«إهداء»

أهدي هذا التأليف المختصر إلى سيّدي ومولاي ناموس الدّهر وبقيّة الله في الأرض ، وخليفته على خلقه ، الحجّة إبن الحسن المهدي المنتظر ، صاحب العصر والزّمان وكلمة الرّحمن ، عجّل الله تعالى فرجه ، وجعلنا من أعوانه وأنصاره آمين ربّ العالمين

* * *

«دعاء»

أللهمّ إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله وتذلّ بها النّفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدّعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك.

أللهمّ إنّا نشكوا إليك فقد نبيّنا صلواتك عليه وآله ، وغيبة وليّنا ، وكثرة عدوّنا ، وقلّة عددنا ، وشدّة الفتن بنا ، وتظاهر الزّمان علينا ، فصلّ على محمّد وآله واعنّا على ذلك بفتح منك تعجّله ، وسلطان حقّ تظهره ، ورحمة منك تجلّلناها ، وعافية منك تلبسناها ، برحمتك يا ارحم الرّاحمين

أللهمّ اجعل كلمة الإسلام هي العليا وكلمة الكفّار هي السّفلى ، ووفّق زعماء المسلمين روحيّا وسياسيّا للصّواب ، آمين ربّ العالمين


بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين الّذي جعلنا من أمّة خاتم النّبيّن وأشرف المرسلين ، الّذي أنزل عليه القرآن وجعله هدى للمتّقين ، وجعل التّمسّك به وبأهل بيت نبيّه معا سببا للنّجاة في يوم الدّين ، وصلّى الله على سيّد الكائنات أبي القاسم محمّد وآله الطّاهرين ، الّذين جعلهم الله أئمّة وهداة مهديّين.

وأسأل الله تعالى شأنه أن يوفّقنا للإقتداء بهم والحشر معهم ومع الشّهداء والصّدّيقين والصّالحين.

* السبب الداعي الى تأليف هذا الكتاب :

إنّ الله تبارك وتعالى أمر بمودّة ذوي القربى في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(١).

واكّد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في الحديث المتواتر على التّمسّك بالكتاب والعترة ، وإليك نصّه ، في ما رواه الترمذي في صحيحه ، قال : قال جابر بن عبد الله الأنصارى : رأيت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» في حجّة الوداع يوم عرفة على ناقتة القصوى (٢) يخطب فسمعته يقول : «إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن

__________________

(١) الشورى : ٢٣.

(٢) في مجمع البحرين : سمّيت بذلك لسبقها.


تصلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي» (١).

قال : وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد ، وروى أيضا بأسناده عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» : إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا ، أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من السّماء الى الارض وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض (٢).

وروى صاحب «الوسائل» عن الصدوق في أماليه وعيون أخبار الرّضا «ع» في مجلس مأمون بحضور علماء العراق وخراسان ، قال المأمون للإمام الرّضا «ع» : ومن العترة الطّاهرة؟ فقال الرّضا «ع» : الّذين وصفهم الله في كتابه فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، وهم الّذين قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أنظروا كيف تخلّفوني فيهما (٣).

والتّمسّك بالقرآن يتوقف على فهم معانيه وتأويلاته ، ولا يكاد يحصل ذلك إلّا من طرق أهل البيت «عليهم‌السلام» ، قال الله : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٤).

__________________

(١) صحيح الترمذى ج ٢ ص ٣٠٨.

(٢) صحيح الترمذي ٢ / ٣٠٨ وراجع صحيح مسلم ٧ / ٢٢٢ والمتسدرك ٣ / ١٠٩ والنسائي في الخصائص : ٣١ وابن حنبل في المسند ٣ / ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٤ / ٣٧١ و ٥ / ١١١ وابو نعيم في الحلية ١ / ٣٥٥.

(٣) وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٣٩ ح ٣٤ ب ١٣ وامالي الصدوق : ٩٧ والعيون : ٢٢٨.

(٤) آل عمران : ٧.


ويؤيّد ذلك قوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حديث الثقلين كما عن «معجم الطبراني» : «فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» ، وقد علّق ابن حجر الهيثمي في صواعقه على هذا اللفظ ، قال : وفي قوله : «فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» ، دليل على أنّ من تأهّل منهم للمراتب العليّة والوظائف الدينيّة كان مقدّما على غيره (١).

وقد قال من قبل في تواتر حديث الثقلين أو استفاضته : «ثمّ اعلم أن لحديث التّمسّك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيّا ...» وفي بعض تلك الطرق : أنّه قال ذلك لمّا قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مرّ ، وفي بعض تلك الطرق : أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي اخرى : أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي اخرى : أنّه قاله بمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ... ولا تنافي ، إذ لا مانع من أنّه كررّ عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، إهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطّاهرة (٢).

وقد عقّب المرحوم الإمام شرف الدّين هذا الكلام بقوله : وحسب أئمّة العترة الطّاهرة أن يكونوا عند الله وعند رسوله بمنزلة الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكفى بذلك حجة تأخذ بالأعناق الى التّعبد بمذهبهم ، فإنّ المسلم لا يرتضى بكتاب الله بدلا فكيف يبتغي عن عدله حولا (٣).

وعلّق الإمام شرف الدّين على قوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «النجوم أمان لأهل

__________________

(١) الصواعق المحرقة : ١٣٦ باب وصيّة النبيّ بهم.

(٢) الصواعق المحرقة : ٨٩ الباب ١١ ط مصر.

(٣) المراجعات : ٧٥ ط حسين الرّاضى.


الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الإختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس» (١) ، قال الإمام : هذا غاية ما في الوسع من الزام الأمّة باتباعهم وردعها عن مخالفتهم ، وما أظن في لغات البشر كلها أدّل من هذا الحديث على ذلك.

ونقل ابن حجر الهيثمي في صواعقه في المعني المراد من أهل البيت في هذا الحديث ومثله عن بعضهمم : «يحتمل أن المراد بأهل البيت الّذين هم أمان : علماؤهم ، لأنّهم الّذين يهتدي بهم كالنجوم» (٢) قال : وقد قيل لرسول الله : ما بقاء النّاس بعدهم؟ قال : بقاء الحمار إذا كسر صلبه (٣).

وقال الإمام شرف الدين : المراد بأهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبار أئمتهم ، وليس المراد جميعهم على سبل الاستغراق ، لأنّ هذه المنزلة ليست إلّا لحجج الله والقوّامين بأمره خاصّة ، بحكم العقل والنقل (٤).

هذا وقد ورد في أخبار الأئمّة الأطهار «عليهم‌السلام» أنّ المراد بالعترة ، هم علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده (عليهم‌السلام).

فقد روى الشيخ الصدوق في كتابه اكمال الدين بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أنّه سأل رسول الله عن معنى العترة ، فقال : عليّ والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين الى يوم القيامة (٥).

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٤٩ وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه.

(٢) الصواعق المحرقة : ٩١ الباب ١١ ط مصر.

(٣) الصواعق المحرقة : ١٤٣ باب اشارته الى ما حصل لهم من الشدة بعده.

(٤) المراجعات : ٧٦ ط حسين الراضي.

(٥) اكمال الدين : ٢٣٩ و ٢٤٦ ومثله ٢٦٨ و ٢٧٣.


* من هم الرّاسخون في العلم؟

والرّاسخون في العلم هم النبيّ والأئمّة «صلوات الله عليهم أجمعين» كما ورد في الكافي (١) وكتاب بصائر الدرجات في أحاديث كثيرة وقد وجدت ما ألّفه السيد الأجل الفاضل الاكمل السيد علي شرف الدين الحسيني النجفي الأسترآبادي «ره» خير ما ألّف في هذا المضمار ، حيث جمع في تصنيفه هذا قسما كثيرا من الآيات الواردة في فضائل أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، فأخرجت مصادر تأويل تلك الآيات الكريمة النازلة في شأنهم ، وهي الأحاديث الشريفة عن طرقنا وطرق أهل السّنّة (٢) ، ثمّ لفت نظري أن السيد المؤلف «أعلى الله مقامه» لم يذكر قسما كثيرا من الآيات الّتي أوّلت في شأنهم ، فأخذت بتدوين تلك الآيات مع الاحاديث الّتي تأوّلها في كتاب مستقل وسميته ب :

«آيات الأنوار في فضائل النّبيّ وآله الأطهار»

وأسأل الله عزوجل أن يوفّقني لنشر معالم الدّين ، وأن يحشرني مع القرآن وعترة سيّد المرسلين.

* التّمسّك بأهل البيت :

أقول : أن التمسك بأهل البيت «عليهم‌السلام» هو أخذ معالم الدّين عنهم ، والإقتداء بهم ، لأنّهم سفينة النجاة ، والثقل الأصغر الّذي خلّفه النبيّ في أمّته ، لا سيّما أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» لأنّه باب مدينة علم النبيّ ، وأحبّ خلق الله الى الله بعد رسول الله ، والّذي رجّحت ضربته يوم الخندق على عبادة

__________________

(١) راجع اصول الكافي : ١ / ١٠٥ و ٢١٣ و ٢٣٣ / ط طهران.

(٢) وقد طبع في لبنان جزئين.


الثقلين ، والبائت في فراش الرّسول في ليلة الهجرة وقاية لسيد الكونين ، والّذي علّمه النبيّ «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ألف باب ينفتح له من كل باب ألف ألف باب (١) ، فتقديم غيره عليه يكون من تقديم الظلمات على النّور ، وتقديم الّذين لا يعلمون على الّذين يعلمون وقال الله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(٢).

وقال تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ)(٣).

وقال عزوجل : (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ)(٤).

* إنتخاب الإمام أمره الى الله تعالى :

ان هذه الوجيزة وان لم تكن لبيان أدلّة الإمامة بل لبيان فضائلهم ، ولكن نشير اليها هنا إجمالا فنقول : يشترط في النبيّ والإمام أن يكون معصوما عن الخطأ وعن الرجس ، عقلا ونقلا.

فأمّا العقل فإنّه لا يجوّز أخذ معالم الدّين عن غير المعصوم ، لأنّه لو لا عصمته لم يحصل الإطمئنان فيما يخبر به من الأحكام عن الله تعالى بأنّه لم يخطىء ولم يكذب وأمّا الأدلّة النقليّة فقد ذكرت مفصلة في الكتاب الكلاميّة ولا يعرف شخص المعصوم إلّا الله تبارك وتعالى : لأنّه العالم بالسّر والخفيّات.

وقد عيّن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في الغدير بأمر من الله عليّ بن

__________________

(١) راجع كتاب العبقات للعلّامة الجليل السيد مير حامد حسين «قدّس الله روحه» فانه قد بيّن مصادر كثيرة لهذه الأحاديث من طرق السنّة.

(٢) الزّمر : ٩.

(٣) فاطر : ٢٠.

(٤) النّساء : ٩٨.


أبي طالب «عليه‌السلام» للولاية ، وأمر المسلمين بالسلام عليه بإمرة المؤمنين وبالبيعة له ، وقال له بعض الصحابة : «بخ بخ لك يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة» كما في تاريخ بغداد (١).

ثمّ إن فرض إنّ الامّة أرادت أن تنتخب الإمام فليس لهم أن ينتخبوا غير الأفضل ، واذا اختارت جماعة من الأئمّة أحدا للزعامة فليس اختيارهم حجّة على غيرهم ، بل يجب عليهم النظر فان كان واجدا لشرائط الإمامة قبلوه ، وإلّا فأنفسهم ينتخبون من كان واجدا وجامعا لشرائط الإمامة.

* شأن نزول الآيات :

وما ورد في شأن نزول الآيات يكون من باب تطبيق الكلّي على بعض أفراده أو بيان مصاديقه ، ولا يكون مختصّة بمن نزلت في شأنه ، فكلّ من عمل بالصّالحات يفوز بالمثوبات والحسنات ، وكلّ من ارتكب السّيئات يستحق العقوبات ، نعم بعض الآيات لم يعمل بها غير شخص واحد ، وهي آية تقديم الصدقة بين يدي النجوى مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فإنّه لم يعمل بها غير أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» بإتّفاق من المفسرين وأهل الحديث والتاريخ ، ثمّ نسخت.

* القراآت :

يجوز قرائة القرآن في الصّلاة وغيرها بإحدى القراآت السّبع ، فقد ورد عن أئمّة أهل البيت «عليهم‌السلام» : «إقرأوا كما علمّتم» و «إقرأ كما يقرأ النّاس» (٢) والقدر

__________________

(١) تاريخ بغداد : ٨ / ٢٩٠ وراجع كتاب الغدير للحجة الشيخ الأميني «قدّس سره».

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٦٣١ و ٦٣٣ كتاب فضل القرآن باب النواد / حديث ١٥ و ٢٣.


المتيقّن من القراآت المشهورة في عصرهم هي قراءة أصحاب القراآت السّبع وهم : ١ ـ عبد الله بن عامر ، ٢ ـ ابن كثير الكوفي ، ٣ ـ عاصم بن بهذلة الكوفي ، ٤ ـ أبو عمرو البصري ، ٥ ـ حمزة الكوفي ، ٦ ـ نافع المدني ، ٧ ـ الكسائي الكوفي.

* إيضاح :

ولا يخفى بان الأحاديث الواردة في هذا الكتاب وأمثاله وان كان أكثرها عن طريق أهل البيت «عليهم‌السلام» ولكن لا تكون من باب شهادة الشّاهد لنفسه ، لأنّه حيث ثبتت عصمتهم بآية التطهير ، فمثل شهادة رسول الله «ص» وأهل بيته «صلوات الله عليهم» بفضلهم مقبولة ، لأنّا نعلم صدقهم ، لأنّ المعصوم محفوظ عن الخطأ والزلل ، وإنّ الله تعالى قال في شأن رسوله : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) ، وقصّة ذي الشهادتين شاهد آخر على دعوانا ، وفي حقّ أهل بيته آية التطهير تشهد بعصمتهم ، وآية المباهلة تدّل على أفضليّتهم ، خصوصا بالنسبة الى عليّ «عليه‌السلام» لأنّ الله عزوجل جعله بمنزلة نفس رسول الله ، والرسول أفضل من جميع الأنبياء فكذلك عليّ «عليه‌السلام» ، وكونه باب مدينة علم النبيّ دليل بأنّه أعلم النّاس ، ونزول سورة «هل أتى» شاهد آخر على أنّهم أكرم النّاس وازهدهم ومواخاة الرسول إيّاه حجّة على أنّه لم يكن أفضل منه في المسلمين ، وقد ذكرت مصادر جملة من فضائلهم في كتاب «صحيفة الأبرار» كحديث أنّهم سفينة النّجاة ، وإنّ من تمسّك بهم نجى ومن تخلّف عنهم غرق وهوى.

* فضائل أمير المؤمنين (عليه‌السلام) لا تحصى

روى الشيخ الصدوق «قدّس سره» في أماليه عن الطالقاني عن الجوهري عن


عمارة عن أبيه عن الصادق «عليه‌السلام» عن آبائه «عليهم‌السلام» قال : قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا يحصى عددها غيره ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ولو وافي القيامة بذنوب الثقلين ، ومن كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الورقة رسم ، ومن أستمع الى فضيلة من فضائله غفر الله له ذنوبه الّتي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر الى كتاب في فضائله غفر الله له ذنوبه الّتي اكتسبها بالنظر ، ثمّ قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : النّظر الى عليّ عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل إيمان عبد إلّا بولايته والبرائة من أعدائه ، وروى الخوارزمي مثله (١) ، وعلى هذا فلا يمكن لأحد حصر فضائل أمير المؤمنين وأولاده الطّاهرين في كتاب ، وإنّما لو لا هنا ما وفّقنا على ذلك بمناسبة تفسير وتأويل الآيات في فضل أخيه سيد الكائنات وفضله وفضل زوجته سيّدة النّساء وفضل أولاده الأئمّة النجباء عليهم أكمل الصّلوات والتّحيّات في هذه الصفحات من كتاب آيات الأنوار ، ومن الله سبحانه نستمد التوفيق وأسأله أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم ، وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وأن يشملنا شفاعة خير خلقه محمّد وآله الطّاهرين ، وحررّ في جوار سيّدنا أمير المؤمنين في العاشر من جمادي الأولى عام ألف وأربعمائة وواحد عشر الهجري (١٤١١ ه‍).

محمود اليوسفي الغروي

__________________

(١) امالي الشيخ الصدوق : ١١٩ المجلس / ٢٨ وراجع روضة الواعظين : ١٣٩ وارشاد القلوب : ٢ / ٢.



بسم الله الرّحمن الرّحيم

سورة الفاتحة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧))

أقول : كلمة الله وكلمة الرحمن ، اسمان من اسماء الله الحسنى ، والله اسم لذاته المقدسة الجامع لجميع الكمالات ، والمنزّه عن جميع النواقص ، وهو الواجب الوجود الغنّي بالذات.

١ ـ في اصول الكافي : الحسين بن محمّد الاشعري ومحمّد بن يحيى جميعا عن أحمد بن اسحاق عن سعدان بن مسلم عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله «ع» في قول الله عزوجل (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) قال : نحن والله الاسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلّا بمعرفتنا (١).

أقول : ما ورد في الأحاديث بأنهم وجه الله واسمائه الحسنى ، اي بواسطتهم

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٤٤ ح ٤.


يعرف الله عزوجل كما أنّ بواسطة الوجه يعرف صاحب الوجه ، ويستفاد من هذا الحديث واحاديث متظافرة أن الله تعالى لا يقبل عمل العباد إلّا بالاقرار بولايتهم «ع».

٢ ـ عن الامام أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) قال : فاتحة الكتاب من كنز العرش فيها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، الآية التي تقول فيها : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) ، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب ، و (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال جبرئيل : ما قالها مسلم قط الّا صدّقه الله وأهل سماواته ، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) اخلاص العبادة ، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أفضل ما طلب به العباد حوائجهم ، (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) صراط الأنبياء وهم الّذين أنعم الله عليهم ، (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) اليهود ، (وَلَا الضَّالِّينَ) النّصارى (١).

٣ ـ عن أبي عبد الله الصادق «عليه‌السلام» في الصراط : وهو الطريق الى معرفته عزوجل وهما صراطان ، صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة ، فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض طاعته ، من عرفه في الدّنيا واقتدى به مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدّنيا زلّت قدمه على الصراط في الآخرة فتردّى في نار جهنّم (٢).

أقول : ورد في موارد متعددة في تفسير الصراط المستقيم بأنّه أمير المؤمنين أو ولايته أو هو والأئمة من أولاده ، ويأتي في محلّه ، والصّراط المستقيم هو السبيل والطريق الذي اذا سلكه أحد يوصله الى السعادة ، واذا انحرف عنه يقع في الهلكة ،

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ / ص ٢٢.

(٢) معاني الأخبار ص ٣٢ ح ١.


فالصراط كما ورد في الحديث المتقدم هو الطريق الى معرفة الله ومعرفة احكامه ، ولا يتحصّل الّا بواسطة الأنبياء والأوصياء ، فبعد خاتم الأنبياء طريق المعرفة منحصر بأمير المؤمنين والأئمة من ولده ، فاذا سلك الانسان طريق الاسلام وعمل بقول الله تعالى ، واطاع الرسول واولوا الأمر ، وهم الأئمة الاثنى عشر من عترته كما في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري عن الرسول الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يصل الى السعادة الأبديّة.

وجوب قرآئة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في الصّلاة

من طريق أهل بيت العصمة ثبت وجوب قرآئة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في الركعتين الاوليتين من الفرائض ، وهو جزء من سورة الحمد.

٤ ـ في كتاب المجالس والعيون عن الامام أبي محمّد العسكري «ع» عن آبائه عن الامام علي «ع» في حديث قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

٥ ـ وعن أبي عبد الله «ع» قال : كتموا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فنعم والله الأسماء كتموه.

يجب الجهر في بعض الصّلوات والإخفات في بعضها الاخرة

يجب الجهر بقرائة الفاتحة وسورة اخرى في صلاة الجهرية الصبح والعشائين ، ويجب الإخفات بها في الظهرين ، ويستحب الجهر ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في الصّلاة الإخفاتيّة : الظهرين وفي غير الصّلاة أيضا يستحب الإجهار به ، وهو من علامات المؤمن.

٦ ـ روي أبن بابويه «ره» في عيون أخبار الرضا «ع» باسناده الى الامام الرضا «ع» عن آبائه عن جدّه الحسين بن علي «ع» عن أخيه الحسن بن علي «ع» عن أبيه


أمير المؤمنين «ع» قال : ان (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع تمامها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، سمعت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول : انّ الله عزوجل قال لي : يا محمّد ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ، فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم ، وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإنّ الله عزوجل خصّ محمّدا «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وشرفه بها ، ولم يشرك فيها معه احدا من الأنبياء إلّا سليمان فانّه اعطاه منها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، يحكي عن بلقيس حين قالت : (إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم) ، ألا فمن قرأها متعقدا لمولاة محمّد وآله الطيّبين منقادا لهما ، مؤمنا بظاهرهما وباطنهما لكل حرف حسنة ، كلّ واحد منهما أفضل له من الدنيا وما فيها من اصناف أموالها وخبراتها ، ومن استمع الى قارىء يقرأها كان له بقدر ما للقاري ، فليستكثر من هذا الخير المعرض لكم ، فانّه غنيمة لا يذهبن أو انه فتبقى قلوبكم في حسرة (١).

٧ ـ العياشي عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) يعني أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (٢).

٨ ـ ابن بابويه «ره» : حدّثنا محمّد بن الحسن ابن احمد بن وليد «رضي الله عنه» قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصفّار عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن من حدّثه عن أبي عبد الله «ع» انه سئل عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فقال : الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم ملك الله ، قال : قلت : الله ، قال : الالف آلاء الله على خلقه من النعم بولايتنا ، والّلام الزام خلقه بولايتنا ، قلت : فالهاء ، فقال : هوان لمن

__________________

(١) العيون ص ٣٠٢ / حديث ٦٠.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٤.


خالف محمّدا وآل محمّد «صلوات الله عليهم» قلت : الرحمن ، قال : بجميع العالم ، قلت : الرحيم ، قال : بالمؤمنين خاصّة (١).

٩ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره في الموثق عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) هو أمير المؤمنين ومعرفته (٢).

١٠ ـ معاني الأخبار باسناده الى محمّد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : حدثني ثابت الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين «عليهما‌السلام» ، قال : نحن أبواب الله ، ونحن الصّراط المستقيم (٣).

١١ ـ معاني الأخبار باسناده الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : الصراط المستقيم أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (٤).

١٢ ـ معاني الأخبار باسناده الى جعفر بن محمّد «عليهما‌السلام» قال : قول الله في الحمد : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ، يعني محمّدا وذريّته «صلوات الله عليهم» (٥).

١٣ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره باسناده الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) قال : (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ، اليهود والنصارى ، وروى في خبر آخر عنه «عليه‌السلام» : المغضوب عليهم ، النصاب والشكّاك ، والضّآلّين ، الّذين لا يعرفون الإمام (٦).

__________________

(١) تفسير القمي ١ / ٢٩.

(٢) معاني الأخبار ص ٣ ح ٢ وتفسير القمي ١ / ٢٨.

(٣) معاني الأخيار ص ٣ ونور الثقلين ١ / ١٨.

(٤) معاني الأخبار ص ٣.

(٥) معاني الأخبار ص ٣.

(٦) تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٩.



سورة البقرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣))

١٤ ـ قال أبو الحسن علي بن ابراهيم : حدّثني أبي عن يحيى بن أبى عمران عن يونس عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : الكتاب عليّ ، لا شكّ فيه هدى للمتّقين ، قال : بيان لشيعتنا (١).

١٥ ـ العياشي عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله «ع» في قوله تعالى : (الم ، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) قال : الكتاب عليّ ، لا ريب هدى للمتقين ، قال : المتقون شيعتنا الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلوة وممّا رزقناهم ينفقون ، وممّا علّمناهم ينبئون (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ١ / ٣٠ ح ١.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٥ ح ١.


١٦ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس بن عبد الرحمن عن سعدان عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : «الم» حرف من حروف اسم الله الأعظم المقطّع في القرآن ، الذي يؤلفه النّبي والامام فاذا دعا به اجيب ، (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ،) قال : بيان لشيعتنا ، (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ،) وممّا علّمناهم من القرآن يتلون (١).

١٧ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا محمّد بن موسى المتوكل «رضي الله عنه» قال : حدّثنا احمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد من اصحابنا عن داود بن كثير الرقي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل :

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال : من آمن بقيام القائم إنّه حق ، وفي نسخة : من أقرّ بقيام القائم (٢).

١٨ ـ ابن بابويه «ره» باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حديث يذكر فيه الأئمة الاثنى عشرة وفيهم القائم «عج» قال : قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمتقين على محبتهم ، اولئك من وصفهم الله في كتابه ، فقال : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ،) ثم قال : اولئك حزب الله ، ألا إن حزب الله هم الغالبون (٣).

قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧))

__________________

(١) معاني الأخبار ص ٢٣ والبحار ج ٢٤ ص ٢٧.

(٢) تفسير البرهان ١ / ٥٣ واكمال الدين : ٢٢٩ ـ ٢٣٠.

(٣) تفسير البرهان ١ / ٥٤ واكمال الدين ص ٣٢٠ ح ١٩.


١٩ ـ الامام العسكري «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : ايّكم وقى نفسه نفس رجل مؤمن البارحة ، فقال عليّ «ع» : أنا هو يا رسول الله وقيت بنفسي نفس ثابت بن شماس الأنصاري ، فقال رسول الله «ص» : حدّث بالقصة أخوانك المؤمنين ، ولا تكشف عن أسماء المنافقين الكائدين لنا ، فقد كفاكم الله شرّهم ، وأخّرهم للتوبة لعلّهم يتذكرون ويخشون ، فقال علي «ع» : اني بينا اسير في بني فلان بظاهر المدينة وبين يديّ بعيدا مني ثابت بن قيس إذ بلغ ببئر عادية عميقة بعيدة القعر وهناك رجل من المنافقين فدفعه ليرميه في البئر فتماسك ثابت ثم علا فدفعه والرجل لا يشعر بي حتى وصلت اليه وقد اندفع ثابت في البئر ، فكرهت ان اشتغل بطلب المنافقين خوفا على ثابت ، فوقعت في البئر لعليّ اخذه ، فنظرت فاذا أنا قد سبقته الى قرار البئر ، فقال رسول الله «ص» : وكيف لا تسبقه وأنت اوزن منه ، ولو لم يكن من رزانتك الّا ما في جوفك من علم الأولين والآخرين الذي اودعه الله رسوله لكان من حقك ، أن تكون اوزن من كل شيىء ، فكيف كان حالك وحال ثابت ، قال : يا رسول الله فسرت الى البئر واستقررت قائما وكان ذلك سهل عليّ من خطائي التي كنت اخطوها رويدا رويدا ، ثم جاء ثابت فانحدر فوقع على يديّ وقد بسطتهما اليه ، وخشيت أن يضرني سقوطه عليّ أو يضرّه ، فما كان الّا كطاقة ريحان تناولته بيدي ، ثم نظرت فاذن ذلك المنافق ومعه آخران على شفير البئر ، وهو يقول لهما : اردنا واحدا فصار اثنين ، فجاءوا بصخرة فيها مأة من فأرسلوها فخشيت أن تصيب ثابت فاحتضنته وجعلت رأسه الى صدري وانخيت عليه ، فوقعت الصخرة على مؤخر رأسي ، فما كانت الّا كترويحة بمروحة تروحت بها في حماوة القيظ ، ثم جاءوا بصخرة أخرى فيها قدر ثلاثمائة من فأرسلوها علينا ، وانخيت على ثابت فاصابت مؤخر رأسي ، فكان كماء صبّ على رأسي وبدني في يوم شديد الحرّ ، ثم جاءوا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة من ،


يدورونها على الارض لا يمكنهم أن يقلبوها ، فارسلوها علينا فانحينت على ثابت فاصابت مؤخّر رأسي وظهري فكانت كثوب ناعم صببته على بدني ولبسته فتنعمت به ، فسمعتهم يقولون : لو أنّ لابن أبي طالب وابن قيس مأة الف روح مانجت منها واحدة من بلاء هذه الصخور ، ثم انصرفوا فدفع الله عنّا شرهم ، فأذن الله لشفير البئر فانحط ولقرار البئر فارتفع ، فاستوى القرار والشفير بعد بالارض فحطونا وخرجنا ، فقال رسول الله «ص» : يا أبا الحسن إنّ الله عزوجل اوجب لك من الفضائل والثواب ما لا يعرفه غيره ، ينادي مناد يوم القيامة : أين محبّوا علي بن أبي طالب ، فيقوم قوم من الصالحين فيقال لهم خذوا بأيدي من شئتم من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنة ، وأقلّ رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل تلك العرصات الف ، الف رجل ، ثم ينادي مناد : اين البقية من محبي علي بن أبي طالب ، فيقوم قوم مقتصدون فيقال لهم تمنّوا على الله ما شئتم ، فيتمنون فيفعل لكل واحد منهم ما تمنّى ، ثم يضاعف له مأة الف ضعف ، ثم ينادي مناد : اين البقية المبغضون لعلي بن أبي طالب ، فيؤتى بهم جمّ غفير وعدد كثير ، فقال : ان لا يجعل كل الف من هؤلاء فداء لواحد من محبّي علي بن أبي طالب ليدخلوا الجنة ، فينجي الله عزوجل محبيك ويجعل اعدائهم فدائهم ، ثم قال رسول الله «ص» : هذا الفضل الأكرم ، محبه محب الله ومحبّ رسوله ، ومبغضه مبغض الله ومبغض رسوله ، هم خيار خلق الله من أمّة محمّد ، ثمّ قال رسول الله «ص» : أنظر فنظر الى عبد الله أبّي والى سبعة من اليهود قال : قد شاهدت (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ، وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ،) فقال رسول الله «ص» : أنت يا عليّ افضل شهداء الله في الارض بعد محمد رسول الله ، قال : فذلك قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) ، تبصرها الملائكة فيعرفونهم بها ويبصرها رسول الله ، ويبصرها خير خلق الله بعده علي بن أبي طالب ، ثم قال : ولهم عذاب


عظيم في الآخرة بما كان من كفرهم بالله وبكفرهم بمحمّد رسول الله «ص» (١).

قوله تعالى : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤)).

٢٠ ـ أبن شهر آشوب روى عن الباقر «عليه‌السلام» ، انها نزلت في ثلاثة لمّا قام النبي بالولاية لأمير المؤمنين ، اظهروا الإيمان والرّضا بذلك فلمّا خلوا باعداء أمير المؤمنين (قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)(٢).

قوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ... صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٧)).

٢١ ـ قال موسى بن جعفر «عليه‌السلام» : مثل هؤلاء المنافقين كمثل الذي استوقد نارا ابصر بها ما حوله ، ذهب الله بنورهم بريح ارسلها فأطفأها أو مطر ، وكذلك مثل هؤلاء المنافقين لما اخذ الله عليهم من البيعة لعلي بن ابي طالب واعطوا ظاهرها شهادة أن لا اله الّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وانّ عليا وليه ووصيه ووارثه وخليفته في أمّته ، وقاضي دينه ، ومنجز عداته ، والقائم بسياسة عباد الله مقامه ، فورث موارث المسلمين بها ، ونكح في المسلمين بها ، فوالوه من اجلها ، واوجبوا من اجلها الدفاع بسببها ، واتخذوها اخا يصونون عنه انفسهم بسماعهم منه لها ، فلمّا جاءت الموت وقع في حكم ربّ العالمين ، العالم بالإسرار الذي لا تخفى عليه خافية ، فأخذهم بعذاب باطن كفرهم ، فذلك حين ذهب بنورهم وصاروا في ظلمات عذاب الله ، ظلمات احكام الآخرة ، لا يرون منها خروجا ، ولا يجدون عنها محيصا ، ثم قال : صمّ : يعني يصمّون في الآخرة في عذابها ، بكم :

__________________

(١) البرهان ١ / ٥٨.

(٢) المناقب ٣ / ٩٤.


يبكمون هناك بين اطباق نيرانها ، عميّ يعمون هناك وذلك نظير قوله عزوجل : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً)(١).

٢٢ ـ وقال العالم عن ابيه عن جده رسول الله «ص» قال : ما من عبد ولا امة اعطى بيعة امير المؤمنين في الظاهر ونكثها في الباطن ، واقام على نفاقه إلّا واذا جاء ملك الموت يقبض روحه مثل له ابليس وأعوانه ، وتمثل له النيران واصناف عقاربها بعينه وقلبه ومقاعده من مضائقها ، وتمثّل له ايضا الجنان ومنازله فيها لو كان بقى على إيمانه ووفى ببيعته ، فيقول له ملك الموت : انظر فتلك الجنان التي لا يقدر إن قدر شرائها وبهجتها وسرورها إلّا ربّ العالمين كانت معدّة لك لو كنت بقيت على ولا يتك لأخي محمّد «ص» كان اليها مصيرك يوم فصل القضاء ، فاذا نكثت وخالفت فتلك النيران وأصناف عذابها وزبانيتها بمرزباتها ، وافاعيها الفاغرة افواهها ، وعقاربها الناصبة أذنابها ، وسباعها السائلة مخالبها ، وسائر اصناف عذابها هو لك ، واليها مصيرك ، فيقول : يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا ، فقبلت ما امرني والتزمت ما لزمني من موالاة علي بن أبي طالب «ع» (٢).

٢٣ ـ محمّد بن يعقوب باسناده الى أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) ، يقول : اضائت الارض بنور محمّد «ص» كما يضيء الشمس فضرب الله مثل محمّد الشمس ، ومثل الوصيّ القمر وهو قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) ، وقول : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَ

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٦٥.

(٢) البرهان ج ١ ص ٦٥.


تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) يعني قبض محمّدا فظهرت الظلمة ، فلم يبصروا فضل اهل بيته ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا ، وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٢١).

٢٤ ـ عيون اخبار الرضا «ع» ، ابن بابويه باسناده الى الرضا «ع» انه قال : النظر الى ذرياتنا عبادة ، فقيل له يابن رسول الله : النظر الى الأئمة منكم عبادة او النظر الى جميع ذرية النبي «ص» قال : بل النظر الى جميع ذرية النبيّ عبادة مالم يفارقوا منهاجه ، ولم يتلوثوا بالمعاصي (٢).

قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً).

٢٥ ـ إكمال الدين باسناده الى محمّد بن زياد عن ايمن بن محرز عن الصادق جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» : إن الله تبارك وتعالى علّم آدم اسماء حجج الله كلها ثم عرضهم وهم ارواح على الملائكة ، فقال : (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ،) بانكم احقّ بالخلافة لتسبيحكم وتقديسكم من آدم ، قالوا : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ، قال الله تبارك وتعالى : (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ،) فلمّا انبئهم بها وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره ، فعلموا إنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء الله في ارضه ، وحججه على بريته ، ثم غيبّهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبّتهم ، وقال لهم : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ،

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٨ في حديث ٥٧٤.

(٢) العيون ٢ / ٥١ ح ١٩٦.


وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)(١).

قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٣١).

٢٦ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكل «رضي الله عنه» ، قال : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمّد بن اسماعيل البرمكي عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن زياد وعن ايمن بن محمّد عن الصادق جعفر بن محمّد «عليهما‌السلام» : إنّ الله تبارك وتعالى علّم آدم أسماء حججه كلّها ثمّ عرضهم وهم ارواح ، الى آخر الحديث الذي مرّ آنفا.

قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) (٣٤).

٢٧ ـ محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلى بن محمّد عن من أخبره عن علي بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن يقول : لمّا رأى رسول الله «ص» تيمّا وعديّا وبني أميّة يركبون منبره أفظعه ، فأنزل الله تعالى قرآنا يتأسّى به ، (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى) ، ثمّ اوحى اليه : يا محمّد إنّي أمرت ولم أطع فلا تجزع أنت أمرت فلم تطع في وصيّك (٢).

قوله تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) (٣٥)

٢٨ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا احمد بن محمّد الهيثم العجلي «رضي الله عنه» قال : حدثنا ابو العباس احمد بن يحيى بن زكريا العطار قال : حدثنا ابو بكر محمّد بن

__________________

(١) اكمال الدين ص ١٣ ونور الثقلين ١ / ٤٦ ح ٨٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦ ح ٧٣.


عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول عن محمّد بن سنان عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفي عام ، فجعل اعلاها وأشرفها أرواح محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم فعرضها على السموات والارض والجبال فغشيها نورهم ، فقال الله تبارك وتعالى (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) : هؤلاء أحبّائي وأوليائي ، وحججي على خلقي وأئمة بريّتي ، ما خلقت خلقا هو احبّ اليّ منهم ، ولهم ولمن تولّاهم خلقت جنّتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ، فمن ادّعى منزلتهم منّي ، ومكانتهم من عظمتي خصصته معهم في روضات جنّاتي ، وكان لهم ما يشاءون عندي واجتهم كرامتي واحللتهم جواري ، وشفعتهم في المذنبين من عبادي وامائي ، فولايتهم أمانة عند خلقي يحملها باثقالها ويدّعيه لنفسه دون خيرتي ، فأبت السموات والارض والجبال أن يحملنها واشفقن من ادعاء منزلتها وتمنّي محلها من عظمة ربّها ، فلّما اسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما : (كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) ، يعني شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ، فنظرا الى منزلة محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم فوجداها اشرف منازل الجنة ، فقالا : يا ربّنا لمن هذه المنزلة ، فقال جلّ جلاله : إرفعا رؤوسكما الى ساق العرش فرفعا رؤوسهما فواجدا أسماء محمّد وعليّ فاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبّار جلّ جلاله ، فقالا : يا ربّنا ما اكرمة أهل هذه المنزلة عليك ، وما احبّهم عليك وما اشرفهم لديك ، فقال الله جلّ جلاله : لولاهم ما خلقتكما ، هؤلاء خزنة علمي ، وامنائي على سرّي وايّاكما ان تنظرا اليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي ، ومحلّهم من كرامتي فقد اخلا بذلك في نهي وعصياني فتكونا من الظالمين ، قالا : ربّنا ومن


الظالمون ، قال : المدّعون لمنزلتهم بغير حق ، قالا : ربّنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك ، فأر الله تبارك وتعالى النار فابرزت جميع ما فيها من انواع النكال والعذاب ، وقال الله عزوجل : مكان الظالمين لهم المنزلين لمنزلتهم في اسفل درك منها ، («كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها)(١) ، (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ)(٢) ، يا آدم ويا حوّا ، لا تنظرا الى أنواري وحججي بعين الحسد فاهبطتكما من جواري واحلّ بكما هوان ، (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) ، وقال : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ، وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ،) فدّلاهما الغرور وحملهما على تمنّي منزلتهم ، فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة كلّها ممّالم يأكلاه ، واصل الشعير كله ممّا عاد مكان ما أكلا فلّما أكلا من الشجرة طار الحلى والحلل عن اجسادهما وبقيا عريانين («وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) ، وناداهما ربهما : (أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) ، قالا : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ») ، قال : فاهبطا من جواري فلا يجاورني في جنّتي من يعصيني ، فهبطا موكّلين الى انفسهما في طلب المعاش ، فلمّا اراد الله عزوجل أن يتوب عليهما جائهما جبرئيل ، فقال لهما : انكما ظلمتما انفسكما بتمنّي منزلة من فضل الله عليكما فجزائكما ما قد عوقبتما به ، من الهبوط من جوار الله عزوجل الى ارضه ، فسئلا ربّكما بحق الأسماء التي أريتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما ، فقالا : أللهمّ إنّا نسئلك بحق الاكرمين عليك محمّد وعليّ وفاطمة

__________________

(١) السّجدة / ٢٠.

(٢) النّساء / ٥٦.


والحسن والحسين والأئمة إلّا تبت علينا ورحمتنا ، فتاب الله عليهم إنّه هو التواب الرحيم ، فلم يزل انبياء الله يحفظون هذه الأمانة يخبرون بها أوصيائهم والمخلصين من اممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادّعاها ، وحملها الذي قد عرفت فاصل كلّ ظلم منه الى يوم القيامة ، وذلك قول الله عزوجل : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً)(١).

٢٩ ـ الشيخ الصدوق «رحمه‌الله» قال : حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطار «رحمه‌الله» ، قال : حدثنا علي بن محمّد بن قتبة عن حمدان بن سلمان عن عبد السلام بن الصالح الهروي قال : قلت للرضا «ع» : يابن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء ممّا كانت فقد اختلف الناس فيها ، فمنهم من يروي انها الحنطة ، ومنهم من يروي انّها شجرة الحسد ، فقال : كلّ ذلك حق ، قلت : فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ، فقال : يابن الصلت إنّ شجرة الجنة تحمل انواعا ، وكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدنيا ، وآدم لما اكرمه الله تعالى ذكره ، باسجاد الملائكة له ، وبادخاله الجنة ، قال في نفسه : هل خلق الله بشرا افضل منّي ، فعلم الله عزوجل ما وقع في نفسه ، فناداه : ارفع رأسك يا آدم فانظر الى ساق العرش ، فنظر الى ساق العرش ، فوجد عليه مكتوبا : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله وعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، فقال آدم : يا ربّ من هؤلاء ، فقال عزوجل : يا آدم هؤلاء ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ولا الجنة والنار ، ولا السّماء ولا الارض ، فايّاك ان تنظر إليهم بعين الحسد

__________________

(١) البرهان ح ١ ص ٨٢ ـ ٨٣ ومعاني الأخبار : ٤٢ والبحار : ٢٦ / ٣٢٠ ح ٢.


وتمنّى منزلتهم ، فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها ، وتسلط على حوّاء لنظرها الى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت ، من الشجرة كما أكل آدم ، فاخرجهما الله تعالى من جنّته واهبطهما الى الارض (١).

٣٠ ـ بصائر الدرجات : محمّد بن مسلم عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : اهدي الى رسول الله «ص» الخوج فيه حب مخلطّ فجعل رسول الله «ص» يلقّن الى علي حبّة حبّة ويسأله ايّ شيء هذا ، وجعل عليّ يخبره فقال رسول الله «ص» : أما إنّ جبرئيل اخبرني إنّ الله علّمك إسم كلّ شيء كما علّم آدم الأسماء كلّها (٢).

٣١ ـ العيون عن الرضا «ع» في حديث : إنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم فاودعنا صلبه ، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا واكراما وكان سجودهم لله تعالى عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه ، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون (٣).

قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٣٧)

٣٢ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدّثنا علي بن الفضل بن عباس البغدادي قال : قرأت على احمد بن محمّد بن سليمان بن الحارث ، قلت : حدّثكم محمّد بن علي بن خلف العطار ، قال : حدثنا حسين الاشقر ، قال : حدثنا عمرو بن ابي المقدام عن ابيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سألت النبيّ «ص» عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، قال : سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن

__________________

(١) معاني الأخبار ص ١٢٤ ح ١.

(٢) نور الثقلين ج ١ ص ٧٤ حديث ٩٠ وبصائر الدرجات ص ٤٢٨ ح ١.

(٣) العيون ص ح ١ ص ٢٦٣.


والحسين إلّا تبت عليّ ، فتاب عليه (١).

٣٣ ـ الصدوق «رحمه‌الله» قال : حدثني محمّد بن موسى بن المتوكل قال : حدثني يحيى بن احمد عن العباس بن معروف عن بكر بن محمّد قال : حدثني ابو سعيد المدائني رفعه في قول الله عزوجل : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) ، قال : سأله بحق محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (٢).

٣٤ ـ عن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إن الله تعالى عرض على آدم في الميثاق ذريتّه فمرّ به النبيّ «ص» وهو متّكىء على عليّ ، وفاطمة تتلوهما ، والحسن والحسين يتلوان فاطمة ، فقال : يا آدم ايّاك ان تنظر عليهم (بعين) الحسد ، اهبطك عن جواري ، فلمّا اسكنهما الله الجنة مثل له النّبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «صلوات الله عليهم» فنظر اليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فانكرها ، فرمته الجنة باوراقها ، فلّما تاب إلى الله من حسده واقرّ بالولاية ودعا بحق الخمسة : محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «صلوات الله عليهم» غفر الله له ذلك قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ)(٣).

٣٥ ـ عن محمّد بن عيسى عن عبد الله العلوي عن أبيه عن جدّه عن علي «عليه‌السلام» قال : الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ، قال : يا ربّ أسئلك بحقّ محمّد لمّا ثبت عليّ ، وقال : وما علمك بمحمّد ، قال : رأيته في سرادقك مكتوبا وأنا في الجنّة (٤).

__________________

(١) معاني الأخبار ص ١٢٥ ج ١ و ٢.

(٢) معاني الأخبار ص ١٢٥ ح ١ و ٢.

(٣) تفسير العياشي ١ / ٤١ ح ٧ م و ٨ م.

(٤) تفسير العياشي ١ / ٤١ ج ٢٧ و ٢٨.


٣٦ ـ عن القاضي أبي عمرو وعثمان بن أحمد أحد شيوخ أهل السنّة يرفعه الى ابن عباس عن النّبي «ص» لمّا اشتملت آدم الخطيئة نظر الى اشباح تضيء حول العرش ، فقال : يا ربّ إنّي ارى أنوار أشباح تشبه خلقي فما هي ، قال : هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك ، اسم احدهم محمّد ، أبدأ النبوّة بك وأختمها به ، والآخر أخوه وابن أخي أبيه إسمه عليّ أؤيد محمّدا به ، وانصره على يده ، والأنوار التي حولها أنوار ذريّة هذا النّبي من أخيه هذا يزوّجه بنته ، تكون لها زوجة يتصل بها أوّل الخلق إيمانا به ، وتصديقا له ، اجعلها سيدة النسوان وافطمها وذريتها من النيران ، فتقطّع الأسباب والأنساب يوم القيامة الّا سببه ونسبه ، فسجد آدم شكرا لله أن جعل ذلك في ذريّته فعوّضه الله عن ذلك السجود أن سجد له ملائكته (١).

قوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (٤٠)

٣٧ ـ أصول الكافي ، علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبي عمير عن سماعة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) ، قال : بولاية أمير المؤمنين ، (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) ، أوف لكم بالجنّة (٢).

٣٨ ـ أحمد بن محمّد بن محمّد بن الحسين عن عبد الله بن محمّد عن الخشاب قال : حدثنا بعض أصحابنا عن خثيمة ، قال : قال لي أبو عبد الله «عليه‌السلام» يا خثيمة نحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ، ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده (٣).

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٨٩ حديث ١٦.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٤٣١ ح ٨٩.

(٣) نور الثقلين ج ١ ص ٦١ حديث ١٦١ وبصائر الدرجات ص ٧٧ في حديث بغير هذا السند.


٣٩ ـ ابن بابويه «ره» في كتاب معاني الأخبار ، حدثنا أبي «رضي الله عنه» قال : حدثنا محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن علي القرشي قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني قال : حدثنا حريز عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» : أنزل الله عزوجل : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) ، والله لقد خرج آدم من الدنيا وقد عاهد قومه على الوفاء لولده شيث فما وفى له ، وخرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه سام فما وفت أمته ، ولقد خرج ابراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه اسماعيل فما وفت أمته ، ولقد خرج موسى من الدّنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه يوشع بن نون فما وفت أمته ، ولقد رفع عيسى بن مريم الى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيّه شمعون بن حمون الصفا وما وفت أمته ، وإنّي مفارقكم عن قريب وخارج من بين اظهركم ولقد عهدت الى أمتي في عليّ في عهده عليّ بن أبي طالب وانها الراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه ، ألّا وانّي مجدد عليكم عهدي في عليّ (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ،) أيّها الناس إنّ عليا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم وهو وصيّ ووزيري وأخي وناصري وزوج ابنتي ، وأبو ولدي وصاحب شفاعتي والحوض ، من عصى عليّا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن اطاع عليّا فقد اطاعني ، ومن اطاعني فقد اطاع الله عزوجل ، يا أيّها الناس من ردّ على عليّ في قول أو فعل فقد ردّ عليّ ومن ردّ عليّ فقد ردّ على الله فوق عرشه ، أيّها الناس من اختار منكم على عليّ إماما فقد اختار عليّ نبيّا ، ومن اختار عليّ نبيا فقد اختار على الله عزوجل ربّا ، أيّها الناس إنّ عليا سيد الوصيين ، وقائد الغرّ المحجلين ، ومولى المؤمنين ، وليه وليي ، ووليي وليّ الله وعدوه عدوّي ، وعدوّي عدو الله عزوجل ، ايّها الناس ، اوفوا بعهد الله في عليّ يوف


لكم بالجنّة ، يوم القيامة. (١).

قوله تعالى : (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ ، وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (٤١)

٤٠ ـ العياشي عن جابر الجعفي قال : سئلت أبا جعفر عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) يعني فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم ، قال الله يعنيهم : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) ، يعني عليا (٢).

قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ، وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (٤٨)

٤١ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) وهو قوله «عليه‌السلام» : والله لو أنّ كلّ ملك مقرّب وكلّ نبيّ مرسل شفعوا في ناصب ما شفّعوا (٣).

قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ ، نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (٥٨)

٤٢ ـ العيون باسناده الى الحسين بن خالد عن الرضا علي بن موسى «عليه‌السلام» عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب «ع» قال : قال رسول الله «ص» :

لكلّ أمّة صدّيق وفاروق ، وصدّيق هذه الأمّة وفاروقها علي بن ابي طالب ، إنّ عليا

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٩٠ ومعاني الأخبار ص ٣٧٢.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٤٢ حديث ٣١.

(٣) تفسير القمي ج ١ ص ٤٩.


سفينة النجاة ، وباب حطتها (١).

٤٣ ـ الصدوق «رحمه‌الله» في الخصال في مناقب أمير المؤمنين «ع» قال : قال عليّ «عليه‌السلام» : وامّا العشرون فأني سمعت رسول الله «ص» يقول لي : مثلك في أمّتي مثل باب حطّة في بني اسرائيل فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمر الله عزوجل (٢).

٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى ابي بصير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين في خطبته : أنا باب حطّة (٣).

٤٥ ـ في روضة الكافي من خطبة الوسيلة ، قال فيها : ألا وإنّي فيكم أيّها الناس كهارون في آل فرعون وكباب حطّة في بني اسرائيل (٤).

٤٦ ـ في أصول الكافي : أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن محمّد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل بهذه الآية على محمّد «ص» هكذا : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ، فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)(٥).

قوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ

__________________

(١) نور الثقلين ج ١ ص ٦٩ حديث ٢٠٨ والعيون ص ١٨٦.

(٢) الخصال ص ٥٤٠.

(٣) كتاب التوحيد ص ١٦٥.

(٤) الروضة ص ٣٠ ح ٤.

(٥) أصول الكافي ج ١ ص ٤٢٣ ح ٥٨.


وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (٦٠)

٤٧ ـ في اكمال الدين باسناده الى ابي الجارود زياد بن المنذر قال : قال ابو جعفر : اذا خرج القائم من مكّة ينادي مناديه : ألا لا يحمل أحد طعاما ولا شرابا ، وحمل معه حجر موسى بن عمران وهو قير بعير فلا ينزل منزلا إلّا انفجرت منه عيون ، فمن كان جائعا شبع ، ومن كان ظمآنا روى ، ورويت دوابّهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة (١).

وروى في إصول الكافي عن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد الله «ع» مثله (٢).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (٨٢)

٤٨ ـ قال الإمام العسكري «عليه‌السلام» : وقد قال الله عزوجل : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ، قال رسول الله «ص» : افضل والديكم واحقهما بشكركم محمّد وعلي. وقال علي بن ابي طالب : سمعت رسول الله «ص» يقول : أنا وعلي ابوا هذه الامة ، ولحقّنا اعظم من حق والديهم ، فانّا ننقذهم ـ إن أطاعونا ـ من النّار الى دار القرار ، ولنلحقهم من العبودية بخيار الاحرار ، وامّا قوله : وذي القربى ، وهم من قراباتك من ابيك وامّك ، قيل لك : اعرف حقّهم كما أخذ به العهد على بني اسرائيل ، واخذ عليكم معاشر أمّة محمّد بمعرفة قربات محمّد الذين هم الأئمّة بعده ، ومن يليهم بعد من خيار أهل دينهم.

٤٩ ـ قال الامام «عليه‌السلام» : قال رسول الله «ص» : من رأى حق قربات والدية أعطي في الجنة الف درجة بعد مابين الدرجتين حضر الفرس والاخرى من لؤلؤ ،

__________________

(١) اكمال الدين ص ٤٧ ح ١٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٣١ ح ٣.


والاخرى من زمرّد والاخرى من زبرجد واخرى من مسك واخرى من عنبر ، واخرى من كافور ، وتلك الدرجات من هذه الاصناف ، ومن رعى حق قربى محمّد وعليّ اعطي من فضل الدرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد وعليّ على ابوي نفسه (١).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (٨٤)

٥٠ ـ قال الامام العسكري «عليه‌السلام» : فاذكروا بني اسرائيل حين أخذنا ميثاقكم على اسلافكم وعلى كل من يصير اليه الخبر بذلك من اخلافكم الذين انت فيهم ، لا تسفكون دمائكم ، لا يسفك بعضكم دماء بعض ، ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ، لا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم ، ثم اقررتم بذلك الميثاق كما اقرّ به اسلافكم ، والتزموه كما التزموه وانتم تشهدون بذلك على اسلافكم وانفسكم ، ثم انتم معاشر اليهود تقتلون انفسكم ، يقتل بعضكم بعضا ، وتخرجون فريقا منكم من ديارهم غصبا وقهرا ، (تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ) تتظاهرون عليهم ، يظاهر بعضكم بعضا على اخراج من تخرجونه من ديارهم ، وقتل من تقتلون منهم بغير حق بالإثم والعدوان ، بالتعدّي وتتعاونون وتنظاهرون (يَأْتُوكُمْ) ، يعني هؤلاء الذين يخرجونكم أن يرموا إخراجهم وقتلهم ظلما أن يأتوكم أسارى ، قد أسّرهم أعدائكم وأعدائهم تفادوهم من الاعداء بأموالكم وهو محرّم عليكم ، لأنّه لو قال : الرأي إن المحّرم إنّما هو مفاداتهم ، ثم قال عزوجل : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ) وهو الذي اوجب عليكم المفاداة ، (وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) ، وهو الذي حرّم عليكم قتلهم وإخراجهم ، فقال : فاذا كان قد حرّم الكتاب قتل النفوس ، والاخراج من الديار كما فرض فداء الاسرى فما بالكم تطيعون

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ١٢١ ح ١٣ وتفسير الامام : ١١٢.


في بعض وتعصون في بعض ، لأنكم ببعض كافرون وببعض مؤمنون ، ثم قال عزوجل : فما جزاء من يفعل منكم يا معشر اليهود ، الّا خزي وذل في الحيوة الدنيا ، جزية تضرب عليهم ، وتذل بها يوم القيامة تردّون الى أشدّ العذاب ، الى جنس اشدّ العذاب ، يتفاوت ذلك على قدر تفاوت معاصيهم ، (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) ، يعمل هؤلاء اليهود ، ثم وصفهم ، فقال عزوجل : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) ، رضوا بالدنيا وحطامها بدلا من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله ، فلا يخفّف عنهم العذاب ولا ينصرهم أحد يرفع عنهم العذاب ، فقال رسول الله «ص» : لمّا نزلت هذه الآية في اليهود : هؤلاء اليهود نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله ، وقتلوا أولياء الله ، افلا أنبئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قوم من أمّتي ينتحلون انهم من أهل ملّتي يقتلون افاضل ذريّتي ، وأطائب أمتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين ، كما قتل اسلاف اليهود زكريّا ويحيى ، ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يجرّ فيهم بسيوف اوليائه الى نار جهنم. ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقية تسكتهم ، ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن علي رحمة وشفقة واللاعنين لأعدائهم الممتلين عليهم غيظا وحنقا ، ألا وإنّ الراضين بقتل الحسين شركاء قتلتهم ، ألا وإنّ قتلتهم وأعوانهم واشياعهم المقتدين بهم براء من دين الله ، والله يأمر ملائكته المقرّبين أن يتلقوا دموعهم المصبوبة بقتل الحسين الى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد في عذوبتها وطيبها الف ضعف ، وإنّ الملائكة يتلقون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسين فيلقونها في الهاوية ، ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها فيزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها الف ضعفها ، يشدّ بها


على المقتولين من اعداء آل محمّد عذابهم (١).

قوله تعالى : (أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (٨٧)

٥١ ـ قال الامام العسكري «عليه‌السلام» : (أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ ،) فأخذ عهودكم ومواثيقكم بما لا تحبّون من بذل الطاعة لأوليائه الافضلين وعباده المنتجبين محمّد وآله الطيبن الطاهرين ، لما قالوا لكم كما ادّاه اليكم اسلافكم الذين قيل لهم : إنّ في ولاية محمّد وآل محمّد هي الغرض الاقصى والمراد الأفضل ، ما خلق الله احدا من خلقه ولا يبعث احدا من رسله إلّا يدعوهم الى ولاية محمّد وعليّ وخلفائه ويأخذ به عليهم العهد ليقيموا عليه وليعمل به سائر اعوام الامم ، ولهذا استكبرتم انتم حتى رمتم قتل محمّد وعلي فخيّب الله سعيكم وردّ في نحوركم كيدكم (٢).

٥٢ ـ عن جابر عن أبي جعفر (عليه‌السلام) قال : افكلّما جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم ، قال ابو جعفر : ذلك مثل موسى والرسل من بعد عيسى ضرب مثلا لأمّة محمّد فقال الله لهم : افكلّما جاءكم محمّد بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علي استكبرتم ، ففريقا من آل محمّد كذّبتم وفريقا تقتلون ، فذلك تفسيرها في الباطن (٣).

قوله تعالى : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) (٨٧)

٥٣ ـ حديث عن الامام العسكري «عليه‌السلام» يذكر كيفية توبة آدم «ع»

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ١٢٣ ح ١ وراجع تفسير العسكري ص ١٢٦.

(٢) البرهان ج ١ ص ١٢٤ ح ١.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٤٩ ح ٦٨.


وتوسّله بمحمّد وآله «ص» وقبول توبته (١).

قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ) (٨٩)

٥٤ ـ العياشي عن جابر قال : سألت ابا جعفر عن هذه الآية عن قول الله : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) ، قال : تفسيرها في الباطن لمّا جاءهم ما عرفوا في عليّ كفروا به فقال الله فيهم (فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ) ، في باطن القرآن قال ابو جعفر فيه : يعنى بني أميّة هم الكافرون في باطن القرآن (٢).

قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً ...) (٩٠)

٥٥ ـ قال ابو جعفر «ع» : نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد «ص» هكذا : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) في عليّ بغيا ، وقال الله في عليّ : (أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) يعني عليا ، قال الله : (فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ) ، يعني بني أميّة ، (وَلِلْكافِرِينَ) يعني بني أميّة (عَذابٌ أَلِيمٌ)(٣).

٥٦ ـ وقال جابر قال ابو جعفر «ع» : نزلت هذه الآية على محمّد «ص» هكذا : (والله ، فإذا قيل لهم ما ذا انزل ربكم في علي» ، يعني بني اميّة ، قالوا : (نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) ، يعني في قلوبهم بما انزل الله عليهم ، (وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ) بما انزل الله في عليّ (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) يعني علّيا (٤).

قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (١٢١)

٥٧ ـ العياشي عن ابي ولّاد قال : سألت ابا عبد الله عن هذه الآية : (الَّذِينَ

__________________

(١) اذا اردت تفصيله راجع تفسير البرهان : ج ١ ص١٢٥ ح ١.

(٢) العياشي ج ١ ص ٥٠ ح ٧٠.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٧ ح ٢٥.

(٤) العياشي ج ١ / ٥١ ح ٧١ والبرهان ج ١ ص ١٢٩ ح ٣.


آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ» ،) فقال : هم الأئمة (١).

قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ، قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ، قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ، قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (١٢٤)

٥٨ ـ محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن احمد بن محمّد عن ابي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن ابي منصور قال : قال ابو عبد الله «ع» : قد كان ابراهيم نبيّا وليس بامام حتى قال الله : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ، قالَ : وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ،) فقال الله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ،) من عبد صنما او وثنا لا يكون اماما (٢).

٥٩ ـ ابن بابويه «ره» باسناده الى مفضل بن عمر عن الصادق «عليه‌السلام» قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) ، ما هذه الكلمات ، قال : هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، وهو أن قال : يا ربّ بحقّ محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ ، فتاب الله عليه ، انّه هو التوّاب الرّحيم ، فقلت له : يا بن رسول الله فما يعني بقوله : (فَأَتَمَّهُنَّ) قال : اتمّهنّ إلى القائم اثنى عشر إماما (٣).

٦٠ ـ عن صفوان الجمّال : قال : كنا بمكة فجرى الحديث في قول الله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) ، قال : أتمّهن بمحمّد وعليّ والأئمة من ولد عليّ في قول الله : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ثمّ قال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ، قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ،) قال : يا ربّ ويكون من ذريّتي ظالم ، قال : نعم فلان وفلان وفلان ومن اتّبعهم ، قال : يا ربّ فاجعل محمّد وعليّ

__________________

(١) تفسير العياشي ١ / ٥٧ ح ٨٣.

(٢) اصول الكافي ١ / ١٧٥ في ح ١.

(٣) معاني الأخبار ص ١٢٦ واكمال الدين ص ٢٠٤.


ما وعدتني فيهما ، وعجّل نصرك لهما واليه اشار ، بقوله : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ،) فالله الإمامة ، فسكن ذريّته بمكّة ، قال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ،) الى قوله من الثّمرات ، فاستثنى من آمن خوفا ، قال لا ينال عهدي الظّالمين ، فلمّا قال الله : (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ،) قال : يا ربّ ومن الذين متّعتهم ، قال الّذين كفروا بآياتي فلان وفلان وفلان (١).

٦١ ـ عن حريز عن من ذكره عن ابي جعفر «عليه‌السلام» : في قول الله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ،) ايّ لا يكون إماما ظالما (٢).

٦٢ ـ عن هشام بن الحكم عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» ، في قوله الله : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ،) قال : ، فقال : لو علم الله إنّ إسما أفضل منه لسمّانا به (٣).

٦٣ ـ سعد بن عبد الله عن احمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبد الجبّار عن محمّد بن خالد البرقي عن فضالة بن ايّوب عن عبد الحميد قصي (نصر) قال : قال ابو عبد الله «عليه‌السلام» : أينكرون الامام المفروض طاعته ويجحدون ، والله ما في الأرض منزلة عند الله اعظم من منزلة مفترض الطاعة ، لقد كان ابراهيم دهرا ينزل عليه الوحي حتى بدا لله أن يكرمه ويعظّمه ، فقال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ،) فعرف إبراهيم «ع» ما فيها من الفضل ، فقال : «ومن ذريّتي» أي واجعل ذلك في ذريّتي ، قال الله عزوجل : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ،) قال ابو عبد الله «عليه‌السلام» : يعني إنّما هو

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ١٥٠ ح ٦ وتفسير العياشي ١ / ٥٧ ـ ٥٨ ح ٨٨.

(٢) البرهان ج ١ ص ٨٥ ح ٧ و ٨ وتفسير العياشي ١ / ٥٨ ح ٩٠.

(٣) البرهان ج ١ ص ٨٥ ح ٧ و ٨ وتفسير العياشي ١ / ٥٨ ح ٩٠.


في ذريّتك لا يكون في غيرهم (١).

٦٤ ـ الشيخ المفيد عن ابي الحسن الأسدي عن ابي الحسين صالح عن حماد الرازي يرفعه ، قال : سمعت ابا عبد الله الصادق «عليه‌السلام» يقول : إنّ الله إتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيّا ، وإنّ الله اتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا ، وإنّ الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وانّ الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلمّا جمع له الأشياء قال : إنّي جاعلك للنّاس إماما ، قال : فمن عظمها في عين إبراهيم قال : ومن ذريّتي قال لا ينال عهدي الظّالمين ، قال : لا يكون السفيه امام التقي (٢).

٦٥ ـ عنه عن ابي محمّد الحسن بن حمزة الحسيني عن محمّد بن يعقوب عن جابر عن ابي جعفر قال : سمعته يقول : إنّ الله إتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتّخذه نبيّا ، واتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا ، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، واتّخذه خليلا قبل أن يتّخذه إماما ، فلّما اجتمع له الأشياء وقبض يده قال له : يا ابراهيم إنّي جاعلك للنّاس إماما ، فمن عظمها في عين ابراهيم قال : يا ربّ ومن ذريّتي ، قال : لا ينال عهدي الظّالمين (٣).

٦٦ ـ محمّد بن يعقوب باسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث اسحاق بن عمّار : انّ الأرض لا تخلو إلّا وفيها امام (٤).

قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ١٥٠ ح ٩ وبصائر الدرجات ص ٥٢٩.

(٢) الاختصاص ص ٢٢.

(٣) الاختصاص ص ٢٣.

(٤) الكافي ج ١ ص ١٧٨ ح ٢.


عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٢٦)

٦٧ ـ العياشي عن عبد الله بن غالب عن ابيه عن رجل عن علي بن الحسين «عليهما‌السلام» في قول ابراهيم : ربّ اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثّمرات من آمن منهم بالله ، إيّانا عنى بذلك واوليائه وشيعة وصيّه ، قال : ومن كفر فأمتّعه قليلا ثمّ اضطره الى عذاب النّار ، قال : عنى بذلك من جحد وصيّه ولم يتبعه من أمّته وكذلك والله هذه الامّة (١).

قوله تعالى : (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ ...) (١٣٢)

٦٨ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا عباس بن احمد عمران الدقاق «رضي الله عنه» قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الغزاري قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزّيات عن محمّد بن زياد الازدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» في حديث له قال : قال الله عزوجل : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) ، ثم (اصْطَفاهُ) عزوجل ايّاه في الدّنيا (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ،) والصالحون هم النّبي والأئمة «عليهم‌السلام» الآخذون عن أمر الله ونهيه ، والمسلمون الصلاح من عنده ، والمجتنبون الرأي والقياس في دينه ، في قوله عزوجل : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ، قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) ، ثم اقتدى من بعده عن الأشياء به قوله عزوجل : (وَوَصَّى (٢) بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(٢).

قوله تعالى : (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ...) (١٣٦)

٦٩ ـ الكافي باسناده الى سلام عن ابي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى :

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٥٩ ح ٩٦.

(٢) البرهان ج ١ ص ١٥٦ ح ٢ ومعاني الأخبار ١٢٩ ـ ١٣٠ ح ١.


(آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) ، قال : إنّما عنى بذلك عليا وفاطمة والحسن والحسين وجرت بعدهم في الأئمّة «عليهم‌السلام» ثم يرجع القول من الله في النّاس ، فقال فإن آمنوا ، يعني الناس بمثل ما آمنتم يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة «ع» فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنّما هم في شقاق ، قال عزّ من قائل : (فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ)(١).

قوله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) (١٣٨)

٧٠ ـ العياشي عن عمر بن عبد الرحمن بن كثير مولى ابن جعفر عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) ، قال : الصبغة معرفة أمير المؤمنين بالولاية في الميثاق (٢).

قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) (١٤٣)

٧١ ـ محمّد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمّد عن ابيه عن محمّد بن ابي عمير عن بريد العجلي قال : سألت ابا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله تبارك وتعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) ، قال : نحن امّة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه ، وحججه في ارضه (٣).

٧٢ ـ محمّد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن محمّد عن ابراهيم بن محمّد الثقفي قال : في كتاب بندار بن عاصم عن الحلبي عن هارون بن خارجة عن ابي بصير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله تبارك وتعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) قال : نحن الشهداء

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٥ ح ١٩.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٦٢ ح ١٠٩.

(٣) بصائر الدرجات ص ٨٢ ح ٣.


على النّاس بما عندهم من الحرام والحلال وبما ضيّعوا منه (١).

قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (١٤٦)

٧٣ ـ الكافي : عدة عن احمد بن محمّد بن خالد عن ابيه رفعه عن محمّد بن داود القنوي عن الأصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين «عليه‌السلام» في حديث طويل يقول : فأمّا اصحاب المشئمة فهم اليهود والنصارى يقول الله عزوجل : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) يعرفون محمّدا والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبنائهم في منازلهم ، وإنّ فريقا منهم ليكتمون الحقّ وهم يعلمون الحقّ من ربّك إنّك الرسول اليهم فلا تكوننّ من الممترين (٢).

قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٤٨)

٧٤ ـ في اكمال الدين الصدوق روى بأسناده الى سهل بن زياد عن عبد العظيم ابن عبد الله الحسني ، قال : قلت لمحمّد بن علي بن موسى «عليه‌السلام» : إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد «ص» الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، فقال : يا أبا القاسم ما منّا إلّا وهو قائم بأمر الله عزوجل ، وهاد الى دين الله ، ولكنّ قائم الذي يطهّر الله به الارض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي تخفى عن الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليه تسميته ، وهو سمّي رسول الله وكنّيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ويذلّ له كلّ صعب ، يجتمع اليه أصحابه ، عدّة أهل البدر ثلاثمأة وثلاثة عشر رجلا من اقاصي الأرض وذلك قول الله عزوجل : (أَيْنَ ما

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٨٢ ح ٤.

(٢) اصول الكافي ٢ / ٢٨٣ باب الكبائر ح ١٦.


تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، فاذا اجتمعت له هذه العّدة من اهل اخلاص اظهر الله امره ، فاذا أكمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عزوجل فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تعالى ، قال عبد العظيم فقلت له : يا سيدي كيف يعلم أنّ الله عزوجل قد رضى ، قال : يلقى في قلبه الرحمة ، فاذا دخل المدينة اخرج اللآت والعزّى فاحرقهما (١).

٧٥ ـ محمّد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن منصور بن يونس عن اسماعيل بن جابر عن ابي خالد عن ابي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) يعني اصحاب القائم الثلاثمأة وبضعة عشر رجلا ، قال : هم والله الأمّة المعدودة يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع ك قزع الخريف (٢).

قوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (١٥٢)

٧٦ ـ ابن بابويه «ره» في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ابي الصباح ابن نعيم العائذي عن محمّد بن مسلم في حديث طويل يقول في آخره : تسبيح فاطمة «ع» من ذكر الله الكثير الّذي قال الله عزوجل : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)(٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (١٥٣)

٧٧ ـ في صحيفة الرضا «عليه‌السلام» : ليس في القرآن يا ايّها الّذين آمنوا إلّا

__________________

(١) اكمال الدين ج ١ ص ٣٧٧ ح ٢.

(٢) الروضة ص ٣١٣ ح ١٨٧.

(٣) معاني الأخبار ص ١٩٣.


في حقّنا (١).

٧٨ ـ وروى الموفّق بن احمد وهو من أعيان السنّة باسناده عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» ما انزل الله آية يقول فيها : يا ايّها الّذين آمنوا إلّا كان علي بن ابي طالب شريفها واميرها (٢).

قوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ... الْمُهْتَدُونَ) (١٥٥ ـ ١٥٧)

٧٩ ـ النعماني في الغيبة قال : حدثنا محمّد بن همام قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدثنا محمّد (احمد) بن هلال قال : حدثنا الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن محمّد بن مسلم عن ابي عبد الله جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» قال : إنّ قدام القائم علامات ، بلوى من الله للمؤمنين ، قلت : وما هي ، قال : فذلك قول الله عزوجل : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ،) قال : لنبلونكم ، يعني المؤمنين بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم ، والجوع بغلا أسعارهم ، ونقص من الأموال ، فساد التجارات وقلّة الفضل فيها ، والأنفس موت ذريع ، والثّمرات قلّة ريع ما يزرع ، وقلّة بركة الثمار ، وبشر الصابرين عند ذلك بخروج القائم ، ثم قال : يا ابا محمّد هذا تأويله (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٣).

٨٠ ـ وروى هذا الحديث ابن بابويه باسناده عن محمّد بن مسلم عن الصادق «عليه‌السلام» ورواه الطبري في مسند فاطمة «ع».

__________________

(١) راجع المناقب ٣ / ١٠٥.

(٢) البرهان ج ١ ص ١٦٦ ـ ١٦٧ ح ٤.

(٣) الغيبة للنعماني ص ٢٥٠ ح ٥.


٨١ ـ ابن شهر آشوب قال : لمّا نعى رسول الله «ص» علّيا بحال جعفر في أرض موته قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فانزل الله : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(١).

٨٢ ـ عن الثمالي قال : سمعت ابا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ،) قال : ذلك جوع خاص ، وخوف عام ، فأما بالشام فانّه عامّ ، وامّا الخاص بالكوفة يخصّ ولا يعمّ ، ولكنّه يخصّ في الكوفة ، اعداء آل محمّد «ص» فيهلكهم الله بالجوع ، وأمّا الخوف فانّه عام بالشام وذلك الخوف إذا قام القائم «عليه‌السلام» ، وأمّا الجوع قبل قيام القائم «عليه‌السلام» ، وذلك قوله : (لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)(٢).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ ، أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (١٥٩)

٨٣ ـ العياشي عن ابن ابي عمير عن من ذكره عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ الّذين يكتمون ما انزلنا من البيّنات والهدى في عليّ (٣).

٨٤ ـ عن حمران عن ابي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ ،) يعني بذلك نحن والله المستعان (٤).

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ

__________________

(١) المناقب ج ٢ ص ١٢٠.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٧١٨ ح ١٢٥.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٧١ ح ١٣٦.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ٧١ ح ١٣٧.


وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ...») (١٦٥)

٨٥ ـ محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن احمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن جابر قال : سألت ابا جعفر «ع» عن قول الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ) ، قال : هم والله اولياء فلان وفلان ، إتّخذوهم أئمّة دون الإمام الذي جعله الله للنّاس إماما فلذلك قال : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ ، أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ ، إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ ، وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا ، كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ ،) ثم قال ابو جعفر «عليه‌السلام» : هم والله يا جابر أئمّة الظلمة وأشياعهم (١).

٨٦ ـ في امالي الشيخ الطوسي «قدس‌سره» باسناده الى ابي عبد الله «ع» قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : اين خليفة الله في ارضه فيقوم داود فيأتي النداء من قبل الله عزوجل ، لسنا ايّاك أردنا ، وإن كنت لله خليفة ، ثم ينادي ثانية : اين خليفة الله في أرضه ، فيقوم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب «عليه‌السلام» فيأتي النداء من قبل الله عزوجل : يا معشر الخلائق هذا عليّ بن ابي طالب خليفة الله في أرضه ، وحجته على عباده ، فمن تعلّق بحبله في الدنيا ، فليتعلق بحبله في هذا اليوم ، يستضيء بنوره ويتّبعه في درجات العلى من الجنان ، قال : فيقوم الناس الّذين قد تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتّبعونه إلى الجنّة ، ثمّ يأتي النداء من قبل الله عزوجل : ألا من أئتمّ بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به ، فحينئذ (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) ، وقال (الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ

__________________

(١) أصول الكافي ج ١ ص ٣٧٤ ح ١١.


اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)(١).

٨٧ ـ العياشي عن زارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله «عليهما‌السلام» في قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ،) قال : هم آل محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

٨٨ ـ عن منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : وما هم بخارجين من النّار ، قال : اعداء عليّ هم المخلّدون في النّار ابد الآبدين ودهر الداهرين (٣).

قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (١٨٥)

٨٩ ـ عن الثمالي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ،) قال : اليسر عليّ وفلان وفلان العسر ، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان (٤).

قوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ...) (١٨٩)

٩٠ ـ محمّد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمّد عن احمد بن ابي نصر عن محمّد بن حمران عن اسود بن سعيد قال : كنت عند ابي جعفر «عليه‌السلام» فأنشأ يقول إبتداءا من غير ان أسأله : نحن حجة الله وباب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله

__________________

(١) امالي الطوسي ج ١ ص ٦١ و ٦٢.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٧٢ و ٧٣ ح ١٤٣ و ١٤٥.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٧٢ و ٧٣ ح ١٤٣ و ١٤٥.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ٨٢ ح ١٩١.


ونحن عين الله ونحن ولاة أمر الله في عباده (١).

٩١ ـ العياشي عن سعد عن ابي جعفر «عليه‌السلام» ، قال : سألته عن هذه الآية ، (لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ،) فقال : آل محمّد «ص» ابواب الله وسبيله ، والدعاة الى الجنّة والقادة اليها ، والأدلّاء عليها إلى يوم القيامة (٢).

قوله تعالى : (فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ...) (١٩٣)

٩٢ ـ العياشي عن الحسن البيّاع الهروي يرفعه عن احدهما في قوله تعالى : (فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ،) قال : إلّا على ذرّية قتلة الحسين «عليه‌السلام» (٣).

قوله تعالى : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ...) (١٩٩)

٩٣ ـ الكليني «رحمه‌الله» روى في حديث سعيد بن مسيّب بعد جملات عن الحسين بن علي «عليهما‌السلام» انّه قال : فنحن النّاس ولذلك قال الله تعالى ذكره في كتابه : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ،) وأمّا قولك : اشباه النّاس ، فهم شيعتنا ، وهم موالينا وهم منّا ، ولذلك قال ابراهيم : فمن تبعني فانّه منّي (٤).

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (٢٠٧)

٩٤ ـ الشيخ «رحمه‌الله» في اماليه قال : حدّثنا جماعة عن ابي المفضّل قال حدّثنا محمّد بن احمد بن يحيى عن صفوان الامام بالانطاكية قال : حدّثنا محفوظ

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٦١.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٨٦ ح ٢١٠.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٨٦ ح ٢١٤.

(٤) الروضة ص ٢٤٤ في حديث ٣٣٩.


بحر قال : حدّثنا قيس بن ربيع عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ،) قال : نزلت في عليّ حين بات على فراش رسول الله «ص» (١).

٩٥ ـ ابن الفارسي في الروضة قال : إنّ النبيّ أمر عليّا ان ينام على فراشه فانطلق النبيّ «ص» وقريش يختلفون فينظرون إلى عليّ نائما على فراش رسول الله فقال بعضهم : شدّوا عليه ، فقالوا : الرجل نائم ولو كان يريد أن يهرب لفعل ، فلمّا اصبح قام عليّ فأخذوه وقالوا : أين محمّد صاحبك ، فقال : ما أدري ، فأنزل الله تعالى في عليّ حين نام على فراش رسول الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

٩٦ ـ ابن شهر آشوب في المناقب قال : نزل قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ،) في عليّ حين بات على فراش رسول الله «ص» ، رواه ابراهيم الثقفي والفلكي الطوسي بالإسناد عن الحاكم عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس ، وابي المفضّل الشيباني بإسناده عن عليّ زين العابدين «ع» وعن الحسن البصري وعن ابي زيد الانصاري عن ابي عمرو بن العلاء ، ورواه الثعلبي عن ابن عباس والسّدي ومعبد : إنّها نزلت في عليّ بين مكّة والمدينة لمّا بات على فراش رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٢٠٨)

٩٧ ـ العياشي عن ابي بصير قال سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : (يا أَيُّهَا

__________________

(١) تفسير البرهان ج ١ ص ٢٠٦ ح ٦.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٦٤.


الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ، قال : أتدري ما السلم ، قلت أنت أعلم ، قال : ولاية عليّ والأئمّة الأوصياء من بعده ، قال : وخطوات الشيطان ، والله ولاية فلان وفلان (١).

٩٨ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» عن ابيه عن جدّه «ع» قال : قال امير المؤمنين «عليه‌السلام» ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النّبيّون الى خاتم النبيين والمرسلين ، في عترة خاتم النبييّن والمرسلين فأين يتاه بكم وأين تذهبون يا معاشر من مسخ من اصلاب اصحاب السفينة ، فهذا مثل ما فيكم ، فلمّا نجى في هاتيك منهم من نجى ، فكذلك ينجو في هذه منكم من نجى رهن في ذمّتي ، وويل لمن تخلّف عنهم ، وانّهم فيكم كأصحاب كهف ومثلهم باب حطّة ، وهم باب السلام ، فادخلوا في السّلم كافّة ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان ، قال : لا تتّبعوا غيره (٢).

قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ ، وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) (٢٣٨)

٩٩ ـ العياشي عن عبد الله بن كثير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : حافظوا على الصّلوات ، والصّلوة الوسطى وقوموا لله قانتين ، قال : الصّلاة رسول الله ، وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ، والوسطى امير المؤمنين ، وقوموا لله قانتين ، طائعين للأئمّة (٣).

قوله تعالى : («تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٠٢.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٠٢ ح ٣٠٠.

(٣) العياشي ج ١ ص ١٢٨.


بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ ، وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ) (٢٥٣)

١٠٠ ـ في عيون أخبار الرضا بإسناده الى علي بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه «عليهم‌السلام» عن علي بن ابي طالب «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : ما خلق الله خلقا أفضل منّي ولا اكرم عليّ منّي ، قال علي : فقلت : يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل ، فقال : يا علي إنّ الله تعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين وفضّلني على جميع النّبييّن والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمّة من بعدك ، وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبينا (١).

١٠١ ـ في روضة الكافي : ابن محبوب عن عمرو بن ابي مقدام عن ابيه قال : قلت لأبي جعفر «عليه‌السلام» : إنّ العامّة يزعمون أنّ بيعة ابي بكر حيث اجتمع النّاس كانت رضا لله عزّ ذكره ، وما كان الله ليفتتن امّة محمّد من بعده ، فقال أبو جعفر «ع» : أو ما يقرؤن من كتاب الله أو ليس الله يقول : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)(٢) قال فقلت له : إنّهم يفسّرون على وجه آخر ، قال : او ليس قد اخبر الله عزوجل عن الّذين من قبلهم من الأمم : إنّهم قد إختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات حيث قال : (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ)(٣).

__________________

(١) العيون ج ١ ص ٢٦٢.

(٢) آل عمران آية ١٤٤.

(٣) البقرة آية ٢٥٣.


أقول : وفي هذا ما يستدل به على أنّ أصحاب محمّد قد إختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر (١).

قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (٢٥٥)

١٠٢ ـ العياشي عن معاوية بن عمّار عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» والبرقي في المحاسن بإسناده ، قال : قلت لأبي عبد الله ، قوله : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ،) قال : نحن اولئك الشّافعون (٢).

قوله تعالى : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها) (٢٥٦)

١٠٣ ـ في عيون الاخبار بإسناده الى ابي الحسن الرضا «عليه‌السلام» عن ابيه عن آبائه «عليهم‌السلام» عن علي «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّا بعدي وليعاد عدوّه ، وليأتم بالأئمّة الهداة من ولده (٣).

١٠٤ ـ وايضا في العيون قال : قال رسول الله «ص» : الأئمّة من ولد الحسين من اطاعهم فقد اطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى ، وهم الوسيلة الى الله تعالى (٤).

قوله تعالى : («اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٧٠.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٦ ح ٤٥٠.

(٣) العيون ج ٢ ص ٥٨ ح ٢١٢ و ٢١٧.

(٤) العيون ج ٢ ص ٥٨ ح ٢١٢ و ٢١٧.


هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥٧)

١٠٥ ـ العياشي عن مهزم الأسدي قال : سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : قال الله تبارك وتعالى ، لأعذّبنّ كلّ رعيّة دانت بإمام ليس من الله وان كانت الرعيّة في أعمالها برّة تقيّة ، ولا عقونّ عن كلّ رعيّة دانت بكل امام من الله وإن كانت الرعية في اعمالها سيّئة ، قلت : فيعفو عن هؤلاء ويعذّب هؤلاء ، قال : نعم إنّ الله تعالى يقول : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)(١).

١٠٦ ـ أصول الكافي : عدة من اصحابنا عن احمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن ابي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : إنّي اخالط النّاس فيكثر تعجّبي من اقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم امانة وصدق ووفاء واقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة والوفاء والصدق ، قال : فاستوى أبو عبد الله «ع» جالسا فأقبل عليّ كالمغضب ثمّ قال : لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله ، قلت : لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ، ثمّ قال : ألا تسمع لقول الله عزوجل : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ،) يعني الظلمات الذنوب الى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كلّ إمام عادل من الله ، وقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ،) عنى بهذا إنّهم كانوا على نور الإسلام فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الاسلام الى ظلمات الكفر ، فأوجب الله لهم النار مع الكفّار فاؤلئك اصحاب النار هم فيها خالدون (٢).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٩ ح ٤٦٢.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٤٧٣.


١٠٧ ـ الشيخ في اماليه ، بإسناده الى امير المؤمنين «عليه‌السلام» عن النبي «ص» انّه تلى هذه الآية : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ،) قيل : يا رسول الله من أصحاب النّار ، قال : من قاتل عليّا بعدي ، فاؤلئك أصحاب النّار هم مع الكفّار ، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم (١).

قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٢٦٥)

١٠٨ ـ العياشي عن سلام المستنير عن ابي جعفر «عليه‌السلام» قال في قوله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ،) قال : نزلت في علي (٢).

قوله تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (٢٦٩)

١٠٩ ـ علي بن ابراهيم بن محمّد بن عيسى عن يونس عن ايوب بن حرّ عن ابي بصير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ،) فقال : الخير الكثير معرفة امير المؤمنين والأئمّة (٣).

١١٠ ـ يونس عن ابن مسكان عن ابي بصير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سمعته يقول : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ،) قال : معرفة الإمام ، واجتناب الكبائر التي اوجب الله عليها النّار (٤).

__________________

(١) نور الثقلين ج ١ ص ٢٢٢ حديث ١٠٧١.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٤٨.

(٣) تفسير القمي ج ١ ص ٩٢.

(٤) البرهان ج ١ ص ٢٥٥ ح ٢ وتفسير العياشي ١ / ١٥١ ح ٤٩٧ رواه عن ابي عبد الله «عليه‌السلام».


قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢٧٤)

١١١ ـ العياشي عن ابي اسحق قال : كان لعلي بن ابي طالب «عليه‌السلام» اربعة دراهم لم يملك غيرها ، فتصدّق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرّا وبدرهم علانيّة ، فبلغ ذلك النّبي «ص» فقال : يا عليّ ما حملك على ما صنعت ، قال : انجاز وعد الله ، فانزل الله ، (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً)(١).

١١٢ ـ ابن شهر آشوب في المناقب روى عن جماعة كثيرة من ابناء السنّة انهم رووا في تفاسيرهم نزول هذه الآية في عليّ «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) (٢٨٥)

١١٣ ـ العياشي عن عبد الصمد بن بشير قال : سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : اتى جبرئيل رسول الله وهو بالابطح بالبراق ، اصغر من البغل واكبر من الحمار عليه الف الف محفّة من نور فشمس البراق حين ادناه منه ليركبه ، فلطمه جبرئيل لطمة عرق البراق منها ، ثم قال : اسكن فانّه محمّد «ص» ، ثمّ زفّ به من بيت المقدس الى السّماء فتطايرت الملائكة من ابواب السماء ، فقال جبرئيل : الله اكبر مرتين ، فقالت الملائكة اعبد مخلوق ، قال : ثم لقوا جبرئيل ، فقالوا : يا جبرئيل من هذا ، قال : هذا محمّد «ص» فسلّموا عليه ، ثم زفّ به الى السماء الثانية ، فتطايرت الملائكة ، فقال جبرئيل : اشهد انّ لا إله إلّا الله ، فقالت الملائكة عبد مخلوق : فلقوا جبرئيل فقالوا : من

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٥١ حديث ٥٠٢.

(٢) المناقب ج ٢ ص ٧٠.


هذا ، فقال : هذا محمّد «ص» فسلّموا عليه ، ولم يزل كذلك في سماء سماء ، ثم اتمّ الأذان ، ثمّ صلّى بهم رسول الله «ص» في السماء السابعة وامّهم رسول الله ، ثم مضى به جبرئيل حتى انتهى به الى موضع فوضع إصبعه على منكبه ثمّ دفعه فقال له : إمض يا محمّد ، فقال له : يا جبرئيل ، تدعني في هذا الموضع قال : فقال له : يا محمّد ليس لي أن اجوز هذا المقام ، ولقد وطئت موضعا ما وطئه احد قبلك ولا يطأه احد بعدك ، قال : ففتح الله له من العظيم ما شاء الله ، قال : فكلّمه الله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) ، قال : نعم يا ربّ ، (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا ، سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ،) قال الله تبارك وتعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ، لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ،) قال محمّد «ص» : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ،) قال : قال الله : يا محمّد من لأمّتك بعدك ، فقال : الله اعلم ، قال : عليّ امير المؤمنين ، قال : قال ابو عبد الله «عليه‌السلام» : والله ما كانت ولايته إلّا من الله مشافهة لمحمّد «ص» (١).

__________________

(١) العياشي ج ١ ص ١٥٩ والبرهان ج ١ ص ٢٦٨.


سورة آل عمران

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ...) (٧)

١١٤ ـ في الاحتجاج بإسناده الى محمّد بن علي باقر العلوم «عليه‌السلام» في حديث يذكر فيه خطبة رسول الله «ص» في يوم الغدير ، وفيها قال رسول الله «ص» :

معاشر النّاس تدبّروا القرآن وافهموا آياته وانظروا محكماته ولا تتبعوا متشابهه ، فو الله لم يبيّن لكم زواجره ، ولا يوضح لكم تفسيره إلّا الّذي أنا آخذ بيده ومصعد اليّ وشائل بعضده ومعلمكم ، : إنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه وهو علي بن ابي طالب أخي ووصيّ وموالاته من الله عزوجل انزل عليّ (١).

١١٥ ـ في روضة الكافي : ابن محبوب عن جميل بن صالح عن ابي عبيدة قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزّ ذكره : (الم ، غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى

__________________

(١) الاحتجاج ج ١ ص ٧٥.


الْأَرْضِ ،) فقال : يا ابا عبيدة إنّ لهذا تأويلا لا يعلمه إلّا الله والرّاسخون في العلم من آل محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

١١٦ ـ الشيخ الصدوق «ره» في اكمال الدين بإسناده الى سليم بن قبس الهلالي قال : سمعت عليّا «عليه‌السلام» يقول : ما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلّا اقرأنيها عليّ واكتبها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعى الله عزوجل أن يعلّمني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما املاه عليّ فكتبته وما ترك شيئا علمه الله عزوجل من حلال وحرام ولا امر ولا نهي وما كان وما يكون من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه وحفظته ، فلم أنس منه حرفا واحدا (٢).

قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) (١٨)

١١٧ ـ العياشي في حديث جابر عن ابي جعفر «عليه‌السلام» ... وأمّا قوله :

(وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ،) قال : اولوا العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط ، والقسط العدل في الظاهر ، والعدل في الباطن امير المؤمنين (٣).

١١٨ ـ عن مرزبان القمي قال : سألت أبا الحسن عن قول الله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ،) قال : هو الإمام (٤).

قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ...) (١٩)

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٦٩ ح ٣٩٧.

(٢) اكمال الدين ص ٢٨٣.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٥ ح ١٨.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٦ ح ١٩.


١١٩ ـ ابن شهر آشوب عن الباقر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ،) قال : التسليم لعليّ بن ابي طالب بالولاية (١).

قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ...) (٣١)

١٢٠ ـ في روضة الكافي قال : حدّثني علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» ... ومن سرّه أن يعلم أنّ الله يحبّه فليعمل بطاعة الله ، وليتّبعنا ، الم يسمع قول الله عزوجل : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ،) والله لا يطيع الله عبد إلّا ادخل الله عليه في اطاعته اتباعنا ، ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلّا احبّه الله ، لا والله لا يدع احد اتباعنا ابدا إلّا أبغضنا ، ولا والله لا يبغضنا احد إلّا عصى الله ومن مات عاصيا لله اخزاه الله واكبّه على وجهه في النّار والحمد لله ربّ العالمين (٢).

١٢١ ـ محمّد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن بريد بن معاوية قال : كنت عند ابي جعفر «عليه‌السلام» في فسطاط له بمنى فنظر إلى زياد الأسود منقطع الرجلين فرنى له فقال له : ما لرجليك هكذا ، قال : جئت على بكر لي فضه فكنت أمشي عنه عامة الطريق فرنى له ، فقال عند ذلك زياد ، انّي المّ بالذنوب حتى إذا ظننت انّي قد هلكت ذكرت حبّكم فوجدت النجاة وتجلّى عنّي ، فقال ابو جعفر «عليه‌السلام» : وهل الدّين إلّا الحبّ ، قال الله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ،) وقال : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ،) وقال : (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ،) إنّ رجلا أتى النبيّ وقال : يا رسول الله ، إنّي أحبّ المصلين ولا أصلّي وأحبّ الصائمين ولا أصوم ، فقال له رسول الله «ص» : أنت مع من احببت ولك ما اكتسبت ،

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٩٥.

(٢) الروضة ص ١٤ وص ٤٠٨ في آخر الكتاب.


وقال : ما تبغون وما تريدون ، اما إنّها لو كان فزعة من السماء فزع كلّ قوم الى مأمنهم فزعنا الى نبيّنا وفزعتم الينا (١).

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣٤)

١٢٢ ـ العياشي عن حنّان بن سدير عن ابيه عن ابي جعفر «عليه‌السلام» قال :

(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ،) قال : نحن منهم ، ونحن بقيّة تلك العترة (٢).

١٢٣ ـ ابن بابويه «ره» في اكمال الدين بإسناده الى محمّد بن فضيل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر محمّد بن علي الباقر «عليه‌السلام» في حديث طويل يقول فيه : فلمّا قضى محمّد نبوّته واستكمل ايّامه اوحى الله اليه : أن يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكمل أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والإسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة عند عليّ بن أبي طالب «ع» فإنّه لم أقطع العلم والايمان والإسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة من العقب من ذريّتك كمالم اقطع من بيوت الأنبياء الّذين كانوا بينك وبين ابيك آدم ، وذلك قوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٣).

١٢٤ ـ الثعلبي في تفسيره رفعه الى ابي وائل قال قرأت في مصحف ابن مسعود : إنّ الله إصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران (وآل محمّد) على

__________________

(١) الروضة ص ٨٠ ح ٣٥.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٨ ح ٢٩.

(٣) اكمال الدين ج ١ ص ٢١٧.


العالمين (١).

قوله تعالى : (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) (٤٢)

١٢٥ ـ علل الشرائع بإسناده الى ابي عبد الله «عليه‌السلام» إنّه قال : إنّما سمّيت فاطمة «عليها‌السلام» محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السّماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة إنّ الله اصطفاك وطهّرك على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الرّاكعين ، فتحدّثهم ويحدّثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ، فقالوا : إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها وإنّ الله عزوجل جعلك سيّدة نساء عالمك وعالمها وسيّدة نساء الاوّلين والآخرين (٢).

١٢٦ ـ من لا يحضره الفقيه بإسناده عن ابن عباس قال : قال النبيّ «ص» : إنّ عليّا وصيّي وخليفتي ، وزوجه فاطمة سيّدة نساء العالمين ابنتي (٣).

قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ، فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (٦١)

١٢٧ ـ الشيخ المفيد «ره» في الاختصاص عن محمّد بن الحسن بن احمد يعني ابن الوليد عن احمد بن ادريس عن محمّد بن ادريس عن محمّد بن احمد بن

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٢٧٩ ح ١٧ وفي تأويل آية ٣٧ راجع سعد السعود ص ٩٠ يرويه عن محمّد بن العباس.

(٢) العلل ص ١٨٣.

(٣) الفقيه ج ٤ ص ٣٠٢.


اسماعيل العلوي قال : حدّثني محمّد بن زبرقان الدمغاني الشيخ قال : قال ابو الحسن موسى بن جعفر «عليه‌السلام» : اجتمعت الأمّة برّها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبيّ «ص» الى المباهلة لم يكن في الكساء إلّا النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال الله تبارك وتعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ، فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ،) فكان تأويل أبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن ابي طالب (١).

١٢٨ ـ مسلم في صحيحه في فضائل علي بن ابي طالب «عليه‌السلام» روى حديثا في تفسير قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ،) يتضمن فضائل لعلي خاصة يقول في آخره : لمّا نزلت هذه الآية دعى رسول الله «ص» عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي (٢).

١٢٩ ـ روى الثعلبي وغيره نزول الآية في هؤلاء «عليهم‌السلام» (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (٦٨)

١٣٠ ـ العياشي عن علي بن نعمان عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : إنّ اولى النّاس الى آخر الآية قال : هم الأئمّة وأتباعهم (٤).

١٣١ ـ وعن ابي الصباح الكناني قال : سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول :

__________________

(١) الاختصاص ص ٥٦ في أثناء الحديث.

(٢) صحيح مسلم ج ٧ ص ١٢٠ ـ ١٢١ وراجع سعد السعود ص ٩١.

(٣) راجع العمدة ص ٩٥.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٦ ح ٦٣.


إنّ اولى النّاس بابراهيم للّذين اتبعوه وهذا النبيّ والّذين آمنوا ، ثمّ قال : عليّ وليّ الله على دين ابراهيم ومنهاجه وانتم اولى به (١).

قوله تعالى : (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٧٧)

١٣٢ ـ العياشي عن علي بن ميمون الصائغ ابي الاكراد عن عبد الله بن ابي يعفور قالم سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : ثلاثة لا ينظر اليهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم ، من إدّعى إمامة ليست من الله ومن جحد إمامة من الله ، ومن قال : لفلان وفلان في الإسلام نصيبا (٢).

١٣٣ ـ عن ابي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين «عليه‌السلام» قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ، من جحد إماما من الله ومن ادّعى إماما من غير الله ، او زعم إنّ لفلان وفلان في الإسلام نصيبا (٣)

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ...) (٨١)

١٣٤ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : حدّثني ابي عن نضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان ، قال : قال ابو عبد الله «عليه‌السلام» : اوّل من سبق رسول الله الى ان قال : ثم أخذ بعد ذلك (مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) يعني رسول الله (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) يعني أمير المؤمنين

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٣.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٤.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٤.


صلوات الله عليه تخيروا اممكم بخبره وخير وليه من الإمامة (١).

١٣٥ ـ العياشي عن سلام المستنير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لقد تسمّوا بأسم ما سمي الله به احدا الّا علي بن ابي طالب ، وما جاء تأويله ، قلت : جعلت فداك متى يجيىء تأويله ، قال : اذا جاء جمع الله أمامه النبييّن والمؤمنين حتى ينصروه وهو قول الله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) الى قوله : (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) فيومئذ يدفع رآية رسول الله «ص» اللواء الى علي بن ابي طالب ، فيكون أمير الخلائق كلهم تحت لوائه ويكون هو أميرهم فهذا تأويله (٢).

قوله تعالى : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (٨٣)

١٣٦ ـ العياشي عن صالح بن ميثم قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) ، قال : ذلك حين يقول علي : أنا أولى النّاس بهذه الأمّة واقسموا بالله جحد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه ، الى قوله : كاذبين (٣).

١٣٧ ـ عن رفاعة بن موسى قال : سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ،) قال : إذا قام القائم لا تبقى ارض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله (٤).

قوله تعالى : (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٩٥)

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٢٤٦.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨١ ح ٧٧.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨٣ ح ٨٠ و ٨١.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨٥ ح ٨٨.


١٣٨ ـ العياشي عن حبّابة الوالبيّة قالت : سمعت الحسين بن علي «ع» يقول : ما اعلم أحدا على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا (١).

قوله تعالى : (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ...) (٩٧)

١٣٩ ـ علل الشرايع بإسناده الى ابي زهير شبيب بن انس عن بعض الاصحاب عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أبو عبد الله لابي حنيفة : يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق المعرفة وتعرف الناسخ والمنسوخ قال : نعم ، قال : يا أبا حنيفة لقد إدّعيت علما ويلك ما جعل الله ذلك إلّا عند أهل الكتاب الذين أنزل اليهم ويلك لا هو إلّا عند الخاص من ذريّة نبيّنا محمّد «ص» وما ورّثك الله من الكتاب حرفا ، فإن كنت كما تقول فأخبرني عن قول الله عزوجل : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ،) أين ذلك من الأرض؟ ، قال : أحسبه ما بين مكّة ومدينة ، فالتفت أبو عبد الله «ع» إلى أصحابه فقال : تعلمون انّ الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكّة فتؤخذ أموالهم ، ولا يؤمّنون على أنفسهم ويقتلون ، قالوا : نعم ، فسكت أبو حنيفة ، فقال : يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ،) أين ذلك من الأرض ، فقال الكعبة ، فقال : أتعلم انّ الحجاج ابن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها ، قال : فسكت ، فقال : أبو بكر الحضرمي : جعلت فداك ، الجواب في المسئلتين الأوليتين ، فقال يا أبا بكر ، (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ،) مع قائم أهل البيت ، امّا قوله تعالى : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ،) فمن بايعه ودخل معه ، ومسح على يده ودخل في عقد اصحابه كان آمنا (٢).

١٤٠ ـ محمّد بن يعقوب عن عبد الخالق الصيقل ، قال : سألت

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨٥ ح ٨٨.

(٢) بحار الأنوار ج ٢ ص ٢٩٣ والعلل ص ٨٩ في ح ٥.


أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ،) قال : لقد سألتني عن شيء ما سألتي عنه إلّا ما شاء الله ثمّ قال : إنّ من أمّ هذا البيت وهو يعلم أنّه البيت الذي امر الله به وعرّفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة (١).

قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ...) (١٠٣)

١٤١ ـ السيد الرضي في الخصائص قال : حدّثني هارون بن موسى قال : حدّثني احمد بن محمّد بن علي قال : حدّثنا أبو موسى عيسى الغدير البجلي عن ابي الحسن «عليه‌السلام» في خطبة خطبها رسول الله «ص» في مرضه ، وفي الخير ، فقال رسول الله «ص» ادعوا لي عمّي يعني العباس فدعي له ، فحمله وعليّ حتى اخرجاه فصلّى بالنّاس وانه لقاعد ، ثم حمل فوضع على المنبر بعد ذلك ، فاجتمع لذلك أهل المدينة من المهاجرين والانصار حتى برزت العواتق من خدورها ، فبين باك وصائح ، والنّبي يخطب ساعة ويسكت ساعة ، وكان فيما ذكر من خطبته ، قال : يا معشر المهاجرين والأنصار ومن حضر في يومي وساعتي هذه من الأنس والجنّ ليبلّغ شاهدكم غائبكم ، ألا وإنّي قد خلّفت فيكم كتاب الله ، فيه نور وهدى وبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شيي ، حجة الله عليكم وحجتي وحجة ولييّ ، وخليفتي فيكم ، العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وضيائه ، وهو علي بن ابي طالب ، وهو حبل الله ، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ،) يا أيّها النّاس هذا عليّ من أحبّه وتولاه اليوم وبعد اليوم فقد اوفى بما عاهد عليه الله ، ومن عاداه وابغضه اليوم وبعد اليوم

__________________

(١) في فروع الكافي ج ٤ ص ٥٤٥ ح ٢٥.


جاء يوم القيامة اصمّ واعمى لا حجة له عند الله (١).

قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) (١٠٣)

١٤٢ ـ محمّد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن احمد بن محمّد بن خالد عن ابيه عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» ، قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ) بمحمّد ، هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمّد «ص» (٢).

قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) (١١٠)

١٤٣ ـ العياشي عن ابي بصير قال : قال ، انّما انزلت هذه الآية على محمّد «ص» فيه وفي الاوصياء خاصّة ، فقال : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) هكذا والله نزل بها جبرئيل وما عنى به إلّا محمّد واوصيائه «صلوات الله عليهم» (٣).

قوله تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ...) (١١٢)

١٤٤ ـ العياشي عن يونس بن عبد الرحمن عن عدة من أصحابنا رفعه الى ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ،) قال : الحبل من الله كتاب الله ، وحبل من النّاس هو علي بن ابي طالب (٤).

__________________

(١) تفسير البرهان ج ١ ص ٣٠٦ ح ٤.

(٢) الروضة ص ١٨٣ ح ٢٠٨.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٥.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٦.


قوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) (١٢٨)

١٤٥ ـ العياشي عن جابر الجعفي قال : قرأت عند ابي جعفر «عليه‌السلام» قول الله : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ،) قال : بلى والله انّ له من الأمر شيئا وشيئا وشيئا ، وليس حيث ذهبت ، ولكن اخبرك ان الله تبارك وتعالى لمّا أمر نبيّه أن يظهر ولاية علي تفكّر في عداوة قومه ومعرفته بهم وذلك الذي فضلّه الله به عليهم في جميع خصاله ، كان أوّل من آمن برسول الله وبمن ارسله وكان انصر النّاس له ولرسوله ، واقتلهم لعدوّهما ، واشدهم بغضا لمن خالفهما ، وفضلّ علمه الذي لم يساوه احد ، ومناقبه التي لا يحصى شرفا ، فلما فكّر النبي في عداوة قومه له في هذه الخصال وحسدهم له عليها ، ضاق من ذلك ، فاخبره الله انه ليس له من الأمر شيىء إنّما الامر فيه الى الله ، أن يصيّر عليا وصيّه ووليّ الأمر بعده ، فهذا عنى الله (١).

قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (١٦٩)

١٤٦ ـ في روضة الكافي : يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن ابي بصير قال : قلت جعلت فداك الرادّ على هذا الأمر فهو كالرّادّ عليكم ، فقال : يا أبا محمّد من ردّ عليك هذا الأمر فهو كالرادّ على رسول الله ، وعلى الله تبارك وتعالى ، يا أبا محمّد إنّ الميّت على هذا الامر شهيد ، قال : قلت : وإن مات على فراشه ، قال : اي والله وإن مات على فراشه حيّ عند ربّه يرزق (٢).

١٤٧ ـ في اصول الكافي ، محمّد بن يحيى عن احمد بن محمّد بن عيسى

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٧.

(٢) الروضة ص ١٤٦ ح ١٢٠.


ومحمّد بن ابي عبد الله ومحمّد بن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسين بن العباس الحريش عن ابي جعفر الثاني «عليه‌السلام» : إنّ أمير المؤمنين قال يوما لأبي بكر : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ،) اشهد انء رسول الله «ص» مات شهيدا ، والله ليأتينك فأيقن إذا جاءك فإن الشيطان غير متخيّل به ، فأخذ عليّ بيد أبي بكر فأراه النّبي «ص» فقال له : يا أبا بكر ، آمن بعليّ وبأحد عشر من ولده وإنّهم مثلي ، إلّا النّبوة وتب إلى الله ممّا في يدك ، فإنّه لاحق لك فيه ، قال : ثم ذهب فلم ير (١).

قوله تعالى : (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١٧٠)

١٤٨ ـ محمّد بن يعقوب عن ابن محبوب عن الحارث بن محمّد بن نعمان عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ،) قال : هم والله شيعتنا ، حين صارت أرواحهم في الجنّة واستقبلوا الكلام من الله عزوجل علموا واستيقنوا أنّهم كانوا على الحق وعلى دين الله عزوجل واستبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من خلفهم من المؤمنين ألّا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٢).

قوله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (١٧٣)

١٤٩ ـ العياشي عن جابر عن محمّد بن علي «عليه‌السلام» قال : لمّا وجّه النبيّ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٥٣٣.

(٢) الروضة ص ١٥٦ ح ١٤٦.


أمير المؤمنين وعمار بن ياسر الى أهل مكّة ، قالوا : بعث هذا الصبيّ ولو يبعث غيره الى أهل المكّة ، وفي مكّة صناديد قريش ورجالها ، والله الكفر اولى بنا ممّا نحن فيه ، فصاروا وقالوا لهما وخوّفهما بأهل مكّة وغلظوا عليهما الأمر ، فقال عليّ «عليه‌السلام» : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ومضيا ، فلمّا دخلا مكّة أخبر الله نبيّه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بقولهم لعليّ ويقول عليّ لهم ، فانزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ* قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ،) وإنّما نزلت : الم تر الى فلان وفلان لقوا عليا وعمّارا فقالا : إنّ أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكّة قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا : (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(١).

قوله تعالى : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ ...) (١٨٥)

١٥٠ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : حدّثني ابي عن سليمان الديلمي عن ابي بصير عن ابي عبد الله «عليهم‌السلام» قال : إذا كان يوم القيامة يدعى محمّد فيكسى حلّة ورديّة ثمّ يقام عن يمين العرش ، ثمّ يدعى ابراهيم فيكسى حلّة بيضاء فيقام عن يسار العرش ، ثمّ يدعى بعليّ فيكسى حلّة ورديّة فيقام عن يمين النّبي «ص» ، ثمّ يدعى باسماعيل فيكسى حلّة بيضاء فيقام عن يسار ابراهيم ، ثمّ يدعى بالحسن فيكسى بالحلّة الورديّة فيقام عن يمين أمير المؤمنين ، ثمّ يدعى بالحسين فيكسى حلّة ورديّة فيقام عن يمين الحسن ، ثمّ يدعى بالأئمّة فيكسون حللا وردية فيقام كلّ واحد عن يمين صاحبه ، ثمّ يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثمّ يدعى بفاطمة «صلوات الله عليها» ونسائها من ذريّتها فيدخلون الجنّة بغير حساب ، ثمّ

__________________

(١) العياشي ج ١ ص ٢٠٦.


ينادي مناد من بطنان العرش : من قبل ربّ العزّة والافق الأعلى ، نعم الاب أبوك يا محمّد وهو إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن ابي طالب ، ونعم السبط سبطاك وهما الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك وهو محسن ، ونعم الأئمّة الراشدون ذريّتك ، ونعم فلان وفلان ونعم الشيعة شيعتك ألا إنّ محمّدا ووصيّه وسبطيه والأئمّة من ذريّته هم الفائزون ثمّ يؤمر بهم إلى الجنّة وذلك قوله : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ)(١).

قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ...) (١٩٣)

١٥١ ـ العياشي عن عمرو بن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «ع» في قوله : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ،) قال : هو أمير المؤمنين ونودي من السّماء : أن آمن بالرسول فآمن به (٢).

١٥٢ ـ في التهذيب في دعاء الوارد عن الصادق «عليه‌السلام» بعد صلوة الغدير : ربّنا إنّنا سمعنا بالدعاء وصدّقنا المنادي رسول الله إذ نادى بنداء عنك بالّذي أمرته به أن يبلغ ما انزلت إليه من ولاية وليّ أمرك (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٢٠٠)

١٥٣ ـ علي بن ابراهيم عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن بريد وابراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السّراح قال : قلت لأبي عبد الله «ع» : لا

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ١٢٨.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢١١ ح ١٧٩.

(٣) التهذيب ج ٣ ص ١٤٤ ح ٢١٧.


تخلوا الارض من عالم منكم حيّ ظاهر يفزع اليه الناس في حلالهم وحرامهم ، فقال : لا يا أبا يوسف وإنّ ذلك لشيء في كتاب الله عزوجل قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ،) إصبروا على دينكم وصابروا على أعدائكم ورابطوا إمامكم فيما أمركم وفرض عليكم (١).

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٥٠٧ وتفسير العياشي ج ١ ص ٢١٢ ح ١٨١.


سورة النساء

قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) (١)

١٥٤ ـ محمّد بن يعقوب بإسناده عن الوشاء عن محمّد بن فضيل الصيرفي عن الرضا «عليه‌السلام» : ان رحم آل محمّد معلّقة بالعرش تقول : أللهمّ صل من وصلني ، واقطع من قطعني ، ثمّ هي جارية في ارحام المؤمنين ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(١).

قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (٢٦)

١٥٥ ـ في اصول الكافي : محمّد عن احمد عن علي بن نعمان رفعه عن ابي جعفر «عليه‌السلام» قال : أبو جعفر «عليه‌السلام» : يمصّون الثماد ويدعون النهر العظيم ، قيل له : وما النهر العظيم ، قال : قال رسول الله والعلم الّذي اعطاه الله ، إنّ الله جمع لمحمّد سننن النبيّين من آدم وهلمّ جرّا الى محمّد ، قيل له : وما تلك السنن ، قال : علم النبيّين بأسره ، وأنّ رسول الله «ص» صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين «ع» ،

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ١٥١ ح ٧ باب صلة الأرحام.


فقال له رجل : يا بن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيّين ، فقال أبو جعفر : إستمعوا ما يقولون ، إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، إنّي حدّثته : إنّ الله جمع لمحمّد علم النبيّين وإنّه جمع ذلك كلّه عند أمير المؤمنين ، وهو يسئلني ، أهو أعلم أم بعض النبيّين (١).

قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (٣٦)

١٥٦ ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إنّ رسول الله أحد الوالدين وعليّ الآخر ، فقلت : اين موضع ذلك من كتاب الله ، قال : إقرأ : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)(٢).

١٥٧ ـ وعن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ، قال : قال إنّ رسول الله أحد الوالدين وعليّ الآخر ، وذكر أنها الآية التي في النساء (٣).

ويؤيّد ذلك ما رواه صاحب الفائق : بأنّ رسول الله «ص» قال : أنا وعليّ أبوا هذه الأمّة.

١٥٨ ـ وروى أبن شهر آشوب عن محمّد بن جرير بن خالد في كتاب المناقب : إن النّبي «ص» قال لعلي : اخرج فناد : ألا من ظلم أجيرا أجرته فعليه لعنة الله ، ألا ومن تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله ، ألا ومن سبّ أبويه فعليه لعنة الله ، فنادى بذلك فدخل عمر وجماعة على النّبي «ص» وقالوا : هل من تفسير لما نادى ، قال : نعم ، إنّ الله يقول : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) فمن ظلمنا فعليه

__________________

(١) أصول الكافي ج ١ ص ٢٢٢ ح ٦.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤١ ح ١٢٨.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٤١ ح ١٢٨.


لعنة الله ، ويقول النّبي «ص» : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ومن كنت مولاه فعليّ مولاه ، فمن والى غيره وغير ذريّته فعليه لعنة الله ، واشهدكم أنا وعليّ أبوا المؤمنين ، فمن سبّ أحدنا فعليه لعنة الله ، قال حسان بن ثابت : كان ذلك قبل وفاة رسول الله بسبعة عشر يوما (١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها ...) (٤٧)

١٥٩ ـ في اصول الكافي : علي بن ابراهيم عن أحمد بن محمّد البرقي عن أبيه عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن منقل عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل على محمّد «ص» بهذه الآية هكذا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا ،) في عليّ نورا مبينا (٢).

١٦٠ ـ العياشي عن جابر الجعفي قال : قال لي أبو جعفر «عليه‌السلام» في حديث له : يا جابر أوّل الأرض المغرب تخرب أرض الشام يختلفون عند ذلك على رآيات ثلاث ، رآية الاصهب ، ورآية الابقع ، ورآية السفياني ، فيلفي السفياني الابقع فيقتله ومن معه ، ورآية الاصهب ، ثمّ لا يكن لهم همّ إلّا الإقبال نحو العراق ومرّجيش بقرقيسا فيقتلون بها مأة ألف من الجبّارين ويبعث السفياني جيشا الى الكوفة وعدّتهم سبعون ألفا فيصيبون من الكوفة قتلا وصلبا فبيناهم كذلك إذ أقبلت رآيات من ناحية خراسان تطوي المنازل طيّا حثيثا ومعه نفر من اصحاب القائم «عج» يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ، ويبعث

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٣٦٩ وما وجد بهذه الألفاظ في مناقب أبن شهر آشوب ، راجع امالي الطوسي ١ / ١٢٣ ـ ١٢٤ وامالي الشيخ المفيد ص ٣٥١ مجلس ٤٢ ح ٣ وعاية المرام ص ٣٥٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٧ ح ٢٧.


السفياني بعثا الى المدينة فينفر المهدي منها الى مكّة ، فيبلغ أمير جيش السفياني على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكّة خائفا يترقب على سنّة موسى بن عمران قال : وينزل جيش أمير السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يا بيداء بيدي القوم ، فيخسف بهم البيداء ، فلا يفلت منهم إلّا ثلاثة نفر يحوّل الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب ، وفيهم نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا) على عبدنا ، يعني القائم ، من قبل أن نطمس وجوها فنردّها على أدبارها (١).

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ...) (٤٨)

١٦١ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : امّا قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ،) يعني أنّه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي ، وأمّا قوله : (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ،) يعني لمن والى عليا (٢).

١٦٢ ـ الشيخ الصدوق «ره» في من لا يحضره الفقيه بإسناده إلى أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال : ولقد سمعت حبيبي رسول الله «ص» يقول : لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب ، ثم قال : من قال لا إله إلّا الله باخلاص فهو بريء من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة ، ثمّ تلى هذه الآية : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ،) من شيعتك ، ومحبّيك يا علي ، قال أمير المؤمنين : فقلت : يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال : أي وربّي إنّه لشيعتك (٣).

قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٤.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٥.

(٣) من لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ٢٩٥ في حديث ٧٢.


إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (٥٤)

١٦٣ ـ عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا «عليه‌السلام» مع المأمون في الفرق بين العترة والأمّة ، فقال أبو الحسن «عليه‌السلام» : إنّ الله تعالى بأن فضل العترة على سائر النّاس في محكم كتابه ، فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله تعالى؟

فقال الرضا «عليه‌السلام» : في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ)(١) وقال عزوجل في موضع آخر : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ،) ثمّ ردّ المخاطبة في أثر هذا الى سائر المؤمنين فقال عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(٢) ، يعني الّذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليها ، فقوله عزوجل : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ،) يعني الطاعة للمصطفين الطّاهرين ، فالملك هاهنا الطاعة (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٥٩)

١٦٤ ـ الصدوق في كتاب إكمال الدين : حدّثنا أبي «رضي الله عنه» قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن محمّد الحجال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ،

__________________

(١) آل عمران / ٣٣.

(٢) النساء / ٥٩.

(٣) العيون ١ / ٢٣.


قال : الأئمّة من ولد علي وفاطمة «عليهما‌السلام» الى يوم القيامة (١).

١٦٥ ـ عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أمير المؤمنين «عليه‌السلام» يقول : أحذروا على دينكم الى قوله : ولا طاعة لمن يعصي الله ، انّما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر ، وانّما أمر الله تعالى بطاعة الرسول لأنّه معصوم مطهّر لا يأمر بمعصيته ، وانّما أمر الله بطاعة اولى الأمر لأنّهم معصومون مطهّرون لا يأمرون بمعصيته (٢).

١٦٦ ـ محمّد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فإن خفتم تنازعا في الأمر فارجعوه إلى الله والى الرسول وإلى أولى الأمر منكم ، ثمّ قال : كيف يأمر بطاعتهم ويرخّص في منازعتهم ، إنّما قال ذلك للمأمورين الّذين قيل لهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)(٣).

١٦٧ ـ اصول الكافي : علي بن ابراهيم عن محمّد بن عيسى بإسناده الى أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ،) فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين «ع» ، فقلت له : إنّ النّاس يقولون فماله لم يسّم عليّا وأهل بيته في كتاب الله عزوجل قال ، فقال : قولوا لهم : أنّ رسول الله «ص» نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله هو الذي فسّر لهم ، ونزل عليه الزكاة ولم يسّم لهم من أربعين دهم درهما ، حتي كان رسول الله هو الذي فسّر ذلك لهم ،

__________________

(١) إكمال الدين ص ٢١٦ وفيه : الى أن تقوم الساعة.

(٢) علل الشرايع ص ٥٢٠ والخصال ص ٦٨.

(٣) الروضة ص ١٤٨ ح ٢١٦.


ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ،) ونزلت في علي والحسن والحسين ، فقال رسول الله في عليّ : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وقال : أوصيكم بكتاب الله عزوجل وأهل بيتي ، فإنّي سئلت الله عزوجل أن لا يفارق بينهما حتّى يوردهما عليّ الحوض ، فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، وقال : إنّهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله «ص» ولم يبيّن من أهل بيته لادّعوها آل فلان وفلان ، ولكن الله أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه «ص» : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(١) ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة فادخلهم رسول الله تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ، ثمّ قال : أللهمّ أن لكلّ نبىّء أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي (٢).

أقول : نزول آية التطهير في علي وفاطمة والحسن والحسين رواه المفسّرون وأصحاب الحديث من العامّة والخاصّة ولا شك فيه ، فهل ترى أن العقل يقبل أن يكون اولى الأمر الذين فرض الله طاعتهم أن يكون غيرهم الذين لا دليل على عصمتهم ، وهذا قرينة أخرى بأن الأحاديث التي وردت بأنّ اولى الأمر هم عليّ وأولاده المعصومون مطابقة للواقع كما ورد في حديث جابر الأنصاري عن رسول الله «ص» أسماء المعصومين الأثنى عشر «صلوات الله عليهم» (٣) ، وورد في صحيح مسلم أحاديث عن النّبي بأنّ خلفائه أثنا عشر كلّهم من قريش (٤).

__________________

(١) الإحزاب آيه ٣٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٨٦ ـ ٢٨٧ وللحديث صله. راجع اعلام الورى : ٣٧٥.

(٣) اكمال الدين : ٣٢٠ ح ١٩ وص ٢٣٩ و ٢٤٦ و ٦٨ و ٢٧٣.

(٤) راجع صحيح مسلم ج ٦ ص ٣ و ٤ طبعة مشكول.


قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) (٦٦)

١٦٨ ـ محمّد بن يعقوب عن علي بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن أبي طالب عن يونس بن بكار عن أبيه عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ ،) في عليّ ، (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ)(١).

١٦٩ ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : ولو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ، للإمام تسليما ، أو إخرجوا من دياركم ، رضا له ما فعلوه إلّا قليل منهم ولو أنّ أهل الخلاف فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم ، يعني في علي (٢).

قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٦٩)

١٧٠ ـ محمّد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث له مع أبي بصير قال : لقد : ذكركم الله في كتابه فقال : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ،) فرسول الله في الآية النّبييّن ، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء ، وأنتم الصّالحون ، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم الله عزوجل (٣).

١٧١ ـ ابن بابويه «رحمه‌الله» قال : أخبرنا المعافي بن زكريّا قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراب عن ابراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عثمان بن أبي شيبة قال : حدّثنا حريز عن الاعمش عن الحكيم بن

__________________

(١) اصول الكافى ١ / ٤١٧ ح ٩٨.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٥٦ ح ١٨٨.

(٣) الروضة ص ٣٥ ـ ٣٦ ح ٦.


عيينة عن قيس بن أبي حازم عن أمّ سلمة قالت : سئلت رسول الله «ص» عن قول الله سبحانه : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ،) قال : الّذين أنعم عليهم من النّبييّن أنا ، والصديقين علي بن أبي طالب ، والشهداء الحسن والحسين ، والصالحين حمزة ، وحسن اولئك رفيقا ، الأئمّة الاثنا عشر بعدي (١).

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) (٧٧)

١٧٢ ـ محمّد بن يعقوب بإسناده عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : والله الّذي صنعه الحسن بن علي كان خيرا لهذه الأمّة ممّا طلعت عليه الشمس ، والله ، لقد نزلت هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ،) إنّما هي طاعة الإمام (٢).

قوله تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (٨٠)

١٧٣ ـ محمّد بن يعقوب بإسناده عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : زروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن طاعة الإمام ومعرفته ، إنّ الله عزوجل يقول : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ،) أمّا لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف وليّ الله فيواليه فيكون أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله حق في ثواب ، ولا كان

__________________

(١) البرهان ج ١ / ٣٩٢.

(٢) الروضة ص ٣٣ ح ٥٦.


من أهل الإيمان ، ثمّ قال : أولئك المحسودون منهم من يدخل الجنّة بفضل منه (١).

قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) (١١٣)

١٧٤ ـ العياشي عن زارة عن أبي جعفر وحمران عن أبي عبد الله «ص» في قوله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ ،) قالا : فضل الله رسوله ، ورحمته ولاية الأئمّة (٢).

١٧٥ ـ عن محمّد بن الفضيل عن عبد الصالح «عليه‌السلام» قال : الرحمة رسول الله «ص» والفضل علي بن أبي طالب (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (١٧٤)

١٧٦ ـ العياشي عن عبد الله بن سليمان قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» قوله : (قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ،) قال : البرهان محمّد «ص» والنّور علي ، قال : قلت : صراطا مستقيما ، قال : الصراط المستقيم علي «ع» (٤).

__________________

(١) اصول الكافي ج ٢ / ١٨ ح ٥ والبحار ج ٣٦ ص ٣٤٧ ح ٢١٤ عن كفاية الأثر ص ٢٤ ـ ٢٥.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦٠ ح ٢٠٧.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦١ ح ٢٠٩.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٨٥ ح ٣٠٨ وصراطا مستقيما في آية ١٧٥.


سورة المائدة

قوله تعالى : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٣)

١٧٧ ـ في تفسير علي بن ابراهيم ، قوله : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ،) قال : ذلك لمّا نزلت ولاية أمير المؤمنين (١).

١٧٨ ـ العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر قال : قال أبو جعفر في هذه الآية : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ،) يوم يقوم فيه القائم ييأس بنو أميّة فهم الّذين كفروا يئسوا من آل محمّد «عليهم‌السلام» (٢).

١٧٩ ـ امالي الشيخ قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو المفضل بن محمّد بن المسيب الموالي بجرجان ، قال : حدّثنا هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسى النجاشي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد عن

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ١٦٢.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩١ ح ١٩.


أبيه أبي عبد الله «عليه‌السلام» عن عليّ أمير المؤمنين ، قال : سمعت رسول الله «ص» يقول : بناء الإسلام على خمس خصال ، على الشهادتين والقرينتين ، قيل له : أمّا الشهادتان فقد عرفنا ، فما القرينتان ، قال : الصلاة والزكاة ، فانّه لا يقبل أحدهما إلّا بالاخرى ، والصّيام وحجّ بيت الله من استطاع له سبيلا ، وختم ذلك بالولاية ، فانزل الله عزوجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)(١).

أقول : يأتي بيان نزول الآية (٦٧) من هذه السورة أيضا في ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» وهذا من المتواترات فراجع كتاب الغدير.

قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ...) (٥)

١٨٠ ـ عن جابر عن أبي عبد الله قال : سألته عن تفسير هذه الآية : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ،) يعني بولاية علي (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٢).

١٨١ ـ بصائر الدرجات بإسناده عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر «ع» عن قول الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ ،) قال : تفسيرها في بطن القرآن : من يكفر بولاية عليّ ، وعلي هو الايمان (٣).

قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا) (٧)

١٨٢ ـ في تفسير القمي قوله : (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ)

__________________

(١) امالي الشيخ ٢ / ١٣١ ـ ١٣٢ ويظهر من حديث أبو جعفر «ع» نزول هذه الآية بعد آية التبليغ.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٩٧ ح ٤٤.

(٣) البرهان : ١ / ٤٥٠ وبصائر الدرجات ص ٧٧ ح ٥.


به ، قال : لمّا أخذ رسول الله «ص» الميثاق عليهم بالولاية قالوا : سمعنا واطعنا ثمّ نقضوا ميثاقه (١).

قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ...) (١٣)

١٨٣ ـ تفسير القمي : قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ،) قال : من تنحّى أمير المؤمنين عن مواضعه ، والدليل أنّ الكلمة أمير المؤمنين قوله : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ،) يعني الولاية (٢).

قوله تعالى : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) (١٥)

١٨٤ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : يعني بالنور أمير المؤمنين والأئمّة «ع» (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (٣٥)

١٨٥ ـ في عيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» ألأئمّة من ولد الحسين من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم العروة الوثقى ، وهم الوسيلة إلى الله تعالى (٤).

١٨٦ ـ مجمع البيان : روى سعد بن ظريف عن الاصبغ بن نباته عن علي «ع» قال : في الجنّة لؤلؤئتان إلى بطنان العرش أحدهما بيضاء والأخرى صفراء ، في كلّ واحد منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد ، فالبيضاء الوسيلة

__________________

(١) تفسير القمي ١ / ١٦٣.

(٢) تفسير القمي ١ / ١٦٣.

(٣) تفسير القمي ١ / ١٦٤.

(٤) العيون ٢ / ٥٨.


لمحمّد وآل محمّد «ص» والصفراء لإبراهيم وأهل بيته (١).

قوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) (٣٧)

١٨٧ ـ العياشي عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر يقول : عدوّ عليّ هم المخلدون في النّار ، قال الله : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها)(٢).

١٨٨ ـ عن منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبد الله : وما هم بخارجين من النّار ، قال : أعداء عليّ هم المخلدون في النّار أبد الآبدين ودهر الداهرين (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) (٥٤)

١٨٩ ـ النعماني بإسناده عن سليمان هرون العجلي قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : إنّ صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه ، لو ذهب النّاس جميعا ، أتى الله بأصحابه ، وهم الّذين قال الله عزوجل : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ)(٤) ، وهم الّذين قال الله عزوجل : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ)(٥).

١٩٠ ـ الثعلبي في تفسيره قال : هذه الآية نزلت في عليّ «عليه‌السلام» (٦).

__________________

(١) مجمع البيان ٣ / ١٨٩.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٣١٧.

(٣) تفسير العياشي ١ / ٣١٧.

(٤) الجملات في سورة الأنعام آية ٨٩.

(٥) غيبة النعماني ص ٣١٦ ح ١٢.

(٦) تفسير البرهان ١ / ص ٤٧٨ و ٤٧٩.


١٩١ ـ روى إنّ النّبي «ص» سئل عن هذه الآية فضرب بيده على عاتق سلمان وقال : هذا وذووه ، ثمّ قال : لو كان الدين معلقا بالثريا لناله رجال من الفرس (١).

قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٥٥)

١٩٢ ـ محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلى بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محمّد الهاشمي قال : حدّثني أبي عن احمد بن عيسى قال : حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه «عليهم‌السلام» في قوله عزوجل : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) قال : لمّا نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ،) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله «ص» في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض : إن كفرنا بهذه الآية لكفرنا بسائرها وإن آمنّا فإنّ هذا ذلّ حين يسلط علينا أبن أبي طالب ، فقالوا : قد علمتا أنّ محمّدا صادق في ما يقول ، ولكنّا نتولاه ولا نطيع عليّا في أمرنا ، قال : فنزلت هذه الآية : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ،) يعرفون ولاية عليّ وأكثرهم الكافرون بالولاية (٢).

١٩٣ ـ في كتاب اكمال الدين بإسناده الى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد أيّام خلافة عثمان : أنشدكم الله عزوجل أتعلمون حين نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ،) وحيث نزلت : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ

__________________

(١) تفسير البرهان ١ / ص ٤٧٨ و ٤٧٩.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٧ حديث ٧٧ وراجع ص ٢٨٩ حديث ٤ فهو وارد في تأويل هذه الآية.


دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ،) قال النّاس : يا رسول الله هذه خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم ، فأنزل الله عزوجل على نبيّه «ص» أن يعلّمهم ولاة أمرهم وأن يفسّر لهم من الولاية بما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجّهم فنصبني للنّاس بغدير خم ، ثمّ خطب فقال : يا أيّها النّاس إنّ الله أرسلني برسالة ضاق صدري وظننت بانّ النّاس يفتنون بها ، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني ، ثمّ أمر فنودي : الصّلاة الصلاة جامعة ، ثمّ خطب النّاس ، فقال : أيّها النّاس أتعلمون بأنّ الله عزوجل مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قم يا عليّ ، فقمت فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، فقام سلمان فقال : يا رسول الله ولاء كماذا ، فقال : ولاء كولائي ، من كنت مولاه اولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه ، فانزل الله تبارك وتعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ،) وكبّر رسول الله ، وقال : ألله أكبر بتمام نبوّتي وتمام ديني دين الله عزوجل ، وولاية عليّ بعدي ، فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هذه الآيات في عليّ خاصّة ، فقال «ص» : بلى خاصّة فيه وفي أوصيائي الى يوم القيامة ، قالا : يا رسول الله بيّنهم لنا ، قال : عليّ أخي ، ووزيري ، ووارثي ، ووصييّ وخليفتي في أمّتي ، ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، ثمّ أبني الحسن ، ثمّ أبني الحسين ، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد والقرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردا عليّ الحوض ، قالوا : أللهمّ نعم سمعنا ذلك ، وشهدنا كما قلت سواء ، وقال بعضهم قد حفظنا جلّ ما قلت ولم نحفظ كلّه ، وهؤلاء الّذين حفظوا خيارنا وأفاضلنا ، فقال عليّ «عليه‌السلام» : صدقتم ليس كلّ النّاس يتساوون في الحفظ (١).

__________________

(١) نور الثقلين ج ١ ص ٥٣٤ ح ٢٦١ واكمال الدين ص ٢٧٠ وراجع سعد السعود ص ٩٥.


وقد مرّ احاديث هذا الموضوع بعضها في تفسير الآية الثالثة ، أى آية اكمال الدين واتمام النعمة ، وحسب ما يستفاد من الاحاديث كان نزول آية الإكمال بعد نزول آية التبليغ ، وتبليغ الرسول الأعظم للنّاس ولاية عليّ أمير المؤمنين عليهما أفضل الصلاة والسلام.

قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (٥٦)

١٩٤ ـ في كتاب الإحتجاج عن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال : الهداية هي الولاية كما قال الله عزوجل : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ،) والّذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤمنون على الخلائق من الحجج والأوصياء في عصر بعد عصر (١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (٦٧)

١٩٥ ـ الصدوق في اماليه بإسناده الى أبن عباس يروي حديثا طويلا فيه : فأنزل الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ،) فقال رسول الله «ص» : تهديد ووعيد بعد وعيد لأمضيّن أمر الله ، فان يتّهموني ويكذّبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة ، قال : وسلّم جبرئيل على عليّ بإمرة المؤمنين ، فقال عليّ «عليه‌السلام» : يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحسّ الرؤية ، قال : يا عليّ هذا جبرئيل أتاني من قبل ربّي بتصديق ما وعدتم ، أمر رسول الله «ص» رجلا فرجلا من الصحابة حتّى سلّموا عليه بأمرة المؤمنين ، ثمّ قال : يا بلال ناد في النّاس أن لا يبقى

__________________

(١) الإحتجاج ج ١ ص ٣٦٩ في اجتجاجه على على زنديق.


غدا أحد إلّا عليل إلّا خرج الى غدير خم ، فلمّا كان من الغد خرج رسول الله «ص» بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : يا أيّها النّاس إنّ الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة وأنّي ضقت به ذرعا مخافة أن يتّهموني ويكذّبوني حتى أنزل الله عليّ وعيدا بعد وعيد ، فكان تكذيبكم إيّاي أيسر عليّ من عقوبة الله إيّاي ، الحديث (١).

وفي تفسير أبن جريح وعطا والثوري والثعلبي إنّها نزلت في فضائل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام».

١٩٦ ـ أحمد بن حنبل روى في مسنده بإسناده عن أبي سعيد الخدري : أنّ النّبي «ص» دعا النّاس يوم غدير خم ، أمر بما تحت الشجر الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس ثمّ دعا الى عليّ فأخذ بضبعيه ثمّ رفعه حتّى بان بياض أبطيه وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، قال : فقال له عمر بن خطّاب هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة الى يوم القيامة (٢) وفي تاريخ بغداد بخّ بخّ بدل هنيئا (٣).

قوله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ...) (٦٨)

١٩٧ ـ العياشي عن حمران بن أعين عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما

__________________

(١) اما لي الصدوق ص ٢٩٠ ونور الثقلين ١ / ٥٤٢.

(٢) المسند ٤ / ٢٨١.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ١٩٠ وحلية الأولياء : ٥ / ٢٦ واحقاق الحق : ٢ / ٤٢٣ ـ ٤٧٩.


أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً ،) قال : هو ولاية أمير المؤمنين (١).

قوله تعالى : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ ...) (٧١)

١٩٨ ـ محمّد بن يعقوب بإسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ ،) قال : حيث كان النّبي «ص» بين اظهرهم فعموا وصمّوا حيث قبض رسول الله «ص» ثمّ تاب عليهم حيث قام أمير المؤمنين «ع» قال :

ثمّ عموا وصمّوا إلى الساعة (٢).

قوله تعالى : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ...) (٩٥)

١٩٩ ـ الكافي : محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن علي بن فضال عن أين أبي بكير عن زارة قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ،) قال : ألعدل رسول الله «ص» والإمام من بعده (٣).

__________________

(١) تفسير العياشي ١ / ٣٣٤ وحلية الأولياء.

(٢) الروضة ص ٢٠٠ ح ٢٣٩.

(٣) فروع الكافي ٤ / ٣٩٧.



سورة الأنعام

قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) (١)

٢٠٠ ـ قال شيخنا الصدوق «رحمه‌الله» : حدّثني أبي «رضي الله عنه» قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عبد الله بن عباس ، قال : إنّ رسول الله «ص» لمّا أسرى به الى السّماء انتهى به جبرئيل الى نهر يقال له نور ، وهو قول الله : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ،) ثمّ ذكر كيفيّة إسراء النّبي وأنّ الله اخبره بنصب علي «عليه‌السلام» بالولاية ، وبعد نصبه نزلت آية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ،) الحديث (١).

أقول : كما أن النور الظاهر سبب لتمييز الحق من الباطل كذلك في أمور المعنويّة والدينيّة ، ولا يجوز عند العقل العدول من النور الى الظلمة وكما جعل الله

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٥١٥ وامالي الصدوق ص ٢٩٠.


محمّدا «ص» نورا لهداية النّاس الى الحق والى الطريق المستقيم جعل بعده علي بن أبي طالب نورا لهم ، وهكذا في كل زمان وفي كل عصر ، ففي عصرنا هو حجّة بن الحسن العسكري «عليه‌السلام» كما ورد : إنّ الأرض لا تخلو من الحجة ، فلا يجوز العدول عن هذه الأنوار الى غيرهم لانّه ليس وراء النور إلّا الظلمة.

قوله تعالى : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (٢٣)

٢٠١ ـ علي بن ابراهيم عن الحسين بن محمد عن المعّلى بن محمد عن علي بن اسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ،) بولاية علي. وفي روضة الكافي روى مثله عن أبي جعفر «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (٧٥)

٢٠٢ ـ بصائر الدرجات : الحسن بن احمد بن سلمة عن الحسين بن علي بن لقاح عن أبن جبلة الى أن قال في حديث بعده : وعنه عن محمد بن المغني عن عثمان بن يزيد عن جابر بن عبد الله عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سألت عن قول الله عزوجل : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ،) قال : وكنت مطرقا الى الأرض فرفع يده الى فوق ، ثمّ قال : إرفع رأسك فرفعت رأسي ونظرت إلى السقف قد انفجر حتّى خلص نظري إلى نور ساطع حار بصري منه ، ثمّ قال : رأى إبراهيم ملكوت السموات والارض هكذا ، ثمّ قال لي : اطرق ، فاطرقت ، ثمّ قال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فاذا السقف على حاله ، ثمّ أخذ بيدي وقام وخرجنا من البيت

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٥٢٠ وراجع تفسير الصافي : ١ / ٥١١ ولم يوجد في تفسير القمي ، ط مكتبة الهدى.


الذي كنت فيه ، ودخلنا بيتا آخر ، فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا غيرها ، ثمّ قال : غضّ بصرك ، فغضضت بصري ، فقال لي : لا تفتح عينيك ، ولبثت ساعة ثمّ قال لي : أتدري أين أنت ، قلت : لا ، جعلت فداك ، قال : إفتح عينيك أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين ، فقلت له : جعلت فداك أتأذن لي أن افتح عيني ، فقال : إفتح عينك فانّك لا ترى شيئا ، ففتحت فاذا أنا في ظلمة لا ابصر فيها موضع قدمي ، قال : ثمّ سار قليلا فقال : هل تدري أين أنت ، فقلت : لا ، فقال : أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر ، وخرجنا من ذلك العالم الى عالم آخر ، فسلكنا فيه فرأيناه كهيئة عالمنا في بنيانه ومساكنه وأهله ، ثمّ خرجنا الى عالم ثالث كهيئة الاولى والثانية حتى وردنا خمسة عوالم ، قال : ثمّ قال لي : هذا ملكوت الارض ولم يرها ابراهيم وانّما رأى ملكوت السموات وهي اثنا عشر عالما كهيئة ما رأيت ، كلّما مضى منّا إمام سكن أحد هذه العوالم ، حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه ، قال : ثمّ قال : غضّ بصرك فغضضت بصري فإذا نحن في البيت الّذي خرجنا منه ، فنزع تلك الثياب ولبس تلك الثياب التي كانت عليه ، وعدنا الى مجلسنا ، فقلت : جعلت فداك كم مضى من النّهار ، قال : تلك ساعات (١).

قوله تعالى : (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) (٨٥)

٢٠٣ ـ الكافي : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن ظريف عن عبد الصّمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قال لي أبو جعفر : يا أبا جارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين «عليهما‌السلام» ،

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٤٠٥.


قلت : ينكرون علينا أنّهما أبناء رسول الله ، قال : فبأيّ شيء احتججتم عليهم ، قلت : احتججنا عليهم بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) ، فجعل عيسى بن مريم من ذريّة نوح (١).

قوله تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً) (١٠٨)

٢٠٤ ـ العياشي عن عمر الطيالسي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : عن قول الله : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ،) قال ، فقال : يا عمر هل رأيت احدا يسبّ الله ، قال : فقلت : جعلني الله فداك فكيف ، قال : من سبّ وليّ الله فقد سبّ الله (٢).

قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (١١٥)

٢٠٥ ـ محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : إنّ الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثمّ أوقفها او دفعها الى الإمام فشربها ، فمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ، ثمّ يسمع الكلام بعد ذلك فإذا وضعته أمّه بعث إليه ذلك الملك الّذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ،) فإذا قام بالأمر رفع الله إليه في كلّ بلد منارا ينظر به الى

__________________

(١) الروضة ص ٣١٧ في حديث ٥٠١.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧٣.


أعمال العباد (١).

٢٠٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد السلمي عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ الإمام ليسمع في بطن أمّه ، فاذا ولد خطّ بين كتفيه : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،) فاذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل به أهل كلّ بلدة (٢).

قوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ...) (١٢٢)

٢٠٧ ـ محمد بن يعقوب «رحمه‌الله» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول في قول الله تبارك وتعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ،) فقال : ميّت لا يعرف شيئا ، نورا يمشي به في النّاس ، إماما يؤتم به (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ،) قال : الّذي لا يعرف الإمام (٣).

قوله تعالى : (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) (١٤٩)

٢٠٨ ـ الكافي : علي بن موسى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن النضر بن سويد ورفعه عن سويد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت له : جعلت فداك ما أنتم ، قال : نحن خزّان علم الله ،

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٨٧ ح ٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٣٨٧ ح ٤.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ١٨٥ ح ١٣.


ونحن تراجمة وحي الله ، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض (١).

قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (١٥١)

٢٠٩ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : الوالدين رسول الله «ص» وأمير المؤمنين (٢).

قوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (١٥٣)

٢١٠ ـ العياشي عن بريد العجلي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ،) قال : تدري ما يعني بصراطي مستقيما ، قلت : لا ، قال : ولاية عليّ والأوصياء ، قال : أتدري ما يعني فاتبعوه ، قال : يعني علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، قال : وتدري ما يعني (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ،) قلت : لا ، قال : ولاية فلان وفلان والله ، قال : وتدري ما يعني (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ،) قلت : لا ، قال : يعني سبيل عليّ «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٢ ح ٢.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٢٢٠.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٨٣ ح ١٢٥.


سورة الأعراف

قوله تعالى : (قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ) (١٧)

٢١١ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن أبن محبوب عن حنان وعلي بن رئاب عن زرارة قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : يا زرارة إنّما عمد لك ولأصحابك فأمّأ الآخرون فقد فرغ عنهم (١).

قوله تعالى : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) (٢٠)

راجع تفسير آية (٣٥) من سورة البقرة الحديث (٢٧).

__________________

(١) روضة الكافي ص ١٤٥ ح ١١٨ وهذا تمام الحديث : قال : قلت له : قوله عزوجل : لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ، قال أبو جعفر : بخ بخ.


قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) (٢٨)

٢١٢ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن منصور قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) فقال : أرأيت أحدا يزعم إنّ الله أمر بالزّنا وشرب الخمور ، وشيء من المحارم ، فقلت : لا ، فقال : هما هذه الفاحشة التي يدّعون أنّ الله أمربها ، فقلت : ألله ورسوله يعلم (١) ، فقال : فإنّ هذه في أئمّة الجور ، إدّعوا إنّ الله أمر بالائتمام بقوم لم يأمر الله بهم ، فردّ الله عليهم وأخبرنا أنّهم قالوا عليه الكذب فسمّى الله ذلك عنهم فاحشة (٢).

قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (٢٩)

٢١٣ ـ عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ،) يعني ألأئمّة (٣).

قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (٣١)

٢١٤ ـ العياشي عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ،) قال : يعني الأئمّة (٤).

قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) (٣٣)

٢١٥ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن

__________________

(١) في الكافي : اعلم.

(٢) بصائر الدرجات ص ٥٤ ح ٤ وراجع اصول الكافي ١ / ٣٧٣.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ١٢.

(٤) تفسير العياشي ٢ / ١٠ ح ١٨.


الحسين بن سعيد عن أبي وهاب عن محمد بن منصور : قال : سألت عبدا صالحا عن قول الله عزوجل : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ،) قال : فقال : إنّ القرآن له ظهر وبطن ، فجميع ما حرّم الله في القرآن هو الظاهر ، والباطن من ذلك أئمّة الجور (١).

قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) (٤٣)

٢١٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن احمد بن محمد عن ابن هلال عن أبيه عن أبي السفاتج عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ،) فقال : اذا كان يوم القيامة دعي بالنّبي «ص» وبأمير المؤمنين «عليه‌السلام» وبالأئمّة من ولده «عليهم‌السلام» فينصبون للنّاس ، فإذا رأتهم شيعتهم قالوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ،) يعني هدانا الله في ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده «عليهم‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٤٦)

٢١٧ ـ بصائر الدرجات : حدّثني أبو الجوز بن المنبه عن عبد الله التميمي قال : حدّثني الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن ظريف عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سألته عن هذه الآية : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ،) فقال : يا سعد ، آل محمّد هم الأعراف ، لا يدخل الجنّة إلّا من يعرفهم ويعرفونهم ، ولا يدخل النّار إلّا من أنكرهم وأنكروه ، وهم أعراف ، لا يعرف الله الّا بسبيل معرفتهم (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ٢ واصول الكافي ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٨ ح ٣٣.

(٣) بصائر الدرجات ص ٤٩٦ ح ٤.


٢١٨ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : وقال : الصادق «عليه‌السلام» : كلّ أمّة يحاسبها إمام زمانها ، ويعرف الأئمّة أوليائهم وأعوانهم بسيماهم وهو قوله ، (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ،) فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم ، فيمرّوا الى الجنّة بلا حساب ، ويعطوا أعدائهم كتابهم بشمالهم فيمرّوا إلى النّار بلا حساب (١).

قوله تعالى : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ...) (٨٥)

٢١٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن علي عن أبن مسكان عن ميسر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت : قول الله عزوجل : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ،) قال ، فقال : يا ميسر ، إنّ الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله بنبيّه «ص» فقال : (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها)(٢).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ...) (١٠١)

٢٢٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن حسين عن محمد بن اسماعيل بن بزرج عن صالح بن عقبة عن عبد الرحمن بن محمد الجعفري عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : إنّ الله خلق الخلق ما احبّ ، وكان ما أحبّ أن خلقه من طينة الجنّة ، وخلق ما أبغض ممّا أبغض ، وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النّار ، ثمّ بعثهم في ظلال ، فقلت : وأيّ شيىء الظلال ، قال : الم تر الى ظلّ في الشمس وليس بشيىء ، ثمّ بعث الله فيهم النبيّين تدعوهم الى الإقرار بالله وهو قوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ،) ثمّ دعاهم الى الإقرار بالنبيّين فأقرّ بعضهم ، وأنكر بعضهم ، ثمّ دعاهم الى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحبّ وانكرها من بغض ، وهو قوله : (فَما كانُوا

__________________

(١) نور الثقلين ٢ / ٤٢٠ ح ١٢٦ وتفسير الصافي : ١ / ٥٨٠.

(٢) الروضة ص ٥٨ ح ٢٠.


لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ،) ثمّ قال أبو جعفر : كان التكذيب ثمّ (١).

قوله تعالى : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) (١٠٢)

٢٢١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم ، قال : كتبت الى العبد الصالح : أخبرني أني شاك ، وقد قال ابراهيم «عليه‌السلام» : ربّ أرني كيف تحي الموتى ، وأنا أحبّ أن تراني شيئا ، فكتب إليه : إنّ ابراهيم كان مؤمنا وأحبّ أن يزداد ايمانا ، وأنت شاك والشاك لاخير فيه ، فكتب إنّما الشك مالم يأت اليقين فاذا جاء اليقين لم يجز الشك وكتب : إنّ الله يقول : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ،) قال : نزلت في الشاك (٢).

٢٢٢ ـ في روضة الكافي : عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال لأبي بصير : أنّكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وأنكم لم تعدلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم حيث يقول : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا ...) (١٣٧)

٢٢٣ ـ محمد بن يعقوب «رحمه‌الله» عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» يا حفص من إصبر صبر قليلا وأمّا من جزع جزع قليلا ، الى قوله «عليه‌السلام» : ثمّ بشّر في امتّه بالأئمة

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ٣ ح ٢.

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٣٩٠.

(٣) الروضة ص ٣٥ في ح ٦.


ووصفوا بالصّبر ، فقال جلّ ثنائه : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ ،) فعند ذلك قال رسول الله «ص» : الصّبر من الايمان كالرأس من الجسد ، فشكر الله عزوجل ذلك له ، فانزل الله عزوجل : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ، وَما كانُوا يَعْرِشُونَ ،) فقال : البشرى وانتقام (١).

قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١٥٧)

٢٢٤ ـ علي بن ابراهيم بإسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (٢).

٢٢٥ ـ محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن ظريف وعلي بن محمد عن صالح بن أبي جمادي عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن صالح عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : أنّ أبا جعفر قرأ اللوح الّذي أهداه الله إلى رسول الله الّذي فيه أسم النّبي وأسامي الأئمّة وأكمل ذلك بأبنه م ح م د ، رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ، فيذّل أوليائه في زمانه ويتهادى رؤسهم كما يتهادى رؤس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الارض بدمائهم ويغشوا الويل والرنّة في شأنهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء هندس ، وبهم اكشف الزلازل ، وأرفع الإصار والأغلال ، (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(٣).

قوله تعالى : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (١٥٩)

__________________

(١) اصول الكافي ج ٢ ص ٨٨ ح ٢ واية «وجعلنا منهم» في سورة السجدة / آية ٢٤.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٢٤٢.

(٣) نور الثقلين ج ٢ ص ٨٣ ـ البقرة / ١٥٧ وراجع العيون : ١ / ٤٤ واكمال الدين : ص ٣٠٤.


٢٢٦ ـ العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إذا قام قائم آل محمّد «عليه‌السلام» استخرج من ظهر الكوفة (من ظهر الكعبة) سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى الّذين يقضون بالحقّ وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ويوشع وصيّ موسى ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسي وأبو دجانة الأنصاري ومالك الأشتر (١).

قوله تعالى : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١٦٠)

٢٢٧ ـ في اصول الكافي : بعض أصحابنا عن محمد بن أبي عبد الله عن عبد الوهاب بن بشر عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر «ع» قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ،) قال : إنّ الله أعظم واعزّ وأجلّ وأمنع من أن يظلم ولكنّه خلطّنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته ، حيث يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا)(٢).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (١٧٢)

٢٢٨ ـ محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : لمّا أراد الله أن يخلق الخلق نشرهم بين يديه فقال لهم : من ربّكم ، فأوّل من نطق رسول الله وأمير المؤمنين وألأئمّة «عليهم‌السلام» فقالوا : أنت ربّنا فحملهم الدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسؤلون ، ثمّ قال لبني ادم : أقرّوا لله بالربوبيّة ولهؤلاء النفر بالولاية والطّاعة ، فقالوا : ربّنا أقررنا ، فقال للملائكة : أشهدوا ،

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٥.


فقالت الملائكة : شهدنا قال : على أن لا يقولوا غدا إنّا كنّا عن هذا غافلين أو يقولوا إنّما أشرك آبائنا من قبل وكنّا ذريّة من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق (١).

٢٢٩ ـ الشيخ في الامالي بإسناده الى جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه «عليهم‌السلام» ، أنّ رسول الله «ص» قال : لعليّ : أنت الّذي احتجّ الله بك في إبتداء الخلق حيث أقامهم أشباحا ، فقال لهم : ألست بربّكم؟ قالوا : بلى ، ومحمّد رسولي؟ قالوا : بلى ، وعليّ أمير المؤمنين؟ وأبى الخلق جميعا إستكبارا وعتوّا عن ولايتك أن يقرّ إلّا قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين (٢).

قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ...) (١٨٧)

٢٣٠ ـ عيون أخبار الرضا : عن الرضا «عليه‌السلام» قال : ولقد حدّثني أبي عن أبيه عن آبائه عن عليّ «عليهم‌السلام» : إنّ النّبي «ص» قيل له : يا رسول الله متى القائم من ذريّتك ، فقال : مثله مثل السّاعة لا يجلّيها لوقتها إلّا هو ثقلت في السّموات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة (٣).

قوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (١٩٨)

٢٣١ ـ روضة الكافي عن عليّ بن محمد عن علي بن العباس عن عليّ بن

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٨١ وأصول الكافي ١ / ١٣٣ في ح ٧ باب العرش والكرسي.

(٢) نور الثقلين ٢ / ٩٧ وكشف اليقين ١١ / عن محمد بن العباس وامالي الطوسي ص ١٤٦ والبحار ٢٦ / ٢٧٢ ح ١٢.

(٣) نور الثقلين ج ١ ص ١٠٧ والعيون ج ٢ ص ٢٦٩.


حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ،) يعني قبض محمّد «ص» وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) (٢٠٦)

٢٣٢ ـ في تفسير علي بن ابراهيم ، (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ ،) بعض الأنبياء والرسل والأئمّة «عليهم‌السلام» (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)(٢).

__________________

(١) الروضة ص ٣٨٠ في ح ٥٧٤ والعيون ج ٢ ص ٢٦٩.

(٢) نور الثقلين ج ٢ ص ١١٦ وتفسير القمي ج ١ ص ٢٥٤.



سورة الأنفال

قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ، قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١)

٢٣٣ ـ الكافي : علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن شعيب عن أبي الصباح قال : قال لي أبو عبد الله «عليه‌السلام» : نحن قوم فرض الله طاعتنا ولنا الأنفال ولنا صفو المال (١).

٢٣٤ ـ وأيضا روى محمد بن يعقوب بإسناده عن سيف بن عمير عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله : نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الأنفال ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الّذين قال الله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(٢).

قوله تعالى : (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) (٧)

__________________

(١) اصول الكافي ١ / ٥٤٦ ح ١٧.

(٢) اصول الكافي ١ / ١٨٦ ح ٦ والاية في سورة النساء / ٥٤.


٢٣٥ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : وأمّا قوله : (يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ،) يعني يحقّ حقّ آل محمّد ، وأمّا قوله : بكلماته ، كلماته في الباطن عليّ ، هو كلماته ، وأمّا قوله : (يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ،) فهم بنو أميّة ، هم الكافرون ، يقطع الله دابرهم ، وأمّا قوله : ويبطل الباطل ، يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني أميّة ، وذلك (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)(١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ...) (٢٤)

٢٣٦ ـ محمد بن يعقوب بإسناده الى أبي الربيع الشامي ، قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ،) قال : نزلت في ولاية عليّ (٢).

قوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢٥)

٢٣٧ ـ العياشي عن عبد الرحمن بن سالم عنه في قوله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ،) قال : أصابت النّاس فتنة بعد ما قبض نبيّها حتّى تركوا عليّا وبايعوا غيره ، وهي الفتنة التي فتنوا فيها وقد أمرهم رسول الله «ص» بإتّباع علي والأوصياء من آل محمّد (٣).

قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) (٣٠)

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٥٠.

(٢) الروضة ص ١٤٨ ح ٣٤٩.

(٣) مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٣٠ ط دار المعرفة وتفسير العياشي : ٢ / ٥٣.


أقول : هذه الآية راجعة الى هجرة رسول الله «ص» وقد مضت هذه القصة في تفسير آية ٢٠٧ من سورة البقرة.

قوله تعالى : (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٣٢)

٢٣٨ ـ في مجمع البيان بإسناده الى سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه «عليهم‌السلام» قال : لمّا نصب رسول الله «ص» عليّا يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، نشر ذلك في البلاد ، فقدم على النّبي «ص» النعمان بن الحارث الفهرى ، فقال : أمرتنا من الله أن نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصلاة والزكاة فقبلنا ، ثمّ لم ترض ، حتّى نصبت هذا الغلام ، فقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيىء منك أو أمر من عند الله ، فقال : والله الّذي لا إله إلّا هو هذا من الله ، فولّى النعمان بن الحارث وهو يقول : وإذ قالوا أللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجارة من السّماء ، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله (١).

قوله تعالى : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) (٣٩)

٢٣٩ ـ مجمع البيان : روى زرارة وغيره عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لم يحقّ تأويل هذه الآية ، ولو قد قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغن دين محمّد «ص» ما بلغ الليل حتّى لا يكون الشرك على ظهر الأرض كما قال الله تعالى (٢).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (٦٢)

__________________

(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٣٠ ط دار المعرفة.

(٢) مجمع البيان ج ٤ ص ٨٣٤ طبعة دار المعرفة.


٢٤٠ ـ في تاريخ بغداد : روى عيسى بن محمد البغدادي عن الحسين بن ابراهيم عن حميد الطويل عن أنس قال : قال رسول الله «ص» لمّا عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوب : لا إله إلّا الله ، أيّدته بعليّ ، نصرته بعليّ ، وذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ،) يعني علي بن أبي طالب ، وروى هذا المعنى السمعاني في فضائل الصحابة وأبو نعيم في حلية الأولياء (١).

قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) (٧٥)

٢٤١ ـ علل الشرايع بإسناده الى عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : ما عنى الله عزوجل بقوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) قال : نزلت هذه الآية في النّبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة «عليهم‌السلام» فلمّا قبض الله عزوجل نبيّه كان أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين ، ثمّ وقع تأويل هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ،) وكان علي بن الحسين «عليه‌السلام» ثمّ جرت في الأئمّة من ولده الأوصياء «ع» فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزوجل (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٩٢.

(٢) العلل ص ٢٠٥.


سورة التوبة

قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (٢)

٢٤٢ ـ العياشي عن جابر عن جعفر بن محمد وأبي جعفر في قول الله : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ،) قال : خروج القائم وأذان دعوته الى نفسه (١).

قوله تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ...) (١٢)

٢٤٣ ـ الشيخ في اماليه بإسناده الى أبي عثمان البجليّ مؤذن بني اقصى ، قال بكير : اذّن لنا أربعين سنة ، قال : سمعت عليا يقول : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ،) ثمّ حلف حين قرأها أنّه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتّى اليوم ، قال بكير : فسألت عنها أبا

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٧ ح ١٥.


جعفر «عليه‌السلام» فقال : صدق الشيخ هكذا قال عليّ هكذا كان (١).

قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) (١٩)

٢٤٤ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي بصير عن أحدهما في هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ، نزلت في حمزة وعليّ وجعفر وعباس وشيبة إنّهم فخروا بالسقاية والحجابة فانزل الله عزوجل : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ)(٢).

قوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٣٢)

٢٤٥ ـ العياشي عن احمد بن محمد قال : وقف عليّ أبو الحسن الثاني «ع» في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته : يا أحمد ، قلت : لبّيك ، قال : انّه لمّا قبض رسول الله «ص» جهد الناس على إطفاء نور الله فأبى الله إلّا أن يتّم نوره بأمير المؤمنين (٣).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٣٣)

٢٤٦ ـ في كتاب اكمال الدين بإسناده الى أبى بصير قال : قال أبو عبد الله «ع» : والله ما نزل تأويل هذه الآية بعد ، ولا ينزل تأويلها حتّى يخرج القائم ، فاذا خرج القائم

__________________

(١) امالي الشيخ ج ١ / ١٣١.

(٢) الروضة ص ٢٠٣ ح ٢٤٥.

(٣) نور الثقلين ج ٢ ص ٢١١ ح ١٢٠ عن العياشي.


لم يبق كافر بالله العظيم ، ولا مشرك بالإمام إلّا كره خروجه حتّى لو كان كافر او مشرك في بطن صخرة لقالت : يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله (١). وروى في نور الثقلين احاديث اخر بهذا المعنى.

قوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ...) (٣٦)

٢٤٧ ـ الشيخ في كتابه الغيبة : روى عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر «ع» من تأويل قول الله عزوجل : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ، قال : فتنفّس سيّدي الصعداء فقال : يا جابر أمّا السنة فهو جدّي رسول الله «ص» وشهورها إثنى عشر إماما ، حجج الله على خلقه ، وأمناؤه على وحيه ، والاربعة الحرم ، الّذين هم الّدين القيّم ، أربعة منهم يخرجون باسم ، عليّ أمير المؤمنين ، وأبي علي بن الحسين ، وعليّ بن موسى ، وعلي بن محمّد ، فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيّم ، فلا تظلموا فيهن أنفسكم ، أي قولوا بهم جميعا تهتدوا (٢).

قوله تعالى : (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا ..... وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) (٥٥)

٢٤٨ ـ محمد بن يعقوب في روضة الكافي عن أبي علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبّار عن الحسن بن علي بن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن أبن أبي أميّة

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٢١١ واكمال الدين ص ٦٢٨.

(٢) تفسير البرهان ج ٢ ص ١٢٣ وفي هذا المعنى راجع الكافي ج ١ ص ٣٤٢ وغيبة الطوسي ص ١٠٤.


يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، انّه قال في حديث : والله لو أنّ رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله عزوجل بغير ولايتنا أهل البيت القيه وهو عنه غير راض او ساخط عليه ، ثمّ قال : وذلك قول الله عزوجل وتلا الآيتين الى قوله : وهم كافرون ، ثمّ قال : وكذلك الإيمان لا يضرّ معه العمل ، وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل (١).

قوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (١٠٥)

٢٤٩ ـ في الكافي : علي بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : سمعته يقول : ما لكم تسيئون رسول الله ، فقال له الرجل : كيف نسوئه ، فقال : أما تعلمون إنّ أعمالكم تعرض عليه : فاذا رأى فيها معصية سائه ذلك ، فلا تسوؤا رسول الله وسرّوه (٢).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠٩)

٢٥٠ ـ الشيخ الطوسى «ره» في أماليه بإسناده الى حبش بن المعمر قال :

دخلت علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله ، كيف أمسيت ، قال : أمسيت محبّا لمحبّنا ، ومبغضا لمبغضنا ، وأمسى محبّنا مغبطا برحمة من الله كان ينتظرها ، وأمسى عدوّنا يوسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد إنهار في نار جهنّم (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (١١٩)

__________________

(١) الروضة ص ١٠٧ في ح ٨٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢١٩ ح ٢ وراجع سعد السعود ص ٩٧.

(٣) امالي الشيخ ج ١ ص ١١٢.


٢٥١ ـ العياشي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال قلت : أصلحك الله أيّ شيء إذا أنا عملته إستكملت حقيقة الايمان ، قال : توالى أولياء الله ، محمّد رسول الله ، وعليّ والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ثمّ أنتهي الأمر إلينا ، ثمّ إبني جعفر واومأ إلى جعفر وهو جالس ، فمن وإلى هؤلاء فقد والى أولياء الله ، وكان مع الصادقين كما أمر الله (١).

٢٥٢ ـ محمد بن يعقوب بإسناده روى عن جابر عن أبي جعفر في قوله عزوجل : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، قال : إيّانا عنى (٢).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٦ في حديث ١٥٥.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٠٨ ح ١.



سورة يونس

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٥)

٢٥٣ ـ في روضة الكافي : علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : فضرب مثل محمّد «ص» الشمس ومثل الوصيّ القمر ، وهو قول الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً)(١).

قوله تعالى : (قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) (١٥)

٢٥٤ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : حدّثني الحسن بن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) ، يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ ، يعني في

__________________

(١) الروضة ص ٣٠٨ في حديث ٥٧٤.


عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) (٢٤)

٢٥٥ ـ في اكمال الدين : حدّثنا أبو الحسن علي بن احمد بن موسى بن ابراهيم عن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قال : وجدت في كتاب أبي «رضي الله عنه» قال : حدّثنا محمد بن احمد العلوان عن أبيه عن الحسين (خ ل) الحسن ، بن علي الطبرسي عن أبي جعفر محمد بن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال : سمعت أبي يقول : سمعت جدّي علي بن ابراهيم يقول : قال لي صاحب الزمان : يا بن مهزيار كيف خلّفت إخوانك في العراق ، قلت : في ضنك عيش وهناة ، قد تواترت عليهم سيوف بني شليصيان ، فقال : قاتلهم الله أنىّ يؤفكون ، كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم ، وأخذهم ربّهم ليلا ونهارا ، قلت : متى يكون ذلك يا بن رسول الله ، قال : اذا حيل بينكم وبين الكعبة بأقوام لا خلاق لهم ، والله ورسوله منهم برآء ، وظهرت الحمرة في السّماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين ، يتلألأ نورا ، ويخرج الشروسي من أرمنية آذربايجان يريدون الجبل الأسود الملاحم الجبل الاحمر لزيق جبال طالقان ، فيكون بينه وبين المروزي وقعة سليمانية ، يشيب فيه الصغير ، ويهرم منه الكبير ، ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه الى الزوراء فلا يلبث يها حتى يوافي ماهان ، ثمّ يوافي واسط العراق ، فيقيم بها سنة أو دونها ثمّ يخرج الى الكوفان فتكون بينهم وقعة من النجف الى الحيرة الى الغريّ ، وقعة شديدة ، ثمّ تذهل منه العقول ، فعندها يكون بوار الفئتين ، وعلى الله حصاد الباقين ثمّ تلا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ،) فقلت : سيّدي يا بن رسول الله فما

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٣١٠.


الأمر ، قال : واقتربت السّاعة وانشقّ القمر (١).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٣٥)

٢٥٦ ـ في روضة الكافي : أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبّار عن أبن فضّال والحجال جميعا عن ثعلبة عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري ، قال : قلت لابي عبد الله «عليه‌السلام» : يوبخنا ويكذبونا إنا نقول : إنّ صيحتين تكونان ، يقولون : من أين تعرف المحقّة من المبطلة اذا كانتا ، قال : فماذا تردّون عليهم ، قلت : ما نردّ عليهم شيئا ، قال : قولوا : يصدّق لها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل ، إنّ الله عزوجل يقول : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(٢).

٢٥٧ ـ في عيون الأخبار : وصف الأئمّة قال الرضا «عليه‌السلام» : إنّ الأنبياء والأئمّة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق كلّ علم أهل زمانه في قوله عزوجل : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(٣).

قوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٤٧)

٢٥٨ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سألت عن تفسير هذه الآية : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ،

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٢٩٩ ح ٤١ ، واكمال الدين ص ٤٣٧ في أثناء الحديث.

(٢) الروضة ص ٢٠٨ ح ٢٥٢.

(٣) نور الثقلين ج ٢ ص ٣٠٣ ح ٦ والعيون ج ١ ص ٢٢١ ح ١.


قال : تفسيره في الباطن ، إنّ لكلّ قرن من هذه الأمّة رسولا من آل محمّد يخرج الى القرن الّذي هو إليهم رسول وهم الأولياء وهم الرسل ، وأمّا قوله : (فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ،) وانّه معناه : ان رسل الله يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله (١).

قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ ...) (٥٤)

٢٥٩ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : ولو أنّ لكلّ نفس ظلمت (آل محمّد صلوات الله عليهم حقّهم) ما في الأرض لأفتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة (٢).

قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) (٦٤)

٢٦٠ ـ الكافي : عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر «عليه‌السلام» انّه قال : في قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ،) الامام يبشّرهم بقيام القائم ، وبظهوره ، وبقتل أعدائهم ، والنجاة في الآخرة والورود على محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الصادقين على الحوض (٣).

أقول : في أحاديث كثيرة ورد ، بأن البشيرى في الحياة الدنيا هي أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» والأئمّة «عليهم‌السلام» يحضرون المؤمن عند خروج روحه ويبشرونه فيموت مستبشرا (٤).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢٣ ح ٢٣.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٣١٣.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٩ في ح ٨٣.

(٤) وروى الشيخ في اماليه حضور الامام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في حال الإحتضار عند وليّه وعدوّه في حديث الحارث الحمداني.


قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) (٨٧)

٢٦١ ـ علل الشرايع بإسناده الى أبي رافع قال : انّ رسول الله «ص» خطب النّاس فقال : يا أيّها النّاس إنّ الله عزوجل أمر موسى وهارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا ، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ، ولا يقرب فيه النساء ، إلّا هارون ، وإنّ عليا منّي بمنزلة هارون من موسى فلا يحلّ لأحد أن يقرب النساء في مسجدي ، ولا يبيت فيه جنبا إلّا عليّ وذريته ، فمن ساءه ذلك فهاهنا وضرب بيده نحو الشام (١).

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٣١٥ ، والعلل ج ١ ص ٢٠٢ ح ٢.



سورة هود

قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٥)

٢٦٢ ـ في تفسير القمي في رواية أبي جارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ،) فهو علي بن أبي طالب «ع» وقوله عزوجل : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ،) قال : الدخان والصيحة ، قوله عزوجل : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ،) يقول : يكتمون ما في صدورهم من بغض عليّ ، وقال رسول الله «ص» : إنّ آية المنافقين بغض عليّ ، وكان قوم يظهرون المودّة لعليّ عند النّبي ويسرّون بغضه ، فقال جلّ ذكره : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ ،) فانه كان اذا حدّث بشيء من فضائل علي «ع» أو تلا عليهم بما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثمّ


قاموا ، يقول الله عزوجل : (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(١).

قوله تعالى : (... وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ...) (٧)

٢٦٣ ـ الشيخ الصدوق في كتاب التوحيد ، قال : حدّثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدّمقاتي «رحمه‌الله» قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن اسماعيل البرمكي قال : حدّثنا جذعان بن نصر أبو نصر الكندي قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدمي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن كثير عن داود الرقي قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ،) فقال لي : ما يقولون ، قلت : يقولون : إنّ العرش كان على الماء والربّ فوقه ، فقال : كذبوا ، من زعم هذا فقد صيّر الله محمولا ، ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أنّ الشيء الّذي يحمله أقوى منه ، قلت : بيّن لي جعلت فداك ، فقال : إنّ الله عزوجل حمل علمه ودينه الماء قبل أن يكون السّماء والأرض أو إنس أو جنّ ، أو شمس أو قمر ، فلمّا اراد أن يخلق رسول الله وأمير المؤمنين والأئمّة «صلوات الله عليهم» ، فقالوا : أنت ربّنا ، فحملهم العلم والدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني ، وأمنائي في خلقي ، وهم المسئولون ، ثمّ قيل لبني آدم : أقرّوا لله بالربوبيّة ، ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا : نعم ، ربّنا أقررنا ، فقال للملائكة : إشهدوا ، فقالت الملائكة : شهدنا على أن يقولوا : إنّا كنّا عن هذا غافلين ، أو يقولوا إنّما أشرك آبائنا من قبل وكنّا ذرّية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، إنّ ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٣٢١.

(٢) نور الثقلين ج ٢ ص ٣٣٧ واعتقادات ص ٧٥ ـ كتاب التوحيد ص ٣٣٤ وأيضا روى في الكافي : ١ / ١٣٣ في باب العرش والكرسي هذا الحديث بإسناده عن داود الرقي عن أبي عبد الله «ع».


قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) (٨)

٢٦٤ ـ تفسير العياشي عن عبد الأعلى الحلبي ، قال : قال أبو جعفر «ع» : أصحاب القائم الثلاثمأة والبضعة عشر رجلا ، هم والله لأمّة المعدودة الّتي قال الله في كتابه : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ،) قال : يجتمعون له في ساعة واحدة كقزع الخريف (١).

٢٦٥ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن منصور بن يونس عن اسماعيل بن جابر عن أبي خالد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ،) يعني أصحاب القائم الثلاثمأة والبضعة عشر رجلا ، قال : هم والله الأمّة المعدودة ، قال : يجتمعون والله في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف (٢).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ...) (١٧)

٢٦٦ ـ بصائر الدرجات : محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي جارود عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين : والله ما نزلت آية في كتاب الله ليلا أو نهارا إلّا وقد علمت فبمن أنزلت ، ولا مرّ على رأسه المواسي إلّا وقد أنزلت عليه آية من كتاب الله تسوق إلى الجنّة أو إلى النّار ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، الآية التي نزلت فيك ، قال له : أما سمعت الله يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ،) فرسول الله على بيّنة من ربّه وأنا شاهد له فيه وأتلوه معه (٣).

أقول : والأحاديث متعدّدة بهذا المعنى.

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٠.

(٢) الروضة ص ٣١٣ ح ٤٨٧.

(٣) بصائر الدرجات ص ١٣٣.


قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ ...) (١٨)

٢٦٧ ـ في مناقب أبن شهر آشوب : عن الباقر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ ،) قال : نحن الأشهاد (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٣)

٢٦٨ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي أسامة زيد الشهام عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : أن عندنا رجلا يسمى كليبا فلا يخرج منكم حديث ولا شيء إلّا قال : أنا أسلم فسمّيناه كليب تسليم ، قال : فترحم عليه ، قال : أتدرون ما التّسليم ، فسكتنا ، فقال : هو والله ألإخبات في قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وأخبتوا الى ربهم (٢).

قوله تعالى : (ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (٤١)

٢٦٩ ـ في عيون الأخبار بإسناده إلى الرضا «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها زخّ في النّار (٣).

٢٧٠ ـ في الخصال : قال أمير المؤمنين : وأمّا الثاني عشر فأنّي سمعت رسول الله «ص» يقول : يا علي مثلك في أمّتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ١٧٩.

(٢) البرهان ٢ / ٢١٦ وتفسير العياشي ٢ / ١٤٣ وبصائر الدرجات ص ٥٤٥ ح ٢٨.

(٣) العيون ص ١٨٦ وقد مرّ في تأويل الآية ٥٨ من سورة البقرة والبحار ج ٣٨ ص ١١٢.


تخلّف عنها غرق (١).

قوله تعالى : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ...) (٨٦)

٢٧١ ـ الكافي : الحسين بن محمد عن معّلى بن محمد عن عليّ بن اسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال : لمّا حمل أبو جعفر «ع» الى الشام الى هشام بن عبد الملك فصار ببابه ، قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أميّة : إذا رأيتموني قد وبّخت محمد بن علي ثمّ رأيتموني قد سكتّ فليقبل عليه كلّ رجل فليوبّخوه ، ثمّ أمر أن يؤذن له ، فلمّا دخل عليه أبو جعفر «عليه‌السلام» قال بيده : السّلام عليكم فعمّهم جميعا بالسلام ، ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذنه ، فأقبل يوبخه ويقول فيما يقول له : يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شقّ عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم إنّه الامام سفها وقلّة علم ، وأبخّه بما أراد ان يوبخه ، فلمّا سكت أقبل اليه القوم رجل بعد رجل يوبخه ، حتّى انقضى آخرهم ، فلمّا سكت القوم نهض عليه‌السلام قائما ثمّ قال : أيّها النّاس أين تذهبون وأين يراد بكم ، بنا هدى الله أوّلكم ، وبنا ختم آخركم ، فأن يك لهم ملك معجل فإنّ لنا ملك مؤجل ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنّا أهل العاقبة ، والعاقبة للمتقين ، فأمر به الى الحبس ، فلمّا صار الى الحبس تكلّم فلم يبق في الحبس رجل إلّا ترشفه وحنّ اليه ، فجاء صاحب الحبس الى هشام فقال له : يا أمير المؤمنين أنّي خائف من أهل الشام أن يحولوا بينك وبين مجلسك هذا ، ثمّ اخبره بخبره ، فأمر به فحمله على البريد هو وأصحابه ليردّوا الى المدينة ، وأمر أن لا يخرج لهم الأسواق وحال بينهم وبين الطعام والشراب ، فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما ولا شرابا حتّى أنتهوا مدين فأغلق باب المدينة دونهم ، فشكى أصحابه الجوع والعطش ، قال : فصعد

__________________

(١) الخصال ص ٥٧٣.


جبلا يشرف عليهم فقال بأعلى صوته : يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقيّة الله ، يقول الله : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ،) قال : وكان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم : يا قوم هذه والله دعوة شعيب النّبي ، والله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق ، لتؤخذن من فوقكم ومن تحت أرجلكم ، فصدّقوني في هذه المرّة وأطيعوني وكذّبوني فيما تستأنفون فإني ناصح لكم ، فبادروا فأخرجوا محمد بن علي «عليه‌السلام» وأصحابه بالأسواق ، فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث اليه فحمله فلم يدر ما صنع به (١).

٢٧٢ ـ في كتاب اكمال الدين بإسناده الى محمد بن مسلم الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي «عليه‌السلام» حديث فيه : فإذا خرج (أي حجة بن الحسن) اسند ظهره الى الكعبة واجتمع اليه ثلاثمأة وثلاثة عشر رجلا فأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ،) ثمّ يقول : أنا بقيّة الله وخليفته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم إلّا قال : ألسّلام عليك يا بقيّة الله في أرضه (٢).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٧١ ح ٥.

(٢) نور الثقلين ج ٢ ص ٣٩٢ ح ١٩ واكمال الدين ص ٣٢٢.


سورة يوسف

قوله تعالى : (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) (٦٦)

٢٧٣ ـ سئل ابن عباس عن الموثق أخذه يعقوب على أولاده ، فقال : قال لهم : معشر أولادي ان جئتموني بولدي وإلّا فأنتم براء من النّبي الّذي يكون في آخر الزمان ، له أمّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، أهل كلمة عظيمة ، أعظم من السّموات والأرض ، لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ وليّ الله ، صاحب الناقة والقضيب ، الّذي سمّاه الله الحبيب ، ذو الوجه الأقمر ، والجبين الأزهر ، والحوض الكوثر ، والمقام المشهود ، له أبن عم يسمّى حيدر ، زوج إبنته ، وخليفته على قومه علي بن أبي طالب ، تأتونه وهو معرض عنكم بوجهه يوم القيامة ، إن خنتموني في ولدي ، قالوا : نعم ، قال : (فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(١).

قوله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١٠٨)

٢٧٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٢٧٥ ومجمع البيان ج ٥ / ٣٧٩ ط بيروت ـ دار المعرفة.


القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيدي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تبارك وتعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ،) قال : يعني عليّ اوّل من إتّبعه علي الايمان والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل من الأمّة الّتي بعث فيها وإليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط ، ولم يلبس إيمانه بظلم ، وهو الشرك (١).

__________________

(١) الكافي ج ٥ ص ١١٤ في ح ١ باب من يجب عليه الجهاد.


سورة الرّعد

قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٧)

٢٧٥ ـ قال شيخنا الطوسي «رحمه‌الله» : حدّثنا احمد بن اسماعيل ، قال : حدّثنا محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن موسى بن مسلم عن مسعدة قال : كنت عند الصادق «عليه‌السلام» إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على عصا فسلّم ، فردّ عليه أبو عبد الله الجواب ، ثمّ قال : يا بن رسول الله ناولني يدك لأقبّلها ، فأعطاها فقبّلها ثمّ بكى ، ثمّ قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : ما يبكيك يا شيخ ، فقال : جعلت فداك ، اقمت على قائمكم منذ مأة سنة ، أقول : هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبر سنّي ودقّ عظمي ، واقترب اجلي ، ولا أرى فيكم ما أحبّ ، أراكم مقتولين مشرّدين ، وأرى أعدائكم يطيرون بالأجنحة وكيف لا أبكي ، فدمعت عينا أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، ثمّ قال : يا شيخ إن أبقاك الله حتّى ترى قائمنا كنت في المقام الأعلى وإن حلّت بك المنيّة ، جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد ، ونحن ثقله ، فقال «ص» : انّي مخلّف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل


بيتي ، فقال الشيخ : لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر ، ثمّ قال : يا شيخ أعلم إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن العسكري والحسن يخرج من صلب عليّ وعليّ يخرج من صلب محمّد ، ومحمّد يخرج من صلب عليّ ، وعليّ يخرج من صلب موسى أبني ، وأشار الى إبنه موسى ، وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلّنا معصومون ، فقال الشيخ : يا سيّدي بعضكم أفضل من بعض ، فقال : لا ، نحن في الفضل سواء ولكن بعضنا أعلم من بعض ، ثمّ قال : يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج قآئمنا ، ألا إنّ شيعتنا يقعون في الفتنة ، وحيرة في غيبته ، هناك يثبت الله على هذا المخلصين ، أللهمّ أعنهم على ذلك (١).

أقول : الأحاديث الكثيرة تدل بأن رسول الله «ص» هو المنذر وعليّ والأئمّة هم الهادون «صلوات الله عليهم أجمعين».

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) (٢١)

٢٧٦ ـ أبن شهر آشوب عن محمد بن فضيل عن موسى بن جعفر «ع» في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ،) قال : هي رحم آل محمّد «ص» (٢).

٢٧٧ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن أبن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : نحن صبّر وشيعتنا أصبرنّا ، لأنّا صبرنا بعلم وصبروا بمالا يعلمون (٣).

قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (٢٩)

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١ وراجع امالي الشيخ ص ١٦٣ والبحار ٦٨ / ٢٢ وسعد السعود ص ٩٩.

(٢) المناقب ج ٢ ص ١٦٨ ط ايران ـ قم.

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٦٥ وراجع كتاب سعد السعود لابن طاوس ص ٩٩.


٢٧٨ ـ العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» عن أبيه عن آبائه «عليهم‌السلام» قال : بينا رسول الله جالس ذات يوم إذ دخلت عليه أمّ أيمن في ملحفها شيء ، فقال لها رسول الله «ص» : يا أمّ أيمن أيّ شيء في ملحفتك ، فقالت يا رسول الله : فلانة بنت فلان عقدوها ونثروا عليها ، فأخذت من نثارها شيئا ، ثمّ إنّ أمّ أيمن بكت ، فقال لها رسول الله : لا تبكين فو الذي بعثني بالحقّ نبيّا وبشيرا ونذيرا ، لقد شهد إملاك فاطمة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في الوف من الملائكة ولقد أمر الله طوبى فنشرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرّها وزبرجدها فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرّها وزبرجدها وياقوتها وعطرها ، فأخذوا منها حتى ما أدروا ما يصنعون به وقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة وهي في دار علي بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) (٣٨)

٢٧٩ ـ محمد بن يعقوب عن سهل عن الحسن بن علي عن عبد الله بن الوليد الكندي قال : دخلنا على أبي عبد الله «عليه‌السلام» في زمن مروان ، فقال : من أنتم ، فقلنا من أهل الكوفة ، فقال : ما من بلدة من البلدان أكثر محبّا لنا من أهل الكوفة ولا سيّما هذه العصابة إنّ الله عزوجل ذكره هداكم لأمر جهله النّاس ، وأحببتمونا وخالفنا النّاس ، وصدّقتمونا وكذّبنا النّاس ، فأحياكم الله محيانا ، وأماتكم مماتنا ، فأشهد علي بن أبي طالب أنّه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقر الله به عينه ، وأن يغبط إلّا ان تبلغ نفسه هذه واشار بيده الى حلقه ، وقد قال الله عزوجل : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً ،) فنحن ذريّة رسول الله (٢).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢١١ وراجع سعد السعود ص ١٠٩.

(٢) روضة الكافي ص ٨١ ح ٣٨.


قوله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣٩)

٢٨٠ ـ العياشي : زراره عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : كان علي بن الحسين يقول : لو لا آية في كتاب الله لحدثتكم بما كان وبما يكون الى يوم القيامة ، فقلت : وأيّة آية ، فقال : قال الله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)(١). قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣).

أقول : ورد في روايات كثيرة : أنّ من عنده علم الكتاب أمير المؤمنين «ع» ويشهد بذلك قول رسول الله «ص» : أنا مدينة العلم وعليّ بابها.

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢١٥.


سورة إبراهيم

قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١٨)

٢٨١ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن علاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : كل من دان بعبادة من يجهل فيها نفسه ولا امام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شان لأعماله ومثله مثل الشاة ضلّت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبه وجائية يومها ، فلمّا جنّها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها فحنّت اليها وانحسرت بها فباتت في مربضها ، فلمّا أن ساقي الراعي قطيعها ذكرت راعيها وقطيعها ، فظلت متحيّرة تطلب راعيها فبصرت بغنم مع راعيها ، فحنّت اليها ، واغرت بها فصاح بها الراعي : الحقي براعيك وقطيعك وأنك تائهة متحيّرة من راعيك وقطيعك ، فحنّت ذعرة متحيرة نادمة ، لا راعي لها يرشدها الى مرعاها ويردّها ، فبينما هي كذلك اذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها ، وكذلك والله يا محمّد ، من أصبح من هذه الأمّة لا إمام له من الله عزوجل ظاهرا عادلا


أصبح ضآلّا تائها ، فإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق ، واعلم يا محمّد ، إنّ أئمة الجور وأتباعهم المعزولون عن دين الله ، قد ضلّوا وأضلّوا فأعمالهم التي يعملونها ، كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون ممّا كسبوا على شيء ذلك هو الضّلال البعيد (١).

قوله تعالى : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ، فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ...) (٢٢)

٢٨٢ ـ العياشي عن حريز عن من ذكره عن أبي جعفر في قول الله : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) ، قال : هو الثاني ، وليس في القرآن : وقال الشّيطان الّا وهو الثاني (٢).

٢٨٣ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» يبيّن مثل مخاصمة إبليس مع زفر في بغيه على عليّ «عليه‌السلام» (٣).

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ...) (٢٥)

٢٨٤ ـ الكافي : عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) ، قال : فقال ، رسول الله «ص» أصلها ، وأمير المؤمنين فرعها ، والأئمّة من ذريّاتهما أغصانها ، وعلم الأئمّة ثمرها ، وشيعتهم

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٨٣.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٢٣.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٢٣.


المؤمنون ورقها ، هل فيها فصل ، قال : قلت : لا والله ، قال : والله إنّ المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها ، وإنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقه منها (١).

وفي رواية جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» مثله الّا زاد : وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله «عليها‌السلام».

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (٢٨)

٢٨٥ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن الحرث البصري قال : سألت أبا جعفر عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) ، قال : ما تقولون في ذلك ، قلت : هم الافجران ، بنو أميّة وبنو مغيرة ، قال : ثمّ قال : هما والله القريش قاطبة إنّ الله تبارك وتعالى خاطب نبيّه فقال : إني فضلت قريشا على العرب وأنعمت عليهم نعمتي ، وبعثت إليهم رسولي ، فبدّلوا نعمتي كفرا وأحلّوا قومهم دار البوار (٢).

قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ...) (٣٦)

٢٨٦ ـ الشيخ في اماليه بإسناده الى عمر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله «ع» : يا بن يزيد أنت والله منّا أهل البيت ، قلت : جعلت فداك من آل محمّد ، قال : أي من أنفسهم يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عزوجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ،) أما تقرأ قول الله عزوجل : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٣).

__________________

(١) اصول الكافي ١ / ٤٢٨.

(٢) الروضة ص ١٠٣ ح ٧٧.

(٣) امالي الشيخ ١ / ٤٤ وراجع تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٧ ح ٦١.



سورة الحجر

قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٢)

٢٨٧ ـ سعد بن عبد الله بإسناده الى جابر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله «ع» قال أمير المؤمنين في قول الله عزوجل : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ،) قال : هو اذا خرجت أنا وشيعتي ، وأخرج عثمان وشيعته وثقل بني أميّة فعندها ، (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩)

٢٨٨ ـ قال أبن شهر آشوب : تفسير وكيع بن الجراح ويوسف القطان واسماعيل السري وسفيان الثوري أنّه قال الحارث : سألت أمير المؤمنين «عليه‌السلام» عن هذه الآية ، قال والله نحن اهل الذّكر ، نحن أهل العلم ، نحن معدن التأويل التنزيل (٢).

قوله تعالى : (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٥) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٦٣) إِلى يَوْمِ

__________________

(١) البرهان ٢ / ٣٢٥.

(٢) نور الثقلين ٣ / ٤.


الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (٣٨)

٢٨٩ ـ وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمّار قال : سألت أبا عبد الله «ع» عن قول إبليس ، ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، قال له وهب : جعلت فداك أيّ يوم هو ، قال : يا وهب أتحسب أنّه يوم يبعث الله فيه النّاس ، إنّ الله أنظره الى يوم يبعث فيه قائمنا ، فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول : يا ويلاي من هذا اليوم ، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم الوقت المعلوم (١).

قوله تعالى : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) (٤١)

٢٩٠ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : هذا صراط عليّ مستقيم (٢).

٢٩١ ـ العياشي عن أبي بصير قال : سمعت موسى بن جعفر «عليه‌السلام» وهو يقول : نحن بيت الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة ، ونحن في الأرض بنيان ، وشيعتنا عرى الإسلام ، ما كانت دعوة ابراهيم إلّا لنا ولشيعتنا ، ولقد استثنى الله إلى يوم القيامة على إبليس ، فقال : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)(٣).

قوله تعالى : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٤٤)

٢٩٢ ـ قال علي بن ابراهيم في معنى الآية : يدخل في كل باب أهل مذهب ، وللجنّة ثمانية أبواب (٤).

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٢.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٢٤.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٣ ح ١٨.

(٤) تفسير القمي ١ / ٣٧٦.


٢٩٣ ـ أبن بابويه بإسناده عن محمد بن الفضيل البرقي عن أبي عبد الله «ع» عن أبيه عن جدّه عن علي «عليه‌السلام» قال : إنّ للجنّة ثمانية أبواب ، باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وستة أبواب يدخل منه شيعتنا ومحبّونا فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول : ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولّاني في دار الدنيا ، فإذا النداء من بطنان العرش : قد أجبت دعوتك وشفعتك في شيعتك ، ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولّاني ونصرني ، وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه ، وباب يدخل منه سائر المسلمون ، ممن يشهد أنّ لا إله إلّا الله ولم يكن في قلبه مثقال ذرّة من بغضنا أهل البيت (١).

* ـ وفي الخصال أيضا في أبواب السبعة عن الصّادق «عليه‌السلام» : للنّار سبعة أبواب ... وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا ، وانّه أعظم الأبواب ، وأشدّها حرّا ، الحديث (٢).

قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٤٧)

٢٩٤ ـ محمد بن يعقوب عن عدة منت أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» فدخل عليه أبو بصير وذكر حديثا ، قال له : يا أبا محمد ذكركم الله في كتابه فقال : إخوانا على سرر متقابلين ، والله ما أراد بهذا غيركم (٣).

٢٩٥ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن

__________________

(١) الخصال ص ٤٠٧ ـ ٤٠٨ وبحار الأنوار ج ٨ ص ٣٩.

(٢) الخصال ص ٣٦١ في حديث ٥١.

(٣) الروضة ص ٣٥ ح ٦.


أبي عبد الله «عليه‌السلام» في بيان فضل الشيعة أنه قال : انتم والله الّذين قال الله عزوجل : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ،) إنما الشيعة أصحاب الأربعة أعين ، عينان في الرأس ، وعينان في القلب ، ألا والخلائق كلّهم كذلك إلّا إنّ الله عزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم (١).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (٨٧)

٢٩٦ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا احمد بن ادريس قال : حدّثني احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن سورة كليب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبيّه ، ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا ، فأمّه اليقين ، ومن جهلنا فأمّه السعير (٢).

٢٩٧ ـ العياشي عن سورة كليب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سمعة يقول : نحن المثاني التي أعظي نبيّنا «ص» (٣).

وقد نقدم في تفسير سورة الحمد ما يتعلق بهذه الآية.

__________________

(١) الروضة ص ٢١٤ ح ٢٦٠.

(٢) تفسير القمي ما يوجد فيه راجع تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤٩ ح ٣٦.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤٩ ح ٣٣.


سورة النّحل

قوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) (١)

٢٩٨ ـ العياشي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : انّ أوّل من يبايع القائم ، جبرئيل ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه ، ثمّ يضع رجلا على بيت الحرام ورجلا على بيت المقدس ثمّ ينادي بأعلى صوته بصوت رفيع يسمع الخلائق : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ)(١).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) (٢٠)

٢٩٩ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سألته عن هذه الآية : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ،) قال الذين يدعون من دون الله الأول والثاني والثالث كذّبوا رسول الله بقوله : والوا عليّا واتّبعوه ، فعادوا عليّا ولم يوالوه ، ودعوا النّاس الى ولاية

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٤ ح ٣.


أنفسهم ، فذلك قول الله : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ،) الى آخر الآية (١).

قوله تعالى : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ...) (٢٥)

٣٠٠ ـ قال علي بن ابراهيم قال : يحملون آثامهم ، يعني الّذين غصبوا أمير المؤمنين آثامهم وآثام كل من اقتدى بهم ، وهو قول الصادق «عليه‌السلام» ما اهرقت مهجمة من دم ، ولا قرع عصابعصا ، ولا غصب فرج حرام ، ولا أخذ مال حرام إلّا ووزر ذلك في أعناقهما من غير ان ينقص من اوزار العاملين شيء (٢).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (٣٦)

٣٠١ ـ العياشي عن خطاب بن مسلمة قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : ما بعث الله نبيّا إلّا بولايتنا ، والبرائة من أعدائنا وذلك قوله في كتابه : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ،) بتكذيبهم آل محمّد «ص» ثمّ قال : (فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣٨)

٣٠٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن سهل بن محمد عن أبيه عن أبو بصير قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» قوله تبارك وتعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٦ ح ١٤.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٣٨٣.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٨ وقد ذكر هذا في تفسير آية ١٦٨ من سورة البقرة.


لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ،) قال : وقال لي : يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية ، قال : قلت : إنّ المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله : ان الله لا يبعث الموتى ، قال : فقال : تبّا لمن قال هذا ، سل هم هل كان المشركين يحلفون بالله أم بالّلات والعزّى ، قال : قلت : فاوجدنيه ، قال : وقال لي : يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله اليه قوما من شيعتنا قباع ، سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون : بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم ، فيبلغ ذلك قوما من عدّونا فيقولون : يا معشر الشيعة ما اكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيه الكذب ، لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون الى يوم القيامة ، قال : فحكى الله قولهم : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ)(١).

قوله تعالى : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) (٤٥)

٣٠٣ ـ العياشي عن ابراهيم بن عمر عن من سمع أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : ان عهد نبيّ الله صار عند علي بن الحسين ، ثمّ صار عند محمد بن علي ، ثمّ يفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء فاذا خرج رجل منهم معه ثلاثمأة ومعه رأية رسول الله عامدا الى المدينة حتى يمّر بالبيداء فيقول : هذا مكان القوم الّذين خسف الله بهم ، وهي الامّة التي قال الله : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ)(٢).

قوله تعالى : («وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ) القرآن (إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ») (٦٤)

٣٠٤ ـ قال أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن انس قال : قال رسول الله «ص»

__________________

(١) الروضة ص ٤٤ ح ١٤ طبعة لبنان.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦١ ح ٣٤.


يا انس اسكب لي الوضوء ثمّ قام فصلّى ركعتين ثمّ قال : اوّل من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين وقائد الغر المحجّلين ، وخاتم الوصييّن ، قال : أنس : أللهمّ اجعله رجلا من الأنصار ، وكتمته ، اذ جاء عليّ ، فقال : من هذا يا انس ، فقلت : عليّ ، فقام ، مستبشرا فاعتنقه ، ثمّ جعل يمسح وجهه بوجهه ، فقال علي : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل ، قال : وما يمنعني وانت تؤدّي عنّي ، وتسمّعهم نبوّتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي (١).

قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) (٨٣)

٣٠٥ ـ محمد بن يعقوب «رحمه‌الله» عن الحسين محمد عن احمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال : حدّثني أبي عن احمد بن عيسى قال : حدّثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه «عليهم‌السلام» في قوله عزوجل : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ،) قال : لمّا نزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ،) اجتمع نفر من اصحاب رسول الله «ص» في مسجد المدينة ، فقال بعضهم : ما تقولون في هذه الآية ، فقال بعضهم : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها ، وان آمنّا فهذا ذلّ حيث يسلط علينا علي بن ابي طالب ، فقالوا : قد علمنا إنّ محمدا صادق فيما يقول ، ولكن نتولّاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا ، فنزلت هذه الآية ، (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ،) يعني ولاية علي بن أبي طالب واكثرهم الكافرون بالولاية (٢).

قوله تعالى : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ...) (٨٩)

٣٠٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبّار عن

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٧٤ ح ١ وحلية الأولياء ج ١ ص ٦٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٧ ح ٧٧.


ابن فضّال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله «ع» يقول : قد ولدّني رسول الله وأنا أعلم بكتاب الله ، وفيه بدء الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السّماء والأرض ، وخبر الجنّة وخبر النّار ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن أعلم ذلك كما انظر الى كفيّ ، إنّ الله عزوجل يقول : (فيه تبيان كل شيء) (١).

٣٠٧ ـ العياشي عن يونس عن عدة من أصحابنا قال : قال أبو عبد الله «ع» : إنّي لأخبر خبر السّماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كانّه في كفّي ، ثمّ قال : من كتاب الله أعلمه إنّ الله يقول : (فيه تبيان كل شيء) (٢).

٣٠٨ ـ عن عبد الله بن الوليد قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» قال الله لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ،) فعلنا أنه لم يكتب لموسى الشيء كلّه ، وقال الله لعيسى : (ليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ،) وقال الله لمحمّد «ص» : وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٩٠)

٣٠٩ ـ العياشي ، عن سعد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ،) قال : يا سعد إنّ الله يأمر بالعدل وهو محمّد «ص» والاحسان وهو عليّ ، وإيتاء ذي القربى ، وهو قرابتنا ، أمر العباد بمودّتنا وإيتائنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر ، من بغى على أهل البيت ودعا الى غيرنا (٤).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٦١ ح ٨.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٦ ح ٥٦ والبرهان ج ٢ ص ٣٧٩.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٦ ح ٥٨ والبرهان ج ٢ ص ٣٨٠.

(٤) البرهان ج ٢ ص ٣٨١ وتفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦٧.


قوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) (٩١)

٣١٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي رفعه ، قال : قال أبو عبد الله «ع» : لمّا نزلت الولاية وكان من قول رسول الله «ص» بغدير خم سلّموا على عليّ بأمرة المؤمنين ، فقالا : أمن الله أو من رسوله ، فقال : اللهمّ نعم حقّا من الله ومن رسوله ، فقال : انه أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجّلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنّة ويدخل أعدائه النّار ، وأنزل الله عزوجل : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) ، يعني قول من الله ورسوله ثمّ ، ضرب لهم مثلا فقال : (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٩٩)

٣١١ ـ العياشي : عن حماد بن عيسى رفعه الى عبد الله قال سألته عن قول الله : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ،) قال : ليس له أن يزيلهم عن الولاية ، فامّا الذنوب وأشباه ذلك فانه ينال منهم كما ينال من غيرهم (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٣٨٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٨٩.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٣٨٤ وتفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٠ ح ٢٩.


سورة الإسراء

قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١)

٣١٢ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن علي بن محمد بن سعيد عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن صباح المزني عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : عرج بالنّبي مائة وعشرين مرّة ما من مرّة إلّا وقد وصّى الله النّبي بولاية عليّ والأئمّة من بعده أكثر ممّا أوصى بالفرائض (١).

٣١٣ ـ علي بن ابراهيم بإسناده عن أبي بريدة الاسلمي قال : سمعت رسول الله «ص» يقول لعلي بن أبي طالب «عليه‌السلام» : يا علي انّ الله تعالى أشهدك معي في سبع مواطن أمّا أوّل ذلك فليلة اسرى بي الى السّماء قال لي جبرئيل : أين أخوك ، فقلت : خلفّته ورائي ، قال : أدعوا الله فليأتك به ، فدعوت الله فاذا مثلك معي واذا الملائكة وقوف صفوف ، فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء ، قال : هم الّذين يباهيهم الله بك يوم القيامة ، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون الى يوم القيامة ، والثاني حين اسرى بي في المرة الثانية فقال لي جبرئيل : أين أخوك ، قلت خلّفته ورائي ، قال :

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٣٩٤ وبصائر الدرجات ص ٩٩ ح ١٠.


أدعوا الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا مثلك معي فكشط لي عن سبع سموات حتّى رأيت سكانها وعمّارها وموضع كلّ ملك منها ، والثالث ، حين بعثت الى الجنّ ، فقال لي جبرئيل : أين أخوك ، قلت : خلفته ورائي ، قال أدعوا الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، فما قلت لهم شيئا ولا ردّوا عليّ شيئا إلّا سمعته ، والرابع : خصصنا بليلة القدر وأنت معي فيها وليست لأحد غيرنا ، والخامس دعوت الله فيك فأعطاني فيك كلّ شيء إلّا النبوّة فانّه قد خصصتك بها وختمتها بك ، وأما السادس ، لمّا اسرى بي الى السّماء جمع لي النبييّن ، وصلّيت بهم ومثالك خلفي ، والسابع هلاك الأحزاب بايدنا ، وروى الشيخ مثله (١).

قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ...) (٤)

٣١٤ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني جعفر بن محمد القرشي الرزّاز قال : حدّثني محمد بن الحسين بن ابي الخطّاب عن موسى بن سعدان الخياط عن عبد الله بن قاسم الحضرمي عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عزوجل : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ،) قال : قتل أمير المؤمنين وطعن الحسن بن علي ، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ،) قال : قتل الحسين «عليه‌السلام» ، (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ،) قوما يبعثهم الله قبل قيام القائم ، لا يدعون لآل محمّد وترا ، إلّا أخذوه ، وكان وعدا مفعولا (٢).

٣١٥ ـ الكافي : عدة من أصحابنا ... عن عبد الله بن القاسم البطل عن

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٣٥ والبرهان ج ٢ ص ٤٠٧.

(٢) كامل الزيارة ص ٦٤ والبحار ٤٥ / ٢٩٧ ح ٥ والبرهان ٢ / ٤٠٧.


أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ،) قال : قتل علي بن أبي طالب ، وطعن الحسن ، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ،) قال : قتل الحسين ، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما ،) فاذا جاء نصر دم الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ،) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ، (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ،) خروج الحسين في سبعين من أصحابه عليهم البيض الملهب لكلّ بيضة وجهان ، المؤدّون الى النّاس : إنّ هذا الحسين قد خرج حتّى الا يشك المؤمنون فيه ، وأنّه ليس بدجّال ولا شيطان ، والحجّة القائم بين اظهرهم ، فاذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين انّه الحسين ، جاء الحجّة الموت ، فيكون الّذي يغسّله ويكفّنه ويحنّطه ويلحده في قبره الحسين بن علي «عليه‌السلام» ولا يلي الوصّي إلّا الوصّي (١).

قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (٩)

٢١٦ ـ أبن بابويه روى بإسناده عن الإمام موسى بن جعفر «عليه‌السلام» عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين «عليه‌السلام» قال : الإمام منّا لا يكون الّا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ، فلذلك لا يكون إلّا منصوصا ، فقيل له : يا بن رسول الله فما معنى المعصوم ، فقال : هو المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان الى يوم القيامة فالإمام يهدي الى القرآن والقرآن يهدي إلى الإمام ، وذلك قول الله عزوجل : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)(٢).

قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٠٦ ح ٢٥٠.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤٠٩ والعيون ١ / ١٢٦ والاما لي ص ٤٢٤ في مجلس ٧٩.


تَبْذِيراً) (٢٦)

٣١٧ ـ ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن صلت الهروي عن الرضا «عليه‌السلام» قال : قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ،) وخصوصيّة خصصهم الله العزيز الجبّار بها ، واصطفاهم على الامة قال : فلما نزلت هذه الآية على رسول الله قال : أدعوا لي فاطمة ، فدعيت له ، فقال : يا فاطمة ، قالت : لبيك يا رسول الله ، فقال : هذه فدك وهي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصّة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى ، خذيها لك ولولدك (١).

٣١٨ ـ رواه الثعلبي عن السّدي : عن ابن الديلمي قال : قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام أقرأت القرآن ، قال : نعم ، قال : فما قرأت بني إسرائيل ، (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ،) قال : وأنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقّه ، قال : نعم (٢).

٣١٩ ـ اخرج ابن جرير حديث على بن الحسين في تفسيره ج : ٢٥ / ١٦.

٣٢٠ ـ العياشي : عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لما أنزل الله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ،) قال رسول الله يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوي القربى ، قال هم : أقاربك فدعا الحسن والحسين وفاطمة فقال إنّ ربّي أمرني أن أعطيكم ما أفاء عليّ قال : أعطيتكم فدك (٣).

أقول : راجع كتاب صحيفة الابرار في باب ١١ يشرح لك قصة فدك ومصادرها.

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤١٥ ، ومعاني الاخبار ٤٤ والعيون ١ / ١٢٦ ـ ١٣٣ والأمالي ص ٤٢٤ في مجلس ٧٩ في أثناء حديث ١.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤١٥.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٧ ح ٤٦.


قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (٣٣)

٣٢١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ،) قال : نزلت في الحسين لو قتل أهل الأرض به ما كان مسرفا (١).

٣٢٢ ـ جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني محمد بن الحسين بن أحمد عن محمد بن الحسن الصفّار عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن رجل قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ،) قال : ذلك قائم آل محمّد يخرج فيقتل بدم الحسين ، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا ، وقوله : فلا يسرف في القتل ، أي لم يكن ليصنع شيئا فيكون مسرفا ، ثمّ قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» يقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها (٢).

قوله تعالى : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (٣٦)

٣٢٣ ـ ابن بابويه قال حدّثنا ابو القاسم علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقّاق قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : حدّثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا «ع» عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : ان

__________________

(١) البرهان ٢ / ٤١٨ والروضة ص ٢٥٥ ح ٣٦٤.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤١٨ وكامل الزيارة ص ٦٣ باب ١٨ ح ٥.


أبا بكر منّي بمنزلة السمع ، وان عمر منّي بمنزلة البصر ، وإنّ عثمان منّي بمنزلة الفؤاد ، فلمّا كان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وأبو بكر وعمر وعثمان ، فقلت له : يا أبة سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ، فقال : نعم ، ثمّ أشار اليهم ، فقال : هم السمع والبصر والفؤاد ، وسيسئلون عن ولاية وصيّ هذا وأشار الى عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ثمّ قال : إنّ الله عزوجل يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ،) ثمّ قال : وعزّة ربّي إنّ جميع أمّتي لموقوفون يوم القيامة ومسؤولين عن ولايتة وذلك قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)(١).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) (٥٥)

٣٢٤ ـ روى ابن شهر آشوب عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح في قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ ،) قال : فضّل الله محمّدا «ص» بالعلم ، والفضل والعقل على جميع الرسل ، وفضّل علي بن أبي طالب على جميع الصديقين بالعلم والعقل (٢).

قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) (٦٠)

٣٢٥ ـ العياشي عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا : سألناه عن قوله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ،) قال : إنّ رسول الله «ص» أرى رجالا على المنابر يردّون النّاس ضلالا زريق وزفر والشجرة الملعونة في القرآن ، قال : هي

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٢٠ ـ ٤٢١ وراجع العيون ١٧٤.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤٢٤ والمناقب ج ٣ ص ٩٩.


بنو أميّة (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (٧١)

٣٢٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن محمود عن صفوان بن يحيى عن محمد بن مردان عن فضيل بن يسار قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ،) فقال : يا فضيل إعرف إمامك اذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّره ، من عرف إمامه ثمّ مآت قبل ان يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره بل بمنزلة من قعد تحت لوائه ، قال : وقال بعض أصحابه : من استشهد مع رسول الله «ص» (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (٧٣)

٣٢٧ ـ محمد بن العباس «ره» قال : حدّثنا محمد بن همام عن محمد بن اسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن النجّار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه «صلوات الله عليهما» أنّه قال : كان القوم قد أرادوا النبيّ «ص» ليربط رأيه في عليّ «عليه‌السلام» وليمسك عنه بعض الإمساك حتّى أنّ بعض نسائه الححن عليه في ذلك فكاد يركن اليهم بعض الركون ، فأنزل الله عزوجل : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ، وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً)(٣).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٢٥ ، تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٩٧.

(٢) الكافي ج ١ ص ٣٧١ ح ٢.

(٣) البرهان ج ٢ ص ٤٣٤.


قوله تعالى : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧)

٣٢٨ ـ العياشي عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال : أن الله قضى الإختلاف على خلقه وكان أمرا قد قضى في علمه كما قضى على الأمم من قبلكم وهي السّنن والمثل جرى على النّاس فجرت علينا كما جرت على الامم من قبلنا ، وقول الله حق ، قال الله تبارك وتعالى لمحمّد «ص» : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)(١) وقال : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ)(٢) وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والمثل ثمّ مرّوا على قوم يعبدون الأصنام قالوا : يا موسى إجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال : إنّكم قوم تجهلون ، وخلّف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار ، فقالوا هذا إلهكم وإله موسى ، وتركوا هارون وقال : يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري ، قالوا : لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى ، فضرب لكم أمثالهم وبيّن لكم كيف صنع بهم ، وقال : إنّ نبيّ الله «ص» لم يقبض حتى أعلم النأس أمر علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال : إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ، وكان صاحب رآية رسول الله في المواطن كلّها ، وكان معه في المسجد يدخله على كلّ حال ، وكان أوّل النّاس إيمانا به ، فلمّا قبض نبيّ الله كان الّذي كان لمّا قد قضى من الاختلاف وعمده عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله «ص» بعد ، فلمّا رأى ذلك عليّ «عليه‌السلام» ورأى النّاس قد بايعوا أبا بكر خشيّة أن يفتتن النّاس ففزع الى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف فلمّا أرسل أبو بكر اليه أن تعال فبايع ، فقال عليّ : لا أخرج حتى أجمع

__________________

(١) يونس آية ١٠٢.

(٢) الرّوم آية ٣٠.


القرآن فأرسل اليه مرّة اخرى فقال : لا أخرج حتّى أفرغ ، فأرسل اليه الثالثة عمر رجلا يقال له قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله «ص» تحول بينه وبين علي ، فضربها فأنطلق قبله وليس معه عليّ ، فخشى أن يجمع عليّ النّاس فأمر بحطب فجعل الحطب على باب بيته ثمّ انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على عليّ «عليه‌السلام» بيته وفاطمة والحسن والحسين ، فلمّا رأى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع (١).

قوله تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (٧٩)

٣٢٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن زرعة بن سماعة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن شفاعة النّبي يوم يقوم القيامة ، قال : يلزم النّاس يوم القيامة العرق فيقولون : إنطلقوا بنا الى آدم ليشفع لنا عند ربّه ، فيقول : إنّ لي ذنب وخطيئة فعليكم بنوح ، فيأتون نوحا فيردّهم الى من يليه ، فيردّهم كلّ نبيّ الى من يليه حتّى ينتهوا الى عيسى فيقول : عليكم بمحمّد رسول الله «ص» فيعرضون أنفسهم عليه يسئلونه ، فيقولون : إنطلقوا فينطلقوا الى باب الجنّة ويستقبلوا باب الرّحمن ويخرّ ساجدا فيمكث ما شاء الله فيقول الله : إرفع رأسك واشفع تشفع ، واسئل تعط ، وذلك قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(٢).

٣٣٠ ـ الشيخ الصدوق بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» لعليّ : يا عليّ شيعتنا هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله تعالى نار جهنّم خالدا فيها ، وبئس المصير ، يا عليّ أنت منّي وأنا منك ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ،

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٠٦ ـ ٣٠٨ ، البرهان ج ٢ ص ٤٣٤ و ٤٣٥.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤٣٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٥.


وشيعتك خلقوا من فاضل طينتنا ، ومن احبّهم فقد احبّنا ، ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودّهم فقد ودّنا ، يا عليّ إنّ شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب ، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا ، أذ اقمت المقام المحمود ، فبشرّهم بذلك ، يا عليّ شيعتك شيعة الله ، وانصارك أنصار الله واوليائك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا عليّ سعد من تولّاك وشقي من عاداك ، يا عليّ لك كنز في الجنّة وأنت ذو قرينها (١).

قوله تعالى : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٨١)

٣٣١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن عباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر في قوله عزوجل : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) ، قال : إذا قام القائم أذهب دولة الباطل (٢).

قوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (٨٣)

٣٣٢ ـ العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله : إنّما الشفاء في علم القرآن لقوله : (ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ،) لأهله لا شك فيه ولا ريب ، فأهله أئمة الهدى الّذين قال الله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)(٣).

٣٣٣ ـ عن محمد بن أبي حمزة رفعه الى أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل على محمّد «ص» بهذه الآية ، (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ) آل محمد حقهم إلا

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٣٨ ح ٨ وامالي الصدوق مجلس ٤ حديث ٨.

(٢) الروضة ص ٢٨٧. ج ٢ / ٣٤٨ في باب صفات الشيعة.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ٣١٥ والبرهان ٢ / ٤٤٣.


(خَساراً)(١).

قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (٨٥)

٣٣٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال : سئلت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ،) قال : خلق اعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله وهو مع الأئمّة وهو من الملكوت (٢).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (٨٩)

٣٣٥ ـ العياشي عن أبى حمزة عن أبى جعفر قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : فأبى أكثر النّاس بولاية عليّ إلّا كفورا (٣).

قوله تعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (١١٠)

٣٣٦ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سئلته عن تفسير هذه الآية في قول الله : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ،) قال : لا تجهر بولاية عليّ وهو الصلاة ولا بما اكرمه حتّى أنزل به وذلك قوله ولا تجهر بصلاتك ، وأمّا قوله : ولا تخافت بها فأنه يقول : ولا تكتم ذلك عليّا ، يقول إعلمه بما اكرمته به ، فأمّا قوله : (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ،) قال : تسئلني إنّ ذلك إن تجهر بأمر عليّ بولايته فأذن له بأظهار ذلك يوم غدير خم فهو قوله يومئذ : أللهمّ من كنت مولاه فعليّ

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٣١٥ والبرهان ٢ / ٤٤٣.

(٢) اصول الكافي : ١ / ٢٧٣ ح ٣.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٧ ، والبرهان ج ٢ ص ٤٤٥.


مولاه ، أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه (١).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٥٤ ح ١٢ ، وتفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٩ ح ١٨٠.


سورة الكهف

قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ...) (٢)

٣٣٧ ـ العياشي عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفر «ع» (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ،) قال : البأس الشديد عليّ «عليه‌السلام» وهو من لدن رسول الله قاتل معه عدوّه فذلك قوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ)(١).

قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (٩)

٣٣٨ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك فاتاهم الله أجرهم مرّتين (٢).

قوله تعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) (١٨)

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢١ والبرهان ج ٢ ص ٤٥٥.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٤٨ والبرهان ج ٢ ص ٤٥٦.


٣٣٩ ـ ابن الفارسي قال : قال الصادق «عليه‌السلام» : يخرج القائم من ظهر الكعبة سبع وعشرين رجلا من قوم موسى ، الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبع من أهل الكهف ويوشع بن نون وأبو دجانة الأنصاري ومقداد بن الأسود ومالك الاشتر ويكون بين يديه أنصارنا وحكّامنا (١).

قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٢٥)

٣٤٠ ـ محمد بن ابراهيم : النعماني قال : أخبرني احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثنا محمد بن مفضل بن ابراهيم بن قيس بن زمان الاشعري وسعد بن اسحاق بن سعيد واحمد بن الحسين بن عبد الملك الزيّات ومحمد بن احمد بن الحسين القطواني عن الحسن بن محبوب عن عمر بن ثابت عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي «عليه‌السلام» يقول : والله ليمكنن رجلا منّا أهل البيت ثلثمائة سنة ويزداد تسعا ، قال : قلت له : متى يكون ذلك ، قال : فقال :

بعد موت القائم ، قلت له : وكم يقوم القائم في عالمه ، فقال : تسعة عشر سنة من يوم قيامه الى يوم موته (٢).

قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ (٢٩) ... إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (٣٠)

٣٤١ ـ العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا على محمّد «ص» فقال : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمّد حقّهم نارا (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٦٠.

(٢) الغيبة للنعماني ص ٣٣٢ ح ٣ ، والبرهان ج ٢ ص ٤٦٥.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢٦ ، والبرهان ج ٢ ص ٤٦٦.


قوله تعالى : (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) (٣٧)

٣٤٢ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمّد المسلمي عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله قال : لما أخرج علي ملبيّا وقف عند قبر النّبي «ص» قال : يا بن عمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا أن يقتلونني ، فخرجت يد من قبر رسول الله «ص» يعرفون أنها يده ، وصوت يعرفون أنّه صوته ، نحو أبي بكر ، وقال : يا هذا (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)(١).

قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (٤٤)

٣٤٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ،) قال : ولاية أمير المؤمنين (٢).

قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (٨٣)

٣٤٤ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا احمد بن محمد بن الحسن البزّاز قال : حدّثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال : حدّثنا احمد بن عبد الجبّار العطّاردي قال : حدّثنا يونس بن بكر عن محمد بن اسحاق بن بشار المديني عن عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن رجل من بني اسد قال : سئل رجل عليّا «عليه‌السلام» أرأيت ذي القرنين كيف استطاع ان يبلغ المشرق والمغرب ، قال : سخر الله له السحاب ،

__________________

(١) الاختصاص / ٢٧٤.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٢٢ ح ٥٢.


ومدّله في الأسباب ، وبسط له النور ، وكان الليل والنهار عليه سواء (١).

٣٤٥ ـ كتاب الاختصاص للشيخ المفيد «ره» عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن من حدّثه عن عبد الرحمن القصير قال : ابتدأني أبو جعفر «عليه‌السلام» فقال : أما إنّ ذا القرنين قد خيّر السحابين فاختار الذلول ، وذخّر لصاحبكم الصعب ، فقلت : وما الصعب ، فقال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة وبرق ، فصاحبكم يركبه أما أنّه سيركب السحاب ويرقى في الاسباب أسباب السموات السبع والارضين السبع ، خمس عوامر وثنتان خراب ، وروى هذا الحديث الصفّار في بصائر الدرجات (٢).

٣٤٦ ـ محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن محمد بن الحسن عن صفوان عن الجارث عن حمران بن اعين قال : قلت لأبي جعفر «عليه‌السلام» : اليس قد حدّثتني إنّ عليّا كان محدّثا ، قال : بلى ، قلت : من يحدثه ، قال : ملك يحدثه ، قلت : فأقول أنّه نبيّ أو رسول ، قال : لا ، بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثل ذي القرنين ، أو ما بلغكم إنّ عليّا «عليه‌السلام» سئل عن ذي القرنين فقيل : كان نبيّا ، قال : لا بل كان عبدا أحبّ الله فأحبّه ، ونصح لله فنصحه ، فهذا فيكم مثله (٣).

قوله تعالى : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) (١٠١)

٣٤٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي

__________________

(١) اكمال الدين ص ٣٧٣ باب ٤٠ ح ٢ والبرهان ٢ / ٤٨١.

(٢) الاختصاص ص ١٩٩ والبرهان ج ٢ ص ٤٨١ وبصائر الدرجات ص ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ح ١ و ٣.

(٣) بصائر الدرجات ص ٣٨٧ ح ٧ والبرهان ج ٢ ص ٤٩٢.


بفرغانة قال : حدّثنا أبي ، عن احمد بن علي الأنصاري عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سئل المأمون الرضا علي بن موسى «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ،) فقال : إنّ غطاء العين لا يمنع من الذّكر والذّكر لا يرى بالعيون ، ولكنّ الله عزوجل شبّه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب بالعميان ، لأنّهم يستثقلون قول النّبي ولا يستطيعون سمعا ، فقال المأمون : فرّجت عنّي فرج الله عنك (١).

قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) (١٠٧)

٣٤٨ ـ العياشي عن عكرمة عن أبن عباس قال : ما في القرآن آية : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلّا وعليّ أميرها وشريفها ، وما من أصحاب محمّد رجل إلّا وقد عاتبه الله وما ذكر عليّا إلّا بخير ، قال عكرمة : إنّي لا علم لعليّ منقبة لو حدّثت بها لبعدت اقطار السموات والأرض (٢).

قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) (١٠٩)

٣٤٩ ـ في كتاب مناقب شهر آشوب وتحف العقول والاحتجاج عن أبي الحسن الهادي : ونحن الكلمات الّتي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى (٣).

٣٥٠ ـ في ارشاد القلوب وكشف الحق عن الخوارزمي بإسناده الى ابن عباس

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٩٤ والعيون ١ / ١٣٦ حديث ٣٣.

(٢) تفسير العياشي ٢ / ٣٥٢.

(٣) بحار الأنوار ج ٩ ص ٣٥٧ ـ ٣٥٨ الطبعة القديمة وارشاد القلوب ٢ / ٢ والمناقب ج ٤ ص ٤٠٠ وتحف العقول ص ٤٧٩ والاحتجاج ج ٢ ص ٢٥٨ وص ٣٥٨.


قال ، قال : رسول الله «ص» لو أنّ رياض اقلام والحر مداد ، والجنّ حسّاب والانس كتّاب ، لا أحصوا فضائل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠)

٣٥١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر أحمد بن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه والحسين بن أبي العلاء وعبد الله بن أبي وضاح وشعيب العقرقوئي جميعهم عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) ، قال : يعني في الخلق أنّه مثلهم مخلوق ، (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) قال : لا يتخذ مع ولاية آل محمّد ولاية غيرهم ، وولايتهم العمل الصالح فمن أشرك بعبادة ربّه فقد أشرك بولايتنا وكفربها وجحد أمير المؤمنين حقّه وولايته (٢).

__________________

(١) بحار الأنوار ج ٩ ص ٣٥٧ ـ ٣٥٨ الطبعة القديمة وارشاد القلوب ٢ / ٢ والمناقب ج ٤ ص ٤٠٠ وتحف العقول ص ٤٧٩ والاحتجاج ج ٢ ص ٢٥٨ وص ٣٥٨.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢ ح ٢ والطبعة القديمه ٢ ص ٤٩٩ والتفسير القمي ج ٣ ص ٤٧.


سورة مريم

قوله تعالى : (كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (٢)

٣٥٢ ـ ابن بابويه روى عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال : حضرت عند جعفر بن محمد «عليه‌السلام» فدخل عليه رجل سئله عن (كهيعص ،) فقال «عليه‌السلام» : كاف كاف لشيعتنا ، هاء هادلهم ، ياء ولي لهم ، عين عالم بأهل طاعتنا ، صاد صادق لهم وعده حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها ايّاهم في بطن القرآن (١).

قوله تعالى : (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) (٧)

٣٥٣ ـ روى ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» في قوله عزوجل : (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ

__________________

(١) معاني الاخبار ص ٢٢ ح ١ وص ٢٨ ح ٦.


سَمِيًّا ،) قال : ذلك يحيى وقرّة عيني الحسين «عليه‌السلام» (١).

٣٥٤ ـ ابن قولويه في كامل الزيارات بسنده عن الصادق «عليه‌السلام» يقول : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ،) الحسين بن علي ويحيى بن زكريّا لم يكن له من قبل سميّا ، ولم تبك السماء إلّا عليهما اربعين صباحا ، ولم تبك على احد غيرهما ، قلت : وما بكائها ، قال : مكثوا اربعين يوما طلع الشمس محمّرة ، قلت : جعلت فداك هذا بكائها ، قال : نعم (٢).

قوله تعالى : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (١٢)

٣٥٥ ـ العياشي عن علي بن اسباط قال : قدمّنا المدينة وانا اريد مصر فدخلت على أبي جعفر محمّد بن علي الرضا «عليه‌السلام» وهو إذ ذاك خماسي ، فجعلت أتأمّله لاصفه لأصحابنا بمصر ، فنظر إليّ ، وقال : يا علي ان الله أخذ في الإمامة كما اخذ في النبوّة ، فقال سبحانه عن يوسف : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً)(٣) ، وقال عن يحيى : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(٤).

قوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (٣٠)

٣٥٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي قال سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» أكان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجّة الله على أهل زمانه ، فقال : كان يومئذ نبيّا حجّة الله غير مرسل ، أما تسمع لقوله حين قال : (قالَ إِنِّي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥ / الحديث ٤.

(٢) بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١١ ح ٢٢ وكامل الزيارات ص ٨٩ و ٩٠ باب ٢٨.

(٣) سورة يوسف آية ٢٢.

(٤) راجع مجمع البيان ج ٦ ص ٧٨١ طبعة دار المعرفة.


عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ،) قلت : فكان يومئذ حجّة على زكريا في تلك الحالة وهو في المهد ، فقال : كان عيسى في تلك الحال آية للنّاس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبّر عنها وكان نبيّا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فلم يتكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريّا حجّة الله عزوجل على النّاس بعد ما صمت عيسى سنتين ، ثمّ مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، أما تسمع قوله : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ،) فلمّا بلغ عيسى سبع سنين تكلم بالنبوّة والرسالة حين اوحى الله تعالى اليه ، فكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى النّاس أجمعين ، وليس تبقى الارض يا أبا خالد يوما واحد بغير حجّة الله على النّاس منذ خلق الله آدم وأسكنه الارض ، فقلت : جعلت فداك كان عليّ حجّة من الله ورسوله على هذه الأمّة في حياة رسول الله ، فقال : نعم ، يوم أقامه للنّاس ونصبه علما ودعاهم الى ولايته ، وأمرهم بإطاعته ، قلت : وكانت طاعة عليّ واجبة على النّاس في حيوة رسول الله وبعد وفاته ، فقال : نعم ، ولكنّه صمت فلم يتكلم مع رسول الله ، وكانت الطاعة لرسول الله «ص» على الأمّة وعلى عليّ «عليه‌السلام» في حيوة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على النّاس كلّهم لعليّ «عليه‌السلام» بعد وفات رسول الله «ص» وكان عليّ حكيما عالما (١).

قوله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٣٧)

٣٥٧ ـ العياشي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» يقول : الزم الأرض لا تحرك يدك ولا رجلك أبدا حتّى ترى علامات أذكرها لك ، في سنة ترى

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٨٢ ح ١.


مناديا ينادي بدمشق ، وخسف بقرية من قراها ، وتسقط طائفة من مسجدها ، فإذا رأيت الترك جاوزوها ، فاقبلت الترك حتّى نزلت الجزيرة ، وأقبلت الرّوم حتّى نزلت الرملة ، وهي سنة اختلاف في كلّ الأرض من أرض المغرب ، وإنّ أهل الشام يختلفون عن ذلك ، على ثلاثة رآيات ، الاصهب ، والابقع ، والسفياني مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، يظهر السفياني ومن معه علي بني ذنب الحمار حتّى يقتلو قتلا لم يقتله شيء قطّ ، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو من معه قتلا لم يقتله شيء قط ، وهو من بني ذنب الحمار وهي الآية الّتي يقول الله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ،) إلى آخر هذه الآية (١).

قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) (٥٠)

٣٥٨ ـ في حديث ابن بابويه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : يعني به علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» لان ابراهيم كان قد دعا الله عزوجل ان يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فجعل الله تبارك وتعالى له ولاسحاق ويعقوب لسان صدق عليّا ، فاخبر عليّ «عليه‌السلام» بأن القائم «عليه‌السلام» هو الحادي عشر من ولده ، وأنّ المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا وتهتدي فيها الآخرون ، وأنّ هذا كائن كما هو مخلوق (٢).

قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (٥٤)

٣٥٩ ـ روى صاحب الأربعين بإسناده عن أنس بن مالك عن رسول الله «ص» حديثا فيه : يا أنس من أراد أن ينظر الى اسماعيل في صدقه ، وهو اسماعيل بن

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٦٤ ح ١١٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٣ في ذيل حديث ٣ واكمال الدين ص ١٣٧.


جزقيل ، وهو الذي ذكره الله في القرآن : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ ،) فينظر الى علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) (٧٣)

٣٦٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «ع» قول الله عزوجل : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ،) قال : كان رسول الله دعا قريشا الى ولايتنا ، فنفروا ، وانكروا ، الى آخر الحديث (٢).

قوله تعالى : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٨٧)

٣٦١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ،) إنّ الله اذن له بولاية عليّ ، أمير المؤمنين والأئمّة من بعدي ، وهو العهد عند الله (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (٩٦) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (٩٧)

٣٦٢ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قلت

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٦ ح ٩.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣١ في حديث ٩٠.

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٥٦ ـ ٥٧.


لأبي عبد الله «عليه‌السلام» قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ،) قال : بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» هو الودّ الّذي قال الله تعالى (١).

٣٦٣ ـ ابن الفارسي في الروضة قال : قال الباقر «عليه‌السلام» : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ)(٢) ، فالحسنة ولاية عليّ «عليه‌السلام» وحبّه ، والسّيئة عداوته وبغضه ، ولا يرفع معها عملا ، قال رسول الله «ص» (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ،) وهو عليّ ، (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ ،) قال : هو عليّ ، (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ،) قال : بني أميّة قوم ظلمة (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣١ في حديث ٩٠.

(٢) سورة النمل / آية ٨٤.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٧.


سورة طه

قوله تعالى : (طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٣)

٣٦٤ ـ محمد بن يعقوب عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : كان رسول الله «ص» عند عائشة فقالت : يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ،) فقال : يا عايشة أفلا أكون عبدا شكورا ، قال : وكان رسول الله «ص» يقوم على اطراف أصابع رجليه ، فانزل الله سبحانه : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى)(١).

٣٦٥ ـ روى الثعلبي في تفسير قوله «طه» ، قال : قال جعفر بن محمّد الصادق «عليه‌السلام» : طهارة أهل بيت محمّد ، ثمّ قرأ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

__________________

(١) اصول الكافي ج ٢ ص ٩٥ / الحديث ٦.


الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (٥٤)

٣٦٦ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن زياد عن مروان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ،) قال : نحن والله اولو النّهى ، فقلت : جعلت فداك ، وما معنى اولو النّهى ، قال : ما أخبر الله به رسوله ممّا يكون بعده من ادّعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما وبني أميّة ، فاخبر رسول الله ، فكان ذلك كما أخبر الله به نبيّه ، وكما أخبر رسول الله «ص» عليّا «عليه‌السلام» فيما يكون من بعده من الملك في بني أميّة وغيرهم فهذه الآية الّتي ذكرها الله في الكتاب : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ،) الّذي انتهى إلينا علم ذلك كلّه ، وصبرنا لأمر الله ، فنحن قوّام علي خلقه ، وخزّانه علي دينه ، نخزنه ونستره ، ونكتم به من عدوّنا كما أكتمه رسول الله «ص» حتّى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف ، وندعو النّاس إليه ، فنسيّرهم عليه عودا كما سيّرهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بدوا (٢).

قوله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) (٦٧)

٣٦٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل «رض» قال : حدّثنا محمد بن اسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن احمد الشافعي قال : حدّثنا اسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : سئلت أبا عبد الله الصادق «عليه‌السلام» عن موسى بن عمران لمّا رأى حبالهم وعصيّهم كيف اوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها ابراهيم «عليه‌السلام» حين وضع في المنجنيق ، فقال : انّ ابراهيم حين وضع

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٩.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٦٠.


في المنجنيق كان مستندا على ما في صلبه من أنوار حجج الله ، ولم يكن موسى كذلك فلذلك أوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها ابراهيم (١).

قوله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٨٢)

٣٦٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضّال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمّار عن سدير قال : سمعت أبا جعفر «ع» وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدي ثمّ استقبل البيت فقال : يا سدير إنّما أمر النّاس أن يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها ، ثمّ يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا ، وهو قول الله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ،) ثمّ اومى بيده الى صدره ، الى ولايتنا ، ثم قال : يا سدير فأريك صادّين عن دين الله ، ثمّ نظر الى أبي حنيفة وسفيان الثوري في تلك الزمان وهم حلقا في المسجد ، فقال : هؤلاء الصادّون عن دين الله ، بلا هدى من الله ولا كتاب مبين ، إنّ هؤلاء اخابيث لو جلسوا في بيوتهم فجال النّاس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله «ص» حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

قوله تعالى : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (١٢٤)

٣٦٩ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن السياري عن علي بن عبد الله قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ،) قال : من قال بالأئمّة واتّبع أمرهم ولم

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٨ ح ١ وامالي الصدوق ٣٨٩ والبحار ١٢ / ٣٦.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٣٩٢ ح ٣.


يجز طاعتهم (١).

٣٧٠ ـ أيضا محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عزوجل : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) ، قال : يعني ولاية أمير المؤمنين ، قلت : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ،) يعني اعمى البصر في القيامة ، اعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين ، قال : وهو متحيّر في القيامة ، يقول (رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ، قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ،) يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النّار كما تركت الأئمّة «عليهم‌السلام» ولم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم ، (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى ،) قال : يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» غيره لم يؤمن بآيات ربّه ، ترك الأئمّة معاندة فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم (٢).

قوله تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) (١٣٢)

٣٧١ ـ علي بن ابراهيم : في رواية أبي جارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قوله : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ،) قال : فإنّ الله أمره أن يخصّ أهله دون النّاس ليعلم النّاس إنّ لأهل محمّد «ص» عند الله منزلة خاصة ليست للناس ، إذ أمرهم مع النّاس عامّة ثمّ أمرهم خاصّة ، فلمّا أنزل هذه الآية ، كان رسول الله «ص» يجيء كلّ يوم عند صلاة الفجر يأتي باب عليّ «عليه‌السلام» فيقول : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيقول علي «ع» وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثمّ يأخذ بعضادتي الباب ، يقول :

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٤ ح ١٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ح ٩٢.


الصّلاة الصّلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) فلم يزل يفعل ذلك كلّ يوم اذا شاهد المدينة حتّى فارق الدّنيا ، وقال أبو الحمراء خادم النّبي «ص» : أنّي أشهد به يفعل ذلك (١).

قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) (١٣٥)

٣٧٢ ـ علي بن ابراهيم عن نضر بن سويد عن القاسم بن سلمان عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ ،) الى قوله : (وَمَنِ اهْتَدى ،) قال : الى ولايتنا (٢).

٣٧٣ ـ سعيد بن عبد الله عن المعلى بن محمد البصري قال : حدّثنا أبو المفضل المدني عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال : سمعته يقول : إذا دخل الرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانّه عن ربّه ثم عن نبيّه ثم عن وليّه ، فإن أجاب نجى ، وإن تحيّر عذّباه ، فقال رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه ، قال : مذبذب لا إلى هؤلاء ولا الى هؤلاء ، (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ،) فذلك لا سبيل له ، وقد قيل للنّبي : من الوليّ يا نبي الله ، فقال : وليّكم في هذا الزّمان عليّ ومن بعده حجّة لكل زمان علما يحتج الله به لا أن يكون كما قال الضّلال قبلهم ، حين فارقتهم أبنيائهم : (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) ، فما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزوجل : (قُلْ ...... فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ،) وإنّما كان تربصهم أن قالوا :

__________________

(١) تفسير علي بن ابراهيم ج ٢ ص ٦٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٥٠ ح ٧ / ليس موجودا في طبعة مكتبة الهدى من تفسير القمي.


نحن في سعة من معرفة الاوصياء حتّى نعرف إماما ، فعيّرهم الله بذلك ، والاوصياء هم أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم «عليهم‌السلام» عند أخذ المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه ، فقال عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ،) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنّبي الشهيد عليهم أخذ مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النّبي الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) (النساء / ٤٢) (١).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥١ ح ١١ وراجع البحار ٦ / ٢٣٣ ح ٤٦ عن بصائر ١٤٥ ـ ١٤٦ وبصائر طبعة منشورات الاعلمي ص ٥١٨ ج ٩.


سورة الأنبياء

قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (٣)

٣٧٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : يقول : ما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك ، وهو قول الله عزوجل : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)(١).

قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٧)

٣٧٥ ـ علي بن ابراهيم قال : آل محمّد عليهم‌السلام هم أهل الذّكر ، ثمّ قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود وعن سليمان بن سفيان عن ثعلب عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ،) من المعنون بذلك ، فقال : نحن والله ، فقلت : فأنتم المسؤلون ، قال :

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥٢ ، وروضة الكافي ص ٣٨٠ ح ٥٧٤.


نعم ، قلت : نحن السائلون ، قال : نعم ، قلت : فعلينا أن نسئلكم ، قال : نعم ، قلت : وعليكم أن تجيبونا ، قال : ذلك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا تركنا ، ثمّ قال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١).

قوله تعالى : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) (١٢)

٣٧٦ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن فضال عن تغلب بن ميمون عن بدر بن خليل الأسدي قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ ، لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ،) قال : اذا قام القائم «عليه‌السلام» وبعث الى بني أميّة بالشام هربوا الى الروم ، فيقول لهم الروم : لا ندخلكم حتّى تنصرّوا ، فيعلّقون في أعناقهم الصلبان ، فيدخلوهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم «عليه‌السلام» طلبوا الأمان والصلح ، فيقول أصحاب القائم : لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا من قلبكم منّا ، قال : فيدفعوا منهم إليهم ، فذلك قوله : (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ،) قال : يسئلونهم الكنوز ولهم علم بها ، قال : فيقولون : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ، فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ،) بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب سعيد (٢).

قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (٣٠)

٣٧٧ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص قال : حدّثنا عبد الرحمن بن ابراهيم قال : حدّثنا الحسين بن مهران قال : حدّثني الحسين بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن جعفر

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥٢ ح ١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٦٨.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٥٣ ح ١ وروضة الكافي ص ٥١ ح ١٥.


بن محمّد عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب «صلوات الله عليهم» قال : جاء يهودي الى النّبي «ص» فقال : يا محمّد ، أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله وأنّه اوحى إليك كما اوحى الى موسى بن عمران ، قال : نعم ، أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، أنا خاتم النّبيين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين ، فقال : يا محمّد ، الى العرب أرسلت أم الى العجم أم إلينا ، قال رسول الله «ص» : الى النّاس كافّة ، وسئله اليهودي عن مسائل وأجابه عنها وفي كلّ جواب مسئلة يقول اليهودي له صدقت ، فكان فيما سأله أن قال : أخبرني عن فضلك على النّبيين وفضل عشيرتك على النّاس ، فقال النّبي «ص» : أمّا فضلي على النّبيين ، فما من نبيّ إلّا دعى على قومه وأنا أخرت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة ، وأما فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريّتي كفضل الماء على كلّ شيء ويحيى ، كما قال ربّي تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ،) ومحبّة أهل بيتي وعشيرتي وذريّتي يستكمل الدين ، قال : صدقت يا محمّد (١).

قوله تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ ...) (٧٣)

٣٧٨ ـ الكافي في حديث عبد العزيز بن مسلم عن الإمام أبي الحسن الرضا «عليه‌السلام» أنّه قال : إنّ الإمامة أجلّ قدرا ، وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها النّاس بعقولهم ، أو ينالوا بارائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إنّ الإمامة خص الله بها ابراهيم الخليل بعد النّبوة والخلّة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها ، واشاد بها ذكره ، فقال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ،) فقال الخليل «عليه‌السلام» سرورا بها : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ،) قال الله تبارك وتعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥٩ والاختصاص ص ٣٣.


الظَّالِمِينَ ،) فابطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم الى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة ثمّ اكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريّته أهل الصفوة والطّهارة ، فقال : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ (٧٢) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) (٧٣) ، فلم تزل في ذريّته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتّى ورثها الله تعالى النّبي «ص» ، فقال جلّ وتعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(١) فكانت له خاصّة فقلّدها عليا «عليه‌السلام» بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذريّته الأصفياء الّذين آتاهم الله العلم والإيمان ، (لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ ،) فهي في ولد عليّ خاصّة الى يوم القيامة ، وللخبر صلة (٢).

قوله تعالى : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (١٠٣)

٣٧٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا حميد بن زياد بإسناده يرفعه الى أبي جعفر «عليه‌السلام» أنّه قال في حديث : إنّ رسول الله «ص» قال : إنّ عليّا وشيعته يوم القيامة علي كثبان المسك الازفر ، يفزع النّاس ولا يفزعون ويحزن النّاس ولا يحزنون وهو قول الله عزوجل : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(٣).

__________________

(١) آل عمران / الآية ٦٨.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٨ ح ١ باب نادر جامع فاضل الامام والعيون ج ١ ص ٢١٦ في حديث ١.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٧٤ ح ٣.


قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (١٠٥)

٣٨٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن أحمد بن محمد عن الحسن بن سعيد عن نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه سئله عن قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ،) ما الزّبور وما الذّكر ، قال : الذّكر عند الله والزبور أنزل على داود وكلّ كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم (١).

٣٨١ ـ علي بن ابراهيم في معنى الآية قال : الكتب كلّها ذكر الله (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ،) قال ، قال : القائم «عليه‌السلام» وأصحابه (٢).

__________________

(١) اصول الافي ج ١ ص ٢٢٥ ح ٦.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٧٥ ح ٣ ، وتفسير القمي ج ٢ ص ٧٧.



سورة الحج

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ) (٩)

٣٨٢ ـ حماد بن عيسى قال : حدّثني بعض أصحابنا حديث يرونه الى أمير المؤمنين أنّه قال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ، ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ،) قال : هو الأول ثاني عطفه الى الثاني وذلك لمّا أقام رسول الله «ص» عليّا علما للنّاس وقال : والله لا نفي بهذا أبدا (١).

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١١)

٣٨٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٧٨ ح ٣ ، والبحار : ٢٤ / ٧٤ ح ٥٢.


عن ابن بكير عن ضريس عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ،) قال : إن الآية تنزل في الرجل ثمّ تكون في اتباعه ، ثمّ قلت : كلّ من نصب دونكم شيئا فهو ممّن يعبد الله على حرف ، فقال : نعم وقد يكون محضا (١).

قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) (١٩)

٣٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن احمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا ،) بولاية علي (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ)(٢).

قوله تعالى : («وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) (٢٤)

٣٨٥ ـ احمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن من ذكره عن أبي علي عن ضريس الكناسي قال سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ ،) فقال : هو والله هذا الأمر الّذي أنتم عليه (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٥)

٣٨٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلى قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : أن معاوية

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٧٨ ح ١ والكافي ٢ / ٣٩٨ ح ٤.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٢ ح ٥١.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٨٣ ح ١ والمحاسن ص ١٦٩ والبحار ج ٦٨ / ٩٢ ح ٣٣.


اوّل من علّق على بابه مصراعين بمكّة ، فمنع حاج بيت الله ما قال الله عزوجل : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ،) وكان النّاس اذا قدموا مكّة تنزل بادي على الحاضر يقضي حجّه ، وكان معاوية صاحب سلسلة الّتي قال الله تبارك وتعالى : (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ،) وكان فرعون هذه الأمّة (١).

قوله تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ...) (٤٠)

٣٨٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى بن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر «ع» في قول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ،) قال : نزلت في رسول الله وعليّ وجعفر وحمزة وجرت في الحسين (٢).

وروى محمد بن العباس عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه قال : نزلت هذه الآية في آل محمّد «عليهم‌السلام» خاصّة (٣).

قوله تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (٤١)

٣٨٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن احمد بن الحسن عن أبيه عن حصين بن مخارق عن الإمام موسى بن جعفر «عليه‌السلام» عن آبائه «عليهم‌السلام» قال قوله تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ

__________________

(١) فروع الكافي ج ٤ ص ٢٤٣ والبرهان ج ٣ ص ٨٣.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٩٣ والروضة ص ٣٣٧ ـ ٣٣٨.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٩٣.


وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) ، قال : نحن هم (١).

قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) (٤٥)

٣٨٩ ـ الشيخ الصدوق «رحمه‌الله» قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم عن ابراهيم بن احمد بن يونس الليثي قال : حدّثنا احمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدّثنا علي بن الحسن الفضل عن أبيه عن ابراهيم بن زياد قال : سئلت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) ، قال : البئر المعطّلة هو الإمام الصامت ، والقصر المشيّد الإمام الناطق (٢).

٣٩٠ ـ نخب المناقب : عن الامام الصادق «عليه‌السلام» أنّه قال : قال رسول الله «ص» : القصر المشيد والبئر المعطّلة عليّ أمير المؤمنين (٣).

قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٥٢)

٣٩١ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن أبي نصر عن تغلب بن ميمون عن زرارة قال : سئلت أبا جعفر عن قول الله ، (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ،) ما الرسول وما النّبي؟ قال : النّبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرّسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك ، قلت : الإمام ما منزلته؟ قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ، ثمّ تلى هذه الآية : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ،) ولا محدّث (٤).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٩٥ ح ١.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٩٦ ح ٨ ومعاني الاخبار ص ٣٨.

(٣) بحار الانوار ج ٣٦ ص ١٠٥.

(٤) اصول الكافي ج ١ ص ١٧٦ ح ١ والبرهان ج ٣ ص ١٠٠ ح ١٢.


قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥٧)

٣٩٢ ـ قال علي بن ابراهيم ، قال : قال : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)(١).

قوله تعالى : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٧٥)

٣٩٣ ـ علي بن ابراهيم قال : أي يختار وهو جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت ، ومن النّاس الأنبياء والأوصياء ، فمن الأنبياء نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمّد «صلّى الله عليهم اجمعين» ومن هؤلاء الخمسة ، رسول الله «ص» ، ومن الأوصياء أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ، وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) (٧٨)

٣٩٤ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا ، عن احمد بن عائد عن عمر بن اذينة عن بريد العجلي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت قول الله عزوجل : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ،) في الكتب الّتي مضت وفي هذا القرآن (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً ،) فرسول الله شهيد علينا بما بلغنا عن الله عزوجل ، ونحن الشهداء على النّاس ، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة ، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامة (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٠٢ وليس موجودا في تفسير القمي.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٨٧.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٠ ح ٢.



سورة المؤمنون

قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١)

٣٩٥ ـ الشيخ في مجالسه بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» في حديث ولادة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في الكعبة إنّه قال : فلمّا رأه أبو طالب سرّ وقال علي «عليه‌السلام» : السّلام عليك يا أبة ورحمة الله وبركاته ، ثمّ قال : دخل رسول الله «ص» ولمّا دخل إهتزّ له أمير المؤمنين وضحك في وجهه ، وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، قال : ثمّ تنحنح بإذن الله تعالى وقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ...) الى آخر الآيات ، وقال رسول الله «ص» : قد أفلحوا بك ، وقرأ تمام الآيات ، الى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ،) فقال رسول الله «ص» : أنت والله أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون ، وانت والله دليلهم وبك يهتدون ، الى آخر الحديث (١).

__________________

(١) امالي الطوسي ص ٨٠ ـ ٨٢.


قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) (٦٠)

٣٩٦ ـ محمد بن يعقوب في حديث حفص بن غياث عن أبي عبد الله «ع» أنّه قال : فو الله أن لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل الله عزوجل منه عملا إلّا بولايتنا أهل البيت ، ألا ومن عرف حقّنا ورجى الثواب بنا ، ورضى بقوته نصف مدّ كل يوم ، وما يستر به عورته ، وما اكنّ به رأسه ، وهم مع ذلك خائفون وجلون ودّوا انه حظّهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله عزوجل حيث يقول : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ،) الّذي أثوابه ، أتوا والله بالطاعة مع المحبّة والولاية ، وهم في ذلك خائفون أن لا يقبل منهم ، ليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من أصابة الدّين ، ولكنّهم خافوا أن يكونوا مقصّرين في محبّتنا وطاعتنا (١).

قوله تعالى : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٦١)

٣٩٧ ـ قال علي بن ابراهيم : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ ،) يقول : هو عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» لم يسبقه أحد (٢). قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (٧٤)

٣٩٨ ـ ابن شهر آشوب عن الخصائص بإسناده عن الاصبغ وفي كتبنا عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ،) قال عن ولايتنا (٣).

__________________

(١) الروضة ص ١٤١ ح ٩٨.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٩٢ والبرهان ج ٣ ص ١١٤.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١١٧ ح ١٣ والمناقب ج ٣ ص ٧٣.


قوله تعالى : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (٧٧)

٣٩٩ ـ سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المفضل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ ،) وهو علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» اذا رجع في الرجعة (١).

قوله تعالى : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) (١٠٤)

٤٠٠ ـ محمد بن ابراهيم النعماني في غيبته بإسناده عن كعب الأحبار قال : إذا كان يوم القيامة حشر النّاس على اربعة أصناف ، صنف ركبان ، وصنف على اقدامهم يمشون ، وصنف مكبوبون ، وصنف على وجوههم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ، ولا يكلمون و (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ فَأُولئِكَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ،) فقيل له : يا كعب من هؤلاء الّذين يحشرون على وجوههم وهذه الحالة حالهم ، قال كعب : اولئك الّذين كانوا على الضلال وارتداد والنكث ، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم اذا لقوا الله بحرب خليفتهم ووصىّ نبيّهم وعالمهم وسيّدهم وفاضلهم حامل اللّواء ووليّ الحوض والمرتجى والمرجى دون هذا العالم ، وهو العلم الذي لا يجهل ، والمحجّة الّتي من زال عنها عتب ، وفي النّار هوى ، ذلك عليّ وربّ الكعبة ، أعلمهم علما ، واقدمهم سلما ، واوفرهم حلما ، عجبا ممّن قدّم على عليّ غيره ، ومن نسل عليّ «عليه‌السلام» القائم الذي يبدّل الأرض غير الأرض ، وبه يحتج عيسى بن مريم على نصارى الرّوم والصين ، ان القائم المهدي من نسل عليّ «عليه‌السلام» أشبه النّاس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وصمتا وهيبة ، يؤتيه الله

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١١٨ والبحار في ٥٣ / ٦٤ ح ٥٥ عن منتخب البصائر.


عزوجل ما أعطى الأنبياء ويؤيّده ويفضلّه ، ان القائم من ولد عليّ له غيبة كغيبة يوسف ، ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ، يظهر بعد غيبة مع طلوع نجم الأحمر ، وخراب الزوراء وهي ريّ ، وخسف المزورة وهي بغداد ، وخروج السفياني ، وحرب ولد عباس مع فتيان ارمينه وآذربايجان ، وتلك حرب يقتل فيها الوف والوف كلّ يقبض على سيف محلى تخفف عليه رآيات سود ، تلك حرب يشوبها الموت الأحمر والطاعون الأكبر (١).

قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) (١١١)

٤٠١ ـ ابن شهر آشوب عن سفيان الثوري عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن بن مسعود في قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا ،) يعني بصبر علي بن أبي طالب ، وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» في الدّنيا على الطاعات وعلى الجوع وعلى الفقر ، وصبروا على البلاء لله في الدّنيا هم الفائزون (٢).

__________________

(١) الغيبة للنعماني ص ١٤٥ ح ٤.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٢٢ ح ١ والمناقب ج ٢ ص ١٢٠.


سورة النّور

قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (١٠)

٤٠٢ ـ العياشي عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» وحمران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قالا : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ،) قالا : فضل الله رسوله ، ورحمته ولاية الأئمّة «عليهم‌السلام» (١).

٤٠٣ ـ ابن شهر آشوب عن ابن عباس ومحمد بن مجاهد في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ،) فضل الله محمّد «ص» ورحمته عليّ «عليه‌السلام» وقيل : فضل الله عليّ «عليه‌السلام» ورحمته فاطمة «صلوات الله وسلامه عليها» (٢).

قوله تعالى : («اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) ـ الى قوله ـ (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ») (٣٥)

٤٠٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٢٦ ح ١ وتفسير العياشي ج ١ ص ٣٦٠ ح ٢٠٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٢٦ ح ٤ والمناقب ج ٣ ص ٩٩.


محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله في قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ،) فاطمة «عليها‌السلام» ، (فِيها مِصْباحٌ ،) الحسن ، (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ،) الحسين «عليهم‌السلام» ، (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ،) فاطمة «عليها‌السلام» ، فكوكب درّي بين نساء أهل الدنيا ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ،) ابراهيم ، (زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ،) لا يهوديّة ونصرانيّة ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ،) يكاد العلم ينفجر منها ، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ، نُورٌ عَلى نُورٍ ،) إمام منها بعد إمام ، (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ،) يهدي الله للأئمّة «عليهم‌السلام» من يشاء ، (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ ،) قلت : (أَوْ كَظُلُماتٍ ،) قال : الاوّل وصاحبه ، (يَغْشاهُ مَوْجٌ ،) الثالث ، (من فوقه موج ظلمات ،) الثاني ، (بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ،) معاوية وفتن بني أميّة ، إذا أخرج يده المؤمن في ظلمة ، (لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ،) إماما من ولد فاطمة «عليها‌السلام» ، (فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ،) إمام يوم القيامة (١).

قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (٣٦) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ...) (٣٧)

٤٠٥ ـ علي بن عيسى في كشف الغمة عن أنس وبريدة قالا : قرء رسول الله : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ ،) الى قوله ، (الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ،) فقام رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله ، قال : بيوت الأنبياء ، فقال يا رسول الله ، هذا البيت منها بيت علي وفاطمة «عليهما‌السلام» ، قال : نعم من أفاضلها (٢).

٤٠٦ ـ قال الثعلبي في تفسير هذه الآية : يرفع الإسناد الى أنس ، قال : قرء

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٣٣ ح ٢ واصول الكافي ج ١ ص ١٩٥ في حديث ٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٣٩ ح ١٢ وكشف الغمة ج ١ ص ٣١٩.


رسول الله هذه الآية ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، أيّ بيوت هذه ، قال : بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ، يعني بيت عليّ وفاطمة ، قال : نعم ، من افاضلها (١).

٤٠٧ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي ... ان قتادة قال لأبي جعفر «عليه‌السلام» والله لقد جالت بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ماضطرب قدّامك فقال له : أتدري اين أنت ، انت بين يدي ، (بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ، رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ ،) فأنت ثمّة ، ونحن اولئك ، فقال له قتادة : صدقت والله ، جعلني الله فداك ، ما هي بيوت حجارة ولا طين ، الحديث (٢).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) (٣٩)

٤٠٨ ـ علي بن ابراهيم قال : ثمّ ضرب الله مثلا لاعمال من نازعهم ، يعني عليّا وولده ، فقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ ،) الخ (٣).

أقول : يستفاد من الأحاديث المتواترة : ان الولاية شرط في قبول الأعمال وصحتها ، وبانّ كافر الولاية كالكافر بالله وبرسوله في كون أعماله كسراب بقيعة تشمله هذه الآية.

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٣٩ ح ١٤.

(٢) فروع الكافي ج ٦ ص ٢٥٦ والبحار ٢٣ / ٣٢٩.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١٣٩ وتفسير القمي ط مكتبة الهدى ج ٢ ص ١٠٤.


قوله تعالى : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٥١)

٤٠٩ ـ روى الطبرسي في مجمع البيان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : إن المعنّي بالآية أمير المؤمنين عليّ «عليه‌السلام» قال : وحكى البلخي : أنّه كانت بين عليّ وعثمان منازعة في أرض اشتراه من علي فخرجت بها أشجار فأراد ردّها بالعيب فلم يأخذها ، فقال : بيني وبينك رسول الله «ص» ، فقال : الحكم بن أبي العاص ، إن حاكمك الى ابن عمه حكم له ، فلا تحاكمه ، فنزلت الآية وهو المروي عن أبي جعفر او قريب منه (١).

وذكر السدى منازعة عليّ وعثمان وعدم رضاء عثمان برفع المخاصمة الى النّبي «ص» فنزل قوله : (إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ...) الى قوله ، (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

قوله تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ ...) (٥٤)

٤١٠ ـ علي بن ابراهيم قال ، قال : ما حمّل النّبي «ص» من النّبوّة ، وعليكم ما حمّلتم من الطاعة ، ثمّ خاطب الله الأئمّة «عليهم‌السلام» ووعدهم أن يستخلفنّهم في الأرض من بعد ظلمهم وغصبهم (في الآية التالية) (٢).

قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ...) (٥٥)

__________________

(١) مجمع البيان ج ٧ ص ١٥٠.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٤٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٠٧ ـ ١٠٨.


٤١١ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : حدّثنا احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثني احمد بن يوسف بن يعقوب الجوفي من كتابه قال : حدّثنا اسماعيل بن مروان قال : حدّثنا علي بن أبي حمزة عن أبيه ووهيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ،) الى قوله ، (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ،) قال : القائم «عليه‌السلام» وأصحابه (١).

٤١٢ ـ قال الطبرسي في مجمع البيان : وروى العياشي ان علي بن الحسين «عليه‌السلام» أنّه قرء الآية وقال : هم والله شيعتنا أهل البيت ، يفعل ذلك بهم على يد رجل منّا وهو مهدي هذه الأمّة وهو الّذي قال رسول الله «ص» : لو لم يبق من الدّنيا الّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يأتي رجل من عترتي إسمه إسمي يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (٢).

٤١٣ ـ ابن شهر آشوب عن تفسير أبي عبيدة وعلي بن حرب الطائي : قال عبد الله بن مسعود : الخلفاء أربعة ، آدم : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ،) وداود : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ،) يعني البيت المقدس ، وهارون قال موسى ، (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ،) وعليّ «عليه‌السلام» ، (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) يعني عليّ ، (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ،) آدم وداود وهارون ، (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ ،) يعني الإسلام ، (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ،) يعني أهل مكّة ، (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ ،) بولاية علي بن أبي طالب ، (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ،) يعني الغاصبي لله ولرسوله (٣).

__________________

(١) البرهان ١٤٦ والبحار : ٥١ / ٥٨ ح ٥٠ والغيبة : ٢٤٠ ح ٣٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٤٦ ح ٤ ومجمع البيان ج ٧ ص ١٥٢.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١٥٠ ح ١٤ والمناقب ج ٣ ص ٦٣.


قوله تعالى : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ...) (٦٣)

٤١٤ ـ السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة ، قال : أخبرنا أبو منصور زيد بن جاهر وبشار البصري قالا : قدم علينا بواسط قالا أخبرنا : أبو الحسين محمد بن يعقوب الحافظ ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عدّي عن محمد بن علي الأربلي عن أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمّه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين «ع» ، قالت : عليّ سيدي قرأ هذه الآية : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ،) قالت فاطمة : فجئت النّبي «ص» ان أقول له : يا أبة فجعلت أقول : يا رسول الله فأقبل عليّ وقال : يا بنيّة لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل ، قال : أنت منّي وأنا منك ، وإنّما نزلت في أهل جفاء ، وإن قولك يا أبة أحبّ إلى قلبي وأرضى للرّبّ ، ثمّ قال : أنت نعم الولد ، وقبّل وجهي ومسحني من ريقة ، فما احتجت الى طيب بعده (١).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ١٥٤ ح ١ وروى في المناقب عن الصادق نحوه.


سورة الفرقان

قوله تعالى : (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) (٨)

٤١٥ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثني محمد بن عبد الله عن أبيه عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمّار بن مروان عن منخل بن جميل الرقي عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : نزل جبرئيل على رسول الله «ص» بهذه الآية هكذا : (وَقالَ الظَّالِمُونَ ،) لآل محمّد حقّهم ، (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً (٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) (٩) إلى ولاية عليّ ، وعليّ «عليه‌السلام» هو السّبيل (١).

قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) (١١)

٤١٦ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : حدّثنا عبد الواحد بن عبد الله قال : أخبرنا محمد بن جعفر القرشي قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عمر بن مروان الكلبي عن أبي الصامت قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد «ع» :

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٥٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ١١١.


الليل اثنتا عشر ساعة ، والنهار اثنتا عشر ساعة والشهور اثنتا عشر شهيرا والأئمّة اثنتا عشر إماما ، والنقباء اثنا عشر نقيبا ، وإنّ عليّا ساعة من أثنتا عشر ساعة وهو قول الله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً)(١).

قوله تعالى : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) (١٤)

٤١٧ ـ الشيخ في اماليه بإسناده عن كثير بن طارق قال : سئلت زيد بن علي بن الحسين عن قول الله تعالى : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ،) قال : يا كثير ، إنّك رجل صالح ولست معهم ، وإنّي أخاف عليك أن تهلك ، إنّ كلّ إمام جائر فانّ اتباعه إذا أمر بهم الى النّار نادوه باسمه ، فقالوا : يا فلان يا من أهلكنا هلّم الآن فخلّصنا مما نحن فيه ، ثمّ يدعون بالويل والثّبور ، فعندها يقال لهم ، (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ،) ثمّ قال زيد بن علي «ره» : حدّثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي «عليهما‌السلام» ، قال : قال رسول الله «ص» لعليّ «ع» : يا عليّ ، أنت وأصحابك في الجنّة ، انت وأتباعك يا عليّ في الجنّة (٢).

قوله تعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (٢٣)

٤١٨ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سمعت يقول : إن الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله «ص» واذا كان يوم عرفة حبط الربّ (٣) تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ،) فقلت : جعلت فداك أعمال من هذه ، فقال : اعمال مبغضينا ومبغضي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٥٧ ح ٢ والغيبة للنعماني ص ٨٥ ح ١٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٥٧ ح ٢ وامالي الشيخ ١ / ٥٦.

(٣) أي حبط أمر الرّب.


شيعتنا (١).

قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (٢٨)

٤١٩ ـ علي بن ابراهيم قال : قال أبو جعفر ، (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ) عليّا ، يعني الولاية ، فكان الشيطان هو الثاني للإنسان خذولا ، (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ،) يعني الثاني ، (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي)(٢).

قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (٥٤)

٤٢٠ ـ روى ابن شهر آشوب عن ابن عباس وابن مسعود وجابر والبراء وأنس وأمّ سلمة وسدّي وابن سيرين والباقر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ،) قال : هو محمّد «ص» وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» ، وفي رواية البشر : والنسب : فاطمة والصهر عليّ «صلوات الله وسلامه عليهما» (٣).

٤٢١ ـ الثعلبي في تفسيره قال : قال ابن سيرين : نزلت في النّبي وعليّ زوج أبنته فاطمة ، فقال له : لو لم يخلق علي بن أبي طالب لما كان لفاطمة «عليها‌السلام» كفو وفي خبر : لولاك لما كان لها كفو على وجه الأرض (٤).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٥٩ والبصائر ٤٤٦ ح ١٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٦٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ١١٣.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١٧١ ح ٩ والمناقب ٣ / ١٨١.

(٤) البرهان ج ٣ ص ١٧١.


٤٢٢ ـ المفضل عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لو لا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين «عليه‌السلام» لم يكن لفاطمة كفو على ظهر الأرض من آدم فما دونه (١).

قوله تعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) (٥٥)

٤٢٣ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن عبد الله عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن فضيل عن أبى حمزة قال : سئلت أبا جعفر «ع» عن قول الله تبارك وتعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً ،) قال تفسيرها في باطن القرآن عليّ «عليه‌السلام» هو ربّه في الولاية ، والرّبّ هو الخالق الّذي لا يوصف.

وبإسنادهم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» إنّ عليّا «عليه‌السلام» آية لمحمّد «ص» وإنّ محمّدا «ص» يدعوا الى ولاية عليّ «ع» أمّا بلغك قول رسول الله «ص» : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه (٢).

قوله تعالى : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) (٦٣)

٤٢٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محجوب عن محمد بن النعماني عن سلام ، قال : سئلت أبا جعفر عن قوله : (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ،) قال : هم الأوصياء من مخافة عدوّهم (٣).

قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧١ والمناقب ٢ / ١٨١ وراجع اصول الكافي ١ / ٤٦١ الحديث ١٠ / الباب مولد الزهراء.

(٢) بصائر الدرجات ص ٩٧ ح ٥ والبرهان ج ٣ ص ٢٧٢ ح ٢.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٧ ح ٧٨.


حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٠)

٤٢٥ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص روى عن محمد بن الحسن الشحاذ عن سعيد بن عبد الله عن محمد بن احمد بن محمد بن اسماعيل عن جعفر بن محمد بن الهيثم الحضرمي عن علي بن الحسين الغزاري عن آدم بن التمار الحضرمي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال : أتيت أمير المؤمنين «صلوات الله وسلامه عليه» وجلست انتظره فخرجت اليه فقمت اليه فسلمت عليه ، فضرب على كتفي وفي نسخ كفّي ، ثمّ شبّك اصابعه بأصبعي ، ثمّ قال : يا أصبغ بن نباتة ، فقلت : لبيك وسعديك يا أمير المؤمنين ، فقال : إنّ وليّنا وليّ الله ، واذا مات ولي الله كان من الله بالرفيق الأعلى وسقاه من نهر أبرد من الثلج ، وأحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، فقلت : بأبي وأمّي وإن كان مذنبا ، فقال : نعم ، وإن كان مذنبا ، أما تقرء القرآن : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ،) يا أصبغ إنّ وليّنا لو لقي الله وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ومثل عدد الرمل لغفرها الله له إن شاء الله تعالى (١).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٧٤)

٤٢٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني احمد بن محمد قال حدّثني الحسن بن محمد بن سماعة عن حماد عن ابان بن تغلب قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ،) قال : هم نحن أهل البيت (٢).

٤٢٧ ـ روى محمد بن العباس بإسناده عن أبي سعيد الخدري في هذه الآية

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٦ ح ١ والاختصاص ص ٦٥ ـ ٦٦.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ١١٧.


قال : قال رسول الله «ص» لجبرئيل : من ازواجنا ، قال : خديجة ، قال : ذريّاتنا ، قال : فاطمة ، قال : قرّة أعين ، قال : الحسن والحسين ، واجعلنا للمتقين إماما ، قال : أمير المؤمنين (١).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٧ ح ٤ وتأويل الآيات الظاهرة ج ١ ص ٣٢٧.


سورة الشّعراء

قوله تعالى : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٤)

٤٢٨ ـ ابن شهر آشوب عن العياشي بإسناده الى الصادق «عليه‌السلام» في خبر قال : قال النّبي «ص» : يا عليّ ، إنّي سئلت الله عن يوالي بيني وبينك ففعل ، وسئلته أن يواخي بيني وبينك ففعل ، وسئلته أن يجعلك وصيّ ففعل ، فقال رجل : والله لصاع من تمر خير ممّا سئل محمّد «ص» ربّه ، هل لا سئل ملك يعضده على عدوّه ، أو كثرة يستعين به على فاقته ، فأنزل الله : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ،) الآية (١).

٤٢٩ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٩ ، وراجع امالي الطوسي ص ٦٦ وامالي الشيخ المفيد ص ١٦٢ والبحار ج ٤٠ ص ٧٢ ح ١٠٩ فيه لعلك تارك ، وعن المناقب : لعلك باخع ، وراجع المناقب ١ / ٤٧٧.


عن علي بن الحكم عن أبي أيّوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : خمس علامات قبل قيام القائم «عليه‌السلام» الصيحة ، والسفياني والخسف وقتل النفس الزكيّة ، واليماني ، فقلت : جعلت فداك إن خرج احد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أن أنخرج معه ، قال : لا ، قال : فلمّا كان من الغد تلوت هذه الآيات : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ،) فقلت له : أهي الصيحة ، فقال : أمالو كانت خضعت اعناق اعداء الله عزوجل (١).

قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (٨٤)

٤٣٠ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أبي ومحمد بن الحسن «رضي الله عنهما» قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن أبن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله في حديث غيبة ابراهيم الى ان قال له : غاب «عليه‌السلام» الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن بلده فقال : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا ،) قال الله تقدست ذكره : (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا ، وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ،) يعني به علي بن أبي طالب لأنّ ابراهيم «ع» قد كان دعا الله عزوجل ان يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فجعل الله تبارك وتعالى ، ولإسحق ويعقوب لسان صدق عليا ، فأخبر علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» أنّ القائم هو الحادي عشر من ولده وأنّ المهدي الّذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، انه تكون له غيبة وحيرة يضلّ فيها قوم ، ويهدي فيها آخرون وأنّ هذا كائن كما هو مخلوق (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٩ ح ١ وروضة الكافي ص ٣١٠ ح ٤٨٣.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٨٤ ح ١ واكمال الدين ١ / ١٣٩.


وقد مرّ هذا الحديث في شرح الآية الخمسين من سورة مريم.

قوله تعالى : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (١٠١)

٤٣١ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضّال عن علي بن عقبة عن عمر بن ابان عن عبد الحميد الوايشي عن أبي جعفر «ع» قال : قلت له : لنا جار ينتهك المحارم كلها حتّى انه ليترك الصّلاة فضلا عن غيرها ، فقال : سبحان الله وأعظم ذلك ، ألا اخبرك بمن هو شرّ منه ، فقلت : بلى ، فقال : الناصب لنا شرّ منه ، أما إنّه ليس عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلّا مسحت الملائكة ظهره ، وغفر له ذنوبه كلّها ، إلّا ان يجيىء بذنب يخرجه عن الإيمان وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في الناصب ، وإنّ المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة ، فيقول : يا ربّ جاري كان يكفّ عني الأذى ، فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى : أنا ربّك وأحقّ من كافي عنك ، فيدخله الجنّة ، وماله حسنة ، وانّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا ، فعند ذلك يقول أهل النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم (١).

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (١٩٣)

٤٣٢ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن الحسن بن سعيد عن بعض اصحابه عن حنان بن سدير عن سالم بن الحناط عن أبي جعفر «ع» في قول الله تبارك وتعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) ، قال : ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٨٥ ح ٢ وروضة الكافي ١٠١ ح ٧٢.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٨٨ ح ٢ وبصائر الدرجات ص ٩٣ ح ٥ والكافي ج ١ ص ٤١٢ ح ١ وفيه : هى الولاية أمير المؤمنين.


قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) (٢٠٧)

٤٣٣ ـ محمد بن يعقوب عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمّه قال : سمعت أبا عبد الله يقول : هبط جبرئيل على رسول الله ورسول الله كئيب حزين ، فقال : يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا ، فقال : إنّي رأيت الليلة رؤيا ، قال : وما الذي رأيت ، قال : رأيت بني اميّة يصعدون المنابر وينزلون منها ، قال : والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ، ما علمت بشىء من هذا ، وصعد جبرئيل الى السّماء ثمّ أهبطه الله جلّ ذكره بأيّ من القرآن يعزّيه بها ، قوله : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ، ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) ، فانزل الله عزّ ذكره : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، للقوم فجعل الله عزوجل ، ليلة القدر خير من ألف شهر (١).

٤٣٤ ـ روى محمد بن العباس بأسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في هذه الآية ، قال : خروج القائم «عليه‌السلام» ، (ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ،) قال هم بني أميّة ، الّذين متّعوا في دنياهم (٢).

قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢١٤)

٤٣٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني «ره» قال : حدّثنا عبد العزيز قال : حدّثنا المغيرة بن محمد قال حدّثنا ابراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الازري قال : حدّثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله عن الأعمش عن منهال بن عمرو عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن علي بن أبي طالب ،

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٨٩ ح ٢ والروضة ص ٢٢٢ ح ٢٨٠.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٨٩ ح ٣.


قال : لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ،) أي رهطك المخلصين ، دعا رسول الله بني عبد المطّلب ، وهم أذ ذاك أربعون رجلا وينقصون رجلا ، فقال أيّكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيّ وخليفتي فيكم بعدي ، وعرض ذلك عليهم رجلا رجلا كلّهم يأبى ذلك حتّى أتى إليّ ، فقلت : أنا يا رسول الله ، فقال : يا بني عبد المطلب هذا وارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ، فقال القوم يضحك بعضهم الى بعض ، ويقول لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام (١).

وروى مثله عن أحمد بن حنبل في مسنده.

قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٢١٩)

٤٣٦ ـ ابن بابويه «ره» حدّثنا محمد بن الحسين العطار قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري قال : أخبرنا محمد بن زكريا القلابي البصيري ، قال : حدّثنا محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : سئل رسول الله «ص» أين كنت وآدم في الجنّة ، قال : كنت في صلبه ، وهبط الى الأرض ، وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب نوح ، وقذف بي في النّار في صلب أبي ابراهيم ، لم يلتق أبوان على سفاح قط ، لم يزل الله ينقلني في الأصلاب الطيّبة الى الارحام الطاهرة هاديا مهديا ، حتى أخذ الله بالنّبوة عهدي ، وبالاسلام ميثاقي ، وبيّن كلّ شىء من صفتي ، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري ، ورقى بي إلى سمائه ، وشقّ لي أسما من أسمائه ، أمّتي الحمّادون ، فذو العرش محمود ، وأنا محمد ، قال

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٩٠ ح ٢ وعلل الشرايع ص ١٧٠ وراجع امالي الشيخ : ص ٢٠ ـ ٢١ وراجع سعد السعود لإبن طاوس ص ١٠٥.


ابن بابويه وروي هذا الحديث من طرق كثيرة (١).

قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢٢٧)

٤٣٧ ـ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه «ره» قال : حدّثنا علي عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن الخالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه «عليهم‌السلام» ، قال : قال رسول الله «ص» : من أحبّ ان يتمسك بديني ، ويركب سفينة النّجاة بعدي ، فليقتد بعلي بن أبي طالب «عليه‌السلام» وليعاد عدوّه ، وليوال وليّه ، فانّه وصيّ وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي ، وهو أمير كل مسلم ، وأمير كل مؤمن بعدي ، قوله قولي ، وأمره أمري ، ونهيه نهي ، تابعه تابعي ، وناصره ناصري ، وخاذله خاذلي ، ثمّ قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : من فارق عليّا بعدي لم يرني ، ولم اره يوم القيامة ، ومن خالف عليّا حرم الله عليه الجنّة ، وجعل مأواه النّار ، ومن خذل عليّا خذله الله يوم يعرض عليه ، ومن نصر عليّا نصره الله يوم يلقاه ، ولقّنه حجّته عند المنازلة ، ثمّ قال : الحسن والحسين إماما أمّتي بعد أبيهما ، وسيّدا شباب أهل الجنّة ، وأمّهما سيّدة نساء العالمين ، وأبوهما سيّد الوصيين ، وولد الحسين تسعة أئمّة ، تاسعهم القائم من ولدي ، طاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي ، الى الله اشكو المنكرين لفضلهم والمضيّعين لحقهم بعدي ، وكفى بالله وليّا ، وكفى بالله نصيرا ، لعترتي وأئمّة أمّتي ، ومنتقما من الجاحدين لحقهم ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ / ١٩٢ ومعاني الأخبار : ٥٥ ح ٢.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٩٥ ح ٥ واكمال الدين ص ٢٥٤ ح ٦ باب ٢٤.


سورة النّمل

قوله تعالى : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ...) (١٦)

٤٣٨ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبّار عن صفوان بن يحيى عن شعيب الحدّاد عن ضريس الكنّاسي ، قال : كنت عند أبي عبد الله وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله : أنّ داود ورث علم الأنبياء ، وأن سليمان ورث داود ، وأن محمّدا ورث سليمان ، وأنّا ورثنا محمّدا «ص» وانّ عندنا صحف ابراهيم والواح موسى ، فقال : أبو بصير ان هذا لهو العلم ، قال : يا أبا محمّد ، ليس هذا هو العلم ، إنّما العلم ما يحدث بالليل والنّهار يوما بيوم وساعة بساعة (١).

٤٣٩ ـ الصفّار عن علي بن اسماعيل بن محمد بن عمرو الزيّات عن أبيه عن الفيض بن المختار قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إنّ سليمان بن داود قال : (عُلِّمْنا

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٢٥ ح ٤.


مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ،) وقد علّمنا الله منطق الطير وأوتينا من كلّ شيء (١).

قوله تعالى : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ...) (٤٠)

٤٤٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى وغيره عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال : حدّثني شريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : إنّ إسم الله الأعظم على ثلاث وسبعين حرفا ، وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد ، فتكلّم لها فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتّى تناول السرير بيده ، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا الإسم أثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله تبارك وتعالى إستأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم (٢).

قوله تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) (٦٢)

٤٤١ ـ الشيخ المفيد في أماليه ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعاني قال : حدّثنا ابو العباس احمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان قال : حدّثنا ابراهيم بن الحكم عن المسعودي قال : حدّثنا الحارث بن حصين عن عمران بن حصين قال : كنت أنا وعمر بن الخطّاب جالسين عند النّبي «ص» وعليّ «عليه‌السلام» جالس الى جنبه ، إذ قرء رسول الله : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ،) قال : قال : فانتفض عليّ إنتفاضة العصفور ، فقال له النّبي «ص» : ما شأنك

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٠٠ ح ٦ وبصائر الدرجات ٣٦٤ ح ١٤.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٣٠ ح ١.


تجزع ، فقال : مالي لا أجزع والله يقول : يجعلنا خلفاء الأرض ، ثمّ قال له النّبي «ص» : لا تجزع فو الله لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق (١).

٤٤٢ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن الحسن بن علي بن فضّال عن صالح بن عقبة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : نزلت في القائم من آل محمّد «ص» هو والله المضطرّ إذا صلى في المقام ركعتين ودعا الى الله فأجابه فكشف السّوء ويجعله خليفة في الأرض (٢).

أقول : روى النعماني في كتاب الغيبة صفحة ٣١٤ باب ٢٠ حديث ٦ ، حديثا مفضّلا باسناده عن أبي جعفر في هذا العنى.

قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (٨٢)

٤٤٣ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى واحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن علي بن الحسان قال : حدّثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : أنا قسيم الله بين الجنّة والنّار ، لا يدخلها داخل إلّا على حدّ قسمتي ، وأنا فاروق الأكبر ، أنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدّي عن من كان قبلي ، لا يتقدمني أحد إلّا أحمد «ص» ، وإني وإيّاه لعلى سبيل واحد إلّا انّه المدعو بأسمه ، ولقد اوتيت الستّ ، علم المنايا ، والبلايا ، والوصايا ، وفصل الخطاب ، وإني لصاحب الكرّات ، وأنا دولة الدول ، وإني لصاحب العصا والميسم ، والدّابّة الّتي تكلم النّاس (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٠٧ ح ١ وامالي الشيخ المفيد ص ٣٠٧ ح ٥ طبعة ايران.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٠٨ ح ٧ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٢٩.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٢٠٩ ح ١ واصول الكافي ج ١ ص ١٩٨ ح ٣.


قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (٨٣)

٤٤٤ ـ سعد بن عبد الله عن احمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي محمد يعني أبا بصير ، قال : قال لي أبو جعفر «عليه‌السلام» : ينكر أهل العراق الرّجعة ، قلت : نعم ، قال : أما تقرؤن القرآن ، (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ،) الآية (١).

٤٤٥ ـ علي بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الطّيّار عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ،) قال : ليس أحد من المؤمنين قتل إلّا سيرجع حتّى يموت ، ولا أحد من المؤمنين مات إلّا يرجع حتّى يقتل (٢).

قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٩٠)

٤٤٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن الحسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له : ألا أخبرك بقول الله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ،) قال : بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك ، فقال : الحسنة معرفة الولاية

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢١١ ح ١٦ والبحار ٥٣ / ٤٠ ح ٦.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢١١ ح ١٧ والبحار ٥٣ / ٥١ ح ٢٧ عن علي بن ابراهيم وتفسير القمي ٢ / ١٣٠.


وحبّ أهل البيت ، والسّيّئة إنكار الولاية ، بغضنا أهل البيت ثمّ قرأ هذه الآية (١).

قوله تعالى : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها ...) (٩٣)

٤٤٧ ـ قال علي بن ابراهيم قال : الآيات أمير المؤمنين «عليه‌السلام» والأئمّة «عليهم‌السلام» إذا رجعوا يعرفهم اعدائهم اذا رأوهم والدّليل على انّ الآيات هم الأئمّة قول امير المؤمنين : والله ما لله آية أكبر منّي (٢).

أقول : يأتي في تفسير (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) حديث عن أبي جعفر «عليه‌السلام» إنّ أمير المؤمنين كان يقول مالله عزوجل آية هي اكبر منّي وما لله من نبأ أعظم منّي.

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٨٥ ح ١٤.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢١٤ ح ١ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٣٢.



سورة القصص

قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) (٥)

٤٤٨ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن الميثم العجلي قال : حدّثنا أبو العباس احمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن سنان عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إنّ رسول الله «ص» نظر الى عليّ والحسن والحسين «عليهم‌السلام» فبكى وقال : أنتم المستضفون بعدي ، قال المفضل : قلت له : ما معنى ذلك يا بن رسول الله ، قال : يعني أنتم الأئمّة بعدي إنّ الله عزوجل يقول : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ،) فهذه الآية فينا جارية الى يوم القيامة (١).

٤٤٩ ـ الشيباني في كشف البيان ، روى في أخبارنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله «عليهما‌السلام» ، إنّ هذه الآية مخصوصة بصاحب هذا الأمر ، الذي يظهر

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢١٧ ح ٢ ومعاني الأخبار : ٢٨ والبحار ٢٤ / ١٦٨ ح ١.


في آخر الزّمان ، ويبيد الجبابرة والفراعنة ، ويملأ الأرض شرقا وغربا ويملأها عدلا كما ملئت جورا (١).

قوله تعالى : (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٦)

٤٥٠ ـ قال علي بن ابراهيم وهم الذين غصبوا آل محمّد حقّهم وقوله : منهم أي من آل محمّد ، (ما كانُوا يَحْذَرُونَ ،) أي من القتل والعذاب ، وقد ضرب أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في أعدائه مثلا مثل ما ضرب الله في اعدائهم فرعون وهامان ألا وقد قتل الله فرعون وهامان وخسف الله بقارون وأنما هذا مثلا لأعدائه الّذين غصبوهم حقّهم ، فأهلكهم الله ، ثمّ قال علي «عليه‌السلام» على أثر هذا المثل الذي ضربه : وقد كان لي حقّا حازه دوني من لم يكن له ، ولم أكن أشركه فيه ، ولا توبة له إلّا بكتاب منزّل ، أو برسول مرسل وأنّى له برسالة بعد رسول الله «ص» ولا نبيّ بعد محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأنّى يتوب وفي برزخ القيامة غرته الأماني ، (وغره بالله الغرور ، وقد أشفى) (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ،) وكذلك مثل القائم «عليه‌السلام» في غيبته وهرابه واستتاره مثل موسى خائف مستتر الى أن يأذن الله في خروجه وطلب حقّه وقتل اعدائه في قوله : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ،) وقد ضرب الله بالحسين بن علي «عليهما‌السلام» مثلا في بني إسرائيل بذّلتهم من اعدائهم (٢).

أقول : وقد اختصرنا هذا الحديث.

قوله تعالى : (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٢٠ ح ١.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٢٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٣٣ ـ ١٣٤.


الْمُبارَكَةِ ...) (٣٠)

٤٥١ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويّه روى بأسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : شاطىء الواد الأيمن الذي ذكره الله تعالى في كتابه هو الفرات ، والبقعة المباركة هي كربلاء ، والشجرة هي محمّد «ص» (١).

قوله تعالى : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) (٤٦)

٤٥٢ ـ المفيد في الأختصاص روى عن سهل بن زياد الآدمي قال حدّثني عرفة بن يحيى عن أبي سعيد المدايني ، قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : ما معنى قول الله عزوجل في محكم كتابه : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا ،) فقال «عليه‌السلام» : كتاب لنا كتبه الله أبا سعيد في ورق قبل أن يخلق الخلائق بألف عام صيّرة معه في عرشه أو تحت عرشه ، فيه ، يا شيعة آل محمّد أعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تعصوني ، من تأتيني بولاية محمّد وآل محمّد اسكنته جنّتي برحمتي (٢).

روى نحوه الشيخ الطوسي (٣).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٥١)

٤٥٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى أبن محمد عن محمد بن جمهور عن حمّاد بن عيسى عن عبد الله بن جندب قال : سألت أبا الحسن «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ،) قال :

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٢٦ ح ١ ، وكامل الزيارات ص ٤٨ والبحار ١٠٠ / ١٢٩ ح ١٤.

(٢) الاختصاص / ص ١١١ ـ ١١٢ والبرهان ج ٣ ص ٢٢٨ ح ٣.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٢٢٨ ح ٣.


إمام الى إمام (١).

قوله تعالى : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) (٥٤)

٤٥٤ ـ محمد بن يعقوب عن أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبّار عن ابن الفضال عن الثعلب بن ميمون عن أبي الجّارود قال : قلت لأبي جعفر «عليه‌السلام» : لقد آت الله أهل الكتاب خيرا كثيرا ، قال : وما ذاك ، قلت : قول الله عزوجل : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ،) الى قوله : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ،) قال : فقال : لقد آتاكم الله كما آتاهم ثمّ تلى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ،) يعني إماما تأتمّون به (٢).

٤٥٥ ـ ابن بابويه «ره» روى باسناده عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : أسلم أبو طالب «عليه‌السلام» بحساب الجمل وعقد بيده ثلاثة وستين ثمّ قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ مثل أبي طالب «عليه‌السلام» مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك فأتاهم الله أجرهم مرّتين (٣).

قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ...) (٦٨)

٤٥٦ ـ ابن شهر آشوب روى عن علي بن الجعد عن شعبة عن حماد بن سلمة عن أنس قال ، قال النّبي «ص» : إنّ الله خلق آدم من طين كيف شاء ، ثمّ قال : ويختار كيف يشاء ، إنّ الله إختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتخبنا فجعلني الرسول ، وجعل علي بن أبي طالب الوصيّ ، ثمّ قال : ما كان لهم الخيرة ، يعني ما جعلت للعباد

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٥ ح ١٨.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٣٠ ح ١ ، واصول الكافي ج ١ ص ١٩٤ ح ٣.

(٣) معاني الاخبار ٢٨٦ واكمال الدين ٢٨٦ ـ ٢٨٧ والبرهان ج ٣ ص ٢٣٢ ح ١٢.


ان يختاروا ، ولكن أختار من أشاء فإنّي وأهل بيتي صنعة الله وخيرته من خلقه ، ثمّ قال : سبحان الله يعني تنزيه الله عمّا يشركون به كفّار مكّة (١).

٤٥٧ ـ الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثنى عشر في تفسير قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ،) روى أنس بن مالك الحديث المتقدم ، وزاد : ثمّ قال : وربّك يا محمّد يعلم ماثكنّ صدورهم من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك وما يعلنون من الحبّ لك ولأهل بيتك (٢).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) (٨٥)

٤٥٨ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثني أبي عن نضر بن سويد عن يحيى الجلودي عن عبد الحميد الطائي عن حمران عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين «عليه‌السلام» في قوله : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ،) قال : يرجع إليكم نبيّكم «ص» وأمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (٣).

قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ...) (٨٨)

٤٥٩ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر «ع» قال : نحن المثاني الّتي أعطاها الله نبيّه محمّد «ص» : ونحن وجه الله نتقلّب في الأرض بين أظهركم ، ونحن عين الله في خلقه ، ويده المبسوطة بالرّحمة على عباده ، عرفنا من

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٣٦ ح ٦ ، والمناقب ١ ص ٢٥٦.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٣٧ ح ٥.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٢٣٩ ح ٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٤٧.


عرفنا ، وجهلنا من جهلنا ، ونحن إمام المتقين (١).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٤٣ ح ٣.


سورة العنكبوت

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (٢)

٤٦٠ ـ ابن شهر آشوب روى عن أبي طالب الهروي باسناده عن علقمة وأبي ايّوب أنّه لمّا نزل : الم ، احسب النّاس ، الآيات ، قال النّبي لعمّار : أنّه سيكون من بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم وحتّى يقتل بعضهم بعضا ، وحتّى يتبرء بعضهم من بعض ، فاذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فإن سلك النّاس كلّهم واديا فاسلك وادي عليّ وخلّ عن النّاس ، يا عمّار إنّ عليّا لا يردك عن هدى ولا يوردك في ردى ، يا عمّار طاعة عليّ طاعتي ، وطاعتي طاعة الله (١).

قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ...) (٨)

٤٦١ ـ السيّد الرضي في الخصائص بأسناده عن سهل بن كميل عن أبيه عن

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٤٤ والمناقب ج ٣ / ٢٠٣.


قول الله عزوجل : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ،) قال : أحد الوالدين علي بن أبي طالب (١).

٤٦٢ ـ الإمام أبو محمّد العسكري «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (البقرة ٨٣) قال رسول الله «ص» : أفضل والديكم وأحقها بشكركم محمّد وعليّ «صلّى الله عليهما وآلهما» ، وقال علي بن أبي طالب سمعت رسول الله «ص» يقول : أنا وعليّ أبوا هذه الأمّة (٢). قوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) (٤٥)

٤٦٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الحريري عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في حديث طويل ، قلت : يا أبا جعفر ، هل يتكلم القرآن ، فتبسّم ، ثمّ قال «عليه‌السلام» : رحم الله الضعفاء من شيعتنا إنّهم أهل التسليم ، قال : نعم يا سعد ، والصلاة تتكلم وله صورة وخلقا تأمر وتنهى ، قال سعد : فتغير ذلك لوني ، وقلت هذا شىء لا أستطيع أن أتكلّم به في النّاس ، فقال أبو جعفر «عليه‌السلام» : وهل النّاس إلّا شيعتنا ، فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقّنا ، ثمّ قال : يا سعد ، أسمعك كلام القرآن ، قلت : بلى صلّى الله عليك ، قال : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ،) فالنهى كلام والفحشاء والمنكر رجال ، نحن ذكر الله ونحن اكبر (٣).

قوله تعالى : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ...) (٤٧)

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٤٤ ح ٢.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٤٥ ح ٣ وتفسير الإمام : ١١٢.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٢٥٣ ح ٣ واصول الكافي ج ٢ ص ٥٩٦ ح ١.


٤٦٤ ـ علي بن ابراهيم قال وفي رواية أبي جارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ،) فهم آل محمّد «عليهم‌السلام» ، (وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ،) يعني أهل الإيمان من أهل القبلة (١).

قوله تعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ...) (٤٩)

٤٦٥ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن شمر عن هارون بن حمزة الغنوي ، عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سمعت يقول : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ،) قال : هم الأئمّة «عليهم‌السلام» خاصّة (٢).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (٦٩)

٤٦٦ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن محمد عن احمد بن الحسن عن أبيه عن الحسين بن الخارق عن مسلم الحذاء ، عن زيد بن علي في قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ،) قال : نحن هم ، وفي الإختصاص روى الشيخ المفيد عن أبي جعفر في هذه الآية أنّه قال : نزلت فينا أهل البيت «عليهم‌السلام» (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٥٤ ح ٣ وتفسير القمي ٢ / ١٥٠.

(٢) اصول الكافي ح ١ ص ٢١٤ ح ٤.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٢٥٧ ح ٥ واختصاص الشيخ المفيد ص ١٢٧.



سورة الرّوم

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) (٣)

٤٦٧ ـ محمد بن العباس بأسناده عن عبادة عن عليّ «عليه‌السلام» قال قوله :

(الم ، غُلِبَتِ الرُّومُ ،) فينا وفي بني أميّة (١).

قوله تعالى : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٥)

٤٦٨ ـ ابو جعفر محمد بن جرير في مسند فاطمة قال : حدّثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا اسحق بن محمد بن سميع عن محمد بن وليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله الصادق «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ ،) قال : في

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٥٧ ح ١.


قبورهم بقيام القائم (١).

٤٦٩ ـ روى الصدوق «ره» باسناده عن السدير الصيرفي عن الصادق «عليه‌السلام» عن جدّه رسول الله «ص» روى حديثا في خلق نور فاطمة وفيه : فإنّ ذلك النّور المنصورة في السماء وفي الأرض فاطمة ، قال رسول الله : حبيبي جبرئيل ولم سمّيت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة ، قال : سمّيت في الأرض فاطمة لأنّها فطمت وشيعتها من النّار ، وفطم اعدائها من حبّها ، وهي في السماء المنصورة ، فذلك قوله عزوجل : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ ،) يعني بنصر الله لمحبّيها (٢).

قوله تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ...) (٣٠)

٤٧٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن صالح بن السندي في قوله : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ،) قال : هي الولاية (٣).

قوله تعالى : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...) (٣٨)

٤٧١ ـ الطبرسي في مجمع البيان ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله «عليهما‌السلام» أنّه لمّا نزلت هذه الآية على النّبي «ص» أعطى فاطمة «عليها‌السلام» فدكا وسلّم إليها ، ورواه أبو سعيد الخدري وغيره (٤).

أقول : تقدم الكلام في ذلك في سورة بني إسرائيل آية ٢٦.

قوله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) (٤١)

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٥٨.

(٢) البراهان ٣ / ٢٥٨ ح ٦ والبحار : ج ٤٣ ص ٤ ح ٣ عن معاني الاخبار ٣٩٦ ـ ٣٩٧.

(٣) اصول الكافي ١ / ٤١٨ ح ٣٥.

(٤) مجمع البيان ج ٨ ص ٣٦ وراجع سعد السعود ١٠١.


٤٧٢ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ،) قال : ذاك والله يوم قالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير (١).

قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) (٥٦)

٤٧٣ ـ محمد بن يعقوب عن أبي القاسم بن علاء رفعه عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا «عليه‌السلام» في حديث وصف الإمام : ومن له الإمامة ويستحقّها دون سائر الخلق ، الى أن قال الرضا «عليه‌السلام» : فلم تزل في ذريّته يعني الإمامة في ذريّة إبراهيم «ع» ، يرثها بعض عن بعض ، قرنا فقرنا ، حتّى ورّثها الله عزوجل ، النّبي «ص» فقال جلّ وتعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ،) فكانت له خاصّة ، فقلّدها رسول الله «ص» عليّا بأمر الله عزوجل ، على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذريّته الأوصياء ، الّذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله جلّ وعلا : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ ،) فهي في ولد علي خاصّة الى يوم القيامة إذ لا نبيّ بعد محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٦٦ ، والروضة ص ٥٨ ح ١٩.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٦٨ ح ٣ ، واصول الكافي ج ١ ص ١٩٩ ح ١.



سورة لقمان

قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ...) (١٢)

٤٧٤ ـ علي بن ابراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن قصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت : جعلت فداك قولة : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ،) قال : اوتي معرفة إمام زمانه (١).

قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) وحمله و (فِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (١٤)

٤٧٥ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن درست عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن سعيد عن نضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة عن عبد الواحد بن مختار قال : دخلنا على أبي جعفر «عليه‌السلام» فقال : أما علمت إنّ عليّا أحد الوالدين ، قال الله عزوجل : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ ،) قال : فكنت لا

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ١٦١ ، والبرهان ج ٣ ص ٢٧٢ ح ٣.


أدري ايّ آية الّتي في بني إسرائيل او الّتي في لقمان ، قال : فقضى لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر «عليه‌السلام» ، فخلوت به ، فقلت : جعلت فداك ، حديثا جاء به عبد الواحد ، قال : نعم ، قلت : أيّ آية هي ، الّتي في لقمان أو الّتي في بني إسرائيل فقال : الّتي في لقمان (١).

قوله تعالى : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) (٢٠)

٤٧٦ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الحمداني قال : حدّثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن احمد بن محمد بن زياد الأزدي قال : سألت سيّدي موسى بن جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ،) فقال «عليه‌السلام» : النّعمة الظاهرة الإمام الظاهر ، والباطنة الإمام الغائب ، فقلت له : ويكون في الأئمّة أن يغيب ، فقال : نعم ، يغيب عن أبصار النّاس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منّا ويسهّل الله له كلّ عسر ، ويذلّل الله له كلّ صعب ، ويظهر له كل كنوز الأرض ، ويقرب له كلّ بعيد ، ويبتر به كلّ جبّار عنيد ، ويهلك على يده كلّ شيطان مريد ، ذلك ابن سيّدة الإماء الّذي يخفى على النّاس ولادته ، ولا يحلّ لهم تسميته ، حتّى يظهره الله عزوجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (٢).

قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ...) (٢٢)

٤٧٧ ـ الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن احمد بن علي بن الحسين بن شاذان روى عن طريق السنّة عن الرضا «عليه‌السلام» عن آبائه «عليهم‌السلام» قال :

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٤٧ ح ٤.

(٢) اكمال الدين ٣٥٣ ـ ٣٥٤ والبرهان ج ٣ ص ٢٧٧ ح ٢.


قال رسول الله «ص» : سيكون بعدي فتنة مظلمة ، الناجي منها من تمسّك بالعروة الوثقى ، فقيل : يا رسول الله ، وما العروة الوثقى؟ قال : ولاية سيّد الوصييّن ، فقيل : يا رسول الله ، ومن سيّد الوصيين؟ قال : أمير المؤمنين ، قيل : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال : مولى المسلمين وإمامهم بعدي ، قيل : يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟ قال : أخي علي بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٧)

٤٧٨ ـ قال أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي في إرشاد القلوب : لو انّ الغياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حسّاب ، والإنس كتّاب ، ما احصى فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

وقد مرّ في سورة الكهف في تفسير آية ١٠٩ بأنّه روى ابن شهر آشوب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» بأنّه قال : ونحن الكلمات الّتي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى (٣).

__________________

(١) البرهان ٣ / ٢٧٩ ح ٥.

(٢) إرشاد القلوب ص ٤ ، وروضة الواعظين : ١٣٩.

(٣) المناقب ٤ / ٤٠٠ ، الاحتجاج ٢ / ٢٥٨ ـ ٢٨٩ عن أبي الحسن الهادي وتحف العقول ص ٣٥٨ ، وقد مرّ في سورة الكهف.



سورة السّجدة

قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١٨)

٤٧٩ ـ علي بن ابراهيم قال : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ،) وذلك أن عليّ بن أبي طالب ووليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا ، فقال الفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط : أنا والله أبسط منك لسانا ، وأحدّ منك لسانا ، وأمثل منك حشوا في الكتيبة ، قال علي «عليه‌السلام» : إسكت فإنّما أنت فاسق ، فأنزل الله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)(١).

أقول : روى موفق بن أحمد باسناده عن ابن عباس مثله.

قوله تعالى : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ ...) (٢١)»

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٨٦ ح ٢ ، وتفسير القمي ج ٢ ص ١٧٠.


٤٨٠ ـ الشيباني في كشف البيان قال : روى عن جعفر الصادق «عليه‌السلام» إنّ الأدنى القحط والجذب ، والأكبر خروج القائم المهدي بالسيف في آخر الزّمان (١).

قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) (٢٤)

٤٨١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث عن رسول الله «ص» : فصبر رسول الله «ص» في جميع احواله ثمّ بشّر بالأئمّة من عترته ووصفوا بالصبر ، فقال : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)(٢).

قوله تعالى : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (٢٩)

٤٨٢ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمد بن سنان عن ابن دراج قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ،) قال : يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم «عليه‌السلام» ، لا ينفع أحدا تقرب بالإيمان مالم يكن قبل مؤمنا وبهذا الفتح موقنا ، فذلك الّذي ينفعه ايمانه ، ويعظم الله عنده قدره ، وشأنه ، ويزخرف له يوم القيامة ، والبعث جنانه وتحجب عنه نيرانه ، وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين ولذريتّة الطيّبين «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٨٨ ح ٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٨٩ ح ٢ ، وما يوجد في تفسير القمي.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٢٨٩ ح ١ ، وهذا الحديث رواه صاحب تأويل الآيات.


سورة الأحزاب

قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ...) (٦)

٤٨٣ ـ الشيخ الصدوق قال : حدّثنا محمد بن عصام الكليني قال : حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدّثنا القاسم بن العلاء قال : حدّثنا اسماعيل بن علي القزويني قال : حدّثني علي بن اسماعيل عن عاصم بن حميد الحفاظ عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب «ع» أنّه قال : فينا نزلت هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ،) وفينا نزلت هذه الآية : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ،) والإمامة في عقب الحسين «عليه‌السلام» الى يوم القيامة ، وانّ للقائم منّا غيبتان ، أحدهما أطول من الأخرى ، امّا الأولى فستة أيّام ، أو ستة أشهر أو ستة سنين ، وأمّا الأخرى فيطول أمرها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلّا من قوى يقينه وصحّت


معرفته ، ولم يجد في نفسه ممّا قضينا ، وسلّم لنا أهل البيت (١).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (٧)

٤٨٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن الحلبي عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : اوّل من سبق الى الميثاق ، رسول الله «ص» وذلك أنّه كان أقرب الخلق الى الله تبارك وتعالى ، وما كان بالمكان الّذي قال له جبرئيل لمّا اسري به الى السّماء : تقدم يا محمّد «ص» لقد وطئت مؤطئا لم يطأه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، ولو لا انّ روحه نفسه وكانت من ذلك المكان لما قدّر أن يبلغه ، فكان من الله عزوجل كما قال الله : كان قاب قوسين أو أدنى ، أي بل أدنى ، فلمّا خرج الأمر وقع من الله الى أوليائه «عليهم‌السلام» ، فقال الصادق «عليه‌السلام» : كان الميثاق مؤخذا عليهم لله بالرّبوبيّة وللرّسول بالنبوّة ولأمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» بالإمامة ، فقال : ألست بربّكم ومحمّد «ص» نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة الهادون «عليهم‌السلام» أئمّتكم ، قالوا : بلى ، فقال الله : (شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ ،) أي لئلا تقولوا يوم القيامة (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ ،) فأوّل ما أخذ الله الميثاق على الأنبياء له بالربوبيّة ، وهو قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ،) فذكر جملة الأنبياء ثمّ أبرز عزوجل أفضلهم بالأسامي ، فقال : ومنك يا محمّد ، فتقدّم رسول الله أفضلهم ، (وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله أفضلهم ، ثمّ أخذ بعد ذلك الميثاق لرسول الله «ص» على الإيمان به ، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» فقال : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٩٣ ح ١٤ ، واكمال الدين : ٣١٥.


مَعَكُمْ ،) يعني رسول الله ، (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ،) يعني أمير المؤمنين واخبروا أممكم بخبره وخير وليّه من الأئمّة «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (٩)

٤٨٥ ـ هذه الآية نزلت في قصة الأحزاب وفيها برز عمرو بن عبدودّ فطلب المبارزة فلم يجبه أحد ، إلّا عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، فقال رسول الله «ص» : اليوم برز الإيمان كلّه مع الشّرك كلّه ولمّا قتل عمرو بن عبدودّ ، قال رسول الله «ص» : ضربة عليّ يوم الخندق أرجح من عبادة الثّقلين (٢).

قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢٣)

٤٨٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» إذ دخل عليه أبو بصير وذكر الحديث الى ان قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم الله في كتابه فقال : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ،) إنّكم وفيتم بما أخذ الله عليكم ميثاقكم من ولايتنا وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم حيث يقول : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ...) (٢٥)

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٩٤ ح ١ ، وتفسير القمي ج ١ ص ٢٤٦ ـ ٢٤٧.

(٢) رواه جمع كثير عن حذيفة وغيره.

(٣) روضة الكافي ص ٣٤ ـ ٣٥ في حديث ٦.


٤٨٧ ـ روى الحافظ منصور بن شهريار بن شيرويه ، باسناده الى ابن عباس ، قال : لمّا قتل عليّ عمروا ودخل على رسول الله «ص» وسيفه يقطر دما فلمّا رآه كبّر وكبّر المسلمون ، وقال النّبي «ص» : أللهمّ إعط عليّا فضيلة لم يعطها أحد قبله ، ولم يعطها أحد بعده ، قال : فهبط جبرئيل ومعه من الجنّة اترجة ، فقال يا رسول الله انّ الله عزوجل يقرء عليك السّلام ويقول لك : هبي بهذه عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، قال : فدفعها إلى عليّ ، فانفلقت في يده فلقتين ، فاذا فيها حريرة خضراء فيها مكتوب سطران بخضرة : هذه تحفة من الطّالب الغالب إلى عليّ بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣)

٤٨٨ ـ الصدوق «ره» في إكمال الدين روى عن الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» انّه قال في جمع من المهاجرين والإنصار في المسجد ايّام خلافة عثمان : أيها النّاس أتعلمون إنّ الله عزوجل أنزل في كتابه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) فجمعني وفاطمة وأبني حسنا وحسينا وألقى علينا كساءا وقال : أللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي ، ولحمتي ، يؤلمهم ما يؤلمني ، ويحزنهم ما يحزنني ، فاذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، فقالت أمّ سلمة : وأنا يا رسول الله ، قال «ص» : أنت أو انّك على خير ، إنما انزلت فيّ ، وفي أخي ، وفي ابنتى ، وفي ابنيّ ، وفي تسعة من ولد الحسين «ع» خاصّة ، ليس معنا أحد غيرنا ، فقالوا كلّهم : نشهد أن امّ سلمة حدّثتنا بذلك فسألنا رسول الله «ص» فحدّثنا كما حدّثتنا أمّ ايمن (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٠٣ ومدينة المعاجز ص ٦٣ رويا عن كتاب الفردوس.

(٢) اكمال الدين ص ٢٧٣ واوّل الحديث ص ٢٦٨ وراجع في البرهان ج ٣ ص ٣١٠ ح ٦ والبحار ج ٣٦ ص ٣٣٦ عن كفاية الاثر ص ٢١. رووا حديثا في نزول أية التطهير في محمّد وعلي وفاطمة والأئمّة الاثنى عشر وصرح فيه بأساميهم «صلوات الله عليهم»


٤٨٩ ـ قال الطبرسي : ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال : حدّثني شهر بن آشوب عن أمّ سلمة «رضي الله عنهما» ، قال : جائت فاطمة الى النّبي تحمل حريرة لها فقال لها : ادعي لي زوجك وإبنيك ، وجائت بهم وطعموا ، ثمّ ألقى عليهم كساءا خيبريا ، فقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، فقالت امّ سلمة : يا رسول الله وأنا منهم ، قال : أنت الى خير (١).

٤٩٠ ـ روى مسلم بن حجاج صاحب الصحيح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر ، قالا : حدّثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النّبي «ص» غداة وعليه مرط رحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي «عليه‌السلام» فادخله ثم جاء الحسين «عليه‌السلام» فدخل معه ، ثمّ جائت فاطمة «عليها‌السلام» ، فادخلها ثمّ جاء علي «عليه‌السلام» فادخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٢).

أقول : نزول آية التطهير في عليّ وفاطمة والحسن والحسين ذكرنا مصادرها في كتاب صحيفة الأبرار ونذكرها هنا أيضا بعضها ، فراجع جامع الصحيح للترمذي جزء ٣ ص ٣٤٣ ومستدرك الصحيحين جزء ٣ ص ١٤٨ وشواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ ص ١٠ وانساب الأشراف ج ١ ص ٢١٥ وصحيح مسلم جزء ٧ ص ٣٠ وقد روى صاحب البرهان أربعة وستين حديثا في ذلك.

__________________

(١) مجمع البيان ج ٨ ص ٢٥٦ ـ ٢٥٧.

(٢) صحيح مسلم ح ٧ ص ١٣٠ وراجع سعد السعود : ١٠٧.


قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٤١)

٤٩١ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن بكر بن أبي بكر عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : تسبيح فاطمة الزهراء من الذّكر الكثير الذي قال الله : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً)(١).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (٤٣)

٤٩٢ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن أبي القدّاح عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : من صلّى عليّ صلّى الله عليه وملائكته ، ومن شاء فليقل ومن شاء فليكثّر (٢).

٤٩٣ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه حسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال : إذا ذكر النّبي «ص» فأكثروا الصلاة عليه ، فانّ من صلّى على النّبي صلاة واحدة ، صلّى الله عليه ألف صلاة في الف صفّ من الملائكة ، ولم يبق شيىء ممّا خلق الله إلّا صلّى على العبد لصلاة الله وصلاة ملائكته ، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برء الله منه ورسوله وأهل بيته (٣).

__________________

(١) البرهان ص ٣٢٧ واصول الكافي ج ٢ ص ٥٠٠ ح ٤.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٣٢٨ ح ١٠ واصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٢ ح ٧.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٢٨ ح ٩ ، اصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٢ ح ٩.


قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦)

٤٩٤ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور «رضي الله عنه» قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر قال : حدّثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن الجمهور القمي عن احمد بن حفص البزاز الكوفي عن أبيه عن أبن أبي حمزة قال : سئلت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، فقال : الصّلاة من الله عزوجل رحمة ومن الملائكة تزكية ، ومن النّاس دعاء ، وأمّا قوله : (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ،) فانّه يعني التسليم له ، فيما ورد عنه قال : فقلت : كيف نصلّي على محمّد وآل محمّد ، قال : تقولون : «صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وال محمّد والسّلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته» ، قال : قلت : فما ثواب من صلّى على النّبي وآله بهذه الصّلاة ، قال : الخروج من الذنوب كهيئة يوم ولدّته أمه (١).

٤٩٥ ـ الشيخ بأسناده في مجالسه عن العباس عن البشر بن بكار عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : إنّ ملكا من الملائكة سئل الله أن يعطيه سمع العباد فاعطاه فذلك الملك قائم حتّى تقوم الساعة وليس أحد من المؤمنين يقول : صلّى الله على محمّد وآله وسلّم ، إلّا وقال الملك : وعليك السلام ، ثمّ يقول الملك : يا رسول الله ان فلانا يقرؤك السلام ، فيقول رسول الله «ص» : وعليه‌السلام (٢).

__________________

(١) البرهان ٣ / ٣٢٤ ح ٥ ومعاني الأخبار ص ١٠٤.

(٢) امالي الطوسي ٢ / ٢٩٠.


٤٩٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم وعبد الرحمن بن أبي نجران جميعا عن صفوان الجمّال عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : كلّ دعاء يدعى الله عزوجل به محجوب عن السّماء حتّى يصلّي على محمّد وآل محمّد (١).

٤٩٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن غدافر عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد الله «عليه‌السلام» : يا عمر انّه اذا كان ليلة الجمعة نزل من السّماء ملائكة بعدد الذّر في أيديهم اقلام الذهب وقراطيس الفضة ، لا يكتبون الى ليلة السبت إلّا الصّلاة على محمّد وآل محمّد «صلّى الله عليه وعليهم» فأكثر منها ، وقال : يا عمر إنّ من السّنة أن يصلي على محمّد وعلى أهل بيته في كلّ يوم جمعة ألف مرّة وفي سائر الأيام مأة مرّة (٢).

٤٩٨ ـ الشيخ الصّدوق بأسناده عن ناجية قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : إذا صلّيت العصر يوم الجمعة ، فقل : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسّلام عليهم وعلى ارواحهم واجسادهم ورحمة الله وبركاته ، فإنّ من قالها بعد العصر كتب الله عزوجل له مأئة ألف حسنة ، ومحى عنه مأئة ألف سيئة ، وقضى له بها مئة ألف حاجة ، ورفع له بها مأئة ألف درجة (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ٩٣ ح ٢٠٥.

(٢) فروع الكافي ٣ / ٤١٦ والوسائل ج ٥ باب ٤٣ من ابواب صلوة الجمعة. وآدابها ص ٧٢.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٢٦ ح ١٨ وأمالي الصدوق ٢٤٠ مجلس ٦٢ ح ١٦ وثواب الأعمال : ٢١ والتهذيب ١ / ٢٥٠.


كيفيّة الصّلاة على محمّد «ص»

٤٩٩ ـ البخاري في صحيحه الجزء ٦ صفحة ١٥١ روى عن كعب بن عجرة ، إنّه قال : قيل يا رسول الله «ص» أمّا السّلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصّلاة عليك ، قال : قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، كما صلّيت على ابراهيم وآل ابراهيم إنّه حميد مجيد ، اللهمّ بارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل ابراهيم إنّك حميد مجيد.

وذكر حديثين آخرين وفي الجميع ذكر : آل محمّد معه ، والعجب إنهم مع ذكرهم في صحاحهم بانّ رسول الله في كيفيّة الصّلاة عليه ، أمر بأن يذكر آله معه ، مع ذلك يتركون ذكر آل محمّد غالبا ، او يذكرون مع آله غيره بخلاف ما أمر به رسول الله «ص».

٥٠٠ ـ الشيخ الصدوق في اماليه روى باسناده عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين سيّد العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيّد الشهداء ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء «صلوات الله عليهم» ، قال : قال رسول الله «ص» : من صلّى عليّ ولم يصلّ على آلي لم يجد ريح الجنّة ، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة خمس مأة عام (١).

أقول : هذا الحديث يدل على حرمة ترك الصّلاة على آل النّبي إذا صلّى عليه «صلّى الله عليه وعليهم أجمعين».

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٢٦ ح ١٧ ، وراجع اصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٥ ح ١٩ واما لي الصدوق ١٢٠ مجلس ٣٦.


لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (٥٧)

٥٠١ ـ الترمذي في الجامع الصحيح وأبو نعيم في الحلية والبخاري في الصحيح وأحمد في الفضائل والمسند أيضا ، الخطيب في الأربعين ، عن عمران بن الحصين وأبن العباس وبريدة إنّهم قالوا : رغب عليّ من الغنائم في جارية فزايده حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الاسلمي فلمّا بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها أخذها بذلك ، فلمّا رجعوا وقف بريدة قدام الرسول «ص» وشكى عن عليّ «عليه‌السلام» فأعرض عنه النّبي «ص» ثمّ جائه عن يمينه وعن شماله وعن خلفه يشكوه فأعرض عنه ، ثمّ قام الى ما بين يديه فقالها ، فغضب النّبي «ص» وتغيّر لونه وتزبد وانتفخت أوداجه ، وقال : مالك يا بريدة آذيت رسول الله منذ اليوم ، أما سمعت الله تعالى يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ،) أما علمت إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وإنّ من آذى عليّا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد حقّ على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنّم ، يا بريدة أنت أعلم أم الله ، ءأنت أعلم أم قرّاء اللوح المحفوظ أعلم ، ءأنت أعلم أم ملك الارحام ، ءأنت أعلم يا بريدة أم حفظة عليّ بن أبي طالب ، قال : بل حفظته ، قال «ص» : فهذا جبرئيل أخبرني عن حفظة عليّ أنّهم ما كتبوا عليه قط خطيئة منذ ولد ، ثمّ قال «ص» : إنّ عليّا منّي وانا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (١).

٥٠٢ ـ البخاري في صحيحه الجزء الخامس صفحة ٢٦ روى عن رسول الله «ص» حديثا اليك نصّه : قال : إنّ رسول الله «ص» قال : فاطمة بضعة منّي ، فمن أبغضها أبغضني ، وفي صفحة ١٧٧ في باب غزوة خيبر روى حديث عروة عن عائشة بانّ فاطمة طالبت أبا بكر فدكا ، فأبى أن يدفع الى فاطمة شيئا ، فوجّدت في

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٣٨ وجامع الترمذي : ٢ / ٢٢٢ والحلية : ٦ / ٢٩٦.


ذلك فاطمة على أبي بكر ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفيت ، ودفنها عليّ ليلا (١).

فانظر هل أبغضوا عليّا وفاطمة أم لا.

قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (٧١)

٥٠٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن عليّ بن الأسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ ،) في ولاية عليّ والأئمّة من بعده ، (فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً ،) هكذا نزلت والله (٢).

قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢)

٥٠٤ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن معيد عن الحسين بن خالد ، قال : سئلت أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) الآية ، فقال : الأمانة الولاية من إدّعاها بغير حقّ كفر (٣).

__________________

(١) راجع صحيفة الابرار في باب ١١ قد ذكرنا مصادر هذا الحديث مفصلا.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٤ ح ٨.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٤١ ح ٥ والعيون ج ١ ص ٣٠٦.



سورة سبأ

قوله تعالى : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ) (٦)

٥٠٥ ـ قال علي بن ابراهيم فقال : هو أمير المؤمنين صدق الله ورسوله بما أنزل الله عليه (١).

قوله تعالى : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) (١٨)

٥٠٦ ـ الشيخ في غيبته قال : روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن صالح الهمداني قال : كتبت الى صاحب الزّمان «عليه‌السلام» : أنّ أهل بيتي يؤذونني ويفزعونني بالحديث الّذي روي عن آبائك «عليهم‌السلام» ، أنّهم قالوا : خدّامنا وقوّامنا شرار خلق الله ، فكتب : ويحكم ما تقرؤن ما قال الله تعالى : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها ،) وأنتم القرى الظاهرة (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٤٣.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٣٤٧ ، والغيبة للشيخ ٢٠٩ في فصل طرف من اخبار السفراء.


قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٠)

٥٠٧ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبن سنان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا أمر الله نبيّه أن ينصب أمير المؤمنين للنّاس في قوله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ،) في عليّ بغدير خم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فجائت الأبالسة الى إبليس الأكبر وحثّوا التراب على وجوههم ، فقال لهم إبليس : ما لكم ، قالوا : إنّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شيىء إلى يوم القيامة ، فقال لهم إبليس : كلّا إنّ الّذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني ، فأنزل الله على رسوله : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ)(١).

قوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (٢٣)

٥٠٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن أبن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي العباس المكبّر ، قال : دخل مولى لامراة علي بن الحسين على أبي جعفر «عليه‌السلام» يقال له أبو أيمن ، فقال : يا أبا جعفر ، تغرّون النّاس وتقولون : شفاعة محمّد ، شفاعة محمّد ، فغضب أبو جعفر «عليه‌السلام» حتّى تغيّر وجهه ، ثمّ قال : ويحك يا أبا أيمن ، أغرّك عن عفو بطنك وفرجك ، أمّا لو رأيت افزاع يوم القيامة ، لقد احتجت إلى شفاعة محمّد «ص» ، ويلك فهل يشفع إلّا لمن وجبت له النّار ، ثمّ قال : ما من أحد من الأولين والآخرين إلّا وهو محتاج الى شفاعة محمّد رسول الله «ص» يوم القيامة ، ثمّ قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : انّ لرسول الله الشفاعة في امّته ، ولنا الشفاعة في شيعتنا ، وليشيعتنا الشفاعة في أهاليهم ، ثمّ قال : وإنّ المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وإنّ المؤمن ليشفع حتّى الى خادمه فيقول : يا ربّ حقّ خدمتي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٠ ح ٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٠١.


كان يقيني الحرّ والبرد (١).

قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ...) (٤٦)

٥٠٩ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن احمد عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) ، فقال : إنّما اعظكم بولاية عليّ «عليه‌السلام» هي الواحدة الّتي قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ)(٢).

قوله تعالى : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) (٤٧)

٥١٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد ، عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، قال : من تولّى الأوصياء من آل محمّد «ص» واتّبع آثارهم فذلك نزيده من ولاية من مضى من النّبيّين والمؤمنين الأولين ، حتّى تصل ولايتهم الى آدم وقوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) ، ندخله الجنّة ، وهو قول الله عزوجل : (ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) ، يقول أجر الموّدة الّذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به ، وتنجون من عذاب يوم القيامة (٣).

قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٥١) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (٥٢)

٥١١ ـ محمد بن ابراهيم النعماني عن علي بن احمد عن عبد الله بن موسى

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٠ ـ ٣٥١ ح ١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٠٢.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٠ ح ٤١.

(٣) الروضة ص ٣٧٩ ح ٥٧٤.


بن العباس عن عبد الله بن محمّد قال : حدّثنا محمد بن خالد عن الحسن بن المبارك عن أبي اسحاق الهمداني عن الحارث الهمداني عن علي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال : المهدي أقبل جعد ، بخدّه خال ، يكون مبدأه من قبل المشرق ، فاذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل إمرأة ، تسعة أشهر يخرج بالشّام فينقاد له أهل الشّام إلّا طوائف من المقيمين على الحقّ ، يعصمهم الله عن الخروج معه ، ويأتي المدينة بالجيش الجرّار حتّى اذا إنتهى الى بيداء المدينة خسف الله به ، وذلك قول الله عزوجل في كتابه : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)(١).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٤ ـ ٣٣٥ ، والغيبة للنعماني ص ٣٠٤ ح ١٤.


سورة فاطر

قوله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ...) (٨)

٥١٢ ـ علي بن ابراهيم عن احمد بن إدريس عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هشام بن عمّار يرفعه في قوله : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ،) قيل : نزلت في زريق وحبتر (١).

قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (١٠)

٥١٣ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمّار الأسدي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ،) قال : الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه ، ولايتنا أهل البيت ،

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٨ ، وتفسير القمي / ٢٠٧.


وأهوى بيده الى صدره ، فمن لم يتولّانا لم يرفع الله له عملا (١).

قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ...) (٣٢)

٥١٤ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى عن احمد بن عمر قال : سألت أبا الحسن الرضا «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية ، فقال : ولد فاطمة «عليها‌السلام» والسابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف بالإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام (٢).

قوله تعالى : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (٣٤)

٥١٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الوهّاب عن أبي الحسن أحمد بن محمّد الشعراني عن أبي محمد عبد الباقي عن عمر بن سنان الحنفي ، عن صاحب بن سليمان عن وكيع بن الجراح عن سليمان الأعمش بن ظبيان عن أبي ذر «رحمه‌الله» ، قال : رأيت سلمان وبلال يقبلان إلى النّبي «ص» إذ إنكبّ سلمان على قدم رسول الله يقبّلها فزجره النّبي «ص» عن ذلك ، ثمّ قال له : يا سلمان لا تصنع بي كما صنع الاعاجم بملوكها ، انّما أنا عبد من عبيد الله ، آكل كما يأكل العبد ، وأقعد كما يقعد العبد ، فقال له سلمان يا مولاي : سئلتك بالله إلّا اخبرتني بفضل فاطمة «عليها‌السلام» يوم القيامة ، قال : فأقبل النّبي «ص» ضاحكا مستبشرا ، ثمّ قال : والّذي نفسي بيده أنّها الجارية الّتي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله ، وعيناها من نور الله ، وحظامها من جلال الله ، وعنقها من بهاء الله ، وسنامها من رضوان الله ، وذنبها من قدس الله ، وقوائمها من مجد الله ، ان مشت سجّت ، وان رغت قدّست ، عليها هودج من نور ، فيه جارية أشبه حورية ، عزيزة جمعت فخلفت

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٠ ح ٨٥.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢١٥ ح ٣.


وصنعت فمثلت ثلاثة أصناف ، فأوّلها من مسك أظفر ، وأوسطها من العنبر الأشهب ، وآخرها من الزعفران الأحمر ، عجنت بماء الحيوان ، لو تفلت في سبعة ابحر مالحة لعذبت ، ولو اخرجت خنصرها الى دار الدنيا لغشي الشمس والقمر ، جبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن شمالها ، وعليّ امامها ، والحسن والحسين ورائها ، والله يكلأها ويحفظها ، فيجوزون في عرصة القيامة ، فاذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : معاشر الخلائق غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤسكم ، هذه فاطمة بنت محمّد نبيّكم ، زوجة عليّ إمامكم ، أمّ الحسن والحسين ، فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوتان فاذا دخلت الجنّة ونظرت الى ما أعدّ الله بها من الكرامة قرئت : بسم الله الرحمن الرحيم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ ،) قال : فيوحي الله عزوجل اليها : يا فاطمة سليني أعطك ، وتمنّي عليّ أرضيك فتقول : الهي أنت المنى وفوق المنى ، أسئلك ان لا تعذّب محبّي ومحبّي عترتي ، فأوحى الله تعالى إليها ، يا فاطمة وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السّموات والارض بألفي عام أن لا أعذّب محبيك ومحبّي عترتك بالنّار (١).

__________________

(١) البحار ٢٧ / ١٣٩ ح ١٣٤ ، امالي الشيخ ج ٢ ص ١١٤ حديث شبيه بهذا والبرهان ج ٣ ص ٣٦٥ ح ١.



سورة يس

قوله تعالى : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ) (٦)

٥١٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن مسلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألت عن قول الله (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ ،) قال : لتنذر قوم الّذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله وعن رسول الله وعن وعده ، (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ ،) مما لا يقرّون بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» والأئمّة من بعده ، فهم لا يؤمنون بإمامة أمير المومنين والأوصياء من بعده فلما لم يقرّوا كان عقوبتهم ما ذكر الله ، (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ،) في نار جهنّم ، ثمّ قال : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ،) عقوبة منه ، حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين ، والأئمّة من بعده في الدنيا والآخرة في نار جهنّم مقمحون ، ثمّ قال : يا محمّد (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ،) بالله وبولاية عليّ «عليه‌السلام» ومن بعده ثمّ قال : (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ،) يعني


أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ ،) يا محمّد (وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)(١).

قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (١٢)

٥١٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أحمد بن محمد السقر الصائغ قال : حدّثنا عيسى بن محمد بن العلوي قال : حدّثنا أحمد بن سلام الكوفي قال : حدّثنا الحسين بن عبد الواحد قال : حدّثنا حرب بن الحسن قال : حدّثنا احمد بن اسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جدّه «عليهم‌السلام» ، قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله «ص» : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ،) قام أبو بكر وعمر من مجلسيهما فقالا : يا رسول الله ، هو التوراة ، قال : لا ، قالا : هو الإنجيل ، قال : لا ، قالا : فهو القرآن ، قال : لا ، قال : فأقبل عليّ أمير المؤمنين «عليه‌السلام» فقال رسول الله «ص» : هو هذا ، إنّه الإمام الّذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيىء (٢).

قوله تعالى : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (٢٠)

٥١٨ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : روى باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه قال : قال رسول الله «ص» الصديقون ثلاثة ، حبيب النجّار ، مؤمن آل ياسين ، الّذي يقول : (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ، اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ ،) وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب «عليه‌السلام» وهو أفضلهم (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ ح ٩٠.

(٢) البرهان ص ٨٨٦ ، وامالي الشيخ الصدوق ١٤٤ ومعاني الأخبار ص ٩٥ ح ١.

(٣) البرهان ص ٨٨٨ وامالى الصدوق ٢٨٥.


٥١٩ ـ الثعلبي في تفسيره باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : سباق الأمم ثلاثة ، لم يكفروا بالله طرفة عين ، عليّ بن أبي طالب ، وصاحب ياسين ، ومؤمن آل فرعون ، وهم الصدّيقون وعليّ أفضلهم (١).

قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) (٣٧)

٥٢٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن احمد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال الله عزوجل لمحمّد «ص» : (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ،) قال : لو أني أمرت أن اعلمكم الّذي اخفيتكم في صدوركم من استعجالكم لموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي ، فكان مثلكم كما قال الله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ،) يقول : أضائت الأرض بنور محمّد «ص» كما تضيىء الشّمس ، فضرب الله مثل محمّد «ص» الشمس ، ومثل الوصّي القمر وهو قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ،) وقوله : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ ،) وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ،) يعني قبض محمّد «ص» فظهرت الظلمة ، لم يبصروا فضل أهل البيت ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(٢).

__________________

(١) البرهان ص ٨٨٨.

(٢) روضة الكافي ص ٣٨٠ ح ٥٧٤.



سورة الصّافّات

قوله تعالى : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ) (٢٢)

٥٢١ ـ قال علي بن ابراهيم : قال ، قال الّذين ظلموا آل محمّد حقّهم وازواجهم يعني قال : قال أشياعهم : وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى الصّراط الجحيم (١).

قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٢٤)

٥٢٢ ـ الصدوق «ره» قال روى عن محمد بن عمر الحافظ الجعاني قال : حدّثني عبد الله بن محمد بن سعد بن زياد من أصل كتابه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حفص بن عمر العمري قال : حدّثنا عصام بن تليغ عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النّبي «ص» في قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ،) قال : عن ولاية عليّ «عليه‌السلام» على ما صنعوا في امره وقد اعلمهم الله عزوجل انّه الخليفة من

__________________

(١) تفسير القمي ٢ / ٢٢٢ والبرهان ص ٨٩٢ الطبعة القديمة.


بعد رسوله (١).

٥٢٣ ـ أبو الحسن الشاذاني عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله «ص» يقول : إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلّا ببراة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ومن لم تكن له براة أمير المؤمنين أكبّه الله على منخره في النّار ، وذلك قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ،) قلت : فداك أبي وامّي يا رسول الله «ص» ، ما معنى براة أمير المؤمنين «عليه‌السلام»؟ قال : مكتوب «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول الله (٢).

قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٨٣)

٥٢٤ ـ قال شرف الدين النجفي روى عن مولانا الصّادق «عليه‌السلام» أنّه قال : قوله عزوجل : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ،) أي ابراهيم من شيعة عليّ «عليه‌السلام» ، ويدلّ على هذا ما روى الشيخ محمد بن الحسن عن محمد بن وهبان عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم عن العباس بن محمد قال : حدّثني أبي عن الحسن بن أبي حمزة عن أبي بصير يحيى بن القاسم قال : سئل جابر بن يزيد الجعفي عن جعفر بن محمّد الصادق «عليه‌السلام» عن تفسير هذه الآية ، (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ،) فقال : إنّ الله سبحانه لمّا خلق ابراهيم «ع» كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا الى جنب العرش ، فقال : إلهي ما هذا النّور؟ فقيل له : هذا نور محمّد «ص» صفوتي من خلقي ، ورأى نورا الى جنبه فقال : الهي وما هذا النّور؟ فقيل له : هذا نور

__________________

(١) البرهان ص ٨٩٣ ومن سورة الصافات رقم الصفحات من الطبعة القديمة ، والعيون ٢ / ٥٩ ح ٢٢٢ ، كشف الغمة ص ٨٩ و ٩٠ ورواه عن أبي سعيد أيضا في شواهد التنزيل ٢ / ١٠٦ ح ٧٨٦.

(٢) البرهان ص ٨٩٣.


عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ناصر ديني ، ورأى الى جنبها ثلاثة أنوار ، فقال : إلهي وما هذه الأنوار؟ فقيل : هذه نور فاطمة ، فطمت محبّيها من النّار ، ونور ولديها الحسن والحسين ، فقال : إلهي وأرى تسعة أنوار قد حفّوا بهم ، قيل : يا ابراهيم ، هؤلاء الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة ، فقال ابراهيم : الهي بحقّ هؤلاء الخمسة إلّا ما عرفتني من التسعة ، فقيل : يا ابراهيم ، اوّلهم علي بن الحسين وابنه محمّد ، وابنه جعفر وابنه موسى وابنه عليّ وابنه محمّد وابنه عليّ وابنه الحسن والحجّة القائم ابنه ، فقال ابراهيم : الهي وسيّدي ، أرى أنورا قد أحدقوا بهم لا يحصى عددهم إلّا أنت ، قيل : يا ابراهيم ، هؤلاء شيعتهم ، شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، فقال ابراهيم : وبما شرف شيعتهم؟ فقيل : بصلاة إحدى وخمسين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع والتّختّم في الأيمن ، وعند ذلك قال ابراهيم : أللهمّ إجعلني من شيعة أمير المؤمنين ، قال : فأخبر الله في كتابه فقال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)(١).

قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠)

٥٢٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم الطالقاني قال : حدّثنا أبو احمد عبد العزيز بن يحيى عن احمد بن عيسى الجلودي البصري قال : حدّثنا محمد بن سهل قال : حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة العجلي قال : حدّثنا وحيد بن نافع قال : حدّثنا كادح عن الصادق «عليه‌السلام» جعفر بن محمد عن آبائه عن عليّ «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، قال : ياسين محمّد ونحن آل ياسين (٢).

__________________

(١) تأويل الآيات في تأويل الآية ٨٣ من الصافات.

(٢) الامالي ص ٢٨٢.


أقول : هذه الآية قرئت بقرائة المشهورة : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) كما ورد في روايات كثيرة.

قوله تعالى : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) (١٦٤)

٥٢٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد ، محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن مسلم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سمعت يقول : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ،) قال : في الأئمّة والأوصياء من آل محمّد «ص» (١).

٥٢٧ ـ محمد بن العباس بأسناده عن الربيع بن عبد الله الهاشمي عن أشياخ من آل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قالوا : قال عليّ في بعض خطبه : إنّا آل محمّد كنّا أنوارا حول العرش فأمرنا الله بالتسبيح ، فسبّحناه وسبّحت الملائكة بتسبيحنا ، ثمّ أهبطنا إلى الأرض ، فأمر الله بالتّسبيح فسبّحنا وسبّحت أهل الأرض بتسبيحنا ، وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبّحون (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ٢ / ٢٢٧.

(٢) البرهان ٢ / ٩١٠ ، الطبعة القديمة.


سورة ص

قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) (٢٠)

٥٢٨ ـ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني «رضي الله عنه» قال : حدّثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال : كان الرضا «عليه‌السلام» يكلّم النّاس بلغاتهم وكان والله افصح النّاس واعلمهم بكل لغة ، فقلت له يوما : يا بن رسول الله إني لأعجب معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ، فقال : يا بن الصلت إنّي حجّة الله على خلقه ، وما كان الله يتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أما بلغك ما قال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : واوتينا فصل الخطاب فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات (١).

قوله تعالى : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (٢٨)

٥٢٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثني يحيى بن

__________________

(١) عيون اخبار الرضا ص ٣٤٣.


زكريّا العلوي عن علي بن حسان بن عبد الرحمن بن كثير ، قال : سئلت الصادق «عليه‌السلام» عن قوله : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) قال : أمير المؤمنين وأصحابه ، (كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ ،) حبتر وزريق وأصحابهما ، (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ ،) أمير المؤمنين وأصحابه ، كالفجّار ، حبتر وذلّام وأصحابهما (١).

قوله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢٩)

٥٣٠ ـ علي بن ابراهيم قال : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ،) هم أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ،) فهم أهل الألباب الباقية ، قال : وكان أمير المؤمنين يفتخر بها ، ويقول : ما اؤتي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما اعطيته (٢).

قوله تعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٣٩)

٥٣١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمن عن المنذر الخيّاط عن زيد الشحام قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ،) قال : أعطي سليمان ملكا ، ثمّ جرت هذه الآية في رسول الله «ص» فكان له أن يعطي ما يشاء من يشاء ويمنع من شاء ، واعطاه أفضل ممّا أعطي سليمان ، لقوله تعالى : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٣).

قوله تعالى : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) (٦٢)

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ / ٢٣٤.

(٢) تفسير القمي ج ٢ / ٢٣٤.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٢٦٨ ح ١٠.


٥٣٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن ميسر ، قال : دخلت على علي بن أبي عبد الله «عليه‌السلام» فقال : كيف أصحابك ، فقلت : جعلت فداك لنحن عندهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والّذين اشركوا ، فقال : أما والله لا يدخل النّار منكم أثنان ، لا والله ولا واحد ، إنّكم الذين قال الله عزوجل : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ، إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ،) ثمّ قال : إن طلبوكم في النّار والله فما وجدوا منكم واحدا (١).

٥٣٣ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إذا استقر أهل النّار في النّار يفقدوكم فلا يرون منكم أحدا فيقول بعضهم لبعض : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ،) وذلك قول الله عزوجل : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ،) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدّنيا (٢).

قوله تعالى : (قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) (٧٥)

٥٣٤ ـ الصدوق روى بأسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنت جلوسا عند رسول الله «ص» اذ أقبل إليه رجل ، فقال : يا رسول الله «ص» أخبرني عن قول الله عزوجل لإبليس : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ ،) من هم يا رسول الله الّذين هم أعلى من الملائكة ، فقال رسول الله «ص» : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، كنّا في سرادق العرش نسبّح الله ، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله آدم بألفي

__________________

(١) روضة الكافي ص ٧٨ ح ٣٢.

(٢) روضة الكافي ص ١٤١ ح ١٠٤.


عام ، فلمّا خلق الله آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلّا لأجلنا ، (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) إلا إبليس أبى أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : (يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ ،) قال من هؤلاء الخمسة المكتوب أسمائهم في سرادق العرش ، فنحن باب الله الّذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبّنا أحبّه الله وأسكنه الجنّة ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ولا يحبّنا إلّا من طاب مولده (١).

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٩٣٠ ، وفضائل الشيعة ٧ / ٧.


سورة الزّمر

قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٩)

٥٣٥ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ،) قال : نحن الّذين يعلمون وعدّونا الّذين لا يعلمون وشيعتنا اولوا الألباب (١).

قوله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) (١٨)

٥٣٦ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن مهران عن عبد العظيم الحسنى عن علي بن الأسباط عن علي بن عقبة عن الحكم بن أيمن عن أبي بصير قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ

__________________

(١) اصول الكافي ص ٢١٢ ح ٢.


أَحْسَنَهُ ،) الى آخر الآية ، قال : هم المسلمون لآل محمّد الّذين اذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا عنه ، وجاؤا به كما سمعوه (١).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ...) (٢٢)

٥٣٧ ـ ابن شهر آشوب حكى عن الواحدي في أسباب النزول الوسيط ، قال : عطاء في قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ،) نزلت في عليّ والحمزة ، (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ،) في أبو جهل وولده (٢).

قوله تعالى : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ ...) (٢٩)

٥٣٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ،) فلان الاول يجمع المتفرّقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ، ويبرء بعضهم من بعض ، فأمّا (رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ،) فإنّه الأول حقا وشيعته ، ثمّ قال : ان اليهود تفرقوا من بعد موسى على أحد وسبعين فرقة ، منها فرقة في الجنّة وسبعون في النّار ، وتفرّقت النصارى بعد عيسى «ع» على إثنين وسبعين فرقة ، فرقة منها في الجنّة واحد وسبعون في النّار ، وتفرقت هذه الأمّة بعد نبيّها على ثلاثة وسبعين فرقة ، أثنتان وسبعون فرقة في النّار وفرقة في الجنّة ، ومن الثلاثة وسبعين فرقة ، ثلاثة عشر فرقة تنتحل ولايتنا ومودّتنا ، اثنتا

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٩١ ح ٨.

(٢) المناقب ج ٣ ص ٨٠ والبرهان ص ٩٣٦.


عشرة فرقة منها في النّار وفرقة في الجنّة وستون فرقة منها في سائر النّاس (١).

٥٣٩ ـ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني «ره» قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال : حدّثنا المغيرة بن محمد قال : حدّثنا رجاء بن مسلمة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي «عليهما‌السلام» عن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في خطبة ذكر فيها أسماء له من القرآن ، قال : وانا السّلم لرسول الله «ص» يقول الله عزوجل : (رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)(٢).

قوله تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَ...) (٣٢)

٥٤٠ ـ ابن مردويه باسناده مرفوعا الى الإمام موسى بن جعفر «عليه‌السلام» إنّه قال : (الذي كذب بالصدق) هو الّذي ردّ قول رسول الله «ص» في عليّ «عليه‌السلام» (٣).

٥٤١ ـ ابن المغازلي الشافعي في المناقب وأبو نعيم في الحلية في قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ،) روى عن مجاهد أنّه قال : جاء به محمّد «ص» وصدّق به عليّ «عليه‌السلام» (٤).

قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٥)

٥٤٢ ـ سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن محمد الحجّال عن حبيب بن معلى الخثعمي قال : ذكرت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» ما يقول أبو الخطّاب ، فقال : أجل لي ما يقول ، قال في قوله

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٢٤.

(٢) فضائل الشيعة ص ٢٣ ح ٨ ، والبرهان ص ٩٣٦.

(٣) البرهان ص ٩٣٧.

(٤) البرهان ص ٩٣٧.


عزوجل : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ ،) إنّه أمير المؤمنين ، إذا ذكر الّذين من دونه ، فلان وفلان ، قال أبو عبد الله : من قال هذا فهو مشرك بالله عزوجل ثلاثا ، أنا إلى الله منهم بريء ثلاثا ، بل عنى الله بذلك نفسه ، قال : فالآية الاخرى الّتي في حم ، قول الله عزوجل : (ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ،) ثمّ قلت : زعم انّه يعني بذلك أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال أبو عبد الله : من قال هذا مشرك بالله ثلاثا أنا إلى الله منهم بريء ثلاثا ، بل عنى الله بذلك نفسه ، بل عنى الله بذلك نفسه ثلاثا ... (١).

قوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥٣)

٥٤٣ ـ الصدوق «ره» في حديث عن محمد بن الحسن الصفّار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» إذ دخل عليه أبو بصير ، فقال الإمام : يا أبا بصير لقد ذكركم الله عزوجل في كتابه ، إذ يقول : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ،) والله ما أراد بذلك غيركم يا أبا محمد فهل سررتك ، قال : نعم (٢).

قوله تعالى : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٥٥) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (٥٦)

٥٤٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن حمزة بن بريد عن علي بن سويد عن أبي الحسن

__________________

(١) البرهان ص ٩٣٨ وبصائر الدرجات ص ٥٥٦ ح ٤.

(٢) البرهان ص ٩٣٩ وفضائل الشيعة ص ٢٣ ح ١٨.


موسى بن جعفر «عليهما‌السلام» في قول الله عزوجل : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ،) قال : قال : جنب الله أمير المؤمنين وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع الى أن ينتهي الأمر الى آخرهم (١).

٥٤٥ ـ محمد بن العباس باسناده عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» عن آبائه في قوله عزوجل : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ،) يعني ولاية عليّ «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (٦٠)

٥٤٦ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سودة بن كليب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت قول الله عزوجل : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ،) قال : من قال إنّي إمام وليس بإمام ، قال : قلت : وان كان علويّا ، قال : وان كان علويّا ، قلت : وان كان من ولد عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، قال : وان كان (٣).

وفي حديث آخر : وان كان علويّا فاطميّا.

قوله تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (٦٥)

٥٤٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٤٥ ح ٩.

(٢) تأويل الآيات سورة الزمر بعد الآية ٥٦.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٣٧٢ ح ١.


مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) ، قال : يعني اشركت في الولاية غيره ، (اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ،) يعني بالله فاعبد ، بالطاعة وكن من الشاكرين ان عضدتك بأخيك وابن عمك (١).

قوله تعالى : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ...) (٦٩)

٥٤٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثني القسم بن ربيع قال : حدثنا صباح المدائني قال : حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قوله : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ،) قال : رب الارض يعني إمام الارض ، قلت : فإذا خرج يكون ما ذا ، قال : إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام (٢).

قوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٧٤)

٥٤٩ ـ أقول : قوله : طبتم ، أي طابت مواليدكم ، روي عن أمير المؤمنين أنه قال : إن فلانا وفلانا وفلانا غصبونا حقنا واشتروا بها الإماء وتزوجوا بها النساء ألا وإنا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم ، وورد التحليل في روآيات اخر أيضا (٣).

٥٥٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثني أبي قال : حدثنا اسماعيل بن جابر عن

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٧.

(٢) البرهان ص ٩٤٥ وتفسير القمي ٢ / ٢٥٣.

(٣) راجع الوسائل ج ٦ من ص ٣٨٧ باب ٤ ، وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٥٤.


أبي الحسن «عليه‌السلام» قال : لما خضر علي بن الحسين الوفاة أغمي عليه ثلاث مرات ، فقال : في المرة الأخيرة (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ،) ثم مات عليه الصلاة والسلام (١).

__________________

(١) البرهان ص ٩٤٦ وتفسير القمي ٢ / ٢٥٤.



سورة المؤمن أو الغافر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ) (٣)

٥٥١ ـ قال علي بن ابراهيم ذلك خاصة لشيعة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...) (٧)

٥٥٢ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن احمد عن عبد الله الصلت عن يونس عن من ذكرهم عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : يا أبا محمد إن لله ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق في أوان سقوطه ، وذلك قوله عزوجل : (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ،) والله ما أراد غيركم (٢).

__________________

(١) البرهان ص ٩٤٧ وتفسير القمي ٢ / ٢٥٤.

(٢) البرهان ص ٩٤٨ والروضة ص ٣٠٤.


قوله تعالى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ...) (٢٨)

٥٥٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى ابن محمد عن الوشا عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى ، وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم إن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار ، فقال أبو جعفر «عليه‌السلام» : يهلك إذن مؤمن آل فرعون ، ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا (١).

قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) (٤٠)

٥٥٤ ـ الشيخ الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن وليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قيل له : ان أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت ، فقال : لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت له هكذا ، ولكن قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير ، يقبل منك ، إن الله عزوجل يقول : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ،) ويقول : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(٢).

قوله تعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ

__________________

(١) البرهان ص ٩٤٨ واصول الكافي ج ١ ص ٥٧ ح ١٥.

(٢) البرهان ص ٩٥٣ ، ومعاني الأخبار : ٣٨٨ و ٣٨٩ وراجع اما لي الشيخ : ١٩٣ في حديث ابن أبي يعفور.


الْأَشْهادُ) (٥١)

٥٥٥ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ،) قال : ذلك والله في الرجعة ، أما علمت إن أنبياء الله تبارك وتعالى كثيرا لم ينصروا في الدنيا فقتلوا ، والأئمة قتلوا ولم ينصروا وذلك في الرجعة (١).

قوله تعالى : (هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٦٥)

٥٥٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشا عن احمد بن عائذ عن الحسن السواني عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : يا أبان اذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث : من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وجبت له الجنة ، قال : قلت له : إنه يأتيني من كل صنف فأروي لهم هذا الحديث ، قال : نعم يا أبان ، قال : اذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين فتسلب لا إله إلا الله منهم إلا من كان على هذا الأمر (٢).

سورة فصلت

قوله تعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا

__________________

(١) البرهان ص ٩٥٥ والبحار ٥٣ / ٦٥.

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٥٢٠.


لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) (٢٩)

٥٥٧ ـ محمد بن يعقوب باسناداه عن سورة بن كليب عن أبى عبد الله «ع» في قول الله تبارك وتعالى : (أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ،) قال : يا سورة ، هما ثلاثا ، والله يا سورة إنا لخزائن علم الله في السماء ، وإنا لخزائن علم الله في الأرض (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ...) (٣٠)

٥٥٨ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم ، قال : سسئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ،) فقال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : إستقاموا على الأئمّة واحدا بعد واحد ، (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(٢).

قوله تعالى : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٣٤)

٥٥٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الصالح الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن محمد بن فضيل عن عبد الصالح «عليه‌السلام» قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ،) فقال : نحن الحسنة وبنو أميّة السيّئة (٣).

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٣٤ ح ٥٢٤.

(٢) اصول الكافي ح ١ ص ٤٢٠.

(٣) البرهان ص ٩٦٣.


قوله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ...) (٥٣)

٥٦٠ ـ ابن قولوية باسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث قال : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ،) وأيّ آية في الآفاق غيرنا ، أراها الله أهل الآفاق (١).

٥٦١ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ،) قال : خسف ومسخ وقذف ، قال : قلت : حتّى يتبيّن لهم ، قال : دع هذا ، ذاك قيام القائم «عليه‌السلام» (٢).

__________________

(١) كامل الزيارة ص ٣٢٦ ـ ٣٢٩.

(٢) روضة الكافي ص ١٤٦ ح ١٨١.



سورة الشّورى

قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ...) (١٣)

٥٦٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب أنّه كتب الى الرّضا «عليه‌السلام» : أمّا بعد ، فإنّ محمّدا «ص» كان أمين الله في خلقه ، فلمّا قبض «ص» ، كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن امناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ، وان شيعتنا المكتوبون باسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ، يردون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم ، ونحن النجباء والنجاة ، ونحن افراط الأنبياء ، ونحن الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله عزوجل ، ونحن أولى النّاس بكتاب الله ، ونحن أولى النّاس برسول الله «ص» ونحن الّذين شرع الله لنا دينه ،


فقال في كتابه : شرع لكم ، يا آل محمّد ، (مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً ،) قد وصّانا بما وصّى به نوحا ، (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ،) يا محمّد ، (وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ،) وقد علّمنا وبلّغنا علم ما علمنا ، واستودعنا علمهم ، نحن ورثة اولوا العزم من الرّسل ، (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ،) يا آل محمّد ، (وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ،) وكونوا على جماعة كبير على المشركين ، من أشرك بولاية عليّ ما تدعوهم اليه من ولاية عليّ ، إنّ الله يا محمّد يهدي اليه من ينيب ، من يجيبك الى ولاية عليّ (١).

قوله تعالى : (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (١٩) مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) (٢٠)

٥٦٣ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ ،) قال : ولاية أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» ، قلت : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ ،) فقال : معرفة أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» نزد له في حرثه ، قال : نزيده منها ، قال : يستوفي نصيبه من دولتهم ، (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها ، وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ،) قال : ليس له في دولة الحقّ مع القائم نصيب (٢).

قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ...) (٢٣)

٥٦٤ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن اسماعيل بن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول لأبي جعفر الأحول وأنا أسمع : أتيت البصرة ، فقال :

نعم ، قال : كيف رأيت مسارعة النّاس في هذا الأمر ودخولهم فيه ، قال : والله إنّهم

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٢٣ ح ١.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٦ في حديث ٩٢.


لقليل ، ولقد فعلوا وإنّ ذلك لقليل ، فقال : عليك بالأحداث فانّهم أسرع الى كلّ خير ، ثمّ قال : ما يقول أهل البصرة في هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قلت : جعلت فداك يقولون : إنّها لأقارب رسول الله ، فقال : كذبوا ، انّما انزلت فينا خاصّة في أهل البيت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (١).

٥٦٥ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن زرارة عن عبد الله عجلان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قال : هم الأئمّة «عليهم‌السلام» (٢).

٥٦٦ ـ الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال : لمّا نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الّذين أمر الله بمودّتهم ، قال : عليّ وفاطمة وولديهما (٣).

٥٦٧ ـ البخاري في صحيحه في تفسير قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاوسا عن ابن عباس أنّه سئل عن قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قال : سعيد بن جبير : قربى ، آل محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٤).

٥٦٨ ـ المسلم في صحيحه في تفسير هذه الآية ، قال : وسئل ابن عباس ،

__________________

(١) الروضة ص ٩٣ ح ٦٦.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٣ ح ٧.

(٣) شواهد التنزيل ج ٢ ص ٣٠ ـ ٣٥ روى الحديث ابن عباس بسبعة طرق ، وراجع تفسير الكشاف ج ٣ ص ٨١.

(٤) صحيح البخاري ج ٤ ص ٢١٧.


فقال : قربى ، آل محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (١).

٥٦٩ ـ أبو الفرج الإصفهاني في مقاتل الطّالبين ، قال : قال الحسن في خطبة له بعد موت أبيه : أيّها النّاس من عرفني ، فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد ، أنا ابن البشير ، أنا ابن النّذير ، أنا بن الدّاعي الى الله بإذنه ، وأنا ابن السّراج المنير ، من اهل البيت الّذين ، (أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ،) والّذي مودّتهم في كتابه ، إذ يقول : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ،) وإلى مودّتنا أهل البيت (٢).

قوله تعالى : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (٤١)

٥٧٠ ـ محمد بن العباس باسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ،) قال : ذلك القائم «عليه‌السلام» ، إذا قام إنتصر من بني أميّة ومن المكذّبين والنّصّاب (٣).

قوله تعالى : (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) (٤٤)

٥٧١ ـ علي بن ابراهيم قال : قوله : (وَتَرَى الظَّالِمِينَ ،) لآل محمّد حقّهم ، (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ ،) وعليّ «عليه‌السلام» هو العذاب ، وهذه في الرّجعة ، يقولون (هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ،) فنوالي عليّا (٤).

__________________

(١) صحيح مسلم ج ٧ ص ١٢٢ وراجع ص ٨٠ ح ١٥٨.

(٢) مقاتل الطّالبين ج ١ ص ٣٤ والبرهان ص ٩٧٤ ، الآية ٢٥ و ٧٢ من هذه السورة مدنيّة كما في القرآن بالرّسم العثماني طبعه وروى في مجمع البيان وغيره من التفاسير ابن عباس نزول هذه الآيات المدنيّة فلا مجال لإيراد ابن كثر من هذا السودة مكّيّة.

(٣) البرهان ص ٧٥.

(٤) نفس المصدر السابق وتفسير القمي ٢ / ٢٧٧.


سورة الزّخرف

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٤)

٥٧٢ ـ علي بن ابراهيم : حدّثني أبي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : الصّراط المستقيم هو أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» ومعرفته والدّليل على أنّه أمير المؤمنين عن قوله : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)(١).

قوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٢٨)

٥٧٣ ـ الشيخ الصدوق «ره» في اكمال الدّين روى عن الإمام السّجاد «عليه‌السلام» أنّه قال : فينا نزلت هذه الآية : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) ، والإمامة في عقب الحسين «عليه‌السلام» الى يوم القيامة (٢).

قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٤١)

٥٧٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن

__________________

(١) البرهان ص ٩٧٩.

(٢) اكمال الدّين ص ٣١٥ في باب ما روى عن الإمام السجاد «ع».


داود المنقري عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ ،) يا محمّد من مكّة الى مدينة ، فإنّا رادّوك اليها ومنتقمون منهم بعليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

٥٧٥ ـ السمعاني في الفرائض يرفعه الى ابن عباس قال : لمّا نزلت الى رسول الله «ص» ، (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ،) قال : بعليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤٢)

٥٧٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن عمّار عن محمد بن فضيل عن الثمالي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : اوحى الله إلى نبيّه «ص» : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ،) إنّك على ولاية عليّ «عليه‌السلام» وعليّ هو الصّراط المستقيم (٣).

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (٤٤)

٥٧٧ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ،) قال : قال رسول الله «ص» : الذّكر أنا والأئمّة أهل الذّكر ، وقوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ،) قال

__________________

(١) البرهان ص ٩٨٦ وتفسير القمي ٢ / ٢٨٤.

(٢) البرهان ص ٩٨٦.

(٣) البرهان ص ٩٧٦ واصول الكافي ١ / ٤١٦ ح ٢٤ باب نكت في الولاية.


أبو جعفر «عليه‌السلام» : نحن قومه ونحن المسؤلون (١).

قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) (٤٥)

٥٧٨ ـ محمد بن العباس باسناده الى علقمة بن عبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله «ص» في حديث أسرى ، فإذا ملك قد أتاني فقال : يا محمّد ، (سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ،) على ما ذا بعثتم فقال لهم : معاشر الرّسل والنّبين على ما ذا بعثكم الله ، قالوا : على ولايتك يا محمّد وولاية علي بن أبي طالب (٢).

٥٧٩ ـ أبو نغيم في حلية الأولياء قال في تفسير هذه الآية : إنّ النّبي «ص» ليلة أسرى به جمع الله بينة وبين الأنبياء ، قال لهم محمّد : على ما ذا بعثتم ، قالوا : بعثنا على شهادة أن لا إله إلّا الله والإقرار بنبوّتك والولاية لعليّ بن أبي طالب (٣).

٥٨٠ ـ محمد بن يعقوب في حديث الإمام أبي جعفر الباقر مع نافع مولى عمر ، قال : نافع للإمام : فأخبرني عن قول الله لنبيّه : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ،) من الّذي سأل محمّد وكان بينه وبين عيسى خمسمآئة عام سنة ، قال : فتلا أبو جعفر هذه الآية : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا ،) فكان من الآيات الّتي أراها الله تبارك وتعالى محمّدا حيث أسرى به بيت المقدّس ، ان حشر الله عزّ ذكره الأولين والآخرين من النّبيّين والمرسلين ، ثمّ أمر جبرئيل فأذّنّ شفعا وأقام شفعا وقال في أذانه حيّ على خير العمل ، ثمّ تقدّم محمّد «ص» فصلّى

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢١٠ ح ١.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٩٨٨.

(٣) البرهان ج ٢ ص ٩٨٩.


بالقوم فلمّا انصرف قال لهم : على ما تشهدون وما كنتم تعبدون ، قالوا : نشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسول الله ، أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، الى آخر الخبر (١).

قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (٥٧)

٥٨١ ـ محمد بن يعقوب باسناده الى أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : بينا رسول الله «ص» ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين ، فقال رسول الله : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم ، لو لا ان تقول فيك طوائف من أمّتي ، ما قالت النّصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ من أمّتي إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ، فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش ، فقالوا : ما رضى أن يضرب لإبن عمّه مثلا إلّا عيسى بن مريم ، فأنزل الله على نبيّه «ص» فقال : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ ،) يعني من بني هاشم ، (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) الى آخر الحديث (٢).

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٦١)

٥٨٢ ـ الشيخ في اماليه عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله «ص» في حديث قال : وإنّ عليّا لعلم للسّاعة لك ولقومك فلسوف تعلمون

__________________

(١) الروضة ص ١٢١ في حديث ٩٣.

(٢) روضة الكافي ص ٥٧ ح ١٨.


عن محبّة علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

أقول : وروى هذا الحديث ابن المغازلي في المناقب عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

قوله تعالى : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) (٧٩)

٥٨٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة وعلي بن محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : قوله : (كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ،) والّذي أنزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم ، فأنزل الله : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ، أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ)(٢).

قوله تعالى : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٨٨)

٥٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسن بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي ديلم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث قال فيه : فلمّا بعث الله محمّدا «ص» سلّم له العقب من المستحفظين ، وكذّبوه بنو إسرائيل ، ودعا الى الله عزوجل وجاهد في سبيله ، ثمّ أنزل الله جلّ ذكره عليه : أن أعلن فضل وصيّك ، فقال : إنّ العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ، ولم يبعث فيهم نبيّ ، ولا يعرفون نبوّة الأنبياء ، ولا يشرفهم ، ولا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي ، فقال الله جلّ ذكره : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ*

__________________

(١) البرهان ص ٩٩٢ واما لي الشيخ ١ / ٣٧٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٠ ـ ٤٢١ ح ٤٣.


وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ،) فذكر من فضل وصيّه ذكرا ، فوقع النفاق في قلوبهم ، فعلم رسول الله ذلك ، فقال الله جلّ ذكره : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ، فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ،) ولكنهم يجحدون بغير حجّة لهم (١).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ح ٣ والبرهان ص ٩٩٥.


سورة الدّخان

قوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (٤)

٥٨٥ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ ،) يعني القرآن (فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ،) وهي ليلة القدر أنزل الله القرآن فيها الى البيت المعمور جملة واحدة ، ثمّ نزّل من البيت المعمور على النّبيّ «ص» في طول عشرين سنة (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ،) يعني في ليلة القدر كلّ أمر حكيم ، أي يقدّر الله كلّ أمر من الحقّ والباطل وما يكون في تلك السنة ، وله فيه البداء والمشيّة يقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأمراض ، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء ، ويلقيه رسول الله «ص» الى أمير المؤمنين ويلقيه أمير المؤمنين «عليه‌السلام» الى الأئمّة «عليهم‌السلام» حتّى ينتهي ذلك الى صاحب الزّمان «عليه‌السلام» ويشترط له ما في البداء والمشيّة والتقديم والتأخير ، قال علي بن ابراهيم : حدّثني بذلك أبي عن أبن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان عن أبي جعفر وأبي عبد الله و


أبا الحسن «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (٢٩)

٥٨٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : كان علي بن الحسين «عليه‌السلام» يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين «عليه‌السلام» ومن معه حتّى تسيل على خدّه بوّأه الله في الجنّة غرفا ، وأيّما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتّى تسيل على خدّه لأذى مسّنا من عدوّنا في الدنيا بوّأه الله مبوّأ صدق في الجنّة ، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا ودمعت عيناه حتّى تسيل دمعه على خدّيه من مظانة ما اوذي فينا صرف عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنّار ، وروى عن أبي عبد الله أنّه قال : من ذكرنا أو ذكر عنده فخرج من عينيه دمعا مثل جناح بعوضة ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (٢).

٥٨٧ ـ ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات قال : حدّثني أبي «رحمه‌الله» وجماعة مشايخنا عن علي بن الحسين ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله بن يعقوب بن يزيد عن احمد بن الحسن الميثمي عن علي أزد وعن الحسن بن الحكم عن الخثعمي عن رجل ، قال : سمعت أمير المؤمنين في الرحبة وهو يتلو هذه الآية : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ،) إذ خرج الحسين بن علي «عليهما‌السلام» من بعض أبواب المسجد ، فقال له : أمّا هذا سيقتل وتبكي عليه السّماء والأرض (٣).

__________________

(١) البرهان ص ٩٩٧ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٩٠.

(٢) البرهان ص ٩٩٨ وتفسير القمي ج ١ ص ٢٩١.

(٣) البرهان ص ٩٩٨ وكامل الزيارة ص ٨٨ باب ٢٨ ح ١.


أقول : وقد روى ابن قولويه روايات متعددّة بهذا المعنى.

قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (٤١)

٥٨٨ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث أبي بصير قال : يا أبا محمد ما استثنى الله عزّ ذكره بإحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلى أمير المؤمنين وشيعته ، فقال في كتابه وقوله الحقّ : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ ،) يعني بذلك عليّا وشيعته (١).

سورة الجاثية

قوله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢٩)

٥٨٩ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي البصري عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له ، قوله الله عزوجل : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ،) قال : فقال : إنّ الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكنّ رسول الله «ص» هو الناطق بالكتاب ، قال الله عزوجل : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ،) قال : قلت : جعلت فداك ، إنّا لا نقرؤها ، فقال : هكذا والله نزل به جبرئيل على محمّد «ص» ولكنّه فيما حرّف من كتاب الله (٢).

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٥ ح ٦.

(٢) روضة الكافي ص ٥٠ ح ١١.


سورة الأحقاف

قوله تعالى : (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤)

٥٩٠ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة ، قال : سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ،) قال : عنى بالكتاب التوراة والإنجيل ، أو أثارة من علم ، فإنّما عنى بذلك علم الأنبياء والأوصياء «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١٣)

٥٩١ ـ قال علي بن ابراهيم قال : إستقاموا على ولاية أمير المؤمنين «ع» (٢).

قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ...) (١٥)

٥٩٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الوشا والحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن احمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا حملت فاطمة «عليها‌السلام» بالحسين جاء جبرئيل الى رسول الله «ص» فقال : إنّ فاطمة تلد غلاما تقتله امّتك من بعدك ، فلمّا حملت فاطمة «عليها‌السلام» بالحسين «عليه‌السلام» كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ، لما علمت أنّه سيقتل ، وفيه نزلت هذه الآية : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦ ح ٧٢.

(٢) البرهان ص ١٠٠٥ ، وتفسير القمي ٢ / ٢٩٧.


إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(١).

قوله تعالى : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ...) (٣٥)

٥٩٣ ـ الكافي عدّة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : سادة النّبيّين والمرسلين خمسة ، وهم اولوا العزم من الرّسل وعليهم دارت الرّحا ، نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء» (٢).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٦٤ ح ٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٧٥.



سورة محمّد «ص»

قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) (١)

٥٩٤ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرني احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن الحسن بن العباس الحريشي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» بعد وفاة رسول الله «ص» في المسجد والنّاس مجتمعون بصوت عال : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ،) فقال له إبن عباس : يا أبا الحسن لم قلت ما قلت ، قال : قرئت شيئا من القرآن ، قال : لقد قلته لأمر؟ قال : نعم ، إنّ الله تعالى يقول في كتابه : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ،) فتشهد على رسول الله «ص» أنّه استخلف أبا بكر ، قال : ما سمعت رسول الله «ص» اوصى إلّا إليك ، قال : فهلا بايعته ، قال : اجتمع النّاس على أبي بكر ، فكنت منهم ، فقال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : كما اجتمع أهل العجل على العجل ، ها هنا فتنتم ، (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي


ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(١).

٥٩٥ ـ ابن شهر آشوب عن جعفر وأبي جعفر «عليهما‌السلام» في قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا) (يعني بني أميّة) (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ،) عن ولاية عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) (٢)

٥٩٦ ـ قال علي بن ابراهيم أخبرنا الحسين بن محمّد عن معلى بن محمد باسناده عن إسحق بن عمّار قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) (في علي) (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ ،) هكذا نزلت (٣).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (٩)

٥٩٧ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل على رسول الله «ص» بهذه الآية هكذا : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) (في علي) (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)(٤).

قوله تعالى : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى

__________________

(١) البرهان ص ١٠١٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠١.

(٢) البرهان ص ١٠١١.

(٣) البرهان ص ١٠١١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠١ و ٣٠٢.

(٤) البرهان ص ١٠١١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠١ و ٣٠٢.


لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (١٨)

٥٩٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشّاب قال : حججنا مع رسول الله «ص» حجّة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ، ثمّ أقبل بوجهه ، فقال : ألا أخبركم بأشراط السّاعة ، وكان أدنى النّاس منه يومئذ سلمان «رحمة الله عليه» ، فقالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : من أشراط السّاعة ، أضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، والميل الى الأهواء ، وتعظيم أصحاب المال ، وبيع الدّين بالدنيا ، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه ، كما يذاب الملح في الماء ، ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع ان يغيّره ، قال سلمان : أنّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» ، قال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان إنّ عنده أمراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وأمناء خونة ، فقال سلمان : وإنّ ذلك لكائن يا رسول الله «ص» ، فقال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان ، إنّ عندها يكون المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ، ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين ويصدّق الكاذب ، ويكذّب الصادق ، قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» ، قال : والّذي نفسي بيده ، فعندها يكون إمارة النساء ، ومشاورة الإماء ، وقعود الصبيان على المنابر ، ويكون الكذب ظرفا ، والزّكاة مغرما ، والغش مغنما ، ويجفو الرجل والديه ، ويبرّ صديقه ، ويطلع الكوكب المذنب ، قال سلمان : وانّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» قال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ، ويكون المطر غيظا ، وتغيض الكرام غيظا ، ويحتقر الرجل المعسر ، فعندها لا تقارب الأسواق ، اذا قال هذا لم أبع شيئا ، فقال هذا لم أربح ، فلا ترى إلّا ذام لله الى آخر الخبر ، وانما ذكرنا هذا الحديث لدلالته على فضل رسول الله «ص» بأنّه أخبر بما يقع بعده والكثير ممّا في هذا الحديث قد وقع فصلّى الله عليه وعلى آله الطّاهرين (١).

__________________

(١) البرهان ص ١٠١٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠٣.


قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (٢٢)

٥٩٩ ـ محمد بن العباس بأسناده عن أبي عباس في قوله عزوجل : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ،) قال : نزلت في بني أميّة وبني هاشم (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) (٢٥)

٦٠٠ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن علي محمد بن عبد الله عن علي بن حسّان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما)(٢)

(تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ،) فلان وفلان وفلان إرتدّوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قلت قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ،) قال : نزلت فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عزوجل : الذي نزل به (جبرئيل على محمد «ص») (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ،) قال : دعوا بني اميّة الى ميثاقهم ، ان لا يصيروا الأمر فينا بعد النّبي «ص» ، ولا يأتون من الخمس شيئا ، وقالوا إن أعطيناهم اياه لم يحتاجوا الى شيىء ولم يبالوا ، إلّا أن يكون الأمر فيهم ، فقالوا : (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ،) الّذي دعوتمونا اليه هو الخمس لا نعطيهم منه شيئا ، وقوله : (كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ ،) ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم فأنزل الله عزوجل : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ

__________________

(١) البرهان ص ١٠١٤.


وَنَجْواهُمْ ،) الآية (١).

قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ (٢٩) وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ...) (٣٠)

٦٠١ ـ احمد بن محمد بن خالد البرقي بأسناد مرفوع ، قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : كان حذيفة بن اليمان يعرف المنافقين ، فقال : الرجل كان يعرف اثنا عشر رجلا ، وأنت تعرف أثنا عشر ألف رجل ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ،) فهل تدري ما لحن القول : قلت : لا والله ، قال : بغض عليّ بن أبي طالب صلوات عليه وربّ الكعبة (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (٣٨)

٦٠٢ ـ قال الطبرسي : روى أبو بصير عن أبي جعفر «ع» ، قال : (إِنْ تَتَوَلَّوْا) (يا معشر العرب) (يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) (يعني الموالي) ، وعن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قد والله أبدل خيرا منهم الموالي (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٠ ـ ٤٢١ ح ٤٣.

(٢) البرهان ص ١٠١٦ ومجمع البيان ٩ / ١٦٤.

(٣) نفس المصدر السابق.



سورة الفتح

قوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ...) (٢)

٦٠٣ ـ العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لم يزل رسول الله «ص» يقول : إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم حتّى أنزلت سورة الفتح ، فلم يعد الى ذلك الكلام (١).

٦٠٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن علي بن أيّوب عن عمر بن يزيد بيّاع السابوري قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : نزّل الله في كتابه : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ،) قال : ما كان له ذنب ، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثمّ غفرها له (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢١ والعياشي ٢ / ١٢٠ ح ١٢.

(٢) البرهان ص ١٠٢١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣١٤.


٦٠٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن علي بن مهران عن علي بن عبد الغفّار عن صالح بن حمزة ويكنّى بأبي شيب عن محمد بن سعيد المروزي قال : قلت لرجل : ءأذنب محمّد «ص» قط ، قال : لا ، قلت قوله عزوجل : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ،) فما معنى ، قال : إنّ الله سبحانه حمّل محمّدا «ص» ذنوب شيعته ثمّ غفر له ما تقدّم منها وما تأخّر (١).

٦٠٦ ـ شرف الدين في تأويل الآيات قال : روى بحذف الاسناد عن الرجال الثقات عن عبد الجبّار بن كثير التميمي اليماني قال : قلت لمولاي جعفر بن محمّد الصادق «عليهما‌السلام» : يا بن رسول الله ، في نفسي حاجة ، ... الى أن قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : وقد قال النّبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعليّ : يا عليّ ، انّ الله تبارك وتعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي ، وذلك قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(٢).

٦٠٧ ـ الطبرسي في مجمع البيان قال : روى المفضل بن عمر عن الصادق «عليه‌السلام» قال : سئله رجل عن هذه الآية فقال : والله ما كان له ذنب ، ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر له ذنوب شيعة عليّ «عليه‌السلام» ما تقدّم من ذنبهم وما تأخّر (٣).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) (٤)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢١ وامالي الصدوق في مجلس ٧٩.

(٢) البرهان ص ١٠٢١ وتأويل الآيات ج ١ ص ٢٤٥ ، ط بيروت المركز البغدادي والعلل ص ١٧٥.

(٣) نفس المصدر السابق ومجمع البيان ج ٩ ص ١٦٨.


٦٠٨ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ،) قال : الايمان! قال : قلت (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ،) قال : هو الإيمان وعن قوله : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ،) قال : هو الإيمان (١).

قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ...) (١٨)

٦٠٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي السعيد العجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» عن آبائه عن أمير المؤمنين «عليهم‌السلام» ، قال : أنا الّذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بموازرة رسول الله «ص» ، وأنا أوّل من بايع رسول الله «ص» تحت الشجرة في قوله : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)(٢).

قوله تعالى : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً ...) (٢٥)

٦١٠ ـ الصدوق «ره» حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور «ره» قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن عامر عن عمّه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن من ذكره عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قلت له : ما بال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» لم يقتل فلانا وفلانا ، قال : الآية في كتاب الله عزوجل : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً ،) قال : قلت : وما يعني بتزايلهم ، قال : ودائع المؤمنين في أصلاب قوم الكافرين ، وكذلك القائم «عليه‌السلام» لن يظهر أبدا حتّى يخرج ودائع الله عزوجل ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله فقتلهم (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ١٥.

(٢) البرهان ص ١٠٢٢ وتفسير القمي ٢ / ٣١٧.

(٣) البرهان ص ١٠٢٢ ـ ١٠٢٣ والعلل : ١٤٧.


قوله تعالى : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) (٢٩)

٦١١ ـ الشيخ «ره» قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني المظفر بن محمد البلخي قال : حدّثنا محمد بن جبير قال : حدّثنا عيسى قال : أخبرنا محول بن ابراهيم قال : حدّثنا عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبد الله عن عمر بن علي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» عن آبائه قال : قال رسول الله «ص» : إنّ الله عهد اليه عهدا ، فقلت : ربّي بيّنه لي ، قال : إسمع ، قلت : سمعت ، قال : يا محمّد ، إنّ عليّا رآية الهدى بعدك ، وإمام أوليائي ، ونور من اطاعني ، وهو الكلمة الّتي الزمته المتّقين ، فمن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره بذلك (١).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ...) (٢٨)

٦١٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ،) قال : هو الّذي أمر رسوله بالوصيّة والولاية ، هي دين الحقّ ، قلت : ليظهره على الدّين كلّه ، قال : يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم ، يقول الله : والله متّم ولاية القآئم ولو كره الكافرون بولاية عليّ (٢).

قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ ...) (٢٩)

٦١٣ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن احمد بن عيسى بن اسحق عن الحسن بن الحرث بن طلبة عن أبيه عن داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٣ وامالي الطوسي : ١٥٤.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ في ح ٩١.


ابن عباس في قوله عزوجل : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ،) قال : علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥)

٦١٤ ـ الشيخ «ره» في أماليه قال : أخبرنا الحفّار قال : حدّثنا اسماعيل قال : حدّثنا أبي جندل قال : حدّثنا مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبد الله عن عبد الكريم الخزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ،) قال : سئل قوم النّبي ، فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ الله ، قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد : ليقم سيّد المؤمنين ، فيقوم علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فيأتي الله واللواء من النّور الأبيض بيده ، تحته جميع السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه ، رجلا رجلا ، فأوتي أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم ، قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة ، إنّ ربّكم يقول : عندي مغفرة وأجر عظيم ، يعني الجنّة ، فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة ، ثمّ يرجع الى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم الى الجنّة ، ويترك أقواما الى النّار ، وذلك قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(٢) يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية ، وقوله : (وَالَّذِينَ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٥.

(٢) الآية هكذا : «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ» سورة الحديد / (١٩).


كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ،) هم الّذين قاسم عليهم النّار فاستحقوا الجحيم (١).

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ١٠٢٥ وامالي الشيخ ١ / ٣٨٧ والمناقب ٣ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩ فيه حديث اللواء من نور أبيض.


سورة الحجرات

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (٣)

٦١٥ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن محمد بن سعيد عن محمد بن احمد عن المبتدء بن خنفر قال : حدّثني أبي خنفر بن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال : خطبنا عليّ «عليه‌السلام» بالرحبة ثمّ قال : لمّا كان في زمان الحديبيّة ، خرج إلى رسول الله «ص» أناس من قريش من أشراف أهل مكّة فيهم سهل بن عمرو ، وقالوا : يا محمّد ، أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا وليس فيهم التفقه في الدّين ، ولا رغبة في ما عندك ، ولكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا ، فأرددهم علينا ، فدعا رسول الله «ص» أبا بكر ، فقال له : أنظر ما يقولون ، فقال : صدقوا يا رسول الله «ص» أنت جارهم فاردد عليهم ، قال : ثمّ دعا عمر ، فقال مثل قول أبي بكر ، فقال رسول الله «ص» عند ذلك ، لا تنتهوا يا معاشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلا إمتحن الله قلبه للتّقوى يضرب رقابكم على


الدّين ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله «ص» ، فقال : لا ، ولكن خاصف النعل وكنت أخصف نعل رسول الله «ص» ، قال : ثمّ التفت إلينا عليّ وقال : سمعت رسول الله «ص» يقول : من كذّب عليّ متعمّدا فليتبوّء مقعده في النّار (١).

أقول : روى هذا المعنى ابن داود في سننه والترمذي في صحيحه.

قوله تعالى : «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله» (٩)

٦١٦ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث الأسياف الخمسة ، قال : أمّا السيف المكفوف عن أهل البغي والتأويل ، قال الله عزوجل : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ ،) فلمّا نزلت هذه الآية ، قال رسول الله «ص» : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتل على التنزيل ، فسئل النّبي «ص» ، من هو؟ قال : خاصف النعل ، يعني أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فقال عمّار بن ياسر : قاتلت بهذه الآية مع رسول الله ثلاثا وهذه الرابعة والله لو ضربونا حتّى بلغونا السعفات من الحجر لعلمت إنّا على الحقّ وإنّهم على الباطل (٢).

قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (١٠)

٦١٧ ـ الشيخ «ره» في مجالسه بأسناده الى ابن عباس قال : لمّا نزلت : (إِنَّمَا

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٦.

(٢) البرهان ص ١٠٢٨ والوسائل ج ١١ ص ١٧ ـ ١٨.


الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ،) آخا رسول الله «ص» بين المسلمين ، فآخا بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبد الرحمن ، وبين فلان وفلان حتّى آخا بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب : أنت أخي وأنا أخوك (١).

أقول : المواخاة بين رسول الله «ص» وأمير المؤمنين «عليه‌السلام» قد رواها الخاصة والعامّة ، وقد سمّاه الله في الآية المباهلة نفس رسول الله «ص».

قوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ...) (١٥)

٦١٨ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سفيان بن السمط ، قال : سئل رجل أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن الإسلام والإيمان ، ما الفرق بينهما ، فلم يجب ، ثمّ التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل ، فقال له أبو عبد الله «عليه‌السلام» : كأن قد أزف منك الرحيل ، فقال : نعم ، فقال : فألقني في البيت ، فلقيه فسئله عن الإسلام والإيمان مالفرق بينهما ، فقال : الإسلام هو الظاهر الّذي عليه النّاس شهادة «أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله (ص)» وإقام الصلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وحجّ البيت ، وصيام شهر رمضان ، فهذا الإسلام ، فقال : الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا ، فإن أقرّ بها ولم يعرف هذا الأمر ، كان مسلما وكان ضالّا (٢).

قوله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٧)

٦١٩ ـ في مصباح الأنوار بأسناده يرفعه الى جابر بن عبد الله «رضي الله عنه»

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٩ وامالي ابن الشيخ ص ٢٣.

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٢٨ ح ٤.


قال : كنت عند رسول الله «ص» في حفر الخندق وقد حفر النّاس وحفر عليّ «عليه‌السلام» ، فقال له النّبي بأبي من يحفر وجبرئيل يكنس التراب بين يده ، ويعينه ميكائيل ، ولم يكن يعين أحدا قبله من الخلق ، ثمّ قال النّبي «ص» لعثمان بن عفّان : إحفر ، فغضب عثمان ، وقال : لا يرضى محمّد ان أسلمنا على يده حتّى يأمرنا بالكدّ فأنزل الله على نبيّه (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(١).

سورة ق

قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (٢٤)

٦٢٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا أبو الحسن ابن أبي القاسم الحسني قال : حدّثنا فرات بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن احمد بن حسان قال : حدّثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ،) قال : قال رسول الله «ص» : إنّ الله تعالى إذا جمع النّاس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ثمّ يقول الله تعالى لي ولك : توليّا فالقيا في جهنّم من ابغضكما وكذّبكما وعاداكما في النّار (٢).

٦٢١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن احمد بن مهران عن محمد بن علي ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن

__________________

(١) البرهان ص ١٠٣٤.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٢٤.


عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال : كان أمير المؤمنين «عليه‌السلام» كثيرا ما يقول : أنا قسم الله بين الجنّة والنّار ، أنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصى والميسم (١).

٦٢٢ ـ بصائر الدرجات قال : حدّثنا احمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين : أنا قسيم بين الجنّة والنّار ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا صاحب العصى والميسم (٢).

أقول : الأحاديث في أن عليّا «عليه‌السلام» قسيم الجنّة والنّار كثيرة.

قوله تعالى : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (٤٢)

٦٢٣ ـ قال علي بن ابراهيم ، قال : ينادي المنادي باسم القآئم من السّماء وذلك يوم الخروج (٣).

سورة الذّاريات

قوله تعالى : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) (٦)

٦٢٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة قال : سمعت

__________________

(١) البرهان ص ١٠٤٠ والاصول ج ١ ص ١٩٦ ح ١.

(٢) بصائر الدرجات ص ٤١٦.

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٢٧.


أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) (يعني في عليّ «عليه‌السلام» (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ،) يعني عليّا وعليّ هو الدّين (١).

قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) (٩)

٦٢٥ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله الورقي عن الحسين بن عثمان عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : وامّا قوله : (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ،) إختلف في ولايته هذه الأمّة ، فمن استقام على ولاية عليّ دخل الجنّة ، ومن خالف ولاية علي دخل النّار ، وأمّا قوله : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ،) قال : يعني عليّا من افك عن ولايته افك عن الجنّة ، فذلك قوله ، يؤفك عنه من افك (٢).

قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (٥٥)

٦٢٦ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن ابي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله «عليهما‌السلام» إنّهما قالا : إنّ النّاس لمّا كذّبوا برسول الله «ص» فهمّ الله بهلاك أهل الأرض إلّا عليّا فما سواه بقوله : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ،) ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم قال لنبيّه : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٥٦)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٤٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٢٩.

(٢) البرهان ص ١٠٤٥ وراجع الكافي ١ / ٤٢٢ حديث ٤٨ / الباب نكت في الولاية الى قوله : أفك عن الجنة.

(٣) الروضة ص ١٠٣ ح ٧٨.


٦٢٧ ـ الصدوق بأسناده الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : خرج الحسين بن عليّ على أصحابه فقال : أيّها النّاس إنّ الله عزوجل ذكره ما خلق العباد إلّا ليعرفوه ، فاذا عرفوه عبدوه ، فاذا عبدوه استغنوا عن عبادة من سواه ، فقال رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت وأمّي فما معرفة الله ، فقال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم ، الّذي تجب طاعته (١).

سورة الطّور

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ...) (٢١)

٦٢٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد ابن القاسم عن عيسى بن مهران عن داود بن بحر عن وليد بن محمد عن زيد بن جزعان عن عمّه علي بن زيد قال : قال عبد الله بن عمر : كنّا نفاضل ، فنقول : عمر وأبو بكر وعثمان ، ويقول قائلهم : فلان وفلان ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن فعليّ «عليه‌السلام» ، فقال : عليّ من أهل البيت لا يقاس بهم أحد من النّاس ، عليّ مع النّبي في درجته ، ان الله عزوجل يقول : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ،) ففاطمة ذريّة النّبي «ص» فهي معه في درجته ، وعلي مع فاطمة «صلوات الله عليهما» (٢).

٦٢٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا أبو عبد الله عن عباد بن جعفر بن محمد الحسيني عن محمد بن الحسين عن حميد بن وافق (٣) عن محمد بن يحيى الماذني

__________________

(١) علل الشرائع ص ٩ ح ١.

(٢) البرهان ص ١٠٥٣.

(٣) في البحار : موافق.


عن الكلبي عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه «عليهم‌السلام» قال : اذا كان يوم القيامة نادى مناد لدن العرش : يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطمة بنت محمّد «ص» فتكون أوّل من يكسى ويستقبلها من الفردوس اثنا عشر ألف حوراء ، معهنّ خمسون ألف ملك على نجائب من ياقوت ، أجنحتها اللؤلؤ الرّطب ورحالها من الزبرجد عليها رحائل من درّ ، على كلّ رحل نمرقة من سندس حتّى تجول بها الصراط ، ويأتون الفردوس ويتباشر بها أهل الجنّة ، وتجلس على عرش من نور ، وتجلسون حولها ، في بطنان العرش قصران ، قصر أبيض وقصر أصفر من اللؤلؤ من عرق واحد ، وإنّ في القصر الأبيض سبعين ألف دار ، مساكن محمّد وآل محمّد ، وإنّ في القصر الأصفر سبعين ألف دار مساكن ابراهيم وآل ابراهيم ، ويبعث الله ملكا لم يبعث الله الى أحد قبلها ولا يعبث الى أحد بعدها ، ويقول لها ، إنّ ربّك عزوجل يقرئك السّلام ، ويقول لك سليني أعطك ، فتقول : قد أتمّت عليّ نعمته ، وأباح جنّته ، وهنّأني كرامته ، وفضّلني على نساء خلقه ، أسئله أن يشفعني في ولدي وفي ذريّتي ومن ودّهم بعدي وحفظهم بعدي ، قال : فيوحي الله إلى ذلك الملك ، من غير أن يتحوّل الى مكانه ، خبّرها أنّي قد شفعتها في ولدها وذريّتها ومن ودّهم وأحبّهم وحفظهم بعدها ، قال : فتقول : الحمد لله الّذي أذهب عنّي الحزن ، وأقرّ عيني ، ثمّ قال جعفر «عليه‌السلام» : كان اذا ذكر هذا الحديث تلى هذه الآية : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (١).

٦٣٠ ـ وعن محمد بن العباس أيضا قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن ابراهيم بن محمد عن علي بن نضير عن الحكم بن ظهير عن السّدي عن أبي مالك

__________________

(١) البرهان ص ١٠٥٣.


عن ابن عباس «ره» في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ،) قال : نزلت في النّبي «ص» وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) (٢٦)

٦٣١ ـ في كتاب سعد السعود للسّيد بن طاووس «ره» نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده الى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين «عليهم‌السلام» عن النّبي «ص» حديث طويل يذكر فيه شيعة عليّ وحالهم في الجنّة ، وفيه يقول «ص» : بعد ذكر رسول الله دخولهم الجنّة على نجائب تقودهم الملائكة فينطلقون صفّا واحدا معتدلا ، لا يفوت منه شيىء شيئا ، ولا يموت إذا ناقتها ولا بركة ناقة بركتها ولا يمرّون بشجرة من أشجار الجنّة ، إلّا لفتهم بثمارها ، ورحلت لهم عن طريقهم كراهية ان ينثلم طريقهم ، وأن يفرق بين الرجل ورفيقه ، لمّا رفعوا الى الجبّار تبارك وتعالى قالوا : ربّنا أنت السّلام ومنك السلام ولك ، يحق الجلالة والاكرام ، قال : فقال : أنا السلام ومنّي السلام ولي يحقّ الجلالة والاكرام ، فمرحبا بعبادي الّذي احفظوا وصيّ في أهل بيت نبيّ ، رعو حقّي ، وأخافوني بالغيب ، وكانوا منّي على كلّ حال مشفقين (٢).

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) نور الثقلين ج ٤ ص ١٤٢ ، وسعد السعود ص ١٠٩ والبحار ج ٦٨ ص ٧٢ في حديث ١٣١.


سورة النّجم

قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٤)

٦٣٢ ـ محمد بن العباس عن احمد بن القسم عن احمد بن محمد عن احمد بن الخالد الأزدي عن عمر بن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) ، ما فتنتم إلّا ببغض آل محمّد إذا مضى ، (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ،) بتفضيل أهل بيته الى قوله : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(١).

٦٣٣ ـ وعنه عن احمد بن القسم عن منصور بن العباس عن الحصين عن العباس القصباني عن داود بن الحسين عن فضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا أوقف رسول الله «ص» أمير المؤمنين يوم الغدير افترق النّاس ثلاث فرق ، فقالت فرقة : ضلّ محمّد ، وفرقة قالت : غوى ، وفرقة قالت : بهواه يقول في أهل بيته وابن عمّه ، فأنزل الله سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(٢).

٦٣٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ،) قال : أقسم بقرب محمد اذا قبض ، (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ،) بتفضيل أهل بيته ، (وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ،) يقول : ما يتكلم في أهل بيته بهواه ،

__________________

(١) البرهان ص ١٠٥٥.

(٢) البرهان ص ١٠٥٥.


وهو قول الله عزوجل : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(١).

قوله تعالى : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٩)

٦٣٥ ـ الشيخ «ره» في اماليه قال : أخبرنا أبو الفتح الهلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : الجعابي قال : حدّثنا أبو عثمان سعد بن عبد الله بن عجب الأنباري قال : حدّثنا خلف بن درست قال : حدّثنا أبو القاسم بن هارون قال : حدّثنا سهل بن سفيان عن همام عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله «ص» : لمّا عرج بي الى السماء دنوت من ربّي عزوجل حتّى كان بيني وبينه قاب قوسين او أدنى ، فقال : يا محمّد ، من تحبّ من الخلق؟ قلت : يا ربّ عليّا ، قال : إلتفت يا محمّد ، فالتفتّ عن يساري فإذا عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

سورة القمر

قوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (٢)

٦٣٦ ـ محمد ابراهيم النعماني قال : أخبرنا احمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن التميمي قال : حدّثني عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» فسمعت رجلا من همدان يقول : إنّ هؤلاء العامّة يعيّرونا ويقولون لنا : إنّكم تزعمون إنّ مناديا ينادي من السّماء باسم صاحب هذا الأمر ، وكان متّكأ ، فغضب وجلس ، ثمّ قال : لا تروه عنّي وأروه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك ، أشهد أنّي سمعت أبي يقول : والله إنّ ذلك

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٨٠.

(٢) البرهان ص ١٠٥٧ وامالي الطوسي ص ٢٢٥.


في كتاب الله جلّ وعزّ ، ليبيّن حيث يقول : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ،) ولا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع وذلّت رقبته ، فيؤمن أهل الأرض اذا سمعوا الصوت من السماء : الا إنّ الحقّ في عليّ بن أبي طالب وشيعته ، قال : فإذا كان من الغد ، صعد إبليس في الهواء ، حتّى يتوارى عن أهل الأرض ثمّ ينادي : ألا إنّ الحقّ في عثمان بن عفّان ، فإنّه قتل مظلوما فاطلبوا دمه ، قال : فيثبّت الله الّذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ وهو النّداء الأوّل ، ويرتاب يومئذ الّذين في قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلك ليبرؤن منّا ، يتناولوننا ويقولون : إنّ المنادي الأوّل سحر من أهل هذا البيت ، ثمّ تلى أبو عبد الله «ع» قول الله عزوجل : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥٥)

٦٣٧ ـ محمد بن يعقوب عن عليّ بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي قلت : إنّ المتّقين ، قال : نحن والله وشيعتنا ، ليس على ملّة ابراهيم غيرنا وسائر النّاس منها برآء (٢).

٦٣٨ ـ في مناقب موفق بن احمد قال : روى السيد أبو طالب باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله «ص» لعليّ «عليه‌السلام» : إنّ من أحبّك وتولّاك أسكنه الله الجنّة معنا ، ثمّ قال : وتلى رسول الله «ص» : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)(٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٠٦٥ والغيبة للنعماني ص ٢٦٠ ح ١٩ ط مكتبة الصدوق.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٥ ح ٩١.

(٣) البرهان ص ١٠٦٧.


سورة الرّحمن

قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (٢٢)

٦٣٩ ـ علي بن ابراهيم باسناده عن يحيى بن سعيد القطّان قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) (أمير المؤمنين وفاطمة «عليهما‌السلام») (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (الحسن والحسين عليهما‌السلام») (١).

أقول : في رواية ابن بابويه عن سعيد العطان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ،) قال : عليّ وفاطمة بحران من العلم عميقان ، لا يبغي أحدهما على صاحبه ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ،) الحسن والحسين (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٤٤.

(٢) البرهان ج ٢ ص ١٠٦٩.


قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٢٧)

٦٤٠ ـ قال علي بن ابراهيم : قال عليّ بن الحسين ، نحن الوجه الّذي يوتى منه (١).

٦٤١ ـ الصدوق «ره» في عيون الأخبار باسناده الى أبي الصّلت الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرّضا «عليه‌السلام» : يا بن رسول الله فما معنى الخبر الّذي رواه ، إنّ ثواب لا إله إلّا الله ، النظر الى وجه الله تعالى ، فقال «عليه‌السلام» : يا أبا الصّلت من وصف الله تعالى ، بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبيائه ورسله وحججه «عليهم‌السلام» ، هم الّذين بهم يتوجه الى الله عزوجل والى دينه ومعرفته ، وقال الله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ،) وقال : كلّ شيىء هالك إلّا وجهه (٢).

قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) (٣٩)

٦٤٢ ـ في بشارات الشيعة للصدوق «ره» باسناده الى ميسره في حديث قال له الرّضا «عليه‌السلام» : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ) (منكم) (إِنْسٌ وَلا جَانٌ)(٣).

قوله تعالى : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) (٤١)

٦٤٣ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : أخبرنا علي بن احمد قال : أخبرنا عبد الله بن موسى عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ ،) قال : الله يعرفهم ولكن انزلت في القآئم «عليه‌السلام» يعرفهم بسيماهم ،

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ١٠٤٥ وتفسير القمي ج ٢ / ٣٤٥.

(٢) العيون ج ١ ص ١١٥ ح ٣ وفضائل الشيعة ص ٤٠ ح ٤٣.

(٣) البرهان ص ١٠٧١.


فيخبطهم بالسّيف ، هو وأصحابه بالسيف خبطا (١).

قوله تعالى : («فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ) (٥٢) وقوله عزوجل : (مُدْهامَّتانِ) (٦٤) وقوله سبحانه : (فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ») (٦٦)

٦٤٤ ـ سعد السعود للسّيد بن طاووس «ره» نقلا عن تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده الى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» عن رسول الله «ص» في حديث يقول مخاطبا لمقداد بعد أن ذكر شيعة عليّ وكرامتهم عند الله : فلا يزال يا مقداد ومحبّي عليّ بن أبي طالب في العطايا والمواهب ، حتّى إنّ للمقصّرين من شيعة عليّ يتمنّى في امنيّته مثل جميع الدينا منذ خلقها الله الى يوم القيامة ، قال لهم تبارك وتعالى : لقد قصّر في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحقّ لكم ، فانظروا الى مواهب ربّكم ، فاذا قباب وقصور في أعلى علّيّين من ياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر يظهر نورها ، فلو لا إنّه مسخر إذن للمعت الأبصار منها ، فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالرباط الأصفر ، مبثوثة بالزّبرجد الأخضر ، والفضّة البيضاء ، والذهب الأحمر ، قواعدها وأركانها من الجواهر ، ينوّر من أبوابها وأعراضها ، ونور شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدّري في النهار المضيىء ، واذا على باب كلّ قصر من تلك القصور : (جَنَّتانِ مُدْهامَّتانِ فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ)(٢).

قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) (٧٠)

٦٤٥ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين

__________________

(١) غيبة النعماني : ص ٢٤٢ ح ٣٩.

(٢) نور الثقلين ج ٤ ص ١٩٧ وسعد السعود ص ١١٠ ـ ١١١ و ٧١ ـ ٧٤ والبحار : ٦٨ ص ٧٣ في حديث ١٣١.


قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الرجل للرجل : جزاك الله خيرا ، ما يعني ، فقال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ خيرا نهر في الجنّة ، مخرجه من الكوثر ، والكوثر مخرجه من ساق العرش ، عليه منازل الأوصياء ، وشيعتهم ، على حافتي النّهر جوارى نابتات ، كلّما قلعت واحدة نبتت اخرى ، سمّي بذلك النّهر ، وذلك قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ،) فاذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خيرا ، فانما يعني بذلك المنازل الّتي قد أعدّه الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه (١).

سورة الواقعة

قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (١١)

٦٤٦ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : أخبرنا علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الراضي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ،) قال : نطق الله بهذا يوم ذرء الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألف سنة ، فقلت : فسّر لي ذلك ، فقال : إنّ الله عزوجل لمّا أراد أن يخلق الخلق من طين رفع لهم نارا ، وقال لهم : أدخلوها فكان أوّل من دخلها محمّد وأمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة من الأئمّة إمام بعد إمام ، ثمّ اتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السّابقون (٢).

قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٧٦ والروضة ص ٢٣٠ ح ٢٩٨.

(٢) البرهان ص ١٠٧٦ والغيبة للنعماني ص ٢٤٢ ح ٣٩.


الْيَمِينِ) (٩١)

٦٤٧ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن ابراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن عمران عن عاصم بن حميد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ،) قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : هم شيعتنا ومحبّونا (١).

٦٤٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرّحمن بن الفضيل عن جعفر بن الحسين عن أبيه عن محمد بن زيد عن أبيه قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) (٨٩) ، فقال : هذا في أمير المؤمنين والأئمّة من بعده (٢).

٦٤٩ ـ محمد بن العباس أيضا عن الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل عن محمد بن عمران قال : قلت لأبي جعفر «عليه‌السلام» بقوله عزوجل : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ،) قال : ذلك منزلة عند الإمام ، قلت : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ،) قال : ذلك من وصف بهذا الأمر ، قلت : (إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ،) قال : الجاحدين للإمام (٣).

سورة الحديد

قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ ...) (١٠)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٢.

(٢) البرهان ص ١٠٨٢.

(٣) البرهان ص ١٠٨٣.


٦٥٠ ـ الشيخ «ره» في مجالسه روى بأسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن الحسن «عليه‌السلام» في خطبة خطبها عند صلح معاوية بمحضره ، قال «عليه‌السلام» فيها : فكان أبي سابق السابقين الى الله عزوجل والى رسوله «ص» وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً ،) فأبي كان أوّلهم إسلاما وإيمانا ، وأوّلهم الى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده وسعته نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ،) فالنّاس من جميع الأمم تستغفر له لسبقه إيّاهم الى الإيمان بنبيّه «ص» وذلك إنّه لم يسبقه الى الإيمان أحد ، وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ،) فهو سابق جميع السّابقين فكما أنّ الله عزوجل فضّل السّابقين على المتخلّفين والمتأخّرين ، فضّل سابق السّابقين على السابقين ، الى آخر الخطبة (١).

قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١١)

٦٥١ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن عبد العزيز بن المهتدي عن رجل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ،) قال : صلة الإمام في دولة الفسقة (٢).

قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ...) (١٢)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٤ وامالي الشيخ ج ٢ / ١٧٨.

(٢) روضة الكافي ص ٢٦١ ح ٣٠٢ ونحوه في الاصول ج ١ ص ح ٤ باب صلة الإمام.


٦٥٢ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم ، أئمّة المؤمنين يوم القيامة ، يسعى بين ايدي المؤمنين وبايمانهم ، حتّى ينزلوا منازل أهل الجنّة (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٥)

٦٥٣ ـ محمد بن العباس عن احمد بن حوزة عن ابراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد وعمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير ، قال : سئل رسول الله «ص» عن قول الله عزوجل : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) ، فقال : أنا السّور وعليّ الباب وليس يؤتى السّور إلّا من قبل الباب (٢).

قوله تعالى : (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (١٦)

٦٥٤ ـ النعماني قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا حميد بن زياد الكوفي قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال : حدّثنا احمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» قال سمعته

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٦ واصول الكافي ج ١ ص ١٩٥ ذيل حديث ٥.

(٢) البرهان ج ٢ ص ١٠٨٦ طبعة القديمة.


يقول : نزلت هذه الآية الّتي في سورة الحديد : (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) ، من أهل زمان الغيبة ، ثمّ قال : (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ، وقال : إنّ الامد ، امد الغيبة (١).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ، أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ...) (١٩)

٦٥٥ ـ الشيخ «ره» في التهذيب باسناده عن احمد بن محمد بن عيسى عن مردان عن أبي خضيرة عن من سمع علي بن الحسين «عليه‌السلام» يقول : وذكر الشهداء ، قال : فقال بعضنا في المبطون ، وقال بعضنا في الّذي يأكله السبع ، وقال بعضنا غير ذلك ممّا يذكر في الشهادة ، فقال أنسان : ما كنت أدري إنّ الشهيد إلّا من قتل في سبيل الله ، فقال علي بن الحسين «عليه‌السلام» : إنّ الشهداء إذا لقليل ، ثمّ قرء الآية : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ، أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ، ثمّ قال : هذه لنا وشيعتنا (٢).

٦٥٦ ـ في خطبة أمير المؤمنين : فانّ من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيدا (٣).

قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢١)

٦٥٧ ـ ابن شهر آشوب عن الباقر والصادق «عليهما‌السلام» في قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) من عباده وفي قوله : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٦ وكذا الغيبة للنعماني ص ٢٤ في المقدمة.

(٢) البرهان ص ١٠٨٧ والتهذيب ج ٦ / ١٦٧ ح ٣١٨.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٦.


عَلى بَعْضٍ) ، إنّهما نزلتا فيهم (١).

قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (٢٥)

٦٥٨ ـ سعد بن عبد الله باسناده الى أبي جعفر «عليه‌السلام» في حديث قال : سعد بن طريف ، قلت : يا أبا جعفر وما الميزان ، فقال «عليه‌السلام» : أنا وقد ازددت قوّة ونظرا ، يا سعد ، رسول الله «ص» الصخرة ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزوجل في الإمام : (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ...) (٢٨)

٦٥٩ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) ، قال : الحسن والحسين «عليهما‌السلام» ، (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ،) قال : إماما تأتمون به (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٠٩٠ والمناقب ٣ / ٩٩.

(٢) بصائر الدرجات ص ٣٣١ ح ١٣ والبرهان ص ١٠٩٢.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٠ ح ٨٦.



سورة المجادلة

قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ ...) (٧)

٦٦٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن الأسباط عن علي بن الحسين عن علي بن أبي بصير عن أبي عبد الله «ص» في قول الله عزوجل : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، قال : نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمّد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النّبوّة أبدا ، فأنزل الله فيهم هذه الآية (١).

__________________

(١) روضة الكافي ص ١٧٩ والسند في البرهان كما هنا في الروضة : عنه عن علي بن الحسين عن علي بن الأسباط ، وقد مرّ حديث في هذا المعنى في تفسير آية ٢٥ من سورة محمّد «ص».


قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ...) (٩)

٦٦١ ـ الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا يعقوب أبو سعيد الأبعدي قال : أخبرني السيد بن عيسى الهمداني عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري قال : كانت إمارة المنافقين بغض علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فبينا رسول الله «ص» كان في مجلسه الذي يعرف فيه فسارّ رجل رجلا وكان يرميان بالنفاق ، فعرف رسول الله ما أراداه ، فغضب غضبا شديدا حتّى التمع وجهه ، ثمّ قال : والّذي نفسي بيده لا يدخل عبد الجنّة حتّى يحبّني ، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّا هذا ، وأخذ بكفّ عليّ «عليه‌السلام» فأنزل الله عزوجل هذه الآية في شأنهما : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ،) الى آخر الآية (١).

قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ...) (١٠)

٦٦٢ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا أحمد بن ادريس عن محمد بن علي عن علي بن الحكم عن أبي بكر الحضرمي وبكر بن أبي بكر قال : حدّثنا سليمان بن خالد قال : سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ ،) قال : الثاني ، قوله : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ،) قال : فلان وفلان وابن فلان أمينهم حين أجتمعوا فدخلوا الكعبة ، فكتبوا بينهم كتابا إن مات محمّد ان لا يرجع الأمر فيهم أبدا (٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٩٥ ، واما لي الشيخ ٣١ ـ ٣٢ والبحار ٣٩ / ٢٧٠ عنه.

(٢) البرهان ص ١٠٩٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٧.


صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ) (١٢)

أقول : ما وفّق للعمل بهذه الآية إلّا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبعده نسخت هذه الآية.

٦٦٣ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال : حدّثنا الحسين بن سعيد قال : حدّثنا محمد بن مروان قال : حدّثنا عبيد بن جيش قال : حدّثنا صباح عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد ، قال : قال عليّ «عليه‌السلام» : انّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا أحد يعمل بها بعدي آية نجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فجعلته أقدم بين يدي كلّ نجوى أناجيها النّبيّ «ص» درهما ، قال : فنسختها : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ،) الى قوله : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(١).

٦٦٤ ـ وقال شرف الدّين في تأويل الآيات في تفسير هذه الآية ان محمد بن عباس «ره» ذكر في تفسيره هذا المنقول منه في آية المناجاة سبعين حديثا من طريق الخاصّة والعامّة ، تتضمّن ان المناجي للرسول الله «ص» هو أمير المؤمنين «ع» دون النّاس أجمعين (٢).

أقول : وكم له «عليه‌السلام» من الفضائل المخصوص به ، فإنّه ورد عن النبيّ «ص» انّ فضائله لا تحصى ، فصلّ اللهمّ عليه صلاة لا يحصى عددها.

قوله تعالى : («اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١٦) وقوله : (فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ ...) (١٨)

٦٦٥ ـ سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول :

__________________

(١) البرهان ص ١٠٩٩ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٧.

(٢) البرهان ص ١١٠٠.


إنّ الأمّة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة ثنتان وسبعون فرقة في النّار ، وفرقة في الجنّة وثلاثة عشر فرقة من الثلاثة وسبعين تنتحل مودّتنا أهل البيت ، واحدة في الجنّة ، واثنا عشر في النّار ، فأمّا الفرقة المهتديّة المؤملة ، المؤمنة ، المسلمة ، المرافقة ، المرشدة ، المؤمنة لي ، وهي المسلمة لأمري ، المطيعة المتولّية ، المتبرئة من عدوّي الحبتر ، المبغضة لعدوّي ، الّتي عرفت حقّي وإمامتي وفرض طاعتي من كتاب الله وسنّة نبيّه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولم ترتاب ولم تشكّ لما قد نوّر الله من حقّنا في قلوبها ، وعرفها من فضلنا والهمها وأخذها بنواصيها ، فأدخلها في شيعتنا ، حتّى اطمئنت وأستيقنت يقينا ، لا يخالطه شكّ ، أنّي أنا والأوصياء من بعدي الى يوم القيامة ، الّذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه في آية من القرآن كثيرة ، وطهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا حتّى نرد على رسول الله «ص» حوضه ، كما قال : قتلك الفرقة من الثلاثة والسبعين هي الناجية من النّار ، ومن جميع الفتن والضلالات والشبهات ، وهم من أهل الجنّة حقّا ، وهم سبعون ألف ، يدخلون الجنّة بغير حساب ، وجميع الفرق الأثنين والسبعين فرقة هم المؤمنون لغير الحقّ ، الناصرون لدين الشيطان ، الآخذون عن إبليس وأوليائه ، فهم أعداء الله تعالى وأعداء رسوله ، وأعداء المؤمنين ، يدخلون النّار بغير حساب ، وأنّه من الله ورسوله واشركوا بالله ورسوله ، وعبدوا غير الله من حيث لا يعلمون وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا ، يقولون يوم القيامة ، (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ)(١).

__________________

(١) البرهان ص ١١٠٠ وكتاب سليم ص ٩٦ ـ ٩٧ ، قدمر حديث عن روضة الكافي بهذا المعنى في تفسير الآية ٢١ من سورة الزمر.


قوله تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ ، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢٢)

٦٦٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» ، قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ،) قال : هو الإيمان ، قال : وسئلته عن قوله عزوجل : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ،) قال : هو الإيمان (١).

٦٦٧ ـ قال علي بن ابراهيم ، اولئك حزب الله ، يعني الأئمّة «عليهم‌السلام» أعوان الله (٢).

٦٦٨ ـ أبو نعيم قال : حدّثنا محمد بن حميد باسناده عن عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قال : حدّثني أبي عن جعفر عن علي «عليه‌السلام» أنّه قال : قال سلمان الفارسي : يا أبا الحسن ما اطّلعت على رسول الله «ص» إلّا وضرب بين كتفي وقال : يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ٢ ص ١٥ ح ١.

(٢) البرهان ج ٤ / ٣١٢.

(٣) البرهان ج ٤ / ٣١٢.



سورة الحشر

قوله تعالى : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ...) (٦)

٦٦٩ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين «عليه‌السلام» يقول : نحن والله الّذي عنى الله بذي القربى الّذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه «ص» فقال : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ،) منّا خاصّة ، ولم يجعل لنا سهما في الصدقة ، اكرم الله نبيّه واكرمنا ان يطعمنا اوساخ ما في ايدي النّاس (١).

أقول : حكم الفيىء قد ذكر في الفقه في كتاب الخمس.

قوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ...) (٧)

٦٧٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن أبي زاهر عن

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٥٣٩ ح ١.


علي بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي اسحق النحوي ، قال : دخلت على أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، فسمعته يقول : إنّ الله عزوجل ادبّ نبيّه على محبّته فقال : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ،) ثم فوض اليه فقال عزوجل : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ،) وقال عزوجل : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ،) قال : ثمّ قال : وإنّ نبيّ الله فوّض الى عليّ وأتمنه فسلمتم وجحد النّاس ، فو الله لحقّكم أن تقولوا : إذا قلنا ، وان تصمتوا اذا صمتنا ، ونحن في ما بينكم وبين الله عزوجل ما جعل الله لأحد خيرا في خلاف أمرنا (١).

قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ...) (٩)

٦٧١ ـ الشيخ في اماليه قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسن المغري قال : حدّثنا محمد بن سهل العطّار قال : حدّثنا احمد بن عمر الدهقان قال : حدّثنا محمد بن كثير مولى عمر بن عبد العزيز قال : حدّثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة قال : جاء رجل الى النّبي «ص» فشكى اليه الجوع ، فبعث رسول الله «ص» الى بيوت ازواجه فقلن ما عندنا إلّا الماء ، فقال رسول الله «ص» : من لهذا الرجل الليلة ، فقال عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» : أنا له يا رسول الله «ص» فأتى فاطمة «عليها‌السلام» ، فقال لها : ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت : ما عندنا إلّا قوت الصبية ، لكن نؤثر ضيغنا ، فقال علي «عليه‌السلام» : يا بنت محمّد نوّمي الصبية ، وأطفىء المصباح ، فلمّا أصبح عليّ «عليه‌السلام» غد على رسول الله «ص» ، فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتّى أنزل الله عزوجل : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٢).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٦٥ ح ١.

(٢) البرهان ص ١١٠٥ وامالي الشيخ ١١٦.


قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) (٢٠)

٦٧٢ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة قال : حدّثنا اسماعيل بن علي بن زيد أخي دعبل بن علي الخزاعي عن أبيه قال : حدّثنا الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرّضا «عليه‌السلام» قال : حدّثني أبي عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب قال : أن رسول الله «ص» تلى هذه الآية : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ ،) فقال : أصحاب الجنّة من أطاعني وسلّم لعليّ بن أبي طالب بعدي ، وأقرّ بولايته ، وأصحاب النّار ، قال : من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي (١).

٦٧٣ ـ موفّق بن احمد في كتاب المناقب باسناده روى عن أبي الزبير عن جابر قال : كنّا عند النّبي «ص» فأقبل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فقال رسول الله «ص» : قد آتاكم أخي ، ثمّ التفت الى الكعبة ، فضربها بيده وقال : والّذي بنفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١١٠٦ وعيون الأخبار : ١ / ٢٨٠ ح ٢٢.

(٢) البرهان ص ١١٠٧.



سورة الممتحنة

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (١٣)

٦٧٤ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن ابراهيم بن محمد الثقفي قال : سمعت محمد بن صالح عن مسعود قال : حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن من سمع عليّا «عليه‌السلام» يقول : العجب ، العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، ما هذا العجب الّذي لا تزال تعجب منه ، فقال : ثكلتك امك : وأيّ العجب أعجب من أموات يضربون كلّ عدوّ لله ولرسوله ، ولأهل بيته ، وذلك تأويل هذه الآية ، وتلى هذه الآية ، ثمّ قال : فإذا اشتد القتل ، قلتم مات وهلك وأيّ واد سلك ، وذلك تأويل هذه الآية : (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(١).

__________________

(١) البرهان ص ١١١١.


سورة الصّف

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٤)

٦٧٥ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا عامر بن عبيد ومحمد بن القسم قالا جميعا : حدّثنا الحسين بن الحكم عن حسن بن حسين عن حيان بن علي الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ،) قال : نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحرث وسهل بن حنيف والحارث بن أبي دجانة الأنصاري (١).

قوله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٩)

٦٧٦ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي قال : سئلت عن قول الله : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ ،) قال : يريدون ليطفؤا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم ، فقلت : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ،) قال : والله متمّ الإمامة ، لقوله عزوجل : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) والنور الذي أنزلناه فالنّور هو الإمام ، قلت : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ،) قال : الّذي أمر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هي دين الحق ، قلت : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ،) قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القآئم «عليه‌السلام» ، قال : يقول الله : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ،) ولاية القآئم (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ،) بولاية عليّ ، قلت هذا

__________________

(١) البرهان ص ١١١٢.


تنزيل ، قال : نعم ، أمّا هذا الحرف تنزيل وأمّا غيره فتأويل (١).

٦٧٧ ـ محمد بن العباس بأسناده عن ابن عباس في قوله عزوجل : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ،) قال : لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملّة إلّا صار إلى الإسلام ، حتّى تأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد ، والإنسان والحيّة ، حتّى لا تقرض فارة جرابا ، وحتّى توضع الجزية ويكسر الصّليب ، ويقتل الخنزير وهو قوله تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وذلك يكون عند قيام القآئم «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (١٠)

٦٧٨ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي «ره» عن رجالة بأسناد متّصل الى النوفلي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين : أنا التجارة المربحة المنجيّة من العذاب الأليم ، الّتي دلّ عليها في كتاب الله فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)(٣).

٦٧٩ ـ الشيخ أبي جعفر الطوسي عن عبد الواحد بن عبد حقّ عن محمد بن الجويني قال : قرأت على علي بن احمد الواحدي حديثا مرفوعا الى النّبي «ص» انّه قال : لمبارزة عليّ «عليه‌السلام» لعمرو بن عبدودّ أفضل من عمل أمّتي الى يوم القيامة ، وهي التجارة المربحة من العذاب الأليم ، يقول الله تعالى : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ ح ٩١.

(٢) البرهان ص ١١١٣.

(٣) البرهان ص ١١١٣ والبحار ٢٤ / ٣٣٠ و ٣٦ / ١٦٥.


تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ،) الى قوله : (ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(١).

سورة الجمعة

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢)

٦٨٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن القسم بن عبيد بن كثير عن حسين بن نصر بن مزاحم عن أبيه عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس عن عليّ «عليه‌السلام» قال : نحن الّذين بعث الله فينا رسولا يتلوا علينا آياته ويزكّينا ويعلمنا الكتاب والحكمة (٢).

قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٤)

٦٨١ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن علي المصور النخعي عن من رواه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إنّ الملائكة الّذين في السّماء الدنيا ليطلعون الى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمّد «عليهم‌السلام» ، فيقولون : أما ترون هؤلاء في قلّتهم وكثرة عدوّهم يصفون فضل آل محمّد ، فتقول الطائفة الاخرى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ ...) (٩)

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) البرهان ص ١١١٥.

(٣) اصول الكافي ج ٢ ص ١٧٨ ح ٤ والروضة ص ٣٣٤.


٦٨٢ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن عباس بن معروف عن ابن أبي نجران عن عبد الله بن سنان عن ابن أبي يعفور عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قال له رجل : كيف سمّيت الجمعة ، جمعة؟ قال (عليه‌السلام) : إنّ الله عزوجل جمع فيها خلقه لولاية محمّد ووصيّه في الميثاق فسمّاه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه (١).

سورة المنافقين

قوله تعالى : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) (١)

٦٨٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي في حديث قال : قلت : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ،) قال : إنّ الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتّبع رسوله في ولاية وصيّه ، منافقين ، وجعل من جحد وصيّه إمامته كمن جحد محمّدا «ص» ، وأنزل بذلك قرآنا ، فقال : يا محمّد ، (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) بولاية وصيّك (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ) بولاية عليّ (لَكاذِبُونَ ، اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ،) والسّبيل هو الوصّي ، (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ،) ذلك بأنّهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيّك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ، قلت : ما معنى لا يفقهون؟ قال : يقول لا يعقلون بنبّوتك قلت : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ ،) قال : واذا قيل لهم ارجعوا الى ولاية عليّ يستغفر لكم

__________________

(١) البرهان ص ١١١٦ والكافي الفروع ج ٣ ص ٤١٥.


النّبي من ذنوبكم ، لوّوّا رؤسهم ، قال الله : ورأيتهم يصدّون عن ولاية عليّ وهم مستكبرون عليه ، ثمّ عطف القول من الله بمعرفته بهم ، فقال : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ،) يقول : الظّالمين لوصيّك (١).

سورة التغابن

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٢)

٦٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن إبن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ،) فقال : عرف الله عزوجل ايمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم ميثاق وهم ذرّ في صلب آدم ، وسئلته عن قوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ،) فقال : أما والله ما هلك من كان قبلكم وما هلك من هلك حتّى يقوم قآئمنا إلّا في ترك ولايتنا ، وجحود حقّنا ، وما خرج رسول الله «ص» من الدّنيا حتّى الزم رقاب هذه الأمّة حقّنا ، (وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٢)) (٣).

قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ...) (٦)

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣ ح ٩١.

(٢) البقرة / آية ٢١٣.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦ ح ٧٤.


٦٨٥ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا احمد بن ادريس قال : حدّثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن بزيع عن علي بن سويد الشيباني قال : سألت العبد الصالح ، عن قول الله عزوجل : (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ،) قال : البيّنات هم الأئمّة «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٨)

٦٨٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس قال : حدّثنا صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب عن أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ،) فقال : يا أبا خالد ، النّور والله الأئمّة من آل محمّد «ص» إلى يوم القيامة ، وهم والله نور الله الذي أنزل ، وهم والله نور الله في السّموات وفي الأرض ، والله يا أبا خالد ، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنّهار ، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله عزوجل نورهم عن من يشاء ، فتظلم قلوبهم ، والله يا أبا خالد ، لا يحبّنا عبد ويتولا حتّى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتّى يسلّم لنا ويكون سلما لنا ، فاذا كان سلما لنا سلّمه الله من شديد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر (٢).

قوله تعالى : «قل (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ») (١٢)

٦٨٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن

__________________

(١) البرهان ص ١١٢٠ وتفسير القمي ٢ / ٣٧٢.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٤ ح ١.


محبوب عن الحسين بن نعيم الصحّاف عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن قوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ،) فقال : أما والله ما هلك من كان من قبلكم وما يهلك من يهلك حتّى يقوم قآئمنا «عليه‌السلام» إلّا في ترك ولايتنا (الى آخر الحديث وقد مرّ في تفسير الآية الثانية من هذه السورة) (١).

سورة الطّلاق

قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (٣)

٦٨٨ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن الحسين عن محمد الكنّاسي قال : حدّثنا من رفعه الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزّ ذكره : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ،) قال : هؤلاء قوم من شيعتنا ، ضعفاء ليس عندهم ما يتحمّلون إلينا ، فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتّى يدخلوا علينا فيستمعون حديثنا فينقلوه إليهم فيعيه هؤلاء ويضيعوها هؤلاء ، فاؤلئك الّذين يجعل الله عزّ ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون (٢).

قوله تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً* رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ...) (١١)

٦٨٩ ـ الشيخ الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦.

(٢) روضة الكافي ص ١٧٨ ح ٢٠١.


وجعفر بن محمد بن مسرور ، قالا : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا «عليه‌السلام» قال : في حديث مع مأمون ، قال «عليه‌السلام» : الذّكر رسول الله «ص» ونحن أهله وذلك بيّن في كتابه حيث يقول في سورة الطّلاق : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ،) قال : فالذّكر رسول الله «ص» ونحن أهله (١).

سورة التحريم

قوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (٣)

٦٩٠ ـ الشيخ في اماليه باسناده عن أبن عباس قال : وجدت حفصة رسول الله مع أمّ إبراهيم في يوم عائشة ، فقالت : لأخبرنّها ، فقال رسول الله «ص» : اكتمي ذلك وهي عليه حرام ، فأخبرت حفصة ، عائشة بذلك ، فأعلم الله نبيّه فعرفت حفصة أنّها أفشت سرّه ، فقالت له : من أنبأك هذا ، قال : نبّأني العليم الخبير ، فالى رسول الله من نسائه شهرا ، فأنزل الله عزّ إسمه : إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما ، قال ابن عباس : فسألت عمر بن الخطّاب من اللتان تظاهرتا على رسول الله «ص» ، فقال له : حفصة وعائشة (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ

__________________

(١) البرهان ص ١٢٢٦ وعيون أخبار الرضا «ع» : ١٣٢.

(٢) البرهان ص ١١٢٧ واما لي الشيخ ١ / ١٥٠.


الْمُؤْمِنِينَ ...) (٤)

٦٩١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ،) قال صالح المؤمنين عليّ «عليه‌السلام» (١).

٦٩٢ ـ محمد بن عباس قال : حدّثنا جعفر بن محمد الحسيني عن عيسى بن مهران عن محلول بن ابراهيم عن عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع قال : لمّا كان اليوم الّذي توفّى فيه رسول الله «ص» غشى عليه ، ثمّ أفاق وأنا أبكي ، وأقبّل يده وأقول : من لي ولولدي بعدك يا رسول الله «ص» ، قال : لك الله بعدي ووصيّ صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) (٢).

أقول : اورد محمد بن العباس إثنين وخمسين حديثا من طريق الخاصّة والعامّة في أن عليّا «عليه‌السلام» صالح المؤمنين.

٦٩٣ ـ الواحدي والشهروزي في مختصر وسيطه قال : روى ابن عباس قال : أردت أن أسئل عمر بن الخطّاب فمكثت سنتين فلمّا كنّا بمنزل الظهران ، وذهب ليقضي حاجته ، فجاء وقد قضى حاجته فذهبت أصبّ عليه الماء ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، من المرئتان اللّتان تظاهرتا على رسول الله «ص» ، قال : عائشة وحفصة (٣).

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٧٧.

(٢) البرهان ص ١١٢٨.

(٣) نفس المصدر السابق.


قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ...) (٨)

٦٩٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن حسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ عن عبد الله بن قاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ،) ائمّة المؤمنين يوم القيامة ، تسعى بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم ، حتّى ينزلوهم منازل أهل الجنّة (١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ...) (٩)

٦٩٥ ـ الشيخ في اماليه باسناده الى ابن عباس قال : لمّا نزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ،) قال النبيّ «ص» : لأجاهدنّ العمالقة ، يعني الكفّار والمنافقين ، وآتاه جبرئيل قال : أنت أو عليّ (٢).

قوله تعالى : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) (١٢)

٦٩٦ ـ شرف الدين في تأويل الآيات روى عن محمد بن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها ،) مثلا ضرب الله لفاطمة «عليها‌السلام» ، وقال : انّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريّتها على النّار (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١١٣٠ واصول الكافي ج ١ ص ١٩٥ ح ٥.

(٢) البرهان ص ١١٣١ وامالي الشيخ ٢ / ١١٦.

(٣) البرهان ٢ / ١١٣١.


سورة الملك

قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٢٢)

٦٩٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ،) قال : انّ الله ضرب مثلا من حادّ عن ولاية علي «عليه‌السلام» كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لامره وجعل من تبعه سويّا على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين (١).

قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (٢٧)

٦٩٨ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن اسماعيل بن سهل عن القسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ،) قال : هذه نزلت في أمير المؤمنين وأصحابه ، الّذين عملوا ما عملوا يرون عمل أمير المؤمنين في أغبط الأماكن ، فيسؤوا وجوههم ويقال لهم هذا الّذي كنتم تدّعون ، الّذي انتحلم اسمه (٢) ، أي سميتم أنفسكم بأمير المؤمنين.

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٣ ح ٩١.

(٢) اصول الكافي ص ٤٢٥ ح ٦٨.


قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢٩)

٦٩٩ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن علي بن الاسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ،) يا معشر المكذّبين حيث أنبأتكم رسالة ربّي في ولاية عليّ «عليه‌السلام» والأئمّة من بعده ، (مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(١).

قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (٣٠)

٧٠٠ ـ محمد بن العباس عن احمد بن القاسم عن احمد بن محمد بن يسار عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي عبد الله «ع» في قوله عزوجل : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ،) قال : ان غاب إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد (٢).

سورة القلم

قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٤)

٧٠١ ـ الشيخ ورّام روى إنّ رسول الله «ص» كان يمشي ومعه بعض أصحابه فادركه اعرابي فجذبه جذبا شديدا ، وكان عليه بردا نجراني غليظ الحاشية ، وأثرت الحاشية في عنقه «ص» فضخك ثمّ أمر بعطائه ، ولمّا أكثرت قريش اذاه وضربوه ، قال : أللهمّ أعفر لقومي فإنّهم لا يعلمون ، فلذلك قال الله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢١ ح ٤٥.

(٢) البرهان ص ١١٣٧.

(٣) البرهان ص ١١٣٩ ومجموعة ورّام ج ١ / ٩٩.


قوله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (٦)

٧٠٢ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن ابي عباس المكّي قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : انّ عمر لقي عليّا «عليه‌السلام» ، فقال له : أنت الّذي تقرأ هذه الآية (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ،) تعرّضا بي وبصاحبي ، قال : أفلا أخبرك بآية نزلت في بني اميّة : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ،) فقال : كذبت بنو اميّة اوصل منكم للرحم ولكنك أبيت إلّا عداوة لبني تميم وبني عدّي وبني أميّة (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) (٤٢)

٧٠٣ ـ قال علي بن ابراهيم قال : يكشف عن الأمور الّتي خفيت وما غضبوا آل محمّد حقّهم ، ويدعون الى السجود ، قال : يكشف لأمير المؤمنين «ع» فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر ، يعني قرونه فلا يستطيعون أن يسجدوا ، وهي عقوبة لانّهم لم يطيعوا الله في الدنيا امره ، قال : وقوله : (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ،) قال : قال : الى ولاية في الدنيا وهم يستطيعون (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) (٥١)

٧٠٤ ـ الشيخ «ره» في التهذيب باسناده عن محمد بن احمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحجّال عن عبد الله بن بشير عن حسّان الجمّال ، قال : حملت أبا عبد الله «عليه‌السلام» من المدينة الى مكّة ، فلمّا انتهينا الى مسجد الغدير في مسيرة الجبل ، فقال : ذلك موضع قدم رسول الله «ص» قال : من كنت مولاه فهذا عليّ

__________________

(١) الروضة ص ١٣٦ ح ٧٦.

(٢) البرهان ص ١١٤١.


مولاه ، أللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثمّ نظر في الجانب الآخر قال : ذلك موضع فسطاط أبي فلان ، وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح ، فلمّا رأوه رافعا يده ، قال بعضهم : انظروا الى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون ، فنزل جبرئيل بهذه الآية : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ،) ثمّ قال : يا حسّان لو لا إنّك جمّالي ما حدّثتك بهذا الحديث (١).

سورة الحاقّة

قوله تعالى : (جاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) (٩)

٧٠٥ ـ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات عن محمد البرقي عن سيف بن عميرة عن أخيه عن منصور بن حازم عن حمران ، قال : سمعت أبا جعفر «ع» يقرأ : (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ ،) قال : وجاء يعني الثالث ومن قبله الأوّلين ، والخاطئة يعني عائشة ، وقوله : والمؤتفكات أهل البصرة ، فقال : جاء في كلام أمير المؤمنين لأهل البصرة : يا أهل المؤتفكة ، ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله تمام الرابعة ، ومعنى ائتفكت بأهلها ، أي خسفت بهم (٢).

قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (١٢)

٧٠٦ ـ سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى بن الخشّاب عن علي بن

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٢ والتهذيب ج ٣ / ٢٦٣ ح ٦٦ ، والكافي الفروع ج ٤ ص ٦٦ باب مسجد الغدير ح ٢ والفقيه ج ١ ص ١٤٨.

(٢) البرهان ص ١١٤٢.


الحسّان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ،) قال : وعت اذن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ما كان وما يكون (١).

٧٠٧ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن يحيى بن سالم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا نزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ،) قال رسول الله «ص» أذنك يا عليّ (٢).

٧٠٨ ـ كتاب الياقوت عن أبي عمرو وغلام ثعلب والكشف والبيان عن الثعلبي قال : عبد الله بن الحسن ، وفي الكتاب الكلبي واللفظ له الميمون بن مهران عن ابن عباس عن النّبيّ «ص» : لمّا نزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ،) قلت : أللهمّ إجعلها أذن عليّ ، فما سمع شيئا بعدها إلّا حفظه (٣).

قوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) (١٧)

٧٠٩ ـ قال الشيخ الصدوق «ره» في كتاب اعتقاداته : أمّا العرش الّذي هو العلم ، فحملته أربعة ، من الأوّلين وأربعة من الآخرين ، فأمّا الأربعة من الأوّلين ، فنوح وابراهيم وموسى وعيسى ، وأمّا الأربعة من الآخرين ، محمّد «ص» وعليّ والحسن والحسين «صلوات الله عليهم أجمعين» ، هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمّة «عليهم‌السلام» (٤).

قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١٩)

٧١٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن عبد الله

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٣ ، البصائر ص ٥٣٧ ح ٤٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٣ ح ٥٧.

(٣) البرهان ص ١١٤٣ وراجع سعد السعود : ١٠٨.

(٤) اعتقادات الصدوق ص ٧٥.


بن المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) الى آخر الآية ، فنزلت في علي وجرت في أهل الإيمان (١).

٧١١ ـ ابن مردويه روى عن رجاله عن ابن عباس في قوله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) ، الى قوله : (الْخالِيَةِ ،) هو علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) (٣٢)

٧١٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : كان معاوية صاحب السلسلة التي قال الله عزوجل : (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ،) وكان فرعون هذه الأمة (٣).

قوله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (٤٠)

٧١٣ ـ محمد بن يعقوب باسناداه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ،) قال : يعني جبرئيل عن الله في ولا ية علي «عليه‌السلام» قلت : (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ،) قال : قالوا : إن محمدا كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآنا ، فقال : إن ولايته (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ، ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ،) ثم عطف القول : إن ولا ية علي لتذكرة للمتقين ، للعالمين ، (وَإِنَّا

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٤.

(٢) نفس المصدر السابق.

(٣) فروع الكافي ج ٤ ص ٢٤٣.


لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ، إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ،) وان ولا ية علي لحق اليقين ، فسبح يا محمد باسم ربك العظيم ، يقول : أشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل (١).

سورة المعارج

قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (١)

٧١٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) (بولاية علي) (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ،) ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

٧١٥ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال : بينا رسول الله «ص» ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فقال رسول الله «ص» : لو لا أن يقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ، ويلتمسون البركة ، قال : فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضى أن يضرب لإبن عمه مثلا إلا عيسى ابن مريم ، فأنزل الله على نبيه «ص» : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٥ ـ ١١٤٦ ، الكافي الاصول ج ١ ص ٤٣٣ ح ٩١ ، سند الحديث في البرهان غير الذي في الكافي.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٢ ح ٤٧.


يَصِدُّونَ ، وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ ،) يعني من بني هاشم ، (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ،) فغضب الحارث بن عمرو الفهري ، فقال : أللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل ، (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ، وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ، وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ،) ثم قال : يا أبا عمرو إما تبت وإما رحلت ، فقال : يا محمد ، إن تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ، فقال له النبي «ص» : ليس ذلك إلى ، ذلك الى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد ، قلبي ما يتابعني على التوبة ، ولكن أرحل عنك ، فدعا براحلته فركبها ، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته ، ثم أتى الوحي إلى النبي «ص» فقال : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) (بولاية علي) (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ،) قال : قلت : جعلت فداك ، إنا لا نقرء هكذا ، فقال : هكذا أنزل الله بها جبرئيل على محمد «ص» ، وهكذا والله مثبت في مصحف فاطمة «عليها‌السلام» ، فقال رسول الله «ص» لمن حوله من المنافقين : إنطلقوا الى صاحبكم فقد أتاه بما أستفتح به ، قال الله عزوجل : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)(١).

أقول : قد مر هذا الحديث في تفسير الآية (٥٧) من سورة زخرف.

٧١٦ ـ الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدثني محمد بن سهل قال : حدثني زيد بن اسماعيل مولى الأنصاري ، حدثني محمد بن أيوب الواسطي عن سفيان بن عينية عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» عن أبيه عن

__________________

(١) روضة الكافي ص ٥٧ ـ ٥٨ ح ١٨.


علي «ع» قال : لما نصب رسول الله «ص» عليا يوم غدير خم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، طار ذلك في البلاد ، فقدم على رسول الله ، النعمان بن الحرث الفهري ، فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحج والزكاة والصوم ، فقبلناها منك ، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فهذا مولاه ، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ قال : الله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله ، قال : فولى النعمان وهو يقول : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ، أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ،) فرماه الله بحجر على رأسه فقتله ، فأنزل الله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ) الى آخر الآيتين (١).

أقول : لا منافات بين طلب الحارث بن عمرو الفهري العذاب عنادا وغضبا لتشبيه رسول الله ، عليا بعيسى ابن مريم ونزول العذاب عليه وبين طلب النعمان بن الحارث الفهري العذاب لنفسه لتعيين رسول الله ، عليا بالخلافة في الغدير ونزول العذاب عليه ، فهما ومن كان مثلهما خسرا الدنيا والآخرة ، أللهم إنا نعوذ بك من عناد الحق.

قوله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) (٢٣)

٧١٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ،) قال : اولئك والله أصحاب الخمسين من شيعتنا ، قال : قلت : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ ،) قال : اولئك أصحاب الجنة من شيعتنا ، قال : قلت : وأصحاب اليمين ، قال : هم والله من شيعتنا (٢).

__________________

(١) شواهد التنزيل ج ٢ ص ٢٨٦.

(٢) البرهان ص ١١٤٨ ومجمع البيان ج ١٠ / ٥٧.


قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) (٢٦)

٧١٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ،) قال : بخروج القائم «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ) (٤٠)

٧١٩ ـ شرف الدين في تأويل الآيات عن محمد بن خالد البرقي باسناداه يرفعه عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ،) قال : المشارق الأنبياء ، والمغارب الأوصياء «صلوات الله عليهم» (٢).

سورة نوح

قوله تعالى : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ...) (٢٨)

٧٢٠ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ،) انما يعني الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء ، وقوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) يعني الأئمة وولايتهم من

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٨٧ ح ٤٣٢ والبرهان ص ١١٤٩.

(٢) البرهان ص ١١٥٠.


دخل فيها دخل في بيت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

سورة الجن

قوله تعالى : (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ ...) (١٣)

٧٢١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت ، قوله : (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ ،) قال : الهدى الولاية ، آمنا بموالاتنا فمن آمن بولاية هؤلاء فلا يخاف بخسا ولا رهقا ، قلت : تنزيل ، قال : لا تأويل ، قلت : قوله : (لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ،) قال : إن رسول الله «ص» دعا الناس الى ولا ية علي فاجتمعت اليه قريش ، فقالوا : يا محمد ، إعفنا من هذا ، فقال لهم رسول الله «ص» : هذا إلى الله ليس إلي ، فاتهموه ، وخرجوا من عنده ، فأنزل الله : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ، قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ، إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ ،) في علي ، قلت : هذا تنزيل ، قال : نعم ، ثم قال توكيدا ، (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ،) في علي ، (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها ،) قلت : (إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً ،) يعني بذلك القائم وأنصاره (٢).

قوله تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (١٦)

٧٢٢ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عن من ذكره عن

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٣ ح ٥٤.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤ في حديث ٩١.


أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ،) يقول : لأشربنا قلوبهم الايمان ، والطريقة هي ولا ية علي بن أبي طالب والأوصياء «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ...) الى قوله : (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (٢٨)

٧٢٣ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا جعفر بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عمرو عن عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيه «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ، وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ،) معاوية وأصحابه ، وان لو استقاموا على الطريقة الولاية لعلي «عليه‌السلام» لنفتنهم فيه ، قتل الحسين «عليه‌السلام» ، (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً ، وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ،) أي الأخذ من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم إماما ، (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ ،) يعني رسول الله «ص» الى ولا ية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، كادت قريش يكونون عليه لبدا ، أي يعاونون عليه ، (قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي ،) قال : (إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ،) إن توليتم عن ولا ية علي ضرا ولا رشدا ، (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ،) يعني مأوى ، (إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ) أبلغكم ما أمرني الله به من ولا ية علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) في ولا ية علي (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ،) قال النبي «ص» : يا علي ، أنت قسيم النار ، تقول هذا لي وهذا لك ، قالوا : فمتى يكون ما تعدنا به من أمر علي والنار ، فأنزل الله : (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) (يعني الموت والقيامة) (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً ،) يعني

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٩ ح ٣٩.


فلان وفلان ومعاوية وعمر بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش ، من أضعف ناصرا وأقل عددا ، قالوا : فمتى يكون ذلك ، قال الله لمحمد «ص» : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً ،) قال : أجلا ، (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ، إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ،) يعني عليا المرتضى من الرسول وهو منه ، قال الله : (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ،) قال : في قلبه العلم ، ومن خلقه الرصد ، يعلمه علمه ، يزقه العلم زقا ، ويعلمه الله العلم الهاما ، والرصد ، التعليم من النبي «ص» ليعلم النبي أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لدى الرسول من الرسول العلم ، وأحصى كل شيء عددا ، ما كان أو يكون منذ يوم خلق الله آدم الى أن تقوم الساعة ، من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى ، أو يهلك فيما بقي ، وكم إمام جائر أو عادل يعرف باسمه ونسيه من يموت موتا او يقتل قتلا ، وكم من امام مخذول لا يضره خذلان من خذله ، وكم من امام منصور لا ينفعه نصر من نصره (١).

سورة المزمل

قوله تعالى : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (١٠)

٧٢٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت له : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ،) قال : يقولون فيك ، (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ،) وذرني

__________________

(١) البرهان ص ١١٥٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٨٩ ـ ٣٩٠.


والمكذبين «بوصيك» واولي النعمة ومهلهم قليلا ، قلت : إن هذا تنزيل ، قال : نعم (١).

سورة المدثر

قوله تعالى : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (١٠)

٧٢٥ ـ محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن علي عن عبد الله بن القسم عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ،) قال : إن منا إماما مظفرا مستترا ، فاذا أراد الله عزوجل : إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر ، فقام بأمر الله تعالى (٢).

قوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) (١١)

٧٢٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا يحيى بن ذكريا عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في منزله : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ،) قال : الوحيد ولد الزّنا ، وهو زفر ، وجعلت له مالا ممدودا الى مدّة ، وبنين شهودا ، قال : أصحابه الذين شهدوا بأن رسول الله «ص» لا يورث ، ومهّدوا له تمهيدا ، ملكه الّذي ملّكه مهدّه له ، ثمّ يطمع ان أزيد ، كلّا إنّه كان لآياتنا عنيدا ، قال : لولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» جاحدا عاندا لرسول الله «ص» سارهقه صعودا ، إنّه فكرّ وقدّر ، فيما أمر من الولاية ، وقدّر ، فيما أمر من الولاية ، وقدّر إن مضى رسول الله «ص» لا يسلم لأمير المؤمنين «عليه‌السلام» بالبيعة ، الّتي بايعه بها

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٤ في حديث ٩١.

(٢) البرهان ص ١١٥٧ واصول الكافي ج ١ ص ٣٤٣ ح ٣٠.


على عهد رسول الله «ص» ، فقتل كيف قدّر ، قال : عذاب بعد عذاب ، يعذبه القآئم «عليه‌السلام» ثمّ نظر الى رسول الله «ص» وأمير المؤمنين فعبس ز وبصر بما أمر به ، ثمّ أدبر واستكبر ، وقال : إن هذا إلّا سحر يؤثر ، قال : إنّ زفر ، قال : إنّ النبيّ سحر النّاس ، لعليّ ، إن هذا إلّا قول البشر ، أي ليس يوحي من الله عزوجل ، سأصليه سقر ، الى آخر الآية فيه نزلت (١).

قوله تعالى : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيراً لِلْبَشَرِ) (٣٥)

٧٢٧ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «ع» في قوله : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ ، نَذِيراً لِلْبَشَرِ ،) قال : يعني فاطمة «عليها‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) (٣٩)

٧٢٨ ـ احمد بن محمد بن خالد البرقي في عن أبي يوسف ، يعقوب بن يزيد عن نوح المضروب عن أبي شيبة عن علي العابد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) ، قال : هم شيعتنا أهل البيت (٣).

٧٢٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن محمد بن النوفلي عن محمد بن عبد الله عن الحسن بن علي بن محبوب عن ابن الزكريا الموصلي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه عن النبيّ «ص» قال لعليّ «عليه‌السلام» : يا عليّ قوله عزوجل : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ ، فِي جَنَّاتٍ

__________________

(١) البرهان ص ١١٥٨ وتفسير القمي ٢ / ٣٩٥.

(٢) البرهان ص ١١٥٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٦.

(٣) البرهان ص ١١٥٩.


يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ، ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ،) فالمجرمون هم المنكرون لولايتك ، (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ ،) فيقول لهم أصحاب اليمين : ليس من هذا اوتيتم ، فمن الّذي سلككم في سقر يا أشقياء ، قالوا (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ ،) فقالوا لهم : هذا الّذي سلككم في السقر ، يا أشقياء يوم الدّين يوم الميثاق ، حيث جحدوا وكذّبوا بولايتك وعتوا عليك واستكبروا (١).

سورة القيامة

قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٢٣)

٧٣٠ ـ الشيخ الصدوق «ره» في حديث باسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الرّضا «عليه‌السلام» فيه : فقلت له : يا بن رسول الله «ص» ، فما معنى الخبر الذي رووه : انّ ثواب لا إله إلّا الله ، النظر الى وجه الله تعالى ، فقال : يا أبا الصلت من وصف الله بوصف كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبيائه ورسله ، وحججه ، هم الّذين بهم يتوجّه الى الله عزوجل والى دينه ومعرفته ، وقد قال الله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ،) وقال عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ،) فالنظر الى وجه أنبياء الله ورسله وحججه في درجاتهم له ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبيّ «ص» : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، وقال «ص» إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني ، يا أبا الصلت إنّ الله تعالى لا يوصف

__________________

(١) البرهان ص ١١٥٩.


بمكان ولا تدركه الأبصار والأوهام (١).

قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٣٢)

٧٣١ ـ قال علي بن ابراهيم انّه كان سبب نزولها انّ رسول الله «ص» دعا الى بيعة عليّ يوم غدير خم ، فلمّا بلّغ النّاس وأخبرهم في عليّ ما أراد الله أن يخبرهم به ، وجمع النّاس ، فاتّكى معاوية على المغيرة بن شعبة وأبي موسى الاشعري ، ثمّ أقبل يتمطّى نحو أهله ، ويقول : والله لا نقرّ لعليّ بولايته أبدا ، ولا نصدّق محمّدا مقالته فيه ، فأنزل الله جلّ ذكره : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ، وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ، أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٢).

سورة الدّهر أو الإنسان

قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (٨) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) (٩)

٧٣٢ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن عبد الله بن ميمون القدّاح عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : كان عند فاطمة شعير فجعلوها عصيدة ، فلمّا أن طبخوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال : رحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام عليّ «عليه‌السلام» فأعطاه ثلثها ، فلم يلبث أن جاء يتيم ، فقال اليتيم :

__________________

(١) البرهان ص ١١٦١ وتوحيد الصدوق ١١٧ ـ ١١٨ ح ٢١.

(٢) البرهان ص ١١٦٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٧.


يرحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام علي «عليه‌السلام» وأعطاه الثلث الثّاني ، ثمّ جاء أسير ، فقال الأسير : رحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام عليّ «عليه‌السلام» وأعطاه الثلث الباقي ، وما ذاقوها ، فأنزل الله هذه الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ،) الى قوله : (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ،) في أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وهي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك بنشاط فيه (١).

أقول : وقد روى هذه القصّة الشيخ الصدوق مفصّلا ، وقد رواه الخاص والعام ومعلوم عندهم بأنّ هذه الآيات نزلت في عليّ وأهل بيته «عليهم‌السلام» ، وقد ذكر صاحب البرهان عن الشيخ المفيد ومحمد بن خالد البرقي ومحمد بن العباس هذه القصّة.

قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) (٢٣)

٧٣٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ،) قال : بولاية عليّ تنزيلا ، قلت : هذا تنزيل ، قال : لا تأويل ، وقال : قلت : (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ ،) قال : الولاية ، قلت : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ،) قال : في ولايتنا (٢).

قوله تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) (٣٠)

٧٣٤ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن السيّاري قال : حدّثنا غير واحد من أصحابنا عن أبي الحسن الثالث قال : إنّ الله تبارك وتعالى جعل قلوب

__________________

(١) البرهان ص ١١٦٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٨.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٣٥ في حديث ٩١.


الأئمّة مواردا لإرادته ، فاذا شاء شيئا شاؤه ، وهو قوله : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(١).

قوله تعالى : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٣١)

٧٣٥ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ،) قال : في ولايتنا ، (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ،) ألا ترى إنّ الله يقول : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ،) قال : إنّ الله عزوجل امنع من أن يظلم ، وأن ينسب نفسه الى الظلم ، ولكن الله خلّطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثمّ أنزل الله بذلك قرآنا على نبيّه ، (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ،) قلت : هذا تنزيل ، قال : نعم (٢).

سورة المرسلات

قوله تعالى : (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (٣٠) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) (٣١)

٧٣٦ ـ الشيخ أبو جعفر «ره» روى عن أحمد بن يونس عن احمد بن يسار عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : اذا لاذ النّاس من العطش ، قيل لهم : إنطلقوا الى ما كنتم به تكذّبون ، يعني أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، قال : فاذا أتوه قال لهم : (انْطَلِقُوا إِلى

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٥٣٧ ح ٤٧.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٣٥ ح ٩١.


ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ ،) يعني من اللهب والعطش (١).

سورة النّبأ

قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (٣)

٧٣٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن أبي عمير وغيره عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت له : جعلت فداك ، إنّ الشّيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية ، (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ،) قال : ذلك إليّ ، إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم ، ثمّ قال : لكنّي اخبرك بتفسيرها ، قلت : عمّ يتسائلون ، قال : فقال : هي في أمير المؤمنين «عليه‌السلام» كان أمير المؤمنين يقول : مالله عزوجل آية هي اكبر منّي ، ولا لله من نبأ أعظم منّي (٢).

٧٣٨ ـ في رواية أصبغ بن نباته : إنّ عليّا قال : والله أنا النّبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون ، كلّا سيعلمون ثمّ كلّا سيعلمون ، حيث اقف بين الجنّة والنّار ، وأقول : هذا لي وهذا لك (٣).

قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٣٨)

٧٣٩ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن

__________________

(١) البرهان ص ١١٦٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٠٧ ح ٣.

(٣) البرهان ج ٢ ص ١١٦٩ مناقب شهر آشوب ج ٣ ص ٨٠ ، وقد مرّ في تفسير الآية (٢٤) من سورة ق ، ان أمير المؤمنين قسيم الجنّة والنّار.


محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ...) الآية ، قال : نحن والله المؤذون لهم يوم القيامة ، والقائلون صوابا ، قلت : ما تقولون اذا تكلمتم ، قال : نحمد ربّنا ، ونصلّي على نبيّنا ، ونشفع لشيعتنا فلا يردّ ربّنا (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (٤٠)

٧٤٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسن بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن يونس بن يعقوب عن خلف بن حماد عن هارون بن خارجة عن أبي بصير وعن سعد السمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قوله تعالى : (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ،) يعني علويّا يوالي أبا تراب (٢).

سورة النّازعات

قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) (٦)

٧٤١ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن المالك عن القاسم بن اسماعيل عن علي بن خالد العاقولي عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ،) قال : الراجفة الحسين بن عليّ ، والرادفة عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام»

__________________

(١) اصول الكافي : ١ ص ٤٣٥ في حديث ٩١.

(٢) البرهان ص ١١٧٠.


وأوّل من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي في خمسة وسبعين ألفا ، وهو قوله عزوجل : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(١).

قوله تعالى : (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٧) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) (١٨)

٧٤٢ ـ سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن القسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد قال : حدّثني محمد بن عبد الله بن الحسين قال : دخلت مع أبي على أبي عبد الله فجرى بينهما حديث ، فقال أبي لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : ما تقول في الكرّة ، قال : أقول فيها ما قال الله عزوجل ، وذلك أنّ تفسيرها صار الى رسول الله قبل أن يأتي هذا الحرف بخمس وعشرين ليلة ، قول الله عزوجل : (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ،) اذا رجعوا الى الدّنيا ولم يقضوا دخولهم ، فقال له أبي : يقول الله عزوجل : (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ،) أيّ شيىء أراد بهذا ، فقال : اذا إنتقم منهم وماتت الأبدان بقيت الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت (٢).

سورة عبس

قوله تعالى : (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) (١٥)

٧٤٣ ـ محمد بن العباس عن الحسين بن احمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن خلف بن حماد عن أبي أيوب الحذاء عن أبي عبد الله «عليه‌السلام»

__________________

(١) البرهان ص ١١٧١.

(٢) البرهان ص ١١٧١ والبحار ٥٣ / ٤٤ ح ١٧.


في قوله : (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ، كِرامٍ بَرَرَةٍ ،) قال : هم الأئمّة (عليهم‌السلام) (١).

قوله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٣٢)

٧٤٤ ـ قال المفيد في ارشاده روي إنّ ابا بكر سئل عن قول الله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا ، مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ،) لم يعرف معنى الإبّ من القرآن ، وقال : أيّ سمآء تظلّني ام أيّ أرض تقلّني ، أم كيف أصنع لئن قلت في كتاب الله بما لا أعلم ، امّا الفاكهة فنعرفها ، وامّا الأبّ فالله اعلم به ، فبلغ أمير المؤمنين ما قاله في ذلك ، فقال : يا سبحان الله ، أما علم إنّ الإبّ هو الكلاء والمرعى ، وإنّ قوله : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا ،) إعتداد من الله تعالى بانعامه على خلقه بما غذاهم به وخلقه لهم ولأنعامهم ممّا تحيى به أنفسهم وتقوم به اجسادهم (٢).

قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) (٤١)

٧٤٥ ـ قال علي بن ابراهيم : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ،) هم الّذين تولّوا أمير المؤمنين وتبرّاو من أعدائه ، (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ،) هم أعداء آل الرّسول (٣).

سورة التّكوير

قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) (٧)

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٣.

(٢) البرهان ص ١١٧٣ وارشاد الشيخ المفيد ص ١٠٧ / طباعة الحيدريّة.

(٣) البرهان ص ١١٧٤ وتفسير القمي ٢ / ٤٠٦.


٧٤٦ ـ ابن شهرآشوب «ره» عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) ، قال : ما من مؤمن يوم القيامة اذا قطع الصراط إلّا زوّجه الله على باب الجنّة أربعة نسوة من نساء الدّنيا ، وسبعين ألف حوريّة من حوراء الجنّة ، إلّا عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» فإنّه زوج البتول فاطمة في الدّنيا وهو زوجها في الجنّة ، ليست له زوجة في الجنّة غيرها من نساء الدّنيا ، لكن له في الجنان سبعون ألف حوراء ، لكلّ حوراء سبعون ألف خادم (١).

قوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (٨)

٧٤٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث قال : فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) ثمّ قال : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ،) يقول : أسئلكم عن المودّة الّتي انزلت عليكم فصلها مودّة القربى بأيّ ذنب قتلتموهم (٢).

قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (١٦)

٧٤٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن احمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن ربيع الهمداني ، قال : حدّثنا محمد بن اسحق عن السيد بن ثعلبة عن امّ هاني قالت : لقيت أبا جعفر محمّد بن عليّ «عليهما‌السلام» فسألته عن هذه الآية : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ،) قال :

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٤ والمناقب ٣ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ فصل منزلة فاطمة عند الله.

(٢) البرهان ص ١١٧٥ والكافي ج ٢ ص ٥٧ باب الاشارة والنص على أمير المؤمنين ج ٣ / طبعة طهران ـ ترجمة المصطفوي وطبعة الاخوندي ج ١ ص ٢٩٥.


الخنّس إمام يخنس في زمانه عند إنقطاع من علمه عند النّاس ، سنة ستين ومائتين ثمّ يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة اللّيل ، فان أدركت ذلك قرّت عينك (١).

قوله تعالى : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) (٢٢)

٧٤٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد قال : حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ،) قال : يعني جبرئيل ، قلت : (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ،) قال : يعني رسول الله هو المطاع عند ربّه ، الأمين يوم القيامة ، قلت : قوله تعالى : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ،) يعني رسول الله ، ما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين علما للنّاس (٢).

سورة الإنفطار

قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (١٤)

٧٥٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «ع» في قوله عزوجل : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ،) قال : الأبرار نحن هم ، والفجّار هم عدوّنا (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٤١ ح ٢٣.

(٢) البرهان ص ١١٧٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٠٨.

(٣) البرهان ص ١١٧٧.


سورة المطفّفين

قوله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (١)

٧٥١ ـ قال شرف الدين روى احمد بن ابراهيم عن عباد عن عبد الله بن بكير يرفعه الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ،) يعني الناقصين لخمسك يا محمّد ، الّذين اذا اكتالوا على النّاس يستوفون ، أي اذا صاروا الى حقوقهم من الغنائم يستوفون ، واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون ، أي اذا سألوهم خمس آل محمّد نقصوهم ، وقوله عزوجل : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ،) بوصيّك يا محمّد ، وقوله تعالى : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ،) قال : يعني تكذيبه بالقآئم «عليه‌السلام» اذا يقول له : لسنا نعرفك ، ولست من ولد فاطمة كما قال المشركون لمحمّد «ص» (١).

قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (٧)

٧٥٢ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٨.


محمد بن خالد عن أبي نهشل قال : حدّثني محمد بن اسماعيل عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : إنّ الله عزوجل خلقنا من عليّين ، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه ، وخلق أبدانهم من دون ذلك ، وقلوبهم تهوى إلينا ، لأنّها خلقت ممّا خلقنا منه ، ثمّ تلى هذه الآية : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ، وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ ، كِتابٌ مَرْقُومٌ ، يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ،) وخلق عدوّنا من سجّين ، وخلق قلوب شيعتهم ممّا خلقهم منه ، وأبدانهم من دون ذلك ، فقلوبهم تهوى اليهم ، لأنّها خلقت ممّا خلقوا منه ، ثمّ تلى هذه الآية : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ، وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ ، كِتابٌ مَرْقُومٌ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) (٣٠)

٧٥٣ ـ محمد بن العباس «ره» قال : حدّثنا محمد بن محمد الواسطي باسناده إلى أبي مجاهد في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ،) قال : إنّ نفرا من قريش كانوا يقعدون بقناء الكعبة ، فيتغامزون بأصحاب رسول الله ويسخرون منهم ، فمرّبهم يوما عليّ «عليه‌السلام» في نفر من أصحاب رسول الله «ص» فضحكوا منهم ، وتغامزوا عليهم ، وقالوا : هذا أخو محمّد ، فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ،) فإذا كان يوم القيامة أدخل عليّ ومن كان معه في الجنّة ، فأشرقوا على هؤلاء الكفّار ونظروا إليهم فيسخروا ويضحكوا عليهم ، وذلك قوله : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٨ وأصول الكافي ج ١ ص ٣٩٠ ح ٤.

(٢) البرهان ص ١١٨٠.


سورة الإنشقاق

قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (١٩)

٧٥٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ،) قال : يا زرارة او لم تركب هذه الأمّة بعد نبيّها طبقا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان (١).

٧٥٥ ـ قال علي بن ابراهيم ، لتركبنّ سنّة وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» ، (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ،) يقول : حالا بعد حال ، قال رسول الله «ص» : لتركبنّ سنّة من كان قبلكم ، حذو النعل بالنّعل والقذة بالقذّة ولا تخطئون طريقتهم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، ولا باعا يباع ، حتّى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبّ لدخلتموه ، قال : قالوا : اليهود والنصارى من تعني يا رسول الله ، قال : فمن أعني لينقض عرى الإسلام عروة عروة فيكون أوّل ما تنقضون من دينكم الامانة ، وآخره الصلاة (٢).

أقول : هذا المعنى موجود في أحاديث السنّة أيضا.

سورة البروج

قوله تعالى : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (٣)

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٥ ح ١٧.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٤١٣.


٧٥٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن خطّاب عن عليّ بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ،) قال : النبيّ وأمير المؤمنين (١).

٧٥٧ ـ أقول : وروى المفيد عن ابن عباس في قوله : والسّماء ذات البروج ، عن رسول الله «ص» انّه قال في خبر : والّذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة ، إنّ وصيّي لأفضل الأوصياء ، وأنّه لحجّة الله على عباده ، وخليفته على خلقه ، ومن ولده الأئمّة الهداة بعدي ، بهم يحبس الله العذاب عن أهل الارض وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض ، إلّا بإذنه ، وبهم يمسك الجبال ان تميد بهم ، وبهم يسقى خلقه الغيث ، وبهم يخرج النّبات ، واولياء الله حقّا ، وخلفائه صدقا ، عدّتهم عدّة الشهور ، وهي اثنا عشر شهرا ، وعدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران ، ثمّ تلى هذه الآية : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ،) ثمّ قال : أتقدر يا بن عباس ان الله يقسم بالسّماء ذات البروج ، ويعني به السّماء وبروجها ، قلت : يا رسول الله «ص» فما ذاك ، قال : وأمّا السّماء فانا وامّا البروج فالأئمة بعدي ، اوّلهم عليّ وآخرهم مهدي (٢).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) (١١)

٧٥٨ ـ محمد بن العباس عن الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن مقاتل عن عبد الله بن بكير عن صباح الأزرق ، قال سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

__________________

(١) اصول الكافي ١ / ٤٢٥ ح ٦٩.

(٢) البرهان ص ١١٨٢ والاختصاص : ٢٢٣ ـ ٢٢٤.


الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ،) هو أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (١).

سورة الطّلاق

قوله تعالى : (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) (١٠) ، وقوله : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ... (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً) (١٦)

٧٥٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير في قوله : (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ ،) قال :

ماله قوّة يقوي بها على خالقه ، ولا ناصر من الله ينصره إن أراد به سوءا ، قلت : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً ،) قال : كادوا رسول الله «ص» وكادوا عليّا وكادوا فاطمة ، فقال الله : يا محمّد ، (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً ،) فمهّل الكافرين يا محمّد أمهلهم رويدا لوقت بعث القآئم «عليه‌السلام» فينتقم من الجبابرة والطواغيت من قريش وبني اميّة وسائر النّاس (٢).

سورة الأعلى

قوله تعالى : (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (١٥)

٧٦٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن احمد بن الحسين عن علي بن الريّان عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال : دخلت على أبي الحسن الرضا «ع»

__________________

(١) البرهان ص ١١٨٣.

(٢) البرهان ص ١١٨٤ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤١٦.


فقال لي : فما معنى قوله : (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ،) قلت : كلّما ذكر اسم ربّه قام فصلّى ، فقال لي : لقد كلّف الله هذا شططا ، فقلت : جعلت فداك فكيف هو ، فقال : كلّما ذكر اسم ربّه صلّى على محمّد (١).

قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (١٩)

٧٦١ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن ادريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ،) قال : ولايتهم ، (الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ،) قال : ولاية أمير المؤمنين ، (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى)(٢).

سورة الغاشية

قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (٣) تَصْلى ناراً حامِيَةً) (٤)

٧٦٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كلّ ناصب وإن تعبّد وأجتهد منسوبا الى هذه الآية : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ،) وكلّ ناصب مجتهد فعمله هباء (٣).

__________________

(١) أصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٤ ح ٨.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٤١٨ ح ٣٠.

(٣) البرهان ص ١١٨٦ والروضة ص ٢١٣ في حديث ٢٥٩.


قوله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (٢٦)

٧٦٣ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن جميل بن دراج قال : قلت لأبي الحسن «عليه‌السلام» : احدّثهم بحديث جابر ، قال : لا تحدّث به السفلة ، فيذيعوه ، أما تقرء القرآن : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ،) قلت : بلى ، قال : إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين ولّانا الله حساب شيعتنا ، فما كان بينهم وبين الله حكمنا على الله فيه ، فأجاز حكومتنا ، وما كان بينهم وبين النّاس ، إستوهبناه منهم ، فوهبوه لنا ، وما كان بيننا وبينهم فنحن أحق من عفى وصفح (١).

سورة الفجر

قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (٤)

٧٦٤ ـ محمد بن العباس عن الحسين بن احمد بن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : الشفع هو رسول الله «ص» وعليّ ، والوتر هو الله الواحد القهّار عزوجل (٢).

٧٦٥ ـ شرف الدين في تأويل الآيات روى بالاسناد مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قوله عزوجل : (وَالْفَجْرِ ،) هو القآئم «عليه‌السلام» ، (وَلَيالٍ عَشْرٍ ،) الأئمّة من الحسن الى الحسن ، (وَالشَّفْعِ ،) أمير المؤمنين وفاطمة «عليهما‌السلام» ، (وَالْوَتْرِ ،) هو الله وحده لا شريك له ،

__________________

(١) البرهان ص ١١٨٨.

(٢) البرهان ص ١١٨٨.


(وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ،) هي دولة حبتر ، فهي تسري الى دولة القآئم «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) (٢٦)

٧٦٦ ـ شرف الدين في تأويل الآيات قال : روى عمر بن أذينة عن معروف بن خربوز قال : قال لي أبو جعفر «عليه‌السلام» : يا بن خربوز ، أتدري ما تأويل هذه الآية : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ،) قلت : لا ، قال : قال (عليه‌السلام) : هو الثّاني (٢).

قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) (٢٨)

٧٦٧ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثنا جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ،) يعني الحسين بن عليّ «عليهما‌السلام» (٣).

سورة البلد

قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) (٣)

٧٦٨ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) البرهان ص ١١٩٠.

(٣) البرهان ص ١١٩٠ وتفسير القمي ٢ / ٤٢٢.


احمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ، وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ، وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) ، قال : أمير المؤمنين وما ولد من الأئمّة (عليهم‌السلام) (١).

٧٦٩ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص عن ابراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثني اسماعيل بن بشّار قال : حدّثني علي بن جعفر الحضرمي عن سليم بن قيس الشامي أنّه سمع عليّا قال : إنّي وأوصيائي من ولدي أئمّة مهتدون كلّنا محدّثون ، قلت : يا أمير المؤمنين ، من هم ، قال : الحسن والحسين ثمّ إبني علي بن الحسين ، قال : وعلي يومئذ رضيع ، ثمّ ثمانية من بعده واحدا بعد واحد ، وهم الّذين أقسم الله بهم ، فقال : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ،) أمّا الوالد ، فرسول الله ، وما ولد ، يعني هؤلاء الأوصياء ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أيجتمع إمامان ، فقال : لا ، وإلّا واحدهما مصمت لا ينطق حتّى يهلك الأوّل ، قال سليمان : سئلت محمد بن أبي بكر ، فقلت أكان علي محدّثا ، فقال : نعم ، ويحدّث الملائكة الأئمّة ، فقال : أو ما تقرء : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ،) ولا محدّث ، ... فقلت : وأمير المؤمنين محدّث ، فقال : نعم ، وفاطمة كانت محدّثة ولم تكن نبيّة (٢).

قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) (١٠)

٧٧٠ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا احمد بن إدريس قال : أخبرنا احمد عن الحسين بن سعيد عن اسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر «عليه‌السلام» ... في قوله : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ،) يعني رسول الله ، (وَلِساناً ،) يعني أمير المؤمنين ، (وَشَفَتَيْنِ ،) يعني الحسن والحسين ، (وَهَدَيْناهُ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٤ ح ١١.

(٢) البرهان ص ١١٩٢ والاختصاص / ٣٢٩.


النَّجْدَيْنِ ،) الى ولايتهما (١).

قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ) (١٣)

٧٧١ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال : أخبرني من رفعه الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، في قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ، وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ ، فَكُّ رَقَبَةٍ ،) يعني بقوله : رقبة ولاية أمير المؤمنين ، فإنّ ذلك فكّ رقبة (٢).

٧٧٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : جعلت فداك ، (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ،) فقال : من اكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ، ونحن تلك العقبة ، الّتي من اقتحمها نجى ، قال : فسكتّ ، فقال : هل أفيدك حرفا خيرا من الدنّيا وما فيها ، قلت : بلى جعلت فداك ، قال : قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ ،) ثمّ قال : النّاس كلّهم عبيد النّار غيرك وأصحابك ، فإنّ الله فكّ رقابهم من النّار بولايتنا أهل البيت (٣).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) (٢٠)

٧٧٣ ـ علي بن ابراهيم قال : قوله : (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ،) قال : قال : اصحاب أمير المؤمنين ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا ،) قال : قال : الّذين خالفوا أمير المؤمنين والأئمّة ، (هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ ،) وقال : أصحاب المشئمة أعداء آل محمّد عليهم نار مؤصدة

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٢ وتفسير القمي ٢ / ٤٢٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٢ ح ٤٩.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٠ ح ٨٨.


أي مطبقة (١).

سورة الشّمس

قوله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) (٢)

٧٧٤ ـ محمد بن يعقوب عن جماعة عن سهل عن محمد عن أبيه عن أبى محمد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها ،) قال : الشّمس رسول الله «ص» به أوضح الله عزوجل للنّاس دينهم ، قال : قلت : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ،) قال : ذلك أمير المؤمنين «عليه‌السلام» تلى رسول الله ونفثه بالعلم ثفثا ، قال : قلت : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ،) قال : ذلك أئمّة الجور الّذين استبدّوا بالأمر دون آل الرّسول ، وجلسوا مجلسا كان آل الرّسول اولى به منهم ، فغشوا دين الله بالجور والظلم ، فحكى الله فعلهم ، فقال : («وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ،) قال : فقلت : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ،) قال : ذاك الإمام من ذريّة فاطمة يسئل عن دين الله ، فيجلّيه لمن يشاء ، فحكى الله عزوجل قوله : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها)(٢).

سورة اللّيل

قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) (٢)

٧٧٥ ـ قال علي بن ابراهيم : أخبرنا احمد بن ادريس قال : حدّثنا محمد بن

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٣.

(٢) روضة الكافي ص ٥٠ ح ١٢.


عبد الجبّار عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ،) قال : الليل في هذا الموضع الثاني يغشى أمير المؤمنين في دولته الّتي جرت له عليه ، وأمير المؤمنين يصبر في دولتهم ، حتّى تنقضي ، قال : (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ،) قال : النّهار هو القآئم منّا أهل البيت إذا قام غلبت دولته الدولة الباطلة ، والقرآن ضرب فيه الأمثال للنّاس وخاطب نبيّه ونحن ، فليس يعلمه غيرنا (١).

قوله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) (١٥)

٧٧٦ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ، لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى ، الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ،) قال : في جهنّم واد فيه نار لا يصليها إلّا الأشقى ، فلان الّذي كذّب رسول الله «ص» في عليّ وتولّى عن ولايته ، ثمّ قال : النيران بعضها دون بعض ، فما كان من نار هذه الوادي فللنصّاب (٢).

٧٧٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مهران بن محمد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ،) فإنّ الله يؤتى بالواحدة عشرة الى مأة ألف فما زاد ، (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ،) قال : لا يريد شيىء من الخير إلّا يسّره الله له ، (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ،) بأن يؤتي بالواحدة عشرة الى مأة ألف فما زاد فسنيسّره للعسرى ، لا يريد شيئا من الشرّ إلّا يسّره له ، (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٥.

(٢) البرهان ص ١١٩٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٦.


تَرَدَّى ،) قال : أما والله ما هو بردّى في بئر ولا من جبل ولا من حائط ولكن تردّى في نار جهنّم (١).

٧٧٨ ـ شرف الدين في تأويل الآيات في معنى السورة قال : جاء مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ،) قال : دولة إبليس لعنه الله الى يوم القيامة ، وهو يوم قيام القآئم ، (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ،) وهو القآئم اذا قام ، وقوله : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ،) أعطى نفسه الحقّ ، واتقى الباطل ، (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ،) أي الجنّة ، (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى ،) يعني بنفسه عن الحقّ ، واستغنى بالباطل عن الحقّ ، (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة «عليهم‌السلام» من بعده ، (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ،) يعني النّار ، وأمّا قوله : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ،) يعني إنّ عليّا هو الهدى ، (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى ، فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ،) قال : القآئم إذا قام للغضب فيقتل من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى ،) قال : هو عدوّ آل محمّد (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ،) قال : ذاك أمير المؤمنين وشيعته (٢).

٧٧٩ ـ محمد بن خالد البرقي عن يونس بن ظبيان عن علي بن أبي حمزة عن فيض بن مختار عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قرأ : إنّ عليّا للهدى ، وإنّ له الآخرة والألى ، وذلك حيث يسئل عن القرآن ، قال : فيه الأعاجيب ، فيه : وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ ، وفيه ، إنّ عليّا للهدى وإنّ له الآخرة والاولى (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١١٦٩.

(٢) البرهان ص ١١٩٧.

(٣) البرهان ص ١١٩٧ والبحار ٢٤ / ٣٩٨ ح ١٢٢ وروى في روضة الواعظين ص ١٢٩ عن ابن مسعود.


سورة الضّحى

قوله تعالى : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥)

٧٨٠ ـ محمد بن العباس عن احمد بن محمد النوفلي عن احمد بن محمد الكاتب عن عيسى بن مهران باسناده الى زيد بن علي ، في قول الله عزوجل : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ،) قال : انّ رضى رسول الله إدخال اهل بيته وشيعتهم الجنّة ، وكيف لا وإنّما خلقت الجنّة لهم ، والنّار لاعدائهم فعلى اعدائهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين (١).

٧٨١ ـ ابن المغازلي الفقيه الشافعي في كتاب الفضائل قال : أخبرنا احمد بن محمد بن عبد الوهاب اجازه ان أبا احمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم ، حديث عثمان بن احمد الدقّاق ، حدّثنا محمد بن احمد بن أبي عوام ، قال : حدّثنا محمد بن صباح الدولابي ، قال : حدّثنا الحكيم بن ظهر عن السدي في قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ،) قال : المودّة في آل محمّد رسول الله «ص» وفي قوله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ،) قال : رضا محمّد أن يدخل أهل بيته الجنّة (٢).

٧٨٢ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي عن ابن عباس ، قال : سئل عن قول الله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ،) لم يكن لك نظير على وجه الأرض من الأولين والآخرين ، فقال الله عزوجل : مننّن عليه نعمه ، (أَلَمْ

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٧.

(٢) نفس المصدر السابق والصدوق في معاني الأخبار ص ٢ والعلل ٥٤.


يَجِدْكَ يَتِيماً ،) أي وحيدا لا نظير لك فآوى لك النّاس وعرّفهم فضلك حتّى اعرفوك ، (وَوَجَدَكَ ضَالًّا ،) يقول : منسوبا عند قومك الى الضّلالة ، فهداهم الله بمعرفتك ، (وَوَجَدَكَ عائِلاً ،) يقول : فقيرا عند قومك ، يقولون لا مال لك ، فأغناك الله بمال خديجة ، ثمّ زادك من فضله ، فجعل دعائك مستجابا ، حتّى لو دعوت على حجر ان يجعله الله لك ذهبا لفعل عينه الى مرادك ، فأتاك بالطّعام حيث لا طعام ، وأتاك بالماء حيث لا ماء وأعانك بالملائكة حيث لا مغيث ، فأظفرك بهم على أعدائك (١).

سورة الإنشراح

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (٨)

٧٨٣ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن أبي عمير عن جميل عن الحسن بن راشد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تبارك وتعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ،) قال : فقال : بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (٢).

٧٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث طويل قال : فقال الله جلّ ذكره (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ، وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ،)

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٨ ومعاني الأخبار ص ٥٣.

(٢) البرهان ص ١١٩٨ وبصائر الدرجات ص ٩٢ ح ٣.


يقول : اذا فرغت فانصب عليّا وصيّك ، فأعلمهم فضله علانية ، فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وآل من وآلاه وعاد من عاداه ثلاث مرّات (١).

٧٨٥ ـ عن عبد السّلام بن صالح عن الرّضا «عليه‌السلام» : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ،) يا محمّد ، ألم يجعل عليّا وصيّك ، (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ ،) بقتل مقاتله الكفّار ، وأهل التأويل بعليّ بن أبي طالب ، (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ،) أي رفعنا مع ذكرك يا محمّد له (٢).

٧٨٦ ـ الثعلبي عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» والقشيري عن جابر الأنصاري أنّه رأى النبيّ «ص» فاطمة عليها كساء من جلة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله «ص» فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدّنيا بحلاوة الآخرة ، فقالت : يا رسول الله ، الحمد لله على نعمائه والشّكر على آلائه ، فأنزل الله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٣).

سورة التّين

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (٣)

٧٨٧ ـ قال علي بن ابراهيم : التّين : رسول الله «ص» ، والزيتون : أمير المؤمنين ،

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٩٤ في حديث ٣.

(٢) البرهان ص ١١٩٩.

(٣) نفس المصدر السابق.


وطور سينين : الحسن والحسين ، وهذا البلد الأمين : الأئمّة (١).

٧٨٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن همام عن عبد الله بن علي بن محمد بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن البطل جميل بن درّاج قال : سمعت أبا عبد الله يقول : قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ،) التين الحسن والزيتون الحسين (عليهما‌السلام) (٢).

قوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) (٥)

٧٨٩ ـ قال علي بن ابراهيم : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ،) نزلت في الأوّل ، (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ،) وقوله : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) ذلك أمير المؤمنين ، (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ،) أي لا يمنّ عليهم به ثمّ قال لنبيّه : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ،) قال ، قال : أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٣).

سورة العلق

قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (١)

٧٩٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا احمد بن محمد الشيباني قال : حدّثنا محمد بن احمد قال : حدّثنا محمد بن علي قال : حدّثنا عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل على محمّد «ص» فقال :

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٩.

(٢) البرهان ص ١٢٠٠.

(٣) البرهان ص ١٢٠٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٠.


يا محمّد إقرء ، قال : وما اقرء؟ قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ، يعني خلق نورك الاقدم قبل الأشياء ، (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) ، يعني خلقك من نطفة وشقّ منك عليا ، (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ، يعني علّم عليّ بن أبي طالب ، (عَلَّمَ الْإِنْسانَ) ، علّم عليّا من الكتابة لك ، (ما لَمْ يَعْلَمْ) ، قبل ذلك (١).

سورة القدر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥)

٧٩١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي جعفر الثاني «ع» إنّ أمير المؤمنين «ع» قال لإبن عباس : إنّ ليلة القدر في كلّ سنة ، وإنّه ينزّل في تلك الّليلة أمر السنة ، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله «ص» فقال ابن عباس : من هم؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي (٢).

٧٩٢ ـ الصدوق في معاني الأخبار باسناده الى الأصبغ بن نباته عن عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : يا عليّ ، أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت : لا يا رسول الله ، فقال : انّ الله تبارك وتعالى ، قدّر فيها ما هو كائن الى يوم

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٥٣٢ ح ١١.


القيامة ، فكان فيما قدّر عزوجل لولايتك وولاية الأئمّة من ولدك الى يوم القيامة (١).

٧٩٣ ـ الشيخ الصدوق باسناده الى المفضل بن عمر ، قال : ذكر أبو عبد الله «عليه‌السلام» : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ،) قال : ما ابيّن فضلها على المشهور ، قال : قلت : وأيّ شيىء فضلها ، قال : نزلت ولاية أمير المؤمنين فيها ، قلت : في ليلة القدر ، الّتي ترتجيها في شهر رمضان ، قال : نعم ، هي ليلة القدر ، قدّرت فيها السموات والأرض وقدّرت ولاية أمير المؤمنين فيها (٢).

٧٩٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» في الكافي باسناده روى عن أبي جعفر «ع» انّه قال : يا معشر الشيعة ، خاصموا بسورة إنّا أنزلناه تفلحوا ، فو الله إنّها لحجّة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله «ص» وإنّها لسيّدة دينكم ، وإنّها لغاية علمنا ، يا معشر الشيعة ، خاصموا ب (حم وَالْكِتابِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ، إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) فإنّها لولاة الأمر خاصّة بعد رسول الله «ص» (٣).

٧٩٥ ـ بصائر الدرجات الحسن بن احمد عن احمد بن محمد عن العباس بن جريش عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : لمّا قبض رسول الله «ص» هبط جبرئيل ومعه الملائكة والرّوح الّذين كانوا يهبطون في ليلة القدر ، قال : ففتح لأمير المؤمنين «عليه‌السلام» بصره ، فرآهم في منتهى السموات الى الأرض يغسلون النبيّ «ص» معه ويصلّون عليه ، ويحفرون له ، والله ما حفر له غيرهم حتّى اذا وضعوه في قبره نزلوا فوضعوه فتكلّم وفتح لأمير المؤمنين فسمعه يوصيهم فبكى ، وسمعهم يقولون : لا يعلمونه جدا وإنّما هو صاحبنا بعدك ، إلّا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرّتنا

__________________

(١) معاني الأخبار ص ٣١٥ ـ ٣١٦.

(٢) نفس المصدر.

(٣) نور الثقلين ج ٤ ص ٦٣٥ واصول الكافي ج ١ ص ٢٤٩.


هذه ، قال : فلمّا مات أمير المؤمنين «عليه‌السلام» رأى الحسن والحسين مثل الّذي كان رآه ، ورأيا النّبي أيضا يعين الملائكة ، مثل الّذي صنعه بالنّبي ، حتّى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك ، ورأى النّبي وعليّا يعينان الملائكة حتّى اذا مات الحسين رأى عليّ بن الحسين منه مثل ذلك ، ورأى النّبي وعليّا والحسن والحسين وعليّ بن الحسين يعينون الملائكة حتّى اذا مات جعفر ورأى موسى مثل ذلك وهكذا يجري الى آخرنا (١).

٧٩٦ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن محمد عن علي بن الحسن عن محمد بن الوليد ومحمد بن احمد عن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القمّاط عن محمد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : رأى رسول الله بني اميّة يصعدون على منبره من بعده ، ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى ، فأصبح كئيبا حزينا ، قال : فهبط عليه جبرئيل فقال : يا رسول الله ، ما لي أراك كئيبا حزينا ، قال : يا جبرئيل ، أنّي رأيت بني اميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ، ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى ، قال : والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ، أني ما اطلعت عليه ، وعرج الى السّماء ، فلم يلبث ان نزل عليه بآية من القرآن يؤنسه بها : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ، ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ،) وانزل عليه : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيّه خيرا من ألف شهر ملك بني اميّة (٢).

٧٩٧ ـ شرف الدين النجفي قال : روى محمد بن جمهور عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قوله عزوجل :

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٥٢٥ ح ١٧.

(٢) فروع الكافي ٤ ص ١٥٩ ح ١٠.


(خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) هو سلطان بني أميّة ، وقال : ليلة من إمام عادل خير من ألف شهر ملك بني اميّة ، وقال : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ،) أي من عند ربّهم على محمّد وآل محمّد بكلّ أمر سلام (١).

٧٩٨ ـ شرف الدين أيضا روى عن محمد بن جمهور عن موسى بن بكر عن زرارة عن حمران قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عمّا يفرق في ليلة القدر ، هل هو ما يقدر سبحانه وتعالى فيها ، قال : لا توصف قدرة الله تعالى ، إلّا انّه قال : (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) يعني فاطمة في قوله تعالى : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ،) والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الّذين يملكون علم آل محمّد ، والرّوح ، روح القدس ، وهي فاطمة «عليها‌السلام» ، (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ ،) يقول كلّ أمر سلّمه حتّى يطلع الفجر ، يعني حتّى يقوم القآئم (٢).

٧٩٩ ـ الترمذي في صحيحه روى باسناده قال : قام رجل الى الحسن «عليه‌السلام» بعد ما بايع ، فقال : سوّدت وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤذوني رحمك الله ، فانّ النّبي «ص» رأى بني اميّة على منبره ، فساءه ذلك ، فأنزل الله عليه : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ،) والكوثر نهر في الجنّة ، ونزلت : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) يملكها بني اميّة يا محمّد ، قال القاسم : فعددّناها فإذا هي ألف شهر ، لا تنقص يوما ولا تزيد (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٢٠٦.

(٢) نفس المصدر.

(٣) صحيح الترمذي مع شرح الاهوزي ج ٤ ص ٢١٦.


سورة البيّنة

قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (٢) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣)

٨٠٠ ـ شرف الدين في تأويل الآيات قال : روى محمد بن خالد البرقي مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ،) قال : هم مكذّبوا الشيعة ، لأنّ الكتاب هو الآيات ، وأهل الكتاب الشيعة ، قوله : (وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ،) يعني المرجئة ، (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ،) قال : حتّى يتّضح لهم الحقّ ، وقوله : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ ،) يعني محمّد «ص» (١).

قوله تعالى : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥)

٨٠١ ـ شرف الدين في تأويل الآيات ، قال : روى ابن اسباط عن بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ،) قال : هو ذلك دين القآئم «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٧)

٨٠٢ ـ السيد ابن طاووس «ره» في سعد السعود روى من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ،) وانّها في مولانا عليّ «عليه‌السلام» وشيعته ، رواه مصنف الكتاب من نحو ست وعشرين طريقا ، أكثرها من رجال السنة ، ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها.

__________________

(١) البرهان ص ١٢٠٧.

(٢) البرهان ص ١٢٠٨.


قال : حدّثنا احمد بن محمد المخدور قال : حدّثنا الحسن بن عبيد السري الاودي قال : حدّثنى النضر بن الياس قال : حدّثني عامر بن وائله ، قال : خطبنا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» على منبر الكوفة ، وهو أجيرات مجصص فحمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله وصلّى على نبيّه ، ثمّ قال : أيّها النّاس ، سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب إلّا حدّثتكم عنها ، متى نزلت بليل او نهار ، او في مقام او سفر ، ام في سهل ام في جبل ، وفيمن نزلت ، أفي مؤمن او منافق ، وما عنى بها ، أخاصّ أم عامّ ، ولئن فقدتموني لا يحدّثكم أحد حديثي ، فقام اليه ابن الكواء ، فلمّا بصر به ، قال : هات سل فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ،) فسكت أمير المؤمنين فعادها ثالثة ، فقال عليّ عليه‌السلام ـ ورفع صوته ـ ويحك يا بن الكوّاء ، اولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غرّا محجّلين ، روّاء مرؤيين يعرفون بسيماهم (١).

سورة الزّلزال

قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) (٣)

٨٠٣ ـ الشيخ الصدوق «ره» روى عن احمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن احمد عن يحيى بن محمد بن أيّوب عن علي بن مهزيار عن ابن سنان عن يحيى

__________________

(١) نور الثقلين ج ٤ ص ٦٤٦ وراجع مجمع البيان ١ / ٢٥٤ يروي عن المسكاني نزول هذه الآية في عليّ وشيعته وسعد السعود ص ١٠٨.


الحلبي عن عمرو بن أبان عن جابر قال : حدّثني نعيم بن جديم قال : كنّا مع عليّ «عليه‌السلام» حيث توجّهنا الى البصرة ، قال : فبينا نحن نزول ، إذ إضطربت الأرض ، فضربها عليّ بيده ، ثمّ قال لها : ما لك؟ ثمّ أقبل علينا بوجهه وقال لنا : أمّا انّها لو كانت الزلزلة الّتي ذكرها الله عزوجل في كتابه لأجابتني ولكنها ليست تلك (١).

سورة العاديات

قوله تعالى : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (١)

٨٠٤ ـ الشيخ «ره» في اماليه باسناده عن ابراهيم بن اسحق الحميري قال : حدّثنا محمد بن ثابت وأبو المعزي العجلي قال : حدّثني الحلبي قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ،) قال : وجّه رسول الله «ص» عمر بن الخطّاب في سريّة ، فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فلمّا انتهوا الى النّبيّ «ص» قال الى عليّ : أنت صاحب القوم فتهيّأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار ، فوجّهه رسول الله وقال له : أكمن النّهار وسر اللّيل ولا يفارقك النصر ، قال : فانتهى عليّ «عليه‌السلام» الى ما أمره رسول الله «ص» فسار اليه ، فلمّا كان عند وجه الصبح أغار عليهم ، فأنزل الله على نبيّه : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ،) الى آخرها (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١٢١٠ في البرهان ج ٢ ص ١٢١١ روى هذه القصة من علي بن ابراهيم وراجع العلل ج ٥ ص ٥٥٥ باب علة الزلزلة.

(٢) البرهان ج ٢ ص ١٢١١ وامالي الشيخ ٢٥٩ ـ ٢٦٠.


سورة القارعة

قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) (٩)

٨٠٥ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن بن أبي عمير عن أبي أيّوب عن محمد بن مسلم عن أحدهما «ع» قال : ما في الميزان شيء أثقل من الصّلاة على محمّد وآل محمّد ، وإنّ الرجل لتوضع أعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلاة فيضعها في ميزانه فيرجح (١).

٨٠٦ ـ ابن شهر آشوب قال : قال الإمامان (أي الباقر والصّادق «عليهما‌السلام») في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ،) فهو أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ،) وأنكر ولاية عليّ ، (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) ، فهي النّار جعلها الله أمّه ومأواه (٢).

سورة التّكاثر

قوله تعالى : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٤)

٨٠٧ ـ في تأويل الآيات ، قال شرف الدين : في تفسير أهل البيت قال : حدّثنا بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن عبد الله بن يخرج اليمانى قال : قلت

__________________

(١) اصول الكافي ج ٣ ص ٤٩٤.

(٢) البرهان ص ١٢١٤ والمناقب ج ٢ / ١٥١.


لأبي عبد الله «عليه‌السلام» قوله عزوجل : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ،) قال : يعني المرّة في الكرّة ومرّة في الرجعة (١).

قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (٨)

٨٠٨ ـ الشيخ في اماليه قال : أخبرنا أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال جعفر بن علي بن نجيع الكندي قال : حدّثنا حسن بن الحسين قال : حدّثنا أبو حفص السائق قال أبو العباس وهو عمرو بن راشد عن أبي سليمان عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» في قوله : (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ،) قال : نحن النّعيم ، وفي قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ،) قال : نحن حبل الله (٢).

أقول : ولاية أئمّة أهل البيت هي النعيم الّذي يسئل عنه وهذا وارد في احاديث متعددّة.

سورة العصر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣)

٨٠٩ ـ الصدوق في كتاب اكمال الدين باسناده الى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : سألت الصادق جعفر بن محمّد «عليهما‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ،) قال : العصر ، عصر خروج

__________________

(١) البرهان ص ١٢١٥.

(٢) البرهان ص ١٢١٦.


القآئم «عليه‌السلام» ، (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) ، يعني أعدائنا ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) ، يعني بآياتنا ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، يعني بمواساة الأخوان ، (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) ، يعني بالإمامة ، (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ، يعني في الفترة (١).

٨١٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثني يحيى بن زكريّا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ، فقال : أستثنى أهل صفوته من خلقه ، حيث قال : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، يقول : آمنوا بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) ، ذريّاتهم ومن خلفوا في الولاية ، وتواصوا بها وصبروا عليها (٢).

سورة الهمزة

قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١)

٨١١ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه سليمان ، قال : قلت لأبي عبد الله : ما معنى قوله عزوجل : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) ، قال : الّذين همزوا آل محمّد حقّهم ، ولمزوهم وجلسوا مجلسا كان آل محمّد أحقّ به منهم (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٢١٦ واكمال الدين : ٦١٥.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤١ وراجع مناقب ابن شهر آشوب ٣ / ٦١.

(٣) البرهان ص ١٢١٧.


سورة الفيل

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) (٢)

٨١٢ ـ الشيخ المفيد «ره» في روضة الواعظين ، قال : قال علي بن الحسين «عليه‌السلام» : كان أبو طالب يضرب عن رسول الله بسيفه الى أن قال : فقال أبو طالب : يا بن الأخ ، إلى النّاس كافّة أرسلت أم الى قومك خاصّة ، قال : لا بل إلى النّاس كافّة ، الأبيض والأسود والعربي والعجمي ، والّذي نفسي بيده ولأدعونّ الى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار ، ولأدعون السنة فارس والرّوم ، فخبرت قريش واستكبرت وقالت : أما تسمع الى ابن أخيك وما يقول ، والله لو سمعت بهذا فارس والرّوم لاختطفتنا من أرضنا ، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا ، فانزل الله تبارك وتعالى : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) ، الى آخر الآية ، وانزل في قولهم : لقلعت الكعبة حجرا حجرا : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ، الى آخر السّورة (١).

سورة قريش

قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (٢)

٨١٣ ـ علي بن ابراهيم قال : قال نزلت في قريش لأنه كان معاشهم من

__________________

(١) نور الثقلين ج ٤ ص ٦٦٩ ح ٨ وروضة الواعظين للنيشابوري ص ٦٨.


الرحلتين ، رحلة الشتاء الى اليمن ورحلة الصّيف إلى الشّام ، وكانوا يحملون من مكّة الادم واللّب وما يقع في ناحية البحر من الفلفل وغيره ، ويشترون بالشّام الثياب والدرمك والحبوب ، وكانوا يتألفون في طريقهم ويترقبون في الخروج ، في كلّ ناحية رئيسا من رؤساء قريش ، وكان معاشهم من ذلك ، فلمّا بعث الله رسوله إستغنى عن ذلك ، لأنّ النّاس وفدوا على رسول الله «ص» وحجّوا إلى البيت ، فقال : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(١).

أقول : لا شكّ في أن وفور النعمة وحصول الأمن في تلك البلاد وفي جميع العالم بواسطة الإسلام الّذي جاء به رسول الله ، رسول الرّحمة محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» وبواسطة خلصائه من أهل بيته «عليهم‌السلام» فلو عمل المسلمون بالإسلام لصلح أمر دنياهم وآخرتهم كما أشارت فاطمة «عليها‌السلام» في خطبتها في طلب ردّ فدك.

سورة الماعون

قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١)

٨١٤ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريّا بن عاصم عن الهيثم عن عبد الله الرمادي قال : حدّثنا عليّ بن موسى بن جعفر «عليهما‌السلام» عن أبيه عن جدّه «صلوات الله عليهم أجمعين» في قوله عزوجل : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) ، قال : بولاية أمير المؤمنين عليّ «عليه‌السلام» (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤٤.

(٢) البرهان ص ١٢٢٠.


٨١٥ ـ وعن محمد بن جمهور عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي جميلة عن أبي أسامة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) ، قال : بالولاية (١).

سورة الكوثر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣)

٨١٦ ـ محمد بن العباس عن احمد بن محمد عن حسين بن مخارق عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن عليّ «عليهم‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : أراني جبرائيل منازلي في الجنّة ، ومنازل أهل بيتي على الكوثر.

٨١٧ ـ علي بن ابراهيم في معنى السورة قال : قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قال : الكوثر نهر في الجنّة فأعطاه الله رسول الله عوضا عن ابنه ابراهيم ، قال : دخل رسول الله في المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص ، فقال عمرو : يا أبا الأبتر وكان الرجل في الجّاهليّة اذا لم يكن له ولد سمّي أبتر ، ثمّ قال : عمرو : وأنّي لأشنأ محمّدا أي أبغضه ، فأنزل الله على رسول : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ، أي مبغضك عمرو بن العاص هو الأبتر ، يعني لا دين له ولا نسب (٢).

٨١٨ ـ محمد بن العباس عن احمد بن سعيد العماري من ولد عمّار بن ياسر

__________________

(١) البرهان ص ١٢٢١.

(٢) البرهان ص ١٢٢١.


عن اسماعيل بن زكريّا عن محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قال : نهر في الجنّة عمقه في الأرض سبعون ألف فرسخ ، مآئه أشدّ بياضا من اللّبن ، وأحلى من العسل شاطياه من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، خصّ الله تعالى نبيّه وأهل بيته أجمعين دون الأنبياء (١).

سورة الكافرون

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (٦)

٨١٩ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير قال : سأل أبو شاكر الأحول عن قول الله : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ، وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) ، فهل يتكلم الحكيم بمثل هذا القول ويكرر مرّة بعد مرّة ، فلم يكن عند أبي جعفر الأحول جواب ، فدخل المدينة ، فسأل أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن ذلك ، فقال : كان سبب نزولها وتكرارها إنّ قريشا قالت لرسول الله : تعبد آلهتنا سنة ، ونعبد إلهك سنة وتعبد الهتنا سنة ، ونعبد إلهك سنة ، فأجابهم الله بمثل ما قالوا ، فقال فيما قالوا : تعبد الهتنا سنة ، (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ،) وفيما قالوا : نعبد إلهك سنة ، (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ،) وفيما قالوا تعبد الهتنا سنة ، (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ،) وفيما قالوا : ونعبد إلهك سنة ، (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ

__________________

(١) نفس المصدر السابق.


دِينِ ،) قال : فرجع أبو جعفر الأحول الى أبي شاكر فأخبره بذلك ، فقال أبو شاكر : هذا حملته الأبل من الحجاز ، قال : وكان أبو عبد الله «عليه‌السلام» اذا فرغ من قرائتها يقول : ديني الإسلام ، ثلاثا (١).

سورة النّصر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣)

٨٢٠ ـ الشيخ «ره» في الامالي باسناده الى محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جدّه قال : قال : نزلت على النبيّ : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ،) قال : يا عليّ ولقد جاء نصر الله والفتح ، وإذا (رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً ،) قال : يا عليّ إنّ الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي ، فقلت : يا رسول الله وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد ، قال : فتنة قوم يشهدون ان لا إله إلّا الله ، وأنّي رسول الله ، وهم مخالفون لسنّتي ، وطاعنون في ديني ، فقلت : فعلى ما نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون ان لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، فقال : على إحداثهم في ديني ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي (٢).

٨٢١ ـ علي بن ابراهيم قال في تفسير (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) : نزلت في حجّة الوداع ، (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ،) فلمّا نزلت قال رسول الله «ص» : نعيت إليّ

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ / ٤٤٥.

(٢) امالي الشيخ ١ / ٦٣.


نفسي ، فجاء الى مسجد الخيف فجمع النّاس ثمّ قال : نصر الله إمرء إستمع مقالتي فوعاها أو بلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه وليس بفقيه ، وربّ حامل فقه الى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم ، إخلاص العمل لله ، والنّصيحة لأئمّة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ، أيّها النّاس إنّي تارك فيكم ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ولن تزلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللّطيف الخبير ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كإصبعي هاتين ، وجمع بين السّبّابتيه ، ولا أقول : كهاتين ، وجمع بين سبّابته والوسطى فتفضل هذه على هذه (١).

سورة اللهب

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (٥)

٨٢٢ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ،) قال : أي خسرت لمّا اجتمع مع قريش في دار الندوة وبايعهم على قتل محمّد رسول الله «ص» وكان كثير المال ، فقال الله : (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ ، سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) عليه فتحرقه وامرأته ، قال : كانت أمّ جميل بنت صخر وكانت تنم على رسول الله وتنقل احاديثه الى الكفّار ، حمّالة الحطب ، أي احتطبت على رسول الله ، في جيدها أي في عنقها حبل من مسد ، أي من النّار ، وكان إسم أبي لهب عبد مناف ، فكنّاه الله ، لأنّ منافا صنم

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤٦.


يعبدونه (١).

وفي نهج البلاغة : من كتاب له «عليه‌السلام» الى معاوية جوابا : ومنّا خير نساء العالمين ومنكم حمّالة الحطب (٢).

سورة التّوحيد

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤)

٨٢٣ ـ الشيخ الصدوق «ره» في كتاب التوحيد قال : حدّثنا أبو بصير عن احمد بن الحسين المرواني ، قال : حدّثنا أبو احمد بن سليمان بفارس قال : حدّثنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ، قال : حدّثنا جعفر بن سليمان عن برير السلمي عن مطرف بن عبيد الله بن عمران الحصين : إنّ النبيّ «ص» بعث سرية واستعمل عليها عليّا ، فلمّا رجعوا سألهم عنه ، فقالوا : كلّ خير فيه غير أنّه قرء بنا في كلّ صلوته بقل هو الله أحد ، فقال : يا عليّ لم فعلت هذا؟ فقال : لحبّي بقل هو الله أحد فقال النبيّ (ص) : ما أحببتها حتّى أحبّك الله عزوجل (٣).

٨٢٤ ـ محمد بن العباس «ره» عن سعيد بن عجب الأنصاري عن سويد بن سعيد عن عليّ بن مسهر عن حكيم بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله لعليّ بن أبي طالب : إنّما مثلك مثل قل هو الله أحد ، فإنّ من قرئها مرّة فكأنّما قرء ثلث

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤٨.

(٢) نهج البلاغة ج ٣ ص ٣٤.

(٣) نور الثقلين ج ٦ ص ٧٠١.


القرآن ، ومن قرئها مرّتين ، فكأنّما قرء ثلثي القرآن ، ومن قرئها ثلاث مرّات فكمن قرء القرآن كلّه ، فكذلك أنت ، من أحبّك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد ، ومن أحبّك بقلبه ولسانه كان له ثلثا ثواب العباد ، ومن أحبّك بقلبه ولسانه ويده كان له ثواب أجمع العباد (١).

٨٢٥ ـ في خبر أبي بصير عن الصّادق عن آبائه «عليهم‌السلام» إن رسول الله «ص» سئل أصحابه عن من يفعل من الأعمال الخير وأمورا مخصوصا كلّها ، قال سلمان : أنا ، وغضب بعض أصحابه ، فقال : يا رسول الله إنّ سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش ، فقال النبيّ «ص» : يا فلان وأين لك بمثل لقمان الحكيم ، سله فإنّه ينبّأك الى أن قال : أليس زعمت أنّك تختم القرآن في كلّ يوم ، قال : نعم ، قال : فانّك أكثر أيّامك صامت ، فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعت رسول الله يقول لعليّ : يا أبا الحسن مثلك في امّتي مثل قل هو الله أحد ، فمن قرئها مرّة فقد قرء ثلث القرآن ، ومن قرئها مرّتين فقد قرء ثلثي القرآن ، ومن قرء ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلثا الإيمان ، ومن أحبّك بقلبه ولسانه ونصرك بيده فقد إستكمل الإيمان ، والّذي بعثني بالحقّ يا عليّ ، لو أحبّك أهل الأرض كمحبّة أهل السّماء لما عذّب الله أحدا بالنّار ، وأنا أقرء قل هو الله أحد في كلّ يوم ثلاث مرّات ، فقام فكأنّه قد ألقم القوم حجرا (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١٢٢٧ وكتاب التوحيد ص ٥٥.

(٢) البرهان ج ٢ ص ١٢٢٧ وراجع أمالي الصدوق ص ٣٧.


سورة الفلق

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) (٥)

٨٢٦ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثني محمد بن الحسن الصفّار عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن حنّان بن سدير عن رجل عن أصحاب أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سمعته يقول : إنّ أشد النّاس عذابا يوم القيامة لسبعة نفر ، أوّلهم إبن آدم الّذي قتل أخاه ، ونمرود الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه ، وإثنان في بني إسرائيل هوّدا قومهما ونصّراهم ، وفرعون الّذي قال : أنا ربّكم الأعلى ، وإثنان من هذه الأمّة أحدهما في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار (١).

٨٢٧ ـ قال علي بن ابراهيم في تفسيره في معنى السّورة : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، قال ، قال : جب في جهنّم يتعوّذ أهل النّار من شدّة حرّه ، سأل الله أن يؤذن له أن يتنفّس ، فأذن له فتنفّس فأحرق جهنّم ، وفي ذلك الجبّ صندوق من نار يتعوّذ منه أهل ذلك الجبّ من حرّ ذلك الصندوق وهو التابوت ، وفي التابوت ستة من الأوّلين وستّة من الآخرين ، وأمّا الستّة من الأوّلين فإبن آدم الّذي قتل أخاه ، ونمرود إبراهيم الّذي ألقى إبراهيم في النّار ، وفرعون موسى ، والسامري الّذي إتّخذ العجل ، والّذي هوّد اليهود ، والّذي نصّر النصارى ، وأمّا الستّة من الآخرين ، الأوّل والثاني والثالث والرابع وصاحب الخوارج وابن ملجم ، قوله : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) ، قال : قال : الّذي يلقي في الجبّ يغيب فيه (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١٢٣٨ والخصال : ٣٤٦ / الى قوله : من هذه الأمّة.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤٩.


سورة النّاس

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (٦)

٨٢٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان عن أبي خديجة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : جاء جبرئيل الى النبيّ «ص» وهو شاك فرقاه بالمعوذتين و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ،) وقال : بسم الله أرقيك ، والله يشفيك من داء يؤذيك ، خذها فلنهنّيك (١).

٨٢٩ ـ روى عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول :

إنّ رسول الله «ص» إشتكى شكوة شديدة ووجع وجعا شديدا ، فأتاه جبرئيل وميكائيل فقعد جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، فعوّذه جبرئيل بقل اعوذ

__________________

(١) البحار ج ١٨ ص ٧٠ في باب معجزاته في كفاية شر الأعداء مجمع البيان : ١٠ / ٥٦٨ ـ ٥٦٩.


بربّ الفلق ، وعوّذه ميكائيل بقل اعوذ بربّ النّاس (١).

* * *

أللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وأعذنا من شرّ جميع ما خلقت وارزقنا من

جميع خير ما أنزلت وصلّ على محمّد وآله وآخر دعوانا

ان الحمد لله ربّ العالمين

__________________

(١) نفس المصدر السابق.


«الفهرس»

الموضوع

 الآيه

 الصفحة

اهداء ودعاء

٤

التمسك بالكتاب والعترة

 المقدمة

 ٥

من هم الراسخون

 ٩

معنى التمسك باهل البيت

 ٩

انتخاب الامام امره الى الله

 ١٠

القرآت السبع واصحابها

 ١١

سورة الحمد

 ١ ـ ٧

 ١٥

لا تقبل الاعمال الا بالولاية

 ١٦

البسملة آية من الفاتحة وفضيلة قرائة الفاتحة

 ١٧

معنى الصراط المستقيم

 ١٨

الضالين الذين لا يعرفون الامام

 ١٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

سورة البقرة

 ١ ـ ٣

 ٢١

الكتاب امير المؤمنين

 ٢١

الم اسم الله الاعظم

 ٢٢

الايمان بغيبة القائم ايمان بالغيب

 ٢٢

فضيلة لامير المؤمنين من تفسير الامام العسكرى

 ٧

 ٢٣

المنافقون مستهزؤن بامير المؤمنين عليه‌السلام

 ١٤

 ٢٥

النظر الى ذرية الرسول عبادة

 ٢١

 ٢٧

ان الله علم آدم اسماء حججه

 ٣١

 ٢٨

تيم وعدى يركبون منبر الرسول (ص)

 ٣٤

 ٢٨

ارواح رسول الله والائمة اشرف الارواح

 ٣٥

 ٢٨

الكلمات هم الخمسة الطيبة

 ٣٧

 ٣٢

بالتوسل الخمسة غفر الله لادم

 ٣٧

 ٣٢

الوفاء بالعهد اى بولاية امير المؤمنين

 ٤١

 ٣٤

الانبياء يوصون اممهم بالوفاء

 ٤١

 ٣٥

لخليفتهم والرسول يفرض طاعة على

 

لا تقبل الشفاعة في ناصب لاهل البيت

 ٤٨

 ٣٦

على فاروق الامة وسفينة النجاة

 ٥٨

 ٣٦

حجر موسى مع القائم فى السفر

 ٦٠

 ٣٨

محمد وعلى ابوا هذه الامة

 ٨٢

 ٣٨

ذم اليهود ومنافقى هذه الامة

 ٨٤

 ٣٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

ما خلق الله احدا الّا ويدعوه الى ولاية محمد وعلى

 ٨٧

 ٤١

عرفوا عليا وكفروا به

 ٨٩

 ٤٢

الذين لم يقبلوا ولاية على لهم عذاب اليم

 ٩٠

 ٤٢

الذين آتيناهم الكتاب هم الائمة

 ١٢١

 ٤٢

عهد الامامة لا يناله الظالمون

 ١٢٤

 ٤٣

من جحد وصىّ ابراهيم ومن جحد وصىّ محمد له عذاب النار

 ١٢٦ و ١٣٦

 ٤٦

صبغة الله امير المؤمنين فى الميثاق

 ١٣٦ و ١٣٨

 ٤٦

الائمة امّة الوسط

 ١٤٣

 ٤٧

القائم من اهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

 ١٤٨

 ٤٧

تسبيح فاطمة (ع) من ذكر الله الكثير

 ١٥٢

 ٤٩

ما نزل : يا ايها الذين آمنوا الّا كان على شريفها

 ١٥٣

 ٤٩

قدام ظهور القائم علامات

 ١٥٧

 ٥٠

أئمة الضلالة لا يخرجون من النار وعلى خليفة الله

 ١٥٩

 ٥١

اليسر علي وأعدائه العسر

 ١٨٥

 ٥٣

الائمة حجج الله وباب الله وابوابه

 ١٨٩

 ٥٣

لا عدوان الّا على ذرية قتلة الحسين (ع)

 ١٩٣

 ٥٤

مبيت امير المؤمنين على فراش رسول الله (ص)

 ٢٠٧

 ٥٤

السلم ولاية على عليه‌السلام

 ٢٠٨

 ٥٥

الصلاة الوسطى امير المؤمنين عليه‌السلام

 ٢٣٨

 ٥٦

ما خلق الله خلقا افضل من محمد والفضل بعده لعلى

 ٢٥٣

 ٥٧


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

الشفعاء الذين اذن لهم هم محمد والائمة

 ٢٥٥

 ٥٨

الائمة هم العروة الوثقى

 ٢٥٦

 ٥٨

ان الله يفعو عن شيعة آل محمد عليهم‌السلام

 ٢٥٧

 ٥٩

الخير الكثير طاعة الامام ومعرفته

 ٢٦٥

 ٦٠

امير المؤمنين تصدّق ليلا ونهارا وسرّا وعلانية

 ٢٧٤

 ٦١

عروج النبى الى السماء وولاية على من الله مشافهة

 ٢٨٥

 ٦١

«سورة آل عمران»

خطبة الرسول فى الغدير ، والراسخون هم آل محمد

 ٧

 ٦٣

اولوا العلم هم الانبياء والاوصياء

 ١٨

 ٤٦

الاسلام هو التسليم لعلى بن ابى طالب عليه‌السلام

 ١٩

 ٦٤

لا يتبع الائمة احد الّا احبّة الله

 ٣١

 ٦٥

النبى يجعل العلم وآثار النبوة عند على بامر من الله

 ٣٤

 ٦٦

ان الله اصطفى فاطمة على جميع نساء العالمين

 ٤٢

 ٦٧

ما باهل النبى إلّا بعلى وفاطمة والحسن والحسين

 ٦١

 ٦٧

اولى بابراهيم هم الائمة واتباعهم

 ٦٨

 ٦٨

ان الله لا ينظر الى من ادّعى الامامة وليس من اهلها

 ٧٧

 ٦٩

الرسول يدفع اللواء الى امير المؤمنين

 ٨١

 ٦٩

اذا قام القائم نودى بالتوحيد والرسالة فى جميع الارض

 ٨٣

 ٧٠

محاجة الامام الصادق مع ابى حنيفة

 ٩٥ و ٩٧

 ٧١


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

النبى (ص) يخلف فى الامة كتاب الله وعلى بن ابى طالب

 ١٠٣

 ٧٢

الائمة هم خير امة

 ١١٠

 ٧٣

القرآن حبل من الله ، وامير المؤمنين حبل من الناس

 ١١٢

 ٧٣

امر ولاية على عليه‌السلام من الله عزوجل

 ١٢٨

 ٧٤

الميت على ولاية الائمة شهيد وان مات على فراشه

 ١٦٩

 ٧٤

الشيعة حين صارت ارواحهم فى الجنة استيقنوا انهم على الحق

 ١٧٠

 ٧٥

النبى يرسل عليا وعمارا الى اهل مكة والمنافقون يخوفونهما

 ١٧٣

 ٧٥

ان الله يكسوا امير المؤمنين والائمة يوم القيامة من حلل الجنة

 ١٨٥

 ٧٦

نودى امير المؤمنين من السماء ان آمن بالرسول فآمن به

 ١٩٣

 ٧٧

يجب المرابطة مع الامام

 ٢٠٠

 ٧٧

«سورة النساء»

يجب صلة ارحام محمد (ص) وصلة ارحام الاقرباء

 ١

 ٧٩

جمع الله لمحمد وآله علم النبيين

 ٢٦

 ٧٩

محمد وعلى والدّى هذه الامة

 ٣٦

 ٨٠

علامات قرب ظهور الحجة من خروج السفيانى وغيره

 ٤٧

 ٨١

الشرك فى ولاية على يعد من الشرك بالله

 ٤٨

 ٨٢

فضل عترة الرسول على سائر الناس

 ٥٤

 ٨٣

اولوا الامر هم الائمة من ولد على وفاطمة

 ٥٩

 ٨٣

لو فعلوا الناس ما يوعظون فى عليّ كان خيرا لهم

 ٦٦

 ٨٦

يجب صلة ارحام محمد (ص) وصلة ارحام الاقرباء

 ١

 ٧٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

الصديقون والشهداء هم الائمة والذين معهم هم الشيعة

 ٦٩

 ٨٦

لا يقبل الله العبادة الّا بمعرفة الائمة والايمان بهم

 ٧٧

 ٨٧

الرحمة والبرهان رسول الله ، الفضل والنور المبين على

 ١١٣ و ١١٤

 ٨٧

«سورة المائدة»

بناء الاسلام على خمس ، وختمه بالولاية

 ٣

 ٨٩

من كفر بولاية على حبط عمله

 ٥

 ٩٠

ميثاق الله هو ميثاق الرسول من الناس بالولاية

 ٧

 ٩٠

من تحريف الكلم تنحّى امير المؤمنين عن مواضعه

 ١٣

 ٩١

النور امير المؤمنين والائمة

 ١٥

 ٩١

الائمة من ولد الحسين طاعتهم واجبة

 ٣٥

 ٩١

عدو على لا يخرج من النار

 ٣٧

 ٩٢

اصحاب صاحب الامر يأتى الله بهم جميعا

 ٥٤

 ٩٢

مناشدة امير المؤمنين فى المسجد ايام عثمان

 ٥٥

 ٩٣

حزب الله هم الاوصياء فى عصر بعد عصر

 ٥٦

 ٩٥

خطبة الرسول فى الغدير

 ٦٧

 ٩٥

وما انزل اليكم اى ولاية على

 ٦٨

 ٩٦

الناس عموا وصمّوا حيث قبض الرسول وتاب عليهم حيث قام الامير

 ٧١

 ٩٧

العدل رسول الله والامام من بعده

 ٩٥

 ٩٧


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

«سورة الانعام»

ان الله امر النبى ان ينصب عليا بالولاية

 ١

 ٩٩

يحلفون بانّهم ما كانوا مشركين بولاية على

 ٢٣

 ١٠٠

ابو جعفر الباقر يرى لجابر ملكوت السموات والارض

 ٧٥

 ١٠٠

الحسن والحسين ابناء الرسول والآية تدلّ على ذلك

 ٨٤ ـ ٨٥

 ١٠١

من سبّ ولىّ الله فقد سبّ الله

 ١٠٨

 ١٠٢

كيفية خلق الامام

 ١١٥

 ١٠٣

الميت من لا يعرف الامام

 ١٢٢

 ١٠٣

الائمة حجج الله البالغة

 ١٤٩

 ١٠٣

الوالدان رسول الله وامير المؤمنين

 ١٥١

 ١٠٤

صراط المستقيم ولاية على واولاده

 ١٥٣

 ١٠٤

«سورة الاعراف»

الشيطان انما يعمد للشيعة

 ١٦ ـ ١٧

 ١٠٦

الفاحشة هى ائمة الجور

 ٢٨

 ١٠٦

المراد بالمساجد الائمة

 ٢٩ ـ ٣٢

 ١٠٦

ما بطن من الفواحش هى ائمة الجور

 ٣٣

 ١٠٦

اذا رأت الشيعة فى القيامة النبى والائمة يحمدون الله

 ٤٣

 ١٠٧

آل محمد عليهم‌السلام رجال الاعراف

 ٤٦

 ١٠٨

انّ الله لما خلق الخلق دعاهم الى الاقرار بالتوحيد وبالرسالة والامامة

 ١٠١ ـ ١٠٢

 ١٠٨


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

ان الله يمدح الائمة بصبرهم

 ١٣٧

 ١٠٩

النور فى هذا الموضع امير المؤمنين والائمة

 ١٥٧

 ١١٠

سبعة وعشرين رجلا يخرجون مع القائم

 ١٥٩

 ١١٠

ولاية الائمة ولاية الله

 ١٦٠

 ١١١

اول من اجاب فى الميثاق رسول الله وامير المؤمنين (ع)

 ١٧٢

 ١١١

مثل القائم مثل الساعة لا يأتى الّا بغتة

 ١٨٧

 ١١٢

النور محمد فلما قبضه ذهب بنورهم

 ١٩٨

 ١١٢

الائمة لا يستكبرون عن عبادة الله

 ٢٠٦

 ١١٣

«سورة الانفال»

انّ الله فرض طاعة اهل البيت عليهم‌السلام

 ١

 ١١٥

على عليه‌السلام كلمات الله فى الباطن

 ٧

 ١١٥

استجيبوا لله فى ولاية على (ع)

 ٢٤

 ١١٦

الفتنة ترك البيعة مع على والبيعة مع غيره

 ٢٥

 ١١٦

نعمان بن الحارث يطلب العذاب فنزلت عليه حجارة من السماء

 ٣٠ ـ ٣٢

 ١١٧

يبلغ دين محمد الى اطراف العالم فى عصر المهدى عليه‌السلام

 ٣٩

 ١١٧

نصر الله هو امير المؤمنين

 ٦٢

 ١١٧

اولوا الارحام نزلت فى الخمسة الطيبة

 ٧٥

 ١١٨


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة التوبة»

يوم الحج الاكبر يوم خروج المهدى

 ٢

 ١١٩

ائمة الكفر هم الذين قاتلوا امير المؤمنين (ع)

 ١٢

 ١١٩

نور الله امير المؤمنين وايمانه افضل من سقاية الحاج

 ١٩

 ١٢٠

لما قبض رسول الله جهد الناس لاطفاء نور الله

 ٣٢

 ١٢٠

لا ينزل تأويل هذه الاية حتى يخرج القائم

 ٣٣

 ١٢٠

السنة رسول الله والشهور الائمة

 ٣٦

 ١٢١

لا تقبل الاعمال الّا بولاية اهل البيت (ع)

 ٥٤ ـ ٥٥

 ١٢١

الاعمال تعرض على رسول الله والائمة

 ١٠٥

 ١٢٢

عدو اهل البيت يؤسس بنيانه على شفا جرف هار

 ١٠٩

 ١٢٢

من توالى محمد والائمة كان مع الصادقين

 ١١٩

 ١٢٢

«سورة يونس»

مثل محمد الشمس ومثل الوصى القمر

 ٥

 ١٢٥

ليس للنبى تبديل الامامة

 ١٥

 ١٢٥

صاحب الامر يذكر لابن مهزيار بعض العلامات

 ٢٤

 ١٢٦

صيحتان عند قيام المهدى ، لكل قرن هاد من آل الرسول

 ٣٥ و ٤٧

 ١٢٧

يظهر معنى هذه الاية فى الرجعة

 ٥٤

 ١٢٨

الامام يبشرهم بقيام المهدى

 ٦٤

 ١٢٨

لا يبيت فى مسجد الرسول الّا امير المؤمنين

 ٨٧

 ١٢٨


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة هود»

ذى فضل على بن ابى طالب (ع)

 ٣ ـ ٥

 ١٣١

ان الله حمل الرسول والامير العلم والدين

 ٧

 ١٣٢

اصحاب القائم ثلاث مأة وبضعة عشر رجلا

 ٨

 ١٣٣

ما نزلت آية على رسول الله الّا وعلىّ عالم بخصوصيتها

 ١٧

 ١٣٣

الائمة هم الاشهاد

 ١٨

 ١٣٤

التسليم هو الاخبات

 ٢٣

 ١٣٤

مثل اهل البيت مثل سفينة نوح

 ٤١

 ١٣٤

ظهور كرامات من الامام الباقر لما احضره هشام

 ٨٦

 ١٣٥

«سورة يوسف»

معنى الموثق الذى أخذه يعقوب على اولاده

 ٦٦

 ١٣٧

على (ع) اول من اتبع رسول الله (ص)

 ١٠٨

 ١٣٧

«سورة الرعد»

المنذر رسول الله والامام هاد فى كل قرن

 ٧

 ١٣٩

يجب صلة آل محمد ، والشيعة اصبر من الامام

 ٢١ و ٢٩

 ١٤٠

الملائكة شهدت عقد فاطمة عليها‌السلام

 ٣٨

 ١٤١

لو لا المحو لا خبر الامام السجاد بما كان وما يكون

 ٣٩

 ١٤٢

امير المؤمنين عليه‌السلام عنده علم الكتاب

 ٤٣

 ١٤٢


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة ابراهيم»

من لم يكن له امام من الله فسعيه غير مقبول

 ١٨

 ١٤٣

الشيطان هو الثانى

 ٢٣

 ١٤٤

رسول الله الشجرة الطيبة وعلى فرعها

 ٢٥

 ١٤٤

رسول الله كان نعمة من الله وقريش كفروا به

 ٢٨

 ١٤٥

من اتبع اهل البيت عليهم‌السلام فهو منهم

 ٣٦

 ١٤٥

«سورة الحجر»

رجوع امير المؤمنين وشيعته الى الدنيا

 ٢

 ١٤٧

الائمة هم اهل الذكر وهم اهل العلم

 ٩

 ١٤٧

الامام المهدى يضرب عنق ابليس

 ٣٥ ـ ٣٦

 ١٤٧

الصراط المستقيم على بن ابى طالب عليه‌السلام

 ٤١

 ١٤٨

للجنة ثمانية ابواب وعلى ينجى شيعته

 ٤٤

 ١٤٨

ذكر الله تعالى الشيعة فى كتابه

 ٤٧

 ١٤٩

الائمة هم السبع المثانى

 ٨٧

 ١٥٠

«سورة النحل»

اول من يبايع المهدى (ع) جبرئيل

 ١

 ١٥١

الذين يدعون من دون الله هم الاول والثانى والثالث

 ٢٠

 ١٥١

وزر المعصية فى عنق من اسسها

 ٢٥

 ١٥٢


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

ما بعث نبى الّا بولاية اهل البيت

 ٣٦

 ١٥٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع القائم

 ٣٨

 ١٥٢

المؤمنون يرجعون الى الدنيا فى عصر القائم (ع)

 ٤٥

 ١٥٣

رسول الله (ص) يلقب عليا بامرة المؤمنين

 ٦٤

 ١٥٣

على بن ابى طالب (ع) نعمة الله

 ٨٣

 ١٥٤

الامام الصادق اعلم بكتاب الله

 ٨٩

 ١٥٤

العدل رسول الله ، والاحسان على

 ٩٠

 ١٥٥

رسول الله فى الغدير امر بالتسليم على علىّ بأمرة المؤمنين

 ٩١

 ١٥٦

ليس للشيطان ان يزيل المؤمن عن الولاية

 ٩٩

 ١٥٦

«سورة الاسراء»

وصى الله النبى فى المعراج بالولاية

 ١

 ١٥٧

الفساد مرتين هو قتل على وطعن الحسن (ع)

 ٤

 ١٥٨

الامام لابد ان يكون معصوما

 ٩

 ١٥٩

النبى يعطى الفدك الى فاطمة بأمر من الله

 ٢٦

 ١٦٠

المهدى ولى دم الحسين لو قتل اهل الارض ما كان مسرفا

 ٣٣

 ١٦١

يوم القيامة يسئل عن ولاية امير المؤمنين (ع)

 ٣٦

 ١٦١

فضل على بن ابى طالب على جميع النبيين الّا محمد (ص)

 ٥٥

 ١٦٢

الشجرة الملعونة بنو امية

 ٦٠

 ١٦٢

اذا عرفت الامام لم يضرّك شىء

 ٧١

 ١٦٣


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

ارادوا القوم ان يربطوا رأى النّبى فى علىّ

 ٧٣

 ١٦٣

كلما جرى فى الامم السابقة يجرى فى هذه الامة

 ٧٧

 ١٦٤

المقام المحمود شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

 ٧٩

 ١٦٥

اذا قام القائم ذهب دولة الباطل

 ٨١

 ١٦٦

الشفاء فى علم القرآن

 ٨٣

 ١٦٦

الروح خلق اعظم من جبرئيل

 ٨٥

 ١٦٧

اكثر الناس ابى عن ولاية على

 ٨٩

 ١٦٧

النبى (ص) اظهر ولاية على فى الغدير

 ١١٠

 ١٦٧

«سورة الكهف»

البأس الشديد على عليه‌السلام

 ١ ـ ٢

 ١٦٩

مثل ابى طالب مثل اصحاب الكهف

 ٩

 ١٦٩

يخرج القائم من ظهر الكعبة سبع وعشرون رجلا

 ١٨

 ١٦٩

القائم (ع) يكون فى عالمه تسعة عشر سنة

 ٢٨

 ١٧٠

ان الله اعتد للظالمين حق آل محمد نارا

 ٢٩ ـ ٣٠

 ١٧٠

الامام على يتوجه الى قبر الرسول ويشتكى من القوم

 ٣٧

 ١٧١

ولاية الحق ولاية امير المؤمنين (ع)

 ٤٤

 ١٧١

السحابة الذلول كانت لذى القرنين والصعب للقائم (ع)

 ٨٣

 ١٧١

ان الله شبه الكافرين بولاية على بالعميان

 ١٠١

 ١٧٢

ما من اصحاب محمد (ص) الّا عاتبه الله الّا عليا وانه ما ذكر الّا نجير

 ١٠٧

 ١٧٣


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

الائمة كلمات الرب

 ١٠٩

 ١٧٣

لا يتخذ مع ولاية آل محمد ولاية غيرهم

 ١١٠

 ١٧٤

«سورة مريم»

الامام الصادق يشرح حروف اول هذه السورة فى الشيعة

 ١ ـ ٢

 ١٧٥

يحيى والحسين لم يكن لهما سمّى من قبل

 ٧

 ١٧٥

يحيى اتاه الحكم صبيّا وكذا الامام الجواد عليهما‌السلام

 ١٢

 ١٧٦

لا تبقى الارض بلا حجة

 ٣٠

 ١٧٦

علامات لآخر الزمان

 ٣٧

 ١٧٧

القائم هو الحادى عشر من اولاد على عليه‌السلام

 ٥٠

 ١٧٨

من اراد النظر الى اسماعيل فى صدقه فلينظر الى على

 ٥٤

 ١٧٨

رسول الله دعا قريشا الى ولاية اهل البيت فأبوا

 ٧٣

 ١٧٩

العهد ولاية امير المؤمنين

 ٨٧

 ١٧٩

العمل الصالح هو ولاية علي عليه‌السلام

 ٩٧

 ١٧٩

«سورة طه»

طه طهارة اهل البيت (ع)

 ١ ـ ٣

 ١٨١

الائمة هم اولوا النهى

 ٥٤

 ١٨٢

ابراهيم ما خاف لما وضع فى المنجنيق لان الائمة فى صلبه

 ٦٧

 ١٨٢

أمر الناس ان يحجّوا ثم ان يأتوا الائمة

 ٨٢

 ١٨٣


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

من قال بالائمة فلا يضل ولا يشقى

 ١٢٣ ـ ١٢٤

 ١٨٣

لاهل محمد (ص) منزلة خاصة

 ١٣٢

 ١٨٤

الملكان فى القبر يسئلان عن الرب والنبى والامام

 ١٣٥

 ١٨٥

 «سورة الانبياء»

السر والنجوى فى صدورهم من عداوة اهل البيت

 ٣

 ١٨٧

اهل الذكر آل محمد (ع)

 ٧

 ١٨٧

اذا خرج القائم يهرب بنو أمية الى الروم

 ١٢

 ١٨٨

ارسل محمد (ص) الى كافة الناس

 ٣٠

 ١٨٨

جابر يقرء سلام النبى (ص) الى الامام الباقر (ع)

 ٧٣

 ١٨٩

على وشيعته لا يحزنون يوم القيامة

 ١٠٣

 ١٩٠

كل كتاب نزل من عند الله فهو عند محمد (ص)

 ١٠٥

 ١٩١

«سورة الحج»

المجادل هو الاول والثانى

 ٨ ـ ٩

 ١٩٣

من نصب اماما دون ائمة اهل البيت فهو يعبد الله على حرف

 ١١

 ١٩٣

الذين كفروا بولاية علي قطّعت لهم ثياب من نار

 ١٩

 ١٩٤

صراط الحميد صراط اهل البيت (ع)

 ٢٤

 ١٩٤

معاوية فرعون هذه الامة

 ٢٥

 ١٩٤

هذه الآية نزلت فى اهل البيت

 ٣٩ ـ ٤٠

 ١٩٥


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

الائمة هم الذين ان مكّن الله لهم أقاموا الصلاة

 ٤١

 ١٩٥

الامام هو القصر المشيد ، والبئر المعطلة هو الامام الصامت

 ٤٥

 ١٩٦

الامام يسمع الصوت ولا يرى الملك

 ٥٢

 ١٩٦

انّ الله اصطفى من اولي العزم محمدا ومن الاوصياء على

 ٥٧

 ١٩٧

الائمة شهداء على الناس

 ٧٨

 ١٩٧

 «سورة المؤمنون»

افلح المؤمنون بعلي

 ١

 ١٩٩

الاعمال لا تقبل الّا بالولاية

 ٦٠

 ٢٠٠

علي لم يسبقه احد الى الخيرات

 ٦١

 ٢٠٠

الناكب عن الولاية هو الناكب عن الصراط

 ٧٤

 ٢٠٠

الامام علي عليه‌السلام يرجع فى الرجعة

 ٧٧

 ٢٠١

محاربوا أمير المؤمنين يحشرون على وجوههم

 ١٠٤

 ٢٠١

علي وفاطمة والحسن والحسين هم الفائزون

 ١١١

 ٢٠٢

«سورة النور»

فضل الله ورسوله ورحمته الائمة

 ١٠

 ٢٠٣

المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والزجاجة الحسين (ع)

 ٣٥

 ٢٠٣

بيت علي وفاطمة اذن الله ان ترفع فيها اسمه

 ٣٦ ـ ٣٧

 ٢٠٤

الذين كفروا بولاية علي أعمالهم كسراب

 ٣٩

 ٢٠٥


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

عثمان لا يرضى بحكم الرسول (ص)

 ٥١

 ٢٠٦

النسب فاطمة والصهر علي

 ٥٤ ـ ٥٥

 ٢٠٦

الاعمال تعرض كل خميس على رسول الله (ص)

 ٦٣

 ٢٠٨

 «سورة الفرقان»

الظالمون لآل محمد حقهم ينسبون السحر الى رسول الله (ص)

 ٨

 ٢٠٩

الليل والنهار كل واحد منهما اثنا عشر ساعة والائمة اثنا عشر اماما

 ١١

 ٢٠٩

اتباع ائمة الجور يدعون بالويل والثبور فى القيامة

 ١٤

 ٢١٠

ان الله يجعل اعمال مبغضى اهل البيت هباء منثورا

 ٢٣

 ٢١٠

الشيطان هو الثانى

 ٢٧ ـ ٢٨

 ٢١١

المراد فى الآية محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين

 ٥٤

 ٢١١

علي آية لمحمد عليهما‌السلام

 ٥٥

 ٢١٢

الاوصياء يمشون على الارض هونا

 ٦٣

 ٢١٢

انّ الله يغفر لولي عليّ ولو كان عليه مثل زبد البحر

 ٧٠

 ٢١٣

الائمة عليهم‌السلام هم ائمة المتقين

 ٧٤

 ٢١٣

«سورة الشعراء»

انّ الله آخا بين محمد وعلي عليهما‌السلام

 ٣ ـ ٤

 ٢١٥

عليّ لسان الصدق

 ٨٤

 ٢١٦

الناصب شر من تارك الصلوة

 ١٠٠ ـ ١٠١

 ٢١٧


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

ولاية علي نزل به الروح الامين

 ١٩٢ ـ ١٩٣

 ٢١٧

ليلة القدر خير من الف شهر ، اى مدّة ملك بنى اميّة

 ٢٠٥ ـ ٢٠٧

 ٢١٨

رسول الله دعا عشيرته الى الاسلام فما قبل غير علي عليه‌السلام

 ٢١٤

 ٢١٨

رسول الله كان فى اصلاب طاهرة

 ٢١٧ ـ ٢١٩

 ٢١٩

علي خليفة رسول الله فى حياته ومماته

 ٢٢٧

 ٢٢٠

«سورة النمل»

صحف ابراهيم والواح موسى عند الائمة (ع)

 ١٦

 ٢٢١

عند الائمة اثنا وسبعون حرفا من الاسم الاعظم

 ٤٠

 ٢٢٢

لا يحبّ عليا الّا مؤمن

 ٦٢

 ٢٢٢

علي قسيم الله بين الجنة والنار

 ٨٢

 ٢٢٣

فوج من هذه الامة يرجعون الى الدنيا

 ٨٣

 ٢٢٤

الحسنة معرفة الولاية والسيئة انكارها

 ٨٩ ـ ٩٠

 ٢٢٤

ليس لله آية اكبر من علي عليه‌السلام

 ٩٣

 ٢٢٥

صحف ابراهيم والواح موسى عند الائمة (ع)

 ١٦

 ٢٢١

«سورة القصص»

اهل بيت الرسول هم المستضعفون بعده

 ٥

 ٢٢٧

صاحب الامر يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا

 ٦

 ٢٢٨

البقعة المباركة كربلاء

 ٣٠

 ٢٢٩

انّ الله يعطى الشيعة قبل السؤال

 ٤٦

 ٢٢٩

وصلنا لهم القول ، اى امام الى امام

 ٥١

 ٢٢٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

اتى الله الشيعة كما اتى اهل الكتاب ، وابو طالب امن بحساب الحمل

 ٥٤

 ٢٣٠

ان الله اختار رسول الله واهل بيته على الخلق جميعا

 ٦٨

 ٢٣٠

يرجع رسول الله والائمة الى الدنيا

 ٨٥

 ٢٣٠

الائمة هم المثانى

 ٨٨

 ٢٣١

«سورة العنكبوت»

قول رسول الله لعمار : اسلك وادى علي

 ٢

 ٢٣٣

افضل والديكم محمد وعلى عليهما‌السلام

 ٨

 ٢٣٣

رحم الله ضعفاء الشيعة

 ٤٥

 ٢٣٤

آل محمد آتاهم الله الكتاب

 ٤٧

 ٢٣٤

المحسنون هم آل محمد (ص)

 ٦٩

 ٢٣٥

 «سورة الروم»

يفرح المؤمنون بقيام المهدى عليه‌السلام

 ٣

 ٢٣٧

سميّت فاطمة فى السماء منصورة

 ٥

 ٢٣٧

الولاية من الدين الحنيف

 ٣٠

 ٢٣٨

اعطى رسول الله فاطمة فدكا

 ٣٨

 ٢٣٨

ظهر الفساد يوم قالت الانصار منا امير ومنكم امير

 ٤١

 ٢٣٨

الائمة فى ولد علي الى يوم القيامة

 ٥٦

 ٢٣٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة لقمان»

لقمان اوتى معرفة الامام

 ١٢

 ٢٤١

علي عليه‌السلام احد الوالدين

 ١٤

 ٢٤١

النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة امام الامام الغائب

 ٢٠

 ٢٤٢

العروة الوثقى ولاية امير المؤمنين (ع)

 ٢٢

 ٢٤٢

لا تحصى فضائل علي بن ابى طالب (ع)

 ٢٧

 ٢٤٣

 «سورة السجدة»

المؤمن امير المؤمنين والفاسق وليد بن عقبة

 ١٨

 ٢٤٥

العذاب الاكبر خروج القائم بالسيف

 ٢١

 ٢٤٥

مدح الله الرسول والائمة بالصبر

 ٢٤

 ٢٤٦

من لم يكن مؤمنا قبل خروج القائم لا ينفع ايمانه يوم خروجه

 ٢٩

 ٢٤٦

 «سورة الاحزاب»

الحسين الكلمة الباقية

 ٦

 ٢٤٧

اول من سبق الى الميثاق رسول الله

 ٧

 ٢٤٨

ضربة على يوم الخندق ارجح من عبادة الثقلين

 ٩

 ٢٤٩

آية التطهير نزلت فى محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين

 ٢٣

 ٢٤٩

انّ الله اعطى عليّا فضيلة لم يعطها احدا

 ٢٥

 ٢٤٩

آية التطهير نزلت فى الخمسة الطيبة

 ٣٣

 ٢٥٠


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

تسبيح فاطمة من الذكر الكثير

 ٤١

 ٢٥٢

ثواب الصلوات على محمد وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله

 ٤٣

 ٢٥٢

كيفية الصلوة على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

 ٥٦

 ٢٥٣

قول الرسول (ص) علي منّى وانا من علي

 ٥٧

 ٢٥٦

من اطاع الله فى ولاية علي فاز فوزا عظيما

 ٧١ ـ ٧٢

 ٢٥٧

اوتو العلم هو امير المؤمنين (ع)

 ٦

 ٢٥٩

القرى الظاهرة خدام الائمة

 ١٨

 ٢٥٩

الابالسة حثوا التراب على رؤسهم

 ٢٠

 ٢٦٠

كل الناس بحاجة الى شفاعة محمد (ص)

 ٢٣

 ٢٦٠

الواحدة ولاية على بن ابى طالب (ع)

 ٤٦

 ٢٦١

الحسنة توالى الاوصياء من آل محمد (ص)

 ٤٧

 ٢٦١

السفيانى يملك قدر حمل امرأة

 ٥١ ـ ٥٢

«سورة فاطر»

هذه الاية نزلت فى زريق وجتر

 ٨

 ٢٦٣

العمل الصالح ولاية اهل البيت

 ١٠

 ٢٦٣

السابق بالخيرات هو الامام

 ٣٣

 ٢٦٤

النبى (ص) يخبر بفضل فاطمة

 ٣٤

 ٢٤٤


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة يس»

الذين لم يقرّوا بولاية امير المؤمنين فى اعناقهم غلّ

 ٦

 ٢٦٧

امير المؤمنين هو الامام المبين

 ١٢

 ٢٦٨

اضائت الارض بنور محمد وبعد قبض محمد ظهرت الظلمة

 ٣٧

 ٢٦٩

«سورة الصافات»

الذين ظلموا حق آل محمد يحشرون الى الجحيم

 ٢٢

 ٢٧١

يوم القيامة يسئل عن ولاية على (ع)

 ٢٤

 ٢٧١

ابراهيم من شيعة امير المؤمنين (ع)

 ٨٣

 ٢٧١

آل ياسين هم آل محمد (ص)

 ١٣٠

 ٢٧٣

الاوصياء لهم مقام معلوم

 ١٦٤

 ٢٧٤

«سورة ص»

الامام يعرف جميع اللغات

 ٢٠

 ٢٧٥

المتقين امير المؤمنين واصحابه

 ٢٨

 ٢٧٥

امير المؤمنين والائمة هم اولوا الالباب

 ٢٩

 ٢٧٦

للرسول ان يعطى ما يشاء لمن يشاء

 ٣٩

 ٢٧٦

لا يدخل احد من الشيعة النار خالدا فيها

 ٦٢

 ٢٧٦

العالين هم محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين (ع)

 ٧٥

 ٢٧٧


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة الزمر»

الذين يعلمون هم الائمة

 ٩

 ٢٧٩

مدح الذين لا ينقصون من الحديث ولا يزيدون فيه

 ١٧ ـ ١٨

 ٢٧٩

علي شرح الله صدره للاسلام

 ٢٢

 ٢٨٠

المسلمون يتفرقون ثلاثة وسبعين فرقة

 ٢٩

 ٢٨٠

الذى كذب بالصدق هو الذى ردّ قول الرسول فى علي (ع)

 ٣٢

 ٢٨١

الامام الصادق (ع) بريء من ابى الخطاب وقوله

 ٤٥

 ٢٨١

انّ الله يغفر ذنوب شيعة آل محمد

 ٥٣

 ٢٨٢

جنب الله امير المؤمنين (ع)

 ٥٥ ـ ٥٦

 ٢٨٢

من ادعى الامامة بغير حق يسوّد وجهه

 ٦٠

 ٢٨٣

لا يجوز التشريك فى ولاية علي (ع)

 ٦٥

 ٢٨٣

تشرق الارض بنور الامام

 ٦٩

 ٢٨٤

الشيعة طابت مواليدهم

 ٧٣ ـ ٧٤

 ٢٨٤

 «سورة المؤمن»

انّ الله يغفر ذنوب الشيعة

 ١ ـ ٣

 ٢٨٧

الملائكة يستغفرون للشيعة

 ٧

 ٢٨٧

ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا

 ٢٨

 ٢٨٨

اذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من الخير يقبل منك

 ٤٠

 ٢٨٨

ان الله ينصر المؤمنين فى الرجعة

 ٥١

 ٢٨٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

فى يوم القيامة تسلب لا اله الّا الله الّا من الشيعة

 ٦٥

 ٢٨٩

«سورة فصّلت»

الائمة خزان علم الله

 ٢٩

 ٢٩٠

الائمة استقاموا واحدا بعد واحد

 ٣٠

 ٢٩٠

الائمة هم الحسنة وبنو امية هم السيئة

 ٣٤

 ٢٩٠

الائمة آيات الله فى الافاق

 ٥٣

 ٢٩١

«سورة الشورى»

الائمة امناء الله فى ارضه

 ١٣

 ٢٩٣

حرث الاخرة معرفة امير المؤمنين والائمة

 ١٩ ـ ٢٠

 ٢٩٤

قربى رسول الله الائمة من اهل البيت (ع)

 ٢٣

 ٢٩٤

المنتصر بعد ظلمه هو القائم عجل الله تعالى فرجه

 ٤١

 ٢٩٦

الظالمون يرون العذاب فى الرجعة

 ٤٤

 ٢٩٦

«سورة الزخرف»

الصراط المستقيم هو امير المؤمنين (ع)

 ٤

 ٢٩٧

الكلمة الباقية هى الامامة فى ذرية الحسين (ع)

 ٢٨

 ٢٩٧

انّ الله ينتقم بامير المؤمنين (ع)

 ٤١

 ٢٩٧

صراط المستقيم علي (ع)

 ٤٢

 ٢٩٨

الذكر رسول الله (ص)

 ٤٤

 ٢٩٨


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

بعثوا النبيين على ولاية محمد وعلي

 ٤٥

 ٢٩٩

فى علي شبها من عيسى

 ٥٧

 ٣٠٠

علي لعلم للساعة

 ٦١

 ٣٠٠

افترض الله على الخلق ولاية علي

 ٧٩

 ٣٠١

انّ الله امر النبيّ ان يبين فضل علي

 ٨٨

 ٣٠١

«سورة الدخان»

انزل القرآن فى ليلة القدر جملة واحدة

 ١

 ٣٠٣

فضيلة البكاء على سيد الشهداء (ع)

 ٢٩

 ٣٠٤

الّا من رحم ، يعنى عليا وشيعته

 ٤١

 ٣٠٥

«سورة الجاثية»

رسول الله ينطق بالكتاب

 ٢٩

 ٣٠٥

 «سورة الاحقاف»

ذا اثارة من العلم ، اي علم الانبياء والاوصياء

 ٤

 ٣٠٦

الذين استقاموا على ولاية علي لا خوف عليهم

 ١٣

 ٣٠٦

حملت فاطمة بالحسين كرها

 ١٥

 ٣٠٦

سادة النبيّون خمسة

 ٣٥

 ٣٠٧


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة محمد (ص)»

احتجاج الامام على (ع) بعد وفات الرسول

 ١

 ٣٠٩

ولاية علي هى الحق

 ٢

 ٣١٠

الذين كرهوا ولاية على حبطت اعمالهم

 ٩

 ٣١٠

رسول الله يخبر الناس باشراط الساعة

 ١٨

 ٣١١

بنوا اميّة قطعوا ارحامهم

 ٢٢

 ٣١٢

ارتدّ الناس بعد وفات الرسول الّا نفر يسير

 ٢٥

 ٣١٢

حذيفة يعرف المنافقين

 ٢٩ ـ ٣٠

 ٣١٣

الموالى خير من الذين ارتدوا عن الولاية

 ٣٨

 ٣١٣

«سورة الفتح»

انّ الله يغفر ذنوب الشيعة

 ١ ـ ٢

 ٣١٥

كلمة التقوى هى الايمان

 ٤

 ٣١٦

على اول من ابيع الرسول تحت الشجرة

 ١٨

 ٣١٧

لا يظهر الحجة حتى يخرج كل مؤمن يكون فى صلب كافر

 ٢٥

 ٣١٧

علي راية الهدى

 ٢٦

 ٣١٨

يظهر الاسلام على جميع الاديان فى عصر القائم (ع)

 ٢٨

 ٣١٨

علي كمثل الزرع يوجب الزراع

 ٢٩

 ٣١٨

اللواء بيد امير المؤمنين فى القيامة

 ٣٥

 ٣١٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة الحجرات»

الذى امتحن الله قلبه للتقوى هو امير المؤمنين (ع)

 ٣

 ٣٢١

علي يقاتل على التأويل

 ٩

 ٣٢٢

قال رسول الله لعلي : انت اخى وانا اخوك

 ١٠

 ٣٢٢

الفرق بين الاسلام والايمان

 ١٥

 ٣٢٣

علي يحفر الخندق وجبرئيل يكنس التراب

 ١٧

 ٣٢٣

«سورة ق»

على قسيم الجنة النار

 ٢٤

 ٣٢٤

صيحة من السماء والمنادى ينادى بأسم القائم

 ٤١ ـ ٤٢

 ٣٢٥

«سورة الذاريات»

علي هو الدين الواقع

 ٦

 ٣٢٥

من استقام على ولاية علي دخل الجنة

 ٩

 ٣٢٦

همّ الله بهلاك الناس الّا عليّا

 ٥٤ ـ ٥٥

 ٣٢٦

معرفة الله معرفة اهل كل زمان امامهم

 ٥٦

 ٣٢٦

«سورة طور»

لا يقاس بآل محمد احد من الناس

 ٢١

 ٣٢٧

شيعة علي وحالهم فى الجنة

 ٢٦

 ٣٢٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة النجم»

بعد نصب الرسول عليّا بالولاية ، الناس افترقوا ثلاثا

 ١ ـ ٤

 ٣٣٠

محمد (ص) فى المعراج يلتفت عن يسارة فاذا بعلي بن ابى طالب

 ٨ ـ ٩

 ٣٣١

«سورة القمر»

مناديان يناديان احدهما بأسم صاحب الزمان

 ٢

 ٣٣١

ليس على ملة ابراهيم الّا الائمة وشيعتهم

 ٥٤ ـ ٥٥

 ٣٣٢

«سورة الرحمن»

البحران علي وفاطمة واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين

 ١٩ ـ ٢٢

 ٣٣٤

الائمة وجه الله

 ٢٦ ـ ٢٧

 ٣٣٤

لا يسئل عن ذنوب الشيعة

 ٣٩

 ٣٤

صاحب الامر (ع) يعرف المجرمون بسيماهم

 ٤١

 ٣٣٤

محبّوا علي فى العطايا والمواهب من الله

 ٥٢ ـ ٦٦

 ٣٣٥

ان خير نهرا فى الجنة مخرجه من الكوثر

 ٧٠

 ٣٣٥

«سورة الواقعة»

السابقون محمد واهل بيته

 ١٠ ـ ١١

 ٣٣٦

اصحاب اليمين شيعة اهل البيت

 ٩٠ ـ ٩١

 ٣٣٦


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة الحديد»

امير المؤمنين اول من هاجر

 ١٠

 ٣٣٧

صلة الامام فى دولة الفسقة لها اجر كريم

 ١١

 ٣٣٨

الائمة ينزلون المؤمنين منازلهم فى الجنة

 ١٢

 ٣٣٨

محمد سور وعلي الباب

 ١٣ ـ ١٥

 ٣٣٩

الامد امد الغيبة

 ١٦

 ٣٣٩

«سورة المجادلة»

المنافقون تعاهدوا ان لا تكون الخلافة فى بنى هاشم

 ٧

 ٣٤٣

أمارة المنافقين بعض على بن ابى طالب (ع)

 ٩

 ٣٤٤

المنافقون تعاهدوا فى الكعبة ان لا يرجر الامر الى آل محمد

 ١٠

 ٣٤٤

امير المؤمنين فقط قدّم بين يدى نجواه من الصدقات

 ١٢

 ٣٤٥

الامة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة

 ١٦ ـ ١٨

 ٣٤٤

الائمة حزب الله

 ٢٢

 ٣٤٧

«سورة الحشر»

لم يجعل الله لاهل البيت سهما فى الصدقة كرامة لهم

 ٧

 ٣٤٩


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

علي وفاطمة يؤثرون الضيف على اولادهما

 ٩

 ٣٥٠

اصحاب النار من سخط الولاية

 ٢٠

 ٣٥١

«سورة الممتحنة»

اموات يضربون كل عدوّ لله ولرسوله

 ١٣

 ٣٥٣

«سورة الصف»

انّ الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله ، يعنى علي وحمزة

 ٤

 ٣٥٤

لا يبقى يهودى ولا نصرانى الّا صار الى الاسلام

 ٨ ـ ٩

 ٣٥٤

علي هو التجارة المربحة

 ١٠

 ٣٥٥

«سورة الجمعة»

قال علي : نحن الذين بعث الله فينا رسولا

 ٢

 ٣٥٦

الملائكة تدخل مجلسا يذكر فيه فضل آل محمد (ص)

 ٤

 ٣٥٦

يوم الجمعة يوم اخذ الميثاق لولاية محمد ووصيّه

 ٩

 ٣٥٦

«سورة المنافقين»

المنافقون لا يقبلون وصاية علي (ع)

 ١

 ٣٥٧

ما هلك من هلك الّا بترك الولاية

 ١٢

 ٣٥٧


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة التغابن»

يوم الميثاق عرف ايمانهم بموالاة اهل البيت وكفرهم بها

 ٢

 ٣٥٨

البينات هم الائمة

 ٦

 ٣٥٨

النور الائمة من آل محمد (ص)

 ٨

 ٣٥٩

ما هلك من هلك حتى يقوم القائم الّا فى ترك الولاية

 ١٢

 ٣٥٩

«سورة الطلاق»

ان الله يرزق المتقين من حيث لا يحتسبون

 ٣

 ٣٦٠

الذكر رسول الله واهله اهل الذكر

 ١١

 ٣٦٠

«سورة التحريم»

عائشة وحفصة تظاهرتا على النبي (ص)

 ٣

 ٣٦١

علي (ع) صالح المؤمنين

 ٤

 ٣٦٢

ائمة المؤمنين تسعى بين يدى المؤمنين فى القيامة

 ٨

 ٣٦٣

حرّم الله ذرية فاطمة على النار

 ١٢

 ٣٦٣

عائشة وحفصة تظاهرتا على النبي (ص)

 ٣

 ٣٦١

«سورة الملك»

من حادّ عن ولاية على نكب على وجهه فى النار

 ٢٢

 ٣٦٤

المنافقون يرون امير المؤمنين فى اغبط الاماكن

 ٢٧

 ٣٦٤

المنافقون المكذبون بولاية علي فى ضلال مبين

 ٢٩

 ٣٦٥


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة القلم»

كلما آذوا رسول الله يقول : اللهم اغفر لقومى

 ٤

 ٣٦٥

بنو امية مفسدون فى الارض

 ٦

 ٣٦٦

الى السجود ، اى يدعون الى ولاية علي

 ٤٢

 ٣٦٦

لما نصب الرسول عليّا بالولاية المنافقون اتهموه بالجنون

 ٥١

 ٣٦٦

«سورة الحاقة»

المؤتفكات اهل البصرة

 ٩

 ٣٦٧

امير المؤمنين اذن واعية

 ١٢

 ٣٦٧

اربعة من الاولين واربعة من الاخرين يحملون العرش

 ١٧

 ٣٦٨

الامام علي عليه‌السلام يؤتى كتابه بيمينه

 ١٩

 ٣٦٨

معاوية صاحب السلسلة

 ٣١ ـ ٣٢

 ٣٦٩

ولاية على (ع) نزلت من ربّ العالمين

 ٤٠

 ٣٦٩

«سورة المعارج»

الامام على به شبّه من عيسى بن مريم

 ١

 ٣٧٠

الذين على صلواتهم دائمون هم اصحاب الخمسين

 ٢٣

 ٣٧٢

يوم الدين اى يوم خروج القائم (ع)

 ٢٦

 ٣٧٣

المشارق الانبياء والمغارب ، الاوصياء

 ٤٠

 ٣٧٣


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة نوح»

من دخل فى الولاية دخل فى بيت الانبياء

 ٢٨

 ٣٧٣

«سورة الجن»

امر الولاية راجع الى الله تعالى

 ١٣

 ٣٧٤

الطريقة ولاية علي والاوصياء من بعده

 ١٦

 ٣٧٤

لا تتخذوا من غير آل محمد اماما

 ٢٨

 ٣٧٥

«سورة المزمل»

وهجر المكذبين بوصيك

 ١٠

 ٣٧٦

 «سورة المدثر»

الامام الصادق : منا امام مستتر مظفّر

 ٩ ـ ١٠

 ٣٧٧

الوحيد ولد الزنا وهو زفر

 ١١

 ٣٧٧

فاطمة احدى الكبر

 ٣٥ ـ ٣٦

 ٣٧٨

اصحاب اليمين هم شيعة اهل البيت

 ٣٨ ـ ٣٩

 ٣٧٨

«سورة القيامة»

وجه الله انبيائه وحججه

 ٢٢ ـ ٢٣

 ٣٧٩

جماعة من المنافقين لا يقرّوا لعلي بالولاية

 ٣١ ـ ٣٢

 ٣٨٠


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة الدهر»

اهل بالبيت اطعموا المسكين واليتيم والاسير

 ٥ ـ ٩

 ٣٨٠

يدخل من يشاء برحمته ، اى فى ولاية آل محمد

 ٢٣

 ٣٨١

جعل الله قلوب الائمة مواردا لارادته

 ٣٠

 ٣٨١

جعل الله ظلم اهل البيت ظلمه وولايتهم ولايته

 ٣١

 ٣٨٢

«سورة المرسلات»

الذين ما قبلوا ولاية علي يلوذون من العطش فى القيامة

 ٣٠ ـ ٣١

 ٣٨٢

«سورة النبأ»

ليس لله آية اكبر من على بن ابى طالب (ع)

 ١ ـ ٣

 ٣٨٣

الائمة هم الذين اذن لهم فيتكلمون

 ٣٨

 ٣٨٣

يا ليتنى كنت ترابا ، اى علويا

 ٤٠

 ٣٨٤

«سورة النازعات»

الراجفة ، الحسين بن علي (ع)

 ٦

 ٣٨٤

الائمة يرجعون الى الدنيا

 ١٧ ـ ١٨

 ٣٨٥

«سورة عبس»

كرام بررة ، هم الائمة

 ١٤ ـ ١٥

 ٣٨٥


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

الاول ما يعرف معنى الاب

 ٣١ ـ ٣٢

 ٣٨٦

ترهقها قترة ، اي وجوه اعداء آل الرسول

 ٣٨ ـ ٤١

 ٣٨٦

«سورة التكوير»

علي زوج فاطمة فى الدنيا والاخرة عليهما‌السلام

 ٧

 ٣٨٦

الموؤدة مودة اهل البيت

 ٨

 ٣٨٧

الخنس ، امام يخنس فى زمانه

 ١٥ ـ ١٦

 ٣٨٧

مطاع ثم امين ، يعنى رسول الله (ص)

 ٢٢

 ٣٨٨

«سورة الانفطار»

الائمة هم الابرار وعدوهم الفّجار

 ١٣ ـ ١٤

 ٣٨٨

 «سورة المطففين»

المطففين ، اذا سئل عن خمس آل محمد نقصوهم

 ١

 ٣٨٩

انّ الله خلق الائمة وشيعتهم من العليين

 ٧

 ٣٨٩

امير المؤمنين واصحابه فى القيامة يضحكون على الكفار

 ٢٩ ـ ٣٠

 ٣٩٠

«سورة الانشقاق»

هذه الامة تركب ما ركبته الامم من قبلها

 ١٩

 ٣٩١


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة البروج»

الشاهد والمشود ، رسول الله وعلي عليهما‌السلام

 ٣

 ٣٩١

الذين آمنوا وعملوا الصالحات هو امير المؤمنين

 ١١

 ٣٩٢

«سورة الطلاق»

ارادوا كيدا بالرسول وآله وينتقم منهم بالقائم

 ١٠ ـ ١٦

 ٣٩٣

«سورة الاعلى»

كلما ذكر اسم الرب يستحب الصلوة على محمد وآله

 ١٥

 ٣٩٣

والاخرة خير وابقى ، اي ولاية على (ع)

 ١٨ ـ ١٩

 ٣٩٤

«سورة الغاشية»

الناصب يصلى نارا حامية

 ١ ـ ٤

 ٣٩٤

الائمة يتولون حساب شيعتهم

 ٢٥ ـ ٢٦

 ٣٩٥

«سورة الفجر»

دولة حبر تسرى الى دولة القائم (ع)

 ١ ـ ٤

 ٣٩٥

الذى لا يوثق وثاقه احد هو الثانى

 ٢٥ ـ ٢٦

 ٣٩٦

النفس المطمئة هو الحسين عليه‌السلام

 ٢٧ ـ ٢٨

 ٣٩٦


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة البلد»

الوالد علي والولد الائمة من ولده

 ١ ـ ٣

 ٣٩٦

ولسانا ، يعنى امير المؤمنين وشفتين ، الحسن والحسين

 ٨ ـ ١٠

 ٣٩٧

فك رقبة ولاية على (ع)

 ١١ ـ ١٣

 ٣٩٨

الذين خالفوا عليا هم اصحاب المشئمة

 ١٩ ـ ٢٠

 ٣٩٨

«سورة الشمس»

الشمس رسول الله ، والقمر امير المؤمنين

 ١ ـ ٢

 ٣٩٩

«سورة الليل»

الليل هو الثانى

 ١ ـ ٢

 ٣٩٩

فى جهنم واد فما كان من نار هذا الوادى فللنصاب

 ٤١

 ٤٠٠

«سورة الضحى»

ان رضى رسول الله ادخال اهل بيته وشيعته الجنة

 ٤ ـ ٥

 ٤٠٢

«سورة الانشراح»

شرح الله صدر نبيه بولاية على عليه‌السلام

 ١ ـ ٨

 ٤٠٣


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة التين»

الائمة هم البلد الامين

 ١ ـ ٣

 ٤٠٤

الّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ذلك امير المؤمنين

 ٤ ـ ٥

 ٤٠٥

«سورة العلق»

خلق الله نور محمد (ص) قبل الاشياء وعلم عليّا ما لم يعلم

 ١

 ٤٠٥

«سورة القدر»

الملائكة تنزل فى ليلة القدر على الائمة ونزلت فيها الولاية

 ١ ـ ٥

 ٤٠٦

«سورة البيّنة»

دين القيمة دين القائم

 ١ ـ ٥

 ٤١٠

خير البرية امير المؤمنين

 ٧

 ٤١٠

«سورة الزلزلة»

قال الانسان مالها اي امير المؤمنين

 ٦ ـ ٩

 ٤١١

«سورة العاديات»

امير المؤمنين انتصر فى سريّة بعثه النبي

 ١

 ٤١٢


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة القارعة»

ليس فى الميزان شيء اثقل من الصلاة على الرسول

 ٦ ـ ٩

 ٤١٣

«سورة التكاثر»

ثم كلّا سوف تعلمون ، اي مرّة فى الكرة ومرة فى الرجعة

 ١ ـ ٤

 ٤١٣

«سورة العصر»

والعصر ، اي عصر القائم عليه‌السلام

 ١ ـ ٣

 ٤١٤

«سورة الهمزة»

ويل لكل همزة ، اي الذين همزوا آل محمد (ص)

 ١

 ٤١٥

«سورة الفيل»

رسول الله ارسل الى كافة الناس

 ١ ـ ٢

 ٤١٦

 «سورة قريش»

ان الله اغنى الناس بواسطة محمد

 ١ ـ ٢

 ٤١٦

 «سورة الماعون»

التكذيب بالدين ، اي بالولاية

 ١

 ٤١٧


الموضوع

 الآيه

 الصفحة

 «سورة الكوثر»

منزل النبى ومنازل اهل بيته على الكوثر

 ١ ـ ٣

 ٤١٨

 «سورة الكافرون»

الامام ابو جعفر (ع) يبين وجه التكرار

 ١ ـ ٦

 ٤١٩

 «سورة النصر»

قام على (ع) بعد الرسول على الجهاد فى الفتنة

 ١ ـ ٣

 ٤٢٠

 «سورة اللهب»

فاطمة الزهراء (ع) خير نساء العالمين

 ١ ـ ٥

 ٤٢١

 «سورة التوحيد»

مثل علي عليه‌السلام مثل قل هو الله احد

 ١ ـ ٤

 ٤٢٢

 «سورة الفلق»

اشد الناس عذابا سبعة

 ١ ـ ٥

 ٤٢٤

 «سورة الناس»


ميكائيل وجبرئيل عوّذا رسول الله بهذه السورة

 ١ ـ ٦

 ٤٢٥

 «نهاية الفهرس»



«مصادر الكتاب»

اسم كتاب

 المؤلف

 مكان الطبع

 تاريخ الطبع

الاحتجاج ١ و ٢

 احمد بن على الطبرسى

 النجف ـ مطبعة النعمان

 ١٣٨٦ ه‍ ق

الارشاد

 محمد بن محمد بن النعمان المفيد

 النجف الاشرف

 ١٣٨١ ه‍ ق

ارشاد القلوب ج ٢

 الحسن بن ابى الحسن الديلمى

 لبنان

اصول الكافى ١ و ٢

 محمد بن يعقوب

 طهران ـ دار الكتب الاسلامية

 ١٣٨٨ ه‍ ق

بحار الانوار

 العلامة المجلسى

 لبنان

 ١٤٠٣ ه‍ ق

بصائر الدرجات

 تبريز ـ ايران

تاريخ بغداد

 احمد بن على

 مصر

تفسير الامام المنسوب الى الامام الحسن العسكرى (ع)

ايران

تفسير البرهان

 السيد هاشم البحرانى

 طهران

تفسير الدرّ المنثور

 جلال الدين السيوطى

 مصر

تفسير الصافى

 المولى محسن الفيض

 طهران

تفسير العياشى

 محمد بن مسعود

 طهران

 ١٣٨٠ ه‍ ق

تفسير القمى

 على بن ابراهيم

 النجف الاشرف

 ١٣٨٧ ه‍ ق

تفسير مجمع البيان

 الطبرسى

 لبنان

تفسير نور الثقلين

 

طهران

تأويل الايات

 السيد على الاسترآبادى

 لبنان

 ١٤١٠ ه‍ ق

التوحيد

 محمد بن على بن الحسين الصدوق

 لبنان


التهذيب

 محمد بن الحسن الطوسى

 النجف

ثواب الاعمال

 الشيخ الصدوق

 ايران

 ١٣٩١ ه‍ ق

حلية الابرار

 ابو نعيم الاصفهانى

 مصر

الخصال

 الشيخ الصدوق

 النجف

 ١٣٨١ ه‍ ق

روضة الكافى

 الشيخ الكلينى

 طهران

روضة الواعظين

 النيسابورى

 ايران

 ١٣٧٧ ه‍ ق

سعد السعود

 السيد ابن طاوس

 النجف الاشرف

 ١٣٦٣ ه‍ ق

شواهد التنزيل

 ابو القاسم الحسكانى

 لبنان

صحيح البخارى

 محمد بن اسماعيل

 مصر مع حاشية المشكول

صحيح مسلم

 مسلم النيسابورى

 مصر

صحيح الترمذى

 لبنان مع شرح الاحوزى

علل الشرائع

 الشيخ الصدوق

 النجف الاشرف

 ١٣٧٧ ه‍ ق

عيون اخبار الرضا (ع)

 الشيخ الصدوق

 قم ـ ايران

الغيبة

 الشيخ الطوسى

 ايران

 ١٣٨٥ ه‍ ق

غيبة النعمانى

 محمد بن ابراهيم

 ايران

 ١٣٩٧ ه‍ ق

فروع الكافى

 محمد بن يعقوب الكلينى

 طبعة الاخوندى

كشف الغمة

 الاربلى

 ايران

 ١٣٨١ ه‍ ق

كامل الزيارات

 جعفر بن قولويه

 النجف الاشرف

اكمال الدين

 الشيخ الصدوق

 النجف

 ١٣٨٩ ه‍ ق

المسند

 احمد بن حنبل

 مصر ـ المطبعة الميمنية

معانى الاخبار

 محمد بن على بن الحسين

 ايران


من لا يحضره الفقيه

 الشيخ الصدوق

 ايران

 ١٣٩٢ ه‍ ق

مناقب آل ابى طالب

 محمد بن شهر آشوب

 قم ـ ايران

 ١٣٧٩ ه‍ ق

وسائل الشيعة

 محمد بن الحسن الحرّ العاملى

 ايران

 ١٤٠٢ ه‍ ق

آيات الانوار

المؤلف:
الصفحات: 471