
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حرف القاف
(باب القاف مع الباء)
(قبب) (ه) فيه «خير
الناس القُبِّيُّون» سئل عنه ثعلب ، فقال : إن صح فهم الذين يسردون الصّوم حتى
تضمر بطونهم. والقَبَب
: الضّمر وخمص
البطن.
(س) ومنه حديث
عليّ فى صفة امرأة «إنها جدّاء
قَبَّاء» القَبَّاء : الخميصة البطن.
[ه] وفى حديث عمر «أمر
بضرب رجل حدّا ثم قال : إذ
قَبَ ظهره فردّوه» أى
إذا اندملت آثار ضربه وجفّت ، من قَبَ
اللحم والتّمر إذا
يبس ونشف.
وفي حديث عليّ «كانت
درعه صدرا لا
قَبَ لها» أى لا ظهر
لها ؛ سمّى قَبّاً لأنّ قوامها به ، من قَبِ
البكرة ، وهى
الخشبة التى فى وسطها وعليها مدارها.
وفى حديث الاعتكاف
«فرأى قُبَّةً مضروبة فى المسجد» القُبَّة من الخيام : بيت صغير مستدير ، وهو من بيوت العرب.
(قبح)
ـ فيه «أَقْبَحُ
الأسماء حرب ومرّة»
القُبْح : ضدّ الحسن. وقد
قَبُحَ يَقْبُحُ فهو قَبيح. وإنما كانا
أَقْبَحَها ؛ لأنّ الحرب مما
يتفاءل بها وتكره لما فيها من القتل والشرّ والأذى. وأما مرّة ؛ فلأنّه من المرارة
، وهو كريه بغيض إلى الطباع ، أو لأنه كنية إبليس ، فإن كنيته أبو مرّة.
(ه) وفى حديث أم
زرع «فعنده أقول فلا
أُقَبَّحُ» أى لا يردّ علىّ
قولى ، لميله إلىّ وكرامتى عليه. يقال : قَبَّحْتُ
فلانا إذا قلت له
: قَبَّحَك الله ، من القَبْح
، وهو الإبعاد.
(ه) ومنه الحديث «لا تُقَبِّحُوا الوجه» أى لا تقولوا : قَبَّح
الله وجه فلان.
وقيل : لا تنسبوه
إلى القُبْح : ضدّ الحسن ؛ لأن الله صوّره ، وقد أحسن كلّ شىء خلقه.
(ه) ومنه حديث
عمّار «قال لمن ذكر عائشة : اسكت مَقْبُوحا مشقوحا منبوحا» أى مبعدا.
ومنه حديث أبى
هريرة «إن منع قَبَّح
وكلح» أى قال له :
قَبَّح الله وجهك.
(قبر)
ـ فيه «نهى عن الصلاة فى المَقْبُرة» هى موضع دفن الموتى ، وتضمّ باؤها وتفتح. وإنما نهى عنها
لاختلاط ترابها بصديد الموتى ونجاساتهم ، فإن صلّى فى مكان طاهر منها صحّت صلاته.
ومنه الحديث «لا
تجعلوا بيوتكم مَقَابِرَ» أى لا تجعلوها لكم كالقُبُور ، فلا تصلّوا فيها ، لأنّ العبد إذا مات وصار فى قبره لم يصلّ ، ويشهد له قوله : «اجعلوا من صلاتكم فى بيوتكم ،
ولا تتّخذوها
قُبُورا».
وقيل : معناه لا
تجعلوها كالمَقَابِر التى لا تجوز الصلاة فيها ، والأوّل أوجه.
(س) وفى حديث بنى
تميم «قالوا للحجّاج ـ وكان قد صلب صالح بن عبد الرحمن ـ أَقْبِرْنا صالحا» أى أمكنّا من دفنه فى القَبْر. تقول : أَقْبَرْتُه
إذا جعلت له قَبْرا ، وقَبَرْتُه
إذا دفنته.
(ه) وفى حديث ابن
عباس «أنّ الدجّال ولد
مَقْبُورا ـ أراد وضعته أمّه وعليه جلدة مصمتة ليس فيها نقب ـ فقالت قابلته :
هذه سلعة وليس ولدا ، فقالت أمّه : فيها ولد وهو
مَقْبور[فيها] فشقّوا عنه فاستهلّ».
(قبس) (س) فيه «من اقْتَبَسَ علما من النّجوم اقْتَبَسَ
شعبة من السّحر» قَبَسْتُ العلم واقْتَبَسْتُه
إذا تعلّمته. والقَبَس : الشّعلة من النار ، واقْتِبَاسُها : الأخذ منها.
ومنه حديث عليّ «حتى
أورى قَبَسا لِقَابِس» أى أظهر نورا من الحق لطالبه. والقابِس : طالب النار ، وهو فاعل من قَبَس.
ومنه حديث العرباض
«أتيناك زائرين ومُقْتَبِسين» أى طالبى العلم.
وحديث عقبة بن
عامر «فإذا راح أَقْبَسْنَاه
ما سمعنا من رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» أى أعلمناه إيّاه.
(قبص) (ه) فيه «أن عمر
أتاه وعنده قِبْص
من الناس» أى عدد
كثير ، وهو فِعل بمعنى مفعول ، من القَبْص. يقال : إنهم لفى قِبْص
الحصى.
__________________
(س) ومنه الحديث «فتخرج
عليهم قَوابِصُ» أى طوائف وجماعات ، واحدها قابصة
(ه) وفيه «أنه دعا
بتمر فجعل بلال يجىء به قُبَصا
قُبَصا» هى جمع قُبْصة ، وهى ما
قُبِصَ ، كالغرفة لما
غرف. والقَبْص : الأخذ بأطراف الأصابع.
ومنه حديث مجاهد «فى
قوله تعالى «وَآتُوا
حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ» يعنى القُبَص
التى تعطى الفقراء
عند الحصاد».
هكذا ذكر الزمخشرى
حديث بلال ومجاهد فى الصاد المهملة. وذكرهما غيره فى الضاد المعجمة ، وكلاهما
جائزان وإن اختلفا.
(س) ومنه حديث أبى
ذرّ «انطلقت مع أبى بكر ففتح بابا فجعل يَقْبِص
لى من زبيب الطائف».
(س) وفيه «من حين قَبَصَ» أى شبّ وارتفع. والقَبَص
: ارتفاع فى الرأس
وعظم.
وفى حديث أسماء «قالت
: رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المنام ، فسألنى : كيف بنوك؟ قلت : يُقْبَصُون قَبْصا شديدا ، فأعطانى حبّة سوداء كالشّونيز شفاء لهم ، وقال :
أمّا السام فلا أشفى منه» يُقْبَصُون
: أى يجمع بعضهم
إلى بعض من شدّة الحمّى.
وفى حديث الإسراء
والبراق «فعملت بأذنيها وقَبَصَت» أى أسرعت. يقال : قَبَصَت
الدابّة تَقْبِص قَبَاصَة إذا أسرعت. والقَبَص
: الخفّة
والنّشاط.
(س) وفى حديث
المعتدّة للوفاة «ثم تؤتى بدابّة ؛ شاة أو طير
فتَقبِص به» قال الأزهرى :
رواه الشافعى بالقاف والباء الموحّدة والصاد المهملة : أى تعدو مسرعة نحو منزل
أبويها ، لأنها كالمستحيية من قبح منظرها. والمشهور فى الرواية بالفاء والتاء
المثنّاة والضاد المعجمة. وقد تقدم .
__________________
(قبض)
ـ فى أسماء الله تعالى «القابِض» هو الذى يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه
وحكمته ، ويقبض الأرواح عند الممات.
ومنه الحديث «يَقْبِض الله الأرض ويَقْبِض
السماء» أى
يجمعها. وقُبِض المريض إذا توفّى ، وإذا أشرف على الموت.
ومنه الحديث «فأرسلت
إليه أنّ ابنا لى قُبِض» أرادت أنه فى حال القَبْض
ومعالجة النّزع.
(س) وفيه «أنّ
سعدا قتل يوم بدر قتيلا وأخذ سيفه ، فقال له : ألقه فى القَبَض» القَبَض
بالتحريك بمعنى المقبوض ، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم.
(س) ومنه الحديث «كان
سلمان على قَبَض من قَبَض
المهاجرين».
(س) وفى حديث حنين
«فأخذ قُبضَة من التّراب» هو بمعنى المقبوض
، كالغرفة بمعنى
المغروف ، وهى بالضم الاسم ، وبالفتح المرّة. والقَبْض
: الأخذ بجميع
الكفّ.
ومنه حديث بلال
والتمر «فجعل يجىء [به] قُبَضاً قُبَضاً».
وحديث مجاهد «هى القُبَض التى تعطى عند الحصاد» وقد تقدّما مع الصاد المهملة.
(س) وفيه «فاطمة
بضعة منّى ، يَقْبِضُني
ما قَبَضَها» أى أكره ما تكرهه ، وأتجمّع مما تتجمّع منه.
(قبط) (ه) فى حديث أسامة
«كسانى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قُبْطِيَّة » القُبْطِيَّة : الثّوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء ، وكأنه منسوب إلى القِبْط ، وهم أهل مصر. وضمّ القاف من تغيير النّسب. وهذا فى
الثياب ، فأمّا فى الناس فقِبْطِيٌ
، بالكسر.
ومنه حديث قتل ابن
أبى الحقيق «ما دلّنا عليه إلّا بياضه فى سواد الليل كأنه قُبْطِيَّة».
__________________
ومنه الحديث «أنه
كسا امرأة قُبْطِيَّةً فقال : مرها فلتتّخذ تحتها غلالة لا تصف حجم عظامها» وجمعها القَباطِيّ.
ومنه حديث عمر «لا
تلبسوا نساءكم القَباطِيَ
، فإنه إن لا يشفّ
فإنه يصف».
ومنه حديث ابن عمر
«أنه كان يجلّل بدنه القَبَاطِيَ
والأنماط».
(قبع)
(ه) فيه «كانت قَبيعة سيف رسول الله صلىاللهعليهوسلم من فضّة» هى التى تكون على رأس قائم السّيف. وقيل : هى ما
تحت شاربَيِ السّيف.
(ه) وفى حديث ابن
الزبير «قاتل الله فلانا ؛ ضبح ضبحة الثّعلب ، وقَبَعَ قَبْعةَ القنفذ» قَبَع
: إذا أدخل رأسه
واستخفى ، كما يفعل القنفذ.
وفى حديث قتيبة «لمّا
ولى خراسان قال لهم : إن وليكم وال رؤوف بكم قلتم : قُبَاع بن ضبّة» هو رجل كان فى الجاهلية أحمق أهل زمانه ، فضرب به
المثل.
[ه] وأما قولهم
للحارث بن عبد الله : «القُبَاع» ؛ فلأنّه ولى البصرة فغيّر مكاييلهم ، فنظر إلى مكيال
صغير فى مرآة العين أحاط بدقيق كثير ، فقال : إنّ مكيالكم هذا لَقُباع ، فلقّب به واشتهر. يقال : قَبَعْتُ
الجوالق إذا ثنيت
أطرافه إلى داخل أو خارج ، يريد : إنه لذو قعر.
(س) وفى حديث
الأذان «فذكروا له القُبْع» هذه اللفظة قد اختلف فى ضبطها ، فرويت بالباء والتاء [والثاء
] والنون ، وسيجىء بيانها مستقصى فى حرف النون ، لأنّ أكثر ما تروى بها.
(قبعثر) (ه) فى حديث
المفقود «فجاءنى طائر كأنه جمل قَبَعْثَرَى
، فحملنى على
خافية من خوافيه» القَبَعْثَرَى
: الضّخم العظيم.
(قبقب) (س) فيه «من وقى
شرّ قَبْقَبِه ، وذبذبه ، ولقلقه ، دخل الجنة» القَبْقَبُ : البطن ، من القَبْقَبة : وهو صوت يسمع من البطن ، فكأنها حكاية ذلك الصّوت. ويروى
عن عمر.
__________________
(قبل) (ه) فى حديث آدم عليهالسلام «إنّ الله خلقه بيده ثم سوّاه قِبَلاً» وفى رواية «إنّ الله كلّمه قِبَلاً» أى عيانا ومُقابَلة ، لا من وراء حجاب ، ومن غير أن يولّى أمره أو كلامه أحدا
من ملائكته .
(ه) وفيه «كان
لنعله قِبالان» القِبال
: زمام النّعل ،
وهو السّير الذى يكون بين الإصبعين . وقد
أقبل نعله وقابَلها.
(ه) ومنه الحديث «قابِلوا النّعال» أى اعملوا لها
قِبالا. ونعل مُقْبَلة إذا جعلت لها
قِبالا ، ومقبولة إذا شددت قِبالَها.
(ه) وفيه «نهى أن
يضحّى بمُقابَلة أو مدابرة» هى التى يقطع من طرف أذنها شىء ثم يترك معلّقا
كأنه زنمة ، واسم تلك السمة
القُبْلة والإقْبالة.
(ه) وفى صفة الغيث
«أرض مُقْبِلَة وأرض مدبرة» أى وقع المطر فيها خططا ولم يكن عامّا.
وفيه «ثم يوضع له القَبُول فى الأرض» هو بفتح القاف : المحبّة والرضا بالشىء وميل
النّفس إليه.
[ه] وفى حديث
الدّجال «ورأى دابّة يواريها شعرها أهدب القُبال» يريد كثرة الشّعر فى قُبَالِها. القُبال : الناصية والعرف ؛ لأنهما اللذان يَسْتَقْبِلان الناظر. وقُبال
كل شىء وقُبُله : أوّله وما
اسْتَقْبَلَك منه.
(ه) وفى أشراط
الساعة «وأن يرى الهلال قَبَلاً» أى يرى ساعة ما يطلع ، لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلّب ،
وهو بفتح القاف والباء.
[ه] ومنه الحديث «إنّ الحق بِقَبَلٍ
» أى واضح لك حيث تراه.
__________________
(س) وفى حديث صفة
هارون عليهالسلام «فى عينيه قَبَلٌ» هو
إِقْبال السّواد على
الأنف. وقيل : هو ميل كالحول.
ومنه حديث أبى
ريحانة «إنّى لأجد فى بعض ما أنزل من الكتب : الأقْبَل
القصير القصرة ،
صاحب العراقين ، مبدّل السّنّة ، يلعنه أهل السماء والأرض ، ويل له ثم ويل له» الأقْبَل : من القَبَل
الذى كأنه ينظر
إلى طرف أنفه.
وقيل : هو الأفحج
، وهو الذى تتدانى صدور قدميه ويتباعد عقباهما.
(ه) وفيه «رأيت
عقيلا يَقْبَلُ غرب زمزم» أى يتلقّاها فيأخذها عند الاستقاء.
[ه] ومنه «قَبِلَت
القابِلَةُ الولد
تَقْبَلُه» إذا تلقّته عند
ولادته من بطن أمّه.
(س) وفيه «طلّقوا
النّساء لِقُبُل عدّتهنّ» وفى رواية «فى قُبُل
طهرهنّ» أى فى إقْبالِه وأوّله ، [و] حين يمكنها الدّخول فى العدّة والشّروع فيها ، فتكون لها
محسوبة ، وذلك فى حالة الطّهر. يقال : كان ذلك فى قُبُل
الشّتاء : أى إقباله.
(س) وفى حديث
المزارعة «يستثنى ما على الماذيانات ، وأَقْبَال
الجداول» الأقبال : الأوائل والرؤوس ، جمع قُبْل
، والقُبْل أيضا : رأس الجبل والأكمة ، وقد يكون جمع قَبَل ـ بالتحريك ـ وهو الكلأ فى مواضع من الأرض. والقَبل أيضا : ما
استقبلك من الشىء.
(س) وفى حديث ابن
جريج «قلت لعطاء : محرم قبض على قُبُل
امرأته ، فقال :
إذا وغل إلى ما هنالك فعليه دم» القُبُل
بضمتين : خلاف
الدّبر ، وهو الفرج من الذكر والأنثى. وقيل : هو للأنثى خاصّة ، ووغل إذا دخل.
(س) وفيه «نسألك
من خير هذا اليوم وخير ما
قَبْله وخير ما بعده ،
ونعوذ بك من شرّ هذا اليوم وشرّ ما
قبله وشر ما بعده» مسألة
خير زمان مضى : هو
قَبُول الحسنة التى
قدّمها فيه ، والاستعاذة منه : هى طلب العفو عن ذنب قارفه فيه ، والوقت وإن مضى
فتبعته باقية.
__________________
(س) وفى حديث ابن
عباس «إيّاكم والقَبالاتِ
فإنها صغار وفضلها
ربا» هو أن يَتَقَبَّل
بخراج أو جباية
أكثر مما أعطى ، فذلك الفضل ربا ، فإن تَقَبَّل
وزرع فلا بأس. والقَبَالة بالفتح : الكفالة ، وهى فى الأصل مصدر : قَبَل إذا كفل. وقَبُل
بالضم إذا صار قَبيلا : أى كفيلا.
(ه) وفى حديث ابن
عمر «ما بين المشرق والمغرب قِبْلَة» أراد به المسافر إذا التبست عليه قِبْلته ، فأما الحاضر فيجب عليه التّحرّى والاجتهاد. وهذا إنما يصح
لمن كانت القِبلة فى جنوبه أو فى شماله.
ويجوز أن يكون
أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها ؛ فإن الكعبة جنوبها. والقبلة فى الأصل : الجهة.
(س) وفيه «أنه
أقطع بلال بن الحارث معادن القَبَلِيَّة ، جلسيّها وغوريّها» القَبَليَّة : منسوبة إلى قَبَل
ـ بفتح القاف
والباء ـ وهى ناحية من ساحل البحر ، بينها وبين المدينة خمسة أيام.
وقيل : هى من
ناحية الفرع ، وهو موضع بين نخلة والمدينة. هذا هو المحفوظ فى الحديث.
وفى كتاب الأمكنة
«معادن القلبة» بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء.
وفى حديث الحج «لو اسْتَقْبَلْتُ من أمرى ما استدبرت ما سقت الهدى» أى لو عنّ لى هذا الرّأى
الذى رأيته آخرا وأمرتكم به فى أوّل أمرى ، لما سقت الهدى معى وقلّدته وأشعرته ،
فإنه إذا فعل ذلك لا يحلّ حتى ينحر ، ولا ينحر إلا يوم النّحر ، فلا يصح له فسخ
الحج بعمرة ، ومن لم يكن معه هدى فلا يلتزم هذا ، ويجوز له فسخ الحج.
وإنما أراد بهذا
القول تطيب قلوب أصحابه ؛ لأنه كان يشق عليهم أن يحلّوا وهو محرم ، فقال لهم ذلك
لئلا يجدوا فى أنفسهم ، وليعلموا أنّ الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه ، وأنه لو لا
الهدى لفعله.
وفى حديث الحسن «سئل
عن مُقْبَلة من العراق» المُقْبَل
بضم الميم وفتح
الباء : مصدر
أقْبَلَ يُقْبِل إذا قدم.
(قبا) (ه) فى حديث عطاء
«يكره أن يدخل المعتكف قَبْواً
مَقْبُوّاً» القَبْوُ : الطّاق المعقود بعضه إلى بعض. وقَبَوْتُ البناء : أى رفعته. هكذا رواه الهروى.
وقال الخطّابى :
قيل لعطاء : أيمرّ المعتكف تحت قَبْوٍ
مَقْبُوٍ؟ قال : نعم.
(باب القاف مع التاء)
(قتب) (ه) فيه «لا صدقة
فى الإبل القَتُوبَة» القَتُوبة بالفتح : الإبل التى توضع الأَقْتاب
على ظهورها ،
فعولة بمعنى مفعولة ، كالرّكوبة والحلوبة ، أراد ليس فى الإبل العوامل صدقة.
وفى حديث عائشة «لا
تمنع المرأة نفسها من زوجها وإن كانت على ظهر
قَتَب» القَتَب للجمل كالإكاف لغيره. ومعناه الحثّ لهنّ على مطاوعة أزواجهن
، وأنه لا يسعهنّ الامتناع فى هذه الحال ، فكيف فى غيرها.
وقيل : إن نساء
العرب كنّ إذا أردن الولادة جلسن على قَتَب
، ويقلن إنه أسلس
لخروج الولد ، فأرادت تلك الحالة.
قال أبو عبيد :
كنّا نرى أن المعنى : وهى تسير على ظهر البعير ، فجاء التفسير بغير ذلك.
(ه) وفى حديث
الرّبا «فتندلق أَقتابُ
بطنه»الأَقتاب : الأمعاء ، واحدها : قِتْب
بالكسر. وقيل : هى
جمع قِتْب ، وقِتْبٌ
جمع قِتْبَة ، وهى المعى. وقد تكرر فى الحديث.
(قتت) (ه) فيه «لا يدخل
الجنة قَتَّات» هو النّمّام. يقال : قَتَ
الحديث يَقُتُّه إذا زوّره وهيّأه وسوّاه.
وقيل : النّمّام :
الذى يكون مع القوم يتحدّثون فينمّ عليهم. والقَتَّات
: الذى يتسمّع على
القوم وهم لا يعلمون ثم ينمّ. والقسّاس : الذى يسأل عن الأخبار ثم ينمّها.
(ه) وفيه «أنه
ادّهن بدهن غير
مُقَتَّت وهو محرم» أى غير
مطيّب ، وهو الذى يطبخ فيه الرّياحين حتى تطيب ريحه.
وفى حديث ابن سلام
«فإن أهدى إليك حمل تبن أو حمل قَتّ
فإنه ربا» القَتُ : الفصفصة وهى الرّطبة ، من علف الدّوابّ.
(قتر) (ه) فيه «كان أبو
طلحة يرمى ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يُقَتِّرُ بين يديه»
أى يسوّى له
النصال ويجمع له السهام ، من التَّقْتير وهو المقاربة بين الشّيئين وإدناء أحدهما من الآخر.
ويجوز أن يكون من القِتْر ، وهو نصل الأهداف .
ومنه الحديث «أنه
أهدى له يكسوم سلاحا فيه سهم ، فقوّم فوقه وسمّاه قِتر الغلاء» القِتْر بالكسر : سهم الهدف. وقيل : سهم صغير. والغلاء : مصدر غالى
بالسهم إذا رماه غلوة.
(ه) وفيه «تعوّذوا
بالله من قِتْرَةَ وما ولد» هو بكسر القاف وسكون التاء : اسم إبليس.
وفيه «بسقم فى
بدنه وإِقْتارٍ فى رزقه» الإِقْتار : التّضييق على الإنسان فى الرّزق. يقال : أَقْتَرَ الله رزقه : أى ضيّقه وقلّله. وقد أَقْتَرَ الرجل فهو
مُقْتِر. وقُتِرَ فهو
مَقْتُور عليه.
ومنه الحديث «موسّع
عليه فى الدنيا ومَقْتور عليه فى الآخرة».
والحديث الآخر «فأَقْتَرَ أبواه حتى جلسا مع الأوفاض» أى افتقرا حتى جلسا مع
الفقراء.
(ه) وفيه «وقد
خَلَفَتْهم قَتَرَة رسول الله» القَتَرة : غبرة الجيش. وخلفتهم : أى جاءت بعدهم. وقد تكررت فى
الحديث.
(س) وفى حديث أبى
أمامة «من اطّلع من قُتْرَةٍ ففقئت عينه فهى هدر» القُتْرة بالضم : الكوّة. والنافذة ، وعين التّنّور ، وحلقة الدّرع
، وبيت الصائد ، والمراد الأوّل.
(س) وفى حديث جابر
«لا تؤذ جارك بقُتَار قدرك» هو ريح القدر والشّواء ونحوهما.
(ه) وفيه «أن رجلا
سأله عن امرأة أراد نكاحها ، قال : وبقدر أىّ النساء هى؟ قال : قد رأت القَتِير. قال : دعها» القَتِير : الشّيب. وقد تكرر فى الحديث.
(قتل) (ه) فيه «قاتَلَ الله اليهود» أى قَتَلَهم
الله. وقيل :
لعنهم ، وقيل : عاداهم.
وقد تكررت فى
الحديث ، ولا تخرج عن أحد هذه المعانى. وقد ترد بمعنى التّعجّب من الشىء كقولهم :
تربت يداه! وقد ترد ولا يراد بها وقوع الأمر.
__________________
ومنه حديث عمر «قاتَل الله سَمُرة».
وسبيل «فاعل» هذا
أن يكون من اثنين فى الغالب ، وقد يرد من الواحد ، كسافرت ، وطارقت النّعل.
(ه) وفى حديث
المارّ بين يدى المصلّى «قاتِلْه
فإنه شيطان» أى
دافعه عن قبلتك ، وليس كل قِتال
بمعنى القَتْل.
(س) ومنه حديث
السّقيفة «قَتَلَ الله سعدا فإنه صاحب فتنة وشرّ» أى دفع الله شرّه ، كأنه
إشارة إلى ما كان منه فى حديث الإفك ، والله أعلم.
وفى رواية «إنّ
عمر قال يوم السّقيفة : اقْتلوا سعدا
قَتَلَه الله» أى اجعلوه
كمن قُتِل واحسبوه فى عداد من مات وهلك ، ولا تعتدّوا بمشهده ولا
تعرّجوا على قوله.
ومنه حديث عمر
أيضا «من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من المسلمين فاقْتُلوه» أى اجعلوه كمن قُتِلَ
ومات ، بأن لا
تقبلوا له قولا ولا تقيموا له دعوة.
وكذلك الحديث
الآخر «إذا بويع لخليفتين فاقْتُلوا الآخر منهما» أى أبطلوا دعوته واجعلوه كمن مات.
وفيه «أشدّ الناس
عذابا يوم القيامة من قَتَلَ
نبيّا أو قَتَلَه نبىّ» أراد من قَتَلَه
وهو كافر ، كقَتْله أبىّ بن خلف يوم بدر ، لا كمن قَتَلَه تطهيرا له فى الحدّ ، كماعز.
(س) وفيه «لا يُقْتَل قرشىّ بعد اليوم صبرا» إن كانت اللام مرفوعة على الخبر فهو
محمول على ما أباح من قَتْل
القرشيّين الأربعة
يوم الفتح ، وهم ابن خطل ومن معه : أى أنهم لا يعودون كفّارا يغزون ويُقْتَلون على الكفر ، كما
قُتِل هؤلاء ، وهو كقوله
الآخر «لا تغزى مكّة بعد اليوم» أى لا تعود دار كفر تغزى عليه ، وإن كانت اللام
مجزومة فيكون نهيا عن قَتْلِهم
فى غير حدّ ولا
قصاص.
وفيه «أعفّ الناس قِتْلَةً أهل الإيمان» القِتْلة بالكسر : الحالة من القَتْل
، وبفتحها المرّة
منه. وقد تكرر فى الحديث. ويفهم المراد بهما من سياق اللفظ.
وفى حديث سمرة «من
قَتَلَ عبده قَتَلْناه
، ومن جدع عبده
جدعناه» ذكر فى رواية
الحسن أنه نسى هذا
الحديث ، فكان يقول : «لا
يُقْتَل حرّ بعبد» ويحتمل
أن يكون الحسن لم ينس الحديث ، ولكنه كان يتأوّله على غير معنى الإيجاب ، ويراه
نوعا من الزجر ليرتدعوا ولا يقدموا عليه ، كما قال فى شارب الخمر : «إن عاد فى
الرابعة أو الخامسة
فاقْتُلوه» ، ثم جىء به
فيها فلم يَقْتُله.
وتأوّله بعضهم أنه
جاء فى عبد كان يملكه مرّة ، ثم زال ملكه عنه فصار كفؤا له بالحرّيّة.
ولم يقل بهذا
الحديث أحد إلا فى رواية شاذّة عن سفيان ، والمروىّ عنه خلافه.
وقد ذهب جماعة إلى
القصاص بين الحرّ وعبد الغير. وأجمعوا على أن القصاص بينهم فى الأطراف ساقط ، فلما
سقط الجدع بالإجماع سقط القصاص ، لأنهما ثبتا معا ، فلما نسخا نسخا معا ، فيكون
حديث سمرة منسوخا. وكذلك حديث الخمر فى الرابعة والخامسة.
وقد يرد الأمر
بالوعيد ردعا وزجرا وتحذيرا ، ولا يراد به وقوع الفعل.
وكذلك حديث جابر
فى السارق «أنه قطع فى الأولى والثانية والثالثة ، إلى أن جىء به فى الخامسة فقال
: اقْتُلوه ، قال جابر : فقَتَلْناه» وفى إسناده مقال. ولم يذهب أحد من العلماء إلى قَتْل السارق وإن تكرّرت منه السّرقة.
(س) وفيه «على المُقْتَتِلِين أن يتحجّزوا ، الأولى فالأولى ، وإن كانت امرأة» قال
الخطّابى : معناه أن يكفّوا عن القَتْلِ
، مثل أن يُقْتَل رجل له ورثة ، فأيّهم عفا سقط القود. والأولى : هو الأقرب
والأدنى من ورثة
القَتيل.
ومعنى «المُقْتَتِلِين» : أن يطلب أولياء
القَتِيل القود فيمتنع القَتَلَةُ فينشأ بينهم القِتال
من أجله ، فهو جمع
مُقْتَتِل ، اسم فاعل من اقْتَتَلَ.
ويحتمل أن تكون
الرواية بنصب التاءين على المفعول. يقال : اقْتُتِلَ
فهو مُقْتَتَل ، غير أنّ هذا إنما يكثر استعماله فيمن قَتَلَه الحبّ.
وهذا حديث مشكل ،
اختلفت فيه أقوال العلماء ، فقيل : إنه فى المُقْتَتِلِين
من أهل القبلة ،
على التأويل ، فإن البصائر ربما أدركت بعضهم ، فاحتاج إلى الانصراف من مقامه
المذموم إلى المحمود ،
فإذا لم يجد طريقا
يمرّ فيه إليه بقى فى مكانه الأوّل ، فعسى أن يُقْتَل
فيه ، فأمروا بما
فى هذا الحديث.
وقيل : إنه يدخل
فيه أيضا المُقْتَتِلون من المسلمين فى قِتَالهم
أهل الحرب ، إذ قد
يجوز أن يطرأ عليهم من معه العذر الذى أبيح لهم الانصراف عن قِتالِه إلى فئة المسلمين التى يتقوّون بها على عدوّهم ، أو يصيروا
إلى قوم من المسلمين يقوون بهم على قتال
عدوّهم فيُقَاتِلونَهم معهم.
وفى حديث زيد بن
ثابت «أرسل إلىّ أبو بكر
مَقْتَلَ أهل اليمامة» المَقْتَل : مفعل ، من القَتْل
، وهو ظرف زمان
هاهنا ، أى عند
قَتْلِهم فى الوقعة التى
كانت باليمامة مع أهل الردّة فى زمن أبى بكر.
(س) وفى حديث خالد
«أن مالك بن نويرة قال لامرأته يوم قَتَلَه
خالد : أَقْتَلْتِني» أى عرّضتنى للقَتْل
بوجوب الدفاع عنك
والمحاماة عليك ، وكانت جميلة وتزوّجها خالد بعد
قَتْلِه. ومثله : أبعت
الثّوب إذا عرّضته للبيع.
(قتم) (س) فى حديث عمرو
بن العاص «قال لابنه عبد الله يوم صفّين : انظر أين ترى عليّا ، قال : أراه فى تلك
الكتيبة القَتْماء ، فقال : لله درّ ابن عمر وابن مالك! فقال له : أى أبت ،
فما يمنعك إذ غبطتهم أن ترجع ، فقال. يا بنىّ أنا أبو عبد الله.
إذا حككت قرحة دمّيتها
القَتْماء : الغبراء ، من القَتام
، وتدمية القرحة
مثل : أى إذا قصدت غاية تقصّيتها.
وابن عمر هو عبد
الله ، وابن مالك هو سعد بن أبى وقّاص ، وكانا ممن تخلّف عن الفريقين.
(قتن) (س) فيه «قال رجل
: يا رسول الله تزوّجت فلانة ، فقال : بخ ، تزوّجت بكرا قَتِينا» يقال : امرأة
قَتِين ، بلاهاء ، وقد قَتُنَت قَتَانةً وقَتْنا ، إذا كانت قليلة الطّعم.
ويحتمل أن يريد
بذلك قلّة الجماع.
ومنه قوله «عليكم
بالأبكار فإنّهنّ أرضى باليسير».
(ه) ومنه الحديث
فى وصف امرأة «إنها وضيئة
قَتِين».
(قتا) (ه) فيه «أن عبيد
الله بن عبد الله بن عتبة سئل عن امرأة كان زوجها مملوكا
فاشترت ، فقال :
إن اقْتَوَتْه فرّق بينهما ، وإن أعتقته فهما على النكاح» اقْتَوَتْه : أى استخدمته. والقَتْوُ : الخدمة.
(باب القاف مع الثاء)
(قثث) (ه) فيه «حثّ
النبىّ صلىاللهعليهوسلم يوما على الصّدقة ، فجاء أبو بكر بماله كلّه يَقُثُّه» أى يسوقه ، من قولهم : قَثَ
السّيل الغثاء ،
وقيل يجمعه.
(قثد) فيه «أنه كان يأكل
القثّاء والقَثَدَ بالمجاج». القَثَد بفتحتين : نبت يشبه القثّاء. والمُجاج : العسل.
(قثم) (س) فيه «أتانى
ملك ، فقال : أنت قُثَمُ
وخلقك قيّم» القُثَم : المجتمع الخلق وقيل الجامع الكامل : وقيل الجموع للخير ،
وبه سمّى الرجل قُثَم.
وقيل : قُثَم معدول عن قاثِم
، وهو الكثير
العطاء.
ومنه حديث المبعث
«أنت قُثَمُ ، أنت المقفّى ، أنت الحاشر» هذه أسماء للنبى صلىاللهعليهوسلم.
(باب القاف مع الحاء)
(قحح) (س) فيه «أعرابىّ قُحٌ» أى محض خالص. وقيل : جاف. والقُحُ : الجافى من كل شىء.
(قحد) (ه) فى حديث أبى
سفيان «فقمت إلى بكرة
قَحْدَة أريد أن أعرقبها»
القَحْدة : العظيمة السّنام. والقَحَدَةُ بالتحريك : أصل السّنام. يقال : بكرة قَحِدة ، بكسر الحاء ثم تسكّن تخفيفا ، كفخذ وفخذ.
(قحر) (ه) فى حديث أم
زرع «زوجى لحم جمل قَحِرٍ» القَحْر : البعير الهرم القليل اللحم ، أرادت أنّ زوجها هزيل قليل
المال
(قحز) (ه) فى حديث أبى
وائل «دعاه الحجّاج فقال له : أحسبنا قد روّعناك ، فقال :
__________________
أما إنى بتّ أُقَحّز البارحة» أى أنزّى وأقلق من الخوف. يقال : قَحَزَ الرجل يَقْحَز : إذا قلق واضطرب.
(ه) ومنه حديث
الحسن وقد بلغه عن الحجّاج شىء فقال «ما زلت الليلة
أُقَحَّزُ كأنّى على الجمر».
(قحط) فى حديث الاستسقاء
«يا رسول الله ، قُحِطَ المطر واحمرّ الشّجر» يقال : قُحِطَ المطر وقَحَطَ إذا احتبس وانقطع. وأَقْحَط الناس إذا لم يمطروا. والقَحْط : الجدب ؛ لأنه من أثره. وقد تكرر ذكره فى الحديث.
ومنه الحديث «إذا
أتى الرجل القوم فقالوا : قَحْطاً ، فقَحْطاً له يوم يلقى ربّه» أى إذا كان ممن يقال له عند قدومه على
الناس هذا القول ، فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة وقَحْطاً : منصوب على
المصدر : أى قُحِطْت
قَحْطاً ، وهو دعاء
بالجدب ، فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدبه من الأعمال الصالحة.
(ه) وفيه «من جامع
فأَقْحَط فلا غسل عليه» أى فتر ولم ينزل ، وهو من أَقْحَطَ الناس : إذا لم يمطروا. وهذا كان فى أول الإسلام ثم نسخ ،
وأوجب الغسل بالإيلاج.
(قحف)
فى حديث يأجوج
ومأجوج «تأكل العصابة يومئذ من الرّمّانة ، ويستظلّون بقِحْفِها» أراد قشرها ، تشبيها
بقِحْف الرأس ، وهو الذى
فوق الدّماغ. وقيل : هو ما انفلق من جمجمته وانفصل.
ومنه حديث أبى
هريرة فى يوم اليرموك «فما رئى موطن أكثر
قِحْفا ساقطا» أى رأسا ،
فكنى عنه ببعضه ، أو أراد
القِحْفَ نفسه.
(س) ومنه حديث
سلافة بنت سعد «كانت نذرت لتشربنّ فى قِحْف
رأس عاصم بن ثابت
الخمر» وكان قد قتل ابنيها مسافعا وخلابا.
وفى حديث أبى
هريرة ، وسئل عن قبلة الصائم فقال «أقبّلها وأقْحفُها» أى أترشّف ريقها ، وهو من الإقحاف
: الشّرب الشديد.
يقال : قَحَفْتُ قَحْفاً إذا شربت جميع ما فى الإناء.
__________________
(قحل) فى حديث الاستسقاء
«قَحِل الناس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم» أى يبسوا من شدّة القحط. وقد قَحِلَ يَقْحَلُ قَحْلاً إذا التزق جلده بعظمه من الهزال والبلى. وأَقْحَلْتُهُ أنا. وشيخ قَحْل
، بالسكون. وقد قَحَل بالفتح يَقْحَل
قُحُولا فهو قاحِل.
(ه) ومنه حديث
استسقاء عبد المطّلب «تتابعت على قريش سنو جدب قد
أَقْحَلَتِ الظلف» أى أهزلت
الماشية وألصقت جلودها بعظامها ، وأراد ذات الظّلف.
ومنه حديث أم ليلى
«أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن لا
نُقْحِل أيدينا من خضاب».
والحديث الآخر «لأن
يعصبه أحدكم بقدّ حتى يَقْحَل
خير من أن يسأل
الناس فى نكاح» يعنى الذّكر : أى حتى ييبس.
(ه) وفى حديث وقعة
الجمل :
كيف نردّ شيخكم وقد قَحَل
أى مات وجفّ جلده.
أخرجه الهروى فى
يوم صفّين. والخبر إنما هو فى يوم الجمل ، والشعر :
نحن بنى ضبّة
أصحاب الجمل
|
|
الموت أحلى
عندنا من العسل
|
ردّوا
علينا شيخنا ثم بجل
|
فأجيب :
كيف نردّ شيخكم
وقد قَحَل (قحم) فيه «أنا آخذ
بحجزكم عن النار ، وأنتم تَقْتَحِمون
فيها» أى تقعون
فيها. يقال : اقْتَحَم
الإنسان الأمر
العظيم ، وتَقَحَّمَهُ : إذا رمى نفسه فيه من غير رويّة وتثبّت.
(ه) ومنه حديث
عليّ «من سرّه أن يَتَقَحَّم
جراثيم جهنم فليقض
فى الجدّ» أى يرمى بنفسه فى معاظم عذابها.
(ه) ومنه حديث عمر
«أنه دخل عليه وعنده غليّم أسود يغمز ظهره ، فقال : ما هذا؟ قال : إنه تَقَحَّمَت بى الناقة الليلة» أى ألقتنى فى ورطة ، يقال : تَقَحَّمَتْ به دابّته إذا ندّت به فلم
يضبط رأسها. فربما
طوّحت به فى أهويّة. والقُحْمة : الورطة والمهلكة.
(ه) وفى حديث ابن
مسعود «من لقى الله لا يشرك به شيئا غفر له المُقْحِمَات» أى الذّنوب العظام التى تُقْحِم
أصحابها فى النار
: أى تلقيهم فيها.
(ه) ومنه حديث
عليّ «إن للخصومة
قُحَماً» هى الأمور
العظيمة الشاقّة ، واحدتها : قُحْمة.
(س) ومنه حديث
عائشة «أقبلت زينب تَقَحَّمُ
لها» أى تتعرّض
لشتمها وتدخل عليها فيه ، كأنها أقبلت تشتمها من غير رويّة ولا تثبّت.
وفى حديث ابن عمر
«ابغنى خادما لا يكون قَحْماً فانيا ولا صغيرا ضرعا» القَحْم
: الشيخ الهمّ
الكبير.
(ه) وفيه «أَقْحَمت السّنة نابغة بنى جعدة» أى أخرجته من البادية وأدخلته
الحضر. والقُحْمة : السّنة
تُقْحِم الأعراب ببلاد
الريف وتدخلهم فيها.
وفى حديث أم معبد
«لا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر» أى لا تتجاوزه إلى غيره احتقارا له. وكلّ شىء
ازدريته فقد
اقْتَحَمْتَه.
(باب القاف مع الدال)
(قد) فى صفة جهنم «فيقال
: (هَلِ امْتَلَأْتِ)؟ فتقول : (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ، حتى إذا أوعبوا فيها قالت : قَدْ قَدْ» أى حسبى حسبى. ويروى بالطاء بدل الدال ، وهو بمعناه.
ومنه حديث
التّلبية «فيقول : قَدْ
قَدْ» بمعنى حسب ،
وتكرارها لتأكيد الأمر. ويقول المتكلم : قَدْنِي
: أى حسبى ،
وللمخاطب : قَدْك
: أى حسبك.
ومنه حديث عمر «أنه
قال لأبى بكر : قَدْك
يا أبا بكر».
(قدح) (ه) فيه «لا
تجعلونى كَقَدَح الراكب» أى لا تؤخّرونى فى الذّكر ، لأن الراكب يعلّق قَدَحه فى آخر رحله عند فراغه من ترحاله ويجعله خلفه.
قال حسّان :
كما نيط خلف الراكب القَدَحُ الفرد
(س) ومنه حديث أبى
رافع «كنت أعمل الأَقْداح» هى جمع قَدَح
، وهو الذى يؤكل
فيه. وقيل : هى جمع قِدْح
، وهو السّهم الذى
كانوا يستقسمون به ، أو الذى يرمى به عن القوس. يقال للسّهم أوّل ما يقطع : قطع ،
ثم ينحت ويبرى فيسمّى بريّا ، ثم يقوّم فيسمّى قِدْحا ، ثم يراش ويركّب نصله فيسمّى سهما.
ومنه الحديث «كان
يسوّى الصّفوف حتى يدعها مثل القِدْح
أو الرّقيم» أى
مثل السّهم أو سطر الكتابة.
(ه) ومنه حديث عمر
«كان يقوّمهم فى الصّفّ كما يقوّم القَدَّاحُ
القِدْحَ» القَدَّاح : صانع القِدْح.
ومنه حديث أبى
هريرة «فشربت حتى استوى بطنى فصار
كالقِدْح» أى انتصب بما
حصل فيه من اللّبن وصار كالسّهم ، بعد أن كان لصق بظهره من الخلوّ.
ومنه حديث عمر «أنه
كان يطعم الناس عام الرّمادة فاتخذ
قِدْحا فيه فرض» أى أخذ
سهما وحزّ فيه حزّا علّمه به ، فكان يغمز
القِدْح فى الثّريد ، فإن
لم يبلغ موضع الحزّ لام صاحب الطعام وعنّفه.
(ه) وفيه «لو شاء
الله لجعل للناس قِدْحَةَ ظلمة كما جعل لهم قِدْحَة نور» القِدْحَة بالكسر : اسم مشتقّ من اقْتِدَاح
النار بالزّند. والمِقْدَح والمِقْدَحَة : الحديدة. والقَدَّاح
والقَدَّاحَة : الحجر.
(ه) ومنه حديث
عمرو بن العاص «استشار وردان غلامه ، وكان حصيفا ، فى أمر علىّ ومعاوية إلى أيّهما
يذهب؟ فأجابه بما فى نفسه وقال له : الآخرة مع علىّ ، والدنيا مع معاوية ، وما
أراك تختار على الدنيا. فقال عمرو :
يا قاتل الله
وردانا وقِدْحَتَه
|
|
أبدى لعمرك ما
فى القلب وردان
|
__________________
فالقِدْحَة : اسم للضرب بالمِقْدَحة ، والقَدْحَة : المرّة ، ضربها مثلا لاستخراجه بالنّظر حقيقة الأمر.
وفى حديث حذيفة «يكون
عليكم أمير لو
قَدَحْتُمُوه بشعرة أوريتموه» أى
لو استخرجتم ما عنده لظهر ضعفه ، كما يستخرج القَادِح
النار من الزّند
فيورى.
(ه) وفى حديث أم
زرع «تَقْدَح قدرا وتنصب أخرى» أى تغرف. يقال : قَدَح القدر إذا غرف ما فيها. والمِقْدَحَة : المغرفة. والقَدِيح
: المرق.
ومنه حديث جابر «ثم
قال : ادعى خابزة فلتخبز معك واقْدَحي
من برمتك» أى
اغرفى.
(قدد) فيه «وموضع قِدِّهِ فى الجنة خير من الدنيا وما فيها» القِدّ بالكسر : السّوط ، وهو فى الأصل سير يُقَدّ من جلد غير مدبوغ : أى قدر سوط أحدكم ، أو قدر الموضع الذى
يسع سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها.
(س) وفى حديث أحد
«كان أبو طلحة شديد
القدِّ» إن روى بالكسر
فيريد به وتر القوس ، وإن روى بالفتح فهو المدّ والنّزع فى القوس.
(س) وفى حديث سمرة
«نهى أن يُقَدّ السّير بين أصبعين» أى يقطع ويشق لئلا يعقر الحديد يده ،
وهو شبيه بنهيه أن يتعاطى السيف مسلولا. والقَدُّ : القطع طولا ، كالشّق.
ومنه حديث أبى بكر
يوم السّقيفة «الأمر بيننا وبينكم كقَدّ الأبلمة» أى كشقّ الخوصة نصفين.
(ه) ومنه حديث
عليّ «كان إذا تطاول قَدّ ، وإذا تقاصر قطّ» أى قطع طولا وقطع عرضا.
[ه] وفيه «أن
امرأة أرسلت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بجديين مرضوفين وقَدٍّ» أراد سقاء صغيرا متّخذا من جلد السّخلة فيه لبن ، وهو
بفتح القاف.
ومنه حديث عمر «كانوا
يأكلون القَدَّ» يريد جلد السّخلة فى الجدب.
وفى حديث جابر «أتى
بالعبّاس يوم بدر أسيرا ولم يكن عليه ثوب ، فنظر له النبى صلى
الله عليه وسلم
قميصا ، فوجدوا قميص عبد الله بن أبىّ يُقَدُّ عليه فكساه إيّاه» أى كان الثّوب على قدره وطوله.
وفى حديث عروة «كان
يتزوّد قَدِيدَ الظباء وهو محرم» القَدِيد : اللّحم المملوح المجفّف فى الشمس ، فعيل بمعنى مفعول.
(ه) وفى حديث ابن
الزبير «قال لمعاوية فى جواب : ربّ آكل عبيط
سَيُقَدّ عليه ، وشارب صفو
سيغصّ» هو من القُدَاد ، وهو داء فى البطن.
(ه) ومنه الحديث «فجعله
الله حبنا وقُدَاداً» والحبن : الاستسقاء (ه س) وفى حديث
الأوزاعىّ «لا يسهم من الغنيمة للعبد ولا الأجير ولا القَدِيديِّين» هم تبّاع العسكر والصّنّاع ، كالحدّاد ، والبيطار ، بلغة
أهل الشام. هكذا يروى بفتح القاف وكسر الدال.
وقيل : هو بضم
القاف وفتح الدال ، كأنهم لخسّتهم يلبسون القَدِيد ، وهو مسح صغير.
وقيل : هو من التَّقَدُّد : التّقطّع والتّفرّق ، لأنهم يتفرّقون فى البلاد للحاجة
وتمزّق ثيابهم. وتصغيرهم تحقير لشأنهم. ويشتم الرجل فيقال له : يا قَدِيدِيّ ، ويا
قُدَيْديُ.
وفيه ذكر «قُدَيْد» مصغرا ، وهو موضع بين مكة والمدينة.
وفى ذكر الأشربة «المَقَدِّيُ» هو طلاء منصّف طبخ حتى ذهب نصفه ، تشبيها بشىء قُدَّ بنصفين ، وقد تخفّف داله.
(قدر) ـ فى أسماء الله
تعالى «الْقادِرُ ، والمُقْتَدِر ، والْقَدِيرُ»
فالقادِر : اسم فاعل ، من قَدَرَ
يَقْدِر ، والقَدِير : فعيل منه ، وهو للمبالغة. والمقْتَدِر : مفتعل ، من اقْتَدَر ، وهو أبلغ.
وقد تكرر ذكر «القَدَر» فى الحديث ، وهو عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور.
وهو مصدر : قَدَرَ
يَقْدِر قَدَراً. وقد تسكّن داله.
(ه) ومنه ذكر «لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
وهى اليلة التى تُقَدَّر فيها الأرزاق وتقضى.
ومنه حديث
الاستخارة «فاقْدُرْه
لى ويسّره» أى اقض
لى به وهيّئه.
__________________
[ه] وفى حديث رؤية
الهلال «فإن غمّ عليكم فاقْدُروا له» أى قَدِّرُوا له عدد الشهر حتى تكمّلوه ثلاثين يوما.
وقيل : قَدِّرُوا له منازل القمر ، فإنه يدلّكم على أنّ الشهر تسع وعشرون أو
ثلاثون.
قال ابن سريج : هذا خطاب لمن خصّه الله بهذا العلم. وقوله «فأكملوا
العدّة» خطاب للعامّة التى لم تعن به. يقال : قَدَرْتُ
الأمر أَقْدُرُه وأَقْدِرُه
إذا نظرت فيه
ودبّرته.
(ه) ومنه حديث عائشة
«فاقْدُرُوا قَدْرَ الجارية الحديثة السنّ» أى انظروه وأفكروا فيه.
ومنه الحديث «كان يَتَقَدَّر فى مرضه : أين أنا اليوم؟» أى يُقَدِّر أيام أزواجه فى الدّور عليهنّ.
وفى حديث
الاستخارة «اللهم إنى أَسْتَقْدِرك
بقُدْرَتك» أى أطلب منك أن
تجعل لى عليه قُدْرة.
(ه) ومنه حديث
عثمان «إن الذّكاة فى الحلق واللبّة لمن قَدَرَ» أى لمن أمكنه الذبح فيهما ، فأما النادّ والمتردّى فأين
اتّفق من جسمهما.
وفى حديث عمير
مولى آبى اللحم «أمرنى مولاى أن أَقْدُر لحما» أى أطبخ قِدْرا من لحم.
(قدس)
ـ فى أسماء الله
تعالى «الْقُدُّوسُ» هو الطاهر المنزّه عن العيوب. وفعّول : من أبنية المبالغة ،
وقد تفتح القاف ، وليس بالكثير ، ولم يجىء منه إلّا
قَدُّوس ، وسَبّوح ،
وذَرّوح.
وقد تكرر ذكر «التَّقْديس» فى الحديث ، والمراد به التطهير.
ومنه «الْأَرْضَ
الْمُقَدَّسَةَ» قيل : هى الشام وفلسطين. وسمّى بيت المَقْدس ، لأنه الموضع
__________________
الذى يُتَقَدَّس فيه من الذنوب. يقال : بيت المَقْدِس
، والبيت المُقَدَّس ، وبيت القُدْس
، بضم الدال
وسكونها.
(ه) ومنه الحديث «إن
روح القُدُس نفث فى روعى» يعنى جبريل عليهالسلام ؛ لأنه خلق من طهارة.
(ه) ومنه الحديث «لا قُدِّسَتْ أمّة لا يؤخذ لضعيفها من قويّها» أى لا طهّرت.
(س) وفى حديث بلال
بن الحارث «أنه أقطعه حيث يصلح للزرع من قُدْس
، ولم يعطه حقّ
مسلم» هو بضم القاف وسكون الدال : جبل معروف.
وقيل : هو الموضع
المرتفع الذى يصلح للزراعة.
وفى كتاب الأمكنة
«أنه قَرِيسٌ» قيل : قريس
وقَرْس : جبلان قرب المدينة ، والمشهور المروىّ فى الحديث الأوّل.
وأما «قَدَس» بفتح القاف والدال. فموضع بالشام من فتوح شرحبيل بن حسنة.
(قدع) (ه) فيه «فتَتَقَادَع [بهم] جَنَبَتَا الصّراط
تَقَادُعَ الفراش فى النار» أى
تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض. وتَقَادَع
القوم : إذا مات
بعضهم إثر بعض. وأصل القَدْع
: الكفّ والمنع.
(ه) ومنه حديث أبى
ذرّ «فذهبت أقبّل بين عينيه ، فقَدَعَني
بعض أصحابه» أى
كفّنى. يقال : قَدَعْتُه
وأَقْدَعْتُه قَدْعا وإِقداعا.
(ه) ومنه حديث
زواجه بخديجة «قال ورقة بن نوفل : محمد يخطب خديجة؟ هو الفحل لا يُقْدَع أنفه» يقال : قَدَعْتُ
الفحل ، وهو أن
يكون غير كريم ، فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح أو غيره حتى يرتدع
وينكفّ. ويروى بالراء.
ومنه الحديث «فإن
شاء الله أن يَقْدَعَه
بها قَدَعَه».
(ه س) ومنه حديث
ابن عباس «فجعلت أجد بى قَدَعاً من مسألته» أى جبنا وانكسارا وفى رواية «أجدنى قَدِعْت عن مسألته».
__________________
ومنه حديث الحسن «اقدَعُوا هذه النّفوس فإنها طلعة».
(ه) ومنه حديث
الحجّاج «اقْدَعوا هذه الأنفس فإنها أسأل شىء إذا أعطيت ، وأمنع شىء إذا سئلت»
أى كفّوها عمّا تتطلّع إليه من الشهوات.
[ه] وفيه «كان عبد
الله بن عمر
قَدِعاً» القَدَع بالتحريك : انسلاق العين وضعف البصر من كثرة البكاء ، وقد ، قَدِعَ فهو
قَدِعٌ.
(قدم) ـ فى أسماء الله
تعالى «المُقَدِّم» هو الذى يُقَدِّم
الأشياء ويضعها فى
مواضعها ، فمن استحقّ التقديمَ
قَدَّمه.
(ه) وفى صفة النار
«حتى يضع الجبّار فيها
قَدَمَه» أى الذين قَدَّمَهم لها من شرار خلقه ، فهم قَدَمُ
الله للنار ، كما
أنّ المسلمين قَدَمُه
للجنة.
والقَدَم : كلّ ما
قدّمْتَ من خير أو شر. وتَقَدَّمَتْ لفلان فيه قَدَمٌ
: أى تَقَدُّم فى خير وشرّ.
وقيل : وضع القَدم على الشىء مثل للرّدع والقمع ، فكأنه قال : يأتيها أمر الله
فيكفّها من طلب المزيد.
وقيل : أراد به
تسكين فورتها ، كما يقال للأمر تريد إبطاله : وضعته تحت قَدَمِي.
(س) ومنه الحديث «ألا
إن كلّ دم ومأثرة تحت قَدَمَيَ
هاتين» أراد
إخفاءها ، وإعدامها ، وإذلال أمر الجاهلية ، ونقض سنّتها.
ومنه الحديث «ثلاثة
فى المنسى تحت قَدَم
الرحمن» أى أنهم
منسيّون ، متروكون ، غير مذكورين بخير.
(ه) وفى أسمائه
عليه الصلاة والسلام «أنا الحاشر الذى يحشر الناس على قَدَمِي» أى على أثرى.
وفى حديث عمر «إنّا
على منازلنا من كتاب الله وقسمة رسوله ، والرجل وقَدَمُه
، والرجل وبلاؤه» أى
فعاله وتَقَدُّمه فى الإسلام وسبقه.
وفى حديث مواقيت
الصلاة «كان قدر صلاته الظّهر فى الصيف ثلاثة
أَقْدام إلى خمسة
أَقْدام» أَقْدام
الظّل التى تعرف
بها أوقات الصلاة هى قَدَم
كل إنسان على قدر
قامَتِه ، وهذا أمر مختلف باختلاف الأقاليم والبلاد ؛ لأن سبب طول الظل وقصره هو
انحطاط الشمس وارتفاعها إلى سمت الرؤوس ، فكلّما كانت أعلى ، وإلى محاذاة الرؤوس
فى مجراها أقرب ، كان الظل أقصر ، وينعكس الأمر بالعكس ، ولذلك ترى ظلّ الشتاء فى
البلاد الشماليّة أبدا أطول من ظل الصيف فى كل موضع منها ، وكانت صلاته عليه
الصلاة والسلام بمكة والمدينة من الإقليم الثانى. ويذكر أنّ الظل فيهما عند
الاعتدال فى آذار وأيلول ثلاثة
أَقْدام وبعض قَدَم ، فيشبه أن تكون صلاته إذا اشتدّ الحرّ متأخّرة عن الوقت
المعهود قبله إلى أن يصير الظلّ خمسة
أَقْدَام ، أو خمسة وشيئا ،
ويكون فى الشتاء أوّل الوقت خمسة
أَقْدام ، وآخره سبعة ، أو
سبعة وشيئا ، فينزّل هذا الحديث على هذا التقدير فى ذلك الإقليم دون سائر
الأقاليم. والله أعلم.
[ه] ومنه حديث
عليّ «غير نكل فى قَدَمٍ
ولا واهنا فى عزم » أى فى تَقَدُّم. ويقال : رجل قَدَمٌ إذا كان شجاعا. وقد يكون القَدَم
بمعنى التقدُّم.
(س) وفى حديث بدر
«أَقْدِم حيزوم» هو أمر
بالإِقْدام. وهو التقدُّم فى الحرب. والإِقْدام
: الشجاعة. وقد
تكسر همزة : «إقْدَم» ، ويكون أمرا بالتقدّم لا غير. والصحيح الفتح ، من أقْدَم.
(س) وفيه «طوبى
لعبد مغبّر قُدُمٍ فى سبيل الله» رجل قُدُمٌ
بضمتين : أى شجاع.
ومضى قُدُماً إذا لم يعرّج.
(س) ومنه حديث
شيبة بن عثمان «فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : قُدْماً ، ها» أى تَقَدَّموا و «ها» تنبيه ،
يحرّضهم على القتال.
وفى حديث عليّ «نظر قُدُماً أمامه» أى لم يعرّج ولم ينثن. وقد تسكّن الدال. يقال : قَدَمَ بالفتح يَقْدُم
قُدْماً : أى تَقَدَّم.
(س) وفيه «أنّ ابن
مسعود سلّم عليه وهو يصلى فلم يردّ عليه ، قال : فأخذنى ما قَدُم
__________________
وما حدث» أى الحزن
والكآبة ، يريد أنه عاودته أحزانه القديمة واتّصلت بالحديثة.
وقيل : معناه غلب
علىّ التفكّر فى أحوالى القديمة والحديثة. أيّها كان سببا لترك ردّه السلام علىّ.
[ه] وفى حديث ابن
عباس «أنّ ابن أبى العاص مشى القُدَمِيَّة» وفى رواية «اليقْدُمِيَّة » والذى جاء فى رواية البخارى «القُدَمِيَّة» ومعناها أنه تَقَدَّم
فى الشّرف والفضل
على أصحابه.
وقيل : معناه
التّبختر ، ولم يرد المشى بعينه.
والذى جاء فى كتب
الغريب «اليقْدُمِيَّة» [والتَّقْدُمِيَّة ] بالياء والتاء فهما زائدتان ، ومعناهما التقدّم.
ورواه الأزهرى
بالياء المعجمة من تحت ، والجوهرى بالمعجمة من فوق.
وقيل : إنّ اليَقْدُمِيَّة بالياء من تحت هو
التقدُّم بهمّته وأفعاله.
(س) وفى كتاب
معاوية إلى ملك الروم «لأكوننّ مُقَدِّمَتَه
إليك» أى الجماعة
التى تَتقدّم الجيش ، من قَدَّم
بمعنى تَقَدَّم ، وقد استعيرت لكل شىء ، فقيل : مُقَدِّمة الكتاب ، ومُقَدِّمة الكلام بكسر الدال ، وقد تفتح.
وفيه «حتى إنّ
ذفراها لتكاد تصيب قادِمَةَ الرّحل» هى الخشبة التى فى مُقَدِّمة كور البعير بمنزلة قربوس السّرج. وقد تكرر ذكرها فى
الحديث.
(س) وفى حديث أبى
هريرة «قال له أبان بن سعيد : تدلّى من قَدُوم
ضأن» قيل : هى
ثنيّة أو جبل بالسّراة من أرض دوس.
وقيل : القَدوم : ما
تقدم من الشاة ، وهو
رأسها ، وإنما أراد احتقاره وصغر قدره.
(س) وفيه «إن زوج
فريعة قتل بطرف القَدوم» هو بالتخفيف والتشديد : موضع على ستة أميال من المدينة.
(ه) ومنه الحديث «إن
إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختتن بالقَدوم» قيل : هى قرية بالشام. ويروى بغير ألف ولام. وقيل : القَدوم بالتخفيف والتشديد : قَدُوم
النّجّار.
__________________
وفى حديث الطفيل
بن عمرو :
* ففينا الشعر والملك القُدَامُ *
أى القديم ، مثل طويل وطوال.
(باب القاف مع الذال)
(قذذ) (ه) فى حديث
الخوارج «فينظر فى قُذَذِه
فلا يرى شيئا» القُذَذ : ريش السّهم ، واحدتها : قُذَّة.
(ه) ومنه الحديث «لتركبنّ
سنن من كان قبلكم حذو
القُذَّة بالقُذَّة» أى كما تقدّر كلّ واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع. يضرب مثلا للشّيئين
يستويان ولا يتفاوتان.
وقد تكرر ذكرها فى
الحديث مفردة ومجموعة.
(قذر) (س) فيه «ويبقى فى
الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتَقْذَرُهم
نفس الله عزوجل» أى يكره خروجهم إلى الشام ومقامهم بها ، فلا يوفّقهم لذلك
، كقوله تعالى :
«كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ» يقال : قَذِرْت
الشىء أَقْذَرُه إذا كرهته واجتنبته.
ومنه حديث أبى
موسى فى الدّجاج «رأيته يأكل شيئا
فَقَذِرْته» أى كرهت أكله ،
كأنه رآه يأكل القَذَر.
(ه) ومنه الحديث «أنه
عليه الصلاة والسلام كان قَاذُورةً لا يأكل الدّجاج حتى يعلف» القَاذُورة : هاهنا الذى يَقْذَر الأشياء ، وأراد بعلفها أن تطعم الشىء الطاهر. والهاء فيها
للمبالغة.
(ه) وفى حديث آخر
«اجتنبوا هذه القَاذُورة التى نهى الله عنها» القاذُورة هاهنا : الفعل القبيح والقول السيّىء.
ومنه الحديث «فمن
أصاب من هذه القاذُورة شيئا فليستتر بستر الله» أراد به ما فيه حدّ كالزنا
والشّرب. والقاذُورة من الرجال : الذى لا يبالى ما قال وما صنع.
ومنه الحديث «هلك المُتَقَذِّرُون» يعنى الذين يأتون القاذورات
(س) وفى حديث كعب
«قال الله لروميّة : إنى أقسم بعزّتى لأهبنّ سبيك لبنى قاذِر» أى بنى إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام ، يريد العرب. وقاذِر : اسم ابن إسماعيل. ويقال له : قَيْذَر وقَيْذار.
(قذع) ـ فيه «من قال فى
الإسلام شعرا
مُقْذِعا فلسانه هدر» هو
الذى فيه قَذَع ، وهو الفحش من الكلام الذى يقبح ذكره ، يقال : أَقْذَع له إذا أفحش فى شتمه.
(ه) ومنه الحديث «من
روى هجاء مُقْذِعا فهو أحد الشاتمين» أى إن إثمه كإثم قائله الأوّل.
(س) ومنه حديث
الحسن «أنه سئل عن الرجل يعطى غيره الزّكاة أيخبره به؟ فقال : يريد أن يُقْذِعَه به» أى يسمعه ما يشقّ عليه ، فسمّاه قَذَعاً ، وأجراه مجرى من يشتمه ويؤذيه ، فلذلك عدّاه بغير لام.
(قذف) ـ فيه «إنّى خشيت
أن يَقْذِف فى قلوبكما شرّا» أى يلقى ويوقع. والقَذْف. الرّمى بقوّة.
وفى حديث الهجرة «فَيَتَقَذَّف عليه نساء المشركين». وفى رواية «فتَنْقَذِف». والمعروف «فتتقصّف».
وفى حديث هلال بن
أمية «أنه قَذَف امرأته بشريك» القَذْف
هاهنا : رمى
المرأة بالزنا ، أو ما كان فى معناه. وأصله الرّمى ، ثم استعمل فى هذا المعنى حتى
غلب عليه. يقال : قَذَف
يَقْذِف قَذْفاً فهو قاذِف. وقد تكرر ذكره فى الحديث بهذا المعنى.
وفى حديث عائشة «وعندها
قينتان تغنّيان بما
تَقَاذَفَت به الأنصار يوم
بعاث» أى تشاتمت فى أشعارها التى قالتها فى تلك الحرب.
__________________
(ه) وفى حديث ابن
عمر «كان لا يصلّى فى مسجد فيه قِذَاف»
القِذاف : جمع قُذْفة ، وهى الشّرفة ، كبرمة وبرام ، وبرقة وبراق.
وقال الأصمعى :
إنما هى «قُذَف» ، واحدتها : قُذْفة ، وهى الشّرف. والأول الوجه ، لصحّة الرواية ووجود
النّظير.
(قذا) (ه) فيه «هدنة على
دخن ، وجماعة على أَقْذاء» الأَقْذَاء : جمع قَذًى
، والقَذَى : جمع قَذاة ، وهو ما يقع فى العين والماء والشّراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك ، أراد اجتماعهم يكون على فساد فى قلوبهم ، فشبّهه بقَذَى
العين والماء
والشّراب.
ومنه الحديث «يبصر
أحدكم القَذَى فى عين أخيه ويعمى عن الجذع فى عينه» ضربه مثلا لمن يرى
الصغير من عيوب الناس ويعيّرهم به ، وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى
القَذاة. وقد تكرر فى الحديث.
(باب القاف مع الراء)
(قرأ) ـ قد تكرر فى
الحديث ذكر «القِراءة ، والاقْتراء ، والقارِئ
، والقُرآن» والأصل فى هذه اللّفظة الجمع. وكلّ شىء جمعته فقد قَرَأْتَه. وسمّى القُرآن
قُرْآناً لأنه جمع القصص ،
والأمر والنهى ، والوعد والوعيد ، والآيات والسّور بعضها إلى بعض ، وهو مصدر
كالغفران والكفران.
وقد يطلق على
الصلاة لأنّ فيها
قِراءة ، تسمية للشىء
ببعضه ، وعلى القِراءة نفسها ، يقال : قَرَأَ
يَقْرَأُ قِراءة وقُرْآناً. والاقتراء : افتعال من القِراءة ، وقد تحذف الهمزة منه تخفيفا ، فيقال : قُران ،
__________________
وقَرَيْتُ ، وقارٍ
، ونحو ذلك من التّصريف.
(س) وفيه «أكثر
منافقى أمّتى قُرّاؤها» أى أنهم يحفظون القُرآن
نفيا للتّهمة عن
أنفسهم ، وهم معتقدون تضييعه. وكان المنافقون فى عصر النبى صلىاللهعليهوسلم بهذه الصفة.
وفى حديث أبىّ فى
ذكر سورة الأحزاب «إن كانت لَتُقَارِي
سورة البقرة أو هى
أطول» أى تجاريها مدى طولها فى القِراءة ، أو أنّ قارئها ليساوى قارئ
سورة البقرة فى
زمن قِراءتها ، وهى مفاعلة من القِراءة.
قال الخطّابى :
هكذا رواه ابن هشام. وأكثر الروايات «إن كانت لتوازى».
[ه] وفيه «أَقرؤكم أبىّ» قيل أراد من جماعة مخصوصين ، أو فى وقت من الأوقات ،
فإن غيره كان أَقْرَأَ منه.
ويجوز أن يريد به
أكثرهم قِراءة.
ويجوز أن يكون
عامّا وأنه أَقْرَأُ الصحابة : أى أتقن للقُرآن
وأحفظ .
(س) وفى حديث ابن
عباس «أنه كان لا
يَقْرأ فى الظّهر والعصر»
ثم قال فى آخره «وَما
كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» معناه أنه كان لا يجهر
بالقراءة فيهما أو لا يسمع
نفسه قراءته ، كأنه رأى قوما
يَقرأون فيسمعون أنفسهم
ومن قرب منهم.
ومعنى قوله «وَما كانَ رَبُّكَ
نَسِيًّا» يريد أن القراءة التى تجهر بها أو تسمعها نفسك يكتبها الملكان ، وإذا قرأتها فى نفسك لم يكتباها ، والله يحفظها لك ولا ينساها ليجازيك
عليها و
فيه «إن الربّ عزوجل يُقْرِئك
السلام» يقال : أَقْرِىء فلانا السلام واقْرَأْ عليهالسلام ، كأنه حين يبلّغه سلامه يحمله على أن يَقْرَأ السلام ويردّه ، وإذا
قَرَأَ الرجل القُرآن أو الحديث على الشيخ يقول : أَقْرَأَنِي
فلان : أى حملنى
على أن أَقْرأ عليه. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفى إسلام أبى
ذرّ «لقد وضعت قوله على أَقْرَاء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد»
__________________
أى على طرق الشعر
وأنواعه وبحوره ، واحدها : قَرْءٌ ، بالفتح.
وقال الزمخشرى
وغيره : أَقْرَاء الشعر : قوافيه التى يختم بها ، كأَقْراء الطّهر التى ينقطع عندها ، الواحد قَرْءٌ ، وقُرْءٌ ، وقَرِيّ
؛ لأنها مقاطع الأبيات وحدودها.
[ه] وفيه «دَعِي
الصلاةَ أيام أَقْرَائك» قد تكررت هذه اللفظة فى الحديث مفردة ومجموعة ، والمفردة
بفتح القاف ، وتجمع على أَقْراء وقُرُوء ، وهو من الأضداد يقع على الطّهر ، وإليه ذهب الشافعىّ
وأهل الحجاز ، وعلى الحيض ، وإليه ذهب أبو حنيفة وأهل العراق.
والأصل فى القَرْء الوقت المعلوم ، فلذلك وقع على الضّدّين ؛ لأنّ لكل منهما
وقتا ، وأَقْرَأَتِ المرأة إذا طهرت وإذا حاضت. وهذا الحديث أراد بالأَقْراء فيه الحيض ؛ لأنه أمرها فيه بترك الصلاة.
(قرب) ـ فيه «من تَقَرَّب إلىّ شبرا
تَقَرَّبْتُ إليه ذراعا» المراد بقُرْب العبد من الله تعالى القُرْب
بالذكر والعمل
الصالح ، لا
قُرْبُ الذات والمكان ؛
لأنّ ذلك من صفات الأجسام. والله يتعالى عن ذلك ويتقدّس.
والمراد بقُرْب الله من العبد
قُرْبُ نعمه وألطافه منه
، وبرّه وإحسانه إليه ، وترادف مننه عنده ، وفيض مواهبه عليه.
(س) ومنه الحديث «صفة
هذه الأمّة فى التّوراة
قُرْبانُهم دماؤهم» القُرْبان : مصدر من قَرُبَ
يَقْرُب : أى يَتَقَرَّبون إلى الله تعالى بإراقة دمائهم فى الجهاد ، وكان قُرْبانُ الأمم السالفة ذبح البقر والغنم والإبل.
(س) ومنه الحديث «الصلاة قُرْبانُ كلّ تقىّ» أى أن الأتقياء من الناس يَتَقَرَّبون بها إلى الله ، أى يطلبون القُرْبَ
منه بها.
ومنه حديث الجمعة
«من راح فى الساعة الأولى فكأنما
قرّب بدنة» أى كأنما
أهدى ذلك إلى الله تعالى ، كما يهدى القُرْبانُ
إلى بيت الله
الحرام.
__________________
(ه) وفى حديث ابن
عمر «إن كنّا لنلتقى فى اليوم مرارا يسأل بعضنا بعضا ، وإن نَقْرُب بذلك إلا أن نحمد الله تعالى» قال الأزهرى : أى ما نطلب
بذلك إلّا حمد الله تعالى.
قال الخطّابى : نَقْرُب : أى نطلب. والأصل فيه طلب الماء.
ومنه «ليلة القَرَب» وهى الليلة التى يصبحون منها على الماء ، ثم اتّسع فيه فقيل : فلان يَقْرُب حاجته : أى يطلبها ، وإن الأولى هى المخفّفة من الثقيلة ،
والثانية نافية.
ومنه الحديث «قال
له رجل : ما لى هارب ولا
قارِبٌ» القارِب : الذى يطلب الماء. أراد ليس لى شىء.
ومنه حديث عليّ «وما
كنت إلّا كقارِب ورد ، وطالب وجد».
وفيه «إذا تَقَارَب الزمان» وفى رواية «اقْتَرب
الزمان لم تكد
رؤيا المؤمن تكذب» أراد
اقْتِراب الساعة. وقيل :
اعتدال الليل والنهار ، وتكون الرؤيا فيه صحيحة لاعتدال الزمان. واقْتَرَب : افتعل ، من القُرْب. وتَقَارَب : تفاعل منه. ويقال للشىء إذا ولّى وأدبر : تَقَارَب.
(ه) ومنه حديث
المهديّ «يَتَقارَب الزمان حتى تكون السّنة كالشّهر» أراد : يطيب الزمان حتى لا
يستطال ، وأيام السّرور والعافية قصيرة.
وقيل : هو كناية
عن قصر الأعمار وقلّة البركة.
(ه) وفيه «سدّدوا وقَارِبوا» أى اقتصدوا فى الأمور كلها ، واتركوا الغلوّ فيها
والتّقصير. يقال : قارَب
فلان فى أموره إذا
اقتصد. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفى حديث ابن
مسعود «أنه سلّم على النبى صلىاللهعليهوسلم وهو فى الصلاة فلم يردّ عليه ، قال : فأخذنى ما قَرُب وما بعد» يقال للرجل إذا أقلقه الشىء وأزعجه : أخذه ما قَرُب وما بعد ، وما قدم وما حدث ، كأنه يفكّر ويهتم فى بعيد
أموره وقَرِيبها. يعنى أيّها كان سببا فى الامتناع من ردّ السلام.
وفى حديث أبى
هريرة «لأُقَرِّبَنَ بكم صلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم» أى لآتينّكم بما يشبهها ويَقْرُب
منها.
__________________
ومنه حديثه الآخر
«إنى لأَقْرَبُكُم شبها بصلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وفيه «من غيّر
المطربة والمَقْرَبَةَ فعليه لعنة الله» المَقْرَبة : طريق صغير ينفذ إلى طريق كبير ، وجمعها : المُقَارِب. وقيل : هو من القَرَب
، وهو السّير
بالليل. وقيل السّير إلى الماء.
(ه) ومنه الحديث «ثلاث
لعينات : رجل عوّر طريق المَقْرَبة».
(ه) وفى حديث عمر
«ما هذه الإبل المُقْرِبة» هكذا روى بكسر الراء. وقيل : هى بالفتح وهى التى حزمت
للركوب. وقيل : هى التى عليها رحال مُقْرَبة بالأدم ، وهو من مراكب الملوك ، وأصله من القِراب.
(ه) وفى كتابه
لوائل بن حجر «لكل عشرة من السّرايا ما يحمل القِرَابُ
من التّمر» هو شبه
الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه ، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره.
قال الخطّابى :
الرواية بالباء هكذا ، ولا موضع لها هاهنا ، وأراه «القراف» جمع قرف ، وهى أوعية
من جلود يحمل فيها الزاد للسّفر ، وتجمع على : قروف ، أيضا.
(ه) وفيه «إن
لقيتنى بقُراب الأرض خطيئة» أى بما
يُقارِب ملاها ، وهو مصدر
: قَارَب يُقارِب.
(س) وفيه «اتّقوا قُرَابَ المؤمن فإنه ينظر بنور الله» وروى «قُرابة المؤمن» يعنى فراسته وظنّه الذى هو قَريب من العلم والتّحقّق ؛ لصدق حدسه وإصابته. يقال : ما هو
بعالم ولا قُرَاب عالم ، ولا
قُرابة عالم ، ولا قَريب عالم.
[ه] وفى حديث
المولد «فخرج عبد الله أبو النبى صلىاللهعليهوسلم ذات يوم مُتَقَرِّباً متخصّرا بالبطحاء» أى واضعا يده على قُرْبِه : أى خاصرته.
وقيل : هو الموضع
الرّقيق أسفل من السّرّة.
__________________
وقيل : مُتَقَرِّباً ، أى مسرعا عجلا ، ويجمع على أَقْراب.
ومنه قصيد كعب بن
زهير :
يمشى القراد
عليها ثم يزلقه
|
|
عنها لبان وأَقرابٌ زهاليل
|
وفى حديث الهجرة «أتيت
فرسى فركبتها فرفعتها
تُقَرِّب بى» قَرَّبَ تَقْرِيبا إذا عدا عدوا دون الإسراع ، وله تَقْرِيبان ، أدنى وأعلى.
(س) وفى حديث
الدجّال «فجلسوا فى أَقْرُب
السّفينة» هى سفن
صغار تكون مع السّفن الكبار البحريّة كالجنائب لها ، واحدها : قارِب ، وجمعها : قَوَارِب
، فأمّا أَقْرُب فغير معروف فى جمع قارِب
، إلّا أن يكون
على غير قياس.
وقيل : أَقْرُب السفينة : أدانيها ، أى ما
قَارَب إلى الأرض منها.
(س) وفى حديث عمر
«إلّا حامى على قَرابَتِه» أى أَقَارِبه. سمّوا بالمصدر ، كالصّحابة.
(قرثع) (س) فى صفة المرأة
الناشز «هى كالقَرْثَع» القَرْثَع
من النساء :
البلهاء.
وسئل أعرابى عن القَرْثَع فقال : هى التى تكحّل إحدى عينيها وتترك الأخرى ، وتلبس
قميصها مقلوبا.
(قرح)
ـ فى حديث أحد «بَعْدِ ما أَصابَهُمُ
الْقَرْحُ» هو بالفتح والضم : الجرح ، وقيل : هو بالضم : الاسم ،
وبالفتح : المصدر ، أراد ما نالهم من القتل والهزيمة يومئذ.
ومنه الحديث «إنّ
أصحاب محمد قدموا المدينة وهم قُرْحان».
(ه) ومنه حديث عمر
«لمّا أراد دخول الشام وقد وقع به الطاعون قيل له : إنّ [من] معك من أصحاب محمد
قُرْحان» وفى رواية «قُرْحانون» القُرْحان
بالضم : هو الذى
لم يمسّه القَرْح وهو الجدرىّ ، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمؤنّث ،
وبعضهم يثنّى ويجمع ويؤنث. وبعير
قُرْحان : إذا لم يصبه
الجرب قطّ .
وأما قُرْحَانُون ، بالجمع ، فقال الجوهرى : «هى لغة متروكة» فشبّهوا السّليم
من الطاعون والقَرْح
بالقُرْحان ، والمراد أنهم لم
يكن أصابهم قبل ذلك داء.
__________________
ومنه حديث جابر «كنّا
نختبط بقسيّنا ونأكل حتى قَرَحَتْ
أشداقنا» أى
تجرّحت من أكل الخبط.
وفيه «جلف الخبز
والماء القَرَاح» هو بالفتح : الماء الذى لم يخالطه شىء يطيّب به ، كالعسل
والتّمر والزّبيب.
(س) وفيه «خير
الخيل الأَقْرَح المحجّل» هو ما كان فى جبهته قُرْحة ، بالضم ، وهى بياض يسير فى وجه الفرس دون الغرّة ، فأمّا القارِح من الخيل فهو الذى دخل فى السّنة الخامسة ، وجمعه : قُرَّح.
(س) ومنه الحديث «وعليهم
الصالغ والقَارِحُ» أى الفرس القارِح.
وفيه ذكر «قُرْح» بضم القاف وسكون الراء ، وقد تحرّك فى الشّعر : سوق وادى
القرى ، صلّى به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبنى به مسجد.
(قرد) (ه) فيه «إيّاكم والإِقْرَاد ، قالوا : يا رسول الله ، وما الإِقْرَاد؟ قال : الرجل يكون منكم أميرا أو عاملا فيأتيه المسكين
والأرملة فيقول لهم : مكانكم حتى أنظر فى حوائجكم ، ويأتيه الشريف الغنىّ فيدنيه
ويقول : عجّلوا قضاء حاجته ، ويترك الآخرون مُقْرِدِين» يقال : أَقْرَدَ الرجل إذا سكت ذلّا ، وأصله أن يقع الغراب على البعير فيلقط القِرْدَان فيقرّ ويسكن لما يجد من الراحة.
(ه) ومنه حديث
عائشة «كان لنا وحش فإذا خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسعرنا قفزا ، فإذا حضر مجيئه أَقْرَد» أى سكن وذلّ.
(س) ومنه حديث ابن
عباس «لم ير
بتَقْرِيد المحرم البعير
بأسا» التَّقْرِيد : نزع القِرْدان
من البعير ، وهو
الطّبّوع الذى يلصق بجسمه.
ومنه حديثه الآخر
«قال لعكرمة وهو محرم : قم فقَرِّدْ هذا البعير ، فقال : إنى محرم فقال : قم فانحره ، فنحره ،
فقال : كم تراك الآن قتلت من قُرَادٍ وحمنانة».
__________________
(س) وفى حديث عمر
«ذرّى الدّقيق وأنا أحرّ لك لئلّا
يَتَقَرَّدَ» أى لئلا يركب
بعضه بعضا.
(ه) وفيه «أنه صلى
إلى بعير من المغنم ، فلما انفتل تناول قَرَدَة من وبر البعير» أى قطعة ممّا ينسل منه ، وجمعها : قَرَد ، بتحريك الراء فيهما ، وهو أردأ ما يكون من الوبر والصوف
وما تمّعط منهما.
(ه) وفيه «لجأوا
إلى قَرْدَدٍ» هو الموضع المرتفع من الأرض ، كأنهم تحصّنوا به. ويقال
للأرض المستوية أيضا : قَرْدَدٌ.
ومنه حديث قسّ
والجارود «قطعت قَرْدَداً»
وفيه ذكر «ذى قَرَد» هو بفتح القاف والراء : ماء على ليلتين من المدينة بينها
وبين خيبر.
ومنه «غزوة ذى قَرَد» ويقال : ذو
القَرَد.
(قردح) (ه) فى وصية عبد
الله بن حازم «قال لبينه : إذا أصابتكم خطّة ضيم فقَرْدِحُوا لها» القَرْدَحة : القرار على الضّيم والصبر على الذّل : أى لا تضطربوا فيه
فإن ذلك يزيدكم خبالا.
(قرر) (ه) فيه «أفضل
الأيام يوم النّحر ثم يوم القَرِّ» هو الغد من يوم النحر ، وهو حادى عشر ذى الحجة ، لأنّ
الناس يَقِرّون فيه بمنى : أى يسكنون ويقيمون.
ومنه حديث عثمان «أَقِرُّوا الأنفس حتى تزهق» أى سكّنوا الذّبائح حتى تفارقها أرواحها
، ولا تعجّلوا سلخها وتقطيعها.
(س) ومنه حديث أبى
موسى «أُقِرَّت الصلاة بالبرّ والزكاة» وروى «قَرَّت» : أى اسْتَقَرَّت
معهما وقرنت بهما
، يعنى أنّ الصلاة مقرونة بالبرّ ، وهو الصدق وجماع الخير ، وأنها مقرونة بالزكاة
فى القرآن ، مذكورة معها.
__________________
[ه] ومنه حديث ابن
مسعود «قارّوا الصلاة» أى اسكنوا فيها ولا تتحرّكوا ولا تعبثوا ، وهو
تفاعل من القَرار.
وفى حديث أبى ذر «فلم
أَتَقارَّ أن قمت» أى لم ألبث ، وأصله : أَتَقَارَر ، فأدغمت الراء فى الراء.
(ه) ومنه حديث
نائل مولى عثمان «قلنا لرباح بن المعترف : غنّنا غناء أهل القَرار» أى أهل الحضر
المُسْتَقِرين فى منازلهم ، لا
غناء أهل البدو الذى لا يزالون منتقلين.
(ه) ومنه حديث ابن
عباس وذكر عليّا فقال : «علمى إلى علمه كالقَرارة فى المثعنجر» القَرارة : المطمئن من الأرض يَسْتَقرّ فيه ماء المطر ، وجمعها : القَرارُ.
ومنه حديث يحيى بن
يعمر «ولحقت طائفة
بقَرَارِ الأودية».
(ه) وفى حديث
البراق «أنه استصعب ثم ارفضّ وأَقَرّ» أى سكن وانقاد.
(ه س) وفى حديث أم
زرع «لا حرّ ولا
قُرّ» القُرُّ : البرد ، أرادت أنه لا ذو حرّ ولا ذو برد ، فهو معتدل.
يقال : قَرَّ يومنا
يَقرُّ قُرّةً ، ويوم قَرٌّ بالفتح : أى بارد ، وليلة
قَرَّة. وأرادت بالحرّ
والبرد الكناية عن الأذى ، فالحرّ عن قليله ، والبرد عن كثيره.
ومنه حديث حذيفة
فى غزوة الخندق «فلما أخبرته خبر القوم وقَرَرْتُ
قَرِرْتُ» أى لمّا سكنت
وجدت مسّ البرد.
[ه] وفى حديث عمر
«قال لأبى مسعود البدرى : بلغنى أنّك تفتى ، ولّ حارّها من تولّى قارَّها» جعل الحرّ كناية عن الشّرّ والشدّة ، والبرد كناية عن
الخير والهين. والقارّ : فاعل من القُرِّ : البرد.
أراد : ولّ شرّها
من تولّى خيرها ، وولّ شديدها من تولى هينها.
ومنه حديث الحسن
بن على فى جلد الوليد بن عقبة «ولّ حارّها من تولّى قارَّها» وامتنع من جلده.
(ه) وفى حديث
الاستسقاء «لو رآك لقرّتْ
عيناه» أى لسرّ
بذلك وفرح. وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه ، لأن دمعة الفرح والسّرور باردة.
وقيل : معنى أَقَرَّ الله عينك بلّغك أمنيّتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا
تستشرف إلى غيره.
وفى حديث عبد
الملك بن عمير «لقرص برّىّ بأبطح قُرِّيّ» سئل شمر عن هذا فقال : لا أعرفه ، إلا أن يكون من القُرّ : البرد.
[ه] وفى حديث
أنجشة ، فى رواية البراء بن مالك «رويدك ، رفقا
بالقَوَارِير» أراد النساء ،
شبّههن بالقَوارير من الزجاج ؛ لأنه يسرع إليها الكسر ، وكان أنجشة يحدو
وينشد القريض والرّجز. فلم يأمن أن يصيبهنّ ، أو يقع فى قلوبهنّ حداؤه ، فأمره
بالكف عن ذلك. وفى المثل : الغناء رقية الزّنا.
وقيل : أراد أنّ
الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت فى المشى واشتدّت فأزعجت الراكب وأتعبته ، فنهاه عن
ذلك لأنّ النساء يضعفن عن شدّة الحركة. وواحدة
القَوارير : قارُورة ، سمّيت بها
لاسْتِقْرار الشراب فيها.
(س) وفى حديث عليّ
«ما أصبت منذ وليت عملى إلا هذه القُوَيْريرة ، أهداها إلىّ الدّهقان» هى تصغير قَارُورة.
(ه) وفى حديث
استراق السّمع «يأتى الشيطان فيتسمّع الكلمة فيأتى بها إلى الكاهن فيُقِرُّها فى أذنه كما
تُقَرُّ القَارُورة إذا أفرغ فيها».
وفى رواية «فيقذفها
فى أذن وليّه كقَرِّ الدّجاجة» القَرُّ : ترديدك الكلام فى أذن المخاطب حتى يفهمه ، تقول : قَرَرْته
فيه أَقُرُّه قَرّاً. وقَرُّ الدجاجة : صوتها إذا قطعته. يقال : قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً وقَرِيراً ، فإن ردّدته قلت : قَرْقَرَتْ
قَرْقَرَة .
ويروى «كقَرِّ الزّجاجة» بالزاى : أى كصوتها إذا صبّ فيها الماء.
(قرس) (ه) فيه «قرِّسوا الماء فى الشّنان ، وصبّوه عليهم فيما بين الأذانين» أى
برّدوه فى الأسقية. ويوم قَارِس
: بارد.
__________________
(قرش) ـ فى حديث ابن
عباس ، فى ذكر
قُرَيْش «هى دابة تسكن
البحر تأكل دوابّه» وأنشد فى ذلك :
وقُرَيْشٌ هى
التى تسكن البحر
|
|
بها سمّيت
قرَيْشٌ قُرَيْشاً
|
وقيل : سمّيت
لاجتماعها بمكّة بعد تفرّقها فى البلاد. يقال : فلان يَتَقَرَّش المال : أى يجمعه.
(قرص) [ه] فيه «أن امرأة
سألته عن دم المحيض يصيب الثّوب ، فقال : اقْرُصِيه
بالماء».
(ه س) وفى حديث
آخر «حتّيه بضلع ، واقْرُصِيه
بماء وسدر» وفى
رواية «قَرِّصيه» القَرْص : الدلك بأطراف الأصابع والأظفار ، مع صبّ الماء عليه حتى
يذهب أثره. والتَّقْرِيص
مثله. يقال : قَرَصْتُه وقَرَّصْتُه
، وهو أبلغ فى غسل
الدم من غسله بجميع اليد.
وقال أبو عبيد : قَرِّصِيه
بالتشديد : أى
قطّعيه.
وفيه «فأتى بثلاثة قِرَصَة من شعير» القِرَصَة ـ بوزن العنبة ـ
جمع قُرْص ، وهو الرّغيف ، كجُحْر وجِحَرَة.
وفى حديث عليّ «أنه
قضى فى القارِصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا» هنّ ثلاث جوار كنّ يلعبن
، فتراكبن فقَرَصَت السّفلى الوسطى ، فقمصت ، فسقطت العليا فوقصت عنقها ، فجعل
ثلثى الدية على الثّنتين وأسقط ثلث العليا ؛ لأنها أعانت على نفسها.
جعل الزمخشرى هذا
الحديث مرفوعا ، وهو من كلام علىّ.
القارِصة : اسم فاعل من القَرْص بالأصابع.
(س) وفى حديث ابن
عمير «لَقَارِصٌ قُمَارِصٌ» أراد اللّبن الذى يَقْرُص
اللّسان من
حموضته. والقُمَارِص : تأكيد له. والميم زائدة.
ومنه رجز ابن
الأكوع :
__________________
لكن غذاها
الّلبن الخريف
|
|
المخض والقارِصُ
والصّريف
|
(قرصف) (س) فيه «أنه خرج
على أتان وعليها
قَرْصَفٌ لم يبق منها إلّا
قرقرها» القَرْصَف : القطيفة. هكذا ذكره أبو موسى بالراء. ويروى بالواو.
وسيذكر.
(قرض) (ه) فيه «وضع الله
الحرج إلّا امرأ
اقْتَرَضَ امرأ مسلما» وفى
رواية «إلّا من اقْتَرَض
مسلما ظلما» وفى
أخرى «من اقْتَرَضَ عرض مسلم» أى نال منه وقطعه بالغيبة ، وهو افتعال ، من القَرْض : القطع.
(ه) ومنه حديث أبى
الدّرداء «إن قَارَضْتَ
الناس قَارَضُوك» أى إن ساببتهم ونلت منهم سبّوك ونالوا منك. وهو فاعلت من القَرْض.
[ه] ومنه حديثه
الآخر «أَقْرِضْ من عرضك ليوم فقرك» أى إذا نال أحد من عرضك فلا تجازه ،
ولكن اجعله قَرْضاً فى ذمّته لتأخذه منه يوم حاجتك إليه. يعنى يوم القيامة.
وفى حديث أبى موسى
وابن عمر «اجعله قِراضاً» القِراض
: المضاربة فى لغة
أهل الحجاز يقال : قَارَضَه
يُقَارِضُه قِراضاً ومُقَارَضَة.
(ه) ومنه حديث
الزّهرى «لا تصلح مُقَارَضَةُ مَن طعمته الحرام» قال الزمخشرى : أصلها من القَرْض
فى الأرض ، وهو
قطعها بالسّير فيها ، وكذلك هى المضاربة أيضا ، من الضّرب فى الأرض.
(ه) وفى حديث
الحسن «قيل له : أكان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمزحون؟ قال : نعم ، ويَتَقَارَضون» أى يقولون القَرِيض
وينشدونه. والقَرِيض : الشّعر.
(قرط) ـ فيه ما يمنع
إحداكنّ أن تصنع قُرْطَيْن
من فضّة» القُرْط : نوع من حلىّ الأذن معروف ، ويجمع على أَقْرَاط ، وقِرَطة ، وأَقْرِطة. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفى حديث
النّعمان بن مقرّن «فلتثب الرّجال إلى خيولها
فيُقَرِّطُوها أعنّتها» تَقْرِيط الخيل : إلجامها. وقيل حملها على أشدّ الجرى. وقيل : هو أن
يمدّ الفارس يده حتى يجعلها على قذال فرسه فى حال عدوه .
__________________
(س) وفى حديث أبى
ذر «ستفتحون أرضا يذكر فيها
القِيراطُ ، فاستوصوا
بأهلها خيرا ، فإنّ لهم ذمّة ورحما» القِيراط : جزء من أجزاء الدينار ، وهو نصف عشره فى أكثر البلاد. وأهل
الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين. والياء فيه بدل من الراء ، فإنّ أصله : قِرّاط. وقد تكرر فى الحديث.
وأراد بالأرض
المستفتحة مصر ، وخصّها بالذكر وإن كان القِيراطُ مذكورا فى غيرها ؛ لأنه كان يغلب على أهلها أن يقولوا :
أعطيت فلانا
قَرَارِيط ، إذا أسمعه ما
يكرهه. واذهب لا أعطيك قَرَارِيطَك
: أى سبّك وإسماعك
المكروه ، ولا يوجد ذلك فى كلام غيرهم.
ومعنى قوله «فإنّ
لهم ذمّة ورحما» : أى أنّ هاجر أمّ إسماعيل عليهالسلام كانت قبطيّة من أهل مصر.
وقد تكرر ذكر «القِيراط» فى الحديث مفردا وجمعا.
ومنه حديث ابن عمر
وأبى هريرة فى تشييع الجنازة.
(قرطف) (س) فى حديث
النّخعىّ فى قوله تعالى «يا
أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ» إنه كان متدثّرا فى قَرْطَف» هو القطيفة التى لها خمل.
(قرطق) (س) فى حديث منصور
«جاء الغلام وعليه قُرْطَقٌ
أبيض» أى قباء ،
وهو تعريب : كرته ، وقد تضم طاؤه. وإبدال القاف من الهاء فى الأسماء المعرّبة كثير
، كالبرق ، والباشق ، والمستق.
ومنه حديث الخوارج
«كأنّى أنظر إليه حبشىّ عليه قُرَيْطِقٌ» هو تصغير
قُرْطَق.
(قرطم) ـ فيه «فتلتقط
المنافقين لقط الحمامة
القُرْطم» هو بالكسر والضم
: حبّ العصفر.
(قرطن) (س) فيه «أنه دخل
على سلمان فإذا إكاف وقِرْطانٌ» القِرطان
: كالبرذعة
__________________
لذوات الحوافر.
ويقال له قرطاط ، وكذلك رواه الخطابى بالطاء ، وقرطاق بالقاف ، وهو بالنون أشهر.
وقيل : هو ثلاثىّ الأصل ، ملحق بقرطاس.
(قرظ) (س) فيه «لا تُقَرِّظُوني كما
قَرَّظت النصارى عيسى» التَّقْريظ : مدح الحىّ ووصفه.
ومنه حديث عليّ «ولا
هو أهل لما قُرِّظ به» أى مدح.
وحديثه الآخر «يهلك
فىّ رجلان : محبّ مفرط
يُقَرِّظني بما ليس فىّ ،
ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتنى».
(س) وفيه «أنّ عمر
دخل عليه وإنّ عند رجليه قَرَظاً مصبورا».
ومنه الحديث «أتى
بهدية فى أديم مَقْرُوظ» أى مدبوغ بالقَرَظ وهو ورق السّلم. وبه سمّى سعد القَرَظ المؤذّن.
وقد تكرر فى
الحديث.
(قرع) (ه) فيه «لمّا أتى
على محسّر قَرَعَ ناقته» أى ضربها بسوطه.
(ه) ومنه حديث
خطبة خديجة «قال ورقة بن نوفل : هو الفحل لا
يُقْرَع أنفه» أى أنه كفء
كريم لا يرد. وقد تقدّم أصله فى القاف والدال والعين.
(ه) ومنه حديث عمر
«أنه أخذ قدح سويق فشربه حتى قَرَع
القدح جبينه» أى
ضربه ، يعنى أنه شرب جميع ما فيه.
ومنه الحديث «أقسم
لَتَقْرَعَنَ بها أبا هريرة» أى لتفجأنّه بذكرها ، كالصّك له والضّرب.
ويجوز أن يكون من
الرّدع. يقال : قَرَع
الرجل : إذا
ارتدع.
ويجوز أن يكون من أَقْرَعْتُه إذا قهرته بكلامك ، فتكون التاء مضمومة والراء مكسورة. وهما
فى الأولى مفتوحتان.
وفى حديث عبد
الملك وذكر سيف الزّبير فقال :
__________________
بهنّ فلول من قِراعِ الكتائب
أى قتال الجيوش
ومحاربتها.
(ه) وفى حديث
علقمة «أنه كان يُقَرِّع
غنمه ويحلب ويعلف»
أى ينزى عليها الفحول.
هكذا ذكره الهروى
بالقاف ، والزمخشرى.
وقال أبو موسى :
هو بالفاء ، وهو من هفوات الهروى.
قلت : إن كان من
حيث إنّ الحديث لم يرو إلا بالفاء فيجوز ، فإن أبا موسى عارف بطرق الرواية. وأمّا
من حيث اللغة فلا يمتنع ، فإنه يقال : قَرَع
الفحل الناقة إذا
ضربها. وأَقْرَعْتُه أنا. والقَرِيع
: فحل الإبل. والقَرْع فى الأصل : الضّرب. ومع هذا فقد ذكره الحربى فى غريبه بالقاف
، وشرحه بذلك. وكذلك رواه الأزهرى فى «التهذيب» لفظا وشرحا.
ومنه حديث هشام ،
يصف ناقة «إنها
لَمِقْراع» هى التى تلقح فى
أوّل قَرْعَة يَقْرَعُها الفحل.
وفيه «أنه ركب
حمار سعد بن عبادة وكان قطوفا ، فردّه وهو هملاج قَرِيعٌ
ما يساير» أى فاره
مختار.
قال الزمخشرى :
ولو روى «فريغ » يعنى بالفاء والغين المعجمة لكان مطابقا لفراغ ، وهو
الواسع المشى. قال : وما آمن أن يكون تصحيفا.
وفى حديث مسروق «إنك
قَرِيع القرّاء» أى رئيسهم. والقَرِيع
: المختار. واقْتَرَعْتُ الإبل إذا اخترتها.
ومنه قيل لفحل
الإبل «قريع».
(ه) ومنه حديث عبد
الرحمن «يُقْتَرَع منكم وكلّكم منتهى» أى يختار منكم.
(ه) وفيه «يجىء
كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا
أَقْرَع» الأَقْرَع : الذى لا شعر على
__________________
رأسه ، يريد حية
قد تمعّط جلد رأسه ، لكثرة سمّه وطول عمره.
(ه) ومنه الحديث «قَرِع أهل المسجد حين أصيب أصحاب النّهر » أى قلّ أهله ، كما
يَقْرع الرأس إذا قلّ
شعره ، تشبيها
بالقَرْعة ، أو هو من قولهم
: قَرِع المراح إذا لم يكن فيه إبل.
[ه] وفى المثل «نعوذ
بالله من قَرَع الفناء وصفر الإناء» أى خلوّ الديار من سكانها ، والآنية من
مستودعاتها.
(ه) ومنه حديث عمر
«إن اعتمرتم فى أشهر الحج قَرِعَ
حجّكم» أى خلت
أيّام الحج من الناس واجتزأوا بالعمرة.
[ه] وفيه «لا
تحدثوا فى القَرَع فإنه مصلّى الخافين» القَرَع
بالتحريك : هو أن
يكون فى الأرض ذات الكلأ مواضع لا نبات بها ، كالقَرَع
فى الرأس ،
والخافون : الجنّ.
ومنه حديث عليّ «أن
أعرابيّا سأل النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن الصّليعاء والقُرَيْعاء» القُرَيْعاء : أرض لعنها الله ، إذا أنبتت أو زرع فيها نبت فى حافتيها
، ولم ينبت فى متنها شىء.
وفيه «نهى عن
الصلاة على قَارِعة الطريق». هى وسطه. وقيل : أعلاه. والمراد به هاهنا نفس
الطريق ووجهه.
(ه) وفيه «من لم
يغز ولم يجهّز غازيا أصابه الله بقارعة» أى بداهية تهلكه. يقال : قَرَعَه
أمر إذا أتاه فجأة
، وجمعها : قَوَارِعُ.
ومنه الحديث «فى
ذكر قَوَارِع القرآن» وهى الآيات التى من قرأها أمن شرّ الشيطان ، كآية
الكرسىّ ونحوها ، كأنها تدهاه وتهلكه.
(قرف) (ه) فيه «رجل قرف على نفسه ذنوبا» أى كسبها. يقال : قرف الذنب واقترفه
إذا عمله. وقارف الذّنب وغيره إذا داناه ولاصقه. وقرفه بكذا : أى أضافه إليه واتّهمه به. وقارف امرأته إذا جامعها.
__________________
(ه) ومنه حديث
عائشة «أنه كان يصبح جنبا من قراف
غير احتلام ، ثم
يصوم» أى من جماع.
(س) ومنه الحديث
فى دفن أمّ كلثوم «من كان منكم لم يقارف
أهله الليلة
فليدخل قبرها».
ومنه حديث عبد
الله بن حذافة «قالت له أمّه : أمنت أن تكون أمّك قارفت
بعض ما يقارف أهل الجاهلية» أرادت الزنا.
ومنه حديث الإفك «إن
كنت قارفت ذنبا فتوبى إلى الله» وكلّ هذا مرجعه إلى المقاربة
والمداناة.
(س) وفيه «أن
النبى صلىاللهعليهوسلم كان لا يأخذ
بالقرف» أى التّهمة. والجمع
: القراف.
ومنه حديث عليّ «أولم
ينه أميّة علمها بى عن قرافي» أى عن تهمتى بالمشاركة فى دم عثمان.
(س) وفيه «أنه ركب
فرسا لأبى طلحة
مقرفا» المقرف من الخيل : الهجين ، وهو الذى أمّه برذونة وأبوه عربى. وقيل
: بالعكس. وقيل : هو الذى دانى الهجنة وقاربها.
ومنه حديث عمر «كتب
إلى أبى موسى فى البراذين : ما
قارف العتاق منها فاجعل
له سهما واح دا». أى قاربها وداناها.
وفيه «أنه سئل عن
أرض وبيئة فقال : دعها فإنّ من القرف التّلف» القرف
: ملابسة الداء
ومداناة المرض ، والتّلف : الهلاك. وليس هذا من باب العدوى ، وإنما هو من باب
الطبّ ، فإن استصلاح الهواء من أعون الأشياء على صحة الأبدان. وفساد الهواء من
أسرع الأشياء إلى الأسقام.
وفى حديث عائشة «جاء
رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إنى رجل مقراف
للذنوب» أى كثير
المباشرة لها. ومفعال : من أبنية المبالغة.
__________________
(ه) وفيه «لكل
عشرة من السّرايا ما يحمل القراف
من التّمر» القراف
: جمع قرف بفتح القاف ، وهو وعاء من جلد يدبغ بالقرفة ، وهى قشور الرّمّان.
(ه) وفى حديث
الخوارج «إذا رأيتموهم فاقرفوهم
واقتلوهم» يقال : قرفت الشجرة إذا قشرت لحاءها ، وقرفت
جلد الرجل : إذا
اقتلعته ، أراد استأصلوهم.
(ه) وفى حديث عمر
«قال له رجل من البادية : متى تحلّ لنا الميتة؟ قال : إذا وجدت قرف الأرض فلا تقربها» أراد ما
يقترف من بقل الأرض
وعروقه : أى يقتلع. وأصله أخذ القشر.
(ه) ومنه حديث عبد
الملك «أراك أحمر
قرفا» القرف بكسر الراء : الشديد الحمرة ، كأنه قرف : أى قشر. وقرف
السدر : قشره ،
يقال : صبغ ثوبه بقرف
السدر.
[ه] وفى حديث ابن
الزبير «ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج قرفة أنفه» أى قشرته ، يريد المخاط اليابس اللازق به.
(قرفص) (ه) فيه «فإذا
رسول الله صلىاللهعليهوسلم جالس القُرْفُصاءَ» هى جلسة المحتبى بيديه.
(قرق) (س [ه]) فى حديث
أبى هريرة ، فى ذكر الزكاة «وبطح لها بقاع قَرِقٍ» القَرِق
ـ بكسر الراء ـ
المستوى الفارغ. والمروى «بقاع قرقر» وسيجىء.
[ه] وفى حديث أبى
هريرة «أنه كان ربما رآهم يلعبون بالقِرْقِ
فلا ينهاهم» القِرْق بكسر القاف : لعبة يلعب بها أهل الحجاز ، وهو خطّ مربّع ، فى
وسطه خطّ مربّع ، فى وسطه خطّ مربّع ، ثم يخطّ فى كل زاوية من الخطّ الأوّل إلى
زوايا الخطّ الثالث ، وبين كل زاويتين خطّ ، فيصير أربعة عشر خطّا.
(قرقب) (س) فى حديث عمر «فأقبل
شيخ عليه قميص قُرْقُبِيٌ» هو منسوب إلى
__________________
قُرْقُوب
، فحذفوا الواو
كما حذفوها من «سابرىّ» فى النّسب إلى «سابور».
وقيل : هى ثياب
كتّان بيض. ويروى بالفاء وقد تقدّم.
(قرقر) (ه س) فى حديث
الزكاة «بطح لها بقاع قَرْقَر» هو المكان المستوى.
وفيه «ركب أتانا
عليها قرصف لم يبق منها إلّا
قَرْقَرُها : أى ظهرها.
وفيه «فإذا قرّب
المهل منه سقطت قَرْقَرة وجهه» أى جلدته. والقَرْقَرُ من لباس النساء ، شبّهت بشرة الوجه به.
وقيل : إنما هى «رقرقة
وجهه» وهو ما ترقرق من محاسنه.
ويروى «فروة وجهه»
بالفاء وقد تقدّم.
وقال الزمخشرى :
أراد ظاهر وجهه وما بدا منه .
ومنه «قيل
للصّحراء البارزة : قَرْقَر» .
(ه) وفيه «لا بأس
بالتّبسّم ما لم يُقَرْقِر» القَرْقَرة : الضحك العالى.
وفى حديث صاحب
الأخدود «اذهبوا فاحملوه فى قُرْقُور» هو السفينة العظيمة ، وجمعها : قَراقِير.
ومنه الحديث «فإذا
دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر فى قَراقِيرَ من درّ».
[ه] وفى حديث موسى
عليهالسلام «ركبوا
القَراقِيرَ حتى أتوا آسية
امرأة فرعون بتابوت موسى عليهالسلام».
(س) وفى حديث عمر
«كنت زميله فى غزوة
قَرْقَرة الكدر» هى غزوة
معروفة. والكدر : ماء لبنى سليم. والقَرْقَر : الأرض المستوية.
__________________
وقيل : إن أصل
الكدر طير غبر ، سمّى الموضع أو الماء بها.
وفيه ذكر «قُرَاقِر» بضم القاف الأولى ، وهى مفازة فى طريق اليمامة ، قطعها
خالد بن الوليد ، وهى بفتح القاف : موضع من أعراض المدينة لآل الحسن بن على.
(قرقف) (ه) فى حديث أم
الدرداء «كان أبو الدرداء يغتسل من الجنابة فيجىء وهو يقرقف فأضمّه بين فخذىّ» أى
يرعد من البرد.
(قرم) [ه] فيه «أنه دخل
على عائشة وعلى الباب قِرامُ
ستر» وفى رواية «وعلى
باب البيت قِرامٌ فيه تماثيل» القِرام
: الستر الرقيق.
وقيل : الصّفيق من صوف ذى ألوان ، والإضافة فيه كقولك : ثوب قميص.
وقيل : القِرام : الستر الرقيق وراء الستر الغليظ ، ولذلك أضاف.
(ه) وفيه «أنه كان
يتعوّذ من القَرَم» وهى شدّة شهوة اللّحم حتى لا يصبر عنه. يقال : قَرِمتُ إلى اللحم أَقْرَم
قَرَما. وحكى بعضهم فيه
: قَرِمْتُه.
ومنه حديث
الضّحيّة «هذا يوم اللحم فيه مَقْرُوم» هكذا جاء فى رواية. وقيل : تقديره : مَقْرُومٌ إليه ، فحذف الجار.
ومنه حديث جابر «قَرِمْنا إلى اللحم ، فاشتريت بدرهم لحما» وقد تكرر فى الحديث.
وفى حديث الأحنف ،
بلغه أن رجلا يغتابه فقال :
* عثيثة تَقْرِم جلدا أملسا *
أى تقرض ، وقد
تقدّم .
(س) وفى حديث عليّ
«أنا أبو الحسن القَرْمُ» أى المقدّم فى الرأى. والقَرْم
: فحل الإبل. أى
أنا فيهم بمنزلة الفحل فى الإبل.
قال الخطّابى :
وأكثر الروايات «القوم» بالواو ، ولا معنى له ، وإنما هو بالراء : أى المقدّم فى
المعرفة وتجارب الأمور.
__________________
وفى حديث عمر «قال
له النبى صلىاللهعليهوسلم : قم فزوّدهم ، لجماعة قدموا عليه مع النّعمان بن مقرّن
المزنى ، فقام ففتح غرفة له فيها تمر كالبعير
الأَقْرَم» قال أبو عبيد :
صوابه «المُقْرَم» ، وهو البعير المكرم يكون للضراب. ويقال للسّيّد الرئيس :
مُقْرَم ، تشبيها به. قال : ولا أعرف الأَقْرَم.
وقال الزمخشرى : قَرِم
البعير فهو قَرِم : إذا
اسْتَقْرَم ، أى صار قَرْماً. وقد
أَقْرَمَه صاحبه فى الفعل ،
وكخشن وأخشن ، وكدر وأكدر ، فى الاسم.
(قرمز) (س) فى تفسير قوله
تعالى «فَخَرَجَ
عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ»
قال : كالقِرْمِز» هو صبغ أحمر. ويقال : إنه حيوان تصبغ به الثياب فلا يكاد
ينصل لونه ، وهو معرّب.
(قرمص) (س) فى مناظرة ذى
الرّمّة ورؤبة «ما
تَقَرْمَص سبع قُرْمُوصاً إلا بقضاء» القُرْمُوص
: حفرة يحفرها
الرجل يكتنّ فيها من البرد ، ويأوى إليها الصّيد ، وهى واسعة الجوف ضيّقة الرأس. وقَرْمَصَ وتَقَرْمَص
إذا دخلها. وتَقَرْمَص السّبع إذا دخلها للاصطياد.
(قرمط) فى حديث عليّ «فرّج
ما بين السّطور ، وقَرْمِطْ بين الحروف» القَرْمطة : المقاربة بين الشيئين. وقَرْمَطَ فى خطوه : إذا قارب ما بين قدميه.
ومنه حديث معاوية
«قال لعمرو : قَرْمَطْتَ؟ قال : لا» يريد أكبرت؟ لأنّ القَرمطة فى الخطو من آثار الكبر.
(قرمل) (ه) فى حديث عليّ
«أنّ قِرْمِليّاً تردّى فى بئر» القِرْمليُ
من الإبل : الصغير
الجسم الكثير الوبر. وقيل : هو ذو السّنامين. ويقال له : قِرْمِل أيضا. وكأن القِرْملِيَ
منسوب إليه.
ومنه حديث مسروق «تردّى
قِرْمِلٌ فى بئر فلم يقدروا على نحره ، فسألوه ، فقال : جوفوه ، ثم
اقطعوه أعضاء» أى اطعنوه فى جوفه.
__________________
(س) وفيه «أنه
رخّص فى القَرَامِل» وهى ضفائر من شعر أو صوف أو إبريسم ، تصل به المرأة
شعرها. والقَرْمَل بالفتح : نبات طويل الفروع ليّن.
(قرن) (ه) فيه «خيركم قَرْني ، ثم الذين يلونهم» يعنى الصحابة ثم التابعين. والقرْن : أهل كل زمان ، وهو مقدار التّوسّط فى أعمار أهل كل زمان.
مأخوذ من الاقْتران ، وكأنه المقدار الذى يَقْتَرِن
فيه أهل ذلك
الزمان فى أعمارهم وأحوالهم.
وقيل : القَرْن : أربعون سنة. وقيل : ثمانون. وقيل : مائة. وقيل : هو مطلق
من الزمان. وهو مصدر : قَرَن
يَقْرِن.
(ه) ومنه الحديث «أنه
مسح على رأس غلام وقال : عش قَرْناً ، فعاش مائة سنة».
(س) ومنه الحديث «فارس
نطحة أو نطحتين ، ثم لا فارس بعدها أبدا ، والروم ذات القُرُون ، كلما هلك قرْن
خلفه قرْن» فالقُرُون
جمع قرْن.
[ه] ومنه حديث أبى
سفيان «لم أر كاليوم طاعة قوم ، ولا فارس الأكارم ، ولا الرّوم ذات القُرُون» وقيل : أراد
بالقُرون فى حديث أبى سفيان
: الشّعور ، وكل ضفيرة من ضفائر الشعر : قَرْن.
ومنه حديث غسل
الميت «ومشطناها ثلاثة
قُرُون» .
ومنه حديث الحجاج
«قال لأسماء : لتأتينّى ، أو لأبعثنّ إليك من يسحبك بقُرونك».
ومنه حديث كردم «وبقَرْنِ أىّ النساء هى؟» أى بسنّ أيّهنّ.
(س) وفى حديث قيلة
«فأصابت ظبته طائفة من قُرُون
راسيه» أى بعض
نواحى رأسى.
(س [ه]) وفيه «أنه
قال لعليّ : إن لك بيتا فى الجنة ، وإنك ذو
قرْنَيها» أى طرفى الجنة
وجانبيها.
__________________
قال أبو عبيد :
وأنا أحسب أنه أراد ذو
قَرْنَيِ الأمّة ، فأضمر.
وقيل : أراد الحسن
والحسين.
[ه] ومنه حديث
عليّ «وذكر قصّة ذى القَرْنين
ثم قال : وفيكم
مثله» فيرى أنه إنما عنى نفسه ؛ لأنه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق ،
والأخرى ضربة ابن ملجم.
وذو القَرْنين : هو الإسكندر ، سمّى بذلك ؛ لأنه ملك الشّرق والغرب. وقيل
: لأنه كان فى رأسه شبه قَرْنَيْن. وقيل : رأى فى النّوم أنه أخذ بقَرْنَي الشمس.
(س [ه]) وفيه «الشمس
تطلع بين قَرْنَيِ الشيطان» أى ناحيتى رأسه وجانبيه. وقيل : القَرْن : القوّة : أى حين تطلع يتحرّك الشيطان ويتسلّط ، فيكون
كالمعين لها.
وقيل : بين قَرْنَيْه : أى أمّتيه الأوّلين والآخرين. وكل هذا تمثيل لمن يسجد
للشمس عند طلوعها ، فكأنّ الشيطان سوّل له ذلك ، فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مُقْتَرِنٌ بها.
(ه) وفى حديث
خبّاب «هذا قَرْنٌ قد طلع» أراد قوما أحداثا نبغوا بعد أن لم يكونوا. يعنى القصّاص.
وقيل : أراد بدعة
حدثت لم تكن فى عهد النبى صلىاللهعليهوسلم.
(ه) وفى حديث أبى
أيوب «فوجده الرسول يغتسل بين القرْنَيْن» هما
قَرْنا البئر المبنيّان
على جانبيها ، فإن كانتا من خشب فهما زرنوقان.
وفيه «أنه قَرَن بين الحجّ والعمرة» أى جمع بينهما بنيّة واحدة ، وتلبية
واحدة ، وإحرام واحد ، وطواف واحد ، وسعى واحد ، فيقول : لبّيك بحجّة وعمرة. يقال
: قَرَن بينهما
يَقْرِن قِرانا ، وهو عند أبى
حنيفة أفضل من الإفراد والتّمتّع.
(س) ومنه الحديث «أنه
نهى عن القِران ، إلّا أن يستأذن أحدكم صاحبه» ويروى «الإِقْران» والأوّل أصحّ. وهو أن يَقْرُن
بين التّمرتين فى
الأكل. وإنما نهى عنه لأنّ فيه شرها وذلك يزرى بصاحبه ، أو لأنّ فيه غبنا برفيقه.
وقيل : إنما نهى
عنه لما كانوا فيه من شدّة العيش وقلّة الطّعام ، وكانوا مع هذا يواسون من القليل
، فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضا على نفسه. وقد يكون فى القوم من قد
اشتدّ جوعه ،
فربّما قَرَنَ بين التمرتين ، أو عظّم اللّقمة. فأرشدهم إلى الإذن فيه ،
لتطيب به أنفس الباقين.
ومنه حديث جبلة «قال
: كنّا بالمدينة فى بعث العراق ، فكان ابن الزبير يرزقنا التّمر ، وكان ابن عمر
يمرّ فيقول : لا
تُقَارِنوا إلا أن يستأذن الرجل أخاه» هذا لأجل ما فيه من الغبن ،
ولأنّ ملكهم فيه سواء. وروى نحوه عن أبى هريرة فى أصحاب الصّفّة.
وفيه «قَارِنوا بين أبنائكم» أى سوّوا بينهم ولا تفضّلوا بعضهم على بعض.
وروى بالباء
الموحّدة ، من المقاربة ، وهو قريب منه.
(س) وفيه «أنه
عليه الصلاة والسلام مرّ برجلين مُقْتَرِنَيْن
، فقال : ما بال القِران؟ قالا : نذرنا» أى مشدودين أحدهما إلى الآخر بحبل. والقَرَن بالتحريك : الحبل الذى يشدّان به. والجمع نفسه : قَرَن أيضا. والقِرانُ
: المصدر والحبل.
(س) ومنه حديث ابن
عباس «الحياء والإيمان فى قَرَن» أى مجموعان فى حبل ، أو
قِرَان.
(ه) وفى حديث
الضالّة «إذا كتمها آخذها ففيها
قَرِينَتُها مثلها» أى إذا
وجد الرجل ضالّة من الحيوان وكتمها ولم ينشدها ، ثم توجد عنده فإنّ صاحبها يأخذها
ومثلها معها من كاتمها.
ولعلّ هذا قد كان
فى صدر الإسلام ثم نسخ ، أو هو على جهة التأديب حيث لم يعرّفها.
وقيل : هو فى
الحيوان خاصّة كالعقوبة له.
وهو كحديث مانع
الزكاة «إنّا آخذوها وشطر ماله» والقَرِينة : فعيلة بمعنى مفعولة ، من الاقْتِرَان.
ومنه حديث أبى
موسى «فلما أتيت رسول الله قال : خذ هذين القَرِينَين» أى الجملين المشدودين أحدهما إلى الآخر.
ومنه الحديث «أنّ
أبا بكر وطلحة يقال لهما : القَرِينان» لأنّ عثمان أخا طلحة أخذهما فقَرَنَهما بحبل .
__________________
(س) ومنه الحديث «ما
من أحد إلّا وكلّ به قَرِينُه» أى مصاحبه من الملائكة والشياطين. وكلّ إنسان فإنّ معه قَرِيناً منهما ، فقَرِينُه
من الملائكة يأمره
بالخير ويحثّه عليه ، وقَرِينه
من الشياطين يأمره
بالشّرّ ويحثّه عليه.
(س) ومنه الحديث
الآخر «فقاتله فإنّ معه القَرِين» والقرين
: يكون فى الخير
والشّر.
(س) ومنه الحديث «أنه
قُرِنَ بنبوّته عليهالسلام إسرافيل ثلاث سنين ، ثم قُرِنَ
به جبريل» أى كان
يأتيه بالوحى.
(ه) وفى صفته عليه
الصلاة والسلام «سوابغ فى غير
قَرَن» القَرَن ـ بالتحريك ـ التقاء الحاجبين. وهذا خلاف ما روت أمّ معبد ،
فإنها قالت فى صفته «أزجّ أَقْرَن» أى مَقْرُون
الحاجبين ،
والأوّل الصحيح فى صفته.
و «سوابغ» حال من
المجرور وهو الحواجب : أى أنها دقت فى حال سبوغها ، ووضع الحواجب موضع الحاجبين ،
لأنّ التّثنية جمع.
(س) وفى حديث
المواقيت «أنه وقّت لأهل نجد
قَرْناً» وفى رواية «قَرْنَ المنازل» هو اسم موضع يحرم منه أهل نجد. وكثير ممّن لا يعرف
يفتح راءه ، وإنما هو بالسكون ، ويسمّى أيضا «قَرْن
الثّعالب». وقد
جاء فى الحديث.
(س) ومنه الحديث «أنه
احتجم على رأسه بقَرْنٍ
حين طبّ» وهو اسم
موضع ، فإمّا هو الميقات أو غيره. وقيل : هو
قَرْن ثور جعل كالمحجمة.
(س) وفي حديث عليّ
«إذا تزوّج المرأة وبها
قَرْنٌ فإن شاء أمسك وإن
شاء طلّق» القَرْن بسكون الراء : شىء يكون فى فرج المرأة كالسنّ يمنع من الوطء
، ويقال له : العفلة.
(س) ومنه حديث
شريح «فى جارية بها
قَرْن ، قال : أقعدوها ،
فإن أصاب الأرض فهو عيب ، وإن لم يصبها فليس بعيب».
(س) وفيه «أنه وقف
على طرف القَرْن الأسود» هو بالسكون : جبيل صغير.
(س) وفيه «أنّ
رجلا أتاه فقال : علّمنى دعاء ، ثم أتاه عند
قَرْن الحول» أى عند آخر
الحول [الأوّل] وأوّل الثانى.
وفى حديث عمر
والأسقفّ «قال : أجدك قَرْنا ، قال : قَرْن
مه؟ قال : قَرْنٌ من حديد» القَرْن
بفتح القاف :
الحصن ، وجمعه قُرون
، ولذلك قيل لها
صياصى.
وفى قصيد كعب بن
زهير :
إذا يساور
قِرْناً لا يحلّ له
|
|
أن يترك
القِرْنَ إلا وهو مجدول
|
القِرْن
بالكسر : الكفء
والنّظير فى الشّجاعة والحرب ، ويجمع على : أَقْران. وقد تكرر فى الحديث مفردا ومجموعا.
ومنه حديث ثابت بن
قيس «بئس ما عوّدتم أَقْرَانَكُم» أى نظراءكم وأكفاءكم فى القتال.
[ه] وفى حديث ابن
الأكوع «سأل رسول الله عن الصلاة فى القوس والقَرَن
، فقال : صلّ فى
القوس واطرح القَرَن» القَرَن
بالتحريك : جعبة
من جلود تشقّ ويجعل فيها النّشّاب ، وإنما أمره بنزعه ، لأنه كان من جلد غير ذكىّ
ولا مدبوغ.
ومنه الحديث «الناس
يوم القيامة كالنّبل فى القَرَن» أى مجتمعون مثلها.
(س) ومنه حديث
عمير بن الحمام «فأخرج تمرا من قَرَنه» أى جعبته ، ويجمع على : أَقْرُن
، وأَقْرَان ، كجبل وأجبل وأجبال.
(س) ومنه الحديث «تعاهدوا أَقْرَانكم» أى انظروا هل هى من ذكيّة أو ميّتة ، لأجل حملها فى
الصلاة.
(ه) ومنه حديث عمر
«قال لرجل : ما مالك؟ قال : أَقْرُنٌ
لى وآدمة فى
المنيئة ، فقال : قوّمها وزكّها».
وفى حديث سليمان
بن يسار «أمّا أنا فإنّى لهذه مُقْرِن» أى مطيق قادر عليها ، يعنى ناقته. يقال : أَقْرَنْت للشىء فأنا
مُقْرِن : أى أطاقه وقوى
عليه.
__________________
ومنه قوله تعالى «وَما كُنَّا لَهُ
مُقْرِنِينَ».
(قرا) (س) فيه «الناس قَوارِي الله فى الأرض» أى شهوده ، لأنهم يتتبّع بعضهم أحوال بعض ،
فإذا شهدوا لإنسان بخير أو شرّ فقد وجب ، واحدهم : قارٍ ، وهو جمع شاذّ حيث هو وصف لآدمى ذكر ، كفوارس ، ونواكس.
يقال : قَرَوْتُ الناس ، وتَقَرَّيْتُهم
، واقْتَرَيْتُهم ، واسْتَقْرَيْتُهم
بمعنى.
ومنه حديث أنس «فتَقَرَّى حجر نسائه كلّهنّ».
(س) وحديث ابن
سلام «فما زال عثمان يَتَقرّاهم
ويقول لهم ذلك».
(ه) ومنه حديث عمر
«بلغنى عن أمّهات المؤمنين شىء
فاسْتَقْرَيْتُهُنَ أقول : لتكففن عن رسول الله أو ليبدّلنّه الله خيرا منكنّ».
(ه) ومنه الحديث «فجعل
يَسْتَقْرِي الرّفاق».
(ه) وفى حديث عمر
«ما ولى أحد إلّا حامى على قرابته وقَرَى
فى عيبته » أى جمع يقال : قَرَى
الشىء يَقْريه قَرْياً إذا جمعه ، يريد أنه خان فى عمله.
ومنه حديث هاجر
حين فجّر الله لها زمزم «فقَرَت
فى سقاء أو شنّة
كانت معها».
(ه) وحديث مرّة بن
شراحيل «أنه عوتب فى ترك الجمعة فقال : إنّ بى جرحا
يَقْرِي ، وربما ارفضّ فى
إزارى» أى يجمع المدّة وينفجر.
(ه) وفى حديث ابن
عمر «قام إلى مَقْرَى
بستان فقعد يتوضّأ»
المَقْرَى والمَقْراة : الحوض الذى يجتمع فيه الماء.
(س) وفى حديث
ظبيان «رعوا
قَرْيانَه» أى مجارى الماء.
واحدها : قَرِيٌ ، بوزن طرىّ.
(س) ومنه حديث قسّ
«وروضة ذات قَرْيانٍ».
وفيه «إنّ نبيّا
من الأنبياء أمر
بقَرْية النمل فأحرقت» هى
مسكنها وبيتها ، والجمع : قُرًى. والقرْية من المساكن والأبنية : الضياع ، وقد تطلق على المدن.
__________________
[ه] ومنه الحديث «أمرت
بقرْية تأكل القُرَى» هى مدينة الرسول عليهالسلام. ومعنى أكلها
القُرَى ما يفتح على أيدى
أهلها من المدن ، ويصيبون من غنائمها.
(س) ومنه حديث
عليّ «أنه أتى بضبّ فلم يأكله وقال : إنه قَرَوِيّ» أى من أهل القُرَى
، يعنى إنما يأكله
أهل القُرى والبوادى والضياع دون أهل المدن.
والقَرَوِيُ : منسوب إلى القَرْية على غير قياس ، وهو مذهب يونس ، والقياس : قَرَئِيٌ وفى حديث إسلام أبى ذر «وضعت قوله على أَقْراء الشعر فليس هو بشعر» أَقْراء الشعر : طرائقه وأنواعه ، واحدها : قَرْوٌ ، وقَرْيٌ
، وقَرِيٌ.
وذكره الهروى فى
الهمز ، وقد تقدّم.
ومنه حديث عتبة بن
ربيعة «حين مدح القرآن لمّا تلاه رسول الله عليه ، فقالت له قريش : هو شعر. قال :
لا ، لأنّى عرضته على أَقْراء الشّعر فليس هو بشعر».
(س) وفيه «لا ترجع
هذه الأمّة على قَرْواها» أى على أوّل أمرها وما كانت عليه.
ويروى «على قَرْوائِها» بالمدّ.
وفى حديث أم معبد
«أنها أرسلت إليه بشاة وشفرة ، فقال : اردد الشّفرة وهات لى قَرْواً» يعنى قدحا من خشب.
والقَرْو : أسفل النّخلة ينقر وينبذ فيه. وقيل : القَرْوُ : إناء صغير يردّد فى الحوائج.
(باب القاف مع الزاى)
(قزح) (ه) فيه «لا
تقولوا قوس قُزَح
، فإنّ قُزَح من أسماء الشياطين » قيل : سمّى به لتسويله للناس وتحسينه إليهم المعاصى ، من التَّقْزِيح : وهو التّحسين. وقيل : من القُزَح
، وهى الطرائق
والألوان التى فى القوس ، الواحدة : قُزْحَة ، أو من قَزَحَ
الشىء إذا ارتفع ،
كأنه كره
__________________
ما كانوا عليه من
عادات الجاهلية و [كأنه أحبّ ] أن يقال قوس الله ، فيرفع قدرها ، كما يقال : بيت الله.
وقالوا : قوس الله أمان من الغرق.
(س) وفى حديث أبى
بكر «أنه أتى على قُزَحَ
وهو يخرش بعيره
بمحجنه» هو القرن الذى يقف عنده الإمام بالمزدلفة. ولا ينصرف للعدل والعلميّة كعمر
، وكذلك قوس قُزَح
، إلا من جعل قُزَح من الطرائق والألوان فهو جمع قُزْحة.
(ه) وفيه «إن الله
ضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثلا ، وضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلا ، وإن قَزَّحَه وملّحه» أى توبله ، من القِزْح
وهو التابل الذى
يطرح فى القدر ، كالكمّون والكزبرة ونحو ذلك. يقال : قَزَحْتُ القدر إذا تركت فيها الأبازير.
والمعنى أنّ
المطعم وإن تكلّف الإنسان التّنوّق فى صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره
ويستقذر ، فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار.
[ه] وفى حديث ابن
عباس «كره أن يصلّى الرجل إلى الشجرة
المُقَزَّحة» هى التى تشغّبت
شعبا كثيرة. وقد
تَقَزَّح الشجر والنّبات.
وقيل : هى شجرة
على صورة التّين ، لها أغصان قصار فى رؤوسها مثل برثن الكلب.
وقيل : أراد بها
كلّ شجرة قَزَحت الكلاب والسباع بأبوالها عليها. يقال : قَزَح الكلب ببوله : إذا رفع إحدى رجليه وبال.
(قزز) (س) فى حديث ابن
سلام «قال : قال موسى لجبريل عليهماالسلام : هل ينام ربّك؟ فقال الله : قل له فليأخذ قَازُوزَتَيْن ، أو قارورتين ، وليقم على الجبل من أوّل الليل حتى يصبح» قال
الخطّابى : هكذا روى مشكوكا فيه. وقال : القَازُوزةُ مشربة كالقاقوزة ، وتجمع على : القَوازِيز والقَواقيز ، وهى دون القرقارة . والقارورة بالراء معروفة.
(ه) وفيه «إنّ
إبليس ليَقُزُّ القَزَّةَ من المشرق فتبلغ المغرب» أى يثب الوثبة.
__________________
(قزع) فى حديث الاستسقاء
«وما فى السماء
قَزَعَة» أى قطعة من
الغيم ، وجمعها : قَزَعٌ.
(ه) ومنه حديث
عليّ «فيجتمعون إليه كما يجتمع قَزَعُ
الخريف» أى قطع
السّحاب المتفرّقة وإنما خصّ الخريف ؛ لأنه أوّل الشتاء ، والسّحاب يكون فيه
متفرّقا غير متراكم ولا مطبق ، ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.
(ه) ومنه الحديث «أنه
نهى عن القَزَعِ» هو أن يحلق رأس الصّبىّ ويترك منه مواضع متفرّقة غير
محلوقة ، تشبيها
بقَزَع السّحاب. وقد تكرر
ذكر الجميع فى الحديث مفردا ومجموعا.
(قزل) (س) فى حديث مجالد
بن مسعود «فأتاهم وكان فيه قَزَلٌ
فأوسعوا له» القَزَل بالتحريك : أسوأ العرج وأشدّه.
(قزم) (س) فيه «أنه كان
يتعوّذ من القَزَم» وهو اللّؤم والشّحّ. ويروى بالراء. وقد تقدّم.
وفى حديث عليّ فى
ذم أهل الشام «جفاة طغام عبيد
أَقْزَام» هو جمع قَزَم. والقَزَم فى الأصل : مصدر ، يقع على الواحد والاثنين والجمع ،
والذّكر والأنثى.
(باب القاف مع السين)
(قسب) (س) فى حديث ابن
عكيم «أهديت إلى عائشة جرابا من قَسْب
عنبر» القَسْب : الشديد اليابس من كل شىء.
ومنه «قَسْب التمر» ليبسه.
(قسر) فى حديث عليّ «مربوبون
اقْتِسارا» الاقْتِسار : افتعال ، من القَسْر ، وهو القهر والغلبة. يقال : قَسَرَه يَقْسِرُه قَسْراً. وقد تكرر فى الحديث.
(قسس) (ه) فيه «أنه نهى
عن لبس القَسِّيِ» هى ثياب من كتّان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر ، نسبت إلى
قرية على شاطىء البحر قريبا من تنّيس ، يقال لها
القَسُ بفتح القاف ، وبعض
أهل الحديث يكسرها.
وقيل : أصل القَسِّيِ : القزّىّ بالزاى ، منسوب إلى القزّ ، وهو ضرب من الإبريسم
، فأبدل من الزاى سينا.
وقيل : منسوب إلى القَسّ ، وهو الصقيع ؛ لبياضه.
(قسط) ـ فى أسماء الله
تعالى «المُقْسِط» هو العادل. يقال : أَقْسَطَ
يُقْسِطُ فهو مُقْسِط ، إذا عدل. وقَسَطَ
يَقْسِط فهو قَاسِط إذا جار. فكأن الهمزة فى «أَقْسَطَ» للسّلب ، كما يقال : شكا إليه فأشكاه.
(ه) وفيه «إن الله
لا ينام ولا ينبغى له أن ينام ، يخفض القِسْطَ ويرفعه» القِسْط : الميزان ، سمّى به من القِسْط : العدل. أراد أنّ الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد
المرتفعة إليه ، وأرزاقهم النازلة من عنده ، كما يرفع الوزّان يده ويخفضها عند
الوزن ، وهو تمثيل لما يقدّره الله وينزله.
وقيل : أراد بالقِسْط القسم من الرزق الذى يصيب كلّ مخلوق ، وخفضه : تقليله ،
ورفعه : تكثيره.
(ه) وفيه «إذا
قسموا أَقْسَطُوا» أى عدلوا.
وفى حديث عليّ «أُمِرْت
بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين» الناكثين : أصحاب الجمل لأنهم نكثوا بيعتهم. والقَاسِطِين : أهل صفّين ؛ لأنهم جاروا فى حكمهم وبغوا عليه. والمارقين
: الخوارج ؛ لأنهم مرقوا من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة.
وفى الحديث «إن
النساء من أسفه السّفهاء إلّا صاحبة
القِسْط والسّراج» القِسْط : نصف الصاع ، وأصله من القِسْط : النّصيب ، وأراد به هاهنا الإناء الذى توضّئه فيه ، كأنه
أراد إلّا التى تخدم بعلها وتقوم بأموره فى وضوئه وسراجه.
ومنه حديث عليّ «أنه
أجرى للناس المديين والقِسْطَين» القِسْطَان
: نصيبان من زيت
كان يرزقهما الناس.
(س) وفى حديث أم
عطية «لا تمسّ طيبا إلّا نبذة من قُسْطٍ وأظفار» القُسْط : ضرب من الطّيب. وقيل : هو العود. والقُسْط : عقّار معروف فى الأدوية طيّب الريح ، تبخّر به النّفساء
والأطفال. وهو أشبه بالحديث ؛ لإضافته إلى الأظفار.
(قسطل) (ه) فى خبر وقعة
نهاوند «لمّا التقى المسلمون والفرس غشيتهم ريح قَسْطَلَانِيَّة» أى كثيرة الغبار ، وهى منسوبة إلى القَسْطَل : الغبار ، بزيادة الألف والنون للمبالغة.
(قسقس) [ه] فى حديث فاطمة
بنت قيس «قال لها : أمّا أبو جهم فأخاف عليك قَسْقَاسَته» القَسْقَاسَة : العصا ، أى أنه يضربها بها ، من القَسْقَسَة : وهى الحركة والإسراع فى المشى.
وقيل : أراد كثرة
الأسفار. يقال : رفع عصاه على عاتقه إذا سافر ، وألقى عصاه إذا أقام : أى لا حظّ
لك فى صحبته ، لأنه كثير السّفر قليل المقام.
وفى رواية «إنّى
أخاف عليك قَسْقَاسَتَه العصا» فذكر العصا تفسيرا للقَسْقَاسَة.
وقيل : أراد قَسْقَسَتَه العصا : أى تحريكه إيّاها ، فزاد الألف ليفصل بين توالى
الحركات.
(قسم)
فى حديث قراءة
الفاتحة «قَسَمْتُ الصلاة بينى وبين عبدى نصفين» أراد بالصلاة هاهنا القراءة ،
تسمية للشىء ببعضه. وقد جاءت مفسّرة فى الحديث. وهذه القِسْمة فى المعنى لا اللّفظ ، لأنّ نصف الفاتحة ثناء ، ونصفها
مسألة ودعاء. وانتهاء الثّناء عند قوله «إِيَّاكَ نَعْبُدُ»
، ولذلك قال فى «وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ» : هذه الآية بينى وبين عبدى.
(ه) وفي حديث عليّ
«أنا قَسِيم النار» أراد أنّ الناس فريقان : فريق معى ، فهم على هدى ،
وفريق علىّ ، فهم على ضلال ، فنصف معى فى الجنة ، ونصف علىّ فى النار.
وقَسِيم : فعيل بمعنى مفاعل ، كالجليس والسّمير. قيل : أراد بهم
الخوارج. وقيل : كلّ من قاتله.
(ه) وفيه «إيّاكم والقُسَامَةَ» القُسامة بالضم : ما يأخذه القَسَّام
من رأس المال عن
أجرته لنفسه ، كما يأخذ السّما سرة رسما مرسوما لا أجرا معلوما ، كتواضعهم أن
يأخذوا من كل ألف شيئا معيّنا ، وذلك حرام.
قال الخطّابى :
ليس فى هذا تحريم إذا أخذ
القَسَّام أجرته بإذن المَقْسوم لهم ، وإنما هو
__________________
فيمن ولى أمر قوم
، فإذا قَسَم بين أصحابه شيئا أمسك منه لنفسه نصيبا يستأثر به عليهم.
وقد جاء فى رواية
أخرى «الرجل يكون على الفئام من الناس ، فيأخذ من حظّ هذا وحظّ هذا»
وأمّا القِسامة ـ بالكسر ـ فهى
صنعة القَسَّام. كالجزارة والجزارة ، والبشارة والبشارة.
ومنه حديث وابصة «مثل
الذى يأكل القُسامة كمثل جدى بطنه مملوء رضفا» جاء تفسيرها فى الحديث أنّها
الصّدقة ، والأصل الأوّل.
وفيه «أنه استحلف
خمسة نفر فى قَسامةٍ معهم رجل من غيرهم. فقال : ردّوا الأيمان على أجالدهم» القَسامة بالفتح : اليمين ، كالقَسَم. وحقيقتها أن يُقْسِم
من أولياء الدّم
خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم ، إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله ،
فإن لم يكونوا خمسين أَقْسَم
الموجودون خمسين
يمينا ، ولا يكون فيهم صبىّ ، ولا امرأة ، ولا مجنون ، ولا عبد ، أو يُقْسِم بها المتّهمون على نفى القتل عنهم ، فإن حلف المدّعون
استحقّوا الدية ، وإن حلف المتّهمون لم تلزمهم الدية.
وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَما وقَسامةً إذا حلف. وقد جاءت على بناء الغرامة والحمالة ؛ لأنها تلزم
أهل الموضع الذى يوجد فيه القتيل.
ومنه حديث عمر «القَسامة توجب العقل» أى توجب الدية لا القود.
وفى حديث الحسن «القَسَامةُ جاهليّة» أى كان أهل الجاهلية يدينون بها. وقد قرّرها
الإسلام.
وفى رواية «القتل بالقَسامة جاهلية» أى أنّ أهل الجاهلية كانوا يقتلون بها ، أو أنّ
القتل بها من أعمال الجاهلية ، كأنه إنكار لذلك واستعظام.
وفيه «نحن نازلون
بخيف بنى كنانة حيث تَقَاسَمُوا[على الكفر» تقاسموا]
__________________
من القَسَم : اليمين ، أى تحالفوا. يريد لمّا تعاهدت قريش على مقاطعة
بنى هاشم وترك مخالطتهم.
وفى حديث الفتح «دخل
البيت فرأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزلام ، فقال : قاتلهم الله ، والله لقد
علموا أنهما لم يَسْتَقْسِمَا بها قطّ» الاسْتِقْسام
: طلب القِسْم الذى قُسِمَ
له وقدّر ؛ ممّا
لم يُقْسم ولم يقدّر. وهو استفعال منه ، وكانوا إذا أراد أحدهم سفرا
أو تزويجا ، أو نحو ذلك من المهامّ ضرب بالأزلام وهى القداح ، وكان على بعضها
مكتوب : أمرنى ربى ، وعلى الآخر : نهانى ربى ، وعلى الآخر غفل. فإن خرج «أمرنى»
مضى لشأنه ، وإن خرج «نهانى» أمسك ، وإن خرج «الغفل» عاد ، أجالها وضرب بها أخرى
إلى أن يخرج الأمر أو النهى. وقد تكرر فى الحديث.
(س ه) وفى حديث أم
معبد «قَسِيمٌ وسيم» القَسامة : الحسن. ورجل مُقَسَّم
الوجه : أى جميل
كلّه ، كأنّ كلّ موضع منه أخذ
قِسْماً من الجمال. ويقال
لحرّ الوجه : قَسِمَة بكسر السين ، وجمعها
قَسِمَات.
(قسور) فيه ذكر «القَسْوَرة» قيل : القسْور والقسْورة : الرّماة من الصّيّادين. وقيل : هما الأسد. وقيل : كلّ
شديد.
(قسا) فى خطبة الصّدّيق
«فهو كالدّرهم القَسِيّ
والسّراب الخادع» القَسِيّ بوزن الشّقىّ : الدّرهم الرّدىء ، والشىء المرذول.
(ه) ومنه حديث ابن
مسعود «ما يسّرّنى دين الذى يأتى العرّاف بدرهم قَسِيّ».
(ه) وحديثه الآخر
«أنه قال لأصحابه : كيف يدرس العلم؟ قالوا : كما يخلق الثّوب ، أو كما تَقْسُو الدّراهم» يقال : قَسَت
الدّراهم تَقْسُو إذا زافت.
(ه) وحديثه الآخر
«أنه باع نفاية بيت المال ، وكانت زيوفا وقِسْيانا بدون وزنها ، فذكر ذلك لعمر فنهاه وأمره أن يردّها» هو جمع
قَسِيّ ، كصبيان وصبىّ.
(ه) ومنه حديث
الشعبىّ «قال لأبى الزّناد : تأتينا بهذه الأحاديث قسية وتأخذها منّا طازجة» أى
تأتينا بها رديئة ، وتأخذها خالصة منتقاة.
(باب القاف مع الشين)
(قشب) (ه) فيه «أن رجلا
يمرّ على جسر جهنم ، فيقول : يا ربّ قَشَبَنِي
ريحها» أى سمّنى ،
وكلّ مسموم قَشِيب
ومُقْشَب. يقال : قَشَّبَتْنِي
الريح وقَشَبَتْنِي. والقَشْبُ : الاسم.
[ه] ومنه حديث عمر
«أنه وجد من معاوية ريح طيب وهو محرم ، فقال : من قَشَبَنا؟» أراد أنّ ريح الطيّب فى هذه الحال مع الإحرام ومخالفة
السّنة قَشْبٌ ، كما أنّ ريح النّتن قَشْب. يقال : ما
أَقْشَبَ بيتهم! أى ما
أقذره. والقَشْب بالفتح : [خلط ] السّمّ بالطعام.
[ه] وفى حديثه
الآخر «أنه يقال لبعض بنيه : قَشَبَك
المال» أى أفدك
وذهب بعقلك.
(س) وحديثه الآخر
«اغفر للأَقْشَاب» هى جمع قِشْب
، يقال : رجل قِشْبٌ خشب ـ بالكسر ـ إذا كان لا خير فيه.
وفيه «أنه مرّ
وعليه قُشْبَانِيَّتان » أى بردتان خلقتان. وقيل : جديدتان. والقَشِيب من الأضداد ، وكأنه منسوب إلى قُشْبان : جمع قَشِيب
، خارجا عن القياس
؛ لأنه نسب إلى الجمع.
قال الزمخشرى : «كونه
منسوبا إلى الجمع غير مرضىّ ، ولكنه بناء مستطرف للنّسب كالأنبجانىّ».
(قشر) (ه) فيه «لعن الله
القاشِرة والمَقْشورة» القاشِرة : التى تعالج وجهها أو وجه غيرها بالغمرة ليصفو لونها ، والمَقْشورة : التى يفعل بها ذلك ، كأنها تَقْشِر أعلى الجلد.
(ه) وفى حديث قيلة
«فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا
قِشْر» القِشْر : اللباس.
(س [ه]) ومنه الحديث
«إنّ الملك يقول للصّبىّ المنفوس : خرجت إلى الدنيا وليس عليك قِشر».
__________________
ومنه حديث ابن
مسعود ، ليلة الجنّ «لا أرى عورة ولا
قِشْرا» أى لا أرى منهم
عورة منكشفة ، ولا أرى عليهم ثيابا.
(ه) وفى حديث معاذ
بن عفراء «أن عمر أرسل إليه بحلّة فباعها واشترى بها خمسة أرؤس من الرّقيق فأعتقهم
، ثم قال : إنّ رجلا آثر
قِشْرَتين يلبسهما على عتق
هؤلاء لغبين الرّأى» أراد
بالقِشْرَتين : الحلّة ، لأنّ
الحلة ثوبان إزار ورداء.
(س) وفى حديث عبد
الملك بن عمير «قرص بلبن قِشْرِيٍ» هو منسوب إلى القِشْرة ، وهى التى تكون فى رأس اللّبن. وقيل : إلى القِشْرة. والقَاشِرة : وهى مطرة شديدة
تَقْشر وجه الأرض يريد
لبنا أدرّه المرعى الذى ينبته مثل هذه المطرة.
(س) وفى حديث عمر
«إذا أنا حرّكته ثار له قُشارٌ» أى قِشْر. والقُشار : ما
يُقْشر عن الشىء
الرّقيق.
(قشش) (س) فى حديث جعفر
الصادق «كونوا
قِشَشاً» هى جمع قِشَّة ، وهى القرد وقيل : جروه. وقيل : دويبّة تشبه الجعل.
(قشع) (ه) فيه «لا
أعرفنّ أحدكم يحمل قَشْعاً من أدم فينادى : يا محمد» أى جلدا يابسا. وقيل : نطعا.
وقيل : أراد القربة البالية ، وهو إشارة إلى الخيانة فى الغنيمة أو غيرها من
الأعمال.
(ه) ومنه حديث
سلمة «غزونا مع أبى بكر الصدّيق على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنفّلنى جارية عليها
قَشْعٌ لها» قيل : أراد بالقَشْع الفرو الخلق.
وأخرجه الزمخشرى
عن سلمة.
وأخرجه الهروى عن
أبى بكر ، قال : «نفّلنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم جارية عليها
قَشْعٌ لها» ولعلّهما حديثان.
(ه) وفى حديث أبى
هريرة «لو حدّثتكم بكلّ ما أعلم لرميتمونى بالقِشَع» هى جمع
__________________
قَشْع
على غير قياس. وقيل
: هى جمع قَشْعة ، وهى ما
يُقْشَع عن وجه الأرض من
المدر والحجر : أى يقلع ، كبدرة وبدر.
وقيل : القَشْعة : النّخامة التى يقتلعها الإنسان من صدره : أى لبزقتم فى
وجهى ، استخفافا بى وتكذيبا لقولى.
ويروى «لرميتمونى بالقَشْع» على الإفراد ، وهو الجلد ، أو من القَشْع ، وهو الأحمق : أى لجعلتمونى أحمق.
وفى حديث
الاستسقاء «فتَقَشَّع
السّحاب» أى تصدّع
وأقلع ، وكذلك أَقْشَع
، وقَشَعَتْه الريح.
(قشعر) فى حديث كعب «إنّ
الأرض إذا لم ينزل عليها المطر اربدت واقْشَعَرّت» أى تقبّضت وتجمّعت.
ومنه حديث عمر «قالت
له هند لمّا ضرب أبا سفيان بالدّرّة : لربّ يوم لو ضربته لاقْشَعَرّ بطن مكّة ، فقال : أجل».
(قشف) (ه) فيه «رأى رجلا قَشِفَ الهيئة» أى تاركا للتّنظيف والغسل. والقَشَف : يبس العيش. وقد
قَشِفَ يَقْشَف. ورجل مُتَقَشِّف : أى تارك للنظافة والتّرفّه.
(قشقش) (ه) فيه «يقال
لسورتى : «(قُلْ يا أَيُّهَا
الْكافِرُونَ). و : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ)» المُقَشْقِشَتان» أى المبرئتان من النّفاق والشّرك ، كما يبرأ المريض من
علّته. يقال : قد
تَقَشْقَشَ المريض : إذا أفاق
وبرأ.
(قشم) (ه) فى بيع الثمار
«فإذا جاء المتقاضى قال له : أصاب الثّمر
القُشَامُ» هو بالضم أن ينتفض ثمر النّخل قبل أن يصير بلحا.
(قشا)
(ه) فى حديث قيلة
«ومعه عسيّب نخلة
مَقْشُوٌّ» أى مقشور عنه
خوصه. يقال : قَشَوت
العود : إذا
قشرته.
وفى حديث أسيد بن
أبى أسيد «أنه أهدى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بودّان لياء
مُقَشًّى» أى مقشور.
واللّياء : حبّ كالحمّص.
ومنه حديث معاوية
«كان يأكل لياء
مُقَشًّى».
(باب القاف مع الصاد)
(قصب) [ه] فى صفته صلىاللهعليهوسلم «سبط
القَصَب» القَصَب من العظام : كلّ عظم أجوف فيه مخّ ، واحدته : قَصَبة. وكلّ عظم عريض : لوح.
[ه] وفى حديث
خديجة «بشّر خديجة ببيت من قَصَبٍ
فى الجنة» القَصَب فى هذا الحديث : لؤلؤ مجوّف واسع كالقصر المنيف. والقَصَب من الجوهر : ما استطال منه فى تجويف.
(ه) وفى حديث سعيد
بن العاص «أنه سبق بين الخيل فجعلها مائة
قَصَبة» أراد أنه ذرع
الغاية بالقَصَب فجعلها مائة
قَصَبة. ويقال إنّ تلك القَصَبة تركز عند أقصى الغاية ، فمن سبق إليها أخذها واستحقّ الخطر
، فلذلك يقال : حاز
قَصَب السّبق ، واستولى
على الأمد.
(س) وفيه «رأيت
عمرو بن لحىّ يجرّ
قُصْبَه فى النار» القُصْب بالضم : المعى ، وجمعه : أَقْصَاب. وقيل : القُصْب
: اسم للأمعاء
كلّها. وقيل : هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء.
ومنه الحديث «الّذى
يتخطّى رقاب الناس يوم الجمعة كالجارّ
قُصْبَه فى النّار».
(س) وفى حديث عبد
الملك «قال لعروة بن الزبير : هل سمعت أخاك يَقْصِبُ
نساءنا؟ قال : لا»
يقال : قَصَبَه يَقْصِبُه إذا عابه. وأصله القطع. ومنه القصَّاب. ورجل قَصَّابة : يقع فى الناس.
(قصد) [ه] فى صفته عليه
الصلاة والسلام. «كان أبيض مُقَصَّدا» هو الذى ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم ، كأنّ خلقه نحى به القَصْد من الأمور والمعتدل الذى لا يميل إلى أحد طرفى التّفريط
والإفراط.
وفيه «القَصْدَ القَصْدَ تبلغوا» أى عليكم بالقَصْد من الأمور فى القول والفعل ، وهو الوسط بين الطّرفين. وهو
منصوب على المصدر المؤكّد ، وتكراره للتأكيد.
__________________
ومنه الحديث «كانت
صلاته قَصْداً وخطبته قَصْداً».
والحديث الآخر «عليكم
هديا قاصِداً» أى طريقا معتدلا.
والحديث الآخر «ما
عال مُقْتَصِد ولا يعيل» أى ما افتقر من لا يسرف فى الإنفاق ولا يقتّر.
وفي حديث عليّ «وأَقْصَدَتْ بأسهمها» أَقْصَدَتْ
الرجل : إذا طعنته
أو رميته بسهم ، فلم تخط مقاتله ، فهو
مُقْصَد.
ومنه شعر حميد بن
ثور :
أصبح قلبى من
سليمى مُقْصَدَا
|
|
إن خطأ منها وإن
تعمّدا
|
(ه) وفيه «كانت المداعسة بالرّماح حتى
تَقَصَّدَت» أى تكسّرت وصارت قِصَداً : أى قِطَعا.
(قصر)
(ه) فيه «من كان
له بالمدينة أصل فليتمسّك به ، ومن لم يكن فليجعل له بها أصلا ولو قَصَرَة» القَصَرة بالفتح والتحريك : أصل الشجرة ، وجمعها قَصَر ، أراد : فليتّخذ له بها ولو نخلة واحدة.
والقَصَرة أيضا : العنق وأصل الرّقبة.
ومنه حديث سلمان «قال
لأبى سفيان وقد مرّ به : لقد كان فى قَصَرة هذا مواضع لسيوف المسلمين» وذلك قبل أن يسلم ، فإنهم كانوا
حراصا على قتله. وقيل : كان بعد إسلامه.
ومنه حديث أبى
ريحانة «إنى لأجد فى بعض ما أنزل من الكتب : الأقبل القَصِيرُ القَصَرة ، صاحب العراقين ، مبدّل السّنة ، يلعنه أهل السماء وأهل
الأرض ، ويل له ثم ويل له».
[ه] ومنه حديث ابن
عباس فى قوله [تعالى] «إنّها ترمى بشرر
كالقَصَر» هو
__________________
بالتحريك قال : «كنّا
نرفع الخشب للشتاء ثلاث أذرع أو أقلّ ونسمّيه القَصَر» يريد
قَصَر النّخل ، وهو ما
غلظ من أسفلها ، أو أعناق الإبل ، واحدتها
قَصَرة.
(ه) وفيه «من شهد
الجمعة فصلّى ولم يؤذ أحدا ، بقَصْره
إن لم تغفر له جمعته تلك ذنوبه كلّها ـ أن تكون كفّارته فى
الجمعة التى تليها» يقال : قَصْرُك
أن تفعل كذا : أى
حسبك ، وكفايتك ، وغايتك. وكذلك قُصَارُك
، وقُصاراك. وهو من معنى القَصْر : الحبس ؛ لأنك إذا بلغت الغاية حبستك.
والباء زائدة دخلت
على المبتدأ دخولها فى قولهم : بحسبك قول السوء.
و «جمعته» منصوبة
على الظرف.
ومنه حديث معاذ «فإن
له ما قَصَر فى بيته» أى ما حبسه.
(ه) وفى حديث
إسلام ثمامة «فأبى أن يسلم قَصْراً فأعتقه» يعنى حبسا عليه وإجبارا ، يقال : قَصَرْتُ نفسى على الشىء : إذا حبستها عليه وألزمتها إياه.
وقيل : أراد قهرا
وغلبة ، من القسر ، فأبدل السين صادا ، وهما يتبادلان فى كثير من الكلام.
ومن الأوّل الحديث
«ولَيَقْصُرنَّه على الحقّ قَصْراً».
وحديث أسماء
الأشهلية «إنا معشر النساء محصورات مَقْصورات».
وحديث عمر «فإذا
هم ركب قد قَصَر بهم الليل» أى حبسهم عن السير.
وحديث ابن عباس «قُصِرَ الرجال على أربع من أجل أموال اليتامى» أى حبسوا ومنعوا عن
نكاح أكثر من أربع.
(س) وفى حديث عمر
«أنه مرّ برجل قد
قَصَرَ الشّعر فى السّوق
فعاقبه» قَصَر الشّعر إذا جزّه ، وإنما عاقبه لأن الريح تحمله فتلقيه فى
الأطعمة.
وفى حديث سبيعة
الأسلمية «نزلت سورة النّساء
القُصْرى بعد الطّولى» القُصْرى : تأنيث الأَقْصَر ، تريد سورة الطّلاق. والطّولى : سورة البقرة ، لأن عدّة
الوفاة فى البقرة
__________________
أربعة أشهر وعشر ،
وفى سورة الطلاق وضع الحمل ، وهو قوله : «وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ
يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ».
ومنه الحديث «أنّ
أعرابيّا جاء فقال : علّمنى عملا يدخلنى الجنة ، فقال : لئن كنت أَقْصَرْتَ الخطبة لقد أعرضت المسألة» أى جئت بالخطبة قَصِيرةً وبالمسألة عريضة ، يعنى قللّت الخطبة وأعظمت المسألة.
ومنه حديث السهو «أقَصُرَتِ الصلاة أم نسيت؟» تروى على ما لم يسمّ فاعله ، وعلى تسمية
الفاعل بمعنى النّقص.
ومنه الحديث «قلت
لعمر : إِقْصار الصلاة اليوم» هكذا جاء فى رواية ، من أَقْصر الصلاة ، لغة شاذة فى قَصَرَ.
ومنه قوله تعالى :
«فَلَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ».
(س) وفى حديث
علقمة «كان إذا خطب فى نكاح قَصَّر دون أهله» أى خطب إلى من هو دونه ، وأمسك عمّن هو فوقه.
(ه) وفى حديث
المزارعة «أنّ أحدهم كان يشترط ثلاثة جداول والقُصَارةُ» القُصَارةُ بالضم : ما يبقى من الحبّ فى السّنبل ممّا لا يتخلّص بعد
ما يداس. وأهل الشام يسمّونه : القِصْرِيّ
، بوزن القبطىّ.
وقد تكرر فى الحديث.
(قصص) (س) فى حديث
الرؤيا «لا تَقُصَّها إلّا على وادّ» يقال : قَصَصْت
الرّؤيا على فلان
إذا أخبرته بها ، أَقُصُّها
قَصّاً. والقَصُ : البيان. والقَصَصُ
بالفتح : الاسم ،
وبالكسر : جمع قِصَّة. والقاصُ
: الذى يأتى بالقِصَّة على وجهها ، كأنه يتتبّع معانيها وألفاظها.
(س) ومنه الحديث «لا يَقُصُ إلّا أمير أو مأمور ، أو مختال» أى لا ينبغى ذلك إلّا لأمير
يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا ، أو مأمور بذلك ، فيكون حكمه حكم الأمير ،
ولا يَقُصُ تكسّبا ، أو يكون القاصُ
مختالا يفعل ذلك
تكبّرا على الناس ، أو مرائيا يرائى الناس بقوله وعمله ، لا يكون وعظه وكلامه
حقيقة.
وقيل : أراد
الخطبة ، لأنّ الأمراء كانوا يلونها فى الأوّل ، ويعظون الناس فيها ، ويَقُصُّون عليهم أخبار الأمم السالفة.
(س) ومنه الحديث «القاصُ ينتظر المقت» لما يعرض فى قصصه من الزيادة والنّقصان.
(س) ومنه الحديث «إن
بنى إسرائيل لمّا
قَصُّوا هلكوا» وفى رواية
«لمّا هلكوا
قَصُّوا» أى اتّكلوا على
القول وتركوا العمل ، فكان ذلك سبب هلاكهم ، أو بالعكس ، لمّا هلكوا بترك العمل
أخلدوا إلى القِصَص.
(س) وفى حديث
المبعث «أتانى آت فقدّ من قَصِّي
إلى شعرتى» القَصُ والقَصَصُ
: عظم الصّدر
المغروز فيه شراسيف الأضلاع فى وسطه.
(س) ومنه حديث
عطاء «كره أن تذبح الشاة من قَصِّها».
وحديث صفوان بن
محرز «كان يبكى حتى يرى أنه قد اندقّ قَصَصُ
زوره».
(س) وفى حديث جابر
«أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يسجد على قَصَاص
الشّعر» هو بالفتح
والكسر : منتهى شعر الرأس حيث يؤخذ
بالمِقَصِ. وقيل : هو منتهى
منبته من مقدّمه.
(ه) ومنه حديث
سلمان «ورأيته مُقَصَّصاً» هو الّذى له جمّة. وكلّ خصلة من الشّعر : قُصَّة.
ومنه حديث أنس «وأنت
يومئذ غلام ولك قرنان أو
قُصَّتَان».
ومنه حديث معاوية
«تناول قُصَّةً من شعر كانت فى يد حرسىّ».
(ه) وفيه «قَصَ الله بها خطاياه» أى نقص وأخذ.
(ه) وفيه «أنه نهى
عن تَقْصِيص القبور» هو بناؤها
بالقَصَّة ، وهى الجصّ.
(ه) وفى حديث
عائشة «لا تغتسلن من المحيض حتى ترين القَصَّة البيضاء» هو أن تخرج القطنة أو الخرقة التى تحتشى بها
الحائض كأنها
قَصَّة بيضاء لا يخالطها
صفرة.
وقيل : القَصَّة شىء كالخيط الأبيض يخرج بعد انقطاع الدّم كله.
ومنه حديث زينب «يا قَصّة على ملحودة» شبّهت أجسامهم بالقبور المتّخذة من
__________________
الجص ، وأنفسهم
بجيف الموتى التى تشتمل عليها القبور.
ومنه حديث أبى بكر
«أنه خرج زمن الردّة إلى ذى القَصَّة» هى بالفتح : موضع قريب من المدينة ، كأنّ به جصّا ، بعث إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم محمد بن مسلمة ، وله ذكر فى حديث الردّة.
وفى حديث غسل دم
الحيض «فتَقُصُّه بريقها» أى تعضّ موضعه من الثّوب بأسنانها وريقها ليذهب
أثره ، كأنه من القَصِ
: القطع ، أو
تتبّع الأثر. يقال : قَصَ
الأثر واقْتَصَّه إذا تتبّعه.
ومنه الحديث «فجاء
واقتَصَ أثر الدم».
وحديث قصة موسى عليهالسلام «وَقالَتْ
لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ».
وفى حديث عمر «رأيت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يُقِصُ
من نفسه» يقال : أَقَصَّه الحاكم يُقِصُّه
إذا مكّنه من أخذ القِصاص ، وهو أن يفعل به مثل فعله ؛ من قتل ، أو قطع ، أو ضرب أو
جرح. والقِصاص : الاسم.
(س) ومنه حديث عمر
«أتى بشارب فقال لمطيع بن الأسود : اضربه الحدّ ، فرآه عمر وهو يضربه ضربا شديدا ،
فقال : قتلت الرجل ، كم ضربته؟ قال : ستين ، فقال عمر : أُقِصَ منه بعشرين» أى اجعل شدّة الضرب الذى ضربته قِصاصا بالعشرين الباقية وعوضا عنها.
وقد تكرر فى
الحديث اسما وفعلا ومصدرا.
(قصع) (ه) فيه «خطبهم
على راحلته وإنها
لتَقْصَعُ بجرّتها» أراد
شدّة المضغ وضمّ بعض الأسنان على البعض.
وقيل : قَصْع الجرّة : خروجها من الجوف إلى الشدق ومتابعة بعضها بعضا.
وإنما تفعل الناقة ذلك إذا كانت مطمئنّة ، وإذا خافت شيئا لم تخرجها. وأصله من تَقْصِيع اليربوع ، وهو إخراجه تراب قَاصِعَائِه
، وهو جحره.
(س) ومن الأوّل حديث
عائشة «ما كان لإحدانا إلّا ثوب واحد تحيض فيه ، فإذا
__________________
أصابه شىء من دم
قالت بريقها
فقَصَعَتْه» أى مضغته ودلكته
بظفرها.
ويروى «مصعته» بالميم.
وسيجىء.
(ه) ومنه الحديث «نهى
أن تُقْصَعَ القملة بالنّواة» أى تقتل. والقَصْع
: الدّلك بالظّفر.
وإنما خصّ النّواة لأنهم قد كانوا يأكلونه عند الضرورة .
وفى حديث مجاهد «كان
نفس آدم عليهالسلام قد آذى أهل السماء
فقَصَعَه الله قَصْعَةً فاطمأنّ» أى دفعه وكسره.
ومنه «قَصَعَ عطشه» إذا كسره بالرّىّ.
وفى حديث
الزّبرقان «أبغض صبياننا إلينا
الأُقَيْصِعُ الكمرة» هو تصغير الأَقْصَع ، وهو القصير القلفة ، فيكون طرف كمرته باديا. ويروى
بالسين. وسيجىء .
(قصف) (ه) فيه «أنا
والنّبيّون فرّاط
القاصِفين » هم الذين يزدحمون حتى يَقْصِفَ
بعضهم بعضا ، من القَصْف : الكسر والدّفع الشديد لفرط الزحام ، يريد أنهم يتقدمون
الأمم إلى الجنة ، وهم على أثرهم ، بدارا متدافعين ومزدحمين.
(ه) ومنه الحديث «لما
يهمّنى من انْقِصَافِهم على باب الجنة أهمّ عندى من تمام شفاعتى» يعنى استسعادهم
بدخول الجنة ، وأن يتمّ لهم ذلك أهمّ عندى من أن أبلغ أنا منزلة الشافعين
المشفّعين ؛ لأن قبول شفاعته كرامة له ، فوصولهم إلى مبتغاهم آثر عنده من نيل هذه
الكرامة ، لفرط شفقته على أمّته.
ومنه حديث أبى بكر
رضى الله عنه «كان يصلّى ويقرأ القرآن فيَتَقَصَّف
عليه نساء
المشركين وأبناؤهم» أى يزدحمون.
(س) ومنه حديث
اليهودى «لمّا قدم النبى صلىاللهعليهوسلم المدينة قال : تركت
__________________
ابنى قيلة يَتَقَاصَفُون على رجل يزعم أنه نبىّ».
(س) ومنه الحديث «شيّبتنى
هود وأخواتها ، قَصَّفْن
علىّ الأمم» أى
ذكر لى فيها هلاك الأمم ، وقصّ علىّ فيها أخبارهم ، حتى تَقَاصف بعضها على بعض ، كأنها ازدحمت بتتابعها.
وفى حديث عائشة
رضى الله عنها تصف أباها «ولا
قَصَفُوا له قناة» أى
كسروا.
وفى حديث موسى عليهالسلام وضربه البحر «فانتهى إليه وله قَصِيفٌ مخافة أن يضربه بعصاه» أى صوت هائل يشبه صوت الرعد.
ومنه قولهم «رعد قاصِف» أى شديد مهلك لشدّة صوته.
(قصل)
ـ فى حديث
الشّعبىّ «أغمى على رجل من جهينة ، فلما أفاق قال : ما فعل القُصَل؟» هو بضم القاف وفتح الصاد : اسم رجل.
(قصم) ـ فى صفة الجنة «ليس
فيها قَصْمٌ ولا فصم» القصم : كسر الشىء وإبانته ، وبالفاء : كسره من
غير إبانة.
ومنه الحديث «الفاجر
كالأرزة صمّاء معتدلة حتى يَقْصِمها الله».
ومنه حديث عائشة
تصف أباها رضى الله عنهما «ولا
قَصَمُوا له قناة» ويروى
بالفاء.
ومنه حديث أبى بكر
«فوجدت انقِصَاماً فى ظهرى» ويروى بالفاء. وقد تقدّما.
(ه) وفيه «استغنوا
عن الناس ولو عن قِصْمة السواك» القِصْمة بالكسر : ما انكسر منه وانشقّ إذا استيك به. ويروى بالفاء.
(ه) وفيه «فما
ترتفع فى السماء من قَصْمَةٍ إلا فتح لها باب من النار» يعنى الشمس. القَصْمة بالفتح : الدّرجة ، سمّيت بها لأنها كسرة ، من القَصْم : الكسر.
(قصا) (س) فيه «المسلمون
تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمّتهم أدناهم ، ويردّ عليهم أَقْصَاهُم» أى أبعدهم. وذلك فى الغزو ، إذا دخل العسكر أرض الحرب
فوجّه الإمام منه السّرايا ، فما غنمت من شىء أخذت منه ما سمّى لها ، وردّ ما بقى
على العسكر ؛ لأنهم وإن لم يشهدوا الغنيمة ردء للسّرايا وظهر يرجعون إليهم.
__________________
[ه] ومنه حديث
وحشىّ قاتل حمزة «كنت إذا رأيته فى الطريق تَقَصَّيْتُها» أى صرت فى أَقْصَاها وهو غايتها ، والقَصْوُ : البعد. والأَقْصَى
: الأبعد.
وفى الحديث «أنه
خطب على ناقته القَصْواء» قد تكرر ذكرها فى الحديث ، وهو لقب ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. والقَصْوَاء : الناقة التى قطع طرف أذنها ، وكلّ ما قطع من الأذن فهو
جدع ، فإذا بلغ الرّبع فهو قَصْع ، فإذا جاوزه فهو عضب ، فإذا استؤصلت فهو صلم. يقال
: قَصَوْتُهُ قَصْواً فهو
مَقْصُوٌّ ، والناقة قَصْوَاء. ولا يقال بعير
أَقْصَى.
ولم تكن ناقة
النبى صلىاللهعليهوسلم قَصْوَاء ، وإنما كان هذا لقبا لها. وقيل : كانت مقطوعة الأذن.
وقد جاء فى الحديث
أنه كان له ناقة تسمّى «العضباء» ، وناقة تسمّى «الجدعاء». وفى حديث آخر «صلماء» ،
وفى رواية أخرى «مخضرمة» هذا كله فى الأذن ، فيحتمل أن يكون كلّ واحد صفة ناقة
مفردة ، ويحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة ، فسمّاها كلّ واحد منهم بما تخيّل
فيها.
ويؤيّد ذلك ما روى
فى حديث عليّ رضى الله عنه حين بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يبلّغ أهل مكة سورة براءة ، فرواه ابن عباس رضى الله عنهما
أنه ركب ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم «القَصْوَاء» وفى رواية جابر «العضباء». وفى رواية غيرهما «الجدعاء» فهذا
يصرّح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة ؛ لأنّ القضيّة واحدة.
وقد روى عن أنس
رضى الله عنه أنه قال : «خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ناقة جدعاء وليست بالعضباء» وفى إسناده مقال.
وفى حديث الهجرة «أنّ
أبا بكر قال : إنّ عندى ناقتين ، فأعطى رسول الله صلىاللهعليهوسلم إحداهما وهى الجدعاء».
(س) وفيه «إنّ
الشيطان ذئب الإنسان ، يأخذ
القَاصِية والشاذّة» القَاصِية : المنفردة عن القطيع البعيدة منه. يريد أن الشيطان يتسلّط
على الخارج من الجماعة وأهل السّنّة.
(باب القاف مع الضاد)
(قضأ) (ه) فى حديث
الملاعنة «إن جاءت به قَضِيءَ العين فهو لهلال» أى فاسد العين. يقال : قَضِئَ الثّوب يَقْضَأُ فهو
قَضِئٌ ، مثل حذر ، يحذر
فهو حذر ؛ إذا تفزّر وتشقّق ؛ وتَقَضَّأَ الثوب مثله.
(قضب) (ه) فى حديث عائشة
رضى الله عنها «رأت ثوبا مصلّبا فقالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا رآه فى ثوب قَضَبَه» أى قطعه. والقَضْب
: القطع. وقد تكرر
فى الحديث.
وفى مقتل الحسين
رضى الله عنه «فجعل ابن زياد يقرع فمه بقَضِيب» أراد
بالقَضِيب : السّيف اللّطيف
الدّقيق. وقيل : أراد العود.
(قضض) ـ فيه «يؤتى
بالدنيا بقَضِّها وقَضِيضها» أى بكل ما فيها ، من قولهم : جاءوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم
: إذا جاءوا
مجتمعين ، يَنْقَضُ آخرهم على أوّلهم ، من قولهم : قَضَضْنا عليهم ، ونحن نَقُضُّها
قَضّاً.
وتلخيصه أنّ القَضّ وضع موضع القَاضّ
، كزور وصوم ، فى
زائر وصائم. والقَضِيض
: موضع المَقْضُوض ؛ لأن الأوّل لتقدّمه وحمله الآخر على اللّحاق به ، كأنه يَقُضُّه على نفسه. فحقيقته جاءوا بمستلحقهم ولاحقهم : أى بأوّلهم
وآخرهم.
وألخص من هذا كلّه
قول ابن الأعرابى : إنّ القَضَ
: الحصى الكبار ، والقضيض : الحصى الصغار : أى جاءوا بالكبير والصغير.
ومنه الحديث الآخر
«دخلت الجنة أمّة
بقَضِّها وقَضِيضها».
[ه] ومنه حديث أبى
الدّحداح :
* وارتحلى بالقَضّ والأولاد
*
أى بالأتباع ومن
يتّصل بك.
__________________
(س) وفى حديث
صفوان بن محرز «كان إذا قرأ هذه الآية «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ» بكى حتى يرى لقد انقدّ
قَضِيضُ زوره» هكذا روى.
قال القتيبى : هو
عندى خطأ من بعض النّقلة ، وأراه «قصص زوره» وهو وسط الصّدر. وقد تقدّم ، ويحتمل
إن صحّت الرواية : أن يراد
بالقَضِيض صغار العظام
تشبيها بصغار الحصى.
[ه] وفى حديث ابن
الزّبير وهدم الكعبة «فأخذ ابن مطيع العتلة فعتل ناحية من الرّبض فأَقَضَّه» أى جعله قَضَضاً. والقَضَض
: الحصى الصّغار ،
جمع قِضَّة ، بالكسر والفتح.
(س) وفى حديث
هوازن «فاقْتَضَ الإداوة» أى فتح رأسها ، من اقتِضَاض
البكر. ويروى
بالفاء. وقد تقدم.
(قضقض) (ه) فى حديث مانع
الزكاة «يمثّل له كنزه [يوم القيامة] شجاعا فيلقمه يده فيُقَضْقِضُها» أى يكسرها. ومنه : أسد
قَضْقاض : إذا كان يحطم فريسته.
(ه) ومنه حديث
صفيّة بنت عبد المطلب «فأطلّ علينا يهودىّ فقمت إليه فضربت رأسه بالسيف ، ثم رميت
به عليهم ، فتَقَضْقَضُوا» أى انكسروا وتفرّقوا.
(قضم) (ه) فى حديث
الزّهرى «قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم والقرآن فى العسب والقُضُم» هى الجلود البيض ، واحدها : قَضِيم ، ويجمع على : قَضَمٍ
أيضا ، بفتحتين ،
كأديم وأدم.
ومنه الحديث «أنه
دخل على عائشة وهى تلعب ببنت مُقَضّمة» هى لعبة تتّخذ من جلود بيض. ويقال لها : بنت قُضَّامة بالضم والتشديد.
(س) وفى حديث أبى
هريرة رضى الله عنه «ابنوا شديدا ، وأمّلوا بعيدا ، واخضموا فسَنَقْضِم» القَضْم
: الأكل بأطراف
الأسنان.
ومنه حديث أبى ذرّ
رضى الله عنه «تأكلون خضما ونأكل قَضْما».
__________________
ومنه حديث عائشة
رضى الله عنها «فأخذت السّواك فقَضَمَتْه
وطيّبته» أى مضغته
بأسنانها وليّنته.
ومنه حديث عليّ
رضى الله عنه «كانت قريش إذا رأته قالت : احذروا الحطم ، احذروا القُضَم» أى الذى يَقْضِم
الناس فيهلكهم.
(قضا) (س) فى صلح
الحديبية «هذا ما
قاضَى عليه محمد» هو
فاعل ، من القَضاء : الفصل والحكم ؛ لأنه كان بينه وبين أهل مكة.
وقد تكرر فى
الحديث ذكر «القَضاء». وأصله : القطع والفصل. يقال : قَضَى يَقْضِي قَضاءً فهو
قاضٍ : إذا حكم وفصل. وقَضاءُ الشىء : إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه ، فيكون بمعنى الخلق.
وقال الزّهرى : القَضاءُ فى اللّغة على وجوه ، مرجعها إلى انقطاع الشىء وتمامه.
وكلّ ما أحكم عمله ، أو أتمّ ، أو ختم ، أو أدّى ، أو أوجب ، أو أعلم ، أو أنفذ ،
أو أمضى. فقد
قُضِيَ. وقد جاءت هذه
الوجوه كلّها فى الحديث.
ومنه «القَضاء المقرون بالقدر» والمراد بالقدر : التقدير ، وبالقضاء : الخلق ، كقوله تعالى : «فَقَضاهُنَ سَبْعَ
سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ» أى خلقهنّ.
فالقَضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ، لأن
أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر ، والآخر بمنزلة البناء وهو القَضاء ، فمن رام الفصل بينهما ، فقد رام هدم البناء ونقضه.
وفيه ذكر «دار القضاء بالمدينة» قيل : هى دار الإمارة.
وقال بعضهم : هو
خطأ ، وإنما هى دار كانت لعمر بن الخطاب ؛ بيعت بعد وفاته فى دينه ، ثم صارت
لمروان وكان أميرا بالمدينة ، ومن هاهنا دخل الوهم على من جعلها دار الإمارة.
(باب القاف مع الطاء)
(قط) (س) فيه «ذكر
النار فقال : حتى يضع الجبّار فيها قدمه فتقول : قَطْ
قَطْ» بمعنى حسب ،
وتكرارها للتأكيد ، وهى ساكنة الطاء مخفّفة.
ورواه بعضهم «فتقول
: قَطْنِي قَطْنِي» أى حسبى.
ومنه حديث قتل ابن
أبى الحقيق «فتحامل عليه بسيفه فى بطنه حتى أنفذه ، فجعل يقول : قَطْنِي قَطْنِي».
(س) وفى حديث أبىّ
«وسأل زرّ بن حبيش عن عدد سورة الأحزاب فقال : إمّا ثلاثا وسبعين ، أو أربعا
وسبعين فقال : أقَطْ؟» بألف الاستفهام : أى أحسب؟
ومنه حديث حيوة بن
شريح «لقيت عقبة بن مسلم فقلت له : بلغنى أنك حدّثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : إذا دخل المسجد أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه
الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، قال : أقَطْ؟ قلت : نعم».
(قطب) (س) فيه «أنه أتى
بنبيذ فشمّه فقَطَّبَ» أى قبض ما بين عينيه كما يفعله العبوس ، ويخفّف ويثقل.
(س) ومنه حديث
العباس «ما بال قريش يلقوننا بوجوه قاطِبة» أى مُقَطبة ، وقد يجىء فاعل بمعنى مفعول ، كعيشة راضية ، والأحسن أن
يكون فاعل على بابه ، من قَطَبَ
المخفّفة.
ومنه حديث المغيرة
«دائمة القُطوب» أى العبوس. يقال : قَطَبَ
يَقْطِب قُطُوباً. وقد تكرر فى
الحديث.
وفى حديث فاطمة «وفى
يدها أثر قُطْب الرّحى» هى الحديدة المركّبة فى وسط حجر الرّحى السّفلى
التى تدور حولها العليا.
(ه) وفيه «أنه قال
لرافع بن خديج ـ ورمى بسهم فى ثندوته ـ إن شئت نزعت السّهم وتركت القُطْبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد» القُطْبة والقُطْب : نصل السهم.
(س) ومنه الحديث «فيأخذ
سهمه فينظر إلى قُطْبه
فلا يرى عليه دما».
وفى حديث عائشة «لمّا
قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ارتدّت العرب قَاطِبةً» أى جميعهم ، هكذا يقال نكرة منصوبة غير مضافة ، ونصبها
على المصدر أو الحال.
(قطر) (س) فيه «أنه عليهالسلام كان متوشّحا بثوب قِطْرِيّ» هو ضرب من البرود فيه حمرة ، ولها أعلام فيها بعض
الخشونة.
وقيل : هى حلل
جياد تحمل من قبل البحرين.
وقال الأزهرى : فى
أعراض البحرين قرية يقال لها : قَطَر ، وأحسب الثياب القَطْرية نسبت إليها ، فكسروا القاف للنسبة وخفّفوا.
ومنه حديث عائشة «قال
أيمن : دخلت على عائشة وعليها درع قِطْرِيٌ
ثمن خمسة دراهم» وقد
تكرر فى الحديث.
(ه) وفي حديث عليّ
«فنفرت نقدة
فقَطَّرَت الرجل فى الفرات
فغرق» أى ألقته فى الفرات على أحد
قُطْرَيه : أى شقّيه. يقال
: طعنه فقَطَّره إذا ألقاه. والنّقد : صغار الغنم.
(ه) ومنه الحديث «أنّ
رجلا رمى امرأة يوم الطائف ، فما أخطأ أن قطَّرها».
(ه) وحديث ابن
مسعود «لا يعجبنّك ما ترى من المرء حتى تنظر على أىّ قُطْرَيْهِ يقع » أى على أىّ جنبيه يكون ، فى خاتمة عمله ، على الإسلام أو
غيره.
ومنه حديث عائشة
تصف أباها «قد جمع حاشيته وضمّ قُطْرَيه» أى جمع جانبيه عن الانتشار والتّبدّد والتّفرّق.
[ه] وفى حديث ابن
سيرين «أنه كان يكره القَطَر» هو ـ بفتحتين ـ أن يزن جلّة من تمر ، أو عدلا من متاع
ونحوهما ، ويأخذ ما بقى على حساب ذلك ولا يزنه ، وهو المُقَاطَرة.
وقيل : هو أن يأتى
الرجل إلى آخر فيقول له : بعنى مالك فى هذا البيت من التّمر جزافا ، بلا كيل ولا
وزن. وكأنه من قِطار الإبل ، لاتّباع بعضه بعضا. يقال : أَقْطَرْتُ الإبل وقَطَّرْتُها.
(س) ومنه حديث
عمارة «أنه مرّت به قِطارة جمال» القِطارة والقِطارُ : أن تشدّ الإبل على نسق ، واحدا خلف واحد.
(قطرب) (ه) فى حديث ابن
مسعود «لا أعرفنّ أحدكم جيفة ليل قُطْرُبَ
__________________
نهار» القُطْرُب : دويبّة لا تستريح نهارها سعيا ، فشبّه به الرجل يسعى
نهاره فى حوائج دنياه ، فإذا أمسى كان كالّا تعبا ، فينام ليلته حتى يصبح ،
كالجيفة التى لا تتحرّك .
(قطط) ـ فى حديث
الملاعنة «إن جاءت به جعدا
قَطَطاً فهو لفلان» القَطَطُ : الشديد الجعودة. وقيل : الحسن الجعودة ، والأوّل أكثر.
وقد تكرر فى الحديث.
وفي حديث عليّ رضى
الله عنه «كان إذا علا قدّ ، وإذا توسّط
قَطَّ» أى قطعه عرضا
نصفين.
(ه) وفى حديث زيد
وابن عمر رضى الله عنهم «كانا لا يريان ببيع القُطوط بأسا إذا خرجت» القطوط : جمع قِطّ ، وهو الكتاب والصّكّ يكتب للإنسان فيه شىء يصل إليه. والقِطُّ : النّصيب.
وأراد بها الأرزاق
والجوائز التى كان يكتبها الأمراء للناس إلى البلاد والعمّال ، وبيعها عند الفقهاء
غير جائز ما لم يحصل ما فيها فى ملك من كتبت له.
(قطع) (ه) فيه «أنّ رجلا
أتاه وعليه مُقَطَّعاتٌ
له» أى ثياب قصار
، لأنها قُطِعَت عن بلوغ التّمام.
وقيل : المُقَطَّع من الثياب : كل ما يفصّل ويخاط من قميص وغيره ، وما لا يُقْطَع منها كالأزر والأردية.
ومن الأوّل :
(ه) حديث ابن عباس
رضى الله عنهما فى وقت صلاة الضّحى «إذا
تَقَطَّعَت الظلال» أى قصرت ، لأنها تكون بكرة ممتّدة ، فكلّما ارتفعت
الشمس قصرت.
ومن الثانى :
(ه) حديث ابن عباس
؛ فى صفة نخل الجنة «منها
مُقَطَّعَاتُهم وحللهم» ولم يكن
يصقها بالقصر ؛ لأنه عيب.
__________________
وقيل : المُقَطَّعات لا واحد لها ، فلا يقال للجبّة القصيرة مُقَطَّعة ، ولا للقميص مُقَطَّع
، وإنما يقال
لجملة الثياب القصار
مُقَطعات ، والواحد ثوب.
(ه) وفيه «نهى عن
لبس الذهب إلّا
مُقَطعا» أراد الشىء
اليسير منه ، كالحلقة والشّنف ونحو ذلك ، وكره الكثير الذى هو عادة أهل السّرف
والخيلاء والكبر. واليسير هو ما لا تجب فيه الزكاة.
ويشبه أن يكون
إنما كره استعمال الكثير منه ؛ لأن صاحبه ربما بخل بإخراج زكاته فيأثم بذلك عند من
أوجب فيه الزكاة.
(ه) وفى حديث أبيض
بن حمّال «أنه اسْتَقْطَعَه
الملح الذى بمأرب»
أى سأله أن أن يجعله له قِطاعا يتملّكه ويستبدّ به وينفرد. والإِقطاع يكون تمليكا وغير تمليك.
(ه) ومنه الحديث «لمّا
قدم المدينة
أَقْطَع الناس الدّور» أى
أنزلهم فى دور الأنصار.
ومنه الحديث «أنه أَقْطَع الزّبير نخلا» يشبه أنه إنما أعطاه ذلك من الخمس الذى هو
سهمه ، لأن النّخل مال ظاهر العين حاضر النّفع ، فلا يجوز إِقْطاعُه. وكان بعضهم يتأوّل إِقْطاع
النبى صلىاللهعليهوسلم المهاجرين الدّور على معنى العارية.
ومنه الحديث «كانوا
أهل ديوان أو
مُقْطَعين» بفتح الطاء ،
ويروى «مُقْتَطِعين» ؛ لأنّ الجند لا يخلون من هذين الوجهين.
وفى حديث اليمين «أو يَقْتَطِع بها مال امرىء مسلم» أى يأخذه لنفسه متملّكا ، وهو يفتعل من
القَطْع.
ومنه الحديث «فخشينا
أن يُقْتَطَع دوننا» أى يؤخذ وينفرد به.
ومنه الحديث «ولو
شئنا لاقْتَطَعْنَاهم».
وفيه «كان إذا
أراد أن يَقْطَع بعثا» أى يفرد قوما يبعثهم فى الغزو ويعيّنهم من غيرهم.
وفى حديث صلة
الرحم «هذا مقام العائذ بك من القَطِيعة» القَطيعة : الهجران والصّدّ ، وهى فَعِيلة ، من القَطْع ، ويريد به ترك البرّ والإحسان إلى الأهل والأقارب ، وهى
ضدّ صلة الرحم.
(ه) وفى حديث عمر
رضى الله عنه «ليس فيكم من تَقَطَّعُ
دونه الأعناق مثل أبى بكر» أى ليس فيكم [أحد] سابق إلى الخيرات ، تَقَطَّع
أعناق مسابقيه حتى
لا يلحقه أحد مثل أبى بكر رضى الله عنه. يقال للفرس الجواد : تَقَطَّعَت أعناق الخيل عليه فلم تلحقه.
ومنه حديث أبى ذرّ
رضى الله عنه «فإذا هى يُقَطَّع
دونها السّراب» أى تسرع إسراعا كثيرا تقدّمت به وفاتت ، حتى إن السّراب يظهر دونها : أى
من ورائها لبعدها فى البرّ.
(ه) وفى حديث ابن
عمر رضى الله عنهما «أنه أصابه قُطْع» القُطْع
: انقطاع النّفس وضيقه.
(ه) وفيه «كانت
يهود قوما لهم ثمار لا تصيبها
قُطْعَةٌ» أى عطش بانقطاع الماء عنها. يقال : أصابت الناس قُطْعَةٌ : أى ذهبت مياه ركاياهم.
وفيه «إنّ بين يدى
الساعة فتنا
كقِطْع الليل المظلم» قِطْعُ الليل : طائفة منه ، وقِطْعة. وجمع القِطْعة : قِطَع. أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها.
(ه) وفى حديث ابن
الزبير والجنّى «فجاء وهو على القِطْع
فنفضه » القِطْع
بالكسر : طنفسة
تكون تحت الرّحل على كتفى البعير.
(ه) وفيه «أنه قال
لمّا أنشده العباس ابن مرداس أبياته العينيّة : اقْطَعُوا عنى لسانه» أى أعطوه وأرضوه حتى يسكت ، فكنى باللسان عن
الكلام.
ومنه الحديث «أتاه
رجل فقال : إنى شاعر فقال : يا بلال اقْطَع
لسانه ، فأعطاه
أربعين درهما».
__________________
قال الخطّابى :
يشبه أن يكون هذا ممن له حقّ فى بيت المال ، كابن السبيل وغيره ، فتعرّض له بالشعر
فأعطاه لحقّه ، أو لحاجته ، لا لشعره.
(س) وفيه «أن
سارقا سرق فقُطِعَ ، فكان يسرق بقَطَعَته» القَطَعة ، بفتحتين :
الموضع المقطوع من اليد ، وقد تضم القاف وتسكّن الطاء.
(ه) وفى حديث وفد
عبد القيس «يقذفون فيه من القُطَيْعَاء» هو نوع من التمر. وقيل : هو البسر قبل أن يدرك.
(قطف) ـ فى حديث جابر «فبينا
أنا على جملى أسير ، وكان جملى فيه قِطاف» وفى رواية «على جمل لى قَطُوف» القِطاف
: تقارب الخطو فى
سرعة ، من القَطْف : وهو القطع. وقد
قَطَفَ يَقْطِف قَطْفا وقِطافا. والقَطُوف
: فعول منه.
(ه) ومنه الحديث «أنه
ركب على فرس لأبى طلحة
يَقْطِف» وفى رواية «قَطُوف».
ومنه الحديث «أَقْطَفُ القوم دابّة أميرهم» أى أنهم يسيرون
بسير دابّته ، فيتّبعونه كما يتّبع الأمير.
(ه) وفيه «يجتمع
النّفر على القِطْف
فيشبعهم» القِطْف بالكسر : العنقود ، وهو اسم لكل ما يُقْطَف ، كالذّبح والطّحن. وقد تكرر ذكره فى الحديث ، ويجمع على قِطَاف وقُطُوف
، وأكثر المحدّثين
يروونه بفتح القاف ، وإنما هو بالكسر.
ومنه حديث الحجّاج
«أرى رؤوسها قد أينعت وحان قِطَافُها» قال الأزهرى : القِطاف
: اسم وقت القَطْفِ ، وذكر حديث الحجّاج. ثم قال : والقَطَاف بالفتح جائز عند الكسائى. ويجوز أن يكون القِطَاف مصدرا.
(س) وفيه «يقذفون
فيه من القَطِيف» وفى رواية «تديفون فيه من القَطِيف» القَطِيف
: المَقْطوف من التّمر ، فعيل بمعنى مفعول.
(س) وفيه «تعس عبد القَطِيفة» هى كساء له خمل : أى الذى يعمل لها ويهتمّ بتحصيلها. وقد
تكرر ذكرها فى الحديث.
__________________
(قطن) (ه) فى حديث المولد
«قالت أمّه لمّا حملت به : والله ما وجدته فى قَطَنٍ
ولا ثنّة» القَطَن : أسفل الظهر ، والثّنّة : أسفل البطن.
(س) ومنه حديث
سطيح :
* حتى أتى عارى الجآجىء والقَطَنْ *
وقيل : الصواب «قَطِنٌ» بكسر الطاء ، جمع قَطِنة ، وهى ما بين الفخذين.
(ه) وفى حديث
سلمان «كنت رجلا من المجوس ، فاجتهدت فيه حتى كنت قَطِنَ
النار» أى خازنها
وخادمها : أراد أنه كان لازما لها لا يفارقها ، من قَطَن
فى المكان إذا
لزمه.
ويروى بفتح الطاء
جمع قَاطِن ، كخادم وخدم. ويجوز أن يكون بمعنى قاطِن ، كفَرَط وفارِط.
ومنه حديث الإفاضة
«نحن قَطِينُ الله» أى سكّان حرمه. والقَطين
: جمع قاطِن ، كالقُطَّان. وفى الكلام مضاف محذوف تقديره : نحن قَطِين بيت الله وحرمه. وقد يجىء
القَطِين بمعنى قاطِن ، للمبالغة.
ومنه حديث زيد بن
حارثة :
فإنّى قَطِينُ البيت عند المشاعر
وفى حديث عمر «أنه
كان يأخذ من القِطْنِيَّة العشر» هى بالكسر
والتشديد : واحدة
القَطَانِي ، كالعدس والحمّص
، واللّوبياء ونحوها.
(قطا) ـ فيه «كأنّى أنظر
إلى موسى بن عمران فى هذا الوادى محرما بين قَطَوانِيَّتَيْن» القَطَوَانِيَّة : عباءة بيضاء قصيرة الخمل ، والنون زائدة.
كذا ذكره الجوهرى
فى المعتلّ. وقال : «كساء
قَطَوانِيّ» .
(ه) ومنه حديث أم
الدرداء «قالت : أتانى سلمان الفارسى يسلّم علىّ ، وعليه عباءة قَطَوانِيَّة».
__________________
(باب القاف مع العين)
(قعبر) (ه) فيه «أنّ رجلا
قال : يا رسول الله من أهل النار؟ قال : كلّ شديد
قَعْبَرِيّ ، قيل : وما القَعْبَرِىُ؟ قال : الشديد على الأهل ، الشديد على العشيرة ، الشديد على
الصاحب» قال الهروى : سألت عنه الأزهرى فقال : لا أعرفه.
وقال الزمخشرى :
أرى أنه قلب عبقرىّ. يقال : رجل عبقرىّ ، وظلم عبقرى : شديد فاحش. والقلب فى
كلامهم كثير .
(قعد) (ه) فيه «أنه نهى
أن يُقْعَد على القبر» قيل : أراد
القُعود لقضاء الحاجة من
الحدث.
وقيل : أراد
للإحداد والحزن ، وهو أن يلازمه ولا يرجع عنه.
وقيل : أراد به
احترام الميّت ، وتهويل الأمر فى القُعُود عليه ، تهاونا بالميّت والموت.
وروى أنه رأى رجلا
متّكئا على قبر فقال : «لا تؤذ صاحب القبر».
(ه) وفى حديث
الحدود «أتى بامرأة قد زنت ، فقال : ممّن؟ قالت : من المُقْعَد الذى فى حائط سعد» المُقْعَد : الذى لا يقدر على القيام ؛ لزمانة به ، كأنه قد ألزم القُعُود.
وقيل : هو من القُعَاد ، وهو داء يأخذ الإبل فى أوراكها فيميلها إلى الأرض.
وفى حديث الأمر
بالمعروف «لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقَعِيده» القَعِيد : الذى يصاحبك فى قُعُودك
، فعيل بمعنى
مفاعل.
وفى حديث أسماء
الأشهليّة «إنّا معاشر النساء محصورات مقصورات ، قَواعِد بيوتكم ، وحوامل أولادكم» القَوَاعِد : جمع قاعِد ، وهى المرأة الكبيرة المسنّة ، هكذا يقال بغير هاء : أى
إنها ذات قُعُود ، فأما
قاعدة فهى فاعلة ، من قَعَدَتْ
قُعودا ، ويجمع على قَوَاعِد أيضا.
__________________
(س) وفيه «أنه سأل
عن سحائب مرّت فقال : كيف ترون قواعِدَها وبواسقها؟» أراد
بالقَوَاعِد ما اعترض منها
وسفل ، تشبيها
بقَواعد البناء .
[ه] وفى حديث عاصم
بن ثابت :
أبو سليمان وريش
المُقْعَد
|
|
وضالة مثل
الجحيم الموقد
|
ويروى ... «المُعْقَد»
، وهما اسم رجل كان يريش لهم السهام : أى أنا أبو سليمان ومعى سهام راشها المُقْعَد أو المُعْقد ، فما عذرى فى ألّا أقاتل؟
وقيل : المُقْعد : فرخ النّسر وريشه أجود ، والضالة : من شجر السّدر يعمل منها السّهام ، شبّه
السهام بالجمر لتوقّدها.
(س) وفى حديث عبد
الله «من الناس من يذلّه الشيطان كما يذلّ الرجل قَعُودَه» القَعود من الدّوابّ : ما
يَقْتَعِده الرجل للركوب
والحمل ، ولا يكون إلّا ذكرا. وقيل : القَعود : ذكر ، والأنثى قَعُودة. والقَعود من الإبل : ما أمكن أن يركب ، وأدناه أن يكون له سنتان ،
ثم هو قَعود إلى أن يثنى فيدخل فى السّنة السادسة ، ثم هو جمل.
(س) ومنه حديث أبى
رجاء «لا يكون الرّجل متّقيا حتى يكون أذلّ من قَعُود ، كلّ من أتى عليه أرغاه» أى قهره وأذلّه ، لأن البعير
إنما يرغو عن ذلّ واستكانة.
(قعر) (ه) فيه «أنّ رجلا تَقَعَّرَ عن مال له» وفى رواية «انْقَعَر عن ماله» أى انقلع من أصله. يقال : قَعَره إذا قلعه ، يعنى أنه مات عن مال له.
(س) ومنه حديث ابن
مسعود «أنّ عمر لقى شيطانا فصارعه فقَعَره» أى قلعه.
(قعس) (س) فيه «أنه مدّ
يده إلى حذيفة
فتَقَاعَس عنه أو تَقَعَّس» أى تأخّر.
ومنه حديث الأخدود
«فتَقاعَسَت أن تقع فيها».
(س) وفيه «حتى
تأتى فتيات قُعْساً» القَعَس
: نتوّ الصّدر
خلقة ، والرجل أَقْعَس
، والمرأة قَعْساء ، والجمع : قُعْس.
__________________
ومنه حديث
الزّبرقان «أبغض صبياننا إلينا
الأُقَيْعِسُ الذّكر» هو تصغير الأَقْعَس.
(قعص) (ه) فيه «ومن قتل قَعْصاً فقد استوجب المآب» القَعْص
: أن يضرب الإنسان
فيموت مكانه. يقال : قَعَصْتُهُ
وأَقْعَصْتُه إذا قتلته قتلا سريعا ، وأراد بوجوب المآب حسن المرجع بعد
الموت.
(س) ومنه حديث
الزبير «كان يَقْعَصُ
الخيل بالرّمح قَعْصاً يوم الجمل».
ومنه حديث ابن
سيرين «أَقْعَصَ ابنا عفراء أبا جهل».
(ه) وفى حديث
أشراط الساعة «موتان كقُعاصِ
الغنم» القُعاص بالضم : داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت.
(قعط) (ه) فيه «أنه نهى
عن الاقْتِعاط» هو أن يعتمّ بالعمامة ولا يجعل منها شيئا تحت ذقنه. ويقال
للعمامة : المِقْعَطَة.
وقال الزمخشرى : «المِقْعَطَة والمِقْعَط : ما تعصّب به رأسك».
(قعقع) (س) فيه «آخذ
بحلقة الجنة
فأُقَعْقِعُها» أى أحرّكها
لتصوّت. والقَعْقَعة : حكاية حركة الشىء يسمع له صوت.
(س) ومنه حديث أبى
الدّرداء «شرّ النساء السّلفعة التى تسمع لأسنانها
قَعْقَعة».
وحديث سلمة «فقَعْقَعُوا لك السلاح فطار سلاحك».
(س [ه]) وفيه «فجىء
بالصّبىّ ونفسه تَقَعْقَع» أى تضطرب وتتحرّك. أراد : كلّما صار إلى حال لم يلبث أن
ينتقل إلى أخرى تقرّبه من الموت.
(قعيقعان) (س) فيه ذكر «قُعَيْقِعان» هو جبل بمكة. قيل : سمّى به ، لأنّ جرهما لمّا تحاربوا
كثرت قَعْقَعَةُ السلاح هناك.
__________________
(قعنب) (س [ه]) فى حديث
عيسى بن عمر «أقبلت مجرمّزا حتى اقْعَنْبَيْتُ
بين يدى الحسن» اقْعَنْبَى الرجل : إذا جعل يديه على الأرض وقعد مستوفزا.
(قعا) (س) فيه «أنه نهى
عن الإِقْعاء فى الصلاة» وفى رواية «نهى أن يُقْعِيَ الرجل فى الصلاة» الإِقْعاء : أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض ، وينصب ساقيه وفخذيه ،
ويضع يديه على الأرض كما
يُقْعِي الكلب.
وقيل : هو أن يضع
أليتيه على عقبيه بين السجدتين. والقول الأوّل.
ومنه الحديث «أنه
عليه الصلاة والسلام أكل مُقْعِياً» أراد أنه كان يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزا غير
متمكّن.
(باب القاف مع الفاء)
(قفد) ـ فى حديث معاوية
«قال ابن المثنّى : قلت لأميّة : ما حطأنى [منك] حطأة ، قال : قَفَدَني
قَفْدة» القَفْد : صفع الرأس ببسط الكفّ من قبل القفا.
(قفر) (س) فيه «ما أَقْفَرَ بيت فيه خلّ» أى ما خلا من الإدام ولا عدم أهله الأدم. والقَفَار : الطعام بلا أدم. وأَقْفَرَ الرجل : إذا أكل الخبز وحده ، من القَفْر والقَفار ، وهى الأرض الخالية التى لا ماء بها.
وقد تكرر ذكر «القَفْر» فى الحديث. وجمعه : قِفار. وأَقْفَر فلان من أهله إذا انفرد. والمكان من سكّانه إذا خلا.
ومنه حديث عمر «فإنّى
لم آتهم ثلاثة أيام وأحسبهم مُقْفِرين» أى خالين من الطعام.
ومنه حديثه الآخر
«قال للأعرابى الذى أكل عنده : كأنك مُقْفِر».
(س) وفيه «أنه سئل
عمّن يرمى الصّيد
فيَقْتَفِر أثره» أى
يتتبّعه. يقال : اقْتَفَرْتُ
الأثر وتَقَفَّرْتُه إذا تتبّعته وقفوته.
__________________
(ه) ومنه حديث
يحيى بن يعمر «ظهر قبلنا أناس يَتَقَفَّرون
العلم» ويروى «يَقْتَفِرون» أى يتطلّبونه.
وحديث ابن سيرين «إن
بنى إسرائيل كانوا يجدون محمدا منعوتا عندهم فى التوراة ، وأنه يخرج من بعض هذه
القرى العربية ، فكانوا
يَقْتَفِرُون الأثر».
(قفز)
فيه «لا تنتقب
المحرمة ولا تلبس قُفَّازا» وفى رواية «لا تنتقب ، ولا تبرقع ولا تَقَفَّز» هو بالضم والتشديد : شىء يلبسه نساء العرب فى أيديهنّ
يغطّى الأصابع والكف والساعد من البرد ، ويكون فيه قطن محشوّ.
وقيل : هو ضرب من
الحلىّ تتّخذه المرأة ليديها.
ومنه حديث ابن عمر
«أنه كره للمحرمة لبس القُفَّازَيْن».
(ه) وحديث عائشة «أنّها
رخّصت لها فى لبس القُفَّازَيْن».
(ه) وفيه «أنه نهى
عن قَفِيز الطّحّان» هو أن يستأجر رجلا ليطحن له حنطة معلومة بقَفِيزٍ من دقيقها. والقَفِيز : مكيال يتواضع الناس عليه ، وهو عند أهل العراق ثمانية
مكاكيك.
(قفش) (ه) فى حديث عيسى عليهالسلام «أنه لم يخلّف إلّا
قَفْشَين ومخذفة» القَفْش : الخفّ القصير. وهو فارسى معرّب ، أصله كفش . والمخذفة : المقلاع.
(قفص) (ه) فى حديث أبى
هريرة «وأن تعلو التّحوت الوعول ، قيل : ما التّحوت؟ قال : بيوت القافِصة يرفعون فوق صالحيهم» القافِصة : اللّئام ، والسين فيه أكثر.
قال الخطّابى :
ويحتمل أن يكون أراد
بالقافِصة ذوى العيوب ، من
قولهم : أصبح فلان قَفِصاً إذا فسدت معدته وطبيعته.
(س) وفى حديث أبى
جرير «حججت فلقينى رجل مُقَفِّص
ظبيا ، فاتّبعته
فذبحته وأنا ناس لإحرامى» المُقَفَّصُ
: الذى شدّت يداه
ورجلاه ، مأخوذ من القَفَص
الذى يحبس فيه
الطّير. والقَفِص : المنقبض بعضه إلى بعض.
__________________
(قفع) (ه) فى حديث عمر «ذكر
عنده الجراد فقال : وددت أنّ عندنا منه قَفْعَةً أو
قَفْعَتين» هو شىء شبيه
بالزّبيل من الخوص ليس له عرى وليس بالكبير.
وقيل : هو شىء
كالقفّة تتّخذ واسعة الأسفل ضيّقة الأعلى.
(س) وفى حديث
القاسم بن مخيمرة «أنّ غلاما مرّ به فعبث به ، فتناوله القاسم ، فقَفَعَه قَفْعَةً شديدة » أى ضربه. والمِقْفَعَة : خشبة تضرب بها الأصابع ، أو هو من قَفَعَه عمّا أراد : إذا صرفه عنه.
(قفعل) (س) فى حديث
الميلاد «يد
مُقْفَعِلَّة» أى متقبّضة.
يقال : اقْفَعَلَّت يده إذا قبضت وتشنّجت.
(قفف) (س) فى حديث أبى
موسى «دخلت عليه فإذا هو جالس على رأس البئر وقد توسّط قُفها» قُفُ
البئر : هو
الدّكّة التى تجعل حولها. وأصل القُفِ
: ما غلظ من الأرض
وارتفع ، أو هو من القَفِ
: اليابس ، لأنّ
ما ارتفع حول البئر يكون يابسا فى الغالب.
والقُفُ أيضا : واد من أودية المدينة عليه مال لأهلها.
(ه) ومنه حديث
معاوية «أعيذك بالله أن تنزل واديا فتدع أوّله يرفّ وآخره يَقِفُ» أى ييبس.
(س [ه]) ومنه حديث
رقيقة «فأصبحت مذعورة وقد
قَفَ جلدى» أى تقبّض ،
كأنه قد يبس وتشنّج. وقيل : أرادت قَفَ
شعرى فقام من
الفزع.
(س) ومنه حديث
عائشة «لقد تكلّمت بشىء
قَفَ له شعرى».
(ه) وفى حديث أبى
ذر «ضعى قُفَّتَك» القُفَّة : شبه زبيل صغير من خوص يجتنى فيه الرّطب ، وتضع النساء
فيه غزلهنّ ، ويشبّه به الشيخ والعجوز.
(ه) ومنه حديث أبى
رجاء «يأتوننى فيحملوننى كأنى قُفَّة حتى يضعونى فى مقام الإمام ، فأقرأ بهم الثلاثين والأربعين
فى ركعة».
وقيل : القُفَّة هاهنا : الشجرة اليابسة البالية.
__________________
وقال الأزهرى :
الشجرة بالفتح ، والزّبيل بالضم.
(ه) وفيه «أنّ
بعضهم ضرب مثلا فقال : إنّ قَفَّافاً ذهب إلى صيرفىّ بدراهم» القَفَّاف
: الذى يسرق
الدراهم بكفّه عند الانتقاد. يقال : قَفَ
فلان درهما.
[ه] وفى حديث عمر
«قال له حذيفة : إنك تستعين بالرجل الفاجر ، فقال : إنى لأستعين بالرجل لقوّته ،
ثم أكون على قَفَّانِه» قَفَّانُ
كل شىء : جُمّاعه
، واستقصاء معرفته. يقال : أتيته على قَفَّان
ذلك وقافيته : أى
على أثره.
يقول : أستعين
بالرجل الكافى القوىّ وإن لم يكن بذلك الثّقة ، ثم أكون من ورائه وعلى أثره ،
أتتبّع أمره وأبحث عن حاله ، فكفايته تنفعنى ، ومراقبتى له تمنعه من الخيانة.
وقَفَّان : فعّال ، من قولهم فى القفا : القَفَنّ . ومن جعل النون زائدة فهو فعلان.
وذكره الهروى
والأزهرى فى «قَفَفَ» على أن النون زائدة.
وذكره الجوهرى فى
قفن ، فقال : «القفّان : القفا ، والنون زائدة».
وقيل : هو معرب «قبّان»
الذى يوزن به.
وقيل : هو من
قولهم : فلان قبّان على فلان ، وقَفَّانٌ
عليه : أى أمين
يتحفّظ أمره ويحاسبه
(قفقف) (ه) فى حديث سهل
بن حنيف «فأخذته قَفْقَفَة» أى رعدة. يقال : تَقَفْقَف
من البرد إذا
انضمّ وارتعد.
ومنه حديث سالم بن
عبد الله «فلما خرج من عند هشام أخذته قَفْقَفَة».
(قفل) فى حديث جبير بن
مطعم «بينا هو يسير مع النبى صلىاللهعليهوسلم مَقْفَلَه
من حنين» أى عند
رجوعه منها ، والمَقْفَل
: مصدر قَفَل يَقْفِلُ إذا عاد من سفره. وقد يقال للسّفر :
__________________
قُفُول
، فى الذهاب
والمجىء ، وأكثر ما يستعمل فى الرّجوع. وقد تكرر فى الحديث.
وجاء فى بعض
رواياته «أَقْفَلَ الجيش وقلّما
أَقْفَلْنا» والمعروف قَفَل وقَفَلْنا ، وأَقْفَلْنا غيرنا ، وأُقْفِلْنا ، على ما لم يسمّ فاعله.
(س) ومنه حديث ابن
عمر «قَفْلة كغزوة» القَفْلَة : المرّة من القُفول
: أى إنّ أجر
المجاهد فى انصرافه إلى أهله بعد غزوه كأجره فى إقباله إلى الجهاد ، لأنّ فى قُفُوله راحة للنّفس ، واستعدادا بالقوّة للعود ، وحفظا لأهله
برجوعه إليهم.
وقيل : أراد بذلك
التّعقيب ، وهو رجوعه ثانيا فى الوجه الذى جاء منه منصرفا ، وإن لم يلق عدوّا ولم
يشهد قتالا ، وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاهم ، لأحد أمرين : أحدهما أنّ
العدوّ إذا رآهم قد انصرفوا عنهم أمنوهم وخرجوا من أمكنتهم ، فإذا قَفَلَ الجيش إلى دار العدوّ نالوا الفرصة منهم فأغاروا عليهم ،
والآخر أنهم إذا انصرفوا ظاهرين لم يأمنوا أن يقفو العدوّ أثرهم فيوقعوا بهم وهم
غارّون ، فربما استظهر الجيش أو بعضهم بالرّجوع على أدراجهم ، فإن كان من العدوّ
طلب كانوا مستعدّين للقائهم ، وإلا فقد سلموا وأحرزوا ما معهم من الغنيمة.
وقيل : يحتمل أن
يكون سئل عن قوم قَفَلوا لخوفهم أن يدهمهم من عدوّهم من هو أكثر عددا منهم فقَفَلُوا ؛ ليستضيفوا إليهم عددا آخر من أصحابهم ثم يكرّوا على
عدوّهم.
(س) وفى حديث عمر
«أنه قال : أربع مُقْفَلَات
: النّذر والطلاق
والعتاق والنّكاح» أى لا مخرج منهنّ لقائلهنّ ، كأنّ عليهنّ أَقفالاً ، فمتى جرى بها اللسان وجب بها الحكم. وقد
أَقْفَلْت الباب فهو مُقْفَل.
(قفن) (ه) فى حديث
النّخعىّ «سئل عمّن ذبح فأبان الرأس قال : تلك القَفِينةُ ، لا بأس بها» هى المذبوحة من قبل القفا. ويقال للقفا :
القفنّ ، فهى فعيلة بمعنى مفعولة. يقال : قَفَنَ
الشاة واقْتَفَنَها.
__________________
وقال أبو عبيد :
هى التى يبان رأسها بالذّبح.
ومنه حديث عمر «ثم
أكون على قَفَّانه» عند من جعل النون أصلية. وقد تقدّم.
(قفا)
[ه] فى أسمائه
عليه الصلاة والسلام «المُقَفِّي» هو المولىّ الذاهب. وقد
قَفَّى يُقَفِّي فهو مُقَفٍ : يعنى أنه آخر الأنبياء المتّبع لهم ، فإذا قَفَّى فلا نبىّ بعده.
(س) ومنه الحديث «فلما قَفَّى قال كذا» أى ذهب مولّيا ، وكأنه من القَفا : أى أعطاه قَفَاه
وظهره.
(ه) ومنه الحديث «ألا
أخبركم بأشدّ حرّا منه يوم القيامة؟ هذينك الرّجلين المُقَفِّيين» أى المولّيين. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفى حديث طلحة
«فوضعوا اللّجّ على قَفَيَ» أى وضعوا السيف على قَفايَ
، وهى لغة طائيّة
، يشدّدون ياء المتكلم.
(س) وفى حديث عمر
، كتب إليه صحيفة فيها :
فما قلص وجدن
معقّلات
|
|
قَفا سلع بمختلف
التّجار
|
سلع : جبل ، وقَفَاه : وراءه وخلفه.
(ه) وفى حديث ابن
عمر «أخذ المسحاة
فاستَقْفاه ، فضربه بها حتى
قتله» أى أتاه من قبل قفاه. يقال : تَقَفَّيت
فلانا واسْتَقْفَيْته.
(ه) وفيه «يعقد
الشيطان على قافِية أحدكم ثلاث عقد» القافِية : القَفَا. وقيل : قافِية الرأس : مؤخّره. وقيل : وسطه ، أراد تثقيله فى النّوم
وإطالته ، فكأنه قد شد عليه شدادا وعقده ثلاث عقد.
(ه) وفى حديث عمر
«اللهم إنّا نتقرّب إليك بعمّ نبيّك وقَفِيَّةِ آبائه وكبر رجاله» يعنى العبّاس ، يقال : هذا قَفِيّ الأشياخ وقَفِيَّتُهم. إذا كان الخلف منهم ، مأخوذ من : قَفَوْتُ الرجل إذا تبعته. يعنى أنه خلف آبائه وتلوهم وتابعهم ، كأنه
ذهب إلى استسقاء أبيه عبد المطلب لأهل الحرمين حين أجدبوا فسقاهم الله به.
وقيل : القَفِيَّة : المختار. واقْتَفَاه
إذا اختاره. وهو القَفْوة ، كالصّفوة ، من اصطفاه.
وقد تكرر ذكر «القَفْو والاقْتِفاء» فى الحديث اسما ، وفعلا ، ومصدرا. يقال : قَفَوْته ، وقَفَيْتُه
، واقْتَفَيته إذا تبعته واقتديت به .
(س) وفيه «نحن بنو
النّضر بن كنانة ، لا ننتفى من أبينا ولا
نَقْفُو أمّنا» أى لا
نتّهمها ولا نقذفها. يقال : قَفَا فلان فلانا إذا قذفه بما ليس فيه.
وقيل : معناه : لا
نترك النّسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمّهات.
(س) ومن الأوّل حديث
القاسم بن مخيمرة «لا حدّ إلّا فى القَفْوِ البيّن» أى القذف الظاهر.
(س) وحديث حسان بن
عطية «من قَفَا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله فى ردغة الخبال».
(باب القاف مع القاف)
(قق) (ه) فيه «قيل لابن
عمر : ألا تبايع أمير المؤمنين؟ يعنى ابن الزّبير ، فقال : والله ما شبّهت بيعتهم إلّا
بقَقَّة ، أتعرف ما القَقَّة ؟ الصّبىّ يُحدِث ويضع يديه فى حدثه فتقول له أمه : «قَقَّة» وروى «قِقَة» بكسر الأولى وفتح الثانية وتحفيفها.
وقال الأزهرى : فى
الحديث : إنّ فلانا وضع يده فى قِقَة ، والقِقَة : مشى الصّبىّ وهو حدث .
وحكى الهروى عنه
أنه لم يجىء عن العرب ثلاثة أحرف من جنس واحد فى كلمة إلّا قولهم : قعد الصّبىّ
على قَقَقِه ، وصصصه .
وقال الخطابى : قَقَّة : شىء يردّده الطفل على لسانه قبل أن يتدرّب بالكلام ،
فكأنّ ابن عمر أراد تلك بيعة تولّاها الأحداث ومن لا يعتبر به.
__________________
وقال الزمخشرى :
هو صوت يصوّت به الصّبىّ ، أو يصوّت له به إذا فزع من شىء أو فزّع ، أو إذا وقع فى
قذر.
وقيل : القَقَّة : العقى الذى يخرج من بطن الصّبىّ حين يولد ، وإياه عنى
ابن عمر حين قيل له : هلّا بايعت أخاك عبد الله بن الزبير؟ فقال : «إنّ أخى وضع
يده فى قَقَّة» أى لا أنزع يدى من جماعة وأضعها فى فرقة.
(باب القاف مع اللام)
(قلب) (ه) فيه «أتاكم
أهل اليمن ، هم أرقّ قلوباً وألين أفئدة» القُلُوب
: جمع القَلْب ، وهو أخصّ من الفؤاد فى الاستعمال.
وقيل : هما قريبان
من السّواء ، وكرّر ذكرهما لاختلاف لفظيهما تأكيدا. وقَلْب كل شىء : لبّه وخالصه.
ومنه الحديث «إنّ
لكلّ شىء قَلْباً ، وقَلْبُ
القرآن ياسين».
(ه) والحديث الآخر
«إن يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام كان يأكل الجراد وقُلُوب الشجر» يعنى الذى ينبت فى وسطها غضّا طريّا قبل أن يقوى
ويصلب ، واحدها : قُلْب
بالضم ، للفرق.
وكذلك قُلْب النخلة.
(ه) وفيه «كان
عليّ قرشيّا
قَلْباً» أى خالصا من
صميم قريش. يقال : هو عربىّ قَلْب
: أى خالص.
وقيل : أراد فهما
فطنا ، من قوله تعالى «إِنَّ
فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ».
(س) وفى حديث دعاء
السّفر «أعوذ بك من كآبة
المُنْقَلَب» أى الانقِلاب من السّفر ، والعود إلى الوطن ، يعنى أنه يعود إلى بيته
فيرى فيه ما يحزنه. والانقِلاب
: الرّجوع مطلقا.
ومنه حديث صفيّة
زوج النبى صلىاللهعليهوسلم «ثم قمت لأَنْقَلِب
، فقام معى ليَقْلِبَني» أى لأرجع إلى بيتى فقام معى يصحبنى.
__________________
ومنه حديث المنذر
بن أبى أسيد حين ولد «فأَقْلَبُوه
، فقالوا : أَقْلَبْناه
يا رسول الله» هكذا
جاء فى رواية مسلم ، وصوابه «قَلَبْناه» : أى رددناه.
(س) ومنه حديث أبى
هريرة «أنه كان يقول لمعلّم الصبيان : اقْلِبْهم» أى اصرفهم إلى منازلهم.
(ه) وفى حديث عمر
«بينا يكلّم إنسانا إذ اندفع جرير يطريه ويطنب ، فأقبل عليه فقال : ما تقول يا
جرير؟ وعرف الغضب فى وجهه ، فقال : ذكرت أبا بكر وفضله ، فقال عمر : اقْلِب قَلَّابُ» وسكت.
هذا مثل يضرب لمن
تكون منه السّقطة فيتداركها ، بأن يَقْلِبَها عن جهتها ويصرفها إلى غير معناها ، يريد : اقْلِبْ يا
قَلَّابُ ، فأسقط حرف
النداء ، وهو غريب ، لأنه إنما يحذف مع الأعلام.
(ه) وفى حديث شعيب
وموسى عليهماالسلام «لك من غنمى ما جات به قالِبَ
لون» تفسيره فى
الحديث : أنها جاءت على غير ألوان أمّهاتها ، كأنّ لونها قد انْقَلَب.
ومنه حديث عليّ فى
صفة الطيور «فمنها مغموس فى قالِبِ
لون لا يشوبه غير
لون ما غمس فيه».
[ه] وفى حديث
معاوية «لمّا احتضر ، وكان يُقَلب
على فراشه فقال :
إنكم لتُقَلِّبُون حوّلا
قُلَّبا إن وقى كبّة
النار » أى رجلا عارفا بالأمور ، قد ركب الصّعب والذّلول ، وقَلَبَها ظهرا لبطن ، وكان محتالا فى أموره حسن التَّقَلُّب.
__________________
وفى حديث ثوبان «إنّ
فاطمة حلّت الحسن والحسين بقُلْبَيْنِ
من فضّة» القُلْب : السوار.
ومنه الحديث «أنه
رأى فى يد عائشة
قُلْبَيْن».
ومنه حديث عائشة
فى قوله تعالى «(وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) ، قالت : القُلْبُ
والفَتَخَة» وقد
تكرر فى الحديث.
(س) وفيه «فانطلق
يمشى ما به قَلَبَة» أى ألم وعلّة.
(س) وفيه «أنه وقف
على قَلِيب بدر» القَلِيب
: البئر التى لم
تطو ، ويذكّر ويؤنث. وقد تكرر.
وفيه «كان نساء
بنى إسرائيل يلبسن القَوالِب» جمع قالِب
، وهو نعل من خشب
كالقبقاب ، وتكسر لامه وتفتح. وقيل : إنه معرّب.
(س) ومنه حديث ابن
مسعود «كانت المرأة تلبس القالِبَيْن
تطاول بهما».
(قلت) (ه) فيه «إنّ
المسافر وماله لعلى قَلَتٍ
إلّا ما وقى الله»
القَلَتُ : الهلاك. وقد
قَلِتَ يَقْلَت قَلَتاً : إذا هلك.
[ه] ومنه حديث أبى
مجلز «لو قلت لرجل وهو على مَقْلَتةٍ : اتّق الله رعته فصرع غرمته» أى على مهلكة فهلك غرمت ديته.
[ه] وفى حديث ابن
عباس «تكون المرأة
مِقْلاتاً ، فتجعل على
نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده» المِقْلَات
من النساء : التى
لا يعيش لها ولد. وكانت العرب تزعم أنّ المِقلات
إذا وطئت رجلا
كريما قتل غدرا عاش ولدها.
ومنه الحديث «تشتريها
أكايس النساء للخافية والإِقْلَات».
__________________
وفيه ذكر «قِلات السّيل» هى جمع قَلْت
، وهو النّقرة فى
الجبل يستنقع فيها الماء إذا انصبّ السّيل.
(قلح) [ه] فيه «ما لى
أراكم تدخلون علىّ قُلْحاً» القَلَح
: صفرة تعلو
الأسنان ، ووسخ يركبها. والرجل أَقْلَح
، والجمع : قُلْح ، من قولهم للمتوسّخ الثياب : قَلِحٌ ، وهو حثّ على استعمال السّواك.
(س) ومنه حديث كعب
«المرأة إذا غاب زوجها
تَقَلَّحَتْ» أى توسّخت
ثيابها ، ولم تتعهّد نفسها وثيابها بالتنظيف. ويروى بالفاء. وقد تقدّم.
(قلد) [ه] فيه «قَلِّدُوا الخيل ولا
تُقَلِّدُوها الأوتار» أى قَلِّدُوها طلب أعداء الدين والدفاع على المسلمين ، ولا تُقَلِّدوها طلب أوتار الجاهليّة وذحولها التى كانت بينكم.
والأوتار : جمع
وتر بالكسر ، وهو الدّم وطلب الثأر ، يريد اجعلوا ذلك لازما لها فى أعناقها لزوم القَلَائد للأعناق.
وقيل : أراد
بالأوتار : جمع وتر القوس : أى لا تجعلوا فى أعناقها الأوتار فتختنق ، لأنّ الخيل
ربما رعت الأشجار فنشبت الأوتار ببعض شعبها فخنقتها .
وقيل : إنما نهاهم
عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تَقْليد الخيل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى ، فتكون كالعوذة
لها ، فنهاهم وأعلمهم أنها لا تدفع ضررا ولا تصرف حذرا.
(ه) وفى حديث
استسقاء عمر «فقَلَّدَتْنا السماء
قِلْداً ، كلّ خمس عشرة
ليلة» أى مطرتنا لوقت معلوم ، مأخوذ من قِلْد الحمّى ، وهو يوم نوبتها. والقِلْد : السّقى. يقال : قَلَدْتُ
الزّرع إذا سقيته.
(ه س) ومنه حديث
ابن عمرو «أنه قال لقيّمه على الوهط : إذا أقمت قِلْدَك
من الماء فاسق
الأقرب فلأقرب» أى إذا سقيت أرضك يوم نوبتها فأعط من يليك.
وفى حديث قتل ابن
أبى الحقيق «فقمت إلى الأَقاليد فأخذتها» هى جمع : إِقْلِيد ، وهو المفتاح.
__________________
(قلس) (س) فيه «من قاء
أو قَلَسَ فليتوضّأ» القَلَس
بالتحريك ، وقيل
بالسكون : ما خرج من الجوف ملء الفم ، أو دونه وليس بقىء ، فإن عاد فهو القىء.
(ه) وفى حديث عمر
«لمّا قدم الشام لقيه المُقَلِّسون
بالسّيوف
والرّيحان » هم الذين يلعبون بين يدى الأمير إذا وصل البلد ، الواحد :
مُقَلِّس.
(ه) وفيه «لمّا
رأوه قَلَّسُوا له» التَّقْليس
: التّكفير ، وهو
وضع اليدين على الصّدر ، والانحناء ، خضوعا واستكانة.
وفيه ذكر «قالِس» بكسر اللام : موضع أقطعه النبى عليه الصلاة والسلام [بنى
الأحبّ من عذرة ] له ذكر فى حديث عمرو بن حزم.
(قلص) (س) فى حديث عائشة
«فقَلَصَ دمعى حتى ما أحسّ منه قطرة» أى ارتفع وذهب. يقال : قَلَصَ الدّمع ، مخفّفا ، وإذا شدّد فللمبالغة.
ومنه حديث ابن
مسعود «إنه قال للضّرع : اقْلِصْ
، فقَلَصَ» أى اجتمع.
ومنه حديث عائشة «أنها
رأت على سعد درعا
مُقَلِّصة» أى مجتمعة
منضمّة. يقال : قَلَّصَت
الدّرع وتَقَلَّصَت ، وأكثر ما يقال فيما يكون إلى فوق.
(س) وفى حديث عمر
«كتب إليه أبيات فى صحيفة منها :
قَلَائِصَنَا
هداك الله إنّا
|
|
شغلنا عنكم زمن
الحصار
|
القلائص
: أراد بها ها هنا
النساء ، ونصبها على المفعول بإضمار فعل : أى تدارك قَلَائِصَنا. وهى فى الأصل جمع قَلُوص
، وهى الناقة
الشابّة. وقيل : لا تزال قَلُوصاً حتى تصير بازلا ، وتجمع على قِلاص وقُلُص
، أيضا.
ومنه الحديث «لتتركنّ
القِلَاصُ فلا يسعى عليها» أى لا يخرج ساع إلى زكاة ؛ لقلة حاجة الناس
إلى المال واستغنائهم عنه.
__________________
ومنه حديث ذى
المشعار «أتوك على قُلُصٍ
نواج».
(س) وحديث عليّ «على
قُلُصٍ نواج» وقد تكررت فى الحديث مفردة ومجموعة.
(قلع) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «إذا مشى تَقَلَّعَ» أراد قوّة مشيه ، كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويّا ،
لا كمن يمشى اختيالا ويقارب خطاه ؛ فإنّ ذلك من مشى النّساء ويوصفن به.
(ه) وفى حديث [ابن
] أبى هالة فى صفته عليهالسلام «إذا زال زال قَلْعاً» يروى بالفتح والضم ، فبالفتح : هو مصدر بمعنى الفاعل : أى
يزول قالِعاً لرجله من الأرض ، وهو بالضم إمّا مصدر أو اسم ، وهو بمعنى
الفتح.
وقال الهروى :
قرأت هذا الحرف فى كتاب «غريب الحديث» لابن الأنبارىّ «قَلِعاً» بفتح القاف وكسر اللام. وكذلك قرأته بخطّ الأزهرى ، وهو كما جاء فى حديث آخر «كأنما ينحطّ من صبب» والانحدار : من
الصّبب والتَّقَلُّع : من الأرض قريب بعضه من بعض ، أراد أنه كان يستعمل التّثبّت ، ولا يبين منه فى هذه الحالة استعجال ومبادرة شديدة .
(ه) وفى حديث جرير
«قال : يا رسول الله إنى رجل قِلْعٌ
فادع الله لى» قال
الهروى : القِلْع : الذى لا يثبت على السّرج. قال : ورواه بعضهم «قَلِع» بفتح القاف وكسر اللام بمعناه. وسماعى «القِلْع».
وقال الجوهرى :
رجل قِلْعُ القدم ، بالكسر : إذا كانت قدمه لا تثبت عند الصّراع. وفلان قُلَعَة : إذا كان يَتَقَلَّع
عن سرجه.
__________________
وفيه «بئس المال القُلْعَةُ» هو العاريّة ؛ لأنه غير ثابت فى يد المستعير ومُنْقَلِعٌ إلى مالكه.
ومنه حديث عليّ «أحذّركم
الدنيا فإنها منزل قُلْعَة» أى تحوّل وارتحال.
(ه) وفى حديث سعد
«قال لمّا نودى : ليخرج من فى المسجد إلا آل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وآل عليّ : خرجنا من المسجد نجرّ قِلاعَنا» أى كنفنا وأمتعتنا ، واحدها : قَلْع بالفتح ، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعى ومتاعه.
(ه) وفى حديث عليّ
«كأنه قِلْعُ دارىّ» القِلْع
بالكسر : شراع
السّفينة. والدارىّ : البحّار والملّاح.
[ه] ومنه حديث مجاهد
«فى قوله تعالى : (وَلَهُ الْجَوارِ
الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ)» [قال] ما رفع قلعه» والجوارى : السّفن والمراكب.
وفيه «سيوفنا قَلَعيَّة» منسوبة إلى القَلَعة ـ بفتح القاف
واللام ـ وهى موضع بالبادية تنسب السّيوف إليه.
(ه) وفيه «لا يدخل
الجنة قَلَّاعٌ ولا ديبوب» هو الساعى إلى السلطان بالباطل فى حق الناس ،
سمّى به لأنه يَقْلَع
المتمكّن من قلب
الأمير ، فيزيله عن رتبته ، كما
يُقْلَع النّبات من الأرض
ونحوه. والقَلَّاع أيضا : القوّاد ، والكذّاب ، والنّبّاش ، والشّرطىّ.
(ه) ومن الأول حديث
الحجّاج «قال لأنس : لأقْلَعَنَّك
قَلْعَ الصّمغة» أى
لأستأصلنّك كما يستأصل الصّمغة
قالِعُها من الشجرة .
وفى حديث
المزادتين «لقد
أَقْلَع عنها» أى كفّ وترك
، وأَقْلَعَ المطر : إذا كفّ وانقطع. وأَقْلَعَت
عنه الحمّى : إذا
فارقته.
__________________
(قلف) (ه) فى حديث ابن
المسيّب «كان يشرب العصير ما لم يَقْلِف» أى يزبد. وقَلَفْتُ
الدّنّ : فضضت عنه
طينه.
وفى حديث بعضهم ،
فى الأَقْلَفِ يموت «هو الذى لم يختن» والقُلْفَة : الجلدة التى تقطع من ذكر الصّبىّ.
(قلق) (ه) فيه :
إليك تعدو قَلِقاً وضينها
|
|
مخالفا دين
النّصارى دينها
|
القَلَق
: الانزعاج.
والوضين : حزام الرّحل.
أخرجه الهروى عن
عبد الله بن عمر .
وقد أخرجه
الطّبرانى فى «المعجم» عن سالم بن عبد الله عن أبيه «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أفاض من عرفات. وهو يقول ذلك» والحديث مشهور بابن عمر من
قوله.
(س) ومنه حديث
عليّ «أَقْلِقُوا السّيوف فى الغمد» أى حرّكوها فى أغمادها قبل أن تحتاجوا
إلى سلّها ليسهل عند الحاجة إليها.
(قلل) (س) فى حديث عمرو
بن عبسة «قال له : إذا ارتفعت الشمس فالصلاة محظورة حتى يَسْتَقِلَ الرّمح بالظل» أى حتى يبلغ ظلّ الرّمح المغروس فى الأرض
أدنى غاية القِلَّة والنّقص ؛ لأنّ ظلّ كل شىء فى أوّل النهار يكون طويلا ، ثم
لا يزال ينقص حتى يبلغ أقصره ، وذلك عند انتصاف النهار ، فإذا زالت الشمس عاد
الظّل يزيد ، وحينئذ يدخل وقت الظّهر وتجوز الصلاة ويذهب وقت الكراهة. وهذا الظّل
المتناهى فى القصر هو الذى يسمّى ظلّ الزوال : أى الظّلّ الذى تزول الشمس عن وسط
السماء ، وهو موجود قبل الزيادة.
فقوله «يَسْتَقِل الرّمح بالظّل» هو من القِلَّة لا من الإِقْلال
والاسْتِقْلال الذى بمعنى الارتفاع والاستبداد. يقال : تَقَلَّلَ الشىء ، واسْتَقَلَّه
، وتَقالَّه : إذا رآه قليلا.
__________________
ومنه حديث أنس «أن
نفرا سألوا عن عبادة النبى صلىاللهعليهوسلم ، فلما أخبروا كأنهم تَقَالُّوها» أى اسْتَقَلُّوها ، وهو تفاعل من القِلَّة.
ومنه الحديث الآخر
«كأن الرجل تَقَالَّها».
(س) ومنه الحديث «أنه
كان يُقِلُ اللّغو» أى لا يلغو أصلا. وهذا اللفظ يستعمل فى نفى أصل
الشىء ، كقوله تعالى : «فَقَلِيلاً
ما يُؤْمِنُونَ» ويجوز أن يريد باللّغو الهزل والدّعابة ، وأنّ ذلك كان منه قَلِيلا.
(ه) ومنه حديث ابن
مسعود «الرّبا وإن كثر فهو إلى قُلٍ» القُلُ
بالضم : القِلَّة ، كالذّلّ والذّلّة : أى أنه وإن كان زيادة فى المال عاجلا
فإنه يؤول إلى نقص ، كقوله تعالى : «يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي
الصَّدَقاتِ».
(ه) وفيه «إذا بلغ
الماء قُلَّتين لم يحمل نجسا» القُلَّة : الحبّ العظيم. والجمع : قِلال. وهى معروفة
بالحجاز.
(ه) ومنه الحديث
فى صفة سدرة المنتهى «نبقها مثل قِلال
هجر» وهجر : قرية
قريبة من المدينة ، وليست هجر البحرين. وكانت تعمل بها القِلال ، تأخذ الواحدة منها مزادة من الماء ، سمّيت قُلَّة لأنها
تُقَلّ : أى ترفع وتحمل.
وفى حديث العباس «فحثا
فى ثوبه ثم ذهب يُقِلُّه
فلم يستطع» يقال :
أَقَلَ الشىء
يُقِلُّه ، واسْتَقَلَّه يَسْتَقِلُّه إذا رفعه وحمله.
(س) ومنه الحديث «حتى
تَقَالَّت الشمس» أى اسْتَقَلَّت
فى السماء وارتفعت
وتعالت.
(س) وفى حديث عمر
«قال لأخيه زيد لمّا ودّعه وهو يريد اليمامة : ما هذا القِلُ الذى أراه بك؟» القِلُ
بالكسر : الرّعدة.
(قلقل) (س) فى حديث عليّ
«قال أبو عبد الرحمن السّلمى : خرج عليّ وهو
يَتَقَلْقَلُ» التَّقَلْقُل : الخفّة والإسراع ، من الفرس القُلْقُل بالضم ، ويروى بالفاء. وقد تقدّم.
وفيه «ونفسه تَقَلْقَلُ فى صدره» أى تتحرّك بصوت شديد. وأصله الحركة والاضطراب
__________________
(قلم) (س) فيه «اجتاز
النبىّ صلىاللهعليهوسلم بنسوة فقال : أظنّكنّ مُقَلَّماتٍ» أى ليس عليكنّ حافظ ، كذا قال ابن الأعرابى فى نوادره ،
حكاه أبو موسى.
وفيه «عال قَلَمُ زكريا عليهالسلام» هو هاهنا القدح والسّهم الذى يتقارع به ، سمّى بذلك لأنه
يبرى كبرى القَلم. وقد تكرر ذكر «القَلم» فى الحديث. وتَقْلِيم
الأظفار : قصّها.
(قلن) (ه) فى حديث عليّ
«سأل شريحا عن امرأة طلّقت ، فذكرت أنها حاضت ثلاث حيض فى شهر واحد ، فقال شريح :
إن شهد ثلاث نسوة من بطانة أهلها أنها كانت تحيض قبل أن طلّقت ، فى كل شهر كذلك
فالقول قولها ، فقال له عليّ : قالُونْ» هى كلمة بالرّوميّة معناها : أصبت.
(قلهم) (ه) فيه «أنّ قوما
افتقدوا سخاب فتاتهم ، فاتّهموا امرأة ، فجاءت عجوز ففتّشت قَلْهَمَها» أى فرجها.
هكذا رواه الهروى
فى القاف . وقد كان رواه بالفاء. والصحيح أنه بالفاء وقد تقدّم.
(قلوص) (س) فى حديث مكحول
«أنه سئل عن القَلُّوص
، أيتوضّأ منه؟
فقال : ما لم يتغيّر» القَلّوص
: نهر قذر إلّا
أنه جار ، وأهل دمشق يسمّون النهر الذى تنصبّ إليه الأقذار والأوساخ : نهر قلّوط ،
بانطاء.
(قلا) فى حديث عمر «لمّا
صالح نصارى أهل الشام كتبوا له كتابا : إنّا لا نحدث فى مدينتنا كنيسة ولا قَلِيَّة ، ولا نخرج سعانين ، ولا باعوثا» القَلِيَّة : كالصّومعة ، كذا وردت ، واسمها عند النصارى : القَلَّاية ، وهو تعريب كلّادة ، وهى من بيوت عباداتهم.
(ه) وفيه «لو رأيت
ابن عمر ساجدا لرأيته مُقْلَوْلِياً» وفى رواية «كان لا يرى إلّا مُقْلَوْلِياً» هو المتجافى المستوفز. وفلان يَتَقَلَّى على فراشه : أى يتململ ولا يستقرّ.
وفسره بعض أهل
الحديث : كأنه على مِقْلًى
، قال الهروى :
وليس بشىء.
(ه) وفى حديث أبى
الدّرداء «وجدت الناس اخبر
تَقْلَهْ» القِلَى : البغض. يقال : قَلَاه
يَقْلِيه قِلًى وقَلًى إذا أبغضه.
__________________
وقال الجوهرى : «إذا
فتحت مددت . ويَقْلَاه
: لغة طيّىء».
يقول : جرّب الناس
، فإنك إذا جرّبتهم قَلَيْتَهم
وتركتهم لما يظهر
لك من بواطن سرائرهم.
لفظه لفظ الأمر ،
ومعناه الخبر : أى من جرّبهم وخبرهم أبغضهم وتركهم.
والهاء فى «تَقْلَه» للسّكت.
ومعنى نظم الحديث
: وجدت الناس مقولا فيهم هذا القول.
وقد تكر ذكر «القِلَى» فى الحديث.
(باب القاف مع الميم)
(قمأ) (س) فيه «أنه عليه
الصلاة والسلام كان يَقْمَأ إلى منزل عائشة كثيرا» أى يدخل. وقَمَأتُ بالمكان قَمْأً دخلته وأقمت به. كذا فسّر فى الحديث.
قال الزمخشرى : ومنه اقْتَمَأَ الشىء ، إذا جمعه.
(قمح) (ه) فيه «فرض رسول
الله صلىاللهعليهوسلم زكاة الفطر صاعا من برّ أو صاعا من قَمْح» البرّ والقَمح
هما الحنطة ، و «أو»
للشّك من الراوى ، لا للتّخيير.
وقد تكرر ذكر «القَمْح» فى الحديث.
(ه) وفى حديث أم
زرع «أشرب فأَتَقَمَّح» أرادت أنها تشرب حتى تروى وترفع رأسها. يقال : قَمَح البعير
يَقْمَح ، إذا رفع رأسه من
الماء بعد الرّىّ ، ويروى بالنون.
وفى حديث عليّ «قال
له النبيّ صلىاللهعليهوسلم : ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيّين ، ويقدم عليه
عدوّك غضابا
مُقْمَحِين ، ثم جمع يده إلى
عنقه ؛ يريهم كيف الإِقْمَاح» الإِقْماح
: رفع الرأس وغضّ
البصر. يقال : أَقْمَحه
الغلّ : إذا ترك
رأسه مرفوعا من ضيقه.
__________________
ومنه قوله تعالى :
«إِنَّا
جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ».
وفيه «أنه كان إذا
اشتكى تَقَمَّح كفّا من شونيز» أى استفّ كفّا من حبّة السّوداء. يقال : قَمِحْتُ السّويق ، بالكسر : إذا استففته.
(قمر) (ه) فى صفة
الدجّال «هجان أَقْمرُ» هو الشديد البياض. والأنثى قَمْراءُ.
ومنه حديث حليمة «ومعها
أتان قَمْراء» وقد تكرر ذكر «القُمْرة» فى الحديث.
(س) وفى حديث أبى
هريرة «من قال : تعال أُقَامِرْك
فليتصدّق» قيل :
يتصدّق بقدر ما أراد أن يجعله خطرا فى القِمَار.
(قمرص) ـ فى حديث ابن
عمير «لقارص قُمَارِصٌ يقطر منه البول» القُمَارِص
: الشديد القرص ،
لزيادة الميم.
قال الخطّابى : القُمارص : إتباع وإشباع ، أراد لبنا شديد الحموضة ، يقطر بول شاربه
لشدّة حموضته.
(قمس) (ه) فيه «أنه رجم
رجلا ثم صلّى عليه ، وقال : إنه الآن لَيَنْقَمِس
فى رياض الجنة» وروى «فى أنهار الجنة» يقال : قَمَسَه فى الماء
فانْقَمَس : أى غمسه وغطّه.
ويروى بالصاد وهو بمعناه.
(ه) ومنه حديث وفد
مذحج «فى مفازة تضحى أعلامها
قامِساً ، ويمسى سرابها
طامسا» أى تبدوا جبالها للعين ثم تغيب. وأراد كلّ علم من أعلامها ، فلذلك أفرد
الوصف ولم يجمعه.
وقال الزمخشرى : «ذكر
سيبويه أنّ أفعالا تكون للواحد ، وأنّ بعض العرب يقول : هو الأنعام ، واستشهد
بقوله تعالى : «وَإِنَّ
لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» وعليه جاء قوله : تضحى أعلامها قامِسا» وهو هاهنا فاعل بمعنى مفعول.
__________________
وفيه «لقد بلغت
كلماتك قامُوسَ البحر» أى وسطه ومعظمه.
(ه) ومنه حديث ابن
عباس ، وسئل عن المدّ والجزر فقال «ملك موكّل بقامُوسِ
البحر ، كلّما وضع رجله فاض ، فإذا رفعها غاض» أى زاد ونقص. وهو
فاعول ، من القَمْس.
(قمص) (ه) فيه «أنه قال
لعثمان : إن الله سَيُقَمِّصُك
قَمِيصا ، وإنك تلاص على
خلعه ، فإيّاك وخلعه!» يقال : قَمَّصْتُه
قَمِيصا إذا ألبسته
إيّاه. وأراد
بالقميص الخلافة. وهو من
أحسن الاستعارات .
(س) وفى حديث
المرجوم «إنه يتَقَمَّص
فى أنهار الجنة» أى
يتقلّب وينغمس. ويروى بالسين. وقد تقدّم.
(س) وفى حديث عمر
«فَقَمَص منها
قَمْصا» أى نفر وأعرض.
يقال : قَمَص الفرس قَمْصاً وقِماصاً ، وهو أن ينفر ويرفع يديه ويطرحهما معا.
(س) ومنه حديث
عليّ «أنه قضى فى القارصة والقامِصة والواقصة بالدية أثلاثا» القامِصة : النافرة الضاربة برجليها. وقد تقدّم بيان الحديث فى «القارصة».
ومنه حديثه الآخر
«قَمَصَتْ بأرجلها وقنصت بأحبلها».
(س) وحديث أبى
هريرة «لتَقْمِصَنَ بكم الأرض قِماصَ
البقر» يعنى
الزّلزلة.
ومنه حديث سليمان
بن يسار «فقَمَصتْ به فصرعته» أى وثبت ونفرت فألقته.
(قمط) (ه) فى حديث شريح
«اختصم إليه رجلان فى خصّ ، فقضى بالخصّ للذى تليه معاقد القُمُط» هى جمع قِمَاط ، وهى الشرط التى يشدّ بها الخصّ ويوثق ، من ليف أو خوص أو
غيرهما.
ومعاقد القُمُط تلى صاحب الخصّ. والخصّ : البيت الذى يعمل من القصب.
__________________
هكذا قال الهروى
بالضم.
وقال الجوهرى : «القِمْط بالكسر » كأنه عنده واحد.
(ه) وفى حديث ابن
عباس «فما زال يسأله شهرا
قميطاً» أى تامّا كاملا.
(قمع) [ه] فيه «ويل لأَقْماع القول ، ويل للمصرّين» وفى رواية «ويل لأَقْماع الآذان » الأَقْماع
: جمع قِمَع ، كضلع ، وهو الإناء الذى يترك فى رءوس الظّروف لتملأ
بالمائعات من الأشربة والأدهان.
شبّه أسماع الذين
يستمعون القول ولا يعونه ويحفظونه ويعملون به بالأَقماع
التى لا تعى شيئا
مما يفرغ فيها ، فكأنه يمرّ عليها مجازا ، كما يمرّ الشّراب فى الأَقْماع اجتيازا .
(س) ومنه الحديث «أوّل
من يساق إلى النار
الأَقْماع ، الذين إذا أكلوا
لم يشبعوا ، وإذا جمعوا لم يستغنوا» أى كأنّ ما يأكلونه ويجمعونه يمرّ بهم مجتازا
غير ثابت فيهم ولا باق عندهم.
وقيل : أراد بهم
أهل البطالات الذين لا همّ لهم إلا فى ترجئة الأيّام بالباطل ، فلا هم فى عمل
الدنيا ولا فى عمل الآخرة.
(ه) وفى حديث
عائشة والجوارى اللاتى كنّ يلعبن معها «فإذا رأين رسول الله صلىاللهعليهوسلم انْقَمَعْنَ» أى تغيّبن ودخلن فى بيت ، أو من وراء ستر. وأصله من القِمَع الذى على رأس الثمرة. أى يدخلن فيه كما تدخل الثمرة فى قِمَعِها.
ومنه حديث الذى
نظر فى شقّ الباب «فلما أن بصر به انْقَمع» أى ردّ بصره ورجع. يقال : أَقْمَعْتُ
الرجل عنّى إِقْماعا إذا اطّلع عليك فرددته عنك ، فكأنّ المردود أو الراجع قد دخل
فى قِمَعه.
ومنه حديث منكر
ونكير «فيَنْقَمِع العذاب عند ذلك» أى يرجع ويتداخل.
وفى حديث ابن عمر
«ثم لقينى ملك فى يده مِقْمَعة من حديد» المِقْمَعة بالكسر : واحدة
__________________
المَقَامِع
، وهى سياط تعمل
من حديد ، رءوسها معوجّة.
(قمقم)
ـ وفى حديث عليّ «يحملها
الأخضر المثعنجر ، والقَمْقَام
المسجّر» هو
البحر. يقال : وقع فى قَمْقَامٍ
من الأرض : إذا
وقع فى أمر شديد. والقَمْقَام
: السّيّد ، والعدد
الكثير.
وفى حديث عمر «لأن
أشرب قُمْقُماً أحرق ما أحرق أحبّ إلىّ من أن أشرب نبيذ جرّ» القُمْقُم : ما يسخّن فيه الماء من نحاس وغيره ، ويكون ضيّق الرأس.
أراد شرب ما يكون فيه من الماء الحارّ.
ومنه الحديث «كما
يغلى المرجل بالقُمْقُم» هكذا روى. ورواه بعضهم «كما يغلى المرجل والقُمْقُم» وهو أبين إن ساعدته صحّة الرواية.
(قمل)
(س) فى حديث عمر ،
وصفة النساء «منهنّ غلّ قَمِلٌ» أى ذو
قَمْل. كانوا يغلّون
الأسير بالقدّ وعليه الشّعر ، فيقْمَل
فلا يستطيع دفعه
عنه بحيلة.
وقيل : القَمِلُ : القذر ، وهو من القَمْل
أيضا.
(قمم) (ه) فيه «أنه حضّ
على الصدقة ، فقام رجل صغير
القِمَّةِ» القِمَّة بالكسر : شخص الإنسان إذا كان قائما ، وهى القامة. والقِمَّة أيضا وسط الرأس.
وفى حديث فاطمة «أنها قَمَّت البيت حتى اغبرّت ثيابها» أى كنسته. والقُمَامة : الكناسة. والمِقَمَّة : المكنسة.
(س) ومنه حديث عمر
«أنه قدم مكّة فكان يطوف فى سككها ، فيمرّ بالقوم فيقول : قُمُّوا فناء كم ، حتى مرّ بدار أبى سفيان ، فقال : قُمُّوا فناءكم ، فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، حتى يجىء مهّاننا
الآن ، ثم مرّ به فلم يصنع شيئا ، ثم مرّ ثالثا ، فلم يصنع شيئا ، فوضع الدّرّة
بين أذنيه ضربا ، فجاءت هند وقالت : والله لربّ يوم لو ضربته لاقشعرّ بطن مكة ،
فقال : أجل».
(س) ومنه حديث ابن
سيرين «أنه كتب يسألهم عن المحاقلة ، فقيل : إنهم كانوا يشترطون لربّ الماء قُمَامَةَ الجرن» أى الكساحة والكناسة ، والجرن : جمع جرين وهو البيدر.
(س) وفيه «أنّ
جماعة من الصحابة كانوا
يَقُمُّون شواربهم» أى
يستأصلونها قصّا ، تشبيها
بقَمِ البيت وكنسه.
(قمن) (ه) فيه «أمّا
الركوع فعظّموا الرّبّ فيه ، وأما السّجود فأكثروا فيه من الدّعاء فإنه قَمِنٌ أن يستجاب لكم» يقال : قَمَنٌ
وقَمِنٌ وقَمِينٌ
: أى خليق وجدير ،
فمن فتح الميم لم يثنّ ولم يجمع ولم يؤنّث ، لأنه مصدر ، ومن كسر ثنّى وجمع ،
وأنّث ، لأنه وصف ، وكذلك القَمِين.
(باب القاف مع النون)
(قنأ)
(ه) فيه «مررت
بأبى بكر فإذا لحيته قانِئةٌ» وفى حديث آخر «وقد
قَنَأَ لونها» أى شديدة
الحمرة. وقد
قَنَأَتْ تَقْنَأ قُنُوءا ، وترك الهمز فيه لغة أخرى. يقال : قَنا
يَقْنُو فهو قانٍ.
وفى حديث شريك «أنه
جلس فى مَقْنُوءةٍ له» أى موضع لا تطلع عليه الشمس ، وهى المقنأة أيضا. وقيل : هما غير مهموزين.
(قنب) (ه) فى حديث عمر
واهتمامه للخلافة «فذكر له سعد ، فقال : ذلك إنما يكون فى مِقْنَبٍ من مَقَانِبكم» المِقْنَب
بالكسر : جماعة
الخيل والفرسان. وقيل : هو دون المائة ، يريد أنه صاحب حرب وجيوش ، وليس بصاحب هذا
الأمر.
ومنه حديث عدىّ «كيف
بطيّىء ومَقَانِبها» وقد تكرر فى الحديث.
(قنت) (س) فيه «تفكّر
ساعة خير من قُنوت
ليلة» قد تكرّر
ذكر «القُنوت» فى الحديث ، ويرد بمعان متعدّدة ، كالطّاعة ، والخشوع ،
والصلاة ، والدّعاء ، والعبادة ، والقيام ، وطول القيام ، والسّكوت ، فيصرف فى كل
واحد من هذه المعانى إلى ما يحتمله لفظ الحديث الوارد فيه.
وفى حديث زيد بن
أرقم «كنا نتكلّم فى الصلاة حتى نزلت : «وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ» فأمسكنا عن الكلام» أراد به السّكوت.
وقال ابن الأنبارى
: القُنوت على أربعة أقسام : الصلاة ، وطول القيام ، وإقامة الطاعة ،
والسّكوت.
(قنح)
(ه) فى حديث أم
زرع «وأشرب فأَتَقَنَّح» أى أقطع الشّرب
وأتمهّل فيه. وقيل : هو الشّرب بعد الرّىّ.
(قنذع)
ـ فى حديث أبى
أيوب «ما من مسلم يمرض فى سبيل الله إلا حطّ الله عنه خطاياه وإن بلغت قُنْذُعَةَ رأسه» هو ما يبقى من الشّعر مفرّقا فى نواحى الرّأس ،
كالقنزعة.
وذكره الهروى فى
القاف والنون ، على أنّ النون أصلية.
وجعل الجوهرى
النون منه ، ومن القنزعة زائدة.
ومنه حديث وهب «ذلك
القُنْذُع» هو الدّيّوث الذى لا يغار على أهله.
(قنزع) (ه) فيه «أنه قال
لأمّ سليم : خضّلى قَنَازِعَك» القَنَازِع
: خصل الشّعر ،
واحدتها قُنْزُعة : أى ندّيها وروّيها بالدّهن ليذهب شعثها.
(ه) وفى حديث آخر
«أنه نهى عن القَنَازِع» هو أن يؤخذ بعض الشّعر ويترك منه مواضع متفرّقة لا تؤخذ ،
كالقزع.
ومنه حديث ابن عمر
«سئل عن رجل أهلّ بعمرة وقد لبّد وهو يريد الحجّ ، فقال :
خذ من قَنَازِع رأسك» أى مما ارتفع من شعرك وطال.
(قنص) (ه) فيه «تخرج
النار عليهم قَوَانِصَ» أى قطعا
قانِصةً تَقْنِصُهم كما تختطف الجارحة الصّيد. والقَوانص
: جمع قانِصة ، من القَنَص
: الصّيد. والقانِص : الصائد.
وقيل : أراد شررا كقَوانِص الطّير : أى حواصلها.
ومنه حديث عليّ «قمصت
بأرجلها وقَنَصَت بأحبلها» أى اصطادت بحبالها.
وحديث أبى هريرة «وأن
تعلو التّحوت الوعول ، فقيل : ما التّحوت؟ قال : بيوت القانِصة» كأنه ضرب بيوت الصّيّادين مثلا للأراذل والأدنياء ، لأنها
أرذل البيوت.
وفى حديث جبير بن
مطعم «قال له عمر ـ وكان أنسب العرب ـ : ممّن كان النّعمان بن المنذر؟ فقال : من
أشلاء قَنَص بن معدّ» أى من بقيّة أولاده.
وقال الجوهرى : «بنو قَنَص بن معدّ قوم درجوا».
__________________
(قنط) ـ قد تكرّر ذكر «القنوط» فى الحديث ، وهو أشدّ اليأس من الشىء. يقال : قَنِطَ يَقْنَط ، وقَنَطَ
يَقْنِط ، فهو قانِطٌ وقَنُوط : والقُنُوط بالضم : المصدر.
(س) وفى حديث
خزيمة فى رواية «وقطّت القَنَطة» قطّت : أى قطعت.
وأما «القَنطَة» فقال أبو موسى : لا أعرفها ، وأظنّه تصحيفا ، إلّا أن
يكون أراد «القطنة» بتقديم الطاء ، وهى هنة دون القبّة. ويقال للّحمة بين الوركين
أيضا : قطنة.
(قنطر) فيه «من قام بألف
آية كتب من المُقَنْطَرين» أى أعطى قِنْطارا من الأجر. جاء فى الحديث أن القِنْطار ألف ومائتا أوقيّة ، والأوقيّة خير ممّا بين السماء
والأرض.
وقال أبو عبيدة : القَنَاطير : واحدها
قِنْطار ، ولا تجد العرب تعرف وزنه ، ولا واحد للقِنْطار من لفظه.
وقال ثعلب :
المعمول عليه عند العرب الأكثر أنه أربعة آلاف دينار ، فإذا قالوا قناطير مُقَنْطَرة ، فهى اثنا عشر ألف دينار.
وقيل : إنّ القِنطار ملء جلد ثور ذهبا. وقيل : ثمانون ألفا. وقيل : هو جملة
كثيرة مجهولة من المال.
(ه) ومنه الحديث «أنّ
صفوان بن أميّة
قَنْطَرَ فى الجاهليّة وقَنْطَر أبوه» أى صار له قِنْطار من المال.
(ه) وفى حديث
حذيفة «يوشك بنو
قَنْطُوراء أن يخرجوا أهل
العراق من عراقهم» ويروى «أهل البصرة منها ، كأنّى بهم خنس الأنوف ، خزر العيون ،
عراض الوجوه» قيل : إنّ قَنْطُوراء كانت جارية لإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، ولدت له
أولادا منهم التّرك والصّين.
ومنه حديث عمرو بن
العاص «يوشك بنو
قَنْطُوراء أن يخرجوكم من
أرض البصرة».
وحديث أبى بكرة «إذا
كان آخر الزّمان جاء بنو
قَنْطوراء».
(قنع) (ه) فيه «كان إذا
ركع لا يصوّب رأسه ولا
يُقْنِعُه» أى لا يرفعه حتى
يكون أعلى من ظهره. وقد
أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعا.
(ه) ومنه حديث
الدعاء «وتُقْنِع يديك» أى ترفعهما.
[ه] وفيه «لا تجوز
شهادة القانِع من أهل البيت [لهم ]» القانِع
: الخادم والتابع
تردّ شهادته للتّهمه بجلب النّفع إلى نفسه. والقانِع
فى الأصل :
السائل.
ومنه الحديث «فأكل
وأطعم (الْقانِعَ
وَالْمُعْتَرَّ)» وهو من القُنوع
: الرضا باليسير
من العطاء. وقد
قَنَعَ يَقْنَع قُنُوعا وقَناعة ـ بالكسر ـ إذا
رضى ، وقَنَع بالفتح يَقْنَع
قُنوعا : إذا سأل.
ومنه الحديث «القَناعة كنز لا ينفد» لأنّ الإنفاق منها لا ينقطع ، كلما تعذّر
عليه شىء من أمور الدنيا
قَنِعَ بما دونه ورضى.
ومنه الحديث الآخر
«عزّ من قَنِعَ وذلّ من طمع ، لأنّ القانِع
لا يذلّه الطّلب ،
فلا يزال عزيزا.
وقد تكرر ذكر «القُنوع ، والقَناعة» فى الحديث.
(س) وفيه «كان المَقَانِع من أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم يقولون كذا» المَقَانِع
: جمع مَقْنَع بوزن جعفر. يقال : فلان مَقْنَعٌ
فى العلم وغيره :
أى رضا. وبعضهم لا يثنّيه ولا يجمعه لأنه مصدر ، ومن ثنّى وجمع نظر إلى الاسميّة.
وفيه «أتاه رجل مُقَنَّع بالحديد» هو المتغطّى بالسلاح. وقيل : هو الذى على رأسه
بيضة ، وهى الخوذة ، لأنّ الرأس موضع القِناع.
(ه) ومنه الحديث «أنه
زار قبر أمّه فى ألف مُقَنَّع» أى فى ألف فارس مغطّى بالسّلاح.
(س) وفى حديث بدر
«فانكشف قِنَاعُ قلبه فمات» قِناع
القلب : غشاؤه ،
تشبيها بقِناع المرأة ، وهو أكبر من المِقْنَعة.
(س) ومنه حديث عمر
«أنه رأى جارية عليها
قِنَاعٌ فضربها بالدّرّة
وقال : أتشبّهين بالحرائر؟» وقد كان يومئذ من لبسهنّ.
__________________
[ه] وفى حديث
الرّبيّع بنت معوّذ «قالت : أتيته بقِناعٍ
من رطب» القِناع : الطّبق الذى يؤكل عليه. ويقال له : القِنْع بالكسر والضم وقيل : القِناع
جمعه.
ومنه حديث عائشة «إن
كان ليهدى لنا
القِنَاعُ فيه كعب من إهالة
فنفرح به».
(س) وفى حديث
عائشة ، أخذت أبا بكر غشية عند الموت فقالت :
من لا يزال دمعه
مُقَنَّعاً
|
|
لا بدّ يوما أن
يهراق
|
هكذا ورد. وتصحيحه
:
من لا يزال دمعه
مُقَنَّعاً
|
|
لا بدّ يوما أنه
يهراق
|
وهو من الضّرب
الثانى من بحر الرّجز.
ورواه بعضهم :
ومن لا يزال
الدّمع فيه مُقَنَّعاً
|
|
فلا بدّ يوما
أنه مهراق
|
وهو من الضرب
الثالث من الطّويل ، فسّروا
المُقَنَّع بأنه المحبوس فى جوفه.
ويجوز أن يراد :
من كان دمعه مغطّى فى شؤونه كامنا فيها فلا بدّ أن يبرزه البكاء.
[ه] وفى حديث
الأذان «أنه اهتمّ للصلاة ، كيف يجمع لها الناس ، فذكر له القُنْع فلم يعجبه ذلك» فسّر فى الحديث أنه الشّبّور ، وهو البوق.
هذه اللفظة قد
اختلف فى ضبطها ، فرويت بالباء والتاء ، والثاء والنون ، وأشهرها وأكثرها النون.
قال الخطّابى :
سألت عنه غير واحد من أهل اللغة فلم يثبتوه لى على شىء واحد ، فإن كانت الرواية
بالنون صحيحة فلا أراه سمّى إلا
لإِقْناع الصّوت به ، وهو
رفعه. يقال : أَقْنَع
الرجل صوته ورأسه
إذا رفعه. ومن يريد أن ينفخ فى البوق يرفع رأسه وصوته.
__________________
قال الزمخشرى : «أو
لأنّ أطرافه أُقْنِعَت
إلى داخله : أى
عطفت».
وقال الخطّابى :
وأما «القبع» بالباء المفتوحة فلا أحسبه سمّى به إلّا لأنه يقبع فم صاحبه : أى
يستره ، أو من قبعت الجوالق والجراب : إذا ثنيت أطرافه إلى داخل.
قال الهروى :
وحكاه بعض أهل العلم عن أبى عمر الزاهد : «القثع» بالثاء قال : وهو البوق فعرضته على الأزهرى فقال : هذا باطل.
وقال الخطّابى :
سمعت أبا عمر الزاهد يقوله بالثاء المثلثة ، ولم أسمعه من غيره. ويجوز أن يكون من
: قثع فى الأرض قثوعا إذا ذهب ، فسمّى به لذهاب الصّوت منه.
قال الخطّابى :
وقد روى «القتع» بتاء بنقطتين من فوق ، وهو دود يكون فى الخشب ، الواحدة : قتعة.
قال : ومدار هذا الحرف على هشيم ، وكان كثير اللّحن والتّحريف ، على جلالة محلّه
فى الحديث.
(قنن) (ه) فيه «إنّ الله
حرّم الكوبة والقِنِّين» هو بالكسر والتشديد : لعبة للرّوم يقامرون بها. وقيل : هو
الطّنبور بالحبشيّة. والتَّقْنِين
: الضّرب بها.
(س) وفى حديث عمر
والأشعث «لم نكن عبيد
قِنّ ، إنما كنّا عبيد
مملكة» العبد
القِنّ : الذى ملك هو
وأبواه. وعبد المملكة : الذى ملك هو دون أبويه. يقال : عبد قِن ، وعبدان قِنٌ
، وعبيد قِنٌ. وقد يجمع على أَقْنَان
وأَقِنَّة.
(قنا) (س) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «كان أَقْنَى
العرنين» القَنا فى الأنف : طوله ورقّة أرنبته مع حدب فى وسطه. والعرنين :
الأنف.
ومنه الحديث «يملك
رجل أَقْنَى الأنف» يقال : رجل أَقْنَى
وامرأة قَنْوَاءُ.
ومنه قصيد كعب :
قَنْواءُ فى
حرّتيها للبصير بها
|
|
عتق مبين وفى
الخدّين تسهيل
|
وفيه «أنه خرج
فرأى أَقْناء معلّقة ، قِنْوٌ منها حشف» القِنْو : العذق بما فيه من الرّطب ، وجمعه : أَقْناء. وقد تكرر فى الحديث.
__________________
(س) وفيه «إذا
أحبّ الله عبدا
اقْتَنَاه فلم يترك له مالا
ولا ولدا» أى اتّخذه واصطفاه. يقال : قَنَاه
يَقْنُوه ، واقْتَناه إذا اتّخذه لنفسه دون البيع.
(س) ومنه الحديث «فاقْنُوهم» أى علّموهم واجعلوا لهم قُنْيَة من العلم ، يستغنون به إذا احتاجوا إليه.
(س) ومنه الحديث «أنه
نهى عن ذبح قَنِيِ
الغنم» قال أبو
موسى : هى التى تُقْتَنَى
للدّرّ والولد ،
واحدتها : قُنْوة ، بالضم والكسر ، وبالياء أيضا. يقال : هى غنم قِنْوة وقِنْيَة.
وقال الزمخشرى : «القَنِيُ والقَنِيَّة : ما
اقتُنِي من شاة أو ناقة»
فجعله واحدا ، كأنه فعيل بمعنى مفعول ، وهو الصحيح. يقال : قَنَوْت الغنم وغيرها
قِنْوة وقُنْوة ، وقَنَيْت
أيضا قُنْية وقِنْية : إذا
اقْتَنَيْتَها لنفسك لا
للتّجارة ، والشاة
قنِيَّة ، فإن كان جعل القَنِيَ جنسا
للقَنِيَّة فيجوز ، وأما
فعلة وفعلة فلم يجمعا على فعيل.
ومنه حديث عمر «لو
شئت أمرت بقَنِيَّةٍ سمينة فألقى عنها شعرها».
وفيه «فيما سقت
السماء والقُنِيُ العشور» القُنِيُ
: جمع قَنَاة ، وهى الآبار التى تحفر فى الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها
ويسيح على وجه الأرض.
وهذا الجمع أيضا
إنما يصحّ إذا جمعت القَنَاة على قَنَا ، وجمع القَنَا على : قُنِيٍ
، فيكون جمع الجمع
، فإن فعلة لم تجمع على فعول.
قال الجوهرى : «القَنا : جمع قَنَاة ، وهى الرمح ، ويجمع على قَنَواتٍ
وقُنِيٍ. وكذلك القَنَاة التى تحفر».
ومنه الحديث «فنزلنا بقَناةَ» وهو واد من أودية المدينة ، عليه حرث ومال وزرع. وقد يقال
فيه : وادى قَناة ، وهو غير مصروف.
وفى حديث أنس عن
أبى بكر وصبغه «فغلّفها بالحنّاء والكتم حتى قَنَا لونها» أى احمرّ. يقال : قَنَا لونها
يَقْنُو قُنُوّاً وهو أحمر قانٍ.
__________________
(س) وفى حديث
وابصة «والإثم ما حكّ فى صدرك وإن أَقْنَاك
الناس عنه وأَقْنَوْك» أى أرضوك.
وحكى أبو موسى أنّ
الزمخشرى قال ذلك ، وأنّ المحفوظ بالفاء والتاء : أى من الفتيا.
والذى رأيته أنا
فى «الفائق» فى باب الحاء والكاف : «أفتوك » بالفاء ، وفسّره بأرضوك. وجعل الفتيا إرضاء من المفتى.
على أنه قد جاء عن
أبى زيد أنّ القنا : الرضا ، وأقناه
إذا أرضاه.
(باب القاف مع الواو)
(قوب) (ه) فيه «لَقَابُ قوس أحدكم ، أو موضع قدّه من الجنة خير من الدنيا وما فيها»
الْقَاب والقِيبُ
: بمعنى القدر ،
وعينها واو ، من قولهم : قَوَّبُوا فى هذه الأرض : أى أثّروا فيها بوطئهم ، وجعلوا فى مسافتها
علامات. يقال : بينى وبينه قَابُ
رمح وقاب قوس : أى مقدارهما .
[ه] وفى حديث عمر
«إن اعتمرتم فى أشهر الحج رأيتموها مجزئة عن حجّكم فكانت قائِبةَ قُوبِ عامها » ضرب هذا مثلا لخلوّ مكة من المعتمرين فى باقى السّنة.
يقال : قِيبَتِ البيضة فهى مَقُوبةٌ : إذا خرج فرخها منها.
فالقائبة : البيضة. والقُوب : الفرخ. وتَقوَّبتِ
البيضة إذا انفلقت
عن فرخها. وإنما قيل لها : قائبة وهى مَقُوبة على تقدير : ذات قُوب
، أى ذات فرخ. والمعنى
أنّ الفرخ إذا فارق بيضته لم يعد إليها. وكذا إذا اعتمروا فى أشهر الحج لم يعودوا
إلى مكة.
(قوت) ـ فى أسماء الله
تعالى «المُقيت» هو الحفيظ. وقيل : المقتدر. وقيل : الذى يعطى أقوات الخلائق. وهو من أقاتَه
يُقِيتُه : إذا أعطاه قُوتَه ، وهى لغة فى : قاتَهُ
يقوته. وأَقَاتَه
أيضا إذا حفظه.
__________________
[ه] ومنه الحديث «اللهمّ
اجعل رزق آل محمد
قُوتاً» أى بقدر ما يمسك
الرّمق من المطعم.
(س) ومنه الحديث «كفى
بالمرء إثما أن يضيّع من يَقُوت» أراد من تلزمه نفقته من أهله وعياله وعبيده.
ويروى «من يُقِيت» على اللّغة الأخرى.
(س) وفيه «قُوتُوا طعامكم يبارك لكم فيه» سئل الأوزاعىّ عنه فقال : هو صغر
الأرغفة. وقال غيره : هو مثل قوله «كيلوا طعامكم».
وفى حديث الدعاء «وجعل
لكل منهم قِيتَةً مقسومة من رزقه» هى فعلة من القُوت ، كميتة من الموت.
(قوح) فيه «إنّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم احتجم بالقَاحة وهو صائم» هو اسم موضع بين مكة والمدينة ، على ثلاث مراحل
منها ، وهو من قاحَة الدار : أى وسطها ، مثل ساحتها وباحتها.
(ه) ومنه حديث عمر
«من ملأ عينيه من قاحَة بيت قبل أن يؤذن له فقد فجر».
(قود) (س) فيه «من قتل
عمدا فهو قَوَدٌ» القَوَدُ : القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. وقد أَقَدْتُه به أُقِيدُه
إِقادةً. واسْتَقَدْتُ الحاكم : سألته أن يُقِيدَنِي. واقْتَدْتُ منه أَقْتاد. فأمّا
قَادَ البعير واقْتَاده فبمعنى جرّه خلفه.
ومنه حديث الصلاة
«اقْتَادُوا رواحلهم».
وفى حديث عليّ «قريش
قادَةٌ ذادة» أى يَقُودون
الجيوش ، وهو جمع
: قَائِد.
وروى أنّ قصيّا
قسم مكارمه ، فأعطى قَوْدَ الجيوش عبد مناف ، ثم وليها عبد شمس ، ثم أميّة ، ثم حرب ،
ثم أبو سفيان.
وفى حديث السّقيفة
«فانطلق أبو بكر وعمر
يَتَقَاودان حتى أتوهم» أى
يذهبان مسرعين ، كأنّ كلّ واحد منهما
يَقُود الآخر لسرعته.
وفى قصيد كعب :
وعمّها خالها قَوْداء شمليل
القَوْداء : الطويلة.
ومنه : «رمل مُنْقاد» أى مستطيل.
(قور) (س) فى حديث الاستسقاء
«فتَقَوَّر السّحاب» أى تقطّع وتفرّق فرقا مستديرة. ومنه : قُوَارَة الجيب.
ومنه حديث معاوية
«وفى فنائه أعنز درّهنّ غبر ، يحلبن فى مثل قُوارَةِ حافر البعير» أى ما استدار من باطن حافره ، يعنى صغر
المحلب وضيقه ، وصفه باللّؤم والفقر. واستعار للبعير حافرا مجازا ، وإنما يقال له
: خفّ.
(ه) ومنه حديث
الصدقة «ولا
مُقْوَرَّة الألياط» الاقْوِرَارُ : الاسترخاء فى الجلود. والألياط : جمع ليط ، وهو قشر
العود. شبّه به الجلد لالتزاقه باللّحم. أراد : غير مسترخية الجلود لهزالها.
ومنه حديث أبى
سعيد «كجلد البعير
المُقْوَرّ».
(ه) وفيه «فله مثل
قُورِ حسمى» القُورُ : جمع قارَة وهى الجبل. وقيل : هو الصغير منه كالأكمة.
[ه] ومنه الحديث «صعّد قارَةَ الجبل» كأنه أراد جبلا صغيرا فوق الجبل ، كما يقال : صعّد
قنّة الجبل : أى أعلاه.
ومنه قصيد كعب :
* وقد تلفّع بالقُورِ العساقيل *
(ه) ومنه حديث أم
زرع «زوجى لحم جمل غثّ ، على رأس قُورٍ وعث» وقد تكرر فى الحديث.
وفى حديث الهجرة «حتى
إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدّغنّة وهو سيّد
القارة» القارَة : قبيلة من بنى الهون بن خزيمة ، سمّوا قارةً لاجتماعهم والتفافهم ، ويوصفون بالرّمى. وفى المثل : أنصف القارةَ من راماها.
__________________
(قوز) (ه) فيه «محمّد فى
الدّهم بهذا
القَوْز» القَوْز بالفتح : العالى من الرّمل ، كأنه جبل .
(ه) ومنه حديث أم
زرع «زوجى لحم جمل غثّ ، على رأس قَوْزٍ وعث» أرادت شدّة الصّعود فيه ، لأنّ المشى فى الرّمل شاقّ
فكيف الصعود فيه ، لا سيّما وهو وعث.
(قوس) (ه) فى حديث وفد
عبد القيس «قالوا لرجل منهم : أطعمنا من بقيّة
القَوْس الذى فى نوطك» القَوْس : بقيّة التّمر فى أسفل الجلّة ، كأنها شبّهت بقَوْس البعير ، وهى جامحته.
ومنه حديث عمرو بن
معديكرب «تضيّفت خالد بن الوليد ، فأتانى بقَوْسٍ
وكعب وثور».
(قوصر) (س) في حديث عليّ
«أفلح من كانت له قَوْصَرَّة» هى وعاء من قصب يعمل للتّمر ، ويشدّد ويخفّف.
(قوصف) فيه «أنه خرج على
صعدة عليها قَوْصَف» القَوْصَف
: القطيفة. ويروى
بالراء. وقد تقدّم.
(قوض) فى حديث الاعتكاف
«فأمر ببنائه فَقُوِّضَ» أى قلع وأزيل. وأراد بالبناء الخباء. ومنه «تَقْوِيض الخيام».
(ه) وفيه «مررنا
بشجرة وفيها فرخا حمّرة فأخذناهما ، فجاءت الحمّرة [إلى النبى صلىاللهعليهوسلم] وهى تَقَوَّض» أى تجىء وتذهب ولا تقرّ.
(قوف) (س) فيه «أن
مجزّزا كان قَائِفا» القائِف
: الذى يتتبّع
الآثار ويعرفها ، ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه ، والجمع : القافَة. يقال : فلان يَقُوف
الأثر ويَقْتَافُه قِيافةً ، مثل : قفا الأثر واقتفاه.
(قوق) (س) فى حديث عبد
الرحمن بن أبى بكر «أجئتم بها هرقليّة
قُوقِيَّة؟» يريد
__________________
أنّ البيعة لأولاد
الملوك سنّة الرّوم والعجم. قال ذلك لما أراد معاوية أن يبايع أهل المدينة ابنه
يزيد بولاية العهد.
وقُوق : اسم ملك من ملوك الرّوم ، وإليه تنسب الدّنانير القُوقِيَّة.
وقيل : كان لقب
قيصر قُوقاً.
وروى بالقاف
والفاء ، من القوف : الاتّباع ، كأنّ بعضهم يتبع بعضا.
(قول) [ه] فيه «أنه كتب
لوائل بن حجر : إلى الأَقوال
العباهلة» وفى
رواية «الأَقْيال» الأَقوال
: جمع قَيْل ، وهو الملك النافذ
القَوْل والأمر. وأصله : قَيْوِل ، فيعل ، من القَوْل ، فحذفت عينه. ومثله : أموات ، فى جمع
ميت ، مخفّف ميّت. وأمّا «أقيال» فمحمول على لفظ قيل ، كما قالوا : أرياح ، فى جمع
: ريح. والسائغ المقيس : أرواح.
(ه س) وفيه «أنه
نهى عن قِيَلٍ وقال» أى نهى عن فضول ما يتحدّث به المتجالسون ، من قولهم : قِيل كذا ، وقَال
كذا. وبناؤهما على
كونهما فعلين ماضيين متضمّنين للضمير. والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من
الضمير ، وإدخال حرف التّعريف عليهما [لذلك] فى قولهم : القِيل
والقَال. وقيل : القال
: الابتداء ، والقِيل : الجواب.
وهذا إنما يصح إذا
كانت الرواية «قِيلَ
وقال» ، على أنّهما فعلان ، فيكون النهى عن القَوْل بما لا يصحّ ولا تعلم حقيقته. وهو كحديثه الآخر «بئس مطيّة
الرجل زعموا» فأمّا من حكى ما يصحّ ويعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنّهى
عنه ولا ذمّ.
وقال أبو عبيد :
فيه نحو وعربيّة ، وذلك أنه جعل القال
مصدرا ، كأنه قال
: نهى عن قِيلٍ وقَوْل. يقال : قُلْت
قَوْلا وقِيلاً وقالاً. وهذا التأويل على أنهما اسمان.
وقيل : أراد
النّهى عن كثرة الكلام مبتدئا ومجيبا.
__________________
وقيل : أراد به
حكاية أَقوال الناس ، والبحث عمّا لا يجدى عليه خيرا ولا يعنيه أمره.
ومنه الحديث «ألا
أنبّئكم ما العضه؟ هى النّميمة
القالَة بين الناس» أى
كثرة القَول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكى للبعض عن البعض.
ومنه الحديث «ففشت
القالَةُ بين الناس» ويجوز أن يريد به القَوْل والحديث.
(ه س) وفيه «سبحان
الذى تعطّف بالعزّ وقَال
به» أى أحبّه
واختصّمه لنفسه ، كما يقال : فلان يقول
بفلان : أى
بمحبّته واختصاصه.
وقيل : معناه حكم
به ، فإنّ القَول يستعمل فى معنى الحكم.
وقال الأزهرى :
معناه غلب به. وأصله من القَيْل
: الملك ، لأنه
ينفذ قوله.
[ه] وفى حديث رقية
النّملة «العروس تكتحل وتَقْتَالُ
وتحتفل» أى تحتكم
على زوجها.
(س) وفيه «قُولوا بقَوْلِكم أو ببعض قولكم
، ولا يستجرينّكم
الشيطان» أى قُولوا بقول أهل دينكم وملّتكم : أى ادعونى رسولا ونبيّا كما
سمّانى الله ، ولا تسمّونى سيّدا ، كما تسمّون رؤساءكم ؛ لأنهم كانوا يحسبون أنّ
السيادة بالنّبوّة كالسيادة بأسباب الدنيا.
وقوله «بعض قولِكم» يعنى الاقتصاد فى المَقَال
وترك الإسراف فيه.
وفى حديث عليّ «سمع
امرأة تندب عمر ، فقال : أما والله ما
قالَته ، ولكن قُوِّلَتْهُ» أى لقّنته وعلّمته ، وألقى على لسانها. يعنى من جانب
الإلهام : أى أنه حقيق بما قالَتْه فيه.
(ه) ومنه حديث ابن
المسيّب «قيل له : ما تقول فى عثمان وعلىّ ، فقال : أَقول ما قَوَّلَنِي الله ، ثم قرأ : «وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا
بِالْإِيمانِ».
يقال : قَوَّلْتَنِي وأَقْوَلْتَنِي
: أى علّمتنى ما
أَقُول ، وأنطقتنى ، وحملتنى على القول.
وفيه «أنه سمع صوت
رجل يقرأ بالليل فقال : أتَقُولُه
مرائيا؟» أى أتظنّه
، وهو مختصّ بالاستفهام.
(ه) ومنه الحديث «لمّا
أراد أن يعتكف ورأى الأخبية فى المسجد ، فقال : البرّ تقولون
بهنّ؟» أى أتظنّون
وترون أنهنّ أردن البرّ.
وفعل القَوْل إذا كان بمعنى الكلام لا يعمل فيما بعده ، تقول : قُلْت زيد قائم ، وأَقُول
عمرو منطلق.
وبعض العرب يعمله
فيقول : قُلْت زيد قائما ، فإن جعلت القولَ
بمعنى الظّنّ
أعملته مع الاستفهام ، كقولك : متى تَقُول
عمرا ذاهبا ، وأ تَقُول زيدا منطلقا؟
(س) وفيه «فقال بالماء على يده».
(س) وفى حديث آخر
«فقال بثوبه هكذا» العرب تجعل القول
عبارة عن جميع
الأفعال ، وتطلقه على غير الكلام واللسان ، فتقول : قال بيده : أى أخذ : وقال
برجله : أى مشى.
قال الشاعر :
وقالت له العينان سمعا وطاعة
أى أومأت. وقال بالماء على يده : أى قلب. وقال
بثوبه : أى رفعه.
وكلّ ذلك على المجاز والاتّساع كما روى :
فى حديث السّهو «فقال
: ما يَقُولُ ذو اليدين؟ قالوا : صدق» روى أنهم أومأوا برؤوسهم. أى نعم ، ولم يتكلّموا.
ويقال : قَالَ بمعنى أقبل ، وبمعنى مال ، واستراح ، وضرب ، وغلب ، وغير
ذلك.
وقد تكرر ذكر «القول» بهذه المعانى فى الحديث.
(س) وفى حديث جريح
«فأسرعت القَوْلِيَّة إلى صومعته» هم الغوغاء وقتلة الأنبياء ، واليهود تسمّى
الغوغاء قَوْلِيَّة.
(قوم) فى حديث المسألة «أو
لذى فقر مدقع حتى يصيب قَواما من عيش» أى ما
يَقُوم بحاجته
الضّرّوريّة. وقِوَامُ
الشىء : عماده
الذى يَقُوم به. يقال : فلان قِوام
أهل بيته. وقِوام الأمر : ملاكه.
(س) وفيه «إن
نسّانى الشيطان شيئا من صلاتى فليسبّح القومُ
وليصفّق النساء» القوم فى الأصل : مصدر
قام ، فوصف به ، ثم
غلب على الرجال دون النساء ، ولذلك قابلهنّ به. وسمّوا بذلك لأنّهم (قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) بالأمور التى ليس للنّساء أن يَقُمْن بها.
__________________
وفيه «من جالسه أو قَاوَمه فى حاجته صابره» قَاوَمَه
: فاعله ، من القِيام : أى إذا
قام معه ليقضى حاجته
صبر عليه إلى أن يقضيها.
وفيه «قالوا : يا
رسول الله لو
قَوَّمْتَ لنا ، فقال : الله
هو المُقَوِّم» أى لو سعّرت لنا. وهو من قِيمة الشىء : أى حدّدت لنا
قِيمَتَها.
(ه) وفى حديث ابن
عباس «إذا اسْتَقَمْتَ بنقد فبعت بنقد فلا بأس به ، وإذا اسْتَقَمْتَ بنقد فبعت بنسيئة فلا خير فيه» اسْتَقَمْت فى لغة أهل مكة : بمعنى قَوَّمْت. يقولون : اسْتَقَمْتُ
المتاع إذا قَوَّمْتَه.
ومعنى الحديث أن
يدفع الرجل إلى الرجل ثوبا
فيُقَوِّمه مثلا بثلاثين ، ثم
يقول : بعه بها وما زاد عليها فهو لك. فإن باعه نقدا بأكثر من ثلاثين فهو جائز
ويأخذ الزيادة ، وإن باعه نسيئة بأكثر ممّا يبيعه نقدا ، فالبيع مردود ولا يجوز .
(س) وفيه «حين قام قائمُ الظّهيرة» أى قِيامُ
الشمس وقت الزّوال
، من قولهم : قامت
به دابّته : أى
وقفت. والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسط السماء أبطأت حركة الظّلّ إلى أن تزول ،
فيحسب الناظر المتأمّل أنها قد وقفت وهى سائرة ، لكن سيرا لا يظهر له أثر سريع ،
كما يظهر قبل الزّوال وبعده ، فيقال لذلك الوقوف المشاهد [قام]
قائم الظّهيرة.
(س هـ) وفى حديث
حكيم بن حزام «بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن لا أخرّ إلا
قائما» أى لا أموت إلا
ثابتا على الإسلام والتّمسّك به. يقال : قام
فلان على الشىء
إذا ثبت عليه وتمسّك به. وقيل غير ذلك. وقد تقدّم فى حرف الخاء.
(س [ه]) ومنه الحديث
«اسْتَقِيمُوا لقريش ما
اسْتَقَاموا لكم ، فإن لم
يفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم» أى دوموا لهم على الطاعة
واثبتوا عليها ، ما داموا على الدّين وثبتوا على الإسلام. يقال : أَقَام واسْتَقَام
، كما يقال : أجاب
واستجاب.
قال الخطّابى :
الخوارج ومن يرى رأيهم يتأوّلونه على الأئمة ، ويحملون قوله
__________________
«ما اسْتَقَاموا لكم» على العدل فى السّيرة ، وإنما الاسْتِقَامة هاهنا
الإِقَامةُ على الإسلام.
ودليله فى حديث
آخر «سيليكم أمراء تقشعرّ منهم الجلود ، وتشمئزّ منهم القلوب ، قالوا : يا رسول
الله أفلا نقاتلهم؟ قال : لا ، ما
أَقَاموا الصلاة».
وحديثه الآخر «الأئمة
من قريش ، أبرارها أمراء أبرارها ، وفجّارها أمراء فجّارها».
ومنه الحديث «العلم
ثلاثة ؛ آية محكمة ، أو سنّة
قائمة ، أو فريضة عادلة»
القائِمة : الدائمة المستمرّة التى العمل بها متّصل لا يترك.
ومنه الحديث «لو
لم تكله لَقَام لكم» أى دام وثبت.
والحديث الآخر «لو
تركته ما زال قائما».
والحديث الآخر «ما
زال يُقِيم لها أدمها».
وفيه «تسوية
الصّفّ من إقامة الصلاة» أى من تمامها وكمالها. فأمّا قوله «قد قامت الصلاة» فمعناه قام
أهلها أو حان قيامُهم.
(س) وفى حديث عمر
«فى العين القائمة ثلث الدّية» هى الباقية فى موضعها صحيحة ، وإنما ذهب نظرها
وإبصارها.
(س) وفى حديث أبى
الدّرداء «ربّ قائِمٍ
مشكور له ، ونائم
مغفور له» أى ربّ متهجّد يستغفر لأخيه النائم ، فيشكر له فعله ، ويغفر للنائم
بدعائه.
(س) وفيه «أنه أذن
فى قطع المسد والقائِمَتَين
من شجر الحرم» يريد قائِمَتَي الرّحل التى تكون فى مقدّمه ومؤخّره.
(قونس) ـ فى شعر العباس
بن مرداس :
وأضرب منّا بالسّيوف القَوَانِسَا
القَوَانِسُ
: جمع قَوْنَس ، وهو عظم ناتىء بين أذنى الفرس ، وأعلى بيضة الحديد ، وهى
الخوذة.
(قوه) (ه) فيه «أنّ رجلا
من أهل اليمن قال : يا رسول الله إنّا أهل قَاهٍ
، وإذا كان قاهُ أحدنا دعا من يعينه ، فعملوا له فأطعمهم وسقاهم من شراب
يقال له : المزر ، فقال : أله نشوة؟ قال : نعم. قال : فلا تشربوه» القاهُ : الطاعة. ومعناه إنا أهل طاعة لمن يتملّك علينا ، وهى
عادتنا لا نرى
خلافها ، فإذا كان قاهُ
أحدنا : أى ذو قاه أحدنا دعانا فأطعمنا وسقانا.
وقيل : القاهُ : سرعة الإجابة والإعانة.
وذكره الزمخشرى فى
القاف والياء ، وجعل عينه منقلبة عن ياء.
ومنه الحديث «ما
لى عنده جاه ولا لى عليه قاهٌ» أى طاعة.
وفى حديث ابن
الدّيلمىّ «ينقض الإسلام عروة عروة ، كما ينقض الحبل قوّة قوّة» القوّة : الطاقة
من طاقات الحبل. والجمع : قوى.
وفى حديث آخر «يذهب
الإسلام سنّة سنّة كما يذهب الحبل قوّة قوّة» وليس هذا موضعها ، وإنما ذكرناها
للفظها ، وموضعها : قوى.
(قوا) ـ فى حديث سرية
عبد الله بن جحش «قال له المسلمون : إنّا قد
أَقْوَيْنَا فأعطنا من
الغنيمة» أى نفدت أزوادنا ، وهو أن يبقى مزوده قَواءً ، أى خاليا.
ومنه حديث الخدرىّ
، فى سريّة بنى فزارة «إنى أَقْوَيت
منذ ثلاث فخفت أن
يحطمنى الجوع».
ومنه حديث الدعاء
«وإنّ معادن إحسانك لا
تَقْوَى» أى لا تخلو من
الجوهر ، يريد به العطاء والإفضال.
(ه) ومنه حديث
عائشة «وبى رخّص لكم فى صعيد
الأَقواء» الأَقواء : جمع قَواء وهو القفر الخالى من الأرض ، تريد أنها كانت سبب رخصة
التّيمم لمّا ضاع عقدها فى السّفر ، وطلبوه فأصبحوا وليس معهم ماء ، فنزلت آية
التيمم ، والصّعيد : التّراب.
وفيه «أنه قال فى
غزوة تبوك : لا يخرجنّ معنا إلّا رجل مُقوٍ» أى ذو دابّة
قوية. وقد أَقْوَى يُقْوِي فهو
مُقْوٍ.
(ه) ومنه حديث
الأسود بن يزيد فى قوله تعالى «وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ » قال مُقْوون
__________________
مؤدون» أى أصحاب
دوابّ قَوِيَّة ، كاملوا أدوات الحرب.
(ه) وفى حديث ابن
سيرين «لم يكن يرى بأسا بالشّركاء
يَتَقاوَوْن المتاع بينهم فيمن
يزيد » التَّقَاوِي بين الشّركاء : أن يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى
يبلغوا غاية ثمنها. يقال : بينى وبين فلان ثوب فَتَقَاوَيْنَاه
: أى أعطيته به
ثمنا فأخذته ، و أعطانى به ثمنا فأخذه. واقْتَوَيْت
منه الغلام الذى
كان بيننا : أى اشتريت حصّته. وإذا كانت السّلعة بين رجلين فقوّماها بثمن فهما فى المُقَاواةِ سواء ، فإذا اشتراها أحدهما فهو المُقْتَوِي دون صاحبه ، ولا يكون الاقْتِواء فى السّلعة إلّا بين الشركاء.
قيل : أصله من القُوَّة ؛ لأنه بلوغ بالسّلعة
أَقوى ثمنها.
(ه) ومنه حديث
مسروق «أنه أوصى فى جارية له أن قولوا لبنىّ : لا
تَقْتَوُوها بينكم ، ولكن
بيعوها ، إنى لم أغشها ، ولكنى جلست منها مجلسا ما أحبّ أن يجلس ولد لى ذلك المجلس».
(س) وفى حديث عطاء
«سأل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن امرأة كان زوجها مملوكا فاشترته ، فقال :
إن اقتَوته فرّق بينهما ، وإن أعتقته فهما على نكاحهما» أى إن استخدمته
، من القتو : الخدمة. وقد تقدّم فى القاف والتاء.
قال الزمخشرى : «وهو
افعلّ ، من القتو : الخدمة ، كارعوى من الرّعو ، إلّا أنّ فيه نظرا ؛ لأنّ افعلّ لم يجىء متعدّيا. قال :
والذى سمعته : اقتوى
إذا صار خادما.
قال : «ويجوز أن
يكون معناه : افتعل من الاقتواء ، بمعنى الاستخلاص ، فكنى به عن الاستخدام ؛ لأنّ
من اقْتَوى عبدا لا بد أن يستخدمه ».
__________________
والمشهور عن أئمة
الفقه أن المرأة إذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط الخدمة. ولعل هذا شىء
اختصّ به عبيد الله.
(باب القاف مع الهاء)
(قهر) ـ فى أسماء الله
تعالى «الْقاهِرُ» هو الغالب جميع الخلائق. يقال : قَهَره يَقْهَره قَهْرا فهو
قاهِر ، وقَهَّار للمبالغة. وأَقْهَرْتُ
الرجل إذا وجدته مَقْهورا ، أو صار أمره إلى القَهْر. وقد تكرر فى الحديث.
(قهرم) ـ فيه «كتب إلى قَهْرمانِه» هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده ، والقائم بأمور
الرجل ، بلغة الفرس.
(قهز) ـ فى حديث عليّ «أنّ
رجلا أتاه وعليه ثوب من قِهْز» القِهْز ، بالكسر : ثياب بيض يخالطها حرير ، وليست بعربيّة محضة.
وقال الزمخشرى : «القَهْز والقِهْز : ضرب من الثياب يتّخذ من صوف كالمرعزّى ، وربما خالطه
الحرير».
(قهقر)
ـ قد تكرر ذكر «القَهْقَرَى» فى الحديث ، وهو المشى إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى
جهة مشيه. قيل : إنه من باب القهر.
(ه س) وفى بعض
أحاديثها «فأقول : يا ربّ أمّتى ، فيقال : إنهم كانوا يمشون بعدك القَهْقَرَى» قال الأزهرى : معناه الارتداد عمّا كانوا عليه. وقد قَهْقَرَ وتَقَهْقَر. والقَهْقَرَى
مصدر.
ومنه قولهم : «رجع
القَهْقَرَى» أى رجع الرّجوع الذى يعرف بهذا الاسم ، لأنه ضرب من
الرّجوع.
(قهل) (ه) فى حديث عمر «أتاه
شيخ مُتَقَهّل» أى شعث وسخ. يقال : أَقْهَل
الرجل وتَقَهَّل.
__________________
(باب القاف مع الياء)
(قيأ) [ه] فيه «أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم اسْتَقَاءَ عامدا فأفطر» هو
استفعل من القَيء ، والتَّقَيُّؤ أبلغ منه ؛ لأنّ فى الاستِقَاءة تكلّفا أكثر منه. وهو استخراج ما فى الجوف تعمّدا.
ومنه الحديث «لو
يعلم الشارب قائما ماذا عليه لاسْتقاء ما شرب».
(س) ومنه حديث
ثوبان «من ذرعه القَيْءُ وهو صائم فلا شىء عليه ، ومن تَقَيَّأَ فعليه الإعادة» أى تكلّفه وتعمّده.
(س) ومنه الحديث «تَقِيءُ الأرض أفلاذ كبدها» أى تخرج كنوزها وتطرحها على ظهرها.
ومنه حديث عائشة
تصف عمر «وبعج الأرض فَقَاءت
أكلها» أى أظهرت
نباتها وخزائنها. يقال : قَاءَ
يَقِيء قَيْأً ، وتَقَيَّأَ واسْتَقاء.
(قيح) (س) فيه «لأن
يمتلىء جوف أحدكم قَيْحاً حتى يريه خير له من أن يمتلىء شعرا» القَيْح : المدّة ، وقد
قاحت القرحة وتَقَيَّحت.
(قيد) (ه) فيه «قَيَّد الإيمان الفتك» أى أنّ الإيمان يمنع عن الفتك ، كما يمنع القَيْدُ عن التّصرّف ، فكأنه جعل الفتك مُقَيَّدا.
ومنه قولهم فى صفة
الفرس «هو قَيْدُ الأوابد» يريدون أنه يلحقها بسرعة ، فكأنها مقيَّدة لا تعدو.
[ه] ومنه حديث
قيلة «الدّهناء
مُقَيَّدُ الجمل» أرادت
أنها مخصبة ممرعة ، فالجمل لا يتعدّى مرتعه . والمُقَيَّد هاهنا : الموضع الذى يُقَيَّد فيه : أى أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قَيْد.
[ه] ومنه حديث
عائشة «قالت لها امرأة : أُقَيِّد جملى» أرادت أنها تعمل لزوجها شيئا يمنعه عن غيرها من
النساء ، فكأنها تربطه وتُقَيِّده
عن إتيان غيرها.
[ه] وفيه «أنه أمر
أوس بن عبد الله الأسلمى أن يسم إبله فى أعناقها
قَيْدَ الفرس» هى سمة
معروفة ، وصورتها حلقتان بينهما مدّة.
__________________
(س) وفى حديث
الصلاة «حين مالت الشمس قِيدَ الشّراك».
(س) وفى حديث آخر
«حتى ترتفع الشمس قِيدَ رمح» قد تكرر ذكر «القِيد» فى الحديث. يقال : بينى وبينه قِيدُ رمح ، وقَادُ رمح : أى قدر رمح. والشّراك : أحد سيور النّعل التى على
وجهها. وأراد
بقِيدِ الشّراك الوقت
الذى لا يجوز لأحد أن يتقدّمه فى صلاة الظّهر. يعنى فوق ظل الزوال ، فقدّره
بالشّراك لدقّته ، وهو أقل ما يتبيّن به زيادة الظّل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط
السماء.
(س) ومنه الحديث «لقاب
قوس أحدكم من الجنة ، أو
قِيدُ سوطه خير من
الدنيا وما فيها».
(قير) (س) فى حديث مجاهد
«يغدو الشيطان بقَيْرَوانه
إلى السّوق فلا
يزال يهتزّ العرش ممّا يعلم الله ما لا يعلم» القَيْروان
: معظم العسكر
والقافلة والجماعة.
وقيل : إنه معرّب
: كاروان ، وهو بالفارسيّة : القافلة. وأراد
بالقَيْرَوانِ أصحاب الشيطان
وأعوانه.
وقوله «يعلم الله
ما لا يعلم» : يعنى أنه يحمل الناس على أن يقولوا : يعلم الله كذا ، لأشياء يعلم
الله خلافها ، فينسبون إلى الله علم ما يعلم خلافه.
و «يعلم الله» من
ألفاظ القسم.
(قيس)
(س) فيه «ليس ما
بين فرعون من الفراعنة ، وفرعون هذه الأمّة
قِيس شبر» أى قدر شبر. القِيسُ والقيد سواء.
(ه) ومنه حديث أبى
الدّرداء «خير نسائكم التى تدخل قَيْساً وتخرج ميسا» يريد أنها إذا مشت قاسَت بعض خطاها ببعض ، فلم تعجل فعل الخرقاء ، ولم تبطىء ،
ولكنها تمشى مشيا وسطا معتدلا ، فكأنّ خطاها متساوية .
(س) وفى حديث
الشّعبىّ «أنه قضى بشهادة
القايِس مع يمين المشجوج» أى
الذى يَقِيس الشّجّة ويتعرّف غورها بالميل الذى يدخله فيها ليعتبرها.
__________________
(قيض) (ه) فيه «ما أكرم
شابّ شيخا لسنّه إلّا
قَيَّضَ الله له من يكرمه
عند سنّه» أى سبّب وقدّر. يقال : هذا
قَيْضٌ لهذا ، وقِياضٌ له : أى مساو له.
(س) ومنه الحديث «إن
شئت أَقِيضُك به المختارة من دروع بدر» أى أبدلك به وأعوّضك عنه ، وقد قَاضَه يَقِيضُه. وقايَضَه مُقَايَضَةً فى البيع : إذا أعطاه سلعة وأخذ عوضها سلعة.
(س) ومنه حديث
معاوية «قال لسعد بن عثمان بن عفّان : لو ملئت لى غوطة دمشق رجالا مثلك قِياضاً بيزيد ما قبلتهم» أى مُقايضةً بيزيد.
وفى حديث عليّ رضى
الله عنه «لا تكونوا
كقَيْضِ بيض فى أداح ،
يكون كسرها وزرا ويخرج حضانها شرّا» القَيْض
: قشر البيض.
(ه) ومنه حديث ابن
عباس «إذا كان يوم القيامة مدّت الأرض مدّ الأديم ، فإذا كان كذلك قِيضَتْ هذه السماء الدنيا عن أهلها» أى شقّت ، من قاض الفرخ البيضة
فانْقَاضَت ، وقِضْت القارورة
فانقاضتْ : أى انصدت ولم
تنفلق.
وذكرها الهروى فى
«قوض» من تقويض الخيام ، وعاد ذكرها فى «قيض».
(قيظ) ـ وفيه «سرنا مع
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى يوم قائِظ» أى شديد الحرّ.
ومنه حديث أشراط
الساعة «أن يكون الولد غيظا والمطر
قَيْظاً» لأنّ المطر إنما
يراد للنّبات وبرد الهواء. والقَيْظ ضدّ ذلك.
(ه) ومنه حديث عمر
«إنما هى أصوع ما
يُقَيِّظْن بنىّ» أى ما
تكفيهم لقَيْظِهم ، يعنى زمان شدّة الحرّ. يقال : قَيَّظَني هذا الشىء ، وشتّانى ، وصيّفنى.
وفيه ذكر «قَيْظ» بفتح القاف : موضع بقرب مكة على أربعة أميال من نخلة.
(قيع) (ه) فيه «أنه قال
لأصيل : كيف تركت مكّة؟ فقال : تركتها قد ابيضّ قاعُها» القاعُ
: المكان المستوى
الواسع فى وطأة من الأرض ، يعلوه ماء السماء فيمسكه
ويستوى نباته ،
أراد أنّ ماء المطر غسله فابيضّ ، أو كثر عليه ، فبقى كالغدير الواحد ، ويجمع على
: قِيعة وقِيعان.
ومنه الحديث «إنما
هى قِيعانٌ أمسكت الماء».
(قيل) (ه) فيه «أنه كتب
: إلى الأَقيال العباهلة» جمع قَيْل
، وهو أحد ملوك
حمير ، دون الملك الأعظم. ويروى بالواو. وقد تقدّم.
ومنه الحديث «إلى قَيْل ذى رعين» أى ملكها ، وهى قبيلة من اليمن تنسب إلى ذى رعين ،
وهو من أذواء اليمن وملوكها.
[ه] وفيه «كان لا يُقِيلُ مالا ولا يبيّته» أى كان لا يمسك من المال ما جاءه صباحا
إلى وقت القائلة ، وما جاءه مساء لا يمسكه إلى الصّباح. والمَقِيل والقَيْلُولة : الاستراحة نصف النهار ، وإن لم يكن معها نوم. يقال : قَال يَقِيل قَيْلُولة ، فهو
قائِل.
(س) ومنه حديث زيد
بن عمرو بن نفيل «ما مهاجر كمن قال» وفى رواية «ما مهجّر» أى ليس من هاجر عن وطنه ، أو خرج فى
الهاجرة ، كمن سكن فى بيته عند
القائِلة ، وأقام به.
وقد تكرر ذكر «القائلة» وما تصرّف منها فى الحديث.
ومنه حديث أم معبد
:
* رفيقين قَالا خيمتى أمّ معبد *
أى نزلا فيها عند القائلة ، إلّا أنه عدّاه بغير حرف جرّ.
(س) ومنه الحديث «أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان بتعهن
وهو قائلُ السّقيا» تعهن
والسّقيا : موضعان
بين مكة والمدينة : أى أنه يكون بالسّقيا وقت القائِلة ، أو هو من القول : أى يذكر أنه يكون بالسّقيا.
ومنه حديث الجنائز
«هذه فلانة ماتت ظهرا وأنت صائم قائل» أى ساكن فى البيت عند
القائلة.
__________________
ومنه شعر ابن
رواحة :
اليوم نضربكم
على تنزيله
|
|
ضربا يزيل الهام
عن مَقِيلِهِ
|
الهام : جمع هامة
، وهى أعلى الرأس. ومَقِيله
: موضعه ، مستعار
من موضع القائلة.
وسكون الباء من «نضربكم»
من جائزات الشّعر ، وموضعها الرفع.
(ه) وفى حديث
خزيمة «وأكتفى من حمله بالقَيْلة» القَيْلة والقَيْل : شرب نصف النهار ، يعنى أنه يكتفى بتلك الشّربة ، لا يحتاج
إلى حملها للخصب والسّعة.
وفى حديث سلمان «يمنعك
ابنا قَيْلَةَ» يريد الأوس والخزرج ، قبيلتى الأنصار ، وقَيْلة : اسم أمّ لهم قديمة ، وهى قَيْلة بنت كاهل.
(س) وفيه «من أَقَال نادما
أَقَاله الله من نار جهنّم»
وفى رواية «أَقَاله
الله عثرته» أى
وافقه على نقض البيع وأجابه إليه. يقال : أقاله
يُقِيله إِقالة ، وتَقَايَلَا إذا فسخا البيع ، وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى
المشترى ، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما ، وتكون الإقالة فى البيعة والعهد.
(س) ومنه حديث ابن
الزبير «لمّا قتل عثمان قلت : لا
أَسْتَقِيلُها أبدا» أى لا أُقِيل هذه العثرة ولا أنساها. والاسْتِقالة : طلب الإقالة. وقد تكررت فى الحديث.
(س [ه]) وفى حديث
أهل البيت «ولا حامل القِيلة» القِيلة ، بالكسر : الأدرة. وهو انتفاخ الخصية.
(قيم) (س) فى حديث
الدعاء «لك الحمد أنت قَيَّام
السموات والأرض»
وفى رواية «قَيِّم» وفى أخرى «قَيُّوم» وهى من أبنية المبالغة ، وهى من صفات الله تعالى ،
ومعناها : القائم بأمور الخلق ، ومدبِّر العالم فى جميع أحواله ، وأصلها من الواو
، قيوام ، وقيوم ، وقيووم ، بوزن فيعال ، وفيعل ، وفيعول.
والْقَيُّومُ : من أسماء الله تعالى المعدودة ، وهو القائم بنفسه مطلقا لا
بغيره ، وهو مع ذلك يقوم به كلّ موجود ، حتى لا يتصوّر وجود شىء ولا دوام وجوده
إلا به.
__________________
ومنه الحديث «حتى
يكون لخمسين امرأة قيّم واحد» قيّم المرأة زوجها ، لأنه يقوم بأمرها وما تحتاج
إليه.
[ه] ومنه الحديث «ما
أفلح قوم قيّمهم امرأة».
ومنه الحديث «أتانى
ملك فقال : أنت قثم ، وخلقك قيّم» أى مستقيم.
ومنه الحديث «ذلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ» أى المستقيم الذى لا زيغ فيه ولا ميل عن الحقّ.
(ه) وفيه ذكر «يوم
القيامة» فى غير موضع. قيل : أصله مصدر : قام الخلق من قبورهم قيامة. وقيل هو
تعريب «قيمثا» وهو بالسّريانية بهذا المعنى.
(قين) (ه) فيه «دخل أبو
بكر وعند عائشة
قَيْنَتان تغنّيان فى أيام
منى» القَيْنَة : الأمة غنّت أو لم تغنّ ، والماشطة ، وكثيرا ما تطلق على
المغنيّة من الإماء ، وجمعها : قَيْنَات.
ومنه الحديث «نهى
عن بيع القَيْنَات» أى الإماء المغنّيات. وتجمع على : قِيانٍ ، أيضا.
(س) ومنه حديث
سلمان «لو بات رجل يعطى البيض القِيان
، وفى رواية «القِيان البيض» وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله لرأيت أنّ ذكر الله أفضل» أراد
بالقِيان الإماء والعبيد.
(س) وفى حديث
عائشة «كان لها درع ما كانت امرأة
تُقَيَّن بالمدينة إلا
أرسلت تستعيره» تُقَيَّن
: أى تزيّن
لزفافها. والتَّقْيين : التّزيين.
(س) ومنه الحديث «أنا قَيَّنْت عائشة».
(س) وفى حديث
العباس «إلّا الإذخر فإنه لِقُيُوننا» القُيون
: جمع قَين ، وهو الحدّاد والصائغ.
(س) ومنه حديث
خبّاب «كنت قَيناً فى الجاهلية» وقد تكرر فى الحديث.
(س) وفى حديث
الزبير «وإنّ فى جسده أمثال القُيُون» جمع قَينة ، وهى الفقارة من
__________________
فقار الظّهر.
والهزمة التى بين ورك الفرس وعجب ذنبه ، يريد آثار الطّعنات وضربات السّيوف ، يصفه
بالشجاعة والإقدام.
(قينقاع) (ه) فيه ذكر «قَيْنُقاع ، وسوق قَيْنُقاع» وهم بطن من بطون يهود المدينة ، أضيفت السّوق إليهم ، وهو
بفتح القاف وضم النون ، وقد تكسر وتفتح.
(قيي) (ه س) فى حديث
سلمان «من صلّى بأرض قِيٍ
فأذّن وأقام
الصلاة صلّى خلفه من الملائكة ما لا يرى قطره» وفى رواية «ما من مسلم يصلّى بِقِيٍ من الأرض» القِيُ
ـ بالكسر والتشديد
ـ فعل من القَواء ، وهى الأرض القفر الخالية.
حرف الكاف
(باب الكاف مع الهمزة)
(كأب) (س) فيه «أعوذ بك
من كآبة المنقلب» الكآبة : تغيّر النّفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. يقال : كَئِب كآبةً واكْتأب ، فهو
كَئِيب ومُكْتَئِب. المعنى أنه يرجع من سفره بأمره يحزنه ، إما أصابه فى سفره وإمّا قدم
عليه ، مثل أن يعود غير مقضىّ الحاجة ، أو أصابت ماله آفة ، أو يقدم على أهله
فيجدهم مرضى ، أو قد فقد بعضهم.
(كأد) ـ فى حديث الدعاء
«ولا يَتَكَاءَدُك عفو عن مذنب» أى يصعب عليك ويشقّ. ومنه العقبة الكَؤُود : أى الشاقّة.
ومنه حديث أبى
الدرداء «إن بين أيدينا عقبة
كَؤُودا لا يجوزها إلا
الرّجل المخفّ».
ومنه حديث عليّ «وتَكَأَّدَنا ضيق المضجع».
ومنه حديث عمر «ما تَكَأَّدَني شىء ما
تَكَأَّدَتْنِي خطبة النكاح» أى
صعب علىّ وثقل وشقّ.
(كأس)
ـ قد تكرر ذكر «الكأس» فى الحديث ، وهو الإناء فيه شراب ، ولا يقال لها كأس إلّا إذا كان فيها شراب.
وقيل : هو اسم
لهما على الانفراد والاجتماع. والجمع أَكْؤُس
، ثم كُؤُوس. واللّفظة مهموزة. وقد يترك الهمز تخفيفا.
(كأكأ) (س) فى حديث الحكم
بن عتيبة «خرج ذات يوم وقد
تَكَأْكَأَ الناس على أخيه
عمران فقال : سبحان الله لو حدّث الشيطان لَتَكأكأ الناس عليه» أى عكفوا عليه مزدحمين.
__________________
(كأي) (س) فى حديث أبىّ
«قال لزرّ بن حبيش : كأَيِّنْ
تعدّون سورة الأحزاب»
أى كم تعدّونها آية.
وتستعمل فى الخبر
والاستفهام مثل كم ، وأصلها
كأْيُنْ ، بوزن كعى ،
فقدمت الياء على الهمزة ، ثم خفّفت فصارت بوزن كيع ، ثم قلبت الياء ألفا. وفيها
لغات ، أشهرها
كَأَيٍ ، بالتّشديد. وقد
تكررت فى الحديث.
(باب الكاف مع الباء)
(كبب) (ه) فى حديث ابن
زمل «فأَكَبُّوا رواحلهم على الطّريق» هكذا الرواية. قيل : والصواب : كَبُّوا ، أى ألزموها الطريق. يقال : كَبَبْتُهُ فأَكَبَ ، وأَكَبَ
الرجل يُكِبُ على عمل عمله إذا لزمه.
وقيل : هو من باب
حذف الجارّ وإيصال الفعل. المعنى جعلوها
مُكِبَّةً على قطع الطّريق
: أى لازمة له غير عادلة عنه.
(س) وفى حديث أبى
قتادة «فلمّا رأى الناس الميضأة
تَكابُّوا عليها» أى
ازدحموا ، وهى تفاعلوا ، من الكُبَّة بالضم ، وهى الجماعة من الناس وغيرهم.
(س) ومنه حديث ابن
مسعود «أنه رأى جماعة ذهبت فرجعت ، فقال : إياكم وكُبَّةَ السّوق فإنها
كُبَّةُ الشيطان» أى
جماعة السّوق.
(س) وفى حديث
معاوية «إنكم لتقلّبون حوّلا قلّبا إن وقى كَبَّةَ النار» الكَبَّة بالفتح : شدّة الشىء ومعظمه ، وكَبَّة النار : صدمتها.
(كبت) (ه) فيه «أنه رأى
طلحة حزينا مَكْبوتا» أى شديد الحزن. قيل : الأصل فيه مكبودا بالدال : أى أصاب
الحزن كبده ، فقلبت الدال تاء. وكَبَتَ
الله فلانا : أى
أذلّه وصرفه.
ومنه الحديث «إنّ
الله كَبَت الكافر» أى صرعه وخيّبه.
__________________
(كبث) (ه س) فى حديث
جابر «كنّا نجتنى الكَبَاث
» هو النّضيج من ثمر الأراك.
(كبح) ـ فى حديث الإفاضة
من عرفات «وهو
يَكْبَحُ راحلته» كَبَحْتُ الدّابّة إذا جذبت رأسها إليك وأنت راكب ومنعتها من الجماح
وسرعة السّير.
(كبد) [ه] فى حديث بلال
«أذّنت فى ليلة باردة فلم يأت أحد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما لهم؟ فقلت : كَبَدهُم
البرد» أى شقّ
عليهم وضيّق ، من الكَبَد بالفتح ، وهى الشّدّة والضّيق ، أو أصاب أَكْبادَهُم ، وذلك أشدّ ما يكون من البرد ؛ لأنّ الكَبِد معدن الحرارة والدّم ، ولا يخلص إليها إلا أشدّ البرد.
(س) ومنه الحديث «الكُبَادُ من العبّ» هو بالضم : وجع الكَبِد. والعبّ : شرب الماء من غير مصّ.
(ه) وفيه «فوضع
يده على كَبِدي » أى على ظاهر جنبى ممّا يلى الكَبِدَ.
(ه) وفيه «وتلقى
الأرض أفلاذ
كَبِدها» أى ما فى بطنها من الكنوز والمعادن ، فاستعار لها الكَبِد. وكَبِدُ كل شىء : وسطه.
ومنه الحديث «فى كَبِد جبل» أى فى جوفه من كهف أو شعب.
ومنه حديث موسى
والخضر عليهماالسلام «فوجده على كَبِد البحر» أى على أوسط موضع من شاطئه.
وفى حديث الخندق «فعرضت
كِبْدَة شديدة» هى القطعة الصّلبة من الأرض. وأرض كَبْداء ، وقوس كَبْداء : أى شديدة. والمحفوظ فى هذا الحديث «كدية» بالياء.
وسيجىء.
(كبر)
فى أسماء الله
تعالى «الْمُتَكَبِّرُ و (الْكَبِيرُ)» أى العظيم ذو
الكبْرياء.
وقيل : المتعالى
عن صفات الخلق.
__________________
وقيل : المُتَكَبِّر على عتاة خلقه.
والتاء فيه
للتّفرّد والتّخصّص لا تاء التّعاطى والتّكلّف.
والكِبْرياء : العظمة والملك. وقيل : هى عبارة عن كمال الذّات وكمال
الوجود ، ولا يوصف بها إلا الله تعالى.
وقد تكرر ذكرهما
فى الحديث. وهما من الكِبر ، بالكسر وهو العظمة. ويقال : كَبُرَ بالضم يَكْبُرُ : أى عظم ، فهو
كَبِير.
[ه] وفى حديث
الأذان «الله أكبر» معناه الله الكبير ، فوضع أفعل موضع فعيل ، كقول الفرزدق :
إنّ الّذى سمك
السّماء بنى لنا
|
|
بيتا دعائمه
أعزّ وأطول
|
أى عزيزة طويلة.
وقيل : معناه : الله أَكْبَر من كل شىء ، أى أعظم ، فحذفت «من» لوضوح معناها «وأَكْبَر» خبر ، والأخبار لا ينكر حذفها ، [وكذلك ما يتعلّق بها].
وقيل : معناه :
الله أكبر من أن يعرف كنه كِبْريائه
وعظمته ، وإنما
قدّر له ذلك وأوّل ، لأن أفعل فعلى يلزمه الألف واللام ، أو الإضافة ، كالأَكْبَر وأَكْبَر ، القوم.
وراء «أَكْبَر» فى الأذان والصّلاة ساكنة ، لا تضمّ للوقف ، فإذا وصل
بكلام ضمّ.
(ه) ومنه الحديث «كان
إذا افتتح الصلاة قال : الله أَكْبَرُ
كَبِيرا» كبيراً منصوب بإضمار فعل ، كأنه قال : أُكَبِّرُ كَبِيرا .
__________________
وقيل : هو منصوب
على القطع من اسم الله تعالى .
ومنه الحديث «يَوْمَ الْحَجِ
الْأَكْبَرِ» قيل : هو يوم النّحر. وقيل : يوم عرفة ، وإنما سمّى الحجّ الأَكْبَر ؛ لأنهم كانوا يسمّون العمرة الحجّ الأصغر.
(ه) وفى حديث أبى
هريرة «سجد أحد
الأَكْبَريْن فى «إِذَا السَّماءُ
انْشَقَّتْ» أراد أحد الشّيخين أبا بكر وعمر.
(س) وفيه «أنّ
رجلا مات ولم يكن له وارث ، فقال : ادفعوا ماله إلى أكبَر خزاعة» أى كَبِيرِهم
، وهو أقربهم إلى
الجدّ الأعلى.
(س) وفيه «الولاء للْكُبْر» أى أَكْبَر ذرّيّة الرجل ، مثل أن يموت الرجل عن ابنين فيرثان الولاء
، ثم يموت أحد الابنين عن أولاد ، فلا يرثون نصيب أبيهم من الولاء ، وإنما يكون
لعمّهم ، وهو الابن الآخر.
يقال : فلان كُبْرُ قومه بالضّم ، إذا كان أقعدهم فى النّسب ، وهو أن ينتسب
إلى جدّه الأكْبَر بآباء أقلّ عددا من باقى عشيرته.
(س) ومنه حديث
العباس «أنه كان كُبْرَ قومه» لأنه لم يبق من بنى هاشم أقرب منه إليه فى حياته.
ومنه حديث القسامة
«الكُبْرَ الكُبْرَ» أى ليبدأ
الأَكْبَر بالكلام ، أو
قدّموا الأَكْبَرَ ؛ إرشادا إلى الأدب فى تقديم الأسنّ.
ويروى «كَبِّرِ
الكُبْرَ» أى قدّم الأكبر.
وفى حديث الدّفن «ويجعل
الأَكْبَر ممّا يلى القبلة» أى الأفضل ، فإن استووا فالأسنّ. وقد
تكرر فى الحديث.
(ه) وفى حديث ابن
الزّبير وهدمه الكعبة «فلما أبرز عن ربضه دعا
بكُبْره فنظروا إليه»
__________________
أى بمشايخه وكُبَرائه. والكُبْر هاهنا : جمع الأَكْبَر ، كأحمر وحمر.
وفى حديث مازن «بعث
نبىّ من مضر يدعو بدين الله الكُبَرِ» الكُبَرُ : جمع الكُبْرَى.
ومنه قوله تعالى «إِنَّها لَإِحْدَى
الْكُبَرِ» وفى الكلام مضاف محذوف تقديره : بشرائع دين الله الكُبَر.
وفى حديث الأقرع
والأبرص «ورثته كابِراً عن كابِر» أى ورثته عن آبائى وأجدادى ، كَبِيراً عن كبير ، فى العزّ والشّرف.
(ه) وفيه «لا تُكَابِروا الصلاة بمثلها من التّسبيح فى مقام واحد » كأنه أراد لا تغالبوها : أى خفّفوا فى التّسبيح بعد
التّسليم.
وقيل : لا يكن
التّسبيح الذى فى الصلاة أكثر منها ، ولتكن الصلاة زائدة عليه.
وفيه ذكر «الكَبَائر» فى غير موضع من الحديث ، واحدتها : كبيرة ، وهى الفعلة القبيحة من الذنوب المنهىّ عنها شرعا ،
العظيم أمرها ، كالقتل ، والزّنا ، والفرار من الزّحف ، وغير ذلك. وهى من الصّفات
الغالبة.
[ه] وفى حديث
الإفك «و [هو](الَّذِي تَوَلَّى
كِبْرَهُ)» أى معظمه.
وقيل : الكِبْر : الإثم ، وهو من الكَبِيرة ، كالخطء من الخطيئة.
وفيه أيضا «أنّ
حسّان كان ممّن كَبُر عليها».
ومنه حديث عذاب
القبر «إنهما ليعذّبان وما يعذّبان فى كَبِير» أى ليس فى أمر كان يَكْبُر عليهما ويشقّ فعله لو أراده ، لا أنه فى نفسه غير كبير ، وكيف لا يكون كَبِيرا وهما يعذّبان فيه؟
(س) وفيه «لا يدخل
الجنة من فى قلبه مثقال حبّة من خردل من كِبْر»
__________________
يعنى كبْر الكفر والشّرك ، كقوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ».
ألا ترى أنه قابله
فى نقيضه بالإيمان فقال : «ولا يدخل النار من فى قلبه مثل ذلك من الإيمان» أراد
دخول تأبيد.
وقيل : أراد إذا
أدخل الجنّة نزع ما فى قلبه من الكبْر ، كقوله تعالى : «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ».
(س) ومنه الحديث «ولكن
الكِبْر من بطر الحقّ» هذا على الحذف : أى ولكن ذو الكِبْر من بطر الحقّ ، أو ولكن الكِبْر
كِبْرُ من بطر الحقّ ،
كقوله تعالى : «وَلكِنَّ
الْبِرَّ مَنِ اتَّقى».
وفى حديث الدعاء «أعوذ
بك من سوء الكِبْر» يروى بسكون الباء وفتحها ، فالسّكون من الأوّل ، والفتح
بمعنى الهرم والخرف.
(ه) وفى حديث عبد
الله بن زيد صاحب الأذان «أنه أخذ عودا فى منامه ليتّخذ منه كَبَراً» الكَبَر بفتحتين : الطّبل ذو الرّأسين. وقيل : الطّبل الذى له وجه
واحد.
(س) ومنه حديث
عطاء «سئل عن التّعويذ يعلّق على الحائض ، فقال : إن كان فى كَبَرٍ فلا بأس به» أى فى طبل صغير.
وفى رواية «إن كان
فى قصبة».
(كبس) (ه) فى حديث عقيل
«إن قريشا قالت لأبى طالب : إن ابن أخيك قد آذانا فانهه ، فقال : يا عقيل ائتنى
بمحمّد ، قال : فانطلقت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاستخرجته من كِبْسٍ» الكِبْسُ
بالكسر : بيت
صغير.
ويروى بالنّون ،
من الكِناس ، وهو بيت الظّبى.
وفى حديث القيامة
«فوجدوا رجالا قد أكلتهم النار إلّا صورة أحدهم يعرف بها ،
__________________
فاكْتَبَسوا ، فألقوا على باب الجنة» أى أدخلوا رءوسهم فى ثيابهم. يقال
: كَبَس الرجل رأسه فى ثوبه إذا أخفاه.
[ه] ومنه حديث
مقتل حمزة رضى الله عنه «قال وحشى : فكمنت له إلى صخرة وهو مُكَبِّسٌ ، له كتيت» أى يقتحم الناس فَيُكَبِّسُهم.
وفيه «أنّ رجلا
جاء بكَبَائِسَ من هذه النّخل» هى جمع كِبَاسَة ، وهو العذق التّام بشماريخه ورطبه.
ومنه حديث عليّ «كبائسُ اللؤلؤ الرطب».
(كبش) (ه) فى حديث أبى
سفيان «لقد أمر أمر ابن أبى كَبْشَة » كان المشركون ينسبون النبىّ صلىاللهعليهوسلم إلى أبى كَبْشَة ، وهو رجل من خزاعة خالف قريشا فى عبادة الأوثان ، وعبد
الشّعرى العبور ، فلمّا خالفهم النبى صلىاللهعليهوسلم فى عبادة الأوثان شبّهوه به.
وقيل : إنه كان
جدّ النبىّ صلىاللهعليهوسلم من قبل أمّه ، فأرادوا أنه نزع فى الشّبه إليه.
(كبكب) (ه) فى حديث
الإسراء «حتى مرّ موسى عليهالسلام فى كُبْكُبَةٍ من بنى إسرائيل فأعجبنى» هى بالضّم والفتح : الجماعة
المتضامّة من الناس وغيرهم.
ومنه الحديث «أنه
نظر إلى كَبْكَبَةٍ قد أقبلت ، فقال : من هذه؟ فقالوا : بكر بن وائل».
(كبل) (س) فيه «ضحكت من
قوم يؤتى بهم إلى الجنّة فى كَبْل
الحديد» الكَبْل : قيد ضخم. وقد
كَبَلْتُ الأسير وكَبَّلْته ، مخفّفا ومثقّلا ، فهو
مَكْبول ومُكَبَّل.
ومنه حديث أبى
مرثد «ففكّت عنه أَكْبُلُه» هى جمع قلّة
لِلْكَبْل : القيد.
ومنه قصيد كعب بن
زهير :
__________________
* متيّم إثرها لم يفد مَكْبُول *
أى مقيّد.
[ه] وفى حديث
عثمان «إذا وقعت السّهمان فلا
مُكَابَلَة» أى إذا حدّت
الحدود فلا يحبس أحد عن حقّه ، من الكَبْل
: وهو القيد.
وهذا على مذهب من
لا يرى الشّفعة إلا للخيط.
وقيل : المُكَابَلَة : أن تباع الدّار إلى جنب دارك وأنت تريدها ، فتؤخّرها حتى
يستوجبها المشترى ، ثم تأخذها بالشّفعة ، وهى مكروهة.
وهذا عند من يرى
شفعة الجوار.
وفى حديث آخر «لا مُكَابَلَةَ إذا حدّت الحدود ، ولا شفعة».
(س) وفى حديث ابن
عبد العزيز «أنه كان يلبس الفرو والكَبَل» الكَبَل
: فرو كبير.
(كبن) (ه) فيه «أنه مرّ
بفلان وهو ساجد وقد
كَبَنَ ضفيرتيه وشدّهما
بنصاح » أى ثناهما ولواهما.
وفى حديث المنافق
«يَكْبِنُ فى هذه مرّة وفى هذه مرّة» أى يعدو.
ويقال : كَبَنَ يَكْبِنُ كُبُونا ، إذا عدا عدوا ليّنا.
(كبه) فى حديث حذيفة «قال
له رجل : قد نعت لنا المسيح الدّجّال ، وهو رجل عريض الكَبْهَة» أراد الجبهة ، فأخرج الجيم بين مخرجها ومخرج الكاف ، وهى
لغة قوم من العرب ، ذكرها سيبويه مع ستة أحرف أخرى ، وقال : إنها غير مستحسنة ولا
كثيرة فى لغة من ترضى عربيّته.
(كبا) (ه) فيه «ما عرضت
الإسلام على أحد إلّا كانت عنده له كَبْوَة ، غير
__________________
أبى بكر فإنه لم
يتلعثم!» الكَبْوَة : الوقفة كوقفة العاثر ، أو الوقفة عند الشّىء يكرهه
الإنسان.
[ه] ومنه «كَبا الزّند» إذا لم يخرج نارا.
ومنه حديث أم سلمة
«قالت لعثمان : لا تقدح بزند كان رسول الله أَكْبَاها» أى عطّلها من القدح فلم يور بها.
[ه] وفى حديث
العباس «قال : يا رسول الله ، إنّ قريشا جعلوا مثلك مثل نخلة فى كَبْوَة من الأرض» قال شمر : لم نسمع الكَبْوَة ، ولكنا سمعنا
الكِبَا ، والكُبَة ، وهى الكناسة والتّراب الذى يكنس من البيت.
وقال غيره : الكُبَة : من الأسماء النّاقصة ، أصلها : كُبْوَة ، مثل قلة وثبة ، أصلهما : قلوة وثبوة. ويقال للرّبوة وكُبْوَة بالضم .
وقال الزمخشرى : الكِبَا : الكناسة ، وجمعه : أَكْبَاء. والكُبَة بوزن قلة وظبة ونحوهما . وأصلها : كُبْوَة ، وعلى الأصل جاء الحديث ، إلّا أنّ المحدّث لم يضبط
الكلمة فجعلها
كَبْوة بالفتح ، فإن صحّت الرّواية [بها ] فوجهه أن تطلق الكَبْوَة. [وهى المرّة الواحدة من الكسح ، على الكساحة والكناسة].
ومنه الحديث «إنّ
ناسا من الأنصار قالوا له : إنا نسمع من قومك : إنما مثل محمد كمثل نخلة تنبت فى كِباً» هى بالكسر والقصر : الكناسة ، وجمعها : أَكْباء.
(س) ومنه الحديث «قيل
له : أين ندفن ابنك؟ قال : عند فرطنا عثمان بن مظعون ، وكان قبر عثمان عند كِبَا بنى عمرو بن عوف» أى كناستهم.
__________________
(س) ومنه الحديث «لا
تشبّهوا باليهود تجمع الأَكْبَاء فى دورها» أى الكناسات.
(س) وفى حديث أبى
موسى «فشقّ عليه حتى كَبَا وجهه» أى ربا وانتفخ من الغيظ. يقال : كَبَا الفرس يَكْبُو إذا انتفخ وربا. وكَبَا الغبار إذا ارتفع.
(ه) ومنه حديث
جرير «خلق الله الأرض السّفلى من الزّبد الجفاء والماء الكُباء» أى العالى العظيم. المعنى أنّه خلقها من زبد اجتمع للماء
وتكاثف فى جنباته. وجعله الزمخشرى حديثا مرفوعا.
(باب الكاف مع التاء)
(كتب) (ه) فيه «لأقضينّ
بينكما بكِتاب الله» أى بحكم الله الذى أنزله فى كِتابه ، أو
كَتَبه على عباده. ولم
يرد القرآن ، لأن النّفى والرّجم لا ذكر لهما فيه.
والكِتاب مصدر ، يقال : كَتَبَ
يَكْتُب كِتَاباً وكِتَابَة. ثم سمّى به المَكْتُوب.
(س) ومنه حديث أنس
بن النّصر «قال له : كِتَابُ
الله القصاص» أى
فرض الله على لسان نبيّه.
وقيل : هو إشارة
إلى قول الله تعالى «وَالسِّنَّ
بِالسِّنِّ» وقوله «وَإِنْ
عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ».
(س) ومنه حديث
بريرة «من اشترط شرطا ليس فى كِتاب
الله» أى ليس فى
حكمه ، ولا على موجب قضاء
كِتابه ؛ لأن كِتاب الله أمر بطاعة الرّسول ، وأعلم أن سنّته بيان له. وقد جعل
الرسول الولاء لمن أعتق ، لا أن الولاء مذكور فى القرآن نصّا.
(س) وفيه «من نظر
فى كِتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر فى النار» هذا تمثيل : أى كما
يحذر النار فليحذر هذا الصّنيع.
وقيل : معناه
كأنما ينظر إلى ما يوجب عليه النّار.
ويحتمل أنه أراد
عقوبة البصر ، لأن الجناية منه ، كما يعاقب السّمع إذا استمع إلى حديث قوم وهم له
كارهون.
وهذا الحديث محمول
على الكِتاب الذى فيه سرّ وأمانة يكره صاحبه أن يطّلع عليه. وقيل : هو
عامّ فى كلّ كِتاب.
وفيه «لا تَكْتُبوا عنّى غير القرآن» وجه الجمع بين هذا الحديث ، وبين إذنه فى
كتابة الحديث عنه ، فإنّه قد ثبت إذنه فيها ، أن الإذن فى الكتابة ناسخ للمنع منها بالحديث الثّابت ، وبإجماع الأمّة على
جوازها.
وقيل : إنّما نهى
أن يُكْتَب الحديث مع القرآن فى صحيفة واحدة ، والأوّل الوجه.
وفيه «قال له رجل
: إن امرأتى خرجت حاجّة وإنى اكْتُتِبْت
فى غزوة كذا وكذا»
أى كُتِبَ اسمى فى جملة الغزاة.
(ه) وفى حديث ابن
عمر ، وقيل ابن عمرو «من اكْتَتَبَ
ضمنا بعثه الله ضمنا يوم القيامة» أى من كَتَبَ اسمه فى ديوان الزّمنى ولم يكن زمنا.
(س) وفى كتابه إلى اليمن «قد بعثت إليكم كاتبا من أصحابى» أراد عالما ، سمّى به لأن الغالب على من كان
يعرف الكتابة [أن يكون ] عنده علم ومعرفة. وكان الكاتِب
عندهم عزيزا ،
وفيهم قليلا.
وفى حديث بريرة «أنها
جاءت تستعين بعائشة فى كِتَابَتِهَا» الكتابة : أن يُكَاتِبَ
الرّجل عبده على
مال يؤدّيه إليه منجّما ، فإذا أدّاه صار حرّا. وسمّيت كِتابة لمصدر
كَتَب ، كأنه يَكْتُب على نفسه لمولاه ثمنه ، ويَكْتب
مولاه له عليه
العتق. وقد كَاتَبَه مُكَاتَبَة. والعبد
مُكاتَب.
وإنما خصّ العبد
بالمفعول لأن أصل المُكاتبة من المولى ، وهو الذى يُكَاتِب
عبده. وقد تكرّر
ذكرها فى الحديث.
وفى حديث السّقيفة
«نحن أنصار الله وكَتِيبةُ الإسلام» الكَتِيبَة : القطعة العظيمة من الجيش ، والجمع : الكتائب. وقد تكررت فى الحديث مفردة ومجموعة.
__________________
(س) وفى حديث
المغيرة «وقد
تَكتَّب يزفّ فى قومه» أى
تحزّم وجمع عليه ثيابه ، من كَتَبْتُ
السّقاء إذا
خرزته.
(س) وفى حديث
الزّهرىّ «الكُتَيْبَة أكثرها عنوة ، وفيها صلح» الكُتَيْبَة مصغّرة : اسم لبعض قرى خيبر. يعنى أنه فتحها قهرا ، لا عن
صلح.
(كتت) (س) فى حديث أبى
قتادة «فَتَكاتَ الناس على الميضأة ، فقال : أحسنوا الملء ، فكلّكم سيروى» التَّكَاتُ : التّزاحم مع صوت ، وهو من الكَتِيت
: الهدير والغطيط.
هكذا رواه
الزمخشرى وشرحه. والمحفوظ «تَكَابَ» بالباء الموحدة. وقد تقدم.
(س) ومنه حديث
وحشىّ ومقتل حمزة رضى الله عنه «وهو مكبّس ، له كَتِيتٌ» أى هدير وغطيط. وقد
كَتَ الفحل إذا هدر ،
والقدر إذا غلت.
وفى حديث حنين «قد
جاء جيش لا يُكَتُ ولا ينكفّ» أى لا يحصى ولا يبلغ آخره. والكَتُ : الإحصاء.
وفيه ذكر «كُتَاتة» وهى بضم الكاف وتخفيف التّاء الأولى : ناحية من أعراض
المدينة لآل جعفر بن أبى طالب.
(كتد) [ه] (س) فى صفته
عليه الصلاة والسلام «جليل المشاش والكَتَدِ» الكَتَدُ بفتح التّاء وكسرها : مجتمع الكتفين ، وهو الكاهل.
ومنه حديث حذيفة
فى صفة الدجال «مشرف الكَتَدِ».
ومنه الحديث «كنّا
يوم الخندق ننقل التّراب على أَكْتَادِنَا» جمع الكَتَد.
(كتع) (س) فيه «لتدخلون
الجنة أجمعون أَكْتَعُون
، إلّا من شرد على
الله» أَكْتَعُون : تأكيد أجمعون ، ولا يستعمل مفردا عنه ، وواحده : أَكْتَع ، وهو من قولهم : جبل كَتِيع
: أى تامّ.
ومنه حديث ابن
الزبير وبناء الكعبة «فأقضّه أجمع أَكْتَعَ».
(كتف) (س) فيه «الذى
يصلّى وقد عقص شعره كالذى يصلّى وهو
مَكْتُوف»
المَكْتُوف
: الذى شدّت يداه
من خلفه ، فشبّه به الذى يعقد شعره من خلفه.
(س) وفيه «ائتونى بكَتِفٍ ودواة أكتب لكم كتابا» الكَتِف
: عظم عريض يكون
فى أصل كَتِف الحيوان من النّاس والدّوابّ ، كانوا يكتبون فيه لقلّة
القراطيس عندهم.
وفى حديث أبى
هريرة «ما لى أراكم عنها معرضين! والله لأرمينّها بين أَكْتَافِكم» يروى بالتاء والنّون.
فمعنى التّاء
أنّها إذا كانت على ظهورهم وبين أكتافِهم
لا يقدرون أن
يعرضوا عنها ؛ لأنّهم حاملوها ، فهى معهم لا تفارقهم.
ومعنى النّون
أنّها يرميها فى أفنيتهم ونواحيهم ، فكلّما مرّوا فيها رأوها فلا يقدرون أن
ينسوها.
(كتل) (س) فى حديث
الظّهار «أنه أتى بمِكْتَلٍ
من تمر» المِكْتَل بكسر الميم : الزّبيل الكبير. قيل : إنّه يسع خمسة عشر صاعا
، كأنّ فيه كُتَلاً من التّمر : أى قطعا مجتمعة. وقد تكرر فى الحديث ، ويجمع
على مَكَاتِل.
ومنه حديث خيبر «فخرجوا
بمساحيهم ومَكَاتِلهم».
وفى حديث ابن
الصّبغاء «وارم على أقفائهم بِمِكْتَل» المِكْتَل
هاهنا : من الأَكْتَل ، وهى شديدة من شدائد الدّهر. والكَتَال : سوء العيش وضيق المؤنة ، والثّقل.
ويروى «بمنكل» من
النّكال : العقوبة.
(كتم) (ه) فى حديث فاطمة
بنت المنذر «كنّا نمتشط مع أسماء قبل الإحرام ، وندّهن بالمَكْتُومَة» هى دهن من أدهان العرب أحمر ، يجعل فيه الزّعفران. وقيل :
يجعل فيه الكَتَمُ ، وهو نبت يخلط مع الوسمة ، ويصبغ به الشعر أسود ، وقيل :
هو الوسمة.
(س) ومنه الحديث «أن
أبا بكر كان يصبغ بالحنّاء والكَتَم» وقد تكرر فى الحديث.
ويشبه أن يراد به
استعمال الكَتَم مفردا عن الحنّاء ، فإن الحنّاء إذا خضب به مع الكَتَم جاء أسود.
وقد صحّ النّهى عن
السّواد ، ولعلّ الحديث بالحنّاء أو
الكَتَم على التّخيير ،
ولكن الرّوايات على اختلافها ، بالحنّاء والكَتَم.
وقال أبو عبيد : الكتَّمُ مشدّدة التّاء. والمشهور التّخفيف.
(س) وفى حديث زمزم
«إنّ عبد المطلب رأى فى المنام ، قيل : احفر
تُكْتَمَ بين الفرث والدّم»
تُكْتَم : اسم بئر زمزم ، سمّيت به ؛ لأنّها كانت قد اندفنت بعد
جرهم وصارت مَكْتُومة ، حتى أظهرها عبد المطلب.
وفيه «أنه كان اسم
قوس النبىّ عليه الصلاة والسلام الكَتُوم» سمّيت به لانحفاض صوتها إذا رمى بها .
(كتن) (ه) فى حديث
الحجاج «أنه قال لامرأة : إنّك لكَتُونٌ
لفوت لقوف» الكَتُون : اللّزوق ، من كَتِنَ
الوسخ عليه إذا
لزق به. والكَتْنُ : لطخ الدّخان بالحائط : أى أنّها لزوق بمن يمسّها ، أو
أنّها دنسة العرض.
وفيه ذكر «كُتَانَة» هو بضم الكاف وتخفيف التّاء : ناحية من أعراض المدينة لآل
جعفر بن أبى طالب.
(باب الكاف مع الثاء)
(كثب) (ه) فى حديث بدر «إن
أَكْثَبَكم القوم فانبلوهم» وفى رواية «إذا أَكْثَبُوكُم فارموهم بالنّبل» يقال : كَثَب
وأَكْثَب إذا قارب. والكَثَبُ
: القرب.
والهمزة فى «أَكْثَبَكم» لتعدية
كَثَبَ ، فلذلك عدّاها
إلى ضميرهم.
[ه] ومنه حديث
عائشة تصف أباها «وظنّ رجال أن قد
أَكْثَبَت أطماعهم» أى قربت.
(ه) وفيه «يعمد
أحدكم إلى المغيبة فيخدعها
بالكُثْبَة» أى بالقليل من
اللّبن. والكُثْبَة : كلّ قليل جمعته من طعام أو لبن أو غير ذلك. والجمع : كُثَب.
__________________
ومنه حديث أبى
هريرة «كنت فى الصّفّة فبعث النبى صلىاللهعليهوسلم بتمر عجوة
فكُثِبَ بيننا ، وقيل :
كلوه ولا توزّعوه» أى ترك بين أيدينا مجموعا.
ومنه الحديث «جئت
عليّا وبين يديه قرنفل مَكْثُوب» أى مجموع.
وفيه «لاثة على كُثُب المسك».
(س) وفى حديث آخر
«على كُثْبَان المسك» هما جمع كَثِيب. والكَثِيب : الرّمل المستطيل المحدودب. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفيه «يضعون
رماحهم على كَوَاثِب
خيولهم» الكواثِب : جمع كاثِبَة ، وهى من الفرس مجتمع كتفيه قدّام السّرج.
(كثث) [ه] فى صفته عليه
الصلاة والسلام «كَثُ
اللّحية» الكثاثَة فى اللّحية : أن تكون غير رقيفة ولا طويلة ، و [لكن ] فيها كثافة. يقال : رجل كَثُ
اللّحية ، بالفتح
، وقوم كُثٌ ، بالضّم.
(ه) وفيه «أنّه
مرّ بعبد الله بن أبىّ ، فقال : يذهب محمّد إلى من أخرجه من بلاده ، فأمّا من لم
يخرجه وكان قدومه كَثَ
منخره فلا يغشاه» أى
كان قدومه على رغم أنفه ، يعنى نفسه. وكأنّ أصله من الكِثْكِث : التّراب.
(كثر) (ه) فيه «لا قطع
فى ثمر ولا كَثَرٍ» الكثر بفتحتين : جمّار النّخل ، وهو شحمه الذى وسط النّخلة.
(ه) وفى حديث قيس
بن عاصم «نعم المال أربعون ، والكُثْرُ ستّون» الكُثْر بالضّم : الكَثِير ، كالقلّ ، فى القليل.
وفيه «إنكم لمع
خليقتين ما كانتا مع شىء إلّا
كَثَرَتاه» أى غلبتاه بالكَثرة وكانتا
أَكْثَر منه. يقال : كاثَرْتُه فكَثَرْتُه إذا غلبته وكنت أَكْثَرَ منه.
(ه) ومنه حديث
مقتل الحسين رضى الله عنه «ما رأينا
مَكْثُوراً أجرأ مقدما منه»
__________________
المَكْثُور : المغلوب ، وهو الذى تَكاثَر عليه الناس فقهروه : أى ما رأينا مقهورا أجرأ إقداما منه.
وفى حديث الإفك «ولها
ضرائر إلّا كَثَّرْنَ فيها» أى كَثَّرن
القول فيها ،
والعيب لها.
وفيه أيضا «وكان
حسّان ممّن كَثَّر عليها» ويروى بالباء الموحّدة ، وقد تقدم.
وفى حديث قزعة «أتيت
أبا سعيد وهو
مَكْثُور عليه» يقال : رجل
مَكْثُور عليه ، إذا
كَثرت عليه الحقوق
والمطالبات ، أراد أنه كان عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء ، فكأنّهم كان لهم
عليه حقوق فهم يطلبونها.
(كثف) ـ فى صفة النار «لسرادق
النّار أربع جدر
كُثُف» الكُثُف : جمع كَثِيف
، وهو الثّخين
الغليظ.
ومنه حديث عائشة «شققن
أَكْثَفَ مروطهنّ فاختمرن به» والرّواية فيه بالنّون. وسيجىء.
[ه] وفى حديث ابن
عباس «أنه انتهى إلى عليّ يوم صفّين وهو فى كَثْف» أى حشد وجماعة.
(س ه) وفى حديث
طليحة «فاسْتَكْثَفَ أمره» أى ارتفع وعلا.
(كثكث) ـ فى حديث حنين «قال
أبو سفيان عند الجولة التى كانت من المسلمين : غلبت والله هوازن ، فقال له صفوان
بن أميّة : بفيك الكَثْكَث» الكِثْكِثُ بالكسر والفتح : دقاق الحصى والتّراب.
ومنه الحديث الآخر
«وللعاهر الكِثْكِثُ» قال الخطابى : قد مرّ بمسامعى ، ولم يثبت عندى.
(باب الكاف مع الجيم)
(كجج) (ه) فى حديث ابن
عباس «فى كلّ شىء قمار حتى فى لعب الصّبيان بالكُجَّة» الكُجَّة بالضّم والتشديد : لعبة. وهو أن يأخذ الصّبىّ خرقة فيجعلها
كأنها كرة ، ثم يتقامرون بها ، وكَجَ
الصّبىّ ، إذا لعب
بالكُجَّةِ.
(باب الكاف مع الحاء)
(كحب) [ه] فى ذكر
الدجّال «ثم يأتى الخصب فيعقّل الكرم ، ثم يُكَحِّب
» أى يخرج عناقيد الحصرم ، ثم يطيب طعمه.
(كحل) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «فى عينيه كَحَلٌ» الكَحَل
بفتحتين : سواد فى
أجفان العين خلقة ، والرجل أَكْحَلُ
وكَحِيلٌ.
ومنه حديث
الملاعنة «إن جاءت به أدعج أَكْحَلَ
العين».
وفى حديث أهل
الجنة «جرد مرد
كَحْلَى» جمع كَحِيل ، مثل قتيل وقتلى.
وفيه «أنّ سعدا
رمى فى أَكْحَلِه» الأَكْحَلُ
: عرق فى وسط
الذّراع يكثر فصده.
(باب الكاف مع الخاء)
(كخ) (ه) فيه «أكل
الحسن أو الحسين تمرة من تمر الصّدقة ، فقال له النبى عليه الصلاة والسلام : كَخْ كَخْ» هو زجر للصّبى وردع. ويقال عند التّقذّر أيضا ، فكأنّه
أمره بإلقائها من فيه ، وتكسر الكاف وتفتح ، وتسكّن الخاء وتكسر ، بتنوين وغير
تنوين. قيل : هى أعجمية عرّبت.
__________________
(باب الكاف مع الدال)
(كدح)
ـ فيه «المسائل كُدُوحٌ يَكْدَح بها الرجل وجهه».
وفى حديث آخر «جاءت
مسألته كُدُوحاً فى وجهه» الكُدُوح
: الخدوش. وكلّ
أثر من خدش أو عضّ فهو
كَدْح. ويجوز أن يكون
مصدرا سمّى به الأثر. والكَدْح
فى غير هذا : السّعى
والحرص والعمل.
(كدد) (س) فيه «المسائل كَدٌّ ، يَكُدُّ بها الرّجل وجهه» الكَدُّ : الإتعاب ، يقال : كَدَّ
يَكُدُّ فى عمله كَدّاً ، إذا استعجل وتعب. وأراد بالوجه ماءه ورونقه.
ومنه حديث جليبيب
«ولا تجعل عيشهما
كَدّاً».
ومنه الحديث «ليس
من كَدِّكَ ولا
كَدِّ أبيك» أى ليس
حاصلا بسعيك وتعبك.
(س) وفى حديث خالد
بن عبد العزّى «فحص الكُدَّةَ بيده فانبجس الماء» هى الأرض الغليظة ؛ لأنّها تَكُدُّ الماشى فيها : أى تتعبه.
(س) وفى حديث
عائشة «كنت أَكُدُّهُ
من ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم» تعنى المنىّ.
الكَدُّ : الحك.
(س) وفى حديث
إسلام عمر «فأخرجنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى صفّين له كَدِيدٌ
ككَدِيد الطّحين» الكَدِيد : التّراب النّاعم ، فإذا وطىء ثار غباره ، أراد أنهم
كانوا فى جماعة ، وأن الغبار كان يثور من مشيهم.
و «كَدِيد» فعيل بمعنى مفعول. والطّحين : المطحون المدقوق.
(كدس) (س) فى حديث
الصّراط «ومنهم مَكْدُوسٌ
فى النّار» أى
مدفوع. وتَكَدَّس الإنسان إذا دفع من ورائه فسقط. ويروى بالشين المعجمة ، من
الكدش. وهو السّوق الشديد. والكدش : الطّرد والجرح أيضا.
ومنه الحديث «كان
لا يؤتى بأحد إلا
كَدَسَ به الأرض» أى صرعه
وألصقه بها.
(س) وفى حديث
قتادة «كان (أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) أصحاب شجر
مُتَكادِس» أى ملتفّ مجتمع.
من تَكَدَّسَت الخيل ، إذا ازدحمت وركب بعضها بعضا. والكَدْس : الجمع.
ومنه «كُدْسُ الطّعام».
[ه] وفيه «إذا بصق
أحدكم فى الصلاة فليبصق عن يساره أو تحت رجليه ، فإن غلبته كَدْسَةٌ أو سعلة ففى ثوبه» الكَدْسَة : العطسة. وقد
كَدَس : إذا عطس.
(كدم) (ه) فى حديث
العرنيّين «فلقد رأيتهم يَكْدُمُون الأرض بأفواههم» أى يقبضون عليها ويعضّونها.
(كدن) (س) فى حديث سالم
«أنه دخل على هشام فقال له : إنك لحسن الكِدْنَةِ ، فلمّا خرج أخذته قفقفة ، فقال لصاحبه : أترى الأحول
لقعنى بعينه» الكِدْنَة بالكسر ـ وقد يضمّ ـ غلظ الجسم وكثرة اللّحم.
(كدا) (ه) فى حديث
الخندق «فعرضت فيه كُدْيةٌ فأخذ المسحاة ثم سمّى وضرب» الكُدْيَة : قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس. وأَكْدَى الحافر : إذا بلغها.
(ه) ومنه حديث
عائشة تصف أباها «سبق إذ ونيتم ونجح إذ
أَكْدَيْتُم» أى ظفر إذ خبتم
ولم تظفروا. وأصله من حافر البئر ينتهى إلى كُدْية فلا يمكنه الحفر فيتركه.
(ه س) وفيه «أنّ
فاطمة رضى الله عنها خرجت فى تعزية بعض جيرانها ، فلمّا انصرفت قال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لعلّك بلغت معهم الكُدَى» أراد المقابر ، وذلك لأنها كانت مقابرهم فى مواضع صلبة ،
وهى جمع كُدْيَة. ويروى بالراء ، وسيجىء.
(س) وفيه «أنه دخل
مكة عام الفتح من كَدَاء ، ودخل فى العمرة من كُدًى» وقد روى بالشّك فى الدخول والخروج ، على اختلاف الروايات
وتكرارها.
وكَداء بالفتح والمدّ : الثّنيّة العليا بمكة ممّا يلى المقابر
وهو المعلا.
وكُدَى ـ بالضم والقصر ـ الثّنيّة السّفلى مما يلى باب العمرة.
__________________
وأمّا كُدَيٌ بالضم وتشديد الياء ، فهو موضع بأسفل مكة.
وقد تكرر ذكر
الأوليين فى الحديث.
(باب الكاف مع الذال)
(كذب) (ه) فيه «الحجامة
على الرّيق فيها شفاء وبركة ، فمن احتجم فيوم الأحد والخميس كَذَباك ، أو يوم الاثنين والثّلاثاء» [معنى] كَذَباك
أى عليك بهما.
يعنى اليومين المذكورين.
قال الزمخشرى : «هذه
كلمة جرت مجرى المثل فى كلامهم ، ولذلك لم تتصرّف ولزمت طريقة واحدة ، فى كونها
فعلا ماضيا معلّقا بالمخاطب [وحده] وهى فى معنى الأمر ، كقولهم فى الدعاء : رحمك الله : [أى
ليرحمك الله] والمراد
بالكَذب التّرغيب والبعث ،
من قول العرب : كَذَبْته
نفسه إذا منّته
الأمانىّ ، وخيّلت إليه من الآمال ما لا يكاد يكون. وذلك ممّا يرغّب الرجل فى الأمور ، ويبعثه على التّعرّض لها. ويقولون
فى عكسه : صدقته نفسه ، [إذا ثبّطته] وخيّلت إليه العجز والكدّ فى الطّلب. ومن ثمّ قالوا للنّفس : الكَذُوب».
فمعنى قوله «كَذَبَاك» : أى ليَكْذِباك
ولينشّطاك ويبعثاك
على الفعل.
وقد أطنب فيه
الزمخشرىّ وأطال. وكان هذا خلاصة قوله.
وقال ابن السّكّيت
: كأنّ «كَذَب» هاهنا إغراء : أى عليك بهذا الأمر ، وهى كلمة نادرة جاءت على غير القياس.
وقال الجوهرى : «كَذَب قد يكون بمعنى وجب».
وقال الفراء : كَذَب عليك ، أى وجب عليك.
__________________
[ه] ومنه حديث عمر
«كَذَب عليكم الحجّ ، كَذَب
عليكم العمرة ، كَذَب عليكم الجهاد ، ثلاثة أسفار
كَذَبْنَ عليكم» معناه
الإغراء : أى عليكم بهذه الأشياء الثلاثة.
وكان وجهه النّصب
على الإغراء ، ولكنه جاء شاذّا مرفوعا.
وقيل : معناه : إن
قيل : لا حجّ عليكم ، فهو
كَذِب.
وقيل : معناه : وجب
عليكم الحجّ.
وقيل : معناه
الحثّ والحضّ. يقول : إن الحجّ ظنّ بكم حرصا عليه ورغبة فيه ، فكَذَب ظنّه.
وقال الزمخشرىّ :
معنى «كَذَبَ عليكم الحجّ» على كلامين ، كأنه قال : كَذَب
الحجّ ، عليك الحج
: أى ليرغّبك الحجّ ، هو واجب عليك ، فأضمر الأوّل لدلالة الثانى عليه. ومن نصب
الحج فقد جعل «عليك» اسم فعل ، وفى كذب
ضمير الحجّ.
وقال الأخفش :
الحج مرفوع بكذب
، ومعناه نصب ،
لأنه يريد أن يأمره بالحج ، كما يقال : أمكنك الصّيد ، يريد ارمه.
(ه) ومنه حديث عمر
«شكا إليه عمرو بن معديكرب أو غيره النّقرس ، فقال : كَذَبَتْك الظّهائر» أى عليك بالمشى فيها.
والظّهائر : جمع
ظهيرة ، وهى شدّة الحرّ.
وفى رواية «كَذَب عليك الظّواهر» ، جمع ظاهرة ، وهى ما ظهر من الأرض وارتفع.
ومنه حديثه الآخر
«إنّ عمرو بن معديكرب شكا إليه المعص [فقال] كذب عليك العسل» يريد العسلان ، وهو مشى الذّئب : أى عليك بسرعة
المشى.
والمعص بالعين
المهملة : التواء فى عصب الرّجل.
__________________
(ه) ومنه حديث
عليّ «كَذَبَتْكَ الحارقة» أى عليك بمثلها. والحارقة : المرأة التى تغلبها
شهوتها. وقيل : الضّيّقة الفرج.
(س) وفى الحديث «صدق
الله وكَذَب بطن أخيك» استعمل الكذب
هاهنا مجازا حيث
هو ضدّ الصّدق. والكذب
مختصّ بالأقوال ،
فجعل بطن أخيه حيث لم ينجع فيه العسل كَذِباً ، لأنّ الله قال : «فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ».
(س) ومنه حديث
صلاة الوتر «كذب
أبو محمّد» أى
أخطأ. سمّاه كَذِبا ، لأنه يشبهه فى كونه ضدّ الصّواب ، كما أن الكَذِب ضد الصّدق وإن افترقا من حيث النّيّة والقصد ؛ لأنّ الكاذِب يعلم أنّ ما يقوله كَذِب
، والمخطىء لا
يعلم. وهذا الرجل ليس بمخبر ، وإنما قاله باجتهاد أدّاه إلى أن الوتر واجب ،
والاجتهاد لا يدخله الكذب
وإنّما يدخله
الخطأ.
وأبو محمد صحابى.
واسمه مسعود بن زيد.
وقد استعملت العرب
الكَذب فى موضع الخطأ ، قال الأخطل :
كَذَبَتْك عينك
أم رأيت بواسط
|
|
غلس الظّلام من الرّباب خيالا
|
وقال ذو الرّمّة :
* ما فى سمعه كَذِب *
ومنه حديث عروة «قيل
له : إنّ ابن عبّاس يقول : إنّ النبى صلىاللهعليهوسلم لبث بمكة بضع عشرة سنة. فقال : كَذَبَ» أى أخطأ.
ومنه «قول عمر
لسمرة حين قال : المغمى عليه يصلّى مع كلّ صلاة صلاة حتى يقضيها ، فقال : كَذَبْت ، ولكنّه يصلّيهنّ معا» أى أخطأت. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفى حديث
الزبير «قال يوم اليرموك : إن شددت عليهم فلا
تُكَذِّبوا» أى
__________________
فلا تجبنوا
وتولّوا. يقال للرجل إذا حمل ثم ولّى : كَذَّب
عن قرنه ، وحمل
فما كَذَّب : أى ما انصرف عن القتال. والتَّكْذيب
فى القتال : ضدّ
الصّدق فيه. يقال : صدق القتال إذا بذل فيه الجدّ ، وكَذَّب عنه إذا جبن.
(س) وفيه «لا يصلح
الكَذِب إلّا فى ثلاث» قيل : أراد به معاريض الكلام الذى هو كَذِبٌ من حيث يظنّه السّامع ، وصدق من حيث يقوله القائل.
كقوله «إنّ فى
المعاريض لمندوحة عن الكَذِب».
وكالحديث الآخر «أنّه
كان إذا أراد سفرا ورّى بغيره».
(س) وفى حديث
المسعودى «رأيت فى بيت القاسم كَذَّابَتَيْن
فى السّقف» الكَذَّابة : ثوب يصوّر ويلزق بسقف البيت. سمّيت به لأنّها توهم أنّها
فى السّقف ، وإنّما هى فى الثّوب دونه.
(كذن) (س) فى حديث بناء
البصرة «فوجدوا هذا
الكَذَّان ، فقالوا : ما هذه
البصرة» الكَذَّان والبصرة : حجارة رخوة إلى البياض ، وهو فعّال ، والنون
أصلية. وقيل : فعلان ، والنون زائدة.
(كذا) ـ فيه «نجىء أنا
وأمّتى يوم القيامة على كَذا وكذا» هكذا جاء فى صحيح مسلم ، كأنّ الراوى شكّ فى اللفظ ، فكنى
عنه بكَذا وكَذا.
وهى من ألفاظ
الكنايات مثل كيت وذيت. ومعناه : مثل ذا. ويكنى بها عن المجهول ، وعمّا لا يراد
التصريح به.
قال أبو موسى :
المحفوظ فى هذا الحديث «نجىء أنا وأمّتى على كوم» أو لفظ يؤدّى هذا المعنى.
وفى حديث عمر «كذاك لا تذعروا علينا إبلنا» أى حسبكم ، وتقديره : دع فعلك وأمرك
كذاك ، والكاف الأولى والآخرة زائدتان للتّشبيه والخطاب ، والاسم
ذا ، واستعملوا الكلمة كلّها استعمال الاسم الواحد فى غير هذا المعنى. يقال : رجل أى
خسيس. واشتر لى غلاما ولا تشتره كذاك
: أى دنيئا.
وقيل : حقيقة كذاك : أى مثل ذاك. ومعناه الزم ما أنت عليه ولا تتجاوزه. والكاف
الأولى منصوبة الموضع بالفعل المضمر.
(س) ومنه حديث أبى
بكر يوم بدر «يا نبىّ الله كذاك» أى حسبك الدّعاء ، «فإنّ الله منجز لك ما وعدك».
(باب الكاف مع الراء)
(كرب) (ه) فيه «فإذا
استغنى أو كَرَبَ استعفّ» كَرَبَ
: بمعنى دنا وقرب
، فهو كَارِبٌ.
(ه) ومنه حديث
رقيقة «أيفع الغلام أو
كَرَبَ» أى قارب
الإيفاع.
(ه) وفى حديث أبى
العالية «الكَرُوبِيُّون سادة الملائكة» هم المقرّبون. ويقال لكلّ حيوان وثيق
المفاصل : إنه لمُكْرَب
الخلق ، إذا كان
شديد القوى. والأوّل أشبه.
(س) وفيه «كان إذا
أتاه الوحى كَرَبَ
له» أى أصابه الكَرْبُ ، فهو
مَكْرُوب. والذى كَرَبَه
كَارِبٌ.
(س) وفى صفة نخل
الجنّة «كَرَبُها ذهب» هو بالتّحريك أصل السّعف. وقيل : ما يبقى من أصوله فى
النّخلة بعد القطع كالمراقى.
(كربس) ـ فى حديث عمر «وعليه
قميص من كَرَابِيسَ» هى جمع كِرْباس
، وهو القطن.
ومنه حديث عبد
الرحمن بن عوف «فأصبح وقد اعتمّ بعمامة
كَرَابِيسَ سوداء».
(كرث) ـ فى حديث قسّ «لم
يخلّنا سدى من بعد عيسى واكْتَرَثَ» يقال : ما
أَكْتَرِثُ به : أى ما أبالى.
ولا تستعمل إلّا فى النّفى. وقد جاء هاهنا فى الإثبات وهو شاذ.
ومنه حديث عليّ «فى
سكرة ملهثة وغمرة
كَارِثَة» أى شديدة شاقّة.
وكَرثَه الغمّ يَكْرِثُه
، وأَكْرَثَه : أى اشتدّ عليه وبلغ منه المشقّة.
(كرد) (ه) فى حديث عثمان
«لمّا أرادوا الدّخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الأخنس يحمل عليهم ويَكْرُدُهُم بسيفه » أى يكفّهم ويطردهم.
(س) ومنه حديث
الحسن ، وذكر بيعة العقبة «كأن هذا المتكلّم كَرَدَ القوم. قال : لا والله» أى صرفهم عن رأيهم وردّهم عنه.
(س [ه]) وفى حديث
معاذ «قدم على أبى موسى باليمن وعنده رجل كان يهوديّا فأسلم ، ثم تهوّد ، فقال :
والله لا أقعد حتّى تضربوا
كَرْدَهُ» أى عنقه. وكَرَدَهُ : إذا ضرب كَرْدَه.
(كردس) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «ضخم الكَرادِيس» هى رؤوس العظام ، واحدها : كُرْدُوس. وقيل : هى ملتقى كلّ عظمين ضخمين ، كالركبتين ، والمرفقين
، والمنكبين ، أراد أنه ضخم الأعضاء.
(ه) وفى حديث
الصّراط «ومنهم مُكَرْدَسٌ
فى النار» المكَرْدَس : الذى جمعت يداه ورجلاه وألقى إلى موضع.
(كرر) ـ فى حديث سهيل بن
عمرو «حين استهداه النبى صلىاللهعليهوسلم ماء زمزم فاستعانت امرأته بأثيلة ، ففرتا مزادتين
وجعلتاهما فى كُرَّيْن
غوطيّين» الكُرُّ : جنس من الثياب الغلاظ ، قاله أبو موسى.
وفى حديث ابن
سيرين «إذا كان الماء قدر
كُرٍّ لم يحمل القذر»
وفى رواية : «إذا بلغ الماء
كُرّاً لم يحمل نجسا» الكُرّ بالبصرة : ستّة أوقار.
وقال الأزهرى : الكُرّ : ستون قفيزا. والقفيز : ثمانية مكاكيك. والمكّوك : صاع
ونصف ، فهو على هذا الحساب اثنا عشر وسقا ، وكلّ وسق ستّون صاعا.
(كرزن) (ه) فى حديث
الخندق «فأخذ
الكِرْزِين فحفر» الكِرْزِين : الفأس. ويقال له : كِرْزَن
أيضا بالفتح
والكسر ، والجمع : كَرَازِين
وكَرَازِن.
__________________
ومنه حديث أم سلمة
«ما صدّقت بموت رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى سمعت وقع الكَرَازِين».
(كرس) (س) فى حديث
الصّراط فى رواية «ومنهم مَكْرُوسٌ
فى النار» بدل
مكردس ، وهو بمعناه.
والتَّكْرِيس : ضمّ الشىء بعضه إلى بعض. ويجوز أن يكون من كِرْس الدّمنة ، حيث تقف الدوابّ.
(ه) وفى حديث أبى
أيوب «ما أدرى ما أصنع بهذه الكرايِيس
، وقد نهى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم أن تستقبل القبلة بغائط أو بول» يعنى الكنف ، واحدها : كِرْياس ، وهو الذى يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الأرض ، فإذا كان
أسفل فليس بكِرْياس ، سمّى به لما يعلق به من الأقذار ويَتَكَرَّس عليه ككِرْس
الدّمن .
قال الزمخشرى : «وفى
كتاب العين الكرناس بالنون».
(كرسع) فيه «فقبض على كُرْسُوعي» الكُرْسوع
: طرف رأس الزّند
ممّا يلى الخنصر.
(كرسف) فيه «إنه كفّن فى
ثلاثة أثواب يمانيّة
كُرْسُفٍ» الكُرْسُف : القطن. وقد جعله وصفا للثياب وإن لم يكن مشتقّا ، كقولهم
: مررت بحيّة ذراع ، وإبل مائة ، ونحو ذلك.
(س) ومنه حديث
المستحاضة «أنعت لك الكُرْسُف» وقد تكرر فى الحديث.
(كرش) [ه] فيه «الأنصار كَرِشي وعيبتى» أراد أنهم بطانته وموضع سرّه وأمانته ، والذين
يعتمد عليهم فى أموره ، واستعار
الكَرِش والعيبة لذلك ؛
لأن المجترّ يجمع علفه فى كَرِشه
، والرجل يضع
ثيابه فى عيبته.
__________________
وقيل : أراد بالكَرِش الجماعة. أى جماعتى وصحابتى. ويقال : عليه كَرِشٌ من الناس : أى جماعة.
وفى حديث الحسن «فى
كلّ ذات كَرِش شاة» أى كل ما له من الصّيد
كَرِش ، كالظّباء. والأرانب
إذا أصابه المحرم ففى فدائه شاة.
(ه) وفى حديث
الحجّاج «لو وجدت إلى دمك فا
كَرِشٍ لشربت البطحاء منك»
أى لو وجدت إلى دمك سبيلا. وهو مثل أصله أنّ قوما طبخوا شاة فى كَرِشها فضاق فم الكَرِش
عن بعض الطعام ،
فقالوا للطّبّاخ : أدخله ، فقال : إن وجدت فا
كَرِشٍ.
(كرع)
فيه «أنه دخل على
رجل من الأنصار فى حائطه ، فقال : إن كان عندك ماء بات فى شنّه وإلّا كَرَعْنَا» كَرَعَ
الماء يَكْرَع كَرْعاً إذا تناوله بفيه ، من غير أن يشرب بكفّه ولا بإناء ، كما
تشرب البهائم ، لأنها تدخل فيه أكارِعَها.
ومنه حديث عكرمة «كره
الكَرْعَ فى النّهر لذلك».
[ه] ومنه الحديث «أن
رجلا سمع قائلا يقول فى سحابة : اسقى كَرَع فلان» قال الهروى : أراد موضعا يجتمع فيه ماء السماء فيسقى
صاحبه زرعه ، يقال : شربت الإبل بالكَرَع
، إذا شربت من ماء
الغدير.
وقال الجوهرى : «الكَرَع بالتحريك : ماء السماء
يُكْرَع فيه».
(ه) ومنه حديث
معاوية «شربت عنفوان المَكْرَع» أى فى أوّل الماء. وهو مفعل من الكَرْع ، أراد أنه عزّ فشرب صافى الأمر ، وشرب غيره الكدر.
[ه] وفى حديث
النّجاشى «فهل ينطق فيكم الكَرَع؟» تفسيره فى الحديث : الدّنىء النّفس وهو من الكَرَع
: الأوظفة ، ولا
واحد له.
ومنه حديث عليّ «لو
أطاعنا أبو بكر فيما أشرنا به عليه من ترك قتال أهل الردّة لغلب على هذا الأمر الكَرَعُ والأعراب!» هم السّفلة والطّغام من الناس.
__________________
وفيه «خرج عام
الحديبية حتى بلغ كُرَاعَ
الغميم» هو اسم
موضع بين مكة والمدينة.
والكُراع : جانب مستطيل من الحرّة تشبيها بالكُراع ، وهو ما دون الرّكبة من الساق.
والغميم بالفتح :
واد بالحجاز.
ومنه حديث ابن عمر
«عند كُراع هرشى» هرشى : موضع بين مكة والمدينة ، وكُرَاعُها : ما استطال من حرّتها.
(س) وفى حديث ابن
مسعود «كانوا لا يحسبون إلّا
الكُرَاعَ والسلاح» الكُراع : اسم لجميع الخيل.
(س) وفى حديث
الحوض «فبدأ الله بكُراع» أى طرف من ماء الجنة ، مشبّه بالكُراع لقلّته ، وأنه كالكُراع
من الدابّة.
(ه) وفى حديث
النّخعىّ «لا بأس بالطّلب فى أَكارِع
الأرض» وفى رواية
«كانوا يكرهون الطّلب فى أَكارِع
الأرض» أى فى
نواحيها وأطرافها ، تشبيها
بأكارع الشاة .
والأَكارِع : جمع أَكْرُع
، وأَكْرُع : جمع كُرَاع. وإنما جمع على أَكْرُع
وهو مختصّ بالمؤنث
؛ لأنّ الكُراع يذكّر ويؤنث. قاله الجوهرى.
(كركر) (ه) فيه «أن
النبىّ صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر وعمر تضيّفوا أبا الهيثم ، فقال لامرأته : ما
عندك؟ قالت : شعير ، قال : فكَرْكِرِي» أى اطحنى. والكَرْكَرَة : صوت يردّده الإنسان فى جوفه.
(ه) ومنه الحديث «وتُكَرْكِرُ حبّات من شعير» أى تطحن.
__________________
(س) وفى حديث عمر
«لمّا قدم الشام وكان بها الطاعون فكَرْكَرَ عن ذلك» أى رجع. وقد
كَرْكَرْتُهُ عنى كَرْكَرَةً ، إذا دفعته ورددته.
ومنه حديث كنانة «تَكَرْكَر الناس عنه».
وفى حديث جابر «من
ضحك حتى يُكَرْكِرَ فى الصلاة فليعد الوضوء والصلاة» الكَرْكَرة : شبه القهقهة فوق القرقرة ، ولعلّ الكاف مبدلة من القاف
لقرب المخرج.
وفيه «ألم تروا
إلى البعير تكون بكِرْكِرَتِه
نكتة من جرب» هى
بالكسر : زور البعير الذى إذا برك أصاب الأرض ، وهى ناتئة عن جسمه كالقرصة ،
وجمعها : كَراكِر.
(س) ومنه حديث عمر
«ما أجهل عن كَرَاكِرَ وأسنمة» يريد إحضارها للأكل ، فإنها من أطايب ما يؤكل من
الإبل.
ومنه حديث ابن
الزبير :
عطاؤكم للضاربين
رقابكم
|
|
وندعى إذا ما
كان حزّ الكَرَاكِرِ
|
هو أن يكون
بالبعير داء فلا يستوى إذا برك ، فيسلّ من الكِرْكِرة عرق ثم يكوى. يريد إنما تدعونا إذا بلغ منكم الجهد ؛
لعلمنا بالحرب ، وعند العطاء والدّعة غيرنا.
(كركم)
(ه) فيه «بينا هو
وجبريل عليهما الصلاة والسلام يتحادثان تغيّر وجه جبريل حتى عاد كأنه كُرْكُمة» هى واحدة
الكُرْكُم ، وهو الزعفران.
وقيل : العصفر. وقيل : شىء كالورس. وهو فارسى معرّب.
وقال الزمخشرى :
الميم مزيدة ، لقولهم للأحمر : كرك .
ومنه الحديث «حين
ذكر سعد بن معاذ ، فعاد لونه كالكُرْكُمَة».
(كرم) ـ فى أسماء الله
تعالى «الكريم» هو الجواد المعطى الذى لا ينفذ عطاؤه. وهو الكريم المطلق. والكريم
الجامع لأنواع
الخير والشّرف والفضائل.
ومنه الحديث «إنّ الكريمَ ابنَ الكريمِ
يوسف بن يعقوب» لأنه
اجتمع له شرف
__________________
النّبوّة ، والعلم
، والجمال ، والعفّة ، وكَرَم
الأخلاق ، والعدل
، ورئاسة الدنيا والدين. فهو نبىّ ابن نبى ابن نبى ابن نبى ، رابع أربعة فى
النّبوّة.
(س [ه]) وفيه «لا
تسمّوا العنب الكَرْمَ
، فإنما
الكَرْمُ الرجل المسلم» قيل
: سمّى الكَرْمُ كَرْماً ؛ لأنّ الخمر المتّخذة منه تحثّ على السّخاء والكَرَم ، فاشتقّوا له منه اسما ، فكره أن يسمّى باسم مأخوذ من الكَرَم ، وجعل المؤمن أولى به.
يقال : رجل كَرَمٌ : أى كَرِيم
، وصف بالمصدر ،
كرجل عدل وضيف.
قال الزمخشرى :
أراد أن يقرّر ويسدّد ما فى قوله عزوجل : «إِنَ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ»
بطريقة أنيقة
ومسلك لطيف ، وليس الغرض حقيقة النّهى عن تسمية العنب كَرْما ، ولكن الإشارة إلى أنّ المسلم التّقىّ جدير بألّا يشارك
فيما سمّاه الله به.
وقوله «فإنما الكَرْم الرجل المسلم» أى إنما المستحقّ للاسم المشتق من الكَرَم الرجل المسلم.
(ه) وفيه «أن رجلا
أهدى له راوية خمر ، فقال : إنّ الله حرّمها ، فقال الرجل : أفلا أُكَارِم بها يهود» المُكَارَمَة : أن تهدى لإنسان شيئا ليكافئك عليه ، وهى مفاعلة من الكَرَم.
(ه) وفيه «إن الله
يقول : إذا أخذت من عبدى كَرِيمَتَيْه
فصبر لم أرض له
ثوابا دون الجنة» ويروى «كَرِيمَتَه» يريد عينيه : أى جارحتيه الكَرِيمَتَين
عليه. وكلّ شىء يَكْرُم عليك فهو
كَرِيمُكَ وكَرِيمتك.
(ه) ومنه الحديث «أنه
أَكْرَمَ جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه ؛ فبسط له رداءه وعمّمه
بيده ، وقال : إذا أتاكم كَرِيمة قوم فأَكْرِموه» أى كَرِيم
قوم وشريفهم.
والهاء للمبالغة.
ومنه حديث الزكاة
«واتّق كَرَائمَ أموالهم» أى نفائسها التى تتعلّق بها نفس مالكها ويختصّها
لها ، حيث هى جامعة للكمال الممكن فى حقّها. وواحدتها : كَرِيمة.
ومنه الحديث «وغزو
تنفق فيه الكريمة» أى العزيزة على صاحبها.
__________________
(ه) وفيه «خير
الناس يومئذ مؤمن بين كَرِيمَيْن» أى بين أبوين مؤمنين.
وقيل : بين أب
مؤمن ، هو أصله ، وابن مؤمن ، هو فرعه ، فهو بين مؤمنين هما طرفاه ، وهو مؤمن .
والكريم : الذى كَرَّم
نفسه عن التّدنّس
بشىء من مخالفة ربّه.
(س) وفى حديث أم
زرع «كَرِيم الخلّ ، لا تخادن أحدا فى السّر» أطلقت كَرِيما على المرأة ، ولم تقل كَرِيمة الخلّ ، ذهابا به إلى الشّخص.
(س) وفيه «ولا يجلس
على تَكْرِمَتِه إلّا بإذنه» التَّكْرِمَة : الموضع الخاصّ لجلوس الرجل من فراش أو سرير ممّا يعدّ لإِكْرَامِهِ ، وهى تفعلة من الكَرامة.
(كرن) (س) فى حديث حمزة
«فغنّته الكَرِينَةُ» أى المغنّية الضاربة
بالكِرَان ، وهو الصّنج.
وقيل : العود ، والكَنَّارَة نحو منه.
(كرنف) (ه) فى حديث
الواقمى «وقد ضافه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأتى بقربته نخلة فعلقها
بكُرْنَافَة » هى أصل السّعفة الغليظة. والجمع : الكَرَانِيف.
ومنه حديث ابن أبى
الزّناد «ولا
كِرْنَافَة ولا سعفة».
وحديث أبى هريرة «إلّا
بعث عليه يوم القيامة سعفها وكَرَانِيفُها أشاجع تنهشة».
(ه) وحديث الزّهرى
«والقرآن فى الكَرَانيف
» يعنى أنه كان مكتوبا عليها قبل جمعه فى الصّحف.
(كره) (س) فيه «إسباغ
الوضوء على المكارِه» هى جمع مَكْرَه
، وهو ما يكرَهُه الإنسان ويشقّ عليه ، والكُرْه
بالضم والفتح :
المشقّة.
والمعنى أن يتوضّأ
مع البرد الشديد والعلل التى يتأذّى معها بمسّ الماء ، ومع إعوازه والحاجة
__________________
إلى طلبه ،
والسّعى فى تحصيله ، أو ابتياعه بالثمن الغالى ، وما أشبه ذلك من الأسباب
الشّاقّة.
ومنه حديث عبادة «بايعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المنشط والمَكْرَه» يعنى المحبوب والمَكْرُوه
، وهما مصدران.
(س) وفى حديث
الأضحية «هذا يوم اللّحم فيه مَكْرُوه» يعنى أنّ طلبه فى هذا اليوم شاقّ. كذا قال أبو موسى.
وقيل : معناه أنّ
هذا يوم يُكْرَه فيه ذبح شاة للّحم خاصة ، إنما تذبح للنّسك ، وليس عندى
إلّا شاة لحم لا تجزىء عن النّسك.
هكذا جاء فى مسلم
«اللحم فيه مكروه» والذى جاء فى البخارى «هذا يوم يشتهى فيه اللّحم» وهو ظاهر.
وفيه «خلق المَكْرُوه يوم الثّلاثاء ، وخلق النّور يوم الأربعاء» أراد بالمكروه هاهنا الشرّ ، لقوله «وخلق النّور يوم الأربعاء» ، والنور
خير ، وإنما سمّى الشّر
مكروها ؛ لأنه ضدّ
المحبوب.
وفى حديث الرؤيا «رجل
كَرِيه المرآة» أى قبيح المنظر ، فعيل بمعنى مفعول. والمرآة :
المرأى.
(كرا) (س) فى حديث فاطمة
«أنها خرجت تعزّى قوما فلما انصرفت قال لها : لعلّك بلغت معهم الكُرا ، قالت : معاذ الله» هكذا جاء فى رواية بالراء ، وهى
القبور ، جمع كُرْيَة أو
كُرْوة ، من كَرَيْتُ الأرض وكَرَوْتُها إذا حفرتها. كالحفرة من حفرت. ويروى بالدال. وقد تقدم.
(س ه) ومنه الحديث
«أنّ الأنصار سألوا النبى صلىاللهعليهوسلم فى نهر
يَكْرُونه لهم سيحا» أى
يحفرونه ويخرجون طينه.
__________________
(ه) وفى حديث ابن
مسعود «كنا عند النبى صلىاللهعليهوسلم ذات ليلة
فأَكْرَيْنا فى الحديث» أى
أطلناه وأخّرناه.
وأَكْرَى من الأضداد ، يقال : إذا أطال وقصّر ، وزاد ونقص.
وفى حديث ابن عباس
«أنّ امرأة محرمة سألته فقالت : أشرت إلى أرنب فرماها الكَرِيُ» الكَرِيُ
بوزن الصّبى :
الذى يُكْرِي دابّته ، فعيل بمعنى مفعل. يقال : أَكْرَى دابّته فهو
مُكْرٍ ، وكَرِيّ.
وقد يقع على المُكْتَرِي ، فعيل بمعنى مفتعل. والمراد الأوّل.
(س) ومنه حديث أبى
السّليل «الناس يزعمون أنّ الكَرِيَ
لا حجّ له».
(س) وفيه «أنه
أدركه الكَرَى» أى النّوم. وقد تكرر فى الحديث.
(باب الكاف مع الزاى)
(كزز) (س) فيه «أنّ رجلا
اغتسل فكَزَّ فمات» الكُزازُ : داء يتولّد من شدّة البرد. وقيل : هو نفس البرد. وقد كَزَّ يَكِزُّ كَزّاً.
(كزم) (ه) فيه «أنه كان
يتعوّذ من الكَزَم والقزم» الكَزَم
بالتحريك : شدّة
الأكل ، والمصدر ساكن. وقد
كَزَمَ الشىء بفيه يَكْزِمُه كَزْما ، إذا كسره وضم فمه عليه.
وقيل : هو البخل ،
من قولهم : هو
أَكْزَمُ البنان : أى
قصيرها ، كما يقال : جعد الكفّ.
وقيل : هو أن يريد
الرجل المعروف أو الصّدقة ولا يقدر على دينار ولا درهم.
ومنه حديث عليّ فى
صفة النبى صلىاللهعليهوسلم «لم يكن بالكَزِّ ولا
المُنْكَزِم» فالكَزُّ :
المعبّس فى وجوه السائلين ، والمُنْكَزِم
: الصغير الكفّ ،
الصغير القدم.
(ه) ومنه حديث عون
بن عبد الله «وذكر رجلا يذمّ فقال : إن أفيض فى خير
كَزَم وضعف واستسلم» أى
إن تكلّم الناس فى خير سكت فلم يفض معهم فيه ، كأنه ضمّ فاه فلم ينطق.
__________________
(باب الكاف مع السين)
(كسب) فيه «أطيب ما يأكل
الرّجل من كَسْبِه ، وولده من كَسْبِه» إنما جعل الولد
كَسْباً لأنّ الوالد طلبه
وسعى فى تحصيله.
والكَسْب : الطّلب ، والسّعى فى طلب الرزق والمعيشة. وأراد بالطّيّب
هاهنا الحلال.
ونفقة الوالدين
على الولد واجبة إذا كانا محتاجين ، عاجزين عن السّعى ، عند الشافعى ، وغيره لا
يشترط ذلك.
وفى حديث خديجة «إنك
لتصل الرّحم ، وتحمل الكلّ وتُكْسِبُ
المعدوم» يقال : كَسَبْتُ مالا وكَسَبْتُ
زيدا مالا ، وأَكْسَبْتُ زيدا مالا : أى أعنته على كَسْبِه
، أو جعلته يَكْسِبُه.
فإن كان ذلك من
الأوّل ، فتريد أنك تصل إلى كلّ معدوم وتناله فلا يتعذر لعبده عليك.
وإن جعلته متعدّيا
إلى اثنين ، فتريد أنّك تعطى الناس الشىء المعدوم عندهم وتوصله إليهم.
وهذا أولى القولين
؛ لأنه أشبه بما قبله فى باب التّفضّل والإنعام ، إذ لا إنعام فى أن يَكْسِب هو لنفسه مالا كان معدوما عنده ، وإنما الإنعام أن يوليه
غيره. وباب الحظّ والسّعادة فى الاكْتِساب
غير باب التّفضّل
والإنعام.
وفيه «أنه نهى عن كَسْب الإماء» هكذا جاء مطلقا فى رواية أبى هريرة.
وفى رواية رافع بن
خديج مقيّدا «حتى يعلم من أين هو».
وفى رواية أخرى «إلّا
ما عملت بيدها».
ووجه الإطلاق أنه
كان لأهل مكة والمدينة إماء ، عليهنّ ضرائب يخدمن الناس ، ويأخذن أجورهنّ ،
ويؤدّين ضرائبهنّ ، ومن تكون متبذّلة خارجة داخلة وعليها ضريبة فلا تؤمن أن تبدو
منها زلّة ، إمّا للاستزادة فى المعاش ، وإمّا لشهوة تغلب ، أو لغير ذلك ،
والمعصوم قليل ، فنهى عن كَسْبِهنّ
مطلقا تنزّها عنه.
هذا إذا كان للأمة
وجه معلوم تَكْسِب منه ، فكيف إذا لم يكن لها وجه معلوم؟
(كست) (س) فى حديث غسل
الحيض «نبذة من كُسْتِ
أظفار» هو القسط
الهندى ، عقّار معروف.
وفى رواية «كسط» بالطّاء
، وهو هو. والكاف والقاف يبدل أحدهما من الآخر.
(كسح)
(ه) فى حديث ابن
عمر «وسئل عن مال الصّدقة فقال : إنها شرّ مال ، إنّما هى مال الكُسْحَان والعوران» هى جمع الأَكْسَح
، وهو المقعد.
وقيل : الكَسَح : داء يأخذ فى الأوراك فتضعف له الرجل. وقد كَسِحَ الرجل كَسَحاً إذا ثقلت إحدى رجليه فى المشى ، فإذا مشى كأنه يَكْسَحُ الأرض ، أى يكنسها.
(س) ومنه حديث
قتادة «فى قوله تعالى : «وَلَوْ
نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ» أى جعلناهم كُسْحاً» يعنى مقعدين ، جمع أَكْسَح
، كأحمر وحمر.
(كسر) (ه) فى حديث أم
معبد «فنظر إلى شاة فى كَسْر الخيمة» أى جانبها ، ولكلّ بيت كَسْرَانِ ، عن يمين وشمال ، وتفتح الكاف وتُكْسَر.
(س) وفى حديث
الأضاحى «لا يجوز فيها
الكَسِيرُ البيّنة الكَسْر» أى المُنْكَسِرة الرّجل التى لا تقدر على المشى ، فعيل بمعنى مفعول.
(س) وفى حديث عمر
«لا يزال أحدهم كَاسِرا وساده عند امرأة مغزية يتحدّث إليها» أى يثنى وساده عندها
ويتّكىء عليه ويأخذ معها فى الحديث. والمغزية : التى قد غزا زوجها.
(س) ومنه حديث
النّعمان «كأنها جناح عقاب كاسِر» هى الّتى تَكْسِر جناحيها وتضمّها إذا أرادت السّقوط.
وفى حديث عمر «قال
سعد بن الأخرم : أتيته وهو يطعم الناس من كُسُور إبل» أى أعضائها ، واحدها : كَسْر ، بالفتح والكسر.
وقيل : هو العظم
الذى ليس عليه كبير لحم.
وقيل : إنّما يقال
له ذلك إذا كان مَكْسُورا.
[ه] ومنه حديثه
الآخر «فدعا بخبز يابس وأَكْسَارِ بعير» أَكْسَار : جمع قلّة
للكَسْر ، وكُسُور : جمع كثرة.
(ه) وفيه «العجين
قد انْكَسَرَ» أى لان واختمر. وكلّ شىء فتر فقد انْكَسَر. يريد أنّه صلح لأن يخبز.
ومنه الحديث «بسوط مَكْسُور» أى ليّن ضعيف.
وفيه ذكر «كِسْرَى» كثيرا ، وهو بكسر الكاف وفتحها : لقب ملوك الفرس ،
والنّسب إليه : كِسْرَوِيٌ
، وكِسْرَوَانِيٌ ، وقد جاء فى الحديث.
(كسع) (ه) فيه «ليس فى الكُسْعَة صدقة» الكُسْعَة بالضم : الحمير. وقيل : الرّقيق ، من الكَسْع : وهو ضرب الدّبر.
وفى حديث الحديبية
«وعليّ يَكْسَعُها بقائم السّيف» أى يضربها من أسفل.
(ه) ومنه حديث زيد
بن أرقم «أنّ رجلا
كَسَعَ رجلا من الأنصار» أى
ضرب دبره بيده.
(ه س) ومنه حديث
طلحة يوم أحد «فضربت عرقوب فرسه فاكْتَسَعَتْ
به» أى سقطت من ناحية مؤخّرها ورمت به.
(س) ومنه حديث ابن
عمر «فلمّا تَكَسَّعوا فيها» أى تأخّروا عن جوابها ولم يردّوه.
وفى حديث طلحة
وأمر عثمان «قال : ندمت ندامة
الكُسَعِيّ ، الّلهمّ خذ منّى
لعثمان حتى ترضى» الكُسَعِيُ
: اسمه محارب بن
قيس ، من بنى كُسَيْعة ، أو بنى الكُسَع
: بطن من حمير ، يضرب به المثل فى النّدامة ، وذلك أنّه أصاب نبعة ،
فاتخذ منها قوسا. وكان راميا مجيدا
__________________
لا يكاد يخطىء ،
فرمى عنها عيرا ليلا فنفذ السهم منه ووقع فى حجر فأورى نارا ، فظنّه لم يصب فكسر
القوس.
وقيل : قطع إصبعه
ظنّا منه أنه قد أخطأ ، فلمّا أصبح رأى العير مجدّلا فندم ، فضرب به المثل.
(كسف) (ه) قد تكرر فى
الحديث ذكر «الكُسوف
والخسوف ، للشمس
والقمر» فرواه جماعة فيهما بالكاف ، ورواه جماعة فيهما بالخاء ، ورواه جماعة فى
الشمس بالكاف وفى القمر بالخاء ، وكلّهم رووا أنّهما آيتان من آيات الله ، لا يَنْكَسِفَان لموت أحد ، ولا لحياته. والكثير فى اللّغة ـ وهو اختيار
الفرّاء ـ أن يكون الكُسُوف
للشمس ، والخسوف
للقمر. يقال : كَسَفت
الشمس ، وكَسَفَها الله وانْكَسَفَتْ. وخسف القمر وخسفه الله وانخسف.
وقد تقدّم فى
الخاء أبسط من هذا.
وفيه «أنه جاء
بثريدة كِسَف» أى خبز مكسّر ، وهى جمع كِسْفَة. والكِسْف
والكِسْفة : القطعة من الشىء.
(س) ومنه حديث أبى
الدّرداء «قال بعضهم : رأيته وعليه كِساف» أى قطعة ثوب ، وكأنها جمع كِسْفَة أو
كِسْف.
(س) وفيه «أنّ
صفوان كَسَف عرقوب راحلته» أى قطعة بالسّيف.
(كسس) فى حديث معاوية «تياسروا
عن كَسْكَسَة بكر» يعنى إبدالهم السّين من كاف الخطاب. يقولون : أبوس
وأمّس : أى أبوك وأمّك.
وقيل : هو خاصّ
بمخاطبة المؤنّث. ومنهم من يدع الكاف بحالها ويزيد بعدها سينا فى الوقف ، فيقول :
مررت بكس أى بك.
(كسل) (ه) فيه «ليس فى الإِكْسَال إلّا الطّهور» أَكْسَل
الرجل : إذا جامع
ثم أدركه فتور فلم ينزل. ومعناه صار ذا
كَسل.
وفى كتاب «العين»
: كَسِل الفحل إذا فتر عن الضّراب. وأنشد :
__________________
أإن كَسِلْتُ والحصان يَكْسَلُ
ومعنى الحديث :
ليس فى الإِكْسَال غسل ، وإنما فيه الوضوء.
وهذا على مذهب من
رأى أنّ الغسل لا يجب إلّا من الإنزال ، وهو منسوخ.
والطّهور هاهنا
يروى بالفتح ، ويراد به التّطهّر.
وقد أثبت سيبويه
الطّهور والوضوء والوقود ، بالفتح ، فى المصادر.
(كسا) (ه) فيه «ونساء كاسِيَات عاريات» يقال : كَسِيَ
، بكسر السين ، يَكْسَى ، فهو
كاسٍ : أى صار ذا كُسْوة.
ومنه قوله :
واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسِي
ويجوز أن يكون
فاعلا بمعنى مفعول ، من كَسَا
يَكْسُو ، ك (ماءٍ دافِقٍ).
ومعنى الحديث :
إنهنّ كاسِيات من نعم الله ، عاريات من الشّكر.
وقيل : هو أن
يكشفن بعض جسدهنّ ويسدلن الخمر من ورائهنّ ، فهنّ كاسِيات
كعاريات.
وقيل : أراد أنهنّ
يلبسن ثيابا رقاقا يصفن ما تحتها من أجسامهنّ ، فهنّ كاسِيات فى الظاهر عاريات فى المعنى.
(باب الكاف مع الشين)
(كشح) (ه) فيه «أفضل
الصّدقة على ذى الرّحم الكَاشِح» الكاشِح
: العدوّ الذى
يضمر عداوته ويطوى عليها
كَشْحَه : أى باطنه. والكَشْح : الخصر ، أو الذى يطوى عنك كَشْحَه
ولا يألفك.
__________________
وفى حديث سعد «إن
أميركم هذا لأهضم الكَشْحَين» أى دقيق الخصرين.
(كشر) (س) فى حديث أبى
الدّرداء «إنّا
لَنَكْشِرُ فى وجوه أقوام» الكَشْر : ظهور الأسنان للضّحك. وكاشَرَه
: إذا ضحك فى وجهه
وباسطه. والاسم الكِشْرة ، كالعشرة. وقد تكرر فى الحديث.
(كشش)
فيه «كانت حيّة
تخرج من الكعبة لا يدنو منها أحد إلا
كَشَّت وفتحت فاها» كشِيش الأفعى : صوت جلدها إذا تحرّكت. وقد كَشَّت تَكِشُ. وليس صوت فمها ، فإنّ ذلك فحيحها.
ومنه حديث عليّ «كأنى
أنظر إليكم تَكِشُّون
كَشِيشَ الضّباب».
وحكى الجوهرىّ : «إذا بلغ الذّكر من الإبل الهدير فأوّله الكَشِيش ، وقد
كَشَ يَكِشُ».
(كشط) فى حديث الاستسقاء
«فتَكَشَّط السّحاب» أى تقطّع وتفرّق. والكَشْط والقشط سواء فى الرّفع والإزالة والقلع والكشف.
(كشف) (ه) فيه «لو تَكَاشَفْتُم ما تدافنتم» أى لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييع
جنازته ودفنه.
(س) وفى حديث أبى
الطّفيل «أنه عرض له شابّ أحمر
أَكْشَفُ» الأَكْشَف : الذى تنبت له شعرات فى قصاص ناصيته ثائرة ، لا تكاد
تسترسل ، والعرب تتشاءم به.
وفى قصيد كعب :
زالوا فما زال أنكاس ولا كُشُفٌ
الكُشُفُ
: جمع أَكْشَف. وهو الذى لا ترس معه ، كأنه مِنُكَشِف غير مستور.
(كشكش) (س) فى حديث
معاوية «تياسروا عن كَشْكَشَةِ تميم» أى إبدالهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث ، فيقولون
: أبوش وأمّش. وربما زادوا على الكاف شينا فى الوقف ، فقالوا : مررت بكش ، كما
تفعل بكر بالسين ، وقد تقدّم.
__________________
(كشي) (ه) فى حديث عمر «أنه وضع يده فى كُشْيَةِ ضبّ وقال : إنّ نبىّ الله لم يحرّمه ، ولكن قذره» الكُشْيَة : شحم بطن الضّبّ. والجمع : كُشًى. ووضع اليد فيه كناية عن الأكل منه.
هكذا رواه القتيبى
فى حديث عمر.
والذى جاء فى «غريب
الحربى» عن مجاهد «أنّ رجلا أهدى للنبىّ صلىاللهعليهوسلم ضبّا فقذره ، فوضع يده فى كُشْيَتَيِ
الضّبّ». ولعله
حديث آخر.
(باب الكاف مع الظاء)
(كظظ) (ه) فى حديث رقيقة
«فاكْتَظَّ الوادى بثجيجه» أى امتلأ بالمطر والسّيل.
ويروى «كَظَّ الوادى بثجيجه».
ومنه حديث عتبة بن
غزوان فى ذكر باب الجنة «وليأتينّ عليه يوم وهو
كَظِيظ» أى ممتلىء. والكَظِيظ : الزّحام.
ومنه حديث ابن عمر
«أهدى له إنسان جوارش ، فقال : إذا
كَظَّك الطّعام أخذت منه»
أى [إذا] امتلأت منه وأثقلك.
ومنه حديث الحسن «قال
له إنسان : إن شبعت كَظَّني
، وإن جعت أضعفنى».
(س) وحديث
النّخعىّ «الأَكِظَّةُ على الأَكِظَّةِ مسمنة مكسلة مسقمة» الأَكِظَّة : جمع الكِظة ، وهى ما يعترى الممتلىء من الطّعام : أى أنها تسمن وتكسل
وتسقم.
(ه) ومنه حديث
الحسن ، وذكر الموت فقال : «كَظٌّ ليس كالكَظِّ» أى همّ يملأ الجوف ، ليس كسائر الهموم ، ولكنّه أشدّ.
(كظم) (س) فيه «أنه أتى كِظَامَةَ قوم فتوضّأ منها» الكِظَامة : كالقناة ، وجمعها :
__________________
كَظَائِم. وهى
آبار تحفر فى الأرض متناسقة ، ويخرق بعضها إلى بعض تحت الأرض ، فتجتمع مياهها
جارية ، ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الأرض. وقيل : الكِظَامة : السّقاية.
(س) ومنه حديث عبد
الله بن عمرو «إذا رأيت مكّة قد بعجت كَظَائِمَ» أى حفرت قنوات.
(س) ومنه الحديث «أنه
أتى كِظَامَةَ قوم فبال» وقيل : أراد
بالكِظَامة فى هذا الحديث :
الكناسة.
وفيه «من كَظَمَ غيظا فله كذا وكذا» كَظْم
الغيظ : تجرّعه
واحتمال سببه والصّبر عليه.
(س) ومنه الحديث «إذا
تثاءب أحدكم فَلْيَكْظِمْ
ما استطاع» أى
ليحبسه مهما أمكنه.
(س) ومنه حديث عبد
المطّلب «له فخر
يَكْظِم عليه» أى لا يبديه
ويظهره ، وهو حسبه.
وفى حديث عليّ «لعلّ
الله يصلح أمر هذه الأمّة ولا يؤخذ
بأَكْظَامِها» هى جمع : كَظَم ، بالتحريك ، وهو مخرج النّفس من الحلق.
(س) ومنه حديث
النّخعىّ «له التّوبة ما لم يؤخذ
بكَظَمِه» أى عند خروج
نفسه وانقطاع نفسه.
وفى الحديث ذكر «كاظِمَة» هو اسم موضع. وقيل : بئر عرف الموضع بها.
(باب الكاف مع العين)
(كعب) (س) فى حديث
الإزار «ما كان أسفل من الكَعْبَين
ففى النّار» الكَعْبَان : العظمان النائتان عند مفصل السّاق والقدم عن الجنبين.
وذهب قوم إلى
أنهما العظمان اللذان فى ظهر القدم ، وهو مذهب الشّيعة.
ومنه قول يحيى بن
الحارث «رأيت القتلى يوم زيد بن علىّ فرأيت الكِعَاب
فى وسط القدم».
وفى حديث عائشة «إن
كان ليهدى لنا القناع فيه كَعْبٌ
من إهالة ، فنفرح
به» أى قطعة من السّمن والدّهن.
(س) ومنه حديث
عمرو بن معديكرب «أتونى بقوس وكَعْبٍ
وثور» أى قطعة من
سمن.
(ه) وفى حديث قيلة
«والله لا يزال كَعْبُكِ
عاليا» هو دعاء
لها بالشّرف والعلوّ. والأصل فيه كَعْب
القناة ، وهو
أنبوبها وما بين كلّ عقدتين منها
كَعْب. وكلّ شىء علا وارتفع فهو
كَعْب. ومنه سمّيت الكَعْبَة ، للبيت الحرام. وقيل : سمّيت به لتَكْعِيبها ، أى تربيعها.
(س) وفيه «أنه كان
يكره الضّرب بالكِعَاب» الكِعَاب
: فصوص النّرد ،
واحدها : كَعْب وكَعْبَة.
واللّعب بها حرام
، وكرهها عامّة الصحابة.
وقيل : كان ابن
مغفّل يفعله مع امرأته على غير قمار.
وقيل : رخّص فيه
ابن المسيّب ، على غير قمار أيضا.
(س) ومنه الحديث «لا
يقلّب كَعَبَاتِها أحد ينتظر ما تجىء به إلّا لم يرح رائحة الجنة» هى جمع
سلامة للكَعْبة.
وفى حديث أبى
هريرة «فجئت فتاة
كَعَابٌ على إحدى ركبتيها»
الكَعاب بالفتح : المرأة حين يبدو ثديها للنّهود ، وهى الكاعِب أيضا ، وجمعها : كَوَاعِبُ.
(كعت) (س) فيه ذكر «الكُعَيْت» وهو عصفور. وأهل المدينة يسمّونه النّغر. وقيل : هو
البلبل.
(كعدب) (س) فى حديث عمرو
مع معاوية «أتيتك وإنّ أمرك كحقّ الكهول ، أو
كالكُعْدُبَة» ويروى «الجعدبة»
وهى نفّاخة الماء. وقيل : بيت العنكبوت.
(كعع) فيه «ما زالت قريش
كاعَّةً حتى مات أبو طالب» الكاعَّة : جمع كاعّ
، وهو الجبان.
يقال : كَعَ الرجل عن الشىء
يَكِعُ كَعّاً فهو كاعٌ ، إذا جبن عنه وأحجم.
أراد أنهم كانوا
يجبنون عن أذى النبى صلىاللهعليهوسلم فى حياة أبى طالب ، فلما مات اجترأوا عليه.
ويروى بتخفيف
العين ، وسيجىء.
(كعكع) (ه) فى حديث
الكسوف «قالوا له : ثم رأيناك تَكَعْكَعْت» أى أحجمت وتأخّرت إلى وراء. وقد تكرر فى الحديث.
(كعم)
(ه) فيه «أنه نهى
عن المُكاعَمَة» هو أن يلثم الرجل صاحبه ، ويضع فمه على فمه كالتّقبيل. أخذ
من كَعْم البعير ، وهو أن يشدّ فمه إذا هاج. فجعل لثمه إيّاه بمنزلة الكِعام. والمُكَاعَمَة : مفاعلة منه.
ومنه الحديث «دخل
إخوة يوسف عليهمالسلام مصر وقد
كَعَموا أفواه إبلهم».
وحديث عليّ «فهم
بين خائف مقموع ، وساكت مَكْعُوم».
(باب الكاف مع الفاء)
(كفأ) (ه) فيه «المسلمون
تَتَكافَأُ دماؤهم» أى تتساوى فى القصاص والديات.
والكُفْءُ : النّظير والمساوى. ومنه الكَفاءة فى النكاح ، وهو أن يكون الزّوج مساويا للمرأة فى حسبها
ودينها ونسبها وبيتها ، وغير ذلك.
(ه) ومنه الحديث «كان
لا يقبل الثّناء إلا من مُكافِئ» قال القتيبى : معناه إذا أنعم على رجل نعمة فكافأه بالثّناء عليه قبل ثناءه ، وإذا أثنى عليه قبل أن ينعم عليه
لم يقبلها.
وقال ابن الأنبارى
: هذا غلط ، إذ كان أحد لا ينفكّ من إنعام النبى صلىاللهعليهوسلم ، لأنّ الله بعثه رحمة للناس كافة ، فلا يخرج منها مُكَافِئ ولا غير
مُكَافِئ. والثّناء عليه
فرض لا يتمّ الإسلام إلّا به. وإنما المعنى : لا يقبل الثّناء عليه إلا من رجل
يعرف حقيقة
إسلامه ، ولا يدخل
فى جملة المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم.
وقال الأزهرى :
وفيه قول ثالث ، إلا من مُكافِئ
: أى من مقارب غير مجاوز حدّ مثله ولا مقصّر عمّا رفعه الله إليه.
(ه) وفى حديث
العقيقة «عن الغلام شاتان مُكَافِئَتان» يعنى متساويتين فى السّنّ : أى لا يعقّ عنه إلا بمسنّة ،
وأقلّه أن يكون جذعا كما يجزئ فى الضحايا.
وقيل : مُكافِئتان : أى مستويتان أو متقاربتان. واختار الخطّابى الأول.
واللفظة «مكافِئَتان» بكسر الفاء. يقال : كافَأَه
يُكَافِئُه فهو مُكافئه : أى مساويه.
قال : والمحدّثون
يقولون : «مُكافَأَتان» بالفتح ، وأرى الفتح أولى لأنه يريد شاتين قد سوّى بينهما
، أو مساوى بينهما.
وأمّا بالكسر
فمعناه أنهما متساويتان ، فيحتاج أن يذكر أىّ شىء ساويا ، وإنما لو قال «مُتَكَافِئَتَان» كان الكسر أولى.
قال الزمخشرى : لا فرق بين المُكَافِئَتين
والمُكَافَأَتَين ؛ لأنّ كلّ واحدة إذا
كافأت أختها فقد كُوفِئَت ، فهى مُكَافِئة ومُكَافَأَة.
أو يكون معناه :
معادلتان لما يجب فى الزكاة والأضحية من الأسنان. ويحتمل مع الفتح أن يراد
مذبوحتان ، من كافأ الرجل بين بعيرين ، إذا نحر هذا ثم هذا معا من غير تفريق ،
كأنه يريد شاتين يذبحهما فى وقت واحد.
وفى شعر حسان :
وروح القدس ليس له كِفَاء
أى جبريل ليس له
نظير ولا مثل.
__________________
ومنه الحديث «فنظر
إليهم فقال : من يُكَافِئُ
هؤلاء؟».
(س) وحديث الأحنف
«لا أقاوم من لا
كِفَاءَ له» يعنى
الشيطان. ويروى «لا أقاول».
[ه] وفيه «لا تسأل
المرأة طلاق أختها
لِتَكْتَفِئَ ما فى إنائها» هو
تفتعل ، من كَفَأْتُ
القدر ، إذا
كببتها لتفرغ ما فيها. يقال : كَفأت
الإناء وأَكْفَأْتُه إذا كببته ، وإذا أملته.
وهذا تمثيل لإمالة
الضّرّة حقّ صاحبتها من زوجها إلى نفسها إذا سألت طلاقها.
(ه) ومنه حديث
الهرّة «أنه كان يُكْفِئ
لها الإناء» أى
يميله لتشرب منه بسهولة.
(س) وحديث الفرعة
«خير من أن تذبحه يلصق لحمه بوبره ، وتُكْفِئ
إناءك وتولّه
ناقتك» أى تكبّ إناءك ، لأنه لا يبقى لك لبن تحلبه فيه.
(س) وحديث الصّراط
«آخر من يمرّ رجل يَتَكَفَّأُ به الصّراط» أى يتميّل وينقلب.
ومنه حديث [دعاء] الطعام «غير
مِكْفَئٍ ولا مودّع ربّنا» أى
غير مردود ولا مقلوب. والضّمير راجع إلى الطّعام.
وقيل : «مكفىّ» من
الكفاية ، فيكون من المعتلّ. يعنى أنّ الله هو المطعم والكافى ، وهو غير مطعم ولا
مكفىّ ، فيكون الضمير راجعا إلى الله. وقوله «ولا مودّع» أى غير متروك الطّلب إليه
والرّغبة فيما عنده.
وأمّا قوله «ربّنا»
فيكون على الأوّل منصوبا على النّداء المضاف بحذف حرف النّداء ، وعلى الثانى
مرفوعا على الابتداء ، أى ربّنا غير مكفىّ ولا مودّع.
ويجوز أن يكون
الكلام راجعا إلى الحمد ، كأنه قال : حمدا كثيرا مباركا فيه ، غير مكفىّ ولا مودّع
، ولا مستغنى عنه : أى عن الحمد.
__________________
وفى حديث الضحيّة
«ثم انْكَفَأَ إلى كبشين أملحين فذبحهما» أى مال ورجع.
ومنه الحديث «فأضع
السّيف فى بطنه ثم أَنْكَفِئُ
عليه».
وفى حديث القيامة
«وتكون الأرض خبزة واحدة ، يَكْفَؤُها الجبّار بيده كما
يَكْفَأُ أحدكم خبزته فى
السّفر».
وفى رواية «يَتَكَفَّؤُها» يريد الخبزة الّتى يصنعها المسافر ويضعها فى الملّة ،
فإنها لا تبسط كالرّقاقة ، وإنما تقلب على الأيدى حتى تستوى.
[ه] وفى صفة مشيه
عليه الصلاة والسلام «كان إذا مشى تَكَفَّى
تَكَفِّياً» أى تمايل إلى
قدّام ، هكذا روى غير مهموز ، والأصل الهمز ، وبعضهم يرويه مهموزا ، لأن مصدر
تفعّل من الصحيح تفعّل ، كتقدّم تقدّما وتَكَفَّأَ
تَكَفُّأً ، والهمزة حرف
صحيح. فأما إذا اعتلّ انكسرت عين المستقبل منه ، نحو : تحفّى تحفّيا ، وتسمّى
تسمّيا ، فإذا خفّفت الهمزة التحقت بالمعتل ، وصار
تَكَفِّيا ، بالكسر.
(ه) وفى حديث أبى
ذرّ «ولنا عباءتان نُكَافِئ
بهما عين الشّمس» أى
ندافع ، من المُكَافأة : المقاومة.
(س) وفى حديث أم
معبد «رأى شاة فى كِفاء البيت» هو شقّة أو شقّتان تخاط إحداهما بالأخرى ، ثم تجعل
فى مؤخّر البيت ، والجمع : أَكْفِئَة ، كحمار ، وأحمرة.
(ه) وفى حديث عمر
«أنه انْكَفَأَ لونه عام الرّمادة» أى تغيّر عن حاله.
(س) ومنه حديث
الأنصارى «ما لى أرى لونك مُنْكَفِئاً؟ قال : من الجوع».
(ه) وفيه «أنّ
رجلا اشترى معدنا بمائة شاة متبع ، فقالت له أمّه : إنك اشتريت ثلاثمائة شاة
أمّهاتها مائة ، وأولادها مائة ، وكُفْأَتُها مائة» أصل الكُفْأَة فى الإبل : أن تجعل قطعتين يراوح بينهما فى النّتاج. يقال : أعطنى كُفْأَةَ ناقتك وكَفْأَتَهَا : أى نتاجها. وأَكْفَأت
إبلى كُفْأَتين ، إذا جعلتها نصفين ينتج كلّ عام نصفها ويترك نصفها ، وهو أفضل النّتاج ، كما يفعل بالأرض للزراعة.
__________________
ويقال : وهبت له كُفْأَةَ ناقتى : أى وهبت له لبنها وولدها ووبرها سنة.
قال الأزهرى :
جعلت كُفأةَ مائة نتاج ، فى كل نتاج مائة ، لأنّ الغنم لا تجعل قطعتين
، ولكن ينزى عليها جميعا وتحمل جميعا ، ولو كانت إبلا كانت كُفأة مائة من الإبل خمسين.
(س) وفى حديث
النابغة «أنه كان يُكْفِئُ
فى شعره» الإِكفاء فى الشّعر : أن يخالف بين حركات الرّوىّ رفعا ونصبا وجرّا
، وهو كالإقواء.
(كفت) (ه) فيه «اكْفِتُوا صبيانكم» أى ضمّوهم إليكم. وكلّ من ضممته إلى شىء فقد
كَفَتَّه ، يريد عند انتشار
الظّلام.
(ه) ومنه الحديث «يقول
الله للكرام الكاتبين : إذا مرض عبدى فاكتبوا له مثل ما كان يعمل فى صحّته ؛ حتى
أعافيه أو أَكْفِتَه» أى أضمّه إلى القبر.
ومنه «قيل للأرض :
كِفات».
ومنه الحديث الآخر
«حتى أطلقه من وثاقى أو
أَكْفِتَه إلىّ».
ومنه الحديث «نهينا
أن نَكْفِتَ الثّياب فى الصلاة» أى نضمّها ونجمعها ، من الانتشار ، يريد
جمع الثّوب باليدين عند الرّكوع والسّجود.
ومنه حديث
الشّعبىّ «أنه كان بظاهر الكوفة فالتفت إلى بيوتها فقال : هذه كِفَاتُ الأحياء ، ثم التفت إلى المقبرة فقال : وهذه كِفات الأموات» يريد تأويل قوله تعالى «أَلَمْ نَجْعَلِ
الْأَرْضَ كِفاتاً. أَحْياءً
وَأَمْواتاً».
(ه) ومنه حديث عبد
الله بن عمرو «صلاة الأوّابين ما بين أن يَنْكَفِت
أهل المغرب إلى أن
يثوب أهل العشاء» أى ينصرفون إلى منازلهم.
(ه) وفيه «حبّب
إلىّ النساء والطّيب ورزقت الكَفِيتَ» أى ما
أَكْفِتُ به معيشتى ، يعنى
أضمّها وأصلحها.
__________________
وقيل : أراد بالكَفِيت القوّة على الجماع.
و هو من الحديث الآخر :
(ه) الذى يروى «أنه
قال : أتانى جبريل بقدر يقال لها
الكَفِيت ، فوجدت قوّة
أربعين رجلا فى الجماع» ويقال للقدر الصغيرة : كِفْت
، بالكسر .
ومنه حديث جابر «أعطى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكَفِيتَ» قيل للحسن : وما
الكَفِيتُ؟ قال : البضاع.
(كفح) (ه) فيه «أنه قال
لحسّان : لا تزال مؤيّدا بروح القدس ما
كافَحْتَ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم» المُكافَحة : المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه.
ويروى «نافحت» وهو
بمعناه.
(ه) ومنه حديث
جابر «إن الله كلّم أباك كِفاحا» أى مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول.
(ه) وفيه «أعطيت
محمدا كِفاحا» أى كثيرا من الأشياء من الدنيا والآخرة.
(ه) وفى حديث أبى
هريرة «وقيل له : أتقبّل وأنت صائم؟ قال : نعم وأَكْفَحُهَا» أى أتمكّن من تقبيلها وأستوفيه من غير اختلاس ، من المُكَافَحَة ، وهى مصادفة الوجه للوجه .
(كفر) (ه س) فيه «ألا لا
ترجعنّ بعدى كُفَّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» قيل : أراد لابسى السّلاح. يقال : كَفَرَ فوق درعه ، فهو
كافِر ، إذا لبس فوقها
ثوبا. كأنه أراد بذلك النّهى عن الحرب.
وقيل : معناه لا
تعتقدوا تَكْفِير النّاس ، كما يفعله الخوارج ، إذا استعرضوا الناس فيُكَفِّرونهم.
(ه) ومنه الحديث «من
قال لأخيه يا
كافِرُ فقد باء به
أحدهما» لأنه إمّا أن يصدق عليه أو يكذب ، فإن صدق فهو كافِر ، وإن كذب عاد
الكُفْر إليه بِتَكْفِيره أخاه المسلم.
__________________
والكُفْر صنفان : أحدهما
الكُفْر بأصل الإيمان وهو
ضدّه ، والآخر
الكُفْر بفرع من فروع
الإسلام ، فلا يخرج به عن أصل الإيمان.
وقيل : الكُفْر على أربعة أنحاء : كُفْر إنكار ، بألّا يعرف الله أصلا ولا يعترف به.
وكُفْر جحود ، ككفر إبليس ، يعرف الله بقلبه ولا يقرّ بلسانه.
وكُفْر عناد ، وهو أن يعترف بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به ،
حسدا وبغيا ، ككُفْر أبى جهل وأضرابه.
وكُفْر نفاق ، وهو أن يقرّ بلسانه ولا يعتقد بقلبه.
قال الهروى : سئل
الأزهرى عمّن يقول بخلق القرآن : أتسمّيه كافِرا؟ فقال : الذى يقوله كُفْر ، فأعيد عليه السّؤال ثلاثا ويقول مثل ما قال ، ثم قال فى
الآخر : قد يقول المسلم كُفْراً.
(س) ومنه حديث ابن
عباس «قيل له : «وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ» قال : هم كَفَرة ، وليسوا كمن كَفَر بالله واليوم الآخر».
(س) ومنه حديثه الآخر «إنّ الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم فى الجاهليّة
، فثار بعضهم إلى بعض بالسّيوف ، فأنزل الله تعالى «وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى
عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ» ولم يكن ذلك على الكُفر بالله ، ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الألفة
والمودّة.
ومنه حديث ابن
مسعود «إذا قال الرجل للرّجل : أنت لى عدوّ ، فقد
كَفَرَ أحدهما بالإسلام»
أراد كُفْر نعمته ، لأنّ الله ألّف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا
، فمن لم يعرفها فقد
كَفَرَها.
ومنه الحديث «من ترك
قتل الحيّات خشية النار فقد
كَفَرَ» أى كفَر النّعمة. وكذلك :
(ه) الحديث الآخر
«من أتى حائضا فقد
كَفَرَ».
وحديث الأنواء «إنّ
الله ينزل الغيث فيصبح قوم به كافِرين
، يقولون : مطرنا
بنوء كذا وكذا» أى كافِرين
بذلك دون غيره ،
حيث ينسبون المطر إلى النّوء دون الله.
__________________
(س) ومنه الحديث «فرأيت
أكثر أهلها النّساء ، لكُفْرِهِنَ. قيل : أيَكْفُرْن
بالله؟ قال : لا ،
ولكن يَكْفُرْنَ الإحسان ، ويَكْفُرْن
العشير» أى يجحدن
إحسان أزواجهنّ.
والحديث الآخر «سباب
المسلم فسوق وقتاله كُفْر».
(س) «ومن رغب عن
أبيه فقد كَفَرَ».
(س) «ومن ترك
الرّمى فنعمة
كَفَرَها».
وأحاديث من هذا
النوع كثيرة.
وأصل الكُفْر : تغطية الشىء تغطية تستهلكه.
(س) وفى حديث
الرّدّة «وكَفَرَ من كَفَرَ من العرب» أصحاب الردّة كانوا صنفين : صنف ارتدّوا عن
الدّين ، وكانوا طائفتين : إحداهما أصحاب مسيلمة والأسود العنسىّ الذين آمنوا
بنبوّتهما ، والأخرى طائفة ارتدّوا عن الإسلام ، وعادوا إلى ما كانوا عليه فى
الجاهلية ، وهؤلاء اتّفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم ، واستولد عليّ من سبيهم أمّ
محمد ابن الحنفيّة ، ثم لم ينقرض عصر الصّحابة حتى أجمعوا على أنّ المرتدّ لا
يسبى.
والصّنف الثانى من
أهل الرّدّة لم يرتدّوا عن الإيمان ولكن أنكروا فرض الزكاة ، وزعموا أن الخطاب فى
قوله تعالى : «خُذْ
مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً» خاصّ بزمن النبى عليه الصلاة والسلام ، ولذلك اشتبه على عمر
قتالهم ؛ لإقرارهم بالتّوحيد والصلاة. وثبت أبو بكر على قتالهم لمنع الزكاة فتابعه
الصحابة على ذلك ؛ لأنهم كانوا قريبى العهد بزمان يقع فيه التّبديل والنّسخ ، فلم
يقرّوا على ذلك. وهؤلاء كانوا أهل بغى ، فأضيفوا إلى أهل الرّدّة حيث كانوا فى
زمانهم ، فانسحب عليهم اسمها ، فأمّا ما بعد ذلك ، فمن أنكر فرضيّة أحد أركان
الإسلام كان كافِرا بالإجماع.
ومنه الحديث «لا تُكَفِّر أهل قبلتك» أى لا تدعهم كُفَّارا ، أو لا تجعلهم كُفَّاراً بقولك وزعمك.
ومنه حديث عمر «ألا
لا تضربوا المسلمين فتذلّوهم ، ولا تمنعوهم حقّهم فتُكَفِّرُوهم» لأنهم ربّما ارتدّوا إذا منعوا عن الحقّ.
__________________
(س) وفى حديث سعيد
«تمتّعنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعاوية
كافِرٌ بالعرش» أى قبل
إسلامه.
والعرش : بيوت
مكة.
وقيل : معناه أنه
مقيم مختبئ بمكة ، لأنّ التّمتّع كان فى حجّة الوداع بعد فتح مكة ، ومعاوية أسلم
عام الفتح.
وقيل : هو من التَّكْفِير : الذّل والخضوع.
(س) وفى حديث عبد
الملك «كتب إلى الحجّاج : من أقرّ
بالكُفْرِ فخلّ سبيله» أى بكُفْر من خالف بنى مروان وخرج عليهم.
ومنه حديث الحجاج
«عرض عليه رجل من بنى تميم ليقتله فقال : إنى لأرى رجلا لا يقرّ اليوم بالكُفْر ، فقال : عن دمى تخدعنى! إنى أَكْفَرُ من حمار» حمار : رجل كان فى الزمان الأوّل ، كَفَرَ بعد الإيمان ، وانتقل إلى عبادة الأوثان ، فصار مثلا.
(ه) وفى حديث
القنوت «واجعل قلوبهم كقلوب نساء
كَوَافِرَ» الكَوَافِر : جمع كافِرة يعنى فى التّعادى والاختلاف. والنّساء أضعف قلوبا من
الرّجال ، لا سيّما إذا كنّ كَوَافِرَ.
(ه) وفى حديث
الخدرىّ «إذا أصبح ابن آدم فإنّ الأعضاء كلّها
تُكَفِّر للّسان » أى تذلّ وتخضع .
والتَّكْفير : هو أن ينحنى الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الرّكوع ، كما
يفعل من يريد تعظيم صاحبه.
(س) ومنه حديث
عمرو بن أميّة والنّجاشى «رأى الحبشة يدخلون من خوخة مُكَفِّرِين ، فولّاه ظهره ودخل».
(س) ومنه حديث أبى
معشر «أنه كان يكره التَّكْفِير فى الصلاة» وهو الانحناء الكثير فى حالة القيام قبل
الركوع.
وفى حديث قضاء
الصلاة «كَفَّارَتُها أن تصلّيها إذا ذكرتها».
__________________
وفى رواية «لا كَفّارَة لها إلّا ذلك».
قد تكرر ذكر «الكَفَّارةِ» فى الحديث اسما وفعلا مفردا وجمعا. وهى عبارة عن الفعلة
والخصلة الّتى من شأنها أن تُكَفِّر الخطيئة : أى تسترها وتمحوها. وهى فعّالة للمبالغة ،
كقتّالة وضرّابة ، وهى من الصّفات الغالبة فى باب الاسميّة.
ومعنى حديث قضاء
الصّلاة أنه لا يلزمه فى تركها غير قضائها ؛ من غرم أو صدقة أو غير ذلك ، كما يلزم
المفطر فى رمضان من غير عذر ، والمحرم إذا ترك شيئا من نسكه ، فإنه تجب عليهما
الفدية.
(ه) ومنه الحديث «المؤمن
مُكَفَّر» أى مرزّأ فى نفسه وماله ؛ لتُكَفَّر خطاياه.
وفيه «لا تسكن الكُفُورَ ، فإن ساكن الكُفُور كساكن القبور» قال الحربى : الكُفُور : ما بعد من الأرض عن الناس ، فلا يمرّ به أحد ، وأهل الكُفُور عند أهل المدن ، كالأموات عند الأحياء ، فكأنّهم فى
القبور. وأهل الشّام يسمّون القرية
الكَفْر.
ومنه الحديث «عرض
على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما هو مفتوح على أمّته من بعده كَفْراً كَفْراً ، فسرّ بذلك» أى قرية قرية.
ومنه حديث أبى
هريرة «لتخرجنّكم الرّوم منها
كَفْراً كَفْراً».
(ه) ومنه حديث
معاوية «أهل الكُفُورِ هم أهل القبور» أى هم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار
والجمع والجماعات.
وفيه «أنه كان اسم
كنانة النبىّ عليه الصلاة والسلام الكَافُور» تشبيها بغلاف الطّلع وأكمام الفواكه ، لأنها تسترها ، وهى
فيها كالسّهام فى الكنانة.
وفى حديث الحسن «هو
الطّبّيع فى كُفُرَّاه» الطّبّيع : لبّ الطّلع ، وكُفُرَّاهُ
ـ بالضّم وتشديد
الراء وفتح الفاء وضمّها مقصور : هو وعاء الطّلع وقشره الأعلى ، وكذلك كافُورُه.
وقيل : هو الطّلع
حين ينشقّ. ويشهد للأوّل قوله فى الحديث : «قشر
الكُفُرَّى».
(كفف) ـ فى حديث الصدقة
«كأنما يضعها فى كَفِ
الرحمن» هو كناية
عن محلّ قبول الصّدقة ، فكأن المتصدّق قد وضع صدقته فى محلّ القبول والإثابة ، وإلّا
فلا
كَفَ
لله ولا جارحة ،
تعالى الله عمّا يقول المشبّهون علوّا كبيرا.
ومنه حديث عمر «إنّ
الله إن شاء أدخل [خلقه] الجنة
بكَفٍ واحدة ، فقال
النبى صلىاللهعليهوسلم : صدق عمر».
وقد تكرّر ذكر «الكَفِ والحفنة واليد» فى الحديث ، وكلّها تمثيل من غير تشبيه.
(س) ومنه الحديث «يتصدّق
بجميع ماله ثم يقعد
يَسْتَكِفُ الناس» يقال : اسْتَكَفَ وتَكَفَّفَ
: إذا أخذ ببطن كَفِّه ، أو سأل كَفّاً من الطّعام أو ما
يَكُفُ الجوع.
(ه) ومنه الحديث «أنه
قال لسعد : خير من أن تتركهم عالة
يَتَكَفَّفُون الناس» أى يمدّون أَكُفَّهم إليهم يسألونهم.
(ه) ومنه حديث
الرؤيا «كأن ظلّة تنطف عسلا وسمنا ، وكأنّ الناس يَتَكَفَّفُونه».
(س) وفيه «المنفق
على الخيل كالمُسْتَكِفّ بالصّدقة» أى الباسط يده يعطيها ، من قولهم : اسْتَكَفَ به الناس ، إذا أحدقوا به ، واسْتَكَفُّوا حوله ينظرون إليه ، وهو من كَفاف
الثوب ، وهى طرّته
وحواشيه وأطرافه ، أو من الكِفَّة بالكسر ، وهو ما استدار
ككِفَّة الميزان.
(ه) ومنه حديث
رقيقة «واسْتَكَفُّوا جنابى عبد المطّلب» أى أحاطوا به واجتمعوا حوله.
(س) وفيه «أمرت
ألّا أَكُفَ شعرا ولا ثوبا» يعنى فى الصلاة.
يحتمل أن يكون بمعنى
المنع : أى لا أمنعهما من الاسترسال حال السّجود ليقعا على الأرض.
ويحتمل أن يكون
بمعنى الجمع : أى لا يجمعهما ويضمّهما.
ومنه الحديث «المؤمن
، أخو المؤمن يَكُفُ
عليه ضيعته» أى
يجمع عليه معيشته ويضمّها إليه.
__________________
ومنه الحديث «يَكُفُ ماء وجهه» أى يصونه ويجمعه عن بذل السّؤال. وأصله المنع.
ومنه حديث أم سلمة
«كُفِّي رأسى» أى اجمعيه وضمّى أطرافه.
وفى رواية «كُفِّي عن رأسى» أى دعيه واتركى مشطه. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفيه «إنّ
بيننا وبينكم عيبة
مَكْفُوفة» أى مشرجة على ما
فيها مقفلة ، ضربها مثلا للصّدور ، وأنّها نقيّة من الغلّ والغشّ فيما اتّفقوا
عليه من الصّلح والهدنة.
وقيل : معناه أن
يكون الشّرّ بينهم مَكْفُوفا ، كما
تُكَفُ العيبة على ما
فيها من المتاع ، يريد أنّ الذّحول التى كانت بينهم اصطلحوا على ألّا ينشروها ،
فكأنّهم قد جعلوها فى وعاء وأشرجوا عليه.
(س) وفى حديث عمر
«وددت أنّى سلمت من الخلافة
كَفَافاً ، لا علىّ ولا لى»
الكَفَاف : هو الذى لا يفضل عن الشىء ، ويكون بقدر الحاجة إليه. وهو
نصب على الحال.
وقيل : أراد به مَكْفُوفا عنّى شرّها.
وقيل : معناه ألّا
تنال منّى ولا أنال منها : أى تَكُفُ
عنّى وأَكُفُ عنها.
(ه) ومنه حديث
الحسن «ابدأ بمن تعول ولا تلام على كَفَاف» أى إذا لم يكن عندك كَفَاف
لم تلم على ألّا
تعطى أحدا.
(س) وفيه «لا ألبس
القميص المُكَفَّف بالحرير» أى الذى عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كَفَاف من حرير. وكُفَّة كلّ شىء بالضم : طرّته وحاشيته. وكلّ مستطيل : كُفَّة ، كَكُفَّةِ الثّوب. وكلّ مستدير : كِفَّة ، بالكسر ، كَكِفَّة الميزان.
(س) ومنه حديث
عليّ يصف السّحاب «والتمع برقه فى كُفَفِه» أى فى حواشيه.
وحديثه الآخر «إذا
غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كُفَّة» أى فى حواشى العسكر وأطرافه.
(س) ومنه حديث
الحسن «قال له رجل : إنّ برجلى شقاقا ، فقال : اكْفُفْه
بخرقة» أى اعصبه
بها ، واجعلها حوله.
(س) وفى حديث عطاء
«الكِفَّة والشّبكة أمرهما واحد» الكِفَّة بالكسر : حبالة الصّائد.
(س) وفى حديث
الزبير «فتلقّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم كَفَّةَ
كَفَّةَ» أى مواجهة ،
كأنّ كلّ واحد منهما قد
كَفَ صاحبه عن مجاوزته
إلى غيره : أى منعه. والكَفَّةُ : المرّة من الكَفِ. وهما مبنيّان على الفتح.
(كفل) ـ فيه «أنا وكافِلُ اليتيم كهاتين فى الجنّة ، له ولغيره» الكَافِل : القائم بأمر اليتيم المربّى له ، وهو من الكَفِيل : الضّمين.
والضّمير فى «له» و
«لغيره» راجع إلى الكَافِل
: أى أنّ اليتيم
سواء كان لِلْكَافِل من ذوى رحمه وأنسابه ، أو كان أجنبيّا لغيره ، تَكَفَّلَ به.
وقوله «كهاتين» إشارة
إلى أصبعيه السّبّابة والوسطى.
(ه) ومنه الحديث «الرّابّ
كافِلٌ» الرّابّ : زوج أمّ اليتيم ؛ لأنه يَكْفُلُ تربيته ويقوم بأمره مع أمّه.
(ه) ومنه حديث وفد
هوازن «وأنت خير
المَكْفُولِين» يعنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أى خير من كُفِلَ
فى صغره ، وأرضع وربّى
حتّى نشأ ، وكان مسترضعا فى بنى سعد بن بكر.
(ه) وفى حديث
الجمعة «له كِفْلَان
من الأجر» الكِفْل بالكسر : الحظّ والنّصيب.
(ه) وفى حديث مجىء
المستضعفين بمكة «وعيّاش بن أبى ربيعة وسلمة بن هشام مُتَكَفِّلان على بعير» يقال : تَكَفَّلْت
البعير وأَكْفَلْتُه : إذا أدرت حول سنامه كساء ثم ركبته ، وذلك الكساء : الكِفْل ، بالكسر.
ومنه حديث جابر «وعمدنا
إلى أعظم كِفْل».
ومنه حديث أبى
رافع «قال : ذلك كِفْل
الشّيطان» يعنى
مقعده.
(ه) وحديث
النّخعىّ «أنه كره الشّرب من ثلمة القدح ، وقال : إنها كِفْلُ الشيطان» أراد أنّ الثّلمة مركب الشّيطان ؛ لما يكون عليها
من الأوساخ.
(س) وفى حديث ابن
مسعود «ذكر فتنة فقال : إنّى كائن فيها
كالكِفْل ، آخذ ما أعرف
وأترك ما أنكر» قيل : هو الذى يكون فى آخر الحرب همّته الفرار.
وقيل : هو الذى لا
يقدر على الرّكوب والنّهوض فى شىء ، فهو لازم بيته.
(كفن) ـ فيه ذكر «كَفَن الميّت» كثيرا. وهو معروف.
وذكر بعضهم فى قوله
: «إذا كَفَّنَ أحدكم أخاه فليحسن كَفْنَه» أى بسكون الفاء على المصدر : أى تَكْفِينَه. قال : وهو الأعمّ ؛ لأنّه يشتمل على الثّوب وهيئته وعمله ،
والمعروف فيه الفتح.
وفيه «فأهدى لنا
شاة وكَفَنَها» أى ما يغطّيها من الرّغفان.
(كفهر) (ه) فيه «القوا
المخالفين بوجه مُكْفَهِرٍّ» أى عابس قطوب.
ومنه حديث ابن
مسعود «إذا لقيت الكافر فالقه بوجه مُكْفَهِرٍّ».
(كفا) (س) فيه «من قرأ
الآيتين من آخر البقرة فى ليلة كَفَتَاه» أى أغنتاه عن قيام اللّيل.
وقيل : أراد أنهما
أقلّ ما يجزئ من القراءة فى قيام الليل.
وقيل : تَكْفِيَان الشّرّ وتقيان من المكروه.
ومنه الحديث «سيفتح
الله عليكم ويَكْفِيكم
الله» أى يَكفيكم القتال بما فتح عليكم.
والكُفَاة : الخدم الذين يقومون بالخدمة ، جمع كافٍ. وقد تكرّر فى الحديث.
(س) ومنه حديث أبى
مريم «فأذن لى إلى أهلى بغير
كَفِيٍ» أى بغير من يقوم
مقامى. يقال : كَفَاه
الأمر ، إذا قام
مقامه فيه.
(س) ومنه حديث
الجارود «وأَكْفِي من لم يشهد» أى أقوم بأمر من لم يشهد الحرب ، وأحارب عنه.
__________________
(باب الكاف مع اللام)
(كلأ) (ه) فيه «أنه نهى
عن الكَالِئ بالكالِئ» أى النّسيئة بالنّسيئة. وذلك أن يشترى الرّجل شيئا إلى
أجل ، فإذا حلّ الأجل لم يجد ما يقضى به ، فيقول : بعنيه إلى أجل آخر ، بزيادة شىء ، فيبيعه منه
ولا يجرى بينهما تقابض. يقال : كَلَأَ الدّين كُلُوءاً فهو
كالِئ ، إذا تأخّر.
ومنه قولهم : «بلغ
الله بك أَكْلَأَ العمر» أى أطوله وأكثره تأخّرا. وكَلَأْتُه إذا أنسأته. وبعض الرّواة لا يهمز «الكالِئ» تخفيفا.
(س) وفيه «أنه قال
لبلال وهم مسافرون : اكْلَأْ لنا وقتنا» الكِلَاءة : الحفظ والحراسة. يقال : كَلَأْتُه
أَكْلَؤُهُ كِلَاءةً ، فأنا
كالِئٌ ، وهو مَكْلُوءٌ ، وقد تخفّف همزة
الكلاءة ، وتقلب ياء. وقد
تكررت فى الحديث.
[ه] وفيه «لا يمنع
فضل الماء ليمنع به الكَلَأ» وفى رواية «فضل الكَلَأ» الكَلَأ : النّبات والعشب ، وسواء رطبه ويابسه. ومعناه أنّ البئر
تكون فى البادية ويكون قريبا منها
كَلَأ ؛ فإذا ورد عليها
وارد فغلب على مائها ومنع من يأتى بعده من الاستقاء منها ، فهو بمنعه الماء مانع من الكَلأ ؛ لأنه متى ورد رجل بإبله فأرعاها ذلك الكَلأ ثم لم يسقها قتلها العطش. فالذى يمنع ماء البئر يمنع
النّبات القريب منه.
(ه) وفيه «من مشى
على الكَلَّاءِ قذفناه فى الماء» الكَلَّاء بالتشديد والمدّ ، والمُكَلَّأ : شاطىء النّهر والموضع الذى تربط فيه السّفن. ومنه «سوق الكَلَّاء» بالبصرة.
وهذا مثل ضربه لمن
عرّض بالقذف. شبّهه فى مقاربته التّصريح بالماشى على شاطئ النّهر ، وإلقاؤه فى
الماء : إيجاب القذف عليه وإلزامه بالحدّ .
ومنه حديث أنس
وذكر البصرة «إيّاك وسباخها وكَلاءَها».
__________________
(كلب) ـ فيه «سيخرج فى
أمّتى أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ
بصاحبه» الكَلَب بالتحريك : داء يعرض للإنسان من عضّ الكَلْب الكَلِبِ ، فيصيبه شبه الجنون ، فلا يعضّ أحدا إلّا كَلِبَ ، وتعرض له أعراض رديئة ، ويمتنع من شرب الماء حتى يموت
عطشا.
وأجمعت العرب على
أنّ دواءه قطرة من دم ملك ، تخلط بماء فيسقاه.
ومنه حديث عليّ «كتب
إلى ابن عباس حين أخذ مال البصرة : فلما رأيت الزّمان على ابن عمّك قد كَلِبَ ، والعدوّ قد حرب» كَلِب
أى اشتدّ. يقال : كَلِب الدّهر على أهله : إذا ألحّ عليهم واشتدّ.
(س) ومنه حديث
الحسن «إن الدنيا لمّا فتحت على أهلها
كَلِبوا فيها أسوأ الكَلَب وأنت تجشّأ من الشّبع بشما ، وجارك قد دمى فوه من الجوع كَلَبا» أى حرصا على شىء يصيبه.
وفى حديث الصّيد «إنّ
لى كِلَاباً مُكَلَّبَةً فأفتنى فى صيدها» المُكَلَّبَةُ : المسلّطة على الصّيد ، المعوّدة بالاصطياد ، التى قد
ضريت به.
والمُكَلِّب ، بالكسر : صاحبها والذى يصطاد بها. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفى حديث ذى
الثّديّة «يبدو فى رأس ثديه شعيرات كأنها
كُلْبَةُ كَلْب» يعنى مخالبه.
هكذا قال الهروى.
وقال الزمخشرى :
كأنها كُلْبَة كَلْب ، أو
كُلْبَة سنور ، وهى الشعر
النابت فى جانبى أنفه. ويقال للشّعر الذى يخرز به الإسكاف : كُلْبة.
قال : ومن فسّرها
بالمخالب نظرا إلى مجىء الكَلالِيب
فى مخالب البازى
فقد أبعد.
وفى حديث الرّؤيا
«وإذا آخر قائم بكَلُّوبٍ
من حديد» الكَلُّوب ، بالتشديد : حديدة معوجّة الرأس.
__________________
(ه) ومنه حديث أحد
«أنّ فرسا ذبّ بذنبه فأصاب كُلَّابَ
سيف فاستلّه» الكُلَّابُ والكَلْب
: الحلقة أو
المسمار الذى يكون فى قائم السّيف ، تكون فيه علاقته.
وفى حديث عرفجة «إنّ
أنفه أصيب يوم الكُلَاب
فاتّخذ أنفا من
فضّة» الكُلَاب بالضم والتخفيف : اسم ماء ، وكان به يوم معروف من أيّام
العرب بين البصرة والكوفة.
(كلثم) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «لم يكن بالمُكَلْثَم» هو من الوجوه : القصير الحنك الدانى الجبهة ، المستدير مع
خفّة اللّحم ، أراد أنه كان أسيل الوجه ولم يكن مستديرا.
(كلح) (س) فى حديث عليّ
«إنّ من ورائكم فتنا وبلاء
مُكْلِحاً مبلحا» أى يُكْلِحُ الناس لشدّته. والكُلُوح
: العبوس. يقال : كَلَح الرجل ، وأَكْلَحه
الهمّ.
(كلز) ـ فى شعر حميد بن
ثور :
فحمّل الهمّ كِلَازاً جلعدا
الكِلَاز : المجتمع الخلق الشديده. واكلَأَزَّ ، إذا انقبض وتجمّع. ويروى «... كنازا ...» بالنون.
(كلف) ـ فيه «اكْلَفُوا من العمل ما تطيقون» يقال : كَلِفْت بهذا الأمر
أَكْلَفُ به ، إذا ولعت به
وأحببته.
ومنه الحديث «أراك
كَلِفْتَ بعلم القرآن» وكَلِفْتُهُ
إذا تحمّلته. وكَلَّفَه الشىء
تَكْلِيفاً ، إذا أمره بما
يشقّ عليه. وتَكَلَّفْتُ
الشىء ، إذا
تجشّمته على مشقّة ، وعلى خلاف عادتك. والمُتَكَلِّف
: المتعرّض لما لا
يعنيه.
ومنه الحديث «أنا
وأمّتى برآء من التَّكَلُّف».
وحديث عمر «نهينا
عن التَّكَلُّف» أراد كثرة السّؤال ، والبحث عن الأشياء الغامضة التى
__________________
لا يجب البحث عنها
، والأخذ بظاهر الشّريعة وقبول ما أتت به.
(س) ومنه حديثه
أيضا «عثمان كَلِفٌ
بأقاربه» أى شديد
الحبّ لهم. والكَلَف
: الولوع بالشىء ،
مع شغل قلب ومشقّة.
(كلل)
[ه] قد تكرّر فى
الحديث ذكر «الكَلالة» وهو أن يموت الرجل ولا يدع والدا ولا ولدا يرثانه.
وأصله : من تَكَلَّله النّسب ، إذا أحاط به.
وقيل : الكَلالة : الوارثون الذين ليس فيهم ولد ولا والد ، فهو واقع على
الميّت وعلى الوارث بهذا الشّرط.
وقيل : الأب والابن طرفان للرجل ، فإذا مات ولم يخلّفهما فقد
مات عن ذهاب طرفيه ، فسمّى ذهاب الطّرفين كَلالة.
وقيل : كلّ ما
احتفّ بالشىء من جوانبه فهو
إِكْلِيل ، وبه سمّيت ؛
لأنّ الورّاث يحيطون به من جوانبه.
(ه) ومنه حديث
عائشة «دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم تبرق أَكَالِيلُ
وجهه» هى جمع إِكْلِيل ، وهو شبه عصابة مزيّنة بالجوهر ، فجعلت لوجهه أَكالِيلَ ، على جهة الاستعارة.
وقيل : أرادت
نواحى وجهه ، وما أحاط به إلى الجبين ، من التَّكَلُّل
، وهو الإحاطة ؛
ولأن الإِكْليل يجعل كالحلقة ويوضع هنالك على أعلى الرّأس.
ومنه حديث
الاستسقاء «فنظرت إلى المدينة وإنها لفى مثل الإِكْلِيل» يريد أنّ الغيم تقشّع عنها ، واستدار بآفاقها.
(ه) وفيه «أنه نهى
عن تقصيص القبور وتَكْلِيلها» أى رفعها ببناء مثل الكِلَل
، وهى الصّوامع
والقباب.
__________________
وقيل : هو ضرب الكِلَّة عليها ، وهى ستر مربّع يضرب على القبور.
وقال الهروى : هو ستر رقيق يخاط كالبيت ، يتوقّى فيه من البقّ.
وفى حديث حنين «فما
زلت أرى حدّهم كَلِيلا» كَلَ
السّيف يَكِلُ كَلَالاً فهو
كَلِيل ، إذا لم يقطع.
وطرف كَلِيل ، إذا لم يحقّق المنظور.
(س) وفى حديث
خديجة «كَلَّا ، إنّك لتحمل الكَلَ» هو بالفتح : الثّقل من كل ما يتكلّف. والكَلُ : العيال.
ومنه الحديث «من
ترك كَلًّا فإلىّ وعلىّ».
ومنه حديث طهفة «ولا
يوكل كَلُّكُم» أى لا يوكل إليكم عيالكم ، وما لم تطيقوه.
ويروى «أكلكم» أى
لا يفتات عليكم ما لكم.
وقد تكرر فى
الحديث ذكر «الكَلّ».
(س) وفى حديث
عثمان «أنه دخل عليه فقيل له : أبأمرك هذا؟ فقال : كُلّ
ذاك» أى بعضه عن
أمرى ، وبعضه بغير أمرى.
موضوع «كل» الإحاطة بالجميع ، وقد تستعمل فى معنى البعض ، وعليه حمل
قول عثمان ، ومثله قول الراجز :
قالت له وقولها
مرعىّ
|
|
إنّ الشّواء
خيره الطّرىّ
|
وكُلُ
ذاك يفعل الوصىّ
|
أى قد يفعل ، وقد
لا يفعل.
(كلم) (ه) فيه «أعوذ بكَلِمات الله التامّات» قيل : هى القرآن ، وقد تقدّمت فى حرف التاء.
وفيه «سبحان الله
عدد كَلِماته» كلماتُ
الله : كلامُه ، وهو صفته ، وصفاته لا تنحصر ، فذكر العدد هاهنا مجاز ،
بمعنى المبالغة فى الكثرة.
__________________
وقيل : يحتمل أن
يريد عدد الأذكار. أو عدد الأجور على ذلك ، ونصب «عددا» على المصدر.
(ه) وفى حديث
النساء «استحللتم فروجهنّ بكلِمة الله» قيل : هى قوله تعالى «فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ
بِإِحْسانٍ».
وقيل : هى إباحة
الله الزّواج وإذنه فيه.
وفيه «ذهب
الأوّلون لم تَكْلِمْهم
الدنيا من حسناتهم
شيئا» أى لم تؤثّر فيهم ولم تقدح فى أديانهم. وأصل الكَلْم
: الجرح.
ومنه الحديث «إنّا
نقوم على المرضى ونداوى الكَلْمَى» هو جمع : كَلِيم
، وهو الجريح ،
فعيل بمعنى مفعول. وقد تكرر ذكره اسما وفعلا ، مفردا ومجموعا.
(كلا) ـ فيه «تقع فتن
كأنها الظّلل ، فقال أعرابى : كَلَّا يا رسول الله» كَلَّا : ردع فى الكلام وتنبيه وزجر ، ومعناها : انته لا تفعل ،
إلّا أنها آكد فى النّفى والرّدع من «لا» لزيادة الكاف.
وقد ترد بمعنى
حقّا ، كقوله تعالى «كَلَّا
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ» والظّلل : السّحاب وقد تكرر فى الحديث.
(باب الكاف مع الميم)
(كمأ) (س) فيه «الكَمْأَة من المنّ ، وماؤها شفاء للعين» الكَمْأَة معروفة ، وواحدها : كَمْءٌ ، على غير قياس. وهى من النّوادر ، فإن القياس العكس.
(كمد) (س) فى حديث عائشة
«كانت إحدانا تأخذ الماء بيدها فتصبّ على رأسها بإحدى يديها فتُكْمِدُ شقّها الأيمن» الكُمْدة : تغيّر اللّون. يقال : أَكْمَدَ الغسّال الثّوب إذا لم ينقّه.
(س) وفى حديث جبير
بن مطعم «رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عاد سعيد بن العاص فكَمَّدَه
بخرقة» التَّكْمِيد : أن تسخّن خرقة وتوضع على العضو
الوجع ، ويتابع
ذلك مرّة بعد مرة ليسكن ، وتلك الخرقة : الكِمَادَةُ والكِماد.
ومنه حديث عائشة «الكِمَادُ مكان الكىّ» أى أنه يبدل منه ويسدّ مسدّه. وهو أسهل وأهون.
(كمس) ـ فى حديث قسّ [فى] تمجيد الله تعالى «ليس له كيفيّة ولا كَيْمُوسِيَّة» الكَيْمُوسِيَّة : عبارة عن الحاجة إلى الطّعام والغذاء. والكَيْمُوس فى عبارة الأطبّاء : هو الطعام إذا انهضم فى المعدة قبل أن
ينصرف عنها ويصير دما ، ويسمّونه أيضا : الكيلوس.
(كمش) (ه) فى حديث موسى
وشعيب عليهماالسلام «ليس فيها فشوش ولا
كَمُوشٌ» الكَمُوش : الصغيرة الضّرع ، سمّيت بذلك لانْكِماش ضرعها ، وهو تقلّصه. وانْكَمَشَ
فى هذا الأمر : أى
تشمّر وجدّ.
ومنه حديث عليّ «بادر
من وجل ، وأَكْمَشَ فى مهل».
ومنه كتاب عبد
الملك إلى الحجاج «فاخرج إليهما
كَمِيشَ الإزار» أى مشمّرا
جادّا.
(كمع) (ه) فيه «أنه نهى
عن المُكَامَعَة» هو أن يضاجع الرجل صاحبه فى ثوب واحد ، لا حاجز بينهما. والكَمِيع : الضّجيع. وزوج المرأة
كَمِيعُها.
(كمكم) (ه) فى حديث عمر «أنه
رأى جارية مُتَكَمْكِمَة فسأل عنها» كَمْكَمْتُ
الشىء ، إذا
أخفيته. وتَكَمْكَمَ فى ثوبه : تلفّف فيه. وقيل : أراد متكمّمة ، من الكمّة :
القلنسوة ، شبّه قناعها بها.
(كمم) ـ فيه «كانت كِمامُ أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بطحا» وفى رواية «أَكِمَّة» هما جمع كثرة وقلّة
للكُمَّة : القلنسوة ،
يعنى أنها كانت منبطحة غير منتصبة.
[ه] وفى حديث
النّعمان بن مقرّن «فليثب الرجال إلى أَكِمَّة خيولها» أراد مخالبها التى علّقت فى رؤوسها ، واحدها : كِمام ، وهو من كِمَام
البعير الذى يُكَمُ به فمه ؛ لئلا يعضّ.
وفيه «حتى ييبس فى
أكمامِه» جمع : كِمّ
، بالكسر. وهو
غلاف الثّمر والحبّ قبل أن يظهر. والكُمُ
، بالضم : ردن
القميص.
__________________
(كمن) (ه) فيه «فإنهما يُكْمِنَان الأبصار» أو «يكمهان» الكُمنة : ورم فى الأجفان. وقيل : يبس وحمرة. وقيل : قرح فى
المآقى.
(س) وفيه «جاء
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر
فكَمِنا فى بعض حرار
المدينة» أى استترا واستخفيا.
ومنه «الكَمِين» فى الحرب.
والحرار : جمع
حرّة ، وهى الأرض ذات الحجارة السّود.
(كمه) [ه] فيه «فإنهما يُكْمِهان الأبصار» الكَمَهُ
: العمى. وقد كَمِهَ يَكْمَه فهو
أَكْمَهُ ، إذا عمى.
وقيل : هو الذى
يولد أعمى.
(كما) (ه) فيه «أنه مرّ
على أبواب دور مستفلة فقال : اكْمُوها» وفى رواية «أَكِيمُوها» أى استروها لئلّا تقع عيون الناس
عليها. والكَمْوُ : السّتر.
وأمّا «أكيموها»
فمعناه ارفعوها لئلّا يهجم السّيل عليها ، مأخوذ من الكومة ، وهى الرّملة المشرفة.
(ه) وفى حديث
حذيفة «للدابّة ثلاث خرجات ثم تَنْكَمِي
» أى تستتر.
ومنه «قيل للشّجاع
: كَمِيّ» لأنه استتر بالدّرع.
والدابّة : هى
دابّة الأرض التى هى من أشراط الساعة.
ومنه حديث أبى
اليسر «فجئته فانْكَمَى
منّى ثم ظهر».
وقد تكرر ذكر «الكَمِيّ» فى الحديث ، وجمعه : كُمَاة.
وفيه «من حلف بملّة
غير ملة الإسلام كاذبا فهو كما قال» هو أن يقول الإنسان فى يمينه : إن كان كذا
وكذا فأنا كافر ، أو يهودى ، أو نصرانى ، أو برئ من الإسلام ، ويكون كاذبا فى قوله
، فإنه يصير إلى ما قاله من الكفر وغيره.
__________________
وهذا وإن كان
ينعقد به يمين عند أبى حنيفة ، فإنه لا يوجب فيه إلّا كفّارة اليمين.
وأما الشافعىّ فلا
يعدّه يمينا ، ولا كفّارة فيه عنده.
وفى حديث الرؤية «فإنكم
ترون ربّكم كما ترون القمر ليلة البدر» قد يخيّل إلى بعض السامعين أنّ الكاف كاف
التشبيه للمرئى ، وإنما هى للرّؤية ، وهى فعل الرائى. ومعناه : أنكم ترون ربكم
رؤية ينزاح معها الشك ، كرؤيتكم القمر ليلة البدر ، لا ترتابون فيه ولا تمترون.
وهذا الحديث والذى
قبله ليس هذا موضعهما ؛ لأن الكاف زائدة على «ما» ، وإنما ذكرناهما لأجل لفظهما.
(باب الكاف مع النون)
(كنب) ـ فى حديث سعد «رآه
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد
أَكْنَبَت يداه ، فقال له : أَكْنَبَت يداك؟ فقال : أعالج بالمرّ والمسحاة ، فأخذ بيده وقال : هذه
لا تمسّها النار أبدا» أَكْنَبَت
اليد : إذا ثخنت
وغلظ جلدها وتعجّر من معاناة الأشياء الشاقة.
(كنت) (ه) فيه «أنه دخل
المسجد وعامّة أهله الكُنْتِيُّون» هم الشّيوخ. ويرد مبيّنا فى الكاف والواو.
(كنر) ـ فى صفته عليه
الصلاة والسلام فى التوراة «بعثتك تمحو المعازف والكَنَّارات» هى بالفتح والكسر : العيدان. وقيل : البرابط. وقيل : الطّنبور.
وقال الحربى : كان
ينبغى أن يقال «الكرانات» فقدّمت النون على الراء.
قال : وأظن «الكران»
فارسيا معرّبا. وسمعت أبا نصر يقول : الكرينة : الضاربة بالعود ، سمّيت به لضربها
بالكران.
وقال أبو سعيد
الضّرير : أحسبها بالباء ، جمع كبار ، وكبار : جمع كبر ، وهو الطبل ، كجمل وجمال
وجمالات.
__________________
ومنه حديث عليّ «أمرنا
بكسر الكوبة والكِنَّارة والشّياع».
ومنه حديث عبد
الله بن عمرو «إنّ الله أنزل الحقّ ليبدل به المزاهر والكِنَّارات».
(س) وفى حديث معاذ
«نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن لبس الكِنَّار» هو شقّة الكتّان. كذا ذكره أبو موسى.
(كنز) ـ فيه «كلّ مال
أدّيت زكاته فليس بكَنْز».
وفى حديث آخر «كلّ
مال لا تؤدّى زكاته فهو
كَنْز» الكَنْز فى الأصل : المال المدفون تحت الأرض ، فإذا أخرج منه
الواجب عليه لم يبق كَنْزا وإن كان مَكْنُوزاً ، وهو حكم شرعىّ ، تجوّز فيه عن الأصل.
ومنه حديث أبى ذر
«بشّر الكَنَّازِين برضف من جهنم» هم جمع : كَنَّاز ، وهو المبالغ فى كنز الذّهب والفضة ، وادّخارهما وترك إنفاقهما فى أبواب البرّ.
ومنه قوله «لا حول
ولا قوّة إلّا بالله كَنْزٌ من كُنُوز الجنة» أى أجرها مدّخر لقائلها والمتّصف بها ، كما يدّخر الكَنْز.
(س) وفى شعر حميد
بن ثور :
فحمّل الهمّ كِنازا جلعدا
الكِناز : المجتمع اللّحم القويّه. وكل مجتمع مُكْتَنِز. ويروى باللام. وقد تقدّم.
(كنس) ـ فيه «أنه كان
يقرأ فى الصلاة بالجوارى الكُنَّسِ» الجوارى : الكواكب السّيّارة. والكُنَّس : جمع كانِس
، وهى التى تغيب ،
من كَنَس الظّبى ، إذا تغيّب واستتر فى كِنَاسِه ، وهو الموضع الذى يأوى إليه.
(س) ومنه حديث
زياد «ثم اطرقوا وراءكم فى مَكانِس
الرّيب» المَكانِس : جمع مَكْنَس
، مفعل من الكِنَاس. والمعنى : استتروا فى مواضع الرّيبة.
(س) وفى حديث كعب
«أوّل من لبس القباء سليمان عليهالسلام ؛ لأنه كان إذا أدخل الرأس للبس الثياب كَنَّسَت الشياطين استهزاء» يقال : كَنَّس
أنفه ، إذا حرّكه
مستهزئا ، وروى :
__________________
(كنّصت) بالصاد. يقال : كنَّص فى وجه فلان إذا استهزأ به.
(كنع) (س ه) فيه «أعوذ
بالله من الكُنُوع» هو الدّنوّ من الذّل والتّخضّع للسّؤال. يقال : كَنَعَ كُنُوعاً ، إذا قرب ودنا.
(ه) ومنه الحديث «أنّ
امرأة جاءت تحمل صبيّا به جنون ، فحبس رسول الله صلىاللهعليهوسلم الراحلة ثم اكْتَنَعَ
لها» أى دنا منها. وهو افتعل ، من الكُنُوع.
وفيه «إنّ
المشركين يوم أحد لمّا قربوا من المدينة
كَنَعُوا عنها» أى أحجموا
من الدخول إليها. يقال : كَنَعَ
يَكْنَع كُنُوعا ، إذا جبن وهرب ،
وإذا عدل.
[ه] ومنه حديث أبى
بكر «أتت قافلة من الحجاز فلما بلغوا المدينة
كَنَعُوا عنها».
(س) وفى حديث عمر
«أنه قال عن طلحة لمّا عرض عليه للخلافة : الأَكْنَع
، إن فيه نخوة
وكبرا» الأَكْنَع : الأشلّ. وقد
كَنِعَت أصابعه كَنَعاً ، إذا تشنّجت ويبست ، وقد كانت يده أصيبت يوم أحد ، لمّا
وقى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فشلّت.
(س) ومنه حديث
خالد «لمّا انتهى إلى العزّى ليقطعها قال له سادنها : إنّها قاتلتك ، إنها مُكَنِّعَتُك» أى مقبّضة يديك ومشلّتهما.
(س) ومنه حديث
الأحنف «كلّ أمر ذى بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو
أَكْنَعُ» أى ناقص أبتر. والمُكَنَّع : الذى قطعت يداه.
(كنف) (ه) فيه «إنه
توضّأ فأدخل يده فى الإناء
فكَنَفَها وضرب بالماء وجهه»
أى جمعها وجعلها
كالكِنْف ، وهو الوعاء.
(س) ومنه حديث عمر
«أنه أعطى عياضا
كِنْف الراعى» أى وعاءه
الذى يجعل فيه آلته.
ومنه حديث ابن
عمرو وزوجته «لم يفتّش لنا
كِنفا» أى لم يدخل يده
معها ، كما يدخل الرجل يده مع زوجته فى دواخل أمرها.
__________________
وأكثر ما يروى
بفتح الكاف والنون ، من الكَنَف
، وهو الجانب ،
تعنى أنه لم يقربها.
(س) ومنه حديث عمر
«أنه قال لابن مسعود : كُنَيْفٌ
ملئ علما» هو
تصغير تعظيم للكِنْف
، كقول الحباب بن
المنذر : أنا جذيلها المحكّك ، وعذيقها المرجّب.
(س) وفيه «يدنى
المؤمن من ربه حتى يضع عليه كَنَفه» أى يستره. وقيل : يرحمه ويلطف به.
والكَنَف بالتحريك : الجانب والناحية. وهذا تمثيل لجعله تحت ظلّ
رحمته يوم القيامة.
(س) ومنه حديث أبى
وائل «نشر الله كَنَفَه
على المسلم يوم
القيامة هكذا ، وتعطّف بيده وكمّه» وجمع الكَنَفِ
: أَكْناف.
(س) ومنه حديث
جرير «قال له : أين منزلك؟ قال [له] : بأَكْنَاف
بيشة» أى نواحيها.
وفى حديث الإفك «ما
كشفت من كَنَف أنثى» يجوز أن يكون بالكسر من الأوّل ؛ وبالفتح من الثانى.
ومنه حديث عليّ «لا
تكن للمسلمين كَانِفَةً» أى ساترة. والهاء للمبالغة.
وحديث الدعاء «مضوا
على شاكلتهم مُكَانِفِين» أى يَكْنُف
بعضهم بعضا.
وحديث يحيى بن
يعمر «فاكْتَنَفْتُه أنا وصاحبى» أى أحطنا به من جانبيه.
ومنه الحديث «والنّاس
كَنَفَيْه» وفى رواية «كَنَفَتَيْه».
وحديث عمر «فَتَكَنَّفَه الناس».
(س) وفى حديث أبى
بكر حين استخلف عمر «أنه أشرف من كَنِيفٍ
فكلّمهم» أى من
سترة. وكلّ ما ستر من بناء أو حظيرة ، فهو
كَنِيف.
(س) ومنه حديث كعب
بن مالك وابن الأكوع :
* تبيت بين الزّرب والكَنِيفِ *
__________________
أى الموضع الّذى يَكْنِفُهَا ويسترها.
وفى حديث عائشة «شققن
أَكْنَفَ مروطهنّ فاختمرن به» أى أسترها وأصفقها.
ويروى بالثّاء
المثلّثة. وقد تقدّم.
وفى حديث أبى ذر «قال
له رجل : ألا أكون لك صاحبا
أَكْنِف راعيك وأقتبس منك»
أى أعينه وأكون إلى جانبه ، أو أجعله فى كَنَف. وكَنَفْت الرجل ، إذا قمت بأمره وجعلته فى كَنَفِكَ.
وفى حديث النّخعىّ
«لا يؤخذ فى الصّدقة
كَنُوف» هى الشاة
القاصية التى لا تمشى مع الغنم. ولعلّه أراد لإتعابها المصدّق باعتزالها عن الغنم
، فهى كالمشيّعة المنهىّ عنها فى الأضاحى.
وقيل : ناقة كَنُوف : إذا أصابها البرد ، فهى تستتر بالإبل.
(كنن) فى حديث الاستسقاء
«فلمّا رأى سرعتهم إلى الكِنّ
ضحك» الكِنُ : ما يردّ الحرّ والبرد من الأبنية والمساكن. وقد كَنَنْتُه أَكُنُّه كَنّاً ، والاسم : الكِنُ.
(س) ومنه الحديث «على
ما اسْتَكَنَ» أى استتر.
(س) وفى حديث أبىّ
«أنه قال لعمر والعباس وقد استأذنا عليه : إنّ كَنَّتَكُما كانت ترجّلنى» الكَنَّه
: امرأة الابن
وامرأة الأخ ، أراد امرأته ، فسمّاها
كَنَّتَهما ؛ لأنه أخوهما فى
الإسلام.
ومنه حديث ابن
عباس «فجاء يتعاهد
كَنَّتَه» أى امرأة ابنه.
(كنه) (س) فيه «من قتل
معاهدا فى غير
كُنْهِه» كُنْهُ الأمر : حقيقته. وقيل : وقته وقدره. وقيل : غايته. يعنى من
قتله فى غير وقته أو غاية أمره الذى يجوز فيه قتله.
ومنه الحديث «لا
تسأل المرأة طلاقها فى غير
كُنْهِهِ» أى فى غير أن
تبلغ من الأذى إلى الغاية التى تعذر فى سؤال الطّلاق معها.
(كنهور) فى حديث عليّ «وميضه
فى كَنَهْوَرِ ربابه» الكَنَهْوَر : العظيم من
__________________
السّحاب. والرّباب
: الأبيض منه. والنّون والواو زائدتان.
(كنا) (س) فيه «إنّ
للرّؤيا كُنًى ، ولها أسماء ، فكَنُّوها
بكُنَاهَا ، واعتبروها
بأسمائها» الكُنَى : جمع كُنْيَة ، من قولك : كَنَيْتُ
عن الأمر وكنوتُ عنه ، إذا ورّيت عنه بغيره.
أراد : مثّلوا لها
مثالا إذا عبرتموها. وهى الّتى يضربها ملك الرّؤيا للرجل فى منامه ؛ لأنه يَكْنِي بها عن أعيان الأمور ، كقولهم فى تعبير النّخل : إنّها رجال
ذوو أحساب من العرب ، وفى الجوز : إنّها رجال من العجم ، لأنّ النخل أكثر ما يكون
فى بلاد العرب ، والجوز أكثر ما يكون فى بلاد العجم.
وقوله «فاعتبروها
بأسمائها» : أى اجعلوا أسماء ما يرى فى المنام عبرة وقياسا ، كأن رأى رجلا يسمّى
سالما فأوّله بالسّلامة ، وغانما فأوّله بالغنيمة.
وفى حديث بعضهم «رأيت
علجا يوم القادسيّة وقد
تَكَنَّى وتحجّى» أى تسترّ
، من كنى عنه ، إذا ورّى ، أو من الكُنْيَة ، كأنه ذكر
كُنْيَتَه عند الحرب ليعرف ،
وهو من شعار المبارزين فى الحرب. يقول أحدهم : أنا فلان ، وأنا أبو فلان.
ومنه الحديث «خذها
منّى وأنا الغلام الغفارىّ».
وقول عليّ : «أنا
أبو حسن القرم».
(باب الكاف مع الواو)
(كوب) (ه) فيه «إنّ الله
حرّم الخمر والكُوبة» هى النّرد. وقيل : الطّبل. وقيل : البربط.
(س) ومنه حديث
عليّ «أمرنا بكسر
الكُوبة والكنّارة
والشّياع».
(كوث) (س) فى حديث عليّ
«قال له رجل : أخبرنى يا أمير المؤمنين عن أصلكم معاشر قريش ، فقال : نحن قوم من كُوثَى» أراد كوثى العراق ، وهى سرّة السّواد ، وبها ولد إبراهيم
الخليل ، عليه الصلاة والسلام.
وفى حديثه الآخر «من
كان سائلا عن نسبنا فإنّا قوم من كُوثَى» وهذا منه تبرّؤ من
الفخر بالأنساب ،
وتحقيق لقوله تعالى «إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ».
وقيل : أراد كُوثى مكّة ، وهى محلّة عبد الدار. والأوّل أوجه ، ويشهد له :
(س) حديث ابن عباس
«نحن معاشر قريش حىّ من النّبط من أهل كُوثَى» والنّبط من أهل العراق.
ومنه حديث مجاهد «إنّ
من أسماء مكة
كُوثَى».
(كوثر) (س) فيه «أعطيت الكَوثَرَ» وهو نهر فى الجنة. قد تكرر ذكره فى الحديث ، وهو فوعل من
الكثرة ، والواو زائدة ، ومعناه : الخير الكثير. وجاء فى التفسير : أنّ الكَوْثر : القرآن والنّبوّة ، والكوثر فى غير هذا : الرجل الكثير العطاء.
(كودن) ـ فى حديث عمر «إنّ
الخيل أغارت بالشام فأدركت العراب من يومها ، وأدركت الكَوادِنُ ضحى الغد» هى البراذين الهجن.
وقيل : الخيل
التّركيّة ، واحدها
كَوْدَن. والكَوْدَنَة فى المشى : البطء.
(كوذ) (س) فيه «أنه
ادّهن بالكاذِيّ» قيل : هو شجر طيّب الريح يطيّب به الدّهن ، منبته ببلاد
عمان ، وألفه منقلبة عن واو. كذا ذكره أبو موسى.
(كور) (ه) فيه «أنه كان
يتعوّذ من الحور بعد
الكَوْر» أى من النّقصان
بعد الزيادة. وكأنه من تَكْوِير العمامة : وهو لفّها وجمعها. ويروى بالنون.
وفى صفة زرع الجنة
«فيبادر الطّرف نباته واستحصاده وتَكْوِيرُه» أى جمعه وإلقاؤه.
(س) ومنه حديث أبى
هريرة «يجاء بالشمس والقمر ثورين يُكَوّران فى النار يوم القيامة» أى يلفّان ويجمعان ويلقيان فيها.
والرواية «ثورين»
بالثاء ، كأنهما يمسخان. وقد روى بالنون ، وهو تصحيف.
وفى حديث طهفة «بأَكْوَار الميس ، ترتمى بنا العيس» الأَكْوارُ : جمع كُور ، بالضم ، وهو رحل الناقة بأداته ، وهو كالسّرج وآلته
للفرس.
__________________
وقد تكرر فى
الحديث مفردا ومجموعا. وكثير من الناس يفتح الكاف ، وهو خطأ.
(س) وفى حديث عليّ
«ليس فيما تخرج أَكْوَارُ النّحل صدقة» واحدها : كُور ، بالضم ، وهو بيت النّخل والزّنابير ، والكُوَارُ والكُوارة : شىء يتّخذ من القضبان للنّحل يعسّل فيه ، أراد : أنه ليس
فى العسل صدقة.
(كوز) (ه) فى حديث الحسن
«كان ملك من ملوك هذه القرية يرى الغلام من غلمانه يأتى الحبّ فَيَكتاز منه ، ثم يجرجر قائما فيقول : يا ليتنى مثلك ، يا لها نعمة
تؤكل لذّة وتخرج سرحا» يَكْتَاز : أى يغترف بالكُوزِ. وكان بهذا الملك أسر ، وهو احتباس بوله ، فتمنّى حال
غلامه.
(كوس) (ه) فى حديث سالم
بن [عبد الله بن] عمر «أنه كان جالسا عند الحجّاج ، فقال : ما ندمت على شىء
ندمى على ألّا أكون قتلت ابن عمر ، فقال له سالم : أما والله لو فعلت ذلك لكَوَّسَك الله فى النار أعلاك أسفلك» أى لكبّك الله فيها ، وجعل أعلاك
أسفلك ، وهو كقولهم : كلّمته فاه إلى فىّ ، فى وقوعه موقع الحال.
(س) وفى حديث
قتادة ، ذكر أصحاب الأيكة فقال : «كانوا أصحاب شجر
مُتَكَاوِس» أى ملتفّ
متراكب. ويروى «متكادس» وهو بمعناه.
(كوع) (ه) فى حديث ابن
عمر «بعث به أبوه إلى خيبر فقاسمهم الثّمرة فسحروه ، فتَكَوَّعَتْ
أصابعه» الكَوَع بالتحريك : أن تعوجّ اليد من قبل الكُوع ، وهو رأس اليد ممّا يلى الإبهام ، والكرسوع : رأسه مما يلى
الخنصر. يقال : كَوِعَتْ
يده وتَكَوَّعَت
، وكَوَّعَه : أى صيّر
أَكْوَاعَه معوجّة. وقد تكرر
فى الحديث.
__________________
(س) وفى حديث سلمة
بن الأَكْوع «يا ثكلته أمّه ، أَكْوَعُهُ
بكرة» يعنى أنت الأَكْوَع
الذى كان قد تبعنا
بكرة اليوم ؛ لأنه كان أوّل ما لحقهم صاح بهم «أنا ابن الأَكْوَع ، واليوم يوم الرّضّع» فلما عاد قال لهم هذا القول آخر
النهار ، قالوا : أنت الذى كنت معنا بكرة؟ قال : نعم ، أنا أَكْوَعُكَ بكرة.
ورأيت الزمخشرى قد
ذكر الحديث هكذا «قال له المشركون : بكرة
أَكْوَعَه » يعنون أنّ سلمة بكر
الأَكْوَعِ أبيه. والمروىّ فى
الصحيحين ما ذكرناه أوّلا.
(كوف) (س) فى حديث سعد «لمّا
أراد أن يبنى الكُوفة قال : تَكَوَّفُوا فى هذا الموضع» أى اجتمعوا فيه ، وبه سمّيت الكُوفة.
وقيل : كان اسمها
قديما : كُوفان.
(كوكب) (س) فيه «دعا دعوة كَوْكَبِيَّة» قيل : كَوْكَبِيَّة : قرية ظلم عاملها أهلها فدعوا عليه فلم يلبث أن مات ، فصارت مثلا.
(س) وفيه «أنّ
عثمان دفن بحشّ كَوْكَب» كَوْكَب
: اسم رجل أضيف
إليه الحشّ وهو البستان. وكَوْكَب
أيضا : اسم فرس
لرجل جاء يطوف عليه بالبيت فكتب فيه إلى عمر ، فقال : امنعوه.
(كوم)
(ه) فيه «أعظم
الصّدقة رباط فرس فى سبيل الله ، لا يمنع كَوْمُه» الكَوْمُ
بالفتح : الضّراب.
وقد كَامَ الفرس أنثاه كَوْماً. وأصل الكَوْم
: من الارتفاع
والعلوّ.
__________________
(ه) ومنه الحديث «إنّ
قوما من الموحّدين يحبسون يوم القيامة على الكَوْمِ
إلى أن يهذّبوا» هى
بالفتح : المواضع المشرفة ، واحدها : كَوْمَة. ويهذّبوا : أى ينقّوا من المآثم.
ومنه الحديث «يجىء
يوم القيامة على كَوْم
فوق الناس».
ومنه حديث الحثّ
على الصدقة «حتى رأيت كَوْمَيْن
من طعام وثياب».
(س) وحديث عليّ «أنه
أتى بالمال فكَوَّمَ
كَوْمةً من ذهب ، وكَوْمة من فضة ، وقال : يا حمراء احمرّى ، ويا بيضاء ابيضّى ،
غرّى غيرى ، هذا جناى وخياره فيه ، إذ كلّ جان يده إلى فيه» أى جمع من كل واحد
منهما صبرة ورفعها وعلّاها.
وبعضهم يضم الكاف.
وقيل : هو بالضم اسم لما
كُوِّم ، وبالفتح اسم
للفعلة الواحدة.
(ه) وفيه «أنه رأى
فى إبل الصّدقة ناقة
كَوْمَاءَ» أى مشرفة
السّنام عاليته.
ومنه الحديث «فيأتى
منه بناقتين كَوْمَاوَيْن» قلب الهمزة فى التّثنية واوا.
وفيه ذكر «كوم علقام» وفى رواية «كُوم
علقماء» هو بضم
الكاف : موضع بأسفل ديار مصر.
(كون) (س) فيه «من رآنى
فى المنام فقد رآنى ، فإنّ الشيطان لا
يَتَكَوَّنُنِي» وفى رواية «لا يَتَكَوَّنُ فى صورتى» أى يتشبّه بى ويتصوّر بصورتى. وحقيقته : يصير كائِناً فى صورتى.
وفيه «أعوذ بك من
الحور بعد الكَوْن» الكَوْن
: مصدر «كَان» التامّة. يقال : كَانَ
يكونُ كَوْناً : أى وجد واستقرّ
: أى أعوذ بك من النّقص بعد الوجود والثّبات.
ويروى بالراء. وقد
تقدّم.
وفى حديث توبة كعب
«رأى رجلا يزول به السّراب ، فقال : كُن
أبا خيثمة» أى صر
: يقال للرجل يرى من بعيد : كُنْ
فلانا ، أى أنت
فلان ، أو هو فلان.
__________________
(ه) ومنه حديث عمر
«أنه دخل المسجد فرأى رجلا بذّ الهيأة ، فقال : كُنْ
أبا مسلم» يعنى
الخولانىّ.
وفيه «أنه دخل
المسجد وعامّة أهله الكُنْتِيُّون» هم الشّيوخ الذين يقولون : كُنَّا كذا ، وكان
كذا ، وكنتَ كذا. فكأنه منسوب إلى كنت. يقال : كأنك والله قد
كنتَ وصرت إلى كان وكنت
: أى صرت إلى أن
يقال عنك : كان
فلان ، أو يقال لك
فى حال الهرم : كنت
مرّة كذا ، وكنت مرّة كذا.
(كوى) (ه) فيه «أنه كَوى سعد بن معاذ لينقطع دم جرحه» الكَيُ بالنار من العلاج المعروف فى كثير من الأمراض. وقد جاء فى
أحاديث كثيرة النّهى عن الكَيِ
، فقيل : إنما نهى
عنه من أجل أنهم كانوا يعظّمون أمره ، ويرون أنه يحسم الداء ، وإذا لم يُكْوَ العضو عطب وبطل ، فنهاهم إذا كان على هذا الوجه ، وأباحه
إذا جعل سببا للشّفاء لا علّة له ، فإنّ الله هو الذى يبرئه ويشفيه ، لا الكَيُ والدّواء.
وهذا أمر تكثر فيه
شكوك الناس ، يقولون : لو شرب الدّواء لم يمت ، ولو أقام ببلده لم يقتل.
وقيل : يحتمل أن
يكون نهيه عن الكَيِ
إذا استعمل على
سبيل الاحتراز من حدوث المرض وقبل الحاجة إليه ، وذلك مكروه ، وإنما أبيح للتّداوى
والعلاج عند الحاجة.
ويجوز أن يكون
النهى عنه من قبيل التّوكّل ، كقوله : «هم الذين لا يسترقون ، ولا يَكْتَوُوُن ، (وَعَلى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ)» والتّوكّل درجة أخرى غير الجواز. والله أعلم.
(ه) وفى حديث ابن
عمر «إنّى لأغتسل قبل امرأتى ثم أَتَكَوَّى
بها» أى أستدفئ
بحرّ جسمها ، وأصله من الكَيِ.
(باب الكاف مع الهاء)
(كهر) (ه) فى حديث
معاوية بن الحكم السّلمىّ «فبأبى هو وأمّى ، ما ضربنى ولا شنمنى ولا كَهَرَني» الكَهْر : الانتهار. وقد
كَهَرَه يَكْهَرُه ، إذا زبره واستقبله بوجه عبوس.
وفى حديث المسعى «أنهم
كانوا لا يدّعون عنه ولا
يُكْهَرُون» هكذا يروى فى
كتب الغريب ، وبعض طرق مسلم. والذى جاء فى الأكثر «يكرهون» بتقديم الراء ، من الإكراه.
(كهكه) (ه) فى حديث الحجّاج
«أنه كان قصيرا أصعر كهاكِهاً » هو الذى إذا نظرت إليه رأيته كأنه يضحك ، وليس بضاحك ، من
الكَهْكَهَة : القهقهة.
(كهل ) (ه) فى فضل أبى
بكر وعمر «هذان سيّدا
كُهُولِ أهل الجنة!» وفى
رواية «كُهُول الأوّلين والآخرين!» الكَهْل
من الرجال : من
زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين.
وقيل : من ثلاث
وثلاثين إلى تمام الخمسين. وقد
اكْتَهَل الرجل وكاهَل ، إذا بلغ الكُهُولة فصار
كَهْلا.
وقيل : أراد بالكَهْل هاهنا الحليم العاقل : أى أن الله يدخل أهل الجنة الجنة
حلماء عقلاء.
[ه] وفيه «أنّ
رجلا سأله الجهاد معه ، فقال : هل فى أهلك من كاهِل» يروى بكسر الهاء على أنه اسم ، وبفتحها على أنه فعل ،
بوزن ضارِبٍ ، وضارَبَ ، وهما من الكُهُولة : أى هل فيهم من أسنّ وصار
كَهْلا؟
كذا قال أبو عبيد.
وردّه عليه أبو سعيد الضّرير ، وقال : قد يخلف الرجل فى أهله كَهْلٌ وغير
كَهْل.
__________________
وقال الأزهرى : سمعت
العرب تقول : فلان كاهِلُ
بنى فلان : أى
عمدتهم فى الملمّات وسندهم فى المهمّات. ويقولون : مضر
كاهِل العرب ، وتميم كاهِل مضر. وهو مأخوذ من كاهِل
البعير ، وهو مقدّم ظهره ، وهو الذى يكون عليه المحمل. وإنما أراد
بقوله : هل فى أهلك من تعتمد عليه فى القيام بأمر من تخلف من صغار ولدك؟ لئلّا
يضيعوا ، ألا تراه قال له : «ما هم إلّا أصيبية صغار» ، فأجابه وقال : «ففيهم فجاهد».
وأنكر أبو سعيد الكاهِل ، وزعم أنّ العرب تقول للذى يخلف الرجل فى أهله وماله : كاهن
، بالنون. وقد كهنه يكهنه كهونا. فإمّا أن تكون اللام مبدلة من النون ، أو أخطأ
السامع فظنّ أنه باللام.
(س) وفى كتابه إلى
اليمن فى أوقات الصلاة «والعشاء إذا غاب الشّفق إلى أن تذهب كَوَاهِلُ الليل» أى أوائله إلى أوساطه ، تشبيها للّيل بالإبل السائرة
التى تتقدّم أعناقها وهواديها. ويتبعها أعجازها وتواليها.
والكَوَاهِل : جمع كاهِل
وهو مقدّم أعلى
الظّهر.
ومنه حديث عائشة «وقرّر
الرّؤوس على كَواهِلِها» أى أثبتها فى أماكنها ، كأنها كانت مشفية على الذّهاب
والهلاك.
(كهم) (س) فى حديث أسامة
«فجعل يَتَكَهَّم بهم» التَّكَهُّم
: التّعرّض للشّرّ
والاقتحام فيه. وربما يجرى مجرى السّخرية ، ولعلّه ـ إن كان محفوظا ـ مقلوب من
التّهكّم ، وهو الاستهزاء.
(س) وفى مقتل أبى
جهل «إنّ سيفك كَهامٌ» أى كليل لا يقطع.
(كهن) (س) فيه «نهى عن
حلوان الكاهِن» الكاهِنُ
: الذى يتعاطى
الخبر عن الكائنات فى مستقبل الزمان ، ويدّعى معرفة الأسرار. وقد كان فى العرب كَهَنة ، كشقّ ، وسطيح ، وغيرهما ، فمنهم من كان يزعم أنّ له
تابعا من الجنّ ورئيّا يلقى إليه الأخبار ، ومنهم من
__________________
كان يزعم أنه يعرف
الأمور بمقدّمات أسباب يستدلّ بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله ،
وهذا يخصّونه باسم العرّاف ، كالذى يدّعى معرفة الشىء المسروق ، ومكان الضّالّة
ونحوهما.
والحديث الذى فيه
«من أتى كاهِنا» قد يشتمل على إتيان الكاهِن
والعرّاف
والمنجّم. وجمع الكاهِن
: كَهَنةٌ وكُهَّان.
ومنه حديث الجنين
«إنما هذا من إخوان الكُهَّان» إنما قال له ذلك من أجل سجعه الذى سجع ، ولم يعبه بمجرّد
السّجع دون ما تضمّن سجعه من الباطل ، فإنه قال : كيف ندى من لا أكل ولا شرب ولا
استهلّ ، ومثل ذلك يطلّ.
وإنما ضرب المثل بالكُهَّان ؛ لأنهم كانوا يروّجون أقاويلهم الباطلة بأسجاع تروق
السّامعين ، فيستميلون بها القلوب ، ويستصغون إليها الأسماع. فأمّا إذا وضع السّجع
فى مواضعه من الكلام فلا ذمّ فيه. وكيف يذمّ وقد جاء فى كلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم كثيرا.
وقد تكرر ذكره فى
الحديث ، مفردا وجمعا ، واسما وفعلا.
وفيه «أنه قال :
يخرج من الكَاهِنَيْن رجل يقرأ القرآن لا يقرأ أحد قراءته» قيل : إنّه محمد بن
كعب القرظىّ. وكان يقال لقريظة والنّضير : الكاهِنَان
، وهما قبيلا
اليهود بالمدينة ، وهم أهل كتاب وفهم وعلم ، وكان محمد بن كعب من أولادهم.
والعرب تسمّى كلّ
من يتعاطى علما دقيقا : كاهِنا. ومنهم من كان يسمّى المنجّم والطّبيب كاهِناً.
(كهول) [ه] فى حديث عمرو
«قال لمعاوية : أتيتك وأمرك كحقّ الكَهُول» هذه اللّفظة قد اختلف فيها ، فرواها الأزهرى بفتح الكاف
وضم الهاء ، وقال : هى العنكبوت.
ورواها الخطّابى
والزمخشرى بسكون الهاء وفتح الكاف والواو ، وقالا : هى العنكبوت.
ولم يقيّدها
القتيبى.
ويروى «كحقّ
الكهدل» بالدال بدل الواو.
وقال القتيبىّ :
أمّا حقّ الكهدل فلم أسمع فيه شيئا ممّن يوثق بعلمه ، بلغنى أنه بيت
العنكبوت. ويقال :
إنه ثدى العجوز. وقيل : العجوز نفسها ، وحقّها : ثديها. وقيل غير ذلك.
(كهه) (س) فيه «أنّ ملك
الموت قال لموسى عليهالسلام وهو يريد قبض روحه : كُهَ
فى وجهى ، ففعل
فقبض روحه» أى افتح فاك وتنفّس. يقال : كَهَ
يَكُهُ. وكُهَ
يا فلان : أى أخرج
نفسك.
ويروى «كه» بهاء
واحدة مسكّنة ، بوزن خف ، وهو من كاه يكاه ، بهذا المعنى.
(كها) (ه) فى حديث ابن
عباس «جاءته امرأة فقالت : فى نفسى مسألة وأنا
أَكْتَهِيك أن أشافهك بها ،
فقال : اكتبيها فى بطاقة» أى أجلّك وأحتشمك
، من قولهم للجبان : أَكْهَى
، وقد كَهِيَ يَكْهَى ، واكْتَهَى
؛ لأنّ المحتشم
تمنعه الهيبة عن الكلام.
(باب الكاف مع الياء)
(كيت) (س) فيه «بئس ما
لأحدكم أن يقول : نسيت آية
كَيْتَ وكَيْتَ» هى كناية عن الأمر ، نحو كذا وكذا. قال أهل العربيّة :
إنّ أصلها «كَيَّة» بالتشديد ، والتاء فيها بدل من إحدى الياءين ، والهاء التى فى
الأصل محذوفة. وقد تضمّ التاء وتكسر.
(كيح) (س) فى قصّة يونس عليهالسلام «فوجدوه فى كِيحٍ
يصلّى» الكِيح بالكسر ، والْكَاحُ
: سفح الجبل
وسنده.
(كيد) [ه] فيه «أنه دخل
على سعد وهو
يَكِيدُ بنفسه» أى يجود
بها ، يريد النّزع والكَيْدُ : السّوق.
ومنه حديث عمر «تخرج
المرأة إلى أبيها
يَكِيدُ بنفسه» أى عند نزع
روحه وموته.
(ه) وفى حديث ابن
عمر «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزا غزوة كذا فرجع ولم يلق كَيْداً» أى حربا.
وفى حديث صلح
نجران «إنّ عليهم عاريّة السّلاح إن كان باليمن كَيْدٌ ذات غدر» أى حرب ، ولذلك أنّثها.
__________________
(ه) وفى حديث عمرو
بن العاص «ما قولك فى عقول كَادَها خالقها؟» وفى رواية «تلك عقول كادَها بارئها» أى أرادها بسوء ، يقال : كِدْت الرجل أَكِيده. والكَيْد : الاحتيال والاجتهاد ، وبه سمّيت الحرب كَيْداً.
(ه س) وفى حديث
ابن عباس «نظر إلى جوار وقد
كِدْنَ فى الطّريق ، فأمر
أن ينحّين» أى حضن. يقال : كادَت
المرأة تَكِيدُ كَيْداً ، إذا حاضت ، والكَيْدُ أيضا : القىء.
[ه] ومنه حديث
الحسن «إذا بلغ الصّائم الكَيْدَ أفطر».
(كير) فيه «مثل الجليس
السّوء مثل الْكِير» الكِيرُ بالكسر : كِير الحدّاد ، وهو المبنىّ من الطّين. وقيل : الزّقّ الذى ينفخ
به النّار ، والمبنىّ : الكور.
(ه) ومنه الحديث «المدينة كالكِير تنفى خبثها وينصع طيبها» وقد تكرر فى الحديث.
وفى حديث المنافق
«يَكِيرُ فى هذه مرّة ، وفى هذه مرّة» أى يجرى. يقال : كَارَ الفرس يَكِير ، إذا جرى رافعا ذنبه.
ويروى «يكبن» ، وقد
تقدم.
(كيس) فيه «الكَيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» أى العاقل. وقد كاسَ يَكِيسُ كَيْساً. والكَيْس
: العقل.
[ه] ومنه الحديث «أىّ
المؤمنين أَكْيَسُ» أى أعقل.
(ه) وفيه «فإذا
قدمتم فالكَيْسَ الكَيْسَ» قيل : أراد الجماع فجعل طلب الولد عقلا.
(ه) وفى حديث جابر
فى رواية «أترانى إنما
كِسْتُك لآخذ جملك» أى
غلبتك بالكَيْس. يقال : كَايَسَنِي فكِسْتُه : أى كنت أَكْيَس
منه.
وفى حديث اغتسال
المرأة مع الرجل «إذا كانت كَيِّسَة» أراد به حسن الأدب فى استعمال الماء مع الرجل.
__________________
ومنه حديث عليّ «وكان
كيّس الفعل» أى حسنه. والكيس
فى الأمور يجرى
مجرى الرّفق فيها.
ومنه حديثه الآخر
:
* أما ترانى كيّسا مكيّسا *
المكيّس
: المعروف بالكيس.
وفيه «هذا من كيس أبى هريرة» أى ممّا عنده من العلم المقتنى فى قلبه ، كما
يقتنى المال فى الكيس.
ورواه بعضهم بفتح
الكاف : أى من فقهه وفطنته ، لا من روايته.
(كيع) (ه) فيه «ما زالت
قريش كاعَةً حتى مات أبو طالب» الكاعَة : جمع كائِع
، وهو الجبان ،
كبائع وباعة. وقد
كاعَ يَكِيع. ويروى بالتشديد.
وقد تقدم.
أراد أنهم كانوا
يجبنون عن أذى النبى فى حياته ، فلما مات اجترأوا عليه.
(كيل) (س [ه]) فيه «المِكْيَال مِكيال أهل المدينة ، والميزان ميزان أهل مكة» قال أبو عبيد : هذا
الحديث أصل لكل شىء من الكَيْل
والوزن ، وإنما
يأتمّ الناس فيهما بهم ، والذى يعرف به أصل الكيل
والوزن أنّ كلّ ما
لزمه اسم المختوم والقفيز والمكّوك. والصاع والمدّ ، فهو كَيل ، وكلّ ما لزمه اسم الأرطال والأمناء والأواقىّ فهو وزن .
وأصل التّمر : الكَيل ، فلا يجوز أن يباع وزنا بوزن ، لأنه إذا ردّ بعد الوزن إلى الكيل ، لم يؤمن فيه التفاضل .
وكل ما كان فى عهد
النبى صلىاللهعليهوسلم بمكة والمدينة
مَكِيلا فلا يباع إلّا بالكيل ، وكل ما كان بهما موزونا فلا يباع إلّا بالوزن ، لئلّا
يدخله الرّبا بالتّفاضل.
__________________
وهذا فى كل نوع
تتعلق به أحكام الشّرع من حقوق الله تعالى ، دون ما يتعامل الناس فى بياعاتهم.
فأمّا المِكْيال فهو الصاع الذى يتعلّق به وجوب الزكاة ، والكفّارات ،
والنّفقات ، وغير ذلك ، وهو مقدّر
بكَيْل أهل المدينة ، دون
غيرها من البلدان ، لهذا الحديث. وهو مفعال من الكَيل
، والميم فيه
للآلة.
وأما الوزن فيريد
به الذهب والفضة خاصّة ، لأن حقّ الزكاة يتعلّق بهما.
ودرهم أهل مكة
ستّة دوانيق ، ودراهم الإسلام المعدّلة كلّ عشرة سبعة مثاقيل.
وكان أهل المدينة
يتعاملون بالدّراهم ، عند مقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليهم ، بالعدد ، فأرشدهم إلى وزن مكة.
وأمّا الدّنانير
فكانت تحمل إلى العرب من الرّوم ، إلى أن ضرب عبد الملك بن مروان الدينار فى
أيّامه.
وأمّا الأرطال
والأمناء فللناس فيها عادات مختلفة فى البلدان ، وهم معاملون بها ومجزون عليها.
(ه) وفى حديث عمر
«أنه نهى عن المُكايَلَة» وهى المقايسة بالقول ، والفعل ، والمراد المكافأة بالسّوء
وترك الإغضاء والاحتمال : أى تقول له وتفعل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك. وهى
مفاعلة من الكَيْل.
وقيل : أراد بها
المقايسة فى الدّين ، وترك العمل بالأثر.
(س [ه]) وفيه «أنّ
رجلا أتى النبىّ صلىاللهعليهوسلم وهو يقاتل العدو ، فسأله سيفا يقاتل به ، فقال : لعلّك إن
أعطيتك أن تقوم فى الكَيُّول
، فقال : لا» أى
فى مؤخّر الصّفوف ، وهو فيعول ، من كَالَ
الزّند يَكِيل كَيْلا ، إذا كبا ولم يخرج نارا ، فشبّه مؤخّر الصّفوف به ، لأن
من كان فيه لا يقاتل.
وقيل : الكَيُّول : الجبان. والكَيُّول
: ما أشرف من
الأرض. يريد : تقوم فوقه فتنظر ما يصنع غيرك.
__________________
حرف اللّام
(باب اللام مع الهمزة)
(لات) فيه «من حلف باللّات والعزّى فليقل : لا إله إلا الله» اللّات : اسم صنم كان لثقيف بالطّائف ، والوقف عليه بالهاء. وبعضهم
يقف عليه بالتّاء ، والأوّل أكثر. وإنّما التّاء فى حال الوصل وبعضهم يشدّد
التّاء.
وليس هذا موضع اللّات. وموضعه «لَيَه» وإنّما ذكرناه هاهنا لأجل لفظه. وألفه
منقلبة عن ياء ، وليست همزة.
وقوله «فليقل لا
إله إلا الله» دليل على أنّ الحالف بهما ؛ وبما كان فى معناهما لا يلزمه كفّارة
اليمين ، وإنّما يلزمه الإنابة والاستغفار.
(لأم) فيه «لمّا انصرف
النبىّ صلىاللهعليهوسلم من الخندق ووضع لَأْمَتَه
أتاه جبريل فأمره
بالخروج إلى بنى قريظة» اللَّأْمَة مهموزة : الدّرع. وقيل : السّلاح. ولَأْمَةُ الحرب : أداته. وقد يترك الهمز تخفيفا. وقد تكررت فى
الحديث.
[ه] ومنه حديث
عليّ «كان يحرّض أصحابه ويقول : تجلببوا السّكينة ، وأكملوا اللُّؤَم» هو جمع لَأْمَة ، على غير قياس. فكأن واحده لُؤْمَة .
وفى حديث جابر «أنّه
أمر الشّجرتين فجاءتا ، فلمّا كانتا بالمنصف لَأَمَ
بينهما». يقال : لَأَمَ ولَاءَمَ
بين الشّيئين ،
إذا جمع بينهما ووافق ، وتَلَاءَمَ
الشّيآن والْتَأَمَا ، بمعنى.
وفى حديث ابن أمّ
مكتوم «لى قائد لا
يُلَائِمُني» أى يوافقنى
ويساعدنى. وقد تخفّف الهمزة فتصير ياء.
__________________
ويروى «يلاومنى»
بالواو ، ولا أصل له ، وهو تحريف من الرّواة ، لأن الملاومة مفاعلة من اللّوم.
ومنه حديث أبى ذر
«من لَايَمَكُم من مملوكيكم فأطعموه ممّا تأكلون» هكذا يروى بالياء ،
منقلبة عن الهمزة. والأصل : لَاءَمَكم.
(لألأ) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «يَتَلَأْلَأُ وجهه تَلَأْلُؤَ القمر» أى يشرق ويستنير ، مأخوذ من اللُّؤلؤ.
(لأواء) فيه «من كان له
ثلاث بنات فصبر على لَأْوَائِهِنَ
كنّ له حجابا من
النار» اللأْواء : الشّدّة وضيق المعيشة.
ومنه الحديث «قال
له : ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأْوَاء؟».
[ه] والحديث الآخر
«من صبر على لَأْوَاء المدينة».
(لأى) ـ فى حديث أم أيمن
«فَبِلَأْيٍ مّا استغفر لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم» أى بعد مشقّة وجهد وإبطاء.
(ه) ومنه حديث
عائشة وهجرتها ابن الزّبير «فَبِلَأْيٍ
مّا كلّمته».
(ه) وفى حديث أبى
هريرة «يجى من قبل المشرق قوم وصفهم ، ثم قال : والرواية يومئذ يستقى عليها أحبّ
إلىّ من لاءٍ وشاء» قال القتيبى : هكذا رواه نقلة الحديث «لاءٍ» بوزن ماء ، وإنما هو «الآء» بوزن العاع ، وهى الثيران ، واحدها «لَأًى» بوزن قَفًا ، وجمعه أقفاء ، يريد : بعير يستقى عليه يومئذ
خير من اقتناء البقر والغنم ، كأنه أراد الزراعة ، لأن أكثر من يقتنى الثّيران
والغنم الزّرّاعون.
(باب اللام مع الباء)
(لبأ) (س) فى حديث ولادة
الحسن بن على «وأَلْبَأَهُ
بريقه» أى صبّ
ريقه فى فيه ، كما يصبّ اللِّبَأ فى فم الصّبى ، وهو أوّل ما يحلب عند الولادة. ولَبَأَتِ الشاة ولدها : أرضعته اللِّبَأ ، وأَلْبَأْتُ
السّخلة ، أرضعتها اللِّبَأ.
__________________
(ه) ومنه حديث بعض
الصحابة «أنه مرّ بأنصارىّ يغرس نخلا ، فقال : يا ابن أخى ، إن بلغك أنّ الدجّال
قد خرج فلا يمنعنك من أن تَلْبَأَها» أى لا يمنعنّك خروجه عن غرسها وسقيها أوّل سقية ؛ مأخوذ
من اللِّبَأ.
(لبب) (ه) فى حديث
الإهلال بالحج «لَبَّيْك
اللهمّ لَبَّيْك» هو من التَّلْبِية ، وهى إجابة المنادى : أى إجابتى لك يا ربّ ، وهو مأخوذ من
لَبَ بالمكان وأَلَبَ
[به] إذا أقام به ، وأَلَبَ
على كذا ، إذا لم
يفارقه ، ولم يستعمل إلّا على لفظ التّثنية فى معنى التكرير : أى إجابة بعد إجابة.
وهو منصوب على
المصدر بعامل لا يظهر ، كأنك قلت : أُلِبُ
إِلْبَاباً بعد إِلْباب. والتَّلْبِية من لَبَّيْك
كالتّهليل من لا
إله إلا الله.
وقيل : معناه
اتّجاهى وقصدى يا ربّ إليك ، من قولهم : دارى تَلُبُ
دارك : أى
تواجهها.
وقيل : معناه
إخلاصى لك ، من قولهم : حسب لُبَاب
، إذا كان خالصا
محضا. ومنه لُبُ
الطعام ولُبَابُه .
(س) ومنه حديث
علقمة «أنه قال للأسود : يا أبا عمرو ، قال : لَبَّيْك
، قال : لَبَّيْ يديك» قال الخطّابى : معناه سلمت يداك وصحّتا. وإنما ترك
الإعراب فى قوله «يديك» ، وكان حقّه أن يقول «يداك» لتزدوج يديك بلَبَّيْك.
وقال الزمخشرى : «فمعنى
لَبَّيْ يديك : أى أطيعك ، وأتصرّف بإرادتك ، وأكون كالشىء الذى
تصرّفه بيديك كيف شئت».
(ه) وفيه «إنّ
الله منع منّى بنى مدلج ؛ لصلتهم الرّحم ، وطعنهم فى أَلْبَاب
الإبل»
__________________
وروى «لَبَّات الإبل» الأَلْبَاب
: جمع لُبّ
، ولُبُ كل شىء : خالصه ، أراد خالص إبلهم وكرائمها.
وقيل : هو جمع لَبَب ، وهو المنحر من كل شىء ، وبه سمّى لَبَبُ السّرج.
وأمّا اللَّبَّات فهى جمع لَبَّة ، وهى الهزمة التى فوق الصّدر ، وفيها تنحر الإبل.
ومنه الحديث «أما
تكون الذكاة إلّا فى الحلق واللَّبَّة!» وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفيه «إنا حىّ
من مذحج ، عباب سلفها ، ولُبَابُ
شرفها» اللُّباب : الخالص من كل شىء ، كاللُّبِ.
(ه) وفيه «أنه صلّى فى ثوب واحد
مُتَلَبِّبا به» أى متحزّما
به عند صدره. يقال : تَلَبَّبَ
بثوبه ، إذا جمعه
عليه.
(ه) ومنه الحديث «أنّ
رجلا خاصم أباه عنده فأمر به فلُبَ
له» يقال : لَبَبْتُ الرجل ولَبَّبْتُه
، إذا جعلت فى
عنقه ثوبا أو غيره وجررته به. وأخذت بِتَلْبِيب
فلان ، إذا جمعت
عليه ثوبه الذى هو لابسه وقبضت عليه تجرّه. والتَّلْبِيب
: مجمع ما فى موضع
اللّبَب من ثياب الرجل.
ومنه الحديث «أنه
أمر بإخراج المنافقين من المسجد ، فقام أبو أيّوب إلى رافع بن وديعة فَلَبَّبَه بردائه ، ثم نتره نترا شديدا» وقد تكرر فى الحديث.
(ه س) وفى حديث
صفية أم الزبير «أضربه كى يَلَبَ» أى يصير ذا
لُبٍ ، واللُّبُ : العقل ، وجمعه : أَلْبَاب. يقال : لَبَ
يَلَبُ مثل عضّ يعضّ ، أى
صار لَبِيباً. هذه لغة أهل الحجاز ، وأهل نجد يقولون : لَبَ يَلِبُ ، بوزن فرّ يفرّ. ويقال : لَبِبَ
الرجل بالكسر ، يَلَبُ بالفتح : أى صار ذا
لُبٍ. وحكى : لَبُبَ بالضّم ، وهو نادر ، ولا نظير له فى المضاعف.
(س) وفى حديث ابن
عمرو «أنه أتى الطّائف فإذا هو يرى التّيوس تَلِبُ
ـ أو تنبّ ـ على
الغنم». هو حكاية صوت التّيوس عند السّفاد. يقال : لَبَ
يَلِبُ ، كفرّ يفرّ.
__________________
(لبث)
فيه «فاسْتَلْبَثَ الوحى» هو استفعل من اللَّبْث
: الإبطاء
والتّأخر. يقال : لَبِثَ
يَلْبَثُ لَبْثا ، بسكون الباء ،
وقد تفتح قليلا على القياس.
وقيل : اللَّبْث : الاسم ، واللُّبْث
بالضّم : المصدر.
وقد تكرر فى الحديث.
(لبج) (س) فى حديث سهل
بن حنيف «لمّا أصابه عامر بن ربيعة بعينه فَلُبِجَ
به حتّى ما يعقل» أى
صرع به. يقال : لَبَجَ
به الأرض : أى
رماه.
(س) وفيه «تباعدت
شعوب من لَبَجٍ فعاش أيّاما» هو اسم رجل. واللَّبَج
: الشّجاعة. حكاه
الزمخشرى.
(لبد) (ه) فيه «أنّ عائشة
أخرجت كساء للنبى عليه الصلاة والسلام مُلَبَّداً» أى مرقّعا. يقال : لَبَدْتُ
القميص أَلْبُدُهُ ولَبَّدْته
. ويقال للخرقة التى يرقع بها صدر القميص : اللبْدَةُ. والتى يرقع بها قبّه : القبيلة.
وقيل : المُلَبَّد : الذى ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللِّبْدَة.
(س [ه]) وفى حديث
المحرم «لا تخمّروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة
مُلَبِّدا» هكذا جاء فى
رواية . وتَلْبِيد الشّعر : أن يجعل فيه شىء من صمغ عند الإحرام ؛ لئلّا يشعث
ويقمل إبقاء على الشّعر. وإنّما
يُلَبِّد من يطول مكثه فى
الإحرام.
(ه) ومنه حديث عمر
«من لَبَّدَ أو عقص فعليه الحلق».
(ه) ومنه الحديث
فى صفة الغيث «فَلَبَّدَتِ
الدّماث» أى
جعلتها قويّة لا تسوخ فيها الأرجل. والدّماث : الأرضون السّهلة.
(ه) وفى حديث أم
زرع «ليس بِلَبِدٍ فيتوقّل ، ولا له عندى معوّل» أى ليس بمستمسك مُتَلَبِّد ، فيسرع المشى فيه ويعتلى.
(ه) ومنه حديث
حذيفة ، وذكر فتنة فقال «الْبُدُوا
لُبُودَ الرّاعى على عصاه
، لا يذهب بكم السّيل» أى ألزموا الأرض واقعدوا فى بيوتكم ، لا تخرجوا منها
فتهلكوا ، وتكونوا
__________________
كمن ذهب به
السّيل. يقال : لَبَد بالأرض وأَلْبَدَ بها ، إذا لزمها وأقام.
(س) ومنه حديث
عليّ «قال لرجلين أتياه يسألانه : الْبَدَا بالأرض حتّى تفهما» أى أقيما.
(ه) وحديث قتادة «الخشوع
فى القلب ، وإِلْبَادُ البصر فى الصلاة» أى إلزامه موضع السّجود من الأرض.
(س) وفى حديث أبى
برزة «ما أرى اليوم خيرا من عصابة
مُلْبدة» يعنى لصقوا
بالأرض وأخملوا أنفسهم.
(ه) ومنه حديث أبى
بكر «أنه كان يحلب فيقول : أُلْبِدُ أم أرغى؟ فإن قالوا : أَلْبِدْ ألصق العلبة بالضّرع وحلب ، فلا يكون للحليب رغوة ، وإن
أبان العلبة ، رغا لشدّة وقعه».
وفى صفة طلح الجنة
«إنّ الله يجعل مكان كلّ شوكة منها مثل خصوة التّيس المَلْبُود» أى المكتنز اللّحم ، الذى لزم بعضه بعضا فَتَلَبَّد.
(س) وفى حديث ابن
عباس «كادُوا
يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً» أى مجتمعين بعضهم على بعض ، واحدتها : لِبْدَة.
(س) وفى حديث حميد
بن ثور :
وبين نسعيه خدبّا مُلْبِدَا
أى عليه لِبْدَة من الوبر.
(س) وفيه ذكر «لُبَيْدا»
وهى اسم الأرض السابعة.
(لبس) (ه) فى حديث جابر «لمّا
نزل قوله تعالى : الخلط. يقال : لَبَسْت
الأمر بالفتح أَلْبِسُه ، إذا خلطت بعضه ببعض : أى يجعلكم فرقا مختلفين.
__________________
ومنه الحديث «فلَبَسَ عليه صلاته».
والحديث الآخر «من
لَبَسَ على نفسه لَبْساً» كلّه بالتخفيف ، وربّما شدّد للتّكثير.
ومنه حديث ابن
صيّاد «فَلَبَسَنِي» أى جعلنى أَلْتَبِسُ
فى أمره.
وحديثه الآخر «لُبِسَ عليه» وقد تكرر فى الحديث.
(ه) ومنه حديث
المبعث «فجاء الملك فشقّ عن قلبه ، قال : فخفت أن يكون قد الْتُبِسَ بى» أى خولطت فى عقلى.
(ه) وفيه «فيأكل
وما يَتَلَبَّس بيده طعام» أى لا يلزق به ؛ لنظافة أكله.
ومنه الحديث «ذهب
ولم يَتَلَبَّس منها بشىء» يعنى من الدنيا.
وفيه «أنه نهى عن لِبْسَتَيْن» هى بكسر اللام : الهيئة والحالة. وروى بالضم على المصدر. والأوّل
الوجه.
(لبط) [ه] فيه «أنه سئل
عن الشّهداء ، فقال : أولئك يَتَلَبَّطون
فى الغرف العلى» أى
يتمرّغون.
(س [ه]) ومنه حديث
ماعز «لا تسبّوه فإنه الآن يَتَلَبَّط فى الجنة».
ومنه حديث أم
إسماعيل «جعلت تنظر إليه يتلوّى ويَتَلَبَّطُ».
[ه] ومنه الحديث «أنه
خرج وقريش مَلْبُوطٌ بهم» أى أنهم سقوط بين يديه.
(س [ه]) وحديث سهل
بن حنيف «لمّا أصابه عامر بن ربيعة بالعين فلُبِطَ به» أى صرع وسقط إلى الأرض. يقال : لُبِط بالرجل فهو
مَلْبُوط به.
(ه) ومنه حديث
عائشة «تضرب اليتيم وتَلْبِطُه» أى تصرعه إلى الأرض.
وحديث الحجّاج
السّلمى «حين دخل مكة قال للمشركين : [ليس] عندى من الخبر ما يسرّكم ، فَالْتَبطُوا بجنبى ناقته ، يقولون : إيه يا حجّاج».
(لبق) (ه) فيه «فصنع
ثريدة ثم لَبَّقَهَا» أى خلطها خلطا شديدا. وقيل : جمعها بالمغرفة.
__________________
(لبك)
(ه) فى حديث الحسن
«سأله رجل عن مسألة ثم أعادها فقلبها ، فقال له : لَبَّكْت
علىّ» أى خلطت
علىّ. ويروى «بكّلت» وقد تقدم.
(لبن)
(س) فيه «إنّ لَبَن الفحل يحرّم» يريد بالفحل الرجل تكون له امرأة ولدت منه
ولدا ولها لَبَن ؛ فكل من أرضعته من الأطفال بهذا اللَّبَن فهو محرّم على الزّوج وإخوته وأولاده منها ، ومن غيرها ،
لأنّ اللَّبَن للزوج حيث هو سببه. وهذا مذهب الجماعة. وقال ابن المسيّب
والنّخعىّ : لا يحرّم.
ومنه حديث ابن
عباس «وسئل عن رجل له امرأتان أرضعت إحداهما غلاما والأخرى جارية : أيحلّ للغلام
أن يتزوّج بالجارية؟ قال : لا ، اللّقاح واحد».
وحديث عائشة «واستأذن
عليها أبو القعيس فأبت أن تأذن له ، فقال : أنا عمّك ، أرضعتك امرأة أخى ،
فأبت عليه حتى ذكرته لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : هو عمك فليلج عليك».
(س) وفيه «أنّ
رجلا قتل آخر ، فقال : خذ من أخيك اللُّبَّن» أى إبلا لها لَبَن ، يعنى الدّية.
__________________
ومنه حديث أميّة
بن خلف «لمّا رآهم يوم بدر يقتلون قال : أما لكم حاجة فى اللُّبَّن؟» أى تأسرون فتأخذون فداءهم إبلا ، لها لَبَن.
(س) ومنه الحديث «سيهلك
من أمّتى أهل الكتاب وأهل اللَّبَن
، فسئل : من أهل اللَّبَن؟ فقال : قوم يتّبعون الشّهوات ، ويضيّعون الصلوات» قال
الحربى : أظنه أراد : يتباعدون عن الأمصار وعن صلاة الجماعة ، ويطلبون مواضع اللَّبن فى المراعى والبوادى. وأراد بأهل الكتاب قوما يتعلّمون
الكتاب ليجادلوا به الناس.
وفى حديث عبد
الملك «ولد له ولد فقيل له : اسقه لَبَنَ
اللَّبَنِ» هو أن يسقى ظئره
اللَّبن ، فيكون ما يشربه الولد
لَبَناً متولّدا عن اللَّبن.
(ه) وفى حديث
خديجة «أنها بكت ، فقال لها : ما يبكيك؟ فقالت : درّت لَبَنَةُ القاسم فذكرته» وفى رواية «لُبَيْنَة القاسم ، فقال : أوما ترضين أن تكفله سارّة فى الجنة» اللَّبَنَة : الطّائفة القليلة من اللَّبَن
، واللُّبَيْنَة : تصغيرها.
(س) وفى حديث
الزكاة ذكر «بنت اللَّبُون
، وابن اللَّبُون» وهما من الإبل ما أتى عليه سنتان ودخل فى الثالثة ، فصارت
أمّه لَبُونا ، أى ذات لَبَن
؛ لأنّهما تكون قد
حملت حملا آخر ووضعته.
وقد جاء فى كثير
من الرّوايات «ابن لَبُون
ذكر» وقد علم أن
ابن اللَّبون لا يكون إلّا ذكرا ، وإنما ذكره تأكيدا ، كقوله «ورجب مضر ،
الذى بين جمادى وشعبان» وقوله تعالى «تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ».
وقيل : ذكر ذلك
تنبيها لربّ المال وعامل الزّكاة ؛ فقال «ابن لَبُون
ذكر» لتطيب نفس
ربّ المال بالزيادة المأخوذة منه إذا علم أنه قد شرع له من الحقّ ، وأسقط عنه ما
كان بإزائه من فضل الأنوثة فى الفريضة الواجبة عليه ، وليعلم العامل أن سنّ الزكاة
فى هذا
__________________
النّوع مقبول من
ربّ المال ، وهو أمر نادر خارج عن العرف فى باب الصّدقات. فلا ينكر تكرار اللفظ
للبيان ، وتقرير معرفته فى النّفوس مع الغرابة والنّدور.
(ه) وفى حديث جرير
«إذا سقط كان درينا ، وإن أكل كان لَبِيناً» أى مدرّا
للَّبَن مكثرا له ، يعنى
أنّ النّعم إذا رعت الأراك والسّلم غزرت أَلْبَانُها. وهو فعيل بمعنى فاعل ، كقدير وقادر ، كأنه يعطيها اللَّبن. يقال : لَبنْتُ
القوم أَلْبِنُهم فأنا
لَابنٌ ، إذا سقيتهم اللَّبَن.
(ه) وفيه «التَّلْبِينَةُ مجمّة لفؤاد المريض» التَّلْبِينَةُ والتَّلْبِين : حساء يعمل من دقيق أو نخالة ، وربّما جعل فيها عسل ،
سمّيت به تشبيها
باللَّبن. لبياضها ورقّتها
، وهى تسمية بالمرّة من التَّلْبِين
، مصدر لَبَّنَ القوم ، إذا سقاهم اللَّبن.
(ه) ومنه حديث
عائشة «عليكم بالمشنيئة النّافعة
التَّلْبِين» وفى أخرى «بالبغيض
النّافع التَّلْبِينة».
وفى حديث عليّ «قال
سويد بن غفلة : دخلت عليه فإذا بين يديه صحيفة فيها خطيفة ومِلْبَنة» هى بالكسر : الملعقة ، هكذا شرح.
وقال الزمخشرى : «المِلْبَنَة : لَبَنٌ يوضع على النار ويترك عليه دقيق» والأوّل أشبه بالحديث.
وفيه «وأنا موضع
تلك اللَّبِنَة» هى بفتح اللّام وكسر الباء : واحدة اللَّبِن ، وهى الّتى
__________________
يبنى بها الجدار.
ويقال بكسر اللام وسكون الباء.
ومنه الحديث «ولَبِنَتُها ديباج» وهى رقعة تعمل موضع جيب القميص والجبّة.
(ه) وفى حديث
الاستسصاء :
* أتيناك والعذارء يدمى لَبَانُهَا *
أى يدمى صدرها
لامتهانها نفسها فى الخدمة ، حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها ، من الجدب وشدّة
الزّمان. وأصل اللَّبان
فى الفرس : موضع
اللّبب ، ثم استعير للنّاس.
ومنه قصيد كعب :
* ترمى اللَّبَانَ بكفّيها ومدرعها
*
وفى بيت آخر منها
:
* يزلقه منها لَبَان
*
(باب اللام مع التاء)
(لتت) (ه) فيه «فما أبقى
منّى إلّا لِتَاتاً» اللِّتَاتُ
: ما فتّ من قشور
الشّجر. كأنه قال : ما أبقى منّى المرض إلّا جلدا يابسا كقشر الشّجرة. وقد ذكر
الشافعىّ هذه اللّفظة فى باب «التّيمّم ممّا لا يجوز التّيمّم به».
(س) وفى حديث
مجاهد «فى قوله تعالى : «أَفَرَأَيْتُمُ
اللَّاتَ وَالْعُزَّى» قال : كان رجل يَلُتُ
السّويق لهم» يريد
أنّ أصله. اللَّاتُ بالتشديد ؛ لأنّ الصّنم سمّى باسم الذى كان يَلُتُ السّويق عند الأصنام : أى يخلطه ، فخفّف وجعل اسما للصّنم.
وقيل : إنّ التّاء
فى الأصل مخفّفة للتأنيث ، وليس هذا بابها.
__________________
(باب اللام مع الثاء)
(لثث) (ه) فى حديث عمر «ولا تُلِثُّوا بدار معجزة » أَلَثَ
بالمكان يُلِثُ ، إذا أقام : أى لا تقيموا بدار يعجزكم فيها الرزق والكسب.
وقيل : أراد : لا
تقيموا بالثّغور ومعكم العيال.
(لثق) (ه) فى حديث
الاستسقاء «فلمّا رأى لَثَقَ
الثّياب على الناس
ضحك حتى بدت نواجذه» اللَّثَقُ
: البلل. يقال : لَثِقَ الطّائر ، إذا ابتلّ ريشه. ويقال للماء والطّين : لَثَقٌ ، أيضا.
ومنه الحديث «أنّ
أصحاب رسول الله بالشّام لمّا بلغهم مقتل عثمان بكوا حتى تَلَثَّقَ لحاهم » أى اخضلّت بالدّموع.
(لثم) (س) فى حديث مكحول
«أنه كره التَّلَثُّم من الغبار فى الغزو» وهو شدّ الفم باللِّثَام. وإنما كرهه رغبة فى زيادة الثّواب بما يناله من الغبار فى
سبيل الله.
(لثن) (ه) فى حديث
المبعث :
فبغضكم عندنا مرّ مذاقته
|
|
وبغضنا عندكم يا
قومنا لَثِنُ
|
قال الأزهرى :
سمعت محمد بن إسحاق السّعدىّ يقول : سمعت على بن حرب يقول : لَثِنٌ أى حلو ، وهى لغة يمانيّة ، قال الأزهرى : ولم أسمعه لغيره
وهو ثبت .
__________________
(لثه) ـ فى حديث ابن عمر
«لعن الله الواشمة»
قال نافع : «الوشم
فى اللِّثَة»
اللِّثَة بالكسر والتّخفيف : عمور الأسنان ، وهى مغارزها.
(باب اللام مع الجيم)
(لجأ) (س) فى حديث كعب «من
دخل فى ديوان المسلمين ثم تَلَجَّأَ منهم فقد خرج من قبّة الإسلام» يقال : لَجأت إلى فلان وعنه ، والْتَجَأْتُ
، وتَلَجَّأْتُ ، إذا استندت إليه واعتضدت به ، أو عدلت عنه إلى غيره ،
كأنه إشارة إلى الخروج والانفراد عن جماعة المسلمين.
ومنه حديث
النّعمان بن بشير «هذا تَلْجئة فأشهد عليه غيرى» التَّلْجِئة : تفعلة من الإِلْجاء ، كأنه قد
أَلْجَأَك إلى أن تأتى أمرا
، باطنه خلاف ظاهره ، وأحوجك إلى أن تفعل فعلا تكرهه. وكان بشير قد أفرد ابنه
النّعمان بشىء دون إخوته ، حملته عليه أمّه.
(لجب) ـ فيه «أنه كثر
عنده اللَّجَب» هو بالتحريك : الصّوت والغلبة مع اختلاط ، وكأنه مقلوب
الجلبة.
(ه) وفى حديث
الزكاة «فقلت : ففيم حقّك؟ قال : فى الثّنيّة والجذعة اللَّجْبَة» هى بفتح اللام وسكون الجيم : الّتى أتى عليها من الغنم
بعد نتاجها أربعة أشهر فخفّ لبنها ، وجمعها : لِجَاب
ولَجَبَات. وقد
لَجُبَت بالضّم ولَجَّبَت. وقيل : هى من المعز خاصّة. وقيل : فى الضّأن خاصّة.
(ه) ومنه حديث
شريح «أنّ رجلا قال له : ابتعت من هذا شاة فلم أجد لها لبنا ، فقال له شريح :
لعلّها لَجَّبَت» أى صارت لَجْبَة. وقد تكرر فى الحديث.
__________________
(س) وفيه «ينفتح
للناس معدن فيبدو لهم أمثال اللَّجَب
من الذّهب» قال
الحربى : أظنّه وهما. إنّما أراد «اللّجن» لأنّ اللّجين الفضّة. وهذا ليس بشىء ؛
لأنه لا يقال : أمثال الفضّة من الذهب.
وقال غيره : لعله
«أمثال النّجب» جمع النّجيب من الإبل ، فصحّف الرّاوى.
والأولى أن يكون
غير موهوم ولا مصحّف ، ويكون اللُّجُب
جمع : لَجْبَة ، وهى الشّاة الحامل التى قلّ لبنها. يقال : شاة لَجْبَة وجمعها : لِجَاب
ثم لُجُبٌ ، أو يكون بكسر اللّام وفتح الجيم ، جمع : لَجْبَة ، كقصعة وقصع.
(س) وفى قصّة موسى
عليهالسلام والحجر «فَلَجَبَهُ
ثلاث لَجَبَاتٍ» قال أبو موسى : كذا فى «مسند أحمد بن حنبل» ولا أعرف وجهه
، إلّا أن يكون بالحاء والتّاء ، من اللّحت ، وهو الضّرب. ولحته بالعصا : ضربه.
(س) وفى حديث
الدجّال «فأخذ
بِلجْبَتَيِ الباب ، فقال :
مهيم» قال أبو موسى : هكذا روى ، والصّواب بالفاء. وسيجىء.
(لجج) (ه) فيه «إذا اسْتَلَجَ أحدكم بيمينه فإنه آثم له عند الله من الكفّارة» هو استفعل ، من اللَّجَاج. ومعناه أن يحلف على شىء ويرى أن غيره خير منه ، فيقيم على
يمينه ولا يحنث فيكفّر ، فذلك آثم له.
وقيل : هو أن يرى
أنه صادق فيها مصيب فَيَلَجُ
فيها ولا يكفّرها.
وقد جاء فى بعض
الطّرق «إذا
اسْتَلْجَجَ أحدكم» بإظهار الإدغام
، وهى لغة قريش يظهرونه مع الجزم.
[ه] وفيه «من ركب
البحر إذا الْتَجَ فقد برئت منه الذّمّة» أى تلاطمت أمواجه. والْتَجَ الأمر ، إذا عظم واختلط. ولُجَّةُ البحر : معظمه.
وفى حديث الحديبية
«قال سهيل بن عمرو : قد
لَجَّت القضيّة بينى
وبينك» أى وجبت. هكذا جاء مشروحا ، ولا أعرف أصله.
__________________
(ه) وفى حديث طلحة
«قدّمونى فوضعوا
اللُّجَ على قفىّ» هو
بالضم : السّيف بلغة طيّئ. وقيل : هو اسم سمّى به السّيف ، كما قالوا : الصّمصامة.
(س) وفى حديث
عكرمة «سمعت لهم لَجَّةً بآمين» يعنى أصوات المصلّين. واللَّجَّة : الجلبة. وأَلَجَ
القوم ، إذا
صاحوا.
(لجف) (س) «فيه أنه ذكر
الدجّال وفتنته ، ثم خرج لحاجته ، فانتحب القوم حتّى ارتفعت أصواتهم ، فأخذ بلَجْفَتَيِ الباب فقال : مهيم» لَجْفَتَا الباب : عضادتاه وجانباه ، من قولهم لجوانب البئر : أَلْجاف ، جمع لَجَفٍ. ويروى بالباء ، وهو وهم.
(س) ومنه حديث
الحجّاج «أنه حفر حفيرة فلَجَفَهَا» أى حفر فى جوانبها.
(س) وفيه «كان اسم
فرسه عليه الصلاة والسلام اللَّجِيف» هكذا رواه بعضهم بالجيم ، فإن صحّ فهو من السّرعة ؛ لأن اللَّجِيف سهم عريض النّصل.
(لجلج) [ه] فى كتاب عمر
إلى أبى موسى «الفهم الفهم فيما
تَلَجْلَج فى صدرك ممّا ليس
فى كتاب ولا سنّة» أى تردّد فى صدرك وقلق ولم يستقرّ.
(ه) ومنه حديث
عليّ «الكلمة من الحكمة تكون فى صدر المنافق فَتَلَجْلَجُ
حتى تخرج إلى
صاحبها» أى تتحرّك فى صدره وتقلق ، حتى يسمعها المؤمن فيأخذها ويعيها.
وأراد «تَتَلَجْلَجُ» ، فحذف تاء المضارعة تخفيفا.
(لجم) (س) فيه «من سئل
عمّا يعلمه فكتمه أَلْجَمَه
الله بِلِجَامٍ من نار يوم القيامة» الممسك عن الكلام ممثّل بمن أَلْجَم نفسه بلجام. والمراد بالعلم ما يلزمه تعليمه ويتعيّن عليه ، كمن يرى
رجلا حديث عهد بالإسلام ولا يحسن الصلاة وقد حضر وقتها ، فيقول : علّمونى كيف
أصلّى ، وكمن جاء مستفتيا فى حلال أو حرام ، فإنه يلزم فى هذا وأمثاله تعريف
الجواب ، ومن منعه استحق الوعيد.
(س) ومنه الحديث «يبلغ
العرق منهم ما
يُلْجِمُهم» أى يصل إلى
أفواههم فيصير لهم بمنزلة
اللِّجام يمنعهم عن الكلام.
يعنى فى المحشر يوم القيامة.
__________________
ومنه حديث
المستحاضة «استثفرى وتَلَجَّمِي» أى اجعلى موضع خروج الدّم عصابة تمنع الدّم ، تشبيها بوضع
اللِّجام فى فم الدابة.
(لجن) ـ فى حديث العرباض
«بعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكرا ، فأتيته أتقاضاه ثمنه ، فقال : لا أقضيكها إلّا لُجَيْنِيَّة» الضمير فى «أقضيكها» راجع إلى الدّراهم ، واللُّجَيْنِيَّة : منسوبة إلى اللُّجَيْن
، وهو الفضة.
(ه) وفى حديث جرير
«إذا أخلف كان لَجِيناً» اللَّجِين
بفتح اللام وكسر
الجيم : الخبط ، وذلك أن ورق الأراك والسّلم يخبط حتى يسقط ويجفّ ، ثم يدقّ حتى يَتَلَجَّن
، أى يتلزّج ويصير
كالخطمىّ ، وكل شىء تلزّج فقد
تَلَجَّنَ ، وهو فعيل بمعنى
مفعول.
(باب اللام مع الحاء)
(لحب) (ه) فى حديث ابن
زمل الجهنىّ «رأيت الناس على طريق رحب لاحِب» اللاحِب
: الطريق الواسع
المنقاد الذى لا ينقطع.
ومنه حديث أم سلمة
«قالت لعثمان : لا تعفّ سبيلا كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لَحَبَها» أى أوضحها ونهجها. وقد تكرر فى الحديث.
(لحت) (ه) فيه «إنّ هذا
الأمر لا يزال فيكم وأنتم ولاته ، ما لم تحدثوا أعمالا ، فإذا فعلتم ذلك بعث الله
عليكم شرّ خلقه فَلَحَتُوكم
كما
يُلْحَتُ القضيب» اللَّحْت : القشر. ولَحَتَ
العصا ، إذا
قشرها. ولَحَتَه ، إذا أخذ ما عنده ، ولم يدع له شيئا.
__________________
(لحج) (س) فى حديث عليّ
يوم بدر «فوقع سيفه فلَحِجَ» أى نشب فيه. يقال : لَحِج
فى الأمر يَلْحَجُ ، إذا دخل فيه ونشب.
(لحح) [ه] فى حديث
الحديبية «فبركت ناقته فزجرها المسلمون فأَلَحَّت» أى لزمت مكانها ، من أَلَحَ
على الشىء ، إذا
لزمه وأصرّ عليه.
وقيل : إنما يقال
: أَلَحَ الجمل ، وخلأت الناقة ، كالحران للفرس .
(ه) وفى حديث
إسماعيل عليهالسلام وأمّه هاجر «والوادى يومئذ
لاحٌ» أى ضيّق ملتفّ
بالشجر والحجر. يقال : مكان لَاحٌ
ولَحَحٌ. وروى بالخاء.
(لحد) ـ فيه «احتكار
الطعام فى الحرم إِلْحَادٌ فيه» أى ظلم وعدوان. وأصل الإِلْحاد : الميل والعدول عن الشىء.
(ه) ومنه حديث
طهفة «لا يلطط فى الزكاة ولا
يُلْحَد فى الحياة» أى لا
يجرى منكم ميل عن الحقّ ما دمتم أحياء.
قال أبو موسى : رواه
القتيبى «لا تلطط ولا
تُلْحِد» على النهى
للواحد ولا وجه له ؛ لأنه خطاب للجماعة.
ورواه الزمخشرى «لا
نلطط ولا نُلْحِد» بالنون .
وفى حديث دفن
النبيّ صلىاللهعليهوسلم «أَلْحِدُوا لى لَحْداً» اللَّحْد : الشّق الذى يعمل فى جانب القبر لموضع الميّت ؛ لأنه قد
أميل عن وسط القبر إلى جانبه. يقال : لَحَدْت
وأَلْحَدْت.
ومنه حديث دفنه
أيضا «فأرسلوا إلى اللَّاحِد والضارح» أى الذى يعمل اللَّحْدَ والضّريح.
وفيه «حتى يلقى
الله وما على وجهه لُحَادَة من لحم» أى قطعة.
__________________
قال الزمخشرى : «ما
أراها إلا «لحاتة» بالتّاء ، من اللحت ، وهو ألّا يدع عند الإنسان شيئا إلّا أخذه . وإن صحّت الرواية بالدّال فتكون مبدلة من التاء ، كدولج فى تولج».
(لحس) ـ فى حديث غسل
اليد من الطّعام «إنّ الشيطان حسّاس لَحَّاس» أى كثير
اللَّحْس لما يصل إليه. تقول : لَحَسْتُ
الشىء أَلْحَسُه ، إذا أخذته بلسانك. ولَحَّاس
للمبالغة. والحسّاس
: الشديد الحسّ والإدراك.
(س) وفى حديث أبى
الأسود «عليكم فلانا فإنه أهيس أليس ألدّ
مِلْحَسٌ» هو الذى لا يظهر
له شىء إلّا أخذه. وهو مفعل من اللَّحْس. ويقال : التَحَسْتُ
منه حقّى : أى
أخذته. واللَّاحُوس : الحريص ، وقيل : المشئوم.
(لحص) (س) فى حديث عطاء
، وسئل عن نضح الوضوء فقال «اسمح يسمح لك ، كان من مضى لا يفتّشون عن هذا ولا يُلَحِّصُون» التلحيص
: التّشديد
والتّضييق : أى كانوا لا يشدّدون ولا يستقصون فى هذا وأمثاله.
(لحط) (ه) فى حديث عليّ
«أنه مرّ بقوم لَحَطُوا باب دارهم» أى رشّوه. واللَّحْطُ : الرشّ.
(لحظ) ـ فى صفته عليه
الصلاة والسلام «جلّ نظره المُلَاحَظَةُ» هى مفاعلة من اللَّحْظ ، وهو النّظر بشقّ العين الذى يلى الصّدغ. وأما الذى يلى
الأنف فالموق والماق.
(لحف) (ه) فيه «من سأل
وله أربعون درهما فقد سأل (النَّاسَ إِلْحافاً)» أى بالغ فيها. يقال : أَلْحَفَ
فى المسألة يُلْحِف إِلْحَافا ، إذا ألحّ فيها ولزمها.
__________________
(س) ومنه حديث ابن
عمر «كان يُلْحِف شاربه» أى يبالغ فى قصّه. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفيه «كان اسم
فرسه صلىاللهعليهوسلم اللَّحِيف» لطول ذنبه ، فعيل بمعنى فاعل. كأنه يَلْحَفُ الأرض بذنبه. أى يغطّيها به. يقال : لَحَفْت الرجل باللِّحَاف
: طرحته عليه.
ويروى بالجيم والخاء.
(لحق) (س) فى دعاء
القنوت «إنّ عذابك بالكفّار
مُلْحِق» الرّواية بكسر
الحاء : أى من نزل به عذابك أَلْحَقَه
بالكفّار.
وقيل : هو بمعنى لاحِق ، لغة فى لحق. يقال : لَحِقْتُه
وأَلْحَقْتُه بمعنى ، كتبعته وأتبعته.
ويروى بفتح الحاء
على المفعول : أى إنّ عذابك يُلْحَق
بالكفّار ويصابون
به.
وفى دعاء زيارة
القبور «وإنا إن شاء الله بكم لاحِقُون» قيل : معناه إذ شاء الله.
وقيل «إن» شرطية ،
والمعنى لاحِقُون بكم فى الموافاة على الإيمان.
وقيل : هو
التّبرّى والتّفويض ، كقوله تعالى «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ
إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ» وقيل : هو على التّأدّب بقوله تعالى : «وَلا تَقُولَنَّ
لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ».
وفى حديث عمرو بن
شعيب «أن النبى صلىاللهعليهوسلم قضى أنّ كلّ مُسْتَلْحَقٍ
اسْتُلْحِقَ بعد أبيه الذى
يدعى له فقد
لَحِق بمن اسْتَلْحَقَه» قال الخطّابى : هذه أحكام وقعت فى أوّل زمان الشّريعة ،
وذلك أنه كان لأهل الجاهلية إماء بغايا ، وكان سادتهنّ يلمّون بهنّ ، فإذا جاءت
إحداهنّ بولد ربّما ادّعاه السّيد والزّانى ، فأَلْحَقَه
النبىّ صلىاللهعليهوسلم بالسّيّد ، لأن الأمة فراش كالحرّة ، فإن مات السّيّد ولم يَسْتَلْحِقه ثم اسْتَلْحَقَهُ
ورثته بعده لَحِقَ بأبيه. وفى ميراثه خلاف.
وفى قصيد كعب :
تخدى على يسرات وهى
لَاحِقَة
|
|
ذوابل وقعهنّ
الأرض تحليل
|
اللَّاحِقة : الضّامرة.
(لحك) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «إذا سُرَّ فكأنَّ وجهَه المِرآة ، وكأنّ الجُدُر
تُلَاحِك
وجهَه» المُلَاحَكة : شدّة الملاءمة : أى يُرى شخصُ الجُدُرِ فى وجهه.
(لحلح) (ه) فيه «أن ناقته
استناخت عند بيت أبى أيوب وهو واضع زمامها ، ثم تَلَحْلَحَتْ
وأرزمت ، ووضعت
جرانها» تَلَحْلَحَت : أى أقامت ولزمت مكانها ولم تبرح ، وهو ضد تحلحل.
(لحم) (ه) فيه «إنّ الله
ليبغض أهل البيت اللَّحِمِين» وفى رواية «البيت اللَّحِمَ
وأهله» قيل : هم الذين يكثرون أكل لُحُوم
الناس بالغيبة.
وقيل : هم الذين
يكثرون أكل اللَّحْم
ويدمنونه ، وهو
أشبه.
[ه] ومنه قول عمر
«اتّقوا هذه المجازر فإنّ لها ضراوة كضراوة الخمر».
وقوله الآخر «إنّ للَّحِم ضراوة كضراوة الخمر» يقال : رجل لَحِمٌ ، ومُلْحِم
، ولَاحِم ، ولَحِيم.
فاللَّحِم : الذى يكثر أكله ، والمُلْحِم
: الذى يكثر عنده اللَّحْم أو يطعمه ، واللَّاحِم
: الذى يكون عنده لَحْم ، واللَّحِيم
: الكثير لَحْم الجسد.
(ه) وفى حديث جعفر
الطّيّار «أنه أخذ الرّاية يوم مؤتة فقاتل بها حتى أَلْحَمَه
القتال» يقال : أَلْحَم الرّجل واسْتَلْحَمَ
، إذا نشب فى
الحرب فلم يجد له مخلصا. وأَلْحَمه
غيره فيها. ولُحِمَ ، إذا قتل ، فهو
مَلْحُومٌ ولَحِيم.
(ه) ومنه حديث عمر
فى صفة الغزاة «ومنهم من أَلْحَمَه
القتال».
(س) ومنه حديث سهل
«لا يردّ الدّعاء عند البأس حين يُلْحِمُ
بعضهم بعضا» أى
يشتبك الحرب بينهم ، ويلزم بعضهم بعضا.
(س [ه]) ومنه حديث
أسامة «أنه لَحِمَ
رجلا من العدوّ» أى
قتله.
وقيل : قرب منه
حتى لزق به ، من الْتَحَم
الجرح ، إذا
التزق.
وقيل : لَحَمَه أى ضربه ، من أصاب لَحْمَه.
(س) وفيه «اليوم
يوم المَلْحَمَة».
(س) وفى حديث آخر
«ويجمعون لِلْمَلْحَمَة» هى الحرب وموضع القتال ،
__________________
والجمع : المَلَاحِم ، مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها ، كاشتباك لُحْمة الثّوب بالسّدى.
وقيل : هو من اللَّحْم ، لكثرة
لحوم القتلى فيها.
(س) ومن أسمائه
عليه الصلاة والسلام «نبىّ المَلْحَمَة» يعنى نبىّ القتال ، وهو كقوله الآخر «بعثت بالسّيف».
(ه) وفيه «أنه قال
لرجل : صم يوما فى الشهر ، قال : إنّى أجد قوة ، قال : فصم يومين ، قال : إنى أجد
قوّة ، قال : فصم ثلاثة أيام فى الشّهر ، وأَلْحَمَ
عند الثالثة» أى
وقف عندها ، فلم يزده عليها ، من أَلْحَم
بالمكان ، إذا
أقام فلم يبرح.
(س) وفى حديث
أسامة «فاسْتَلْحَمَنا رجل من العدوّ» أى تبعنا. يقال : اسْتَلْحَمَ الطّريدة والطّريق : أى تبع.
(ه) وفى حديث
الشّجاج «المُتَلَاحِمَة» هى التى أخذت فى اللَّحْم
وقد تكون التى برأت والْتَحَمَت.
وفى حديث عمر «قال
لرجل : لم طلّقت امرأتك؟ قال : إنّها كانت مُتَلَاحِمَة ، قال : إن ذلك منهنّ لمستراد» قيل : هى الضّيّقة الملاقى.
وقيل : هى التى بها رتق.
(س) وفى حديث
عائشة «فلمّا علقت اللَّحْمَ
سبقنى» أى سمنت
وثقلت.
(ه) وفيه «الولاء لُحْمَةٌ كلُحْمَةِ النّسب» وفى رواية «كلُحْمَة الثّوب» قد اختلف فى ضمّ اللُّحْمَة وفتحها ، فقيل : هى فى النّسب بالضّم ، وفى الثوب بالضّم
والفتح.
وقيل : الثّوب
بالفتح وحده.
وقيل : النّسب
والثّوب بالفتح ، فأمّا بالضّم فهو ما يصاد به الصّيد.
ومعنى الحديث
المخالطة فى الولاء ، وأنها تجرى مجرى النّسب فى الميراث ، كما تخالط اللُّحْمة سدى الثّوب حتى يصيرا كالشىء الواحد ؛ لما بينهما من
المداخلة الشديدة.
__________________
(س) ومنه حديث
الحّجّاج والمطر «صار الصّغار
لُحْمَةَ الكبار» أى أنّ
القطر انتسج لتتابعه ، فدخل بعضه فى بعض واتّصل.
(لحن) (ه س) فيه «إنّكم
لتختصمون إلىّ ، وعسى أن يكون بعضكم أَلْحَنَ
بحجّته من الآخر ،
فمن قضيت له بشىء من حقّ أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار» اللَّحْن : الميل عن جهة الاستقامة. يقال : لَحَنَ فلان فى كلامه ، إذا مال عن صحيح المنطق.
وأراد : إنّ بعضكم
يكون أعرف بالحجة وأفطن لها من غيره.
ويقال : لَحَنْتُ لفلان ، إذا قلت له قولا يفهمه ويخفى على غيره ، لأنك تميله
بالتّورية عن الواضح المفهوم. ومنه قالوا : لَحِنَ
الرجل فهو لَحِنٌ ، إذا فهم وفطن لما لا يفطن له غيره.
ومنه الحديث «أنه
بعث رجلين إلى بعض الثغور عينا ، فقال لهما : إذا انصرفتما فَالْحَنَا لى لَحْناً» أى أشيرا إلىّ ولا تفصحا ، وعرّضا بما رأيتما. أمرهما
بذلك لأنهما ربّما أخبرا عن العدوّ ببأس وقوّة ، فأحبّ ألّا يقف عليه المسلمون.
[ه] ومنه حديث ابن
عبد العزيز «عجبت لمن لَاحَنَ
الناس كيف لا يعرف
جوامع الكلم» أى فاطنهم وجادلهم.
(ه) وفى حديث عمر
«تعلّموا السّنّة والفرائض واللَّحْن
كما تعلّمون
القرآن» وفى رواية «تعلّموا
اللَّحْنَ فى القرآن كما
تتعلمونه» يريد تعلّموا لغة العرب بإعرابها.
وقال الأزهرى :
معناه : تعلموا لغة العرب فى القرآن ، واعرفوا معانيه كقوله تعالى : «وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ
فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» أى معناه وفحواه.
واللَّحْن : اللّغة والنّحو. واللَّحْن
أيضا : الخطأ فى
الإعراب ، فهو من الأضداد.
قال الخطابى : كان
ابن الأعرابى يقول : إنّ اللَّحْن
بالسّكون : الفطنة
والخطأ سواء ، وعامّة أهل اللغة فى هذا على خلافه. قالوا : الفطنة بالفتح. والخطأ
بالسكون.
وقال ابن الأعرابى
: واللَّحَن أيضا بالتحريك : اللغة.
وقد روى «أنّ
القرآن نزل بلَحَن
قريش» أى بلغتهم.
ومنه قول عمر : «تعلّموا
الفرائض والسّنة واللَّحَن» : أى اللغة.
قال الزمخشرى : «المعنى
: تعلّموا الغريب واللَّحَن
؛ لأنّ فى ذلك علم غريب القرآن ومعانيه ومعانى الحديث
والسّنة ، ومن لم يعرفه لم يعرف أكثر كتاب الله ومعانيه ، ولم يعرف أكثر السّنن».
(ه) ومنه حديث عمر
أيضا «أبىّ أقرؤنا ، وإنّا لنرغب عن كثير من لَحَنِه» أى لغته.
(ه) ومنه حديث أبى
ميسرة ، فى قوله تعالى «فَأَرْسَلْنا
عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ» قال : العرم : المسنّاة
بِلَحَن اليمن. أى بلغتهم.
وقال أبو عبيد : قول
عمر «تعلّموا
اللَّحْن». أى الخطأ فى
الكلام لتحترزوا منه. قال :
(ه) ومنه حديث أبى
العالية «كنت أطوف مع ابن عباس وهو يعلّمنى اللَّحْن».
ومنه الحديث «وكان
القاسم رجلا
لُحَنَةً» يروى بسكون
الحاء وفتحها ، وهو الكثير
اللَّحْن.
وقيل : هو بالفتح
الذى يُلَحِّن الناس : أى يخطّئهم. والمعروف فى هذا البناء أنه للذى يكثر
منه الفعل ، كالهمزة واللّمزة والطّلعة ، والخدعة ، ونحو ذلك.
(ه) وفى حديث
معاوية «أنه سأل عن ابن زياد فقيل : إنه ظريف ، على أنه يَلْحَن ، فقال : أوليس ذلك أظرف له؟» قال القتيبى : ذهب معاوية إلى
اللَّحَن الذى هو الفطنة ، محرّك الحاء.
وقال غيره : إنما
أراد اللَّحْنَ ضدّ الإعراب ، وهو يستملح فى الكلام إذا قلّ ، ويستثقل
الإعراب والتّشدّق.
وفيه «اقرأوا
القرآن بلُحُون العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولُحُونَ
أهل العشق ولحونَ أهل الكتابين» اللُّحُون
والأَلْحان : جمع لَحْن
، وهو التّطريب ،
وترجيع الصّوت ، وتحسين القراءة ، والشّعر والغناء. ويشبه أن يكون أراد هذا الذى
يفعله قرّاء الزّمان ؛ من اللُّحُون
الّتى يقرأون بها
__________________
النّظائر فى
المحافل ، فإن اليهود والنّصارى يقرأون كتبهم نحوا من ذلك.
(لحا) (ه) فيه «نهيت عن مُلَاحَاة الرّجال» أى مقاولتهم ومخاصمتهم. يقال : لَحَيْتُ الرجل أَلْحَاه
لَحْياً ، إذا لمته
وعذلته ، ولاحَيْتُهُ مُلَاحاةً ولِحَاء ، إذا نازعته.
ومنه حديث ليلة
القدر «تَلَاحَى رجلان فرفعت».
[ه] وحديث لقمان «فَلَحْياً لصاحبنا
لَحْياً» أى لوما وعذلا ،
وهو نصب على المصدر ، كسقيا ورعيا.
(ه) وفيه «فإذا
فعلتم ذلك سلّط الله عليكم شرار خلقه فالْتَحَوْكُم
كما يُلْتَحَى القضيب» يقال : لَحَوْتُ
الشّجرة ، ولَحَيْتُها والْتَحَيْتُها ، إذا أخذت لِحَاءَها ، وهو قشرها.
ويروى «فلحتوكم». وقد
تقدّم.
ومنه الحديث «فإن
لم يجد أحدكم إلّا
لِحَاء عنبة أو عود شجرة
فليمضغه» أراد قشر العنبة ، استعارة من قشر العود.
(ه) ومنه خطبة
الحجاج «لَأَلْحُوَنَّكم
لَحْوَ العصا».
(س) وفيه «أنه نهى
عن الاقتعاط وأمر
بالتَّلَحِّي» وهو جعل بعض
العمامة تحت الحنك ، والاقتعاط : ألا يجعل تحت حنكه منها شيئا.
[ه] وفيه «أنه
احتجم بِلَحْيِ جمل» وفى رواية «بِلَحْيَيْ
جمل» هو بفتح
اللام : موضع بين مكة والمدينة. وقيل : عقبة. وقيل : ماء.
(باب اللام مع الخاء)
(لخخ) (ه) فى قصّة
إسماعيل وأمه هاجر «والوادى يومئذ
لَاخٌ» أى متضايق لكثرة
الشّجر ، وقلّة العمارة.
وقيل : هو «لاخ»
بالتخفيف : أى معوجّ ، من الألخى ، وهو المعوجّ الفم.
وأثبته ابن معين
بالخاء المعجمة وقال : من قال غير هذا فقد صحّف ، فإنه يروى بالحاء المهملة.
(لخص) (ه) في حديث عليّ
«أنه قعد لِتَلْخِيص ما التبس على غيره» التلخيص
: التّقريب
والاختصار. يقال : لَخَّصْتُ
القول ، أى اقتصرت
فيه واختصرت منه ما يحتاج إليه.
(لخف) (ه) فى حديث جمع
القرآن «فجعلت أتتبّعه من الرّقاع والعسب واللِّخَاف» هى جمع لَخْفَة ، وهى حجارة بيض رقاق.
ومنه حديث جارية
كعب بن مالك «فأخذت لِخَافَةً من حجر فذبحتها بها».
[ه] وفيه «كان اسم
فرسه عليه الصلاة والسلام اللَّخِيف» كذا رواه البخارى ، ولم يتحقّقه. والمعروف بالحاء المهملة
، وروى بالجيم.
(لخلخ) (ه) فى حديث
معاوية «قال : أىّ النّاس أفصح؟ فقال رجل : قوم ارتفعوا عن لَخْلَخَانِيَّة العراق» هى اللّكنة فى الكلام والعجمة.
وقيل : هو منسوب
إلى لَخْلَخَان ، وهو قبيلة ، وقيل : موضع.
[ه] ومنه الحديث «كنّا
بموضع كذا وكذا ، فأتى رجل فيه لَخْلَخَانِيَّة».
(لخم) ـ فى حديث عكرمة «اللُّخْم حلال» هو ضرب من سمك البحر ، يقال : اسمه القرش.
(لخن) (س) فى حديث ابن
عمر «يا ابن اللَّخْنَاء» هى المرأة التى لم تختن.
وقيل : اللَّخَن : النّتن. وقد
لَخِنَ السّقاء يَلْخَن.
(باب اللام مع الدال)
(لدد) ـ فيه «إنّ أبغض
الرّجال إلى الله الأَلَدُّ الخصم» أى الشديد الخصومة. واللَّدَدُ : الخصومة الشديدة.
(ه) ومنه حديث
عليّ «رأيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم فى النّوم فقلت : يا رسول الله ، ماذا لقيت بعدك من الأود واللَّدَد».
__________________
(ه) وحديث عثمان :
«فأنا منهم بين ألسن لِدَادٍ ، وقلوب شداد» واحدها : لَدِيد ، كشديد.
(ه) وفيه «خير ما
تداويتم به اللَّدُودُ» هو بالفتح من الأدوية : ما يسقاه المريض فى أحد شقّى
الفم. ولَدِيدَا الفم : جانباه.
[ه] ومنه الحديث «أنه
لُدَّ فى مرضه فلما أفاق قال : لا يبقى فى البيت أحد إلّا لُدَّ» فعل ذلك عقوبة لهم ؛ لأنهم لَدُّوه بغير إذنه. وقد تكرر فى الحديث.
[ه] وفى حديث
عثمان «فتَلَدَّدْتُ
تَلَدُّدَ المضطر» التَّلَدُّد : التلفّت يمينا وشمالا ، تحيّرا ، مأخوذ من لَدِيدَى العنق ، وهما صفحتاه.
ومنه حديث الدجّال
«فيقتله المسيح بباب لُدّ» موضع بالشام. وقيل بفلسطين.
(لدغ) ـ فيه «وأعوذ بك
أن أموت لَدِيغاً» اللَّدِيغ
: المَلْدُوغ ، فعيل بمعنى مفعول. وقد تكرر فى الحديث.
(لدم) [ه] وفى حديث
العقبة «أنّ أبا الهيثم بن التّيّهان قال له : يا رسول الله إنّ بيننا وبين القوم
حبالا ونحن قاطعوها ، فنخشى إن الله أعزّك وأظفرك أن ترجع إلى قومك ، فتبسّم النبى
صلىاللهعليهوسلم وقال : بل اللَّدَمُ
اللَّدَمُ ، والهدم الهدم» اللَّدَمُ
بالتحريك : الحرم
، جمع لادِم ، لأنهنّ يَلْتَدِمْنَ
عليه إذا مات ، والالْتِدَام : ضرب النساء وجوههنّ فى النّياحة. وقد لَدَمَت تَلْدُم لَدْماً.
يعنى أنّ حرمكم
حرمى.
وفى رواية أخرى «بل
الدّم الدّم » وهو أن يهدر دم القتيل. المعنى : إن طلب دمكم فقد طلب دمى
، فدمى ودمكم شىء واحد.
ومنه حديث عائشة «قبض
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو فى حجرى ، ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت أَلْتَدِمُ مع النساء وأضرب وجهى».
__________________
ومنه حديث الزبير
يوم أحد «فخرجت أسعى إليها ـ يعنى أمّه ـ فأدركتها قبل أن تنتهى إلى القتلى ، فَلَدَمَتْ فى صدرى ، وكانت امرأة جلدة» أى ضربت ودفعت.
(س) وفى حديث عليّ
«والله لا أكون مثل الضّبع ، تسمع اللَّدْمَ
فتخرج حتى تصطاد» أى
ضرب جحرها بحجر ، إذا أرادوا صيد الضّبع ضربوا جحرها بحجر ، أو بأيديهم ، فتحسبه
شيئا تصيده فتخرج لتأخذه فتصطاد.
أراد : إنّى لا
أخدع كما تخدع الضّبع باللَّدْم.
وفيه «جاءت أمّ مِلْدَم تستأذن» هى كنية الحمّى. والميم الأولى مكسورة زائدة. وأَلْدَمَتْ عليه الحمّى ، أى دامت. وبعضهم يقولها بالذال المعجمة.
(لدن) (ه) فيه «أنّ رجلا
ركب ناضحا له ثم بعثه فتَلَدَّن
عليه» أى تلكّأ
وتمكّث ولم ينبعث.
ومنه حديث عائشة «فأرسل
إلىّ ناقة محرّمة ، فتَلَدَّنَت
علىّ فلعنتها».
وفى حديث الصّدقة
«عليهما جنّتان من حديد من لَدُنْ
ثدييهما إلى
تراقيهما» لَدُن : ظرف مكان بمعنى عند ، وفيه لغات ، إلا أنه أقرب مكانا من
عند ، وأخصّ منه ، فإنّ «عند» تقع على المكان وغيره ، تقول : لى عند فلان مال : أى
فى ذمّته. ولا يقال ذلك فى لدن. وقد تكرر فى الحديث.
(لدا) (س) فى الحديث «أنا
لدة رسول الله» أى تربه. يقال : ولدت المرأة ولادا ، وولادة ، ولدة ، فسمّى
بالمصدر. وأصله : ولدة ، فعوّضت الهاء من الواو. وإنما ذكرناه هاهنا حملا على
لفظه. وجمع اللّدة : لدات.
(س) ومنه حديث
رقيقة «وفيهم الطّيّب الطّاهر لداته» أى أترابه. وقيل : ولاداته ، وذكر الأتراب
أسلوب من أساليبهم فى تثبيت الصّفة وتمكينها ، لأنه إذا كان من أقران ذوى طهارة
كان أثبت لطهارته وطيبه.
(باب اللام مع الذال)
(لذذ) [ه] فيه «إذا ركب
أحدكم الدّابّة فليحملها على مَلَاذِّها» أى ليجرها فى السّهولة لا فى الحزونة. والمَلَاذُّ : جمع مَلَذٍّ ، وهو موضع اللَّذَّةِ. ولَذَّ الشىء
يَلَذُّ لَذَاذَةً فهو لَذِيذ : أى مشتهى.
[ه] ومنه حديث
الزبير ، كان يرقّص عبد الله ، ويقول :
أبيض من آل أبى
عتيق
|
|
مبارك من ولد
الصّدّيق
|
أَلَذُّهُ
كما أَلَذُّ
ريقى
|
تقول : لَذِذْتُهُ بالكسر ، أَلَذُّه
بالفتح.
(س) وفيه «لصبّ
عليكم العذاب صبّا ، ثم لُذَّ
لَذّاً» أى قرن بعضه إلى
بعض.
(لذع)
(س) فيه «خير ما
تداويتم به كذا وكذا ، أو
لَذْعَةٌ بنار تصيب ألما» اللَّذْع : الخفيف من إحراق النار ، يريد الكىّ.
(س) وفى حديث
مجاهد ، فى قوله تعالى «أَوَلَمْ
يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ» قال : بسط أجنحتهنّ وتَلَذُّعُهُنَ» لَذَع
الطّائر جناحيه ،
إذا رفرف فحرّكهما بعد تسكينهما.
(لذا) (س) فى حديث عائشة
«أنّها ذكرت الدنيا فقالت : قد مضى لَذْوَاهَا وبقى بلواها» أى لذّتها ، وهو فعلى من اللّذّة ، فقلبت إحدى
الذّالين ياء ، كالتّقضّى والتّظنّى.
وأرادت بذهاب لَذْوَاها حياة النّبى صلىاللهعليهوسلم ، وبالبلوى ما حدث بعده من المحن.
__________________
(باب اللام مع الزاى)
(لزب) ـ فى حديث أبى
الأحوص «فى عام أزبة أو
لَزْبَة» اللَّزْبَة : الشّدّة.
ومنه قولهم «هذا
الأمر ضربة لَازِب» أى لازم شديد.
وفي حديث عليّ «ولاطها
بالبلّة حتى لَزِبَتْ» أى لصقت ولزمت.
(لزز) (ه) فيه «كان
لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فرس يقال له : اللِّزَاز» سمّى به لشدّة
تَلَزُّزِه واجتماع خلقه. ولُزَّ به الشّىء : لزق به ، كأنّه يلتزق بالمطلوب لسرعته.
(لزم) ـ فى حديث أشراط
الساعة ذكر «اللَّزَام» وفسّر بأنّه يوم بدر ، وهو فى اللّغة المُلَازَمَةُ للشىء والدّوام عليه ، وهو أيضا الفصل فى القضيّة ، فكأنه
من الأضداد.
(باب اللام مع السين)
(لسب) ـ فى صفة حيّات
جهنم «أنشأن به لَسْباً» اللَّسْب
واللّسع واللّدغ
بمعنى.
(لسع) ـ فيه «لا يُلْسَع المؤمن من جحر مرّتين» وفى رواية «لا يلدغ» اللَّسْع واللّدغ سواء. والجحر : ثقب الحيّة ، وهو استعارة هاهنا :
أى لا يدهى المؤمن من جهة واحدة مرّتين ، فإنّه بالأولى يعتبر.
قال الخطّابى :
يروى بضم العين وكسرها. فالضم على وجه الخبر ، ومعناه أنّ المؤمن هو الكيّس الحازم
الذى لا يؤتى من جهة الغفلة ، فيخدع مرّة بعد مرّة ، وهو لا يفطن لذلك ولا يشعر
به.
والمراد به الخداع
فى أمر الدين لا أمر الدنيا.
وأمّا الكسر فعلى
وجه النّهى : أى لا يخدعنّ المؤمن ولا يؤتينّ من ناحية الغفلة ، فيقع فى مكروه أو
شرّ وهو لا يشعر به ، وليكن فطنا حذرا. وهذا التأويل يصلح أن يكون لأمر الدين
والدنيا معا.
(لسن) ـ فيه «لصاحب
الحقّ اليد واللِّسَان» اليد : اللّزوم ، واللسان
: التّقاضى.
(ه) وفى حديث عمر
وامرأة «إن دخلت عليها
لَسَنَتْك» أى أخذتك بلِسانِها ، يصفها بالسّلاطة وكثرة الكلام والبذاء.
(س) وفيه «أن نعله
كانت مُلَسَّنة» أى كانت دقيقة على شكل اللسان.
وقيل : هى التى
جعل لها لِسَانٌ ، ولسانُها : الهنة الناتئة فى مقدّمها.
(باب اللام مع الصاد)
(لصف) (ه) فى حديث ابن
عباس «لمّا وفد عبد المطلب وقريش إلى سيف بن ذى يزن فأذن لهم ، فإذا هو متضمّخ
بالعبير ، يَلْصُفُ وبيص المسك من مفرقه» أى يبرق ويتلألأ. يقال : لَصَفَ يَلْصُف لَصْفاً ولَصِيفاً ، إذا برق.
(لصق) (س) فى حديث قيس
بن عاصم «قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فكيف أنت عند القرى؟ قال : أُلْصِق بالناب الفانية والضّرع الصغير» أراد أنه يُلْصِق بها السيف فيعرقبها للضيافة.
وفى حديث حاطب «إنّى
كنت امرأ مُلْصَقاً فى قريش» المُلْصَق
: هو الرجل المقيم
فى الحىّ ، وليس منهم بنسب.
(لصا) ـ فيه «من لَصَا مسلما» أى قذفه. واللاصِي
: القاذف.
(باب اللام مع الطاء)
(لطأ)
[ه] فيه من أسماء
الشّجاج «اللَاطِئَة» قيل : هى السّمحاق ، والسّمحاق عندهم : المِلْطَى بالقصر ، والمِلْطاة ، والمِلْطَأ. والمِلْطاة : قشرة رقيقة بين عظم الرّأس ولحمه.
وفى حديث ابن
إدريس «لَطِئَ لسانى فقلّ عن ذكر الله» أى يبس فكبر عليه فلم يستطع
تحريكه. يقال : لَطِئَ
بالأرض ولَطَأَ بها ، إذا لزق.
وفى حديث نافع بن
جبير «إذا ذكر عبد مناف فالْطَهْ» هو من لَطِئَ
بالأرض ،
فحذف الهمزة ، ثم
أتبعها هاء السّكت ، يريد إذا ذكر فالتصقوا بالأرض ولا تعدّوا أنفسكم ، وكونوا
كالتّراب.
ويروى «فالْتَطِئُوا».
(لطح) فى حديث ابن عباس
«فجعل يَلْطَحُ أفخاذنا بيده» اللَّطْح
: الضّرب بالكفّ ،
وليس بالشديد.
(لطخ) فى حديث أبى طلحة
«تركتنى حتى تَلَطَّخْت» أى تنجّست وتقذّرت بالجماع. يقال : رجل لَطِخٌ ، أى قذر.
(لطط) (ه) فى حديث طهفة
«لا تُلْطِطْ فى الزكاة» أى لا تمنعها. يقال : لَطَّ الغريم وأَلَطَّ ، إذا منع الحقّ. ولَطَّ الحقّ بالباطل ، إذا ستره.
قال أبو موسى :
هكذا رواه القتيبى. على النّهى للواحد. والذى رواه غيره «ما لم يكن عهد ولا موعد
ولا تثاقل عن الصلاة ، ولا
يُلْطَطُ فى الزكاة ، ولا
يلحد فى الحياة» وهو الوجه ؛ لأنه خطاب للجماعة ، واقع على ما قبله. وقد تقدّم .
[ه] وفى حديث ابن
يعمر «أنشأت تَلُطُّها» أى تمنعها حقّها.
ويروى «تطلّها». وقد
تقدّم.
(ه) وفى شعر
الأعشى الحرمازىّ ، فى شأن امرأته :
أخلفت الوعد ولَطَّتْ بالذّنب
أراد منعته بضعها
، من لَطَّت النّاقة بذنبها ، إذا سدّت فرجها به إذا أرادها الفحل.
وقيل : أراد توارت
وأخفت شخصها عنه ، كما تخفى النّاقة فرجها بذنبها.
وفيه «تَلُطُّ حوضها» كذا جاء فى الموطّأ . واللَّطُّ : الإلصاق ، يريد تلصقه بالطّين حتّى تسدّ خلله .
__________________
[ه] وفى حديث عبد
الله «المِلْطَاةُ طريق بقيّة المؤمنين هرّابا من الدّجّال» هو ساحل البحر ،
والميم زائدة.
وفى ذكر الشّجاج «المِلْطَاطُ» وهى الملطأ ، وقد تقدّمت ، والأصل فيها من مِلْطَاط البعير ، وهو حرف فى وسط رأسه. والْمِلْط : أعلى حرف الجبل ، وصحن الدّار. والميم فى كلّها زائدة.
(لطف)
ـ فى أسماء الله
تعالى «اللَّطِيفُ» هو الذى اجتمع له الرّفق فى الفعل ، والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه ، يقال
: لَطَفَ به وله ، بالفتح ، يَلْطُفُ
لُطْفا ، إذا رفق به ،
فأمّا لَطُفَ بالضم يَلْطُفُ
، فمعناه صغر
ودقّ.
وفى حديث ابن الصّبغاء
«فأجمع له الأحبّة
الأَلَاطِفَ» هو جمع الأَلْطَف ، أفعل ، من اللُّطْف
: الرّفق.
ويروى «الأظالف» بالظّاء
المعجمة.
وفى حديث الإفك «ولا
أرى منه اللُّطْفَ الذى كنت أعرفه» أى الرّفق والبرّ. ويروى بفتح اللام
والطّاء ، لغة فيه.
(لطم) فى حديث بدر «قال
أبو جهل : يا قوم ، اللَّطِيمةَ
اللَّطِيمةَ» أى أدركوها ،
وهى منصوبة بإضمار هذا الفعل.
واللَّطِيمة : الجمال التى تحمل العطر والبزّ ، غير الميرة. ولَطَائم المسك : أوعيته.
وفى حديث حسان .
* يُلَطِّمُهُنّ بالخمر النّساء *
أى ينقضن ما عليها
من الغبار ، فاستعار له اللَّطْم.
ويرى «يطّلمهنّ ...»
، وهو الضّرب بالكفّ. وقد تقدّم.
__________________
(لطا) (ه) فيه «أنه بال
فمسح ذكره بلطى ثم توضأ» قيل : هو قلب ليط ، جمع ليطة ، كما قيل فى جمع
فُوقَة : فُوَق. ثم قلبت فقيل : فُقًى. والمراد به ما قشر من وجه الأرض من المدر.
(باب اللام مع الظاء)
(لظظ) [ه] فى حديث
الدعاء «أَلِظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام» أى الزموه واثبتوا عليه وأكثروا
من قوله والتّلفّظ به فى دعائكم. يقال : أَلَظَّ بالشىء
يُلِظُّ إِلْظَاظاً ، إذا لزمه وثابر عليه.
وفى حديث رجم
اليهودى «فلمّا رآه النبىّ صلىاللهعليهوسلم أَلَظَّ به النّشدة» أى ألحّ فى سؤاله وألزمه إيّاه.
(لظي)
فى حديث خيفان
لمّا قدم على عثمان «أمّا هذا الحىّ من بلحارث بن كعب فحسك أمراس ، تَتَلَظَّى المنيّة فى رماحهم» أى تلتهب وتضطرم ، من لَظَى ، وهو اسم من أسماء النار ، ولا ينصرف للعلميّة والتّأنيث.
وقد تكررت فى الحديث.
(باب اللام مع العين)
(لعب) فى حديث جابر «ما
لك وللعذارى ولِعَابِهَا» اللِّعَاب
بالكسر : مثل اللَّعِب. يقال : لَعِبَ
يَلْعَبُ لَعِباً ولِعَاباً فهو
لَاعِب.
(س) ومنه الحديث «لا
يأخذنّ أحدكم متاع أخيه لاعِباً جادّا» أى يأخذه ولا يريد سرقته ولكن يريد إدخال الهمّ
والغيظ عليه ، فهو
لَاعِبٌ فى السّرقة ، جادّ
فى الأذيّة.
وفى حديث عليّ «زعم
ابن النّابغة أنّى تِلْعَابة ».
__________________
(س) وفى حديث آخر
«أنّ عليّا كان تِلْعَابة» أى كثير المزح والمداعبة. والتّاء زائدة. وقد تقدم فى
التاء.
وفى حديث تميم
والجسّاسة «صادفنا البحر حين اغتلم فَلَعِبَ
بنا الموج شهرا» سمّى
اضطراب أمواج البحر
لَعِباً ، لمّا لم يسر
بهم إلى الوجه الذى أرادوه. يقال لكلّ من عمل عملا لا يجدى عليه نفعا : إنّما أنت لاعِب.
وفى حديث
الاستنجاء «إن الشيطان يَلْعَبُ
بمقاعد بنى آدم» أى
أنه يحضر أمكنة الاستنجاء ويرصدها بالأذى والفساد ، لأنّها مواضع يهجر فيها ذكر
الله ، وتكشف فيها العورات ، فأمر بسترها والامتناع من التّعرّض لبصر النّاظرين ،
ومهابّ الرياح ورشاش البول ، وكلّ ذلك من لَعِب
الشيطان.
(لعثم) (ه) فى حديث أبى
بكر «فإنه لم يَتَلَعْثَم» أى لم يتوقّف ، وأجاب إلى الإسلام أوّل ما عرضته عليه.
(ه) ومنه حديث
لقمان «فليس فيه لَعْثَمة» أى لا توقّف فى ذكر مناقبه.
(لعس) (ه) فى حديث
الزّبير «أنّه رأى فتية
لُعْساً فسأل عنهم» اللُّعْس : جمع أَلْعَس
، وهو الذى فى
شفته سواد.
قال الأزهرى : لم
يرد به سواد الشّفة كما فسّره أبو عبيد ، وإنما أراد سواد ألوانهم. يقال : جارية لَعْسَاء ، إذا كان فى لونها أدنى سواد وشربة من الحمرة. فإذا قيل :
لَعْسَاء الشّفة فهو على ما فسّره .
(لعط) [ه] فيه «أنه عاد
البراء بن معرور وأخذته الذبحة ، فأمر من
__________________
لَعَطَه
بالنّار» أى كواه
فى عنقه. وشاة
لَعْطَاء ، إذا كان فى
جانب عنقها سواد. والعلاط : وسم فى العنق عرضا.
(لعع) (ه) فيه «إنّما
الدنيا لُعَاعَة» اللُّعَاعَة ، بالضّم : نبت ناعم فى أوّل ما ينبت. يقال : خرجنا نَتَلَعَّى : أى نأخذ
اللُّعَاعة.
وأصله «نَتَلَعَّع» ، فأبدلت إحدى العينين ياء. يعنى أنّ الدّنيا كالنّبات
الأخضر قليل البقاء.
ومنه قولهم «ما
بقى فى الإناء إلّا
لُعَاعَة» أى بقيّة يسيرة.
ومنه الحديث «أوجدتم
يا معشر الأنصار من لُعاعةٍ من الدّنيا تألّفت بها قوما ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم؟».
(لعق) (ه) فيه «إن
للشّيطان لَعُوقا ودساما» اللَّعُوق
بالفتح : اسم لما يُلْعَق : أى يؤكل بالمِلْعَقَةِ.
ومنه الحديث «كان
يأكل بثلاث أصابع ، فإذا فرغ لَعِقَهَا ، وأمر
بِلَعْق الأصابع والصّحفة»
أى لطع ما عليها من أثر الطّعام. وقد
لَعِقَهُ يَلْعَقُهُ لَعْقاً.
(لعلع) فيه «ما أقامت لَعْلَعُ» هو اسم جبل. وأنّثه ؛ لأنه جعله اسما للبقعة التى حول
الجبل .
(لعل) ـ قد تكرر فى
الحديث ذكر «لَعَلَ» وهى كلمة رجاء وطمع وشكّ. وقد جاءت فى القرآن بمعنى كى.
وأصلها عَلَ ، واللام زائدة.
وفى حديث حاطب «وما
يدريك لَعَلَ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال لهم : اعملوا
__________________
ما شئتم فقد غفرت
لكم» ظنّ بعضهم أنّ معنى لَعَلَ
هاهنا من جهة
الظّنّ والحسبان ، وليس كذلك ، وإنّما هى بمعنى عسى ، وعسى ولَعَلَ من الله تحقيق.
(لعن) (ه) فيه «اتّقوا المَلَاعِنَ الثلاث» هى جمع مَلْعَنَة ، وهى الفعلة التى يُلْعَن
بها فاعلها ،
كأنها مظنّة
لِلَّعْن ومحلّ له.
وهى أن يتغوّط
الإنسان على قارعة الطريق ، أو ظلّ الشجرة ، أو جانب النّهر ، فإذا مرّ بها الناس لَعَنُوا فاعلها.
ومنه الحديث «اتّقوا اللاعِنَيْن» أى الأمرين الجالبين لِلَّعْن
، الباعثين للناس عليه
، فإنه سبب لِلَعْن
من فعله فى هذه
المواضع.
وليس ذا فى كل ظلّ
، وإنما هو الظّلّ الذى يستظلّ به الناس ويتّخذونه مقيلا ومناخا.
واللاعِن : اسم فاعل ، من لَعَن
، فسمّيت هذه
الأماكن لاعِنَة ؛ لأنها سبب اللَّعْن.
(س) وفيه «ثلاث لَعِينات» اللَّعِينة : اسم المَلْعُون
، كالرّهينة فى
المرهون ، أو هى بمعنى اللَّعْن
، كالشّتيمة من
الشّتم ، ولابدّ على هذا الثانى من تقدير مضاف محذوف.
(س) ومنه حديث
المرأة التى لَعَنَت
ناقتها فى السّفر
«فقال : ضعوا عنها ، فإنها
مَلْعُونة» قيل : إنما فعل
ذلك لأنه استجيب دعاؤها فيها.
وقيل : فعله عقوبة
لصاحبتها لئلا تعود إلى مثلها ، وليعتبر بها غيرها.
وأصل اللَّعْن : الطّرد والإبعاد من الله ، ومن الخلق السّبّ والدّعاء.
وفى حديث اللِّعان «فالْتَعن» هو افتعل من اللَّعْن
: أى لَعَن نفسه. واللِّعَان
والمُلَاعَنة : اللَّعْن
بين اثنين فصاعدا.
__________________
(باب اللام مع الغين)
(لغب) [ه] فيه «أهدى
يكسوم أخو الأشرم إلى النبىّ صلىاللهعليهوسلم سلاحا فيه سهم لَغْبٌ» يقال : سهم لَغْبٌ
ولُغاب ولَغِيب
، إذا لم يلتئم
ريشه ويصطحب لرداءته ، فإذا التأم فهو لؤام.
وفى حديث الأرنب «فسعى
القوم فلَغِبُوا وأدركتها» اللَّغَب
: التّعب
والإعياء. وقد
لَغِبَ يَلْغَب. وقد تكرر فى
الحديث.
(لغث) ـ فى حديث أبى
هريرة «وأنتم تَلْغَثُونها» أى تأكلونها ، من اللَّغِيث
، وهو طعام
يُغْلَث بالشعير.
ويروى «ترغثونها» أى
ترضعونها.
(لغد) ـ فيه «فحشى به
صدره ولَغَادِيدَه» هى جمع لُغْدود ، وهى لحمة عند اللهوات. ويقال له : لُغْد ، أيضا ، ويجمع : أَلْغَادا.
(لغز) [ه] فى حديث عمر «أنه
مرّ بعلقمة بن الفغواء يبايع أعرابيّا
يُلْغِزُ له فى اليمين ،
ويرى الأعرابىّ أنه قد حلف له ، ويرى علقمة أنه لم يحلف ، فقال له عمر : ما هذه
اليمين اللُّغَيْزاء؟» اللُّغَيْزاء ممدود : من اللُّغَزِ ، وهى جحرة اليرابيع ، تكون ذات جهتين ، تدخل من جهة ، وتخرج من جهة أخرى ، فاستعير
لمعاريض الكلام وملاحنه. هكذا قال الهروى.
__________________
وقال الزمخشرى : «اللُّغَّيْزا ـ مثقلة الغين ـ
جاء بها سيبويه فى كتابه مع الخلّيطى. وفى كتاب الأزهرى مخففة ، وحقّها أن تكون تحقير المثقّلة. كما يقال فى «سكيت» إنه تحقير «سكّيت» .
وقد أَلْغَز فى كلامه يُلْغِز
إِلْغازا ، إذا ورّى فيه
وعرّض ليخفى.
(لغط) ـ فيه «ولهم لَغَطٌ فى أسواقهم» اللَّغَطُ : صوت وضجّة لا يفهم معناها. وقد تكرر فى الحديث.
(لغم)
ـ فى حديث ابن عمر
«وأنا تحت ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصيبنى لُغَامُها» لُغام
الدابّة : لعابها
وزبدها الذى يخرج من فيها معه.
وقيل : هو الزّبد
وحده ، سمّى بالمَلاغم
، وهى ما حول الفم
مما يبلغه اللسان ويصل إليه.
ومنه حديث عمرو بن
خارجة «وناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم تقصع بحرّتها ويسيل لُغَامُها بين كتفىّ».
ومنه الحديث «يستعمل
مَلَاغِمَه» جمع مَلْغَم. وقد ذكر آنفا.
(لغن) [ه] فيه «أنّ رجلا
قال لفلان : إنك لتفتى بلُغْنٍ
ضالّ مضلّ» اللُّغْنُ
: ما تعلّق من لحم
اللّحيين ، وجمعه : لَغَانِين
، كلغد ولغاديد
(لغا)
[ه] قد تكرر فى
الحديث ذكر «لَغْوِ اليمين» قيل : هو أن يقول : لا والله ، وبلى والله ، ولا
يعقد عليه قلبه.
وقيل : هى التى
يحلفها الإنسان ساهيا أو ناسيا.
وقيل : هو اليمين
فى المعصية. وقيل : فى الغضب. وقيل : فى المراء. وقيل : فى الهزل.
وقيل : اللَّغْوُ : سقوط الإثم عن الحالف إذا كفّر يمينه. يقال : لَغَا الإنسان يَلْغُو ، ولَغَى
يَلْغَى ، ولَغِيَ يَلْغَى ، إذا تكلّم بالمطرح من القول ، وما لا يعنى. وأَلْغَى
، إذا أسقط.
وفيه «من قال
لصاحبه والإمام يخطب : صه فقد
لَغَا».
__________________
[ه] والحديث الآخر
«من مسّ الحصا فقد
لَغَا» أى تكلّم ، وقيل : عدل عن الصّواب. وقيل : خاب. والأصل
الأوّل.
[ه] وفيه «والحمولة
المائرة لهم لَاغِيَةٌ» أى مُلْغَاة لا تعدّ عليهم ، ولا يلزمون لها صدقة. فاعلة بمعنى مفعلة .
والمائرة : الإبل
التى تحمل الميرة.
ومنه حديث ابن
عباس «أنه أَلْغَى طلاق المكره» أى أبطله.
[ه] وفى حديث
سلمان «إيّاكم ومَلْغَاةَ أوّل الليل» المَلْغَاة : مفعلة من اللَّغْو والباطل ، يريد السّهر فيه ، فإنّه يمنع من قيام اللّيل.
(باب اللام مع الفاء)
(لفأ) ـ فيه «رضيت من
الوفاء باللَّفَاء» الوفاء : التّمام. واللَّفَاء : النّقصان. واشتقاقه من لَفَأْتُ
العظم ، إذا أخذت
بعض لحمه عنه. واسم تلك اللّحمة : اللَّفِيئة ، وجمعها : لَفَايَا ، كخطايا.
(لفت) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «فإذا
الْتَفَتَ الْتَفَتَ جميعا» أراد أنّه لا يسارق النّظر.
وقيل : أراد لا
يلوى عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشىء ، وإنما يفعل ذلك الطّائش الخفيف ، ولكن
كان يقبل جميعا ويدبر جميعا.
(س) ومنه الحديث «فكانت
منّى لفْتَةٌ» هى المرّة الواحدة من الالْتِفَات.
(س) ومنه الحديث «لا
تتزوّجنّ لَفُوتا» هى التى لها ولد من زوج آخر. فهى لا تزال تَلْتَفِت إليه ، وتشتغل به عن الزّوج.
ومنه حديث الحجّاج
«أنه قال لامرأة : إنّك كتون لَفُوت» أى كثيرة
التَّلَفُّت إلى الأشياء.
__________________
[ه] وفى حديث عمر
«وأنهز اللَّفُوتَ ، وأضمّ العنود » هى النّاقة الضجور عند الحلب ، تَلْتَفِتُ إلى الحالب فتعضّه فينهزها بيده ، فتدرّ لتفتدى باللّبن من النّهز. وهو الضّرب ، فضربها مثلا للذى
يستعصى ويخرج عن الطّاعة.
وفيه «إنّ الله يبغض
البليغ من الرّجال الذى يَلْفِتُ
الكلام كما تَلْفِت البقرة الخلا بلسانها» يقال : لَفَتَهُ يَلْفِتُه ، إذا لواه وفتله ، وكأنه مقلوب منه. ولَفَتَه أيضا ، إذا صرفه.
(ه) ومنه حديث
حذيفة «إنّ من أقرإ النّاس للقرآن منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا ، يَلْفِتُه بلسانه كما
تَلْفِتُ البقرة الخلا
بلسانها» يقال : فلان يَلْفِت
الكلام لَفْتاً : أى يرسله ولا يبالى كيف جاء ، المعنى : أنه يقرؤه من غير
رويّة ولا تبصّر وتعمّد للمأمور به ، غير مبال بمتلوّه كيف جاء ، كما تفعل البقرة
بالحشيش إذا أكلته.
وأصل اللَّفْت : لىّ الشىء عن الطّريقة المستقيمة.
(س) وفيه ذكر «ثنيّة لَفْت» وهى بين مكة والمدينة. واختلف فى ضبط الفاء فسكّنت وفتحت
، ومنهم من كسر اللّام مع السّكون.
[ه] وفى حديث عمر
«وذكر أمره فى الجاهليّة ، وأنّ أمّه اتّخذت لهم لَفِيتَةً من الهبيد» هى العصيدة المغلّظة.
وقيل : هو ضرب من الطّبيخ ، يشبه الحساء ونحوه.
والهبيد : الحنظل.
(لفج) [ه] فيه «وأطعموا مُلْفَجِيكم» المُلْفَج
، بفتح الفاء : الفقير. يقال : أَلْفَجَ
__________________
الرجل فهو مُلْفَج ، على غير قياس. ولم يجىء إلّا فى ثلاثة أحرف : أسهب فهو مسهب ، وأحصن فهو محصن ، وأَلْفَج فهو
مُلْفَج. الفاعل والمفعول
سواء.
(ه) ومنه حديث
الحسن «قيل له : أيدالك الرجل المرأة؟ قال : نعم ، إذا كان مُلْفَجاً» أى يماطلها بمهرها إذا كان فقيرا.
والمُلْفِج بكسر الفاء [أيضا] : الذى أفلس وغلبه الدّين.
(لفح) ـ فى حديث الكسوف
«تأخّرت مخافة أن يصيبنى من لَفْحِها» لَفْحُ
النار : حرّها
ووهجها. وقد تكرر فى الحديث.
(لفظ) ـ فيه «ويبقى فى
كل أرض شرار أهلها ، تَلْفِظُهم
أرضوهم» أى تفذفهم
وترميهم. وقد
لَفِظَ الشىء
يَلْفِظُه لَفْظا ، إذا رماه.
ومنه الحديث «ومن
أكل فما تخلّل فلْيَلْفِظ» أى فليلق ما يخرجه الخلال من بين أسنانه.
ومنه حديث ابن عمر
«أنه سئل عما
لَفِظَ البحر فنهى عنه» أراد
ما يلقيه البحر من السّمك إلى جانبه من غير اصطياد.
ومنه حديث عائشة «فقاءت
أكلها ولَفِظَت خبيئها» أى أظهرت ما كان قد اختبأ فيها من النّبات وغيره.
(لفع) (ه) فيه «كنّ نساء
من المؤمنات يشهدن مع النبىّ صلى الله
__________________
عليه وسلم الصّبح
، ثم يرجعن مُتَلَفِّعَاتٍ
بمروطهنّ ، لا
يعرفن من الغلس» أى مُتَلَفِّفَاتٍ بأكسيتهنّ.
واللِّفاع : ثوب يجلّل به الجسد كلّه ، كساء كان أو غيره. وتَلَفَّعَ بالثوب ، إذا اشتمل به.
(س) ومنه حديث عليّ
وفاطمة «وقد دخلنا فى لِفاعِنا» أى لحافنا.
(س) ومنه حديث
أبىّ «كانت ترجّلنى ولم يكن عليها إلّا
لِفاع» يعنى امرأته.
ومنه الحديث «لَفَعَتْك النار» أى شملتك من نواحيك وأصابك لهبها. ويجوز أن تكون
العين بدلا من حاء «لفحته [النار]».
(لفف) (ه) فى حديث أم
زرع «إن أكل لَفَ» أى قمش ، وخلط من كل شىء.
(ه) وفيه أيضا «وإن
رقد الْتَفَ» أى إذا نام تَلَفَّفَ
فى ثوب ونام ناحية
عنّى.
(ه) وفى حديث نائل
«قال : سافرت مع مولاى عثمان وعمر فى حجّ أو عمرة ، وكان عمر وعثمان وابن عمر لِفّاً ، وكنت أنا وابن الزّبير فى شببة معنا لِفّاً ، فكنا نترامى بالحنظل ، فما يزيدنا عمر على أن يقول :
كذاك لا تذعروا علينا».
اللِّفُ
: الحزب والطائفة
، من الالْتِفَاف ، وجمعه : أَلْفَافٌ. يقول : حسبكم ، لا تنفّروا علينا إبلنا.
ومنه حديث أبى
الموالى «إنى لأسمع بين فخذيها من لَفَفِها مثل فشيش الحرابش» اللَّفُ
واللَّفَفُ : تدانى الفخذين من السّمن. والمرأة لَفَّاء.
(لفق) [ه] فى حديث لقمان
«صفّاق لَفَّاق» هكذا جاء فى رواية باللام. واللَّفَّاق : الذى لا يدرك ما يطلب. وقد
لَفَق ولَفَّق.
__________________
(لفا)
ـ فيه «لا أُلْفِيَنَ أحدكم متّكئا على أريكته» أى لا أجد وألقى. يقال : أَلْفَيْتُ الشى أُلْفِيه
إِلْفَاءً ، إذا وجدته
وصادفته ولقيته.
ومنه حديث عائشة «ما أَلْفَاه السّحر عندى إلّا نائما» أى ما أتى عليه السّحر إلّا وهو
نائم. تعنى بعد صلاة الليل . والفعل فيه للسّحر. وقد تكرر فى الحديث.
(باب اللام مع القاف)
(لقح) ـ فيه «نعم المنحة اللَّقْحَة» اللِّقْحَة ، بالكسر والفتح : الناقة القريبة العهد بالنّتاج. والجمع
: لِقَحٌ. وقد
لَقِحَتْ لَقْحاً ولَقَاحاً ، وناقة
لَقُوح ، إذا كانت غزيرة
اللّبن. وناقة
لَاقحٌ ، إذا كانت حاملا.
ونوق لَوَاقِحُ. واللِّقَاح : ذوات الألبان ، الواحدة : لَقُوح. وقد تكرر ذكره فى الحديث مفردا ومجموعا.
(ه) ومنه حديث ابن
عباس «اللَّقاح واحد» هو بالفتح اسم ماء الفحل ، أراد أن ماء الفحل الذى حملت منه واحد ، واللّبن الذى أرضعت كل
واحدة منهما كان أصله ماء الفحل.
ويحتمل أن يكون اللَّقاح
فى هذا الحديث
بمعنى الإِلْقَاح. يقال : أَلْقَحَ
الفحل النّاقة إِلْقَاحاً ولَقَاحاً ، كما يقال : أعطى إعطاء وعطاء.
والأصل فيه للإبل.
ثم استعير للناس .
__________________
(س) ومنه حديث
رقية العين «أعوذ بك من شرّ كلّ مُلْقِح
ومخبل» تفسيره فى
الحديث أنّ المُلْقح
: الذى يولد له ،
والمخبل : الذى لا يولد له ، من أَلْقَحَ
الفحل النّاقة إذا
أولدها.
(ه) وفى حديث عمر
«أدرّوا لَقْحَةَ المسلمين» أراد عطاءهم.
وقيل : أراد درّة الفىء والخراج الذى منه عطاؤهم. وإدراره :
جبايته وجمعه.
[ه] وفيه «أنه نهى
عن المَلَاقِيح والمضامين» الملاقِيح
: جمع مَلْقُوح ، وهو جنين الناقة. يقال : لَقِحَت
الناقة ، وولدها مَلْقُوحٌ به ، إلا أنّهم استعملوه بحذف الجار ، والنّاقة مَلْقُوحَة.
وإنما نهى عنه ؛
لأنه من بيع الغرر.
وقد تقدّم مبسوطا
فى المضامين.
وفيه «أنه مرّ
بقوم يُلَقِّحون النّخل» تَلْقِيح
النّخل : وضع طلع
الذّكر فى طلع الأنثى أوّل ما ينشقّ .
(ه) وفى حديث أبى
موسى ومعاذ «أمّا أنا فأتفوّقه تفوّق اللَّقُوح» أى أقرؤه متمهّلا شيئا بعد شىء ، بتدبّر وتفكّر ، كاللَّقُوح
تحلب فواقا بعد
فواق ، لكثرة لبنها ، فإذا أتى عليها ثلاثة أشهر حلبت غدوة وعشيّا .
(لقس) (ه) فيه «لا
يقولنّ أحدكم : خبثت نفسى ، ولكن ليقل : لَقِسَتْ
نفسى» أى غثت : واللَّقْس : الغثيان.
__________________
وإنما كره «خبثت»
هربا من لفظ الخبث والخبيث.
(ه) وفى حديث عمر
«وذكر الزّبير فقال : وعقة
لَقِسٌ» اللَّقِس : السّيء الخلق.
وقيل : الشّحيح. ولَقِسَت نفسه إلى الشّىء ، إذا حرصت عليه ونازعته إليه.
(لقط) (س) فى حديث مكة «ولا
تحلّ لُقَطَتُها إلّا لمنشد» قد تكرر ذكر «اللُّقَطة» فى الحديث ، وهى بضمّ اللّام وفتح القاف : اسم المال المَلْقُوط : أى الموجود. والالْتِقاط : أن يعثر على الشّىء من غير قصد وطلب.
وقال بعضهم : هى
اسم المُلْتَقط ، كالضّحكة والهمزة ، فأمّا المال المَلْقُوط فهو بسكون القاف ، والأوّل أكثر وأصحّ.
واللُّقَطة فى جميع البلاد لا تحلّ إلّا لمن يعرّفها سنة ثم يتملّكها
بعد السّنة ، بشرط الضّمان لصاحبها إذا وجده.
فأمّا مكّة ففى لُقَطَتِها خلاف ، فقيل : إنها كسائر البلاد. وقيل : لا ، لهذا
الحديث.
والمراد بالإنشاد
الدّوام عليه ، وإلّا فلا فائدة لتخصيصها بالإنشاد.
واختار أبو عبيد
أنه ليس يحلّ للمُلْتَقِط الانتفاع بها ، وليس له إلا الإنشاد.
قال الأزهرى : فرق
بقوله هذا بين لُقَطَة الحرم ولُقَطة سائر البلدان ، فإن لُقَطة غيرها إذا عرّفت سنة حلّ الانتفاع بها ، وجعل لُقَطة الحرم حراما على مُلْتَقطها والانتفاع بها ، وإن طال تعريفه لها ، وحكم أنها لا تحل
لأحد إلّا بنيّة تعريفها ما عاش. فأمّا أن يأخذها وهو ينوى تعريفها سنة ثم ينتفع
بها ، كلُقَطَة غيرها فلا.
[ه] وفى حديث عمر
«أنّ رجلا من بنى تميم الْتَقط شبكة فطلب أن يجعلها له» الشّبكة : الآبار القريبة الماء. والْتِقَاطُها : عثوره عليها من غير طلب.
وفيه «المرأة تحوز
ثلاثة مواريث : عتيقها ، ولَقِيطَها ، وولدها الذى لاعنت عنه» اللَّقِيط : الطفل الذى يوجد مرميّا على الطّرق ، لا يعرف أبوه ولا
أمّه ، فعيل بمعنى مفعول.
__________________
وهو فى قول عامّة
الفقهاء حرّ لا ولاء عليه لأحد ، ولا يرثه مُلْتَقِطُه. وذهب بعض أهل العلم إلى العمل بهذا الحديث على ضعفه عند
أكثر أهل النّقل.
(لقع) ـ فى حديث ابن
مسعود «قال رجل عنده : إنّ فلانا
لَقَع فرسك فهو يدور
كأنه فى فلك» أى رماه بعينه وأصابه بها ، فأصابه دوار.
(ه) ومنه حديث
سالم بن عبد الله بن عمر «فَلَقَعني
الأحول بعينه» أى
أصابنى بها ، يعنى هشام بن عبد الملك ، وكان أحول.
[ه] ومنه الحديث «فَلَقَعَه ببعرة» أى رماه بها.
(لقف) ـ فى حديث الحج «تَلَقَّفْتُ التّلبية من فى رسول الله صلىاللهعليهوسلم» أى تلقّنتها وحفظتها بسرعة.
[ه] وفى حديث
الحجّاج «قال لامرأة : إنك لَقُوفٌ
صيود» اللَّقوف : التى إذا مسّها الرجل لَقِفَت
يده سريعا : أى
أخذتها.
(لقق) (ه) فيه «أنه قال
لأبى ذرّ : ما لى أراك لَقّاً بقّا ، كيف بك إذا أخرجوك من المدينة؟» اللَّقُ : الكثير الكلام ، وكان فى أبى ذرّ شدّة على الأمراء ، وإغلاظ لهم
فى القول. وكان عثمان يبلّغ عنه. يقال : رجل لَقَّاقٌ
بقّاق. ويروى «لقّى»
بالتخفيف. وسيجىء.
(ه) وفى حديث عبد
الملك «أنه كتب إلى الحجاج : لا تدع خقّا ولا
لَقّاً إلّا زرعته» اللَّقُ بالفتح : الصّدع والشّق.
وفى حديث يوسف بن
عمر «أنه زرع كلّ حقّ ولُقٍ » اللُّقُ
: الأرض المرتفعة.
(لقلق) ـ فيه «من وقى شرّ لَقْلَقِه دخل الجنة» اللَّقْلَق
: اللسان.
[ه] ومنه حديث عمر
«ما لم يكن نقع ولا
لَقْلَقَة» أراد الصياح
والجلبة عند الموت. وكأنها حكاية الأصوات الكثيرة.
__________________
(لقم) ـ فيه «أنّ رجلا أَلْقَمَ عينه خصاصة الباب» أى جعل الشّقّ الذى فى الباب محاذى عينه
، فكأنه جعله للعين كاللُّقْمة للفم.
(س) ومنه حديث عمر
«فهو كالأرقم إن يترك يَلْقَمْ» أى إن تركته أكلك. يقال : لَقِمْت
الطعام أَلْقَمُه ، وتَلَقَّمْته
والْتَقَمْتُه.
(لقن) (ه) فى حديث
الهجرة «ويبيت عندهما عبد الله بن أبى بكر وهو شابّ ثقف لَقِنٌ» أى فهم حسن التَّلَقُّن
لما يسمعه.
ومنه حديث الأخدود
«انظروا لى غلاما فطنا
لَقِناً».
[ه] وفي حديث عليّ
«إنّ هاهنا علما ـ وأشار إلى صدره ـ لو أصبت له حملة ، بلى أصيب لَقِناً غير مأمون» أى فهما غير ثقة.
(لقا)
ـ فيه «من أحبّ لِقَاءَ الله أحبّ الله لِقَاءَه
، ومن كره لِقاء الله كره الله لِقاءه
، والموت دون لِقاء الله».
المراد بِلِقَاء الله المصير إلى الدار الآخرة ، وطلب ما عند الله ؛ وليس
الغرض به الموت ؛ لأنّ كلّا يكرهه ، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحبّ لِقَاء الله ، ومن آثرها وركن إليها كره لِقاء الله ؛ لأنه إنما يصل إليه بالموت.
وقوله : «والموت
دون لِقاء الله» يبيّن أنّ الموت غير
اللِّقاء ، ولكنه معترض
دون الغرض المطلوب ، فيجب أن يصبر عليه ، ويحتمل مشاقّه حتى يصل إلى الفوز باللِّقاء.
[ه] وفيه : «أنه
نهى عن تَلَقِّي الرّكبان» هو أن يستقبل الحضرىّ البدوىّ قبل وصوله إلى
البلد ، ويخبره بكساد ما معه كذبا ؛ ليشترى منه سلعته بالوكس ، وأقلّ من ثمن المثل
، وذلك تغرير محرّم ، ولكن الشراء منعقد ، ثم إذا كذب وظهر الغبن ، ثبت الخيار
للبائع ، وإن صدق ، ففيه على مذهب الشافعىّ خلاف.
[ه] وفيه «دخل أبو
قارظ مكة فقالت قريش : حليفنا وعضدنا ومُلْتَقَى
أكفّنا» أى أيدينا
تَلْتَقِي مع يده وتجتمع.
وأراد به الحلف الذى كان بينه وبينهم.
__________________
وفيه «إذا الْتَقَى الختانان وجب الغسل» أى إذا حاذى أحدهما الآخر ، وسواء
تلامسا أو لم يتلامسا. يقال : الْتَقَى
الفارسان ، إذا
تحاذيا وتقابلا.
وتظهر فائدته فيما
إذا لفّ على عضوه خرقة ثم جامع فإنّ الغسل يجب عليه ، وإن لم يلمس الختان الختان.
وفى حديث النّخعىّ
«إذا الْتَقَى الماءان فقد تمّ الطّهور» يريد إذا طهرّت العضوين من أعضائك
فى الوضوء فاجتمع الماءان فى الطّهور لهما فقد تمّ طهورهما للصلاة ، ولا يبالى
أيّهما قدّم.
وهذا على مذهب من
لا يوجب الترتيب فى الوضوء ، أو يريد بالعضوين اليدين والرجلين ، فى تقديم اليمنى
على اليسرى ، أو اليسرى على اليمنى. وهذا لم يشترطه أحد.
وفيه «إنّ الرجل
ليتكلّم بالكلمة ما
يُلْقِي لها بالا يهوى بها فى النار» أى ما يحضر قلبه لما يقوله منها. والبال :
القلب.
ومنه حديث الأحنف
«أنه نعى إليه رجل فما
أَلْقَى لذلك بالا» أى ما
استمع له ، ولا اكترث به.
وفى حديث أبى ذر «ما
لى أراك لَقًا بقا» هكذا جاءا مخفّفين فى رواية ، بوزن عصا. واللَّقَى : المُلْقَى
على الأرض ،
والبقا : إتباع له.
(ه) ومنه حديث
حكيم بن حزام «وأخذت ثيابها فجعلت لَقًى» أى مرماة
مُلْقَاة. قيل : أصل اللَّقَى : أنهم كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم ، وقالوا : لا نطوف فى
ثياب عصينا الله فيها
فيُلْقونها عنهم ، ويسمون
ذلك الثوب لَقًى ، فإذا قضوا نسكهم لم يأخذوها ، وتركوها بحالها مُلْقاةً.
وفى حديث أشراط
الساعة «ويُلْقَى الشّحّ» قال الحميدى : لم تضبط الرّواة هذا الحرف. ويحتمل
أن يكون «يُلَقَّى» ، بمعنى يُتَلَقَّى
ويتعلّم ويتواصى
به ويدعى إليه ، من
__________________
قوله تعالى «وَلا أى ما يعلّمها وينبّه عليها ، وقوله تعالى «فَتَلَقَّى آدَمُ
مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ».
ولو قيل «يُلْقَى» مخفّفة القاف لكان أبعد ، لأنه لو أُلْقِيَ لترك ، ولم يكن موجودا. وكان يكون مدحا ، والحديث مبنىّ على
الذّمّ.
ولو قيل «يلفى»
بالفاء بمعنى يوجد ، لم يستقم ؛ لأنّ الشّحّ مازال موجودا.
وفى حديث ابن عمر
«أنه اكتوى من اللَّقْوَة» هى مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه.
(باب اللام مع الكاف)
(لكأ) ـ فى حديث
الملاعنة «فَتَلَكَّأَتْ عند الخامسة» أى توقّفت وتباطأت أن تقولها.
ومنه حديث زياد «أتى
برجل فَتَلَكَّأَ فى الشّهادة».
(لكد) [ه] فى حديث عطاء
«إذا كان حول الجرح قيح ولَكَدٌ فأتبعه بصوفة فيها ماء فاغسله» يقال : لَكِدَ الدّم بالجلد ، إذا لصق به.
(لكز) ـ فى حديث عائشة «لَكَزَنِي أبى لَكْزَةً» اللَّكْز : الدّفع فى الصّدر بالكفّ.
(لكع) [ه] فيه «يأتى على
الناس زمان يكون أسعد الناس فى الدنيا لُكَعُ ابن لُكَع» اللُّكَع
عند العرب : العبد ، ثم استعمل فى الحمق والذّم. يقال
للرجل : لُكَعُ ، وللمرأة
لَكَاعِ. وقد لَكِعَ الرجل يَلْكَعُ
لَكْعاً فهو أَلْكَعُ.
وأكثر ما يقع فى
النداء ، وهو اللّئيم. وقيل : الوسخ ، وقد يطلق على الصغير.
[ه] ومنه الحديث «أنه
عليهالسلام جاء يطلب الحسن بن على قال : أثمّ لُكَعُ؟» فإن أطلق على الكبير أريد به الصّغير العلم والعقل.
__________________
[ه] ومنه حديث الحسن «قال
لرجل : يا لُكَعُ» يريد يا صغيرا فى العلم والعقل.
وفى حديث أهل
البيت «لا يحبّنا
اللُّكَعُ والمحيوس».
(س) وفى حديث عمر
«أنه قال لأمة رآها : يا
لَكْعَاءُ ، أتتشبّهين
بالحرائر؟» يقال : رجل أَلْكَعُ
وامرأة لَكْعَاءُ ، وهى لغة فى لَكَاعِ
، بوزن قطام.
ومنه حديث ابن عمر
«قال لمولاة له أرادت الخروج من المدينة : اقعدى لَكَاعِ».
[ه] ومنه حديث سعد
بن عبادة «أرأيت إن دخل رجل بيته فرأى لَكَاعاً قد تفخّذ امرأته» هكذا روى فى الحديث ، جعله صفة لرجل ،
ولعلّه أراد
لُكَعاً فحرّف.
وفى حديث الحسن «جاءه
رجل فقال : إنّ إياس بن معاوية ردّ شهادتى ، فقال : يا مَلْكَعَانُ ، لم رددت شهادته؟» أراد حداثة سنّه ، أو صغره فى العلم.
والميم والنّون زائدتان.
(باب اللام مع الميم)
(لمأ) [ه] فى حديث
المولد :
فَلَمَأْتُهَا
نورا يضىء له
|
|
ما حوله كإضاءة
البدر
|
لَمَأْتُها : أى أبصرتها ولمحتها. واللَّمْءُ واللّمح : سرعة إبصار الشّىء.
(لمح) (س) ومنه الحديث «أنه
كان يَلْمَحُ فى الصلاة ولا يلتفت».
(لمز) ـ فيه «أَعُوذُ
بِكَ مِنْ هَمْزِ الشَّيطانِ ولَمْزِهِ» اللّمْز : العيب والوقوع فى الناس.
وقيل : هو العيب
فى الوجه.
والهمْز : العيب
بالغيب. وقد تكرر فى الحديث.
(لمس) (ه) فيه «أنه نهى
عن بيع المُلَامَسَة» هو أن يقول : إذا
لَمسْتَ ثوبى أو لمست ثوبك
فقد وجب البيع.
__________________
وقيل : هو أن يَلْمِس المتاع من وراء ثوب ، ولا ينظر إليه ثمّ يوقع البيع عليه.
نهى عنه لأنه
غَرَرٌ ، أو لأنّه تعليق أو عدول عن الصِّيغة الشَّرعيّة.
وقيل : معناه أن
يجعل اللَّمْسُ بالليل قاطعا للخيار ، ويرجع ذلك إلى تعليق اللّزوم ، وهو
غير نافذ.
(س) وفيه «اقتلوا
ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتَر ، فإنهما
يَلْمِسَان البصر» وفى رواية
«يَلْتَمِسَانِ البصر» أى يخطفان ويطمسان.
وقيل : لَمَسَ عينَهُ وسَمَل بمعنى.
وقيل : أراد
أنّهما يَقْصِدان البصر باللّسع.
وفى الحيّات نوع
يسمّى الناظر ، متى وقع نظره على عين إنسان مات من ساعته. ونوع آخر إذا سمع إنسان
صوته مات.
وقد جاء فى حديث
الخدرىّ عن الشّابّ الأنصارى الذى طعن الحيّة برمحه ، فماتت ومات الشّابّ من
ساعته.
وفيه «أنّ رجلا
قال له : إنّ امرأتى لا تَرُدّ يد لامس ، فقال : فارقها» قيل : هو إجابتها لمن
أرادها.
وقوله فى سياق
الحديث «فاستمتع بها» : أى لا تمسكها إلّا بقدر ما تقضى متعة النّفس منها ومن
وطرها. وخاف النبىّ صلىاللهعليهوسلم إن هو أوجب عليه طلاقها أن تتوق نفسه إليها فيقع فى
الحرام.
وقيل : معنى «لا
تردّ يد لامس» : أنها تعطى من ماله من يطلب منها ، وهذا أشبه.
قال أحمد : لم يكن
ليأمره بإمساكها وهى تفجر.
قال عليّ وابن
مسعود : إذا جاءكم الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فظنّوا به الذى هو أهدى وأتقى.
ومنه الحديث «مَنْ
سَلَكَ طَرِيقاً
يَلْتَمِسُ فيه عِلْماً» أى
يطلبه ، فاستعار له اللمس.
وحديث عائشة «فالْتَمَسْتُ عِقْدِى».
وقد تكرر فى
الحديث.
(لمص)
ـ فيه «أنّ الحكم بن
أبى العاص كان خلف النبىّ صلىاللهعليهوسلم يَلْمِصُهُ
فالتفت إليه فقال
: كن كذلك» يَلْمِصُه ، أى يحكيه ويريد عيبه بذلك ، قاله الزمخشرى .
(لمظ) [ه] فى حديث عليّ
«الإيمانُ يَبْدَأ فى القلوب لُمْظَةً». اللُّمظة بالضّم : مثل النّكتة ، من البياض. ومنه فرس أَلْمَظُ ، إذا كان بححفلته بياض يسير.
وفى حديث أنس ، فى
التّحنيك «فجعل الصّبىّ يَتَلَمَّظُ» أى يدير لسانه فى فيه ويحرّكه يتتبّع أثر التّمر ، واسم
ما يبقى فى الفم من أثر الطّعام : لُمَاظَة.
(لمع)
ـ فيه «إذا كان
أحدكم فى الصّلاة فلا يرفعْ بصره إلى السماء
يُلْتَمَعْ بصرُه» أى يُخْتَلَس. يقال : أَلْمَعْتُ بالشىء ، إذا اختلسته ، واختطفته بسرعة.
[ه] ومنه حديث ابن
مسعود «رأى رجلا شاخصا بصره إلى السماء فقال : ما يدرى هذا لعلّ بصره سَيُلْتَمع قبل أن يرجع إليه».
[ه] ومنه حديث
لقمان «إن أر مطمعى فحدوّ
تَلَمَّعُ» أى تختطف الشىء
فى انقضاضها. والحِدَوُّ : هى الحِدَأة بلغة مكة.
ويروى «تَلْمَعُ» ، من لمع الطّائر بجناحيه ، إذا خفق بهما.
ويقال : لمع بثوبه
وألمع به ، إذا رفعه وحرّكه ليراه غيره فيجىء إليه.
ومنه حديث زينب «رآها
تَلْمَع من وراء الحجاب» أى تشير بيدها.
__________________
[ه] وحديث عمر «أنه
ذكر الشّام فقال : هى اللَّمَّاعة بالرّكبان» أى تدعوهم إليها. وفعّالة. من أبنية المبالغة.
وفيه «أنه اغتسل
فرأى لُمْعَة بمنكبه فدَلَكَها بشَعَره» أراد بُقْعة يسيرة من جسده لم
ينلها الماء ، وهى فى الأصل قطعة من النّبت إذا أخذتْ فى اليبس.
ومنه حديث دم
الحيض «فَرَأى به لمعةً من دم».
(لملم) (ه) فى حديث سويد
بن غَفَلة «أتانا مصدِّق رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأتاه رجل بناقة
مُلَمْلَمَة فأبى أن يأخذها» هى
المستديرة سِمَنا ، من اللَّمِّ : الضمّ والجمع ، وإنما ردّها لأنه نهى أن يؤخذ فى
الزكاة خيارُ المال.
(لمم) [ه] فى حديث
بُرَيدة «أنّ امرأة شكت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم لَمَماً بابنتها» اللَّمَم
: طرف من الجنون يُلَمُ
بالإنسان : أى يقرُب منه ويعتريه.
[ه] ومنه حديث
الدعاء «أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من شرّ كلّ سامَّة ، ومن كلّ عين لامَّة» أى ذات لَمَم ، ولذلك لم يقل «مُلِمَّة» وأصلها من ألْمَمْتُ
بالشىء ، ليزاوج قوله «من شرّ كلّ سامَّة».
[ه] ومنه الحديث
فى صفة الجنة «فلولا أنه شىء قضاء الله لَأَلَمَ
أن يذهب بصره ؛
لما يرى فيها» أى يقرب.
ومنه الحديث «ما
يقتل حبطا أو يُلِمُّ» أى يقرب من القتل.
وفى حديث الإفك «وإن
كنْتِ أَلْمَمْتِ بذنْبٍ فاستغفرِي اللهَ» أى قاربْتِ.
وقيل : اللّمم :
مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل.
وقيل : هو من
اللّمم : صغار الذنوب.
__________________
وقد تكرر «اللّمم»
فى الحديث.
ومنه حديث أبى
العالية «إنّ اللّمم ما بين الحدّين : حدّ الدنيا وحدّ الآخرة» أى صغار الذنوب
التى ليس عليها حدّ فى الدنيا ولا فى الآخرة.
[ه] وفى حديث ابن
مسعود «لابن آدم لمّتان : لمّة من الملك ولمة من الشيطان» اللَّمَّة : الهمّة والخطرة تقع فى القلب ، أراد إلمام الملك أو الشيطان به
والقرب منه ، فما كان من خطرات الخير ، فهو من الملك ، وما كان من خطرات الشّرّ ،
فهو من الشّيطان.
[ه] وفيه «الّلهمّ
الْمُم شعَثَنَا».
وفى حديث آخر «وتَلُمُ بها شَعَثي» هو من اللَّمِّ : الجَمْع. يقال : لَمَمْتُ
الشىء ألُمُّه لَمًّا ، إذا جمعته : أى اجمع ما تشتّت من أمرنا.
وفى حديث المغيرة
«تأكل لَمًّا وتُوسِع ذمًّا» أى تأكل كثيرا مجتمعا.
(س) وفى حديث
جميلة «أنها كانت تحت أوس بن الصّامت ، وكان رجلا به لَمَم ، فإذا اشتدّ لَمَمُه
ظاهر من امرأته ، فأنزل الله كفّارة الظِّهار» اللّمم هاهنا : الإِلْمَام بالنّساء وشدّة الحرص عليهنّ. وليس من الجنون ، فإنه لو
ظاهر فى تلك الحال لم يلزمه شىء.
(ه) وفيه «ما رأيت
ذا لِمَّة أحسن من رسول الله صلىاللهعليهوسلم» اللِّمَّة من شعر الرأس : دون الجمّة ، سمّيت بذلك ،
لأنها أَلَّمت بالمنكبين ، فإذا زادت فهى الجمّة .
(س) ومنه حديث أبى
رمثة «فإذا رجل له لِمَّة» يعنى النبى صلىاللهعليهوسلم.
(لمة) (ه) فى حديث فاطمة
«أنها خرجت فى لُمَة من نسائها ، تتوطّأ ذيلها ، إلى أبى بكر فعاتبتْه» أى فى
جماعة من نسائها.
قيل : هى ما بين
الثلاثة إلى العشرة.
وقيل : اللُّمَة : المثل فى السّن ، والتِّرب.
__________________
قال الجوهرى : «الهاء عوض» من الهمزة الذاهبة من وسطه ، وهو مما أخذت
عينه ؛ كسه ومذ ، وأصلها فعلة من الملاءمة ، وهى الموافقة.
(ه) ومنه حديث عمر
«أنّ شابّة زوّجت شيخا فقتلته ، فقال : أيّها الناس ، لينكح الرجل لُمَتَه من النساء ، ولتنكح المرأة
لُمَتَها من الرجال» أى
شكله وتربه.
ومنه حديث عليّ «ألا
وإن معاوية قاد
لمة من الغواة» أى
جماعة.
ومنه الحديث «لا
تسافروا حتى تصيبوا
لمة» أى رفقة.
(لما)
ـ فيه «ظلّ أَلْمَى» هو الشديد الخضرة المائل إلى السّواد ، تشبيها باللَّمَى الذى يعمل فى الشَّفَة ، واللّثة ، من خضرة أو زرقة أو
سواد.
(س) وفيه «أنشدك
اللهَ لَمَّا فعلت كذا» أى إلّا فعلته. وتخفف الميم ، وتكون «ما» زائدة.
وقرئ بهما قوله تعالى «إِنْ
كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» أى ما كلّ نفس إلّا عليها حافظ ، وإن كلّ نفس لعليها حافظ.
(باب اللام مع الواو)
(لوب) (ه) فيه «أنه حرّم
ما بين لابَتَيِ المدينة» اللَّابَة : الحرّة ، وهى الأرض ذات الحجارة السود التى قد ألبستها لكثرتها ، وجمعها :
لابات ، فإذا كثرت فهى اللَّاب
واللُّوب ، مثل : قارة وقار وقور. وألفها منقلبة عن واو.
والمدينة ما بين
حرّتين عظيمتين
(ه) وفى حديث
عائشة ، ووصفت أباها «بعيد ما بين اللَّابَتَين» أرادت أنه واسع الصّدر ، واسع العطن ، فاستعارت له اللابَة ، كما يقال : رحب
الفناء ، وواسع الجناب.
__________________
(لوث) (ه) فيه «فلما
انصرف من الصلاة
لَاثَ به الناس» أى
اجتمعوا حوله. يقال : لَاثَ
به يَلُوثُ ، وأَلَاثَ
بمعنى. والمَلَاث : السّيّد تلاث به الأمور : أى تقرن به وتعقد.
[ه] وفى حديث أبى
ذرّ «كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إذا
الْتَاثَتْ راحلةُ أحدنا من
بالسّروة فى ضبعها» أى إذا أبطأت فى سيرها نخسها بالسّروة ، وهى نصل صغير ، وهو من
اللُّوثَةِ : الاسترخاء والبطء.
ومنه الحديث «أنّ
رجلا كان به لُوثَةٌ ، فكان يغبن فى البيع» أى ضعف فى رأيه ، وتلجلج فى كلامه.
[ه] وفى حديث أبى
بكر «أنّ رجلا وقف عليه ، فلَاثَ
لَوْثاً من كلام فى دهش» أى
لم يبيّنه ولم يشرحه. ولم يصرّح به.
وقيل : هو من اللَّوْثِ : الطّىّ والجمع. يقال : لُثْتُ
العمامةَ أَلُوثُهَا لَوْثاً.
ومنه حديث بعضهم «فحللت
من عمامتى لَوْثاً أو
لَوْثَيْنِ» أى لفّة أو
لفّتين.
وحديث الأنبذة «والأسقية
التى تُلَاثُ على أفواهها» أى تشدّ وتربط.
(س) ومنه الحديث «إن
امرأة من بنى إسرائيل عمدت إلى قرن من قرونها
فَلَاثَتْهُ بالدّهن» أى
أدارته. وقيل : خلطته.
(س) وفى حديث ابن
جزء «ويل للَّوَّاثِينَ الذين يَلُوثُونَ
مثل البقر ، ارفع
يا غلام ، ضع يا غلام» قال الحربى : أظنّه الذين يدار عليهم بألوان الطعام ، من اللَّوْثِ ، وهو إدارة العمامة.
(س) وفى حديث
القسامة ذكر «اللَّوْثِ» وهو أن يشهد شاهد واحد على إقرار المقتول قبل أن يموت أنّ
فلانا قتلنى ، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما ، أو تهديد منه له ، أو نحو ذلك ،
وهو من التَلَوُّثُ : التّلطّخ. يقال : لَاثَهُ
فى التراب ، ولَوَّثَهُ.
__________________
(لوح)
ـ فى حديث سطيح ، فى رواية :
يَلُوحُهُ فى اللُّوْحِ بوغاء الدّمن
اللُّوحُ
، بالضم : الهواء.
ولَاحَهُ يَلُوحُهُ ، ولَوَّحَهُ
، إذا غيّر لونه.
وفى أسماء دوابّه
عليه الصلاة والسلام «أن اسم فرسه مُلَاوِح» هو الضامر الذى لا يسمن ، والسريع العطش ، والعظيم الأَلْوَاح ، وهو
المِلْوَاح أيضا.
[ه] وفى حديث
المغيرة «أتحلف عند منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فَأَلَاحَ
من اليمين» أى
أشفق وخاف.
(لوذ)
ـ فى حديث الدعاء «اللهمّ بك أعوذ ، وبك أَلُوذُ» يقال : لَاذَ به يَلُوذُ
لِيَاذاً ، إذا التجأ إليه
وانضمّ واستغاث.
[ه] ومنه الحديث «يَلُوذُ به الهُلّاك» أى يحتمى به الهالكون ويستترون.
وفى خطبة الحجّاج
«وأنا أرميكم بطرفى وأنتم تتسلّلون لِوَاذاً» أى مستخفين ومستترين ، بعضكم ببعض ، وهو مصدر : لَاوَذَ يُلَاوِذُ مُلَاوَذَةً ، ولِوَاذاً.
(لوص) [ه] فيه «أنه قال
لعثمان : إنّ الله سيقمّصك قميصا ، وإنك تُلَاصُ
على خلعه!» أى
يطلب منك أن تخلعه ، يعنى الخلافة. يقال : أَلَصْتُهُ
على الشيء أُلِيصُهُ ، مثل راودته عليه وداورته.
[ه] ومنه حديث عمر
«أنه قال لعثمان فى معنى كلمة الإخلاص : هى الكلمة التى أَلَاصَ عليها عمّه عند الموت» يعنى أبا طالب : أى أداره عليها ،
وراوده فيها .
ومنه حديث زيد بن
حارثة «فأداروه وأَلَاصُوهُ
، فأبى وحلف ألّا
يلحقهم».
وفيه «من سبق
العاطس بالحمد أمن الشّوص واللَّوْصَ» هو وجع الأذن. وقيل : وجع النّحر.
__________________
(لوط)
ـ فى حديث أبى بكر «قال
: إن عمر لأحبّ الناس إلىّ ، ثم قال : اللهم أَعَزُّ الولد أَلْوَطُ» أى ألصق بالقلب. يقال : لَاطَ به يَلُوطُ ويَلِيطُ ، لُوطاً ولِيطاً ولِيَاطاً ، إذا لصق به : أى الولد ألصق بالقلب.
ومنه حديث أبى
البخترىّ «ما أزعم أنّ عليا أفضل من أبى بكر ولا عمر ، ولكن أجد له من اللَّوْطِ ما لا أجد لأحد بعد النبىّ صلىاللهعليهوسلم».
[ه] وفى حديث ابن
عباس «إن كنت تَلُوطُ حوضها» أى تطيّنه وتصلحه. وأصله من اللّصوق.
ومنه حديث أشراط
الساعة «ولتقومنّ وهو
يَلُوط حوضه» وفى رواية
«يَلِيطُ حوضه».
ومنه حديث قتادة «كانت
بنو إسرائيل إنما يشربون فى التّيه ما
لَاطُوا» أى لم يصيبوا
ماء سيحا ، إنما كانوا يشربون ممّا يجمعونه فى الحياض من الآبار.
وفى خطبة عليّ «ولَاطَهَا بالبلّة حتى لزبت».
[ه] وفى حديث علي
بن الحسين ، فى المُسْتَلَاطِ «إنه لا يرث» يعنى الملصق بالرجل فى النّسب.
وحديث عائشة فى
نكاح الجاهلية «فالْتَاطَ به ودعى ابنه» أى التصق به.
ومنه الحديث «من
أحبّ الدنيا
الْتَاطَ منها بثلاث : شغل
لا ينقضى ، وأمل لا يدرك ، وحرص لا ينقطع».
ومنه حديث العباس
«أنه لَاطَ لفلان بأربعة آلاف ، فبعثه إلى بدر مكان نفسه» أى ألصق به
أربعة آلاف.
[ه] وحديث الأقرع
بن حابس «أنه قال لعيينة بن حصن : بما
اسْتَلَطْتُمْ دم هذا الرّجل؟» أى
استوجبتم واستحققتم ؛ لأنه لمّا صار لهم كأنّهم ألصقوه بأنفسهم.
(لوع)
ـ فى حديث ابن مسعود «إنى لأجد له من اللَّاعَةِ ما أجد لولدى» اللَّاعَةُ واللَّوْعَةُ : ما يجده الإنسان لولده وحميمه ، من الحرقة وشدّة الحبّ.
يقال : لَاعَهُ يَلُوعُهُ ويَلَاعُهُ
لَوْعاً.
(لوق) [ه] فى حديث عبادة
بن الصامت «ولا آكل إلّا ما
لُوِّقَ لى» أى لا آكل
إلّا ما لُيِّنَ لى. وأصله من اللُّوقَةِ ، وهى الزّبدة. وقيل : الزّبد بالرّطب .
(لوك)
ـ فيه «فإذا هى فى فيه يَلُوكُهَا» أى يمضغها. واللَّوْكُ
: إدارة الشّىء فى
الفم. وقد لَاكَهُ يَلُوكُهُ
لَوْكاً.
ومنه الحديث «فلم
نؤت إلّا بالسّويق فَلُكْنَاهُ».
(لوم)
ـ فى حديث عمرو بن
سلمة الجرمىّ «وكانت العرب تَلَوَّمُ
بإسلامهم الفتح» أى
تنتظر. أراد
تَتَلَوَّمُ. فحذف إحدى
التّاءين تخفيفا. وهو كثير فى كلامهم.
ومنه حديث عليّ «إذا
أجنب فى السّفر
تَلَوَّمَ ما بينه وبين آخر
الوقت» أى انتظر.
(س) وفيه «بئس
لعمر الله عمل الشّيخ المتوسّم ، والشّابّ المُتَلَوِّمُ» أى المتعرّض للأئمّة فى الفعل السّيِّئ. ويجوز أن يكون من
اللَّوْمَةُ وهى الحاجة : أى المنتظر لقضائها.
(س) وفيه «فَتَلَاوَمُوا بينهم» أى لَامَ
بعضهم بعضا. وهى
مفاعلة ، من لَامَهُ
يَلُومُهُ لَوْماً ، إذا عذله وعنّفه.
(س) ومنه حديث ابن
عباس «فَتَلَاوَمْنَا».
(س) وفى حديث ابن
أمّ مكتوم «ولي قائد لا
يُلَاوِمُنِي» كذا جاء فى
رواية بالواو ، وأصله الهمز ، من الملاءمة ، وهى الموافقة. يقال : هو يلائمنى
بالهمز ، ثمّ يخفّف فيصير ياء. وأما الواو فلا وجه لها ، إلّا أن يكون يفاعلنى ،
من اللَّوْمِ ، ولا معنى له فى هذا الحديث.
(س) وفى حديث عمر
«لو ما أبقيت!» أى هلّا أبقيت ، وهى حرف من حروف المعانى ، معناها التّحضيض ،
كقوله تعالى : «لَوْ
ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ».
(لون) (س) فى حديث جابر
وغرمائه «اجعل اللَّوْنَ
على حدته» اللَّوْنُ : نوع من النّخل. وقيل : هو الدّقل. وقيل : النّخل كلّه ما
خلا البرنىّ والعجوة ، ويسمّيه أهل المدينة
__________________
الأَلْوَان
، واحدته : لِينَةٌ. وأصله : لِوْنَةٌ ، فقلبت الواو ياء ، لكسرة اللّام.
(ه) وفى حديث ابن
عبد العزيز «أنه كتب فى صدقة التّمر أن تؤخذ فى البَرْنِيّ من البَرْنِيّ ، وفى اللَّوْنِ من اللَّوْنِ» وقد تكرر فى الحديث.
(لوا)
ـ فيه «لِوَاءُ الحمد بيدى يوم القيامة» اللِّوَاء : الرّاية ، ولا يمسكها إلّا صاحب الجيش.
ومنه الحديث «لكلّ
غادر لِوَاء يوم القيامة» أى علامة يشهر بها فى النّاس ؛ لأنّ موضوع اللِّوَاء شهرة مكان الرّئيس ، وجمعه : أَلْوِيَة.
وفى حديث أبى
قتادة «فانطلق الناس لا
يَلْوِي أحد على أحد» أى
لا يلتفت ولا يعطف عليه. وأَلْوَى
برأسه ولَوَاهُ ، إذا أماله من جانب إلى جانب.
(س) منه حديث ابن
عباس «إن ابن الزّبير
لَوَى ذنبه» يقال : لَوَى رأسه وذنبه وعِطفه عنك ، إذا ثناه وصرفه. ويروى بالتشديد
للمبالغة.
وهو مثل لترك
المكارم ، والرّوغان عن المعروف وإيلاء الجميل.
ويجوز أن يكون
كناية عن التّأخّر والتّخلّف ؛ لأنه قال فى مقابله : «وإنّ ابن أبى العاص مشى
اليَقْدُميّة».
ومنه الحديث «وجعلت
خيلنا تُلَوِّي خلف ظهورنا» أى تَتَلَوَّى. يقال : لَوَّى
عليه ، إذا عطف
وعرّج.
ويروى بالتّخفيف.
ويروى «تلوذ» بالذّال. وهو قريب منه.
وفى حديث حذيفة «إن
جبريل عليهالسلام رفع أرض قوم لوط ، ثم أَلْوَى
بها حتى سمع أهل
السماء ضغاء كلابهم» أى ذهب بها. يقال : أَلَوْتُ
به العنقاء : أى
أطارته.
وعن قتادة مثله.
وقال فيه : «ثم أَلْوَى
بها فى جوّ السماء».
(س) وفى حديث
الاختمار «لَيَّةٌ لا
لَيَّتَيْنِ» أى تَلْوِي خمارَها على رأسها مرّة واحدة ، ولا تديره مرتين ، لئلّا
تتشبّه بالرجال إذا اعتمّوا.
__________________
[ه] وفيه «لَيٌ الواجد يحلّ عقوبته وعرضه» اللَّيُ
: المطل. يقال : لَوَاه غريمه بدينه يَلْوِيهِ
لَيّاً. وأصله : لَوْياً
، فأدغمت الواو فى الياء .
ومنه حديث ابن
عباس «يكون لَيُ
القاضى وإعراضه
لأحد الرّجلين» أى تشدّده وصلابته.
وفيه «إيّاك
واللّوّ ، فإنّ اللّوّ من الشيطان» يريد قول المتندّم على الفائت : لو كان كذا
لقلت وفعلت. وكذلك قول المتمنّى ؛ لأنّ ذلك من الاعتراض على الأقدار.
والأصل فيه «لو»
ساكنة الواو ، وهى حرف من حروف المعانى ، يمتنع بها الشىء لامتناع غيره ، فإذا
سمّى بها زيد فيها واو أخرى ، ثم أدغمت وشدّدت ، حملا على نظائرها من حروف
المعانى.
(س) وفى صفة أهل
الجنة «مجامرهم الأَلُوَّة» أى بخورهم العود ، وهو اسم له مرتجل.
وقيل : هو ضرب من
خيار العود وأجوده ، وتفتح همزته وتضمّ. وقد اختلف فى أصليّتها وزيادتها.
ومنه حديث ابن عمر
«أنه كان يستجمر
بالأَلُوّة غير مطرّاة».
وفيه «من خان فى
وصيّته ألقى فى اللَّوَى» قيل : إنه واد فى جهنّم.
(باب اللام مع الهاء)
(لهب)
(س) فى حديث صعصعة
«قال لمعاوية : إنى لأترك الكلام فما أرهف به ولا
أُلْهِبَ فيه» أى لا أمضيه
بسرعة. والأصل فيه الجرى الشديد الذى يثير
اللهَبَ ، وهو الغبار
الساطع ، كالدّخان المرتفع من النار.
(لهبر)
ـ فيه «لا تتزوّجنّ لَهْبَرَةً» هى الطويلة الهزيلة .
__________________
(لهث)
ـ فيه «إنّ امرأة بغيّا رأت كلبا يَلْهَثُ ، فسقته فغفر لها» لَهَثَ
الكلب وغيره ، يَلْهَثُ
لَهْثاً ، إذا أخرج لسانه
من شدّة العطش والحرّ. ورجل لَهْثَان
، وامرأة لَهْثَى.
[ه] ومنه حديث ابن
جبير ، فى المرأة
اللهْثَى «إنها تفطر فى
رمضان».
ومنه حديث عليّ «فى
سكرة مُلْهِثَة» أى موقعة فى اللهَثُ.
(لهج) (س) فيه «ما من ذى
لَهْجَةٍ أصدق من أبى ذر» وفى حديث آخر «أصدق لَهْجَةً من أبي ذرّ» اللهْجَة : اللّسان. ولَهِجَ
بالشيء ، إذا ولع
به.
(لهد)
(س) فى حديث ابن
عمر «لو لقيت قاتل أبى فى الحرم ما
لَهَدْتُهُ» أى دفعته. واللهْدُ : الدّفع الشديد فى الصّدر.
ويروى «ما هدته» أى
ما حرّكته.
(لهز) (س) فى حديث
النّوح «إذا ندب الميّت وُكِلَ به ملكان يَلْهَزَانِهِ» أى يدفعانه ويضربانه. واللهْزُ : الضّرب بِجُمْعِ الكفّ فى الصّدر. ولَهَزَهُ بالرّمح ، إذا طعنه به.
(س) ومنه حديث أبى
ميمونة «لَهَزْتُ رجلا فى صدره».
وحديث شارب الخمر
«يَلْهَزُهُ هذا وهذا» وقد تكرر فى الحديث.
(لهزم) (س) فى حديث أبى
بكر والنّسّابة «أمن هامها أو
لَهَازِمِهَا؟» أى أمن أشرافها
أنت أو من أوساطها. واللهَازِمُ
: أصول الحنكين ،
واحدتها : لِهْزِمَةٌ ، بالكسر ، فاستعارها لوسط النّسب والقبيلة.
ومنه حديث الزكاة
«ثم يأخذ بِلِهْزِمَتَيْهِ» يعنى شدقيه.
وقيل : هما عظمان
ناتئان تحت الأذنين.
وقيل : هما مضغتان
عليّتان تحتهما. وقد تكررت فى الحديث.
__________________
(لهف) [ه] فيه «اتّقوا
دعوة اللهْفَان» هو المكروب. يقال : لَهَفَ
يَلْهَفُ لَهْفاً ، فهو لَهْفَان ، ولُهِفَ
فهو مَلْهُوف.
ومنه الحديث «كان
يحبّ إغاثة اللهْفَان».
والحديث الآخر «تعين
ذا الحاجة المَلْهُوف».
(لهق) (ه) فيه «كان خلقه
سجيّة ولم يكن تَلَهْوُقاً» أى لم يكن تصنّعا وتكلّفا. يقال : تَلَهْوَقَ الرجل ، إذا تزيّن بما ليس فيه من خلق ومروءة وكرم.
قال الزمخشرى : «وعندى
أنه من اللهَقُ ، وهو الأبيض [فقد استعملوا الأبيض] فى موضع الكريم لنقاء عرضه ممّا يدنّسه».
ومنه قصيد كعب :
* ترمى الغيوب بعينى مفردٍ لَهِقٍ *
هو بفتح الهاء
وكسرها : الأبيض. والمفرد : الثّور الوحشىّ ، شبّهها به.
(لهم)
ـ فيه «أسألك رحمة
من عندك تُلْهَمُنِي بها رشدى» الإِلْهَام
: أن يلقى الله فى
النّفس أمرا ، يبعثه على الفعل أو الترك ، وهو نوع من الوحى يخصّ الله به من يشاء
من عباده. وقد تكرر فى الحديث.
وفى حديث عليّ «وأنتم
لَهَامِيمُ العرب» هى جمع لُهْمُوم
، وهو الجواد من
الناس والخيل.
(لها)
(س) فيه «ليس شىء
من اللهْوِ إلّا فى ثلاث» أى ليس منه مباح إلّا هذه ، لأنّ كلّ واحدة
منها إذا تأمّلتها وجدتها معينة على حقّ ، أو ذريعة إليه.
واللهْوُ : اللَّعِب. يقال : لَهَوْتُ
بالشيء أَلْهُو لَهْواً ، وتَلَهَّيْتُ
به ، إذا لعبت به
وتشاغلت ، وغفلت به عن غيره. وأَلْهَاه
عن كذا ، أى شغله.
ولَهِيتُ عن الشىء ، بالكسر ، أَلْهَى
، بالفتح
__________________
لُهِيّاً إذا سلوت عنه وتركت ذكره ، و [إذا] غفلت عنه واشتغلت.
(س) ومنه الحديث «إذا
استأثر الله بشىء
فَالْهَ عنه» أى اتركه
وأعرض عنه ، ولا تتعرّض له.
ومنه حديث الحسن ،
فى البلل بعد الوضوء «الْهَ
عنه».
ومنه حديث سهل بن
سعد «فَلَهِيَ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشىء كان بين يديه» أى اشتغل.
وحديث ابن الزبير
«أنه كان إذا سمع صوت الرّعد
لَهِيَ عن حديثه» أى تركه وأعرض عنه.
(ه) وحديث عمر «أنه
بعث إلى أبى عبيدة بمال فى صرّة ، وقال للغلام : اذهب بها إليه ثم تَلَهَ ساعة فى البيت ، ثم انظر ماذا يصنع بها» أى تشاغل وتعلّل.
ومنه قصيد كعب :
وقال كلّ صديق كنت آمله
|
|
لا
أُلْهِيَنَّكَ إنى عنك مشغول
|
أى لا أشغلك عن
أمرك ، فإنى مشغول عنك.
وقيل : معناه : لا
أنفعك ولا أعلّلك ، فاعمل لنفسك.
[ه] وفيه «سألت
ربّى ألّا يعذّب اللَّاهِينَ
من ذرّية البشر
فأعطانيهم» قيل : هم البله الغافلون.
وقيل : الذين لم
يتعمّدوا الذنوب ، وإنما فرط منهم سهوا ونسيانا .
وقيل : هم الأطفال
الذين لم يقترفوا ذنبا.
__________________
وفى حديث الشاة
المسمومة «فما زلت أعرفها فى لَهَوَاتِ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم» اللهَوَات
: جمع لَهَاة ، وهى اللّحمات فى سقف أقصى الفم. وقد تكرر فى الحديث.
وفى حديث عمر «منهم
الفاتح فاه لِلُهْوَة من الدنيا» اللُّهْوَة بالضم : العطيّة ، وجمعها : لُهًى.
وقيل : هى أفضل
العطاء وأجزله.
(باب اللام مع الياء)
(ليت) (س) فيه «ينفخ فى
الصّور فلا يسمعه أحد إلّا أصغى لِيتاً» اللِّيت
: صفحة العنق ، وهما
لِيتَان ، وأصغى : أمال.
وفى الدعاء : «الحمد
الله الذى لا يفات ، ولا
يُلَات ، ولا تشتبه عليه
الأصوات» يُلَات : من أَلَاتَ
يُلِيتُ ، لغة فى : لَاتَ يَلِيتُ ، إذا نقص. ومعناه : لا ينقص ولا يحبس عنه الدّعاء.
(ليث) (ه س) فى حديث ابن
الزبير «أنه كان يواصل ثلاثا ثم يصبح وهو
أَلْيَثُ أصحاب» أى أشدّهم
وأجلدهم. وبه سمّى الأسد
لَيْثاً.
(ليح) (ه) فيه «أنه كان
لحمزة رضى الله عنه سيف يقال له : لِيَاح» هو من لاح يَلُوح لِيَاحاً ، إذا بدا
وظهر. وأصله : لواح ، فقلبت الواو ياء لكسرة اللام ، كاللّياذ ، من لاذ يلوذ. ومنه
قيل للصّبح : لياح. وألاح ، إذا تلألأ.
(ليس) (ه) فيه «ما أنهر
الدّم وذكر اسم الله فكل ، لَيْسَ
السّنّ والظّفر» أى
إلّا السّنّ والظّفر.
__________________
و «لَيْسَ» من حروف الاستثناء ، كإلّا ، تقول : جاءنى القوم لَيْسَ زيدا ، وتقديره : ليس بعضهم زيدا.
ومنه الحديث «ما
من نبىّ إلا وقد أخطأ ، أو همّ بخطيئة ، لَيْسَ
يحيى بن زكريا».
ومنه الحديث «أنه
قال لزيد الخيل : ما وصف لى أحد فى الجاهلية فرأيته فى الإسلام إلّا رأيته دون
الصّفة لَيْسَكَ» أى إلّا أنت.
وفى «ليسك» غرابة
، فإن أخبار «كان وأخواتها» إذا كانت ضمائر ، فإنما يستعمل فيها كثيرا المنفصل دون
المتّصل ، تقول : ليس إيّاى وإيّاك.
(س) وفى حديث أبى
الأسود «فإنه أهيس أليس» الأليس : الذى لا يبرح مكانه.
(ليط) (س) فى كتابه
لثقيف لمّا أسلموا «وأنّ ما كان لهم من دين إلى أجل فبلغ أجله ، فإنه لِيَاط مبرّأ من الله ، وأنّ ما كان لهم من دين فى رهن وراء عكاظ
، فإنه يقضى إلى رأسه ويُلَاط بعكاظ ولا يؤخّر».
أراد باللِّيَاط الرّبا ؛ لأنّ كلّ شىء ألصق بشىء وأضيف إليه فقد أُلِيطَ به. والرّبا ملصق برأس المال. يقال : لَاطَ حبّه بقلبى يَلِيطُ ويلوط ، لَيْطاً ولوطا ولِيَاطاً ، وهو
أَلْيَط بالقلب ، وألوط.
(ه) ومنه حديث عمر
«أنه كان يُلِيطُ أولاد الجاهليّة بآبائهم» وفى رواية «بمن ادّعاهم فى
الإسلام» أى يلحقهم بهم ، من أَلَاطَهُ
يُلِيطُهُ ، إذا ألصقه به.
(ه) وفى كتابه
لوائل بن حجر «فى التّيعة شاة لا مقورّة
الأَلْيَاط» هى جمع لِيط ، وهى فى الأصل : القشر اللّازق بالشّجر ، أراد غير
مسترخية الجلود لهزالها ، فاستعار اللّيط للجلد ؛ لأنه للّحم بمنزلته للشّجر
والقصب ، وإنّما جاء به مجموعا ؛ لأنه أراد ليط كلّ عضو.
__________________
(س) ومنه الحديث «أن
رجلا قال لابن عباس : بأىّ شىء أذكّى إذا لم أجد حديدة؟ قال : بِلِيطَةٍ فالية» أى قشرة قاطعة.
واللِّيط : قشر القصب والقناة ، وكلّ شىء كانت له صلابة ومتانة ،
والقطعة منه : لِيطَة.
(س) ومنه حديث أبى
إدريس «دخلت على أنس فأتى بعصافير فذبحت بِلِيطَة» وقيل : أراد به القطعة المحدّدة من القصب.
(س) وفى حديث
معاوية ابن قرّة «ما يسرّنى أنى طلبت المال خلف هذه اللَّائِطَة ، وأنّ لى الدّنيا» اللَّائِطَة : الأسطوانة سمّيت به للزوقها بالأرض.
(لين) (ه) فيه «كان إذا
عرّس بليل توسّد
لَيْنَة» اللَّيْنَة بالفتح : كالمسورة أو كالرّفادة ، سمّيت لينة للينها.
(س) وفى حديث ابن
عمر «خياركم أَلَايِنُكُمْ
مناكب فى الصلاة» هى
جمع : أَلْيَن ، وهو بمعنى السّكون والوقار والخشوع.
ومنه الحديث «يتلون
كتاب الله لَيِّناً» أى سهلا على ألسنتهم.
ويروى «لَيْناً» بالتّخفيف ، لغة فيه.
(لية)
(س) فى حديث ابن
عمر «أنه كان يقوم له الرجل من لية نفسه ، فلا يقعد فى مكانه» أى من ذات نفسه ، من
غير أن يكرهه أحد.
وأصلها «ولية» ،
فخذفت الواو وعوّض منها الهاء ، كزنة وشية.
ويروى «من إلية
نفسه» فقلبت الواو همزة. وقد تقدّمت فى حرف الهمزة.
ويروى من «ليّته» بالتشديد
، وهم الأقارب الأدنون ، من اللّىّ ، فكأنّ الرجل يلويهم على نفسه. ويقال فى
الأقارب أيضا : لية ، بالتخفيف.
(ليا)
ـ فيه «أن رسول الله
صلىاللهعليهوسلم أكل لِيَاء ثم صلّى ولم يتوضّأ» اللِّيَاء بالكسر والمد : اللّوبياء ، واحدتها : لِيَاءَة.
__________________
وقيل : هو شىء
كالحمّص ، شديد البياض يكون بالحجاز.
واللِّيَاء أيضا : سمكة فى البحر يتّخذ من جلدها لتّرسة ، فلا يحيك فيها شىء. والمراد الأوّل.
ومنه الحديث «أنّ
فلانا أهدى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بودّان لِيَاء مقشّى».
ومنه حديث معاوية
«أنه دخل عليه وهو يأكل لِيَاء مقشّى».
وفى حديث الزّبير
«أقبلت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من لِيَّةَ» هو اسم موضع بالحجاز. وقد تقدّم فى اللام والواو.
وحديث الاختمار «ليّة لا ليّتين».
وحديث المطل «لَيُ الواجد».
وحديث «لىّ القاضى» ، لأنها من الواو.
__________________
حرف الميم
(باب الميم مع الهمزة)
(مأبض)
ـ فيه «أنه بال قائما ، لعلّة
بمأبضيه» المأبض : باطن
الرّكبة هاهنا ، وأصله من الإباض
، وهو الحبل الذى
يشدّ به رسغ البعير إلى عضده. والمأبض : مفعل منه. أى موضع الإباض ، والميم زائدة.
تقول العرب : إنّ البول قائما يشفى من تلك العلة .
(مأتم)
ـ فى بعض الحديث «فأقاموا عليه مأتما» المأتم فى الأصل : مجتمع الرجال والنساء فى الحزن
والسّرور ، ثم خصّ به اجتماع النساء للموت.
وقيل : هو
للشّوابّ منهنّ لا غيره. والميم زائدة.
(مأثرة)
ـ فيه «ألا إنّ كلّ
دم ومأثرة من مآثر الجاهلية فإنها تحت قدمىّ هاتين» مآثر العرب : مكارمها ومفاخرها التى تؤثر عنها وتروى. والميم
زائدة.
(مأرب)
ـ قد تكرر فى الحديث
ذكر «مَأْرِب» بكسر الراء ، وهى مدينة باليمن كانت بها بلقيس.
(مأزم)
ـ فيه «إنى حرّمت المدينة حراما ما بين مأزميها» المأزم
: المضيق فى
الجبال حيث يلتقى بعضها ببعض ويتّسع ما وراءه. والميم زائدة ، وكأنه من الأزم : القوّة
والشدّة.
ومنه حديث ابن عمر
«إذا كنت بين المأزمين
دون منّى ، فإنّ
هناك سرحة سرّ تحتها سبعون نبيّا» وقد تكرر فى الحديث.
__________________
(مأصر)
ـ فى حديث سعيد بن
زيد «حبست له سفينة
بالمأصر» هو موضع تحبس
فيه السّفن ، لأخذ الصدقة أو العشر ممّا فيها. والمأصر : الحاجز. وقد تفتح الصاد
بلاهمز ، وقد تهمز ، فيكون من الأصر : الحبس. والميم زائدة. يقال : أصره يأصره
أصرا ، إذا حبسه. والموضع : مأصر ومأصر. والجمع : مآصر.
(مأس)
ـ فى حديث مطرّف «جاء
الهدهد بالمَاسِ ، فألقاه على الزّجاجة ففلقها» ألماس : حجر معروف يثقب به الجوهر ويقطع وينقش ، وأظنّ الهمزة
واللام فيه أصليّتين ، مثلهما فى : إلياس ، وليست بعربيّة ، فإن كان كذلك فبابه
الهمزة ، لقولهم فيه : الألماس. وإن كانتا للتّعريف ، فهذا موضعه. يقال : رجل
مَاسٍ ، بوزن مال : أى خفيف طيّاش.
(مأق)
ـ فيه «أنه كان
يكتحل من قبل مُؤْقِهِ
مرّة ، ومن قبل مَأْقِهِ مرّة» مُؤْق
العين : مؤخّرها ،
ومَأْقِهَا : مقدّمها.
قال الخطّابى : من
العرب من يقول : مَأْقٌ
ومُؤْقٌ ، بضمّهما ، وبعضهم يقول : مَأْقٍ
ومُؤْقٍ ، بكسرهما ، وبعضهم [يقول] : ماق ، بغير همز ، كقاض. والأفصح الأكثر : المَأْقِي ، بالهمز والياء ، والمُؤْق
بالهمز والضم ،
وجمع المؤق : آمَاق
وأَمْآق ، وجمع المَأْقِي
: مَآقِي.
(ه) ومنه الحديث «أنه
كان يمسح المَأْقِيَيْنِ» هى تثنية
المَأْقِي.
[ه] وفى حديث طهفة
«ما لم تضمروا
الإِمَاق» الإِمَاق : تخفيف الإِمْآق
، بحذف الهمزة
وإلقاء حركتها على الميم ، وهو من أماق الرجل ، إذا صار ذا مأقة ، وهى الحميّة
والأنفة.
وقيل : الحدّة
والجراءة. يقال : أَمْأَقَ
الرجل يُمْئِقُ إِمْآقاً ، فهو
مُئِيق. فأطلقه على
النّكث والغدر ؛ لأنهما من نتائج الأنفة والحميّة أن يسمعوا ويطيعوا.
__________________
قال الزمخشرى : «وأوجه
من هذا أن يكون الإماق مصدر : أماق ، وهو أفعل من الموق ، بمعنى الحمق. والمراد إضمار الكفر ،
والعمل على ترك الاستبصار فى دين الله تعالى».
(مأل)
ـ فى حديث عمرو بن
العاص «إنّى والله ما تأبّطتنى الإماء ، ولا حملتنى البغايا فى غبّرات المَآلِي» المَآلِي : جمع مِئْلَاة ـ بوزن سِعلاة ـ
وهى هاهنا خرقة الحائض ، وهى خرقة النائحة أيضا. يقال : آلَت المرأة
إيلاء ، إذا اتّخذت
مِئْلَاة ، وميمها زائدة.
نفى عن نفسه الجمع
بين سبّتين : أن يكون لزِنية ، وأن يكون محمولا فى بقيّة حيضة.
(مأم)
ـ فى حديث ابن عباس
«لا يزال أمر الناس مُؤامّا ، ما لم ينظروا فى القَدَر والولدان» أى لا يزال جاريا على
القصد والاستقامة. والمُؤامّ
: المُقَارِب ،
مفاعل من الأَمّ ، وهو القصد ، أو من الأَمَم
: القُرب. وأصله :
مُؤامِم ، فأُدغِم.
ومنه حديث كعب «لا
تزال الفتنة
مُؤامّاً بها ما لم تبدأ
من الشام» مؤامّ هاهنا : مُفاعَل بالفتح ، على المفعول ؛ لأن معناه : مقارَبا بها
، والباء للتّعدية.
ويروى «مؤمّا»
بغير مدّ.
(مأن) [ه] فى حديث ابن
مسعود «إنّ طول الصلاة وقصر الخطبة
مَئِنّة من فقه الرجل» أى
إنّ ذلك مما يعرف به فقه الرجل. وكل شىء دلّ على شىء فهو مئنة له ، كالمخلقة
والمجدرة. وحقيقتها أنها مفعلة من معنى «إنّ» التى للتحقيق والتأكيد ، غير مشتقّة
من لفظها ، لأن الحروف لا يشتق منها ، وإنما ضمّنت حروفها ، دلالة على أنّ معناها
فيها. ولو قيل : إنها اشتقّت من لفظها بعد ما جعلت اسما لكان قولا.
ومن أغرب ما قيل
فيها : أنّ الهمزة بدل من ظاء المظنّة ، والميم فى ذلك كله زائدة.
وقال أبو عبيد :
معناه أنّ هذا مما يستدلّ به على فقه الرجل.
__________________
قال الأزهرى : جعل
أبو عبيد فيه الميم أصلية ، وهى ميم مفعلة .
(ماء)
ـ فى حديث أبى هريرة
«أمّكم هاجر يا بنى مَاءِ السماء» يريد العرب ، لأنهم كانوا يتّبعون قطر السماء ،
فينزلون حيث كان ، وألف «الماء» منقلبة عن واو ، وإنما ذكرناه هاهنا لظاهر لفظه.
(باب الميم مع التاء)
(متت)
ـ فى حديث عليّ «لا يَمُتَّان إلى الله بحبل ، ولا يمدّان إليه بسبب» المَتّ : التّوسّل والتوصّل بحرمة أو قرابة ، أو غير ذلك. تقول : مَتَ يَمُتُ مَتّاً ، فهو
مَاتٌ. والاسم : مَاتَّةٌ ، وجمعها : مَوَاتّ
، بالتشديد فيهما.
(متح)
ـ فى حديث جرير «لا يقام مَاتِحُهَا» المَاتِح
: المستقى من
البئر بالدّلو من أعلى البئر ، أراد أنّ ماءها جار على وجه الأرض فليس يقام بها مَاتِح ، لأن الماتح يحتاج إلى إقامته على الآبار ليستقى.
والمايح ، بالياء : الذى يكون فى أسفل البئر يملأ الدّلو. تقول : مَتَحَ الدّلو
يَمْتَحُهَا مَتْحاً ، إذا جذبها مستقيا لها ، ومَاحَهَا
يَمِيحُهَا : إذا ملأها.
(ه) ومنه حديث
أبىّ «فلم أر الرجال مَتَحَتْ
أعناقها إلى شىء مُتُوحها إليه» أى مدّت أعناقها نحوه.
وقوله «متوحها»
مصدر غير جار على فعله ، أو يكون كالشّكور والكفور.
(ه) ومنه حديث ابن
عباس «لا تقصر الصلاة إلّا فى يوم مَتَّاح» أى يوم يمتدّ سيره من أوّل النهار إلى آخره. ومَتَحَ النهار ، إذا طال وامتدّ.
(متخ) (س) فيه «أنه أتى
بسكران ، فقال : اضربوه ، فضربوه بالثّياب والنّعال والمِتِّيخَة» وفى رواية «ومنهم من جلده بالمِتِّيخَة».
هذه اللفظة قد
اختلف فى ضبطها. فقيل : هى بكسر الميم وتشديد التاء ،
__________________
وبفتح الميم مع
التشديد ، وبكسر الميم وسكون التاء قبل الياء ، وبكسر الميم وتقديم الياء
الساكنة على التاء.
قال الأزهرى :
وهذه كلها أسماء لجرائد النخل ، وأصل العرجون.
وقيل : هى اسم
للعصا. وقيل : القضيب الدّقيق اللّيّن.
وقيل : كلّ ما ضرب
به من جريد أو عصا أو درّة ، وغير ذلك.
وأصلها ـ فيما قيل
ـ من مَتَخَ الله رقبته بالسّهم ، إذا ضربه.
وقيل : من تيّخه
العذاب ، وطيّخه ، إذا ألحّ عليه ، فأبدلت التاء من الطاء.
ومنه الحديث «أنه
خرج وفى يده متّيخة ، فى طرفها خوص ، معتمدا على ثابت ابن قيس».
(متع)
ـ فيه «أنه نهى عن نكاح المُتْعَة» هو النّكاح إلى أجل معيّن ، وهو من التَّمَتُّع بالشىء : الانتفاع به. يقال : تَمَتَّعْتُ به أَتَمَتَّعُ
تَمَتُّعاً. والاسم : المُتْعَة ، كأنه ينتفع بها إلى أمد معلوم. وقد كان مباحا فى أوّل
الاسلام. ثم حرّم ، وهو الآن جائز عند الشّيعة.
وفيه ذكر «مُتْعَة الحج» التَمَتُّع
بالحج له شرائط
معروفة فى الفقه ، وهو أن يكون قد أحرم فى أشهر الحج بعمرة ، فإذا وصل إلى البيت
وأراد أن يحلّ ويستعمل ما حرم عليه ، فسبيله أن يطوف ويسعى ويحلّ ، ويقيم حلالا
إلى يوم الحج ، ثم يحرم من مكة بالحج إحراما جديدا ، ويقف بعرفة ثم يطوف ويسعى
ويحلّ من الحج ، فيكون قد
تَمَتَّعَ بالعمرة فى أيام
الحج : أى انتفع ؛ لأنهم كانوا لا يرون العمرة فى أشهر الحج ، فأجازها الإسلام.
وفيه «أن عبد
الرحمن طلّق امرأة فَمَتَّعَ بوليدة» أى أعطاها أمة ، وهى متعة الطلاق. ويستحبّ للمطلّق
أن يعطى امرأته عند طلاقها شيئا يهبها إيّاه.
وفى حديث ابن
الأكوع «قالوا : يا رسول الله ، لو لا
مَتَّعْتَنَا به» أى هلّا
تركتنا ننتفع به.
وقد تكرر ذكر «التّمتّع
، والمتعة ، والاستمتاع» فى الحديث.
__________________
وفى حديث ابن عباس
«أنه كان يفتى الناس حتى إذا
مَتَعَ الضّحى وسئم» مَتَعَ النهار ، إذا طال وامتدّ وتعالى.
ومنه حديث مالك بن
أوس «بينا أنا جالس فى أهلى حين مَتَعَ
النهار إذا رسول
عمر ، فانطلقت إليه».
(ه) ومنه حديث كعب
والدّجّال «يسخّر معه جبل مَاتِع
، خلاطه ثريد» أى
طويل شاهق.
(ه) وفيه «أنه
حرّم المدينة ورخّص فى مَتَاع
الناضح» أراد أداة
البعير التى تؤخذ من الشجر ، فسمّاها متاعا. والمَتَاع
: كلّ ما ينتفع به
من عروض الدنيا ، قليلها وكثيرها.
(متك) [ه] فى حديث عمرو
بن العاص «أنه كان فى سفر ، فرفع عقيرته بالغناء ، فاجتمع الناس عليه ، فقرأ
القرآن فتفرّقوا ، فقال : يا بنى المَتْكَاء ، إذا أخذت فى مزامير الشيطان اجتمعتم ، وإذا أخذت فى كتاب
الله تفرّقتم» المَتْكَاء : هى التى لم تختن. وقيل : هى التى لا تحبس بولها.
وأصله من المَتْك ، وهو عرق بظر المرأة.
وقيل : أراد يا
بنى البظراء.
وقيل : هى
المفضاة.
(متن)
ـ فى أسماء الله
تعالى «الْمَتِينُ»
هو القوىّ الشديد
، الذى لا يلحقه فى أفعاله مشقّة ، ولا كلفة ولا تعب. والمَتَانَة : الشدّة والقوّة ، فهو من حيث إنه بالغ القدرة تامّها
قوىّ ، ومن حيث إنه شديد القوّة متين.
(س) وفيه «مَتَنَ بالناس يوم كذا» أى سار بهم يومه أجمع. ومَتَنَ فى الأرض ، إذا ذهب.
__________________
(باب الميم مع الثاء)
(مثث) (س) فى حديث عمر «أنّ
رجلا أتاه يسأله ، قال : هلكت ، قال : أهلكت وأنت تَمُثُ
مَثَ الحميت؟» أى ترشح
من السّمن. ويروى بالنون.
وفى حديث أنس «كان
له منديل يَمُثُ به الماء إذا توضأ» أى يمسح به أثر الماء وينشّفه.
(مثل)
ـ فيه «أنه نهى عن المُثْلَة» يقال : مَثَلْتُ
بالحيوان أَمْثُلُ به مَثْلاً ، إذا قطعت أطرافه وشوّهت به ، ومَثَلْتُ بالقتيل ، إذا جدعت أنفه ، أو أذنه ، أو مذاكيره ، أو شيئا
من أطرافه. والاسم : المُثْلَة. فأمّا
مَثَّلَ ، بالتشديد ، فهو
للمبالغة.
ومنه الحديث «نهى
أن يُمَثَّلَ بالدّوابّ» أى تنصب فترمى ، أو تقطع أطرافها وهى حيّة.
زاد فى رواية «وأن
تؤكل المَمْثُول بها».
ومنه حديث سويد بن
مقرّن «قال له ابنه معاوية : لطمت مولى لنا فدعاه أبى ودعانى ، ثم قال : امْثُلْ منه ـ وفى رواية ـ امْتَثِلْ
، فعفا» أى اقتصّ
منه. يقال : أَمْثَلَ
السلطان فلانا ،
إذا أقاده. وتقول للحاكم : أَمْثِلْنِي
، أى أقدنى.
ومنه حديث عائشة
تصف أباها «فحنت له قسيّها ، وامْتَثَلُوهُ
غرضا» أى نصبوه
هدفا لسهام ملامهم وأقوالهم. وهو افتعل ، من المثلة. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) ومنه الحديث «من
مَثَلَ بالشّعر فليس له عند الله خلاق يوم القيامة» مُثْلَة الشّعر : حلقه من الخدود. وقيل : نتفه أو تغييره بالسّواد.
وروى عن طاوس أنه
قال : جعله الله طهرة ، فجعله نكالا.
(ه) وفيه «من سرّه
أن يَمْثُلَ له الناس قياما فليتبوّأ مقعده من النار» أى يقومون له
قياما وهو جالس. يقال : مَثَلَ
الرجل يَمْثُلُ مُثُولاً ، إذا انتصب قائما. وإنما نهى عنه لأنه من زىّ الأعاجم ،
ولأن الباعث عليه الكبر وإذلال الناس.
ومنه الحديث «فقام
النبى صلىاللهعليهوسلم مُمْثِلاً» يروى بكسر الثاء وفتحها : أى منتصبا قائما. هكذا شرح.
وفيه نظر من جهة التصريف.
وفى رواية «فمثل
قائما».
وفيه «أشدّ الناس
عذابا مُمَثِّلٌ من الممثّلين» أى مصوّر. يقال : مَثَّلْتُ ، بالتّثقيل والتخفيف ، إذا صوّرت مثالا. والتِّمْثَال : الاسم منه. وظل كل شىء : تِمْثَالُهُ. ومَثَّلَ الشىء بالشىء : سوّاه وشبّهه به ، وجعله مثله وعلى مثاله.
ومنه الحديث «رأيت
الجنة والنار
مُمَثَّلَتَيْنِ فى قبلة الجدار» أى
مصوّرتين ، أو مثالهما.
ومنه الحديث «لا تُمَثِّلُوا بنامية الله» أى لا تشبّهوا بخلقه ، وتصوروا مثل تصويره.
وقيل : هو من
المثلة.
(س [ه]) وفيه «أنه
دخل على سعد وفى البيت مِثَالٌ
رث» أى فراش خلق.
(س [ه]) ومنه حديث
عليّ «فاشترى لكل واحد منهما مثالين»
وقيل : أراد نمطين
، والنّمط : ما يفترش من مفارش الصوف الملوّنة.
(س) ومنه حديث
عكرمة «أنّ رجلا من أهل الجنة كان مستلقيا على مُثُلِهِ» هى جمع مِثَال
، وهو الفراش.
وفى حديث المقدام
«أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ألا إنى أوتيت الكتاب ومِثْلَه معه» يحتمل وجهين من التأويل :
أحدهما : أنه أوتى
من الوحى الباطن غير المتلوّ مثل ما أعطى من الظاهر المتلوّ.
والثانى : أنه
أوتى الكتاب وحيا ، وأوتى من البيان مثله : أى أذن له أن يبيّن ما فى الكتاب ،
فيعم ، ويخصّ ، ويزيد ، وينقص ، فيكون فى وجوب العمل به ولزوم قبوله ، كالظاهر
المتلوّ من القرآن.
(س) وفى حديث
المقداد «قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن قتلته كنت مثله قبل أن يقول كلمته» أى تكون من أهل
النار إذا قتلته ، بعد أن أسلم وتلفّظ بالشهادة ، كما كان هو قبل التّلفّظ بالكلمة
من أهل النار ، لا أنه يصير كافرا بقتله.
__________________
وقيل : معناه :
أنك مثله فى إباحة الدّم ، لأن الكافر قبل أن يسلم مباح الدّم ، فإن قتله أحد بعد
أن أسلم كان مباح الدّم بحق القصاص.
(س) ومنه حديث
صاحب النّسعة «إن قتلته كنت مثله» جاء فى رواية أبى هريرة «أن الرجل قال : والله
ما أردت قتله» فمعناه أنه قد ثبت قتله إياه ، وأنه ظالم له ، فإن صدق هو فى قوله :
إنه لم يرد قتله ، ثم قتلته قصاصا كنت ظالما مثله ، لأنه يكون قد قتله خطأ.
(ه) وفى حديث
الزكاة «أمّا العباس ، فإنها عليه ومثلها معها» قيل : إنه كان أخّر الصدقة عنه عامين ، فلذلك قال : «ومثلها معها».
وتأخير الصدقة
جائز للإمام إذا كان بصاحبها حاجة إليها.
وفى رواية «قال :
فإنها علىّ ومثلها معها» قيل : إنه كان استسلف منه صدقة عامين ، فلذلك قال : «علىّ».
وفى حديث السّرقة
«فعليه غرامة مثليه» هذا على سبيل الوعيد والتّغليظ ، لا الوجوب ؛ لينتهى فاعله
عنه ، وإلا فلا واجب على متلف الشىء أكثر من مثله.
وقيل : كان فى صدر
الإسلام تقع العقوبات فى الأموال ، ثم نسخ.
وكذلك قوله فى
ضالّة الإبل «غرامتها ومثلها معها» وأحاديث كثيرة نحوه ، سبيلها هذا السّبيل من
الوعيد. وقد كان عمر يحكم به. وإليه ذهب أحمد ، وخالفه عامّة الفقهاء.
وفيه «أشدّ الناس
بلاء الأنبياء ، ثم الأَمْثَل
فالأمثل» أى
الأشرف فالأشرف ، والأعلى فالأعلى ، فى الرّتبة والمنزلة. يقال : هذا أَمْثَلُ من هذا : أى أفضل وأدنى إلى الخير. وأَمَاثِل الناس : خيارهم.
ومنه حديث التراويح
«قال عمر : لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثَل» أى أولى وأصوب.
وفيه «أنه قال بعد
وقعة بدر : لو كان أبو طالب حيّا لرأى سيوفنا قد بسأت بالمياثل» قال الزمخشرى :
معناه : اعتادت واستأنست بالأماثل.
__________________
(مثن) (ه س) فى حديث
عمّار «أنه صلّى فى تبّان ، وقال : إنّى مَمْثُون» هو الذى يشتكى مَثَانَتَه
، وهو العضو الذى
يجتمع فيه البول داخل الجوف ، فإذا كان لا يمسك بوله فهو أَمْثَن.
(باب الميم مع الجيم)
(مجج) (ه) فيه «أنه أخذ
حسوة من ماء
فَمَجَّهَا فى بئر ، ففاضت
بالماء الرّواء» أى صبّها. ومنه ، مَجَ
لعابه ، إذا قذفه.
وقيل : لا يكون مَجّاً حتى يباعد به.
ومنه حديث عمر «قال
فى المضمضة للصائم : لا
يَمُجُّه ، ولكن يشربه ،
فإنّ أوّله خيره» أراد المضمضة عند الإفطار : أى لا يلقيه من فيه فيذهب خلوفه.
ومنه حديث أنس «فَمَجَّهُ فى فيه».
وحديث محمود بن
الربيع «عقلت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم مَجَّةً مجّها فى بئر لنا».
(ه) وفيه «أنه كان
يأكل القثّاء
بالمُجَاج» أى بالعسل ؛
لأنّ الّحل تمجّه.
(س) ومنه الحديث «أنه
رأى فى الكعبة صورة إبراهيم ، فقال : مروا
المُجَّاج يُمَجْمِجُون عليه» المُجَّاج : جمع مَاجّ
، وهو الرجل الهرم
الذى يمجّ ريقه ولا يستطيع حبسه. والمَجْمَجَة : تغيير الكتاب وإفساده عما كتب. ويقال : مَجْمَجَ فى خبره : أى لم يشف. ومَجْمَجَ
بى : ردّنى من حال إلى حال.
وفى بعض الكتب : «مروا المَجَّاج» بفتح الميم : أى مروا الكاتب يسوّده. سمّى به لأن قلمه
يمجّ المداد.
__________________
(ه) وفى حديث
الحسن «الأذن مَجَّاجَة وللنفس حمضة» أى لا تعى كلّ ما تسمع ، وللنّفس شهوة فى استماع
العلم.
(ه) وفيه «لا تبع
العنب حتى يظهر
مَجَجُهُ» أى بلوغه. مَجَّجَ العنب يُمَجِّجُ
، إذا طاب وصار
حلوا.
ومنه حديث الخدرى
«لا يصلح السّلف فى العنب والزيتون وأشباه ذلك حتى يُمَجِّجَ».
ومنه حديث
الدّجّال «يعقّل الكرم ثم يكحّب ثم يُمَجِّجُ».
(مجد)
[ه] فى أسماء الله
تعالى «الْمَجِيدُ ، والمَاجِد»
المَجْد فى كلام العرب : الشّرف الواسع. ورجل مَاجِد : مفضال كثير الخير شريف. والمَجِيد : فعيل منه للمبالغة.
وقيل : هو الكريم
الفعال.
وقيل : إذا قارن
شرف الذات حسن الفعال سمّى مَجْداً. وفعيل أبلغ من فاعل ، فكأنّه يجمع معنى الجليل والوهّاب
والكريم.
(س) وفى حديث
عائشة «ناولينى المَجِيد» أى المصحف ، هو من قوله تعالى : «بَلْ هُوَ قُرْآنٌ
مَجِيدٌ».
ومنه حديث قراءة
الفاتحة «مَجَّدَنِي عبدى» أى شرّفنى وعظّمنى.
(س) ومنه حديث
عليّ «أمّا نحن بنو هاشم فأنجاد
أَمْجَاد» أى أشراف كرام ، جمع مَجِيد ، أو
مَاجِد ، كأشهاد فى شهيد
أو شاهد. وقد تكرّرت هذه اللّفظة وما تصرّف منها فى الحديث.
(مجر)
(ه) فيه «أنه نهى
عن المَجْر» أى بيع المَجْر ، وهو ما فى البطون ، كنهيه عن الملاقيح.
__________________
ويجوز أن يكون
سمىّ بيع المَجْر مَجْراً اتّساعا ومجازا ، وكان من بياعات الجاهلية. يقال : أَمْجَرْت إِمْجَاراً ، ومَاجَرْت
مُمَاجَرَة. ولا يقال لما فى
البطن مجر ، إلّا إذا أثقلت الحامل ، فالمَجْر : اسم للحمل الذى فى بطن الناقة. وحمل الذى فى بطنها : حبل
الحبلة ، والثالث : الغميس.
قال القتيبى : هو المَجَر ، بفتح الجيم. وقد أخذ عليه ؛ لأنّ المَجَرَ داء فى الشاء ، وهو أن يعظم بطن الشاة الحامل فتهزل ، وربّما رمت بولدها. وقد مَجَرْت وأَمْجَرْت.
ومنه الحديث «كلّ مَجْرٍ حرام» قال الشاعر :
ألم تك مَجْراً لا تحلّ لمسلم
|
|
نهاه أمير المصر
عنه وعامله
|
(ه) وفى حديث الخليل عليهالسلام «فيلتفت إلى أبيه وقد مسخه الله ضبعانا أَمْجَرَ» الأَمْجَر : العظيم البطن المهزول الجسم.
(س) وفى حديث أبى
هريرة «الحسنة بعشر أمثالها ، والصّوم لى وأنا أجزى به ، يذر طعامه وشرابه مجراى» أى
من أجلى.
وأصله : من جرّاى
، فحذف النون وخفّف الكلمة. وكثيرا ما يرد هذا فى حديث أبى هريرة.
(مجس) (س) فيه «القدريّة مَجُوس هذه الأمّة» قيل : إنما جعلهم مجوسا ؛ لمضاهاة مذهبهم مذهب المَجُوس ، فى قولهم بالأصلين ، وهما النور والظّلمة ، يزعمون أنّ
الخير من فعل النور ، والشرّ من فعل الظّلمة. وكذا القدريّة يضيفون الخير إلى الله
، والشرّ إلى الإنسان والشيطان. والله تعالى خالقهما معا. لا يكون شىء منهما إلّا
بمشيئته ، فهما مضافان إليه ، خلقا وإيجادا ، وإلى الفاعلين لهما ، عملا واكتسابا.
(مجع) (ه) فى حديث ابن
عبد العزيز «دخل على سليمان بن عبد الملك فمازحه بكلمة ،
__________________
فقال : إيّاى
وكلام المِجَعَة» هى جمع : مِجْع
، وهو الرجل
الجاهل. وقيل : الأحمق ، كقرد وقردة. ورجل مِجْعٌ
، وامرأة مِجْعَةٌ.
قال الزمخشرى : لو روى بالسكون لكان المراد : إيّاى وكلام المرأة الغزلة
، أو تكون التاء للمبالغة. يقال : مَجَعَ
الرجل يَمْجُعُ
مَجَاعَةً ، إذا تماجن ورفث
فى القول.
ويروى «إيّاى
وكلام المَجَاعَة» أى التصريح بالرّفث.
ومعنى إيّاى وكذا
: أى نحّنى عنه وجنّبنى.
(س) وفى حديث
بعضهم «دخلت على رجل وهو
يَتَمَجَّعُ» التَّمَجُّع والمَجْعُ
: أكل التّمر
باللبن ، وهو أن يحسو حسوة من اللبن ، ويأكل على أثرها تمرة.
(مجل) (ه) فيه «أنّ
جبريل نقر رأس رجل من المستهزئين ، فَتَمَجَّلَ
رأسه قيحا ودما» أى
امتلأ. يقال : مَجَلَتْ
يده تَمْجُلُ مَجْلاً ، ومَجَلَتْ
تَمْجَلُ مَجَلاً ، إذا ثخن جلدها
وتعجّر ، وظهر فيها ما يشبه البثر ، من العمل بالأشياء الصّلبة الخشنة.
(ه) ومنه حديث
فاطمة «أنها شكت إلى علىّ مَجْلَ
يديها من الطّحن».
وحديث حذيفة «فيظلّ
أثرها مثل أثر
المَجْل».
(س) وفى حديث ابن
واقد «كنّا نتماقل فى مَاجِل
أو صهريج» المَاجِل : الماء الكثير المجتمع.
قاله ابن الأعرابى
بكسر الجيم ، غير مهموز.
وقال الأزهرى : هو
بالفتح والهمز.
وقيل : إن ميمه
زائدة ، وهو من باب : أجل.
وقيل : هو معرّب.
والتّماقل :
التّغاوص فى الماء.
وفى حديث سويد بن
الصامت «معى مجلّة لقمان» أى كتاب فيه حكمة لقمان. والميم زائدة. وقد تقدّم فى حرف
الجيم.
__________________
(مجن) قد تكرر فى
الحديث ذكر «المجنّ والمجانّ» وهو التّرس والتّرسة. والميم زائدة لأنه من الجنّة :
السّترة. وقد تقدّم فى الجيم.
وفى حديث بلال :
وهل أردن يوما
مياه مجنّة
|
|
وهل يبدون لى
شامة وطفيل
|
مجنّة : موضع
بأسفل مكة على أميال. وكان يقام بها للحرب سوق.
وبعضهم يكسر ميمها
، والفتح أكثر. وهى زائدة. وقد تكرر ذكرها فى الحديث.
(س) وفى حديث عليّ
«ما شبّهت وقع السّيوف على الهام إلّا بوقع البيازر على المواجن» جمع ميجنة ، وهى
المدقّة. يقال : وجن القصّار الثوب يجنه وجنا ، إذا دقّه. والميم زائدة. وهى مفعلة
، بالكسر منه.
(باب الميم مع الحاء)
(محج)
ـ قد تكرر فيه ذكر «المَحَجّة» وهى جادّة الطريق ، مفعلة ، من الحَجّ : القصد. والميم
زائدة ، وجمعها : المَحَاجّ
، بتشديد الجيم.
ومنه حديث عليّ «ظهرت
معالم الجور ، وتركت مَحَاجّ
السّنن».
(محح) (ه) فيه «فلن
تأتيك حجّة إلّا دحضت ، ولا كتاب زخرف إلّا ذهب نوره ومَحَ لونه» مَحَ
الكتاب وأَمَحَ : أى درس. وثوب مَحٌ
: خلق.
(س) ومنه حديث
المتعة «وثوبى مَحٌ» أى خلق بال.
(محز) (ه) فيه «فلم نزل
مفطرين حتى بلغنا
مَاحُوزَنَا» قيل : هو موضعهم الذى أرادوه. وأهل الشام يسمّون المكان الذى
بينهم وبه العدوّ وفيه أساميهم ومكاتبهم : مَاحُوزا .
__________________
وقيل : هو من حزت
الشىء ، أى : أحرزته. وتكون الميم زائدة.
قال الأزهرى : لو
كان منه لقيل : محازنا ، ومحوزنا. وأحسبه بلغة غير عربيّة.
(محسر)
ـ قد تكرر ذكر «محسّر» فى الحديث ، وهو بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين
المشدّدة : واد بين عرفات ومنى.
(محش) [ه] فيه «يخرج قوم
من النار قد
امْتَحَشُوا» أى احترقوا. والمَحْش : احتراق الجلد وظهور العظم.
ويروى «امْتُحِشُوا » لما لم يسمّ فاعله. وقد
مَحَشَتْهُ النار تَمْحَشُهُ مَحْشاً.
ومنه حديث ابن
عباس «أتوضّأ من طعام أجده حلالا ؛ لأنه مَحَشَتْهُ
النار!» قاله
منكرا على من يوجب الوضوء ممّا مسّته النار. وقد تكرر فى الحديث.
(محص) (س) فى حديث
الكسوف «فرغ من الصلاة وقد
أَمْحَصَتِ الشمس» أى ظهرت من
الكسوف وانجلت.
ويروى «امَّحَصَتْ» على المطاوعة ، وهو قليل فى الرّباعى. وأصل المَحْص : التخليص. ومنه تَمْحِيص
الذنوب ، أى
إزالتها.
(ه) ومنه حديث
عليّ وذكر فتنة فقال : «يُمْحَصُ
الناس فيها كما
يُمْحَصُ ذهب المعدن» أى
يخلّصون بعضهم من بعض ، كما يخلّص ذهب المعدن من التراب.
وقيل : يختبرون
كما يختبر الذهب ؛ لتعرف جودته من رداءته.
(محض)
ـ فى حديث الوسوسة «ذلك مَحْض
الإيمان» أى خالصه
وضريحه.
وقد تقدّم معنى
الحديث فى حرف الصاد.
والمَحْض : الخالص من كل شىء.
(س) ومنه حديث عمر
«لمّا طعن شرب لبنا فخرج مَحْضاً» أى خالصا على جهته لم يختلط بشىء. والمَحْض فى اللغة : اللّبن الخالص ، غير مشوب بشىء.
ومنه الحديث «بارك
لهم فى مَحْضِهَا ومخضها» أى الخالص والممخوض.
__________________
(س) ومنه حديث
الزكاة «فأعمد إلى شاة ممتلئة شحما ومَحْضاً» أى سمينة كثيرة اللّبن. وقد تكرر فى الحديث بمعنى اللبن
مطلقا.
(محق)
ـ فى حديث البيع «الحلف منفقة للسّلعة مَمْحَقَة للبركة».
وفى حديث آخر «فإنه
ينفّق ثم يَمْحَقُ» المَحْق
: النّقص والمحو
والإبطال. وقد
مَحَقَه يَمْحَقُهُ. ومَمْحَقَة : مفعلة منه : أى مظنّة له ومحراة به.
ومنه الحديث «ما مَحَقَ الإسلام شيئا ما مَحَقَ الشّحّ» وقد تكرر فى الحديث.
(محك)
ـ فى حديث عليّ «لا تضيق به الأمور ، ولا تَمْحَكُهُ الخصوم» المَحْك
: اللّجاج ، وقد مَحَكَ يَمْحَكُ ، وأَمْحَكَهُ
غيره.
(محل)
(ه) فى حديث
الشفاعة «إنّ إبراهيم يقول : لست هناكم ، أنا الذى كذبت ثلاث كذبات ، قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : والله ما فيها كذبة إلا وهو يُمَاحِل بها عن الإسلام» أى يدافع ويجادل ، من المِحَال ، بالكسر ، وهو الكيد. وقيل : المكر. وقيل : القوّة
والشدّة.
وميمه أصليّة.
ورجل مَحِلٌ : أى ذو كيد.
ومنه حديث ابن
مسعود «القرآن شافع مشفّع ، ومَاحِل
مصدّق» أى خصم
مجادل مصدّق.
وقيل : ساع مصدّق
، من قولهم : مَحَلَ
بفلان ، إذا سعى
به إلى السلطان.
يعنى أنّ من
اتّبعه وعمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشّفاعة ، ومصدّق عليه فيما يرفع من
مساويه إذا ترك العمل به.
ومنه حديث الدعاء
«لا تجعله مَاحِلاً مصدّقا».
والحديث الآخر «لا
ينقض عهدهم عن شية
مَاحِل» أى عن وشى واش ،
وسعاية ساع.
ويروى «عن سنّة مَاحِل» بالنون والسين المهملة.
وفى حديث عبد
المطلب :
لا يغلبنّ
صليبهم
|
|
ومحالهم غدوا
محالك
|
أى كيدك وقوتك.
(ه) وفى حديث عليّ
«إنّ من ورائكم أمورا
مُتَمَاحِلَة» أى فتنا طويلة
المدّة. والمُتَمَاحِل من الرجال : الطويل.
(س) وفيه «أما
مررت بوادى أهلك مَحْلاً؟» أى جدبا. والمَحْل
فى الأصل : انقطاع
المطر. وأَمْحَلَتِ الأرض والقوم. وأرض مَحْلٌ
، وزمن مَحْلٌ ومَاحِلٌ.
(س) وفيه «حرّمت
شجر المدينة إلّا مسد
مَحَالَة» المَحَالَة : البكرة العظيمة التى يستقى عليها. وكثيرا ما يستعملها
السّفارة على البئار العميقة.
وفى حديث قسّ :
أيقنت أنّى لا
محا
|
|
لة حيث صار
القوم صائر
|
أى لا حيلة ،
ويجوز أن يكون من الحول : القوّة والحركة. وهى مفعلة منهما.
وأكثر ما يستعمل «لا
محالة» بمعنى اليقين والحقيقة ، أو بمعنى لابدّ. والميم زائدة.
(س) وفى حديث
الشّعبىّ «إن حوّلناها عنك بمحول» المحول بالكسر : آلة التحويل.
ويروى بالفتح ،
وهو موضع التحويل. والميم زائدة.
(محن) [ه] فيه «فذلك
الشهيد المُمْتَحَن» هو المصفّى المهذّب.
مَحَنْتُ الفضة ، إذا
صفّيتها ، وخلّصتها بالنار.
(س) وفى حديث
الشّعبىّ «المِحْنَة بدعة» هى أن يأخذ السلطان الرجل فيمتحنه ، ويقول : فعلت
كذا وفعلت كذا ، فلا يزال به حتى يسقط ويقول ما لم يفعله ، أو ما لا يجوز قوله ،
يعنى أن هذا الفعل بدعة.
(محنب)
ـ فيه ذكر «مُحَنِّب» هو بضم الميم وفتح الحاء وتشديد النون المكسورة وبعدها
باء موحّدة : بئر أو أرض بالمدينة.
__________________
(محا) [ه] فى أسماء
النبى عليهالسلام «المَاحِي» أى الذى يَمْحُو الكفر ، ويعفّى آثاره.
(باب الميم مع الخاء)
(مخخ)
ـ فيه «الدّعاء
مُخُ العبادة» مُخُ الشىء : خالصه. وإنما كان مخّها لأمرين :
أحدهما : أنه
امتثال أمر الله تعالى حيث قال : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ) فهو محض العبادة وخالصها.
الثانى : أنه إذا
رأى نجاح الأمور من الله قطع أمله عما سواه ، ودعاه لحاجته وحده. وهذا هو أصل
العبادة ، ولأنّ الغرض من العبادة الثواب عليها ، وهو المطلوب بالدعاء.
وفى حديث أم معبد
فى رواية «فجاء يسوق أعنزا عجافا ، مِخَاخُهُنَ
قليل» المِخَاخ : جمع مُخّ
، مثل حبّ وحباب ، وكمّ وكمام.
وإنما لم يقل «قليلة»
لأنه أراد أنّ مخاخهنّ شىء قليل.
(مخر) (ه) فيه «إذا بال
أحدكم فَلْيَتَمَخَّرِ الرّيح» أى ينظر أين مجراها ، فلا يستقبلها لئلّا ترشّش
عليه بوله.
والمَخْر فى الأصل : الشّقّ. يقال : مَخَرَتِ
السفينة الماء ،
إذا شقّته بصدرها وجرت. ومَخَرَ الأرض ، إذا شقها للزراعة.
(ه) ومنه حديث
سراقة «إذا أتى أحدكم الغائط فليفعل كذا وكذا ، واسْتَمْخِرُوا الرّيح» أى اجعلوا ظهوركم إلى الريح عند البول ؛ لأنه إذا
ولّاها ظهره أخذت عن يمينه ويساره ، فكأنه قد شقّها به.
ومنه حديث الحارث
بن عبد الله بن السائب «قال لنافع بن جبير : من أين؟ قال : خرجت أَتَمَخَّرُ الريح» كأنه أراد : أستنشقها.
ومنه الحديث «لَتَمْخُرَنَ الرّوم الشام أربعين صباحا» أراد أنها تدخل الشام وتخوضه ،
وتجوس خلاله ، وتتمكّن منه ، فشبّهه بمخر السفينة البحر.
__________________
[ه] وفى حديث زياد
«لمّا قدم البصرة واليا عليها ، قال : ما هذه المَوَاخِير؟ الشراب عليه حرام حتى تسوّى بالأرض ، هدما وحرقا» هى جمع مَاخُور ، وهو مجلس الرّيبة ، ومجمع أهل الفسق والفساد ، وبيوت الخمّارين ،
وهو تعريب : ميخور.
وقيل : هو عربىّ ،
لتردّد الناس إليه ، من مخر السفينة الماء.
(مخش)
ـ فى حديث عليّ «كان صلىاللهعليهوسلم مِخَشّا» هو الذى يخالط الناس ويأكل معهم ويتحدّث. والميم زائدة.
(مخض) (س) فى حديث
الزكاة «فى خمس وعشرين من الإبل بنت مَخَاض» المَخَاض
: اسم للنّوق
الحوامل ، واحدتها خلفة. وبنت المخاض وابن المخاض : ما دخل فى السنة الثانية ،
لأنّ أمّه قد لحقت بالمخاض : أى الحوامل ، وإن لم تكن حاملا.
وقيل : هو الذى
حملت أمّه ، أو حملت الإبل التى فيها أمّه ، وإن لم تحمل هى ، وهذا هو معنى ابن
مخاض وبنت مخاض ؛ لأن الواحد لا يكون ابن نوق ، وإنما يكون ابن ناقة واحدة.
والمراد أن تكون وضعتها أمّها فى وقت مّا ، وقد حملت النّوق التى وضعن مع أمّها ،
وإن لم تكن أمّها حاملا ، فنسبها إلى الجماعة بحكم مجاورتها أمّها.
وإنما سمّى ابن
مخاض فى السنة الثانية ؛ لأنّ العرب إنما كانت تحمل الفحول على الإناث بعد وضعها
بسنة ليشتدّ ولدها ، فهى تحمل فى السّنة الثانية وتمخض ، فيكون ولدها ابن مخاض.
وقد تكرر ذكرها فى الحديث.
وفى حديث عمر «دع المَاخِض والرّبّى» هى التى أخذها
المَخَاض لتضع. والمَخَاض : الطّلق عند الولادة. يقال : مَخَضَتِ الشاة
مَخْضاً ومَخَاضاً ومِخَاضاً ، إذا دنا نتاجها.
(س) وفى حديث
عثمان «أن امرأة زارت أهلها
فَمَخَضَتْ عندهم» أى تحرّك
الولد فى بطنها للولادة ، فضربها المخاض. وقد تكرر أيضا فى الحديث.
وفى حديث الزكاة
فى رواية «فأعمد إلى شاة ممتلئة
مَخَاضاً وشحما» أى نتاجا.
وقيل : أراد به
المخاض الذى هو دنوّ الولادة. أى أنها امتلأت حملا وسمنا.
__________________
وفيه «بارك لهم فى
محضها ومَخْضِهَا» أى ما
مُخِضَ من اللبن وأخذ
زبده. ويسمى مَخِيضاً أيضا.
والمَخَض : تحريك السّقاء الذى فيه اللبن ، ليخرج زبده.
(س) ومنه الحديث «أنه
مرّ عليه بحنازة
تُمْخَضُ مَخْضاً» أى تحرّك تحريكا
سريعا.
(مخن)
ـ فى حديث عائشة ، تمثّلت بشعر لبيد :
يتحدّثون مَخَانة وملاذة
المَخَانة : مصدر
من الخيانة ، والميم زائدة.
وذكره أبو موسى فى
الجيم ، من المجون ، فتكون الميم أصليّة.
(باب الميم مع الدال)
(مدج)
(ه س) فيه ذكر «مُدَجِّج» بضم الميم وتشديد الجيم المكسورة : واد بين مكة والمدينة
، له ذكر فى حديث الهجرة.
(مدد) (ه س) فيه «سبحان
الله مِدَادَ كلماته»
أى مثل عددها.
وقيل : قدر ما يوازيها فى الكثرة ، عيار كيل ، أو وزن ، أو عدد ، أو ما أشبهه من
وجوه الحصر والتقدير.
وهذا تمثيل يراد
به التّقريب ، لأنّ الكلام لا يدخل فى الكيل والوزن ، وإنما يدخل فى العدد.
والمِدَاد : مصدر
كالمَدَدِ. يقال : مَدَدْتُ الشىء
مَدّاً ومِدَاداً ، وهو ما يكثّر به ويزاد.
(ه) ومنه حديث
الحوض «ينبعث فيه ميزابان ، مِدَادُهُمَا أنهار الجنة» أى يمدّهما أنهارها.
ومنه حديث عمر «هم
أصل العرب ومَادَّة الإسلام» أى الذين يعينونهم ويكثّرون
__________________
جيوشهم ، ويتقوّى
بزكاة أموالهم. وكلّ ما أعنت به قوما فى حرب أو غيره فهو مادّة لهم.
(س) وفيه «إنّ
المؤذّن يغفر له مَدَّ صوته» المَدُّ : القدر ، يريد به قدر الذنوب : أى يغفر له ذلك إلى منتهى
مدّ صوته ، وهو تمثيل لسعة المغفرة ، كقوله الآخر «لو لقيتنى بقراب الأرض خطايا
لقيتك بها مغفرة».
ويروى «مدى صوته» وسيجىء.
(س) وفى حديث فضل
الصحابة «ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه» المُدّ فى الأصل : ربع الصاع ، وإنما قدّره به ؛ لأنه أقلّ ما
كانوا يتصدّقون به فى العادة.
ويروى بفتح الميم
، وهو الغاية.
وقد تكرر ذكر «المُدّ» بالضم فى الحديث ، وهو رطل وثلث بالعراقى ، عند الشافعىّ
وأهل الحجاز ، وهو رطلان عند أبى حنيفة ، وأهل العراق.
وقيل : إنّ أصل المُدّ مقدّر بأن يمدّ الرجل يديه فيملأ كفّيه طعاما.
وفى حديث الرّمى «منبله
والمُمِدّ به» أى الذى يقوم عند الرامى فيناوله سهما بعد سهم ، أو
يردّ عليه النّبل من الهدف. يقال : أَمَدَّهُ
يُمِدُّهُ فهو مُمِدّ.
(س) وفى حديث عليّ
«قائل كلمة الزّور والذى يَمُدُّ بحبلها فى الإثم سواء» مثّل قائلها بالمائح الذى يملأ
الدّلو فى أسفل البئر ، وحاكيها بالماتح الذى يجذب الحبل على رأس البئر ويمدّه ،
ولهذا يقال : الرواية أحد الكاذبين.
وفى حديث أويس «كان
عمر إذا أتى أَمْدَاد أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس ابن عامر؟» الأَمْدَاد : جمع مَدَد ، وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدّون المسلمين فى
الجهاد.
ومنه حديث عوف بن
مالك «خرجت مع زيد بن حارثة فى غزوة مؤتة ، ورافقنى مَدَدِيّ من اليمن» هو منسوب إلى المَدَد.
__________________
(ه) وفى حديث
عثمان «قال لبعض عمّاله : بلغنى أنّك تزوّجت امرأة
مَدِيدَة» أى طويلة.
وفيه «المُدَّة التى مَادَّ فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا سفيان» المُدَّة : طائفة من الزمان ، تقع على القليل والكثير. ومَادٌّ فيها : أى أطالها ، وهى فاعل ، من المَدّ.
ومنه الحديث «إن
شاءوا مَادَدْنَاهُمْ».
ومنه الحديث «وأَمَدُّهَا خواصر» أى أوسعها وأتمّها.
(مدر)
ـ فيه «أحبّ إلىّ من
أن يكون لى أهل الوبر والمَدَر» يريد بأهل المَدَر : أهل القرى والأمصار ، واحدتها : مَدَرَة.
[ه] ومنه حديث أبى
ذر «أما إنّ العمرة من مَدَرِكُمْ» أى من بلدكم ، ومَدَرَةُ الرجل : بلدته.
يقول : من أراد العمرة ابتدأ لها سفرا جديدا من منزله ، غير سفر
الحج. وهذا على الفضيلة لا الوجوب.
(ه) ومنه حديث
جابر «فانطلق هو وجبّار بن صخر ، فنزعا فى الحوض سجلا أو سجلين ثم مَدَرَاه» أى طيّناه وأصلحاه بالمَدَر ، وهو الطّين المتماسك ؛ لئلا يخرج منه الماء.
ومنه حديث عمر
وطلحة ، فى الإحرام «إنما هو
مَدَرٌ» أى مصبوغ
بالمدر. وقد تكرر فى الحديث.
(ه) وفى حديث
الخليل عليهالسلام «يلتفت إلى أبيه فإذا هو ضبعان أَمْدَر» هو المنتفخ الجنبين العظيم البطن.
وقيل : الذى تترّب
جنباه من المدر.
وقيل : الكثير
الرجيع ، الذى لا يقدر على حبسه.
(مدره)
ـ فى حديث شدّاد بن
أوس «إذ أقبل شيخ من بنى عامر ، هو
مِدْرَهُ قومِه»
__________________
المِدْرَه
: زعيم القوم
وخطيبهم والمتكلّم عنهم ، والذى يرجعون إلى رأيه.
والميم زائدة ،
وإنما ذكرناه هاهنا للفظه.
(مدن)
ـ فيه ذكر «مَدَان»
بفتح الميم ، له ذكر فى غزوة زيد بن حارثه بنى جذام. ويقال له : فيفاء مَدَان ، وهو واد فى بلاد قضاعة.
(مدا) (س) فيه «المؤذّن يغفر
له مَدَى صوته» المَدَى
: الغاية : أى
يستكمل مغفرة الله إذا استنفد وسعه فى رفع صوته ، فيبلغ الغاية فى المغفرة إذا بلغ
الغاية فى الصّوت.
وقيل : هو تمثيل ،
أى أن المكان الذى ينتهى إليه الصوت لو قدّر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقام
المؤذّن ذنوب تملأ تلك المسافة لغفرها الله له.
(ه) ومنه الحديث «أنه
كتب ليهود تيماء أنّ لهم الذّمّة وعليهم الجزية بلا عداء ، النهار مَدَى واللّيل سدى» أى ذلك لهم أبدا مادام الليل والنهار. يقال :
لا أفعله مَدَى الدّهر : أى طوله. والسّدى : المخلّى.
ومنه حديث كعب بن
مالك «فلم يزل ذلك يَتَمَادَى
بى» أى يتطاول
ويتأخّر ، وهو يتفاعل ، من المدى.
والحديث الآخر «لو تَمَادَى الشّهر لواصلت».
(ه) وفيه «البرّ
بالبرّ مُدْيٌ بِمُدْيٍ» أى مكيال بمكيال. والمدى : مكيال لأهل الشام يسع
خمسة عشر مكّوكا ، والمكّوك : صاع ونصف. وقيل : أكثر من ذلك.
(ه) ومنه حديث
عليّ «أنه أجرى للناس المُدْيَيْنِ
والقسطين» يريد
مديين من الطعام ، وقسطين من الزّيت. والقسط : نصف صاع.
أخرجه الهروى عن
عليّ ، والزمخشرى عن عمر.
(س) وفيه «قلت :
يا رسول الله ، إنّا لاقوا العدوّ غدا وليست معنا
مُدًى» المُدَى : جمع مُدْيَة ، وهى السّكّين والشّفرة.
ومنه حديث ابن عوف
«ولا تفلّوا
المُدَى بالاختلاف بينكم» أراد
: لا تختلفوا فتقع الفتنة بينكم ، فينثلم حدّكم ، فاستعاره لذلك.
وقد تكرر ذكر «المُدْيَة والمُدَى» فى الحديث.
(باب الميم مع الذال)
(مذح) (ه) فى حديث عبد
الله بن عمرو «قال وهو بمكة : لو شئت لأخذت سبتى فمشيت بها ، ثم لم أَمْذَح
حتى أطأ المكان
الذى تخرج منه الدابّة» المَذْح
: أن تصطكّ
الفخذان من الماشى ، وأكثر ما يعرض للسّمين من الرجال. وكان ابن عمرو كذلك.
يقال : مَذَح يَمْذَح مَذْحا. وأراد قرب الموضع الذى تخرج منه الدابّة.
(مذد)
ـ فيه ذكر «المَذاد» وهو بفتح الميم : واد بين سلع وخندق المدينة الذى حفره
النبى صلىاللهعليهوسلم فى غزوة الخندق.
(مذر) ـ فيه «شرّ النساء المَذِرَةُ الوذرة» المَذر : الفساد. وقد
مَذِرت تَمْذَر فهى مَذِرَة.
«ومنه مَذِرَت البيضة» إذا فسدت.
(ه) وفى حديث
الحسن «ما تشاء أن ترى أحدهم ينفض مِذْرَوَيْه» المِذْرَوَان
: جانبا الأليتين
، ولا واحد لهما. وقيل : هما طرفا كلّ شىء ، وأراد بهما الحسن فرعى المنكبين. يقال
: جاء فلان ينفض مِذْرَوَيْه
، إذا جاء باغيا
يتهدّد. وكذلك إذا جاء فارغا فى غير شغل. والميم زائدة.
(مذق) (ه) فيه «بارك لهم
فى مَذْقِها ومحضها» المَذْق
: المزج والخلط.
يقال : مَذَقْت اللبن ، فهو
مَذِيق ، إذا خلطته
بالماء.
(س) ومنه حديث كعب
وسلمة :
ومَذْقَةٍ كطرّة الخنيف
المَذْقَة : الشّربة من اللبن المَمْذُوق
، شبّهها بحاشية
الخنيف ، وهو ردىء الكتّان ، لتغيّر لونها ، وذهابه بالمزج.
(مذقر) (ه) فى حديث عبد
الله بن خبّاب «قتلته الخوارج على شاطىء نهر ، فسال
__________________
دمه فى الماء فما امذَقَرَّ» قال الراوى : فأتبعته بصرى كأنه شراك أحمر.
قال أبو عبيد : أى
ما امتزج بالماء.
وقال شمر : الامْذِقْرَارُ : أن يجتمع الدّم ثم يتقطّع قطعا ولا يختلط بالماء. يقول : لم يكن كذلك ولكنه سال
وامتزج. وهذا بخلاف الأوّل. وسياق الحديث يشهد للأوّل ؛ أى أنه مرّ فيه كالطّريقة
الواحدة لم يختلط به. ولذلك شبّهه بالشّراك الأحمر ، وهو سير من سيور النّعل.
وذكر المبرّد هذا
الحديث فى الكامل. قال : «فأخذوه وقرّبوه إلى شاطىء النّهر ، فذبحوه ، فامْذَقَرَّ دمه. أى جرى مستطيلا متفرّقا ». هكذا رواه بغير حرف النّفى.
ورواه بعضهم
بالباء ، وهو بمعناه.
(مذل) (ه) فيه «المِذال من النّفاق» هو أن يقلق الرجل عن فراشه الذى يضاجع عليه
حليلته ، ويتحوّل عنه ليفترشه غيره. يقال : مَذَل
بسرّه يَمْذُل ، ومَذِل
يَمْذَل ، إذا قلق به. والمَذِلُ والماذِل
: الذى تطيب نفسه
عن الشىء ، يتركه ويسترخى عنه.
(مذي) (ه) فى حديث عليّ
«كنت رجلا مَذَّاءً» أى كثير
المَذْي ، هو بسكون الذال
مخفّف الياء : البلل اللّزج الذى يخرج من الذّكر عند ملاعبة النساء ، ولا يجب فيه
الغسل. وهو نجس يجب غسله ، وينقض الوضوء. ورجل مَذَّاءٌ : فعّال ، للمبالغة فى كثرة
المَذْيِ. وقد مَذَى الرجل يَمْذِي. وأَمْذَى. والمِذاء : المُمَاذاة فعال منه.
[ه] ومنه الحديث «الغيرة
من الإيمان ، والمِذاء من النّفاق» قيل : هو أن يدخل الرجل الرجال على أهله ، ثم
يخلّيهم يُمَاذِي بعضهم بعضا. يقال : أَمْذَى
الرجل ، وماذَى ، إذا قاد على أهله ، مأخوذ من المَذْي.
__________________
وقيل : هو من أَمْذَيْتُ فرسى ومَذَيْتُهُ
، إذا أرسلته
يرعى.
وقيل : هو المَذاء بالفتح ، كأنه من اللّين والرّخاوة ، من أَمْذَيْتُ الشّراب ، إذا أكثرت مزاجه ، فذهبت شدّته وحدّته.
ويروى «المذال»
باللام. وقد تقدّم.
(ه) وفى حديث رافع
بن خديج «كنّا نكرى الأرض بما على المَاذِيَاناتِ
والسّواقى» هى جمع ماذِيَان
، وهو النّهر
الكبير. وليست بعربيّة ، وهى سواديّة. وقد تكرر فى الحديث ، مفردا ومجموعا.
(مذينب)
ـ فيه ذكر «سيل
مهزور ، ومُذَيْنِب» هو بضم الميم وسكون الياء وكسر النون ، وبعدها باء موحّدة
: اسم موضع بالمدينة. والميم زائدة.
(باب الميم مع الراء)
(مرأ) ـ فى حديث
الاستسقاء «اسقنا غيثا
مَرِيئاً مريعا» يقال : مَرأَني الطعام ، وأَمْرَأَني
، إذا لم يثقل على
المعدة ، وانحدر عنها طيّبا.
قال الفرّاء :
يقال : هنأنى الطعام ، ومَرَأَني
، بغير ألف ، فإذا
أفردوها عن هنأنى قالوا : أَمْرَأَنِي.
ومنه حديث الشّرب
«فإنه أهنأ وأَمْرَأُ» وقد تكرر فى الحديث.
(س) وفى حديث
الأحنف «يأتينا فى مثل مَرِىء نعام » المَرِىءُ : مجرى الطعام والشراب من الحلق ، ضربه مثلا لضيق العيش
وقلّة الطعام.
وإنما خصّ النّعام
لدقّة عنقه ، ويستدلّ به على ضيق مَرِيئِه.
وأصل المَرِىءِ : رأس المعدة المتّصل بالحلقوم. وبه يكون اسْتِمْراءُ الطعام.
__________________
(ه) وفى حديث
الحسن «أحسنوا ملأكم أيّها
المَرْؤُون» هو جمع المَرْءِ ، وهو الرجل. يقال
: مَرْءٌ وامْرُؤٌ.
(ه) ومنه قول رؤبة
لطائفة رآهم : «أين يريد
المَرْؤُون؟».
وفى حديث عليّ لما
تزوّج فاطمة «قال له يهودىّ أراد أن يبتاع منه ثيابا : لقد تزوّجت امْرَأَةً» يريد
امْرَأَةً كاملة. كما يقال
: فلان رجل ، أى كامل فى الرجال.
وفيه «يقتلون كلب المُرَيْئة» هى تصغير المرأة.
(ه) وفيه «لا
يَتَمَرْأى أحدكم فى الدنيا » أى لا ينظر فيها ، وهو يتمفعل ، من الرّؤية ، والميم
زائدة.
وفى رواية «لا يَتَمَرَّأ أحدكم بالدنيا» من الشىء
المرىء.
(مرث) (ه) فيه «أنه أتى
السّقاية فقال : اسقونى ، فقال العباس : إنهم قد
مَرَثُوهُ وأفسدوه» أى
وسّخوه بإدخال أيديهم فيه. والمَرْثُ
: المرس. ومَرَثَ الصبىّ يَمْرُثُ
، إذا عضّ بدردره .
(ه) ومنه حديث
الزبير «قال لابنه : لا تخاصم الخوارج بالقرآن ، خاصمهم بالسّنة ، قال ابن الزبير
: فخاصمتهم بها ، فكأنهم صبيان يَمْرُثون
سخبهم» أى
يعضّونها ويمصّونها.
والسّخب : قلائد
الخرز. يعنى أنهم بهتوا وعجزوا عن الجواب.
(مرج) (ه) فيه «كيف أنتم
إذا مَرِجَ الدين» أى فسد وقلقت أسبابه. والمَرْج : الخلط.
[ه] ومنه حديث ابن
عمر «قد مَرِجَت عهودهم» أى اختلطت.
__________________
وفى حديث عائشة «خلقت
الملائكة من نور واحد ، (وَخَلَقَ الْجَانَّ
مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ)» مارِجُ
النار : لهبها
المختلط بسوادها.
(س) وفيه «وذكر
خيل المرابط فقال : طوّل لها فى مَرْجٍ» المَرْجُ
: الأرض الواسعة
ذات نبات كثير ، تَمْرُجُ
فيه الدّوابّ ، أى
تخلّى تسرح مختلطة كيف شاءت.
(مرجل) ـ فيه «ولصدره
أزيز كأزيز المِرْجَلِ» هو بالكسر : الإناء الذى يغلى فيه الماء. وسواء كان من
حديد أو صفر أو حجارة أو خزف. والميم زائدة. قيل : لأنه إذا نصب كأنه أقيم على
أرجل.
(س) وفيه «وعليها
ثياب مَرَاجِلُ» يروى بالجيم والحاء ، فالجيم معناه أنّ عليها نقوشا تمثال
الرّجال. والحاء معناه أنّ عليها صور الرجال ، وهى الإبل بأكوارها. ومنه ثوب مُرَجَّلٌ. والروايتان معا من
باب الراء ، والميم فيهما زائدة ، وقد تقدّم.
ومنه الحديث «فبعث
معهما ببرد مَرَاجِلَ» قال الأزهرىّ : المراجلُ
: ضرب من برود
اليمن. وهذا التفسير يشبه أن تكون الميم أصليّة.
(مرخ)
(ه) فيه «أنّ عمر
دخل على النبىّ صلىاللهعليهوسلم يوما ، وكان منبسطا ، فقطّب وتشزّن له ، فلما خرج عاد إلى
انبساطه ، فسألته عائشة ، فقال : إنّ عمر ليس ممّن يُمْرَخُ
معه» المَرْخُ والمزح سواء.
وقيل : هو من مَرَّخْتُ الرجل بالدّهن ، إذا دهنته به ثم دلكته. وأَمْرَخْتُ العجين ، إذا أكثرت ماءه. أراد ليس ممّن يستلان جانبه.
وفيه ذكر «ذى مُرَاخٍ» هو بضم الميم : موضع قريب من مزدلفة. وقيل : هو جبل بمكة.
ويقال بالحاء المهملة.
(مرد) ـ فى حديث العرباض
«وكان صاحب خيبر رجلا
مارِداً منكرا» الماردُ من الرجال : العاتى الشديد. وأصله من مَرَدَةِ الجنّ والشياطين.
ومنه حديث رمضان «وتصفد
فيه مَرَدَةُ الشياطين» جمع مارِدٍ.
(س) وفى حديث
معاوية «تَمَرَّدْتُ عشرين سنة ، وجمعت عشرين ، ونتفت عشرين ،
وخضبت عشرين ،
فأنا ابن ثمانين» أى مكثت أَمْرَدَ عشرين سنة ، ثم صرت مجتمع اللّحية عشرين سنة.
وفيه ذكر «مُرَيْدٍ» وهو بضم الميم مصغّر : أطم من آطام المدينة.
وفيه ذكر «مَرْدان» بفتح الميم وسكون الراء ، وهى ثنيّة بطريق تبوك ، وبها
مسجد للنبى صلىاللهعليهوسلم.
(مرر) (ه) فيه «لا تحلّ
الصدقة لغنىّ ولا لذى مِرَّةٍ سوىّ» المِرَّةُ : القوّة والشدّة. والسّوىّ : الصحيح الأعضاء. وقد تكررت فى الحديث.
(ه) وفيه «أنه كره
من الشاء سبعا : الدّم ، والمِرارَ ، وكذا وكذا» المِرَارُ : جمع المَرَارةِ ، وهى التى فى جوف الشاة وغيرها ، يكون فيها ماء أخضر مُرٌّ. قيل : هى لكل حيوان إلا الجمل.
وقال القتيبىّ :
أراد المحدّث أن يقول «الأَمَرَّ» وهو المصارين ، فقال «المِرَار». وليس بشىء.
(س) ومنه حديث ابن
عمر «أنه جرح إبهامه فألقمها
مَرارةً» وكان يتوضأ
عليها.
(س) وفى حديث شريح
«ادّعى رجل دينا على ميّت وأراد بنوه أن يحلفوا على علمهم ، فقال شريح : لتركبنّ
منه مَرارةَ الذّقن» أى لتحلفنّ ما له شىء ، لا على العلم ، فتركبون من
ذلك ما يُمِرُّ فى أفواههم وألسنتهم التى بين أذقانهم.
وفى حديث
الاستسقاء :
وألقى بكفّيه
الفتىّ استكانة
|
|
من الجوع ضعفا
ما يُمِرُّ وما يحلى
|
أى ما ينطق بخير
ولا شرّ ، من الجوع والضّعف.
(س) وفى قصة مولد
المسيح عليهالسلام «خرج قوم ومعهم المُرُّ ، قالوا : نجبر به الكسر والجرح» المُرُّ : دواء كالصّبر ، سمّى به لمِرَارتِه.
__________________
(ه) وفيه «ماذا فى
الأَمَرَّيْنِ من الشّفاء ، الصّبر والثّفاء » الصّبر : هو الدّواء
المرُّ المعروف.
والثّفاء : هو الخردل.
وإنما قال : «الأَمَرَّيْنِ» ، والمُرُّ أحدهما ، لأنه جعل الحروفة والحدّة التى فى الخردل بمنزلة المَرارة. وقد يغلّبون أحد القرينين على الآخر ، فيذكرونهما بلفظ
واحد.
(ه) وفى حديث ابن
مسعود «هما المُرَّيَان ؛ الإمساك فى الحياة ، والتبذير فى الممات» المُرَّيان : تثنية
مُرَّى ، مثل صغرى وكبرى
، وصغريان وكبريان ، فهى فعلى من المَرارةِ ، تأنيث الأَمَرِّ ، كالجلّى والأجلّ ؛ أى الخصلتان المفضّلتان فى المَرارة على سائر الخصال المُرَّة أن يكون الرجل شحيحا بماله ما دام حيّا صحيحا ، وأن يبذّره
فيما لا يجدى عليه ؛ من الوصايا المبنيّة على هوى النّفس عند مشارفة الموت.
(ه) وفى حديث الوحى
«إذا نزل سمعت الملائكة صوت مِرَار السّلسلة على الصّفا» أى صوت انجرارها واطّرادها على
الصّخر. وأصل المِرَارِ : الفتل ، لأنه يُمَرُّ ، أى يفتل.
(ه) وفى حديث آخر
«كإِمْرَارِ الحديد على الطّست الجديد» أَمْرَرْتُ
الشىء أُمِرُّه إِمْرَاراً ، إذا جعلته يَمُرُّ ، أى يذهب. يريد كجرّ الحديد على الطّست.
وربما روى الحديث الأوّل : «صوت إِمْرَارِ السّلسلة».
(س) وفى حديث أبى
الأسود «ما فعلت المرأة التى كانت تُمَارُّه
وتشارّه؟» أى
تلتوى عليه وتخالفه. وهو من فتل الحبل.
وفيه «أن رجلا
أصابه فى سيره المِرارُ» أى الحبل. هكذا فسّر ، وإنما الحبل المَرُّ ، ولعله جمعه.
وفى حديث عليّ فى
ذكر الحياة «إن الله جعل الموت قاطعا
لِمَرَائرِ أقرانها» المَرَائر : الحبال المفتولة على أكثر من طاق ، واحدها : مَرِيرٌ ومَرِيرَةٌ.
__________________
(ه) ومنه حديث ابن
الزبير «ثم استمرّت مَرِيرَتي» يقال : استَمَرَّت
مَرِيرتُهُ على كذا ، إذا
استحكم أمره عليه وقويت شكيمته فيه ، وألفه واعتاده. وأصله من فتل الحبل.
(س) ومنه حديث
معاوية «سحلت مَرِيرتُهُ» أى جعل حبله المبرم سحيلا ، يعنى رخوا ضعيفا.
(س) وفى حديث أبى
الدّرداء ذكر «المُرِّيّ» ، قال الجوهرى : «المُرِّيّ
[بالضم وتشديد
الراء ] الذى يؤتدم به ، كأنه منسوب إلى المَرَارة. والعامّة تخفّفه».
وفيه ذكر «ثنيّة المُرَارِ» المشهور فيها ضمّ الميم. وبعضهم يكسرها ، وهى عند
الحديبية.
وفيه ذكر «بطن مَرّ ، ومَرّ الظّهران» وهما بفتح الميم وتشديد الراء : موضع بقرب مكة.
(مرز) (ه) فيه «أن عمر
أراد أن يصلّى على ميّت فمَرَزَه
حذيفة» أى قرصه
بأصابعه لئلّا يصلّى عليه.
قيل : كان ذلك
الميّت منافقا. وكان حذيفة يعرف المنافقين. يقال : مَرَزْتُ
الرجل مَرْزاً ، إذا قرصته بأطراف أصابعك.
(مرزبان) ـ فيه «أتيت
الحيرة فرأيتهم يسجدون لمَرْزُبانٍ
لهم» هو بضم الزاى
: أحد مَرَازِبَةِ الفرس ، وهو الفارس الشجاع المقدّم على القوم دون الملك.
وهو معرّب .
(مرس) (ه) فيه «إن من
اقتراب الساعة أن يَتَمَرَّس
الرجل بدينه ، كما يَتَمَرَّسُ البعير بالشجرة» أى يتلعّب بدينه ويعبث به ، كما يعبث البعير بالشجرة ،
ويتحكّك بها.
والتَّمَرُّسُ : شدّة الالتواء.
وقيل : أراد أن يُمَارِس الفتن ويشادّها ، فيضرّ بدينه ، ولا ينفعه غلوّه فيه ، كما
أنّ الأجرب إذا تحكّك بالشجرة أدمته ، ولم تبره من جربه.
__________________
(س) ومنه حديث
خيفان «أمّا بنو فلان فحسك أَمْراسٌ» جمع مَرِس
، بكسر الراء ،
وهو الشديد الذى مارَسَ
الأمور وجرّبها.
(س) ومنه حديث
وحشىّ فى مقتل حمزة «فطلع علىّ رجل حذر
مَرِسٌ» أى شديد مجرّب
للحروب. والمَرْسُ فى غير هذا : الدّلك.
(س) ومنه حديث
عائشة «كنت أَمْرُسُه
بالماء» أى أدلكه
وأديفه. وقد يطلق على الملاعبة.
(س) ومنه حديث
عليّ «زعم أنى كنت أعافس وأُمَارِسُ» أى ألاعب النساء. وقد تكرر فى الحديث.
(مرش) (ه) فى غزوة حنين
«فعدلت به ناقته إلى شجرات فمرَشْنَ
ظهره» أى خدشته
أغصانها ، وأثرت فى ظهره. وأصل المَرْشِ
: الحكّ بأطراف
الأظفار.
(ه) ومنه حديث أبى
موسى «إذا حكّ أحدكم فرجه وهو فى الصلاة
فلْيَمْرُشْه من وراء الثّوب».
(مرض) ـ فيه «لا يورد مُمْرِضٌ على مصحّ» المُمْرِضُ
: الذى له إبل
مرضى ، فنهى أن يسقى إبله المُمْرِضُ
مع إبل المصحّ ،
لا لأجل العدوى ، ولكن لأن الصّحاح ربّما عرض لها
مرض فوقع فى نفس
صاحبها أن ذلك من قبيل العدوى ، فيفتنه ويشكّكه ، فأمر باجتنابه والبعد عنه.
وقد يحتمل أن يكون
ذلك من قبيل الماء والمرعى تستوبله الماشية
فتَمْرَض ، فإذا شاركها فى
ذلك غيرها أصابه مثل ذلك الدّاء ، فكانوا لجهلهم يسمّونه عدوى ، وإنما هو فعل الله
تعالى.
وفى حديث تقاضى الثّمار
«تقول : أصابها
مُرَاضٌ» هو بالضم : داء
يقع فى الثمرة فتهلك.
وقد أَمْرَضَ الرّجل ، إذا وقع فى ماله العاهة.
(س) وفى حديث عمرو
بن معديكرب «هم شفاء
أَمْرَاضِنا» أى يأخذون
بثأرنا ، كأنّهم يشفون مرضَ
القلوب ، لا مرضَ الأجسام.
(مرط) (ه) فيه «أنه كان
يصلّى فى مُرُوطِ نسائه» أى أكسيتهنّ ، الواحد : مِرْطٌ. ويكون من صوف ، وربما كان من خزّ أو غيره. وقد تكرر فى
الحديث ، مفردا ومجموعا.
__________________
(ه) وفى حديث أبى
سفيان «فامَّرَطَ قذذ السّهم» أى سقط ريشه. وسهم أَمْرَطُ وأملط.
(ه) وفى حديث عمر
«قال لأبى محذورة ـ وقد رفع صوته بالأذان ـ : أما خشيت أن تنشقّ مُرَيْطَاؤُك» هى الجلدة الّتى بين السّرّة والعانة. وهى فى الأصل
مصغّرة مَرْطَاءَ ، وهى الملساء التى لا شعر عليها ، وقد تقصر.
(مرع) (ه) فيه «اللهم
اسقنا غيثا مَرِيعاً مربعا» المَرِيع
: المخصب النّاجع.
يقال : أَمْرَعَ الوادى ، ومَرُعَ
مَراعَةً.
[ه] وفى حديث ابن
عباس «أنه سئل عن السّلوى ، فقال : هو
المُرَعَةُ» هى بضم الميم
وفتح الراء وسكونها : طائر أبيض ، حسن اللّون ، طويل الرّجلين ، بقدر السّمانى ، يقع فى المطر من السّماء.
(مرغ) (س) فى صفة الجنّة
«مَراغُ دوابّها المسك» أى الموضع الّذى يُتَمَرَّغُ فيه من ترابها. والتَّمَرُّغُ
: التّقلّب فى
التّراب.
(س) ومنه حديث
عمّار «أجنبنا فى سفر وليس عندنا ماء ، فتَمَرَّغنا فى التّراب» ظنّ أنّ الجنب يحتاج أن يوصّل التراب إلى جميع
جسده كالماء.
(مرق) (ه) فى حديث
الخوارج «يَمْرُقُون من الدّين مُرُوقَ
السّهم من
الرّميّة» أى يجوزونه ويخرقونه ويتعدّونه ، كما يخرق السّهم الشىء المرمىّ به
ويخرج منه. وقد تكرر فى الحديث.
ومنه حديث عليّ «أمرت
بقتال المارِقِين» يعنى الخوارج.
وفيه «أن امرأة
قالت : يا رسول الله ، إنّ بنتا لى عروسا
تَمَرَّقَ شعرها».
وفى حديث آخر «مرضت
فامَّرَقَ شعرها» يقال : مَرَقَ
شعره ، وتَمَرَّقَ وامَّرَقَ
، إذا
__________________
انتثر وتساقط من
مرض أو غيره. وقد تكرر فى الحديث.
(س) وفى حديث عليّ
«إنّ من البيض ما يكون مارِقاً» أى فاسدا ، وقد
مَرِقَتِ البيضة ، إذا
فسدت.
وفيه ذكر «المُمَرِّق» وهو المغنّى. يقال : مَرَّقَ
يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً ، إذا غنّى. والمَرْقُ
بالسّكون أيضا :
غناء الإماء والسّفلة. وهو اسم.
وفيه «أنه اطّلى
حتّى بلغ المَرَاقَ» هو بتشديد القاف : ما رقّ من أسفل البطن ولان ، ولا واحد
له ، وميمه زائدة. وقد تقدّم فى الرّاء.
وفيه ذكر «مَرَق» بفتح الميم والرّاء ، وقد تسكّن : بئر بالمدينة ، لها ذكر
فى أوّل حديث الهجرة.
(مرمر) ـ فيه «كان هناك مَرْمَرَةٌ» هى واحدة
المَرْمَر ، وهو نوع من
الرّخام صلب.
(مرما) ـ في حديث
صلاة الجماعة «لو وجد أحدهم مرماتين» يروى بكسر الميم وفتحها ، وميمها زائدة. وقد
تقدم مبسوطا فى حرف الراء.
(مرن) (س) فى حديث
النّخعىّ «فى الْمَارِن
الدّية» المَارِنُ من الأنف : ما دون القصبة. والمَارِنان
: المنخران.
(مرود) (س) فى حديث ماعز
«كما يدخل المِرْوَدُ فى المكحلة» المِرْوَدُ بكسر الميم : الميل الذى يكتحل به.
والميم زائدة.
وفى حديث عليّ «إنّ
لبنى أميّة مِرْوَداً يجرون إليه» وهو مفعل من الإِرْوَاد : الإمهال ، كأنه شبّه
المهلة التى هم فيها بالمضمار الذى يجرون إليه. والميم زائدة.
(مره) [ه] فيه «أنه لعن المَرْهَاءَ» هى التى لا تكتحل. والمَرَهُ
: مرض فى العين
لترك الكحل.
__________________
ومنه حديث عليّ «خمص
البطون من الصّيام ، مُرْهُ
العيون من البكاء»
هو جمع الامْرَهِ. وقد
مَرِهَتْ عينه تَمْرَهُ مَرَهاً.
(مرا) (ه) فيه «لا تُمارُوا فى القرآن ، فإن مِرَاءً فيه كفر» المِرَاءُ : الجدال ، والتَّمارِي
والمُمَارَاةُ : المجادلة على مذهب الشّكّ والرّيبة. ويقال للمناظرة : مُمَاراة ، لأن كلّ واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويَمْتَرِيه ، كما
يَمْتَرِي الحالب اللّبن من
الضّرع.
قال أبو عبيد :
ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف فى التأويل ، ولكنّه على الاختلاف فى اللفظ ،
وهو أن يقول الرّجل على حرف ، فيقول الآخر : ليس هو هكذا ، ولكنّه على
خلافه ، وكلاهما منزل مقروء به . فإذا جحد كلّ واحد منهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك
يخرجه إلى الكفر ، لأنه نفى حرفا أنزله الله على نبيّه.
والتنكير فى المِرَاءِ إيذانا بأنّ شيئا منه كفر ، فضلا عما زاد عليه.
وقيل : إنما جاء
هذا فى الجدال والمِرَاءِ فى الآيات التى فيها ذكر القدر ، ونحوه من المعانى ، على
مذهب أهل الكلام ، وأصحاب الأهواء والآراء ، دون ما تضمّنته من الأحكام ، وأبواب
الحلال والحرام ؛ فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء ، وذلك فيما
يكون الغرض منه والباعث عليه ظهور الحقّ ليتّبع ، دون الغلبة والتّعجيز. والله
أعلم.
(ه) وفيه «إمْرِ الدّم بما شئت» أى استخرجه وأجره بما شئت. يريد الذّبح.
وهو من مَرَى الضّرع يَمرِيهِ.
ويروى «أمر الدّم»
من مار يمور ، إذا جرى. وأماره غيره.
قال الخطّابى :
أصحاب الحديث يروونه مشدّد الرّاء ، وهو غلط. وقد جاء فى سنن أبى داود والنّسائى «أمرر»
براءين مظهرتين. ومعناه اجعل الدّم يمرّ : أى يذهب ، فعلى هذا من رواه مشدّد
الرّاء يكون قد أدغم ، وليس بغلط.
__________________
ومن الأوّل حديث
عاتكة :
* مروا بالسّيوف المرهقات دماءهم *
أى استخرجوها
واستدرّوها.
وفى حديث نضلة بن
عمرو «أنه لقى النبىّ صلىاللهعليهوسلم بِمَرِيَّيْن» هو تثنية
مَرِيّ ، بوزن صبىّ.
ويروى «مَرِيَّتَيْن» تثنية
مَرِيَّةٍ. والمَرِيُ والمَرِيَّةُ : النّاقة الغزيرة الدّرّ ، من المَرْيِ ، وهو الحلب ، وزنها فعيل أو فعول.
(ه) ومنه حديث
الأحنف «وساق معه ناقة
مَرِيّاً».
وفيه «قال له عدىّ
بن حاتم : إذا أصاب أحدنا صيدا وليس معه سكّين أنذبح بالمَرْوَةِ وشقّة العصا؟» المَرْوَةُ : حجر أبيض برّاق.
وقيل : هى التى
يقدح منها النار.
ومَرْوَةُ المسعى : التى تذكر مع الصّفا ، وهى أحد رأسيه الّلذين
ينتهى السّعى إليهما سميت بذلك.
والمراد فى الذبح
جنس الأحجار ، لا
المَرْوَةُ نفسها. وقد تكرر
ذكرها فى الحديث.
وفى حديث ابن عباس
«إذا رجل من خلفى قد وضع مَرْوَتَهُ
على منكبى فإذا هو
عليّ».
وفيه «أن جبريل عليهالسلام لقيه عند أحجار
المِرَاءِ» قيل : هى بكسر
الميم : قباء ، فأما
المُرَاءُ بضم الميم فهو
داء يصيب النّخل.
(مريح)
ـ فيه ذكر «مُرَيْح» وهو بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء تحتها نقطتان وحاء
مهملة : أطم بالمدينة لبنى قينقاع.
(باب الميم مع الزاى)
(مزد) قد تكرر ذكر «المَزَادَةِ» فى غير موضع من الحديث. وهو الظّرف الذى يحمل فيه الماء ،
كالرّواية والقربة والسّطيحة ، والجمع : المَزَاوِدُ. والميم زائدة.
(مزر) (س) فيه «أنّ نفرا
من اليمن سألوه ، فقالوا : إن بها شرابا يقال له : المِزْر ، فقال : كلّ مسكر حرام» المِزْرُ بالكسر : نبيذ يتّخذ من الذّرة. وقيل : من الشّعير أو الحنطة.
وفيه ، وأظنّه عن
طاوس «المَزْرَةُ الواحدة تحرّم» أى المصّة الواحدة. والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ : الذّوق شيئا بعد شىء.
وهذا بخلاف
المروىّ فى قوله «لا تحرّم المصّة ولا المصّتان» ولعلّه قد كان «لا تحرّم» فحرّفه
الرّواة.
(ه) ومنه حديث أبى
العالية «اشرب النّبيذ ولا
تُمَزِّرْ» أى اشربه لتسكين
العطش ، كما تشرب الماء ، ولا تشربه للتّلذّذ مرّة بعد أخرى ، كما يصنع شارب الخمر
إلى أن يسكر.
(مزز) (س) وفى حديث أنس
«ألا إنّ المُزَّاتِ حرام» يعنى الخمور ، وهى جمع مُزَّةٍ ، وهى الخمر التى فيها حموضة. ويقال لها : المُزَّاءُ بالمدّ أيضا.
وقيل : هى من خلط
البسر والتّمر.
(س) ومنه الحديث «أخشى
أن تكون المُزَّاء التى نهيت عنها عبد القيس» وهى فعلاء من المَزَازَةِ ، أو فعّال من المَزِّ : الفضل.
(ه) وفى حديث
المغيرة «فترضعها جارتها
المَزَّةَ والمَزَّتَيْنِ» أى المصّة والمصّتين. وتَمَّزَزْتُ
الشىء ، إذا
تمصّصته.
ومنه حديث طاوس «المَزَّةُ الواحدة تحرّم».
[ه] وحديث أبى
العالية «اشرب النبيذ ولا
تُمَزِّزْ» هكذا روى مرّة بالزّايين ، ومرّة بزاى وراء. وقد تقدّم.
(ه) وفى حديث
النّخعىّ «إذا كان المال ذا
مِزٍّ ففرّقه فى
الأصناف الثّمانية ، وإذا كان قليلا فأعطه صنفا واحدا» أى إذا كان ذا فضل وكثرة.
وقد مَزَّ مَزَازَةً فهو
مَزِيزٌ ، إذا كثر.
(مزع) (ه) فيه «ما تزال
المسألة بالعبد حتى يلقى الله وما فى وجهه مُزْعَةُ لحم» أى قطعة يسيرة من اللّحم.
ومنه حديث جابر «فقال
لهم : تَمَزَّعُوهُ ، فأوفاهم الذى لهم» أى تقاسموا به وفرّقوه بينكم.
(ه) وفى حديث معاذ
«حتى تخيّل إلىّ أن أنفه يَتَمَزَّعُ
من شدّة غضبه» أى
يتقطّع ويتشقّق غضبا.
قال أبو عبيد :
أحسبه «يترمّع» أى يرعد ، يعنى بالراء. وقد تقدّم.
(مزق)
ـ فى حديث كتابه
إلى كسرى «لمّا
مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقُوا كلّ مُمَزَّقٍ» التَّمْزِيقُ
: التّخريق
والتّقطيع. وأراد
بِتَمْزِيقِهِم تفرّقهم وزوال
ملكهم وقطع دابرهم.
(ه) وفى حديث ابن
عمر «أنّ طائرا
مَزَقَ عليه» أى ذرق ورمى
بسلحه عليه.
(مزمز) (س) فى حديث ابن
مسعود «قال فى السّكران : مَزْمِزُوهُ
وتلتلوه» هو أن
يحرّك تحريكا عنيفا. لعلّه يفيق من سكره ويصحو.
(مزن)
ـ قد تكرر فيه ذكر
«المُزْنِ» وهو الغيم والسّحاب ، واحدته : مُزْنَةٌ. وقيل : هى السّحابة البيضاء.
(مزهر) ـ فى حديث أم زرع
«إذ سمعن صوت المِزْهَرِ أيقنّ أنّهنّ هوالك» المِزْهَرُ : العود الذى يضرب به فى الغناء. أرادت أنّ زوجها عوّد
إبله إذا نزل به الضّيفان أن يأتيهم بالملاهى
__________________
ويسقيهم الشّراب
وينحر لهم الإبل ، فإذا سمعن ذلك الصوت أيقنت أنها منحورة.
وميم المِزْهَرِ
زائدة. وجمعه : مَزَاهِرُ.
ومنه حديث ابن
عمرو «إن الله أنزل الحقّ ليذهب به الباطل ، ويبطل به الزّمّارات والمَزَاهِرَ».
وفيه «فما كان لهم
فيها من ملك وعرمان ومَزَاهِرَ» المَزَاهِرُ : الرّياض ، سمّيت بذلك لأنها تجمع أصناف الزَّهر والنبات. وذات المَزَاهِرِ : موضع. والمَزَاهِرُ : هضبات
حمر.
(مزيل)
ـ فى حديث معاوية
«أن رجلين تداعيا عنده ، وكان أحدهما مخلطا
مِزْيلا» المزيل بكسر
الميم وسكون الزاى : الجدل فى الخصومات ، الذى يزول
من حجّة إلى حجّة.
وأصلها الواو. والميم زائدة.
(باب الميم مع السين)
(مستق) (س) فيه «أنه أهدى
له مُسْتَقَةٌ من سندس» هى بضم التاء وفتحها : فرو طويل الكمّين. وهى
تعريب مشته.
وقوله «من سندس» يشبه
أنّها كانت مكفّفة بالسندس. وهو الرّفيع من الحرير والدّيباج لأن نفس الفرو لا
يكون سندسا. وجمعها : مَسَاتِقُ.
ومنه الحديث «أنه
كان يلبس البرانس والمساتِقَ
، ويصلّى فيها».
ومنه حديث عمر «أنه
صلّى بالناس ويداه فى مُسْتَقَة».
(س) ويروى مثله عن
سعد.
(مسح)
(س) قد تكرر فيه
ذكر «المَسِيح عليهالسلام» وذكر «المَسِيح
الدجّال» أما عيسى
فسمّى به ؛ لأنه كان لا
يَمْسَحُ بيده ذا عاهة إلا
برئ.
وقيل : لأنه كان أَمْسَحَ الرّجل ، لا أخمص له.
وقيل : لأنه خرج
من بطن أمّه مَمْسُوحا بالدّهن.
وقيل : لأنه كان يَمْسَح الأرض : أى يقطعها.
وقيل : المَسِيح : الصّدّيق.
وقيل : هو
بالعبرانيّة : مشيحا ، فعرّب.
وأما الدجّال
فسمّى به ؛ لأن عينه الواحدة
مَمْسُوحَة.
ويقال : رجل مَمْسُوحُ الوجه ومَسِيحٌ
، وهو ألّا يبقى
على أحد شقى وجهه عين ولا حاجب إلّا استوى.
وقيل : لأنه يَمْسَحُ الأرض : أى يقطعها.
وقال أبو الهيثم :
إنه المِسِّيح ، بوزن سكّيت ، وإنه الذى مُسِحَ
خلقه : أى شوّه. وليس
بشىء.
[ه] وفى صفته عليهالسلام «مَسِيحُ
القدمين» أى ملساوان
ليّنتان ، ليس فيهما تكسّر ولا شقاق ، فإذا أصابهما الماء نبا عنهما.
(ه) وفى حديث
الملاعنة «إن جاءت به مَمْسُوحَ
الأليتين» هو الذى لزقت أليتاه بالعظم ، ولم يعظما. رجل أَمْسَحُ ، وامرأة
مَسْحَاءُ.
(س) وفيه «تَمَسَّحُوا بالأرض فإنها بكم برّة» أراد به التّيمّم.
وقيل : أراد
مباشرة ترابها بالجباه فى السّجود من غير حائل ، ويكون هذا أمر تأديب واستحباب ،
لا وجوب.
ومنه الحديث «أنه تَمَسَّحَ وصلّى» أى توضّأ. يقال للرجل إذا توضّأ. قد تَمَسَّح. والمَسْحُ يكون مَسْحاً باليد وغسلا.
(س) وفيه «لما مَسَحْنا البيت أحللنا» أى طفنا به ، لأن من طاف بالبيت مَسَحَ الرّكن ، فصار اسما للطّواف.
(ه) وفى حديث أبى
بكر «أغر عليهم غارة
مَسْحَاءَ» هكذا جاء فى
رواية ، وهى فعلاء. من مَسَحَهُم
، إذا مرّ بهم
مرّا خفيفا ، ولم يقم فيه عندهم.
__________________
(س) وفى حديث فرس
المرابط «إنّ علفه وروثه ، ومَسْحاً عنه ، فى ميزانه» يريد
مَسْحَ التّراب عنه ،
وتنظيف جلده.
وفى حديث سليمان عليهالسلام «فَطَفِقَ
مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ»
قيل : ضرب أعناقها
وعرقبها. يقال : مَسَحَهُ
بالسّيف ، أى
ضربه.
وقيل : مسحَها بالماء بيده. والأوّل أشبه.
(س) وفى حديث ابن
عباس «إذا كان الغلام يتيما
فامسحُوا رأسه من أعلاه
إلى مقدّمه وإذا كان له أب فامسحُوا من مقدّمه إلى قفاه» قال أبو موسى : هكذا وجدته مكتوبا ،
ولا أعرف الحديث ولا معناه.
(ه) وفيه «يطلع
عليكم من هذا الفجّ من خير ذى يمن ، عليه مَسْحَةُ ملك . فطلع جرير بن عبد الله».
يقال : على وجهه مَسْحَةُ ملك ، ومَسْحَةُ جمال : أى أثر ظاهر منه. ولا يقال ذلك إلّا فى المدح.
(س) وفى حديث
عمّار «أنه دخل عليه وهو يرجّل مَسَائِحَ
من شعره» المَسائحُ : ما بين الأذن والحاجب ، يصعد حتى يكون دون اليافوخ.
وقيل : هى
الذّوائب وشعر جانبى الرأس ، واحدتها : مَسِيحةٌ. والماسِحةُ : الماشطة.
وقيل : المَسِيحةُ : ما ترك من الشّعر ، فلم يعالج بشىء.
وفى حديث خيبر «فخرجوا
بمَسَاحِيهم ومكاتلهم» المَسَاحى : جمع مِسْحَاةٍ ، وهى المجرفة من الحديد. والميم
زائدة ؛ لأنه من السّحو : الكشف والإزالة. وقد تكرر فى الحديث.
(مسخ)
ـ فى حديث ابن
عباس «الجانّ مَسِيخُ
الجنّ ، كما مُسِخَتِ القردة من بنى إسرائيل» الجانّ : الحيّات الدّقاق.
__________________
ومَسِيخٌ : فعيل بمعنى مفعول ، من المَسْخِ
، وهو قلب الخلقة
من شىء إلى شىء.
ومنه حديث الضّباب
«إنّ أمّة من الأمم مُسِخَت
، وأخشى أن تكون
منها».
(مسد) ـ فيه «حرّمت شجر
المدينة إلّا
مَسَدَ محالة» المَسَدُ : الحبل المَمْسُود : أى المفتول من نبات أو لحاء شجرة.
وقيل : المَسَدُ : مرود البكرة الذى تدور عليه.
ومنه الحديث «أنه
أذن فى قطع المَسَد والقائمتين».
وحديث جابر «إن
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليمنع أن يقطع المَسَدُ».
والمَسَدُ : اللّيف أيضا ، وبه فسّر قوله تعالى : (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) فى قول.
(مسس) (ه) فى حديث أمّ
زرع «المَسُ مَسُ أرنب» وصفته بلين الجانب وحسن الخلق.
وفى حديث فتح خيبر
«فمَسَّه بعذاب» أى عاقبه.
وفى حديث أبى
قتادة والميضأة «فأتيته بها فقال : مَسُّوا منها» أى خذوا منها الماء وتوضّأوا.
يقال : مَسِسْتُ الشىء
أَمَسُّه مَسّاً ، إذا لمسته بيدك
، ثم استعير للأخذ والضرب لأنهما باليد ، واستعير للجماع ؛ لأنه لمس ، وللجنون ؛
كأنّ الجنّ مَسَّتْه. يقال : به مَسٌ
من جنون.
وفيه «فأصبت منها
ما دون أن أَمَسَّها» يريد أنه لم يجامعها.
وفى حديث موسى عليهالسلام «ولم يجد مَسّاً من النّصب» هو أوّل ما يحسّ به من التّعب.
(س) وفى حديث أبى
هريرة «لو رأيت الوعول تجرش ما بين لابتيها ما
مِسْتُها» هكذا روى. وهى
لغة فى مَسِسْتُها . يقال : مِسْتُ
الشىء ، بحذف
السين الأولى وتحويل
__________________
كسرتها إلى الميم.
ومنهم من يقرّ فتحتها بحالها ، كظلت فى ظللت.
(مسطح) (س) فيه «أن حمل
بن مالك قال : كنت بين امرأتين ، فضربت إحداهما الأخرى بِمِسْطَحٍ» المِسْطَحُ
، بالكسر : عمود
الخيمة ، وعود من عيدان الخباء.
(مسق) ـ فى حديث عثمان «أبلغت
الراتع مَسْقاتَه» المَسْقَاةُ بالفتح : موضع الشّرب ، والميم زائدة. أراد أنه جمع له ما
بين الأكل والشرب. ضربه مثلا لرفقه برعيّته.
(مسك) (ه) فى صفته عليه
الصلاة والسلام «بادن مُتَمَاسِكٌ» أى معتدل الخلق ، كأنّ أعضاءه يُمْسِكُ بعضها بعضا.
(ه) وفيه «لا يُمْسِكَنَ الناس علىّ بشىء ، فإنى لا أحلّ إلّا ما أحلّ الله ، ولا
أحرّم إلا ما حرّم الله» معناه أن الله أحلّ له أشياء حرّمها على غيره ، من عدد النساء ، والموهوبة ، وغير ذلك. وفرض
عليه أشياء خفّفها عن غيره فقال : «لا
يُمْسِكَنَ الناس علىّ بشىء» يعنى
ممّا خصصت به دونهم.
يقال : أَمْسَكْتُ الشىء وبالشىء ، ومَسَكْتُ
به وتَمَسَّكْتُ ، واسْتَمْسَكْتُ.
ومنه الحديث «من مَسَكَ من هذا الفىء بشىء» أى أَمْسَكَ.
(ه) وفى حديث
الحيض «خذى فرصة
مُمَسَّكة فتطيّبى بها» الفرصة
: القطعة ، يريد قطعة من المِسْكِ
، وتشهد له الرواية
الأخرى : «خذى فرصة من مِسْكٍ
فتطيّبى بها».
والفرصة فى الأصل
: القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك.
وقيل : هو من التَّمَسُّك باليد.
وقيل : مُمَسَّكةً : أى متحمّلة . يعنى تحتملينها معك.
وقال الزمخشرى : «المُمَسَّكةُ : الخلق التى أُمْسِكَت
كثيرا ، كأنه أراد
ألّا تستعمل
__________________
الجديد [من القطن
والصوف] ، للارتفاق به فى الغزل وغيره ، ولأن الخلق أصلح لذلك
وأوفق».
وهذه الأقوال
أكثرها متكلّفة. والذى عليه الفقهاء أن الحائض عند الاغتسال من الحيض يستحبّ لها
أن تأخذ شيئا يسيرا من المِسْكِ
تتطيّب به ، أو
فرصة مطيّبة
بالمِسْكِ.
(س) وفيه «أنه رأى
على عائشة مَسَكَتَيْنِ من فضة» المَسَكَةُ بالتحريك : السّوار من الذّبل ، وهى قرون الأوعال.
وقيل : جلود دابّة
بحريّة. والجمع : مَسَكٌ
.
ومنه حديث أبى
عمرو النّخعىّ «رأيت النّعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومَسَكَتان».
وحديث عائشة «شىء
ذفيف يربط به المَسَكُ».
(س) ومنه حديث بدر
«قال ابن عوف ، ومعه أميّة بن خلف : فأحاط بنا الأنصار حتى جعلونا فى مثل المَسَكَةِ» أى جعلونا فى حلقة كالسّوار وأحد قوابنا. وقد تكرر ذكرها
فى الحديث.
(س) وفى حديث خيبر
«أين مَسْكُ حيىّ بن أخطب؟ كان فيه ذخيرة من صامت وحلىّ قوّمت بعشرة
آلاف دينار ، كانت أوّلا فى مَسْكِ
حمل ، ثم مَسْكِ ثور ، ثم فى مَسْكِ
جمل» المَسْكُ ، بسكون السين : الجلد.
(س) ومنه حديث
عليّ «ما كان [على ] فراشى إلا
مَسْكُ كبش» أى جلده.
(ه) وفيه «أنه نهى
عن بيع المُسْكَان» هو بالضم : بيع العربان والعربون. وقد تقدّم فى حرف العين
، ويجمع على مَسَاكِين.
(ه) وفي حديث
خيفان «أمّا بنو فلان فحسك أمراس ، ومُسَكٌ
أحماس» المُسَكُ :
__________________
جمع مُسَكَةٍ ، بضم الميم وفتح السين فيهما ، وهو الرجل الذى لا يتعلّق بشىء فيتخلّص منه ، ولا ينازله منازل فيفلت.
وهذا البناء يختصّ
بمن يكثر منه الشىء ، كالضّحكة والهمزة.
وفى حديث هند بنت
عتبة «إن أبا سفيان رجل مَسِيكٌ» أى بخيل يُمْسِكُ
ما فى يديه لا
يعطيه أحدا. وهو مثل البخيل وزنا ومعنى.
وقال أبو موسى :
إنه «مِسِّيكٌ» بالكسر والتشديد ، بوزن الخمّير والسّكّير. أى شديد الإِمْسَاكِ لماله. وهو من أبنية المبالغة.
قال : وقيل : المَسِيكُ : البخيل ، إلّا أنّ المحفوظ الأوّل.
وفيه ذكر «مسكن » هو بفتح الميم وكسر الكاف : صقع بالعراق ، قتل فيه مصعب
بن الزّبير ، وموضع بدجيل الأهواز ، حيث كانت وقعة الحجّاج وابن الأشعث.
(باب الميم مع الشين)
(مشج) (ه) فى صفة
المولود «ثم يكون مَشِيجاً أربعين ليلة» المَشِيجُ
: المختلط من كلّ
شىء مخلوط ، وجمعه : أَمْشَاجٌ.
__________________
ومنه حديث عليّ «ومحطّ الأَمْشَاجِ من مسارب الأصلاب» يريد المنىّ الذى يتولّد منه الجنين.
(مشر) [ه] فى صفة مكة «وأَمْشَرَ سلمها» أى خرج ورقه واكتسى به. والمَشْرُ : شىء كالخوص يخرج فى السّلم والطّلح ، واحدته : مَشْرَةٌ.
(ه) ومنه حديث أبى
عبيدة «فأكلوا الخبط وهو يومئذ ذو
مَشْرٍ».
(ه) وفى حديث بعض
الصحابة «إذا أكلت اللحم وجدت فى نفسى تَمْشِيرا» أى نشاطا للجماع.
جعله الزمخشرىّ
حديثا مرفوعا.
(مشش) (ه) فى صفته عليهالسلام «جليل المُشاشِ» أى عظيم رءوس العظام ، كالمرفقين والكتفين ، والرّكبتين.
قال الجوهرىّ : هى
رءوس العظام اللّينة التى يمكن مضغها.
ومنه الحديث «ملىء
عمّار إيمانا إلى مُشَاشِه».
وفى شعر حسّان :
بضرب كإيزاع المخاض مُشَاشُهُ
أراد بالمُشاش هاهنا بول النّوق الحوامل.
(س) وفى حديث أمّ
الهيثم «ما زلت أَمُشّ
الأدوية» أى
أخلطها.
وفى صفة مكة «وأَمَشَ سلمها» أى خرج ما يخرج فى أطرافه ناعما رخصا.
والرواية «أمشر»
بالراء.
(مشط) (ه) فى حديث سحر
النبيّ صلىاللهعليهوسلم «أنه طبّ فى مُشْطٍ
__________________
ومُشاطَةٍ» هى الشّعر الذى يسقط من الرأس واللحية ، عند التسريح بالمُشْط.
(مشع) (ه) فيه «أنه نهى
أن يُتَمَشَّعَ بروث أو عظم» التَّمَشُّعُ
: التّمسّح فى الاستنجاء. وتَمَشَّعَ
وامْتَشَعَ ، إذا أزال عنه الأذى.
(مشفر)
ـ فيه «أن أعرابيّا
قال : يا رسول الله ، إن النقبة قد تكون بمِشْفَر البعير فى الإبل العظيمة فتجرب كلها ، قال : فما أجرب
الأوّل؟» المشفر للبعير : كالشّفة للإنسان ، والجحفلة للفرس. وقد يستعار للإنسان.
ومنه قولهم : مشافر الحبشىّ. والميم زائدة.
(مشق) (س) فيه «أنه سحر
فى مشط ومُشاقةٍ» هى المشاطة ، وقد تقدمت. وهى أيضا ما ينقطع من الإبريسم
والكتّان عند تخليصه وتسريحه. والمَشْقُ
: جذب الشىء
ليطول.
(ه) وفى حديث عمر
«رأى على طلحة ثوبين مصبوغين وهو محرم ، فقال : ما هذا؟ قال : إنما هو مِشْقٌ» المِشْقُ
بالكسر : المغرة.
وثوب مُمَشَّقٌ : مصبوغ به.
ومنه حديث أبى
هريرة «وعليه ثوبان مُمَشَّقانِ».
وحديث جابر «كنا
نلبس المُمَشَّقَ فى الإحرام».
(مشك) (س) فى حديث
النّجاشىّ «إنما يخرج من مِشكاةٍ واحدة» المِشكاةُ : الكوّة غير النافذة.
وقيل : هى الحديدة
التى يعلّق عليها القنديل.
أراد أن القرآن
والإنجيل كلام الله تعالى ، وأنهما من شىء واحد.
(مشلل)
ـ فيه ذكر «مُشَلَّل» بضم الميم وفتح الشين وتشديد اللام الأولى وفتحها : موضع
بين مكة والمدينة.
__________________
(مشمعل)
ـ فى حديث صفية أمّ الزّبير
«كيف رأيت زبرا ، أقطا وتمرا ، أم مُشْمَعِلّا صقرا» المُشْمَعِلّ
: السريع الماضى.
والميم زائدة. يقال : اشْمَعَلَ
فهو مُشْمَعِلٌّ.
(مشوذ)
ـ فيه «فأمرهم أن يمسحوا على المَشَاوِذ والتّساخين» المَشَاوِذ : العمائم ، الواحد : مشوذ. والميم زائدة. وقد تشوّذ الرجل
واشتاذ ، إذا تعمّم.
(مشي) [ه] فيه «خير ما
تداويتم به المَشِيُ» يقال : شربت مَشِيّاً ومَشوّاً ، وهو الدّواء المسهل ، لأنه يحمل شاربه على المشْيِ ، والتردّد إلى الخلاء.
ومنه حديث أسماء «قال
لها : بم تَسْتَمْشِين؟» أى بم تُسْهِلِين بطنَك.
ويجوز أن يكون
أراد المشيَ الذى يعرِض عند شرب الدّواء إلى المخرج.
وفى حديث القاسم
بن محمد «فى رجل نذر أن يحجّ ماشِيا فأعيا ، قال : يَمْشِي
ما ركب ، ويركب ما مَشَى» أى أنه ينفذ لوجهه ، ثم يعود من قابل فيركب إلى الموضع
الذى عجز فيه عن المَشْي
، ثم يَمشِي من ذلك الموضع كلّ ما ركب فيه من طريقه.
(ه) وفيه «أن
إسماعيل أتى إسحاق عليهماالسلام ، فقال له : إنّا لم نرث من أبينا مالا ، وقد أثريت وأَمْشَيْتَ ، فأفئ علىّ ممّا أفاء الله عليك ، فقال : ألم ترض أنى لم
أستعبدك حتى حتى تجيئنى فتسألنى المال؟».
قوله «أثريت وأَمْشَيْتَ» : أى كثر ثراك ، يعنى مالك ، وكثرت ماشِيَتُك.
وقوله : «لم
أستعبدك» : أى لم أتّخذك عبدا.
قيل : كانوا
يستعبدون أولاد الإماء. وكانت أمّ إسماعيل أمة ، وهى هاجر ، وأمّ إسحاق حرّة ، وهى
سارّة.
وقد تكرر ذكر «الماشيةِ» فى الحديث ، وجمعها : المَواشى
، وهى اسم يقع على
الإبل والبقر والغنم. وأكثر ما يستعمل فى الغنم.
(باب الميم مع الصاد)
(مصح) ـ فى حديث عثمان «دخلت
إليه أمّ حبيبة وهو محصور ، بماء فى إداوة ، فقالت : سبحان الله! كأنّ وجهه مِصْحاةٌ» المِصْحاة ، بالكسر : إناء من فضة يشرب فيه.
قيل : كأنه من الصَّحْو ؛ ضدّ الغيم ، لبياصها ونقائها.
(مصخ) (ه) فيه «لو ضربك بأُمْصُوخِ عيشومة لقتلك» الامْصوخُ
: خوص الثّمام ،
وهو أضعف ما يكون.
(مصر) (ه) فى حديث عيسى عليهالسلام «ينزل بين مُمَصَّرَتَيْنِ» المُمَصَّرةُ من الثياب : التى فيها صفرة خفيفة.
ومنه الحديث «أتى
عليّ طلحة وعليه ثوبان مُمَصَّرانِ».
وفى حديث مواقيت
الحج «لمّا فتح هذان المِصران» المِصْرُ : البلد. ويريد بهما الكوفة والبصرة.
قال الأزهرىّ :
قيل لهما المِصْران ؛ لأنّ عمر رضى الله عنه قال لهم : لا تجعلوا البحر فيما
بينى وبينكم ، مَصِّرُوها» أى صيّروها
مِصْراً بينى وبين البحر.
يعنى حدّا. والمِصْرُ : الحاجز بين الشيئين.
وفي حديث عليّ «ولا يَمْصُرُ لبنها ، فيضرّ ذلك بولدها» المَصْرُ : الحلب بثلاث أصابع. يريد لا يكثر من أخذ لبنها.
ومنه حديث عبد
الملك «قال لحالب ناقة : كيف تحلبها؟ مَصْراً أم فطرا؟».
(س) ومنه حديث
الحسن «ما لم تَمْصُرْ» أى تحلب. أراد أن تسرق اللبن.
(ه) وفى حديث زياد
«إن الرجل ليتكلّم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز
مَصُورٍ ، لو بلغت إمامه
سفك دمه» المَصُور من المعز خاصة ، وهى التى انقطع لبنها ، والجمع : مَصَائِرُ.
(مصص) (س) في حديث عمر «أنه
مَصَ منها» أى نال القليل من الدنيا. يقال : مَصِصْتُ بالكسر ، أَمَصُ
مَصّاً .
__________________
(س) وفي حديث عليّ
«أنه كان يأكل مُصُوصا بخلّ خمر» هو لحم ينقع فى الخلّ ويطبخ.
ويحتمل فتح الميم
، ويكون فعولا من المَصِ.
وفي حديثه الآخر «شهادة
ممتحنا إخلاصها معتقدا
مُصاصُها» المُصاصُ : خالص كل شىء.
(مصع) (س [ه]) فى حديث
زيد بن ثابت «والفتنة قد
مَصَعَتْهم» أى عركتهم ونالت
منهم. وأصل المَصْع
: الحركة والضرب. والمُمَاصَعةُ والمِصاعُ : المجالدة والمضاربة.
(س) ومنه حديث
ثقيف «تركوا
المِصاعَ» أى الجلاد
والضّراب.
(ه) وحديث مجاهد «البرق
مَصْعُ ملك يسوق السّحاب» أى يضرب السحاب ضربة فيرى البرق يلمع.
(س [ه]) وحديث
عبيد بن عمير ، فى الموقوذة «إذا
مَصَعَت بذنبها» أى حرّكته
وضربت به .
ومنه حديث دم
الحيض «فَمَصَعَتْه بظفرها» أى حرّكته وفركته.
(مصمص) (ه) فيه «القتل فى
سبيل الله مُمَصْمِصَة » أى مطهّرة من دنس الخطايا.
يقال : مَصْمَص
إناءه ، إذا جعل
فيه الماء ، وحرّكه ليتنظّف.
إنما أنّثها والقتل
مذكّر ؛ لأنه أراد معنى الشّهادة ، أو أراد خصلة
مُمَصْمِصةً ، فأقام الصفة
مقام الموصوف .
__________________
ومنه حديث بعض
الصحابة «كنا نتوضّأ ممّا غيّرت النار ، ونُمَصْمِصُ
من اللبن ، ولا نُمَصْمِصُ من التّمر».
(ه) وحديث أبى
قلابة «أمرنا أن نُمَصْمِصَ
من اللبن ، ولا
نمضمض من التّمرة» قيل : المَصْمصةُ بطرف اللسان ، والمضمضة بالفم كلّه.
(باب الميم مع الضاد)
(مضر) ـ فيه «سأله رجل ،
فقال : يا رسول الله ، ما لى من ولدى؟ قال : ما قدّمت منهم ، قال : فمن خلّفت بعدى؟
قال : لك منهم ما
لِمُضَرَ من ولده» أى إنّ مُضَرَ لا أجر له فيمن مات من ولده اليوم ، وإنما أجره فيمن مات
من ولده قبله.
(س [ه]) وفى حديث
حذيفة ، وذكر خروج عائشة فقال : «تقاتل معها
مُضَرُ ، مَضَّرَها الله فى النار» أى جعلها فى النار ، فاشتقّ لذلك لفظا من
اسمها. يقال : مَضَّرْنَا فلانا
فَتَمَضَّرَ : أى صيّرناه
كذلك ، بأن نسبناه إليها.
وقال الزمخشرىّ :
«مَضَّرَها : جمعها ، كما يقال : جنّد الجنود» .
وقيل : مضّرها : أهلكها ، من قولهم : ذهب دمه خضرا مَضِراً : أى هدرا.
(مضض) (ه) فيه «ولهم كلب
يَتَمَضَّضُ عراقيب الناس» يقال : مَضِضْتُ
أَمَضُ ، مثل مصصت أمصّ.
(ه) ومنه حديث
الحسن «خباث ، كلّ عيدانك قد
مَضِضْنا ، فوجدنا عاقبته
مرّا» خباث ، بوزن قطام : أى يا خبيثة ، يريد الدنيا. يعنى جرّبناك واختبرناك ،
فوجدناك مرّة العاقبة.
(مضمض) (ه) في حديث عليّ
«ولا تذوقوا النوم إلّا غرارا ومَضْمَضَةً» لمّا جعل
__________________
للنوم ذوقا أمرهم
ألّا ينالوا منه إلا بألسنتهم ولا يسيغوه ، فشبّهه بالمضمضة بالماء ، وإلقائه من الفم من غير ابتلاع.
وقد تكرر ذكر «مضمضة الوضوء» فى الحديث ، وهى معروفة.
(مضغ) (ه) فيه «إن فى
ابن آدم مُضْغَةً إذا صلحت صلح الجسد كلّه» يعنى القلب ، لأنه قطعة لحم من
الجسد. والمُضْغَةُ : القطعة من اللحم ، قدر ما
يُمْضَغُ ، وجمعها : مُضَغٌ.
(ه) ومنه حديث عمر
«إنا لا نتعاقل المُضَغَ
بيننا» أراد بالمُضَغِ ما ليس فيه أرش معلوم مقدّر ، من الجراح والشّجاج ، شبّهها بالمُضْغَةِ من اللحم ؛ لقلّتها فى جنب ما عظم من الجنايات. وقد تقدّم
مشروحا فى حرف العين.
وفى حديث أبى
هريرة «أكل حشفة من تمرات وقال : فكانت أعجبهنّ إلىّ ، لأنها شدّت فى مَضَاغِي» المَضَاغُ
، بالفتح : الطعام
يُمْضَغُ. وقيل : هو
المضْغُ نفسه. يقال : لقمة
ليّنة المَضاغ ، وشديدة
المَضاغ. أراد أنها كان
فيها قوّة عند
مضغِها.
(مضا)
ـ فيه «ليس لك من
مالك إلّا ما تصدّقت فأمضَيت» أى أنفذت فيه عطاءك ، ولم تتوقّف فيه.
(باب الميم مع الطاء)
(مطر) (ه) فيه «خير
نسائكم العطرة
المَطِرَةُ» هى التى تتنظّف
بالماء. أخذ من لفظ
المَطَرِ ، كأنها مُطِرت فهى مَطِرَةٌ : أى صارت ممطورةً مغسولة.
وقيل : هى التى
تلازم السّواك.
(س) وفى شعر حسّان
:
تظلّ جيادنا
مُتَمَطِّراتٍ
|
|
يلطّمهنّ بالخمر
النساء
|
__________________
يقال : تَمَطَّرَ به فرسه ، إذا جرى
وأسرع. وجاءت الخيل مُتَمَطِّرةً : أى يسبق بعضها بعضا.
(مطط)
ـ فى حديث عمر ،
وذكر الطّلاء «فأدخل فيه أصبعه ثم رفعها ، فتبعها
يَتَمَطَّطُ» أى يتمدّد. أراد
أنه كان ثخينا.
(ه) ومنه حديث سعد
«ولا تَمُطُّوا بآمين» أى لا تمدّوا.
(ه) وفى حديث أبى
ذرّ «إنّا نأكل الخطائط ، ونرد
المَطَائطَ» هى الماء
المختلط بالطين ، واحدتها : مَطِيطةٌ.
وقيل : هى البقيّة
من الماء الكدر ، تبقى فى أسفل الحوض.
(مطا) (ه) فيه «إذا مشت
أمّتى المُطَيْطاءَ» هى بالمدّ والقصر : مشية فيها تبختر ومدّ اليدين . يقال : مَطَوْتُ
ومططت ، بمعنى
مددت ، وهى من المصغّرات التى لم يستعمل لها مكبّر.
(ه) وفى حديث أبى
بكر «أنه مرّ على على بلال وقد
مُطِيَ فى الشمس يعذّب» أى
مدّ وبطح فى الشمس.
(ه) وفى حديث
خزيمة «وتركت المَطِيَ
هارا» المَطِيُ : جمع مَطِيَّةٍ ، وهى الناقة التى يركب مَطَاها : أى ظهرها. ويقال : يَمْطِي
بها فى السّير : أى يمدّ. وقد تكررت فى الحديث.
(باب الميم مع الظاء)
(مظظ) (ه) فى حديث أبى
بكر «مرّ بابنه عبد الرحمن وهو
يُماظُّ جارا له ، فقال
له : لا تُمَاظِّ جارك» أى لا تنازعه. والمُماظَّةُ : شدّة المنازعة والمخاصمة ، مع طول اللّزوم.
(ه) وفى حديث
الزّهرى وبنى إسرائيل «وجعل رمّانهم المَظَّ» هو الرّمّان البرّىّ. لا ينتفع بحمله.
(مظن) (س) فيه «خير
الناس رجل يطلب الموت مَظَانَّه» أى معْدِنه ومكانه
__________________
المعروف به الذى
إذا طلب وجد فيه ، واحدتها : مَظِنَّة ، بالكسر ، وهى مفعلة من الظَّنّ
: أى الموضع الذى
يظنّ به الشىء.
ويجوز أن يكون من الظَّنّ بمعنى العلم ، والميم زائدة.
ومنه الحديث «طلبتُ
الدنيا مَظانَ حلالها» أى المواضع التى أعلم فيها الحلال. وقد تكررت فى
الحديث.
(باب الميم مع العين)
(معتاط) ـ فى حديث الزكاة
«فأعمد إلى عَنَاقٍ مُعْتَاط» المُعْتاط من الغنم : التى امتنعت عن الحمل ؛ لسمنها
وكثرة شحمها.
وهى فى الإبل :
التى لا تحمل سنوات من غير عقر. وأصلها من الياء أو الواو.
يقال للناقة إذا
طرقها الفحل فلم تحمل : هى عائط ، فإذا لم تحمل السّنة المقبلة أيضا فهى عَائِط عِيط وعُوط. وتَعَوَّطت
، إذا ركبها الفحل
فلم تحمل. وقد
اعْتاطَت اعْتِياطاً فهى مُعْتاط.
والذى جاء فى سياق
الحديث : أن المعتاط التى لم تلد وقد حان أن تحمل ، وذلك من حيث معرفة سنّها ،
وأنها قد قاربت السّنّ التى يحمل مثلها فيها ، فسمّى الحمل بالولادة. والميم
والتاء زائدتان.
(معج) (ه) فى حديث
معاوية «فمَعَجَ البحر
مَعْجَةً تفرّق لها السّفن» أى ماج واضطرب.
(معد) (ه) فى حديث عمر «تَمَعْدَدُوا واخشوشنوا» هكذا يروى من كلام عمر ، وقد رفعه الطّبرانىّ
فى «المعجم» عن أبى حدرد الأسلمى ، عن النبى صلىاللهعليهوسلم.
يقال : تَمَعْدَدَ الغلام ، إذا شبّ وغلظ.
__________________
وقيل : أراد
تشبّهوا بعيش مَعَدِّ بن عدنان. وكانوا أهل غلظ وقشف : أى كونوا مثلهم ودعوا
التّنعّم وزىّ العجم.
ومنه حديثه الآخر
«عليكم بالّلبسة
المَعَدِّيَّة» أى خشونة
اللباس.
(معر) (س) فيه «فَتَمَعَّرَ وجهه» أى تغيّر. وأصله قلّة النّضارة وعدم إشراق اللّون ،
من قولهم : مكان أَمْعَرُ ، وهو الجدب الذى لا خصب فيه.
(ه) وفيه «ما أَمْعَرَ حاجّ قطّ» أى ما افتقر. وأصله من مَعَرِ الرأس ، وهو قلة شعره. وقد
مَعِرَ الرجل بالكسر ،
فهو مَعِرٌ. والأَمْعَر : القليل الشّعر. والمعنى : ما افتقر من يحجّ.
(ه) وفى حديث عمر
«اللهم إنى أبرأ إليك من معرّة الجيش» المعرّة : الأذى. والميم زائدة. وقد تقدّمت
فى العين.
(معز) (ه) فى حديث عمر «تَمَعْزَزُوا واخشوشنوا» هكذا جاء فى رواية . أى كونوا أشدّاء صبرا ، من المَعَزِ ، وهو الشدّة. وإن جعل من العزّ كانت الميم زائدة ، مثلها
فى تمدرع وتمسكن.
(معس) (ه) فيه «أنه مرّ
على أسماء وهى تَمْعَسُ
إهابا لها».
وفى رواية «منيئة
لها» أى تدبغ. وأصل المَعْسِ
: المعك والدّلك.
(معص) ـ فيه «أن عمرو بن
معديكرب شكا إلى عمر
المَعَصَ» هو بالتحريك : التواء
فى عصب الرّجل.
(معض) (س) فى حديث سعد «لمّا
قتل رستم بالقادسيّة بعث إلى الناس خالد بن عرفطة وهو ابن أخته ، فامتَعَضَ الناس امْتِعَاضا شديدا» أى شقّ عليهم وعظم. يقال : مَعِضَ من شىء سمعه ، وامْتَعَضَ
، إذا غضب وشقّ
عليه.
وفى حديث ابن
سيرين «تستأمر اليتيمة ، فإن مَعِضَت
لم تنكح» أى شقّ
عليها.
وفى حديث سراقة «تَمَعَّضَتِ الفرس» قال أبو موسى : هكذا روى فى «المعجم» ولعله من هذا.
__________________
قال : وفى نسخة «فنهضت».
قلت : لو كان
بالصاد المهملة من المعص ، وهو التواء الرّجل لكان وجها.
(معط) (ه) فيه «قالت له
عائشة : لو أخذت ذات الذّنب منّا بذنبها ، قال : إذا أدعها كأنها شاة مَعْطاءُ» هى التى سقط صوفها. يقال : امّعَطَ شعره وتَمَعَّطَ ، إذا تناثر. وقد تكرر فى الحديث.
وفى حديث حكيم بن
معاوية «فأعرض عنه فقام مُتَمَعِّطاً» أى متسخّطا متغضّبا. يجوز أن يكون بالعين والغين.
(س) وفى حديث ابن
إسحاق «إن فلانا وترقوسه ثم مَعَط فيها» أى مدّ يديه بها. والمَعْطُ بالعين والغين : المدّ.
(معك) (س) فيه «فتمعَّك فيه» أى تمرّغ فى ترابه. والمَعْكُ
: الدّلك. والمَعْكُ أيضا : المطل. يقال : مَعَكَه
بدينه وماعَكَه.
(ه) ومنه حديث ابن
مسعود «لو كان المَعْكُ
رجلا كان رجل سوء».
(ه) وحديث شريح «المَعْكُ طرف من الظّلم».
(معمع) (ه) فيه «لا تهلك
أمّتى حتى يكون بينهم التّمايل والتّمايز والْمَعَامِعُ» هى شدّة الحرب والجدّ فى القتال.
والمَعْمَعَة فى الأصل : صوت الحريق. والمَعْمَعَان
: شدّة الحرّ.
(ه) ومنه حديث ابن
عمر «كان يتتبّع اليوم المَعْمَعَانِيَ
فيصومه» أى الشديد
الحرّ.
وفى حديث ثابت «قال
بكر بن عبد الله : إنه ليظلّ فى اليوم المَعْمعانِيّ
البعيد ما بين
الطّرفين يراوح ما بين جبهته وقدميه».
وفى حديث أوفى بن
دلهم «النساء أربع ، فمنهن مَعْمَعٌ
، لها شيؤها أجمع»
هى المستبدّة بمالها عن زوجها لا تواسيه منه ، كذا فسّر.
(معن) (ه) فيه «قال أنس
لمصعب بن الزبير : أنشدك الله فى وصيّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتَمَعَّنَ عليه ، وقال : أمر
رسول الله على
الرأس والعين» تَمَعَّنَ
: أى تصاغر وتذلّل
انقيادا ، من قولهم : أَمْعَنَ
بحقّى ، إذا أذعن
واعترف.
وقال الزمخشرى : «هو
من المَعان : المكان. يقال : موضع كذا
مَعانٌ من فلان : أى نزل
عن دسته ، وتمكّن على بساطه تواضعا».
ويروى «تمعّك عليه»
أى تقلّب وتمرّغ .
(س) ومنه الحديث «أَمْعَنْتُم فى كذا» أى بالغتم. وأَمْعَنُوا فى بلد العدوّ وفى الطّلب : أى جدّوا وأبعدوا.
وفيه «وحسن
مواساتهم بالماعُون» هو اسم جامع لمنافع البيت ، كالقدر والمفأس وغيرهما ، مما
جرت العادة بعاريّته.
وفيه ذكر «بئر مَعُونَة» بفتح الميم وضم العين فى أرض بنى سليم ، فيما بين مكة
والمدينة. فأمّا بالغين المعجمة فموضع قريب من المدينة.
(معول)
ـ فى حديث حفر الخندق «فأخذ
المِعْوَل فضرب به الصّخرة» المعول
بالكسر : الفأس. والميم زائدة ، وهى ميم الآلة.
(معا) (ه) فيه «المؤمن
يأكل فى مِعًى واحد ، والكافر يأكل فى سبعة
أَمْعاء» هذا مثل ضربه
للمؤمن وزهده فى الدنيا ، والكافر وحرصه عليها. وليس معناه كثرة الأكل دون
الاتّساع فى الدنيا. ولهذا قيل : الرّغب شؤم ؛ لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار.
وقيل : هو تخصيص
للمؤمن وتحامى ما يجرّه الشّبع من القسوة وطاعة الشّهوة.
ووصف الكافر بكثرة
الأكل إغلاظ على المؤمن ، وتأكيد لما رسم له.
وقيل : هو خاصّ فى
رجل بعينه كان يأكل كثيرا فأسلم فقلّ أكله.
والمِعَى : واحد
الأَمْعاء ، وهى المصارين.
(ه) وفيه «رأى
عثمان رجلا يقطع سمرة فقال : ألست ترعى مَعْوَتَها؟» أى ثمرتها إذا أدركت. شبّهها بالمَعْوِ ، وهو البسر إذا أرطب.
__________________
(باب الميم مع الغين)
(مغث) (س) فى حديث خيبر
«فَمَغَثَتْهم الحمّى» أى أصابتهم وأخذتهم.
المَغْثُ : الضرب ليس
بالشديد. وأصل المَغْثِ
: المرس والدّلك
بالأصابع.
ومنه الحديث «أنه
قال للعباس : اسقونا ـ يعنى من سقايته ـ فقال : إن هذا شراب قد مُغِثَ ومرث» أى نالته الأيدى وخالطته.
(ه) وحديث عثمان «أنّ
أمّ عيّاش قالت : كنت أَمْغَثُ
له الزّبيب غدوة
فيشربه عشيّة ، وأَمْغَثُه
عشيّة فيشربه غدوة».
(مغر) (ه) فيه «أيّكم
ابن عبد المطّلب؟ قالوا : هو
الأَمْغَرُ المرتفق» أى هو
الأحمر المتّكىء على مرفقه ، مأخوذ من الْمَغْرَة ، وهو هذا المدر الأحمر الذى تصبغ به الثياب. وقد تكرر
ذكرها فى الحديث.
وقيل : أراد
بالأَمْغَرِ الأبيض ، لأنهم
يسمّون الأبيض أحمر.
ومنه حديث
الملاعنة «إن جاءت به أُمَيْغِرَ سبطا فهو لزوجها» هو تصغير
الأَمْغَرِ.
وحديث يأجوج
ومأجوج «فرموا بنبالهم فخرّت عليهم مُتَمَغِّرَةً دما» أى محمرّة بالدّم.
(ه) وفى حديث عبد
الملك «أنه قال لجرير : مَغِّرْ يا جرير» أى أنشد كلمة ابن مَغْرَاءَ واسمه أوس بن مَغْرَاءَ ، وكان من شعراء مضر. والمَغْرَاءُ : تأنيث الأَمْغَرِ.
(مغص) (س) فيه «إن فلانا
وجد مَغْصاً» هو بالتسكين : وجع فى المعى ، والعامّة تحرّكه. وقد مُغِصَ فهو
مَمْغُوصٌ.
(مغط) (ه) فى صفته عليهالسلام «لم يكن بالطويل المُمَغَّطِ » هو بتشديد الميم الثانية : المتناهى الطّول. وامَّغَطَ النهار ، إذا امتدّ .. ومَغَطْتُ
الحبل وغيره ، إذا
مددته. وأصله مُنْمَغِطٌ. والنون للمطاوعة ، فقلبت ميما وأدغمت فى الميم.
__________________
ويقال بالعين
المهملة بمعناه.
(مغل)
(ه) فيه «صوم شهر
الصّبر وثلاثة أيام من كلّ شهر صوم الدهر ، ويذهب بمَغَلَةِ الصدر» أى بنغله وفساده ، من الْمَغَلِ وهو داء يأخذ الغنم فى بطونها. وقد مَغَل فلان بفلان ، وأَمْغَل
به عند السلطان ،
إذا وشى به ، ومَغِلَت
عينه ، إذا فسدت.
ويروى «يذهب
بمغلّة الصّدر» بالتشديد ، من الغلّ : الحقد.
(باب الميم مع الفاء)
(مفج) (ه) فى حديث بعضهم
«أخذنى الشّراة فرأيت مساورا قد اربدّ وجهه ، ثم أومأ بالقضيب إلى دجاجة كانت
تبحثر بين يديه وقال : تسمّعى يا دجاجة ،
تعجّبى يا دجاجة ، ضلّ عليّ واهتدى مَفاجةُ!!» يقال : رجل مَفاجةٌ ، إذا كان أحمق. ومَفَجَ
، إذا حمق.
(باب الميم مع القاف)
(مقت) (ه) فيه «لم يصبنا
عيب من عيوب الجاهلية فى نكاحها ومَقْتِها» المَقْتُ
فى الأصل : أشدّ
البغض. ونكاح المَقْتِ
: أن يتزوّج الرجل امرأة أبيه ، إذا طلّقها أو مات عنها ، وكان يفعل فى الجاهلية. وحرّمه الإسلام.
__________________
وقد تكرر ذكر «المَقْتِ» فى الحديث.
(مقر) ـ فى حديث لقمان «أكلت
المَقِرَ وأطلت على ذلك الصّبر» المَقِرُ : الصّبر ، وهو هذا الدّواء المرّ المعروف. وأَمْقَرَ الشىء ، إذا أمرّ. يريد أنه أكل الصّبر ، وصبر على أكله.
وقيل : المَقِرُ : شىء يشبه الصّبر ، وليس به.
ومنه حديث عليّ «أمرّ
من الصّبر والمَقِرِ».
(مقس) (س) فيه «خرج عبد
الرحمن بن زيد وعاصم بن عمر
يَتَمَاقَسَانِ فى البحر» أى
يتغاوصان. يقال : مَقَسْتُهُ
وقَمَسْتُه ، على القلب ، إذا غططته فى الماء.
(مقط) (ه) فى حديث عمر «قدم
مكة فقال : من يعلم موضع المقام؟ وكان السّيل احتمله من مكانه ، فقال المطّلب بن
أبى وداعة : قد كنت قدّرته وذرعته بِمِقَاطٍ عندى» المِقاطُ بالكسر : الحبل الصغير الشديد الفتل ، يكاد يقوم من شدّة
فتله ، وجمعه : مُقُطٌ ، ككتاب وكتب.
(س) وفى حديث حكيم
بن حزام «فأعرض عنه فقام مُتَمَقِّطاً» أى متغيّظا. يقال : مَقَطْتُ
صاحبى مَقْطاً ، وهو أن تبلغ إليه فى الغيظ.
ويروى بالعين ،
وقد تقدّم.
(مقق) ـ فى حديث عليّ «من
أراد المفاخرة بالأولاد فعليه بالمُقِ
من النساء» أى
الطوال. يقال : رجل أَمَقُ
، وامرأة مَقَّاءُ.
(مقل) (ه) فيه «إذا وقع
الذّباب فى الطعام فامْقُلُوه» وروى «فى الشّراب» : أى اغمسوه فيه. يقال : مَقَلْتُ الشىء
أَمْقُلُهُ مَقْلاً ، إذا غمسته فى الماء ونحوه.
ومنه حديث عبد
الرحمن وعاصم «يَتَمَاقَلَانِ
فى البحر» ويروى «يتماقسان».
(ه) وفى حديث ابن لقمان «قال لأبيه : أرأيت الحبّة تكون فى مَقْلِ البحر؟». أى فى مغاص البحر.
__________________
وفى حديث عليّ «لم
يبق منها إلا جرعة كجرعة
المَقْلَةِ» هى بالفتح :
حصاة يقتسم بها الماء القليل فى السّفر ، ليعرف قدر ما يسقى كلّ واحد منهم. وهى
بالضم : واحدة
المُقْلِ ، الثّمر المعروف.
وهى لصغرها لا تسع إلا الشىء اليسير من الماء.
(ه) وفى حديث ابن
مسعود ، وسئل عن مسّ الحصى فى الصلاة فقال : «مرّة وتركها خير من مائة ناقة لِمُقْلَةٍ»
المُقْلَةُ : العين. يقول : تركها خير من مائة ناقة ، يختارها الرجل
على عينه ونظره كما يريد .
ومنه حديث ابن عمر
«خير من مائة ناقة كلّها أسود
المُقْلَةِ» أى كل واحد منها
أسود العين.
(مقة) (س) فيه «المِقَة من الله ، والصِّيت من السماء» المِقَة : المحبّة. وقد
وَمِقَ يَمِقُ مِقَةً. والهاء
فيه عوض من الواو المحذوفة ، وبابه الواو. وقد تكرر ذكره فى الحديث.
(مقا) (ه) فى حديث عائشة
، وذكرت عثمان فقالت : «مَقَوْتُمُوه
مَقْوَ الطّست ، ثم
قتلتموه» يقال : مَقَى
الطّست يَمْقُوهُ ويَمْقِيه
، إذا جلاه. أرادت
أنهم عتبوه على أشياء ، فأعتبهم ، وأزال شكواهم. وخرج نقيّا من العيب. ثم قتلوه
بعد ذلك.
(باب الميم مع الكاف)
(مكث) (س) فيه «أنه
توضّأ وضوءا
مَكِيثاً» أى بطيئا
متأنيّا غير مستعجل. والمَكْثُ
والمُكْثُ : الإقامة مع الانتظار ، والتّلبّث فى المكان.
(مكد) (ه) فى حديث سبى
هوازن «أخذ عيينة بن حصن منهم عجوزا ، فلما ردّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم السّبايا أبى عيينة أن يردّها ، فقال له أبو صرد : خذها
إليك ،
__________________
فو الله ما فوها
ببارد ، ولا ثديها بناهد ، ولا بطنها بوالد ، ولا درّها بماكِدٍ» أى دائم. والمَكُودُ : التى يدوم لبنها ولا ينقطع.
(مكر) ـ فى حديث الدعاء
«اللهم امكُر لى ولا
تَمْكُر بى» مَكْرُ الله : إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه.
وقيل : هو استدراج
العبد بالطاعات ، فيتوهّم أنها مقبولة وهى مردودة.
المعنى : ألحق مَكْرَكَ بأعدائى لا بى. وأصل المَكْرِ : الخداع. يقال : مَكَرَ
يَمْكُرُ مَكْراً.
ومنه حديث عليّ فى
مسجد الكوفة «جانبه الأيسر
مَكْرٌ» قيل : كانت
السوق إلى جانبه الأيسر ، وفيها يقع المكرُ والخداع.
(مكس)
(ه) فيه «لا يدخل
الجنة صاحب مَكْسٍ» المكسُ
: الضّريبة التى
يأخذها الماكِسُ ، وهو العشّار.
(س) ومنه حديث أنس
وابن سيرين «قال لأنس : تستعملنى على المَكْسِ
ـ أى على عشور
الناس ـ فأُمَاكِسُهُم ويُمَاكِسُونَنِي».
وقيل : معناه
تستعملنى على ما ينقص دينى ، لما يخاف من الزيادة والنقصان ، فى الأخذ والتّرك.
وفى حديث جابر «قال
له : أترى إنما
مَاكَسْتُكَ لآخذ جملك» المُمَاكَسَةُ فى البيع : انتقاص الثمن واستحطاطه ، والمنابذة بين
المتبايعين. وقد
ماكَسَهُ يُمَاكِسُه مِكَاساً ومُمَاكَسَةً.
(س) ومنه حديث ابن
عمر «لا بأس بالمُمَاكَسَةِ فى البيع».
(مكك) (ه) فيه «لا تَتَمَكَّكُوا على غرمائكم» وفى رواية «لا
تُمَكِّكُوا غرماءكم» أى لا تلحّوا عليهم ، ولا تأخذوهم على عسرة ،
وارفقوا بهم فى الاقتضاء والأخذ. وهو من مَكَ
الفصيل ما فى ضرع
الناقة ، وامْتَكَّه ، إذا لم يبق فيه من اللبن شيئا إلا مصّه.
__________________
(س) وفى حديث أنس
«أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يتوضأ
بمَكُّوكٍ ، ويغتسل بخمسة مَكاكِيكَ» وفى رواية «بخمسة
مَكاكى» أراد بالمَكُّوك المدّ.
وقيل : الصاع.
والأوّل أشبه ، لأنه جاء فى حديث آخر مفسّرا بالمدّ.
والمَكاكى : جمع مَكُّوكٍ
، على إبدال الياء
من الكاف الأخيرة.
والمكُّوك : اسم للمكيال ، ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه
فى البلاد.
(س) ومنه حديث ابن
عباس «فى تفسير قوله تعالى : (صُواعَ الْمَلِكِ) قال : كهيئة
المكُّوك» وكان للعباس
مثله فى الجاهلية ، يشرب به.
(مكن) (ه) فيه «أقرّوا
الطير على مَكِنَاتِها» المَكِنَاتُ
فى الأصل : بيض الضّباب ، واحدتها : مَكِنَةٌ ، بكسر الكاف ، وقد تفتح. يقال : مَكِنَت الضّبّة ، وأَمْكَنَت.
قال أبو عبيد :
جائز فى الكلام أن يستعار
مَكْنُ الضّباب فيجعل
للطير ، كما قيل : مشافر الحبش ، وإنما المشافر للإبل.
وقيل : المَكِناتُ : بمعنى الأَمْكِنة. يقال : الناس على مَكِناتِهِم
وسكناتهم : أى على
أَمْكِنَتِهم ومساكنهم.
ومعناه أن الرجل
فى الجاهلية كان إذا أراد حاجة أتى طيرا ساقطا ، أو فى وكره فنفّره ، فإن طار ذات
اليمين مضى لحاجته. وإن طار ذات الشّمال رجع ، فنهوا عن ذلك. أى لا تزجروها ،
وأقرّوها على مواضعها التى جعلها الله لها ، فإنها لا تضرّ ولا تنفع.
وقيل : المَكِنَةُ : من التَّمَكُّن
، كالطّلبة
والتّبعة ، من التّطلّب والتّتبّع. يقال : إنّ فلانا لذو مكنة من السلطان : أى ذو
تَمَكُّنٍ. يعنى أقرّوها على
كلّ مَكِنةٍ ترونها عليها ، ودعوا التّطيّر بها.
وقال الزمخشرى :
يروى «مُكُناتِها» ، جمع مُكُنٍ
، ومُكُنٌ : جمع مَكانٍ
، كصعدات فى صعد ،
وحمرات ، فى حمر.
__________________
وفى حديث أبى سعيد
«لقد كنا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يهدى لأحدنا الضّبّة
المَكُونُ أحبّ إليه من أن
تهدى إليه دجاجة سمينة» المَكُونُ
: التى جمعت المَكْنَ ، وهو بيضها. يقال : ضبّة
مَكُونٌ ، وضبّ مَكُونٌ.
ومنه حديث أبى
رجاء «أيّما أحبّ إليك ، ضبّ مَكُونٌ
، أو كذا وكذا؟».
(باب الميم مع اللام)
(ملأ) ـ قد تكرر ذكر «المَلَإِ» فى الحديث. والمَلأ : أشراف الناس ورؤساؤهم ، ومقدّموهم الذين يرجع إلى قولهم.
وجمعه : أَمْلَاء.
(ه) ومنه الحديث «أنه
سمع رجلا ، منصرفهم من غزوة بدر ، يقول : ما قتلنا إلّا عجائز صلعا ، فقال : أولئك
المَلَأُ من قريش ، لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك» أى أشراف قريش.
ومنه الحديث «هل
تدرى فيم يختصم الملأُ الأعلى؟» يريد الملائكة المقرّبين.
(س) وفى حديث عمر
حين طعن «أكان هذا عن مَلَإٍ منكم؟» أى تشاور من أشرافكم وجماعتكم.
(ه) وفى حديث أبى
قتادة «لمّا ازدحم الناس على الميضأة قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أحسنوا
المَلَأَ فكلّكم سيروى» المَلَأُ ، بفتح الميم واللام والهمزة كالأوّل : الخلق.
ومنه قول الشاعر :
تنادوا يا لبهثة
إذا رأونا
|
|
فقلنا : أحسنى
مَلَأ جهينا
|
وأكثر قرّاء
الحديث يقرأونها «أحسنوا
المِلْءَ» بكسر الميم
وسكون اللام ، من ملء الإناء. وليس بشىء.
ومنه الحديث الآخر
«أحسنوا أَمْلَاءَكم» أى أخلاقكم.
وفى حديث
الأعرابىّ الذى بال فى المسجد «فصاح به أصحابه ، فقال : أحسنوا مَلَأً» أى خلقا.
__________________
وفى غريب أبى
عبيدة «مَلَأً : أى غلبة».
ومنه حديث الحسن «أنهم
ازدحموا عليه فقال : أحسنوا
مَلَأَكُم أيها المرؤون».
(س) وفى دعاء
الصلاة «لك الحمد
مِلْءَ السموات والأرض» هذا
تمثيل ، لأن الكلام لا يسع الأماكن. والمراد به كثرة العدد.
يقول : لو قدّر أن
تكون كلمات الحمد أجساما ، لبلغت من كثرتها أن تَملَأَ السموات والأرض.
ويجوز أن يكون
المراد به تفخيم شأن كلمة الحمد. ويجوز أن يريد به أجرها وثوابها.
ومنه حديث إسلام
أبى ذرّ «قال لنا كلمة
تَمْلَأُ الفم» أى أنها
عظيمة شنيعة ، لا يجوز أن تحكى وتقال ، فكأنّ الفم مَلآنُ
بها ، لا يقدر على
النطق.
ومنه الحديث «امْلَئُوا أفواهكم من القرآن».
(ه) وفى حديث أم
زرع «مِلْءُ كسائها ، وغيظ جارتها» أرادت أنها سمينة ، فإذا تغطّت
بكسائها مَلَأَتْهُ.
وفى حديث عمران
ومزادة الماء «إنه ليخيّل إلينا أنها أشدّ
مِلْأَةً منها حين ابتدىء
فيها» أى أشدّ
امتِلَاءً. يقال : مَلَأْتُ الإناء
أَمْلَؤُهُ مَلْأً. والمِلْءُ : الاسم. والمِلْأَة أخصّ منه.
وفى حديث
الاستسقاء «فرأيت السّحاب يتمزّق كأنه المُلَاءُ حين تطوى» المُلَاءُ ، بالضم والمدّ : جمع مُلاءةٍ ، وهى الإزار والرّيطة.
وقال بعضهم : إنّ
الجمع مُلَأٌ ، بغير مدّ. والواحد ممدود. والأوّل أثبت.
شبّه تفرّق الغيم
واجتماع بعضه إلى بعض فى أطراف السماء بالإزار ، إذا جمعت أطرافه وطوى.
ومنه حديث قيلة «وعليه
أسمال مليّتين» هى تصغير
مُلَاءَةٍ ، مثنّاة مخففة
الهمز.
وفى حديث الدّين «إذا
أتبع أحدكم على مَلِىءٍ فليتبع » المَلِىءُ بالهمز : الثقة الغنىّ. وقد
مَلُؤَ ، فهو مَلِىءٌ بيّن المَلَاءِ والمَلاءةِ بالمدّ. وقد أولع الناس فيه بترك الهمز وتشديد الياء.
__________________
(ه) ومنه حديث
عليّ «لا مَلِىءٌ والله بإصدار ما ورد عليه».
(ه) وفى حديث عمر
«لو تَمالَأَ عليه أهل صنعاء لأقدتهم به» أى تساعدوا واجتمعوا وتعاونوا.
(ه) ومنه حديث
عليّ «والله ما قتلت عثمان ولا
مَالَأْتُ فى قتله» أى ما
ساعدت ولا عاونت.
(ملج) (ه) فيه «لا تحرّم
المَلْجَةُ والمَلْجَتَانِ» وفى رواية «الإِمْلاجَةُ والإِمْلَاجَتانِ». المَلْجُ
: المصّ. مَلَجَ الصبىّ أمّه يَمْلُجُهَا
مَلْجاً ، ومَلِجَها يَمْلَجُها ، إذا رضعها. والمَلْجَة : المرّة. والإِملاجةُ : المرّة أيضا ، من أَمْلَجَتْه
أمّه : أى أرضعته.
يعنى أنّ المصّة
والمصّتين لا تحرّمان ما يحرّمه الرّضاع الكامل.
(ه) ومنه الحديث «فجعل
مالك بن سنان يَمْلَجُ
الدّم بفيه من وجه
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم ازدرده» أى مصّه ثم ابتلعه.
ومنه حديث عمرو بن
سعيد «قال لعبد الملك بن مروان يوم قتله : أذكرك مَلْجَ
فلانة» يعنى امرأة
كانت أرضعتهما.
[ه] وفى حديث طهفة
«سقط الأُمْلُوجُ» هو نوى المقل.
وقيل : هو ورق من أوراق الشجر ، يشبه الطّرفاء والسّرو.
وقيل : هو ضرب من
النّبات ، ورقه كالعيدان.
وفى رواية «سقط الأُمْلُوجُ من البكارة» هى جمع بكر ، وهو الفتىّ السّمين من الإبل : أى
سقط عنها ما علاها من السّمن برعى الأُمْلوج. فسمّى السّمن نفسه أُمْلُوجاً ، على سبيل الاستعارة. قاله الزمخشرى.
__________________
(ملح)
(ه) فيه «لا تحرّم
المَلْحَةُ والمَلْحَتان» أى الرّضعة والرّضعتان. فأما بالجيم فهو المصّة. وقد
تقدّمت.
والمِلْحُ بالفتح والكسر : الرّضع. والمُمَالَحة : المراضعة.
[ه] ومنه الحديث «قال
له رجل من بنى سعد ، فى وفد هوازن : يا محمد ، إنّا لو كنا مَلَحْنا للحارث بن أبى شمر ، أو للنّعمان بن المنذر ، ثم نزل منزلك
هذا منّا لحفظ ذلك فينا ، وأنت خير المكفولين ، فاحفظ ذلك» أى لو كنا أرضعنا لهما.
وكان النبى صلىاللهعليهوسلم مسترضعا فيهم ، أرضعته حليمة السّعدية.
(ه) وفيه «أنه
ضحّى بكبشين أَمْلَحَين» الأَمْلَحُ
: الذى بياضه أكثر من سواده.
وقيل : هو النّقىّ البياض.
ومنه الحديث «يؤتى
بالموت فى صورة كبش أَمْلَحَ» وقد تكرر فى الحديث.
[ه] وفى حديث
خبّاب «لكن حمزة لم يكن له إلا نمرة
مَلحاءُ» أى بردة فيها
خطوط سود وبيض.
ومنه حديث عبيد بن
خالد «خرجت فى بردين وأنا مسبلهما ، فالتفتّ فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : إنما هى مَلْحَاءُ ، قال : وإن كانت مَلْحاءَ ، أما لك فىّ أسوة؟».
(ه) وفيه «الصادق
يعطى ثلاث خصال : المُلْحَةَ ، والمحبّة ، والمهابة» المُلْحة بالضم : البركة. يقال : كان ربيعنا مَمْلُوحاً فيه : أى مخصبا مباركا. وهو من تَمَلَّحَت الماشية ، إذا ظهر فيها السّمن من الرّبيع.
(س) وفى حديث
عائشة «قالت لها امرأة : أزمّ جملى ، هل علىّ جناح؟ قالت : لا ، فلما خرجت قالوا
لها : إنها تعنى زوجها ، قالت : ردّوها علىّ ، مُلْحةٌ فى النار ، اغسلوا عنى أثرها بالماء والسّدر» المُلْحَةُ : الكلمة
المَلِيحةُ. وقيل : القبيحة.
وقولها : «اغسلوا
عنى أثرها» تعنى الكلمة التى أذنت لها بها ، ردّوها لأعلمها أنه لا يجوز.
وفيه «إن الله ضرب
مطعم ابن آدم للدنيا مثلا ، وإن مَلَحَه» أى ألقى فيه المِلْحَ
__________________
بقدر للإصلاح.
يقال منه : مَلَحْتُ
القدر ، بالتخفيف
، وأَمْلَحْتُهَا ، ومَلَّحْتُها ، إذا أكثرت مِلْحَها حتى تفسد.
وفى حديث عثمان «وأنا
أشرب ماء المِلْحِ» يقال : ماء
مِلْحٌ ، إذا كان شديد المُلوحة ، ولا يقال : مالِحٌ
، إلّا على لغة
ليست بالعالية.
وقوله «ماء المِلْحِ» من إضافة الموصوف إلى الصفة.
وفى حديث عمرو بن
حريث «عناق قد أجيد
تَمليحُها وأحكم نضجها» التَّمْلِيحُ هاهنا : السّمط ، وهو أخذ شعرها وصوفها بالماء.
وقيل : تَمْلِيحُها : تسمينها ، من الجزور
المُمَلَّح ، وهو السّمين.
(ه) ومنه حديث
الحسن «ذكرت له النّورة فقال : أتريدون أن يكون جلدى كجلد الشاة المَمْلُوحةِ» يقال : مَلَحْتُ
الشاة ومَلَّحْتُها ، إذا سمطتها.
(ه) وفى حديث
جويرية «وكانت امرأة
مُلَاحةً» أى شديدة الملاحةِ ، وهو من أبنية المبالغة.
وفى كتاب الزمخشرى
: «وكانت امرأة
مُلاحةً : أى ذات مَلاحةٍ. وفعال مبالغة فى فعيل. نحو كريم وكرام ، وكبير وكبار.
وفعّال مشدّد أبلغ منه».
(ه) وفى حديث
ظبيان «يأكلون مُلَّاحَها ، ويرعون سراحها» المُلَّاحُ
: ضرب من النّبات.
والسّراح : جمع سرح ، وهو الشجر.
(ه) وفى حديث
المختار «لمّا قتل عمر بن سعد جعل رأسه فى مِلَاحٍ
وعلّقه» المِلَاحُ : المخلاة ، بلغة هذيل. وقيل : هو سنان الرّمح.
(ملخ) (س) فى حديث أبى
رافع «ناولنى الذراع فامْتَلَخْتُ
الذّراع» أى
استخرجتها. يقال : امْتَلَخْتُ
اللّجام عن رأس
الدابة ، إذا أخرجته.
__________________
(ه) وفى حديث
الحسن «يَمْلَخُ فى الباطل مَلْخاً» أى يمرّ فيه مرّا سهلا. ومَلَخَ
فى الأرض ، إذا
ذهب فيها.
(ملذ) (س) فى حديث عائشة
، وتمثّلت بشعر لبيد :
يتحدّثون مخانة ومَلاذَةً
|
|
ويعاب قائلهم
وإن لم يشغب
|
المَلَاذَةُ : مصدر
مَلَذَهُ مَلْذاً ومَلاذَةً. والمَلُوذُ والمَلَاذُ : الذى لا يصدق فى مودّته.
وأصل المَلْذِ : سرعة المجىء والذّهاب.
(ملس) (ه) فيه «أنه بعث
رجلا إلى الجن ، فقال له : سر ثلاثا
مَلْساً» أى سر سيرا
سريعا. والملْس : الخفّة والإسراع والسّوق الشديد. وقد امَّلَسَ فى سيره ، إذا أسرع.
وحقيقته سر ثلاث
ليال ذات مَلْسٍ ، أو سر ثلاثا سيرا
مَلْساً ، أو أنه ضرب من
السّير ، فنصبه على المصدر.
(ملص) (ه) فى حديث عمر «أنه سئل عن إِمْلاصِ
المرأة الجنين» هو
أن تزلق الجنين قبل وقت الولادة. وكلّ ما زلق من اليد فقد مَلِصَ ، وأَملص
، وأَمْلَصْتُهُ أنا.
(ه) ومنه حديث
الدجّال «فأَمْلَصَتْ به أمّه».
ومنه حديث عليّ «فلما
أتمّت أَمْلَصَتْ ومات قيّمها».
(ملط) (س) فى حديث
الشّجاج «فى المِلْطَى
نصف دية الموضحة» المِلْطَى ، بالقصر ، والمِلْطَاةُ : القشرة الرقيقة بين عظم الرأس ولحمه ، تمنع الشّجّة أن
توضح ، وهى من لطيت بالشّىء ، أى لصقت ، فتكون الميم زائدة.
وقيل : هى أصلية ،
والألف للإلحاق ، كالّتى فى معزى. والمِلْطَاةُ كالعزهاة ، وهو أشبه. وأهل الحجاز يسمّونها السّمحاق.
__________________
(س) ومنه الحديث «يقضى
فى المِلْطَاةِ بدمها» أى يقضى فيها حين يشجّ صاحبها ، بأن يؤخذ مقدارها
تلك الساعة ثم يقضى فيها بالقصاص ، أو الأرش ، ولا ينظر إلى ما يحدث فيها بعد ذلك
من زيادة أو نقصان. وهذا مذهب بعض العلماء.
وقوله «بدمها» فى
موضع الحال ، ولا يتعلّق بيقضى ، ولكن بعامل مضمر ، كأنه قيل : يقضى فيها ملتبسة
بدمها ، حال شجّها وسيلانه.
وفى كتاب أبى موسى
فى ذكر الشّجاج «المِلْطَاةُ ، وهى السّمحاق» والأصل فيها من مِلْطَاطِ البعير ، وهو حرف فى وسط رأسه. والمِلْطَاطُ : أعلى حرف الجبل ، وصحن الدار.
(س) وفى حديث ابن
مسعود «هذا المِلْطَاطُ طريق بقيّة المؤمنين» هو ساحل البحر.
ذكره الهروىّ فى
اللام ، وجعل ميمه زائدة وقد تقدّم.
وذكره أبو موسى فى
الميم ، وجعل ميمه أصلية.
ومنه حديث عليّ «وأمرتهم
بلزوم هذا المِلْطَاطِ حتى يأتيهم أمرى» يريد به شاطىء الفرات.
وفى صفة الجنة «ومِلَاطُها مسك أذفر» المِلَاطُ : الطّين الذى يجعل بين سافى البناء ، يُمْلَطُ به الحائط : أى يخلط.
ومنه الحديث «إنّ
الإبل يُمَالِطُهَا الأجرب» أى يخالطها.
وفيه «إن الأحنف
كان أَمْلَطَ» أى لا شعر على بدنه ، إلّا فى رأسه.
(ملع) ـ فيه «كنت أسير المَلْعَ ، والخبب ، والوضع» المَلْعُ
: السّير الخفيف
السّريع ، دون الخبب ، والوضع فوقه.
(ملق)
فى حديث فاطمة بنت
قيس «قال لها : أمّا معاوية فرجل أَمْلَقُ
من المال» أى فقير
منه ، قد نفد ماله. يقال : أَمْلَقَ
الرّجل فهو مُمْلِقٌ.
وأصل الإِمْلَاقِ : الإنفاق. يقال : أَمْلَقَ
ما معه إِمْلَاقاً ، ومَلَقَهُ
مَلْقاً ، إذا أخرجه من
يده ولم يحبسه ، والفقر تابع لذلك ، فاستعملوا لفظ السّبب فى موضع المسبّب ، حتى
صار به أشهر.
ومنه حديث عائشة «ويريش
مملقها» أى يغنى فقيرها.
(ه) ومن الأصل حديث
ابن عباس «فسألته امرأة : أأنفق من مالى ما شئت؟ قال : نعم ، أَمْلِقِي من مالك ما شئت».
(ه) وفى حديث
عبيدة [السّلمانىّ] «قال له ابن سيرين : ما يوجب الجنابة؟ قال : الرّفّ والاسْتِمْلاقُ» الرّفّ : المصّ. والاسْتِمْلَاقُ
: الرّضع. وهو
استفعال منه. وكنى به عن الجماع ، لأنّ المرأة ترتضع ماء الرّجل. يقال : مَلَقَ الجدى أمّه ، إذا رضعها.
(س) وفيه «ليس من
خلق المؤمن المَلَقُ» هو بالتحريك : الزيادة فى التّودّد والدعاء والتضرّع فوق
ما ينبغى.
(ملك) (ه) فيه «أَمْلِكْ عليك لسانك» أى لا تجره إلّا بما يكون لك لا عليك.
(س) وفيه «مِلَاكُ الدّين الورع» المِلَاكُ
بالكسر والفتح :
قوام الشّىء ونظامه ، وما يعتمد عليه [فيه ].
وفيه «كان آخر
كلامه الصلاة وما
مَلَكَتْ أيمانكم» يريد
الإحسان إلى الرقيق ، والتخفيف عنهم.
وقيل : أراد حقوق
الزكاة وإخراجها من الأموال التى تمْلِكُها الأيدى ، كأنه علم بما يكون من أهل الرّدّة ، وإنكارهم
وجوب الزّكاة ، وامتناعهم من أدائها إلى القائم بعده ، فقطع حجّتهم بأن جعل آخر
كلامه الوصيّة بالصلاة والزكاة. فعقل أبو بكر هذا المعنى ، حتى قال : لأقاتلنّ من
فرّق بين الصلاة والزكاة.
وفيه «حسن المَلكَةِ نماء» يقال : فلان حسن المَلَكَة ، إذا كان حسن الصّنيع إلى مَمَالِيكِهِ.
ومنه الحديث «لا
يدخل الجنة سيّئ المَلكَةِ» أى الذى يسئ صحبة
المماليكِ.
__________________
(ه) وفى حديث
الأشعث «خاصم أهل نجران إلى عمر فى رقابهم ، فقالوا : إنما كنا عبيد مَمْلُكَةٍ ، ولم نكن عبيد قنّ» المَمْلُكَةُ ، بضم اللام وفتحها : أن يغلب عليهم فيستعبدهم وهم فى الأصل أحرار. والقنّ :
أن يُمْلَكَ هو وأبواه.
[ه] وفى حديث أنس
«البصرة إحدى المؤتفكات ، فانزل فى ضواحيها ، وإيّاك والمَمْلُكَةَ» مِلْك
الطّريق ومَمْلُكَتُهُ : وسطه.
(س) وفيه «من شهد مِلَاكَ امرئ مسلم» المِلَاكُ
والإِمْلَاكُ : التّزويج وعقد النّكاح.
وقال الجوهرى : لا
يقال مِلاكٌ .
(ه) وفى حديث عمر
«أَمْلِكُوا العجين ، فإنه أحد الرّيعين» يقال : مَلَكْتُ العجين وأَمْلَكْتُهُ
، إذا أنعمت عجنه
وأجدته. أراد أنّ خبزه يزيد بما يحتمله من الماء ، لجودة العجن.
(س) وفيه «لا تدخل
الملائِكَةُ بيتا فيه كلب ولا صورة» أراد الملائكةَ السّيّاحين ، غير الحفظة والحاضرين عند الموت.
والملائكةُ : جمع مَلْأَكٍ
، فى الأصل ، ثم
حذفت همزته ، لكثرة الاستعمال ، فقيل : مَلَكٌ. وقد تحذف الهاء
فيقال : مَلَائِك.
وقيل : أصله :
مألك ، بتقديم الهمزة ، من الألوك : الرّسالة ، ثم قدّمت الهمزة وجمع.
وقد تكرر فى
الحديث ذكر «المَلَكُوتِ» وهو اسم مبنىّ من المُلْكِ
، كالجبروت
والرّهبوت ، من الجبر والرّهبة.
وفى حديث جرير «عليه
مسحة مَلَكٍ» أى أثر من الجمال ، لأنهم أبدا يصفون الملائكَةَ بالجمال.
وفيه «لقد حكمت
بحكم المَلِكِ» يريد الله تعالى.
__________________
ويروى بفتح اللام
، يعنى جبريل عليهالسلام ، ونزوله بالوحى.
وفى حديث أبى
سفيان «هذا مُلْكُ هذه الأمّة قد ظهر» يروى بضم الميم وسكون اللام ، وبفتحها
وكسر اللام.
وفيه أيضا «هل كان
فى آبائه من مَلَكَ؟» يروى بفتح الميمين واللام ، وبكسر الأولى وكسر اللام.
وفى حديث آدم «فلما
رآه أجوف عرف أنه خلق لا
يَتَمَالَكُ» أى لا يتماسك.
وإذا وصف الإنسان بالخفّة والطّيش ، قيل : إنه لا
يتمالَكُ.
(ملل) (ه) فيه «إكلفوا
من العمل ما تطيقون ، فإنّ الله لا
يَمَلُ حتى تَمَلُّوا» معناه : أنّ الله لا
يَمَلُ أبدا ، مَلِلْتُم أو لم تَمَلُّوا ، فجرى مجرى قولهم : حتى يشيب الغراب ، ويبيضّ القار.
وقيل : معناه :
أنّ الله لا يطَّرحكم حتى تتركوا العمل ، وتزهدوا فى الرغبة إليه ، فسمّى الفعلين مَلَلاً ، وكلاهما ليسا
بِمَلَلٍ ، كعادة العرب فى
وضع الفعل موضع الفعل ، إذا وافق معناه نحو قولهم :
ثم أضحوا لعب
الدّهر بهم
|
|
وكذاك الدّهر
يودى بالرّجال
|
فجعل إهلاكه
إيّاهم لعبا.
وقيل : معناه : أن
الله لا يقطع عنكم فضله حتى تَمَلُّوا سؤاله. فسمّى فعل الله مَلَلاً ، على طريق الازدواج فى الكلام ، كقوله تعالى : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) وقوله : (فَمَنِ اعْتَدى
عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ) وهذا باب واسع فى العربية ، كثير فى القرآن.
وفيه «لا يتوارث
أهل مِلَّتَين» المِلَّةُ : الدّين ، كَمِلَّةِ الإسلام ، والنّصرانيّة ، واليهوديّة.
وقيل : هى معظم
الدّين ، وجملة ما يجىء به الرّسل.
__________________
وفى حديث عمر «ليس
على عربىّ ملك ، ولسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليه ، ولكنا نقوّمهم ، المِلَّةَ على آبائهم خمسا من الإبل» المِلَّةُ : الدّية ، وجمعها
مِلَلٌ.
قال الأزهرى : كان
أهل الجاهلية يطأون الإماء ويلدن لهم ، فكانوا ينسبون إلى آبائهم ، وهم عرب ، فرأى
عمر أن يردّهم على آبائهم فيعتقون ، ويأخذ من آبائهم لمواليهم ، عن كلّ واحد خمسا
من الإبل.
وقيل : أراد من
سبى من العرب فى الجاهلية وأدركه الإسلام وهو عند من سباه أن يردّه حرّا إلى نسبه
، وتكون عليه قيمته لمن سباه ، خمسا من الإبل.
(س) ومنه حديث
عثمان «أن أمة أتت طيّئا فأخبرتهم أنها حرّة ، فتزوّجت فولدت ، فجعل فى ولدها الْمِلَّةَ» أى يفتكّهم أبوهم من موالى أمّهم.
وكان عثمان يعطى
مكان كلّ رأس رأسين ، وغيره يعطى مكان كلّ رأس رأسا ، وآخرون يعطون قيمتهم ، بالغة
ما بلغت.
(ه) وفيه «قال له
رجل : إنّ لى قرابات أصلهم ويقطعوننى ، وأعطيهم فيكفروننى ، فقال له : إنما تسفّهم
المَلَ» المَلُ
والمَلَّةُ : الرّماد الحارّ الذى يحمى ليدفن فيه الخبز لينضج ، أراد
: إنما تجعل المَلَّةَ لهم سفوفا يستفّونه ، يعنى أن عطاءك إياهم حرام عليهم ،
ونار فى بطونهم.
(ه) ومنه حديث أبى
هريرة «كأنّما تسفّهم المَلَ».
وفيه «قال أبو
هريرة : لمّا افتتحنا خيبر ، إذا أناس من يهود مجتمعون على خبزة يَمُلُّونَها» أى يجعلونها فى المَلَّةِ.
(س) وحديث كعب «أنه
مرّ به رجل من جراد ، فأخذ جرادتين فمَلَّهُما» أى شواهما
بالمَلَّةِ.
وفى حديث
الاستسقاء «فألّف الله السّحاب ومَلَّتْنا» كذا جاء فى رواية لمسلم .
__________________
قيل : هى من الْمَلل ، أى كثر مطرها حتى مَلِلْنَاها.
وقيل : هى «ملتنا»
بالتّخفيف ، من الامتلاء ، فخفّف الهمز. ومعناه : أوسعتنا سقيا وريّا.
وفى قصيد كعب بن
زهير :
* كأنّ ضاحيه بالنّار مَمْلُولُ *
أى كأنّ ما ظهر
منه للشمس مشوىّ بالمَلَّةِ من شدّة حرّه.
(س) وفيه «لا تزال
المَلِيلَةُ والصّداع بالعبد» المَلِيلَةُ : حرارة الحمّى ووهجها.
وقيل : هى الحمّى
التى تكون فى العظام.
وفى حديث المغيرة
«مَلِيلَةُ الإرغاء» أى مملُولَةُ الصّوت. فعيلة بمعنى مفعولة ، يصفها بكثرة الكلام ورفع
الصّوت ، حتى تُمِلَ
السّامعين.
(س) وفى حديث زيد
، أنّه أَمَلَ عليه «لا
يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»
يقال : أَمْلَلَتُ الكتاب وأَمْلَيْتُه
، إذا ألقيته على
الكاتب ليكتبه.
(س) وفى حديث
عائشة «أصبح النبىّ صلىاللهعليهوسلم بِمَلَلٍ
، ثم راح وتعشّى
بسرف» مَلَلٌ ـ بوزن جمل ـ موضع بين مكة والمدينة ، على سبعة عشر ميلا من المدينة.
(ململ) ـ فى حديث أبى
عبيد «أنه حمل يوم الجسر ، فضرب مَلْمَلَةَ الفيل» يعنى خرطومه.
__________________
(ملا )
فيه «إنّ الله لَيُمْلِي للظّالم» الإِمْلاءُ : الإمهال والتأخير وإطالة العمر. وقد تكرر فى الحديث.
وكذلك تكرر فيه
ذكر «المَلِيِ» وهو الطائفة من الزّمان لا حدّ لها. يقال : مضى مَلِيٌ من النهار ، ومَلِيٌ
من الدّهر : أى
طائفة منه.
(باب الميم مع الميم)
(مم) ـ فى كتابه لوائل
بن حجر «من زنى مِمْ
بكر ، ومن زنى مِمْ ثيّب» أى من بكر ومن ثيّب ، فقلب النون ميما ، أمّا مع بكر
، فلأنّ النّون إذا سكنت قبل الباء فإنها تقلب ميما فى النّطق ، نحو عنبر وشنباء ،
وأما مع غير الباء ، فإنها لغة يمانية ، كما يبدلون الميم من لام التعريف. وقد مرّ
هذا فيما تقدّم.
(باب الميم مع النون)
(منأ) (س) فى حديث عمر «وآدمة
فى المَنِيئَةِ» أى فى الدّباغ. وقد
مَنَأْتُ الأديم ، إذا
ألقيته فى الدّباغ. ويقال له ما دام فى الدباغ : مَنِيئَةٌ ، أيضا.
ومنه حديث أسماء
بنت عميس «وهى تمعس مَنِيئَةً لها».
(منجف) ـ فى حديث عمرو بن
العاص ، وخروجه إلى النّجاشىّ «فقعد على مِنْجَاف
السّفينة» قيل :
هو سكّانها [أى ذَنَبها ] الذى تُعدَّل به ، وكأنه [ما تنجف به السفينة ] من نَجَفْتُ
السّهمَ ، إذا
بَرَيْته وعدلته ، كذا قال الزمخشرىّ. والميم زائدة.
قال الخطّابى : لم
أسمع فيه شيئا أعتمده.
__________________
وأخرجه أبو موسى
فى الحاء المهملة مع الياء ، وقال : قال الحربىّ : ما سمعت فى المنجاف شيئا ،
ولعلّه أراد أحد ناحيتى السّفينة.
وأخرجه الهروىّ فى
النون والجيم ، وقال : هو سكّانها ، سمّى به لارتفاعه.
(منح) (ه) فيه «من مَنَحَ مِنْحَةَ ورق ، أو
مَنَحَ لبنا كان له كعدل
رقبة» مِنْحَةُ الورق : القرض ، ومِنْحَةُ اللبن : أن يعطيه ناقة أو شاة ، ينتفع بلبنها ويعيدها.
وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردّها.
ومنه الحديث «الْمِنْحَةُ مردودة».
[ه] والحديث الآخر
«هل من أحد يَمْنَحُ من إبله ناقة أهل بيت لا درّ لهم؟».
ومنه الحديث «ويرعى
عليها مِنْحَةٌ من لبن» أى غنم فيها لبن. وقد تقع الْمِنْحَةُ على الهبة مطلقا ، لا قرضا ولا عاريّة. ومن العاريّة :
(ه) حديث رافع «من
كانت له أرض فليزرعها أو
يَمْنَحْهَا أخاه».
والحديث الآخر «من
مَنَحَهُ المشركون أرضا فلا أرض له» لأنّ من أعاره مشرك أرضا ليزرعها
، فإنّ خراجها على صاحبها المشرك ، لا يسقط الخراج عنه مِنْحَتُهُ إيّاها المسلم ، ولا يكون على المسلم خراجها.
ومنه الحديث «أفضل
الصّدقة الْمَنِيحَةُ ، تغدو بعساء وتروح بعساء» الْمَنِيحَةُ : المِنْحَةُ. وقد تكرّرتا فى الحديث.
وفى حديث أم زرع «وآكل
فَأَتَمَنَّحُ» أى أطعم غيرى. وهو تفعّل من الْمِنْحَةِ : العطيّة.
__________________
(ه) وفى حديث جابر
«كنت مَنِيحَ أصحابى يوم بدر» الْمَنِيحُ
: أحد سهام الميسر
الثلاثة التى لا غنم لها ولا غرم عليها ، أراد أنه كان يوم بدر صبيّا ، ولم يكن
ممن يضرب له بسهم مع المجاهدين.
(منع)
فى أسماء الله
تعالى «المَانِعُ» هو الذى يَمْنَعُ
عن أهل طاعته ،
ويحوطهم وينصرهم.
وقيل : يَمْنَعُ من يريد من خلقه ما يريد ، ويعطيه ما يريد.
وفيه «اللهم من مَنَعْتَ مَمْنُوعٌ» أى من حرمته فهو محروم. لا يعطيه أحد غيرك.
وفيه «أنه كان
ينهى عن عقوق الأمّهات ، ومَنْعِ
وهات» أى عن مَنْعِ ما عليه إعطاؤه ، وطلب ما ليس له.
وفيه «سيعوذ بهذا
البيت قوم ليست لهم مَنْعَةٌ» أى قوّة
تَمْنَعُ من يريدهم بسوء. وقد
تفتح النون.
وقيل : هى بالفتح
جمع مَانِعٍ ، مثل كافر وكفرة. وقد تكررت فى الحديث على المعنيين.
(منقل)
ـ فى حديث ابن مسعود
«إلّا امرأة يئست من البعولة فهى فى مَنْقَلَيْهَا» المَنْقَل
، بالفتح :
الخُفّ.
قال أبو عبيد : لو
لا أنّ الرّواية اتّفقت فى الحديث والشّعر ما كان وجه الكلام عندى إلّا كسرها.
والميم زائدة.
(منن)
ـ فى أسماء الله
تعالى «الْمَنَّانُ» هو المنعم المعطى ، من الْمَنِ
: العطاء ، لا من الْمِنَّةِ. وكثيرا ما يرد
المَنُ فى كلامهم بمعنى
الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه.
فَالْمَنَّانُ من أبنية المبالغة
، كالسّفاك والوهّاب.
(ه) ومنه الحديث «ما
أحد أَمَنُ علينا من ابن أبى قحافة!» أى ما أحد أجود بماله وذات يده.
وقد تكرر [أيضا] فى الحديث.
__________________
وقد يقع الْمَنَّانُ على الذى لا يعطى شيئا إلّا
مَنَّهُ. واعتدّ به على من
أعطاه ، وهو مذموم لأن الْمِنَّةَ تفسد الصّنيعة.
(ه) ومنه الحديث «ثلاثة
يشنؤهم الله ، منهم البخيل الْمَنَّانُ» وقد تكرر أيضا فى الحديث.
(ه) ومنه الحديث «لا تتزوّجنّ حنّانة ولا
مَنَّانَةً» هى التى يتزوّج
بها لماها ، فهى أبدا
تَمُنُ على زوجها. ويقال
لها : الْمَنُونُ ، أيضا.
[ه] ومن الأوّل الحديث
«الكمأة من المَنِ
، وماؤها شفاء
للعين» أى هى ممّا
مَنَ الله به على
عباده.
وقيل : شبّهها بِالْمَنِ ، وهو العسل الحلو ، الذى ينزل من السماء عفوا بلا علاج.
وكذلك الكمأة ، لا مؤونة فيها ببذر ولا سقى.
(س) وفى حديث سطيح
:
* يا فاصل الخطّة أعيت من ومن *
هذا كما يقال : أعيا
هذا الأمر فلانا وفلانا ، عند المبالغة والتعظيم : أى أعيت كلّ من جلّ قدره ،
فحذف. يعنى أنّ ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه ، كما حذفوها من قولهم بعد
اللّتيّا والّتى ، استعظاما لشأن المحذوف.
(س) وفيه «من
غشّنا فليس منّا» أى ليس على سيرتنا ومذهبنا ، والتّمسّك بسنّتنا ، كما يقول
الرّجل : أنا منك وإليك ، يريد المتابعة والموافقة.
(س) ومنه الحديث «ليس
منّا من حلق وخرق وصلق» وقد تكرر أمثاله فى الحديث بهذا المعنى.
وذهب بعضهم إلى
أنه أراد به النّفى عن دين الإسلام ، ولا يصحّ.
(منهر)
ـ فى حديث عبد الله بن أنيس «فأتوا مَنْهَرا فاختبأوا» المنهر
: خرق فى الحصن نافذ يدخل فيه الماء ، وهو مفعل ، من النّهر ، والميم زائدة.
__________________
(ه) ومنه حديث عبد
الله بن سهل «أنه قتل وطرح فى منهر من مناهير خيبر».
(منا) (ه) فيه «إذا تَمَنَّى أحدكم فليكثر ، فإنما يسأل ربّه» التَّمَنِّي : تشهّى حصول الأمر المرغوب فيه ، وحديث النّفس بما يكون
وما لا يكون.
والمعنى : إذا سأل
الله حوائجه وفضله فليكثر ، فإن فضل الله كثير ، وخزائنه واسعة.
(س) ومنه حديث
الحسن «ليس الإيمان بالتّحلّى ولا
بِالتَّمَنِّي ، ولكن ما وقر فى
القلب ، وصدّقته الأعمال» أى ليس هو بالقول الذى تظهره بلسانك فقط ، ولكن يجب أن
تتبعه معرفة القلب.
وقيل : هو من التَّمَنِّي : القراءة والتّلاوة ؛ يقال : تَمَنَّى ، إذا قرأ.
[ه] ومنه مرثية
عثمان :
تَمَنَّى كتاب
الله أوّل ليلة
|
|
وآخرها لاقى حمام المقادر
|
وفى حديث عبد
الملك «كتب إلى الحجّاج : يا ابن الْمُتَمَنِّيَةِ» أراد أمّه ، وهى الفريعة بنت همّام ، وهى القائلة :
هل من سبيل إلى
خمر فأشربها
|
|
أم هل سبيل إلى
نصر بن حجّاج
|
وكان نصر رجلا
جميلا من بنى سليم ، يفتتن به النّساء ، فحلق عمر رأسه ونفاه إلى البصرة. فهذا كان
تَمَنِّيهَا الذى سمّاها به عبد الملك.
(س [ه]) ومنه قول
عروة بن الزبير للحجّاج «إن شئت أخبرتك من لا أمّ له ، يا ابن الْمُتَمَنِّيَةِ».
(ه) وفى حديث
عثمان «ما تعنّيت ، ولا
تَمَنَّيْتُ ، ولا شربت خمرا
فى جاهليّة ولا إسلام».
وفى رواية «ما تَمَنَّيْتُ منذ أسلمت» أى ما كذبت.
التَّمَنِّي : التّكذّب ،
تفعّل ، من مَنَى
يَمْنِي ، إذا قدّر ، لأنّ
الكاذب يقدّر الحديث فى نفسه ثم يقوله.
قال رجل لابن دأب
، وهو يحدّث : «أهذا شىء روّيته أم شىء
تَمَنَّيْتَهُ؟» أى اختلقته ولا
أصل له. ويقال للأحاديث التى تُتَمَنَّى
: الْأَمَانِيُ ، واحدتها : أُمْنِيَّةٌ.
__________________
ومنه قصيد كعب :
فلا يغرّنك ما
مَنَّتْ وما وعدت
|
|
إنّ
الْأَمَانِيَ والأحلام تضليل
|
(ه) وفيه «أنّ منشدا أنشد النبى صلىاللهعليهوسلم :
لا تأمننّ وإن
أمسيت فى حرم
|
|
حتّى تلاقى ما
يَمْنِي لك المَانِي
|
فالخير والشّرّ
مقرونان فى قرن
|
|
بكلّ ذلك يأتيك
الجديدان
|
فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : لو أدرك هذا الإسلام» معناه : حتى تلاقى ما يقدّر لك
المقدّر ، وهو الله تعالى. يقال : مَنَى
الله عليك خيرا يَمْنِي مَنْياً.
ومنه سمّيت «الْمَنِيَّةُ» وهى الموت. وجمعها : المَنَايَا ؛ لأنها مقدّرة بوقت مخصوص. وقد تكررت فى الحديث.
وكذلك تكرر فى
الحديث ذكر «الْمَنِيِ» بالتشديد ، وهو ماء الرّجل. وقد مَنَى الرّجل ، وأَمْنَى
، واسْتَمْنَى ، إذا استدعى خروج الْمَنِيِ.
[ه] وفيه «البيت
المعمور مَنَا مكّة» أى بحذائها فى السماء. يقال : دارى مَنَا دار فلان : أى مقابلها.
ومنه حديث مجاهد «إن
الحرم حرم مَنَاهُ من السّموات السّبع والأرضين السّبع» أى حذاءه وقصده .
وفيه «أنّهم كانوا
يهلّون لِمَنَاةَ» مَنَاةُ : صنم كان لهذيل وخزاعة بين مكّة والمدينة ، والهاء فيه
للتأنيث. والوقف عليه بالتاء.
(مناذر)
ـ فيه ذكر «مَنَاذِر» هى بفتح الميم وتخفيف النّون وكسر الذال المعجمة : بلدة
معروفة بالشام قديمة.
(منار)
ـ فيه «لعن الله من غيّر
مَنَارَ الأرض» أى
أعلامها. والميم زائدة. وستذكر فى النّون.
__________________
(باب الميم مع الواو)
(موبذ)
ـ فى حديث سطيح «فأرسل كسرى إلى الْمُوبَذَانِ» الْمُوبَذَانُ
للمجوس : كقاضى
القضاة للمسلمين ، والْمُوبَذُ : كالقاضى.
(موت)
ـ فى دعاء الانتباه
«الحمد لله الذى أحيانا بعد ما
أَمَاتَنَا ، (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)» سمّى النّوم مَوْتاً ، لأنه يزول معه العقل والحركة ، تمثيلا وتشبيها ، لا
تحقيقا.
وقيل : الْمَوْتُ فى كلام العرب يطلق على السكون. يقال : مَاتَتِ الرّيح : أى سكنت.
والْمَوْتُ يقع على أنواع بحسب أنواع الحياة ، فمنها ما هو بإزاء
القوّة النّامية الموجودة فى الحيوان والنّبات ، كقوله تعالى : (يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها).
ومنها زوال القوّة
الحسّيّة ، كقوله تعالى : (يا لَيْتَنِي مِتُ
قَبْلَ هذا).
ومنها زوال القوّة
العاقلة ، وهى الجهالة ، كقوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ
مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) و (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى).
ومنها الحزن
والخوف المكدّر للحياة ، كقوله تعالى : (وَيَأْتِيهِ
الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ).
ومنها المنام
كقوله تعالى : (وَالَّتِي لَمْ
تَمُتْ فِي مَنامِها).
وقد قيل : المنام
: المَوْتُ الخفيف ، والمَوْتُ
: النّوم الثّقيل.
وقد يستعار المَوْتُ للأحوال الشّاقّة ، كالفقر ، والذّلّ ، والسّؤال ، والهرم ،
والمعصية ، وغير ذلك.
(س) ومنه الحديث «أول
من مَاتَ إبليس» لأنّه أوّل من عصى.
(س) وحديث موسى عليهالسلام «قيل له : إنّ هامان قد
مَاتَ ، فلقيه ، فسأل
ربّه ، فقال له : أما تعلم أنّ من أفقرته فقد
أَمَتُّهُ».
(س) وحديث عمر «اللّبن
لا يَمُوتُ» أراد أن الصّبىّ إذا رضع امرأة مَيِّتَةً حرم عليه من ولدها وقرابتها ما يحرم عليه منهم لو كانت
حيّة وقد رضعها.
وقيل : معناه :
إذا فصل اللّبن من الثّدى وأسقيه الصّبىّ ، فإنّه يحرم به ما يحرم بالرّضاع ، ولا
يبطل عمله بمفارقة الثّدى ، فإنّ كلّ ما انفصل من الحىّ مَيِّتٌ ، إلّا اللّبن والشّعر والصّوف ، لضرورة الاستعمال.
وفى حديث البحر «الحلّ
مَيْتَتُهُ» هو بفتح الميم : اسم لما
مَاتَ فيه من حيوانه.
ولا تكسر الميم.
وفى حديث الفتن «فقد مَاتَ مِيتَةً جاهليّة» هى بالكسر : حالة الموت : أى كما يموت أهل
الجاهليّة ، من الضّلال والفرقة.
(س) وفى حديث أبى
سلمة «لم يكن أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم متحزّقين ولا
مُتَمَاوِتِينَ» يقال : تَمَاوَتَ الرّجل ، إذا أظهر من نفسه التّخافت والتّضاعف ، من العبادة
والزّهد والصّوم.
(س) ومنه حديث عمر
«رأى رجلا مطأطئا رأسه ، فقال : ارفع رأسك ، فإن الإسلام ليس بمريض».
ورأى رجلا مُتَمَاوِتاً ، فقال : «لا
تُمِتْ علينا ديننا ، أَمَاتَكَ الله».
(س) وحديث عائشة «نظرت
إلى رجل كاد
يَمُوتَ تخافتا ، فقالت :
ما لهذا؟ فقيل : إنّه من القرّاء ، فقالت : كان عمر سيّد القرّاء ، كان إذا مشى
أسرع ، وإذا قال أسمع ، وإذا ضرب أوجع».
(ه) وفى حديث بدر
«أرى القوم مُسْتَمِيتِينَ» أى مستقتلين ، وهم الذين يقاتلون على الموت.
(س) وفيه «يكون فى
الناس مُوتَانٌ كقعاص الغنم» الْمُوتَانُ
، بوزن البطلان : الموت
الكثير الوقوع.
وفيه «من أحيا مَوَاتاً فهو أحقّ به» الْمَوَاتُ
: الأرض الّتى لم
تزرع ولم تعمر ، ولا جرى عليها ملك أحد. وإحياؤها : مباشرة عمارتها ، وتأثير شىء
فيها.
(س) ومنه الحديث «مَوَتَانُ الأرض لله ولرسوله» يعنى مَوَاتَهَا الذى ليس ملكا لأحد.
وفيه لغتان : سكون
الواو ، وفتحها مع فتح الميم.
والْمَوَتَانُ أيضا : ضدّ الحيوان.
وفيه «كان شعارنا
: يا منصور أَمِتْ» هو أمر بالموت. والمراد به التفاؤل بالنّصر بعد الأمر بِالْإِمَاتَةِ ، مع حصول الغرض للشّعار ، فإنّهم جعلوا هذه الكلمة علامة
بينهم ، يتعارفون بها ؛ لأجل ظلمة اللّيل.
وفى حديث الثّوم
والبصل «من أكلهما
فَلْيُمِتْهُمَا طبخا» أى فليبالغ
فى طبخهما ؛ لتذهب حدّتهما ورائحتهما.
وفى حديث الشيطان
«أمّا همزه فَالْمُوتَةُ» يعنى الجنون. والتفسير فى الحديث.
فأما «غزوة مؤتة»
فإنها بالهمز. وهى موضع من بلد الشّام.
(مود) (ه) فى حديث ابن
مسعود «أرأيت رجلا
مُودِياً نشيطا» المُودِي
: التّامّ السّلاح ، الكامل أداة الحرب. وأصله الهمز ، والميم زائدة ، وقد تليّن
الهمزة فتصير واوا. وقد تقدّم هو وغيره فى حرف الهمزة.
(مور) (ه) فى حديث
الصدقة «فأمّا المنفق فإذا أنفق مَارَتْ
عليه» أى تردّدت
نفقته ، وذهبت وجاءت. يقال : مَارَ الشّىء
يَمُورُ مَوْراً ، إذا جاء وذهب. ومَارَ الدّم يَمُورُ
مَوْراً ، إذا جرى على
وجه الأرض.
(س) ومنه حديث
سعيد بن المسيّب «سئل عن بعير نحروه بعود ، فقال : إن كان مَارَ مَوْراً فكلوه ، وإن ثرّد فلا».
(ه) وفى حديث ابن
الزبير «يطلق عقال الحرب بكتائب تَمُورُ كرجل الجراد» أى تتردّد وتضطرب ، لكثرتها.
(ه) وفى حديث
عكرمة «لمّا نفخ فى آدم الروح مَارَ فى رأسه فعطس» أى دار وتردّد.
وحديث قسّ «ونجوم تَمُورُ» أى تذهب وتجىء.
وفى حديثه أيضا «فتركت
الْمَوْرَ ، وأخذت فى الجبل» المَوْرُ ، بالفتح : الطّريق. سمّى بالمصدر ؛ لأنه يجاء فيه ويذهب.
(س) وفى حديث ليلى
«انتهينا إلى الشّعيثة ، فوجدنا سفينة قد جاءت من مَوْرٍ» قيل : هو اسم موضع ، سمّى به لِمَوْرِ الماء فيه : أى جريانه.
(مزج)
ـ فيه «إنّ امرأة نزعت خفّها ، أو مُوزَجَها فسقت به كلبا» المَوْزَج
: الخفّ ، تعريب
موزه ، بالفارسية.
(موس) (س) فى حديث عمر «كتب
أن يقتلوا من جرت عليه الْمَوَاسِي» أى من نبتت عانته ، لأنّ الْمَوَاسِيَ
إنما تجرى على من
أنبت. أراد من بلغ الحلم من الكفّار.
(موش) (س) فيه «كان
للنبىّ صلىاللهعليهوسلم درع تسمّى ذات الْمَوَاشِي» هكذا أخرجه أبو موسى فى «مسند ابن عبّاس» من الطّوالات.
وقال : لا أعرف صحّة لفظه ، وإنّما يذكر المعنى بعد ثبوت اللّفظ.
(موص) (ه) فى حديث عائشة
«قالت عن عثمان : مُصْتُمُوهُ
كما يُمَاصُ الثّوب ، ثم عدوتم عليه فقتلتموه» الْمَوْصُ : الغسل بالأصابع. يقال : مُصْتُهُ
أَمُوصُهُ مَوْصاً. أرادت أنهم استتابوه عمّا نقموا منه ، فلمّا أعطاهم ما طلبوا قتلوه.
(موق)
(ه) فيه «إنّ امرأة
رأت كلبا فى يوم حارّ فنزعت له بِمُوقِهَا ، فسقته فغفر لها» الْمُوقُ
: الخفّ ، فارسىّ
معرّب.
ومنه الحديث «أنه
توضأ ومسح على مُوقَيْهِ».
وحديث عمر «لمّا
قدم الشّام عرضت له مخاضة ، فنزل عن بعيره ونزع مُوقَيْهِ
وخاض الماء».
(س) وفيه «أنه كان
يكتحل مرّة من مُوقِهِ
، ومرّة من ماقه» قد
تقدّم شرحه فى المأق.
(مول) (س) فيه «نهى عن
إضاعة الْمَالِ» قيل : أراد به الحيوان : أى يحسن إليه ولا يهمل.
وقيل : إضاعته :
إنفاقه فى الحرام ، والمعاصى وما لا يحبّه الله.
وقيل : أراد به
التّبذير والإسراف ، وإن كان فى حلال مباح.
الْمَالُ
فى الأصل : ما
يملك من الذهب والفضّة ، ثم أطلق على كلّ ما يقتنى ويملك من الأعيان. وأكثر ما
يطلق المَالُ عند العرب على الإبل ، لأنها كانت أكثر أَمْوَالِهِمْ.
ومَالَ الرّجلُ وتَمَوَّلَ
، إذا صار ذا مال.
وقد مَوَّلَهُ غيره. ويقال : رجل مَالٌ
: أى كثير المال ،
كأنّه قد جعل نفسه مالا ، وحقيقته : ذو مال.
(س) ومنه الحديث «ما
جاءك منه وأنت غير مشرف عليه فخذه وتَمَوَّلْهُ» أى اجعله لك مالا.
وقد تكرر ذكر «المَالِ» على اختلاف مسمّياته فى الحديث. ويفرق فيها بالقرائن.
(موم)
ـ فى صفة الجنة «(وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) من مُومِ
العسل» المُومُ : الشّمع وهو معرّب.
(س) وفى حديث
العرنيّين «وقد وقع بالمدينة
الْمُومُ» هو البرسام مع
الحمّى .
وقيل : هو بثر
أصغر من الجدرىّ.
(مومس)
ـ فى حديث جريج «حتى تنظر فى وجوه المُومِسات» المُومِسة : الفاجرة. وتجمع على مَيَامِس
، أيضا ، ومَوَامِس. وأصحاب الحديث يقولون : مَيَامِيس
، ولا يصحّ إلّا
على إشباع الكسرة ليصير ياء ، كمطفل ، ومطافل ، ومطافيل.
ومنه حديث أبى
وائل «أكثر تبع الدّجّال أولاد
المَيَامِس» وفى رواية «أولاد
الموامس» وقد اختلف فى أصل هذه اللّفظة ، فبعضهم يجعله من الهمزة ، وبعضهم يجعله
من الواو ، وكلّ منهما تكلّف له اشتقاقا فيه بعد ، فذكرناها فى حرف الميم لظاهر
لفظها ، ولاختلافهم فى أصلها.
(مويه) (س) فيه «كان موسى
عليهالسلام يغتسل عند
مُوَيْهٍ» هو تصغير ماء.
__________________
وأصل الْمَاءِ : موه ، ويجمع على أَمْوَاهٍ
ومِيَاهٍ ، وقد جاء
أَمْوَاء.
والنّسب إليه : مَاهِيٌ ، ومَائِيٌ
، على الأصل
واللّفظ.
(س) وفى حديث
الحسن «كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يشترون السّمن الْمَائِيَ» هو منسوب إلى مواضع تسمّى مَاهَ
، يعمل بها.
ومنه قولهم «مَاهُ البصرة ، ومَاهُ
الكوفة ، وهو اسم
للأماكن المضافة إلى كلّ واحدة منهما ، فقلب الهاء فى النسب همزة أو ياء. وليست
اللّفظة عربية .
(باب الميم مع الهاء)
(مهر) (ه) فيه «مثل الْمَاهِرِ بالقرآن مثل الكرام السّفرة البررة» الْمَاهِرُ : الحاذق بالقراءة. وقد
مَهَرَ يَمْهُرُ مَهَارَةً.
والسّفرة :
الملائكة.
وفى حديث أم حبيبة
«وأَمْهَرَهَا النّجاشىّ من عنده» يقال : مَهَرْتُ
المرأة وأَمْهَرْتُهَا ، إذا جعلت لها
مَهْراً ، وإذا سقت إليها مَهْرَهَا ، وهو الصّداق.
(مهش) (ه) فيه «أنه لعن
من النّساء الْمُمْتَهِشَةَ » تفسيره فى الحديث : التى تحلق وجهها بالموسى .
يقال : مَهَشَتْهُ النار ، مثل محشته : أى أحرقته.
(مهق) (ه) فى صفته صلىاللهعليهوسلم «لم يكن بالأبيض الْأَمْهَقِ» هو الكريه البياض كلون الجصّ. يريد أنه كان نيّر البياض.
__________________
(مهل) (ه) فى حديث أبى
بكر «ادفنونى فى ثوبىّ هذين ، فإنما هما
لِلمُهْلِ والتّراب» ويروى «لِلْمِهْلَةِ» بضم الميم وكسرها وفتحها ، وهى ثلاثتها : القيح والصّديد
الذى يذوب فيسيل من الجسد ، ومنه قيل للنّحاس الذّائب : مُهْلٌ.
(ه) وفى حديث عليّ
«إذا سرتم إلى العدوّ
فَمَهْلاً مَهْلاً ، وإذا وقعت العين على العين فَمَهَلاً
مَهَلاً» السّاكن :
الرّفق ، والمتحرّك : التّقدّم. أى إذا سرتم فتأنّوا ، وإذا لقيتم فاحملوا. كذا
قال الأزهرى وغيره.
وقال الجوهرىّ : المَهَلُ ، بالتّحريك : التّؤدة والتّباطؤ ، والاسم : المُهْلَةُ .
وفلان ذو مَهَلٍ ، بالتحريك : أى ذو تقدّم فى الخير. ولا يقال فى الشرّ. يقال
: مَهَّلْتُهُ وأَمْهَلْتُه
: أى سكّنته
وأخّرته. ويقال : مَهْلاً للواحد والاثنين والجمع والمؤنّث ، بلفظ واحد.
(ه) ومنه حديث
رقيقة «ما يبلغ سعيهم مَهْلَهُ» أى ما يبلغ إسراعهم إبطاءه.
(مهم) (ه س) فى حديث
سطيح :
أزرق مَهْمُ النّاب صرّار الاذن
أى حديد النّاب.
قال الأزهرىّ :
هكذا روى ، وأظنّه «... مهو النّاب ...» بالواو. يقال : سيف مهو : أى حديد ماض.
وأورده الزمخشرىّ
:
أزرق ممهى النّاب صرّار الاذن
وقال : «الممهى : المحدّد» ، من أمهيت الحديدة ، إذا أحددتها.
شبّه بعيره بالنمر ، لزرقة عينيه ، وسرعة سيره.
(س) وفى حديث زيد
بن عمرو «مَهْمَا تجشّمنى تجشّمت» مَهْما : حرف من حروف الشّرط التى يجازى بها ، تقول : مَهْمَا تفعل أفعل.
قيل : إنّ أصلها :
ماما ، فقلبت الألف الأولى هاء. وقد تكررت فى الحديث.
__________________
(مهه) فى حديث قسّ «ومَهْمَهٍ [فِيهِ ] ظُلْمَان» المَهْمَه
: المفازة
والبرّيّة القفر ، وجمعها : مَهَامِه.
(مهن) ـ فيه «ما على
أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبى مَهْنَتِه» أى خدمته وبذلته.
والرّواية بفتح
الميم ، وقد تكسر.
قال الزّمخشرىّ :
«وهو عند الأثبات خطأ. قال الأصمعىّ : المَهْنَةُ بفتح الميم : هى الخدمة. ولا يقال : مِهْنَة ، بالكسر. وكان القياس لو قيل مثل جلسة وخدمة ، إلّا أنّه
جاء على فعلة واحدة». يقال : مَهَنْتُ
القوم أَمْهَنُهُم وأَمْهُنُهُم
، وامْتَهَنُونِي : أى ابتذلونى فى الخدمة.
(ه) وفى حديث
سلمان «أكره أن أجمع على ماهِنِي
مَهْنَتَيْن» أى أجمع على
خادمى عملين فى وقت واحد ، كالطّبخ والخبز مثلا.
(س) ومنه حديث
عائشة «كان النّاس مُهَّانَ
أنفسهم».
وفى حديث آخر «مَهَنَة أنفسهم» هما جمع ماهِنٍ
، ككاتب وكتّاب
وكتبة.
وقال أبو موسى فى
حديث عائشة : هو «مِهَان» يعنى بكسر الميم والتخفيف. كصائم وصيام. ثم قال : ويجوز «مُهَّان أنفسهم» قياسا.
وفى صفته صلىاللهعليهوسلم «ليس بالجافى ولا
المَهِين» يروى بفتح الميم
وضمّها ، فالضمّ ، من الإهانة : أى لا يهين أحدا من النّاس ، فتكون الميم زائدة.
والفتح من المَهَانَةِ : الحقارة والصّغر ، وتكون الميم أصليّة.
وفى حديث ابن
المسيّب «السّهل يوطأ ويُمْتَهَنُ» أى يداس ويبتذل ، من المَهْنَةِ : الخدمة.
(مهه) ـ فيه «كلّ شىء مَهَهٌ إلّا حديث النّساء» المَهَهُ
والمَهَاهُ : الشّىء الحقير اليسير. والهاء فيه أصلية.
قال [عمران بن
حطّان] :
__________________
وليس لعيشنا هذا
مَهَاهٌ
|
|
وليست دارنا
الدّنيا بدار
|
وقيل : المَهاهُ : النّضارة والحسن ، أراد على الأوّل أن كلّ شىء يهون ويطرح
إلّا ذكر النّساء. أى أن الرّجل يحتمل كلّ شىء إلّا ذكر حرمه.
وعلى الثانى يكون
الأمر بعكسه ، أى أنّ كلّ ذكر وحديث ، حسن إلّا ذكر النّساء.
وهذه الهاء لا
تنقلب فى الوصل تاء.
وفى حديث طلاق ابن
عمر «قلت : فَمَهْ؟ أرأيت إن عجز
واستحمق» أى فماذا ، للاستفهام ، فأبدل الألف هاء ، للوقف والسّكت.
(س) وفى حديث آخر
«ثمّ مَهْ؟».
ومنه الحديث «فقالت
الرّحم : مَهْ؟ هذا مقام العائذ بك».
وقيل : هو زجر
مصروف إلى المستعاذ منه ، وهو القاطع ، لا إلى المستعاذ به ، تبارك وتعالى.
وقد تكرر فى
الحديث ذكر «مَهْ» وهو اسم مبنىّ على السّكون ، بمعنى اسكت.
(مها) (ه) فى حديث ابن
عباس «أنه قال لعتبة بن أبي سفيان ـ وقد أثنى عليه فأحسن ـ : أَمْهَيْتَ يا أبا الوليد» أَمْهَيْتَ
: أى بالغت فى
الثّناء واستقصيت ، من أَمْهَى
حافر البئر ، إذا
استقصى فى الحفر وبلغ الماء.
(ه) وفى حديث ابن
عبد العزيز «أنّ رجلا سأل ربّه أن يريه موقع الشّيطان من قلب ابن آدم فرأى فيما
يرى النّائم جسد رجل مُمَهَّى
، يرى داخله من
خارجه» المَهَا : البلّور ، وكلّ شىء صفّى فهو مُمَهًّى ، تشبيها به. ويقال للكوكب : مَهاً ، وللثّغر إذا ابيضّ وكثر ماؤه : مَهاً.
(مهيع) (س) فيه «وانقل
حُمَّاها إلى مَهْيَعَةَ» مَهْيَعَة : اسم الجُحفَة ، وهى ميقات أهل الشّام ، وبها
غدير خُمّ ، وهى شديدة الوخم.
قال الأصمعىّ : لم
يولد بغدير خمّ أحد فعاش إلى أن يحتلم ، إلّا أن يتحوّل منها.
وفى حديث عليّ «اتّقوا
البدع والزموا
المَهْيَعَ» هو الطّريق
الواسع المنبسط. والميم زائدة ، وهو مفعل من التّهيّع : الانبساط.
(مهيم) ـ فى حديث الدجّال
«فأخذ بلَجْفَتَى الباب فقال : مَهْيَمْ؟» أى ما أمركم وشأنكم. وهى كلمة يمانيّة.
[ه] ومنه الحديث «أنه
قال لعبد الرّحمن بن عوف ورأى عليه وضرا من صفرة : مَهْيَمْ؟».
وحديث لقيط «فيستوى
جالسا فيقول : ربّ ، مَهْيَمْ».
(باب الميم مع الياء)
(ميتاء) ـ فى حديث اللّقطة
«ما وجدت فى طريق مِيتاءٍ فعرّفه سنة» أى طريق مسلوك ، وهو مفعال من الإتيان. والميم
زائدة ، وبابه الهمزة.
ومنه الحديث «قال
لمّا مات ابنه إبراهيم : لو لا أنّه طريق مِيتَاءٌ لحزنّا عليك يا إبراهيم» أى طريق يسلكه كلّ أحد.
(ميتخة)
ـ فيه «أنه خرج وفى يده مِيتَخَة» هكذا جاء فى رواية ، بتقديم الياء على التّاء ، وهى
الدّرّة ، أو العصا ، أو الجريدة. وقد تقدّمت فى الميم والتّاء مبسوطة.
(ميث) ـ فى حديث أبى
أسيد «فلما فرغ من الطعام أَمَاثَتْه
فسقته إياه» هكذا
روى «أَمَاثَتْه» والمعروف «ماثَتْه». يقال : مِثْتُ
الشّىء أَمِيثُه وأَمُوثُه
فَانْمَاثَ ، إذا دفته فى
الماء.
(ه) ومنه حديث
عليّ «اللهمّ مِثْ
قلوبهم كما يُمَاثُ الملح فى الماء».
(ميثر)
ـ فيه «أنه نهى عن مِيثَرة الأرجوان» هى وطاء محشوّ ، يترك على رحل البعير تحت
الرّاكب. وأصله الواو ، والميم زائدة. وسيجىء فى بابه.
(ميجن)
ـ فى حديث ثابت «فضربوا رأسه بِمِيجَنَة» هى العصا التى يضرب بها القصّار الثوب.
وقيل : هى صخرة.
واختلف فى أصلها ،
هل هو من الهمزة أو الواو؟ وجمعها : المَوَاجِن.
ومنه حديث عليّ «ما
شَبَّهْتُ وَقْعَ السُّيُوفِ عَلَى الْهَامِ إِلَّا بِوَقْعِ البَيَازِرِ عَلَى
المَوَاجِن».
(ميح) (ه) فى حديث جابر
«فنزلنا فيها ستّة
مَاحَةً» هى جمع مَائح ، وهو الذى ينزل فى الرّكيّة إذا قلّ ماؤها ، فيملأ الدّلو
بيده. وقد مَاحَ يَمِيحُ
مَيْحاً. وكلّ من أولى
معروفا فقد ماحَ. والآخذ : مُمْتَاحٌ
ومُسْتَمِيحٌ.
[ه] ومنه حديث
عائشة تصف أباها «وامْتَاحَ
من المهواة» هو افتعل ، من المَيْحِ
: العطاء.
(ميد) ـ فيه «لمّا خلق
الله الأرض جعلت تَمِيدُ فأرساها بالجبال» مادَ
يَميد ، إذا مال
وتحرّك.
ومنه حديث ابن
عباس «فدحا الله الأرض من تحتها
فَمَادَتْ».
ومنه حديث عليّ «فسكنت
من المَيَدانِ برسوب الجبال» هو بفتح الياء : مصدر مادَ يَمِيد.
وفى حديثه أيضا
يذمّ الدّنيا «فهى الحيود
المَيُودُ» فعول منه.
(س) ومنه حديث أمّ
حرام «الْمَائِد فى البحر له أجر شهيد» هو الذى يدار برأسه من ريح البحر
واضطراب السّفينة بالأمواج.
(ه) وفيه «نحن
الآخرون السّابقون ، مَيْدَ أنّا أوتينا الكتاب من بعدهم» مَيْدَ وبيد : لغتان بمعنى غير. وقيل : معناهما على أنّ.
(مير) (س) فيه «والحمولة المائِرَةُ لهم لاغية» يعنى الإبل التى تحمل عليها المِيرَةُ ، وهى الطّعام ونحوه ، ممّا يجلب للبيع ، ولا يؤخذ منها
زكاة ، لأنها عوامل.
يقال : مَارَهُم يَمِيرُهُم ، إذا أعطاهم المِيرَةَ.
ومنه حديث ابن عبد
العزيز «أنه دعا بإبل فأَمَارَها» أى حمل عليها
المِيرَةَ. وقد تكرر ذكرها
فى الحديث.
(ميز) ـ فيه «لا تهلك
أمّتى حتى يكون بينهم التّمايل والتَّمَايُزُ» أى يتحزّبون أحزابا ، ويَتَمَيَّزُ بعضهم من بعض ، ويقع التّنازع.
__________________
يقال : مِزْتُ الشّىء من الشّىء ، إذا فرّقت بينهما ، فَانْمَازَ وامْتَازَ ، ومَيَّزْتُه
فَتَمَيَّز.
ومنه الحديث «من ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها» أى نحّاه وأزاله.
(س) ومنه حديث ابن
عمر «أنه كان إذا صلّى يَنْمازُ عن مصلّاه فيركع» أى يتحوّل عن مقامه الذى صلّى فيه.
(ه) وحديث النّخعىّ
«اسْتَمازَ رجل من رجل به بلاء فابتلى به» أى انفصل عنه وتباعد. وهو
استفعل من المَيْزِ.
(ميس) (س) فى حديث طهفة
«بأكوار المَيْسِ» هو شجر صلب ، تعمل منه أكوار الإبل ورحالها.
[ه] وفى حديث أبى
الدّرداء «تدخل قيسا وتخرج مَيْساً» يقال : مَاسَ
يَمِيسُ مَيْساً ، إذا تبختر فى
مشيه وتثنّى.
(ميسع) ـ فى حديث هشام «إنها لمِيسَاع» أى واسعة الخطو. والأصل : موساع ، فقلبت الواو ياء لكسرة
الميم ، كميزان وميقات والميم زائدة. وبابها الواو.
(ميسم) (س) فيه «تنكح
المرأة لمِيسَمِها» أى لحسنها ، من الوَسَامة. وقد وسم فهو وسيم ، والمرأة وَسِيمَة ، وحكمها فى البناء حكم ميساع ، فهى مفعل من الوَسَامة.
وقد تكرّرت فى الحديث.
(ميسوسن) (س) فى حديث ابن
عمر «رأى فى بيته المَيْسُوسَنَ
فقال : أخرجوه
فإنه رجس» هو شراب تجعله النّساء فى شعورهنّ ، وهو معرّب.
أخرجه الأزهرى فى
«أسن» من ثلاثىّ المعتلّ. وعاد أخرجه فى الرّباعى.
(ميض) ـ فيه «فدعا بِالْمِيضَأَة» هى بالقصر وكسر الميم ، وقد تمدّ : مطهرة كبيرة يتوضّأ
منها. ووزنها مفعلة ومفعالة. والميم زائدة.
(ميط) [ه] فى حديث
الإيمان «أدناها
إِمَاطَةُ الأذى عن الطّريق»
أى تنحيته. يقال : مِطْتُ
الشّىء وأَمَطْتُه. وقيل : مِطْتُ
أنا ، وأَمَطْتُ غيرى.
ومنه حديث الأكل «فَلْيُمِطْ ما بها من أذى».
وحديث العقيقة «أَمِيطُوا عنه الأذى».
والحديث الآخر «أَمِطْ عنّا يدك» أى نحّها.
(ه) وحديث العقبة
«مِطْ عنّا يا سعد» أى ابعد.
وحديث بدر «فما مَاطَ أحدهم عن موضع يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
وحديث خيبر «أنّه
أخذ الراية فهزّها ، ثم قال : من يأخذها بحقّها؟ فجاء فلان فقال : أنا ، فقال : أَمِطْ ، ثمّ جاء آخر فقال : أَمِطْ» أى تنحّ واذهب.
[ه] وفى حديث أبى
عثمان النّهدى «لو كان عمر ميزانا ما كان فيه مَيْطُ شعرة» أى ميل شعرة.
وفى حديث بنى
قريظة والنّضير :
وقد كانوا
ببلدتهم ثقالا
|
|
كما ثقلت
بمِيطَانَ الصّخور
|
هو بكسر الميم : موضع فى بلاد بنى مزينة ، بالحجاز.
(ميع)
ـ فى حديث المدينة
«لا يريدها أحد بكيد إلّا
انْمَاعَ كما يَنْمَاع الملح فى الماء» أى يذوب ويجرى. ماعَ الشّىء
يَمِيعُ ، وانْمَاعَ ، إذا ذاب وسال.
(ه) ومنه حديث
جرير «ماؤنا
يَمِيع ، وجنابنا مريع».
(ه) وحديث ابن
مسعود «وسئل عن المهل ، فأذاب فضّة ، فجعلت تَمِيع
، فقال : هذا من
أشبه ما أنتم راؤون بالمهل».
(ه) وحديث ابن عمر
«سئل عن فأرة وقعت فى سمن ، فقال : إن كان مائِعاً فألقه كلّه».
(ميقع) (س) فى حديث ابن
عباس «نزل مع آدم عليهالسلام المِيقَعَةُ ، والسِّنْدَانُ والكَلْبَتان» الميقعة : المِطْرَقة التى
يضرب بها الحديد وغيره ، والجمع : المَوَاقِع. والميم زائدة. والياء بدل من الواو ، قلبت لكسرة الميم.
(ميل)
(ه) فيه «لا تهلك
أمّتى حتى يكون بينهم التَّمايُل
والتّمايز» أى لا
يكون لهم سلطان ، يكفّ النّاس عن التظالم ، فيَمِيلُ
بعضهم على بعض
بالأذى والحيف.
__________________
(ه) وفيه «مائِلات مُمِيلَات» المَائِلَات
: الزّائغات عن
طاعة الله ، وما يلزمهنّ حفظه.
ومُمِيلَات : يعلّمن غيرهنّ الدّخول فى مثل فعلهنّ.
وقيل : مَائِلَات : متبخترات فى المشى ، مُمِيلَات
لأكتافهنّ
وأعطافهنّ.
وقيل : مَائِلَات : يمتشطن المشطة الميلاء ، وهى مشطة البغايا. وقد جاء
كراهتها فى الحديث.
والمُمِيلَات : اللّاتى يمشطن غيرهنّ تلك المشطة .
(ه) ومنه حديث ابن
عباس «قالت له امرأة : إنى أمتشط الميلاء ، فقال عكرمة : رأسك تبع لقلبك ، فإن
استقام قلبك استقام رأسك ، وإنّ مَال
قلبك مَالَ رأسك».
(س) وفى حديث أبى
ذر «دخل عليه رجل فقرّب إليه طعاما فيه قلّة ، فَمَيَّلَ
فيه لقلّته ، فقال
أبو ذر : إنّما أخاف كثرته ، ولم أخف قلّته» مَيَّل
: أى تردّد ، هل
يأكل أو يترك.
تقول العرب : إنى لَأُمَيِّلُ بين ذينك الأمرين ، وأُمَايِل
بينهما ، أيّهما
آتى.
(ه) ومنه حديث أبى
موسى «قال لأنس : عجّلت الدّنيا وغيّبت الآخرة ، أما والله لو عاينوها ما عدلوا
ولا مَيَّلُوا» أى ما شكّوا ولا تردّدوا.
وقوله «ما عدلوا»
: أى ما ساووا بها شيئا.
(ه س) وفى حديث
مصعب بن عمير «قالت له أمّه : والله لا ألبس خمارا ولا أستظلّ أبدا ، ولا آكل ،
ولا أشرب ، حتى تدع ما أنت عليه ، وكانت امرأة
مَيِّلَة» أى ذات مالٍ. يقال
: مَالَ يَمَالُ ويَمُول
، فهو مالٌ ومَيِّل
، على فعل وفعيل.
والقياس مَائِل. وبابه الواو.
(س) ومنه حديث
الطّفيل «كان رجلا شريفا شاعرا
مَيِّلا» أى ذا مال.
(س) وفى حديث
القيامة «فتدنى الشّمس حتّى تكون قدر
مِيل» قيل : أراد المِيل الّذى يكتحل به.
وقيل : أراد ثلث
الفرسخ.
__________________
وقيل : المِيلُ : القطعة من الأرض ما بين العلمين.
وقيل : هو مدّ
البصر.
ومنه قصيد كعب :
* إذا توقّدت الحزّان والمِيلُ *
وقيل : هى جمع أَمْيَل ، وهو الكسل الّذى لا يحسن الرّكوب والفروسيّة.
وفى قصيدة أيضا :
* عند اللّقاء ولا مِيلٌ معازيل *
(مين) ـ قد تكرر فيه ذكر
«المَيْن» وهو الكذب. وقد
مَانَ يَمِينُ مَيْناً ، فهو مَائِن.
ومنه حديث عليّ فى
ذمّ الدنيا «فهى الجامحة الحرون ، والمَائِنَةُ الخؤون».
(ه س) وفى حديث
بعضهم «خرجت مرابطا ليلة محرسى إلى المِينَاء» هو الموضع الذى ترفأ إليه السّفن : أى تجمع وتربط. قيل :
هو مفعال من الونى : الفتور ، لأنّ الرّيح يقلّ فيه هبوبها. وقد تقصر ، فتكون على
مفعل. والميم زائدة.
(ميناث) ـ فى حديث المغيرة
«فُضُلٌ مِينَاثٌ» أى تلد الإناثَ كثيرا ، والميم زائدة. وقد تقدّم.
انتهى الجزء
الرابع من نهاية ابن الأثير
ويليه الجزء
الخامس والأخير ، وأوله (حرف النون)
فهرس الجزء الرابع من النهاية
(حرف القاف)
|
١٦١
|
باب الكاف مع الراء
|
٢٦٩
|
باب اللام مع الميم
|
٣
|
باب القاف مع الباء
|
١٧٠
|
باب الكاف مع الزاي
|
٢٧٤
|
باب اللام مع الواو
|
١١
|
باب القاف مع التاء
|
١٧١
|
باب الكاف مع السين
|
٢٨٠
|
باب اللام مع الهاء
|
١٦
|
باب القاف مع الثاء
|
١٧٥
|
باب
الكاف مع الشين
|
٢٨٤
|
باب اللام مع الباء
|
١٦
|
باب القاف مع الحاء
|
١٧٧
|
باب الكاف مع الظاء
|
(حرف الميم)
|
١٩
|
باب القاف مع الدال
|
١٧٨
|
باب الكاف مع العين
|
٢٨٨
|
باب الميم مع الهمزة
|
٢٨
|
باب القاف مع الذال
|
١٨٠
|
باب الكاف مع الفاء
|
٢٩١
|
باب الميم مع التاء
|
٣٠
|
باب القاف مع الراء
|
١٩٤
|
باب الكاف مع اللام
|
٢٩٤
|
باب الميم مع الثاء
|
٥٧
|
باب القاف مع الزاي
|
١٩٩
|
باب الكاف مع الميم
|
٢٩٧
|
باب الميم مع الجيم
|
٥٩
|
باب القاف مع السين
|
٢٠٢
|
باب الكاف مع النون
|
٣٠١
|
باب الميم مع الحاء
|
٦٤
|
باب القاف مع الشين
|
٢٠٧
|
باب الكاف مع الواو
|
٣٠٥
|
باب الميم مع الخاء
|
٦٧
|
باب القاف مع الصاد
|
٢١٢
|
باب الكاف مع الهاء
|
٣٠٧
|
باب الميم مع الدال
|
٧٦
|
باب القاف مع الضاد
|
٢١٦
|
باب الكاف مع الياء
|
٣١١
|
باب الميم مع الذال
|
٧٨
|
باب القاف مع الطاء
|
(حرف اللام)
|
٣١٣
|
باب الميم مع الراء
|
٨٦
|
باب القاف مع العين
|
٢٢٠
|
باب اللام مع الهمزة
|
٣٢٤
|
باب الميم مع الزاي
|
٨٩
|
باب القاف مع الفاء
|
٢٢١
|
باب اللام مع الباء
|
٣٢٦
|
باب الميم مع السين
|
٩٥
|
باب القاف مع القاف
|
٢٣٠
|
باب اللام مع التاء
|
٣٣٢
|
باب الميم مع الشين
|
٩٦
|
باب القاف مع اللام
|
٢٣١
|
باب اللام مع الثاء
|
٣٣٥
|
باب الميم مع الصاد
|
١٠٦
|
باب القاف مع الميم
|
٢٣٢
|
باب اللام مع الجيم
|
٣٣٨
|
باب الميم مع الضاد
|
١١١
|
باب القاف مع النون
|
٢٣٥
|
باب اللام مع الحاء
|
٣٣٩
|
باب الميم مع الطاء
|
١١٨
|
باب القاف مع الواو
|
٢٤٣
|
باب اللام مع الخاء
|
٣٤٠
|
باب الميم مع الظاء
|
١٢٩
|
باب القاف مع الهاء
|
٢٤٤
|
باب اللام مع الدال
|
٣٤١
|
باب الميم مع العين
|
١٣٠
|
باب القاف مع الياء
|
٢٤٧
|
باب اللام مع الذال
|
٣٤٥
|
باب الميم مع الغين
|
(حرف الكاف)
|
٢٤٨
|
باب اللام مع السين
|
٣٤٦
|
باب الميم مع الفاء
|
١٣٧
|
باب الكاف مع الهمزة
|
٢٤٨
|
باب اللام مع الزاي
|
٣٤٦
|
باب الميم مع القاف
|
١٣٨
|
باب الكاف مع الباء
|
٢٤٩
|
باب اللام مع الصاد
|
٣٤٨
|
باب الميم مع الكاف
|
١٤٧
|
باب الكاف مع التاء
|
٢٥٢
|
باب اللام مع الظاء
|
٣٥١
|
باب الميم مع اللام
|
١٥١
|
باب الكاف مع الثاء
|
٢٥٢
|
باب اللام مع الطاء
|
٣٦٣
|
باب الميم مع النون
|
١٥٤
|
باب الكاف مع الخاء
|
٢٥٢
|
باب اللام مع العين
|
٣٦٣
|
باب الميم مع الميم
|
١٥٤
|
باب الكاف مع الجيم
|
٢٥٦
|
باب اللام مع الغين
|
٣٦٩
|
باب الميم مع الواو
|
١٥٤
|
باب الكاف مع الحاء
|
٢٥٨
|
باب اللام مع الفاء
|
٣٧٤
|
باب الميم مع الهاء
|
١٥٥
|
باب الكاف مع الدال
|
٢٦٢
|
باب اللام مع القاف
|
٣٧٨
|
باب الميم مع الياء
|
١٥٧
|
باب الكاف مع الذال
|
٢٦٨
|
باب اللام مع الكاف
|
|
|
|