بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إنه الحق

مقارنة بين التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء ما توصل إليه العلم.

البشارات في التوراة والإنجيل عن الإسلام ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

التفسير العلمي لآيات القرآن الكريم في ضوء ما توصل إليه العلم الحديث الثابت قطعيا.

إعداد

الأستاذ / سعيد صلاح الفيومي



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الحمد لله على نعمة الإسلام.

التوراة كتاب اليهود المقدس والإنجيل كتاب المسيحيين المقدس والقرآن كتاب المسلمين المقدس.

والعهد القديم المسيحي أضاف للتوراة عدة أسفار لم تكن موجودة بالعبرية غير أن هذا الاختلاف لا يمس شيئا من العقيدة لكن اليهودية لا تعترف بأي وحي جاء بعدها.

وهكذا فإن المسيحية قد اعتمدت التوراة العبرية ولكنها زادت عليها بعض الإضافات.

غير أن المسيحية لم تقبل كل ما انتشر من كتابات تستهدف تعريف الناس برسالة عيسى لذلك قامت الكنيسة بإجراءات حذف هامة جدا لعدد كبير من الأسفار التي كتبت لتعريف الناس بحياة المسيح وتعاليمه. وهكذا فإن الكنيسة لم تحتفظ من العهد الجديد إلا بعدد محدود من الكتابات وكان من أهمها الأناجيل الأربعة المعترف بها كنسيا.

غير أن المسيحية بدورها لا تعترف بأي وحي جاء بعد المسيح وحوارييه لذلك فهي تستبعد القرآن.

أما القرآن وقد نزل بعد المسيح بقرون ستة فإنه يتناول معطيات عديدة جاءت في التوراة العبرية والأناجيل.

والقرآن يوصى كل مسلم بالإيمان بالكتب السابقة ؛ وهكذا فإن القرآن يؤكد المكانة البارزة التي يحتلها رسل الله مثل نوح وإبراهيم وموسى والأنبياء خاصة المسيح الذي يحتل مكانة بارزة بينهم.


والقرآن مثل الأناجيل يقدم المسيح كفعل خارق ويخص بالذكر أيضا مريم ويطلق اسمها على سورة (مريم).

لكن ما هي القيمة الصحيحة لهذه النصوص التي في حوذتنا الآن؟

ففي نصوص التوراة والأناجيل بعض المقاطع الباطلة خلافا لكل منطق ؛ فالغالبية من المسيحيين لم تدرك مواطن الضعف وظلت في جهالة تامة من أمر ذلك التناقض مع المعارف الدنيوية المشهورة التي تعتبر غالبا من المعارف الأساسية جدا.

وسنشير إلى بعض ما ذكر في التوراة والأناجيل وبدون تعليق. فقد فقدت النصوص الأصلية للتوراة في السبى البابلي ؛ فعلى سبيل المثال فإننا نجهل التاريخ التقريبي لظهور الإنسان على الأرض غير أنه اكتشفت آثار لأعمال بشرية نستطيع وضع تاريخها قبل عشرة آلاف سنة قبل المسيح دون أن يكون هناك أي مجال للشك ؛ بل أن حضارة قدماء المصريين تمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة وعليه فإننا لا نستطيع علميا قبول صحة نص سفر التكوين الذي يعطي أنسابا وتواريخ تحدد أصل الإنسان (خلق آدم) بحوالي سبعة وثلاثون قرنا قبل المسيح وبالقطع لا ولن يمكن أبدا إثبات أن الإنسان قد ظهر على الأرض منذ ٥٧٦٤ سنة كما يقول التاريخ العبري اليوم ٢٠٠٣.

وبناء عليه فإن معطيات التوراة الخاصة بقدم الإنسان غير صحيحة.

وكذلك في العهد القديم (التوراة) لاويين ١١ / ١٣ : ٢٠ (وهذه تكرهونها من الطيور لا تؤكل إنها مكروهة ... وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم).

وفي الحقيقة إننا لا نعرف ما هو الطير الماشي على أربعة ... والنص لا يحتمل التأويل الطير الماشي على أربع.

وفي قصة يوسف تحدث عن حاكم مصر مرة كملك ومرة كفرعون علما أنه قد ثبت أن يوسف وصل إلى مصر عهد ملوك الهكسوس ولم يكونوا فراعنة.


بينما في القرآن في سورة يوسف يتحدث القرآن عن ملك مصر بينما في قصة موسى عليه‌السلام فالحديث عن فرعون مصر إذ أن موسى كما هو ثابت ولد في عصر الفراعنة.

وفي التوراة ولد إسماعيل من هاجر عند ما كان عمر رسول الله إبراهيم ستة وثمانون سنة وعند ما بلغ إبراهيم المائة من عمره ولد له إسحاق من سارة.

ورأت سارة (كما ذكر في التوراة) أن ابن هاجر المصرية التي أنجبته لإبراهيم يسخر من ابنها إسحاق فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها فإن ابن الجارية لا يرث مع ابني إسحاق فصرف إبراهيم هاجر وابنها فهامت على وجهها في البرية وسمع الله بكاء الصبي فنادى ملاك الله هاجر وقال لها لا تخافي قومي واحملي الصبي!! (١٤ عام) وفتحت عينيها فأبصرت بئر ماء. وكان الله مع الصبي فكبر وسكن في صحراء فاران (مكة).

وأراد الله أن يمتحن إبراهيم فناداه يا إبراهيم فأجابه لبيك فقال له خذ ابنك وحيدك إسحق!!! الذي تحبه وقدمه على محرقة على أحد الجبال وانطلق إبراهيم وابنه إسحاق واثنين من غلمانه وجهز حطبا لمحرقة وانطلق ماضيا إلى الموضع الذي قال له الله عنه. وقال إبراهيم لغلاميه امكثا هنا مع الحمار ريثما أصعد أنا والصبي إلى هناك لنعبد الله ثم نعود إليكما فحمل إبراهيم وإسحاق حطب المحرقة وقال إسحاق لإبراهيم ها هي النار والحطب ولكن أين خروف المحرقة؟.

ثم أوثق إبراهيم إسحاق ووضعه على المذبح فوق الحطب ومد إبراهيم السكين ليذبح ابنه فناداه ملاك الرب من السماء قائلا : يا إبراهيم لا تمد يدك إلى الصبي وإذ تطلع إبراهيم حوله رأى خلفه كبشا فذهب وأحضره واصعده محرقة عوضا عن ابنه.

واضح في هذه القصة التزوير الواضح فقد حورت القصة واستبدل إسماعيل بإسحاق.

وغير ذلك كثير من التناقضات.


ففي سفر التكوين توجد مقولات كثيرة لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخا في عصرنا.

وأما بالنسبة للأناجيل فما تكاد تفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا في مواجهة مشكلة خطيرة ونعني بها شجرة أنساب المسيح وذلك أن نص إنجيل متى يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا. وإنجيل لوقا يقدم أمرا لا يتفق مع المعارف الحديثة خاصة بقدم الإنسان على الأرض.

وأيضا بدون تعليق ففي إنجيل متى قصة إيمان المرأة الكنعانية.

ذهب يسوع إلى نواحي صور وحيدا فإذا امرأة كنعانية من تلك النواحي قد تقدمت إليه صارخة ارحمني يا سيد يا ابن داود!! ابنتي معذبة جدا يسكنها شيطان لكنه لم يجبها بكلمة فجاء تلاميذه يلحون عليه قائلين اقض لها حاجتها فهي تصرخ في أثرنا.

فأجاب ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة إلى بيت إسرائيل (أي أنه مرسل من الله وليس هو الله) ورسالته إلى بني إسرائيل فقط وليس للناس كافة. فالله هو إله الكل.

وأضاف ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب (هل الله يصف خلقه إنهم كجراء الكلاب) فقالت صحيح يا سيد ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها فأجاب يسوع أيتها المرأة عظيم إيمانك فليكن لك ما تطلبين فشفيت ابنتها من تلك الساعة.

وفي يسوع يسلم الروح من إنجيل متى صرخ يسوع عند صلبه بصوت عظيم إيلي إيلي لما ذا شبقتني أي إلهي إلهي لما تركتني (إذا كان هو الله فمن ينادي؟).

أما الإسلام فعنده في الأحاديث النبوية ما يشبه الأناجيل من حيث أنها مجموعة من الأقوال والأخبار لأفعال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وليست الأناجيل بأكثر من هذا فيما يتعلق بعيسى فقد كتبت أولى الأحاديث بعد عشرات السنين من موت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثلما كتبت الأناجيل بعد عشرات السنين من انصراف المسيح.


إذن فالأحاديث النبوية والأناجيل شهادات بأفعال مضت ومؤلفي الأناجيل الأربعة المعترف بها كنسيا لم يشهدوا الوقائع التي أخبروا بها والأمر ينطبق على الأحاديث النبوية.

وإن كان جامعوا الأحاديث كالبخاري ومسلم وغيرهما كثير تتبعوا رواة الأحاديث فلان عن فلان عن فلان ... حتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإذا كان في سلسلة الرواة شخص مشكوك فيه استبعد الحديث أو صنف الحديث كحديث ضعيف أو حسن.

أما الكنيسة فقد حسمت منذ قرونها الأولى وبشكل نهائي بين الأناجيل المتعددة وأعلنت رسمية أربعة منها فقط وأصدرت الأمر بإخفاء الأناجيل الأخرى ومن هنا جاء اسم الأناجيل المزورة.

وهناك فرق جوهري آخر بين المسيحية والإسلام فيما يتعلق بالكتب المقدسة. ونعني بذلك فقدان نصوص الوحي الثابت لدى المسيحية في حين أن الإسلام لديه القرآن الذي هو وحي منزل وثابت معا.

فالقرآن هو الوحي الذي أنزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن طريق جبريل. وقد كتب فور نزوله ويستظهره المؤمنون عند الصلاة وخاصة في شهر رمضان.

فقد أوصى الرسول المؤمنين بحفظ القرآن عن ظهر قلب وبذلك حفظ النص بالكتابة والذاكرة.

وقد رتبت سور القرآن بأمر من محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بوحي من الله وجمعت هذه السور فور موت الرسول في عهد أول الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق إذ عهد إلى زيد بن ثابت أول كاتب للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يعد نسخة من القرآن في مصحف واحد وقد احتفظ عمر بن الخطاب الذي ولى بعد أبو بكر بهذه النسخة وأعطاه عند موته إلى ابنته حفصة زوج الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


كيف جمع القرآن

قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لأبى بكر رضى الله عنه إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وأنه يخشى أن يستمر القتل بالقراء وأنه يرى أن يجمع القرآن ، فقال أبو بكر لعمر : كيف يفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل يراجع أبو بكر حتى شرح الله صدره لذلك الأمر.

دعا أبو بكر رضى الله عنه زيد بن حارثة وكلفه بجمع القرآن فوضع زيد خطة دقيقة فلم يعتمد على حفظه وأنه لحافظ ولا على حفظ من استعان بهم وأنهم لحفاظ امناء ولكنه كان لا بدّ أن يعتمد على أمر مادى يرى بالحس لا يحفظ بالقلب وحده فاشترط شرطين.

الشرط الأول : أن يرى ما يحفظه الصحابى من القرآن مكتوب فى عصر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والشرط الثانى : أن يشهد شاهدان بأنهما هكذا رأوا ذلك المكتوب فى عصر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبإملائه عليه‌السلام.

وقد تتبع زيد القرآن آية آية بهذه الطريقة ولما أتم زيد ما كتب تذاكره الناس واقروه ، فكان المكتوب متواترا بالكتابة ومتواترا بالحفظ فى الصدور وحفظ الله قرآنه من الضياع كما وعد سبحانه وتعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).

ثم كلف عثمان بن عفان رضى الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين لجنة من الخبراء بعمل المقابلة الكبيرة التي تحمل اسمه.

لقد رصدت هذه المقابلة صحة الوثيقة المنسوخة في عهد أبو بكر رضى الله عنه والتي كانت في حوذة حفصة حتى ذلك الوقت.

وقد استشارت اللجنة مسلمين يحفظون النص عن ظهر قلب وتمت عملية تحقيق النص بمنتهى الدقة.


والسبب في التدقيق أن الإسلام قد انتشر بسرعة فائقة في العقود الأولى التي تلت وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد تم الانتشار وسط شعوب كانت تتحدث بلغات غير العربية وكان لا بدّ من الاحتياطات اللازمة ضمان انتشار النص في نقائه الأصلي.

وقد أرسل عثمان رضى الله عنه نسخا من هذا النص المحقق إلى مراكز الامبراطورية الإسلامية.

وأقدم الوثائق المعروفة في أيامنا والتي وجدت في العالم الإسلامي تطابق كل منها الأخرى تماما.

وكذلك في أوروبا وكمثل توجد بالمكتبة الوطنية بباريس مخطوطات يرجع تاريخها للقرن الثاني والثالث الهجرى.

لما ذا كانت هذه المقابلة الكبيرة؟

جمع عثمان بن عفان رضى الله عنه الناس على قراءة واحدة ، وكتب المصحف على العرضة الأخيرة التى درسها جبريل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى آخر سنى حياته وكان سبب ذلك أن حذيفة بن اليمان كان فى بعض الغزوات وقد اجتمع فيها خلق من أهل الشام ممن يقرأ القرآن على قراءة المقداد بن الأسود وأبى الدرداء ، وجماعة من أهل العراق ممن يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود وأبى موسى وجعل من لا يعلم ينقل قراءته على قراءة غيره ، وربما خطأ الآخر أو كفره فأدى ذلك إلى اختلاف شديد بل وتصارع بالسلاح.

فركب حذيفة إلى عثمان رضى الله عنه وقال : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف فى كتابها كاختلاف اليهود والنصارى فى كتبهم. وذكر له ما شاهد من اختلاف الناس فى القراءة.

عند ذلك جمع عثمان رضى الله عنه الصحابة وشاورهم فى ذلك ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد وأن يجمع الناس فى سائر الأقاليم على القراءة به دون ما سواه ، فاستدعى الصحف التى كان الصديق رضى الله عنه أمر زيد بن ثابت بجمعها


فكانت عند الصديق رضى الله عنه أيام حياته ، ثم كانت عند عمر رضى الله عنه فلما توفى صارت إلى حفصة أم المؤمنين رضى الله عنها.

وأراد عثمان أن يكتب المصحف على حرف واحد من الحروف السبعة (أى اللهجات السبع) وأمر أن يكتب بلغة قريش وهو الحرف الذى نزل به القرآن وإنما كان الترخيص بالقراءة بالحروف الأخرى مؤقتا حتى تطوع الألسنة لحرف قريش ومن أمثلة ذلك : (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (البقرة : ٢٤٨). والتابوت على لسان قريش والتابوة بلهجة أخرى.

وأمر عثمان رضى الله عنه زيد بن ثابت أن يكتب وأن يملى عليه سعيد بن العاص الأموى بحضرة عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث.

وأمرهم إن اختلفوا فى شيئ أن يكتبوه بلغة قريش وأرسل مصحفا لكل مصر من الأمصار.

ويقال لهذه المصاحف الأئمة وهى بخط زيد بن ثابت ، ويقال لها المصاحف العثمانية نسبة إلى عثمان رضى الله عنه.

هذا وفي التوراة والإنجيل إشارات واضحة لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

نختار من العهد القديم (التوراة) أشعياء ٢١ / ١٣ تحت عنوان نبوءة عن بلاد العرب.

وحي من جهة بلاد العرب

في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الدادانيين هاتوا ماء لملاقاة العطشان. يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه فإنهم من أمام السيوف قد هربوا من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة. ومن أمام شدة الحر فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم.


هذه النبوءة مطابقة لحادثة هجرة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم حيث تتحدث النبوءة عن : ـ

١ ـ وحي من جهة بلاد العرب وهي شبه الجزيرة العربية.

٢ ـ قوافل الدادانيين وهي محافظة تابعة للمدينة المنورة التي هاجر إليها محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وديدان منذ قديم التاريخ هم سكان العلا وهي محافظة تابعة للمدينة.

٣ ـ هاتوا ماء لملاقاة العطشان : هاجر سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة من ٤٥ ـ ٥٠ م.

٤ ـ سكان أرض تيماء تقع في شبه الجزيرة العربية وهي مركز تجاري يخدم القوافل التجارية القادمة من الشام (رحلة الصيف).

٥ ـ فإنهم من أمام السيوف قد هربوا : هاجر سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فارا من فتيان قريش الذين حاصروا بيته بالسيوف من محاولة لقتله ولكن الله نجاه منهم.

٦ ـ من أمام القوس المشدودة خرجت قريش تبحث عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاملة السيوف والأقواس في محاولة فاشلة للحاق به.

٧ ـ في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار : في وقت قصير من هجرة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة قاصدا المدينة حدثت غزوة بدر والتي انتصر فيها محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أبناء قيدار (قريش) التي أخرجت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقيدار هو جد قريش وهو ابن إسماعيل ومن نسل قيدار العرب.

أن غزوة بدر قتل فيها أشراف قريش كما أن قريش لحقتها الهزائم بعد ذلك وانتصار المسلمين عليها في غزوات متتالية حتى لم تمر ثماني سنوات على غزوة بدر إلا وكان المسلمون قد فتحوا مكة نفسها ودخلها الرسول ظافرا وهذا يعني أن غزوة بدر قد فنى فيها مجد قيدار.

٨ ـ تبيتين يا قوافل الدادانيين : إن كلمة القوافل تشير إلى القوافل التجارية والتي كانت تعرف برحلة الشتاء والصيف.

وذكر الدادانيين وأرض تيماء تشير إلى رحلة الصيف (هجرة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانت في الصيف) حيث الرحلة من بلاد الشام إلى مكة المكرمة.


وتعني النبوءة أن رجال يثرب (المدينة) هم الذين يتشوقون للمرور عليه في أثناء الرحلة.

وعلى هذا فهذه النبوءة قد تحققت في محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكذلك أشعياء ٥٦ / ٥ : ٨.

إني أعطيهم في بيتي وفي أسواري نصبا واسما أفضل من البنين والبنات أعطيهم اسما أبديا لا ينقطع وأبناء الغريب الذي يقترنون بالرب ليخدموه وليحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيدا.

كل الذين يحفظون السبت لئلا ينجسوه ويتمسكون بعهدى آتى بهم إلى جبل قدسي وأفرحهم في بيت صلاتي وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لأن بيتي بيت الصلاة لكل الشعوب.

١ ـ إني أعطيهم في بيتي وفي أسواري نصبا : يطلق المسلمون على الكعبة المشرفة بيت الله الحرام والكعبة مكان محاط بأسوار من أربع جهات.

٢ ـ إني أعطيهم في بيتي وفي أسواري نصبا واسما أفضل من البنين والبنات أعطيهم اسما أبديا لا ينقطع : المسلمون الذين يحجون إلى الكعبة المشرفة يطلق عليهم اسم حجاج وهو اسم أبدي (من يقوم بمناسك الحج يطلق عليه الحاج وهذا الاسم يطلق عليه طالما قد حج ولو لمرة واحدة).

٣ ـ آتى بهم إلى جبل قدسي. من أهم مناسك الحج الوقوف بجبل عرفة (الحج عرفة).

٤ ـ وأخرجهم في بيت صلاتي. ينزل المؤمنون ليقوموا بطواف الإفاضة في بيت الله الحرام.

٥ ـ وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي : بعد صلاة العيد يقوم المسلمون بذبح الأضاحي.

٦ ـ لأن بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب : كل شعوب الأرض من مشارقها إلى مغاربها يقومون بالحج في وقت واحد ففي الحج مختلف الجنسيات.

وهذه النبوءة تتحدث عن الوعد بحلول مجد الرب على البيت الجديد.


العهد القديم (التوراة حجى ٢ / ٩) مجد هذا البيت الأخير أعظم من مجد الأول.

هذا البيت الجديد الكعبة قبلة المسلمين التي يحج إليها ملايين المسلمين كل عام في فترة عبادة خالصة لا للتبرك والسياحة.

ونبوءة أخرى من العهد القديم حبقوق ٣ / ٣.

الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران سلاة جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه.

ويروى العهد القديم أن سيدنا إسماعيل سكن في برية فاران والمؤكد تاريخيا أن سيدنا إسماعيل قد سكن في مكة والعرب هم نسل إسماعيل عليه‌السلام وكلمة فاران تطلق على جبال مكة وسيدنا محمد من نسل إسماعيل عليه‌السلام فهو القدوس الذي تنبأ به العهد القديم والأرض التي امتلأت من تسبيحه هي مكة التي لا يبطل فيها التسبيح ليلا ونهارا من الحجاج والمعتمرين على مدار السنة.

وغير ذلك كثير من النبوءات في العهد القديم.

وفي الإنجيل كثير من البشارات فالمسيح يعلن في كل وقت أنه لم يأتي بالشريعة بل أن الآتي بعده المرشد إلى الحق ففي إنجيل لوقا ١٢ / ١٣ وقال له واحد من الجمع : يا معلم قل لأخي أن يقاسمني الميراث فقال له يا إنسان من أقامني عليكما قاضيا أو مقسما.

وفي إنجيل يوحنا ١٦ ما قاله المسيح عن القادم بعده فهو يرشدكم إلى جميع الحق.

فسيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء بالشريعة ففي سورة النساء تفصيل كامل عن المواريث وتحديد الأنصبة شاملا لكل الحالات والاحتمالات في دقة متناهية.

وفي آيات القرآن الكريم توضيح لكل ما يمس الإنسان في حياته ولمماته وكمثال الكحول ـ الميسر ـ التنجيم ـ تعدد الزوجات ـ تنظيم العبادات ـ الميراث ... إلخ.

بل أن إنجيل برنابا الذي لا يعترف به المسيحيين يبشر المسيح برسول من بعده اسمه أحمد.


القرآن

بدأ نزول القرآن على سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في الأربعين من عمره بسورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ومنذ ذلك الوقت فوجئ قوم محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الرجل الأمي ينطق بالقرآن الكريم بلغة عربية سليمة القواعد وأسلوب فريد من نوعه لم يعرف هذا الأسلوب من قبل وبه من الإبداع اللغوي المعجز ما جعله غير قابل للمنافسة وينطق به محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمام جميع الذين آمنوا به في وقته حيث لم ينزل القرآن مرة واحدة مثل الوصايا العشر التي جاء بها موسى ولكن القرآن الكريم كان ينزل حسب المناسبة فيتكلم محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الإعجاز اللغوي والأحكام العادلة فكيف له أن ينظم الألفاظ لغويا والأحكام العادلة في نفس وقت المناسبة إلا أن يكون من عند الله سبحانه وتعالى.

وأسلوب القرآن الكريم لم يستطع أن ينافسه لا فطاحل اللغويين والشعراء في عصره ولا أشهر كتابنا وأدبائنا أصحاب الشهادات العليا في اللغة العربية والأدب العربي والحاصلين على أعظم الجوائز العالمية من كتابنا الأفاضل.

ولأن الدين عند الله الإسلام وأن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وأن الإسلام للبشر جميعا فكانت معجزة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم القرآن فقد حفظه الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) الحجر : ٩

لقد أخبرنا السيد المسيح عن القادم بعده إنجيل يوحنا ١٦ / ١٣ (... ويخبركم بأمور آتية) فالقرآن الكريم يضاهي الاكتشافات العلمية والتي استهلكت مئات السنين فيخبر بأمور علمية ابهرت أعظم علماء القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين.


(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فصلت : ٥٣

لقد أجرى الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالمملكة العربية السعودية محاورات مع كبار علماء الغرب والشرق والذين يدينون بغير الإسلام فيما سبق به القرآن الكريم في آيات واضحة ما توصل إليه العلم بعد مئات السنين من نزول القرآن.

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)

سورة النساء : ٨٢

لقد اجمع هؤلاء العلماء على أن هذه الآيات لا يمكن أن تكون إلا بوحي من الله سبحانه وتعالى.

ومن هؤلاء دكتور كيث إل مور رئيس قسم التشريح والأجنة بجامعة تورنتو بكندا وقد ألف العديد من الكتب في التشريح الإكلينيكي وعلم الأجنة وترجمت كتبه إلى ثمان لغات وهو من مشاهير علماء العالم في الأجنة هذا العالم عند ما ذكرت له آيات الخلق في القرآن الكريم : الجنين في حالة العلقة يشبه تماما العلقة التي تعيش في البرك وهذه العلقة معلقة في رحم الأم. وصورة المضغة مشابهة تماما لقطعة من اللادن الممضوغ.

وكما سيأتي فيما بعد مراحل خلق الجنين وخلق الإنسان في أطوار وأن نوع الجنين ذكر أو أنثى المسئول عنه الرجل والمضغة مخلقة وغير مخلقة.

لقد أقر هذا العالم الكبير أن محمدا لا بدّ أن يكون مرسل من عند الله. وأضاف في كتبه فصلا عن مطابقة علم الأجنة لما ذكر في القرآن الكريم.

وكذلك دكتور مارشال جونسون رئيس قسم التشريح بجامعة توماس بفيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية ومدير معهد دانيال الذي قال أن ما ذكره القرآن منذ أربعة عشر قرنا لم يتوصل إليه العلماء إلا حديثا حيث كان المعتقد حتى القرن الثامن


عشر أن الإنسان يخلق خلقا كاملا في الحيوان المنوي ثم أصبح الظن في بداية القرن التاسع عشر أن الإنسان يخلق خلقا كاملا في بويضة المرأة.

وفي منتصف القرن التاسع عشر بدأ علماء التشريح في معرفة أن الإنسان يخلق في أطوار ثم تقدم العلم وأمكن تصوير مراحل نمو الجنين فكان كما ذكر القرآن الكريم تماما.

وهذا هو دكتور تاجا ناجاسون عميد كلية الطب بتايلاند بعد دراسته للآيات القرآنية في علم الأجنة وأن مراكز الاحساس في الجلد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

وهذا هو ألفرد كرونا أشهر علماء الجيولوجيا والحاصل على العديد من رسالات الدكتوراة يؤكد أن العلم قد وصل حديثا جدا إلى ما ذكره القرآن من أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقهم الله.

ولقد ذكر أمامه حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حيث قال : «لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا». فأكد أن بلاد العرب كانت مروجا وأنهارا في العصر الجليدي السابق وستعود بلاد العرب بساتين وأنهارا لأن العصر الجليدي الجديد قد بدأ.

وهذا هو الدكتور هيل من أشهر علماء البحار في أمريكا يوضح أن ما ذكر في القرآن من سورة الرحمن (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (٢٠) فضرب مثالا أن ماء البحر الأبيض تدخل في مياه المحيط الأطلنطي والعكس وبينهما برزخ هذا البرزخ ينتقل فيه ماء كل بحر فإذا دخل ماء البحر إلى مياه المحيط أخذ صفات ماء المحيط والعكس ... وبذلك لا يبغى أحدهما على الآخر.

وهذا هو دكتور دالمار من كبار علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد أن ما ذكر في سورة الروم (غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (٤).


وكلمة أدنى بمعنى أقرب أو أخفض وقد فسر المفسرون سابقا أن مكان هذه المعركة وهو قرب بيت المقدس بجانب البحر الميت هو أقرب لجزيرة العرب ولكن توصل العلم أن هذه المنطقة هي أخفض منطقة في الأرض.

وهذه الآية تخبر بانتصار الروم المسيحيين على الفرس الوثنيين (في ذلك الوقت) وتحدد المدة الزمنية التي سوف ينتصر فيها الروم على الفرس في بضع سنين (من ٣ : ٩ سنوات) والغريب أن الروم كانوا قد خرجوا من معركة مع الفرس منهزمين فيها فيخبر محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابه في القرآن الكريم والمؤرخ وأمام جميع العالم بنتيجة معركة حربية لم تحدث بعد بأن الدولة الرومانية والتي كانت لتوها منهزمة هي التي سوف تنتصر.

وهذا هو دكتور سياويدا عالم الجيولوجيا في اليابان يؤكد أن ما ذكره القرآن الكريم عن الجبال وأنها أوتاد ورواسي قد ثبت تماما حيث أن ما يظهر على سطح الأرض من الجبال أقل بكثير من الجزء الموجود تحت الأرض أي أن الجبال كالأوتاد وهي كالجذور في تثبيت قشرة الأرض.

وهذا هو دكتور أرمسترونج أحد مشاهير علماء الفلك في الولايات المتحدة ويعمل بوكالة ناسا للفضاء يؤكد أن ما ذكر في القرآن في سورة الحديد أنه سبحانه وتعالى أنزل الحديد فيه منافع للناس. فالحديد عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها إذ يحتاج العنصر إلى طاقة لتكوين ذرته والطاقة اللازمة لتكوين ذرة الحديد تعادل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات.

وهذا هو الدكتور أحمد القاضي طبيب مصري يعمل بالولايات المتحدة الأمريكية يكتشف أن الحبة السوداء مادة لها دور في تقوية جهاز المناعة والذي له علاقة بجميع الأمراض تحقيقا لقول رسول الله : «الحبة السوداء شفاء من كل داء». وغيرهم كثير من العلماء يشهدون أن هذا العلم لا يمكن أن يكون من مصدر بشري. إن هذا العلم لا يمكن أن يكون إلا من عند الله سبحانه وتعالى.


وإلى بعض آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم التي كشفت عن أسرارها بتقدم العلم.

ولا يزال هناك الكثير من الآيات التي ستعطي أسرارها في قابل الزمن وإلى قيام الساعة.

فالقرآن هو المعجزة الباقية المتجددة وحتى يرث الأرض ومن عليها سبحانه وتعالى.

سورة البقرة

(وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ)

البقرة : ٥٧

المن مادة حلوة كالعسل تسقط على الشجر من طلوع الشمس.

السلوى الطائر المعروف بالسمان.

في قوله تعالى وأنزلنا عليكم المن والسلوى ذكر لحقيقة علمية كشفها العلم أخيرا وهي أن المواد البروتينية التي تكون من أصل حيواني كلحوم الحيوانات والطيور ومنها السمان (السلوى). أفضل في تغذية الإنسان من بروتينيات البقول النباتية من حيث التمثيل الحيوي واستفادة الجسم.

حيث طلب بنو إسرائيل من موسى عليه‌السلام أن يدعو ربه ليخرج لهم مما تنبت الأرض بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها فرد الله سبحانه وتعالى قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

كما أن المن أساسه مادة سكرية أثبت العلم حديثا أن المواد السكرية هي الأسرع في إعطاء الطاقة وهي من أهم أسباب قوي النشاط والحركة لجسم الإنسان.

(إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة : ١٧٣.


اكتشف العلم حديثا سبب تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير فتحريم أكل الميتة لأن ما يموت بشيخوخة أو مرض يكون موته بسبب مواد سامة ضارة تصل إلى من يأكله وفوق ذلك فإن الموت بالاختناق أو المرض ينحبس فيه الدم وفيه مواد ضارة كثيرة يشتمل عليها العرق والبول.

والخنزير ناقل لأمراض خطيرة مثل التنيا كما أنه الحيوان الوحيد الذي يصاب بالتركينا التي تصيب آكله إذا أكله.

وحال الاضطرار تسوغ ما يحرم لأن الموت المؤكد أشد من الضرر المحتمل ولأن الجائع تتنبه أجهزة هضمه (حقيقة علمية حديثة) فيتغلب على المواد الضارة ولذا لا يصح للمضطر أن يتجاوز حد الضرورة.

ملحوظة إضافية

الدم هو المجرى الذي تلتقي فيه مواد الايض (التمثيل الغذائي) كلها ففيه ما هو مفيد وما هو ضار كما أن الدم تجتمع فيه أيضا السموم التي تفرزها الكائنات المتطفلة في الجسم من الفيروسات والحيوانات الأولية والديدان المفلطحة والاسطوانية.

والخنزير حيوان رمام يعيش على أكل القاذورات وهو معرض للإصابة بعدد كبير من الطفيليات التي تصيب الإنسان مثل الأنتريوم كولاي المسبب للزهار البلنتيدي ومصدره الوحيد للإنسان الخنزير ولا يصيب سوى المشتغلين بتربية الخنازير وذبحه وبيع لحمه.

ودودة لحم الخنزير الشريطية تيناسوليوم دورة حياتها بين الإنسان والخنزير حيث تنتشر يرقاتها في عضلات المصاب مسببة أعراض شديدة قاتلة إذا ما أصابت المخ أو النخاع الشوكي أو القلب وغير ذلك كثير.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة : ١٨٣.

ما فائدة الصيام لما ذا فرضه الله سبحانه وتعالى؟

لقد صامه السابقون طاعة لله ولم يعلموا حكمة فرض الصيام.


لقد أثبت الطب الحديث أن للصيام فوائد طبية عديدة فهو يفيد في علاج كثير من الأمراض كضغط الدم المرتفع وتصلب الشرايين والبول السكري ويصلح الجهاز الهضمي وهبوط القلب والتهاب المفاصل. ويعطي الجسم والأنسجة فرصة للراحة والتخلص من كثير من الفضلات الضارة بالجسم كما أنه وقاية من كثير من الأمراض المختلفة.

(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) البقرة : ١٨٩.

الأهلة : الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ ويستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ ولا يكون على حالة واحدة مثل الشمس حتى صار في كل شهر هلال وصارت هناك أهلة على مدار السنة.

لقد توصل العلم حديثا لسبب هذا التغير في حالات القمر فإذا كان القمر بين الشمس والأرض فهو في المحاق ويبدأ ميلاد الهلال الجديد وإذا كان في الجهة المقابلة للشمس بالنسبة للأرض يظهر بدرا ويتم القمر دورته في مدى ٥٣ ، ٢٩ يوما.

وعلى ذلك يمكن تعيين التاريخ العربي من ساعة الهلال حيث تثبت بداية الشهر ودورة القمر هي التي علمت الناس حساب الشهور ومنها شهر الحج وبدايته.

(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

البقرة : ٢٦٥

الربوة : هي الأرض الخصبة المرتفعة تبعد عن المياه الجوفية فيغوص المجموع الجذري في التربة ويتضاعف عدد الشعيرات الماصة لأكبر كمية من الغذاء لسيقان المجموع الخضري فيتضاعف المحصول.

لقد توصل العلم حديثا لهذه الحقيقة.

وللوابل من الأمطار فائدة فوق التغذية إذ أنه يذيب بعض المواد التي تحتاج إليها النباتات كما يغسلها من الآفات.


سورة آل عمران

(تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) آل عمران : ٢٧

الله سبحانه وتعالى يدخل من الليل في النهار فيزيد النهار طولا ويدخل من النهار في الليل ما يزيد به الليل طولا ففي الشتاء يقصر النهار ويزيد الليل طولا وفي الصيف العكس.

دورة الحياة والموت هي معجزة الكون وسر الحياة نفسها والسماوات الرئيسية في هذه الدورة أن الماء وثاني أكسيد الكربون والنتروچين والأملاح الغير عضوية في التربة تتحول بفعل طاقة الشمس والنباتات الخضراء وأنواع معينة من البكتريا إلى مواد عضوية هي مادة الحياة في النبات والحيوان.

أما في الشق الثانى من هذه الدورة فتعود هذه المواد إلى عالم الموت في صورة نفايات الأحياء ونواتج أيضها وتنفسها ثم في صورة أجسامها كلها عند ما تموت وتستسلم لعوامل التحلل البكتيري والكيماوي التي تحيلها إلى مواد غير عضوية بسيطة مهيأة للدخول في دورة جديدة من دورات الحياة.

وهكذا في كل لحظة من الزمان يخرج الخالق القدير حياة من الموت وموتا من الحياة وهذه الدورة المتكررة لا تتم إلا في وجود كائن أودعه الله سر الحياة كبذرة النبات مثلا.

كما أن هذه الآية تذكر بالمعجزة الأولى وهي خلق الحياة من مادة الأرض الميتة (خلق آدم من طين الأرض) ثم تكرار هذه الدورة.

ويلاحظ في هذه الآية إخراج الحي من الميت سابقا لإخراج الميت من الحي.

لقد توصل العلم إلى هذه الحقائق بعد مئات السنين من نزول القرآن.


سورة النساء

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) النساء : ٢٣

تسبق هذه الآية علم الوراثة فيما قررته من تحريم زواج الأقارب اللذين ذكرتهم الآية فقد ثبت علميا أخيرا أن زواج الأقارب يسبب ذرية لها استعداد للإصابة بالأمراض وبها عيوب خلقية وأن درجة التناسل تقل حتى تصل إلى العقم. أما زواج الأباعد فيأتي بنتائج عكس ذلك كما تزيد عليها نتيجة عرفت باسم قوة الخليط ويقصد بها النسل الناتج من رتبة الأباعد يفوق كلا من أبويه في كثير من صفاته كما يمتاز النسل كذلك بزيادة الوزن وقوة مقاومته للأمراض وسرعة النمو وقلة الوفيات.

وكذلك التحريم بسبب الرضاعة لأن الرضيع يتغذى من جسم المرضع كما يتغذى من جسم أمه في بطنها فكلاهما يكون أجزاء من جسمه ولا فرق في تكوين الحجر وتكوين في البطن.

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً) النساء : ٥٦

لقد أثبت العلم حديثا أن بالجلد مستقبلات الحرارة والآلام فالأعصاب المنتشرة في طبقات الجلد هي أكثر الأعصاب حساسية لمختلف المؤثرات من حرارة وبرودة.

وهذه الأعصاب التي تشعر بالألم وتجعل الإنسان يحس به وينتقل هذا الاحساس إلى المخ لذلك فالله سبحانه وتعالى كلما أراد أن يذيق الكفار العذاب بدل


جلودهم التي احترقت وماتت فيها أعصاب الاحساس بجلود سليمة لم تحترق ليذوقوا العذاب مرات ومرات والأعضاء الداخلية بالجسم لا توجد بها مستقبلات الحرارة ولذلك فالاحساس عن طريق الجلد فقط.

سورة المائدة

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ) المائدة : ٣

الميتة : هي ما فارقته الروح من غير ذبح شرعي.

المنخنقة : ما ماتت خنقا.

الموقوذة : التي ضربت حتى ماتت.

المتردية : ما سقطت من علو فماتت.

النطيحة : الميتة بالنطح.

ما أكل السبع : ما مات بسبب أكل حيوان مفترس له.

قد يكون موت الحيوان نتيجة لشيخوخة أو مرض عضوي أو طفيلي أو نتيجة لتسممه من مصدر خارجي ، ومن ثم قد قد يشتمل لحمه على مواد تضر آكله فضلا عن أن الحيوان الذي يموت دون تذكية ينحبس فيه دمه وقد يمضي على موته وقت طويل لا يستطاع تحديده فيتعرض جسمه للتحلل والفساد.

والدم هو المجرى الذي تلتقي فيه مواد الايض أي : (التمثيل الغذائي) كلها ففيها ما هو مفيد وما هو ضار مؤذ يكون في طريقه إلى الأعضاء التي تزيل سمومه أو تخرجه من الجسم هذا فضلا عن أن الدم تجتمع فيه أيضا السموم التي تفرزها الكائنات المتطفلة في الجسم.

كما أن كثيرا من الطفيليات يمضي فى الدم مراحل قصيرة أو طويلة من دورة حياته في الدم ولهذا كله كان تناول الدم كغذاء محرما.


أما الخنزير فهو حيوان رمام فهو معرض للإصابة بعدد كبير من الطفيليات التي تصيب الإنسان من الفيروسات والحيوانات الأولية (البروتوزوا) والديدان المفلطحة والاسطوانية. ويصاب الإنسان الذي يتعامل مع الخنزير تربية أو بيعا أو آكلا بأمراض مثل الزهار والوشائع الكبدية والمعوية وإصابات المخ أو النخاع الشوكي أو القلب من دودة لحم الخنزير. والإصابة بهذه الدودة ومضاعفاتها الخطيرة لا تكاد تعرف في البلاد الإسلامية حيث يحرم أكل لحم الخنزير.

كما أن دهن الخنزير مختلف تماما في درجة تشبعه عن الزيوت النباتية والدهون الحيوانية الأخرى ، ومن ثم فلا يصلح كغذاء فقد ثبت أنه من أسباب حصى المرارة وانسداد قنواتها وتصلب الشرايين وبعض أمراض القلب كما أن المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع فحكمها حكم الميتة وإن اختلف سبب موتها.

سورة الأنعام

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) الأنعام : ٢

أثبت العلم حديثا أن العناصر التي تدخل في تركيب الطين هي نفسها العناصر التي تدخل في تركيب جسم الإنسان وبنفس النسب.

وتوضح هذه الآية أن خلق آدم أبو البشر من طين الأرض وبقدرة الله سبحانه وتعالى خلقت من عناصر طين الأرض الحياة فصارت بشرا سويا.

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) الأنعام : ١١

هاجم المستشرقون هذه الآية وادعوا أن هناك خطأ إذ أن الناس تسير على الأرض وليس في الأرض.

وتدفعهم الحقائق العلمية التي توصل لها العلماء في العصر الحديث فالأرض


لها غلاف جوي هو جزء منها.

إذن فالإنسان يسير في الأرض.

وكذلك الطيران هو سير في الأرض لأنه سير في الغلاف الجوي للأرض.

(وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) الأنعام : ٣٨

من كان يعلم منذ أربعة عشر قرنا عند نزول القرآن أن الكائنات الحية حيوانية أو طيور تنتظم في مجموعات يختص كل منها بصفات تكوينية وطبائع مميزة وطرق معيشتها؟. فكما أن الإنسان نوع له خصائصه فكذلك سائر أنواع الأحياء. وهذا ما اكتشفه علم التصنيف كلما تعمق دراسة نوع منها.

(إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) الأنعام : ٩٥

من دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى خلق الحب والنوى والجنين في كل مكان منها يشغل حيزا ضيقا منها. أما باقي جسم الحبة أو النواة فيتكون من مواد مكتنزة غير حية ؛ وعند ما يتنبه الجنين ويبدأ في الإنبات تتحول هذه المواد المكتنزة إلى حالة صالحة لتغذية الجنين ويبدأ في النمو وتتكون الخلايا الحية حتى تنتقل الحبة من طور الإنبات إلى طور البادرة فيبدأ النبات في الاعتماد على غذائه من الأملاح المذابة في ماء التربة التي يمتصها الجذير مع تكون الأوراق الخضراء من مواد كربوهيدراتية كالسكريات والنشويات في وجود ضوء الشمس.

وعند ما تتم دورة حياة النبات تتكون الثمار وبداخلها الحب والنوى من جديد كما تبين الآية الكريمة خلق الحياة من الميت كما بدأ خلق الحياة من مادة الأرض الميتة أي أن إخراج الحي من الميت سابقا لإخراج الميت من الحي.

(فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) الأنعام : ٩٦

جعل الله سبحانه وتعالى سير الشمس والقمر بنظام دقيق يعرف به الناس


مواقيت عبادتهم ومعاملاتهم فدورة الشمس هي التي علمت الناس حساب الأيام والسنين ودورة القمر هي التي علمتهم حساب الشهور.

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام : ٩٧

إن عطاء هذه الآية ممتد على مدى الزمان.

لقد كانت الأجرام السماوية منذ فجر حضارات البشر وما تزال هي المعالم التي يهتدي بها الإنسان في سفره برا وبحرا.

ويستفاد من رصد الشمس والقمر والنجوم الثوابت على الأخص في تعيين موقع المسافر وتحديد اتجاه غايته.

ومع تقدم العلم أصبحت الملاحة البحرية والجوية فنا دقيقا يعتمد عليه باستخدام آلات السدس وما إليها وذلك بالرجوع إلى الجداول الخاصة بذلك.

بل أن رجال الفضاء في الآونة الأخيرة قد استعانوا بالشمس والنجوم في تحديد اتجاهاتهم في بعض مراحل أسفارهم وتستخدم بعض مجموعات النجوم كذلك في تحديد الزمن مثل مجموعة الدب الأكبر وبذلك .. تم تعرف الإنسان على المكان والزمان بالنجوم كما تقرر الآية الكريمة على أوسع معنى.

(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)

الأنعام : ٩٩

توضح هذه الآية الكريمة في النباتات كيفية خلق تلك الثمار وكيف نشأت ونمت في أطوارها المختلفة حتى وصلت إلى طور نضحها الكامل بما تحويه من مركبات مختلفة من السكريات والزيوت والبروتينات والمواد الكربوهيدراتية والنشويات كل هذا يتكون في وجود ضوء الشمس عن طريق المادة الخضراء (مادة


اليخضور) التي توجد عادة في المجموع الخضري للنباتات وخاصة الأوراق فهي المصنع الذي تتكون فيه تلك المركبات ومنها توزع على باقي أجزاء النبات بما فيها البذور والثمار علاوة على أن الآية الكريمة تقطع بأن ماء المطر هو المصدر الوحيد للماء العذب على الأرض وطاقة الشمس هي مصدر طاقات الأحياء جميعا ، ولكن النباتات هي التي تستطيع اختزان طاقة الشمس بواسطة مادة اليخضور وتسلمها للإنسان والحيوان في المواد الغذائية العضوية التي كونتها. وكل هذه الحقائق توصل إليها العلم على مدى التاريخ.

وقد كشف العلم عن حقيقة باهرة تدل على وحدة الخالق وهي أن مادة الهيموجلوبين اللازمة لتنفس الإنسان وكثير من أنواع الحيوان وثيقة الصلة بمادة اليخضور فذرات الكربون والهيدروجين والأكسجين والنتروچين مع ذرة الحديد في جزئ الهيموجلوبين تقابلها ذرة الماغنسيوم في جزئ اليخضور.

كما اتضح من البحوث الطبية أن مادة اليخضور عند ما يتمثلها جسم الإنسان تندمج في خلاياه فتقويها وتساعدها في القضاء على جراثيم الأمراض فتتيح لأنسجة الجسم فرصة للدفاع ومكافحة الأمراض.

وفي آخر الآية الكريمة قوله تعالى : (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ). وفي هذه الإشارة سبق لعلم النبات الحديث في ما توصل إليه العلم من الاعتماد في دراسته على مشاهدة الهيكل الخارجي لأعضائه كافة في أدواره المختلفة.

(قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الأنعام : ١٤٥

توضح هذه الآية الكريمة علة تحريم أكل لحم الخنزير بأنه رجس أي : نجس والرجس هو القذر والمأثم وكل ما استقذر من العمل والعمل المؤدي إلى العذاب.

فالرجس كلمة جامعة لمعاني القبح والقذر وهي تلتصق بالخنزير حتى عند


الشعوب الذي تأكله والخنزير حيوان رمام أي : يأكل ما يجده في القمامة والنفايات وفضلات الحيوان والإنسان وهذا هو السبب الرئيسي في قيامه بدوره في انتقال بعض الأمراض الوبيلة في الإنسان.

سورة الأعراف

(يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف : ٣١

يحث الإسلام على وجوب النظافة وحسن المظهر لا سيما في كل اجتماع وهذا ما تقرره أساليب الصحة الوقائية هذا العلم الحديث.

وأما عدم الإسراف فقد قرر العلم حديثا أن الجسم لا يستفيد بكل ما يلقى فيه من طعام ، وإنما يأخذ مجرد كفايته منه ثم يبذل بعد ذلك مجهودا كبيرا للتخلص مما زاد منه عن حاجته وبجانب هذا تصاب المعدة وسائر الجهاز الهضمي مما زاد منه عن حاجته بإرهاق شديد ويسلم المرء إلى أمراض معينة خاصة بذلك الجهاز.

ومن الإسراف كذلك تناول مادة معينة من مواد الطعام بنسبة كبيرة تطفي على النسب اللازمة من المواد الأخرى كالإسراف في تناول الدهنيات بحيث تطغى على مقدار ما يحتاجه الجسم من بروتينات وهكذا.

وكذلك فإن الإسراف في الأكل يؤدي إلى البدانة الأمر الذي يرهق الجسم وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم والسكر والذبحة الصدرية.

(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

الأعراف : ٥٧

تقرر هذه الآية الكريمة حقيقة علمية لم تكن معروفة عند نزول القرآن الكريم وهي أن الرياح تحمل بخارا لماء وعند إرسالها أي : إطلاقها تتجمع في صعيد واحد


فتكون السحب وتثيرها. وهي السحب الثقيلة التي ينهمر منها الماء وينزل هذا الماء على بلد لا نبات فيه فيكون كالميت فاقد الحياة. وبعد نزول الماء ينبت الله به أنواعا من كل الثمرات ويمثل ذلك الإحياء للأرض بالإنبات يخرج الله الموتى فيجعلهم أحياء لعلنا نتذكر بهذا قدرة الله ونؤمن بالبعث.

(وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الأعراف : ١٧٦

أوردت هذه الآية الكريمة ظاهرة مشاهدة وهي أن الكلب يلهث سواء حملت عليه أو لم تحمل.

وقد أثبت العلم أن الكلب لا توجد فيه غدد عرقية إلا القليل في باطن أقدامه والتي لا تفرز من العرق ما يكفي لتنظيم درجة حرارة جسمه ولذلك فإنه يستعين على نقص وسائل تنظيم الحرارة باللهث وهو ازدياد عدد مرات تنفسه زيادة كبيرة عن الحالة العادية مع تعريض مساحة أكبر من داخل الجهاز التنفسي كاللسان والسطح الخارجي من فمه.

سورة يونس

(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يونس : ٥

الشمس جرم سماوي ملتهب مضيء بذاته ، وهو مصدر الطاقات على الأرض ، ومنها الضوء والحرارة بينما القمر جرم غير مضيء بذاته بل يعكس ما يقع عليه من ضوء الشمس فيبدو منيرا.

تأمل هذه الدقة العلمية (الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) وقدر القمر منازل لتعلموا


عدد السنين والحساب فمنازل القمر هى أوضاعه المختلفة بالنسبة للأرض والشمس وهي التي تنتج عنها أوجه القمر ، ومن ثم يمكن تحديد الشهر القمري وهو العلامة الفلكية الظاهرة لتحديد الشهر.

ويتم القمر دورته حول الأرض في تسعة وعشرين يوما واثنتا عشرة ساعة وأربعة وأربعين دقيقة واثنتان وثمانية من عشرة ثانية.

(إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يونس : ٢٤

كيف كانت الحياة منذ أربعة عشر قرنا عند نزول القرآن؟

ما هي وسائل المواصلات؟ ما هي وسائل الاتصالات؟

كيف كانت الحياة حتى القرن العشرين؟ وكيف أصبحت في بداية القرن الواحد والعشرين؟ كيف أصبح العالم قرية واحدة صغيرة. ما ذا أحدث الكمبيوتر في حياتنا ...

تشير هذه الآية الكريمة إلى حقيقة انكشفت بوادرها وهي تسخير الإنسان العلم لخدمته حتى إذا ما قاربت هذه الحقيقة على الاكتمال وظن الإنسان أنه قد بلغ أوج المعرفة والقدرة أتى أمر الله ليلا أو نهارا لأن الليل والنهار موجودان معا في الكرة الأرضية فشطرها نهار والشطر الآخر ليل وكان الاعتقاد أن الأرض مسطحة أي : كلها نهار أو كلها ليل.

(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ)

يونس : ٩٢

تشير هذه الآية الكريمة إلى حقيقة مبهرة تشير إلى أن جسد فرعون الذي غرق


أثناء مطاردته لبني إسرائيل قد نجاه الله سبحانه وتعالى وهو موجود الآن محنطا ومحفوظا في المتحف المصري يراه الناس آية ويعتبروا برؤية ذلك الحطام الرميم لمن كان يعتبر نفسه إلها. حتى كان اكتشاف هذه المومياء ومتى فكت طلاسم اللغة الهيروغليفية؟ بعد مئات السنين من نزول القرآن الكريم.

ويلاحظ أن خروج بني إسرائيل من مصر قد وقع في أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد في عهد أحد فراعنة الأسرة التاسعة عشر.

وسواء كان فرعون الخروج (الذي خرج في عهده بنو إسرائيل) هو رمسيس الثاني كما تذكر التوراة أو ابنه مرنبتاح فإن مومياء كل منهما محفوظة في المتحف المصري آية للناس من بعده.

وقد سخر رمسيس الثاني بني إسرائيل في بناء عاصمة ملكه وقد دلت الكشوف التاريخية الحديثة على أن اسم هذه المدينة المطمورة بورعمسيس.

وكان خروج بني إسرائيل مع موسى هربا من اضطهاد فرعون لهم.

سورة يوسف

(قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ) يوسف : ٤٧

يوسف أحد أنبياء بنو إسرائيل وهو ابن يعقوب المسمى إسرائيل وقصته في سفر التكوين وبالنص تحت عنوان يوسف يفسر أحلام فرعون (لم يكن فرعون ولكن ملك من ملوك الهكسوس الذين حكموا مصر).

ليقم فرعون نظارا على أرض مصر يجبون خمس غلتها في سنوات الرخاء السبع وليجمعوا كل طعام سنوات الخير المقبلة ويخزنوا القمح بتفويض من فرعون ويحفظوه في المدن ليكون طعاما ومئونة لأهل الأرض في سنوات المجاعة السبع التي ستسود أرض مصر فلا يهلكون جوعا.


وفي النص القرآني مما علم الله سبحانه وتعالى يوسف (فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ).

تتفق هذه الآية مع ما توصل إليه العلم حديثا من أن ترك الحب في سنبلة عند تخزينه وقاية له من التلف بالعوامل الجوية والآفات وفوق ذلك يبقيه محافظا على محتوياته الغذائية كاملة.

(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)

يوسف : ٨٤

حقيقة علمية طبية حديثه عن أثر الحزن العميق الذي يؤدي إلى حالة نفسية يزداد بسببها الضغط على العين فتصاب العين بضعف الإبصار شيئا فشيئا وقد يزول نهائيا وتبدو العين بيضاء كما قررت هذه الآية.

سورة الرعد

(اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)

الرعد : ٢

توصل العلم إلى قانون الجاذبية والقوى الطاردة المركزية التي تنشأ عن الدوران ، وتوصل العلم أن جميع الأجرام السماوية في حالة حركة مستمرة. فالقمر يدور حول الأرض والأرض تدور حول الشمس والشمس ومجموعتها الشمسية تدور في المجرة وهكذا كل هذه الحقائق توصل إليها العلم حديثا.

فهذه الآية تفسر معنى رفع السموات بغير عمد نراها. فالقمر لا يقع على الأرض والأرض لا تقع على الشمس وأنهما في حركة مستمرة وحركة الأجرام تخضع لقانون الجاذبية فالقمر ينجذب نحو الأرض (اتجاه الجذب نحو الكتلة الأكبر) ولكنه لا يقع على الأرض لأنه ينشأ عن الدوران قوة مركزية طاردة التي يعانيها أي


جسم متحرك في مسار دائري وبذلك تتعادل قوة الجذب مع القوة الطاردة المركزية ويظل القمر دائرا في مداره في حالة اتزان إلى ما شاء الله ولا يقع على الأرض. ونفس الحال لجميع أجرام السماء.

(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الرعد : ٣

مد الأرض لفظ بسيط يدل على أن الأرض كروية دون أن يصدم عقول الناس عند نزول القرآن بل عقول الناس بعد قرون من نزول القرآن ففي أي مكان على سطح الأرض نرى الأرض ممدودة أمامنا وهذا لا يحدث إلا إذا كانت الأرض كروية فلو كانت الأرض بأي شكل هندسي غير كروي لا بدّ أن تصل إلى حافة ولكن ما دامت ممدودة في أي مكان فهي كروية.

(وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً) ربط فيها الجبال والأنهار فالرواسي تمثل الجبال المرتفعة والأنهار تمثل المخفضات وسبحان الله جعل الأرض تعلو في مكان وتنخفض في مكان آخر.

والجبال نوعان جبال نارية وهي ترسو طافية على سائل موجود في رداء الأرض تحت القشرة تماما كالسفينة التي تطفو فوق ماء البحر.

والنوع الآخر جبال رسوبية تعتمد في تكوينها على ما تلقيه الأنهار من رواسب في المياه الضحلة كمياه شواطئ البحار مكونة جبال شاطئية تشبه السفينة الراسية على الميناء.

وهذين النوعين من الجبال الرواسي النارية والرسوبية للتشابه بينها وبين السفن الراسية في عرض البحر والراسية على الميناء على الترتيب.

ومن كل الثمرات تشير إلى أن النباتات الزهرية المثمرة جميعها تنتج من تزاوج عناصر الذكورة والأنوثة سواء أكانت تلك العناصر في زهرة واحدة أو في زهرتين مختلفتين.


هذه العلوم الجيولوجية والزراعية علوم حديثة لم يصل إليها العلم إلا بعد عصور النهضة بعشرات ومئات السنين :

(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

الرعد : ٤

تشير الآية الكريمة إلى علوم الأراضي والبيئة وأثرها على صفات النبات فمن المعروف علميا أن التربة الزراعية تتكون من حبيبات معدنية مختلفة المصدر والحجم والتركيب.

ومن الماء ومصدره المطر ومن الهواء ومن المادة العضوية التي يرجع وجودها إلى بقايا النبات والأحياء الأخرى التي توجد على سطح التربة أو في داخلها وفضلا عن ذلك فتوجد ملايين الكائنات الحية الدقيقة لا ترى بالعين المجردة لصغر حجمها وتختلف أعدادها من عشرات الملايين إلى مئاتها في كل جرام من التربة السطحية الزراعية.

إن النظرة الشاملة لصفات التربة الطبيعية والكيميائية والحيوية إن دلت على شيء فإنما تدل على قدرة الخالق وروعة الخلق فالأرض كما يقول الزراعيون بحق تختلف من شبر إلى شبر.

ومعروف للعلماء أن أي نقص في أحد المواد الأساسية للتغذية يتبعه تغير مميز تظهر أعراضه على النبات ولذلك يعمد الزراعيون إلى تعويض النقص بالتسميد الملائم.

وعوامل البيئة أكثر من أن تحصى ولها أثر ملحوظ على الثمر والإثمار سواء كان النبات متحد الأصل أو مختلف فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير.

(أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ


عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ)

الرعد : ١٧

بين الله سبحانه وتعالى شبيهين بالحق هما الماء الصافي والمعدن الصافي ينتفع بهما وبين شبيهين للباطل هما زبد الماء وزبد المعادن المذابة لا نفع منهما فقال أنزل من السماء مطرا فسالت أو دية بمقدارها في الصغر والكبر فحمل الماء زبدا عاليا على وجه الماء يسمى غثاء.

ومن بعض المعادن التي يوقد الناس عليها في النار كالذهب والفضة والنحاس والرصاص لعمل حلية أو متاع ينتفع به كالأواني وغيرها زبد مثل زبد الماء في كونه عاليا فوق سوائل المعادن المصهورة يسمى خبثا كهذا المذكور من الماء وزبده والمعدن وزبده (معلومات كيميائية حديثة).

بين الله للناس الحق والباطل فالحق كالماء الصافي والمعدن الصافي والباطل كالزبد الصافي والذي لا ينتفع به فأما الزبد الناشئ عن السيل والمعادن فيذهب مرميا به. وأما ما ينفع الناس من الماء والمعادن فيبقى في الأرض للنفع.

كهذين المثلين في الجلاء والوضوح يبين الله الأمثال للناس فيبصرهم بالخير والشر.

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) الرعد : ٤١

أثبت علم الجيولوجيا حديثا أن الأرض مفرطحة عند قطبيها تفرطحا بسيطا جدا مما يعطيها شكل البيضة ويفسر العلماء هذا التفرطح بأن الأرض كانت لينة ساخنة عند نشأتها وأن دورانها حول نفسها جعل كرة العجين تبرز قليلا عند بطنها (خط الاستواء) وتتفرطح عند قطبيها وذلك لأن القوة الطاردة المركزية أكبر ما يمكن عند البطن وتقل حتى تصل إلى الصفر عند القطبين وقد ظل التشكيل مستمرا حتى بردت الأرض وأصبح القطر عند القطبين أقل من الفطر عند خط الاستواء بحوالي ٤٣ كيلومتر.


وكذلك عرف أن سرعة انطلاق جزئيات الغازات المغلقة للكرة الأرضية إذا ما جاوزت قوة جاذبية الأرض لها فإنها تنطلق إلى خارج الكرة الأرضية وهذا يحدث بصفة مستمرة فتكون الأرض في نقص مستمر لأطرافها.

سورة الحجر

(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)

الحجر : ١٩

الأرض على إطلاقها مددناها أي : بسطناها ومعنى ذلك أن أي أرض نراها أمامنا ممدودة أي : مبسوطة ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو على أي شكل هندسي آخر غير كروي فإننا نصل فيها إلى حافة.

ولذلك فالشكل الهندسى الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة فيها هو الشكل الكروي فإذا بدأنا من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية وظللنا نسير حتى نعود إلى نقطة البداية فإننا نظل نرى الأرض دائما أمامنا منبسطة أي : ممدودة.

والرواسي هي الجبال التي تثبت الأرض.

لقد عرفت كروية الأرض بعد رحلة ماجلان كما تأكدت وصورت بالأقمار الصناعية.

كما تقرر هذه الآية حقيقة علمية لم تعرف إلا بعد الدراسات المعملية للنبات ، وهي أن كل صنف من النبات تتماثل أفراده من الوجهة الظاهرة تماثلا تاما.

وفي التكوين الداخلي نجد أن التناسق تام والتوازن دقيق في كافة أجهزة النبات المختلفة وكذلك بين الخلايا لتحقيق الغرض الذي وجدت من أجله.

وقد تختلف من نوع لآخر ولكنها ثابتة للصنف الواحد.


(وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ)

الحجر : ٢٢

من المعروف أن الرياح تنقل حبوب اللقاح.

ولكن في هذه الآية أن الرياح لواقح ثم أنزل ماء من السماء وقد سبقت هذه الآية علم الكهرباء الجوية وهو من العلوم الحديثة حيث تقوم الرياح بتلقيح السحب بواسطة مدها بنوى التكاثف وتلقيحها كهربيا بالجمع بين نوعي الكهربية الموجبة والسالبة الموجودين في السحب وإحداث تفريغ كهربي وما يصحبه من برق ورعد.

أي : أن لفظ لواقح هنا تشير إلى تلاقح السحاب كهربيا.

أي : أن التلقيح هنا بين قطيرات وقطيرات أو بين سحاب وسحاب وهذا هو ما يؤكد سياق الآية من نزول الماء نتيجة لتلقيح السحب.

كما ثبت في العلم حديثا أن للمطر دورة مائية تبدأ بتبخر المياه من سطح الأرض والبحر ثم تعود إليه ثانية.

فإذا ما نزل المطر استقى منه كل حي على الأرض كما تستقى منه الأرض نفسها ولا يمكن التحكم فيه لأنه بعد ذلك يتسرب من الأحياء ومن الأرض إلى التبخر ثم تبدأ الدورة ثانية بالتبخر وهكذا دواليك.

ومن هذا نستبين معنى الآية في قوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) (٢٢)

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) الحجر : ٢٦

الصلصال والحمأ صور من الطين تتفق معه في التركيب لأنها تتكون كيميائيا من عناصر التربة مضافا إليها الماء وهي المادة التي يتكون منها الإنسان كما ذكر في الآيات المختلفة من القرآن الكريم.


سورة النحل

(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٤) النحل : ١٤

البحار تمتلئ مياهها من فضل الله بثروات عديدة فهي أولا المصدر الرئيسي لأملاح وأكاسيد معدنية كثيرة مثل أملاح كلوريد الصوديوم المستخدم في الطعام وحفظ الأسماك واللحوم ودبغ الجلود وصناعة الصودا الكاوية والأحماض وأملاح كلوريد وكبريتات الماغنسيوم التي تمدنا بعنصر الماغنسيوم الهام في صناعة الطائرات لخفته وصلابته ولعمل القنابل المضيئة المستخدمة في كشف المواقع وإشارات الاستغاثة في السفن وأملاح البروم واليود الهامة في صناعة الأدوية والصبغات وأملاح الفسفور والنتروچين التي تمتصها الكائنات الدقيقة المعروفة بالبلانكتون النباتي وهو مصدر الغذاء لسائر أنواع الحياة البحرية كالأسماك التي تمتاز بلحمها الطري اللذيذ.

وهناك ثروات أخرى معدنية تترسب على شواطئ البحار والمحيطات أمام دلتا الأنهار كالتبر والماس واللؤلؤ والمرجان المستخدمة في الزينة ومناجم المنجنيز والفسفوريت في قاع البحر وحقول البترول.

وهناك تفكير لاستغلال طاقة الأمواج البحرية لتوكيد الكهرباء كذلك في استغلال طاقة المد والجزر.

كما يستخدم ماء البحر كمصدر للماء العزب بالتقطير أو التجميد الفجائي.

(وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) النحل : ٦٥

ينزل الماء من السماء إلى الأرض فيذيب عناصرها التي تمتصها النباتات وبذلك


تتحول الأرض الميتة إلى أرض تعج الحياة حيث ينمو النبات في وجود الماء وعناصر الغذاء المذابة في التربة.

(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) النحل : ٦٦

الفرث هو الغذاء الذي بدأت منه عمليات الهضم ومن الدم وهو ناتج الهضم.

متى توصل العلم إلى ما ذكرته هذه الآية الكريمة؟.

لقد احتاج هذا الأمر إلى مئات السنين كي يصل الإنسان لمعرفة مكان وكيف يتكون اللبن في الأنعام.

فتوجد في ضروع الماشية غدد خاصة لإفراز اللبن تمدها الشرايين بخلاصة الغذاء المهضوم (الكيلوز) والدم وكلاهما غير مستساغ طعما ثم تقوم الغدد اللبنية باستخلاص العناصر اللازمة لتكوين اللبن من هذين السائلين الكيلوز والدم وتفرز عليها عصارات خاصة تحيلها إلى لبن يختلف في لونه ومذاقه اختلافا تاما عن كل منهما.

(ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل : ٦٩

بعد ١٤ قرن من نزول القرآن يصل العلم إلى أنه يخرج من بطون النحل شراب مختلف ألوانه هو شراب العسل والغذاء الملكي وهي كلها مختلفة في الأشكال والألوان بل أن العسل نفسه تختلف ألوانه باختلاف غذاء النحل. ويتكون عسل النحل من كمية كبيرة من سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز وهما أسهل أنواع السكريات في الهضم وثبت طبيا أن العسل مفيد طبيا كمقوي ويعطى ضد التسمم الناشئ من أمراض الأعضاء مثل التسمم البولي والصفراء وغيرها كثير.

كما ثبت أنه يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات خاصة فيتامين ب المركب.


(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) النحل : ٧٨

في كثير من آيات القرآن الكريم يذكر السمع قبل الابصار حقيقة ذكرها القرآن قبل أن يثبت الطب الحديث أن حاسة السمع تبدأ مبكرة جدا في حياة الطفل في الأسابيع القليلة الأولى. أما البصر فيبدأ في الشهر الثالث ولا يتم تركيز الإبصار إلا بعد الشهر السادس. أما الفؤاد وهو الإدراك والتمييز فلا يتم إلا بعد ذلك وهكذا فالترتيب الذي جاءت به آيات القرآن الكريم هو ترتيب ممارسة هذه الحواس.

سورة الإسراء

(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) الإسراء : ١٢

وصف الله سبحانه وتعالى النهار بأنه مبصر.

فالمفهوم أن العين هي التي تبصر ولكن الحقيقة العلمية أن العين لا تبصر بذاتها ولا بذاتيتها ولكن تبصر بالضوء المنعكس عن الأشياء الموجودة أمامها ، ويدخل هذا الشعاع المنعكس إلى العين فتبصر.

فإذا ذهب الضوء وجاء الظلام فإن العين لا تبصر ولا نرى شيئا في الظلام الدامس إلا أن نأتي بمصباح أو بمصدر ضوئي يلقي الضوء على الأشياء فينعكس إلى العين فتبصر.

وهكذا نرى دقة التعبير القرآني (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً).

فالإبصار نسبه الله سبحانه وتعالى لضوء النهار ولم ينسبه إلى العين.

حقيقة علمية توصل إليها العالم العربي ابن الهيثم بعد مئات السنين من نزول القرآن حيث كان الاعتقاد سابقا أن العين يصدر منها أشعة تسقط على الأجسام فتراها.


سورة الكهف

(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) الكهف : ١١

تخبرنا هذه الآية أن الشيء الذي لا ينام في الحواس هو الأذن ؛ فالأذن تظل تؤدي وظيفتها باستمرار لا تنام أبدا ، ثم أنها أداة الاستدعاء ، وإذا فصلت الأذن عن الضوضاء فإن الإنسان يمكن أن ينام فترة طويلة ولكنه من المستحيل أن ينام إذا تعرضت الأذن لضوضاء الدنيا ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى حين أراد أن يجعل أهل الكهف ينامون سنينا طويلة دون أن يحسوا ما حولهم ضرب على آذانهم.

(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) الكهف : ١٨

الرقاد الطويل يجب أن يتم معه تقليب الإنسان الراقد بحيث لا يرقد على جزء واحد من جسده لفترة طويلة فتصاب بأضرار بالغة يعرفها الطب جيدا هذه الأيام (قرحة الفراش) كشف عنها الله سبحانه وتعالى من علمه للناس فعرفها لهم.

(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) الكهف : ٢٥

نعلم الآن بالحساب الفلكي أن ٣٠٠ سنة بالتقويم الشمسي تساوي ٣٠٩ بحساب السنين القمرية باليوم والساعة والدقيقة وكان التقويم المتبع أيام نزول الآيات قمريا فلزم أن يقول القرآن أن السنوات قد ازدادت تسعا وهو الفرق بين التقويمين.

(حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً)

الكهف : ٩٠

وصل ذو القرنين إلى مناطق في الأرض لا تغيب عنها الشمس فترة طويلة أي أنه لا يتعاقب عليها الليل والنهار كباقي أجزاء الكرة الأرضية بل تظل مشرقة عليها لفترة طويلة لا يسترها ظلام.

وإذا بحثنا الآن نجد أن هناك مناطق في العالم تغيب عنها الشمس ٦ شهور في


العام. فالشمس تغيب عن القطب الشمالي مدة ٦ شهور وعن القطب الجنوبي ٦ شهور وتطلع على كل منهما ٦ شهور متصلة.

فكان الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن هناك أماكن في الأرض لا تخضع لقواعد تعاقب الليل والنهار كالتي تخضع لها باقي أجزاء الأرض وإنما تشرق عليها الشمس دون أن يسترها ظلام لفترة طويلة.

سورة مريم

(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) (٢٥) مريم

ثبت أن البلح الرطب يحتوي على المواد الغذائية الرئيسية في صورة مركزة سهلة الهضم وأنه بذلك يناسب النفساء.

سورة الأنبياء

(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء : ٣٠

تقرر هذه الآية الكريمة معاني علمية أيدتها النظريات الحديثة في تكوين الكواكب والأرض إذ أن السموات والأرض كانتا في الأصل متصلة ببعضها على شكل كتلة متصلة متماسكة واستدل على ذلك بأدلة علمية عديدة (نظرية الانفجار العظيم).

أما الفتق فمعناه الانفصال وهو ما قررته الآية الكريمة وأيده العلم بعد ذلك.

وأحدث النظريات الخاصة بنشأة الكون هو أنه قبل أن يأخذ صورته الحالية كان حشدا هائلا متجمعا في أبسط صورة لقوى الذرات المتصلة الواقعة تحت ضغط هائل


لا يكاد يتصوره عقل وأن جميع أجرام السماء ومحتوياتها بما فيها المجموعة الشمسية ومنها الأرض كانت مكدسة تكديسا شديدا في كرة لا يزيد نصف قطرها على ثلاثة ملايين ميل وحدث لهذا السائل النووي انفجار عظيم انتشرت بسببه مادة الكون مكونة مختلف أجرام السماء المختلفة المنفصلة بما فيها المجموعة الشمسية التي منها الأرض.

كما تقرر هذه الآية حقيقة علمية أثبتها أكثر من فرع من فروع العلم.

فقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية وهي وحدة البناء في كل كائن حي نباتا كان أم حيوانا.

وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء. فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه.

وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها.

(وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)

الأنبياء : ٣١

لما كان باطن الأرض منصهرا سائلا فلو فرضنا أن الجبال وضعت في بعض نواحي الكرة الأرضية كأنها صخور هائلة مرتفعة فإن ثقلها قد يؤدي بالقشرة الأرضية أن تميد أو تتصدع لذلك جعل الله سبحانه وتعالى الجبال رواسي أي : ذات جذور ممتدة في داخل القشرة الأرضية إلى أعماق كبيرة تتناسب مع ارتفاعها (الجزء الأسفل من الجبل تحت سطح الأرض أضعاف الجزء الموجود فوق سطح الأرض) فالجبال كأنها أوتاد.

كما جعل كثافة هذه الارتفاعات والجذور أقل من كثافة القشرة الأرضية المحيطة بها كل ذلك حتى يتوزع الضغط على القشرة العميقة بحيث يكون مساويا


في جميع أنحائها فلا تميد أو تتصدع لأن التوزيع التماثلي على سطح كروي يكاد لا يحدث تأثيرا يذكر.

وقد أثبت العلم الحديث أن توزيع اليابس والماء على الأرض ووجود سلاسل الجبال عليها مما يحقق الوضع الذي عليه الأرض.

وقد ثبت أن الجبال الثقيلة دائما أسفلها مواد هشة وخفيفة وأن تحت ماء المحيطات توجد المواد الثقيلة الوزن ، وبذلك تتوزع الأوزان على مختلف الكرة الأرضية وهذا التوزيع الذي أساسه الجبال دائما قصد به حفظ توازن الكرة الأرضية ولما ارتفعت الجبال حدثت السهول والوديان والممرات بين الجبال وشواطئ البحار والمحيطات والهضاب وكانت سبلا وطرقا.

(وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) الأنبياء : ٣٢

تقرر هذه الآية الكريمة أن السموات وما فيها من أجرام محفوظة بكيانها متماسكة لا خلل فيها ومحفوظة من أن تقع على الأرض ولم تدرك البشرية معنى أن السماء تعمل كسقف يحمي أهل الأرض من كثير من أهوال الفضاء التي لا تستقيم معها الحياة بحال مثل الشهب والنيازك والأشعة الكونية والتي اكتشف خطرها حديثا.

والسماء هي كل ما علانا تبدأ بالغلاف الهوائي الذي تحتفظ به الأرض بقوة الجاذبية وفوق الغلاف الهوائي أجرام السماء على أبعاد مختلفة تحتفظ بنظام دورانها منذ القدم.

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)

الأنبياء ٣٣

حتى القرن السادس عشر الميلادي كان الاعتقاد أن الأرض ساكنة لا تتحرك بل أن عالم الفلك جاليليو أجبر على التنصل مما وصل إليه من حركة الأرض ودورانها حول الشمس وكان علم الفلك ما زال في مراحله الأولى وبعيدا عن الواقع.


وهذه الآية تذكر بوضوح وسابقة لما توصل إليه العلم بعد مئات السنين من أن لكل جرم سماوي مداره الخاص الذي يتحرك فيه وأجرام السماء كلها لا تعرف السكون كما أنها تتحرك في مسارات خاصة هي الأفلاك ونحن نرى هذه الحقيقة ممثلة واضحة في الشمس والقمر.

كما أن دوران الأرض حول محورها يجعل الليل والنهر يتعاقبان

(خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ)

الأنبياء : ٣٧

المقصود بالآيات هي الآيات الكونية الدالة على وجود الله وقدرته وسيكشف العلم عنها تباعا بحكم ارتقاء العقل البشري وذلك في مواعيد موقوتة كلما حل أجل آية أظهرها الله أو يسر الله للبشر للوصول إلى إحدى هذه الآيات.

(أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ)

الأنبياء : ٤٤

كما ذكر في الآية ٤١ من سورة الرعد

تشير هذه الآية إلى أن الأرض ليست كاملة الاستدارة ولم يتمكن العلماء من قياس أبعاد الأرض بالدقة إلا منذ حوالي ٢٥٠ سنة عند ما قامت بعثة من الأخصائيين في علم المساحة لقياس المسافة الطويلة بين عرضين متساويين في الطول تفصلهما درجة واحدة قوسية وذلك في مختلف أنحاء العالم وتبين هذه القياسات أن نصف القطر الاستوائي يزيد على نصف القطر القطبي بمقدار ٥ ، ٢١ كيلومتر. أي أن الأرض انقصت من أطرافها ممثلة في القطبين ولا يزال النقص مستمر لأطرافها نتيجة لانطلاق جزئيات الغازات المغلفة للكرة الأرضية حينما تزيد سرعة انطلاقها عن قوة جاذبية الأرض لها.

(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ)

الأنبياء : ٤٧

تشير هذه الآية الكريمة إلى أن حبة الخردل تتناهى في صغر الوزن فقد أثبتت التجارب العلمية حديثا أن الكيلو جرام من حبوب الخردل يحتوي على ٩١٢ ألف


حبة وتكون الحبة بذلك جزء من ألف جزء من الجرام أي مليجرام تقريبا. وهذا أصغر وزن لحبة نبات عرفت حتى الآن وهي تستعمل لذلك في مقارنة المكاييل بالموازين الدقيقة نوعا.

سورة الحج

(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (٣) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (٥)

الحج : ٥

قال الدكتور كيث إل مور أن الجنين عند ما يبدأ في النمو في بطن أمه يكون شكله يشبه العلقة أو الدودة وعرض صورة بالأشعة لبداية خلق الجنين ومعها صورة للعلقة فظهر التشابه واضحا بين الاثنين ولما علم أن العلقة معناها الدم المتجمد ذهل ؛ وقال أن ما ذكر في القرآن ليس وصفا دقيقا فقط لشكل الجنين الخارجي ولكنه وصف دقيق لتكوينه ذلك أنه في مرحلة العلقة تكون الدماء محبوسة في العروق الدقيقة في شكل الدم المتجمد ، وعند ما عرضت صورة الأشعة المأخوذة للجنين وهو في مرحلة المضغة وصورة قطعة من الصلصال أو اللبان الممضوغ وجد أن الشكل واحدا ثم أظهرت صورة الأشعة التي التقطت للجنين في مرحلة المضغة وجدت فيها


تجويفات تشبه علامات الأسنان.

وعند ما جيء بالمضغة الآدمية من بطن الأم وطولها سنتيمتر واحد وتم تشريحها تحت الميكروسكوب الالكتروني وجد أن بعض أجهزة الجنين بدأت تتخلق وبعضها لم يتخلق ولذلك فالوصف الدقيق الذي ينطبق على المضغة هو قوله تعالى : (مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)

وجعل الله من الماء كل شيء حي فالماء عند ما ينزل على الأرض القاحلة اليابسة تدب فيها الحياة وتتحرك بعد أن كانت هامدة وزادت وارتفع سطحها بما تخلله من الماء والهواء وأنبتت وأظهرت من أصناف النباتات ما يروق منظره ويبهر حسنه.

(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)

الحج : ٤٧

يسبق القرآن الكريم بهذه الآية الكريمة ركب العلم بتقرير أن الزمن نسبي وأن فكرة الزمن العالمي المطلق الذي كان يسلم به الأقدمون قبل ظهور النسبية هي فكرة خاطئة.

فكل كوكب يكمل دورته حول الشمس في زمن معين أي أن لكل كوكب عامه الخاص فعام عطارد ٤ / ١ عام الأرض ، وعام الزهرة يعادل ٢٢٥ يوما من أيامنا ، وعام الأرض ٤ / ١ ٣٦٥ يوما ، وعام المريخ يعادل عامان من أعوامنا تقريبا ، والمشتري اثنا عشر عاما تقريبا ، وزحل ٥ ، ٢٩ عام ، وأورانوس ٨٤ عاما ، ونبتون ١٦٥ عاما ، وبلوتو عامه يعادل ٢٥٠ عاما من أعوام الأرض. وبهذا فإن الزمن نسبي وليس مطلقا.

سورة المؤمنون

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَ


خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)

المؤمنون : ١٢ ـ ١٤

تذكر هذه الآية أولا أن خلق الإنسان من طين ومعنى ذلك أنها حددت المادة التي خلق منها الإنسان وهي الطين ، والطين موجود في كل مكان في الأرض. وقد أخذ العلماء الطين وحللوه فوجدوا أنه يتكون من ثمانية عشر عنصرا منها الحديد والبوتاسيوم والماغنسيوم وغير ذلك من العناصر ثم درسوا جسم الإنسان فوجدوا أنه يتكون من نفس هذه العناصر وهي الثمانية عشر عنصرا التي يتكون منها الطين.

وهكذا جاءت الحقيقة الأولى حقيقة مشاهدة عملية لا تخضع للجدل.

ثم بدأ القرآن في وصف خلق الإنسان في بطن أمه فتقول الآية الكريمة : (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) والقرار المكين هو رحم الأم.

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً)

قال الدكتور كيث إل مور وهو كندي من أشهر علماء العالم في علم الأجنة ورئيس قسم التشريح والأجنة بجامعة تورنتو بكندا ورئيس الاتحاد الأمريكي الكندي لعلماء الأجنة والحائز على الجائزة الأولى في العالم عن كتابه عن علم الأجنة والتي تعطي لأحسن كتاب ألفه مؤلف واحد.

قال أن الجنين عند ما يبدأ في النمو في بطن أمه يكون شكله مشابه للعلقة أو الدودة وعرض صورة بالأشعة لبداية خلق الجنين ومعها صورة للعلقة فظهر التشابه واضحا بين الاثنين ولما قيل له أن العلقة معناها الدم المتجمد ذهل وقال أن ما ذكر في القرآن ليس وصفا دقيقا فقط لشكل الجنين الخارجي ولكنه وصف دقيق لتكوينه ذلك أنه في مرحلة العلقة تكون الدماء محبوسة في العروف الدقيقة في شكل الدم المتجمد.

(فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) فالقرآن جاء بالوصف الدقيق فعند ما عرضت صورة بالأشعة المأخوذة للجنين وهي في مرحلة المضغة وصورة قطعة من الصلصال أو


اللبان المضوغ وجد أن الشكل واحد ثم أظهرت صورة الأشعة التي التقطت للجنين في مرحلة المضغة وجدت فيها تجويفات تشبه علامات الأسنان.

ثم تتحول المضغة إلى الهيكل العظمى ثم تكسى العظام باللحم ثم يتم الخلق بعد نفخ الروح خلقا مغايرا لمبدأ تكوينه.

وهذه هي مراحل خلق الجنين كما أثبته العلم حديثا جدا فتعالى الله في عظمته وقدرته.

(وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ)

المؤمنون : ١٨

تشير هذه الآية الكريمة إلى معان علمية خاصة بالدورة المائية على الأرض فمن المعلوم أن عمليات البخر من المحيطات والبحار تنشأ عنها إثارة السحب التي ينزل منها المطر الذي هو أساس المياه العذبة على سطح الأرض ومن الأمطار تفيض الأنهار التي تهب الحياة للمناطق القاحلة ثم هي أخيرا تصب في البحار وتتكرر هذه الدورة من البحر إلى الجو إلى البر ثم إلى البحر ثانية.

غير أن بعض مياه الأمطار في أثناء الدورة الطبيعية يتسرب إلى باطن القشرة الأرضية مكونة المياه الجوفية التي ينتقل منها الماء من مكان لآخر.

وتشير كلمة (بِقَدَرٍ) إلى ضبط كمية الماء بما يتفق مع صالح البشر. ولبيان ذلك نجد أن الله قد أسكن الماء في الأرض بفضل المنخفضات والتعاريج والتسرب الجزئي في باطن الأرض وغير ذلك من الوسائل التي أعدها الله سبحانه لذلك فلو تخيلنا الأرض كرة ملساء لا تعاريج فيها لغطاها الماء بغلاف سمكه أكثر من ثلاث كيلومترات.

ولو تخيلنا أن الجليد الموجود عند قطبي الأرض قد انصهر لارتفع مستوى مياه البحار والمحيطات في العالم كله بنحو ستون مترا ولغطى البحر بلادا كثيرة آهلة بالسكان هنا ندرك عظمة التقدير والنظام الإلهي في كمية الماء واستقرار جزء منه في


المنخفضات وتجمد جزء آخر عند القطبين وعدم زيادة الكمية حتى لا يغرق البشر.

كما تشير كلمة بقدر أن مشيئة الله جل وعلا اقتضت أن يسكن في الأرض كمية معلومة من المياه في محيطاتها وبحارها تكفي لحدوث التوازن الحراري المناسب في هذا الكوكب وعدم وجود فروق عظيمة بين درجات الحرارة صيفا وشتاء لا تلائم الحياة كما في بعض الكواكب والتوابع كالقمر كما أن مياه الأرض أنزلت بقدر معلوم لا يزيد فيغطي كل سطحا ولا يقل فيقصر دون ري الجزء البري فيها.

(وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) مما يشير إلى قدرة الله على تبخير الماء أي الذهاب به سواء كان هذا التبخير في الدورة المشار إليها أو عند اشتعال البحار وتفجيرها يوم القيامة.

سورة النور

(أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ)

النور : ٤٠

البحر اللجي : هو البحر العميق كثير الماء.

يقول البروفيسور دور جاروا أستاذ علم چولوچيا البحار كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام أجهزة الغطس أكثر من ٢٠ مترا ولكن الآن يمكن أن يغوص في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتي متر وأعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى : (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ).

فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة : الأحمر ـ البرتقالي ـ الأصفر ـ الأخضر ـ الأزرق ـ النيلي ـ البنفسجي.


فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدا بعد الآخر واختفاء كل لون يعطي ظلمة فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر ، وهكذا كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة.

أما قوله تعالى : (مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي وأن هذا الفاصل مليء بالأمواج فكان هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر.

وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها فكأنها موج من فوقه موج وهذه حقيقة علمية مؤكدة ذكرها القرآن وتوصل إليها العلم حديثا.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (٤٣) يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) (٤٤)

النور : ٤٣ ، ٤٤

الودق : قطرات الماء الكبيرة

لا يعرف التشابه بين السحب والجبال إلا من يركب طائرة تعلو فوق السحاب فيراها من فوقه كأنها الجبال والآكام.

تتناول هذه الآية الكريمة مراحل تكوين السحب الركامية وخصائصها وما عرف أخيرا من أن السحب الممطرة تبدأ على هيئة وحدات يتألف عدد منها في مجموعات هي السحب الركامية أي السحب التي تنمو في الاتجاه الرأسي وترتفع قممها إلى علو ١٥ ـ ٢٠ كيلومتر فتبدو كالجبال الشامخة.

كما أن هذه السحب هي وحدها التي تجود بالبرد وتشحن بالكهرباء وقد يتلاحق حدوث البرق في سلسلة تكاد تكون متصلة حوالي ٤٠ تفريفا في الدقيقة الواحدة فيذهب بصر الراصد من شدة الضياء وهذا ما يحدث للملاحين والطيارين الذين يخترقون عواصف الرعد في المناطق الحارة وينجم عن ذلك فقد البصر كما


تحدث أضرارا بليغة تشكل خطرا حقيقيا على أعمال الطيران وسط العواصف الرعدية.

(وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

النور : ٤٥

الماء في الآية الكريمة هو ماء التناسل أي المشتمل على الحيوانات المنوية وقد سبقت هذه الآية ما توصل إليه العلم حديثا في بيان أن كل دابة تدب على الأرض خلقت كذلك بطريق التناسل من الحيوانات المنوية وإن اختلفت أشكال هذه الحيوانات المنوية وخصائصها في كل نوع من أنواع هذه الدواب.

وكذلك تحتمل هذه الآية الكريمة أن الماء قوام تكوين كل كائن حي فمثلا جسم الإنسان يحتوي على ٧٠ خ من وزنه ماء.

ولم تكتشف هذه الحقيقة العلمية إلا أخيرا والماء أكثر ضرورة للإنسان من الغذاء فبينما يمكن للإنسان أن يعيش ٦٠ يوما بدون غذاء لا يمكنه أن يعيش بدون ماء إلا من ٣ ـ ١٠ أيام على أقصى تقدير.

والماء أساس تكوين الدم والسائل الليمفاوي والسائل النخاعي وإفرازات الجسم كالبول والعرق والدموع واللعاب والصفراء واللبن والسوائل الموجودة في المفاصل وهو سبب رخاوة الجسم وليونته.

ولو فقد الجسم ٢٠ خ من مائه فإن الإنسان يكون معرضا للموت. والماء يذيب الفضلات العضوية أو المعدنية في البول والعرق ، وهكذا يكون الماء الجزء الأكبر والأهم في تكوين الجسم ، ولذلك يمكن القول أن كل كائن حي مخلوق من الماء.

سورة الفرقان

(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً)

الفرقان : ٥٣


ملح أجاج : شديد الملوحة أو المرارة.

برزخا : حاجزا عظيما.

حجر محجورا : حراما محرما.

تشير هذه الآية إلى عدم اختلاط الملح المتسرب من البحار في الصخور القريبة من الشاطئ بالماء العذب المتسرب إليها من البر اختلاطا تاما ؛ بل أنهما يلتقيان مجرد تلاق يطفو العذب منها فوق الملح كان بينهما برزخا يمنع بغي أحدهما على الآخر وحجرا محجورا. أي حاجزا خفيا مستورا لا نراه. وليس هذا فقط بل أن هناك قانونا ثابتا يحكم هذه العلاقة ويتحكم فيها لمصلحة البشر ممن يسكنون في تلك المناطق وتتوقف حياتهم على توفر الماء العذب فقد ثبت أن طبقة الماء العذب العليا يزداد سمكها مع زيادة الارتفاع عن منسوب البحر بعلاقة منتظمة حتى أنه يمكن حساب العمق الأقصى للماء العذب الذي يمكن الوصول إليه فهو يساوي قدر الفرق بين منسوب الأرض ومنسوب البحر أربعين مرة.

هذه الظاهرة ذكرها القرآن قبل أن يصل إليها العلم بمئات السنين.

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً)

الفرقان : ٦٢

كانت الحقيقة العلمية تظهر فيتنبه العلماء إلى أن هذه الحقيقة قد ذكرت في القرآن أو أشير إليها دون أن تصدم عقول الناس فما ذا كان حال الناس إذا قيل لهم عند نزول القرآن أن الأرض كروية أو أنها تدور حول الشمس مثلا.

إن هذه الآية تحمل معنيين أولاهما أن الأرض كروية والمعنى الثاني أن الأرض تدور حول نفسها .. كيف؟

خلفة : معناها أن الليل والنهار يخلف كل منهما الآخر وكل شيء في الدنيا يخلف بعضه بعضا تكون البداية دائما وليس هناك شيء قبلها تخلفه ولكن الحق سبحانه وتعالى قال : هو الذي جعل الليل والنهار خلفة وما دام الله هو الذي جعل


فلا بد أن يكون ذلك قد حدث ساعة الخلق فأوجد الليل والنهار خلفة على الأرض فإنه في ساعة البداية وجد الليل والنهار معا بحيث أصبح كل منهما خلفة للآخر فلم يأت النهار أولا ثم خلفه الليل لأنه في هذه الحالة لا يكون النهار خلفة بل يكون بداية ولم يأت الليل أولا ثم يخلفه النهار لأنه في هذه الحالة لن يكون الليل خلفة بل يكون بداية.

ولا يمكن أن يكون الليل والنهار كل منهما خلف للآخر إلا إذا وجدا معا.

ونحن نعلم أن الليل والنهار يتعاقبان علينا ولو أن الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ووجد الليل والنهار معا ساعة الخلق فلن يكونا خلفة ولن يخلف أحدهما الآخر بل يظل الوضع ثابتا كما حدث ساعة الخلق ، ولكن لكي يأتي الليل والنهار يخلف كل منهما الآخر فلا بد أن يكون هناك دوران للأرض لتحدث حركة تعاقب الليل والنهار.

إذن هذه العبارة القرآنية الموجزة تحمل معنيان كروية الأرض ودورانها حول نفسها.

سورة النمل

(وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ)

النمل : ٨٨

اكتشف العلم حديثا حركة الأرض حول نفسها كما تتحرك حول الشمس بسرعة ٣٠ كيلومتر في الثانية. والأرض تحمل الجبال.

والعين تتخيل أن الجبال جامدة بينما هي تمر مر السحاب ولما ذا يشبه الله سبحانه وتعالى حركة الجبال بحركة السحب؟ ذلك لأن السحب ليست ذاتية الحركة فهي لا تتحرك من مكان لآخر بقدرتها الذاتية بل تتحرك بقوة تحرك الريح ولو سكن الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة وكذلك الجبال ليس لها حركة ذاتية أي أنها لا


تنتقل بذاتيها من مكان لآخر ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها.

وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك فتتحرك معها الجبال التي فوق سطحها.

وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها وتدور حول الشمس والجبال جزء من الأرض فهي تدور معه تماما كما تحرك الريح السحاب.

يا سبحان الله عبارة موجزة تحمل حقيقة علمية يكشفها العلم بعد مئات السنين من نزول هذه الآية.

سورة العنكبوت

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

العنكبوت : ٢٠

لم يقل الله سبحانه وتعالى سيروا على الأرض إذ تأتي الحقيقة العلمية وهي أننا نسير في الأرض وليس على الأرض لأن هناك غلافا جويا يحيط بالأرض وهو جزء منها ونحن لا نخرج من الأرض إلا إذا خرجنا من هذا الغلاف الجوي.

فالطائرات التي تطير على ارتفاعات مختلفة تطير في الأرض وليس خارج الأرض ولكن الذي يخرج من الأرض هي سفن الفضاء التي تتجاوز الغلاف الجوي للأرض وبدون تجاوز هذا الغلاف لا نستطيع أن نرى صورة الأرض كاملة لأنك ما دمت قد أصبحت خارج الشيء تتضح أمامك الصورة.

نحن نسير حقيقة على سطح الأرض ولكننا نسير في الأرض أي بين سطح الأرض والغلاف الجوي فما تحتنا هو أرض وما فوقنا هو جزء مكمل للأرض وهو الغلاف الجوي.


كما تحث هذه الآية الكريمة الباحثين للكشف عن كيفية بدء خلق الكائنات من حيوان ونبات وكذلك الجماد فإن آثار الخليقة الأولى منطبعة بين طبقات الأرض وعلى ظهرها وهي لذلك سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدئها حتى الآن.

(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)

العنكبوت : ٤١

كشف العلم مؤخرا أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر وهي حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أثناء نزول القرآن حيث ذكرت الآية كمثل العنكبوت اتخذت ولم تذكر اتخذ ، ووصف بيت العنكبوت بأنه أوهن البيوت ولم تقل الآية خيط العنكبوت أو نسيج العنكبوت فقد كشف العلم الآن أن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات فيكون نسيج العنكبوت بالنسبة لاحتياجات العنكبوت وافيا بالغرض وزيادة ويكون بالنسبة له قلعة حصينة.

ولكن القرآن يقول أن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

لقد كشف العلم أن بيت العنكبوت هو أبعد البيوت عن صفة البيت فأنثى العنكبوت تقتل ذكرها بعد التلقيح وتأكله والأبناء يقتلون بعضهم بعضا بعد الخروج من النبض ولذلك يعمد الذكر إلى الفرار بعد تلقيح أنثاه إن استطاع وتغزل أنثى العنكبوت بيتها ليكون فخا وكمينا لكل حشرة صغيرة تفكر في الاقتراب منه وكل من يدخل البيت يقتل ويلتهم إنه إذن ليس بيتا ولكنه أوهن البيوت لمن يحاول أن يتخذ منه ملجأ.

سورة الروم

(غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)

الروم : ٣

حدثت هذه المعركة بين الفرس والروم قرب بيت المقدس وجاءت الخرائط


الجيولوجية التي صورت بالأقمار الصناعية لتثبت أن المنطقة التي دارت فيها المعركة هي أكثر الأماكن انخفاضا على سطح الأرض وأدنى تعني المكان المنخفض.

ذكر دالمار رئيس الجمعية الجيولوجية بالولايات المتحدة أن أخفض منطقة في الأرض قرب بيت المقدس بجانب البحر الميت.

سورة السجدة

(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (٥)

السجدة : ٥

(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤)

المعارج : ٤

هذه هي نسبية الزمن كما توصل إليها اينشتين في نظريته النسبية فلو تخيلنا صاروخا انطلق بسرعة تقرب من سرعة الضوء فإن الرحلة قد تستغرق آلاف السنين بالنسبة لراصد من الأرض أي حسب الساعة الأرضية بينما قد تكون يوما أو بعض يوم بالنسبة لرواد الفضاء الموجودون بالصاروخ وكلما اقتربت سرعة الصاروخ من سرعة الضوء فإن اليوم قد يعادل مئات الآلاف أو ملايين السنين.

أي أنه كلما زادت السرعة كلما ازداد مقدار الانكماش الزمني.

وعلى هذا فإن عروج الملائكة والروح (جبريل) سيتم في يوم كان مقداره يعادل على الأرض خمسين ألف سنة مما يعطي انكماشا زمنيا أكبر يشير إلى أن سرعة عروج الملائكة والروح أكبر من سرعة عروج المخلوقات الأخرى الذي يتم في يوم يعادل ألف سنة أرضية فقط وهذا يتوقف على سرعة العروج.


سورة الأحزاب

(أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ)

الأحزاب : ١٩

تشير هذه الآية إلى حقيقة علمية لم تكن معروفة عند نزول القرآن وهي دوران مقلة العين عند اقتراب الموت وعند الخوف ومن أسباب ذلك أن شدة الخوف تذهب الوعي فيبطل الإدراك فتختل المراكز العصبية اللاواعية في منطقة مهاد المخ فيصير الخائف شبيها بحالة الذي يغشى عليه من الموت إذ تدور مقلته وتتسع حدقته وتثبت على اتساعها حتى يموت.

سورة سبأ

(قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٣)

سبأ : ٣

أشار الله سبحانه وتعالى إلى جملة حقائق علمية هامة :

١ ـ إن المادة في السموات والأرض تتكون من ذرات.

٢ ـ أن الذرة لها ثقل معين وهذا الثقل صغير جدا.

٣ ـ أنه يوجد ما هو أصغر من الذرة.

ولقد كانت هذه الحقائق وما زالت محور أبحاث القرن العشرين ، ولقد اتضح أن العناصر الطبيعية ٩٢ عنصرا تبدأ بعنصر الإيدروجين وتنتهي بعنصر اليورانيوم وذرة الهيدروجين هي أخف الذرات وزنا كما يوجد ما هو أخف وأصغر من الذرة كالالكترون والبوزيترون والنيترينو ونواة الذرة نفسها.


سورة فاطر

(وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ) (٩)

فاطر : ٩

الرياح تتبع في سيرها قواعد معينة تؤدي إلى توزيعها على الأرض بطريقة خاصة تعرف بالدورة العامة للرياح وفي معظم الأحيان تكون الرياح بشرى بالمطر.

وكلمة تثير في هذه الآية تشير إلى أثر الرياح في تكوين السحاب ومن معاني الإثارة في اللغة الظهور وبهذا فإن الرياح تظهر السحاب ثم يسوقه الله حيث يشاء.

وأما قوله تعالى كذلك النشور فهو إشارة إلى إخراج الموتى وبعثهم أحياء يوم القيامة حيث يمثل ذلك الاحياء للأرض بمياه المطر وإخراج النبات منها بعد موتها.

(لَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) (٢٧)

فاطر : ٢٧

جدد : ذات طرائق وخطوات مختلفة الألوان.

غرابيب سود : متناهية في السواد كالأغربة.

ليس الإعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة هو التنويه فقط بما للجبال من ألوان مختلفة ترجع إلى اختلاف المواد التي تتألف منها صخورها من حديد يجعل اللون السائد أحمر أو منجنيز أو فحم يجعله أسود أو نحاس يجعله أخضر والجبال البيضاء تتكون أساسا من الطباشير والحجر الجيري. ولكن الإعجاز هو الربط بين إخراج ثمرات مختلفة الألوان يروي شجرها بماء واحد وخلق جبال حمر وبيض وسود يرجع أصلها إلى مادة واحدة متجانسة التركيب أصلها من باطن الأرض ويسميها علماء الجيولوجيا بالصهارة وهذه الصهارة الواحدة عند ما تنبثق في أماكن مختلفة من الأرض وعلى أعماق مختلفة من السطح يعترى تركيبها الاختلاف فتتصلب آخر الأمر في كتل أو جبال مختلفات المادة والألوان.


وهكذا فسنة الله واحدة لأن الأصل واحد والفروع مختلفة وفي هذا متاع وفائدة لبني الإنسان.

سورة يس

(سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)

يس : ٣٦

خلق الله سبحانه وتعالى الأشياء كلها على سنة الذكورة والأنوثة أو الموجبة والسالبة.

فجعل الذكور والإناث في مخلوقاته كلها سواء في النباتات والحيوانات والبشر وما لا يعلمه الناس من الأحياء الغير منظورة.

كما أن الازدواجية موجودة في المادة فقد اكتشف علماء الفيزياء منذ سنوات قليلة أنواعا مختلفة من الحسيمات الذرية المضادة فمن المعروف أن الذرة العادية تتكون من نواة بها بروتونات موجبة ونيوترونات متعادلة ويدور حولها إلكترونات سالبة ، ولقد اكتشف العلماء أثناء بعض التفاعلات النووية تولد الإلكترون الموجب (البوزيترون) واليروتون السالب. والنيترون المتعادل له ضد يدعى النيترون المضاد ذو العزم المغناطيسي المعاكس.

ولقد ثبت علميا أن هذه الجسيمات المضادة تفنى سريعا بمجرد التقائها مع الجسيمات العادية المناظرة في عملية تعرف بالإفناء تتحول فيها المادة والمادة المضادة إلى طاقة فمثلا عند تقابل الالكترون مع البوزيترون تتولد أشعة جاما.

وذرة المادة المضادة لا تختلف عن ذرة المادة العادية في صفاتها الطبيعية أو الكيميائية ولكنها فقط صورة معكوسة ، وكأنها صورة مرآة للذرة العادية ولا يمكن التمييز بينهما إلا إذا تقابلتا فتحدث الكارثة وتختفيا فورا لتحولهما إلى طاقة.

ولقد أشارت هذه الآية الكريمة إلى الأزواج.


(وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)

والمعروف أن الجسيمات أو الذرات المضادة لا تستقر على الأرض لأنه لا يمكن الاحتفاظ بها في عالمنا المكون من المادة العادية.

والعلماء يعتقدون الآن أن الكون ربما قد نشأ من طاقة تحولت في البداية إلى نوعي المادة وبحيث يظل النوعين متباعدين ويحدث الزوال الفوري للكون كله عند ما تلتقي المادة والمادة المضادة وذلك بمشيئة الله.

(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)

يس : ٣٨

هذه الآية الكريمة تمثل إعجاز علميا رائعا للقرآن.

فالفعل تجري يعبر عن حركة واقعية أثبتها العلم الحديث للشمس التي اتضح أنها تنتقل في الفضاء وتجر معها بالجاذبية كواكبها التي تدور حولها.

والفعل يدل ليس فقط على حركة انتقالية ذاتية للشمس ولكن يدل أيضا على عظم تلك الحركة لأن الجري طبعا أدل على السرعة من المشي أو السير وقد تمكن العلماء من تحديد سرعة هذه الحركة للشمس ومعها النظام الشمسي بحوالي ١٩ كيلومتر / ث في الفضاء الكوني نحو نقطة في كوكبة هرقل كما أن الشمس تجري ومعها مجموعتها الشمسية بسرعة فائقة تبلغ ٢٢٠ كيلومتر / ث حول مركز مجرتنا (سكة التبانة).

وبهذا فإن الشمس تسبح في فلك دائري خاص بها حول مركز المجرة.

أما الشطر الثاني من الآية وهو عبارة (لِمُسْتَقَرٍّ لَها) فمن الواضح أن هذا المستقر الذي ينتهي إليه جرى الشمس أمر من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله العزيز العليم الذي قدر هذا الجري على هيئة ينتهي إلى غايته إذ هو فيما يبدو يشير إلى وفاة الشمس حين تستهلك وقودها.

(وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)

يس : ٣٩

يمكن تلخيص منازل القمر كما يلي خلال شهر عربي كامل الهلال الجديد في


الأفق الغربي ـ التربيع الأول ـ البدر ـ التربيع الثاني ـ الهلال في الأفق الشرقي ـ المحاق والعرجون القديم هو السباطة اليابسة إذا حال عليها الحول وجفت وهذه إشارة إلى منازل القمر من جهة وإلى عدم وجود حياة على القمر من جهة أخرى وقد تحقق ذلك فعلا بعد أن وصل الإنسان إلى القمر وشاهد معالمه المقفرة.

(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)

يس : ٤٠

يذكر القرآن الكريم بوضوح أمرا علميا جوهريا ألا وهو وجود مدار لكل من الشمس والقمر كما يشير إلى تنقلهما في الفضاء كل بحركة خاصة وهذا هو مدار الشمس حول المجرة ومدار القمر حول الأرض من الحقائق العلمية الحديثة.

والله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة يرد على اعتقاد غير صحيح كان موجودا عند العرب وقت نزول القرآن وهو أن الليل يأتي أولا ثم بعد ذلك يأتي النهار أي أن النهار لا يسبق الليل ويجيء الحق ليصحح هذا الاعتقاد الخاطئ (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) أي أن الليل لا يسبق النهار.

ومعنى أن الليل لا يسبق النهار والنهار لا يسبق الليل ، أنهما موجودان معا على سطح الأرض أي أن الأرض على هيئة كرة فلو كانت الأرض على أي شكل هندسي آخر أو مسطحة لكان في ساعة الخلق وجد النهار أولا ، أو وجد الليل أولا ولكن لا يمكن أن يوجد الليل والنهار معا في وقت واحد على سطح الأرض إلا إذا كانت الأرض كروية فيكون نصف الكرة مضيئا والنصف الآخر مظلما.

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)

يس : ٨٠

إن طاقة الشمس تنتقل إلى جسم النبات بعملية التمثيل الضوئي إذ تمتص خلاياه المحتوية على المادة الخضراء في النبات (الكلوروفيل) ثاني أكسيد الكربون من الجو ويتفاعل هذا الغاز مع الماء الذي يمتصه النبات فتنتج المواد الكربوهيدراتية


بتأثير الطاقة المستمدة من ضوء الشمس ومن ثم يتكون الخشب الذي يتركب أساسا من مركبات كيمائية محتوية على الكربون والهيدروجين والأكسجين ، ومن هذا الخشب يتكون الفحم النباتي المستعمل كوقود إذ بإحراق الفحم النباتي تنطلق الطاقة المدخرة فيه. وما الفحم الحجري إلا نباتات وأشجار نشأت ونمت على النحو السابق ثم دفنت وتحللت إلى الفحم الحجري بتأثير العوامل الجيولوجية كالحرارة والضغط وغيرها.

ويجب أن يلاحظ أن لفظ الأخضر في الآية ووصف الشجر بهذا اللون لم يكن عفوا وإنما هو إشارة إلى مادة الكلورفيل الأخضر اللازم لعملية التمثيل الضوئي.

سورة الصافات

(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ)

الصافات : ٥

قد يبدو لفظ المشارق غريبا فالمعروف أن نقول مشرق الشمس ولكن الحقيقة التي ذكرها القرآن ويؤيدها الواقع حيث تبدو الشمس والنجوم لسكان الأرض في كل يوم بدوران الأرض حول محورها مشرقة في مواضع مختلفة ، وكلما غيرت الأرض موضعها في رحلتها على القبة السماوية بدت مشرقة من مواضع مختلفة ، فإذا رصدت الشمس بانتظام ابتداء من أواخر مارس أي في الاعتدال الربيعي (من نصف الكرة الشمالي) فإنها ترى وهي تشرق في نقطة في الشرق على الأفق.

وكلما مر يوم رآها الراصد تشرق في نقطة أقرب إلى الشمال. وفي أواخر يونيو ترى مشرقة من مكان هو نهاية اقترابها من الشمال ثم تبدو الشمس بعد ذلك وهي تقفل راجعة متبعة نفس التغييرات حتى أواخر سبتمبر (عند الاعتدال الخريفي) حيث ترى مشرقة من المكان الذي أشرقت منه عند الاعتدال الربيعي.

ثم تبدو بعد ذلك مستمرة في الحركة نحو الجنوب حيث ترى مشرقة في أقرب


نقطة إلى الجنوب في أواخر ديسمبر ثم تأخذ في الرجوع ظاهريا نحو الشمال حيث تكمل دورتها في الاعتدال الربيعي التالي.

ويستغرق ذلك كله ٣٦٥ يوما وربع يوم. وكذلك الحال بالنسبة النجوم.

والخلاصة أنه رب المشرق ورب المشارق.

سورة الزمر

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)

الزمر : ٥

وهكذا دون أن يصدم الله سبحانه وتعالى الناس ساعة نزول القرآن أو بعد نزوله بمئات السنين حتى يصل العلم إلى كروية الأرض وأن الشمس والقمر بل كل الكواكب والنجوم في حالة حركة مستمرة وليس مجرد حركة مستمرة وليس مجرد حركة بل أن تعبير يجري للدلالة على أنها تتحرك بسرعات كبيرة وأن لكل كوكب أو نجم أجل مسمى ونهاية محتومة فالليل والنهار خلقا على هيئة التكوير وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية بحيث يكون نصف الكرة مظلما (ليل) والنصف الآخر مضيئا (نهار).

(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)

الزمر : ٦

تنشأ البويضة في أحد مبيضي المرأة حتى إذا اكتمل نضجها انطلقت منه فيتلقفها أحد بوقي فالوب ثم تمضي في قناة فالوب في طريقها إلى الرحم فلا تصله إلا بعد بضعة أيام قد يقدر لها في أثنائها أن يخصبها حيوان منوي من الرجل فتبدأ توا مراحل تطورها المبكر. وفي الرحم يمضي الجنين بقية مدة الحمل حيث يكون لنفسه


فيها غلافين (السلى) ويسهم جزء منه في تكوين المشيمة و(الرهل) الذي يحيط بالحنين إحاطة مباشرة.

والظلمات الثلاث في الآية الكريمة هي المبيض وقناة فالوب والرحم.

وقد أشار الخالق العظيم في كتابه إلى هذه الحقيقة العلمية في زمن لم يكن الناس قد اكتشفوا فيه بويضة الثدييات ومسلكها ذاك في أجسام الأثاث بعيدا عن العيون.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ)

الزمر : ٢١

الخرافات التي كانت سائدة عن المياه الجوفية والتي لم يعرف أصلها إلا عام ١٥٨٠ ميلادية حين أعلن برنارد باليس أن هذه المياه تأتي من تسرب ماء المطر إلى التربة وهذا ما ذكره القرآن قبل هذا العام بألف سنة.

وهذا الماء يخرج به زرعا مختلفا أشكاله ثم ييبس بعد نضارته فتراه مصفرا ثم يجعله فتاتا منكسرا. إن في ذلك التنقل من حال إلى حال لتذكير لأولي العقول المستنيرة.

سورة غافر

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ)

غافر : ٦٧

كما ذكر سابقا أن عناصر تكوين جسم الإنسان الثمانية عشر هي نفس عناصر تكوين التراب.

والمقصود بالنطفة الجزء الخاص من المنى ، وقد كشف العلم عن المقصود بهذا الجزء وهو الحيوان المنوي الذي يحمله السائل المنوي ، وهذا الحيوان هو الذي يلقح بويضة الأنثى.


والعلقة هي الدم المتجمد أو السائل الذي اشتدت حمرته والمراد بها عمليا خلايا الجنين التي تعلق بجدار الرحم بعد طور تلقيح الحيوان المنوي للبويضة وصيرورتها خلية واحد تنقسم إلى عدة خلايا وتتكاثر وتتحرك نحو جدار الرحم وتنشب به محدثة نزيفا من الدم.

سورة فصلت

(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١١)

فصلت : ١١

قرأ البروفيسور يوشيري كوزاي مدير مرصد طوكيو هذه الآية فقال : أن العلم لم يصل إلا منذ فترة بسيطة جدا إلى أن السماء كانت دخانا ، وقد أصبح هذا شيئا مشهودا ومرئيا الآن بعد إطلاق سفن الفضاء والأقمار الصناعية وعرض صورا التقطت لنجم في السماء ، وهو يتكون وقد بدأ كتلة من الدخان في وسطها تكون الجزء المضيء من النجم وحوله الدخان وتحيط بالدخان حافة حمراء دليل على ارتفاع درجة الحرارة.

وقال : لقد كنا نعتقد منذ سنوات فقط أن السماء كانت ضبابا ولكننا عرفنا الآن بعد التقدم العلمي بأنها ليست ضبابا ولكنها دخان لأن الضباب خامد وبارد والدخان حار وفيه حركة وهذا يدل على أن السماء كانت دخانا.

سورة ق

(الْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)

ق : ٧

والأرض مددناها أي : بسطناها وفي أي مكان من الأرض فهي مبسوطة ، وهذا دليل على كروية الأرض لأن أي شكل هندسي آخر يصل إلى حافة فلا ترى الأرض


منبسطة عندئذ والرواسي هي الجبال فالقشرة الأرضية مرتفعة في مواضع معينة ، وهي الجبال ومنخفضة في مواضع أخرى هي قيعان المحيطات وتتوازن أثقال هذه الأجزاء بعضها مع بعض ومن قدرة الله وحكمته أن أوجد هذا التوازن وجعله ثابتا عن طريق انسياب المواد الأرضية المكونة للقشرة الرقيقة تحت الطبقات السحطية وذلك من الأثقل إلى المكان الأقل ثقلا.

سورة الذاريات

(وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)

الذاريات : ٤٧

بأييد : بقوة.

تشير هذه الآية الكريمة إلى معان علمية كثيرة منها أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون الواسع بقوة ومعنى السماء في الآية كل ما علا من كواكب ونجوم ومجرات.

وهذا الجزء المرئي من الكون متسع اتساعا لا يدركه عقل ولا يتسنى تحديده إذ المسافات فيه تقاس بملايين السنين الضوئية والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في السنة بسرعة ٣٠٠٠٠٠ كيلومتر في الثانية.

والكون في نظر اينشتين كما لو كان سطح بالون كروي مقفل على نفسه بمعنى أن الكون ليس داخل البالون ولكنه بأجرامه يكون سطح البالون.

لقد حسب اينشتين نصف قطر الكون بحوالي ٣٥ مليار سنة ضوئية ولم يستبعد اينشتين فكرة تمدد الكون.

وقد أثبتت الظواهر الفلكية الحديث صحة النموذج الكروي للكون وأن تقوس الفضاء يكون متغيرا مع الزمن كما لو كان البالون الكوني يتمدد فعلا وعند انتفاخ البالون تتباعد النقط (المجرات) بعضها عن بعض ويتسع الفضاء بين المجرات دون أن تتمدد المجرات ذاتها.

وقد لاحظ هويبل في قياسات متوالية ظاهرة تباعد المجرات عن بعضها أي


اتساع الكون وهذه التوسعة مستمرة مع الزمن طبقا لظاهرة تمدد الكون التي أصبحت حقيقة علمية ثابتة.

صدق الله العظيم حين قال : (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)

سورة النجم

(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)

النجم : ١

أقسم الله سبحانه وتعالى بالنجم إذا تقلص على نفسه تقلصا شديدا أدى إلى سقوط مكوناته بالجاذبية لينضغط إلى قزم أبيض أو نجم نيوتروني أو ثقب أسود وهذا يتوقف على حجم النجم وكتلته وهذه مراحل في حياة النجوم أثبتها العلم حديثا جدا.

(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى)

النجم : ٤٥ ـ ٤٦

لم يكن الناس إلى عهد قريب يعلمون أن في سائل الذكر حيوانات منوية وأن في سائل الأنثى بويضات فإذا التقى حيوان منوي وبويضة اتحدا وحدث الإخصاب والحمل وهذه حقيقة سبق القرآن الكريم إلى ذكرها قبل أن يكشف عنها العلم في القرن العشرين.

سورة القمر

(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (٢)

القمر : ١ ـ ٢

انشقاق القمر حدث وقع تاريخيا وثبت بالسنة على نحو ما رواه البخاري : انشق القمر ونحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمنى فقال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل وهو حادث واجه به القرآن الكريم جماعة من المشركين في حينه ولم يرو عنهم


تكذيب لوقوعه غير أنهم روى عنهم أنهم قالوا سحرنا ولكنهم أنفسهم اختبروا الأمر فعرفوا أنه ليس سحرا حيث سألوا آخرين قادمين من السفر فأخبروهم أنهم رأوا القمر منشقا ورغم ذلك قالوا هذا سحر. وانشقاق القمر من معجزات الرسول الحسية.

وبعد نزول الأمريكان على سطح القمر تأكدوا من انشقاق القمر في الماضي.

وهذه الآية تؤكد انشقاق القمر عند اقتراب الساعة بقدرة الله أو فلكيا وحسابيا سيحدث الانشقاق. فالقمر يؤثر على الأرض وحركتها في الفضاء ، فهو يسبب ظاهرة المد والجزر فيعمل على رفع مياه البحار والمحيطات عاليا فيحدث المد بسبب جذب القمر لهذا الماء ويتتابع المد في أجزاء مختلفة من سطح الأرض لأنها تدور حول نفسها أي تدور بهذا الماء الذي حدث به المد ليواجه القمر ماء غيره على سطح الأرض فيصيبه المد بجذب القمر بينما يهبط الماء الأول بعد أن بعد عن تأثير جذب القمر له فيصيبه الجزر وهكذا يتكرر المد والجزر على شواطئ البحار والمحيطات مرة كل يوم.

وقد توقع العلماء حديثا بأن عملية المد والجزر ستؤدي في المستقبل إلى تعطيل الأرض في دورانها حول نفسها مما يؤدي إلى زيادة طول اليوم بمعدل ٠٠٢ ، من الثانية كل قرن وهذه الزيادة برغم ضآلتها ستتجمع بعد ملايين السنين لتؤدي إلى زيادة طول اليوم الأرضي بمقدار ملموس مما يؤدي إلى إسراع القمر في دورانه حول الأرض مما يتسبب في انشقاقه.

سورة الرحمن

(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ)

الرحمن : ٥

تنص هذه الآيات الكريمة على أن حركة الشمس والقمر تجري طبقا لنظام دقيق منذ خلقهما الله تعالى ولم نتعرف على دقائق هذا النظام الدقيق إلا حديثا حوالي ٣٠٠ سنة خلت حيث تبين أن حركة الشمس الظاهرية حول الأرض وحركة القمر


حول الأرض تتم في مدارات فلكية طبقا لقوانين الجاذبية وهي حسابات رياضية في غاية الدقة.

وحقا إنه ميزان إلهي محسوب فكل كوكب مثلا ينجذب نحو الشمس بقوة الجاذبية ويتأثر في نفس الوقت بقوة مضادة تعرف بالقوة المركزية الطاردة نتيجة لدورانه في فلكه وتتساوى القوتان وكأنهما كفتا ميزان ويدور الكوكب بذلك مستقرا في فلكه بحيث يتناسب مربع زمن دورته مع مكعب بعده عن الشمس وبحيث يكنس الخط الوهمي الواصل بينه وبين الشمس مساحات متساوية في أزمنة متساوية ولفظ يكنس ورد فعلا في قانون كبلر.

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (٢٠)

الرحمن : ١٩ ـ ٢٠

ظاهرة عدم اختلاط الماء العذب بالماء المالح عند الالتقاء الحادث بين مصبات الأنهار وشواطئ البحار ويظل نوعا الماء منفصلين لمسافات طويلة. وكأن بينهما حد فاصل ويرجع هذا إلى ظاهرة تسمى قوة التوتر السطحي الناشئة من اختلاف التجاذب بين جزئيات الماء العذب والماء المالح لاختلاف كثافتهما فيبدو بوضوح الحد الفاصل بينهما.

كما أن وسائل العلم الحديثة قد وصلت إلى تصوير البرزخ بين البحرين وبينت معنى لا يبغيان بأن مياه أي بحر حين تدخل إلى البحر الآخر عن طريق البرزخ فإنها تأخذ وقت دخولها خصائص البحر الذي تدخل له فلا تبغى مياه بحر على مياه بحر آخر فتغيرها.

وقد تم الوصول إلى هذه الحقائق بعد إقامة مئات من المحطات البحرية والتقاط الصور بالأقمار الصناعية والذي قال هذا الكلام البروفيسور شرايدر من أكبر علماء البحار في ألمانيا وعند ما سمع معاني آيات القرآن بهت وقال أن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر.

إن الصور الحديثة التي التقطت للبحار قد أثبتت أن بحار الدنيا ليست موحدة التكوين بل هي تختلف في الحرارة والملوحة والكثافة ونسبة الأكسجين. وفي صورة


التقطت بالأقمار الصناعية ظهر كل بحر بلون مختلف فبعضها أزرق وبعضها أسود وبعضها أصفر وذلك باختلاف درجات الحرارة في كل بحر عن الآخر. وقد التقطت هذه الصور بالأشعة تحت الحمراء وبالأقمار الصناعية من سفن الفضاء وظهر خط أبيض رفيع يفصل بين كل بحر وبحر.

(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ) (٣٥)

الرحمن : ٣٣ ، ٣٥

ثبت حتى الآن ضخامة المجهودات والطاقات المطلوبة للنفاذ من نطاق جاذبية الأرض وحيث اقتضى النجاح الجزئي في زيارة الفضاء لمدة محدودة جدا بالنسبة لعظم الكون فقد وصل الإنسان للقمر ووصل بسفن الفضاء إلى المريخ بدون إنسان واحتاج ذلك لبذل الكثير من الجهود العلمية الضخمة في شتى الميادين الهندسية والرياضية والفنية والجيولوجية فضلا عن التكاليف الهائلة المادية التي أنفقت في ذلك وما زالت تنفق وغير ذلك الزمن الطويل جدا اللازم للوصول إلى كواكب المجموعة الشمسية.

فما هو الحال وأن أقرب نجم يبعد عن الأرض بمقدار ٣ ، ٤ سنة ضوئية بينما آخر حدود الكون المرئي يبعد ٣٥ مليار سنة ضوئية ، وذلك يدل دلالة قاطعة على أن النفاذ المطلق من أقطار السموات والأرض مستحيل ويحذرنا الله سبحانه وتعالى من خطورة هذا النفاذ بقوله تعالى : يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران.

فمن المعروف أن قذف النحاس ببروتونات سريعة ينتج ما يسمى بالبروتون المضاد (السالب) في المعامل النووية وحيث أن البروتونات السريعة والنحاس (شواظ النار والنحاس) متوافران في الأشعة الكونية فإن احتمال تولد البرتون المضاد في الفضاء الكوني قائم ومعنى هذا أن رائد الفضاء وسفينته معرضان للفناء الفوري بالتحول إلى أشعة جاما نتيجة لالتقاء البروتون الموجب بالروتون المضاد السالب.

(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ)

الرحمن : ٣٧

الدهان : الجلد الأحمر.


أي انشقت السماء فكانت مثل الورد الأحمر من حرارة النار (أي مثل الوردة ذات الأوراق الحمراء).

يقول علماء الفيزياء : أن الهيدروجين الموجود حاليا بباطن الشمس سيتحول إلى هيليوم في ظرف خمسة بلايين سنة ويزداد خلال هذه الفترة معدل إنتاج الطاقة.

وتبين الحسابات أن الإشعاع الشمسي آخذ في الازدياد ببطء وأنه سيزيد ألف مرة عند ما تتحول الشمس في شيخوختها إلى عملاق أحمر (وهذا يحدث في مراحل حياة النجوم).

وحينما تصل الشمس إلى مرحلة العملاق الأحمر ينتفخ سطحها ويبتلع كوكب عطارد والزهرة والقمر ويصل إلى سماء الغلاف الجوي للأرض ويتحول لونها إلى اللون الأحمر كقوله تعالى : (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) أي : حمراء كالزيت المحترق.

سورة الواقعة

(فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (٧٦)

الواقعة : ٧٥ ـ ٧٦

نظرا لبعد النجوم السحيق عنا اتفق الفلكيون على قياس المسافات الفلكية بالسنة الضوئية وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة بسرعة تبلغ ٣٠٠٠٠٠ كيلومتر / ث وتبعد الشمس عنا ١٥٠ مليون كيلومتر أي : ٥٠٠ ثانية ضوئية بينما أقرب نجم يبعد عن الأرض ٣ ، ٤ سنة ضوئية وهو نجم ألفا قنطورس بينما نجم الشعرى يبعد عنا ٩ سنوات ضوئية والنجم القطبي ٤٠٠ سنة ضوئية.

ولقد أتاحت التلسكوبات الحديثة رصد نجوم ومجرات تبعد عنا أكثر من عشرة مليارات سنة ضوئية ولذلك فما نراه اليوم من النجوم قد حدث في الماضي على هذه النجوم البعيدة. أي : أن النجوم التي نراها الآن تسطع في السماء قد تكون نجوما ميتة


لا ضوء فيها حاليا ، ولأن النجوم والمجرات متحركة بسرعات هائلة ؛ فإن ما نراه الآن هو موقعها منذ مئات أو آلاف أو ملايين السنين. أما مكانها الآن فلا يعلمه إلا الله وموتها أو حياتها أو مكانها الآن فلا يعلمه إلا الله وموتها أو حياتها أو مكانها فلن نعرفه إلا إذا جاء في المستقبل آخر شعاع ضوئي صدر منها.

وعلى سبيل المثال فمكان النجم القطبي الذي نراه الآن هو مكانه منذ ٤٠٠ سنة تحرك خلالها إلى مكان آخر سنعرفه بإذن الله بعد ٤٠٠ سنة.

سورة الحديد

(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ)

الحديد : ٢٥

قال الدكتور أستروخ من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء. لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد. فذرات الحديد لها تكوين مميز حيث أن الالكترونات والبروتونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد تحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية.

ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض ، ولا بدّ أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون منها. فلما ترجم له معنى الآية الكريمة (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) قال أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون من كلام البشر. وأما عبارة فيه (بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) فإنها تشير إلى خواص علمية هائلة تتوفر في الحديد. فالحديد وسبائكه المتنوعة يمتاز بخواص متعددة ومتفاوتة الدرجات في مقاومة الحرارة والشد والصدأ. وفي تقبل المغناطيسية وغيرها ولذلك كان أنسب الفلزات لصناعة أسلحة الحروب وأدواتها وأساسا لجميع الصناعات الثقيلة والخفيفة ودعامة الحضارات ، وللحديد منافع جمة للكائنات الحية إذ تدخل مركبات الحديد في تكوين الكلوروفيل وهو المادة الأساسية في عملية التمثيل الضوئي التي ينشأ عنها تكوين البرتوبلازم


الحي ، وعن طريقه يدخل الحديد جسم الإنسان والحيوان ويدخل الحديد في تركيب بروتينات النواة (المادة الكروماتينية) في الخلية الحية. كما أنه يوجد في سوائل الجسم مع غيره من العناصر.

وهو أحد مكونات الهيموجلوبين (المادة الأساسية في كرات الدم الحمراء) ويقوم بدور هام في عملية الاحتراق الداخلي للأنسجة والتمثيل الحيوي بها ، والحديد يوجد كذلك في الكبد والطحال والكلى والنخاع والعضلات.

ويحتاج الجسم إلى كمية من الحديد يجب أن يزود بها من مصادره المختلفة فإن نقصت تعرض الإنسان لعدة أمراض أهمها فقر الدم.

والحديد السائل المنصهر الموجود في باطن الأرض يسبب تولد تيارات كهربية في قلب الأرض ، وبهذا ينشأ المجال المغناطيسي لكوكب الأرض والذي نشاهد آثاره بالبوصلة على كل نقطة على سطح الأرض وأيضا يمتد تأثيره إلى الفضاء المحيط بالأرض حيث يقوم هذا المجال المغناطيسي الأرض بحبس أكداس من الجسيمات المشحونة الضارة بالإنسان كالأشعة الكونية في أحزمة اكتشفت حديثا بواسطة القمر الصناعي إكسبلورر عام ١٩٥٨ تدعى أحزمة فان ألن الإشعاعية والتي تدور فيها الجسيمات الذرية الضارة بعيدا عن الأرض.

وبهذا نتقي شر وصول هذه الجسيمات إلى سطح الأرض.

سورة المعارج

(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)

المعارج : ٤

العروج معناه في اللغة الصعود والخروج عن الخط المستقيم. لقد ثبت علميا أن الصعود في السماء أو السباحة فيها لا بدّ أن يتم تلقائيا في مسارات منحنية بعضها بيضاوي أو شديد الانحناء مثل مسار المذنبات التي تسبح حول الشمس.


ولقد جرت خلال أبحاث الفضاء عدة قياسات أيدت صحة انحناء الضوء في الفضاء الكوني طبقا للنظرية النسبية العامة لأينشتين.

والإشارة إلى انحناء السير في الفضاء في القرآن الكريم حين يعبر دائما عن أسفار الفضاء بكلمة عروج.

واليوم طبقا للنظرية النسبية يتوقف على المكان والسرعة كما ذكرنا سابقا.

(فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ)

المعارج : ٤٠

قد يكون المراد بالمشارق والمغارب أقطار ملك الله على سعته التي لا تحد.

وقد يكون أيضا مشارق الشمس والقمر وكافة النجوم والكواكب ومغاربها جميعا للدلالة على ملك الله كله وترجع ظاهرة شروق الأجرام السماوية وغروبها إلى دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق.

ومن ثم تبدو لنا تلك الأجرام متحركة في قبة السماء على عكس ذلك الاتجاه مشرقة على الأفق الشرقي وغاربة من الأفق الغربي. أو على الأقل دائرة من الشرق إلى الغرب.

وإذا اقتصرنا عند ذكر المشارق والمغارب على تدبير الشمس وحدها دون سائر النجوم والكواكب وإنا هذه إشارة إلى التعدد اللانهائي لمشارق الأرض ومغاربها يوما بعد يوم في كل موضع على سطح الأرض أو حتى في لحظة من لحظات الزمان تمر على الكرة الأرضية. فالشمس في كل لحظة غاربة عند نقطة ومشرقة في نقطة أخرى تقابلها وهذا من محكم تدبير الله وإعجاز قدرته.

سورة القيامة

(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) (٤)

القيامة : ٣ ـ ٤


يقول الله سبحانه وتعالى في مقام التحدي مشيرا بأن هناك معجزة كبرى في تسويته للبنان أكبر من جمع عظام الإنسان يوم القيامة.

وهو أمر لم يكشف سره إلا بعد نزول الآية بأكثر من ألف سنة حينما عرف أن لكل إنسان بصمة خاصة به رسمت على بنانه لا يتفق اثنان في بصمته واحدة منذ خلق آدم وحتى التوائم وإلى أن تقوم الساعة.

(فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (٩)

القيامة : ٧ ـ ٩

خسف القمر : ذهب ضوؤه

بدراسة النجوم والمجرات فقد تأكد تماما مراحل خلق النجوم من مرحلة الدخان إلى مرحلة الموت.

وكما رصدت نجوم مختلفة في مراحل مختلفة يمكن التأكد مما سيحدث للشمس عند ما تتحول في شيخوختها إلى عملاق أحمر حيث ينتفخ سطحها وتبتلع كوكب عطارد والزهرة والقمر (ترتيب الكواكب قربا من الشمس عطارد ثم الزهرة ثم الأرض التي يدور حولها القمر).

وتشير هذه الآية إلى اختفاء القمر في باطن الشمس حيث يجمع الشمس والقمر ويختفي ضياء القمر.

وهذا ما سيحدث بإذن الله مستقبلا كما تذكر الآية الكريمة.

(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣٩)

القيامة : ٣٧ ـ ٣٩

يذكر التاريخ كثيرا من حالات الطلاق أملا في إنجاب الذكر ظنا أن المرأة هي المسئولة عن نوع الجنين فهذا هنري الثامن يطلق زوجته الأولى ثم يقتل الثانية آن بولين لإنجابها أنثى كذل طلق شاه إيران زوجته وكذلك الملك فاروق طلق زوجته الملكة فريدة لإنجابها ثلاث بنات وكما يفعل كثير من الناس.


ولكن يثبت العلم حديثا جدا أن نوع المولود ذكر أو أنثى فيرجع ذلك للرجل فقط كما تذكر هذه الآيات الكريمة (فَجَعَلَ مِنْهُ) (أي من نطفة منى يمنى) (الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى).

النطفة التي تمنى هي نطفة الرجل هي الحيوان المنوي.

كل خلية في جسم الإنسان تحتوي على ٢٣ زوجا من الجسيمات الملونة وإن منها زوجا واحدا هو المسئول عن صفة الشخص وجنسه ذكر أم أنثى.

فخلايا الرجل تحتوي على الجسيمات الملونةYX

بينما خلايا المرأة تحتوي على الجسيمات الملونةXX فإذا انقسمت خلايا الخصبة انقساما اختزاليا فإن ناتج الانقسام إما حيوانات منوية تحتوي على X فقط أوY فقط أي أن هذه الحيوانات المنوية إما أن تكون حيوانات منوية مذكرة أو حيوانات منوية مؤنثة. فالحيوان المنوي الذي يحمل إشارة الذكورةY لا يختلف عن الحيوان المنوي الذي يحمل إشارة الأنوثةX.

وقد استطاع العلماء التفريق بينهما في الشكل والمظهر كما فرقوا بينهما في الحقيقة والمخبر.

والحيوان المنوي المذكر إذا وصل إلى موضع البويضة الجاهزة للتلقيح لقحها وكان المولود ذكرYX (X من المرأة ، Y من الذكر).

وأما الحيوان المنوي الذي يحمل شارة الأنوثةX إذا لقح البويضة كان المولود أنثى XX.

فبإرادة الله إذا لقح البويضة حيوان منوي يحمل شارة الذكورة فإن النطفة الأمشاج تحتوي على ٤٦ صبغيا على هيئة ٢٣ زوج منها زوج واحدYX.

وإذا قدر الله ولقح البويضة حيوان منوي يحمل شارة الأنوثة فالنتيجة هي نطفة أمشاج (بويضة ملقحة تحمل شارة الأنوثة فقطXX).

وبما أن الأم (البويضة) تعطي دائما إشارة الأنوثة فإن الحيوان المنوي هو فقط الذي يحدد بإرادة الله نوع الجنين ذكر أو أنثى.


هذه هي الحقيقة لم يصل إليها العلم إلا حديثا جدا.

هل لو كان هنري الثامن أو شاه إيران أو الملك فاروق يعلمون هذه الحقيقة هل كانوا طلقوا زوجاتهم وتزوجوا بأخريات حتى ينجبوا وريثا للعرش؟

سورة الإنسان

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً)

الإنسان : ٢

أمشاج : أخلاط ممتزجة متباينة الصفات.

لقد كان الاعتقاد قديما أن الإنسان يتكون بكامله من ماء الرجل (المنى) ثم أصبح الاعتقاد أنه يتكون في البويضة فقط.

ولكن الله سبحانه وتعالى يذكر في القرآن وكما ثبت علميا حديثا أن خلق الإنسان من نطفة اختلط فيها ماء الرجل وهو الحيوان المنوي وماء المرأة وهو بويضتها فتنتج النطفة الأمشاج.

يحتوي الحيوان المنوي على نصف الكروموسومات (الجسيمات الملونة) التي تحمل الصفات الوراثية الموجودة في أي خلية جسدية وكذلك البويضة تحتوي على نصف عدد الكروموسومات.

ويعتبر كلا من الحيوان المنوي والبويضة نصف خلية فقط من ناحية عدد الكروموسومات إذ تحتوي الخلية الجسدية على ٤٦ كروموسوم بينما يحتوي الحيوان المنوي على ٢٣ كروموسوم وكذلك البويضة.

وعند تكوين النطفة الأمشاج يكتمل عدد الكروموسومات الحاملة للصفات الوراثية من الأب والأم بالتساوي وعبر هذه الكرموسومات تنتقل الصفات الوراثية من الآباء والأجداد منتقاة مختارة حتى تصل إلى الأبناء ودون أن يتطابق منهما اثنان.


سورة المرسلات

(وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً)

المرسلات : ٢٧

هذه الآية الكريمة معجزة علمية لأنها تربط بين الجبال العالية (الشامخات) بالذات وبين الماء العذب.

وهذا يشير إلى ظاهرة الثلج الدائم الذي يكلل هامات الجبال التي تكون درجة حرارة قممها دائما تحت الصفر إذا ما زاد ارتفاعها عن حد معين يتوقف على موقعها من خط الاستواء فتظهر هذه الثلوج الدائمة على ارتفاع ٢ ، ١ كيلومتر على جبال النرويج ونحو ٧ ، ٢ كيلومتر على جبال الألب ونحو ٥ ، ٥ كيلومتر على جبال الكلمنجارو بأواسط إفريقيا.

ويكون لتراكم الثلج الدائم فوق هذه الجبال العالية الفضل في تغذية الأنهار بالماء نتيجة لضغط الطبقات العليا من الثلج على السفلى منه.

ولن تنفذ هذه الثلوج على قمم الجبال باستمرار ذوبان أطرافها الدنيا لأنها كما تسيل باستمرار تتجدد باستمرار حيث يتكثف بخار الماء الموجود دائما في الجو المحيط بهذه القمم.

وتذكير الماء في الآية يعتبر العموم بحيث يشمل الماء الناتج من الأمطار والماء المنحدر من شوامخ البخار حيث أنه في الحالتين ماء عذب (فرات).

سورة النبأ

(وَالْجِبالَ أَوْتاداً)

النبأ : ٧

توصل العلم حديثا أن الجبال ليست هي الجزء المرتفع فوق سطح الأرض فقط


والواضح لنا بالمشاهدة ولكن الجبال لها أيضا امتداد تحت سطح الأرض (لها جذور تحت الأرض) تمتد إلى الأغوار العميقة إلى عمق قد يصل إلى ٧٥ كيلومتر بينما أعلى قمة فوق سطح الأرض ٨٨٤٨ مترا أي أقل من ٩ كيلومتر قمة إيفرست.

فقشرة الأرض اليابسة ترسيها الجبال كما ترسى الأوتاد الخيمة والجزء الأكبر من الوتد مدفون في الأرض كذلك الجزء من الجبل تحت الأرض أكبر كثيرا من الجزء الظاهر على السطح.

(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً) (١٤)

النبأ ١٣ ـ ١٤

المعصرات : السحب التي حان إمطارها

ماء ثجاجا : منصبا بكثرة مع التتابع

المراد بالسراج الوهاج الشمس فقد ثبت علميا أن درجة حرارة سطح الشمس ٦٠٠٠ درجة مئوية. أما المركز فتزيد درجة الحرارة عن ٢٠ مليون درجة مئوية بسبب ما تعانيه المواد فيه من الضغوط العالية ولذلك عبرت هذه الآية الكريمة عن الشمس بالسراج.

كما تؤكد الآية الكريمة على هذا الارتباط الوثيق بين الطاقة الشمسية الصادرة من الشمس التي تمثل السراج الوهاج ونزول المطر من السحب.

والمطر هو المصدر الوحيد للماء العذب على الأرض والأصل في المطر تكاثف أبخرة المياه المتصاعدة من المحيطات والبحار على شكل سحب وتحويلها إلى نقط من الماء أو بلّورات من الثلج أو هما معا وتتساقط هذه المكونات عند ما تزداد حجومها على هيئة مطر.

سورة النازعات

(أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) (٣١)

النازعات : ٢٧ ـ ٣١


تبدأ الآيات بالإشارة إلى أن خلق السماء أكبر من خلق الناس وأن السماء قد بناها الله سبحانه وتعالى والمقصود بلفظ بناها أن الله سبحانه وتعالى جعل كل جرم في السماء بمنزلة لبنة من بناء منزل لأن أجرام الكون مشدودة بعضها إلى بعض برباط الجاذبية العامة تماما كما تربط لبنات المنزل بما يوضع بينها من مونة الرمل والإسمنت.

ثم رفع السماء بما فيها من أجرام وسواها بنظام دقيق وإحكام مما يشير إلى القوانين الطبيعية التي تخضع لها هذه الأجرام أثناء حركتها الدائبة المنتظمة.

وأما قوله تعالى وأغطش ليلها فتعني أنه سبحانه وتعالى أظلم ليل السماء ولقد شاهد جميع رواد الفضاء ظلام السماء بعد مغادرة الغلاف الجوي للأرض وهذا أمر متوقع علميا إذ أن الضوء لا يرى بذاته ولكن بالانعكاس والتشتت على المرئيات كجزيئات الهواء ودقائق الأتربة الموجودة بالغلاف الجوي والتي تنعدم تقريبا في الفضاء.

وأخرج ضحاها أي ولد ضوء السماء من مصادره كالشمس والنجوم.

والأرض بعد ذلك دحاها أي جعلها كالدحية أي البيضة وبهذا فإن لفظ دحا يدل على شيئين هما البسط والتكوير وهذه روعة في التعبير عن أن الأرض التي نراها أمامنا منبسطة هي في واقع الأمر مكورة كالبيضة وذلك طبقا للصور التي سجلتها الأقمار الصناعية للأرض.

وبهذا أضاف العلم الحديث معجزة علمية للقرآن الكريم ولم تظهر هذه الحقيقة مصورة إلا في عصر الفضاء وما كان الإنسان يستطيع إدراك كروية الأرض وهو على سطحها.

وللدحو أيضا معنى آخر وهو الدفع والرمي.

وبهذا المعنى اللغوي يمكن أيضا أن نعتبر كلمة دحاها من الناحية العلمية بمعنى دفعها في مدارها حول الشمس أو أزاحها ما ينطبق على حقيقة علمية أخرى تدعى


إزاحة القارات حيث تتباعد القارات عن بعضها البعض ولقد ساهمت كل العلوم في إثبات صحة إزاحة القارات.

وبهذا فإن التعبير القرآني بلفظ الدحو قد أدى معاني كثيرة كالانبساط والتكوير والدفع والإزاحة مما يمثل إعجازا بيانيا وعلميا رائعا.

وتستطرد الآيات بقوله تعالى : أخرج منها ماءها ومرعاها مما يفيد خروج الماء من الأرض.

ولقد ثبت علميا أن المياه التي تملأ المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار قد أتت من باطن الأرض على خلاف المعتقد قديما.

إذ ثبت علميا أن الماء يذوب دون قيود في السليكات المنصهرة بدليل وجود كميات كبيرة في الحمم البركانية وهذا الماء قد ذاب في البداية في الصخور المنصهرة أثناء مرحلة الحرارة العالية بالكوكب ثم انطلق هذا الماء تدريجيا مع برودة القشرة وتصلبها ، والماء هو المصدر الأكبر لسحابة البخار التي تصاحب الانفجار البركاني.

أي أن الله سبحانه وتعالى أخرج من الأرض ماءها ومرعاها إذ بانطلاق الماء من الأرض وبنشأة الحياة النباتية (مرعاها) على هذا الماء اللازم للحياة.

سورة النازعات

(وَالْجِبالَ أَرْساها)

النازعات : ٣٢

الفعل أرسى معناه ثبت وأيضا يستعمل في التعبير عن إرساء السفن مما يشير إلى أن الجبال استقرت ورست في الأرض كالسفن وهذه الحقيقة العلمية ثبتت تماما في العصر الحديث فالجبال النارية ترسو طافية على سائل كثيف لزج موجود في رداء الأرض تحت القشرة تماما كالسفينة التي تطفو فوق ماء البحر.

والجبال الرسوبية جبالا شاطئية تعتمد في تكوينها على ما تلقيه الأنهار من رواسب في المياه الضحلة حتى إذا تراكمت إلى الحد الذي قدره الله وتماسكت بالتضاغط فهي أيضا تشبه السفينة الراسية على الميناء.


واستقرار السفينة في مرساها بتوازن القوى المؤثرة عليها فثقل السفينة إلى أسفل يعادله دفع الماء للسفينة إلى أعلى. كذلك ثقل الجبال يعادله ضغط حرارة جوف الأرض وقوة دفع ناتجة عن سيولة جوف الأرض.

وهكذا في لفظ واحد قرآني يخبرنا الله سبحانه وتعالى أن الجبال تثبيت للأرض وأنها ترسو طافية على سائل القشرة الأرضية.

سورة عبس

(قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) (١٩)

عبس : ١٧ ـ ١٩

اكتشف العلم حديثا دور الكروموسومات والجينات في تكوين الجنين. إن خلق الإنسان كله مقدر في نطفة الرجل (الحيوان المنوي) ونطفة المرأة (البويضة).

ليس هذا فحسب بل أن تأثير الوراثة ضمن الجينات يمتد عبر القرون ليتصل بالآباء والأجداد وحتى يصل إلى آدم فقد اكتشف العلم حديثا أن الجينات التي يقدر طولها بالأنجستروم (جزء من مائة مليون جزء من السنتيمتر) أو أقل تكمن فيها أسرار وأسرار يظهرها الله متى شاء.

ومن ضمن تلك الأسرار الصفات والملامح التي تعطي الإنسان صفاته وشكله واستعداده لكثير من الصفات البدنية والنفسية ومناعته واستعداده لهذا المرض أو ذاك.

سورة التكوير

(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) (٢)

التكوير : ١ ـ ٢

من الناحية اللغوية فإن معنى كور الشيء أي جمع بعضه على بعض ثم لف ورمى وإذا حدث هذا للشمس اختفى ضوؤها وأما معنى انكدرت أي انحسر ضوؤها ما يعني الوفاة.


وهذا ما توصل إليه علم الفلك حديثا لما يحدث للنجوم وما سيحدث للشمس مستقبلا بإذن الله.

فمراحل تطور النجوم كالآتي : ـ

سحابة هائلة (سديم) دخان كوني ثم تتكثف السحابة وترتفع حرارتها ويتكون نجم في مرحلة الشباب وقد يدور حوله كواكب.

ثم يتحول النجم إلى عملاق أحمر يبتلع أقرب الكواكب إليه ثم ينكمش النجم وترتفع كثافته ويتحول إلى قزم أبيض يبدأ في عملية تبريد طويلة وبطيئة إلى أن يبرد نهائيا ويموت.

والنجوم الكبيرة والتي كتلتها تزيد على أكثر من ثلاثة أضعاف كتلة الشمس يتقلص النجم ويصبح نجم نيتروني.

وإذا كان التقلص شديدا وكتلة النجم أضعاف كتلة الشمس فإن النجم يصبح عند وفاته بهذا الانكماش الهائل ثقبا أسود حيث يصبح حجم النجم أصغر من حجمه الأصلي ملايين المرات نتيجة الضغط الهائل والجاذبية الرهيبة ويمثل الثقب الأسود المقبرة المرعبة في السماء لأنه يلتهم ما حوله حتى الضوء نفسه.

سورة الانشقاق

(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (١٩)

الانشقاق : ١٨ ـ ١٩

هذه الآية تشير إلى حدث مستقبلي عند نزول القرآن حدث يحدث في عصر الفضاء في القرن العشرين فالقمر عند ما يتسق أي يتكامل ويتم نوره وتكتمل أبحاثنا عنه عندئذ يؤكد القرآن الكريم سفر الإنسان إلى القمر بركوبه طبقا عن طبق.

حقا لقد ركب الإنسان طبقا عن طبق فرائد الفضاء يركب في كبسولة على صاروخ متعدد المراحل كما لو كان الصاروخ فعلا طبقا عن طبق ويخترق الصاروخ طبقات الغلاف الجوي المختلفة حتى ينفذ من جو الأرض متجها إلى القمر.

ففي ٢١ يوليو ١٩٦٩ تمت رحلة سفينة الفضاء أبوللو ـ الأمريكية التي حملت


الرواد نيل ارمسترونج والدرين وكولينز إلى القمر حيث هبط ارمسترونج والدرين على سطح القمر لأول مرة في تاريخ البشرية بواسطة المركبة القمرية بينما ظل زميلهم كولينز ينتظرها في مركبة أخرى تدعي كولومبيا كانت تدور حول القمر حتى التحمت بها المركبة القمرية بعد أداء مهمتها على سطح القمر وقد عادوا جميعا سالمين إلى الأرض وقد ركبوا فعلا طبقا عن طبق.

سورة الطارق

(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٤)

الطارق : ١ ـ ٤

الطارق : مأخوذ من الطرق بمعنى الضرب بشدة ومنه المطرقة.

يقسم الله سبحانه وتعالى بالنجم الطارق وقد توصل العلم الحديث بعد مجهودات كبيرة بذلها العلماء ومصاريف باهظة أنفقت في الأبحاث الفضائية تم تسجيل صوت نجم نيوتروني ليخدم تفسير الآية فالصوت الذي تم تسجيله يبدو مثل الطرق تماما.

وفي عصر الفضاء أعلن العلماء عام ١٩٧١ عن اكتشاف أول ثقب أسود في السماء ثم توالى اكتشاف كثيرا من الثقوب السوداء والتي تمثل مقبرة في السماء فهي نجوم ميتة انكمشت على نفسها وانقبضت بعد الجاذبية فانهارت مادتها وتراكمت تراكما شديدا مما يجعل جاذبية كل منها تزداد زيادة هائلة لدرجة أن الثقب لا يكتفي بضغط مادته في جوفه بل أنه يستطيع ابتلاع أي جرم يقترب حتى لو كان نجما عملاقا ويستطيع أن يجذب الضوء إليه فلا يستطيع منه فكاكا لأن سرعة الهروب منه أكبر من سرعة الضوء ولهذا يبدو الثقب في السماء جرما أسود لا يمكن رصده لأنه لا يسمح للضوء المرئي أو الغير مرئي أن يفلت منه فهو حقا مقبرة للمادة والطاقة ويدرك مكان وجوده بالمجالات المغناطيسية الرهيبة وهذه الآية (النَّجْمُ الثَّاقِبُ


(٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٤) تشير إلى هذا النجم إذ أنه يثقب الفضاء الكوني ويجذب إليه كل ما يصادفه فيخلف نفقا خاليا من المادة واطاقة وكأنه يثقب الفضاء فعلا كما أن هذا النجم خطير جدا لأنه يلتهم كل ما يصادفه ويعزز هذا التصور أنه بعد آية النجم الثاقب إن كل نفس لما عليها حافظ.

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (٧)

الطارق : ٥ ـ ٧

الصلب : هو منطقة العمود الفقري

الترائب : هي عظام الصدر.

بينت الدراسات الجنينية الحديثة أن نواة الجهاز التناسلي والجهاز البولي في الجنين تظهر بين الخلايا الغضروفية المكونة لعظام العمود الفقري وبين الخلايا المكونة لعظام الصدر وتبقى الكلى في مكانها وتنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي في الصفن عند الولادة وعلى الرغم من انحدار الخصية إلى أسفل فإن الشريان الذي يغذيها بالدم طوال حياتها يتفرع من الأورطي بحذاء الشريان الكلوي.

كما أن العصب الذي ينقل الاحساس إليها ويساعدها على انتاج الحيوانات المنوية وما يصاحب ذلك من سوائل متفرع من العصب الصدري العاشر الذي يغادر النخاع الشوكي بين الضلعين العاشر والحادي عشر.

وواضح من ذلك أن الأعضاء التناسلية وما يغذيها من أعصاب وأوعية دموية تنشأ من موضع في الجسم بين الصلب والترائب (العمود الفقري والقفص الصدري).

(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) (١٢)

الطارق : ١١ ـ ١٢

يقسم الله بالسماء التي ترجع وتعيد للأرض ما يصعد من بحارها ومحيطاتها من بخار الماء الذي يتجمع مكونا سحبا تتكاثف ويعود إلى الأرض ساقطا على هيئة أمطار غزيرة.


كما أن السماء ذات الرجع لأن الأمواج اللاسلكية ترتد هي الأخرى من السماء إذا أرسلت إليها بسبب انعكاسها على الطبقات العليا الأيونية ولهذا نستطيع أن نلتقط إرسال المحطات الإذاعية بعد انعكاس موجاتها فالسماء أشبه بمرآة عاكسة ترجع ما يبث إليها فهي السماء ذات الرجع.

كما أقسم سبحانه وتعالى بالأرض ذات الصدع حيث يوضح القرآن الكريم حقيقة علمية وهي أن القشرة الأرضية لا تشكل جزءا مصمتا بل أن بها تشقق أو فلقة وهذه الشقوق متصلة في النهاية وحدة واحدة أي شقا أو صدعا واحدا.

سورة الغاشية

(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)

الغاشية : ١٧

يطلب الله سبحانه وتعالى من الناس النظر في كيفية خلق الإبل يكتشفوا معجزات قدرة الله وعلى مدى السنين والدراسات على الإبل ظاهرا وباطنا. ظهر من صفاتها الظاهرة من أن تكون سفن الصحراء بحق فالعينان ترتفعان فوق الرأس وترتدان إلى الخلف فضلا عن طبقتين من الأهداب تقيانها الرمال وكذلك المنخران والأذنان يكتنفهما الشعر للغرض نفسه فإذا ما هبت العواصف الرملية انقفل المنخران وانثنت الأذن على صغرها وقلة بروزها نحو الجسم.

أما القوائم فطوال تساعد على سرعة الحركة مع ما يناسب ذلك من طول العنق.

وأما الأقدام فمنبسطة في صورة خفاف تمكن الإبل من السير فوق الرمال الناعمة.

وللجمل كلكل تحت صدره ووسائد قرنية على مفاصل أرجله تمكنه من الرقود فوق الأرض الخشنة الساخنة كما أن على جانبي ذيله الطويل شعرا يحمي الأجزاء الخلفية من الأذى.

أما مواهب الجمل الوظيفية فأبلغ وأبدع فهو في الشتاء لا يطلب الماء بل قد يعرض عنه شهرين متتاليين إذا كان الغذاء رطبا أو أسبوعين إذا كان جافا.


كما أنه قد يتحمل العطش الكامل في قيظ الصيف أسبوعا أو أسبوعين يفقد أثناءهما أكثر من ثلث وزنه فإذا وجد الماء تجرع منه كمية هائلة يستعيد بها وزنه المعتاد في دقائق معدودة.

وقد كان يظن سابقا أن الجمل يختزن الماء في كرشه ولكن الواقع أنه يحتفظ به في أنسجة جسمه ويقتصد في استهلاكه غاية الاقتصاد فمن ذلك أنه لا يلهث أبدا ولا يتنفس من فمه ولا يصدر من جلده إلا أدنى العرق ، وذلك لأن حرارة جسمه تكون شديدة الانخفاض في الصباح الباكر ثم تأخذ في الارتفاع التدريجي أكثر من ست درجات قبل أن تدعو الحاجة إلى تلطيفها بالعرق والبخر وعلى الرغم من كمية الماء الهائلة التي يفقدها الجسم بعد العطش الطويل فإن كثافة دمه لا تتأثر إلا في حدود بسيطة ومن ثم لا يقضي العطش عليه.

وقد أثبت أن دهن السنام مخزن للطاقة يكفيه غوائل الجوع ولكنه لا يفيد كثيرا في تدبير الماء اللازم لجسمه وحقا (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) صدق الله العظيم

(وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (٢٠)

الغاشية : ١٨ ـ ٢٠

جاء ذكر الجبال بعد السماء وقبل الأرض لما بين رفعة السماء وارتفاع الجبال من تناسب. وما بين نصب الجبال وبسط الأرض من تقابل.

فأي سر علمي وراء رفع الجبال عن سطح الأرض وأي حكمة في خفض سطح الأرض عن سطح الجبال؟

أثبت العلماء أن الجبال تكونت من صخور تصنعها تحركات حدثت بالقشرة الأرضية نتيجة لضغوط هائلة نشأت وتنشأ في طبقات هذه القشرة في شتى الاتجاهات.

وهذه الضغوط تنشأ من تحول الطاقة الحرارية المختزنة في باطن الأرض إلى طاقة


ميكانيكية تؤدي إلى إحداث طيات ينتج عنها انحناء القشرة فتتحدب إلى أعلى من مكان يصحبه تقعر أي انخفاض جزء آخر من القشرة إلى أسفل وهذه الضغوط تسمح بانتاج نتوءات على هيئة جبال أو هضبات ترتفع لعدة كيلومترات فوق مساحات قد تبلغ آلاف الكيلومترات المربعة.

وإلى الأرض كيف سطحت أي بسطت ومهدت والمراد بذلك أن الأرض وإن كانت كروية تبدو للناظرين مسطحة مبسوطة وهذا لا يخالف ما قرره العلم.


بعض نواحي الإعجاز العددي في القرآن الكريم :

ـ تكرر لفظ الحياة ومشتقاته مما يخص الخلق والأحياء ١٤٥ وتكرر لفظ الموت ومشتقاته فيما يخص الخلق والأحياء ١٤٥ مرة برغم اختلاف معظم الآيات التي وردت فيها الحياة عن تلك التي ورد فيها الموت.

ـ وتكرر لفظ الصالحات بمشتقاتها ١٦٧ مرة وهو نفس العدد الذي تكرر به ذكر السيئات بمشتقاتها.

ـ تكرر ذكر الدنيا ١١٥ مرة كما ذكرت الآخرة ١١٥ مرة.

ذكرت الملائكة ٨٨ مرة وهو نفس العدد الذي ذكرت به الشياطين.

ـ وتساوت عدد مرات ذكر المحبة بعدد مرات ذكر الطاعة إذ تكرر كل منهما ٨٣ مرة.

ـ وردت كلمة الهدى ٧٩ مرة في القرآن الكريم وهو نفس العدد الذي وردت به الرحمة.

ـ تكرر ذكر الشدة ١٠٢ مرة وتكرر ذكر الصبر بنفس العدد.

ـ ذكرت المصيبة ٧٥ مرة وذكر الشكر ٧٥ مرة.

ـ ورد ذكر إبليس ١١ مرة وبنفس العدد تكرر ذكر الاستعاذة بالله.

ـ تكرر لفظ الرحمن في القرآن الكريم ٥٧ مرة وتكرر لفظ الرحيم ١١٤ مرة وهو ضعف ٥٧.

ـ تكرر الجزاء ١١٧ مرة وتكررت المغفرة ٢٣٤ مرة أي الضعف.

ـ تكرر لفظ الفجار ثلاث مرات والأبرار ست مرات.

ـ تكرر اليسر ثلاث أضعاف العسر ٣٦ ، ١٢ مرة.

ـ تكرر الشهر في القرآن الكريم ١٢ مرة أي بقدر سنة.

ـ تكرر اليوم ٣٦٥ مرة أي بقدر سنة.

تم بحمد الله


المراجع

١ ـ التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء المعارف الحديثة للمستشرق الفرنسي موريس بوكاي.

٢ ـ المنتخب في تفسير القرآن الكريم.

٣ ـ الكون والإعجاز العلمي للقرآن للدكتور منصور حسب النبي.

٤ ـ إنه الحق ـ الشيخ عبد المجيد الزنداني.

٥ ـ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ـ الشيخ عبد المجيد الزنداني.

٦ ـ الأدلة المادية على وجود الله للشيخ محمد متولي الشعراوي.

٧ ـ معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي

٨ ـ الكون للدكتور جمال الدين الفندي.

٩ ـ القرآن محاولة لفهم عصري للدكتور مصطفى محمود.

١٠ ـ هيمنة القرآن المجيد على ما جاء في العهد القديم والجديد للدكتورة مها محمد فريد عقل.

١١ ـ معجزة الأرقام والترقيم في القرآن الكريم للأستاذ عبد الرازق نوفل.

١٢ ـ القرآن الكريم والإنجيل والتوراة.


الفهرس

الموضوع

الصفحة

 ـ إنه الحق....................................................................... ٣

ـ كيف جمع القرآن.............................................................. ١٠

ـ لما ذا كانت هذه المقابلة الكبيرة.................................................. ١١

ـ وحى من جهة بلاد العرب...................................................... ١٢

ـ القرآن........................................................................ ١٦

ـ سورة البقرة.................................................................... ٢٠

ـ سورة آل عمران............................................................... ٢٣

ـ سورة النساء................................................................... ٢٤

ـ سورة المائدة................................................................... ٢٥

ـ سورة الأنعام.................................................................. ٢٦

ـ سورة الأعراف................................................................. ٣٠

ـ سورة يونس................................................................... ٣١

ـ سورة يوسف.................................................................. ٣٣

ـ سورة الرعد................................................................... ٣٤

ـ سورة الحجر................................................................... ٣٨

ـ سورة النحل................................................................... ٤٠

ـ سورة الإسراء.................................................................. ٤٢

ـ سورة الكهف................................................................. ٤٣

ـ سورة مريم..................................................................... ٤٤

ـ سورة الأنبياء.................................................................. ٤٤

ـ سورة الحج.................................................................... ٤٨

ـ سورة المؤمنون................................................................. ٤٩

ـ سورة النور.................................................................... ٥٢


ـ سورة الفرقان.................................................................. ٥٤

ـ سورة النمل................................................................... ٥٦

ـ سورة العنكبوت............................................................... ٥٧

ـ سورة الروم.................................................................... ٥٨

ـ سورة السجدة................................................................. ٥٩

ـ سورة الأحزاب................................................................. ٦٠

ـ سورة سبأ..................................................................... ٦٠

ـ سورة فاطر.................................................................... ٦١

ـ سورة يس..................................................................... ٦٢

ـ سورة الصافات................................................................ ٦٥

ـ سورة الزمر.................................................................... ٦٦

ـ سورة غافر.................................................................... ٦٧

ـ سورة فصلت.................................................................. ٦٨

ـ سورة ق...................................................................... ٦٨

ـ سورة الذاريات................................................................. ٦٩

ـ سورة النجم................................................................... ٧٠

ـ سورة القمر................................................................... ٧٠

ـ سورة الرحمن................................................................... ٧١

ـ سورة الواقعة................................................................... ٧٤

ـ سورة الحديد.................................................................. ٧٥

ـ سورة المعارج................................................................... ٧٦

ـ سورة القيامة.................................................................. ٧٧

ـ سورة الإنسان................................................................. ٨٠

ـ سورة المرسلات................................................................ ٨١

ـ سورة النبأ..................................................................... ٨١

ـ سورة النازعات................................................................ ٨٢


ـ سورة عبس................................................................... ٨٥

ـ سورة التكوير.................................................................. ٨٥

ـ سورة الانشقاق................................................................ ٨٦

ـ سورة الطارق.................................................................. ٨٧

ـ سورة الغاشية.................................................................. ٨٩

ـ بعض نواحى الإعجاز العددى فى القرآن الكريم.................................... ٩٢

ـ المراجع....................................................................... ٩٣

ـ الفهرس...................................................................... ٩٤

الاعجاز العلمى في القرآن الكريم

المؤلف:
الصفحات: 96