

دلیل الرسالة
مقدّمة الإعداد................................................................... ٩
منهاج السنّة................................................................... ٢٣
الشيعة والعَشرة................................................................. ٢٤
الشيعة والمنتظر................................................................. ٢٨
الشيعة والصحابة............................................................... ٢٩
رواة الشيعة وأصحاب الصحاح................................................... ٣٢
اصول الدين عند الإمامية........................................................ ٣٤
المساجد والمشاهد عند الشيعة.................................................... ٤١
نزول (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) في علي عليهالسلام......................... ٤٦
اشكال مزيَّف.................................................................. ٦٣
الملازمة بين اثبات ايمان عليّ وايمان غيره
من الصحابة والتابعين........................ ٧٣
الشيخ نصير الدين الطوسي...................................................... ٧٥
الموقف من اصحاب الردَّة........................................................ ٧٦
نزول (هل أتى) في أهل البيت.................................................. ٧٧
المودَّة في القُربى................................................................. ٨٥
حديث المؤاخاة................................................................. ٩٥
فضائل فاطمة الزهراء عليهاالسلام...................................................... ٩٩
علي مع الحق................................................................. ١٠٣
حديث ان الله يغضب لغضب فاطمة........................................... ١١٣
حديث معرفة المنافقين ببغضهم علياً............................................. ١١٦
عليٌّ يوم الجمل وصفين........................................................ ١٢٩
بعض فضائل الامام علي عليهالسلام................................................. ١٤٥
حديث المنزلة................................................................. ١٥٤
حديث سد الابواب........................................................... ١٦٠
حديث «أنت ولي كل مؤمن بعدي»............................................ ١٨٨
فهرس المصادر................................................................ ١٩٣
كتاب الغدير :
كتاب يتجدّد أثره
ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة ، ويمتدّ في الآفاق صيته كلّما غاص الباحثون
في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه ... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي
يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم : من تفسير ، وحديث ،
وتاريخ ، وأدب ، وعقيدة ، وكلام ، وفرق ، ومذاهب ...
جمع ذلك كلّه
بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفي صياغة الأديب الذي خاطب جميع القرّاء ، فلم يبخس
قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.
ونظراً لما انطوت
عليه أجزاؤه الأحد عشر من ذخائر هامة ، لا غنى لطالب المعرفة عنها ، وتيسيراً
لاغتنام فوائدها ، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لها صلة
بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، لطباعتها ونشرها مستقلّة ، وذلك بعد تحقيقها وتخريج
مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.
بسم الله الرحمن الرحیم
مقدّمة الإعداد
لعل الشهرة التي
نالها كتاب منهاج السنة لا تجد نظيرها في عِداد الكتب المؤلفة لرد الشيعة ، وقد
اهتمت بنشره جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية باعتباره «من الكتب التي تعين
المسلم على تعيين المنهج الصحيح في اصول الدين ... بنهج عُرف عن شيخ الاسلام وهو
الدقة والانصاف الموضوعي ..» كما جاء في مقدمة الكتاب بقلم الدكتور عبد الله
التركي عميد الجامعة ، وأوكلت مهمة التحقيق الى الدكتور محمد رشاد سالم مفتتحاً
بذلك مشروعه لإحياء مكتبة ابن تيمية.
وترجع تلك الشهرة
الى مجموعة اسباب يأتي في مقدمتها انتساب الكتاب الى شيخ الاسلام ابن تيمية
الحراني المتكلّم والمصلح والمجدد ، صاحب التصانيف الكثيرة حتى نقل الذهبي أن
مصنفاته بلغت خمسمائة مجلد ، وفي قول آخر للذهبي : جمعت مصنفات شيخ الاسلام تقي
الدين احمد بن تيمية فوجدته الف مصنف .
وانما ارجعنا
السبب الى مؤلف الكتاب دون محتواه ، باعتبار ان المؤلفات في مجال نقد الأفكار تخضع
لشرائط مضافة الى الشرائط التي يجب توفرها في الدراسات بشكل عام ، وقد يذكر لذلك
مجموعة اشياء منها الوضوح التام لمعالم الفكرة التي يراد نقدها ، استناداً إلى
مصادرها المعتمدة والحديثة ، وتحري الامانة والموضوعية في استخلاص النتائج منها ،
والحاكم في كل ذلك روح الادب الرفيع في مناقشة الآراء بعيداً عن التشنج والتوسل
بالسباب والشتائم ، ويأتي فوق كل ذلك التجرد عن العصبية والميل نحو مذهب ما على
حساب الحقيقة والتاريخ.
وانك لتشعر
بالغرابة والذهول عند تصفحك لمنهاج السنة ، إذ لا تجد شيئاً من ذلك بل تجد العكس
ماثلاً أمامك ، فعند البحث عن
__________________
اصول الدين عند
الشيعة الامامية يقول : «واصول الدين عند الامامية أربعة : التوحيد ، والعدل ،
والنبوة ، والامامة وهي آخر المراتب» .
فهو بذلك اسقط
المعاد. ولا يختلف اثنان من الشيعة في عدّه اصل من اصول اعتقاداتهم ، وخلط بين
اصول الدين واصول المذهب ، فالامامة عندهم من قبيل الثاني دون الاول ، مع الالتفات
الى ان القسم الاكبر من منهاج السنة تكفل البحث عن الامامة .
وهو لا يدري من أي
القسمين هي ، وهذا جهل بعقائد قوم يُراد نقضها ، ولا اغفره لكاتب عادي فكيف بهذا
الكاتب وهو يحمل لقب شيخ الاسلام.
وعند مناقشته لبعض
الاحداث التاريخية كحادثة المؤاخاة مثلاً او غزوة تبوك او اشياء من هذا القبيل
ذُكرتْ في التاريخ وثبتتْ كفضائل ومناقب للامام علي بن ابي طالب ، تجده يُلغي ذلك
من رأس ، بل يقيم الاجماعات على خلاف ذلك ، ولفت انتباهي من ذلك الحديث المروي في
علي عليهالسلام : «هذا فاروق امتي» ، والحديث المروي عن ابن عمر : «ما
كنّا نعرف المنافقين على عهد النبي صلىاللهعليهوآله الّا ببغضهم علياً» ، حيث يقول : حديثان موضوعان مكذوبان
على
__________________
النبي صلىاللهعليهوآله ولم يرد واحد منهما في كتب العلم المعتمدة ، ولا لواحد
منهما اسنادٌ معروف .
والاغرب من ذلك
تجد المحقق الدكتور رشاد في الهامش يعلّق على ذلك ويقول : لم اجد الحديثين لا في
كتب الاحاديث الصحيحة ولا كتب الأحاديث الموضوعة .
واكتفي بالسكوت
امام ذلك ، اذ المؤلف رحمهالله تكفل في هذه الرسالة بيان الحديثين من طرق الصحابة ،
والاشارة الى مصادر إخراج تلك الطرق ، ومن بينها مسند امام المذهب أحمد بن حنبل.
وهذه الطريقة في
نفي الاحداث هي السنة التي اتبعها المؤلف في منهاجه ، فأقدم على كل ما يُشم منها
رائحة المنقبة للامام علي بن ابي طالب بالنقض والتفنيد ، بل وصل الامر الى قرن
اسلام علي مع اسلام يزيد والخلفاء من بني امية والعباس ، ولم يحتفظ لعلي حتى
سابقته في الاسلام وجهاده الطويل لاقامة عود الدين ، وهو أمرٌ مرفوض قطعاً.
والاكثر عجباً من
محقق الكتاب حيث يجعل عمله هذا يصب في الوحدة الإسلامية ليعنّون مقالاً طويلاً في
مقدمة التحقيق باسم «منهاج السنة والوحدة الاسلامية».
__________________
وقضية الانتقاص من
علي لفتت انتباه الكثير ممن تكلم عن منهاج السنة ، ومنهم ابن حجر العسقلاني في
لسان الميزان ٦ / ٣١٩ حيث يقول : «وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي ادّته
احياناً الى تنقيص علي رضى الله عنه».
ويقول ابن حجر
ايضاً في كتابه الفتاوى الحديثية : ٨٦.
«ولم يقصر اعتراضه
على متأخري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب رضي الله
عنهما».
ومن مؤاخذاته على
عقائد الشيعة الامامية نفيهم للصفات حيث يقول : «وهم يدخلون في التوحيد نفي الصفات»
.
والقول المحقق عند
المتكلمين والفلاسفة من الشيعة في نفي الصفات ... تلك الصفات الزائدة على الذات ،
والصفات الذاتية هي عين الذات المتعالية ، فالعالمية والخالقية وما الى ذلك هي
صفات متعددة لكنّها للذات الالهية ، باعتبار ان ذاته تعالى وحدة بسيطة حقة لا تعدد
فيها ـ كما ثبت في محله ـ فتعدد الصفات تعدد مفهومي ، الوحدة عينية مصداقية ،
وتفصيل ذلك والبرهنة عليه تغص به كتب الكلام الشيعية ، ولا بد من الوقوف عليه
جيداً ليتسنى نقضه.
__________________
ثمّ اعقب ذلك
بقوله «وان الله لا يرى في الآخرة ..».
وهذهِ كأختها لا
بد من الوقوف عليها ، وتدعمها الفطرة قبل البرهان ، ولا يصح تحميل عقائد قوم بعضهم
على البعض بمجرد الرغبة ، بل لا بد من الدليل والبرهان في مثل هذه الموارد.
واتذكر قصة يذكرها
ابن بطوطة في هذا المجال تحت عنوان «الفقيه ذي اللّوثة» :
«.. وكنت اذ ذاك
بدمشق فحضرته ـ يعني ابن تيمية ـ وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان
من جملة كلامه ان قال : ان الله ينزل الى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من
المنبر ..» .
وابن بطوطة لم يكن
متكلماً ولا فيلسوفاً الّا أنهُ بفطرته أحس بالتجسيم الذي يقول به شيخ الاسلام
فرماه بمس الجنون ، مع شهرة هذا الخطيب وتعظيم الشامين له اشد التعظيم كما حكاه
عنهُ في رحلته هذه.
وهناك امر آخر
يجده القارئ طافحاً على سطح المنهاج ، وهو سيل السباب والشتائم ، والتي نال قسطها
الاكبر الشيخ نصير
__________________
الدين الطوسي وابن
المطهر الحلي وهما من كبار الطائفة الشيعية ولهم مكانة جليلة عند علماء الاسلام ،
وإليك نص كلامه :
«ومن المشهور عنه
ـ يعني الشيخ نصير الدين الطوسي ـ وعن اتباعه الاستهتار بواجبات الاسلام ومحرّماته
لا يحافظون على الفرائض كالصلوات ولا ينزعون عن محارم الله من الفواحش والخمر وغير
ذلك من المنكرات ، حتى انهم في شهر رمضان يُذكر عنهم إضاعة الصلوات ، وارتكاب
الفواحش ، وشرب الخمور ، وما يعرفه اهل الخبرة بهم ، ولم يكن لهم قوة وظهور الّا
مع المشركين الذين دينهم شر من دين اليهود والنصارى.
وبالجملة فأمر هذا
الطوسي وابتاعه عند المسلمين أشهر واعرف من ان يعرف ويوصف ، ومع هذا فقد قيل : إنه
كان في آخر عمره يحافظ على الصلوات ، ويشتغل بتفسير البغوي وبالفقه ونحو ذلك ، فإن
كان قد تاب من الالحاد ، فالله يقبل التوبة من عباده ... لكن ما ذكره عنهُ هذا إن
كان قبل التوبة لم يقبل قوله ، وان كان بعد التوبة لم يكن قد تاب من الرفض بل من
الالحاد وحده ، وعلى التقديرين فلا يقبل قوله.
ثمّ قال ... وكيف
يليق به ان يحتج لمذهبه بقول مثل هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ،
ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى
يعطون الجزية
عن يد وهم صاغرون
، ويستحلون المحرمات.
ولكن هذا حال
الرافضة دائماً يعاون اولياء الله المتقين ويوالون الكفار والمنافقين» .
ومن خلال هذهِ
الفقرة من المنهاج ، وما نقله اصحاب السير والتراجم عن شيخ الاسلام يُفهم ان اسلوب
الحوار المتبنى عند شيخ الاسلام هو استفزاز الخصم حتى لو استدعى الأمر ان يكيل
اليه الشتائم بالمكيال ، فقد نُقل انهُ افتى ذات مرة في مسألة ، وافتى فقيه آخر
بخلافه فردّ عليه شيخ الاسلام : من قال هذا فهو كالحمار الذي في داره .
واذا ذكر علّامة
الشيعة الامامية ابن المطهّر الحلي قال ابن المنجّس ، واذا ذكر نجم الدين الكاتبي
المعروف بدَبيران ـ بفتح الدال ت صاحب التصانيف البديعة في المنطق لا يقولها الا
دُبيران ـ بضم الدال ـ .
وهذه الحدّة في
الاسلوب والتي لم يسلم منها حتى كبار صحابة النبي صلىاللهعليهوآله والصالحين ، والتهجم على عقائد الناس كما حدث ذلك عند اخذه
بالكلام على السيدة نفيسة الامر الذي ثار ثائرة
__________________
المصريين ، كل ذلك
أودى بشيخ الاسلام ان يتمثل امام القضاء ويُمنع من الافتاء بل تعرض للاعتقال اكثر
من مرة ، حتى كانت نهايته في سجن قلعة دمشق.
ولهذا وذاك جعل
علماء الاسلام ومفكريهم ان يكثروا من التصنيف في رد شيخ الاسلام ، بل تجد في بعض
الردود حدّة تناسب تلك الحدّة التي ابتدائها هو ، كما عن ابن حجر في كتابه الفتاوى
الحديثية اذ وصفه بانه : «عبدٌ خذله الله وأضلّه واعماه وأصمّه وأذلّه».
ولم يكن العلّامة
الاميني ـ مؤلف هذهِ الرسالة ـ اول راد على شيخ الإسلام ، فإن قصة المنهاج ابتدأت
فصولها من اول ايام التأليف.
فعرضت على
العلّامة ابن المطهّر الحلي فأجاب «لو كان يفهم ما أقول اجبته» كما نقل ذلك ابن
حجر العسقلاني في لسان الميزان ٢ / ٣١٧ ، وجعل ذلك الرد آية على حسن اخلاق العلامة
الحلي ، باعتبار ان المنطق الحاكم عند أهل العلم هو البرهان دون السباب والشتائم.
ثمّ عرضت على امام
الشافعية علي بن عبد الكافي السبكي المعاصر لشيخ الاسلام فرده بعدّة مصنفات يأتي
بيان بعضها في خاتمة هذا المقال.
ثمّ وصلت النوبة
الى ابن حجر العسقلاني ، كما في لسان الميزان حيث يقول : طالعت الرد المذكور ـ منهاج
السنة ـ فوجدته كما قال السبكي في الاستيفاء ، لكن وجدته كثير التحامل الى الغاية
في رد الاحاديث التي يوردها ابن المطهر ، وان كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات
لكنه ردّ في رده كثيراً من الاحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها.
ثمّ توالت الردود
على شيخ الاسلام ، ولم تقف على حدود منهاج السنة فحسب وانما تعدت ذلك لتنال من
افكاره التجديدية في مجال العقائد والفقه وسأمّر عليها مروراً عابراً دون الاطالة
بذكر المواصفات واختم بذلك الحديث :
* رسالة في الرد
على ابن تيمية في التجسيم والاستواء والجهة ـ شهاب الدين احمد بن يحيى الكلابي
الحلبي (المتوفى ٧٣٣).
* الدرة المضيئة
في الرد على ابن تيمية ـ علي بن عبد الكافي شيخ الاسلام التقي السبكي.
* السيف الصقيل في
رد ابن تيمية وابن قيم الجوزية ـ تقي الدين السبكي.
* شفاء السقام في
زيارة خير الانام (عليه الصلاة والسلام) ـ تقي الدين السبكي.
* الانصاف
والاتصاف لاهل الحق من الاسراف ـ غير
معروفة المؤلف ،
الّا ان وفاته ذكرت في مواصفات المخطوطة سنة ٧٥٧ ، نسخة منه في مكتبة الامام الرضا
ـ مشهد ، ونسخة ثانية في المكتبة الوطنية (ملي) ، وثالثة في كلية الحقوق جامعة
طهران.
* دفع شبه من شبّه
وتمرّد ونسب ذلك الى الامام أحمد ـ تقي الدين ابي بكر ابن أحمد الحصني (المتوفى
٨٢٩).
* المقالة المرضية
في الرد على ابن تيمية ـ قاضي قضاة المالكية تقي الدين بن عبد الله محمود
الاقناعي.
* فرقان القرآن
بين صفات الخالق وصفات الاكوان ـ سلامة القضاعي العزامي.
* البراهين
الساطعة في رد بعض البدع الشائعة ـ سلامة القضاعي.
* تطهير الفؤاد من
دنس الاعتقاد ـ محمد بخيتي المطيعي.
* خير الحجة في
الرد على ابن تيمية في العقائد ـ احمد بن حسين بن جبرئيل شهاب الدين الشافعي.
* الدرة المضيئة
في الرد على ابن تيمية ـ محمد بن علي الشافعي الدمشقي (المعروف بابن الزملكاني).
* الرد على ابن
تيمية في الاعتقادات ـ محمد حميد الدين الحنفي الفرغاني.
* رد على ابن
تيمية ـ احمد بن محمد الشيرازي.
* رد على الشيخ
ابن تيمية ـ نجم الدين بن ابي الدر البغدادي.
* الرد على ابن
تيمية في مسألة الطلاق ـ عيسى بن مسعود المنكلائي.
* نجم المهتدين
برجم المعتدين ـ الفخر بن المعلّم.
* اعتراضات على
ابن تيمية في علم الكلام ـ احمد بن ابراهيم السروطي الحنفي.
* ابن تيمية ليس
سلفياً ـ منصور محمد محمد عويس.
* رسالة في الرد
على ابن تيمية في الطلاق ـ محمد بن علي المازني.
* اكمال المنة في
نقض منهاج السنة ـ سراج الدين حسن بن عيسى الكهنوي.
* رسالة في مسألة
الزيارة ـ محمد بن علي المازني.
* شرح ظلمات
الصوفية والرد على ابن تيمية ـ محمود محمود غراب.
* شمس الحقيقة
والبداية على اهل الظلالة والغواية ـ احمد علي بدر.
* مقدمة التوفيق
الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني ـ كمال
ابو المنى.
* مقدمة الرسائل
السبكية ـ كمال ابو المنى.
* البراهين الجلية
في ظلال ابن تيمية ـ حسن الصدر.
اقام فيه الادلة
على ضلاله باقواله وافعاله وشهادة علماء الاشعرية وحكمهم عليه بالزيغ.
* اكمال السنة في
نقض منهاج السنة ـ مهدي بن صالح القزويني (الكيشوان)
* منهاج الشريعة
في الرد على ابن تيمية ـ مهدي بن صالح القزويني.
* الردود الستة
على ابن تيمية في الامامة ـ عبد الله بن ابي القاسم البلادي.
* الامامة الكبرى
والخلافة العظمى في رد منهاج السنة ـ حسن الحاج آقا مير القزويني.
* دلائل الصدق ـ محمد
حسن المظفر ، رد فيه على الفضل بن روزبهان ، وتعرض لكلمات ابن تيمية في منهاج
السنة.
* ابن تيمية.
حياته وعقائده وموقفه من الشيعة وأهل البيت ـ صائب عبد الحميد.
* الغدير ـ عبد
الحسين أحمد الأميني ، المجلد الثالث من
الكتاب حيث تعرض
المؤلف رحمهالله الى مجموعة من الكتب بالنقد والتصحيح ، وكانت حصة منهاج
السنة هذهِ الوريقات التي بين يدي القارئ العزيز ، بعد إخراجها بحلّة تناسبها ،
وأضفنا إليها جمالاً الى جمالها تمثّل باستخراج المصادر غير المخرّجة ، والاشارة
الى الواسطة التي اعتمد عليها المؤلف فيما لم تصل إليه يده المباركة من المخطوط أو
المفقود ، والاعتماد على بعض الطبعات الحديثة مضافة الى طبعاتها غير المتداولة
الآن والتي اعتمدها المؤلف رحمهالله في استخراجه للمصادر.
بالاضافة الى
إلحاق الإحالات التي ارجع إليها المؤلف الى كتابه الغدير ، كل ذلك دون الاضافة
والتغيير ، وقد بذلتُ وسعي من اجل الحفاظ على متن الغدير كما وضعه المؤلف ، مختوم
ذلك بعبارة «المؤلف رحمهالله» للتفرقة بين افاداته رحمهالله وما اثبتناه في الهامش مما تقدم ذكره.
|
احمد الكناني
٧ صفر ١٤١٧ ه
|
منهاج السنّة
اذا أردت أن تنظر
الى كتاب سمّى بضد معناه فانظر الى هذا الكتاب الذي استعير له اسم ـ منهاج السنة ـ
وهو الحري بأن يسمى : منهاج البدعة.
وهو كتاب حشوه
ضلالات ، وأكاذيب ، وتحكّمات ، وانكار المسلّمات ، وتكفير المسلمين ، وأخذ بناصر
المبدعين ، ونصب وعداء محتدم على أهل بيت الوحي عليهمالسلام ، فليس فيه الا تدجيل محض ، وتمويه على الحقائق ، وتحريف
الكلم عن مواضعه ، وقول بالبذاء ، ورمي بالمقذعات ، وقذف بالفواحش ،
وتحكّك بالوقيعة ؛
وتحرّش بالسباب ، وإليك نماذج منها :
[الشيعة والعَشرة]
١ ـ قال : من
حماقات الشيعة إنّهم يكرهون التكلّم بلفظ العشرة ، أو فعل شيء يكون عشرة ، حتّى في
البناء لا يبنون على عشرة أعمدة ، ولا بعشرة جذوع ، ونحو ذلك ، لبغضهم العشرة
المبشّرة إلا عليَّ بن ابي طالب ، ومن العجب انّهم يُوالون لفظ التسعة وهم يبغضون
التسعة من العشرة. ج ١ / ٩
وقال ج ٢ ص ١٤٣ :
من تعصّب الرافضة إنَّهم لا يذكرون اسم العشرة بل يقولون : تسعةٌ وواحدٌ ، وإذا
بنوا أعمدة أو غيرها لا يجعلونها عشرة ، وهم يتحرَّون ذلك في كثير من امورهم .
ج ـ أوليس عاراً
على من يُسمّى نفسه شيخ الإسلام أن ينشر بين المسلمين في كتابه مثل هذه الخزاية
ويكرِّرها في طيّه كأنّه جاء
__________________
بتحقيقٍ أنيق ، أو
فلسفة راقية ، أو حكمة بالغة تحيي الامّة.
وإن تعجب فعجبٌ
أنَّ رجلاً ينسب نفسه إلى العلم والفضيلة ثمَّ إذا قال قولاً كذب ، أو إذا نسب إلى
أحد شيئاً ما ، وكان ما يقوله أشبه شيء بأقاويل رُعاة المعزى ، لا بل هو دونهم ،
وقوله دون ما يقولون ، وكأنَّ الرجل مهما ينقل عن الشيعة شيئاً يحدِّث به عن امّةٍ
بائدةٍ لم تُبقِ منها صروف العبر من يعرف نواميسها ، ويُدافع عنها ، ويدرأ عنها
القول المختلق.
هذا وأديم الأرض
يزدهي بملايين من هذه الفرقة ، والمكتبات مفعمةٌ بكتبهم ، فعند أيِّ رجل منهم ،
وفي أيِّ من هاتيك الكتب تجد هذه المهزأة.
نعم في قرآن
الشيعة (تِلْكَ عَشَرَةٌ
كامِلَةٌ) و (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثالِها) ، (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ
عَشْرٍ) (فَأْتُوا بِعَشْرِ
سُوَرٍ مِثْلِهِ) ، وأمثالها ، وهي ترتِّلها عند تلاوته في آناء الليل وأطراف
النهار ، وهذه دعاء العشرات يقرأها الشيعة في كلِّ جمعة ؛ وهذه الصلوات المندوبة
التي تكرِّر فيها السورة عشر مرّات ،
__________________
وهذه الأذكار
المستحبة التي تُقرأ بالعشرات ، وهذه مباحث العقول العشرة ، ومباحث الجواهر
والأعراض العشرة في كتبهم .
وهذا قولهم إن
أسماء النبي عشرة .
وقولهم : إنّ الله
قوّى العقل بعشرة .
وقولهم : عشرة
خصال من صفات الإمام .
وقولهم : كانت
لعليّ من رسول الله عشر خصال .
وقولهم : بشّر
شيعة عليٍّ بعشر خصال .
وقولهم : عشر خصال
من مكارم الأخلاق .
وقولهم : لا تقوم
الساعة حتى تكون عشر آيات .
وقولهم : لا يكون
المؤمن عاقلاً إلا بعشر خصال .
وقولهم : لا يُؤكل
عشرة أشياء .
__________________
وقولهم : عشرة
أشياء من الميتة ذكيَّة .
وقولهم : عشرة
مواضع لا يُصلّى فيها .
وقولهم : الإيمان
عشرة درجات .
وقولهم : العافية
عشرة أجزاء .
وقولهم : الزهد
عشرة أجزاء .
وقولهم : الشهوة
عشرة أجزاء .
وقولهم : البركة
عشرة أجزاء .
وقولهم : الحياء
عشرة أجزاء .
وقولهم : في
الشيعة عشر خصال .
وقولهم : الإسلام
عشرة أسهم .
وقولهم : في
السواك عشر خصال .
__________________
وهذه قصور الشيعة
المشيّدة ، وأبنيتهم العامرة ، وحصونهم المنيعة كلّها تكذِّب ابن تيميّة ، ولا
يخطر على قلب أحد من بانيها ما لفقه ابن تيميّة من المخاريق.
هذا والشيعة لا
ترى للعدد قيمةً بمجرَّده ، ولا يوسم أحدٌ منهم بحبّه وبغضه مهما كان المعدود
مبغوضاً له أو محبوباً ، ولم تسمع اذن الدنيا من أحدهم في العشرة : تسعةٌ وواحد.
نعوذ بالله من هذه المجهلة.
[الشيعة والمنتظر]
٢ ـ قال : ومن
حماقاتهم ـ يعني الشيعة ـ إنّهم يجعلون للمنتظر عدّة مشاهد ينتظرونه فيها كالسرداب
الذي بسامراء يزعمون انه غائب فيه ، ومشاهد اخر ، وقد يقيمون هناك دابّة إمّا بغلة
، وإمّا فرساً ، وإمّا غير ذلك ليركبها إذا خرج ، ويقيمون هناك إمّا في طرفي
النهار وإمّا في اوقات اخر مَن ينادي عليه بالخروج : يا مولانا اخرج ، ويشهرون
السلاح ولا أحد هناك يقاتلهم.
وفيهم من يقوم في
أوقاته دائماً لا يصلّي خشية أن يخرج وهو في الصلاة ، فيشتغل بها عن
خروجه وخدمته ،
وهم في أماكن بعيدة عن مشهده كمدينة النبي صلىاللهعليهوآله إمّا في العشرة الأواخر من شهر رمضان ، وإمّا غير ذلك
يتوجَّهون إلى المشرق وينادونه بأصوات عالية يطلبون خروجه .
[الشيعة والصحابة]
٣ ـ قال : ومن
حماقاتهم : اتخاذهم نعجةً وقد تكون نعجة حمراء لكون عائشة تُسمى حميراء يجعلونها
عائشة ويعذبونها بنتف شعرها وغير ذلك ، ويرون انَّ ذلك عقوبة لعائشة .
٤ ـ واتخاذهم
حلساً مملوءاً سمناً ثمَّ يشقّون بطنه فيخرجون السمن فيشربونه ويقولون : هذا مثل
ضرب عمر وشرب دمه .
٥ ـ ومثل تسمية
بعضهم لحمارين من حمر الرحا أحدهما بأبي بكر والآخر بعمر ، ثمَّ عقوبة الحمارين
جعلا منهم تلك العقوبة عقوبة لابي بكر
__________________
وعمر .
وكرّر هذهِ النسب
الثلاث في ج ٢ ص ١٤٥ .
٦ ـ قال : وتارةً
يكتبون أسماءَهم على أسفل أرجلهم حتّى أنَّ بعض الولاة جعل يضرب رجل مَن فعل ذلك
ويقول : إنّما ضربت ابا بكر وعمر والا أزال أضربهما حتى اعدمهما .
٧ ـ ومنهم من
يُسمّى كلابه باسم ابي بكر وعمر ويلعنهما ، ١ / ١١ .
ج ـ كنّا نُربئ
بكتابنا هذا عن أن نسوِّد شيئاً من صحائفه بمثل هذه الخزايات التي سوَّد بها ابن
تيمية جبهة كتابه ، وسوَّد بها صحيفة تاريخه ، بل صحيفة تاريخ قومه ، لكنّي خشية
أن تنطلي على اناس من السذّج آثرت نقلها وإردافها بأنَّ أمثالها ممّا هو خارجٌ عن
الأبحاث العلمية ومباحث العلماء ، وإنّما هي قذائف تترامى بها ساقة الناس وأوباشهم
، ولعلّ في الساقة من تندى جبهة إنسانيّته عند التلفظ بها لانها مخاريق مقيلها
قاعة الفرية
__________________
ليس لها وجود مائل
إلا في مخيّلة ابن تيمية وأوهامه.
يخترق هذه النسب
المفتعلة ؛ ويتعمّد في تلفيق هذه الأكاذيب المحضة. ثمَّ جاء يسبّ ويشتم ويكُفّر
ويكثر من البذاء على الشيعة ولا يُراعى أدب الدين ، ادب العلم ، أدب التأليف ، أدب
الأمانة في النقل ، أدب النزاهة في الكتابة ، أدب العفة في البيان.
ولا يحسب القارئ
أنَّ هذه النسب المختلقة كانت في القرون البائدة ربما تنشأ عن الجهل بمعتقدات
الفرق للتباعد بين أهليها ، وذهبت كحديث أمس الدابر ، وأمّا اليوم فالعقول على
الرقيّ والتكامل ، والمواصلات في البلاد أكيدةٌ جدّاً ، ومعتقدات كلِّ قوم شاعت
وذاعت في الملأ ، فالحريُّ أن لا يوجد هناك في هذا العصر ـ الذي يسمّيه المغفَّل
عصر النّور ـ مَن يرمي الشيعة بهذه الخزايات ، أو يرى رأي السلف.
نعم : إنّ أقلام
كتّاب مصر اليوم تنشر في صحائف تآليفها هذه المخاريق نفسها ، ويزيد عليها تافهات
شائنة اخرى اهلك من ترَّهات البسابس أخذاً بناصر سلفهم ، وسنوقفك على نصِّ تلكم
الكلم ، ونعرِّفك بأنَّ كاتب اليوم أكثر في الباطل تحوُّراً ، وأقبح آثاراً ،
وأكذب لساناً ، وأقول بالزور والفحشاء من سلفه السلف وشيخه المجازف ، وهم مع ذلك
يدعون الامة إلى كلمة التوحيد ،
ووحدة الكلمة .
[رواة الشيعة وأصحاب الصحاح]
٨ ـ قال : إنّ
العلماء كلّهم متّفقون على أنَّ الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل
القبلة ، حتى أنّ أصحاب الصحيح كالبخاري لم يرو عن أحد من قدماء الشيعة مثل عاصم
بن ضمرة ، والحارث الأعور ، وعبد الله بن سلمة ، وأمثالهم ، مع أنّ هؤلاء من خيار
الشيعة ، ١ / ١٥ .
ج ـ إنّ هذه
الفتوى المشفوعة بنقل اتِّفاق العلماء تُعطي خُبراً عن أنَّ للعلماء بحثاً ضافياً
في كتبهم حول مسألة أنَّ أيَّ طوائف أهل القبلة أكذب؟
فكانت نتيجة ذلك
البحث والتنقيب : أنّ الكذب في الرافضة ... وعليه حصل إجماع العلماء ، فطفق ابن
تيميّة يرقص ويزمر لما هنالك من مُكاء وتصدية ، وعليه فكلٌّ من كتب القوم شاهدُ
صدقٍ على كذب الرجل فيما يقول ، وانَّ مراجعة كتاب منهاج السنة
__________________
والفصل وما يجري
مجراهما في المخزي تُعطينا برهنةً صادقةً على أنّ أيّ الفريقين أكذب.
ومن أعجب الأكاذيب
قوله : حتّى أنَّ أصحاب الصحيح ... فإنَّك تجد الصحاح الستّ مفعمةً بالرِّواية عن
قدماء الشيعة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وممَّن بعدهم من مشايخهم كما
فصلناها في هذا الجزء ص ٩٢ ـ ٩٤ .
__________________
[اصول الدين عند الإمامية]
٩ ـ قال : اصول
الدين عند الإماميّة أربعةٌ :
التوحيد ، والعدل
، والنبوَّة ، والإمامة هي آخر
__________________
المراتب ،
والتوحيد والعدل والنبوَّة قبل ذلك ، وهم يُدخلون في التوحيد نفي الصفات ، والقول
بأنَّ القرآن مخلوقٌ ، وانَّ الله لا يُرى في الآخرة ، ويُدخلون في العدل التكذيب
بالقدرة ، وانَّ الله لا يقدر أن يهدي من يشاء ، ولا يقدر أن يضلَّ من يشاء ،
وانّه قد يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء ، وغير ذلك.
فلا يقولون :
انَّه خالق كلّ شيء ، ولا انَّه على كلِّ شيء قدير ، ولا انّه ما شاء الله كان وما
لم يشأ لم يكن ١ / ٢٣
ج ـ بلغ من جهل
الرجل انّه لم يُفرِّق بين اصول الدين واصول المذهب ، فيعدُّ الإمامة التي هي من
تالي القسمين في الأوَّل ، وأنَّه لا يعرف عقائد قوم هو يبحث عنها ولذلك أسقط
المعاد من اصول الدين ، ولا يختلف من الشيعة اثنان في عدِّه منها.
على أنّ أحداً لو
عدّ الإمامة من اصول الدين فليس بذلك البعيد عن مقاييس البرهنة بعد أن قرن الله
سبحانه ولاية مولانا امير المؤمنين عليهالسلام بولايته وولاية الرسول صلىاللهعليهوآله بقوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) .
__________________
وخصَّ المؤمنين
بعليٍّ عليهالسلام كما مرَّ الايعاز إليه في الجزء الثاني ص ٥٢ وسيوافيك حديثه مفصَّلا بُعيد هذا.
وفي آية كريمة
اخرى جعل المولى سبحانه بولايته كمال الدين بقوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلامَ دِيناً)
ولا معنى لذلك إلّا كونها أصلاً من اصول الدين لولاها بقي الدين مخدجاً ،
ونعم الله على عباده ناقصة ، وبها تمام الإسلام الذي رضيه رب المسلمين لهم ديناً.
وجعل هذه الولاية بحيث
إذا لم تُبلّغ كان الرّسول صلىاللهعليهوآله ما بلّغ رسالته فقال : (يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما
بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
.
ولعلّك تزداد
بصيرةً فيما قلناه لو راجعت الأحاديث الواردة من عشرات الطرق في الآيات الثلاث كما
فصَّلناها في الجزء الأوّل ص ٢١٤ ـ ٢٢٣ و ٢٣٠ ـ ٢٣٨ وفي هذا الجزء .
__________________
__________________
وبمقربة من هذه
كلّها ما مرَّ في الجزء الثاني ص ٣٠١ ، ٣٠٢ من إناطة الأعمال كلّها بصحّة الولاية وقد اخذت شرطاً فيها ، وهذا
__________________
هو معنى الأصل ،
كما انّه كذلك بالنسبة إلى التوحيد والنبوة ، وليس في فروع الدين حكمٌ هو هكذا.
ولعلَّ هذا الذي
ذكرناه كان مسلّما عند الصحابة الأوّلين ، ولذلك يقول عمر بن الخطاب لمّا جاءه
رجلان يتخاصمان عنده : هذا مولاي ومولى كلِّ مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن. راجع
الجزء الأوّل صفحة ٣٨٢ .
__________________
وستوافيك في هذا
الجزء زرافةٌ من الأحاديث المستفيضة الدالة على أنَّ بغضه صلوات الله عليه سمة
النفاق وشارة الإلحاد ، ولولاه عليهالسلام لما عُرف المؤمنون بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولا يُبغضه أحدٌ إلا وهو خارجٌ من الايمان ، فهي تدلّ
على تنكّب الحائد عن الولاية عن سوي الصراط ، كمن حاد عن التوحيد والنبوة ، فلترتب
كثير من أحكام الأصلين على الولاية يقرب عدُّها من الاصول ، ولا ينافي ذلك شذوذها
عن بعض أحكامهما لما هنالك من الحِكم والمصالح الاجتماعيَّة كما لا يخفى.
وأما نفي الصفات
فإن كان بالمعنى الّذي تحاوله الشيعة من نفيها زائدة على الذّات بل هي عينها ، فهو
عين التوحيد ، والبحث في ذلك
__________________
تتضمَّنه كتب
الكلام .
وإن كان بالمعنى
الذي ترمي إليه المعطلّة فالشيعة منه برآء.
وكذلك القول بأنَّ
القرآن مخلوقٌ فإنّه ليس مع الله سبحانه أزليٌّ يضاهيه في القِدم كما أثبتته
البرهنة الصادقة المفصّلة في كتب العقائد .
وأمّا نفي الرؤية
فلنفي الجسميّة عنه ، والمنطق الصحيح معتضداً بالكتاب والسنَّة يشهد بذلك ، فراجع
مظانَّ البحث فيه .
وأمّا بقية ما
عزاه إليهم فهي أكاذيب محضة لا تشك الشيعة قديماً وحديثاً في ضلالة القائل بها.
[المساجد والمشاهد عند الشيعة]
١٠ ـ قال : تجد
الرافضة يعطّلون المساجد التي
__________________
أمر الله أن تُرفع
ويُذكر فيها اسمه ، فلا يُصلّون فيها جمعةً ولا جماعةً ، وليس لها عندهم كبير حرمة
، وإن صلّوا فيها صلّوا فيها وُحداناً ، ويعظّمون المشاهد المبنيّة على القبور ،
فيعكفون عليها مشابهةً للمشركين ، ويحجّون إليها كما يحجُّ الحاجُّ إلى البيت
العتيق ، ومنهم مَن يجعل الحج إليها أعظم من الحج إلى الكعبة ، بل يسبّون من لا
يستغني بالحج إليها عن الحج الذي فرضه الله تعالى على عباده ، ومن لا يستغني بها
عن الجمعة والجماعة ، وهذا من جنس دين النصارى والمشركين ، ١ / ١٣١ .
وقال في ٢ / ٣٩ :
الرافضة يعمرون المشاهد التي حرّم الله ورسوله بناءها ، يجعلونها بمنزلة دور
الأوثان ، ومنهم من يجعل زيارتها كالحج كما صنف المفيد كتاباً سمّاه «مناسك حج
المشاهد» وفيه من الكذب والشرك ما هو جنس شرك النصارى وكذبهم .
__________________
ج ـ إنّ المساجد
العامرة ماثلةٌ بين ظهراني الشيعة في أوساطها وحواضرها ومُدنها وحتى في القرى
والرساتيق تحتفي بها الشيعة ، وترى حرمتها من واجبها ، وتقول بحرمة تنجيسها ،
وبوجوب إزالة النجاسة عنها ، وبعدم صحة صلاة بعد العلم بها وقبل تطهيرها ، وعدم
جواز مسك الجنب والحائض والنفساء فيها ، وعدم جواز إدخال النجس فيها إن كان هتكاً وتكره فيها المعاملة والكلام بغير الذِّكر والعبادة من
امور الدنيا ، ومن فعل ذلك يُضرب على رأسه ويقال له : فضَّ الله فاك.
وتروي عن النبيّ
أئمّتها انَّه لا صلاة لجار المسجد إلّا في
__________________
المسجد .
إلى غيرها من
الحرمات التي يتضمّنها فقه الشيعة ، وينوءُ بها عملهم ، وما يقام فيها من الجماعات
، وهذه كلّها أظهر من أن تخفى على من جاسَ خلال ديارهم ، أو عرف شيئاً من أنبائهم.
وأمّا تعظيمهم
المشاهد فليس تشبّهاً منهم بالمشركين فإنّهم لا يعبدون مِنْ فيها ، وإنّما
يتقرّبون إلى المولى سبحانه بزيارتهم والثناء عليهم والتأبين لهم ؛ لأنّهم أولياء
الله وأحبّاؤه ، ويروون في ذلك أحاديث عن أئمّتهم ، وفيما يُتلى هنالك من ألفاظ
الزيارات شهادةٌ واعترافٌ بأنّهم عبادٌ مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
يعملون.
وأمّا السب على ما
ذكر فهو مِن أكذب تقوُّلاته ؛ فإنَّ الشيعة على بكرة أبيها تروي عن أئمّتها : أنَّ
الإسلام بُني على خمس : الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ، والولاية .
__________________
وأحاديثهم بذلك
متضافرة وتعتقد بأنَّ تأخير حَجّة الإسلام عن سنتها كبيرةٌ موبقةٌ إنّه يُقال
لتاركها عند الموت : «مُت إن شئت يهوديّاً وإن شئت نصرانياً» .
أفمن المعقول أن
تسبَّ الشيعة مع هذه العقائد والأحاديث وفتاوى العلماء المطابقة لها المستنبطة من
الكتاب والسنّة من لا يستغني عن الحجِّ بالزِّيارة.
وأمّا كتاب الشيخ
المفيد فليس فيه إلّا انّه أسماه «منسك الزِّيارات» وما المنسك إلّا العبادة وما
يُؤدّى به حق الله تعالى ، وليست له حقيقة شرعية مخصوصة بأعمال الحج وإن تخصّص بها
في العرف والمصطلح ، فكلُّ عبادةٍ مرضيةٍ للهِ سبحانه في أيِّ محل وفي أىّ وقت
يجوز إطلاقه عليها ، وإذا كانت زيارة المشاهد والآداب الواردة والأدعية والصلوات
المأثورة فيها من تلكم النسك المشروعة من غير سجود على قبرٍ ، أو صلاةٍ إليه ،
__________________
ولا مسألةٍ من
صاحبه أوَّلاً وبالذات ، وإنَّما هو توسّلٌ به إلى الله تعالى لزلفته عنده وقربه
منه ، فما المانع من إطلاق لفظ المنسك عليه؟!
وقوله عمّا فيه من
كذب وشرك فهو لدة سائر ما يتقوَّل غير مكترث لوباله والكتاب لم يعدم بعدُ وهو بين
ظهرانينا وليس فيه إلّا ما يُضاهيه ما في غيره من كتب المزار ممّا
ينزِّل الأئمَّة الطاهرين عمّا ليس لهم من المراتب ، ويثبت لهم العبوديّة والخضوع
لسلطان المولى سبحانه ، مع ما لهم من أقرب الزلف إليه ، فما لهؤلاء القوم لا
يفقهون حديثاً.
[نزول (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) في علي عليهالسلام]
١١ ـ قال : قد وضع
بعض الكذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
__________________
الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
نزلت في عليّ لمّا
تصدَّق بخاتمه في الصلاة ، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ١ / ١٥٦ .
ثمّ استدل على كذب
القول به بأوهام وتافهات طالما يُكرِّر أمثالها تِجاه النّصوص كما سبق منه في حديث
ردِّ الشمس ، ويأتي عنه في آية التطهير ، (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وفي حديث المؤاخاة وأمثالها من الصحاح التي تأتي.
ج ـ ما كنت أدري
انَّ القحّة تبلغ بالإنسان إلى أن يُنكر الحقائق الثابتة ، ويزعم أنَّ ما خرّجته
الأئمّة والحفّاظ ، وأنهوا أسانيده إلى مثل أمير المؤمنين ، وابن عبّاس وابي ذرّ ،
وعمّار ، وجابر الأنصاري ، وأبي رافع ، وأنس بن مالك ، وسلمة بن كهيل ، وعبد الله
بن سلام ، ممّا قام الإجماع على كذبه ، فهو كبقيّة إجماعاته المدّعاة ليس له مقيلٌ
من مستوى الصدق.
ليت شعري كيف يعزو
الرجل الى أهل العلم إجماعهم على كذب الحديث وهم يستدلّون بالآية الشريفة وحديثها
هذا على
__________________
أنَّ الفعل القليل
لا يُبطل الصلاة ، وأنَّ صدقة التطوُّع تُسمّى زكاةً ، ويعدّونها بذلك من آيات
الأحكام ، وذلك ينمُّ عن اتِّفاقهم على صحّة الحديث.
ويشهد لهذا
الاتفاق أنَّ مَن أراد المناقشة فيه من المتكلّمين قصرها على الدلالة فحسب من دون
أيِّ غمزٍ في السند ، وفيهم من أسنده إلى المفسرين عامّة مشفوعاً بما عنده من
النقد الدَّلالي.
فتلك دلالةٌ
واضحةٌ على إطباق المفسرين والمتكلّمين والفقهاء على صدور الحديث.
أضف إلى ذلك إخراج
الحفّاظ وحملة الحديث له في مدوناتهم مخبتين إليه ، وفيهم من نصَّ على صحّته ،
فانظر إذن أين يكون مستوى إجماع ابن تيمية؟! وأين استقلَّ أولئك المجمعون من أديم
الأرض؟! ولك الحكم الفاصل ، وإليك أسماء جمع ممّن أخرج الحديث ، أو أخبت إليه وهم
:
١ ـ القاضي ابو
عبد الله محمَّد بن عمر المدني الواقدي المتوفّى ٢٠٧ ، كما في ذخائر العقبى : ١٠٢.
٢ ـ الحافظ ابو
بكر عبد الرَّزاق الصنعاني المتوفّى ٢١١ ، كما في تفسير ابن كثير ٢ / ٧١ وغيره عن
عبد الوهاب بن مجاهد ، عن
__________________
مجاهد ، عن ابن
عبّاس.
٣ ـ الحافظ ابو
الحسن عثمان بن ابي شيبة الكوفي المتوفى ٢٣٩ ، في تفسيره .
٤ ـ ابو جعفر
الإسكافي المعتزلي المتوفّى ٢٤٠ ، في رسالته التي ردَّ بها على الجاحظ .
٥ ـ الحافظ عبد بن
حميد الكشي ابو محمّد المتوفي ٢٤٩ ، في تفسيره كما في الدرِّ المنثور .
٦ ـ ابو سعيد
الأشجّ الكوفي المتوفى ٢٥٧ ، في تفسيره ، عن ابي نعيم فضل بن دكين ، عن موسى بن
قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل ، والطريق صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات .
٧ ـ الحافظ ابو
عبد الرحمن النسائي صاحب السنن المتوفى ٣٠٣ ، في صحيحه.
٨ ـ ابن جرير
الطبري المتوفى ٣١٠ ، في تفسيره ٦ / ١٨٦ بعدّة طرق.
٩ ـ ابن ابي حاتم
الرازي المتوفى ٣٢٧ ، كما في تفسير ابن كثير ،
__________________
والدرّ المنثور ،
وأسباب النزول للسيوطي ، أخرجه بغير طريق ومن طرقه ابو سعيد الأشجّ بإسناده الصحيح
الذي أسلفناه .
١٠ ـ الحافظ ابو
القاسم الطبراني المتوفى ٣٦٠ ، في معجمه الأوسط .
١١ ـ الحافظ ابو
الشيخ ابو محمّد عبد الله بن محمّد الأنصاري المتوفى ٣٦٩ ، في تفسيره.
١٢ ـ الحافظ ابو
بكر الجصّاص الرازي المتوفى ٣٧٠ ، في أحكام القرآن ٢ / ٥٤٢ ، رواه من عدَّة طرق .
١٣ ـ ابو الحسن
علي بن عيسى الرماني المتوفّى ٣٨٤ في تفسيره.
١٤ ـ الحاكم ابن
البيع النيسابوري المتوفى ٤٠٥ في معرفة اصول الحديث : ١٠٢.
١٥ ـ الحافظ ابو
بكر الشيرازي المتوفّى ٤٠٧ / ١١ [٤] في كتابه فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين
.
__________________
١٦ ـ الحافظ ابو
بكر ابن مردويه الأصبهاني المتوفى ٤١٦ ، من طريق سفيان الثوري ، عن ابي سنان سعيد
بن سنان البرجمي ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس ، إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ.
ورواه بطريق آخر
قال : إسنادٌ لا يُقدح به.
واخرجه بطرق اخرى
عن أمير المؤمنين ، وعمّار ، وابي رافع .
١٧ ـ ابو اسحاق
الثعلبي النيسابوري المتوفّى ٤٢٧ / ٣٧ [٤] في تفسيره عن ابي ذرّ كما مرَّ بلفظه ج
٢ ص ٥٢ .
١٨ ـ الحافظ ابو
نعيم الأصبهاني المتوفى ٤٣٠ فيما نزل من القرآن في عليّ عن عمّار ، وابي رافع ،
وابن عبّاس ، وجابر ، وسلمة بن كهيل .
١٩ ـ ابو الحسن
الماوردي الفقيه الشافعي المتوفى ٤٥٠ ، في تفسيره .
٢٠ ـ الحافظ ابو
بكر البيهقي المتوفى ٤٥٨ ، في كتابه «المصنَّف» .
__________________
٢١ ـ الحافظ ابو
بكر الخطيب البغدادي الشافعي المتوفى ٤٦٣ ، في «المتّفق» .
٢٢ ـ ابو القاسم
زين الإسلام عبد الكريم بن هوازن النيسابوري المتوفّى ٤٦٥ في تفسسيره.
٢٣ ـ الحافظ ابو
الحسن الواحدي النيسابوري المتوفى ٤٦٨ ، في أسباب النزول : ١٤٨.
٢٤ ـ الفقيه ابن
المغازلي الشافعي المتوفى ٤٨٣ في المناقب من خمسة طرق .
٢٥ ـ شيخ المعتزلة
ابو يوسف عبد السّلام بن محمد القزويني المتوفى ٤٨٨ ، في تفسيره الكبير.
قال الذهبي : إنّه
يقع في ثلاث مائة جزء.
٢٦ ـ الحافظ ابو
القاسم الحاكم الحسكاني المتوفى ٤٩٠ ، عن ابن عبّاس ، وابي ذرّ ، وعبد الله بن
سلام .
٢٧ ـ الفقيه ابو
الحسن علي بن محمّد الكيا الطبري الشافعي المتوفى ٥٠٧ ، في تفسيره.
__________________
واستدلَّ به على عدم بطلان الصّلاة بالفعل
القليل ، وتسمية الصدقة التطوّع بالزكاة كما في تفسير القرطبي .
٢٨ ـ الحافظ أبو
محمّد الفراء البغوي الشافعي [المتوفى] ٥١٦ في تفسيره معالم التنزيل هامش الخازن ٢
/ ٥٥.
٢٩ ـ ابو الحسن
رزين العبدري الأندلسي المتوفى ٥٣٥ ، في الجمع بين الصحاح الست نقلاً عن صحيح
النسائي .
٣٠ ـ ابو القاسم
جار الله الزمخشري الحنفي المتوفى ٥٣٨ في الكشّاف ١ / ٤٢٢.
وقال : فإن قلت :
كيف صحَّ أن يكون لعليٍّ رضى الله عنه واللفظ لفظ جماعة؟
قلت : جيء به على
لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل
ثوابه .
٣١ ـ الحافظ ابو
سعد السمعاني الشافعي المتوفى ٥٦٢ في فضائل الصحابة عن أنس بن مالك .
٣٢ ـ ابو الفتح
النطنزي المولود ٤٨٠ ، في الخصائص العلويّة
__________________
عن ابن عباس ، وفي
الإبانة عن جابر الأنصاري .
٣٣ ـ الإمام ابو
بكر ابن سعدون القرطبي المتوفى ٥٦٧ ، في تفسيره ٦ / ٢٢١.
٣٤ ـ اخطب الخطباء
الخوارزمي المتوفى ٥٦٨ ، في المناقب : ١٧٨ بطريقين .
وذَكر لحسّان فيه
شعراً أسلفناه ج ٢ ص ٥٨ .
٣٥ ـ الحافظ ابو
القاسم ابن عساكر الدمشقي المتوفّى ٥٧١ ، في تاريخ الشام بعدَّة طرق .
٣٦ ـ الحافظ ابو
الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفى ٥٩٧ ، كما
__________________
«المؤلف
رحمهالله
في الرياض ٢ / ٢٢٧
وذخائر العقبى : ١٠٢.
٣٧ ـ ابو عبد الله
فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى ٦٠٦ في تفسيره ٣ / ٤٣١ عن عطا ، عن عبد الله بن
سلام ، وابن عباس ، وابي ذرّ .
٣٨ ـ ابو السعادات
مبارك ابن الأثير الشيباني الجزري الشافعي المتوفى ٦٠٦ في جامع الاصول من طريق
النسائي .
٣٩ ـ ابو سالم
محمّد بن طلحة النصيبي الشافعي المتوفّى ٦٦٢ ، في مطالب السئول : ٣١ بلفظ ابي ذرّ.
٤٠ ـ ابو المظفر
سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى ٦٥٤ ، في التذكرة : ٩ عن السدي ، وعتبة ، وغالب بن
عبد الله.
٤١ ـ عز الدين ابن
ابي الحديد المعتزلي المتوفى ٦٥٥ ، في شرح نهج البلاغة ٣ / ٢٧٥ .
٤٢ ـ الحافظ ابو
عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى ٦٥٨ ، في كفاية المطالب : ١٠٦ من طريق عن أنس بن
مالك.
وفيه أبياتٌ
لحسّان بن ثابت رويناها ج ٢ ص ٥٩ .
__________________
ورواه في ص ١٢٢ من
طريق ابن عساكر ، والخوارزمي ، وحافظ العراقين ، وابي نعيم ، والقاضي ابن المعالي.
وذكر لحسّان شعراً
غير الأبيات المذكورة ذكرناه ج ٢ ص ٤٧ نقلاً عن سبط ابن الجوزي .
٤٣ ـ القاضي ناصر
الدين البيضاوي الشافعي المتوفّى ٦٨٥ ، في تفسيره ١ / ٣٤٥ وفي مطالع الأنظار : ٤٧٧
، ٤٧٩.
٤٤ ـ الحافظ فقيه
الحرم ابو العباس محبّ الدين الطبري المكي الشافعي المتوفّى ٦٩٤ ، في الرياض
النضرة ٢ / ٢٢٧ وذخائر العقبى : ١٠٢ من طريق الواحدي ، والواقدي ، وابن الجوزي ، والفضائلي.
٤٥ ـ حافظ الدين
النسفي المتوفى ٧٠١ / ١٠ [٧] ، في تفسيره ١ / ٤٩٦ هامش تفسيره الخازن.
٤٦ ـ شيخ الإسلام
الحمويي المتوفى ٧٢٢ ، في فرائد السمطين
__________________
وذكر شعر حسّان
فيه .
٤٧ ـ علاء الدين
الخازن البغدادي المتوفّى ٧٤١ ، في تفسيره ١ / ٤٩٦.
٤٨ ـ شمس الدين
محمود بن ابي القاسم عبد الرحمن الأصبهاني المتوفى ٧٤٦ / ٩ [٧٤] في شرح التجريد
الموسوم بتسديد العقائد.
وقال بعد تقرير
اتفاق المفسرين على نزول الآية في عليٍّ : قول المفسرين لا يقتضي اختصاصها به
واقتصارها عليه .
٤٩ ـ جمال الدين
محمّد بن يوسف الزرندي المتوفى ٧٥٠ ، في نظم درر السمطين .
٥٠ ـ ابو حيّان
اثير الدين الاندلسي المتوفى ٧٥٤ ، في تفسيره البحر المحيط ٣ / ٥١٤.
٥١ ـ الحافظ محمّد
بن أحمد بن جزي الكلبي المتوفى ٧٥٨ ، في
__________________
تفسيره التسهيل
لعلوم التنزيل ١ / ١٨١.
٥٢ ـ القاضي عضد
الأيجي الشافعي المتوفى ٧٥٦ ، في المواقف ٣ / ٢٧٦ .
٥٣ ـ نظام الدين
القمّي النيسابوري ، في تفسيره غرائب القرآن ٣ / ٤٦١.
٥٤ ـ سعد الدين
التفتازاني الشافعي المتوفى ٧٩١ ، في المقاصد وشرحه ٢ / ٢٨٨.
وقال بعد تقرير
إطباق المفسرين على نزول الآية في علي : قول المفسرين : إنّ الآية نزلت في حقِّ
عليٍّ رضى الله عنه لا يقتضي اختصاصها به واقصارها عليه .
٥٥ ـ السيّد شريف
الجرجاني المتوفّى ٨١٦ ، في شرح المواقف .
٥٦ ـ المولى علاء
الدين القوشجي المتوفّى ٨٧٩ ، في شرح التجريد.
وقال بعد نقل
الاتّفاق عن المفسرين على انّها نزلت في أمير
__________________
المؤمنين : وقول
المفسرين : إنَّ الآية نزلت في حقِّ عليٍّ إلى آخر كلام التفتازاني .
٥٧ ـ نور الدين
ابن الصبّاغ المكي المالكي المتوفى ٨٥٥ ، في الفصول المهمّة : ١٢٣.
٥٨ ـ جلال الدين
السيوطي الشافعي المتوفّى ٩١١ ، في الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٣ من طريق الخطيب ، وعبد
الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابي الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عبّاس.
ومن طريق الطبراني
، وابن مردويه عن عمّار بن ياسر.
ومن طريق ابي
الشيخ والطبراني عن عليّ عليهالسلام .
ومن طريق ابن ابي
حاتم ، وابي الشيخ ، وابن عساكر عن سلمة بن كهيل .
ومن طريق ابن جرير
عن مجاهد ، والسدي ، وعتبة بن حكيم .
ومن طريق الطبراني
، وابن مردويه ، وابي نعيم ، عن ابي رافع .
ورواه في أسباب
نزول القرآن : ٥٥ من غير واحد من هذه الطرق.
__________________
ثمَّ قال : فهذه
شواهد يقوي بعضها بعضا.
وذكره في جمع
الجوامع كما في ترتيبه ٦ / ٣٩١ من طريق الخطيب عن ابن عبّاس ، وص ٤٠٥ من طريق أبي
الشيخ وابن مردويه عن امير المؤمنين عليهالسلام.
٥٩ ـ الحافظ ابن
حجر الأنصاري الشافعي المتوفى ٩٧٤ ، في الصواعق : ٢٤.
٦٠ ـ المولى حسن
چلبي في شرح المواقف .
٦١ ـ المولى مسعود
الشرواني في شرح المواقف .
٦٢ ـ القاضي
الشوكاني الصنعاني المتوفى ١٢٥٠ في تفسيره .
٦٣ ـ شهاب الدين
السيد محمد الآلوسي الشافعي المتوفى ١٢٧٠ ، في تفسيره ٢ / ٣٢٩ .
٦٤ ـ الشيخ سليمان
القندوزي الحنفي المتوفى ١٢٩٣ ، في ينابيع المودَّة : ٢١٢.
٦٥ ـ السيد محمد
مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار : ٧٧.
٦٦ ـ الشيخ عبد
القادر بن محمد السعيد الكردستاني المتوفى
__________________
١٣٠٤ ، في تقريب
المرام في شرح تهذيب الكلام للتفتازاني ٢ / ٣٢٩ ط مصر ، وتكلّم فيه كبقية
المتكلّمين مخبتاً إلى اتفاق المفسرين على أنّها نزلت في أمير المؤمنين .
وأمّا الكلام في
الدلالة فلا يخالج الشك فيها أيَّ عربي صميم مهما غالط وجدانه ، وإنّما الخلاف
فيها نشأ من الدخلاء المتطفلين على موائد العربية ، وبسط القول يتكفله كتب أصحابنا
في التفسير والكلام .
لفظ الحديث
عن أنس بن مالك
انَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول : مَن يُقرض الملي الوفي وعليٌّ عليهالسلام راكعٌ يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي.
__________________
قال رسول الله : يا
عمر وجبت.
قال : بأبي أنت
واميِّ يا رسول الله ما وجبت؟
قال : وجبت له
الجنَّة ، والله وما خلعه من يده حتى خلعه الله من كلِّ ذنب ومن كلِّ خطيئة.
قال : فما خرج
أحدٌ من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ.)
فأنشأ حسّان بن
ثابت يقول :
ابا حسن تفديك
نفسي ومهجتي
|
|
وكلّ بطيءٍ في
الهدى ومسارعِ
|
أيذهب مدحي
والمحبّين ضائعاً؟
|
|
وما المدح في
ذات الإله بضائع
|
فأنت الذي أعطيت
إذ أنت راكعٌ
|
|
فدتك نفوس القوم
يا خير راكعِ
|
بخاتمك الميمون
يا خير سيدٍ
|
|
ويا خير شارٍ
ثمَّ يا خير بائعِ
|
فأنزل الله فيك
خير ولايةٍ
|
|
وبيّنها في
محكمات الشرائعِ
|
وهناك الفاظ اخرى
نقتصر على هذا روماً للاختصار ، وقد أسلفناه بلفظ ابي ذرّ ج ٢ ص ٥٢ .
اشكال مزيَّف
قال السيد حميد
الدين عبد الحميد الآلوسي في كتابه نثر اللآلي على نظم الأمالي : ١٦٩ عند ذكره آية
الولاية : انّ الآية ليس نزولها في حقّ علي خاصة كما زعموا ، بل نزلت في المهاجرين
والأنصار ،
__________________
وهو من جملتهم ،
فإنّ قوله : الّذين صيغة جمع فلا يكون عليّ هو المراد وحده.
قال الأميني :
كأنَّ الرجل يضرب في قوله هذا على وتر ابن كثير الدمشقي ، وينسج على نوله ، ويمتح
من قليبه ، حيث قال في تاريخه حول الآية كما يأتي بُعيد هذا : ولم ينزل في عليٍّ شيءٌ من القرآن بخصوصيّته ...
وقد عزب عن
المغفلين أنّ إصدار الحكم على الجهة العامة ، بحيث يكون مصبّه الطبيعة ـ حتّى يكون
ترغيباً في الاتيان بمثله ، أو تحذيراً عن مثله ـ ثُمَّ تقييد الموضوع بما يُخصّصه
بفرد معين حسب الانطباق الخارجي أبلغ وآكد في صدق القضية من توجيهه إلى ذلك الفرد
رأساً ،
وما أكثر له من
نظير في لسان الذكر الحكيم وإليك نماذج منه :
١ ـ (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ
وَنَحْنُ أَغْنِياءُ) (آل عمران : ١٨١).
ذكر الحسن : انّ قائل
هذه المقالة هو حيي بن أخطب.
وقال عكرمة ،
والسدى ، ومقاتل ، ومحمّد بن إسحاق : هو فنحاص بن عازوراء.
__________________
وقال الخازن : هذه
المقالة وإن كانت قد صدرت من واحد من اليهود لكنّهم يرضون بمقالته هذه فنسبت إلى
جميعهم.
راجع تفسير
القرطبي ٤ / ٢٩٤ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤٣٤ ، تفسير الخازن ١ / ٣٢٢.
٢ ـ (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ
النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) (التوبة : ٦١).
نزلت في رجل من
المنافقين إمّا في الجلاس بن سويد ، أو : في نبتل بن الحرث أو : عتاب بن قشير.
راجع تفسير
القرطبي ٨ / ١٩٢ ، تفسير الخازن ٢ / ٢٥٣ ، الإصابة ٣ / ٥٤٩.
٣ ـ (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ
مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) (النور : ٣٣).
نزلت في صبيح مولى
حويطب بن عبد العزّى ، قال : كنت مملوكاً لحويطب فسألته الكتابة ، ففيَّ انزلت
والذين يبتغون الكتاب.
اخرجه ابن مندة ،
وابو نعيم ، والقرطبي كما في تفسيره ١٢ / ٢٤٤ ، اسد الغابة ٣ / ١١ ، الإصابة ٢ /
١٧٦.
٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ
الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً) (النساء : ١٠).
قال مقاتل بن
حبّان : نزلت في مرثد بن زيد الغطفاني.
تفسير القرطبي ٥ /
٥٣ ، الإصابة ٣ / ٣٩٧.
٥ ـ (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ...) (الممتحنة : ٨).
نزلت في أسماء بنت
أبي بكر ، وذلك : انّ امّها قتيلة بنت عبد العزّى قدمت عليها المدينة بهدايا وهي
مشركة ، فقالت أسماء : لا أقبل منك هديَّة ، ولا تدخلي عليّ بيتاً حتّى استأذن
رسول الله صلىاللهعليهوآله فسألته فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فأمرها رسول الله صلىاللهعليهوآله أن تدخلها منزلها وأن تقبل هديَّتها وتكرمها وتحسن إليها.
اخرجه البخاري ،
ومسلم ، وأحمد ، وابن جرير ، وابن ابي حاتم ، كما في تفسير القرطبي ١٨ / ٥٩ ،
تفسير ابن كثير ٤ / ٣٤٩ ، تفسير الخازن ٤ / ٢٧٢ .
٦ ـ (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ
الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا
بِأَفْواهِهِمْ ...) (المائدة : ٤١).
__________________
ذكر المكي في
تفسيره : انّها نزلت في عبد الله بن صوريا.
تفسير القرطبي ٦ /
١٧٧ ، الإصابة ٢ / ٣٢٦.
٧ ـ (قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا
يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) (البقرة : ١١٨).
نزلت في رافع بن
حريملة ، وأخرج محمّد بن اسحاق عن ابن عباس قال : قال رافع لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا محمّد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل للهِ
فيكلّمنا حتّى نسمع كلامه.
فأنزل الله في ذلك
الآية.
تفسير ابن كثير ١
/ ١٦١.
٨ ـ (الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ
بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً)
(النحل : ٤١).
اخرج ابن عساكر في
تاريخه ٧ / ١٣٣ من طريق عبد الرزاق ، عن داود بن ابي هند : انّ الآية نزلت في ابي
جندل بن سهيل العامري.
وذكره القرطبي في
تفسيره ١٠ / ١٠٧ من جملة الأقوال الواردة فيها.
٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ
وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ ...)
(فاطر : ٢٩).
نزلت في حصين بن
المطلب بن عبد مناف كما في الإصابة ١ / ٣٣٦.
١٠ ـ (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي
خُسْرٍ)
السورة.
عن ابيّ بن كعب
قال : قرأت على رسول الله صلىاللهعليهوآله سورة والعصر فقلت : يا رسول الله بأبي وأُمّي أفديك ما
تفسيرها؟
قال : والعصر قسمٌ
من الله بآخر النهار ، إنَّ الإنسان لفي خسر : ابو جهل بن هشام. إلا الذين آمنوا :
ابو بكر الصدّيق. وعملوا الصالحات : عمر بن الخطاب. وتواصوا بالحقّ : عثمان بن
عفان. وتواصوا بالصبر علي بن ابي طالب. الرياض النضرة ١ / ٣٤.
قال الأميني : نحن
لا نصافق القوم على هذه التأويلات المحرَّفة المزيَّفة ، غير أنّا نسردها لإقامة
الحجَّة عليهم بما ذهبوا إليه.
١١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ
اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ)
(آل عمران : ٧٧).
نزلت في عيدان بن
أسوع الحضرمي ، قال مقاتل في تفسيره. الإصابة ٣ / ٥١.
١٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)
(النساء : ٥٩).
أخرج البخاري في
صحيحه في كتاب التفسير ٧ / ٦٠ ، وأحمد
في مسنده : ٣٣٧ ،
ومسلم في صحيحه كما في تاريخ بن عساكر ٧ / ٣٥٢ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٦٠ ، وغيرهم
: انّها نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي.
١٣ ـ (يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ
مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما
لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا
هاهُنا)
(آل عمران : ١٥٤).
القائل هو عبد
الله بن ابي مسلول رأس المنافقين وفيه نزلت الآية.
واخرج ابن ابي
حاتم عن طريق الزبير : انّها نزلت في معتب بن قشير.
تفسير القرطبي ٤ /
٢٦٢ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤١٨ ، تفسير الخازن ١ / ٣٠٦.
١٤ ـ (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ)
(آل عمران :
١٧٣).
المراد من الناس
الأوَّل هو نعيم بن مسعود الأشجعي.
قال النسفي في
تفسره هو جمعٌ اريد به الواحد ، أو : كان له أتباع يثبطون مثل تثبيطه.
__________________
وقال الخازن :
فيكون اللفظ عامّاً اريد به الخاصّ.
واخرج ابن مردويه
باسناده عن ابي رافع انّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله وجّه عليّاً في نفر معه في طلب ابي سفيان فلقيهم أعرابي من
خزاعة فقال : إنَّ القوم قد جمعوا لكم ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلت
فيهم هذه الآية.
تفسير القرطبي ٤ /
٢٧٩ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤٣٠ ، تفسير الخازن ١ / ٣١٨.
١٥ ـ (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ
فِي الْكَلالَةِ)
(النساء : ١٧٦).
نزلت في جابر بن
عبد الله الأنصاري. وهو المستفتي ، وكان يقول : انزلت هذه الآية فيَّ.
تفسير القرطبي ٦ /
٢٨ ، تفسير الخازن ١ / ٤٤٧ ، تفسير النسفي هامش الخازن ١ / ٤٤٧.
١٦ ـ (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ
ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ...)
(البقرة : ٢١٥).
نزلت في عمرو بن
الجموح وكان شيخاً كبيراً ذا مال فقال : يا رسول الله بما ذا نتصدَّق؟ وعلى من
نُنفق؟ فنزلت الآية.
تفسير القرطبي ٣ /
٣٦ ، تفسير الخازن ١ / ١٤٨.
١٧ ـ (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ
عَنْهُ)
.
__________________
ذهب القوم إلى
انَّها نزلت في أبي طالب.
وقد فصَّلنا القول
فيها في الجزء الثامن ص ٣ : ٨ .
__________________
١٨ ـ (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ)
(المجادلة : ٢٢).
نزلت في ابي عبيدة
الجرّاح حين قتل أباه يوم بدر. أو : في عبد الله بن ابيّ.
تفسير القرطبي ١٧
/ ٣٠٧ ، نوادر الاصول للحكيم الترمذي : ١٥٧.
١٩ ـ (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ
خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ...)
(التوبة : ١٠٣).
نزلت في ابي لبابة
الأنصاري خاصّة.
تفسير القرطبي ٨ /
٢٤٢ ، الروض الانف ٢ / ١٩٦.
٢٠ ـ (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ
لِيُرْضُوكُمْ)
(التوبة : ٦٢).
إنّ رجلاً من
المنافقين قال : والله إنَّ هؤلاء لخيارنا وأشرافنا ، وإن كان ما يقول محمَّدٌ
حقّاً لهم شرٌّ من الحمير. فسمعها رجلٌ من المسلمين فقال : والله إنَّ ما يقول
محمَّدٌ لحقٌّ ولأنت أشرّ من الحمار.
فسعى بها الرجل
إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فأخبره فأرسل إلى الرَّجل
__________________
فدعا ، فقال : ما
حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتعن ويحلف بالله بأنّه ما قال ذلك ، وجعل الرَّجل
المسلم يقول : اللهمّ صدِّق الصادق ، وكذّب الكاذب. فأنزل الله الآية.
تفسير القرطبي ٨ /
١٩٣ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٣٦٦.
[الملازمة بين اثبات ايمان عليّ وايمان غيره من الصحابة
والتابعين]
١٢ ـ قال : إنّ
الرافضي لا يُمكنه أن يُثبت ايمان عليٍّ وعدالته وانَّه من أهل الجنّة فضلاً عن
إمامته ، إن لم يُثبت ذلك لابي بكر وعمر وعثمان ، وإلّا فمتى أراد إثبات ذلك
لعليٍّ وحده لم تُساعده الأدلَّة ، كما أنَّ النصرانيَّ إذا أراد إثبات نبوَّة
المسيح دون محمَّد لم تساعده الأدلَّة ، ج ١ / ١٦٢ .
وقال ص ١٦٣ :
الرافضة تعجز عن إثبات ايمان عليّ وعدالته مع كونهم على مذهب الرافضة ، ولا يمكنهم
ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنّة ، فإن احتجّوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده
فقد
__________________
تواتر ذلك عن
هؤلاء ، بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني اميّة وبني العبّاس وصلاتهم
وصيامهم وجهادهم لِلكفّار .
ج ـ ما عشت أراك
الدهر عجبا.
ليت شعري متى
احتاج ايمان عليّ وعدالته إلى البرهنة؟! ومتى كفر هو حتّى يؤمن؟ وهل كان في بدء
الإسلام للنبي أخٌ ومؤازرٌ غيره؟! على حين انَّ من سمّاهم لم يسلموا بعدُ ، وهل
قام الإسلام إلّا بسيفه وسنانه؟! وهل هزمت جيوش الشرك إلّا صولته وجولته؟! وهل هتك
ستور الشّبه والإلحاد غير بيانه وبرهانه؟! وهل طهَّر الله الكعبة البيت الحرام عن
دنس الأوثان إلّا بيده الكريمة؟! وهل طهَّر الله في القرآن الكريم بيتاً عن
الرِّجس غير بيت هو سيِّد أهله بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! وهل كان أحدٌ نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله غيره بنصّ الذِّكر الحكيم؟! وهل أحدٌ شرى نفسه ابتغاء
مرضاة الله ليلة المبيت غيره؟! وهل أحدٌ من المؤمنين أولى بهم من أنفسهم كرسول
الله غيره؟! لاها الله.
إنّ احاديث الشيعة
في كلِّ هذه متواترة وهي التي ألزمتهم بالاخبات إلى هذه المآثر كلّها غير أنَّهم
إذا خاصموا غيرهم احتجّوا بأحاديث أهل السنَّة ؛ لأنّ الحجَّة تجب أن تكون ملزمةً
__________________
للخصم من دون حاجة
لهم إليها في مقام الثبوت ، وهذا طريق الحجاج المطّرد لا ما يراه علماء القوم
فإنّهم بأسرهم يحتجّون في كلِّ موضوع بكتب أعلامهم وأحاديثهم ، وهذا خروجٌ عن اصول
الحجاج والمناظرة.
وليتني أدري ما
الملازمة بين ايمان عليٍّ وعدالته وايمان من ذكرهم ، هل يحسبهم وعليّاً أمير
المؤمنين نفساً واحدة لا يُتصوّر التبعيض فيها؟! أو يزعم أنَّ روحاً واحدة سرت في
الجميع فأخذت بمفعولها من ايمان وكفر؟!
وهل خفيت هذه
الملازمة المخترعة وليدة ابن تيميّة على الصحابة ، والتابعين الشيعيّين ، وبعدهم
على أئمة الشيعة ، وعلمائهم ، وأعلامهم في القرون الخالية في حجاجهم ، ومناشداتهم
، ومناظراتهم المذهبيَّة المتكثِّرة في الأندية والمجتمعات؟! أو ذهل عنها مخالفوهم
في الذبِّ عنهم والمدافعة عن مبدئهم؟!.
لم يكن ذلك كلّه ،
ولكن يروق الرجل أن يشبِّه الرافضة بالنصارى ، ويقرن بين ايمان عليٍّ عليهالسلام وايمان معاوية الدهاء ، ويزيد الفجور ؛ والماجنين من
جبابرة بني اميّة ، والمتهتِّكين من العبّاسيِّين ، وهذا مبلغ علمه ودينه وورعه
وأدبه.
[الشيخ نصير الدين الطوسي]
١٣ ـ وفي ج ٢ ص ٩٩
قذف شيخ الامة نصير الملّة والدين
الطوسي ، وأتباعه
، والرافضة كلّهم بأنواع من التهتّك والاستهتار من إضاعة الصَّلوات ، وارتكاب
المحرَّمات واستحالها ، وعدم التجنّب عن الخمر والفواحش حتّى في شهر رمضان ،
وتفضيل الشرك بالله على عبادة الله ، ويراها حال الرافضة دائماً.
إلى غيرها ممّا
علمت البحّاثة أنّها أكاذيب وطامّات اريد بها إشاعة الفحشاء في الّذين آمنوا
بتشويه سمعتهم ، والله تعالى هو الحَكم الفصل يوم تُنصب الموازين ، ويُسأل كلّ
أحدٍ عمّا لفظه من قول ، وما يلفظ من قول إلّا لديه رقيبٌ عتيدٌ .
[الموقف من اصحاب الردَّة]
١٤ ـ قال : أشهر
الناس بالردَّة خصوم ابي بكر الصدِّيق رضى الله عنه وأتباعه كمسيلمة الكذّاب وأتباعه
وغيرهم ، وهؤلاء تتولّاهم الرافضة كما ذكر في غير واحد من شيوخهم مثل هذا الإماميّ
ـ يعني العلّامة الحلّي ـ وغيره ويقولون : إنّهم كانوا على الحقِّ وان
__________________
الصدّيق قاتلهم
بغير حقٍّ ٢ ص ١٠٢ .
ج ـ ليت هناك
مسائلٌ هذا الرَّجل عمّن أخبره بتولّي الرافضة لمسيلمة ونظرائه ، وهم لا يفتئون
يُسمّونه بالكذّاب ، ويروون الفضائح من أعماله ، وكتبهم مفعمةٌ بمخاريقه ، وهم لا
يحصرون النبوَّة إلّا بخاتمها محمّد سيِّد الأنبياء صلوات الله عليه وآله وعليهم ،
ويكفِّرون مَن يدَّعيها غيره.
وليته دلَّنا على
أولئك الشيوخ الّذين نقل عنهم ذلك القول المائن ، أوَهل شافهوه بعقيدتهم؟! فلِمَ
لم يذكر أسماءهم؟! ولِمَ لم يسمّ أشخاصهم؟! على أنَّه غير مؤتمن في النقل عنهم ،
وهو لا يزال يتحرّى الوقيعة فيهم. أو انّه وجده في كتبهم؟! فما هي تلك الكتب؟!
وأين هي؟! ولمن هي؟!
وأما شيخهم الأكبر
العلّامة الحلّي فهذه كتبه الكلاميَّة وفي العقائد بين مخطوط ومطبوع ففي أيٍّ منها
توجد هذه الفرية؟! نعم لا توجد إلّا في علبة عداء ابن تيميَّة ، وفي عيبة مخازيه ،
أو في كتاب مفترياته اللهمَّ إليك المشتكى.
[نزول (هل أتى) في أهل البيت]
١٥ ـ قال : ذكر ـ العلّامة
الحلّي ـ أشياء من الكذب
__________________
تدلُّ على جهل
ناقلها مثل قوله : نزل في حقِّهم ـ في حقِّ أهل البيت ـ هل أتى ، فإنَّ هل أتى
مكيَّةٌ باتِّفاق العلماء ، وعليٌّ إنّما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة ، وولد
الحسن والحسين بعد نزول هل أتى ، فقوله : «إنّها نزلت فيهم» من الكذب الذي لا يخفى
على مَن له علمٌ بنزول القرآن وأحوال هذه السادة الأخيار. ٢ ص ١١٧ .
ج ـ إنَّ الرجل لا
ينحصر جهله بباب دون باب فهو كما انّه جاهلٌ في العقائد جاهلٌ في الفِرَق ، جاهلٌ
في السيرة ، جاهلٌ في الأحكام ، جاهلٌ في الحديث ، كذلك جاهلٌ في علوم القرآن حيث
لم يعلم أوّلاً أنَّ كون السورة مكيَّة لا ينافي كون بعض آياته مدنيَّة وبالعكس ،
وقد اطَّرد ذلك في السور القرآنية كما مرَّ ج ١ ص ٢٥٥ ـ ٢٥٨ .
__________________
__________________
__________________
وهذا معنى قول ابن
الحصار : إنّ كلَّ نوع من المكّي والمدنيِّ منه آيات مستثناة .
وثانياً : إنَّ
أوثق الطرق الى كون السورة أو الآية مكّيّة أو مدنيّة هو ما تضافر النقل به في شأن
نزولها بأسانيد مستفيضة ، دون الأقوال المنقطعة عن الإسناد ، وقد أسلفنا في ص ١٠٠
ـ ١٠٤ من هذا الجزء شطراً مهمّاً ممَّن خرَّج هذا الحديث وأخبت إليه فليس
__________________
__________________
هو من كذب الرافضة
حتّى يدلَّ على جهل ناقله ، ولا على شيخنا العلّامة الحلّي من تبعة في نقله ، فإن
كان في نقله شائبةٌ سوء فالعلّامة ومشايخ قومه على شرع سواء.
وثالثاً : إنَّ
القول بأنَّها مكيَّةٌ ليس ممّا اتَّفق عليه العلماء ، بل الجمهور على خلافه كما
نقله الخازن في تفسيره ٤ ص ٣٥٦ عن مجاهد وقتادة والجمهور.
وروى ابو جعفر
النحّاس في كتابه الناسخ والمنسوخ من طريق الحافظ ابي حاتم عن مجاهد ، عن ابن
عبّاس حديثاً في تلخيص آي
__________________
القرآن المدنيِّ
من المكيِّ وفيه : والمدثر إلى آخر القرآن إلّا إذا زلزلت ، وإذا جاء نصر الله ،
وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ بربِّ الفلق ، وقل أعوذ بربِّ الناس ، فإنَّهنَّ
مدنيّات ، وفيها سورة هل أتى .
وقال السيوطي في
الإتقان ١ ص ١٥ بعد نقل الحديث : هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيِّدٌ رجاله كلّهم
ثقاتٌ من علماء العربية المشهورين.
وأخرج الحافظ
البيهقي في دلائل النبوة بإسناده عن عكرمة والحسين بن ابي الحسن حديثاً في المكيِّ
والمدنيِّ من السور .
وعدَّ من المدنيات
«هل أتى» الإتقان ١ ص ١٦.
ويروي ابن الضريس
في فضائل القرآن عن عطا عدَّ سورة الإنسان من المدنيّات ، كما في الإتقان ١ ص ١٧.
وعدَّها الخازن في
تفسيره ١ ص ٩ من السور النازلة بالمدينة.
وهذه مصاحف الدنيا
بأجمعها مخطوطها ومطبوعها تخبرك عن جليّة الحال فإنّها مجمعةٌ على أنّها مدنيّةٌ ،
فهل الامة أجمعت فيها على خلاف ما اتّفق عليه العلماء إن صحّت مزعمة ابن تيميّة؟
__________________
فما منكم من أحد
عنه حاجزين ، وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين ، وإنّا لنعلم إنَّ منكم مكذِّبين.
ورابعاً : انَّ
القائلين بانَّ فيها آية أو آيات مكيّة كالحسن ، وعكرمة ، والكلبي ، وغيرهم
مصرِّحون بأنَّ الآيات المتعلّقة بقصة الإطعام مدنيّةٌ.
وخامساً : لا
ملازمة بين القول بمكيّتها وبين نزولها قبل الهجرة ، إذ من الممكن نزولها في حجّة
الوداع ، بعد صحّة إرادة عموم قوله : وأسيراً للمؤمن الداخل فيه المملوك كما قاله
ابن جُبير ، والحسن ، والضحّاك ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، واختاره ابن جرير
وجمعٌ آخرون.
[المودَّة في القُربى]
١٦ ـ قال : قوله ـ
يعني العلّامة الحلّي ـ : ايجاب مودَّة أهل البيت بقوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)
غلطٌ.
وممّا يدلُّ على
هذا أنَّ الآية مكيّةٌ ولم يكن عليٌّ بعدُ قد تزوّج بفاطمة ولا ولد لهما أولاده. ٢
ص ١١٨ .
__________________
وقال في ص ٢٥٠ :
أمّا قوله ـ يعنى العلّامة ـ : وأنزل الله فيهم (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)
فهذا كذبٌ ، فإنَّ
هذه الآية في سورة الشورى وهي مكيَّةٌ بلا ريب ، نزلت قبل أن يتزوَّج عليٌّ بفاطمة
، وقبل أن يولد له الحسن والحسين.
ـ إلى أن قال ـ : وقد ذكر طائفة من المصنفين من
أهل السنّة والجماعة والشيعة من أصحاب أحمد وغيرهم حديثاً عن النبي صلىاللهعليهوآله : «إنَّ هذه الآية لَمّا نزلت قالوا : يا رسول الله مَن
هؤلاء؟!.
قال : عليٌّ
وفاطمة وابناهما».
وهذا كذبٌ
باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث ، وممّا يبيِّن ذلك أنَّ هذه الآية نزلت بمكَّة
باتِّفاق أهل العلم ، فإنَّ سورة الشورى جميعها مكيّةٌ بل جميع آل حميم كلّهن
مكّيّات.
ثمَّ فصَّل تاريخ
ولادة السبطين الحسنين إثباتاً لاطِّلاعه وعلمه بالتاريخ .
ج ـ لو لم يكن في
كتاب الرجل إلّا ما في هذه الجمل من
__________________
التدجيل والتمويه
على أجر صاحب الرسالة ، والقول المزوَّر ، والفرية الشائنة ، والكذب الصريح ، لكفى
عليه عاراً وشنارا.
لم يصرِّح أحدٌ
بأنَّ الآية مكيّةٌ فضلاً عن الاتفاق المكذوب على أهل العلم ، وإنّما حسب الرجل
ذلك من إطلاق قولهم : إنّ السورة مكية.
فحق المقال فيه ما
قدَّمناه ج ١ ص ٢٥٥ ـ ٢٥٨ وفي هذا الجزء ص ٦٩ ـ ١٧١ .
ودعوى كون جميع
سورة الشورى مكيّةٌ تُكذِّبها استثنائهم قوله تعالى (أَمْ يَقُولُونَ
افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً)
إلى قوله (خَبِيرٌ بَصِيرٌ)
وهي أربع آيات.
واستثناء بعضهم قوله تعالى (وَالَّذِينَ إِذا
أَصابَهُمُ الْبَغْيُ)
إلى قوله (مِنْ سَبِيلٍ)
وهي عدَّة آيات . فضلاً عن آية المودَّة.
ونصَّ القرطبي في
تفسيره ١٦ ص ١ ، والنيسابوري في تفسيره ، والخازن في تفسيره ٤ ص ٤٩ ، والشوكاني في
فتح القدير ٤ ص ٥١٠ وغيرهم عن ابن عبّاس وقتادة على أنّها مكيّةٌ إلّا ربع آيات
أوَّلها (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً).
وأمّا حديث انَّ
الآية نزلت في عليٍّ وفاطمة وابناهما ، وايجاب
__________________
مودَّتهم بها فليس
مختصاً بآية الله العلّامة الحلّي ولا بامته من الشيعة ، بل أصفق المسلمون على ذلك
إلّا شذّاذٌ من حملة الروح الأمويَّة نظراء ابن تيمية وابن كثير ، ولم يقف القارئ
ولن يقف على شيء من الاتّفاق المكذوب على أهل المعرفة بالحديث. ليت الرجل دلَّنا
على بعض من اولئك المجمعين ، أو على شيءٍ من تآليفهم ، أو على نزرٍ من كلماتهم وقد
أسلفنا في ج ٢ ص ٣٠٦ ـ ٣١١ ما فيه بلغةٌ وكفايةٌ نقلاً عن جمع من الحفّاظ
والمفسِّرين من أعلام القوم وهم :
الإمام أحمد.
ابن المنذر.
ابن أبي حاتم.
الطبري.
الطبراني.
ابن مردويه.
الثعلبي.
ابو عبد الله
الملّا.
ابو الشيخ.
النسائي.
الواحدي.
ابو نعيم.
البغوي.
البزّار.
ابن المغازلي.
الحسكاني.
محبّ الدين.
الزمخشري.
ابن عساكر.
ابو الفرج.
الحمّويي.
النيسابوري.
ابن طلحة.
الرازي.
أبو السعود.
ابو حيّان.
ابن أبي الحديد.
البيضاوي.
النسفي.
الهيثمي.
ابن الصبّاغ.
الكنجي.
المناوي.
القسطلاني.
الزرندي.
الخازن.
الزرقاني.
ابن حجر.
السمهودي.
السيوطي.
الصفوري.
الصبّان.
الشبلنجي.
الحضرمي.
النبهاني .
__________________
__________________
__________________
وقول الإمام
الشافعي في ذلك مشهورٌ قال :
يا أهل بيت رسول
الله حبّكمُ
|
|
فرضٌ من الله في
القرآن أنزلهُ
|
كفاكمُ من عظيم
القدر انّكم
|
|
من لم يصلِّ
عليكم لا صلاة لهُ
|
ذكرهما له ابن حجر
في الصواعق : ٨٧ ، الزرقاني في شرح المواهب ٧ ص ٧ ، الحمزاوي المالكي في مشارق
الأنوار : ٨٨ ، الشبراوي في الإتحاف : ٢٩ ، الصبّان في الإسعاف : ١١٩.
وقال العجلوني في كشف الخفاء ج ١ ص ١٩ :
__________________
وفي هذا مع زيادة
قلت :
لقد حاز آل
المصطفى أشرف الفخرِ
|
|
بنسبتهم للطّاهر
الطيِّب الذِّكرِ
|
فحبّهمُ فرضٌ
على كلِّ مؤمن
|
|
أشار إليه الله
في محكم الذِّكرِ
|
ومَن يدَّعي مِن
غيرهم نسبةً له
|
|
فذلك ملعونٌ أتى
أقبح الوزرِ
|
وقد خصَّ منهم
نسلٌ زهراء الأشرف
|
|
بأطراف تيجانٌ
من السندس الخضرِ
|
ويُغنيهمُ عن
لبس ما خصَّهم به
|
|
وجوهٌ لهم أبهى
من الشمس والبدرِ
|
ولم يمتنع مِن
غيرهم لبس أخضر
|
|
على رأي من يعزى
لأسيوط ذي الخبرِ
|
وقد صحَّحوا عن
غيره حرمة الّذي
|
|
رآه مباحاً
فاعلم الحكم بالسبرِ
|
وأمّا انّ تزويج
عليّ بفاطمة عليهاالسلام كان من حوادث العهد المدني ، وقد ماشينا الرجل على نزول
الآية في مكّة ، فإنّه لا ملازمة بين إطباق الآية بهما وبأولادهما وبين تقدُّم
تزويجهما على نزولها ، كما لا منافاة بينه وبين تأخّر وجود أولادهما على فرضه ،
فإنَّ ممّا
لا شبهة فيه كون
كلّ منهما من قُربى رسول الله صلىاللهعليهوآله بالعمومة والنبوَّة ، وأمّا أولادهما فكان من المقدّر في
العلم الأزليّ أن يخلقوا منهما ، كما انّه كان قد قضى بعلقة التزويج بينهما ، وليس
من شرط ثبوت الحكم بملاك عامّ يشمل الحاضر والغابر وجود موضوعه الفعليِّ بل إنَّما
يتسرَّب إليه الحكم مهما وُجد ومتى وُجد وأنّى وُجد.
على أنَّ من
الممكن أن تكون قد نزلت بمكّة في حجَّة الوداع وعليٌّ قد تزوَّج بفاطمة وولد
الحسنان ، ولا ملازمة بين نزولها بمكّة وبين كونه قبل الهجرة.
ويرى الذين أوتوا
العلم الَّذي انزل إليك من ربِّك هو الحقّ.
[حديث المؤاخاة]
١٧ ـ قال : أمّا
حديث المؤاخاة ـ إنَّ عليّاً واخاه رسول الله ـ فباطلٌ موضوعٌ ، فإنَّ النبيَّ لم
يُؤاخ أحداً ، ولا آخى بين المهاجرين بعضهم من بعض ، ولا بين الأنصار بعضهم من بعض
، ولكن آخى بين المهاجرين والأنصار كما آخى بين سعد بنى الربيع وعبد الرحمن بن عوف
، وآخى بنى سلمان الفارسي وابي الدرداء كما ثبت ذلك في الصحيح
٢ ص ١١٩ .
ج ـ إنَّ حكم
الرجل ببطلان الحديث المؤاخاة الثابت بين المسلمين على بكرة أبيهم يكشف عن جهله
المطبق بالحديث والسيرة ، أو عن حنقه المحتدم على أمير المؤمنين عليهالسلام فلا يسعه أن ينال منه إلّا بإنكار فضائله ، فكأنَّه آلى
على نفسه أن لا يمرَّ بفضيلة إلّا وأنكرها وفنَّدها ولو بالدعوى المجرّدة.
فقد أوضحنا في ص
١١٢ ـ ١٢٥ أنّ قصة المؤاخاة وقعت بين أفراد الصحابة قبل الهجرة مرّة ، وبين
المهاجرين والأنصار بعدها مرّة اخرى ، وفي كلٍّ منهما آخى هو صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين عليهالسلام .
__________________
__________________
وحَسبُ الرجل ما
في فتح الباري ٧ ص ٢١٧ للحافظ ابن حجر العسقلاني قال بعد بيان كون المؤاخاة
مرَّتين وذكر جملة من أحاديثهما :
وأنكر ابن تيميّة
في كتاب الردّ على ابن المطهَّر الرافضي في المؤاخاة بين المهاجرين
وخصوصاً مؤاخاة النبيِّ لعليٍّ قال : لأنَّ المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضاً ،
ولتأليف قلوب بعضهم على بعض ، فلا معنى لمؤاخاة النبيِّ لأحدٍ منهم ولا لمؤاخاة
مهاجريِّ لمهاجريِّ.
وهذا ردٌّ للنصّ
بالقياس ، وإغفالٌ عن حكمة المؤاخاة ، لأنَّ بعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال
والعشيرة والقوى ، فآخى بين الأعلى والأدنى ، ليرتفقن الأدنى بالأعلى ، ويستعين
الأعلى بالأدنى ، وبهذا نظر في مؤاخاته لعلّي لأنَّه هو الذي كان يقوم به من عهد
الصبا من قبل البعثة واستمرَّ ، وكذا مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة لأنَّ زيداً
مولاهم فقد ثبّت أخوَّتهما وهما من المهاجرين ، وسيأتي في عمرة القضاء قول زيد بن
حارثة : إنَّ بنت حمزة بنت أخي.
__________________
وأخرج الحاكم ،
وابن عبد البرّ بسند حسن عن ابي الشعثاء ، عن ابن عبّاس : آخى النبي صلىاللهعليهوآله بين الزبير وابن مسعود وهما من المهاجرين.
قلت : وأخرجه
الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني ، وابن تيميّة يصرِّح بأنَّ أحاديث
المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك.
وقصة المؤاخاة
الأولى ـ ثمَّ ذكر حديثها الصحيح من طريق الحاكم الذي أسلفناه ـ.
وذكر العلّامة الزرقاني
في شرح المواهب ١ ص ٣٧٣ جملةً من الأحاديث والكلمات الواردة في كلتا المرَّتين من
المؤاخاة وقال : وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة النبيِّ صلىاللهعليهوآله لعلي.
ثمَّ أوعز إلى
مزعمة ابن تيميّة وردَّ عليه بكلام الحافظ ابن حجر المذكور.
اتّبعوا ما انزل
إليكم من ربِّكم ولا تتَّبعوا من دونه أولياء.
[فضائل فاطمة الزهراء عليهاالسلام]
١٨ ـ قال : الحديث
الذي ذكر ـ العلّامة ـ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : انَّ فاطمة أحصنت فرجها فحرَّمها الله
وذرِّيّتها على
النّار. كذبٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث.
ويظهر كذبه لغير
أهل الحديث ايضاً فإنَّ قوله : إنّ فاطمة أحصنت فرجها ... باطلٌ قطعاً فإنَّ سارة
أحصنت فرجها ولم يحرِّم الله جميع ذرِّيَّتها على النار ، وايضاً فصفيّة عمّة رسول
الله صلىاللهعليهوآله أحصنت فرجها ومن ذرّيَّتها محسنٌ وظالمٌ.
وفي الجملة :
اللواتي حصين فروجهنّ لا يُحصي عددهنَّ إلّا الله ، ومن ذريَّتهنّ البرّ والفاجر
والمؤمن والكافر.
وايضاً ففضيلة
فاطمة ومزيَّتها ليست بمجرّد إحصان الفرج فإنَّ هذا تشارك فيه فاطمة وجمهور نساء
المؤمنين ٢ ص ١٢٦ .
ج ـ عجباً لهذا
الرجل وهو يحسب أنَّ الإجماعات والاتِّفاقات طوع إرادته ، فإذا لم يرقه تأويل آية
أو حديث أو مسألة أو اعتقاد يقول في كلٍّ منها للملأ العلمي : اتَّفقوا ،
فتُلبِّيه الأحياء والأموات ، ثمَّ يحتجُّ باتِّفاقهم.
__________________
ولعمر الحقِّ لو
لم يكن الإنسان منهيّاً عن الكذب ولغو الحديث لما يأتي منهما فوق ما أتى به
الرَّجل.
ليت شعري كيف يكون
هذا الحديث متَّفقاً على بطلانه وكذبه وقد اخرجته جماعةٌ من الحفّاظ وصحَّحه غير
واحدٍ من أهل المعرفة بالحديث ، وليته أوعز إلى مَن شذَّ منهم بالحكم بكذبه ،
ودلَّنا على تآليفهم وكلماتهم ، غير أنّه لم يجد أحداً منهم فكوَّن الاتِّفاق
بالإرادة كما قلناه.
وقد خرَّجه :
الحاكم.
الخطيب البغدادي.
البزّار.
ابو يعلى.
العقيلي.
الطبراني.
ابن شاهين.
ابو نعيم.
المحبُّ الطبري.
ابن حجر.
السيوطي.
المتّقي الهندي.
الهيثمي.
الزرقاني.
الصبّان.
البدخشي.
إذا ثبتت صحة الحديث
فأيُّ وزن يُقام للمناقشة فيه بأوهام وتشكيكات ، واستحسانات واهية ، واستبعادات
خيالية ، كما هو دأب الرجل في كلِّ ما لا يرتضيه من فضائل أهل البيت عليهمالسلام ، وأيّ ملازمة بين إحصان الفرج وتحريم الذريّة على النّار؟!
حتّى يُردّ بالنقض بمثل سارة وصفيّة والمؤمنات ، غير أنَّ هذه فضيلةٌ اختصّت بها
سيِّدة النساء فاطمة ، وكم لها من فضائل تخصّ بها ولم تحظ بمثلها فُضْلَيات النساء
من سارة الى مريم الى حواء وغيرهنَّ ، فلا غضاضة إذا تفرَّد ذريَّتها بفضيلة لم
يحوها غيرهم ، وكم لهم من أمثالها.
وقال العلّامة
الزرقاني المالكي في شرح المواهب ٣ / ٢٠٣ في نفي هذه الملازمة : الحديث أخرجه ابو
يعلى ، والطبراني ، والحاكم وصححه عن ابن مسعود ، وله شواهد ، وترتيب التحريم على
الإحصان من باب إظهار مزيّة شأنها في ذلك الوصف مع الإلماح ببنت عمران ولمدح وصف
الإحصان ، وإلّا فهي محرَّمةٌ على النّار
بنصّ روايات اخر .
ويؤيّد هذا الحديث
بأحاديث اخرى منها حديث ابن مسعود : إنَّما سُمِّيت فاطمة لأنَّ الله قد فطمها
وذريَّتها عن النّار يوم القيامة .
وقوله صلىاللهعليهوآله : لفاطمة إنَّ الله غير معذِّبك ولا أحد من ولدِك .
وقوله صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : إنَّ الله قد غفر لك ولذريّتك. راجع ص ٧٨ .
وقوله صلىاللهعليهوآله : وعدني ربّي في أهل بيتي : من أقرَّ منهم بالتوحيد ولي
بالبلاغ انَّه لا يُعذِّبهم .
[علي مع الحق]
١٩ ـ قال : حديث
انَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «عليٌّ مع
__________________
الحقِّ ، والحقُّ
يدور معه حيث دار ، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض» من أعظم الكلام كذباً
وجهلاً ، فإنَّ هذا الحديث لم يروه أحدٌ عن النبي صلىاللهعليهوآله لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ، وهل يكون أكذب ممّن يروي ـ يعني
العلّامة الحلّي ـ عن الصحابة والعلماء أنَّهم رووا حديثاً والحديث لا يُعرف عن
أحد منهم أصلاً بل هذا من أظهر الكذب.
ولو قيل : رواه
بعضهم وكان يمكن صحّته لكان ممكناً وهو كذبٌ قطعاً على النبي صلىاللهعليهوآله فإنَّه كلامٌ ينزَّه عنه رسول الله. ١٦٧ ، ١٦٨ .
ج ـ أمّا الحديث
فأخرجه جمعٌ من الحفّاظ والأعلام منهم :
الخطيب في التاريخ
ج ١٤ ص ٣٢١ من طريق يوسف بن محمّد المؤدّب قال : حدّثنا الحسن بن أحمد بن سليمان
السرّاج : حدّثنا عبد السلام بن صالح : حدّثنا عليُّ بن هاشم بن البريد ، عن ابيه
، عن ابي سعيد التميمي ، عن ابي ثابت مولى ابي ذرّ قال : دخلت على امِّ سلمة
فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً وقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ مع عليٍّ ولن يفترقا حتّى
يردا عليَّ الحوض يوم القيامة».
__________________
هذه امّ المؤمنين
امّ سلمة سيّدةٌ صحابيَّةٌ ، وقد نفى الرجل أن يكون أحد الصحابة قد رواه ، كما نفى
أن يكون أحدٌ من العلماء يرويه.
إلّا أن يقول :
إنّ الخطيب ـ وهو هو ـ ليس من العلماء ، أو لم يعتبر أمَّ المؤمنين صحابيّة ، وهذا
أقرب إلى مبدإ ابن تيمية لأنَّها علويّة النزعة ، علويّة الروح ، علويّة المذهب.
وحديث امّ سلمة
سمعه سعد بن أبي وقّاص في دارها قال سمعت : رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : عليٌّ مع الحقِّ.
أو : الحقُّ مع
عليٍّ حيث كان.
قاله في بيت امّ
سلمة فأرسل أحدٌ إلى امِّ سلمة فسألها.
فقالت : قد قاله
رسول الله في بيتي.
فقال الرجل لسعد :
ما كنت عندي قطُّ ألوم منك الآن.
فقال وَلِمَ؟!
قال : لو سمعتُ من
النبي صلىاللهعليهوآله لم أزل خادماً لعليٍّ حتّى أموت.
اخرجه الحافظ
الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ ص ٢٣٦ وقال : رواه البزّار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه
وبقيَّة رجاله رجال الصحيح.
قال
الأميني :
الرجل الذي لم
يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شعيب الحضرمي
قد خفي عليه لمكان
التصحيف ، ترجمه غير واحد بما قال شمس الدين إبراهيم الجوزجاني : إنّه كان شيخاً
صالحاً صدوقاً ، كما في خلاصة الكمال : ١١٨ ، وتهذيب التهذيب ٤ ص ٤٨.
وكيف يحكم الرجل
بأنَّ الحديث لم يروه أحدٌ من الصَّحابة والعلماء أصلاً وهذا الحافظ ابن مردويه في
المناقب ، والسمعاني في فضائل الصحابة ، أخرجا بالإسناد عن محمّد بن ابي بكر عن
عائشة أنّها قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ مع عليٍّ لن يفترقا حتّى
يردا عليَّ الحوض».
وأخرج ابن مردويه
في المناقب ، والديلمي في الفردوس : انّه لما عقر جمل عائشة ، ودخلت داراً بالبصرة
، أتى إليها محمّد بن ابي بكر فسلّم عليها فلم تُكلّمه فقال لها : انشدك الله أتذكرين
يوم حدَّثتيني عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله إنَّه قال : «الحقُّ لن يزال مع عليٍّ وعليٌّ مع الحقِّ لن
يختلفا ولن يفترقا».
فقالت : نعم.
وروى ابن قُتيبة
في الإمامة والسياسة ١ ص ٦٨ عن محمّد بن ابي بكر : انّه دخل على اخته عائشة رضي
الله عنها قال لها : أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «عليٌّ مع الحقِّ ، والحقُّ مع علىٍّ ثمّ خرجت
تُقاتلينه».
وروى الزمخشري في
ربيع الأبرار قال : استأذن ابو ثابت مولى
عليّ على امّ سلمة
رضي الله عنها فقالت : مرحباً بك يا ابا ثابت ، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟
قال : تبع عليَّ
بن ابي طالب.
قالت : وُفّقت
والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «عليٌّ مع الحقِّ والقرآن ، والحقُّ والقرآن مع
عليٍّ ، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض».
وبهذا اللفظ اخرجه
اخطب الخطباء الخوارزمي في المناقب من طريق الحافظ ابن مردويه ، وكذا شيخ الإسلام
الحمّويي في فرائد السمطين في الباب ٣٧ من طريق الحافظين ابي بكر البيهقي ،
والحاكم ابي عبد الله النيسابوري.
وأخرج ابن مردويه
في المناقب عن ابي ذرّ : أنّه سُئل عن اختلاف النّاس فقال : عليك بكتاب الله
والشيخ عليِّ بن ابي طالب عليهالسلام ، فإنّي سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : «عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ معه وعلى لسانه ، والحقُّ
يدور حيثما دار عليٌّ».
ويوقف القارئ على
شهرة الحديث عند الصحابة احتجاج أمير المؤمنين به يوم الشورى بقوله : انشدكم بالله
أتعلمون أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «الحقُّ مع عليٍّ وعليٌّ مع الحقِّ يزول الحقُّ مع
عليٍّ كيفما زال».
قالوا : اللهمَّ
نعم .
__________________
وهنا نسائل الرجل
عن أنَّ هذا الكلام لِما ذا لا يُمكن صحّته؟ أفيه شيءٌ من المستحيلات العقلية
كاجتماع النقيضين أو ارتفاعهما؟ أو اجتماع الضدّين أو المثلين؟ وكأنَّ الرجل يزعم
أنَّ الحقيقة العلوية غير قابلةٍ لأن تدور مع الحقِّ وأن يدور الحقُّ معها.
كبرت كلمة تخرج من
أفواههم.
وقد مرَّ ج ١ ص
٣٠٥ ، ٣٠٨ من طريق الطبراني وغيره بإسناده صحيح قول رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم غدير خمّ : اللهمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ـ الى
قوله ـ : وأدر الحقَّ معه حيث دار .
__________________
وصحَّ عنه صلىاللهعليهوآله قوله : رحم الله عليّاً اللهمَّ أدر الحقَّ معه حيث دار .
وقال الرازي في
تفسيره ١ ص ١١١ :
وأمّا أنَّ عليَّ
بن ابي طالب رضى الله عنه كان يجهر بالتّسمية فقد ثبت بالتواتر ، ومَن اقتدى في
دينه بعليِّ بن ابي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله عليهالسلام : اللهمَّ أدر الحقَّ مع عليٍّ حيث دار.
وحكي الحافظ
الكنجي في الكفاية : ١٣٥ ، وأخطب خوارزم في المناقب : ٧٧ عن مسند زيد قوله صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : «إنَّ الحقَّ معك والحقُّ على لسانك وفي قلبك
وبين عينيك ، والايمان مخالطٌ لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي».
__________________
وأخرج غير واحد عن
ابي سعيد الخدري عنه صلىاللهعليهوآله إنَّه قال مشيراً إلى عليٍّ : «الحقُّ مع ذا ، الحقُّ مع
ذا» .
وفي لفظ ابن
مردويه عن عائشة عنه صلىاللهعليهوآله : «الحقُّ مع ذا يزول معه حيثما زال».
وأخرج ابن مردويه
، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٣٤ عن امِّ سلمة أنّها كانت تقول : كان
عليٌّ على الحقِّ ، من اتَّبعه اتَّبع الحقَّ ، ومَن تركه ترك الحقَّ ، عهداً
معهوداً قبل يومه هذا .
ومرَّ في ج ١ ص
١٦٦ من طريق شيخ الإسلام الحمّويي قوله صلىاللهعليهوآله في أوصيائه : فإنَّهم مع الحقِّ ، والحقُّ معهم لا
يُزايلونه ولا يُزايلهم .
__________________
وليت شعري هذا
الكلام لماذا يُنزَّه عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! ألاشتماله على كلمة إلحاديَّة؟!
أو إشراك بالله
العظيم؟!
أو أمر خارج عن
نواميس الدِّين المبين؟!.
أنا أقول عنه لِما
ذا : لأنَّه في فضل مولانا أمير المؤمنين ، والرجل لا يروقه شيءٌ من ذلك.
ونعم الحَكَم الله
، والخصيم محمّد.
ولا يذهب على
القارئ أنَّ هذا الحديث عبارةٌ اخرى لما ثبتت صحته عن امّ سلمة من قوله صلىاللهعليهوآله : «عليٌّ مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتّى يردا
عليَّ الحوض» .
وكلا الحديثين
يرميان إلى مغزى الصحيح المتواتر الثابت
__________________
عنه صلىاللهعليهوآله من قوله : «إنّي تارك أو : مخلّفٌ فيكم الثقلين ، أو :
الخليفتين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض».
فإذا كان ما يراه
ابن تيميّة غير ممكن الصدور عن مبدأ الرسالة فهذه الأحاديث كلّها ممّا يغزو مغزاه
يجب أن ينزَّه صلىاللهعليهوآله عنها ، ولا أحسب أنَّ أحداً يقتحم ذلك الثغر المخوف إلّا
مَن هو كمثل ابن تيميّة لا يُبالي بما يتهوَّر فيه ، فدعه وتركاضه ، ولا تتّبع
أهواء الذين لا يعلمون.
[ان الله يغضب لغضب فاطمة]
٢٠ ـ قال : حديث
إنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله قال : «يا فاطمة إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك». فهذا
كذبٌ منه ، ما رووا هذا عن النبي صلىاللهعليهوآله ولا يُعرف هذا في شيء من كتب الحديث المعروفة ، ولا
الإسناد معروفٌ عن النبيِّ صلىاللهعليهوآله لا صحيح ولا حسن ٢ ص ١٧٠ .
ج ـ ليتني عرفت هل
المقحم للرجل في أمثال هذه الورطة جهله المطبق وضيق حيطته عن الوقوف على كتب
الحديث.
__________________
ثمَّ إنَّ الرعونة
تحدوه إلى تكذيب ما لم يجده تكذيباً باتّاً ، أو : أنّ حقده المحتدم لآل بيت الوحي
يتدهور به إلى هوَّة المناوءة لهم بتفنيد فضائلهم ومناقبهم.
أحسب أنَّ كلا
الداءين لا يعدوانه.
أمّا الحديث فله
إسنادٌ معروفٌ عند الحفّاظ والأعلام ، صحّحه بعضهم وحسّنه آخر ، وأنهوه إلى
النبيِّ الأقدس صلىاللهعليهوآله.
وممّن أخرجه :
١ ـ الإمام ابو
الحسن الرِّضا سلام الله عليه في مسنده كما في الذخائر : ٣٩ .
٢ ـ الحافظ ابو
موسى ابن المثنى البصري المتوفّى ٢٥٢ كما في معجمه .
٣ ـ الحافظ ابو
بكر بن ابي عاصم المتوفّى ٢٨٧ كما في الإصابة وغيره .
٤ ـ الحافظ ابو
يعلى الموصلي المتوفّى ٣٠٧ في سننه .
__________________
٥ ـ الحافظ ابو
القاسم الطبراني المتوفّى ٣٦٠ في معجمه .
٦ ـ الحافظ ابو
عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفّى ٤٠٥ في المستدرك ٣ ص ١٥٤ وصحّحه.
٧ ـ الحافظ ابو
سعيد الخركوشي المتوفّى ٤٠٦ في مؤلّفه .
٨ ـ الحافظ ابو
نعيم الأصبهاني المتوفّى ٤٣٠ في فضائل الصحابة .
٩ ـ الحافظ ابو
القاسم ابن عساكر المتوفّى ٥٧١ في تاريخ الشام .
١٠ ـ الحافظ ابو
المظفّر سبط ابن الجوزي المتوفّى ٦٥٤ في تذكرته ص ١٧٥.
١١ ـ الحافظ ابو
العبّاس محبُّ الدين الطبري المتوفّى ٦٩٤ في الذخائر : ٣٩.
__________________
١٣ ـ الحافظ ابو
الفضل ابن حجر العسقلاني المتوفّى ٨٥٢ في الإصابة ٤ ص ٣٧٨.
١٣ ـ الحافظ شهاب
الدين ابن حجر الهيثمي المتوفّى ٩٥٤ في الصواعق : ١٠٥.
١٤ ـ ابو عبد الله
الزرقاني المالكي المتوفّى ١١٢٢ في شرح المواهب ٣ ص ٢٠٢.
١٥ ـ ابو العرفان
الصبّان المتوفّى ١٢٠٦ في إسعاف الرَّاغبين : ١٧١ وقال : رواه الطبراني وغيره
بإسناد حسن.
١٦ ـ البدخشي صاحب
مفتاح النجا في نزل الأبرار ص ٤٧.
[معرفة المنافقين ببغضهم علياً]
٢١ ـ قال : حديث
رسول الله صلىاللهعليهوآله في عليٍّ : هذا فاروق امتي يفرق بين أهل الحقِّ والباطل.
وقول ابن عمر : ما
كنّا نعرف المنافقين على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله إلّا ببغضهم عليّاً.
فلا يستريب أهل
المعرفة بالحديث انّهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبيّ صلىاللهعليهوآله ولم يُرو واحدٌ منهما في كتب العلم المعتمدة ، ولا لواحد
منهما إسنادٌ معروفٌ ٢ ص ١٧٩ .
__________________
ج ـ إنَّ أجمع
كلمة تنطبق على هذا المغفَّل هو ما قيل في غيره قبل زمانه : اعطي مقولاً ولم يعطي
معقولاً. فتراه في أبحاث كتابه يقول ولا يعقل ما يقول ، ويردّ غير القول الذي قد
قيل له ، فهذا آية الله العلّامة الحلّي يروي عن ابن عمر قوله : ما كنّا نعرف
المنافقين ... وهذا يقول : انّه حديثٌ مكذوبٌ على النبيِّ صلىاللهعليهوآله ولم يعقل أنَّ راويه لم يعزه إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله ، فكان الحق المقام أن يفنَّد نسبته إلى ابن عمر.
على أنَّ ابن عمر
لم يتفرَّد بهذا القول ، وإنّما أصفق معه على ذلك لفيفٌ من الصّحابة منهم :
١ ـ ابو ذرّ
الغفاري فإنّه قال : ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا بثلاث : بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلّف عن الصّلاة
، وبغضهم عليَّ بن أبي طالب.
أخرجه الخطيب في
المتّفق ، محبُّ الدين الطبري في الرِّياض ٢ ص ٢١٥ ، الجزري في أسنى المطالب ص ٨
وقال : وحُكي عن الحاكم تصحيحه ، السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه ٦ ص ٣٩٠ .
__________________
٢ ـ ابو سعيد
الخدري قال : كنّا نعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم عليّاً.
وفي لفظ الزرندي :
ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا ببغضهم عليّاً.
جامع الترمذي ٢ ص
٢٩٩ ، حلية الأولياء ٦ ص ٢٩٥ ؛ الفصول المهمّة ص ١٢٦ ، اسنى المطالب للجزري ص ٨ ،
مطالب السئول ص ١٧ ، نظم الدرر للزرندي ، الصواعق ٧٣.
٣ ـ جابر بن عبد
الله الأنصاري قال : ما كنّا نعرف المنافقين إلّا ببغض ـ أو : ببغضهم ـ عليِّ بن
أبي طالب.
أخرجه أحمد في
المناقب ، ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ ص ٤٦ هامش الإصابة ، الحافظ
محبّ الدين في الرِّياض ٢ ص ٢١٤ ، الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٣٢.
٤ ـ ابو سعيد محمّد
بن الهيثم قال : إن كنّا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار إلّا ببغضهم عليَّ بن
أبي طالب.
أخرجه الحافظ
الجزري في أسنى المطالب ص ٨.
__________________
٥ ـ ابو الدرداء
قال : إن كنّا نعرف المنافقين معشر الأنصار إلّا ببغضهم عليَّ بن ابي طالب.
أخرجه الترمذي كما
في تذكرة سبط ابن الجوزي ص ١٧.
ولم تكن هذه
الكلمات دعاوي مجرّدة من القوم وإنَّما هي مدعومةٌ بما وعوه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في عليٍّ عليهالسلام وإليك نصوصه :
١ ـ عن امير
المؤمنين انّه قال : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبيُّ الأمِّيُّ
إليَّ : أنَّه لا يُحبّني إلّا مؤمنٌ ، ولا يُبغضني إلّا منافق.
مصادره :
أخرجه مسلم في
صحيحه كما في الكفاية ، الترمذي في جامعه ٢ ص ٢٩٩ من غير قَسَم وقال : حسنٌ صحيحٌ ،
أحمد في مسنده ١ ص ٨٤ ، ابن ماجة في سننه ١ ص ٥٥ ، النسائي في سننه ٨ ص ١١٧ ، وفي
خصائصه ٢٧ ، أبو حاتم في مسنده ، الخطيب في تاريخه ٢ ص ٢٥٥ ، البغوي في المصابيح ٢ ص ١٩٩
، محبُّ الدين الطبري في رياضه ٢ ص ٢١٤ ، ابن عبد البرّ في الاستيعاب
__________________
٣ ص ٣٧ ، ابن
الأثير في جامع الاصول كما في تلخيصه تيسير الوصول ٣ ص ٢٧٢ عن مسلم والترمذي
والنسائي ، سبط ابن الجوزي في تذكرته ١٧ ، ابن طلحة في مطالب السئول ١٧ ، ابن كثير
في تاريخه ٧ ص ٣٥٤ عن الحافظ عبد الرزّاق وأحمد ومسلم وعن سبعة اخرى وقال : هذا هو
الصحيح ، شيخ الإسلام الحمّويي في فرائده في الباب ال ٢٢ بطرق أربعة ، الجزري في
أسنى المطالب ٧ وصحَّحه ، ابن الصبّاغ المالكي في الفصول ١٢٤ ، ابن حجر الهيثمي في
الصواعق ٧٣ ، ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ٧ ص ٥٧ ، السيوطي في جمع الجوامع
كما في ترتيبه ٦ ص ٣٩٤ عن الحميدي ، وابن ابي شيبة ، وأحمد ، والعدني ، والترمذي ،
والنسائي ، وابن ماجة ، وابن حبّان في صحيحه ، وابي نعيم في الحلية . وابن ابي عاصم في سننه ، القرماني في تاريخه هامش الكامل ١ ص ٢١٦ ، الشنقيطي في
الكفاية : ٣٥ وصحّحه.
والعجلي في كشف
الخفاء ٢ ص ٣٨٢ عن مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وقد صدَّقه بدر الدين
بن جماعة حين قاله ابن حيّان ابو حيّان الأندلسي : قد روى عليٌّ قال : عهد إليّ
النبيُّ ...
__________________
هل صدق في هذه
الرواية؟!
فقال له ابن جماعة
: نعم.
فقال : فالّذين
قاتلوه سلّوا السيوف في وجهه كانوا يحبّونه أو يبغضونه؟
الدرر الكامنة ٤ ص
٢٠٨.
صورة اخرى
عن أمير المؤمنين
: لعهد النبيّ صلىاللهعليهوآله إليَّ : لا يحبّك إلّا مؤمنٌ ، ولا يُبغضك إلّا منافقٌ.
مصادرها :
أخرجه أحمد في
مسنده ١ ص ٩٥ ، ١٣٨ ، الخطيب في تاريخه ١٤ ص ٤٢٦ ، النسائي في سننه ٨ ص ١١٧ ، وفي
خصائصه ٢٧ ، ابو نعيم في الحلية ٤ ص ١٨٥ بعدَّة طرق ، وفي إحدى طرقه : والَّذي فلق
الحبَّة وبرأ النسمة وتردَّى بالعظمة انَّه لعهد النبيُّ الامِّيُ صلىاللهعليهوآله إليّ ... وقال : هذا حديثٌ صحيحٌ متَّفقٌ عليه ، ابن عبد
البر في الاستيعاب ٣ ص ٣٧ وقال : روته طائفةٌ من الصحابة ، ابن ابي الحديد في شرحه
٢ ص ٢٨٤ وقال : هذا الخبر مرويٌّ في
الصِّحاح .
وقال في ج ١ ص ٣٦٤
: قد اتَّفقت الأخبار الصحيحة الّتي لا ريب فيها عند المحدِّثين على انَّ النبيَّ
قال له : «لا يبغضك إلّا منافقٌ ، ولا يحبّك إلّا مؤمنٌ» .
شيخ الإسلام
الحمّويي في الباب ٢٢ ، الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٣٣ ، السيوطي في جامعه الكبير
كما في ترتيبه ٦ ص ١٥٢ ، ٤٠٨ من عدَّة طرق ، ابن حجر في الإصابة ٢ ص ٥٠٩.
صورة ثالثة
قال أمير المؤمنين
عليهالسلام : لو ضربتُ خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يُبغضني ما
أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يُحبّني ما أحبّني ، وذلك
انّه قضي فانقضى على لسان النبيِّ الامي صلىاللهعليهوآله انّه قال : «يا عليُّ لا يُبغضك مؤمنٌ ولا يُحبّك منافقٌ».
تجدها في نهج
البلاغة ، وقال ابن ابي الحديد في شرحه ٤ ص ٢٦٤ : مراده عليهالسلام من هذا الفصل إذكار الناس ما قاله فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله .
__________________
صورة رابعة
في خطبة لأمير
المؤمنين عليهالسلام : قضاءٌ قضاه الله عزوجل على لسان نبيِّكم النبيّ الامِّي أن لا يُحبّني إلّا مؤمنٌ
، ولا يُبغضني إلّا منافقٌ.
أخرجه الحافظ ابن
فارس ، وحكاه عنه الحافظ محبُّ الدين في الرياض ٢ ص ٢١٤ ، وذكره الزرندي في «نظم
درر السمطين» وفي آخره : وقد خاب من افترى .
صدر
الحديث عن ابي الطفيل قال
: سمعت عليّاً عليهالسلام وهو يقول : لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو
نثرت على المنافق ذهباً وفضّة ما أحبّني ، إنَّ الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبِّي
وميثاق المنافقين ببغضي ، فلا يُبغضني مؤمنٌ ، ولا يحبّني منافقٌ أبداً.
صورةٌ اخرى
عن حبّة العرني عن
عليّ عليهالسلام إنّه قال : إنَّ الله عزوجل أخذ ميثاق كلِّ مؤمن على حبّي ، وميثاق كلِّ منافق على
بغضي ، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا على المنافق ما
أحبَّني.
__________________
شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد ١ ص ٣٦٤ .
٢ ـ عن امّ سلمة
قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «لا يُحبّ عليّاً المنافق ، ولا يُبغضه مؤمنٌ».
الترمذي في جامعه
٢ ص ٢١٣ وصحَّحه ، ابن ابي شيبة ، الطبراني ، البيهقي في المحاسن والمساوي ١ ص ٢٩ ، محب الدين في
رياضه ٢ ص ٢١٤ ، سبط ابن الجوزي في تذكرته ١٥ ، ابن طلحة في مطالب السئول ١٧ ،
الجزري في اسنى المطالب ٧ ، السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه ٦ ص ١٥٢ ،
١٥٨.
صورة اخرى
عن امّ سلمة قال :
إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعليٍّ : «لا يُبغضك مؤمنٌ ، ولا يُحبّك منافقٌ».
الإمام أحمد في «المناقب»
، محبّ الدين في الرياض ٢ ص ٢١٤ ، ابن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٥٤.
__________________
صورة ثالثة
أخرج ابن عدي في
كامله عن البغوي باسناده عن امّ سلمة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في بيتي لعليٍّ : «لا يحبّك إلّا مؤمنٌ ، ولا يبغضك
إلّا منافقٌ».
٣ ـ في خطبة
للنبيِّ صلىاللهعليهوآله : «يا أيّها النّاس اوصيكم بحبِّ ذي قرنيها أخي وابن عمّي
عليٍّ بن أبي طالب ، فإنّه لا يُحبّه إلّا مؤمنٌ ، ولا يبغضه إلّا منافقٌ.
مناقب أحمد ، الرياض النضرة ٢ ص ٢١٤ ، شرح ابن ابي الحديد ٢ ص ٤٥١ ، تذكرة السبط : ١٧.
٤ ـ عن ابن عبّاس
قال : نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عليٍّ فقال : «لا يحبّك إلّا مؤمنٌ ولا يُبغضك إلّا
منافق».
أخرجه الحافظ
الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٣٣.
وهذا الحديث ممّا
احتجَّ به أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الشورى فقال : انشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له صلىاللهعليهوآله : لا يُحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق ، غيري؟!
قالوا : اللهم لا .
__________________
هذا ما عثرنا عليه
من طرق هذا الحديث ولعلّ ما فاتنا منها أكثر ، ولعلّك بعد هذه كلّها لا تستريب في
أنّه لو كان هناك حديثٌ متواترٌ يقطع بصدوره عن مصدر الرسالة فهو هذا الحديث ، أو
انّه من أظهر مصاديقه.
كما أنَّك لا
تستريب بعد ذلك كلّه انَّ أمير المؤمنين عليهالسلام بحكم هذا الحديث الصادر ميزان الايمان ومقياس الهدى بعد
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهذه صفةٌ مخصوصةٌ به عليهالسلام وهي لا تبارحها الإمامة المطلقة ، فإن من المقطوع به أنَّ
أحداً من المؤمنين لم يتحلَّ بهذه المكرمة ، فليس حبُّ أيِّ أحد منهم شارة ايمان
ولا بغضه سمة نفاق ، وإنّما هو نقصٌ في الأخلاق وإعوازٌ في الكمال ما لم تكن
البغضاء لإيمانه ، وأمّا إطلاق القول بذلك مشفوعاً بتخصيصه بأمير المؤمنين فليس
إلّا ميزة الإمامة ، ولذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لولاك يا علي؟ ما عُرف المؤمنون بعدي» .
وقال : والله لا
يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلّا وهو خارجٌ من الايمان .
__________________
ألا ترى كيف حكم
عمر بن الخطاب بنفاق رجل رآه يسبُّ عليّاً وقال : إنّي أظنّك منافقاً.
اخرجه الحافظ
الخطيب البغدادي في تاريخه ٧ ص ٤٥٣.
وحينئذ يحقّ لابن
تيميّة أن ينفجرُ بركان حقده على هذا الحديث ، فيرميه بأثقل القذائف ، ويصعد في
تحوير القول ويصوِّب.
وأمّا الحديث
الأوَّل
فينتهي إسناده إلى
ابن عبّاس ، وسلمان ، وابي ذرّ ، وحذيفة اليماني ، وابي ليلى الغفاري.
أخرج عن هؤلاء
جمعٌ كثيرٌ من الحفّاظ والأعلام منهم :
الحاكم.
ابو نعيم.
الطبراني.
البيهقي.
العدني.
البزّار.
العقيلي.
المحاملي.
الحاكمي.
ابن عساكر.
الكنجي.
محبّ الدين.
الحمّويي.
القرشي.
الايجي.
ابن أبي الحديد.
الهيثمي.
السيوطي.
المتقي الهندي.
الصفوري.
ولفظ الحديث عندهم
:
ستكون بعدي فتنةٌ
فإذا كان ذلك فألزموا علىّ بن أبي طالب فإنَّه أوَّل مَن يصافحني يوم القيامة ،
وهو الصِّديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الامَّة يفرق بين الحقِّ والباطل ؛ وهو يعسوب
المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين .
__________________
وبعد هذا كلّه
تعرف قيمة ما يقوله أو يتقوَّله ابن تيميّة من أنَّ الحديثين لم يُرو واحدٌ منهما
في كتب العلم المعتمدة ، ولا لواحد منهما إسنادٌ معروفٌ.
فإذا كان لا يرى
الصحاح والمسانيد من كتب العلم المعتمدة ، وما أسنده الحفّاظ والأئمّة وصححوه
إسناداً معروفاً فحسبه ذلك جهلاً شائناً ، وعلى قومه عاراً وشناراً ، وليت شعري
بأي شيءٍ يعتمد هو وقومه في المذهب بعد هاتيك العقيدة السخيفة؟!
يا قوم اتَّبعونِ
أهدكم سبيل الرَّشاد.
[عليٌّ يوم الجمل وصفين]
٢٢ ـ قال : عليُّ
رضى الله عنه لم يكن قتاله يوم الجمل وصفِّين بأمر من رسول الله صلىاللهعليهوآله وإنِّما كان رأياً رآه
__________________
٢ ص ٢٣١ .
ج ـ إنِّي لا أعجب
من جهل هذا الإنسان ـ الّذي خُلق جهولاً ـ بشئون الإمامة وأنَّ حامل أعبائها ، كيف
يجب أن يكون في ورده وصدرَه ، فإنَّه في منتأى عن معنى الإمامة التي نرتئيها ، ولا
أعجب من جهله بموقف مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وانّه كيف كان قيد الأمر ورهن الإشارة من مخلّفه النبيِّ
الأعظم ، فإنَّه لم تتح له الحيطة بمكانته ، وفواضله ، ومجاري علمه وعمله ؛ فإنّ
النُّصب المُردي قد أعشى بصره ، ورماه عن الحقِّ في مرمى سحيقٍ ، وإنّما كلُّ عجبي
من جهله بما أخرجه الحفّاظ والأئمّة في ذلك ، ولكنّه من قوم لهم أعين لا يُبصرون
بها.
ونحن نعلم ما
تُوسوس به صدره ، غاية الرجل من هذا الحكم الباتِّ تغرير الامة والتمويه على
الحقيقة ، وجعل تلك الحروب الدامية نتيجة رأي واجتهاد من الطرفين حتّى يسع له
القول بالتساوي بين أمير المؤمنين ومقاتليه في الرأي والاجتهاد ، وانَّ كلًّا
منهما مجتهدٌ وله رأيه مصيباً كان أو مخطئاً ، غير انَّ للمصيب أجرين وللمخطئ أجر
واحد ، ذاهلاً عن أنَّ المنقِّب لا يخفى عليه هذا
__________________
التدجيل ، ويد
التحقيق توقظ نائمة الأثكل ، وقلم الحقِّ لا يترك الامة سُدى ، ويُنبئهم عن أنَّ
اجتهاد القوم إن صحَّت الأحلام اجتهادٌ في مقابلة النصِّ النبويِّ الأغرِّ.
وليت شعري كيف
يخفى الأمر على أيِّ أحد؟ أو كيف يسع أن يتجاهل أيُّ أحد؟ وبين يدي الملأ العلمي
قول رسول الله صلىاللهعليهوآله لزوجاته : «أيَّتكنَّ صاحبة الجمل الأدبب ـ وهو كثير الشعر
ـ تخرج فينبحها كلاب الحوأب ، يُقتل حولها قتلى كثير ، وتنجو بعد ما كادت تُقتل .
وقوله صلىاللهعليهوآله لهنَّ : كيف بإحداكنَّ إذا نبح عليها كلاب الحوأب؟ .
__________________
وقوله صلىاللهعليهوآله لهنَّ : أيَّتكنَّ التي تنبح عليها «تنبحها» كلاب الحوأب؟ .
وقوله صلىاللهعليهوآله لهنَّ : ليت شعري أيَّتكنَّ تنبحها كلاب الحوأب سائرة إلى
الشرق في كتيبة.
معجم البلدان ٣ ص
٣٥٦.
وفي لفظ الخفاجي
في شرح الشفا ٣ ص ١٦٦ : ليت شعري أيّتكنَّ صاحبة الجمل الأزب تنبحها كلاب الحوأب.
وقوله صلىاللهعليهوآله. لعائشة : كأنّي بإحداكنَّ قد نبحها كلاب الحوأب ، وإيّاك
أن تكوني أنت يا حميراء .
وقوله صلىاللهعليهوآله لها : يا حميراء كأنّي بك تنبحك كلاب الحوأب. تُقاتلين
عليّاً وأنت له ظالمة .
__________________
وقوله صلىاللهعليهوآله لها : انظري يا حميراء أن لا تكون أنتِ .
وقوله صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : إن وليتَ من أمرها شيئاً. فارفق بها .
وقوله صلىاللهعليهوآله : سيكون بعدي قومٌ يُقاتلون عليّاً على الله جهادهم ، فمن
لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيءٌ.
أخرجه الطبراني
كما في مجمع الزوائد ٩ ص ١٣٤ ، وكنز العمال ٦ ص ١٥٥ ، وفي ج ٧ ص ٣٠٥ نقلاً عن
الطبراني وابن مردويه وابي نعيم.
وقيل لحذيفة
اليماني : حدِّثنا ما سمعت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال : لو فعلت
لرجمتموني.
قلنا : سبحان الله!
قال لو حدَّثتكم
أنَّ بعض امَّهاتكم تغزوكم في كتيبة تضربكم بالسيف ما صدَّقتموني.
قالوا : سبحان
الله ، ومَن يُصدِّقك بهذا؟
__________________
قال : أتتكم
الحميراء في كتيبة تسوق بها أعلاجها .
وأخرج الطبراني
وغيره : لَمّا سمعت عائشة رضي الله عنها نُباح الكلاب فقالت : أيّ ماء هذا؟!
قالوا : الحوأب.
فقالت : إنّا لله
وإنّا إليه راجعون ، إنّي لَهيه ، قد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول وعنده نساؤه : «ليت شعري أيَّتكنَّ تنبحها كلاب
الحوأب».
فأرادت الرجوع
فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم إنّه قال : كذب من قال : إنّ هذا الحوأب. ولم يزل
حتّى مضت.
وقال العرني صاحب
جمل عائشة : لَمّا طرقنا ماء الحوأب فنبحتنا كلابها قالوا : أيَّ ماء هذا؟
قلت : ماء الحوأب.
قال : فصرخت عائشة
بأعلى صوتها ثمّ ضربت عضد بعيرها وأناخته ، ثمَّ قالت : أنا والله صاحبة كلاب
الحوأب طروقاً ردّوني ، تقول ذلك ثلاثاً.
فأناخت وأناخوا
حولها ، وهم على ذلك وهي تأبى ، حتّى كانت
__________________
الساعة التي
أناخوا فيها من الغد. قال : فجاءها ابن الزبير فقال : النجاء النجاء فقد أدرككم
والله عليّ بن ابي طالب ، قال : فارتحلوا وشتموني .
وفي حديث قيس بن
ابي حازم قال : لمّا بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر نبحت عليها
الكلاب فقالت : أيّ ماء هذا؟!
قالوا : الحوأب.
قالت : ما أظنّني
إلّا راجعة.
فقال الزبير : لا
بعد تقدُّمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم.
قالت : ما أظنّني
إلّا راجعة سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «كيف باحداكنّ إذا نبحتها كلاب الحوأب؟!» .
وفي معجم البلدان
٣ : ٣٥٦ : في الحديث : أنّ عائشة لمّا أرادت المضيَّ إلى البصرة في وقعة الجمل
مرّت بهذا الموضوع ـ يعني الحوأب ـ فسمعت نباح الكلاب فقالت : ما هذا الموضع؟!
فقيل لها : هذا
موضعٌ يقال له : الحوأب.
فقالت : إنّا لله
، ما أراني إلّا صاحبة القصّة.
__________________
فقيل لها : وأيَّ
قصّة؟!
قالت سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله يقول وعنده نساؤه : «ليت شعري أيَّتكنَّ تنبحها كلاب
الحوأب سائرةً إلى الشرق في كتيبة.
وهمّت بالرجوع
فغالطوها وحلفوا لها انّه ليس بالحوأب.
قال الأميني : ما
كان الله ليضلَّ قوماً بعد إذ هداهم حتّى يُبيِّن لهم ما يتَّقون ، ليهلك مَن هلك
عن بيِّنة ، ويحيى من حيَّ عن بيِّنة ، وإنَّ الله لسميعٌ عليم ، وكان الإنسان
أكثر شيء جدلا ، بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.
وقد صحَّ عن رسول
الله صلىاللهعليهوآله قوله للزبير : «إنّك تُقاتل عليّاً وأنت ظالمٌ له». وبهذا
الحديث احتجَّ أمير المؤمنين عليهالسلام على الزبير يوم الجمل وقال : أتذكر لما قال لك رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّك تُقاتلني وأنت ظالمٌ لي؟.
فقال : اللهمَّ
نعم. الحديث.
أخرجه الحاكم في
المستدرك ٣ : ٣٦٦ وصحَّحه هو والذهبي والبيهقي في الدلائل ، وابو يعلى ، وابو نعيم ، والطبري في
__________________
تاريخه ٥ : ٢٠٠ ،
٢٠٤ ، وابو الفرج في الأغاني ١٦ : ١٣١ ، ١٣٢ ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد ٢ :
٢٧٩ ، والمسعودي في مروج الذهب ٢ : ١٠ ، والقاضي في الشفا ، وذكره ابن الأثير في
الكامل ٣ : ١٠٢ ، ابن طلحة في المطالب ص ٤١ ، محبّ الدين في الرِّياض ٢ : ٢٧٣ ،
الهيثمي في المجمع ٧ : ٢٣٥ ، ابن حجر في فتح الباري ١٣ : ٤٦ ، القسطلاني في
المواهب ٢ : ١٩٥ ، الزرقاني في شرح المواهب ٣ : ٣١٨ ، ج ٧ : ٢١٧ ، السيوطي في
الخصائص ٢ : ١٣٧ نقلاً عن جمعٍ من الحفّاظ بطرقهم عن ابي الأسود ، وابي جروة ،
وقيس ، وعبد السلام ، الحلبي في سيرته ٣ : ٣١٥ ، الخفاجي في شرح الشفا ٣ : ١٦٥ ،
والشيخ علي القاري في شرحه هامش شرح الخفاجي ٣ : ١٦٥.
وهذه كلمات
الصحابة مبثوثةٌ في طيّات الكتب والمعاجم ، وهي تُعرب عن انَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يحثُّ أصحابه إلى نصرة أمير المؤمنين في تلك الحروب ،
ويدعوهم إلى القتال معه ، ويأمر عيون أصحابه بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين.
منهم :
١ ـ ابو أيّوب
الأنصاري ذلك الصحابيُّ العظيم ، قال ابو صادق :
__________________
قَدِم ابو أيّوب
العراق فأهدت له الأزد جزراً فبعثوا بها معي فدخلت فسلّمت إليه وقلت له : قد أكرمك
الله بصحبة نبيّه ونزوله عليك فما لي أراك تستقبل الناس تقاتلهم؟! تستقبل هؤلاء
مرَّة وهؤلاء مرَّة فقال : إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله عهد إلينا أن نقاتل مع عليٍّ الناكثين فقد قاتلناهم ، وعهد
إلينا أن نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية وأصحابه ، وعهد إلينا
أن نقاتل مع عليٍّ المارقين فلم أرهم بعدُ .
وروى علقمة
والأسود عن ابي أيّوب إنّه قال : إنّ الرائد لا يكذب أهله ، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرنا بقتال ثلاثة مع عليٍّ بقتال الناكثين ، والقاسطين ،
والمارقين. الحديث .
وقال عتاب بن
ثعلبة : قال ابو أيّوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطّاب : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع عليٍّ.
__________________
ورواه عنه أصبغ بن
نباتة غير أنَّ فيه : أمرنا .
٢ ـ ابو سعيد
الخدري قال : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
قلنا : يا رسول
الله أمرتنا بقتال هؤلاء فمع مَن؟
قال : مع عليٍّ بن
ابي طالب .
٣ ـ ابو اليقظان
عمّار بن ياسر قال : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
أخرجه الطبراني
وفي لفظه الآخر من طريق آخر : أمرنا.
أخرجه الطبراني
وابو يعلى وعنهما الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ ص ٢٣٨ .
__________________
وأمّا كون قتال
أمير المؤمنين نفسه بأمر من رسول الله ، وانَّه لم يكن رأياً يخصُّ به فتوقفك على
حقِّ القول فيه عدّة أحاديث :
١ ـ خليد العصري
قال : سمعت أمير المؤمنين عليّاً يقول يوم النهروان : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين .
٢ ـ ابو اليقظان
عمّار بن ياسر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يا عليُّ ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحقِّ ، فمن
لم ينصرك يومئذ فليس منّي» .
٣ ـ ومن كلام
لعمّار بن ياسر خاطب به ابا موسى : أما انّي أشهد أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر عليّاً بقتال الناكثين ، وسمّى لي فيهم مَن سمّى ،
وأمره بقتال القاسطين ، وإن شئت لُاقيمنَّ لك شهوداً يشهدون انَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إنَّما نهاك وحدك وحذَّرك من الدخول في الفتنة.
شرح ابن ابي
الحديد ٣ ص ٢٩٣ .
__________________
٤ ـ ابو أيّوب
الأنصاري قال في خلافة عمر بن الخطّاب : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين .
٥ ـ عبد الله بن
مسعود قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً. الحديث .
٦ ـ علي بن ربيعة
الوالبي قال : سمعت عليّاً يقول : عهد إليَّ النبيُّ صلىاللهعليهوآله أن اقاتل بعده القاسطين ، والناكثين والمارقين .
٧ ـ ابو سعيد مولى
رباب قال : سمعت عليّاً يقول : امرت بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين .
__________________
٨ ـ سعد بن عبادة قال : قال عليٌّ عليهالسلام : امرت بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين .
٩ ـ أخرج ابن
عساكر من طريق زيد الشهيد عن عليّ إنّه قال : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بقتال الناكثين ، والقاسطين والمارقين.
تاريخ ابن كثير ٧
ص ٣٠٥ ، كنز العمّال ٦ ص ٣٩٢.
١٠ ـ أنس بن عمرو
عن أبيه عن عليّ قال : امرت بقتال ثلاثة : المارقين ، والقاسطين والناكثين.
أخرجه ابن عساكر
كما في تاريخ ابن كثير ٧ ص ٣٠٥.
١١ ـ عبد الله بن
مسعود قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتى منزل امّ سلمة فجاء عليٌّ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يا امّ سلمة هذا والله قاتل القاسطين ، والناكثين ،
والمارقين من بعدي» .
١٢ ـ ابن عبّاس
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لُامّ سلمة في حديث مرّ ج ١ ص ٣٣٧ وج ٣ ص ١٠٩ يصف عليّاً
بأنَّه : يقتل
__________________
القاسطين ،
والناكثين ، والمارقين .
١٣ ـ أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليُّ أنت فارس العرب وقاتل الناكثين ، والمارقين ،
والقاسطين ، وأنت أخي وليّ كل مؤمن ومؤمنة.
شمس الأخبار : ٣٨.
١٤ ـ ابو أيوب
الأنصاري قال سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول لعليِّ بن ابي طالب : تقاتل الناكثين ، والقاسطين ،
والمارقين.
مستدرك الحاكم ٣ ص
١٤٠.
١٥ ـ قال ابن ابي
الحديد في شرحه ٣ ص ٢٤٥ : قد ثبت عن النبيّ صلىاللهعليهوآله انَّه قال لعليٍّ عليهالسلام : «تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين» .
__________________
١٦ ـ وبهذا الحديث
احتجَّ أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الشورى وقال : انشدكم الله هل فيكم أحدٌ يُقال
الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبيِّ ، غيري؟
قالوا : اللهمَّ
لا.
١٧ ـ ابو رافع قال
: إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعليّ : «سيكون بينك وبين عائشة أمرٌ.
قال : أنا يا رسول
الله؟!
قال : نعم.
قال : أنا؟!
قال : نعم.
قال : فأنا أشقاهم
يا رسول الله؟!
قال : لا ، ولكن
إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها».
أخرجه أحمد في
مسنده ٦ ص ٣٩٣ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ ص ٢٣٤ وقال : رواه أحمد ، والبزّار ،
والطبراني ، ورجاله ثقات.
ويوجد في كنز
العمال ٦ ص ٣٧ ، والخصائص الكبرى ٢ ص ١٣٧.
__________________
١٨ ـ اخرج ابو
نعيم عن الحارث قال : كنت مع عليٍّ بصفِّين فرأيت بعيراً من إبل الشّام جاء وعليه
راكبه وثقله ، فألقى ما عليه وجعل يتخلّل الصفوف إلى عليٍّ ، فجعل مشفره فيما بين
رأس عليٍّ ومنكبه وجعل يحرِّكها بجرانه ، فقال عليٌّ : والله إنّها للعلامة التي
بيني وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله.
الخصائص الكبرى ٢
ص ١٣٨.
[بعض فضائل الامام علي عليهالسلام]
٢٣ ـ قال : قال
الرافضيُّ ـ يعني العلّامة الحلّي ـ : وعن عمرو بن ميمون قال : لعليِّ بن ابي طالب
عشر فضائل ليست لغيره ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً ، يُحبُّ الله
ورسوله ، ويُحبّه الله ورسوله ، فاستشرف إليها مَن استشرف فقال : أين عليُّ ابن
ابي طالب؟ قالوا : هو أرمد في الرحا يطحن ، وما كان أحدهم يطحن ، قال : فجاء وهو
أرمد لا يكاد أن يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثمَّ هزَّ الراية ثلاثاً وأعطاها
إيّاه فجاء بصفيّة بنت حيّ.
قال : ثمَّ بعث
ابا بكر بسورة براءة ، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلّا
رجلٌ هو
منّي وأنا منه.
وقال لبني عمِّه :
أيّكم يُواليني في الدُّنيا والآخرة؟ قال : وعليٌّ جالسٌ معهم ، فأبوا ، فقال
عليٌّ : أنا اواليك في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثمّ أقبل على رجل رجل منهم ،
فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، فقال عليٌّ : أنا اواليك في
الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليّي في الدنيا والآخرة.
قال : وكان عليٌّ
أوَّل من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال : وأخذ رسول
الله صلىاللهعليهوآله ثوبه فوضعه على عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين فقال : إنَّما
يُريد الله ليُذهبَ عَنكم الرّجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيرا.
قال : وشرى عليٌّ
نفسه ولبس ثوب رسول الله صلىاللهعليهوآله ثمّ نام مكانه وكان المشركون يرمونه بالحجارة.
وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله بالنّاس في غزوة تبوك فقال له عليٌّ : أخرج معك؟ فقال :
لا. فبكى عليٌّ ، فقال له : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟! إلّا
انَّك لستَ بنبيّ ، لا ينبغي أن أذهب إلّا
وأنت خليفتي ،
وقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت وليّي في كلِّ مؤمن بعدي.
قال : وسدَّ أبواب
المسجد إلّا باب عليٍّ ، قال : وكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره
، وقال له : مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ج ٣ ص ٨ .
ثمَّ قال ما
ملخَّصه :
الجواب : إنَّ هذا
ليس مسنداً بل هو مرسلٌ لو ثبت عن عمرو بن ميمون.
وفيه ألفاظ هي
كذبٌ على رسول الله صلىاللهعليهوآله كقوله : لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي فإنَّ النبي صلىاللهعليهوآله ذهب غير مرَّة وخليفته على المدينة غير عليٍّ.
ـ ثمّ ذكر عدَّةً من ولاته على المدينة ـ فقال :
وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلّا على النساء والصبيان ، ومن عذر الله وعلى الثلاثة
الذين خلّفوا أو متَّهم بالنفاق وكانت المدينة آمنةً لا يخاف على
__________________
أهلها ولا يحتاج
المستخلف إلى الجهاد.
وكذلك قوله :
وسدَّ الأبواب كلّها إلّا باب عليّ ، فإنَّ هذا ممّا وضعته الشيعة على طريق
المقابلة فإنَّ الذي في الصحيح عن ابي سعيد عن النبيَّ صلىاللهعليهوآله انّه قال في مرضه الذي مات فيه : إنَّ أمنَّ الناس عليَّ
في ماله وصحبته ابو بكر ، ولو كنت متَّخذاً خليلاً غير ربِّي لاتَّخذتُ ابا بكر
خليلاً ، ولكن اخوَّة الإسلام ومودَّته ، لا يبقين في المسجد خوخة إلّا سدَّت إلّا
خوخة ابي بكر.
ورواه ابن عبّاس
ايضاً في الصحيحين.
ومثل قوله : أنت
وليّي في كلِّ مؤمن بعدي ، فإنَّ هذا موضوعٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث .
ثمَّ أردفه
بخرافات وتافهات في بيان عدم اختصاص عليٍّ بهذه المناقب.
ج ـ كان الأحرى
بالرجل أن يُحرِّج على العلماء النظر في كتابه فيختصّ خطابه بالوعرة الدهماء ممَّن
لا يعقل أيّ طرفيه أطول ، لأنَّ نظر العلماء فيه يكشف عن سوءته ، ويوضح للملأ
إعوازه في
__________________
العلم ، وانحيازه
عن الصِّدق والأمانة ، ويظهر تدجيله وتزويره وتمويهه على الحقائق ، ومن المحتملِ
جدّاً أنَّه قد غالى في عظمة نفسه يوم خوطب بشيخ الإسلام ، فحسب أنَّ الامّة تأخذ
ما يقوله كأُصول مسلّمة لا تُناقشه فيه الحساب ، وإذ أخفق ظنّه وأكدى أمله.
فهلمَّ معي نمعن
النظرة في هملجته حول هذا الحديث وماله فيه من جلبةٍ وسخبٍ :
فأوَّل ما يتقوَّل
فيه : انَّه مرسلٌ وليس مسند.
فكأنَّ عينيه في
غشاوة عن مراجعة المسند لإمام مذهبه أحمد بن حنبل فإنَّه أخرجه في ج ١ ص ٣٣١ عن
يحيى بن حمّاد ، عن ابي عوانة ، عن ابي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس .
__________________
__________________
ورجال هذا السند
رجال الصحيح غير ابي بلج وهو ثقةٌ عند الحفّاظ كما مرَّت في ترجمته ج ١ ص ٧١ .
وأخرجه بسند صحيح
رجاله كلّهم ثقات الحفاظ النسائي في الخصائص ٧ ، والحاكم في المستدرك ٣ ص ١٣٢
وصحَّحه هو والذهبي ، والطبراني كما في المجمع للحافظ الهيثمي وصحَّحه ، وابو يعلى
كما في البداية والنهاية ، وابن عساكر في الأربعين الطوال ، وذكره ابن حجر في
الإصابة ٢ ص ٥٠٩ وجمعٌ آخرون أسلفناهم في الجزء الأوَّل ص ٥١ .
__________________
فما عذر الرجل في
نسبة الإرسال إلى مثل هذا الحديث؟! وإنكار سنده المتَّصل الصحيح الثابت؟! أهكذا
يُفعل بودائع النبوَّة؟! أهكذا تلعب يد الأمانة بالسنة والعلم والدين؟!.
والأعجب : انَّه
عطف بعد ذلك على فقرات من الحديث وهو يُحاول تفنيدها ويحسبها من الأكاذيب منها
قوله صلىاللهعليهوآله : لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي ، فارتآه كذباً
مستدلاً بأنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله ذهب غير مرَّة وخليفته على المدينة غير عليٍّ.
ومن استشفَّ
الحقيقة من هذا الموقف علم أنّها قضيّةٌ شخصيّةٌ لا تعدُ قصة تبوك لِما كان صلىاللهعليهوآله يعلمه من عدم وقوعه الحرب فيها ، وكانت حاجة المدينة إلى
خلافة مثل أمير المؤمنين عليها مسيسة لِما تداخل القوم من عظمة ملك الروم «هرقل»
وتقدُّم جحفله الجرّار ، وكانوا يحسبون انَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وحشده الملتفَّ به لا قِبل لهم به.
ومن هنا تخلّف
المتخلّفون من المنافقين ، فكان أقرب الحالات في المدينة بعد غيبة النبي صلىاللهعليهوآله أن يرجف بها المنافقون للفتِّ في عضد صاحب الرسالة ،
والتزلّف إلى عامل بلاد الروم الزّاحف ، فكان من
__________________
واجب الحالة عندئذ
أن يخلف عليها أمير المؤمنين عليهالسلام المهيب في أعين القوم ، والعظيم في النفوس الجامحة ، وقد
عرفوه بالبأس الشديد ، والبطش الصارم ، اتِّقاء بادرة ذلك الشرِّ المترقِّب. وإلّا
فأمير المؤمنين عليهالسلام لم يتخلّف عن مشهد حضره رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا تبوك .
وعلى هذا اتَّفق
علماء السير كما قال سبط ابن الجوزي في التذكرة ص ١٢.
وفي وسع الباحث أن
يستنتج ما بيّناه من قوله صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : كذبوا ولكن خلّفتك لما ورائي. فيما أخرجه ابن
اسحاق بإسناده عن سعد بن ابي وقاص قال : لَمّا نزل رسول الله الجرف طعن رجال من
المنافقين في إمرة عليٍّ وقالوا : إنّما خلّفه استثقالاً ، فخرج عليٌّ فحمل سلاحه
حتّى أتى النبيَّ صلىاللهعليهوآله بالجرف فقال : يا رسول الله؟ ما تخلّفت عنك في غزوة قطّ
قبل هذه ، قد زعم المنافقون إنك خلّفتني استثقالاً.
فقال : «كذبوا
ولكن خلّفتك لما ورائي ...» الحديث .
__________________
وممّا صحَّ عنه صلىاللهعليهوآله حين أراد أن يغزو انّه قال : ولا بدَّ من أن اقيم أو
تُقيم. فخلّفه .
إذا عرفت ذلك كلّه
فلا يذهب عليك انَّ قوله صلىاللهعليهوآله : «لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي» ، ليس له مغزى إلّا
خصوص هذه الواقعة ، وليس في لفظه عموم يستوعب كلَّ ما غاب صلىاللهعليهوآله عن المدينة ، فمن الباطل نقض الرجل باستخلاف غيره على
المدينة في غير هذه الواقعة ، حيث لم تكن فيه ما أوعزنا إليه من الإرجاف ، وكانت
حاجة الحرب أمسّ إلى وجود أمير المؤمنين عليهالسلام حيث لم يكن غيره كمثله يكسر صولة الإبطال ، ويغير في وجوه
الكتائب ، فكان صلىاللهعليهوآله في أخذ أمير المؤمنين معه إلى الحروب واستخلافه في مغيبه
يتبع أقوى المصلحتين.
[حديث المنزلة]
ثمَّ : إنَّ
الرَّجل حاول تصغيراً لصورة الخلافة فقال : وعام تبوك ما كان الاستخلاف ...
__________________
غير أنَّ نظّارة
التنقيب لا تزال مكبِّرة لها من شتّى النواحي :
الاولى
: قوله : «أما ترضى
أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى» وهو يُعطي إثبات كل ما للنبي صلىاللهعليهوآله من رُتبةٍ ، وعملٍ ، ومقامٍ ، ونهضةٍ ، وحُكمٍ ، وإمارةٍ ،
وسيادةٍ لأمير المؤمنين عدا ما أخرجه الاستثناء من النبوة كما كان هارون من موسى
كذلك.
فهو خلافةٌ عنه صلىاللهعليهوآله وإنزالٌ لعليٍّ عليهالسلام منزلة نفسه لا محض استعمال كما يظنّه الظانّون ، فقد
استعمل صلىاللهعليهوآله قبل هذه على البلاد اناساً ، وعلى المدينة آخرين وأمَّر
على السرايا رجالاً لم يقل في أحد منهم ما قاله في هذا الموقف ، فهي منقبةٌ تخصّ
أمير المؤمنين فحسب.
الثانية
: قوله صلىاللهعليهوآله فيما مرَّ عن سعد بن ابي وقّاص : «كذبوا ولكن خلّفتك لَما
ورائي».
لَمّا طعن رجالٌ
من المنافقين في إمرة عليٍّ عليهالسلام ولا يوعز صلىاللهعليهوآله به إلّا إلى ما اشرنا إليه عن خشية الإرجاف بالمدينة عند
مغيبه ، وانَّ إبقاءه كان لإبقاء بيضة الدين عن أن تنتهك ، وحذار أن يتَّسع خرقها
بهملجة المنافقين ، لو لا هناك من يطأ فورتهم بأخمص بأسه وحجاه ، فكان قد خلّفه
لمهمّةٍ لا ينوء بها غيره.
الثالثة
: قوله صلىاللهعليهوآله لعليٍّ عليهالسلام في حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا : قال حين أراد صلىاللهعليهوآله أن يغزو : «انَّه لا بدَّ من أن اقيم أو
تقيم» فخلّفه ...
الحديث .
وهو يدلّ على أنَّ
بقاء أمير المؤمنين عليهالسلام على حدِّ بقاء رسول الله صلىاللهعليهوآله في كلاءة بيضة الدين ، وإرحاض معرَّة المفسدين ، فهو أمرٌ
واحدٌ يُقام بكلٍّ منهما على حدٍّ سواء ، وناهيك به من منزلةٍ ومقام.
الرابعة
: ما صحَّ عن سعد بن
ابي وقّاص من قوله : والله لإن يكون لي واحدة من خلال ثلاث أحبُّ إليَّ من أن يكون
لي ما طلعت عليه الشمس ، لإن يكون قال لي ما قال له حين ردَّه من تبوك : «أما ترضى
أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي». أحبّ إليَّ من أن
يكون لي ما طلعت عليه الشمس ... الحديث .
وقال المسعودي في
المروج ٢ ص ٦١ بعد ذكر الحديث : ووجدت في وجه آخر من الروايات وذلك في كتاب عليِّ
بن محمّد
__________________
بن سليمان النوفلي
في الإخبار عن ابن عائشة وغيره أنَّ سعداً لمّا قال هذه المقالة لمعاوية ونهض
ليقوم ضرط له معاوية وقال له : اقعد حتّى تسمع جواب ما قلت ، ما كنتَ عندي قطُّ
ألأم منك الآن فهلّا نصرته؟ ولِمَ قعدتَ عن بيعته؟ فانّي لو سمعت من النبي صلىاللهعليهوآله مثل الّذي سمعت فيه لكنت خادماً لعليٍّ ما عشت.
فقال سعد : والله
إنّي لأحقُّ بموضعك منك.
فقال معاوية :
يأبى عليك بنو عذرة.
وكان سعد فيما
يقال لرجل من بني عذرة ... الكلام.
وصحَّ عند الحفّاظ
الأثبات أنَّ معاوية أمر سعداً فقال : ما منعك أن تسبَّ ابا تراب؟!
قال : أما ما ذكرت
ثلاثاً قالهنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فلن اسبه ، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُ اليّ من حمر
النعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعليّ وخلّفه في تبوك فقال له عليٌّ : يا رسول الله
تخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟! إلّا أنّه
لا نبيَّ بعدي ... الحديث .
__________________
وورد في حديث انَّ
سعداً دخل على معاوية فقال له : مالك لم تقاتل معنا؟!
فقال : إنّي مرَّت
بي ريحٌ مظلمةٌ فقلت : اخ اخ ، فأنخت راحلتي حتى انجلت عنّي ثمَّ عرفت الطريق
فسرت.
فقال معاوية : ليس
في كتاب الله اخ اخ ولكن قال الله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ
إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى
أَمْرِ اللهِ).
فو الله ما كنت مع
الباغية على العادلة ولا مع العادلة على الباغية.
فقال سعد : ما كنت
لُاقاتل رجلاً قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير انّه لا نبيّ بعدي».
فقال معاوية : مَن
سمع هذا معك؟!
فقال : فلان ،
وفلان ، وامّ سلمة.
فقال معاوية : أما
إنّي لو سمعته منه صلىاللهعليهوآله لما قاتلت عليّاً.
__________________
تاريخ ابن كثير ٨
ص ٧٧.
فإنَّ هذا الذي
كان يستعظمه سعدٌ في عداد حديث الراية ، والتزويج بالصدّيقة الطاهرة بوحي من الله
العزيز الذين هما من أربى الفضائل ، ويراه معاوية لو كان سمعه فيه لما قاتل عليّاً
، ولكان يخدم عليّاً ما عاش ، لا بدَّ وأن يكون على حدِّ ما وصفناه حتّى يتسنّى
لسعد تفضيله على ما طلعت عليه الشمس أو حمر النعم ، ولمعاوية ايجاب الخدمة له ،
دون الاستخلاف على العائلة لينهض بشئون حياتها كما هو شأن الخدم ، أو يُنصب عيناً
على المنافقين فحسب ، ليتجسَّس أخبارهم كما هو وظيفة الطبقة الواطئة من مستخدم
الحكومات.
الخامسة
: قول سعيد بن
المسيّب بعد ما سمع الحديث عن إبراهيم أو عامر ابني سعد بن ابي وقّاص : فلم أرض
فأحببت أن اشافه بذلك سعداً فأتيته فقلت : ما حديثٌ حدَّثني به ابنك عامر؟
فأدخل اصبعيه في
اذنيه وقال : سمعت من رسول الله وإلّا فاستكَتّا .
فما ذا كان سعيد
يستعظمه من الحديث حتّى طفق يستحفي خبره من نفس سعد بعد ما سمعه من ابنه ، فأكَّد
له سعد ذلك
__________________
التأكيد ، غير
أنَّه فهم من مؤدّاه ما ذكرناه من العظمة.
السّادسة
: قول الإمام ابي
البسطام شعبة بن الحجّاج في الحديث : كان هارون أفضل امة موسى عليهالسلام فوجب ان يكون عليٌّ عليهالسلام أفضل من كلِّ امّة محمّد صلىاللهعليهوآله صيانةً لهذا النّص الصحيح الصريح كما قال موسى لأخيه هارون
: اخلفني في قومي وأصلح .
السّابعة
: قال الطيبي : منّي
خبر المبتدأ ، ومن اتِّصاليةٌ ، ومعلق الخبر خاصٌّ ، والباء زائدةٌ كما في قوله
تعالى (فَإِنْ آمَنُوا
بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ)
أي فإن آمنوا
ايماناً مثل ايمانكم ، يعني أنت متَّصلٌ ونازلٌ منّي بمنزلة هارون من موسى.
وفيه تشبيهٌ ووجه
الشبه مبهمٌ بيَّنه بقوله : «إلّا أنَّه لا نبيّ بعدي».
فعرف أنَّ
الاتِّصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوَّة ، بل من جهة ما دونها وهي الخلافة .
[حديث سد الابواب]
وممّا كذَّبه
الرجل من الحديث قول : وسدّ الأبواب إلّا باب عليٍ
__________________
وقال : فإنَّ هذا
ممّا وضعته الشيعة على طريق المقابلة ...
ج ـ لا أجد لنسبة
وضع هذا الحديث إلى الشيعة دافعاً إلّا القحَّة والصلف ، ودفع الحقائق الثابتة
بالجلبة والسخب ، فإنّ نصب عيني الرجل كتب الأئمّة من قومه وفيها مسند إمام مذهبه
أحمد ، قد أخرجوه فيها بأسانيد جمَّة صحاح وحسان عن جمع من الصحابة تربو عدَّتهم
على عدد ما يحصل به التواتر عندهم منهم :
١ ـ زيد بن أرقم
قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أبوابٌ شارعة في المسجد قال : فقال يوماً : سدّوا هذه
الأبواب إلّا باب عليٍّ.
قال : فتكلَّم في
ذلك الناس.
قال : فقام رسول
الله صلىاللهعليهوآله فحمد الله وأثنى عليه ، ثمَّ قال : «أمّا بعد : فإنّي أمرت
بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ ، فقال فيه قائلكم ، وأنّي ما سددت شيئاً ولا فتحته
ولكنّي امرت بشيءٍ فاتّبعته».
سند الحديث في
مسند الإمام أحمد ٤ ص ٣٦٩ :
حدثنا محمّد بن
جعفر ، حدثنا عوف عن ميمون ابي عبد الله ، عن زيد بن أرقم.
رجاله رجال الصحيح
غير ابي عبد الله ميمون وهو ثقةٌ ،
فالحديث بنصِّ
الحفّاظ صحيحٌ رجاله ثقاتٌ.
وأخرجه النسائي في
السنن الكبرى والخصائص : ١٣ عن الحافظ محمّد بن بشّار بندار الذي انعقد الإجماع
على الاحتجاج به قاله الذهبي بالإسناد المذكور ، والحاكم في المستدرك ٣ ص ١٢٥
وصحَّحه ، والضياء المقدسي في المختارة ممّا ليس في الصحيحين ، والكلاباذي في
معاني الأخبار كما في القول المسدَّد ١٧ ، وسعيد بن منصور في سننه ، ومحبّ الدين
الطبري في الرِّياض ٢ ص ١٩٢ ، والخطيب البغدادي من طريق الحافظ محمَّد بن بشّار ،
والكنجي في الكفاية ٨٨ ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ٢٤ ، وابن ابي الحديد في شرحه
٢ ص ٤٥١ ، وابن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٢ ، وابن حجر في القول المسدَّد ص ١٧ وقال :
أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق النسائي وأعلّه بميمون وأخطأ في ذلك خطأً
ظاهراً ، وميمون وثَّقه غير واحد وتكلّم بعضهم في حفظه ، وقد صحَّح له الترمذي
حديثاً غير هذا.
ورواه في فتح
الباري ٧ ص ١٢ وقال : رجاله ثقاتٌ ، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز ٦ ص ١٥٢
، ١٥٧ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٤ ، والعيني في عمدة القاري ٧ ص ٥٩٢ ،
والبدخشي في نزل الأبرار وقال : أخرجه أحمد
والنسائي والحاكم
والضياء باسناد رجاله ثقات .
٢ ـ عبد الله بن
عمر بن الخطّاب قال : لقد أوتي ابن ابي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي واحدة منهن
أحبُّ إليَّ من حمر النعم : زوَّجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ابنته فولدت له ، وسدّ الأبواب إلا بابه في المسجد ،
وأعطاه الراية يوم خيبر.
سند الحديث في
مسند أحمد ٢ ص ٢٦ :
حدثنا وكيع عن
هشام بن سعد عن عمر اسيد ، عن ابن عمر.
قال الحافظ
الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٢٠ رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.
وأخرجه ابن ابي
شيبه ، وابو نعيم ، ومحبّ الدين في الرِّياض ٢ ص ١٩٢ ، وشيخ الإسلام الحمّويي في
الفرائد في الباب ال ٢١ ، وابن حجر في فتح الباري ٧ / ١٢ ، والصواعق : ٧٦ ، وصحّحه
في القول المسدّد : ٢٠ ، وقال : حديث ابن عمر أعلّه ابن الجوزي بهشام بن سعد ، هو
من رجال مسلم صدوقٌ ، تكلّموا في حفظه ،
__________________
وحديثه يقوى
بالشواهد ، ورواه النسائي بسند صحيح ، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز ٦ ص
٣٩١ ، والبدخشي في نزل الأبرار ص ٣٥ وقال : إسنادٌ جيِّدٌ .
٣ ـ عبد الله بن
عمر بن الخطّاب قال له العلاء بن عرار : أخبرني عن عليٍّ وعثمان ، قال : أمّا
عليٌّ فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزله من رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنَّه سدَّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه.
أخرجه الحافظ
النسائي من طريق ابي اسحاق السبيعي ، قال ابن حجر في القول المسدَّد ص ١٨ ، وفتح الباري ٧ ص
١٢ : سندٌ صحيحٌ ورجاله رجال الصحيح إلّا العلاء وهو ثقةٌ وثَّقه يحيى بن معين
وغيره .
وأخرجه الكلاباذي
في معاني الأخبار كما في القول المسدَّد ١٨ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥ ،
والسيوطي في اللئالي ١ ص ١٨١ عن ابن حجر مع تصحيحه وكلامه المذكور ، والبدخشي في
نزل الأبرار ٣٥ وصحَّحه مثل ما مرَّ عن ابن حجر.
٤ ـ البراء بن
عازب رواه بلفظ زيد بن أرقم المذكور قال أحمد :
__________________
رواه ابو الأشهب «جعفر
بن حيّان البصري» عن عوف عن ميمون ابي عبد الله عن البراء.
راجع تاريخ ابن
كثير ٧ ص ٣٤٢ ، والإسناد صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.
٥ ـ عمر بن
الخطّاب قال ابو هريرة : قال عمر : لقد اعطي عليُّ بن ابي طالب ثلاث خصال لإن تكون
لي خصلة منها أحبّ إليَّ من أن اعطى حمر النعم.
قيل : ما هنَّ يا
أمير المؤمنين؟
قال : تزوّجه
فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول الله يحلُّ له فيه ما يحلُّ له ،
والراية يوم خيبر.
أخرجه الحاكم في
المستدرك ٣ ص ١٢٥ وصحَّحه. وابو يعلى في الكبير ، وابن السمّان في الموافقة ، والجزري في أسنى المطالب ١٢
من طريق الحاكم وذكر تصحيحه له ، ومحبُّ الدين في الرِّياض ٢ ص ١٩٢ ، والخوارزمي
في المناقب ص ٢٦١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٢٠ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء
١١٦ ، والخصائص الكبرى ٢ ص ٢٤٣ ، وابن حجر في الصواعق ص ٧٦.
__________________
٦ ـ عبد الله بن
عبّاس قال : إنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله أمر بسدِّ الأبواب فسدَّت إلّا باب عليٍّ.
وفي لفظ له : أمر
رسول الله صلىاللهعليهوآله بأبواب المسجد فسدَّت إلّا باب عليٍّ.
أخرجه الترمذي في
جامعه ٢ ص ٢١٤ عن محمّد بن حميد وإبراهيم بن المختار كلاهما عن شعبة ، عن ابي بلج
يحيى بن سليم ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس.
والإسناد صحيحٌ ،
رجاله كلّهم ثقات.
وأخرجه النسائي في
الخصائص ١٣ ، ابو نعيم في الحلية ٤ ص ١٥٣ بطريقين ، محبُّ الدين في الرِّياض ٢ ص
١٩٢ ، الكنجي في الكفاية ٨٧ وقال : حديثٌ حسنٌ عال ، سبط ابن الجوزي في تذكرته ٢٥
، ابن حجر في القول المسدَّد ١٧ ، وفي فتح الباري ٧ ص ١٢ وقال : رجاله ثقاتٌ ،
الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٣ ، البدخشي في نزل الأبرار ٣٥ وقال : أخرجه أحمد والنسائي
بإسناد رجاله ثقاتٌ.
٧ ـ عبد الله بن
عبّاس قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدِّ أبواب المسجد غير باب عليٍّ ، فكان يدخل المسجد وهو
جنبٌ ليس له طريقٌ غيره.
أخرجه النسائي في
الخصائص ص ١٤ قال : أخبرنا محمّد بن المثنّى قال : حدّثنا يحيى بن معاذ قال : حدَّثنا ابو وضاح قال : أخبرنا يحيى حدَّثنا عمرو بن ميمون قال : قال ابن عبّاس : أمر رسول
الله صلىاللهعليهوآله ... والإسناد صحيحٌ ، رجاله كلّهم ثقات.
__________________
ورواه ابن حجر في
فتح الباري ٧ ص ١٢ وقال : رجاله ثقاتٌ ، والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ ص ٨١ عن
أحمد والنسائي ووثَّق رجاله ، ويوجد في نزل الأبرار ٣٥.
وفي لفظ لابن
عبّاس : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «سدّوا أبواب المسجد كلّها إلّا باب عليٍّ».
أخرجه الكلاباذي
في معاني الأخبار ، وابو نعيم وغيرهما.
٨ ـ عبد الله بن
عبّاس قال : قال : رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : «انَّ موسى سأل ربّه أن يُطهِّر مسجده لهارون
وذريَّته وإنّي سألت الله أن يُطهِّر لك ولذريَّتك من بعدك ، ثمَّ أرسل إلى ابي
بكر أن سدّ بابك فاسترجع وقال : سمعاً وطاعةً ، فسدَّ بابه ، ثمَّ إلى عمر كذلك ،
ثمَّ صعد المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت باب عليٍّ ولكن الله سدَّ
أبوابكم وفتح باب عليّ».
أخرجه النسائي كما
ذكره السيوطي .
٩ ـ عبد الله بن
عبّاس قال : لمّا اخرج أهل المسجد وترك عليّاً قال الناس في ذلك ، فبلغ النبيَّ صلىاللهعليهوآله فقال : «ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن
الله أخرجكم وتركه ، إنّما أنا عبدٌ مأمورٌ ،
__________________
ما امرت به فعلتُ
إن اتَّبع إلّا ما يوحى إليَّ».
أخرجه الطبراني ،
والهيثمي في المجمع ٩ ص ١١٥ ، والحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤ .
١٠ ـ ابو سعيد
الخدري سعد بن مالك قال عبد الله بن الرقيم الكناني : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل
فلقينا سعد بن مالك بها فقال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدِّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب عليٍّ.
أخرجه الإمام أحمد
عن حجّاج عن فطر عن عبد الله بن الرقيم .
قال الهيثمي في
المجمع ٩ ص ١١٤ : إسنادٌ أحمد حسنٌ.
ورواه ابو يعلى ،
والبزّار والطبراني في الأوسط وزاد : قالوا : يا رسول الله؟ سددت أبوابنا كلّها
إلّا باب عليَّ ، قال : «ما أنا سددت أبوابكم ولكنَّ الله سدَّها» .
١١ ـ سعد بن مالك
ابو سعيد الخدري قال : إنَّ عليَّ بن ابي طالب اعطي ثلاثاً لإن أكون اعطيت
إحداهنَّ أحبّ إلىَّ من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم غدير خمّ بعد حمد الله
__________________
والثناء عليه ـ إلى
أن قال ـ : جيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر ـ إلى أن قال ـ : وأخرج رسول الله
عمَّه العبّاس وغيره من المسجد فقال له العبّاس : تُخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك
وتُسكن عليّاً؟!
فقال : ما أنا
أخرجتكم وأسكنته ولكنَّ الله أخرجكم وأسكنه.
أخرجه الحاكم في
المستدرك ٣ ص ١١٧.
١٢ ـ ابو حازم
الأشجعي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنَّ الله أمر موسى أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه
إلّا هو وهارون ، وإنَّ الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا أنا وعليّ
وابنا عليّ».
رواه السيوطي في
الخصائص ٢ ص ٢٤٣.
١٣ ـ جابر بن عبد
الله قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «سدّوا الأبواب كلّها إلّا باب عليٍّ ، وأومى بيده
إلى باب عليٍّ».
أخرجه الخطيب
البغدادي في تاريخه ٧ ص ٢٠٥ ، ابن عساكر في تاريخه ،
الكنجي في الكفاية
٨٧ ، السيوطي في الجمع كما في ترتيبه ٦ ص ٣٩٨.
١٤ ـ جابر بن سمرة
قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدِّ الأبواب كلّها
__________________
غير باب عليٍّ.
قال العبّاس : يا
رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج.
قال : «ما أمرت
بشيء من ذلك فسدّها غير باب عليٍّ».
قال : وربما مَر
وهو جنبٌ.
أخرجه الحافظ
الطبراني في الكبير ، عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ، عن إسماعيل بن عمرو البجلي
، عن ناصح ، عن سماك بن حرب عن جابر ، والإسناد حسنٌ إن لم يكن صحيحاً لمكان ناصح ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥ ، وابن حجر في القول
المسدّد ١٨ ، وفتح الباري ٧ ص ١٢ ، والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ ص ٨١ ، والحلبي
في السيرة ٣ ص ٣٧٤ ، والبدخشي في نزل الأبرار ص ٣٥.
١٥ ـ سعد بن ابي
وقّاص قال : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدِّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب عليٍّ.
أخرجه أحمد في
المسند ١ ص ١٧٥ ، وقال ابن حجر في فتح الباري ٧ ص ١١ أخرجه أحمد والنسائي وإسناده
قويٌّ ، وذكره العيني في عمدة القارئ ٧ ص ٥٩٢ وقوّى إسناده.
١٦ ـ سعد بن أبي
وقاص قال : إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله سدَّ أبواب
__________________
المسجد وفتح باب
عليٍّ فقال النّاس في ذلك.
فقال : «ما أنا
فتحته ولكنَّ الله فتحه».
أخرجه ابو يعلى
قال : حدثنا موسى بن محمّد بن حسّان : حدثنا محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن الطحان :
حدثنا غسّان بن بُسر الكاهلي عن مسلم عن خيثمة عن سعد ، حكاه عنه ابن كثير في
تاريخه ٧ ص ٣٤٢ من دون غمز في الإسناد .
١٧ ـ سعد بن ابى
وقاص قال الحارث بن مالك : أتيت مكّة فلقيت سعد بن ابي وقّاص فقلت : هل سمعت
لعليِّ بن ابي طالب منقبةً؟
قال : كنّا مع
رسول الله صلىاللهعليهوآله فنودي فينا ليلاً : ليخرج مَن في المسجد إلّا آل رسول الله
، فلمّا أصبح أتاه عمّه فقال : يا رسول الله؟ أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا
الغلام؟!
فقال : «ما أنا
الذي أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إنَّ الله هو أمر به».
أخرجه النسائي في
الخصائص ١٣ ، وأخرج بإسناد آخر عنه وفيه : إنّ العبّاس أتى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : سددتَ أبوابنا إلّا باب عليّ؟! فقال : ما أنا
فتحتها ولا أنا سددتها .
__________________
١٨ ـ سعد بن ابي
وقّاص قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدِّ الأبواب إلّا باب عليٍّ فقالوا : يا رسول الله سددت
أبوابنا كلّها إلّا باب عليّ.
فقال : «ما أنا
سددت أبوابكم ولكنَّ الله تعالى سدَّها».
أخرجه أحمد والنسائي والطبراني في الأوسط ، عن معاوية بن الميسرة بن شريح ، عن
الحكم بن عتيبة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه.
والإسناد صحيحٌ
رجاله كلّهم ثقات.
راجع القول
المسدَّد ١٨ ، فتح الباري ٧ ص ١١ وقال : رجال الرواية ثقاتٌ ، إرشاد الساري ٦ ص ٨١
وقال : وقع عند أحمد والنسائي إسنادٌ قويٌّ ، وفي رواية الطبراني برجال ثقات ، نزل
الأبرار ص ٣٤ وقال : أخرجه أحمد والنسائي والطبراني بأسانيد قويّة عمدة القاري ٧ ص
٥٩٢.
١٩ ـ أنس بن مالك
قال : لمّا سدَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله أبواب المسجد أتته قريشٌ فعاتبوه فقالوا : سددت أبوابنا
وتركت باب عليٍّ.
فقال : «ما بأمري
سددتها ولا بأمري فتحتها».
أخرجه الحافظ
العقيلي ، عن محمّد بن عبدوس ، عن محمّد بن
__________________
حميد ، عن تميم بن
عبد المؤمن ، عن هلال بن سويد ، عن أنس .
٢٠ ـ بُريدة
الأسلمي قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدِّ الأبواب فشقّ ذلك على اصحابه ، فلمّا بلغ ذلك رسول
الله صلىاللهعليهوآله دعى الصلاة جامعة ، حتّى إذا اجتمعوا صعد المنبر ولم تسمع
لرسول الله صلىاللهعليهوآله تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذ فقال : «يا أيّها
النّاس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدَّها. ثمَّ قرأ : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ
صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى.)
فقال رجلٌ : دع لي
كوَّةً في المسجد ، فأبى وترك باب عليٍّ مفتوحاً ، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنبٌ».
أخرجه ابو نعيم في
فضائل الصحابة .
٢١ ـ أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : لَمّا أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدِّ الأبواب التي في المسجد خرج حمزة يجرُّ قطيفة حمراء
وعيناه تذرفان يبكي ، فقال : «ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكنَّ الله أسكنه».
أخرجه الحافظ ابو
نعيم في فضائل الصحابة .
__________________
٢٢ ـ أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيدي فقال : إنَّ موسى سأل ربّه أن يطهِّر مسجده بهارون ،
وإنّي سألت ربّي أن يطهِّر مسجدي بك وبذريَّتك.
ثمَّ أرسل إلى أبي
بكر أن سدّ بابك فاسترجع ، ثمَّ قال : سمعاً وطاعة ، فسدَّ بابه ، ثمَّ أرسل إلى
عمر ، ثمَّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك ، ثمَّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليٍّ ، ولكنَّ الله فتح
باب عليٍّ وسدَّ أبوابكم».
أخرجه الحافظ
البزّار ، راجع مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥ ، كنز العمّال ٦ ص ٤٠٨ ،
السيرة الحلبيّة ٣ ص ٣٧٤.
٢٣ ـ أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انطلق فمرهم فليسدّوا أبوابهم ، فانطلقت فقلت لهم ففعلوا
إلّا حمزة فقلت : يا رسول الله فعلوا إلّا حمزة.
فقال رسول الله :
قل لحمزة : فليحوِّل بابه.
فقلت : إنَّ رسول
الله يأمرك أن تحوِّل بابك فحوَّله فرجعت إليه وهو قائمٌ يصلّي فقال : ارجع إلى
بيتك.
أخرجه البزَّار
بإسناد رجاله ثقات ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥ ، والسيوطي في جمع
الجوامع كما في الكنز
__________________
٦ ص ٤٠٨ وضعَّفه لمكان حبَّة العرني ، وقد مرَّ
ج ١ ص ٢٤ : انَّه ثقةٌ ، والحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤.
وأنت إذا أحطتَ
خُبراً بهذه الأحاديث وإخراج الأئمَّة لها بتلك الطرق الصحيحة وشفعتها بقول ابن
حجر في فتح الباري والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ ص ٨١ من : انَّ كلَّ طريق منها
صالحٌ للاحتجاج فضلاً عن مجموعها ، فهل تجد مساغاً لما يحسبه ابن تيميّة من أنَّ
الحديث من موضوعات الشيعة؟
فهل في هؤلاء أحد
من الشيعة؟!
أو أنَّ من
المحتمل الجائز الذي يرتضيه أصحاب الرَّجل أن يكون في هذه الكتب شيءٌ من موضوعات
الشيعة؟!
وهل ينقم على
الشيعة موافقتهم للقوم في إخراجهم الحديث بطرقهم المختصَّة بهم؟!
وأنا لا أحتمل
أنَّ الرجل لم يقف على هذه كلّها غير أنَّ الحنق قد أخذ بخناقه فلم يدع له سبيلاً
إلّا قذف الحديث بما قذف ، غير مكترث لما سيلحقه من جرّاء ذلك الإفك من نقد
ومناقشة ، والمسائلة غداً عند الله أشدّ وأخزى.
__________________
وتبعه تلميذه
المغفَّل ابن كثير في تفسيره ١ : ٥٠١ فقال بعد ذكر «سدّوا كلَّ خوخة في المسجد
إلّا خوخة ابي بكر» : ومن روى إلّا باب عليّ كما في بعض السنن فهو خطأ والصّواب ما
ثبت في الصحيح.
وقد بلغ من إخبات
العلماء إلى حديث سدِّ الأبواب انَّهم تحرّوا وجه الجمع «وإن لم يكن مرضيّاً عندنا» بينه وبين الحديث
الذي أورده في أبي بكر ، ولم يقذفه أحدٌ غير ابن الجوزي «شقيق ابن تيميَّة في
المخاريق» بمثل ما قذفه ابن تيميّة.
وهناك لأئمّة
القوم وحفّاظهم كلماتٌ ضافية حول الحديث وصحّته والبخوع له لا يسعنا ذكر الجميع
غير أنّا نقتصر منها على كلمات الحافظ ابن حجر.
قال في فتح الباري
٧ ص ١٢ بعد ذكر ستّة من الأحاديث المذكورة :
هذه الأحاديث يقوي
بعضها بعضاً وكلُّ طريق منها صالحةٌ للاحتجاج فضلاً عن مجموعها.
__________________
وقد أورد ابن
الجوزي هذا الحديث في الموضوعات أخرجه من حديث سعد بن ابي وقاص ، وزيد بن أرقم ، وابن عمر
مقتصراً على بعض طرقه عنهم ؛ وأعلّه : ببعض من تكلّم فيه من رواته وليس ذلك بقادح لما ذكرت من كثرة الطرق.
وأعلّه أيضاً :
بأنّه مخالفٌ للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر ، وزعم انّه من وضع الرافضة
قابلوا به الحديث الصحيح في باب ابي بكر ، انتهى.
وأخطأ في ذلك خطأً
شنيعاً فإنه سلك في ذلك ردَّ الأحاديث
__________________
الصحيحة بتوهّمه
المعارضة ، مع أنَّ الجمع بين القصّتين ممكنٌ ، وقد أشار إلى ذلك البزَّار في
مسنده فقال : ورد من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قصّة عليٍّ ، وورد من
روايات أهل المدينة في قصّة ابي بكر ، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما
بما دلَّ عليه حديث ابي سعيد الخدري يعنى الذي أخرجه الترمذي : انَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله قال : لا يحلُّ لأحد أن يطرق هذا المسجد جنباً غيري وغيرك.
والمعنى : انَّ
باب عليٍّ كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته بابٌ غيره ، فلذلك لم يُؤمر بسدِّه.
ويُؤيِّد ذلك : ما
أخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القران من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب : انَّ
النبيَّ صلىاللهعليهوآله لم يأذن لأحد أن يمرَّ في المسجد وَهو جنبٌ إلّا لعليِّ بن
أبي طالب لأنَّ بيته كان في المسجد.
ومحصل الجمع :
انَّ الأمر بسدِّ الأبواب وقع مرَّتين ففي الاولى استثني عليٌّ لما ذكر ، وفي
الاخرى استثني ابو بكر.
ولكن لا يتمّ ذلك
إلّا بأن يُحمل ما في قصّة عليٍّ الباب الحقيقيِّ وما في قصة ابي بكر على الباب
المجازي ، والمراد به الخوخة كما صرَّح به في بعض طرقه ، وكأنَّهم لمّا امروا
بسدِّ الأبواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها فامروا بعد
ذلك بسدِّها ،
فهذه طريقةٌ لا بأس بها في الجمع بين الحديثين.
وبها جمع بين
الحديثين المذكورين أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار وهو في أوائل الثلث الثالث
منه ، وابو بكر الكلاباذي في معاني الأخبار ، وصرَّح بانَّ بيت ابي بكر كان له
بابٌ من خارج المسجد وخوخة إلى داخل المسجد ، وبيت عليٍّ لم يكن له بابٌ إلّا من
داخل المسجد. والله أعلم.
وقال في القول
المسدَّد ص ١٦. قول ابن الجوزي في هذا الحديث : انَّه باطلٌ وانَّه موضوعٌ دعوى لم
يُستدلّ عليها إلّا بمخالفة الحديث الَّذي في الصحيحين ، وهذا إقدامٌ على ردِّ
الأحاديث الصحيحة بمجرَّد التوهّم ، ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلّا عند
عدم إمكان الجمع ، ولا يلزم من تعذّر الجمع في مثل هذا أن يُحكم على الحديث
بالبطلان ، بل يُتوقّف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له ، وهذا الحديث من
الباب هو حديثٌ مشهورٌ له طرقٌ متعدِّدة كلُّ طريق منها على انفراده لا يقصر عن
رتبة الحسن ، ومجموعها ممّا يُقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث.
وأمّا كونه
معارضاً لما في الصحيحين فغير مسلّم ، ليس بينهما معارضة.
وقال في ص ١٩ :
هذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدلُّ على أنَّ الحديث صحيحٌ دلالةً قويَّةً
وهذه غاية نظر المحدِّث.
وقال في ص ١٩ بعد
الجمع بين القضيّتين : وظهر بهذا الجمع أن لا تعارض ، فكيف يُدَّعى الوضع على
الأحاديث الصحيحة بمجرّد هذا التوهّم ، ولو فُتح الباب لردِّ الأحاديث لادُّعي في
كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان لكن يأبى الله ذلك والمؤمنون. انتهى.
وأمّا ما استصحَّه
من حديث الخلّة والخوخة فهو موضوعٌ تجاه هذا الحديث كما قال ابن ابي الحديد في
شرحه ٣ ص ١٧ : إنَّ سدَّ الأبواب كان لعليٍّ عليهالسلام فقلّبته البكريّة إلى ابي بكر. وآثار الوضع فيه لائحةٌ لا
تخفى على المنقِّب :
منها
: أنَّ الأخذ بمجامع
هذه الأحاديث يُعطي خُبراً بأنَّ سدَّ الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن
الأدناس الظاهريّة والمعنويّة فلا يمرُّ به أحدٌ جنباً ولا يجنب فيه أحدٌ.
وأمّا ترك بابه صلىاللهعليهوآله وباب أمير المؤمنين عليهالسلام فلطهارتهما عن كلِّ رجس ودنس بنصِّ آية التطهير ، حتّى
أنَّ الجنابة لا تُحدث فيهما من الخبث المعنويِّ ما تُحدث في غيرهما ، كما يُعطي
ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربّه أن يطهِّره لهارون وذريَّته ، أو أنَّ ربّه
أمره أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا هو وهارون ، وليس المراد تطهيره من
الاخباث فحسب فإنَّه حكم كلِّ مسجد.
__________________
ويُعطيك خبراً بما
ذكرناه ما مرَّ في الأحاديث من : أنَّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان يدخل المسجد وهو جنب وربما مرَّ وهو جنبٌ ، وكان يدخل ويخرج منه وهو جنبٌ .
وما ورد عن ابي
سعيد الخدري من قوله صلىاللهعليهوآله لا يحلُّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك .
وقوله صلىاللهعليهوآله : ألا إنَّ مسجدي حرامٌ على كلِّ حائضٍ من النساء وكلِّ
جنبٍ من الرِّجال إلا لآل محمّد وأهل بيته : عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين .
وقوله صلىاللهعليهوآله : ألا لا يحلُّ هذا المسجد بجنب ولا لحائض إلّا
__________________
لرسول الله ،
وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، الا قد بيَّنت لكم الأسماء أن لا تضلّوا.
سنن البيهقي ٧ :
٦٥.
وقوله صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : أمّا أنت فإنّه يحلُّ لك في مسجدي ما يحلُّ لي
ويحرم عليك ما يحرم عليَّ ، قال له حمزة بن عبد المطلب : يا رسول الله أنا عمّك
وأنا أقرب إليك من عليٍّ.
قال : صدقت يا عمّ
إنّه والله ما هو عنّي ، إنّما هو عن الله تعالى .
وقول المطلب بن
عبد الله بن حنطب ، إنّ النبيَّ صلىاللهعليهوآله لم يكن أذن لأحد أن يمرَّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنبٌ
إلّا عليّ بن أبي طالب لأنَّ بيته كان في المسجد .
أخرجه الجصّاص
بالإسناد فقال : فأخبر في هذا الحديث بحظر النبيِّ صلىاللهعليهوآله الاجتياز كما حظر عليهم القعود ، وما ذكر من خصوصيّة عليٍّ
رضى الله عنه فهو صحيحٌ ، وقول الراوي : لأنّه كان بيته في
__________________
المسجد ظنٌّ منه
لأنَّ النبيِّ صلىاللهعليهوآله قد أمر في الحديث الأوّل بتوجيه البيوت الشارعة إلى غيره
ولم يبح لهم المرور لأجل كون بيتوهم في المسجد ، وإنّما كانت الخصوصيّة فيه لعليّ
رضى الله عنه دون غيره ، كما خصّ جعفر بانَّ له جناحين في الجنّة دون سائر الشهداء
، وكما خصّ حنظلة بغسل الملائكة له حين قُتل جنباً ، وخُصّ دحية الكلبي بأنَّ
جبرئيل كان ينزل على صورته ، وخُصّ الزبير بإباحة ملبس الحرير لَمّا شكا من أذى
القمل ، فثبت بذلك أنَّ سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين.
انتهى.
فزبدة المخض من
هذه كلّها : أنَّ إبقاء الباب والإذن لأهله بما أذن الله لرسوله ممّا خصّ به مبتنٍ
على نزول آية التطهير النافية عنهم كلَّ نوع من الرَّجاسة ، ويشهد لذلك حديث
مناشدة يوم الشورى ، وفيه قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أفيكم أحد يطهِّره كتاب الله غيري حتّى سدَّ النبيُّ صلىاللهعليهوآله أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه حتّى قام إليه
عمّاه حمزة والعبّاس وقالا : يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب عليٍّ ، فقال
النبيُّ صلىاللهعليهوآله : «ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم : بل الله فتح بابه
وسدَّ أبوابكم.
فقالوا : لا.
ولم يكن أبو بكر
من أهل هذه الآية حتّى أن يُفتح له بابٌ أو خوخةٌ ، فالفضل مخصوصٌ بمن طهّره
الكتاب الكريم.
ومنها
: أنّ مقتضى هذه
الأحاديث انّه لم يبق بعد قصّة سدِّ الأبواب بابٌ يُفتح إلى المسجد سوى باب الرسول
العظيم وابن عمِّه ، وحديث خوخة ابي بكر يصرِّح بأنَّه كانت هناك أبوابٌ شارعة
وسيوافيك البعد الشاسع بين القصتين ، وما ذكروه من الجمع بحمل الباب في قصة أمير
المؤمنين عليهالسلام على الحقيقة ، وفي قصة ابي بكر بالتجوّز بإطلاقه على
الخوخة ، وقولهم : «كأنَّهم لمّا امروا بسدِّ الأبواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون
الدخول إلى المسجد منها فامروا بعد ذلك بسدِّها». تبرُّعيٌّ لا شاهد له ، بل
يُكذِّبه انَّ ذلك ما كان يتسنّى لهم نصب عين النبيِّ ، وقد أمرهم بسدِّ الأبواب
لئلّا يدخلوا المسجد منها ، ولا يكون لهم ممرٌّ به ، فكيف يمكنهم إحداث ما هو
بمنزلة الباب في الغاية المبغوضة للشارع ، ولذلك لم يترك لعمَّيه : حمزة والعبّاس
ممرّاً يدخلان منه وحدهما ويخرجان منه ، ولم يترك لمن أراد كوَّةً يُشرف بها على
المسجد ، فالحكم الواحد لا يختلف باختلاف أسماء الموضوع مع وحدة الغاية ، وإرادة
الخوخة من الباب لا تُبيح المحظور ولا تُغيِّر الموضوع.
__________________
ومنها
: ما مرّ ص ٥٧ من
قول عمر بن الخطاب في أيّام خلافته : لقد اعطي عليُّ بن ابي طالب ثلاث خصال لإن
تكون لي خصلةٌ منها أحبّ إليَّ من أن اعطي حمر النعم ... الحديث.
ومثله قول عبد
الله بن عمر في صحيحته التي أسلفناها بلفظه ص ٥٦ فتراهما يعدّان هذه الفضائل
الثلاث خاصّة لأمير المؤمنين لم يحظ بهنَّ غيره ، لا سيَّما انَّ ابن عمر يرى في
أوَّل حديثه إنَّ خير الناس بعد رسول الله ابو بكر ، ثمَّ أبوه ، لكنَّه مع ذلك لا
يشرك ابا بكر مع أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث الباب ولا الخوخة.
فلو كان لحديث ابي
بكر مقيلٌ من الصحّة في عصر الصحابة المشافهين لصاحب الرسالة صلىاللهعليهوآله والسامعين حديثه لما تأتّى منهما هذا السياق.
على أنَّ هذه
الكلمة على فرض صدورها منه صلىاللهعليهوآله صدرت أيّام مرضه فما الفرق بينها وبين حديث الكتف والدواة
المرويِّ في الصِّحاح والمسانيد ، فلما ذا يُؤمن ابن تيميّة ببعض ويكفر ببعض؟
وشتّان بين حديث
الكتف والدواة وبين فتح الخوخة لابي بكر فإنَّ الأوَّل كما هو المتسالم عليه وقع
يوم الخميس ، وحديث ابن عبّاس : يوم الخميس وما يوم الخميس ، لا يخفى على أيِّ
أحد.
فأجازوا حوله ما
قيل فيه والنبيُّ يخاطبهم ويقول : لا ينبغي عندي تنازعٌ ، دعوني فالَّذي أنا فيه
خيرٌ ممّا تدعوني إليه ، وأوصى
في يومه ذاك
بإخراج المشركين من جزيرة العرب ، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم فلم يقولوا في ذلك كلّه ما قيل في حديث الكتف والدواة.
وأمّا حديث سدِّ
الخوخات ففي اللمعات : لا معارضة بينه وبين حديث ابي بكر لأنَّ الأمر بسدِّ
الأبواب وفتح باب عليٍّ كان في أوَّل الأمر عند بناء المسجد ، والأمر بسدِّ
الخوخات إلّا خوخة ابي بكر كان في آخر الأمر في مرضه حين بقي من عمره ثلاثة أو اقل
.
وقال العيني في
عمدة القاري ٧ ص ٥٩٢ : إنّ حديث سدِّ الأبواب كان آخر حياة النبيِّ في الوقت الذي
أمرهم أن لا يؤمّهم إلّا ابو بكر ، والمتَّفق عليه من يوم وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم الاثنين. فعلى هذا يقع حديث الخوخة يوم الجمعة أو
السبت ، وبطبع الحال إنَّ مرضه صلىاللهعليهوآله كان يشتدّ كلّما توغَّل فيه ، فما بال حديث الخوخة لم يحظ
بقسطٍ ممّا حطي به حديث الكتف والدواة عند المقدّسين لمن قال قوله فيه؟
أنا أدري لِمَ ذلك
، والمنجِّم يدري ، والمغفَّل ايضاً يدري ، وابن عبّاس أدرى به حيث يقول : الرزيّة
كلُّ الرزيّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
__________________
[حديث «أنت ولي كل مؤمن بعدي»]
وممّا كذَّبه ابن
تيميّة من الحديث قوله صلىاللهعليهوآله : «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي». قال : فإنَّ هذا موضوعٌ
باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث.
ج ـ كان حق المقام
أن يقول الرجل : إنَّ هذا صحيحٌ باتِّفاق أهل المعرفة ، غير أنّه راقه أن يموِّه
على صحّته ، ويشوِّهه ببهرجته كما هو دأبه ، أفهل يحسب الرجل انَّ من أخرج هذا
الحديث من أئمّة فنِّه ليسوا من أهل المعرفة بالحديث؟ وفيهم إمام مذهبه أحمد بن
حنبل أخرجه بإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقاتٌ قال :
حدّثنا عبد
الرَّزاق ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدّثني يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله ، عن
عمران بن حصين قال : بعث رسول الله سريّة وأمَّر عليها عليَّ بن أبي طالب فأحدث
شيئاً في سفره فتعاقد أربعة من أصحاب محمّد أن يذكروا أمره إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال عمران : وكنّا
إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله فسلّمنا عليه قال : فدخلوا عليه فقام رجلٌ منهم
فقال : يا رسول الله إنَّ علياً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه.
ثمّ قام الثاني
فقال : يا رسول الله إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه.
ثمّ قام الثالث
فقال : يا رسول الله إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا.
ثمّ قام الرّابع
فقال : يا رسول الله إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا.
قال : فأقبل رسول
الله على الرابع وقد تغيَّر وجهه وقال : «دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً
، إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي» .
وأخرجه الحافظ ابو
يعلى الموصلي عن عبد الله بن عمر القواريري والحسن بن عمر الحمري والمعلّى بن مهدي
كلّهم عن جعفر بن سليمان ، وأخرجه بن ابي شيبة ، وابن جرير الطبري وصحَّحه ، وابو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ج ٦ ص ٢٩٤ ، ومحبّ
الدين الطبري في الرِّياض النضرة ٢ ص ١٧١ ، والبغوي في المصابيح ٢ ص ٢٧٥ ولم يذكر
صدره ، وابن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٤ ، والسيوطي والمتَّقي في الكنز ٦ ص ١٥٤ ، ٣٠٠
وصحّحه ، والبدخشي في نزل الأبرار ٢٢.
__________________
صورة اخرى
«ما تريدون من
عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! إنَّ عليّاً منّي وأنا منه ،
وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي».
اخرجه بهذا اللفظ
الترمذي في جامعه ٢ ص ٢٢٢ بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقاتٌ ، وكذلك النسائي في
الخصائص ٢٣ ، الحاكم النيسابوري في المستدرك ٣ ص ١١١ وصحَّحه وأقرَّه الذهبي ، ابو
حاتم السجستاني ، محبّ الدين في الرياض ٢ ص ٧١ ، ابن حجر في الإصابة ٢ ص ٥٠٩ وقال
: إسنادٌ قويٌّ ، السيوطي في الجمع كما في ترتيبه ٦ ص ١٥٢ ، البدخشي في نزل
الأبرار ٢٢.
اسناد آخر
أخرج ابو داود
الطيالسي ، عن شبعة ، عن ابي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس : انّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله قال لعليٍّ : «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي» .
تاريخ ابن كثير ٧
ص ٣٤٥ ، والإسناد كما مرَّ غير مرَّة صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ.
فإن كان هؤلاء
الحفّاظ والأعلام خارجين عن أهل المعرفة
__________________
بالحديث فعلى
إسلام ابن تيميّة السَّلام ، وإن كانوا غير داخلين في الاتِّفاق فعلى معرفته
العفاء ، وإن كان لم يُحط خبراً بإخراجهم الحديث حين قال ما قال فزه بطول باعه في
الحديث ، وإن لم يكن لا ذاك ولا هذا فمرحباً بصدقه وأمانته على ودائع النبوَّة.
هذه نبذةٌ يسيرةٌ
من مخاريق ابن تيميّة ، ولو ذهبنا إلى استيفاء ما في منهاج بدعته من الضَّلالات ،
والأكاذيب ، والتحكّمات ، والتقوُّلات ، فعلينا أن نعيد استنساخ مجلداته الأربع
ونردفها بمجلَّدات في ردِّها ، ولم أجد بياناً يُعرب عن حقيقة الرجل ، ويُمثِّلها
للملأ العلميِّ ، غير انّي اقتصر على كلمة الحافظ ابن حجر في كتابه الفتاوى
الحديثيّة ص ٨٦ قال :
ابن تيميّة عبدٌ
خذله الله وأضلَّه وأعماه وأصمَّه وأذلَّه ، وبذلك صرَّح الأئمّة الَّذين بيَّنوا
فساد أحواله ، وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد
المتَّفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد ابي الحسن السبكي ، وولده التاج
والشيخ الإمام العزّ بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعيّة والمالكيّة
والحنفيّة ، ولم يقصر اعتراضه على متأخِّري الصوفيّة بل اعترض على مثل عمر بن
الخطّاب وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.
والحاصل : أن لا
يُقام لكلامه وزنٌ ، بل يُرمى في كلِّ وعرٍ
وحزن ، ويُعتقد
فيه انَّه مبتدعٌ ضالٌّ مضلٌّ غال ، عامله الله بعدله ، وأجارنا من مثل طريقته
وعقيدته وفعله .. آمين.
إلى أن قال :
إنَّه قائلٌ بالجهة وله في إثباتها جزءٌ ، ويلزم أهل هذا المذهب الجسميّة
والمحاذاة والاستقرار ، اي : فلعلّه في بعض الأحيان كان يصرّح بتلك اللوازم فنُسب
إليه ، سيَّما وممّن نسب إليه ذلك من أئمَّة الإسلام المتَّفق على جلالته وإمامته
وديانته ، وإنّه الثقة العدل المرتضى المحقِّق المدقِّق ، فلا يقول شيئاً إلّا عن
تثبّت وتحقّق ومزيد احتياطٍ وتحرٍّ ، سيَّما إن نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره ،
وردَّته ، وضلاله ، وإهدار دمه ... الكلام.
|
(وَيْلٌ لِكُلِّ
أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى
عَلَيْهِ
ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها
فَبَشِّرْهُ
بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (الجاثية ٧ ، ٨)
|
فهرس المصادر
الاحسان بترتيب
صحيح بن حبان ، علي بن بلبان ، تحقيق كمال يوسف الحوت ، دار الكتب العالمية ، ط ١
ـ ١٩٨٧ م.
الاحتجاج ، احمد
بن علي الطبري ، تحقيق محمد باقر الخرسان ، مشهد ـ ١٩٨١ م.
احقاق الحق ، نور
الله المرعشي ، مع تعليقات شهاب الدين المرعشي ، نشر مكتبة المرعشي ، قم ـ ١٤٠٥ ه.
امالي الصدوق ،
محمد بن علي الصدوق ، مؤسسة الأعلمي بيروت ، ط ٥ ـ ١٩٨٠ م.
الامامة والسياسة
، ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق طه محمد الزيني ، مؤسسة الحلبي ـ مصر.
الباب الحادي عشر
، العلامة الحلي ، تحقيق مهدي محقق ، نشر مؤسسة مطالعات اسلامي دانشكاه مك كيل ،
طهران ـ ١٣٦٥.
بحار الأنوار ،
محمد باقر المجلسي ، مؤسسة الوفاء بيروت ، ط ٢ ـ ١٩٨٣.
البداية والنهاية
، ابن كثير الدمشقي ، دار الفكر بيروت.
تاريخ الاسلام ،
الذهبي ، دار الكتاب العربي ، تحقيق عمر عبد السلام تدمري ، ط ١ ـ ١٩٨٧ م.
تاريخ بغداد ،
الخطيب البغدادي ، دار الكتاب العربي ، تصحيح محمد سعيد العرفي.
تاريخ الخلفاء ،
السيوطي ، دار الكتب العلمية بيروت ، ط ١ ـ ١٩٨٨ م.
تأويل الآيات
الظاهرة ، علي الحسيني الاسترآبادي ، مؤسسة النشر ، ط ١ ـ ١٤٠٩ ه.
ترجمة الامام علي
من تاريخ دمشق ، ابن عساكر ، دار التعارف للمطبوعات ، تحقيق محمد باقر المحمودي ،
ط ١ ـ ١٩٧٥ م.
تفسير البحر
المحيط ، محمد بن يوسف ابو حيان الاندلسي ، ط ٢ ـ ١٩٨٣.
تفسير العياشي ،
محمد بن مسعود العياشي ، تحقيق هاشم الرسولي المحلاتي.
تفسير القرآن
العظيم ، ابن كثير الدمشقي ، دار المعرفة بيروت ، ط ١ ـ ١٩٨٦ م.
تفسير القمي ، علي
بن ابراهيم القمي ، تحقيق طيب الموسوي الجزائري ، ط ٣ ـ ١٤٠٤ ه.
تفسير الكشاف ،
جار الله الزمخشري ، دار المعرفة بيروت.
التفسير الكبير ،
فخر الدين الرازي ، ط ٣ بيروت.
تفسير نور الثقلين
، عبد علي العروسي الحويزي ، تحقيق هاشم الرسولي المحلاتي.
تقريب التهذيب ،
ابن حجر العسقلاني ، دار الكتب الاسلامية ، ط ١ ، ١٣٩٣ ه.
تهذيب الاحكام ،
محمد بن الحسن الطوسي ، تحقيق حسن الخرسان ، دار الكتب الاسلامية ، ط ٣.
تهذيب تاريخ دمشق
الكبير ، ابن عساكر ، تهذيب عبد القادر بدران ، دار احياء التراث ، ط ٣ ـ ١٩٨٧.
تهذيب التهذيب ،
ابن حجر العسقلاني ، دار الفكر بيروت ، ط ١ ـ ١٩٨٤.
ثواب الاعمال ،
محمد بن علي الصدوق ، تحقيق علي اكبر الغفاري ، مكتبة الصدوق ، طهران.
جامع الاصول ، ابن
الاثير ، تحقيق عبد القادر الارناءوط.
الجامع الصغير في
احاديث البشير النذير ، جلال الدين السيوطي ، دار الفكر ، ط ١ ـ ١٩٨١ م.
الجامع لاحكام
القرآن ، القرطبي ، تحقيق احمد عبد العليم البرذوني ، دار احياء التراث بيروت.
الجرح والتعديل ،
الرازي ، دار احياء التراث العربي ، اوفسيت حيدرآباد الركن ، ط ١ ـ ١٩٥٢ م.
الحكمة المتعالية
، صدر الدين محمد الشيرازي ، مكتبة المصطفوي ، قم.
حلية الاولياء
وطبقات الاصفياء ، ابو نعيم الاصفهاني ، دار الكتاب العربي ، ط ٤ ـ ١٩٨٥ م.
خصائص امير
المؤمنين علي بن ابي طالب ، النسائي ، تحقيق احمد ميرين البلوشي ، ط ١ ـ ١٩٨٦.
الخصال ، محمد بن
علي بن بابويه الصدوق ، تصحيح علي اكبر الغفاري ، مؤسسة النشر الإسلامي ، ١٤٠٣ ه.
الدر المنثور في
التفسير بالمأثور ، جلال الدين السيوطي ، اوفسيت مكتبة المرعشي ، قم ـ ١٤٠٤ ه.
ذخائر العقبى في
مناقب ذوي القربى ، محب الدين الطبري ، مؤسسة الوفاء ، بيروت ـ ١٩٨١.
روح المعاني ،
محمود الآلوسي ، اوفسيت دار احياء التراث العربي.
سلسلة الينابيع
الفقهية ، علي اصغر مرواريد ، مؤسسة فقه الشيعة ، الدار الإسلامية ، ط ١ ـ ١٩٩٠.
السنة ، ابن ابي
عاصم ، المكتب الإسلامي ، ط ١ ـ ١٤٠٠ ه.
شرح المقاصد ، سعد
الدين التفتازاني ، تحقيق عبد الرحمن عميرة ، ط ١ ـ ١٩٨٩.
شرح المواقف ، علي
بن محمد الجرجاني ، مطبعة السعادة مصر.
شرح نهج البلاغة ،
ابن ابي الحديد ، دار احياء الكتب العربية ، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ، ط ٢ ـ
١٩٦٧.
شواهد التنزيل
لقواعد التفضيل ، الحاكم الحسكاني ، مؤسسة الاعلمي ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، ط
ـ ١٩٧٤.
علل الشرائع ؛
محمد بن علي بن بابويه الصدوق ، منشورات
المكتبة الحيدرية
، النجف ـ ١٩٦٦.
الغدير ، عبد
الحسين احمد الأميني ، مطبعة الحيدري ، ط ٤ ـ ١٩٧٦.
صحيح البخاري ،
محمد بن اسماعيل البخاري ، دار احياء التراث بيروت.
الصواعق المحرقة ،
ابن حجر الهيثمي ، دار الكتب العلمية بيروت ، ط ٣ ـ ١٩٩٣.
صحيح مسلم ، مسلم
بن القشيري ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
الضعفاء الكبير ،
محمد بن عمرو العقيلي ، دار الكتب العلمية ، تحقيق عبد المعطي امين قلعچي.
عبقات الانوار ،
حامد حسين الكهنوي ، تحقيق غلام رضا البروجردي ، ط ١ ـ ١٤٠٤ ه.
عيون اخبار الرضا
، محمد بن علي الصدوق ، تحقيق مهدي اللاجوردي.
غاية المرام وحجة
الخصام ، هاشم البحراني ، طبعة خالية عن المواصفات.
فتح الباري ، ابن
حجر العسقلاني ، دار احياء التراث العربي ، ط ٤ ـ ١٩٨٨.
فتح القدير ، محمد
بن علي الشوكاني ، دار المعرفة بيروت.
فرائد السمطين ،
ابراهيم بن محمد الجويني ، مؤسسة المحمودي ، ط ١ ـ ١٩٧٨.
فضائل علي بن ابي
طالب ، احمد بن حنبل ، طبعة خالية من المواصفات.
الكاشف في معرفة
من له رواية في الكتاب الستة ، الذهبي ، تحقيق عزت علي عطية وموسى محمد علي ، ط ١
ـ القاهرة ١٣٩٢ ه.
الكافي ، محمد بن
يعقوب الكليني ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلامية ، ١٣٩١ ه.
الكامل في التاريخ
، ابن الاثير. دار صادر بيروت ـ ١٩٧٩.
كنز العمال ،
المتقي الهندي ، مؤسسة الرسالة ، تحقيق بكري حياني ، صفوة السقا ، ط ٥ ـ ١٩٨٥.
اللآلي المصنوعة
في الاحاديث الموضوعة ، السيوطي ، دار المعرفة بيروت ، ١٩٨٣.
لسان الميزان ،
ابن حجر العسقلاني ، مؤسسة الأعلمي ، اوفسيت مطبعة دائرة المعارف النظامية ، ط ٣ ـ
١٩٨٦.
المجروحين من
المحدثين والضعفاء والمتروكين ، محمد بن حبان ، تحقيق محمد ابراهيم الزائد ، ط ١ ـ
١٣٩٦.
مصنفات الشيخ
المفيد ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ١٤١٣ ه.
مجمع البيان ،
الفضل بن الحسن الطبرسي ، مطبعة العرفان صيدا ، نشر ١٣٣٣ ه.
مجمع الزوائد
ومنبع الفوائد ، علي بن ابي بكر الهيثمي ، دار الكتاب العربي ، ط ٣ ـ ١٩٨٢.
المحاسن والمساوي
، ابراهيم بن محمد البيهقي ، دار احياء العلوم بيروت ، تحقيق محمد سويد ، ط ١ ـ ١٩٨٨.
مختصر تاريخ دمشق
، ابن عساكر ، تحقيق روحية النحاس ،
ط ١ ـ ١٩٨٤.
المستدرك على
الصحيحين ، الحاكم النيسابوري ، دار الحديث بيروت ، ١٩٧٨.
مسند ابي داود
الطيالسي.
مسند ابي يعلى
الموصلي.
مسند الامام الرضا
، جمع عزيز الله العطاردي ، نشر مؤتمر الإمام الرضا ـ مشهد.
مسند أحمد بن حنبل
، دار صادر بيروت.
مصابيح السنة ،
البغوي ، دار المعرفة بيروت ، تحقيق يوسف المرعشي.
المصنف في
الاحاديث والآثار ، ابي بكر بن ابي شيبة ، دار السلفية ، تحقيق مختار احمد الندوي
، ط ١ ـ ١٩٨٢.
معاني الاخبار ،
محمد بن علي الصدوق ، تصحيح علي أكبر الغفاري ، مؤسسة النشر ، ١٣٧٩.
المعجم الاوسط ،
الطبراني ، تحقيق الطحان.
المعجم الصغير ،
الطبراني ، دار الكتب العلمية ، ١٩٨٣.
المعجم الكبير ،
الطبراني ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.
معرفة علوم الحديث
، الحاكم النيسابوري ، تحقيق معظم حسين ، ام ـ اي ، دي ـ فيل اكسن ، ط ٢ ـ ١٩٧٧.
المغني في الضعفاء
، الذهبي ، تحقيق نور الدين عنتر.
المقنعة ، محمد بن
محمد بن النعمان المفيد ، مؤسسة النشر الإسلامي ، ١٤١٠ ه.
من لا يحضره
الفقيه ، محمد بن علي الصدوق ، تصحيح علي اكبر
الغفاري ، مؤسسة
النشر الاسلامي ، ط ٢ ـ ١٤٠٤ ه.
المناقب ، الموفق
بن احمد الخوارزمي ، تحقيق مالك المحمودي ، ط ٢ ـ ١٤١١ ه.
مناقب آل ابي طالب
، ابن شهرآشوب ، تحقيق يوسف البقاعي ، ط ٢ ـ ١٩٩١ م.
مناقب الامام علي
بن ابي طالب ، ابن المغازلي ، تحقيق محمد باقر البهبودي ، ١٩٨٣.
منهاج السنة
النبوية ، ابن تيمية ، تحقيق محمد رشاد سالم ، جامعة الامام محمد بن سعود.
الموضوعات ، عبد
الرحمن بن الجوزي ، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان ، ط ١ ـ ١٣٨٦.
ميزان الاعتدال ،
الذهبي ، دار المعرفة ، تحقيق علي محمد البجاوي.
الناسخ والمنسوخ ،
في القرآن الكريم ، ابو جعفر النحاس ، مؤسسة الكتب الثقافية ، ط ١ ـ ١٩٨٩.
نظرة في البداية
والنهاية ، عبد الحسين احمد الأميني ، اعداد احمد الكناني.
وسائل الشيعة ،
محمد بن الحسن الحر العاملي ، مؤسسة آل البيت ، ط ١ ـ ١٤١٢.
ينابيع المودة ،
القندوزي ، مؤسسة الاعلمي ، اوفسيت استانبول.
|