٤ : ٥٤.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٩ / ١٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٢٨٧ / ٨ ، وأورده العياشي في تفسيره ١ : ٢٤٨ / ١٥٩ ، عن أبي خالد الكابلي ، والقمّي في تفسيره ١ : ١٤٠ ، عن حنان ، عن أبي عبدالله 7 ، والكليني في الكافي ١ : ١٨٦ : ٤.

٥ ـ لم أعثر له على مصدر.


قبض 7 (١) نتردّد كالأغنام لا راعي لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : يا أبا عبيدة من إمامك؟ فقلت : أئمّتي آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم ، فقال : هلكت وأهلكت ، أما سمعت (٢) أبا جعفر 7 يقول : « من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية؟ » فقلت : بلى لعمري.

وقد كنّا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبدالله 7 فرزقني الله جلّ وعزّ المعرفة فدخلت عليه ، فقلت له : سالم بن أبي حفصة ، قال لي : كذاوكذا ، فقلت له : كذا وكذا.

فقال أبو عبدالله 7 : « يا ويل سالم يا ويل سالم ، وما يدري سالم ما منزلة الإمام؟ الإمام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمت منّا ميّت حتّى يخلّف من بعده من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمنع الله ما أعطى داود 7 أن يعطي سليمان 7 أفضل ممّا أعطى داود 7.

ثمّ قال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (٣) فقلت : ما أعطاه الله جعلت فداك؟ فقال : « نعم يا أبا عبيدة إنّه إذا قام قائم آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم حكم بحكم سليمان 7 (٤) لا يسأل الناس بيّنة » (٥).

__________________

١ ـ في البصائر : حين مضى 7.

٢ ـ في نسخة « ض » زيادة : أما رأيت.

٣ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٤ ـ في البصائر داود وسليمان.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٠ / ١٥ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٧٦ / ٥٥.


[ ١٧٤ / ١٥ ] الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن عبيس (١) بن هشام الأسدي ، عن عبدالله بن الوليد ، عن الحارث بن المغيرة البصري (٢) قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « لا تكون الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم مثل (٣) الأول ، وراثة من رسول الله 9 ومن علي بن أبي طالب 7 ، علماً يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد » (٤).

[ ١٧٥ / ١٦ ] محمّد بن عبدالحميد العطّار ، عن منصور بن يونس (٥) ، عن

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : عنبسة ، وما في المتن هو الصواب.

وقال النجاشي : هو العباس بن هشام أبو الفضل الناشري الأسدي ، عربي ثقة ، جَليل في أصحابنا ، كثير الرواية ، كسر اسمه فقيل : عُبيس ، عدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الرضا 7 واُخرى في من لم يرو عنهم : قائلاً في الموضعين : عُبيس بن هشام الناشري ، مات ; في سنة عشرين ومائتين أو قبلها بسنة.

انظر رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤١ ، رجال الطوسي : ٣٨٤ / ٥٧ و ٤٨٧ / ٦٨.

٢ ـ في البصائر : النضري ، وما في المتن هو الصواب ، وهو من بني نصر بن معاوية ، ثقة ثقة ، بصري عربي ، روى عن أبي جعفر وجعفر وموسى بن جعفر وزيد بن علي : ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق 8 ، وقال : ويكنّى أبا علي من بني نصر ، واقتصر البرقي على الامام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦١ ، رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ١١٧ / ٤٢ و ١٧٩ / ٢٣٣ ، رجال العلاّمة ١٢٣ / ٣١٨.

٣ ـ في البصائر زيادة : علم.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٠ / ١٦ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥٢ / ١١٢.

٥ ـ منصور بن يونس بزرج : كوفي ثقّة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي


أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : قلت له : قول الله عزّ وجلّ ( فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مّلكاً عظيماً ) (١) قال : « ما هو؟ » قلت : أنت أعلم ، قال : « طاعة الله مفروضة » (٢).

[ ١٧٦ / ١٧ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن النضر الخزّاز ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح الأسدي ، عن مالك الجهني (٣) قال : قلت لأبي جعفر 7 ( واُوحي إليّ هذا القرآن لاُنذركم به ومن بلغ أئِنّكم لتشهدون ) (٤) قال : « الإمام منّا ينذر به كما أنذر به رسول الله 9 » (٥).

__________________

الشيخ من أصحاب الإمامين الطاهرين الصادق والكاظم 8.

انظر رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠ ، رجال البرقي : ٣٩ و ٤٩ ، رجال الشيخ ٣١٣ / ٥٣٤ و ٣٦٠.

١ ـ النساء ٤ : ٥٤.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١٠ / ١٧ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٢٨٨ / ١٤.

٣ـ مالك الجهني : هو مالك بن أعين الجهني ، كوفي ، عربي ، عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الإمامين الصادقين 8 ، فقال الشيخ : مات في حياة الإمام الصادق 7.

انظر معجم رجال الحديث ١٥ : ١٦١ / ٩٨١٦ ، رجال البرقي : ١٣ و ١٨ ، رجال الشيخ : ١٣٥ / ١١ و ٣٠٨ / ٤٥٦.

٤ ـ الأنعام ٦ : ١٩.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ١٨ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤١٦ / ٢١ ، و ٤٢٤ / ٦١ ، باختلاف في صدر الحديث ، وكذا القمي في تفسيره ١ : ١٩٥ ، ونقله الآسترابادي في تأويل الآيات ١ : ١٦٢ / ١ ، عن الكافي ، والبحراني في تفسير البرهان ٢ : ٤٠٦ / ٥ ، عن سعد بن عبدالله.


[ ١٧٧ / ١٨ ] وعنه ، عن محمّد بن الهيثم ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن يزيد (١) قال : قلت لأبي الحسن الرضا 7 : إنّي سألت أباك 7 عن مسألة اُريد أن أسألك عنها ، فقال : « وعن أيّ شيء تسأل؟ » قلت : عندك علم رسول الله 9 وكتبه وعلم الأوصياء : وكتبهم؟ فقال : « نعم ، وأكثر من ذلك ، فاسأل عمّا بدا لك » (٢).

[ ١٧٨ / ١٩ ] وعنه وعن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن عبدالله بن أبي يعفور (٣) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « كان علي بن أبي طالب 7 عالم هذه الاُمّة ، والعلم يتوارث ، وليس يهلك منّا هالك حتّى يرى مِن وُلده من يعلم علمه ، ولا تبقى الأرض يوماً بغير إمام تفزع إليه الاُمّة » قلت : فيكون إثنان؟ فقال : « لا ، إلاّ وأحدهما صامت ، ولايتكلّم حتّى يمضي الأوّل » (٤).

__________________

١ ـ في البصائر : عمر بن يزيد ، والظاهر أنّ الصحيح هو محمّد بن عمر بن يزيد لأنّ عمر بن يزيد يروي عن أبي عبدالله ، وأبي الحسن 7 ، وما في المتن أقرب للصحة وهو بيّاع السابري الذي عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7.

انظر رجال النجاشيي : ٣٦٤ / ٩٨١ ، رجال الشيخ : ٣٩١ / ٥٣ ، تنقيح المقال ٣ : ١٦٦ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٧٣ / ١١٤٧٠.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ١٩ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٧٦ / ٥٤.

٣ ـ عبدالله بن أبي يعفور : هو العبدي ، يكنّى أبا محمّد ، ثقة ثقة ، جليل في أصحابنا ، كريم على أبي عبدالله 7 ، وكان قارئاً يقرىء القرآن في مسجد الكوفة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، مات ; في أيّامه 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٢١٣ / ٥٥٦ ، رجال البرقي : ٢٢ ، رجال الشيخ : ٢٢٣ / ١٥ و ٢٦٤ / ٦٨٧.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥٣ / ١١٣.


[ ١٧٩ / ٢٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد والعبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود (١) ، عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل » (٢).

[ ١٨٠ / ٢١ ] وعنه ، عن الحسن بن علي الوشّا ، قال : رأيت أبا الحسن الرضا 7 وهو ينظر إلى السماء ويتكلّم بكلام كأنّه كلام الخطاطيف ، فما فهمت منه شيئاً ساعة بعد ساعة ثمّ سكت (٣).

[ ١٨١ / ٢٢ ] وعنه ، عن الحسن بن سعيد (٤) ، عن معمّر بن خلاّد ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا 7 : تعرفون (٥) الغيب؟ فقال : « قال أبو جعفر 7 : يُبسَط لنا العلم فنعلم ، ويُقبض عنّا فلانعلم » (٦).

__________________

١ ـ ربعي بن عبدالله بن الجارود : الهذلي ، بصري ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، وصحب الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصيصاً به ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامام الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي : ١٦٧ / ٤٤١ ، رجال البرقي : ٤٠ ، رجال الشيخ : ١٩٤ / ٣٩.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢١ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٤ / ٣٢.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢٢ ، وعنه في البحار ٤٩ : ٨٨ / ٩.

٤ ـ في البصائر : الحسين بن سعيد ، والظاهر كلا الطريقين صحيح ، لأنّ النجاشي قال : وكان الحسين بن يزيد السورائي يقول : الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله إلاّ في زرعة ابن محمّد الحضرمي وفضالة بن أيوب ، فإنّ الحسين كان يروي عن أخيه عنهما.

اُنظر رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، معجم رجال الحديث ٣ : ٩١.

٥ ـ في البصائر : أو تعلمون.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥١٣ / ٣٢ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٩٦ / ٣٥ ، ولم يرد فيه الإمام الرضا ، والظاهر إنّه سقط من يد الناسخ أو الطبع.


وأخبرني أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى أنّهما سمعا ذلك من معمّر بن خلاّد (١) يرويه عن الرضا 7.

[ ١٨٢ / ٢٣ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن عبدالغفّار الجازي (٢) ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : سمعته يقول : « نحن ورثة الأنبياء ، وورثة كتاب الله ، ونحن صفوته » (٣).

[ ١٨٣ / ٢٤ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن عمر (٤) ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّا أهل بيت من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، وقول صادق سمعنا ، فإن تتّبعونا تهتدوا » (٥).

__________________

١ ـ معمّر بن خلاّد : هو ابن أبي خلاّد أبو خلاّد ، بغدادي ثقة ، روى عن الإمام الرضا 7 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم 7 ، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7.

انظر رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٨ ، رجال العلاّمة : ٢٧٧ / ١٠١٠ ، رجال البرقي : ٥٣ ، رجال الطوسي : ٣٩٠ / ٤٥.

٢ ـ في نسخة « ض » : الحارثي.

وهو عبدالغفّار بن حبيب الطائي الجازي من أهل الجازية قرية بالنهرين ، روى عن أبي عبدالله 7 ، ثقة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، واُخرى في من لم يرو عنهم :. وورد الجازي في أكثر النسخ إلاّ أنّ ابن داود قال : ورأيت بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال : الحارثي.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٠ ، رجال الشيخ : ٢٣٧ / ٢٢٨ و ٤٨٨ / ٧١ ، رجال العلاّمة : ٢٠٩ / ٦٧٥ ، رجال ابن داود : ١٣٠ / ٩٦٤.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٣ / ٣٣ ، وعنه في البحار ٩٢ : ١٠٠ / ٧٠ ، من دون « ورثة الأنبياء ».

٤ ـ في المختصر المطبوع : محمد بن أبي عمير.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٤ / ٣٤ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٤ / ٣٣.


[ ١٨٤ / ٢٥ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن عبدالغفّار الجازي (١) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله عزّ وجلّ قال لنبيّه 9 : ولقد وصّيناك بما وصّينا به آدم ونوحاً وابراهيم والنبيين من قبلك ( أنْ أقيموا الدينَ ولاتتفرّقوا فيه كَبُرَ على المشركينَ ما تدعوهم إليه ) (٢) من تولية علي بن أبي طالب 7.

قال : إنّ الله عزّ وجلّ قد أخذ ميثاق كلّ نبيّ وكلّ مؤمن ليؤمننّ بمحمّد وعلي ، وبكلّ نبيّ وبالولاية.

ثمّ قال لمحمّد 9 ( اُولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) (٣) يعني آدم ونوح وكلّ نبيّ بعده » (٤).

[ ١٨٥ / ٢٦ ] ابراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان أو غيره ، عن عبدالله بن سنان (٥) ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « قال رسول الله 9 :

__________________

١ ـ في نسخة « ض و س » : الحارثي ، تقدم في حديث ١٨٢.

٢ ـ الشورى ٤٢ : ١٣.

٣ ـ الأنعام ٦ : ٩٠.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٤ / ٣٥ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٢٨٤ / ٤٢ ، إلاّ هناك اختلاف بينهما في صدر الحديث ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ٨١١ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ عبدالله بن سنان : هو ابن طريف مولى بني هاشم ، يقال مولى بني أبي طالب ، ويقال مولى بني العباس ، كان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، كوفي ، ثقة ، من أصحابنا ، جليل ، لايطعن عليه في شيء ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم 7.


لقد أسرى بي ربّي عزّ وجلّ فأوحى اليّ من وراء حجاب ما أوحى ، وكلّمني بما كلّمني فكان ممّا كلّمني به أن قال (١) : يا محمّد إنّي أنـا الله لا إله إلاّ أنا ( عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ) (٢) الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الخالق البارىء المصوّر ، لي الأسماء الحسنى ، يسبّح لي من في السماوات والأرض ، وأنا العزيز الحكيم.

يا محمّد : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الأوّل فلا شيء قبلي ، وأنا الآخر فلا شيء بعدي ، وأنا الظاهر فلا شيء فوقي ، وأنا الباطن فلا شيء دوني ، وأنا الله لا إله إلاّ أنا بكلّ شيء عليم.

يا محمّد : عليٌّ أوّل من آخذ ميثاقه من الأئمّة :.

يا محمّد : عليٌّ آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدابّة التي تكلّمهم (٣).

يا محمّد : عليٌّ أظهره على جميع ما اُوحيه إليك ، ليس لك أن تكتم منه شيئاً.

يا محمّد : عليٌّ أبطنه سرّي الذي أسررته إليك ، فليس فيما بيني وبينك سرّ دونه.

__________________

انظر رجال النجاشي : ٢١٤ / ٥٥٨ ، رجال البرقي : ٢٢ ، رجال الشيخ : ٢٢٥ / ٤٢ و ٣٥٤ / ١٤ ، رجال العلاّمة : ١٩٢ / ٦٠٠.

١ ـ في البصائر زيادة : « يا محمّد عليّ الأول ، وعليّ الآخر والظاهر والباطن ، وهو بكلّ شيء عليم » فقال : يا ربّ أليس ذلك أنت؟. فقال :.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.

٣ ـ إشارة إلى قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) النمل ٢٧ : ٨٢ ، والمراد به هو الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه.


يا محمّد : عليٌّ على ما خلقت من حلال وحرام عليّ عليم به » (١).

[ ١٨٦ / ٢٧ ] علي بن اسماعيل بن عيسى وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن بعض أصحابه (٢) ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( ولقد وصّلنا لَهُمُ القولَ ) (٣) قال : « في إمام بعد إمام » (٤).

[ ١٨٧ / ٢٨ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان (٥) ، عن محمّد بن

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٤ / ٣٦ ، وعنه في البحار ١٨ : ٣٧٧ / ٨٢ ، و ٤٠ : ٣٨ / ٧٣ ، و ٩٤ : ١٨٠ / ٧ ، وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٨ / ٦٥ ، وتقدم برقم ١٠٦.

وهناك اختلاف في نسخ البحار التي نقلت الحديث عن البصائر خصوصاً في الفقرة الأخيرة.

٢ ـ في البصائر زيادة : ومحمّد بن الهيثم جميعاً ، والظاهر ليس له رواية عن أبي عبدالله 7 إلاّ بواسطة ، وعنه في البحار : ومحمّد بن الهيثم ، عن أبيه جميعاً ، وهو الصحيح. اُنظر رجال النجاشي : ٣٦٢ / ٩٧٢ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٣٤٤ ـ ٣٤٥.

٣ ـ القصص ٢٨ : ٥١.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٥ / ٣٨ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٣٠ / ذيل حديث ٤٨ ، وذكره القمّي في تفسيره ٢ : ١٤١ ، عن يونس بن يعقوب ، والكليني في الكافي ١ : ٤١٥ / ١٨ ، عن عبدالله ابن جندب ، عن أبي الحسن 7 ، والطوسي في أماليه : ٢٩٤ / ٥٧٦ ، وابن شهر آشوب في المناقب ٣ : ١١٦ و ٤ : ٤٥٤ ، كما في الكافي ، والاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٤٢٠ / ١٤ ، عن حمران. وفي بعضها : إمام إلى إمام.

٥ ـ في البصائر : الحسن بن علي النعمان ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح.

انظر معجم رجال الحديث ٣ : ٩٢ و ٦ : ٢٦٨ و ١٣ : ٢٢٦ و ١٨ : ٢٢٨.

والحسن هو مولى بني هاشم ، ثقة ثبت ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام العسكري 7.

وأبوه علي بن النعـمان الأعلم النخعي أبو الحسن مولاهم ، كوفي ، ثقة ، وجهاً ، ثبتاً ، صحيحاً


مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والانجيل وما اُنزل إليكم من ربّكم ) (١) قال : « هي ولايتنا ».

وفي قوله ( يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة ) (٢) قال : « هي ولايتنا ».

وفي قوله ( يا أيّها الرسول بلّغ ما اُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ) (٣) قال : « هي الولاية » (٤).

[ ١٨٨ / ٢٩ ] علي بن محمّد بن عبدالرحمن الحجّال ، عن صالح بن السندي ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : سألت أبا جعفر 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( صحفاً مّطهرة * فيها كتبٌ قيّمة ) (٥) قال :

__________________

واضح الطريقة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٤٠ / ٨١ و ٢٧٤ / ٧١٩ ، رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٦ و ٣٨٣ / ٥١.

١ ـ المائدة ٥ : ٦٨.

٢ ـ البقرة ٢ : ٢٠٨.

٣ ـ المائدة ٥ : ٦٧.

٤ ـ نقل البحراني المقطع الأول من الحديث في تفسير البرهان ٢ : ٣٤٠ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله. وذكر العيّاشي المقطع الثاني في تفسيره ١ : ١٠٢ / ٢٩٧ ، والكليني في الكافي ١ : ٤١٧ / ٢٩ ، وفيه : في ولايتنا ، وعنه في تأويل الآيات ١ : ٩٣ / ٨١ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ١ : ٤٤٦ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله و ح ٧ عن تفسير العياشي.

ونقل البحراني المقطع الثالث في تفسير البرهان ٢ : ٣٣٦ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله ، وأورد الصفّار المقطع الأول والثالث في البصائر : ٥١٥ / ٤٠ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٨٦ / ١٠٩.

٥ ـ البيّنة ٩٨ : ٢ و ٣.


« هو حديثنا في صحف مطهّرة من الكذب » (١).

[ ١٨٩ / ٣٠ ] وعنه ، عن صالح بن السندي ، عن الحسن بن محبوب ، عمّن رواه عن أبي عبيدة الحذّاء (٢) ، قال : سألت أبا جعفر 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( ائتوني بكتاب مّن قَبلِ هذا أوأثارة مّن علم ) قال : « يعني بذلك علم الأوصياء والأنبياء ( إن كنتم صادقين ) (٣) » (٤).

[ ١٩٠ / ٣١ ] عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن محسن بن أحمد (٥) ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله 7 قلت له : العلم الذي يعلمه عالمكم بما يعلم؟ فقال : « وراثة من رسول الله 9 ومن علي بن أبي طالب 7 ،

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٧٨ / ٢٥.

٢ ـ أبو عبيدة الحذّاء : هو زياد بن عيسى ، كوفي ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 ، كان حسن المنزلة عند آل محمّد : ، وكان قد زامل أبا جعفر 7 إلى مكّة ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقين 8 ، مات ; في حياة أبي عبدالله 7.

انظر رجال النجاشي : ١٧٠ / ٤٤٩ ، رجال البرقي : ١٨ ، رجال الشيخ : ١٢٢ / ٥ و ١٩٨ / ٣٤ ، خلاصة الأقوال : ١٤٩ / ٤٢٧.

٣ ـ الأحقاف ٤٦ : ٤.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٢١٢ / ٣ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٢٦ / ٧٢ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٣٧ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ محسن بن أحمد : من موالي قيس عَيلان ، روى عن الإمام الرضا 7 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم 7 ، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7 قائلاً : محسن بن أحمد البجلي.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٣ / ١١٣٣ ، رجال البرقي : ٥١ ، رجال الشيخ : ٣٩٣ / ٨٣.


يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس » (١).

[ ١٩١ / ٣٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن عُبيد بن زرارة (٢) ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : تُترك الأرض بغير إمام؟ فقال : « لا » قلت : فتكون الأرض فيها إمامان؟ قال : « لا ، إلاّ وأحدهما صامت لايتكلّم ، ويتكلّم الذي قبله ، والإمام يعرف الإمام الذي بعده » (٣).

[ ١٩٢ / ٣٣ ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة (٤) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك جعلناكم اُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤٣ ، وعنه في البحار ٣ : ١٧٨ / ٢٤. ومثله أيضاً في البصائر : ٣٢٧ / ٨.

٢ ـ عبيد بن زرارة : هو ابن أعين الشيباني ، روى عن أبي عبدالله 7 ، ثقة ثقة ، عين ، لا لبس فيه ولاشكّ ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وكذلك البرقي إلاّ أنّه قال : عبيدالله بن زرارة بن أعين.

انظر رجال النجاشي : ٢٣٣ / ٦١٨ ، رجال الشيخ : ٢٤٠ / ٢٦٦ ، رجال البرقي : ٢٣ ، تاريخ آل زرارة : ٩٠ / ٥.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤٤ ، وعنه في البحار ٢٥ : ١٠٧ / ٦ ، وأورده الصدوق في كمال الدين : ٢٣٣ / ٤١ ، باختلاف يسير.

٤ ـ هارون بن خارجة : الصيرفي الكوفي ، مولى ، يكنّى بأبي الحسن ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٦ ، رجال البرقي : ٣٠ ، رجال الشيخ : ٣٢٨ / ٢.


شهيداً ) (١) قال : « نحن الشهداء على الناس بما عندنا (٢) من الحلال والحرام وبما ضيّعوا » (٣).

[ ١٩٣ / ٣٤ ] وعنه ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّي لأعرف من لو قام على شاطيء البحر لنوّه بأسماء دوابّ البحر وباُمّهاتها وعمّاتها وخالاتها » (٤).

[ ١٩٤ / ٣٥ ] أحمد بن محمّد السيّاري (٥) قال : حدّثني غير واحد من أصحابنا ، عن أبي الحسن الثالث 7 قال : « إنّ الله تبارك وتعالى جعل قلوب الأئمّة : موارد (٦) لإرادته ، وإذا شاء الله شيئاً شاؤه ، وهو قوله تعالى ( وما تشاؤون إلاّ أن

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ١٤٣.

٢ ـ في الموضعين من البصائر : عندهم.

٣ ـ أورده الصفار في بصائر الدرجات : ٨٢ / ١ ، باختلاف في السند ونفس المتن وفي ص ٥١٦ / ٤٥ ، نفس السند وباختصار في المتن ، ونقل المجلسي الموضعين عن البصائر في البحار ٢٣ : ٣٤٣ / ٢٧ وذيله.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٣ / ٣١ و ٥١٧ / ٤٦ ، وأورده الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ٢٨٣ / ١٥ ، والأربلي في كشف الغمّة ٢ : ١٤٥ ، ففي بعضها بدل : لنوّه بأسماء دواب : لندب بدواب ، أو لعرف دواب ، أو لعرّف بدواب.

٥ ـ السيّاري : هو أحمد بن محمّد بن سيّار أبو عبدالله الكاتب ، بصري ، كان من كتّاب آل طاهر في زمن أبي محمّد 7 ، ويعرف بالسيّاري ، عدّه البرقي من أصحاب أبي محمّد الحسن العسكري 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٨٠ / ١٩٢ ، رجال البرقي : ٦١ ، رجال الطوسي : ٤١١ / ٢٣.

٦ ـ في البصائر وتفسير القمّي : مورداً.


يشاء الله رب العالمين ) (١) » (٢).

[ ١٩٥ / ٣٦ ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن ابن كثير (٣) ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( وتَعِيَها أُذُنٌ وَاعية ) (٤) قال : « وعتها اُذن أمير المؤمنين 7 من الله ما كان وما يكون » (٥).

[ ١٩٦ / ٣٧ ] عبدالله بن عامر بن سعيد ، عن الربيع بن محمّد ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي سعيد عقيصا (٦) ، قال : كنّا في أصحاب

__________________

١ ـ التكوير ٨١ : ٢٩.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٤٧ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧٢ / ٢٣ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٤٠٩ ، في سورة التكوير ، ونقله البحراني في تفسيره البرهان ٥ : ٥٥٥ / ٢ ، في سورة الإنسان ، عن سعد بن عبدالله.

٣ ـ في نسخة « ض » عبدالرحمن بن بكير ، وما في المتن والبصائر ظاهراً هو الصحيح.

وهو عبدالرحمن بن كثير الهاشمي ، مولى العباس بن محمّد بن علي بن عبدالله بن عباس ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، إلاّ أنّ البرقي قال : مولى بني هاشم.

انظر معجم رجال الحديث ١٠ : ٣٧٣ ، رجال النجاشي : ٢٣٤ / ٦٢١ ، رجال البرقي : ١٩ ، رجال الطوسي : ٢٣٢ / ١٤١.

٤ ـ الحاقّة ٦٩ : ١٢.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٤٨ ، بزيادة في صدر السند وهو : أحمد بن محمّد ، عن موسى ، وعنه في البحار ٣٥ : ٣٢٦ / ٣ و ٤٠ : ١٤٣ / ٤٦ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٤٧٠ / ١ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ في البصائر : عفيف بن أبي سعيد ، ولم أجد هذا الإسم في كتب التراجم. والظاهر ما في المتن


البرود ونحن شباب (١) ، فرجع إلينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال بعضنا : ( بود اسكفت ) (٢) قد جاءكم ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويحك إنّ أعلاه علم وأسفله طعام » (٣).

[ ١٩٧ / ٣٨ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي اُسامة زيد الشحام ، قال : كنت عند أبي عبدالله 7 وعنده رجل من المغيريّة (٤) فسأله عن شيء من السنن ، فقال :

__________________

هو الصحيح. واسمه دينار التميمي ، ولقّب بعقيصا لشعر قاله ، عدّه البرقي والشيخ المفيد والطوسي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسين 8 ، وقد شهد مع الإمام علي 7 صفّين ، ونقل معجزته في إخباره عن المغيّبات.

اُنظر رجال البرقي : ٥ و ٨ ، الاختصاص : ٨ ، رجال الشيخ : ٤٠ / ١ و ٧٦ / ١ ، مستدركات النمازي ٣ : ٣٧٤ / ٥٥٢٠.

١ ـ في البصائر : شبّان.

٢ ـ قال المجلسي في بيان الحديث : « بوداسكفت » لعلّه كان اسم رجل بطين ، فأطلقوا عليه صلوات الله عليه لكونه بطيناً ، أو كان في بعض اللغات موضوعاً للبطين ، وإنّما أطلقوا ذلك لظنّهم أنّه 7 لا يعرف تلك اللغة ، فأجابهم 7 بأنّ أسفل بطني محلّ الطعام وأعلاه محل العلوم والأحكام. البحار ٤٠ : ١٤٣ / بيان حديث ٤٧.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٤٩ ، وعنه في البحار ٤٠ : ١٤٣ / ٤٧.

٤ ـ المغيريّة : هم أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي ، الذي ادّعى أنّ الإمامة بعد الإمام الباقر 7 في محمّد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن ( ذو النفس الزكيّة ) ، وزعم أنّه حي لم يمت.

وكان المغيرة مولى خالد بن عبدالله القسري ، وادّعى الإمامة لنفسه بعد الإمام محمّد ، وبعد ذلك ادّعى النبوّة لنفسه ، واستحلّ المحارم ... انظر الملل والنحل ١ : ١٧٦ / د ، فرق الشيعة للنوبختي : ٥٩.


« ما من شيء يحتاج إليه ابن آدم إلاّ وخرجت فيه السُنّة من الله تعالى ، ومن رسوله 9 ، ولولا ذلك ما احتجّ الله عزّوجل علينا بما احتجّ » فقال المغيري : وبما احتجّ؟ فقال أبو عبدالله 7 : « بقوله ( اليومَ أكملت لكم دينَكُم وأتممتُ عليكُم نعمتي ورضيت لكُمُ الاسلامَ ديناً ) (١) ـ حتّى تمّم الآية ـ فلو لم يكمل سُننه (٢) وفرائضه ما احتَجّ به » (٣).

[ ١٩٨ / ٣٩ ] علي بن اسماعيل بن عيسى ، عن أبي عبدالله محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عمّار بن مروان ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ في ذلك لآيات لاُولي النهى ) (٤) قال : « نحن والله اُولوا النهى » قلت : ما معنى اُولي النهى؟ قال : « ما أخبر الله عزّ وجلّ رسول الله 9 بما يكون بعده ، من ادّعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما ، وبني اُميّة.

فأخبر النبي 9 علياً 7 فبان ذلك (٥) كما أخبر الله عزّ وجلّ رسوله 9 ، وكما أخبر رسول الله 9 علياً 7 ، وكما انتهى إلينا من علم علي 7 ما يكون من بعده من الملك في بني اُميّة وغيرهم.

فنحن اُولوا النهى الذي انتهى إلينا علم ذلك كلّه ، ثمّ الأمر لله عزّ وجلّ (٦) ،

__________________

١ ـ المائدة ٥ : ٣.

٢ ـ في نسخة « ض » : سنّته ، وكذا المختصر المطبوع والبصائر.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٥٠ ، وعنه في البحار ٢ : ١٦٩ / ٣.

٤ ـ طه ٢٠ : ٥٤ و ١٢٨.

٥ ـ في البصائر : فإنّ ذلك ، وفي تفسير القمّي وتأويل الآيات : وكان ذلك.

٦ ـ في البصائر : فصبرنا لأمر الله عزّ وجلّ ، بدل : ثمّ الأمر لله عزّ وجلّ.


ونحن قُوّام الله على خلقه ، وخُزّانه على دينه ، نخزنه ونستره ، ونكتم به من عدوّه ، كما اكتتم رسول الله 9 حتّى أذن الله له في الهجرة ، وجهاد المشركين.

فنحن على منهاج رسول الله 9 ، حتّى يأذن الله لنا بإظهار دينه بالسيف ، وندعوا الناس إليه ، ولنضربهم عليه عوداً ، كما ضربهم رسول الله 9 بَدءاً » (١).

[ ١٩٩ / ٤٠ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ياسين البصري (٢) ، عن حريز بن عبدالله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : « قال رسول الله 9 : إنّ الله عزّ وجلّ فرض العلم على ستّة أجزاء (٣) ، فأعطى علياً 7 خمسة أجزاء (٤) ، وأسهم له في الجزء الآخر » (٥).

[ ٢٠٠ / ٤١ ] وعنه ، عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجلي ، عن هارون بن خارجة ، عن عبدالله بن عطا (٦) ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « نحن اُولوا الذكر ،

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٨ / ٥١ وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٦١ ، باختلاف يسير ، ونقله الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٣١٤ / ٧ ، عن محمّد بن العباس ، وذكره باختصار فرات الكوفي في تفسيره : ٢٥٦ / ٣٤٨ ، وابن شهر آشوب في المناقب ٤ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤.

٢ ـ في البصائر : ياسين الصرير ، وفي البحار عنه : ياسين الضرير ، فهو والذي في المتن كلاهما صحيح ، والظاهر أنّ نقطة الضاد سقطت في الطبع ، وهو ياسين الضرير الزيّات البصري ، لقى أبا الحسن موسى 7 لمّا كان بالبصرة ، وروى عنه.

انظر رجال النجاشي : ٤٥٣ / ١٢٢٧ ، فهرست الشيخ : ٢٦٧ / ٨١٩.

٣ و ٤ ـ في نسخة « ض و س » : أشياء.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٨ / ٥٢ ، وعنه في البحار ٤٠ : ١٤٣ / ٤٨ ، باختلاف يسير في الفقرة الأخيرة.

٦ ـ في نسختي « س و ض » : عبدالملك بن عطا.


ونحن اُولوا العلم ، وعندنا الحلال والحرام » (١).

[ ٢٠١ / ٤٢ ] وحدّثني بعض أصحابنا ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن اسماعيل بن عبّاد القصري (٢) ، عن تميم بن بهلول ، عن عبدالمؤمن الأنصاري ، عن أبي جعفر 7 قال : قلت له : لِمَ سُمّي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أمير المؤمنين؟ فقال : « لأنّ ميرة (٣) المؤمنين منه ، وهو كان يميرهم العلم » (٤).

[ ٢٠٢ / ٤٣ ] ابراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن حمّاد الطنافسي (٥) ، عن الكلبي ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال لي : « يا كلبي كم لمحمّد 9 من اسم في القرآن؟ » فقلت : إسمان أو ثلاثة ، فقال : « يا كلبي له عشرة أسماء : ( وما محمّد إلاّ رسول قدْ خَلت من قبله الرسل ) (٦) وقوله ( ومبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (٧) و ( لمّا قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَداً ) (٨) و ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) (٩) و ( يس * والقرآن الحكيم * إنّك لمن المرسلين *

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٨٢ / ٤٢.

٢ ـ في البصائر : النضري وفي نسختي « س و ض » : الضبّي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وهو من قصر بني هبيرة ، ومن أصحاب الإمام الرضا 7.

انظر معجم رجال الحديث ٤ : ٦٠ / ١٣٧٠ ، رجال الشيخ : ٣٦٨ / ١٣.

٣ ـ الميرة : الطعام يمتاره الانسان. لسان العرب ٥ : ١٨٨٥ ـ مير.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٢ / ٢٤ ، وعنه في البحار ٣٧ : ٢٩٥ / ١١.

٥ ـ في البصائر : أعمش بن عيسى ، عن حمّاد الطيّافي.

٦ ـ آل عمران ٣ : ١٤٤.

٧ ـ الصف ٦١ : ٦.

٨ ـ الجن ٧٢ : ١٩.

٩ ـ طه ٢٠ : ١ ـ ٢.


على صراط مّستقيم ) (١) و ( ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربّك بمجنون ) (٢) و ( يا أيّها المدّثّر ) (٣) و ( يا أيّها المزّمّل ) (٤) وقوله ( فاتّقوا الله يا اُولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذِكراً * رسولاً ) (٥) فالذكر إسم من أسماء محمّد 9 ، ونحن أهل الذكر ، فاسأل يا كلبي عمّا بدا لك » قال : نسيت والله القرآن كلّه ، فما حفظت منه ولا حرفاً أسأله عنه (٦).

[ ٢٠٣ / ٤٤ ] حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (٧) ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبدالله 7 قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً ) (٨) قال : « هو والله علي 7 ، هو والله الميزان والصراط المستقيم » (٩).

[ ٢٠٤ / ٤٥ ] محمّد بن عيسى بن عبيد (١٠) ، عن داود بن محمّد النهدي ، عن علي

__________________

١ ـ يس ٣٦ : ١ ـ ٤.

٢ ـ القلم ٦٨ : ١ ـ ٢.

٣ ـ المدّثّر ٧٤ : ١.

٤ ـ المزّمّل ٧٣ : ١.

٥ ـ الطلاق ٦٥ : ١٠ ـ ١١.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥١٢ / ٢٦ ، وعنه في البحار ١٦ : ١٠١ / ٣٩.

٧ ـ في البصائر : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي ، وعنه في البحار : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر.

٨ ـ الأنعام ٦ : ١٥٣.

٩ ـ بصائر الدرجات : ٧٩ / ٩ وباختلاف يسير ، في : ٥١٢ / ٢٥ ، وعن المورد الثاني في البحار : ٣٥ : ٣٦٣ / ٢.

١٠ ـ في البصائر : عبدالله بن جعفر بن محمّد بن عيسى ، وعنه في البحار : عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى.


ابن جعفر (١) ، عن أبي الحسن الرضا 7 أنّه سمعه يقول : « لو اذن لنا لأخبرنا بفضلنا » فقلت له : العلم منه؟ قال : فقال لي : « العلم أيسر من ذلك » (٢).

[ ٢٠٥ / ٤٦ ] وعنه ، عن أبي محمد عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة (٣) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين 7 والحسن والحسين 8 عنده وهو ينظر إليهما نظراً شديداً ، فقلت له : بارك الله لك فيهما وبلّغهما آمالهما في أنفسهما ، والله إنّي لأراك تنظر اليهما نظراً شديداً ، فتطيل النظر إليهما : فقال : « نعم يا أصبغ ذكرت لهما حديثاً » فقلت : حدّثني به جعلت فداك ، فقال : « كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف النهار في شدّة الحر وأنا جائع ، فقلت لابنة محمّد 9 أعندكِ شيء تطعمينيه؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، ( حتّى إذا أنفلت من الصلاة ، قد أحضرت ) (٤) ، أقبل الحسن والحسين 8 حتّى جلسا في حجرها ،

__________________

١ ـ علي بن جعفر : هو علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين : ، أبو الحسن ، سكن العريض من نواحي المدينة فنسب إليها ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا : ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق 7 ، وقال العلاّمة : هو أخو الإمام موسى بن جعفر 7 ، من أصحاب الإمام الرضا 7 ، ثقة.

انظر رجال النجاشي : ٢٥١ / ٦٦٢ ، رجال الشيخ : ٢٤١ / ٢٨٩ و ٣٥٣ / ٥ و ٣٧٩ / ٣ ، رجال البرقي : ٢٥ ، رجال العلاّمة : ١٧٥ / ٥١٥.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١٢ / ٢٧ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧١ / ٢١ ، وكذلك في مستدركات مسائل علي بن جعفر : ٣٢٣ / ٨٠٧.

٣ ـ في نسخة « س » : الحارث بن الحصين.

٤ ـ في نسخة « ق » بدل ما بين القوسين : حتّى زالت الشمس وقد حضرت الصلاة. والمراد من عبارة المتن أنّه 7 لمّا أتمّ نوافله ، أحضرت الزهراء 3 له الطعام.


فقالت لهما : ما حبسكما وأبطأكما عنّي؟ قالا : حبسنا رسول الله 9 وجبرئيل 7.

فقال الحسن 7 : أنا كنت في حجر رسول الله 9 ، والحسين 7 في حجر جبرئيل 7 ، فكنت أنا أثب من حجر رسول الله 9 إلى حجر جبرئيل 7 ، وكان الحسين 7 يثب من حجر جبرئيل 7 إلى حجر رسول الله 9 ، حتّى إذا زالت الشمس ، قال جبرئيل 7 : قم فصلّي ، إنّ الشمس قد زالت ، فعرج جبرئيل 7 إلى السماء ، وقام رسول الله 9 يصلّي ، فجئنا ».

فقلت : يا أمير المؤمنين في أيّ صورة نظر إليه الحسن والحسين 8؟ فقال : « في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول الله 9.

فلمّا حضرت الصلاة خرجت فصلّيت مع رسول الله 9 ، فلمّا انصرف من صلاته ، قلت : يا رسول الله إنّي كنت في ضيعة لي فجئت نصف النهار وأنا جائع ، فسألت ابنة محمّد صلّى الله عليه وعليها وآلهما هل عندكِ شيء تطعمينيه؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، حتّى أقبل ابناك الحسن والحسين 8 حتّى جلسا في حجر اُمّهما فسألتهما : ما أبطأكما وما حبسكما عنّي؟ فسمعتهما يقولان : حبسنا جبرئيل ورسول الله 9 ، فقلت : كيف حبسكما جبرئيل ورسول الله صلوات الله عليه؟ فقال الحسن 7 : كنت أنا في حجر رسول الله 9 والحسين 7 في حجر جبرئيل 7 فكنت أنا أثب من حجر رسول الله 9 إلى حجر جبرئيل 7 ، وكان الحسين 7 يثب من حجر جبرئيل 7 إلى حجر رسول الله 9.

فقال رسول الله 9 : صدق ابناي ما زلت أنا وجبرئيل 7 نزهوا بهما منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس ، قلت : يا رسول الله بأيّ صورة كانا يريان


جبرئيل 7؟ فقال : بالصورة التي كان ينزل فيها عليَّ » (١)

[ ٢٠٦ / ٤٧ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمّد المؤمن ، قال : حدّثني أبو علي حسّان بن مهران الجمّال (٢) ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الأسلمي ، عن رسول الله 9 قال : قال رسول الله 9 : « يا علي إنّ الله عزّ وجلّ أشهدك معي في سبعة مواطن :

أمّا أوّلهنّ : فليلة اُسري بي إلى السماء ، فقال لي جبرئيل 7 : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله تعالى فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، وإذا الملائكة صفوف وقوف ، فقلت : ما هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال : هؤلاء يباهيهم الله بك ، قال : فأذن لي فنطقت بمنطق لم ينطق الخلائق بمثله ، نطقت بما خلق الله وما هو خالق إلى يوم القيامة.

الموطن الثاني : أتاني جبرئيل 7 فأسرى بي إلى السماء ، فقال لي : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي فكشط (٣) لي عن السماوات السبع والأرضين السبع ، حتّى رأيت سكّانها وعمّارها ، وموضع كلّ ملك منها ، فلم أرَ من ذلك شيئاً إلاّ رأيته.

الموطن الثالث : ذهبت إلى الجنّ وما معي غيرك ، فقال لي جبرئيل 7 : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا أنت معي ، فلم أقل لهم شيئاً ، ولم يردّوا عليّ شيئاً إلاّ سمعته وعلمته كما علمته.

__________________

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ في البصائر : علي بن حسّان.

٣ ـ كشط : كشف. الصحاح ٣ : ١١٥٥ ـ كشط.


الموطن الرابع : إنّي ما سألت الله عزّ وجلّ شيئاً إلاّ اُعطيته فيك إلاّ النبوّة ، فإنّه قال : يا محمّد خصصتك بها.

الموطن الخامس : خُصّصنا بليلة القدر ، وليست لأحد غيرنا.

الموطن السادس : أتاني جبرئيل 7 فأسرى بي إلى السماء ، فقال : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، ( فأذّن جبرئيل 7 فصلّيت بأهل السماوات جميعاً وأنت معي ) (١).

الموطن السابع : نبقى حتّى لايبقى أحد ، وهلاك الأحزاب بأيدينا » (٢).

[ ٢٠٧ / ٤٨ ] أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال (٣) ، عن الحسن بن الجهم ، عن حبيب بن علي (٤) ، قال : كنت في المسجد الحرام ونحن مجاورون ، وكان هشام بن الأحمر يجلس معنا في المجلس ، فنحن يوماً في ذلك المجلس فأتانا سعيد الأزرق وابن أبي الأصبغ ، فقال لهشام : إنّي قد جئتك في حاجة وهي يد تتخذها (٥) عندي وعظم

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٢ ـ أورده الصفّار باختصار في بصائر الدرجات : ١٠٧ / ٣ ، والقمّي باختلاف في تفسيره ٢ : ٣٣٥ ، والطوسي بتفصيل في أماليه : ٦٤١ / ٢١ ، ونقله المجلسي عن البصائر في البحار ١٨ : ٤٠٦ / ١١٣ و ٢٦ : ١١٥ / ١٦.

٣ ـ في نسخة « ض » : أحمد بن الحسين بن علي بن فضال ، وفي نسخة « ق » : أحمد بن علي بن فضال ، وفي المختصر المطبوع ص ٧٠ : محمّد بن الحسن بن علي بن فضال ، وما أثبتناه من نسخة « س » ظاهراً هو الصحيح لأنّه من مشايخ الأشعري. انظر معجم رجال الحديث : ٩ : ٨٣ و ١٦ : ٢٧٢.

٤ ـ في مدينة المعاجز : حبيب بن المعلّى.

٥ ـ في مدينة المعاجز : تتحذرها.


الأمر ، وقال : ما هو؟ قال : معروف أشكرك عليه ما بقيت ، فقال هشام : هاتها ، قال : تستأذن لي على أبي الحسن 7 ، وتسأله أن يأذن لي في الوصول إليه ، قال له : نعم ، أنا أضمن لك ذلك.

فلمّا دخل علينا سعيد وهو شبه الواله ، فقلت له : مالك؟ فقال : ابغ لي هشاماً ، فقلت له : اجلس فإنّه يأتي ، فقال : إنّي لاُحبّ أن ألقاه ، فلم يلبث أن جاء هشام ، فقال له سعيد : يا أبا الحسن إنّي قد سألتك ما قد علمت ، فقال له : نعم ، قد كلّمت صاحبك فأذن لك.

فقال له سعيد : فإنّي لمّا انصرفت جاءني جماعة من الجنّ ، فقالوا : ما أردت بطلبتك إلى هشام يكلّم لك إمامك ، أردت القربة إلى الله بأن تدخل عليه ما يكره ، وتكلّفه ما لايحب ، إنّما عليك أن تجيب إذا دعيت ، واذا فتح بابه تستأذن ، وإلاّ جرمك في تركه أعظم من أن تكلّفه ما لايحب ، فأنا أرجع فيما كلّفتك فيه ، ولا حاجة لي في الرجوع إليه ثمّ انصرف ، فقال لنا هشام : أما علمت يا أبا الحسن بها ، قال : فإن كان الحائط كلّمني فقد كلّمني ، أو رأيت في الحائط شيئاً فقد رأيته في وجهه (١).

__________________

١ ـ نقله البحراني في مدينة المعاجز : ٤٥٨ ، عن سعد بن عبدالله.



باب

ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه : (١)

[ ٢٠٨ / ١ ] حدّثنا الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه (٢) ، عن عبدالله بن مسكان ، عن كامل التمـّار ، قال : قال لي أبو جعفر 7 : « يا كامل أتدري ما قول الله عزّ وجلّ ( قد أفلح المؤمنون ) (٣)؟ ».

قلت : أفلحوا : فازوا ، واُدخلوا الجنة ، قال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٤) وزاد فيه غيره.

قال : وقال أبو عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( ُّبَما يَودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (٥) » بفتح السين مثقلة ، هكذا قرأها (٦).

__________________

* ـ من هنا سقط من نسخة « ق » إلى صفحة ٢٩٧.

١ ـ « عن أبيه » لم يرد في البصائر.

٢ ـ المؤمنون ٢٣ : ١.

٣ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢٠ / ١ ، ونقله عنه المجلسي في البحار ٢ : ١٩٩ / ٦٠ ، وذكره البرقي في المحاسن ١ : ٤٢٣ / ٣٧٣ ، والكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٥ ، بزيادة : « فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء ».

٤ ـ الحجر ١٥ : ٢.

٥ ـ نقل الرواية كاملة البحراني في تفسير البرهان ٤ : ١١ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.


[ ٢٠٩ / ٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن عبدالله بن النجاشي (١) ، قال سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يُحكّموك فيما شجر بَينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويُسلّموا تسليماً ) (٢) قال : « عنى بها عليّاً 7 ، وتصديق ذلك [ في قوله تعالى ] (٣) ( ولو أنّهم إذ ظَّلموا أنفسهم جاءوك ـ يعني علياً 7 ـ فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ ) (٤) يعني النبي 9 » (٥).

[ ٢١٠ / ٣ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبدالله 7 أنّه تلا هذه الآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (٦) فقال 7 : « لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله : لِمَ صنع كذا وكذا ، ولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع ، لكانوا بذلك مشركين ».

ثمّ قال : « لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول

__________________

١ ـ عبدالله بن النجاشي : هو ابن عثيم بن سمعان ، أبو بُجير الأسدي النصري ، يروي عن أبي عبدالله 7 رسالة منه إليه ، وقد ولّي الأهواز من قبل المنصور العبّاسي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7. رجال النجاشي : ٢١٣ / ٥٥٥ ، رجال البرقي : ٢٢.

٢ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٣ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير البرهان.

٤ ـ النساء ٤ : ٦٤.

٥ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢٠ / ٢ ، وعنه في البحار ٣٦ : ٩٥ / ٣١ ، إلى قوله : عنى بها علياً 7 ، وأورد نحوه العيّاشي في تفسيره ١ : ٢٥٥ / ١٨٢ ، والكليني في الكافي ٨ : ٣٣٤ / ٥٢٦ ، ونقله كاملاً البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٢٠ / ٧ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ النساء ٤ : ٦٥.


الله 9 : لو صنع كذا وكذا ، ووجدوا ذلك في أنفسهم ، لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ قرأ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (١) » (٢).

[ ٢١١ / ٤ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي العباس الفضل بن عبدالملك (٣) ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (٤) قال : « هو التسليم له في الاُمور » (٥).

[ ٢١٢ / ٥ ] علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي عبدالله 7

__________________

١ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢٥٥ / ١٨٤ ، وأورده باختصار البرقي في المحاسن ١ : ٤٢٣ / ٣٧١ ، والصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢٠ / ٣ ، والكليني في الكافي ١ : ٣٩٠ / ٢ ، ونقله المجلسي في البحار ٢ : ٢١١ / ١٠٨ ، قائلاً : ووجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجباعي 1 نقلاً من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي.

٣ ـ ابو العبّاس الفضل بن عبدالملك : هو البقباق ، مولى ، كوفي ، ثقة ، عين ، روى عن أبي عبدالله 7 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وقال الشيخ المفيد في رسالته العددية : هو من الفقهاء الأعلام ، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام ... انظر رجال النجاشي : ٣٠٨ / ٨٤٣ ، رجال البرقي : ٣٤ ، رجال الشيخ : ٢٧٠ / ٥ ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٣٢٤ / ٩٣٨٥.

٤ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٥ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٩ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٤ ، وفيه : عن ابن اُذينة ، عن أبي بصير ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٢١ / ٩ ، عن سعد بن عبدالله.


قال : « يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (١).

[ ٢١٣ / ٦ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لاينقاد ، أما والله لوعلموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان » (٢).

[ ٢١٤ / ٧ ] وعنه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزّ وجلّ ( ومن يقترف حسنةً نّزد له فيها حسناً ) (٣) فقال : « الإقتراف للحسنة : هو التسليم لنا ، والصدق علينا ، وأن لايكذب علينا » (٤).

يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر 7 مثله (٥).

[ ٢١٥ / ٨ ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ( محمّد بن أبي عمير وحمّاد بن عيسى ) (٦) ، عن سعيد بن غزوان (٧) ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول :

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٤ ، ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار ٢ : ١٣٢ / ٢٢.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٥ ، وعنه في البحار ٢ : ١٣٢ / ٢٣.

٣ ـ الشورى ٤٢ : ٢٣.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٦ ، وعنه في البحار ٢ : ١٦٠ / ٦ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٤ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ٨١٧ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٧ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٢ ، وقد سقط الفضيل بن يسار من طبعة البصائر وموجود عنه في البحار.

٦ ـ في البصائر : عن أبي أحمد وجمال ، بدل ما بين القوسين.

٧ ـ سعيد بن غزوان : هو الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، أخو فضيل ، روى عن أبي عبدالله 7 ، ثقة ،


« والله لو آمنوا بالله وحده ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، ولم يسلّموا لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ تلا هذه لآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (١) » (٢).

[ ٢١٦ / ٩ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد (٣) ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال لي : « أتدري بما اُمروا؟ اُمروا بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا » (٤).

[ ٢١٧ / ١٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن كامل التمّـار ، قال : قال لي أبو جعفر 7 : « ( يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلّمون ، يا كامل إنّ المسلّمين هم النجباء ) (٥) يا كامل الناس أشباه الغنم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمنون (٦) قليل » (٧).

__________________

عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ١٨١ / ٤٧٩ ، رجال البرقي : ٣٨ ، رجال الطوسي : ٢٠٥ / ٤٧.

١ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٨ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٣.

٣ ـ داود بن فرقد : مولى آل أبي السمال الأسدي النصري ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم 8.

اُنظر رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨ ، رجال البرقي : ٣٢ و ٤٧ ، رجال الطوسي : ١٨٩ / ٤ و ٣٤٩ / ٢.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٣٢ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٤ / ٨٣.

٥ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٦ ـ في البصائر والمختصر المطبوع : والمؤمن.

٧ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٢ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٦.


[ ٢١٨ / ١١ ] محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن بشير البجلي (١) ، عن المعلّى بن عثمان الأحول ، عن كامل التمّار ، عن أبي جعفر 7 قال : كنت عنده وهو يحدّثني إذ نكّس رأسه إلى الأرض ، فقال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يا كامل الناس كلّهم بهائم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمن غريب » (٢).

[ ٢١٩ / ١٢ ] وعنه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( ويسلّموا تسليماً ) (٣) قال : « التسليم في الأمر » (٤).

[ ٢٢٠ / ١٣ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبدالله 7 : بأي شيء علمت الرسل أنّها رسل؟ قال : « قد (٥) كشف لها عن الغطاء » قلت : فبأي شيء عرف المؤمن أنّه مؤمن؟ قال :

__________________

١ ـ جعفر بن بشير البجلي : أبو محمّد الوشّاء ، من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة ، وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ـ يعني إلى زمن النجاشي ـ ، جليل القدر ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7 ، وقال العلاّمة : وكان يعرف بفقحة العلم ، لأنّه كان كثير العلم ، روى عن الثقات ورووا عنه ، مات ; بالأبواء سنة ثمان ومائتين.

انظر رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤ ، فهرست الشيخ : ٩٢ / ١٤٢ ، رجال الطوسي : ٣٧٠ / ٣ ، رجال العلاّمة : ٨٩ / ١٩.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٣ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٨.

٣ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٤ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٧ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٢١ / ١١ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ في نسختي « س و ض » : إذا ، بدل : قد.


« بالتسليم لله فيما ورد عليه » (١).

[ ٢٢١ / ١٤ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن ضريس ، قال : قال أبو جعفر 7 : « أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلناه لكم إنّه يكون ما أنت صانع؟ » قلت : أنتهي فيه والله إلى أمرك ، فقال : « هو والله التسليم وإلاّ فالذبح » وأومى بيده إلى حلقه (٢).

[ ٢٢٢ / ١٥ ] وروى بعض أصحابنا عمّن روى عن ثعلبة بن ميمون (٣) ، عن زرارة وحمران ، قالا : كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث إلاّ قال : سلّموا ، حى لقّب ( سلّم ) (٤) فكان كلّما جاء ، قال أصحابنا : قد جاء سلّم ، فدخل حمران وزرارة على أبي جعفر 7 فقالا : إنّ رجلاً من أصحابنا إذا سمع شيئاً من أحاديثكم قال : سلّموا حتّى لقّب بذلك سلّم ، فكان إذا جاء قالوا : قد جاء سلّم ، فقال أبو جعفر 7 : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٥).

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٥ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٦٩.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٦ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٧٠.

٣ ـ ثعلبة بن ميمون : هو ابو اسحاق النحوي ، مولى بني أسد ، كوفي ، كان وجهاً في أصحابنا ، قارئاً فقيهاً ، نحوياً ، لغوياً ، راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم 8 ، وقال العلاّمة : وكان فاضلاً متقدّماً ، معدوداً من العلماء والفقهاء الأجلّة.

انظر رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٢ ، رجال البرقي : ٤٨ و ٤٩ ، رجال الطوسي : ١٦١ / ١٣ و ٣٤٥ / ٢ ، خلاصة الأقوال : ٨٧ / ١٨١.

٤ ـ في نسخة « س » : مسلّم ، وكذا بقية الموارد في الحديث.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ١٧ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٧١.


[٢٢٣ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيّوب بن الحر (١) أخي اُديم ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « إنّ مولى عثمان كان سبّابة (٢) لعليّ صلوات الله عليه ، فحدّثتني مولاة لهم ـ كانت تأتينا وتألفنا ـ : إنّه حين حضره الموت ، قال : مالي ولهم ، فقلت : جعلت فداك ما آمن هذا (٣)؟ فقال : أما تسمع قول الله عزّ وجلّ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ) (٤) الآية ، ثمّ قال : هيهات هيهات حتّى يكون الثبات (٥) في القلب وإن صام وصلّى » (٦).

[ ٢٢٤ / ١٧ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن ضريس ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : سمعته يقول : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٧).

__________________

١ ـ أيوب بن الحرّ : هو الجعفي الكوفي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، ذكره أصحابنا في الرجال ، يعرف بأخي أديم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم 8 ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق 7 فقط.

انظر رجال النجاشي : ١٠٣ / ٢٥٦ ، رجال البرقي : ٢٩ ، رجال الشيخ : ١٥٠ / ١٦١ و ٣٤٣ / ١٤.

٢ ـ في البصائر : إنّ رجلاً من موالي عثمان كان شتّاماً.

٣ ـ في نسخة « ض و س » : ما اُمروا بهذا.

٤ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٥ ـ في البصائر : الشك.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ١٨ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٧٢ ، باختلاف يسير.

٧ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ١٩ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٣.


[٢٢٥ / ١٨ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن سدير (١) ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : إنّي تركت مواليك مختلفين يبرأ بعضهم من بعض ، فقال : « وما أنت وذاك ، إنّما كلّف الله الناس ثلاث : معرفة الأئمّة : ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والردّ إليهم فيما اختلفوا فيه » (٢).

[ ٢٢٦ / ١٩ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، قال : أخبرني محمّد بن حمّاد السمندي (٣) ، عن عبدالرحمن بن سالم الأشل ، عن أبيه قال : قال أبو جعفر 7 : « يا سالم إنّ الإمام هاد مهدي ، لايُدخله الله في عمىً ، ولايجهله عن سُنّة ، ليس للناس النظر في أمره ، ولا التجبّر عليه ، وإنّما اُمروا بالتسليم له » (٤).

[ ٢٢٧ / ٢٠ ] وعنه عن أيّوب بن نوح (٥) ، عن صفوان بن يحيى ، عن موسى بن

__________________

١ ـ سدير : هو ابن حكيم بن صهيب الصيرفي ، يكنى أبا الفضل ، كوفي ، مولى ، عدّه الشيخ من أصحاب الأئمّة الطاهرين السجّاد والباقر والصادق : ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمامين الباقرين 8.

انظر رجال الشيخ : ٩١ / ٤ و ١٢٥ / ١٥ و ٢١٧ / ٢٣٢ ، رجال البرقي : ١٥ و ١٨.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٤.

٣ ـ في نسخة « ض و س » : السندي ، وفي البصائر : السمندلي.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ٢١ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٥.

٥ ـ أيّوب بن نوح : هو ابن درّاج النخعي أبو الحسين ، كان وكيلاً لأبي الحسن وأبي محمّد 8 ، عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، كان من الصالحين ، وكان حين مات لم يخلّف إلاّ مقدار مائة وخمسين ديناراً ، وكان عند الناس أنّ عنده مالاً لأنّه كان وكيلاً لهم : ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي :.


بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : قال أبو جعفر 7 : « من سمع من رجل أمراً لم يُحط به علماً فكذّب به ، ومن أمرِه الرضا بنا والتسليم لنا ، فإنّ ذلك لا يكفّره » (١).

[ ٢٢٨ / ٢١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن منصور (٢) الصيقل ، قال : دخلت أنا والحارث بن المغيرة وغيره على أبي عبدالله 7 ، فقال له الحارث : إنّه ـ يعني منصور الصيقل ـ يسمع حديثنا فو الله ما يدري ما يقبل وما يردّ ، فقال أبو عبدالله 7 : « هذا رجل من المسلّمة ، إنّ المسلّمين هم النجباء ».

ثمّ قال : « فما يقول؟ » قال : يقول : قولي في هذا قول جعفر بن محمّد 8 ، فقال : « بهذا نزل جبرئيل 7 » (٣).

[ ٢٢٩ / ٢٢ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن سلمة بن حنّان ، عن أبي الصباح الكناني (٤) ، قال : كنت عند أبي عبدالله 7 ، فقال :

__________________

انظر رجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ ، رجال الكشي : ٥٧٢ / ١٠٨٣ ، رجال البرقي : ٥٤ و ٥٧ ، رجال الطوسي : ٣٦٨ / ٢٠ و ٣٩٨ / ١١ و ٤١٠ / ١٣.

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٣ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٧. المراد من قوله 7 « لا يكفّره » أي إذا كان جاهلاً بأمر الرضا والتسليم لما ورد عنهم :.

٢ ـ في البصائر : صفوان ، وعنه في البحار كما في المختصر.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٤ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٨ ، إلى قوله : هم النجباء ، وباختلاف يسير في ألفاظه.

٤ ـ أبو الصباح الكناني : هوابراهيم بن نعيم العبدي ، كان أبو عبدالله 7 يسمّيه الميزان ، لثقته ، كان كوفياً ومنزله في كنانة فعرف به ، وكان عبدياً ، رأى أبا جعفر 7 ، وروى عن أبي ابراهيم


« يا أبا الصباح ( قد أفلح المؤمنون ) (١) ـ قالها ثلاثاً وقلتها ثلاثاً ـ فقال : « إنّ المسلّمين هم المنتجبون يوم القيامة ، وهم أصحاب النجائب » (٢).

[ ٢٣٠ / ٢٣ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، قال : أقرأني (٣) داود بن فرقد كتابه إلى أبي الحسن الثالث 7 أعرفه بخطّه ، يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك : وأحاديث (٤) قد اختلفوا علينا فيها ، فكيف العمل بها على اختلافها؟ والردّ إليك وقد اختلفوا فيه؟ فكتب إليه ـ وقرأته ـ : « ما علمتم أنـّه قولنا فالزموه ، وما لم تعلموا به فردّوه إلينا » (٥).

[ ٢٣١ / ٢٤ ] محمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابراهيم بن الفضل (٦) ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : يختلف أصحابنا في الشيء

__________________

موسى 7 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمامين الصادقين 8 ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ١٩ / ٢٤ ، خلاصة الأقوال : ٤٧ / ١ ، رجال البرقي : ١١ و ١٨ ، رجال الطوسي : ١٤٤ / ٣٣.

١ ـ المؤمنون ٢٣ : ١ ، وبعدها في البصائر زيادة : قال أبو عبدالله 7 : قد أفلح المسلّمون.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٥ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٣ / ٧٩ باختلاف يسير ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ١١ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.

٣ ـ في نسخة « س » : أراني.

٤ ـ في البصائر والسرائر : وأجدادك.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٦ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٤١ / ٣٣ ، باختلاف ، وأورده ابن ادريس في مستطرفات السرائر : ٦٩ / ١٧ ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١١٩ / ٣٦ ، وفيهما أنّ محمّد بن علي بن عيسى كتب إلى الإمام الهادي 7 ، بدل : داود بن فرقد.

٦ ـ في البصائر : ابراهيم بن الفضيل.


فأقول : قولي في هذا قول جعفر بن محمّد 8 ، فقال : « بهذا نزل جبرئيل 7 » (١).

[ ٢٣٢ / ٢٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اُسامة زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله 7 قال : قلت له : إنّ عندنا رجلاً يسمّى كليباً (٢) لا يخرج عنكم حديث ولا شيء إلاّ قال : أنا اُسلّم ، فسمّيناه : كليب يسلم (٣).

قال : فترحّم عليه وقال : « أتدرون ما التسليم؟ » فسكتنا ، فقال : « هو والله الإخبات (٤) ، قول الله عزّ وجلّ ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربّهم ) (٥) » (٦).

[ ٢٣٣ / ٢٦ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن منصور بن

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٢٧ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٤١ / ٣٤.

٢ ـ كليب : هو كليب بن معاوية بن جَبَلَةَ الصيداوي الأسدي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقين 8 ، وذكره الشيخ أيضاً في من لم يرو عنهم :.

انظر رجال النجاشي : ٣١٨ / ٨٧١ ، رجال البرقي : ١٥ و ١٨ ، رجال الطوسي : ١٣٣ / ٢ و ٨ و ٢٧٨ / ١٥ و ٤٩١ / ١.

٣ ـ في البصائر : التسليم ، وفي نسخة « س » : تسليم.

٤ ـ الإخبات : الإطمئنان والخشوع. الصحاح ١ : ٢٤٧ ـ خبت.

٥ ـ هود ١١ : ٢٣.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٢٨ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٣ / ٨٠ ، وأورده العيّاشي في تفسيره ٢ : ١٤٣ / ١٥ ، والكليني في الكافي ١ : ٣٩٠ / ٣ ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٣٣٩ / ٦٢٧ ، وكلّها باختصار ما عدا البصائر ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٣ : ٩٨ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.


يونس ، عن بشير الدهّان ، قال : سمعت كامل التـمّـار يقول (١) : قال أبو جعفر 7 ( قد أفلح المؤمنون ) (٢) أتدري من هم؟ » قلت : أنت أعلم بهم ، قال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٣).

[ ٢٣٤ / ٢٧ ] وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي ، عن أبي الصباح الكناني الخيبري قال : قلت لأبي جعفر 7 : إنّا نتحدّث عنك بحديث فيقول بعضنا : قولنا قولهم (٤) ، قال : « فما تريد ، أتريد أن تكون إماماً يقتدى بك؟ من ردّ القول إلينا فقد سلّم » (٥).

[ ٢٣٥ / ٢٨ ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ من قرّة العين التسليم إلينا ، وأن تقولوا بكلّ ما اختلف عنّا أو تردّوه إلينا » (٦).

[ ٢٣٦ / ٢٩ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود ، عن الفضيل بن يسار ، قال : دخلت على أبي عبدالله 7 أنا ومحمّد بن مسلم (٧) فقلنا : ما لنا وللناس ، بكم والله نأتمّ ، وعنكم نأخذ ، ولكم والله

__________________

١ ـ في البصائر : سمعت كليباً يقول ، وعنه في البحار كما في المختصر.

٢ ـ المؤمنون ٢٣ : ١.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٢٩ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٣ / ٨١.

٤ ـ في نسخة « ض و س » : قولكم.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٣٠ ، وفيه عن أبي بكر الحضرمي قال : قلت لأبي عبدالله 7.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٣١ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٤ / ٨٢.

٧ ـ محمّد بن مسلم : هو ابن رباح أبو جعفر الأوقص الطحّان ، مولى ثقيف ، وجه أصحابنا


نسلّم ، ومن ولّيتم والله تولّينا ، ومن برئتم منه برئنا منه ، ومن كففتم عنه كففنا عنه.

فرفع أبو عبدالله 7 يده إلى السماء فقال : « والله هذا هو الحقّ المبين » (١).

[ ٢٣٧ / ٣٠ ] وعنه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن منصور الصيقل (٢) ، قال : قال بعض أصحابنا لأبي عبدالله 7 ـ وأنا قاعد عنده ـ : ما ندري ما يقبل من هذا حديثنا ممّا يردّ ، فقال : « وما ذاك؟ » قال : ليس بشيء يسمعه منّا إلاّ قال : القول قولهم.

فقال أبو عبدالله 7 : « هذا من المسلّمين ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، إنّما عليه إذا جاءه شيء لا يدري ما هو أن يردّه إلينا » (٣).

[ ٢٣٨ / ٣١ ] وعنهما والهيثم بن أبي مسروق (٤) ، عن اسماعيل بن مهران ، عمّن

__________________

بالكوفة ، فقيه ، ورع ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقَين 8 ، وكان من أوثق الناس ، قال في حقّه الإمام الصادق 7 : « أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً أربعة : منهم محمّد بن مسلم » مات ; سنة خمسين ومائة.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٢ ، رجال البرقي : ٩ و ١٧ ، رجال الطوسي : ١٣٥ / ١ و ٣٠٠ / ٣١٦ ، رجال الكشي : ١٣٥ / ٢١٥.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ منصور الصيقل : كوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7. رجال البرقي : ٣٩.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ الهيثم بن أبي مسروق : هو النهدي ، كوفي ، قريب الأمر ، واسم أبيه عبدالله. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر 7. وفي من لم يرو عنهم : ونقل الكشي عن حمدويه ، قال : لأبي مسروق ابن يقال له الهيثم ، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير ، كلاهما فاضلان.

انظر النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٥ ، رجال الشيخ : ١٤٠ / ٦ و ٥١٦ / ٢ ، رجال الكشي : ٣٧٢ / ٦٩٦.


حدّثه من (١) أصحابنا ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال : « ما على أحدكم إذا بلغه عنّا حديث لم يُعط معرفته أن يقول : القول قولهم ، فيكون قد آمن بسرّنا وعلانيّتنا » (٢).

[ ٢٣٩ / ٣٢ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمط (٣) ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يُعرف بالكذب فيحدّث بالحديث فنستبشعه.

فقال أبو عبدالله 7 : « يقول لك : إنّي قلت الليل إنّه نهار ، والنهار إنّه ليل؟ » قلت : لا ، قال : « فإن قال لك هذا إنّي قلته فلا تكذّب به ، فإنّك إنّما تكذّبني » (٤).

[ ٢٤٠ / ٣٣ ] وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات (٥) ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : إنّ الرجل

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : عن.

٢ ـ لم أعثر له على مصدر.

٣ ـ سفيان بن السمط : هو البجلي ، بزّاز ، كوفي ، عربي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7. انظر رجال البرقي : ٤١ ، رجال الطوسي : ٢١٣ / ١٦٤.

٤ ـ نقله المجلسي عن بصائر الأشعري في البحار ٢ : ٢١١ / ١١٠.

٥ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع ص ٧٧ : محمّد بن عمرو ، عن سعد الزيات ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، وهو الزيّات المدائني ، ثقة عين ، روى عن الإمام الرضا 7 ، عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم :.

انظر رجال النجاشي : ٣٦٩ / ١٠٠١ ، رجال الطوسي : ٥١٠ / ١٠٥ ، خلاصة الأقوال : ٢٦٤ / ٩٣٦ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٨١ ، مستدركات النمازي ٧ : ٢٥٦.


يأتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر ، فتضيق لذلك صدورنا حتّى نكذّبه.

فقال أبو عبدالله 7 : « أليس عنّي يحدّثكم؟ » قلت : بلى ، قال : « فيقول للّيل إنّه نهار ، وللنهار إنّه ليل » فقلت : لا ، قال : « فردّوه إلينا ، فإنّك إذا كذّبته فإنّما تكذّبنا » (١).

[ ٢٤١ / ٣٤ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن عمّه حمزة بن بزيع ، عن علي بن سويد السائي (٢) ، عن أبي الحسن الأول 7 أنّه كتب إليه في رسالته : « ولا تقل لما يبلغك عنّا اُو يُنسب إلينا هذا باطل ، وإن كنت تعرف خلافه ، فإنّك لا تدري لِمَ قلناه ، وعلى أيّ وجه وضعناه (٣) » (٤).

[ ٢٤٢ / ٣٥ ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن جعفر بن بشير البجلي ،

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٧ / ٣ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٧ / ١٤.

٢ ـ في المختصر المطبوع ص ٧٧ : السائبي ، وفي نسخة « س و ض » : التهامي ، وفي البصائر : السناني ، وما في المتن هو الصواب ، ولقّب بالسائي نسبة إلى قرية قريبة من المدينة يقال لها : الساية ، وهو ثقة روى عن أبي الحسن موسى 7 والراوي رسالته إليه ، عدّه الشيخ والعلاّمة من أصحاب الإمام الرضا 7 ، وقد وثّقاه.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٧٦ / ٧٢٤ ، رجال الشيخ : ٣٨٠ / ٦ ، خلاصة الأقوال : ١٧٥ / ٥١٦.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : وصفناه ، وفي « س » زيادة بعد وصفناه : آمن بما أخبرتك ولا تفش ما استكتمتك.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٨ / ٤ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٦ / ١١ ، وأورد الكليني الرسالة كاملة في الكافي ٨ : ١٢٥ ـ ١٢٦ / ٩٥ بثلاثة أسانيد ، وعنه في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة : للفيض الكاشاني ٢ : ١٣٧ / ١٣٠ ، وذكرها باختصار الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٤٥٤ / ٨٥٩.


( قال محمّد بن الحسين : وقد حدّثني به جعفر بن بشير ) (١) ، عن حمّاد بن عثمان أو غيره ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 ، أو عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : « لا تكذّبوا الحديث أتاكم به مرجيءٌ (٢) ولا قدريّ ولا خارجيّ نسبه إلينا ، فإنّكم لا تدرون لعلّه من الحقّ ، فتكذّبون الله عزّ وجلّ فوق عرشه » (٣).

[ ٢٤٣ / ٣٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى (٤) ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».

٢ ـ الإرجاء على معنيين : الأول : بمعنى التأخير كما في قوله تعالى في سورة الأعراف آية : ١١١ ( قالوا أرجِهِ وأخاه ) أي أمهله وأخّره ، والثاني : إعطاء الرجاء ، وإطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول ، لأنّهم كانوا يؤخّرون العمل على النيّة والعقد ، وأمّا بالمعنى الثاني فظاهر لأنّهم يقولون : لاتضرّ مع الإيمان معصية ، كما لاتنفع مع الكفر طاعة.

والمرجئة أربعة أصناف : مرجئة الخوارج ، ومرجئة القدرية ، ومرجئة الجبرية ، والمرجئة الخالصة. انظر الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٩.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٨ / ٥ ، باختصار ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٦ / ١٠ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٦٠ / ١٧٧ ، وفيه : حروريّ بدل خارجي ، والصدوق في علل الشرائع : ٣٩٥ / ١٣ ، وفيه أبي حصين بدل : أو غيره ، ونقله المجلسي عن بصائر الدرجات للأشعري في البحار ٢ : ٢١٢ / ١١١.

٤ ـ أحمد بن محمّد بن عيسى : الأشعري ، أبو جعفر شيخ قم ووجهها وفقيهها ، ثقة ، أول من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ، لقى أبا الحسن الرضا وأبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري : ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي : ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي 7 فقط.

اُنظر رجال النجاشي : ٨١ / ١٩٨ ، رجال البرقي : ٥٩ ، رجال الطوسي : ٣٦٦ / ٣ و ٣٩٧ / ٦ و ٤٠٩ / ٣ ، رجال العلاّمة : ٦١ / ٦٧ ، رجال ابن داود : ٤٤ / ١٣١.


يحيى ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير أو عمّن سمع أبا بصير يحدّث عن أحدهما 8 في قول الله عزّ وجلّ ( الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ) (١) قال : « هم المسلّمون لآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، إذا سمعوا الحديث جاؤوا به كما سمعوه ، ولم يزيدوا فيه ، ولم ينقصوا منه » (٢).

__________________

١ ـ الزمر ٣٩ : ١٨.

٢ ـ أورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٨ ، بتقديم وتأخير وبسند آخر عن أبي بصير ، والمفيد في الاختصاص : ٥ ، باختلاف يسير وبنفس السند ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ٧٠٣ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله القمّي.


باب

في نوادر مختلفة

وكتاب أبي عبدالله 7 إلى المفضّل بن عمر 2

[٢٤٤ / ١ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، قال : كتب أبو عبدالله 7 إلى أبي الخطّاب : « بلغني أنّك تزعم أنّ الخمر رجل ، وأنّ الزنا رجل ، وأنّ الصلاة رجل ، وأنّ الصوم رجل ، وليس كما تقول ، نحن أصل الخير ، وفروعه (١) طاعة الله ، وعدوّنا أصل الشرّ ، وفروعه (٢) معصية الله ـ ثمّ كتب ـ كيف يطاع من لا يُعرف ، وكيف يُعرف من لا يطاع » (٣).

[ ٢٤٥ / ٢ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن داود بن فرقد ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « لا تقولوا لكلّ آية : هذا رجل وهذا رجل ، من القرآن حلال ، ومنه حرام ، ومنه نبأ ما قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبر ما بعدكم

__________________

١ و ٢ ـ في نسخة « س » : فرعه.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٦ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٠١ / ٨ ، وأورده الطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٢٩١ / ٥١٢ ، عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن بشير الدهّان ، عنه 7.


فهكذا هو » (١).

[ ٢٤٦ / ٣ ] وعنه ، عن آدم بن اسحاق الأشعري ، عن هشيم (٢) بن بشير ، عن الهيثم بن عروة التميمي (٣) ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « يا هيثم التميمي إنّ قوماً آمنوا بالظاهر وكفروا (٤) بالباطن ، فلم ينفعهم ( شيء ، وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ) (٥) ذلك شيئاً ، ولا إيمان ظاهر إلاّ بباطن ، ولا باطن إلاّ بظاهر » (٦).

[ ٢٤٧ / ٤ ] القاسم بن ربيع الورّاق ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن صباح المدائني ، عن المفضّل بن عمر أنّه كتب إلى أبي عبدالله 7 كتاباً فجاءه هذا الجواب من أبي عبدالله 7.

« أمّا بعد فإنّي اُوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته ، فإنّ من التقوى الطاعة ، والورع ، والتواضع لله والطمأنينة ، والإجتهاد له ، والأخذ بأمره ، والنصيحة لرسله ، والمسارعة في مرضاته ، واجتناب ما نهى عنه ، فإنّه من يتّق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله ، وأصاب الخير كلّه في الدنيا والآخرة ، ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ في

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٦ / ٣ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٠١ / ٩.

٢ ـ في البصائر : هشام.

٣ ـ الهيثم بن عروة التميمي : كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٤ ، رجال البرقي : ٤٠ ، رجال الطوسي : ٣٣١ / ٣٦.

٤ ـ في نسختي « س و ض » : وكذّبوا.

٥ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٦ / ٥ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٠٢ / ١١٠.


الموعظة ، جعلنا الله وإيّاكم من المتّقين برحمته.

جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه ، فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إيّاك ، ألبسنا الله وإيّاك عافية في الدنيا والآخرة.

كتبت تذكر أنّ قوماً أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم وأنّك اُبلغت عنهم اُموراً تروى عنهم (١) كرهتها لهم ، ولم تر منهم إلاّ هدياً حسناً ، وورعاً وتخشّعاً.

وبلغك أنّهم يزعمون أنّ الدين إنّما هو معرفة الرجال ، ثمّ من بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل (٢) ما شئت.

وذكرت أنّك قد عرفت أنّ أصل الدين معرفة الرجال ، وفّقك الله.

وذكرت أنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج ، والعمرة ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام ، والمشعر الحرام ، والشهر الحرام هم رجال ، وأنّ الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل ، وكلّ فريضة افترضها الله عزّ وجلّ على عباده فهي رجال.

وأنّهم ذكروا ذلك بزعمهم أنّ من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل ، وقد صلّى وآتى الزكاة ، وصام ، وحج ، واعتمر ، واغتسل من الجنابة وتطهّر ، وعظّم حرمات الله ، والشهر الحرام ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام.

وأنّهم ذكروا أنّ من عرف هذا بعينه وبحدّه وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون بالعمل ، وليس عليه أن يجتهد في العمل ، وزعموا أنّهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها ، وإن هم لم يعملوا بها.

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : يروونها عليهم ، بدل : تروى عنهم.

٢ ـ في نسخة « س و ض » : فافعل.


وأنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الفواحش التي نهى الله عنها من الخمر ، والميسر ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير هم رجال.

وذكروا أنّ ما حرّم الله عزّ وجلّ من نكاح الاُمّهات والبنات ، والأخوات ، والعمّات ، والخالات ، وبنات الأخ ، وبنات الاُخت ، وما حرّم الله على المؤمنين من النساء إنّما عنى بذلك نكاح نساء النبي 9 وما سوى ذلك فمباح كلّه.

وذكرت أنّه بلغك أنّهم يترادفون المرأة الواحدة ، ويتشاهدون بعضهم لبعض بالزور ، ويزعمون أنّ لهذا ظهراً وبطناً يعرفونه ، فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم ، والباطن هو الذي يطلبون وبه اُمروا بزعمهم.

وكتبت تذكر الذي عظم عليك من ذلك حين بلغك ، فكتبت تسألني ( عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام ، وكتبت تسألني ) (١) عن تفسير ذلك وأنا اُبيّنه لك حتّى لا تكون من ذلك في عمىً ولا شبهة تدخل عليك.

وقد كتبتُ إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه الحفاظ كلّه وعِهِ ، كما قال الله تعالى ( وتعيها اُذن واعية ) (٢) وأنا أصفه لك بحلّه ، وأنفي عنك حرامه إن شاء الله تعالى كما وصفت لك ، واُعرّفكه حتّى تعرفه إن شاء الله تعالى فلا تنكره ، ولا قوة إلاّ بالله ، والقوّة والعزّة لله جميعاً.

اُخبرك أنّه من كان يؤمن ويدين بهذه الصفة التي سألتني عنها فهو مشرك بالله ، بيّن الشرك لا يسع لأحد الشكّ فيه.

واُخبرك أنّ هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ، ولم يعطوا

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٢ ـ الحاقّة ٦٩ : ١٢.


فَهْمَ ذلك ولم يعرفوا حدود ما سمعوا ، فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم ، ولم يضعوها على حدود ما اُمروا كذباً وافتراءً على الله تعالى وعلى رسوله 9 ، وجرأة على المعاصي ، فكفى بهذا لهم جهلاً ، ولو أنّهم وضعوها على حدودها التي حُدّت لهم وقبلوها ، لم يكن به بأس ولكن حرّفوها وتعدّوا الحق ، وكذّبوا فيها ، وتهاونوا بأمر الله وطاعته.

ولكن اُخبرك أنّ الله عزّ وجلّ حدّها بحدودها لئلاّ يتعدّى حدود الله أحد ، ولو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهل ما لم يعرفوا حدّ ما حدّ لهم فيه ، ولكان المقصّر والمتعدّي حدود الله معذوراً إذا لم يعرفوها ، ولكن جعلها الله عزّ وجلّ حدوداً محدودة (١) لايتعدّاها إلاّ مشرك كافر ، قال الله عزّ وجلّ ( تلك حدودُ الله فلا تعتدوها ومن يتعدّ حدود الله فاُولئك هم الظالمون ) (٢).

واُخبرك حقّاً يقيناً أنّ الله تبارك وتعالى اختار الإسلام لنفسه ديناً ورضيه لخلقه ، فلم يقبل من أحد عملاً إلاّ به ( وبه بعث أنبياءه ورسله ، ثم قال ( وبالحقّ أنزلناه وبالحق نزل ) (٣) فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيّه محمّداً 9 (٤) ، فأصل الدين معرفة الرسل وولايتهم. وإنّ الله عزّ وجلّ أحلّ حلالاً ، وحرّم حراماً فجعل حلاله حلالاً إلى يوم القيامة ، وجعل حرامه حراماً إلى يوم القيامة.

فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هي الحلال ، فالمحلّل ما حلّلوا ، والمحرّم ما

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : لحدوده.

٢ ـ البقرة ٢ : ٢٢٩.

٣ ـ الاسراء ١٧ : ١٠٥.

٤ ـ في نسخة « س و ض » : وقد بعث أنبياءه وبعث محمّداً 9. بدل ما بين القوسين.


حرّموا ، وهم أصله ، ومنهم الفروع الحلال ، فمن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال ، من إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحجّ البيت ، والعمرة ، وتعظيم حرمات الله عزّ وجلّ وشعائره ومشاعره ، وتعظيم البيت الحرام ، والمسجد الحرام ، والشهر الحرام ، والطهر ، والاغتسال من الجنابة ، ومكارم الأخلاق ومحاسنها ، وجميع البرّ ، وذكر الله ذلك في كتابه فقال ( إنّ الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون ) (١).

فعدوّهم هم الحرام المحرّم ، وأولياءهم هم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة ، وهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، والخمر ، والميسر ، والربا ، والزنا ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، فهم الحرام المحرّم ، وأصل كلّ حرام ، ( وهم الشرّ وأصل كلّ شر ) (٢) ، ومنهم فروع الشرّ كلّه.

ومن تلك الفروع استحلالهم الحرام وإتيانهم إيّاها ، ومن فروعهم تكذيب الأنبياء : وجحود الأوصياء : ، وركوب الفواحش من الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر والمسكر ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والخديعة ، والخيانة ، وركوب المحارم كلّها ، وانتهاك المعاصي.

وإنّما أمر الله تعالى بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى (٣) ـ يعني مودّة ذوي

__________________

١ ـ النحل ١٦ : ٩٠.

٢ ـ في نسخة « س و ض » : وهم الشرّ وأصل الشرّ وكلّ الشرّ.

٣ ـ في معادن الحكمة عن البصائر زيادة : فالأنبياء وأوصياؤهم هم العدل والإحسان ، وايتاء ذي القربى. ولم ترد العبارة في البصائر المطبوع.


القربى ـ وابتغاء (١) طاعتهم ، ( وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) (٢) وهم أعداء الأنبياء : وأوصياء الأنبياء : ، وهم المنهيّ عنهم وعن مودّتهم وطاعتهم ( يعظكم ـ بهذا ـ لعلّكم تذكّرون ) (٣).

واُخبرك أنّي لو قلت لك : إنّ الفاحشة ، والخمر ، والزنا ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير هو رجل ، وأنا أعلم إنّ الله عزّ وجلّ قد حرّم هذا الأصل وحرّم فروعه ونهى عنه ، وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثناً وشركاء ، ومن دعا إلى عبادة نفسه كفرعون إذ قال : ( أنا ربّكم الأعلى ) (٤) فهذا كلّه على وجه إن شئت قلت : هو رجل وهو إلى جهنّم ، وكلّ من شايعهم على ذلك فإنّهم (٥) مثل قول الله عزّ وجلّ ( إنّما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) (٦) لصدقت ، ثمّ إنّي لو قلت : إنّه فلان وهو ذلك كلّه لصدقت ، إنّ فلاناً هو المعبود من دون الله والمتعدّي لحدود الله التي نهى عنها أن تُتعدّى.

ثمّ اُخبرك أنّ أصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو اليقين ، وهو الإيمان ، وهو إمام أهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه ( ومن أنكره أنكر الله ودينه ، ومن جهله جهل الله ودينه ) (٧) ، ولا يُعرف الله ودينه وشرائعه بغير ذلك الإمام ، كذلك جرى بأنّ معرفة الرجال دين الله عزّ وجلّ.

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : واتّباع.

٢ و ٣ ـ النحل ١٦ : ٩٠.

٤ ـ النازعات ٧٩ : ٢٤.

٥ ـ في نسخة « ض » والبصائر : فافهم.

٦ ـ البقرة ٢ : ١٧٣ والنحل ١٦ : ١١٥.

٧ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».


والمعرفة على وجهين : معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله (١) ، فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها ، الموجب حقّها ، المستوجب عليها الشكر لله ، الذي منّ عليكم بها منّاً من الله ، يمنّ به على من يشاء من عباده مع المعرفة الظاهرة.

ومعرفة في الظاهر ، فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم به ، ( لا يستحقّ أهلها ما يستحقّ أهل المعرفة بالباطن (٢) على بصيرتهم ، ولا يصلوا بتلك المعرفة المقصّرة إلى حق معرفة الله ، كما قال في كتابه ( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلاّ من شهد بالحق وهم يعلمون ) (٣) فمن شهد شهادة الحقّ لايعقد عليه قلبه ، ( ولايبصر ما يتكلّم به ، لم يثبه الله عليه ثواب من عقد عليه قلبه على بصيرة فيه ) (٤).

وكذلك من تكلّم بجور لايعقد عليه قلبه ، لا يعاقب عليه عقوبة من عقد قلبه وثبت عليه على بصيرة ، وقد عرفت كيف كان حال أهل المعرفة في الظاهر ، والإقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه ، إلى أن انتهى (٥) الأمر إلى نبي الله 9 وبعده إلى من صاروا (٦) ، وإلى ما انتهت به معرفتهم ، وإنّما عرفوا بمعرفة أعمالهم ، ودينهم الذي دانوا به الله عزّ وجلّ ، المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، وقد يقال :

__________________

١ ـ في البصائر زيادة : ويوصل بها إلى معرفة الله.

٢ ـ في المختصر المطبوع والبصائر : لا يلحق بأهل المعرفة في الباطن. بدل ما بين القوسين.

٣ ـ الزخرف ٤٣ : ٨٦.

٤ ـ في نسخة « ض و س » : ولا يتبصّر بها لم يثبه الله عليها ثواب من عقد عليها قلبه وأبصرها. بدل ما بين القوسين.

٥ ـ في نسخة « ض » : انتهاء ، بدل : أن انتهى.

٦ ـ في معادن الحكمة عن البصائر زيادة : أوصياءه ، ولم ترد في البصائر.


إنّه من دخل في هذا الأمر بغير يقين ولا بصيرة ، خرج منه كما دخل فيه ، رزقنا الله وإيّاك معرفة ثابتة على بصيرة.

واُخبرك أنّي لو قلت : إنّ الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحجّ ، والعمرة ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام ، والمشعر الحرام ، والطهر ، والاغتسال من الجنابة ، وكلّ فريضة كان ذلك هو النبي 9 الذي جاء به من عند ربّه ، ( لصدقت لأنّ ذلك كلّه إنّما يعرف ) (١) بالنبي 9 ، ولولا معرفة ذلك النبي 9 والإقرار به ، والتسليم له ، ما عرفت ذلك ، فذلك من الله عزّ وجلّ على من يمنّ به عليه ، ولولا ذلك لم أعرف شيئاً من هذا.

فهذا كلّـه ذلـك النبي 9 وأصلـه ، وهو فرعه ، وهو دعاني إليه ، ودلّني عليه ، وعرّفنيه ، وأمرني به ، وأوجب له عليّ الطاعة ، فيما أمرني به لايسعني جهله ، وكيـف يسعني جهـل من هـو فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ ، وكيف يستقيم لي

لولا أنّي أصـف أنّ ديني هـو الـذي أتـاني بـه ذلك النبي 9 ـ أن أصف أنّ الدين غيره.

وكيف لا يكون هو معرفة الرجل ، وإنّما هو الرجل الذي جاء به عن الله عزّ وجلّ ، وإنّما أنكر دين الله عزّ وجلّ من أنكره ، بأن قال : ( أبعث الله بشراً رّسولاً ) (٢) ثمّ قال : ( أبشر يهدوننا فكفروا ) (٣) بذلك الرجل وكذّبوا به ( وتولّوا

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : لأنّك إنّما عرفت ذلك كلّه. بدل ما بين القوسين.

٢ ـ الاسراء ١٧ : ٩٤.

٣ ـ التغابن ٦٤ : ٦.


ـ عنه ـ وهم معرضون ) (١) ، ( وقالوا لولا اُنزل عليه ملك ) (٢) فقال لهم الله تبارك وتعالى ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس ) (٣) ثمّ قال في آية اُخرى ( ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثمّ لاينظرون * ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً ) (٤) والله تبارك وتعالى إنما أحبّ أن يعرف بالرجال ، وأن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ، ووجه الذي يؤتى منه ، لا يقبل من العباد غير ذلك ( لايُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون ) (٥).

وقال فيما أوجب من محبّته لذلك ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظاً ) (٦) فمن قال لك : إنّ هذه الفريضة كلّها هي رجل ، وهو لا يعرف حدّ ما يتكلّم به فقد صدق ، ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة لا يغني التمسّك بالأصل بترك الفرع شيئاً ، كما لا تغني شهادة أن لا إله إلاّ الله بترك شهادة أنّ محمّداً رسول الله 9.

ولم يبعث الله نبيّاً قط إلاّ بالبرّ (٧) والعدل ، والمكارم ، ومحاسن الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فالباطن منها ولاية

__________________

١ ـ التوبة ٩ : ٧٦.

٢ ـ الأنعام ٦ : ٨.

٣ ـ الأنعام ٦ : ٩١.

٤ ـ الأنعام ٦ : ٨ ـ ٩.

٥ ـ الأنبياء ٢١ : ٢٣.

٦ ـ النساء ٤ : ٨٠.

٧ ـ في نسختي « س و ض » : باللين.


أهل الباطل ، والظاهر منها فروعهم.

ولم يبعث الله نبيّاً قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر أو نهي ، وإنّما يتقبّل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها على حدودها ، مع معرفة من جاءهم بها من عنده ودعاهم إليه ، فأوّل ذلك معرفة من دعا إليه ، ثمّ طاعته فيما افترض فيما يقرّ به (١) ممّن لا طاعة له ، وإنّه من عرف أطاع ، ومن أطاع حرّم الحرام ، ظاهره وباطنه ، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر ، إنّما حرّم الظاهر بالباطن ، والباطن بالظاهر معاً جميعاً ، ولا يكون الأصل والفرع ، وباطن الحرام حرام وظاهره حلال ، ولايحرّم الباطن ويستحلّ الظاهر.

وكذلك لا يستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولايعرف صلاة الظاهر ، ولا الزكاة ، ولا الصوم ، ولا الحجّ ، ولا العمرة ، ولا المسجد الحرام ، ولا جميع حرمات الله ( ولا شعائر الله ) (٢) ، وأن تترك بمعرفة الباطن لأنّ باطنه ظهره ، ولا يستقيم واحد منهما إلاّ بصاحبه إذا كان الباطن حراماً خبيثاً ، فالظاهر منه حرام خبيث ، إنّما يشبّه الباطن بالظاهر.

من زعم أنّ ذلك أنّها (٣) المعرفة ، وأنّه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ، وذلك لم يعرف ولم يطع ، وإنّما قيل : إعرف واعمل ما شئت من الخير فإنّه يقبل ذلك منه ، ولايقبل ذلك منك بغير معرفة ، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة والخير قلّ أو كثر ، ( بعد أن لاتترك شيئاً من الفرائض والسنن

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : فيما اُمر به ، بدل : فيما يقرّ به.

٢ ـ في نسخة « ض » : وشعائره.

٣ ـ في البصائر : إنّما هي.


الواجبة ) (١) ، فإنّه مقبول منك مع جميع أعمالك.

واُخبرك أنّه من عرف أطاع ، فإذا عرف صلّى وصام وزكّى وحجّ واعتمر وعظّم حرمات الله كلّها ، ولم يدع منها شيئاً وعمل بالبرّ كلّه ، ومكارم الأخلاق كلّها ، واجتنب ( سيّئها ، ومبتدأ كلّ ذلك ) (٢) هو النبي 9 ، والنبي 9 أصله ، وهو أصل هذا كلّه ، لأنّه هو جاء به ودلّ عليه وأمر به ، ولايقبل الله عزّ وجلّ من أحد شيئاً إلاّ به ، فمن عرفه اجتنب الكبائر ، وحرّم الفواحش كلّها ما ظهر منها وما بطن ، وحرّم المحارم كلّها ، لأنّه بمعرفة النبي 9 وطاعته دخل فيما دخل فيه النبي 9 ، وخرج ممّا خرج منه (٣).

ومن زعم أنّه يحلّل الحلال ويحرّم الحرام بغير معرفة النبي 9 لم يحلّل لله حلالاً ، ولم يحرّم له حراماً ، وإنّه من صلّى وزكّى وحجّ واعتمر ، وفعل البرّ كلّه بغير معرفة من افترض الله طاعته ، فإنّه لم يقبل منه شيئاً من ذلك ، ولم يصلّ ، ولم يصم ، ولم يزكّ ، ولم يحجّ ، ولم يعتمر ، ولم يغتسل من الجنابة ، ولم يتطهّر ، ولم يحرّم لله حراماً ، ولم يحلّل لله حلالاً ، وليس له صلاة وإن ركع وسجد ، ولا له زكاة وإن أخرج من كلّ أربعين درهماً درهماً ، ولا له حجّ ولا عمرة ، وإنّما يقبل ذلك كلّه بمعرفة رجل وهو من أمر الله خلقه بطاعته والأخذ عنه ، فمن عرفه وأخذ عنه فقد أطاع الله عزّ وجلّ.

وأمّا ما ذكرت أنّهم يستحلّون نكاح ذوات الأرحام التي حرّم الله عزّ وجلّ في كتابه ، فإنّهم زعموا أنّه إنّما حرّم وعنى بذلك النكاح نكاح نساء النبي 9 ،

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.

٢ ـ في نسخة « ض » : مبتدئاً ، وكلّ ذلك. بدل مابين القوسين.

٣ ـ في البصائر زيادة : النبي 9.


فإنّ أحقّ ما يُبدأ به تعظيم حقّ الله وكرامته ، وكرامة رسول الله 9 وتعظيم شأنه ، وما حرّم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعده بقوله تعالى ( ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إنّ ذلكم كان عند الله عظيماً ) (١) وقال تبارك وتعالى ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امّهاتهم ) (٢) وهو أبٌ لهم ، ثمّ قال ( ولاتنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلاّ ما قد سلف إنّه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً ) (٣) فمن حرّم نساء النبي 9 لتحريم الله ذلك ، فقد حرّم ما حرّم الله في كتابه من الاُمّهات والبنات والأخوات والعمّات والخالات وبنات الأخ وبنات الاُخت ، وما حرّم الله من الرضاع (٤) لأنّ تحريم ذلك كتحريم نساء النبي 9 ، فمن استحلّ ما حرمّ الله عزّ وجلّ من نكاح ما حرّم الله فقد أشرك بالله إذا اتخذ ذلك ديناً.

وأمّا ما ذكرت أنـّهم (٥) يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله عزّ وجلّ ودين رسوله 9 ، إنّما دينه أن يحلّ ما أحلّ الله ، ويحرم ما حرّم الله ، وإنّ ممّا أحلّ الله المتعة من النساء في كتابه ، والمتعة من الحج أحلّهما ثمّ لم يحرّمهما.

__________________

١ ـ الأحزاب ٣٣ : ٥٣.

٢ ـ الأحزاب ٣٣ : ٦.

٣ ـ النساء ٤ : ٢٢.

٤ ـ اقتباس من قوله تعالى في سورة النساء آية ٢٣ ( حرّمت عليكم اُمّهتُكم وبناتُكم وأخواتُكم وعمّتُكم وخلتُكم وبنات الأخ وبناتُ الاُخت واُمّهتُكم الّتي أرضعنكم وأخواتُكم من الرّضعةَ ).

٥ ـ في البصائر : أنّ الشيعة.


فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتّع من المرأة ( فعل ما شاء وعلى كتاب الله وسنّة نبيّه 9 ) (١) ، نكاحاً غير سفاح ، تراضيا على ما أحبّا من الاُجرة والأجل (٢) ، كما قال الله عزّ وجلّ ( فما استمتعتم به منهنّ فآتوهنّ اجورهنّ فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ) (٣) إن هما أحبّا مدّا في الأجل على ذلك الأجر ، أو ما أحبّا في آخر يوم من أجلها ، قبل أن ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدّا فيه وزادا في الأجل ما أحبّا ، فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح إلاّ بأمر مستقبل ، وليس بينهما عدّة إلاّ لرجل سواه ، فإن أرادت سواه اعتدّت خمسة وأربعين يوماً ، وليس بينهما ميراث.

ثمّ إن شاءت تمتّعت من آخر فهذا حلال لها إلى يوم القيامة ، إن شاءت تمتّعت منه أبداً ، وإن شاءت من عشرين بعد أن تعتدّ من كلّ واحد فارقته خمسة وأربعين يوماً ، فلها ذلك ما بقيت الدنيا ، كلّ هذا حلال لها على حدود الله التي بيّنها على لسان رسول الله 9 ( ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه ) (٤).

وإذا أردت المتعة في الحج فاحرم من العقيق واجعلها متعة ، فمتى ما قدمت مكة طفت بالبيت واستلمت الحجر الأسود ، وفتحت به وختمت سبعة أشواط ، ثمّ تصلّي ركعتين عند مقام ابراهيم 7 ، ثمّ اخرج من المسجد فاسعَ بين الصفا والمروة (٥) سبعة أشواط ، تفتح بالصفا وتختم بالمروة. فإذا فعلت ذلك قصّرت حتّى

__________________

١ ـ في البصائر : فعلى كتاب الله وسنّته. بدل ما بين القوسين.

٢ ـ والأجل ، لم يرد في نسختي « س و ض ».

٣ ـ النساء ٤ : ٢٤.

٤ ـ الطلاق ٦٥ : ١.

٥ ـ الصفا والمروة : وهما جبلان بين بطحاء مكّة والمسجد ، أمّا الصفا فمكان مرتفع من جبل


إذا كان يوم التروية (١) صنعت ما صنعت في العقيق (٢) ، ثمّ أحرمت بين الركن (٣) والمقام (٤) بالحجّ ، فلاتزال محرماً حتّى تقف بالموقف ، ثمم ترمي الجمرات ، وتذبح (٥) وتحلّ وتغتسل ، ثمّ تزور البيت ، فإذا أنت فعلت ذلك فقد حللت ، وهو قول الله عزّ وجلّ ( فمن تمتّع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) (٦) أن تذبح ذبحاً.

__________________

أبي قبيس بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق ، ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود ، والمشعر الحرام بين الصفا والمروة.

وأمّا علّة تسميتهما بهذين الأسمين ، فقد قال الإمام الصادق 7 : « سمّي الصفا صفا لأنّ المصطفى آدم هبط عليه ، فقطع للجبل اسم من اسم آدم 7 ، يقول الله تعالى ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ) وهبطت حواء على المروة لأن المرأة هبطت عليها ، فقطع للجبل إسم من اسم المرأة ». معجم البلدان ٣ : ٤١١ ، علل الشرائع : ٤٣١ / ١ ـ باب ١٦٥. والآية في سورة آل عمران ٣ آية ٣٣.

١ ـ يوم التروية : يوم قبل يوم عرفة ، وهو الثامن من ذي الحجة ، سمّي به لأنّ الحجّاج يتروّون فيه من الماء وينهضون إلى منى ولا ماء بها ، فيتزوّدون ريّهم من الماء ، أي يسقون ويستقون. لسان العرب ١٤ : ٣٤٧ ـ روي.

٢ ـ العقيق : قالت العرب : كل مسيل ماء شقّه السيل في الأرض فأنهره ووسّعه فهو عقيق ، وقال الأصمعي : الأعقّة أربعة منها : عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل. معجم البلدان ٤ : ١٣٨ ـ ١٣٩.

٣ ـ الركن : وهو الركن اليماني من أركان الكعبة. معجم البلدان ٣ : ٦٤.

٤ ـ المقام : في المسجد الحرام ، وهو الحجر الذي قام عليه ابراهيم 7 حين رفع بناء البيت. معجم البلدان ٥ : ١٦٤.

٥ ـ في البصائر زيادة : وتحلق.

٦ ـ البقرة ٢ : ١٩٦.


وأمّا ما ذكرت أنّهم يستحلّون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم ، فإنّ ذلك لايجوز ولايحلّ ، وليس هو على ما تأوّلوا لقول الله عزّ وجلّ ( يا أيّها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت ) (١) فذلك إذا كان مسافراً وحضره الموت أشهد اثنين ذوا عدل من أهل دينه ، فإن لم يجد فآخران ممّن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته ( تحبسونهما من بعد الصلاة فيُقسِمان بالله إن ارتبتم لانشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولانكتم شهادة الله إنّا إذاً لمن الآثمين * فإن عُثر على أنّهما استحقّا إثماً فآخرانِ يقومانِ مقامَهُما من الّذينَ استحق عليهم الأوليانِ ـ من أهل ولايته ـ فيُقسِمانِ بالله لشهادتُنا أحقّ من شهادتِهما وما اعتدينا إنّا إذاً لمن الظالمين * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهِها أو يخافوا أن تُردَّ أيمان بعد أيمانهم واتّقوا الله واسمعوا ) (٢).

وكان رسول الله 9 يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدّعي ولايبطل حقّ مسلم ، ولا يردّ شهادة مؤمن ، فإذا أخذ يمين المدّعي وشهادة الرجل الواحد قضى له بحقّه ، وليس يعمل اليوم بهذا وقد ترك ، فإذا كان للرجل المسلم قِبَل آخر حقّ فجحده ولم يكن له شاهد غير واحد ، فهو إذا رفعه إلى بعض ولاة الجور أبطلوا حقّه ، ولم يقضوا فيه بقضاء رسول الله 9 ، وقد كان في الحقّ أن لايبطل حقّ رجل مسلم ، وكان يستخرج الله على يديه حقّ رجل مسلم ، ويأجره الله عزّ وجلّ

__________________

١ ـ المائدة ٥ : ١٠٦.

٢ ـ المائدة ٥ : ١٠٦ ـ ١٠٨.


ويجيء (١) عدلاً ، كأنّ رسول الله 9 يعمل به.

وأمّا ما ذكرت في آخر كتابك أنّهم يزعمون أنّ الله ربّ العالمين هو النبيّ محمّد 9 وأنّك ( شبّهت قولهم بقول ) (٢) الّذين قالوا في عيسى 7 ما قالوا ، فقد عرفت أنّ السنن والأمثال قائمة لم يكن شيء فيما مضى إلاّ سيكون مثله ، حتّى لو كانت هناك شاة برشاء (٣) كان هاهنا مثلها ، ولتعلم أنّه سيضلّ قوم على ضلالة من كان قبلهم ، فكتبت تسألني عن مثل ذلك وما هو وما أرادوا به.

واُخبرك أنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق لاشريك له ، له الخلق والأمر والدنيا والآخرة ، وهو ربّ كلّ شيء وخالقه ، خلق الخلق وأوجب (٤) أن يعرفوه بأنبيائه ، فاحتجّ عليهم بهم ، والنبي 9 هو الدليل على الله عزّ وجلّ ، وهو عبد مخلوق مربوب اصطفاه الله لنفسه برسالته وأكرمه (٥) بها ، فجعله خليفته في أرضه وفي خليقته ، ولسانه فيهم ، وأمينه عليهم ، وخازنه في السماوات والأرض ، قوله قول الله عزّ وجلّ ، لا يقول على الله إلاّ الحق ، من أطاعه أطاع الله ، ومن عصاه عصى الله ، وهو مولى كلّ من كان الله ربّه ووليّه ، من أبى أن يقرّ له بالطاعة فقد أبى أن يقرّ لربّه بالطاعة والعبودية ، ومن أقرّ بطاعته أطاع الله وهداه ، فالنبي 9 مولى الخلق جميعاً ، عـرفوا ذلك أو أنكروه ، وهـو الوالد المـبرور ، فمن أحبّه وأطاعه فهو الولد البار ،

__________________

١ ـ في نسخة « س » : ويحيي.

٢ ـ في نسخة « س » : سمعت قولهم يقول. بدل ما بين القوسين.

٣ ـ شاة برشاء : في لونها نُقط مختلفة. لسان العرب ٦ : ٢٦٤ ـ برش.

٤ ـ في البصائر : وأحبّ.

٥ ـ في نسخة « س و ض » : وألزمه.


وهو مجانب الكبائر.

وقد بيّنت لك ما سألتني عنه وقد علمت أنّ قوماً سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها ، بل حرّفوها ووضعوها على غير حدودها على نحو ما قد بلغك ، وما قد كتبت به إليّ ، وقد بريء الله ورسوله 9 منهم وممّن يصفون من أعمالهم الخبيثة وينسبونها إلينا ، وإنّا نقول بها ونأمرهم بالأخذ بها ، فقد رمانا الناس بها والله يحكم بيننا وبينهم فإنّه يقول ( إنّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنَتُهم وأيدِيهِم وأرجُلُهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفّيهم اللهُ دينَهُم الحقّ ويعلمونَ أنّ اللهَ هو الحقّ المبين ) (١).

وأمّا ما كتبت به ونحوه وتخوّفت أن تكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله عزّ وجلّ عن ذلك ، تعالى ربّنا عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً ، صفتي هذه هي صفة صاحبنا النبي 9 وهي صفة من وصفه من بعده ، وعنه أخذنا ذلك ، وبه نقتدي ، فجزاه الله عنّا أفضل الجزاء ، فإنّ جزاءه على الله عزّ وجلّ.

فتفهّم كتابي هذا والعزّة لله جميعاً والقوّة به وصلّى الله على محمّد عبده ورسوله وعلى آله وعترته وسلّم تسليماً كثيراً » (٢).

[ ٢٤٨ / ٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن

__________________

١ ـ النور ٢٤ : ٢٣ ـ ٢٥.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٦ / ١ ، ونقله عنه المجلسي في البحار ٢٤ : ٢٨٦ / ١ ، والفيض الكاشاني في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة : ٢ : ٩١ ـ ١٠٣.


محمّد الحجّال ، عن حبيب بن المعلّى الخثعمي ، قال : ذكرت لأبي عبدالله 7 ما يقول أبو الخطّاب ، فقال : « إحك لي ما يقول » قلت : يقول في قول الله عزّ وجلّ ( وإذا ذُكر الله وحده ) (١) : إنّه أمير المؤمنين صلوات الله عليه ( واذا ذكر الذين من دونه ) (٢) فلان وفلان.

فقال أبو عبدالله 7 : « من قال هذا فهو مشرك بالله عزّ وجلّ ـ ثلاثاً ـ ، أنا إلى الله منه بريء ـ ثلاثاً ـ بل عنى الله بذلك نفسه » قال : وأخبرته بالآية الاُخرى التي في ( حم ) قوله عزّ وجلّ ( ذلكم بأنّه إذا دعي الله وحده كفرتم ) (٣) ثمّ قلت : زعم أنّه يعني بذلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

فقال أبو عبدالله 7 « من قال هذا فهو مشرك بالله ـ ثلاثاً ـ أنا إلى الله منه بريء ـ ثلاثاً ـ بل عنى الله بذلك نفسه ـ ثلاثاً (٤) ـ ».

__________________

١ و ٢ ـ الزمر ٣٩ : ٤٥.

٣ ـ غافر ٤٠ : ١٢.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٦ / ٤ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٠٢ / ١٠.



باب

في صفاتهم : وما فضّلهم الله عزّ وجلّ به

[ ٢٤٩ / ١ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى وابراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة (١) المفضّل بن صالح الأسدي ، عن شعيب الحدّاد (٢) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « قال رسول الله 9 : أنا أوّل قادم على الله تبارك وتعالى ، ثمّ يقدم عليّ كتاب الله ، ثـمّ يقدم عليّ أهل بيتي ، ثمّ يقدم عليّ اُمّتي ، فيقفون فيسألهم : ما فعلتم في ( كتاب الله عزّ وجلّ ) (٣) وأهل بيت نبيّكم » (٤).

__________________

١ ـ في البصائر : ابن جميلة ، وعنه في البحار : عن أبي جميلة ، وما في المتن والبحار هو الصحيح ، وما وقع في البصائر ظاهراً هو من سهو النسّاخ. انظر معجم رجال الحديث ١٩ : ٣١١ ، رجال العلاّمة : ٤٠٧ / ١٦٤٨ ، مستدركات النمازي ٧ : ٤٧٤.

٢ ـ شعيب الحدّاد : هو شعيب بن أعين الحدّاد ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمامين الباقرين 8 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 وفي من لم يرو عنهم :.

اُنظر رجال النجاشي : ١٩٥ / ٥٢١ ، رجال البرقي : ١٥ و ٢٩ ، رجال الطوسي : ٢١٧ / ٢ و ٣٧٦ / ٢ ، خلاصة الأقوال : ١٦٧ / ٤٨٩.

٣ ـ في البصائر : كتابي.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤١٢ / ١ ، وعنه في البحار ٧ : ٢٦٥ / ٢٢.


[ ٢٥٠ / ٢ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن غالب (١) ، عن أبي عبدالله 7 أنّه قال في خطبة طويلة له : « مضى رسول الله 9 وخلّف في اُمّته كتاب الله ووصيّه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وحبل الله المتين ، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وعهده المؤكّد.

صاحبان مؤتلفان يشهد كلّ واحد منهما لصاحبه بالتصديق ، ينطق الإمام 7 عن الله عزّ وجلّ في الكتاب بما أوجب الله فيه على العباد ، من طاعة الله عزّ وجلّ وطاعة الإمام 7 وولايته ، وأوجب حقّه الذي أراد الله من استكمال دينه ، وإظهار أمره ، والإحتجاج بحجّته (٢) ، والإستيضاء بنوره في معادن أهل صفوته ، ومصطفى أهل خيرته (٣) ، فأوضح الله بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا 9 عن دينه ، وأبلج بهم عن منهاج سبيله ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه.

فمن عرف من اُمّة محمّد 9 واجب حقّ إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه ،

__________________

١ ـ اسحاق بن غالب : هو الأسدي الوالبي عربي ، ثقة ، وكان شاعراً ، روى عن أبي عبدالله 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 قائلاً : كوفي.

انظر رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٣ ، رجال الطوسي : ١٤٩ / ١٤٤ ، خلاصة الأقوال :

٥٩ / ٥٥.

٢ ـ في نسخة « س و ض » : بحججه.

٣ ـ في نسخة « ض » : وحزبه ، وفي نسخة « س » : ومطفى أهل حربه.


وعلم فضل طُلاَوة (١) إسلامه ؛ لأنّ الله عزّ وجلّ ورسوله نصب الإمام علماً لخلقه ، وحجّة على أهل عالمه ، ألبسه تاج الوقار ، وغشّاه نور الجبّار (٢) ، يمدّ بسبب إلى السماء ، لا ينقطع عنه موادّه (٣) ، ولا ينال ما عند الله إلاّ بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله عمل العباد إلاّ بمعرفته.

فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الوحي (٤) ، ومعمّيات السنن ، ومشتبهات الفِتن ، ولم يكن الله ليـضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم ما يتّقون ، وتكون الحجّة من الله على العباد بالغة » (٥).

[ ٢٥١ / ٣ ] القـاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذكوني ، عن يحيى بن آدم ، عن شريك بن عبدالله ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر 7 قال : « دعا رسول الله 9 الناس بمنى فقال : أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

ثمّ قال : أيّها الناس إنّي تارك فيكم حُرُمات ثلاث : كتاب الله ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام.

__________________

١ ـ في المختصر المطبوع ص ٩٠ : طراوة ، وفي البصائر : طلاقة. والطلاوة : الحسن والقبول. الصحاح ٦ : ٢٤١٤ ـ طلا.

٢ ـ في نسخة « ض » : الجنان.

٣ ـ في البصائر : موارده.

٤ ـ في نسخة « س و ض » : الدجى ، بدل : الوحي.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٤١٢ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٥ : ١٤٦ / ١٩.


ثمّ قال أبو جعفر 7 : أمّا كتاب الله فحرّفوا (١) ، وأمّا الكعبة

__________________

١ ـ يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدّة معان على سبيل الإشتراك :

الأول : نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره ، ومنه قوله تعالى ( من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ) ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله ، فإنّ كلّ من فسّر القرآن بغير حقيقته ، وحمله على غير معناه فقد حرّفه.

الثاني : النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات ، مع حفظ القرآن وعدم ضياعه ، وإن لم يكن متميزاً في الخارج عن غيره. والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعاً ، فقد أثبتنا عدم تواتر القراءات ، ومعنى هذا أنّ المنزل إنّما هو مطابق لإحدى القراءات ، وأمّا غيرها فهو إمّا بزيادة وإمّا بنقيصة فيه.

الثالث : النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل. والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الاسلام ، وفي زمن الصحابة قطعاً ، ويدلّنا على ذلك إجماع المسلمين على أنّ عثمان أحرق جملة من المصاحف ، وأمر ولاته بحرق كلّ مصحف غير ما جمعه ، وهذا يدلّ على أنّ هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه ، وإلاّ لم يكن هناك سبب موجب لإحراقها.

الرابع : التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل ، والمتسالم على قراءة النبي صلى الله عليه وآله إيّاها. والتحريف بهذا المعنى أيضاً واقع في القران قطعاً. فالبسملة ـ مثلاً ـ ممّا تسالم المسلمون على أنّ النبي صلى الله عليه وآله قرأها قبل كلّ سورة غير سورة التوبة ، وقد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء السنّة ، وأمّا الشيعة فهم متسالمون على جزئية البسملة من كلّ سورة غير سورة التوبة.

الخامس : التحريف بالزيادة ، بمعنى أنّ بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل. والتحريف بهذا المعنى باطل باجماع المسلمين ، بل هو ممّا علم بطلانه بالضرورة.

السادس : التحريف بالنقيصة ، بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن


فهدموا (١) ، وأمّا العترة فقتلوا (٢) ، وكلّ ودائع الله قد نبذوا ، ومنها قد تبرّأوا » (٣).

[ ٢٥٢ / ٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن ذريح بن محمّد بن يزيد المحاربي ، عن أبي عبدالله 7 قال : « قال رسول الله 9 : إنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فنحن أهل بيته » (٤).

__________________

الذي نزل من السماء ، فقد ضاع بعضه على الناس. والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون. انظر صيانة القرآن من التحريف للسيد الخوئي 1 ص ٣ـ٦.

١ ـ تعرّضت الكعبة المشرّفة لحملتين من الهدم :

الاُولى : في سنة ثلاث وستين في وقعة الحرّة عندما هرب عبدالله بن الزبير والتجأ بالمسجد الحرام ، فلاحقه جيش الشام وحاصره فرموه بالمنجنيق ، ودامت الحرب بينهم إلى أن فرّج الله عن ابن الزبير وأصحابه بوصول نعي يزيد بن معاوية فعاد الجيش إلى الشام.

الثانية : في زمن عبدالملك بن مروان عندما وجّه الحجّاج إلى قتل ابن الزبير ، فالتجأ ثانية إلى المسجد الحرام فحاصره الحجّاج ونصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة ، وكان عبدالملك ينكر ذلك في أيام يزيد بن معاوية ، وأول ما رُمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت وعلاصوت الرعد على الحجارة ، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم ، فأخذ الحجّاج حجر المنجنيق فوضعه فيه ورمى به معهم.

انظر الكامل في التاريخ ٤ : ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، تاريخ الاسلام حوادث سنة ثلاث وسبعين.

٢ ـ ذكر الخزّاز القمّي في كفاية الأثر : أنّ الإمام الحسن المجتبى 7 رقى المنبر ـ بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين 7 ـ فخطب بالناس ـ إلى أن قال ـ : ولقد حدّثني جدّي رسول الله 9 أنّ الأمر يملكه إثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم. إلى آخر الحديث. ص ١٦٢.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤١٣ / ٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ٩١ ، باختلاف يسير.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٤ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ٨٨ ، من دون ذكر عترتي.


[ ٢٥٣ / ٥ ] وعنه ، عن النضر بن سويد (١) ، عن خالد بن زياد القلانسي ، عن رجل ، عن أبي جعفر 7 ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله 9 : « يا أّيها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا ، ولن تزلّوا ، ولن تبدّلوا ، فإنّي سألت اللطيف الخبير ألاّ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فاُعطيت ذلك ».

فقيل له : فما الثقل الأكبر ، وما الثقل الأصغر؟ فقال : « الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله عزّ وجلّ ، وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي » (٢).

[ ٢٥٤ / ٦ ] ابراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن هشام بن الحكم (٣) ، عن سعـد بن طريف الأسكاف ، قال : سألت أبا جعفر 7 عن قول النبي 9 : « إنّي تارك فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فقال أبو جعفر 7 : « لا يزال كتاب الله والدليل منّا عليه حتّى نرد على الحوض » (٤).

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : نضر بن سعيد ، وفي البصائر : نضر بن شعيب.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٥ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ٨٩ ، باختلاف يسير.

٣ ـ هشام بن الحكم : هو أبو محمّد ، مولى كندة ، كان ينزل بني شيبان ، وكان مولده الكوفة ، ومنشأه واسط ، وتجارته بغداد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى 8 ، وكان ثقة في الروايات ، حسن التحقيق بهذا الأمر. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8. وقال العلاّمة : كان ممّن فتق الكلام في الإمامة ، وهذّب المذهب بالنظر ، وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضرالجواب ، مات ; في أيام الرشيد وترحّم عليه الإمام الرضا 7.

انظر رجال النجاشي : ٤٣٣ / ١١٦٤ ، رجال البرقي : ٣٥ و ٤٨ ، رجال الطوسي : ٣٢٩ / ١٨ و ٣٦٢ / ١ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٨ / ١٠٦١.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٦ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ١٩٠ ، باختلاف يسير.


باب

ما جاء في التسليم لما جاء عنهم : وفي من ردّه وأنكره

[ ٢٥٥ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن عبدالله الحنّاط ، عن عمر بن ختن (١) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر 7 ، قال : « قال علي بن الحسين 8 : موت الفجأة تخفيف على المؤمن ، وأسف على الكافر ، وإنّ المؤمن ليعرف غاسله وحامله ، فإن كان له عند ربّه خيراً ناشد حملته بتعجيله ، وإن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصّروا به ».

فقال ضمرة بن سمرة (٢) : يا علي إن كان كما تقول لقفز من السرير ـ فضحك وأضحك ـ فقال علي بن الحسين 7 : « اللهم إن كان ضمرة بن سمرة ضحك وأضحك من حديث رسول الله 9 فخذه أخذ أسف (٣) » فعاش بعد ذلك أربعين يوماً ومات فجأة.

فأتى عليّ بن الحسين 8 مولى لضمرة ، فقال : أصلحـك الله إنّ ضمرة عاش ذلك الكلام الذي بينك وبينه أربعين يوماً ومات فجأة ، وإنّي اُقسم بالله لسمعت

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : عمر بن جيش ، وفي « س » : عمر بن خنيس ، وفي مدينة المعاجز عن المختصر : عمر بن حفص.

٢ ـ ضمرة بن سمرة : هو من المخالفين المعاندين : تنقيح المقال ٢ : ١١٦ ـ باب ضرار.

٣ ـ أسف : غضب. الصحاح ٤ : ١٣٣٠ ـ أسف.


صوته ، وأنا أعرفه كما كنت أعرفه في الدنيا وهو يقول : الويل لضمرة بن سمرة ، تخلّى منه كلّ حميم ، وحلّ بدار الجحيم وبها مبيته والمقيل.

فقال علي بن الحسين 8 : « الله أكبر هذا جزاء من ضحك وأضحك من حديث رسول الله 9 » (١).

[ ٢٥٦ / ٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى وعليّ بن إسماعيل بن عيسى ( ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى ) (٢) ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « ما جاءكم منّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ، ولم تعلموه ، ولم تفهموه ، فلا تجحدوه ، وردّوه إلينا ، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا » (٣).

[ ٢٥٧ / ٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي أو عمّن حدّثه عنه ، عن حجّاج بن الصباح الخيبري ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : إنّا نتحدّث عنك بالحديث فيقول بعضنا : قولنا فيه قولهم ، قال : « فما تريد؟ أتريد أن تكون إماماً يقتدى بك؟ من ردّ القول إلينا فقد سلّم » (٤).

[ ٢٥٨ / ٤ ] وعنه ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن حنّان بن سدير ، عن

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٥٨٦ / ٨ ، وعنه في البحار ٤٦ : ٢٧ / ١٤ ، ونقله البحراني عن المختصر في مدينة المعاجز : ٣١٠ / باب ٥٠ ، وأورد نحوه الكليني في الكافي ٣ : ٢٣٤ / ٤.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع ص ٩١ ، والظاهر أنّه سقط من الناسخ أو الطبّاع ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح لأنّ أحمد بن محمّد وعلي بن إسماعيل ومحمّد بن الحسين لم يرووا عن المفضل بن عمر.

انظر معجم رجال الحديث ٣ : ٩١ و ١٢ : ١٣٣ و ١٦ : ٣١٣ و ١٩ : ٣١٦.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٤ / ١.

٤ ـ تقدّم الحديث تحت رقم ٢٣٤ ، مع اختلاف بالسند.


أبي خالد ذي الشامة النحّاس (١) ، قال : دخلت على أبي عبدالله 7 فقلت له : إنّ عمّي وابن عمّي اُصيبا مع أبي الخطّاب (٢) فما قولك فيهما؟ فقال : « أمّا من قتل معه مسلّم لنا دونه فرحمه الله ، وأمّا من قتل معه مسلّم له دوننا فقد عطب » (٣).

[ ٢٥٩ / ٥ ] أحمد بن محمّد بن خالد ، عن علي بن الصـلت ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي (٤) ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن موسى بن أشيم ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : إنّي اُريد أن تجعل لي مجلساً ، فواعَدَني يوماً فأتيته للميعاد ، فدخلت عليه فسألته عمّا أردت أن أسأله عنه ، فبينا نحن كذلك إذ قرع علينا رجل الباب ، فقال : « ما ترى ، هذا رجل بالباب » فقلت : جعلت فداك أمّا أنا فقد فرغت من حاجتي فرأيك ، فأذن له ، فدخل الرجل فتحدّث ساعة ، ثمّ سأله عن مسائلي بعينها لم يُخرم (٥) منها شيئاً ، فأجابه بغير ما أجابني ، فدخلني من ذلك ما لا يعلمه إلاّ الله ثمّ خرج.

فلم نلبث إلاّ يسيراً حتّى استأذن عليه آخر فأذن له فتحدّث ساعة ، ثمّ سأله عن تلك المسائل بعينها ، فأجابه بغير ما أجابني وأجاب الأول قبله ، فازددت غمّاً

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : النخّاس.

٢ ـ تقدّمت ترجمته في حديث رقم ٧٧.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر. والعطب : الهلاك. الصحاح ١ : ١٨٤ ـ عطب.

٤ ـ زرعة بن محمّد الحضرمي : أبو محمّد ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم 8 وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8 وفي من لم يرو عنهم :.

انظر رجال النجاشي : ١٧٦ / ٤٦٦ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الشيخ ١ : ٢٠١ / ٩٨ و ٣٥٠ / ٢ و ٤٧٤ / ٥ ، خلاصة الأقوال : ٣٥٠ / ١٣٨٥.

٥ ـ يخرم : يُنقص. الصحاح ٥ : ٢٩١٠ ـ خرم.


حتّى كدت أن أكفر ، ثمّ خرج.

فلم نلبث إلاّ يسيراً حتّى جاء آخر ثالث فسأله عن تلك المسائل بعينها ، فأجابه بخلاف ما أجابنا أجمعين ، فاظلمّ عليّ البيت ودخلني غمّ شديد ، فلمّا نظر إليّ ورأى ما بي ممّا تداخلني ، ضرب بيده على منكبي.

ثمّ قال : « يا ابن أشيم إنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان بن داود 7 ملكه ، فقال ( هذاعطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (١) وإنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى محمد 9 أمر دينه ، فقال : احكم بين الناس بما أراك الله ، وإنّ الله فوّض إلينا ذلك كما فوّض إلى محمد 9 » (٢).

[ ٢٦٠ / ٦ ] أيّوب بن نوح ، عن جميل بن درّاج والحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الخزّاز ، عن العبّاس بن عامر القصباني (٣) ، عن الربيع بن محمّد المكّي (٤) ، عن يحيى بن زكريا الأنصاري ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : سمعـته يقول : « من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليه وعليهم

__________________

١ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٢ ـ أورد نحوه الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٨٣ / ٢ و ٣٨٥ / ٨.

٣ ـ العبّاس بن عامر القصباني : هو ابن رباح أبو الفضل الثقفي ، الشيخ الصدوق الثقة ، كثير الحديث ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم 7 وفي من لم يرو عنهم : ..

انظر رجال النجاشي : ٢٨١ / ٧٤٤ ، رجال الشيخ : ٣٥٦ / ٣٨ و ٤٨٧ / ٦٥.

٤ ـ وهو ربيع بن محمّد بن عمر بن حسان الاصم المسلّي ، ومسيلة قبيلة من مذحج وهي مسيلة بن عامر بن عمرو بن عُلَة بن خالد بن مالك بن اُدد ، روى عن أبي عبدالله 7.

انظر رجال النجاشي : ١٦٤ / ٤٣٣ ، رجال الطوسي : ١٩٢ / ٥ ، فهرست الشيخ : ١٢٧ / ٢٩٠ ، معجم رجال الحديث ٨ : ١٧٩ و ١٠ : ٢٤٨.


السلام فيما أسرّوا ، وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني ، وفيما لم يبلغني » (١).

[ ٢٦١ / ٧ ] حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد وغيره عمّن حدّثه عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن ظبيان ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « لم ينزل من السماء شيء أقلّ ولا أعزّ من ثلاثة أشياء :

أمّا أوّلها : فالتسليم.

والثانية : البر.

والثالثة : اليقين.

إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) » (٢) ثمّ قال : كيف يقرؤون هذه الآية ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً ) (٣)؟ فقلت : هكذا يقرؤونها ، فقال : « ليس هكذا اُنزلت ، إنّما اُنزلت : ومن يبتغ غير التسليم ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ».

ثمّ كان يقول لي كثيراً : « يا يونس سلّم تسلم » فقلت له : ما تفسير هذه الآية ( قد أفلح المؤمنون ) (٤) قال : « تفسيرها قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء يوم القيامة » (٥).

__________________

١ ـ أورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٦ ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٤ / ٢.

٢ ـ الذاريات ٥١ : ٣٦.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٥.

٤ ـ المؤمنون ٢٣ : ١.

٥ ـ أورده الطبرسي في مشكاة الأنوار : ٢٧ والديلمي في أعلام الدين : ١١٩ ، باختصار إلى قوله


[ ٢٦٢ / ٨ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد (١) ومحمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، قال : كنّا عند أبي عبدالله 7 فتلاعنا (٢) رجلان عنده ، حتّى بريء كلّ واحد منهما من صاحبه ، فقال لهما أبو عبدالله 7 : « أليس من دينكما الـردّ إليّ؟ » فقال : بلى ، قال : « فإنّكما منّي في ولاية » (٣).

[ ٢٦٣ / ٩ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وغيرهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف الخفّاف ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : ما تقول فيمن أخذ عنكم علماً فنسيه؟ قال : « لا حجّة عليه ، إنّما الحجّة على من سمع منّا حديثاً فأنكره ، أو بلغه فلم يؤمن به وكفر ، فأمّا النسيان موضوع عنكم.

إنّ أوّل سورة نزلت على رسول الله 9 ( سبّح اسم ربّك الأعلى ) فنسيها ، فلم يلزمه حجّة في نسيانه ، ولكنّ الله تبارك وتعالى أمضى له ذلك ، ثمّ قال

__________________

واليقين ، وعنه في البحار ٦٩ : ٤٠٨ / ١١٩ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ١٦٦ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله ، إلى قوله تعالى ( غير بيت من المسلمين ).

١ ـ علي بن حديد : هو ابن حكيم المدائني الأزدي الساباطي ، روى عن أبي الحسن موسى 7 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الرضا والجواد 8 ، وقال الشيخ : كوفي ، مولى الأزد ، وكان منزله ومنشأه بالمدائن.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٧ ، رجال البرقي : ٥٥ و ٥٦ ، رجال الشيخ : ٣٨٢ / ٢٤ و ٤٠٣ / ١١.

٢ ـ في نسخة « س و ض » : فتلاحّا.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.


( سنقرئك فلا تنسى ) (١) » (٢).

[ ٢٦٤ / ١٠ ] محمّد بن الحسين بن الخطّاب والحسن (٣) بن موسى بن الخشّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي ، عن الحجّاج الخيبري ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : إنّا نكون في موضع فيروى عنكم الحديث العظيم ، فيقول بعضنا لبعض : القول قولهم ، فيشقّ (٤) ذلك على بعضنا ، فقال : « كأنّك تريد أن تكون إماماً يقتدى بك ، من ردّ إلينا فقد سلّم » (٥).

[ ٢٦٥ / ١١ ] حدّثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي (٦) ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني (٧) ، عن علي بن أسباط ، عن داود بن فرقد ،

__________________

١ ـ الأعلى ٨٧ : ٦.

٢ ـ نقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٦٣٦ / ٥ ، كاملاً عن سعد بن عبدالله ، والمجلسي في البحار ٢٥ : ٣٦٤ / ٣ ، إلى قوله : فهو موضوع عنكم.

٣ ـ في نسخة « ض » والمختصر المطبوع : الحسين.

وقد ذكر السيد الخوئي 1 في معجم رجال الحديث ج ٧ ص ١١٠ رقم ٣٦٨٦ : الحسين بن موسى الخشاب واستشهد بروايتين عن التهذيب والاستبصار فقال : إلاّ أنّ في كلا الموضعين من الاستبصار : الحسن بن موسى الخشاب ، وهو الصحيح بقرينة سائر الروايات.

٤ ـ شقّ : صعُب. انظر القاموس المحيط ٣ : ٢٥٠.

٥ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٥ / ٤ ، وتقدّم نظيره في حديث : ٢٣٤ و ٢٥٧.

٦ ـ في نسخة « ض » : الدرابي ، وفي نسخة « س » : الدراي.

٧ ـ عبدالعظيم بن عبدالله الحسني : ابن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي


عن عبدالأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله 7 ، قال قلت له : إذا جاء حديث عن أوّلكم وحديث عن آخركم فبأيّهمـا نأخذ؟ فقال : « بحديث الأخير » (١).

[ ٢٦٦ / ١٢ ] وبهذا الإسناد عن علي بن أسباط ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : « إذا حدّثوكم بحديث عن الأئمّة : فخذوا به حتّى يبلغكم عن الحي ، فإن بلغكم عنه شيء فخذوا به ، ثمّ قال : إنّا والله لا ندخلكم فيما لا يسعكم » (٢).

[ ٢٦٧ / ١٣ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن عثمان بن زياد أنّه دخل على أبي عبدالله 7 ومعه شيخ من الشيعة ، فقال الشيخ لأبي عبدالله 7 : إنّي سألت أبا جعفر 7 عن الوضوء فقال : « مرّة مرّة » (٣) فما تقول أنت؟ فقال : « إنّك لم تسألني عن هذه المسألة إلاّ وأنت ترى أنّي اُخالف أبي صلوات الله عليه ، توضّأ ثلاثاً (٤) ، وخلّل

__________________

طالب : وكان عبدالعظيم ورد الري هارباً من السلطان ، وسكن سَرَباً في دار رجل من الشيعة في سكّة الموالي ، فكان يعبدالله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وله كتاب خطب أمير المؤمنين 7 ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين العسكريين 8.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٣ ، رجال الشيخ : ٤١٧ / ١ و ٤٣٣ / ٢٠.

١ و ٢ ـ أورد الكليني الروايتين في رواية واحدة في الكافي ١ : ٦٧ / ٩ ، باختلاف يسير ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عن المعلّى بن خنيس ، وعنه في البحار ٢ : ٢٢٧ / ٨.

٣ ـ هذا ما صرّح به أهل البيت : في أحاديثهم. اُنظر الكافي ٣ : ٢٦ / ٦ ، والتهذيب ١ : ٨٠ / ٢٠٦ ، والاستبصار ١ : ٦٩ / ٢١١ ، وانظر الوسائل ١ : ٤٣٥ ـ باب إجزاء الغرفة الواحدة في الوضوء ، وحكم الثانية والثالثة.

٤ ـ وبه قال الشافعي وأحمد وأصحاب الرأي : المستحب ثلاثاً ثلاثاً ( أ ) ، لأنّ اُبي بن كعب روى


أصابعك » (١).

[ ٢٦٨ / ١٤ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن محمّد بن اسحاق بن عمّار (٢) ، عمّن حدّثه من أصحابنا ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : جاء رجـل فلمّـا نظر إليه أبو عبدالله 7 ، قال : « أما والله لاُضلّنّه ، أما والله لاُوهمنّه » فجلس الرجل فسأله مسألة فأفتاه ، فلمّا خرج ، قال أبو عبدالله 7 : « لقد أفتيته بالضلالة التي لا هداية فيها ».

ثمّ إنّ الرجل جاء إلى أبي الحسن 7 ، فلمّا نظر إليه أبو الحسن 7 قال : « أما والله لاُضلّنّه بحقّ » فسأله الرجل عن تلك المسألة بعينها فأفتاه ، فقال الرجل : هيهات هيهات لقد سألت عنها أباك فأفتاني بغير هذا ، وما يجب عليّ أن أدع قوله أبداً ، فلمّا خرج قال أبو الحسن 7 : « أما والله لقد أفتيته بالهداية التي لا ضلالة

__________________

أنّ النبي 9 توضّأ مرّة مرّة وقال : « هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلاّ به » وتوضّأ مرتين مرّتين وقال : « من توضأ مرتين مرتين آتاه الله أجره مرتين » وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً وقال : « هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ، ووضوء خليل الله ابراهيم » ( ب ).

أ ـ كفاية الأخيار ١ : ١٦ ، مغني المحتاج ١ : ٥٩ ، بداية المجتهد ١ : ١٣ ، مسائل أحمد بن حنبل : ٦ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٢ ، المغني ١ : ١٥٩ ، فتح الباري ١ : ٢٠٩ ، المجموع ١ : ٤٣١.

ب ـ مسند أبي يعلى الموصلي ٩ : ٤٤٨ / ٥٥٩٨.

١ ـ نقله الحرّ العاملي في الوسائل ١ : ٤٤٥ / ٤ ، عن بصائر الدرجات للأشعري وكذلك المجلسي في البحار ٨٠ : ٢٩٥ / ٥١ ، وقد ذكر الحرّ عدّة أحاديث في هذا الباب تدلّ على التقيّة.

٢ ـ محمّد بن اسحاق بن عمار : هو ابن حيّان التغلبي الصيرفي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن موسى 7 ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الكاظم والرضا 8.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٦١ / ٩٦٨ ، رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٣٠ و ٣٨٨ / ٢٣.


فيها » (١).

[ ٢٦٩ / ١٥ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس ، عن اسحاق بن عمّار (٢) ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : ما تقول في العزل (٣)؟ فقال : « كان عليّ 7 لايعزل ، وأمّا أنا فأعزل » فقلت : هـذا خلاف! فقال 7 : « ما ضرّ داود 7 أن خالفه سليمان 7 والله عزّ وجلّ يقول ( ففهّمناها سليمان ) (٤) » (٥).

[ ٢٧٠ / ١٦ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس ، عن بكّار بن أبي بكر (٦) ، عن موسى بن أشيم ، قال : كنت عند أبي عبدالله 7 إذ أتاه رجل فسأله عن رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مقعد ، فقال أبوعبدالله 7 : « قد بانت منه بثلاث » ، ثمّ أتاه آخر فسأله عن تلك المسألة بعينها ، فقال : « هي واحدة وهو أملك بها » ، ثمّ أتاه آخر فسأله عن تلك المسألة بعينها ، فقال : « ليس بطلاق » ، فاظلمّ عليّ البيت لما رأيت منه.

فالتفت إليّ فقال : « يابن أشيم إن الله تبارك وتعالى فوّض الملك إلى

__________________

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ اسحاق بن عمّار : هو ابن حيّان ، مولى بني تغلب ابو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8 ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ، رجال البرقي : ٢٨ و ٤٧ ، رجال الشيخ : ٤٩ / ١٣٥.

٣ ـ عزل : نحّى. لسان العرب ١١ : ٤٤٠ ـ عزل.

٤ ـ الأنبياء ٢١ : ٧٩.

٥ ـ نقله الحرّ العاملي في الوسائل ٢٠ : ١٥٠ / ٦ ، عن بصائر الدرجات للاشعري.

٦ ـ بكار بن أبي بكر : هو الحضرمي الكوفي ، من أصحاب الإمام الصادق 7. رجال الطوسي : ١٥٨ / ٤٩.


سليمان 7 فقال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (١) وإنّ الله تبارك وتعالى فوّض إلى محمّد 9 أمر دينه فقال ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٢) فما كان مفوّضاً لمحمّد 9 فقد فوّض إلينا » (٣).

[ ٢٧١ / ١٧ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس ، عن اُديم بن الحر (٤) ، قال : شهدت أبا عبدالله 7 وقد سأله رجل عن آية من كتاب الله عزّ جلّ فأخبره بها ، ثمّ جاء رجل آخر فسأله عنها فأخبره بخلاف ما أجاب الأول ، ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجاب الأوّل والثاني ، فقيل له في ذلك ، فقال : « إنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان 7 أمر ملكه ، فقال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (٥) وإنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى محمّد 9 أمر دينه ، فقال ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٦) وما فوّض إلى محمّد 9 فقد فوّض إلينا » (٧).

__________________

١ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٢ ـ الحشر ٥٩ : ٧.

٣ ـ نقله الحرّ العاملي في الوسائل ٢٢ : ٧٠ / ٢٧ ، عن بصائر الدرجات للأشعري.

٤ ـ اُديم بن الحر : هو الجعفي مولاهم ، كوفي ثقة ، له أصل ، روى عن أبي عبدالله 7 نيفاً وأربعين حديثاً ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، قائلاً : آدم بن الحر الخثعمي.

اُنظر رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٧ ، رجال الشيخ : ١٤٣ / ٢٠ ، رجال العلاّمة : ٧٧ / ١٤٢.

٥ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٦ ـ الحشر ٥٩ : ٧.

٧ ـ أورد نحوه الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٨٦ / ١١ ، والكليني في الكافي ١ : ٢٦٥ / ٢ ، والمفيد في الاختصاص : ٣٣١ ، ففي البصائر : عن اُديم بن الحسن ، وفي الكافي : عن موسى ابن اُشيم.


[ ٢٧٢ / ١٨ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيـوب ابراهيم بن عثمان الخزّاز (١) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولاتحزنوا ) (٢) قال : « هم الأئمّة : ، ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلّم لأمرنا ، وكتم حديثنا عن عدوّنا ، تستقبله الملائكة بالبشرى من الله تعالى بالجنّة ، وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين (٣) ، استقاموا وسلّموا لأمرنا ، وكتموا لحديثنا ، ولم يذيعوه عند عدوّنا ، ولم يشكّوا فيه كما شككتم ، فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنّة » (٤).

[ ٢٧٣ / ١٩ ] وعنهم ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن أبي خالد يزيد الكناسي (٥) ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ

__________________

١ ـ ابراهيم بن عثمان الخزّاز : وقيل ابراهيم بن عيسى الخزّاز ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، وذكر ذلك أبو العباس في كتابه ، ثقة كبير المنزلة ، له أصل ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وكذلك البرقي قائلاً : أبو أيوب الخزّاز وهو ابراهيم بن عيسى كوفي ، ويقال : ابن عثمان.

انظر رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٥ ، رجال البرقي : ٢٧ ـ ٢٨ ، رجال الطوسي : ١٥٤ / ٢٤٠ ، فهرست الشيخ : ٤١ / ١٣.

٢ ـ فصّلت ٤١ : ٣٠.

٣ ـ في المختصر المطبوع ص ٩٦ : الّذين ..

٤ ـ أورده الصفار في بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٢ ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٥ / ٥.

٥ ـ ابو خالد يزيد الكناسي : عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق 8.


( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) (١) فقال : « يا أبا خالد النور والله الأئمّة : ، يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم الذين ينوّرون [ قلوب ] (٢) المؤمنين ، ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فتظلمّ قلوبهم ويغشاها ، لذلك ران (٣) الكفر.

والله يا أبا خالد لايحبّنا عبد ويتولّى الإمام منّا إلاّ كان معنا يوم القيامة ، ونزل منازلنا ، ولا يحبّنا عبد ويتولاّنا حتّى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهّر الله قلبه حتّى يسلّم لنا ويكون سلماً لنا ( فإذا كان سلماً ) (٤) لنا سلّمه الله من شدائد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر » (٥).

[ ٢٧٤ / ٢٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وغيرهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن كرّام عبدالكريم بن عمرو (٦) ، عن

__________________

رجال البرقي : ١٢ و ٣٢ ، رجال الشيخ : ١٤٠ / ٧ و ٣٣٦ / ٥.

١ ـ التغابن ٦٤ : ٨.

٢ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من الكافي وتفسير القمي.

٣ ـ ران : غلب. لسان العرب ١٣ : ١٩٢ ـ رين.

٤ ـ في نسخة « س و ض » : فإذا هو سلّم. بدل ما بين القوسين.

٥ ـ أورده الكليني في الـكافي ١ : ١٩٤ / ١ ، والقمّي في تفسيره ٢ : ٣٧١ ، عن ابي خـالد الكابلي باختلاف يسير ، وعنهما وعن بصائر الدرجات للأشعري في تفسيره البرهان ٥ : ٣٩٦ / ٢.

٦ ـ في نسخة « س و ض » والمختصر المطبوع ص ٩٦ : كرام ، عن عبدالكريم بن عمرو ، والصحيح ما أثبتناه ، حيث وجود ( عن ) بينهما زائدة لاشكّ فيها ، لأنّ كراماً هو لقب لعبد الكريم.


أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله 7 رجل بلغه عنكم أمر باطل فدان به فمات ، فقال : « يجعل الله له يا أبا بصير مخرجاً » ، قـلت : فإنّه مات على ذلك ، فقال : « لا يموت حتّى يجعل الله له مخرجاً » (١).

وحدّثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن علي بن أسباط ، عن يزيد بن عبدالله ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 بمثل ذلك (٢).

[ ٢٧٥ / ٢١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن يعقوب السرّاج (٣) ، قال :

__________________

وعبد الكريم بن عمرو : هو ابن صالح الخثعمي ، مولاهم كوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، ثمّ وقف على أبي الحسن 7 ، كان ثقة ثقة عيناً ، يلقّب كراماً ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8.

ونقل المامقاني عن الوحيد روايات صريحة في قول كرام بإمامة الإمام الرضا وإمامة الأئمّة الاثنى عشر عليهم السلام ، ويمكن الجمع بأنّه وقف على الإمام الكاظم عليه السلام حيناً ، ثمّ رأى علامة الإمامة في الإمام الرضا عليه السلام ، فقال بإمامته ورجع عن وقفه.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٤٥ / ٦٤٥ ، رجال البرقي : ٢٤ و ٤٨ ، رجال الشيخ : ٢٣٤ / ١٨١ و ٣٥٤ / ١٢ ، رجال الكشي : ٥٥٥ / ١٠٤٩ ، فهرست الشيخ : ١٧٨ / ٤٨٠ ، مشيخة الفقيه : ٨٦ ، تنقيح المقال ٢ : ٣٧ ـ باب الكاف ، معجم رجال الحديث ١١ : ٧١ ـ ٧٢.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ لم أعثر له على مصدر.

٣ ـ يعقوب السرّاج : كوفي ، ثقة ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وعدّه الشيخ المفيد من شيوخ أصحاب الإمام أبي عبدالله 7 ، وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين.


سألني أبو عبدالله 7 عن رجل ، فقال : « إنّه لا يحتمل حديثنا؟ » فقلت : نعم ، قال : « فلايغفل ، فإنّ الناس عندنا على درجات ، منهم على درجة ، ومنهم على درجتين ، ومنهم على ثلاث ، ومنهم على أربع ـ حتّى بلغ سبعاً ـ » (١).

[ ٢٧٦ / ٢٢ ] وحدّثني أبو طلحة يحيى بن زكريا البصري الحذّاء ، قال : حدّثنا عدّة من أصحابنا ، عن موسى بن أشيم ، قال : دخلت على أبي عبدالله 7 فسألته عن رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مجلس ، فقال : « ليس بشيء ».

فأنا جالس إذ دخل عليه رجل من أصحابنا ، فقال له : ما تقول في رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مجلس ، فقال : « يردّ الثلاثة إلى الواحدة ، فقد وقعت واحدة ، ولا يردّ ما فوق الثلاث إلى الثلاث ، وإلى الواحدة » فداخلني من جوابه للرجل ما غمّني ، ولم أدر كيف ذلك.

فنحن كذلك إذ جاء رجل آخر فدخل علينا ، فقال له : ما تقول في رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مجلس؟ فقال له : « إذا طلّق الرجل امرأته ثلاثاً بانت منه ، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره » ، فاظلمّ عليّ البيت وتحـيّرت من جوابه في مجلس واحد بثلاثة أجوبة مختلفة في مسألة واحدة ، فنظر إليّ متغيّراً ، فقال : « مالك يابن أشيم أشككت ، ودّ والله الشيطان أنّك شككت.

إذا طلّق الرجل امرأته على غير طهر ولغير عدّة ـ كما قال الله عزّ وجلّ ـ ثلاثاً أو واحدة فليس طلاقه بطلاق.

__________________

انظر رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢١٧ ، رجال البرقي : ٢٩ ، خلاصة الأقوال : ٢٩٩ / ١١١٣ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢١٦.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.


وإذا طلّق الرجل امرأته ثلاثاً وهي على طهر من غير جماع بشاهدين عدلين ، فقد وقعت واحدة وبطلت الثنتان ، ولا يردّ ما فوق الثلاث إلى الثلاث ، ولا إلى الواحدة.

وإذا طلّق الرجل امرأته ثلاثاً على العدّة ـ كما أمر الله عزّ وجلّ ـ فقد بانت منه ، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره ، فلا تشكّنّ يا ابن أشيم ، ففي كلّ والله من الحق » (١).

[ ٢٧٧ / ٢٣ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح (٢) ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « إنّ أحبّ أصحابي إليّ أفقههم ، وأورعهم ، وأكتمهم لحديثـنا ، وإنّ أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم إليّ الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ، ويروى عنّا فلم يحتمله قلبه ، واشمأزّ منه ـ جحده ـ وكفّر من دان به ، ولا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج ، وإلينا اُسند ، فيكون بذلك خارجاً من ديننا » (٣).

__________________

١ ـ نقله الحرّ العاملي عن بصائر الدرجات للأشعري في الوسائل ٢٢ : ٧٠ / ٢٨ ، وتقدّم نحوه تحت رقم ٢٧٠.

٢ ـ في نسخة « س و ض » والبحار : جميل بن درّاج.

وجميل بن صالح : هو الأسدي ، ثقة ، وجه ، له أصل ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي : ١٢٧ / ٣٢٩ ، فهرست الشيخ : ٩٤ / ١٥٥ ، رجال البرقي : ٤١ ، رجال الطوسي : ١٦٣ / ٤٠.

٣ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٣ / ٧ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٥ / ٦.


باب

في كتمان الحديث وإذاعته

[٢٧٨ / ١ ] حدّثنا أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب السرّاد (١) ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله 7 « أما والله لو وجدت منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم شيئاً » (٢).

[ ٢٧٩ / ٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن خالد البرقي ، عن ربيع الورّاق ، عن بعض أصحابه ، عن حفص الأبيض (٣) ، قال : دخلت على أبي عبدالله 7 أيام قُتل المعلّى بن خُنيـس وصلب ، فقال : « يا حفص إنّي نهيت المعلّى عن أمر فأذاعه

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : السوادي ، وفي المختصر المطبوع ص ٩٨ : السواد ، وكلاهما اشتباه ، صحيحه ما في المتن.

اُنظر رجال البرقي : ٤٨ و ٥٣ ، فهرست الشيخ : ٩٦ / ١٦٢ ، رجال العلاّمة : ٩٧ / ٢٢٢. وتقدّمت ترجمته تحت رقم ٥٣.

٢ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٤٢ / ٣ ، باختلاف يسير ، وعنه في البحار ٦٧ : ١٦٠ / ٥.

٣ ـ حفص الأبيض : هو التمّار الكوفي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7. رجال الشيخ : ١٧٦ / ١٨٦.


فقوبل بماترى ، قلت له : إنّ لنا حديثاً من حفظه حفظ الله عليه دينه ودنياه ، ومن أذاعه علينا سلبه الله دينه.

يا معلّى : لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاؤوا منّوا (١) وإن شاؤوا قتلوكم.

يا معلّى : إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين عينيه ، ورزقه العزّ في الناس.

يا معلّى : من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السلاح أو يموت بحبل ، إنّي رأيته يوماً حزيناً ، فقلت : مالك أذكرت أهلك وعيالك؟ فقال : نعم ، فمسحت وجهه ، فقلت : أنّى تراك؟ فقال : أراني في بيتي مع زوجتي وعيالي ، فتركته في تلك الحال مليّاً ، ثمّ مسـحت وجهه ، فقلت : أين تراك؟ فقال : أراني معك في المدينة ، فقلت له : إحفظ ما رأيت ولا تذعه ، فقال لأهل المدينة : إنّ الأرض تطوى لي ، فأصابه ما قد رأيت » (٢).

[ ٢٨٠ / ٣ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي اُسامة زيد الشحّام ، عن أبي الحسن الأول 7 قال : قال : « اُمر الناس بخصلتين فضيّعوهما ، فصاروا منهما على غير شيء : الصبر والكتمان » (٣).

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : همّوا ، وفي نسخة « س » هبّوا. وفي بعض المصادر : امنوا.

٢ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٤٠٣ / ٢ ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٣٧٨ / ٧٠٩ ، والمفيد في الاختصاص : ٣٢١ ، والطبري في دلائل الإمامة : ١٣٦ ، ونوادر المعجزات : ١٥٠ / ١٨ ، وكلّها باختلاف.

٣ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٧ / ٢٩١ ، والكليني في الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٢ ، عن الإمام الصادق 7.


[ ٢٨١ / ٤ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن ذريح بن محمّد المحاربي ، عن أبي حمزة ثابت الثمالي ، عن أبي عبدالله 7 قال : « قال لي أبي ـ ونعم الأب كان صلوات الله عليه يقول ـ : لو وجدت ثلاثة أستودعهم ، لأعطيتهم ما لا يحتاجون معه إلى النظر في حلال ولا حرام ، ولا في شي إلى أن يقوم قائمنا قائم آل محمّد : ، إنّ أمرنا صعب مستصعب لايحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان » (١).

[ ٢٨٢ / ٥ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب و (٢) علي بن محمّد بن عبدالله الحنّاط ، عن علي بن أبي حمزة (٣) قال : أرسلني أبو الحسن موسى 7 إلى رجل من بني حنيفة إلى مسجدهم الكبير ، فقال : « إنّك تجد في ميمنة المسجد رجلاً يعقّب حتّى تطلع الشمس ، يقال له : فلان بن فلان » ووصفه لي ، فأتيته وعرفته بالصفة ، فقلت له : أنت فلان بن فلان؟ فقال : نعم ، فمن أنت؟ فقلت : أنا رسول فلان بن فلان وهذا كتابه ، فزبرني زبرة فزعت منها ، ودخلني من ذلك الشك أن لا يكون صاحبي ، فلم أزل اُكلّمه واُليّنه ، وقلت له : ليس عليك منّي بأس ، وصاحبك أعلم منك حيث بعثني إليك ، فاطمأنّ قلبه وسكن ، فدفعت إليه كتابه فقرأه.

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٨ / ١ ، باختلاف وبسندين عن ذريح ، وحديث ٣ عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر 7 قال : سمعته يقول : إنّ أبي نعم الأب رحمة الله عليه يقول ـ إلى قوله 7 ـ إلى حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيامة. وعن الموردين في البحار ٢ : ٢١٢ / ١ و ٢١٣ / ٣.

٢ ـ في نسخة « ض » : عن ، بدل : و.

٣ ـ في نسخة « س و ض » : علي بن حمزة.


ثمّ قال : ائتني يوم كذا حتّى اُعطيك جوابه ، فأتيته فأعطاني جوابه ، ثمّ لبثت شهراً فأتيته اُسلّم عليه ، فقيل : مات الرجل ، فاغتممت لذلك غمّاً شديداً لتخلّفي عنه ، ورجعت من قابل إلى مكّة ، فلقيت أبا الحسن 7 ، فدفعت إليه جواب كتابه.

فقال : « رحمه الله ، يا علي لم تشهد جنازته؟ » قلت : لا ، قال : « قد كنت اُحبّ أن تشهد جنازة مثله ، ثمّ قال : فيكتب لك ثواب ذلك بما نويت.

يا علي : ذلك رجل ممّن كان يكتم إيمانه ، ويكتم حديثنا وأمرنا ، وكان لنا شيعة ، وهو معنا في علّيّين ، وكان نُوَمَة (١) لا يعرفه الناس ، ويعرفه الله وهو معنا في درجتنا ، إنّ الله عزيز حكيم » (٢).

[ ٢٨٣ / ٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن بحر ، ، عن رجل من أصحاب علي 7 قال : قال 7 : « اَمِت الحديث بالكتمان ، واجعل سرّ الإيمان بالقلب » (٣).

[ ٢٨٤ / ٧ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن مسلم ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار الدهني (٤) ، عن أبي عبدالله 7 ، قال :

__________________

١ ـ نُوَمَة : الخامل الذكر. لسان العرب ١٢ : ٥٩٦ ـ نوم.

٢ ـ أورده باختصار ابن شهر آشوب في المناقب ٤ : ٣١٨ ، وعنه في البحار ٤٨ : ٧٦.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ معاوية بن عمّار الدُهْنِيّ : هو ابن ابي معاوية خبّاب بن عبدالله البجلي أبو القاسم الكوفي بيّاع السابري ، مولاهم ، كوفي ـ ودُهْن من بجيلة ـ وكان وجهاً في أصحابنا ومقدّماً ، كبير الشأن عظيم المحل ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، ومات ; في سنة خمس وسبعين ومائة.

انظر رجال النجاشي : ٤١١ / ١٠٩٦ ، رجال البرقي : ٣٣ ، رجال الشيخ : ٣١٠ / ٤٨١.


قال لي : « يا معاوية أتريدون أن تكذّبوا الله عزّ وجلّ في عرشه ، لا تحدّثوا الناس إلاّ بما يحتملون ، فإنّ الله تبارك وتعالى لم يزل يُعبد سرّاً ».

قال معاوية بن عمّار : وقال لي أبو عبدالله 7 : « من لقيت من شيعتنا فاقرأه مني السلام وقل لهم : إنّما مثلك في الناس مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان ، وأظهروا الشرك فاُوجروا مرّتين » (١).

[ ٢٨٥ / ٨ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن الحسين بن علوان وعمر بن مصعب ، قال : حديثاً كان لنا عند أبي عبدالله 7 ذات ليلة ونحن جماعة ، فأقبلوا يقولون ويتمنّون : ليت هذا الأمر كان ورأيناه ، فلم يزالوا حتّى ذَهَبَ عامّة الليل ، ليس منهم من يسأل عن شيء ينتفع به في حلال ولا حرام ، فلمّا رآهم لايقحمون قال : « صه » (٢) ، فسكتوا.

فقال : « أيسرّكم أنّ هذا الأمر كان؟ » قالوا : بلى والله ودَدنا أن قد رأيناه ، قال : « حتّى تجتنبوا الأحبّة من الأهلين والأولاد ، وتلبسوا السلاح ، وتركبوا الخيل ، ويغار على الحصون » قالوا : نعم ، قال : « قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم تفعلوا ، أمرناكم أن تكفّوا وتكتموا حديثنا ، وأخبرناكم أنّكم إذا فعلتم ذلك فقد رضينا فلم تفعلوا » (٣).

[ ٢٨٦ / ٩ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن

__________________

١ ـ لم اعثر له على مصدر.

٢ ـ صه : كلمة بُنيت على السكون. وهو اسم سُمّي به الفعل ، ومعناه اسكت. الصحاح ٦ : ٢٢٣٩ ـ صه. وفي المختصر المطبوع ص ١٠٠ : « ص » وهو سهو واضح.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.


محمّد بن سنان ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق به والقبول له فقط ، إنّ من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله ، فأقرئوا موالينا السلام ، وقولوا لهم : رحم الله عبداً اجترّ (١) مودّة الناس إليّ وإلى نفسه ، فحدّثهم بما يعرفون ، وستر عنهم ما ينكرون ».

ثمّ قال : « والله ما الناصب لنا حرباً بأشدّ مؤُونة علينا من الناطق علينا بما نكرهه ، فإذا رأيتم (٢) من عبد إذاعة فامشوا إليه وردّوه عنها ، فإن هو قبل وإلاّ فتحمّلوا عليه بمن يثقل (٣) عليه ويسمع منه ، فإنّ الرجل منكم يطلب الحاجة فيتلطّف فيها حتّى تقضى له ، فألطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم ، فإن هو قبل منكم وإلاّ فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ، ولاتقولوا : إنّه يقول ويقول ، فإنّ ذلك يحمل عليّ وعليكم.

أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لكم لأقررت أنّكم أصحابي ، هذا أبو حنيفة له أصحاب ، وهذا الحسن (٤) له أصحاب ، وأنا امرؤ من قريش ، ولدني رسول الله 9 وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كلّ شيء ، وفيه بَدءُ الخلق ، وأمر السماء ، وأمر الأرض ، وأمر الأوّلين ، وأمر الآخرين ، وما كان وما يكون ، كأنّي أنظر ذلك نصب عيني » (٥).

__________________

١ ـ اجترّ : جرّ. الصحاح ٢ : ٦١٢ ـ جرر.

٢ ـ في الكافي : عرفتم.

٣ ـ في نسخة « س » : يعقل ، وفي « ض » : ينقل.

٤ ـ المراد منه هو الحسن البصري.

٥ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٥ ، وعنه في البحار ٧٥ : ٧٤ / ٢٢ ، باختلاف يسير.


[ ٢٨٧ / ١٠ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اُسامة زيد الشحام ، قال : قال العبد الصالح 7 : « اُمر الناس بخصلتين فضيّعوهما ، فصاروا منهما على غير شيء : الصبر والكتمان » (١).

[ ٢٨٨ / ١١ ] وعنهما ، عن غير واحد ممّن حدّثهما ، عن حمّاد بن عيسى وغيره من أصحابنا ، عن حريز بن عبدالله ، عن المعلّى بن خُنيس (٢) ، قال : قال لي أبو عبدالله 7 : « يا معلّى اكتم أمرنا ولا تذعه ، فإنّه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزّه الله به في الدنيا ، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة.

يا معلّى : من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذلّه الله به في الدنيا ، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة ، وجعله ظُلمة يقوده إلى النار.

يا معلّى : إنّ التقيّة من ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقيّة له.

يا معلّى : إنّ الله عزّ وجلّ يُحبّ أن يُعبد في السرّ كما يُعبد في العلانية.

يا معلّى : المذيع أمرنا كالجاحد له (٣) » (٤).

__________________

١ ـ تقدّم الحديث تحت رقم ٢٨٠.

٢ ـ المعلّى بن خُنيس : هو أبو عبدالله مولى الإمام الصادق جعفر بن محمّد 7 ، ومن قبله كان مولى لبني أسد ، كوفيّ ، بزّاز ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وقد وردت فيه روايات مادحة وذامّة فصحّح السيّد الخوئي ; المادحة وضعّف الذامّة منها. وعدّه الشيخ في كتاب الغيبة من السفراء الممدوحين ، وكان من قوّام أبي عبدالله 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٤١٧ / ١١١٤ ، رجال البرقي : ٢٥ ، رجال الطوسي : ٣١٠ / ٣٩٧ ، الغيبة للطوسي : ٣٤٧.

٣ ـ في نسخة « ض » : به ، بدل : له.

٤ ـ ذكره البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٧ / ٢٩٢ ، والكليني في الكافي ٢ : ٢٢٣ / ٨ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٤٠.


[ ٢٨٩ / ١٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن يونس بن عمّار ، عن سليمان بن خالد (١) ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « يا سليمان إنّكم على أمر من كتمه أعزّه الله ، ومن أذاعه أذلّه الله » (٢).

[ ٢٩٠ / ١٣ ] وعنه ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبدالله 7 فسألته عن حديث كثير ، فقال : « هل كتمت عليّ شيئاً قط؟ » فبقيت أتذكّر ، فلمّا رأى ما حلّ بي ، قال : « أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس به ، إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك » (٣).

[ ٢٩١ / ١٤ ] وعنه ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير وحدّثني يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن داود بن فرقد ، قال : قال لي

__________________

١ ـ سليمان بن خالد : هو ابن دهقان بن نافلة البجلي ، مولى عفيف بن معدي كرب ابو الربيع الأقطع ، كان قارئاً فقيهاً وجهاً ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 ، وخرج مع زيد ، ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفر 7 غيره ، فقطعت يده ، مات في حياة أبي عبدالله 7 فتوجّع لفقده ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر والصادق 8 ، واقتصر الشيخ الطوسي على الإمام الصادق 7 فقط.

انظر رجال النجاشي : ١٨٣ / ٤٨٤ ، رجال البرقي : ١٣ و ٣٢ ، رجال الطوسي : ٢٠٧ / ٧٦ ، رجال العلاّمة : ١٥٣ / ٤٤٥.

٢ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٣ ، وعنه في البحار ٧٥ : ٧٢ / ٢٠.

٣ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٤٠٣ / ٣١٢ ، وعنه في مشكاة الأنوار : ٤١ ، والبحار ٢ : ٧٥ / ٤٨.


أبو عبدالله 7 : « لاتحدّث حديثنا إلاّ أهلك أو من تثق به » (١).

[ ٢٩٢ / ١٥ ] محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن منصور بن حازم (٢) ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « يا منصور ما أجد أحداً اُحدّثه ، وإنّي لاُحدّث الرجل منكم بالحديث فيتحدّث به ، فاُوتي به فأقول : لم أقله » (٣).

[ ٢٩٣ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : قال : « إنّ أصحاب محمّد 9 وُعدوا سنة السبعين ، فلمّا قتل الحسين 7 غضب الله عزّ وجلّ على أهل الأرض فأضعف عليهم العذاب.

وإنّ أمرنا كان قد دنا فأذعتموه فأخّره الله عزّ وجلّ ، ليس لكم سرّ ، وليس لكم حديث إلاّ وهو في يد عدوّكم ، إنّ شيعة بني فلان طلبوا أمراً فكتموه حتّى نالوه ، وأمّا أنتم فليس لكم سرّ » (٤).

__________________

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ منصور بن حازم : هو أبو أيّوب البجلي ، كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من أجلّة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وقال السيد الخوئي ; : وعدّه الشيخ في النسخة المطبوعة من أصحاب الإمام الباقر 7 وبقية النسخ خالية من ذكره.

انظر رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠١ ، رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ١٣٨ / ٥٣ و ٣١٣ / ٥٣٣ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٣٧٣.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٩ / ٥ ، وعنه في البحار ٢ : ٢١٣ / ٥ ، باختلاف يسير.

٤ ـ أورد نحوه العياشي في تفسيره ٢ : ٢١٨ / ٦٩ ، والكلـيني في الكـافي ١ : ٣٦٨ / ١ ،


[ ٢٩٤ / ١٧ ] وعنه ، عن علي بن النعمان ، عن اسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : قد هممت أن أكتم أمري من الناس كلّهم حتّى أصحابي خاصّة ، فلايدري أحد على ما أنا عليه ، فقال : « ما اُحبّ ذلك لك ، ولكن جالس هؤلاء مرّة وهؤلاء مرّة » (١).

[ ٢٩٥ / ١٨ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية (٢) ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين 8 أنّه قال : « وددت والله أنّي افتديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي : النزق (٣) وقلّة الكتمان » (٤).

[ ٢٩٦ / ١٩ ] وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى الكلابي (٥) ، عن محمّد بن عجلان ، قال : قال

__________________

والنعماني في الغيبة : ٢٩٣ / ١٠ ـ باب ما جاء في المنع عن التوقيت ، والطوسي في الغيبة : ٤٢٨ / ٤١٧ ـ فصل فيما ذكر في عمر صاحب الأمر عجل الله فرجه ، والراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ١٧٨ / ذيل حديث ١١ ـ باب معجزات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ مالك بن عطية : هو الأحمسي ابو الحسين البجلي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق : ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣٢ ، رجال البرقي : ٤٧ ، رجال الطوسي : ١٠١ / ٧ و ١٣٦ / ٢١ و ٣٠٨ / ٤٥٧ ، رجال العلاّمة : ٢٧٧ / ١٠٠٩.

٣ ـ النزق : الخفّة والطيش. الصحاح ٤ : ١٥٥٨ ـ نزق.

٤ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢١ / ١ ، والصدوق في الخصال : ٤٤ / ٤٠.

٥ ـ عثمان بن عيسى الكلابي : هو أبو عمرو العامري الكلابي الرؤاسي ، مولى بني


أبو عبدالله 7 : « إنّ الله تبارك وتعالى عيّر قوماً بالإذاعة ، فقال ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) (١) فإيّاكم والإذاعة » (٢).

[ ٢٩٧ / ٢٠ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب (٣) ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : « من أذاع علينا شيئاً من أمرنا فهو ممّن قتلنا عمداً ، ولم يقتلنا خطأً » (٤).

__________________

رؤاس ، وكان شيخ الواقفة ووجهها ، وأحد الوكلاء المستبدّين بمال الإمام موسى بن جعفر 7 ، روى عن أبي الحسن 7 ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم 7 وزاد الشيخ عليه الإمام الرضا 7.

وقال الكشّي : ذكر نصر بن الصباح : أنّ عثمان بن عيسى كان واقفيّاً ، وكان وكيل أبي الحسن موسى عليه السلام ، وفي يده مال ، فسخط عليه الإمام الرضا عليه السلام ، قال : ثمّ تاب عثمان وبعث إليه بالمال.

اُنظـر رجـال النجـاشي : ٣٠٠ / ٨١٧ ، رجال البرقي : ٤٩ ، رجال الطوسي : ٣٥٥ / ٢٨ و ٣٨٠ / ٨. رجال الكشّي : ٥٩٧ / ١١١٧.

١ ـ النساء ٤ : ٨٣.

٢ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٩ / ٢٩٩ ، والكليني في الكافي ٢ : ٣٦٩ / ١ و ٣٧١ / ٨ ، والعيّاشي في تفسيره ١ : ٢٥٩ / ٢٠٤ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٣٤ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.

٣ ـ يونس بن يعقوب : هو ابن قيس ابو علي الجلاّب البجلي الدهني ، خاله معاوية بن عمار. اختص بأبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، وكان يتوكّل لأبي الحسن 7 ، مات بالمدينة في أيام الإمام الرضا 7 ، فتولّى أمره ، وكان حظيّاً عندهم ، موثّقاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7 وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم والرضا 8.

اُنظر رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٧ ، رجال البرقي : ٢٩ ، رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤٤ و ٣٦٣ / ٤ و ٣٩٤ / ١.

٤ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٨ / ٢٩٥ ، بنفس السند ، والكليني في الكافي ٢ : ٣٧١ / ٩ ، بسند


[ ٢٩٨ / ٢١ ] وعنهما وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن الحسن بن علي بن فضّال (١) وصفوان بن يحيى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( ويقتلون الأنبياء بغير حقّ ) (٢) قال : « أما والله ما قتلوهم بالسيوف ولكنّهم أذاعوا سرّهم ، وأفشوا عليهم أمرهم فقُتلوا » (٣).

[ ٢٩٩ / ٢٢ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله 7 قال : « أوصى آدم 7 إلى هابيل ، فحسده قابيل فقتله ، ووهب الله له هبة الله وأمره أن يوصي إليه ، وأن يسرّ (٤) ذلك ، فجرت السنّة في ذلك بالكتمان والوصية (٥) ، فأوصى إليه وأسرّ ذلك ،

__________________

آخر ، والمفيد في الاختصاص : ٣٢ ، وفيه : « ليس منّا من أذاع حديثنا ، فإنّه قتلنا قتل عمد لا قتل خطأ » وورّام في تنبيه الخواطر ٢ : ١٦٢ ، وفيه « ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن قتل عمد » ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٤١ ، والسبزواري في جامع الأخبار : ٢٥٣ / ٦٦١.

١ ـ في نسخة « ض » : أحمد بن الحسين بن علي بن فضال ، عن الحسين بن علي بن فضال ، وفي المختصر المطبوع ص ١٠٣ : أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسين بن علي بن فضّال ، وكلاهما قد وقع فيهما التصحيف والخلط ، وما أثبتناه إن شاء الله هو الصحيح ، لأن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال هو الراوي عن أبيه ، ولم أجد ذكر للحسين بن علي فضال أو أحمد بن الحسين بن علي بن فضال في كتب التراجم.

انظر معجم رجال الحديث ٢ : ٨٣ و ٨٨ و ٦ : ٥٥.

٢ ـ آل عمران ٢ : ١١٢.

٣ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٨ / ٢٩٦ ، والكليني في الكافي ٢ : ٣٧١ / ٧ ، باختلاف يسير ، والعيّاشي في تفسيره ١ : ١٩٦ / ١٣٢ ، نحوه.

٤ ـ في نسخة « ض » : يستر.

٥ ـ في قصص الأنبياء : في الوصية.


فقال قابيل لهبة الله : إنّي قد علمت أنّ أباك قد أوصى إليك ، وأنا اُعطي الله عهداً لئن أظهرت ذلك أو تكلّمت به لأقتلنّك كما قتلت أخاك » (١).

[ ٣٠٠ / ٢٣ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : « حسبك (٢) أن يعلم الله وإمامك الذي تأتمّ به رأيك وما أنت عليه » (٣).

[ ٣٠١ / ٢٤ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : « إنّ أبي صلوات الله عليه كان يقول : وأيّ شيء أقرّ للعين من التقيّة ، إنّ التقيّة جُنّة المؤمن » (٤).

[ ٣٠٢ / ٢٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى وعلي بن اسماعيل بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، قال : قال لي أبو الحسن موسى 7 : « إن كان في يدك هذه شيء

__________________

١ ـ أورد صدره العياشي في تفسيره ١ : ٣١١ / ٧٩ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ٦١ / ٤٠ ، باختلاف يسير.

٢ ـ حسبك : أي كفاك. لسان العرب ١ : ٣١١ ـ حسب. بمعنى كفاك أن يعلم الله تعالى شأنه سرّك ، وإمامك الذي بإذن الله عزّ وجلّ يعلم ذلك.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٤٠١ / ٣٠٧ ، بقطعتين ، والكليني في الكافي ٢ : ٢٢٠ / ١٤ ، وفيهما : عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مروان ، والصدوق في الخصال : ٢٢ / ٧٨ ، وفيه : يا محمّد كان أبي يقول : يا بني ما خلق الله شيئاً أقرّ لأبيك من التقية ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٤٣ ، والسبزواري في جامع الأخبار : ٢٥٤ / ٢٣.


فاستطعت أن لاتعلم به هذه فافعل » (١).

[ ٣٠٣ / ٢٦ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقى ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله 7.

وعن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالواحد بن المختار (٢) ، عن أبي جعفر 7 قال : « لو أنّ على أفواهكم أوكية (٣) لحدّثنا كلّ امرىء بما لَهُ » (٤).

[ ٣٠٤ / ٢٧ ] وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي (٥) ، قال : سمعت علياً 7 يقول في شهر رمضان ـ وهو الشهر

__________________

١ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٥ / صدر حديث ١٤ ، وعنه في البحار ٧٥ : ٨٢ / صدر حديث ٣١ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٣٢٣.

٢ ـ عبدالواحد بن المختار : هو الأنصاري ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر 7 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق 7.

انظر رجال البرقي : ١١ ، رجال الشيخ : ١٢٨ / ١٦ و ٢٣٨ / ٢٤٢.

٣ ـ الوكاء : رباط القربة وغيرها ، وكل ما شدّ رأسه من وعاء ونحوه. القاموس المحيط ٤ : ٤٠١ ـ وكي.

٤ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٤٢٣ / ٢ ، والكليني في الكافي ١ : ٢٦٤ / ١ ، بالسند الثاني وباختلاف يسير ، والبرقي في المحاسن ١ : ٤٠٢ / ٣١٠ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن أبان ، عن ضريس ، عن عبدالواحد بن المختار ، باختلاف يسير.

٥ ـ سليم بن قيس الهلالي : هو العامري الكوفي أبو صادق ، عدّه البرقي والشيخ من الأولياء من أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسن والحسين والسجّاد والباقر :. وكذلك الشيخ الطوسي.


الذي قتل فيه وهو بين ابنيه الحسن والحسين 8 وبني عبدالله بن جعفر بن أبي طالب : ، وخاصّة شيعته ـ : « دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم ، وألزموا أنفسكم السكوت ودولة عدوّكم ، فإنّه لا يعدمكم ما ينتحل أمركم ، وعدو باغ حاسد.

الناس ثلاثة أصناف : صنف بيّن بنورنا ، وصنف يأكلون بنا ، وصنف اهتدوا بنا واقتدوا بأمرنا ، وهم أقلّ الأصناف اولئك الشيعة النجباء الحكماء ، والعلماء الفقهاء ، والأتقياء الأسخياء ، طوبى لهم وحسن مآب » (١).

[ ٣٠٥ / ٢٨ ] وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا 7 عن الرؤيا ، فأمسك عنّي ثم قال : « لو أنّا أعطيناكم ما تريدون كان شرّاً لكم ، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر ».

قال أبو جعفر 7 : « ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل 7 ، وأسرّها جبرئيل 7 إلى محمّد 9 ، وأسرّها محمّد 9 إلى علي صلوات الله عليه ، وأسرّها علي صلوات الله عليه إلى من شـاء ، ثمّ أنتم تذيعون ذلك ، من الذي أمسك حرفاً سمع به؟ »

__________________

وقال العلاّمة : قال السيد علي بن أحمد العقيقي : كان سُليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام طلبه الحجّاج ليقتله ، فهرب وأوى إلى أبان بن أبي عيّاش ، فلمّا حضرته الوفاة قال لأبان : إنّ لك عليّ حقّاً وقد حضرني الموت ، يابن أخي إنّه كان من الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كيت وكيت ، وأعطاه كتاباً ، فلم يروي عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان بن أبي عيّاش. وذكر أبان في حديثه ، قال : كان سليم شيخاً متعبّداً له نور يعلوه.

انظر رجال البرقي : ٤ و ٧ و ٨ و ٩ ، رجال الطوسي : ٤٣ / ٥ و ٦٨ / ١ و ٧٤ / ١ و ٩١ / ٦ و ١٢٤ / ١ ، رجال العلاّمة : ١٦٢ / ٤٧٣.

١ ـ أورده سليم بن قيس في كتابه ٢ : ٩٤٣ / ٧٩.


وقال أبو جعفر 7 : « في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه ، فاتّقوا الله ولاتذيعوا علينا ، فلولا أنّ الله عزّ وجلّ يدافع عن أوليائه ، وينتقم من أعدائه لأوليائه ، أما رأيت ما صنع الله بآل برمك (١) ، وما انتقم لأبي الحسن صلوات الله عليه منهم.

وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي الحسن 7 ، وأنتم بالعراق وترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم ، فعليكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، ولا تغرّنّكم الدنيا ، ولاتغترّوا بمن أمهل الله تعالى له فكان الأمر قد صار إليكم ، ولو أنّ العلماء وجدوا من يحدّثونه ويكتم سرّه لحدّثوا ولبيّنوا الحكمة ، ولكن قد ابتلاهم الله بالإذاعة.

وأنتم قوم تحبّونا بقلوبكم ، ويخالف ذلك فعلكم ، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ولهذا استتر على صاحبكم ليقال مختلفون ، مالكم لا تملكون أنفسكم وتصبرون حتّى يجيء الله بالذي تريدون ، إنّ هذا الأمر ليس يجيء على ما يريد الناس ، إنّما هو أمر الله وقضاؤه والصبر ، إنّما يعجل من يخاف الفوت.

وقد رأيت ما كان من أمر علي بن يقطين (٢) وما أوقع عند هؤلاء الفراعنة من

__________________

١ ـ آل برمك : هم البرامكة ، قوم سكنوا محلّة أو قرية البرمكية ببغداد فنسبوا إليها. انظر معجم البلدان ١ : ٣٦٧ و ٤٠٣ ، تاريخ بغداد ٦ : ١٣٩ ـ ترجمة ابراهيم بن عمر المعروف بالبرمكي.

٢ ـ علي بن يقطين : هو ابن موسى البغدادي ، سكنها وهو كوفي الأصل ، مولى بني أسد ، أبو الحسن ، ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة ، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة في أيام الإمام موسى بن جعفر 7 ، روى عن أبي عبدالله 7 حديثاً واحداً وعن أبي الحسن موسى 7 فأكثر ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم 7.

وقال الشيخ : ثقة ، جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى عليه السلام عظيم المكان في


أمركم ، فلولا دفاع الله عن صاحبكم وحسن تقديره له ، ولكن هو من منّ الله ودفاعه عن أوليائه ، أما كان لكم في أبي الحسن 7 عظة.

أماترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن 7 ما صنع ، وقال لهم وأخبرهم ، أترى الله يغفر له ما ركب منّا ، فلو أعطيناكم ما تريدون كان شرّاً لكم ولكنّ العالم يعمل بما يعلم » (١).

[ ٣٠٦ / ٢٩ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان (٢) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر 7 : « إنّما شيعتنا الخُرّس » (٣).

[ ٣٠٧ / ٣٠ ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عمّن ذكره ، عن عبدالله بن مسكان ، عن عبيدالله بن علي الحلبي (٤) ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « ما ذنبي إن كان

__________________

الطائفة ، وكان في خدمة السفّاح والمنصور ومع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة وكذلك وُلده ، وكان يحمل الأموال إلى الإمام جعفر الصادق 7 ، فنمّ خبره إلى المنصور والمهدي فصرف الله عنه كيدهما.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٧٣ / ٧١٥ ، فهرست الشيخ : ١٥٤ / ١٥ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الطوسي : ٣٥٤ / ١٧.

١ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٤ / ١٠ ، إلى قوله : فكان الأمر قد صار إليكم ، وعنه في البحار ٤٨ : ٢٤٩ / ٥٨ و ٧٥ : ٧٧ / ٢٧.

في الكافي والمستطرفات : عبدالله بن سنان.

٢ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ١١٣ / ٢ ، وابن ادريس في مستطرفات السرائر : ٨٤ / ٢٥ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ١٧٥ ، وقال المجلسي في مرآة العقول ٨ : ٢١١ / ٢ : الحديث صحيح ، والخُرّس : بالضم جمع الأخرس ، أي هم لا يتكلّمون باللغو والباطل ، وفيما لايعلمون ، وفي مقام التقيّة خوفاً على أئمّتهم وأنفسهم وإخوانهم ، فكلامهم قليل فكأنّهم خُرّس.

٣ ـ عبيدالله بن علي الحلبي : هو ابن أبي شعبة ، مولى بني تيم اللات بن ثعلبة ، أبو علي كوفي ،


الله تعالى يحب أن يعبد سرّاً ولا يعبد علانية » (١).

[ ٣٠٨ / ٣١ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن علي بن السرّي ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « إنّي لاُحدّث الرجل بالحديث فيسرّه فيكون غنىً له في الدنيا ، ونوراً له في الآخرة ، وإنّي لاُحدّث الرجل بالحديث فيذيعه فيكون ذُلاًّ له في الدنيا ، وحسرة عليه يوم القيامة » (٢).

[ ٣٠٩ / ٣٢ ] وعنهما ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن يونس بن يعقوب أو غيره ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : « لقد كتم الله الحقّ كتماناً ، كأنّه أراد أن لايعبد ، وقال : الحقّ ميسّر يسير ، إنّ الله عزّ وجلّ آلى (٣) أن يعبد إلاّ سرّاً » (٤).

[ ٣١٠ / ٣٣ ] وعنهما وعبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 قال : سمعتهما يقولان : « أما والله لو وجدت (٥) منكم ثلاثة مؤمنين يحتملون الحديث ما استحللت أن أكتمكم شيئاً » (٦).

__________________

وآل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا روى جدّهم عن الحسن والحسين 8 ، وكانوا جميعهم ثقات مرجوعاً إلى ما يقولون ، وكان عبيدالله يتّجر مع أبيه وإخوته إلى حلب فغلب عليهم النسبة إلى حلب ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7 قائلاً : مولى ، ثقة ، صحيح ، له كتاب وهو أول كتاب صنّفه الشيعة. وكذلك عدّه الشيخ الطوسي.

انظر رجال النجاشي : ٢٣٠ / ٦١٢ ، رجال البرقي : ٢٣ ، رجال الطوسي : ٢٢٩ / ١٠٤.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ لم أعثر له على مصدر.

٣ ـ في نسخة « س و ض » : أبى ، بدل : آلى.

٤ ـ لم أعثر له على مصدر.

٥ ـ في نسخة « ض » : وجدنا.

٦ ـ تقدم نظيره في حديث ٢٧٨ بسند آخر.


[ ٣١١ / ٣٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن [ محمّد بن ] (١) إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « آلى (٢) الرحمن على الناكح والمنكوح ذكراً كان أو اُنثى إذا كانا محـصنين ، وهو على الذكر إذا كان منكوحاً أحصن ، يا يزيد : الزانية والزاني المتبرّئ منّا » قلت : بريء الله منهم ، أليس هم المرجئة؟ قال : « لا ، ولكنّه الرجل منكم إذا أذاع سرّنا وأخبر به أهله ، فخبّرت تلك جارتها (٣) فأذاعته ، فهو بمنزلة الزانيين اللذين يرجمان » (٤).

( تمّ الكتاب والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين ) (٥)

[ ٣١٢ / ١ ] ومن كتاب الخرائج والجرائح لسعيد بن هبة الله الراوندي ; ، قال : حدّثنا علي بن عبدالصمد التميمي (٦) ، أخبرنا عن أبيه ، عن السيد أبي البركات

__________________

١ ـ أثبتناه من الوسائل ، لضرورته حيث لم يكن ابن أبي الخطّاب يروي عن إسماعيل بن بزيع ، ولم يكن ابن عقبة يروي عنه إسماعيل.

انظر معجم رجال الحديث ١٦ : ٣١٣ ، ١٠٨ و ١٠ : ٨٤ ، مستدركات النمازي ٨ : ٢٥٧.

٢ ـ في نسخة « ض » : أبى.

٣ ـ في نسخة « ض » : جاريتها.

٤ ـ نقله الحر العاملي عن بصائر الدرجات للأشعري في الوسائل ٢٨ : ١٥٥ / ٨ ، باختلاف.

٥ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ق » والمختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة « ض » كي يعلم القارئ أنّ الكتاب كلّه لم يتعلّق بالمختصر ، بل إلى هنا ينتهي ما نقله الحسن بن سليمان من مختصر الأشعري.

وقد أشرنا في المقدّمة أنّ الحسن بن سليمان الحلي نقل أحاديث القسم الثاني من مصادر شتى ، مع ذكر اسم الكتاب.

٦ ـ في المصدر : علي بن محمّد بن عبدالصمد التميمي ، والذي ذكره آقا بزرگ الطهراني هو :


علي بن الحسين الجوزي (١) الحسيني ، أخبرنا الشيخ أبو جعفر ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (٢) ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، قال : قال أبو جعفر 7 : « قال رسول الله 9 : إنّ حديث آل محمّد عظيم ، صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبي مرسل ، أو عبد (٣) امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد 9 فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت (٤) له قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول 9 وإلى العالم من آل محمّد 9 ، فإنّما الهالك أن يحدَّث أحدكم بالحديث أو بشيء لا يحتمله ، فيقول : والله ما كان هذا ، والله ما كان هذا ، والإنكار لفضائلهم هو الكفر » (٥).

[ ٣١٣ / ٢ ] وأخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن (٦) الحلبي ، عن

__________________

علي بن محمّد بن علي بن عبدالصمد التميمي ، والظاهر لا فرق بينهم فتارة يذكر باسم الجد واُخرى باسم الأب. انظر الثقات العيون في سادس القرون : ٢٠٤.

١ ـ في المختصر المطبوع : الحويزي ، وذكره الأفندي في رياض العلماء ٣ : ٤٢٣ : الخوزي ، وآقا بزرگ الطهراني في النابس في القرن الخامس : ١١٩ : الجوري.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : عثمان بن مروان.

٣ ـ في نسخة « س » زيادة : مؤمن.

٤ ـ اشمأزّت : اجتمعت وانقبضت. لسان العرب ٥ : ٣٦٢ ـ شمز.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٢ / ١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٩ / ذيل الحديث ٢١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٠١ / ١ ، عن عمار بن مروان ، عن جابر.

٦ ـ في المختصر المطبوع ص ١٠٧ : الحسن ، بدل : المحسن ، وما في المتن مثبت من النسخ الثلاث وهو الموافق للمصدر وهو الصحيح ، وهو فقيه صالح ، أدرك الشيخ أبي جعفر الطوسي


الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن مخلّد بن حمزة بن نصر ، عن أبي الربيع الشامي (١) ، قال : كنت عند أبي جعفر 7 جالساً فرأيت أنّه قد نام فرفع رأسه وهو يقول : « يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها ما تدري ما كنهه » قلت : ما هو؟ قال : قول علي بن أبي طالب 7 : « إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ».

« يا أبا الربيع ألا ترى أنّه قد يكون ملك ولا يكون مقرّباً ، فلا يحتمله إلاّ مقرّب ، وقد يكون نبي ولا يكون مرسلاً ، فلا يحتمله إلاّ مرسل ، وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ، فلا يحتمله إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان » (٢).

__________________

; ، وروى عنه ضياء الدين وقطب الدين الراونديان. انظر فهرست منتجب الدين : ١٥٥ / ٣٥٧ ، النابس في القرن الخامس : ١٧٠ و ١٨١ ، أعيان الشيعة ٩ : ٤٣٣.

١ ـ أبو الربيع الشامي : هو خُليد وقيل : خالد بن أوفى العنزي ، روى عن أبي جعفر 7 في مورد واحد ، وعن أبي عبدالله 7 في بقية الموارد ، عدّه البرقي من أصحاب الامام الصادق 7 ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر 7.

وقال السيد الخوئي ; : الرجل لم يرد فيه قدح ولا مدح في كتب الرجال ولكنّه مع ذلك ذهب جماعة إلى حسنه بل ووثاقته ، فقال الحر العاملي : خال من الذم بل هو ممدوح كثير الرواية والحديث.

اُنظر رجال النجاشي : ١٥٣ / ٤٠٣ و ٤٥٥ / ١٢٣٣ ، رجال البرقي : ٤٣ ، رجال الطوسي : ١٢٠ / ٥ ، أمل الآمل ١ : ٨٢ / ٧٩ ، معجم رجال الحديث ٨ : ٧٤ ـ ٧٥.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٣ / ٢ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٧ / ذيل حديث ٤٩.


[ ٣١٤ / ٣ ] وأخبرنا جماعة منهم الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن النيسابوري (١) والشيخ محمّد بن علي بن عبدالصمد ، عن الشيخ أبي الحسن بن عبدالصمد التميمي ، أخبرنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن العمري ، أخبرنا محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : « أتى الحسين 7 اُناس ، فقالوا له : يا أبا عبدالله حدّثنا بفضلكم الذي جعله الله لكم ، فقال : إنّكم لا تحتملونه ولا تطيقونه ، فقالوا : بلى نحتمل ، قال : إن كنتم صادقين فليتنحّ إثنان واُحدّث واحداً ، فإن احتمله حدّثتكم ، فتنحّى إثنان وحدّث واحداً ، فقام طائر العقل ، ومرّ على وجهه وذهب ، فكلّمه صاحباه فلم يردّ عليهما شيئاً (٢) ، وانصرفوا » (٣).

[ ٣١٥ / ٤ ] وبهذا الإسناد ، قال : أتى رجل الحسين بن علي 8 ، فقال : حدّثني بفضلكم الذي جعل الله لكم ، فقال 7 : « إنّك لن تطيق حمله » فقال : بلى ، حدّثني يابن رسول الله فإنّي أحتمله ، فحدّثه الحسين 7 بحديث ، فما فرغ الحسين 7 من حديثه حتى ابيضّ رأس الرجل ولحيته ، واُنسي الحديث ، فقال الحسين 7 : « أدركته رحمة الله حيث اُنسي الحديث » (٤).

__________________

١ ـ في المصدر : أبو جعفر محمّد بن الحسن النيسابوري ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح. وهو شيخ ثقة عين ، من مشايخ السيد ضياء الدين وقطب الدين الراونديان. اُنظر فهرست منتجب الدين : ١٥٧ / ٣٦٣ ، الثقات والعيون في سادس القرون : ٢٧٢ ، أعيان الشيعة ٩ : ٤٤٤.

٢ ـ في نسخة « ض » : جواباً.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٥ / ٤ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧٨ / ٢٦.

٤ ـ نفس المصدر ٢ : ٧٩٥ / ٥ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧٩ / ٢٧.


[ ٣١٦ / ٥ ] وأخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني ، والاستاذان أبو القاسم وأبو جعفر ابنا كميح ، عن الشيخ أبي عبدالله جعـفر بن محمّد بن العباس ، عن أبيه ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن علي بن محمّد بن سعد ، عن حمدان (١) بن سليمان النيسابوري ، عن عبدالله بن محمّد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله تعالى فضّل اُولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء : ، ( وفضّل محمّداً 9 عليهم ) (٢) ، وورّثنا علمهم وفضّلنا عليهم في فضلهم ، وعُلّم رسول الله 9 ما لا يُعلّمون ، وعُلِّمنا علم رسول الله 9 ، فرويناه لشيعتنا ، فمن قبله منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا ».

وقال 7 : « تمصّون الرواضع ، وتدعون النهر العظيم » فقيل : ما تعني بذلك؟ قال : « إنّ الله تعالى أوحى إلى رسول الله 9 علم النبيين بأسره ، وعلّمه الله تعالى ما لم يعلّمهم ، فأسرّ ذلك كلّه إلى أمير المؤمنين 7 » قيل : فيكون علي 7 أعلم أم بعض الأنبياء؟ فقال : « إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، أقول : إنّ رسول الله 9 حوى علم جميع النبيّين ، وعلّمه الله ما لم يعلّمهم وأنّه جعل ذلك كلّه عند عليّ 7 فتقول : عليّ 7 أعلم أم بعض الأنبياء؟! » ثم تلا قوله تعالى ( قال الذي عنده علم

__________________

١ ـ في نسخة « س » : حمران ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو ثقة ، من وجوه أصحابنا ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري : ، وفيمن لم يرو عنهم :.

انظر رجال النجاشي : ١٣٨ / ٣٥٧ ، رجال الطوسي : ٣٧٤ / ٣٠ و ٤١٤ / ٢٤ و ٤٣٠ / ٤ و ٤٧٢ / ٥٨ ، رجال العلامة : ١٣٣ / ٣٥٦.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.


من الكتاب ) (١) ـ ثمّ فرّق بين أصابعه ووضعها على صدره ـ وقال : « وعندنا والله علم الكتاب كلّه » (٢).

[ ٣١٧ / ٦ ] أخبرنا السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل المشهدي (٣) ، عن جعفر الدوريستي ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان أبي عبدالله الحارثي ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ، أخبرنا أبي عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي بشير (٤) ، عن ( كثير بن أبي عمر أنّ الباقر 7 ) (٥) قال : « لقد سأل موسى 7 العالم مسألة لم يكن عنده جواب (٦) ، ولو كنت شاهدهما لأخبرت كلّ واحد منهما بجوابه ، ولسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيها جواب » (٧).

[ ٣١٨ / ٧ ] قال سعد : وأخبرنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن معمّر بن

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٤٠.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٦ / ٦ ، ونقله المجلسي في البحار ٢ : ٢٠٥ / ٩٢ إلى قوله : فشيعتنا معنا.

٣ ـ السيد أبو البركات : وهو فقيه ، محدّث ، ثقة ، وهو استاذ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست ، قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر الطوسي والشيخ ابن البرّاج ، ويروي عن جعفر بن محمّد الدوريستي وأبي الحسن علي بن عبدالصمد التميمي.

انظر فهرست منتجب الدين : ٤٤ / ٧٤ و ١٦٣ / ٣٨٧ ، الثقات العيون في سادس القرون : ٢٥٠ ، أعيان الشيعة ٩ : ١٢٢.

٤ ـ في المصدر : بشر.

٥ ـ في المصدر : كثير بن أبي عمران ، عن الباقر 7.

٦ ـ في المصدر : جوابها.

٧ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٧ / ٧ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٩٥ / ذيل حديث ٤.


عمرو (١) ، عن عبدالله بن الوليد السمّان (٢) ، قال : قال الباقر 7 : « يا عبدالله ما تقول في علي وموسى وعيسى صلوات الله عليهم؟ » قلت : وما عسى أن أقول فيهم؟ قال 7 : « والله علي أعلم منهما » ثمّ قال : « ألستم تقولون : إنّ لعليّ صلوات الله عليه ما لرسول الله 9 من العلم؟ » قلنا (٣) : نعم ، والناس ينكرون ، قال : « فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى 7 ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء ) (٤) ( فاُعلمنا (٥) أنّه لم يكتب له الشيء كلّه ، وقال لعيسى 7 ( ولأبيّن لكم بعض الذي تختلفون فيه ) (٦) ) (٧) فاُعلمنا (٨) أنّه لم يبيّن الأمر كلّه ، وقال لمحمّد 9 ( وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) (٩) ( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء ) (١٠) قال : فسئل عن قوله تعالى ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) (١١) قال : « والله إيّانا عنى ، وعلي 7 أوّلنا ، وأفضلنا ، وأَخْيَرُنَا بعد رسول الله 9 ».

__________________

١ ـ في المصدر : محمّد بن عمرو.

٢ ـ عبدالله بن الوليد السمّان : النخعي ، مولى ، كوفي ، روى عن أبي جعفر الباقر 7 وأبي عبدالله 7 ، ثقة ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق 7. اُنظر رجال النجاشي : ٢٢١ / ٥٧٧ ، رجال البرقي : ٢٢.

٣ ـ في المصدر : قلت.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٤٥.

٥ و ١٠ ـ في المصدر : فعلمنا.

٦ ـ الزخرف ٤٣ : ٦٣.

٧ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».

٨ ـ النساء ٤ : ٤١.

٩ ـ النحل ١٦ : ٨٩.

١١ ـ الرعد ١٣ : ٤٣.


وقال : « إنّ العلم الذي نزل مع آدم 7 على حاله عندنا ، وليس يمضي منّا عالم إلاّ خلّف من يعلم علمه ، والعلم نتوارث به » (١).

فإذا كان ذلك كذلك ، فكلّ حديث رواه أصحابنا ، ودوّنوه مشايخنا في معجزاتهم ودلائلهم ، لا يستحيل في مقدورات الله أن يفعله ، تأييداً لهم ولطفاً للخلق ، فإنّه لا يطرح بل يتلّقى بالقبول.

[ ٣١٩ / ٨ ] وروي عن عبّاد بن سليمان ، عن أبيه (٢) ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار الدهني (٣) ، قال : دخل أبو بكر على علي أمير المؤمنين 7 ، فقال له : إنّ رسول الله 9 لم يحدّث إلينا في أمرك شيئاً بعد أيام الولاية بالغدير ، وأنا أشهد أنّك مولاي مقرّ لك بذلك ، وقد سلّمت عليك على عهد رسول الله 9 بإمرة المؤمنين.

وأخبرنا رسول الله 9 أنّك وصيّه ووارثه وخليفته في أهله ونسائه ، وأنّك وارثه ، وميراثه قد صار إليك ، ولم يخبرنا أنّك خليفته في اُمّته من بعده ، ولا جرم لي فيما بيني وبينك ، ولا ذنب لنا فيما بيننا وبين الله تعالى.

فقال له علي 7 : « إن أريتك رسول الله 9 حتى يخبرك بأنّي أولى بالأمر الذي أنت فيه منك ، وإنّك إن لم تعزل نفسك عنه فقد خالفت الله ورسوله 9 » فقال : إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، فقال 7 : « فتلقّاني (٤) إذا

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٨ / ٨ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٩٨ / ١٠.

٢ ـ في الاختصاص : عبّاد بن سليمان ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، ونقله المجلسي عن المختصر والاختصاص من دون ذكر محمّد بن سليمان ، وكذلك بصائر الصفّار.

٣ ـ في الاختصاص زيادة : عن أبي عبدالله 7.

٤ ـ في نسخة « س » : فتلتقي بي ، وفي « ض » : فنلتقي.


صلّيت المغرب حتى اُريكه » قال : فرجع إليه بعد المغرب ، فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا ، فإذا هو برسول الله 9 جالس في القبلة ، فقال له : « يا فلان وَثَبْتَ على مولاك علي 7 وجلست مجلسه ، وهو مجلس النبوّة ، لا يستحقّه غيره ، لأنّه وصييّ وخليفتي ، فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، وتعرّضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذه السربال (١) الذي تسربلته بغير حقّ ، ولا أنت من أهله ، وإلاّ فموعدك النار ».

قال : فخرج مذعوراً (٢) ليسلّم الأمر إليه ، وانطلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدّث سلمان بما كان وما جرى ، فقال له سلمان : ليُبدينّ هذا الحديث لصاحبه وليخبرنّه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين 7 وقال : « أما إنّه سيخبره وليمنعنّه إن همّ بأن يفعل ، ثمّ قال : لا والله لا يذكران ذلك أبداً حتى يموتا ».

قال : فلقى صاحبه فحدّثه بالحديث كلّه ، فقال له : ما أضعف رأيك وأخور (٣) عقلك (٤) ، أما تعلم أنّ ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة (٥) ، أنسيت سحر بني هاشم ،

__________________

١ ـ السربال : القميص والدرع ، وكلّ ما لُبس فهو سربال ، وكنّي به عن الخلافة. لسان العرب ١١ : ٣٣٥ ـ سربل.

٢ ـ الذُعر : الخوف والفزع. انظر العين ح ٢ : ٦٦٣ ، القاموس المحيط ٢ : ٣٤ ـ ذعر.

٣ ـ الخَوَر : الضعف. لسان العرب ٤ : ٢٦٢. خور.

٤ ـ في نسخة « س » : قلبك.

٥ ـ ابن أبي كبشة : رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان وعبد الشعرى العبور ، فسمّى المشركون سيّدنا رسول الله 9 ابن أبي كبشة لخلافه إيّاهم إلى عبادة الله تعالى ، تشبيهاً به ، كما خالفهم أبو كبشة إلى عبادة الشعرى ، وقال آخرون : أبو كبشة كنية وهب بن عبدمناف جدّ سيدنا رسول الله 9 من قبل اُمّه فنسب إليه لأنّه كان نزع إليه في الشبه.

وقيل : إنّما قيل له ابن أبي كبشة لأنّ أبا كبشة كان زوج المرأة التي أرضعته 9. اُنظر لسان العرب ٦ : ٣٣٨ ـ كبش.


فأقِم على ما أنت عليه (١).

[ ٣٢٠ / ٩ ] وعن الباقر ، عن أبيه 8 أنّه قال : « صار جماعة من الناس بعد موت الحسن 7 إلى الحسين 7 ، فقالـوا : يابن رسول الله ما عندك من أعاجيب أبيك التي كان يريناها؟ فقال : هـل تعرفـون أبي؟ قالوا : كلّنا نعرفه ، فرفع لهم ستراً كان على باب بيت ، ثمّ قال : انظروا في البيت ، فنظرنا فإذا أمير المؤمنين 7 ، فقلنا : هذا أمير المؤمنين 7 ونشهد أنّك خليفة الله حقّاً وأنّك ولده » (٢).

[ ٣٢١ / ١٠ ] ورُوي أنّ أمير المؤمنين 7 قال للحارث الهمداني (٣) :

يا حار همدان من يمت يرني

من مؤمن أو منافق قُبلا (٤)

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٧ / ١٦ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٧٨ / ١٤ والمفيد في الاختصاص : ٢٧٢ باختلاف في اللفظ.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١١ / ٢٠ ، وعنه في الايقاظ من الهجعة : ٢١٩ / ٢٠.

٣ ـ الحارث الهمداني : هو الحارث الأعور بن عبدالله بن كعب بن أسد بن خالد بن ... بن همدان ، عدّه البرقي من أولياء الإمام علي 7 وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام علي والحسن المجتبى 8 ، وقال اليافعي في حوادث سنة ٦٥ للهجرة : وفيها توفّي الحارث ... الفقيه صاحب علي [ 7 ]. وعليه اتفقت أكثر الآراء.

انظر طبقات ابن سعد ٦ : ١٦٨ ، مرآة الجنان ١ : ١١٤ ، رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٣٨ / ٤ و ٦٧ / ٣.

٤ ـ قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٤ : ٣٧٠ : وتوهم ابن أبي الحديد أنّ هذا الشعر منسوب إلى أمير المؤمنين 7 ، وهذا التوهم نشأ من النظر إلى قوله 7 : يا حار همدان ، فظنّ أنّ المروي عنه أنّه قال ذلك هو أمير المؤمنين 7 لأنّه لم يطّلع على البيت الأول.

وفي الديوان المنسوب إليه عليه السلام ذكر هذه الأبيات وذكر البيت الأول في آخرها ، ولم يتفطّن


وهذا الكلام منه 7 عامّ يتناول حياته والحال الذي بعد وفاته (١).

__________________

جامعه إلى هذا البيت يدلّ على أنّ كلّ الأبيات ليست له 7 سواء ذكر في أولها أم آخرها ، ونقل صاحب مجالس المؤمنين هذه الأبيات عن الديوان ناسباً لها إلى أمير المؤمنين 7 ولم يتفطّن إلى أنّ البيت الأخير يدلّ على أنّها ليست له 7.

والصحيح أنّه لم يخاطبه بها بل بمضمونها وأنّها للسيد الحميري انتهى.

ويؤيد هذا قول القندوزي في الينابيع : هذا النظم ليس لحضرته عليه السلام ، وإنّما هو للسيد الحميري ; نظم كلامه عليه السلام.

وإليك المصادر التي نسبت الأبيات للسيد الحميري رحمه الله : أمالي الطوسي : ٦٢٧ ، وأمالي المفيد : ٧ ، ينابيع المودة ١ : ٢١٣ ، بشارة المصطفى : ٥ ، الفصول المهمة للحر العاملي ١ : ٣١٥ ، وموجودة أيضاً في ديوان السيد الحميري : ١٢٧.

وأمّا المصادر التي نسبت الأبيات للإمام علي عليه السلام فهي : الغارات ٢ : ٧٢٠ ، المحتضر للمصنّف : ١ ، شرح نهج البلاغة ١ : ٢٩٩ ، البيهقي في أنوار العقول من أشعار وصي الرسول : ٣٢٥ ، ديوان الإمام علي عليه السلام : ١٢٥.

وأورد السيد الأمين قصيدة السيد الحميري في ترجمته في الأعيان ج ٣ : ٤٢٦.

قول علي لحارث عجب

كم ثم اعجوبة له جملا

يا حار همدان من يمت يرنى

من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه

بعينه واسمه وما فعلا

وأنت على الصراط تعرفني

فلا تخف عثرة ولا زللا

اسقيك من بارد على ظمأ

تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنار حين توقف للعر

ض على جسرها ذري الرجلا

ذريه لا تقربيه إنّ له

حبلاً بحبل الوصي متصلا

هذا لنا شيعة وشيعتنا

أعطاني الله فيهم الأملا

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٢ / ذيل حديث ٢١.


[ ٣٢٢ / ١١ ] وعن محمّد بن الحسن الصفّار أخبرنا الحسن بن علي ، عن العباس بن عامر ، عن أبان ، عن بشير النبال ، عن أبي جعفر الباقر 7 قال : « كنت خلف أبي 7 وهو على بغلته ، فنظرت (١) فإذا رجل في عنقه سلسلة ورجل يتبعه ، فقال لأبي 7 : يا علي بن الحسين اسقني ، فقال الرجل الذي خلفه ـ وكأنّه موكّل به ـ : لا تسقه لا سقاه الله ، فإذا هو معاوية لعنه الله » (٢).

[ ٣٢٣ / ١٢ ] روى أبو الصخر ، عن أبيه ، عن جدّه أنّه كان مع الباقر 7 بمنى وهو يرمي الجمار ، فرمى وبقي في يده خمس حصيات ، فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة ، وبثلاث في ناحية منها ، فقال له جدّي : جعلني الله فداك لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد ، إنّك رميت بحصياتك في العقبات ، ثمّ رميت بعد ذلك يمنة ويسرة ، فقال : « نعم يابن العم ، إذا كان في كلّ موسم يُخرِج الله الفاسقَين الناكثَين غضَّين طريّين فيصلبان هاهنا ، لا يراهما أحد إلاّ الإمام ، فرميت الأوّل ثنتين ، والثاني ثلاث لأنّه أكفر وأظهر لعداوتنا ، والأوّل أدهى وأمر » (٣).

[ ٣٢٤ / ١٣ ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي ، عن أبي جعفر 7 ، قال : « خرجت مع أبي 7 إلى بعض أمواله فلمّا صرنا في الصحراء استقبله شيخ ، فنزل إليه أبي وسلّم عليه ، فجعلت أسمعه وهو يقول له : جعلت فداك ، ثمّ تساءلا طويلاً ، ثم ودّعه أبي وقام الشيخ

__________________

١ ـ في نسخة « س » والخرائج والبصائر : فنفرت.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٣ / ٢٢ ، بصائر الدرجات : ٢٨٤ / ١ ، اختصاص المفيد : ٢٧٥ ، وأورده المصنف في المحتضر : ١٣ ، ومثله في مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١٥٧.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٦ / ذيل حديث ٢٥ ، وأورده الصفّار في البصائر : ٢٨٦ / ذيل حديث ٨ ، والمفيد في الاختصاص : ٢٧٧ ، باختلاف.


وانصرف ، وأبي ينظر (١) إليه حتى غاب شخصه عنّا ، فقلت لأبي : من هذا الشيخ الذي سمعتك تعظّمه في مسألتك؟ فقال : يا بني هذا جدّك الحسين 7 » (٢).

[ ٣٢٥ / ١٤ ] وعن الصفّار ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن العلاء بن يحيى المكفوف ، عن أبيه (٣) ، عن محمّد بن أبي زياد (٤) ، عن عطية الأبزاري (٥) أنّه قال : « طاف رسول الله 9 بالكعبة ، فإذا آدم 7 بحذاء الركن اليماني فسلّم عليه ، ثمّ انتهى إلى الحجر فإذا نوح 7 بحذائه ـ وهو رجل طويل ـ فسلّم عليه » (٦).

[ ٣٢٦ / ١٥ ] وعن الصفّار ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن يزيد ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن الصادق 7 ، قال : قلت له : ما فضلنا على من خالفكم (٧) ، فوالله إني لأرى الرجل

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : وأنا أنظر ، وفي حاشية نسخة « س » : وإنّا ننظر.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٩ / ٣٠ ، وأورده المصنّف في المحتضر : ١٢ ـ ١٣ ، ونحوه في بصائر الدرجات : ٢٨٢ / ١٨ ، وفيه عن أبي إبراهيم 7.

٣ ـ « عن أبيه » لم ترد في الخرائج والبصائر والمحتضر.

٤ ـ في الخرائج : عمر بن أبي زياد ، وقد أثبتوه من البصائر ، وأمّا نسخ الخرائج « ط وهـ وم » فهي مطابقة لما في المتن.

٥ ـ عطية الأبزاري : عدّة الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7. وعلى هذا المبنى يكون القول منسوباً إلى الإمام 7 ، وعليه نصّصناه. رجال الطوسي : ٢٦١ / ٦٢٠.

٦ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٩ / ٣١ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٧٨ / ١٣ ، والمصنّف في المحتضر : ١٣.

٧ ـ في البصائر والخرائج : خالفنا.


منهم أرخى بالاً ، وأنعم عيشاً ، وأحسن حالاً ، وأطمع في الجنة.

قال : فسكت عنّي حتى إذا كنّا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجّون إلى الله تعالى فقال : « يا أبا محمّد هل تسمع ما أسمع؟ » قلت : أسمع ضجيج الناس إلى الله تعالى ، قال : « ما أكثر الضجيج والعجيج وأقلّ الحجيج!! والذي بعث بالنبوة محمّداً 9 وعجّل بروحه إلى الجنّة ما يتقبّل الله إلاّ منك ومن أصحابك خاصّة » قال : ثمّ مسح يده على وجهي ، فنظرت وإذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة إلاّ رجل (١).

[ ٣٢٧ / ١٦ ] وعن أبي سليمان داود بن عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصـير ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : أنا مولاك ومن شيعتك ، ضعيف ضرير ، فاضمن لي الجنة ، قال : « أولا اُعطيك علامة الأئمّة أو غيرهم؟ » قلت : وما عليك أن تجمـعهما لي ، قال : « وتحبّ ذلك؟ » قلت : وكيف لا اُحبّ ، فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ( الأئمّة عنده ، ثمّ ) (٢) ما في السقيفة (٣) التي كان فيها جالساً.

ثمّ قال : « يا أبا محمّد مدّ بصرك فانظر ماذا ترى بعينك؟ » قال : فوالله ما أبصرت إلاّ كلباً أو خنزيراً أو قرداً ، قلت : ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال : « هذا الذي ترى هو السواد (٤) الأعظم ، ولو كشف الغطاء (٥) للناس ما نظر الشيعة إلى من

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢١ / ٣٤ ، وفيه : إلاّ رجل بعد رجل ، وأورد مثله الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٧١ / ذيل حديث ٦.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

٣ ـ السقيفة : خشبة عريضة طويلة ، يُلفّ عليها البواري. اُنظر لسان العرب ٩ : ١٥٦ ـ سقف.

٤ ـ سواد الناس : عامّتهم ، وكل عدد كثير ، الصحاح ٢ : ٤٩٢ ـ سود.

٥ ـ لم ترد كلمة « الغطاء » في نسخة « س ».


خالفهم إلاّ في هذه الصورة ».

ثمّ قال : « يا أبا محمّد إن أحببت تركتك على حالك هذا وحسابك على الله ، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنّة ، ورددتك إلى حالك الأول » قلت : لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس (١) ، ردّني ردّني إلى حالتي ، فما للجنة عوض ، فمسح يده على عينيّ فرجعت كما كنت (٢).

[ ٣٢٨ / ١٧ ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الله بن جبلة (٣) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : حججت مع أبي عبدالله 7 فلمّا كنّا في الطواف قلت له : يابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ قال : « إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير » قلت : أرنيهم ، فتكلّم بكلمات ثمّ أمرّ يده على بصري ، فرأيتهم كما قال ، فقلت : ردّ عليّ بصري الأوّل ، فدعا فرأيتهم كما رأيتهم في المرّة الاُولى.

ثمّ قال : « أنتم في الجنّة تحبرون (٤) وبين أطباق النار تُطلبون فلا توجدون ، ثمّ

__________________

١ ـ المنكوس : المقلوب ، نكست الشيء : قلبته. الصحاح ٣ : ٩٨٦ ـ نكس.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢١ / ٣٥ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٣٠ / ٣.

٣ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع ص ١١٢ : عبدالله بن جميلة ، وما في المتن هو الصحيح وهو الموافق للمصدر.

وهو عبدالله بن جبلة بن حيّان بن أبجر الكناني أبو محمّد عربي ، وكان واقفياً ، وكان فقيهاً ثقة مشهوراً ، عدّه البرقي والطوسي من أصحاب الإمام الكاظم 7.

انظر رجال النجاشي : ٢١٦ / ٥٦٣ ، رجال البرقي : ٤٩ ، رجال الطوسي : ٣٥٦ / ٣٣ ، خلاصة الأقوال : ٣٧٢ / ١٤٧٤.

٤ ـ تُحبرون : تكرمون وتنعّمون. لسان العرب ٤ : ١٥٨ ـ حبر.


قال : والله لا يجتمع في النار منكم اثنان لا والله ولا واحد » (١).

[ ٣٢٩ / ١٨ ] وعن الصفّار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، قال : قال أبو جعفر 7 : « إنّ رسول الله 9 قال لعليّ 7 : « إذا أنا متّ فاستقِ لي سبع قُرَب ماء من بئر غرس (٢) ، ثمّ غسّلني وكفّنّي وخذ بمجامعي ، وأجلسني واسألني عمّا شئت ، واحفظ عنّي واكتب ، فإنّك لا تسألني عن شيء إلاّ أخبرتك به.

قال علي 7 : فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة » (٣).

[ ٣٣٠ / ١٩ ] وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : « كان عليّ محدَّثاً » قلت : وما آية المحـدَّث؟ قال : « يأتـيه الملك فينكت (٤) على قلبه بكَيت وكَيت » (٥).

[ ٣٣١ / ٢٠ ] وقال ابن أبي يعفور لأبي عبدالله 7 : إنا نقول إنّ علياً صلوات الله عليه ينكت في اُذنه أو يقذف في قلبه أو أنّه كان محدّثاً ، فلمّا أكثرت عليه ،

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢٧ / ٤٠ ، بصائر الدرجات : ٢٧٠ / ٤ ، وعنه في البحار ٤٧ : ٧٩ / ٥٨ و ٦٨ : ١١٨ / ٤٤.

٢ ـ بئر غرس : وهو بئر في قُبا من نواحي المدينة ، وكان رسول الله 9 يتطيب ماءها ويبارك فيه. انظر معجم البلدان ٤ : ١٩٣ ـ الغرس.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢٧ / ٤١ ، وبصائر الدرجات : ٢٨٣ / ٦ بنفس السند ولكن عن أبي عبدالله 7 باختصار وص ٢٨٤ / ١٠ بسند آخر وباختلاف يسير في المتن.

٤ ـ في نسخة « س و ض » : فيكتب. والنكت : الإلهام. مجمع البحرين ٢ : ٢٢٧ ـ نكت.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٠ / ٤٦ ، بصائر الدرجات : ٣٢٢ / ٤ ، وأورده الطوسي في أماليه : ٤٠٧ / ٩١٤ ، بزيادة : وكان سلمان محدّثاً.


قال لي « إنّ علياً 7 كان يوم قريضة (١) والنضير (٢) ؛ جبرئيل 7 عن يمينه ، وميكائيل 7 عن يساره يحدّثانه » (٣).

[ ٣٣٢ / ٢١ ] وقال أبو عبدالله 7 : « إنّ الله لم يخلِ الأرض من عالم (٤) ، يعلم الزيادة والنقصان في الأرض ، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملاً ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرّقوا بين الحقّ والباطل » (٥).

__________________

١ ـ يوم بني قريظة : وهي إحدى غزوات النبي 9 ، حدثت في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة ، وذلك بعد أن انصرف رسول الله 9 من غزوة الخندق ( الأحزاب ) جاءه جبرئيل 7 ، فقال : إنّ الله تعالى يأمرك أن تسير إلى بني قريظة ، فإنّي عامد إليهم فمزلزل حصونهم ، فلمّا اشتدّ الحصار عليهم نزلوا على حكم النبي 9 ، فأمر بهم محمّد بن مسلمة فكتّفوا ونحّوا ناحية ، وأخرج النساء والذرية ، وفي هذه الغزاة نهى رسول الله 9 أن يفرّق بين الاُم وولدها. اُنظر المنتظم لابن الجوزي ٣ : ٢٣٩.

٢ ـ يوم بني النضير : وهي إحدى غزوات النبي 9 ، حدثت في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة ، حينما جاء رسول الله 9 إلى بني النضير يكلّمهم أن يعينوه في ديّة رجلين كان قد أمّنهما ، فقتلهما عمرو بن اُمية بغير علم النبي 9 ، فقالوا : نفعل ، ولكن أرادوا الغدر به 9 ، فخرج منهم ولم يشعروا به ، فأرسل إليهم محمّد بن مسلمة أن اخرجوا من بلدي ولا تساكنوني ، وقد أجّلتكم عشراً ، فلم يخرجوا ، فحاصرهم رسول الله وقطع نخلهم ، فقالوا : نحن نخرج عن بلادكم ، فأجلاهم عن المدينة. اُنظر المنتظم لابن الجوزي ٣ : ٢٠٣.

٣ ـ الخرائج والجرائح ١ : ٨٣٠ / قطعة من حديث ٤٦ ، وأورده باختلاف يسير الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٢١ / ٢ ، والمفيد في الاختصاص : ٢٨٦ ، بسنديهما : الحسن بن علي ، عن عبيس ابن هشام الأسدي ، عن كرام بن عمرو الخثعمي ، عن عبدالله بن أبي يعفور.

٤ ـ في نسخة « س » : بغير إمام. بدل : من عالم.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٠ / ذيل حديث ٤٦ ، والصفّار في بصائر الدرجات : ٣٣١ / ١ ،


[ ٣٣٣ / ٢٢ ] وعن علي بن الحكم قال : أخبرنا علي بن النعمان ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمّد بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن ضريس ، قال : كنت أنا وأبو بصير عند أبي جعفر 7 ، فقال له أبو بصير : بم يعلم عالمكم؟ قال : « إنّ عالمنا لا يعلم الغيب ، ولو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم ، ولكن يحدّث في الساعة بما يحدث بالليل وفي الساعة بما يحدث بالنهار ، الأمر بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء بما يكون إلى يوم القيامة » (١).

[ ٣٣٤ / ٢٣ ] وقال أبو جعفر 7 : « ما ترك الله الأرض بغير عالم ، ينقص ما يزاد ، ويزيد ما ينقص ، ولولا ذلك لاختلط على الناس أمرهم » (٢).

[ ٣٣٥ / ٢٤ ] وسأله بريد العجلي عن الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث ، فقال 7 : « الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين ، وتبلّغه الأمر والنهي عن الله تعالى ، والنبيّ الذي يوحى إليه في منامه ليلاً ونهاراً ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدَّث يسمع

__________________

باختلاف يسير ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : ١٩٩ / ٢٢ و ٢٠٠ / ٢٨ و ٢٠١ / ٣١ ، بطرق مختلفة ، عن أبي عبدالله 7 وباختصار في كمال الدين : ٢٠٣ / ١١ ، والنعماني في الغيبة : ١٣٨ / ٣ ، والطبري في دلائل الامامة : ٢٣٢ ، وابن بابويه في الامامة والتبصرة : ٢٩ / ١١.

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣١ / صدر حديث ٤٧ ، وبصائر الدرجات : ٣٢٥ / ٢ ، ٣ باختلاف ، وقد انقسم الحديث في البصائر إلى فقرتين الاُولى في حديث ٢ والتتمة في حديث ٣ ، ولكن بسندين ، الاُولى سندها مطابق للمتن ، والثانية بسند آخر ولم يرد محمّد بن النعمان في الفقرتين.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٢ / قطعة من حديث ٤٧ ، وبصائر الدرجات : ٣٣٢ / ٨ ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، وكذلك الصدوق في كمال الدين : ٢٠٤ / ١٦ وعلل الشرائع : ٢٠١ / ٣٢.


كلام الملائكة ، ولا يرى الشخص ، فينقر في اُذنه ، وينكت في قلبه وصدره » (١).

[ ٣٣٦ / ٢٥ ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن أبي الحسن الكركي (٢) ، عن محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن محمّد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن عبدالعزيز ، قال : خرجت مع علي بن الحسين 7 إلى مكّة ، فلمّا وافينا إلى الأبواء ـ وكان 7 على راحلته وكنت أمشي ـ فإذا قطيع غنم ، ونعجة قد تخلّفت وهي تصيح بسخلة لها ، وكلّما قامت السخلة صاحت النعجة حتى تتبعها ، فقال لي : « يا عبدالعزيز أتدري ما تقول هذه النعجة لسخلتها؟ » قلت : لا والله ، قال : « إنّها تقول لها : ألحقي بالقطيع فإنّ اُختك في العام الأوّل تخلّفت عن القطيع في هذا الموضع فأكلها الذئب » (٣).

[ ٣٣٧ / ٢٦ ] وعن الصفّار ، عن عبدالله بن محمّد ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن عمر أخبرنا بشير النبّال (٤) ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : دخل رجل من موالي أبي الحسن 7 ، فقال له : أرأيت أن تتغدّى عندي ، فقام 7 فمضى معه ، فلمّا دخل بيته ، وضع له سريراً فقعد عليه ، وكان تحته زوج حمام ، فذهب الرجل ليحمل طعامه ، وعاد إليه فوجده يضحك.

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٢ / ذيل الحديث ٤٧ ، والبصائر : ٣٦٨ / ١ باختلاف ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٣٢٨ ، باختلاف ، وأورد الكليني نحوه في الكافي ١ : ١٧٧ / ٤.

٢ ـ في البصائر والخرائج : عن أبي القاسم الكوفي.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٢ / ٤٨ ، وبصائر الدرجات : ٣٤٧ / ٢ ، عن أبي بصير ، عن رجل ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٢٩٤ ، والطبري في دلائل الامامة : ٨٨ ، عن أبي بصير مثله.

٤ ـ بشير النبّال : هو بشير أو بشر بن أبي أراكة ميمون الوابشي الهمداني الكوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الباقر والصادق 8.

اُنظر رجال البرقي : ١٣ و ١٨ ، رجال الطوسي : ١٠٨ / ٤ و ١٥٦ / ١٧.


فقال : أضحك الله سنّك ممّ تضحك؟ فقال : « إنّ حمامك هذا هدر (١) الذكر على الاُنثى ، فقال : يا سكني وعرسي والله ما على وجه الأرض أحد أحبّ إليّ منك ما خلا هذا القاعد على السرير » فقلت له : وتفهم ذلك؟ قال : « نعم علّمنا منطق الطير ، واُوتينا من كلّ شيء » (٢).

[ ٣٣٨ / ٢٧ ] وعن جماعة ، أخبرنا أبو الحسن غسق (٣) ، أخبرنا أبي ، أخبرنا الفضل بن يعقوب (٤) البغدادي ، أخبرنا الهيثم بن جميل ، أخبرنا عمرو بن عبيد ، عن عيسى بن سلام ، عن علي بن نصر بن سنان (٥) ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما قال : « بينا النبي 9 جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور ، فقال لها النبي 9 : أيّتها الريح إنّي أستودعك إخواننا فردّيهم إلينا ، قالت : قد اُمرتُ فالسمع والطاعة لك ، فدعا ببساط كان اُهدي إليه ، ثمّ بسطه ، ثمّ دعا بعلي بن أبي طالب 7 فأجلسه عليه ، ثمّ دعا بأبي بكر ، وعمر وعثمان ، وعبدالرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعمّار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود (٦) ،

__________________

١ ـ هدر : صوّت. لسان العرب ٥ : ٢٥٨ ـ هدر.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٣ / ٤٩ ، وبصائر الدرجات : ٣٤٦ / ٢٥ ، باختلاف يسير.

٣ ـ في الخرائج : أبو الحسن بن عتيق ، وفي البحار : أبو الحسين بن غسق.

٤ ـ في البحار : عن أبي الفضل بن يعقوب البغدادي.

٥ ـ في نسخة « ض » : سيّار ، وفي نسخة « س » : سيّاب.

٦ ـ المقداد بن الأسود : هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي البهراني ، أسلم قديماً وشهد بدراً والمشاهد كلّها ، وكان فارساً يوم بدر ، ويقال له المقداد بن الأسود لأنّه كان حليفاً للأسود بن عبديغوث الزهري فتبنّاه الأسود فنسب إليه.

وروي عن النبي 9 أنّه قال : « إنّ الله أمرني بحب أربعة : علي بن أبي طالب والمقداد


وأبي ذرّ ، وسلمان ، فأجلسهم عليه.

ثمّ قال : أما إنّكم سائرون إلى موضع فيه عين ماء ، فانزلوا وتوضّأوا وصلّوا ركعتين ، وأدّوا إليّ الرسالة كما تؤدّى إليكم.

ثمّ قال : أيّتها الريح استعلي بإذن الله ، فحملتهم الريح حتى رمتهم إلى بلاد الروم عند أصحاب الكهف ، فنزلوا وتوضّأوا وصلّوا ، فأوّل من تقدّم إلى باب الكهف أبو بكر ، فسلّم فلم يردّوا ، ثمّ عمر فلم يردّوا ، ثمّ تقدّم واحد بعد واحد يسلّم فلم يردّوا.

ثمّ قام علي بن أبي طالب 7 فأفاض عليه الماء وصلّى ركعتين ، ثمّ مشى إلى باب الغار ، فسلّم بأحسن ما يكون من السلام ، فانصدع الكهف ، ثم قاموا إليه فصافحوه وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين وقالوا : يا بقية الله في خلقه (١) بعد رسوله ، وعلّمهم ما أمره رسول الله 9 ، ثمّ ردّ الكهف كما كان ، فحملتهم الريح فرمت بهم في مسجد رسول الله 9 ، وقد خرج 9 لصلاة الفجر فصلّوا معه » (٢).

[ ٣٣٩ / ٢٨ ] وعن جماعة ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن أحمد البرمكي ، أخبرنا عبدالله بن داهر بن يحيى الأحمري ، أخبرنا أبي ، عن الأعمش ، أخبرنا أبو سفيان ، عن أنس ، قال : كنت عند النبي 9 وأبو بكر وعمر في ليلة مكفهرّة ، فقال

__________________

بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي » وورد عن الإمام الصادق 7 أنّه قال : « ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة : أبو ذر وسلمان والمقداد » والمقصود من الارتداد : بعد وفاة النبي الأكرم 9 ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله 9 والامام علي بن أبي طالب 7.

اُنظر تهذيب التهذيب ١٠ : ٢٥٤ ، سير أعلام النبلاء ١ : ٣٨٥ ، رجال الكشي : ٨ / ١٧ و ١٠ / ٢١ ، رجال البرقي : ١ و ٣ ، رجال الطوسي : ٢٧ / ٨ و ٥٧ / ١.

١ ـ في المصدر : أرضه.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٥ / ٥١ ، وعنه في البحار ٣٩ : ١٤٢ / ٨.


لهما النبيّ 9 : « قوما فائتيا باب حجرة عليّ » فذهبا فنقرا الباب نقراً خفيفاً ، فخرج علي 7 متّزراً بإزار من صوف ومرتدياً بمثله ، في كفّه سيف رسول الله 9 ، فقال لهما « أحدث حدث؟ » فقالا : خير ، أمرنا رسول الله 9 أن نقصد بابك وهو بالأثر ، فأقبل رسول الله 9 ، فقال : « يا أبا الحسن أخبر ( أصحابك بخبر البارحة ) (١) » فقال 7 : « إنّي لأستحي » قال : 9 : « إنّ الله تعالى لا يستحي من الحقّ ».

قال علي 7 : « أصابتني جنابة من فاطمة 3 ، فطلبت في منزلي ماءً فلم أجد ، فوجّهت الحسن والحسين 3 (٢) ، فأبطآ عليّ ، فاستلقيت على قفاي فإذا أنا بهاتف يهتف : يا أبا الحسن خذ السطل واغتسل ، فإذا أنا بسطل من ماء وعليه منديل من سندس ، فأخذت السطل فاغتسلت منه ، وأخذت المنديل فتمسّحت به ، ثمّ رددت المنديل فوق السطل ، فقام السطل في الهواء ، فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي ، فوجدت بردها على الفؤاد ».

فقال النبيّ 9 : « بخ بخ من كان خادمه جبرئيل 7 » (٣).

[ ٣٤٠ / ٢٩ ] قالوا : وحدّثنا البرمكي ، أخبرنا عبدالله بن داهر ، أخبرنا الحماني ، أخبرنا محمّد بن الفضيل ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن سلمان ، قال : قال النبي 9 : « كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ قبل أن يُخلق آدم 7 بأربع عشرة ألف سنة ، فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور جزأين ، فركّبه في صلب آدم 7 وأهبطه إلى الأرض ، ثمّ حمله في السفينة في صلب نوح 7 ، ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم 7 ، فجزء أنا وجزء عليّ ، والنور : الحقّ ، يزول معنا حيثما

__________________

١ ـ في المصدر : أصحابي ما أصابك البارحة. بدل ما بين القوسين.

٢ ـ في نسخة « ض » : الحسن 7 كذا ، والحسين 7 كذا.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٧ / ٥٢.


زلنا » (١).

[ ٣٤١ / ٣٠ ] وعن محمّد بن عبدالحميد ، عن أبي جميلة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر 7 قال « من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة بريء ، ومن ذي ضعف قَوِيَ » (٢).

[ ٣٤٢ / ٣١ ] وعن أبي بكر ، عن عبدالأعلى بن أعين (٣) ، قال : قمت من عند أبي جعفر 7 فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت : كنت أرجو أن أدرك صاحب هذا الأمر ولي قوّة ، فقال : « أما ترضون أنّ أعداءكم يقتل بعضهم بعضاً ، وأنتم آمنون في بيوتكم؟! إنّه لو كان ذلك اُعـطي الرجل منكم قوة أربعين رجلاً ، وجعل قلوبكم كزبر الحديد ، لو قذف بها الجبال لقلعتها ، وكنتم قوّام الأرض وخزّانها » (٤).

[ ٣٤٣ / ٣٢ ] وعن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن مثنّى الحنّاط ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « إنّ الله عزّ وجلّ نزع الخوف من قلوب أعدائنا ، وأسكنه في قلوب شيعتنا ، فإذا جاء أمرنا نزع الخوف من قلوب شيعتنا ، وأسكنه في قلوب أعدائنا ، فأحدهم أمضى من سنان ، وأجرى من ليث ، يطعن عدوّه برمحه ، ويضربه بسيفه ، ويدوسه بقدمه » (٥).

[ ٣٤٤ / ٣٣ ] وعن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر 7 قال : « إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٨ / ٥٣.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٩ / ٥٤.

٣ ـ في المصدر : عبدالملك بن أعين ، والظاهر هو الصحيح بحكم طبقة الرواة.

٤ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٩ / ٥٥ ، وأورده الكليني في الكافي ٨ : ٢٩٤ / ٤٤٩.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٠ / ٥٦.


به عقولهم ، وأكمل به أحلامهم » (١).

[ ٣٤٥ / ٣٤ ] وعن أيّوب بن نوح ، عن العباس بن عامر ، عن ربيع بن محمّد ، عن أبي الربيع الشامي ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « إنّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم ، حتى لا يكون بينهم وبين القائم 7 بريد (٢) ، يكلّمهم ويسمعون ، وينظرون إليه وهو في مكانه » (٣).

[ ٣٤٦ / ٣٥ ] وعن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن حمزة ، عن أبان ، عن أبي عبدالله 7 قال : « العلم سبعة وعشرون حرفاً (٤) ، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فاذا قام القائم 7 أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس ، وضمّ إليها الحرفين حتى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً » (٥).

[ ٣٤٧ / ٣٦ ] وعن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن علي ، عن جعفر بن بشير ، عن عمر بن أبان ، عن معتّب غلام الصادق 7 قال : كنت مع أبي عبدالله 7 بالعُريض (٦) فجاء يتمشّى حتى دخل مسجداً ، كان يتعبّد فيه أبوه ، وهو يصلّي في موضع من المسجد.

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٠ / ٥٧ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٥ / ٢١ ، والصدوق في كمال الدين : ٦٧٥ / ٣٠.

٢ ـ أي لا يكون بين الحجّة 7 والناس رسول ، وهذا من قدرة الله عزّ وجلّ ، وكرامة وإجلالاً للإمام المنتظر عجّل الله فرجه.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٠ / ٥٨ ، وأورده الكليني في الكافي ٨ : ٢٤٠ / ٢٢٩.

٤ ـ في نسختي « س و ض » : جزءاً.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤١ / ٥٩ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٣٣٦ / ٧٢.

٦ ـ العُرَيض : اسم واد بالمدينة المنورة. معجم البلدان ٤ : ١١٤.


فلمّا انصرف قال : « يا معتّب ترى هذا الموضع؟ » قلت : نعم ، قال : « بينا أبي 7 قائم يصلّي في هذا المكان ؛ إذ دخل شيخ يمشي ، حسن السمت فجلس ، فبينا هو جالس إذ جاء رجل أدِم حسن الوجه والسمت ، فقال للشيخ : ما يُجلسك؟ ليس بهذا اُمرت ، فقاما وانصرفا وتواريا عنّي فلم أرَ شيئاً.

فقال لي أبي : يا بني هل رأيت الشيخ وصاحبه؟ قلت : نعم ، فمن الشيخ ومن صاحبه؟ قال : الشيخ ملك الموت ، والّذي جاء وأخرجه جبرئيل 7 » (١).

[ ٣٤٨ / ٣٧ ] وروى جماعة ، عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، أخبرنا أبي ، أخبرنا سعد بن عبدالله ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، أخبرنا الحسين بن سعيد ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسّان ، عن أبي جعفر 7 : « أنّ رجلاً قال لعليّ 7 : يا أمير المؤمنين لو أريتنا ما نطمئنّ به ، ممّا أنهى إليك رسول الله 9 ، قال : لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم وقلتم : إنّي ساحر كذّاب وكاهن ، وهو من أحسن قولكم ، قالوا : ما منّا أحد إلاّ وهو يعلم أنّك ورثت رسول الله 9 ، وصار إليك علمه ، قال : علم العالم شديد ، لا يحتمله إلاّ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، وأيّده بروح منه ».

ثمّ قال : « إذا أبيتم إلاّ أن اُريكم بعض عجائبي ، وما آتاني الله من العلم ، فاتّبعوا أثري إذا صلّيت العشاء الآخرة ، فلمّا صلاّها أخذ طريقه إلى ظهر الكوفة (٢) ، فاتّبعه سبعون رجلاً ـ كانوا في أنفسهم خيار الناس ـ من شيعته.

فقال لهم عليّ 7 : إنّي لست اُريكم شيئاً حتى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه ،

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٥٩ / ٧٣ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٣٣ / ١ ، باختلاف يسير.

٢ ـ وهو النجف الأشرف حالياً.


أن لا تكفروا بي ، ولا ترموني بمعضلة ، فوالله ما اُريكم إلاّ ما علّمني رسول الله 7 ، فأخذ عليهم العهد والميثاق ، أشدّ ما أخذ الله على رسله من عهد وميثاق.

ثمّ قال : حوّلوا وجوهكم عنّي حتى أدعو بما اُريد ، فسمعوه جميعاً يدعو بدعوات لا يعرفونها.

ثمّ قال : حوّلوا وجوهكم ، فحوّلوا فإذا هم بجنّات وأنهار ، وقصور من جانب ، وسعير تتلظّى من جانب ، حتى أنّهم ما شكّوا أنّهما الجنة والنار ، فقال أحسنهم قولاً : إنّ هذا لسحر عظيم ، ورجعوا كفاراً إلاّ رجلين.

فلمّا رجع مع الرجلين قال لهما : قد سمعتما مقالتهم ، وأخذي عليهم العهود والمواثيق ، ورجوعهم يكفّرونني.

أما والله إنّها لحجّتي عليهم غداً عند الله ، فإنّ الله تعالى يعلم أنّي لست بساحر ولا كاهن ، ولا يُعرف هذا لي ولا لآبائي ، ولكنّه علم الله وعلم رسوله ، أنهاه الله إلى رسوله ، وأنهاه رسوله إليّ ، وأنهيته إليكم ، فاذا رددتم عليّ ، رددتم على الله ، حتى إذا صار إلى باب مسجد الكوفة دعا بدعوات يسمعان ، فإذا حصى المسجد درّ وياقوت ، فقال لهما : ماذا تريان؟ قالا : هذا درّ وياقوت ، فقال : صدقتما ، لو أقسمت على ربّي فيما هو أعظم من ذلك لأبرّ قسمي ، فرجع أحدهما كافر ، وأمّا الآخر فثبت.

فقال 7 : إن أخذت منه شيئاً ندمت ، وإن تركت ندمت ، فلم يدعه حرصه حتى أخذ درّة فصرّها في كمّه ، حتى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درّة بيضاء ، لم ينظر الناس إلى مثلها قط ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أخذت من ذلك الدرّ واحدة وهي معي ، قال : وما دعاك إلى ذلك؟ قال : أحببت أن أعلم أحقّ هو أم باطل!.

قال : إنّك إن رددتها إلى موضعها الذي أخذتها منه عوّضك الله منها الجنّة ، وإن أنت لم تردّها عوّضك الله منها النار ، فقام الرجل فردّها إلى موضعها الذي


أخذها منه ، فحوّلها الله حصاة كما كانت ». قال بعض الناس : كان هذا ميثم التمار (١) ، وقال بعضهم : عمرو بن الحمق (٢) (٣).

__________________

١ ـ ميثم التمّار : هو ميثم بن يحيى التمار ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام علي 7 من شرطة الخميس ، وزاد الشيخ عليه الامامين الحسن والحسين 8. وعدّه المفيد من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين 7.

وكان ممّا علّمه الإمام علي 7 علم المنايا حيث قال ذات يوم لابن عباس : كيف بك إذا رأيتني مصلوباً تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم بالمطهرة. وقد حدث ذلك.

وقال الشيخ المظفر : اتفقت الروايات أنّ يوم قتله كان قبل قدوم الإمام الحسين 7 إلى كربلاء بعشرة أيام ، وكان قدومه 7 في الثاني من محرم الحرام.

رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٥٨ / ٦ و ٧٠ / ٣ و ٧٩ / ١ ، رجال الكشي : ٨٠ / ١٣٦ ، ميثم التمار للمظفر : ٧٤.

٢ ـ عمرو بن الحمق : هو الخزاعي ، عربي ، عدّه البرقي من أصحاب أمير المؤمنين 7 ومن شرطة الخميس ، وزاد الشيخ عليه الإمام الحسن 7.

وقال ابن حجر : له صحبة شهد مع علي عليه السلام حروبه ، وقال ابن شهرآشوب جعله أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل وصفين على الكمين. وعدّه الشيخ المفيد من أصفياء الإمام علي عليه السلام.

وقال الأميني : ولما قُتل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، بعث معاوية في طلب أنصاره ، فكان فيمن طلب عمرو بن الحمق ، فراغ منه ، فأرسل إلى امرأته آمنة بنت الشريد ، فحبسها في سجن دمشق سنتين ، ثم إنّ عبدالرحمن بن الحكم ظفر بعمرو في بعض الجزيرة فقتله ، وبعث برأسه إلى معاوية ، قتل رحمه الله بالحرة سنة خمسين أو إحدى وخمسين.

انظر رجال الطوسي : ٤٧ / ٦ و ٦٩ / ٢ ، رجال البرقي : ٤ ، الاختصاص : ٣ ، المناقب ٣ : ١٨١ و ١٩٧ ، أعيان الشيعة ٨ : ٣٧٦ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٢٢ / ٣٧.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٦٢ / ٧٩.


[ ٣٤٩ / ٣٨ ] وعن قُتيبة بن الجهم ، قال : لمّا دخل عليّ 7 إلى بلاد صفّين نزل بقرية يقال لها : صندوداء (١) فعبر عنها ، وعرّس (٢) بنا في أرض بلقع (٣) ، فقال له مالك بن الحارث الأشتر : نزلت على غير ماء! فقال 7 : « إنّ الله تعالى يسقينا في هذا الموضع ماءً أصفى من الياقوت وأبرد من الثلج » فتعجّبنا ولا عجب من قول أمير المؤمنين 7 ، فوقف على أرض ، فقال : « يا مالك احتفر أنت وأصحابك » فاحتفرنا فاذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين (٤) ، فلم نستطع أن نزيلها.

فقال علي 7 : « اللّهم إنّي أسألك أن تمدّني بحسن المعونة » وتكلّم بكلام حسبناه سريانياً ، ثمّ أخذها فرمى بها ، فظهر لنا ماء عذب ، فشربنا منه ، وسقينا دوابّنا ، ثم ردّ الصخرة عليه ، وأمرنا أن نحثوا عليها التراب.

فلمّا سرنا غير بعيد ، قال 7 : « من يعرف منكم موضع العين؟ » قلنا كلّنا نعرف ، فرجعنا فخفي علينا أشدّ خفاء ، فإذا نحن بصومعة راهب ، فدنونا منها ومنه ، فقلنا : هل عندك ماء؟ فسقانا ماءً مرّاً جشباً (٥) ، فقلنا له : لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا من عين هاهنا ، قال : صاحبكم نبيّ؟ قلنا : وصيّ نبيّ ، فانطلق معنا

__________________

١ ـ صندوداء : قرية كانت في غربي الفرات فوق الأنبار ، خربت ، وبها مشهد لعلي بن أبي طالب 7. مراصد الاطلاع ٢ : ٨٥٣.

٢ ـ عرّس : التعريس : نزول القوم في السفر من آخر الليل للاستراحة ثم يرتحلون. الصحاح ٣ : ٩٤٨ ـ عرس.

٣ ـ بلقع : الأرض القفر التي لا شيء بها. الصحاح ٣ : ١١٨٨ ـ بلقع.

٤ ـ اللجين : الفضة ، جاء مصغّراً كالثريا. الصحاح ٦ : ٢١٩٣ ـ لجن.

٥ ـ الجشب : الغليظ. القاموس المحيط ١ : ٤٦ ـ جشب.


إلى عليّ 7 ، فلمّا بصر به أمير المؤمنين 7 قال : « أنت شمعون؟ » قال : نعم ، هذا اسم سمّتني به اُمّي ، ما اطّلع عليه أحد إلاّ الله.

ثمّ قال : ما اسم هذه العين؟ قال 7 : « عين راحوما من الجنّة ، شرب منها ثلاثمائة نبي وثلاثمائة وصي ، وأنا خير الوصيّين شربت منها » قال الراهب : هكذا وجدت في جميع الكتب ، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله وأنّك وصيّ محمّد.

ثمّ قال علي 7 : « والله لو أنّ رجلاً منّا قام على جسر ثمّ عرضت عليه هذه الاُمّة لحدّثهم بأسمائهم وأنسابهم (١) » (٢).

[ ٣٥٠ / ٣٩ ] وعن أحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن مسكان ، قال : قال أبو عبدالله 7 في قوله تعالى ( وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السموات والأرض ) (٣) : « كشط الله لإبراهيم السماوات حتى نظر إلى ما فوق العرش ، ثمّ كشطت له الأرض حتى رأى ما تحت تخومها وما فوق الهواء ، وفعل بمحمّد 9 مثل ذلك ، وإنّي لأرى صاحبكم والأئمّة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك » (٤).

[ ٣٥١ / ٤٠ ] وقال له أبو بصير : هل رأى محمّد 9 ملكوت السماوات

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : وأبنائهم.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٦٤ / ٨٠ ، وأورده باختلاف الصدوق في الأمالي : ٢٥٠ / ١٤ ، وابن حمزة الطوسي في ثاقب المناقب : ٢٥٨ / ٤ ، وباختصار ابن شهرآشوب في المناقب ٢ : ٣٢٦.

٣ ـ الأنعام ٦ : ٧٥.

٤ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٦٦ / ٨١ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ١٠٧ / ٢.


والأرض كما رأى ذلك إبراهيم؟ قال : « نعم وصاحبكم والأئمّة من بعده » (١).

[ ٣٥٢ / ٤١ ] وقال أبو جعفر 7 في قوله تعالى ( وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السموات والأرض ) (٢) : « كشطت له السماوات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة وما فيها ، والأرضون السبع حتى نظر إليهن وما فيهنّ ، وفعل بمحمّد 9 كما فعل بإبراهيم 7 ، وإنّي لأرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك » (٣).

[ ٣٥٣ / ٤٢ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ضريس الكناسي ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول ـ وعنده اُناس من أصحابه وهم حوله ـ : « إنّي لأعجب من قوم يتولّونا ويجعلونا أئمّة ، ويصفون بأنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله تعالى ، ثم يكسرون (٤) حجّتهم ، ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم ، فينقصونا حقّنا ، ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهـان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون أنّ الله تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثمّ يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم ما فيه قوام دينهم؟! ».

فقال له حمران : يابن رسول الله أرأيت ما كان من قيام أمير المؤمنين 7 والحسن والحسين 8 وخروجهم وقيامهم بدين الله ، وما اُصيبوا به من قبل

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٦٧ / ٨٢ ، وفيه : وسأله أبو بصير ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ١٠٧ / ٤ ، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبدالله 7.

٢ ـ الأنعام ٦ : ٧٥.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٦٧ / ٨٣ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ١٠٨ / ٦ ، والعيّاشي في تفسيره ١ : ٣٦٣ / ٣٤.

٤ ـ في المختصر المطبوع : ينكرون.


الطواغيت ، والظفر بهم حتى قتلوا وغُلبوا؟.

فقال أبو جعفر 7 : « ولو أنّهم يا حمران حين نزل بهم ما نزل من ذلك ، سألوا الله أن يرفع عنهم ذلك ، وألحّوا عليه في إزالة تلك الطواغيت (١) عنهم ، ( إذاً لأجابهم ، ودفع ذلك عنهم ، وكأن يكون انقضاء مدّة الطواغيت ) (٢) وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم ، انقطع فتبدّد ، وما كان الذي أصابهم لذنب اقترفوه ، ولا لعقوبة معصية خالفوه فيها ، ولكن لمنازل وكرامة من الله تعالى أراد أن يبلغوها ، فلا تذهبنّ بك المذاهب » (٣).

[ ٣٥٤ / ٤٣ ] ومن كتاب ابن البطريق (٤) : روى علي بن الحسين (٥) ، قال : حدّثنا هارون بن موسى ، قال : حدّثني محمّد بن همام (٦) ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن عمر بن علي العبدي ، عن داود بن كثير الرقّي ، عن يونس بن ظبيان ، قال :

__________________

١ ـ في الخرائج والبصائر : ملك الطواغيت.

٢ ـ في المختصر المطبوع : لكان ذلك. بدل ما بين القوسين.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٧٠ / ٨٧ ، وأورده باختلاف الكليني في الكافي ١ : ٢٦١ / ٤ ، والصفّار في بصائر الدرجات : ١٢٤ / ٣.

٤ ـ وهو أبو الحسين الشيخ شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلي ، من أفاضل علماء الامامية في زمانه ، ومن مصنفاته : العمدة والمناقب والخصائص وتصفح الصحيحين في تحليل المتعتين ، واتفاق صحاح الأثر ، والرد على أهل النظر ، ونهج العلوم ، وعيون الأخبار ، ورجال الشيعة. مات ; سنة ستمائة للهجرة. انظر الثقات العيون في سادس القرون : ٣٣٧ ، والكنى والألقاب : ٢١٧.

٥ ـ في نسخة « س و ض و ق » : علي بن الحسن.

٦ ـ في نسخة « س و ض و ق » : محمّد بن هشام.


دخلت على الصادق جعفر بن محمّد 8 ، فقلت : يابن رسول الله إنّي دخلت على مالك (١) وعنده جماعة يتكلّمون في الله ، فسمعت بعضهم يقول : إنّ لله تبارك وتعالى وجهاً كالوجوه ، وبعضهم يقول : له يدان ، واحتجّوا بقول الله سبحانه وتعالى ( بيديّ استكبرت أم كنت من العالين ) (٢) وبعضهم يقول : هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة ، فما عندك في هذا يابن رسول الله؟.

قال : وكان متّكئاً فاستوى جالساً وقال : « اللهم عفوك عفوك ».

ثمّ قال : « يا يونس من زعم أنّ له وجهاً كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أنّ لله جوارح كجوارج المخلوقين فهو كافر بالله ، فلا تقبلوا شهادته ، ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى الله عمّا يصفه المشبّهون بصفة المخـلوقين ، وجه الله أنبـياؤه وأولياؤه.

وقوله تعالى ( خلقت بيديّ ) (٣) فاليد القدرة ، وقوله تعالى ( هو الذي أيّدك بنصره ) (٤) فمن زعم أنّ الله في شيء ، أو على شيء ، أو يخلو منه شيء ، أو يشغل به شيء ، فقد وصفه بصفة المخلوقين ، والله خالق كلّ شيء ، لا يقاس بالقياس ، ولا يشبّه بالناس ، ولا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، ذلك الله ربّنا لا إله غيره ، فمن أراد الله وأحبّه ووصفه بهذه الصفة فهو من الموحّدين ، ومن وصفه بغير هذه الصفة فالله بري منه ونحن براء منه ».

ثمّ قال 7 : « إنّما اُولوا الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حبّ

__________________

١ ـ الظاهر هو مالك بن أنس أحد أئمة المذاهب الأربعة.

٢ و ٣ـ سورة ص ٣٨ : ٧٥.

٤ ـ الانفال ٨ : ٦٢.


الله ، فإنّ حبّ الله إذا ورثه القلب استضاء وأسرع إليه اللطف ، فإذا نزل منزلة اللطف صار في أهل الفوائد تكلّم بالحكمة ، فإذا تكلّم بالحكمة صار صاحب فطنة ، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة ، فاذا عمل بها في القدرة عرف الأطباق السبعة ، فاذا بلغ إلى هذه المنزلة صار يتقلّب فكره بلطف وحكمة وبيان ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه ، فاذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى ، فعاين ربّه في قلبه ، وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء ، وورث العلم بغير ما ورثه العلماء ، وورث الصدق بغير ما ورثه الصدّيقون ، إنّ الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت ، وإنّ العلماء ورثوا العلم بالطلب ، وإنّ الصدّيقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة.

فمن أخذ بهذه الصفة إمّا أن يُسفل أو يُرفع ، وأكثرهم يُسفل ولا يرفع ، إذ لم يرع حقّ الله ، ولم يعمل بما اُمر به ، فهذه منزلة من لم يعرفه حق معرفته ، ولم يحبّه حقّ محبّته ، فلا تغرّنّك صلاتهم ، وصيامهم ، ورواياتهم ، وكلامهم ، وعلومهم ، فإنّهم حمر مستنفرة » (١).

ثمّ قال : « يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت ، فإنّا ورثناه ، واُوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب ».

فقلت : يابن رسول الله فكلّ من كان من أهل البيت ورث ما ورث ولد عليّ وفاطمة 8؟ فقال : « ما ورثه إلاّ الأئمة الاثني عشر سلام الله عليهم » قلت : سمّهم لي يابن رسول الله.

قال : « أوّلهم علي بن أبي طالب ، وبعده الحسن والحسين ، وبعده علي بن الحسين ، وبعده محمّد بن علي ، وبعده أنا ، وبعدي موسى ولدي ، وبعد موسى علي ابنه ،

__________________

١ ـ حمر مستنفرة : أي عير مذعورة نافرة. انظر الصحاح ٢ : ٦٣٦ ـ حمر و ٨٣٣ ـ نفر.


وبعد علي محمّد ، وبعد محمّد علي ، وبعد علي الحسن ، وبعد الحسن الحجّة ، اصطفانا الله وطهّرنا ، واُوتينا ما لم يؤت أحداً من العالمين » (١).

__________________

١ ـ لم أعثر عليه في كتابي ابن البطريق العمدة وخصائص الوحي المبين ، بل وجدته في كفاية الأثر للخزّاز : ٢٥٥ ، وعنه في البحار ٣ : ٢٨٧ / ٢ ـ إلى قوله : نحن منه براء ، والبحار ٣٦ : ٤٠٣ / ١٥ ، كاملاً ، وبزيادة في ذيله من المصدر : ثمّ قلت : يابن رسول الله إنّ عبدالله بن سعد دخل عليك بالأمس فسألك عمّا سألتك ، فأجبته بخلاف هذا ، فقال : يا يونس كلّ امرئ وما يحتمله ، ولكلّ وقت حديثه ، وإنّك لأهل لما سألت ، فاكتمه إلاّ عن أهله والسلام.

ونقله الحر العاملي في الوسائل ٢٨ : ٣٤٦ / ٢٦ ـ إلى قوله : كجوارح المخلوقين فهو كافر ، وفي الفصول المهمة في اُصول الأئمة ١ : ٢٤٤ / ٢٣٥ ـ إلى قوله : اليد القدرة.


ومن كتاب محمّد بن الحسن الصفّار الموسوم بـ « بصائر الدرجات »

باب

في أئمّة آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين

وأنّ حديثهم صعب مستصعب

[ ٣٥٥ / ١ ] رويت (١)) بإسنادي عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل ، عن جابر ، قال : قال أبو جعفر 7 : « قال رسول لله 9 : إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان.

فما ورد عليكم من حديث آل محمّد صلوات الله عليهم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت منه قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله تعالى ، وإلى الرسول 9 ، وإلى العالم من آل محمّد 9.

وإنّما الهالك أن يُحدَّث أحدكم بشيء لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا ، والإنكار هو الكفر » (٢).

__________________

١ ـ من هنا سقط من نسخة « ق » إلى حديث ٣٩٤.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٢٠ / ١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٩ / ٢١.


[ ٣٥٦ / ٢ ] وبإسنادي عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن أحمد (١) ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، قال : حدّثنا الحسن بن حمّاد الطائي ، عن سعد ، عن أبي جعفر 7 قال : « حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو مؤمن ممتحن ، أو مدينة حصينة ، فإذا وقع أمرنا وجاء مهديّنا كان الرجل (٢) أجرى من ليث ، وأمضى من سنان ، يطأ عدوّنا برجليه ، ويضربه بكفّيه ، وذلك عند نزول رحمة الله ، وفرجه على العباد » (٣).

[ ٣٥٧ / ٣ ] محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين (٤) ، عن محمّد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر 7 ، قال : سمعته يقول : « إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ثلاث : نبيّ مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ».

ثمّ قال : « يا أبا حمزة ألا ترى أنّه اختار لأمرنا من الملائكة : المقرّبين ، ومن النبيّين : المرسلين ، ومن المؤمنين : الممتحنين » (٥).

[ ٣٥٨ / ٤ ] محمّد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبدالله 7 قال : « إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ صدور منيرة ، وقلوب سليمة ، وأخلاق حسنة.

إنّ الله تعالى أخذ من شيعتنا الميثاق ، كما أخذ على بني آدم ، حيث يقول

__________________

١ ـ في البصائر : أحمد بن جعفر ، وعنه في البحار : أحمد بن محمّد.

٢ ـ في البصائر زيادة : من شيعتنا.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٢٤ / ١٧ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٩ / ٢٢.

٤ ـ في البصائر : أحمد بن الحسين.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٢٥ / ١٩ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٠ / ٢٣.


عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (١) فمن وفى لنا وفى الله له بالجنّة ، ومن أبغضنا ولم يؤدِّ حقّنا ففي النار خالداً مخلّداً » (٢).

[ ٣٥٩ / ٥ ] محمّد بن الحسن ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن صباح المزنيّ (٣) ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : « إنّ حديثنا صعب مستصعب ، خشن مخشوش ، فانبذوا إلى الناس نبذاً ، فمن عرف فزيدوه ، ومن أنكر فأمسكوا ، لا يحتمله إلاّ ثلاث : ملك مقرّب ، أونبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان » (٤).

[ ٣٦٠ / ٦ ] محمّد بن الحسن ، قال : حدّثني سلمة ، عن محمّد بن المثنّى ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « حديثنا صعب مستصعب ، ذكوان مقنّع ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل أو مؤمن ممتحن ».

قال : ثم قال 7 : « ما من أحد أفضل من المؤمن الممتحن » (٥).

[ ٣٦١ / ٧ ] محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن منصور بن

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٢٥ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٠ / ٢٤.

٣ ـ صباح المزني : هو صباح بن يحيى أبو محمّد المزني ، كوفي ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7. انظر رجال النجاشي : ٢٠١ / ٥٣٧ ، رجال البرقي : ٣٧ ، رجال الطوسي : ٢١٩ / ١٩.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٢١ / ٥ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٢ / ٣٥.

٥ ـ لم أعثر له على مصدر.


يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال « حديثنا صعب مستصعب ، ذكوان أجرد (١) مقنّع » قال : قلت : فسّر لي جعلت فداك؟ قال : « ذكوان : ذكيّ أبداً » قال ، قلت : أجرد ، قال : « أبداً » قلت : مقنّع ، قال : « مستور » (٢).

[ ٣٦٢ / ٨ ] عمران بن موسى ، عن محمّد بن علي وغيره عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه 8 قال : « ( ذكرت التقية يوماً عند علي بن الحسين 8 ) (٣) فقال : والله لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله ، ولقد آخى رسول الله 9 بينهما فما ظنّك بسائر الخلق.

إنّ علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ نبي مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، قال : وإنّما صار سلمان من العلماء ؛ لأنّه امرؤ منّا أهل البيت ، فلذلك ( نسبته إلى العلماء ) (٤) » (٥).

[ ٣٦٣ / ٩ ] محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن إسماعيل بن مهران (٦) ،

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : أمرد ، وكلاهما يعطيان معنىً واحداً. فالأجرد للفضاء : لا نبات فيه ، وللرجل : لا شعر عليه ، وللفرس : إذا رقّت شعرته وقصرت. وكذلك للأمرد. انظر الصحاح ٢ : ٤٥٥ و ٥٣٨ ـ جرد ومرد.

ولعلّ المراد من قوله 7 أجرد أو أمرد ، أي أحاديثنا واضحة بيّنة لا غبار عليها ولا شكّ فيها ، فهي رقيقة يستقبلها كلّ قلب سليم.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٢٢ / ٨ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩١ / ٣٢ ، بسند الحديث المتقدّم.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : ذكر علي 7 التقية في يوم عيد. بدل ما بين القوسين.

٤ ـ في نسختي « س و ض » : يشبه العلماء.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٢٥ / ٢١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٠ / ٢٥ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٠١ / ٢.

٦ ـ في نسخة « ض » والبصائر : إسماعيل بن مهزيار ، ولم يرد له ذكر في كتب التراجم.


عن عثمان بن جبلة (١) ، عن أبي الصامت ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « حديثنا صعب مستصعب ، شريف كريم ، ذكوان ، ذكي ، وعر ، لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن ممتحن » قلت : فمن يحتمله جعلت فداك؟ قال « من شئنا (٢) يا ابا الصامت ».

قال أبو الصامت : فظننت أنّ لله عباداً أفضل من هؤلاء الثلاثة (٣).

يقول حسن بن سليمان : لعلّه 7 أراد بقوله : « من شئنا » هم صلوات الله عليهم ، لأنّ علمهم الذي استودعهم الله سبحانه منه ما لا يصل إلى غيرهم بل خصّهم الله تعالى به.

كما روي عن الصادق 7 : « إنّ الله سبحانه وتعالى جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً ، فأعطى آدم 7 خمسة وعشرين حرفاً ، وأعطى نوحاً 7 منها خمسة عشر حرفاً ، وأعطى إبراهيم 7 منها ثمانية أحرف ، وأعطى موسى 7 منها أربعة أحرف ، وأعطى عيسى 7 منها حرفين ، فكان يحيي بها الموتى ، ويبرىء الأكمه والأبرص ، وأعطى محمّداً 9 اثنين وسبعين حرفاً ، واحتـجب بحرف لئلاّ يعلم أحد ما في نفسه ، ويعلم ما في أنفس العباد » (٤).

وما روي من أنّ الله سبحانه وتعالى أوحى إلى محمّد 9 « يا محمّد لا تكتم عليّاً شيئاً ممّا بيني وبينك ، فإنّه ليس بيني وبينك وبينه سرّ » (٥) فهذا فضل لم يؤته سواهم.

__________________

١ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : عثمان بن جميلة ، ولم يذكر في كتب التراجم.

٢ ـ في نسخة : شيعتنا. حاشية نسخة « س ».

٣ ـ بصائر الدرجات : ٢٢ / ١٠ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٢ / ٣٤.

٤ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٠٨ / ٣ ، والكليني بلفظ آخر في الكافي ١ : ٢٣٠ / ٢.

٥ ـ تقدّم مفصّلاً في ص ٢٠٠ حديث ١٨٥ من هذا الكتاب.


ومن ذلك ما روى عن النبي 9 « يا علي ما عرف الله إلاّ أنا وأنت ، وما عرفني إلاّ الله وأنت ، وما عرفك إلاّ الله وأنا » (١).

فقد صحّ أنّهم خزّان العلم وعيبته ، وصاحب الدرجة العليا يطيق حمل الدنيا ، وصاحب الدنيا لا يطيق حمل العليا. كما مرّ في حديث أبي ذرّ وسلمان ، إذا كان أبو ذرّ في التاسعة من درجات الإيمان ، وسلمان في العاشرة ، فوضح ما ادّعيناه والله أعلم.

[ ٣٦٤ / ١٠ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور ، عن مخلّد بن حمزة بن نصر ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي جعفر 7 قال : كنت معه جالساً ، فرأيت أنّ أبا جعفر قد نام ، فرفع رأسه وهو يقول : « يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كنهه » قلت : ما هو جعلني الله فداك؟ قال : « قول أبي علي بن أبي طالب 7 (٢) : إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.

يا أبا الربيع : ألا ترى أنّه قد يكون ملك ولا يكون مقرّباً ، ولا يحتمله إلاّ مقرّب ، وقد يكون نبي وليس بمرسل ، ولا يحتمله إلاّ مرسل ، وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ، ولا يحتمله إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان » (٣).

[ ٣٦٥ / ١١ ] سلمة بن الخطّاب ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه ، عن أبي

__________________

١ ـ أورده البرسي في مشارق أنوار اليقين : ١١٢ ، والاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ١٣٩ / ١١٨ و ٢٢١ / ذيل حديث ١٥.

٢ ـ في نسخة « س » : علي بن الحسين 7.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٢٦ / ١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٧ / ٤٩.


بصير (١) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « خالطوا الناس بما يعرفون ، ودعوهم ممّا ينكرون ، ولا تحمّلوا على أنفسكم وعلينا. إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان » (٢).

[ ٣٦٦ / ١٢ ] محمّد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمّد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر 7 ، يقول : « إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ثلاثة : ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ».

ثمّ قال لي : « يا أبا حمزة ألست تعلم أنّ في الملائكة مقرّبين وغير مقرّبين ، وفي النبيين مرسلين وغير مرسلين ، وفي المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين؟ » قال : قلت : بلى ، قال : « ألا ترى إلى صعوبة (٣) أمرنا ، إنّ الله اختار له من الملائكة : المقرّبين ، ومن النبيين : المرسلين ، ومن المؤمنين : الممتحنين » (٤).

[ ٣٦٧ / ١٣ ] محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن جابر ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ أمرنا سرّ في سرّ ، وسرّ مستسر ، وسرّ لا يفيده إلاّ سرّ ، وسرّ على سرّ ، وسرّ مقنّع بسرّ » (٥).

[ ٣٦٨ / ١٤ ] محمّد بن أحمد ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، قال : حدّثني

__________________

١ ـ في البصائر والخصال والخرائج زيادة : ومحمّد بن مسلم.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٢٦ / ٢ ، وأورده الصدوق في الخصال : ٦٢٤ / ضمن حديث الاربعمائة ، والراوندي في الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٤ / ٣.

٣ ـ في البصائر : صفة.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٢٨ / ٩ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٦ / ٤٨.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٢٨ / ١ ، وعنه في البحار ٢ : ٧١ / ٣١.


أحمد بن محمّد ، عن أبي اليسر ، قال : حدّثني زيد بن المعدلّ ، عن أبان بن عثمان (١) ، قال : قال لي أبو عبدالله 7 : « إنّ أمرنا هذا مستور مقنّع بالميثاق ، من هتكه أذلّه الله » (٢).

[ ٣٦٩ / ١٥ ] وروي عن ابن محبوب ، عن مرازم قال : قال لي أبو عبدالله 7 : « إنّ أمرنا هو الحق ، وحقّ الحقّ ، وهو الظاهر ، وباطن الظاهر ، وباطن الباطن ، وهو السرّ ، وسرّ المستسر ، وسرّ مقنّع بسرّ » (٣).

[ ٣٧٠ / ١٦ ] عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر 7 ، قال : قرأت عليه آية الخمس (٤) ، فقال : « ما كان لله فهو لرسوله ، وما كان لرسوله فهو لنا ».

ثمّ قال : « والله لقد يسّر الله على المؤمنين رزقهم بخمسة دراهم ، جعلوا لربّهم واحداً ، وأكلوا أربعة حلالاً ».

ثمّ قال : « هذا من حديثنا صعب مستصعب ، لا يعمل به ، ولا يصبر عليه إلاّ ممتحن قلبه للايمان » (٥).

__________________

١ ـ أبان بن عثمان : الأحمر البجلي ، مولاهم ، أصله كوفي ، كان يسكنها تارة واُخرى البصرة ، وقد أخذ عنه أهلها : أبو عبيدة معمّر بن المثنى وأبو عبدالله محمّد بن سلام ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى 8 ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

انظر رجال النجاشي : ١٣ / ٨ ، رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ١٥٢ / ١٩١.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٢٨ / ٣ ، وعنه في البحار ٢ : ٧١ / ٣٢.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٢٩ / ٤ ، وعنه في البحار ٢ : ٧١ / ٣٣.

٤ ـ وهي ( واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأنّ لله خُمُسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله ) الآية. الانفال ٨ : ٤١.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٢٩ / ٥ ، وعنه في البحار ٩٦ : ١٩١ / ٧.


[ ٣٧١ / ١٧ ] ورويت بإسنادي إلى محمّد بن علي بن بابويه ; ، عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيدالله (١) ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن بعض أهل المدائن ، قال : كتبت إلى أبي محمّد 7 : روي لنا عن آبائكم : « أنّ حديثكم صعب مستصعب ، لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ».

قال : فجاء الجواب : « إنّما معناه أنّ الملك لا يحتمله في جوفه حتى يخرجه إلى ملك آخر مثله ، ولا يحتمله نبيّ حتى يخرج إلى نبيّ آخر مثله؟ ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى مؤمن آخر مثله. إنّما معناه أنّه لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما في صدره حتى يخرجه إلى غيره » (٢).

[ ٣٧٢ / ١٨ ] محمّد بن علي بن بابويه ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة ، قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي ، قال : حدّثنا علي بن بزرج الحنّاط (٣) ، قال : حدّثنا عمرو بن اليسع ، عن شعيب الحدّاد ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد

__________________

١ ـ في المعاني : الحسين بن عبدالله.

٢ ـ معاني الأخبار : ١٨٨ / ١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٤ / ٦.

٣ ـ في المعاني : علي بن يزيد الحنّاط. وهو من أصحاب الإمام الصادق 7 كما عدّه الشيخ في رجاله : ٢٤٤ / ٣٣٣ والظاهر أنّ ما في المتن والخصال والأمالي هو الصحيح.

وهو علي بن أبي صالح محمّد يلقّب بزرج ، ويكنّى أبا الحسن ، كوفي حنّاط. وعدّه الشيخ فيمن لم يرو عنهم : قائلاً : علي بن بزرج يكنى أبا الحسن. انظر رجال النجاشي : ٢٥٧ / ٦٧٥ ، رجال الطوسي : ٤٨٠ / ٢٠.


امتحن الله عزّ وجلّ قلبه للايمان ، أو مدينة حصينة » قال عمرو : فقلت لشعيب : يا أبا الحسن وأي شيء المدينة الحصينة؟ قال : فقال : سألت أبا عبدالله 7 عنها ، فقال لي « القلب المجتمع » (١).

حديث من غير الباب

[ ٣٧٣ / ١٩ ] وباسنادي المتصل للصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; ، عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن حمزة ومحمّد ابني حمران ، قالا : اجتمعنا عند أبي عبدالله 7 في جماعة من أجلّة مواليه ، وفينا حمران بن أعين ، فخضنا في المناظرة ، وحمران ساكت ، فقال له أبو عبدالله 7 : « ما لك لا تتكلّم يا حمران؟ » فقال : يا سيدي آليت على نفسي ألاّ أتكلّم في مجلس تكون أنت فيه.

فقال أبو عبدالله : « إنّي قد أذنت لك في الكلام فتكلّم » فقال حمران : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، خارج من الحدّين : حدّ التعطيل وحدّ التشبيه ، وأنّ الحقّ القول بين القولين لا جبر ولا تفويض ، وأنّ محمّداً 9 عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.

وأشهد أنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ.

وأشهد أنّ علياً حجّة الله على خلقه ، لا يسع الناس جهله ، وأنّ حسناً 7 بعده ، وأنّ الحسين 7 من بعده ، ثمّ علي بن الحسين 7 ، ثم محمّد بن علي 7 ، ثمّ

__________________

١ ـ معاني الأخبار : ١٨٩ / ١ ، أمالي الصدوق : ٥٢ / ٦ ، الخصال : ٢٠٧ / ٢٧ ، وعنهم في البحار ٢ : ١٨٣ / ١.


أنت يا سيدي من بعـدهم ، فقال أبو عبدالله 7 : « الترتر (١) حمران ».

ثمّ قال : « يا حمران مد المطمر (٢) بينك وبين العالم » قلت : يا سيدي وما المطمر؟ قال : « أنتم تسمّونه خيط البناء ، فمن خالفك على هذا الأمر فزنديق » فقال حمران : وإن كان علويّاً فاطميّاً؟ فقال أبو عبدالله 7 : « وإن كان محمّديّاً علويّاً فاطميّاً » (٣).

[ ٣٧٤ / ٢٠ ] وبإسنادي إلى محمّد بن علي بن بابويه ; ، عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن سدير ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول أمير المؤمنين 7 : « إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يقرّ به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ».

فقال : « إنّ في الملائكة مقرّبين وغير مقرّبين ، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، فعرض أمركم هذا على الملائكة فلـم يقرّ به إلاّ المقـرّبون ، وعـرض على الأنبياء فلم يقرّ به إلاّ المـرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقرّ به إلاّ الممتحنون » قال : ثمّ قال لي : « مر في حديثك » (٤).

[ ٣٧٥ / ٢١ ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب ، ( عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن

__________________

١ ـ التُرُّ : خيط يمدّ على البناء. الصحاح ٢ : ٦٠٠ ـ ترر.

٢ ـ المِطمَر : الزيج الذي يكون مع البنائين ، الصحاح ٢ : ٧٢٦ ـ طمر. ومراد قول الإمام 7 لحمران أن لا يجعل بينه وبين إمامه واسطة ، وأن يميّز بين الحق والباطل.

٣ ـ معاني الأخبار : ٢١٢ / ١ ـ باب معنى الترتر والمطمر ، وعنه في البحار ٦٩ : ٣ / ٤.

٤ ـ معاني الأخبار : ٤٠٧ / ٨٣ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٤ / ٧.


محمّد بن عيسى ) (١) ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن المسيّب (٢) ، قال : سألت علي بن الحسين 8 ابن كم كان علي بن أبي طالب 7 يوم (٣) أسلم؟ فقال : « أو كان كافراً؟ قط ، إنّما كان لعليّ حيث بعث الله عزّ وجلّ رسوله صلوات الله عليه وآله عشر سنين ، ولم يكن يومئذ كافراً ، ولقد آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله 9 ، وسبق الناس كلّهم إلى الإيمان بالله وبرسوله 9 ، وإلى الصلاة بثلاث سنين.

وكانت أوّل صلاة صلاّها مع رسول الله 9 الظهر ركعتين ، وكذلك فرضها الله تعالى على من أسلم بمكّة ركعتين ركعتين ( في الخمس صلوات ) (٤).

وكان رسول الله 9 يصلّيها بمكّة ركعتين ، ثمّ يصلّيها علي 7 معه بمكّة ركعتين ، مدّة عشر سنين حتى هاجر رسول الله 9 إلى المدينة.

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س ، ض » والمصدر. وقد أورده المجلسي في البحار عن الكافي ولم يورده في مرآة العقول.

٢ ـ سعيد بن المسيّب : ابن حزن بن أبي وهب القرشي المدني ، أبو محمّد المخزومي ، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ، وكان سيد التابعين من الطراز الأول ، جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة والورع ، ويروى عنه أنّه قال : حججت أربعين حجة ، وقال : ما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة ، لمحافظته على الصف الأول ، مات ; وله من العمر أربع وثمانين سنة. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين علي بن الحسين 7.

انظر وفيات الأعيان ٢ : ٣٧٥ ، تهذيب التهذيب ٤ : ٧٥ ، طبقات ابن سعد ٥ : ١١٩ ، رجال البرقي : ٨ ، رجال الطوسي : ٩٠ / ١.

٣ ـ في نسخة « س » : حين.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر والبحار.


وخلّف عليّاً 7 في اُمور لم يكن يقوم بها أحد غيره ، وكان خروج رسول الله 9 من مكّة في أول يوم من ربيع الأول ، وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث ، وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول مع زوال الشمس ، ونزل بقبا (١) فصلّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين.

ثمّ لم يزل مقيماً ينتظر علياً 7 ، يصلّي الخمس صلوات ركعتين ركعتين ، وكان نازلاً على عمرو بن عوف (٢) ، فأقام عندهم بضعة عشر يوماً ، يقولون له : أتقيم عندنا فنتّخذ لك منزلاً ومسجداً؟ فيقول : لا ، إنّي أنتظر علي بن أبي طالب 7 ، وقد أمرته أن يلحقني ، فلست مستوطناً منزلاً حتى يقدم عليّ 7 ، وما أسرعه إن شاء الله ، فقدم علي 7 والنبي 9 في بيت (٣) عمرو بن عوف فنزل معه.

ثمّ إنّ رسول الله 9 لمّا قدم علي 7 تحوّل عن قبا إلى بني سالم بن عوف ـ وعلي 7 معه ـ يوم الجمعة مع طلوع الشمس ، فخطّ لهم مسجداً ونصب قبلته ، فصلّى بهم الجمعة ركعتين وخطب خطبتين.

ثمّ راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها ، وعلي 7 معه لا يفارقه ، يمشي بمشيته ، وليس يمرّ رسول الله 9 ببطن من بطون الأنصار إلاّ قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم ، فيقول لهم : خلّوا سبيل الناقة فإنّها مأمورة ، فانطلقت به ورسول الله 9 واضع لها زمامها حتى انتهت إلى هذا الموضع الذي ترى ـ

__________________

١ ـ قُبا : وأصله اسم بئر هناك عرفت القرية بها ، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار ، وهي ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة ، وهناك مسجد التقوى عامر ، قدّامه رصيف وفضاء حسن وآبار ومياه عذبة. معجم البلدان ٤ : ٣٠١ ـ ٣٠٢.

٢ ـ في نسخة : بني عمرو بن عوف. حاشية نسخة « س ».

٣ ـ في نسختي « س و ض » : بني. بدل : بيت.


وأشار بيده إلى باب مسجد رسول الله 9 الذي يصلّي عنده بالجنائز ـ فوقفت عنده وبركت ، ووضعت جرانها على الأرض.

فنزل رسول الله 9 ، وأقبل أبو أيّوب (١) مبادراً حتى احتمل رحله فأدخله منزله ، ونزل رسول الله 9 وعليّ 7 معه حتى بنى له مسجداً ، وبنيت له مساكنه ومسكن علي 7 ، فتحوّلا إلى منازلهما ».

فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين 7 : جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول الله 9 حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه؟ فقال له : « إنّ أبا بكر لمّا قدم رسول الله 9 إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي 7 ، قال له أبو بكر : انهض بنا إلى المدينة فانّ القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون (٢) إقبالك إليهم ، فانطلق بنا ولا تقم هاهنا تنتظر علياً ، فما أظنّه يقدم عليك إلى شهر.

فقال له رسول الله 9 : كلاّ ما أسرعه ، ولست أريم (٣) حتى يقدم ابن عـمّي

__________________

١ ـ أبو أيوب : هو خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي ، صحابي شهد العقبة وبدراً واُحداً والمشاهد كلّها مع رسول الله 9 ، وقد آخى النبي 9 بينه وبين مصعب بن عمير ، وقال الكشي : وكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين 7.

عدّه البرقي من أصحاب رسول الله 9 ، وذكره في آخر كتابه في عداد المنكرين على أبي بكر ، وعدّه الطوسي من أصحاب رسول الله والإمام علي بن أبي طالب صلّى الله عليهما وآلهما. توفي في غزاة القسطنطينية سنة خمسين ، وقيل : إحدى وقيل اثنتين وخمسين.

اُنظر الاصابة ١ : ٤٠٥ / ٢١٦٣ ، واُسد الغابة ٢ : ٨٠ ، رجال البرقي : ٢ و ٦٣ ، ورجال الطوسي ١٨ / ٢ ٤٠ / ١ ، ورجال الكشي : ٣٨ / ٧٨.

٢ ـ ريث : أبطأ ، وما أراثك علينا؟ أي ما أبطأ بك عنّا. الصحاح ١ : ٢٨٤ ـ ريث.

٣ ـ في نسخة « س » : بناهض.


وأخي في الله عزّوجـلّ ، وأحبّ أهل بيـتي إليّ ، فقد وقاني بنفسه من المشركين.

قال : فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأزّ ، وداخله من ذلك حسد لعلي 7 ، فكان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول الله 9 في عليّ 7 ، وأول خلاف على رسول الله 9 ، فانطلق حتى دخل المدينة ، وتخلّف رسول الله 9 بقبا ينتظر علياً 7 ».

قال : فقلت لعلي بن الحسين 8 : فمتى زوّج رسول الله 9 فاطمة 3 من علي 7؟ فقال : « بالمدينة بعد الهجرة بسنة ، وكان لها يومئذ تسع سنين.

قال علي بن الحسين 8 : ولم يولد لرسول الله 9 من خديجة على فطرة الاسلام إلاّ فاطمة 3 ، وقد كانت خديجة رضي الله عنها ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب ; بعد موت خديجة رحمها الله بسنة.

فلمّا فقدهما رسول الله 9 سئم المقام بمكة ، ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش ، فشكا إلى جبرئيل 7 ذلك ، فأوحى الله تعالى إليه : اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة ، فليس لك اليوم بمكّة ناصر ، وانصب للمشركين حرباً ، فعند ذلك توجّه رسول الله 9 إلى المدينة ».

قلت له : متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم؟ فقال : « بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوي الاسلام ، وكتب الله على المسلمين الجهاد ، زاد رسول الله في الصلاة سبع ركعات ، في الظهر ركعتين ، وفي العصر ركعتين ، وفي المغرب ركعة ، وفي العشاء الآخرة ركعتين ، وأقرّ الفجر على ما فرضت بمكة لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء ، وتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ، فكان ملائكة

__________________

ورام يريم : إذا برح وزال من مكانه. النهاية لابن الأثير ٢ : ٢٩٠ ـ ريم.


الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول الله 9 صلاة الفجر ، فلذلك قال الله عزّ وجلّ ( وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً ) (١) يشهده المسلمون ، وتشهده ملائكة النهار وملائكة الليل » (٢).

__________________

١ ـ الاسراء ١٧ : ٧٨.

٢ ـ الكافي ٨ : ٣٣٨ / ٥٣٦ ، وعنه في البحار ١٩ : ١١٥ / ٢.


أحاديث

القضاء والقدر

[ ٣٧٦ / ١ ] وبالإسناد المتقدّم عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ، قال : أخبرنا أحمد بن هارون القاضي (١) وجعفر بن محمّد بن مسرور ، قالا : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله 7 قال : « سمعت أبي يحدّث عن أبيه 7 أنّ رجلاً قام إلى أمير المؤمنين 7 ، فقال له يا أمير المؤمنين بما عرفت ربّك؟ فقال 7 : بفسخ العزم ، ونقض الهمم ، لمّا أن هممت حال بيني وبين همّي ، وعزمت فخالف القضاء عزمي ، فعلمت أنّ المدبّر غيري » (٢). والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

[ ٣٧٧ / ٢ ] وبالإسناد عنه قال : حدّثنا أبي 2 ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني (٣) ،

__________________

١ ـ في الخصال : الفامي. وقد عدّه الشيخ الطوسي فيمن لم يرو عنهم :. رجال الطوسي : ٤٤٨ / ٥٩.

٢ ـ الخصال : ٣٣ / ١ ، وأورده أيضاً بسند آخر في التوحيد : ٢٨٨ / ٦ ، وعنهما في البحار ٣ : ٤٢ / ١٧.

٣ ـ إبراهيم بن عمر اليماني : الصنعاني شيخ من أصحابنا ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله


عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه ، وأمرهم ونهاهم ، فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به ، وما نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه ، ولا يكونوا آخذين ولا تاركين إلاّ بإذن الله تعالى » (١).

[ ٣٧٨ / ٣ ] وبالإسناد عنه قال : حدّثني أبي ; قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن (٢) ، عن حفص بن قرط (٣) ، عن أبي عبدالله 7 قال : « قال رسول الله 9 : من زعم أنّ الله تبارك وتعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ، ومن زعم أنّ الخير والشرّ بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ، ومن زعم أنّ المعاصي بغير قوّة الله فقد كذب على الله ، ومن

__________________

8 عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق 8 قائلاً : له اصول رواها عنه حماد ابن عيسى ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر والكاظم 8.

انظر رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٦ ، رجال البرقي : ١١ و ٤٧ ، رجال الطوسي : ١٠٣ / ٧ و ١٤٥ / ٥٨.

١ ـ التوحيد : ١٥٩ / ١ ، وبسند آخر في ص ٣٤٩ / ٨ ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٣٠ / ٢٦٨ ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر 7.

٢ ـ يونس بن عبدالرحمن : مولى علي بن يقطين بن موسى ، أبو محمّد ، كان وجهاً في أصحابنا ، عظيم المنزلة ، ولد في أيام هشام بن عبدالملك ، ورأى جعفر بن محمّد 7 بين الصفا والمروة ولم يرو عنه ، روى عن أبي الحسن موسى والرضا 8 ، وكان الإمام الرضا 7 يشير إليه في العلم والفتيا. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا 8.

انظر رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٨ ، رجال البرقي : ٤٩ و ٥٤ ، رجال الطوسي : ٣٦٤ / ١١ و ٣٩٤ / ٢.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : جعفر بن قرط.


كذب على الله أدخله الله النار » (١).

قوله 7 : « ومن زعم أنّ الخير والشرّ بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ».

ومثله ما روي في الحديث عن حريم الحسين بن علي 7 « شاء الله أن يراهنّ سبايا » (٢).

إعلم أنّ المشيئة قد تكون مشيئة حتم ، كمشيئة الله سبحانه وتعالى لخلقنا على الصفات الجارية في علمه السابق فهو يقع كما شاء ، وقد تكون مشيئته تخلية للعبد بينه وبين فعله ، كما يخلّي الله سبحانه بين العصاة وبين معاصيهم ، إذ لم يتفضّل عليهم ويعصمهم منها ، فمشيئته فيها عدم عصمته لهم ، وتركه إيّاهم وأنفسهم بعد ما بيّن لهم من أمره ونهيه ، فوافق علمه السابق في علمه لتمام حكمته ، وبلوغ ما جرى من علمه من الثواب للمطيع ، والعقاب للعاصي.

فمشيئته في الشرّ : التخلية من غير عصمة ، وإذا لم يشأ عصم ، كما خلّى بين آدم 7 وأكل الشجرة التي نهاه الله تعالى عنها ، وكان أكله سبباً لخروج الذرّية ـ المأخوذة العهد والميثاق عليها ـ إلى هذه الدار على هذه الصفة ، على ما جرى في علمه سبحانه أنّه كائن ولا بدّ منه ، والأكل من الشجرة أصله وسببه ، فنهاه سبحانه عن الأكل منها ، وشاء أن يخلّي بينه وبينها ، ولا يعصمه في تلك الحال كما عصم

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٥٩ / ٢ ، وعنه في البحار ٥ : ٥١ / ٨٥.

٢ ـ اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس : ١٢٨ ، وفيه : إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا ، وعنه في البحار ٤٤ : ٣٦٤. في مكالمة الإمام الحسين 7 مع أخيه محمّد بن الحنفية رضوان الله عليه.


يوسف 7 لما علم منهما من وجه الحكمة ( لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون ) (١).

[ ٣٧٩ / ٤ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد 2 ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العباس بن معروف ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ظريف بن ناصح ، عن أبي الحصين ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : « سُئل رسول الله 9 عن الساعة ، فقال : عند إيمان بالنجوم ، وتكذيب بالقدر » (٢).

[ ٣٨٠ / ٥ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن غير واحد ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله 8 قالا : « إنّ الله عزّ وجلّ أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثمّ يعذّبهم عليها ، والله أعزّ من أن يريد أمراً فلا يكون ».

قال : فسُئلا 8 هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا : « نعم ، أوسع ممّا بين السماء والأرض » (٣).

[ ٣٨١ / ٦ ] وبالإسناد عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (٤) ،

__________________

١ ـ الأنبياء ٢١ : ٢٣.

٢ ـ الخصال : ٦٢ / ٨٧ ، وعنه في البحار ٦ : ٣١٣ / ١٩ ، و ٥٨ : ٢٢٥ / ٦.

٣ ـ التوحيد : ٣٦٠ / ٣ ، وعنه في البحار ٥٠ : ٥١ / ٨٢.

٤ ـ محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد : أبو جعفر شيخ القمّيين ، وفقيههم ، ومتقدّمهم ، ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قم وما كان أصله منها ، ثقة ثقة عين ، مسكون إليه. وهو شيخ الصدوق ، يروي عنه كثيراً في كتبه.


قال : حدّثنا الحسن بن متيل ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله أكرم من أن يكلّف خلقه ما لا يطيقون ، والله أعزّ من أن يكون في سلطانه ما لا يريد » (١).

[ ٣٨٢ / ٧ ] وبالإسناد عنه ، عن علي بن عبدالله الورّاق ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إسماعيل بن سهل ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمّد بن عجلان ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 فوّض الله تعالى الأمر إلى العباد؟ فقال : « الله أكرم من أن يفوّض إليهم » قلت : فأجبر الله العباد على أفعالهم؟ فقال : « ( الله أعدل ) (٢) من أن يجبر عبداً على فعل ثمّ يعذّبه عليه » (٣).

[ ٣٨٣ / ٨ ] وبالإسناد عنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن أبي الحسن الرضا 7 قال : ذكر عنده الجبر والتفويض ، فقال : « ألا اُعطيكم في هذا أصلاً لا تختلفون فيه ، ولا تخاصمون عليه أحداً إلاّ كسرتموه؟ » قلنا : إن رأيت ذلك ، فقال : « إنّ الله عزّ وجلّ لم يُطَع بإكراه ، ولم يُعصَ بغلبة ، ولم يهمل العباد في ملكه ، هو المالك لما ملّكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن ائتمر العباد بطاعته عزّ وجلّ لم يكن الله عنها صادّاً ، ولا

__________________

وقال الشيخ : جليل القدر عارف بالرجال ، موثوق به ، بصير بالفقه. وعدّه في رجاله فيمن لم يرو عنهم :.

مات ; سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.

انظر رجال النجاشي : ٣٨٣ / ١٠٤٢ ، فهرست الشيخ : ٢٣٧ / ٧٠٩ ، رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٣.

١ ـ التوحيد : ٣٦٠ / ٤ ، وعنه في البحار ٥ : ٥٢ / ٨٧ ، وفيه : الناس. بدل : خلقه.

٢ ـ في نسخة « س » : تعالى الله. بدل ما بين القوسين.

٣ ـ التوحيد : ٣٦١ / ٦ ، وعنه في البحار ٥ : ٥١ / ٨٣.


منها مانعاً ، وإن ائتمروا بمعصية الله فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه.

ثم قال 7 : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه » (١).

[ ٣٨٤ / ٩ ] وبالإسناد عنه ، عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : « إنّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله ، والله يزيد في الخلق ما يشاء » (٢).

[ ٣٨٥ / ١٠ ] وبالإسناد عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن درست (٣) ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة (٤) ، عن أبي عبدالله 7 قال : قلت له : جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟ قال : « أقول : إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٦١ / ٧ ، وأورده أيضاً في عيون أخبار الرضا 7 ١ : ١٤٤ / ٤٨ ، والمفيد في الاختصاص : ١٩٨ ، والطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٩٩ / ٣٠٥. من قوله 7 : إنّ الله عزّ وجلّ لم يطع بإكراه.

٢ ـ التوحيد : ٣٦٤ / ١ ، وعنه في البحار ٥ : ١١١ / ٣٦.

٣ ـ درست : ابن أبي منصور محمّد الواسطي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامام الصادق والكاظم 8.

انظر رجال النجاشي : ١٦٢ / ٤٣٠ ، رجال البرقي : ٤٨ و ٤٩ ، رجال الطوسي : ١٩١ / ٣٦ و ٣٤٩ / ٣.

٤ ـ زرارة لم يرد في المصدر.


عمّا عهد إليهم ، ولا يسألهم عمّا قضى عليهم » (١).

[ ٣٨٦ / ١١ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ; ، قال : حدّثني علي بن أحمد الرازي ، قال : حدّثني محمّد بن جعفر الأسدي ، قال : حدّثني محمّد بن أبي القاسم ، قال : حدّثني إسحاق بن إبراهيم العطّار (٢) ، قال : حدّثني علي بن موسى البصري ، قال : حدّثني سليمان بن عيسى الشحري (٣) ، قال : حدّثنا اسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 قال : « إنّ أرواح القدريّة تعرض على النار غدوّاً وعشيّاً حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت الساعة عذّبوا مع أهل النار بأنواع العذاب ، فيقولون : يا ربّنا عذّبتنا خاصّة وتعذّبنا عامّة ، فيردّ عليهم ( ذوقوا مسّ سقر * إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر ) (٤) » (٥).

[ ٣٨٧ / ١٢ ] وبالإسناد إلى محمّد بن علي ، قال : حدّثني علي بن أحمد ، قال : حدّثني محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي بشر (٦) ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى الدامغاني ، قال : حدّثنا محمّد بن خالد البرقي ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عمّن حدّثه عن أبي عبدالله 7 قال : « ما أنزل الله هذه الآيات إلاّ في القدرية ( إنّ المجرمين في ضَلال وسُعُر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر * إنّا كلّ

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٦٥ / ٢ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٢ / ٣٨.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : القطان.

٣ ـ في نسخة « س » : السنجري ، وفي المصدر : السجزي.

٤ ـ القمر ٥٤ : ٤٨ ـ ٤٩.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٢ / ١ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٧ / ٥٠.

٦ ـ في نسخة « س » : نصر.


شيء خلقناه بقدر ) (١) » (٢).

[ ٣٨٨ / ١٣ ] وبالإسناد عن محمّد بن علي ، قال : حدّثني علي بن أحمد ، قال : حدّثني محمّد بن جعفر ، قال : حدّثني مسلمة (٣) بن عبدالملك ، قال : حدّثني داود بن سليمان ، عن أبي الحسن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين ، قال : « قال رسول الله 9 : صنفان من اُمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة ، والقدرية » (٤).

[ ٣٨٩ / ١٤ ] وبالإسناد عن محمّد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، قال : حدّثني سعد بن عبدالله ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : حدّثني أبي أنّه سمع أبا جعفر 7 يقول : « يُحشر المكذّبون بقدر الله من قبورهم ، قد مسخوا قردة وخنازير » (٥).

[ ٣٩٠ / ١٥ ] وبالإسناد عن محمّد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثني محمّد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدّثني عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة بن أعين ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 قال : « نزلت هذه الآية في القدرية ( ذوقوا

__________________

١ ـ القمر ٥٤ : ٤٧ ـ ٤٩.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٢ / ٢ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٨ / ٥١.

٣ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : سلمة.

٤ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٢ / ٣ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٨ / ٥٢.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٤ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٨ / ٥٣.


مسّ سقر * إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر ) (١) » (٢).

[ ٣٩١ / ١٦ ] وبالإسناد عن محمّد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثني محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، قال : حدّثني الحسين بن يزيد النوفلي (٣) ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه : ، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : « يجاء بأصحاب البِدَع يوم القيامة ، فترى القدرية من بينهم كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، فيقول الله عزّ وجلّ : ما أردتم؟ فيقولون : أردنا وجهك ، فيقول : قد أقلتكم عثراتكم ، وغفرت لكم زلاّتكم إلاّ القدرية ، فإنّهم دخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون » (٤).

[ ٣٩٢ / ١٧ ] وبهذا الإسناد عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنّه دخل عليه مجاهد مولى عبدالله بن العباس (٥) فقال : يا أمير المؤمنين ما تقول في كلام

__________________

١ ـ القمر ٥٤ : ٤٨ ـ ٤٩.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٥ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٨ / ٥٤.

٣ ـ الحسين بن يزيد النوفلي : ابن محمّد بن عبدالملك نوفل النخع مولاهم ، كوفي أبو عبدالله ، كان شاعراً أديباً ، وسكن الري ومات بها. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الرضا 7.

انظر رجال النجاشي : ٢٨ / ٧٧ ، رجال البرقي : ٥٤ ، رجال الطوسي : ٣٧٣ / ٢٥.

٤ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٦ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٩ / ٥٧.

٥ ـ عبدالله بن عباس : ابن عبدالمطلب الهاشمي القرشي المكي ، من أصحاب رسول الله 9 ، وكان محباً لعليّ 7 ، وتلميذه ، وحاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين 7 أشهر من أن يخفى ، وذكره ابن داود في القسم الأول من رجاله قائلاً : وحاله أعظم من أن يشار إليه في


القدرية (١)؟ ـ ومعه جماعة من الناس ـ فقال أمير المؤمنين 7 : « معك أحد منهم ـ أو في البيت أحد منهم ـ؟ » قال : ما تصنع بهم يا أمير المؤمنين؟ فقال : « استتيبهم وإلاّ ضربت أعناقهم » (٢).

[ ٣٩٣ / ١٨ ] ورويت باسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ; رفع الحديث إلى الصادق 7 أنّه قال لزرارة حين سأله ، فقال : ما تقول في القضاء والقدر؟ قال : أقول « إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عمّا عهد إليهم ، ولم يسألهم عمّا قضى عليهم » (٣).

__________________

الفضل والجلالة ومحبة أمير المؤمنين وانقياده إلى قوله.

وقال الذهبي : حبر الاُمة ، وفقيه العصر ، وامام التفسير ، صحب النبي 9 نحواً من ثلاثين شهراً ، ولد قبل الهجرة بسنتين ، وتوفي النبي 9 وهو ابن ثلاث عشرة سنة.

وله مفاخرة مع معاوية وعمرو بن العاص وقد ألقمهما حجراً ، رواها الصدوق في الخصال وذكرها ابن خلكان في وفيات الأعيان.

عدّه البرقي من أصحاب رسول الله 9 وزاد الشيخ عليه الإمام أمير المؤمنين والحسين 8.

توفي ; سنة ثمان وسبعين بالطائف وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وقد كفّ بصره ، فصلّى عليه ابن الحنفية.

انظر خلاصة الاقوال : ١٩٠ / ٥٨٦ ، رجال ابن داود : ١٢١ / ٨٨٠ ، رجال البرقي : ٢ ، رجال الطوسي : ٢٢ / ٦ و ٤٦ / ٣ و ٧٧ / ١٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٣٣١ / ٥١ ، وفيات الأعيان ٣ : ٦٢ / ٣٣٨.

١ ـ في المصدر : أهل القدر.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٧ ، وعنه في البحار ٥ : ١٢٠ / ٥٩.

٣ ـ تقدّم برقم حديث ٣٨٤.


[ ٣٩٤ / ١٩ ]ورويت بطريق الصدوق أيضاً عن أمير المؤمنين 7 أنّه قال للذي سأله عن القدر : « بحر عميق فلا تلجه » ثمّ سأله ثانية عن القدر ، فقال : « طريق مظلم فلا تسلكه » ثمّ سأله ثالثة عن القدر ، فقال : « سرّ الله فلا تتكلّفه » (١).

[ ٣٩٥ / ٢٠ ] وروى ; أيضاً عن مولانا أمير المؤمنين 7 أنّه قال في القدر : « ألا إنّ القدر سرّ من سرّ الله ، وستر من ستر الله ، وحرز من حرز الله ، مرفوع في حجاب الله ، مطوي عن خلق الله ، مختوم بخاتم الله ، سابق في علم الله ، وضع الله العباد عن علمه ، ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم ، لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربانيّة ، ولا بقدرة الصمدانية ، ولا بعظمة النورانية ، ولا بعـزّة الوحدانية ، لأنّه بحر زاخر خالص لله عزّ وجلّ ، عمقه ما بين السماء والأرض ، عرضه ما بين المشرق والمغرب ، أسود كالليل الدامس ، كثير الحيات والحيتان ، يعلو مرّة ويسفل اُخرى ، في قعره شمس تضيء ، لا ينبغي أن يطّلع إليها إلاّ الله الواحد الفرد ، فمن تطلّع إليها فقد ضادّ الله في حكمه ، ونازعه في سلطانه ، وكشف عن سرّه وستره ، وباء بغضب من الله ، ومأواه جهنّم وبئس المصير » (٢).

[ ٣٩٦ / ٢١ ] وروي : أنّ أمير المؤمنين 7 عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر ، فقيل له : يا أمير المؤمنين أتفرّ من قضاء الله؟ فقال 7 : « أفرّ من قضاء الله تعالى إلى قدره » (٣).

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٦٥ / صدر حديث ٣ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٠ / صدر حديث ٣٥ ، وأورده في اعتقاداته : ٣٤ ـ ضمن مصنّفات المفيد. ولم يرد الحديث في نسخة « س » والمختصر المطبوع.

٢ ـ التوحيد : ٣٨٣ / ٣٢ ، وأورده في اعتقاداته : ٣٤ ـ ضمن مصنّفات المفيد ، وعنه في البحار ٥ : ٩٧ / ٢٣.

٣ ـ التوحيد : ٣٦٩ / ٨ ، وأورده في اعتقاداته : ٣٥ ـ ضمن مصنّفات المفيد ، وعن التوحيد في


[ ٣٩٧ / ٢٢ ] وبإسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمّد الاصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة (١) ، عن الزهري ، قال : قال رجل لعلي بن الحسين 8 : جعلني الله فداك أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ فقال 7 : « إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا تحسّ ، والجسد بغير روح صورة لا حراك لها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعاً على العمل ، لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئاً لا يحسّ ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتمّ ، ولكنّهما باجتماعهما قويا ، ولله فيه العون لعباده الصالحين.

ثمّ قال 7 : ألا إنّ من أجور الناس من رأى جوره عدلاً وعدل المهتدي جوراً ، ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه » ثمّ التفت إلى السائل عن القدر فقال : « هذا منه هذا منه » (٢).

[ ٣٩٨ / ٢٣ ] وبإسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي ; ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أحمد بن ادريس ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن يوسف بن الحارث ، عن محمّد بن

__________________

البحار ٥ : ١١٤ / ٤١ ، وعن الاعتقادات في ص ٩٧ / ٢٤.

١ ـ سفيان بن عيينة : ابن أبي عمران الهلالي ، مولاهم أبو محمّد الكوفي ، أقام بمكة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

رجال النجاشي : ١٩٠ / ٥٠٦ ، رجال الطوسي : ٢١٢ / ١٦٣ ، رجال البرقي : ٤١.

٢ ـ التوحيد : ٣٦٦ / ٤ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٢ / ٣٩.


عبدالرحمن العرزمي ، عن أبيه عبدالرحمن بإسناده رفعه إلى من قال : سمعت رسول الله 9 يقول : « قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة » (١).

[ ٣٩٩ / ٢٤ ] وبإسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمر (٢) بن علي البصري ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن المثنّى ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني ، قال : حدّثنا أبو أحمد الغازي ، قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا 7 ، قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثنا أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثنا أبي الحسين بن علي : قال : سمعت أبي علي بن أبي طالب 7 يقول : « الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض وفضائل ومعاصي.

فأمّا الفرائض : فبأمر الله ، وبرضاء الله ، وبقضاء الله وتقديره ، ومشيئته وعلمه.

وأمّا الفضائل : فليست بأمر الله عزّ وجلّ ، ولكن برضاء الله ، وبقضاء الله ، وبقدر الله ، وبمشيئته وبعلمه (٣).

وأمّا المعاصي : فليست بأمر الله عزّ وجلّ ، ولكن بقضاء الله ، وبقدر الله ، وبمشيئته وبعلمه ، ثمّ يعاقب عليها » (٤).

[ ٤٠٠ / ٢٥ ] وباسنادي إلى محمّد بن علي الصدوق ; ، قال : حدّثنا الحسين بن

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٦٨ / ٧ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٤ / ٤٣.

٢ ـ في التوحيد والخصال والعيون : عمرو ، وكلاهما لم يردا في نسختي « س و ض ».

وقد أشار محقق التوحيد في الهامش بأن في نسختي « ن وط » : عمر.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : وبقضاء الله وبمشية الله ، وبعلم الله.

٤ ـ عيون أخبار الرضا 7 ١ : ١٤٢ / ٤٤ ، الخصال : ١٦٨ / ٢٢١ ، التوحيد : ٣٦٩ / ٩.


إبراهيم بن أحمد المؤدّب ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن علي بن موسى الرضا 7 ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب : قال : « سمعت رسول الله 9 يقول : « قال الله جلّ جلاله : من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلهاً غيري ».

وقال رسول الله 9 : « في كلّ قضاء الله عزّ وجلّ خِيَرَة (١) للمؤمن » (٢).

[ ٤٠١ / ٢٦ ] وعن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين 7 : « أمّا بعد فإنّ الإهتمام بالدنيا غير زائد في الموظوف (٣) ، وفيه تضييع الزاد ، والإقبال على الآخرة غير ناقص من المقدور ، وفيه إحراز المعاد » (٤).

[ ٤٠٢ / ٢٧ ] وبإسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي ; قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي الصهبان (٥) ، قال : حدّثنا

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : خير.

٢ ـ عيون أخبار الرضا 7 ١ : ١٤١ / ٤٢ ، التوحيد : ٣٧١ / ١١ ، وعنهما في البحار ٧١ : ١٣٨ / ٢٥.

٣ ـ الوظيفة من كلّ شيء : ما يقدّر له في كلّ يوم من رزق أو طعام أو علف أو شراب ، وجمعها الوظائف والوُظُف : لسان العرب ٩ : ٣٥٨ ـ وظف.

٤ ـ التوحيد : ٣٧٢ / ١٥ ، وعنه في نور البراهين ٢ : ٣٢٣ / ١٥.

٥ ـ في نسختي « س و ض » : محمّد الاصبهاني.

ومحمّد بن أبي الصهبان : واسم أبي الصهبان : عبدالجبار ، قمّي ثقة عدّه الشيخ من أصحاب


أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي ، قال : حدّثنا أبان الأحمر ، عن جعفر بن محمّد الصادق 7 أنّه جاء إليه رجل فقال له : بأبي أنت واُمّي عظني موعظة ، فقال 7 : « إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفّل بالرزق فاهتمامك لماذا؟! وإن كان الرزق مقسوماً فالحرص لماذا؟! وإن كان الحساب حقّاً فالجمع لماذا؟! وإن كان الخلف من الله عزّ وجلّ فالبخل لماذا؟! وإن كانت العقوبة من الله عزّوجل النّار فالمعصية لماذا؟! وإن كان الموت حقّاً فالفرح لماذا؟! وإن كان العرض على الله عزّ وجلّ حقّاً فالمكر لماذا؟! وإن كان الشيطان عدوّاً فالغفلة لماذا؟! وإن كان الممرّ على الصراط حقّاً فالعجب لماذا؟! وإن كان كلّ شيء بقضاء وقدر فالحزن لماذا؟! وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لماذا؟! » (١).

[ ٤٠٣ / ٢٨ ] وبإسنادي إلى علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله ، قال : حدّثني موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن إسماعيل بن مسلم ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « وجدت لأهل القدر أسماءً في كتاب الله عزّ وجلّ ( إنّ المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر * إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر ) (٢) فهم المجرمون » (٣).

__________________

الإمام الجواد والهادي والعسكري : وفيمن لم يرو عنهم :.

واقتصر البرقي على الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام حيث ذكره في موضعين باسمين : محمّد بن أبي الصهبان ومحمّد بن عبدالجبار ، وكذلك الشيخ.

رجال الطوسي : ٤٠٧ / ٢٥ و ٤٢٣ / ١٧ و ٤٣٥ / ٥ و ٥١٢ / ١١٦ ، رجال البرقي : ٥٩ و ٦١.

١ ـ التوحيد : ٣٧٦ / ٢١ ، أمالي الصدوق : ٥٦ / ١٢ ، وأورده في الخصال بسند آخر : ٤٥٠ / ٥٥.

٢ ـ القمر ٥٤ : ٤٧ ـ ٤٩.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٤٢ ، وعنه في البحار ٥ : ١٧ / ٢٥ ، وتفسير البرهان ٥ : ٢٢٣ / ٤.


ومن كتاب غرر الحكم ودرر الكلم جمع عبدالواحد بن محمّد بن عبدالواحد الآمدي التميمي من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله :

[ ٤٠٤ / ٢٩ ] « القدر يغلب الحاذر » (١).

[ ٤٠٥ / ٣٠ ] « القدر يغلب الحذر » (٢).

[ ٤٠٦ / ٣١ ] « القدر ينسي الحفيظة » (٣).

[ ٤٠٧ / ٣٢ ] « الحسود غضبان على القدر » (٤).

[ ٤٠٨ / ٣٣ ] « الإتّكال على القضاء أروح » (٥).

[ ٤٠٩ / ٣٤ ] « العبد عبد وإن ساعده القدر » (٦).

[ ٤١٠ / ٣٥ ] « المقادير لا تدفع بالقوّة والمغالبة » (٧).

[ ٤١١ / ٣٦ ] « الرضا بقدر الله يهوّن عظيم الرزايا » (٨).

[ ٤١٢ / ٣٧ ] « الجزع لا يدفع القدر ، ولكن يحبط الأجر » (٩).

__________________

١ ـ غرر الحكم ١ : ٤٨ / ١٠٣١.

٢ ـ غرر الحكم ١ : ٥٠ / ١٠٦٨.

٣ ـ غرر الحكم ١ : ٤٧ / ٩٩٦ ، وفيه : القدرة ، بدل : القدر ، وفي نسخة « س » : المقدّر.

٤ ـ غرر الحكم ١ : ٦٢ / ١٣١٧.

٥ ـ غرر الحكم ١ : ٦٥ / ١٣٦٥.

٦ ـ غرر الحكم ١ : ٦٥ / ١٣٧٠.

٧ ـ لم أعثر عليه في الطبعة المعتمدة من الغرر وهي طبعة مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، بل وجدته في طبعة دار القارئ في ص ٦٥ / ١٤٨٤.

٨ ـ غرر الحكم ١ : ٧٧ / ١٥٨٥.

٩ ـ غرر الحكم ١ : ٩٦ / ١٨٩٨.


[ ٤١٣ / ٣٨ ] « التوكّل : التبرّي من الحول والقوّة ، وانتظار ما يأتي به القدر » (١).

[ ٤١٤ / ٣٩ ] « الاُمور بالتقدير وليست بالتدبير » (٢).

[ ٤١٥ / ٤٠ ] « إنّ من شغل نفسه بالمفروض عليه عن المضمون له ، ورضي بالمقدور عليه وله ، كان أكثر الناس سلامة في عافية ، وربحاً في غبطة ، وغنيمة في مسرّة » (٣).

[ ٤١٦ / ٤١ ] « إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور » (٤).

[ ٤١٧ / ٤٢ ] « وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور » (٥).

[ ٤١٨ / ٤٣ ] « إن عقدت إيمانك فارض بالمقضي عليك ولك ، ولا ترج أحداً إلاّ الله ، وانتظر ما أتاك به القدر » (٦).

[ ٤١٩ / ٤٤ ] « إنّكم إن رضيتم بالقضاء ، طابت عيشتكم ، وفزتم بالغناء » (٧).

[ ٤٢٠ / ٤٥ ] « إنّكم إن صبرتم على البلاء ، وشكرتم في الرخاء ، ورضيتم بالقضاء كان لكم من الله الرضا » (٨).

__________________

١ ـ غرر الحكم ١ : ٩٩ / ١٩٣٨.

٢ ـ غرر الحكم ١ : ١٠١ / ١٩٦٩ ، وفيه : الامور بالتقدير لا بالتدبير.

٣ ـ غرر الحكم ١ : ٢٣٩ / ٢٧٩.

٤ ـ غرر الحكم ١ : ٢٤٩ / ٥ ، وفيه : القلم. بدل : القدر.

٥ ـ غرر الحكم ١ : ٢٤٩ / ٦.

٦ ـ غرر الحكم ١ : ٢٥٠ / ١٨.

٧ ـ غرر الحكم ١ : ٢٦٤ / ٢٥.

٨ ـ غرر الحكم ١ : ٢٦٤ / ٢٦.


[ ٤٢١ / ٤٦ ] « آفة المجد عوائق القضاء » (١).

[ ٤٢٢ / ٤٧ ] « إذا ضلّت المقادير بطلت التدابير » (٢).

[ ٤٢٣ / ٤٨ ] « إذا كان القدر لا يُردّ فالاحتراس باطل » (٣).

[ ٤٢٤ / ٤٩ ] « الرضا بالقضاء يستدلّ على اليقين » (٤).

[ ٤٢٥ / ٥٠ ] « تحرز رضا الله برضاك بقدره » (٥).

[ ٤٢٦ / ٥١ ] « تذلّ الاُمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير » (٦).

[ ٤٢٧ / ٥٢ ] « جعل الله لكلّ شيء قدراً ولكلّ قدر أجلاً » (٧).

[ ٤٢٨ / ٥٣ ] « حدّ العقل النظر في العواقب والرضا بما يجري بـه القضـاء » (٨).

__________________

١ ـ غرر الحكم ١ : ٢٧٢ / ١١.

٢ ـ غرر الحكم ١ : ٢٧٨ / ٦٤ ، وفيه : حلّت. بدل : ضلّت.

٣ ـ غرر الحكم ١ : ٢٨٠ / ٩٧.

٤ ـ غرر الحكم ١ : ٢٩٥ / ١٠٦ ، وفيه : حسن اليقين. بدل : اليقين.

٥ ـ غرر الحكم ١ : ٣١٢ / ٤٢. وفيه : تحرّ. بدل : تحرز.

٦ ـ غرر الحكم ١ : ٣١٣ / ٥٥.

٧ ـ غرر الحكم ١ : ٣٣٤ / ٦٢.

٨ ـ غرر الحكم ١ : ٣٤٤ / ٣٥.


أحاديث

الإرادة وأنّها من صفات الأفعال

[ ٤٢٩ / ١ ] وبالإسناد المتقدّم ذكره عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد 2 ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان (١) ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبدالله 7 قال : قلت له : لم يزل الله مريداً؟ فقال : « إنّ المريد لا يكون إلاّ لمراد معه ، بل لم يزل الله عالماً قادراً ثمّ أراد » (٢).

[ ٤٣٠ / ٢ ] وبالإسناد عن الصدوق ; قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ; ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم ، عن بكير (٣) بن أعين ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : عِلم الله

__________________

١ ـ في التوحيد : عن الحسين بن أبان ، وما في المتن هو الصحيح.

وقد ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام قائلاً : أدركه ولم نعلم أنّه روى عنه. وعدّه أيضاً فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ، قائلاً : روى عن الحسين بن سعيد كتبه كلّها. رجال الطوسي : ٤٣٠ / ٨ و ٤٦٩ / ٤٤.

٢ ـ التوحيد : ١٤٦ / ١٥ ، وعنه في البحار ٤ : ١٤٤ / ١٦.

٣ ـ في نسختي « س و ض » والمختصر المطبوع : بكر ، وما أثبتناه من المصدر.


ومشيئته هما مختلفان أم متّفقان؟ قال : « العلم ليس هو المشيئة ، ألا ترى أنّك تقول سأفعل كذا إن شاء الله ، ولا تقول سأفعل كذا إن علم الله ، فقولك إن شاء الله دليل على أنّه لم يشأ ، وإذا شاء كان الذي شاء كما شاء ، وعلم الله سابق للمشيئة » (١).

[ ٤٣١ / ٣ ] وبالإسناد المتقدّم عن الصدوق ; ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس 2 ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، قال : قلت لأبي الحسن 7 : أخبرني عن الإرادة من الله تعالى ومن الخلق؟ قال : فقال : « الإرادة من المخلوق الضمير ، وما يبدو له بعد ذلك من الفعل. وأمّا من الله عزّ وجلّ فإرادته إحداثه لا غير ذلك ، لأنّه لا يروّي (٢) ولا يهمّ ولا يتفكّر ، وهذه الصفات منفيّة عنه تعالى ، وهي من صفات الخلق.

فإرادة الله هي الفعل لا غير ذلك ، يقول له : كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ، ولا همّة ولا تفكّر ولا كيف لذلك ، كما أنّه بلا كيف » (٣).

[ ٤٣٢ / ٤ ] وبالإسناد المتقدّم عن الصدوق محمّد بن علي ; ، عن أبيه ، قال : حدّثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ،

__________________

وهو بكير بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما السلام. مات رحمه الله في حياة أبي عبدالله عليه السلام.

انظر رجال البرقي : ١٤ و ١٦ ، رجال الطوسي : ١٠٩ / ١٧ و ١٥٧ / ٤٣.

١ ـ التوحيد : ١٤٦ / ١٦ ، وعنه في البحار ٤ : ١٤٤ / ١٥.

٢ ـ روّيت في الأمر : إذا نظرت فيه وفكّرت. الصحاح ٦ : ٢٣٦٤ ـ روى.

٣ ـ عيون أخبار الرضا 7 ١ : ١١٩ / ١١ ، التوحيد : ١٤٧ / ١٧ ، وعنهما في البحار ٤ : ١٣٧ / ٤.


عن ابن اُذينة ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله 7 قال : « المشيئة محدَثة » (١).

[ ٤٣٣ / ٥ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي ; ، عن أبيه ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبي عبدالله 7 قال : « خلق الله المشيئة بنفسها ، ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة » (٢).

[ ٤٣٤ / ٦ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي ، عن علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن بردة (٣) ، قال : حدّثني العبّاس بن عمرو الفقمي (٤) ، عن أبي القاسم إبراهيم بن محمّد العلوي ، عن فتح بن يزيد الجرجاني قال : لقيته 7 (٥) على الطريق ـ عند منصرفي من مكّة إلى خراسان ـ وهو سائر إلى العراق ، فسمعته يقول : « من اتّقى الله يُتّقى ، ومن أطاع الله يُطاع ».

فتلطّفت (٦) في الوصول إليه ، فوصلت وسلّمت ، فردّ علي السلام ، ثمّ قال : « يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخالق فقَمِنٌ (٧) أن يسلّط

__________________

١ ـ التوحيد : ١٤٧ / ١٨ ، وعنه في البحار ٤ : ١٤٤ / ١٤.

٢ ـ التوحيد : ١٤٧ / ١٩ ، وعنه في البحار ٤ : ١٤٥ / ٢٠.

٣ ـ في نسخة « س » : الحسين بن الحسن بن برد.

٤ ـ في نسختي « س و ض » : العبّاس بن عمر الثقفي ، وفي المصدر : الفقيمي. بدل الفقمي.

٥ ـ يعني الإمام علي بن موسى الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام.

٦ ـ اللطف : بالضم التوفيق. القاموس المحيط ٣ : ١٩٥ ـ لطف.

٧ ـ في نسخة « س » : فقمين ، وكلاهما في معنىً واحد.

وهو : حريّ أو جدير أو خليق. لسان العرب ٣ : ٣٤٧ ـ قمن.


عليه سخط المخلوق ، وأنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ».

فسأله عن مسائل في التوحيد فأجابه 7 فكان فيما سأله 7 أن قال : وغير الخالق الجليل خالق؟

قال : « إنّ الله تبارك وتعالى يقول ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) (١) فقد أخبر أنّ في عباده خالقين ، منهم : عيسى بن مريم 8 خلق من الطين كهيئة الطير باذن الله فنفخ فيه فصار طائراً بإذن الله ، والسامري خلق لهم عجلاً جسداً له خوار ».

قلت : إنّ عيسى 7 خلق من الطين طيراً دليلاً على نبوّته ، والسامري خلق عجلاً جسداً لنقض نبوّة موسى 7 ، وشاء الله أن يكون ذلك كذلك؟ إنّ هذا لهو العجب!

فقال : « ويحك يا فتح ، إنّ لله إرادتين ومشيئتين : إرادة حتم ، وإرادة عزم ، ينهى وهو يشاء ، ويأمر وهو لا يشاء. أو ما رأيت أنّه نهى آدم 7 وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة وهو شاء ذلك ، ولو لم يشأ لم يأكلا ، ولو أكلا لغلبت مشيئتهما مشيئة الله.

وأمر إبراهيم 7 بذبح ابنه 7 ، وشاء أن لا يذبحه ، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيئة إبراهيم 7 مشيئة الله عزّ وجلّ » (٢).

[ ٤٣٥ / ٧ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، عن محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد ،

__________________

١ ـ المؤمنون ٢٣ : ١٤.

٢ ـ التوحيد : ٦٠ / ١٨ ، وعنه في البحار ٤ : ٢٩٠ / ٢١.


عن معلّى بن محمّد ، قال : سئل العالم 7 كيف علم الله؟ قال : « عَلِمَ وشاء ، وأراد وقدّر ، وقضى وأبدا ، فأمضى ما قضى ، وقضى ما قدّر ، وقدّر ما أراد ، فبعلمه كانت المشيئة ، وبمشيئته كانت الإرادة ، وبإرادته كان التقدير ، وبتقديره كان القضاء ، وبقضائه كان الإمضاء.

فالعلم متقدّم على المشيئة ، والمشيئة ثانية ، والإرادة ثالثة ، والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء ، فلله تبارك تعالى البداء فيما عَلِم متى شاء ، وفيما أراد لتقدير الأشياء ، فإذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بداء ، فالعلم بالمعلوم قبل كونه ، والمشيئة في المنشأ قبل عينه ، والإرادة في المراد قبل قيامه ، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عياناً وقياماً ، والقضاء بالإمضاء هو المبرم من المعقولات (١) ، وذوات الأجسام المدركات بالحواسّ من ذي لون وريح ، ووزن وكيل ، ومادبّ ودرج ، من إنس وجنّ ، وطير وسباع ، وغير ذلك ممّا يدرك بالحواسّ.

فلله تبارك وتعالى فيه البداء ممّا لا عين له ، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء ، والله يفعل ما يشاء ، وبالعلم عَلِمَ الأشياء قبل كونها ، وبالمشيئة عرف صفاتها وحدودها وأنشأها قبل إظهارها ، وبالإرادة ميّز أنفسها في ألوانها وصفاتها وحدودها ، وبالتقدير قدّر أقواتها ، وعرف أولها وآخرها ، وبالقضاء أبان (٢) للناس أماكنها ودلّهم عليها ، وبالإمضاء شرح عِلَلها وأبان أمرها ، وذلك تقدير العزيز العليم » (٣).

__________________

١ ـ في المصدر : المفعولات.

٢ ـ في نسخة « س » أنار.

٣ ـ التوحيد : ٣٣٤ / ٩ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ١٤٨ / ١٦.


[٤٣٦ / ٨ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي ; قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، قال : قال الرضا 7 : « المشيئة والإرادة من صفات الأفعال ، فمن زعم أنّ الله عزّ وجلّ لم يزل مريداً وشائياً فليس بموحّد » (١).

[ ٤٣٧ / ٩ ] وبالإسناد المتقدّم عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; ، قال : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن علي بن صدقة القمّي ، قال : حدّثنا أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الأنصاري الكجي ، قال : حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي يقول : اجتمع سليمان المروزي ـ متكلّم خراسان ـ بمولانا أبي الحسن الرضا 7 عند المأمون ، فقال سليمان : يا سيدي أسألك؟ قال الرضا 7 : « سل عمّا بدالك » قال : ما تقول فيمن جعل الإرادة إسماً وصفة ، مثل حيّ وسميع وبصير وقدير؟

قال الرضا 7 : « إنّما قلتم حدثت الأشياء واختلفت لأنّه شاء وأراد ، ولم تقولوا حدثت واختلفت لأنّه سميع بصير ، فهذا دليل على أنّها ليست مثل سميع ولا بصير ولا قدير ».

قال سليمان : فإنّه لم يزل مريداً ، قال 7 : « يا سليمان فإرادته غيره؟ » قال : نعم ، قال 7 : « فقد أثبتّ معه شيئاً غيره لم يزل » قال : سليمان : ما أثبتّ ، قال الرضا 7 : « أهي محدثة؟ » قال سليمان : لا ، ما هي محدثة ، فصاح به المأمون فقال : يا سليمان مثله يعايا أو يكابر عليك بالإنصاف ، أما ترى من حولك من أهل النظر ، ثمّ

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٣٧ / ٥ ، وعنه في البحار ٤ : ١٤٥ / ١٨ و ٥٧ : ٣٧ / ١٢.


قال : كلّمه يا أبا الحسن فإنّه متكلّم خراسان.

فأعاد 7 عليه المسألة فقال : « هي محدثة يا سليمان؟ فإنّ الشيء إذا لم يكن أزليّاً كان محدثاً ، وإذا لم يكن محدثاً كان أزلياً » قال سليمان : إنّ إرادته منه كما أنّ سمعه منه وبصره منه وعلمه منه ، قال الرضا 7 : « فإرادته نفسه؟ » قال : لا ، قال 7 : « فليس المريد مثل السميع والبصير » قال سليمان : إنّما أراد نفسه كما أسمع نفسه وأبصر نفسه ( وعلم نفسه ) (١) ، فقال الرضا 7 : « ما معنى إرادة نفسه ، أراد أن يكون شيئاً ، أو أراد أن يكون حيّاً ، أو سميعاً أو بصيراً أو قديراً؟ » قال سليمان : نعم ، قال الرضا 7 : « أفبإرادته كان ذلك؟ » قال سليمان : لا ، قال الرضا 7 : « فليس لقولك أراد أن يكون حيّاً سميعاً بصيراً معنىً إذا لم يكن ذلك بإرادته » قال سليمان : بلى ، قد كان ذلك بإرادته ، فضحك المأمون ومن حوله ، وضحك الرضا 7 ثمّ قال لهم : « ارفقوا بمتكلّم خراسان ، يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغيّر عنها ، وهذا ممّا لا يوصف الله عزّ وجلّ به » فانقطع.

ثمّ قال الرضا 7 : « يا سليمان أسألك عن مسألة » قال : سل جعلت فداك ، قال : « أخبرني عنك وعن أصحابك ، تكلّمون الناس ( بما تفقهون وتعرفون أو بما لا تفقهون ولا تعرفون؟ » قال : بل بما نفقه وبما نعلم ) (٢) ، قال الرضا 7 : « فالذي يعلم الناس أنّ المريد غير الإرادة ، وأنّ المريد قبل الإرادة ، وأنّ الفاعل قبل المفعول ، وهذا يبطل قولكم : إنّ الإرادة والمريد شيء واحد » قال : جعلت فداك : ليس ذاك

__________________

١ ـ لم يرد في نسخة « س ».

٢ ـ في التوحيد : بما يفقهون ويعرفون أو بما لا يفقهون ولا يعرفون؟ قال : بل بما يفقهون ويعرفون. وما في العيون والبحار عنه مطابق لما في المتن.


منه على ما يعرف الناس ، ولا على ما يفقهون ، قال 7 : « فأراكم ادّعيتم علم ذلك بلا معرفة ، وقلتم : إنّ الإرادة كالسميع والبصير ، إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل » فلم يحر جواباً.

ثمّ قال الرضا 7 : « يا سليمان هل يعلم الله عزّ وجلّ جميع ما في الجنّة والنار؟ » قال سليمان : نعم ، قال 7 : « أفيكون ما علم الله عزّ وجلّ أنّه يكون من ذلك؟ » قال : نعم ، قال 7 : « فإذا كان حتى لا يبقى منه شيء إلاّ كان أيزيدهم أو يطويه عنهم؟ » قال سليمان : بل يزيدهم ، قال 7 : « فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنّه يكون » قال : جعلت فداك فالمزيد لا غاية له.

قال 7 : « فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك ، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما ، لم يعلم بما يكون فيهما قبل أن يكون ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً » قال سليمان : إنّما قلت : لا يعلمه لأنّه لا غاية لهذا ؛ لأنّ الله عزّ وجلّ وصفهما بالخلود ، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.

قال الرضا 7 « ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم ؛ لأنّه قد يعلم ذلك ثمّ يزيدهم ثمّ لا يقطعه عنهم ، ولذلك قال الله عزّ وجلّ في كتابه ( كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) (١) وقال عزّ وجلّ لأهل الجنّة ( عطاءً غير مجذوذ ) (٢) وقال عزّ وجلّ ( وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة ) (٣) فهو جلّ وعزّ يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة.

__________________

١ ـ النساء ٤ : ٥٦.

٢ ـ هود ١١ : ١٠٨.

٣ ـ الواقعة ٥٦ : ٣٢ ـ ٣٣.


أرأيت ما أكل أهل الجنّة وما شربوا أليس الله يخلف مكانه؟ » قال : بلى ، قال 7 : « أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه » قال سليمان : لا ، قال 7 : « فكذلك كلّ ما يكون فيهما إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم » ، قال سليمان : بل يقطعه عنهم ولا يزيدهم ، قال الرضا 7 : « إذاً يبيد ما فيها ، وهذا يا سليمان إبطال الخلود ، وخلاف ما في الكتاب ، لأنّ الله عزّ وجلّ يقول ( لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد ) (١) ويقول عزّ وجلّ ( عطاءً غير مجذوذ ) (٢) ويقول عزّ وجلّ ( ما هم منها بمخرجين ) (٣) ويقول عزّ وجلّ ( خالدين فيها أبداً ) (٤) ويقول عزّ وجلّ ( وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة ) (٥) » فلم يحر جواباً.

ثمّ قال الرضا 7 : « يا سليمان ألا تخبرني عن الإرادة فعل هي أم غير فعل؟ » قال : بل هي فعل ، قال 7 : « فهي محدثة ، لأنّ الفعل كلّه محدَث؟ » قال : ليست بفعل ، قال 7 : « فمعه غيره لم يزل؟ » قال سليمان : الإرادة هي الإنشاء ، قال 7 : « يا سليمان هذا الذي ادّعيتموه (٦) على ضرار (٧) وأصحابه من قولهم : إنّ كلّ ما خلق الله

__________________

١ ـ ق ٥٠ : ٣٥.

٢ ـ هود ١١ : ١٠٨.

٣ ـ الحجر ١٥ : ٤٨.

٤ ـ وردت في موارد كثيرة كسورة النساء آية ٥٧ و ١٦٩ وغيرها.

٥ ـ الواقعة ٥٦ : ٣٢ ـ ٣٣.

٦ ـ في نسختي « س و ض » : عبتموه.

٧ ـ ضرار : هو ابن عمرو القاضي ، إليه تنسب الفرقة الضرارية ، وهي تعدّ من فرق الجبرية ، وقد ظهر في أيام واصل بن عطاء.


عزّ وجلّ في سماء أو أرض ، أو بحر أو برّ ، من كلب أو خنزير ، أو قرد أو انسان أو دابّة ، إرادة الله تعالى ، وأنّ إرادة الله تعالى تحيى وتموت ، وتذهب وتأكل وتشرب ، وتنكح وتلد ، وتظلم وتفعل الفواحش ، وتكفر وتشرك ، فيبرأ منها ويعاديها وهذا حدّها » قال سليمان : إنّها كالسمع والبصر والعلم.

قال الرضا 7 : « قد رجعت إلى هذا ثانية ، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع؟ » قال سليمان : لا ، قال الرضا 7 : « فكيف نفيتموه ، فمرّة قلتم : لم يرد ومرّة قلتم : أراد وليست بمفعول له » قال سليمان : إنّما ذلك كقولنا : مرّة علم ، ومرّة لم يعلم.

قال الرضا 7 : « ليس ذلك سواء ، لأنّ نفي المعلوم ليس بنفي العلم ، ونفي المراد نفي الإرادة أن تكون ؛ لأنّ الشيء إذا لم يرد لم تكن إرادة ، وقد يكون العلم

__________________

وقال الذهبي : جَلِدٌ ، له مقالات خبيثة ، وقال المروزي : قال أحمد بن حنبل : شهدت على ضرار بالزندقة عند سعيد بن عبدالرحمن القاضي فأمر بضرب عنقه.

وقال صاحب الملل والنحل : والمعتزلة وإن جوّزوا الامامة في غير القرشي ، إلاّ أنّهم لايجوّزون تقديم النبطي على القرشي كما قاله ضرار.

وقال الذهبي أيضاً : فمن نحلته قال : يمكن أن يكون جميع الاُمة في الباطن كفّاراً ، لجواز ذلك على كلّ فرد منهم.

وقال ابن حزم : كان ضرار ينكر عذاب القبر.

انظر الضعفاء الكبير للعقيلي ٢ : ٢٢٢ / ٧٦٥ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥٤٤ / ١٧٥ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٣٢٨ / ٣٩٥٣ ، الملل والنحل ١ : ٩٠ ، الفرق بين الفرق : ٢١٣ / ١١٨ ، وانظر معتقداته في التبصير في الدين : ١٠٥ ، وشرح الاصول الخمسة : ٣٦٣ ، والانتصار : ٢٩ و ١٣٣ ـ ١٣٤ و ١٣٦.


ثابتاً ، وإن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر ، فقد يكون الإنسان بصيراً ، وإن لم يكن المبصر ، ويكون العلم ثابتاً وإن لم يكن المعلوم ».

قال سليمان : إنّما هي مصنوعة ، قال 7 : « فهي محدثة ليست كالسمع والبصر ؛ لأنّ السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة » قال سليمان : إنّها صفة من صفاته لم تزل ، قال 7 : « فينبغي أن يكون الانسان لم يزل ؛ لأنّ صفته لم تزل » قال سليمان : لا ، لأنّه لم يفعلها.

قال الرضا 7 : « يا خراساني ما أكثر غلطك ، أفليس بإرادته وقوله تكون الأشياء؟ » قال سليمان : لا ، قال 7 : « فاذا لم تكن بارادته ولا مشيئته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكون ذلك؟! تعالى الله عن ذلك » فلم يحر جواباً.

ثمّ قال الرضا 7 : « ألا تخبرني عن قول الله عزّ وجلّ ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مُترَفيها ففسقوا فيها ) (١) يعني بذلك أنّه يحدث إرادة؟ » قال له : نعم ، قال 7 : « فإذا أحدث إرادة كان قولك إنّ الإرادة هي هو أو شيء منه باطلاً ؛ لأنّه لا يكون أن يحدِث نفسه ، ولا يتغيّر عن حاله تعالى الله عن ذلك » قال سليمان : إنّه إذا لم يكن عنى بذلك أنّه يحدث إرادة ، قال 7 : « فما عنى به؟ » قال : عنى به فعل الشيء.

قال الرضا 7 : « ويلك كم تردّد هذه المسألة ، وقد أخبرتك أنّ الإرادة محدثة ؛ لأنّ فعل الشيء محدث » قال : فليس لها معنى ، قال الرضا 7 : « قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له ، وإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم : إنّ الله لم يزل مريداً » قال سليمان : إنّما عنيت أنّها فعل من الله لم يزل ، قال 7 : « ألا تعلم أنّ ما لم يزل لا يكون مفعولاً وحديثاً وقديماً في حالة

__________________

١ ـ الإسراء ١٧ : ١٦.


واحدة » فلم يحر جواباً.

قال الرضا 7 : « لا بأس أتمم مسألتك » قال سليمان : قلت : إنّ الإرادة صفة من صفاته ، قال 7 : « كم تردّد عليّ أنّها صفة من صفاته ، فصفته محدثة أو لم تزل؟ » قال سليمان : محدثة ، قال الرضا 7 : « الله أكبر ، فالإرادة محدثة وإن كانت صفة من صفاته لم تزل » فلم يردّ شيئاً.

قال الرضا 7 : « إنّ ما لم يزل لا يكون مفعولاً » قال سليمان : ليس الأشياء إرادة ولم يرد شيئاً ، قال الرضا 7 : « وسوست يا سليمان ، فقد فعل وخلق ما لم يرد خلقه ولا فعله ، وهذه صفة من لا يدري ما فعل ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً » قال سليمان : يا سيدي قد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم ، قال المأمون : ويلك يا سليمان كم هذا الغلط والترداد اقطع هذا وخذ في غيره إذ لست تقوى على غير هذا الردّ.

قال الرضا 7 : « دعه يا أمير المؤمنين لا تقطع عليه مسألته فيجعلها حجّة ، تكلّم يا سليمان » قال : قد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم ، قال الرضا 7 : « لا بأس أخبرني عن معنى هذه أمعنىً واحداً أو معان مختلفة؟ » قال سليمان : بل معنىً واحداً.

قال الرضا 7 : « فمعنى الإرادات كلّها معنىً واحداً؟ » قال سليمان : نعم ، قال الرضا 7 : « فإن كان معناها معنىً واحداً كانت إرادة القيام إرادة القعود ، وإرادة الحياة إرادة الموت ، وإذا كانت إرادته واحدة لم يتقدّم بعضها بعضاً ، ولم يخالف بعضها بعضاً ، وكان شيئاً واحداً » قال سليمان : إنّ معناها مختلف.

قال 7 : « فأخبرني عن المريد أهو الإرادة أم غيرها؟ » قال سليمان : بل هو الإرادة ، قال الرضا 7 : « فالمريد عندكم مختلف إذا كان هو الإرادة؟ » قال : يا


سيّدي ليس الإرادة المريد ، قال 7 : « فالإرادة محدثة وإلاّ فمعه غيره ، إفهم وزد في مسألتك » قال سليمان : فإنّها اسم من أسمائه ، قال الرضا 7 : « هل سمّى نفسه بذلك؟ » قال سليمان : لا ، لم يسمّ نفسه بذلك ، قال الرضا 7 : « فليس لك أن تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه » قال : قد وصف نفسه بأنّه مريد.

قال الرضا 7 : « ليس صفته نفسه أنّه مريد إخباراً عن أنّه إرادة ، ولا إخباراً عن أنّ الارادة اسم من أسمائه » قال سليمان : لأنّ إرادته علمه.

قال الرضا 7 : « يا جاهل فإذا علم الشيء فقد أراده؟ » قال سليمان : أجل قال 7 : « فإذا لم يرده لم يعلمه؟ » قال سليمان : أجل ، قال 7 : « من أين قلت ذاك ، وما الدليل على أنّ إرادته علمه؟ وقد يعلم ما لا يريده أبداً ، وذلك قوله عزّ وجلّ ( ولئن شئنا لنذهبنّ بالذي أوحينا إليك ) (١) فهو يعلم كيف يذهب به وهو لا يذهب به أبداً » قال سليمان : إنّه قد فرغ من الأمر فليس يزيد فيه شيئاً.

قال الرضا 7 : « هذا قول اليهود ، فكيف قال الله عزّ وجلّ ( ادعوني استجب لكم ) (٢) » قال سليمان : إنّما عنى بذلك أنّه قادر عليه.

قال 7 : « أفيعد بما لا يفي به؟! فكيف قال عزّ وجلّ ( يزيد في الخلق ما يشاء ) (٣) وقال عزّ وجلّ ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب ) (٤) وقد فرغ من الأمر » فلم يحر جواباً.

__________________

١ ـ الإسراء ١٧ : ٨٦.

٢ ـ المؤمن ٤٠ : ٦٠.

٣ ـ فاطر ٣٥ : ١.

٤ ـ الرعد ١٣ : ٣٩.


قال الرضا 7 : « يا سليمان هل تعلم أنّ إنساناً يكون ولا يريد أن يخلق إنساناً أبداً ، وأنّ انساناً يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم؟ » قال سليمان : نعم.

قال الرضا 7 : « فيعلم أنّه يكون ما يريد أن يكون ، أو يعلم أنّه يكون ما لا يريد أن يكون؟! » قال : يعلم أنّهما يكونان جميعاً.

قال الرضا 7 : « إذاً يعلم أنّ إنساناً حيٌّ ميّت ، قائم قاعد ، أعمى بصير في حال واحد ، وهذا هو المحال ».

قال : جعلت فداك فإنّه يعلم أنّه يكون أحدهما دون الآخر.

قال 7 : « لا بأس ، فأيّهما يكون الذي أراد أن يكون ، أو الذي لم يرد أن يكون؟ » قال سليمان : الذي أراد أن يكون ، فضحك الرضا 7 والمأمون وأصحاب المقالات.

قال الرضا 7 : « غلطت وتركت قولك : أنّه يعلم أنّ إنساناً يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم ، وأنّه يخلق خلقاً ، وأنّه لا يريد أن يخلقهم ، وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون ، فإنّما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون » قال سليمان : فإنّما قولي : إنّ الإرادة ليست هو ولا غيره.

قال الرضا 7 : « يا جاهل إذا قلت : ليست هو فقد جعلتها غيره ، وإذا قلت : ليست هي غيره ، فقد جعلتها هو » قال سليمان : فهو يعلم كيف يصنع الشيء؟ قال 7 : « نعم » قال سليمان : فإنّ ذلك إثبات للشيء.

قال الرضا 7 : « أحلت ، لأنّ الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن ، ويحسن الخياطة وإن لم يخط ، ويحسن صنعة الشيء وإن لم يصنعه أبداً ».

ثمّ قال له : « يا سليمان هل تعلم أنّه واحد لا شيء معه؟ » قال : نعم ، قال 7 : « أفيكون ذلك إثباتاً للشيء؟ » قال سليمان : ليس يعلم أنّه واحد لا شيء معه.


قال الرضا 7 : « أفتعلم أنت ذاك؟ » قال : نعم ، قال 7 : « فأنت يا سليمان أعلم منه إذاً » قال سليمان : المسألة محال ، قال 7 : « محال عندك ، أنّه واحد لا شيء معه ، وأنّه سميع بصير حكيم قادر؟ » قال : نعم ، قال الرضا 7 : « فكيف أخبر الله عزّ وجلّ أنّه واحد حيٌّ ، سميع بصير ، عليم خبير ، وهو لا يعلم ذلك ، وهذا ردّ ما قال وتكذيبه ، تعالى الله عن ذلك ».

ثمّ قال له الرضا 7 : « فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو؟ وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشيء قبل أن يصنعه؟ فإنّما هو متحيّر ، تعالى الله عن ذلك » قال سليمان : فإنّ الإرادة القدرة؟

قال الرضا 7 : « وهو عزّ وجلّ يقدر على ما لا يريده أبداً ولا بدّ من ذلك ، لأنّه قال تبارك وتعالى ( ولئن شئنا لنذهبنّ بالذي أوحينا إليك ) (١) فلو كانت الإرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به لقدرته » فانقطع سليمان ، فقال المأمون عند ذلك : يا سليمان هذا أعلم هاشمي ، ثمّ تفرّق القوم (٢).

[ ٤٣٨ / ١٠ ] وبإسنادي إلى محمّد بن يعقوب الكليني ; قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبدالرحمن قال : قال لي أبو الحسن الرضا 7 : « يا يونس لا تقل بقول القدرية ، فإنّ القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنّة ، ولا بقول أهل النار ، ولا بقول إبليس ، فإنّ أهل الجنّة قالوا ( الحمد لله

__________________

١ ـ الاسراء ١٧ : ٨٦.

٢ ـ عيون أخبار الرضا 7 ١ : ١٧٩ / ١ ، التوحيد : ٤٤١ / ١ ، وأورده الطبرسي باختصار في الاحتجاج ٢ : ٣٦٥ / ٢٨٤.


الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) (١) وقال أهل النار ( ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالّين ) (٢) وقال إبليس ( ربّ بما أغويتني ) (٣) » فقلت : والله ما أقول بقولهم ، ولكنّي أقول : لا يكون إلاّ بما شاء الله عزّ وجلّ وأراد وقدّر وقضى.

قال : فقال 7 : « يا يونس ليس هكذا ، لا يكون إلاّ ما شاء الله عزّ وجلّ ، وأراد وقدّر وقضى ، يا يونس تعلم ما المشيئة؟ » فقلت : لا ، فقال : « هي الذكر الأول ، فتعلم ما الإرادة؟ » قلت : لا ، قال : « هي العزيمة على ما يشاء » قال : فتعلم ما القدر؟ قلت : لا ، قال : « هو الهندسة ، ووضع الحدود من البقاء والفناء » قال : ثمّ قال : « والقضاء هو الإبرام واقامة العين » قال : فاستأذنته أن اُقبّل رأسه ، وقلت : فتحت لي شيئاً كنت عنه في غفلة (٤).

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ٤٣.

٢ ـ المؤمنون ٢٣ : ١٠٦.

٣ ـ الحجر ١٥ : ٣٩.

٤ ـ الكافي ١ : ١٥٧ / ٤ ، وعنه في البحار ٥ : ١١٦ / ٤٩.


أحاديث الذرّ

قال الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنّما أشرك آباؤنا من قبل وكنّا ذرّيةً من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) (١).

يقول العبد الضعيف ، الفقير إلى ربّه الغني حسن بن سليمان بن محمّد الحلّي : رويت عن الشيخ الفقيه الشهيد السعيد أبي عبدالله محمّد بن مكّي الشامي ، عن السيّد عبدالمطلب بن الأعرج الحسيني ، عن الحسن بن يوسف بن المطهر ، عن أبيه ، عن السيّد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل ، عن العماد الطبري ، عن أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أبيه ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ، عن محمّد بن عصام الكليني وعلي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق.

[ ٤٣٩ / ١ ] عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن أبي علي الأشعري ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر 7 قال : « لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق ما اختلف اثنان ، إنّ الله

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢ ـ ١٧٣.


تبارك وتعالى قبل أن يخلق الخلق ، قال : كن ماءً عذباً أخلق منك جنّتي وأهل طاعتي ، وكن ملحاً اُجاجاً أخلق منك ناري وأهل معصيتي ، ثمّ ( أمرهما فامتزجا ) (١) فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر ، والكافر المؤمن.

ثمّ أخذ طيناً من أديم الأرض وعركه عركاً شديداً فإذا هم كالذرّ يدبّون ، فقال لأصحاب اليمين : إلى الجنّة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا اُبالي ، ثمّ أمر ناراً فاُسعرت ، فقال لأصحاب الشمال : ادخلوها فهابوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها ، فدخلوها فقال : كوني برداً وسلاماً ، فكانت برداً وسلاماً ، فقال أصحاب الشمال : يا ربّ أقلنا ، قال : قد أقلتكم فادخلوها ، فذهبوا (٢) فهابوها.

فثمّ ثبتت الطاعة والمعصية ، فلايستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء » (٣).

[ ٤٤٠ / ٢ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة أنّ رجلاً سأل أبا جعفر 7 عن قوله جلّ وعزّ ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم ) (٤) الآية ، فقال ـ وأبوه يسمع ـ : « حدّثني أبي أنّ الله جلّ وعزّ قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم 7 فصبّ عليها الماء العذب الفرات ، ثمّ تركها أربعين صباحاً ، ثمّ صبّ عليها الماء المالح الاُجاج فتركها أربعين صباحاً ، فلمّا اختمرت الطينة أخذها فعركها عركاً

__________________

١ ـ في نسخة « س » : أمرهما أن امتزجا فامتزجا.

٢ ـ في نسخة « س » زيادة : أن يدخلوها.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦ / ١ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ٤٣٨ / ٤١٨.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.


شديداً ، فخرجوا كالذرّ من يمينه وشماله وأمرهم جميعاً أن يقعوا في النار ، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم برداً وسلاماً ، وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها » (١).

[ ٤٤١ / ٣ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق آدم 7 أرسل الماء على الطين ، ثمّ قبض قبضة فعركها (٢) ثمّ فرّقها فرقتين بيده ، ثمّ ذرأهم فإذا هم يدبّون ، ثمّ رفع لهم ناراً فأمر أهل الشمال أن يدخلوها ، فذهبوا إليها فهابوها (٣) ولم يدخلوها ، ثمّ أمر أهل اليمين أن يدخلوها فذهبوا فدخلوها ، فأمر الله عزّ وجلّ النار فكانت عليهم برداً وسلاماً.

فلمّا رأى ذلك أهل الشمال قالوا : يا ربّ أقلنا فأقالهم ، ثمّ قال لهم : ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها ، فأعادهم طيناً وخلق منها آدم 7.

وقال أبو عبدالله 7 : فلن يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء.

قال : فترون أنّ رسول الله 9 أول من دخل تلك النار فذلك قوله عزّ وجلّ ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين ) (٤) » (٥).

يقول عبدالله وفقيره ومسكينه حسن بن سليمان المدّعي محبّته ومحبّة

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٧ / ٢ ، وأورده العياشي في تفسيره ٢ : ٣٩ / ١٠٩.

٢ ـ عَرَكَ الشيء : دَلَكَه وحَكَّه. القاموس المحيط ٣ : ٣١٢ ـ عرك.

٣ ـ في نسخة « ض و س و ق » : فقاموا ، وما في المتن من النسخة المطبوعة.

٤ ـ الزخرف ٤٣ : ٨١.

٥ ـ الكافي ٢ : ٧ / ٣.


رسوله 9 وأهل بيته وإن لم يكن معه بيّنة :

قوله 7 : « فلن يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ».

ظاهره الجبر وليس هو المراد ، لما ثبت وتحقّق من مذهب آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم وسلامه لكونه ينافي الثواب والعقاب.

والجواب عن هذا : الظاهر أنّه 7 أخبر عن الأمر الباطن ، الذي جرى في علم الله سبحانه مما يؤول أمر خلقه إليه ويختم لهم به ، وكان سببه طاعة من أطاعه ، ومعصية من عصاه في بدء الخلقة وهم ذرّ ، كما بيّن 7 وشرح في الحديث ، ولا يلزم من إخباره بهذا العلم الذي علّمه الله تعالى إيّاه وأظهر عليه ، وحدّث هو 7 به وانتقل من الغيب إلى الشهادة ، ومن السرّ إلى العلانية ، رفع القدرة والاختيار عن المكلّفين ، فإنّ التكليف إنّما هو جار على الظاهر دون الباطن الذي هو في علمه سبحانه ، وإنّا اُمرنا بتصديقه والإذعان له ، ولهذا أمثلة كثيرة :

منها : ما ورد في الحديث : « إنّ ولد الزنا لا ينجب » (١) فهو إخبار بما يختم له به ، ويصير أمره إليه ، وهو من سرّ الله الذي يُظهر عليه من يشاء من عباده ، ولا تنافي هذه الأخبار التكليف بل تجامعه ، لأنّ التكليف على الظاهر وتحقّقه قدرة المكلّف ، وهذا إخبار عن الأمر الباطن وليس يدخل تحت قدرته.

ومنها : ما أخبر رسول الله 9 عن مشركي أهل مكّة وإنّهم لا يسلمون ، ومن يُقتل منهم ببدر ويرمى بالقليب مع أنّهم مكلّفون بالإسلام ، والرسول 9 يدعوهم إليه ويأمرهم به.

__________________

١ ـ انظر المحتضر للمصنّف : ٥٦.


ومنها : حاجة أهل الفقر والمسكنة واضطرارهم ، ففي الباطن من الله سبحانه ، لأنّه هو المغني المفقر بالإجماع ، لأنّه سبحانه وتعالى الخالق الرازق ، المغني المفقر ، ومن ادّعى سواه كفر به ، وفي الظاهر ما ورد في الحديث : « ما جاع فقير إلاّ بما مُتّع به غني » (١) ويسمّى الغني : قاتل الفقير إذ منعه حقّه ، ويعاقب عليه لاختياره لذلك ولا منافاة بينهما.

ومنها : قتل المقتول ، ففي الباطن ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ) (٢) وهو عبد مأمور لا يتوفّى نفساً إلاّ بإذن ربّه سبحانه ، وفي الظاهر : القاتل الذي تولّى إزهاق نفس المقتول هو الفاعل للقتل ، وباختياره فعله ، ثمّ يثاب أو يعاقب أو يكون مباحاً ، ولا ينافي باطن هذا الأمر ظاهره.

ومنها : الغلاء بسبب الاحتكار ، ففي الباطن هو سبحانه المغلّي والمرخّص للأسعار ؛ لأنّه قسّم أرزاق عباده على السعة والضيق ، ففي الحديث عن الرسول 9 أنّه قال : « لقد نفث الروح الأمين في روعي أنّه لن تموت نفس حتى تستكمل ما كتب لها » (٣) ولا يجوز أن ينسب الرزق إلاّ إليه سعته وضيقه ، وإن كان في الظاهر يُلام المحتكر ويذّم ويعاقب ، لأنّه اختار الاحتكار على البيع ، ولا منافاة بين هذين الأمرين.

ومنها : الأمر الجليل الكبير الذي أمر الله عباده بالإقرار به وتصديقه ، لنصّ الكتاب العزيز عليه ، وورود الأحاديث الصحيحة به ، ولا يجوز ردّ ما ثبت في

__________________

١ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣١ / ٣٢٨.

٢ ـ السجدة ٣٢ : ١١.

٣ ـ الكافي ٢ : ٧٤ / ٢ ، وفيه : حتى تستكمل رزقها.


الكتاب والسنّة ، وليس فيه منافاة للعقول المستصبحة بنور هدى آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، وعلومهم التي خصّهم بها ربّهم ، وأمر من سواهم بسؤالهم كما قال تعالى ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) (١) فهم أهل الذكر ، والذكر هنا محمّد 9 بنصّ الصادق 7 (٢) ، وهو التصديق بقضاء الله وقدره والرضا بهما ، ففي الحديث القدسي المرويّ : « من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر على نعمائي فليتخذ ربّاً (٣) سواي » (٤) وهو من أسرار الله سبحانه التي لم يطّلع عليها سواه ، أو من أراد من حججه من أراد.

[ ٤٤٢ / ٤ ] وبالإسناد المتقدّم المتصل إلى الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال في القدر : « ألا إنّ القدر سرّ من سرّ الله ، وستر من ستر الله ، وحرز من حرز الله ، مرفوع في حجاب الله ، مطويّ عن خلق الله ، مختوم بخاتم الله ، سابق في علم الله ، وضع الله العباد عن علمه ، ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم ؛ لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربانيّة ، ولا بقدرة الصمدانيّة ، ولا بعظمة النورانيّة ، ولا بعزّة الوحدانية ، لأنّه بحر زاخر خالص لله عزّ وجلّ ، عمقه ما بين السماء والأرض ، عرضه ما بين المشرق والمغرب ، أسود كالليل الدامس ، كثير الحيّات والحيتان ، يعلو مرّة ، ويسفل اُخرى ، في قعره شمس تضيء ، ولا ينبغي أن يطّلع إليها إلاّ الواحد الفرد ، فمن تطلّع إليها فقد ضادّ الله في حكمه ، ونازعه في

__________________

١ ـ النحل ١٦ : ٤٣.

٢ ـ الكافي ١ : ٢١٠ / ١ و ٢ و ٤ ، وانظر نظيره في تفسير البرهان ٣ : ٤٢٣ ـ ٤٢٨.

٣ ـ في نسخة « ض و ق » : إلهاً.

٤ ـ دعوات الراوندي : ١٦٩ / ٤٧١ ، روضة الواعظين : ٣٠.


سلطانه ، وكشف عن سره وستره ، وباءَ بغضب من الله ، ومأواه جهنّم وبئس المصير » (١).

ولقوله 7 (٢) : « فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، ولا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ».

تأويل آخر : وهو صعوبة الإنتقال من إحدى الحالتين إلى الاُخرى لا التعذّر الكلّي ، والإمتناع من الوقوع كما جاء في وصيّة النبيّ 9 لأمير المؤمنين 7 : « يا علي ثلاث لا يطيقها أحد من هذه الاُمّة : المواساة للأخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذكر الله على كلّ حال » (٣) يريد 9 بعدم الطاقة : الصعوبة والمشقّة ، لامتناع الوقوع لتكليفهم بها ، بنصوص أهل البيت صلوات الله عليهم.

وأيضاً ما روي عن مولانا أمير المؤمنين 7 : « ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ومن طعامه بقرصيه ، ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد » (٤) وما عنى 7 بعدم القدرة سلبها بالكلّية ، إنّما أراد الصعوبة والمشقّة والتعسّر.

ونقول : إنّ أحاديث الرسول وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم تحذو حذو القرآن العزيز ، ففيها المحكم والمتشابه ، والخاصّ والعام ، والناسخ والمنسوخ ، والمجمل والمفصّل ، إلى غير ذلك ، ولا يحلّ لمؤمن أن يردّ الحديث إن صحّ طريقه أو لم يصحّ بما

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٨٣ / ٣٢.

٢ ـ توضيح آخر للحديث المتقدّم رقم ٤٤١.

٣ ـ الخصال : ١٢٥ / قطعة من حديث ١٢٢.

٤ ـ نهج البلاغة ٣ : ٧٨ ـ ٧٩ / خطبة ٤٥ ، وفيه طعمه بدل : طعامه.


يكون فيه ، ممّا لا يستبين معناه ويتّضح كالقرآن العزيز.

وقال : قال الصادق 7 : « وَقِفْ عند كلّ ما اشتبه عليك ، فإنّ الوقوف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال » (١) ومن أعظم الاهوال ردّ علم آل محمّد عليه وعليهم السلام.

وفي الحديث عن الصادق 7 أنّ رجلاً قال له : يابن رسول الله الرجل يعرف بالكذب يأتينا عنكم بالحديث وما نعرفه أنردّه عليه؟ قال : « يقول لكم إنّ جعفر بن محمّد يقول : إنّ الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار » قال ما يبلغ إلى هذا ، فقال 7 : « إن قال لك إن جعفر بن محمّد يقول : إنّ الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار فلا تكذّبه ، فإنّك إنّما كذّبت جعفر بن محمّد ، قال الله سبحانه وتعالى ( وما اُوتيتم من العلم إلاّ قليلاً ) (٢) » (٣). وما يعلم السامع ما قصد بالحديث.

وفي الحديث : « بُعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم » (٤) فمن ثمّ وجب التسليم وحرم الردّ ، لتعدّد درجات العقل وكثرتها ، لكن كلّ ما خالف الكتاب العزيز والسنّة المتّفق عليها لا يجوز الأخذ به ، ولا يحلّ تكذيبه وتكذيب

__________________

١ ـ أورده الشريف الرضي في نهج البلاغة ٣ : ٤٤ ، وفيه « فإنّ الكف عن حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال ». والطوسي في التهذيب ٧ : ٤٧٤ / ذيل حديث ١١٢ وفيه : « الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ». والبرقي في المحاسن ١ : ٣٤٠ / ١٠١ ، والعياشي في تفسيره ١ : ٨ / ٢.

٢ ـ الاسراء ١٧ : ٨٥.

٣ ـ البحار ٢ : ٢١١ / ١١٠. وتقدّم برقم ٢٣٩.

٤ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣١٠ / ١٧ ، والصدوق في الأمالي ٥٠٤ / ذيل حديث ٦ ، والطوسي في أماليه : ٤٨١ / ١٠٥٠ ، وفيهنّ : إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا .....


راويه (١) إلاّ أن يردّه إلى إمام معصوم ، ويصحّ النقل عنه بالردّ فيجوز حينئذ.

رجعنا إلى أصل الباب

[ ٤٤٣ / ٥ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن داود العجلي ، عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر (٢) 7 قال : « إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق ، خلق ماءً عذباً وماءً مالحاً اُجاجاً ، فامتزج الماءان » أخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً ، فقال لأصحاب اليمين ـ وهم كالذرّ يدبّون ـ : إلى الجنّة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا اُبالي ، ثمّ قال ( ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (٣).

قال : ثمّ أخذ الميثاق على النبيّين ، فقال : ألست بربّكم وأنّ محمّداً رسولي ، وأنّ علياً هذا أمير المؤمنين؟ قالوا : بلى ، فثبتت لهم النبوّة ، وأخذ الميثاق على اُولي العزم : أنّني ربّكم ، ومحمّد رسولي ، وعلي أمير المؤمنين ، وأوصياؤه من بعده ولاة أمري ، وخزّان علمي ، وأنّ المهدي أنتصر به لديني ، واُظهر به دولتي ، وأنتقم به من أعدائي ، واُعبد به طوعاً وكرهاً ، قالوا : أقررنا يا ربّ وشهدنا » (٤).

[ ٤٤٤ / ٦ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : ولا يحل تكذيب رواته ، وفي « ض » : ولا يحل تكذيب راويه.

٢ ـ في نسخة « ض » : عن أبي عبدالله 7.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ الكافي ٢ : ٨ / ١ ، وللحديث تكملة ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٧٠ / ٢ ، باختلاف.


حبيب السجستاني (١) ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : « إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أخرج ذرّية آدم 7 من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبيّة له وبالنبوّة لكلّ نبي ، فكان أوّل من أخذ له عليهم الميثاق نبوّة محمّد بن عبدالله 9.

ثمّ قال الله عزّ وجلّ لآدم : اُنظر (٢) ما ترى؟ قال : فنظر آدم 7 إلى ذرّيّته وهم ذرّ قد ملؤا السماء ، فقال آدم 7 : يا ربّ ما أكثر ذرّيّتي ولأمر ما خلقتهم ، فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال الله عزّ وجلّ : يعبدونني (٣) ولا يشركون بي شيئاً ، ويؤمنون برسلي ويتّبعونهم.

قال آدم 7 : يا ربّ فمالي أرى بعض الذرّية أعظم من بعض ، وبعضهم له نور كثير ، وبعضهم له نور قليل ، وبعضهم ليس له نور؟ قال الله عزّ وجلّ : كذلك خلقتهم لأبلوهم في كلّ حالاتهم ، قال آدم 7 : يا ربّ فتأذن لي في الكلام فأتكلّم؟ قال الله عزّ وجلّ له : تكلّم فإنّ روحك من روحي ، وطبيعتك خلاف كينونيّتي ، قال آدم 7 : يا ربّ فلو كنت خلقتهم على مثال واحد ، وقدر واحد ، وطبيعة واحدة ، وجبلّة (٤) واحدة ، وألوان واحدة ، وأعمار واحدة ، وأرزاق واحدة ، سواء لم يبغ بعضهم على بعض ، ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ، ولا اختلاف في شيء من

__________________

١ ـ حبيب السجستاني : عدّه البرقي في أصحاب الإمام الباقر 7 ، وفي أصحاب الإمام الصادق 7 قائلاً : حبيب بن المعلّى سجستاني ، وزاد الشيخ عليه الإمام السجاد علي بن الحسين 7.

رجال البرقي : ١٥ و ١٨ ، رجال الطوسي : ٨٨ / ٢٤ و ١١٦ / ٣٢ و ١٧٢ / ١٢٠.

٢ ـ في نسخة « س » زيادة : ما بين السماء والأرض.

٣ ـ في نسخة « ض » : يصدّقونني.

٤ ـ الجبلّة : الخلقة. الصحاح ٤ : ١٦٥١ ـ جَبَل.


الأشياء.

قال الله تعالى : يا آدم بروحي نطقت ، وبضعف طبيعتك تكلّفت ما لا علم لك به ، وأنا الخالق العليم ، بعلمي خالفت بين خلقهم ، وبمشيئتي يمضي فيهم أمري ، وإلى تدبيري وتقديري صائرون لا تبديل لخلقي ، إنّما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدوني ، وخلقت الجنّة لمن عبدني وأطاعني منهم واتّبع رسلي ولا ابالي ، وخلقت النار لمن كفر بي وعصاني ولم يتّبع رسلي ولا اُبالي ، وخلقتك وخلقت ذرّيتك من غير فاقة بي إليك وإليهم ، وإنّما خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيّكم أحسن عملاً في الدنيا ، في حياتكم وقبل مماتكم ، ولذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت ، والطاعة والمعصية ، والجنّة والنار ، وكذلك أردت في تقديري وتدبيري وبعلمي النافذ فيهم ، خالفت بين صورهم وأجسامهم ، وألوانهم ، وأعمارهم ، وأرزاقهم ، وطاعتهم ، ومعصيتهم.

فجعلت (١) منهم السعيد والشقي ، والبصير والأعمى ، والقصير والطويل ، والجميل والدميم (٢) ، والعالم والجاهل ، والغني والفقير ، والمطيع والعاصي ، والصحيح

__________________

١ ـ في نسخة « س و ق و ض » : فخلقت.

٢ ـ في نسختي « س و ض » والمختصر المطبوع : الذميم ، والظاهر أنّ نقطة الذال زائدة بالقطع حيث معنى الذميم لا يلائم سياق الحديث.

فالذميم له معنيان : المخاط والبول الذي يذمّ ويدنّ من قضيب التيس ، وكذلك اللبن من أخلاف الشاة ، وله أيضاً : شيء يخرج من مسام المارن كبيض النمل. الصحاح ٥ : ١٩٢٥.

وفي نسخة « ق » : الأبلج ، وهذا أيضاً لا يتلاءم مع بلاغة الحديث ، فمعنى الأبلج : مشرق الوجه كما في الصحاح ١ : ٣٠٠ ـ بلج ، فهو والجميل يصبحان في معنى واحد ، وترى الحديث يذكر


والسقيم ، ومن به الزمانة ومن لا عاهة به.

فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته ، وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن اُعافيه ، ويصبر على بلائي فاُنيله (١) جزيل عطائي.

وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني ، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني.

وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته ، فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السرّاء والضرّاء ، وفيما اُعافيهم ، وفيما أبتليهم ، وفيما اُعطيهم ، وفيما أمنعهم.

وأنا الله الملك القادر ولي أن أمضي جميع ما قدّرت على ما دبّرت ، ولي أن اُغيّر من ذلك ما شئت لما شئت ، واُقدّم من ذلك ما أخرّت ، واُؤخّر من ذلك ما قدّمت. وأنا الله الفعّال لما اُريد ، لا أسأل عمّا أفعل ، وأنا أسأل خلقي عمّا هم فاعلون » (٢).

[ ٤٤٥ / ٧ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله 7 : « إنّ بعض قريش قال لرسول الله 9 : بأيّ شيء سبقتَ الأنبياء : وأنت بُعثت آخرهم وخاتمهم؟ فقال 9 : إنّي كنت أوّل من آمن بربّي ، وأوّل من أجاب حيث أخذ الله

__________________

المتناقضات. وما أثبتناه في المتن إن شاء الله هو الصحيح.

فالدميم : القبيح. الصحاح ٥ : ١٩٢١ ـ دمم.

١ ـ في الكافي : فاُثيبه.

٢ ـ الكافي ٢ : ٨ / ٢٠ ، وأورده الصدوق باختلاف في علل الشرائع : ١٠ / ٤.


ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ، فكنت أنا أوّل نبيّ قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله عزّ وجلّ » (١).

[ ٤٤٦ / ٨ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : جعلت فداك إنّي لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق (٢) والحدّة والطيش ، فأغتمّ لذلك غمّا شديداً ، وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت ، قال : « لا تقل حسن السمت ، فإنّ السمت سمت الطريق ، ولكن قل حسن السيماء ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول ( سيماهم في وجوههم ) (٣) قال : قلت له : فأراه حسن السيماء ، له وقار فأغتمّ لذلك.

فقال 7 : « لا تغتمّ لما رأيت من نزق أصحابك ، ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ، إنّ الله تعالى لمّا أراد أن يخلق آدم 7 خلق تلك الطينتين ثمّ فرّقهما فرقتين ، فقال لأصحاب اليمين : كونوا خلقاً بإذني ، فكانوا خلقاً بمنزلة الذرّ يدرج ، ثمّ رفع لهم ناراً ، فقال : اُدخلوها بإذني ، فكان أوّل من دخلها محمّد 9 ، ثمّ اتّبعه اُولوا العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم.

ثمّ قال لأصحاب الشمال : اُدخلوها بإذني ، فقالوا : ربّنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا ، فقال لأصحاب اليمين : اُخرجوا من النار بإذني ، فخرجوا لم تُكِلم (٤) النار منهم كلماً ، ولم تؤثّر فيهم أثراً ، فلمّا رآهم أصحاب الشمال ، قالوا : ربّنا نرى أصحابنا

__________________

١ ـ الكافي ١ : ٤٤١ / ٦ و ٢ : ١٠ / ١ ، وأورده الصفّار في البصائر : ٨٣ / ٢ ، والصدوق في علل الشرائع : ١٢٤ / ١.

٢ ـ النزق : الخفّة عند الغضب. القاموس المحيط ٣ : ٢٨٥ ـ نزق.

٣ ـ الفتح ٤٨ : ٢٩.

٤ ـ تُكِلم : أي تجرح. الصحاح ٥ : ٢٠٢٣ ـ كلم.


قد سلموا فأقلنا ومُرنا بالدخول ، قال : قد أقلتكم فادخلوها ، فلمّا دنوا وأخذهم (١) الوهج رجعوا ، وقالوا : يا ربّنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا.

وأمّا أصحاب اليمين فأمرهم بالدخول ثلاثاً كلّ ذلك يطيعون ويخرجون ، وأمر اُولئك ثلاثاً كلّ ذلك يعصون ويرجعون ، فقال لهم : كونوا طيناً بإذني ، فخلق منهم آدم 7.

قال : فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء ، ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء ، وما رأيت من نزق أصحابك وخلقهم فممّا أصابهم من لطخ أصحاب الشمال ، وما رأيت من حسن سيماء من خالفكم ووقارهم فممّا أصابهم من لطخ أصحاب اليمين » (٢).

[ ٤٤٧ / ٩ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن (٣) ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان بن مسلم ، عن صالح بن سهل (٤) عن أبي عبدالله 7 قال : « سئل رسول الله 9 بأيّ شيء سبقت ولد آدم؟ قال : إنّي أول من أقرّ بربّي ، إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق النبيّين ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٥) فكنت أوّل من أجاب » (٦).

__________________

١ ـ في الكافي : وأصابهم.

٢ ـ الكافي ٢ : ١١ / ٢ ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : ٨٣ / ٥.

٣ ـ في نسخة « ق » والكافي : محمّد بن الحسين.

٤ ـ صالح بن سهل : هو الهمداني ، الكوفي الأصل كما قاله البرقي والطوسي ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق 8 ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق 7.

رجال البرقي : ٢٧ ، رجال الطوسي : ١٢٦ / ٥ و ٢٢١ / ٤٦.

٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٦ ـ الكافي ٢ : ١٢ / ٣ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٨٦ / ١٢.


[ ٤٤٨ / ١٠ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : كيف أجابوا وهم ذرّ؟ قال : « جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه ـ يعني في الميثاق ـ » (١).

[ ٤٤٩ / ١١ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) (٢) ما تلك الفطرة؟ قال : « هي الإسلام ، فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد ، قال ( ألست بربّكم ) (٣) وفيه المؤمن والكافر » (٤).

[ ٤٥٠ / ١٢ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر 7 قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٥) الآية ، قال : « أخرج من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة ، فخرجوا كالذرّ فعرّفهم وأراهم نفسه ، ولولا ذلك لم يعرف أحدٌ ربّه جلّ وعزّ » (٦).

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ١٢ / ١ ـ باب كيف أجابوا وهم ذر ، وأورده العياشي في تفسيره ٢ : ٣٧ / ١٠٤.

٢ ـ الروم ٣٠ : ٣٠.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ الكافي ٢ : ١٢ / ٢ ، وأورده الصدوق في التوحيد : ٣٢٩ / ٣.

٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٦ ـ الكافي ٢ : ١٣ / قطعة من حديث ٤ ، وأورده الصدوق في التوحيد : ٣٣٠ / قطعة من حديث ٩ ، وفيه : وأراهم صنعه ، بدل : وأراهم نفسه.


نقول : صدق 7 أنّ الرؤية تطلق على معنيين : رؤية القلب بمعنى اليقين ، وعدم الشكّ ، وتطلق أيضاً على البصر بالعين ، وهذا منفي عنه بقوله سبحانه وتعالى ( ولا يحيطون به علماً ) (١) ومن أدركه ببصر العين فقد أحاط به العلم ، فيكون المعنى الأوّل هو المراد هنا خاصّة.

[ ٤٥١ / ١٣ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المقري ، قال : حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقري الجرجاني ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن (٢) الموصلي ببغداد ، قال : حدّثني محمّد بن عاصم الطريفي ، قال : حدّثنا أبو زيد عيّاش بن زيد بن الحسن بن علي الكحّال مولى زيد بن علي ، قال : حدّثني أبي زيد بن الحسن ، قال : حدّثني موسى بن جعفر صلّى الله عليهما ، قال : قال الصادق صلّى الله عليه : « من صلّى على النبي وآله (٣) فمعناه أنّي أنا على الميثاق والوفاء الذي قبلت حين قوله تعالى ( ألست بربّكم قالوا بلى ) (٤) » (٥).

[ ٤٥٢ / ١٤ ] وبالإسناد عن الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابويه رفعه إلى الصادق 7 قال : « إنّ الله تبارك وتعالى آخى بين الأرواح في الأظلّة ، قبل أن يخلق الأجساد بألفي عام ، فلو قد قام قائمنا أهل البيت ورّث الأخ الذي آخى بينهما

__________________

١ ـ طه ٢٠ : ١١٠.

٢ ـ في نسخة « س » والمطبوع : الحسين. بدل : الحسن.

٣ ـ وآله ، لم ترد في المعاني.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٥ ـ معاني الأخبار : ١١٥ / ١ ، وعنه في البحار ٩٤ : ٥٤ / ٢٥.


في الأظلّة ، ولم يورّث الأخ من الولادة » (١).

[ ٤٥٣ / ١٥ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن اسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا جذعان بن نصر أبو نصر الكندي ، قال : حدّثني سهل بن زياد الآدمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن داود الرقّي ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قوله عزّ وجلّ ( وكان عرشه على الماء ) (٢) فقال لي : « ما يقولون في ذلك؟ » قلت : يقولون : إنّ العرش كان على الماء والربّ فوقه ، فقال : « كذبوا ، من زعم هذا فقد صيّر الله محمولاً ، ووصفه بصفة المخلوق ، ولزمه أنّ الشيء الذي يحمله أقوى منه ».

قلت : بيّن لي جُعلت فداك ، فقال : « إنّ الله عزّ وجلّ حمل دينه وعلمه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء ، أو جنّ أو إنس ، أو شمس أو قمر ، فلمّا أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه ، فقال لهم : من ربّكم؟ فكان أوّل من نطق رسول الله وأمير المؤمنين والأئمّة صلوات الله عليهم ، فقالوا : أنت ربّنا ، فحمّلهم العلم والدين.

ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني ، واُمنائي في خلقي وهم المسؤولون (٣) ، ثمّ قيل لبني آدم : أقرّوا لله بالربوبيّة ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا : نعم ربّنا أقررنا ، فقال للملائكة : اشهدوا ، فقالت الملائكة : ( شهدنا على أن لا يقولوا غداً

__________________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٥٤ / ٨٢٠ ، وأورده أيضاً في الهداية : ٣٤٣ ـ باب نادر ، وفي الاعتقادات : ٤٨ ـ ضمن مصنفات المفيد ج ٥.

٢ ـ هود ١١ : ٧.

٣ ـ في نسختي « ض و ق » : المسلّمون.


إنّا كنّا عن هذا غافلين ، أو يقولوا إنّما أشرك آباؤنا من قبل وكنّا ذريّة من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) (١) ، يا داود ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق » (٢).

[ ٤٥٤ / ١٦ ] وبالإسناد عن محمّد بن علي بن بابويه ; قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله 7 قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) (٣) ما تلك الفطرة؟ قال : « هي الإسلام ، فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد ، فقال ( ألست بربّكم ) (٤) وفيه المؤمن والكافر » (٥).

[ ٤٥٥ / ١٧ ] وبالإسناد عن الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ; ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن ابن مسكان ، عن زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : أصلحك الله قول الله عزّ وجلّ في كتابه ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) (٦) قال : « فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفة أنّه ربّهم » قلت : وعاينوه (٧) ، قال : فطأطأ رأسه ، ثمّ قال : « لولا ذلك لم

__________________

١ ـ اقتباس من آية ١٧٢ و ١٧٣ من سورة الأعراف.

٢ ـ التوحيد : ٣١٩ / ١.

٣ ـ الروم ٣٠ : ٣٠.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٥ ـ التوحيد : ٣٢٩ / ٣ ، وأورده الكليني في الكافي ٢ : ١٢ / ٢.

٦ ـ الروم ٣٠ : ٣٠.

٧ ـ في التوحيد : وخاطبوه.


يعلموا مَن ربّهم ولا مَن رازقهم » (١).

نقول : صدق ابن رسول الله 7 ومعناه ما قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه لمّا قال له رجل : أرأيت ربّك يا أمير المؤمنين؟ قال 7 : « لم أكن أعبد ربّاً لم أره » قال : وكيف رأيته؟ قال : « لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان » (٢).

[ ٤٥٦ / ١٨ ] وبالإسناد عنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد جميعاً عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر 7 ، قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( حنفاء لله غير مشركين به ) (٣) وعن الحنيفية ، فقال : « هي الفطرة التي فطر الناس عليها » ( لا تبديل لخلق الله ) (٤) قال : « فطرهم الله على المعرفة به ».

قال زرارة : وسألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ) (٥) الآية ، قال 7 : « أخرج من ظهر آدم ذرّيته إلى يوم القيامة ، فخرجوا كالذرّ فعرّفهم وأراهم نفسه (٦) ، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربّه ».

__________________

١ ـ التوحيد : ٣٣٠ / ٨.

٢ ـ أورده الخزّاز في كفاية الأثر : ٢٦١ ، ضمن حديث ، وباختلاف الصدوق في أماليه : ٣٥٢ / ٤ ، عن الإمام الباقر 7 مع رجل من الخوارج ، والمفيد في الإرشاد ١ : ٢٢٥ ، عن أمير المؤمنين 7 ، ضمن حديث ، وكذلك الطبرسي في الاحتجاج ١ : ٤٩٣ / ١٢٣.

٣ ـ الحج ٢٢ : ٣١.

٤ ـ الروم ٣٠ : ٣٠.

٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٦ ـ في التوحيد والكافي : صنعه.


وقال : « قال رسول الله 9 : كلّ مولود يولد على الفطرة ، يعني على المعرفة ، بأنّ الله عزّ وجلّ خالقه ، فذلك قوله ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ الله ) (١) » (٢).

[ ٤٥٧ / ١٩ ] ومن كتاب أبي جعفر محمّد بن علي الشلمغاني بإسناده إلى أبي هاشم ، قال : كنت عند أبي محمّد 7 ـ يعني العسكري ـ فسأله محمّد بن صالح الأرمني عن قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا ) (٣) فقال أبو محمّد 7 : « ثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ، ولا من رازقه » (٤).

[ ٤٥٨ / ٢٠ ] وبالإسناد إلى أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، قال : حدّثنا أبو الفضل المدنّي (٥) ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو (٦) ، عن زرّ بن حبيش ، عن أمير المؤمنين صلوات

__________________

١ ـ لقمان ٣١ : ٢٥ ، الزمر ٣٩ : ٣٨.

٢ ـ التوحيد : ٣٣٠ / ٩ ، وأورده الكليني في الكافي ٢ : ١٢ / ٩.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٧٦ / ٢٢٨ ، عن زرارة ، عن أبي جعفر 7 ، والصدوق في علل الشرائع : ١١٧ / ١ ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله 7 ، والقمّي في تفسيره ١ : ٢٤٨ ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله 7.

٥ ـ في البصائر : المدايني.

٦ ـ المنهال بن عمرو : هو ابن عمرو الأسدي ، مولاهم كوفي ، روى عن علي بن الحسين وأبي


الله عليه قال : سمعته يقول : « إنّ العبد إذا اُدخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانه عن ربّه ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن لم يجب عذّباه » فقال له رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه؟ فقال : « مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ( ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً ) (١) فذلك لا سبيل له.

وقد قيل للنبيّ 9 : من الوليّ يا نبيّ الله؟ فقال : وليّكم في هذا الزمان عليّ 7 ومن بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلاّ يقول كما قال الضلاّل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم ( ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى ) (٢) بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزّ وجلّ ( قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ) (٣) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتى نعرف إماماً ، فعيّرهم (٤) الله بذلك.

فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم

__________________

جعفر وأبي عبدالله : ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الحسين والسجّاد والباقر والصادق : ، واقتصر البرقي على الإمام علي بن الحسين 7. توفّي سنة بضع عشرة ومائة.

رجال الشيخ : ٧٩ / و ١٠١ / ٣ و ١٣٨ / ٦٠ و ٣١٣ / ٥٣٧ ، رجال البرقي : ٨ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ١٨٤ / ٦٤.

١ ـ النساء ٤ : ٨٨ و ١٤٣.

٢ ـ طه ٢٠ : ١٣٤.

٣ ـ طه ٢٠ : ١٣٥.

٤ ـ في البصائر : فعرّفهم.


وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عرّفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه فقال عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (١) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبيّ 9 الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبي 9 عليهم الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( فكيف إذا جئنا من كلّ اُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً * يومئذ يودّ الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ) (٢) » (٣).

[ ٤٥٩ / ٢١ ] ورويت بالطريق المذكور عن محمّد بن الحسن الصفّار ; ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر 7 ، قال : سمعته يقول : « إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ثلاث : نبيّ مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.

ثمّ قال : يا أبا حمزة ألا ترى أنّه اختار لأمرنا من الملائكة : المقرّبين ، ومن النبيّين : المرسلين ، ومن المؤمنين : الممتحنين » (٤).

[ ٤٦٠ / ٢٢ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبدالله 7 قال : « إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ صدور منيرة ، وقلوب سليمة ، وأخلاق حسنة ، إنّ الله تعالى

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.

٢ ـ النساء ٤ : ٤١ ـ ٤٢.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٨ / ٩ ، وتقدّم برقم ١٥٣ من هذا الكتاب.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٢٥ / ١٩ و ٢٨ / ٩.


أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم حيث يقول عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ) (١) فمن وفى لنا وفى الله له بالجنّة ، ومن أبغضنا ولم يؤدّ إلينا حقّنا ففي النار خالداً مخلّداً » (٢).

[ ٤٦١ / ٢٣ ] وبالإسناد عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن داود العجلي ، عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق ، خلق ماءً عذباً وماءً مالحاً اُجاجاً ، فامتزج الماءان ، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً ، فقال لأصحاب اليمين ـ وهم كالذرّ يدبّون ـ : إلى الجنّة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال ـ وهم كالذر يدبّون ـ : إلى النار ولا اُبالي.

ثمّ قال ( ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (٣) ثمّ أخذ الميثاق على النبيّين فقال ( ألست بربّكم ).

ثمّ قال : وإنّ هذا محمّداً رسول الله وعليّاً أمير المؤمنين ( قالوا : بلى ، فثبتت لهم النبوّة ، وأخذ الميثاق على اُولي العزم ألا أنّي ربّكم ومحمّد رسولي وعلي أمير المؤمنين ) (٤) وأوصياؤه من بعده ولاة أمري ، وخزّان علمي ، وأنّ المهدي أنتصر به لديني ، واُظهر به دولتي ، وأنتقم به من أعدائي ، واُعبد به طوعاً وكرهاً ، قالوا : أقررنا يا ربّ وشهدنا ، ولم يجحد آدم ولم يقر ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم

__________________

١ و ٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٢٥ / ٢٠.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».


يكن لآدم عزم على الإقرار به وهو قوله جلّ وعزّ ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ) (١) قال : إنّما يعني فترك.

ثمّ أمر ناراً فاُجّجت ، فقال لأصحاب الشمال : ادخلوها فهابوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها ، فدخلوها فكانت عليهم برداً وسلاماً ، فقال أصحاب الشمال : يا ربّ أقلنا ، فقال : أقلتكم ، اذهبوا فادخلوها فهابوها ، فثمّ ثبتت الطاعة والمعصية والولاية » (٢).

[ ٤٦٢ / ٢٤ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله 7 في قوله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ) (٣) قال : « أخرج الله من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة وهم كالذرّ ، فعرّفهم نفسه ، ولولا ذلك لم يعرف أحدٌ ربّه ، وقال ( الست بربكم قالوا بلى ) وإنّ هذا محمّداً رسولي وعلياً أمير المؤمنين خليفتي وأميني » (٤).

[ ٤٦٣ / ٢٥ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان الجعفري ، قال : كنت عند أبي الحسن 7 ، فقال : « يا سليمان اتّق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله » فسكتّ حتى أصبت خلوة ، فقلت : جعلت فداك سمعتك تقول : « اتق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله » قال : « نعم يا سليمان إنّ الله خلق المؤمنين من نوره ،

__________________

١ ـ طه ٢٠ : ١١٥.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٧٠ / ٢ ، وأورده الكليني في الكافي ٢ : ٨ / ١.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٧١ / ٦ ، وأورده فرات الكوفي في تفسيره : ١٤٨ / ١٨٦ ، بزيادة في آخره.


وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه ، أبوه النور ، واُمّه الرحمة ، وإنّما ينظر بذلك النور الذي خلق منه » (١).

[ ٤٦٤ / ٢٦ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن علي ، عن إبراهيم ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله عزّ وجلّ جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره ، وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ( على معرفته يوم عرّفهم نفسه ) (٢) ، فهو المتقبّل من محسنهم ، والمتجاوز عن مسيئهم ، من لم يلق الله بما هو عليه لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز عنه سيّئة » (٣).

[ ٤٦٥ / ٢٧ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمّد الجعفي ، ( عن أبي جعفر 7 ، وعن عقبة ) (٤) ، عن أبي جعفر 7 قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق ، فخلق من أحب ممّا أحب ، وكان ما أحب أن يخلقه من طينة الجنّة ، وخلق من أبغض ممّا أبغض ، وكان ما أبغض أن يخلقه من طينة النار ، ثمّ بعثهم في الظلال » قال ، قلت : أي شيء الظلال؟ قال : « ألم تر ظلّك في الشمس شيء وليس بشيء.

ثمّ بعث فيهم النبيّين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله ) (٥) ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيّين ، فأقرّ بعضهم وأنكر بعضهم ، ثمّ

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٧٩ / ١.

٢ ـ في نسخة « س » : يوم عرفهم نفسه على معرفته. بدل ما بين القوسين ، ولم ترد الجملة في نسخة « ق ».

٣ ـ بصائر الدرجات : ٨٠ / ٣.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».

٥ ـ الزخرف ٤٣ : ٨٧.


دعاهم إلى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحب ، وأنكرها من أبغض وهو قوله ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل ) (١) ».

ثمّ قال أبو جعفر 7 : « كان التكذيب ثمّ » (٢).

[ ٤٦٦ / ٢٨ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد (٣) ، عن الحسين بن نعيم الصحاف ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله تبارك وتعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٤) فقال : « عرف الله ـ والله ـ إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ الله عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذرّ » (٥).

[ ٤٦٧ / ٢٩ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ويعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ رسول الله 9 قال : إنّ الله مثّل لي امّتي في الطين وعلّمني أسماءهم كلّها كما علّم آدم الأسماء كلّها ، فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي 7 وشيعته.

إنّ ربّي وعدني في شيعة عليّ 7 خصلة ، قيل : يا رسول الله وما هي؟ قال : المغفرة لمن آمن منهم واتقى ، لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدلّ السيّئات

__________________

١ ـ يونس ١٠ : ٧٤.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٨٠ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٣٦ / ٢ ، والصدوق في علل الشرائع : ١١٨ / ٣.

وثَمَّ : اسم يشار به للمكان البعيد بمعنى هناك. القاموس المحيط ٤ : ٢١ ـ ثمّ.

٣ ـ في البصائر والكافي وتفسير القمّي زيادة : عن الحسن بن محبوب.

٤ ـ التغابن ٦٤ : ٢.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٨١ / ٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ ، و ٤٢٦ / صدر حديث ٧٤ ، والقمّي في تفسيره ٢ : ٣٧١.


حسنات » (١).

[ ٤٦٨ / ٣٠ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله 7 : « إنّ بعض قريش قال لرسول الله 9 : بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال : إنّي كنت أوّل من أقرّ (٢) بربّي ، وأوّل من أجاب حيث أخذ الله تعالى ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم ( الست بربّكم قالوا بلى ) (٣) وكنت أنا أوّل نبيّ قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله » (٤).

[ ٤٦٩ / ٣١ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد والحسن بن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر 7 قال : « قال رسول الله 9 : إنّ اُمّتي عرضت عليّ عند الميثاق ، فكان أوّل من آمن بي وصدّقني عليّ 7 ، وكان أول من آمن بي وصدّقني حيث بعثت فهو الصدّيق الأكبر » (٥).

[ ٤٧٠ / ٣٢ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه : قال : « قال رسول الله 9 : يا علي لقد مثلت لي اُمّتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن يخلق الأجساد (٦) ، وإنّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم ، فقال

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٨٣ / ١.

٢ ـ في نسخة « ض » : آمن.

٣ ـ الاعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٨٣ / ٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٤١ / ٦ و ٢ : ١٠ / ١ ، والصدوق في علل الشرائع : ١٢٤ / ١ ـ باب ١٠٤. وتقدّم عن الكافي برقم ٤٤٥.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٨٤ / ٣ ، وعنه في البحار ٣٨ : ٢٢٦ / ٣٠.

٦ ـ في نسخة « ق » زيادة : بألف عام.


عليّ 7 : يا نبيّ الله زدني فيهم ، قال : نعم ، يا علي تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر ، قد فرّجت عنكم الشدائد ، وذهبت عنكم الأحزان ، تستظلّون تحت العرش ، يخاف الناس ولا تخافون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، وتوضع لكم مائدة والناس في الحساب » (١).

[ ٤٧١ / ٣٣ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله تبارك وتعالى ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (٢) قال : « يعني محمّداً 9 حيث دعاهم إلى الإقرار بالله في الذرّ الأوّل » (٣).

[ ٤٧٢ / ٣٤ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله 7 : « أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين 7 ـ وهو مع أصحابه ـ فسلّم عليه ثمّ قال : أنا والله اُحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين 7 : كذبت ما أنت كما قلت (٤) إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا فأين كنت؟ قال : فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه » (٥).

[ ٤٧٣ / ٣٥ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ،

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٨٤ / ٥ ، وأورده الصدوق في فضائل الشيعة : ٦٨ / ٢٧.

٢ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٨٤ / ٦ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٤٠.

٤ ـ ما بين القوسين ساقط من البصائر.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٨٦ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٣٨ / ١.


( عن آدم أبي الحسين ، عن إسماعيل بن أبي حمزة ) (١) ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله 7 قال : « جاء رجل إلى أمير المؤمنين 7 فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك ، فقال له : كذبت ، فقال له الرجل : سبحان الله كأنّك تعرف (٢) ما في نفسي ، قال : فغضب أمير المؤمنين 7 ـ وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب ـ قال : فرفع يده إلى السماء وقال : كيف لا يكون ذلك وهو ربّنا تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحب من المبغض ، فوالله ما رأيتك فيمن أحبّنا فأين كنت؟ » (٣).

[ ٤٧٤ / ٣٦ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين جميعاً عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر 7 يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ولمحمّد 9 بالنبوة ، وعرض الله تعالى على محمّد 9 اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم 7 ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه وعرّفهم رسول الله 9 وعرّفهم عليّاً 7 ، ونحن نعرفهم في لحن القول » (٤).

[ ٤٧٥ / ٣٧ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن حمّاد الكوفي ، عن أبيه ، عن

__________________

١ ـ في البصائر : عن آدم ، عن أبي الحسين ، عن اسماعيل ، عن أبي حمزة.

٢ ـ في نسخة « س » : تعلم.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٨٩ / ٨ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١١٩ / ٦.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٨٩ / ١ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ٢٢٧ / ١٦ ، والكليني في الكافي ١ : ٤٣٧ / ٩.


نصر بن مزاحم (١) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله 7 (٢) ، قال : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم ، فنعرف بذلك حبّ المحب وإن أظهر خلاف ذلك بلسانه ، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبّنا أهل البيت » (٣).

[ ٤٧٦ / ٣٨ ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي (٤) ، عن ابن سنان في قوله سبحانه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٥).

قال أبو عبدالله 7 : « أوّل من سبق إلى بلى رسول الله 9 ، وذلك أنّه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى ، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لمّا اُسري به إلى السماء : تقدّم يا محمّد فقد وطأت موطئاً لم يطأه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، ولولا أنّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدّر أن يبلغه ، فكان من الله عزّ وجلّ كما

__________________

١ ـ نصر بن مزاحم : المنقري العطار أبو المفضل ، كوفي ، مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، له كتب منها : كتاب الجمل ، وصفين ، ومقتل الحسين 7 ، وعين الوردة ، وأخبار المختار وغير ذلك ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر 7. توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٧ / ١١٤٨ ، فهرست الشيخ : ٢٥٤ / ٧٧٣ ، رجال الشيخ : ١٣٩ / ٣.

٢ ـ في البصائر والاختصاص : عن أبي جعفر 7.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٩٠ / ٣ ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٢٧٨.

٤ ـ يحيى الحلبي : هو يحيى بن عمران بن أبي شعبة الحلبي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، ثقة ثقة ، صحيح الحديث. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8.

رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١١٩٩ ، رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤٠ و ٣٦٤ / ١٠.

٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.


قال الله تعالى ( قاب قوسين أو أدنى ) (١) أي بل أدنى ، فلمّا خرج الأمر من الله تعالى وقع إلى أوليائه :.

قال الصادق 7 : كان الميثاق مأخوذاً عليهم لله بالربوبيّة ولرسوله بالنبوّة ولأمير المؤمنين والأئمّة : بالإمامة ، فقال : ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة الهادين أئمّتكم؟ فقالوا : بلى ، فقال الله تعالى ( أن تقولوا يوم القيامة ـ أي لئلاّ تقولوا يوم القيامة ـ إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (٢) فأوّل ما أخذ الله عزّ وجلّ الميثاق على الأنبياء له بالربوبيّة وهو قوله ( وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ) (٣) فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي ، فقال : ومنك يا محمّد ، فقدّم محمّداً 9 لأنّه أفضلهم ، ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ، فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله 9 أفضلهم.

ثمّ أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله 9 على الأنبياء بالإيمان به وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين 7 فقال ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم ـ يعني رسول الله 9 ـ لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (٤) يعني أمير المؤمنين صلّى الله عليه ، تخبروا اُممكم بخبره وخبر وليّه من الأئمّة : » (٥).

[ ٤٧٧ / ٣٩ ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن

__________________

١ ـ النجم ٥٣ : ٩.

٢ و ٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ آل عمران ٣ : ٨١.

٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٦ / ١٢.


عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله 7 (١) ، وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 في قوله عزّ وجلّ ( لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (٢) قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم فهلمّ جرّا إلاّ ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله 9 وأمير المؤمنين 7 ، ثم أخذ أيضاً ميثاق الأنبياء على رسول الله 9 فقال ( قل ـ يا محمّد ـ آمنّا بالله وما اُنزل علينا وما اُنزل على إبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما اُوتي موسى وعيسى والنبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) (٣) » (٤).

[ ٤٧٨ / ٤٠ ] علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربّكم قالوا بلى ) (٥) قلت : معاينة كان هذا؟ قال : « نعم ، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه ، فمنهم من أقرّ بلسانه في الذرّ ولم يؤمن بقلبه ، فقال الله تعالى ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (٦) » (٧).

[ ٤٧٩ / ٤١ ] علي بن إبراهيم ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن

__________________

١ ـ أبو عبدالله 7 ، لم يرد في نسخة « ق ».

٢ ـ آل عمران ٣ : ٨١.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٤.

٤ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤٧ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٦ / ١٣.

٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٦ ـ الأعراف ٧ : ١٠١.

٧ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤٨ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٧ / ١٤.


محمّد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (١) قال : « إنّ الله تبارك وتعالى لمّا ذرأ الخلق في الذرّ الأوّل فأقامهم صفوفاً قدّامه ، وبعث الله محمّداً 9 فآمن به قوم وأنكره قوم ، فقال الله ( هذا نذير من النذر الاُولى ) يعني به محمّداً 9 حيث دعاهم إلى الله عزّ وجلّ في الذرّ الأول » (٢).

[ ٤٨٠ / ٤٢ ] علي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف (٣) ، قال : سألت الصادق صلوات الله عليه عن قوله تعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٤) فقال : « عرف الله عزّ وجلّ إيمانهم بولايتنا ، وكفرهم بتركها ، يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذرّ في صلب آدم 7 » (٥).

[ ٤٨١ / ٤٣ ] علي بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان (٦) ،

__________________

١ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٤٠ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٤ / ٧.

٣ ـ الحسين بن نعيم الصحّاف : الكوفي مولى بني أسد ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، وكان متكلّماً مُجيداً ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7.

اُنظر رجال النجاشي : ٥٣ / ١٢٠ ، رجال الطوسي : ١٦٩ / ٦٥.

٤ ـ التغابن ٦٤ : ٢.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٧١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ و ٤٢٦ / صدر حديث ٧٤.

٦ ـ القاسم بن سليمان : وصفه النجاشي : بالبغدادي ، والشيخ الطوسي : بالكوفي ، والله العالم هل


عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول في هذه الآية ( والّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غَدَقاً ) (١) : « يعني من جرى فيه شيء من شرك الشيطان ( على الطريقة ) يعني على الولاية في الأصل عند الأظلّة حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( أسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا وضعنا أظلّتهم (٢) في الماء الفرات العذب » (٣).

[ ٤٨٢ / ٤٤ ] علي بن إبراهيم في قوله سبحانه وتعالى ( ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم ) (٤) قال : قال علي بن أبي طالب 7 : « إنّ أول ما تغلبون عليه من الجهاد بأيديكم ، ثمّ الجهاد بألسنتكم ، ثمّ الجهاد بقلوبكم ، فمن لم يعرف قلبه معروفاً ، ولم ينكر منكراً انتكس قلبه فجعل أسفله أعلاه ، فلم يقبل خيراً أبداً ( كما لم يؤمنوا به أوّل مرّة ) (٥) يعني في الذرّ والميثاق » (٦).

[ ٤٨٣ / ٤٥ ] ومن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب ، عن محمّد بن النعمان مؤمن الطاق ، عن سلام (٧) ، عن أبي جعفر 7 في قول الله جلّ وعزّ ( مخلّقة وغير

__________________

أنّه ينتسب إلى هاتين المدينتين أو إلى إحداهنّ. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 اُنظر رجال النجاشي : ٣١٤ / ٨٥٨ ، رجال الطوسي : ٢٧٦ / ٤٦.

١ ـ الجن ٧٢ : ١٦.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : أصلهم.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٩١ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٤ / ٩.

٤ و ٥ ـ الأنعام ٦ : ١١٠.

٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٢١٣ ، وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة ٣ : ٢٤٤ / ٣٧٥.

٧ ـ سلام : هو ابن المستنير الجعفي مولاهم كوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر 8 ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق 7.

رجال البرقي : ٨ ، رجال الطوسي : ٩٣ / ٢٢ و ١٢٥ / ٢٣ و ٢١٠ / ١٢٦.


مخلّقة ) (١) قال : « المخلّقة : هم الذرّ الذين خلقهم الله من صلب آدم وحوّاء ، وأخذ عليهم الميثاق ، ثمّ أجراهم في أصلاب الرجال ، وأرحام النساء ، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يُسألوا عن الميثاق.

وأمّا قوله ( وغير مخلّقة ) فهو كلّ نسمة لم يخلقهم الله من صلب آدم 7 حين خلق الذرّ وأخذ عليهم الميثاق ، ومنهم : النُطَف من العَزْل والسِقْط ، قبل أن ينفخ فيه روح الحياة والبقاء ، وما يموت في بطن اُمّه قبل الأربعة أشهر ، وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، قال : فهؤلاء قال الله عزّ وجلّ ( غير مخلّقة ) وهم الذين لا يُسألون عن الميثاق ، وإنّما هم خلق بدا لله فيهم فخلقهم في الأصلاب والأرحام » (٢).

[ ٤٨٤ / ٤٦ ] الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٣) قال : ثمّ أخذ عليهم بعد التصديق والإيمان لأنبيائه لكلّ رسول يأتيهم مصدّقاً لما معهم ليؤمننّ به ولينصرنّه » (٤).

[ ٤٨٥ / ٤٧ ] الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٥) قال : فقال :

__________________

١ ـ الحج ٢٢ : ٥.

٢ ـ الكافي ٦ : ١٢ / ١ ، إلى قوله : وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، وعنه في تفسير البرهان ٣ : ٨٥٦ / ٥ ، والبحار ٦ : ٣٤٣ / ٢٨.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ لم أعثر له على مصدر.

٥ ـ التغابن ٦٤ : ٢.


« عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم 7 وهم ذرّ » (١).

[ ٤٨٦ / ٤٨ ] الحسن بن محبوب ، عن داود قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ اللهُ الذين جاهَدوا منكم ) (٢) قال : « إنّ الله قد علم بما هو مكوّنه قبل أن يكوّنه وهم ذرّ ، وعلم من يجاهد ومن لم يجاهد ، كما علم أنّه يميت خلقه قبل أن يميتهم ، ولم يرهم موتى وهم أحياء » (٣).

[ ٤٨٧ / ٤٩ ] الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ بعض قريش قال لرسول الله 9 : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وأنت بُعثت آخرهم وخاتمهم؟ فقال : إنّي كنت أول من آمن (٤) ، وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيّين : وأشهدهم على أنفسهم ( ألست بربّكم قالوا بلى ) (٥) فكنت أنا أول نبيّ قال بلى ، فسبقتهم إلى الإقرار بالله جلّ وعزّ » (٦).

[ ٤٨٨ / ٥٠ ] محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ; ، عن علي بن أحمد بن موسى ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن عمران البرقي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الهمداني ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 قالا : « لو قد قام القائم 7 لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد

__________________

١ ـ الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ و ٤٢٦ / صدر حديث ٧٤ ، وتفسير القمّي ٢ : ٣٧١. وتقدّم برقم ٤٨٠.

٢ ـ آل عمران ٣ : ١٤٢.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٩٩ / ١٤٧ ، وعنه في البحار ٤ : ٩٠ / ٣٥.

٤ ـ في نسخة « ض و ق » : أقرّ. وفي « س » : بُرئ.

٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٦ ـ الكافي ٢ : ١٠ / ١ و ١ : ٤٤١ / ٦ ، وتقدّم عن الصفّار برقم ٤٦٨. وعن الكليني برقم ٤٤٥.


قبله : يقتل الشيخ الزاني ، ويقتل مانع الزكاة ، ويورّث الأخ أخاه في الأظلّة » (١).

[ ٤٨٩ / ٥١ ] وبالإسناد الأول عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر 7 يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة ، ولمحمّد 9 بالنبوّة » (٢).

[ ٤٩٠ / ٥٢ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة جميعاً عن أبي جعفر 7 في حديث طويل يذكر فيه تحاكم مولانا زين العابدين علي بن الحسين 8 مع محمّد بن الحنفية إلى الحجر الأسود لمّا قال محمّد لعلي بن الحسين 8 : « لا تنازعني الإمامة فإنّي أولى بها منك ـ وكانا يومئذ بمكّة ـ فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين 8 لمحمّد : إبدأ أنت فابتهل إلى الله عزّ وجلّ واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد بن الحنفية في الدعاء وسأل الله عزّ وجلّ ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين صلوات الله عليهما : يا عم لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك.

قال له محمّد : فادع الله أنت يابن أخي وسله ، فدعا الله عزّ وجلّ علي بن الحسين 7 بما أراد ، ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء ، وميثاق الأوصياء ، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصيّ والإمام بعد الحسين بن علي 7؟ قال : فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله عزّوجلّ

__________________

١ ـ الخصال : ١٦٩ / ٢٢٣ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٣٠٩ / ٢.

٢ ـ الكافي ١ : ٤٣٦ / ١ ، وعنه في البحار ٦١ : ١٣٥ / صدر الحديث ١٠.


بلسان عربي مبين ، فقال : اللهّم إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن علي 7 لعلي بن الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله 9.

قال : فانصرف محمّد بن علي وهو يتولّى علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين » (١).

[ ٤٩١ / ٥٣ ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي الربيع القزّاز ، عن جابر ، عن أبي جعفر 7 قال : قلت له لِمَ سمّي أمير المؤمنين؟ قال : « الله سمّاه ، وهكذا أنزل في كتابه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ) (٢) وأنّ محمّداً رسولي وأنّ عليّاً أمير المؤمنين » (٣).

[ ٤٩٢ / ٥٤ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٤) فقال : « عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم 7 وهم ذرّ » (٥).

__________________

١ ـ الكافي ١ : ٣٤٨ / ٥ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات ٥٠٢ / ٣ ، وابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ١٩٣ / ٤٩ ، والطبرسي في الاحتجاج ٢ : ١٤٧ / ١٨٥.

٢ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٣ ـ الكافي ١ : ٤١٢ / ٤ ، وعنه في تأويل الآيات ١ : ١٨٠ / ١٩.

٤ ـ التغابن ٦٤ : ٢.

٥ ـ الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ و ٤٢٦ / صدر حديث ١٠ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٧١. وتقدّم برقم ٤٨٠ و ٤٨٥.


[ ٤٩٣ / ٥٥ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب (١) ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله 7 في قوله عزّ وجلّ ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) (٢) قال : « صُبغ المؤمنون بالولاية (٣) في الميثاق » (٤).

[ ٤٩٤ / ٥٦ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر 7 يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة لله ، ولمحمّد 9 بالنبوّة » (٥).

[ ٤٩٥ / ٥٧ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر 7 يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ، ولمحمّد 9 بالنبوّة ، وعرض الله عزّ وجلّ على محمّد 9 اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم 7 ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه ، وعرّفهم رسول الله 9 وعرّفهم

__________________

١ ـ سلمة بن الخطّاب : هو أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني ـ قرية من سواد الري ـ عدّه الشيخ فيمن لم يرو عنهم :. رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٨ ، رجال الطوسي : ٤٧٥ / ٨.

٢ ـ البقرة ٢ : ١٣٨.

٣ ـ في نسخة « ق » زيادة : لنا.

٤ ـ الكافي ١ : ٤٢٢ / ٥٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٣٧٩ / ٦٥.

٥ ـ الكافي ١ : ٤٣٦ / ١ ، وعنه في البحار ٦١ : ١٣٥ / صدر حديث ١٠. وتقدّم برقم ٤٨٩.


عليّاً 7 ونحن نعرفهم في لحن القول » (١).

[ ٤٩٦ / ٥٨ ] محمّد بن يعقوب ، عن بعض أصحابه رفعه عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي (٢) ، قال : قلت [ لأبي عبدالله 7 ] (٣) ما معنى السلام على الله وعلى رسوله 9؟ فقال 7 : « إنّ الله عزّ وجلّ لمّا خلق نبيّه ووصيّه وابنته وابنيه وجميع الأئمّة : وخلق شيعتهم ، أخذ عليهم الميثاق ، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ، ووعدهم أن يسلّم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن ، وأن يُنزل لهم البيت المعمور ، ويظهر لهم السقف المرفوع ، وينجّيهم من عدوّهم ، والأرض التي يبدلها من السلام ، ويسلّم ما فيها لهم.

و ( لا شية فيها ) (٤) قال : لا خصومة فيها لعدوّهم ، وأن يكون لهم منها ما يحبّون ، وأخذ رسول الله 9 على جميع الأئمّة وشيعتهم الميثاق بذلك ، وإنّما السلام

__________________

١ ـ الكافي ١ : ٤٣٧ / ٩ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ٢٢٧ / ١٦.

٢ ـ داود بن كثير الرقّي : كوفي مولى بني أسد ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8. وقد وثّقه الشيخ في المورد الثاني.

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « أنزلوا داود الرقّي مني منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله ».

روى عن الإمام موسى الكاظم وعلي الرضا عليهما السلام. مات بعد شهادة الإمام الرضا عليه السلام بقليل.

اُنظر رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١٠ ، رجال البرقي : ٣٢ و ٤٧ ، رجال الطوسي : ١٩٠ / ٩ و ٣٤٩ / ١ ، رجال الكشي : ٤٠٢ / ٧٥٠ ، مشيخة الفقيه : ٩٥ ، وانظر قول السيد الخوئي ـ في معجم رجال الحديث ٨ : ١٢٨ ـ في ابن الرقّي.

٣ ـ أثبتناه من الكافي.

٤ ـ البقرة ٢ : ٧١.


عليه تذكرة نفس الميثاق وتجديداً له على الله ، لعلّه أن يعجّله ويعجّل السلام لكم بجميع ما فيه » (١).

[ ٤٩٧ / ٥٩ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك (٢) ، عن أبي جعفر 7 ، قال : « لمّا وُلدت فاطمة 3 أوحى الله تعالى إلى ملك فأنطق به لسان محمّد 9 فسمّاها فاطمة.

ثمّ قال : إنّي قد فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث ، ثمّ قال أبو جعفر 7 : والله لقد فطمها الله بالعلم ، وعن الطمث في الميثاق » (٣).

يقول عبدالله حسن بن سليمان : وقفت على كتاب فيه تفسير الآيات التي نزلت في محمّد وآله صلوات الله عليه وعليهم ، تأليف محمّد بن العباس بن مروان يعرف بابن الجحام ، وعليه خط السيد رضي الدين علي بن طاووس : أنّ النجاشي (٤)

__________________

١ ـ الكافي ١ : ٤٥١ / ٣٩ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٣٨٠ / ١٩٠.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : يزيد بن عبدالجليل ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، والذي يبدو من طبقة الرواة أنّه النوفلي الذي عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر 7.

رجال البرقي : ١٢ ، رجال الطوسي : ١٤٠ / ٦.

٣ ـ الكافي ١ : ٤٦٠ / ٦ ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : ١٧٩ / ٤ ، والمصنّف في المحتضر : ١٣٨. والصحيح أن نقول : رسالة تفضيل محمّد 9 على سائر الأنبياء والرسل. فلو لاحظت الحديث ليس له علاقة بالاحتضار ، ولو تصفّحت كتاب المحتضر بدءاً من صفحة ٣١ إلى آخر الكتاب لوجدته متعلقاً بفضائل النبي وآله 9 ، ولكن اشتهر اسم المحتضر بين الناس.

٤ ـ في نسختي « ض و ق » والمختصر المطبوع : الكشي ، وما في المتن من نسخة « س » والظاهر هو الصحيح حيث لم أجده في الكشي.


ذكر عنه أنّه ثقة ثقة (١). روى السيد رضي الدين عليّ هذا الكتاب عن فخار بن معد بطريقه إليه.

[ ٤٩٨ / ٦٠ ] من الكتاب المذكور : حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي (٢) ، حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد العقيقي العلوي ، عن أبيه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) (٣) قال : « حيث أخذ الله ميثاق بني آدم ، فقال ( ألست بربّكم ) (٤) كان رسول الله 9 أول من قال ( بلى ). فقال أبو عبدالله 7 : ( أول العابدين ) أوّل المطيعين » (٥).

[ ٤٩٩ / ٦١ ] ومنه أيضاً : حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا يونس بن عبدالرحمن ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله 7 ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (٦) « يعني محمّداً 9 هو نذير من النذر الاُولى ، يعني إبراهيم وإسماعيل ، هم ولدوه فهو منهم » (٧).

[ ٥٠٠ / ٦٢ ] أخبرنا عبدالله بن العلاء المزاري (٨) ، قال : حدّثنا محمّد بن

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٧٩ / ١٠٣٠.

٢ ـ في نسخة « ق » : الحلبي.

٣ ـ الزخرف ٤٣ : ٨١.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٥ ـ لم أعثر على المصدر.

٦ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.

٧ ـ لم أعثر له على مصدر.

٨ ـ في نسخة « س » : المرادي.


الحسن بن شمّون ، قال : حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمن ، قال : حدّثنا عبدالله بن القاسم ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلاّ بخاتم محمّد 9 وذلك قوله جلّ اسمه ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (١) » (٢).

[ ٥٠١ / ٦٣ ] حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (٣) قال : « خلق الله جلّ وعزّ الخلق وهم أظلّة ، فأرسل رسول الله 9 إليهم ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من كفر به ، ثمّ بعثه في الخلق الآخر ، فآمن به من كان آمن به في الأظلّة ، وجحد به من جحد به يومئذ ، فقال عزّ وجلّ ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (٤) » (٥).

[ ٥٠٢ / ٦٤ ] ومن الكتاب : حدّثنا أحمد بن هوذة (٦) وحدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن الحسين بن نعيم

__________________

١ و ٣ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.

٢ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٠١.

٥ ـ لم أعثر له على مصدر.

٦ ـ أحمد بن هوذة : هو أحمد بن النضر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة ، يلقّب أبوه هوذة. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة يوم التروية بجسر النهروان ودفن بها. رجال الطوسي : ٤٤٢ / ٣١.


الصحّاف في قوله جلّ وعزّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (١) قال : قال أبو عبدالله 7 : « أخذ الله إيمانهم بولايتنا يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم 7 وهم ذرّ » (٢).

[ ٥٠٣ / ٦٥ ] حدّثنا أحمد بن هوذة ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبدالله بن حمّاد ، عن سماعة ، قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول في قول الله عزّ وجلّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ) (٣) : « يعني الولاية في الأصل عند الأظلّة ، حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( لأسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا أظللناهم (٤) في الماء الفرات العذب » (٥).

[ ٥٠٤ / ٦٦ ] ومن الكتاب : حدّثنا علي بن عبدالله ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، حدّثنا إسماعيل بن بشّار ، قال : حدّثنا علي بن جعفر الحضرمي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر 7 في قوله جلّ وعزّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً * لنفتنهم فيه ) (٦) قال : « قال رسول الله 9 : لجعلنا أظلّتهم في الماء العذب ( لنفتنهم فيه ) قال : قال : فنفتنهم في علي 7 وما فتنوا به ، وكفرهم بما

__________________

١ ـ التغابن ٦٤ : ٢.

٢ ـ أورده الكليني بسنده عن الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ ، وعنه في تأويل الآيات ٢ : ٦٩٥ / ١ ، وتقدّم عن الكافي برقم ٤٩٢.

٣ ـ الجن ٧٢ : ١٦.

٤ ـ في نسختي « ض و ق » : وضعنا أصلهم.

٥ ـ تأويل الآيات ٢ : ٧٢٧ / ١ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٩١.

٦ ـ الجن ٧٢ : ١٦ ـ ١٧.


أنزل الله جلّ وعزّ من ولايته » (١).

[ ٥٠٥ / ٦٧ ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبدالعزيز بن المهتدي ، عن عبدالله بن جندب (٢) أنّه كتب إليه الرضا 7.

« أمّا بعد فإنّ محمّداً 9 كان أمين الله في خلقه ، فلمّا قُبض 9 كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن اُمناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا ، وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.

وإنّ شيعتنا المكتوبون ( بأسمائهم وأسماء آبائهم ) (٣) ، اُخذ علينا وعليهم الميثاق ، يَرِدون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم ، ونحن النجباء النُجاة ، ونحن أفراط الأنبياء ، ونحن أبناء الأوصياء ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بكتاب الله ، ونحن أولى الناس برسول الله 9 ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه ، فقال في كتابه ( شرع لكم ـ يا آل محمّد ـ من الدين ما وصى به نوحاً ـ وقد وصّانا بما وصّى به نوحاً ـ والذي أوحينا إليك ـ يا محمّد ـ وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى ) (٤) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا

__________________

١ ـ تأويل الآيات ٢ : ٧٢٨ / ٤ ، وفيه : قال : قال الله عزّ وجلّ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٢٩ / ٨.

٢ ـ عبدالله بن جندب : هو البجلي الكوفي ، ثقة عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا :. وذكره الشيخ في كتاب الغيبة في الوكلاء الممدوحين لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا 8 ، وكان عابداً رفيع المنزلة لديهما.

رجال البرقي : ٤٥ و ٥٠ و ٥٣ ، رجال الطوسي : ٢٢٦ / ٥٤ و ٣٥٥ / ٢٠ و ٣٧٩ / ٢ ، الغيبة للطوسي : ٣٤٨.

٣ ـ في نسخة « س » : بأسماء آبائهم.

٤ ـ الشورى ٤٢ : ١٣.


علمهم.

نحن ورثة اُولوا العزم من الرسل ( أن أقيموا الدين ) يا آل محمّد ( ولا تتفرّقوا فيه ) وكونوا على جماعة ( كبر على المشركين ) من أشرك بولاية علي ( ما تدعوهم إليه ) من ولاية علي إنّ الله يا محمّد ( يهدي إليه من ينيب ) (١) من يجيبك إلى ولاية علي 7 » (٢).

قوله 7 : « نحن أفراط الأنبياء » الأفراط جمع فرط ، والفرط الخير السابق (٣). يحتمل كلام مولانا 7 وجهين :

الأوّل : إنّه أراد تقدّمهم على الخلق لمّا خلقهم الله أشباحاً ، وجعلهم بعرشه محدقين ، كما رواه موسى بن عبدالله النخعي ، عن مولانا أبي الحسن علي بن محمّد الهادي 8 (٤) : وهذا شيء لا ريب فيه ولا شك.

وما رواه محمّد بن علي بن بابويه بطريقه عن مولانا جعفر بن محمّد الصادق 7 : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق نور محمّد 9 واثنى عشر حجاباً معه ، قبل خلق آدم 7 ( باربعمائة ألف عام وأربعة وعشرين ألف ) (٥) عام » (٦).

__________________

١ ـ الشورى ٤٢ : ١٣.

٢ ـ تأويل الآيات ٢ : ٥٤٣ / ٥ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٢٣ / ١ ، والصفّار في بصائر الدرجات : ١١٩ / ٣.

٣ ـ انظر القاموس المحيط ٢ : ٣٧٧ ، الصحاح ٣ : ١١٤٨ ـ فرط.

٤ ـ انظر الزيارة الجامعة للأئمّة الأطهار : في عيون أخبار الرضا 7 ٢ : ٢٧٢ / ١ والتهذيب ٦ : ٩٥ / ١٧٧.

٥ ـ في نسخة « ق » : بأربعة عشر ألف.

٦ ـ معاني الأخبار : ٣٠٦ / ١ ، الخصال : ٤٨١ / ٥٥ ، باختلاف.


والمراد بالحجب هنا الأئمّة الاثنى عشر صلوات الله عليهم ، لما رواه محمّد بن الحسن الطوسي في كتاب المصباح في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدّسة يقول فيها : « السلام على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب » (١).

إذ قد صحّ وثبت في أحاديثهم : أنّه لم يسبقوا بغيرهم من الخلق ، فالحجب هم لا غير ، فهم بهذا المعنى أفراط الأنبياء ، خلقوا قبلهم خيراً سابقاً بغير شكّ ولا ارتياب.

الثاني : إنّه 7 أراد أنّ الأئمّة : يسبقون الأنبياء في الرجعة إلى دار الدنيا ، كما روي في الحديث : « إنّ أوّل من يرجع إلى الدنيا مولانا الحسين بن علي 8 » (٢) ، وما رويناه من أنّ رجعة الأنبياء : إلى الدنيا لنصرة مولانا أمير المؤمنين 7 وقد يكون المعنيان قصده 7 جميعاً ، والله العليم الخبير.

[ ٥٠٦ / ٦٨ ] ومن كتاب محمّد بن إبراهيم النعماني في الغيبة ، أخبرنا علي بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الرازي (٣) ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد 8 :

__________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٧٥٦ ، وأورده ابن طاووس في اقبال الاعمال : ٦٣١ ، ومصباح الزائر : ٤٩٣ ـ الأعمال المختصّة بشهر رجب المرجّب. والنصّ فيها هكذا : وصلى الله على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب.

٢ ـ تقدّم بلفظين برقم ٩٣ و ٩٨.

٣ ـ في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي ، وعنه في البحار : محمّد بن الحسين الرازي.

ومحمّد بن حسّان الرازي : هو أبو عبدالله الزينبي أو الزبيبي ، يعرف وينكر بين بين ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، وفيمن لم يرو عنهم عليهم السلام

رجال النجاشي : ٣٣٨ / ٩٠٣ ، رجال الطوسي : ٤٢٥ / ٤٣ و ٥٠٦ / ٨٤.


جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ ( والسابقون السابقون * اُولئك المقرّبون ) (١) قال : « نطق الله عزّ وجلّ بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألفي عام » فقلت : فسّر لي ذلك ، فقال : « إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ، ورفع لهم ناراً فقال : ادخلوها ، فكان أوّل من دخلها محمّد 9 ، وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمّة : إمام بعد إمام ، ثمّ اتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السابقون » (٢).

[ ٥٠٧ / ٦٩ ] ومن الكتاب أيضاً : أخبرنا علي بن الحسين المسعودي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الرازي (٣) ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله 7 أنّه قال : « لو قد قام القائم لأنكره الناس ، لأنّه يرجع إليهم شابّاً موفّقاً ، لا يثبت عليه إلاّ من (٤) قد أخذ الله ميثاقه في الذرّ الأوّل » (٥).

__________________

١ ـ الواقعة ٥٦ : ١٠ ـ ١١.

٢ ـ الغيبة للنعماني : ٩٠ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٣٦ : ٤٠١ / ١١.

٣ ـ في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي.

٤ ـ في نسختي « ض و ق » : مؤمن. بدل : من.

٥ ـ الغيبة للنعماني : ١٨٨ / ٤٣ و ٢١١ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٢٨٧ / ٢٤.


تتمّة

ما تقدّم من أحاديث الرجعة *

[ ٥٠٨ / ١ ] ونقلت أيضاً من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان تصنيف السيّد الجليل الموفق السعيد بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني (١) ما صورته ، وبالطريق المذكور يرفعه إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار (٢) ، قال : كنت نائماً في مرقدي إذ رأيت ما يرى النائم قائلاً يقول : حج السنة ، فإنّك تلقى صاحب الزمان ـ وذكر الحديث بطوله ـ.

ثمّ قال : « يابن مهزيار ـ ومدّ يده ـ ألا اُنبئك الخبر؟ إنّه إذا فقد (٣) الصيني ، وتحرّك المغربي ، وسار العباسي ، وبويع السفياني ، يؤذن لوليّ الله فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء ، فأجي إلى الكوفة فأهدم مسجدها ، وأبنيه على بنائه الأول ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام.

__________________

* ـ تقدّمت أحاديث الرجعة من غير طريق سعد بن عبدالله برقم حديث ١٠١ ـ ١٤٦.

١ ـ في البحار : الحسني ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو من أساتذة الشيخ حسن بن سليمان الحلّي. اُنظر الحقائق الراهنة في المائة الثامنة ص ١٤٢ ، أعيان الشيعة ٨ : ٢٦٦.

٢ ـ في المختصر المطبوع ص ١٧٦ والبحار : علي بن مهزيار ، والظاهر هو اشتباه ، والصحيح ما في المتن ، لان علي بن مهزيار معدود من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي :.

وأمّا علي بن إبراهيم بن مهزيار ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ص ٢٦٣ / ٢٢٨ فيمن تشرّف بلقاء الحجّة عجّل الله فرجه ، وكذلك الطبري في دلائل الإمامة : ٢٩٦.

٣ ـ في نسخة « ض » : قعد.


على بنائه الأول ، وأهدم ما حوله من بياء الجبابرة ، وأحج بالناس حجة الاسلام.

وأجي إلى يثرب (١) ، فأهدم الحجرة ، واُخرج من بها ـ وهما طريان ـ فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما ، فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الفتنة الاُولى ، فينادي مناد من السماء : يا سماء أنبذي ، ويا أرض خذي ، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلاّ مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ».

قلت : يا سيدي ما يكون بعد ذلك؟ قال : « الكرّة الكرّة ، الرجعة الرجعة ، ثمّ تلا هذه الآية ( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ) (٢) » (٣).

[ ٥٠٩ / ٢ ] وممّا رويته بالطرق المتقدّمة (٤) ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي من كتاب المزار ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 يابن رسول الله أخبرني عن اسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول ( واذكر في الكتاب اسماعيل إنّه

__________________

١ ـ يثرب : مدينة رسول الله 9 ، سمّيت بذلك لأنّ أول من سكنها عند التفرّق يثرب بن قانية ابن مهلائيل بن ارم بن عبيل بن عوض بن ارم بن سام بن نوح 7 ، فلمّا نزلها رسول الله 9 سمّاها طيبة وطابة ، كراهية للتثريب ، وسمّيت مدينة الرسول لنزوله بها. معجم البلدان ٥ : ٤٣٠.

٢ ـ الإسراء ١٧ : ٦.

٣ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٤ / ١٣١.

٤ ـ في نسخة « ق » : بالطريق المتقدّم.


كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيّاً ) (١) أكان اسماعيل بن إبراهيم 8؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه اسماعيل بن إبراهيم 8!

فقال 7 : « إسماعيل مات قبل إبراهيم 7 ، وإنّ إبراهيم 7 كان حجّة لله قائماً صاحب شريعة ، فإلى من اُرسل اسماعيل إذاً؟ » قلت : فمن كان جعلت فداك؟ قال 7 : « ذاك إسماعيل بن حزقيل النبيّ 7 ، بعثه الله إلى قومه ، فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله تعالى له عليهم ، فوجّه إليه سطاطائيل ـ ملك العذاب ـ فقال له : يا اسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب ، وجّهني ربّ العزّة إليك ، لاُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئت ، فقال له اسماعيل : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل.

فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا اسماعيل؟ فقال اسماعيل : يا ربّ إنّك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبيّة ، ولمحمّد بالنبوّة ، ولأوصيائه بالولاية ، وأخبرت خير خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن علي 7 من بعد نبيّها ، وإنّك وعدت الحسين 7 أن تُكِرَّه إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا ربّ أن تكرّني إلى الدنيا ، حتى أنتقم ممّن فعل ذلك بي ما فعل ، كما تكرّ الحسين 7 ، فوعد الله عزّ وجلّ إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكرّ مع الحسين بن علي 8 » (٢).

[ ٥١٠ / ٣ ] وعنه ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، قال ؛ حدّثنا أبو عبيدة البزّاز ، عن حريز ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 : جعلت فداك ما أقلّ بقاؤكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها

__________________

١ ـ مريم ١٩ : ٥٤.

٢ ـ كامل الزيارات : ٦٥ / ٣ ، وعنه في البحار ١٣ : ٣٩٠ / ٦ و ٤٤ : ٢٣٧ / ٢٨ و ٥٣ : ١٠٥ / ١٣٢.


من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم؟ فقال : « إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة ، فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدّته ، فإذا انقضى ما فيها ممّا اُمر به عرف أنّ أجله قد حضر ، وأتاه النبي 7 ينعى إليه نفسه وأخبره بماله عند الله.

وإنّ الحسين صلوات الله عليه قرأ صحيفته التي اُعطيها وفسّر له ما يأتي وما يبقى ، وبقي منها أشياء لم تنقض ، فخرج إلى القتال ، وكانت تلك الاُمور التي بقيت أنّ الملائكة سألت الله عزّ وجلّ في نصرته فأذن لها ، فمكثت تستعدّ للقتال ، وتتأهّب لذلك حتى قتل ، فنزلت وقد انقطعت مدّته وقتل صلوات الله عليه.

فقالت الملائكة : يا ربّ أذنت لنا في الانحدار ، ( وأذنت لنا في نصرته ) (١) فانحدرنا وقد قبضته.

فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم : أن الزموا قبره حتى ترونه وقد خرج ، فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته ، فإنّكم خصّصتم بنصرته والبكاء عليه ، فبكت الملائكة حزناً وجزعاً (٢) على ما فاتهم من نصرته ، فإذا خرج صلوات الله عليه يكونون أنصاره » (٣).

[ ٥١١ / ٤ ] وعنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله محمّد بن عبدالله الرازي الجاموراني ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبي بكر

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

٢ ـ في الكافي : تعزّياً وحزناً.

٣ ـ كامل الزيارات : ٨٧ / ١٧ ـ باب ٢٧ ، وعنه في البحار ٤٥ : ٢٢٥ / ١٨ و ٥٣ : ١٠٦ / ١٣٣.

وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٨٣ ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن أبي عبدالله البزّاز ، عن حريز. وعنه في مرآة العقول ٣ : ١٩٩ / ٥.


الحضرمي ، عن أبي عبدالله 7 أو أبي جعفر 7 قال : قلت له : أيّ بقاع الله (١) أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله 9؟ فقال : « الكوفة ، يا أبا بكر هي الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيّين المرسلين ( وغير المرسلين ) (٢) والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل (٣) ، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلاّ وقد صلّى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه ، والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيّين والأوصياء والصالحين » (٤).

حدّثني الأخ الصالح الرشيد محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي أنّه وجد بخط أبيه الرجل الصالح إبراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره وأراني خطّه وكتبته منه ، وصورته :

[ ٥١٢ / ٥ ] الحسين بن حمدان ، عن محمّد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمّد بن نصر (٥) ، عن عمر بن الفرات ، عن محمّد بن المفضّل ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت سيّدي الصادق 7 هل للمأمول المنتظر المهدي 7 من وقت موقّت يعلمه الناس؟

فقال : « حاش لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ».

قلت : يا سيدي ولم ذاك؟

قال : « لأنّه هو الساعة التي قال الله تعالى ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السموات

__________________

١ ـ في الكامل : بقاع الأرض.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ق ».

٣ ـ في نسخة « س » : سهل.

٤ ـ كامل الزيارات : ٣٠ / ١١ ـ باب ٨٠ ، وعنه في البحار ١٠٠ : ٤٤٠ / ١٧.

٥ ـ في المصدر : محمّد بن نصير.


والأرض ) (١) الآية ، وهي الساعة التي قال الله ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها ) (٢) وقال ( عنده علم الساعة ) (٣) ولم يقل إنّها عند أحد ، وقال ( هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ) (٤) الآية ، وقال ( اقتربت الساعة وانشقّ القمر ) (٥) وقال ( ما يدريك لعلّ الساعة قريب * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ ألا إنّ الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) (٦) ».

قلت : فما معنى يمارون؟

قال « يقولون متى ولد ، ومن رآه (٧)؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكلّ ذلك استعجالاً لأمر الله ، وشكّاً في قضائه ، ودخولاً في قدرته ، اُولئك الذين خسروا الدنيا والآخرة وإنّ الكافرين لشرّ مآب ».

قلت : أفلا توقّت له وقتاً؟

فقال : « يا مفضّل لا اُوقّت له وقتاً ، ولا يوقّت له وقتاً ، إنّ من وقّت لمهديّنا وقتاً فقد شارك الله في علمه ، وادّعى أنّه ظهر على سرّه (٨) ، وما لله من سرّ إلاّ وقد

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ١٨٧.

٢ ـ النازعات ٧٩ : ٤٢.

٣ ـ لقمان ٣١ : ٣٤.

٤ ـ سورة محمّد 9 ٤٧ : ١٨.

٥ ـ القمر ٥٤ : ١.

٦ ـ الشورى ٤٢ : ١٧ ـ ١٨.

٧ ـ في نسخة « ض » : ومتى رُئي.

٨ ـ في المصدر : أمره.


وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله ، الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلاّ وهم أخصّ به لسرّه وهو عندهم ، ( وقد اُصين من جهلهم ) (١) وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجّة عليهم ».

قال المفضّل : يا مولاي فكيف يدرى (٢) ظهور المهدي 7 وإليه التسليم؟

قال 7 : « يا مفضّل يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ، وينادى بإسمه وكنيته ونسبه ، ويكثر ذلك على أفواه المحقّين والمبطلين ، والموافقين والمخالفين ، لتلزمهم الحجّة بمعرفتهم (٣) به ، على أنّه قد قصصنا ودللنا عليه ، ونسبناه وسمّيناه وكنّيناه ، وقلنا : سميّ جدّه رسول الله 9 وكنيّه لئلاّ يقول الناس : ما عرفنا له إسماً ولا كنية ولا نسباً.

والله ليتحقّق الإيضاح به وبإسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم ، حتى ليسمّيه بعضهم لبعض ، كلّ ذلك للزوم الحجّة عليهم ، ثمّ يظهره الله كما وعد به جدّه 9 في قوله عزّ وجلّ ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (٤) ».

قال المفضّل : يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون )؟

قال 7 : « هو قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في البحار.

٢ ـ في البحار : بدؤ.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : لتكن منهم الحجة لمعرفتهم.

٤ ـ التوبة ٩ : ٣٣.


لله ) (١) فوالله يا مفضّل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كلّه واحداً ، كما قال جلّ ذكره ( إنّ الدين عند الله الاسلام ) (٢) وقال الله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) (٣) ».

قال المفضّل : قلت يا سيّدي ومولاي : والدين الذي في آبائه : إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمّد صلوات الله عليهم هو الإسلام؟.

قال : « نعم ، يا مفضّل هو الإسلام لا غير ».

قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله؟

قال 7 : « نعم ، من أوّله إلى آخره ، ومنه هذه الآية وهو قوله تعالى ( إنّ الدين عند الله الإسلام ) (٤).

وقوله تعالى ( ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين ) (٥).

ومنه قوله تعالى في قصّة إبراهيم واسماعيل ( واجعلنا مسلِمَين لك ومن ذرّيتنا اُمّة مسلمة لك ) (٦).

وقوله تعالى في قصّة فرعون ( وأنا من المسلمين ) (٧).

وفي قصّة سليمان وبلقيس ( قبل أن يأتوني مسلمين ) (٨).

__________________

١ ـ الأنفال ٨ : ٣٩.

٢ و ٤ ـ آل عمران ٣ : ١٩.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٥.

٥ ـ الحج ٢٢ : ٧٨.

٦ ـ البقرة ٢ : ١٢٨.

٧ ـ يونس ١٠ : ٩٠.

٨ ـ النمل ٢٧ : ٣٨.


وقولها ( أسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين ) (١).

وقول عيسى 7 ( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنّا مسلمون ) (٢).

وقوله عزّ وجلّ ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرها ) (٣).

وقوله في قصّة لوط ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) (٤) ولوط 7 قبل إبراهيم 7.

وقوله ( قولوا آمنّا بالله وما اُنزل إلينا ـ إلى قوله ـ لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) (٥).

وقوله تعالى ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ـ إلى قوله ـ ونحن له مسلمون ) » (٦).

قلت : يا سيّدي كم الملل؟

قال 7 : « أربعة وهي الشرائع ».

قال المفضّل : قلت : يا سيّدي المجوس لم سمّوا المجوس؟

قال 7 : « لأنّهم تمجّسوا في السريانية ، وادّعوا على آدم 7 وشيث 7 ـ وهو هبة الله ـ أنّهما أطلقا لهم نكاح الاُمّهات والأخوات والبنات والخالات

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٤٤.

٢ ـ آل عمران ٣ : ٥٢.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٣.

٤ ـ الذاريات ٥١ : ٣٦.

٥ ـ البقرة ٢ : ١٣٦.

٦ ـ البقرة ٢ : ١٣٣.


والعمّات والمحرّمات من النساء ، وأنّهما أمراهم ( أن يصلّوا ) (١) إلى الشمس حيث وقفت في السماء ، ولم يجعلا لصلاتهم وقتاً ، وإنّما هو افتراء على الله عزّ وجلّ الكذب وعلى آدم وشيث 8 ».

قال المفضّل : يا مولاي وسيّدي لم سمّي قوم موسى اليهود؟

قال 7 : « يقول الله عزّ وجلّ ( إنّا هدنا إليك ) (٢) أي اهتدينا إليك ».

قال : فالنصارى؟

قال 7 : « لقول عيسى 7 ( من أنصاري إلى الله ) (٣) وتلا الآية إلى آخرها ، فسمّوا النصارى لنصرة دين الله ».

قال المفضّل : فقلت : يا مولاي فلم سمّي الصابئون الصابئين؟

فقال 7 : « يا مفضّل إنّهم صَبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل ، والملل والشرائع ، وقالوا : كلّ ما جاؤوا به باطل ، فجحدوا توحيد الله تعالى ، ونبوّة الأنبياء ، ورسالة المرسلين ، ووصيّة الأوصياء ، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول ، وهم معطّلة العالَم ».

قال المفضّل : سبحان الله ما أجلّ هذا من علم هؤلاء؟

قال 7 : « نعم يا مفضّل ، فألقه إلى شيعتنا لئلاّ يشكّوا في الدين ».

قال المفضّل : يا سيّدي ففي أيّ بقعة يظهر المهدي 7؟

قال 7 : « لا تراه عين في وقت ظهوره ، ولا رأته كلّ عين ، فمن قال لكم غير

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : بالسجود.

٢ ـ الأعراف ٧ : ١٥٦.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٥٢.


هذا فكذّبوه ».

قال المفضّل : يا سيدي ولا يُرى وقت ولادته؟

قال 7 : « بلى ، والله ليرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبيه بسنتين وتسعة (١) أشهر ، أول ولادته وقت الفجر ، من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين (٢) ، إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة ـ التي بشاطئ دجلة ، يبنيها المتكبّر الجبّار المسمّى باسم جعفر الضال ، الملقّب بالمتوكّل وهو المتأكّل لعنه الله تعالى ـ وهي مدينة تدعى بسرّ من رأى ، وهي ساء من رأى.

يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ، ولا يراه المشكّك المرتاب ، وينفذ فيها أمره ونهيه ، ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر (٣) بجانب المدينة في حرم جدّه رسول الله 9 ، فيلقاه هناك من يُسعده الله بالنظر إليه ، ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست وستّين ومائتين فلا تراه عين أحد ، حتى يراه كلّ أحد وكلّ عين ».

قال المفضّل : قلت : يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب؟

قال الصادق 7 : « تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ، ويخرج أمره ونهيه

__________________

١ ـ في نسخة « ض » والمصدر : سبعة.

٢ ـ تعدّدت الروايات في سنة ولادته عجّل الله فرجه فمنهم من يقول : ولد في سنة ست وخمسين ومائتين. ومنهم من يقول : ولد في سنة خمس وخمسين ومائتين.

وعلى القول الثاني يكون عمره الشريف عند وفاة أبيه عليه السلام خمس سنين كما قاله المفيد ، والظاهر هو المشهور.

٣ ـ في المصدر : بصاريا.


إلى ثقاته وولاته ووكلائه ، ويقعد ببابه محمّد بن نصير النميري (١) في يوم غيبته بصابر ، ثمّ يظهر بمكّة.

ووالله يا مفضّل كأنّي أنظر إليه دخل مكّة وعليه بردة رسول الله 9 ، وعلى رأسه عمامة صفراء ، وفي رجليه نعلا رسول الله 9 المخصوفة ، وفي يده 7 هراوته ، يسوق بين يديه أعنزاً عجافاً حتى يصل بها نحو البيت ، ليس ثمّ أحد يعرفه ، ويظهر وهو شاب حزْوَر (٢) ».

قال المفضّل : يا سيدي يعود شاباً أو يظهر في شيبة؟

فقال 7 : « سبحان الله وهو يعرف ذلك؟ يظهر كيف شاء ، وبأي صورة شاء ، إذا جاءه الأمر من الله تعالى مجـده وجلّ ذكره ».

قال المفضّل : يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر؟

قال 7 : « يا مفضّل يظهر وحده ، ويأتي البيت وحده ، ويلج (٣) الكعبة

__________________

١ ـ في نسخة « س » : محمّد بن نصر البصري.

ومحمّد بن نصير النميري : ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ـ في باب المذمومين الذين ادّعوا البابية ـ قائلاً : قال ابن نوح : أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمّد قال : كان محمّد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمّد الحسن بن علي عليه السلام ، فلمّا توفّي أبو محمّد ادّعى مقام أبي جعفر محمّد بن عثمان أنّه صاحب إمام الزمان عليه السلام ، وادّعى له البابية ... كتاب الغيبة : ٣٩٨ / ٣٦٩.

٢ ـ في نسخة « ق » : شاب موفق مربوق ، وفي نسخة « س » : شاب خرنوق ، وفي نسخة « ض » : شاب حرقوف مونق حزور.

والحَزْوَرُ : الغلام الذي قد شبّ وقوي. لسان العرب ٤ : ١٨٦ ـ حزر.

٣ ـ ولج : دخل. القاموس المحيط ١ : ٢٨٩ ـ ولج.


وحده ، ويجنّ عليه الليل وحده ، فإذا نامت العيون ، وغسق الليل (١) ، نزل إليه جبرئيل وميكائيل 8 والملائكة صفوفاً ، فيقول له جبرئيل 7 : يا سيدي قولك مقبول ، وأمرك جائز. فيمسح 7 يده على وجهه ويقول ( الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) (٢).

ويقف بين الركن والمقام ، فيصرخ صرخة فيقول : يا معشر نقبائي وأهل خاصّتي ، ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض! ائتوني طائعين ، فترد صيحته 7 عليهم وهم في محاريبهم (٣) وعلى فرشهم ، في شرق الأرض وغربها ، فيسمعونه في صيحة واحدة ، في اُذن كلّ رجل ، فيجيئون جميعهم نحوها (٤) ، ولا يمضي لهم إلاّ كلمحة بصر حتى يكونوا كلّهم بين يديه 7 بين الركن والمقام.

فيأمر الله عزّوجل النور فيصير عموداً من الأرض إلى السماء ، فيستضي به كلّ مؤمن على وجه الأرض ، ويدخل عليه نور من جوف بيته ، فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور ، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهم السلام ، ثمّ يصبحون وقوفاً بين يديه 7 ، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، بعدّة أصحاب رسول الله 9 يوم بدر ».

قال المفضّل : يا مولاي وسيّدي فالاثنان وسبعون رجلاً الذين قتلوا مع الحسين 7 يظهرون معه؟

__________________

١ ـ الغسق : أول ظلمة الليل. وقد غسق الليل يغسق ، أي اظلمّ. الصحاح ٤ : ١٥٣٧ ـ غسق.

٢ ـ الزمر ٣٩ : ٧٤.

٣ ـ المحاريب : صدور المجالس. الصحاح ١ : ١٠٨ ـ حرب.

٤ ـ في نسخة « س » : نحوه 7.


قال 7 : « نعم يظهرون معه ، وفيهم أبو عبدالله الحسين بن علي 7 (١) في اثني عشر ألفاً ، مؤمنين من شيعة علي 7 ، وعليه عمامة سوداء ».

قال المفضّل : يا سيّدي فتغيّر سنّة القائم 7 الذين بايعوا له قبل ظهوره وقبل قيامه؟

فقال 7 : « يا مفضّل كلّ بيعة قبل ظهور القائم 7 فبيعة كفر ونفاق وخديعة ، لعن الله المبايع لها والمبايَع له.

بل يا مفضّل يسند سيّدنا القائم 7 ظهره إلى الحرم ويمدّ يده المباركة فترى بيضاء من غير سوء ، ويقول : هذه يد الله ، وعن الله ، وبأمر الله ، ثم يتلو هذه الآية ( إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ) (٢) الآية.

فيكون أول من يقبّل يده جبرئيل 7 ثمّ يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجنّ ، ثمّ النقباء ، ويصبح الناس بمكّة فيقولون : من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة؟ وما هذا الخلق الذين معه؟ وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها؟ فيقول بعضهم لبعض : هذا الرجل هو صاحب العنيزات.

فيقول بعضهم لبعض : انظروا هل تعرفون أحداً ممّن معه؟ فيقولون : لا نعرف أحداً منهم إلاّ أربعة من أهل مكة ، وأربعة من أهل المدينة ، وهم فلان وفلان

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : يظهرون وفيهم أبو عبدالله الحسين بن علي 7.

وفي نسخة « س » : فيقبل الحسين بن علي 7.

وفي المختصر المطبوع والبحار : يظهر منهم أبو عبدالله الحسين بن علي 7.

وما في المتن من نسخة « ق ».

٢ ـ الفتح ٤٨ : ١٠.


ويعدّونهم بأسمائهم ، ويكون هذا أوّل طلوع الشمس في ذلك اليوم ، فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين ، يُسمع من في السماوات والأرضين :

يا معشر الخلائق هذا مهديّ آل محمّد ـ ويسمّيه باسم جدّه رسول الله 9 ويكنّيه ، وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين ـ بايعوه تهتدوا ، ولا تخالفوا أمره فتضلّوا.

فأوّل من يقبّل يده الملائكة ، ثمّ الجنّ ، ثمّ النقباء ويقولون : سمعنا وأطعنا ، ولا يبقى ذو اُذن من الخلائق إلاّ سمع ذلك النداء ، وتقبل الخلائق من البدو والحضر ، والبرّ والبحر ، يحدّث بعضهم بعضاً ، ( ويستفهم بعضهم بعضاً ) (١) ، ما سمعوا بآذانهم.

فإذا دنت الشمس للغروب ، صرخ صارخ (٢) من مغربها : يا معشر الخلائق قد ظهر ( ربّكم بوادي اليابس ) (٣) من أرض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الاُموي (٤) من ولد يزيد بن معاوية لعنهم الله فبايعوه تهتدوا ، ولا تخالفوا عليه فتضلّوا ، فيردّ عليه الملائكة والجنّ والنقباء قوله ويكذّبونه ، ويقولون له : سمعنا وعصينا ، ولا يبقى ذو شكّ ولا مرتاب ، ولا منافق ، ولا كافر إلاّ ضلّ بالنداء الأخير.

وسيّدنا القائم صلوات الله عليه مسند ظهره إلى الكعبة ويقول : يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث ، فها أنا ذا آدم وشيث.

__________________

١ ـ في نسخة « س » : ويسمع ، بدل ما بين القوسين.

٢ ـ الصارخ هو ابليس عليه لعنة الله ، كما ورد في الحديث في ارشاد المفيد ٢ : ٣٧١ ، وإعلام الورى ٢ : ٢٧٩.

٣ ـ في نسختي « س و ق » : بكم موال الناس.

٤ ـ وهو السفياني لعنه الله.


ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام ، فها أنا ذا نوح وسام.

ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل ، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل.

ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع ، فها أنا ذا موسى ويوشع.

ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون ، فها أنا ذا عيسى وشمعون.

ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمّد 9 وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فها أنا ذا محمّد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما.

ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين 8 ، فها أنا ذا الحسن والحسين 8.

ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمّة من ولد الحسين : ، فها أنا ذا الأئمّة :.

أجيبوا إلى مسألتي فإنّي اُنبّئكم بما نبّئتم به وما لم تنبأوا به.

ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع منّي ، ثمّ يبتدئ بالصحف التي أنزلها الله عزّ وجلّ على آدم وشيث 8 ، وتقول اُمّة آدم وشيث هبة الله : هذه والله هي الصحف حقّاً ، ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيها ، وما كان خفي علينا وما كان اُسقط منها وبُدّل وحُرّف.

ثمّ يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم 8 والتوراة والإنجيل والزبور ، فيقول أهل التوراة والإنجيل والزبور : هذه والله صحف نوح وإبراهيم 8 حقّاً ، وما اُسقط منها وبُدّل وحُرّف منها ، هذه والله التوراة الجامعة والزبور التام والإنجيل الكامل ، وإنّها أضعاف ما قرأنا منها.

ثمّ يتلو القرآن فيقول المسلمون : هذا والله القرآن حقّاً ، الذي أنزله الله تعالى على محمّد 9 وما اُسقط منه وحرّف وبُدّل.


ثمّ تظهر الدابّة (١) بين الركن والمقام ، فيكتب في وجه المؤمن : مؤمن ، وفي وجه الكافر : كافر.

ثمّ يظهر السفياني ويسير جيشه إلى العراق فيخرّبه ، ويخرّب الزوراء ويتركهما جمّاء (٢) ، ويخرّب الكوفة والمدينة وتروّث بغالهم في مسجد رسول الله 9.

وجيش السفياني يومئذ ثلاثمائة ألف رجل ، بعد أن خرّب الدنيا ، ثمّ يخرج إلى البيداء يريد مكّة وخراب البيت ، فلمّا صار بالبيداء وعرّس (٣) بها ، صاح بهم صائح : يا بيداء أبيدي فتبتلعهم الأرض بخيلهم فيبقى اثنان ، فينزل ملك فيحوّل وجوههما إلى ورائهما ويقول : يا بشير (٤) امض إلى المهدي وبشّره بهلاك جيش السفياني.

وقال للذي اسمه نذير : امض إلى السفياني فعرّفه بظهور المهدي 7 مهدي آل محمّد 9.

فيمضي مبشّراً (٥) إلى المهدي 7 ويعرّفه بهلاك جيش السفياني ، وإنّ الأرض انفجرت ، فلم يبق من الجيش عقال ناقة ، فإذا بات مسح المهدي 7 على وجهه ويردّه خلقاً سويّاً ، ويبايعه ويكون معه.

__________________

١ ـ المراد من الدابّة : هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ، كما ورد في تفسير قوله تعالى في سورة النمل آية ٨٢ ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) انظر تفسير البرهان ٤ : ٢٢٧ وما بعدها. والذي نقل من المصادر المعتبرة.

٢ ـ جمّاء : أي أرض بلا دور وسكنى.

٣ ـ عرّس بها : نزل في آخر الليل للاستراحة. القاموس المحيط ٢ : ٣٦١.

٤ ـ في نسخة « ق » : لمبشر ، وفي نسخة « س » : يا مبشّر.

٥ ـ في نسخة « س » : المبشر.


( وتظهر الملائكة والجنّ ، وتخالط الناس ) (١) ، ويسيرون معه ، ولينزلنّ أرض الهجرة ، ولينزلنّ ما بين الكوفة والنجف ، ويكون حينئذ عدّة أصحابه ستّة وأربعون ألفاً من الملائكة ، ومثلها من الجنّ ، ثمّ ينصره الله ويفتح على يده.

وقال 7 عن الكوفة : لا يبقى مؤمن إلاّ كان بها أو حواليها ، وليبلغنّ مجالة فرس منها ألفي درهم ، إي والله وليودنّ أكثر الناس أنّه اشترى شبراً من أرض السبع بشبر من ذهب ـ والسبع خطة من خطط همدان ـ ولتصيرنّ الكوفة أربعة وخمسين ميلاً ، وليجاورنّ قصورها كربلاء ، وليصيّرنّ الله كربلاء معقلاً ومقاماً تختلف (٢) فيها الملائكة والمؤمنون ، وليكوننّ لها شأن عظيم ، وليكوننّ فيها من البركات ، ما لو وقف مؤمن ودعا ربّه بدعوة لأعطاه بدعوته الواحدة مثل ملك (٣) الدنيا ألف مرّة ».

ثمّ تنفّس أبو عبدالله 7 وقال : « يا مفضّل إنّ بقاع الأرض تفاخرت ، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء ، فأوحى الله إليها : أن اسكتي كعبة البيت الحرام ولا تفتخري على كربلاء.

فإنّها البقعة المباركة التي نودي موسى منها في الشجرة (٤).

__________________

١ ـ في المصدر والبحار : قال المفضّل : يا سيدي وتظهر الملائكة والجن للناس قال 7 : « إي والله يا مفضّل ويخالطونهم كما يكون الرجـل مع خاصته ـ في البحار : مع حاشيته ـ وأهله ».

قلت : يا سيدي ويسيرون معه؟

قال 7 : « إي والله يا مفضّل ... ». بدل ما بين القوسين.

٢ ـ في نسخة « ق » : تعتكف.

٣ ـ في المختصر المطبوع ص ١٨٦ ونسخة « س » : تلك.

٤ ـ في نسخة « س و ض و ق » : الصخرة ، وما في المتن يؤيّده ما في القرآن الكريم في سورة


وإنّها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح 8.

( وإنّها الدالية (١) التي غسل بها رأس الحسين 7 ) (٢) ، وفيها غسلت مريم عيسى 8 واغتسلت من ولادتها.

وإنّها خير بقعة عرج (٣) رسول الله 9 منها وقت غيبته ، وليكوننّ لشيعتنا فيها حياة إلى ظهور قائمنا 7 ».

قال المفضّل : يا سيدي ثمّ يسير المهدي إلى أين؟

قال 7 : « إلى مدينة جدّي 9 ، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب ، يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين ».

قال المفضّل : يا سيدي ما هو ذاك؟

قال : « يرد إلى قبر جدّه 9 ، فيقول : يا معشر الخلائق هذا قبر جدّي رسول الله 9 ، فيقولون : نعم يا مهدي آل محمّد ، فيقول : ومن معه في القبر؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر ، فيقول : ـ وهو أعلم بهما والخلائق كلّهم جميعاً يسمعون ـ من أبو بكر وعمر؟ وكيف دُفنا من بين الخلق مع جدّي رسول الله 9 وعسى المدفون غيرهما؟ فيقول الناس : يا مهدي آل محمّد ما هاهنا غيرهما ، إنّهما دفنا معه ؛ لأنّهما خليفتا رسول الله 9 وأبوا زوجتيه.

__________________

القصص آية ٣٠ ( فلمّا أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إنّي أنا الله ربّ العالمين ).

١ ـ الدالية : المنجنون تديرها البقر ، والناعورة يديرها الماء. الصحاح ٦ : ٢٣٣٩. والظاهر المراد منه ماء الفرات.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع ص ١٨٦.

٣ ـ في نسخة « ق » : يخرج ، وفي المصدر : يخرج الرسول.


فيقول للخلق بعد ثلاثة أيّام : أخرجوهما من قبريهما ، فيخرجان غضّين طريّين لم يتغيّر خلقهما ، ولم يشحب لونهما.

فيقول : هل فيكم من يعرفهما؟ فيقولون : نعرفهما بالصفة ، وليس ضجيعي جدّك غيرهما.

فيقول : هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشكّ فيهما؟ فيقولون : لا ، فيؤخّر إخراجهما ثلاثة أيام.

ثمّ ينتشر الخبر في الناس ، ويحضر المهدي 7 ويكشف الجدران عن القبرين ، ويقول للنقباء : ابحثوا عنهما وانبشوهما ، فيبحثون بأيديهم حتى يصلوا إليهما ، فيخرجان غضّين طريين كصورتهما في الدنيا.

فيكشف عنهما أكفانهما ، ويأمر برفعهما على دوحة (١) يابسة نخرة ، فيصلبهما عليها ، فتحيى (٢) الشجرة وتورق وتونع (٣) ويطول فرعها.

فيقول المرتابون من أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقّاً ، ولقد فزنا بمحبّتهما وولايتهما ، ويخبر (٤) من أخفى ما في نفسه ـ ولو مقياس حبّة ـ من محبّتهما وولايتهما ، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما.

وينادي منادي المهدي 7 : كلّ من أحبّ صاحبي رسول الله 9 وضجيعيه فلينفرد جانباً ، فيتجزّء الخلق جزءين : أحدهما موال والآخر متبرّئ

__________________

١ ـ الدوحة : الشجرة العظيمة. القاموس المحيط ١ : ٢٢٠ ـ دوح.

٢ ـ في نسخة « ق » : فتتحرّك.

٣ ـ في المصدر : وتنبع.

٤ ـ في المصدر : ويخسر.


منهما.

فيعرض المهدي 7 على أوليائهما البراءة منهما ، فيقولون : يا مهدي آل رسول الله نحن لم نتبرأ منهما ، وما كنّا نقول : أنّ لهما عند الله وعندك هذه المنزلة ، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما ، أنبرأ الساعة منهما ، وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت؟ من نضارتهما وغضاضتهما ، وحياة هذه الشجرة بهما؟ بلى والله نبرأ منك ، وممّن آمن بك ، وممّن لا يؤمن بهما ، وممّن صلبهما وأخرجهما ، وفعل بهما ما فعل ، فيأمر المهدي 7 ريحاً سوداء فتهبّ عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية.

ثمّ يأمر بإنزالهما فيُنزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ، ويأمر الخلائق بالاجتماع ، ثمّ يقصّ عليهم قصص فعالهما في كلّ كور ودور ، حتى يقصّ عليهم قتل هابيل بن آدم 7 ، وجمع النار لإبراهيم 7 ، وطرح يوسف 7 في الجب ، وحبس يونس 7 في بطن الحوت ، وقتل يحيى 7 ، وصلب عيسى 7 ، وعذاب جرجيس ودانيال 8 ، وضرب سلمان الفارسي ، واشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين : لإحراقهم بها ، وضرب يد الصدّيقة الكبرى فاطمة بالسوط ، ورفس بطنها واسقاطها محسناً ، وسمّ الحسن 7 ، وقتل الحسين 7 ، وذبح أطفاله وبني عمّه وأنصاره ، وسبي ذراري رسول الله 9 ، وإراقة دماء آل محمّد 9 ، وكل دمّ سفك ، وكلّ فرج نكح حراماً ، وكلّ ( رين وخبث وفاحشة ) (١) وإثم وظلم ، وجور وغشم ، منذ عهد آدم 7 إلى وقت قيام قائمنا 7 ، كلّ ذلك يعدّده عليهما ، ويلزمهما إيّاه فيعترفان به.

__________________

١ ـ في المصدر : وأكل كلّ سحت وفاحشة ، وفي نسخة « ض » : وكلّ ربا وسحت وفاحشة ، وفي المختصر المطبوع ١٨٧ : وكل زنى وخبث وفاحشة.


ثمّ يأمر بهما فيقتصّ منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ، ثمّ يصلبهما على الشجرة ، ويأمر ناراً تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ، ثمّ يأمر ريحاً فتنسفهما في اليمّ نسفاً ».

قال المفضّل : يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟

قال 7 : « هيهات يا مفضّل ، والله ليردّنّ وليحضرنّ السيّد الأكبر محمّد رسول الله 9 ، والصدّيق الأكبر أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمّة : ، وكلّ من محض الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً ، وليقتصّنّ منهما بجميع المظالم (١) ، حتى أنّهما ليقتلان في كلّ يوم وليلة ألف قتلة ، ويردّان إلى ما شاء الله.

ثمّ يسير المهدي 7 إلى الكوفة ، وينزل ما بين الكوفة والنجف ، وعدد أصحابه في ذلك اليوم ستّة وأربعون ألفاً من الملائكة ومثلها من الجن (٢) ، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفساً ».

قال المفضّل : يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت؟

قال 7 : « في لعنة الله وسخطه وبطشه ، تخرّبها الفتن ، وتتركها حمماً (٣) ، فالويل لها ولمن بها كلّ الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ، ومن يجلب الجزيرة (٤) ، ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد.

__________________

١ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : فعلهما.

٢ ـ في المصدر والبحار : وستّة آلاف من الجن.

٣ ـ في المختصر المطبوع والبحار : جمّاء.

٤ ـ في نسخة « ق » والمصدر : كلب الجزيرة.


والله لينزلنّ بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الاُمم المتمرّدة من أوّل الدهر إلى آخره ، ولينزلنّ بها من العذاب ما لا عين رأت ، ولا اُذن سمعت بمثله ، ولا يكون طوفان أهلها (١) إلاّ بالسيف ، فالويل لمن اتخذ بها مسكناً ، فإنّ المقيم بها يبقى بشقائه (٢) ، والخارج منها برحمة الله.

والله ليبقى من أهلها في الدنيا حتى يقال إنّها هي الدنيا ، وإنّ دورها وقصورها هي الجنّة ، وإنّ بناتها هنّ الحور العين ، وإنّ ولدانها هم الولدان ، وليظنّن أنّ الله لم يقسّم رزق العباد إلاّ بها ، وليظهرنّ من الافتراء على الله وعلى رسوله 9 ، والحكم بغير كتاب الله ، ومن شهادات الزور ، وشرب الخمور ، والفجور (٣) ، وأكل السحت ، وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا كلّها إلاّ دونه ، ثمّ ليخرّبها الله تعالى بتلك الفتن (٤) وتلك الرايات ، حتى لو مرّ عليها مارّ لقال : هاهنا كانت الزوراء ».

قال المفضّل : ثمّ يكون ماذا يا سيدي؟

قال 7 : « ثمّ يخرج الفتى الحسني الصبيح من نحو الديلم فيصيح بصوت له فصيح : يا آل محمّد (٥) أجيبوا الملهوف ، والمنادي من حول الضريح ، فتجيبه كنوز الله بالطالقان (٦) ، كنوز وأي كنوز ، لا من ذهب ولا من فضّة ، بل هي رجال كزبر الحديد ،

__________________

١ ـ في نسختي « س و ق » : أجلها.

٢ ـ في نسخة « س » : بمقامه.

٣ ـ في نسخة « ض » زيادة : وركوب الفسق.

٤ ـ في نسخة « ق » : الفترة.

٥ ـ في المصدر والبحار : يا آل أحمد.

٦ ـ الطالقان : بلدتان ، إحداهما بخراسان بين مرو الروز وبلخ ، والاُخرى : بلدة وكورة بين قزوين وأبهر ، وبها عدّة قرى يقع عليها هذا الاسم. معجم البلدان ٤ : ٧.


لكأنّي أنظر إليهم على البراذين (١) الشهب ، بأيديهم الحراب ، يتعاوون شوقاً إلى الحرب كما تتعاوى الذئاب ، أميرهم رجل من تميم ، يقال له : شعيب بن صالح ، فيقبل الحسني (٢) فيهم ، وجهه كدائرة القمر يروع الناس جمالاً ، فيبقى على أثر الظلمة ، فيأخذ سيفه الصغير والكبير ، والوضيع والعظيم ، ثم يسير بتلك الرايات كلّها حتى يرد الكوفة ، ( وقد جمع بها ) (٣) أكثر أهل الأرض ويجعلها له معقلاً.

ثمّ يتّصل به وبأصحابه خبر المهدي 7 فيقولون له : يابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا؟ فيقول الحسني : اخرجوا بنا إليه حتى تنظروا من هو؟ وما يريد؟ وهو يعلم والله أنّه المهدي 7 وإنّه ليعرفه ، وإنّه لم يرد بذلك الأمر إلاّ الله (٤).

فيخرج الحسني وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف ، وعليهم المسوح ، مقلّدين بسيوفهم ، فيقبل الحسني حتى ينزل بقرب المهدي 7 فيقول : سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد؟ فيخرج بعض أصحاب الحسني إلى عسكر المهدي 7 ، فيقول : أيّها العسكر الجائل من أنتم حيّاكم الله؟ ومن صاحبكم هذا؟ وماذا يريد؟ فيقول أصحاب المهدي 7 : هذا مهدي آل محمّد : ، ونحن أنصاره من الجنّ والإنس والملائكة ، ثمّ يقول الحسني : خلّوا بيني وبين هذا ، فيخرج إليه المهدي 7 ، فيقفان بين العسكرين ، فيقول الحسني : إن كنت مهدي آل محمّد 9 فأين هراوة جدّي رسول الله 9 ، وخاتمه ، وبردته ، ودرعه الفاضل ،

__________________

١ ـ البرذون : الاُنثى من الدواب. اُنظر الصحاح ٥ : ٢٠٧٨ ـ برذن.

٢ ـ في المختصر المطبوع ونسخه الثلاثة : الحسين 7 ، وما أثبتناه من المصدر والبحار ، وكذا الموارد الآتية.

٣ ـ في المصدر والبحار : وقد صفا.

٤ ـ في البحار : ليعرّف أصحابه من هو؟. بدل لفظ الجلالة.


وعمامته السحاب ، وفرسه اليربوع ، وناقته العضباء ، وبغلته الدُلدُل ، وحماره اليعفور ، ونجيبه البراق ، وتاجه (١) ، والمصحف الذي جمعه (٢) أمير المؤمنين 7 بغير تغيير ولا تبديل ، فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه.

( وقال أبو عبدالله 7 : إنّه كلّه كان في السفط ) (٣) ، وتركات جميع النبيّين حتى عصا آدم ونوح 8 ، وتركة هود وصالح 8 ، ومجموع (٤) إبراهيم 7 ، وصاع يوسف 7 ، ومكيل (٥) شعيب 7 وميزانه ، وعصا موسى 7 ، وتابوته الذي فيه بقية ما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ، ودرع داود 7 ، وخاتم سليمان 7 (٦) وتاجه ، ورحل عيسى 7 ، وميراث النبيّين والمرسلين في ذلك السفط ».

فعند ذلك يقول الحسني : يابن رسول الله اقض ما قد رأيته ، والذي أسألك أن تغرز هراوة رسول الله 9 في هذا الحجر الصلب (٧) ، وتسأل الله أن ينبتها فيه ـ ولا يريد بذلك إلاّ أن يُري أصحابه فضل المهدي 7 حتى يطيعوه ويبايعوه ـ فيأخذ المهدي 7 الهراوة فيغرزها فتنبت فتعلو وتفرع وتورق حتى تظلّ عسكر الحسني

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : ورحله. وكلاهما لم يردا في البحار.

٢ ـ في نسخة « س و ق » زيادة : أبي ، وفي نسخة « ض » : جدّي.

٣ ـ في المصدر : قال المفضّل : يا سيدي فهذا كلّه في السفط؟ قال : يا مفضّل. بدل ما بين القوسين.

٤ ـ في نسخة « ق » ومجمع.

٥ ـ في نسخة « ق » : ومكتل.

٦ ـ في نسختي « ض و ق » زيادة : وعصاه.

٧ ـ في نسختي « ض و ق » : الصلد. وكذا البحار.


وعسكر المهدي 7.

فيقول الحسني : الله أكبر يابن رسول الله مد يدك حتى اُبايعك ، فيبايعه الحسني وسائر عسكره ، إلاّ أربعة آلاف (١) من أصحاب المصاحف ومسوح الشعر ـ المعروفون بالزيدية ـ فإنّهم يقولون : ما هذا إلاّ سحر عظيم.

فيختلط العسكران ، ويقبل المهدي 7 على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويؤخّرهم (٢) إلى ثلاثة أيام فلا يزدادون إلاّ طغياناً (٣) وكفراً ، فيأمر المهدي 7 بقتلهم (٤) ، فكأنّي أنظر إليهم قد ذبحوا على مصاحفهم كلّهم ، يتمرّغون في دمائهم وتتمرّغ المصاحف ، فيقبل بعض أصحاب المهدي 7 فيأخذوا تلك المصاحف ، فيقول المهدي 7 : دعوها تكون عليهم حسرة كما بدّلوها وغيّروها وحرّفوها ولم يعملوا بما حكم الله فيها ».

قال المفضّل : يا سيدي ماذا يعمل المهدي 7؟

قال 7 : « تثور سراياه على السفياني إلى دمشق ، فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة.

ثمّ يظهر الحسين بن علي 7 في اثني عشر ألف صدّيق ، واثنين وسبعين رجلاً ـ أصحابه الذين قتلوا معه يوم عاشوراء ـ فيالك عندها من كرّة زهراء ورجعة بيضاء.

__________________

١ ـ في البحار : إلاّ أربعين ألفاً.

٢ ـ في نسخة « ض » : ويدعهم ، وفي نسخة « ق » : ويزجرهم ، وفي البحار : ويدعوهم.

٣ ـ في نسخة « ق » : إلاّ بعداً وطغياناً.

٤ ـ في نسخة « ض » والبحار زيادة : فيقتلون جميعاً.


ثمّ يخرج الصدّيق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ، وتنصب له القبّة البيضاء على النجف ، وتقام أركانها : ركن بالنجف ، وركن بهجر ، وركن بصنعاء اليمن ، وركن بأرض طيبة ، فكأنّي أنظر إلى مصابيحها تشرق في السماء والأرض كأضوأ من الشمس والقمر فعندها ( تبلى السرائر ) (١) و ( تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) (٢) الآية.

ثمّ يظهر السيّد الأجل محمّد 9 في أنصاره والمهاجرين ومن آمن به وصدّقه واستشهد معه ، ويحضر مكذّبوه الشاكّون فيه والمكفّرون ، والقائلون فيه أنّه ساحر وكاهن ومجنون ، ومعلّم وشاعر ، وناطق عن الهوى ، ومن حاربه وقاتله حتى يقتصّ منهم بالحقّ ، ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول الله 9 ، إلى وقت ظهور المهدي 7 إماماً إماماً ، ووقتاً وقتاً ، ويحقّ تأويل هذه الآية ( ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين * ونمكّن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان ) (٣) الآية.

( قال المفضّل : قلت : يا سيدي ومن فرعون وهامان؟

قال 7 : « أبو بكر وعمر » ) (٤).

قال المفضّل : يا سيدي رسول الله 9 وأمير المؤمنين 7 يكونان معه؟

قال 7 : « لا بدّ أن يطآن الأرض ، إي والله حتى ما وراء القاف (٥) ، إي والله

__________________

١ ـ الطارق ٨٦ : ٩.

٢ ـ الحج ٢٢ : ٢.

٣ ـ القصص ٢٨ : ٥ ـ ٦.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ق » والمصدر.

٥ ـ في البحار : الخاف. وفي نسخة « ق » : الخافقان.


وما في الظلمات ، وما في قعر البحار ، حتى لا يبقى موضع قدم إلاّ وطآه ، وأقاما فيه مالدين الواجب لله تعالى.

كأنّي أنظر إلينا ـ معاشر الأئمّة ـ ونحن بين يدي جدّنا رسول الله 9 ، نشكوا إليه ما نزل بنا من الاُمّة بعده ، من التكذيب والردّ علينا وسبّنا (١) ولعننا وارهاقنا (٢) بالقتل ، وقصد طواغيتهم الولاة لاُمورهم إيّانا من دون الاُمّة ( بترحيلنا عن حرمه إلى دار ملكهم ، وقتلهم إيّانا بالسم والحبس ) (٣) ، فيبكي رسول الله 9 ويقول : يا بنيّ ما نزل بكم إلاّ ما نزل بجدّكم. ولو علمت طواغيتهم وولاتهم أنّ نحن والمهدي والإيمان والوصية والإمامة في غيركم لطلبوه.

ثمّ تبتدئ فاطمة 3 فتشكو من عمر وما نالها من أبي بكر ، وأخذ فدك منها ، ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والأنصار ، وخطابها له في أمر فدك ، وما ردّ عليها من قوله : إنّ الأنبياء لا تورّث ، واحتجاجها بقول زكريا ويحيى 8 ، وقصّة داود وسليمان 8.

وقول صاحبه : هاتي صحيفتك التي ذكرت أنّ أباكِ كتبها لك ، وإخراجها الصحيفة وأخذها منها ، ونشرها على رؤوس الأشهاد من قريش وسائر المهاجرين والأنصار وسائر العرب ، وتفله فيها ، وعزله (٤) لها ، وتمزيقه إيّاها ، وبكائها ، ورجوعها إلى قبر أبيها باكية حزينة ، تمشي على الرمضاء قد أقلقتها ، واستغاثتها بالله

__________________

١ ـ في البحار : وسبينا.

٢ ـ في نسخة « ق » : والظلم فينا ، وفي « س » : واخافتنا.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ق » والمختصر المطبوع.

٤ ـ في المصدر : وعركه.


عزّ وجلّ وبأبيها رسول الله 9 ، وتمثّلها فيه بقول رقيقة بنت صيفي (١) :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

__________________

١ ـ في المختصر المطبوع ونسخه الخطّية الثلاثة : رقية بن صفي. وما أثبتناه من اُسد الغابة ٦ : ١١١ / ٦٩١٩ ، والاصابة ٤ : ٢٩٦ إلاّ أنّ فيه : بنت أبي صيفي. ومع ذلك فقد اختلفوا في نسبة الأبيات ، فمنهم من نسبها إلى هند بنت اُثاثة :

كالقرشي في اصله : ٩٥ ـ ضمن الاصول الستة عشر ـ والأربلي في كشف الغمّة ١ : ٤٨٩ ، وابن سعد في طبقاته ٢ : ٣٣٢.

ومنهم من نسبها إلى صفية بنت عبدالمطلب :

كالطبري في دلائل الإمامة : ٣٥ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٣٩. إلاّ أنّه قال : إنّ محمّداً لم يدرك صفيّة.

ومنهم من نسبها إلى رقيقة بنت صيفي أو بنت أبي صيفي :

كابن الأثير في اُسد الغابة ٦ : ١١١ / ٦٩١٩ ، وابن حجر في الإصابة ٤ : ٢٩٦ ، إلاّ أنّهما نقلا قولاً : أنّ رقيقة لم تدرك البعثة والدعوة.

ومنهم من نسبها إلى سيدتي المهضومة المظلومة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها :

كالكليني في الكافي ٨ : ٣٧٦ / ٥٦٤ ، والقاضي المغربي في شرح الأخبار ٣ : ٣٩ ، والمفيد في الأمالي : ٤١ ، والطبرسي في الاحتجاج ١ : ٢٧٩ ، وابن شهرآشوب في المناقب ٢ : ٥١ ، وابن طاووس في الطرائف : ٢٦٥ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢٥١ ، وابن طيفور في بلاغات النساء : ١٤ ، والزمخشري في الفائق ٤ : ١١٦ ، وابن الأثير في النهاية ٥ : ٢٧٧ ، وابن الدمشقي في مناقب الإمام علي عليه السلام : ١٦١ ، والقمي في تفسيره ٢ : ١٥٧ ، وابن منظور في لسان العرب ٢ : ١٩٩ ، والزبيدي في تاج العروس ١ : ٦٥٤.

وقال بعض المحقّقين : إنّ البيتين الاولين لهند وباقي الأبيات للطاهرة المطهرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها.


أبدى رجال لنا نجوى صدورهم

لمّا نأيت وحالت دونك الحجب

لكلّ قوم لهم قرب ومنزلة

عند الإله على الأدنين مقترب

يا ليت قبلك كان الموت يأخذنا

أملوا اُناس وفازوا بالذي طلبوا

وتقصّ عليه 9 قصّة أبي بكر وإنفاذه خالداً وقنفذاً وعمر والجمع معهم (١) لإخراج أمير المؤمنين 7 من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة.

واشتغال أمير المؤمنين 7 بعد وفاة رسول الله 9 بضمّ أزواجه وتعزيتهم ، وجمع القرآن وتأليفه ، وقضاء ديونه ، وإنجاز عداته وهي ثمانون ألف درهم ، باع تليده وطارفه ، وقضاها عن رسول الله 9.

وقول عمر : اخرج يا علي إلى ما أجمع عليه المسلمون من البيعة ، فمالك أن تخرج عمّا أجمع عليه المسلمون ، وإن لم تفعل قتلناك.

وقول فضّة جارية فاطمة 3 : إنّ أمير المؤمنين 7 مشغول ، والحقّ له لو أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه » (٢).

ذكر أبو علي الطبرسي في قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (٣).

[ ٥١٣ / ٦ ] روى محمّد بن كعب قال : سئل علي 7 عن الدابة قال : « أما والله ما لها ذَنَب ، وإنّ لها للحية » (٤).

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : وجمعه الناس.

٢ ـ الهداية الكبرى : ٣٩٢ ـ ٤٠٧ ، وللحديث تكملة ، وعنه في البحار ٥٣ : ١ ـ ١٨ ، وله تكملة. وعن المختصر في ص ٣٥ ، باختصار.

٣ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٤ ـ مجمع البيان ٤ : ٢٣٤. هذا الحديث وحديث ٧ و ٨ لم يرد في المختصر المطبوع ص ١٩٢.


[ ٥١٤ / ٧ ] ومن الكتاب : « إنّ الدابّة معها العصا والميسم » (١).

[ ٥١٥ / ٨ ] ومنه أيضاً : عن أمير المؤمنين 7 : « أنا صاحب العصا والميسم » (٢).

[ ٥١٦ / ٩ ] وروى الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي في مصباح المتهجّد ، عن يونس بن عبدالرحمن : أنّ الرضا 7 كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر 7 بهذا :

« اللهمّ ادفع عن وليّك وخليفتك وحجّتك ـ ثمّ ساق الدعاء ـ وقال : اللهم وصلّ على ولاة عهده والأئمّة من بعده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعزّ نصرهم ، وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك ونهيك ، وثبّت دعائمهم ، واجعلنا لهم أعواناً ، وعلى دينك أنصاراً ، فإنّهم معادن كلمتك ، وخزّان علمك ، وأركان توحيدك ، ودعائم دينك ، وولاة أمرك ، وخالصتك من عبادك ، وصفوتك من خلقك ، وأوليائك وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد نبيّك 9 والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته » (٣).

إعلم أنّ هذا الدعاء يدعى به لكلّ إمام في زمانه ، ومولانا صاحب الأمر ابن الحسن 7 أحدهم صلوات الله عليهم ، فحينئذ يصدق عليه هذا الدعاء : اللهم صلّ على ولاة عهده والأئمّة من بعده. إلى آخره.

وإلاّ لم يكن هذا الدعاء عامّاً لهم أجمع ، ويكون هذا النصّ مضافاً إلى ما

__________________

١ ـ مجمع البيان ٤ : ٢٣٤ ، عن حذيفة ، عن النبي 9.

٢ ـ مجمع البيان ٤ : ٢٣٤.

٣ ـ مصباح المتهجد : ٣٦٦ ـ ٣٦٩ ، وأورده الكفعمي في مصباحه : ٥٤٨ ـ ٥٥٠.


رويناه أوّلاً عنهم : ، من الأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا المعنى واصلاً له وشاهداً بمعناه.

[ ٥١٧ / ١٠ ] ومن الكتاب المذكور أيضاً : ممّا يدعى به في شهر رمضان وغيره :

« اللهمّ كن لوليّك فلان بن فلان في هذه الساعة وكلّ ساعة وليّاً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتّعه فيها طويلاً » (١).

قوله : « حتى تسكنه أرضك طوعاً » يدلّ على زمان ظهوره وانبساط يده 7 ، لأنّه اليوم مقهور مغصوب ، مستأثر على حقّه غير مستطيع لإظهار الحقّ في الخلق.

وقوله : « وتمتّعه فيها طويلاً » هذا يكون على ما رويناه في رجعته 7 بعد وفاته ، لأنّا روينا أنّه يعيش ـ بعد ظهوره ـ في عالمه تسع عشرة سنة وأشهراً ويموت صلّى الله عليه.

ومن ذلك ما رويناه عن النعماني من كتاب الغيبة له رفع الحديث عن حمزة بن حمران ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله 7 أنّه قال : « يملك القائم 7 تسع عشرة سنة وأشهراً » (٢).

وروي أيضاً : « إنّ الذي يغسّله جدّه الحسين 7 » (٣).

فأين موقع هذه التسع عشرة سنة وأشهراً من الدعاء له بطول العمر ، والتمتّع

__________________

١ ـ مصباح المتهجد : ٥٧٣ / ٥٧٤ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٢ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ١٠٣ ، وابن طاووس في إقبال الاعمال : ٨٥.

٢ ـ الغيبة للنعماني : ٣٣٢ / ٤.

٣ ـ الكافي ٨ : ٢٠٦ / ٢٥٠. عن أبي عبدالله 7.


في الأرض طويلاً. الذي يظهر من هذا ، ويتبادر إلى الذهن أنّه يكون أطول من الزمن الذي انقضى في غيبته 7 ، وعمره الشريف اليوم ينيف على الخمسمائة والثلاثين سنة (١).

ويدلّ على ما قلناه ما تقدّم ورويناه عن الصادق 7 أنّه سئل أيّ العمرين له أطول؟ قال : « الثاني بالضعف » (٢).

وهذا صريح في رجعته 7 ، ( وإنّ طول التمتّع في الأرض يكون فيها لا فيما قبلها ، والحمد لله على ما هداه ) (٣).

[ ٥١٨ / ١١ ] ورويت عن جعفر بن محمّد بن قولويه في مزاره ، قال : حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، قال : حدّثني أبو الفضل ، عن ابن صدقة ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « كأنّي والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسين 7 » قال ، قلت : فيتراؤن لهم؟ قال : « هيهات هيهات لزماءَ والله ـ المؤمنين ـ حتى أنّهم ليمسحون وجوههم بأيديهم ، قال : ويُنزل الله على زوّار الحسين 7 غدوة وعشية من طعام الجنّة ، وخدّامهم الملائكة ، لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلاّ أعطاه إيّاها ».

قال : قلت : هذه والله الكرامة.

قال : « يا مفضّل اُزيدك؟ » قلت : نعم يا سيدي ، قال : « كأنّي بسرير من نور قد

__________________

١ ـ هذا التاريخ لعمره الشريف روحي لتراب مقدمه الفداء في حياة المصنّف ; ، ولكن عمره الآن تقريباً ألف ومائة وستة وستون سنة.

٢ ـ تقدّم في حديث رقم ٥٧ عن رسول الله 9.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س » والمختصر المطبوع.


وضع ، وقد ضربت عليه قبّة من ياقوتة مكلّلة بالجوهر ، وكأنّي بالحسين 7 جالساً على ذلك السرير ، وحوله تسعون ألف قبة خضراء وكأنّي بالمؤمنين يزورونه ويسلّمون عليه ، فيقول الله عزّ وجلّ لهم : أوليائي سلوني فطالما اُوذيتم وذُلّلتم واضطهدتم ، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلاّ قضيتها لكم ، فيكون أكلهم وشربهم من الجنّة ، فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها شيء » (١).

إعلم أنّ هذا الحديث فيه دلالة واضحة بيّنة على أنّ ذلك يكون في الدنيا ، في رجعة سيّدنا الحسين بن علي صلوات الله عليهما إلى الدنيا. كما رويناه في الأحاديث الصحيحة الصريحة عنهم : في رجعته ورجعتهم.

أولاً : قوله 7 : « ويُنزل الله على زوّار الحسين 7 غدوة وعشيّة من طعام الجنّة » والإنزال يدلّ على أنّه في الدنيا لا في الآخرة.

وثانياً : قوله 7 : « لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلاّ أعطاها إيّاه » وحوائج الدنيا لا تسأل في الآخرة.

وثالثاً : قوله سبحانه : « فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلاّ قضيتها لكم ».

والرابع : قوله 7 : « فيكون أكلهم وشربهم من الجنّة » فظهر ما قلناه والحمد لله معطي من يشاء ما يشاء كيف يشاء.

[ ٥١٩ / ١٢ ] ومن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب ; بإسنادي المتّصل إليه أولاً عن محمّد بن سلام ، عن أبي جعفر 7 في قوله تعالى ( ربّنا أمتّنا اثنتين

__________________

١ ـ كامل الزيارات : ١٣٥ / ٣ ، وفي آخره : فهذه الكرامة التي لا انقضاء لها ، ولا يدرك منتهاها.


وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ) (١) قال : « هو خاصّ لأقوام في الرجعة بعد الموت ، ويجري في القيامة ، فبعداً للقوم الظالمين » (٢).

[ ٥٢٠ / ١٣ ] الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن إسحاق الخارقي (٣) ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله 7 : كان أبو جعفر 7 يقول : لقائم آل محمّد عليه وعليهم السلام غيبتان ، واحدة طويلة والاُخرى قصيرة ، قال : فقال لي : « نعم يا أبا بصير إحداهما أطول من الاُخرى ، ولا يكون ذلك حتى يختلف ( ولد فلان ) (٤) ، وتضيق الحلقة ، ويظهر السفياني ، ويشتدّ البلاء ، ويشمل الناس موت وقتل ، يلجأون منه إلى حرم الله وحرم رسوله 9 » (٥).

[ ٥٢١ / ١٤ ] وقفت على كتاب فيه خطب لمولانا أمير المؤمنين 7 وعليه خط السيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس ما صورته : هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق 7 فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لأنّه 7 انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة.

وقد روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد 7 ، وبعض ما فيه عن غيرهما ، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين 7 تسمّى المخزون وهي :

__________________

١ ـ غافر ٤٠ : ١١.

٢ ـ نقله عنه الحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٢٩٨ / ١٢٧ ، والبحراني في تفسير البرهان ٤ : ٧٤٩ / ٢٠ ، والمجلسي في البحار ٥٣ : ١١٦ / ١٣٩.

٣ ـ في إعلام الورى : إبراهيم الخارقي ، وفي الغيبة : إبراهيم بن [ زياد ] الخارقي.

٤ ـ في نسختي « س و ض » : سيف بني العباس.

٥ ـ أورده النعماني في الغيبة : ١٧٢ / ٧ ، والطبرسي في إعلام الورى ٢ : ٢٥٩.


« الحمد لله الأحد المحمود ، الذى توحّد بملكه ، وعلا بقدرته ، أحمده على ما عرّف من سبيله ، وألهم من طاعته ، وعلّم من مكنون حكمته ، فإنّه محمود بكل ما يولي ، مشكور بكل ما يُبلي.

وأشهد أنّ قوله عدل ، وحكمه فصل ، ولم ينطق فيه ناطق بكان إلاّ كان قبل كان ، وأشهد أنّ محمّداً 9 عبدالله وسيّد عباده ، خير من أهّل أوّلاً ، وخير من أهّل آخراً ، فكلّما نسج الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين ، لم يسهم فيه عائر ولا نكاح جاهلية.

ثمّ إنّ الله تعالى ( قد بعث إليكم رسولاً من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) (١) فـ ( اتّبعوا ما اُنزل إليكم من ربّكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ماتذكّرون ) (٢).

فإنّ الله جعل للخير أهلاً ، وللحق دعائم ، وللطاعة عِصَماً يعصم بهم ، ويقيم من حقّه فيهم ، على ارتضاء من ذلك ، وجعل لها رُعاة وحفظة ، يحفظونها بقوّة ويعينوا عليها أولياء ذلك بما ولّوا من حقّ الله فيها.

أمّا بعد ، فإنّ روح (٣) البصر روح الحياة الذي لا ينفع إيمان إلاّ به ، مع كلمة الله والتصديق بها ، فالكلمة من الروح والروح من النور ، والنور نور السماوات ، فبأيديكم سبب وصل إليكم ، منه إيثار واختيار ، نعمة الله لا تبلغوا شكرها ، خصّصكم بها ، واختصّكم لها ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما

__________________

١ ـ بداية القوس اقتباس من سورة التوبة آية ١٢٨.

٢ ـ الأعراف ٧ : ٣.

٣ ـ في نسخة « ض » : نور.


يعقلها إلاّ العالمون ) (١).

فابشروا بنصر من الله عاجل ، وفتح يسير يقرّ الله به أعينكم ، ويذهب بحزنكم ، كفّوا ما تناهى الناس عنكم ، فإنّ ذلك لا يخفى عليكم ، إنّ لكم عند كلّ طاعة عوناً من الله ، يقول على الألسن ، ويثبت على الأفئدة ، وذلك عون الله لأوليائه يظهر في خفيّ نعمته لطيفاً ، وقد أثمرت لأهل التقوى أغصان شجرة الحياة ، وإنّ فرقاناً من الله بين أوليائه وأعدائه ، فيه شفاء للصدور ، وظهور للنور ، يعزّ الله به أهل طاعته ، ويذلّ به أهل معصيته ، فليعدّ امرؤ لذلك عدّته ، ولا عُدّة له إلاّ بسبب بصيرة ، وصدق نيّة ، وتسليم سلامة أهل الخفّة في الطاعة ثقل الميزان ، والميزان بالحكمة ، والحكمة ضياء للبصر ، والشكّ والمعصية في النار ، وليسا منّا ولا لنا ولا إلينا ، قلوب المؤمنين مطويّة على الإيمان ، إذا أراد الله إظهار ما فيها فتحها بالوحي ، وزرع فيها الحكمة ، وإنّ لكلّ شيء إنىً (٢) يبلغه ، لا يعجل الله بشيء حتى يبلغ إناه ومنتهاه.

فاستبشروا ببشرى ما بشّرتم به ، واعترفوا بقربان ما قرّب لكم ، وتنجّزوا من الله ما وعدكم ، إنّ منّا دعوة خالصة يظهر الله بها حجّته البالغة ، ويتمّ بها النعمة السابغة ، ويُعطي بها الكرامة الفاضلة ، من استمسك بها أخذ بحكمة منها ، آتاكم الله رحمته ، ومن رحمته نوّر القلوب ، ووضع عنكم أوزار الذنوب ، وعجّل شفاء صدوركم ، وصلاح اُموركم ، وسلام منّا لكم دائماً عليكم ، تسلمون به في دول الأيام ، وقرار الأرحام ، أين كنتم وسلامه لسلامه عليكم ، في ظاهره وباطنه ، فإنّ الله عزّ وجلّ اختار لدينه أقواماً انتجبهم للقيام عليه ، والنصرة له ، بهم ظهرت كلمة

__________________

١ ـ العنكبوت ٢٩ : ٤٣.

٢ ـ إنىً : بمعنى حين ووقت. انظر الصحاح ٦ : ٢٢٧٣ ـ أنا.


الإسلام وارجاء مفترض القرآن ، والعمل بالطاعة في مشارق الأرض ومغاربها.

ثمّ إنّ الله تعالى خصّكم بالإسلام ، واستخلصكم له ؛ لأنّه اسم سلامة ، وجماع كرامة ، اصطفى الله تعالى منهجه ، وبيّن حججه ، أرّف (١) اُرفه وحدّه ، ووصفه وجعله رضاً كما وصفه ، ووصف أخلاقه ، وبيّن أطباقه ، ووكّد ميثاقه من ظهر وبطن ، ذي حلاوة وأمن ، فمن ظفر بظاهره ، رأى عجائب مناظره في موارده ومصادره ، ومن فطن لما بطن ، رأى مكنون الفطن ، وعجائب الأمثال والسنن.

فظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تنقضي عجائبه ولا تفنى غرائبه ، فيه ينابيع النعم ، ومصابيح الظلم ، لا تفتح الخيرات إلاّ بمفاتيحه ، ولا تنكشف الظلمات إلاّ بمصابيحه ، فيه تفصيل وتوصيل ، وبيان الإسمين الأعلين اللذَين جُمعا فاجتمعا ، لا يصلحان إلاّ معاً ، يسمّيان فيعرفان ، ويوصفان فيجتمعان ، قيامهما في تمام أحدهما في منازلهما ، جرى بهما ، ولهما نجوم ، وعلى نجومهما نجوم سواهما ، تحمي حماه ، وترعى مراعيه ، وفي القرآن بيانه وحدوده وأركانه ، ومواضع تقادير ما خزن بخزائنه ، ووزن بميزانه ، ميزان العدل وحكم الفصل.

إنّ رعاة الدين فرّقوا بين الشكّ واليقين ، وجاؤا بالحقّ المبين ، قد بيّنوا الإسلام تبياناً ، وأسّسوا له أساساً وأركاناً ، وجاؤا على ذلك شهوداً وبرهاناً ، من علامات وامارات ، فيها كفاء لمكتف ، وشفاء لمشتف ، يحمون حماه ، ويرعون مرعاه ، ويصونون مصونه ، ويهجرون مهجوره ، ويحبّون محبوبه ، بحكم الله وبرّه ، وبعظيم أمره وذكره ، بما يجب أن يذكر به ، يتواصلون بالولاية ، ويتلاقون بحسن اللهجة (٢) ،

__________________

١ ـ الاُرفة : الحد ، والجمع اُرف. الصحاح ٤ : ١٣٣٠ ـ أرف.

٢ ـ في نسخة « س » : البهجة.


ويتساقون بكأس الرويّة ، ويتراعون بحسن الرعاية ، ويصدرون بصدور بريّة ، وأخلاق سنيّة لم يؤلم عليها ، وبقلوب رضيّة لا تتسرّب (١) فيها الدنيّة ، ولا تشرع (٢) فيها الغيبة (٣).

فمن استبطن من ذلك شيئاً استبطن خلقاً سنيّاً (٤) ، وقطع أصله ، واستبدل منزله بنقضه مبرماً ، واستحلاله محرّماً ، من عهد معهود إليه ، وعقد معقود عليه ، بالبرّ والتقوى ، وإيثار سبيل الهدى ، على ذلك عقد خلقهم ، وآخا اُلفتهم ، فعليه يتحابّون ، وبه يتواصلون ، فكانوا كالزرع وتفاضله ، يبقى فيؤخذ منه ، ويفنى ببقية التخصيص ، ويبلغ منه التخليص ، فلينظر امرؤ في قصر أيّامه ، وقلّة مقامه في منزل ، حتى يستبدل منزلاً ليضع متحوّله ومعارف منتقله.

فطوبى لذي قلب سليم أطاع من يهديه ، وتجنّب ما يُرديه ، فيدخل مدخل الكرامة ، وأصاب سبيل السلامة ، يبصر ببصره ، وأطاع هادي أمره ، دُلّ أفضل الدلالة ، وكشف غطاء الجهالة المضلّة الملهية ، فمن أراد تفكّراً أو تذكّراً فليذكر رأيه ، وليبرز (٥) بالهدى ، ما لم تغلق أبوابه وتفتح أسبابه ، وقبل نصيحة من نصح بخضوع وحسن خشوع ، بسلامة الإسلام ودعاء التمام ، وسلام بسلام ، تحيّة دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالإيمان ، ويتعارف عدل الميزان ، فليقبل أمره وإكرامه بقبول ، وليحذر قارعة قبل حلولها.

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : لا تشوب.

٢ ـ في نسخة « س » : ولا تسرع.

٣ ـ في نسخة « ض » : الغبيّة.

٤ ـ في نسخة « س » : سيّئاً.

٥ ـ في نسخة « س و ض » : ولينظر.


إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، لا يعي حديثنا إلاّ حصون حصينة ، أو صدور أمينة ، أو أحلام رزينة.

يا عجباً كلّ العجب بين جمادى ورجب » فقال رجل من شرطة الخميس : ما هذا العجب يا أمير المؤمنين؟ قال : « وما لي لا أعجب! وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث ، إلاّ صوتات بينهنّ موتات ، حصد نبات ، ونشر أموات.

يا عجباً كلّ العجب بين جمادى ورجب » قال الرجل أيضاً : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟ قال : « ثكلت الآخر اُمّه ، وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الأحياء » قال أنّى يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : « والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، كأنّي أنظر إليهم قد تخلّلوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم ، يضربون كلّ عدوّ لله ولرسوله 9 وللمؤمنين ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتولّوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفّار من أصحاب القبور ) (١).

أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، لأنا بطرق السماء أعلم من العالم بطرق الأرض.

أنا يعسوب المؤمنين (٢) ، وغاية السابقين ، ولسان المتّقين ، وخاتم الوصيين ، ووارث النبيّين ، وخليفة ربّ العالمين.

أنا قسيم النار ، وخازن الجنان ، وصاحب الحوض ، وصاحب الأعراف ،

__________________

١ ـ الممتحنة ٦٠ : ١٣.

٢ ـ في البحار : الدين.


فليس منّا أهل البيت إمام إلاّ وهو عارف بجميع أهل ولايته ، وذلك قول الله تعالى ( إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد ) (١).

ألا أيّها الناس سلوني قبل أن تشغر (٢) برجلها فتنة شرقية ، وتطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشبّ ناراً بالحطب الجزل غربي الأرض ، ورافعة ذيلها تدعو ياويلها بذحلة أو مثلها ، فإذا استدار الفلك قلت : مات أو هلك بأيّ واد سلك ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ) (٣).

ولذلك آيات وعلامات أولهنّ : احصار الكوفة بالرصد والخندق ، وتحريق الزوايا في سكك الكوفة ، وتعطيل المساجد أربعين ليلة ، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر ، يشبّهن بالهدى ، القاتل والمقتول في النار ، وقتل كثير وموت كثير ذريع ، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين ، والمذبوح بين الركن والمقام ، وقتل الأسبُع (٤) المظفّر صبراً في بيعة الأصنام ، مع كثير من شياطين الإنس.

وخروج السفياني براية خضراء ، وصليب من ذهب ، أميرها رجل من كلب ، واثنى عشر ألف عنان من خيل يحمل السفياني متوجّهاً إلى مكّة والمدينة ، أميرها أحد من بني اُميّة يقال له : خزيمة ، أطمس العين الشمال ، على عينه طرفة تميل بالدنيا ، فلا تردّ له راية حتى ينزل المدينة ، فيجمع رجالاً ونساءً من آل محمّد 9 فيحبسهم

__________________

١ ـ الرعد ١٣ : ٧.

٢ ـ في نسخة « س » : تسرع ، وفي المختصر المطبوع ص ١٩٨ : تشرع.

وشغر : كثر واتّسع. الصحاح ٢ : ٧٠٠ ـ شغر.

٣ ـ الاسراء ١٧ : ٦.

٤ ـ في البحار : الأسبغ.


في دار بالمدينة يقال لها : دار أبي الحسن الاُموي.

ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمّد 9 ، قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان ، حتى إذا توسّطوا الصفائح البيض بالبيداء ، يخسف بهم ، فلا ينجو منهم أحد إلاّ رجل واحد ، يحوّل الله وجهه في قفاه لينذرهم ، وليكون آية لمن خلفه ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واُخذوا من مكان قريب ) (١).

ويبعث السفياني مائة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة ، فينزلون بالروحاء (٢) وفاروق (٣) ، وموضع مريم وعيسى 8 بالقادسية ، ويسير منهم ثمانون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود 7 بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة ، وأمير الناس جبّار عنيد يقال له : الكاهن الساحر ، فيخرج من مدينة يقال لها : الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة ، ويُقتل على جسرها سبعين ألفاً ، حتى يحتمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجسام ، ويسبى من الكوفة أبكاراً (٤) ، لا يكشف عنها ستر (٥) ولا قناع ، حتى يوضعن في المحامل ، يزلف بهنّ الثويّة وهي الغريّين.

__________________

١ ـ سبأ ٣٤ : ٥١.

٢ ـ الروحاء : قرية من قرى بغداد وعلى نهر عيسى قرب السندية. معجم البلدان ٣ : ٨٧ / ٥٦٤٦.

٣ ـ فاروق : من قرى إصطخر فارس. معجم البلدان ٤ : ٢٦٠.

والظاهر أنّها مصحّفة من فاروث : وهي قرية كبيرة ذات سوق على شاطئ دجلة بين واسط والمذَار. معجم البلدان ٤ : ٢٥٩. وفاروث أقرب للسياق.

٤ ـ في نسخة « ض » : سبعون بكراً.

٥ ـ في نسخة « س » : كفّ.


ثم يخرج من الكوفة مائة ألف بين مشرك ومنافق ، حتى يضربوا دمشق ، لا يصدّهم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد ، وتقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختّمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمّد 9 ، يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر ، يسير الرعب أمامها شهراً.

ويخلف أبناء سعد السقاء (١) بالكوفة طالبين بدماء آبائهم ، وهم أبناء الفسقة ، حتى تهجم عليهم خيل الحسين 7 ، يستبقان كأنّهما فرسا رهان ، شعث غبر أصحاب بواكي وقوارح ، إذ يضرب أحدهم برجله باكية ، يقول : لا خير في مجلس بعد يومنا هذا ، اللهم فإنّا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون ، فهم الأبدال الذين وصفهم الله عزّ وجلّ ( إنّ الله يحبّ التوابين ويحبّ المتطهرين ) (٢) والمطهّرون نظراؤهم من آل محمّد 9.

ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للإمام ، فيكون أول النصارى إجابة ، ويهدم صومعته (٣) ، ويدقّ صليبها ، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجتمع الناس جميعاً من الأرض كلّها بالفاروق ـ وهي محجّة أمير المؤمنين 7 وهي ما بين البرس (٤) والفرات ـ فيقبل يومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى ، فيقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً

__________________

١ ـ في نسخة « س » : سعد السفياني.

٢ ـ البقرة ٢ : ٢٢٢.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : بيعته.

٤ ـ في نسخة « ض » : الناوس.


خامدين ) (١) بالسيف وتحت ظلّ السيف.

ويخلف من بني الأشهب الزاجر اللحظ ، في اُناس من غير أبيه هرباً حتى يأتون سبطرى عوّذاً بالشجر ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلّكم تسئلون ) (٢) ومساكنهم الكنوز التي غلبوا (٣) من أموال المسلمين ، ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( وما هي من الظالمين ببعيد ) (٤).

وينادي مناد في شـهر رمضان من ناحية المشرق ، عند طلوع الشمس : يا أهل الهدى اجتمعوا ، وينادي من ناحية المغرب بعد ما تغيب الشمس (٥) : يا أهل الضلالة (٦) اجتمعوا ، ومن الغد عند الظهر تكوّر الشمس ، فتكون سوداء مظلمة ، واليوم الثالث يفرّق بين الحقّ والباطـل بخروج دابّة الأرض ، وتقبل الروم إلى قريـة بساحل البحـر ، عند كهف الفتـية ، ويبـعث الله الفتية من كهفهم إليهم ، رجل يقـال له : مليخا (٧) والآخر كمسلمينا (٨) ، وهما الشاهدان المسلّمان للقائم 7.

__________________

١ ـ الأنبياء ٢١ : ١٥.

٢ ـ الأنبياء ٢١ : ١٢ ـ ١٣.

٣ ـ في البحار : غنموا.

٤ ـ هود ١١ : ٨٣.

٥ ـ في نسخة « س » : بعد ما يغيب الشفق.

٦ ـ في البحار : الهدى.

٧ ـ في نسخة من حاشية نسخة « س » والمختصر المطبوع : تمليخا ، وقد ورد الإسمان في كتب التاريخ والتفسير. فمنهم من يقول : تمليخا ، ومنهم من يقول : مليخا.

٨ ـ في نسخة « ض » : مكسلمينا.


فيبعث أحد الفتية إلى الروم ، فيرجع بغير حاجة ، ويبعث الآخر ، فيرجع بالفتح ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً ) (١).

ثمّ يبعث الله من كلّ اُمّة فوجاً ليريهم كانوا ما يوعدون فيومئذ تأويل هذه الآية ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون ) (٢) والوزع خفقان أفئدتهم.

ويسير الصدّيق الأكبر براية الهدى ، والسيف ذو الفقار والمخصرة ، حتى ينزل أرض الهجرة مرتين وهي الكوفة ، فيهدم مسجدها ويبنيه على بنائه الأول ، ويهدم ما دونه من دور الجبابرة.

ويسير إلى البصرة حتى يشرف على بحرها ، ومعه التابوت ، وعصا موسى 7 ، فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحراً لجّيّاً ، لا يبقى فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة على ظهر الماء.

ثمّ يسير إلى حروراء (٣) حتى يحرقها ، ويسير من باب بني أسد حتى يزفر زفرة في ثقيف ، وهم زرع فرعون.

ثمّ يسير إلى مصر فيعلو منبره ، ويخطب الناس فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها ، والشجر ثمرها ، والأرض نباتها ، وتتزيّن الأرض لأهلها ،

__________________

١ ـ آل عمران ٣ : ٨٣.

٢ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٣ ـ حروراء : بفتحتين وسكون الواو ، قرية بظاهر الكوفة ، وقيل : موضع على ميلين من الكوفة نزل به الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب 7. معجم البلدان ٢ : ٢٨٣ / ٣٦٢٩.


وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الأرض كأنعامهم ، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم ، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( يغنِ الله كلاًّ من سعته ) (١).

وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم 7 ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) (٢) فالمسلمون يومئذ أهل الصواب للدين ، أذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية ( وجاء ربّك والملك صفاً صفاً ) (٣) فلا يقبل الله يومئذ إلاّ دينه الحق ألا لله الدين الخالص ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( أو لم يروا أنا نسوقُ الماءَ إلى الأرضِ الجُرُز فنُخرجُ به زرعاً تأكلُ منه أنعامُهم وأنفُسهم أفلا يُبصرون * ويقولون متى هذا الفتحُ إن كنتم صادقين * قل يومَ الفتحِ لا ينفعُ الذين كفروا إيمانُهم ولا هم يُنظرون * فأعرض عنهم وانتظر إنّهم منتظِرون ) (٤).

فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلاثمائة سنة ونيفاً ، وعدّة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر ، منهم : تسعة من بني اسرائيل ، وسبعون من الجن ، ومائتان وأربعة وثلاثون فيهم سبعون الذين غضبوا للنبي 9 إذ هجته مشركوا قريش ، فطلبوا إلى نبي الله 9 أن يأذن لهم في إجابتهم ، فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية ( إلاّ الذين آمنوا وعَمِلوا الصالحاتِ وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظُلموا وسيعلم الذين ظَلموا أيَّ مُنقلب ينقلبون ) (٥).

__________________

١ ـ النساء ٤ : ١٣٠.

٢ ـ الحاقة ٦٩ : ٢٤.

٣ ـ الفجر ٨٩ : ٢٢.

٤ ـ السجدة ٣٢ : ٢٧ ـ ٣٠.

٥ ـ الشعراء ٢٦ : ٢٢٧.


وعشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن الأسود ، ومائتان وأربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر ممّا يلي عدن ، فبعث الله إليهم نبيّ برسالة فأتوا مسلمين ، وتسعة من بني اسرائيل ، ومن أفناء الناس (١) ألفان وثمانمائة (٢) وسبعة عشر.

ومن الملائكة أربعون ألفاً ، من ذلك من المسوّمين ثلاثة آلاف ، ومن المردفين خمسة آلاف.

فجميع أصحابه 7 سبعة وأربعون ألفاً ومائة وثلاثون من ذلك تسعة رؤوس ، مع كلّ رأس من الملائكة أربعة آلاف من الجنّ والإنس عدّة يوم بدر ، فبهم يقاتل ، وإيّاهم ينصر الله ، وبهم ينتصر ، وبهم يقدّم (٣) النصر ، ومنهم نضرة الأرض » (٤).

كتبتها كما وجدتها وفيها نقص حروف.

[ ٥٢٢ / ١٥ ] محمّد بن علي الصدوق ; ، عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أبو عبدالله الورّاق محمّد بن عبدالله بن الفرج ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن بنان المقري (٥) ، قال : حدّثنا محمّد بن سابق ، قال : حدّثنا زائدة ، عن الأعمش ، قال : حدّثنا فرات القزاز ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : كنّا جلوساً في المدينة في ظلّ حائط ، قال : وكان رسول الله 9 في غرفة فاطّلع علينا ، فقال : « فيما أنتم؟ » قلنا : نتحدّث ، قال : « عمّ ذا؟ » قلنا : عن الساعة ، فقال :

__________________

١ ـ من أفناء الناس : إذا لم يعلموا ممنّ هم. اُنظر الصحاح ٦ : ٢٤٥٧ ـ فني.

٢ ـ في نسخة « ض » : ثلاثمائة.

٣ ـ في نسخة « ض » : يقدّر.

٤ ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٣ : ٧٧ / ٨٦.

٥ ـ في المصدر : علي بن بيان المقرئ.


« إنّكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات :

طلوع الشمس من مغربها ، والدجّال ، ودابّة الأرض ، وثلاثة خسوف تكون في الأرض ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، ونزول (١) عيسى بن مريم 8 ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وتكون آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها أحداً ، تسوق الناس إلى المحشر ، كلّما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر » (٢).

[ ٥٢٣ / ١٦ ] محمّد بن علي الصدوق ; ، عن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم ، قال : أخبرني القاسم بن محمّد بن حمّاد ، قال : حدّثنا غياث بن إبراهيم ، قال : حدّثنا الحسين بن زيد بن علي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي : قال : « قال رسول الله 9 : أبشروا ثمّ أبشروا ـ ثلاث مرات ـ إنّما مثل اُمّتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره.

إنّما مثل اُمّتي كمثل حديقة اُطعم منها فوج عاماً ، ثمّ اُطعم منها فوج عاماً ، لعلّ آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً ، وأعمقها طولاً وفرعاً ، وأحسنها جنىً ، وكيف تهلك اُمّة أنا أولها ، واثنا عشر من بعدي من السعداء واُولي الألباب ، والمسيح عيسى بن مريم 7 آخرها ، ولكن يهلك بين ذلك نتج (٣) الهرج ليسوا منّي ولست

__________________

١ ـ في المصدر والبحار : وخروج.

٢ ـ الخصال : ٤٤٩ / ٥٢ ، وعنه في البحار ٦ : ٣٠٤ / ٣.

٣ ـ في نسخة « ق » : تيح ، وكذلك البحار.


منهم » (١).

[ ٥٢٤ / ١٧ ] ومن الكتاب المذكور أيضاً الذي فيه خطب مولانا أمير المؤمنين 7 خطبة قال فيها بعد كلام طويل : « يا رسول الله بأي المنازل اُنزلهم إذا فعلوا ذلك؟ قال : بمنزلة فتنة ، ينقذ الله بنا أهل البيت عند ظهورنا السعداء من اُولي الألباب إلاّ أن يدّعوا الضلالة ، ويستحلّوا الحرام في حرم الله ، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر.

يا علي : بنا ختم الله ، وبنا فتح الإسلام ، وبنا يختمه ، بنا أهلك الله الأوثان ومن يعبدها ، وبنا يقصم كلّ جبّار وكلّ منافق ، حتى ليقتل في الحق من يقتل في الباطل.

يا علي : إنّما مثل هذه الاُمّة مثل حديقة اُطعم منها فوج عاماً ، ثمّ فوج عاماً ، ثم فوج عاماً ، فلعلّ آخرها فوجاً أن يكون أثبتها أصلاً ، وأحسنها فرعاً ، وأمدّها ظلاًّ ، وأحلاها جنىً ، وأكثرها خيراً ، وأوسعها عدلاً ، وأطولها ملكاً.

( يا علي : كيف تهلك اُمّة أنا أوّلها ، ومهديها وسطها ، والمسيح بن مريم آخرها ) (٢).

يا علي : إنّما مثل هذا الاُمّة كمثل الغيث لا يُدرى أوله خير أم آخره ، وبعد ذلك نتج الهرج ، لست منه وليس منّي » (٣) إلى آخر الخطبة.

[ ٥٢٥ / ١٨ ] ومن كتاب التنزيل والتحريف أحمد بن محمّد السيّاري ، عن

__________________

١ ـ عيون أخبار الرضا 7 ١ : ٥٢ / ١٨ ، الخصال : ٤٧٥ / ٣٩ ، كمال الدين : ٢٦٩ / ١٤ ، وعنهم في البحار ٣٦ : ٢٤٢ / ٤٨.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع.

٣ ـ وعنه في نهج السعادة ١ : هامش صفحة ٣٨٧.


محمّد بن خالد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن عبدالله بن نجيح اليماني ، قال : قلت لأبي عبدالله 7 ( لتسئلنّ يومئذ عن النعيم ) (١) قال : « النعيم الذي أنعم الله عليكم بمحمّد وآل محمّد 9 » وفي قوله تعالى ( لو تعلمون علم اليقين ) (٢) قال : « المعاينة » وفي قوله تعالى ( كلاّ سوف تعلمون * ثمّ كلاّ سوف تعلمون ) (٣) قال : « مرّة بالكرّة واُخرى يوم القيامة » (٤).

[ ٥٢٦ / ١٩ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد جميعاً ، عن محمّد بن الحسن ، عن علي بن حسّان ، قال : حدّثني أبو عبدالله الرياحي (٥) ، عن أبي الصامت الحلواني ، عن أبي جعفر 7 قال : « قال أمير المؤمنين 7 أنا قسيم الله بين الجنّة والنّار ، لا يدخلها داخل إلاّ على أحد قسمي ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدّي عمّن كان قبلي ، لا يتقدّمني أحد إلاّ أحمد 9 ، وإنّي وإيّاه لعلى سبيل واحد ، إلاّ أنّه هو المدعوّ باسمه ، ولقد اُعطيت الست : علم البلايا والمنايا ، والوصايا ، وفصل الخطاب ، وإنّي لصاحب الكرّات ، ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس » (٦).

[ ٥٢٧ / ٢٠ ] ومن كتاب الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي ; قال : روي أنّ يوماً قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق : إنّكم تقولون بالرجعة؟ قال : نعم ، قال أبو حنيفة : فأعطني الآن ألف درهم حتى اُعطيك ألف دينار

__________________

١ و ٢ و ٣ ـ التكاثر ١٠٢ : ٨ و ٥ و ٣ ـ ٤.

٤ ـ التنزيل والتحريف : ٧٠ ـ مصورة من مكتبة السيد المرعشي ، وعنهما في البحار ٥٣ : ١٠٧ / ١٣٥. وفي التنزيل : مرّة بالكوفة. بدل : مرة بالكرّة.

٥ ـ في نسختي « ض و ق » الرماحي ، وفي « س » : الرماني.

٦ ـ الكافي ١ : ١٩٨ / ذيل حديث ٣.


إذا رجعنا ، قال الطاقي لأبي حنيفة : فأعطني كفيلاً بأنّك ترجع انساناً ولا ترجع خنزيراً (١).

[ ٥٢٨ / ٢١ ] ومن كتاب الغارات لإبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال الثقفي : روى حديثاً عن أمير المؤمنين 7 منه قيل له : فما ذو القرنين؟ قال 7 : « رجل بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وضربوه على قرنه فمات ، ثمّ أحياه الله ، ثمّ بعثه إلى قومه فكذّبوه وضربوه على قرنه الآخر فمات ، ثمّ أحياه الله ، فهو ذو القرنين لأنّه ضربت قرناه ».

وفي حديث آخر : « وفيكم مثله » يريد نفسه 7 (٢).

[ ٥٢٩ / ٢٢ ] ومنه أيضاً : حدّثنا عبدالله بن اسيد الكندي ـ وكان من شرطة الخميس ـ عن أبيه ، قال : إنّي لجالس مع الناس عند عليّ 7 إذا جاء ابن معن وابن نعج معهما عبدالله بن وهب الراسبي (٣) ، قد جعلا في حلقه ثوباً يجرّانه ، فقالا : يا أمير المؤمنين اقتله ولا تداهن الكذّابين ، قال : « ادنه » فدنا ، فقال لهما : « فما يقول؟ » قالا : يزعم أنّك دابّة الأرض ، وأنّك تُضرب على هذا قبيل هذا ـ يعنون رأسه إلى لحيته ـ

__________________

١ ـ الاحتجاج ٢ : ٢١٤ ، وعنه في البحار ٤٧ : ٣٩٩.

٢ ـ الغارات : ١٠٥ ـ ١٠٦ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ١٠٧ ، ١٣٧.

٣ ـ عبدالله بن وهب الراسبي : عدّه الشيخ من أصحاب الإمام أمير المؤمنين 7 ، قائلاً : رأس الخوارج ملعون. وهو القائل في ارجوزته في حرب الخوارج ضد أمير المؤمنين 7.

أنا ابن وهب الراسبي الشاري

أضرب في القوم لأخذ الثأر

حتى تزول دولة الأشرار

ويرجع الحق إلى الأخيار

والشراة هم قبيلة من الخوارج.

رجال الطوسي : ٥٢ / ٩٦ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ٢٢٠.


فقال : « ما يقول هؤلاء؟ » قال : يا أمير المؤمنين حدّثتهم حديثاً حدّثنيه عمّار بن ياسر ، قال : « اتركوه فقد روى عن غيره.

يا بن اُم السوداء إنّك تبقر الحديث بقراً ، ولتبقرنّ كما تبقره ، خلّوا سبيل الرجل ، فإن يك كاذباً فعليه كذبه ، وإن يك صادقاً يصبني الذي يقول » (١).

[ ٥٣٠ / ٢٣ ] ومنه أيضاً : عن عباية ، قال : سمعت علياً 7 يقول : « أنا سيّد الشيب وفيّ سنّة من أيوب 7 ، والله ليجمعنّ الله لي أهلي كما جمعوا ليعقوب 7 » (٢).

( إعلم أنّ في هذا الحديث دلالة بيّنة على رجعته صلوات الله عليه إلى الدنيا لقوله : « فيّ سنّة من أيوب » ) (٣) لأنّ أيوب 7 ابتُلي ثمّ عافاه الله من بلواه ، واُوتي أهله ، ومثلهم معهم ، كما حكى الله سبحانه.

فروي أنّه أحيا له أهله الذين قد ماتوا لمّا أذهب بلواه ، وكشف ضرّه ، وقد صحّ عنهم صلوات الله عليهم أنّه : « كلّ ما كان في بني اسرائيل يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذوا النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » وقد قال : « إنّ فيه شبهه 7 ».

وقوله 7 : « والله ليجمعنّ الله لي أهلي كما جمعوا ليعقوب 7 » فإنّ يعقوب 7 فرّق بينه وبين أهله برهة من الزمان ، ثمّ جمعوا له ، فقد حلف 7 أنّ الله سبحانه وتعالى سيجمع له ولده كما جمعهم ليعقوب 7 ، وقد كان اجتماع يعقوب

__________________

١ ـ وعنهما في البحار ٥٣ : ١٠٨.

٢ ـ لم أعثر عليه في الغارات ، بل وجدته في أمالي المفيد : ١٤٥ / ٤ ، باختلاف يسير ، وعن مسعدة بن صدقة في إرشاد المفيد ١ : ٢٩٠.

وعن المختصر عن الغارات في البحار ٥٣ : ١٠٨.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع.


بولده في دار الدنيا ، فيكون أمير المؤمنين 7 كذلك في الدنيا ، يجمعون له في رجعته 7 وولده الأئمّة : الأحد عشر ، وهم المنصوص على رجعتهم في أحاديثهم الصحيحة الصريحة ، والعاقبة للمتقين وهم المتقون.

ومن كتاب تأويل ما نزل من القرآن في النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم تأليف أبي عبدالله محمّد بن العباس بن مروان ، وعلى هذا الكتاب خطّ السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس ما صورته :

قال النجاشي في كتاب الفهرست ما هذا لفظه : محمّد بن العباس ثقة ثقة في أصحابنا ، عين سديد ، له كتاب المقنع في الفقه ، وكتاب الدواجن ، كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت : ، وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله (١). رواية علي بن موسى بن طاووس ، عن فخار بن معد العلوي وغيره ، عن شاذان بن جبرئيل ، عن رجاله.

ومنه قوله عزّ وجلّ ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) (٢).

[ ٥٣١ / ٢٤ ] حدّثنا علي بن عبدالله بن أسد ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد ، قال : حدّثنا أحمد بن معمّر الأسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن فضل ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله جلّ وعزّ ( إنّ نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) قال : هذه نزلت فينا وفي بني اُميّة ، تكون لنا عليهم دولة ،

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٧٩ / ١٠٣٠.

٢ ـ الشعراء ٢٦ : ٤.


فتذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة ، وهوان بعد عزّ (١).

[ ٥٣٢ / ٢٥ ] حدّثنا أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن ، حدّثنا أبي ، حدّثنا حصين بن مخارق (٢) ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر 7 في قوله تعالى ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية ) (٣) قال 7 : « النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه » (٤).

[ ٥٣٣ / ٢٦ ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 قال : سألته عن قوله الله عزّ وجلّ ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) (٥) قال : « تخضع لها رقاب بني اُميّة ، قال : ذلك بارز عند زوال الشمس ، قال : وذاك علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، يبرز عند زوال الشمس على رؤوس الناس ساعة حتى يبرز وجهه ، ويعرف الناس حسبه ونسبه.

__________________

١ ـ تأويل الآيات ١ : ٣٨٦ / ١ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ١٠٩ / ١ وعن الكنز في البحار ٥٢ : ٢٨٤ / ١٢ ، وتفسير البرهان ٤ : ١٦٨ / ٧.

٢ ـ حصين بن المخارق : ابن عبدالرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي ، وحبشي له صحبة مع النبي 9. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7 بهذا الاسم ، ومن أصحاب الإمام الكاظم 7 باسم : الحسين بن مخارق.

رجال النجاشي : ١٤٥ / ٣٧٦ ، رجال الشيخ : ١٧٨ / ٢٢٣ و ٣٤٨ / ٢٣.

٣ ـ الشعراء ٢٦ : ٤.

٤ ـ نقله البحراني عن كتاب الرجعة لبعض السادة المعاصرين في تفسير البرهان ٤ : ١٦٩ / ١١.

٥ ـ الشعراء ٢٦ : ٤.


ثمّ قال : أما إنّ بني اُميّة ليختبينّ الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول : هذا رجل من بني اُميّة فاقتلوه » (١).

[ ٥٣٤ / ٢٧ ] حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد الزيّات ، قال : حدّثنا محمّد ـ يعني ابن الجنيد ـ ، قال : حدّثنا مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على علي 7 يوماً ، فقال : « أنا دابة الأرض » (٢).

[ ٥٣٥ / ٢٨ ] حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي (٣) ، حدّثنا خالد بن مخلّد ، حدّثنا عبدالكريم بن يعقوب الجعفي ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب 7 ، فقال : « ألا اُحدّثك ثلاثاً قبل أن يدخل عليّ وعليك داخل؟ قلت : بلى ، قال : « أنا عبدالله ، وأنا دابّة الأرض ، صدقها وعدلها ، وأخو نبيّها ، أنا عبدالله ، ألا اُخبرك بأنف المهدي وعينيه؟ » قال : قلت : نعم ، فضرب بيده إلى صدره فقال : « أنا » (٤).

[ ٥٣٦ / ٢٩ ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن القاشي ، حدّثنا علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن أبي

__________________

١ ـ تأويل الآيات ١ : ٣٨٦ / ٣ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٩ / ٢ ، والبحراني في تفسير البرهان ٤ : ١٦٩ / ١٢ ، عن كتاب الرجعة لبعض المعاصرين.

٢ ـ تأويل الآيات ١ : ٤٠٣ / ٧ ، وعنه في الايقاظ من الهجعة : ٣٨١ / ١٤٩ ، وتفسير البرهان ٤ : ٢٢٩ / ٦ ، والبحار ٥٣ : ١٠٠ / ١٢٠.

٣ ـ في نسخة « ض » : الرشيدي.

٤ ـ تأويل الآيات ١ : ٤٠٤ / ٨ ، وعنه في تفسير البرهان ٤ : ٢٢٩ / ٧ ، والإيقاظ من الهجعة : ٣٨٣ / ١٥٢ ، والبحار ٥٣ : ١١٠ / ٤.


داود ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على عليّ 7 ، فقال : « اُحدّثك بسبعة أحاديث إلاّ أن يدخل علينا داخل » قال : قلت افعل جعلت فداك ، قال : « أتعرف أنف المهدي وعينه؟ » قال : قلت : أنت يا أمير المؤمنين ، قال : « وحاجبا (١) الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان » قال : قلت : أظنّ والله يا أمير المؤمنين أنّهما فلان وفلان ، فقال : « الدابّة وما الدابة ، عدلها وصدقها ، وموقع بعثها ، والله مهلك من ظلمها » وذكر الحديث (٢).

[ ٥٣٧ / ٣٠ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثني علي بن الحسن السلمي (٣) ، حدّثنا أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن يعقوب ـ يعني ابن شعيب ـ عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، قال : أتى رجل أمير المؤمنين 7 ، فقال : حدّثني عن الدابّة ، قال : « وما تريد منها؟ » قال : أحببت أن أعلم علمها ، قال : « هي دابّة مؤمنة ، تقرأ القرآن ، وتؤمن بالرحمن ، وتأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق » (٤).

[ ٥٣٨ / ٣١ ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، وذكر مثله ، وزاد في آخره : قال : من هو يا أمير المؤمنين؟ قال : « هو عليّ ثكلتك اُمّك » (٥).

[ ٥٣٩ / ٣٢ ] حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، حدّثنا أبي ، أخبرنا عبدالله بن

__________________

١ ـ في نسخة « س » : وصاحب.

٢ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٠ / ٥ ، وانظر تأويل الآيات ١ : ٤٠٥ / ١ من هامش الصفحة.

٣ ـ في المختصر المطبوع ص ٢٠٧ : الحسن السلمي ، وما في المتن من نسختي « س و ض » وهو الموافق لطبقات الرواة. انظر ما قبله وما بعده من الرواة في المعاجم الرجالية.

٤ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٠ / ٦ ، وانظر تأويل الآيات ١ : ٤٠٥ / ٢ من هامش الصفحة.

٥ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١١ / ٧ ، وانظر تأويل الآيات ١ : ٤٠٦ / ٣ ، من هامش الصفحة.


الزبير القرشي ، حدّثني يعقوب بن شعيب ، قال : حدّثني عمران بن ميثم أنّ عباية حدّثه أنّه كان عند أمير المؤمنين 7 ( خامس خمسة وهو أصغرهم يومئذ ، فسمع أمير المؤمنين 7 ) (١) يقول : « حدّثني أخي أنّه ختم ألف نبيّ ، وإنّي ختمت ألف وصي ، وإنّي كُلّفت ما لم يكلّفوا.

وإنّي لأعلم ألف كلمة ، ما يعلمها غيري وغير محمّد 9 ، ما منها كلمة إلاّ مفتاح ألف باب بعد ، ما تعلمون منها كلمة واحدة ، غير أنّكم تقرؤن منها آية واحدة في القرآن ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) (٢) وما تدرونها من! » (٣).

[ ٥٤٠ / ٣٣ ] حدّثنا أحمد بن ادريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدّثنا أحمد بن مستنير ، حدّثني جعفر بن عثمان ـ وهو عمّه ـ قال : حدّثني صباح المزني ومحمّد بن كثير بن بشير بن عميرة الأزدي قالا : حدّثنا عمران بن ميثم ، حدّثني عباية بن ربعي ، قال : كنت جالساً عند

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع والبحار ٥٣ ونسخة « س ».

٢ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٣ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١١ / ٨ ، وانظر تأويل الآيات ١ : ٤٠٦ / ٤ من هامش الصفحة. والبحراني في تفسير البرهان ٤ : ٢٢٩ / ١٠ ، عن كتاب الرجعة للسيد المعاصر.

وأورده باختلاف يسير الصفّار في بصائر الدرجات : ٣١٠ / ٧ ، والنعماني في الغيبة : ٢٥٨ / ١٧ ، بزيادة في ذيل الحديث.

ونقله المجلسي في البحار ٢٦ : ٣١٧ / ٨٤ ، عن كتاب تفضيل الأئمة على الانبياء : للمصنّف.


أمير المؤمنين 7 خامس خمسة وذكر نحوه (١).

[ ٥٤١ / ٣٤ ] حدّثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ، حدّثنا عبدالله بن أيوب المخزومي ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، حدّثنا أبو حريز ، عن علي بن زيد بن جذعان ، عن أوس بن خالد (٢) ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله 9 : « تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى 7 ، وخاتم سليمان 7 ، تجلو وجه المؤمن بعصا موسى 7 ، وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان 7 » (٣).

[ ٥٤٢ / ٣٥ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن الفقيه ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، حدّثنا الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخلت على أمير المؤمنين 7 وهو يأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين قال الله عزّ وجلّ ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (٤)

__________________

١ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١١ / ٩ ، وانظر تأويل الآيات ١ : ٤٠٦ / ٥ من هامش الصفحة.

٢ ـ في المختصر المطبوع ص ٢٠٨ ونسخه الثلاثة والمصادر الشيعية التي نقلت عنه : خالد بن أوس ، وما أثبتناه من كتب التراجم ومصادر أهل العامّة المذكورة أدناه والتي أوردت الحديث.

اُنظر ميزان الاعتدال ١ : ٢٧٧ / ١٠٤٤ ، تهذيب التهذيب ١ : ٣٣٤ / ٦٩٩.

٣ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١١ / ١٠ ، وانظر تأويل الآيات ١ : ٤٠٦ / ٦ من هامش الصفحة ، والبحراني في تفسير البرهان ٤ : ٢٣٠ / ١١ ، عن كتاب الرجعة للسيد المعاصر. وأورده باختلاف وزيادة أبو داود الطيالسي في مسنده : ٣٣٤ / ٢٥٦٤ ، وابن حنبل في المسند ٢ : ٥٧٢ / ٧٨٧٧ ، والحاكم في المستدرك ٤ : ٤٨٥ ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم ٣ : ٣٨٧.

٤ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.


فما هذه الدابّة؟ قال : « هي دابّة تأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً » (١).

[ ٥٤٣ / ٣٦ ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس بن عبدالرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن الفضل بن الزبير ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال لي معاوية : يا معشر الشيعة تزعمون أنّ عليّاً دابّة الأرض ، فقلت : نحن نقول واليهود تقوله ، فأرسل إلى رأس الجالوت ، فقال : ويحك تجدون دابّة الأرض عندكم ، فقال : نعم ، فقال : ما هي؟ فقال : رجل ، فقال : أتدري ما اسمه؟ قال : نعم ، اسمه إليا ، قال : فالتفت إليّ ، فقال : ويحك ـ يا أصبغ ـ ما أقرب إليا من عليّا (٢).

[ ٥٤٤ / ٣٧ ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر 7 : « أي شيء تقول الناس في هذه الآية ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (٣) فقال : « هو أمير المؤمنين 7 » (٤).

[ ٥٤٥ / ٣٨ ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، حدّثنا علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن سيّابة ويعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : حدّثني ، قال : فقال لي : « أما سمعت الحديث من أبيك؟ » قلت : لا ، كنت صغيراً ، قال : قلت فأقول : فإن أصبت ،

__________________

١ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٢ / ١١ ، تأويل الآيات ١ : ٤٠٤ / ٩ ، وعنه في البحار ٣٩ : ٢٤٣ / قطعة من حديث ٣٢.

٢ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٢ / ١٢ ، وتأويل الآيات ١ : ٤٠٤ / ١٠ ، وتفسير البرهان ٤ : ٢٢٩ / ٩ و ٢٣٠ / ١٣ ، والإيقاظ من الهجعة : ٣٨٤ / ١٥٧.

٣ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٤ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٢ / ١٣.


قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : « ما أشدّ شرطك » قال : قلت : فأقول : فإن أصبت سكت ، وإن أخطأت رددتني ، قال : « هذا أهون عليّ » قلت : تزعم أنّ علياً 7 دابّة الأرض ، قال : « هه » (١) وذكر الحديث (٢).

[ ٥٤٦ / ٣٩ ] حدّثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسين بن بشّار ، قال : سألت أبا الحسن الرضا 7 عن الدابّة؟ قال : « أمير المؤمنين صلوات الله عليه الدابّة » (٣).

[ ٥٤٧ / ٤٠ ] حدّثنا أحمد بن ادريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن المفضّل بن صالح (٤) ، عن جابر ، عن مالك بن حمزة الرواسي ، قال : سمعت أبا ذر يقول : علي 7 دابّة الأرض (٥).

[ ٥٤٨ / ٤١ ] حدّثنا حميد بن زياد ، حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك ، حدّثنا عيسى بن هشام (٦) ، عن أبان ، عن عبدالرحمن بن سيّابة ، عن صالح بن ميثم (٧) ، عن

__________________

١ ـ في نسخة « س » : هي هو. وكلاهما لم يرد في البحار.

٢ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٢ / ١٤ ، وتفسير البرهان ٤ : ٢٩١ / ٤.

٣ ـ وعنه في تأويل الآيات ١ : ٤٠٧ / ٩ ـ هامش الصفحة.

٤ ـ المفضّل بن صالح : يكنى أبا جميلة ، مولى بني أسد ، كان نخّاساً يبيع الرقيق ، وقيل كان حدّاداً ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق 7. مات في حياة الإمام الرضا 7 رجال البرقي : ٣٤ ، رجال الطوسي : ٣١٥ / ٥٦٥.

٥ ـ وعنه في تأويل الآيات ١ : ٤٠٧ / ١٠ ـ هامش الصفحة.

٦ ـ في التأويل والبرهان : عبيس بن هشام.

٧ ـ صالح بن ميثم : الكوفي الأسدي ، مولاهم تابعي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام


أبي جعفر 7 قال : قلت له : حدّثني ، قال : « أليس قد سمعت من أبيك؟ » قلت : هلك أبي وأنا صبيّ ، قال : قلت : فأقول فإن أصبت ، قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : « ما أشدّ شرطك » قال ، قلت : فأقول : فإن أصبت سكتّ ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : « هذا أهون » قال : قلت : فإنّي أزعم أنّ عليّاً 7 دابّة الأرض ، قال : فسكتّ.

قال : فقال أبو جعفر 7 : « وأراك والله ستقول أنّ عليّاً راجع إلينا وقرأ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (١) » قال : قلت : والله لقد جعلتها فيما اُريد أن أسألك عنها فنسيتها.

فقال أبو جعفر 7 : « أفلا اُخبرك بما هو أعظم من هذا ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس بشيراً ونذيراً ) (٢) لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله 9 » وأشار بيده إلى آفاق الأرض (٣).

[ ٥٤٩ / ٤٢ ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبدالحميد (٤) ، عن أبان الأحمر ، رفعه إلى أبي جعفر 7 في قول الله

__________________

الباقر والصادق 7 وقد روى عنهما 8. رجال البرقي : ١٥ و ١٦ ، رجال الطوسي : ١٢٦ / ٢ و ١٢٨ / ٢.

١ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٢ ـ سبأ ٣٤ : ٢٨.

٣ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٣ / ١٥ ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٤٢٣ / ٢٠ ، وعنه في تفسير البرهان ٤ : ٢٩٢ / ٧.

٤ ـ إبراهيم بن عبدالحميد : الأسدي الكوفي ، مولاهم ، ثقة ، له أصل ، روى عن أبي عبدالله 7 ،


عزّ وجلّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (١).

فقال أبو جعفر 7 : « ما أحسب نبيّكم 9 إلاّ سيطّلع عليكم اطّلاعة » (٢).

[ ٥٥٠ / ٤٣ ] حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، حدّثنا الحسن بن علي بن مروان ، حدّثنا سعيد بن عمّار (٣) ، عن أبي مروان ، قال : سألت أبا عبدالله 7 عن قول الله جلّ وعزّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٤) قال : فقال لي : « لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله 9 وعليّ 7 بالثوية ، فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجداً له اثنا عشر ألف باب » يعني موضعاً بالكوفة (٥).

[ ٥٥١ / ٤٤ ] حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن أبي مريم الأنصاري ، قال : سألت أبا عبدالله 7 وذكر مثله (٦).

__________________

وقد أدرك الإمام الرضا 7 ولم يسمع منه.

عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا :.

انظر رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٧ ، رجال البرقي : ٢٧ و ٤٨ و ٥٣ ، رجال الطوسي : ١٤٦ / ٧٨ و ٣٤٢ / ٤ و ٣٦٦ / ١.

١ و ٤ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٢ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٣ / ١٦.

٣ ـ في التأويل : سعيد بن عمر.

٥ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٣ / ١٧ ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٤٢٤ / ٢١ ، وعنه في تفسير البرهان ٤ : ٢٩٢ / ٨ ، والايقاظ من الهجعة : ٣٨٦ / ١٦٢.

٦ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٤ / ذيل ح ١٧ ، والايقاظ من الهجعة : ٣٨٦ / ذيل حديث ١٦٢.


قوله عزّ وجلّ ( ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) (١).

[ ٥٥٢ / ٤٥ ] حدّثنا الحسين بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس ، عن مفضّل بن صالح ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله 7 قال : « ( العذاب الأدنى ) دابّة الأرض » (٢).

[ ٥٥٣ / ٤٦ ] حدّثنا هاشم بن خلف أبو محمّد الدوري ، حدّثنا إبراهيم بن اسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي 9 أنّه قال في خطبة خطبها في حجّة الوداع : « لأقتلنّ العمالقة في كتيبة ، فقال له جبرئيل 7 : أو علي؟ قال : أو علي بن أبي طالب 7 » (٣).

[ ٥٥٤ / ٤٧ ] ومنه أيضاً حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن إسماعيل (٤) ، عن علي بن خالد العاقولي ، عن عبدالكريم بن عمرو

__________________

١ ـ السجدة ٣٢ : ٢١.

٢ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٤ / ذيل حديث ١٨ ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات ٢ : ٤٤٤ / ٧ ، وعنه في تفسير البرهان ٤ : ٤٠١ / ٤.

وقد ورد في نسخة « ض » زيادة حديث لم ترد في المطبوع ولا في بقية النسخ ، ولم أعثر عليه في المصادر.

حدّثنا الحسين ، حدّثنا محمّد ، حدّثنا يونس ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله 7 قال : « ( العذاب الأدنى ) دابّة الأرض ».

٣ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٤ / ١٩ ، وأورده الحاكم في المستدرك ٣ : ١٢٦ ، والطبراني في المعجم الكبير ١١ : ٧٤ / ١١٠٨٨ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٦ : ٢٣٢ ، باختلاف يسير.

٤ ـ في المصادر : القاسم بن إسماعيل.


الخثعمي ، عن سليمان بن خالد ، قال : قال أبو عبدالله 7 في قوله تعالى ( يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة ) (١) قال : « ( الراجفة ) الحسين بن علي 7 ، و ( الرادفة ) علي بن أبي طالب 7 ، وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي 7 في خمسة وسبعين ألفاً وهو قوله جلّ وعزّ ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) (٢) » (٣).

[ ٥٥٥ / ٤٨ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عمّن ذكره ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن جعفر بن محمّد ، عن كرام ، قال : قال أبو عبدالله 7 : « لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام 7 ».

وقال : « إنّ آخر من يموت الإمام 7 ، لئلاّ يحتجّ أحد على الله عزّ وجلّ أنّه تركه بغير حجّة عليه » (٤).

المراد بالإمام هنا ـ الذي هو آخر من يموت ـ الجنس ، لأنّ الحجّة تقوم على الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه 9 ، على ما ورد عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدّم : من أنّ الحسين بن علي 7 هو الذي يغسّل المهدي 7 ، ويحكم بعده في الدنيا ما شاء الله.

ويجب على من يقرّ لآل محمّد 9 بالإمامة وفرض الطاعة ، أن يسلّم إليهم

__________________

١ ـ النازعات ٧٩ : ٦ ـ ٧.

٢ ـ المؤمن ٤٠ : ٥١ ـ ٥٢.

٣ ـ أورده الاسترآبادي في تأويل الآيات ٢ : ٧٦٢ / ١ ، وفرات الكوفي في تفسيره : ٥٣٧ / ٦٨٩ ، وعن التأويل في تفسير البرهان ٥ : ٥٧٥ / ٣ ، والبحار ٥٣ : ١٠٦ / ١٣٤.

٤ ـ الكافي ١ : ١٨٠ / ٣ ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : ١٩٦ / ٦.


فيما يقولون ، ولا يردّ شيئاً من حديثهم المروي عنهم ، إذا لم يخالف الكتاب والسنّة المتفق عليهما ، ورجعتهم صلوات الله عليهم جاءت في الكتاب والسنة لا ريب فيها ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين.

[ ٥٥٦ / ٤٩ ] محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن علي بن أحمد بن موسى الدقّاق ، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه (٢) ، عن أبي بصير ، قال : قلت للصادق 7 : يابن رسول الله سمعت من أبيك 7 أنّه قال « يكون بعد القائم 7 اثنا عشر اماماً » فقال : « قد قال : إثنا عشر مهدياً ، ولم يقل : اثنا عشر إماماً ، ولكنّهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقّنا » (٣).

إعلم هداك الله بهداه أنّ علم آل محمّد صلوات الله عليهم ليس فيه اختلاف ، بل بعضه يصدّق (١) بعضاً ، وقد روينا أحاديثاً عنهم صلوات الله عليهم جمّة في رجعة الأئمّة الاثني عشر ، فكأنّه 7 عرف من السائل الضعف عن احتمال هذا العلم الخاص ، الذي خصّ الله سبحانه من شاء من خاصّته ، وتكرّم به على من أراد من بريّته ، كما قال سبحانه ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) (٢) فأوّله بتأويل حسن بحيث لا يصعب عليه فينكر قلبه فيكفر.

__________________

١ ـ عن أبيه ، لم يرد في كمال الدين.

٢ ـ كمال الدين : ٣٥٨ / ٥٦ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١١٥ / ٢١ ، وعن الكمال في ص ١٤٥ / ١.

٣ ـ في نسخة « س » : يفسّر ويصدّق.

٤ ـ الجمعة ٦٢ : ٤.


فقد روي في الحديث عنهم : : « ما كلّ ما يعلم يقال ، ولا كلّ ما يقال حان وقته ، ولا كلّ ما حان وقته حضر أهله » (١).

وروي أيضاً : « لا تقولوا الجبت والطاغوت ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا قد كنتم تقولون ، قولوا : الآن لا نقول » (٢).

وهذا من باب التقية التي تعبّد الله بها عباده في زمن الأوصياء.

[ ٥٥٧ / ٥٠ ] من كتاب البشارة للسيّد رضي الدين علي بن طاووس 1 وجدت في كتاب تاليف جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي باسناده إلى حمران بن أعين قال : عمر الدنيا مائة ألف سنة ، لسائر الناس عشرون ألف سنة ، وثمانون ألف سنة لآل محمّد عليه وعليهم السلام (٣).

( قال السيّد رضي الدين ; : واعتقد أنني وجدت في كتاب طاهر (٤) بن عبدالله أبسط من هذه الرواية ) (٥).

[ ٥٥٨ / ٥١ ] ومن كتاب الغيبة لمحمّد بن إبراهيم النعماني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان (٦) ، قال : حدّثنا يوسف بن

__________________

١ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٥.

٢ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١١٥.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ في نسخة « ض » : ظهير.

٥ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٦ ـ يحيى بن زكريا بن شيبان : أبو عبدالله الكندي العلاّف الشيخ الثقة الصدوق ، لا يطعن عليه ، وذكره ابن داود في القسم الأول من كتابه وهو قسم الممدوحين.

رجال النجاشي : ٤٤٢ / ١١٩ ، رجال ابن داود : ٢٠٣ / ١٧٠٢.


كليب ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي 7 يقول : « لو قد خرج قائم آل محمّد عليه وعليهم السلام لنصره الله بالملائكة المسوّمين والمردفين ، والمنزلين والكرّوبين ، يكون جبرئيل 7 أمامه ، وميكائيل 7 عن يمينه ، واسرافيل 7 عن يساره ، والرعب ـ مسيرة شهر ـ أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، والملائكة المقرّبون حذاءه (١) ، أول من يبايعه (٢) محمّد رسول الله 9 ، وعلي صلوات الله عليه الثاني ، معه سيف مخترط (٣) يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه (٤) والخزر.

يا أبا حمزة لا يقوم القائم 7 إلاّ على خوف شديد ، وزلازل ، وفتنة ، وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتّت في دينهم ، وتغيّر في حالهم ، حتى يتمنّى المتمنّي الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يرى ؛ من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً.

وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط ، فياطوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كلّ الويل لمن ناواه وخالف أمره وكان من أعدائه.

ثمّ قال : يقوم بأمر جديد (٥) ، وسنّة جديدة ، وقضاء (٦) جديد ، على العرب

__________________

١ ـ في نسخة « س » : حدّاثه.

وحذاء الشي : إزاؤه. الصحاح ٦ : ٢٣١١ ـ حذا.

٢ ـ في نسخة « ض » : يشايعه ، وفي المصدر يتبعه.

٣ ـ في نسخة « ض » : مخضرة.

٤ ـ في نسخة « ق » : وكابل وساوه.

٥ ـ في نسختي « س و ض » زيادة : وكتاب جديد.

٦ ـ في نسختي « س و ض » : وقتال.


شديد ، ليس شأنه إلاّ القتل ، لا يستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم » (١).

[ ٥٥٩ / ٥٢ ] من كتاب علل الشرائع للصدوق محمّد بن علي ; : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم عمّه ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمّد بن سليمان ، عن داود بن النعمان (٢) ، عن عبدالرحيم القصير ، قال قال لي أبو جعفر 7 : « أما لو قد قام قائمنا لقد رُدّت إليه الحميراء ، حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم ( لابنة محمّد ) (٣) فاطمة 3 منها » قلت : جعلت فداك وَلِمَ يجلدها الحد؟ قال : « لفريتها على اُمّ إبراهيم » قلت : فكيف أخّره الله للقائم صلوات الله عليه؟ فقال : « لأنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً 9 رحمة للعالمين ويبعث القائم 7 نقمة (٤) » (٥).

[ ٥٦٠ / ٥٣ ] ومن كتاب الغيبة للنعماني : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن

__________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ٢٣٤ / ٢٢ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٣٤٨ / ٩٩.

٢ ـ داود بن النعمان : مولى بني هاشم ، أخو علي بن النعمان ، روى عن أبي الحسن موسى 7 وقيل : أبي عبدالله 7 ، ووصفه الشيخ بالانباري ، وقال الكشي : قال حمدويه عن أشياخه قالوا : داود بن النعمان خيّر فاضل ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والرضا 8.

رجال النجاشي : ١٥٩ / ٤١٩ ، رجال الكشي : ٦١٢ / ١١٤١ ، رجال الطوسي : ١٩١ / ٢٣ و ٣٧٥ / ٣.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : لاُمّه.

٤ ـ المراد من قوله 7 : « نقمة » أي ينتقم من كلّ ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، ومن كلّ قاتل لهم ، فمن ألقابه روحي فداه « المنتقم » وإلاّ فهو رحمة للموالين والمحبّين له ولآبائه ، والمتبرئين من أعدائه وأعداء آبائه :.

٥ ـ علل الشرائع : ٥٧٩ / ١٠ ، وعنه في البحار ٥١ : ٣١٤ / ٩.


عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبدالملك الزيّات ومحمّد بن أحمد بن الحسين (١) القطواني ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي 7 يقول : « والله (٢) ليملكنّ رجل منّا أهل البيت ثلاثمائة سنة وتزداد تسعاً » قال : قلت له : متى يكون ذلك؟ فقال : « بعد موت القائم صلوات الله عليه » فقلت : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت؟ فقال : تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته » (٣).

[ ٥٦١ / ٥٤ ] ومنه أيضاً : أخبرنا محمّد بن همام ، قال : حدّثنا أحمد بن ما بنداذ (٤) وعبدالله بن جعفر الحميري ، قالا : حدّثنا أحمد بن هلال ، قال : حدّثني الحسن بن محبوب الزرّاد ، قال : قال لي الرضا 7 : « يا حسن إنّه ستكون فتنة صمّاء صيلم ، يذهب فيها كلّ وليجة وبطانة ـ وفي رواية : يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة ـ وذلك عند فقدان الشيعة ( الرابع من ولدي ) (٥) ، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء ، كم من

__________________

١ ـ في المصدر : الحسن ، وما في البحار عنه مطابق للمتن.

٢ ـ لم يرد لفظ الجلالة في نسخة « س » والمختصر المطبوع.

٣ ـ الغيبة للنعماني : ٣٣١ / ٣ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٢٩٨ / ٦١ ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٢٥٧ صدر الحديث.

٤ ـ في نسخة « س » : بندار ، وفي « ض » : بنداذ.

٥ ـ في المختصر المطبوع ص ٢١٤ ، ونسخة « ض » والمصدر : الثالث من ولدي.

وفي نسخة « ق » : الثاني عشر من الأئمّة ، وما في المتن مثبت من نسخة « س » ، وعلى هذا يكون هو الرابع من ولد الإمام الرضا عليه السلام ، والذي يدلّ على صحة ما أثبتناه في المتن هنا وفي الحديث المتقدّم برقم ١٠٨ ، هو ما في نسخة « ق » وتتمّة الحديث حيث يقول عليه السلام :


مؤمن ومؤمنة متأسّف متلهّف حيران حزين لفقده » ثمّ أطرق ، ثمّ رفع رأسه وقال : « بأبي واُميّ سميّ جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران 7 ، عليه جلابيب النور تتوقّد من شعاع ضياء القدس.

كأنّي بهم آيس (١) ما كانوا ، قد نودوا نداءً يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب ، يكون رحمة على المؤمنين ، وعذاباً على الكافرين ».

قلت : بأبي واُمّي أنت ما ذلك النداء؟ قال : ثلاثة أصوات في رجب :

أولها : ألا لعنة الله على الظالمين.

والثاني : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

والثالث : يرون بدناً (٢) بارزاً مع قرن الشمس ، ( ينادي ألا إنّ الله قد بعث فلاناً (٣) على هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ، ويشفي الله صدورهم ، ويذهب غيظ قلوبهم » (٤).

قوله 7 : « يرون بدناً بارزاً مع قرن الشمس » ) (٥) قد مضى فيما تقدّم من الروايات أنّ مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه الذي يراه الخلق بارزاً مع الشمس في غير حديث ، والحمد لله على هداه وما بكم من نعمة فمن الله.

__________________

« بأبي واُميّ سميّ جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران » وهذه الصفات لا تنطبق إلاّ على الإمام المنتظر الغائب عجّل الله فرجه.

١ ـ في نسخة « س » : آنس.

٢ ـ في المصدر : يداً.

٣ ـ في نسخة « ق » : فلان بن فلان.

٤ ـ الغيبة للنعماني : ١٨٠ / ٢٨ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٢٩٠ / ذيل ح ٢٨. وتقدم برقم ١٠٨.

٥ ـ ما بين القوسين سقط من المختصر المطبوع.


تتمّة

ما تقدّم من أحاديث الذرّ *

[ ٥٦٢ / ١ ] من كتاب علل الشرائع تأليف محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ; ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن الحسين بن أبي العلاء (١) ، عن حبيب ، قال : حدّثني الثقة عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم أظلّة قبل الميلاد ، فما تعارف من الأرواح إئتلف ، وما تناكر منها اختلف » (٢).

[ ٥٦٣ / ٢ ] وبهذا الإسناد : عن حبيب ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : « ما تقولون في الأرواح أنّها جنود مجنّدة ، فما تعارف منها إئتلف ، وما تناكر منها اختلف؟ » قال : فقلت. إنّا لنقول ذلك.

قال : « فإنّه كذلك ، إنّ الله عزّ وجلّ أخذ من العباد ميثاقهم وهم أظلّة قبل

__________________

* ـ تقدّمت أحاديث الذر برقم حديث ٤٣٩ ـ ٥٠٧.

١ ـ الحسين بن أبي العلاء : الخفّاف أبو علي ، مولى بني أسد ، وقال أحمد بن الحسين : هو مولى بني عامر وأخواه علي وعبدالحميد روى الجميع عن أبي عبدالله 7 ، وكان الحسين أوجههم.

عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق 8.

رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٧ ، رجال البرقي : ١٥ و ٢٦ ، رجال الطوسي : ١١٥ / ١٨ و ١٦٩ / ٥٩.

٢ ـ علل الشرائع : ٨٤ / ١ ـ باب ٧٩ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤١ / ٢٥ و ٦١ : ١٣٩ / ١٨.


الميلاد وهو قوله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ) (١) إلى آخر الآية.

قال : فمن أقرّ له يومئذ جاءت إلفته هاهنا ، ومن أنكره يومئذ جاء خلافه هاهنا » (٢).

[ ٥٦٤ / ٣ ] ومنه : أبي ; قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن أبي عبدالله 7 ، قال : كنّا عنده فذكر رجلاً من أصحابنا ، فقلنا : فيه حدّة ، فقال : « من علامة المؤمن أن تكون فيه حدّة » قال : فقلنا له : إنّ عامّة من أصحابنا فيهم حدّة ، فقال 7 : « إنّ الله تبارك وتعالى في وقت ماذرأهم أمر أصحاب اليمين ـ وهم أنتم ـ أن يدخلوا النار ، فدخلوها فأصابهم وهجها ، فالحدّة من ذلك الوهج.

وأمر أصحاب الشمال ـ وهم مخالفوكم ـ أن يدخلوا النار فلم يدخلوها ، فمن ثمّ لهم سمت ولهم وقار » (٣).

[ ٥٦٥ / ٤ ] ومنه : أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ابن بكير (٤) ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر 7 عن قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألستُ بربّكم قالوا بلى ) (٥) قال 7 : « ثبتت المعرفة ونسوا الموقف

__________________

١ و ٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٢ ـ علل الشرائع : ٨٤ / ٢ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤١ / ٢٦ و ٦١ : ١٣٩ / ١٩.

٣ ـ علل الشرائع : ٨٥ / ١ ـ باب ٨٠ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤١ / ٢٧.

٤ ـ في نسخة « س » : عن بكير.


وسيذكرونه يوماً ، ولولا ذلك لم يدر أحدٌ مَن خالقه ولا مَن رازقه » (١).

[ ٥٦٦ / ٥ ] ومنه : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن داود الرقّي ، عن أبي عبدالله 7 قال : « لمّا أراد الله أن يخلق الخلق خلقهم ونشرهم (٢) بين يديه ، ثمّ قال لهم : من ربّكم ، فأوّل من نطق رسول الله 9 وأمير المؤمنين 7 والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين ، فقالوا : أنت ربّنا ، فحمّلهم العلم والدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة ديني وعلمي ، واُمنائي في خلقي ، وهم المسؤلون.

ثمّ قيل لبني آدم أقرّوا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية ، فقالوا : نعم ربّنا أقررنا ، فقال الله جلّ جلاله للملائكة : اشهدوا ، فقالت الملائكة : شهدنا على أن لا يقولوا غداً ( إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (٣) أو يقولوا ( إنّما أشرك آباؤنا من قبل وكنّا ذرّية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) (٤) يا داود ولايتنا (٥) مؤكدة عليهم في الميثاق » (٦).

[ ٥٦٧ / ٦ ] ومنه : أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن

__________________

١ ـ علل الشرائع : ١١٧ / ١ ـ باب ٩٧ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤٣ / ٣٢.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : ونثرهم.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٧٣.

٥ ـ في العلل : الأنبياء.

٦ ـ علل الشرائع : ١١٨ / ٢ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤٤ / ٣٣.


محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمّد الجعفي (١) وعقبة جميعاً عن أبي جعفر 7 ، قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق ، فخلق من أحبّ ممّا أحبّ ، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنّة ، وخلق من أبغض ممّا أبغض ، وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ، ثمّ بعثهم في الظلال » فقلت : وأي شيء الظلال؟ فقال : « ألم تر إلى ظلّك في الشمس شيء وليس بشيء؟

ثمّ بعث فيهم النبيّين فدعوهم إلى الإقرار بالله ، وهو قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله ) (٢) ثمّ دعوهم إلى الإقرار بالنبيّين فأنكر بعض وأقرّ بعض ، ثمّ دعوهم إلى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحب ، وأنكرها من أبغض ، وهو قوله عزّ وجلّ ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل ) (٣) ثمّ قال أبو جعفر 7 : كان التكذيب ثمّ » (٤).

[ ٥٦٨ / ٧ ] ومنه : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا أبو العباس القطّان ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا عبدالله بن زاهر ، قال : حدّثني أبي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق 7 : لِمَ صار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7

__________________

١ ـ عبدالله بن محمّد الجعفي : عدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق : ، واقتصر البرقي على الإمام الباقر 7.

رجال الطوسي : ٩٨ / ٣٠ و ١٢٧ / ٨ و ٢٢٥ / ٤٤ ، رجال البرقي : ١٠.

٢ ـ الزخرف ٤٣ : ٨٧.

٣ ـ يونس ١٠ : ٧٤.

٤ ـ علل الشرائع : ١١٨ / ٢ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤٤ / ٣٤ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٨٠ / ١. وثَمَّ بمعنى هناك في عالم الذر.


قسيم الجنّة والنار؟ قال : « لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان ، وخلقت النار لأهل الكفر ، فهو 7 قسيم الجنّة والنار لهذه العلّة ، فالجنّة لا يدخلها إلاّ أهل محبّته ، والنار لا يدخلها إلاّ أهل بغضه ».

قال المفضّل : فقلت : يابن رسول الله فالأنبياء والأوصياء كانوا يحبّونه ، وأعداؤهم كانوا يبغضونه؟ فقال : « نعم » فقلت : فكيف ذاك؟ قال : « أما علمت أنّ النبي 9 قال يوم خيبر : لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، ما يرجع حتى يفتح الله على يديه ، فدفع الراية إلى عليّ 7 ففتح الله عزّوجل على يديه؟ » قلت : بلى.

قال : « أما علمت أنّ رسول الله 9 لمّا اُوتي بالطائر المشوي ، قال : اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ ، يأكل معي من هذا الطائر وعنى به عليّاً 7؟ » قلت : بلى.

قال : « فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم : رجلاً يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله؟ » فقلت له : لا ، قال : « فهل يجوز أن يكون المؤمنون من اُممهم لا يحبّون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائه :؟ » قلت : لا ، قال : « فقد ثبت أنّ جميع أنبياء الله ورُسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب 7 محبّين ، وثبت أنّ أعداءهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبّتهم مبغضين » قلت : نعم ، قال : « فلا يدخل الجنّة إلاّ من أحبّه من الأولين والآخرين ، ولا يدخل النار إلاّ من أبغضه من الأولين والآخرين ، فهو إذاً قسيم الجنّة والنار ».

قال المفضّل بن عمر : فقلت له : يابن رسول الله فرّجت عنّي فرّج الله عنك ، فزدني ممّا علّمك الله ، قال : « سل يا مفضّل » فقلت له : يابن رسول الله فعلي بن أبي طالب 7 يُدخل محبّه الجنّة ، ومبغضه النار أو رضوان ومالك؟ فقال : « يا مفضّل


أما علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث رسوله 9 ـ وهو روح ـ إلى الأنبياء : ـ وهم أرواح ـ قبل خلق الخلق بألفي عام؟ » قلت : بلى.

قال : « أما علمت أنّه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته ، واتّباع أمره ، ووعدهم الجنّة على ذلك ، وأوعد من خالف ممّا أجابوا إليه وأنكره النار؟ » قلت بلى.

قال : « أفليس النبي 9 ضامناً لما وعد وأوعد عن ربّه عزّوجلّ؟ » قلت : بلى.

قال : « أو ليس علي بن أبي طالب 7 خليفته وإمام اُمّته؟ » قلت : بلى.

قال : « أو ليس رضوان ومالك من جملة الملائكة المستغفرين لشيعته الناجين بمحبّته؟ » قلت : بلى.

قال : « فعلي بن أبي طالب 7 إذاً قسيم الجنّة والنار عن رسول الله 9 ، ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى.

يا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إلاّ إلى أهله » (١).

[ ٥٦٩ / ٨ ] ومنه : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ; ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، عن أبي جعفر 7 قال : « لمّا وُلدت فاطمة 3 أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملك فأنطق به لسان محمّد 9 وسمّاها فاطمة ، ثمّ قال : إنّي فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث.

__________________

١ ـ علل الشرائع : ١٦١ / ١ ، وعنه في البحار ٣٩ : ١٩٤ / ٥.


ثم قال جعفر 7 : والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق » (١).

[ ٥٧٠ / ٩ ] ومنه : أبي 2 ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان (٢) ، عن عبيدالله (٣) بن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله 7 قال : سألته لِمَ يُستلم الحجر؟ قال : « لأنّ مواثيق الخلائق فيه ».

وفي حديث آخر قال : « لأنّ الله عزّ وجلّ لمّا أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها ، فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة » (٤).

[ ٥٧١ / ١٠ ] ومنه : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد ; ، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن علي بن العبّاس ، عن القاسم بن الربيع الصحّاف ، عن محمّد بن سنان ، أنّ أبا الحسن علي بن موسى الرضا 7 كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : « علّة استلام الحجر ، إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أخذ مواثيق

__________________

١ ـ علل الشرائع : ١٧٩ / ٤ ، وعنه في البحار ٤٣ : ١٣ / ٩.

٢ ـ حمّاد بن عثمان : قال الشيخ : ثقة جليل القدر ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا :.

وقال الكشي عن حمدويه قال : سمعت أشياخي يذكرون : إنّ حمّاداً وجعفراً والحسين بني عثمان بن زياد الرواسي ، وحمّاد يلقّب بالناب ، وكلّهم فاضلون خيار ثقات. مات سنة تسعين ومائة بالكوفة.

فهرست الطوسي : ١١٥ / ٢٤٠ ، رجال البرقي : ٢١ و ٤٨ و ٥٣ ، رجال الطوسي : ١٧٣ / ١٣٩ و ٣٤٦ / ٢ و ٣٧١ / ١ ، رجال الكشي : ٣٧٢ / ٦٩٤.

٣ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع ص ٢١٨ : عبدالله.

٤ ـ علل الشرائع : ٤٢٣ / ١ ـ باب ١٦١ ، وعنه في البحار ٩٩ : ٢١٩ / ٤ و ٥.


بني آدم التقمه الحجر (١) فمن ثمّ كلّف الناس تعاهد ذلك الميثاق ، ومن ثمّ يقال عند الحجر : أمانتي أدّيتها ، وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة.

ومنه قول سلمان ; : ليجيئنّ الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس (٢) ، له لسان وشفتان ، يشهد لمن وافاه بالموافاة » (٣).

[ ٥٧٢ / ١١ ] ومنه : حدّثنا أبي 2 قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله 7 قال : « لمّا أمر الله عزّ وجلّ إبراهيم واسماعيل 8 ببناء البيت ، وتمّ بناءه ، أمره أن يصعد ركناً منه ثمّ ينادي في الناس : ألا هلمّ الحج هلمّ الحج ، فلو نادى هلمّوا إلى الحج ، لم يحج إلاّ من كان يومئذ إنسيّاً مخلوقاً ، ولكن نادى هلمّ الحج ، فلبّى الناس في أصلاب الرجال : لبّيك داعي الله ، لبّيك داعي الله ، فمن لبّى عشراً حجّ عشراً ، ومن لبّى خمساً حجّ خمساً ، ومن لبّى أكثر حجّ بعدد ذلك ، ومن لبّى واحداً حجّ واحداً ، ومن لم يلبّ لم يحج » (٤).

__________________

١ ـ في نسخة « س » زيادة : بأمر الله.

٢ ـ أبو قُبَيس : اسم الجبل المشرف على مكّة ، وقال أبو المنذر هشام : كنّاه آدم 7 بذلك حين اقتبس منه هذه النار ـ التي بأيدي الناس إلى اليوم ـ من مرختين نزلتا من السماء على أبي قبيس ، فاحتكتا ، فأوْرَتا ناراً ، فاقتبس منها آدم.

وكان في الجاهلية يسمّى الأمين ، لأنّ الركن كان مستودعاً فيه أيام الطوفان. معجم البلدان ١ : ٨٠ ـ ٨١.

٣ ـ علل الشرائع : ٤٢٤ / ٢ ، عيون أخبار الرضا 7 ٢ : ٩١ ، وعنهما في البحار ٩٩ : ٢١٩ / ٦ و ٧.

٤ ـ علل الشرائع : ٤١٩ / ١ ، وعنه في البحار ٩٩ : ١٨٧ / ١٨ و ١٢ : ١٠٥ / ١٧.


[ ٥٧٣ / ١٢ ] ومنه : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد 2 ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي بصير وزرارة ومحمّد بن مسلم كلّهم عن أبي عبدالله 7 قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الحجر الأسود ثمّ أخذ الميثاق على العباد ، ثمّ قال للحجر : التقمه ، والمؤمنون يتعاهدون ميثاقهم » (١).

[ ٥٧٤ / ١٣ ] ومنه : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن زياد القندي (٢) ، عن عبدالله بن سنان ، قال : بينا نحن في الطواف إذ مرّ رجل من آل عمر ، فأخذ بيده رجل فاستلم الحجر فانتهره وأغلظ له ، وقال له : بطل حجّك ، إنّ الذي تستلمه حجر لا يضرّ ولا ينفع ، فقلت لأبي عبدالله 7 : جعلت فداك أما سمعت قول العمري لهذا الذي استلم الحجر فأصابه ما أصابه؟ فقال : « وما الذي قال له؟ » قلت : قال له : يا عبدالله بطل حجّك ، إنّما هو حجر لا يضرّ ولا ينفع.

فقال أبو عبدالله 7 : « كذب ثمّ كذب ثمّ كذب ، إنّ للحجر لساناً ذلقاً يوم القيامة ، يشهد لمن وافاه بالموافاة.

ثمّ قال : إنّ الله تبارك وتعالى لمّا خلق السماوات والأرض خلق بحرين : بحراً

__________________

١ ـ علل الشرائع : ٤٢٤ / ٥ ، وعنه في البحار ٩٩ : ٢٢١ / ١١.

٢ ـ زياد القندي : هو زياد بن مروان القندي أبو الفضل ، وقيل : أبو عبدالله الأنباري القندي ، مولى بني هاشم ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، ووقف في الرضا 7 ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم 8 ، واقتصر البرقي على الإمام الكاظم 7.

رجال النجاشي : ١٧١ / ٤٥٠ ، رجال الطوسي : ١٩٨ / ٤٠ و ٣٥٠ / ٣ ، رجال البرقي : ٤٩.


عذباً وبحراً اُجاجاً ، فخلق تربة آدم 7 من البحر العذب وسنّ (١) عليها من البحر الاُجاج ، ثمّ جبل (٢) آدم فعركه عرك الأديم ، فتركه ما شاء الله.

فلمّا أراد أن ينفخ فيه الروح أقامه شبحاً ، فقبض قبضة من كتفه الأيمن فخرجوا كالذرّ ، فقال : هؤلاء إلى الجنّة ، وقبض قبضة من كتفه الأيسر وقال : هؤلاء إلى النار.

فأنطق الله عزّ وجلّ أصحاب اليمين وأصحاب اليسار ، فقال أصحاب اليسار : لم خلقت لنا النار ، ( ولم يثبت لنا ذنب ) (٣) ، ولم تبعث إلينا رسولاً؟! فقال الله عزّ وجلّ لهم : ذلك لعلمي بما أنتم صائرون إليه ، وإنّي سأبليكم ، فأمر عزّ وجلّ النار فاستعرت.

ثمّ قال لهم ، تقحّموا (٤) جميعاً في النار ، فإنّي أجعلها عليكم برداً وسلاماً ، فقالوا : يا ربّ إنّما سألناك لأيّ شيء جعلتها (٥) لنا؟ هرباً منها ، ولو أمرت أصحاب اليمين ما دخلوها ، فأمر الله عزّ وجلّ النار فاستعرت ، ثمّ قال لأصحاب اليمين : تقّحموا جميعاً في النار ، فتقحّموا جميعاً فكانت عليهم برداً وسلاماً ، فقال لهم جميعاً : ألست بربّكم؟ قال أصحاب اليمين : بلى طوعاً ، وقال أصحاب الشمال : بلى كرهاً ، فأخذ منهم جميعاً ميثاقهم وأشهدهم على أنفسهم.

__________________

١ ـ في العلل : شنّ : وهو بمعنى فرّق. الصحاح ٥ : ٢١٤٥ ـ شنن.

وسنّ بمعنى صبّ وأرسل الصحاح ٥ : ٢١٤١ ـ سنن.

والمعنى الثاني أقرب لسياق الحديث.

٢ ـ جبل : وجَبَله الله أي خَلَقه. الصحاح ٤ : ١٦٥٠ ـ جبل.

٣ ـ في العلل : ولم تبيّن لنا. بدل ما بين القوسين.

٤ ـ قحم : رمى نفسه فجأة بلا رويّة. القاموس المحيط ٤ : ١٦١ ـ قحم.

٥ ـ في نسخة « س » : خلقتها.


قال : وكان الحجر في الجنّة ، فأخرجه الله عزّ وجلّ فالتقم الميثاق من الخلق كلّهم ، فذلك قوله عزّ وجلّ ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يُرجعون ) (١) فلمّا أسكن الله آدم 7 الجنّة وعصى ، أهبط الله عزّ وجلّ الحجر فجعله في ركن بيته ، وأهبط آدم على الصفا ، فمكث ما شاء الله.

ثمّ رآه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره ، فجاء إليه مسرعاً فأكبّ عليه ، وبكى عليه أربعين صباحاً تائباً من خطيئته ، نادماً على نقضه ميثاقه.

قال : فمن أجل ذلك اُمرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر : أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة » (٢).

[ ٥٧٥ / ١٤ ] ومنه : أبي ; ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ( قال : حدّثنا موسى بن عمر ) (٣) ، عن ابن سنان ، عن أبي سعيد القمّاط ، عن بكير بن أعين ، قال : سألت أبا عبدالله 7 لأيّ علّة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ، ولم يوضع في غيره؟ ولأيّ علّة يُقبّل؟ ولأيّ علّة اُخرج من الجنّة؟ ولأيّ علّة وضع فيه مواثيق العباد والعهد ، ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك؟ فخبّرني جعلت فداك ، فإنّ تفكّري فيه لعجب.

قال : فقال 7 : « سألت وأعضلت (٤) في المسألة واستقصيت ، فافهم وفرّغ قلبك وأصغ سمعك اُخبرك إن شاء الله تعالى ، إنّ الله تبارك وتعالى وضع الحجر

__________________

١ ـ آل عمران ٣ : ٨٣.

٢ ـ علل الشرائع : ٤٢٥ / ٦ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤٥ / ٣٥ و ٩٩ : ٢١٧ / ٢.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٤ ـ في نسختي « س و ض » : وأغلظت بمعنى غلّظ عليه بالقول. الصحاح ٣ : ١١٧٥ ـ غلظ.

وأعضلت بمعنى شدّدت وأعييت. الصحاح ٥ : ١٧٦٦ ـ عضل.


الأسود ، وهو جوهرة اُخرجت من الجنّة إلى آدم 7 فوضعت في ذلك الركن لعلّة الميثاق ، وذلك أنّه لمّا أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم ، حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان ، وفي ذلك المكان تراءى لهم ربّهم ، ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم 7.

فأوّل من يبايعه ذلك الطير ، وهو والله جبرئيل 7 ، وإلى ذلك المقام يسند ظهره ، وهو الحجّة والدليل على القائم 7 ، وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان ، والشاهد لمن أدّى إليه الميثاق والعهد الذي أخذه الله على العباد.

وأمّا القُبلة والإلتماس فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق ، وتجديداً للبيعة وليؤدّوا إليه ذلك العهد الذي اُخذ عليهم في الميثاق ، فيأتونه في كلّ سنة ليؤدّوا إليه ذلك العهد ، ألا ترى أنّك تقول : أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة.

والله ما يؤدّي ذلك أحد غير شيعتنا ، ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا ، وإنّهم ليأتونه فيعرفهم ويصدّقهم ، ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذّبهم ، وذلك أنّه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد ، وعليهم والله يشهد بالخفر (١) والجحود والكفر.

وهو الحجّة البالغة من الله عليهم يوم القيامة ، يجيء وله لسان ناطق وعينان في صورته الاُولى ، يعرفه الخلق ولا ينكرونه ، يشهد لمن وافاه وجدّد العهد والميثاق عنده بحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة ، ويشهد على كلّ من أنكره وجحد ونسي الميثاق بالكفر والإنكار.

__________________

١ ـ أخفر : إذا نقض العهد وغدر به. الصحاح ٢ : ٦٤٩ ـ خفر.

وفي نسخة « ض » : بالحقد ، وفي نسخة « س » : بالجور.


وأمّا علّة ما أخرجه الله من الجنّة ، فهل تدري ما كان الحجر؟ » قال : قلت : لا ، قال 7 : « كان ملكاً عظيماً من عظماء الملائكة عند الله عزّ وجلّ ، فلمّا أخذ الله الميثاق (١) من الملائكة ، كان أوّل من آمن به وأقرّ ذلك الملك ، فاتّخذه الله أميناً على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده ، واستعبد الخلق أن يجدّدوا عنده في كلّ سنة الإقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله عليهم ، ثمّ جعله الله تعالى مع آدم 7 في الجنّة ، يذكّره الميثاق ويجدّد عنده الإقرار في كلّ سنة ، فلمّا عصى آدم 7 واُخرج من الجنّة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذه الله عليه وعلى ولده لمحمّد 9 ووصيّه صلوات الله عليه وجعله باهتاً حيراناً.

فلمّا تاب على آدم 7 حوّل ذلك الملك في صورة درّة بيضاء ، فرماه من الجنّة إلى آدم 7 وهو بأرض الهند ، فلمّا رآه آنس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنّه جوهرة ، فانطقه الله عزّ وجلّ ، فقال : يا آدم أتعرفني؟ قال : لا ، قال : أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربّك ، وتحوّل إلى صورته التي كان بها في الجنّة مع آدم 7 ، فقال لآدم : اين العهد والميثاق؟ فوثب إليه آدم 7 ، وذكر الميثاق وبكى وخضع له ، وقبّله وجدّد الإقرار بالعهد والميثاق.

ثمّ حوّل الله عزّ وجلّ إلى جوهر الحجر درّة بيضاء صافية تضيء ، فحمله آدم 7 على عاتقه إجلالاً له وتعظيماً ، فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل 7 حتى وافى به مكة ، فما زال يأنس به بمكّة ، ويجدّد الإقرار له في كلّ يوم وليلة.

ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ لمّا أهبط جبرئيل 7 إلى أرضه وبنى الكعبة ، هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب ، وفي ذلك المكان تراءى لآدم حين أخذ الميثاق ، وفي

__________________

١ ـ في نسخة « س » : الإقرار.


ذلك الموضع اُلقم الملك الميثاق ، فلتلك العلّة وضع في ذلك الركن ، ونحّي آدم من مكان البيت إلى الصفا ، وحوّاء إلى المروة ، أخذ الله الحجر بيده فوضعه في ذلك الركن ، فلمّا أن نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن ، فكبّر الله وهلّله ومجّده ، فلذلك جرت السنّة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا.

وإنّ الله عزّ وجلّ أودعه العهد والميثاق ، وألقمه إيّاه دون غيره من الملائكة ؛ لأنّ الله عزّ وجلّ لمّا أخذ الميثاق له بالربوبيّة ، ولمحمّد 9 بالنبوّة ، ولعليّ 7 بالوصيّة ، اصطكت فرائص الملائكة.

وأوّل من أسرع إلى الإقرار بذلك الملك ، ولم يكن فيهم أشدّ حبّاً لمحمّد وآل محمّد 9 منه ، فلذلك اختاره الله عزّ وجلّ من بينهم ، وألقمه الميثاق فهو يجي يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ، يشهد لمن وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق » (١).

[ ٥٧٦ / ١٥ ] ومنه : حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد (٢) ، قال : حدّثنا سليمان بن جعفر (٣) ، عن الرضا 7 ، قال : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه : « أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه أخذ بطيخة ليأكلها ، فوجدها مرّة ، فرمى بها ، وقال بعداً وسحقاً ، فقيل له : يا أمير المؤمنين وما هذه البطيخة؟ فقال : قال رسول الله 9 : إنّ الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كلّ حيوان ونبت ، فما قَبِلَ الميثاق ، كان

__________________

١ ـ علل الشرائع : ٤٢٩ / ١ ، وعنه في البحار ٩٩ : ٢٢٣ / ١٩.

٢ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : الحسين بن أحمد.

٣ ـ في نسخة « س » زيادة : الجعفري.


عذباً طيّباً ، وما لم يقبل الميثاق كان ملحاً زعاقاً (١) » (٢).

[ ٥٧٧ / ١٦ ] حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل 2 ، قال : حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد الهمداني ، عن إسحاق القمّي ، قال : دخلت على أبي جعفر الباقر 7 ، فقلت له : جعلت فداك أخبرني عن المؤمن يزني؟ قال : « لا » قلت : فيلوط؟ قال : « لا » قلت : فيشرب المسكر؟ قال : « لا » قلت : فيذنب؟ قال : « نعم » قلت : جعلت فداك لا يزني ولا يلوط ولا يرتكب السيّئات ، فأيّ شيء ذنبه؟ قال : « يا إسحاق قال الله تبارك وتعالى ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلاّ اللّمم ) (٣) وقد يلمّ المؤمن بالشيء الذي ليس فيه مراد ».

قلت : جعلت فداك أخبرني عن الناصب لكم يطهر بشيء أبداً؟ قال : « لا » قلت : جعلت فداك فقد أرى المؤمن الموحّد الذي يقول بقولي ، ويدين الله بولايتكم ، وليس بيني وبينه خلاف ـ يشرب المسكر ، ويزني ، ويلوط ـ وآتيه في حاجة ، فاُصيبه معبّس (٤) الوجه ، كالح (٥) اللون ، ثقيلاً في حاجتي بطيئاً فيها ، وقد أرى الناصب المخالف لما أنا عليه ويعرفني بذلك ، فآتيه في حاجة ، فاُصيبه طلق الوجه ، حسن البشر ، متسرّعاً في حاجتي ، فرحاً بها ، يحبّ قضاءها ـ كثير الصلاة ، كثير الصوم ، كثير الصدقة ، يؤدّي الزكاة ، ويُستودع فيؤدّي الأمانة ـ.

__________________

١ ـ الزُعاق : الماء المرّ الغليظ لا يطاق شربه. القاموس المحيط ٣ : ٢٤١ ـ زعق.

٢ ـ علل الشرائع : ٤٦٣ / ١٠ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٢٨٠ / ٣ و ٦٦ : ١٩٧ / ١٨.

٣ ـ النجم ٥٣ : ٣٢.

٤ ـ في نسخة « ض » : فأجده مغبر.

٥ ـ الكُلُوح : تكشّرٌ في عبوس. الصحاح ١ : ٣٩٩ ـ كلح.


قال : « يا إسحاق ليس تدرون من أين اُوتيتم؟ » فقلت : لا والله جعلت فداك إلاّ أن تخبرني ، فقال لي : « يا إسحاق إنّ الله عزّ وجلّ لم يزل متفرّداً بالوحدانية ، ابتدأ الأشياء لا من شيء ، فأجرى الماء العذب على أرض طيّبة طاهرة سبعة أيّام مع لياليها ، ثم نضب (١) الماء عنها ، فقبض قبضة من صفاوة ذلك الطين ـ وهي طينتنا أهل البيت ـ ثمّ قبض قبضة من أسفل ذلك الطين ـ وهي طينة شيعتنا ـ ثمّ اصطفانا لنفسه ، فلو أنّ طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم ، ولا سرق ، ولا لاط ، ولا شرب المسكر ، ولا اكتسب شيئاً ممّا ذكرت.

ولكنّ الله عزّ وجلّ أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيام ولياليها ، ثمّ نضب الماء عنها ، ثمّ قبض قبضة وهي طينة ملعونة من حمإ مسنون (٢) ، وهي طينة خبال (٣) ، وهي طينة أعدائنا ، فلو أنّ الله عزّ وجلّ ترك طينتهم كما أخذها لم تروهم في خُلُق الآدميّين ، ولم يقرّوا بالشهادتين ، ولم يصوموا ، ولم يصلّوا ، ولم يزكّوا ، ولم يحجّوا البيت ، ولم تروا أحداً منهم بحسن الخلق ، ولكنّ الله تبارك وتعالى جمع الطينتين ـ طينتكم وطينتهم ـ فخلطهما وعركهما عرك الأديم ومزجهما بالماءين.

فما رأيت من أخيك المؤمن من شرّ لفظ أو زِنا ، أو شيء ممّا ذكرت من شرب مسكر أو غيره ، فليس من جوهريّته ، ولا من إيمانه ، إنّما هو بمسحة الناصب ، اجترح هذه السيّئات التي ذكرت ، وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن

__________________

١ ـ نَضَبَ : أي غار في الأرض. الصحاح ١ : ٢٢٦ ـ نضب.

٢ ـ الحمأُ المسنون : المتغيّر المنتن. الصحاح ٥ : ٢١٣٩ ـ سنن.

٣ ـ طينة خبال : ما سال من جلود أهل النار ، وهو صديد أهل النار. لسان العرب ١١ : ١٩٨ والصحاح ٤ : ١٦٨٢ ـ خبل.


خلق ، أو صوم ، أو صلاة ، أو حجّ بيت ، أو صدقة ، أو معروف ، فليس من جوهريّته إنّما تلك الأفاعيل من مسحة الإيمان ، اكتسبها وهو اكتساب مسحة الإيمان » قلت : جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فَمَهْ (١)؟ قال لي : « يا إسحاق لا يجمع الله الخير والشرّ في موضع واحد.

إذا كان يوم القيامة نزع الله عزّ وجلّ مسحة الإيمان منهم فردّها إلى شيعتنا ، ونزع مسحة الناصب بجميع ما اكتسبوا من السيّئات ، فردّها على أعدائنا وعاد كلّ شيء إلى عنصره الأوّل الذي منه ابتدأ ، أما رأيت الشمس إذا هي بدت ، ألا ترى لها شعاعاً زاخراً (٢) متصلاً بها أو بائناً منها ».

قلت : جعلت فداك الشمس إذا غربت بدا إليها الشعاع كما بدأ منها ، ولو كان بائناً منها لما بدا إليها؟ قال : « نعم يا إسحاق كلّ شيء يعود إلى جوهره الذي منه بدأ » قلت : جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فتردّ إلينا ، وتؤخذ سيّئاتنا فتردّ إليهم؟ قال : « إي والله الذي لا إله إلاّ هو » قلت : جعلت فداك أجدها في كتاب الله عزّوجلّ؟ قال : « نعم يا إسحاق » قلت : أيّ مكان ، قال لي : « يا إسحاق ما تتلو هذه الآية ( اُولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) (٣) فلن يبدّل الله سيّئاتهم حسنات إلاّ لكم ويبدّل الله لكم » (٤).

ذكر لي بعض الناس اُشكل عليه ما في هذا الحديث من قوله : « قبض قبضة ،

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : قسّمه.

٢ ـ الشعاع الزاخر : إذا امتد وارتفع. الصحاح ٢ : ٦٦٩ ـ زخر.

٣ ـ الفرقان ٢٥ : ٧٠.

٤ ـ علل الشرائع : ٤٨٩ / ١ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٤٦ / ٣٦.


فقال : إلى الجنّة ولا اُبالي ، وقبض قبضة ، وقال : إلى النار ولا اُبالي ».

وقال : كيف يجوز أن يخلق قوماً للنار في أصل الخلق ، ثمّ يكلّفهم طاعته وترك معصيته ، وهل هذا إلاّ ينافي العدل وهو منزّه عنه سبحانه.

إعلم أنّ كلام آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم لا يرد عليه اعتراض أبداً ، وإنّما يقع لعدم فهم السامع لمقصدهم وما عنوا به ، وقد جاء في حديثهم : : إنّ الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام ، وأمرها سبحانه وتعالى بالإقرار له بالربوبية ، ولمحمّد 9 بالنبوّة ، ولعليّ ولأهل بيته عليه وعليهم السلام بالإمامة.

فمنهم من أقرّ بقلبه ولسانه ، ومنهم من أقرّ بلسانه دون قلبه ، وهو قوله سبحانه ( وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يُرجعون ) (١) ثمّ أمر الفريقين بدخول النار ، فدخل من أقرّ بقلبه ولسانه ، وقال الذي أقرّ بلسانه : يا ربّ خلقتنا لتحرقنا ، فثبتت الطاعة والمعصية للأرواح من ثمّ.

ثمّ إنّه سبحانه وتعالى لمّا أراد خلق الأجساد ، خلق طينة طيّبة وأجرى عليها الماء العذب الطيّب ، وخلق من صفوها أجسام محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.

وخلق طينة خبيثة ، وأجرى عليها الماء المالح الخبيث ، ومزج الطينتين بمقتضى حكمته ولطفه ، وعركهما عرك الأديم ، فأصاب كلاًّ منهما لطخ الاُخرى ، فأسكن الأرواح المؤمنة أوّلاً في الطينة الطيّبة ، فلم يضرّها ما أصابها من لطخ الاُخرى ، إذ ليس اللطخ من سنخها وجوهرها ، وأسكن الروح الكافرة في الطينة الخبيثة ، ولم ينفعها ما أصابت من لطخ الطينة الطيّبة ، إذ ليس هو من سنخها ولا معدنها.

__________________

١ ـ آل عمران ٣ : ٨٣.


فأصاب المؤمن السيئات بسبب المزاج ، وأصاب الناصب الحسنات للمزاج ، وقد ورد أنّ حكمة المزاج اشتباه الصورتين ، صورة المؤمن وصورة الناصب ولولاه لامتاز كلّ منهما ، وفي ذلك تعب المؤمن وقصده بالأذى ، وحتى تشتبه الأعمال في الظاهر ، حتى يعمل المؤمن في دولة الظالمين ولا يمتاز ، وهذا في الأبدان خاصّة دون الأرواح.

فالقبضة المذكورة في الحديث كانت في الأبدان التي هي قالب الأرواح المؤمنة والكافرة ، وهي تبع الأرواح في الخلق وفي التكليف والمعاد ، فليس في الحديث إشكال مع هذا.

وأمّا تبديل سيّئات المؤمن بحسنات الناصب ، وحمل الناصب سيّئات المؤمن ، فقد جاء في الكتاب العزيز وفسّره آل محمّد عليه وعليهم السلام بهذا ، وهم أهل الذكر الذين يجب سؤالهم والردّ إليهم ، وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم وهم هم بغير شكّ ، ويجب التسليم لهم والردّ إليهم كما قال سبحانه ( فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (١) وقد جاء في الحديث إنّما الكفر أن يحدَّث أحدكم بالحديث فلم يقبله فينكره ، ويقول : ما كان هذا ، وقد جاء عنهم : : « حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان » فالملك الغير المقرّب لا يحتمله ، والنبيّ الغير المرسل لا يحتمله ، والمؤمن الغير الممتحن لا يحتمله ، ألا ترى أنّ موسى 7 حيث رأى من الخضر 7 ما لا يعرفه ، أنكره ولم يطق حمله حتى فسّره له ، وهو بمكانه من الله وقربه منه.

__________________

١ ـ النساء ٤ : ٦٥.


وفي الحديث : « نجا المسلّمون وهلك المتكلّمون » (١) و « البلاء موكّل بالمنطق » (٢).

[ ٥٧٨ / ١٧ ] ومن كتاب أمالي الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي 2 عن أبي المفضّل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني 2 باسناده إلى أبي سعيد الخدري ، قال : حجّ عمر بن الخطّاب في إمرته ، فلمّا افتتح الطواف حاذى الحجر الأسود ، ومرّ فاستلمه ثمّ قبّله ، وقال : أُقبّلك وإنّي لأعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع ، ولكن كان رسول الله 9 بك حفيّاً ، ولولا أنّي رأيته يقبّلك ما قبّلتك.

قال : وكان في القوم الحجيج علي بن أبي طالب 7 فقال : « بلى والله إنّه ليضرّ وينفع » قال : وبِمَ قلت ذلك يا أبا الحسن؟ قال : « بكتاب الله تعالى » قال : أشهد أنّك لذو علم بكتاب الله تعالى ، وأين ذلك من كتاب الله؟ قال : « حيث أنزل الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا ) (٣).

واُخبرك أنّ الله تعالى لمّا خلق آدم 7 مسح ظهره ، فأخرج ذريّته من صلبه نسماً في هيئة الذرّ ، فألزمهم العقل ، وقرّرهم أنّه الرب وأنّهم العبيد ، فأقرّوا له بالعبوديّة ، وشهدوا على أنفسهم بالعبوديّة ، والله عزّ وجلّ يعلم أنّهم في ذلك في منازل مختلفة ، وكتب أسماء عبيده في رقّ ، وكان لهذا الحجر يومئذ عينان ولسان

__________________

١ ـ تقدّم في باب التسليم من هذا الكتاب.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٧٢ ، روضة الواعظين : ٤٦٩ ، مشكاة الأنوار : ١٧٤ ، مسـند الشهاب ١ : ١٦١ / ٢٢٧ و ١٦٢ / ٢٢٨ ، الجامع الصغير ١ : ٤٩٥ / ٣٢١٩ و ٣٢٢٠.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.


وشفتان ، فقال له : افتح فاك ، ففتح فاه ، فألقمه ذلك الرقّ ، ثمّ قال له : إشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة.

فلمّا اُهبط آدم 7 اُهبط الحجر معه ، فجعل في مثل موضعه من هذا الركن ، وكانت الملائكة تحجّ هذا البيت من قبل أن يخلق الله آدم 7 ، ثمّ حجّه آدم 7 ، ثمّ حجّه نوح 7 من بعده ، ثمّ انهدم البيت ودرست قواعده ، فاستودع الحجر من أبي قبيس.

فلمّا أعاد إبراهيم واسماعيل 8 بناء البيت وبناء قواعده ، استخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله عزّ وجلّ ، فجعلاه بحيث هو اليوم من هذا الركن ، فهو من حجارة الجنّة ، وكان لمّا اُنزل في مثل لون الدرّ وبياضه ، وصفاء الياقوت وضيائه ، فسوّدته أيدي الكفّار ، ومن كان يلتمسه من أهل الشرك سواهم » قال فقال عمر : لا عشت في اُمّة لستَ فيها يا أبا الحسن (١).

[ ٥٧٩ / ١٨ ] من تفسير القرآن العزيز تأليف علي بن إبراهيم بن هاشم : وأمّا قوله ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٢) فإنّه قال الصادق صلّى الله عليه : « إنّ الله أخذ الميثاق على الناس لله بالربوبيّة ، ولرسوله 9 بالنبوّة ، ولأمير المؤمنين والأئمّة : بالإمامة.

ثم قال : ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة الهادون أولياؤكم؟ فقالوا : بلى ـ منهم إقرار باللسان ، ومنهم تصديق بالقلب ـ فقال الله جلّ وعزّ لهم

__________________

١ ـ أمالي الطوسي : ٤٧٦ / ١٠ ، وعنه في البحار ٩٩ : ٢١٦ / ١.

٢ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.


( أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين ) » (١) (٢).

فأصابهم في الذرّ من الحسد ما أصابهم في الدنيا ، ومن لم يصدّق في الذرّ وبرسوله وبالأئمّة في قلبه ، وإنّما أقر بلسانه أنّه لم يؤمن في الدنيا بالله وبرسوله وبالأئمّة في قلبه.

والدليل على تكذيبهم في الذرّ قول الله عزّ وجلّ لنبيّه 9 ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل ) (٣) إلاّ أنّ الحجّة كانت أعظم عليهم في الذرّ ، لأنّ الأمر من الله عزّ وجلّ كان مشافهة.

[ ٥٨٠ / ١٩ ] ومنه : وأمّا قوله ( وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ) (٤).

فإنّه روي « أنّ هذه الواو زائدة في قوله ( ومنك ) وإنّما هو منك ومن نوح ، لأنّ الله تبارك وتعالى أول ما أخذ الميثاق أخذ لنفسه على جميع الخلق أنّه ربّهم وخالقهم » (٥).

فروي عن العالم 7 (٦) : أنّه قال : لمّا قال الله عزّ وجلّ في الذرّ لبني آدم

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤٧ ، وعنه في البرهان ٢ : ٦٠٨ / قطعة من حديث ١١ و ٤ : ٤١٨ / قطعة من حديث ١ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٦ / قطعة من حديث ١٢.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٠١ ويونس ١٠ : ٧٤.

٤ ـ الأحزاب ٣٣ : ٧.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٧٦ ، وعنه في تفسير البرهان ٤ : ٤١٨ / ٢.

٦ ـ لم أعثر على هذا القول للإمام الكاظم 7 ، بل وجدت نظيره عن الإمام الصادق 7 في


( ألست بربّكم ) (١) أوّل من أجابه وسبق إلى بلى رسول الله 9 وهو قوله ( وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم منك ) فقدّمه كما سبق إلى الإقرار ، ثمّ قدّم من سبق بعده ، فقال ( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ) فقدّم النبي 9 لأنّه أفضل هؤلاء الخمسة ـ اُولوا العزم ـ وذلك ردّ على من لم يفضّل النبي 9 على الأنبياء ، ثمّ قدّم بعده هؤلاء الأربعة على الأنبياء ، فهم أفضل الأنبياء لأنّه ذكر الأنبياء كلّهم أنّه أخذ عليهم الميثاق في قوله ( وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ) ثمّ أبرز أفضلهم بالأسامي فقال ( منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ) فلمّا أبرزهم بأسمائهم علمنا أنّهم أفضل الأنبياء.

ومثل قوله في الملائكة ( من كان عدوّاً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدوٌّ للكافرين ) (٢) فجبريل وميكائيل هم من الملائكة وهم أفضل من الملائكة كلّهم لأنّه سماهما.

ومثله في الذنوب في قوله ( إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) ثمّ سمّى بعضها ، فقال : ( والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) (٣).

فهذه الاُمور هي من الفواحش داخلة في جملتها ولكنّها أعظم الفواحش لأنّه تعالى ذكرها بأسمائها ، والحمد لله ربّ العالمين.

__________________

تفسير القمّي ١ : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، وعنه في تفسير البرهان ٤ : ٤١٨ ، والبحار ٥ : ٢٣٦ / ١٢ و ١٥ : ١٧ / ٢٥ و ٢٦ : ٢٦٨ / ٢.

١ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٢ ـ البقرة ٢ : ٩٨.

٣ ـ الأعراف ٧ : ٣٣.



الفهارس

( ١ )

فهرس

الآيات القرآنيّة

الآية

رقمها

ص / ح

سورة البقرة

( ٢ )

لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ... لعلّكم تشكرون

٥٥ ـ ٥٦

١٠٣ / ٧٤

وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ

٥٧

١٠٤ / ٧٤

لا شِيَة فيها

٧١

٤٢٠ / ٤٩٦

من كان عدوّاً لله وملائكته ورسله

٩٨

٥٢١

إنّي جاعلك للناس إماماً

١٢٤

١٩٢ / ١٧١

واجعلنا مسلِمَين لك ومن ذرّيّتنا

١٢٨

٤٣٦ / ٥١٢

أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب

١٣٣

٤٣٧ / ٥١٢

قولوا آمنّا بالله وما اُنزل إلينا

١٣٦

٤٣٧ / ٥١٢


صبغة الله ومن أحسن من الله

١٣٨

٤١٩ / ٤٩٣

وكذلك جعلناكم اُمّة وسطاً

١٤٣

١٩٢ / ١٩٢

إنّما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم

١٧٣

٢٤٣ / ٢٤٧

ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها

١٨٩

١٧٨ / ١٥٥

فمن تمتّع بالعمرة إلى الحج فما استيسر

١٩٦

٢٥١ / ٢٤٧

يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة

٢٠٨

٢٠٣ / ١٨٧

إنّ الله يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين

٢٢٢

٤٧١ / ٥٢١

تلك حدود الله فلا تعتدوها

٢٢٩

٢٤١ / ٢٤٧

ألم ترَ إلى الذين خرجوا من ديارهم

٢٤٣

١٠٤ / ٧٤

١٠٥ / ٧٦

أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية

٢٥٩

١٠٤ / ٧٤

سورة آل عمران

( ٣ )

إنّ الدين عند الله الاسلام

١٩

٤٣٦ / ٥١٢

مَن أنصاري إلى الله

٥٢

٤٣٧ و ٤٣٨ / ٥١٢

وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين

٨١

١١٢ / ٨٦،

١٣١ / ١٠٢،

٤١١ / ٤٧٦،

٤١٢ / ٤٧٧،


١٥٠ / ١١٦

وله أسلم من في السماوات

٤٣٧

٤٣٧ / ٥١٢

٤٧٣ / ٥٢١

٥٠٩ / ٥٧٤

٥١٦

قل آمنّا بالله وما اُنزل علينا

٨٤

٤١٢ / ٤٧٧

ومن يبتغ غير الإسلام ديناً

٨٥

٢٦٧ / ٢٦١

٤٣٦ / ٥١٢

ويقتلون الأنبياء بغير حقّ

١١٢

٢٩٠ / ٢٩٨

أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة

١٤٢

٤١٦ / ٤٨٦

أفإن مات أو قتل

١٤٤

٩٣ / ٦١

وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من

١٤٤

٢١١ / ٢٠٢

ولئن قتلتم في سبيل الله أو متّم

١٥٧

١١١ / ٨٥

ولئن متّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون

١٥٨

٩٣ / ٦١

كلّ نفس ذائقة الموت

١٨٥

٨٨ / ٥٥،٩٣ / ٦١

يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا

٢٠٠

٦٣ / ٣١

سورة النساء

( ٤ )

ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء

٢٢

٢٤٩ / ٢٤٧


فما استمتعتم به منهنّ فآتوهنّ اُجورهنّ

٢٤

٢٥٠ / ٢٤٧

فكيف إذا جئنا من كلّ اُمّة ... الله حديثاً

٤١ ـ ٤٢

١٧٦ / ١٥٣

٣٠٣ / ٣١٨،

٤٠٢ / ٤٥٨

وآتيناهم ملكاً عظيماً

٥٤

١٩٣ / ١٧٢

فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة

٥٤

١٩٦ / ١٧٥

كلّما نضجت جلودهم بدلّناهم جلوداً

٥٦

٣٧٢ / ٤٣٧

إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات

٥٨

٥٤ / ١٦

ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك

٦٤

٢٢٠ / ٢٠٩

فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك ... ويسلّموا

٦٥

٢٢٠ / ٢٠٩ و ٢١٠

٢٢١ / ٢١١ ،

٢٢٣ / ٢١٥،

٢٢٤ / ٢١٩،

٢٢٦ / ٢٢٣ ،

٥١٧

من يطع الرسول فقد أطاع الله

٨٠

٢٤٦ / ٢٤٧

وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف

٨٣

٢٨٩ / ٢٩٦

ومن يُضلل الله فلن تجد له سبيلاً

٨٨ و ١٤٣

٢٨٩ / ٢٩٦

يغنِ اللهُ كلاًّ من سعته

١٣٠

٤٧٤ / ٥٢١


سورة المائدة

( ٥ )

اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم

٣

٢٠٩ / ١٩٧

إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً

٢٠

١١٩ / ٩٧

يا أيّها الرسول بلِّغ ما اُنزل إليك

٦٧

٢٠٣ / ١٨٧

يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى

٦٨

٢٠٣ / ١٨٧

يا أيّها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا

١٠٦

٢٥٢ / ٢٤٧

سورة الأنعام

( ٦ )

وقالوا لولا اُنزل عليه ... لجعلناه رجلاً

٨

٢٤٦ / ٢٤٧

واُوحي إليّ هذا القرآن لاُنذركم به

١٩

١٩٦ / ١٧٦

وكذلك نُري ابراهيم ملكوت

٧٥

٣٢٥ / ٣٥٠،

٣٢٦ / ٣٥٢

اُولئك الذين هدى الله فبهداهم

٩٠

٢٠٠ / ١٨٤

قل من أنزل الكتاب الذي جاء به

٩١

٢٥٢ / ٢٤٧

ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم

١١٠

٤١٤ / ٤٨٢

وأنّ هذا صراطي مستقيماً

١٥٣

٢١٢ / ٢٠٣


سورة الأعراف

( ٧ )

اتّبعوا ما اُنزل إليكم من ربّكم

٣

٤٦٤ / ٥٢١

انظرني إلى يوم يبعثون

١٤

١١٥ / ٩١

إنمّا حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها

٣٣

٥٢١

الحمد لله الذي هدانا لهذا

٤٣

٣٨٠ / ٤٣٨

وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم

٤٦

١٧١ / ١٤٧،

١٧٢ / ١٤٨ و ١٤٩،

١٧٣ / ١٥٠ و ١٥١

١٧٤ / ١٥٢،

١٧٦ / ١٥٣،

١٧٤ / ١٥٥،

١٧٨ / ١٥٧،

١٧٩ / ١٥٨،

١٨٠ / ١٥٩،

٤٠٢ / ٤٥٨

ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا

٩٦

١٤١ / ١٠٧،

١٨٦ / ١٤٦

فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل

١٠١

٤١٢ / ٤٧٨،

٤٢٣ / ٥٠١،


٥٢٠ / ٥٧٩

وكتبنا له في الألواح من كلّ

١٤٥

٣٠٣ / ٣١٨

واختار موسى قومه سبعين رجلاً

١٥٥

٧٤ / ٧٤

إنّا هدنا إليك

١٥٦

٤٣٨ / ٥١٢

وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم

١٧٢

٣٣٣ / ٣٥٨،

٣٨٢ / ٤٤٠،

٣٩٥ / ٤٥٠،

٣٩٩ / ٤٥٦،

٤٠٠ / ٤٥٨،

٤٠٣ / ٤٠٦ و ٤٦١

٤٠٤ / ٤٦٢

٤١٠ / ٤٧٦

٤١٢ / ٤٧٨

٤١٥ / ٤٨٤

٤١٨ / ٤٩١

٥٠٠ / ٥٦٥

٥١٨ / ٥٧٨

٥١٩ / ٥٧٩،٥٢١

وأشهدهم على أنفسهم

١٧٢

٣٩٤ / ٤٤٧

ألست بربّكم قالوا بلى

١٧٢

٣٨٩ / ٤٤٣،


٣٩٥ / ٤٤٩

٣٩٦ / ٤٥١،

٤٠٧ / ٤٦٨،

٤١٦ / ٤٨٧،

٤٢٢ / ٤٩٨ ،

أن تقولوا يوم القيامة

١٧٢

٤١١ / ٤٧٦،

إنّا كنّا عن هذا غافلين

١٧٢

٥٠١ / ٥٦٦

يسئلونك عن الساعة أيّان

١٨٧

٤٣٤ / ٥١٢

سورة الأنفال

( ٨ )

وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة

٣٩

٤٣٥ / ٥١٢

إنّي أرى ما لا ترون

٤٨

١١٦ / ٩١

هو الذي أيّدك بنصره

٦٢

٤٣٤ / ٥١٢

سورة التوبة

( ٩ )

هو الذي أرسل رسوله بالهدى

٣٣

٤٣٥ / ٥١٢

ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون

٣٣

١٢٢ / ٩٩


وتولّوا وهم معرضون

٧٦

٢٤٥ / ٢٤٧

إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم

١١١

٩٣ / ٦١،

٩٩ / ٦٩،

١٠٥ / ٧٥

التائبون العابدون

١١٢

٩٩ / ٦٩

سورة يونس

( ١٠ )

وتولّوا وهم معرضون

٧٦

٢٤٥ / ٢٤٧

بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه

٣٩

١٠٨ / ٨٠

فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به

٧٤

٤٠٦ / ٤٦٥،

٥٠٢ / ٥٦٧

وأنا من المسلمين

٩٠

٤٣٦ / ٥١٢

سورة هود

( ١١ )

وكان عرشه على الماء

٧

٣٩٧ / ٤٥٣

الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا

٢٣

٢٣٠ / ٢٣٢

وما هي من الظالمين ببعيد

٨٣

٤٧٢ / ٥٢١

عطاءً غير مجذوذ

١٠٨

٣٧٢ / ٤٣٧


سورة الرعد

( ١٣ )

إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد

٧

٤٦٩ / ٥٢١

يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده

٣٩

٣٧٧ / ٤٣٧

قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم

٤٣

٣٠٣ / ٣١٨

سورة الحجر

( ١٥ )

ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين

٢

٨٩ / ٥٥،

٢١٩ / ٢٠٨

فإنّك من المنظرين* إلى يوم الوقت المعلوم

٣٧ ـ ٣٨

١١٥ / ٩١

ربّ بما أغويتني

٣٩

٣٨٠ / ٤٣٨

سورة النحل

( ١٦ )

ينزّل الملائكة بالروح من أمره

٢

٥١ / ١١

فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم

٤٣

٣٨٦

ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ

٨٩

٣٠٣ / ٣١٨

إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن

٩٠

٢٤٢ و ٢٤٣ / ٢٤٧

إنّما حرّم عليكم الميتة والدم

١١٥

٢٤٣ / ٢٤٧


سورة الإسراء

( ١٧ )

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب

٤

١٦٤ / ١٣٨

بعثنا عليكم عباداً لنا اُولي بأس شديد

٥

١٦٤ / ١٣٨،

ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم

٦

١٦٤ / ١٣٨،

٤٣٠ / ٥٠٨،

٤٦٩ / ٥٢١

إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم

٩

٥٥ / ١٧

وإذا أردنا أن نُهلك قرية

١٦

٣٧٥ / ٤٣٧

ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة

٧٢

٩٦ / ٦٥

وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر

٧٨

٣٤٦ / ٣٧٥

ويسألونك عن الروح قل الروح

٨٥

٥٠ / ٩

وما اُوتيتم من العلم إلاّ قليلاً

٨٥

٣٨٨

ولئن شئنا لنذهبنّ بالذي أوحينا

٨٦

٣٧٧ و ٣٧٩ / ٤٣٧

أبعث الله بشراً رسولاً

٩٤

٢٤٥ / ٢٤٧

وبالحقّ أنزلناه وبالحقّ نزل

١٠٥

٢٤١ / ٢٤٧

سورة الكهف

( ١٨ )

وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً

٤٧

١٥٠ / ١١٥،


وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً

٤٧

١٥٢ / ١١٨١٥٠ / ١١٥،

سورة مريم

( ١٩ )

واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه

٥٤

٤٣١ / ٥٠٩

سورة طه

( ٢٠ )

طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى

١ ـ ٢

٤٣١ / ٥٠٩

إنّ في ذلك لآيات لاُولي النهى

٥٤ و ١٢٨

١٩٨ / ١٩٨

ولقد عهدنا إلى آدم من قبل

١١٥

٤٠٤ / ٤٦١

فإنّ له معيشة ضنكاً

١٢٤

٥٩ / ٥٩

ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع

١٣٤

١٧٦ / ١٥٣،

٤٠١ / ٤٥٨

قل كلّ متربّص فتربّصوا

١٣٥

١٧٦ / ١٥٣،

٤٠١ / ٤٥٨

سورة الأنبياء

( ٢١ )

فلمّا أحسّوا بأسنا ... لعلّكم تُسئلون

١٢ ـ ١٣

٤٧٢ / ٥٢١


فما زالت تلك دعواهم حتى

١٥

٤٧١ / ٥٢١

لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون

٣٥٠ / ٣٧٨

كلّ نفس ذائقة الموت

٣٥

٨٨ / ٥٥،

٩٣ / ٦١

يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم

٦٩

١٣٩ / ١٠٧،

١٦٩ / ١٤٦

ففهّمناها سليمان

٧٩

٢٧٢ / ٢٦٩

وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون

٩٥

١٥٠ / ١١٥

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر

١٠٥

١٥٩ / ١٢٨

سورة الحج

( ٢٢ )

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر

١٠٥

١٥٩ / ١٢٨

تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت

٢

٤٥٥ / ٥٢١

مخلّقة وغير مخلّقة

٥

٤١٤ / ٤٨٣

حنفاء لله غير مشركين به

٣١

٣٩٩ / ٤٥٦

وبئر معطّلة وقصر مشيد

٤٥

١٨٤ / ١٦٣

ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم

٧٨

٤٣٦ / ٥٢١


سورة المؤمنون

( ٢٣ )

قد أفلح المؤمنون

١

٢١٩ / ٢٠٨،

٢٢٩ / ٢٢٩،

٢٣١ / ٢٣٣ ،

٢٦٧ / ٢٦١

فتبارك الله أحسن الخالقين

١٤

٣٦٨ / ٤٣٤

حتّى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب

٧٧

٨٨ / ٥٥

ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا

١٠٦

٣٨٠ / ٤٣٨

سورة النور

( ٢٤ )

إنّ الذين يرمون .... هو الحقّ المبين

٢٣ ـ ٢٥

٢٥٤ / ٢٤٧

وَعَدَ الله الذين آمنوا منكم وعملوا

٥٥

١٣٢ / ١٠٢،

١٥١ / ١١٦

سورة الفرقان

( ٢٥ )

اُولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات

٧٠

٥١٥ / ٥٧٧


سورة الشعراء

( ٢٦ )

إن نشأ ننزّل عليهم من السماء

٤

٤٨١ / ٥٣١،

٤٨٢ / ٥٣٢ و ٥٣٣

إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات

٢٢٧

٤٧٤ / ٥٢١

سورة النمل

( ٢٧ )

قبل أن يأتوني مسلمين

٣٨

٤٣٦ / ٥١٢

قال الذي عنده علم من الكتاب

٤٠

٣٠١ / ٣١٦

أسلمت مع سليمان لله ربّ

٤٤

٤٣٧ / ٥١٢

وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة

٨٢

١٥٢ / ١١٨،

١٥٤ / ١١٩،

٤٨٥ / ٥٣٩

٤٨٦ / ٥٤٢،

٤٨٧ / ٥٤٣،

٤٥٨

ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ... كنتم تعلمون

٨٣ ـ ٨٤

١١٠ / ٨٢ و ٨٣

١٤٩ / ١١٤،

١٥٣ / ١١٨ و ١١٩،


٤٧٣ / ٥٢١

إنّما اُمرت أن أعبد .... آياته فتعرفونها

٩١ ـ ٩٣

١٥٤ / ١٢٠

سورة القصص

( ٢٨ )

ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا

٥

١٥١ / ١١٦،

١٥٩ / ١٢٨،

٤٥٥ / ٥١٢

ولقد وصّلنا لهم القول

٥١

٢٠٢ / ١٨٦

تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون

٨٣

١٧٢ / ١٦٠

إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك

٨٥

١٢٠ / ٩٨،

١٥١ / ١١٧،

١٥٥ / ١٢١،

١٥٦ / ١٢٢،

٤٨٩ / ٥٤٨

٤٩٠ / ٥٤٩ و ٥٥٠

سورة العنكبوت

( ٢٩ )

وتلك الأمثال نضربها للناس

٤٣

٤٦٤ / ٥٢١


كلّ نفس ذائقة الموت

٥٧

٨٨ / ٥٥،

٩٣ / ٦١

سورة الروم

( ٣٠ )

فطرة الله التي فطر الناس

٣٠

٣٩٥ / ٤٤٩،

٣٩٨ / ٤٥٤ و ٤٥٥

لا تبديل لخلق الله

٣٠

٣٩٩ / ٤٥٦

سورة لقمان

( ٣١ )

ولئن سألتهم من خلق السماوات

٢٥

٤٠٠ / ٤٥٦

عنده علم الساعة

٣٤

٤٣٤ / ٥٢١

سورة السجدة

( ٣٢ )

قل يتوفّاكم ملك الموت الذي

١١

٣٨٥

ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى

٢١

٨٨ / ٥٥،

٤٩١ / ٥٥٢

أو لم يروا أنّا نسوق ... إنّهم منتظرون

٢٧ ـ ٣٠

٤٧٤ / ٥٢١


سورة الأحزاب

( ٣٣ )

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

٦

٢٤٩ / ٢٤٧

وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ومنك

٧

٥٢٠ / ٥٨٠ و ٥٢١

ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله

٥٣

٢٤٩ / ٢٤٧

سورة سبأ

( ٣٤ )

وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس

٢٨

١١٤ / ٨٨،

١٥٦ / ١٢٣،

٤٨٩ / ٥٤٨

ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت

٥١

٤٧٠ / ٥٢١

سورة فاطر

( ٣٥ )

يزيد في الخلق ما يشاء

١

٣٧٧ / ٤٣٧

سورة يس

( ٣٦ )

يس* والقرآن الحكيم .... صراط مستقيم

١١ ـ ٤

٢١١ / ٢٠٢


سورة ص

( ٣٨ )

هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب

٣٩

١٩٤ / ١٧٣،

٢٦٦ / ٢٥٩،

٢٧٣ / ٢٧٠ و ٢٧١

خلقت بيديّ

٧٥

٣٢٨ / ٣٥٤

فإنّك من المنظرين* إلى يوم الوقت المعلوم

٨٠ ـ ٨١

١١٥ / ٩١

سورة الزمر

( ٣٩ )

الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه

١٨

٢٣٦ / ٢٤٣

وإذا ذكر الله وحده

٤٥

٢٥٥ / ٢٤٧

الحمد لله الذي صدقنا وعده

٧٤

٤٤١ / ٥١٢

سورة غافر

( ٤٠ )

ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين

١١

١٥٧ / ١٢٤،

٤٦٣ / ٥١٩

ذلكم بأنّه إذا دعي الله وحده كفرتم

١٢

٢٥٥ / ٢٤٧

إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة

٥١

٩٢ / ٦٠،


١٥٧ / ١٢٤ و ١٢٥،

٤٩٢ / ٥٥٤

ادعوني أستجب لكم

٦٠

٣٧٧ / ٤٣٧

ويريكم آياته .... وخسر هنالك الكافرون

٨١ ـ ٨٠

١٥٨ / ١٢٦

سورة فصّلت

( ٤١ )

إنّ الذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل

٣٠

١٥٨ / ١٢٦٢٧٤ / ٢٧٢

سورة الشورى

( ٤٢ )

شرح لكم من الدين ما وصّى به

١٣

٤٢٥ و ٤٢٦ / ٥٠٥

أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه

١٣

٢٠٠ / ١٨٤

ما يدريك لعلّ الساعة ... ضلال بعيد

١٧ ـ ١٨

٤٣٤ / ٥١٢

ومن يقترف حسنة نزد له فيها

٢٣

٢٢٢ / ٢١٤

وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا

٥٢

٤٩ / ٦ و ٧ ، ٥٠ / ٨

سورة الزخرف

( ٤٣ )

ولاُبيّن لكم بعض الذى تختلفون

٥٢٦٣

٣٠٣ / ٣١٨


قل إن كان للرحمن ولد فأنا

٨١

٣٨٣ / ٤٤١

٤٢٢ / ٢٤٧

ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة

٨٦

٢٤٤ / ٢٤٧

٥٠٢ / ٥٦٧

سورة الدخان

( ٤٤ )

فارتقب يوم تأتي السماء ... إنّا منتقمون

١٠ ـ ١٦

١٠٤ / ١٢٧

سورة الأحقاف

( ٤٦ )

ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة

٤

٢٠٤ / ١٨٩

ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً

١٥

١٥٨ / ١٢٨

سورة محمّد 9

( ٤٧ )

هل ينظرون إلاّ الساعة أن

١٨

٤٣٤ / ٥١٢


سورة الفتح

( ٤٨ )

إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون

١٠

٤٤٢ / ٥١٢

سيماهم في وجوههم

٢٩

٣٩٣ / ٤٤٦

سورة ق

( ٥٠ )

واستمع يوم يناد .... ذلك يوم الخروج

٤١ ـ ٤٢

٩٢ / ٦٠

يوم يسمعون الصيحة بالحقّ ذلك

٤٢

١٦٠ / ١٢٩

يوم تشقّق الأرض عنهم سراعاً

٤٤

١٦٠ / ١٣٠

سورة الذاريات

( ٥١ )

يوم هم على النار يفتنون

١٣

١١٧

فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين

٣٦

٢٦٧ / ٢٦١،

٤٣٧ / ٥١٢

سورة الطور

( ٥٢ )

وإنّ للذين ظلموا عذاباً دون ذلك

٤٧

١٦٠ / ١٣١


سورة النجم

( ٥٣ )

قاب قوسين أو أدنى

٩

٤١١ / ٤٧٦

الذين يجتنبون كبائر الإثم

٣٢

٥١٣ / ٥٧٧

هذا نذير من النذر الاُولى

٥٦

٤٠٨ / ٤٧١،

٤١٣ / ٤٧٩،

٤٢٢ / ٤٩٩ن

٤٢٣ / ٥٠٠ و ٥٠١

سورة القمر

( ٥٤ )

اقتربت الساعة وانشقّ القمر

١

٤٣٤ / ٥١٢

إنّ المجرمين في ضلال ... بقدر

٤٧ ـ ٤٩

٣٥٣ / ٣٨٧،

٣٦١ / ٤٠٣

ذوقوا مسّ سقر ... بقدر

٤٨ ـ ٤٩

٣٥٣ / ٣٨٦

٣٥٥ / ٣٩٠

سورة الرحمن

( ٥٥ )

الرحمن* علّم القرآن .... علّمه البيان

١ ـ ٤

١٨٥ / ١٦٤


تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام

٧٨

١٨٢ / ١٦٠

سورة الواقعة

( ٥٦ )

السابقون السابقون * أُولئك المقرّبون

١٠ ـ ١١

٤٢٨ / ٥٠٦

وظلّ ممدود .... لا مقطوعة ولا ممنوعة

٣٠ ـ ٣٣

١٨٤ / ١٦٣

وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة

٣٢ ـ ٣٣

٣٧٢ / ٤٣٧

سورة الحديد

( ٥٧ )

ليقوم الناس بالقسط

٢٥

١٨٢ / ١٦٠

سورة الحشر

( ٥٩ )

وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه

٧

٢٧٣ / ٢٧٠ و ٢٧١

إنّي أخاف الله ربّ العالمين

١٦

١١٦ / ٩١

سورة الممتحنة

( ٦٠ )

يا أيّها الذين آمنوا لا تتولّوا قوماً

١٣

٤٦٨ / ٥٢١


سورة الصف

( ٦١ )

ومبشّـراً برسول يأتي من بعدي

٦

٢١١ / ٢٠٢

الذي أرسل رسوله بالهدى ودين

٩

٨٨ / ٥٥

ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون

٩

١٢٢ / ٩٩

سورة الجمعة

( ٦٢ )

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

٤

٤٩٣

سورة التغاين

( ٦٤ )

فمنكم كافر ومنكم مؤمن

٢

٤٠٦ / ٤٦٦،

٤١٣ / ٤٨٠

٤١٥ / ٤٨٥،

٤١٨ / ٤٩٢،

٤٢٤ / ٥٠٢

أبشر يهدوننا فكفروا

٦

٢٤٥ / ٢٤٧

فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا

٨

٢٧٥ / ٢٧٣


سورة الطلاق

( ٦٥ )

ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه

١

٢٥٠ / ٢٤٧

فاتّقوا الله يا اُولي .... رسولاً

١٠ ـ ١١

٢١٢ / ٢٠٢

سورة القلم

( ٦٨ )

ن والقلم وما يسطرون* ما أنت بنعمة

١ ـ ٢

٢١٢ / ٢٠٢

إذا تتلى عليه .... سنسمه على الخرطوم

١٥ ـ ١٦

١٦١ / ١٣٢

سورة الحاقة

( ٦٩ )

وتعيها اُذن واعية

١٢

٢٠٧ / ١٩٥،

٢٤٠ / ٢٤٧

كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم

٢٤

٤٧٤ / ٥٢١

سورة المعارج

( ٧٠ )

في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة

٤

١٦٧ / ١٤٣


سورة الجن

( ٧٢ )

لمّا قام عبد الله يدعو كادوا يكونون

٩

٢١١ / ٢٠٢

والّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم

١٦

٤١٤ / ٤٨١،

٤٢٤ / ٥٠٣ و ٥٠٤

حتى إذا رأوا ما يوعدون ... ربي له أمداً

٢٤ ـ ٢٥

١٦١ / ١٣٣

سورة المزّمّل

( ٧٣ )

يا أيّها المزّمّل

١

٢١٢ / ٢٠٢

سورة المدّثّر

( ٧٤ )

يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر

١ ـ ٢

٨٨ / ٥٥،

١١٣ / ٨٨،

١٦٢ / ١٣٤

٢١٢ / ٢٠٢

إنّها لإحدى الكبر * نذيراً للبشر

٣٥ ـ ٣٦

٨٨ / ٥٥،

١١٤ / ٨٨


سورة النبأ

( ٧٨ )

يوم يُنفخ في الصور فتأتون أفواجاً

١٨

١٦٥ / ١٣٩

سورة النازعات

( ٧٩ )

يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة

٦ ـ ٧

٤٩٢ / ٥٥٤

تلك إذاً كرّة خاسرة ... فإذا هم بالساهرة

١٢ ـ ١٤

١١٨ / ٩٦

أنا ربّكم الأعلى

٢٤

٢٤٣ / ٢٤٧

يسئلونك عن الساعة أيّان مرسيها

٤٢

٤٣٤ / ٥١٢

سورة عبس

( ٨٠ )

ُتل الإنسان ما أكفره ... كلاّ لمّا يقض ما أمره

١٧ ـ ٢٣

١٦٢ / ١٣٥،

١٦٣ / ١٣٦

سورة التكوير

( ٨١ )

وما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله

٢٩

٢٠٦ / ١٩٤


سورة الطارق

( ٨٦ )

تبلى السرائر

٩

٤٥٥ / ٥١٢

سورة الأعلى

( ٨٧ )

سنقرئك فلا تنسى

٦

٢٦٩ / ٢٦٣

سورة الفجر

( ٨٩ )

وجاء ربّك والملك صفّاً صفّاً

٢٢

٤٧٤ / ٥٢١

سورة الضحى

( ٩٣ )

وللآخرة خير لك ... ربّك فترضى

٤ ـ ٥

١٦٤ / ١٣٧

سورة القدر

( ٩٧ )

تنزّل الملائكة والروح فيها

٤

٥٢ / ١٢


سورة البيّنة

( ٩٨ )

صحفاً مطهّرة* فيها كتب قيّمة

٢ ـ ٣

٢٠٣ / ١٨٨

سورة التكاثر

( ١٠٢ )

كلاّ سوف تعلمون * ثم كلاّ

٣ ـ ٤

٤٧٨ / ٥٢٥

لو تعلمون علم اليقين

٥

٤٧٨ / ٥٢٥

لتسئلنّ يومئذ عن النعيم

٨

٤٧٨ / ٥٢٥

سورة المسد

( ١١١ )

تبّت يدا أبي لهب

١

٦٧ / ٣٧


( ٢ )

فهرس

الأحاديث الشريفة

الحديث

المعصوم

ص / ح

آفة المجد عوائق القضاء

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢١

آلى الرحمن على الناكح والمنكوح

أبو جعفر 7

٢٩٧ / ٣١١

إبدأ أنت فابتهل إلى الله عزّوجلّ

علي بن الحسين 7

٤١٧ / ٤٩٠

أبشروا ثمّ أبشروا إنّما مثل اُمّتي

رسول الله 9

٤٧٦ / ٥٢٣

أبى الله أن يجري الأشياء إلاّ بالأسباب

أبو عبدالله 7

١٨٣ / ١٦٢

اتّبعك هذا الفاجر فظنّنا أنّه يريد

الحسن والحسين 8

٥٧ / ٢٢

أتدري بما اُمروا؟ اُمروا بمعرفتنا

أبو عبدالله 7

٢٢٣ / ٢١٦

اتركوه فقد روى عن غيره

أمير المؤمنين 7

٤٨٠ / ٥٢٩


الإتّكال على القضاء أروح

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤٠٨

أتى الحسين 7 اُناس فقالوا له

أبو عبدالله 7

٣٠٠ / ٣١٤

اُحدّثك بسبعة أحاديث إلاّ أن

الإمام علي 7

٤٨٤ / ٥٣٦

الإحسان رسول الله 9

أبو عبدالله 7

١٥٩ / ١٢٨

أخبرني عن رسول الله كان عامّاً للناس؟

أبو عبدالله 7

١٥٦ / ١٢٣

أخذ الله إيمانهم بولايتنا يوم أخذ

أبو عبدالله 7

٤٢٤ / ٥٠٢

أخرج الله من ظهر آدم

أبو عبدالله 7

٤٠٤ / ٤٦٢

أخرج من ظهر آدم ذرّيته

أبو جعفر 7

٣٩٥ / ٤٥٠ ،

أدركته رحمة الله حيث اُنسي الحديث

الامام الحسين 7

٣٠٠ / ٣١٥

إذا اُدخل الرجل حفرته أتاه ملكان

أمير المؤمنين 7

١٧٥ / ١٥٣

إذا أنا متُّ فاستق لي سبع قرب

رسول الله 9

٣١٢ / ٣٢٩

إذا حدّثوكم بحديث عن الأئمّة

أبو عبدالله 7

٢٧٠ / ٢٦٦

إذا ضلّت المقادير بطلت التدابير

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢٢

إذا طلّق الرجل امرأته ثلاثاً بانت منه

أبو عبدالله 7

٢٧٧ / ٢٧٦

إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في ...

أبو جعفر 7

٥٥ / ١٦

إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس

أبو جعفر 7

٣١٩ / ٣٤٤

إذا كان القدر لا يُردّ فالاحتراس

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢٣

الإرادة من المخلوق الضمير

أبو الحسن 7

٣٦٦ / ٤٣١

ارفقوا بمتكلّم خراسان

الإمام الرضا 7

٣٧١ / ٤٣٧


أستتيبهم وإلاّ ضربت أعناقهم

أمير المؤمنين 7

٣٥٦ / ٣٩٢

استوجب زيارة الروح في ليلة القدر

أبو عبدالله 7

٥٢ / ١٢

اسكن عليك السلام غير مهجور

رسول الله 9

٨١ / ٥١

اسماعيل مات قبل ابراهيم وإنّ

أبو عبدالله 7

٤٣١ / ٥٠٩

أشهد أنّك قتلت مظلوماً

أبو عبدالله 7

١٣٧ / ١٠٥

الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض و

علي بن أبي طالب 7

٣٥٩ / ٣٩٩

اُفّ للدنيا اُفّ للدينا إنّما الدنيا دار بلاء

أبو عبدالله 7

١٦٧ / ١٤٤

أفرّ من قضاء الله تعالى إلى قدره

أمير المؤمنين 7

٣٥٧ / ٣٩٦

أفلا اُخبرك بما هو أعظم من

أبو جعفر 7

٤٨٩ / ٥٤٨

الإقتراف للحسنة هو التسليم لنا

أبو جعفر 7

٢٢٢ / ٢١٤

الإقرار له بالعبودية والوحدانية

أبو جعفر 7

٥٩ / ٢٤

أقول فيها ما قال الله عزّوجلّ وذلك

أبو عبدالله 7

١١٨ / ٩٦

ألا إنّ القدر سرّ من سرّ الله

أمير المؤمنين 7

٣٥٧ / ٣٩٥ ،

٣٨٦ / ٤٤٢

ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه

أمير المؤمنين 7

٣٨٧

الله أكرم من أن يفوّض إليهم

أبو عبدالله 7

٣٥١ / ٣٨٢

الله سمّاه وهكذا أنزل في كتابه

أبو جعفر 7

٤١٨ / ٤٩١

اللّهم ادفع عن وليّك وخليفتك

الامام الرضا 7

٤٥٩ / ٥١٦

اللهمّ إن كان ضمرة بن سمرة ضحك

علي بن الحسين 7

٢٦٣ / ٢٥٥

اللهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا

أبو محمد 7

١٣٥ / ١٠٣


اللّهم كن لوليّك فلان بن فلان

الصادقين :

٤٦٠ / ٥١٧

أليس من دينكما الردّ إليّ؟

أبو عبدالله 7

٢٦٨ / ٢٦٢

أما ترضون أنّ أعداءكم يقتل

أبو جعفر 7

٣١٩ / ٣٤٢

أما سمعت الحديث من أبيك

أبو جعفر 7

٤٨٧ / ٥٤٥

أما لو قد قام قائمنا لقد رُدّت

أبو جعفر 7

٤٩٦ / ٥٥٩

أما والله إنّها لحجّتي عليهم غداً

أمير المؤمنين 7

٣٢٢ / ٣٤٨

أما والله لاُضلّنّه أما والله لاُوهمنّه

أبو عبدالله 7

٢٧١ / ٢٦٨

أما والله لقد أفتيته بالهداية التي

أبو الحسن 7

٢٧١ / ٢٦٨

أما والله لو وجدت منكم ثلاثة مؤمنين

أبو جعفر وأبو عبدالله 8

٢٩٦ / ٣١٠

أما والله لو وجدت منكم ثلاثة ...

أبو عبدالله 8

٢٧٩ / ٢٧٨

أما والله ما قتلوهم بالسيوف ولكنّهم

أبو عبدالله 7

٢٩٠ / ٢٩٨

أما والله ما لها ذَ نَب وإنّ لها

الامام علي 7

٤٥٨ / ٥١٣

أمّا بعد فإنّ الاهتمام بالدنيا غير

أمير المؤمنين 7

٣٦٠ / ٤٠١

أمّا بعد فإنّ محمّداً 9كان أمين

الإمام الرضا 7

٤٢٥ / ٥٠٥

أمّا بعد فإنّه من لحق بي منكم استشهد

الإمام الحسين 7

٦٠ / ٢٥

أمّا بعد فإنّي اُوصيك ونفسي بتقوى الله

أبو عبدالله 7

٢٣٨ / ٢٤٧

أمّا كتاب الله فحرّفوا وأمّا الكعبة

أبو جعفر 7

٢٦٠ / ٢٥١

أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس به

أبو عبدالله 7

٢٨٦ / ٢٩٠

أمّا من قتل معه مسلّم لنا دونه ...

أبو عبدالله 7

٢٦٥ / ٢٥٨

الإمام منّا ينذر به كما أنذر رسول ...

أبو جعفر 7

١٩٦ / ١٧٦


أمت الحديث بالكتمان

الإمام علي 7

٢٨٢ / ٢٨٣

الأمر أعظم من ذلك وأوجب

أبو عبدالله 7

٥٠ / ٨

اُمر الناس بخصلتين فضيّعوهما

أبو الحسن الأوّل 7

٢٨٠ / ٢٨٠ ،

العبد الصالح 7

٢٨٥ / ٢٨٧

الاُمور بالتقدير وليست بالتدبير

أمير المؤمنين 7

٣٦٣ / ٤١٤

أمير المؤمنين صلوات الله عليه الدابّة

أبو الحسن الرضا 7

٤٨٨ / ٥٤٦

إنْ أريتك رسول الله 9 حتى يخبرك

أمير المؤمنين 7

٣٠٤ / ٣١٩

إنْ جزعت جرى عليك القدر

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤١٧

إنْ صبرت جرى عليك القدر

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤١٦

إنْ عقدت إيمانك فارض بالمقضي

أمير المؤمنين 7

٣٦٣ / ٤١٨

إنْ كان الله تبارك وتعالى قد تكفّل

أمير المؤمنين 7

٣٦١ / ٤٠٢

إنْ كان في يدك هذه شيء فاستطعت

أبو الحسن موسى 7

٢٩١ / ٣٠٢

إنّ آخر من يموت الإمام 7

أبو عبدالله 7

٤٩٢ / ٥٥٥

إنّ أبا بكر لمّا قدم رسول الله 9 إلى

علي بن الحسين 7

٣٤٤ / ٣٧٥

إنّ إبليس قال ( انظرني إلى يوم )

أبو عبدالله 7

١١٥ / ٩١

إنّ أحبّ أصحابي إليّ أفقههم

أبو جعفر 7

٢٧٨ / ٢٧٧

إنّ أرواح القدرية تعرض على النار

أمير المؤمنين 7

٣٥٣ / ٣٨٦

إنّ أصحاب محمّد 9 وعدوا سنة

أبو عبدالله 7

٢٨٧ / ٢٩٣

إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير

أبو عبدالله 7

٣١١ / ٣٢٨

إنّ الذي بلغك هو الحقّ

أبو الحسن الرضا 7

٧٦ / ٤٨


إنّ الذي يغسّله جدّه الحسين 7

أبو عبدالله 7

٤٦٠

إنّ الذي يلي حساب الناس قبل يوم

أبو عبدالله 7

١١٧ / ٩٢

إنّ الله تبارك وتعالى آخى بين الأرواح

الامام الصادق 7

٣٩٦ / ٤٥٢

إنّ الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرّد

أمير المؤمنين 7

١٣١ / ١٠٢

إنّ الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودّتنا

رسول الله 9

٥١٢ / ٥٧٦

إنّ الله عزّوجلّ أخذ ميثاق شيعتنا

أبو جعفر 7

٤٠٩ / ٤٧٤ ،

٤١٧ / ٤٨٩ ،

٤١٩ / ٤٩٤ و ٤٩٥

إنّ الله عزّوجلّ أخذ ميثاق شيعتنا من

أبو عبدالله 7

٤١٠ / ٤٧٥

إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد

أبو عبدالله 7

٤٩٩ / ٥٦٢

إنّ الله أخذ الميثاق على الناس لله

الامام الصادق 7

٥١٩ / ٥٧٩

إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد

أبو عبدالله 7

٣٥٢ / ٣٨٥ ،

٣٥٦ / ٣٩٣

إنّ الله عزّوجلّ أرحم بخلقه من

أبو جعفر وأبو عبدالله 8

٣٥٠ / ٣٨٠

إنّ الله أكرم من أن يكلّف خلقه

أبو عبدالله 7

٣٥١ / ٣٨١

إنّ الله تبارك وتعالى أمر جبرئيل

أبو عبدالله 7

١٥٧ / ١٢٣

إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى ...

أبو إبراهيم 7

١٨٥ / ١٦٥

إنّ الله سبحانه وتعالى جعل اسمه

الإمام الصادق 7

٣٣٥

إنّ الله تبارك وتعالى جعل قلوب

أبو الحسن الثالث 7

٢٠٦ / ١٩٤

إنّ الله عزّوجلّ جعل لنا شيعة

أبو عبدالله 7

٤٠٥ / ٤٦٤


إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق

أبو جعفر 7

٣٨٩ / ٤٤٣ ،

٤٠٣ / ٤٦١

إنّ الله عزّوجلّ خلق الأنبياء و ...

الإمام الباقر 7

٤٨ / ٥

إنّ الله عزّوجلّ خلق جبلاً محيطاً بالدنيا

أبو جعفر 7

٧١ / ٤١

إنّ الله عزّوجلّ خلق الحجر الأسود

أبو عبدالله 7

٥٠٧ / ٥٧٣

إنّ الله عزّوجلّ خلق الخلق فخلق

أبو جعفر 7

٤٠٥ / ٤٦٥ ،

٥٠٢ / ٥٦٧

إنّ الله عزّوجلّ خلق نور محمّد 9

الامام الصادق 7

٤٢٦

إنّ الله علّم محمّداً القرآن

أبو الحسن الرضا 7

١٨٥ / ١٦٤

إنّ الله تبارك وتعالى عيّر قوماً بالإذاعة

أبو عبدالله 7

٢٨٩ / ٢٩٦

إنّ الله عزّوجلّ فرض العلم على ستّة

أبو عبدالله 7

٢١٠ / ١٩٩

إنّ الله تعالى فضّل اُولي العزم من الرسل

أبو عبدالله 7

٣٠١ / ٣١٦

إنّ الله عزّوجلّ فوّض إلى سليمان ...

أبو عبدالله 7

٢٧٣ / ٢٧١

إنّ الله عزّوجلّ قال لنبيّه ولقد وصّيناك

أبو عبدالله 7

٢٠٠ / ١٨٤

إنّ الله عزّوجلّ قبض قبضة من تراب

علي بن الحسين 7

٣٨٢ / ٤٤٠

إنّ الله عزّوجلّ قد أخذ ميثاق كلّ نبيّ

أبو عبدالله 7

٢٠٠ / ١٨٤

إنّ الله قد علم بما هو مكوّنه قبل

أبو عبدالله 7

٤١٦ / ٤٨٦

إنّ الله لم يخل الأرض من عالم

أبو عبدالله 7

٣١٣ / ٣٣٢

إنّ الله عزّوجلّ لم يُطَع بإكراه ولم

أبو الحسن الرضا 7

٣٥١ / ٣٨٣


إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أخرج ذرّيّة

أبو جعفر 7

٣٩٠ / ٤٤٤

إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق آدم

أبو عبدالله 7

٣٨٣ / ٤٤١

إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق الخلق

أبو عبدالله 7

٤٢٨ / ٥٠٦

إنّ الله تبارك وتعالى لمّا خلق السماوات

أبو عبدالله 7

٥٠٧ / ٥٧٤

إنّ الله عزّوجلّ لمّا خلق نبيّه

أبو عبدالله 7

٤٢٠ / ٤٩٦

إنّ الله تبارك وتعالى لمّا ذرأ الخلق

أبو عبدالله 7

٤١٣ / ٤٧٩

إنّ الله مثّل لي اُمّتي في الطين

رسول الله 9

٤٠٦ / ٤٦٧

إنّ الله عزّوجلّ نزع الخوف من قلوب

أبو عبدالله 7

٣١٩ / ٣٤٣

إنّ الله تعالى ليسقينا في هذا الموضع

أمير المؤمنين 7

٣٢٤ / ٣٤٩

إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام

أبو عبدالله 7

٧٦ / ٤٨

إنّ الإمام يعرف نطفة الإمام

أبو عبدالله 7

٥٦ / ١٨

إنّ اُمّتي عرضت عليَّ عند الميثاق

رسول الله 9

٤٠٧ / ٤٦٩

إنّ أمرنا سرّ في سرّ وسرّ مستسر

أبو عبدالله 7

٣٣٧ / ٣٦٧

إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ

أبو جعفر 7

٣٣٧ / ٣٦٧

إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ

أبو جعفر 7

٢٩٩ / ٣١٣ ،

الامام علي 7

٣٣٦ / ٣٦٤

إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه

أمير المؤمنين 7

١٤٨ / ١١٢

إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يقرّ به إلاّ

أمير المؤمنين 7

٣٤١ / ٣٧٤

إنّ أمرنا هذا مستور مقنّع بالميثاق

أبو عبدالله 7

٣٣٨ / ٣٦٩

إنّ الأوصياء : محدّثون

الإمام الباقر 7

٤٧ / ٣


إنّ أوّل سورة نزلت على رسول ...

أبو جعفر 7

٢٦٨ / ٢٦٣

إنّ أول ما تغلبون عليه من الجهاد

علي بن أبي طالب 7

٤١٤ / ٤٨٢

إنّ أوّل من يرجع لجاركم الحسين 7

أبو جعفر 7

١١٧ / ٩٣

إنّ أوّل من يكرّ في الرجعة الحسين ...

أبو عبدالله 7

٩١ / ٥٨

إنّ بعض قريش قال لرسول الله 9

أبو عبدالله 7

٣٩٢ / ٤٤٥ ،

٤٠٧ / ٤٦٨ ،

٤١٦ / ٤٨٧

إنّ حديث آل محمد صعب مستصعب

رسول الله 9

٣٣١ / ٣٥٥

إنّ حديث آل محمد عظيم

رسول الله 9

٢٩٨ / ٣١٢

إنّ حديثنا صعب مستصعب خشن

أمير المؤمنين 7

٣٣٣ / ٣٥٩

إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله

أبو جعفر 7

٣٣٢ / ٣٥٧ ،

٤٠٢ / ٣٥٩

إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله

أبو عبدالله 7

٣٣٢ / ٣٥٨ ،

٤٠٢ / ٤٦٠

إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله

أبو عبدالله 7

٣٣٩ / ٣٧٢

إنّ حمامك هذا هدر الذكر على الاُنثى

أبو الحسن 7

٣١٦ / ٣٣٧

إنّ الدابّة معها العصا والميسم

النبي 9

٤٥٩ / ٥١٤

إنّ رجلاً قال لعلي 7 : يا أمير

أبو جعفر 7

٣٢١ / ٣٤٨

إنّ رسول الله 9قال لي : يا بني ...

الحسين بن علي 7

١٣٩ / ١٠٧ ،

١٦٩ / ١٤٦


إنّ رسول الله 9 وعلياً 7 ...

أبو جعفر 7

١٠٧ / ٧٨

إنّ الروح لا تمازج البدن ولا تواكله

أبو عبدالله 7

٥١ / ١

إنّ عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكله الله

أبو جعفر 7

٣١٤ / ٣٣٣

إنّ العبد إذا اُدخل حفرته أتاه ملكان

أمير المؤمنين 7

٤٠١ / ٤٥٨

إنّ العلم الذي نزل مع آدم 7

الامام الباقر 7

٣٠٤ / ٣١٨

إنّ علم العلماء صعب مستصعب لا

علي بن الحسين 7

٣٣٤ / ٣٦٢

إنّ علياً 7 كان يوم قريضة والنضير

أبو عبدالله 7

٣١٣ / ٣٣١

إنّ علي بن الحسين 7 اُتي بعسل

أبو عبدالله 7

١٨٣ / ١٦١

إن في الملائكة مقرّبين وغير مقرّبين

أبو عبدالله 7

٣٤١ / ٣٧٤

إنّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا

أبو عبدالله 7

٣٢٠ / ٣٤٥

إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد

علي بن الحسين 7

٣٥٨ / ٣٩٧

إنّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله

أبو عبدالله 7

٣٥٢ / ٣٨٤

إنّ لعلي 7 في الأرض كرّة

أبو عبدالله 7

١٢١ / ٩٩

إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة فيها ما يحتاج

أبو عبدالله 7

٤٣٢ / ٥١٠

إنّ لله عزّوجلّ اثنى عشر ألف عالَم

أبو عبدالله 7

٧٦ / ٤٧

إنّ لله عزّوجلّ بالمشرق مدينة اسمها

أبو عبدالله 7

٧٥ / ٤٦

إنّ لله خلف هذا النطاق زبرجدة

أبو الحسن الرضا 7

٧٢ / ٤٢

إنّ لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب

الحسن بن علي 7

٧١ / ٤٠

نّ لله عزّوجلّ مدينتين إحداهما ...

الحسن بن علي 7

٧٤ / ٤٥

إنّ لله عزّوجلّ مدينتين مدينة بالمشرق

أبو عبدالله 7

٦٨ / ٣٩


إنّ ما لم يزل لا يكون مفعولاً

الامام الرضا 7

٣٧٦ / ٤٣٧

إنّ مثل ابن ذر مثل رجل كان في بني

أبو عبدالله 7

٩٩ / ٦٨

إنّ المدّثّر هو كائن عند الرجعة

أمير المؤمنين 7

١١٤ / ٨٩

إنّ المريد لا يكون إلاّ لمراد معه

أبو عبدالله 7

٣٦٥ / ٤٢٩

إنّ المسلّمين هم المنتجبون يوم القيامة

أبو عبدالله 7

٢٢٩ / ٢٢٩

إنّ من شغل نفسه بالمفروض عليه

أمير المؤمنين 7

٣٦٣ / ٤١٥

إنّ من قرّة العين التسليم إلينا

أبو عبدالله 7

٢٣١ / ٢٣٥

إنّ من وراء شمسكم هذه أربعين ...

أبو جعفر 7

٧٣ / ٤٤

إنّ منّا بعد القائم 7 اثنا عشر مهدياً

أبو عبدالله 7

١٦٥ / ١٤١

إنّ مولانا الحسين 7 ولد يوم

أبو محمّد 7

١٣٥ / ١٠٣

إنّ مولى عثمان كان سبّابة لعلي 7

أبو جعفر 7

٢٢٦ / ٢٢٣

إنّ هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه

أبو عبدالله 7

١٠٨ / ٨٠

إنّ ولد الزنا لا ينجب

ورد في الحديث

٣٨٤

أنا أوّل قادم على الله تبارك وتعالى

رسول الله 9

٢٥٧ / ٢٤٩

أنا دابّة الأرض

الإمام علي 7

٤٨٣ / ٥٣٤

أنا سيّد الشيب وفيّ سنّة من أيوب 7

الامام علي 7

٤٨٠ / ٥٣٠

أنا عبدالله وأنا دابة الأرض

علي بن أبي طالب 7

٤٨٣ / ٥٣٥

أنا قسيم الجنّة والنار لا يدخلها إلاّ

أمير المؤمنين 7

١٤٩ / ١١٤ ،

٤٧٨ / ٥٢٥


إنّا أهل البيت لم يزل الله يبعث منّا

أبو عبدالله 7

١٨٧ / ١٦٦

إنّا أهل بيت من علم الله عُلّمنا

أبو جعفر 7

١٩٩ / ١٨٣

الأنبياء رسول الله 9 وإبراهيم و ...

أبو عبدالله 7

١١٩ / ٩٧

أنتم في الجنّة تحبرون وبين أطباق

أبو عبدالله 7

٣١١ / ٣٢٨

انتهى رسول الله 9إلى أمير ...

أبو عبدالله 7

١٥٢ / ١١٨

اُنزلت في هذه الاُمّة والرجال هم الأئمّة

أبو جعفر 7

١٧٣ / ١٥٠

ُنسيه لينفذ فيه الحكم

الإمام الرضا 7

٥٨ / ٢٣

إنّك تجد في ميمنة المسجد رجلاً

أبو الحسن موسى 7

٢٨١ / ٢٨٢

إنّك لم تسألني عن هذه المسألة إلاّ ...

أبو عبدالله 7

٢٧٠ / ٢٦٧

إنّك لن تطيق حمله

الامام الحسين 7

٣٠٠ / ٣١٥

إنّكم إن رضيتم بالقضاء طابت عيشتكم

أمير المؤمنين 7

٣٦٣ / ٤١٩

إنّكم إن صبرتم على البلاء وشكرتم

أمير المؤمنين 7

٣٦٣ / ٤٢٠

إنّكم لا تحتملونه ولا تطيقونه

الامام الحسين 7

٣٠٠ / ٣١٤

إنّكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها

رسول الله 9

٤٧٦ / ٥٢٢

إنّما اُولوا الألباب الذين عملوا بالفكرة

أبو عبدالله 7

٣٢٨ / ٣٥٤

إنّما شيعتنا الخُرّس

أبو جعفر 7

٢٩٥ / ٣٠٦

إنّما عنى أن يؤدّي الإمام الأوّل منّا إلى

أبو جعفر 7

٥٤ / ١٦

إنّما مثل اُمّتي كمثل حديقة اُطعم منها

رسول الله 9

٤٧٦ / ٥٢٣

إنّما معناه أنّ الملك لا يحتمله في جوفه

أبو محمد 7

٣٣٩ / ٣٧١

إنّما هو ربع الناس إنّما هو ولد آدم

أبو جعفر 7

١٩٠ / ١٦٩


إنّه بلغ رسول الله 9عن بطنين ...

أبو عبدالله 7

٩٤ / ٦٣

إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق به

أبو عبدالله 7

٢٨٤ / ٢٨٦

إنّها لم ترني ولن تراني

رسول الله 9

٦٧ / ٣٧

إنّي أوّل من أقرّ بربّي

رسول الله 9

٣٩٤ / ٤٤٧

إنّي تارك فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما

رسول الله 9

٢٦٢ / ٢٥٤

إنّي ذكرت نعمة الله عليّ فسجدت

أبو عبدالله 7

٦٦ / ٣٦

إنّي سألت الله عزّوجلّ في إسماعيل ...

أبو عبدالله 7

١١٥ / ٩٠

إنّي قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله ...

رسول الله 9

٢٦١ / ٢٥٢

إنّي كنت أول من آمن بربّي

رسول الله 9

٣٩٢ / ٤٤٥ ،

٤٠٧ / ٤٦٨

إنّي كنت أول من آمن وأول من

رسول الله 9

٤١٦ / ٤٨٧

إنّي لاُحدّث الرجل بالحديث فيذيعه

أبو عبدالله 7

٢٩٦ / ٣٠٨

إنّي لأعجب من قوم يتولّونا ويجعلونا

أبو جعفر 7

٣٢٦ / ٣٥٣

إنّي لأعرف من لو قام على شاطئ البحر

أبو جعفر 7

٢٠٦ / ١٩٣

إنّي لفي عمرة اعتمرتها في الحجر

أبو جعفر 7

٨٢ / ٥٣

أهي مُحدَثة؟

الإمام الرضا 7

٣٧٠ / ٤٣٧

أوصى آدم 7 إلى هابيل فحسده ...

أبو عبدالله 7

٢٩٠ / ٢٩٩

أو كان كافراً؟ قط إنّما كان لعلي حيث

علي بن الحسين 7

٣٤٢ / ٣٧٥

أوّل من تنشقّ الأرض عنه ويرجع

أبو عبدالله 7

١٠٧ / ٧٧

أول من سبق إلى بلى رسول الله 9

أبو عبدالله 7

٤١٠ / ٤٧٦


أوّل من يرجع إلى الدنيا الحسين ...

أبو عبدالله 7

١٢٠ / ٩٨

أولا اُعطيك علامة الأئمة أو غيرهم

أبو جعفر 7

٣١٠ / ٣٢٧

أيّ إمام لا يعلم ما يصيبه ولا إلى ...

أبو عبدالله 7

٦٢ / ٢٨

أيّ شيء تقول الناس في هذه الآية

أبو جعفر 7

٤٨٧ / ٥٤٤

أيّام الله ثلاثة يوم قيام القائم

أبو جعفر 7

١٤٨ / ١١٣

أيّام الله ثلاثة يوم يقوم القائم

أبو عبدالله 7

٨٩ / ٥٦

أيّتها الريح استعلي بإذن الله

رسول الله 7

٣١٧ / ٣٣٨

أيسرّكم أنّ هذا الأمر كان؟

أبو عبدالله 7

٢٨٣ / ٢٨٥

أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين

رسول الله 9

٢٥٩ / ٢٥١

أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني

أمير المؤمنين 7

١٦٢ / ١٠١ ،

٤٦٨ / ٥٢١

أيّها الناس لأعرفنّكم ترجعون بعدي ...

رسول الله 9

١٠٠ / ٧٠

بحديث الأخير

أبو عبدالله 7

٢٧٠ / ٢٦٥

بحر عميق فلا تسلكه

أمير المؤمنين 7

٣٥٧ / ٣٩٤

بخ بخ من كان خادمه جبرئيل 7

رسول الله 9

٣١٨ / ٣٣٩

بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس

ورد في الحديث

٣٨٨

بفسخ العزم ونقض الهمم

أمير المؤمنين 7

٣٤٧ / ٣٧٦

بل اسجدوا لله إنّ هذا الجمل يشكو ...

رسول الله 9

٨٣ / ٥٤

بل ردّهم إلى الدنيا حتى سكنوا الديار

أبو جعفر 7

١٠٦ / ٧٦

بلى والله إنّه ليضرّ وينفع

علي بن أبي طالب 7

٥١٨ / ٥٧٨


بلى والله ليُرى من ساعة ولادته

أبو عبدالله 7

٤٣٩ / ٥١٢

بلغني أنّك تزعم أنّ الخمر رجل

أبو عبدالله 7

٢٣٧ / ٢٤٤

بهذا نزل جبرئيل 7

أبو عبدالله 7

٢٢٨ / ٢٢٨ ،

٢٤٦ / ٢٣١

بينا النبي 9جالس مع أصحابه إذ

الإمام الحسن المجتبى 7

٣١٦ / ٣٣٨

تثور سراياه على السفياني إلى دمشق

أبو عبدالله 7

٤٥٤ / ٥١٢

تحرز رضا الله برضاك بقدره

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢٥

تخاطبه الملائكة والمؤمنون

أبو عبدالله 7

٤٣٩ / ٥١٢

تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى

رسول الله 9

٤٨٦ / ٥٤١

تخضع لها رقاب بني اُميّة

أبو جعفر 7

٤٨٢ / ٥٣٣

تذلّ الاُمور للمقادير حتى يكون

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢٦

التسليم في الأمر

أبو عبدالله 7

٢٢٤ / ٢١٩

تفسيرها قد أفلح المسلّمون إنّ

أبو عبدالله 7

٢٦٧ / ٢٦١

تلك القدرة ولا ينكرها إلاّ القدرية

أبو جعفر 7

١٠١ / ٧٢

تمصّون الرواضع وتدعون النهر العظيم

أبو عبدالله 7

٣٠١ / ٣١٦

التوكلّ : التبرّي من الحول والقوّة

أمير المؤمنين 7

٣٦٣ / ٤١٣

ثبتت المعرفة ونسوا الموقف

أبو محمد العسكري 7

٤٠٠ / ٤٥٧ ،

أبو جعفر 7

٥٠٠ / ٥٦٥

ثلاثة من البهائم تكلّموا على عهد ...

أبو عبدالله 7

٨٤ / ٥٤

ثمّ أخذ عليهم بعد التصديق والإيمان

أبو عبدالله 7

٤١٥ / ٤٨٤


ثمّ يخرج الصدّيق الأكبر أمير المؤمنين

أبو عبدالله 7

٤٥٥ / ٥١٢

ثم يخرج الفتى الحسني الصبيح من

أبو عبدالله 7

٤٥١ / ٥١٢

جاء رجل إلى أمير المؤمنين 7 فقال

أبو عبدالله 7

٤٠٩ / ٤٧٣

جبرئيل الذي نزل على الأنبياء والروح

أبو جعفر 7

٥١ / ١١

الجزع لا يدفع القدر ولكن يحبط الأجر

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤١٢

جعل الله لكلّ شيء قدراً ولكلّ

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢٧

جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه

أبو عبدالله 7

٣٩٥ / ٤٤٨

حاش لله أن يوقّت ظهوره بوقت

الامام الصادق 7

٤٣٣ / ٥١٢

حدّ العقل النظر في العواقب والرضا

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢٨

حدّثني أخي أنّه ختم ألف نبي وإنّي

أمير المؤمنين 7

٤٨٥ / ٥٣٩

حديثنا صعب مستصعب ذكوان أجرد

أبو عبدالله 7

٣٣٤ / ٣٦١

حديثنا صعب مستصعب ذكوان مقنّع

أبو عبدالله 7

٣٣٣ / ٣٦٠

حديثنا صعب مستصعب شريف كريم

أبو عبدالله 7

٣٣٥ / ٣٦٣

حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ

أبو جعفر 7

٣٣٢ / ٣٥٦

حسبك أن يعلم الله وإمامك الذي تأتم

أبو عبدالله 7

٢٩١ / ٣٠٠

الحسود غضبان على القدر

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤٠٧

الحسين 7 يخرج على أثر القائم 7

أبو عبدالله 7

١٦٥ / ١٣٩

الحمد لله الأحد المحمود الذي توحّد

أمير المؤمنين 7

٤٦٤ / ٥٢١

حيث أخذ الله ميثاق بني آدم

أبو عبدالله 7

٤٢٢ / ٤٩٨

خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا

أبو عبدالله 7

٣٣٧ / ٣٦٥


خرجت مع أبي 7 إلى بعض أمواله

أبو جعفر 7

٣٠٨ / ٣٢٤

خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل

أبو عبدالله 7

٥٠ / ٩

خلق الله جلّ وعزّ الخلق وهم أظلّة

أبو عبدالله 7

٤٢٣ / ٥٠١

خلق الله المشيئة بنفسها

أبو عبدالله 7

٣٦٧ / ٤٣٣

خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل

أبو عبدالله 7

٤٩ / ٦

دعاني رسول الله 9فوجّهني إلى ...

علي بن أبي طالب 7

٧٧ / ٤٩

دعاه فوالله ما أجلي إلاّ له

أمير المؤمنين 7

٥٨ / ٢٢

دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم

الإمام علي 7

٢٩٣ / ٣٠٤

ذاك برهوت فيه نسمة كلّ كافر

أبو جعفر 7

١٨٩ / ١٦٨

ذاك علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين ...

أبوالحسن الرضا 7

١٨٥ / ١٦٤

ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر

أبو جعفر 7

١٥٨ / ١٢٧

ذلك في الرجعة

أبو عبدالله 7

١٥٧ / ١٢٤

ذلك في الميثاق

أبو جعفر 7

٩٩ / ٦٩

ذلك والله في الرجعة أما علمت أن ...

أبو عبدالله 7

٩٢ / ٦٠ ،

١٥٧ / ١٢٥

( الراجفة ) الحسين بن علي 7

أبو عبدالله 7

٤٩٢ / ٥٥٤

رجل بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وضربوه

أمير المؤمنين 7

٤٧٩ / ٥٢٨

رحم الله جابراً بلغ من فقهه أنّه كان

أبو جعفر 7

١٥٥ / ١٢١

رحم الله جابراً لقد بلغ من علمه

أبو جعفر 7

١٥١ / ١١٧

رحم الله المعلّى بن خُنيس

أبو عبدالله 7

١٦٧ / ١٤٤


الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين

أبو جعفر 7

٣١٤ / ٣٣٥

الرضا بقدر الله يهوّن عظيم

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤١١

الرضا بالقضاء يستدلّ على اليقين

أمير المؤمنين 7

٣٦٤ / ٤٢٤

سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت

أبو عبدالله 7

٥٠٩ / ٥٧٥

سئل رسول الله 9عن الساعة

أبو عبدالله 7

٣٥٠ / ٣٧٩

السلام على محمد المنتجب وعلى

الناحية المقدّسة

٤٢٧

سُمّ رسول الله 9يوم خيبر فتكلّم ...

أبو عبدالله 7

٨٢ / ٥٢

سور بين الجنّة والنار قائم عليه

أبو عبدالله 7

١٧٤ / ١٥٢

الشيخ ملك الموت والذي جاء وأخرجه

أبو عبدالله 7

٣٢١ / ٣٤٧

صار جماعة من الناس بعد موت

علي بن الحسين 7

٣٠٦ / ٣٢٠

صُبغ المؤمنون بالولاية في الميثاق

أبو عبدالله 7

٤١٩ / ٤٩٣

صدق ابناي ما زلت أنا وجبرئيل ...

رسول الله 9

٢١٤ / ٢٠٥

صراط بين الجنّة والنار

أبو جعفر 7

١٧٣ / ١٥٠

صلّى رسول الله 9ليلة فقرأ تبّت ...

أبو جعفر 7

٦٧ / ٣٧

صنفان من اُمّتي ليس لهما في الإسلام

رسول الله 9

٣٥٤ / ٣٨٨

ضرب بينهما حجاب أصفر

أبو جعفر 7

٦٧ / ٣٧

طاعة الله مفروضة

أبو عبدالله 7

١٩٦ / ١٧٥

الطاعة المفروضة

أبو جعفر 7

١٩٣ / ١٧٢

عافانا الله وإيّاك بأحسن عافية

أبو الحسن الرضا 7

٦٤ / ٣٣


العبد عبد وإن ساعده القدر

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤٠٩

( العذاب الأدنى ) دابّة الأرض

أبو عبدالله 7

٤٩١ / ٥٢٢

عرف الله عزّوجلّ إيمانهم بولايتنا

أبو عبدالله 7

٤٠٦ / ٤٩٦ ،

٤١٣ / ٤٨٠ ،

٤١٨ / ٤٩٢

علّة استلام الحجر إنّ الله تبارك وتعالى

أبو الحسن الرضا 7

٥٠٥ / ٥٧١

العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما

أبو عبدالله 7

٣٢٠ / ٣٤٦

العلم ليس هو المشيئة ألا ترى

أبو عبدالله 7

٣٦٦ / ٤٣٠

عَلِم وشاء وأراد وقدّر وأبدا

العالم 7

٣٦٩ / ٤٣٥

عُلّمنا منطق الطير واُوتينا من كلّ شيء

أبو الحسن 7

٣١٦ / ٣٣٧

علي 7 دابّة الأرض

أبو ذر 2

٤٨٨ / ٥٤٧

عند إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر

رسول الله 9

٣٥٠ / ٣٧٩

عنى بها علياً 7 وتصديق ذلك

أبو عبدالله 7

٢٢٠ / ٢٠٩

عين راحوما من الجنّة شرب منها

أمير المؤمنين 7

٣٢٥ / ٣٤٩

فإن قال لك هذا أنّي قلته فلا تكذّب به

أبو عبدالله 7

٢٣٣ / ٢٣٩

فأنا مقرّ بفضلكم محتمل لعلمكم

أبو الحسن الثالث 7

١٣٦ / ١٠٤

فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة

الإمام علي 7

٣١٢ / ٣٢٩

فردّوه إلينا فإنّك إذا كذّبته فإنّما تكذّبنا

أبو عبدالله 7

٢٣٤ / ٢٤٠

فطرهم الله على المعرفة به

أبو جعفر 7

٣٩٩ / ٤٥٦

فطرهم على التوحيد عند الميثاق

أبو جعفر 7

٣٩٨ / ٤٥٥


فكيف أخبر الله عزّوجل أنّه واحد حيٌّ

الإمام الرضا 7

٣٧٩ / ٤٣٧

فلا يغفل فإنّ الناس عندنا على درجات

أبو عبدالله 7

٢٧٧ / ٢٧٥

فما تريد أتريد أن تكون إماماً ...؟

أبو جعفر 7

٢٣١ / ٢٣٤ ،

٢٦٤ / ٢٥٧

فما وردت عليّ قضيّة إلاّ حكمت

الإمام علي 7

٤٦ / ٢

فهل رأيتم أحداً يبشّر بولد ذكر ...

أبو عبدالله 7

١٥٩ / ١٢٨

في إمام بعد إمام

أبو عبدالله 7

٢٠٢ / ١٨٦

في الرجعة

أحدهما 8

٩٦ / ٦٥

في كلّ قضاء الله عزّوجلّ خِيَرة للمؤمن

رسول الله 9

٣٦٠ / ٤٠٠

قال رجل لعمّار بن ياسر : يا أبا اليقظان

أبو عبدالله 7

١٥٣ / ١١٩

قتل علي بن أبي طالب 7 وطعن ...

أبو عبدالله 7

١٦٤ / ١٣٨

القتل في سبيل عليّ وذرّيته :

أبو جعفر 7

١١١ / ٨٥

قد أفلح المسلّمون إنّ المسلّمين هم ...

أبو جعفر 7

٢١٩ / ٢٠٨ ،

٢٢٤ / ٢١٨ ،

٢٢٥ / ٢٢٢

أبو عبدالله 7

٢٢٦ / ٢٢٤

أبو جعفر 7

٢٣١ / ٢٣٣

قد بانت منه بثلاث

أبو عبدالله 7

٢٧٢ / ٢٧٠

قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم ...

أبو عبدالله 7

٢٨٣ / ٢٨٥

قد قال : إثنا عشر مهدياً ولم يقل إثنا ..

أبو عبدالله 7

٤٩٣ / ٥٥٦


قد كشف لها عن الغطاء

أبو عبدالله 7

٢٢٤ / ٢٢٠

قدّر الله المقادير قبل أن يخلق

رسول الله 9

٣٥٩ / ٣٩٨

القدر يغلب الحاذر

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤٠٤

القدر يغلب الحذر

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤٠٥

القدر ينسي الحفيظة

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤٠٦ ،

القدرية تنكرها

أبو جعفر 7

٩٨ / ٦٧

قوما فائتيا باب حجرة علي

رسول الله 9

٣١٨ / ٣٣٩

كأنّك تريد أن تكون إماماً يقتدى بك

أبو عبدالله 7

٢٦٩ / ٢٦٤

كأنّي بحمران بن أعين وميسر بن ...

أبو عبدالله 7

١١٠ / ٨٤

كأنّي والله بالملائكة قد زاحموا

أبو عبدالله 7

٤٦١ / ٥١٨

كان رسول الله 9ذات يوم قاعداً

أبو عبدالله 7

٨٣ / ٥٤

كان علي بن أبي طالب 7 عالم هذه ...

أبو عبدالله 7

١٩٧ / ١٧٨

كان علي 7 لا يعزل وأمّا أنا فأعزل

أبو عبدالله 7

٢٧٢ / ٢٦٩

كان يتلقّاه به روح القدس

أبو عبدالله 7

٤٦ / ٢

كذب ثمّ كذب ثمّ كذب إنّ للحجر لساناً

أبو عبدالله 7

٥٠٧ / ٥٧٤

كذبت ما أنت كما قلت إنّ الله

أمير المؤمنين 7

٤٠٨ / ٤٧٢

كذبوا من زعم هذا فقد صيّر الله محمولاً

أبو عبدالله 7

٣٩٧ / ٤٥٣

كشط الله لابراهيم السماوات حتى نظر

أبو عبدالله 7

٣٢٥ / ٣٥٠

كشطت له السماوات السبع حتى نظر

أبو جعفر 7

٣٢٦ / ٣٥٢

كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب

أبو عبدالله 7

١٥٠ / ١١٥


كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل

أبو جعفر 7

١٩٨ / ١٧٩

كلّ مولود يولد على الفطرة

رسول الله 9

٤٠٠ / ٤٥٦

كلاّ ما أسرعه ، ولست أريم حتى يقدم

رسول الله 9

٣٤٤ / ٣٧٥

كنت أشتكي ـ ونحن بمنى ـ شكوى ...

أبو جعفر 7

١٠٩ / ٨١

كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله

النبي 9

٣١٨ / ٣٤٠

كنت خلف أبي 7 وهو على بغلته

الإمام الباقر 7

٣٠٨ / ٣٢٢

كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف

أمير المؤمنين 7

٢١٣ / ٢٠٥

كنت مريضاً بمنى وأبي 7 عندي

أبو جعفر 7

٩٦ / ٦٦

الكوفة يا أبا بكر هي الزكيّة الطاهرة

أبوجعفر أو أبو عبدالله 7

٤٣٣ / ٥١١

كيف أنت إذا استيأست اُمّتي من المهدي

رسول الله 9

٩٠ / ٥٧

كيف لا يكون ذلك وهو ربّنا تبارك

أمير المؤمنين 7

٤٠٩ / ٤٧٣

لأقتلنّ العمالقة في كتيبة

النبي 9

٤٩١ / ٥٥٣

لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر

أبو عبدالله 7

٥٠٣ / ٥٦٨

لأنّ مواثيق الخلائق فيه

أبو عبدالله 7

٥٠٥ / ٥٧٠

لأنّ ميرة المؤمنين منه وهو كان

أبو جعفر 7

٢١١ / ٢٠١

لأنّهم تمجّسوا في السريانيّة وادّعوا

أبو عبدالله 7

٤٣٧ / ٥١٢

لا ، إلاّ وأحدهما صامت لا يتكلّم

أبو عبدالله 7

٢٠٥ / ١٩١

لا ، إنّه يعلم قبل ذلك ليتقدّم

الإمام الرضا 7

٦٢ / ٢٧

لا ، ولكن من قتل من المؤمنين ردّ

أبو جعفر 7

١٠٥ / ٧٥

لابدّ من فتنة صمّاء صيلم يسقط

الإمام الرضا 7

١٤١ / ١٠٨


لا تحدّث حديثنا إلاّ أهلك

أبو عبدالله 7

٢٨٧ / ٢٩١

لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك

أبو عبدالله 7

٣٩٣ / ٤٤٦

لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ التائبين ...

أبو جعفر 7

٩٩ / ٦٩

لا تقل حسن السمت ، لأنّ السمت

أبو عبدالله 7

٣٩٣ / ٤٤٦

لا تقولوا الجبت والطاغوت ولا تقولوا

أبو جعفر 7

١٠٧ / ٧٩ ،

رُوُيَ

٤٩٤

لا تقولوا لكلّ آية هذا رجل وهذا رجل

أبو عبدالله 7

٢٣٧ / ٢٤٥

لا تقولوا هذا رمضان ولا جاء رمضان

أبو جعفر 7

١٨١ / ١٦٠

لا تكذّبوا الحديث أتاكم به مرجئ ولا ...

أبو جعفر 7

٢٣٥ / ٢٤٢

لا تكون الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم

أبو عبدالله 7

١٩٥ / ١٧٤

لا حجّة عليه إنّما الحجّة على من سمع

أبو جعفر 7

٢٦٨ / ٢٦٣

لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتى

أبو عبدالله 7

٤٩٠ / ٥٥٠ و ٥٥١

لا يزال كتاب الله والدليل منّا عليه

أبو جعفر 7

٢٦٢ / ٢٥٤

لا يا أبا يوسف وإنّ ذلك لبيّن في ...

أبو عبدالله 7

٦٣ / ٣١

لا يسأل في القبر إلاّ من محض الإيمان

أبو جعفر 7

١٠٠ / ٧١

لترجعنّ نفوس ذهبت وليقتصّ يوم

أبو إبراهيم 7

١١٨ / ٩٥

لجعلنا أظلّتهم في الماء العذب

رسول الله 9

٤٢٤ / ٥٠٤

لقد أسرى بي ربي عزّوجلّ فأوحى

رسول الله 9

١٣٨ / ١٠٦ ،

٢٠١ / ١٨٥

لقد أنزل الله عزّوجلّ ذلك الروح على ...

أبو جعفر 7

٤٩ / ٧


لقد سأل موسى 7 العالم مسألة لم

الامام الباقر 7

٣٠٢ / ٣١٧

لقد كتم الله الحقّ كتماناً كأنّه أراد

أبو عبدالله 7

٢٩٦ / ٣٠٩

لقد نفث الروح الأمين في روعي

الرسول 9

٣٨٥

لم أكن أعبد ربّاً لم أره

أمير المؤمنين 7

٣٩٩

لم ينزل من السماء شيء أقلّ ولا أعزّ

أبو عبدالله 7

٢٦٧ / ٢٦١

لمّا أراد الله أن يخلق الخلق خلقهم

أبو عبدالله 7

٥٠١ / ٥٦٦

ّا أمر الله عزّوجلّ ابراهيم واسماعيل

لم أبو عبدالله 8

٥٠٦ / ٥٧٢

لمّا انتهى رسول الله 9 إلى الركن ...

أبو عبدالله 7

٨١ / ٥١

لمّا قال الله عزّوجلّ في الذرّ لبني آدم

العالم 7

٥٢٠

لمّا قُتل الحسين بن علي 7 أرسل ...

أبو جعفر 7

٧٩ / ٥٠

لمّا قضى محمد 9نبوّته واستكمل ...

أبو جعفر 7

٥٣ / ١٥

مّا كانت الليلة التي وُعد بها علي بن ...

ل أبو عبدالله 7

٦٠ / ٢٦

لمّا وُلدت فاطمة 8 أوحى الله تعالى

أبو جعفر 7

٤٢١ / ٤٩٧ ،

٥٠٤ / ٥٦٩

لو أجد ثلاثة رهط أستودعهم العلم

الإمام الباقر 7

٥٧ / ٢٠

لو اُذن لنا لأخبرنا بفضلنا

أبو الحسن الرضا 7

٢١٣ / ٢٠٤

لو أنّ على أفواهكم أوكية لحدّثنا كلّ

أبو جعفر 7

٢٩٢ / ٣٠٣

لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ثمّ قالوا

أبو عبدالله 7

٢٢٠ / ٢١٠

لو أنّا أعطيناكم ما تريدون كان شرّاً

أبو الحسن الرضا 7

٢٩٣ / ٣٠٥

لو بقي على الأرض إثنان لكان ...

أبو عبدالله 7

٦٣ / ٣٢


لو خلت الأرض من حجّة طرفة عين

الإمام الرضا 7

٦٥ / ٣٤

ما تقولون في الأرواح أنّها جنود مجنّدة

أبو عبدالله 7

٤٩٩ / ٥٦٣

لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم

أمير المؤمنين 7

٣٢١ / ٣٤٨

ما جاءكم منّا ممّا يجوز أن يكون في

أبو عبدالله 7

٢٦٤ / ٢٥٦

لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق

أبو جعفر 7

٣٨١ / ٤٣٩

ما جاع فقير إلاّ بما متّع به غني

ورد في الحديث

٣٨٥

لو قد خرج قائم آل محمد 7

أبو جعفر 7

٤٩٥ / ٥٥٨

ما ذنبي إن كان الله تعالى يحب أن يعبد

أبو عبدالله 7

٢٩٥ / ٣٠٧

لو قد قام القائم 7 لأنكره الناس

أبو عبدالله 7

٤٢٨ / ٥٠٧

ما على أحدكم إذا بلغه عنّا حديث لم

أبو عبدالله 7

٢٣٣ / ٢٣٨

لو قد قام القائم 7 لحكم بثلاث

أبو عبدالله وأبوالحسن 8

٤١٦ / ٤٨٨

ما علمتم أنّه قولنا فالزموه

أبو الحسن الثالث 7

٢٢٩ / ٢٣٠

لو كان الناس رجلين لكان أحدهما

أبو عبدالله 7

٤٩٢ / ٥٥٥

ما في هذه الاُمّة أحد برّ ولا فاجر إلاّ

أبو جعفر 7

٨٨ / ٥٥

لو وجدت ثلاثة أستودعهم لأعطيتهم

أبو جعفر 7

٢٨١ / ٢٨١

ما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسوله

أبو جعفر 7

٣٣٨ / ٣٧٠

ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل أبي

سلمان ٢

٥٠٦ / ٥٧١

ما كلّ ما يعلم يقال

عنهم :

٤٩٤

ليس أحد من المؤمنين قُتل إلاّ و ...

أبو عبدالله 7

١٥٣ / ١١

مالك لا تتكلّم يا حمران

أبو عبدالله 7

٣٤٠ / ٣٧٣

ليس أحد من المؤمنين قتل إلاّ سيرجع

أبو عبدالله 7

١١٠ / ٨٢

ما لله آية أعظم مني فإذا رجعوا

أمير المؤمنين 7

١٥٥ / ١٢٠

ليس بشيء

أبو عبدالله 7

٢٧٧ / ٢٧٦

ما من شيء يحتاج إليه ابن آدم إلاّ

أبو عبدالله 7

٢٠٩ / ١٩٧

ليس ذلك سواء ، لأنّ نفي المعلوم ليس

الامام الرضا 7

٣٧٤ / ٤٣٧

ما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة

أبو جعفر 7

٩٩ / ٦٩

ليس صفته نفسه أنّه مريد إخباراً

الامام الرضا 7

٤٧٧ / ٤٣٧

مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في ...

أبو عبدالله 7

٥١ / ١٠

ليس عليّ من مرضي هذا بأس

أبو جعفر 7

٦٢ / ٢٩

مرّة مرّة

أبو جعفر 7

٢٧٠ / ٢٦٧

ليس عند أحد شيء من حقّ ولا ميراث

أبو جعفر 7

٦٧ / ٣٨

مرض أبو جعفر 7مرضاً شديداً

أبو عبدالله 7

٦٢ / ٢٩

ليس كما يقولون إنّ ذلك في الرجعة

أبو عبدالله 7

١٥٠ / ١١٥

المشيئة محدَثة

أبو عبدالله 7

٣٦٧ / ٤٣٢

ليس من قتل بالسيف كمن مات على ...

أبو جعفر 7

٩٣ / ٦١

المشيئة والإرادة من صفات الأفعال

الإمام الرضا 7

٣٧٠ / ٤٣٦

ليس من مؤمن إلاّ وله قتلة وموتة

أبو جعفر 7

٨٧ / ٥٥

مضى رسول الله 9 وخلّف في اُمّته

أبو عبدالله 7

٢٥٨ / ٢٥٠

ليس هكذا اُنزلت إنّما اُنزلت ومن يبتغ

أبو عبدالله 7

٢٧٧ / ٢٦١

المقادير لا تدفع بالقوّة والمغالبة

أمير المؤمنين 7

٣٦٢ / ٤١٠

ليؤمننّ برسول الله 9 ولينصرنّ

أبو عبدالله 7

١١٢ / ٨٦

من اتّقى الله يُتّقى ومن أطاع الله يطاع

الإمام الرضا 7

٣٦٧ / ٤٣٤

ما اُحبّ ذلك لك ولكن جالس هؤلاء ...

أبو عبدالله 7

٢٨٨ / ٢٩٤

من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة

أبو جعفر 7

٣١٩ / ٤٣١

ما أحسب نبيّكم 9إلاّ سيطّلع عليكم

أبو جعفر 7

٤٩٠ / ٥٤٩

من أذاع علينا شيئاً من أمرنا فهو ممّن ...

أبو عبدالله 7

٢٨٩ / ٢٩٧

ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج

الإمام الصادق 7

٣١٠ / ٣٢٦

من أراد أن يقاتل شيعة الدجّال فليقاتل

أمير المؤمنين 7

٩٦ / ٦٤

ما أنزل الله هذه الآيات إلاّ في القدرية

أبو عبدالله 7

٣٥٣ / ٣٨٧

من أين جئت يا أعرابي

أبو جعفر 7

١٨٨ / ١٦٨

ما بعث الله عزّوجلّ نبيّاً إلاّ بخاتم

أبو عبدالله 7

٤٢٣ / ٥٠٠

من زعم أنّ الله تبارك وتعالى يأمر

رسول الله 9

٣٤٨ / ٣٧٨

ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم 7

إلاّ أبوعبدالله 7

١٥٠ / ١١٦

من سرّه أن يستكمل الايمان فليقل

أبو عبدالله 7

٢٦٦ / ٢٦١

ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم فهلمّ جرّا

أبو جعفر وأبو عبدالله 8

٤١٢ / ٤٧٧

من سمع من رجل أمراً لم يحط به علماً

أبو جعفر 7

٢٨٨ / ٢٢٧

ما ترك الله الأرض بغير عالم

أبو جعفر 7

٣١٤ / ٣٣٤

من صلّى على النبي وآله فمعنى أنّي

الإمام الصادق 7

٣٩٦ / ٤٥١


من علامة المؤمن أن تكون فيه حدّة

أبو عبدالله 7

٥٠٠ / ٥٦٤

هذه أحاديثنا صحيحة

زين العابدين 7

١٤٥ / ١١٢

من قال هذا فهو مشرك بالله عزّوجلّ

أبو عبدالله 7

٢٥٥ / ٢٤٨

هذه نزلت فينا وفي بني اُميّة

ابن عباس ٢

٤٨١ / ٥٣١

من لم يرض بقضائي ولم يصبر على

قدسى

٣٨٦

هم الأئمّة :

أبو جعفر وأبو عبدالله 7

١٧٢ / ١٤٨

من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري

قدسي

٣٦٠ / ٤٠٠

هم الأئمّة منّا أهل البيت :

أبو جعفر 7

١٧٩ / ١٥٧

من مات من المؤمنين قتل ومن قتل

أبو الحسن الرضا 7

٩٤ / ٦٢

هم الأئمّة :ويجري فيمن استقام

أبو عبدالله 7

٢٧٤ / ٢٧٢

من مات وليس عليه إمام مات ميتة

أبو جعفر 7

١٩٤ / ١٧٣

هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى

أبو جعفر 7

١٧٨ / ١٥٦

من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم

الإمام الرضا 7

٣٥٢ / ٣٨٣

هم الذرّ الذين خلقهم الله من صلب آدم

أبو جعفر 7

٤١٥ / ٤٨٣

موت الفجأة تخفيف على المؤمن

علي بن الحسين 7

٢٦٣ / ٢٥٥

هم المسلّمون لآل محمّد 9إذا ...

أحدهما 8

٢٣٦ / ٢٤٣

الناس ثلاثة أصناف : صنف بيّن بنورنا

الإمام علي 7

٢٩٣ / ٣٠٤

هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي

أمير المؤمنين 7

٨٩ / ٥٥

نحن أصحاب الأعراف من عرفنا ...

أبو عبدالله 7

١٨٠ / ١٥٩

هو التسليم له في الاُمور

أبو عبدالله 7

٢٢٢ / ٢١١

نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم

أمير المؤمنين 7

١٧٤ / ١٥١ ،١٧٩ / ١٥٨

هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب

أبو جعفر 7

٢٠٤ / ١٨٨

نحن اُولئك الرجال الأئمّة منّا

أبو جعفر 7

١٧١ / ١٤٧

هو خاصّ لأقوام في الرجعة بعد الموت

أبو جعفر 7

٤٦٣ / ٥١٩

نحن اُولوا الذكر ونحن اُولوا العلم

أبو جعفر 7

٢١٠ / ٢٠٠

هو عليٌّ ثكلتك اُمّك

أمير المؤمنين 7

٤٨٤ / ٥٣٨

نحن الشهداء على الناس بما عندنا من

أبو جعفر 7

٢٠٦ / ١٩٢

هو الهندسة ووضع الحدود من البقاء

أبو الحسن الرضا 7

٣٨٠ / ٤٣٨

نحن والله اُولوا النهى

أبو عبدالله 7

٢٠٩ / ١٩٨

هو والله الإخبات

أبو عبدالله 7

٢٣٠ / ٢٣٢

نحن ورثة الأنبياء وورثة كتاب الله

أبو عبدالله 7

١٩٩ / ١٨٢

هو والله التسليم وإلاّ فالذبح

أبو جعفر 7

٢٢٥ / ٢٢١

النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه

أبو جعفر 7

٣٨٢ / ٥٣٢

هو والله علي 7 هو والله الميزان

أبو عبدالله 7

٢١٢ / ٢٠٣

نزلت هذه الآية في القدرية ( ذوقوا

أبو جعفر 7

٣٥٤ / ٣٩٠

هي الإسلام فطرهم الله حين أخذ

أبو عبدالله 7

٣٩٥ / ٤٤٩ ،٣٩٨ / ٤٥٤

نطق الله عزّوجلّ بهذا يوم ذرأ الخلق

أبو عبدالله 7

٤٢٨ / ٥٠٦

هي دابّة تأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً

أمير المؤمنين 7

٤٨٧ / ٥٤٢

نعم إنّه حيث كان أبو بكر معه في الغار

أبو عبدالله 7

١٢٢ / ١٠٠

هي دابّة مؤمنة تقرأ القرآن وتؤمن

أمير المؤمنين 7

٤٨٤ / ٥٣٧

نعم إنّه كان له صديق مؤاخ له

أبو عبدالله 7

١٦٨ / ١٤٥

هي الرجعة

أبو عبدالله 7

١٦٠ / ١٢٩

نعم إنّها لكرّات وكرّات ما من إمام

أبو عبدالله 7

١١٦ / ٩١

هي الفطرة التي فطر الناس عليها

أبو جعفر 7

٣٩٩ / ٤٥٦

نعم حتى يتقدّم في الأمر

الإمام الرضا 7

٥٨ / ٢٣

هي والله للنصّاب

أبو عبدالله 7

٩١ / ٥٩

نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف

أبو عبدالله 7

٤١٢ / ٤٧٨

هي الولاية

أبو جعفر 7

٢٠٣ / ١٨٧

نعم يابن العم إذا كان في كلّ موسم

الإمام الباقر 7

٣٠٨ / ٣٢٣

والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث

أبو جعفر 7

٥٠٥ / ٥٦٩

النعيم الذي أنعم الله عليكم بمحمّد وآل

أبو عبدالله 7

٤٧٨ / ٥٢٥

والله لو آمنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة

أبو عبدالله 7

٢٢٣ / ٢١٥

هذا الذي ترى هو السواد الأعظم

أبو جعفر 7

٣١٠ / ٣٢٧

والله لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان

علي بن الحسين 7

٣٣٤ / ٣٦٢

هذا رجل من المسلّمة إنّ المسلّمين

أبو عبدالله 7

٢٢٨ / ٢٢٨

والله ليملكنّ رجل منّا أهل البيت

أبو جعفر 7

٤٩٧ / ٤٦٠

هذا علم خاص لا يسع الاُمّة جهله

أمير المؤمنين 7

١٤٦ / ١١٢

والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد ...

أبو جعفر 7

١٤٣ / ١١٠ ،١٦٦ / ١٤٢

هذا من المسلمين ان المسلمين هم

أبو عبدالله 7

٢٣٢ / ٢٣٧

والله ما ترك الله الارض منذ قبض آدم ..

أبو جعفر ٧

٦٣ / ٣٠


والله ما الناصب لنا حرباً بأشدّ مؤونة

أبو عبدالله 7

٢٨٤ / ٢٨٦

يابن مهزيار ألا اُنبئك الخبر أنّه

صاحب الزمان 7

٤٢٩ / ٥٠٨

والله هذا هو الحقّ المبين

أبو عبدالله 7

٢٣٢ / ٢٣٦

يا إسحاق إنّ الله لم يزل متفرّداً

أبوعبدالله7

٥١٤ / ٥٧٧

والله يابن صهّاك لولا عهد من رسول

أمير المؤمنين 7

١٦١ / ١٣٣

يا إسحاق لا يجمع الله الخير والشرّ في

أبوعبدالله7

٥١٥ / ٥٧٧

وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا

أمير المؤمنين 7

١٣٢ / ١٠٢

يا أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين

رسول الله 9

٢٦٢ / ٢٥٣

وأنا الذي احتجّ الله به عليكم

أمير المؤمنين 7

١٣٣ / ١٠٢

يا بني إنّ الذي جاءني فأخبرني أنّي

أبو جعفر7

٦٣ / ٢٩

وأنا الذي أنحلني ربّي اسمه وكلمته و ...

أمير المؤمنين 7

١٣٤ / ١٠٢

يا بني إنّك ستساق إلى العراق

رسول الله 9

١٦٩ / ١٤٦

وأنا صاحب الجنّة والنار اُسكن أهل ...

أمير المؤمنين 7

١٣٢ / ١٠٢

يا بني هذا جدّك الحسين 7

الإمام الصادق 7

٣٠٩ / ٣٢٤

وأنا كلمة الله التي يجمع بها المفترق

أمير المؤمنين 7

١٣٢ / ١٠٢

يا جعيد بحكم آل داود

الإمام الحسين 7

٤٥ / ١

وأيّ شيء أقرّ للعين من التقية

أبو جعفر 7

٢٩١ / ٣٠١

يا حسن إنّه ستكون فتنة صمّاء صيلم

الإمام الرضا 7

٤٩٧ / ٥٦١

وجدت لأهل القدر أسماءً في كتاب الله

أبو عبدالله 7

٣٦١ / ٤٠٣

يا حفص إنّي نهيت المعلّى من أمر

أبو عبدالله 7

٢٧٩ / ٢٧٩

وددت والله أنّي افتديت خصلتين

علي بن الحسين 7

٢٨٨ / ٢٩٥

يا حمران مدّ المطمر بينك وبين العالم

أبوعبدالله7

٣٤١ / ٣٧٣

وراثة من رسول الله 9 ومن علي

أبو عبدالله 7

٢٠٤ / ١٩٠

يا حمزة إنّي ساُحدّثك في هذا الحديث

أبوعبدالله7

٦٠ / ٢٥

وعتها اُذن أمير المؤمنين 7 من الله

أبو عبدالله 7

٢٠٧ / ١٩٥

ياخراساني ما أكثر غلطك أفليس

الإمام الرضا 7

٣٧٥ / ٤٣٧

وعندنا والله علم الكتب كلّه

أبو عبدالله 7

٣٠٢ / ٣١٦

ياداود ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق

أبو عبدالله 7

٣٩٨ / ٤٥٣ ،

٥٠١ / ٥٦٦

وَقِفْ عند كلّ ما اشتبه عليك

الإمام الصادق 7

٣٨٨

يارسول الله بأيّ المنازل اُنزلهم إذا

أمير المؤمنين 7

٤٧٧ / ٥٢٤

ولا تقل لما يبلغك عنّا أو ينسب إلينا

أبو الحسن الأوّل 7

٢٣٤ / ٢٤١

يا زرارة قول الله أصدق من قولك

أبو جعفر7

٩٣ / ٦١

ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل 7

أبو جعفر 7

٢٩٣ / ٣٠٥

يا سالم إنّ الإمام هاد مهدي لا يدخله

أبو جعفر7

٢٢٧ / ٢٢٦

ولسوف يرجع جاركم الحسين بن

أبو جعفر 7

١٠٢ / ٧٣

يا سعد آل محمّد الأعراف لا يدخل

أبو جعفر7

١٧٢ / ١٤٩

وليّكم في هذا الزمان علي 7

النبي 9

٤٠١ / ٤٥٨

يا سعد إنّها أعراف لا يدخل الجنّة ...

أبو جعفر7

١٧٧ / ١٥٥

وما أنت وذاك إنّما كلّف الله الناس

أبو جعفر 7

٢٢٧ / ٢٢٥

يا سليمان اتّق فراسة المؤمن فإنّه

أبوالحسن7

٤٠٤ / ٤٦٣

ومكّنني في دولتكم وأحياني في

أبو الحسن الثالث 7

١٣٧ / ١٠٤

يا سليمان إنّكم على أمر من كتمه أعزّه

أبو عبدالله 7

٢٨٦ / ٢٨٩

ونصرتي لكم معدّة حتى يحيي الله ...

أبو الحسن الثالث 7

١٣٧ / ١٠٤

ياسليمان هل يعلم الله عزّوجلّ جميع

الإمام الرضا 7

٣٧٢ / ٤٣٧

وهي كرّة رسول الله 9

فيكون ملكه أبو عبدالله 7

١٦٧ / ١٤٣

يا عبدالله ما أرسل الله نبيّاً من أنبيائه

أبو جعفر 7

٥٩ / ٢٤

ويح سالم ما يدري سالم ما منزلة الإمام

أبو جعفر 7

١٩٢ / ١٧٠

ياعبدالله ما تقول في عليّ وموسى و

الإمام الباقر 7

٣٠٣ / ٣١٨

ويحك إنّ أعلاه علم وأسفله طعام

أمير المؤمنين 7

٢٠٨ / ١٩٦

ياعبدالعزيز أتدري ما تقول هذه النعجة

علي بن الحسين 7

٣١٥ / ٣٣٦

ويحك يا فتح إنّ لله إرادتين ومشيئتين

الإمام الرضا 7

٣٦٨ / ٤٣٤

ياعجباً كلّ العجب بين جمادى ورجب

أمير المؤمنين 7

٤٦٨ / ٥٢١

ويقبل الحسين 7 في أصحابه الذين

أبو عبدالله 7

١٢٥ / ١٤٠

يا علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق

رسول الله 9

٧٧ / ٤٩

يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبيعتك

قدسي

٣٩١ / ٤٢٤

علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله

يا رسول الله 9

١٥٢ / ١١٨

يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة

رسول الله 9

١٤٣ / ١١١

يا علي إنّ الله عزّوجلّ أشهدك معي ...

رسول الله 9

٢١٥ / ٢٠٦

يا أبا حمزة إنّ منّا بعد القائم أحد عشر

أبو عبدالله 7

١٤٢ / ١٠٩

يا علي أنت وصيّي على أهل بيتي حيّهم

رسول الله 9

١٤٤ / ١١١

يا أبا حمزة لا ترفعوا علياً فوق ما ...

أبو جعفر 7

١١٢ / ٨٧

يا علي إنّك والأوصياء من بعدي

رسول الله 9

١٧٧ / ١٥٤

يا أبا حمزة لا يقوم القائم 7 إلاّ على

أبو جعفر 7

٤٩٥ / ٥٥٨

ياعلي إنّما مثل هذه الاُمّة كمثل الغيث

رسول الله 9

٤٧٧ / ٥٢٤

يا أبا خالد النور والله الأئمّة :

أبو عبدالله 7

٢٧٥ / ٢٧٣

ياعلي إنّما مثل هذه الاُمّة مثل حديقة

رسول الله 9

٤٧٧ / ٥٢٤

يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة

أبو جعفر 7

٢٩٩ / ٣١٣ ،٣٣٦ /٣٦٤

يا علي إنّه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً

رسول الله 9

١٤٣ / ١١١

يا أبان السلام من ظهر الكوفة

أبو عبدالله 7

٩٥ / ٦٣

ياعلي بنا ختم الله وبنا فتح الاسلام

رسول الله 9

٤٧٧ / ٥٢٤

يا بن أشيم إنّ الله عزّوجلّ فوّض إلى

أبو عبدالله 7

٢٦٦ / ٢٥٩

ياعلي ثلاث لا يطيقها أحد من هذه

النبي 9

٣٨٧

يا بن أشيم إنّ الله تبارك وتعالى ...

أبو عبدالله 7

٢٧٢ / ٢٧٠

يا علي ذلك رجل ممّن كان يكتم إيمانه

أبو الحسن موسى 7

٢٨٢ / ٢٨٢


ياعلي كيف تهلك اُمّة أنا أوّلها

رسول الله 9

٤٧٧ / ٥٢٤

يا يونس سلّم تسلم

أبو عبدالله 7

٢٦٧ / ٢٦١

ياعلي لقد مثلت لي اُمّتي في الطين

رسول الله 9

٤٠٧ / ٤٧٠

يايونس لا تقل بقول القدرية

أبو الحسن الرضا 7

٣٧٩ / ٤٣٨

ياعلي ما عرف الله إلاّ أنا وأنت

النبي 9

٣٣٦

يايونس من زعم أنّ له وجهاً كالوجوه

أبو عبدالله 7

٣٢٨ / ٣٥٤

يا عم اتّق الله ولا تدّع ما ليس لك بحقّ

علي بن الحسين 7

٧٩ / ٥٠

يأتيه الملك فينكت على قلبه بكيت

أبو عبدالله 7

٣١٢ / ٣٣٠

يافلان وثبْتَ على مولاك علي 7

رسول الله 9

٣٠٥ / ٣١٩

يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنّا فلا ...

أبو جعفر 7

١٩٨ / ١٨١

يا كامل أتدري ما قول الله ( قد أفلح

ابو جعفر 7

٢١٩ / ٢٠٨

يجاء بأصحاب البدع يوم القيامة فترى

علي بن أبي طالب 7

٣٥٥ / ٣٩١

يا كامل اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه

أبو عبدالله 7

١٨٨ / ١٦٧

يجعل الله له يا أبا بصير مخرجاً

أبو عبدالله 7

٢٧٦ / ٢٧٤

يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلّمون

أبو جعفر 7

٢٢٣ / ٢١٧

يحشر المكذّبون بقدر الله من قبورهم

أبو جعفر 7

٣٥٤ / ٣٨٩

يا كلبي كم لمحمّد 9من اسم في ...

أبو عبدالله 7

٢١١ / ٢٠٢

يرجع إليكم نبيّكم 9

علي بن الحسين 7

١٥٧ / ١٢٢

يا محمّد بن مسلم إنّ في الهند أو ...

أبو جعفر 7

١٩١ / ١٦٩

يرد إلى قبر جدّه 9فيقول يامعشر

أبو عبدالله 7

٤٤٧ / ٥١٢

يا معاوية أتريدون أن تكذّبوا الله ...

أبو عبدالله 7

٢٨٣ / ٢٨٤

يردّ الثلاثة إلى الواحدة فقد وقعت ...

أبو عبدالله 7

٢٧٧ / ٢٧٦

يامعتّب ترى هذا الموضع

أبو عبدالله 7

٣٢١ / ٣٤٧

يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند ...

أبو عبدالله 7

٥٦ / ١٩

يا معلّى اكتم أمرنا ولا تذعه

أبو عبدالله 7

٢٨٥ / ٢٨٨

يعطيك من الجنّة فترضى

أبو عبدالله 7

١٦٤ / ١٣٧

يا معلّى إنّ الله عزّوجلّ يحبّ أن يُعبد

أبو عبدالله 7

٢٨٥ / ٢٨٨

يعلم ذلك حين يمضي صاحبه

أبو الحسن 7

٥٣ / ١٤

يا معلّى إنّ التقية من ديني ودين آبائي

أبو عبدالله 7

٢٨٥ / ٢٨٨

يعني بذلك علم الأوصياء والأنبياء

أبو جعفر 7

٢٠٤ / ١٨٩

يا معلّى إنّه من كتم الصعب من حديثنا

أبو عبدالله 7

٢٨٠ / ٢٧٩

يعني بذلك محمد 9 وقيامه في

أبو جعفر 7

١١٣ / ٨٨

يا معلّى لا تكونوا أسرى في أيدي

أبو عبدالله 7

٢٨٠ / ٢٧٩

يعني الكرّة هي الآخرة للنبي 9

أبو عبدالله 7

١٦٤ / ١٣٧

يا معلّى المذيع أمرنا كالجاحد له

أبو عبدالله 7

٢٨٥ / ٢٨٨

يعني محمداً 9 حيث دعاهم إلى

أبو عبدالله 7

٤٠٨ / ٤٧١

يا معلّى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذلّه

أبو عبدالله 7

٢٨٥ / ٢٨٨

يعني محمداً 9هو نذير من النذر

أبو عبدالله 9

٤٢٢ / ٤٩٩

يا معلّى من أذاع الصعب من حديثنا لم

أبو عبدالله 7

٢٨٠ / ٢٧٩

يعني من جرى فيه شيء من شرك

أبو جعفر 7

٤١٤ / ٤٨١

يا مفضّل إنّ الله تعالى جعل في النبي ...

أبو عبدالله 7

٤٧ / ٤

يعني الولاية في الأصل عند الأظلّة

أبو عبدالله 7

٤٢٤ / ٥٠٣

يامفضّل إنّ بقاع الأرض تفاخرت

أبو عبدالله 7

٤٤٦ / ٥١٢

يقول لك أنّي قلت الليل

أبو عبدالله 7

٢٣٣ / ٢٣٩

يا مفضّل إنّهم صَبَوا إلى تعطيل الأنبياء

أبو عبدالله 7

٤٣٨ / ٥١٢

يكسرون في الكرّة كما يكسر الذهب

أبو عبدالله 7

١١٧ / ٩٤

يامفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم

أبو عبدالله 7

٥٠٤ / ٥٦٨

يكون بعد القائم 7 اثنا عشر إماماً

الامام الباقر 7

٤٩٣ / ٥٥٦

يامفضّل كلّ بيعة قبل ظهور القائم 7

أبو عبدالله 7

٤٤٢ / ٥١٢

يملك القائم 7 تسع عشرة سنة

أبو عبدالله 7

٤٦٠

يامفضّل لا اُوقّت له وقتاً

أبو عبدالله 7

٤٣٤ / ٥١٢

ينادون في رجب ثلاثة أصوات من ...

الإمام الرضا 7

١٤١ / ١٠٧

يامفضّل يظهر في شبهة ليستبين فيعلو

أبو عبدالله 7

٤٣٥ / ٥١٢

ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه

أبو جعفر 7

٢٩٤ / ٣٠٥

يامفضّل يظهر وحده ويأتي البيت وحده

أبو عبدالله 7

٤٤٠ / ٥١٢

ينكر أهل العراق الرجعة

أبو جعفر 7

١١٠ / ٨٣

يا من يكفي خلقه كلّه ولا يكفيه أحد

أبو عبدالله 7

٦٥ / ٣٥

ينكرون الإمام المفروض الطاعة و ...

أبو عبدالله 7

١٩٢ / ١٧١

يا منصور ما أجد أحداً اُحدّثه

أبو عبدالله 7

٢٨٧ / ٢٩٢

يهدي إلى الإمام 7

أبو عبدالله 7

٥٥ / ١٧

يا نصر إنّه والله ليس حيث ذهب

أبو عبدالله 7

١٨٤ / ١٦٣

يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلّمون

أبو عبدالله 7

٢٢٢ / ٢١٢ و ٢١٣

ياهيثم التميمي إنّ قوماً آمنوا

أبو عبدالله 7

٢٣٨ / ٢٤٦

يورّث كتباً ويزداد في كلّ يوم جمعة

أبو عبدالله 7

٥٣ / ١٣

يا ويل سالم يا ويل سالم وما يدري ...

أبو عبدالله 7

١٩٤ / ١٧٣

اليوم قطّعت مطاياي الأكلة التي أكلتها

رسول الله 9

٨٢ / ٥٢

يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا

أبو عبدالله 7

٣٢٩ / ٣٥٤


( ٣ )

فهرس المحتويات

مقدمة الناشر

٥

باب

في الكرّات وحالاتها وما جاء فيها

ترجمة سعد بن عبدالله الأشعري

٩

ليس من مؤمن إلاّ وله قتلة وموتة

٨٧

ترجمة الحسن بن سليمان الحلي

٢١

أيّام الله ثلاثة

٨٩

يحكم الأئمة : بحكم آل داود

٤٥

إخبار النبي 9بظهور الإمام المهدي 7

٩٠

خُلق الأنبياء والأئمة : على خمسة أرواح

٤٧

أوّل من يرجع الإمام الحسين 7

٩١

روح القدس يسدّد النبي وأهل بيته :

٤٩

النواصب وحالهم في الرجعة

٩١

الإمام يعلم بموت الإمام الذي قبله

٥٣

إيضاح قوله تعالى ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا ... )

٩٢

تفسير آية ( إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا ... )

٥٤

جواب الإمام الباقر 7 عن الفرق بين القتل والموت

٩٣

الإمام يعرف نطفة الإمام الذي بعده

٥٦

السلام من ظهر الكوفة

٩٥

الأئمة : علمهم بالحلال والحرام والتفسير واحد

٥٧

مقاتلة شيعة الدجّال

٩٦

الإمام 7 يعلم بأجله

٥٨

جواب الإمام السجّاد 7 للعراقيين عن الرجعة

٩٧

ثلاثة مواثيق تؤخذ على كلّ نبي

٥٩

عمر بن ذر ومقاتلته للإمام المهدي 7

٩٩

كتاب الإمام الحسين 7 إلى بني هاشم

٦٠

خطبة النبي 9يوم الفتح

١٠٠

ناقة الإمام السجّاد 7 لم تبق بعده إلاّ ثلاثة أيّام

٦١

القدرية وإنكارها للرجعة

١٠١

الأرض لا تخلو من حجّة يهتدى به

٦٣

جواب الإمام أمير المؤمنين 7 لابن الكوّا

١٠٢

كتاب الإمام الرضا 7 للحلاّل

٦٤

كلّ ما كان في بني إسرائيل فهو حادث في هذه الاُمة

١٠٥

حجاب يضرب بين الإمام الصادق 7 والمنصور العبّاسي

٦٥

أوّل من تنشقّ الأرض عنه

١٠٧

سجود الإمام 7 لكلّ نعمة

٦٦

الإمام الباقر 7 يتكتّم في أمر الرجعة

١٠٧

قرأ رسول الله 9( تبّت يدا أبي لهب ) في صلاته

٦٧

الأموات يقاتلون الأحياء على الدين

١٠٩

جواب الإمام الصادق 7 عن ميراث العلم

٦٧

تفسير الإمام الباقر 7 لقوله تعالى ( ولئن قتلتم في سبيل الله )

١١١

إخبار الإمام الصادق 7 عن جابرسا وجابلقا

٦٨ و ٧٥

إيضاح قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين )

١١٢

إخبار الإمام الباقر والرضا 8عن الزبرجدة الخضراء

٧١

إيضاح قوله تعالى ( يا أيّها المدّثر* قم فأنذر )

١١٣

جواب الإمام الصادق 7 عن قبّة آدم 7

٧٣

هلاك إبليس على يد رسول الله 9

١١٦

إخبار الإمام الباقر 7 عن النحلة

٧٤

يحاسب الناس قبل يوم القيامة

١١٧

الإمام لا يغسّله إلاّ إمام

٧٦

القصاص في الرجعة

١١٨

الإمام علي 7 يُصلح بين أهل اليمن في حداثة سنّه

٧٧

قول الإمام الصادق 7 في الكرّة

١١٨

طاعة ابن الحنفية لإمام زمانه زين العابدين 7

٧٩

إيضاح آية ( إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً )

١١٩

سكون الركن بسلام النبي 9

٨١

الإنتقام من بني اُمية

١٢١

تكلّم اللحم المسموم مع النبي 9يوم خيبر

٨٢

سرّ تسمية رسول الله 9أبا بكر صدّيقاً وعمر فاروقاً

١٢٢

الجنّ في طاعة أمر الإمام الباقر 7

٨٣

شكوى الجمل للنبي 9 وتكلّم ثلاثة من البهائم على عهده

٨٤


أحاديث

في الرجعة من غير طريق سعد بن عبدالله

من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية

١٩١

خطبة الإمام أمير المؤمنين 7 : سلوني قبل أن تفقدوني

١٢٦

الإمام 7 مفترض الطاعة

١٩٢

اُخذ الميثاق على الأنبياء بالإيمان والنصرةلأهل البيت:

١٣١

لا يهتدي الناس إلاّ بإمام من أهل البيت :

١٩٤

الدعاء في اليوم الثالث من شعبان

١٣٥

لا يكون إمامان في وقت واحد إلاّ وأحدهما صامت

١٩٧ و ٢٠٥

زيارة كلّ واحد من الأئمة : فيها دلالة على الرجعة

١٣٦

تفسير بعض الآيات الكريمة بالولاية

٢٠٣

الدعاء بعد زيارة العبّاس 7 فيه دلالة على الرجعة

١٣٧

مصدر علوم أهل البيت :

٢٠٤

الإسراء والوصايا في حقّ الإمام علي 7

١٣٨ و ٢٠١

الإمام 7 يعرف أسماء دوابّ البحر واُمهاتها

٢٠٦

إخبار النبي 9سبطه الثاني عمّا يجري عليه في كربلاء

١٣٩ و ١٦٩

عليّ 7 هو الاُذن الواعية

٢٠٧

الفتنة الصمّاء عند فقد الشيعة الرابع من ولد الإمام الرضا 7

١٤١

الأئمة : هم اُولوا النهى

٢٠٩

وصيّة النبي 9عند وفاته لعلي 7

١٤٣

عشرة أسماء لرسول الله 9في القرآن

٢١١

تأييد الإمام زين العابدين 7 لأحاديث سليم بن قيس

١٤٥

عليّ 7 هو الصراط المستقيم

٢١٢

الإمام أمير المؤمنين 7 قسيم الجنّة والنار

١٤٩

الحسن والحسين 8بين حجر النبي 9 وحجر جبرئيل7

٢١٣

آية في الرجعة واُخرى يوم القيامة

١٥٠

عليّ 7 يشهد سبعة مواطن في الإسراء مع النبي 9

٢١٥

كلّ الأنبياء : ينصروا أمير المؤمنين 7 في الرجعة

١٥١

سعيد الأزرق يستأذن لهشام الدخول على أبي الحسن 7

٢١٦

قول النبي 9لعلي 7 : قم يا دابة الله

١٥٢

باب

ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه :

عمّار بن ياسر يأكل التمر مع الإمام أمير المؤمنين 7

١٥٤

إيضاح لآيات التسليم وفضله

٢١٩

بُعث النبي 9لأهل الشرق والغرب والسماء والأرض

١٥٦

إقتراف الحسنة هو التسليم للأئمة :

٢٢٢

إنّ الله عزّ وجلّ بشّر النبي 9بالحسين 7 قبل حمله

١٥٩

اُمر الناس بمعرفة الأئمة :

٢٢٣

تفسير آيات متعدّدة تدلّ على الرجعة

١٦٠

كيفيّة علم الرسل برسالاتهم

٢٢٤

الإمام الحسين7 هوالذي يلي غسل الإمام المهدي7

١٦٥

التسليم وإلاّ فالذبح

٢٢٥

ترحّم الإمام الصادق 7 على المعلّى بن خنيس

١٦٧

عقاب من سبّ عليّاً 7

٢٢٦

إحياء الشاب الميّت على يد النبي عيسى 7

١٦٨

ليس للاُمّة التجبّر على الإمام 7

٢٢٧

باب

في رجال الأعراف

داود بن فرقد يقرأ كتاب الإمام الهادي 7

٢٢٩

إيضاح قوله تعالى ( وعلى الأعراف رجال )

١٧١

ترحّم الإمام الصادق 7 على كليب

٢٣٠

الأئمة :يعرفون أنصارهم بسيماهم وأسمائهم

١٧٤

قرّة عين المؤمن التسليم لما جاء عن أهل البيت :

٢٣١

معرفة أهل البيت : تنجي من عذاب القبر

١٧٥

الإرجاع إلى الأئمة : فيما جاء عنهم ولم نعرفه

٢٣٢

لا يدخل الجنّة إلاّ من عرف آل محمد :وعرفوه

١٧٧

النهي عن تكذيب الخبر الوارد عنهم :

٢٣٣

باب

في فضل الأئمة :وما جاء فيهم من القرآن العزيز

باب

في نوادر مختلفة

أهل البيت :هم سبيل الله والحصن والميزان

١٨١

كتاب الإمام الصادق 7 لأبي الخطّاب

٢٣٧

الأشياء لا تجري إلاّ بالأسباب

١٨٣

جواب الإمام الصادق 7 لكتاب المفضّل بن عمر

٢٣٨

جبرئيل والروح الأمين يخبران النبي 9 بما كان وما هو كائن

١٨٦

براءة الإمام الصادق 7 من قول أبي الخطاب

٢٥٥

ما خرج من علم آل محمد : إلاّ ألفاً غير معطوفة

١٨٨

باب

في صفاتهم : وما فضّلهم الله عزّوجلّ به

الإمام الباقر 7 يخبر عن حال قابيل

١٨٨

رسول الله 9يسأل اُمّته يوم القيامة عمّا فعلوا في أهل بيته

٢٥٧

الإمام الباقر : يخبر عن موت ربع الناس

١٩٠

خطبة الإمام الصادق 7 في شأن القرآن والوصي

٢٥٨

الثقلان في أحاديث الرسول 9

٢٥٩


باب

ما جاء في التسليم لما جاء عنهم : وفي من ردّه وأنكره

الامام علي 7 وحارث همدان

٣٠٦

عقاب من استهزأ بحديث الأئمة :

٢٦٣

معاوية يستسقي الامام السجاد 7 ماءً

٣٠٨

وصيّة الإمام الصادق 7 للمفضّل بن عمر

٢٦٤

آدم ونوح 8 يحجّان معاً

٣٠٩

موسى بن أشيم يطلب من الإمام الصادق 7 مجلساً للمساءلة

٢٦٥

الشيعة في الجنّة يُحبرون

٣١١

ثلاثة أشياء لم ينزل من السماء أقل ولا أعزّ منها

٢٦٧

النبي 9 يخبر علياً 7 بما هو كائن

٣١٢

من الدين الرجوع إلى الإمام 7 في كلّ شيء

٢٦٨

لولا الأئمّة : لالتبس الأمر على الناس

٣١٣

الأخذ بحديث الأئمّة : أحياءً وأمواتاً

٢٧٠

لم يترك الله تعالى الأرض بغير عالم

٣١٤

القول في العزل وعدمه

٢٧٢

معرفة الأئمّة : بلغة الحيوانات والطيور

٣١٥

جواب الإمام الصادق 7 لثلاثة نفر سألوه

٢٧٢

أصحاب الكهف والإمام علي 7

٣١٦

إيضاح قوله تعالى ( إنّ الذين قالوا ربّنا الله ... )

٢٧٤

الإمام علي 7 يغتسل بماء الجنّة

٣١٨

النور هم الأئمة :

٢٧٥

حال الشيعة عند ظهور الإمام المهدي 7

٣١٩

الناس عند الأئمة : على سبع درجات

٢٧٧

العلم سبعة وعشرون حرفاً

٣٢٠

ثلاثة أجوبة للإمام الصادق 7 في طلاق إمرأة

٢٧٧

جبرائيل وعزرائيل عند الامام الباقر 7

٣٢١

أحبّ الأصحاب للإمام الباقر 7 أفقههم وأورعهم

٢٧٨

معجزة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7

٣٢٢

باب

في كتمان الحديث وإذاعته

معجزة اُخرى له صلوات الله عليه

٣٢٤

النهي عن إذاعة أسرار الأئمة :

٢٧٩

طاعة الأئمّة : مفترضة من الله تعالى

٣٢٦

إلزام الناس بالصبر والكتمان

٢٨٠

ردّ الإمام الصادق 7 على مالك

٣٢٨

إرسال الإمام الكاظم 7 علي بن أبي حمزة إلى رجل من بني حنيفة

٢٨٠

باب

في أئمّة آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين

وأنّ حديثهم صعب مستصعب

إماتة الحديث بالكتمان

٢٨٢

حديث آل محمّد : صعب مستصعب

٣٣١

قول الإمام الصادق 7 : لا تحدّثوا الناس بما لا يحتملون

٢٨٣

أمرهم : سرّ مستسر

٣٣٧

احتمال أمر الأئمة : ستره وصيانته

٢٨٤

أدب حمران مع الإمام الصادق 7

٣٤٠

وصيّة الإمام الصادق 7 للمعلّى بن خنيس

٢٨٥

الإمام علي 7 يسبق الناس كلّهم بالإيمان بالله وبرسوله

٣٤٢

لا بأس بإذاعة أمر الأئمة :بين الأصحاب الموثوق بهم

٢٨٦

بداية حسد الأول للامام علي 7

٣٤٥

من أذاع أمرهم :كمن قتلهم

٢٨٩

أحاديث

القضاء والقدر

وصيّة آدم 7 لهبة الله وأمره بالكتمان

٢٩٠

معرفة الإمام أمير المؤمنين 7 بربّه

٣٤٧

التقية جُنّة المؤمن

٢٩١

لم يجبر الله عزّوجلّ الخلق على الذنوب

٣٥٠

الناس ثلاثة أصناف

٢٩٣

الإمام الرضا 7 يعطي اُصولاً في المحاججة

٣٥١

حكمة آل داود 7 بتقوى الله وعدم إذاعة السرّ

٢٩٤

أرواح القدرية تعرض على النار صباحاً ومساءً

٣٥٣

كتمان السرّ غنىً في الدنيا ونوراً في الآخرة

٢٩٦

صنفان من الاُمّة ليس لهما في الإسلام نصيب

٣٥٤

إذاعة السرّ بمنزلة الزنا

٢٩٧

أصحاب البدع يوم القيامة

٣٥٥

حديث آل محمّد عظيم صعب

٢٩٨

القَدَر مرفوع في حجاب الله

٣٥٧

حديثهم : لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب

٣٠٠

القَدَر والعمل بمنزلة الروح والجسد

٣٥٨

آل محمّد : عندهم علم الكتاب كلّه

٣٠١

الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض وفضائل و

٣٥٩

الإمام علي 7 أعلم من موسى وعيسى 8

٣٠٣

موعظة الإمام الصادق 7

٣٦١

أبو بكر يعترف بالإمرة للامام علي 7

٣٠٥

حكم وأقوال للامام علي 7 في القضاء والقدر

٣٦٢


أحاديث

الإرادة وأنّها من صفات الأفعال

ملازمة الملائكة لقبر الإمام الحسين 7

٤٣٢

تعريف الإرادة

٣٦٦

الكوفة منازل النبيّين والأوصياء

٤٣٣

الإمام الرضا 7 في طريقه إلى خراسان

٣٦٧

أسئلة المفضّل وأجوبة الإمام الصادق 7

٤٣٤

جواب العالم 7 عن علم الله تعالى

٣٦٩

الإمام الرضا 7 يأمر بالدعاء لصاحب الزمان 7

٤٥٩

مناظرة الإمام الرضا 7 مع سليمان المروزي

٣٧٠

الملائكة لزماء للمؤمنين على قبر الحسين 7

٤٦١

القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار

٣٧٩

غيبتان للحجّة إحداهما أطول من الاُخرى

٤٦٣

أحاديث الذرّ

خطبة المخزون لأمير المؤمنين 7

٤٦٤

لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق ما اختلف اثنان

٣٨١

رسول الله 9 يخبر عن عشر علامات للظهور

٤٧٥

أصحاب اليمين دخلوا النار فكانت عليهم برداً وسلاماً

٣٨٣

الإمام علي 7 قسيم الجنّة والنار

٤٧٨

علم الله تعالى بحر زاخر عمقه ما بين السماء والأرض

٣٨٦

إيضاح لقوله تعالى ( إن نشأ ننزّل عليهم ... )

٤٨١

أخذ الله تعالى الميثاق على اُولي العزم

٣٨٩

أمير المؤمنين 7 يُخبر عن نفسه

٤٨٣

أول ما أخذ الله تعالى الميثاق على الخلق نبوّة رسول الله 9

٣٩٠

أمير المؤمنين 7 يعلم ألف كلمة

٤٨٥

سبب الحدّة والنزق عند بعض المؤمنين

٣٩٣

ما أقرب إليا من عليّا

٤٨٧

تعريف الإمام الصادق 7 للفطرة

٣٩٥

تعريفات لدابّة الأرض

٤٨٨

معنى الصلاة على النبي وآله 9

٣٩٦

لا تنقضي الدنيا حتى يجتمع رسول الله وعلي صلى الله عليهما وآلهما بالثوية

٤٩٠

توضيح لقوله تعالى ( وكان عرشه على الماء )

٣٩٧

أوّل من ينفض عن رأسه التراب الإمام الحسين 7

٤٩٢

تعريف الإمام الباقر 7 للحنيفية

٣٩٩

كم هو عمر الدنيا

٤٩٤

حالة العبد في قبره أول ليلة

٤٠١

أوّل من يبايع الإمام المهدي 7 رسول الله وعلي صلى الله عليهما وآلهما

٤٩٥

المؤمن ينظر بنور الله تعالى

٤٠٤

الحميراء تُجلد على يد الإمام المهدي 7

٤٩٦

الشيعة يُصبغون في رحمة الله عزّوجل

ّ ٤٠٥

الإمام الرضا 7 يخبر عن الفتنة الصمّاء

٤٩٧

وعد الله تعالى نبيّه 9 في شيعة علي 7 خصلة

٤٠٦

تتمّة

ما تقدّم من أحاديث الذرّ

رسول الله 9 يستغفر للشيعة في عالم الذرّ

٤٠٧

الأرواح جنود مجندّة

٤٩٩

تكذيب أمير المؤمنين 7 لرجل قال له : إنّي اُحبّك

٤٠٨

ولاية الأئمّة : مؤكّدة على الخلق في الميثاق

٥٠١

أوّل من سبق إلى بلى رسول الله 9

٤١٠

الإمام الصادق 7 يحدّث المفضّل عن فضائل الإمام علي 7

٥٠٢

رجعة الأنبياء : لنصرة أمير المؤمنين 7

٤١٢

علّة استلام الحجر

٥٠٥

توضيح لقوله تعالى ( مخلّقة وغير مخلّقة )

٤١٥

رجل من آل عمر يستلم الحجر بالإكراه

٥٠٧

محاججة الإمام السجّاد 7 مع ابن الحنفيّة 2

٤١٧

العلّة التي من أجلها وضع الحجر في الركن

٥٠٩

أخذ الله ميثاق الولاية من الشيعة وهم ذرّ

٤١٩

مودّة أهل البيت : عُقدت على كلّ حيوان ونبت

٥١٢

تعريف الإمام الصادق 7 للسلام

٤٢٠

توضيح الإمام الباقر 7 لقوله تعالى ( الذين يجتنبون كبائر الإثم ... )

٥١٣

فاطمة الزهراء 8 تفطم بالعلم ومن الطمث في الميثاق

٤٢١

الحجر الأسود يضرّ وينفع

٥١٨

توضيح لقوله تعالى ( هذا نذير من النذر الاُولى )

٤٢٣

توضيحات لقوله تعالى ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم ... )

٥١٩

ليس على ملّة الإسلام غير الأئمّة : وشيعتهم

٤٢٥

الفهارس العامة

تفسير لقوله تعالى ( والسابقون السابقون .... )

٤٢٨

فهرس الايات القرآنية

٥٢٣

تتمّة

ما تقدّم من أحاديث الرجعة

فهرس الاحاديث الشريقة

٥٥٣

لقاء ابن مهزيار بصاحب الزمان عجل الله فرجه

٤٢٩

فهرس المحتويات

٥٩١

طلب إسماعيل من الله تعالى أن يرجعه مع الإمام الحسين 7

٤٣١

مختصر البصائر

المؤلف: الشيخ عزالدين الحسن بن سليمان الحلي
الصفحات: 584
ISBN: 964-470-280-8