
محتويات العدد
*
كلمة التحرير :
* النجف الأشرف حاضرة
العلم والتراث.
................................................................. هيئة
التحرير ٧
*
تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (٢٤).
................................................. السيّد
علي الحسيني الميلاني ١٣
*
عدالة الصحابة (١١).
.......................................................... الشيخ
محمّد السند ٣٨
*
مثابرة أعلام الإمامية في حفظ وإحياء تراث الطائفة .. الشيخ الهمداني نموذجاً ١٢٥
........................................ الشيخ
محمّد باقر الأنصاري الزنجاني ١٢٥
*
فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (١٤).
........................................ السيّد
عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سّره ٢١٦
*
مصطلحات نحوية (٢٣).
...................................................... السيّد
علي حسن مطر ٢٧٣
*
من ذخائر التراث :
* الكواكب الدرّية في
النصوص على إمامة خبر البرّية ـ للسيّد صلاح بن إبراهيم بن أحمد الحسني الزيدي ،
المتوفّى أوائل القرن الثامن الهجري.
............................................ تحقيق
: السيّد شهيد الخطيب ٣١١
*
من أنباء التراث :
................................................................ هيئة
التحرير ٤٠٧
* * *
*
صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «الإفصاح عن أحوال رواة الصحاح» للشيخ المظفّر ،
محمّد حسن بن محمّد بن عبدالله النجفي (١٣٠١ ـ ١٣٧٥ هـ) ، والذي تقوم مؤسّسة آل
البيت عليهم السلام لإحياء التراث بتحقيقه.

كلمة العدد :
النجف الأشرف حاضـرة العلم والتراث
بسـم الله الرحمن الرحـيم
كانت الأيدي
على القلوب طوال حكم الطاغية في العراق ، خوفاً على كلّ شيء نفيس .. أرواح الناس ،
حرمة المقدّسات ، ووجود الحوزة والعلماء ، وذخائر التراث!
ورغم ذهاب عصر
الطاغية بالكثير منها ، بقي الكثير والحمد لله ..
وقد بذلت
المرجعية والغيارى من أهل الخير والشباب المخلص ، جهوداً لحفظ ما يمكن حفظه من
مكتبات النجف ، وعدم إعطاء المبرّر للسلطة أن تضع يدها عليها ، وقاموا سرّاً
بتصوير مجموعات من نفائس مخطوطاتها في أقراص ، لحفظ نسختها من عاديات الزمان!
ومع سقوط
الطاغية ، تنفّست النجف ومراكز العلم الصعداء ، مع كلّ ذي روح في العراق ، وفرح
الجميع بمن بقي من رجال العلم ، وما بقي تراثه الثمين ، لولا غارة أعداء الأُمّة
على متحف بغداد ومكتباتها بالاِحراق والسرقة!
فقد احتضنت هذه
المدينة العريقة ، إضافة إلى ما عُرف باسمها من أماكن مقدّسـة وآثار قديمة ، وعلى
مدى تاريخها المضيء ، عشرات المكتبات الخاصّـة والعامّـة ، التي حوت في رفوفها ـ
وما زالت ـ أُلوف المخطوطات ومئات النفائس ، رغم أنّها تعرّضت من قديم الزمان
وخاصّة في عصرنا إلى أنواع الحوادث ، وتضرّرت كثيراً أو قليلاً ..
وكنموذج لما في
هذه المكتبات من نفائس نذكر فقرات بخصوص إحداها ، وهي : «خزانة الروضة الحيدرية» ،
نقتطفها من مقدّمة فهرس
مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية ، الذي وضعه العلامّة السـيّد أحمد الحسيني ، من شأنها
أن تلقي ضوءاً على وضع هذه الخزانة المهمّة ، ومثيلاتها في النجف ، علماً أنّ هذا
الكلام كتب سنة ١٣٩١ هـ ـ ١٩٧٧ م ، حينما كانت المكتبات أحسن حالاً منها اليوم ..
قال : «الخزانة
العلوية ثرية بالغة الثراء بما تحويه من الأعلاق النفيسة التي لا تقدّر بثمن ، ذلك
لأنّ مرقد الاِمام أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب عليه السلام كان ولا يزال مهوى
أفئدة المسلمين ، فلا يخلو في وقت من الأوقات من الوافدين لزيارته من أنحاء العالم
، وكان الملوك والعظماء والأعيان وأرباب الثراء وسائر الطبقات المختلفة يتبارون في
إهداء أنفس ما يملكونه من النوادر ، وأعزّ ما يجدونه من التحف للمشهد الشريف ، ومن
هنا اجتمع في خزانة المشهد مع مرور السنين المتمادية ، ما يعجز عن تقييمه حتّى
الخبراء.
وفي هذه التحف
الشيء الكثير من المجوهرات والآثار الباقية من الشخصيات الكبيرة ، والمصنوعات
اليدوية الثمينة ، وأنواع الفرش والستائر
والمعلّقات والمصابيح وغيرها .
وبضمن هذه
الخزانة الأثرية مكتبة فيها أكثر من سبعمائة وخمسين نسخة مخطوطة من القرآن الكريم
، وكتب الأدعية ، وبعض الكتب القديمة الأُخرى ، هي البقية الباقية من المكتبة
الشهيرة التي عرفت عند المؤرّخين بـ : مكتبة الخزانة الغروية ، والتي وصفها بعض
المؤرّخين بأنّ فيها عشرات الأُلوف من المخطوطات .
وليس بين
أيدينا ما يحدّد بالضبط المؤسّس الأوّل لهذه الخزانة وتاريخ تأسيسها ، إلاّ أنّ
الذي يقال : إنّ عضد الدولة البويهي ، المتوفّى سنة ٣٧٢ هـ ، كان ممّن عني بها إلى
جانب عنايته بعلماء النجف وفقهائها .
وربّما قيل
بأنّ تاريخ تأسيسها يرجع إلى القرن الثالث أو ما بعده على الظنّ القريب .
ولعلّ أسبق من
ذكر هذه الخزانة في مؤلّفاته هو السـيّد رضي الدين علي بن طاووس الحلّي ، المتوفّى
سنة ٦٦٤ هـ ؛ فإنّه ذكر في عدّة موارد من كتبه بعض المصادر العتيقة التي رجع إليها
مصرّحاً بأنّها توجد في الخزانة الغروية .
وفي سنة ٧٥٥ هـ
أُصيب المشهد العلوي بحريق ذهب على أثره كثير
____________
من التحف ، وكان من جملة ما أصابه الحريق المكتبة الموجودة في الصحن الشريف
، ومن التحف النادرة التي أتى عليها الحريق المذكور مصحف في ثلاثة مجلّدات بخطّ
الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام .
وهذا الحريق مع
أنّه أتلف نفائس كبيرة الأهمّية ، إلاّ أنّه لم يأت على كلّ المكتبة ، فقد يوجد
فيها الآن طائفة من الكتب أُوقفت عليها قبل هذا التاريخ ، ومن بينها كتب ابن كمونة
التيأوقفت في القرن السابع الهجري.
للخزانة غرفة
في الصحن الشريف وعمل لها مخازن ونضد الكتب وأصلح بعضها ، وحفظ بعمله هذا النتف
الباقية من تلك الكتب النادرة .
وقد سعى في
فهرسة هذه الخزانة اثنان من الباحثين المعاصرين هما :
١ ـ المغفور له
الشيخ آغا بزرك الطهراني ؛ فإنّ الخزانة فتحت له في حدود سنة ١٣٥٠ هـ ففهرس ما
فيها من الكتب ليدرجها في كتابه القيّم الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، وهناك بعض الكتب الموجودة في الخزانة ، ولم توجد في الذريعة ، وحدّثني صديق أنّه رأى عند الشيخ أوراقاً كان يكتبها
داخل الخزانة ليوزّعها بعد ذلك في كتابه ، ولكن فاته توزيع بعض الأسماء الموجودة
في تلك الأوراق في موسوعته.
كما أنّنا نجد
كتباً يصرّح الشيخ بأنّها توجد فى الخزانة وهي غير موجودة الآن ، وظنّنا أنّها
تلفت بعد اطّلاع الشيخ على محتويات الخزانة.
٢ ـ الدكتور
حسين علي محفوظ ؛ فإنّه زار الخزانة في سنة ١٣٧٧ هـ ساعات قليلة وسجّل بعض
المعلومات عن مخطوطات ٨٢ كتاباً في مجلّة معهد المخطوطات المجلّد الخامس الجزء
الأوّل ص ٢٣ ـ ٣٠ بتاريخ شهر
____________
ذي القعدة ١٣٧٨ هـ ، وصرّح بأنّه استعان بما كتبه الشيخ آغا بزرك الطهراني
في الذريعة».
ومن المناسب أن
نذكر نموذجين من مخطوطات النجف الأشرف : كتاب مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، وكتاب ضياء العالمين ..
وعن الأوّل قال
العلاّمة الطهراني ؛ في الذريعة ٢١ / ٥٤ : «للشيخ أبي الفضل علي ابن الشيخ رضي
الدين أبي نصر الحسن بن أبي علي المفسّر الطبرسي ، الملقّب بـ : أمين الاِسلام
الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، وهو ممّا ينقل عنه في البحار ... يوجد عند الميرزا محمّـد علي الأُردوبادي في النجف
...». انتهى.
وقد حقّقت
الكتاب ونشرته مؤسّـسة آل البيت : لاِحياء التراث.

وعن الثاني قال
؛ في الذريعة ١٥ / ١٢٤ : «في الاِمامة ، للشريف العدل المولى أبي الحسن بن محمّـد
طاهر الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني الغروي ، المتوفّى حدود ١١٤٠ ... في
مجلّدين في أكثر من ٦٥٠٠٠ بيت ، يوجد في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين العامّة
بالنجف ، والمكتبة الجعفرية في كربلاء ، ومكتبة آل كاشف الغطاء ، والمكتبة
(التسترية) ، وهو مرتّب على مقدّمة ومقصدين وخاتمة ...». انتهى.
والكتاب قيد
التحقيق في مؤسّـسة آل البيت : لاِحياء التراث.

تشـييد المـراجَعـات
وتفنيد المكابَـرات
(٢٤)
|
|
السـيّد عليّ الحسـيني الميلاني
دلالة حديث الغدير
قال الخصم :
بعد الوجوه
التي ذكرها في مناقشة سند حديث الغدير ، والتي قد تقدّم الجواب عنها وبيان واقع
الحال فيها :
«خامسها : وعلى
فرض ثبوت هذه الألفاظ وصحّتها ، فإنّه لا دلالة لها على ما ذهب إليه الموسوي ...»
فذكر الأُمور التالية بعين ألفاظه :
١ ـ «لأنّ
المولى لا تأتي بمعنى الأوْلى بالتصرّف عند أهل اللّغة» ونقل عن العلاّمة الدهلوي
: «أنكر أهل العربية قاطبة ...».
٢ ـ «إنّ
المولى لو كان بمعنى الأوْلى لا يلزم أن تكون صلته بالتصرّف ...».
٣ ـ «ذِكر
المحبّة والعداوة دليل صريح على ...».
٤ ـ «قال الشيخ
الدهلوي : وفي هذا الحديث دليل صريح على اجتماع الولايتين في زمانٍ واحدٍ ... وفي
اجتماع التصرّفين محذورات كثيرة ...».
أقول :
هذا عمدة ما
عندهم ، والأصل في كلام الخصم هو ابن تيمية ثمّ الدهلوي ، وسيظهر أنّ الفخر الرازي
ـ المشكّك في الثابتات ـ هو المروّج لهذه الشبهات ، وسيكون بحثنا مع هؤلاء وعدادهم
في العلماء ، لا مع أتباعهم الجهلاء!
ولعلّ العمدة
من بين الأُمور المذكورة هو الأمر الأوّل ، فنقول :
هل أنكر اللغوّيون مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى»؟
إنّ دعوى إجماع
أهل العربية قاطبة مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» لا تصدر إلاّ عن جهلٍ شديد أو من
متعصّب عنيد!!
وكلام المولوي
عبـد العزيز الدهلوي الهندي موجود في كتابه التحفة الاثنى عشرية بالفارسية ، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية ملخّصاً باسم مختصر التحفة الاثنى
عشرية ، وهذا نصّ ما
جاء فيه في ردّ دلالة حديث الغدير :
«أمّا الأحاديث
التي تمسّك بها الشيعة على هذا المدّعى فهي اثنا عشر حديثاً :
الأوّل : حديث
غدير خمّ المذكور عندهم بشأنٍ عظيم ، ويحسبونه نصّاً قطعيّاً في هذا المدّعى ، حاصله
: إنّ بريدة بن الحصيب الأسلمي روى أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا نزل
بغدير خمّ حين المراجعة عن حجّة الوداع ـ وهو موضع بين مكّة والمدينة ـ أخذ بيد
عليّ وخاطب جماعة
____________
المسلمين الحاضرين فقال :
يا معشر
المسلمين! ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟! قالوا : بلى. قال : من كنت مولاه فعليّ
مولاه ، اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه.
قالت الشيعة في
تقرير الاستدلال بهذا الحديث : إنّ المولى بمعنى الأوْلى بالتصرّف ؛ وكونه أوْلى
بالتصرّف عين الاِمامة.
ولا يخفى : إنّ
أوّل الغلط في هذا الاستدلال هو إنكار أهل العربية قاطبةً ثبوت ورود المولى بمعنى
الأوْلى ، بل قالوا : لم يجىَ قطّ المفعل بمعنى أفعل في موضعٍ ومادّةٍ أصلاً ، فضلاً
عن هذه المادّة بالخصوص ...» .
أقـول :
إنّه ـ بغضّ
النظر عمّا في هذا الكلام ، كإيهامه انفراد «بريدة بن الحصيب» برواية حديث الغدير
مع أنّ رواته من الصحابة يبلغون العشرات ـ يدّعي إجماع أهل العربية على عدم مجيء «المولى»
بمعنى «الأوْلى» ..
ونحن ننقل هنا
نصوص جماعةٍ من أعيان الحديث والتفسير واللّغة ، الصريحة في مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى»
، في جملةٍ من أشهر كتبهم في تلك العلوم :
* قال الفخـر
الرازي بتفسـير قوله تـعالى : (هي مـولاكم وبئس
المصـير)
«وفي لفظ
المولى ها هنا أقوال : أحدها ...
____________
والثاني : قال
الكلبي : يعني : أوْلى بكم. وهو قول الزجّاج والفرّاء وأبي عبيدة ...» .
* وقال أبو
حـيّان الأندلسـي بتفسـير قوله تعالى : (قل لن يصيبنا إلاّ ما
كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكّل المؤمنون) :
«... وقال
الكلبي : أوْلى بنا من أنفسنا في الموت والحياة. وقيل : مالكنا وسـيّدنا ، فلهذا
يتصرّف كيف شاء ، فيجب الرضا بما يصدر من جهته ...» .
فهـذا رأي «محمّـد
بـن السائـب الكلبـي» و «الفـرّاء» و «الزجّـاج» و «أبي عـبيدة» ..
أمّا «الكلبي»
فمفسّـر مشـهور ، توفّي سنة ١٤٦.
وأمّا «الفرّاء»
فهو «أبرع الكوفيّـين وأعلمهم بالنحو واللّغة وفنون الأدب» ، توفّي سنة ٧٠٢.
وأمّا «الزجّاج»
فهو «الاِمام في العربية» ، توفّي سنة ١١٣.
وأمّا «أبو
عبيدة» فهو «معمر بن المثنّى التيمي البصري اللّغوي العلاّمة الأخباري ، صاحب
التصانيف ، وكان أحد أوعية العلم» ، توفّي سنة ٢١٠.
____________
* وقال الفخر
الرازي : «إنّ أبا عبيدة قال في قوله تعالى : (مأواكم النار هي
مولاكم) : معناه : هي أوْلى بكم ؛ وذكر هذا أيضاً : الأخفش
والزجّاج وعلي بن عيسى ، واستشهدوا ببيت لبيد ...» .
و «الأخفش» هو
«من أئمّة العربية» ، توفّي سنة ٥١٢.
و «علي بن عيسى»
هو «الرمّاني» : «شيخ العربية» ، توفّي سنة ٣٨٤.
* وقال الحسين
بن أحمد الزوزني بشرح بيت لبيد :
فغدت كلا
الفرجين تحسب أنّهمولى المخافة خلفها وأمامها
«قال ثعلب : إنّ
المولى في هذا البيت بمعنى الأوْلى بالشيء ، كقوله تعالى : (مأواكم
النار هي مولاكم) أي : هي الأوْلى بكم ...» .
وهذا رأي ثعلب
؛ قال الذهبي : العلاّمة المحدّث شيخ اللّغة والعربية ، المتوفّى سنة ١٩٢.
* وقال الجوهري
بشرح قول لبيد :
«يريد : إنّه
أوْلى موضع أن يكون فيه الخوف» ..
قال الذهبي
بترجمته : «والجوهري ـ صاحب الصحاح : أبو نصر
____________
إسماعيل بن حمّاد التركي اللّغوي ، أحد أئمّة اللسان ...» .
ووصف السيوطي
كتابه
الصحاح بقوله : «فهو
في كتب اللّغة نظير صحيح
البخاري في كتب الحديث
، وليس المدار في الاعتماد على كثرة الجمع بل على شـرط الصحّة» .
* وقال البغوي
بتفسير الآية : (مأواكم النار هي مولاكم) :
«صاحبتكم
وأوْلى بكم ؛ لِما أسلفتم من الذنوب» .
* وقال
الزمخشري بتفسيرها :
«قيل : هي
أوْلى بكم ، وأنشد بيت لبيد ...» .
وقال في أساس البلاغة في مادّة «ولي» :
«ومولاي : سيدي
وعبـدي ، ومولى من الولاية : ناصر ، وهو أوْلى به» .
* وقال أبو الفرج
ابن الجوزي بتفسير الآية :
«قال أبو عبيدة
: أي أوْلى بكم» .
* وقال
النيسابوري :
«قيل : المـراد
أنّها تتوّلى أُموركم كما تولّيتم في الدنيا أعمال أهل النار. وقيل : أراد هي
أوْلى بكم ؛ قال جار الله : حقيقته هي محراكم ومقمنكم ، أي مكانكم الذي يقال فيه :
هو أوْلى بكم ، كما قيل : هو مئنة
____________
للكرم ، أي : مكان لقول القائل : إنّه لكريم» .
وبتفسير الآية
: (والله مولاكم) :
«متولّي
أُموركم ، وقيل : أوْلى بكم من أنفسكم ، ونصيحته أنفع لكم من نصائحكم لأنفسكم» .
* وقال القاضي
البيضاوي بتفسير الآية : (هي مولاكم) :
«هي أوْلى بكم
، كقول لبيد ... حقيقته : محراكم ، أي مكانكم الذي يقال فيه : أوْلى بكم» ..
* وقال النسفي
كذلك بالنصّ بتفسيرها في تفسيره الشهير .
* وكذا بتفسير
الجلالين ..
* وبتفسير أبي
السـعود .
ولا يخفى : أنّ
هؤلاء أئمّة التفسير عند القوم ، وكتبهم أشهر التفاسير المعتمدة في ما بينهم ..
* واعترف بذلك
كبار علماء الكلام ، كالسـعد التفتازاني والعلاء القوشجي وغيرهما ؛ فقد جاء في شـرح المقاصـد وفي شـرح
التجريد ، وهما من
أشهر كتبهم في العقائد ما نصّه : «ولفظ (المولى) قد يراد به : المعتق ، والحليف ، والجار
، وابن العم ، والناصر ، والأوْلى بالتصرّف ..
____________
قال الله تعالى
: (مأواكم النار هي مولاكم) أي : أوْلى
بكم ؛ ذكره أبو عبيدة.
وقال النبيّ
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ... أي : الأوْلى
بها ، والمالك لتدبير أمرها.
ومثله في الشعر
كثير.
وبالجـملة ، اسـتعمال
المولى بمعـنى : المتولّي ، والمالك للأمر ، والأوْلى بالتصرّف ، شائع في كلام
العرب ، منقول عن كثير من أئمّة اللّغة. والمراد : إنّه اسم لهذا المعنى لا أنّه
صفة بمنزلة الأوْلى ، ليعترض بأنّه ليس من صيغة أفعل التفضيل وأنّه لا يستعمل
استعماله» .
أقـول :
وفي هذا الكلام
فوائد :
١ ـ مجيء «المولى»
بمعنى «الأوْلى» في الكتاب والسُـنّة الصحيحة والشعر الكثير.
٢ ـ إنّه منقول
عن كثير من أئمّة اللّغة.
٣ ـ عدم ورود
الاعتراض بأنّ «المولى» لا يستعمل استعمال «الأوْلى».
وقد أشار
التفتازاني والقوشجي بذلك إلى اعتراض الفخر الرازي على تلك الاستعمالات الفصيحة
الشائعة ، بأنّه إذا كان «المولى» يجيء بمعنى «الأوْلى» ، فلماذا لا يصحّ أن يقال
: «فلان مولى منك» بدلاً من : «أوْلى منك»؟!
____________
هذا الاعتراض
الذي أخذه الدهلوي ، وقلّده الجهلة ، في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير ، طرحه
الرازي بتفسير (هي مولاكم) ؛ إذ قال ـ بعد ذكر قول أئمّة اللّغة بأنّ المعنى : «أوْلى
بكم» :
«واعلم أنّ هذا
الذي قالوه معنىً وليس بتفسيرٍ للّفظ ؛ لأنّه لو كان «مولى» و «أولى» بمعنى واحد
في اللّغة ، لصحّ استعمال كلّ واحد منهما في مكان الآخر ، فكان يجب أن يصحّ أن
يقال : هذا مولى من فلان ، كما يقال : هذا أوْلى من فلان ... ولمّا بطل ذلك ، علمنا
أنّ الذي قالوه معنىً وليس بتفسـير» .
ولكنّه فـي
كتاب نهاية
العقـول عـدل عن ذلك ؛
إذ قال : «إنّ المولى لو كان يجيء بمعنى الأوْلى لصحّ أنْ يقرن بأحدهما كلّ ما
يصحّ قرنه بالآخر ، لكنّه ليس كذلك ، فامتنع كون المولى بمعنى الأوْلى ... إنّه لا
يقال : هو مولى من فلان ، كما يقال : هو أوْلى من فلان ...» ثمّ قال في نهاية كلامه
: «وهذا الوجه فيه نظر مذكور في الأُصـول» .
والنيسابوري ـ
الذي تبع الرازي في كثير من المواضع ـ قال هنا : بأنّ في ما ذكره بحثاً لا يخفى .
أقـول :
وجه النظر
والبحث : وجود موارد كثيرة من المترادفين لا يجوز في اللّغة قيام أحدهما مقام
الآخر ، وأنّ بينهما فروقاً عديدة ..
____________
مثلاً : مدلول
«حتّى» و «إلى» هو الغاية ، إلاّ أنّ الثاني يدخل على الضمير دون الأوّل.
و : مدلول «الواو»
و «حتّى» العاطفتين واحد ، لكنّ بينهما فروقاً ذكرها ابن هشام في مغـني اللبيب.
وكذا الحال في
«إلاّ» و «غير» ، و «هل» و «الهمزة» الاستفهاميّتين ، كما في الأشباه والنظائر لجلال الدين السيوطي.
حديث الغدير بلفظ : «مَن كنت أوْلى به ...» :
هذا ، وقد ورد
حديث الغدير بلفظ : «مَن كنت أوْلى به من نفسه ...» في بعض المصادر المعتبرة ، وهذا
أيضاً من جملة مثبتات مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ..
فـقد أخـرج
الطبرانـي ، بإسـناده عـن زيد بن أرقم : «ثمّ أخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال : مَن
كنت أوْلى به من نفسه فعليّ وليّه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» .
حديث الغدير بلفظ : «مَن كنت وليّه فعليٌّ وليّه ...» :
وأخـرج أحـمد
والنسائـي وابـن ماجـة والطبري والحاكم والذهبي وابن كثير وغيرهم ، بأسانيد صحيحة
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال يوم غدير خمّ : «مَن كنت وليّه
فهذا وليّه» .
____________
وتلخّـص :
إنّ «المولى»
يجيء بمعنى «الأوْلى». وقد اعترف بذلك أئمّة القوم في التفسير والحديث والكلام
واللّغة والأدب ، وذكروا لذلك شواهد من الكتاب والسُـنّة والشعر ... فسقط الاِشكال
على دلالة حديث الغدير من جهة تفسير «المولى» فيه بـ : «الأوْلى» ، وظهر كذب دعوى إجماع
أهل العربية على عدم مجيء مفعل بمعنى أفعل في شيء من المواد فضلاً عن هذه المادّة!
بل لقد ثبت
ورود حديث الغدير بنفس لفظة «الأوْلى» بأسانيد القوم في كتبهم المعتبرة.
ما الدليل على كون صلة «الأوْلى» هو «بالتصرّف»؟
ثمّ إنّهم
بعدما اضطرّوا إلى التسليم والاعتراف بمجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ، جعلوا
يطالبون بالدليل على كون صلة «الأوْلى» هو «بالتصرّف» ، وإنّه لماذا لا تكون الصلة
«بالمحبّة» مثلاً؟
فنقـول :
أوّلاً : قد
ثبت أنّ «المولى» يجيء بمعنى «المتصرّف في الأمر» ؛ فقـد ذكر الرازي بتفسير قوله
تعالى : (واعتصموا بالله هو مولاكم) : «... هو مولاكم : سـيّدكم والمتصرّف فيكم ...» .
____________
وقال
النيسابـوري بتفسـير الآية : (ثمّ رُدّوا إلى اللهِ
مولاهُـمُ الحقّ) : «والمعنى : إنّهم كانوا في الدنيا تحت تصرّفات
الموالي الباطلة ، وهي النفس والشهوة والغضب ، فلمّا ماتوا تخلّصوا إلى تصرّفات
مولاهم الحـقّ» .
وثانياً
: قد ثبت مجيء «المولى» بمعنى «متولّي الأمر» ، ولا فرق بين «المتولّي» و «المتصرّف» كما لا يخفى.
ونكتفي بعبارة
الفخر الرازي بتفسير قوله تعالى : (أنت مولانا فانْصُرنا
على القوم الكافرين) ، قال : «وفي قوله : (أنت مولانا) ، فائدة أُخرى
، وذلك : إنّ هذه الكلمة تدلّ على نهاية الخضوع والتذلّل والاعتراف بأنّه سبحانه
هو المتولّي لكلّ نعمة يصلون إليها ، وهو المعطي لكلّ مكرمة يفوزون بها ، فلا جرم
أظهروا عند الدعاء أنّهم في كونهم متّكلين على فضله وإحسانه ، بمنزلة الطفل الذي
لا تتمّ مصلحته إلاّ بتدبير قيّمه ، والعبد الذي لا ينتظم شمل مهمّاته إلاّ بإصلاح
مولاه ، فهو سبحانه قيّوم السماوات والأرض والقائم بإصلاح مهمّات الكلّ ، وهو
المتولّي في الحقيقة للكلّ على ما قال ، (نعم المولى ونعم
النصير) » .
____________
وثالثاً
: قد ثبت مجيء «المولى» بمعنى «المليك» ، وهل «المليك»
إلاّ «المتصرّف في الأُمور»؟!
لقد نصَّ على
مجيء «المولى» بالمعنى المذكور البخاري في كتاب التفسير ؛ قال : «باب (ولكلٍّ
جعلنا موالي ممّا ترك الوالدان والأقربون والّذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبَهم إنّ
الله كان على كلِّ شيءٍ شهيداً) : وقال معمر : موالي : أولياء ، ورثة. عاقد أيمانكم : هو
مولى اليمين ، وهو الحليف. والمولى أيضاً : ابن العم ، والمولى : المنعم المعتق ، والمولى
: المعتق ، والمولى : المليك ، والمولى : مولىً في الدين» ..
فالمولى يجيء
بمعنى «المليك».
قال العيني
والقسطلاني في شرحيهما على صحيح
البخاري : «المولى : المليك
؛ لأنّه يلي أُمور الناس».
ورابعاً
: قد ثبت مجيء «المولى» بمعنى «السـيّد» ، ومن الواضح أنّ
«الاِمام» و «الرئيس» و «ولي الأمر» هو : «السـيّد» المطلق.
وخامساً
: إنّ صلة «الأوْلى» هي لفظة «التصرّف» أو نحوها من
الألفاظ الدالّة على وجوب الاِطاعة والامتثال والانقياد ... ممّا هو مقتضى الولاية
العامّة ، ولقد فهم الشيخان أبو بكر وعمر من لفظ حديث الغدير الأولويّة «بالاتّباع
والقرب» كما اعترف بذلك ابن حجر المكّي في مقام الجواب عن حديث الغدير ؛ إذ قال :
«سلّمنا إنّه
(أوْلى) لكنْ لا نسلّم أنّ المراد أنّه أولى بالاِمامة ، بل
____________
بالاتّباع والقرب منه ، فهو كقوله تعالى : (إنّ أوْلى الناس
بإبراهيم للّذين اتّبعوه) ، ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال ، بل هو
واقع إذ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر ، وناهيك بهما في الحديث ، فإنّهما لمّا سمعاه
قالا له : أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطني ..
وأخرج أيضاً
أنّه قيل لعمر : إنّك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحدٍ من أصحاب النبيّ صلّى الله
عليه [وآله]؟ فقال : إنّه مولاي» .
ولقد فُسّر «المولى»
في قوله تعالى : (ولكلٍّ جعلنا موالي ...) بـ : «الوارث الأوْلى» ضمن وجوهٍ عديدة ؛ قال الرازي :
«وكلّ هذه الوجوه حسنة محتملة» .
وسادساً
: إنّه قد جوّز غير واحدٍ من كبار علماء القوم أن يكون «بالتصرّف»
صلة للفظة «الأوْلى» ، إلاّ أنّهم توهّموا أن ذلك يستلزم أن يكون الاِمام عـليه
السلام متصـرّفاً فـي حـياة رسـول الله صلّى الله عليه وآلـه وسلّم ؛ فقال القاري
بشرح حديث الغدير : «في شرح
المصابيح للقاضي : قالت
الشيعة : المولى هو المتصرّف ، وقالوا : معنى الحديث أنّ عليّاً رضي الله عنه
يستحقّ التصرّف في كلّ ما يستحقّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم التصرّف فيه
، من ذلك أُمور المؤمنين ، فيكون إمامهم. قال الطيّبي : لا يستقيم أن يحمل الولاية
على الاِمامة التي هي التصرّف في أُمور المؤمنين ؛ لأنّ المتصرّف المستقلّ في
حياته صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم هو لا غير ، فيجب أن يحمل على المحبّة وولاء
الاِسلام
____________
ونحوهما» .
أقـول :
وحاصل هذا الكلام
: وجود المقتضي لأن تكون الصلة «بالتصرّف» ، بل إنّ الحديث ظاهر في ذلك ، وهذا هو
المطلوب ، لكنّ استقلال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتصرّف مانع من الأخذ
بالظاهر ؛ قال : «فيجب أن يحمل على المحبّة وولاء الاِسلام ونحوهما». وسيأتي
الجواب عن هذا.
وهل ذكر المحبّة والعداوة دليل على الحمل المذكور؟
وقد يُدّعى أنّ
قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذيل الحديث : «اللّهم والِ من والاه وعادِ من
عاداه ...» دليل على عدم إرادة «الأوْلى بالتصرّف» من «المولى» ، وعلى هذا «فيجب
أنْ يحمل على المحبّة وولاء الاِسلام ونحوهما».
فنقـول :
أوّلاً
: هذا الاستدلال ممّن يقلِّد ابن تيميّة في أباطيله عجيبٌ
للغاية ، وذلك لأنّ ابن تيمية يكذّب بهذه الفقرة من حديث الغدير ؛ إذ يقول في وجوه الجواب عنه : «الوجه الخامس : إنّ هذا اللفظ ـ
وهو قوله : «اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله»
ـ كذبٌ باتّفاق أهل المعرفة بالحديث ...» .
____________
وقد عرفت
الكاذب!!
وثانياً
: إنّ في جملةٍ من ألفاظ هذا الدعاء في حديث الغدير كلمة «والِ
من والاه ...» وكلمة «أحب من أحبّه ...» معاً ، وهذا من الشواهد على أنّ «المولى»
وكذا «والِ من ولاه» ليس بمعنى «المحبّة» وإلاّ لزم عطف الشيء على نفسه ..
قال ابن كثير «قال
الطبراني : ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبـدالله بن كيسان المديني سنة ٢٩٠ ، ثنا
إسماعيل بن عمرو البجلي ...
ورواه أبو
العبّـاس ابن عقدة الحافظ الشيعي ، عن الحسن بن علي بن عفّان العامري ، عن
عبيدالله بن موسى ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب ، وعن
زيد بن بثيع ، قالوا : سمعنا عليّاً يقول في الرحبة : فذكر نحوه. فقام ثلاثة عشر
رجلاً فشهدوا إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : من كنت مولاه فعليّ
مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وأحب من أحبّه وابغض من أبغضه ، وانصر
من نصره واخذل من خذله.
قال أبو إسحاق
ـ حين فرغ من هذا الحديث : : يا أبا بكر! أيّ أشياخ هم؟» .
ورواه المتّقي
عن البزّار وابن جرير والخلعي في الخلعيّات ، وقال : قال الهيثمي : رجال إسناده
ثقاة. قال ابن حجر : ولكنّهم شيعة» .
____________
وثالثاً
: إنّه قد استبعد بعض أكابر القوم هذا الحمل ، كالحافظ
محبّ الدين الطبري الشافعي ؛ إذ قال : «قد حكى الهروي عن أبي العبّـاس : إنّ معنى
الحديث : من أحبّني ويتولاّني فليحبَّ عليّاً وليتولّه.
وفيه عندي بُعد
؛ إذ كان قياسه على هذا التقدير أن يقول : من كان مولاي فهو مولى عليّ ، ويكون
المولى ضـدّ العدو ، فلمّا كان الاِسناد في اللفظ على العكس بعُد هذا المعنى ...» .
ورابعاً
: إنّ قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : «اللّهمّ
والِ من والاه ...» دعاء دعا به بعد الفراغ من الخطبة ، ولو كانت لفظة «المولى»
بحاجةٍ إلى تبيين ، فإنّ الجملة السابقة على «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» ، وهي
: «ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟!» أو : «ألست أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟!» وخاصّةً
ما اشتمل من ألفاظ الحديث على «فاء» التفريع ؛ إذ قال : «فمن كنت مولاه ...» ، هي
القرينة المعيّنة للمعنى والرافعة للاِبهام المزعوم في الكلام.
ومـن رواة تلك
المقدّمة في حديث الغدير :
أحمد بن حنبل ،
وأبو عبـد الرحمن النسائي ، وأبو عبـد الله ابن ماجة ، وأبو بكر البزّار ، وأبو
يعلى الموصـلي ، وأبو جعفر الطبري ، وأبو القاسـم الطبراني ، وأبو الحسـن
الدارقطني ، وأبو موسـى المديني ، وأبو العبّـاس الطبري ، وابن كثير الدمشـقي ..
وقد أشار
النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيها إلى قوله تعالى : (النبيّ
أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ...) ، الذي نصّ المفسّرون على
____________
دلالته على أولويّة النبيّ بالمؤمنين من أنفسهم في التصرّف .
ومن رواة حديث
الغدير «بفاء التفريع» : أحمد والنسائي وابن كثير عن أبي يعلى والحسن بن سفيان ، والمتّقي
عن ابن جرير والمحاملي والطبراني .
وصاحب التحفة الاثنا عشرية ، الذي قلّده الخصم ، قد روى الحديث بهذا اللفظ ، كما
تقدّم.
وخامساً
: إنّه قد ورد في بعض ألفاظ الحديث كلمة : «بعدي» مع تهنئة
عمر بن الخطّاب ..
قال ابن كثير :
«قال عبـد الرزّاق : أنا معمر ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن عدي بن ثابت ، عن
البراء بن عازب ، قال : نزلنا مع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عند غدير
خم ، فبعث منادياً ينادي ، فلمّا اجتمعنا ، قال : ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟! قلنا
: بلى يا رسول الله! قال : ألست؟ ألست؟ قلنا : بلى يا رسول الله! قال : من كنت
مولاه فإنّ عليّاً بعدي مولاه ، اللّهمّ والِ من ولاه وعادِ من عاداه.
فقال عمر بن
الخطّاب : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن» .
فلو كان النبيّ
صلّى الله عليه وآله وسلّم أراد «المحبّة» لَما كان للتقييد
____________
بقوله : «بعدي» وجه ، ولَما صحّ لعمر أن يقول : «أصبحت اليوم ...».
وسادساً
: إنّه لو كان المراد هو «المحبّة» فأيّ معنىً لقول بعض
الصحابة ـ لمّا سمع عليّاً عليه السلام يناشدهم حديث الغدير : : «فخرجت وفي نفسي
شيء»؟!
أخرج أحمد
بإسناده عن أبي الطفيل : «فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً ، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له
: إنّي سمعت عليّاً يقول كذا وكذا. قال : فما تنكر؟! قد سمعت رسول الله يقول ذلك
له» .
وأخرجه النسائي
من حديث حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل .
وسابعاً
: إنّه لو كان المراد «المحبّة» فلماذا سلّم أبو أيوب
وجماعته على الاِمام بالولاية ، استناداً إلى ما سمعوه من النبيّ صلّى الله عليه
وآله وسلّم يوم غدير خم ؛ ورواه الأئمّة بالأسانيد الصحيحة :
«جاء رهط إلى
عليّ بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا. قال : وكيف أكون مولاكم وأنتم قوم
عرب؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول يوم غدير خم : من
كنت مولاه فهذا مولاه.
قال : فلمّا
مضوا تبعتهم وسألت من هم؟
قالوا : نفر من
الأنصار فيهم أبو أيّوب الأنصاري» .
وهكذا ..
القرائن والقضايا الأُخرى التي ذكرناها سابقاً ، والتي لم نذكرها ، كنزول الآية : (يا
أيّها الرسول بلّغ ...) قبل الخطبة ، ونزول
____________
(٤) ونزولها في
يوم الغدير رواه كلٌّ من : ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ،
الآية : (اليوم أكملت لكم دينكم ...) بعد الخطبة ، ونزول : (سأل سائل بعذاب واقع ...) لمّا اعترض الأعرابي على الخطبة ..
وكقضيّة مناشدة
أمير المؤمنين عليه السلام الصحابة بحديث الغدير ، وشعر حسّان بن ثابت في ذلك اليوم ، وشعر قيس بن سعد ابن عبادة ... وغيرها.
وبقي محذور اجتماع التصرّفين :
وهو ما أشار
إليه شرّاح الحديث وعلماء الكلام ، من أنّ الأخذ بظاهر حديث الغدير يستلزم القول
باجتماع الولايتين في آنٍ واحد ، «وفي اجتماع التصـرّفين محـذورات كثيرة» ، والحال
أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم
____________
هو وحـده الأوْلى بالتصرّف ما دام حيّاً ..
وهذه الشبهة
أهون الشُبه في المسألة ؛ وذلك لأنّا نقول بثبوت الولاية للاِمام عليه السلام في
حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على حدّ ولايته ، كما هو مقتضى حديث الغدير
وغيره ، وليس في «اجتماع الولايتين» أيّ محذور ، نعم ، في «اجتماع التصرّفين»
محاذير ـ كما ذكر صاحب
التحفة وغيره ـ لكنّ
هذا إن كان هناك تصرّف ، ولا ينبغي الخلط بين «الولاية» و «التصرّف» ؛ لأنّ ثبوت
الولاية لا يستلزم فعلية التصرّف ، على أنّ محذور اجتماع التصرّفين إنّما هو في
حال كون تصرّفه عليه السلام على خلاف إرادة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ،
وهذا ما لم يتّفق صدوره منه ، لا في حياته ولا بعد وفاته.
وهكذا تندفع
الشبهات ـ التي أوردها المعتزلة على حديث الغدير ، وأخذها منهم الفخر الرازي ، ثمّ
تبعه عليها المتكلّمون والمحدّثون الكبار ـ على الاحتجاج بحديث الغدير المتواتر
سـنداً ، والثابت دلالةً .. والتي ردّ عليها علماؤنا في مختلف الأدوار.
ويرى القارىَ
الكريم أنّا لـم ننقل إلاّ عن كتب القـوم ، ولـم نعتمد إلاّعلى أعلام علمائهم ..
في التفسير والحديث واللّغة.
ولا بُدّ من
التنبيه على أنّ ما أوردناه في حديث الغدير ملخّص من كتابنا الكبير ، فمن شاء المزيد فليرجع إليه .. والله ولي الهداية.
* * *
____________
المراجـعة (٦٢ ـ ٦٤)
أربعـون نصّـاً
قال السـيّد :
«عندنا من
النصوص التي لا يعرفها أهل السُـنّة صحاح متواترة ، من طريق العترة الطاهرة ، نتلو
عليك منها أربعين حديثاً» ..
وقال
ـ رحمه الله ـ
بعد ذكرها :
«إنّما أوردنا
هذه النصوص لتحيطوا بها علماً ، وقد رغبتم إلينا في ذلك».
أقـول :
ولأنّ ما تصادق
عليه الطرفان ، وتوافق عليه الفريقان ، حجّةٌ على الكلّ ، ولا محيص عن الأخذ به
واتّباعه ..
ولأنّ بعض
الجهلة قد توهّموا أنّ الاِمامية في إثبات إمامة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام
عيالٌ على أهل السُـنّة ، وليس لهم رواية ولا كتاب يستندون إليه في عقائدهم ، والحال
أنَّ استدلال علمائنا بكتب أهل السُـنّة إنّما هو من باب الاِلزام لهم ؛ عملاً
بقاعدة المناظرة ، وإلاّ فإنّ المذهب الحقّ في أُصوله وفروعه في غنىً بالكتاب
والسُـنّة الثابتة من طريق العترة الطاهرة عن أيّ كتاب أو رواية من سائر الفرق ..
ولذا خاطب السـيّد أهل السُـنّة بقوله :
«وحسبنا حجّةً
عليكم ما أسلفناه من صحاحكم».
فقـيل :
«إنّ الأحاديث
الأربعين التي أوردها الموسوي كلّها أحاديث هالكة وموضوعة باتّفاق أهل العلم
بالحديث ، وما هي إلاّ بعض ما وضعه الرافضة من أحاديث نصرةً لمذهبهم وتأييداً
لباطلهم ، والدليل على ذلك من وجوه :
الأوّل : إنّها
أحاديث لا سند لها صحيح ، ونحن نطالب أتباع الموسوي إثبات صحّة إسناد هذه الأحاديث
، فإنّهم قوم لا يعرفون الاِسناد وأجهل الناس به.
الثاني : إنّها
أحاديث لا يعرفها أهل العلم بالحديث ، ولم يخرجوها في كتبهم ، لا الصحاح ولا الكتب
السـتّة ولا المسانيد.
الثالث : إنّها
من رواية كذّابٍ قد حكم عليه الموسوي بأنّه صدوق ؛ لأنّه على عقيدته ومذهبه.
والقمّي إنّما
هو أحد أعلام الرافضة الّذين اتّفق أهل العلم على ردّ روايتهم ؛ لأنّهم أصحاب بدعة
كفريّة ، ولأنّهم يستحلّون الكذب نصرةً لمذهبهم ، كما سبق بيانه في الجزء الأوّل
من كتابنا ، فكيف تقبل هذه الأحاديث وهي من مرويّاته؟
والقمّي هذا
إنّما هو من سلالة القمّيّين الروافض الّذين لقبّوا أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن
الخطّاب بلقب بابا شـجاع الدين ، واخترعوا له عيداً سـمّوه : عيد بابا شجاع الدين
، وهو اليوم التاسع من ربيع الأوّل بزعـمهم ..
وأوّل من نادى
بهذا اليوم عيداً هو أحمد بن إسحاق بن عبـدالله بن سعد القمّي الأحوص ، شيخ الشيعة
القمّيّين ، وأطلق عليه يوم العيد الأكبر
ويوم المفاخرة ويوم التبجيل ويوم الزكاة العظمى ويوم البركة ويوم التسلية.
انظر : ص ٩٠٨ ـ ٢٠٩ من مختصر التحفة الاثني عشرية.
والقمّي هذا
إنّما هو من أحفاد الشريف القمّي الذي والى التتار ، ووقف بجانبهم يوم غزوهم ديار
المسلمين. انظر : البداية والنهاية ١٤ / ٩».
أقـول :
هذا كلام من لا
يعقل ما يتفوّه به ... فقد ذكر السـيّد ـ رحمه الله ـ أنّ : «عندنا من النصوص التي
لا يعرفها أهل السُـنّة صحاح متواترة ، من طريق العترة الطاهرة ، نتلو عليك منها
أربعين حديثاً» ..
فهذه النصوص :
أوّلاً
: لا يعرفها أهل السُـنّة ؛ فالردّ عليه بأنّها : «أحاديث
لا يعرفها أهل العلم بالحديث» ما معناه؟!!
وثانياً
: هي متواترة في معناها ، وهذه الأربعون طرفٌ منها ؛ فما
معنى المطالبة بصحّة الأسانيد؟!
وأمّا دعوى أنّ
: «أهل العلم بالحديث» هم «أهل السُـنّة» والشيعة «قوم لا يعرفون الاِسناد وأجهل
الناس به» ، فهي في الأصل من ابن تيميّة على غرار سائر أكاذيبه ودعاويه الفارغة
وافتراءاته الفاضحة.
وأمّا تهجّمات
هذا المقلّد المفتري على علماء الشيعة ـ وخاصّةً القمّيّين منهم ـ فهي دليلٌ آخر
على عجزه عن الجواب العلمي ، وجهله بآداب البحث وقوانين المناظرة.
وأمّا رميه
الشيخ ابن بابويه القمّي الملقّب بـ : «الصدوق» بالكذب ، فمن آيات نصبه العداء
للنبيّ وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام.
وإنّ من أقبح
أباطيل هذا الرجل وأوضح أكاذيبه قوله : «والقمّي هذا إنّما هو من أحفاد الشريف
القمّي الذي والى التتار ووقف بجانبهم يوم غزوهم ديار المسلمين» ..
ففي أيّ سنة
كان غزو التتار ديار المسلمين؟
ومَن هو «الشريف
القمّي» الذي والاهم؟
وكيف يكون
الصدوق القمّي المتوفّى سنة ٣٨١ هـ من أحفاده؟
فليجب
المغفّلون الجهلة عن هذه الأسئلة!!
للبحث صلة ...
الشـيخ محمّـد السـند
محطّة الفتوحات الاِسلامية
لتي وقعت على يد الخلفاء الثلاثة
وهو الأمر الثاني ممّا يتّصل بالخلاف في عدالة الصحابة ..
إنّ من الأُمور
التي تسترعي اهتمام كلّ مؤمن ومسلم هو حال الدين الاِسلامي من حيث الانتشار في
بلاد الأرض من جهة ، وحاله من حيث إقامة أحكامه ومعالمه في البلدان الاِسلامية
نفسها من جهة أُخرى ..
فلماذا لم
ينتشر في كلّ أو سائر أرجاء الكرة الأرضية؟! ولماذا لايقام الحكم العادل القويم
للدين الاِسلامي بتمام أركانه وأُصوله وسائر جوانبه؟! إذ لم يقم حكم العدل منذ عهد
النبيّ صلى الله عليه وآله إلى الآن ، سوى خمس سنين ، هي مدّة حكومة أمير المؤمنين
عليّ عليه السلام ، مع مواجهته للعديد من الموانع التي خلّفتها السنن الجائرة التي
شـيّدها مَن سبقه في الخلافة.
فهذان السؤالان
يتحرّى كلّ طالب للحقيقة ، وكلّ ذي وجدان وضمير
ديني الجواب عنهما ، فلماذا لا تنعم البشرية جمعاً بربيع الاِسلام؟! ولماذا
لا ينعم المسلمون بجميع ثمار الدين؟!
وتقف بنت
المصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما ـ مجيبة الأجيال عن السبب في ذلك ، وترسم
لنا موطن العجز الذي أصاب المسلمين وبسببه لم يتمكّنوا من نيل هذه المنى ..
هذا مع الأخذ
بعين الاعتبار أنّ الدين قد بدأ وتولّد في المشيئة الاِلهية برعاية سـيّد النبيّين
صلى الله عليه وآله وجهود عليّ عليه السلام ، وببركتهما ترعرع وبني صرح نظام
المسلمين ، ملّةً ومجتمعاً ودولةً ، كما قال صلّى الله عليه وآله وسلم لعليّ : «إنّي
وأنت أبوا هذه الأُمّة ، فمن عقّنا فلعنه الله عليه ، ألا وإنّي وأنت موليا هذه
الأُمّة ، فعلى من أبق عنّا لعنة الله ، ألا وإنّي وأنت أجيرا هذه الأُمّة ، فمن
ظلمنا أُجرتنا فلعنة الله عليه» .
وقال صلى الله
عليه وآله : «أنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة ، ولَحقّنا عليهم أعظم من حقّ أبوي
ولادتهم ؛ فإنّا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ، ونلحقهم من العبودية
بخيار الأحرار» .
وقالت فاطمة
عليها السلام : «أبوا هذه الأُمّة : محمّـد وعليّ ، يقيمان أودهم وينقذانهم من
العذاب الدائم إن اطاعوهما ، ويبيعانهم النعيم الدائم إن وافقوهما» ..
كما يؤخذ بعين
الاعتبار أيضاً الوعد الاِلهي : (هو الذي أرسل رسوله
بالهدى ودين الحقّ ليُظْهِرَه على الدين كلّه ولو كرِه
____________
المشركون) .
وقوله تعالى : (أمّن
يُجيبُ المضْطَرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السوءَ ويجعَلُكم خلفاءَ الأرض) .
وقوله : (ونُريدُ
أن نَمُنّ على الّذين استُضْعِفوا في الأرض ونجعَلَهم أئمّةً ونجعَلَهم الوارثينَ
* ونُمكّنَ لهم في الأرض) .
هذا الوعد
الاِلهي الذي روى الفريقان متواتراً أنّه سينجزه الباري تعالى على يد المهدي من
ولد فاطمة عليها السلام ، وهو من أهل البيت عليهم السلام ، فالدين قد بدأ بهم ، وآخره
مآلاً يطبق على الأرجاء بهم أيضاً ، إلاّ أنّ السؤالين المتقدّمين يطرحان بشأن
الحقب المتوسطة بين البداية والنهاية.
ونكاد نلمس
الاِجابة في قول فاطمة عليها السلام في خطبتها على رؤوس المسلمين أيام السقيفة :
«وكنتم على شفا
حفرة من النار ، مذقة الشارب ... فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمّـد ، بعد
اللتيا واللتي ، وبعد أن مُني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب ، (كلّما
أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله) ، أو نجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ، قذف
أخاه في لهواتها ، فلا ينكفىَ حتّى يطأ صماخها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً
في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله ، سـيّداً في أولياء
الله ، مشمّراً ، ناصحاً ، مجدّاً ، كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ،
____________
وأنتم في رفاهية من العيش ، وادعون فاكهون آمنون ، تتربّصون بنا الدوائر ، وتتوكّفون
الأخبار ، وتنكصون عند النزال ، وتفرّون من القتال ..
فلمّا اختار
الله لنبيّه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ، ظهرت فيكم حسيكة النفاق ، وسمُل جلباب
الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الأقلّين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر ...
هذا والعهد
قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا يندمل ، والرسول لمّا يُقبر ، ابتداراً زعمتم
خوف الفتنة؟! (ألا في الفتنة سقطوا وإنّ جهنّم لمحيطةٌ
بالكافرين) ...
حتّى إذا دارت
بنا رحى الاِسلام ، ودرّ حلب الأيام ، وخضعت نعرة الشرك ، وسكنت فورة الاِفك ، وخمدت
نيران الكفر ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوسق نظام الدين ، فأنّى جرتم بعد البيان؟!
وأسررتم بعد الاِعلان؟! وأشركتم بعد الاِيمان؟! بؤساً لقوم نكثوا أيمانهم من بعد
عهدهم ...
ألا وقد أرى أن
قد أخلدتم إلى الخفض ، وأبعدتم من هو أحقّ بالبسط والقبض ... ألا وقد قلت ما قلت
على معرفة منّي بالخذلة التي خامرتكم ، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ...» .
وقالت في
خطبتها الأُخرى :
«ويحهم! أنّى
زعزعوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوّة والدلالة ، ومهبط الروح الأمين ، والطبين
بأُمور الدنيا والدين؟! (ألا ذلك هو الخسران
المبين) ..
____________
وما الذي نقموا
من أبي الحسن؟! نقموا منه والله نكير سيفه ، وقلّة مبالاته بحتفه ، وشـدّة وطأته
ونكال وقعته ، وتنّمره في ذات الله ، وتالله لومالوا عن المحجّة اللائحة ، وزالوا
عن قبول الحجّة الواضحة ، لردّهم إليها ، ولحملهم عليها ، ولسار بهم سيراً سجحاً ،
لا يُكلم خشاشه ، ولا يكلّ سائره ، ولا يملّ راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميراً
صافياً رويّاً فضفاضاً ، تطفح ضفتاه ولا يترنّق جانباه ، ولأصدرهم بطاناً ، ونصح
لهم سرّاً وإعلاناً ، ولم يكن يحكي من الغنى بطائل ـ أي : لا يجمع لنفسه الثروة ـ
ولا يحظى من الدنيا بنائل ، غير ريّ الناهل ، وشبعة الكافل ، ولبان لهم ـ أي : لظهر
لهم ـ الزاهد من الراغب ، والصادق من الكاذب ، (ولو أنّ أهلَ القرى
آمنوا واتّقوْا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما
كانوا يكسبون) ...
استبدلوا والله
الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ... ويحهم! (أفمن يهدي إلى الحقّ
أحقُّ أن يُتّبعَ أمّن لا يهدّي إلاّ أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون) ...».
وبعد أن أوضحت
تصوير حال الفتنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله أخذت سلام الله عليها في
تصوير المستقبل المتوقّع للأُمّة الاِسلامية بسبب هذا الانحراف الذي قامت به بعض
رجالاتها ، فقالت :
«أما لعمري لقد
لقحت فنظرة ريثما تنتج ، ثمّ احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً ، وذعافاً مبيداً ، هنالك
يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبّ ماأسّس الأوّلون ، ثمّ طيبوا عن دنياكم نفساً ،
واطمئنوا للفتنة جأشاً ،
____________
وأبشروا بسيف صارم ، وسطوة معتلّ غاشم ، وبهرج شامل دائم ، واستبداد من
الظالمين يدع فيأكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فيا حسرة لكم وأنّى بكم وقد عُمّيت
عليكم (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) » ..
أي : لقد بدء
تولّد انحراف الدين والنظام الاِسلامي عن مسيره ، وسينتج ذلك تفشّي الظلم والفساد
في الأُمّة وهرج في مسيرها.
وهو ما حصل ؛ فإنّ
الخليفة الأوّل عيّن يزيد بن أبي سفيان والياً على الشام ، كما جعل الولاة وأُمراء
الجيش غالبهم من الحزب القرشي من مسلمة الفتح والطلقاء ، الّذين لم يفتؤوا يكيدوا
للاِسلام عداءً ، وبالتالي فهو أوّل مَن وطّأ وأعدّ لمجيء بني أُمية إلى رأس
السلطة ، والتسلّط على رقاب المسلمين والتحكّم بمصير الأُمّة.
وكذلك فعل
الخليفة الثاني ؛ إذ عيّن معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام ، وعثمان ـ من
البطن الأُموي ـ خليفة له من بعده ؛ بتوسّط معادلة شورى السـتّة الّذين عيّنهم ، والتي
كانت واضحة الرجحان لصالح عثمان.
هذا مضافاً إلى
ما قام به كلّ من الأوّل والثاني من السُنن الجائرة الحائدة عن سُـنن الله ورسوله
، فلم يبقيا من الاِسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه ، كما ستأتي الاِشارة إلى
جملة منها ..
وقد طفقت ثروات
الحزب القرشي ـ حزب السقيفة ـ في عهد الأوّلين ، فضلاً عن الثالث ، تزيد من غنائم
الفتوحات حتّى بلغت أرقاماً خيالية ، كما سنوافيك بقائمة ببعضها ، وساد التمييز
الطبقي والعرقي مجتمع المسلمين ؛ فقُتل الخليفة الثاني بيد أحد الموالي ، بعد أن
مات الأوّل في
____________
ظروف مريبة ، بسبب الاختلاف الذي جرى بين عصابة أصحاب السقيفة ، حتّى قام
أهل بلاد الفتوح ـ وهم أهل مصر والعراق ـ إضافةً إلى أهل المدينة بقتل الثالث ، بسبب
وصول فساد وضع المسلمين الداخلي إلى درجة المناداة بتقويم أو خلع الخليفة ..
روى الطبري من
طريق عبـد الرحمن بن يسار أنّه قال : لمّا رأى الناس ما صنع عثمان كتب مَن
بالمدينة من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله إلى مَن بالآفاق ، وكانوا قد تفرّقوا
في الثغور : «إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ تطلبون دين
محمّـد صلى الله عليه وآله ، فإنّ دين محمّـد قد أفسده من خلفكم وتُرك ، فهلمّوا
فأقيموا دين محمّـد صلى الله عليه وآله» ..
ورواه ابن
الأثير أيضاً ، إلاّ أنّه بهذا اللفظ : «فإنّ دين محمّـد قد أفسده خليفتكم فأقيموه»
..
ورواه ابن أبي
الحديد بلفظ : «فاخلعوه» .
وهذه الصحوة
التي حصلت للمسلمين في قتل عثمان لم تكن نافعة تماماً لتستأصل الداء ؛ وذلك لأنّ
أُسس الانحراف في الأُمّة وبنيان الفساد قد تمّ على طول عهد الثلاثة ، ولم تكن تلك
البنى لتزول بسهولة ، كما سنشير إليها ، كما لم يكن الحال الموصوف في كلام الناس
مختصّاً بعهد عثمان من أنّ دين محمّـد صلى الله عليه وآله قد أفسده الخليفة ..
فإلى مَ يدعو
المسلمون الآخرين في الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ؟!
وهل هو جهاد في
سبيل الله أم في سبيل الخلافة الفاسدة؟!
____________
وإلى ماذا
يُدعى الآخرين؟ إلى الدين الذي قد أفسده الخلفاء؟!
ويشير الاِمام
الصادق عليه السلام إلى هذه الحالة التي نخرت في داخل المسلمين والنظام الديني في
صحيح أبي بكر الحضرمي : قال : قلت لأبي عبـد الله عليه السلام : أهل الشام شرّ أم
أهل الروم؟
فقال : «إنّ
الروم كفروا ولم يعادونا وإنّ أهل الشام كفروا وعادونا» .
يشير عليه
السلام إلى كفر إبليس لعنه الله ؛ فكفره كان جحود خليفة الله آدم عليه السلام ، ولم
يكن كفره بجحود الذات الاِلهية ، ولا بجحود المعاد ، ولابجحود شريعة الله تعالى ، فقد
كان يتعبّد ..
وكذلك في موثّق
سليمان بن خالد ، عن أبي عبـد الله عليه السلام : قال : «أهل الشام شرّ من أهل
الروم ، وأهل المدينة شرّ من أهل مكّة ، وأهل مكّة يكفرون بالله جهرة» ..
قال في مرآة العقول : «ويحتمل أن يكون هذا الكلام في زمن بني أُميّة ، وأهل
الشام ، من بني أُميّة وأتباعهم ، كانوا منافقين يظهرون الاِسلام ويبطنون الكفر ، والمنافقون
شرّ من الكفّار وهم في الدرك الأسفل من النار ، وهم كانوا يسبّون أمير المؤمنين
عليه السلام وهو الكفر بالله العظيم ، والنصارى لم يكونوا يفعلون ذلك.
ويحتمل أن يكون
هذا مبنياً على أنّ المخالفين غير المستضعفين مطلقاً شرّ من سائر الكفّار ، كما
يظهر من كثير الأخبار ، والتفاوت بين أهل تلك البلدان باعتبار اختلاف رسوخهم في
مذهبهم الباطل ، أو على أنّ أكثر المخالفين في تلك الأزمنة كانوا نواصب منحرفين عن
أهل البيت عليهم السلام ،
____________
لاسيّما أهل البلدان الثلاثة ، واختلافهم في الشقاوة باعتبار اختلافهم في
شـدّة النصب وضعفه.
ولا ريب في أنّ
النواصب أخبث الكفّار ، وكفر أهل مكّة جهرة هو إظهارهم عداوة أهل البيت عليهم
السلام ، وقد بقي بينهم إلى الآن ، ويعدّون يوم عاشوراء عيداً لهم ، بل من أعظم
أعيادهم» .
أقـول :
وهذه السُـنن
التي يجازون بها نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله لا زالت منتشرة في بلدان الشام
ويسمّونه : «عيد الظفر» ، وكذلك في بعض بلدان المغرب العربي.
ومن ثمّ كان
النظام الديني القائم في البلاد الاِسلامية عند أئمّة أهل البيت عليهم السلام وفقه
الاِمامية ليس يشكّل دار الاِيمان وإنّما هو دار الاِسلام صورة ، ويفرّق في الأحكام
الاجتماعية والسياسية والمالية والحقوقية وغيرها بين الدارين ..
ففي رواية
محمّـد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال : «كان ممّا قال هارون ـ العبّاسي ـ لأبي
الحسن حين أُدخل عليه : ما هذه الدار؟ فقال : هذه دار الفاسقين ، قال : (سأصرف
عن آياتيَ الّذين يتكبّرون في الأرض بغير الحقّ وإن يروا كلّ آيةٍ لا يؤمنوا بها
وإن يروا سبيل الرشد لايتّخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلاً) .
فقال له هارون
: فدار مَن هي؟
____________
قال : هي
لشيعتنا فترة ، ولغيرهم فتنة.
قال : فما بال
صاحب الدار لا يأخذها؟
فقال : أُخذت
منه عامرة ولا يأخذها إلاّ معمورة.
قال : فأين
شيعتك؟
فقرأ أبو الحسن
عليه السلام : (لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب
والمشركين منفكّينَ حتّى تأتِيَهم البيّنة) .
قال : فقال له
: فنحن الكفّار؟!
قال : لا ، ولكن
كما قال الله : (الّذين بدّلوا نعمتَ الله كفراً وأحلّوا
قومَهم دارَ البَوار) .
فغضب عند ذلك
وغلط عليه» .
وروى ابن أبي
يعفور عن أبي عبـد الله عليه السلام ـ في حديث ـ قال : «أما تسمع لقول الله : (اللهُ
وليُّ الّذين آمنوا يُخرِجُهم من الظلمات إلى النور) ؟! يخرجهم من ظلمات الذنوب الى نور التوبة والمغفرة
لولايتهم كلّ إمام عادل من الله. قال الله : (والّذين كفروا
أولياؤهم الطاغوتُ يخرجونهم من النور إلى الظلمات) .
قال : قلت : أليس
الله عنى بها الكفّار حين قال : (والّذين كفروا)؟!
قال : فقال : وأيّ
نور للكافر وهو كافر فأُخرج منه إلى الظلمات؟!
____________
إنّما عنى الله بهذا أنّهم كانوا على نور الاِسلام فلمّا أن تولّوا كلّ
إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الاِسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب
لهم النار مع الكفّار فقال : (أُولئك أصحاب النار
هم فيها خالدون) » .
وروي في طرقهم
عنه صلى الله عليه وآله : «إنّما أخاف على أُمّتي الأئمّة المضلّين ، فاذا وضع
السيف في أُمّتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ... ولاتزال طائفة من أُمّتي على
الحقّ ظاهرين ، لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله وهم على ذلك» ..
وروي أيضاً في مشكاة المصابيح .
وقد أدرك
المسلمون الحال المتردّي الذي وصلوا إليه ، وإنّ إقامة دين محمّـد صلى الله عليه
وآله وإبعاد الزيغ والانحراف عنه في داخل البلاد الاِسلامية أوّلاً مقدّم على فتح
البلدان غير الاِسلامية ، وإنّ خلع الخليفة الفاسد ونصب الخليفة العادل هو قطب
الرحى الذي يدور عليه نظام الدين ونظام المسلمين ، كما قالت بنت المصطفى صلى الله
عليه وآله : «وطاعتنا نظاماً للملّة» ..
هذه الحقيقة
التي أدركها المسلمون في قتل عثمان هي التي أوجبت اشتعال حـروب عليّ عليه السلام
الداخلية ـ حـرب الجمل وصفّين والنهروان ـ بدل من فتح البلدان ، وكذلك سـيرة الحسنين
عليهما السلام ؛ فإنّ إصلاح أُمّة محمّـد صلى الله عليه وآله مقدّم على دعوة
الكفّار إلى الاِسلام.
____________
وأي إسلام
يُدعى الكفّار إليه؟!
أهو الاِسلام
الذي لبني أُميّة فيه النصيب الأوفر؟!
أم الاِسلام
الذي ينصّب معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن أبي سفيان ولاةً على الشام؟!
أم الاِسلام
الذي يفرّق بين القرشي وغير القرشي ، والعربي وغير العربي؟!
أم الاِسلام
الطبقي البرجوازي ، وإسلام الاِقطاع وتكدّس الثروات؟!
أم الاِسلام
الذي يحرّم الخروج على الخليفة الجائر؟!
أم الاِسلام
الذي يرى مشروعية الخليفة المتغلّب بالقوّة على رقاب المسلمين؟!
أم الاِسلام
الذي يسوّغ كلّ مخالفة للأحكام والأُصول تحت ذريعة : «اجتهد فأخطأ» ، و : «تأوّل
فيُعذر»؟!
أم الاِسلام
الذي يمنع تدوين وحفظ أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله لطمس معالم الدين؟!
فالحقيقة التي
يصل إليها الباحث في التاريخ والعلوم الاِسلامية هي : إنّ قريش وجملة من قبائل
العرب لمّا شاهدوا بزوغ الدين الجديد وأنّه ستكون له القدرة والسلطة على كلّ الجزيرة
العربية وغيرها من البلدان ، أخذوا بتنظيم عملية اختراق لصفوف المسلمين منذ
السنوات الأُولى لبعثة النبيّ صلى الله عليه وآله ؛ ففي الوقت الذي كان رؤساء قريش
وغيرها قد اعتمدوا المواجهة المعلنة والمصادمة الشديدة لهذا الدين ، لأنّ مصالحهم
ومواقعهم القبلية مهدّدة بالخطر ، اعتمدوا ـ في الوقت نفسه ـ سياسة الاختراق هذه ،
التي هي طريق طبيعي مألوف ، في كلّ عصور البشر ، بين أيّ قوّتين
متدافعتين ..
فأبو سفيان ـ
وغيره من الحزب القرشي في مكّة ـ كان يقيم علاقة في أوائل الهجرة مع عبـد الله بن
أبي سلول في المدينة ، الذي أسلم في الظاهر وكان من رؤوس النفاق ، ولم يقم مثل هذه
العلاقة مع مَن أسلم في مكّة في الأيام الأُولى ؛ لاختراق صفوف ونظام الاِسلام
والمسلمين ، واعتماداً على هذه السياسة ، تحسّباً لنتائج المستقبل من أنّ القوّة
والسلطة في الجزيرة قد تقع في يد صاحب هذا الدين الجديد.
لقد كانت
القبائل النائية عن مكّة تتطلّع إلى ذلك ، فكيف لا تتطلّع قريش إليه ؛ يقول الطبري
: «وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرض نفسه في الموسم إذا كان على قبائل
العرب يدعوهم إلى الله ، ويخبرهم أنّه نبيّ مرسل ، ويسألهم أن يصدّقوه ويمنعوه
حتّى يبيّن عن الله ما بعثه به ...
حدّثنا ابن
حميد ، قال : حدّثنا سلمة ، قال : قال محمّـد بن إسحاق : وحدّثني محمّـد بن مسلم
بن شهاب الزهري : أنّه أتى بني عامر بن صعصعة ودعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه ، فقال
رجل منهم يقال له : بيحرة بن فراس : والله لو أنّي أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت
به العرب. ثمّ قال له : أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثمّ أظهرك الله على من
خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟!
قال : الأمر
إلى الله يضعه حيث يشاء.
قال : فقال له
: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا؟! لا حاجة لنا بأمرك. فأبوا
عليه» .
____________
فإذا كانت
القبائل المتوسّطة والصغيرة تتطلّع إلى تولّي الحكم بعد رسـول الله صلى الله عليه
وآله ، فكيف لا تعتمـد قريش سياسـة وتدبـير من أوائل أيامالبعثة كي تكون هي
الظافرة بملك محمّـد صلى الله عليه وآله ، لا سيّما وأنّ النبيّ صلى الله عليه
وآله قد كان ينبىَ ويخبر بما سيكون عليه مستقبل دين الاِسلام وأنّه سيسـود البلدان؟!
فقد روى الطبري
وغيره : «أنّ ناساً من قريش اجتمعوا ، فيهم أبوجهل بن هشام ، والعاص بن وائل ، والأسود
بن المطّلب ، والأسود بن عبـد يغوث ، في نفر من مشيخة قريش ، فقال بعضهم لبعض : انطلقوا
بنا إلى أبي طالب فنكلّمه فيه فلينصفنا منه ، فيأمره فليكفّ عن شتم آلهتنا ...».
إلى أن قال : «قال
صلى الله عليه وآله : أي عمّ! أوَ لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟!
قال : وإلى ما
تدعوهم؟
قال : ادعوهم
إلى أن يتكلّموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم» .
والمتتبّع في
كتب التاريخ والسير يجد الكثير من هذه النماذج التي تشير إلى تحسّب القبائل وطمعها
في الدعوة الجديدة ومستقبلها ، والسلطة الجديدة الآخذة في الانتشار.
ونظيره ما كانت
تتنبّأ به الكهنة والمنجّمين ، وكانت قريش تعتمد عليهم كثيراً ، وقد ذكر إخبارهم
بمستقبل النبيّ صلى الله عليه وآله في كتب السير والتاريخ ، بل كانت اليهود
والنصارى كثيراً ما تتوعّد المشركين بالظفر عليهم
____________
عند بعثة خاتم النبيّـين من مكّة ، ولذلك هاجروا من بلاد الشام واستوطنوا
الحجاز انتظاراً لبعثة النبيّ صلى الله عليه وآله ..
وقد أشار
القرآن الكريم إلى ذلك : (ولمّا جاءهم كتاب من
عند الله مصدّقٌ لِما معهم وكانوا من قبلُ يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم
ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) ، بل قد ذكرت كتب السير والتاريخ أنّ اليهود ـ مع ذلك ـ
كانت تترصّد اغتيال أجداد وآباء النبيّ صلى الله عليه وآله.
فمن كلّ ذلك
يتبيّن أنّ خبر المستقبل كان متفشيّاً منتشراً في أرجاء مكّة والحجاز ، فكيف لا
تطمع قريش في نصيب المستقبل لو قُدّر وقوعه؟!
فكانت سياستها
على نمطين : المواجهة المعلنة ، والاختراق لصفوف المسلمين ؛ لكي يعضد كلّ نمط
النمط الآخر.
والقرآن الكريم
يشير إلى حصول الاختراق في صفوف المسلمين منذ أوائل البعثة النبوية ، نجد ذلك في
رابع سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وآله ، وهي سورة المدّثر : (وما
جعلنا أصحاب النار إلاّ ملائكةً وما جعلنا عدّتَهم إلاّ فتنةً للّذين كفروا
ليستَيْقن الّذين أُوتوا الكتابَ ويزداد الّذين آمنوا إيماناً ولا يرتابَ الّذين
أُوتوا الكتابَ والمؤمنون وليقولَ الّذين في قلوبهم مرضٌ والكافرون ماذا أراد الله
بهذا مثلاً كذلك يُضلّ الله مَن يشاءُ ويهدي مَن يشاء) .
فهذا التقسيم
القرآني فاضح لوجود فئة : (الّذين في قلوبهم
____________
مرض) في أوساط
المسلمين المؤمنين ، وهم ليسوا من الكفّار في العلن بل في باطنهم مرض ، وقد لاحق
القرآن الكريم هذه الفئة وميّزها عن فئة المنافقين؛ إذ أنّ أهل النفاق لم يكونوا
قد احترفوا الخفاء والسرية التامّة والدهاء الذي كانت تعتمده فئة (الّذين
في قلوبهم مرض) في اختراق صفوف المسلمين ونظام الدين الجديد.
لاحق القرآن
هذه الفئة إلى آخر حياة الرسول صلى الله عليه وآله ، وأشار إلى شبكة اتّصالاتهم مع
الأطراف الأُخرى من الحزب القرشي والقبائل الأُخرى واليهود والنصارى : (يا
أيُّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهودَ والنصارى أولياءَ ... فترى الّذين في
قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تُصيبَنا دائرة) .
وفي بدر : (إذ
يقولُ المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ غَرّ هؤلاءِ دينُهم) .
وفي الخندق
والأحزاب : (وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم
مرضٌ ما وعَدَنا اللهُ ورسولُه إلاّ غرُوراً) .
وأنّهم كانوا
على خلطة قريبة من أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله : (يا
نساءَ النبيّ لستُنّ كأحدٍ من النساء إن اتّقيْتُنّ فلا تخْضَعْنَ بالقول فيطمعَ
الذي في قلبه مرض) .
وأنّهم كانوا
أهل جبن في الحروب : (فإذا أُنزلت سورة
مُحكمة
____________
وذكر
فيها القتالُ رأيتَ الّذين في قلوبهم مرضٌ ينظرون إليك نظر المغشيّ عليه من الموت
فأوْلى لهم) .
وقد فسّـر
القرآن المرض الذي في قلوب هذه الفئة بأنّه : الضغينة وعداوة الحسد ؛ ففي تتمّة
الآية السابقة : (طاعةٌ وقولٌ معروف فإذا عزم الأمر فلو صَدَقوا
اللهَ لكان خيراً لهم * فهل عسيْتُم إن تولّيْتُم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا
أرحامكم * أُولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدّبرون القرآن
أمْ على قلوبٍ أقفالُها* إنّ الّذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم
الهدى الشيطانُ سوّلَ لهم وأملى لهم * ذلك بأنّهم قالوا للّذين كرهوا ما نزّلَ
الله سنُطيعُكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفّتْهم الملائكة
يضرِبون وجوهَهم وأدبارَهم * ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط اللهَ وكرِهوا رِضْوانَه
فأحْبَطَ أعمالهم * أمْ حَسِبَ الّذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يُخرِج اللهُ أضغانَهم
* ولو نشاءُ لأرَيْناكَهم فلعرفْتَهم بسيماهُم ولتعرِفَنّهم في لحن القول) .
فهذه الآيات
تفصح عن علاقة هذه الفئة بالكفّار ، وأنّها سوف تتقلّد الأُمور وتتسلّط على رؤوس
المسلمين ، وأنّ سيرتها الاِفساد في الأرض ..
نظير ما تنبّأت
به الآيات في سورة البقرة : (ومن الناس مَن يُعجبك
قوله في الحياة الدنيا ويُشهِدُ الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام * وإذا
تولّى سعى في الأرض ليُفسِدَ فيها ويُهلِك الحرْثَ والنسلَ والله لايُحبّ الفساد *
وإذا قيل له اتّقِ الله أخذتْهُ العزّةُ بالاِثم فحسْبُهُ جهنّمُ
____________
ولبئس
المِهاد) .
وتجد في سورة
البقرة ٢ : ١٠ ، والتوبة ٩ : ١٢٥ ، والحجّ ٢٢ : ٥٣ ، والنور ٢٤ : ٥٠ بقية الأدوار
التي قاموا بها ، وفي : (لئن لم ينْتهِ
المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ والمُرْجِفون في المدينة لنُغْرينّك بهم) دورهم في إعاقة سياسات الرسول صلى الله عليه وآله
ومسيرته.
ويشير إلى ذلك
ما روي في شرح
نهج البلاغة : «قال له قائل : يا أمير المؤمنين! أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه
وآله ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم وآنس منه الرشد ، أكانت العرب تسلم إليه أمرها؟
قال : لا ، بل
كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلتُ ..
إنّ العرب كرهت
أمر محمّـد صلى الله عليه وآله ، وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت
أيّامه حتّى قذفت زوجـته ، ونفّرت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه
عندها ، وأجمعت مذ كان حيّاً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته ، ولولا أنّ
قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرئاسة ، وسلّماً إلى العزّ والاِمرة ، لَما عبدت
الله بعد موته يوماً واحداً ، ولارتدّت في حافرتها وعاد تارحها جذعاً ، وبازلها
بكراً.
ثمّ فتح الله
عليها الفتوح فأثْرَت بعد الفاقة ، وتموّلت بعد الجهد والمخمصة ، فحسن في عيونها
من الاِسلام ما كان سمجاً ، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً ، وقالت
: لولا أنّه حقّ لَما كان كذا.
ثمّ نسبت تلك
الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأَُمراء القائمين بها ، فتأكّد عند الناس
نباهة قوم وخمول آخرين ، فكنّا نحن ممّن خمل
____________
ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته حتّى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت
السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممّن يعرف ونشأ كثير ممّن لا يعرف ، وما عسى
أن يكون الولد لو كان؟!
إنّ رسول الله
صلى الله عليه وآله لم يقرّبني بما تعلمونه من القرب للنسب واللحـمة ، بل للجـهاد
والنصـيحة ، أفتراه لو كان له ولد هل كان يفعل مافعلت؟! وكذلك لم يكن يقرب ما قربت
، ثمّ لم يكن عند قريش والعرب سبباً للحظوة والمنزلة ، بل للحرمان والجفوة.
اللّهمّ إنّك
تعلم أنّي لم أرد الاِمرة ولا علوّ الملك والرئاسة ، وإنّما أردت القيام بحدودك ، والأداء
لشرعك ، ووضع الأُمور في مواضعها ، وتوفير الحقوق على أهلها ، والمضي على منهاج
نبيّك ، وإرشاد الضالّ إلى أنوار هدايتك» .
فهو عليه
السلام يشير إلى أنّ ما دعا قريش إلى البقاء على ظاهر الاِسلام بعد مـوت النبيّ
صلى الله عليه وآله هـو : أنّها لم تكن لتسـود العـرب ، فضلاً عن العجم ، إلاّ
باسم نبوّة النبيّ صلى الله عليه وآله ودينه المبعوث به ، وإلاّ لأبت باقي القبائل
عليها ذلك ، كما هو حال توزّع القدرة بين القبائل في الجاهلية ، وإلاّ فقريش لم
تكن تذعن بقلبها لبعثة النبيّ صلى الله عليه وآله وما فضّله به الله تعالى من
كرامة له عليها ، كالذي حصل لجميع الأنبياء من قبله مع قومهم ، أو نظير ما حصل
لعيسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل ؛ قال تعالى : (وإذ
كففتُ بني إسرائيل عنك إذ جئتَهم بالبيّنات) ، و : (ورسولاً إلى بني
إسرائيل ... فلمّا
____________
أحسّ
عيسى منهم الكفرَ قال مَن أنصاري إلى الله) .
ثمّ إنّه عليه
السلام بيّن عاملاً ثانياً لانشداد قريش لدين النبيّ صلى الله عليه وآله هو : غنائم
الفتوح وما جلبته من ثراء ، وهو يبيّن نوايا أصحاب فتوح البلدان ، كما أنّه صلى
الله عليه وآله يبيّن أنّ خطط فتوح البلدان كانت من تدبير النبيّ عليه السلام
وأوامره وبشاراته في عدّة مواطن ، وتدبيره ورأيه هو صلى الله عليه وآله ..
وأنّ أسباب
الفتح ترجع إلى عوامل عدّة لا صلة لها بالخلفاء الثلاثة ، كيف والثلاثة لا عهد لهم
بالحروب وإدارتها وتدبيرها؟! إذ لم يسبق لهم خوض يذكر في القتال إلاّ ما في غزوة
خيبر ؛ فقد ذكر المؤرّخون أنّ الأوّل والثاني انتدبهما النبيّ صلى الله عليه وآله
لفتح الحصن ، كلّ منهما مع سرية ، فرجع كلّ منهما مع سريّته يجبّن الناس والناس
يجبّنونه .
____________
وحظّهم من
الفرار في غزوة أُحد والخندق وحنين وغيرها هو الحظّ الأوفر في مواطن عديدة .
____________
وقد روى فرار
عمر في غزوة حنين البخاري في صحيحه باب قول الله تعالى : (ويومَ
حُنَيْنٍ إذ أعجبَتْكم كثرَتُكم ...) .
وذكر الفخر
الرازي أنّ من المنهزمين : عمر وعثمان .
____________
وذكر مصحّح
كتاب
المغازي أنّ صاحب شرح نهج البلاغة ذكر عنه : أنّ من الفارّين ممّن ولّى : عمر وعثمان ، وأُبدلت
النسخة بـ : فلان .
وذكر فرارهما
الآلوسي .
وفي الدرّ المنثور روى عن عمر بن الخطّاب قوله : فلقد رأيتني أنزوِ كأنّني
أُروى . والطبري .
وفي غزوة خيبر
روي : «أنّه بعث رسول الله أبا بكر فرجع منهزماً ومن معه ، فلمّا كان من الغد بعث
عمر فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابـه» .
وقد عيّر وأعاب
سعيد بن العاص ـ أخ خالد بن سعيد بن العاص ـ عمر بن الخطّاب خوفه وجبنه عن قتال
الروم. وكان عمر يقول ـ إذا ذكر الروم ـ : «والله لوددت أنّ الدرب جمرة بيننا
وبينهم ، لنا ما دونه وللروم ماوراءه» ؛ لِما كان يكره قتالهم .
وفـي معـركة
بـدر كان مـوقف أبو بكر وعمر معروفاً من تثبيط رسـول الله صلى الله عليه وآله عن
حرب قريش ؛ إذ قالا : «إنّها والله قريش وعزّها ، والله ما ذلّت منذ عزّت ، والله
ما آمنت منذ كفرت ، والله لا تسلّم عزّها أبداً ولتقتلّنك ، فاتّهب لذلك أُهبَته ،
وأعدّ لذلك عدّته» .
____________
وروى مسلم : «إنّ
رسول الله صلى الله عليه وآله شاور أصحابه حين بلغه إقبال أبي سفيان فتكلّم أبو
بكر فأعرض عنه ، ثمّ تكلّم عمر فأعرض عنه ، فقام سعد بن عبادة ...» .
ثمّ قال
المقداد بن عمرو : «يا رسول الله! امض لأمر الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما
قالت بنو إسرائيل لنبيّها ... ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون ...
وقال سعد : لو
استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك.
وأخذ عمر في
الهجر أمام رسول الله صلى الله عليه وآله» .
وسنبيّن عدّة
عوامل أُخرى لاحقاً هي الدخيلة في تحقّق فتح البلدان ، كـ : مبادىَ وشعارات
الاِسلام ، من : العدالة ، ونفي الطبقية ، والحرية للأفراد أمام السلطة الحاكمة ..
وسيرة الرسول
الأكرم صلى الله عليه وآله خلقاً وزهداً وهدياً ..
ورزح شعوب
البلدان المجاورة لبلاد المسلمين تحت نير الملوكيات المستبدّة الغاشمة طوال قرون ،
وتطلّعهم إلى متنفّس للحرية ، ولتبديل نظامهم السياسي والاجتماعي ..
مضافاً إلى
تيقّن المسلمين من صدق بشارات الرسول الكريم صلى الله عليه وآله ، التي هي تدبير
وبرمجة منه لوظائف الدولة الآتية بعده صلى الله عليه وآله ..
مضافاً إلى
تدبير عليّ عليه السلام في الموارد الحرجة التي وقع المسلمون فيها ؛ وإلاّ
فممارسات الحزب الحاكم كانت تفتّ في عضد الأُمّة ، وهي التي سبّبت وقوف انتشار
الاِسلام في ما بعد.
____________
ويشير إلى السياسة
التي مارسها الحزب القرشي لاختراق صفوف المسلمين ما تعاقدت عليه : فئة الّذين في
قلوبهم مرض ، والطلقاء من قريش ، والمنافقين من الأنصار ، ومن كان في قلبه
الارتداد من العرب في المدينة وما حولها ؛ من تنفير ناقة الرسول صلى الله عليه
وآله لاغتياله ، ثمّ لم يتمّ لهم ذلك ، فكرّروا المحاولة مرّة أُخرى ، ولمّا لم
يُفلحوا تعاقدوا في صحيفة كتبوها على إزواء الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله عن أهل بيته وعن أمير المؤمنين عليه السلام ، واستودعوها أحدهم ، وجعلوه «الأمين»
عليها ، وشهدها جماعة آخرون ، وكاتبها هو سعيد بن العاص الأُموي ..
وكان
المتعاقدون : أصحاب العقبة (الجماعة الّذين أرادوا تنفير ناقة رسـول الله صلى الله
عليه وآله واغتياله) وهم أربعة عشر رجلاً ، وعشـرون رجلاً آخر ، فكان مجموعهم
أربعة وثلاثين رجلاً.
وكانوا هؤلاء
رؤساء القبائل وأشرافها ، وما من رجل من هؤلاء إلاّومعه خلق عظيم من الناس يسمعون
له ويطيعون ، وقد اتّفق هواهم على عدم وصول الاِمارة لعليّ عليه السلام ، ولا
تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم ، فاتّفقت كلمتهم على تقاسم القدرة بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله وتولية أبو بكر الخلافة كواجهة ، وتوزيع المناصب الأُخرى
في ما بينهم .
____________
____________
وهناك شواهد
تاريخية عديدة على وجود العلاقة بين فئة الّذين في قلوبهم مرض ، وهم المجموعة التي
اخترقت صفوف المسلمين في الأيام الأُولى من البعثة النبوية ، وبين كفّار قريش ، الّذين
تحلّوا في ما بعد إلى الطلقاء ..
____________
منها
: ما رواه الواقدي ، قال : «حدّثني ابن أبي سبرة ، عن أبي
بكر بن عبـد الله بن أبي جهم ، واسم أبي جهم : عبيد ، قال : كان خالد بن الوليد
يحدّث وهو بالشام ، يقول : الحمد لله الذي هداني للاِسلام! لقد رأيتني ورأيت عمر
بن الخطّاب حين جالوا وانهزموا يوم أُحد وما معه أحد ، وإنّي لفي كتيبة خشناء فما
عرفه منهم أحد غيري ، فنكبت عنه وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له ، فنظرت
إليه موجّهاً ـ أي فارّاً ـ إلى الشِعب» .
فيا تـرى لماذا
لا يريد خالد يوم أُحد قتل عمر بن الخطّاب ، ويخشـى على حياته!!! مع أنّ خالد يريد
قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّاً وحـمزة؟!!!
ومنها
: ما رواه المفيد في الاِرشاد عن أبي بكر الهذلي ، عن الزهري ، عـن صالح بـن كيسان :
«إنّ العاص بن سـعيد بن أُمية عرض له عمر يوم بدر ولـم يقتله ، وكان عمر ينفي عن
نفسـه قتل العاص ويقول : إنّ قاتله عليّ عليه السلام» .
ومنها
: ما رواه الواقدي وغيره في غزوة الخندق ، قال : «وحمل
ضرار بن الخطّاب على عمر بن الخطّاب بالرمح ، حتّى إذا وجد عمر مسّ الرمح رفعه عنه
وقال : نعمة مشكورة فاحفظها يا بن الخطّاب!» .
وفي السيرة الحلبية : «ثمّ حمل ضرار بن الخطّاب وهبيرة بن أبيوهب على عليّ
كرّم الله وجهه ، فأقبل عليّ عليهما ، فأمّا ضرار فولّى
____________
هارباً ، وأمّا هبيرة ... فكرّ ضرار راجعاً وحمل على عمر بالرمح ليطعنه ، ثمّ
أمسك وقال : هذه نعمة مشكورة أُثبتها عليك ، ويدٌ لي عندك ـ أي : نعمة أُخرى سابقة
ـ غير مجزىً بها ، فاحفظها. أي : ووقع له مع عمر مثل ذلك في أُحد؛ فإنّه التقى معه
، فضرب عمر بالقناة ، ثمّ رفعها عنه وقال له : ماكنت لأقتلك يا بن الخطّاب» !!!!
ومنها
: رثاء عمر وأبي بكر قتلى كفّار قريش في بدر :
وكأيّن
بالقليب قليب بدر
|
|
من الفتيان
والعرب الكرامِ
|
أيوعدني ابن
كبشة أن سنحيا
|
|
وكيف حياة
أصداء وهامِ؟!
|
إلى آخر
الأشعار التي قالاها بعد شربهما الخمر ، لا سيّما وأنّ السكر يخرج خبايا النفس
والضمير .
ومنها
: الرسائل المتبادلة بين أصحاب السقيفة وقريش في مكّة ، كالتي
جرت بين عبـد الرحمن بن عوف وأُمية بن خلف .
ومنها
: ما تقدّم في اشتراك قريش الطلقاء وأصحاب السقيفة لاغتيال
النبيّ صلى الله عليه وآله.
سبب الردّة وحقيقتها :
روى أبان بن
تغلب قال : قلت لأبي عبـد الله جعفر بن محمّـد
____________
الصادق عليهما السلام : جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وآله أنكر على أبي بكر وجلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله؟!
فقال : «نعم ، كان
الذي أنكر على أبو بكر اثني عشر رجلاً ، من المهاجرين : خالد بن سعيد بن العاص ، وكان
من بني أُمية ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذرّ الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمّار
بن ياسر ، وبريدة الأسلمي ، ومن الأنصار : أبو الهيثم بن التيهان ، وسهل وعثمان
ابنا حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأُبيّ بن كعب ، وأبو أيّوب الأنصاري
..
ـ إلى أن قال
عليه السلام : ـ إنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لهم : فانطلقوا بأجمعكم إلى
الرجل فعرّفوه ما سمعتم من قول رسولكم صلى الله عليه وآله ؛ ليكون ذلك أوكد للحجّة
وأبلغ للعذر ، وأبعد لهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا وردوا عليه.
فسار القوم حتّى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يوم الجمعة ...
ـ إلى إن قال
عليه السلام : إنّ القـوم المعترضـين تكلّم واحـد تلو الآخر منـهم ـ فأوّل مـن
تكلّم به خالد بن سعيد بن العاص ، وذكَّرهم بحديث النبيّ صلى الله عليه وآله : «ألا
إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أميركم بعدي وخليفتي فيكم ، بذلك أوصاني ربّي ، ألا
وإنّكم إن لم تحفظوا فيه وصيّتي وتؤازروه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم ، واضطرب
عليكم أمر دينكم ، ووليكم شراركم ...
فقال له عمر بن
الخطّاب : اسكت يا خالد! فلست من أهل
____________
المشورة ولا ممّن يُقتدى برأيه.
فقال خالد : اسكت
يا ابن الخطّاب! فإنّك تنطق عن لسان غيرك ، وأيم الله لقد علمت قريش أنّك من
ألأمها حسباً ، وأدناها منصباً ، وأخسّها قدراً ، وأخملها ذكراً ، وأقلّهم غناء عن
الله) ، وأنّك لجبان في الحروب ، بخيل بالمال ، لئيم العنصر ، ما لك في قريش من
فخر ، ولا في الحروب من ذكر ...
وقال سلمان
الفارسي : ... يا أبا بكر! إلى مَن تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه؟! وإلى مَن
تفزع إذا سئلت عمّا لا تعلمه؟!
وقام أبو ذرّ
فقال : يا معشـر قريش! أصبتم قباحة ، وتركتم قرابة ، والله لترتدّن جماعة من العرب
، ولتشكّن في هذا الدين ، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيّكم ما اختُلف عليكم
سيفان ، والله لقد صارت لمن غلب ، ولتطمعنّ إليها عين من ليس من أهلها ، وليسفكنّ
في طلبها دماء كثيرة. فكان كما قال أبو ذرّ.
وقال المقداد
بن الأسود : ... ولا تغررك قريش وغيرها ...
وقال : أُبيّ
بن كعب : ... ولا تكن أوّل من عصى رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيّه وصفيّه
وصدف عن أمره ، اردُد الحقّ إلى أهله تسلم ...
وقام عثمان بن
حنيف فقال : فلا تكن يا أبا بكر (أوّل كافر به) و (لا تخونوا الله
والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) ...».
____________
وما تخوّف منه
هؤلاء الاثنا عشر من المهاجرين والأنصار من تمرّد القبائل العربية مسلمة الوفود
بسبب تمرّد قريش نفسها وأصحاب السقيفة على وصيّة النبيّ وأمر الله ورسوله ، قد
تحقّق ؛ فإنّ عصيانهم في الوصاية وارتدادهم عن عهد الله ورسوله في خلافة عليّ عليه
السلام فتح الباب لسائر القبائل للارتداد عن أداء الزكاة ..
بل إنّ نصـوص
كتب التواريخ ـ كما سيأتي استعراضـها ـ تنصّ على أنّ تمرّد القبائل في الجزيرة
العربية كان بسبب إبائها خلافة أبي بكر ، واستهجانها مكانته ولآمة حسبه ونسبه ، وأنّهم
قالوا : كما خانت قريش نبيّها في وصيّه فلِمَ نطيع قريش وأبا بكر في بغيهم؟!
فالزلزلة التي
أصابت الاِسلام بسبب خلافة أبي بكر هي أكبر شؤم على الاِسلام ، وقد سبّبت هلاك
الحرث والنسل ، كما تنبّأ القرآن الكريم بذلك ، وأشارت إليه سورة المدّثر المكّية
، رابع سورة نزولاً ؛ فقد قال تعالى في فئة الّذين في قلوبهم مرض ، وهي الفئة التي
اندسّت في صفوف المسلمين في أوائل البعثة ، والتي كانت على ارتباط مع قريش الطلقاء
في الخفاء : (فهل عسيْتُم إن تولّيْتم أن تُفسدوا في
الأرض وتُقطّعوا أرحامكم) ، في سياق آيات (الّذين في قلوبهم مرض) ..
وكذلك قوله
تعالى : (وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفسد فيها
ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحبّ الفساد) ؛ فقد خفرت كثير من الذمم والعهود.
____________
قال ابن أعثم ـ
عند ذكر ارتداد أهل حضرموت من كندة ـ : «فلمّا فرغ أبو بكر من حرب أهل البحرين ـ
وسيأتي أنّ عصيانهم هو لأبي بكر وخلافته ـ عزم على محاربة أهل حضرموت من كندة ، وذلك
أنّ عاملهم زياد بن لبيد الأنصاري كان ولاّه عليهم النبيّ صلى الله عليه وآله ، كان
مقيماً بحضرموت يصلّي بهم ويأخذ منهم ما يجب عليهم من زكاة أموالهم ، فلم يزل كذلك
إلى أن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله لسبيله وصار الأمر إلى أبي بكر ، فقال له
الأشعث بن قيس : يا هذا! إنّا قد سمعنا كلامك ودعاءك إلى هذا الرجل فإذا اجتمع
الناس إليه اجتمعنا.
قال له زياد بن
لبيد : يا هذا! إنّه قد اجتمع المهاجرون والأنصار.
فقال له الأشعث
: إنّك لا تدري كيف يكون الأمر بعد ذلك.
قال : فسكت
زياد بن لبيد ولم يقل شيئاً ، ثمّ قام إلى الأشعث بن قيس ابن عمّ له يقال له : امرؤ
القيس بن عابس من كندة ، فقال له : ياأشعث! انشدك بالله وبإيمانك وبقدومك إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله إن نكصت أو رجعت عن دين الاِسلام ، فإنّك إن تقدّمت تقدّم
الناس معك ، وإنّ هذا الأمر لا بُدّ له من قائم يقوم به فيقتل مَن خالف عليه ، فاتّق
الله في نفسك ؛ فقد علمت ما نزل بمَن خالف أبا بكر ومنعه الزكاة» .
ويظهر من هذا
النصّ التاريخي أنّ أصحاب السقيفة قد حكموا بالكفر والردّة على مجرّد مخالفة تنصيب
أبا بكر وعدم تمكينه من الزكاة ، وهذا التكفير والحكم بالردّة هو بنفسه وبدوره
سبباً لتطوّر مخالفة خلافة أبي بكر إلى التشكيك في الدين والرجوع حقيقه عنه.
____________
ومن تناقضات
أصحاب السقيفة وتلاعبهم في الدين ، أنّهم كفّروا مخالفي استخلاف أبي بكر ومانعيه
من التسلّط على رقاب المسلمين وعلى الأموال العامّة ـ كالزكاة ـ وحكموا بإسلام
عائشة وطلحة والزبير وأصحاب الجمل ، الّذين نكثوا بيعة عليّ عليه السلام وقاموا
بمحاربته ، وقالوا : بأنّهم تأوّلوا واجتهدوا وأخطؤوا ..
وكذلك حكموا
بإسلام معاوية وأهل الشام القاسطين في محاربتهم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، وقالوا
: بأنّهم اجتهدوا وتأوّلوا وأخطؤوا ..
وكذلك حكموا
بإسلام خالد بن الوليد مع استحلاله لقتل مالك بن نويرة وقومه ـ كما سيأتي بيانه ـ
مع بقاء مالك وقومه على إسلامهم وإيمانهم ، واستباحة خالد التزويج بزوجة مالك ..
فلماذا لا
يُحكم بكفر وردّة أبي بكر وأصحاب السقيفة ، الّذين أنكروا النصّ على خلافة عليّ
عليه السلام ، وخالفوا عهد الله ورسوله في الوصية؟!
حكى ابن أبي
الحديد عن السـيّد المرتضى في الشافي قول الجاحظ : «وقد يبلغ من مكر الظالم ودهاء الماكر إذا
كان أريباً وللخصومة معتاداً أن يظهر كلام المظلوم وذلّة المنتصف ، وحدب الوامق
ومِقة المحقّ» .
وقال ابن أعثم
: «ثمّ تكلّم الأشعث بن قيس فقال : يا معشر كندة! إن كنتم على ما أرى فلتكن كلمتكم
واحدة ، والزموا بلادكم وحوّطوا حريمكم وامنعوا زكاة أموالكم ؛ فإنّي أعلم أنّ
العرب لا تقرّ بطاعة بني تميم بن مرّة وتدع سادات البطحاء من بني هاشم إلى غيره ، فإنّها
لنا أجود ، ونحن لها أجرى وأصلح من غيرنا ؛ لأنّا ملوك من قبل أن يكون على وجه
الأرض
____________
قريشي ولا أبطحي» .
ويرى الباحث
صدق ما أخبر به أبو ذرّ وبقية المهاجرين والأنصار الاثني عشر من تسبّب خيانة أبي
بكر وأصحاب السقيفة ، وضعة مكانة أبيبكر في تمرّد القبائل وطمعها في الخلافة ، واسترابتها
في الدين.
ثمّ قال ابن
أعثم : «جاء لزياد بن لبيد الأنصاري العامل على كندة رجل يقال له : الحارث بن
معاوية ، فقال لزياد : إنّك لتدعو إلى طاعة رجل لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد.
فقال له زياد
بن لبيد : يا هذا! صدقت ، فإنّه لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد ، ولكنّا
اخترناه لهذا الأمر.
فقال له الحارث
: أخبرني لمَ نحّيتم عنها أهل بيته وهم أحقّ الناس بها ؛ لأنّ الله عزّ وجلّ يقول
: (وأُولوا الأرحام بعضُهم أوْلى ببعضٍ في
كتاب الله) ؟!
فقال له زياد
بن لبيد : إنّ المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك.
فقال له الحارث
بن معاوية : لا والله ، ما أزلتموها عن أهلها إلاّ حسداً منكم لهم ، وما يستقرّ في
قلبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من الدنيا ولم ينصب للناس علماً يتّبعونه
، فارحل عنّا أيّها الرجل ؛ فإنّك تدعو إلى غير الرضا.
ثمّ أنشأ
الحارث بن معاوية يقول :
كان الرسول
هو المطاع فقد مضى
|
|
صلّى عليه
الله لم يستخلف
|
____________
قال : فوثب
عرفجة بن عبـد الله الذهلي فقال : صدق والله الحارث بن معاوية ، أخرجوا هذا الرجل
عنكم فما صاحبه بأهل للخلافة ولا يستحقّها بوجه من الوجوه ، وما المهاجرون
والأنصار بأنظر لهذه الأُمّة من نبيّها محمّـد صلى الله عليه وآله.
قال : ثمّ وثب
رجل من كندة يقال له : عدي بن عوف ، فقال : يا قوم! لا تسمعوا قول عرفجة بن عبـد
الله ولا تطيعوا أمره ؛ فإنّه يدعوكم إلى الكفر ويصدّكم عن الحقّ ، اقبلوا من زياد
بن لبيد ما يدعوكم إليه وارضوا بمارضى المهاجرون والأنصار ؛ فإنّهم أنظر لأنفسكم
منكم» .
فيظهر من هذا
النصّ التاريخي أنّ منطق أصحاب السقيفة هو : الحكم بالكفر والردّة على المعترضين
على أبي بكر وأصحابه بخيانة عهد الله ورسوله في وصيّه ، وإنّ حروب الردّة هي ضدّ
تلك القبائل التي تمرّدت على استخلاف أبي بكر عدا تلك التي ظهر فيها الكذّابين
المدّعين للنبوّة ، كمسيلمة الكذّاب وسجاح ، وِانّ الردّة شعار رفعه أصحاب السقيفة
ضدّ تلك القبائل لتبرير قتالهم ، وإخماداً للمعارضة على تنصيب أبي بكر ، وساعد هذا
التمويه والاِغراء والخداع تقارن هذه المعارضة مع دعاوى الكذّابين الدجّالين
للنبوّة ، كمسيلمة وسجاح وطليحة بن خويلد ، فحصل اختلاط في الأوراق وهرج في تصفية
الحسابات ومعادلة المواجهات.
وفي نصّ آخر
ذكره ابن أعثم : «عندما وصل كتاب أبي بكر للأشعث ابن قيس وفيه : وأنهاكم أن لا
تنقضوا عهده ، وأن لا ترجعوا عن دينه إلى غيره فلا تتّبعوا الهوى فيضلّكم عن سبيل
الله ...
____________
فأقبل الأشعث
على الرسول فقال : إنّ صاحبك أبا بكر هذا يلزمنا الكفر بمخالفتنا له ولا يلزم
صاحبه ـ أي : زياد بن لبيد ـ الكفر بقتله قومي وبني عمّي!
فقال له الرسول
: نعم يا أشعث! يلزمك الكفر ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى قد أوجب عليك الكفر بمخالفتك
لجماعة المسلمين» .
وهذا النصّ
يوضّح أنّ مبنى أصحاب السقيفة أنّ الدين يتمثّل في جماعـتهم ، وأنّهم جماعة
المسلمين وما عداهم من المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسعد بن عبادة وسائر القبائل
ليسوا بجماعة المسلمين ، وأنّ خيانة الله ورسوله في عهد الوصاية والاِمامة وإنكار
ما جاء به الرسول في ذلك ليس يوجب الكفر ، فهم قد جعلوا جماعة السقيفة عدل القرآن
وبديل النبوّة ، وهذا ممّا يكشف أوراق حروب الردّة ويفضح دَجليّة شعارها.
وقال ابن أعثم
: إنّ أبا بكر لمّا وصله خبر كندة وعصيانها له وضعف الجيش الذي أرسله عن مقاومة
كندة استشار جماعته «ثمّ انصرف أبو بكر إلى منزله وأرسل إلى عمر بن الخطّاب فدعاه
، وقال : إنّي عزمت على أن أُوجّه إلى هؤلاء القوم عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّه عدل
رضا عند أكثر الناس ؛ لفضله وشجاعته وقرابته وعلمه وفهمه ورفقه بما يحاول من
الأُمور.
قال : فقال له
عمر بن الخطّاب : صدقت يا خليفة رسول الله! إنّ عليّاً كما ذكرت وفوق ما وصفت ، ولكنّي
أخاف عليك خصلة منه واحدة.
قال له أبو بكر
: وما هذه الخصلة التي تخاف علَيّ منها منه؟
فقال عمر : أخاف
أن يأبى القتال فلا يقاتلهم ، فإن أبى ذلك فلن تجد
____________
أحداً يسير إليهم إلاّ على المكروه منه ، ولكن ذر عليّاً يكون عندك
بالمدينة ؛ فإنّك لا تستغني عنه وعن مشورته ، واكتب إلى عكرمة بن أبي جهل» .
ويظهر من هذا
النصّ التاريخي أنّ عمر يتخوّف من إباء عليّ عليه السلام قتال كندة ، مّما يدلّل
على عدم تكفير عليّ عليه السلام لكندة وعدم قوله عليه السلام بردّتهم ..
ويظهر القول
بإسلام كندة أيضاً من أبي أيوب الأنصاري عندما استشاره أبي بكر في كندة ؛ قال : «لو
صرفت عنهم الخيل في عامك هذا وصفحت عن أموالهم لرجوت أن ينيبوا إلى الحقّ وأن
يحملوا الزكاة إليك بعد هذا العام طائعين غير مكرهين ، فذاك أحبّ إليّ من محاربتك
إيّاهم» ، ولكنّ أبا بكر أبى ذلك ، ولعلّه فطن إلى أنّ أبا أيوب
الأنصاري من أنصار عليّ عليه السلام.
بل إنّ عمر
اعترف بإسلام أهل «دَبا» ، الّذين ناصروا كندة في تمرّدهم ؛ إذ همّ أبو بكر بقتل
المقاتلة وقسمة النساء والذرّيّة ، فقال له عمر ابن الخطّاب : يا خليفة رسول الله!
إنّ القوم على دين الاِسلام ، وذلك أنّي أراهم يحلفون بالله مجتهدين : ما كنّا
رجعنا عن الاِسلام. ولكن شحّوا على أموالهم» ، والحقيقة أنّهم أبوا إمارة أبي بكر.
وتظهر هذه
الحقيقة التاريخية أيضاً من بكر بن وائل في البحرين ؛ إذ أنّ سبب تمرّدهم وردّتهم في
قولهم لكسرى : «إنّه قد مضى ذلك الرجل الذي كانت قريش وسائر مضر يعتزّون به ـ
يعنون بذلك الرسول صلى الله عليه وآله ـ
____________
وقد قام من بعده خليفة له ، ضعيف البدن ضعيف الرأي» .
ويظهر أنّ سبب
تمرّد وردّة بني أسـد وغطفان وفزارة ، ومناصرتهم لطليحة بن خويلد الكذّاب هو ضعة
أبي بكر ، وقولهم بعدم أهليّته للخلافة ؛ إذ نادوا : «لا نبايع أبا الفصيل ـ يعنون
أبا بكر ـ» ، وهذه التكنية تحقيراً لأبي بكر ، وإشارة إلى عمله في
الجاهلية ، وهو الدلالة في بيع وشراء الاِبل.
هذه لمحة خاطفة
تدلّل على أنّ تدبير الفتوحات وخططها لا تعزى إلى الثلاثة!! كيف ولا مراس لـهم
بالحروب وإدارتها وأُمور الجيوش؟! وقـد ولّى رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم
أُسامة بن زيد في جيش المسلمين لمحاربة الروم في آخر أيّام حياته ، وأنّ خطط
الفتوح وتدبيرها راجعة إلى أسباب وعوامل أُخرى ..
* * *
____________
تدبـير الاِمام عليّ عليه السلام
في ظفر المسلمين في الفتوحات
هناك نصوص
تاريخية عديدة تبيّن تدبير عليّ عليه السلام في المنعطفات الخطيرة التي عصفت
بالمسلمين ودولتهم وجيوشهم ، وكاد نظام المسلمين أن يتقوّض لولا حنكته وبصيرته في
تدبير الأُمور العامّة ، وإعزاز الاِسلام ، ونصر الدين ، ورتقه ، ولولا ذلك أيضاً
لتشتّت أوضاع المسلمين ؛ بسبب استخلاف أبي بكر ونبْذ أصحاب السقيفة عهد الله ورسوله
في الاِمامة ، ممّادعا سائر القبائل للتمرّد والريبة في الدين ، واضطرار أبي بكر
وعمر وعثمان وبقية الصحابة لاستشارته عند اضطراب الأمر عليهم في تدبير الأحوال
الخطيرة ..
ثمّ إنّ عمدة
ما حصل من الفتوحات ، وطرد الروم والقضاء على مُلك كسرى كان ببركة إشرافه وتسديده
ومشورته ، بل في بعض الموارد صدرت منه المعجزات لاِنقاذ الموقف ؛ لحكمة إلهية ، وزيادة
في الامتحان لهذه الأُمّة ، مع ما مر من ضعف الثلاثة في مراس التدبير ، لا سيّما
وأنّ الدولة الاِسلامية تعيش حالة استنفار عسكري ، أي ما يُصطلح عليه حالياً : «دولة
حرب» ، وهم أبعد ما يكونون وزناً عن التأثير في معادلة القوى في الحروب ، كما مرّ
..
ومن ثمّ قال
صلى الله عيه وآله ـ في ما مرّ من رواية ابن أبي الحديد ـ : «... ثمّ نسبت ـ أي
قريش ـ تلك الفتوح إلى آراء ولاتها وحسن تدبير الأُمراء القائمين بها ، فتأكّد عند
الناس نباهة قوم وخمول آخرين ، فكنّا نحن ممّن
خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته حتّى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت
السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممّن يعرف ـ أي فضائله ومناقبه وركنيته بعد
الرسول في بنيان الدين وانتظام الاِسلام ـ ونشأ كثير ممّن لا يعرف ...» .
وقد جاءت عدّة
نصوص تاريخية في ذلك :
منها
: ما قاله أبو بكر لعمر عندما فشل الجيش الذي بعثه أبو بكر
لقتال كندة ، ولم يفلح المدد أيضاً ، فاضطرب لذلك أبو بكر وقال : إنّي عزمت على أن
أُوجّه إلى هؤلاء عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّه عدل رضا عند أكثر الناس لفضله وشجاعته
وقرابته وعلمه وفهمه ، ورفقه بما يحاول من الأُمـور ...» ..
فهذا النصّ
سواء في فقرة كلام أبي بكر أو كلام عمر يكشف النقاب عن دور عليّ عليه السلام
ومكانته في نفسية المسلمين وسائر القبائل المتمرّدة على استخلاف أبي بكر كما فيه
إقرار واعتراف من أبي بكر بالاِحكام في تدبير عليّ عليه السلام للأُمور ، لا سيّما
هذا الأمر الذي استعصى حلّه على أبي بكر ، وجزع من شدّة الورطة فلم يجد بُدّاً من
الكتابة إلى الأشعث بن قيس بالرضا ـ.
كما أنّ في
كلام عمر ؛ إذ قال : «أخاف أن يأبى القتال فلا يقاتلهم ، فإن أبى ذلك فلن تجد
أحداً يسير إليهم إلاّ على المكروه منه ، ولكن ذر عليّاً يكون عندك بالمدينة فإنّك
لا تستغني عنه وعن مشورته» إقرار بما
____________
ذكره صاحبه وزيادة : إنّ عليّاً عليه السلام إذا أبدى قوله في عدم قتال
كندة فإنّ البقية سـيتأثّروا به ويمتنعوا عن مقاتلة كندة إلاّ بالاِكراه ، وإنّ
دولة السـقيفة لم تستطع إدارة الأُمور بدون مشورة عليّ عليه السلام. وسيأتي في
بقية النصوص الكثير ممّا يعضـد ذلك.
ومنها
: «وأراد أبو بكر
أن يغزو الروم فشاور جماعة من الأصحاب ، فقدّموا وأخّروا ، فاستشار عليّ بن أبي
طالب ، فأشار أن يفعل ، فقال : إن فعلت ظفرت. فقال : بُشّرت بخير!
فقام أبو بكر
في الناس خطيباً ، وأمرهم أن يتجهّزوا إلى الروم» .
وفي فتـوح ابن أعـثم : «فسأل أبو بكر : ومن أين علمت ذلك؟! فقال
عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ...» ، وفي مكان آخر : «تسامع هرقل بأنّ نبيّ الاِسلام
أخبرهم بالنصر» .
ويظهر من هذا
النصّ ، ومن الذي قبله ، وممّا يأتي من نصوص متعدّدة طمع السلطة في فراسة عليّ
عليه السلام الغيبية ، وإخباره بالملاحم وعلم المنايا والبلايا ، وهي من العلوم
اللدنية للأوصياء ، وما عنده عليه السلام من عهد النبيّ صلى الله عليه وآله بمصير
الأُمور وأحوال البلدان ، فإنّه نُقل ذلك عنه بكثرة في كتب السير والتواريخ ، واستخبار
أبي بكر وعمر عليّاً عليه السلام ، واستحفاؤهما إيّاه أحوال الأوضاع ، وفي الفتوح : تهديد وفد المسلمين جبلة ـ حليف هرقل بالشام ـ ببشارة
النبيّ صلى الله عليه وآله بالنصر ؛ كلّ ذلك يصبّ في النهاية في
____________
رفعة اسميهما عـند عامّـة الناس ، ونسـبة الفتوح إليهما ، كما قال عليه
السلام في مامرّ من الرواية ..
اعتراض وإجابة :
وقد يرد اعتراض
في ذهن بعض من لا بصيرة له بأوصياء الأنبياء : لماذا يسدّد عليّ عليه السلام خلفاء
الجور إلى أبواب الظفر والنصر ، فيعلو كعبهم واسمهم ، وتزداد فتنة الناس بضلالتهم
، وببدعهم في الدين ، وبمتاركتهم لصراط الهداية من أهل بيت النبوّة :؟!
كما أنّ بعض
آخر ـ ممّن لا يستمسك بالبيّنات والبراهين ـ يموّه إرشاد علي عليه السلام لهما في
تدبير الأُمور على أنّه رضىً منه بحالهما!!
وهؤلاء إذ
تاركوا عيش اليقين نكسوا قلوبهم في الريب ؛ استحباباً منهم لذلك ، بدلاً من نور
الحقيقة ؛ فإنّ الوصيّ عليه السلام ليس غارقاً في بحر الهوى ، كما قال عليه السلام
في ذيل الرواية المزبورة : «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي لم أرد الاِمرة ، ولا علوّ
الملك والرئاسة ، وإنّما أردت القيام بحدودك ، والأداء لشرعك ، ووضع الأُمور في
مواضعها ، وتوفير الحقوق على أهلها ، والمضي على منهاج نبيّك ، وإرشاد الضالّ إلى
أنوار هدايتك» ..
فإنّه عليه
السلام ممّن طهّره الله من الرجس والهوى ، فلا يعيش إلاّ همّ إقامة الدين ونشره
وانتشاره بقدر ما يتيسّر من ذلك ، وإن مانع الطامعون في الرئاسة والملك ، والحريصون
على الاِمارة والعلوّ في الأرض ، والحزب القرشي والطلقاء ، عن إقامة الحقّ في جليل
من الأبواب ؛ فإنّ ما لا يُدرك كلّه لا يترك جلّه ، والميسور لا يسقط بالمعسور ..
____________
نظير ما قصّه
الله تعالى من دور النبيّ يوسف عليه السلام في ملك عزيز مصر : (وكذلك
مكّنّا ليوسُفَ في الأرض ولنُعلّمَهُ من تأويل الأحاديث والله غالبٌ على أمره
ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون) ؛ فإنّ التدبير الحسن منه كان ليوسف وإن كان يُنسب لملك مصر ، ولولا يوسف
لتشتّت الأمر على ملك مصر عندما عصفت السنين بهم.
وفي هذه الحقبة
والفترة تجلّى خلوص عليّ عليه السلام في تشييد الدين ؛ فأين تجد مَن غُصب حقّه ، وزُحزح
عن مقامه ، وتقمّص مكانه مَن ليس بأهل له ، ومع ذلك يقوم بحفظ الدين ونشره ، مع
علمه بأنّ هذا الدور أيضاً هو الآخر سوف يبتزّه الغاصبون وينسبونه لأنفسهم؟!
وممّا يشير إلى
تدبير النبيّ صلى الله عليه وآله في الفتوحات ما ذكره ابن أعثم في
الفتوح ؛ إذ أورد رسالة عمر إلى معاوية ، التي تضمّنت عهده صلى
الله عليه وآله للمسلمين بتفاصيل برامج فتوح البلدان ، حتّى أسماء المدن ، والمهمّ
منها في حصول الظفر والنصر.
دوره عليه السلام في وقعة الجسر :
في وقعة «الجسر»
ـ وهي أوّل وقعة للمسلمين مع جيوش كسرى ـ اضطرب تدبـير الحرب والمسلمين بشـدّة
حتّى كاد يفلت الأمر ، فأغاث عليّ عليه السلام عمر بالمشورة المفصّلة ، وأمره بأن
لا يصير إلى العدو : «فإنّك إن صرت إلى العراق وكان مع القوم حرب واختلط الناس لم
تأمن أن يكون عدوّ من الأعداء يرفع صوته ويقول : قتل أمير المؤمنين! فيضطرب أمر
____________
الناس ويفشلوا ... ولكن أقم بالمدينة ووجّه برجل يكفيك أمر العدوّ ، وليكن
من المهاجرين والأنصار البدريّين.
فقال عمر : ومن
تشير علَيّ أن أوجّه به يا أبا الحسن؟!
فأشار عليه
بسعد بن أبي وقّاص. وانتهت الواقعة بنصر المسلمين .
ومـن ذلك يظهر
أنّ التدبـير في المفاصـل الخطـيرة من الفتوح كان منه عليه السلام.
وفي هذه
الواقعة ذكر ابن أعثم تهديد المسلمين يزدجرد ملك الفرس ببشارة النبيّ عليه السلام
بفتح فارس .
ومن تدابير
عليّ عليه السلام البالغة الأهمّية أيضاً بثّه الخلّص الأبدال من أصحابه في جيوش
الفتوح ، وكان لهم الأثر البالغ في الفتوح ، كـ : حذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر
في فتوح فارس ، ومالك الأشتر في فتوح الروم ، ولاسيّما في يوم اليرموك ؛ إذ بارز
وزير هرقل هامان فهزمه ، وهاشم بن عتبة بن أبي وقّاص في فتوح الشام وفارس
أيضاً ، وكذلك عبادة بن الصامت الأنصاري ، وحجر بن عدي الكندي ، والجميع كانوا
أُمراء سرايا وفصائل في الكتائب ، وخالد بن سعيد بن العاص وأخوه ، وعدي بن حاتم
الطائي ، وعبـد الله بن خليفة ، وسلمان الفارسي ، وغيرهم ممّا يجده المتتبّع
لتواريخ الفتوح ، ذكرنا جملة منهم لا على سبيل الاستقصاء والحصر ، هذا مع أنّ
أقلام التاريخ غالباً سقيفية أو أُموية أو عبّاسية ، لا ترصد ولا تحبّ أن تكتب
لأصحاب عليّ عليه السلام أدواراً خطيرة في الفتوح ، بل وتركّز الضوء على
____________
غيرهم لترفع ذكرهم دون تيار عليّ عليه السلام.
وذكر ابن أعـثم
: أنّ أبا عبيدة أرسل كتاباً إلى عمر يخبره فيه أنّ أهل «إيليا» بعدما حوصروا في
الشامات اشترطوا الصلح مع الخليفة كي يثقوا بالأمان ، فاستشار عمر وجوه المهاجرين
والأنصار في الخروج إلى الشام ، فأشار عليه عثمان بعدم الخروج.
«فقال عمر : هل
عند أحد منكم غير هذا الرأي؟!
فقال عليّ بن
أبي طالب عليه السلام : نعم ، عندي من الرأي : إنّ القوم قد سألوك المنزلة التي
لهم فيها الذلّ والصَغار ، ونزولهم على حكمك عزٌّ لك وفتحٌ للمسلمين ... فإذا
قدِمت عليهم كان الأمر والعافية والصلح والفتح إن شاء الله ..
وأُخرى فإنّي
لست آمن الروم إن هم آيسوا من قبولك الصلح وقدومك عليهم أن يتمسّكوا بحصنهم ويلتئم
إليهم إخوانهم من أهل دينهم فتشتدّ شوكتهم ويدخل على المسلمين من ذلك البلاء ، ويطول
أمرهم وحربهم ، ويصيبهم الجهد والجوع ، ولعلّ المسلمين إن اقتربوا من الحصن فيرشقونهم
بالنشاب أو يقذفونهم بالحجارة ، فإن أُصيب بعض المسلمين تمنّيت أن تكون قد افتديت
قتل رجل مسلم من المسلمين بكلّ مشرك إلى منقطع التراب. فهذا ما عندي ، والسلام.
فقال عمر : أمّا
أنت يا أبا عمرو ـ أي عثمان ـ فقد أحسنت النظر في مكيدة العدو ، وأمّا أنت يا أبا
الحسن! فقد أحسنت النظر لأهل الاِسلام ، وأنا سائر إلى الشام» .
____________
وعند فتح
المسلمين لمدينة السوس ـ بلدة بخوزستان جنوب إيران ـ وجدوا جثمان النبيّ دانيال ولم يكونوا
يعرفوه ورأوا أهل السوس يتبرّكون ويستسقون به ، وجسده لم يبلى ، فكتب أبو موسى إلى
عمر بذلك ، فسأل عمر أكابر الصحابة عن ذلك فلم يجد عندهم فيه خبراً ، وأنّى لهم
بالخبر؟! وهل يوجد الخبر إلاّ عند مَن عنده ودائع النبوّة ، وهو السبب المتّصل بين
الأرض والسماء ، ومَن عنده علم الكتاب؟!
فقال أمـير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «بلى هذا دانيال الحكيم ، وهو نبيّ غير
مرسـل ، غير أنّه في قديم الزمان مع بختنصـر ومَن كان بعده من الملوك ...
قال : وجعل
عليّ يحدّث عمر بقصّة دانيال من أوّلها إلى آخرها إلى وقت وفاته ، ثمّ قال عليّ : اكتب
إلى صاحبك أن يصلّي عليه ويدفنه في موضع لا يقدر أهل السوس على قبره ، قال : فكتب
عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى الأشعري بذلك» .
دوره عليه السلام في معركة نهاوند :
وذكر أهل
التواريخ ـ والنصّ لابن أعـثم ـ : «إنّ المسلمين لمّا فتحوا خوزستان تحرّكت الفرس
بأرض نهاوند ، وكتب بعضهم إلى بعض أن يكون اجتماعهم بها ، فاجتمعوا من مدن شتّى
فكانوا خمسون ألفاً ومائة ألفاً مع نيف وسبعين فيلاً تهويلاً على خيول المسلمين ، وقالوا
: إنّ ملك العرب الذي جاءهم بهذا الكتاب وأقام لهم هذا الدين قد هلك ـ يعنون بذلك
____________
رسول الله صلى الله عليه وآله ـ ... فتعالوا بنا حتّى ننفي مَن بقربنا من
جيوش العرب ، ثمّ إنّا نسير إليهم في ديارهم فنستأصلهم عن جديد الأرض ...
فبلغ الخبر
المسلمين فكتبوا بذلك إلى عمر ، وأنّ الفرس قد قصدوهم ثمّ يأتون بعدها إلى المدينة
، وهم جمع عتيد ، وبأس شديد ، ودوابّ فره ، وسلاح شاك ، وقد هالهم ذلك وما أتاهم
من أمرهم وخبرهم.
قال ـ الراوي
الذي يروي عـنه ابن أعـثم ـ : فلمّا ورد الكتاب على عمر بن الخطّاب وقرأه وفهم ما
فيه وقعت عليه الرعدة والنفضة حتّى سمع المسلمون أطيط أضراسـه ، ثمّ قام عن موضعه
حتّى دخل المسجد وجعل ينادي : أين المهاجرون والأنصار؟ ألا فاجتمعوا رحمكم الله ، وأعينوني
أعانكم الله.
قال : فأقبل
إليه الناس من كلّ جانب حتّى إذا علم أنّ الناس قد اجتمعوا وتكاملوا في المسجد وثب
إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فاستوى عليه قائماً وإنّه ليرعد من شـدّة
غضبه على الفرس ، فحمـد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه ، وصـلّى على نبيّـه محمّـد صلى
الله عليه وآله ، ثـمّ قال : أيّها الناس! هذا يوم غمّ وحزن ، فاستمعوا ما ورد
إليّ من العراق ـ ثمّ قرأ عليهم ما وصله من الكتاب ـ وقال : وليست لهم ـ أي الفرس
ـ همّة إلاّ المدائن والكوفة ، ولئن وصـلوا إلى ذلك فإنّها بليّة على الاِسـلام
وثلمة لا تُسدّ أبداً ، وهذا يومله ما بعده من الأيام ، فالله الله يا معشر
المسلمين! أشيروا علَيّ رحمكمالله ...
فقام طلحة
والزبير وأشاروا عليه أن يعمل برأيه وما يراه ، وقام عبـدالرحمن بن عوف وأشار عليه
بأن يخرج بنفسه ويخرجوا معه ، وقام عثمان بن عفّان وأشار عليه بما أشار ابن عوف ، وأن
يأتيه أهل الشام من
شامهم ، وأهل اليمن من يمنهم ، وأهل الحرمين ، وأهل المصرين : البصرة
والكوفة ، فقال عمر : هذا أيضاً رأي يأخذ بالقلب ، أُريد غير هذا الرأي.
قال : فسكت
الناس ، والتفت عمر إلى عليّ عليه السلام فقال : يا أبا الحسن! لم لا تشير بشيء
كما أشار غيرك؟!
قال : فقال
عليّ : يا أمير المؤمنين! إنّك قد علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث نبيّه محمّـداً
صلى الله عليه وآله وليس معه ثان ، ولا له في الأرض من ناصر ، ولا له من عدوه مانع
، ثمّ لطف تبارك وتعالى بحوله وقوّته وطَوْله فجعل له أعواناً أعزّ بهم دينه ، وشـدّ
بهم أمره ، وقصم بهم كلّ جبّار عنيد ، وشيطان مريد ، وأرى مؤازريه وناصريه من
الفتوح والظهور على الأعداء مادام به سرورهم ، وقرّت به أعينهم ، وقد تكفّل الله
تبارك وتعالى لأهل هذا الدين بالنصر والظفر والاِعزاز ، والذي نصرهم مع نبيّهم وهم
قليلون هو الذي ينصرهم اليوم إذ هم كثيرون ، وبعد .. فأبشر بنصر الله عزّ وجلّ
الذي وعدك ، وكن على ثقة من ربّك ؛ فإنّه لا يخلف الميعاد ، وبعد .. فقد رأيت
قوماً أشاروا عليك بمشورة بعد مشورة فلم تقبل ذلك منهم ، ولم يأخذ بقلبك شيء ممّا
أشاروا به عليك ، لأنّ كلّ مشير إنّما يشير بما يدركه عقله.
وأُعلمك يا
أمير المؤمنين إن كتبت إلى الشام أن يقبلوا إليك من شامهم لم تأمن من أن يأتي هرقل
في جميع النصرانية فيغير على بلادهم ، ويهدم مساجدهم ، ويقتل رجالهم ، ويأخذ
أموالهم ، ويسبي نساءهم وذرّيّتهم.
وإن كتبت إلى
أهل اليمن أن يقبلوا من يمنهم أغارت الحبشة أيضاً على ديارهم ونسائهم وأموالهم
وأولادهم ..
وإن سرت بنفسك
مع أهل مكّة والمدينة إلى أهل البصرة والكوفة ثمّ قصدت بهم عدوّك انتقضت عليك
الأرض من أقطارها وأطرافها ، حتّى أنّك تريد بأن يكون من خلّفته وراءك أهمّ إليك
ممّا تريد أن تقصده ولا يكون للمسلمين كانفة تكنفهم ، ولا كهف يلجؤون إليه ، وليس
بعدك مرجع ولاموئل ؛ إذ كنت أنت الغاية والمفزع والملجأ ، فأقم بالمدينة ولا
تبرحها ؛ فإنّه أهيب لك في عدوّك وأرعب لقلوبهم ، فإنّك متى غزوت الأعاجم يقول
بعضهم لبعض : إن ملك العرب قد غزانا بنفسه لقلّة أتباعه وأنصاره. فيكون ذلك أشـدّ
لكلبهم عليك وعلى المسلمين ، فأقم بمكانك الذي أنت فيه وابعث مَن يكفيك هذا الأمر
، والسلام.
قال : فقال عمر
: يا أبا الحسن! فما الحيلة في ذلك وقد اجتمعت الأعاجم عن بكرة أبيها بنهاوند في
خمسين ومائة ألف ، يريدون استئصال المسلمين؟!
قال : فقال له
عليّ بن أبي طالب عليه السلام : الحيلة أن تبعث إليهم رجلاً مجرّباً ، قد عرفته
بالبأس والشدّة ؛ فإنّك أبصر بجندك وأعرف برجالك ، واستعن بالله وتوكّل عليه واستنصره
للمسلمين ، فإن استنصاره لهم خير من فئة عظيمة تمدّهم بها ، فإن أظفر الله
المسلمين فذلك الذي تحبّ وتريد ، وإن يكن الأُخرى وأعوذ بالله من ذلك أن تكون
ردءاً للمسلمين ، وكهفاً لهم يلجؤون إليه ، وفئة ينحازون إليها.
قال : فقال له
عمر : نِعم ما قلت يا أبا الحسن! ولكنّي أحببت أن يكون أهل البصرة وأهل الكوفة هم
الّذين يتولّون هؤلاء الأعاجم ؛ فإنّهم ذاقوا حربهم وجرّبوهم ومارسوهم في غير
موطن.
قال : فقال له
عليّ عليه السلام : إن أحببت ذلك فاكتب إلى أهل البصرة أن
يفترقوا على ثلاث فرق : فرقة تقيم في ديارهم يكونوا حرساً لهم يدفعون عن
حريمهم ، والفرقة الثانية في المساجد يعمرونها بالأذان والصلاة ؛ لكي لا تعطّل
الصلاة ، ويأخذون الجزية من أهل العهد ؛ لكي لا ينتقضوا عليك ، والفرقه الثالثة
يسيرون إلى إخوانهم من أهل الكوفة ، ويصنع أهل الكوفة كصنع أهل البصرة ، ثمّ
يجتمعون ويسيرون إلى عدوّهم فإنّ الله عزّ وجلّ ناصرهم عليهم ومظفرهم بهم ، فثق
بالله ولا تيأس من روح الله ، (إنّه لاييأس من روح
الله إلاّ القوم الكافرون) .
قال : فلمّا
سمع عمر مقالة عليّ كرّم الله وجهه ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم! أعجزتم
كلّكم عن آخركم أن تقولوا كما قال أبوالحسن ، والله! لقد كان رأيه رأيي الذي رأيته
في نفسي!!!
ثمّ أقبل عليه
عمر فقال : يا أبا الحسن! فأشر علَيّ الآن برجل ترتضيه ويرتضيه المسلمون أجعله
أمير وأستكفيه من هؤلاء الفرس.
فقال عليّ عليه
السلام : قد أصبته.
قال عمر : ومَن
هو؟
قال : النعمان
بن مقرن المزني.
فقال عمر وجميع
المسلمين : أصبت يا أبا الحسن! وما لها من سـواه» .
ومعركة نهاوند
تعدّ المعركة المصيرية في مواجهة المسلمين مع دولة كسرى ؛ ففي فتوح البلدان للبلاذري : «إنّ ذلك الفتح هو فتح الفتوح» .
____________
وفي المصادر
التاريخية الأُخرى : إنّ بعد نهاوند لم تقم لدولة الفرس قائمة بعدها ، وتتالت
الفتوح للمدن الأُخرى بكلّ سهولة.
فالباحث يرى
مدى خطورة هذه المواجهة على كلّ من دولة كسرى ودولة المسلمين ؛ إذ لو قُدّر النصر
في هذه المعركة للأكاسرة لربّما قضوا على المسلمين حتّى ألجؤوهم إلى المدينة ، كما
ذكر ذلك كتاب أهل الكوفة إلى عمر ..
وكذلك يرى
الباحث مدى خوف وذعر واضطراب الخليفة عمر في تدبير الأمر ، حتّى أنّ أسنانه أخذت
تصطكّ فسمع المسلمون أطيط أضراسه وأخذته الرعدة والنفضة!! فبالله عليك هل يصلح
لقيادة المسلمين رجل بهذه الأوصاف ، معروف بالفرار إذا اشتدّ البأس في الحروب ، تختلط
عليه الأُمور إذا حمى الوطيس؟!
وهذه اللقطة
التاريخية العظيمة كافية لوقوف الباحث على كون عليّ عليه السلام قطب الرحى في
تدبير أُمور المسلمين والفتوح التي تتالت عليهم ، وتالله لولا رأيه الثاقب في
الأُمور ، المسدّد بالعصمة ، لانتقض نظام المسلمين ولأكلتهم الدول المحيطة بهم.
ونظير هذه
الحادثة حوادث أُخرى ، استعرضنا في ما سبق بعضها.
وقفة مع أصحاب كتب التاريخ :
إنّ الباحث في
تاريخ المسلمين يلاحظ مدى التعتيم والتضليل لحقائق الأحداث الذي مارسه كثير من
مؤرّخيهم ، مثل ابن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) في تاريخه ، والبلاذري (ت ٢٧٩ هـ) في فتوح البلدان ، وابن الأثـير (ت ٦٣٠ هـ) في الكامل في التاريـخ ، وأمثالهم ، عندما يقارن
ما أرّخـوه بأقلامهم بما كتبه ابن أعـثم الكوفي (ت ٣١٤ هـ) في الفتوح ، وإن كانت هناك قصاصات كثيرة متناثرة تسرّبت في ما
كتبوه رغم ما مارسوه من حـذف وتعتيم ..
ففي وقعة
نهاوند ـ مثلاً ـ ترى الطبري يحذف مقدّمة أحداث المعركة بجملتها ، واقتصر على خصوص
إجمال المعركة من دون تفصيل هَوْلها وشدّة العناء الذي لاقاه المسلمون ، حتّى
كادوا أن ينهزموا في كلّ وقعات المعركة حتّى جاء الظفر ، وما عرض على الخليفة عمر
من أحوال وغير ذلك ممّا مرّ ، كما لم يذكر اسم من أشار عليه بالمكث ، كما هي عادته
في موارد عديدة يتابعها الباحث ، ومشورة عليّ عليه السلام على أبي بكر وعمر ؛ فإنّه
لا يأتي بالاسم ولا ينوّه بالقائل ، بل قد لا يتعرّض لحصول المشورة ويسند الرأي
إلى أبي بكر وعمر ، كما أنّه لم يذكر ما جرى من مقالات بين أبي بكر ورؤوساء
القبائل المتمرّدة على استخلافه ، كلّ ذلك لتغطية الحقائق وحقيقة الأُمور في
الأحداث.
وأمّا البلاذري
فقد ذكر مسلسل الأحداث في ما يخص معركة نهاوند موجزاً ، ناسباً ذلك كلّه إلى عمر دون أن يفصح بالمشير على عمر
ولاحال اضطراب عمر ، مع أنّه يصرّح بوجود الروايات المفصّلة للأحداث ، ولكنّه لم يأت بمتنها بل بشيء من ألفاط صدرها وذيلها
باقتضاب شديد ، مع أنّه روى أنّ الفتح فيها هو : فتح الفتوح ، ورغم ذلك فهو يوجز
الحديث عنها ويعرض عن ذكر ما ورد من روايات بشأنها ..
____________
ولكن من بعض
قصاصات فتوح
البلدان للبلاذري ، وأُخرى
من كتاب أخبار
أصبهان للحافظ الأصبهاني (ت ٠٣٤ هـ) ، وثالثة من كتاب الكامل لابن الأثير ، وغيرها من المصادر ، ومن مجموع كلّ تلك
القصاصات يقف الباحث على صـدق الحقيقة عند ابن أعثم الكوفي في كتابه الفتوح ، وأنّ كلّ ما ذكره له جذور في ما كتبوه ، واعترفوا
ببعض خيوط الحدث.
فعلى الأُمّة
الاِسلامية السلام إن كان باحثوها ينساقون وراء ظاهر ماكتبه هؤلاء المؤرّخون ممّن
كانت له نزعات أُموية أو عبّاسية أو سقيفية ؛ إذ لا تجري على لسانه ولا على قلمه
أي حقيقة تاريخية تتّصل بعليّ بن أبيطالب عليه السلام ، ولا يقرّ بحقيقة ما كان
عليه الشيخان من تشتّت الأمر في التدبير ، إلاّ ما تداركه عليّ عليه السلام
بالمشورة عليهما ، واشتداد الفتن بسبب استخلاف أبي بكر ، ونشوب الظواهر المنتكسة
عن هدي الدين الحنيف ، التي زُرعت في المسلمين ثمّ تورّمت وانفجرت في عهد عثمان ، فجاء
عليّ عليه السلام إلى سـدّة الحكم والقيح والقروح منتشرة في جسم الأُمّة.
الملاحم التي أنبأ عليه السلام بها ودورها في الفتوح :
وذكر ابن أعثم
في
الفتوح : إنّ أبا
موسى أراد التقدّم إلى بلاد خراسان بعد فتح المسلمين بلدان فارس وكرمان ، فنهاه
عمر عن ذلك وقال : ما لنا ولخراسان وما لخراسان ولنا ، ولوددت أنّ بيننا وبين
خراسان جبالاً من حديد وبحاراً وألف سـدّ ، كلّ سـدّ مثل سـدّ يأجوج ومأجوج.
____________
قال : فقال له
عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه : ولم ذلك يا أمير المؤمنين؟!
فقال عمر : لأنّها
أرض بعدت عنّا جدّاً ، ولا حاجة لنا بها .
قال : فقال
عليّ كرّم الله وجهه : فإن كنت قد بعدك عنك خراسان فإنّ لله عزّ وجلّ مدينة
بخراسان يقال لها : مرو ، أسّسها ذو القرنين ، وصلّى بها عزير ...
ثمّ ذكر عليه
السلام أسماء عدّة مدن ، والملاحم التي تقع في كلّ مدينة منها ، فذكر مدن : خوارزم
، بخارا ، سمرقند ، الشاش ، فرغانة ، أبيجاب ، بلخ ، طالقان ـ وذكر أنّ لله عزّ
وجلّ فيها كنوز لا من ذهب ولا من فضّة ، يكونون أنصاراً للمهدي عليه السلام في آخر
الزمان ـ الترمذ ، واشجردة ، سرخس ، سجستان ، ياسوج ، نيسابور ، جرجان ، قومس ، الدامغان
، سمنان ، الري ، والديلم. ثمّ سكت عليه السلام ولم ينطق بشيء.
فقال عمر : يا
أبا الحسن! لقد رغّبتني في فتح خراسان.
قال عليّ عليه
السلام : قد ذكرت لك ما علمت منها ممّا لا شكّ فيه ، فالْهَ عنها وعليك بغيرها ؛ فإنّ
أوّل فتحها لبني أُمية وآخر أمرها لبني هاشم ، ومالم أذكر منها لك هو أكثر ممّا
ذكرته ، والسلام .
ولم يقدم عمر
على فتحها.
وهذا النصّ
التاريخي وأمثاله ممّا تقدّم وممّا هو منتشر في كتب السير والتواريخ دالّ بوضوح
على أنّ مخطّط الفتوح في تفاصيله المهمّة المحورية
____________
عهد معهود من النبيّ صلى الله عليه وآله إلى عليّ عليه السلام ، فضلاً عن
الخطوط العامّة الكلّية التي أخبر عامّة أصحابه والمسلمين بها.
وقد وقعت وصدقت
جملة ممّا أخبر به عليه السلام من الملاحم بعده ، بل وبعض منها بعد عصر مؤلّف كتاب الفتوح ، أي ما بعد القرن الرابع ، وبعضها يقارب ظهور المهدي
من آل محمّـد : ..
وقد رصدت كثير
من الكتب الملاحم التي أخبر بها عليّ عليه السلام ، ككتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، والفتوح لابن أعثم الكوفي ، وغيرها من الكتب.
دوره عليه السلام في النظام الاقتصادي للفتوح :
وقد شاور عمر
أصحاب رسول الله في سواد الكوفة فقال له بعضهم : تقسمها بيننا. فشاور عليّاً فقال
: إنّ قسَمْتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء ، ولكن تقرّها في أيديهم يعملونها
فتكون لنا ولمَن بعدنا.
فقال : وفّقك
الله! هذا الرأي .
وأنت ترى هذه
السُـنّة من عليّ عليه السلام ، لولاها لضاع نظام التوزيع والتقسيم في الفيء
والأراضي.
* * *
____________
أخلاقيات الفتوحات وانتشار الدين
ومع كلّ ما
تقدّم من كون الفتوح الاِسلامية عهد من الرسول صلى الله عليه وآله ووصيّه حملها
المسلمون ، وأنّ تفاصيلها الخطيرة المؤثّرة في الظفر والنصر كان صلى الله عليه
وآله قد أودعها عليّاً عليه السلام بتوسّط العلوم اللدنية التي ورّثها إيّاه : «علّمني
رسول الله ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب» ..
ومع كون أصل
الفتوح انتشاراً لصـورة الدين في أرجاء المعمورة إلى الحدود الجغرافية التي انتهت
إليها الفتوح ، إلاّ أنّ الممارسات التي اعتمدتها خلافة الشـيخين ـ فضلاً عن العيث
والعبث والخضم الذي مارسه الثالث ، وفضلاً عمّا فعله بني أُمية وبني العبّـاس ـ في
كيفية فتوح البلدان ، وما تلاها من كيفية إقامة نظام الحكم فيها ، حالت دون مواصلة
انتشار الاِسلام إلى غيرها من البلدان ، وإلى باقي أرجاء المعمورة.
وكان هذان
البعدان وهاتان السياستان حائلاً أمام وصول الاِسلام لشعوب الأرض كافّة وتحقّق
الوعد الاِلهي : (ليظهره على الدين كلّه) ، وسـدّاً
كثيفاً مانعاً من نفوذ شعاع نوره إلى نفوس البشرية ، فكانت الكيفيّتان سدوداً
اقترنت بالفتوحات.
فهنا محطّات لا
بُدّ من الوقوف عندها ؛ كي يُستوفى الاِمعان والتدبّر في تحليل هذه الحقبة وما
عليه المسلمون حالياً من أوضاع ..
المحطّة الأُولى
أسباب وعوامل الظفر في الفتوحات
فإنّ جمهرة من
محقّقي الأديان والتاريخ قد عزوْها إلى أُمور :
* الأوّل : انجذاب أهل البلدان إلى مبادىَ الدين الاِسلامي العالية :
فالعدل والقسط
الذي نادى به القرآن الكريم والنبيّ العظيم صلى الله عليه وآله ، والمساواة بين
البشر ، وكرامة الاِنسان ، والكمالات الروحية والنفسية من المعرفة والعلم ، التي
يسعى الدين لاِيصال الاِنسان إليها ، وتأمين الحياة الأُخروية الخالدة ؛ ممّا
يستحسنه الاِنسان ويميل إليه بفطرته ..
لا سيّما وأنّ
أهداف الجهاد قد حددّها الخالق جلّ وعلا ، بقوله تعالى : (وما
لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الّذين
يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظالمِ أهلُها واجعلْ لنا من لدُنك وليّاً
واجعلْ لنا من لدُنك نصيراً * الّذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والّذين كفروا
يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياءَ الشيطان إنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً) .
فأهداف الجهاد
والقتال من أجلها هي رسالات الله تعالى وما تسعى لتحقيقه ، من إقامة العدل في
الأرض ، ورفع الظلم عن الناس ، واستتباب الأمن بإقامة حكم الله تعالى ، لا القتال
من أجل السيطرة الاستعلائية لتلبية
____________
الغرائز الشهوية للحاكم من العلوّ والاستكبار ، أو الاِفساد بالقوة الفاشية
من الحكّام بتوسّط القتال ..
فالغاية من
الجهاد هي إقامة حكم الله في الأرض ، والحقّ والعدل ، وهدم الباطل والظلم ، لا أن
يستبدل باطل بلون آخر من الباطل ، والظلم بنمط آخر من الظلم ؛ بأن يخرج المستضعفين
في العقيدة أو المستضعفين في الحقوق المدنية والسياسية من كفر إلى قسم آخر من
الكفر ، أو من الاضطهاد الحقوقي المدني والسياسي إلى اضطهاد من شكل آخر ؛ إذ للكفر
أبواب وأقسام ، كما أنّ للظلم أنواع وألوان ، بل يتحرّر الضعيف في المعرفة إلى قوي
في الاِيمان والبصيرة ، والضعيف في المعيشة إلى قوي في أسباب المعاش ..
فالخطاب
للمؤمنين بأن يقوموا بمسؤولية النصرة والتولّي للضعفاء ؛ لتحلّيهم بالقوّة والاِيمان
والعدالة ، فالقتال والجهاد ليس هويته في الدين هو العنف والبطش الغاشم ، بل هو
العنف الهادم للظلم والاستبداد ؛ محبّةً ورحمةً بالضعفاء ، لا ما يعود إلى الوازع
الشخصي للمقاتل ، والنوازع الشهوية والغضبية والطغيان لبناء طواغيت بشرية جديدة ، أو
لاِقامة شريعة محرّفة وسُـنن باطلة وأهواء ضالّة ، بل الخلوص من كلّ الدواعي
الضيّقة إلى الداعي الوسيع ، وهو سبيل الله ، الذي يعمّ خيره الجميع ؛ فلا بُدّ في
حال القتال والجهاد في سبيل الله من تحديد : ما هو المطلوب إقامته بعد هدم أركان
الباطل؟!
ففي صحيحة يونس
بن عبـد الرحمن ، قال : «سأل أبا الحسن عليه السلام رجلٌ ـ وأنا حاضر ـ فقال له : جعلت
فداك! إنّ رجلاً من مواليك بلغه أنّ رجلاً يعطي سيفاً وفرساً في سبيل الله ، فأتاه
فأخذهما منه [وهو جاهل
بوجه السبيل] ، ثمّ لقيه أصحابه فأخبروه أنّ السبيل مع هؤلاء ـ أي بني
العبّـاس ـ لا يجوز ، وأمروه بردّهما؟!
قال : فليفعل.
قال : قد طلب
الرجل فلم يجده ، وقيل له : قد قضى [مضى] الرجل.
قال : فليرابط
ولا يقاتل.
قلت : في مثل
قزوين وعسقلان والديلم ، وما أشبه هذه الثغور؟!
فقال : نعم.
قال : فإن جاء
العدوّ إلى الموضع الذي هو فيه مرابط ، كيف يصنع؟
قال : يقاتل عن
بيضة الاِسلام [لا عن هؤلاء].
قال : يجاهد؟
قال : لا ، إلاّ
أن يخاف على دار المسلمين.
قلت : أرأيتك
لو أنّ الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ [يسع] لهم أن يمنعوهم؟
قال : يرابط
ولا يقاتل ، فإن خاف على بيضة الاِسلام والمسلمين قاتَل لنفسه لا للسلطان ؛ لأنّ
في دروس الاِسلام دروس ذكر محمّـد صلّى الله عليه وآله» .
وفي رواية طلحة
بن زيد ، عن أبي عبـد الله عليه السلام ، قال : «سألته عن رجل دخل أرض الحرب بأمان
فغزا القوم الّذين دخل عليهم قوم آخرون؟
قال : على
المسلم أن يمنع نفسه ويقاتل عن حكم الله وحكم رسوله ، وأمّا أن يقاتل الكفّار على
الجور وسُنّتهم فلا يحلّ له ذلك» .
____________
وفي رواية
الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابه ، قال : «كتب أبوجعفر عليه السلام في رسالته إلى
بعض خلفاء بني أُميّة : ومن ذلك : ما ضيّع الجهاد الذي فضّله الله عزّ وجلّ على
الأعمال ... اشترط عليهم فيه حفظ الحدود ، وأوّل ذلك : الدعاء إلى طاعة الله من
طاعة العباد ، وإلى عبادة الله من عبادة العباد ، وإلى ولاية الله من ولاية العباد
... وليس الدعاء من طاعة عبد إلى طاعة عبد مثله» .. الحديث .
وفي رواية
الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون ، قال : «والجهاد واجب
مع الاِمام العادل [العدل]» .
وفي صحيح علي
بن مهزيار ، قال : «كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام : إنّي
كنت نذرت نذراً منذ سنين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا مّما يرابط
فيه المتطوّعة ، نحو مرابطتهم بجدّة وغيرها من سواحل البحر ؛ أفترى جعلت فداك!
أنّه يلزمني الوفاء به أو لايلزمني ، أو أفتدي الخروج إلى ذلك بشيء من أبواب البرّ
لأصير إليه إن شاء الله؟
فكتب إليه
بخطّه وقرأته : إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين فالوفاء به إن كنت تخاف
شنعته ، وإلاّ فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب البرّ ، وفّقنا الله وإيّاك لِما
يحبّ ويرضى» .
وفي رواية أبي
عمرو الزبيري ، عن أبي عبـد الله عليه السلام ، قال : «قلت له : أخبرني عن الدعاء
إلى الله والجهاد في سبيله ، أهو لقوم لا يحلّ إلاّ لهم ،
____________
ولا يقوم به إلاّ مَن كان منهم ، أم هو مباح لكلّ مَن وحّد الله عزّ وجلّ
وآمن برسوله صلى الله عليه وآله؟ ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزّ وجلّ وإلى
طاعته ، وأن يجاهد في سبيل الله؟
فقال : ذلك
لقوم لا يحلّ إلاّ لهم ، ولا يقوم به إلاّ مَن كان منهم.
فقلت : مَن
أُولئك؟
فقال : من قام
بشرائط الله عزّ وجلّ في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء
إلى الله عزّ وجلّ ، ومن لم يكن قائماً بشرائط الله عزّ وجلّ في الجهاد على
المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد والدعاء إلى الله حتّى يحكم في نفسه بما أخذ
الله عليه من شرائط الجهاد.
قلت : بيّن لي
يرحمك الله.
فقال : إنّ
الله عزّ وجلّ أخبر في كتابه الدعاء إليه ، ووصف الدعاة إليه ، فجعل ذلك لهم درجات
يعرّف بعضها بعضاً ، ويستدلّ ببعضها على بعض ؛ فأخبر أنّه تبارك وتعالى أوّل من
دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتّباع أمره ، فبدأ بنفسه ؛ فقال : (والله
يدعو إلى دار السلام ويهدي مَن يشاء إلى صراطٍ مستقيم) .
ثمّ ثنّى
برسوله ؛ فقال : (ادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادِلْهم بالتي هي أحسنُ) ـ يعني : القرآن ـ ولم يكن داعياً إلى الله عزّ وجلّ
مَن خالف أمر الله ويدعو إليه بغير ما أمر في كتابه الذي أمر أن لا يُدعى إلاّ به
، وقال في نبيّه صلى الله عليه وآله : (وإنّك لتهدي إلى
صراطٍ
____________
مستقيم) ـ يقول : تدعو ـ.
ثمّ ثلّث
بالدعاء إليه بكتابه أيضاً ؛ فقال تبارك وتعالى : (إنّ هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم ـ أي : يدعو ـ
ويبشّر المؤمنين) .
ثمّ ذكر من
أذِن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه ، فقال : (ولتكن
منكم أُمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهَوْن عن المنكر وأُولئك هم
المفلحون) .
ثمّ أخبر عن
هذه الأُمّة وممّن هي ، وأنّها من ذرّيّة إبراهيم صلى الله عليه وآله وذرّيّة
إسماعيل عليه السلام من سكّان الحرم ، ممّن لم يعبدوا غير الله قطّ ، الّذين وجبت
لهم الدعوة ـ دعوة إبراهيم وإسماعيل ـ من أهل المسجد ، الّذين أخبر عنهم في كتابه
أنّه أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، الّذين وصفناهم قبل هذه في صفة أُمّة
إبراهيم ، الّذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله : (أدعو إلى الله على
بصيرة أنا ومَن اتّبعني) ..
يعني : أوّل من
اتّبعه على الاِيمان به والتصديق له بما جاء من عند الله عزّ وجلّ من الأُمّة التي
بُعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ، ممّن لم يشرك بالله قط ولم يلبس إيمانه بظلم ،
وهو الشرك.
ثمّ ذكر أتباع
نبيّه صلى الله عليه وآله وأتباع هذه الأُمّة التي وصفها في كتابه بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، وجعلها داعية إليه ، وأذِن له في الدعاء إليه ، فقال : (يا
أيّها النبيُّ حسْبُك اللهُ ومَن اتّبعك من المؤمنين) .
____________
ثمّ وصف أتباع
نبيّه صلى الله عليه وآله من المؤمنين ؛ فقال عزّ وجلّ : (محمّـدٌ
رسول الله والّذين معه أشدّاءُ على الكفّار رحماء بينهم تراهم رُكعّاً سُجّداً) .. الآية.
وقال : (يوم
لا يخزي الله النبيّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيْمانهم) ـ يعني : أُولئك المؤمنين ـ.
وقال : (قد
أفلح المؤمنون) ، ثمّ حلاّهم ووصفهم كيلا يطمع في اللحاق بهم إلاّ مَن
كان منهم ؛ فقال ـ في ما حلاّهم به ووصفهم ـ : (الّذين هم في صلاتهم
خاشـعون * والّذين هم عن اللغو معرضون * ... أُولئك هم الوارثون * الّذين يرثون
الفردوس هم فيها خالدون) .
وقال في صفتهم
وحليتهم أيضاً : (والّذين لا يدعون مع الله إلهاً آخَرَ) ـ وذكر الآيتين ـ ، ثمّ أخبر أنّه اشترى كان على مثل
صفتهم (أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجَنّة) ؛ قام رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أرأيتك يا نبيّ الله! الرجل يأخذ سيفه فيقاتل
حتّى يقتل إلاّ أنّه يقترف من هذه المحارم ، أشهيد هو؟
فأنزل الله عزّ
وجلّ على رسوله : (التائبون ـ من الذنوب ـ العابدون ـ الّذين لا يعبدون إلاّ الله ولا يشركون به شيئاً ـ الحامدون ـ الّذين يحمدون الله على كلّ حال في الشدّة والرخاء ـ السائحون ـ وهم الصائمون ـ الراكعون الساجدون ـ وهم الّذين يواظبون على الصلوات الخمس
____________
والحافظون لها والمحافظون عليها في ركوعها وسجودها وفي الخشوع فيها وفي
أوقاتها ـ الآمرون
بالمعروف ـ بعد ذلك
والعاملون به ـ والناهون
عن المنكر ـ والمنتهون
عنه ـ) ..
قال : فبشّر من
قُتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنّة.
ثمّ أخبر تبارك
وتعالى أنّه لم يأمر بالقتال إلاّ أصحاب هذه الشروط ؛ فقال عزّ وجلّ : (أُذِن
للّذين يقاتَلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير * الّذين ...) ، وإنّما أذِن للمؤمنين الّذين قاموا بشرائط الاِيمان
التي وصفناها ، وذلك أنّه لا يكون مأذوناً في القتال حتّى يكون مظلوماً ، ولايكون
مظلوماً حتّى يكون مؤمناً ، ولا يكون مؤمناً حتّى يكون قائماً بشرائط الاِيمان
التي اشترط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين ..
فإذا تكاملت
شرائط الله عزّ وجلّ كان مؤمناً ، وإذا كان مؤمناً كان مظلوماً ، وإذا كان مظلوماً
كان مأذوناً له في الجهاد ؛ لقول الله عزّ وجلّ : (أُذِن للّذين يقاتلون
بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير).
وإن لـم يكن
مسـتكملاً لشرائط الاِيمان فهو ظالم ممّن ينبغي ويجـب جهاده حتّى يتوب ، وليس مثله
مأذوناً له في الجـهاد والدعاء إلى الله عزّ وجلّ ؛ لأنّه ليس من المؤمنين
المظلومين الّذين أُذن لهم في القرآن في القتال ... ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم
...
ولا يكون
مجاهداً من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه ومنعه منه ، ولا يكون داعياً
إلى الله عزّ وجلّ من أمر بدعائه مثله إلى التوبة
____________
والحقّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن
يؤمر به ، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه ...
ولسنا نقول لمن
أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرائط الله عزّ وجلّ على المؤمنين
والمجاهدين : لا تجاهدوا. ولكن نقول : قد علّمناكم ما شرط الله عزّ وجلّ على أهل
الجهاد ... فليصلح امرؤ ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك ، وليعرضها على شرائط الله
عزّ وجلّ ...» .
وفي صحيح عبـد
الكريم بن عتبة الهاشمي ، عن الصادق عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام : «... أنّ
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي
المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف» .
وفي موثّق
سماعة ، عن أبي عبـد الله عليه السلام ، قال : «لقى عبّاد البصري عليّ بن الحسين
عليه السلام في طريق مكّة فقال له : يا عليّ بن الحسين! تركت الجهاد وصـعوبته
وأقبلت على الحـجّ ولينه ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : (إنّ الله اشترى من
المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله) َ .. الآية.
فقال عليّ بن
الحسين صلوات الله عليه : أتمّ الآية.
فقال : (التائبون
العابدون ...) .. الآية.
فقال عليّ بن
الحسين عليه السلام : إذا رأينا هؤلاء الّذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من
الحجّ» ..
____________
وفـي روايـة
أُخرى : إنّ السائـل قرأ الآية إلـى : (والحافظـون لحـدود
الله).
قال : فقال
عليّ بن الحسين عليه السلام : «إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئاً» .
وفي رواية أبي
بصير ، عن الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : «قال أمير المؤمنين
عليه السلام : لا يخرج المسلم في الجهاد مع مَن لا يؤمن على الحـكم ولا ينفّـذ في
الفيء أمـر الله عـزّ وجـلّ ، فإنّه إن مات في ذلك المكان كان معيناً لعدوّنا في
حبس حقّنا ، والاِشاطة بدمائنا ، وميتته ميتة جاهلية» .
وروى الطوسي
والمفيد بسند إلى عليّ عليه السلام ، أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال له : «يا
عليّ! إنّ الله تعالى قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم
جهاد المشركين معي.
فقلت : يا رسول
الله! وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟
قال : فتنة قوم
يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله وهم مخالفون لسُنّتي ، وطاعنون في
ديني.
فقلت : فعلام
نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله؟
فقال : على
إحداثهم في دينهم ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي» .. الحديث .
____________
وفي رواية
الهيثم الرمّاني عن الرضا عليه السلام : إنّ عليّاً عليه السلام ترك جهاد أعدائه
خمساً وعشرين سنة لقلّة أعوانه عليهم ، مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وآله ؛ إذ
ترك صلى الله عليه وآله جهاد المشركين ثلاث عشرة سنة في مكّة ، وتسعة عشر شهراً في
المدينة لقلّة أعوانه عليهم .
ومن كلّ ذلك
يتبيّن أنّ تحديد القيادة التي تقود وتحكم أمر مصيري في البديل الذي يراد بناؤه ، وبالتالي
الأهداف المراد إقامتها ، فليس الجهاد من أجل جمع الثروات والأموال وتوسيع السلطة
، بل هو لاِقامة العدل والفضيلة والاِيمان ، وهذا يتوقّف على القائد والوليّ
المتّصف بذلك كي تتحقّق هذه الأهداف.
ومن ثمّ أُطلق
على النظام البديل الذي حلّ في البلدان المفتوحة : دار الاِسلام ، لا دار الاِيمان
، في روايات وفقه أهل البيت عليهم السلام ، وقد مرّت بعض تلك الروايات ..
وبعضها يتضمّن
تسميتها بـ : دار الفاسقين ؛ إذ أنّ الاِسلام يجتمع مع الفسق ، والتسمية تتبع نظام
الحكم وصفة الحاكم.
ويطلق عليها
أيضاً : دار التقية ، كما في رواية الفضل عن الرضاعليه السلام ..
ودار الهدنة ، كما
في صحيح محمّـد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام : «إنّ القائم ـ عجّل الله
تعالى فرجه الشريف ـ إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس ، ويستقبل
بهم العدل» .
____________
والوجه في ذلك
كلّه أنّ دين الاِسلام ليس شعاراً أجوف خال ولقلقة لسان ، بل هو نظام متكامل
مجموعي موحّد.
* الثاني ـ من أسباب الظفر ـ : انجذاب البلدان المجاورة إلى سيرة النبيّ
صلى الله عليه وآله المباركة :
فإنّه تسامع
بها الأطراف والنواحي المختلفة من البلدان ، وطار صيتها كنموذج للحاكم المثالي
هدياً وزهداً وخلقاً ، وأخذت القلوب تخفق لمثل هذا الحلم الذي لم تعهده البشرية من
قبل ، وفي هذا المجال هناك ملف كبير جدّاً من الموارد التي يقف عليها المتتبّع.
* الثالث : معاناة الشعوب :
مكابدة الشعوب
البشرية في البلاد عبر التاريخ لأنواع الظلم والاستعباد ، وتطلّعها إلى النجاة
والتحرّر من تسلّط الملوك الغاشمين ، ولتبديل نظامهم الاجتماعي والسياسي المبني
على فرض الكثير من القيود والأغلال.
وقد أعانوا
جيوش المسلمين في اكتشاف مواقع الضعف والاختراق في جيوش كسرى وقيصر ، وهناك مسلسل
للشواهد على ذلك في كتب الفتوح للبلدان.
* الرابع : بشائر القرآن والنبيّ صلى الله عليه وآله بالفتوحات :
هذه البشائر
كانت عهدٌ عهد به النبيّ صلى الله عليه وآله كوظيفة ومسؤولية على المسلمين ، ممّا
كان يبعث الأمل عند المسلمين ، ويرفع من هممهم.
* الخامس : تدبير النبيّ صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام :
وذلك بعهده
تفاصيل خطط الفتوح في المواضع الشريانية إلى عليّ عليه السلام ، مضافاً إلى تدبير
عليّ عليه السلام بما يشير به على الثلاثة كلمّا اضطرب عليهم الأمر وتشتّتت لديهم
الأُمور واستعصت ، كما مرّ استعراض مقتطفات من ذلك.
* السادس : قوّة البناء الاجتماعي الديني :
الذي بناه
النبيّ صلى الله عليه وآله على أنقاض المجتمع الجاهلي ، والذي حمل الكثير من عناصر
الاِعجاز الحضاري ، مثل : روح التضحية والفداء والشهادة ، والتشكيلة الجديدة
للعلائق الاجتماعية ـ وإن كان هذا البناء هو في طوره الأوّل في النمو ، وقد اعتوره
آثار وبقايا الجاهلية السابقة ، المتمثّلة بتدبير السقيفة وتغيير رأس نظام
المسلمين ـ لا سيّما وأنّ المسلمين شاهدوا أيّام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
تحقّق الوعد الاِلهي بنصر الروم ، بل العرب ، على الفرس وكسرى ؛ فقد كانت قبائل
العرب ـ وفيها الكثير ممّن أسلم ـ ترفـع شعار : «يا محمّـد يا محمّـد» في معركة ذي
قار فهزموا عدوهم ، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله : «أوّل معركة انتصف
فيها العرب من العجم ، وبي نُصروا» ..
مضافاً إلى
ناموس العدالة والمساواة والسوية بين آحاد المسلمين ،
____________
الذي أصبح أصلاً اجتماعياً عظيماً يهدّد كلّ أمير أو خليفة يحاول أن يعتمد
الاِقطاع القبلي الجاهلي أساساً في سياسته وحكمه للمسلمين ، وإلى درجة يهابها
ويحسب لها ألف حساب.
وهذه الظاهرة
هي التي حاكمت الخليفة الثالث وقضت عليه ، وهي التي خنقت وحاصرت حزب السقيفة
والحزب القرشي عن التلاعب في كلّ مقدرات المسلمين إلى حدّ ما نسبياً ، لكن هذه
الظاهرة النيرة سرعان ماتضاءلت عند وصول الأُمويّين إلى سـدة الحكم ، وذلك لأنّ
النور لا بُدّ له من مـدد ، وقد ضـيّع المسلمون المـدد ، وهو رأس السلطة الهادي
إلى الحقّ ، الاِمام المعصوم.
* * *
المحطّة الثانية
الممارسات المرتكبة
في البلدان المفتوحة
نتعرّض ـ في
هذه المحطّة ـ إلى مقتطفات من ملف هذه الممارسات ، وما ارتكب منها في أثناء الفتح
وما بعده ، والتي عادت بانتكاس الخطّ البياني لانتشار الاِسلام. فنذكر نتفاً من
ذلك :
* الأوّل : إدخال الطلقاء من قريش في سدّة الأُمور :
وهؤلاء حديثي
عهد بالاِسلام وأحكامه ، لم يسلموا طوعاً ورغبة ، بل رهبة منهم على نوازع الجاهلية
وأخلاقها ، فصبغت سلوكياتهم الأحداث ..
فقد ذكر
اليعقوبي : أنّ أبا بكر لمّا أراد غزو الروم أشار عليه الصحابة بأن لا يفعل ، وأشار
عليه عليّ عليه السلام بأن يفعل وبوقوع الظفر ، فأمر الناس بالتجهّز إلى الروم
والخروج ، وجعل أميرهم خالد بن سعيد ، وكان خالد من عمّال رسول الله باليمن ، فقدم
وقد توفّي رسول الله فامتنع عن البيعة ومال إلى بني هاشم ، فلمّا عهد أبو بكر
لخالد قال له عمر : أتولّي خالداً وقد حبس عنك بيعته وقال لبني هاشم ما قد بلغك؟
فوالله ما أرى أن توجّهه. فحلّ لواءه ، ودعا يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن
الجرّاح وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص ، فعقد لهم .
وهذه سياسة
اتّبعتها سلطة السقيفة لاِبعاد المهاجرين والأنصار وتقريب الطلقاء.
____________
ونظيره عندما
استعصى الأمر على أبي بكر في مواجهة قبائل كندة والأشعث بن قيس ، فعزم على
الاستعانة بعليّ عليه السلام في المواجهة ، فمنعه عمر من ذلك ؛ تخوّفاً من موقف
عليّ عليه السلام بعدم حكمه بردّتهم ، وأمره بتأمير عكرمة بن أبي جهل .
ولمّا استتمّت
فتوح فارس وكان لعمّار بن ياسر الدور الكبير في تجهيز الجيوش فيها ، كتب أهل
الكوفة إلى عمر يشكونه من عمّار ويسألونه أن يعزله عنهم ، فقال عمر : أيّها الناس!
ما تقولون في رجل ضعيف غير أنّه مسلم تقي ، وآخر فاجر قويّ ، أيّهما أصلح للاِمارة؟!
فأشار عليه
المغيرة بن شعبة بأنّ : القوي الفاجر فجوره على نفسه وقوّته لك وللمسلمين.
فقال عمر : صدقت
يا مغيرة! اذهب فقد ولّيتك الكوفة .
وهذا النصّ
يظهر لنا منطق سلطة السقيفة في تنصيب أُمراء الجيوش والولاة بأنّ الفجور غير ضارّ
، وهو مع قوّة بطش الأمير والوالي أصلح من التقي والمتورّع عن المحارم ، وإلاّ
فكيف يكون عمّار بن ياسر ضعيفاً في ولايته على الكوفة مع أنّه هو الذي عبّأ أهل
الكوفة مرّات وكرّات لحرب دولة الأكاسرة ، ويكون المغيرة بن شعبة أصلح لولاية
الكوفة مع فجوره واشتهاره بالزنا في البصـرة؟!
وقد اعتُرض على
عمر في سياسته هذه ؛ وتعرّض للمساءلة عن سبب استعماله سعيد بن العاص ومعاوية
وفلاناً وفلاناً من المؤلّفة قلوبهم
____________
ومن الطلقاء ، وتركه استعمال المهاجرين والأنصار .
واعترض حذيفة
على عمر : إنّك تستعين بالرجل الفاجر.
فقال عمر : إنّي
لأستعمله لأستعين بقوّته ، ثمّ أكون على قفائه .
وقد دافع
البيهقي عن فعل عمر بأنّ : «ذلك في المنافقين الّذين لم يُعرفوا بالتخذيل
والاِرجاف. والله أعلم» . رغم أنّ عمر روى عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
قوله : «من استعمل فاجراً وهو يعلم أنّه فاجر فهو مثله» ، وقال عمر : «نستعين بقوّة المنافق وإثمه عليه» .
والمتتبّع
لأُمراء الجيوش والولاة في عهد الثلاثة يرى الكثير منهم من المؤلّفة قلوبهم
والطلقاء من قريش ، أو مسلمة قبيل الفتح ، كخالد بن الوليد وأمثاله ، والسبب
الحقيقي وراء ذلك هو أنّ جماعة السقيفة إنّما أتوا إلى السلطة بفضـل قـوّة
الاِرهاب القبلي الذي مارسه حزب قريش وبنو أُمية على المسلمين في المدينة أيام
السـقيفة ـ كما ترصـده الأحداث آنذاك ـ وتعاقـد الصـحيفة التي مـرّت الاِشارة
إليها ، فمصـدر قوّة الخلفاء لم يكن من المهاجـرين والأنصـار بل من الحماية
القبلية من قريش الطلقاء وحلفائها.
روى ابن أعثم
رسالة عمر إلى يزيد بن أبي سفيان : «اعلم أنّه بعد أن مات كلّ من الأُمراء أبو
عبيدة بن الجرّاح ومعاذ بن جبل وخالد بن الوليد فإنّ زمام أُمور جيش المسلمين قد سُلّمت
لك ، فنفّذ ما جاء في هذه
____________
الرسالة كما هو معهود بك من شهامة كاملة وحصافة في الرأي!!!!» .
وحينما مات
يزيد بن أبي سفيان والي عمر على الشام اغتمّ أبو سفيان فقال له عمر : سأرسل ولدك
الآخر معاوية. فسُرّ أبو سفيان بذلك وقال : ... لقد وصلت الرحم ... وقالت هند : ...
ولتكن إمارة الشام مباركة على معاوية» .
وهذه نبذة ممّا
يجده المتتبّع في كتب السير والتواريخ.
* الثاني : التكالب على الأموال والثروات والشهوات :
وهذا الملف
أيضاً حافل ، نقتصر منه على نتف ؛ فقد ذُكر أنّه دخل عبـد الرحمن بن عوف على أبي
بكر في مرضه الذي توفّي فيه فقال : «كيف أصبحت يا خليفة رسول الله؟!
فقال : أصبحت
مولّياً ، وقد زدتموني على ما بي أن رأيتموني استعملت رجلاً منكم فكلّكم قد أصبح
وارم أنفه ، وكلّ يطلبها لنفسه» .
وذيل كلامه وإن
كان يبيّن التكالب على الخلافة نفسها فيما بين أصحاب السقيفة أنفسهم ، إلاّ أنّ
صدره عامّ لمطلق إمارة الجيش والسرايا والولاة.
وروى إبراهيم
بن عبـد الرحمن ـ بن عوف ـ أنّ رجلاً قال لأبيه : «قد جئت لأمر وقد رأيت أعجب منه ؛
هل جاءكم إلاّ ما جاءنا؟! أم هل علمتم إلاّ ما علمنا؟!
____________
قال عبـد
الرحمن : لم يأتنا إلاّ ما قد جاءكم ، ولم نعلم إلاّ ما علمتم.
قال : فما لنا
نزهد في الدنيا وترغبون فيها ، ونخفّ في الجهاد وتتشاغلون عنه ، وأنتم سلفنا
وخيارنا وأصحاب نبيّنا صلى الله عليه وآله؟!
قال عبـد
الرحمن : لم يأتنا إلاّ ما جاءكم ، ولم نعلم إلاّ ما قد علمتم ، ولكنّا بلينا
بالضرّاء فصبرنا وبلينا بالسرّاء فلم نصبر» .
وهذا النصّ
التاريخي يبيّن مدى إقبال وحرص أصحاب السقيفة على الدنيا ، ممّا سبّب الريبة في
الدين لدى عامّة الناس ؛ إذ يرون جملة من الصحابة التي كانت تحيط بالنبيّ صلى الله
عليه وآله هم رؤوس للأطماع الدنيوية ، ومن ثمّ كان أحد الأسباب الكبرى لتمرّد أو
ردّة القبائل العربية هو مشاهدتهم خيانة صحابة الرسول صلى الله عليه وآله لعهد
الله ورسوله في الاِمارة لعليّ عليه السلام.
وكتب عمر إلى
عياض بن غنم بأنّه : قد بلغه أنّ يزيد بن أبي سفيان أرسل إليه مدداً بقيادة بسر بن
أرطأة إلاّ أنّه رفض المدد ..
فأجابه عياض : أنّ
بسر بن أرطأة قد طالبه بجزء من غنائم مدينتي الرقّة والرها ، فقال له : لا حقّ لك
بالغنائم ؛ لأنّهما فتحتا قبل وصوله ، ووعده بالشركة في غنائم الفتوح اللاحقة.
فرفض بسر بن أرطأة ولم يرض ، وخشي عياض أن يحصل شيء من التمرّد واختلاف قلوب
العساكر ، فأمره بالعودة .
ولمّا فتح
المسلمون بعض مدن فارس ، كالسوس وتستر ، اختصم أهل البصرة وأهل الكوفة حتّى كاد أن
يقع بينهم شيء من المكروه .
____________
وقد نازع رجل
من عنز ، يقال له : ضبّة بن محصن العنزي ، أبا موسى الأشعري في الغنائم ، فأرسله
إلى عمر بن الخطّاب ، وعنّفه عمر قبل أن يسأله عن سبب المنازعة ، فغضب العنزي
وأراد الانصراف ، ثمّ سأله عن السبب؟ فقال : لأنّه ـ أي أبو موسى الأشعري ـ اختار
ستّين غلاماً من أبناء الدهاقين فاتّخذهم لنفسه ، وله جارية يقال لها : عقيلة ، يغذّيها
بجفنة ملآنة عراقاً ـ المفطام من الغنم إذا كان عليه شيء من اللحم ـ ويعشّيها بمثل
ذلك ، وليس منّا من يقدر على ذلك ، وله خاتمان يختم بهما ، وله قفيزان يكتال
بأحدهما لنفسه ويكيل بالآخر لغيره ، وأنّه يمنع من غنيمة رامهرمز خصوص أهل الكوفة
ـ بدعوى إعطائهم الأمان مدّة ـ دون أهل البصرة.
وقد تكرّرت هذه
الدعوى ضدّ أبي موسى الأشعري في عدّة مدن ، فأحضر عمر أبا موسى وساءله عن ذلك ، إلاّ
أنّه لم يتعدّ المشادّة فقط ، ومع ذلك أبقاه عمر في عمله ، وأخذ عقيلة منه بثمنها
، وكانت عند عمر إلى أن قتل عنها ، كما جاء نصّ ذلك باللفظ عند ابن أعثم ، والظريف تخصيص عمر الجارية لنفسه كمعالجة للحيف
والجور الحاصل.
وعن عبـد
الرحمن بن أبي بكرة : أنّ أبا بكرة وزياداً ونافعاً وشبل بن معبد كانوا في غرفة
والمغيرة في أسفل الدار ، فهبّت ريح فرأوا المغيرة بين رجلي امرأة ـ أُمّ جميل ـ
يزني بها ، فقال له أبو بكرة : إنّه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا.
قال : وذهب
ليصلّي بالناس الظهر فمنعه أبو بكرة ، وقال له : والله لاتصلّي بنا وقد فعلت ما
فعلت.
____________
فقال الناس : دعوه
فليصلّ فإنّه الأمير ، واكتبوا إلى عمر.
فلمّا شهدوا
عليه عنده وبقي زياد قال عمر : ما يثني زياد عن الشهادة. مع أنّ ما قاله زياد
يلازم تحقّق الزنا .
وذكرت عدّة من
المصادر عن المأمون العبّاسي إفصاحه عن هذه الظاهرة في المناظرة التي جرت بينه
وبين فقهاء العامّة ؛ فقد روى صاحب كتاب البرهان بسنده المتّصل عن أبي إسماعيل ، وابن عبـد ربّه في العقد الفريد ، والصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ، عن أبي إسماعيل بن إسحاق بن حمّاد ، واللفظ له ، قال
: بعث إليّ وإلى عدّة من المشايخ يحيى ابن أكثم القاضي ، فأحضرنا وقال : ...
ثمّ قال
المأمون : يا إسحاق! أوَ ما علمت أنّ جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
لمّا أشاد بذكر عليّ وبفضله ، وطوّق أعناقهم ولايته وإمامته ، وبيّن لهم أنّه
خيرهم من بعده ، وأنّه لا يتمّ لهم طاعة الله إلاّ بطاعته ، وكان في جميع ما فضّله
به نصّ على أنّه وليّ الأمر بعده ، قالوا : إنّما ينطق النبيّ صلى الله عليه وآله
عن هواه ، وقد أضلّه حبّه ابن عمّه وأغواه. وأطنبوا في القول سرّا ً ؛ فأنزل الله
المطّلع على السرائر : (والنجم إذا هوى * ما
ضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحيٌّ يوحى) ؟!
____________
ثمّ قال : يا
إسحاق! إنّ الناس لا يريدون الدين إنّما أرادوا الرئاسة ، وطلب ذلك أقوام فلم
يقدروا عليه بالدنيا فطلبوا ذلك بالدين ، ولا حرص لهم عليه ، ولا رغبة لهم فيه ؛ أما
تروي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال : يذاد قوم من أصحابي عن الحوض فأقول : يا
ربّ أصحابي أصحابي. فيقال لي : إنّك لاتدري ما أحدثوا بعدك ورجعوا القهقرى؟!
وقد روى الحديث
الذي ذكره المأمون العبّاسي البخاري ومسلم في صحيحهما في كتاب الفتن ، إضافة إلى
العديد من الروايات الأُخرى عن إحداث الصحابة في الدين وتبديلهم ، والحيلولة بينهم
وبين الحوض.
وروى البخاري
أيضاً حول الفتوح حديثاً بسنده عن هند بنت الحارث الرواسية ، قالت : «إنّ أُمّ
سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه وآله قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله
ليلة فزعاً يقول : سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟! وماذا أنزل من الفتن؟!
مَن يوقظ صواحب الحجرات ـ يريد أزواجه ـ لكي يصلّين؟ رُبّ كاسية في الدنيا عارية
في الآخرة» .
وقال ابن حجر :
«قال ابن بطال : في هذا الحديث : في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال بأن يتنافس فيه
فيقع القتال بسببه ، أو أن يبخل به فيمنع الحقّ ، أو يبطر صاحبه فيسرف ، فأراد صلى
الله عليه وآله تحذير أزواجه من ذلك كلّه ، وكذا غيرهنّ ممّن بلغه ذلك» .
ولا يخفى أنّ
ذيل الحديث دالّ على سوء عاقبة بعض الأزواج ؛ فإنّ التعبير بـ : «كاسية في الدنيا»
للدلالة على الشرف بالزواج منه صلى الله عليه وآله ، و : «العارية في الآخرة»
كناية عن سوء المنقلب في الآخرة.
____________
وأمّا نزو خالد
بن الوليد على الدماء والنساء فقد ذكرت كتب التواريخ أنّ في حروب الردّة مع كندة
أوهم مجاعة الحنفي ابن الوليد في حرب اليمامة ـ التي تزعمّها مسيلمة الكذّاب ، وقتل
فيها أعداد كبيرة من المسلمين وقرّاء القرآن وحفّاظه ـ على الصلح لصالح قومه ، ثمّ
خطب خالد ابنة مجاعة فزوّجه إيّاها مباشرة بعد الحرب ولمّا تجفّ دماء المسلمين ومن
دون مراعاة للروح المعنوية والنفسية للمسلمين ، وقال حسّان في ذلك :
أترضى بأنّا لا
تجفّ دماؤناوهذا عروس باليمامة خالد إلاّ أنّ أبا بكر لم يعزله وأبقاه .
وقصّة خالد بن
الوليد مع مالك بن نويرة مشهورة معروفة ، وأنّه عرف إسلامه وصحبته لرسول الله صلى
الله عليه وآله ، إلاّ أنّ خالداً رأى امرأته فأعجبه جمالها فقتل مالك وجماعة من
قومه وتزوّج امرأته ، فاستنكر أبو قتادة على أبي بكر ذلك وحلف ألاّ يسير تحت لواء
خالد ؛ لأنّه قتل مالكاً مسلماً وغدر به وفجر بامرأته .
وكذلك شأن خالد
لمّا قتل ضرار بن الأزور فتزوّج امرأته وهي في عدّتها .
وقد عقد الشيخ
الأميني قدس سره في الغدير فصلاً عن الكنوز المكتنزة لدى أكابر الصحابة ، كـ : طلحة
بن عبيد الله التيمي ، عبـد الرحمن بن عوف
____________
الزهري ، زيد بن ثابت ، سعد بن أبي وقّاص قائد جيوش الفتوح ، والزبير ابن
العوّام ، وغيرهم كـ : يعلى بن أُمية ، أبي سفيان ، مروان ، ومَن شاكلهم من بقية
الطلقاء ..
فقد كان طلحة
يغلّ بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف ، ويغلّ بالسراة عشرة آلاف
دينار ، وكان غلّته كلّ يوم ألف وافٍ ، والوافي وزن الدينار ، وأنّه ترك ألفي ألف
درهم ـ أي ميليوني درهم ـ ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار ، وذكرت أرقام كبيرة
جدّاً لكلّ واحد منهم ؛ فلاحظ ما نقله الأميني عن مصادر السير والتواريخ العديدة
من هذه الأرقام الدالّة على ثراء فاحش جـدّاً .
وقد تقدّم
الاعتراض على عمر في استعماله سعيد بن العاص ومعاوية وغيرهم من الطلقاء ، مع أنّ
سعيد هذا يقول بأنّ : هذا السواد ـ العراق ـ بستان لأغيلمة من قريش.
واعترض شبل بن
خالد عليهم : ما لكم يا معشر قريش؟! أما فيكم صغير تريدون أن ينبل ، أو فقير
تريدون غناه ، أو خامل تريدون التنويه باسـمه؟! علامَ أقطعتم هذا الأشعري ـ يعني
أبا موسى ـ العراق يأكلها هضـماً.
وهذه النصوص
تدلّ على مدى تحكّم الحزب القرشي الطليق في مقاليد الحـكم أيام حكومة الشيخين
فضلاً عن الثالث ، وأنّ الثلاثة ما كانوا إلاّ واجهة لتحكّم الحزب في مقاليد
الأُمور ، وأنّ هذا الحزب هو الذي جاء بالثلاثة ضمن مخطّط أُعدّ بإتقان منذ أوائل
البعثة النبوية.
____________
* الثالث : سياسات الخلفاء في بلدان الفتوح :
أمّا الثالث
فلا نجد حاجة للاِشارة إلى عبثه ولعبه ..
وأمّا الثاني
فقد كان جملة من ولاته مَن هم من الطلقاء ، كما تقدّم ، ومن ولاته أيضاً : عتبة بن
أبي سفيان على الطائف ، وأبو هريرة على البحـرين ، وعمـرو بن العاص على مصـر ، ومعاوية
بن أبي سفيان على الشام.
وكان من جملة
ولاته أيضاً مَن هم من أصحاب السقيفة ، كسعد بن أبي وقّاص على الكوفة ، وأبو موسى
الأشعري على البصرة ، وأبو عبيدة بن الجرّاح على موضع من الشام ، وخالد بن الوليد
على موضع آخر لفترة.
ولمّا رأى عمر
استثراء ولاته قام بمشاطرة أموالهم ، فأخذ منهم النصف وأبقى لهم النصـف ، فاعترض
عليه أبو بكرة ـ وكان أحد ولاته ـ قال له : والله لاِن كان هذا المال لله فما يحلّ
لك أن تأخذ بعضاً وتترك بعضاً ، وإن كان لنا فما لك أخذه.
فقال له عمر : إمّا
أن تكون مؤمناً لا تغلّ ، أو منافقاً أفك.
فقال له : بل
مؤمن لا أغلّ .
وقد تقدّم دفع
عمر الحدّ عن المغيرة بن شعبة لمّا زنى بأُمّ جميل.
وقام الشيخان
بمنع تدوين الأحاديث النبوية وإحراق الكتب التي جُمعت فيها ، والمعاقبة على ذلك
بشدّة ، والمنع من نشر وانتشار أحاديث
____________
رسـول الله صلى الله عليه وآله من الصحابة إلى سائر الأمصار والتابعين .
كما أحرق عمرو
بن العاص أكبر مكتبة في الاسكندرية بأمر عمر ؛ ذكر ذلك جرجي زيدان ، واستشهد بقول
عبـد اللطيف البغدادي والمقريزي والحاج خليفة .
ولقد صـدق قول
رسول الله صلى الله عليه وآله لكعب بن عجزة : «أعاذك الله ياكعب من إمارة السفهاء.
قال : وما
إمارة السفهاء يا رسول الله؟
قال : أُمراء
يكونون بعدي لا يهدون بهديي ، ولايستنّون بسُنّتي ، فمَن صدقهم بكذبهم وأعانهم على
ظلمهم فأُولئك ليسوا منّي ولست منهم» .. الحديث .
وقال صلى الله
عليه وآله : «إنّه سيكون بعدي أُمراء ، فمَن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على
ظلمهم فليس منّي ولست منه وليس بوارد حوضي» .
وقد روى
الشافعي من طريق وهب بن كيسان ، عن ابن الزبير ، قوله : «كلّ سُـنن رسول الله صلى
الله عليه وآله قد غُيّرت ، حتّى الصلاة» .
____________
وقد اعترض
الصحابة على عمر فعله وسُـنّته بتقديم بعض الناس على بعض في الأموال بمزية ، كتقديم
: زوجات النبيّ صلى الله عليه وآله أُمّهات المؤمنين على غيرهنّ ، والبدري على مَن
سواه ، والمهاجرين على الأنصار ، والعرب على الموالي .
وقد كانت سياسة
وسُـنّة عمر بن الخطّاب في الحكم مبنية على التفريق بين العرب والعجم في عدّة
أحكام ، منها : ما تقدّم في العطاء من بيت المال ..
ومنها : ما
رواه مالك بسنده : أبى عمر بن الخطّاب أن يورّث أحداً من الأعاجم إلاّ أحداً ولد
في العرب .
وهذه العصبية
تجلّت في غير هذين الموردين أيضاً ..
وقد ذُكر في
تقسيم غنائم الفتوح أنّه كان يعطي للهجين سهماً وللعربي سـهمين ، مع أنّهم أبلوا
بلاءً حسناً كالعرب .
ومنها : منعه
الموالي من دخول المدينة ، ولم يكن دخول أبي لؤلؤة مولى المغيرة بن شعبة إلاّ
بالتماس من المغيرة ، وكذا آحاد من الموالي.
* * *
____________
علامات أوقفت انتشار الاِسلام
أخلاقيات السقيفة في الفتوح والحكم
الأُولى :
ما تقدّم
مفصّلاً من ريبة القبائل العربية في الجزيرة في الدين بسبب استخلاف أبي بكر وإزواء
الخلافة عن أهل بيت النبوة عليهم السلام ، وتمرّدهم على أبي بكر ، ووصول الأمر إلى
ردّة بعضهم.
الثانية : عصيان أهل البلاد المفتوحة :
وتجلّى ذلك في
قيام الموالي بقتل الخليفة الثاني بعد أن رأوا أنّهم قد خُدعوا بأمل المساواة
والعدالة في ظلّ دين الاِسلام ؛ إذ وجدوا أنّ نظام السقيفة يستحقرهم ويعدّهم
مواطنون في الدين من الدرجات الدانية ، ومن ثمّ بدأت تظهر الحركات والمسارات
الشعوبية منادية بإحياء النزعة القومية والعرف العِرقي مقابل العِرق العربي ، فكأنّهم
انطبع لديهم أنّ الدين الاِسلامي وسيلة اتّخذها العرب للسيادة على الشعوب
والقوميات الأُخرى ، وهذا الملف الشعوبي طويل الذيل لا يكاد يخلو منه كتاب تاريخ
أو كتاب تراجم رجال.
وهكذا الحال
بالنسبة لأهل مصر والعراق ؛ إذ ثاروا على الخليفة الثالث فقتلوه عندما شاهدوا
استئثار عشيرته بالمال ، وعيثهم بمقدّسات الدين.
بينما نرى أنّ
مَن اغتال عليّ عليه السلام ليس من أهل البلاد المفتوحة ، بل
هو من أصحاب الانحراف الفكري الشذوذي من المسلمين ، وهم الخوارج ، أي أصحاب
نظرية فكرية ممسوخة عن ثوابت الدين الحنيف.
أمّا الأوّل
فذُكر أنّه سُمّ ، وقيل : لعلّه لتقاطع المصالح بين جماعة السقيفة بين بعضهم البعض
، ولا مجال لذكر مؤشّرات ذلك في المقام.
الثالثة :
دخول الروم
وأوربا عموماً في الدين المسيحي بعد أن كانوا وثنيّين في القرن الثاني الهجري ، كما
تذكر المصادر التاريخية وهذه حادثة مرّة على كلّ مسلم ومؤمن ..
فأين ذهب نور
الدين القويم ، وأين ذهبت جاذبية مبادئه العالية؟!
وأين هو نور
جاذبية سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله؟!
وأين هي ظاهرة
: (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) ؟!
وأين هو الوعد
الاِلهي : (ليُظْهِرَه على الدين كلّه ولو كرِهَ
المشـركون) ؟!
والغريب أنّ
الجانب والعامل المؤثّر لدخول البلدان الأُوروبية في الديانة المسيحية هو شعار
الرحمة والعطف واللين والسماحة ، الذي رفعه القساوسة والأساقفة من رجال المسيحية ،
بينما تسامع أهل الروم ومن والاهم من جيوش الفتوح سواء داخل الجزيرة أو في بلاد
العراق وفارس ومصر والشام عن سياسات نظام السقيفة في تلك البلدان ، إلى أن بلغت
____________
ذروتها في عهد الأُمويّين ، التي مرّ علينا بعضاً منها في كيفية الممارسات
في كلا البعدين في خصوص عهد الشيخين.
والغريب ممّن
يبصر الفساد والانحراف في النظام السياسي والديني في عصر الأُمويّين والعبّاسيّين
ويتعامى عن جذوره في نظام السقيفة!!
الرابعة :
بقاء الصورة
المظلمة في أذهان كثير من شعوب دول العالم عن دين الاِسلام نتيجة الممارسات
القديمة على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وكذلك الممارسات الحديثة الداخلية في
البلدان الاِسلامية ؛ فإنّ الملاحظ أنّ عوامل ضعف المسلمين وتضعضعهم واستشراء
الفساد في النظام الاجتماعي ترجع بالأساس إلى نوعية الطبقة السياسية الحاكمة ، وهي
وليدة عوامل عدّة تتناهى إلى عامل أخير ، هو : المذاهب الدينية المبرّرة لمشروعية
الحاكم مهما كانت أوصافه وأحواله ما لم يظهر منه كفراً بواحاً ؛ كما روى ذلك
البخاري في صحيحه في كتاب الفتن : «والخارج على جماعة المسلمين ونظامهم
مهما بلغ في الفساد مهدور الدم» ، إلى غير ذلك من ثوابت مذاهب السقيفة.
للبحث صلة ...
مثابـرة أعلام الاِمامية
في حفظ وإحياء تراث الطائفة
الشيخ الهمداني نموذجاً
|
|
الشيخ محمّد باقر الأنصاري الزنجاني
بسـم الله الرحمن الرحـيم
لكثير من علماء
وأعلام الشيعة الاِمامية أعمال متفرّدة وجهود كبيرة في المحافظة على تراث الطائفة
الحقّة وإحيائه ؛ ليكون رافداً ثرّاً للمسلمين ، في حاضرهم ومستقبلهم ، وفي مختلف
جوانب الحياة ..
والعلاّمة
النسّاخة الشيخ شير
محمّـد الهمداني الجورقاني النجفي واحد من أُولئك الأعلام ، ممّن أفنى عمره الشريف في هذا
السبيل ، تأليفاً ، وانتخاباً ، واستنساخاً ؛ إذ عُرف باستنساخه لكثير من مصادر
ومراجع وكتب الطائفة ، وهو ما سيكون محور بحثنا في هذا المقال.
كان رحمه الله
ممّن أحسّ بكلّ وجوده بأهمّية المخطوطات في أصالتنا العقائدية والاجتماعية في
الجانب العلمي والبُعد التراثي والديني والتأريخي ، وعرف أنّها عبارة أُخرى من
الحصيلة النهائية للجهود المضنية التي بذلها الآباء في الدين والعلم ، وتوارثها
الأبناء خلفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل في سبيل الرقيّ العلمي والتسامي الروحي ، وللحفاظ
على الجذور العلمية
والأُسس الاعتقادية والمباني الدينية.
وانطلاقاً من
الجانب الاعتقادي للتراث كان الشيخ رحمه الله ينظر إلى تلك المخطوطات من ناحية
المسؤولية ، فيرى أنّ المصادر والأسانيد ، كلّما كانت صلتها وثيقة بالدين والمذهب
ازدادت أهمّيتها أكثر فأكثر ؛ لِما في حفظها من تشييد لأركان الاِسلام ، واطّلاع
على حقائق مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وكان شيخنا قد
عرف أيضاً ما تكتسب بعض المصنّفات الحديثية الموغلة في القدم من أهمّية كبيرة على
غيرها من الكتب الأُخرى ؛ لوجود النقل عن المعصوم عليه السلام فيها ، الذي يعدّ من
المصادر الأساسية للتشريع ، إضافة إلى الواجب المفروض علينا في الأخذ بالدقّة
والاحتياط في تحصيل مختلف مواضيع مسائل الشريعة السمحاء عن تلك المصنّفات
الأصليّة.
وفي الجانب
التراثي تنبّه الشيخ الهمداني إلى أنّه ليست بالقليل تلك الكتب التي لم تطبع ولم
تشهدها المكتبات ، وظلت حبيسة خزائن المخطوطات تترقّب الظهور ، في الوقت الذي
افتقدتها المكتبة الاِسلامية وحرمتها الأوساط والمحافل الدينية والعلمية.
كما عرف أنّ
ليس للمشكلة حلّ إلاّ الكتابة ، التي قد عبّر عنها الاِمام الصادق عليه السلام
بقوله : «بالكتابة تقيّد أخبار الماضين للباقين ، وأخبار الباقين للآتين ، وبها
تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ؛ ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض ، ودَرَست
العلوم ، وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أُمورهم ، وما
يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم ، وما روي لهم ممّا لا يسعهم جهله» ..
____________
كما رغَّب عليه
السلام في الكتابة قائلاً : «كتبوا ، فإنّكم لا تحفظون إلاّبالكتاب» ..
وقال عليه
السلام أيضاً : «أما إنّكم لن تحفظوا حتّى تكتبوا» .
ثمّ ممّا أحسّ
به شيخنا رحمه الله مشكلة تلف المخطوطات أو فقدانها ؛ لعلل وأسباب مختلفة ، لعلّ
من أهمّها جمود حركة الاستنساخ ، وربّما تعطيلها أو ندرتها ؛ أثر الركود العلمي
والثقافي الناجم عن الأوضاع الاجتماعية المختلفة ، والذي أدّى إلى وضع النسخ
القديمة في معرض الزوال دون أن يستنسخ عليها نسخة جديدة تحفظها من الاندثار.
ولقد نهضت
محاولات عديدة ومثمرة من أجل صيانة المخطوطات وحفظ متونها ، إحداها ما قام به
الشيخ رحمه الله ، فقد تتبّع الكتب المخطوطة القيّمة أينما وجدت ، وقام باستنساخ
بعضها وتحقيق بعضها الآخر ، في مدىً عميق من عمره المبارك ، استغرق أكثر من خمسين
عاماً. منطلقاً من قول الاِمام الحسن المجتبى عليه السلام : «إنّكم صغار قوم ويوشك
أن تكونوا كبار قوم آخرين ، فتعلّموا العلم ، فمَن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه
وليضعه في بيته» ، وقول الاِمام الصادق عليه السلام : «احتفظوا بكتبكم
فإنّكم سوف تحتاجون إليها» .
وقد مرّت فترات
زمنية مهمّة في التاريخ شكَّلت انعطافة كبيرة في المجال العلمي ؛ نتيجة ما قدّمه
النسّاخ من أعمال وجهود محمودة خلال
____________
تلك الفترات ، من تكثير لنسخ الكتب والمصادر المختلفة وتوزيعها في الأمصار
، فتمكَّن علماؤنا أن يستثمروا هذه الفرص السانحة ، فقاموا بنشر علومهم المختلفة ،
التي هي الامتداد الطبيعي لعلوم أهل البيت عليهم السلام ، واستمر هذا الازدهار
العلمي في رُقي ونمو إلى أوان ظهور المطابع.
ولذلك فعندما
ظهرت المطابع شعر شيخنا بحساسية الموقع وعرف أنّ تحقيق وطبع المخطوطات عامل مهمّ
وله فضل كبير في إحياء التراث وحفظ المخطوطات ونشرها ، فقام بإعداد بعض المصادر
الشيعية الأصلية للطبع باستنساخها وتحقيقها وإخراجها بصورة تليق بالثقافة
الاِسلامية ؛ شعوراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في خدمة أهل البيت عليهم السلام
ونشر علومهم.
وقد شكر الله
سعي أمثاله ـ ممّن أعطى ما أمكنه في سبيل نشر التراث الفكري للمسلمين ـ على لسان
رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله ؛ إذ قال : «المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة
عليها علم ، تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النار ، وأعطاه
الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات» ..
ويزداد الأمر
أهمّيةً في ما يتّصل بأصحاب الولاية الاِلهية العظمى المعصومين الأربعة عشر عليهم
السلام ؛ فقد قال صلى الله عليه وآله : «من كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب
عليه السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن نظر إلى
كتابة من فضائله غفر الله الذنوب التي اكتسبها بالنظر» .
____________
وقد وفّق
الباري تعالى واحد من ذوي الاختصاص والهمّة ، صديق الشيخ المترجم له ، العلاّمة
المحقّق السـيّد محمّـد حسين الجلالي حفظه اللهتعالى ، لتتبّع ما خطّه يراع هذا
الشيخ الجليل ، استنساخاً وتأليفاً ، في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام
في النجف ؛ إذ نقلت كتب الشيخ الهمداني إليها ، فتكلَّف ـ حفظه الله ـ عناء العمل
في هذه الخدمة الجليلة وقام بإحصاء وإعداد فهرس خاصّ لِما وجده محفوظاً في المكتبة
من مخطوطات كتبها الشيخ عليه السلام ، جاء غنيّاً في جوانبه ، وأحصى فيه ١٠٧
مخطوطات.
ونحن في هذا
المقال نذكر أوّلاً ترجمة الشيخ شير محمّـد الهمداني ، جمعناها من عدّة مصادر
تعرّضت لترجمته ، إضافة إلى ما حصلنا عليه من سؤال عدّة من معاصريه وذوي قرابته
وأصدقائه من أهل بلدته ، ونثنّي بجولة خاطفة في ما خطّه رحمه الله بيمينه المباركة
، وأخيراً نورد فهرست مستنسخاته الذي نظَّمه ودوَّنه العلاّمة الجلالي ـ حفظه الله
ـ.
ومن الله جلّ
شأنه نستمدّ العون والتوفيق لنشر ما اندثر من مؤلّفات أصحابنا الاِمامية رضوان
الله تعالى عليهم ، وإليه نبتهل أن يتقبّل عملنا خالصاً لوجهه تعالى ، ويعمّ النفع
به لكلّ راغب ، إنّه وليّ التوفيق.
أوّلاً ـ ترجمة الشيخ الهمداني
هو الشيخ
شيرمحمّـد بن صفرعلي بن شيرمحمّـد الجورقاني ، الهمداني مولداً ، والنجفي مسكناً
ومدفناً.
* ولادته ووفاته :
وُلد رحمه الله
في المحرّم من سنة ١٣٠٢ هـ في قرية «جورقان» الواقعة على بعد فرسخ من مدينة همدان
في الطريق إلى طهران.
هاجر الشيخ إلى
النجف الأشرف في ربيع الأوّل من سنة ١٣٣٨ هـ ، وسكنها في ما بقي من حياته ؛ إذ
توفّي بها في ٢٨ جمادى الآخرة من سنة ١٣٩٠ هـ عن عمر ٨٨ سنة.
* أُسـرته وأولاده :
كان رحمه الله
من أُسرة معروفة بالنجابة والتصلّب في المحبّة والولاء لآلبيت رسول الله صلى الله
عليه وآله ، وتزوّج من أُسرة علمية في بلده ، وُلد له ابنان ، درجوا أطفالاً ، ولذلك
بقي الشيخ بلا عقب ، ورجعت زوجته إلى إيران بعد وفاته ، وتوفّيت بعد وفاته بثـمان
سـنوات.
* خُلقه ومنظره :
كان رحمه الله
متوسّط القامة ، كثيف اللحية ، ضعف بصره في آخر عمره ، قليل الكلام ، منزوياً عن
الناس ، مشتغلاً بما يرجع إلى إحياء التراث ،
ولذلك كان لا يحفل بمجلس لا صلة له بأمر الكتب ، كما كان يوصي أصدقائه أن
لا يأتوا بأحد إلى بيته لكثرة أشغاله ، مع أنّه كان رجلاً متواضعاً في لقائه
بالناس ، يلتقي بهم بانطلاقة وجه وبشاشة ، وكان من دأبه السلام على غيره متقدّماً
وكان لا يترك المصافحة.
وكان دقيقاً في
جميع أُموره ، ولا يقدم على عمل إلاّ بمبانٍ دينية واعتقادية وأخلاقية ، كما كان
في كلامه وكتابته دقّة وظرافة خاصّة ، وكان جيّد الخطّ أيضاً.
* نشأته العلمية :
تعلّم الشيخ
رحمه الله وقرأ مبادىَ العلوم والمقدّمات على عدد من العلماء في همدان ، فقرأ المعالم والمطوّل على السـيّد حسين الشوريني ، وأتمّ قراءة السطوح على
الشيخ محمّـد هادي الطهراني والسـيّد عبـدالحسين بن فاضل الدزفولي الهمداني.
ثمّ هاجر إلى
النجف في السادسة والثلاثين من عمره برفقة عدد من معاصريه ، منهم : الشيخ محمّـد
الأنواري ، وأخيه الشيخ حسين الأنواري ، والشيخ حيدر الأنصاري ..
وقد حضر على
بعض علمائها يومئذ ، كـ : آية الله الشيخ ضياءالدين العراقي ، آية الله الميرزا
حسين النائيني ، الشيخ على أصغر الخطائي ، السـيّد محمّـد الفيروزآبادي ، والشيخ
مهدي المازندراني ، وحضر في الرجال على السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وحضر بحثه
في الفقه أيضاً ، وقد حاز من كلّ ذلك القسط الوافر ، وبلغ درجة الاجتهاد.
فكان في مستوىً
عالٍ من العلم والتحقيق ، حاملاً للقرآن ، حافظاً
للأخبار ، متبحّراً في العقائد والأخلاق ، ورغم درسه الفقه وأُصوله وتعمّقه
فيهما إلاّ أنّه تركهما وولع بإحياء التراث الحديثي والعقائدي.
وكان من فتاواه
: جواز التقليد الابتدائي للميت ، كفاية الأغسال المستحبّة عن الوضوء ، عدم وجوب
الخمس في عصر الغيبة ، وجوب صلاة الجمعة ، عدم جواز التصوير حتّى بالكاميرا ، وكان
يرى الدولة في زمانه غاصبةً فلا يجوز المشاركة معها في مثل الاتّصال بالكهرباء
وأخذ السجل ، أي ما يعرف بالجنسية أو بطاقة الأحوال المدنية ، ونحوه.
من تلامذته : الشيخ
سيفالله النورمحمّـدي ، الشيخ محمّـدجواد المظفّر ، والشيخ معراج الشريفي.
وكان رحمه الله
يدرّس
اللمعة في أوّل الأمر
، واشتغل ببحث الخمس وصلاة الجمعة والحجّ ، وكان يعظ في درسـه أيضاً.
له إجازة في
الرواية عن أُستاذه السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وعن العلاّمة الشيخ آغا بزرك
الطهراني .
* كلمات العلماء فيه :
ذكره رحمه الله
عدد من معاصريه بكلّ تقدير واحترام ، وذكروا علمه الجمّ ، وتتبّعه الواسع ، وتقواه
وورعه ، ووثاقته ، وجِدِّه في إحياء التراث ..
قال العلاّمة
الطهراني : «عالم تقي وفاضل جليل ، وقد حاز من كلّ دروسه القسط الأوفر ، كما أنّه
من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين» .
____________
قال العلاّمة
محمّـدهادي الأميني : «عالم فاضل ، مجتهد جليل ، مؤلّف متتبّع ، محقّق ورع ، تقي
صالح ، وكان من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين والورع» .
قال العلاّمة
السـيّد محمّـدحسين الجلالي : «كان الشيخ آية في الزهد والورع والجَلد والمثابرة
في سبيل إحياء تراث الشيعة» .
* زهده والثقة به :
كان رحمه الله
شديد المراعاة للتقوى ، وممّن لم يتّجه إلى الدنيا أو يبهره بريقها ، ويعظ ـ دوماً
ـ غيره بتركها ، وكانت له صلة وصداقة خاصّة بالشيخ محمّـد علي الخراساني المعروف
بالتقوى والورع ..
في أوّل
اشتغاله بالعلوم الدينية كان يصل إليه أمر معاشه من قبل بعض من يعرفه ، ولم يقدم
بنفسه لأخذ الراتب الشهري ، حتّى قام بعض أصدقائه بأخذه وإيصاله إليه.
وكان له بيت
حقير جدّاً ، يعين فيه زوجته في أُمور البيت لمِا أصاب رجلها من وجعٍ أعجزها عن
المشي.
وكان رحمه الله
مولعاً بمساعدة الفقراء والضعفاء مع ما كان عليه من العسر في حياته.
ولأنّه كان يرى
الدولة في زمانه غاصبةً كان يحترز عن كلّ ما تتدخّل فيه ، كالاتّصال بالكهرباء
والخبز الحكومي الذي كان أرخص من غيره ، وكان يوصي غيره أيضاً باجتنابه ، ويقول : لو
أمكنني ما استفدت من الماء الذي
____________
يأتي إلى البيوت من عند الدولة. ولم يأخذ السجل ، وهو ممّا سبّب له مشاكل
عدّة رحمه الله ، عند مجيئه إلى ايران ؛ إذ وردها بدون جواز سفر ، وعند دفنه رحمه
الله كذلك ، وكان محترزاً عن الدهن النباتي لِما سمع في شأنه وأصله.
وكان يقول
أيضاً : «لقد جئنا إلى النجف لنشتغل فيها بالعلم ٥ سنوات إلى ٦ سنوات ثمّ نرجع ، إلاّ
أنّ قضية الحجاب واتّحاد اللباس في إيران صرفنا عن الرجوع».
كلّ هذه
الأُمور فرضت أن يكون الشيخ موضع ثقة عند الكلّ ، حتّى كان من يريد أن يوصل إلى
أولاده أو أقربائه أو أصدقائه بالنجف مالاً كان يكتب بالحوالة إلى الشيخ فكان هو
الذي يأخذ النقود من أصحاب الحوالة ويوصلها إلى أهلها.
وكان موضع ثقة
عند آية الله السـيّد الحكيم ، وآية الله السـيّد عبـدالهادي الشيرازي ، وآية الله
السـيّد الخوئي ، كما كان أصحاب الكتب المخطوطة يثقون به عندما يأخذها للاستنساخ
والمقابلة ونحوهما.
* حالاته الروحية :
كان الشيخ
الهمداني رحمه الله من أصحاب الروحيات المعنوية ، شاكراً مديماً للذكر ، مواظباً
على المستحبّات وكذلك الزيارات ، ومن البكائين في الدعاء والزيارة.
ينظر إلى الكتب
الحديثية بتقدير خاصّ ، ويحترمها مثل القرآن ، حتّى أنّه يقرؤها بالتجويد.
وفوق كلّ ذلك
كان شديد المحبّة لآل البيت النبوي : ومتصلّباً في ولائهم ، كلّما ذكر اسم مولانا
أمير المؤمنين رحمه الله يجري دمعه ويبكي على
مظلوميته كثيراً.
وكان يزور أمير
المؤمنين عليه السلام كلّ صباح بخضوع ، وكلّما دخل الصحن الشريف اشتغل بالمناجاة
مع مولاه أمير المؤمنين عليه السلام إلى حدٍّ يغفل فيه عن من حوله ، وكان يجلس في
الاِيوان قبال الضريح المقدّس ويشتغل بزيارةٍ «أمين الله» بخضوع وبكاء يغبطه به
الّذين يمرّون عليه وهو في تلك الحالة.
كان ممّن يواظب
على الذهاب إلى كربلاء لزيارة الاِمام الحسين عليه السلام في كلّ ليلة جمعة ، ومن
عادته في كلّ سنة أن يسافر إلى كربلاء والكاظمية وسامرّاء ، يبقى في كلّ منها عشرة
أيام.
وجاء مرّة
واحدة إلى مشهد الرضا عليه السلام عن طريق البصرة وعبادان ، وزار في سفره هذا
السـيّدة معصومة عليها السلام بقم ، ثمّ ذهب إلى مدينة همدان وأقام هناك عدّة أشهر
، وكان قليل السفر ، ولم يوفّق للحجّ.
ثمّ إنّ من
دأبه اليومي المشي الكثير ؛ لِما أوصاه الطبيب بذلك لتطهير الأمعاء ، فكان يخرج
كلّ يوم عند العصر باتّجاه بحر النجف وبيده سبحته ويمشي حدود ساعتين ونصف الساعة ،
ويصلّي ويرجع بعد الصلاة ماشياً ، فيبلغ مسيره عشرة كيلومترات.
* وفاته ومدفنه :
انتقل الشيخ
شير محمّـد الهمداني إلى جوار رحمة ربّه في ٢٨ جمادى الآخرة من سنة ١٣٩٠ هـ بالنجف
الأشرف ..
وقد يذكر في
تاريخ وفاته سنة ١٣٨١ هـ ، وهو ليس صحيحاً ؛ أوّلاً : لِما عرفناه من بعض أقربائه
ممّن حضره عند وفاته ، وصرّح السـيّد الجلالي
أيضاً بذلك في فهرسته
، وثانياً : لِما
جاء في فهرست مستنسخاته من أنّ تاريخ عدد منها كان في السنين ١٣٨٢ ، ١٣٨٣ ، ١٣٨٧ ،
١٣٨٩ هـ ، وهذا يدلّ على أنّه كان حيّاً في تلك السنين.
ونقل عن زوجته
أنّها قالت : صلّى الشيخ العشائين على سطح داره ، ثمّ نزل وغسل يده وجلس على
المائدة ووضع إصبعه في الملح وقال : «بسم الله الرحمن الرحيم» فوقع على الأرض ولم
يتحرّك بعد.
وأوّل من أُخبر
بوفاته الشيخ محمود بن الشيخ معراج الشريفي ، وأخبر هو الشيخ عليأكبر الهمداني
والسـيّد علي الشاهرودي والسـيّد المستنبط ، وبات بعضهم عند جنازته تلك الليلة ، وصباحاً
قام عدد من العلماء بغسله وتكفينه ، وحضر في تشييعه حدود ٣٠٠ شخصاً من الخواص ، وصلّى
على جنازته الشيخ حسين الأنواري ، ودفن في مقبرة خاصّة للشيخ الأنواري المذكور في
وادي السلام بالنجف.
وأقيمت له
مجالس الفاتحة من قبل العلماء ، وخاصّة آية الله السـيّد الخوئي ، وأرسل آية الله
السـيّد الشاهرودي الخبر برقياً إلى بلدة همدان ، كما أرسلت رسالة خاصّـة في ذلك
إلى أخي زوجته الشيخ أبي طالب الديني.
* * *
ثانياً ـ جولة خاطفة في مخطوطات الشيخ
ينقسم ما خطَّه
الشيخ شير محمّـد الهمداني بيمينه المباركة إلى تصنيفات ومستنسخات ، فنذكر أوّلاً مصنّفاته
ثمّ مستنسخاته ، وبما أنّه كان من المولعين بإحياء التراث فإنّ الفصل المشبع في
هذا الباب يتعلّق بمستنسخاته.
مصنّفاته :
اشتملت تأليفات
الشيخ رحمه الله على : تقريرات شيوخه في الفقه والأُصول ، وهي غير مهذّبة. وحواشٍ
على خمسة من كتب الرجال والحديث ، ومنتخبات من عدّة كتب من مصادر العامّة يبلغ
عددها ٦ كتب ، ومستدرك على كتاب واحد ، وهناك كتاب ألَّفه بتحمّل المشاقّ في
إنجازه ، هو الوحيد الذي وصل إلينا من كتبه ، وبذلك بلغت مصنّفاته ١٤ كتاباً ، هي
:
* الف ـ التأليف :
١. كلمة الحقّ.
مخطوط في
مجلّدين : الأوّل في ٥٥٠ صفحة ، والثاني في ٥٣٠ صفحة ، وأصل النسخة في مكتبة
السـيّد محمّـد النبوي بمدينة دزفول ، وتوجد نسخة مصوّرة عنها في مركز إحياء
التراث الاِسلامي بقم المقدّسة في مجلّدين رقمهما ٥٦ ، ٥٧ ، ونسخة مصوّرة أُخرى في
مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام المختصّة في مشهد الاِمام الرضا عليه السلام.
ذُكر الكتاب في
فهرس المركز بهذا النصّ : «كتاب في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأكثرها
منقولة عن طرق الخاصّة ، وهو مجلّدان كبيران ، في الأوّل منهما روايات غير مبوّبة
في المناقب ، وأمّا الثاني فهو في عشرة فصول كما يلي :
الأوّل : في
طرق قول رسول الله صلى الله عليه وآله : «مثل أهل بيتي ...». الثاني : في طرق قول
رسول الله صلى الله عليه وآله : «أعطاهم الله فهمي وعلمي». الثالث : في طرق قوله
صلى الله عليه وآله : «إنّهم لا يدخلونكم في باب ضلال». الرابع : في أنّ أهل الذكر
هم الأئمّة عليهم السلام. الخامس : في ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمّة
عليهم السلام. السادس : في شيء من الأخبار الواردة في ولاية أمير المؤمنين عليهم
السلام. السابع : في جملة من الأخبار الواردة في وجوب طاعة الأئمّة عليهم السلام.
الثامن : في جملة من أخبار الشفاعة. التاسع : في جملة من الأخبار الواردة في
اتّباع الأئمة : والمعتقدين بإمامتهم. العاشر : في جملة من الأخبار الواردة في
محبّي أهل البيت عليهم السلام.
والنسخة بخطّ
النسخ (خطّ المؤلّف) ، فرغ من المجلّد الأوّل في ٢٥ شعبان ١٣٨٢ في النجف ، والمجلّد
الثاني مشوّش الخطّ في أواخره ، ولعلّ ذلك لتأليفه في أواخر عمره» .
* ب ـ التقريرات :
٢. تقريرات
شيوخه في الفقه والأُصول.
وقد كتب في
أوائل وروده النجف ـ حينما كان مقبلاً على الدرس ـ كتاباً في حجّية الظن
والاستصحاب والخبر الواحد ، ورتّبه بصورة : «قال
____________
الأُستاذ : ... أقول : ...» ، وقد بقي ناقصاً غير مبوَّب ولا مهذَّب بعدما
أقبل على العقائد والحديث وعُني بأمر المخطوطات.
* ج ـ التعليقات :
٣. الحاشية على فهرست الشيخ الطوسي.
٤. الحاشية على رجال النجاشي.
٥. الحاشية على الهداية.
٦. الحاشية على نهج البلاغة.
٧. الحاشية على كتاب «حجّة الذاهب إلى إيمان أبي طالب عليه السلام».
* د ـ المستدركات :
٨. مستدرك الاِيقاظ من الهجعة.
استدرك فيه
لِما فات الشيخ الحرّ العاملي في كتاب الاِيقاظ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام
، في مجموعة رقمها ٣٢٣١.
* هـ ـ المنتخبات :
٩. سند الخصام.
في مجلّدين ، يحتوي
على ما انتخبه من مسند
أحمد بن حنبل ، ومن غيره كما صرّح به في آخر الكتاب ، والمجلّد الثاني انتهى إلى الجزء
السادس من أصل الكتاب ، وهو الطبعة الأُولى من مسند أحمد ، فرغ من الانتخاب في شوّال سنة ١٣٧٦ هـ ، والمجلّدان
في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، رقمهما ٣٢٤١ و ٣٢٤٢.
١٠.
المنتخب من «ربيع الأبرار» للزمخشري.
فرغ من
الانتخاب في ربيع الآخر سنة ١٣٨٩ هـ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين
عليه السلام بالنجف ، رقمها ٣٢٤٠.
١١. المنتخب من «المجموع الرائق من أزهار الحدائق».
استخرجها من
نسخة عتيقة ، لعلّها نسخت قبل ٣٠٠ سنة ، وفرغ منها في شعبان سنة ١٣٧٣ هـ ، والنسخة
في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها ٣٢٠٧.
١٢.
الأخبار المنتخبة من «البيان والتبيّن» للجاحظ.
انتخبها من
نسخة تاريخها سنة ١٠١٨ هـ ، فرغ منها في ربيع الآخر سنة ١٣٦١ هـ ، والنسخة في
مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها ٣٢٢١.
١٣.
الأحاديث المنتخبة من «المستدرك على الصحيحين» للحاكم.
فرغ منها في
شعبان سنة ١٣٥٣ هـ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ،
في مجموعة رقمها ٣٢٣٠.
١٤.
الأحاديث المنتخبة من «الاستيعاب» لابن عبـدالبرّ.
انتخبها من
الطبعة الأُولى لكتاب الاستيعاب ، فرغ منها في ربيع الآخر سنة ١٣٦١ هـ ، والنسخة في
مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها ٣٢٢١.
وفي ما يأتي
صورة الصفحات الأُولى والأخيرة لكل من المجلّد الأوّل والثاني من كتاب كلمة الحـقّ ، وهو المؤلَّف الفريد الذي وصل إلينا من مؤلّفات الشيخ
شير محمّـد الهمداني رضوان الله عليه.




مستنسخاته :
كان للشيخ رحمه
الله صلة خاصّة بآثار السابقين المخطوطة ، دافعه في هذا الأمر إحساسه بالمسؤولية
تجاهه رحمه الله بمقتضى ما امتلكه من قدرات فنية وعلمية ، وزمانه الذي كان يعيشه ،
وكان رحمه الله يرى وجوب إحياء المخطوطات ؛ إذ قوام الدين بها من جهة ، وأنّها
حصيلة عطاء تفقّه العلماء في الدين وما رقمته أيديهم في سبيل ذلك من جهة أُخرى ..
وقد كانت حصيلة
ما قام به رحمه الله من جهد علمي في هذا الجانب : إنجاز عملية الاستنساخ لأكثر من
١٠٠ كتاب من أهمّ الآثار.
ونحن نورد
أوّلاً كلمات بعض معاصريه والمتّصلين به في أمر المخطوطات ، ثمّ نلقي نظرة إلى
نشاطاته في هذا المضمار ..
* كلمات العلماء عن نشاطه في الاستنساخ :
١ ـ قال
العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني : «ولع المترجم له منذ سنين عديدة بنسخ كتب
الحديث غير المطبوعة ، وإحياء مؤلّفات الاِمامية الأكابر في القرون الأُولى ، وقد
لقي في ذلك عناءً كثيراً وتحمّل مشاقّاً متنوّعة ، وقد وفّق لكتابة ما يقرب من
أربعين مؤلّفاً كبار وصغار من جيّد الآثار ومهامّ الأسفار ، ويمتاز ما نسخه
بالدقّة والصحّة ، فقد قابل كلّ نسخة بنسخ عديدة ، وضبط هذه المؤلّفات الجليلة
وصانها من الضياع والتلف ، وأصبح له بذلك الحقّ والفضل على من يأتي بعده من هواة
هذا الفن ورجال هذا العلم» .
____________
٢ ـ قال
العلاّمة السـيّد صادق آل بحر العلوم معبّراً عن الشيخ الهمداني بكلّ تقدير
واحترام ، وذلك في مقدّمة كتاب
سليم : «هذه
تحقيقات ثمينة وفوائد نافعة أفادها بعض الأساتذة من أهل التحقيق ، أكثر الله في
رجال العلم أمثاله ... ونظراً لِما في هذه الفوائد والتحقيقات من الأهمّية حول
كتابنا مثَّلناها للنشر ، شاكرين لهذا الأُستاذ المحقّق ما تفضَّل به علينا من
نسخته ... وعلَّق عليها تعليقاته الثمينة ، فنسخته هذه هي غاية في الضبط والاِتقان»
.
٣ ـ قال
العلاّمة الشيخ محمّـد هادي الأميني : «إنّه كان مولعاً بنسخ الكتب المخطوطة
وإحياء تراث علماء الاِمامية ، فبذل مساعيه وجهوده في هذا السبيل ، كما أنّه تصدّى
للتأليف والبحث» .
٤ ـ قال
العلاّمة محمّـدحسين الجلالي : «كان الشيخ آية في ... والجَلد والمثابرة في سبيل
إحياء تراث الشيعة ، ولم أشاهده طيلة معرفتي به في محفل لا يعود بالخير للتراث ، وكان
دائباً في الاستنساخ والمقابلة ، حتّى أنّه يكرّر الاستنساخ فيما إذا وجد الاختلاف
فاحشاً ، كما فعل بـكتاب
سليم ابن قيس الهلالي ، فإنّه استنسخه أربع مرّات بالاِضافة إلى المقابلات المتعدّدة» .
* استمراره في استنساخ الكتب :
استمرّ رحمه
الله في أمر الاستنساخ طيلة خمسين عاماً ، وهو جهد كبير
____________
وعمل جليل ينبىَ عن جذور عميقة في اعتقاد وثقافة عمله ، وكان بدأ ذلك منذ
نزوله النجف سنة ١٣٢٨ هـ إلى سنة ١٣٨٩ هـ ، أي إلى سنة واحدة قبل وفاته عندما كان
في سنّ ٨٧ من عمره الشريف ، وكان رحمه الله لا يترك الاستنساخ في أسفاره إلى
كربلاء والكاظمية وسامراء ، كما جاء في وصف بعض مستنسخاته.
ونظرة خاطفة
إلىالتواريخ المذكورة في وصف مخطوطاته تبيّن أنّ هذا الاستمرار كان بجدّ ونشاط عال
تارة ، وتنخفض سرعته وسِعته تارة أُخرى ، وفي ما يأتي تفاصيل ذلك :
ـ من أوائل سنة
١٣٣٩ إلى ١٣٤٢ : استنساخ ٤ كتب ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من اوائل سنة
١٣٤٢ إلى أواخر سنة ١٣٤٥ : استنساخ كتاب واحد ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من أواخر سنة
١٣٤٥ إلى أوائل سنة ١٣٦٠ : استنساخ ٥٠ كتاباً ، ومقابلة ٥ كتب ، وتأليف واحد.
ـ من أوائل سنة
١٣٦٠ إلى أوائل سنة ١٣٦١ : استنساخ ٤ كتب ، وتأليف واحد.
ـ من أوائل سنة
١٣٦١ إلى أوائل سنة ١٣٦٨ : استنساخ ١٥ كتاباً ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من أوائل سنة
١٣٦٨ إلى أوائل سنة ١٣٦٩ : استنساخ ٣ كتب ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من سنة ١٣٧٠
إلى ١٣٨٠ : استنساخ ١٠ كتب ، ومقابلة كتاب واحد ، وتأليف واحد.
ـ من سنة ١٣٨٠
إلى ١٣٨٩ : استنساخ ٣ كتب ، ومقابلة كتابين.
والعلّة في هذا
الاختلاف ربّما تكون بسبب اشتغاله في أوّل وروده النجف بتحصيل العلم والحضور في
مجالس الدرس ، وبالتالي ضيق الوقت للاستنساخ ، ولكنّه انصرف بعد ثلاث سنوات من
اشتغاله بالفقه وأُصوله لاِحياء التراث وأقبل عليه بجدّ خاصّ ، فنراه في الخمس
عشرة سنة الأُولى من تلك السنين ـ وهي ما بين ٤٣ إلى ٥٨ من عمره ـ في نشاط تامّ في
مهمّته ؛ إذ استنسخ فيها كتباً كثيرة بلغت ٥٠ كتاباً.
وبعد ذلك نشاهد
فترة فتور في العمل ، لعلّه لجهة سفره إلى إيران في تلك السنين ، مع استمرار نشاطه
بما فيه من ا لبطء ؛ والمحتمل قوياً أنّه كان بسبب سنّه وكثرة أشغاله الجانبية ، وهو
ما بين ٥٩ إلى ٦٦ من عمره.
وفي الفترة بين
٦٨ إلى ٧٨ من عمره نراه قدّم عشر نسخ نسخها بيده وتأليف واحد ومقابلة واحدة ، وهو
عمل كبير بالنسبة إلى تلك السنين من عمره ، وفي العشر الأواخر من عمره اشتغل
بتأليف كتابه الكبير كلمة
الحقّ ومعه استنسخ
ثلاثة كتب وقابل كتابين ، وهذا ينبىَ عن جدّه التامّ في سنّ جاوز الثمانين من عمره
المبارك.
* اهتمامه بالمصادر الحديثية والعقائدية :
كان الشيخ رحمه
يسعى لاختيار ما هو الأهم من تراث الطائفة ومصادرها ؛ لأنّه كان متصلّباً في
عقيدته متفقّهاً في دينه ، مقدِّماً في ذلك كتب الحديث والتاريخ ..
وقد دقّق النظر
في انتخاب الأهمّ ثمّ المهمّ من مصادرنا ؛ إذ أنّ ٦٥ كتاباً من مجموع ١٠٧ كتب
نسخها بيده كانت من مصادر الدرجة الأُولى
لحديث الشيعة ، وكلّها من مصادر بحار الأنوار ، ممّا لم يطبع بعضها حتّى الآن ، مع مسيس الحاجة إليها
، أو طبع في السنين الأخيرة ، كما أنّ بعضها طبع على نسخة الشيخ في النجف ولم يطبع
بعدها إلى اليوم.
ولا يخفى ما
لاِحياء المهمّ من التراث وجعله في متناول أيدي المؤلّفين والمحقّقين من أثر بالغ
في علميّة كتبهم ، والحصول على المباني الاعتقادية الأصلية.
ونثبت هنا
أسماء تلك المصادر الحديثية والتاريخية المهمّة التي قام الشيخ رحمه الله
باستنساخها وإحيائها :
١. إثبات
الرجعة ، للفضل بن
شاذان.
٢. الاختصاص ، للمفيد.
٣. الأربعين ، لمنتجب
الدين.
٤. الأربعين ، لأبي
حاتم.
٥. الاستخارات ، لابن
طاووس.
٦. الأُصول
السـتّة عشر ، لعدد من
المتقدّمين.
٧.
الاِفصاح ، للمفيد.
٨. إلزام
الناصب ، للصيمري.
٩. الأمالي ، للمفيد.
١٠. إيضاح
دفائن النواصب ، لمحمّـد
ابن أحمد بن شاذان.
١١. الاِيقاظ
، للحرّ
العاملي.
١٢. بشارة
المصطفى ، للطبري.
١٣. تأويل
الآيات ، للنجفي.
١٤. تفسير
العيّاشي.
|
١٥. تفسير
فرات.
١٦. التمحيص.
١٧. ثاقب
المناقب ، لابن حمزة
الطوسي.
١٨. جامع
الأحاديث ، لأحد مشايخ الصدوق.
١٩. الجعفريات.
٢٠. خصائص
الأئمّة عليهم السلام للسيّد الرضي.
٢١. دعائم
الاِسلام ، للقاضي نعمان ابن محمّـد.
٢٢. دعوات
الراوندي.
٢٣. دلائل
الاِمامة ، للطبري.
٢٤. رجال
البرقي.
٢٥. رسالة
أبي غالب الزراري.
٢٦. سعد
السعود ، لابن
طاووس.
|
٢٧. شرح
عقائد الصدوق ، للمفيد.
٢٨. صحيفة
الاِمام الرضا عليه السلام.
٢٩. الصراط
المستقيم ، للبياضي.
٣٠. صفات
الشيعة ، للصدوق.
٣١. الطُرف ، لابن
طاووس.
٣٢. عيون
المعجزات ، للحسين
بن عبـدالوهّاب.
٣٣. الفرقة
الناجية ، للقطيفي.
٣٤. الفصول
المختارة ، للسـيّد المرتضى.
٣٥. فضائل
الشهور الثلاثة ، للصدوق.
٣٦. فضائل
الشيعة ، للصدوق.
٣٧. فلاح
السائل ، لابن
طاووس.
٣٨. قرب
الأسناد ، للحميري.
٣٩. كامل
الزيارات ، لابن قولويه.
٤٠. كتاب
درست بن أبي منصور.
٤١. كتاب
الزهد ، للأهوازي.
٤٢. كتاب
سلام بن أبي عمرة.
٤٣. كتاب
سليم بن قيس الهلالي.
٤٤. كفاية
الطالب ، للكنجي.
٤٥. مثير
الأحزان ، لابن نما.
٤٦. المحاسن ، للبرقي.
|
٤٧. المحتضر ، للحسن بن
سليمان.
٤٨. مختصر
البصائر ، للحسن بن
سليمان.
٤٩. مختصر
المواليد.
٥٠.
المزار ، لابن
المشهدي.
٥١. المسائل
العكبرية ، للمفيد.
٥٢. المسائل
العشرة في الغيبة ، للمفيد.
٥٣.
المسترشد ، للطبري.
٥٤. مستطرفات
السرائر ، ....
٥٥. المسلسلات ، للقمّي.
٥٦. مشكاة
الأنوار ، للطبرسي.
٥٧. مصادقة
الاِخوان ، للصدوق.
٥٨. مصباح
الأنوار ، ....
٥٩. مصباح
الزائر ، لابن
طاووس.
٦٠. مقتضب
الأثر ، لأحمد بن
محمّد ابن عياش.
٦١. المناقب
والمثالب ، للقاضي نعمان المصري.
٦٢. نهج
الاِيمان ، لابن جبر.
٦٣. نوادر
علي بن أسباط.
٦٤. الهداية
الكبرى ، للخصيبي.
٦٥. اليقين ، لابن
طاووس.
|
* انتقاؤه النسخ القيّمة فنّياً :
إنّ عمل الشيخ
في المخطوطات أعطاه خبرة في جوانبها الفنيّة ، قدمها في التاريخ ، مقابلتها على
نسخ معتدّ بها ، وسائر الخصائص التي تمتاز بها النسخ القيّمة عن غيرها ، وذلك بيّن
في النسخ التي انتسخ عليها مخطوطاته ..
وهذه نماذج من
النسخ المتقدّمة في التاريخ ، ممّا انتقاه الشيخ رحمه الله للاستنساخ :
١. استنسخ كتاب درست بن أبي
منصور عن نسخة
مستنسخة على نسخة قوبلت على نسخة الأصل سماعاً عن التلعكبري في سنة ٣٧٤ هـ.
٢. قابَلَ كتاب
مقتضب
الأثر على نسخة
مستنسخة على نسخة تاريخها سنة ٥٧٥ هـ.
٣. استنسخ كتاب سليم على نسخة منتسخة على نسخة تاريخها سنة ٦٠٩ هـ.
٤. استنسخ كتاب الأربعين لمنتجبالدين عن نسخة منتسخة على نسخة تاريخها سنة ٦١٣
هـ.
٥. استنسخ كتاب
الاستخارات لابن طاووس عن نسخة منتسخة على نسخة قديمة لعلها في زمن
مصنّفها ، أي سنة ٦٦٠ هـ.
٦. استنسخ كتاب
فلاح
السائل عن نسخة
منتسخة على نسخة تاريخها سنة ٦٦٣ هـ ، أي عصر المؤلّف.
٧. استنسخ كتاب الأربعين لمحمّـد بن زهرة عن نسخة منتسخة على نسخة تاريخها سنة
٨٦٠ هـ ، بخطّ المؤلّف.
٨. استنسخ كتاب
مختصر لعلاء بن رزين عن نسخة منتسخة على نسخة بخطّ الشهيد
الأوّل عن خطّ ابن إدريس تاريخها سنة ٨٦٠ هـ.
٩. استنسخ كتاب
كفاية
الطالب عن نسخة عليها
تمّلك بتاريخ سنة ٨٨٧ هـ ، وآخر بتاريخ سنة ٩٥٧ هـ.
١٠. استنسخ
كتاب الفرقة
الناجية عن نسخة
تاريخها سنة ٩٥١ هـ.
١١. استنسخ
كتاب صحيفة
الرضا عليه السلام عن نسخة تاريخها سنة ٩٧١ هـ ، وأُخرى
تاريخها سنة ٩٤٨ هـ ، وأُخرى تاريخها سنة ١٠٤٤ هـ.
ومن نماذج
النسخ التي لها مزايا تراثية :
١. استنسخ
الرسالة في نسب عبـدالعظيم عليه السلام عن نسخة بخطّ ابنالمحاسن.
٢. استنسخ كتاب الأربعين عن نسخة عتيقة تاريخ وقفها سنة ١٠٣٩ هـ.
٣. استنسخ كتاب
الأربعين لابن حاتم الشامي عن نسخة عتيقة في مكتبة الشيخ
النجفآبادي.
٤. استنسخ كتاب
تأويل
الآيات عن نسخة بها
زيادة على سائر النسخ.
٥. استنسخ كتاب
ثاقب
المناقب عن نسخة عتيقة
عليها النصّ بأنّ الحسن بن علي الطبري صرَّح بالنسبة إلى المؤلّف.
٦. استنسخ كتاب
قرب
الأسناد عن نسخة قوبلت
على نسخة تاريخها سنة ١٠٣٣ هـ ، بخطّ زينالدين العاملي.
٧. صحَّح وقابل
كتاب محاسن
البرقي على ثلاث نسخ
تاريخ إحداها
سنة ١٠٧٧ هـ وأُخرى سنة ١٠٨٨ هـ.
* دقّته في ضبط ما يتعلّق بالنسخ :
قد مرّ في
كلمات العلماء بشأنه أنّ ما استنسخه الشيخ رحمه الله يمتاز بالدقّة والصحّة
والاِتقان ، وفي ما يلي نعرض بعض ما كان يتّبعه في هذا الصـدد :
١. يفحص عن
النسخ كثيراً في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء ، في مكتباتها وفي بيوت علمائها.
٢. كان أصحاب
المخطوطات يعطونها له لاِحيائها ؛ لأنّه كان معتمداً عندهم.
٣. يذكر ـ
أحياناً ـ في نسخته مكان النسخة المنتسخ عليها ، واسم صاحبها ، مثل الشيخ عبّـاس
القمّي ، والسـيّد حسن الصدر ، والشيخ الأُردوبادي ، والشيخ السماوي.
٤. يذكر
خصوصيات النسخة المنتسخ عليها بدقّة ، كاسم الناسخ ، وتاريخ الاستنساخ ، وحتّى
تاريخ الوقف واسم الواقف ، وملحقاتها وتعليقاتها.
٥. يذكر
خصوصيات كتابته للنسخة ، من تاريخ الاستنساخ ، ومكانه ، ومن ساعده في الكتابة
والمقابلة.
٦. كان يقوم
بمقابلة النسخ وإصلاحها ، وقد تكون المقابلة على نسخ متعدّدة.
٧. كان يكتب
مؤيّدات الأحاديث في هامش الكتاب.
* اتّصاله بالخبراء في أمر المخطوطات :
من الطبيعي لمن
يعمل في إحياء التراث أن يكون متّصلاً بخبراء هذا الفنّ ، وقد صرّح رحمه الله بذلك
في بعض مستنسخاته ، كما أخبرنا بذلك بعض أصدقائه ، فمن هؤلاء المعروفين في زمانهم
:
١. الميرزا
محمّـد الطهراني ، صاحب المكتبة الشخصية المعروفة في سامراء.
٢. الشيخ
عبـدالحسين الطهراني ، صاحب المكتبة المعروفة في كربلاء.
٣. الشيخ
محمّـدعلي الغروي الأُردوبادي.
٤. السـيّد
عبـدالرزاق الموسوي المقرّم.
٥. السـيّد حسن
الصدر.
٦. الشيخ آغا
بزرگ الطهراني.
٧. السـيّد
صادق آل بحرالعلوم.
٨. السـيّد
أحمد المستنبط.
٩. الشيخ
عبـدالحسين الأميني.
١٠. الشيخ
محمّـد السماوي.
* مقابلته للنسخ :
من الأُمور
التي تنبىَ عن جدّه ومثابرته في سبيل إحياء التراث قيامه بمقابلة النسخ بعضها على
بعض ، وهو أمر يحتاج إلى تحمّل كبير وجدّ
متواصل ، ويثمر زيادة صحّة النسخ التي يستنسخها ..
وقد ورد تصريحه
بمقابلة عشرة من مستنسخاته في النسخ نفسها ، كما صرّح بأسماء بعض من ساعده في
المقابلة ، وهم :
١. السـيّد
أحمد المستنبط.
٢. السـيّد
حسين الهمداني.
٣. الشيخ معراج
الهمداني.
٤. الشيخ حسن
علي الهمداني.
* طبع ونشر مستنسخاته :
كان استنساخ
الشيخ للكتب ومقابلته لها في أوان ظهور المطابع ، ولعلّ هذا كان ممّا أثار وجده في
إحياء التراث أيضاً ، ولذلك كان لمستنسخاته أثراً كبيراً في إخراج الكتب المطبوعة
بأحسن ما يمكن ، فكان الكتاب يطبع على نسخته ، أو يقابل على نسخته ، أو يستفاد من
إفاداته بشأن ذلك الكتاب ونسخته ..
ولقد صرَّح آقا
بزرك الطهراني بأنّ صاحب المطبعة الحيدرية بالنجف قد نشر جملة من هذه الكتب على
نسخة المترجم له ، كما نشر جملة منها بطهران ناشرون آخرون ، وقد ورد
التصريح بذلك في مقدّمات بعض تلك الكتب ، كما لم يصرّح بذلك في عدد منها ..
____________
وفي ما يلي
نعرض نماذج نصوص وردت في الكتب المطبوعة على نسخ الشيخ الهمداني تصرّح بذلك :
١. كتاب سليم :
الذي استنسخ
الشيخ الهمداني أربع نسخ منه ، وحقّق عنها ، وقابل نسخها ، واستدرك على أحاديثها ،
ثمّ قدّمها للطبع ..
جاء في أوّل
الطبعة النجفية لهذا الكتاب النصّ التالي : «هذه تحقيقات ثمينة ، وفوائد نافعة حول
كتاب
سليم بن قيس الهلالي الكوفي ، أفادها بعض الأساتذة من أهل التحقيق ، أكثر الله في رجال العلم
أمثاله ونفع به ، وكان قد ألحقها بنسخته من الكتاب ، ونظراً لما في هذه الفوائد
والتحقيقات من الأهمّية حـول كتابنا هذا مثّلناها للنشـر ، شاكرين لهذا الأُستاذ
المحقّق ماتفضّل به علينا من نسخته التي نسخها بخطّه ، وعلّق عليها تعليقاته
الثمينة ، وهي التي نشرناها في هوامش الكتاب ، فنسخته هذه هي غاية في الضبط
والاِتقان ، وتعدّ الأصل لنشر هذا الكتاب لأوّل مرّة».
ولم يصرّح
باسمه في هذا النصّ ؛ لظروف التقية المتعلّقة بموضوع الكتاب في زمان طبعه ، ولذلك
صرّح العلاّمة الطهراني باسمه في الذريعة ١ / ١٥٨ قائلاً : «قد جمعها (أي أحاديث
سليم المروية في الكتب الحديثية) عن تلك الكتب ، الفاضل المعاصر الشيخ شيرمحمّـد
بن صفرعلي الهمداني النجفي ، وقد جعلها في ذيل نسخته التي كتبها عن نسخة الشيخ
الحرّ ، وقابلها وصحّحها بغاية بذل الجهد مع نسخ أُخرى كراراً ، وعيَّن مواضع
الخلاف والوفاق بين النسخ ، فللّه درّه وزيد خيره وبرّه ، فصارت نسخته هذه أتمّ
النسخ وأكملها وأصـحّها».
٢. المسلسلات ، لأبي محمّـد جعفر بن أحمد بن علي القمّي :
جاء في آخر
المطبوع منه سنة ١٣٦٩ هـ بطهران ما يلي : «يقول شـيرمحمّـد بن صفرعلي الهمداني
الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، واتّفق لي الفراغ
في السادس والعشرين من جمادى الثانية سنة ١٣٥٢ من الهجرة المقدّسة ، بمشهد سـيّدي
ومولاي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
يقول شيرمحمّـد
: فتقابلت هذه النسخ بنسخة عتيقة ، لعلّها كتبت منذ ستّمائة سنة أو ما قاربها ، وهي
أصل أصل هذه النسخة.
يقول شيرمحمّـد
: ثمّ عثرت على نسخة الأصل ، وهي مطابقة للمتن».
٣. فلاح السائل ، لابن طاووس :
جاء في آخر
المطبوع منه بطهران ما يلي : «بخطّ الشيخ شيرمحمّـد الهمداني في سنة ١٣٥٧ ، وكان
فيها زيادات مفقودة في الأُولى ، أثبتنا بعضها بين الهلالين ، فقابلناهما معاً ، فخرج
من الطبع على أصحّ ما يمكن».
٤. تفسير فرات :
جاء في آخر
المطبوع منه بالنجف ما يلي : «يقول الفقير إلى الله الغني شيرمحمّـد بن صفرعلي
الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها إلاّ قليلاً من
أوّلها نسخته من نسخة أُخرى ، واتّفق الفراغ
بعون الله تعالى في الثامن من شهر رجب من السنة الرابعة والخمسين بعد
الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدّسة ، بمشهد سـيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليّ
بن أبي طالب عليه السلام.
أقول : نسخة
الأصل للشيخ محمّـدعلي الغروي الأُردوبادي ، التي انتسخها في سنة ١٣٣٤».
٥. دلائل الاِمامة ، للطبري :
جاء في المطبوع
منه سنة ١٣٨٣ هـ في المطبعة الحيدرية بالنجف مايلي : «هذا آخر ما كان في نسخة
العلاّمة الثقة الشيخ شيرمحمّـد الهمداني الجورقاني حفظه الله تعالى».
٦. المحتضـر ، للشيخ حسن بن سليمان الحلّي :
جاء في آخر
النسخة التي طبعتها المطبعة الحيدرية بالنجف سنة ١٣٧٠ هـ ما يلي : «يقول الفقير
إلى الله الغني شيرمحمّـد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة
التي نسخت هذه منها ، واتّفق الفراغ بعون الله تعالى يوم الجمعة السادس والعشرين
من شهر ذي الحجّة من سنة ١٣٦٢ ، بمشهد سـيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام».
٧. المسترشد ، للطبري :
جاء في أوّل
المطبوع منه في المكتبة الحيدرية بالنجف ما يلي : «إنّ أقدم نسخة من الكتاب موجودة
عند العالم الفاضل السـيّد آغا التستري ،
ونسخة تامّة منه في مكتبة الحسينية الشوشترية بالنجف ، فاستنسخ عليها
الفاضل الثبت الثقة الشيخ شيرمحمّـد الهمداني الجورقاني ، وقابلها مع النسخة
الأُولى ، ونسخ على نسخته جماعة من أهل الفضل حتّى ... طبع هذا الكتاب القيّم على
النسخة التامّة» ..
ويقول عن ذلك
في الذريعة ٢١ / ٩ : «واستنسخ الفاضل الشيخ شيرمحمّـد الهمداني نسخة تامّة عن
هاتين النسختين ، ثمّ استنسخ عن نسخته نسخ أُخرى موجودة بحمد الله تعالى».
٨. نوادر الراوندي :
جاء في آخر
الطبعة النجفية منها ما يلي : «يقول الفقير إلى الله الغني شـيرمحمّـد بن صفرعلي
الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، واتّفق
لي الفراغ بعون الله تعالى في غرّة شهر ذيالقعدة من سنة ١٣٦١ ، بمشهد سـيّدي أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام».
٩. الفصول العشرة في
الغيبة ، للشيخ
المفيد :
جاء في آخر
المطبوع منه بالنجف ما يلي : «يقول الفقير إلى الله الغني شيرمحمّـد بن صفرعلي
الهمداني الجورقاني : قد نسخت هذه النسخة إلى أوائل الفصل السادس من نسخة العالم
الجليل الميرزا محمّـد الطهراني ، المقيم بسامرّاء ، وباقيها من نسخة العالم
النبيل السـيّد محمّـدصادق آلبحرالعلوم ، واتّفق لي الفراغ بعون الله تعالى يوم ١٤
من محرّم ١٣٦٣ ، بمشهد سـيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام».
١٠. الاِفصاح في الاِمامة ، للشيخ المفيد :
جاء في آخر
الطبعة النجفية منه ما يلي : «صحّح مقابلةً من أوّله إلى تمامه على نسخة العلاّمة
الشيخ شيرمحمّـد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني دام بقاه».
١١. سـعد السـعود ، لابن طاووس :
جاء في آخر
المطبوع منه بالنجف سنة ١٣٦٩ هـ ما يلي : «وقد قوبلت على نسخة العلاّمة الجليل
الشيخ شيرمحمّـد بن صفرعلي الجورقاني أدام الله ظلّه في شهر ذيالقعدة الحرام سنة
١٣٦٥ في النجف».
* * *
ثالثاً ـ فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني
قام سماحة
العلاّمة المحقّق السـيّد محمّـدحسين الحسيني الجلالي حفظه الله بفهرسة مستنسخات
الشيخ الهمداني ، التي كانت قد نقلت إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام
بالنجف ، فأكرم به من عمل قام به في وقته واستثمر الفرصة في أوآنها ، فشكر الله
سعيه ؛ إذ ضبطه بدقّة تليق بمكانة الشيخ الهمداني الذي لم يُعرف قدره إلى اليوم.
وقد تفضَّل ـ
حفظه الله ـ بإرساله إليَّ عندما كنت مشتغلاً بتحقيق كتاب سليم بن قيس الهلالي ، وطلب منّي أن أقوم بإحياء ذكرى الشيخ الهمداني ، وأُضمَّنها
هذا الفهرس ، وقد قدَّم ـ حفظه الله ـ مقدّمة لفهرسه في صفحة واحدة ، ثمّ رتّبها
على الترتيب الألفبائي وبتفكيك المجاميع.
يقول السـيّد
الجلالي عن عمله في هذا الفهرس : «وقد استملكت إدارة مكتبة الاِمام أمير المؤمنين
عليه السلام العامّة بالنجف الأشرف مخطوطات مكتبته (أي مكتبة الشيخ الهمداني) ، وقد
عمدت إلى فهرس مستنسخاته ، وهي تبتدىَ بالتسلسل العام (٣٢٠٧) وتنتهي بـ (٣٢٥٩) ما
عدا ما يتخلَّل بين الرقمين من مستنسخات غيره ، وإليك لمحة عنها في ١٠٥ نسخ».
هذا وقد صرَّح
السـيّد الجلالي بأنّ النسخ المنقولة إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام
ليست جميع مستنسخات الشيخ الهمداني ؛ إذ قال : «وبالرغم من أنّ التي نذكرها هي
القسط الأكبر من مستنسخاته إلاّ أنّ هناك أشياء مفقودة ، منها نسخة كتاب ما نزل من القرآن في
أهل البيت عليهم السلام للحِبَري ، استنسختُه من نسخة الدكتور حسين علي محفوظ وقدّمتُها
للشيخ رحمه الله فاستنسخها ، ولم توجد بين هذه الكتب».
وقد كان للشيخ
رحمه الله في بيته خزانة كتب صغيرة تضمّ ٦٠ كتاباً من الكتب الدراسية ، مثل اللمعة والمعالم وغيرهما ، وبجنبها مخطوطاته ، فأمّا الكتب الدراسية فقد
اشتراها بعد وفاته الشيخ نصرالله الخلخالي ووقفها على مدرسة البادكوبي ، وأمّا
مخطوطاته فنقلت إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام التي أسّسها العلاّمة
الأميني بالنجف ..
فهذا الفهرس
الذي بين أيدينا هو ما انتقل من مستنسخاته إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه
السلام وليس كلّ مستنسخاته ، كما أنّه يضمّ عدد من مؤلّفاته ، ولأنّه رتّب فيه
المخطوطات على الترتيب الألفبائي نراه أثبت لكلّ مخطوط منها رقم لترتيبه في الفهرس
ورقم لترتيبه في رفّ المكتبة ، ولذا عند ذكر المجاميع أشار إلى رقم الكتاب داخل
المجموعة ، مثلاً : ١ / ٣٢٠٧ ، أي الكتاب الأوّل في المجموعة رقم ٣٢٠٧.
وقد التزم حفظه
الله في فهرسـته ، رغم عدم ذكره نوع القطع بالنسبة للكتاب ولا عدد صفحاته ، بمراعاة
النقاط التالية :
١. رقم الكتاب
في المكتبة ، وإذا كانت مجموعة فرقم المجلّد ثمّ رقم الكتاب داخل المجموعة.
٢. اسم الكتاب.
٣. اسم
المؤلّف.
٤. تاريخ
الاستنساخ ، بالتاريخ القمري في الجميع.
٥. النسخ
المنتسخ عليها ، وخصوصياتها من حيث المقابلة والتصحيح والتعليق.
٦. الاِشارة
إلى نقص بعض النسخ أو إلحاق شيء بآخرها.
٧. الاِشارة
إلى مقابلة النسخة على نسخ أُخرى ، مع ذكر خصوصياتها ومَن ساعد في مقابلتها.
وإتماماً للعمل
نورد أوّلاً تعريفاً بالكتب حسب الأرقام ، مع الاِشارة إلى كتب كلّ مجموعة ، ثمّ
نورد نصّ ما كتبه السـيّد الجلالي حفظه الله ..
وفي ما يأتي
صورة للصفحات الأُولى والثانية والأخيرة من مخطوطة الفهرس ، الذي انتسخ منه أخوه
العلاّمة السـيّد محمّـدرضا الجلالي في النجف الأشرف نسخته التي اعتمدناها في هذا
المقال.



قائمة مخطوطات الشيخ الهمداني
حسب ترتيبها في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام
إنّ مجموع
المجلّدات من كتب الشيخ التي وضعت الأرقام عليها في المكتبة بلغ ٣٩ مجلّداً ..
١٧ منها كتب
مستقلّة ، حملت الأرقام : ٣٢٠٨ ، ٣٢٠٩ ، ٣٢١٠ ، ٣٢١٣ ، ٣٢١٨ ، ٣٢٢٣ ، ٣٢٢٤ ، ٣٢٢٥
، ٣٢٢٨ ، ٣٢٣١ ، ٣٢٣٢ ، ٣٢٣٤ ، ٣٢٣٦ ، ٣٢٤٠ ، ٣٢٤١ ، ٣٢٤٢ ، ٣٢٥٩.
و ٢٢ مجلّداً
منها مجاميع ، ضمّت ما بين كتابين إلى تسعة كتب ، حملت الأرقام : ٣٢٠٧ ، ٣٢١١ ، ٣٢١٢
، ٣٢١٤ ، ٣٢١٥ ، ٣٢١٦ ، ٣٢١٧ ، ٣٢١٩ ، ٣٢٢٠ ، ٣٢٢١ ، ٣٢٢٢ ، ٣٢٢٦ ، ٣٢٢٧ ، ٣٢٢٩ ، ٣٢٣٠
، ٣٢٣٣ ، ٣٢٣٥ ، ٣٢٣٧ ، ٣٢٣٨ ، ٣٢٣٩ ، ٣٢٤٣ ، ٣٢٥٨.
وفي ما يلي
قائمة مخطوطات الشيخ حسب ترتيبها في المكتبة ، علماً بأنّ الأرقام متسلسلة إلى
٣٢٤٣ ، ثمّ ينتقل إلى ٣٢٥٨ ، فيكون قد تخلَّل بين الرقمين خمسة عشر مخطوطة لغيره
رحمه الله :
٣٢٠٧ ـ مجموعة
فيها أربعة كتب :
١ ـ كتاب الاستخارات ، لابن طاووس.
٢ ـ المنتخب من المجموع
الرائق ، للشيخ
الهمداني.
٣ ـ كتاب الأربعين ، لأبي الفوارس.
٤ ـ دعوات الراوندي.
٣٢٠٨ ـ نهج الاِيمان ، لابن جبر.
٣٢٠٩ ـ مصباح الزائر وجناح
المسافر ، لابن طاووس.
٣٢١٠ ـ كامل الزيارات ، لابن قولويه.
٣٢١١ ـ مجموعة
فيها كتابان :
١ ـ كفاية الطالب ، للكنجي.
٢ ـ إلزام الناصب ، للصيمري.
٣٢١٢ ـ مجموعة
فيها سبعة كتب :
١ ـ قرب الأسناد ، للحميري.
٢ ـ مصادقة الاِخوان ، للصدوق.
٣ ـ فضل شهر رجب ، للصدوق.
٤ ـ فضل شهر شعبان ، للصدوق.
٥ ـ فضل شهر رمضان ، للصدوق.
٦ ـ صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام.
٧ ـ الأربعين ، لأخي ابن حـمزة.
٣٢١٣ ـ تأويل الآيات الظاهرة ، لشرفالدين.
٣٢١٤ ـ مجموعة
فيها ثلاثة كتب :
١ ـ تفسير فرات.
٢ ـ صفات الشيعة ، للصدوق.
٣ ـ شرح قصيدة الأشباه ، للمفجع.
٣٢١٥ ـ مجموعة
فيها سـتّة كتب :
١ ـ المسائل العشرة في
الغيبة ، للشيخ
المفيد.
٢ ـ المحتضر ، للحسن بن سليمان.
٣ ـ مختصر المواليد.
٤ ـ نوادر الراوندي ، لقطبالدين الراوندي.
٥ ـ رجال البرقي.
٦ ـ كتاب سليم بن قيس
الهلالي.
٣٢١٦ ـ مجموعة
فيها كتابان :
١ ـ سعد السعود ، لابن طاووس.
٢ ـ القراءة أو القراءات ، للسياري.
٣٢١٧ ـ مجموعة
فيها ثلاثة كتب :
١ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد.
٢ ـ الفصول المختارة ، للسـيّد المرتضى.
٣ ـ الاِفصاح ، للشيخ المفيد.
٣٢١٨ ـ الصراط المستقيم ، للبياضي.
٣٢١٩ ـ مجموعة
فيها تسعة كتب :
١ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي.
٢ ـ كتاب الأربعين عن
الأربعين ، لابن حاتم.
٣ ـ كتاب الزهد ، للحسين بن سعيد.
٤ ـ رسالة في تزويج أمير
المؤمنين عليه السلام ابنته من عمر ، للسـيّد المرتضى.
٥ ـ كتاب سلام بن أبي
عمرة (عميرة).
٦ ـ نوادر علي بن أسباط.
٧ ـ رسالة في نسب عبد
العظيم ، للصاحب بن
عبّاد.
٨ ـ مختصر أصل العلاء بن
رزين.
٩ ـ المقتضب في النصّ على
الأئمّة الاثني عشر عليه السلام ، لأحمد بن محمّـد بن عيّـاش.
٣٢٢٠ ـ مجموعة
فيها خمسة كتب :
١ ـ صحيفة الاِمام الرضا
عليه السلام.
٢ ـ كتاب في المعجزات.
٣ ـ دلائل الاِمامة ، للطبري.
٤ ـ الأحاديث الخمسة عشر ، للفارسي.
٥ ـ الأربعين.
٣٢٢١ ـ مجموعة
فيها خمسة كتب :
١ ـ الفرقة الناجية ، للقطيفي.
٢ ـ الأخبار المنتخبة من
كتاب البيان والتبين ، للشيخ الهمداني.
٣ ـ الأحاديث المنتخبة من
كتاب الاستيعاب ، للشيخ الهمداني.
٤ ـ الاِيقاظ من الهجعة ، للحرّ العاملي.
٥ ـ مستدرك الاِيقاظ ، للشيخ الهمداني.
٣٢٢٢ ـ مجموعة
فيها سـتّة كتب :
١ ـ جامع الأحاديث ، للقمّي من مشايخ الصدوق.
٢ ـ كتاب سليم بن قيس
الهلالي.
٣ ـ عيون المعجزات ، للحسين بن عبـدالوهّاب.
٤ ـ التمحيص.
٥ ـ شرح عقائد الصدوق ، للشيخ المفيد.
٦ ـ المسائل الحاجبية
(العكبرية) ، للشيخ المفيد.
٣٢٢٣ ـ دعائم الاِسلام ، للقاضي نعمان بن محمّـد.
٣٢٢٤ ـ مصباح الأنوار في
فضائل إمام الأبرار عليه السلام ، المجلّد الأوّل.
٣٢٢٥ ـ مصباح الأنوار في
فضائل إمام الأبرار عليه السلام ، المجلّد الثاني.
٣٢٢٦ ـ مجموعة
فيها أربعة كتب :
١ ـ فضل الشيعة ، للصدوق.
٢ ـ كتاب في ما يتعلق
بقضاء حقوق المؤمنين ، للصوري.
٣ ـ مشكاة الأنوار ، للطبرسي.
٤ ـ التهاب نيران الأحزان (مثير الأحزان) ، لابن نما الحليّ.
٣٢٢٧ ـ مجموعة
فيها ثلاثة كتب :
١ ـ الأربعين آيةً
المنزلة بشأن أهل البيت عليهم السلام.
٢ ـ الهداية ، للخصيبي.
٣ ـ رسالة أبي غالب
الزراري.
٣٢٢٨ ـ المزار ، لابن المشهدي.
٣٢٢٩ ـ مجموعة
فيها ثلاثة كتب :
١ ـ اليقين.
٢ ـ نوادر الأثر في أنّ
عليّاً خير البشر ، لجعفر بن أحمد القمّي.
٣ ـ المسترشد في الاِمامة ، للطبري الاِمامي.
٣٢٣٠ ـ مجموعة
فيها سـتّة كتب :
١ ـ بشارة المصطفى صلى الله عليه وآله ، للطبري.
٢ ـ الأربعين عن الأربعين ، لمنتجبالدين.
٣ ـ ما وجد من كتاب درست بن أبي
منصور.
٤ ـ الأحاديث المنتخبة من
المستدرك للحاكم ، للشيخ الهمداني.
٥ ـ المسلسلات ، للقمّي.
٦ ـ كتاب سليم بن قيس
الهلالي.
٣٢٣١ ـ المحاسن ، للبرقي.
٣٢٣٢ ـ فلاح السائل ، لابن طاووس.
٣٢٣٣ ـ مجموعة
فيها كتابان :
١ ـ المناقب والمثالب ، للقاضي نعمان المصري.
٢ ـ إرشاد القلوب ، للديلمي.
٣٢٣٤ ـ تفسير العيّاشي.
٣٢٣٥ ـ مجموعة
فيها أربعة كتب :
١ ـ مختصر البصائر ، للشيخ حسن بن سليمان.
٢ ـ خصائص الأئمة عليهم
السلام ، للسـيّد
الرضي.
٣ ـ إيضاح دفائن النواصب ، لمحمّـد بن أحمد بن شاذان.
٤ ـ طرف من الأنباء
والمناقب ، لابن طاووس.
٣٢٣٦ ـ ثاقب المناقب ، لابن حمزة الطوسي.
٣٢٣٧ ـ مجموعة
فيها ثلاثة كتب :
١ ـ الاِتقان في أُصول
الفقه ، للطهراني.
٢ ـ إزاحة الريب ، للكوهكمري.
٣ ـ رسالة في علم الباري تعالى.
٣٢٣٨ ـ مجموعة
فيها كتابان :
١ ـ الأُصـول السـتّة عشر.
٢ ـ الجعفريات.
٣٢٣٩ ـ مجموعة
فيها كتابان :
١ ـ الاختصاص ، للشيخ المفيد.
٢ ـ إثبات الرجعة ، للفضل ابن شاذان.
٣٢٤٠ ـ المنتخب من كتاب ربيع
الأبرار للزمخشري ، للشيخ
الهمداني.
٣٢٤١ ـ سند الخصام في ما
انتخب من مسند أحمد بن حنبل ، للشيخ الهمداني ، المجلّد الأوّل.
٣٢٤٢ ـ سند الخصام في ما
انتخب من مسند أحمد بن حنبل ، للشيخ الهمداني ، المجلّد الثاني.
٣٢٤٣ ـ مجموعة
فيها ثلاثة كتب :
١ ـ مستطرفات السرائر ، لابن إدريس.
٢ ـ قطعة من كتاب
الاعتقادات ، للصدوق.
٣ ـ النوادر من كتاب من
لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق.
٣٢٥٨ ـ مجموعة
فيها سـتّة كتب :
١ ـ كتاب الاِرث.
٢ ـ رسالة في الرضاع ، للطهراني.
٣ ـ كتاب للمحسن بن
محمّـدتقي.
٤ ـ رسالة للطهراني.
٥ ـ رسالة (؟).
٦ ـ رسالة (؟).
٣٢٥٩ ـ مجموعة
فيها فوائد متفرّقة.
فهرست مستنسخات
الشيخ شير محمّـد الهمداني النجفي
المولود سنة
١٣٠٢ هـ والمتوفّى سنة ١٣٩٠ هـ
كان الشيخ آية
في الزهد والورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة ، ولم أشاهده طيلة
معرفتي به في محفل لا يعود بالخير للتراث ، وكان دائباً في الاستنساخ والمقابلة ، حتّى
أنّه يكرّر الاستنساخ فيما إذا وجد الاختلاف فاحشاً ، كما فعل بـكتاب سليم بن قيس
الهلالي ، فإنّه
استنسخه أربع مرّات بالاِضافة إلى المقابلات المتعدّدة.
وبالرغم من أنّ
[المخطوطات] التي نذكرها هي القسط الأكبر من مستنسخاته إلاّ أنّ هناك أشياء مفقودة
، منها نسخة كتاب ما
نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام للحِبَري ، استنسختُه من نسخة الدكتور حسين علي محفوظ
وقدّمتُها للشيخ رحمه الله فاستنسخها ، ولم توجد بين هذه الكتب.
وقد استملكت
إدارة مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام العامّة بالنجف الأشرف مخطوطات
مكتبته ، وقد عمدت إلى فهرس مستنسخاته ، وهي تبتدىَ بالتسلسل العام (٣٢٠٧) وتنتهي
بـ (٣٢٥٩) ما عدا ما يتخلَّل بين الرقمين من مستنسخات غيره ، وإليك لمحة عنها في
١٠٥ نسخ.
محمّـدحسين الحسيني الجلالي
____________
فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني
حسب الترتيب الألفبائي
(١)
الاِتقان في أُصـول الفقه
للشيخ
محمّـدهادي بن محمّـدأمين الطهراني.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني ضمن مجموعة مؤرّخة سنة ١٣٤١ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٣٧.
(٢)
إثبات الرجعة
تأليف : أبي
محمّـد الفضل بن شاذان بن الخليل النيسابوري.
نبذة يسيرة من
كتاب إثبات
الرجعة ، جاء في
آخرها : «هذا ماوجدناه منقولاً من رسالة إثبات الرجعة للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ، وقد قوبل
بأصله. محمّـد الحرّ».
استنسخها الشيخ
شـير محمّـد الهمداني في جمادى الآخرة سنة ١٣٥٠ هـ عن النسخة التي كانت لصاحب الوسائل. تسلسل ٢ / ٣٢٣٩.
(٣)
الاختصاص
المنسوب إلى
الشيخ المفيد محمّـد بن محمّـد بن النعمان الحارثي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في رجب سنة ١٣٥٠ هـ عن نسخة كتبها ميرزا محمّـد بن حاجي شاه
محمّـد ـ ساكن بلدة أصفهان ـ سنة ١٠٨٧ هـ عن نسخة عتيقة ، وقد تملّكها الحرّ
العاملي في التاريخ نفسه سنة ١٠٨٧ هـ ، وقال الناسخ الهمداني : «هذا تمام ما في
النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، وهي نسخة العالم الجليل صاحب الوسائل ، وقوله : تمّ كتاب الاختصاص ... إلى آخره = [للشيخ المفيد قدّس سره] كان بخطّه
المبارك ...». تسلسل ١ / ٣٢٣٩.
(٤)
كتاب؟ (إرشاد القلوب)
تأليف : الحسن
بن أبي الحسن محمّـد الديلمي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٧٠ هـ عن نسخة قيّمة ، وقابلها في صفر
سنة ١٣٧١ هـ ..
ولم يظهر اسم
الكتاب إلاّ أنّ المؤلّف صرّح باسمه في موضعين : في الفصل الثالث عشر والخامس عشر.
تسلسل ٢ / ٣٢٣٣.
(٥)
إزاحة الريب
في شرح رواية
علي بن مهزيار في الخمس.
تأليف : محسن
بن محمّـدتقي الكوهكمري.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني ضمن مجموعة مؤرّخة سنة ١٣٤١ هـ. تسلسل ٢ / ٣٢٣٧.
(٦)
كتاب في الاستخارات
لابن طاووس ، رضيالدين
أبي الحسن علي بن طاووس.
[وقد صرّح
الشهيد في كتاب
الذكرى عند ذكر صلاة
الاستخارة بنسبة الكتاب إلى المؤلّف].
استنسخه الشيخ
الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٨٢ هـ عن نسخة السـيّد مرتضى الحسيني النجومي
الكرمانشاهي ، التي كتبها في التاريخ نفسه أيضاً عن نسخة الشيخ محمّـد السماوي في
شعبان سنة ١٣٣٥ هـ ، عن نسخة قديمة وصفها بقوله : «وفرغ من كتابتها على نسخة قديمة
لعلّها في زمن مصنّفها رضي الله عنه ، إلاّ أنّها سقيمة». تسلسل ١ / ٣٢٠٧.
(٧)
قطعة من كتاب الاعتقادات
يحتوي على حديث
سليم بن قيس الهلالي ، استخرجها عن نسخة من الاعتقادات للشيخ الصدوق مؤرّخة سنة ١٠٧٨ هـ ، بخطّ محمّـدجعفر ابن
عبـدالله الخرّمآبادي في أصفهان. تسلسل ٢ / ٣٢٤٣.
(٨)
الاِفصاح في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام
تأليف : الشيخ
المفيد.
استنسخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في جـمادى الأُولى سنة
١٣٥٠ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢١٧.
(٩)
التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان
استنسخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في جمادى الأُولى سنة ١٣٦٩ هـ. تسلسل ٤ / ٣٢٢٦.
(١٠)
إلزام الناصب
للمفلح بن حسن
الصيمري.
استنسخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في جمادى الأُولى سنة ١٣٤٧ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد أبي
القاسم الموسوي الأصفهاني النجفي في ربيع الأوّل سنة ١٣٣٩ هـ ، وهو تاريخ المحاصرة
في النجف ، ثمّ قابلها الشيخ في رجب سنة ١٣٥٠ هـ على نسخة تاريخها سنة ١٠٣٦ هـ في دار
الملك بشيراز.
لم يذكر اسم
الكتاب على أصل الكتاب لكنّه أورده في ظهر المجموعة. تسلسل ٢ / ٣٢١١.
(١١)
إيضاح دفائن النواصب
تأليف : الشيخ
أبي الحسن محمّـد بن أحمد بن شاذان.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٤٦ هـ عن
نسخة الشيخ عبـدالحسين [الأميني] ، عن نسخة الميرزا محمّـد علي الأُوردبادي
، وقابلها على نسخة مؤرّخة سنة ١٠٣٦ هـ ، ونسخة مؤرّخة سنة ١٣٥٠ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢٣٥.
(١٢)
الاِيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
تأليف : الحرّ
العاملي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٥٩ هـ عن نسخة بخطّ محمّـدكاظم بن
محمّـدهاشم القائني في سنة ١٢٠٢ هـ. تسلسل ٤ / ٣٢٢١.
(١٣)
الأحاديث الخمسة عشر
التي رواها
الحسن بن ذكوان الفارسي.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٦٧ هـ من نسخة السـيّد حسين الهمداني في عشر
صفحات. تسلسل ٤ / ٣٢٢٠.
(١٤)
الأحاديث المنتخبة من كتاب «الاستيعاب» لابن عبـدالبرّ
انتخاب الشيخ
شير محمّـد الهمداني.
النسخة بخطّه
في ربيع الآخر سنة ١٣٦١ هـ ، انتخبها من الطبعة الأُولى ، طبعة دائرة المعارف
النظامية بحيدرآباد الدكن سنة ١٣١٨ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢٢١.
(١٥)
الأحاديث المنتخبة من «المستدرك» للحاكم
انتخاب الشيخ
شير محمّـد الهمداني.
النسخة بخطّه
مؤرّخة في شعبان سنة ١٣٥٣ هـ. تسلسل ٤ / ٣٢٣٠.
(١٦)
الأخبار المنتخبة من كتاب «البيان والتبيّن» للجاحظ
انتخاب الشيخ
شير محمّـد الهمداني.
النسخة بخطّه
في ربيع الآخر سنة ١٣٦١ هـ ، انتخبها عن نسخة مؤرّخة سنة ١٠١٨ هـ. تسلسل ٢ / ٣٢٢١.
(١٧)
كتاب الأربعين
تأليف السـيّد
محيالدين أبي حامد محمّـد بن عبـدالله بن زهرة الحسيني ، أخي السعيد أبي المكارم
ابن حمزة ، صاحب الغنية.
انتسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في محرّم سنة ١٣٤٩ هـ عن نسخة الشيخ ميرزا محمّـد الطهراني ، وهي
بخطّ محمّـدمهدي الحسيني الموسوي الطباطبائي في سنة ١٣٠٣ هـ عن نسخة عليها ما
نصّـه : «كتبها من نسخة بخطّ محمّـد بن مكّي عن نسخة من خطّ جامعها السـيّد أبي
حامد ابن زهرة الحسيني ، محمّـد بن علي بن حسن الياني (ظ) سنة ٨٦٠ بكَرَك». تسلسل
٧ / ٣٢١٢.
(١٨)
كتاب الأربعين
لبعض علماء
العامّة.
أوّله : «قال
الراجي رحمة ربّه ، المستغفر من ذنبه ، أسعد بن إبراهيم ابن الحسن بن علي الاِربلي
: كنت سمعت على كثير من مشايخ الحديث ...».
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٦٨ هـ ، وكتب في آخرها : «قد قابلت هذه
النسخة بما في كتاب المجموع
الرائق من أزهار الحدائق ، من نسخة نقلها عن نسخة جلالالدين محمّـد بن المعمر
الطاهر ، وهو استخرجها ونسخها من خزانة مشهد أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان بين
النسختين اختلافاً كثيراً لم أكتب أنا إلاّ بعضه وبقي الباقي». تسلسل ٥ / ٣٢٢٠.
(١٩)
كتاب الأربعين آية المنزلة في شأن أهل البيت عليهم السلام
مجهول المؤلّف.
أوّله : «الحمد
لله عالم السرّ والخفيات ... وبعد .. فلمّا وفّقني الله تعالى في ريعان صبائي ...».
استنسخه
النسّاخة الشيخ شير محمّـد الهمداني في ذيالحجّة سنة ١٣٥٧ هـ ، وكتب في آخرها : «...
هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها ، وكانت نسخة عتيقة ، وعلى ظهرها أنّها
من الكتب الموقوفة التي
وقفها المولى فتحالله الواعظ التبريزي ، تاريخ الوقف سنة ١٠٣٩ ...». تسلسل
١ / ٣٢٢٧.
(٢٠)
كتاب الأربعين عن
الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
تأليف : جمالالدين
يوسف بن حاتم ، الفقيه الشامي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ذيالحجّة سنة ١٣٤٦ هـ عن نسخة الشيخ ميرزا محمّـد الطهراني
، ثمّ قابلها سنة ١٣٤٧ هـ بنسخة عتيقة كانت بخطّ محمّـد بن علي بن حاجي قاسم
الأسترآبادي في مكتبة الشيخ علي محمّـد النجفآبادي الأصفهاني. تسلسل ٢ / ٣٢١٩.
(٢١)
كتاب الأربعين عن الأربعين من الأربعين
تأليف : الشيخ
منتجب الدين بن بابويه.
انتسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في جمادى الآخرة سنة ١٣٥١ هـ عن نسخة بخطّ فضل بن محمّـد بن
فضل العبّاسي في سنة ١٠٢٠ هـ ، عن نسخة بخطّ الشيخ عبـدالنبيّ بن أسعد ، عن نسخة
بخطّ محمّـد بن محمّـد ابن علي الحمداني القزويني في سنة ٦١٣. تسلسل ٢ / ٣٢٣٠.
(٢٢)
كتاب الأربعين في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام
لمحمّـد بن أبي
الفوارس.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٧٣ هـ ، وقال في آخر النسخة : «هذا تمام ما في
النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، وكانت نسخة عتيقة ، إلاّ أنّها لا تخلو من سقط
وتصحيف». تسلسل ٣ / ٣٢٠٧.
(٢٣)
أصل سليم بن قيس الهلالي
نسـخة استنسخها
الشيخ شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٤٦ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد
محمّـد الموسوي الخوانساري في سنة ١٢٧٢ هـ ، وصحّحها على نسخة مملوكة للحرّ
العاملي في سنة ١٠٨٧ هـ ، وألحق بالنسخة أحاديث منقولة عن أصل سليم عن : الغيبة
للنعماني ، والدرّ النظيم في
مناقب الأئمّة اللهاميم ، وباب الاِشارة والنصّ على الحسن بن علي عليه السلام من كتاب الحجّة من الكافي. تسلسل ١ / ٣٢١٩.
(٢٤)
أصل سليم بن قيس الهلالي
نسخة استنسخها الشيخ شير محمّـد الهمداني في رجب سنة ١٣٦٢ هـ
عن نسخة عتيقة.
أوّله : «وبعد
، فهذه جملة من الأخبار النبوية جمعها سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليّ
بن أبي طالب عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله. قال : قال لنا أمير
المؤمنين عليه السلام : من الناس مَن يدخله الله الجنّة بغير حساب ...».
وآخره : «فلمّا
سمع ذلك معاوية أمر للحسن والحسين عليهم السلام بألف ألف درهم لكل واحدٍ بخمسمائة
ألف. وصلّى الله على سـيّدنا محمّـد وآله الطاهرين».
وكتب في الهامش
ما نصه :
«يقول شير
محمّـد : وفي النسخة العتيقة هكذا : (تمّ كتاب سليم بن قيس الهلالي) ، وبهامشها
هكذا : (صورة تاريخ المنتسخ غرّة ربيع الآخر من سنة تسع وستّمائة)».
ثمّ كتب نسخة
أُخرى تعزى إلى سليم أوّلها : «وكنّا جلوساً حول أمير المؤمنين عليه السلام».
والحديث الأخير
: «... قلت : جعلت فداك ليس شيء ممّا قلت إلاّ وقد صحّ غير الولاية ، أعامّة لجميع
بني هاشم؟».
[قال الجلالي :
النسختان من أصل
سليم ـ أعني
الأُولى التي تاريخ المستنسخ عنها سنة ٦٠٩ هـ ، والثانية التي تعزى إلى سليم ـ
كلاهما في مجلّد واحد ، في مكتبة السـيّد المستنبط ، وقد استنسخ الشيخ الهمداني من
تلك النسـخة ، كما واستنسخت أنا النسخة الأُولى فقط]. تسلسل ٢ / ٣٢٢٢.
(٢٥)
أصل سليم بن قيس الهلالي
نسخة استنسخها الشيخ شير محمّـد الهمداني في شعبان سنة ١٣٥٣
هـ عن نسخة تاريخ استنسخها سنة ١٠٨٧ هـ ، وقد تملّكها الشيخ محمّـد الحرّ صاحب الوسائل ، وهي مملوكة الشيخ محمّـد السماوي. تسلسل ٦ / ٣٢٣٠.
(٢٦)
أصل سليم بن قيس الهلالي
نسخة تضمّ قطعة من كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ناقصة الآخر ، استنسخها الشيخ شير محمّـد الهمداني في
شعبان سنة ١٣٦١ هـ قبل أن يعلم بطبعها ، ولمّا علم بذلك تركها. تسلسل ٦ / ٣٢١٥.
(٢٧)
الأُصول السـتّة عشر
وهي سـتّة عشر
أصلاً من الأُصول الأربعمائة ، التي هي المصادر الأوّلية لأحاديث الشيعة ، وهي حسب
تسلسلها كالآتي :
١ ـ أصل علاء بن رزين.
٢ ـ أصل زيد الزراد.
٣ ـ كتاب أبي سعيد عباد العصفري.
٤ ـ كتاب عاصم بن حميد الحنّاط.
٥ ـ كتاب جعفر بن محمّـد بن شريح الحضرمي.
٦ ـ كتاب نوادر علي بن أسباط.
٧ ـ كتاب سلام بن أبي عمرة (عميرة).
٨ ـ كتاب حسين بن عثمان.
٩ ـ كتاب محمّـد بن مثنّى الحضرمي.
١٠ ـ كتاب عبـدالملك بن حكيم.
١١ ـ كتاب عبـدالله بن يحيى الكاهلي.
١٢ ـ كتاب خلاد السندي.
١٣ ـ كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط.
١٤ ـ كتاب زيد النرسي.
١٥ ـ مسائل علي بن جعفر.
١٦ ـ كتاب ديات ظريف بن ناصح.
وقد استنسخ
الشيخ الهمداني هذه الأُصول في ربيع الأوّل سنة ١٣٤٨ هـ بالنجف الأشرف ، وقابلها
في محرّم سنة ١٣٦٠ هـ مع نسخة الشيخ النوري. تسلسل ١ / ٣٢٣٨.
(٢٨)
الأمالي
للشيخ المفيد.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٤٩ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد أبي القاسم
الأصفهاني في سنة ١٣٣٩ هـ ، عن نسخة مؤرّخة سنة ١١٠١ هـ. تسلسل ١ / ٣٢١٧.
(٢٩)
بشارة المصطفى صلى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام
تأليف : محمّـد
بن أبي القاسم الطبري.
استنسخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في جمادى الأُولى سنة ١٣٦٢ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٣٠.
(٣٠)
تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة
تأليف : السـيّد
شرف الدين النجفي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شعبان سنة ١٣٦٤ هـ عن نسخة عتيقة ، لها زيادة على نسخ
شاهدها من هذا الكتاب ، وهذه الزيادة في سِوَرٍ ، أوّلها سورة الأحقاف وآخرها سورة
القدر. تسلسل ٣٢١٣.
(٣١)
تفسير العيّاشـي
النصف الأوّل
استنسخه الشيخ شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٥٣ هـ عن نسخة عتيقة سقيمة
، صحَّحها بمراجعة تفسير
البرهان والصافي عن العيّاشـي وبقي الباقي ، ثمّ قابلها بالنسخة المطبوعة مع السـيّد أحمد
المستنبط في سنة ١٣٨٧ هـ. تسلسل ٣٢٣٤.
(٣٢)
تفسير فرات
تأليف : فرات
بن إبراهيم الكوفي.
نسـخة بخطّ
الشيخ شير محمّـد الهمداني في رجب سنة ١٣٥٤ هـ عن نسخة الشيخ ميرزا محمّـدعلي
الأُوردبادي في سنة ١٣٣٤ هـ ، وقابلها بنسخة مؤرّخة سنة ١٠٨٣ هـ في سنة ١٣٦٤ هـ ، كما
وقابلها ابتداء من سورة يوسف بنسخة السـيّد حسن الصدر. تسلسل ١ / ٣٢١٤.
(٣٣)
التمحيص
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شعبان سنة ١٣٥٦ هـ في كربلاء أيّام إقامته للزيارة. تسلسل
٤ / ٣٢٢٢.
(٣٤)
(التنزيل والتحريف)
كتاب القراءة (القراءات)
تأليف : أبي
عبـدالله أحمد بن محمّـد السياري.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٦٥ هـ عن نسخة الشيخ محمّـد بن طاهر السماوي ،
عن نسخة سقيمة جدّاً عند السـيّد حسن الصدر في رمضان سنة ١٣٤٦ هـ في بغداد بجانب
الكرخ. تسلسل ٢ / ٣٢١٦.
(٣٥)
ثاقب المناقب
تأليف : أبي
جعفر عمادالدين محمّـد بن علي [بن حمزة المشهدي] الطوسي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في صفر سنة ١٣٧٧ هـ عن نسخة عتيقة ، عليها النصّ بأنّ الحسن
بن علي الطبري صرّح بالنسبة إلى المؤلّف في كتاب أسرار الاِمامة.
ونصّ بأنّ
الكتاب عارية من آقا ضياء النوري بخطّ السـيّد حسن الصدر.
ونصّ تملّك
السـيّد محمّـد بن السـيّد أحمد بن السـيّد مصطفى في بغداد في سنة ١٣٧٨ هـ. تسلسل
٣٢٣٦.
(٣٦)
جامع الأحاديث
تأليف : الشيخ
أبي محمّـد جعفر بن أحمد بن علي القمّي ، من مشايخ الصدوق.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٥٢ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد أبي القاسم
الأصفهاني النجفي سنة ١٣٣٩ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٢٢.
(٣٧)
الجعفريات أو الأشعثيات
استنسخه الشيخ
الهمداني في ذيالحجّة سنة ١٣٤٨ هـ بالنجف الأشرف ، وقابلها في محرّم سنة ١٣٦٠ هـ
مع نسخة الشيخ النوري. تسلسل ٢ / ٣٢٣٨.
(٣٨)
خصائص الأئمّة عليهم السلام
تأليف : السـيّد
الرضي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في رمضان سنة ١٣٤٦ هـ عن نسخة الشيخ هادي كاشف الغطاء. تسلسل
٢ / ٣٢٣٥.
(٣٩)
دعائم الاِسلام والحلال والحرام
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في صفر سنة ١٣٥٤ هـ عن نسخة الميرزا عبـدالحسين التبريزي ، ونسخة
السـيّد عليأكبر بن الحسين القزويني في سنة ١٢٨٥ هـ ، ثمّ قابلها الشيخ بالنسخة
المطبوعة في مصر ١٣٨٩ هـ. تسلسل ٣٢٢٣.
(٤٠)
دعوات الراوندي
وهو كتاب مجهول
بدون عنوان ، إلاّ أنّ الناسخ وهو النسّاخة الشيخ شير محمّـد الهمداني ذكر على ظهر
المجموعة اسم الكتاب الأخير بعنوان : «دعوات الراوندي».
وقد استنسخها
الشيخ المذكور في شعبان سنة ١٣٧٣ هـ عن نسخة مملوكة للشيخ محمّـدرضا بن فرجالله ، وهي
نسخة المحدّث النوري ، تملّكها النوري في سنة ١٢٧٨ هـ ، وهي مع ملتقطات من أخبار خصال الصدوق في مجلّد. تسلسل ٤ / ٣٢٠٧.
(٤١)
دلائل الاِمامة
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٦٧ هـ عن
نسخة السـيّد حسين بن علي الهمداني ، ونسخة الشيخ محمّـد السماوي ، وهما
انتسخا نسختيهما من نسخة بخطّ الشيخ عبّـاس القمّي. تسلسل ٣ / ٣٢٢٠.
(٤٢)
رجال البرقي
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٦٠ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد أبي القاسم
الأصفهاني سنة ١٣٤٢ هـ. تسلسل ٥ / ٣٢١٥.
(٤٣)
رسالة
تأليف : الشيخ
محمّـدهادي الطهراني.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في رجب سنة ١٣٣٩ هـ. تسلسل ٤ / ٣٢٥٨.
(٤٤)
رسالة
مجهولة المؤلّف
، إلاّ أنّها بخطّ الشيخ شير محمّـد الهمداني ، يستظهر أنّها للشيخ محمّـدهادي
الطهراني ، الذي سبق له كتابان في أوّل
المجموعة. تسلسل ٥ / ٣٢٥٨.
(٤٥)
رسالة
مجهولة المؤلّف
، إلاّ أنّها بخطّ الشيخ شير محمّـد الهمداني ، يستظهر أنّها للشيخ محمّـدهادي
الطهراني ، الذي سبق له كتابان في أوّل المجموعة. تسلسل ٦ / ٣٢٥٨.
(٤٦)
رسالة أبي غالب الزراري
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شعبان سنة ١٣٥٧ هـ عن نسخة الشيخ ميرزا محمّـد الطهراني
العسكري ، نزيل سامراء ، ثمّ قابلها على نسخة الشيخ عبـدالحسين الطهراني بكربلاء
في يوم عرفة بدون التاريخ. تسلسل ٣ / ٣٢٢٧.
(٤٧)
رسالة في تزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته
من عمر بن الخطّاب
تأليف : السـيّد
المرتضى علم الهدى.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في المحرّم سنة ١٣٤٦ هـ. تسلسل ٤ / ٣٢١٩.
(٤٨)
رسالة في الرضاع
تأليف : محمّـدهادي
بن محمّـدأمين الطهراني.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ذيالحجّة سنة ١٣٣٩ هـ. تسلسل ٢ / ٣٢٥٨.
(٤٩)
(رسالة في علم الباري تعالى)
رسالة فارسية.
جاء في أوّلها
: «در اين ايام در صفحات زنجبار شخصى منكر علم خداوند عزّ وجل ...».
وجاء في آخرها
: «اين مجملى است از احوال اين دشمنان دين وتفصيل را در رساله بيان كردهايم ولله
الحمد ، قد فرغ من تحريره العبـد الجاني شير محمّـد بن صفر علي الهمداني ، يوم
الجمعة في ٢٨ ذيالقعدة من سنة ١٣٤١ هـ».
والرسالة
مجهولة المؤلّف ، ويبعد أن تكون من تأليف الناسخ ؛ لِما هو المعهود منه من كثرة
النسخ وعدم التصريح بأنّها تأليفه. تسلسل ٣ / ٣٢٣٧.
(٥٠)
رسالة في نسب عبـدالعظيم
تأليف : الوزير
الصاحب بن عباد.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٤٦ هـ عن نسخة بخطّ ابن المحاسن قدس سره
، مع فوائد تاريخية بخطّه على النسخة. تسلسل ٧ / ٣٢١٩.
(٥١)
سـعد السـعود
تأليف : علي بن
موسى بن جعفر بن طاووس.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في رجب سنة ١٣٦٥ هـ عن نسخة سقيمة فيها سقط وتصحيف كثير ، ثمّ
قال : «قابلتها في شوّال سنة ١٣٦٥ هـ بنسخة جيء بها من طهران ، وهي أصل هذه النسخة
، تاريخها سنة ١٣٦٣ هـ». تسلسل ١ / ٣٢١٦.
(٥٢)
سـند الخصام في ما انتخب عن مسند الاِمام ابن حنبل
تأليف : الشيخ
شير محمّـد بن صفر علي الهمداني.
الجزء الأوّل
من الكتاب بخطّ المؤلّف ، أتمّه في صفر سنة ١٣٨٣ هـ ، يحتوي الكتاب على ما انتخب
من المسند للاِمام أحمد بن حنبل ، وماانتخب من غيره ، كما صرّح
بذلك في آخر الكتاب ..
ويظهر من تاريخ
انتخاب الجزء السادس سنة ١٣٧٦ هـ أنّه لم ينتقِ من الكتاب مرتّباً ، راجع الرقم
٣٢٤٢. تسلسل ٣٢٤١.
(٥٣)
سـند الخصام في ما انتخب عن مسند الاِمام ابن حنبل
تأليف : الشيخ
شير محمّـد بن صفر علي الهمداني.
المجلّد الثاني
من الكتاب بخطّه ، انتهى إلى الجزء السادس من الطبعة الأُولى من مسـند الاِمام أحـمد
بن حنبل ، وقد فرغ منه
في شوّال سنة ١٣٧٦ هـ. تسلسل ٣٢٤٢.
(٥٤)
شـرح عقائد الصـدوق
تأليف : الشيخ
المفيد.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ذيالحجّة سنة ١٣٤٩ هـ. تسلسل ٥ / ٣٢٢٢.
(٥٥)
شـرح قصـيدة الأشـباه
تأليف : محمّـد
بن أحمد بن عبـدالله البصري ، المعروف بالمفجع.
والقصيدة في
١٠٩ أبيات.
انتسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٥٤ هـ عن نسخة بخطّ أحمد بن نجفعلي الأميني
التبريزي في سنة ١٣٥٤ هـ ، وكان قد أهداها الشيخ الأميني الناسخ إلى الشيخ محمّـد
السماوي.
[ولا يخفى أنّ
هذه النسخة أهداها الشيخ السماوي إلى شيخنا الشيخ
آغا بزرك الطهراني]. تسلسل ٣ / ٣٢١٤.
(٥٦)
صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام
نسخة استنسخها الشيخ شير محمّـد الهمداني في جمادى الأُولى
سنة ١٣٤٨ هـ ، وقابلها بنسخة بخطّ عزير بن محمّـد السمناني في سنة ٩٧١ هـ.
وقد نقل الشيخ
الناسخ زيادة هي ثلاثة أحاديث ، قال إنّه وجدها في نسخة عتيقة ، ولكن لم يعلم
مراده منها ؛ فراجعها. تسلسل ٦ / ٣٢١٢.
(٥٧)
صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام
نسـخة استنسخها الشيخ شير محمّـد الهمداني في ذيالحجّة سنة
١٣٦٣ هـ ، في بلدة الكاظمية ، عن نسخة بخطّ شاه محمّـد القائيني سنة ٩٤٨ هـ.
[وأظنّ أنّ
الدكتور حسين علي محفوظ طبع الصحيفة اعتماداً على هذه النسخة ، وهي في خزانة الشيخ ميرزا
علي الأُوردبادي].
ثمّ قابلها
بنسخة مؤرّخة سنة ١٠٤٤ هـ في سنة ١٣٦٩ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٢٠.
(٥٨)
الصراط المستقيم
تأليف : علي بن
يونس البياضي.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في صفر سنة ١٣٦٢ هـ عن نسخة السـيّد عبـدالله بن السـيّد نجف
الرضوي في سنة ١٢٥٦ هـ ، عن نسخة مؤرّخة سنة ١٠٦١ هـ. تسلسل ٣٢١٨.
(٥٩)
صفات الشيعة
تأليف : أبي
جعفر محمّـد بن علي بن بابويه ، الشيخ الصدوق ، المتوفّى سنة ٣٨١ هـ.
انتسـخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في شهر الصيام من سنة ١٣٥٤ هـ عن نسخة الشيخ أحمد بن نجف علي
الأميني في ذيالحجّة من سنة ١٣٥٣ هـ. تسلسل ٢ / ٣٢١٤.
(٦٠)
طرف من الأنباء والمناقب
في شرف سـيّد
الأنبياء والأطائب
تأليف : علي بن
موسى بن طاووس.
استنسـخه
الشـيخ شـير محمّـد الهمداني في ذي القعدة من سنة ١٣٤٦ هـ عـن نسـخة الشـيخ مـيرزا
محمّـد علي الأُوردبادي في سنة ١٣٣٢ هـ. تسلسل ٤ / ٣٢٣٥.
(٦١)
عيون المعجزات
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في محرّم سنة ١٣٥٧ هـ ، ولم
يظهر مؤلّفه لديه ، عن نسخة عند السـيّد حسين الهمداني في النجف ، كانت
مملوكة للشيخ الحرّ العاملي ، تملّكه في سنة ١٠٨٧ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢٢٢.
(٦٢)
الفرقة الناجية
تأليف : الشيخ
إبراهيم بن سليمان القطيفي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في محرّم سنة ١٣٦١ هـ عن نسخة بخط فرجالله بن سالم البكا
الجزائري في سنة ٩٥١ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٢١.
(٦٣)
الفصول المختارة
عن كتابي المجالس والعيون
والمحاسن ، للشيخ
المفيد.
تأليف : السـيّد
المرتضى الحسيني الموسوي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٥٠ هـ عن نسخة السـيّد أبي القاسم
الأصفهاني النجفي. تسلسل ٢ / ٣٢١٧.
(٦٤)
فضائل شهر رجب
تأليف : الشيخ
الصدوق.
تسلسل ٣ / ٣٢١٢.
(٦٥)
فضائل شهر رمضان
تأليف : الشيخ
الصدوق.
تسلسل ٥ / ٣٢١٢.
(٦٦)
فضائل شهر شعبان
تأليف : الشيخ
الصدوق.
تسلسل ٤ / ٣٢١٢.
وهذه الكتب
الثلاثة استنسخها الشيخ شير محمّـد الهمداني في جمادى الأُولى سنة ١٣٤٩ هـ عن نسخة
السـيّد أبي القاسم الأصفهاني ، والشيخ ميرزا محمّـد الطهراني ، ثمّ قابلها بنسخة
أُخرى.
(٦٧)
فضائل الشيعة
تأليف : الشيخ
الصدوق.
استنسخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في يوم الغدير من سـنة ١٣٦٧ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٢٦.
(٦٨)
فلاح السائل ونجاح المسائل ، المجلّد الأوّل
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في جمادى الآخرة سنة ١٣٥٧ هـ عن نسخة الشيخ ميرزا محمّـد
الطهراني العسكري ، عن نسخة بخطّ محمّـد جعفر بن محمّـد كاظم الطباطبائي في سنة
١٣٥٤ هـ ، عن نسـخة بخطّ جـعفر بن محمّـد بن سويد بمحلّة المفتدد ببغداد في سنة
٦٦٣ هـ. تسلسل ٣٢٣٢.
(٦٩)
قرب الأسناد
تأليف : عبـدالله
بن جعفر الحميري.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٤٩ عن نسخة الميرزا محمّـدعلي
الأُوردبادي ، عن نسخة استُنسخت عن نسخة الميرزا حسين النوري ، ثمّ قابلها في سنة
١٣٥٩ هـ بنسخة مؤرّخة سنة ١٠٣٣ هـ بخطّ زينالدين بن محمّـد بن الحسن العاملي. تسلسل
١ / ٣٢١٢.
(٧٠)
كامل الزيارات
نسخة استنسخها
الشيخ شير محمّـد الهمداني في ذيالحجّة سنة ١٣٤٥ هـ ، وقابلها بنسخة مؤرّخة سنة
١٣٤٧ هـ ، وبنسخة مؤرّخة سنة
١٠٨٣ هـ ، وبنسخة السـيّد حسن الصدر. تسلسل ٣٢١٠.
(٧١)
كتاب؟
تأليف : محسن
بن محمّـدتقي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٣٧ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢٥٨.
(٧٢)
كتاب الاِرث
تأليف :؟
يظهر من الكتاب
الذي يليه أنّه تأليف الشيخ محمّـدهادي بن محمّـد أمين الطهراني.
اسـتنسخه الشيخ
شـير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر من سنة ١٣٣٩ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٥٨.
(٧٣)
ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شعبان سنة ١٣٥٤ هـ عن نسخة بخطّ عليأكبر بن الحسين الحسيني
في سنة ١٢٨٦ هـ ، عن نسخة في آخرها ما نصّـه : «قوبل مع نسخة في آخرها : (فرغت من
نسخة من أصل أبي الحسن محمّـد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمّي ، سماعاً له
عن الشيخ أبي محمّـد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيّده الله ، بموصل
في يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذيالقعدة سنة ٣٧٤)». تسلسل ٣ / ٣٢٣٠.
(٧٤)
كتاب الزهد
تأليف : أبي
محمّـد الحسين بن سعيد بن حمّاد بن مهران الأهوازي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في المحرّم سنة ١٣٤٦ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢١٩.
(٧٥)
كتاب سلام بن أبي عمرة (عميرة)
من الأُصول
الأربعمائة.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٤٦ هـ. تسلسل ٥ / ٣٢١٩.
(٧٦)
كتاب في ما يتعلّق بقضاء حقوق المؤمنين
تأليف : الشيخ
سديدالدين أبي علي بن طاهر الصوري.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في محرّم سنة ١٣٦٨ هـ. تسلسل ٢ / ٣٢٢٦.
(٧٧)
كتاب في المعجزات
اسـتنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في جمادى الآخرة سنة ١٣٦٦ هـ عن نسخة عتيقة ، لعلّها نسخت منذ
ثلاثمائة سنة أو أزيد ، جاء بها العالم الجليل الميرزا محمّـد الطهراني من طهران ،
ثمّ قابلها مع الشيخ حسنعلي الهمداني. تسلسل ٢ / ٣٢٢٠.
(٧٨)
كفاية الطالب
في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام
تأليف : أبي
عبـدالله محمّـد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ذيالقعدة سنة ١٣٤٧ هـ ، وعلى النسخة صورة تملّك عبدالله بن
فتحالله بن عبدالملك بن إسحاق بن عبـدالملك بن فيحان في سنة ٨٨٧ هـ ، وصورة تملّك
محمّـد بن إبراهيم ابن عبـدالله بن فتحالله بن ... فيحان في سنة ٩٥٧ هـ. تسلسل ١ /
٣٢١١.
(٧٩)
مجموعة
تحتوي على
فوائد متفرّقة ؛ منها قطعة من مبحث التعارض ، منقولة عن الشيخ محمّـدهادي الطهراني
صاحب محجّة
العلماء.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني بدون التاريخ. تسلسل ٣٢٥٩.
(٨٠)
المحاسـن
تأليف : أحمد
بن أبي عبـدالله البرقي.
استنسخه بخطّ
النسخ حسنعلي الهمداني سنة ١٣٤٤ هـ ، وهذه النسخة ليست من مستنسخات الشيخ شير
محمّـد الهمداني ، وإنّما أدرجناها هنا لأنّه صحّحها ثلاث مرّات : مرّة بنسخة
الشيخ هادي آل كاشف الغطاء ، وأُخرى بنسخة مؤرّخة سنة ١٠٧٧ هـ ، وهي التي اشتراها
السيّد أبو الحسن الأصفهاني من كتب السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وثالثة بنسخة
مؤرّخة سنة ١٠٨٨ هـ ، وكان التصحيح مع الشيخ حسنعلي الهمداني. تسلسل ٣٢٣١.
(٨١)
المحتضـر
تأليف : الشيخ
الحسن بن سليمان بن محمّـد الحلّي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ذيالحجّة سنة ١٣٦٢ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد محمّـدصادق
بحرالعلوم في سنة ١٣٦٢ هـ ، عن نسخة بخطّ الشيخ محمّـد السماوي. تسلسل ٢ / ٣٢١٥.
(٨٢)
مختصر أصـل علاء بن رزين
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٤٦ هـ عن نسخة بخطّ حسين الأهري في سنة
١٣٣٧ هـ ، عن خطّ محمّـد بن
المكّي ، عن خطّ محمّـد بن إدريس سنة ٨٦٠ هـ. تسلسل ٨ / ٣٢١٩.
(٨٣)
مختصر البصائر
تأليف : سـعد
بن عبـدالله بن أبي خلف القمّي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شعبان سنة ١٣٤٦ هـ عن نسخة محمّـدقاسم بن شجاعالدين النجفي
في سنة ١٠٧٩ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٣٥.
(٨٤)
مختصر في المواليد
أوّله : «أخبرنا
الاِمام الفاضل العلاّمة محبّالدين أبو عبـدالله محمّـد ابن محمّـد بن الحسين ابن
النجّار البغدادي ، المحدّث بالمدرسة الشريفة المستنصرية ...».
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ذيالقعدة سنة ١٣٦١ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢١٥.
(٨٥)
المزار
تأليف : محمّـد
بن المشهدي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٥٩ هـ عن نسخة مملوكة للشيخ محمّـدعلي
الأُوردبادي ، وقال عنها الناسخ : «نسخة
عتيقة جيّدة ذهب عنها أوراق من أوّلها وآخرها ومن أثنائها ، قد تمّمها
الشيخ الجليل الشيخ عبّـاس القمّي أطال الله بقاءه ...».
وإليك نصّ ما
كتبه الشيخ القمّي :
«قد وقع الفراغ
من تتميم استكتاب هذه النسخة الشريفة التي تدعى بـالمزار الكبير في اصطلاح صاحب البحار ، في يوم الجمعة السادس عشر من محرّم الحرام كتبها ...
عبّـاس بن محمّـدرضا القمّي ... سنة ١٣٢٠ هـ». تسلسل ٣٢٢٨.
(٨٦)
المسائل الحاجبية (العكبرية)
وهي إحدى
وخمسون مسألة سأل الحاجب بها الشيخ المفيد رحمه الله.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شعبان سنة ١٣٥٦ هـ في كربلاء ، أيام إقامته للزيارة ، عن
نسخة جاء في آخرها : «هذا آخر ما نقلنا من المسائل المسمّاة بـالمسائل العكبرية ، وذلك في سنة ١٢١٩ هـ». تسلسل ٦ / ٣٢٢٢.
(٨٧)
المسائل العشرة في الغيبة
تأليف : الشيخ
المفيد.
استنسخها الشيخ
شير محمّـد الهمداني في محرّم سنة ١٣٦٣ هـ عن نسخة الشيخ ميرزا محمّـد الطهراني ، والسيّد
محمّـدصادق بحرالعلوم. تسلسل ١ / ٣٢١٥.
(٨٨)
مستدرك الاِيقاظ
تأليف : الشيخ
شير محمّـد الهمداني.
استدرك ما فات
الحرّ العاملي في الاِيقاظ
من الهجعة ، بخطّه ، غير
مؤرّخة. تسلسل ٥ / ٣٢٢١.
(٨٩)
المسترشد في الاِمامة
تأليف : أبي
جعفر الطبري الاِمامي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في محرّم سنة ١٣٤٨ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد محمّـدرضا بن أبي
القاسم بن فتحالله بن نجمالدين الملقّب بآغا ميرزا الحسيني الخلخالي الاسترآبادي
الحلّي أخيراً ، المتوفّى بعد الثلاثمائة والألف. تسلسل ٣ / ٣٢٢٩.
(٩٠)
مستطرفات السرائر
تأليف : الشيخ
محمّـد بن إدريس الحلّي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني بدون التاريخ. تسلسل ١ / ٣٢٤٣.
(٩١)
المسلسلات
تأليف : الشيخ
أبي محمّـد جعفر بن أحمد القمّي.
استنسخه الشيخ
محمّـد الهمداني في جمادى الآخرة سنة ١٣٥٢ هـ. تسلسل ٥ / ٣٢٣٠.
(٩٢)
مشكاة الأنوار في غرر الأخبار
تأليف : [الشيخ
أبي الفضل علي] بن الحسن بن الفضل الطبرسي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٦٧ هـ عن نسخة بخطّ هادي الحسيني
الكوبناني في سنة ١١١٥ هـ. تسلسل ٣ / ٣٢٢٦.
(٩٣)
مصادقة الاِخوان
تأليف : الشيخ
الصدوق.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٤٩ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد أبي القاسم
الأصفهاني سنة ١٣٣٩ هـ. تسلسل ٢ / ٣٢١٢.
(٩٤)
مصباح الأنوار في فضائل الأئمّة الأطهار عليهم السلام
المجلّد الأوّل
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في رجب سنة ١٣٥٦ هـ عن نسخة قال إنّها عتيقة ، لعلّها كتبت
منذ ثلاثمائة سنة أو أزيد. تسلسل ٣٢٢٤.
(٩٥)
مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار عليه السلام ، المجلّد الثاني
تأليف : الشيخ
هاشم بن محمّـد.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في محرّم سنة ١٣٥١ هـ ، وكتب عليه ما نصّـه : «قطعة من كتاب
في الاِمامة ، لأحد علمائنا المتقدّمين ، وأظنّ قوياً أنّه تأليف الشيخ الثقة
الجليل أبي جعفر محمّـد بن جرير الطبري الاِمامي ، مؤلّف كتاب المسترشد وغيره.
نسختها من قطعة
عتيقة ، لعلها كتبت منذ أربعمائة سنة أو أزيد ...» ..
ثمّ عدل عما
تقدّم ، وكتب ما نصّـه : «يقول شير محمّـد : قد وصل إليَّ المجلّد الأوّل من هذا
الكتاب وتبيّن أنّ هذه القطعة قطعة من كتاب مصباح الأنوار ، تأليف : الشيخ الفاضل الجليل الشيخ هاشم بن محمّـد ، على
ما ذكره العلاّمة المجلسي وصاحب
الوسائل ، ويظهر من
نفس الكتاب أيضاً ؛ حيث قال في غير موضع : (قال هاشم بن محمّـد)». تسلسل ٣٢٢٥.
(٩٦)
مصباح الزائر وجناح المسافر
تأليف : علي بن
موسى بن جعفر بن طاووس.
استنسخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في جمادى الآخرة سنة ١٣٧٢ هـ ، ثمّ قابلها بنسخة عتيقة
تاريخها سنة ١٠٨٤ هـ مع الشيخ معراج الهمداني. تسلسل ٣٢٠٩.
(٩٧)
المقتضب
في النصّ على الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام
استنسخه الشـيخ
شـير محمّـد الهمداني في جمادى الأُولى سنة ١٣٤٦ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد حسّون ، الشهير
بـ : «البراثي النجفي» ، في سنة ١٣١٢ هـ ، عن نسخة عبود بن الشيخ مهدي بن
عبـدالغفّار القزويني ، ثمّ قابلها بنسخة بخطّ عليمحمّـد بن محمّـدجعفر بن
محمّـدرحيم بن محمّـدصالح بن محمّـدشفيع بن حسنعلي النجفآبادي الأصفهاني في سنة ١٣٤٦
هـ ، عن نسخة محمّـد بن أحمد بن محمّـد بن عبـدالكريم في سنة ٥٧٥ هـ. تسلسل ٩ / ٣٢١٩.
(٩٨)
المناقب والمثالب
تأليف : القاضي
نعمان المصري.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في شوّال سنة ١٣٧٠ هـ عن نسخة جيّدة عتيقة ، إلاّ أوراقاً من
أوائلها. تسلسل ١ / ٣٢٣٣.
(٩٩)
المنتخب من كتاب ربيع الأبرار للزمخشري
انتخاب الشيخ
شير محمّـد الهمداني.
فرغ من
انتخابها في ربيع الآخر سنة ١٣٨٩ هـ. تسلسل ٣٢٤٠.
(١٠٠)
المنتخب من المجموع الرائق من أزهار الحدائق
انتخاب : الشيخ
شير محمّـد الهمداني.
جاء في آخره
(الورقة ٤٧) : «يقول ... شير محمّـد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما
انتخبته واخترته من كتاب المجموع
الرائق من أزهار الحدائق ، أخرجتها من نسخة عتيقة ، لعلّها نسخت منذ ثلاثمائة
سنة أو أزيد ، إلاّ أنّها لا تخلو من تصحيف وسقط ، واتّفق الفراغ ... في شعبان سنة
١٣٧٣ هـ». تسلسل ٢ / ٣٢٠٧.
(١٠١)
نهج الاِيمان في المناقب والاِمامة
تأليف : الشيخ
زينالدين علي بن يوسف بن جبير.
استنسـخه
الشـيخ شـير محمّـد الهمداني في جمادى الآخرة سنة ١٣٧٨ هـ عن نسخة عتيقة جدّاً ، لعلّها
انتسخت منذ ستّمائة سنة أو أزيد ،
والنسخة ناقصة منها فصول. تسلسل ٣٢٠٨.
(١٠٢)
نوادر الأثر في عليّ خير البشر
تأليف : أبي
محمّـد جعفر بن أحمد بن علي القمّي ، نزيل الري.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٤٧ هـ عن نسخة بخطّ السـيّد أبي القاسم
الأصفهاني ١٣٠٤ هـ أو ١٠٤٤ هـ. تسلسل ٢ / ٣٢٢٩.
(١٠٣)
نوادر الراوندي
تأليف : أبي
الرضا فضلالله بن علي الراوندي.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ذيالقعدة سنة ١٣٦١ هـ ، وفيها مواضع سقط. تسلسل ٤ / ٣٢١٥.
(١٠٤)
نوادر علي بن أسباط
من الأُصول
الأربعمائة.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الآخر سنة ١٣٤٦ هـ. تسلسل ٦ / ٣٢١٩.
(١٠٥)
النوادر من كتاب من لا يحضره الفقيه
تأليف : الشيخ
الصدوق.
استنسخه الشيخ
شير محمّد الهمداني ، غير مؤرّخة. تسلسل ٣ / ٣٢٤٣.
(١٠٦)
الهداية
تأليف : الحسين
بن حمدان الخصيبي.
مرتّب على
أسماء النبيّ صلى الله عليه وآله وفاطمة الزهراء عليها السلام والأئمّة عليهم
السلام.
استنسخه
النسّاخة الشيخ شير محمّد الهمداني في رجب سنة ١٣٥٨ هـ في النجف الأشرف ، وقد علّق
على مواضع كثيرة منها تعليقات نافعة. تسلسل ٢ / ٣٢٢٧.
(١٠٧)
اليقين
تأليف : السـيّد
علي بن موسى بن جعفر بن طاووس.
استنسخه الشيخ
شير محمّـد الهمداني في ربيع الأوّل سنة ١٣٤٧ هـ عن نسخة بخطّ محمّـدكاظم بن
محمّـدزمان الأنصاري سنة ١٠٤٤ هـ. تسلسل ١ / ٣٢٢٩.
* * *
مصادر الترجمة
أُعدّت ترجمة
العلاّمة الشيخ شير محمّـد الهمداني استناداً إلى عدّة من المصادر التي تعرّضت
لذكره رحمه الله ، إضافة إلى ما حصلنا عليه من سؤال عدّة أشخاص ممّن كانوا يعرفونه
عن سيرته وأحواله ، بعدما اتّصلنا بهم في سنة ١٤١٦ هـ في مدينة قم المقدّسة ومدينة
همدان ، وهم ممّن كان من المتّصلين بالشيخ في أمر المخطوطات ، أو كان من أهل بلدته
همدان ، أو كان من أقربائه ..
* أمّا المصادر فهي :
١ ـ نقباء
البشر ، آغا بزرگ الطهراني ، دار المرتضى للنشر ، مشهد ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٤
هـ.
٢ ـ الذريعة ، آغا
بزرگ الطهراني ، المكتبة الاِسلامية ، طهران ، الطبعة الثانية ، ١٣٨٧ هـ.
٣ ـ معجم رجال
الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام ، للشيخ محمّـدهادي الأميني ، الطبعة الثانية
، ١٤١٣ هـ.
* وأمّا الأشخاص فهم :
١ ـ العلاّمة
السـيّد عبـدالعزيز الطباطبائي.
٢ ـ العلاّمة
السـيّد أحمد الحسيني الاِشكوري.
٣ ـ العلاّمة
السـيّد محمّـدحسين الحسيني الجلالي.
٤ ـ العلاّمة
الشيخ محمّـد الغروي.
٥ ـ فضيلة
الشيخ حبيبالله الديني الهمداني ، ابن أخ زوجة الشيخ شير محمّـد الهمداني.
٦ ـ فضيلة
الشيخ علي أكبر الوحيد الهمداني.
٧ ـ فضيلة
الشيخ سـيفالله النورمحمّـدي النجفآبادي.
٨ ـ فضيلة
الشيخ محمود بن الشيخ معراج الشريفي الهمداني.
٩ ـ فضيلة
الشيخ علي الربّاني الهمداني.
* * *
فهرس مخطوطات
مكتبة أمير المؤمنين العامّـة
النجف الأشرف
(١٤)
|
|
السـيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس سره
(٦٧٣)
ديوان دولت
فارسي.
للشاهزاده
محمّـد علي ميرزا ابن السلطان فتح عليشاه القاجاري ، المعروف بـ : «دولت شاه» ، والملقّب
في شعره : «دولت».
ولد سنة ١٢٠٣
ومات سنة ١٢٣٧ ، ترجم له في مجمع الفصحا ١ / ٢٦ ، والذريعة ٩ / ٣٣١ ؛ وذكر أن
الديوان طبع في طهران سنة ١٣٢٠ ، وراجع : فهرس المجلس ٢ / ٦٧٤.
يحتوي ديوانه :
الغزل الرقيق ، وقصائد في التوحيد ، ومدح النبيّ صلى الله عليه وآله ، والنصح
والحكايات ، ثمّ يعقد فصلاً لمراثي آل البيت عليهم السلام.
نسخـة قريبة من عصر الناظم أو في عهده ، بخطّ أحد خطّاطي ذلك العصر ، خطّ فارسي
جميل ، ناقصة الطرفين ، مجدولة بالذهب واللاجورد ، في ١٤٩ ورقة ، رقمها ١٣٦٧ ..
ولعلّ هذه
أيضاً بخطّ نصير الخطّاطين ، كاتب النسخة الموجودة في المجلس.
(٦٧٤)
ديوان سنائى [غزنوى]
فارسي.
[للحكيم
السنائي ، أبي المجد مجدود بن آدم ، أو أبي الحسن علي ابن آدم (٤٦٤ ـ ٥٢٥ هـ).
الذريعة ٩ / ٤٧١.]
نسخـة بخطّ فارسي جميل ، كتبها محمّـد شفيع بن ميرزا محمّـد
جعفر الآشتياني ، فرغ منها ليلة السابع والعشرين من شعبان سنة ١٢٧٢ ، في ٢٣٤ ورقة
، رقم ١٣٤١.
(٦٧٥)
ديوان شاه نعمةالله ولى كرمانى
فارسي.
[لنور الدين
نعمة الله بن مير عبـد الله (٧٣٠ ـ ٨٣٤ هـ). الذريعة ٩ / ١٢١٥.]
نسخـة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها السـيّد محمّـد الحسيني البرغاني
، وفرغ منها في ١٣ صفر سنة ١٢٩٦ ، وهذا منتخب من ديوانه ؛ فإنّ ديوانه أكبر وأكثر
من هذا.
في ٧٨ ورقة ، رقم
١٣٣٩.
(٦٧٦)
ديوان شباب
فارسي.
لواحد من شعراء
بلاط ناصر الدين شاه [القاجاري ، المقتول سنة ١٣١٣ هـ].
نسخـة ضمن مجموعة من الدواوين الفارسية ، هو آخرها ، بخطّ
محمّـد تقي بن محمّـد باقر الهمداني ، رقمها ١٦٥٧.
(٦٧٧)
ديوان الشريف المرتضى
[علم الهدى ، أبو
القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي (٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ).]
نسخـة
الجزء الأوّل
والثاني بخطّ العلاّمة الأديب الشيخ عبـد الحسين الحلّي ، المتوفّى سنة ..... ، فرغ
منهما سنة ١٣٢٠ وقابلهما وصحّحهما ، وهي غير منظّمة على القوافي ، في ١٠٩ أوراق ، رقم
٤١١.
نسخـة بخطّ السـيّد مصطفى بن محمّـد حسين الحسيني العاملي ، فرغ
منها ٧ رجب سنة ١٢٩٩ في النجف ، وبأوّلها بخطّ العلاّمة الشيخ عبـدالحسين الحلّي
ما نصّه : «قد تضمّن هذا المجلّد الجزء الخامس والجزء السادس من ديوان شعر سيّدنا
الشريف المرتضى ، أمّا الجزء السادس فهو تام ، وأمّا الجزء الخامس فقد سقط منه
قصائد كثيرة» ، ثمّ عدّد
القصائد غير الموجودة في الخامس ، ثمّ كتب بخطّه أنّ ديوان السـيّد في
أجزاء سـتّة ، ثمّ عيّن أوّل كلّ جزء وآخره ..
وبآخرها أُرجوزة في الميراث للشيخ موسى شرارة العاملي ، ورسالة ابن زيدون ، رقم ٤١٢.
(٦٧٨)
ديوان شفائى اصفهانى
فارسي.
[للحكيم الشاعر
ملاّ شرف الدين حسن بن حكيم ملاّ الأصفهاني ، المشتهر بـ : الشفائي ، المتوفّى في
رمضان سنة ١٠٣٧ هـ في أصفهان.
كان من علماء
الدولة الصفوية في عصر الشاه عبّـاس الماضـي ، ومن مشاهير الأطبّاء ، وكان معاصر
للشيخ البهائي (ت ١٠٣٠ هـ) وللسـيّد الداماد (ت ١٠٤١ هـ). الذريعة ٩ / ٥٢٩ رقم
٢٩٤٢.]
نسخـة ثمينة ، مجدولة مذهبّة مزوّقة ، بأوّلها لوحة ، وتقع في
٢٢٨ ورقة ، تسلسل ١٣٩٢.
(٦٧٩)
ديوان صائب
فارسي.
لمحمّـد علي بن
عبـد الرحيم الأصفهاني التـبريـزي ، المشـتهر بـ : «صائب التبريزي».
ترجم له الحزين
في تذكرته : ١٢٠ ، وعنه نقل في الذريعة [٩ / ٥٦٩ رقـم ٣١٤٨] قال : ولد بأصـفهان
سـنة ١٠١٦ ، وصار «ملك الشـعراء» للشاه عبّـاس الثاني ، وتوفّي بأصفهان سنة ١٠٨١
أو ١٠٧٧ ، وله دواوين متعدّدة.
وترجم له في
براون ٤ / ١٦٧ ، وترجم له في خزانة عامرة : ٢٨٧ ـ ٢٩٣.
طبعت كلّيّات
أشعاره ومنتخب أشعاره مكرّراً في إيران والهند وتركيا ؛ إذ له فيها شهرة عظيمة ، ولعلّه
أشهر منه في إيران.
وترجم له تربيت
في دانشمندان آذربايجان : ٢١٧ ، وفهرس سپهسالار ٢ / ٦٢٢ ، وفهرس المجلس الاِيراني
٣ / ٣٢٦.
وأبسط من كتب في
حياته هو الأُستاذ أميري الفيروزكوهي ، الذي أشرف على طبع كلّيّاته وقدّم لها
مقدّمة وافية في ٤٧ صـفحة.
نسخـة
منتخب غزليّاته
، كتابة القرن الثاني عشر ، في ٨٥ ورقة ، قياسها ٧ / ١٤ x ٥ / ٢٣ ، تسلسل ١٣٢٨.
نسخـة تحتوي جميع غزله بل تزيد على كلّيّاته المطبوعة عام
١٣٣٦ ، على أنّها ناقصة الآخر شيئاً قليلاً ، والنسخة قيّمة ثمينة ؛ لقِدمها ، فإنّها
كتبت في قرن عاش فيه الشاعر ، ولعلّها مكتوبة في حياته ، كتبها أحد خطّاطي القرن
الحادي عشر بخطّ نستعليق جيّد مجدول مذهّب ، في ٢٠٩ أوراق ، بقطع ٣ / ١٢ x ٢١ ، والورقة الأُولى كانت ناقصة
فتُمّمت في القرن الثالث عشر ؛ يظهر ذلك من تذهيبها وخطّها ، تسلسل ١٣٢٧.
نسخـة قيّمة ، فرغ منها الكاتب ، وهو حسن الاِيزونادي ، في
٣ جمادى الآخرة سنة ١١٠٩ ؛ فهي قريبة من عهد الناظم ، وتقع في ١٨٦ ورقة ، رقم
١٣٢٦.
(٦٨٠)
ديوان صاحب مازندرانى
فارسي.
[للميرزا
محمّـد تقي بن زكي العليآبادي المازندراني ، المعروف بـ : «آقا» ، المتوفّى سنة
١٢٥٦ هـ.
كان وزيراً
لعبـد الله ميرزا حاكم «خمسه وسهرورد» ، جاء طهران في ١٢٣٤ هـ ولقّبه الشاه بـ : «صاحب
ديوان» ، فتخلّص بـ : «صاحب» و : «صاحب ديوان».
ديوانه في ستّة
آلاف بيت ، وكلّيّاته تشتمل على قطعات نثرية هي : تاريخ طائفة قاجار ، حكايات على
طراز گلستان ، مكاتيب ومراسلات ، ثمّ القصائد والقطعات والغزل والرباعيات
والمثنويات. الذريعة ٩ / ٥٧٥ رقم ٣١٧٥.]
نسخـة بخطّ فارسي رائع في منتهى الروعة والجمال ، كتبها
ذوالفقارخان ابن صدر السلطنة النوري مقرّب الخاقان الملقّب بـ : «مؤتمن السلطان»
ميرزا آقاخان بن ميرزا أسداللهخان «لشكر نويس باشى» ..
كان والده وزير
الدفاع ورئيس الدولة ، وكان خطّ ذو الفقار من أجمل خطوط عصره ، وربّما كان لا
يفوقه أحد في هذا الفنّ ، فكتب هذه النسخة
في شبابه بأمر من والده ضمن مجموعة أدبية قيّمة كلّها بخطّه الرائع البديع
، وفرغ منها في شهر رمضان سنة ١٢٥٧ ، وبآخرها خطّ أخيه صدر السلطنة ميرزا
حسينقليخان صدر السلطنة ، وزير المعارف في عصره ، رقم المجموعة ١٤١٥.
(٦٨١)
ديوان صبا
ديوان فارسي من
نظم فتحعليخان الكاشاني ، الملقّب : «صبا».
نسخـة بخطّ السـيّد أبي الحسن بن السـيّد محمّـد رضا الحسيني
پشتمشهدي الكاشاني ، فرغ منها ٢٤ محرّم سنة ١٢٤٠ ، رقم ١٤٣٥.
(٦٨٢)
ديوان الضيائي
هو ديوان أشعار
العلاّمة السـيّد ضياء الدين عبـد الله بن أبي تراب بن عبـد الفتّاح الحسيني
الطباطبائي التبريزي ظاهراً ..
مؤلّف تجـريد البلاغـة ، وناظم الشـهب الثواقب في ردّ الناصـب ، وله العروة الوثقى ، والظاهر أنّه في الفقه ، وقرّظ عروته هذه نجم شعراء العجم ميرزا عبـد الرسول ، المتخلّص بـ :
«آزاد» بقصيدة عربية موجودة في ديوانه.
وحيث أنّ له :
«نظيم لطيف» وهو منظومة في تعليم اللغة التركية بالفارسـية علمنا أنّه مـن
آذربايجان ، ومـن التواريخ الموجودة في ديوانه
هذا علمنا أنّه ولد فـي أواخـر القرن الثاني عشر وبقي إلى أواسط القرن
الثالث عشر وربّما تجاوزها.
نسخـة لا يعلم أنّها بخطّ الناظم أم لا ، ولكن بالهوامش تعليقات
بخطّ الناظم ، وهي في مجموعة من مؤلّفاته ومنظوماته ، أوّلها «ديوانه» ، رقم
المجموعة ٩٥٣.
(٦٨٣)
ديوان طالب
فارسي.
نسخـة ناقصة الطرفين بخطّ أحد خطّاطي القرن الثاني عشر ، مجدولة
مذهّبة ، في ١٢٦ ورقة ، رقم ١٤٠٩.
نسخـة بخطّ فارسي جميل ، كتابة القرن العاشر أو الحادي عشر ، بها
لوحتان : إحداها بأوّلها ، والثانية بأوّل المقطّعات ، والنسخة ناقصة الآخر ، مؤطّرة
مجدولة مزيّنة نفيسة ، ١٤٢ ورقة ، رقم ٦٧٠.
(٦٨٤)
ديوان طرزى [طرشتى افشار]
فارسي ، أوّله
:
ابتداء باسم
ربي الأعلى
|
|
آنكه هستيده
هر دو عالم را
|
يظهر من أواخر
شعره أنّه معاصر للسلطان صفي الصفوي.
نسخـة بخطّ فارسي جيّد ، وفي آخره بند فارسي : «بحر طويل» ، والنسخة
كتابة القرن الحادي عشر ، ضمن مجموعة أدبية رقم ٣٤٧.
(٢٨٥)
ديوان ظهير فاريابى
فارسي.
[لظهير الدين
أبي الفضل طاهر بن محمّـد الفاريابي ، من بلاد خراسان ، المتخلّص بـ : «ظهير» ، المتوفّى
سنة ٥٩٨ هـ.
ذُكر أنّ
ديوانه في أربعة آلاف بيت تقريباً. الذريعة ٩ / ٦٥٩ رقم ٤٦٤٧.]
نسخـة
فرغ منها
الكاتب غرّة جمادى الأُولى سنة ١١٢٠ ، في ٩١ ورقة ، رقم ١٤٣٢.
(٦٨٦)
ديوان عارف
فارسي.
نسخـة
ضمن مجموعة
دواوين ، بخطّ محمّـد تقي بن محمّـد باقر الهمداني ، تاريخ المجموعة ١٣٤٩ ، رقمها
١٦٥٧.
(٦٨٧)
ديوان عاشق
فارسي.
نسخـة القرن الثاني عشر ، ناقصة من أوّلها ورقة ، ١٣٥ ورقة ، رقم
٢١٥٥.
(٦٨٨)
ديوان عرفى
فارسي.
نسخـة بخطّ السـيّد شكر الله بن محمّـد باقر الطباطبائي
البيدگلي ، فرغ من غزليّاتها في ٢٤ شعبان سنة ١٢٩٧ ، ويقع الديوان في ٢٢١ ورقة ، رقم
١٣٨٢.
نسخـة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقصة الأوّل ، ١٥٤ ورقة ، رقم
١٤١٤.
(٦٨٩)
ديوان عشقى
فارسي.
هو ديوان
الشاعر ميرزاده عشقي الهمداني ، [المير محمّـد رضا المعروف بـ : «ميرزاده عشقى» ، وهو
ابن الحاج السـيّد أبي القاسم الكردستاني ، المولود بهمدان في ١٣١٢ هـ ، والمقتول
غيلة سنة ١٣٤٢ هـ. الذريعة ٩ / ٧٢٤ رقم ٤٩٩٣.]
نسخـة بخط الشاعر بيدار ، فرغ منها ٢٣ ربيع الآخر سنة ١٣٤٣ ، بخطّ
فارسي جميل ، في ٢٢ ورقة ، رقم ١٣٩٤.
(٦٩٠)
ديوان عطار
فارسي.
نسخـة بخطّ فارسي جميل جيّد ، فرغ منها الخطّاط في ذي الحجّة
سنة ١٢٣١ ، في ١٨٨ ورقة ، رقم ١٣٧٥.
(٦٩١)
ديوان عماد فقيه كرمانى
فارسي.
[هو الخواجة
عماد الدين علي الكرماني العارف ، معاصر الحافظ الشـيرازي ، مات بكرمان في ٧٧٢ أو
٧٧٣ هـ. الذريعة ٩ / ٧٦٦ رقم ٥١٨٥.]
نسخـة
كتبها السـيّد
محمّـد الهاشمي الكرماني ، نزيل طهران ، فرغ منها سادس شهر رمضان سنة ١٣٦٧ ، في
٣٥٨ ورقة ، مقاسها ١٨ * ٢٣ ، تسلسل ٢٥٣.
(٦٩٢)
ديوان غمام همدانى
فارسي.
[للميرزا
محمّـد الشهير بـ : «يوسف زاده» ابن يوسف الحسيني ، المولود في النجف سنة ١٢٩٢ هـ
، الذريعة ٩ / ٧٩٢ رقم ٥٣٣١.]
نسخـة
الجزء الثالث يحتوي ١٤١٠ أبيات ، بخطّ حسن الهمداني ، الملقّب : «حريريان» ، كتبه عام
سـنة ١٣٢٣ بخطّه النستعليق الجيّد ، في ٧٤ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٦ * ٢١ ، تسلسل ١٨٩.
(٦٩٣)
ديوان فـرات [يزدى]
فارسي.
لعبّـاس فرات ،
[واسمه عبّـاس بن محمّـد كاظم.
وهو ابن أُخت
المضطّر اليزدي ، ولد سنة ١٢٧٣ هـ ش ، ونشأ بأصفهان. الذريعة ٩ / ٨١٦ رقم ٥٥٠٧.].
نسخـة بخطّ نستعليق جميل ، كتابة القرن الحاضر ، فيها قصائد
وغزليّات وقطعات ورباعيات ، كلّها في ٢٤ ورقة ، مقاسها ٣ / ١٣ * ٢٠ ، تسلسل ١٨٨.
(٦٩٤)
ديوان فرخى سيستانى
فارسي.
[وهو الحكيم
أبو الحسن علي بن جولوغ (قلوع) السنجري ، المتوفّى سـنة ٤٢٩ هـ.
قيل : إنّ
ديوانه يزيد على اثني عشر ألف بيت. الذريعة ٩ / ٨١٩ رقم ٥٥٢٥.]
نسخـة ناقصة الطرفين ، تبدأ من أوائل روي الراء وتنتهي إلى
أواخر
روي النون ، بخطّ أحد الخطّاطين الماهرين في خطّ النستعليق ، كُتب على
النسخة أنّها : «ديوان فرخى ، بخطّ الخطّاط سلطاني الكرمانشاهي» ، وهذا الخطّ
أيضاً يشبه خطّ الكتاب ؛ لعلّه بخطّ الكاتب ، وتقع في ٧١ ورقة ، مقاسها ٣ / ٩ * ٣
/ ١٧ ، تسلسل ١٣٨٦.
(٦٩٥)
ديوان فروغى بسطامى
فارسي.
[هو الميرزا
عبّـاس بن آقا موسى.
المولود في
العراق سنة ١٢١٣ هـ ، المتوفّى في طهران سنة ١٢٦٨ أو ١٢٧٤ هـ. الذريعة ٩ / ٨٢٧ رقم
٥٥٦٠.]
نسخـة ضمن مجموعة هو أوّلها ، بخطّ محمّـد تقي بن محمّـد باقر
الهمداني سنة ١٣٤٩ ، في ١٠٣ أوراق ، رقمها ١٦٥٧.
(٦٩٦)
ديوان فيضى دكنى
فارسي.
هو ديوان
الشاعر أبي الفيض بن الشيخ مبارك الناگوري.
ولد سنة ٩٥٤ هـ
، وتلمذ على أبيه ، ومهر في علوم التفسير واللغة والطب والرياضي والتاريخ والعلوم
الأدبية ، وفي عام ٩٧٤ صار ملك الشعراء في بلاط «أكبر شاه» بالهند ، وكان يتلقّب
بـ : «الفيضي» ثمّ غيّر لقبه وتلقّب بـ : «الفياضي» ، وتوفّي سنة ١٠٠٤. راجع
التفاصيل عنه في فهرست
سپهسالار ٢ / ٥٢٠.
نسخـة تحتوي غزليّاته ، ناقصة الطرفين ، والموجود من قافية
الباء إلى قافية الواو ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر قريباً من عصر المؤلّف
، كتبها بخطّ تعليق جميل رائع للغاية ، والعناوين بالشنجرف ، والنسخة مؤطّرة
مزوّقة مذهّبة ، وعليها تملّك فرهاد ميرزا القاجاري بخطّه سنة ١٣٠٤ ، في ٥٢ ورقة ،
رقم ١٤٠٨.
قطعة بخطّ فارسي جيّد جميل ، كتابة القرن العاشر أو الحادي
عشر ، مجدولة بالذهب ، ناقصة الطرفين ، والموجود ٦٢ ورقة منه ، رقم ١٣١١ ..
ولعلّه مشوّش
في التجليد ؛ لأنّه غير مرتّب على الحروف.
نسخـة كتابة القرن الثاني عشر ناقصة الطرفين ومن أواسطها
والموجود ٨٦ ورقة ، مقاسها ٦ / ١٢ * ٢٣ ، تسلسل ٣٥٨.
(٦٩٧)
ديوان قاآنى
فارسي.
[وهو حبيب الله
بن محمّـد علي «گلشن» ، من «ايلزنگنه» بكرمانشاه.
ولد بشيراز سنة
١٢٢٢ هـ ، ومات سنة ١٢٧٢ هـ ، وكان ماهراً في الأدب والرياضيات والكلام والفلسفة
والمنطق ، وتعلّم اللغة الفرنسية. الذريعة ٩ / ٨٥٧ رقم ٥٧١٧.]
نسخـة
بخطّ الخطّاط
السـيّد مهدي أمير جوانبخت ، كتبها بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها سنة ١٣٧٨ ، وكتب في
أوّلها ترجمة الناظم ،
والكاتب هو الذي أهداها للمكتبة ، ٣٦٠ ورقة ، رقم ٢٣١٨.
نسخـة فيها منتخب من قصائده ، بأوّلها قطعة من كتاب پريشان للناظم ، وتبدأ القصائد والأشعار من الورقة ١٨أ إلى
الورقة ١٩٧ ، وبعدها قصيدة لميرزا نور الله ضياء وغيره ، كما جاء بأوّل النسخة
أشعار لناصر خسرو وغيره ، رقم ١١٩٤.
(٦٩٨)
ديوان كمالى
فارسي.
للشاعر
الأصفهاني حيدر علي بن محمّـد مهدي الكمالي الأبرقوي.
ولد سنة ١٢٨٨ ،
هاجر إلى طهران وأسّس الحزب الاشتراكي المعتدل ، ونشر جريدة «پيكار» سنة ١٣٢٩
فأغلقها ناصر الملك ، ثمّ انتُخب نائباً في المجلس ، وتوفّي سنة ١٣٥٥.
طبع بعض شعره
في استانبول ، وطبع ديوانه في طهران سنة ١٣٧٠ في ٢٨٨ صفحة.
نسخـة بخطّ فارسي جيّد ، لعلّها خطّ المؤلّف ، وإلاّ فهي
مكتوبة في حياة الناظم وفي مقدّمتها ترجمة حياته مبسوطة ، ذكر فيها أنّه الآن
يتعاطى بيع الشاي ، في ٥٠ ورقة بقطع كبير ، رقم ١٣٣٦.
(٦٩٩)
ديوان المتنبّي
[هو أبو الطيّب
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبـد الصمد الجعفي
الكندي الكوفي (٣٠٣ ـ ٣٥٤ هـ). انظر : الذريعة ٩ / ٤٤ وص ٩٥٨.]
نسخـة ناقصة الطرفين ، رقمها ٢١٥٠.
نسخـة مكتوبة لأمير الديوان «مهر علي خان» في جمادى الآخرة
سنة ١٢٦٤ ، في ١٢٦ ورقة ، رقم ١١٩٦.
(٧٠٠)
ديوان مجـمر
فارسي.
للشاعر القدير
السـيّد حسين مجمر الزواري الأصفهاني.
نسخة بخطّ فارسي جميل جيّد ، كتبها السـيّد محمّـد علي بن
محمّـد إسماعيل الحسيني القائني ، وفرغ منها في ٢٥ صفر سنة ١٢٧٧ ، في ٥٧ ورقة ، رقم
١٣٧٨.
نسخـة
كتابة القرن
الثاني عشر ، بخطّ فارسي جميل ، ١٣٧ ورقة بالقطع الصغير ، رقم ١٣٧٧.
نسخـة من غزليّات مجمر ، بخطّ حاج علي [بن] شيخ ربيع ، فرغ
منها في ٢٤ جمادى الآخرة سنة ١٢٥٢ ، في ٥٤ ورقة ، رقم ١٦٧٧.
(٧٠١)
ديوان مجـنون [ليلى]
نسخـة منضمّة إلى ديوان مغربى ، مكتوبة بالخطّ الفارسي الجيّد ، وترجمتها إلى
الفارسية مكتوبة بالحمرة خلال السطور ، بخطّ محمّـد نصير
ابن محمّـد صادق النصيري ، فرغ منها سنة ١٢٥٨ ، وبآخرها «غزليّات الشاعر
أمير معزي» ، رقم ١٣٧٩.
نسخـة
في مجموعة
أوّلها «ديوان الحماسـة» لأبي تمام ، وثانيها هذا الديوان ، كتب بنسخ جيّد مجدول
سنة ١٢٨٤ ، رقم ١٣٦.
(٧٠٢)
ديوان مسعود سـعد سلمان
فارسي.
الشاعر الطائر
الصيت مسعود بن سعد بن سلمان.
من أشهر شعراء
الفرس ، هاجر والده سعد من همدان إلى غزنين على عهد السلطان محمود بن سبكتكين
وأقام بها ، فكان من رجال البلاط وتولّى المناصب الراقية قرابة ستّين عاماً ، وكان
سـيّد الشعراء إلاّ أنّ أكثر شـعره قد ضاع.
وأمّا ابنه
مسعود فهو في الطليعة من كبار شعراء القرنين الخامس والسادس ، وله ثلاثة دواوين : ديوان
فارسي وهو هذا ، وديوان عربي ، وديوان [هندي].
واختلف في
ولادته بين ٤٣٥ إلى ٤٤٠ ، وفي مولده بين لاهور وهمدان وجرجان وغزنين ، وقد أيّد
الأُستاذ السهيلي في كتابه الخاصّ في حياة شاعرنا سمّاه : حصار ناى بأنّ ولادته في ٣٣٥ في لاهور ، واحتجّ على ذلك ببعض
أشعاره.
وهو من شعراء
بلاط الملوك الغزنوية ومن أُمرائها الكبار ، يتصرّف فيه الزمان بين الاِمارة
والمقام الرفيع وبين الاعتقال والحبس والقيود
والأغلال ، فأمّا كراسيها وأمّا لحودها ؛ فقد تجرّع آلام السجن ومرارات
القيود طيلة ٢٣ عاماً وقصائده التي نظمها في السجون لها أثرها الخاصّ ، وهي تعدّ
من أرقى القصائد الفارسية ..
ورتّب ديوانه
معاصره الشاعر الشهير الحكيم سنائى ، وتوفّي شاعرنا عام ٥١٥.
نسخـة
قيّمة ، كتبها
جماعة من معاريف إيران لمكتبة الأمير عزّ الدولة عبـد الصمد القاجاري ، يزيدون على عشرة أنفس كلّ منهم له خطّ جيّد حسن ، كتبوها
بطلب من الأمير على نسخة الأُستاذ الأديب محمّـد كاظم خان الشيباني الكاشاني ، وفرغوا
منها في جمادى الآخرة سنة ١٢٨٠ في طهران ، ووضعوا فهارس لقصائد الديوان وغزليّاته
ومقطوعاته ، ثمّ صحّحوه ، وكتب بآخره شمس الأُدباء بخطّه الجيّد الجميل بمقابلة
هذه النسخة مع أصلها مع كمال الدقّة وتمام العناية في التطبيق على الأصل ؛ قال : «وربّما
اشترك المسيو يسلي معنا في مجالسنا للتصحيح» ، وتاريخ انتهائهم من التصحيح : شعبان
سنة ١٢٨٠ ؛ فقد صحّحوا النسخة بعد إتمام الكتابة طيلة شهر رجب ، كما وصحّحها
الأمير عزّ الدولة بنفسه ..
وعلى النسخة
ثلاثة أختام مختلفة لعزّ الدولة ، وعليها ختم حسين قلي خان القاجاري وخطّه بأنّ
الكتاب : «صار جزء من مكتبة الأمير الأرفع الأعظم عزّ الدولة ـ روحي فداه ـ في
همدان» ، قياس أوراقها ١٦ * ٧ / ٢٦ ، تسلسل ١٣٧١.
____________
(٧٠٣)
ديوان مشتاق على شاه
فارسي.
والظاهر أنّها
مجموعة شعرية فيها أشعار قيّمة ، بأوّلها أشعار كثيرة لنور علي شاه ظاهراً وغيره.
نسخـة في ١٣٩ ورقة ، رقم ١٤٤٠.
نسخة ضمن مجموعة ، أوّلها ديوان مظفّر علي شاه ، ثمّ هذا الديوان ، رقم المجموعة ١٧٣٩.
(٧٠٤)
ديوان مظفّر على شاه
فارسي.
نسخـة ضمن مجموعة هو أوّلها ، وبعده ديوان مشتاق علي شاه ، رقم المجموعة ١٧٣٩.
(٧٠٥)
ديوان مغربى
فارسي.
وهو محمّـد بن
عزّ الدين بن عادل بن يوسف التبريزي ، المشتهر بـ : «محمّـد شيرين» ، والملقّب بـ
: «مغربى» ، المولود سنة ٧٤٩ ، والمتوفّى سـنة ٨٠٩.
نسخـة
كلّها غزليّات
فارسية منسّقة حسب القوافي ، وبآخرها «ترجيع بند» ثمّ رباعيات ، فرغ منها الكاتب
في ١٥ ربيع الآخر سنة ١٢٥٧ ، معها ديوان مجنون ليلى و «غزّليات أمير معزي» ، رقم ١٣٧٩.
(٧٠٦)
ديوان (موسى وخضر) فارسى
فارسي ، على
وزن المثنوي.
أوّله :
اى منزه پردار
پرده در
|
|
وى بهر پرده
در اواز پرده در
|
يثني فيه على
السـيّد كاظم الرشتي ثناءً بليغاً.
نسخـة بخطّ فارسي جيّد جميل رائع ، كتبت على عهد المادح
والممدوح ، وبآخرها «نان وحلوا» ، رقم ١٦٢٦.
(٧٠٧)
ديوان ناصر خسرو
فارسي.
[ناصر بن خسرو
بن حارث بن عيسى بن حسن بن محمّـد بن موسى ابن الاِمام الجواد عليه السلام ، العلوي
الاِسماعيلي المتخلّص بـ : «حجّت» ، المولود سنة ٣٩٤ هـ ، والمتوفّى سنة ٤٨١ هـ.
الذريعة ٩ / ١١٥٤ رقم ٧٤٤٦.]
نسخة بخطّ محمّـد يوسف بن محمّـد إبراهيم ، كتبها بالخطّ
الفارسي ، فرغ منها سنة ١٢٥٠ ، في ١٧٠ ورقة ، رقم ١٤٣٤.
(٧٠٨)
ديوان نشـاط
فارسي.
نسخـة كتابة القرن الثالث عشر ، في ١٠٩ أوراق ، رقم ١٣٨٠.
(٧٠٩)
ديوان نظام
فارسـي ، أوّله
:
ذوق مصيبتى
كو تا سركنم فغانرا
|
|
ويران كنم
بآهى بنياد آسمانرا
|
نسخـة بخطّ فارسي جيّد ، مكتوبة في القرن الحادي عشر ، ناقصة
الآخر ، بآخر مجموعة أدبية ، وبالورقتين الأخيرتين والورقة الأُولى شعر فارسي كثير
، رقم المجموعة ٣٤٧.
(٧١٠)
ديوان نظيرى
فارسي.
هو ديوان
الشاعر الفارسي محمّـد حسين نظيري النيشابوري الجويني الأصل ، من شعراء القرن
العاشر. [المتوفّى سنة ١٠٢٣ أو ١٠٢١ هـ. الذريعة ٩ / ١٢١٣ رقم ٦٨٨٥].
نسخـة بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، كتبها بخطّ فارسي
جميل رائع ، والنسخة مذهّبة مؤطّرة مجدولة ، وبأوّلها شيء من ترجمة الشاعر ، في ١٧
ورقة ، رقمها ١٤٣٦.
نسخـة بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، قيّمة مجدولة
بالذهب ، بأوّلها لوحة ، لعلّها أكمل النسخ الموجودة من ديوان هذا الشاعر ، الذي
قالوا : إنّ فيه عشرة آلاف بيت ، وهذه النسخة لعلّها تزيد على هذا الرقـم ؛ إذ هي
في ٥٥٠ صـفحة ، في كلّ صفحة ١٥ بيتاً ، وأوّل هذا الديـوان :
إذا ما شئت
أن تحيا حياة حُلوة المحيا
|
|
برسرائى
برادر سرز مستورى برون نه يا
|
وهو يحتوي
القصائد ، والغزل ، والمدح والرثاء في آل البيت عليهم السلام ، وملوك الهند في
عصره ، و «ترجيع بند» ، وغير ذلك كلّه. رقم ١٣٨٨.
(٧١١)
ديوان نوائى
للوزير الأديب
أمير علي شير نوائي الچغتائي.
باللغة التركية
، أوّله :
أشرقت من عكس
شمس الكأس أنوار الهدى
|
|
يارعكسين مي
داآلورديب جام دين جيقدىصدا
|
نسخـة بخطّ محمّـد دوردي خواجة بن مير محمّـد خواجة قوليدا ، كتبها
سنة ١٢٩٩ ، في ٢٠٧ أوراق ، رقم ١٤١٣.
(٧١٢)
ديوان نور على شاه
فارسي.
[لمحمّـد علي
بن فيض علي شاه الميرزا عبـد الحسين المتخلّص في ديوانه الأوّل : «نور» ، وفي
الديوان الثاني : «نور علي شاه» ، التوني الطبسي الأصفهاني (ت ١٢١٢ هـ). الذريعة ٩
/ ١٢٣١.]
نسخـة بخـطّ فارسـي جـيّد جـميل ، فرغ منها الكاتب في شعبان
سـنة ١٢٦٤ ، وبعدها رسالة عرفانية في الأوراد والأذكار ، وجام گيتى نما لغياثالدين منصور الدشتكي.
رقم ١٤١٦.
(٧١٣)
ديوان وحدت
فارسـي.
نسخـة
بخطّ فارسي
رائع خشن ، في ٢٤ ورقة ، رقم ١٣٩١.
(٧١٤)
ديوان وفائى
فارسي.
نسخـة بخطّ فارسي جميل ، كتب في القرن الثالث عشر ، بآخر
المجموعة رقم ٧٨٦.
(٧١٥)
ديوان يغماى جندقى
فارسي.
[كان اسمه
أوّلاً رحيم ابن الحاج إبراهيمقلي ، وكان يتخلّص : «مجنون» ، ثمّ بدّل اسمه إلى :
«أبو الحسن» وتخلّص : «يغما».
ولد في «خور»
من قرى «بيابانك» من قصبة «جندق» ، حدود سنة ١١٩٦ هـ ، وتوفّي بها سنة ١٢٧٦ هـ.
الذريعة ٩ / ١٣١٣ رقم ٨٤٢٢.]
نسخـة
مكتوبة عام
١٢٨١ ، ولا أظنّها احتوت جميع ما في ديوانه المطبوع ، وتقع في ١٧١ ورقة ، مقاسها ٥
/ ١٤ * ٢ / ٢٣ ، تسلسل ١٩٠.
(٧١٦)
ذخائر الأسماء
فارسي ، في
الجفر ، في استخراج الأسماء الحسنى ، ويقال له : «ذخيرة الأسماء».
وهو تأليف : السـيّد
كمال الدين حسين بن علي الأخلاطي الحسيني الأفطسي.
أوّله : «بعد از
حمد وثناء ايزد دانا حى توانا ، ونعت ونواء سيد بطحا رسول مزكّى ، ورفع لواء ولى
والا ، علي أعلى ...» ، عناوينه : «ذخيرة : ... ذخيرة :». [انظر : الذريعة ١٠ / ٥
رقم ٣٢ وص ١٣ رقم ٦٥].
لخّصه محمود
الدهدار ، وسمّاه : جواهر
الأسرار في الجفر المنقول عن الأئمّـة الأطهار ؛ قال شيخنا ـ دام ظلّه ـ في الذريعة ٥ / ٢٦٢ أنّه : «ذكر
في أوّله أنّ كتابه هذا خلاصة ما ذكره قدوة المحقّقين السـيّد كمال الدين
حسين الأخلاطي في كتابه ذخائر
الأسماء ، الذي أدرج
فيه ما وصل إليه من الأئمّة : وبعض العرفاء الكمّلين ...».
نسخـة بخطّ السـيّد حكيم الطباطبائي ، فرغ منها أواخر شهر
رمضان سنة ١٠٤٩ ، بأوّل مجموعة كلّها في الجفر ، رقم المجموعة ١٥٠٨.
(٧١٧)
الذخـيرة
تصنيف : علاء
الدين علي الطوسي ، المتوفّى سنة ٨٨٧.
يقول المؤلّف
في المقدّمة : «فسموت به فخراً وسمّيته : ذخراً» ، ولكن طبع في «حيدرآباد» باسم : «الذخـيرة».
نسخـة
قديمة كتابة
القرن العاشر ، ناقصة من آخرها قليلاً ، تقع في ١٣٥ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٢ * ٧ / ١٧
، تسلسل ٩١٤.
نسخـة قيّمة كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر بنسخ جيّد
جميل مؤطّر بماء الذهب واللازورد ، إلاّ أنّ الورقة الأُولى ساقطة ؛ والظاهر أنّها
كان بها لوحة ، ١٣٣ ورقة ، رقم ١٥٥٧.
(٧١٨)
ذخيرة المآل في مناقب الآل
تأليف : الشيخ
شهاب الدين أحمد بن عبـد القادر بن بكري العجيلي الشاعر.
وهو شرح على
منظومته التي سمّاها : عقد
جواهر اللآل في فضائل
(مدح)
الآل.
أوّله : «الحمد
لله الذي جعل أهل البيت كسفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها أهلكه الغرق ، وسمّاهم
: باب حطّة ، من دخله غفر له ومن خرج منه فسق ...».
فرغ المؤلّف من
تبييضه في ٣ جمادى الآخرة سنة ١٢٠٣.
ترجم له في
أبجد العلوم ٣ / ٩٣٩ ، فقال : «أخذ العلم عن عبـد الخالق المزجاتي ، وعن عمّه
محمّـد بن بكري ، والسـيّد إبراهيم بن محمّـد ، والشيخ إبراهيم الزمزمي مفتي
الشافعية في أُمّ القرى ... وللشيخ أحمد (المؤلّف) مؤلّفات ورسائل ومنظومات ومسائل
يطول ذكرها ، منها : النفحة
القدسية في وظائف العبودية ، وعقد جواهر اللآل في مدح الآل وعليه شرح وتقاريظ من جمع جمّ ، منهم : السـيّد الجليل
علي بن محمّـد بن أحمد بن إسحاق ، كتبه بمكّة المشرّفة سنة ١٢٠٣.
وللسـيّد عبـد
الرحمن بن سليمان الأهدل منه إجازة في الحديث المسلسل بالأوّلية ..
وله مناقب
وفضائل شهيرة ، وكان لا يسمع بذي فضيلة في أي جهة من الجهات إلاّ وتعرّف به واستطلع
حقيقة فضله ، ومكث على هذه الحالة دهراً طويلاً ، ثمّ آثر الخلوة والعزلة إلى ان
انتقل إلى جوار رحمة الله».
وترجم له أيضاً
في التاج
المكلّل.
نسخـة إن لم تكن بخطّ المؤلّف فهي قريبة من عصره أو هي مكتوبة
في عصره ، وعلى ظهر الورقة الأُولى منها خطّ العلاّمة الشيرواني اليمني ، مؤلّف نفحة اليمن ، تاريخه سنة ١٢٢٤ ..
وكانت النسخة
في ملك السـيّد العلاّمة سبط الحسن الهنسوي ، وهو
الذي أهداها للمكتبة ، وكتب بخطّه في أوّلها ترجمة المؤلّف في ثلاث أوراق ،
كلّ ورقة نقلها عن مصدر خاصّ ، ١٨٨ ورقة ، رقم ٢٠٠٤.
(٧١٩)
ذخيرة المعاد في شرح الاِرشاد
[وهو شرح لكتاب]
إرشاد
الأذهان إلى أحكام الاِيمان للعلاّمة الحلّي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ).
للمحقّق
السبزواري ، المولى محمّـد باقر بن محمّـد مؤمن الخراساني ، المولود سنة ١٠١٧ ، والمتوفّى
سنة ١٠٩٠.
أسهب في
العبادات وأجمل في المعاملات ، وعكس في كتابه كفاية الأحكام ؛ فأجمل في العبادات وأسهب في المعاملات ، فرغ من المجلّد الأوّل سنة ١٠٥٠.
طبع بإيران سنة
١٢٧٤ ، وعليه شرح يسمّى : مستقصى
الاجتهاد ، وعليه حواشٍ
متعدّدة.
نسخة تحوي كتاب الزكاة والصوم ، والزكاة بخطّ محمّـد إسماعيل
بن عبـد الكريم ، فرغ منه في جمادى الآخرة سنة ١١٥٣ ، بخطّ النسخ ، وكتاب الصوم
والاعتكاف بخطّ تعليق جميل مصحّح ، عليه تصحيحات ، ولعلّه أقدم من كتاب الزكاة
ولكن لا تاريخ له.
في ٢٣٧ ورقة ، رقم
٨٠٣.
نسخـة من أوّل كتاب الصلاة إلى مبحث السلام ثمّ سجود التلاوة
، في ٢١٦ ورقة ، مقاسها ١٥ * ٢١ ، تسلسل ١٠٤.
نسخـة
من أوّل الصلاة
إلى سـجود التلاوة أيضاً ، وهي غير مؤرّخة
إلاّ أنّها قديمة كتبت قبل سـنة ١١٢٩ ؛ فإنّ عليها تعليقات العلاّمة الجليل
آقاحسين الجيلاني ، المتوفّى سنة ١١٢٩ ، بخطّه الشريف ..
والنسخة بخطّ
أحد خطّاطي العهد الصفوي الزاهر ، كتبه بخطّه النسخ الجيّد ، وبآخرها فائدة في
بيان ما اصطلحوا عليه من أفعال الصلاة بـ : الركن ، والاستدلال لهذا الاصطلاح ، من
إفادات العلاّمة السـيّد مرتضى القاشاني رحمة الله عليه.
في ٢١٣ ورقة ، مقاسها
٦ / ١٥ * ٧ / ٢١ ، تسلسل ٧٩٥.
نسخـة الجزء الثاني ، تبدأ بصلاة الجمعة إلى آخر كتاب الصلاة
، فرغ منه مؤلّفه في جمادى الآخرة سنة ١٠٥٣ ، وفرغ الكاتب وهو محمّـد يوسف ابن
مرتضىقلي أفشار من كتابة النسخة في يوم الأحد ٢٢ ذي الحجة سنة ١١٢٣ ..
وعليها تعليقة
الشيخ عبـد العالي : «عفى عنه» ، والعلاّمة السـيّد مرتضى القاساني : «رضي
الله عنه» ، وعليها تعاليق العلاّمة ميرزا محمّـد التنكابني الشهير بـ : «سـراب».
نسخـة تبدأ بكتاب الزكاة إلى آخر كتاب الحج ، بخطّ أحد خطّاطي
القرن الثالث عشر ، وهو حسين بن علي أصغر الگلپايگاني ، عليها تصحيحات ، تقع في
٢١٠ أوراق ، مقاسها ٤ / ٢٠ * ٣١ ، تسلسل ٥٣١.
نسخـة الجـزء الأوّل ، من أوّل الكتاب ، أي من أوّل كتاب
الطهارة إلى آخـر كتاب الصلاة ، فرغ منه مؤلّفه في جمادى الآخرة سنة ١٠٥٣ ،
____________
بخـطّ الخطّاط حسين بن علي أصغر الگلپايگاني ، فرغ منها في ١٥ جمادى
الأُولى سنة ١٢٦١ ، عليها تصحيحات ، في ٣٠٤ أوراق ، مقاسها ٢٠ * ٣٠ ، تسلسل ٥٣٠.
نسخـة
من أوّل الكتاب
إلى أواخر الحجّ ، وفيه إنّه : «فرغ المؤلّف من الصوم سنة ١٠٥٥» ، وتاريخ هذه
النسخة سنة ١١٩٤ ، وتقع في ٤٦٩ ورقة ، مقاسها ٢١ * ٣٠ ، تسلسل ٣٧٩.
(٧٢٠)
الذريعة
في أُصول
الفقه.
للسـيّد الأجلّ
الشريف المرتضى ، ذي المجدين أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي ، المتوفّى سنة
٤٣٦.
فرغ منه
المؤلّف في ١١ شوّال سنة ٤٣٠.
نسخـة بخطّ محمّـد صالح بن علي الطالقاني ، فرغ منها في منتصف
جمادى الأُولى سنة ١٠٤٢ ، في ١٦٣ ورقة ، رقم ٧٧٦.
(٧٢١)
ذريعة الاستغناء في تحقيق مسألة الغناء
للمولى حبيب
الله بن علي مدد الكاشاني الساوجي الأصل ، المتوفّى سنة ١٣٤٠ هـ.
أوّله : «بديعاً
أنطق عنادل بساتين العرفان ، بمطربات النغمات ومعجبات الألحان ، والصلاة والسلام
على محمّـد عندليب الحقّ ...».
رتّبها على
مقدّمات ومقاصد وخاتمة.
نسخـة بخطّ العلاّمة الشيخ أبي الفضل الريزي الأصفهاني ، منضمّة
إلى تقريراته [لأمالي أُستاذه العلاّمة المحقّق ، الشيخ محمّـد كاظم الهروي ، المشتهر
بالآخوند الخراساني ، المتوفّى سنة ١٣٢٩ ، والمثبّتة بعنوان : تقريرات المحقّق
الخراساني] ، رقم ٦٦٥.
(٧٢٢)
ذريعة الضراعة
في الأدعية
التي يناجى بها المولى سبحانه وتعالى ، ممّا يؤثر عن أئمّة المسلمين من العترة
الطاهرة ، ولا سيّما الاِمام الرابع زين العابدين وسيّد الساجدين علي بن الحسين
عليهما السلام ، ممّا في الصحيفة الكاملة وغيرها.
تأليف : المحقّق
المحدّث الفيض الكاشاني ، محمّـد حسن بن مرتضى ، المتوفّى سنة ١٠٩١.
أوّله : «الحمد
لله الذي يسمع الدعاء ، ويجيب النداء ...».
نسخـة كتبها محمّـد يوسف بخطّ نسخ جيّد ، وكتب العناوين
بالشنجرف ، والنسخـة من القرن الثالث عشر ، كتبها لمحمّـد إبراهيم خان قراگزلو ، وبآخرها
فهرس الكتاب ، ١٦٨ ورقة ، رقم ١٨٦٠.
(٧٢٣)
ذكرى الشيعة
للشهيد الأوّل
، [الشيخ أبي عبـد الله محمّـد بن محمّـد بن مكّي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ هـ)].
نسخـة القرن الحادي عشـر ، بخطّ نسخ جـيّد ، بأوّلها ختم
الشيخ فضل الله النوري ؛ ، وبآخرها خطّ السـيّد صفي الدين محمّـد بن عبـدالوهّاب
الحسيني القمّي وختمه وتاريخ تملّكه سنة ١١٢٨.
وخطّ والده
عبـد الوهّاب وختمه.
وخطّ ابنه شرف
الدين بن صفي الدين محمّـد وختمه ، وتاريخ تملّكه سنة ١١٥١.
وخطّ حسين بن
محمّـد بن علي بن غلول الأحسائي البحراني سنة ١٢١٨.
وخطّ محمّـد بن
علي بن إبراهيم الأحسائي البحراني سنة ١٢١٠ ، كتب بخطّه فائدة مختصرة في الأوزان
..
وبأوّل النسخة
أيضاً خطّه ، وكذلك خطّ محمّـد حسين الأحسائي العيثاني البحراني ، وهو حسين بن
محمّـد بن علي بن عيثان ، وهو بعينه ابن غلول الأحسائي المتقدّم ، وتاريخ التملّك
في كليهما سنة ١٢١٨ ، وهنا كتب أنّه بالاِرث ؛ فيظهر أنّه ابن محمّـد بن علي بن
إبراهيم كاتب الفائدة سنة ١٢١٠.
والنسخة مقابلة
مصحّحة ، عليها بلاغات ، رقم ٢١١١.
(٧٢٤)
راحـة الأرواح ومؤنس الأشباح
فارسي.
في تواريخ
النبي وعترته الأئمّة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم.
تأليف : أبي
علي (سعيد ـ خ. ل) الحسن بن الحسين (أو ابن محمّـد)
البيهقي السبزواري ، الملقّب المشتهر بـ : «الشيعي».
ألّفه باسم
السلطان نظام الدين يحيى ابن الصاحب الأعظم شمس الدين خواجة كراني ، الذي توفّي
سنة ٧٥٩.
ذكره شيخنا في
الذريعة ١٠ / ٥٥ ، وذكر أنّه : فرغ من تأليفه سنة ٧٥٧ ، وفي آخر نسخة المكتبة أنّه
: فرغ من تأليفه في الخامس من ربيع الآخر سنة ٧٥٣.
ترجم له
سـيّدنا الأمين وسـيّدنا صدر الدين في تأسيس الشيعة : ٤١٧ ، ومن مؤلّفاته في
المكتبة : مصابيح
القلوب ، نسختان
قديمتان قيّمتان.
نسخـة من كتابة القرن العاشر ، تقع في ١٨٢ ورقة ، مقاسها ٥ / ١١
* ٦ / ٢٠ ، تسلسل ٩٤٧.
(٧٢٥)
ربـيع الأسابـيع
للمحدِّث
الجليل المولى محمّـد باقر بن محمّـد تقي ، العلاّمة المجلسي ، المتوفّى سنة ١١١٠.
وهو ـ فارسي ـ
في أعمال أيام الأُسبوع ، كتبه باسم الشاه سليمان ، وفرغ منه في ٢٢ جمادى الأُولى
سنة ١٠٩٩.
ثلثا الكتاب في
فضائل الجمعة وليلتها وأعمالهما ، والثلث الآخر في باقي أيام الأُسبوع ، وقد طبع
بإيران.
نسخـة بخطّ ميرزا أبي القاسم بن ميرزا حسين الخوانساري ، فرغ
منها في ٦ محرّم سنة ١٢٦٧ ، خطّ نسخ حسن ، تقع في ١٢٩ ورقة ، مقاسها
٨ / ١٣ * ٢١ ، تسلسل ٢٨٠.
(٧٢٦)
رتبة الحكيم
في الكيمياء.
للحكيم
المجريطي أبي محمّـد مسلمة بن أحمد بن عمر بن وضّاح ، إمام الرياضيّـين بالأندلس ،
توفّي سنة ٣٩٥.
نسخـة كتابة القرن الثالث عشر ، وهي مصحّحة ، عليها تصحيحات
وبلاغات ، في ٩٢ ورقة ، رقم ١٥٦٨.
(٧٢٧)
رجال الكشّـي
«رجال الكشّي»
اسمه : معرفة
الناقلين عن الأئمّة الصادقين ، وهو تأليف : أبي عمرو محمّـد بن عمر بن عبـد العزيز
الكشّي ، تلميذ العيّاشي ، وشيخ جعفر بن قولويه ، والتلعكبري ، وهو في طبقة
الكليني.
وأصل هذا
الكتاب مفقود لا نعلم بوجوده ، والموجود المطبوع هو اختيار الشيخ الطوسي من هذا
الكتاب ، الذي سمّاه : اختيار
الرجال ، واشتهر بـ :
«رجال الكشّي».
نسخـة قـيّمة نفيسـة للغايـة ، بخطّ السـيّد محمّـد بن أحمد
بن ناصرالدين الحسيني العاملي الكركي ؛ ترجم له المحدّث الحرّ في أمل
الآمل ١ / ١٨٤ ، ووصـفه بـ : الفضـل والصلاح ، وقال : «حسن الخطّ» ، وقال :
«من تلامذة الشهيد الثاني» [المستشهَد سنة ٩٦٥ هـ] ، وترجم له شيخنا في الروضة ، وترجم لولده بدر الدين بن محمّـد ، تلميذ صاحب المعالم [نجل الشهيد الثاني (ت ١٠١١ هـ)] ..
فرغ منها يوم
الأربعاء تاسع صفر سنة ٩٨٤ ، وقال : «وهي ثاني نسخة من الكشّي ، نسخت الأُولى
والثانية في قزوين». وهي إلى نهاية الجزء السادس.
وبآخرها : «فرغت
من مقابلة هذا الكتاب في ٢٢ ربيع الأوّل سنة ١٣٢٣ ، وأنا الفقير محمّـد رضا الطبيب
شيخ الحكماء» ، ثلاثة أوراق من أوّلها بخطّ شيخ الحكماء هذا ، وعمل له فهرساً
ومقدّمة في ترجمة الكشّي ، وملحق به كتاب معالم العلماء لابن شهرآشوب.
وهي في ٢٢٤
ورقة ، تسلسل ٤٠.
نسخـة
القرن العاشر ،
مصحّحة ، ناقصة من أوّلها ورقة ، رقم ٢١٨٢.
(٧٢٨)
رجال النجاشـي
[عمدة الأُصول
الأربعة الرجالية ، نظير
الكافي بين الكتب
الأربعة.
للعالم النقّاد
البصير الشيخ أبي العبّـاس أحمد بن علي بن أحمد النجاشي ، (٣٧٢ ـ ٤٥٠ هـ). الذريعة
١٠ / ١٥٤ رقم ٢٧٩.]
نسخـة بخطّ نسخ خشن جيّد ، وأسماء الرجال مكتوبة بالحمرة ، كتبها
محمّـد حسين الحائري سنة ١٣٠٢ ، ٢١٠ أوراق ، رقم ١١٩٨.
(٧٢٩)
الرجعة وظهور الحجّة
للسـيّد ميرزا
محمّـد مؤمن بن دوست محمّـد الحسيني الاسترآبادي ، الشهيد في مكّة سنة ١٠٨٨.
فرغ منه في رجب
سنة ١٠٦٩.
أوّله : «الحمد
لله على نعمائه ، والشكر على آلائه ...».
نسخـة القرن الحادي عشر ، لعلّها مكتوبة في حياة المؤلّف ، بخطّ
نسخ جيّد ، في ٦٩ ورقة ، رقم ١١٣٤.
(٧٣٠)
رجوم الشياطين وإفناء المارقين
في الردّ على
مير كريم قاضي «بادكوبا» من بلاد القفقاز ، في تفسيره المطبوع بالتركية.
تأليف : العلاّمة
الجليل الشيخ أبو القاسم ابن محمّـد تقي الأُردوبادي الغروي ، المتوفّى سنة ١٣٣٣.
وهو باللغة
التركية الدارجة في القفقاز ، فرغ منه عاشر جمادى الآخرة سنة ١٣٢٩.
أوّله : «الحمد
لله الذي مهد لعباده أعلام الهداية ...».
نسخـة الأصل بخطّ المؤلّف ، وبعده منهج السداد ـ فارسي ناقص ـ للمؤلّف أيضاً ..
في ١٤٧ ورقة ، رقم
١٨٨٨.
(٧٣١)
الرحمة في الطبّ والحكمة
للشيخ مهدي بن
علي بن إبراهيم الصبيري اليمني المهجمي المقرىَ ، المتوفّى سنة ٨١٥.
نسخـة ضمن مجموعة بخطّ سعيد بن قابل النجدي الشافعي ، فرغ من
المجموعة سنة ٩٩٦ ، رقم المجموعة ٨٤٠.
(٧٣٢)
الردّ على شبهات ابن كمونة
وهي سبع شبه ، أوردها
ابن كمونة اليهودي ، المعاصر لابن سينا.
ردّ عليه وأجاب
عنها المحقّق الطوسي ، سلطان المحقّقين خواجة نصير الدين الطوسي.
نسخـة كتبها الخطّاط إسماعيل المراغي في القرن الثالث عشر
بخطّ نسخ ممتاز ، ضمن مجموعة عرفانية كلّها بخطّه ، مجدولة باللاجورد والشنجرف ، كانت
في خزانة صدر السلطنة ، رقم المجموعة ١٥١٥.
(٧٣٣)
الردّ على النصارى
لنصراني أسلم.
أوّله : «بلغني
عن الشيخ أطال الله بقاءه وأرشده هداه ، أنّه لمّا بلغه إسلامي ...».
نسخـة
كتبت في القرن
الثالث عشر ، ضمن مجموعة جمعها العلاّمة الشيخ عبـد الحسين الحلّي رحمه الله ، وكتب
عليها تملّكه سنة ١٣٢٢ ، رقم ٦٢٧.
(٧٣٤)
الردّ على النيچرية [الطبيعيّـين]
ألّفه السـيّد
جمال الدين الأسدآبادي ، الشهير بـ : الأفغاني ، بالفارسية ، وعرّبه تلميذه الشيخ
محمّـد عبده ، بمساعدة عارف أفندي أبي تراب الأفغاني ، وطبع المعرّب في بيروت سنة
١٣٠٤ ، والأصل بإيران ، وهذا هو المعرّب.
نسخـة بخطّ فارسي جميل ، في ٥٣ ورقة ، رقم ١١٢٤.
(٧٣٥)
رسائل دهدار
هي مجموعة
قيّمة ـ بالفارسية ـ من رسائل محمّـد بن محمود بن محمّـد الدهدار العياني الشيرازي
اليافاني الخفري ، العارف الفاضل المشهور ، ولد سنة ٩٤٧ ، وتوفّي سنة ١٠١٦.
وفيها رسالة
عرفانية ، جاء في آخرها : «تمّت هذه الفوائد».
٢ ـ رسالة
توحيد.
٣ ـ خلاصة
الترجمان في شرح خطبة البيان.
٤ ـ الكواكب
الثواقب.
٥ ـ إشراق
النيّرين.
٦ ـ العشرة
الكاملة.
٧ ـ ألف
الاِنسانية.
٨ ـ ينبوع
الحياة ، لبابا أفضل الكاشاني.
٩ ـ شرح رسالة
الطير لابن سينا ، والشارح : عمر بن سهلان الساوي.
نسخـة بخطّ فارسي جميل رائع ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي
عشر ، رقم ٢٠٠٥.
(٧٣٦)
رسائل الشيخ علي نقي ابن الشيخ أحمد الأحسائي
وهي ثلاث رسائل
..
أُولاها : في
علم الباري سبحانه وتعالى ، والدفاع عن والده ، والردّ على من نسبوا إلى والده : إنّ
الله لا يعلم بالأشياء قبل إيجادها.
الثانية : في
تفسير قوله تعالى : (فكان قوب قوسين أو
أدنى) .
الثالثة : في
إثبات المعاد الجسماني ، والذبّ عن والده ؛ إذ اتّهموه بإنكار ذلك.
والظاهر أنّ
الأُولى بخطّه ، فرغ منها في الليلة التاسعة من شهر جمادى الأُولى سنة ١٢٣٨ ، والأخيرتان
بخطّ محمّـد ولي ، وتاريخ فراغ الكاتب سنة ١٢٠٦ ، وهو سهو جزماً ، ومجموعها ٩٣
ورقة ، مقاسها ١٤ * ١٩ ، تسلسل ٣٦٢ ، تأتي كلّ منها في محلّها.
____________
(٧٣٧)
رسائل الشيخ لطف الله الميسي
هي مجموعة
قيّمة من رسائل العلاّمة الفقيه ، الورع الجليل ، الشيخ لطفالله بن عبـد الكريم بن
إبراهيم بن علي بن أحمد الميسي العاملي ، المتوفّى سنة ١٠٣٢ هـ ، وهو من أحفاد
المحقّق الشيخ علي بن عبـد العالي الميسي العاملي.
١ ـ ماء
الحياة.
٢ ـ رسالة في
مَن مات عن زوجة وأولاد ثمّ مات أحد الأولاد ثمّ تنازع الورثة في أنّ الأب مات قبل
أو الابن.
٣ ـ رسالة في
الجواب عن عدّة اعتراضات وجّهت إليه.
٤ ـ رسالة في
الجواب عن بعض الشبه والاعتراضات وجّهت إليه في بعض ألفاظ عقد نكاح صدر منه في
مجلس.
٥ ـ رسالة في
الجواب عن اعتراضات بعض معاصريه في حاشيته على شرح الشرائع للشهيد الثاني.
٦ ـ رسالة في
شرح حديث مشكل في الاستحاضة.
٧ ـ رسالة في
إثبات الخيار للمشتري إذا أخّر البائع تسليم المبيع ؛ ألّفه انتصاراً للسـيّد
الداماد ، ومحاكمة بينه وبين من خالفه في ذلك.
٨ ـ رسالة في
أن المتنجّس يطهر بالتبخير والتقطير ؛ ردّاً على مَن خالف في ذلك.
٩ ـ رسالة في
مَن اعتق شقصاً من مملوك مختصّ أو مشترك.
١٠ ـ رسالة في
عدم التداخل في الأغسال.
١١ ـ رسالة في
تحريم الاستنجاء بالطعام ؛ انتصاراً للمحقّق الكركي ، ودفاعاً عنه.
١٢ ـ رسالة في
ثبوت الهلال بالشياع وثبوت الشياع بالبينة.
١٣ ـ الوثاق
والعقال في إثبات الخيار للصغير بعد البلاغ إذا عقد عليه الولي بأقلّ من مهر
المثل.
وهذه المجموعة
القيّمة الفريدة إن لم تكن كلّها بخطّه فإنّ بعضها بخطّه جزماً ، ١٣٨ ورقة ، رقم
١٩٨٨.
(٧٣٨)
الرسائل والمسائل
فارسي.
للمولى أحمد بن
محمّـد مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني.
فرغ منه
المؤلّف في ضحوة يوم الجمعة ثامن وعشرين ذي الحجة سنة ١٢٣٠.
نسخـة كتبت في عهد المؤلّف ، فرغ الكاتب من بعضها في رجب سنة
١٢٣٧ ، في ١٤١ ورقة ، رقم ٧٨١.
(٧٣٩)
رسائل الهمم العليا في جواب مسائل الرؤيا
للشيخ أحمد بن
زين الدين بن إبراهيم بن صقر الأحسائي ، المتوفّى سنة ١٢٤١.
وقد كُتب في
ترجمة حياته كتابان بالفارسية ، أحدهما للأُستاذ مرتضى المدرّسي الچهاردهي ، والثانية
...
وهذه الرسالة
أو العجالة هي في حلّ مسألتين ؛ رأى شيخه ، الشيخ حسين العصفوري (وقد أطراه
كثيراً) في عالم الرؤيا أنّ والده الشيخ محمّـد وقد ناول ابنه الشيخ أحمد أربع
مسائل ليوصلها إلى أخيه الشيخ حسين العصفوري ، وقد أوصلها إليه فحفظ منها اثنين :
إحداها : في
القرعة ، وكيف تجعل الأعلى أسفل والأسفل أعلى؟! وكيف يتحوّل الذاتي عن ذاتيّته؟!
والأُخرى : هل
الظنون تدفع بالظنون؟ وهل الظنون تتولّد من الظنون؟
كتبها في حياة
أُستاذه الشيخ حسين ـ المتوفّى سنة ١٢١٦ ـ وقدّم مقدّمة في الرؤيا وأحاديثها
وتصحيحها.
أوّلها : «الحمد
لله الذي نور قلوب عباده المؤمنين ، وفتح عيون بصائرهم لمشاهدة الحقّ المبين ...».
نسخـة ضمن مجموعة من رسائله ، مكتوبة في حياته ، وهذه تبدأ من
ص ٣٧٤ إلى ص ٣٨٨ ، تسلسل ٦٩٣.
(٧٤٠)
رسالتان
للشيخ أحمد بن
زين الدين الأحسائي.
في بيان عقائده
وآرائه ، والدفاع عمّا اعتُرض به عليه.
تاريخ ثانيتهما
ثامن ذي القعدة سنة ١٢٤٠ ، أوردهما معاصره المعترض عليه كثيراً المولى محمّـد جعفر
الاسترآبادي الطهراني ـ المتوفّى سنة ١٢٦٣ ـ في كتابه حياة الأرواح بتمامهما وبنصّهما حرفياً ، ثمّ قال ماملخّصه : إنّ هذا
إمّا تأويل لِما صدر عنه سابقاً ؛ والتأويل لا يقبل منه ، بل هو مأخوذ بظواهر ما
صدر منه من دون قرينة ، أو إنّ هذا رجوع عمّا صدر منه وعمّا كان يعتقده سابقاً.
والرسالة
الأخيرة هذه كتبها قبل وفاته بسنة واحدة ؛ فإنّه توفّي سنة ١٢٤١.
نسخـة
من هاتين
الرسالتين في كتاب حياة
الأرواح للاسترآبادي
في الباب الخامس ، الذي هو في المعاد ، أُولاهما تبدأ من السطر الخامس من ص ٨٤ ، ممتازة
بخطّ أحمر فوقه ، وتنتهي بانتهاء السطر الثاني من ص ٨٦.
والثانية تبتدأ
من السطر الثالث من ص ٨٦ ، وتنتهي في السطر التاسع من ص ٨٧ ، تسلسل ١٣٠.
(٧٤١)
رسالة ابن زيدون
نسخـة بآخر ديوان الشريف المرتضى ، بخطّ السـيّد مصطفى بن
محمّـد حسين الحسيني العاملي ، رقم ٤٢٢.
(٧٤٢)
الرسالة الاستصحابية
للشيخ محمّـد
حسين النوري ، نزيل كرمانشاه.
نسخـة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة ، ولم يكملها بل بلغ
إلى التنبيه الأوّل من تنبيهات الاستصحاب ، وخطّه فارسي جيّد ، والرسالة عربية ، في
٣٠ ورقة ، تسلسل ١٩٢٤.
(٧٤٣)
رسالة الألوان
هكذا كتب
الناسخ على نسختنا ..
وإنّما هي
رسالة للمحقّق الطوسي نصير الدين ، أجاب فيها عن سؤال [تلميذه] نجم الدين الكاتبي [عمر
بن علي] القزويني ، المتوفّى سنة ٦٩٣ أو ٦٧٥ ؛ فقد سأله عن قول الشيخ الرئيس أبي
علي ابن سينا ، المتوفّى سنة ٤٢٨ : «إنّ الحرارة تفعل في الرطب سواداً وفي ضدّه
بياضاً ، والبرودة تفعل في الرطب بياضاً وفي ضدّه سواداً».
وكُتب في
الفهارس باسم : «رسالة في الجواب عن سؤال نجم الدين» ، وكذا ذكره الأُستاذ المدرّس
الرضوي في ما ألّفه ـ بالفارسية ـ عن حياة المحقّق الطوسي ، وأورده هناك في آثاره
برقم ٧٤ ، وذكر أنّ : «منه نسخة عتيقة في المكتبة الرضوية في مشهد ، وأُخرى بخطّ
السـيّد حيدر الآملي في تاريخ ٧٦١ في المكتبة المركزية بجامعة طهران».
نسخـة ضمن مجموعة فلسفية ، كتبت في القرن الحادي عشر بخطّ
فارسي جيّد ، بتواريخ مختلفة ، تاريخ بعض رسائلها سنة ١٠٥٨ ، وبعضها سنة ١٠٧٩ ، رقم
٥٩٧.
(٧٤٤)
رسالة بحث النسب
لعصام الدين
الاسفرائني.
أوّلها : «سبحانك
يا مَن لا شريك له ، بل لا نسبة بينه وبين ...».
نسخـة القرن العاشر ، ثاني رسالة في المجموعة رقم ١٥٠٠.
(٧٤٥)
رسالة بسيط الحقيقة كلّ الأشياء (؟!)
للشيخ أحمد بن
زين الدين الأحسائي ، المتوفّى سنة ١٢٤١.
ردّ فيها على
القائلين به ، وزيف هذا القول.
نسخـة ضمن مجموعة من رسائله ، مكتوبة بخطّ محمّـد إسماعيل
الشهير بـ : آقا بابا الاسترآبادي عام ١٢٣٤ ، رقمها ٢٣١.
(٧٤٦)
رسالة توحيد دهدار
أوّلها : «حمد
وسپاس بى قياس مر خداوندى را كه در مشكاة دل انسان چراغ ، ولكن ويسعني قلب عبدي
المؤمن ...».
مرتّبة على
مقدّمة وثلاثة فصول وخاتمة ، المقدّمة في بيان شرف الاِنسان وفضله.
نسخـة ضمن مجموعة من رسائله ، بخطّ فارسي جميل ، كتبها أحد
خطّاطي القرن الحادي عشر ، من الورقة ٢٢ ب إلى ٢٨ أ ، رقم ٢ / ٢٠٠٥.
(٧٤٧)
رسالة الجاحظ
هي رسالة
منسوبة إلى الجاحظ ، أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، الأديب البصري ، المتوفّى سنة
٢٥٥.
وهي في تفضيل
عليّ عليه السلام ، وإثبات إمامته ، وتقدّمه وتفضيله على غيره.
وجدها الشيخ
أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي ، المتوفّى سنة ٦٩٢ ، نسخت من مجموع الأمير أبي
محمّـد الحسن بن عيسى ابن المقتدر بالله ، فأدرجها كلّها في كتابه القيّم : كشف الغُمّة في معرفة
الأئمّة.
أوّلها : «هذا
كتاب من اعتزل الشك والظنّ والدعوى والأهواء ، وأخذ باليقين والثقة من طاعة الله
...».
آخرها : «فسقط
ابن عبّـاس وبقي أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، فهو أحقّ بالاِمامة لمّا اجتمعت
عليه الأُمّة ؛ لدلالة الكتاب والسُـنّة عليه».
نسخـة بخطّ بهاء الدين محمّـد بن محمّـد القارىَ ، كتبها بخطّ
نسخ جيّد على هامش مجموعة كلّها بخطّه ، كتبها في مكّة سنة ١٠٧٣ ، رقم ٣٧.
(٧٤٨)
رسالة الجاحظ
في تفضيل بني هاشم
منقولة من كتاب
كشف
الغُمّة للاِربلي علي
بن عيسى ، المتوفّى سنة ٦٩٢.
أوّلها : «اعلم
حفظك الله أنّ أُصول الخصومات معروفة ، وأبوابها مشهورة ...».
نسخـة بخطّ بهاء الدين محمّـد بن محمّـد القارىَ ، كتبها بخطّ
نسخ جيّد على هامش مجموعة كلّها بخطّه ، كتبها سنة ١٠٧٣ ، رقم ٣٧.
(٧٤٩)
الرسالة الحرفية
للسيّد الشريف
الجرجاني ، علي بن محمّـد ، المتوفّى سنة ٨١٦.
أوّلها : «اعلم
أنّ نسبة البصيرة إلى مدركاتها كنسبة البصر إلى محسوساتها ...».
نسخـة بخطّ شيخ علي بن محمّـد خان الرشتي اللاهيجي ، بآخر
مجموعة كلّها بخطّه ، فرغ منها ١٤ محرّم سنة ١٢٦٧ ، رقم ١٤٩.
نسخـة القرن العاشر ، بأوّل المجموعة رقم ١٥٠٠.
(٧٥٠)
رسالة حسنية
فارسـية.
نسخـة بخطّ نسخ جيّد ، بخطّ محمّـد الملقب : «آقا بابا» ، فرغ
منها في ٢٧ ربيع الأوّل سنة ١٢٢٨ ، بأوّل مجموعة رقم ١٢٩٤.
نسخـة بخطّ فارسي جيّد جميل ، كتبها محمّـد علي بن محمّـد
الآشتياني ، وفرغ منها سنة ١٢٥٨ ، بأوّلها لوحة ، وفي طرفيها أشعار فارسية ، في ٧٥
ورقة ، رقم ٣٤٩.
(٧٥١)
رسالة حسنية الجارية
وهي مناظرة
علمية ، ناظرت فيها جارية تسمّى : «حسنية» مع إبراهيم النظّام النيسابوري على عهد
هارون الرشيد في بلاطه وبحضرته ، وهي بأُسلوب روائي.
نسبها في رياض العلماء إلى الشيخ أبو الفتوح الرازي ، من أعلام القرن السادس
..
ثمّ إنّ المولى
إبراهيم عثر على نسختها في دمشق عام ٩٥٨ ، فحملها إلى إيران وترجمها إلى الفارسية
، والترجمة الفارسية مشهورة متداولة ، مطبوعة مع حلية المتّقين للعلاّمة المجلسي مراراً عديدة ..
وأمّا النصّ
العربي فهذه أوّل نسخة منه أعثر عليها ، على أنّه مختصر ملخّص وليس الموجود كلّه ؛
فإنّ الترجمة الفارسية أطول من هذا بكثير.
نسخـة بخطّ العلاّمة السـيّد عبـد الحي بن عبـد الرزّاق
الرضوي الكاشاني ، كتبها سنة ١١٤٥ ، وهي ناقصة الورقة الأُولى والموجود ٤ أوراق ، بأوّل
المجموعة رقم ٣٧.
(٧٥٢)
الرسالة الخلافية
رسالة فقهية
فارسية فتوائية.
للمحقّق
السبزواري ، المولى محمّـد باقر بن محمّـد مؤمن السبزواري ، المتوفّى سنة ١٠٩٠.
كتبها للشاه
عبّـاس الصفوي الثاني ، وهي في مقدّمة في معرفة الله ، ثمّ أبواب العبادات إلى
الاعتكاف.
نسخـة بخطّ محمّـد باقر بن محمّـد قلي السبزواري ، فرغ منها
في ١١ جمادى الأُولى سنة ١١٢٩ ، تقع في ١٠٣ أوراق ، مقاسها ١٢ * ٣ / ١٨ ، تسلسل
٦٢٢.
(٧٥٣)
رسالة دهدار
أوّلها : «وقت
اين نمود بى بود در بيان تنزلات حضرت وجود در مراتب موجود بطريق اجمال گره از رشته
مقال چنين گشود كه بموجب : (كنت كنزاً ...) واين ضعيف از قدوة العرفاء المتأخّرين
شيخ محمّـد چشتى قدس سره شنيده ...».
جاء في آخرها :
«تمّت هذه الفوائد بعون الله وتوفيقه».
نسخـة
بخطّ فارسي
جميل ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، بأوّل مجموعة من رسائله ، رقم ٢٠٠٥.
(٧٥٤)
الرسالة الذهبية
في الطبّ
[مشهورة بـ : طبّ
الاِمام الرضا عليه السلام ، يقال أنّه كتبها للمأمون العبّـاسي ، وهي في تعليم
حفظ صحّة البدن وتدبيره بالأغذية والأشربة والألبسة والأدوية الصالحة والفصد
والحجامة والسواك والحمّام والنورة ،
وغير ذلك.
قيل : إنّه
أوّل كتاب دوّن في الاِسلام في علم الطبّ وحفظ صحّة الأبدان ، ولكونه كذلك ؛ فقد
قدّره المأمون وقرّضه وأمر بكتابته بماء الذهب وسمّاه بـ : الذهبية. الذريعة ١٠ / ٤٦
رقم ٢٦٦.]
نسخـة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمّـد علي بن محمّـد صالح بن
علي الشيباني الشيرازي المكّي في مكّة المكرّمة على هامش المجموعة رقم ٣٧ ، وفرغ
منها ليلة ٢٧ شهر رمضان سنة ١٠٧٣.
(٧٥٥)
الرسالة الروحية
في : الروح ، والنفس
وأقسامها ، والعقل ، والحياة ومعانيها ، والفروق بينها ..
تنسب إلى سلطان
المحقّقين نصير الدين الطوسي ، محمّـد بن محمّـد ابن الحسن الطوسي ، المتوفّى سنة
٦٧٢.
نسخـة ضمن مجموعة من رسائل الشيخ أحمد الأحسائي ، كتبت سنة
١٢٣٤ ، برقم ٢٣١.
(٧٥٦)
الرسالة السهوية
للشيخ المفيد
أبي عبـد الله محمّـد بن محمّـد بن النعمان المفيد ، المتوفّى سنة ٤١٣.
كتبها في مبحث
سهو النبيّ صلى الله عليه وآله ، واستدلّ على نفي ذلك ، وردّ فيه
على الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّـد بن علي بن موسى بن بابويه القمّي ، المتوفّى
سنة ٣٨١.
نسخـة بخطّ هذا الجاني عبـد العزيز بن جواد الطباطبائي اليزدي
، كتبتها في سامراء في مكتبة المرحوم الحجّة ميرزا محمّـد الطهراني في رجب عام
١٣٦٨ ، وهي ضمن مجموعة أوّلها نفحات
اللاهوت للمحقّق
الكركي ، تسلسل ٧٨٧.
(٧٥٧)
رسالة عرفان
«فوائد سعد الدين الكاشغري»
فارسية ، عرفانية.
نسخـة ضمن مجموعة من رسائل المولى عبـد الرحمن الجامي ، بخطّ
فارسي جميل ، تاريخها سنة ٨٨١ ، رقمها ١٤٨٢.
(٧٥٧)
رسالة عرفانية
أوّلها :
«أقول وروح
القدس ينفث في نفسي
|
|
فإنّ وجود
الحقّ من عدد خمس
|
اعلم أنّ
العوالم الكلّية خمسة : الأوّل : عالم اللاهوت ...».
وهي فارسية
ممزوجة بالعربية.
نسخـة ضمن مجموعة عرفانية ، بخطّ الخطّاط إسماعيل المراغي ،
والمجموعة كانت في خزانة صدر السلطنة ، رقم ١٥١٥.
(٧٥٩)
رسالة عرفانية
رسالة عرفانية
فلسفية فارسية.
للحكيم العارف
غياث الدين حسام الدين بن يحيى اللاهيجاني ، من أعلام القرن الحادي عشر ظاهراً ؛ إذ
أنّها ضمن مجموعة رسائل كلّها له بخطّ كاتب واحد.
أوّله : «بر
رأى اولوا الالباب مخفي وپوشيده نخواهد بود كه اصحاب ايقان وارباب عرفان بسا مراتب
حقايق را در لباس مثال وجلباب خيال ...».
أدرج فيها
أُسطورة مصري يسمّى : ماهان ، وشرح الأُسطورة شرحاً فلسفياً ، وهي نظير قصّة حي بن
يقظان.
نسخـة بآخر مجموعة من رسائل حسام الدين بن يحيى اللاهيجي ، والظاهر
أنّ هذا أيضاً له ، وكلّها بخطّ الشيخ محمّـد بن محمود الموركلائي المازندراني ، ولعلّه
من تلامذة المؤلّف ، فرغ من كتابة بعضها سنة ١٠٩٠ ، وهي ناقصة الآخر ، رقم ٥٦٦.
(٧٦٠)
رسالة عرفانية
فارسية.
أوّلها : «مشهود
راى محبت اقتضا انكه صاحب رأى صائب وفكر
ثاقب كه ديده بصيرتش بكحل الجواهر تأييد ربانى يافته واشعه نيّر توفيق بر
منظر انتباه ومطرح استشعارش تافته داند وبنيه كه غرض تنزل غيب هويت بعالم شهود
تحقق وجود انسان است ...».
نسخـة بخطّ نسخ جيّد جميل ، بآخر مجموعة عرفانية ، كتابة
القرن الثالث عشر ، رقم ٧٠٨.
(٧٦١)
الرسالة الفتحية في الأعمال الجيبية
في العلوم
الغريبة ، في عشرين باباً.
نسخـة ناقص من أوّلها ورقة ، وتاريخها سنة ١١٣٣ ، وعليها بعض
الحواشي للسـيّد محمّـد علي الفسوي الحسيني بخطّه ، ومعها مفتاح المنجّمين ، رقم ١٣٢٠.
(٧٦٢)
الرسالة الفخـرية في معرفة النيّة
تأليف : فخر
المحقّقين ، الشيخ فخر الدين أبو طالب محمّـد بن الحسن بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى
سنة ٧٧١.
كتبها لبعض
الأجلّة.
نسخـة
بآخر كتاب المقنعة للشيخ المفيد ، ومعها : «رسالة في الكبائر» ، وهي غير
مؤرّخة إلاّ أنّها من كتابة القرن العاشر ، وصحّحها بعض أعلام القرن الحادي عشر ، وكتب
في آخرها : «تمّ يوم الأحد الثاني عشر
من شهر شعبان من شهور سبع وسبعين بعد الألف من الهجرة ، على الهاجر مائة
ألف تحية» ..
في ٩ أوراق ، بقطع
٥ / ١٤ * ٢٥ ، تسلسل ٦٤١.
وللمولى محمّـد
جعفر الشريعتمدار الاسترآبادي ، المتوفّى سنة ١٢٦٣ ، كتاب الاِشارات إلى كيفية
النيّة في العبادات.
(٧٦٣)
رسالة فلسفية
فارسية.
أوّلها : «حمد
بى حد مرا حدى را كه گرد ثنويت گرديد پرده عزت وحدش راه نيافته ... وبر آل واصحاب
كرام ... اما بعد بدانكه همچنانكه تمايز علوم باعتبار تمايز موضوعاتست همچنين
شرافت علم ومعرفت نيز باعتبار شرافت معلومات ومعرفاتست بى علم حكمت الهى ... ودر
آن علم بسائلى عزيزى از محرر اين رساله سلطان حسين گيلانى نور بصريه التماس تحرير
آن ان نموده است ... مرتب بر ده فصل گردانيد ... فصل اول در اثبات واجب الوجود
بالذات ، فصل دوم در اثبات توحيد ، فصل سوم در اثبات انكه از واحد از جميع جهات ...
فصل چهارم در بيان انكه صادر اول حادث بالذات است ، فصل پنجم در بيان كيفية صدور
ممكنات ، فصل ششم در بيان عدد عقول ، فصل هفتم در اثبات احتياج معلول در بقاء ...».
وهو من أصحابنا
؛ ينقل عن صدر الدين الشيرازي ، وعن صاحب المدارك.
نسخـة ناقصة من آخرها ورقة أو اكثر ، كتابة القرن الثاني عشر
، ضمن المجموعة رقم ١٩٧١.
(٧٦٤)
رسالة في الاجتهاد والتقليد
للشيخ عبـد
اللطيف بن علي الجامعي.
أوّله : «أمّا
بعد حمد الله على نواله ، والصلاة على أشرف رسله سيّدنا محمّـد وآله ...».
وهو نقد لكلامٍ
للشيخ حسن نجل الشهيد الثاني ـ صاحب المعالم ـ في مبحث الاجتهاد والتقليد.
نسخـة كتبها أحمد بن حاجي محمّـد ، فرغ منها في عصر يوم الأحد
تاسـع عشـر شـوّال سـنة ١٠٩٤!؟ [كذا في الأصل] ، ضمن المجموعة رقم ٦٢٧.
(٧٦٥)
رسالة في الاحتكار
للعلاّمة الشيخ
أبو القاسم بن محمّـد تقي الغروي الأُردوبادي النجفي ، المتوفّى في ٥ شعبان سنة
١٣٣٣.
أوّلها : «الاحتكار
لغة : حبس الطعام ، وفي النهج في كتابه إلى مالك الأشـتر ...».
نسخـة
الأصل بخطّ
المؤلّف ، ضمن مجموعة كبيرة من رسائله كلّها بخطّه ، من الورقة ٨٨ ـ ٨٩ ، رقم ١٠ /
٢٠٤٨.
(٧٦٦)
رسالة في الأحراز والأدعية والعوذ والرقى
مرتّب على
أبواب.
أوّله : «اللّهمّ
إنّي أسألك باسمك المكنون ...».
لمعرفة السارق
، لقطع اللسان ، لأنواع المؤذيات ، باب لدفع الأجنة ، باب إذا تعسّرت المرأة ، باب
رجوع الآبق.
ينقل فيه عن مصباح الكفعمي.
نسخـة بخطّ نسخ خشن جيّد ، كتبها أقلّ الكتّاب علي ابن الحاج
محمّـد بن رمضان القطيفي ، فرغ منها ١٦ رجب سنة ١٣٥٨ ، في ٢٣ ورقة ، ضمن المجموعة
رقم ٨٥٩ ، من الورقة ٢٩ ـ ٥١.
(٧٦٧)
رسالة في إحصاء آي القرآن
وكلماته وحروفه
وإحصاء تعداد كلّ حرف من الحروف ، مثلاً : حـرف «الألف» تكرّر ذكره مائة ألف
وثمانية وأربعون ألف وثمانمائة مورد ، وكذا سائر الحروف ، وهي تأليف بعض المحقّقين
، كما جاء في آخـرها.
نسخـة
قديمة ملحقة
بكتاب معاني
الأخبار ، بخطّ أحمد
بن محمّـد ابن أحمد بن وليد ، تسلسل ٤٧٨.
(٧٦٨)
رسالة في الأعداد
فارسية ، في
العلوم الغريبة!
تأليف : خسرو
بن محمّـد علي رنگي.
أوّلها : «الحمد
لله الذي خلق الأشياء ذا[ت] خواص رحمة للعباد ...».
نسخـة مكتوبة بتعليق جيّد سنة ١٣٠٥ ، وقبلها «رسالة في الرمل»
للمحقّق الطوسي ، رقم ٣٥٧.
(٧٦٩)
رسالة في أنّ كلام الله عبارة عن اللفظ والمعنى
لصاحب المواقـف ، [القاضي عضـد الدين الأيجي ، المتوفّى سنة ٧٥٦ هـ].
أوّله : «استقرّ
رأي صاحب
المواقف على أنّ كلام
الله عبارة عن اللفظ والمعنى ، وكتب فصلاً مفرداً من غير أن يلحقه بشيء من تصانيفه
، فقال : اعلم أنّ الأصحاب لمّا رأوا اجتماع النتيجتين المتنافيتين ...».
نسخـة ضمن مجموعة بخطّ يحيى بن محمّـد شفيع الأصفهاني ، كتبها
سنة ١٢٧٨ ، رقم ٧٢٢.
(٧٧٠)
رسالة في أنّ موضوع الطبيعي : الجسم
في أنّ موضوع
الطبيعي : الجسم ، من حيث يتحرّك ويسكن.
لمجب الله
البهاري ، صاحب سلم
العلوم.
أوّلها : «اعلم
أنّهم ذهبوا إلى أنّ موضوع الطبيعي : الجسم ، من حيث يتحرّك ويسكن ، وها هنا إشكال
مشهور ...».
نسخـة
بخطّ السـيّد
محمّـد يوسف بن هادي بن محمّـد جان ، كتبها في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة
منطقية بخطّه ، رقم ٢٠٠٩.
للموضوع صلة ...
السـيّد علي حسـن مطر
اثنان وأربعون ـ مصطلح اسم الاِشارة
* لغةً :
الاِشارة
: مصدر الفعل (أشارَ) ، وهو مستعمل لغة في عدّة معانٍ ؛ إذ
يقال : «أشار الرجلُ يشير إشارةً : إذا أومأَ بيديه ... وأشار عليه بالرأي ، وأشار
يشير إذا ما وجّه الرأي ... وأشار النارَ ... دَفعها» .
وسيتّضح أنّ
أوفق المعاني اللغوية بالمعنى الاصطلاحي النحوي هو المعنى المأخوذ من الاستعمال
الأوّل للفعل ، بمعنى : الاِيماء.
* اصطلاحاً :
عبَّر النحاة
القدماء عن اسم الاِشارة بـ : (الاسم المبهم) ، وذكر بعضهم اسم الاِشارة في معرض
التعريف بهذا الاسم.
قال سيبويه (ت
١٨٠ هـ) : «وأمّا الأسماء المبهمة ، فنحو : هذا وهذهِ
____________
وهذان وهاتان وهؤلاء ... وإنّما صارت معرفة لأنّها صارت أسماء إشارة إلى
الشيء دون سائر أُمّته» .
وقال المبرّد
(ت ٢٨٥ هـ) : «ومن الأسماء : المبهمة ، وهي التي تقع للاِشارة ، ولا تخصّ شيئاً
دون شيء ، وهي : هذا ، وهذاك ، وأُولئك وهؤلاء ونحوه» .
ويلاحظ
: أنَّ المبرّد جعل (المبهم) عنواناً لكلّ من اسم الاِشارة
والاسم الموصول ، وتابعه على ذلك كثير من النحاة بعده .
وممّا ذكروه في
علّة تسمية هذه الأسماء بالمبهمات : «أنّها لا يشار بها إلى شيء فيقتصر بها عليه
حتّى لا تصلح لغيره ، ألا ترى أنّك كما تقول : ذا زيدٌ ، تقول : ذا عمروٌ؟! بل
وينتقل هذا الاسم في الاِشارة به إلى الأنواع المختلفة والأجناس المتباينة ؛ فتقول
: ذا فرسي ، وذا رمحي ، وذا ثوبي ... فيقع اسم الاِشارة كما ترى على هذه المختلفات
، ولا يختصّ بواحد منها دون آخر ، وهذه حقيقة الاِبهام» .
وقد عبّر ابن
السرّاج (ت ٣١٦ هـ) عن اسم الاِشارة بأنّه : «الاسم
____________
الذي يُشار به إلى المسمّى» .
وعنونه الزبيدي
(ت ٣٩٧ هـ) بـ : «اسم المُشار إليه» .
واستعمل ابن
معطي (ت ٦٢٨ هـ) عنوان : «الاِشارة» .
وعبّر ابن
عصفور (ت ٦٦٩ هـ) بـ : «المُشار» .
واستعمل ابن
مالك (ت ٦٧٢ هـ) تعبيرين ، هما : «المُشار به» ، و «ذوالاِشارة» .
وأوّل من وجدته
يستعمل عنوان : (اسم الاِشارة) هو ابن جنّي (ت ٣٩٢ هـ) ؛ قال : «وأمّا أسماء
الاِشارة : فـ (هذا) للحاضر ، والتثنية في الرفع (هذان) وفي الجرّ والنصب (هذين)
...» ، ثمّ شاع استعماله بعد ذلك بالتدريج.
ولمّا كانت
أسماء الاِشارة محصورة عدداً ، لم يهتمَّ النحاة بصياغة حدٍّ لاسم الاِشارة ، واكتفى
أغلبهم في مقام التعريف به بتعداد أفراده ، أو ذكر نماذج منها.
وأوّل من وجدته
يعرّف اسم الاِشارة ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) ؛ قال : هو : «ما وضع لمُشار إليه» ..
____________
وقد تابعه
الأشموني (ت ٩٠٠ هـ) على هذا التعريف ..
وقال الرضيّ في
شرحه
: «فإن قلت : المضمرات
وجميع المظهرات ، وخاصّة ما فيه لام العهد ، داخلة في الحدّ ؛ لأنّ المضمر يُشار
به إلى المعهود عليه ، والمظهرات إن كانت نكرة يشار بها إلى واحد من الجنس غير
معيّن ، وإن كانت معرفة فإلى واحد معيّن.
فالجواب : إنّ
المراد بقولنا : (مُشار إليه) : ما أشير إليه إشارة حسيّة ، أي بالجوارح والأعضاء
، لا عقلية ، والأسماء المذكورة ليست كذلك ؛ فإنّها للمُشار إليه إشارة عقلية
ذهنية ، فلم يحتج في الحدّ إلى أن يقول : المُشار إليه إشارة حسيّة ؛ لأنّ مطلق
الاِشارة حقيقة في الحسيّة دون الذهنية» .
وقال الجامي :
«فلا يرد ضمير الغائب وأمثاله ؛ فإنّها للاِشارة إلى معانيها إشارة ذهنية لا حسيّة
، ومثل : (ذلكم الله ربّكم) ـ ممّا ليس الاِشارة إليه حسيّة ـ محمول على التجوّز» .
وقد ردّ ابن
الحاجب إشكال الدور عن تعريفه هذا ، بأنّ : «المحدود : ما يقال له في اصطلاح
النحاة : اسم الاِشارة ، وقولنا [في الحدّ] : (المُشار إليه) أراد به الاِشارة
اللغوية لا الاصطلاحية ، ومفهوم الاِشارة اللغوية غير محتاج إلى الاكتساب ، ولا
تتوقّف معرفته على معرفة المحدود ... حتّى يلزم الدور» ..
____________
وعقّب عليه
الرضيّ بملاحظتين :
أولاهما
: إنّ هذا الردّ لا يدفع الاِشكال ؛ لأنّ الاِشارة في قوله
: (أسماء الاِشارة) لغوية أيضاً ؛ إذ معناه : الأسماء التي بها تحصل الاِشارة
اللغوية ، كما أنّ قوله : (مُشار إليه) لغوي.
والثانية
: إنّ الاِشكال غير وارد أصـلاً ؛ لأنّ الاِشارة جزء
المحدود ، ولا يلزم من توقّف المحدود على الحدّ وعلى كلّ جزء منه ، توقّف جزء
المحدود أيضاً عليهما ؛ إذ ربّما كانت معرفة ذلك الجزء ضرورية أو مكتسبة بغير ذلك
الحدّ .
وقد وردت هاتان
الملاحظتان في حاشية
الصبّان بنحو يوهم أنّ
أُولاهما للصبّان وثانيتهما للدماميني ، والحقّ سبق الرضيّ لذكرهما.
وعرّف ابن
عصفور (٦٦٩ هـ) اسم الاِشارة بأنّه : «ما عُلِّق في أوّل أحواله على مسمّىً بعينه
في حال الاِشارة إليه» .
وقوله : (في
حال الاِشارة إليه) احتراز من دخول بقيّة المعارف.
وعرّفه ابن
مالك (ت ٦٧٢ هـ) بأنّه : «ما وُضع لمسمّىً ، وإشارة إليه» كى ..
وتابعه عليه
ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) ، والأزهري (ت ٥٠٩ هـ) ..
____________
وقال السلسيلي
في شرحه : «ما وُضع لمسمّىً : جنس يشمل كلّ ماوُضع لمسمّىً ، وإشارة إليه ، خرج
بذلك ما سوى اسم الاِشارة» .
وقال ابن
الناظم في تعريفه : «ما دلّ على حاضر أو منزّل منزلة الحاضر ، وليس متكلّماً ولا
مخاطباً» .
وعرّفه جمال
الدين الفاكهي بأنّه : «اسم مظهر دلّ بإيماءٍ على حاضر أو منزّل منزلته» ..
وقال في شرحه :
«(دلّ بإيماءٍ) أي : إشارة (على) اسمِ (حاضرٍ) حضوراً عينيّاً أو ذهنيّاً ، نحو : (تلك
الجنّة) ، (أو) على اسمِ (منزّلٍ منزلته) أي : [منزلة] الحاضر ،
كقوله : أولئك آبائي فجئني بمثلهم» .
* * *
____________
ثلاث وأربعون ـ مصطلح الاسم الموصول
* لغةً :
الموصول : اسم
مفعول من الفعل (وَصَلَ) المتعدّي ، ذلك أنّ هذا الفعل يُستعمل لغةً متعدّياً تارة
ولازماً أُخرى ؛ يقال : «وَصَل الشيءَ بالشيءِ يصِلُه وصْلاً وصِلَةً ... [ويقال]
: وصَل الشيءُ إلى الشيءِ وصولاً ... انتهى إليه وبَلَغه» .
وسوف تتّضح من
خلال البحث المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي.
* اصطلاحاً :
وأقدم من وجدته
يستعمل الموصول بمعناه الاصطلاحي هو المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) ؛ إذ عقد باباً بعنوان : (باب
الصلة والموصول) ، وقال فيه : «إنّ الصلة موضحة للاسم ، فلذلك كانت في هذه الأسماء
المبهمة ، ألا ترى أنّك لو قلت : جاءَ الذي ، أو : مررت بالذي ، لم يدلّك ذلك على
شيء حتّى تقول : مررتُ بالذي قام ، فإذا قلت ذلك وضعت اليد عليه؟» .
وعبّر
الرمّانـي (ت ٣٨٤ هـ) عن اسم الموصـول بـ : «الاسم الناقص» .
____________
وأسماه ابن
الأنباري (ت ٥٧٧ هـ) بـ : «اسم الصلة» .
والملاحـظ
: أنّ سيبويـه وإن لـم يضـع عنواناً خاصّاً للأسماء
الموصولة ، إلاّ أنّه سجّل في كتابه : أنّ هذه الأسماء تتميّز بحاجتها إلى الصلة ، التي عبّر عنها في موضع آخر بـ : الحشـو .
وقال الزبيدي
(ت ٣٧٩ هـ) في التعريف بالاسم الموصول : «اعلم أنّ من الأسماء ما لا يتمّ بنفسه
حتّى يوصل بغيره ، فيكون اسماً ، فمنها : الذي والتي ... ولا بُدّ أن يكون في
الصلة ذِكر من الموصول يرجع إليه ويتعلّق بـه» ، ومراده بالذِكر ما اصطلح على تسميته في ما بعد بـ : (الضمير
العائد).
وعرّفه
الرمّاني في موضع بأنّه : «الذي يحتاج إلى صلة» ، وفي موضع آخر بأنّه : «الذي لا يقوم بنفسه في البيان
، نحو : الذي ومن وما» ؛ ولأجل ذلك أسماه بـ : «الاسم الناقص» ، في قبال «الاسم التامّ ، وهو الذي
يقوم بنفسه في البيان عن معناه» .
وقال ابن
بابشاذ (ت ٤٦٩ هـ) عن الأسماء الموصولة : هي التي «لاتتمّ إلاّ بصلة وعائد» ، أي : التي لا تحصل دلالتها على معناها إلاّ بهما.
____________
وعرّفه
الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) بأنّه : «ما لا بُدَّ له في تمامه اسماً من جملة تردفه من
الجمل التي تقع صفات ، ومن ضمير فيها يرجع إليه ، وتسمّى هذه الجملة صلةً ، ويسمّيها
سيبويه الحشو ، وذلك قولك : الذي أبوه منطلق» ..
«وقوله : (من
الجمل التي تقع صفاتٍ) ، يريد : من الجمل التي توضّـح وتبيّن ، وهي الجمل
المتمكّنة في باب الخبر» .
وعرّفه ابن
الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) بقوله : «الموصول : ما لا يتمّ جزءاً إلاّ بصلةٍ وعائد» .
قال ابن هشام :
«ومعناه : إنّك إذا قلت : قامَ الذي ، فلا تتمّ فاعلية (الذي) إلاّ بقولك : قام
أبوه ، أو : خرج أخوه ، ونحو ذلك ، وهذا الحدّ حسـنٌ ، وهو أوْلى من قولِ الزمخشري
: ما لا يتمّ اسماً إلاّ بصلة وعائدٍ ؛ فقد ردّ أبو عمروٍ بأنّ : (الذي) ثابت
الاسمية في نفسه مع قطع النظر عن الصلة» .
وقال الرضيّ في
شـرحه : «انتصابُ (جزءاً) على أنّه خبر (يتمّ) ؛ لتضمّنه معنى
(يصيرُ) ... فمعنى يتمّ جزءاً : يصير جزءاً تاماً ... أي : يصير جزء الجملة ، ونعني
بجزء الجملة : المبتدأ والخبر والفاعل ، وجميع الموصولات لا يلزم أن تكون أجزاء
الجمل ، بل قد تكون فضله ، لكنّه أراد أنّ الموصـول هو الذي لو أردت أن تجعله جزء
الجملة لم يمكن إلاّ بصلةٍ
____________
وعائد ... أي : ضمير يعود إليه ؛ قال : هو احتراز عمّا يجب إضافته إلى الجملة كـ : (حيثُ
وإِذ) ؛ فإنّه لا يتمّ إلاّ بالجملة أيضاً ، وليس موصولاً في الاصطلاح» .
وقال ابن مالك
(ت ٦٧٢ هـ) في تعريف الاسم الموصول : هو «ماافتقر أبداً إلى عائدٍ أو خَلَفِه
وجملة صريحة أو مؤوّلة غير طلبية ولاإنشائية» ..
وذكر السلسيلي
في شـرحه
: «ما افتقر
إلى عائد ، احترز به من : حيثُ وإذ وإذا ؛ فإنّها تحتاج إلى جملة ولم تحتج إلى
عائد.
واحـترز بقوله
: (أبداً) من النكرة الموصوفة بجملة ؛ فإنّها حال وصفها بها تحتاج إلى ما ذكر ، لكن
الموضع بحقّ الأصالةِ لمفرد تؤوّل الجملة به ؛ فالافتقار إلى المفرد لا إلى الجملة
، وإنْ صدقَ في الظاهر أنّها تفتقر إلى الجملة ، لم يصدق أنّها تفتقر أبداً ، ويغني
ذكر المفرد عنها أو خَلَفه ...
والمراد بـ : (الجملة
الصريحة) : كالتي مركّبة من فعل وفاعل ، أو من مبتدأ وخبر ، والمراد بـ : الجملة
المؤوّلة : الظرف والجار والمجرور.
وقوله : (غير
طلبيّة) ؛ لأنّ المقصود بالصلة توضيح الموصول ، والطلبية لم يتحصّل معناها بعد ...
و (لا إنشائية)
؛ قال المصنّف : لأنّ معناها مقارنٌ لحصول لفظها ،
____________
فلا يصلح وقوعها صلة» .
وعقّب أبو
حيّان على ما يُستفاد من عبارة ابن مالك من تقسيم الجملة إلى خبرية وطلبية
وإنشائية بأنّ : «في ما قاله نظراً ؛ لأنّ ليس إِلاّإنشائية وخبرية ، فهذا الذي
قسّمه إلى ثلاثة غير ما قالوه» .
والجديد في
تعريف ابن مالك : ذكره لقيد الدوام والتأبيد في حاجة اسم الوصول للصلة والعائد.
وقوله : (أو
خَلَفه) ، تنبيهاً إلى أنّ ربط الموصول بجملة الصلة يحصل أحياناً بالاسم الظاهر لا
الضمير ..
قال الأشـموني
(ت ٩٠٠ هـ) الذي أخـذ بهذا التعريف في شـرحه للألفية : «وقوله : (أو خلفه) ، لاِدخال نحو قوله :
سعادُ التي
أضناك حبُّ سعاداوإعراضُها عنكَ استمرَّ وزادا
... ممّا وردَ
فيه الربط بالظاهر» .
وقال الصبّان :
«إنّ العائد هو الضمير ، وخَلَفُه هو الاسم الظاهر ... ومن اقتصر على العائد أراد
مطلق الرابط» .
وعرّفه ابن
الناظم (ت ٦٧٦ هـ) بأنّه : «ما افتقر إلى الوصل بجملة معهودة ، مشتملة على ضمير
لائق بالمعنى» ..
فقيّد جملة
الصلة بكونها : (معهودة) ، للتمييز بين الاسم الموصول
____________
وبين النكرة الموصوفة بجملة ؛ ذلك أنّ الاسم الموصول إنّما كان من جملة
المعارف «لأنّه موضوع على أن يستعمله المتكلّم به في معلوم عند المخاطب بواسطة
جملة الصلة ، ومن أجل هذا تجدهم يشترطون في جملة الصلة أن تكون معهودةً للمخاطب ، بخلاف
الجملة التي تقع صفة للنكرة ، فإنّهم لم يشترطوا فيها ذلك ، فإذا قلت : لقيتُ مَنْ
ضربتُه ، فإذا اعتبرت (مَن) موصولة ، كان المعنى : لقيتُ الشخص المعروف عندكَ
بكونك قد ضربته ، وإن اعتبرت (مَن) موصوفة ، كان المعنى : لقيت شخصاً موصوفاً
بكونه مضروباً لك ، فتخصّص الموصول بالوضع ، وتخصّص الموصوفة طارىَ» .
وعرّفه ابن
هشام (ت ٧٦١ هـ) بتعريفين :
* أوّلهما : «هو الاسم المفتقر إلى صلةٍ وعائد» ، وهو بهذا يقتصر في تعريفه على بيان الركنين
الأساسيّين له ، ويترك ذكر تفاصيلهما إلى شرح التعريف.
* وثانيهما : «ما افتقر إلى الوصل بجملة خبرية أو ظرف أو مجرور
تامّين أو وصف صريح ، وإلى عائدٍ أو خَلَفه» .
وشرحه قائلاً :
إنّ الظرف والجار والمجرور الواقعين صلةً «شرطهما أن يكونا تامّين ، وقد اجتمعا في
قوله تعالى : (وله مَن في السماواتِ والأرضِ ومَن
عندَه لا يستكبرون عن عبادته) ..
____________
واحترزت بـ : (التامّين)
من الناقصين ، وهما اللّذان لا تتمّ بهما الفائدة ؛ فلا يقال : جاء الذي اليومَ ، ولا
: جاءَ الذي بكَ» .
وأمّا تقييده
الوصف بكونه صريحاً ، فمراده : أن يكون «خالصاً من غلبة الاِسميّة ؛ [فإِنّ] هذا
يكون صلة للألف واللام خاصّة ، نحو : الضارب والمضـروب» .
وقال الأزهري
(ت ٩٠٥ هـ) في تعريف الاسم الموصول : «ما افتقر إلى الوصلِ بجملة خبريّة أو ظرف أو
مجرور تامّين وإلى عائد» .
* * *
____________
أربع وأربعون ـ مصطلح التنازع
* لغةً :
للتنازع في
اللّغة عدّة معانٍ ، منها :
١ ـ التخاصم ، وتنازعَ
القومُ : تخاصموا.
٢ ـ التجاذب ، والمنازعة
في الخصومة : مجاذبة الحجج في ما يتنازع فيه الخصمان.
٣ ـ التعاطي ، وقوله
تعالى : (يَتَنازَعونَ فيها كَأْساً لا لَغْوٌ فيها
وَلأتَأْثيمٌ) ، أي : يتعاطون ، والأصل فيها : يتجاذبون.
* اصطلاحاً :
التنازع من
المباحث النحوية المعقّدة ، وإذا تحرّينا التوضيح والتبسيط ، قبل الدخول في تفاصيل
البحث ، قلنا : إنّ مرادهم بالتنازع زيادة عدد العوامل في الكلام على عدد
المعمولات ..
ففي مثل قولنا
: (ضربتُ وضربني زيدٌ) ، هناك فعلان يتنازعان العمل في (زيد) ، أوّلهما يقتضي نصبه
مفعولاً ، والثاني يقتضي رفعه فاعلاً ، وقد اتّفق النحاة على جواز إعمال أحد
الفعلين فقط على نحو التخيير في لفظ (زيد) ، وإعمال الآخر في ضميره.
وقد رجّح
البصريون إعمال الثاني ؛ لأنّه أقرب إلى المعمول كما في
____________
المثال ، ورجّح الكوفيون إعمال الأوّل ؛ لأنّه أسبق ذكراً ، فيقال على
رأيهم : (ضربت وضربني زيداً).
والملاحظ
: أنَّ النحاة طرحوا هذا البحث أوّل الأمر ، دون أن يجعلوا
له عنواناً اصطلاحياً معيّناً ، ثمّ استعملوا كلمة «الاِعمال» عنواناً له ، قبل أن
يستقرّ بناؤهم على استعمال مصطلح «التنازع» ..
قال سيبويه (ت
١٨٠ هـ) : «هذا باب الفاعلين والمفعولين اللّذين كلّ واحد منهما يفعل بفاعله مثل
الذي يَفْعَلُ بهِ ، وما كان نحو ذلك ، وهو قولك : ضربتُ وضربني زيدٌ ، وضربني
وضربتُ زيداً ، تحملُ الاسم على الفعل الذي يليه ، فالعامل في اللفظ أحدُ الفعلين
، وأمّا في المعنى فقد يعلم أنَّ الأوّل قد وقع ، إلاّ أنّه لا يعمل في اسم واحدٍ
نصب ورفع» .
وقوله : «وما
كان نحو ذلك» إشارة إلى أنّ بحث التنازع لا يختصّ بما إذا كان العامل فعلاً ، بل
يشمل ما يعمل عمل الفعل من الأسماء ، كما سيتّضح من خلال البحث.
وقوله : «أن
الفعل الأوّل قد وقع» يعني وقوعه على المعمول من جهة المعنى.
وقال المبرّد
(ت ٢٨٥ هـ) : «باب من إعمالِ الأوّل والثاني ، وهما الفعلان اللذان يعطف أحدهما
على الآخر ، وذلك قولك : ضربتُ وضربني زيدٌ ، ومررتُ ومرَّ بي عبـدُالله ...
فهذا اللفظ هو
الذي يختاره البصريون ، وهو إعمال الفعل الآخر في اللفظ ، وأمّا في المعنى ، فقد
يعلم السامع أنَّ الأوّل قد عمل كما عمل الثاني فحذف لعلم المخاطب ...
____________
ومَن أعملَ
الأوّل قال : ضربتُ وضربني زيداً ، وضربتُ وضرباني أخويك ؛ لأنّه أراد : ضربتُ
زيداً وضربني ، وضربتُ أخويك وضرباني» .
ويلاحظ
: أنّه استعمل كلمة «الاِعمال» أوّل مرّة ، ولكنّه لم
يطرحها عنواناً لبحثٍ كليّ ومفهوم عام ، يقوم بتوضيح حدّه وبيان تفاصيله ، وإنّما
قصر الكلام على بعض مصاديقه.
واستعمل مصطلح
«الاِعمال» ابن أبي الربيع الاِشبيلي (ت ٦٨٨ هـ) في شرحه على جمل الزجّاجي .
وتعرّض ابن
معطي (ت ٦٢٨ هـ) للتنازع في البحث الذي عقده لبيان أقسام تفسير الضمير ، ومنها
تفسيره بـ : «مفرد ، يجري بوجوه الاِعراب ، ويقع في عطف الفعل على الفعل ، [قائلاً]
: وحقيقة هذا الباب : أن يتنازع فعلان كلاهما اسماً واحداً .. فمذهب البصريّين في
هذا الباب أن يعطوا الظاهر للثاني ، والضمير للأوّل ، ولا يحذف إن كان مرفوعاً ، ويحذف
إن كان منصوباً أو مجروراً ... والكوفيون بعكسهم» .
ونلاحظ
هنا : أنّ ابن معطي يستعمل كلمة «يتنازع» التي ستمهّد لاشتقاق
كلمة «التنازع» وجعلها عنواناً للباب.
وقد عقّب ابن
أياز على قول ابن معطي : «أن يتناع فعلان» بأنّه : «لوقال عِوَض (فعلان) عاملان ، لكان
أجود ؛ لأنَّ العامل قد يكون فعلاً وغير فعل ، وهذا الباب غير مختصّ بالفعل ، بل
قد يكون في الاسمين ،
____________
كقول كثير : وعزَّة ممطولٌ مُعَنّىً غريمها ، وفي اسم وفعل ، كقوله سبحانه
: (هاؤم اقرؤوا كتابيه) » .
وأوّل من
استعمل كلمة «التنازع» عنواناً اصطلاحياً ، هو الشلوبين (ت ٦٤٥ هـ) ؛ إذ قال تحت
عنوان «باب التنازع» : «إذا تنازع فعلان معمولاً واحداً ، فالمختار إعمال الثاني ،
وإذا أعمل فيه الثاني حذف مع الأوّل نحو : ضربت وضربني الزيدون ، ما لم يكن
مرفوعاً ، نحو : ضرباني وضربت الزيدَين» .
ومثله عبارة
ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) في كافيته : «وإذا تنازع الفعلان ظاهراً بعدهما ...».
ويرد عليهما
نفس ما أورده ابن أياز على عبارة ابن معطي ، إلاّ أن يعتذر عنهما بما ذكره كلّ من
الرضيّ (ت ٦٨٦ هـ) ، والجامي (ت ٨٩٨ هـ) في شرحهما على كافية ابن الحاجب ..
قال الرضيّ : «واعلم
أنّه لو قال : الفعلان فصاعداً أو شبههما ليشمل اسم الفاعل والمفعول والصفة
المشبّهة ، نحو : أنا قاتل وضارب زيداً ، وليشمل أيضاً أكثر من عاملين ، نحو : ضربت
وأهنت وأكرمت زيداً ، لكان أعمّ ، لكنّه اقتصر على الأصل وهو الفعل ، وعلى أوّل
المتعدّدات وهو الاثنان» .
وقال الجامي :
«واقتصر على الفعل ؛ لأصالته في العمل ، وإنّما قال
____________
(الفعلان) مع أنّ التنازع قد يقع في أكثر من فعلين ؛ اقتصاراً على أقلّ
مراتب التنازع ، وهو الاثنان» .
وعرّفه ابن
مالك (ت ٦٧٢ هـ) في التسهيل بأنّه : «تنازعُ عاملين فصاعداً معمولاً واحداً» .
ولا يرد عليه
ما تقدّم ، وإنّما يرد عليه أنّه قيّد المعمول بكونه واحداً ، مع أنّه قد يكون
أكثر من واحد.
وعرّفه ابن
عصفور (ت ٦٦٩ هـ) بأن : «يجتمع عاملان فصاعداً ، ويتأخّر عنهما معمول فصاعداً ، وكلّ
منهما يطلبه من جهة المعنى» .
وعرّفه أبو
حيّان (ت ٧٤٥ هـ) بأنّه : «اقتضاء عاملين فأكثر معمولاً فأكثر» .
والمراد
بالاقتضاء : طلب العمل.
ولو أنّه قيّد
العامل فأكثر بالتقدّم ، وقيّد المعمول فأكثر بالتأخّر ، لكان تعريفه أكمل.
وطرح ابن هشام
(ت ٧٦١ هـ) ثلاثة تعاريف للتنازع :
* أوّلها : «أن يتقدّم فعلان متصرّفان ، أو اسمان يشبهانهما ، أو
فعل متصرّف واسم يشبهه ، ويتأخّر عنهما معمول غير سببيّ مرفوع ، وهو
____________
مطلوب لكلّ منهما من حيث المعنى» .
* والثاني : «أن يتقدّم من جنس الفعل أو شبهه عاملان فصاعداً ، ويتأخّر
معمول فصاعداً» ..
وهذا أخصر من
الأوّل ، وكان بإمكانه أن يستغني عن عبارة «من جنس الفعل أو شبهه» اكتفاء بقوله :
«عاملان» ، ويؤخذ عليه أنّه لم يذكر اقتضاء العوامل المتقدّمة العمل في المعمولات
المتأخّرة ، أو كون المتأخّر مطلوباً لذلك المتقدّم.
* والثالث : «أن يتقدّم عاملان أو أكثر ، ويتأخّر معمول أو أكثر ،
ويكون كلّ من المتقدّم طالباً لذلك المتأخّر» .
وقال في شرحه :
«مثال تنازع العاملين معمولاً واحداً : قوله تعالى : (آتوني أُفرِغْ عليه
قِطْراً) ؛ وذلك لأنّ (آتوني) فعل وفاعل
ومفعول ، يحتاج إلى مفعولٍ ثانٍ ، و (أُفرغ) فعل وفاعل
يحتاج إلى مفعول ، ويتأخّر عنهما (قطراً) ، وكلّ منهما
طالب له.
ومثال تنازع
أكثر من عاملين معمولاً واحداً : (كما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم) ، فـ(على
إبراهيم) مطلوب لكلّ واحدٍ من هذه العوامل الثلاثة.
____________
ومثال تنازع
أكثر من عاملين أكثر من معمول : قوله عليه الصلاة والسلام : (تسبّحون وتحمدون
وتكبّرون دُبَرَ كلّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين) ، فـ(دُبر) منصوب على الظرفية ، و (ثلاثاً
وثلاثين) منصوب على أنّه مفعول مطلق ، وقد تنازعهما كلّ من العوامل الثلاثة
السابقة عليهما» .
وعرّفه ابن
عقيل (ت ٧٦٩ هـ) بقوله : «التنازع عبارة عن توجّه عاملين إلى معمول واحد» .
وقال المكودي
(ت ٨٠٧ هـ) في تعريفه : «أن يتقدّم عاملان ويتأخّر عنهما معمول واحد ، وكلّ واحد
من العاملين يطلبه من جهة المعنى» .
ويشكل على هذين
التعريفين : تقييدهما العامل باثنين والمعمول بواحد ، مع أنّ كلاًّ منهما قد يزيد
على ذلك ، ويمكن دفع الاِشكال بأنّهما قد اقتصرا على أقلّ ما يتحقّق به التنازع ، ولكنّ
الأكمل في التعريف ما ذكره بعض النحاة من أنّ التنازع : أن يتقدّم عاملان فأكثر ، ويتأخّر
معمول فأكثر ، ويكون كلّ المتقدّم طالباً للعمل في ذلك المتأخّر.
* * *
____________
خمس وأربعون ـ مصطلح الاشتغال
* لغةً :
الاشتغال : مصدر
الفعل «اشتغل» ، الذي هو صيغة «افتعل» من الفعل «شَغَل».
قال ابن فارس :
«الشين والغين واللام أصل واحد يدلّ على خلاف الفراغ ، تقول : شغلت فلاناً ، فأنا
شاغله ، وهو مشغول» .
والفارق بين
الفعلين «شَغلَ» و «اشتغل» : أنَّ أوّلهما متعدٍّ بنفسه ، والثاني متعدّ بالحرف ، وهو
تارة يتعدّى بـ(الباء) وأُخرى بـ(عن) ، تقول : اشتغلت بالشيء ، أي : تلهَّيت به ، وتقول
: اشتغلت عن الشيء ، أي : تلهَّيت بغيره عنه.
* اصطلاحاً :
وأمّا في
اصطلاح النحاة فالمراد به اشتغال خاصّ ، هو : تلهّي العامل النحوي عن المعمول
بضميره أو ما يلابس ضميره.
ولم يطرح
النحاة الأوائل كلمة «الاشتغال» بوصفها عنواناً اصطلاحياً للمعنى النحوي ، وإن
كانت مشتقّات هذه الكلمة تتردّد في أثناء كلامهم على معناها ..
____________
فقد تعرّض
سيبويه (ت ١٨٠ هـ) لمبحث الاشتغال تحت عنوان : «ما يكون فيه الفعل مبنيّاً على
الاسم» ؛ قال : «فإذا بنيت الفعل على الاسم ، قلت : زيدٌ ضربته ، فلزمته الهاء ، وإنّما
تريد بقولك : (مبني عليه الفعل) أنّه في موضع منطلق ، إذا قلت : عبـدُ الله منطلقٌ
...
وإنّما حسن أن
يبنى الفعل على الاسم حيث كان معملاً في المضمر وشغلته به ، ولولا ذلك لم يحسن ؛ لأنّك
لم تشغله بشيءٍ.
وإن شئت قلت : زيداً
ضربته ، وإنّما نصبه على إضمار فعل هذا يفسِّره ، كأنّك قلت : ضربتُ زيداً ضربته ،
إلاّ أنّهم لا يظهرون هذا الفعل هنا ؛ للاستغناء بتفسيره» .
وتعرّض المبرّد
(ت ٢٨٥ هـ) لمسألة الاشتغال في مواضع متفرّقة من كتابه المقتضـب ، دون أن يعقد لها عنواناً خاصّاً .
وأمّا أبو علي
الفارسي (ت ٣٧٧ هـ) فقد تطرّق للمسألة في باب الابتداء بقوله : «وممّا يرتفع بالابتداء
(عبـدُاللهِ) في نحو : عبـدُاللهِ ضربته ... فالاختيار الجيّد في (عبـداللهِ)
الرفعُ ، و (ضربته) في موضع خـبره ...
ويجوز أن ينصب
(عبـدالله) بفعل مضمر يكون الذي ظهر تفسيره ، كأنّك قلت : ضربتُ عبدَاللهِ ضربته
.. فاستُغني عن إظهار هذا الفعل لدليل الثاني عليه» .
____________
ووضع الحريري
(ت ٥١٦ هـ) للمسألة عنوان : «ما شُغَل عنه الفعل» ؛ قال : «اعلم أنَّ قولهم : زيداً
ضربته ، وما جرى مجراه ، يسمّى : ما شغل عنه الفعل ، يعني به : اشتغال الفعل
بالهاء التي في آخره عن العمل في زيـد» .
وعنونه
الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) بـ : «ما أضمر عامله على شريطة التفسير» ؛ قال : «ومن المنصوب
باللازم إضماره : ما أضمر عامله على شريطة التفسير في قولك : (زيداً ضربته) ، كأنّك
قلت : (ضربت زيداً ضربته) ، إلاّ أنّك لا تبرزه ؛ استغناءً عنه بتفسيره» .
وتابعه ابن
الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) على استعمال هذا العنوان .
واستعمل
الشلوبين (ت ٦٤٥ هـ) عنوان : «اشتغال الفعل عن المفعول به» .
وعنونه ابن
مالك (ت ٦٧٢ هـ) بـ : «اشتغال العامل عن الاسم السابق بضميره أو ملابسه» .
ولعلَّ أوّل من
اقتصر على استعمال كلمة «الاشتغال» عنواناً اصطلاحياً هو ابن عصفور الاشبيلي (ت
٦٦٩ هـ) .
____________
وأمّا التعريف
الاصطلاحي للاشتغال ، فأوّل من وجدته يطرحه ـ في حدود ما توفّر لي من المصادر ـ هو
ابن الحاجب النحوي (ت ٦٤٦ هـ) ؛ فقد قال في شرح الوافية : «وضابطه : أن يتقدّم اسم وبعده فعل أو ما يقوم مقام
الفعل ، مسلَّطاً على ضـميره أو متعلّقه تسلّط المفعولية على وجه لوقدِّم على
الأوّل لنصـبه» .
وذكر ما يقاربه
في
الاِيضاح .
وقال في الكافية : «هو كلّ اسم بعده فعل أو شبهه مشتغل عنه بضميره أو
متعلّقه ، لو سُلّط عليه هو أو مناسبه لنصبه» .
وفرق هذا
التعريف عن سابقه : تصريحه بأنّ ما يفترض تسلّطه على الاسم ناصباً له ، ليس هو
الفعل دائماً ، إذ قد يكون «ما يناسب الفعل» في بعض الحالات ، كما سنوضّحه.
ومراده بـ(ما
يقوم مقام الفعل) و (شبه الفعل) في التعريفين : ما يعمل عمل الفعل كاسم الفاعل
والمفعول.
«قوله : (كلّ
اسم بعده فعل) احتراز عن نحو : زيدٌ أبوك ...
قوله : (أو
شبهه) ؛ ليشمل نحو : زيداً أنا ضاربه ، أو : أنا محبوس عليه ...
قوله : (مشتغل
عنه بضميره) ، أي : عن العمل في ذلك الاسم المتقدّم بالعمل في الضمير الراجع إليه
... ولولا ذلك لعمل فيه ، وهو احتراز عن نحو : زيداً ضربتُ ، فإنّه ليس من هذا
الباب ؛ لأنّ عامله ظاهر وهو الفعل
____________
المؤخَّر ، وعن نحو : زيدٌ قامَ وزيدٌ قائم أيضاً ، لأنّ هذا الفعل وشبهه
لا يعملَ الرفع في ما قبله حتّى يقال : إنّه اشتغل عنه بضميره ...
وقوله : (أو
متعلّقه) أي : مشتغل بضميره أو بما يتعلّق به ذلك الضمير ، والتعلّق يكون من وجوه
كثيرة ، نحو كونه مضافاً إلى ذلك الضمير ، نحو : زيداً ضربت غلامَه» .
وقوله : (أو
مناسبه) يريد به إدخال نحو : زيدٌ مررت به ، وزيدٌ ضربتُ أَخاه ، إذ لا يمكن أن
ينصب زيدٌ بالفعل نفسه مع الاحتفاظ بصحّة المعنى ، وإنّما ينصب بما يناسب الفعل ، بأن
يقال : جاوزت زيداً مررتُ به ، وأهنت زيداً ضربتُ أخاه.
وقد عقّب الرضي
على هذه العبارة قائلاً : «قوله : (أو مناسبه لنصبه ...) الظاهر أنّها ملحقة ولم
تكن في الأصل ؛ إذ المصنّف لم يتعرّض لها في الشرح ، والحقّ أنّه لا بُدّ منها ، وإلاّ خرج نحو : زيداً
مررتُ به ، وأيضاً نحو : زيداً ضربت غلامه ؛ لأنّه لا بُدّ هنا من مناسب حتّى ينصب
زيداً ؛ لأنَّ التسليط يعتبر فيه صحّة المعنى ، ولو سلّطت (ضربت) على (زيداً) في
هذا الموضع لنصبه ، لكن لا يصحّ المعنى ؛ لأنّك لم تقصد أنّك ضربت زيداً نفسه ، بل
قصدت إلى أنّك أهنته بضرب غلامه ، فالمناسب إذن يُطلب في موضعين :
أحدهما : أن
يكون الفعل أو شبهه واقعاً على ذلك الاسم ، معنىً ، لكن لا يمكنه أن يتعدّى إليه
إلاّ بحرف جرّ ، نحو : زيداً مررتُ به ...
والثاني : أن
لا يكون الفعل الظاهر أو شبهه واقعاً عليه ، بل على
____________
متعلّقه ... نحو : زيداً ضربتُ غلامَه ، أو مررتُ بغلامِهِ» .
وعرّفه ابن
عصفور (ت ٦٦٩ هـ) بقوله : «الاشتغال هو : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل ، متصرّف
أو ما جرى مجراه ، قد عمل في ضمير ذلك الاسم أو في سببيّه ، ولو لم يعمل فيه ، لعمل
في الاسم المشتغل عنه أو في موضـعه» .
وفرقه عن تعريف
ابن الحاجب في نقطتين :
الأُولى
: أنّه قيد الفعلَ بكونه متصرّفاً ، متحرّزاً بذلك «من غير
المتصرّف ، نحو : نعم وبئس وأفعال التعجّب ، وما جرى مجراها في عدم التصرّف» .
الثانية
: بيانه أنّ العامل إذا لم ينشغل بالضمير أو سببيّه ، فإنّه
يكون عاملاً إمّا في الاسم المتقدّم أو في موضعه ؛ قال : «ومثال عمله في موضعه
قولك : (أزيد قام أبوه؟) ، ألا ترى أنّ (قام) لو لم يعمل في الأب ، لم يعمل في زيد
؛ لأنّ الفاعل لا يتقدّم على الفعل ، لكن يعمل في ظرف أو مجرور إن وقع موقعه» .
ولكن يلاحظ على
ابن عصفور أنّه لم يضمِّن التعريف أنّ الناصب للاسم المتقدّم قد يكون ما يناسب
العامل المذكور.
وعرّفه ابن
هشام (ت ٧٦١ هـ) بتعريفين :
____________
* أوّلهما : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل عامل في ضميره ، ويكون
ذلك الفعل بحيث لو فرِّغ من ذلك المعمول وسلِّط على الاسم الأوّل لنصـبه» .
وعلّق عليه
السجاعي (ت ١١٩٥ هـ). بأنّه : «لم يقل (عامل) ليشمل الاسم ؛ لأنَّ فيه تفصيلاً ، وهو
: أنّه إن كان وصفاً بأن كان اسم فاعل أو اسم مفعول أو من أمثلة المبالغة عمِلَ ، وإلاّ
فلا ، ويشترط أن يكون صالحاً للعمل في ما قبله باعتبار ذاته» .
أقـول :
إنّ إبدال كلمة
«فعل» بـ«عامل» يفيد كمال التعريف ، ولا ضير في وجود التفصيل ؛ إذ يمكن إرجاء ذكره
إلى شرح التعريف.
ويلاحظ
عليه أيضاً : أنّه حصر عمل
الفعل في ضمير الاسم المتقدّم ، دون أن يضيف إليه سببيَّ الضمير.
* وثانيهما : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل أو وصف صالح للعمل في
ما قبله ، منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره أو ملابسه» .
وبقوله : «أو
وصف» و : «أو ملابسه» تدارك للنقص الموجود في تعريفه الأوّل.
وأمّا ابن عقيل
(ت ٧٦٩ هـ) فقد قال في تعريفه : «الاشتغال : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل قد عمل
في ضمير ذلك الاسم أو في
____________
سببيّه» .
ويؤخذ
عليه : تعبيره بكلمة «فعل» ، وكان عليه أن يبدلها بكلمة «عامل»
أو يعطف عليها «أو شبهه» ونحوها.
وعرّفه
الأشموني (ت ٩٠٠ هـ) بقوله : «حقيقة باب الاشتغال : أن يسبق اسم عاملاً منشغلاً
عنه بضميره أو ملابسه ، لو تفرّغ له هو أو مناسبه لنصـبه لفظاً أو محلاًّ» .
وإنّما ينصب
الاسم السابق لفظاً أو محلاًّ تبعاً لكونه معرباً أو مبنيّاً ، ومثالهما على
التوالي : زيداً ضربته ، وهذا ضربته.
ولا ضرورة
لتنويع نصب الاسم السابق في متن التعريف.
وعرّفه الأزهري
(ت ٩٠٥ هـ) قائلاً : «وحدّه : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل متصرّف أو اسم يشبهه
ناصب لضميره أو لملابس ضميره بواسطة أو غيرها ، ويكون ذلك العامل بحيث لو فرّغ من
ذلك المعمول وسلِّط على الاسم المتقدّم لنصـبه» .
ويلاحظ
عليه : أنّه لم يذكر أنّ العامل قد يكون مناسبَ الفعل ، وأنّ
العمل قد يكون في موضع الاسم المتقدّم.
وعرّفه السيوطي
(ت ٩١١ هـ) بقوله : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر فعل أو شبهه قد عمل في ضميره أو سببيّه
، لولا ذلك لعمل فيه أو في موضعه» .
ويلاحظ
عليه : أنّه لم يُشر إلى أنّ العامل في الاسم المتقدّم قد يكون
____________
مناسب ما هو مذكور من الفعل أو شبهه.
وعرّفه الفاكهي
(ت ٩٧٢ هـ) بقوله : «حدّ الاشتغال : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل متصرّف أو وصف
صالح للعمل مشغول عن نصبه لفظاً أو محلاًّ بالنصب لمحلِّ ضميره أو لملابِسه بواسطة
أو غيرها» .
ومراده بنصب
ملابس الضمير بغير واسطة نحو : زيداً ضربت أخاه ، وبنصبه بواسطة نحو : زيداً مررت
بغلامِهِ.
ولا بُدّ من
الاِشارة في خاتمة البحث إلى أنّ بعض الملاحظات المتقدّمة على التعاريف المذكورة
ناشئة من إرادة تضمين التعريف جميع المعلومات التفصيلية الخاصّة بالمعرَّف ، وهو
لزوم لما لا يلزم ، إذ يكفي أن يتضمّن التعريف بيان العناصر الأساسية للمعرَّف ، ويترك
بيان تفاصيله لشرح التعريف.
والذي أرجّحه
أن يقال في تعريفه : الاشتغال : أن يتقدّم اسم على عاملٍ في ضميره أو سببيّه.
ثمّ يقال في
شرحه : أنّ العامل قد يكون فعلاً متصرّفاً ، أو اسماً عاملاً عمل الفعل ، وأنّ عدم
اشتغال العامل بالضمير أو سببيّه يؤدّي إلى انتصاب الاسم المتقدّم بعاملٍ مضمرٍ ، مفسَّر
إمّا بالعامل المذكور ، وإمّا بما يناسبه.
* * *
____________
سـتّ وأربعون ـ مصطلح المصـدر
* لغةً :
المصـدر في
اللغة : موضـع الصـدور ..
قال ابن فارس :
«الصاد والدال والراء أصلان صحيحان ، أحدهما يدلّ على خلافِ الوِرْد ، والآخر صـدر
الاِنسان وغيره.
فالأوّل قولهم
: صَـدَرَ عن الماءِ ، وصـدرَ عن البلادِ ، إذا كان وردَها ثمّ شَخَص عنها .
وقال ابن منظور
: «أصدرته فَصَـدرَ ، أي : رجعته فرجَعَ ، والموضـع مصـدر» .
وإنّما جعل
المصـدر بهذا المعنى عنواناً للمعنى الاصطلاحي النحوي ؛ نظراً لرجوع المشتقّات
إليه وصـدورها عنه.
* اصطلاحاً :
استعمل سيبويه
(ت ١٨٠ هـ) كلمة «المصـدر» عنواناً للمعنى الاصطلاحي إلى جانب كلمات أُخرى هي : الحَدَث
والحَدَثان والفعل ..
ومن شواهد ذلك
قوله : «واعلم أنّ الفعل الذي لا يتعدّى الفاعلَ يتعدّى إلى اسم الحدثان الذي أخذ
منه ... ألا ترى أنّ قولك : (قد ذهبَ) بمنزلة قولك : قد كان منه ذهابٌ ...
____________
قولك : ذهبَ
عبـد الله الذهابَ الشديدَ ، وقعد قعدَة سَوْءٍ ، وقعد قعدتين ، لمّا عمِلَ في
الحَدَث ، عمل في المرّة منه والمرّتين» .
وقال الزمخشري
: «المصـدر سُمّي بذلك لأنّ الفعل يصدر عنه ، ويسمّيه سيبويه : الحَدَث والحدثان ،
وربّما سمّاه الفعل» .
وأقدم تعريف
اصطلاحي وجدته للمصدر قول المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) : «المصدر اسم الفعل» .
وقال محقّق
كتاب المقتضب في حاشية الصفحة نفسها : يريد من الفعل : الحَدَث ، وقد
وقع مثل ذلك في كتاب سيبويه».
وقد أخذ بهذا
التعريف الزجّاجي (ت ٣٣٧ هـ) ، فقال : «والمصدر ... يعمل عمل اسم الفاعل ؛ لأنّه
اسم الفعل» ، وقال أيضاً : «والحدث : المصدرُ ، وهو اسم الفعل ، والفعل
مشتقّ منه» .
وقال ابن
الحاجب في شرحه : «قوله : (اسم الفعل) أي : المصدر دالٌّ على الفعل الحقيقي ، وهو
المعاني وما أُجري مُجراها من النسب ، وقوله : (والفعل مشتقّ منه) يعني [أنّ] الفعل
الصناعي اللفظي قسيم الاسم والحرف الدالّ على حدثٍ وزمانٍ مشتقّ منه ، أي : من
المصدر على ما هو مذهب البصريّين ..
____________
فالمصدر : الألفاظ
التي هي أسماء الأحداث ، كالقيام والقعود والأكل والخروج» .
وشرحه ابن أبي
الربيع الاِشبيلي قائلاً : «قوله : (والحَدَث : المصدر) يريد أنّ الحـدث هو الذي
صدر منه الفعل ، أي : خرج ، فالأصل القيام ، فلمّا أرادوا الاِخبار بإيقاعه في زمن
ماضٍ ، قالوا : قام ، فقام ماضٍ ، والقيام المصـدر ..
وقوله : (وهو
اسم الفعل) أي : الاسم المأخوذ منه الفعل ، كما تقول : تراب الآنية ، أي : التراب
المعمول منه الآنية ، وذهبُ السوار ، أي : الذهب الذي عمل منه السوار ، فكما أنّ
السوار إنّما يدلّ على الذهب بذاته لابشكله ... كذلك الفعل يدلّ على ما أُخذ منه ـ
وهو الحَدَث ـ بحروفه ، ويدلّ على المعنى الزائد الذي به استحقّ أن يقال له فعل ، بالشكل
والبنية ...
وقوله : (والفعل
مشتقّ منه) ، هذا اللفظ أجلى في ما أراد من القولين المتقدّمين ، فهذه ثلاث جمل
معناها واحد ، ويسمّى هذا : التتبيع» .
وعرّفه
الرمّاني (ت ٣٨٤ هـ) بأنّه : «اسم لحادث يوجد فيه الفعل» .
والظاهر من
كلامه : أنّ الفعل الاصطلاحي من الماضي والمضارع والأمر إنّما يتحقّق بالمصـدر
الذي هو الحدث ، نحو : ضرب يضرب اضرب ، فهذه الأفعال إنّما توجد بالضرب.
____________
وعرّفه ابن
جنّي (ت ٣٩٢ هـ) بأنّه : «اسم دلّ على حدثٍ وزمان مجهول» .
ويلاحظ
: أنّ المصدر ليست فيه دلالة وضعية على الزمان ، وإن كان
يدلّ عليه التزاماً ؛ إذ لا بُدّ للحدث أن يقع في زمان ما ، هذا مع أنّ الدلالة
على الزمان ليست من ذاتيات المعرَّف (المصدر) لتذكر في تعريفه.
وعرّفه
الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) بقوله : «المصدر : هو الاسم الذي يشتقّ منه الفعل» ..
وقال الأردبيلي
في شرحه : «فقوله : (الاسم) شامل لجميع الأسماء ، وقوله : (يشتقّ منه الفعل) يخرج
غيره» .
ويؤخذ على هذا
التعريف أنّه : لم يبيّن ماهية المصدر الذي يشتقّ منه الفعل.
وعرّفه ابن
الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) بقوله : «المصدر : اسم الحدث الجاري على الفعل» .
ولا ترد على
هذا التعريف المؤاخذة التي سجّلناها على تعريف الزمخشري ، وقد تابعه عليه ابن هشام
الأنصاري (ت ٧٦١ هـ) ، وقال
____________
في شرحه : «واحترزت بقولي : (الجاري على الفعل) من اسم المصدر ؛ فإنّه وإن
كان اسـماً دالاًّ على الحـدث ، لكنّه لا يجري على الفعل ، وذلك نحو قولك : (أعطيت
عطاءً) ، فإنّ الذي يجري على أعطيت إنّما هو (إعطاء) ؛ لأنّه مستوفٍ لحروفه ، وكذا
(اغتلستُ غُسلاً) ، بخلاف اغتسل اغتسالا» .
وممّا ذكره
الرضيّ في شرح هذا التعريف : «يعني بـ(الحدث) معنىً قائماً بغيره ، سواء صدر عنه
كالضرب والمشي ، أو لم يصدر كالطول والقِصَر.
و (الجري) في
كلامهم يستعمل في أشياء ..
يقال : (هذا
المصدر جارٍ على هذا الفعل) أي : أصل له ومأخذ اشتقّ [الفعل] منه ...
ويقال : (اسم
الفاعل جارٍ على المضارع) أي : يوازنه في الحركات والسكنات.
ويقال : (الصفة
جارية على شيء) أي : ذلك الشيء صاحبها ...
والأوْلى : صيانة
الحدّ عن الألفاظ المبهمة ...
وقوله : (الجاري
على الفعل) احتراز من [نحو] العالمية والقادرية» خط ، أي من المصادر الصناعية ؛ لأنّها ليست مصدراً
لاشتقاق الفعل.
وممّا تقدّم
يتّضح وجود فرق بين تفسير الرضيّ لقيد (الجري) في التعريف ، وبين تفسير ابن هشام
له ، فالرضيّ فسّره بكون المصدر مأخذاً
____________
لاشتقاق الفعل ، محترزاً بذلك عن دخول المصدر الصناعي ، بينما يفسّره ابن
هشام بمعنىً آخر غير المعاني الثلاثة التي ذكرها الرضي ، وهو : استيفاء المصدر
لحروف فعله ، ويحترز به من دخول اسم المصدر.
وأمّا ابن مالك
(ت ٦٧٢ هـ) فقد عرّف المصدر بأنّه : «الاسم الموضوع بأصالة الدالّ على المعنى
الصادر من المحدِّث به ، أو القائم به ، أو الواقع عليه» ..
وقال في شرحه :
«تقييد وضع المصدر بالأصالة مخرج لاسم المصدر ، وهو ما وافق في المعنى مصدر غير
الثلاثي كغُسلٍ وقُبْلةٍ وعَوْنٍ ؛ فإنّها أسماء مصادر ؛ لأنّها وافقت في الوزن
الشكر والقدرة والصَّوْن ، لكنّ هذه مصادر ؛ لأنّ أفعالها ثلاثية ، والغُسل
والقبلة والعون أسماء مصادر ؛ لأنّ أفعالها : اغتسل وقبّل وأعان ، ومصادرها : اغتسال
وتقبيل وإعانة ، فوضع هذه مقـدّم بالرتبة على وضـعِ تلك ، فلهذا نسب وضع المصدر
إلى الأصالة.
والدالّ على
معنىً صادرٍ من المحدِّث به كـ : نطق ، والدالّ على معنىً قائمٍ به كـ : علم ، والدالّ
على معنىً واقع عليه كـ : بخت وزكام ، ممّا لا يكون فعله مستنداً إلى فاعل ، بل
واقعاً على مفعول» .
وعرّفه الرضيّ
(ت ٦٨٦ هـ) بأنّه : «اسم الحدث الذي يشتقّ منه الفعل» ..
فاستعمل عبارة
: (يشتقّ منه الفعل) عوضاً عن : (يجري على
____________
الفعل) ؛ صيانة للحدِّ من الألفاظ المبهمة ، نظراً إلى ما ذكره من أن الجري
يستعمل في كلامهم في ثلاثة معان ، أحدها : اشتقاق الفعل من المصدر.
وعرّفه الفاكهي
(ت ٩٧٣ هـ) بأنّه : «اسم دالّ بالأصالة على معنىً قائمٍ بفاعل ، أو صادرٍ عنه ، إمّا
حقيقة أو مجازاً ، أو واقع على مفعول» .
وهو تعريف ابن
مالك المتقدّم نفسه ، إلاّ أنّه أضاف إليه تقسيم المعنى الصادر من الفاعل إلى
حقيقة ومجاز.
والذي أستحسنه
: أن يقتصر في تعريف المصدر على أنّه : «اسم الحدث» ؛ لأنّ ما عدا ذلك كاشتقاق
الفعل منه ، ونحو علاقته بالفاعل من القيام به أو الصدور عنه ، وغير ذلك ، ليس من
ذاتيات المعرّف التي لا بُدّ من ذكرها في متن التعريف ، فينبغي إرجاء ذكرها إلى
بيان التفاصيل المتعلّقة به.
* * *
من ذخائر التّراث

مقـدّمة التحـقيق :
بسـم الله الرحمن الرحـيم
الحمد لله
الّذي هدانا بلطفه للاِيمان ، وأوضح لنا سبل البرهان ، وعرّفنا دينه القويم وكتابه
، وما أنزله على نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والحمد لله الّذي جعلنا من
المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين ، وعترته الأنوار الباهرة الطاهرين ، صلوات الله
عليهم أجمعين ، ورزقنا البراءة من أعدائهم بالحجج الدامغة إلى قيام يوم الدين.
أمّا بـعد ..
فالشريعة
الاِسلامية هي خاتمة لكلّ الشرائع السابقة ومهيمنة عليها ، وهي الرسالة الجامـعة
لكلّ الرسالات السابقة ؛ فقد أعادت البشرية إلى الهدى بعد الضلال ، وإلى النور بعد
الظلام ، ووضّحت لهم المنهج التكاملي الصحيح وطريق السعادة الكبرى ، واجتثّت رواسب
الشرك والوثنية من عقول الجاهلية التي كانت تلهث وراء عبادة الأصنام والأوثان من
دون أي تدبّر وتفكّر في أنّها جمادات لا تغن ولا تسمن.
فوقف صاحب هذه
الرسالة الخاتمة أمام هؤلاء ليواجههم بأساليب جديدة للمعالجة ووسائل ناجحة
ومتميّزة ، وإعدادهم لمقارعة تلك المفاهيم والتوجّهات الجاهلية ، فنجح في ذلك كلّه
وأرسى دعائم الرسالة وقيمها السامية ، فارتقى بهم إلى مدارج الكمال وحوّلهم إلى
خير أُمّة أُخرجت للناس فجعلهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..
وقبل أن يلتحق
الرسول صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى وضّح للأُمّة المنهج الذي تنتهجه بعده ،
والخليفة المؤهّل الذي سيكون بعده صلى الله عليه وآله قائداً مقتدراً لهذه الأُمّة
ليوصلها إلى شاطىَ النجاة ، ولم يتركها هملاً بدون هادٍ ومرشـد ؛ إذ كان متيقّناً
من وجود مَن سيخالفه ، من خلال ظهور بوادر هذا الخلاف في حياته صلى الله عليه وآله
..
فهذا خالد بن
الوليد أرسله داعياً لبني جذيمة ولم يرسله مقاتلاً ولكنّ خالد وضع السيف فيهم
ليأخذ بثأر عمّه بن المغيرة عندما قتلوه في الجاهليّة ، فأرسل رسول الله صلى الله
عليه وآله عليّاً عليه السلام ليعطي الدية لهم.
وهذا عمر بن
الخطّاب يعترض على النبيّ صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية ، كما خالف هو مع
أبي بكر رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يطيعاه عندما أمرهما بقتل الرجل المارق
الذي كان يصلّي ، كما أنّهما هربا أكثر من مرّة من الزحف ، وخير مصداق لذلك هو
تخلّفهما عن جيش أُسامة ، بل طعنوا حتّى في إمرته.
وأبرز خلاف ظهر
بشكل علني بين المسلمين هو قبيل رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، وهو الذي
بدأه عمر بن الخطّاب حينما طلب النبيّ صلى الله عليه وآله من الحاضرين أن يأتوه
بدواة وكتف ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، فقال عمر : إنّ الرجل ليهجر
حسبنا كتاب الله.
وافترق
المسلمون فرقتين ، إحداهما امتثلت قول عمر ، والأُخرى قالت بوجوب تنفيذ طلبه صلى
الله عليه آله ، فكثر اللغط والاختلاف حتّى قال صلى الله عليه وآله : «قوموا عنّي
، لا ينبغي التنازع عندي».
فخـرج ابن
عبّـاس يقـول : إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله
وبين كتابه .
وغير ذلك من
المخالفات منهما ومن بعض الصحابة.
لكن مع كلّ هذا
نجد أنّه صلى الله عليه وآله كان واقفاً على خطورة الموقف ، وعظم مقام القيادة ؛ إذ
كان يعرِّف للأُمّة إمامها وقائدها والقائم بأعباء الخلافة والاِمامة من بعده
حيناً بعد آخر ، وبأساليب متعدّدة مختلفة ..
فتارة يشبّهه
بهارون عليه السلام .
وأُخرى يجعله
وأولاده : أحد الثقلين والعِدْل للقرآن .
وثالثة بأنّهم
كسفينة نوح .
إلى غير ذلك من
النصوص الجليّة والواضحة التي تؤكّد وتشير إلى حقيقة أنّ النبيّ صلى الله عليه
وآله لم يترك خلافة وإمامة الأُمّة سـدىً ، ولم يفوّضها إلى شورى الأُمّة
ومفاوضاتها أو منافساتها ، أو إلى بيعة شخص معيّن ، بل عالجها في حياته بأنجح
الطرق وأفضلها ، وبأحسن الأساليب ..
____________
فأوصى بها صلى
الله عليه وآله بأمر الله عزّ وجلّ إلى الأئمّة الأطهار : من ولده ، الّذين هم حجج
الله في أرضه وحكمهم كحكمه تعالى ، فوجبت طاعتهم بنصّ الكتاب العزيز : (وأطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم) ، وأوجب العمل بأوامرهم.
ولقد استفاضت
الأدلّة لاِثبات أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يترك الأُمّة بدون هادٍ ومرشد
من أوّل دعوته ، ابتداءً بحديث الدار أو إنذار العشيرة ، وختاماً بآية الاِبلاغ وإكمال الدين ، أو بحديث الدواة والكتف وكتابة الكتاب لهم .
وهذه الرسالة
التي بين يدي القارىَ العزيز هي للسـيّد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن
يحيى الحسني الزيدي ، يورد فيها بعض هذه الأدلّة المثبتة لاِمامة وخلافة عليٍّ صلى
الله عليه وآله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل ، ومن بعده الأئمّة
الأطهار :.
المؤلّف في سـطور :
هو السـيّد
صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد بن أحمد ابن يحيى بن يحيى الحسني
الزيدي ، من علماء الزيديّة ..
____________
ذكر محمّـد بن
زبارة الحسني اليمني في كتابه المسمّى : ملحق البدر الطالع من بعد القرن السابع قائلاً : إنّ صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين بن يحيى
الحسني روى عن : الاِمام المتوكّل على الله المطهّر بن يحيى ، والقاضي ابن يحيى
صاحب شعلل ، والأمير الهادي بن تاج الدين ، والسـيّد علي بن المرتضى ... وغيرهم.
وكان علاّمة
كبيراً ، ونحريراً خطيراً ، وله رسائل ومسائل ، وهو متمّم شفاء الأمير الحسين بن
محمّـد ، وسكن الشرف الأعلى ، وقد أثنى عليه الاِمام المهدي محمّـد بن المهدي في
رسالة له سنة ٧٠٢ ، ومات صاحب الترجمة في أوّل القرن الثامن رحمه الله تعالى .
أقـول :
لا بأس بالوقوف
هُنيهة للتنبيه على مسألة مهمّة جدّاً ، وهي : توضيح الفرق بين الزيدية والشهيد
زيد بن علي عليه السلام.
الشيعة الاثنا
عشرية ترى وتعتقد في زيد غير ما تعتقد به الزيدية ، فالزيـدية تعتقد : إنّ كلّ مَن
قام بالسـيف من ذرّية عليّ عليه السلام فهو إمام مفترض الطاعة ، وعلى هذا سيكون
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : هو الاِمام من بعد أبيه ؛ لأنّه نهض
بالسيف وقاتل واستُشهد عليه السلام.
أمّا نحن
فنعتقد أنّ زيداً نهض بالسيف ليؤدّي واجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، والطلب بدم جدّه الاِمام الحسين عليه السلام ، فقتل شهيداً مظلوماً ، ولم
يدّعي الاِمامة لنفسه بل كان أعرف الناس بمقام
____________
أخيه الاِمام الباقر وعمّه الاِمام الصادق عليه السلام.
وقد ذكر الشيخ
المفـيد ذلك في كتابه
الاِرشاد قائلاً : وكان
زيد بن علي بن الحسين عين إخوته بعد أبي جعفر عليه السلام وأفضلهم ، وكان عابداً
ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً ، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المـنكر ، ويطالب
بثارات الحسـين عليه السلام ، واعتقد فيه كثير من الشيعة الاِمامـة ، وكان سـبب
اعتقادهـم ذلك فـيه خروجـه بالسـيف يدعو إلى الرضا مـن آل محمّـد فظنّـوه يريـد
بذلك نفسه ، ولم يكن يُريدُها به لمعرفـته عليه السلام باستحـقاق أخيه للاِمامـة
من قبله ، ووصـيّته عند وفاته إلى أبي عبـد الله عليه السلام .
النسـخة المخطوطة المعتمدة في التحقيق :
في بداية عملي
اعتمدت النسخة التي استنسخها السـيّد حسين الحسيني الشيرازي ، في الثالث عشر من
شهر شوّال المكرّم لسنة ألف وأربعمائة وخمس هجرية ، المحفوظة في مكتبة مركز إحياء
التراث الاِسلامي في مدينة قم المقدّسة ، برقم ٤٧٦.
ثمّ لاحظت فيها
ـ أثناء العمل ـ بعض الأخطاء ، ووجدت بياضات بدل بعض الكلمات التي لم تستنسـخ ، فرجعت
إلى النسخة المخطوطة نفسها ، المحفوظة في مكتبة السـيّد شهاب الدين المرعشي النجفي
العامّة في مدينة قم ، برقم ٨٤٠ ..
وهي مصوّرة
لنسخة محفوظة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء باليمن ، برقم ٢ / ٧٢٢ فهرست
مخطوطات الجامع الكبير.
____________
تقع في ٢٤ صفحة
، تبدأ من صفحة ١٧٦ ـ ١٩٩ ، وكلّ صفحة تحتوي على ١٩ سطراً.
وفي هذه النسخة
المصوّرة واجهت بعض الصعوبات أيضاً ؛ لوجود كثرة السواد وعدم التنقيط في الأغلب ، ولكن
بعد التوكّل على الله تعالى والرجوع إلى المصادر التي في متناول أيدينا تغلّبت على
كثير منها.
منهجية التحقيـق :
١ ـ تقطيع
النصّ وتقويمه.
٢ ـ تخريج
الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.
٣ ـ توضيح وشرح
بعض النصوص.
٤ ـ توضيح بعض
المفردات اللغوية.
٥ ـ ما أضفناه
للضرورة جعلناه بين معقوفين.
|
السـيّد شـهيد الخطيب
٢٠ محرّم الحرام سنة ١٤٢٤ هـ
|


الكواكب الدُرّيـة
في النصوص على إمامة خير البريّة
وذكر نجاة أتباع الذُرّية
ممّا
ولي تأليفه : الأمير المعظّم الكبير ، علم العترة النبويّة ، وتاج الذرّية
العلويّة ، صلاح الدنيا والدين ، محيي علوم آبائه الأكرمين :
صلاح ابن أمير المؤمنين إبراهيم بن
أحمد بن محمّـد بن غني بن يحيى ابن
الهادي إلـى الحقّ ابن رسول الله
صلّى الله عليه وعليهم أجمعين.
بسـم الله الرحمن الرحـيم
ربّ أعن
الحمد لله الذي
اختار آل محمّـد عليهم السلام على علمٍ على العالمين ، وافترض مودّتهم على كافّة
خلقه أجمعين ، وجعلهم الولاة على عباده إلى يوم الدين ، وقمع بسطوتهم عُتاة
الجبابرة المتمرّدين ، وأطفأ بهم نيران شبهات المموّهين ، وفي ذلك ممّا يقول
الرسول الأمين صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الطيّبين : «في كلّ خلف من أهل بيتي
عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين» .
أمّا بـعد ..
فإنّها ظهرت
مقالة من بعض من ينتمي إلى العلم ، ويدّعي بزعمه أنّه من أُولي الفهم ، وهي :
إنكار النصّ
على أمير المؤمنين وسـيّد الوصيّين عليه صلوات ربّ العالمين.
____________
فلمّا بلغ ذلك
إليّ اعتقدت وجوب الردّ عليه ، وتصويب أسـنّة الطعن والتشنيع إليه ؛ لكون ذلك بدعة
يجب إنكارها ، ومقالة يقبح إظهارها ، ولِما روي عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم أنّه قال : «من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً» .
وقصدت بذلك
الخروج عن عهدة ما يجب من حقّ أمير المؤمنين عليه السلام ، والتعرّض لِما ورد في
الأثر عن سـيّد البشر وهو قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّ الله تعالى جعل
لأخي عليّ فضائل لا تحصى كثرةً ، فمن ذكر فضيلة من فضائله غفر الله له ما تقدّم من
ذنبه ، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة
رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ،
ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر» ..
ثمّ قال : «النظر
إلى عليّ بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل الله إيمان عبد إلاّ بولايته
والبراءة من أعدائه» .
ولمّا كان أهل
هذه البدعة ينتمون إلى العلم والزهادة ، ويتحلّون في ظاهر أمرهم بالعبادة ، فبُثَّت
بدعتهم ، وقُبِلَت شبهتهم ، وكثر اغترار الجاهل بهم ، وذلك مصداق ما قاله أمير
المؤمنين ، عليه سلام ربِّ العالمين : «قطع ظهري اثنان : عالم فاسـق يصـدّ الناس
عن علمه بفسـقه ، وذو بدعة ناسك
____________
يدعو الناس إلى بدعته بنسكه» ..
فإذا كان الأمر
كذلك فعلى الغافل أن ينظر في معرفة الحقّ ليعرف أربابه ، ومعرفة الباطل لتجنّب
نصابه ؛ قال أمير
المؤمنين عليه السلام : «الحقّ لايعرف بالرجال ، وإنّما الرجال يعرفون بالحقّ ، اعرف
الحقّ تعرف أهله قلّوا أم كثروا ، واعرف الباطل تعرف أهله قلّوا أم كثروا» .
وإذا أردنا أن
نتكلّم في إبطال شبهته ، ومحو بدعته ، أوردنا النصوص الدالّة على إمامة أمير
المؤمنين تصريحاً وتعريضاً ، فقلنا : الدليل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام
بغير فصل : الكتاب ، والسُـنّة ، وإجماع العترة.
* أمّا الكتاب :
[آية الولاية]
فقوله تعالى : (إنّما
وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) .
ونحن نتكلّم في
أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ نتكلّم في دلالتها على
إمامته ..
____________
أمّا
أنّها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ، فذلك إجماع العترة الطاهرة ، وهو إجماع أهل النقل
كافّة ، وإجماعهم كافٍ في باب الأخبار ، ولو أردنا تفصيل الرواية وأسماء الرواة لطال الكلام ، والغرض الاختصار ، وهو موجود بحمد الله
تعالى ومنّه.
وأمّا
وجـه الدلالة ، فهو : إنّ الله أثبت الولاية له ولرسوله ولمن آتى
____________
الزكاة في حال ركوعه ، وهو أمير المؤمنين دون غيره ، فيجب أن تثبت له
الولاية.
والولاية : ملك
التصرّف ، وذلك معنى الاِمامة.
أمّا إنّ الله
أثبت الولاية له ولرسوله ولمن آتى الزكاة في حال الركوع ، فذلك ظاهر في سياق
الآية.
وأمّا أنّ ذلك
هو أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فلأنّا قد بيّنّا أنّ الآية نزلت فيه دون غيره.
وقد روي أنّ عمر بن الخطّاب قال : تصدّقت بنيّف وعشرين صدقة وأنا راكع لعلّه أن
ينزل فيّ ما نزل في عليّ عليه السلام فلم ينزل فيّ شيء .
وأمّا إنّ
الولاية ها هنا هي ملك التصرّف ؛ فلوجهين :
أحـدهما
: إنّ ذلك هو السابق إلى الاِفهام عند إطلاق هذه اللفظة ، وذلك
دلالة كونها حقيقة فيه.
الوجه
الثاني : إنّ هذه اللفظة ، وإن كانت مشتركة عادة ، يجب حملها على
جميع المعاني ؛ قضاءً لحقّ الاشتراك ؛ إذ لا مانع يمنع من ذلك ، وهي صالحة لاِفادة
جميعها ، ولا وجه يقضي تخصيص بعضها دون البعض ..
لأنّا إمّا أن
نحملها على جميعها ، فهو الذي نقول.
وإمّا أن لا
نحملها على شيء من هذه المعاني ، فيكون ذلك إلحافاً لكلام الحكيم ، ما لهذا والعبث الذي لا فائدة فيه ، وذلك لا يجوز ، فلذلك يجب
حملها على جميع المعاني ، وهناك يدخل ملك التصرّف ، وهو الذي أردناه.
____________
وأمّا إنّ ذلك
معنى الاِمامة ؛ فلأنّا لا نعني بقولنا : «فلان إمام» إلاّ أنّه يملك التصرّف على
الناس في أُمور مخصوصة وتنفيذ أحكام شرعيّة ؛ فثبتت دلالة الآية على إمامته عليه
السلام.
[آية الاِنذار]
ومن
ذلك قوله تعالى : (إنّما أنت منذر ولكلّ قومٍ هادٍ) :
قال صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم لعليّ عليه السلام : «أنا المنذر وأنت الهادي ، بك يهتدي
المهتدون من بعدي» .
وعنه صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ليلة أُسـري بي ما سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطانيه ، سمعت
منادياً من خلفي : يا محمّـد! إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد ، قلت : أنا المنذر
فمن الهادي؟ قال : عليّ الهادي المهتدي ، القائد أُمّتك إلى جنّتي غرّاء محجّلين
برحمتي» .
وفي هذا لطيفة
، وهي : إنّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم المنذر فلا منذر معه في وقته ، فكذلك
عليّاً هو الهادي فلا هادي معه في وقته ..
ومصداق ذلك ما
روي عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «أنا مدينة العلم وعليٌّ
بابها ، كذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة إلاّمن قبل الباب» ؛ فلا جرم أنّ من قدّم غير أمير المؤمنين فقد خالف
____________
أمر الله ، لأنّه تعالى يقول : (وأتوا البيوت من
أبوابها) .
* وأمّا نصوص السُـنّة الشريفة :
فمنها : حديث الغدير :
وهو : ما روي
أنّه لمّا نزل قوله تعالى : (يا أيّها الرسول بلّغ
ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس) .. الآية ، قام رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
بغدير خمّ ، وأخذ بيد عليّ ورفعها حتّى رأى بعضهم بياض إبطه ، ثمّ قال : «ألست
أوْلى بكم من أنفسكم؟!» قالوا : بلى يا رسول الله. قال : «اللّهمّ اشهد». ثمّ قال
: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من
نصره واخذل من خذله» ، فقام عمر فقال : بَخٍ بَخٍ يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي
ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة .
____________
وروى ابن
عبّـاس رضى الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «لمّا
أُسـري بي إلى السماء سمعت تحت العرش : إنّ عليّاً راية الهدى ، وحبيب من يؤمن بي
، بلّغ يا محمّـد!» ، ونزل قوله تعالى : (ياأيّها الرسول بلّغ
ما أُنزل إليك من ربّك ...) .. الآية.
وفي رواية
أُخرى : «وإنّي لم أبعث نبيّاً إلاّ جعلت له وزيراً ، وإنّك رسول الله وإنّ عليّاً
وزيرك» ، فكره رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن يحدّث الناس بها ؛ لأنّهم
كانوا قريبي العهد بالجاهليّة ، حتّى مضى سـتّة أيّام ، فنزل : (فلعلّك
تارك بعض ما يوحى إليك) .. الآية ، فاحتمل رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم حتّى كان يوم الثامن ، ثمّ نزل : (يا أيّها الرسول بلغّ
ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس) .
والكلام من هذا
الخبر يقع في مكانين : أحدهما في صحّته ، والثاني في وجه دلالته ..
أمّا
صحّته ، فهو معلوم
بالتواتر بين خلف الأُمّة وسلفها ، ولم يخالف فيه أحد من رواة الحديث ، ورواه من
أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مائة ، منهم العشـرة ، ولا شكّ في بلوغه حدّ التواتر ،
____________
ولايمكن لأحد إنكاره إلاّ من يرتكب طريقة البهت ومكابرة العيان.
وأمّا
وجه دلالته على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، فهو : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
لمّا قرّر ثبوت ولايته بقوله : «ألست أوٌلى بكم من أنفسكم» عطف على ذلك قوله : «فمن
كنت مولاه فعليّ مولاه». و «مولى» في اللغة بمعنى «أوْلى» ، فيجب أن نحمل عليه كلامه صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم. والأوْلى هو الأحقّ والأملك ، وذلك معنى الاِمامة.
أمّا إنّ لفظة
«مولى» تستعمل في اللغة بمعنى «أوْلى» فيدلّ عليه قوله تعالى ، في قصّة أهل النار
: (مأواكم النار هي مولاكم) ومنه قول لبيد :
فَغَدت كلا
الفَرجَين تحسبُ أنّه
|
|
مولى المخافة
خلفُها وأمامُها
|
بمعنى : أوْلى
بالمخافة.
وأمّا إنّه يجب
أن نحمل عليه كلام الرسول صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، فالذي يدلّ على ذلك : أنّا
متى حملنا لفظة «مولى» التي في الخبر على معنى «أوْلى» كان الكلام مرتبطاً بعضه
ببعض ، فيكون أكمل للمعنى ، وأتّم للنظم ، وأحسن للاتّصال ، وذلك هو الواجب في
كلام الفصحاء ..
____________
ولأنّ مقدّمة
الكلام الذي بدأه النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وهي قوله : «ألست أوْلى
بكم من أنفسكم» ، ثمّ عطف عليه بقوله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، دليلٌ على
أنّه لم يرد بذلك غير المعنى الذي قرّرهم عليه دون ما عداه [من] محتملاتها ، وأنّه
قصد بالمعطوف معنى ماهو معطوف عليه ، فصار كأنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال
: من كنت أوْلى به من نفسه فعليّ أوْلى به من نفسه.
توضيح ذلك : ما
رويناه مسنداً عن جعفر بن محمّـد الصادق عليه السلام حين سُئل : ما أراد رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بقوله لعليّ يوم الغدير : «من كنت مولاه فعليّ مولاه»
... الخبر؟
قال جعفر عليه
السلام : «سُئل عنها والله رسول الله صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم فقال : الله
مولاي أوْلى بي من نفسي لا أمر لي معه ، وأنا مولى المؤمنين وأوْلى بهم من أنفسهم
لا أمر لهم معي ، ومن كنت مولاه أوْلى به من نفسه لا أمر له معي فعليّ مولاه أوْلى
به من نفسه لا أمر له معه» .
وأمّا إنّ
الأوْلى هو الأحـقّ والأملك : فذلك ظاهر ؛ فإنّه لا فرق بينهما من جهة المعنى ، ولهذا
لا يصـحّ أن يقال : فلان أحـقّ وأملك وليس بأوْلى ، وهو أوْلى وليس بأحـقّ ولا
أملك ، بل يُعدّ ذلك مناقضة من جهة المعنى.
وأمّا أنّ ذلك
معنى الاِمامة : فلما قدّمنا من أنّا لا نعني بقولنا : فلان إمام ، إلاّ أنّه يملك
التصرّف على الكافّة ؛ فثبت بذلك ما رمناه من دلالة الخبر على إمامته عليه السلام.
وأمّـا قول مـن قال من المعـتزلة بأنّ مقدّمة الحديث ، وهي
قوله صلّىالله عليه [وآله] وسلّم : «ألست أوْلى بكم من أنفسكم» غير ظاهر
____________
ظهور نفس الخبر فذلك من جملة تهمهم واختراعاتهم ؛ فإنّ هذه المقدّمة نُقلت
متّصلة بالحديث بلا اختلاف بين الرواة ، فيجب كونها معلومةً (بيّنة ، ومنهم) ثل أرباب الأحاديث.
وكذلك قول من
قال منهم : الحديث ورد في شأن زيد بن حارثة وعليّ عليه السلام ، وأنّهما تخاصما ، فقال
عليّ لزيد : أنت مولاي. فقال : بل أنا مولى رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم. فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «من كنت مولاه
فعليّ مولاه» .. الخـبر.
وذلك محال ظاهر
الاستحالة ؛ لأنّ زيد رحمة الله عليه استشهد في غزوة مؤتة ، وهي في جمادى في سنة
ثمان من الهجرة ، وحديث الغدير كان في حجّة الوداع ـ بلا خلاف بين أهل النقل ـ في
اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة ، ومات رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة. وإنّما هذا من المعتزلة يوصل
إلى معارضة حجج الله وإطفاء نور خليفة رسول الله صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم. (وسيعلمُ
الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون) .
ومنها : حديث المنزلة :
وهو : ما روي
أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعليّ :
____________
«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، ولو كان لكنته»
ونحن نتكلّم في
صحّة هذا الحديث أوّلاً ، ثمّ نبيّن وجه دلالته على إمامته عليه السلام.
أمّا
صحّته ، فاعلم أنّه لا خلاف في صحّة هذا الحديث وكونه معلوماً
بين أهل النقل ، ولم ينكره أحد من الأُمّة.
وأمّا
وجه دلالته ، فهو : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
____________
أثبت لعليّ عليه السلام جميع منازل هارون من موسى إلاّ النبوّة ، ومن منازله
الخلافة والشركة في الأمر ، وذلك معنى الاِمامة.
أمّا إنّه أثبت
له جميع منازل هارون من موسى إلاّ النبوّة ، فذلك ظاهر في كلامه ، حيث قال : «أنت
منّي بمنزلة هارون من موسى» ثمّ استثنى النبوّة ، فدلّ ذلك على دخول سائر المنازل ؛
إذ من حقّ الاستثناء الحقيقي أن يخرج من الخطاب ما لولاه لوجب دخوله تحته.
وأمّا إنّ ذلك
من منازله ، فيدلّ على ذلك : ما حكاه الله سبحانه عن موسـى عليه السلام بقوله : (وقال
موسـى لأخيه هارون اخلُفْني في
____________
قومي
وأصلح) ، وقوله : (وأشركْه في أمري) ، فأجابه تعالى : (قد أُوتيت سؤلك يا
موسى) ؛ فيجب أن تثبت هذه المنزلة لأميرالمؤمنين عليه السلام.
يؤيّد ذلك ما
روى أبو ذرّ رضى الله عنه : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم يوم تصدّق
أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه في ركوعه رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللّهمّ
إنّ موسى سألك فقال : (ربّ اشرح لي صدري *
ويسّر لي أمري * واحلُل عقدةً من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي *
هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركْه في أمري) ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : (سنشدّ
عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما ...) ..
اللّهمّ وأنا
محمّـد نبيّك وصفيّك ، اللّهمّ فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً
من أهلي ، عليّاً ، اشدد به أزري».
قال أبو ذرّ : فما
استتمّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل عليه
السلام من عند الله تعالى فقال : يا محمّـد! اقرأ. قال : وما أقرأ؟ قال : اقرأ : (إنّما
وليّكم الله ورسوله ...) .. الآية .
____________
وأمّا
أنّ ذلك معنى الاِمامة : فلأنّا لا نعني بالاِمامة إلاّ ملك التصرّف على الكافّة ، ولا شكّ في
كون ذلك ثابتاً للرسول صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، وإذا كان كذلك وجب ثبوته
لأمير المؤمنين عليه السلام ؛ لأجل مشاركته للرسول في أمره.
يزيد ذلك
وضوحاً : ما قد ثبت بالاِجماع من الآية أنّه لا يجوز أنّ [يكون] هارون رعيّة لأحـد
من أُمّة موسى ، فكذلك يجب في أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يكون رعيّة لأحدٍ
من أُمّة محمّـد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. غير أنّ أكثر هذه الأُمّة تركت
رشدها ، ورفضت هارونها ، واتّبعت سامريّها ؛ تصديقاً لما قاله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم : «لتركبّن سُنن من كان قبلكم ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة» .
ولله القائل :
ما كان قبلهم
قوم موسى
|
|
لم يطيعوه
بكـر الليالي
|
قدّموا من هـارون
|
|
فأضحـوا
أُمثولةً في النكالِ
|
وأخذت أُمّة
النبيّ فعال الحا
|
|
سدين الطغاة
حـذو النعالِ
|
أتواصوا بذاك
أم ذاك أمـر
|
|
فيه يلقى
شأنه الاِشكالِ ؟!
|
____________
ومنها : حديث أسد بن غويلم :
وهو : ما روى
الناصر للحقّ عليه السلام بإسناده إلى عبد الله أنيس ، قال : برز يوم الفتح أسـد
بن غويلم قاتل العرب ، يجيل فرسـه ويدير رمحه وهو يقول :
وحُرد سعال
وزغف مذالِ
|
|
وسمر عوال
بأيدي رجالِ
|
كآشاد دمش
وآسال حبش
|
|
عداه الخميس
ببعض صعـالِ
|
حمد الصواب
وحو الرقاب
|
|
إذا ما
العقاب عداه النزالِ
|
يكيد الكروب
ويجري الهبوب
|
|
ويروي الكعوب
دماً غير آلِ
|
ثمّ سأل البراز
فأحجم الناس معاً ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «من خرج إلى هذا
المشرك فقتله فله على الله الجنّة والاِمامة بعدي».
فأحجم الناس ، وقام
عليّ يهزّ العروا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «ما لك؟» قال :
«ظمآن إلى البراز ، سِغْت إلى القتال».
فقال رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «نحن بنو هاشم حود محد ، لا نجبن ولا نغدر ، أنا
وعلي من شجرة واحدة لا تختلف أوراقها ، اخرج إليه ولك الاِمامة من بعدي».
فخرج وضربه في
مفرق رأسه والناس ينظرون ، فبلغ سيفه إلى السرج ، وخرّ نصفين ، وانهزم المشركون ، فآب
عليّ يهزّ سيفه وهو يقول :
ضربته بالسيف
وسط الهامه
|
|
بضربةٍ صارمة
هدّامه
|
____________
فبتّكت من
جسمه عظامه
|
|
وبيّعت من
رأسه عظامه
|
أنا عليّ
صاحب الصمصامه
|
|
وصاحب الحوض
لدى القيامه
|
أخو نبي الله
ذي العلامه
|
|
قال إذ
عمّمني العمامه :
|
أنت الذي بعدي
له الاِمامه
ومنها : ما روى الثعلبي :
وهو من
المخالفين ، في تفسير قوله تعالى : (سأل سائلٌ بعذابٍ
واقعٍ) بإسناده ، قال : سُئل سفيان بن عيينة عن قول الله عزّ
وجلّ : (سأل سائل بعذاب واقع) في من نزلت؟
فقال : لقد
سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، حدّثني جعفر ابن محمّد ، عن آبائه عليهم
السلام ، قال : «لمّا كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغدير خمّ نادى
الناس فاجتمعوا ، وأخذ بيد عليّ صلّى الله عليهما فقال : «من كنت مولاه فعليّ
مولاه» ..
فشاع ذلك وطار
في البلاد ، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم وهو في ملأ من أصحابه فقال : يا محمّـد! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله
إلاّ الله وأنّك رسوله فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، وأمرتنا
أن نصوم شهراً فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلناه منك ، ثمّ لم ترض هذا
حتّى رفعت
____________
بضـبع ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه. وهذا شيء
منك أم من الله؟
فقال رسول الله
: «والذي لا إله إلاّ هو إنّه من أمر الله».
فولّى الحرث بن
النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللّهمّ إن كان مايقول محمّـد حقّاً فأمطر علينا
حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم. فماوصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط
على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع
* للكافرين ليس له دافع) .
ومنها
: ما ورد في تفسير قوله تعالى : (عمّ يتسائلون * عن
النبأ العظيم) :
وهو : ما روي
مسنداً إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «أقبل صخر بن حرب حتّى جلس إلى رسول
الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقال : الأمر من بعدك لمن؟ قال : (لمن هو منّي
بمنزلة هارون من موسى). فأنزل الله تعالى : (عمّ يتسائلون) يعني : سألك
أهل مكّة عن خلافة عليّ ، (عن النبأ العظيم *
الذي هم فيه مختلفون) : فمنهم المصدّق ومنهم المكذّب بولايته ، (كلاّ
سيعلمون * ثم كلاّ سيعلمون) : وهو ردّ عليهم ، سيعرفون خلافته أنّها حقّ إذ يُسألون
عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميّت لا في غرب ولا في شرق ، ولا برّ ولا بحر ، إلاّ
مُنكر ونكير يسألانه ، يقولان
____________
للميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟» .
فكان عليّ عليه
السلام يقول لأصحابه : «أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف فيّ جميع الأُمم ، والله
ما لله نبأ أعظم منّي» .
ومصداق ذلك ما
روي في تفسير قوله تعالى : (وقفوهم إنّهم مسؤولون) ؛ قال : عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام .
وممّا يدلّ على صـحّة إمامته عليه السلام
أنّ رسـول الله
صلّى الله عليه [وآلـه] وسلّم اختاره لمؤاخاتـه بأمر الله تعالى ، واختاره يوم
المباهلة ، ويوم سـدّ الأبواب ، ويوم براءة ..
ولم يؤمِّر
عليه أحداً في حياته ، وأمَّر على أبي بكر وعمر عمرو بن العاص وأُسامة بن زيد وغيرهما ..
____________
ولم يؤمِّر أبا
بكر إلاّ يوم خيبر فهرب ، ويوم براءة فعزله أمير المؤمنين ، على ما سيأتي.
وقد قال الله
تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة) .
ولله القائل :
ما كان ولّى أحمد
والياً
|
|
على عليّ
فتولّوا عليه
|
هل في رسول
الله من أُسوة
|
|
لو يقتدي
القوم ممّا سُنّ فيه
|
لكنّهم اختاروا
غير خيرة الله ، وخالفوا أمر رسـول الله.
أمّا حديث المؤاخاة
فهو : ما روي
أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا آخى بين أصحابه قال عليّ : «يا
رسول الله! لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن
كان هذا من سخط علَيّ فلك العتبى والكرامة».
فقال صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم : «والذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، وأنت منّي بمنزلة
هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، وأنت معي في قصري في
الجنّة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي
____________
ورفيقي» ، ثمّ تلا : (إخواناً على سرر
متقابلين) .
وقد روي حديث
المؤاخاة من طرق مختلفة ، ولم يخالف فيه أحد من أهل الحديث.
فانظر أيّها
المسترشد : هل يكون أخو عمر أو أخو خارجة بن زيد إماماً لأخي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!
كلاّ وحاشى ، بل
هو الاِمام والخليفة. عميت أعين البصائر ، وأُظهرت ضغائن الضمائر ، والله المنصف
المنتصف ممّن ظلم ، وكفى به حسيباً.
وأمّا اختياره له يوم المباهلة
فهو : ما روي
في قصّة وفد نجران : أنّه لمّا نزل قوله تعالى (فمن حاجّك فيه من بعد
ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا
وأنفسكم) .. الآية ، خرج رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
محتضناً للحسن آخذاً بيد الحسين وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفهما ، وهو يقول : «إذا
دعوت فأمّنوا».
____________
فقال أُسقف
النصارى : إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله ، فلا
تبتهلوا ؛ فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فصالحوا رسول الله صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم ..
وقال رسـول
الله صلّى الله عليه [وآلـه] وسلّم : «والذي نفسي بيده لو لاعنتهم بمن تحت الكساء
لاضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولا ستأصل الله نجران وأهله حتّى الطير على الشجر ، ولَما
حال الحول على النصارى كلّهم حتّى هلكوا» .
فقال الله (إنّ
هذا لهو القصص الحقّ وما من إله إلاّ الله وإنّ الله لهو العزيز الحكيم) ُ.
____________
وأخبر تعالى
بأنّ المراد بالأبناء : الحسن والحسين ، والنساء : فاطمة ، والأنفس : نفسه ونفس
عليّ ، صلّى الله عليهم جميعاً ، ولا خلاف في ذلك بين الأُمّة ..
وأنّ رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم يُخرج معهم غيرهم من أهله وأقاربه.
فإذا كان عليّ
عليه السلام نفس الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ أي كنفسه ـ فكيف يسوغ لمسلم
أن يقدّم أحداً على نفس رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!
لقد ضـلّ من
اختار غير خيرة الله ، وحكم بضـدّ حكمه ، وكم من آية يمرّون عليها وهم عنها
معرضـون ، ويتلونها وهم عنها عمـون ، وما يعقلها إلاّالعالمـون.
ومّما
يعضد ما ذهبنا إليه : من أنّ نفس
أمير المؤمنين عليه السلام كنفس رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال :
«إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شـتّى وخُلقت أنا وعليّ من شجـرة واحـدة ، وأنا
أصلها وفاطمة فرعها ، وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمارها ، وشيعتنا ورقها ، فمن
تعلّق نجـا ، ومـن زاغ هـوى ، ولو أنّ عـبداً عَـبَد الله بين الصفا والمروة ألف
ألف عام حتّى يصير كالشن البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في
النار». ثمّ قرأ : (قل لا أسألكم عليه
أجراً إلاّ المودّة في
____________
القربى) .
ومن شـرط
المحبّة الاتّباع ؛ قال الله تعالى : (قل إن كنتم تحبّون
الله فاتّبعوني يحببكم الله) ، فمن خالف منهاج آل محمّـد عليهم السلام ، وولّى عليهم
غيرهم ، فلم يودّهم ، ومن لم يودّهم فقد ظلم رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم أُجرته ، وقد قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «يقول ربّكم : ثلاثة أنا
خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته : أحدهم استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم
يُوَفِّه أجره ...» ، فكيف بمن ظلم إجارة الرسـول ، وأخـو زوج البتول؟!
نعوذ بالله من
الجهالة ، ونسأله العصمة من الضلالة.
وممّا
يؤيّد ذلك : قوله صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم : «يا عليّ! خلق الله نوراً فجزّأه ، خلق العرش من جزء ، والكرسيّ
من جزء ، والجنّة من جزء ، والكواكب من جزء ، والملائكة من جزء ، وسدرة المنتهى من
جزء ، والشمس والقمر من جزء ، وأمسك جزءاً تحت بطنان العرش حتّى خلق آدم ، فأفرغ
الله في جبينه ، فكان ينقل ذلك من أب إلـى أب إلـى عبـدالمطّلب ، ثمّ صار نصفين : فنقل
جزءاً إلى عبـد الله ، ونصفاً إلى أبيطالب ، خلقت أنا من جزء وأنت من جزء ، الأنوار
كلّها من نوري
____________
ونورك يا عليّ» .
وهذا المعنى قد
رواه أهل الحديث مستفيضاً بينهم.
وأمّا حديث الأبواب
فهو : ما روي
مسنداً من طرق شتّى ، ولم يختلف فيه أحد من أهل الحديث ، وهو : إنّ رسول الله صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم قال : «إنّ الله أوحى إلى موسى بن عمران أن : ابنِ لي
مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنت وهارون وابنا هارون : شبّر وشبير. وإنّ الله أوحى
إليّ أن : ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ وابنا عليّ. سدّوا هذه
الأبواب».
فلمّا أمر إلى
أبي بكر : سُد بابك. قال : هل فعل هذا بأحد قبلي؟ قيل : لا. قال : سمعاً وطاعة.
فجاء الرسول
إلى عمر فقال : إنّ النبيّ يقول : سُد بابك. فقال : هل فعل هذا بأحد قبلي؟ قال : بأبي
بكر. قال : بأبي بكر أُسـوة ، ولكنّي أرغب إلى رسول الله في مثل خوخة أنظر منها
إلى المسجد. فقال رسول الله : «لاوالله ولا مثل رأس أُبرة».
فلمّا جاء حمزة
رضى الله علنه قال : أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك؟ فقال : «والله ما أنا أخرجتك ولا
أنا أسكنته» .
____________
وروى أبو ذرّ
رضى الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول لسلمان حين
سأله : من وصيّك؟ فقال : «وصييّ وأعلم من أخلِف بعدي : علي بن أبي طالب» ..
وسمعته يقول
حين أخرج الناس من المسجد وأسكن عليّاً عليه السلام : «إنّ عليّاً منّي بمنزلة
هارون من موسى». ثمّ قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّ رجالاً وجدوا من
إسكاني عليّاً وإخراجهم ، بل الله أسكنه وأخرجهم»
وروي : إنّه
لمّا سـدّ الأبواب نفَس ذلك رجال على عليّ ، فوجدوا في أنفسهم ، وتبيّن فضله عليهم
وعلى غيرهم ، فبلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقام خطيباً فقال : «إنّ
رجالاً يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّاً في المسجد ، والله ما أخرجتهم ولا
أسكنته ، إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى موسى وأخيه : (أن تبوّءا لقومكما
بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصلاة) وأمره : لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلاّ
هارون وذرّيّته ، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى ، وهو أخي دون أهلي ، ولا
يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ وذرّيّته ،
____________
فمن ساءه فها هنا» وأومى بيده نحو الشام . وهذا رواه المخالفون.
____________
وممّا
يؤيّد ذلك أيضاً : ما رويناه عن
النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ليس في القيامة راكب غيرنا ، ونحن
أربعة».
فقام رجل من
الأنصار فقال : فداك أبي وأمّي ، أنت ومن؟
قال صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم : «أنا على دابّة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي
عقرت ، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي عليّ على ناقة من نوق الجنّة ، بيده
لواء الحمد بين يدي العرش ينادي : لاإله إلاّ الله ، محمّـد رسول الله» ، قال : «فيقول
الآدميّون : ما هذا إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو حامل عرش ربّ العالمين.
فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش : معاشر الآدميّين! ما هذا ملكاً مقرّباً ، ولا
نبيّاً مرسلاً ، ولا حامل العرش ، هذا الصدّيق الأكبر ، هذا عليّ بن أبي طالب صلّى
الله عليه» .
وعنه صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إنّ اللواء عموده من زبرجدة ، خلقه الله من قبل أن
يخلق السماوات بألفي سنة ، مكتوب على رداء ذلك اللواء : لا إله إلاّ الله ، محمّـد
رسول الله ، آل محمّـد خير البريّة ،
____________
صاحب اللواء إمام القوم».
فقال عليّ : «الحمد
لله الذي هدانا بك وشرّفنا وكرّمنا».
فقال النبيّ
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أما علمت أنّ من أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه الله
معنا؟!» ، وتلا قوله تعالى : (في مقعد صدق عند مليك
مقتدر) .
ولا خلاف بين
أهل النقل أنّ عليّاً عليه السلام صاحب لواء الحمد يوم القيامة ..
وممّا
يؤيّد ذلك : ما رويناه عن
رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة صفّ الله
عزّ وجلّ لي عن يمين العرش قبّة من ذهب حمراء ، وصفّ لاِبراهيم قبّة من ذهب حمراء
، وصفّ لعليّ في ما بينهما قبّة من ذهب حمراء ، فما ظنّك بحبيب بين خليلين؟!» .
ومن
ذلك : ما روي مشهوراً عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة وحشر الناس يوضع منبر من نور يمين العرش ، وآخر
من يسار العرش ، الأوّل لي والثاني لاِبراهيم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ويوضع
كرسي من نور بينهما لك يا عليّ ، فما ظنّك بحبيب بين حبيبين؟!» .
____________
ومن
ذلك : ما رويناه بإسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرئيل أن يجلس على باب الجنّة
فلايدخلها إلاّ من معه براءة من عليّ بن أبي طالب عليه السلام» .
ومن
ذلك : ما رويناه بإسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم أنّه قال : «عليّ يوم القيامة على الحوض ، لا يدخل الجنّة إلاّ من جاء بجواز
من عليّ بن أبي طالب» .
فانظر أيّها
المسترشد رحمك الله : هل يجوز أن يكون له عليه السلام الحلّ والعقد في البراءة
والجواز في القيامة ، وهو صاحب اللواء ، وصاحب الحوض ، وصاحب الكرسي والقبّة بين
إبراهيم وأخيه محمّـد صلوات الله عليهم أجمعين ، ويكون الخليفة غيره؟!
كلاّ وحاشى ؛ لولا
اتّباع الأهواء المضلّة عن السبيل ، ومحبّة هذا العاجل العليل ، كما قال أمير
المؤمنين عليه السلام بعد كلامه في من تقدّمه : «كأنّهم لم يسمعوا الله تعالى يقول
: (تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين
لايريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين) » ، ثمّ قال : «بلى والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنّهم
حَلِيت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها» .
____________
وأمّا حديث براءة
فهو : ما روي
أنّ سورة براءة لمّا نزلت في سنة تسع أمرّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
أبا بكر إلى مكّة يحجّ بالناس ، ودفعها إليه ليقرأها عليهم ، فلمّا مضى بها أبو
بكر وبلغ ذا الحليفة نزل جبرئيل عليه السلام إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم وأمره بدفع براءة إلى عليّ عليه السلام ليقرأها على الناس ..
فخرج عليّ عليه
السلام على ناقة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم العضباء حتّى أدرك أبا بكر
بذي الحليفة فأخذها منه ، فرجع أبو بكر وقال : يا رسول الله! هل نزل فيّ شيء؟
قال : «لا ، ولكن
لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي» .
____________
____________
وهـذا الحـديث
قـد رواه كافّة أهل الكتب المشهورة في الحديث ، ولا نعلم فيه خلافاً ، فهل ترى
أيّها الطالب للنجاة أوَ مَنْ عزله الله تعالى ولم يقمه مقام أمير المؤمنين عليه
السلام في تبليغ آيات قلائل يكون أوْلى بالاِمامة باختيار خمسة ممّن اختاره الله تعالى ورسوله؟!
معاذ الله ، ما
كان لهم أن يختاروا غير من اختاره الله ، ويؤخّروا من قدّم الله ويقدّموا من أخّر
الله ، وهو يقول عزّ من قائل : (ويختار ما كان لهم
الخِيَرَة) ، لكنّهم بدّلوا وغيّروا ، وفعلوا غير ما به أُمروا.
ومن
النصوص الصريحة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : حديث النجم ؛ وهو : ما روي أنّ
النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم سُئل عن الاِمام بعده؟ فقال : «من ينزل الكوكب
في داره منذ الليلة».
فانتظر الناس ،
فلمّا قرب وقت الصبح وإذا بكوكب نزل في حجرة
____________
فاطمة عليها السلام ، فقال أهل النفاق : ولّى ابن عمّه رقاب الناس ، لقد
شغف محمّـد بهذا الاِنسان وبهواه. فأنـزل الله تعالى قوله : (والنجم
إذا هوى * ما ضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) .
وروي
عنه صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي
فانظروا من هو ؛ فهو خليفتي عليكم بعدي ، والقائم فيكم بأمري».
فلمّا كان من
الغد انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتّى وقـع في حجرة علي بن
أبي طالب عليه السلام ، فهاج القوم وقالوا : والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى. فأنزل
الله تعالى : (والنجم إذا هوى * ما ضلّ صاحبكم وما غوى
* وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) ..
وهذا نصّ جليّ
على إمامته عليه السلام.
فهل بقي لمعتلّ
علّة لولا كثرة الحسـد لأهل هذا البيت الشريف؟! وقد قال الله تعالى : (أم
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) .
____________
ومن ذلك حديث بيعة العشـير
وهو : أنّه
لمّا نزل قوله تعالى : (وأنذر عشيرتك
الأقربين) جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عشيرته ، وكانوا
أربعين رجلاً ، والقصّة طويلة ذكرنا منها موضع الحاجة ، وهو قوله : «فمن منكم
يبايعني على أن يكون أخي في الدنيا والآخرة ، وله الخلافة من بعدي؟».
فما تحرّك أحد
، فقام عليّ وهو أصغرهم سنّاً ومدّ يده ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم : «اجلس». فأعاد القول ، فلم يقم سواه ، فقال له : «اجلس». فجلس ، وقال ثالثاً
، فقام عليّ ومدّ يده فمدّ رسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وبايعه .
____________
وله
الأُخوّة والخلافة ؛ ويشهد لذلك
ما روي أنّه : لمّا تحاكم عليّ والعبّـاس عليهما السلام إلى أبي بكر في ميراث
النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقال العبّـاس : فبماذا أوجـبتم وراثة النـبيّ
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعليّ عليه السلام وأنا عمّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم وهو ابن عمّه؟
فقال أبو بكر :
على الخبير هجمتم ، تذكر يا عبّـاس يوم كنّا في شعب أبي طالب أربعين رجلاً ، لم
يكن فيكم من غيركم غيري ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّه لم
يكن نبيّ قبلي إلاّ كان له وصيّ
____________
وخليفة ، فمن يكن منكم وصيّي وخليفتي ووارث أمري ، يقضي ديوني وينجز وعدي
ويبرىَ ذمّتي؟».
قال : فسكتوا
ولم يجبه أحد ، فقلت يا عبّـاس : ومن يقدر على ذلك وأنت أسخى من الريح؟
قال : فقام في
الثالثة فقال : «يا معشر بني هاشم! كونوا في الاِسلام رؤوساً ولا تكونوا أذناباً
إن كان فيكم ، وإلاّ في غيركم».
قال : فقام
أحـمشكم ساقاً وأعظمـكم بطناً وهـو هـذا ـ وأشار إلى عليّ عليه السلام ـ فقال : «أنا
أكون وصيّك وخليفتك ووارث أمرك ، أقضي ديونك وأنجز مواعيدك وأُبرىَ ذمّتك» ، أتعرف
هذا له يا عبّـاس من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!
فقال : نعم يا
أبا بكر.
قال : فلأيّ
شيء تخاصمه وأنت تعرفه له من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!
فقال العبّـاس
: وأنت لماذا تونّيت عليه في حقّه وتعرف هذا له من رسول الله صلّى الله عليه
[وآله] وسلّم؟!
فقال أبو بكر :
أخرجوهما عنّي ، مكيد من بني هاشم .
ومن
النصوص الجليّة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : تسميته تعالى [له عليه السلام] بـ
: «أمير المؤمنين» ، وتسمية جبريل ورسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [له
عليه السلام بذلك] بأمر الله سبحانه ..
____________
وذلك
ما رويناه مسنداً إلى
أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم ورأسه في حجر دحيّة بن خليفة الكلبي ، فسلّمت عليه ، فقال لي دحيّة : وعليك
السلام يا أمير المؤمنين ، وفارس المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل
الناكثين والمارقين والقاسطين ، وإمام المتّقين.
ثمّ قال لي : تعال
خذ رأس نبيّك في حجرك ، فأنت أحقّ بذلك.
فلمّا دنوت من
رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ووضعت رأسه في حجري لم أر دحيّة ، وفتح
الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [عينه] وقال : يا علي! من كنت تكلّم؟ قال : قلت
: دحيّة.
فقصصت عـليه
القصّـة ، فـقال : لـم يكن ذلك دحـيّة وإنّما كان جـبريل عليه السلام ، أتاك
ليعرّفك أن الله سمّاك بهذه الأسماء» .
فهل ترى أيّها
الطالب النجاة : إنّ من سمّى نفسه بإمرة المؤمنين ، أو سمّاه عمر وأبو عبيدة ، مثل
من سمّاه الله تعالى وجبرئيل ومحمّـد صلّى الله عليهما؟!
وروينا عن عبـدالله بن بريدة ، قال : جمع رسول الله صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم سبعة رهط وأنا ثامنهم فقال : «أنتم شهداء الله في الأرض أبديتم
أم كتمتم» ، ثمّ قال : «يا أبا بكر! قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين» ، فقال أبو
بكر : عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال : «نعم هو الذي أمرني» ، قال عليّ : «اللّهمّ
اشهد».
____________
ثمّ أمر عمر بن
الخطّاب ، فقال : هذا رأي رأيته أو وحي نزل؟ قال : «بل وحي نزل» ، فقال : سمعاً
وطاعة ، فقال عليّ : «اللّهمّ اشهد».
ثمّ قال
للمقداد بن الأسـود ، فقام ولم يقل مثل مقالة الأوّلين ، فأتاه رضى الله عنه
فسلَّم عليه.
ثمّ قال لأبي
ذرّ ، فسلَّم عليه.
ثمّ قال لحذيفة
، فقام فسلَّم عليه.
ثمّ أمرني ، فسلّمت
عليه ، وأنا أصغر القوم سنّاً ، وأنا ثامنهم.
فلمّا قبض رسول
الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأنا غائب ، فلمّا قدمت وجدت أبا بكر قد استخلف
، فدخلت عليه فقلت : يا أبا بكر! أما تحفظ سلّمنا على عليّ بن أبي طالب صلوات الله
عليه بأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بإمرة أمير المؤمنين؟!
فقال : بلى.
فقلت : ما لك
فعلت الذي فعلت؟!
قال : إنّ الله
تعالى يحدث الأمر بعد الأمر ، ولم يكن الله تعالى ليجمع الخلافة والنبوّة في أهل
بيت .
فانظر إلى هذا
الكلام الفاضح ؛ إذ جعل أبو بكر كون آل محمّـد أهل بيت النبوّة سبباً لتأخّرهم عن
الخلافة! إنّ في هذا وأمثاله لبلاغاً لمن آثر الآخرة ، واطّرح الحاضرة ، فلم يكن
من أرباب الصفقة الخاسـرة!
____________
ومن جملة ذلك : حديث الأسماء
وهو : ما روي
أنّ رسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «إنّ الله تعالى كتب على ساق
العرش قبل أن يخلق آدم : محمّـد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فلمّا خلق آدم عليه
السلام رأى تلك الأسماء تتلألأ فقال : ياربّ من هؤلاء؟
فقال : هم من
ذرّيّتك ، آخر نبيّ من أولادك ، أكرم الخلق علَيّ. فلمّا وقع منه ما وقع قال : بحقّ
الخمسة إلاّ عفوت عنّي» .
وقد روينا عن
النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «رأيت ليلة أُسري بي على ساق العرش
مكتوب : لا إله إلاّ الله ، محمّـد رسول الله ، أيّدته بعليّ ونصرته» .
ومنها : حديث السفرجلة
وهو : ما روى
ابن عبّـاس ، قال : نزل جبرئيل عليه السلام في بعض الحروب فناول عليّاً سفرجلة ، ففتقها
فإذا في وسطها حريرة خضراء مكتوب عليها : «تحيّة الغالب الطالب على عليّ بن أبي
طالب» .
____________
ومنها : حديث اللوزة
وهو : ما
رويناه عن أنس بن مالك : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم جاع جوعاً شديداً
فهبط عليه جبرئيل عليه السلام بلوزة خضراء من الجنّة ، فقال : افككها. ففكّها فإذا
فيها مكتوب : «بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلاّ الله ، محمّـد رسول الله ، أيّدته
بعليّ ونصرته به» .
ومنها : حديث التفّاح
وهو : ما روى سادات
آل محمّـد عليهم السلام : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ناول عليّاً
تفّاحاً ، فسقط من يده وصار نصفين ، وخرج من وسطه مكتوب : «تحيّة من الطالب الغالب
لعليّ بن أبي طالب عليه السلام» .
ومنها : حديث الرمّانة
وهو : ما روى
ابن عبّـاس ؛ ، قال : بينا رسول الله صلّى الله عليه
____________
[وآله] وسلّم يطوف بالكعبة إذ بدت رمّانة من الكعبة ، واخضرّ المسجد لحسن
خضرتها ، فمدّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يده فتناولها ومضى رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في طوافه ، فلمّا انقضى طوافه صلّى في المقام ركعتين
، ثمّ فلق الرمّانة قسمين كأنّها قدّت ، فأكل النصف وأطعم عليّاً عليه السلام
النصف ، فرنحت أشداقهما لعذوبتها ، ثمّ التفت رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم إلى أصحابه فقال : «إنّ هذا قطف من قطوف الجنّة ، ولا يأكله في الدنيا إلاّ
نبيّ أو وصيّ نبيّ ، ولولا ذلك لأطعمناكم» .
ومنها : حديث البساط
وهو : ما
رويناه بالاِسناد الموثوق به إلى أنس بن مالك ، قال : أُهدي لرسول الله صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم بساط من خندف فقال لي : «ياإنس! ابسطه». فبسطته ، ثمّ قال لي : «ادع
العشرة». فدعوتهم ..
فلمّا دخلوا
أمرهم بالجلوس على البساط ، ثمّ دعا عليّاً فناجاه طويلاً ، ثمّ رجع فجلس على
البساط فقال : «يا ريح احملينا». فحملتنا الريح ، فإذا البساط يدفّ بنا دفّاً ، ثمّ قال : «يا ريح ضعينا». ثمّ قال : «تدرون في أي
مكان أنتم؟!». قلنا : لا.
____________
قال : «هذا
موضع أصحاب الكهف والرقيم ، قوموا فسلّموا على أصحابكم».
فقمنا رجـل
رجـل فسـلّمنا عليـهم فلم يـردّوا علينا ، فقام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال
: «السلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء».
فقالوا : وعليك
السلام ورحمة الله وبركاته.
قال : فقلت : ما
لهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟!
فقال لهم : «ما
بالكم لا تردّوا على إخواني؟!».
فقالوا : إنّا
معاشر الصدّيقين لا نكلّم بعد الموت إلاّ نبيّاً أو وصيّاً.
ثمّ قال : «يا
ريح احملينا». فحملتنا تدفّ بنا دفّاً ، ثمّ قال : «يا ريح ضعينا». فوضعتنا فإذا
نحن بالحرّة ، فقال عليّ : «ندرك النبيّ في آخر ركعة» ، فطوينا وأتيناه ، وإذا
النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقرأ في آخر ركعة : (أم
حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً) .
ومنها : حديث مَلَكي عليّ عليه السلام
وهو : ما روي
أنّ عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه أقبل إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم وعنده جبريل ، فقال جبريل عليه السلام : يا محمّـد! هذا عليّ قد جاء يمشي
الهوينا ، وهو إمام الهدى ، وقائد البررة ، وقاتل
____________
الفجـرة ، والمتكلّم بالعـدل والتوحـيد ، والنافي عن الله الجور ، يا
محمّـد! إنّ ملائكة عليّ يفتخرون على سائر الملائكة أنّهم ما كتبوا على عليّ كذباً
قط ..
وفي رواية
أُخرى : إنّ حافظي عليّ يفتخران على سائر الحفظة ، وذلك أنّهما لم يصعدا إلى الله
بشيء يسخطه .
ومنها : حديث [ردّ] الشمس
وهو : ما روت
أسماء بنت عميس ، قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوحى إليه
ورأسه في حجر عليّ عليه السلام ، فلم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس ، فقال رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّ عليّاً كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه
الشمس». فرأيتها غربت ثمّ رأيتها طلعت بعدما غربت ..
وفي رواية : فقام
عليّ فصلّى العصر ، فلمّا قضى صلاته غابت الشمس ، فإذا النجوم مشتبكة .
____________
فانظر أيّها
الطالب لنجاة نفسـه ، الخائف لما يلاقـيه في رمسـه ، إلى هذه الشواهد لأمير
المؤمنين عليه السلام ما أظهرها ، والدلائل ما أبهرها وأنـورها.
فلقد شهدت له
عليه السلام على غيره بالكمال ، وحيازة مكارم الحلال : شهادة رسـول الله صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم بأنّه خليفته ووصيّه والقائم بالأمر بعده ..
وشهادة أهل
الكهف : بالوصية ..
وأمر رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [أصحابه] أن يسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ..
(أفما) كان للمخالف في هذا معتصم شاف ، وملاذ كاف؟!
بلى والله ، وإنّما
الدنيا ـ كما ورد في الأثر عن سـيّد البشر : ـ «حلوة خضـرة» .
ولله القائل :
لئن صبرت عن
فتنة المال أنفُس
|
|
لَما صبرت عن
فتنة النهي والأمر
|
ولنقتصر على
هذا القدر من النصوص الدالّة على إمامة أمير
____________
المؤمنين عليه السلام وإن كانت أكثر من أن تحصى ؛ فقد روينا عن رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «لو كانت البحار مداداً والغياض أقلاماً
والاِنس كتّاباً والجنّ حسّاباً ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب» .
وإذا كان هذا
قول الرسـول الزكيّ ، عليه صلوات الربّ العليّ ، فمن رام غير ذلك فقد رام شططاً.
[* وأمّا إجماع العترة :]
وأمّا دلالة
إجماع أهل البيت : على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فنحن نتكلّم في ذلك
في مكانين :
أحدهما
: إنّ آل محمّـد : مجمعون على ذلك.
والثاني
: إنّ إجماعهم حجّة واجبة الاتّباع.
أمّا أنّهم
مجمعون على ذلك ، فذلك أظهر من أن يذكر ، وكلّ أحد يعلمه ، المخالف والمؤالف ؛ فلا
يحتاج إلى استشهاد.
وأمّا أنّ
إجماعهم حجّة يجب اتّباعها ويحرم خلافها ، فالذي يدلّ على ذلك الكتاب والسُـنّة.
أمّا الكتاب :
فقوله تعالى : (إنّما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) .
____________
ونحن نتكلّم في
أنّ المذكورين في هذه الآية هم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأبناءهما : ، ثمّ
نذكر وجه دلالتها على أنّ إجماعهم حجّـة.
أمّا أنّها
أُنـزلت فيهم دون غيرهـم ، فالذي يدلّ على ذلك : ما روت أُمّ سلمة رضي الله عنها ،
قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إنّما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) ..
قالت : وفـي
البيت سـبعة : جـبرئيل ومـيكائيل عليهما السلام ، ورسـول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم ، وفاطمة وعليّ والحسن والحسين : ، وأنا على باب البيت جالسة ، فقلت : يا
رسول الله! ألست من أهل البيت؟!
قال : «إنّك
على خير ، إنّك من أزواج النبيّ» صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، وما قال إنّي من
أهل البيت .
وفي بعض
الأحاديث : «لستِ منهم وإنّك لعلى خير» .
وبالاِسناد عن
عائشة ، وقد سألها سائل عن عليّ عليه السلام ، فقالت : سألتني عن أحبّ الناس كان
إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، لقد رأيت عليّاً وفاطمة وحسناً
وحسيناً وقد جمع رسول الله صلّى الله عليه
____________
[وآله] وسلّم ثوب عليهم ثمّ قال : «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، فأذهِب
عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
قالت : فقلت : يا
رسول الله! أنا من أهلك؟
قال : «تنحّي ،
إنّك إلى خير» .
وبالاِسناد عن
إسماعيل بن عبـدالله بن جعفر الطيّار ، عن أبيه ، قال : لمّا نظر رسول الله صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم إلى الرحمة هابطة من السماء قال : «من يدعو؟» ـ مرّتين ـ.
قالت زينب : أنا يا رسول الله.
فقال : «ادعي
لي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين».
قالت : فجعل
حسناً عن يمينه ، وحسيناً عن شماله ، وعليّاً وفاطمة تجاهه ، ثمّ غشّاهم كساءً
خيبرياً ، ثمّ قال : «اللّهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهلاً ، وهؤلاء أهل بيتي». فأنزل الله
عزّ وجلّ : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهّركم تطهيراً).
فقالت زينب : يا
رسول الله! ألا أدخل معكم؟
فقال رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «مكانك ، فإنّك على خير إن شاء الله» .
وقـد روى هذا
الحـديث كافّـة أهـل الكتب المرويّة ، وإنّما ذكرنا رواية نساء النبيّ صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم على الخصوص لنقطع بذلك من يريد إدخال نساء النبيّ صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم في جملة أهل
____________
البيت : واختصاصهنّ بالآية ؛ إذ لا شيء أقوى من إقرار المرء على نفسـه ..
فثبت أنّ الآية
نازلة في أهل البيت : دون غيرهم.
وأمّا
وجه دلالتها على أنّ إجماعهم حجّة ، فهو : إنّ الله تعالى أخبر بإرادته إذهاب الرجس عنهم
، والرجس ها هنا هو : رجس الذنوب ؛ وذلك معنى العصمة بشهادة الله تعالى وشهادة
رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ..
وما أراده
سبحانه من فعل نفسه فإنّه يقع لا محالة ؛ لأنّ إرادة العزم عليه تعالى محال ..
فمن قال بأنّ :
إرادتـه فعلـه. فلا شكّ أنّه ما أراد إلاّ ما فعل ، ومن قال : إرادتـه إرادة قصـد.
فلا بُدّ أن يفعل ما قصـده ، وإلاّ كانت إرادته عزماً لا قصداً ، وذلك لا يجوز
عليه تعالى.
وفي ذلك كون : إجماعهم
حجّة واجبة الاتّباع.
وأمّا دلالة السُـنّة الشريفة :
فمنها
: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّي تارك فيكم ما
إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إنّ
اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» .
____________
____________
ونحن نتكلّم في
صحّة هذا الحديث ، ثمّ نذكر وجه دلالته ..
أمّا صحّـته :
فاعلم أنّ هذا
الحديث متّفق عليه بين جماعة الأُمّة إلى أن ينتهي إلى الصدر الأوّل ، ورواه من
الصحابة من يحصل بخبره العلم ؛ فقد رواه : أمير المؤمنين عليه السلام ، وابن
عبّـاس ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، وأبو سعيد
____________
الخدريّ ، وعائشة ، وجابر بن عبـد الله الأنصاري ، وحذيفة بن أُسيد ، وأبوذرّ
الغفاري ، رضي الله عنهم ..
ولو لم يروه
إلاّ أمير المؤمنين عليه السلام وتواتر عنه لكان معلوماً ؛ لأنّه مقطوع على عصمته
، وكذلك أبو ذرّ رضى الله عنه معصوم عندنا في باب الاِخبار ؛ لقول النبيّ صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم : «ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق
من أبي ذرّ» ؛ فدلّ ذلك على صحّة هذا الحديث.
وأمّا وجه دلالته :
ففي ذلك مسالك
:
منها
: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مخاطباً أُمّته : «إنّي
تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا». فأبان بذلك موضع الاستخلاف في عترته ، حتّى
لا يقصد منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بعد التمسّك بهم والاتّباع لهم إلاّ
وجهه.
____________
ومنها
: أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم شبّه العترة بالكتاب ،
والكتاب حجّة ، فلا بُدّ أن يكون آل محمّـد : متى أجمعوا حجّة ؛ لتطابق المثال.
ومنها
: إخباره صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّ عترته لا تفارق
الكتاب حتّى اللقاء على الحوض ، والمراد بذلك : حكم الكتاب ، فمعناه أنّ الكتاب
والعترة (يمتان متاً) واحداً ؛ لأنّهم تراجمة كتاب الله وحفظة وحيه عن تمويه
المموّهين وتأويل الجاهلين.
ومن
أدلّة السُـنّة الشريفة على أنّ إجماع أهل البيت حجّة : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من
ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى» ، وفي بعض الأخبار : «هلك» .
وهذا الخبر
ممّا ظهر واشتهر ، وتلقّته الأُمّة بالقبول ، ولم ينكره أحد
____________
من رواة الحديث ، بل رواه المخالف والمؤالف.
ووجه
دلالته ـ على أنّ
إجماع أهل البيت حجّة ـ ظاهر من حيث حكمه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ وهو لا
ينطق عن الهوى (إن هو إلاّوحي يوحـى) ـ بنجاة من
تمسّك بآل محمّـد عليهم السلام ، والنجاة شائـعة في ما يَقْفوهم فيه مشايعهم
ومتابعهم من قول وعمل واعتقاد. ولَما حكم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغرق
المتخلّف عنهم ، أو هلاكه على حسب الرواية ، مبيّناً بذلك كونه عاصياً لربّه ، وضالاًّ
عن منهاج دينه ..
وقد بالغ صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم في بيان ذلك أشدّ المبالغة بتمثيل عترته : بسفينة نوح صلّى
الله عليه وسلّم ، وقد علمنا أنّه لم ينجُ من أُمّة نوح إلاّ من ركب في السفينة ، وكذلك
يهلك من أُمّة محمّـد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتمسّك بعترته الطاهرة
الأمينة ؛ وإلاّ كان تمثيل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لا معنى له.
ومن
جملة الأدلّة على صحّة إجماع الآل : قد ظهر واشتهر عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ممّا يوجب إلينا الكيس والنعت البليغ لعترته أهل بيته : بكونهم ورّاث حكمته ، وخزنة
علمه ، وهداة أُمّته ، وأملاك الأمر ، وولاة الحلّ والعقد ، وأنّهم ـ على الحقيقة
ـ السادة وغيرهم المسود ، والمتَّبعون والناس أتباع ..
وجاء في ذلك من
الأخبار ما لا يحصـى باستقصاء :
فمـنها
: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أهل بيتي كباب حطّة
في بني إسرائيل ، من دخله غفر له» ، و : «هم كالكهف لأصحاب
____________
الكهف» ، و : «هم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة» .
ومنها
: ما ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (اهدنا
الصراط المستقيم) ، قال : قال مسلم بن حيّان : إنّ بريدة قال : صراط
محمّـد وآله .
ومنها
: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أهل بيتي أمان لأهل
الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل
السماء ما يوعدون ، وإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون» ، وروي : «فإذا انقرضوا صبّ الله عليهم البلاء صـبّاً» .
ومنها
: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أهل بيتي كالنجوم ،
كلّما أفل نجم طلع نجم» .
____________
ومنها
: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «اللّهمّ اجعل العلم
في عقبي وعقب عقبي ، وفي زرعي وزرع زرعي» ، وقوله عليه السلام : «قدِّموهم ولا تَقَدَّموهم ، وتعلَّموا
منهم ولا تعلِّموهم ، ولا تخالفوهم فتضلّوا ، ولاتشتموهم فتكفروا» .
ومنها
: قوله عليه السلام : «إنّ [لله] عند كلّ بدعة تكون من
بعدي يُكاد بها الاِسلام وليّاً من أهل بيتي موكّلاً ، يعلن الحقّ وينوّره ، ويردّ
كيد الكائدين ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، وتوكّلوا على الله» ..
(على الله توكّلنا
ربّنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين) .
وقوله عليه
السلام : «في كلّ خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال
المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا إنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا بمن تفدون
في دينكم» .
وهـذه الأخـبار
وإن لـم تتـواتر لفظاً فـقد تواترت معنىً ؛ لأنّها تواردت مطابقة على معنىً واحد
من مخبرين شتّى ، فلو جاز أن تجمع
____________
آل محمّـد : على ضلالة لَما حسن منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن يغوينا
باتّباع مناهجهم ؛ لأنّ ذلك تغرير وتلبيس ، وهو صلّى الله عليه [وآله] وسلّم منزّه
عن ذلك.
ومن
جملة ما يستدلّ به على أنّ إجماع أهل البيت حجّة : ما قد ثبت أنّ المعلوم ضرورة من دين النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
وجوب تعظيم أهل بيته عليهم السلام ؛ لمكانتهم منه ، ولزوم توقيرهم ، وفرض مودّتهم
، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى دليل ، ولله القائل :
وكيف يصحّ في
الاِفهام شيء
|
|
إذا احتاج
النهار إلى دليل
|
لكنّنا نذكر من
الأحاديث التي وردت في هذا المعنى طرفاً على وجه الاستظهار ..
فمنها
: ما روي مشهوراً أنّه لمّا نزلت آية المودّة وهي قوله
تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة
في القربى) ، قالوا : يا رسول الله! مَن قرابتك الّذين وجب علينا مودّتهم؟
قال : «عليّ
وفاطمة وأبناؤهما» عليهم السلام.
وهذا التفسير
قد رواه كافّة أهل الكتب المشهورة في الأخبار من مؤالف ومخالف.
ومنها
: ما روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (ومن
يقترف حسنة
____________
نزد
له فيها حسناً) ، قال : المودّة لآل محمّـد صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم .
ومنها
: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : لو أنّ عبداً عبد
الله سبحانه بين الركن والمقام ألف عام ثمّ ألف عام ولم يقل بحبّ أهل البيت أكبّه
الله على منخريه في النار» ، [و :] «لا يؤمن أحد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ، وتكون
عترتي أحبّ إليه من عترته ، ويكون أهل بيتي أحبّ إليه من أهل بيته ، وتكون ذاتي
أحبّ إليه من ذاته» .
ومنها
: قوله عليه السلام : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة
وأغصانها في الدنيا ، (فمن شاء اتّخذ إلى
ربّه سبيلاً) » .
ومنها
: قوله عليه السلام : «من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت ميتتي
، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب وورثته الطاهرين ، أئمّة
الهدى ومصابيح الدجى من بعده ، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة» ..
____________
وفي رواية : «فهم
الأولياء الأئمّة من بعدي ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، وهم عترتي من لحمي ودمي ، إلى
الله عزّ وجلّ أشكو من ظالمهم من أُمّتي ، لا أنالهم الله عزّ وجلّ شفاعتي» .
ومنها
: قوله عليه السلام : «إنّ الله فرض فرائض ، ففرضها في حال
وحقّقها في حال من الأحوال» .
ومنها
: قوله عليه السلام : «حُرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي
وقاتلهم ، وعلى المعين عليهم ، (أُولئك لا خلاق لهم
في الآخرة ولا يكلّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب
أليم) » .
____________
ومنها
: ما روي مشهوراً عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال :
«كنت آخذ البيعة لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على السمع والطاعة في
العسر واليسر ، وأن يقيم ألسنتنا بالعدل ، وأن لا يأخذنا في الله لومة لائم ، فلمّا
ظهر الاِسلام وكثر أهله قالوا : يا علي! الحقّ فيها : على أن تمنعوا رسول الله صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم وعترته من بعده ما منعتم منه أنفسكم وذراريكم» ..
قال علي عليه
السلام : «فوضعها من الله على رقاب القوم ، وفى بها من وفى وهلك بها من هلك» .
فإذا وجبت
محبّة آل محمّـد : قطعاً ، وكان ذلك ديناً وشرعاً ، علمنا أنّ الحقّ لا يخرج من
أيديهم ، وأنّهم لا يجمعون على ضلالة إلى انقطاع التكليف.
وبعد ..
فإنّ الله
تعالى قد جعل الصلاة على آل محمّـد في الصلاة شرعاً وديناً ، وجعل ذلك ركناً من
أركان الصلاة ، والصلاة أعلى درجات الرحمة ، فلو جاز أن يجمعوا على ضلالة لَما
غمرهم ثوبها المسدول ، وشرفها المصون المبذول.
فانظر يا طالب
النجاة رحمك الله : ما أظهر الحجّة ، وأبْيَن المحجّة ،
____________
لمن لم يغلب حيرته ، ويعمي الجهل بصيرته.
اللّهمّ إنّا
نسألك أن تجعلنا من أتباعهم ؛ لنظفر بالسلامة ، ونفوز في القيامة ، يوم يدعى كلّ
أُناس بإمامهم .
* * *
____________
فصل يختم به
وهو الكلام في
أنّ الفرقة الناجية هم أتباع آل محمد عليهم السلام دون غيرهم.
فاعلم ـ أرشدك
الله ـ أنّه لا خلاف بين أهل الملّة أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال :
«ستفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، الناجية منها فرقة واحدة وباقيها في النار»
..
وأجمعت أيضاً
على أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح
، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهـوى» ، فكان ذلك بياناً للفرقة الناجية ، بحيث لم يبق للشكّ
مدخل ؛ إذ قد علمنا أنّ أُمّة نوح صلّى الله عليه وسلّم هلكت إلاّ من ركب معه في
السفينة ، كذلك يهلك من أُمّة نبيّنا صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتّبع آل
محمّـد عليهم السلام.
ولأنّ النبيّ
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال فيهم : «وهم كالكهف لأصحاب الكهف» ، و : «هم باب
السلم فادخلوا في السلم كافّة» ، و : «هم باب حطّة من دخله غفر له» .
____________
وقد علمنا أنّ
أُمّة موسى عليه السلام لم ينج منهم إلاّ من دخل باب حطّة ، ولا نجا من أُمّة أهل
الكهف غيرهم.
ولله القائل في
آل محمّـد حيث يقول :
لم ينج
بالكهف سوى عصبة
|
|
فرّت عن
الـدار وأربابهـا
|
ولا نجا في
يوم نـوح سوى
|
|
سفينة الله
وأصحابها
|
ألم يكـن في
المغرقين ابنه
|
|
إذا غاب عن
حوزة ركّابهـا
|
وهل نجا
بالسلـم إلاّ الأُولى
|
|
رقـوا إلـى
السلم بأسبابها
|
أو أدرك
الغفران من لم يلج
|
|
بالأمس في
الحطّة من بابها
|
أُعيذكم
بالله أن تجمحوا
|
|
عن عترة
الحقّ وأحزابها
|
وممّا
يؤيّـد ما ذهبنا إليه في هذه الجملة :
ما
رويناه عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : افترقت
أُمّة أخي موسى على إحدى وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلاّ فرقة واحدة ، وافترقت
أُمّة أخي عيسى على اثنين وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ فرقة واحدة ، وستفترق
أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلاّ فرقة واحدة. ثمّ التفت إلى
عليّ عليه السلام فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم» .
____________
وما
رويناه عن القاضي
العالم إسحاق بن أحمد بن عبـد الوارث رحمة الله عليه من كتاب الحبوة يرفعه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال
: «من قال : لا إله إلاّ الله مخلصاً ، فله الجنّة».
فقال عمر بن
الخطّاب : خاصّة أم عامّة؟!
فقال رسول الله
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «بل هي خاصّة لعليّ وأتباعه».
فقال : يا رسول
الله! ادع الله لنا أن يجعلنا من أتباعه.
قال لهما : «إن
سـرّكما أن تكونا من أتباعه فلا تعصيا أمره» .
فإذا كان كذلك
فما ظنّك بمن أخّره عن مرتبته وسنّ التقدّم عليه وعلى ذرّيّته إلى يوم القيامة؟!
وما
رويناه عن أبي ذرّ
رحمة الله عليه : قال : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في مرضه
الذي توفّي فيه فوجدته مغمىً عليه ملقىً في حجر عليّ بن أبي طالب ، فجلست حتّى
أفاق من غيبته ، ففتح عينيه إليّ وقال : «يا أبا ذرّ! أيّما عبد مؤمن يصلّي ركعتين
في ظلام الليل لم يرد بها أحداً إلاّ الله دخل الجنّة ...» ، إلى أن قال ـ بعد
كلام حذفناه ـ : «ياأبا ذرّ! فأزيدك؟». قلت : نعم.
____________
قال : «من حشره
الله محبّاً لهذا ـ وجعل يده على صدر عليّ عليه السلام ـ دخل الجنّة» .
وما
رويناه عن النبيّ
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «يا عليّ! إنّ الله قد غفر لك ولأهلك
ولشيعتك ، ولمحبّي شيعتك ، ولمحبّي محبّي شيعتك ، فأبشر فإنّك
الأنزع البطين ، منزوع من الشرك بطين من العلم» .
وما
رويناه عن الباقر
محمّد بن عليّ عليه السلام عن آبائه : أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
قال لأصحابه : «خذوا بحجزة هذا الأنزع ـ يعني عليّاً عليه السلام ـ فإنّه الصدّيق
الأكبر والهادي لمن اتّبعه ، ومن اعتصم به أخذ بحبل الله ، ومن تركه مرق من دين
الله ، ومن تخلّف عنه محقه الله ، ومن ترك ولايته أضلّه الله ، ومن أخذ بولايته
هداه الله» .
وما
رويناه عن النبيّ
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ما أحبّنا أهل البيت رجل فزلّت قدم
فثبتته قدم حتّى ينجيه الله يوم القيامة» .
____________
وما
رويناه عن الصادق
عليه السلام في قوله تعالى : (فما لنا من شافعين*
ولا صديق حميم) : قال : «نزلت فينا وفي شيعتنا ؛ وذلك إنّا نشفع ويشفع
شيعتنا ، فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال : (فما لنا من شافعين *
ولا صديق حميم)» .
وما
رويناه عن الصادق
عليه السلام أيضاً ، عن آبائه ، عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال :
«إنّ في السماء حرساً وهم الملائكة ، وفي الأرض حرساً وهم شيعتك يا عليّ» ، وفي بعض الأخبار : «لن يبدّلوا ولن يغيّروا» .
وما
رويناه عن الناصر
للحقّ عليه السلام بإسناده عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : قال : «يدخل
من أُمّتي سبعون ألفاً بغير حساب».
قال عليّ : «من
هم يا رسول الله؟».
قال : «هم
شيعتك وأنت إمامهم» .
____________
وما
رويناه عن الباقر
عليه السلام : قال : «إنّ نبي الله قال : إنّ عن يمين العرش رجالاً وجوههم من نور
، عليهم ثياب من نور ، ما هم بنبيّـين ولاشهداء ، يغبطهم النبيّون والشهداء. قيل :
من هم؟ قال : أُولئك أشياعنا وأنت إمامهم يا عليّ» .
ومـا
رويناه عن جـعفر بن
محمّـد الصادق عليه السلام : قال : «حدّثـني محمّـد بن عليّ ، قال : حدّثني عليّ
بن الحسين ، قال : حدّثني الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب ، عن
رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، قال : يا عليّ! إنّ شيعتنا يخرجون من
قبورهم على ما بهم من العيوب والذنوب وجوههم كالقمر ليلة البدر ، وقد فرجت عنهم
الشدائد ، وسهلت لهم الموارد ، وأعطوا الأمن والأمان ، وارتفعت عنهم الأحزان ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن
الناس ولا يحزنون ، شِرْكُ نعالهم يتلألأ نوراً ، على فوق بيض لها أجنحة ، قد
ذلّلت من غير مهانة ، ونجبت من غير رياضة ، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير ؛ لكرامتهم
على الله تعالى» .
وقـد ورد فـي
تفسـير قولـه تعـالـى : (ولله جنـود السماوات
والأرض) أنّهم : الذرّيّة .
____________
وما
رويـناه عـن جابـر بن
عبـد الله الأنصـاري رضى الله عنه : قال : كنّا جـلوساً عـند رسـول الله صلّى الله
عـليه [وآله] وسـلّم إذ أقبل عليّ بن أبـي طالب عليه السلام ، فلمّا نظر إليه
رسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «هذا أخي قد أتاكم» ، ثمّ التفت إلى
الكعبة ثمّ قال : «وربّ هذا البيت إنّ هذا وشيعته الفائزون يوم القيامة» .
وما
رويناه عن إبراهيم بن
عبـد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام أنّه قال : لو نزلت راية من السماء لم
تنصب إلاّ في الزيدية .
وقد روى ذلك
غيره من أئمّتنا : عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.
وما
رويناه عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «ألا كلّ راية ليست لنا فهي ضلالة» .
وما
رويناه عن الحاكم ؛ يرفعه
إلى ابن عبّـاس رضى الله عنه : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم رجع من
سفر وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة
____________
بليغة وهـو متّكىَ ، ثمّ قال : «أيّها الناس! إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين :
كتاب الله ، وعترتي وأُرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض ، ألا وأنّي
انتظرهما ، ألا وإنّي سائلكم يوم القيامة في ذلك ، ألا إنّه سترد علَيّ يوم
القيامة ثلاث رايات من هذه الأُمّة : راية سوداء ، فتقف ، فأقول : مَن أنتم؟
فينسون ذكري ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب.
فأقول : أنا
محمّـد نبيّ العرب والعجم.
فيقولون : نحن
من أُمّتك.
فأقول : كيف
خلّفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟
فيقولون : أمّا
الكتاب فضيّعنا ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم.
فأُولّي وجهي
عنهم ، فيصدرون عطاشاً قد اسودّت وجوههم.
ثمّ ترد راية
أُخرى أشـدّ سواداً من الأُولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن
من أهل التوحيد.
فإذا ذكرت اسمي
قالوا : نحن من أُمّتك.
فأقول : كيف
خلّفتموني في الثقلين : كتاب الله ، وعترتي؟
فيقولون : أمّا
الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممزّق.
فأقول لهم : إليكم
عنّي. فيصدرون عطاشاً مسودّة وجوههم.
ثمّ ترد علَيّ
راية أُخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟
____________
فيقولون : نحن
أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أُمّة محمّـد ، ونحن بقيّة أهل الحقّ ، حملنا كتاب
ربّنا فأحللناه ، أحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجـبنا ذرّيّة محمّـد صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم فنصرناهم في كلّ مانصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من
ناوأهم.
فأقول لهم : أبشروا
، فأنا نبيّكم محمّـد ، ولقد كنتم كما وصفتم. ثمّ أسقهم فيصدرون رواة» .
اللّهمّ إنّي
أسألك أن تحشرنا في زمرتهم ، وتمنّ علينا بالكون في جملتهم.
وروينا
عن النبيّ صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «من سرّه أن يجـوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج
الجنّة بغير حساب ، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي : عليّ بن أبي
طالب ، ومن سرّه (ألاّ يدخل الجنّة) فليترك ولايته ؛ فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الله
الذي لا يؤتى إلاّ منه ، وإنّه الصـراط المستقيم ، وإنّه الذي يسأل الله عن ولايته
يوم القيامة» .
فيا أيّها
الطالب النجاة! تأمّل ـ أرشدك الله ـ هذه الآثار العجيبة ، والفضائل الغريبة ؛ لعلّك
ممّن وفى آل محمّـد حقّهم ، وسلّم لهم سبقهم ،
____________
واعترف لهم بالزعامة ، وشهد لهم بما أوجبه الله ورسوله من الاِمامة ، ليفوز
في القيامة ، وينجو من أهوال الطامّة ، فإنّك لا تجد لخصومهم مثل هذا أثراً
والحـمد لله.
وما قصدت بما
أوردته إلاّ المصلحة لمن بلغه من الحُِلاّل ، والنُفاعة مع به لكافّة الاِخوان ، ففي الآثار لهادوا النصائح.
وعن النبيّ صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم أفضل من كلمة
حكمة سمعها فانطوى عليها حتّى يؤدّيها كما سمعها ليردّه بها عن ردىً ، أو يدلّه
على هدىً ، وأنّها لتعدل إحياء نفس ، (ومن أحياها فكأنّما
أحيا الناس جميعاً) » .
ولا شيء أعظم من
نصيحة الدين ، ولا هديّة أكبر ممّا يكون به الفوز عند ربّ العالمين ، (من
اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنّما يضلُّ عليها) ، (وما ربُّك بظلاّمٍ
للعبيد) .
____________
وصلّى الله على
رسـوله سـيّدنا محمّـد النبيّ الأُمّي وعلى آله وصحبه وسلّم وشرّف وكرّم وعظّم.
وكان الفراغ من
ساحته عشية الجمعة بعد صلاة العصر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل ، الواقع
في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة من هجرة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.
تَمّ الفراغ من
استنساخ هذا الكتاب ، أصيل يوم الثالث عشر من شهر شوّال المكرّم لسنة ألف
وأربعمائة وخمس من الهجرة النبوية الشريفة في مكتبة السـيّد شهاب الدين المرعشي
بقم عن النسخة المصوّرة من المكتبة المتوكّلية في اليمن ، وأنا العبد الراجي رحمة
ربّه أقلّ الطلاب السـيّد حسين الحسيني الشيرازي.
* * *
مصادر التحقيق
١ ـ الاِبهاج في شرح
المنهاج ، للشيخ علي
بن عبـد الكافي السبكي (ت ٧٥٦ هـ) ، مكتبة الكلّيّات الأزهرية / القاهرة ، ١٤٠١
هـ.
٢ ـ الاحتجاج ، للطبرسي ، أحمد بن علي بن أبي طالب (ت ٥٢٠ هـ) ، تحقيق
إبراهيم البهادري وآخرين ، نشر دار الأُسوة / قم ، ١٤١٦ هـ.
٣ ـ الأحكام في الحلال
والحرام ، للاِمام
الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين ، مكتبة زمار الوطنية / اليمن ، ١٤١٣ هـ.
٤ ـ إحياء المَيْت بفضائل
أهل البيت عليهم السلام ، لعبـد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ) ، دار العلوم ، مركز
الدراسات والبحوث العلمية / بيروت ، ١٤٠٨ هـ.
٥ ـ الأربعون حديثاً ، للشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي
، من أعلام القرن السادس ، تحقيق ونشر مدرسة الاِمام المهدي عليه السلام / قم ، ١٤٠٨
هـ.
٦ ـ الأربعين ، للشيرازي (ت ١٠٩٨ هـ) ، مطبعة الأمير / قم ، ١٤١٨ هـ.
٧ ـ الأربعين في أُصول
الدين ، لفخر الدين
الرازي محمّـد بن عمر (ت ٦٠٦ هـ) ، مكتبة الكلّيّات الأزهرية ومطبعة دار التضامن /
القاهرة.
٨ ـ الاِرشاد ، للشـيخ المفيد ، أبي عبـد الله محمّـد بن محمّـد بن
النعمان (ت ٤١٣ هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّـسة آل البيت عليهم السلام لاِحياء التراث / قم
، ١٤١٣ هـ.
٩ ـ إرشاد القلوب ، لأبي محمّـد الحسن بن محمّـد الديلمي ، من أعلام
القرن السابع ، منشورات الرضـي / قم.
١٠ ـ الاِصابة في تمييز
الصحابة ، لأبي الفضل
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) ، دار صادر / بيروت.
١١ ـ الأُصـول السـتّة عشر ، لزيد الزراد ، منشورات دار الشبستري ـ قم / ١٤٠٥ هـ.
١٢ ـ أُصول الكافي ، لثقة الاِسلام محمّـد بن يعقوب الكليني الرازي (ت ٩ /
٣٢٨) ، دار الكتب الاِسلامية / طهران ، ١٣٨٨ هـ.
١٣ ـ أعلام الدين في صفات
المؤمنين ، للشيخ الحسن
بن أبي الحسن الديلمي ، مؤسّـسة آل البيت : لاِحياء التراث / قم ، ١٤٠٨ هـ.
١٤ ـ إعلام الورى بأعلام
الهدى ، للشيخ
الطبرسي ، الفضل بن الحسن (ت ٥٤٨ هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّـسة آل البيت : لاِحياء
التراث / قم ، ١٤١٧ هـ.
١٥ ـ إقبال الأعمال ، للسـيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر ابنطاووس
الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) ، دار الكتب الاِسلامية / طهران.
١٦ ـ الاقتصاد ، لشيخ الطائفة ، أبي جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي (ت
٤٦٠ هـ) ، منشورات چهلستون / طهران ، ١٤٠٠ هـ.
١٧ ـ الأمالي ، للشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمّـد بن علي بن الحسين بن
بابويه القمّي (ت ٣٨١ هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّـسة البعثة / قم ، ١٤١٧ هـ.
١٨ ـ الأمالي ، للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، دار الثقافة / قم ، ١٤١٤
هـ.
١٩ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ، مؤسّـسة النشر الاِسلامي
التابعة لجماعة المدرّسـين في الحوزة العلمية / قـم ، ١٤٠٣ هـ.
٢٠ ـ الاِمامة والتبصرة ، لعلي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت ٣٢٩ هـ) ، مؤسّـسة
آل البيت : لاِحياء التراث / فرع بيروت ، ١٤٠٧ هـ.
٢١ ـ بحار الأنوار الجامعة
لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، للشيخ محمّـد باقر ابن محمّـد تقي المجلسي (ت ١١١٠
هـ) ، مؤسّـسة الوفاء / بيروت ، ١٤٠٣ هـ.
٢٢ ـ البداية والنهاية ، لأبي الفداء ابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري
الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ) ، دار الفكر / بيروت ١٤٠٢ هـ.
٢٣ ـ البدر الطالع ، لمحمّد بن عليّ بن محمّـد الشوكاني (ت ١٢٥٠ هـ) ،
دار المعرفة / بيروت.
٢٤ ـ بذل النظر ، لمحمّـد بن عبـد الحميد الأسمندي الحنفي (ت ٥٥٢ هـ) ،
مكتبة دار التراث / القاهرة ، ١٤١٢ هـ.
٢٥ ـ بشارة المصطفى ، لعماد الدين أبي جعفر محمّـد بن أبي القاسم الطبري
الاِمامي ، من أعلام القرن السادس ، مؤسّـسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة
المدرّسـين في الحوزة العلمية / قم ، ١٤٢٠ هـ.
٢٦ ـ بصائر الدرجات ، لمحمّـد بن الحسن الصفّار ، مؤسّـسة الأعلمي / طهران
، ١٤٠٤ هـ.
٢٧ ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، أحمد بن علي (ت ٤٦٣ هـ) ، دار
الكتاب العربي / بيروت.
٢٨ ـ تاريخ الطبري (تاريخ
الأُمم والملوك) ، لأبي جعفر محمّـد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، دار سويدان / بيروت ، ١٣٨٧
هـ.
٢٩ ـ تاريخ مدينة دمشق ، لأبي القاسم ابن عساكر الدمشقي علي بن الحسن بن هبة
الله الشافعي (ت ٥٧١ هـ) ، دار الفكر / بيروت ، ١٤١٨ هـ.
٣٠ ـ التحصين ، للسـيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) ،
دار العلوم / بيروت ، ١٤١٠ هـ.
٣١ ـ تذكرة الخواصّ ، لسبط ابن الجوزي ، يوسف بن فرغلي البغدادي (ت ٦٥٤ هـ)
، مؤسّـسة أهل البيت عليهم السلام / بيروت ، ١٤٠١ هـ.
٣٢ ـ تذكرة الفقهاء ، للعلامّة الحلّي ، الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي
(ت ٧٢٦ هـ) ، طبعة حجرية ، منشورات المكتبة المرتضوية لاِحياء الآثار الجعفرية.
٣٣ ـ تفسير ابن كثير ، لأبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت ٧٧٤ هـ) ، دار المعرفة
/ بيروت ، ١٤٠٦ هـ.
٣٤ ـ تفسير أبي حمزة
الثمالي ، مطبعة
الهادي / قم ، ١٤٢٠ هـ.
٣٥ ـ تفسير البحر المحيط ، لأبي حيّان ، دار الفكر / بيروت ، ١٤٠٣ هـ.
٣٦ ـ تفسير التبيان ، للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، دار إحياء التراث العربي /
بيروت.
٣٧ ـ تفسير الاِمام الحسن
العسكري عليه السلام ، تحقيق ونشر مدرسة الاِمام المهدي ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ / قم
، ١٤٠٩ هـ.
٣٨ ـ تفسير الثعلبي ، لأبي إسحاق أحمد ، المعروف بـ : الاِمام الثعلبي (ت
٤٢٧ هـ) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، ١٤٢٢ هـ.
٣٩ ـ تفسير الطبري (جامع
البيان) ، لأبي جعفر
محمّـد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، دار المعرفة / بيروت.
٤٠ ـ تفسير العيّاشي ، لمحمّـد بن مسعود بن عيّاش السلمي ، من أعلام القرن
الثالث الهجري ، المكتبة العلمية الاِسلامية / طهران.
٤١ ـ تفسير الفخر الرازي
(التفسير الكبير) ، لفخر الدين الرازي (ت ٦٠٦ هـ) ، الطبعة الثالثة.
٤٢ ـ تفسير فرات ، لفرات بن إبراهيم الكوفي ، تحقيق محمّـد الكاظم ، طهران
، ١٤١٠ هـ.
٤٣ ـ تفسير القرطبي
(الجامع لأحكام القرآن) ، لمحمّـد بن
أحمد القرطبي (ت ٦٧١ هـ) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، أُوفسيت ١٩٦٥ م.
٤٤ ـ تفسير القمّي ، لعلي بن إبراهيم القمّي ، من أعلام القرن الرابع ، مطبعة
النجف ، ١٣٨٧ هـ.
٤٥ ـ تفسير الكشّاف ، لجار الله الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) ، دار المعرفة / بيروت.
٤٦ ـ التفضيل ، للشيخ محمّـد بن علي الكراجكي (ت ٤٤٩ هـ) ، مؤسّـسة
أهل البيت : ، مؤسّـسة البعثة / طهران ، ١٤٠٣ هـ.
٤٧ ـ تنبيه الغافلين عن
فضائل الطالبيّـين ، لأبي سعيد محسن بن كرامة الجشمي البيهقي (ت ٤٩٤ هـ) ، تصحيح محمّـد رضا
الأنصاري ، مكتبة متحف
ومركز وثائق مجلس الشورى الاِسلامي / طهران ، ١٣٧٨ هـ ش.
٤٨ ـ تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمّـد بن أحمد الأزهري (ت ٣٧٠ هـ) ، المؤسّسة
المصرية العامّة للتأليف والأنباء والنشر ، ١٣٨٤ هـ.
٤٩ ـ الثاقب في المناقب ، لابن حمزة ، عماد الدين أبي جعفر محمّـد بن علي
الطوسي ، من أعلام القرن السادس ، مطبعة الصدر / قم ، ١٤١٢ هـ.
٥٠ ـ ثواب الأعمال وعقاب
الأعمال ، للشيخ
الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، مكتبة الصدوق / طهران ، ١٣٩١ هـ.
٥١ ـ جامع بيان العلم
وفضله ، لابن عبـد
البرّ يوسف بن عبـد الله القرطبي المالكي (ت ٤٦٣ هـ) ، دار ابن الجوزي / السعودية
، ١٤١٦ هـ.
٥٢ ـ الجامع الصغير في
أحاديث البشير النذير ، لجلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ) ، دار الفكر / بيروت ، ١٤٠١ هـ.
٥٣ ـ جـواهر العقـدين ، لنـور الدين علي بن عبـد الله السـمهودي (ت ٩١١ هـ) ،
مطبعة العاني / بغداد ، ١٤٠٧ هـ.
٥٤ ـ حلية الأولياء وطبقات
الأصفياء ، للحافظ أبي
نعيم أحمد بن عبـدالله الأصفهاني (ت ٤٣٠ هـ) ، دار الكتاب العربي / بيروت ، ١٤٠٥
هـ.
٥٥ ـ خصائص أمير المؤمنين
عليه السلام ، للحافظ النسائي ، أحمد بن شعيب (ت ٣٠٣ هـ) ، مكتبة المعلاّ / الكويت ، ١٤٠٦
هـ.
٥٦ ـ الخصائص الكبرى ، للسيوطي (ت ٩١١ هـ) ، دار الكتب العلمية / بيروت.
٥٧ ـ خـصائص الوحـي
المـبين ، لابن
البطريق ، يحيى بن الحسن الحلّي (ت ٦٠٠ هـ) ، دار القرآن الكريم / قم ، ١٤١٧ هـ.
٥٨ ـ الخصال ، للشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، مؤسّـسة النشر الاِسلامي
التابعة لجماعة المدرّسـين في الحوزة العلمية / قـم ، ١٤٠٣ هـ.
٥٩ ـ دُرر الأحاديث
النبوية ، للهادي إلى
الحقّ يحيى بن الحسين بن القاسم
ابن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط عليه السلام (ت
٢٩٨ هـ) ، مؤسّـسة الأعلمي / بيروت ، ١٤٠٢ هـ.
٦٠ ـ الدرّ المنثور في
التفسير بالمأثور ، للسيوطي (ت ٩١١ هـ) ، دار الفكر / بيروت ، ١٤٠٣ هـ.
٦١ ـ دعائم الاِسلام ، للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمّـد التميمي المغربي
(ت ٣٦٣ هـ) ، تحقيق آصف علي أصغر فيضي ، دار المعارف / القاهرة ، ١٣٨٣ هـ.
٦٢ ـ ديوان لبيد ، للبيد بن ربيعة العامري ، المتوفّى في عهد عثمان بن
عفّان ، دار صادر / بيروت.
٦٣ ـ ذخائر العقبى في
مناقب ذوي القربى ، لمحبّ الدين الطبري المكّي ، أبي العبّاس أحمد بن محمّـد (ت ٦٩٤ هـ) ، مؤسّـسة
الوفاء / بيروت ، ١٤٠١ هـ.
٦٤ ـ روضة الواعظين ، للشيخ محمّـد بن الحسن بن علي الفتّال النيسابوري (ت
٥٠٨ هـ) ، منشورات الرضي / قم.
٦٥ ـ سعد السعود ، للسـيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) ،
تحقيق فارس الحسّون ، منشورات دليل / قم ، ١٤٢١ هـ.
٦٦ ـ سـنن ابن ماجة ، للحافظ أبي عبـد الله محمّـد بن يزيد القزويني (ت ٢٧٣
أو ٢٧٥ هـ) ، تحقيق محمّـد فؤاد عبـد الباقي ، دار الفكر / بيروت.
٦٧ ـ سـنن الترمذي (الجامع
الصحيح) ، لمحمّـد بن
عيسى بن سورة الترمذي (ت ٢٧٩ هـ) ، تحقيق أحمد محمّـد شاكر ، دار إحياء التراث
العربي / بيروت.
٦٨ ـ سنن الدارمي ، لعبـد الله بن بهرام الدارمي (ت ٢٥٥ هـ) ، دار الفكر
/ بيروت ـ القاهرة ، ١٣٩٨ هـ.
٦٩ ـ السيرة النبوية ، لابن كثير أبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت ٧٧٤ هـ) ، تحقيق
مصطفى عبـد الواحد ، دار إحياء التراث العربي / بيروت.
٧٠ ـ شرح الأخبار ، للقاضي النعمان المغربي (ت ٣٦٣ هـ) ، مؤسّـسة النشر
الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسـين في الحوزة العلمية / قـم ، ١٤٠٩ هـ.
٧١ ـ شرح تنقيح الفصول ، لشهاب الدين أبي العبّـاس أحمد بن إدريس القرافي (ت
٦٨٤ هـ) ، المكتبة الأزهرية للتراث ، ١٤١٤ هـ.
٧٢ ـ شرح اللمع ، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي
الشيرازي (ت ٤٧٦ هـ) ، دار الغرب الاِسلامي / بيروت ، ١٤٠٨ هـ.
٧٣ ـ شرح مختصر المنتهى ، لعضد الملّة والدين (ت ٧٥٦ هـ) ، طبع حسن حلمي
الريزوي ، ١٣٠٧ هـ.
٧٤ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، عزّ الدين عبـد الحميد
ابن هبة الله بن محمّـد المدائني (ت ٦٥٦ هـ) ، منشورات مكتبة آية الله المرعشي
النجفي ١ ، دار إحياء الكتب العربية ، ١٤٠٤ هـ.
٧٥ ـ شواهد التنزيل ، للحاكم الحسكاني ، عبيد الله بن عبـد الله بن أحمد من
أعلام القرن الخامس ، مؤسّـسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت ، ١٣٩٣ هـ.
٧٦ ـ صحيح البخاري ، لمحمّـد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ) ، دار إحياء التراث
العربي / بيروت.
٧٧ ـ صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت ٢٦١ هـ) ، دار
الفكر / بيروت ، ١٣٩٨.
٧٨ ـ الصراط المستقيم ، للشيخ زين الدين أبي محمّـد علي بن يونس العاملي
النباطي البياضي (ت ٨٧٧ هـ) ، تحقيق محمّـد باقر البهبودي ، المطبعة الحيدرية / النجف
، ١٣٨٤ هـ.
٧٩ ـ الصواعق المحرقة في
الردّ على أهل البدع والزندقة ، لأحمد بن حجر الهيتمي المكّي (ت ٩٧٤ هـ) ، دار الكتب
العلمية / بيروت ، ١٤١٤ هـ.
٨٠ ـ الطبقات الكبرى ، لمحمّـد بن سعد بن منيع الزهري (ت ٢٣٠ هـ) ، دار صادر
/ بيروت ، ١٤٠٥ هـ.
٨١ ـ الطرائف ، للسـيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) ،
مطبعة الخيّام / قم ، ١٤٠٠ هـ.
٨٢ ـ علل الشرائع ، للشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ،
منشورات المكتبة الحيدرية ، ١٣٨٥ هـ.
٨٣ ـ العمدة ، لابن البطريق (ت ٦٠٠ هـ) ، مؤسّـسة النشر الاِسلامي
التابعة لجماعة المدرّسـين في الحوزة العلمية / قم ، ١٤٠٧ هـ.
٨٤ ـ عوالي اللآلي
العزيزية في الأحاديث الدينية ، لابن أبي جمهور ، محمّـد بن علي بن إبراهيم الأحسائي
(ت ٩٤٠ هـ) ، مطبعة سـيّد الشهداء / قم ، ١٤٠٣ هـ.
٨٥ ـ عيون أخبار الرضا
عليه السلام ، للشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، منشورات جهان / طهران.
٨٦ ـ الغارات ، لأبي إسحاق إبراهـيم بن محمّـد الثقفي الكوفي (ت ٢٨٣ هـ)
، تحقيق السيّد جلال المحدِّث ، منشورات «انجمن آثار ملي» / إيران.
٨٧ ـ الغدير في الكتاب
والسُـنّة والأدب ، لعبـد الحسين أحمد الأميني النجفي (ت ١٣٨٩ هـ) ، مركز الغدير للدراسات
الاِسلامية / قم ، ١٤١٦ هـ.
٨٨ ـ الغيبة ، للشيخ محمّـد بن إبراهيم النعماني ، من أعلام القرن
الرابع ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، مكتبة الصدوق ، طهران.
٨٩ ـ فرائد السمطين ، لاِبراهيم بن محمّـد الجويني الخراساني (ت ٧٣٠ أو ٧٢٢
هـ) ، مؤسّـسة المحمودي / بيروت ١٣٩٨ هـ.
٩٠ ـ الفصول المهمّة في
معرفة أحوال الأئمّة عليهم السلام ، لابن الصبّاغ المالكي ، علي بن محمّـد بن أحمد (ت ٨٥٥
هـ) ، مطبعة العدل / النجف الأشرف.
٩١ ـ الفضائل ، لأبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل
(ت ٦٦٠ هـ) ، مطبعة أمير / قم ، ١٣٦٣ هـ ش.
٩٢ ـ فضائل الاِمام أمير
المؤمنين عليه السلام ، لأحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ).
٩٣ ـ فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) ، مؤسّـسة الرسالة / بيروت
، ١٤٠٣ هـ.
٩٤ ـ قرب الاِسناد ، لأبي العبّـاس عبـد الله بن جعفر الحميري ، من أعلام
القرن الثالث ، تحقيق ونشر مؤسّـسة آل البيت عليه السلام / قم ، ١٤١٣ هـ.
٩٥ ـ قصص الأنبياء ، لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت ٥٧٣ هـ) ، مجمع
البحوث الاِسلامية / مشهد ، ١٤٠٩ هـ.
٩٦ ـ كامل الزيارات ، لأبي القاسم جعفر بن محمّـد بن جعفر بن موسى بن قولويه
القمّي (ت ٣٦٨ هـ) ، مكتبة الصدوق / طهران ، ١٤١٧ هـ.
٩٧ ـ كشف الغمّة في معرفة
الأئمّة ، لأبي الحسن
علي بن عيسى بن أبيالفتح الاِربلي (ت ٦٩٣ هـ) ، المطبعة العلمية / قم ، ١٣٨١ هـ.
٩٨ ـ كشف اليقين في فضائل
أمير المؤمنين عليه السلام ، للعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، مؤسّـسة الطباعة والنشر
/ طهران ، ١٤١٦ هـ.
٩٩ ـ كفاية الأثر في النصّ
على الأئمّة الاثني عشر ، لأبي القاسم علي بن محمّـد الخزاز القمّي ، من أعلام القرن الرابع ، مطبعة
الخيام / قم ، ١٤٠١ هـ.
١٠٠ ـ كفاية الطالب في
مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، للكنجي الشافعي ، أبي عبـد الله محمّـد بن يوسف بن
محمّـد القرشي (المقتول ٦٥٨ هـ) ، تحقيق محمّـد هادي الأميني ، دار إحياء تراث أهل
البيت : ، طهران ١٩٧٠ م.
١٠١ ـ كمال الدين وتمام
النعمة ، للشيخ
الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، مؤسّـسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسـين / قم ، ١٤٠٥
هـ.
١٠٢ ـ كنز العمّال في سُـنن
الأقوال والأفعال ، للمتّقي الهندي ، علي بن حسام الدين (ت ٩٧٥ هـ) ، مؤسّسـة الرسالة / بيروت
، الطبعة الخامسة ، ١٤٠٥ هـ.
١٠٣ ـ اللآلي المصنوعة في
الأحاديث الموضوعة ، لجلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ) ، دار المعرفة / بيروت ، ١٤٠٣ هـ.
١٠٤ ـ لسان الميزان ، لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر
العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) ، مؤسّـسة الأعلمي / بيروت ، ١٤٠٦ هـ.
١٠٥ ـ المائة منقبة ، لسديد الدين شاذان بن جبرائيل (ت ٦٦٠ هـ) ، تحقيق
نبيل رضا علوان ، الدار الاِسلامية / بيروت ، ١٤٠٩ هـ.
١٠٦ ـ مثير الأحزان ، لابن نما الحلّي ، الشيخ جعفر بن محمّـد بن جعفر بن
أبي البقاء الربعي الأسدي (ت ٦٤٥ هـ) ، مؤسّـسة الاِمام المهدي عليه السلام / قم
١٤٠٦ هـ.
١٠٧ ـ مجمع البيان في تفسير
القرآن ، للشيخ
الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) ، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاِسلامية ـ رابطة
الثقافة والعلاقات الاِسلامية ، ١٤١٧ هـ.
١٠٨ ـ مجمع الزوائد ومنبع
الفوائد ، للحافظ نور
الدين علي ابن أبي بكر الهيثمي (ت ٨٠٧ هـ) ، دار الكتاب العربي / بيروت ١٤٠٢ هـ.
١٠٩ ـ المحاسن ، للمحدِّث الجليل أبي جعفر أحمد بن محمّـد بن خالد
البرقي (ت ٢٨٠ هـ) ، المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت : ، ١٤١٣ هـ.
١١٠ ـ المحيط في اللّغة ، للصاحب إسماعيل بن عبّاد (ت ٣٨٥ هـ) عالم الكتب ـ
لبنان ـ بيروت ـ الطبعة الاُولى سنة ١٤١٤.
١١١ ـ المستدرك على
الصحيحين ، لأبي
عبـدالله محمّـد بن عبـدالله الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٦ هـ) ، دار الفكر / بيروت ، ١٣٩٨
هـ.
١١٢ ـ المسترشد في إمامة
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، للحافظ محمّـد بن جرير بن رستم الطبري الاِمامي ، المتوفّى
أوائل القرن الرابع ، تحقيق أحمد المحمودي ، مؤسّـسة الثقافة الاِسلامية / إيران ،
١٤١٥ هـ.
١١٣ ـ مسند أبي يعلى
الموصلي ، للحافظ أحمد
بن علي بن المثنّى التميمي (ت ٣٠٧ هـ) ، دار المأمون للتراث / دمشق ، ١٤٠٤ هـ.
١١٤ ـ مسند أحـمد ، لأحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) ، دار الفكر / بيروت ، ١٣٩٨
هـ.
١١٥ ـ مسند الشهاب ، للقاضي أبي عبـد الله محمّـد بن سلامة القضاعي
الشافعي (ت ٤٥٤ هـ) ، مؤسّـسة الرسالة / بيروت ، ١٤٠٥ هـ.
١١٦ ـ مشكاة الأنـوار ، لأبي الفضـل علي الطبرسي ، من أعلام القرن السادس ، مؤسّـسة
دار الحديث الثقافية / قم ، ١٤١٨ هـ.
١١٧ ـ مشكل الآثار ، لأبي جعفر الطحّاوي ، أحمد بن محمّـد بن سلامة الأزدي
الحنفي (ت ٣٢١ هـ) ، دار صادر / بيروت.
١١٨ ـ المصنّف في الأحاديث
والآثار ، لمحمّـد بن
أبي شيبة الكوفي العبسي (ت ٢٣٥ هـ) ، الدار السلفية / بومباي الهند.
١١٩ ـ مصنّفات الشيخ المفيد ، للشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ، المؤتمر العالمي لألفية
الشيخ المفيد / قم ، ١٤١٣ هـ.
١٢٠ ـ معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، دار المعرفة / بيروت ، ١٣٩٩
هـ.
١٢١ ـ معجم البلدان ، لشهاب الدين أبي عبـد الله ياقوت بن عبـد الله الحموي
الرومي البغدادي (ت ٦٢٦ هـ) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، ١٣٩٩ هـ.
١٢٢ ـ المعجم الصغير ، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت ٣٦٠
هـ) ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ١٤٠٣ هـ.
١٢٣ ـ المعجم الكبير ، للحافظ الطبراني (ت ٣٦٠ هـ) ، دار إحياء التراث
العربي / بيروت ، ومكتبة ابن تيمية / القاهرة.
١٢٤ ـ الملل والنحل ، لأبي الفتح محمّـد بن عبـد الكريم بن أحمد الشهرستاني
(ت ٥٤٨ هـ) ، تحقيق محمّـد سيّد گيلاني ، دار المعرفة / بيروت.
١٢٥ ـ الملهوف على قتلى
الطفوف ، للسـيّد رضي
الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) ، دار الأُسـوة / قم ، ١٤١٧ هـ.
١٢٦ ـ المناقب ، لأبي جعفر محمّـد بن علي بن شهرآشوب السّروي المازندراني
(ت ٥٨٨ هـ) ، دار الأضواء / بيروت ، ١٤١٢ هـ.
١٢٧ ـ المناقب ، لأخطب خوارزم ، أبي المؤيد الموفّق بن أحمد بن محمّـد
البكري المكّي الحنفي (ت ٥٦٨ هـ) ، مكتبة نينوى الحديثة / طهران.
١٢٨ ـ المناقب ، للحافظ محمّـد بن سليمان الكوفي القاضي ، من أعلام
القرن الثالث ، مجمع إحياء الثقافة الاِسلامية / ١٤١٢ هـ.
١٢٩ ـ المناقب ، لابن المغازلي ، أبي الحسن علي بن محمّـد الشافعي ، (ت
٤٨٣ هـ) ، تحقيق محمّـد باقر البهبودي ، منشورات دار الأضواء / بيروت ، ١٤٠٣ هـ.
١٣٠ ـ منهاج الكرامة ، للعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، تحقيق عبـد الرحيم
المبارك ، مؤسّـسة عاشوراء للتحقيقات والبحوث الاِسلامية / مشهد ـ إيران.
١٣١ ـ منهاج الوصول ، للقاضي البيضاوي (ت ٦٨٥ هـ) ، مكتبة الكلّيّات
الأزهرية / القاهرة ، ١٤٠١ هـ.
١٣٢ ـ منية المريد في آداب
المفيد والمستفيد ، للشهيد الثاني ، زين الدين ابن علي بن أحمد العاملي الشامي (المستشهد
سنة ٩٦٥ هـ) ، مجمع الذخائر الاِسلامية / قم ، ١٤٠٢ هـ.
١٣٣ ـ ميزان الاعتدال ، للذهبي ، أبي عبـد الله محمّـد بن أحمد بن عثمان (ت
٧٤٨ هـ) ، تحقيق علي محمّـد البجاوي ، دار المعرفة / بيروت.
١٣٤ ـ نهج الاِيمان ، لزين الدين علي بن يوسف بن جبر ، من أعلام القرن
السابع ، تحقيق السـيّد أحمد الحسيني ، مجتمع امام هادي عليه السلام / مشهد ، ١٤١٨
هـ.
١٣٥ ـ نوادر المعجزات في
مناقب الأئمّة الهداة ، للحافظ الطبري الاِمامي ، المتوفّى أوائل القرن الرابع ، تحقيق ونشر
مؤسّـسة الاِمام المهدي عليه السلام / قم ، ١٤١٠ هـ.
١٣٦ ـ اليقين ، للسـيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) ،
دار العلوم / بيروت ، ١٤١٠ هـ.
* * *
من أنبـاء التـراث
كتب صدرت محقّقـة
*
جواهر الكلام في شرح شرائع الاِسلام ، ج ١١ ـ ١٤.
تأليف :
الشيخ محمّـد حسن النجفي ، المتوفّى سنة ١٢٦٦ هـ.
موسوعة فقهية
كاملة ـ تقع في ٤٤ جزءاً ـ شاملة لأبواب الفقه وكتبه كلّها ، جامعة لأُمّهات
المسائل وفروعها ، محتوية على وجه الاستدلال مع دقّة النظر ونقل الأقوال ؛ تُعدّ
من أجود الشروح وأغناها لكتاب شرائع
الاِسلام في مسائل الحلال والحرام للمحقّق الحلّي ، الشيخ أبي القاسم نجمالدين جعفر بن
الحسن بن يحيى الهذلي (٦٠٢ ـ ٦٧٦ هـ) ؛ وهو من المتون الفقهية المهمّة ، وموضع
عناية العلماء والفقهاء درساً وتدريساً ، وشرحاً وتعليقاً ،
|
|
المطبوع
مراراً ، والمترجم إلى عدّة لغات.
استغرق تأليف
الكتاب ما يزيد على ٣٠ سنة ، ومطبوع مكرّراً.
اشتملت
الأجزاء الستّة الأُولى على كتاب الطهارة والأجزاء الأربعة الأُخرى على أركان
كتاب الصلاة ، الأوّل : مقدّمات ـ سبع ـ الصلاة ، والثاني : أفعال الصلاة.
اشتمل الجزء
١١ على خاتمة في قواطع الصلاة ، إضافة إلى الركن الثالث : في بقية الصلوات : صلاة
الجمعة ، صلاة العيدين : صلاة الآيات (الكسوف).
الجزء ١٢ :
تتمّة الركن الثالث : الصلاة على الأموات ، والصلوات المرغبات ، ثمّ الركن
الرابع والأخير : في التوابع ، وفيه فصول ، الأوّل : الخلل الواقع في الصلاة ،
الجزء ١٣ :
تتمّة فصول التوابع ، الثاني : في قضاء الصلوات ، الثالث : في
|
الجماعة.
الجزء ١٤ :
تتمّة الفصل الثالث من التوابع ، وفيه ١٢ مسألة في أحكام الجماعة ، وخاتمة في
أحكام المساجد ، ثمّ الفصل الرابع : صلاة الخوف والمطاردة وأحكامهما ، الفصل
الخامس : في صلاة المسافر : شروط التقصير الستّة ، البحث في القصر ، واللواحق في
سبع مسائل.
صدر الجزء ١١
سنة ١٤٢٢ هـ ، والأجزاء ١٢ و ١٣ و ١٤ سنة ١٤٢٤ هـ.
تحقيق :
الشيخ علي الدبّاغ.
نشر :
مؤسّـسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسـين في الحوزة العلمية.
*
القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع.
تأليف : شيخ
الشريعة الأصبهاني ، الميرزا فتح الله بن محمّـد جواد النمازي (١٢٦٦ ـ ١٣٣٩ هـ).
دراسة في شأن
البخاري ، محمّـد بن إسماعيل (ت ٢٥٦ هـ) وكتابه المشهور بالصحـيح ، تتعرّض ـ
من خلال النظر بعين الاِنصاف ـ إلى ما فيه من الاِشكال الموهِن للادّعاء بأنّه
أصحّ كتاب بعد كتاب الله عزّ وجلّ ؛ إذ تناولت في مباحث حديثية بعض رواياته
الموضوعة ، وفي
|
|
أُخرى رجالية
جملة من رواته.
في ثلاثة
فصول : الاِلزامات ؛ وتضمّن : طائفة من روايات فضائل أهل البيت عليهم السلام
ومناقب الاِمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، التي عاند في إنكارها بعض قليل
وثبتت عند كثير من أكابر علماء العامّة ، عدم رواية البخاري عن الاِمام الصادق
عليه السلام ، مع العترة الطاهرة ، بيان حال يحيى بن سعيد القطّان ، اعتقاد
البخاري بخلق القرآن ، والتعريف بالبخاري .. الروايات المُتكلّم فيها : جملة من
الأحاديث الباطلة ؛ بمقتضى أُصول العامّة وقواعدهم ، أو حكم بوضعها كثير من
علمائهم وأعلامهم ، أو استشكلوا فيها .. ومشاهير الرواة في حديث السُـنّة : جملة
ممّن اعتمد البخاري روايتهم من الوضّاعين الكذّابين والخوارج والنواصب ؛ بمقتضى
تصريحات علمائهم ونقّادهم في الحديث والرجال.
والمؤلّف لم
يسمّ كتابه ، بل استكتب تلميذه الشيخ آقا برزك الطهراني (١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ هـ) لنفسه
نسخة منه وسمّاه بـ : «القول الصراح في نقد الصحاح».
حُقّق
اعتماداً على مخطوطة واحدة ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.
تحقيق :
الشيخ حسين الهرساوي.
نشـر :
مؤسّـسة الاِمام الصادق عليه السلام ـ
|
قم / ١٤٢٢
هـ.
*
مصابيح الظلام في شرح «مفاتيح الشرائع» ، ج ١ ـ ١١.
تأليف :
العلاّمـة الوحيد البهبهاني ، الشيخ محمّـد باقر بن محمّـد أكمل (١١١٧ ـ ١٢٠٥
هـ).
شرح على مفاتيح الشرائع للمحدّث
الفقيه المحقّق الفيض الكاشاني محمّـد محسن بن مرتضى (١٠٠٧ ـ ١٠٩١ هـ) ، وهو
كتاب يشتمل ـ رغم وجازته وتجرّده عن الفروع المتشعّبة ـ على أُمّهات مسائل
الأحكام الشرعية ، على ما ظهر للمصنّف من الاستنباط ، مع ذكر الأقوال فيها
والدلائل ، اعتماداً على كلام الله عزّ وجلّ وكلام رسوله الأكرم صلى الله عيله
وآله وكلام أهل البيت عليهم السلام ، مع الاِشارة في كلّ حكم إلى الحديث الوارد
فيه ؛ بذكر درجة اعتباره ، أو جملة من ألفاظه المتضمّنة موضع الحاجة منه ، حسبما
رآه ، وهو مرتّب على ١٢ كتاباً وخاتمتين في فنّين : فنّ العبادات والسياسات ،
وفيه كتب : الصلاة ، الزكاة ، الصيام ، الحج ، النذور والعهود ، والحسبة والحدود
، وخاتمة في الجنائز ، وفنّ العادات والمعاملات ، وفيه كتب : المطاعم والمشارب ،
المناكح والمواليد ، المعايش
|
|
والمكاسب ،
العطايا والمروات ، القضاء والشهادات ، والفرائض والمواريث ، وخاتمة في الحيل
الشرعية ، في كلّ كتاب مقدّمة وأبواب وفي كلّ باب مفاتيح.
وقد أصدره
مجمع الذخائر الاِسلامية في قم سنة ١٤٠١ هـ ، في ثلاثة أجزاء ، بتحقيق السـيّد
مهدي الرجائي.
والشرح هذا
يشتمل على ذكر قول الفيض ثمّ شرحه ، واستعراض أدلّة إثباته غالباً ، وردّه
أحياناً ، واشتمل على : مفاتيح الصلاة ، وثلاثة أبواب من الأبواب الأربعة لكتاب
مفاتيح الزكاة فقط.
حُقّق
اعتماداً على ٩ نسخ مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.
تحقيق ونشر :
مؤسّـسة العلاّمة المجدّد الوحيد البهبهاني ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة ، ج ١.
تأليف :
محمّـد جعفر بن سيف الدين الاسترابادي (١١٩٨ ـ ١٢٦٣ هـ) ، المعروف بـ :
شريعتمدار.
شرح ـ
بأُسلوب : قال : ... أقول : ... ـ لكتاب تجريد الكلام في تحرير عقائد الاِسلام أو «تجريد
الاعتقاد في الكلام» ، للمحقّق الطوسـي الخواجه نصـير الدين
|
(٥٩٧ ـ ٦٧٢
هـ) ، وهو كتاب جليل في تحرير عقائد الاِمامية ، يعدّ ـ رغم وجازته ـ من أُمّهات
كتب علم الكلام ، الذي يبحث في العقيـدة وما ينبـغي الاعتـقاد به ، والاستدلال
عليه ، والدفاع عنه. وله شروح كثيرة ، شـرحه الخاصّـة والعامّة ، وحواشٍ أكثر
على تلك الشروح ، وطبع مستقلاًّ ومع بعض شروحه مكرّراً. وهو مرتّب في ستّة مقاصد
، كلّ منها في مجلّد : الأُمور العامّة ، الجواهر والأعراض ، إثبات الصانع تعالى
وصفاته وأفعاله المتعلّقة بمباحث العدل ، النبوّة ، الاِمامة ، والمعاد.
حُقّق
اعتماداً على نسختين كاملتين للكتاب متكوّنة من ٩ مخطوطات لمباحثه المتفرّقة ،
والمؤمّل إصداره في ٤ أجزاء.
اشتمل هذا
الجزء على : تمهيد يعرّف بالأصل ومصنّفه ، وبالشرح هذا وشارحه ، مقدّمة تضمّنت :
تعريف علم الكلام وبيان موضـوعه وفائدته ، وأنّه أشرف العلوم ، وفي الفرق بين
أُصول الدين وبين أُصول المذهب ، ومقصـدين ؛ تضمّن الأوّل ـ في الأُمور العامّـة
ـ مباحـث في : الوجود والعدم ، الماهيّـة ولواحقـها ، والعلّة والمعلول ، وتضمّن
الثاني ـ في الجواهر والأعراض ـ مباحث في : الجواهر ، الأجسام ، بقيّة أحكام
الأجسام ، الجواهر
|
|
المجرّدة ،
وفي الأعراض.
إعداد
وتحقـيق : مركز الأبحاث والدراسات الاِسلامية ـ قـم.
نشر :
مؤسّـسة «بوستان كتاب قم» ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
الاثنا عشريات الخمس ، في : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، والحجّ.
تأليف :
الشيخ البهائي ، بهاء الدين محمّـد بن حسين بن عبـد الصمد الحارثي (٩٥١ ـ ١٠٣٠
هـ).
كتاب يشتمل
على خمس رسائل للمصنّف رحمه الله ، بوّبها على أساس العدد ١٢ ، شملت مواضيعها
مختلف العلوم.
الأُولى في
مسائل الطهارة في ١٢ مطلباً ، والثانية في واجبات الصلاة اليومية ومستحبّاتها في
١٢ فصلاً ، والثالثة في مسائل الزكاة المالية وزكاة الفطرة في ١٢ مطلباً ، مع
خاتمة في أحكام الخمس ، والرابعة في ٨ فصول ، كلّ منها في اثني عشر من الأُمور
المتعلّقة بالصوم ، مع مقدّمة وخاتمة ، والخامسة في ٢٣ فصلاً ، كلّ منها في ١٢
مسألة ، في : شرائط ، واجبات ، محرّمات ، مكروهات ، وآداب متعلّقة بمناسك الحجّ
والعمرة.
|
والرسالة
الثانية طبعت لأوّل مرّة بتحقيق الشيخ محمّـد الحسّون في العدد ١٢ من نشرتنا هذه
تراثنا سنة ١٤٠٨ هـ
، وأعادت مكتبة السـيّد المرعشي العامّة في قم طبعها بالتصوير سنة ١٤٠٩ هـ ، بعد
إضافة فهارس فنية من المحقّق.
تحقيق :
مسعود شكوهي.
نشر :
منشورات إعجاز ـ قم / ١٤٢٣ هـ.
*
معالم الدين في فقه آل ياسين ، ج ١.
تأليف : شمس
الدين محمّـد بن شجاع القطّان الأنصاري الحلّي (كان حيّاً سنة ٨٣٢ هـ).
كتاب يشتمل
على مسائل ـ فتاوى ـ شرعية ، مجرّدة عن الاستدلال وذكر الروايات واستعراض
الأقوال غالباً ، ويعدّ دورة فقهية كاملة ، شاملة لكتب وأبواب الفقه من الطهارة
إلى الديات ، مع التركيز على الاِشارة إلى عامّة مسائل الباب ، حتّى يكون شاملاً
للفروع المذكورة في الكتب الفقهية المتداولة.
مرتّب على
أربعة أقسام : العبادات ، العقود ، الاِيقاعات ، والأحكام.
حُقّق
اعتماداً على ثلاثة نسخ مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.
|
|
اشتمل هذا
الجزء على القسم الأوّل : في العبادات ، وضمّ كتب : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ،
الصدقة ، الخُمس ، الصوم ، الاعتكاف ، الحجّ ، الجهاد ، والقسم الثاني : في
العقود ، وضمّ كتب : الصلح ، التكسّب ، البيع ، الديون ، الحَجْر ، الاِجارات ،
الأمانات ، وكتاب العطايا.
تحقيق :
الشيخ إبراهيم البهادري.
نشر :
مؤسّـسة الاِمام الصادق عليه السلام ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
تسهيل الروضة في شرح اللمعة ، ج ١.
الروضة
البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني ، الشيخ زين الدين ابن علي بن
أحمد العاملي ، (٩١١ ـ ٩٦٥ هـ) : شرح مزجي مفصّل لكتاب اللمعة الدمشقية في
فقه الاِمامية ، للشهيد الأوّل الشيخ محمّـد بن مكّي العاملي (٧٣٤ ـ
٧٨٦ هـ) ، وهو من المتون الفقهيّة المعروفة المتداولة الكاملة ـ من الطهارة إلى
الديات ـ المطبوع مستقلاًّ ومع شروحه وحواشيه الكثيرة مراراً ، ولأهمّيّة
وشمولية الشرح هذا ، فقد اعتمدته الحوزات العلمية في التدريس وإلى الآن.
وهذا الكتاب
تهذيب وتصرّف فيهما ؛
|
لتقليل حجمه
وزيادة تناسبه مع ما اختص به من سنوات دراسية في الحوزات العلمية ، شمل إزالة
غموض عبارات ، وحذف مباحث ، وتثبيت عناوين من نصوص الدرس ، وإضافة مطالب إلى
النصوص ، وتعليقات توضيحية ، مع رعاية الاختصار وعدم التطويل.
اشتمل هذا
الجزء على العبادات ، وضمّ كتب : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الخمس ، الصوم ،
الحجّ ، وكتاب الجهاد.
إعداد وتحقيق
: الشيخ علي الطهماسبي الآملي.
نشر :
منشورات «صالحان» ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
كشـف اللثام عـن قواعـد الأحـكام ، ج ٨ ـ ١١.
تأليف :
الشيخ بهاء الدين محمّـد بن الحسن الأصفهاني (١٠٦٢ ـ ١١٣٧ هـ) ، المعروف بـ :
الفاضل الهندي.
متن فقهي ،
يعدّ من الشروح المهمّة لكتاب قواعد
الأحكام للعلاّمة
الحلّي ، الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ) ، وهو موسوعة فقهية
شاملة ومستوعبة ـ باختصار ـ لآراء أغلب فقهاء الاِمامية ، المتقدّمين
والمتأخّرين ؛ إذ
|
|
ينقل المؤلّف
الكثير من أقوالهم من كتبهم الفقهية مباشرة وبلا واسطة.
تضمّن الكتاب
شرح كتب الطهارة ، والصلاة ـ إلى أحكام قواطع السفر ـ ثمّ الحجّ ، النكاح ...
إلى بقيّة أبواب الفقه المعروفة.
تمّ تحقيق
الكتاب ـ الذي يصدر لأوّل مـرّة ـ اعتمـاداً على ١٢ نسخـة مخطوطة ، ٤ منها لكتاب
الطهارة ، و ٢ لكتاب الصلاة ، والبقيّة للأبواب الأُخرى ، إضافة إلى نسخة واحدة
مطبوعة على الحجر.
اشتملت
الأجزاء ١ و ٢ على كتاب الطهارة ، ٣ و ٤ على ما تمّ شرحه من كتاب الصلاة ، و ٥ و
٦ على كتاب الحجّ ، و ٧ على كتاب النكاح ..
اشتمل الجزء
٨ على كتابي : الفراق والعتق ، وصدر سنة ١٤٢٢. والجزء ٩ على كتب : الأيمان
وتوابعها ، الصيد والذبائح ، والفرائض ، وصدر سنة ١٤٢٣. والجزء ١٠ على كتابي :
القضاء والشهادات ، والحدود ، وصدر سنة ١٤٢٤. والجزء ١١ والأخير على : كتاب
الجنايات (القصاص والديات) ، وصدر سنة ١٤٢٤ هـ أيضاً.
تحقيق ونشر :
مؤسّـسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسـين في الحوزة العلمية ـ قم.
|
*
مسـند أبي حمزة الثمالي.
جمع وترتيب :
عبـد الرزّاق محمّـد حسين حرز الدين.
استقصاء وجمع
لِما ورد من روايات عن التابعي الجليل : ثابت بن دينار الأزدي الكوفي ، المولود
حدود سنة ٣٠ أو ٤٠ والمتوفّى سنة ١٤٨ هـ ، والذي كان ملازماً الاِمام السجّاد
عليّ بن الحسين عليهما السلام (٣٨ ـ ٩٥ هـ) ويعدّ من أصحابه.
اعتمد ـ في
هذا الجمع ـ على الأُصول ثمّ الكتب الحديثية حسب تسلسلها التاريخي ، ثمّ
مقابلتها مع ما نقله كلّ من العلاّمة المجلسي (ت ١١١٠ هـ) في بحار الأنوار ، والحرّ
العاملي (ت ١١٠٤ هـ) في وسائل
الشيعة من تلك
المصادر ، إضافة إلى مصادر العامّة والزيدية ؛ إذ رووا عنه ؛ وخرّجوا حديثه.
عرضت نصوص
الروايات ـ سنداً ومتناً ـ كما هي دون حذف أو إضافة أو تحـوير ، مع اختيار ما
علا ـ قرب ـ سـنده ما كان إلى ذلك سبيلاً.
رُتّبت
باتّباع طريقة الشيخ الكليني (ت ٣٢٨ هـ) في تبويبه كتابه الكافي ، مع إضافة
أبواب أُخر اقتضتها الضرورة ، وتوزّعت على كتب : فضل العلم ،
|
|
التوحيد ،
الحُجّة ، الاِيمان والكفر ، الدعاء ، العِشرة ، الطهارة ، الجنائز ، الصلاة ،
الزكاة والخمس ، الصيام ، الحجّ ، الجهاد ، المعيشة ، النكاح ، العتق والتدبير ،
العقيقة ، الطلاق ، الأطعمة والأشربة ، الزي والتجمّل ، الدواجن ، الوصايا ، المواريث
، الحدود والديات ، القضاء والأحكام والأيْمان ، الصحابة ، القصص ، الطرائف ،
وملحق في ما لم تثبت روايته.
أحصى الكتاب
٥٦٧ رواية.
نشر :
منشورات دليل ـ قم / ١٤٢٠ هـ.
*
رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام.
تأليف :
العلاّمة الشيخ محمّـد تقي التستري ، المتوفّى سنة ١٤١٥ هـ.
رسالة تشتمل
على ذكر جوامع أحوال المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام : الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله ، والاِمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ،
والصدّيقة الزهراء فاطمة عليها السلام ، وولداهما الاِمامان السبطان الحسن والحسين
عليهما السلام ، والأئمة التسعة من ولد الحسين عليهم السلام ، تضمّنت : مواليدهم
، وفياتهم ، مولدهم ومدفنهم ، أُمّهاتهم ، أزواجهم ، أولادهم ، في الممدوحين من
أولادهم ولو بالواسطة ، في من ورد فيه قدح من ولدهم ، ومكارم أخلاقهم وعلوّ
|
مقامهم عليهم
السلام.
حقّقت
الرسالة اعتماداً على نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، منضمّة إلى الجزء الأخير من
كتابه قدس سره قاموس
الرجال في طبعة
المؤسّـسة الناشرة سنة ١٤١٧ هـ.
تحقيق ونشر :
مؤسّـسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم /
١٤٢٣ هـ.
*
تهذيب الأُصول ، ج ١ و ٢.
تأليف :
الشيخ جعفر السُبحاني.
تقرير
المؤلّف لأبحاث أُستاذه الاِمام الخميني قدس سره السـيّد روح الله الموسوي (١٣٢٠
ـ ١٤٠٩ هـ / ١٢٧٩ ـ ١٣٦٨ ش) ، يشتمل على لبّ ما أفاده في محاضراته لتدريس مباحث
الأُصول ، التي ألقاها قدس سره على تلامذته قبل أكثر من خمسة عقود ، ويتضمّن
آرائه ومبانيه قدس سره الأُصولية.
يشتمل
التقرير ـ المطبوع سابقاً بدون تحقيق ، والذي أشرف السـيّد الاِمام قدس سره على
ما كُتب منه ، وأعاد النظر ودقّق فيه ـ على مقدّمة في أربعة عشر أمراً اشتملت
على موضوعات لها ارتباط بالمسائل المُعنونة في المباحث الأُصولية ، ومقاصد في :
الأوامر ، النواهي ، المفاهيم ، العامّ والخاصّ ، المطلق والمقيّد ، وفي
الأمارات
|
|
المعتبرة
عقلاً وشرعاً.
تحقيق ونشر :
مؤسّـسة تنظيم ونشر آثار الاِمام الخميني قدس سره ـ قم / ١٤٢٣ هـ.
*
مسند الاِمام الباقر عليه السلام ، ج ١ ـ ٦.
جمع وترتيب :
الشيخ عزيز الله العطاردي.
جمع لما ورد
من آثار تخصّ الخامس من أئمّة المسلمـين ، الاِمام الباقـر عليه السلام محمّـد
بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، اشتملت على ذكر فضائله
ومناقبه ، وأخباره وآثاره في معالم الدين والأحكام والسُـنن ، بعد استقصائها
وتتبّعها في المصادر المشهورة والكتب المعروفة ، مرتّبة على كتب حسب الموضوع ،
وكلّ كتاب في أبواب ..
في ثلاثة
أقسام : خصائصه ونصوص إمامته ومكارم أخلاقه ، ما ورد عنه عليه السلام في الأُصول
والفروع والأحكام والسُـنن والأدعية وتفسير القرآن ، ومعجم لمَن حدّث عنه عليه
السلام ومختصر من حالاتهم.
اشتمل أوّل
الأجزاء على : نبذة من حياته عليه السلام ، وما روي عنه ضمن كتب : العقل ، العلم
، التوحيد ، الأنبياء عليهم السلام ، الاِمامة ، والغَيْبة. والثاني على كتب :
فضائل أهل البيت عليهم السلام ، الأصحاب ، فضائل
|
الشيعة ،
الاِيمان والكفر ، الآداب والمعاشرة ، المواعظ ، وتفسير القرآن. والثالث على :
تتمّة كتاب تفسير القرآن ، وكتب : الدعاء ، الاحتجاجات ، والطهارة. والرابع على
كتب : الصلاة ، الصوم ، المعيشة ، الزكاة ، السفر ، الحجّ ، الزيارة ، الجهاد ، والنكاح.
والخامس على كتب : الطلاق ، الأولاد ، التجمّل والزينة ، الدواب ، الأطعمة ،
الأشربة ، العِتْق ، الصيد والذباحة ، القضاء والشهادات ، الأيمان والنذور ،
الحدود ، الديات ، الوصية ، المواريث ، الجنائز ، الحشر والبعث ، والحِكم
والنوادر. والسادس على : ما روي عنه عليه السلام من طرق الزيدية والاِسماعيلية
والعامّة ضمن أبواب ، وأسماء الرواة عنه عليه السلام مرتّبة حسب حروف الهجاء.
نشر :
منشورات عطارد ـ طهران / ١٣٨١ هـ. ش.
*
مباني الأحكام في أُصول شرائع الاِسلام ، ج ١.
تأليف : الشيخ مرتضى الحائري اليزدي ،
المتوفّى سنة ١٤٠٦ هـ.
دورة كاملة
في أُصول الفقه ، هي
|
|
مجموع دروس
المصنّف قدس سره في حلقته الدراسية لمباحث هذا العلم ، في ثلاثة مجلّدات ، ضمّ
أوّلها المباحث الابتدائية من علم الأُصول إلى نهاية مباحث الألفاظ ، وثانيها
يبدأ بأوّل مباحث القطع وينتهي بقاعدة لا ضرر ، وثالثها مباحث الاستصحاب إلى آخر
الاجتهاد والتقليد ، مع تعليقة له قدس سره على بعض مباحث الجزءين الأوّل والثاني
، أُضيفت في هوامشهما ، تضمنّت مطالب من الدورة الثانية لتدريس أُصول الفقه.
اشتمل هذا
الجزء ـ الذي فرغ منه المصنّف في شعبان سنة ١٣٨٧ هـ ـ على مباحث : الوضع ،
الصحيح والأعمّ ، المشتقّ ، الأوامر ، النواهي ، المفاهيم ، العامّ والخاصّ ،
المطلق والمقيّد والمجمل والمبيّن.
حُقّق
اعتماداً على نسخة الأصل بخطّ المصنّف قدس سره.
إعداد وتحقيق
: الشيخ محمّـد حسين أمراللّهي اليزدي.
نشر :
مؤسّـسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسـين في الحوزة العلمية ـ قم /
١٤٢٤ هـ.
|
* * *
طبعات جديدة
لمطبوعات سابقة
*
نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابيّاً.
تأليف :
العلاّمـة المجاهد الشيخ محمّـد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ هـ).
كتاب علمي
تاريخي كلامي ، يردّ فيه مؤلّفه على دعاوى فرق الضلالة : البابية والبهائية
والأزلية بشكل خاصّ ، وهو ردٌّ على كلّ من يدّعي السفارة والنيابة والمهدوية
والنبوّة والاِلوهية ، ويفنّد أكاذيبهم ومفترياتهم ، مع إثبات أنّ الاِمام
المهديّ المنتظر هو الابن الصُلْبي للاِمام الحسن العسكري عليهما السلام ؛ ويورد
فيه المؤلّف قدس سره أكثر من ١٠٠ حديث من أحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه
وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام من كتب الفريقين المعتمدة للردّ على
مدّعياتهم.
حُقّق
اعتماداً على نسخة الكتاب المطبوعة في بغداد سنة ١٣٣٩ هـ.
نشرته
منشورات دليل في قم سنة ١٤٢٣ هـ ، بتحقيق : السـيّد محمّـد علي الحكيم ، وطبعته
دار المحجّة البيضاء في بيروت سنة ١٤٢٤ هـ بعد تصحيح الأخطاء
|
|
وتعديل
مقدّمة التحقيق.
*
مجموعة نفيسـة ، في تاريخ الأئمّة عليهم السلام.
مجلّد يضمّ
مجموعة رسائل شريفة موجزة ، تتناول أخبار الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
والزهراء عليها السلام وأئمّة المسلمين من أهل بيته الكرام الأطهار عليهم السلام
ومواليدهم ووفياتهم ، إضافة إلى ذكر طرف من سيرة حياتهم المباركة عليهم السلام ،
وهي :
١ ـ تاريخ الأئمّة ، لابن أبي
الثلج البغدادي ، أبي بكر محمّـد بن أحمد بن عبـد الله بن إسماعيل (٢٣٧ ـ ٣٢٥
هـ).
٢ ـ مسارّ الشيعة ، للشيخ
المفيد ، أبيعبـد الله محمّـد بن محمّـد بن النعمان الحارثي البغدادي (٣٣٦ ـ ٤١٣
هـ).
٣ ـ تاج المواليد ، في مواليد
الأئمّة ووفياتهم ، للشيخ الطبرسي ، أبي علي الفضل بن الحسن (ت ٥٤٨ هـ).
٤ ـ تاريخ مواليد الأئمّة
ووفياتهم ، لابن الخشّاب البغدادي ، أبي محمّـد عبـدالله بن
أحمد بن أحمد النحوي (ت ٥٦٨ هـ).
٥ ـ ألقاب الرسول
وعترته صلوات الله وسلامه عليهم ، لبعض قدماء المحدّثين والمؤرّخين.
|
٦ ـ المستجاد من كتاب
الاِرشاد ، للعلاّمة الحلّي ، أبي منصور الحسن بن يوسف بن
المطهّر (٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ).
٧ ـ توضيح المقاصد ، للشيخ
البهائي ، محمّـد بن الحسين بن عبـد الصمد الحارثي العاملي (٩٥٣ ـ ١٠٣١ هـ).
نشرته سابقاً
مكتبة السـيّد المرعشي العامّة في قم سنة ١٤٠٩ هـ ، وأعادت نشره ـ بصفٍّ جديد ـ
دار القارىَ في بيروت سنة ١٤٢٢ هـ.
*
ماضـي الوهّابيّين وحاضـرهم.
تأليف :
السـيّد مرتضى الرضـوي.
مباحث مختصرة
في مناقشة وردّ عقائد الضالّ المضلّ محمّـد بن عبـد الوهّاب (١١١١ ـ ١٢٠٧ هـ)
وفرقة الوهّابيّة الضالّة المنتسبة إليه ؛ مثل : تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه
، توحيد الاِلوهية والربوبية ، عدم توقير النبيّ صلى الله عليه وآله ، وتكفير
المسلمين من غير أتباعهم ، وكذلك إنكار فضائل الأنبياء والأولياء ، وإنكار
الشفاعة والتوسّل بهم إلى الله سبحانه وتعالى ، والتبرّك بزيارة مراقدهم عليهم
السلام.
تعرّض الكتاب
لذكر منشأ هذه الفرقة وبعض عقائدها ، وذكر تاريخ آل سعود ، وكيفية استيلائهم على
بلاد المسلمين من
|
|
خلال دعم
ونشر دعوة الوهّابيّة بقوّة السيف وإبادة مخالفيهم في عقائدهم ، وذكر أصلهم
ونسبهم ، وبعض ما فعلوه وما يفعلوه في حكمهم لهذه البلاد.
وأورد آراء
٩٣ من علماء وأعلام العامّة ، في ما صنّفوه ردّاً على هذه الفرقة ومعتقداتها
الباطلة.
كما أُلحق به
معجم
ما ألّفه علماء الأُمّة الاِسلامية للردّ على خرافات الدعوة الوهّابيّة ، للسـيّد
عبـد الله محمّـد علي ، المنشور في نشرتنا هذه تراثنا ، العدد الرابع (١٧) لسنة
١٤٠٩ هـ.
طبع في إيران
سنة ١٤٠٩ هـ ، بعنوان : صفحة
عن آل سعود الوهّابيّين ، وأُعيد طبعه في بومباي / الهند في السنة نفسها
بعنوان : صفحة
عن الوهّابيّين وآراء علماء السُـنّة في الوهّابيّة ، وأعادت
طبعه ـ بعد التنقيح ـ دار الاِرشاد في بيروت مؤخّراً.
*
زبدة البيان في براهين أحكام القرآن.
تأليف :
الشيخ أحمد المقدَّس الأردبيلي ، المتوفّى سنة ٩٩٣ هـ.
كتاب يشتمل
على تفسير الآيات القرآنية الكريمة الخاصّة بالأحكام الشرعية ـ وحسب كتب الفقه
المعروفة ـ أي الآيات
|
التي يُستفاد
منها في استنباط الأحكام الفقهيّة ومسائل الحلال والحرام ، المعروفة بـ : «آيات
الأحكام» ؛ وهي أساس دراسة الفقه ، ولا يمكن للفقيه الاستغناء عنها في اجتهاداته
واستنباطاته.
والكتاب عليه
شروح وتعليقات لكثير من الفقهاء والمفسّرين.
حُقّق
اعتماداً على ٧ نسخ مخطوطة ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.
أصدره سابقاً
مؤتمر المقدَّس الأردبيلي ، المنعقد في أردبيل إحياءً لذكراه قدس سره سنة ١٤١٧
هـ ، بتحقيق الشيخ رضا استادي والشيخ علي أكبر زمانينژاد ، وأعادت إصداره
«مؤسّـسة منشورات مؤمنين» في قم سنة ١٤٢١ هـ.
كتب صـدرت حديثـاً
*
الأذان .. بين الأصالة والتحريف.
تأليف :
السـيّد عليّ الشهرستاني.
حلقة أُخرى
من حلقات الدراسة الموسّعة : التشريع
وملابسات الأحكام عند المسلمين ، التي تتناول كلّيّات عقائدية تاريخية فقهية ، لا
تشعّبات وتفريعات ولا ما يتعلّق بآداب وسُـنن ، معتمدة منهجاً مبنياً على ضرورة
دراسة
|
|
الحدث متناً
وسنداً ، مع بيان الجذور السياسية والاجتماعية للأحداث ، وتسليط الضوء على العلل
والأسباب التي أدّت إلى اختلاف المسلمين في الأحكام الشرعية ، وتوضيح ملابسات
التشريع ، وصدر منها حلقتان تناولتا الجانبين التاريخي والروائي في موضوع
«الوضوء».
تضمّن الكتاب
مباحث في الأصيل والمحرّف من الأذان ؛ فجاء في تمهيد ، وثلاثة أبواب : «حيّ على خير
العمل» .. الشرعية والشعارية ، «الصلاة خير من النوم» .. شِرعة أم بِدعة؟! و «أشهد
أنّ عليّاً وليّ الله» بين الشرعية والابتداع.
اشتمل على
تمهيد بشأن الآذان : معناه لغةً واصطلاحاً ، تاريخه ، بدايته عند أهل السُـنّة
والجماعة وعند أهل البيت عليهم السلام ، ثمّ وقفة وتحقيق مع أحاديث رؤيا بدء
الأذان وفي ما وراء نظرية الرؤيا ، الأذان بيان لأُصول العقيدة ، وآثاره في
الحياة الاجتماعية ..
وعلى الفصول
الأربعة للباب الأوّل فقط ، الأوّل : جزئية الحيعلة الثالثة ، الاتّفاق على أصل
شرعيّتها ، انفراد العامّة بدعوى النسخ فيها من بعد ، أسماء من أذّن بها من
الصحابة والتابعين وأهل البيت عليهم السلام ، وإجماع العترة.
|
الثاني : حذف
العيلة الثالثة ، وامتناع بلال ـ مؤذّن الرسول صلى الله عليه وآله ـ عن التأذين.
الثالث :
الحيعلة دعوة إلى الولاية ، بعض أدلّة الولاية ، وما وراء حذفها.
والرابع :
التاريخ العقائدي والسياسي للحيعلة ، وكيف صارت شعاراً لنهج التعبّد المحض ،
وحذفها شعاراً سياسياً لخصوم أصحاب هذا النهج.
نشر :
مؤسّـسة الاِمام عليّ عليه السلام ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
الأدلّة الجليّة على جواز التقيّة.
تأليف :
السـيّد جواد القزويني.
مباحث في
مسألة التقيّة ، التي أجازتها الشريعة الاِسلامية السمحاء للفرد المؤمن ؛ لدرء
الخطر والضرر على عقيدته ونفسه ..
تعرض أدلّة
جواز التقيّة ، وتسعى لبيان أنّها ليست وليدة زمن معيّن ، وليست من مبتكرات
الشيعة الاِمامية ، بل هي قديمة في تاريخ البشرية ، وأنّ الأنبياء عليهم اسلام
أوّل من عمل وتديّن بها.
في ستّة فصول
، تضمّن الأوّل : تعريف التقيّة والاِكراه ، وبيان أركان وأنواع الاِكراه ،
وأركان وأقسام وأحكام التقيّة ، الثاني : التقيّة في زمان أنبياء الله : آدم ،
إبراهيم ، يوسف ، وموسى عليهم السلام ، تقية أصحاب
|
|
الكهف ، وفي
زمان النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله : تقيّة مؤمن قريش أبي طالب عليه السلام
، والصحابي الجليل عمّار بن ياسر ، والتقيّة بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه
وآله ، الثالث : عرض مختصر لِما مرّت به الشيعة وبعض رجالاتها في العصرين
الأُموي والعبّاسي ، الرابع : أدلّة جواز التقيّة من : القرآن الكريم ، السُـنّة
النبوية الشريفة ، الاِجماع ، والعقل ، الخامس : ردّ بعض الشبهات التي أُثيرت
على الشيعة وعملهم بالتقيّة ، والفصل الأخير تضمّن خمس مسائل هي تساؤلات قد ترد
على ذهن بعض الناس ، لها علاقة بموضوع التقيّة ، وفيها فوائد ، إضافة للخاتمة.
نشر : مركـز
الاِمام السجّـاد عليه السلام للدراسات الحوزوية ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
الخلاصـة الفلسفية.
تأليف :
السـيّد علي حسن مطر الهاشمي.
كتاب دراسي
مخصّص لطلاّب مرحلة السطوح في الحوزات العلمية ، يشتمل على خلاصة تستوعب معظم
المادّة الفلسفية المقرّر دراستها حاليّاً في الحوزة ، وتحاول أن تجمع للطالب
بين عمق الفكرة ووضوح العبارة ، مع تجنيبه التعقيد اللفظي
|
قدر المستطاع
، انتُخبت مادّتها من عدّة مصادر ، ذُكرت أهمّها في المقدّمة.
في سبعة فصول ، اشتمل أوّلها على بحوث
تمهيدية تضمّنت : نبذة تاريخية عن الفلسفة ، الفلسفة في الشرق الاِسلامي ،
الفلسفة والعلم ، الميتافيزيقا ، موضوع الفلسفة وخصائصها ، مبادئها وهدفها ،
أُسلوب البحث الفلسفي ، العلاقة بين الفلسفة والعلوم ، الفلسفة والعرفان وعلم
الكلام ، وضرورة الفلسفة ، فيما اشتملت بقية الفصول على مباحث : علم المعرفة ،
معرفة الوجود ، العلّة والمعلول ، المجرّد والمادّي ، الثابت
والمتغيّر ، وأخيراً معرفة الله عزّ وجلّ.
نشر :
مؤسّـسة ذو الجناح ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
المواجهات .. حوار بين الشيعة والسُـنّة.
كتاب يشتمل
على الحلقات الستّ للبرنامج الاِذاعي «مواجهات» ، الذي بثّته إذاعة الصوت
الاِسلامي لولاية «نيو ساوث ويلز» في سدني / استراليا ـ مباشرة ـ في شهر رمضان
المبارك ١٤٢٠ هـ ، والذي جمع اثنين من علماء طائفتين كبيرتين من المسلمين :
الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي
|
|
إستراليا ،
والشيخ الدكتور عبـد الجبّار شرارة المرشد الديني في مركز أهل البيت عليهم
السلام الاِسلامي ، في حوار علمي موضوعي ، تناول موضوعات حسّاسة كثر فيها الجدل
، وتعدّدت فيها الآراء ، واستغلّت سياسياً في فترات تاريخية متعاقبة ، وتحوّلت
إلى مصادر إثارة وفتنة ؛ كان الهدف منه : الوصول إلى فهم مشترك للأُصول والعقائد
والأحكام عند الطائفتين حتّى يقف المسلمون على أرضية مشتركة لمواجهة التحدّيات
الخطيرة التي تواجههم.
تضمّنت
الحلقات : مسألة نزول القرآن الكريم وجمعه وتدوينه وسلامته من التحريف ، مسائل
فقهية مهمّة تتعلّق بمواقيت الصلاة وبالجمع بين الصلاتين وبالسجود على الأرض ،
قضية الاِمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، مَن هم أهل البيت
عليهم السلام تحديداً؟ وما هو الموقف الصحيح في مودّتهم؟ وحديث الاثني عشر خليفة
أو أميراً كلّهم من قريش ، حواراً مفتوحاً مع جمهور المستمعين مباشرة ، حوى
أسئلة ومناقشات مهمّة ، موضوعات عقائدية : التقية ، البداء ، النكاح المنقطع ،
مسألة ألفاظ الأذان.
صدر مؤخّراً
في إستراليا.
|
المركز
الرئيسي للتوزيع : مركز أهل البيت : الاِسلامي ـ سدني.
*
فِرَق أهل السُـنّة .. جماعات الماضي وجماعات الحاضر.
تأليف : صالح
الورداني.
عرض لفرق أهل
السُـنّة ، الكبرى والبارزة ، على مستوى الماضي والحاضر ، واتّجاهاتها القديمة
والمعاصرة التي ارتبطت بالواقع والأحداث اليومية.
يتضمّن رصد
الحالة العقائدية والفكرية لهذه الفرق ، والصراعات والنزاعات بينها ، والتـي
وصـلت إلـى حدّ التكفـير وإراقة الدماء ، وكذلك رصد دور الحكّام في واقع هذه
الفرق وفي مواجهة الفرق المخالفة ؛ بهدف كشف دور السياسة والمذهبية في التعتيم
على حقيقة الدين ، وبثّ الفُرقة بين المسلمين ، وفرض الروايات الزائفة التي
وطّنت العقائد والمفاهيم الفاسدة ، وأضفت عليها القداسـة حتّى طغت على ما هو الصحيح
منها ، ووطّنت الخلافات وبرّرتها ، وأعطت السلاح لأهل الفرق ليستبيحوا به بعضهم
بعضاً.
والكتاب خطوة
على طريق تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة الموروثة.
تضمّن العرض
مباحث : أصل الفُرقة
|
|
والخلاف ،
الحكّام والفرق ، الاِطار المذهبي لأهل السُـنّة ، مناقشة روايات الفرقة الناجية
وتأويلها بأهل السُـنّة ، فرق الماضي ، فرق الرواة ، فرق الحاضر ، النتائج ،
والخاتمة ..
ثمّ ملاحق :
قراءة في الفَرق
بين الفِرق للبغدادي ، صور من صراعات فرق أهل السُـنّة ، رموزها
، نماذج من مراجعها في الفقه والعقائد والحديث والرجال ، أهمّ كتب العقائد لديها
، و ٣ جداول لبيان : أهمّ نقاط خلافها مع الفرق الأُخرى ، نشأتها التاريخية
ومواطنها ، والراحلة والقادمة منها في محيط أهل السُـنّة.
نشر : مركز
الأبحاث العقائدية ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
عيون الغرر في فضائل الآيات والسِـوَر.
جمع وإعداد :
مشتاق المظفّر.
جمع لما ورد
من أحاديث وروايات في فضائل سور وآيات الذكر الحكيم ، بعد استقصائها وتتّبعها في
مصادر متنوّعة عديدة ، للحديث والتفسير والدعاء ..
رُتّبت
بتبويبها حسب تسلسل سور القرآن الكريم ، مع مقدّمة في اثني عشر فصلاً : توقير
كتاب الله العزيز ، آداب قراءة القرآن ، فضلها ، كيفيّتها ، أهل البيت عليهم
السلام
|
وقراءة
القرآن ، تعليم القرآن وتعلّمه ، قراءة القرآن في البيوت ، التعوّذ من الشيطان
عند قراءة القرآن ، فضل الاستماع للقرآن ، ماينبغي أن يقال عند قراءة بعض الآيات
، ما يستحبّ قراءته في الفرائض والنوافل ، القراءة والنظر في القرآن. ثمّ أُضيف
فصلان في ختام فضائل السور ، اختصّ أوّلهما بفضل قراءة عدد من الآيات ، وبفضل
آيات معيّنة من بعض السور ، وفضل قصار السور ، واختصّ ثانيهما بفضل آية الكرسي
العظيمة.
صدر في قم
سنة ١٤٢٤ هـ.
*
كتاب وعتاب.
تأليف :
الشيخ قيس بهجت العطّار.
رسالة عتاب
مفتوحة إلى جامعة الأزهر الشريف ، أحد المراكز العلمية التي لها مستواها المرموق
في العالم العربي والاِسلامي ، على منحها «ماجستير في العلوم الاِسلامية» بدرجة
«ممتاز» لرسالة : السُـنّة
النبوية في كتابات أعداء الاِسلام ، قُدّمت لقسم الحديث النبوي بكلّية أُصول الدين ،
وأُجيزت بتاريخ ١٥ / ٤ / ١٩٩٩ م ..
وهي ـ مع
أنّها لم تقدّم جديداً ، بل تجميعاً وترديداً لأقوال سابقة ـ مملوءة بالأخطاء
النحوية ، والتهافتات والتناقضات
|
|
التي يفترض
أن لا يقع في مثلها أدنى طلاّب العلوم الدينية بضاعةً.
وهذا الكتاب
ليس ردّاً لأبواب وفصول ومسائل الرسالة ، بل ملاحظات عابرة عمّا ورد فيها من
أفكار ورؤىً ، وما تضمّنته من مغالطات صريحة ، وخلط فاحش ، وافتراء محض ،
وادّعاء مبني على الجهل بعيد عن الحقيقة ، وكذب بواح ، وتعصّب ممقوت ، وتمحّل
ممجوج ، وتحامل مُغرِض.
وهو في بابين
: الاِشكالات العامّة : التهافتات الناتجة من النقل العشوائي ؛ مع : الخوارج ،
حديث الغدير ، والصحابة. عدم التفريق بين حجيّة السُـنّة وما هو الحجّة ؛ أحاديث
عرض السُـنّة على القرآن. إنّ منكري السُـنّة هم من العامّة لا الاِمامية. الجهل
بمباني وكلمات الاِمامية ؛ بكيفية اتّصال أسانيد الكتب الأربعة ، وبطريقة
التعامل معها ، وبحجيّة الاِجماع عندهم. الجهل بموقف الاِمامية من الصحابة.
ادّعاء أنّ الكافي أصحّ كتاب
بعد القرآن. إنّ الاِمامية لا تقول بكفر الصحابة كلّهم. وعدم التفريق بين الكفر
الصراح والارتداد ..
والاِشكالات
الخاصّة : ادّعاء وحدوية منهج الصحابة والتابعين ، حمل التكذيب على معنى التخطئة
، إنكار وجود مدرستين أو طائفتين وإشكالية الحديبية ، التفريق بين
|
التدوين
والكتابة ، مَن دعا عليه المعصوم.
وخاتمة
تضمّنت ردوداً سريعة على بعض آخر من المفتريات والمتناقضات.
نشر : دار
الغدير ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
*
ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام.
تأليف :
السـيّد شهاب الدين العذاري.
بحث يسعى
لتحديد معالم منهج التربية الصحيحة للاِنسان ، فكراً وسلوكاً ، فرداً ثمّ
مجتمعاً ، استهداءً بأحاديث وروايات ووصايا وإرشادات الأئمّة المعصومين عليهم
السلام وسيرتهم العملية ، وهو المنهج الواقعي الشمولي المتكامل ، الذي يصلح لكلّ
زمان ومكان ؛ إذ هو صادر عن أئمّة الهدى عليهم السلام وعن الرسول الأكرم عليهم
السلام ومرجعه إلى الباري تعالى ، خالق الاِنسان المحيط بحركاته وسكناته ..
ويسعى أيضاً لوضع بعض القواعد التأسيسية لمن أراد التوسّع في بحث الموضوع.
في أربعة
فصول : أثر الوراثة والمحيط في البناء التربوي ، دور القيم المعنوية والنفسية في
المجال التربوي ودور طرق تقييم النفس في التربية ، خصائص المربّين وأساليب
التربية ، وخصائص ومزايا المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام.
|
|
صدر ضمن :
«سلسلة المعارف الاِسلامية» برقم ٤٢.
نشر : مركز
الرسالة ـ قم / ١٤٢٣ هـ.
*
أطيب البيان لمعالم سور القرآن.
تأليف : علي
الاِبراهيمي.
بحوث موضوعية
في آيات القرآن الكريم ، تشتمل على بعض المفاهيم والموضوعات التي تضمّنتها
القصار من سوره المباركة ، معروضة بشكل أسئلة مختصرة مع أجوبتها ، إضافة إلى ذكر
: فضل السورة ، بعض خواصّها ، موضوعها ، ومعاني مفرداتها ، وأحياناً سبب نزولها ؛
اعتماداً على مجموعة من كتب التفسير المعتبرة.
تضمّن الكتاب
٨٢٠ سؤالاً ، ويبدأ من سورة الناس / ١١٤ ـ سورة الانشقاق / ٨٤.
نشر :
منشورات «محبّين» ـ قم / ١٤٢٣ هـ.
*
حياة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.
تأليف :
السـيّد أصغر ناظم زادة القمّي.
بحوث مختصرة
تتناول تاريخ الاِمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وسيرته ومكارم
أخلاقه ومناقبه وفضائله ، تشتمل على معظم مراحل حياته الشريفة ، من الولادة
ومبادىَ الدعوة ، فالهجرة
|
والغزوات
والحروب والحكومة ، حتّى ارتحاله إلى الرفيق الأعلى ، ويقتصر النقل فيها على طرق
العامّة في الغالب.
والكتاب في
ثمان فصول : ملامح من شخصيته عليه السلام ، موضعه في غزوات الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله ، شأنه عليه السلام في آيات القرآن الكريم والسُـنّة النبوية
الشريفة ، مناقبه ومكارم أخلاقه عليه السلام ، معجزاته وإخباره بالمغيّبات ،
عليّ عليه السلام والاِمامة والحكومة ، مظلوميته وشهادته ، ونبذة من أقواله
وحِكَمه ، صلوات الله وسلامه عليه.
نشر : «كوثر
ولايت» ـ قم ١٤٢٤ هـ.
*
معجم الملاحم والفتن ، ج ١ ـ ٤.
جمع وإعداد :
السـيّد محمود بن مهدي الموسوي الأصفهاني.
استقصاء وجمع
لما ورد من روايات عمّا يجري في آخر الزمان ، وتحقّق أشراط الساعة ، وظهور
الثاني عشر من أئمّة المسلمين عليهم السلام ، الاِمام صاحب الزمان الحجّة
المنتظر ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وعلامات
ذلك الظهور ، وحال الدنيا والناس في تلك الفترة ، ومدة حكومته في الأرض ، وأحوال
السفياني ، والدجّال ، وغيرها من أحداث ..
|
|
وزّعت
الروايات ضمن عناوين منتقاة من مفرداتها ، ورُتّبت العناوين حسب حروف الهجاء.
صدر في قم
سنة ١٤٢٠ هـ.
*
الافتراء على الأنبياء والأوصياء والأولياء.
تأليف :
السـيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.
كتاب يجمع ـ
بعد الاستقصاء والتتّبع ـ ما جاء من آيات قرآنية كريمة وما ورد من أحاديث
وروايات وأخبار تشتمل على اتّهام وبهتان وقول زور وافتراء أوردها الجهلة وأهل
الضلالة والمعاندين والكفرة بحقّ : الله تبارك وتعالى ، القرآن الكريم ، الرسول
الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام المعصومون الأربعة عشر عليهم السلام
، الرسل والأنبياء عليهم السلام ، الملائكة عليهم السلام ، بعض الأعلام ، بعض
الأقوام والطوائف ، أمكنة معيّنة ، أزمنة محدّدة ، وأخيراً بحقّ بعض الأعمال
والأفعال ..
لبيان مدى
مظلوميّة هؤلاء والتعريف ببعض ظلاماتهم وما جرى عليهم في الدنيا من المحن
والمصائب والبليّات.
اعتُمد في
الجمع ١٥ مصدراً ، ذكرت أسماؤها في أوّل الكتاب.
|
نشر :
منشورات ناجي الجزائري ـ قم / ١٣٨٢ هـ. ش.
*
أحكام المرأة في الاِسلام.
جمع وإعداد :
السيّد مرتضى الميلاني.
جمع لما
أُتيح استقصاؤه من مسائل شرعية واستفتاءات تختصّ بالمرأة في كلّ مراحل وأنماط
حياتها ، أو التي تشترك بها مع الرجل في المهمّة منها أيضاً ، في الأبواب
الفقهية المعروفة.
اعتُمد في
الأصل على الرسائل العملية للسـيّد الاِمام الخميني (١٣٢٠ ـ ١٤٠٩ هـ) ، فكان
المتن في هذا الكتاب موافقاً للنصّ الوارد في كتاب تحرير الوسيلة له قدس سره
، مع ذكر وجوه الاختلاف مع المتن بشكل تامّ تقريباً على ضوء رأي سماحة السـيّد
السيستاني ، وكذلك وجه الاختلاف لبعض المسائل والاستفتاءات الضرورية التي أمكن
الحصول عليها للمراجع : السـيّد الخوئي (ت ١٤١٣ هـ) ، سماحة السـيّد الخامنئي ،
وسماحة الشيخ ميرزا جواد التبريزي ، إضافة إلى ملحق بمجموعة من الاستفتاءات المشتركة
بين الرجل والمرأة وبعض الاصطلاحات الفقهية.
نشر :
مؤسّـسة منشورات «مدين» ـ قم / ١٤٢٤ هـ.
|
|
كتب قيد التحقيق
*
الاِفصاح عن أحوال رواة الصحاح.
للشيخ
المظفّر ، محمّـد حسن بن محمّـد بن عبـدالله النجفي (١٣٠١ ـ ١٣٧٥ هـ).
أثر قيّم ،
فريد في بابه ، مخصّص لاستقصاء وجمع الرواة ممّن اعتُمدت روايته في الصحاح
الستّة ـ اثنين منها على الأقلّ ـ وهو مع ذلك قد طعن فيه اثنين من علماء العامّة
ـ أو أكثر ـ المعتمدين في الجرح والتعديل في كتبهم الرجالية ، وجاء في حقّه من
الكلمات ما يقتضي عدم جواز العمل بروايته.
مرتّب على
حروف الهجاء ، متعرّضاً لذكر من عُرف باسمه ، ثمّ من عُرف بكنيته ، مستخدماً
رموزاً معروفة عند العاملين في هذا الحقل ، معتمداً ـ في هذا الاستقصاء ـ ما ورد
بشأنهم في كتابي ميزان
الاعتدال للذهبي (ت ٧٤٨ هـ) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر
العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ).
فرغ مؤلّفه رحمه
الله منه سنة ١٣٦٠ هـ ، وكان قد كتب مختصراً منه مقدّمةً لكتابه دلائل الصـدق الذي فرغ
منه سنة ١٣٥٠ هـ.
|
تقوم بتحقيق الكتاب ـ الذي لم يطبع
سابقاً ـ مؤسّـسة آل البيت عليهم السلام لاِحياء التراث اعتماداً على نسخة
مصوّرة لنسخة المؤلّف المحفـوظة عند نجله.
*
كتاب الألفين الفارق بين الصدق والمين.
تأليف :
العلاّمة الحلّي ، الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي
(٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ).
سفر قيّم ،
قال مصنّفه رحمه الله في مقدّمته : «فأوردت فيه من الأدلّة اليقينية والبراهين
العـقلية والنـقلية ألـف دلـيل على إمامـة سـيّد الوصـيّين عليّ بن أبي طالب
أمير المؤمنين عليه السلام ، وألف دليل أُخرى على إبطال شبه الطاعنين ، وأوردت
فيه من الأدلّة على إمامة باقي الأئمّة عليهم السلام ما فيه كفاية للمسترشدين ...
وقد رتّبته على مقدّمة ومقالتين وخاتمة» ..
في حين ورد في
آخره ـ بعد الدليل الثامن والثلاثين بعد الألف ـ : «فهذا آخر ما أردنا إيراده في
هذا الكتاب من الأدلّة الدالّة على وجوب عصمة الاِمام عليه السلام ، وهي ألف
دليل ، (وهو بعض الأدلّة) فإنّ الأدلّة على ذلك لا تحصى ، وهي براهين قاطعة ،
لكن اقتصرنا على ألف دليل
|
|
(لقصور
الهمم) عن التطويل» ..
الموجود منه
رتّبه ولده ـ بعد وفاته ـ : فخرالمحقّقين ، الذي عبّر عنه في أحد المواضع بـ :
«الألفين في عصمة الأئمّة».
والظاهر أنّه
لم يتمّ ما صرّح به في مقدّمته ، أو إنّ عبث أيدي بالكتاب أوصله إلينا بهذا
المقدار ؛ إذ اشتمل على المقدّمة فقط دون المقالتين والخاتمة ، والتي كانت في
سبعة مباحث ، ستّة منها تضمّنت كلّيّات عن الاِمامة والاِمام ، وسابعها تضمّن
١٠٣٨ دليلاً على إثبات عصمة الاِمام الواجب تنصيبه للاِمامة ، بأمر الله تعالى.
طُبِع في
النجف سنة ١٩٦٩ م بمقدّمة للسـيّد محمّـد مهدي الخرسان ، وفي إيران والعراق عدّة
مرّات ، ثمّ طبعته مؤسـّسة الأعلمي في بيروت ـ بصفٍّ جديد ـ وأعادت طبعه ـ
بالتصوير ـ مؤسّـسة دار الهجرة على الطبعة البيروتية ، ودار الكتاب على الطبعة
العراقية ، في قم سنة ١٤٠٦ هـ.
تقوم بتحقيقه
مؤسّـسة آل البيت عليهم السلام لاِحياء التراث اعتماداً على ٣ مخطوطات محفوظة في
مكتبة الاِمام الرضا / مشهد ، برقم ٢٨ كتبت سنة ٧٨٤ هـ ، ورقم ٢٩ ، ورقم ٩٨٠٣
كتبت سنة ٩٥١ هـ ، ورابعة في مكتبة «ملّي ملك» في طهران برقم ٢١٣٢ كتبت سنة ٧٥٧
هـ.
|
* * *
|