حرف العين

ع



عبب :

العَبُ : شرب الماء من غير مَصّ وبلا نَفَس. وفي الحديث : (مُصُّوا الماءَ مَصّاً ولا تَعُبُّوه عَبّاً) (١). وفيه أيضا : (الكُبَاد مِن العَبّ) (٢). وهو وجَع الكبد.

والعرب تقول : اذا أَصَابت الظِّباء الماء فلا عَباب وانْ لم تصبه فلا أَبَاب ، أى : إنْ وَجَدَ لم تعبّ فيه وانْ لم تجده لم تتهيّأ لطلَبه ، من قولك أبَّ للأمر : تهيّأ له.

والعُباب : معظم السَّيل وارتفاعه وكثرته ، أو مَوْجُه. وعُباب كلّ شيء : أوّله.

والعَبِيبَة : نوع من الطّعام ومن الشّراب يُتَّخذ من العُرْفُط ، يُقطَّر فى الأنف فينفع من سُدَدِه.

عبثر :

العَبَيْثُران ، والعَبَوْثَران : نبات كالقَيْصُوم فى الغُبْرة ، وله قضبان دقاق ونَوْر أصفر كنَوْر الأقحوان. وفى رائحته مُشاكَلة لرائحة سُنبل الطّيب. وينبت مع القَيصوم كثيرا. ومسحوقه اذا عُجِن بالعسل واحتملته المرأة سَخَّن رحمها وحبَّلها ولو كانت عاقرا. وهو حارّ يابس فى الثّالثة.

عبد :

العَبْد : الإنسان حُرّاً كان أم رقيقا لأنّه مَربوب لبارئه عزوجل.

والعَبد ، لغةً : نبات طيّب الرّائحة ، والإبل تعلفه لأنّه يُسمِّنها ، واذا رَعَتْهُ طلبت الماء لأنّه حارّ المزاج. وما رأيت أحدا من الأطبّاء ذَكَرَه.

والعَبَد : الجرَب أو الشّديد منه.


والمُعَبَّد : المَهْنُوءُ بالقَطِران. والمُعَبَّد : الذى أصابه الجرَب فتحامته النّاس.

عبر :

العِبْرَة : العَجَب.

والعَبْرة : الدَّمعة قبل أن تَفيض. أو تردُّد البكاء فى الصَّدْر ، أو الحزن بغير بكاء.

أو أنْ يَنْهَمِلَ الدَّمعُ ولا يُسْمَع البُكاء.

والعُبْر : العُقاب.

والعُبُر : الاعتِبَار ، ومنه قول العرب : اللهمّ اجعلنا ممّن يَعْبَر الدّنيا ولا يَعْبُرُها ، أى : ممّن يَعْتَبِر بها ولا يموت سريعا.

والعَبِير : الزّعفران أو أخلاطٌ من الطِّيب تجمع بالزّعفران. أنشد أبو ذؤيب :

وسِرْبٌ يُطَلَّى بِالعَبِير كَأَنَّه

دماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبيحُ (٣)

والعُبْرِيُ : ضَرْب من السِّدْر ، وهو الطّويل منه ، وأمّا ما صغر منه فهو الضّالّ.

عبط :

العَبِيط اللّحم ، والدّم الخالص الطّريُّ ، فهو عَبيط بيّن العُبْطَة.

واعْتَبَط فلان : مات فَجأة من غير عِلّة ظاهرة ، حكاه الخليل رحمه‌الله (٤).

عبل :

العَبَال : الورد الجبليّ ، وهو يَعْظُم ويَغلُظ حتّى تُقْطَع منه العِصيُّ.

والعَبْل : الضَّخم من كلّ شيء.


والعَبْل : ثمَر الأَرْطَى. الواحدة : عَبْلَة.

عبهر :

العَبْهَر : اسم عربيّ للنّرجس والياسمين.

والعَبْهَر : النّاعم من كلّ شيء.

وجارية عَبْهَرة : ناعمة ، بيضاء اللّون.

عتب :

العَتَب : ما بين السَّبّابة والوُسْطَى والبِنْصِر.

وعَتَبُ العظمِ : عَيْبُه. وفى الحديث : (كلّ عظمٍ كُسِر ثمّ جُبِر غير منقوص ولا مُعْتَب فليس فيه إلّا إعطاء المداوِي فإنْ جُبِر وبه عَتَبٌ فإنّه يُقَدَّر بقيمة أهل البَصَر) (٥).

والعَتَب : الشِّدّة ، يقال : ما فى هذا الأمر رَتَب ولا عَتَب أى شدة. وعن عائشة أَنَ عَتَبَات الموت تأخذها (٦). أى : شدائده.

واعْتَبَبْت عن معالجة فلان : اعتذرت منه ، وانصرفت عنه.

عتر :

العِتْر : الأصْل. ونبات متفرِّق ، فإذا طال وقُطِع أصلُه خرج منه شيء كاللَّبَن.

قال الهذليُّ :

فما كنتُ أخشَى أنْ أُقِيمَ خِلافَهُمْ

لستّةِ أبياتٍ كما نَبَتَ العِتْرُ (٧)


يقول : إنّ هذه الأبيات متفرِّقة مع قلّتها كتفرُّق العِتْر فى منبته. وانّما قال لستّة أبيات كما نَبَتَ العِتْر لأنّه اذا نَبَت لا ينبت منه أكثر من بَيت.

وهو ـ أيضاً ـ شجر صغار فى قَدْر العَرْفَج يكثر فى نجد وتهامة ، له شوك ولَبَن كثير وورق مدوَّر كالدِّرهم. وله ثمرة كالخَشْخَاش تؤكل ما دامت غَصّة ، وقيل هو العَرْفَج.

والعِتْر : قثّاء الأصف وهو الكِبْر ، الواحدة عِتْرَة.

عترب :

العُتْرُب : السُّمّاق.

عتق :

العَاتِق : ما بين المنكب والعنق. مُذكَّر وقد يؤنَّث ، والجمع : عَواتق.

والعَتِيق : القديم.

والعَتِيق : الشحم.

والخمر العَتِيقَة : التى قد عُتِّقَت زمانا.

والعَتِيق : الماء نفسه.

عتم :

العَتَمَة : ثُلُث اللّيل الأوّل بعد غَيبوبة الشَّفَق ، سُمِّيَت بذلك لتأخُّر وقتها. والعُتْم والعُتُم : شجر الزَّيتون البرّيّ الذى لا يحمل شيئا ، أو هو ما ينبت من بالجبال.


عته (٨) :

المَعْتُوه : المجنون المصاب فى عقله.

عثرب :

العُثْرُب : شجر كشجر الرّمّان ، وله عَسَالِيج حمر كعساليج الرِّيْباس تُقشر وتؤكل. وله حَبّ كحَبّ الرّمّان ، وله ورق أحمر كورق الحمّاض ترقّ عليه بطون الماشية فى أوّل ما تتناوله ، ثمّ يُعقد عليه الشّحم بعد ذلك.

عثلب :

طَبيب مُعَثْلِب : لا يُدْرَى من أين أخذ الصَّنعة.

ودواء مُعَثْلَب ، أى : صُنع من أوشاب لا تُعرف ، ولا نفع له.

عثم :

العَثْم : الصَّبور على داء أو عمل. والعَيْثُوم : الشَّديد.

والعَيْثَام : شجر. والعُثْمان : فرْخ الحبارَى.

وعَثَم العظْم عَثَماً : اذا ساء جَبْرُه ، وبقىَ فيه ورم.

وعَثَم الجرحَ : اذا عالجه معالجة رديئة.

عثى :

العُثْوَة فى الشَّعَر : أنْ يبعد عهدُه بالمشط. والشَّعَر القليل يبقَى فى الرّأس بعد


سُقوط سائره. والأعثَى : الأحمق.

عجب :

العَجْب : أصْل الذَّنَب ، وهو العظم الذى فى أسفل الصُّلْب عند العَجُز. وعَجْب كلّ شىءٍ : مؤخَّره ، وفى الحديث : (ابن آدم يبلَى إلّا العَجْب) (٩) ، وفى رواية (إلّا عَجْب الذَّنَب).

والعُجْب : الزَّهو والكِبْر ، وانكار ما يرد عليك لقلّة اعتياد.

عجد :

العُجْد : الزَّبيب. وحَبّ العنب.

والعَجْد : حَبّ الزَّبيب.

عجر :

العُجْرَة : العُقْدَة فى الخشَب وفى عُروق الجسد. و (إلى الله أشْكُو عُجَرِى وبُجَرِى) (١٠). أى : هُمومى وأحزانى ، أو ما أُبْدِى وما أخفى.

وقال أبو عُبيد : أصل البُجَر العُروق المتعقِّدة فى الجسد ، والعُجَر : العُروق المتعقِّدة فى البطن خاصّة.

وقال أبو العبّاس : العُجَر فى الظَّهْر ، والبُجَر فى البَطْن.

وتَعَجَّر جلد فلان : اذا كثرت فيه الدَّمامل وكبرت. أو صار خَشِناً جدّاً.

والعَجِير : العِنّين. وقد يُجْعَل خاصّاً فى الخيل.

والعَجِير ، أيضا : السَّمين.


عجز :

العَجُز : مؤخَّر الشَّىء. قال ابن النّحّاس (١١) : ما بين الوركين والصُّلب : العَجُز ، ويقال له الكفل ، يذكّر ويؤنّث ، ويصلُح للرّجل والمرأة. والجمع أَعْجاز.

وهو مركَّب من ثلاث فقرات منتظمة ، هى بين فقرات القَطَن وفقرات العُصْعُص ، وهى أعرض الفَقرات وأشدّها تهدُّما. والأعصاب الخارجة منها ليست على جانبَى فقراتها كما فى غيرها من الفقرات ، بل من أمام وخلف ، وذلك لالتقاء عظمَي الورِكَين بها.

والعَجْزَاء : التى عَظُم عَجُزُها. قال الشّاعر :

هَيفاءُ مُقبِلةٌ عَجْزاءُ مُدبِرةٌ

تمّت فَلَيْسَ يُرَى فى خلْقِها أوَدُ (١٢)

 والعَجْز : الضّعْف. تقول : عَجَزْتُ عن الشّىء.

وأعْجَزَه الدّاءُ : أقْعَدَه.

والعِجْزَة : آخر ولد الشّيخ.

والعَجُوز : الخمر.

والإِعْجَازة : ما تُعَظِّم به الرَّسْحَاء عَجِيزَتها.

عجس :

تَعَجَّسَتُ حالَ فلان : تتبَّعته.

وعَجَاسَاءُ الحمَّى : شدَّتها. وبانَتْ عليه عَجَاسَاء الحصْبة ، أى : الشَّرَى على جلده.


عجف :

أعْجَفْتُ نفْسى على فلان : اذا أقمتَ عليه فى مرضه ، تُعينه وتمرَضه.

والعَجْف : ضَعْف البدَن ، وذهاب السّمن لِهَمِّ أو عِلَّةٍ. ومنه : رجل أعْجَف وامرأة عَجْفَاء. وأنشد الخليل :

نَعَافُ ، وانْ كانتْ خِماصاً بُطونُنا

لُبابَ المصفَّى والعِجافَ المجرَّدا (١٣)

أراد بالعِجاف : التَّمْر.

عجل :

العِجْل : ولد البقرة ، ومثله عِجَّوْل ، وجمع الأوّل : عُجُول ، وجمع الثّانى عَجَاجِيل ، كسِنَّور وسَنانير.

ولحمه يتلو لحم الضّأن فى جودة الغذاء واعتدال الدّم المتولِّد منه.

والعِجْلَة : نبت.

وإِعْجَالَة الرّاعى : ما يُعَجِّلُه لأهله من اللّبن قبل الحَلْب.

عجم :

العَجَم : غير العرب من الأقوام ، جمع عَجَمِيٌ كالعَرَب جمع عَربيّ.

والعَجم : النَّوَى ، كنَوَى التَّمر ونحوه.

والعَجْمَاء : البَهيمة ، وفى الحديث : (العَجْماء جُرحها جُبَار) (١٤). أى : البَهيمة تَنْفَلِتُ فتُصيب إنسانا أو غيره ، فهو هَدَرٌ. وسمّيت عَجْمَاء لأنّها لا تتكلّم. والعَواجِن : الأسنان. وعَجْم الذَّنَب وعُجْمُه : أصْلُه وهو العُصْعُص.


وعَجَمْتُ عُوْدَ فلان : اذا خَبَرتَ حالَه.

والعَجَمَة : النَّخلة التى تنبت من النَّواة.

وداء أَعْجَم : اذا خَفِيَتْ علاماته أو استبهمت على الطّبيب.

عجن :

العِجَان : العُنُق ، يمانية ، والدُّبُر وأصْل القَضيب الممدود من الخصية الى الدُّبُر.

والمُتَعَجِّن : الكثير اللّحم من النّاس وغيرهم.

والعَاجِن : الذى يعتمد على يديه اذا نهض ، من كِبَر أو ضعف ، كأنّه يَعْجِن ، قال الشّاعر :

قد كنتُ كِنْتِيّاً فأصبحتُ عاجِناً

وشَرُّ خِصال المرءِ كنتٌ وعاجِنُ (١٥)

وقال الخليل ، رحمه‌الله : العَجَّان : الأحمق ، ويقال : انّ فلانا لَيَعْجِن بمرفقيه حُمقا (١٦).

عجو :

العَجْوَة : معروفة. قال الأزهرى : العَجْوَة التى بالمدينة هى الصَّيْحانِيّة وبها ضُروب من العَجْوَة ليس لها عذوبة الصَّيْحانيّة ولا ريّها ولا امتلاؤها. وقيل هى نوع من تمر المدينة أكبر من الصَّيحانيّة يضرب الى السَّواد.

والعَجْوُ : تأخير الإرضاع.

والعَجاية والعُجاية : عَصَب باطن الأوظِفة. ويقال لكلِّ عَصَبةٍ : عَجَايَة.

والعُجَى : الجلود اليابسة كانوا يطبخونها ويأكلونها فى المحْلِ والجدْب ،


واحدها عُجْيَة. قال :

ومُعَصَّبٍ قَطَعَ الشِّتاءَ وقُوْتُهُ

أكْلُ العُجَى وتَكَسُّبُ الأشْكادِ (١٧)

عدب :

العَدْبَة : ثَمَر الأثْل ، وهى باردة فى الثّانية يابسة فى الثّالثة تنفع من ثَغب الدّم ونزفه ، ومن الاسهال المزمن. ومطبوخها ينفع من اليَرَقان ومن الجرَب الرَّطب. وتحسِّن اللّون. وشرابها ينفع المطحولين نفعاً بيّنا والشّربة منها من درهم الى درهمين.

عدد :

العِدّ : الماء الذى له مادّة لا انقطاعَ لها كماء العَين والبئر ، عن الأصمعىّ.

وقيل : كلّ ما هو نبع من الأرض.

والعُدّ : بَثْر يخرج فى الوَجْه الغُدّة.

والعِدَاد : مَسٌّ من الجنون يأخذ الانسان فى أوقات معلومة ، ووقت الموت.

وعن ابن السِّكّيت : اذا كان لأهل الميت يوم أو ليلة يُجْتَمَع فيه للنّياحة فهو يوم عِدَاد.

والعِدَاد : اهتياج وَجَعِ اللّديغ بعَدِّ ستّة أيّام. وقيل : عِدَاد السَّليم أن يُعَدّ له سبعة أيّام فإنْ مضت رُجِي شفاؤه. وما لم تمضِ فهو فى عِدادِه.

وعِدَاد الحمَّى : وقتُها الذى تعود فيه. وفى الحديث (ما زَالَتْ أُكْلَةُ خَيبر تُعادُّنِى) (١٨). أى : تُراجعنى ويعاودنى ألَمُ سُمِّها فى أوقات معلومة.


عدس :

العَدَس : حَبّ معروف ، معتدلٌ في الحرارة والبرودة ، يابس فى الثّانية. وماء طبيخه مُسْهِل. وجِرْمُه قابِض. والاكثار منه مولِّد للأمراض السُّوداويّة. وإصلاحه بأنْ يُطحن ويُنْزَع من قشره ويُسْلَق ويؤكل بالأدهان. والعَدَسة واحدته.

والعَدَسَة : بَثْرَة قاتلة تخرج بالبدَن كالطّاعون.

عدف :

العِدْف : الشّيء القليل من غذاء أو دواء أو ماء. والعِدْف : العشاء.

وعَدَفُ العَين : قَذاها.

عدل :

العَدْل : معروف ، وهو خِلاف الظُّلم.

وطبيب يُعَادِل هذا الدّاء : اذا ارتبك فيه فلم يعرف له علاجا. قال :

اذا الهَمُّ أمسَى وهو داءٌ فأمْضِهِ

ولستَ بممْضيهِ وأنت تُعادِلُهْ (١٩)

أو كان المتردِّد فيه بين اثنين ، قال :

فإنْ يكُ فى مناسِمها رَجاءٌ

فقدْ لَقيَت مناسمُها العِدالا (٢٠)

وعَدَل عن امرأته : ترَك مضاجعَتها.

وعَدَلَتْهُ الأدوية : أقامتْه وأنشَطتُه (٢١).


عدم :

العَدَائِم : نوع من الرُّطَب يكون آخر زمان الرُّطَب ، وقيل : هو خاصّ بالمدينة فى آخر الصَّيف.

والعَدِيم : الفقير.

وعلاج عَدِيم النَّفع : لا فائدة تُرجَى من ادامة استعماله.

والعَدَم : فقدان الشّىء.

والعَدِيم : الرَّجل الذى لا عقل له.

عدن :

المَعْدِن : منبت الجواهر كالذَّهب والفضَّة ونحوهما ، سُمِّى مَعْدِناً لإنباتِ الله تعالى جوهره وإثباته ايّاها فى الأرض حتّى عَدَن ، أى : ثبت فيها. وقال الخليل (٢٢) : المعدِن : مكان كلّ شىء يكون فيه أصله ومبتدؤه ، نحو مَعْدِن الذّهب والفضّة.

ويقال : فلان مَعْدِن الخير : اذا جُبِل عليه.

والمَعَادِن كثيرة لا تُحصى. وهى مختلفة الطَّبائع والطُّعوم وغيرها.

ـ منها ما يذوب النّار وتُسمَّى الفِلِزَّات ، وهى سبعة عدد الكواكب السَّبعة. الذَّهَب والفِضَّة والنُّحاس والأسْرب والقِصْدير والحديد والخارصينى ، وهو المِرآة الهنديّة.

ـ ومنها ما يذوب بالمائع كالملح والزّاج ونحوهما.

وقد ذكر أصحاب الكلام أنّ العلّة المادّيّة للمعادن الزّئبق ، وأنّه أُمّها ، والكِبْرِيْت وأنّه أبوها. وأنّ العِلّة الفاعليَّة هى دوران الأفلاك وحركات


الكواكب ، وأنّ الصُّوْرِيَّة هى هيئة كلّ معدنٍ ، وأنّ العِلَّة الغائيّة هى المنافع التى تحصل عنها.

عدو :

العَدُوّ : ضِدّ الصَّديق. والعِدَى : المتعادون.

ويقال : فلانٌ عَدُوّ فلانٍ ، أى : يَعْدُو عليه بالمكروه.

والعَدَى : الشُّغْل بما يصرفك عن الشّىء. فى كلام سيّدنا علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ أنّه قال لطلحة يوم الجمَل : (عرفتنى بالحجاز وأنكرتنى بالعراق فما عدا ممّا بدا) (٢٣). وذاك أنّه تابَعَه فى المدينة وجاء يقاتله فى البصرة ، أى : ما بدا لك حتّى شَغلك عنِّى.

والعَدْوَى : ما يُعْدِى مِنْ جَرَب أو غيره ، وهو مُجاوزته صاحبَه الى غيره. وفى الحديث : (لا عَدْوَى) (٢٤). أى : لا يُعْدِي شىءٌ شيئاً.

والعَدَوِيّة : من نبات الصَّيف بعد الرَّبيع ، وهو أنْ يخضرّ صغار الشَّجر فترعاه الإبل.

عذر :

العِذَار : جانب اللِّحية لأنّه موضع العِذَار من الدّابّة.

وعِذَار الرَّجل : شَعره النّابت فى موضع العِذَار.

والعِذَار ، أيضا : الحَيَاء ، ومنه : خَلَع فلان عِذَارَه ، أى : خرج عن الطّاعة وانهمك فى الغي.

وعَذَّر الغلام : نبت شعر عِذَاره.


والعُذْرَة : النّاصية ، وهى الخصلة من الشَّعر. وداء فى الحلْق أو وجعه من وَرَم. واسم ذلك الموضع وهو قريب من اللهاة.

وأصابع العَذارَى : ضَرْب من العنب الرّازقىّ ، وهو عنب أسود طويل كأنّه البلّوط ، شُبِّهَ بأصابع العَذارَى.

عذط :

العِذْيَوْط : الذى اذا جاء أهلَه أَبْدَى. والعُذْيُوط ، والعَذُوْط : الذى يُحْدِث عند الجماع حالَ الانزال. وسببه استرخاء المقعدة مع شدّة الشَّبَق. وعلاجه تقوية عضل المقعدة بمثل دهن النّاردين ونحوه ، والتَّحمُّل بالشِّيافات القابضة المتَّخَذَة من القَاقليا والرّامك والجلّنار والعَفص والكُندر ، واستعمال الأغذية القابضة ، والتَّبَرُّز قبل الجماع ، وتقوية القلب والدِّماغ.

عرب :

العُرْب والعَرَب : خِلاف العَجَم.

والعَرَب : فساد المعدة.

والعَرَب : الماء الكثير الصّافي. وبقاء أثَر الجرح بعد البُرْء. والعِرْب : يَبيس البُهْمَى ، خاصَّةً. وكلّ بقْل ، الواحدة عِرْبَة.

والتَّعْرِيْب : تَهذيب المنطق.

وعَرِبَ السَّنام : وَرِمَ وتقيَّح.

وعَرِبَ الجرحُ : بقىَ أثَره بعد البُرْء. وعَرِبَتْ معدتُه : فَسدت ، مثل ذَرِبَتْ ، فهى عَرِبَة وذَرِبَة.


عرت :

العَرْتَة : الأنف ، أو ما لانَ منه ، أو طَرَف وَتَرِه ، أو الدّائرة تحته وسْطَ الشَّفَة.

عرج :

العَرَج : الضَّلَع ، وقد عَرَجَ : أصابه شيء فى رجله فعَرَج بها حين المشي ، وليس بخِلْقَة ، فانْ كان خِلقةً قلتَ عَرِج. ويقال : أعْرَجَه الله. وما أشدّ عَرَجَه ، ولا تَقُلْ ما أَعْرَجَه ، لأنّ ما كان لَونا أو خِلقة فى البدَن لا يقال منه" ما أفعلَه" الّا مع" أفْعَل".

والعُرْجَة : موضع العَرَج مِنَ الرِّجْل.

والعَرْجَاء : الضَّبُع ، وذلك خِلْقَة فيها والجمع عُرْج.

والعُرْج : ثلاث ليالٍ من أوّل الشَّهر.

والأَعْرَج : الغُراب.

والأُعَيْرِج : حيّة صمّاء لا تقبل الرُّقية تقفز عى الفارس معه فى سَرْجِه ، كذا رَوَى الخليل (٢٥) : والجمع الأُعَيْرِجات.

عرد :

العَرْد : الصُّلْب الشَّديد المنتصِب من كلّ شىء ، عن الخليل (٢٦).

والعَرْد : مَغْرِز العُنُق لصلابته.

عرر :

العَرُّ والعُرُّ : الجَرَب.


والتَّعارُّ : السِّهر والتَّقلُّب على الفِراش ليلاً مع كلام وتصويت. وربّما أُخِذ من عِرَارِ الظّليم وهو صوته.

والعَرَار : النَّرْجِس البرّي. قال الشّاعر :

تمتَّعْ مِنْ شَمِيمِ عَرَار نجدٍ

فما بَعْدَ العَشِيّةِ مِنْ عَرارِ (٢٧)

والواحدة عَرارَة.

والعَرْعَر : السَّرْوُ الجبلي ، وهو نوعان كبير وورقه كورق البستانىّ ، وصغير ورقه كورق الطَّرْفاء. وله ثمَر مستدير منه ما هو فى قَدْر الباقلاء وهيئته ، وما هو فى قَدْر البُنْدُق. وهو طيّب الرّائحة ، حلو يؤكل الّا أنّ معه مرارة.

والشَّجرة حارّة يابسة فى الثّانية ، وكذلك الثَّمَر. وفى كلِّ منهما تَسخين وتَفشيش ونَفْعٌ لأوجاع الصَّدر والسُّعال وتَقويةٌ للمعدة والكبد وتَفتيحٌ لسُدَدِهما. وبدله جَوْز السّرْوِ.

والعَرْعَرَة : جِلْدَة الرّأس ، وسوء الخلق.

عرس :

العَرُوسُ ، نَعْتٌ يستوى فيه المذكَّر والمؤنَّث ما داما فى أَعْرَاسِهِما. وفى المثَل : (كادَ العَرُوس أنْ يكون أميرا)(٢٨).

وحَبّ العَرُوس : الكَبابة ويأتى ذكرها.

والعِرْس : امرأة الرَّجل ، ولبؤة الأسد ،

وابن عِرْس : دويّبة معروفة ، والجمع بنات عِرْس ، ذَكراً كان أو أُنثَى.


وهى حارّة المزاج ، تنفع المبرودين ، وتضرّ المحرورين وتُصْلَح لهم بالخلّ والهندباء.

عرش :

العَرْش : سَرير المِلك. وعَرْشُ البيتِ : سقفُه. ومِنَ القَدَم : ما نتأ فى ظهرها.

وعن ابن الأعرابىّ : ظَهْر القَدَم العَرْشُ ، وباطنه الأخْمَص.

والعُرْشَان : لحمتان مستطيلتان فى ناحيتَى العنق ، بينهما الفَقار ، وفيهما الأخْدَعان ، وهما المحجمتان على الأخدَعين.

والعَرْشان : الأذنان سمِّيتا بذلك لمجاورتهما العَرْش. وعظمان فى اللهاة.

عرصف :

العُرْصُف : اسم عربىّ للكِيْمَافِيْطُوْس. ويُذكر فى مكانه من هذا الكتاب.

عرض :

العَارِض : صفحة الخدّ.

وعَارِضَا الوجه : جانباه.

وصفحة العُنق. والسِّنّ التى فى عُرْض الفم. والجمع عَوارض ، وهى الثّنايا أو الرِّباعيّات والأنياب. أو الثّنايا والضَّواحك ، أو الضَّواحك وحدها ، وهى التى تظهر عند الضَّحك ، قال كعب بن زهير :

تجلُو عَوارضَ ذى ظَلْمٍ اذا ابتسمتْ

كأنّه منهلٌ بالرّاح مَعْلُولُ (٢٩)


يصف الثّنايا وما بعدها.

والظُّلْم : ماء الأسنان وبَرِيقُها. والتَّبسُّم.

والمُنْهِل ، من أنْهَلَه : اذا سقاه النَّهَل وهو الشُّرْب الأوّل.

والرّاح : الخمر.

ومعلول : من العَلَل وهو الشُّرب الثّانى.

والعَرْض : خِلاف الطّول.

والعَرَض : الجنون ، وأنْ يموت الانسان من غير عِلَّة.

والعِرض : الجَسد ، عن ابن الأعرابىّ.

وكلُّ موضع يَعْرَق. ومنه فى الحدى أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذَكر أهل الجنّة ، فقال : (لا يتغوَّطون ولا يبولون إنّما هو عَرَقٌ يجرى من أَعْرَاضهم مثل ريح المِسك) (٣٠). أى : من معاطن أبدانهم ، وهى المواضع التى تَعْرَق من الجَسَد.

والرّائحة طيّبةً كانت أم خبثةً.

والنَّفْس ، وفى الحديث أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلمّ ، قال : (فمن اتّقَى الشُّبهات فقد استبرأ لدينه وعِرْضِه) (٣١). أى : احتاط لنفسه.

وموضع المدح والذّمّ من الانسان سواء كان فى نفسه أم سَلَفِه ، أو مَنْ يلزمه أمرُه.

وفى الحديث أنّه عليه‌السلام قال : (كلّ المسلم على المسلم حَرامٌ ، دَمُه ومالُه وعَرْضُه) (٣٢).

والحَمْض.

والأثل.


والجماعة من الطَّرْفاء والنَّخل والأثل.

والعُرْض : الجانب من كلّ شىء.

والعَرَض : ما يعرِض للانسان من أمر يحبسه من مرض ونحوه.

وقال بعض المتكلّمين : مِنَ العَرَض ما يوجد فى حامِله ويزول عنه من غير فساد حامِله ، ومنه ما لا يزول.

فالزّائل كصُفْرَة اللّون وحَركة المتحرِّك.

وغير الزّائل كسواد الشيح (الشبح) والغراب.

وفى اصطلاح الأطبّاء هو الشّىء التّابع للمرض ، وهو غير طبيعىّ ،

ـ سواء كان مضادّاً للحالة الطّبيعيّة كالوَجَع فى القُوْلَنْج

ـ أم غير مضادّ كافراط حُمْرَة الخدّ لكثرة الأبخرة الحارّة فى ذات الرّئة ،

ـ وسواء كان جَوهراً كالنَّفْث الخارج بالسُّعال فى ذات الجنْب أم عارضا كالحمرة المذكورة.

ومن أمثلته العَطش والصُّداع عن الحمَّى.

ومنها فقدان الأبصار عن السُّدَّة فى بقيّته (العنبية).

ومنها حُمرة الوجنتين وتحدُّب الأظفار عن قرحة الرّئة ، وهو السِّلُّ. ويسمَّى دليلاً عند الطّبيب لاستدلاله منه على هيئة المرض ، وعَرَضاً عند المريض لأنّه عارِضٌ لمرضه.

وينقسم الى ثلاثة أقسام :

ـ إمّا عَرَض عن مرض كما تقدّم.

ـ وإمّا عن عَرَض كالصُّداع العَارِض عن الحمَّى العَارِضة عن ذات الجنْب.

ـ وإمّا عن سَبَب الوَجَع النّاخس عن ذات الجنب التى هى سبب الحمَّى.


عرف :

العَرْف : الرِّيح ، طيّبة كانت أو خبيثة. وأكثر استعماله فى الطّيّبة ، قال الشّاعر :

ثَناء كعَرْفِ الطِّيب يُهْدَى لأهلهِ

وليس له الّا بَنى خالدٍ أهْلُ (٣٣)

ونَباتٌ ، قيل هو الثُّمام.

والعُرْف : شجر الأُتْرُجّ.

والعَرْفَة : قرحة تخرج فى باطن الكفّ. وقد عُرِف الرّجلُ ، عَرْفاً ، فهو مَعرُوف : أصابته العَرْفَة.

والعَرَّاف : الطّبيب ، لمَعْرِفَته بعلمه. قال عُروة بن حِزام :

فقلتُ لِعَرّافِ اليَمامةِ داوِنى

فإنّك إنْ أبْرأتَنى لطَبيبُ (٣٤)

وقال أيضا :

جَعلتُ لعَرَّاف اليَمامةِ حُكْمَةُ

وعَرَّافِ نجدٍ إنْ هُما شَفيانى

فمَا ترَكا مِنْ رُقْيَةٍ يَعْلَمَانِها

ولا سَلْوَةٍ إلّا بها سَقَيانى (٣٥)

عرفج :

العَرْفَج : واحدته عَرْفَجة ، وهو طَيّب الرّيح أغبر الى الخضرة ، وله زهرة صفراء ، ولا حَبّ له ولا شَوك. وقيل هى كعُقْدَة الانسان تَبْيَضّ اذا يبست ، ولها ثمرة صفراء. والابل والغنم تأكلها رطبة ويابسة. ونارها شديدة الحمزة تسمِّيها


العَربُ بنار الرَّجْفَتين لأنّ مَنْ يُوقدها يرجف اليها واذا اتّقدت رَجَف عنها.

عرفط :

العُرْفُط : شجر صغير له شَوك حديد وورق صغير وثمَر كالباقلاء ، فى غشاء أبيض. وله صمغ حُلو غير أنّه كريه الرّائحة ، وهو المغافير. واذا أكلته النّحل بانَ رِيحُه فى عَسلها. وهو ينبت بالجبال ، وواحدته عُرْفُطَة.

عرق :

العَرَق : رَشح جلد الحيوان ، ويُستعار لغيره.

وطبّاً : هو فَضْلَة من فضَلات الهَضْم الرّابع تخرج بالرَّشح من مَسام الجلد.

ويُستدلّ منه على أحوال بدن المريض مِنْ وجوهٍ منها :

مقداره :

ـ فالكثير منه يكون لكثرة المادّة ولدقّة قَوامها ولِسَعَة المسام ولقوّة القُوّة الدّافعة ولضعف القوّة الماسكة.

ـ والقليل منه يكون لضِدّ ذلك.

ـ والمعتدل لاعتدال ذلك.

ـ والكثير منه فى النَّوم من سبب ظاهر ، نحو الهواء أو كثرة الدِّثار ، يدلّ على تناول غذاء كثير زائد على ما ينبغى ، فيجب أنْ يُقلّل ، وانْ لم يكن كذلك فهو يدلّ على غلبة الصّفراء.

ومنها لونه :

ـ فالأحمر يدلّ على مخالطة الدّم للمائيّة.


ـ والأسود يدلّ على استيلاء السَّوداء.

ـ والأبيض هو أفضلها.

ومنها رائحته :

ـ فالمُنتن منه يدلّ على عُفونة المادّة.

ـ والحادّ الرّائحة يدلّ على عدم عُفونة المادّة.

ومنها ملمَسُه :

ـ فالحارّ منه دالٌّ على حرارة المادّة ويُنذِر باقلاع المرض فى مدّة قصيرة.

ـ والبارد يدلّ على برودتها ويُنذِر بطول المرض.

ـ وأمّا متى كان حارّا تارةً وباردا أخرى ، فهو رَدِىء لأنّه يدلّ على اختلاف المادّة.

واذا كان عن حمَّى حادّة فهو ردىء مُنْذِر بالهلاك لأنّه يدلّ على أنّ المادّة الخارجة غيرُ المادّة الموجِبة اللحمَّى ، وهذه المادّة تكون :

ـ امّا من الرُّطوبات الغَريزيّة وذلك عند ما تَنْحَلّ الطّبيعة عن مجراها الطّبيعىّ ، وهو العَرَق ، فيكون قَوامُه لَزِجاً ،

ـ وامّا من رطوبات كثيرة قريبة من سطح الجلد ولا تقوَى الحرارة الغريزية على تسخينها كما فى الحميّات المحرقة.

ـ وأمّا العَرَق البارد فاذا كان مع حمّى عادِيّة فهو يدلّ على كثرة المادّة ويُنذر بطول المرض.

ـ وأمّا العَرَق المعتدل فى الحرارة والبرودة فهو يدلّ على الاعتدال.

ومنها عمومه لجملة البدن واختصاصه بعضو دون آخر ، فالعامّ منه يدلّ على تنبّه الطّبيعة ورفعها للمادّة عن جملة الأعضاء. وقد يكون لكثرة المادّة


وعمومها.

والخاصّ منه بعضو دون آخر يدلّ على أنّ مادّة المرضَى فى ذلك الموضع أقوَى وأشدّ. وقد يكون لعجز الطبيعة عن دفع جميع المادّة. ومثل هذا العَرَق لا يعقبه خِفّة ولا رائحة. والأوّل يعقبه ذلك.

ومنها يوم مجيئه ، وهو امّا عن دفع الطبيعة وامّا عن كثرة المادّة وقهر الطّبيعة. وأمّا الذى يجىء منه فى وقت دون آخر فهو ردىء يدلّ على عجز الطّبيعة عن دفع المادّة دفعا تامّاً.

ومنها قَوامه :

ـ فالرّقيق يدلّ على رِقَّة المادّة.

ـ والغليظ على غِلَظِها.

ـ واللّزج على سُقوط القوّة ، كما تقدّم ، وقد يكون لاستيلاء موادّ بلغميّة لزجة. ومِثْل هذا العَرَق يعقبه خفّة وراحة.

والعَرَق المحمود فى وقت المرض يُشترط أنْ يكون حارّا وأنْ يكون عامّا وأنْ يعقبه خِفّة وراحة.

والعِرْق : معروف ، للشَّجر وللبدن ولغيرهما ، ويُجمع على عُروق.

وعُروق البَدَنِ أقسام عَصَبانيّة ممتدّة طُولا ، مجوَّفة نابتة من القلب. والعائدة اليه من الكبد وغيره ساكنة ، ولذلك تُعرف بالعُروق غير الضَّوارب وبالأوردة. ومنفعتها أنّها خُلقت لتوزيع الدَّم على الأعضاء ، وهى ذات طبقة واحدة إلّا عِرْق واحد وهو الوريد الشّريانى. وانّما كان كذلك لأنه مُداخِل لجوهر الرّئة ، واعتدادها منه على سبيل الرّشح.

ودم الكبد غليظ فجُعِل ذا طبقتين ليكون ما يترشَّح منه لطيفا مناسبا للرّئة.


والنّابتة من القلب متحرّكة ، ولذلك تُعرف بالعُرُوق الضَّوارب وبالشّرايين.

ومنفعتها أنّها خُلقت لترويح القلب والرُّوح ، ولتوزيع الدّم على الأعضاء ، وهى ذات طبقتين الّا عِرْق واحد وهو الشّريان الوريدىّ ، وانّما كان كذلك لئلّا تتألّم الرئة بصلابته مع دوام الحركة.

وجميع ما فى البدن من الشّرايين فانّها تتفرّع من عِرْقَين يخرجان من القلب أحدهما من جانبه المقعَّر ويعرف بالباب وينحدر اليه صَفْوُ الكَيلوس من المعدة ، والآخر من جانبه الآخر ويعرف بالأجوف وبالوَتين ، ومنه ينجذب الغذاء منها الى الأعضاء.

والأجوف ينقسم الى قسمين : قسم ينزل الى أسفل وقسم يصعد الى أعلى ، والنّازل يخرق الحجاب الفاصل بين أعضاء النَّفَس والغذاء ، ويدخل فى تجويف البطن ويمرّ فيه. وسنأتى على وصفه. أمّا الصّاعد الى أعلى فيُجارى القلب ثمّ المنخرين ويتشعَّب منه فى طريقه شُعَب تتفرّق فى القلب وغيره. ومن هذه الشُّعَب عِرْق يأتى الى التّجويف الأيمن مِنْ تجويفَى القلب ومنه الى الرّئة ، وقد صار ذا طبقتين كالشَّرايين ، ولذلك يسمَّى بالوريد الشّريانىّ. ثمّ ينقسم اذا حاذَى المنخرين الى قسمَين يَنْحُوَان نحو التَّرقوتين ، وينشعب منها شُعَب ، منها ما يتفرَّق فى الصَّدر والكتف والرَّقبة ، ومنها عِرْق يمرّ فى الابط الى اليد ، وهو العِرْق المعروف بالابطىّ ، ومنها عِرْق يصعد غابرا وهو الوادِج الغائر ، ومنها عِرْق يصعد ظاهرا وهو الوادِج الظّاهر ، ويتشعّب منه شُعَب : منها ما يستدير على الرَّقَبة ، ومنها ما يتفرّق فى الفَكَّين وحول اللّسان والأذنين ومنها عِرْق يمرّ على الكتف الى اليد وهو المعروف بالكتفىّ وبالقِيْفَال.

ومن هذه العُروق والعِرْق الابطىّ تتفرّع جميع عروق اليد. فمن اختلاط شُعْبَة


مِنْ أحدهما بِشُعْبَةٍ من الآخر يتكوّن العِرْق المعروف بالأكْحَل. ومِنْ شُعَب الكتفىّ العِرْقُ المعروف بحَبْل الذِّراع. ومن شُعَب الابطىّ العِرْق المعروف بالباسْلِيْق. ومن شُعَب الأكْحَل العرق المعروف بالأُسَيْلِم وهو بين الخنصر والبنصر.

وأمّا الوادِج الغائر فينشعب منه شُعَب ـ أيضا ـ منها ما يتفرّق فى الحنجرة والرَّقبة والغشاء المجلِّل للقحف ، ومنها ما يدخل اى باطن القحف فتغرق فى غشاء الدّماغ وفى الشَّبكة المشيميّة.

وأمّا المتحدر الى أسفل فينحُو نحو القَطَن ويتفرّع منه شُعَب تتفرَّق فى الكليتين والخاصرتين والأنثَيين والفخذين والسّاقين والقدمين.

والعِرْق المدينىّ هو أنْ يحدث على بعض الأعضاء بثرة فتتقيَّح ويخرج منها شىء أحمر الى السّواد لا يزال يطول ، وربما كان له حركة دوديّة تحت الجلد حتّى ظنّ بعضهم أنّه حركة حيوان يتولّد ، وظنّ بعضهم أنّه حركة حيوان يتولّد ، وظنّ بعهم أنّه شعبة من لِيْف العَصَب ، وهو غلَط. وأكثر ما يعرض فى السّاقين. وقد رأيته على اليدَين. وقَطْعُه مؤلم ، وسببه دم سوداوىّ أو دم تعقده الحرارة الغريبة ، وأكثر ما يتولّد عن الأغذية الجافّة اليابسة ، ويكثر فى المدينة المنورة ، ولذلك يُنسب اليها. وقد انتشر فى بلاد مصر أيضاً.

وربما حدث فى بدن واحد فى مواضع متعدّدة. ويقلّ فى الأبدان الرَّطبة. وعلاجُه باستفراغ الدّم الرَّدىء فَصْداً من الباسليق ومن الصّافن ، بحسب الموضع ، وتنقية البدن بمثل طبيخ الأفْتِيْمون وحَبّ القُوقيا والاطْرِيْفَل المتَّخذ بالسَّنا والشّاهْتَرَج وتَرطيب البدن بالأغذية وغيرها ، واذا أخذ يظهر ضُمِّد العضو بما يرطّبه بمثل العُصورات مع الصَّنْدَلَين. وممّا ينفع منه أن يَشرب


صاحبُه على الوَلاء أيّاما ثلاثة ، كلّ يوم ، وَزْنَ درهم من الصَّبِر أو يَشرب منه يوما نصفَ درهم وفى الثانى درهما وفى الثالث درهما ونصفَ درهم ، ثمّ اذا خَرج لُفَّ على شىء يتمدّ عليه بالرَّفْق قليلا حتّى يَخرج الى آخره. وأحسن ما جُرِّب له رَصاصة يُلفّ عليها ويُقتَصر على ثقلها فى جذبه ، ويُجتهد فى تسهيل خروجه بأنْ يُحَلَّل بالنُّطول بالماء الحارّ وبالمبرِّدات والأدهان المليّنة فإنْ سهل خروجه دُهن بدهن الجرّىّ أو البان ، ثمّ بعد خروجه يُعالج المحلّ بعلاج الجراحات.

والعُروق الصُّفْر : عُروق صُفْر معروفة يُصْبَغ بها ، ولذلك تسمَّى بعروق الصّبّاغين ، وتسمَّى ـ أيضا ـ ببقلة الخطاطيف. وهى نوعان : كبير وهو الهُرْد والكُرْكُم ، وصغير وهو المَامِيران.

والكبير حارّ يابس فى الثّالثة ، ينفع من اليرَقان والسَّدَدِىّ لتفتيحه سُدَد الكبد الّا أنّه يضرّ بالقلب. ويُصلحه اللّيمون. والشّربة منه مثقال الى درهمين بالشّراب الأبيض مع مثله أنِيْسون.

والصّغير حارّ يابس فى آخر الثّالثة. وأجوده الأصفر الرّقيق وهو من أكبر أدوية العَين لما فيه من القوّة التى يُجْلَى بها البياض ويُحَدّ بها البَصَر اكتحالا. وينفع من اليرَقان السُّددىّ ويزيل المغص الّا أنّه يضرّ بالكلى ، ويُصلحه العسل. والشّربة منه من نصف درهم الى درهم.

والعُروق البِيْض تسمَّى بالمستعجِلة لأنّها تستعجل مَن استعملها على الجماع ، وتقدّم ذكرها فى (ز ي د).

والعروق الحُمر معروفة يُصبغ بها. وهى حارّة يابسة فى الأولى ، تنقِّى الكبد والطّحال ، وتنفع سُدَدَهُما. ولذلك تنفع من اليَرقان ومن عِرْق النّسا ، وتدرّ


الطَّمْثَ والبَول ، وتُسقط الأجنّة شربا بماء العسل. والشّربة منها من مثقال الى مثقالين ، وبدلها مِثْل ونصف من السَّليجَة وثُلُث وزنها من الزّبيب الأسود. وعُروق الكافور وعُروق الطبيب هى الزَّرِنْبَاد ، وتقدم ذكره فى (س وس).

وعُروق العَروس هى الطّلق ، وتقدّم.

وعِرْق جَناح : هو الرّأس والقِنْس ، وسيأتى ذِكْرُه فى القاف.

عرقب :

العُرْقُوب من الانسان : العَصَب الغليظ فوق العَقِب. ومن القَطا ساقُها ، وهو كلّ ما بلغ فيه القِصَر فيُقال : يوم أقصَر من عُرقُوب القَطا. ومن الأمور عِظامُها وصِعابُها. وفى المثل : (الشَّرّ الجأهُ الى مُخّ العُرقُوب) يقول : الشَّرُّ طلبُك من اللّئيم أعطاك أم منعك.

والعرب تُسمَّى الشِّقِرّاق طيرَ العَراقيب وهو يتشاءمون به.

عرقص :

العُرْقُص ، والعَرْقَصاء : اسمان عربيّان للحَنْدَقُوْقَاء. واسم للدّواء المسمَّى ، "يربطورة" وهو بخور الأكراد : نبات له ساق كساق الرَّازيانج ، وجُمَّة وافرة من ورق مُتكاثف ، وزهر أصفر ، وأصل غليظ أسود. وهو المستعمل كثيرا.

واذا شُرِط خرج منه رُطوبة تجفَّف فى الظّلّ وتُستعمل وقت الحاجة.

وهو حارّ يابس الأصل فى آخر الثّانية ، والرّطوبة فى آخر الثّالثة.

وأصله عظيم النَّفع فى جميع أنواع الوَباء تبخيرا به لاصلاحه الهواء. ويُذْهِب كلّ رائحة خبيثة من أىّ موضع كانت.


واذا وضع منه شىء فى السّنّ المتأكِل سَكَّن وجعَه.

واذا خُلِط بدهن الورد وقُطّر منه شىء فى الأذن سَكَّن وجعَها.

واذا استُعمل بالبَيض النِّيْمْرَشْت نفع من السُّعال والمغص وحلّل أورام الطّحال وليّن الطّبيعة تليينا لطيفا وسَكَّن الصُّداع المزمن. ودخانه نافعٌ من النَّزلات ويفتح سُدَدَ الخياشيم.

عرك :

العَرِيكَة : شِدّة النَّفْس ، أو طبيعتها.

وفلان لَيّن العَرِيكة : اذا كان سَهْل الخُلق لَيّنا.

وعَرَكْتُ جِلدَه : دَلكتَه.

وعَرَكْتُ المريضَ : جَسَسْتُه لأتعرّف علّته.

وعَرَكَت المرأةُ ، فهى عارِك : اذا طَمثت. قالت الخنساء :

لَنْ تَغْسِلوا ، أبدا ، عارا أظَلَّكمُ

غَسْلَ العَواركِ حَيْضاً بعدَ إِطْهارِ (٣٦)

عرم :

العَرْم : اللّحم ، والعَرَم مثله.

قال الشّاعر :

المعتَرى ضوءَ نارى وهى بارزةٌ

تحتَ السّماء اذا ما ضُنَ بالعَرَمِ (٣٧)

وعُرام الجيش : كثرتُه.


وطبّا : عُرام الحمَّى : شِدَّة فَيْحِها. وعُرام العِلّة : شِدّة أخْذِها.

وفى الكيمياء : عُرام الفلزّات : شدّة انفعالها فى اختلاط بعضِها ببعض.

عرن :

العِرْنين : الأنف كلّه ، أو طَرَفُه ، أو ما صَلُبَ من عظْمه. والجمع : عَزانين.

والعَرَن : اسم للهَيّوْفارِيْقُوْن.

عري :

المَعارِي : مَبادِئ الأسنان حيث تُرَى من اللّحم. وقيل هى الوجه واليَدان والرِّجْلان لأنّها بادية أبدا. والمعارى : العظام ، واحدها مَعْرَى.

عزم :

العَزْم : ما عَقْدت عليه قلبك مِن أنّك فاعلُه.

وفى الحديث عن عبدالله بن مسعود قال : (إن الله يُحبّ أن تُؤتَى رُخَصُه كما يُحبّ أنْ تُؤتَى عَزائمُه) (٣٨).

أى : فرائضه.

والعَزْم ، أيضا : الصَّبر ، قال ، تعالى : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (٣٩) أى : صَبْرا. والعَزائم : الرُّقَى.

وعَزَائِم القرآن : الآيات التى تُقرأ على ذوى الآفات لما يُرْجَى من البُرْء بها.

عزى :

العَزَاء : الصَّبر عن كلّ ما فقدتَ. وتقول : عَزَّيْتُ فلانا أى : أمرته بالصّبر.


والعِزَّى : جمع عِزَّةٍ وهى الجماعة من النّاس.

عسب :

العَسْب : ضِرابُ الفَحْل ، أى : الكِراء الذى يؤخذ على ضِرابه.

والعَسِيب : عُظَيْمُ الذَّنَب ، أو مُستدقُّه ، أو منبت الشَّعَر منه. وظاهر القَدَم. واليَعْسُوب : أمير النَّحل ، ثمّ كثُر ذلك حتّى سَمّوا كلّ رئيس يَعْسُوبا. وذَكَر النَّحل. وطائر أصغر من الجرادة ، عن أبى عُبيد ، أو أعظم منها طويل الذّنَب لا يضمّ جناحيه اذا وقع.

عسج :

العَوْسَج : من شجر الشَّوك له ثمَر أحمر مُدوَّر ، حلو يؤكل. واحدته عَوْسَجَة. ومعدن للفضّة يقال له عَوْسَجَة.

عسجد :

العَسْجَد : الذَّهَب. وقيل هو اسم جامع للجَوهر كلِّه من الدّرّ والياقوت.

عسر :

العُسْر ، والعُسُر : ضِدّ اليُسْر. وهو : الضِّيْق والشِّدَّة والصُّعوبة.

وعَسرت المرأة : عَسَرَتْ ولادتُها.

وتَعسَّر الدّاء واسْتَعْسَر ، أى : صعب علاجه.

وعلاج عَوْسَرِىٌ : استعمل فى غير أوانه ، وفى غير العلّة الموضوع لها.


عسقب :

العَسْقَبَة : جُمود العين فى وقت البُكاء.

والعِسْقَبَة : عُنَيْقِيْد صغير مُنفرد بأصْل العُنقود الكبير.

عسقل :

العَسْقَل : الكَمْأة ، والجمع : عَسَاقِيل.

عسل :

العَسَل : لُعاب النَّحْل ، يُذَكَّر ويُؤَنَّث ، وجمعه أَعْسَال. وهو طَلّ خَفِىّ يقع على الزّهر وعلى غيره ، يلقطه النَّحل ، وهو بُخار يصعد فينضج فى الجوّ ، فيستحيل فيغلظ فى الليل فيقع عسلا ، وهو غير ما يصنعه النَّحل.

ويختلف بحسب ما يقع عليه من الشَّجر والحَجر. والظَّاهر يلقطه النّاس ، والخفىّ يلقطه النّحل ، وانّما يلقطه ليغتذى به ويدَّخره. ومِنَ العَسَل جنس حِرِّيْفٌ سُمِّىٌّ.

والذى لا يصنعه النّحل فانّما يكون من الرُّطوبات التى تتصعَّد فى النّهار بحرارة الشّمس ، ولم تكن كثيرة فلم يكمُل تصعُّدها ، بل بقيت معلّقة فى الهواء القريب من الأرض لقلّة البُخاريّة وغلَبة المائيّة عليها ، فتنطبخ بحرارة الشّمس ، فاذا جاء اللّيل بردت تلك الأجزاء لزوال المسخِّن لها ، فعادت بطبيعتها باردةً متكاثفة ثقيلة هابطة الى ظاهر الأرض ، امّا على حَجَر وامّا على شَجَر.

ولمّا كان تصعُّد هذه الأبخرة ليس من الماء فقط ، بل من كلّ شىء فيه رطوبة ،


وكلّ رطوبة اذا تصعَّدت فلا بدَّ أن يكون معها أرضيّة تتصعّد أيضاً ، وهى من موادّ مختلفة ، لذلك يحدُث عنها أنواع مختلفة ، ولمّا كانت تتكاثف على موادّ مختلفة فى اللّيل ، فانّها تكتسب من كلّ مادّة طبيعتها أو جزءا من طبيعتها ، فينقسم ما تكاثف منها الى ما يُشبه العَسل الذى يصنعه النَّحل ، وما لم يشبهه تحدُث عنه بقية الطُّلول.

وقيل : انّ النَّحل اذا اسْتافَ الزَّهر وهضم ما اسْتافَه ، قسَّمه الى ثلاثة أقسام ، فقِسْمٌ يُخرجه بُخارا ، وقسمٌ يخرجه مِن فِيْهِ عسَلا ، وقسم يغتذى به.

وأمّا الشَّمْع فهو شىء يسقُط مع العَسل مختلِطا به ، وأجودُه الصّادق الحلاوة ، والطّيّب الرّائحة ، المائل الى الحَرافة والى الحُمرة ، والمتين الذى ليس بالرّقيق اللّزِج الذى لا ينقطع. وأجودُه الرّبيعى ثمّ الصَّيفىّ ، والشِّتوىّ ردىء.

وعَسَل النَّحل حارّ يابس فى الثّانية. وعسل الطَّبَرْزَد والقَصَب حارّ فى الأُولى ، ليس بِيابس. ويجوز أنْ يكون رَطْباً فى الأولى.

وقوّته جالِيَة مفتِّحة لأفواه العُروق ، جالِية للرُّطوبات ، جاذِبة لها من قَعْر البَدن ، مانعة للعُفونة والفَساد من اللّحم.

والتَّلَطُّخ به يمنع القُمَّل والصِّئبان ويقتلهما. ومع القُسْط لُطوخا للكَلَف. ومع المِلح لآثار الضَّربة. ويُنَقِّى القُروح الوَسخة الغائرة.

والمطبوخ منه حتّى لغلظ يلزق الجراحات الطّريّة.

ومع الشِّبت لُطوخا يُبرىء القُوباء (٤٠). ومع الملح الأندرانىّ قُطورا فاتِرا فى الأذن ينقيِّها ويحفظها ويقوِّى السَّمع.

وشَمُّ الحرِّيف السُّمِّىّ منه يُذهب العقل ، فكيف أكله!

والتَّكحُّل بالجيّد يجلو ظُلْمَة البَصَر. والتَّغَرْغُر به يُبرىء الخوانيق. وماؤه يُقوِّى


المعدةَ ويُشَهَّى. وعَسَل القَصَب يُليّن البطن. وعَسَل الطَّبَرْزَد لا يُلَيّن.

والعسل غير المنزوع الرّغوة ينفخ ويُسهل البطن ، فانْ نُزِعَت قلَّ ذلك.

والمطبوخ بالماء يُدِرُّ البولَ أكثر ، وهو وماءه انْ تمكّن من تنفيذ الغذاء عَقَلَ. وانْ كان الغِذاءُ غيرَ قابلٍ للنُّفوذ أطْلَقَ.

وشُرْب العَسَل مُسَخَّناً بدُهن وردٍ ينفع مِنْ نَهْش الهَوام ، ومِنْ تناول الأفيون. ولَعْقُه علاجٌ لعضَّة الكَلْب الكَلِب ، وأكْلِ الفُطر القتّال.

والمطبوخ منه نافع للسّموم ، والنّوع الحريف منه الذى يعطِّس شمّا يورث ذَهاب العقل بَغتةً.

والعَرَق البارد ، علاجُه أكل السَّمك المالح والتَّقَيُّؤُ بالشّراب المتَّخذ من الخمر والعسل.

والمراد بالعَسَل الشّتوىّ : ما حدث فى الشّتاء من الطُّلول المذكورة. وانّما كان العسل الشتوىّ رديئا لِغِلَظِه لأنّه من بخار لم ينضج نضجا تامّا ، لضعف تأثير الشّمس فى الشّتاء.

والعَسَل اذا أُطْلِق فالمراد به عَسَل النّحل.

وعَسَل اللّبن : المَيْعَة السّائلة : وسيذكر فى (م ي ع).

وعسل الرِّمْث : شىء أبيض يخرج منه كأنّه الجُمّار (٤١) ذُكر فى (رمث). والعَسل الذى يصنعه النَّحل ، يحدر الرّطوبات العَفِنَة من المعدة. وهذه الرّطوبات تزلق الطّعام من المعده فلا ينتفع بها البدن ، فاذا دخل العسل عليها حدرها معه ، فتنقَّى المعدةُ وتصلح طبيعتُها.

وعسل الطَّبَرْزَد : يؤخذ من تمر شديد الحلاوة ، وهو المعروف بسُكَّر طَبَرْزَد ، مُعرّب" تَبَرْزَذْ".


عسلج :

العُسْلُج ، والعُسْلُوج ، والعِسْلَاج : ما لانَ واخضرّ من قضبان الشّجر والكَرْم أوّل نباتِه. والغُصْنُ ابنُ سنة. وعَسْلَجَت الشَّجرة : أخرجت عَسَاليجَها.

عسم :

العَسَم : اعوجاج فى اليد ، سببه يُبْس فى المرفق. ويعالَج اليُبْس بحسب سببه ، وربّما نفع جَبْرُ العظم منه ، الّا ما كان من يُبْس فى العَصَب. ويَد عَسِمَة وعَسْماء ، أى : معوجّة.

عشب :

العُشْب : الكَلأ الرَّطْب ، واحده عُشْبَة ، وجمعه أَعْشَاب. والكَلأ عند العرب يقع على العُشْب وغيره. ويدخل فى العُشْب أحرارُ البقول وذُكورها ، فأحرارها : ما رَقَّ منها ونَعُم. وذُكورها : ما صَلُب وغَلُظ.

عشر :

العُشَر : شَجَرٌ فيه حُراق كالقُطْن يُسْتَجْوَد الاقتداح به. وهو من كبار الشَّجر وله صمغ حلو ، وورق عريض ، وسُكَّر يخرج من زهره ومن فُصوص شُعَبِه يُعرف بسُكَّر العُشَر. وله نُوّار كنوّار الدّفلَى حسن المنظر.

والعَشْراء : التى استتمَّ حملها عشرة أشهر ، ويكون فى النّوق ، فيقال : ناقة عَشْراء ، ولا أعرف وقوعه فى المرأة.

والعَشير : الصّاحب والزَّوج.


والأعْشَار : قَوادم ريش الطّائر ، قال :

واذا ما طَغا بها الجرىُ فالعِقْ

(م) بانُ تَهوى كَواسِرَ الأَعْشارِ (٤٢)

عشرق :

العِشْرِق : نبات له ورق عِنَب الثَّعلب وبذر كالجاوَرْس وغلاف الخُرنُوب ، ينفع حبُّه من البواسير ويُسَوِّد الشَّعر ويُعين على توليد اللَّبن.

عشق :

العِشْق : إفْرَاط الحبّ أو عجب المحبّ بالمحبوب.

وهو مأخوذ من العِشْقَة وهى اللّبلابة التى تلتفّ على شجرة العنب وأمثالها. فهو يلتفّ بقلب المحبّ حتّى يعميه عن النّظر الى غير المحبوب.

وهو مرض وَسواسىٌّ شبيه بالمالينخوليا ، يجلبه الانسان الى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصُّوَر والشّمائل التى له. أعَانَتْه على ذلك شهوته أم لم تُعِنْهُ.

والعِشْق فى جوهره طَمَع يتولَّد فى القلب ويتحرّك وينمو مع حِرْص ، وكلّما قَوي ازداد صاحبُه فى الاهتياج واللّجاج والتَّمادى فى الطَّمع والحرص على الطَّلب حتّى يؤدّى ذلك الى الغَمّ والسَّهر وعند ذلك يحترق الدّم ويلتهب ويستحيل الى السّوداء. وهو مفسدة للفكر مُنقص للعقل موجب لرجاء ما لا يكون وتمنّى ما لا يتمّ الى الجنون ، وحينئذ ربّا قتل العاشق نفسَه وربّما ماتَ غمّاً ، وربّما نظر إلى معشوقه فمات فرَحاً ، وربما شهق شهقة ففاضَت


فيها روحُه.

وقال بعضهم اذا تمكّن العشق بالقلب وقوي سلطانه صرع صاحبَهُ ، كالذى يُصرع من مَسّ الجِنّ. وأصلُه ـ غالباً ـ النَّفْس ، لأنّ الانسان مُركَّب من العقل وهو الأَمَّار بالخير والعدل ، ومن النَّفْس وهى الأمّارة بالسّوء. وهما شيئان عظيمان فى الانسان ولا يتّفقان أبداً ، فانْ غلب العَقْلُ النَّفسَ سَلِم الانسان من شرّ الشّيطان ، وانْ غلبت النَّفْسُ العَقْلَ عَمِيَت البصيرةُ ووقع الانسان فى الحَيرة.

وقال بعضُهم : تحقيق العشق أنّه ليس هو الحُسْن والجمال ، وانّما هو تَشاكُل النُّفوس وممازجتُها فى الطِّباع المخلوقة.

وهذا العشق هو الكائن فى النُّفوس عن الأعين ، وأمّا الرُّسُوم الظّاهرة المرئيّة فهى الاجتماع والمحادَثة والقُبْلَة والجماع. فانْ كان العِشْق بالمشاكلة زاد بالرُّسوم المذكورة وثَبت وتمكّن ، وان لم يكن بالمشاكلة فهو عَرَض والأعْراض زائلة ، ومِثْلُ هذا يزول بسرعة اذ الأصل له بالمشاكلة.

ونُقِل عن بعض الحكماء أنّه قال : لا يجوز فى دَوْر الفَلَك ولا فى تركيب الطِّباع ولا فى القِياس ولا فى الحِسّ ولا فى الواجب ولا فى الممكن أنْ يكون مُحِبّ ليس لمحبوبٍ اليه مَيْلٌ ، ويشهد عى هذا قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (الأرواح جُنْودٌ مُجَنَّدَةٌ فما تعارَف منها ائتلف وما تَناكر منها اختَلف) (٤٣). يشهد له أيضا أنّك لا تجد اثنين يتحابّان الّا وجدْتَ بينهما مُشاكَلةً واتّفاقاً فى بعض الصّفات.

قال بعضهم : وسببه النَّفسانىّ الاستحسان والفِكْر ، وسببه البَدنىّ ارتفاع البُخار الى الدِّماغ.


وعلامتُه غُؤُورُ العَين يُبْسُها وشُخوصُها كأنّ صاحبها ينظر الى شىء لذيذ أو يسمع خبرا سارّاً. ويكون نَفسُه كثير الانقطاع والاسترداد ، دائم التّنهُّد. ويتغيّر حاله الى فَرَح وضَحِكٍ أو الى غَمّ وبكاء ، ولا سيّما عند ذِكْر الهجر والنَّوَى. ويكون نَبضه مختلفا بلا نظام ويتغيّر نبضه وحاله عند ذكر المعشوق وخاصّه عند لقائه. ويمكن من ذلك أنْ يُستدلّ عليه اذا لم يكن معروفا ، فانّ معروفته أوّل علاجه. والحيلة في ذلك أنْ تُذكَر أسماء كثيرة مِرارا وتكون يد المُعالج على نبضه فاذا اختلفَ اختلافا كثير اوصاف كالمنقطِع عند ذكر اسم منها علمتَ أنّه اسمُ المعشوق ، ثمّ تَذكر ـ أيضا ـ الشَّكْل والمساكن والنَّسَب والبلدان وتضيف كُلًّا منها الى اسم المعشوق فاذا تغيَّر عليك النبض عند ذكر شىء منها عَرَفْتَه. فانّا قد جرَّبنا هذا. ثمّ انْ لم تجد علاجا الّا تدبير الجمع بينهما على نِحْلَة الشّريعة فَعَلْتَ ، فانّا رأينا من عاوَدَته السَّلامة وكان قد بلغ الذُّبول لشِدَّة العشق ، لمّا أحسّ بوَصْلٍ من معشوقه. فعاودته صحّته فى أقصر مدَّة قضينا بها العَجَب العُجاب ، واستدللنا على طاعة الطّبيعة للأوهام النَّفسانيّة.

وعلاجُه استعمال ما يُخْرِج السَّوداء وما يُرَطِّب ويُنَوِّم من الأغذية والأشربة. ولا شَىء كالوِصال. فانْ لم يتَّفق على الوجه الشّرعىّ فيُحتال فى تَعَشُّق غير المعشوق ممّن تحلّه الشّريعة. وانْ كان العاشق من العقلاء نفعَته النَّصيحة والعِظَة وأنّ ما به ضرباً من الجنون والوسواس ، فانّ الكلام فى هذا الباب ينفع نفعا عظيما.

قال بعضهم : العشق أوَّلُه يُصَفِّى الهَمّ ويُهَذِّب العقل ، وهذا هو الممدوح الذى حَضّ عليه بعض الحكماء فى قوله لأصحابه : اعْشِقُوا ولا تفعلوا حَراما فانّ


العِشْقَ الحَلالَ يُطْلِق اللّسانَ العَيِىّ ويدفع التّبلُّد ويُسَخِّى البخيل ويبعث على النِّظام ويدعو الى الزَّكاء والى عُلُوّ الهِمّة. وقيل لبعض الحكماء : انّ ابنك عَشِقَ ، فقال : الحمد لله ، الآن رَقَّتْ حواشيه ولَطُفَتْ مَبانيه ، ومَلُحَت اشاراته ، وظَرُفَت حركاته ، وحَسُنَت عباراته ، وحَلَتْ شمائله.

وقد أطلنا الكلامَ على العشق لانشغال أهل الزّمان به. ونختم ما أردنا ايضاحه بما قرأناه لأبقراط ، اذ قال :

العِشْقُ طَمَعٌ يتولَّد فى القلب تجتمع فيه موادّ من الحرص. فكلّما قَوِىَ ازداد صاحبه فى الاحتياج واللّجاج وشدّة القلق وكثرة السَّهر ، وعند ذلك يكون احتراق الدّم واستحالته الى السّوداء التى هى مِنْ أخلاط البَدن الأربعة ومنشؤها من الطّحال ، والتهاب الصَّفراء وانقلابها الى السّوداء ، ومن طغيان السّوداء فساد الفِكْر ، ومع فساده تكون الفَدامة ونُقصان العقل ، ورجاء ما لم يكن ، وتمنّى ما لم يتمّ حتّى يؤدِّى ذلك الى الجنون ، فحينئذ ربّما قتل العاشقُ نفسَه ، وربّما مات غمّاً. وربّما وصل الى معشوقه فيموت فرحا أو أسفا. وربّما شهق شهقة فتختفى منها روحه أربعا وعشرين ساعةً ، فيُظَنّ أنّه قد مات فيُقْبَر وهو حَىّ. وربّما تنفّس الصُّعَداء فتختنق نَفْسُه فى تامور قلبه ، ويضمّ عليها القب فلا تنفرج حتّى يموت. وربّما ارتاح وتشوّق للنّظر ، ورأى مَنْ يُحِب فجأة فتخرج نَفْسُه فجأة دُفعة واحدة.

وأنت ترى العَاشِقَ اذا سمع بذِكْر مَنْ يحبّ كيف يهرُب دمُه ويستحيل لونُه ، وهذا لا علاج له بتدبير من الآدميّين. وذلك انّ المكروه العارض من سبٍب قائم منفرد بنفسه تهيّأ التّلطُّف لازالته بازالة سببه. فاذا وقع السّببان وكلّ واحد منهما عِلّة لصاحبه ، لم يكن الى زوال واحد منهما سَبيلٌ.


واذا كانت السَّوداء سببا لاتّصال الفكر ، وكان اتّصال الفكر سببا لاحتراق الدّم والصّفراء وميلِهما الى السّوداء ، والسّوداء كلّما قَوِيَتْ قَوِىَ الفِكْر ، والفِكْر كلّما قَوِىَ قَوِيَت السّوداء ، فهذا الدّاء العَياء الذى يعجز عن معالجته الأطبّاء.

عشو :

العَشَى : سُوء البَصَر ليلا ، والعَشَى : مصدر عَشَا الرّجل فهو أعْشَى اذا لم يُبْصِر باللّيل.

ويقال : خَبْطَة عَشْواء ، أى : رَكْبَة على غير بصيرة. وأصله من النّاقة العَشواء لأنها لا تبصر أمامها فلات تتعمَّد مواضع خِفافها ، قال زهير :

رأيتُ المنايا خَبْطَ عَشواءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِتْهُ ومَنْ تُخْطِىءْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ (٤٤)

وفى المثَل : (هو يَخبط خَبْط عَشواء) أى : لم يهتمّ بعاقبة أمرِه.

وتعاشَى الرّجلُ فى أمره اذا تجاهَل.

والعَشَى : هو أنْ يتعطّل البصر ليلا ويُبْصِر نهارا ويَضعف فى آخره. وسببه رُطبة من رُطوبات العين وغِلظها ، ورطوبة الرُّوح الباصر وغلظه. وأكثر ما يعرض للعُيون السُّود دون الزُّرق ، ولصغار الحِدَق ، ولمن تكثر الألوان فى عينه ، فانّ هذا يدلّ على قلّة الرُّوح الباصرة فى خلقته.

وقد تكون هذه العِلّة لمرض فى العَين أو بمشاركة المعدة للدّماغ. وسببه بُخارات غليظة تكدِّر الرُّوح وتغلِّظها لتكثيفها اياّها ، وفى النّهار تَلْطُف تلك البُخارات وتُحلّل بتلطيف الشّمس والضّوء وحركة اليَقَظة لها فيُبصر.


وعلاجُه الاستفراغ بالأيارْجات والغَراغر والتَّعطيس والانكباب على المياه المحلّلة ، واطعام الأطعمة الحِرِّيْفَة والاكتحال بالدّار فلفل المدقوق مع الرّازيانج المنثور على كَبِد التَّيس المشويّة المسحوقة فى وقت الشّواء.

وانْ كان سببه كُدْرَة الدّم أو كثرته ، فالفَصْد من القِيْفال والموقَين ، واستعمال المستفرِغات.

ومن الأدوية المجرَّبة سِيالة كبد المعزَى المغرزة بالسّكّين المكَبّة على الجمر ، فإذا سالتْ أُخذ ما يسيل وذُرّ عليه ملح هندىّ ودارفلفل واكْتُحِل به. وربّما ذُرّ عليه عند التّكبيب ، والانكباب على بخاره والأكل من لحمه المشوىّ ، كلُّ ذلك نافع ، والاكتحال بالعسل وماء الرّازيانج نافع جدّاً.

والعَشْوَة ، مثلّثة العَين : رُكوب الأمر على غير بَيان ، وهو الأمر الملتبِس ، والعَشْوَة : الظُّلْمة. وفى الحديث : (يا معشر العرب احمدوا الله الذى رفع عنكم العَشْوَة) (٤٥). يريد ظُلْمَة الكُفْر. وفى الحديث أيضا : (حتّى مضَى من الليل عَشْوَة) (٤٦). هى ما بين أوّله إلى رُبعه ، والجمع عَشَوات.

والعِشاء : أوّل الظّلام من اللّيل ، أو من الغروب الى العَتَمَة.

والعَشِيُ والعَشِيّة : آخر النهار. ويقع العَشِيُ على ما بين زوال الشّمس الى وقت غروبها ، فاذا غابت فهو العِشاء.

وقيل : العَشِىّ والعَشِيّة من المغرب الى العَتَمَة ، والجمع عَشايا وعَشِيّات. والعِشَا ، والعَشاء : طعام العَشِيِ ، والجمع أعْشِيَة. وفى الحديث : (اذا حَضر العِشاء والعَشاء فأبدؤا بالعَشاء) (٤٧). والمراد بالعِشاء : صلاة المغرب ، وإنّما قدَّم العَشاء لِئَلَّا يشتغل قلبُه به فى الصّلاة. وإنّما قيل أنّها المغرب لأنّها وقت الفِطْر ولِضيق وقتِها.


وصَلاتا العِشَا : الظُّهر والعَصْر. ويقال أيضا لصلاتَى المغرِب والعِشاء : العِشاءان ، والأصل العِشاء فغلَب على المغرِب كما قالوا الأبوان وهما الأبُ والأُمّ ، ومثله كَثير.

عصب :

العَصَب : عُضْوٌ بسيط أبيض ، ليّن فى الانعطاف صُلْب فى الانفصال ، ينبت من الدِّماغ. وهو بارد يابس. وله منافع ، منها أنّه يؤدِّى قوَّة الحسّ والحركة الاراديّة الى الأعضاء القابلة ، ومنها تقوية البدن ، ومنها الاشعار بما يعرض من الآفات للأعضاء الدّائمة الحسّ كالكبد والطّحال.

والعَصْب : غَيم أحمر يظهر فى الأُفق الغربي في سِنِي الجَدب.

والعَصْب : اتّساخ الأسنان من غُبار أو شدّة عطش وجفاف الرّيق فى الفم. والمَعْصُوب : الجائع جدّا وهو الذى يشدّ جوفه بِعِصَابَة من شِدّة الجوع وربّما جعل تحتها حَجَراً.

عصد :

العَصْد : الشّيء يُداثُ بغيره. والعَصِيدة منه وهى دَقيق يُلَتّ بالسّمن ويُطبخ بالماء ويُعْصَد.

عصر :

العُصَارة : ما سال عن العَصْر. وما بقىَ من الثُّقْل أيضا بعد العَصْر. والاعتصار : أنْ يغصَّ الانسان بالطّعام فيُعْتَصَر بالماء ، بأنْ يشربه قليلاً قليلا


ليُسِيْغَه. والمَعْصُور : اللّسان اليابس عطَشاً.

والعُنْصُر : الأصْل.

واعْلَمْ أنّ العُنْصُر والأصْل والرُّكْن والأُسْقُطْس والمادّة والهَيُولَى والموضوع. ألفاظ متَّحدة بالذّات مختلفة بالاعتبار. وذلك لأنّ الشّىء الذى يتكوَّن منه شىء آخر لا بُدَّ أنْ يكون قابلا لصورته ،

ـ فباعتبار كونه قابلا للصُّور مطلقا من غير تخصيص لصورة معيِّنة يُسَمَّى هَيُولا ،

ـ وباعتبار كونه قابلا لصورة معيَّنة يسمَّى مادّة ،

ـ وباعتبار كون الصُّورة حاصلةً فيه بالعقل يُسمَّى موضوعاً ،

ـ وباعتبار كونه جُزءا من المركَّب يسمَّى رُكْناً ،

ـ وباعتبار كونه يبتدِء منه التَّركيب يسمَّى عنصراً ،

ـ وباعتبار كونه ينتهى اليه التَّحليل فيكون أصغر أجزاء المركَّب يسمَّى الأسطُقْس ،

ـ وباعتبار كون ذلك المركَّب مأخوذا منه يسمَّى أصْلاً لأنّ أصل الشّىء ما منه صار الشّىء شيئا (٤٨).

والأجسام البَسيطة المستقيمة الحركة التى مواضعها الطبيعيّة داخل جَوف فَلَك القمر يقال لها ـ باعتبار أنّها أجزاء للمرَّكبات ـ أركاناً ، وباعتبار أنّها أصول لما يتألَّف منها أُسْطُقْسَات وعناصر ، لأنّ الأُسْطُقْس هو الأصْل بلغة اليونان ، وكذا العُنْصُر بلغة العرب ، الّا أنّ اطلاق الأُسطقسات لها باعتبار أنّ المركّبات تتألّف منها. واطلاق العَنَاصِر باعتبار أنّها تَنْحَلّ اليها فلُوحِظ فى اطلاق لفظ العُنْصُر معنى الفَساد.


والعُنْصُر : أصل الشّىء.

والأُسْطُقْسَاتُ الأُوَلُ للشَّىء هى أبسط أجزائه التى بها قوامه ، وهى أوَّل ما يتركب الشَّىء منها ، وآخِرُ ما يتحلَّل اليها بالتّصوّر أو بالفعل. وهذا كحروف المعجم فانها أُسْطُقْسَاتُ الكتابةِ ، والمقاطع أُسطقسات الأصوات.

وأُسْطُقْسَاتُ الجواهرِ الطّبيعيّة الكائنة : الأرض والماء والهواء والنار. والأُسْطُقْسَاتُ ، بهذا الاعتبار : امّا قريبة وامّا بعيدة. والقريبة التى يتركَّب منها الشَّىء أوّلاً بلا واسطة ، ويتحلَّل اليها أوّلاً بلا واسطة أيضا. مثالُه اللّحم والعَصَب والعظم ونحوها. والبعيدة التى يتركَّب منها بواسطةِ تركيبٍ آخر ، ويتحلّل اليها بواسطة تحليلٍ آخر ، ومثاله ما يُقال أنّ أُسْطُقْسَات البدنِ : الأخلاطُ ، وأبْعَدُ من ذلك العَناصِر.

عصص :

العُصْعُص : عَظْم عُجْبِ الذَّنَب ، وهو مؤلَّف من ثلاث فَقرات غُضروفيّة بعد فقرات العَجُز ، ولا زوائدَ لها لأنّها مدفونة فى اللّحم.

وينبت العَصب منها من ثُقب مشترك فى الأولى والثّانية ، وأمّا الثّالثة فيخرج من آخرِها عَصَبٌ فَرْدٌ.

عصف :

دَواءٌ ذو عَصْفَةٍ : اذا كانتْ له رائحة ساطِعة.

وداء ذو عَصْفَة : له أخْذَة عنيفة تُشْرِف بالمعلول على الهَلاك.

والإعْصَاف : الاهْلاك.


عصفر :

العُصْفُر : زَهر معروف ، وبذره القُرْطُم. وهو حارٌّ فى الأولَى ويابس فى الثّانية. ينفع من الشَّرَى الصَّفراوىّ طِلاءً بالخلّ ، ومن القُوَباء طِلاء بالعَسَل. وفيه إعانة على إنضاج اللّحم الغليظ بسرعة. ويحرِّك الباهَ.

وبدله فى التّبريد دقيق الشّعير بالخلّ.

والعُصْفُور : طائر معروف ، وأنواعه كثيرة. وهى حارّة يابسة تُسَخِّن اسخانا ظاهرا ، وتحرّك الباهَ تحريكا قويّا ، وتزيد فى المنىّ وخُصوصا أدمغتها.

عصل :

العَصَل : المِعَى. والجمع أعْصَال.

العَصَل : اعوجاجُ النّاب وشدَّته.

والأعْصَل : الرّجل المعوجّ السّاق.

والعَصَل : صلابة اللّحم.

والعُنْصُل : البَصَل البرّىّ ، وهو بَصَل الفأر ، وذُكِر فى (ب. ص. ل).

عصم :

العِصْمَة : المَنْع فى حَقّ الأنبياء والحِفْظ فى حَقّ غيرهم. وفى التّنزيل : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) (٤٩) أى : لا مَعصوم الّا المرحوم.

والعُصْمَة : بياض فى الرُّسغ.

وعُصْمَة الطّعام : لُقَيْمات تمسك الجوع.

والعَصيم : الصَّدأ الذى يكون من الهِناء والوَسَخ والعَرَق.


وأَعْصَمَه الدّاءُ : واعْتَصَمَ بالعلاج ، أى : تمسّك به والتزمَه.

والعُصْم : الزَّعفران ، وقيل : بل أَثَرُه.

عصا :

العَصَا : العُود ، مؤنّثة. قال تعالى : (هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) (٥٠). وقال بعض البصريّين سُمِّيَت العَصَا عَصَا لأنّ اليد والأصابع تجتمع عليها ، مأخوذة من قول العرب : عَصَوْتُ القَومَ أعُصُوهم ، اذا جمعتَهم على خير أو شرّ. قال : ولا يجوز مَدُّها ولا ادخال التّاء. قال : وأوّل لحن سُمِع بالعراق "هذه عَصاتى" بالتّاء.

والعَصا ، أيضا : اللّسان ، وعَظْم السّاق ، على التّشبيه بها.

وألْقَى عصاه : اذا آبَ من سَفَرِه واستقرّ عند أهله ، قال :

فألقَتْ عَصاها واستقرَّ بها النَّوَى

كما قَرّ عَيناً بالإيابِ المسافرُ (٥١)

وعَصَوْتُ الجرحَ : داوَيته.

واعْتَصَى الولدُ فى بطن أُمّه : اذا تعسَّر نزوله جدّاً.

عضد :

العَضُد : ما بين المرفق الى الكتف ، يُذَكَّر ويؤنَّث. وأهل تِهامة يقولون : العُضُد. والجمع أعْضاد. وهو عظم كبير مُستدير مُجَوَّف الوسطِ مُحَدَّب من الجانب الوحشىّ ، وهو ممّا يلى الظَّهر ، مُقَعَّر من الجانب الانسىّ ، وهو ممّا يلى مُقَدّم البَدَن. وفى الطَّرف الأعلى منه زائدة مُدوَّرة مركوزة فى نُقرة الكتف ، وفى


الطَّرف الأسفل منه زائدتان مُلتصقتان به ، وحْشِيّة وانْسِيّة. أمّا الوحشيّة ففيها مفصل المرفق ، وأمّا الانسيّة فلا مفصل فيها ، بل هى وقاية للعروق والأعصاب التى هناك. وفيما بين هاتين الزّائدتين حَزٌّ شبيه بحَزّ البَكرة ، وفى طرفيه نُقرتان تسمَّيان بالعَينَين ، واحدة فى الأعلى ممّا يلى انْسىّ اليد ، والأخرى فى الأسفل ممّا يلى وحشيّها تدخل فيها رُمّانتا الزَّنْد.

عضض :

العَضّ : الشّدّ بالأسنان على الشّىء. والعِضّ : السّىّء الخُلق.

والتَّعْضُوض : تمر أسود شديد الحلاوة ، وأصله من هَجَر وقُراها. واحدته تُعْضُوضة.

والعُضَاض والعُضّاض : ما لانَ من الأنف.

عضل :

العَضَلة : كلّ عَصَبَة معها لحم غليظ ، والجمع عَضَل ، وعَضَلات. وهى عضو مُركَّب من العصب والرِّباط واللّحم والغِشاء المجلّل لها. يتّصل طرفها بالعضو المتحرّك بالقوّة المتحرِّكة بالارادة بتوسُّط الانقباض والانبساط. ولِقائلٍ أنْ يقول أنّ تعريف العَضَلة غير جامع ، لأنّه لا يشمل العَضلات التى هى للحِفْظ لا للتَّحريك ، لكنّها نجيب أنّ تعريف العَضَلة هو أنّها عضو مركَّب من العَصَب والرِّباط واللّحم والغِشاء المجلِّل لها فقط. وقولنا : "لتحريك العضو بالحركة الاراديّة" علّة غائيّة ، والعِلّة الغائيّة يجب أنْ تكون خارجة عن التّعريف ، فكان جامِعاً.


والمراد بقولنا "من العَصَب" أى : من عَصَب الحركة لأنّ حِسَّه مُستفاد من الغشاء المجلِّل له ، وانّما لم نقل من الأوردة والشّرايين ، كما قال بعضهم اعتمادا على الحفظ ، لأنّها لا بدّ لها من الغذاء والرّوح ، وهما انّما يكونان بهما. والدّاء العُضال : الشّديد الذى يُعيى الأطبّاء علاجه.

عضه :

العِضَاهُ : كلّ شجر له شَوك. وكلّ شجر عَظُم منه وطال واشتدّ شَوْكُه. وأمّا ما صَغُر منه فيقال له العِضّ. والواحدة عِضاهَة وعِضَة.

عضو :

العُضْو والعِضْو : كلّ عُضْوٍ وافرٍ بلحمه ، والجمع أعْضاء. وقال شيخنا العلّامة : الأعضاء أجسام متولِّدة من أوَّل مزاج الأخلاط ، كما أنّ الأخلاط أجسام متولِّدة من أوّل مزاج الأركان.

قوله : "مزاج" بمعنى ممزوج.

ثمّ قال : والأَعْضَاء منها مُفردَة ومنها مُركَّبة. والمفردة هى التى أىّ جزء محسوس أخَذْتَ منها كان مُشاركا لغيره فى الآسم والحَدِّ. والمركّبة هى التى اذا أخَذْتَ منها أىَّ جزء كان ، لم يكن مُشاركا لغيره لا فى الآسم ولا فى الحَدّ ، مثل اليد والوجه ، فانّ جزء الوجه ليس بوجه ، وجزء اليد ليس بِيَدٍ. وتُسمَّى أعضاء آليّة لأنّها آلات النَّفس فى قيامها بالحركات والأفعال. وأوّل الأعضاء المتشابهة الأجزاء العَظْم ثمّ الغُضْرُوف ثمّ العَصَب ثمّ الوَتَر ثمّ الرِّباط ثمّ الشِّريان ثمّ الأوردة ثمّ الأغشية. وقد ذكرنا كلَّ واحد منها فى محلّه.


عطب :

العُطْب والعُطُب : القُطْن. والعَطْب : لِيْنَة ونُعومة. والعَطَب : الهَلاك.

والتَّعْطِيب : علاج الشَّراب ليَطيب رِيْحُه.

عطر :

العِطْر : اسمٌ جامِعٌ للطّيب.

عطرد :

عُطارد : نجم من الخُنَّس.

عطس :

العَطُوس : كلّ ما له قوّة يُحَرِّك بها العُطاس. والعَاطُوس : ما يُعْطَس به. والمَعْطِس والمَعْطَس : الأنف لأنّ العُطاس يخرج منه.

وعَطَس الرّجلُ يَعْطِس ويَعْطُس عَطْساً وعُطاساً وعَطْسَةً. وفى الحديث : كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يُحِبّ العُطاس ويكره التّثاؤب (٥٢).

وهو (ص) انّما أحَبّ العُطاس أنّه يكون مع خِفَّة البدن وتفتيح المسام وتيسير الحركات ، والتّثاؤب بخلافه.

والعُطاس حركة حامية من الدِّماغ لدفع خِلْط أو مُؤْذٍ آخر ، باستعانةٍ من الهواء المستنشَق دَفْعاً من طريق الأنف والفم. وهو للدِّماغ كالسُّعال للرّئة وما يليها. واعْلَمْ أنّ قولنا : "حامية" أى : حارّة.

وسببه امّا رطوبة غليظة تحصُل فى بطون الدِّماغ ثمّ تَنْحَلُّ وتصير هواءً


بتسخين الحرارة الغريزيّة لها ، أو بتسخين حرارة الشّمس عند مُلاقاتها ، أو بتسخين الهواء المستنشَق عند شَمّ الأشياء الحارّة ، أو بتسخينها بالعَرَض عند مُلاقاة الهواء البارد فانّه ينكشف الدّماغ ببردِه فيَسْخُنُ باطنُه ، وامّ شىء يُدَسّ فى الأنف كَرِيْشَةٍ ونحوها لما يحصل للدّماغ من الأذَى فيتحرَّك لدفعه.

قال جالينوس : وقد يرتفع مع السُّعال ريح من أسفل ، فاذا صار فى مَجْرَى المنخرَين كان سببا لحدوث العُطاس.

وقال أبقراط : العُطاس يكون من الرّأس اذا سَخُنَ الدّماغ ورَطُبَ الموضعُ الخالى منه ، وانحدار الهواء الذى به ، فيُسمع له صوت لأنّ خروجه ونُفوذه من موضع ضيّق.

قال جالينوس فى شرحه : وأنا اذا تفقَّدت الأمورَ رأيت الرُّطوبة التى فى الدّماغ تصير هواءً اذا سَخُنَت ، وانّما تَسخن من الحرارة الغريزيّة اذا انتعشتْ ، لأنّ تلك الفُضول انّما اجتمعتْ لضَعْف هذه الحرارة.

وممّا يمنعه التَّسَعُّط بدهن الورد ودهن الخِلاف وتحميم الرّأس بالماء الحارّ وتنقية الأذُنين وشمّ التّفّاح ودَلْك الأطراف والاستغراق فى النّوم.

وكثرتُه تُسْقِط القوّة وتهيج الرُّعاف فيجب حَبْسُه ، لكنّه يَحُلّ الفُواق المادّىّ بزعزَعته. وهو من أنفع الأشياء لتخفيف الرّأس اذا كانت المادّة قليلة ولم تنضج ، أو كثيرة نَاضِجَة أو بخاريّة. ويدلّ على قوّة الدّماغ ولذلك فانّ مَنْ قَرُب موتُه لا يستطيع أنْ يعطس. ومَنْ عُطِّسَ منهم بالمُعَطِّس ولم يَعْطُس فلا يُرجَى بُرؤه البتّة. ويُسَهِّل الولادة وخُروج المشيمة.

والعُطوسات تستعمل لتفتيح مجارى الشّمّ ونقص الفُضول الباردة وهى الأدوية الحارّة مثل الكُنْدُس والحَبّة السّوداء والبُوْرَق والجَنْدْبِيْدِسْتَر والفَرْيِبُوْن


والزَّراوَنْد وحَبّ البَلَسان وعاقِرقَرْحا والمِسْك والسّدّاب والصَّعْتَر والصَّبِر والنَّوْشَادِر والزَّنجبيل ونحوها.

وعَوْدٌ على ما ذكرناه فى أوّل الكلام ، فقد رُوى أنّ النّبىّ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ما تثاءب قطّ. وجاء فى الحديث : (العُطاس مِنَ الله والتّثاؤب من الشّيطان واذا تثاءَب أحدُكم فليضعْ يدَه على فِيْه). وذلك أنّ العُطاس يكون عن خِفَّة البدن وانفتاح المسامّ وعدم الغاية فى الشَّبَع ، وهو بخلاف التّثاؤب فانّه يكون عن غَلَبَة امتلاء البدن وثقله وعن كثرة الأكل والتّخليط فيه ، والأوّل يستدعى النّشاط للعبادة والعمل ، والثّانى يورث الكَسَل والغفلة.

عظم :

العِظَام ، جمع عَظْم ، وهو عظم صُلْب لا ينثنى. وحدّثنا شيخنا أنّ عظام البدن مائتان وثمانية وأربعون عظما سِوَى السُّمْسُمَانيّة والعظم الشّبيه باللّام اليونانيّة وعظام القِحْف. ومنها ما هو دافعٌ للمُؤْذِى كسَناسِن الفَقَرات ومنها ما هو للحَشْوِ كالسُّمسُمانيّة.

عظى :

العَظاية : دابّه على خِلْقَة سامّ أبْرَص ، والجمع عَظَايَا.

عفج :

العِفْج والعَفْج والعَفَج والعَفِج : ما يُنْقَل الطّعام اليه بعد المعدة ، وما سَفُلَ من الأمعاء. والجمع أعْفَاج.


عفر :

العَفَار : شَجَر يُتَّخَذ منه الزّنّار ، كالمَرْخ. والعَفْر : التُّراب. والعَفْراء : الخالِصة البياض. والعُفْرَة : الشَّعَر الذى فى وَسَط الرّأس. وعِلّة عَفَرْناةٌ : شَديدة.

عفص :

العَفْص : ثَمر مُدَوَّر معروف. وهو حَمْل نوع من شجر البلّوط. بارد فى أوّل الثّانية يابس فى آخرها ، قابض مُجَفِّف يَرُدّ الموادّ المنصبَّة ويقاوم العِلَل الحادثة عنها. ويشدّ الأعضاء الرِّخْوَة الضَّعيفة. واذا سُحِق فانْ أُكِل بصُفْرَة البَيْض نَفَع من قُروح الأمعاء ومن الاسهال المزمِن. وانْ نُفخ فى الأنف قَطَع الرُّعاف. وانْ ذُرَّ اللّحم الزّائد أضْمَرَه بتجفيفه. وانْ سُحِق بالخلّ أذْهَب القُوَباء ، طَلاءً ، وسَوَّد الشَّعَر.

والعَفَص : الالتواء فى الأنف. والعُفُوصَة : المرارة.

عفق :

تَعَفَّقَهُ الدّاءُ : أَذْهَب عقلَه ، أو ذهب به الى الحُمْق.

وتَعَفَّقَ بدنُه : وَرِم وانتفخ.

وعَفَقْتُه عَمّا يَشتهيه : رَددته عنه.

والعَفْق : كثرة الضِّراب.

وتَعَفَّق : استتَر ، ومنه قول علقمة :

تَعَفَّقَ بالأرْطَى لها وأرادَها

رِجالٌ فبَذَّتْ نَبْلَهُمْ وكَلِيبُ (٥٣)


عفل :

العَفَل : أُدْرَة تَرِمُ فى فرج المرأة من داخل. وعلاجها تنقية الموضع جدّاً ، ثمّ يؤخذ من الحمولات والأدهان ما يناسب سببه. وينفع فيه تنقية الدّم والمعدة. والعَفَل : شَحْم خصيتَى الكبش.

عفو :

العَفْو : التّجاوز عن الذّنب وتَرْك العقاب عليه. وهو ما نرجوه من الله ، تعالى. وأصلُه المَحْوُ والطَّمْس. وفى حديث أبى بكر : (سَلُوا اللهَ العَفوَ والعَافِيَةَ والمُعَافَاةَ الدّائمةَ) (٥٤). أمّا العَفْو فقد عَرَفَته ، وأمّا العَافِيَة فهى الصّحّة ، وأمّا المُعَافَاة فهى أن يُعافيك الله من النّاس ويُعافيهم منك ، أى : يُغنيهم عنك ويُغنيك عنهم ، ويَصْرِف أذاكَ عنهم وأذاهُم عنك.

عقب :

العَقِب ، مُؤنَّثة : وهى مآخِر القَدَم ، والجمع أعْقاب. ومَرّ تشريحها فى (ر ج ل). والعَقَب : العَصَب تُعْمَل منه الأوتار. والعُقْبَة : اللّيل والنّهار لأنّها يَتَعَاقَبَان. وطعام يُرَدّ فى القدر المستعارة.

واليَعْقُوب : الذَّكَر مِنَ الحجَل ، ويُسمَّى ديك البرّ. والعُقَيْب : نوع من الطّير ، لا يُستعمل الّا مُصَغَّراً. والعُقاب : طائر معروف يميل الى السّواد. مؤنَّثة. وقيل يقع على الأُنثَى والذَّكَر ، والجمع أَعْقُب وعُقّاب. وهى حارّة يابسة تضرّ المحرورين. ومرارتها تنفع من ابتداء الماء النّازل فى العين وتحدّ البَصَر كُحلا. وذَرْقُها يزيل الكَلَف والنَّمَش لُطوخاً. وبصرُها شديد. وطيرانها سَريع فتأتى


مِنَ العراق الى عُمَان فى أقلّ من يوم ، وتُسَمَّى بعنقاء مُغْرِب ، وليستْ بها. وهى تأكل أكباد الأرانب والثّعالب اذا تمكّنت من أكبادها. ولا تأكل من الحيّات الّا رؤسها ومن الطّير الّا قلوبها. قال إمرؤ القيس يصفها :

كأنّ قُلوبَ الطَّير رَطْباً ويابِساً

لدَى وكْرِها العُنّابُ والحَشَفُ البالِى(٥٥)

والعُنّاب : ضَرْب من الفاكهة. والحَشَف : التَّمْر والرَّدىء.

عقد :

العَقْد : نقيض الحَلّ. والعَقَد : عُقْدَة فى اللّسان ، يقال : فى لسانه عَقَد ، أى : التواء. والعَقَدة : أصل اللّسان.

والعِقْد : القِلادة وهى خيط يُنْظَم فيه دُرّ أو خَرَز. والعَقَدان : ضَرْب من التّمر. واليَعْقِيد : عَسل يُعقد حتّى يخثُر. وطعام يُعْقَد بالعسل.

والعُقود من العِنَب ونحوه ، واحد العَنَاقِيد.

وذكر الخليل ، رحمه‌الله : اعْتَقَد الشَّىءُ : صَلُب. واعْتَقَد الاخاءُ والمودّة بينهما : ثَبتا (٥٦).

ويقال للرّجل اذا سكن غضبُه : تحلّلت عُقَدُه. واذا تهيّأ للشّر أو الغضب قيل : اشتدَّت عُقَدُه. وتَعَقَّد : اذا كانت طبيعتُه متعسِّرة مُستصعَبة. ومنه : لئيم أعْقَد.

عقر :

العَقْر والعُقْر : العُقْم وهو أنْ لا تحمل المرأةُ. وقد عَقرت فهى عاقر. وعَقر الرجل فهو عاقر وعَقير : لا يولَد له.


والعَقْر : الجُرْح. وعَقَرَه : جَرَحَه ، فهو عَقير وعَقْرَى. والعَقير : المَعْقُور ، والجمع عَقْرَى ، للذَّكر والأنثَى.

والكَلْب العَقُور : الذى يَعْقِر ، أى : يجرح ويفترس كالأسد والذّئب ونحوهما.

وكَلأٌ عَقَار وعُقّار : يَعْقِر الماشية ويقتلها.

وعاقِرْقَرْحَا : نبات معروف ، حارّ يابس فى آخر الثّالثة. ينفع من الأمراض الباردة ويَزيد فى الباهِ فى الأمزجة الباردة الرَّطبة. ويُسْهِلُ البلغم. والشّربة منه درهم. ومضرّته بالرّئة. واصلاحه برُبّ السُّوس. وبدله الشَّيْطَرْج أو الدّار فلفل. والعُقَار : الخَمْر ، سمِّيت بذلك لمعاقَرتها الدّنّ ، أى : ملازمتها له. أو لمعاقرة أصحابها لها ، أى : ملازمتهم لها ، أو لعَقْرِها شارِبَها عن المشى ، أو لأنّها تَعْقِر العقل.

والعَقَّار : ما يُتداوَى به من النّبات ، والجمع عَقَاقِير.

والعَقَار : الأرض.

عقرب :

العَقْرَب : معروف ، يقع على الذَّكر والأنثَى ، وقد يقال للأنثَى عَقْرَبة وعَقْرَباء ، وللذَّكر عُقْرُبَان. والعَقَارب الرّافعة لأذنابها باردة يابسة. ونُقِل عن جالينوس أنّه قال : اذا أصابتْ بضرتها أحدثتْ غَشْياً ، واذا أصابتِ العَصَب أحدثت تشنُّجا أو الأوردةَ أحدثت عُفونة. والمعجون المتَّخذ من رَمادها يفتِّت الحصاة ويخرجها. وفسَّرنا ذلك أنّ العقرب فى طبيعتها ضدٌّ للحِجارة المتولِّدة فى الكلَى والمثانة ، كما أنّ لحوم الأفاعى ضدّ سُموم الحيّات وسائر الهوامّ السُّمِّيَّة. والزّيت المحروقة فيه قَلْياً يُنبت الشَّعَر فى داء الثَّعلب طَلاءً.


ويَنفع من لَسْعِها التِّرياقُ الفاروقىّ والمِتْرُوْدُوْس وتِرياق الأربعة.

وأمّا الجرّارة فحارّه رديئة جدّاً ، واذا لَسَعَتْ لم يُشْعَر بها فى الوقت بل غداً أو بعده. ويعرض من لسعتها تغيُّر اللّون ووَرَمُ اللّسان وبول الدّم ، وربّما آلَ الأمر الى الهلاك. ويبدأ الخفَقان والغَشْى. وتنفع منه المعاجين المذكورة ، وشرب ماء الحِنّاء وماء الشّعير وجميع المبرِّدات ، خُصوصا اذا اشتدّ اللهب.

وأفضل معالجتها سَوِيْق التّفّاح بالماء البارد. وهو مُجَرَّب.

عقش :

العَقْش : بقلة ، لا أدرى كيف تكون ، ولكن هكذا ذُكِر.

والعَقْش ، لغةً : أطراف قُضبان الكروم.

عقص :

العَقَص : دُخول الثّنايا الى باطن فضاء الفم.

وعَقَصَه المرضُ : هَزَلَه.

وعَقَصَتْهُ الحمَّى : أشفتْ به على الهلاك. وربّما كان مِنْ صَعَقَتْهُ ، والله أعلم.

عقف :

العُقَاف : داء تَعْوَجّ منه الرِّجل ، ولا يكون من كَسْر. فربّما كان وِلادةً ، وربّما عن مرض فى العَصَب.

والأَعْقَف : القَصير.

وفلان يَتعاقَف من دائه : اذا كان يَضْوِى ويَنْحَف.


عقق :

العَقِيق : خَرَزٌ أصْلُه من اليَمَن يُقْلَع من معادن هناك. وهو أبيض ثمّ يُطبخ فَيَخْرُج منه الأحمر المُشْرِق وهو الجيّد ، والمائل الى السّواد والكَدَر وفيه خُطوط بِيْض خفيّة ، وهذا النّوع يُتَخَتّم به.

وأنواعه باردة يابسة فى الثّانية تَقْطَع نَزْفَ الدّم من أىّ موضع كان ، شُربا من درهم الى مثقال ، انْ كان من الباطن ، وذُرورا ان كان من الظّاهر. ونُحاتتُها تُذْهِب حَفَر الأسنان ، وتقطع الدّم السّائل من أصولها ، ذُرورا ، وتُذْهِب صَدأها وتبيِّضها دَلْكاً. ومحروقها يُمسك المتحرِّك منها ، ويقوِّى القلب وينفَع من الخفَقان ، شُربا من دانَق الى اثنين.

والعَقْعَق : طائر فى قَدْر الحمامة ، وعلى شكل الغُراب ، ذو لونين أبيض وأسود. ولحمه يابس ردىء الكَيْمُوْس. وفى حديث النَّخَعي : (يقتل المُحرِم العَقْعَق) (٥٧). وانّما جاز قتلُه لأنّه نَوع من الغِرْبان.

عقل :

العَقْل : العِلْم بصفات الأشياء من حُسْنِها وقُبْحِها وكَمالها ونُقْصَانها ، والعِلْم بخَيْر الخيرَين وشَرِّ الشَّرَّين ، أو مُطْلَق الأمور ، أو القوّة بها يكون التّمييز بين القَبيح والحَسَن. ولِمعانٍ مجتمعة فى الذّهن تكون بمقدِّمات تَسْتَتِبّ بها الأغراض والمصالح ، ولِهيئةٍ محمودةٍ للانسان فى حركاته وكلامه.

والحقّ أنّه نُور رَوحانىّ به تُدْرِك النَّفْسُ العُلومَ الضّروريّة العَمَلِيّةَ والنَّظريّة. وابتداءُ وجودِه عند اجتنان الوَلَد ، ولا يزال ينمو الى أنْ يَكْمُل عند البُلوغ ، والجمع عُقول.


وحدَّثنا شيخنا العلّامة ابن سينا أنّه فرغ من قراءة العُلوم حين بلغ ثمانى عشرة سنةً من عمره ، وقال : وكنتُ اذْ ذاك للعلم أحْفَظ ، ولكنّه اليوم معى أنْضَج ، والّا العلم واحد لمْ يتجدَّد لى بعده شَىء (٥٨).

فالعَقْل ينمو بالتَّجْرِبَة والمِران ، بعد اكتماله عند البلوغ. ولهذا قيل : العَقْل عَقْلان : غَريزىّ وكَسْبِىّ. فالعقل الغَريزىّ ما به التَّكليف ، والكَسْبِىّ ما به حُسْنُ التَّصرُّف.

وهو اسم مُشترَك لِمعان عدّة.

أمّا عند المتكلِّمين فقد أُطْلِق على ثلاثةٍ :

ـ أحدها صِحّة الفِطْرَة للانسان. وحَدُّه بأنّه قوّة يَجُودُ بها التَّميز بين الأمور الحسَنة والقبيحة.

ـ ثانيها ما يكسبه الانسان بالتَّجارب من أحكام الله ، وحدودُه بأنّه معانٍ مجتمعة فى الذّهن تُستنبَط بها الأغراضُ والمصالح.

ـ ثالثها : بأنّه هيئة مُجَوِّدَة للانسان فى حركاته وسكناته ، وكلامه واختياره.

وأمّا عند الحكماء ، فمشترَك أيضا ، بين ثلاثة معانٍ :

ـ الأوّل : العَقْل النّظرىّ : قوّة للنَّفْس النّاطقة تَقْبَل ماهِيّات الأمور الكلّيّة مِنْ جِهَة ما هى كلّيّة ، وله أربع مراتب : أحدها العَقْل الهَيُوْلانىّ : وهو قوّة للنَّفْس المستعدّة لقبول ماهيّات الأشياء ، مُجَرَّدة عن الموادّ. ثانيها : العَقْل بالملَكة ، وهو أنْ تَحصل له المعقولات البديهيّة وينتقل من البديهيّات الى النّظريّات. ثالثها : العَقْل المستعاد وهو أنْ يحصل المعقولات ، لكنْ لا يطالعها ، بل صارتْ مخزونة فيه. رابعها : العَقْل بالفِعْل ، وهو أنْ يُطالع المعقولات المكتسَبة.

ـ الثانى : العَقْل العملىّ ، وهو قوّة للنَّفْس وهى مبدأ القوّة الشَّوقيّة الى ما يختار


من الجزئيّات ، من أجْل غايةٍ مَظْنُونةٍ أو معلومة.

ـ الثالث : أنْ يُطلق على واحد من العُقول العَشَرة.

وهو جوهر تُدْرَك به الغاياتُ بالوسائطِ والمحسوساتُ بالمشاهدةِ.

والعَقْلُ ، لغةً : المنْع لمنعِه صاحبَه من العُدول عن سواء السّبيل ، واصطلاحا ، غريزة يتهيّأ بها لدَرْك العُلوم النّظرية.

وقال ابن الأنبارىّ : العاقل هو الجامع لأمره ورأيه ، مأخوذٌ من عَقْلِ البعيرِ : اذا جُمِعَتْ قوائمُه.

وقيل : هو الذى يحبس النَّفْس ويردُّها عن هواها ، أُخِذ من قولهم : قد اعْتُقِل لسانُه : اذا حُبِس عن الكلام.

والمَعْقُول : ما تتعلّقة بقلبك. والمعقول ، أيضا : العَقْل. يقال : فلان ما لَه معقول ، أى : عَقْل.

ومستقرّ العقل فى الدِّماغ. والدّليل أنّ الدِّماغ اذا فسد لزم منه فساد العقل. ومذهب المتكلّمين أنّه فى القلب ، وبه قال الفلاسفة. ودليلهم على ذلك ، قوله تعالى :

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) (٥٩).

ولا نُسَلِّم لهم بذلك ، لأنّ الآية جاريةٌ على مَجْرَى كلام العرب ، فهم يطلقون القَلْبَ على القلبِ والعقلِ ، كما أطلقوا الكبد على الكبد والقلب. وهم لا يقصدون الآلة المسمّاة بذلك ، ولكنّهم يريدون الأحاسيس والعاطفة من الهوَى والعشق والهجران ، وكلّ ذلك لا يكون الّا من العقل الذى مُستقرُّه الدِّماغ ، ومنه تنزل الى الآلات والأعضاء.

والعَقَل : الدِّيَة. ويقال : عَقَلْتُ القَتيلَ : أعْطَيْتَ دِيَتَه ، وعَقَلْتُ عنه : اذا لَزِمَتْهُ دِيَتُه فأدَّيتها عنه. قال الأصمعىّ سألت أبا يوسف (٦٠) بحضرة الرّشيد فلم


يُفَرِّق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه ، حتَّى فهّمته.

ويقال : عَقَل الدّواءُ بَطْنَ فُلان ، يَعْقِلُه ، ويَعْقُلُه : اذا أمْسَكَه. ويقال : اذا أمسكه بعد استطلاق. واسم الدّواء : العَقُول.

والعُقَّال : تَشَنُّج يعرض للعَصَب ، وسببه ريح غليظة نافخة ، وفى الغالب تنحلّ سريعا. وعلاجه ، انْ أبطأ ، بالمسخِّنات المحلِّلة من داخلٍ ومن خارجٍ.

والعَاقُول : اسم لشَوك تأكله الجمال ، وهو شديد التَّجفيف ، يُبرِىء البواسير تَدخينا به ، أو طَلاء بعصيره ، وأكلا لَحبّه. والدّهن المتَّخذ من عصيره ينفع من أوجاع المفاصِل نفعا بيّنا.

عقم :

العُقْم : داء يقع فى الرّحم فلا تقبل الولد ، وقد يقع الدّاء فى مَنِىّ الرّجل أو مَنِىّ المرأة. ويقال للمرأة عَقيم ومَعْقُومة ، وللرّجل عَقيم ومَعقوم. وفى الحديث : (سَوداء وَلُود خَيْرٌ مِنْ حَسناءَ عَقيم) (٦١).

والرِّيح العَقيم : التى لا تلقح الشّجر ولا تُنشِىء سحابا ولا تحمل مطرا.

وداء عُقام وعَقام : لا يَبرأ ، قالت ليلى :

شَفَاهَا مِنَ الدّاءِ العُقام الذى بها

غلامٌ اذا هَزَّ القَناةَ سَقاها (٦٢)

والمعاقِم : المفاصِل ، سُمِّيَتْ بذلك لأنّ بعضها مُنطبق على بعض.

والتَّعقيم : ابْهام الشّىء حتَّى يختفى ويزول.

التّعقيم ، أيضا : اليُبْس ، وفى الحديث : (تَعْقُمُ أصْلابُ المشركين) (٦٣).

وعَقَّمَ الجُرحَ : اذا نظَّفه وأيْبَسَ مِدَّتَه.


عكب :

العَكَب : غِلَظ فى الشَّفة السُّفلَى ، وتَدانى أصابع الرِّجْل بعضها الى بعض.

عكر :

العَكَر : رَدِىء كلِّ شىء. والعَكَرة : أصل اللّسان ، مثل العَكَدَة.

عكى :

العُكْوَة والعَكْوَة : أصل اللّسان وأصْل الذَّنَب. وعَكَت النّاقة : غَلُظَتْ.

علب :

العَلَب : داء يأخذ فى العِلْباوَين فتَرِم منه الرَّقبة. والعِلْباوان : العَصبتان اللّتان فى مَتْن العُنق يأخُذان من أصل القَفا الى الكاهل ، بينهما أُخدود.

علث :

العَلِيث : خُبْز من شعير وحنطة. والعُلَاثَة : الأقِط المخلوط بالسّمن أو بالزّيت. والعَلَث : الطَّرْفاء والأثْل والعِكْرِش ونحوها. والجمع أعْلاث. وحكاه أبو حنيفة الدّينورىّ بالغين المعجمة.

علج :

العِلْج : كُلّ صُلْبٍ شديد. والعِلاج : المِراس والدِّفاع. وعالَج المريضَ مُعالَجَة


وعِلاجاً : زاولَه وداواه. والمُعَالِج : المُدَاوِي.

والعِلاج يتمّ بثلاثة أشياء :

بالتّدبير والمراد به التَّصرُّف فى الأسباب السِّتَّة الضّروريّة ،

وباستعمال الأدوية ،

وبإعمال اليد كالجَبْر ونحوه.

والعَلَجان : شَجَر مُظْلِم الخضرة ليس له ورق وانّما هو قُضبان كالانسان القاعد. ولا تأكله الابل الّا مضطرّة ، واحدته عِلْجَة ، بالهاء.

وعن الحارث بن كِلْدَة فى العِلاج أنّه قال : لا يَتَعَالَج أحدكم ما احتمل بدنُه الدّاء. ولا أحُقُّه ، بل الأوْلَى أنْ يعرض الانسان بدنه على الطّبيب عند أوّل بُدُوّ المرض فيه ، بل ذلك مطلوب من الأصحّاء أيضا ، فانّ الطّبيب سيعالج الدّاء ، انْ وجده ، بما يستحقّه ، فانْ لم يجد داءً فلن يصف دواءً ولا علاجا.

علد :

العَلْدَة : عَصَب العُنق ، والجمع أَعْلَاد.

علص :

العِلَّوْص : التُّخَمَة ، ووَجَع البطن.

علف :

العِلْف : شجر فى اليَمَن وعُمَان ، له ورق كورق العِنَب ، يُكْبَس ويُجفَّف ويُرْفَع ، فاذا طُبخ اللّحم اسْتُعمل معه ، فيقوم مقام الخلّ.


علق :

العَلْقَى : نبات له أفْنان طوال دقاق صلبة يتَّخذ منها المكانِس ، وتدوم خُضرتها فى القَيظ. ويُشرب طبيخها للاستثقال. وينوِّن.

والعُلَّيْق : نبات يتعلّق بالشَّجر ، له ورق كورق الورد ، وزهر لطيف ، وثمر كالتُّوت.

وهو بارد يابس فى الثّانية.

قابض للطّبيعة وقاطع لنَفْث الدّم.

وورقه يَشُدّ اللّثّة ويَنْفَع من القُلاع وغيره ، ومن قروح الفم مَضغا ، ومن نُتوء العين والبواسير ضمادا ، ويجفِّف الجراحات اذا جُفِّفَ وسُحِق وذُرَّ عليها.

وأصله يفتّت الحصاة المتولّدة فى الكليتين أكلا.

ومن العُلَّيْق نوع له ورق كورق الآس وزهر أبيض وثَمَر كالزّيتون وهذا يسمَّى بعُلَّيْق الكلب ، ومنه نوع آخر يشبه النَّسْرِيْن ، وهذا يسمَّى بعُلَّيْق الجبَل لأنّه لا يوجد الّا فيه.

والعَلَق : الدَّم الجامد.

والعَلَقَة : دويّبة فى الماء ، اذا لصقت بالبدن امتصّت دمه ، وتَنْسَرِب مع الماء الى الأعضاء الهاضمة.

والعُلْقَة : ما يَتبلَّغ له الانسان من طعام ، أى : ما يمسك به نَفْسَه. وفى أمثالهم : (ليس المتعلِّق كالمتأنِّق)(٦٤) أى ليس الذى يتبلَّغ بالشَّىء اليَسير كالمتأنِّق فى طعامه ، يأكل ما يشتهى.

وعَلِقَت المرأةُ : حَبلت ، وذلك من العَلَقة.

والعَلاقة فى الحُبّ : معروفة.


علك :

العِلْك : كلّ صمغ يُعْلَك.

والعَلْك : المضغ. والعَلَك : شجرة حجازيّة ولم أرَ مَنْ ذَكرَها من الأطبّاء.

والعِلْكُ الرُّومىّ : المصطكِى ، وسيأتى فى موضعه من حرف الميم.

علل :

العَلَل : الشّربة الثّانية. ومن الطّعام : ما أُكِل منه. وطعام قد عُلَ منه : أُكِل منه. وعَلَّلَه بطعام أو حديث : شَغَلَه به. وعَلَّلَت المرأةُ صبيّها بشىء من مَرَق ونحوه ليَجْتَزِئ به عن اللّبن.

والعُلَالَة : ما تعلّلتَ به ، أى : لَهوت به. والعِلّة : المرض ، عَلّ يَعلّ واعتَلّ. وأعَلَّه الله فهو مُعَلّ وعَلِيل. ولا يكادون يقولون مَعْلُول. والمتكلّمون يستعملونها. واستعمال الخليل لفظ المعلول فى المتقارب من العَروض. وكذلك استعمله فى المضارع ، وأرَى هذا على طَرح الزّائد ، كأنّه جاء على"عَلّ" وانْ لم يُلفظ به ، والّا فلا وجه له. والمتكلّمون يستعملون لفظة : المعلول ، فى مثل هذا كثيرا. يقال : عَلَّه يَعُلُّه ، ويَعِلُّه : اذا سَقاه ثانيا. وأصْل ذلك أنّ الابل اذا شربت فى أوّل الوِرْد سُمِّىَ ذلك : نَهَلاً. فاذا رُدَّتْ الى أعطانها ثمّ سُقيت الثّانية فذلك العَلَل. وقيل : انّ المعلول لا يُستعمل الّا فى هذا المعنى ، وأمّا اطلاق الناس له على الذى أصابته العِلّة ، أو الحديث المعلول ، فهو وهم. ويقال لذلك "مُعَلّ" ، مِنْ أعَلَّه الله ومُعَلِّل.

والصّواب أنّه يجوز أنْ يُقال عَلَّهُ فهو مَعْلُول من العِلّة ، الّا أنّه قليل. وأمّا الخليل ، رحمه‌الله ، فلم يذكر الّا العَليل (٦٥).


علم :

العِلْم : صِفَة تُوجب تمييزا لا يَحتمل النَّقْض. كذا حَدَّه المتكلِّمون. وهو حُكْم الذِّهن الجازِم المطابق لموجِبه.

وقيل هو الاعتقاد الجازم الثّابت المطابِق للواقع ، وقيل هو حُصول صورة الشّىء فى العقل.

وعند المناطِقة هو الإدراك مطلقا.

والعَلَم والعَلَمَة والعُلْمة : الشّقّ فى الشّفة العليا أو فى أحد جانبيها ، أو أنْ تنشقَّ فتَبين.

وعَلِم فهو أعْلَم وهى عَلْماء. وعَلَمْتُه أعْلِمُه عَلْماً : شَققت شفته العُليا.

والعَلْقَم : الحنظل ، وكلّ شىء فيه مرارة شديدة.

عمد :

العَمود ، معروف. والعَميد : السّيّد. ومِنَ البَطْن عِرْق ممتدّ من لدُن الرّهابة الى دون السُّرَّة ، عن الخليل (٦٦) ، وفى روايةٍ : هو عِرْق من لدن الرّهابة الى السَّحْر. وفى حديث عمر فى الحالِب ، قال : (يأتى به أحدُهم على عَمود بطنِه الجالِب) (٦٧). فالجالِب : الذى يجلب المتاع الى البلاد ، وعَمود بطنه : ظهره ، لأنّه يمسك البَطْن ويُقوِّمه فصار كالعمود لها. وقال أبو عبيد : عندى أنّه كنّى بعمود بطنه عن المشقّة والتَّعب ، أى : أنّه يأتى به علَى مَشقّة وتعب ، وانْ لم يكن على ظهره ، انّما هو مَثَل.

ومن الكبد عِرْق يسقيها. ومن الأذُن ما استدار فوق الشَّحمة ، وهو قوامها ومعظمها. ومن الظّليم رجلاه. ويقال للوَتِين عَمود السَّحْر.


والعَمِيد : المريض الذى لا يَستطيع الجلوس من مرضه حتَّى يُعْمَد من جوانبه بالوَسائد ، أى : يُقام.

وعَمَدَه المرضُ : أضناه. والعَمَد : وَرَمٌ فى الظّهر.

عمر :

العُمْر والعُمُر : مُدَّة بَقاء النَّفْس مع الجسم ، والجمع أَعْمَار. ولمّا تعذَّر دوام بقاء بَدَن الانسان كان زمانُ بقائه منقطعا متناهيا. وذلك هو العُمر. وتناهِى الزّمان لا يلزمه أنْ يكون بدقر معيّن ، فلذلك ما تشهر بين العوامّ أنّ العمر الطّبيعىّ للانسان مائة وعشرون سنة لا أصل له. ويجوز أنْ يعيش الانسان ألوفا من السّنين ، ولا سبيلَ الى انكار ما جاء فى التّواريخ من طول أعمار كثير من الناس كقوم سيّدنا يونس ، عليه‌السلام ، وكذلك ما جاء فى الكتب الإلهيّة من طول عُمُر سيّدنا نُوح ، عليه الصّلاة والسّلام ، ممّا لا يحتاج أنْ يُحمل القول فيه على غير ظاهره ، فانّ ذلك كلّه ممكن. لكنّا اذا استقرينا أعمار النّاس فى هذا الزّمان وجدنا أكثرها ما بين السّتّين الى السّبعين ، وأنّ عُمُر الانسان لا يتجاوز مائة سنة الّا فى النّادر جدّا. وما يقال من أنّ بعض أهل السِّند والصِّين يعيشون كثيرا حتَّى يتجاوز كثير منهم مائتى سنة فلا صِحَّةَ له.

ولمّا كان الموجِب للحياة هو اعتدال المزاج ، وافراط خروجه عن الاعتدال هو الموجِب للموت ، كان الذين أمزجتُهم أكثر اعتدالا هم ـ لا مَحالةَ ـ أطول أعمارا ، والذين أمزجتهم أقلّ اعتدالا أقصر أعمارا.

ولمّا ثبت أنّ الموت ضرورىّ لوقوف الطّبيعة عن فعلها فكلّما كان أضعف كانت أقصر ، لكنّ القوّة والضّعف يختلفان باختلاف المزاج ، فكلّ ما هو


أقْوَى مِزاجاً ، قَوِىَ فيه المُعِيقُ عن فَناء الرُّطوبات. فانْ سَلِمَ من المنافِيات التى يمكن الانسان التَّوقَّى منها ـ الا التى لا يمكن التَّوقَّى عنها ـ كان بقاؤه أكثر. وهو الأجل الطّبيعىّ ، ومعناه بقاء الشّخص مُدَّةً يمكن مقاومة الطّبيعة المستحقّة لكلّ شخص بحسب قوّته الى اقتضائها لمزاجه الخاصّ به للمحلّلات التى لا يمكن التّوقِّى منها.

فانْ قلتَ : هل يزيد الأجَل وينقص أم لا؟ قلت : لحُنَيْن رسالة فى أمر الآجال تدلّ على أنّه يَزيد وينقص.

والعَمْر : لحم ما بين الأسنان ، أو لحم اللّثّة. ويُقال : العُمْر ، أيضا. والجمع عُمور.

والعَمْرِيّ : ضَرْب من التّمر. والعَمَار : الآس ، أو كلّ ريحان طيّب. وكانت الفرس تُزيِّن به مجلسَ الشَّراب ، فاذا دخل عليهم أحد رفعوا شيئا منه بأيديهم وحَيَّوْه به.

والعُمَيْران والعَمَرَتان والعُمَيْرَتَان : عظمان صغيران فى أصل اللّسان ، لهما شُعبتان ، يكتفان الغَلْصَمَة. والعَمْران : اللّحمتان المتدلِّيتان على اللهاة.

عمص :

العَمْص : ضَرْبٌ من الطّعام. قالوا هو أنْ يُشَرّحَ اللّحم رقيقا ويؤكل غير مَطبوخ ولا مَشوىّ تفعله السُّكارَى.

عمي :

العَمَى : ذَهاب البَصَر كلّه. وذَهاب بصر القَلْب. وقوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي


الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) (٦٨). قال الزّجّاج : هو مَثَلٌ ضربه الله تعالَى للمؤمنين والكافرين ، أى : (ما يَسْتَوِي الْأَعْمى) عن الحقّ وهو الكافر ، (وَالْبَصِيرُ) وهو المؤمن الذى يُبْصِر رُشْدَه. قال بعضهم : وكلُّ ما ذكره الله تعالى فى كتابه من العَمَى وذَمَّه فالمراد به عَمَى القلب.

عنب :

العِنَب : معروف ، واحدته عِنَبَة ، وجمعه أَعْنَاب. والأبيض أحْمَدُ مِنَ الأسود اذا تساويا فى سائر الصّفات من المائيّة والرِّقَّة والحلاوة وغير ذلك. والمتروك بعد القطف يومين أو ثلاثة أحْمَد من المقطوف فى يومه. وقِشْرُه بارد يابس بطيء الهضم ، وحَشْوُه حارّ رطب. وحَبُّه بارد يابس. وغذاؤه بحاله أكثر من غذاء عَصيره ، لكنّ عصيره أسرع نفوذا وانحدارا. والمقطوف فى الوقت يحرّك البطن وينفخ. ومُداومة أكله بكثرة تضرش بالمثانة.

وقالوا ينبغى أنْ يؤكل بين طعامَين ، وأنْ يجتنبه أصحابُ المِعَد الضّعيفة ، فانْ أكلوه اتْبَعُوهُ بمثقال زَاريانْج وكَمُّون. وهو يضر بالكبد والطّحال الغليظين ويصلحه السُّكُنْجُبِيْن والتّفّاح.

وقال ابن دريد فى تفسير : (أَعْصِرُ خَمْراً) (٦٩) يعنى عِنباً ، تَسمية للعنب بما يَؤول اليه. وقيل الخَمْر ـ بلغة عُمان ـ اسم للعنب. وروَى الأصمعىّ أنّه رأى يمانيّا يحمل عِنبا ، فقال له : ما تحمل؟ قال : خَمْرا. ولا أعرف كيف ذلك. والعِنَبَة : بَثْرَة تخرج الانسان تعدى ، وهى تَرِم وتمتِلىء وتَوْجَع ، وتأخذ الانسان فى عينه.

والعُنّاب : ثَمَر معروف ، وأجودُه أعْظَمُه. وهو بارد فى الأُوْلَى ومُعتدِل فى


اليُبوسة والرُّطوبة ويميل الى قليل رُطوبة ، ينفع حِدَّة الدّم الحارّ. ولستُ أمِيلُ الى الظّنّ بأنّه يصفِّى الدَّم ، وذلك لتغليظه الدّم. وغِذاؤه يسير وهضمه عَسِرٌ ، ولكنّه ينفع الصَّدْر.

والعُنّاب : حارّ رطب فى الأولى ، ينفع من حِدَّة الدَّم لتغليظه وتلزيجه. واعْلَمْ أنّ القدماء لم يتكلّموا فى العُنّاب سوى أنّه عَسِر الانهضام قليل الغذاء ، فاشتبه أمرُه على المتأخِّرين ، فقال بعضهم : هو حارّ رطب فى الأولى ، نافع من السُّعال والرَّبْوِ وخُشونة الحَلْق ووجع الصَّدر والمثانة ، يُليّن الطّبيعة. وقال بعضُهم هو بارد رطب مُولِّد للبلغم مُلَطِّف مُبَرِّد مُسَكّن لنائرة الدّم على حلاوته ، مُطْفٍ للصّفراء ، ينفع حِدَّة الدّم الحارّ لتغلُّظه وتَلزيجه ، فليتَ شِعرِى كيف يُبرِّد على شِدَّة حلاوته؟ أم كيف يفعل التّغليظ بالبُرودة وهو مائل عن الاعتدال بزعمهم الّا للدّرجة الأولى من البُرودة؟ وكيف يكون تغليظه للدّم سببا وعِلّةً لعلاج حَرارة الدّم كالخَشْخَاش ، وانّما يفعل الخشخاش ذلك للِيْنِه وشِدّة برده؟ فليتهم أهملوا أمرَه كما أهمله المتقدِّمون.

والعُنّاب أيضا : ثَمَر الأراك.

عنبر :

العَنْبَر : قِطَع شمعيّة فى بحر العند تُقْذَف اليه من جبال عالية بها عَسَل كثير يَرْعَى نحلُه الأزهار الطّيّبة ، ولا يمكن الوصول اليه ، فيكثر ويسيل الى البحر ثمّ يطفو منه فوق الماء ما فيه من الأجسام الشّمعيّة ثمّ تنضج وتلطف على مرور الأيّام. وأجْودُه الأشْهب الزّكىّ الرّائحة وأردؤه الأسود الزَّهم ، وهو الذى يُوجد فى جَوْفِ دَوابّ البحر. وهو حارّ فى الثّانية يابس فى الأولَى ، وفيه


عِطْريّة شديدة. وهو مُقَوِّ لجوهر كلِّ رُوح فى الأعضاء الرئيسة ، ومُكْثِر له. وينفع من أوجاع المعدة الباردة ومن الهواء والوبائىّ شمّاً وشُرباً وبُخوراً. واذا حُلّ فى دهن البان نَفَع من جميع أوجاع العَصَب ومن الخَدر ، واذا وُضِع منه شىءٌ فى شراب قوم أسْكَرهم بقوّة سريعاً.

والعَنْبَر أيضا سَمكة كبيرة بحريّة ، والزّعفران ، والوَرْس.

عنت :

العَنَت : الفَساد.

وفى الحديث : (أيّما طَبيب يَطِبّ لم يُعْرَف بالطّبّ فأَعْنَتَ فهو ضامِن) (٧٠).

أى : أفْسَد وأضَرّ.

وأعْنَت القومُ : هلكوا.

والعَظْم المجبور اذا أصابه شىء فهاضَه ، فقد أعْنَتَه.

وقيل إنّ العَنَت : الزِّنا ، فى قوله تعالى : ? ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ? (٧١) والذى أُراه أنّه ، تعالَى ، أراد الشِّدّة الشَّديدة التى تؤدِّى الى الزِّنا. والله أعلم.

عند :

العِرْق العانِد : الذى ينفجر منه الدّم فلا يكاد يَرْقَأ. حكاه الخليل ، رحمه‌الله ، وأنشد :

وطَعْنَةٌ عانِدُها يَفُورُ (٧٢)

عندم :

العَنْدَم : دم الأخوَين ، نبات معروف. وقيل هو البَقَّم ، والأوَّل أصَحّ. قال :


أَمَا ودِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها

علَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَمَا (٧٣)

عنز :

العَنْز : الأنثَى من المعز والأوعال والظّباء ، والجمع أعْنُز وعُنوز وعِناز. وخَصّ بعضهم بالعِناز جمع عَنزِ الظّباءُ.

والعَنَزَة : دابّة فى قدر ابن عرس تأخذ البَعير من دُبره وقلمّا يبرأ ، وتدنو من الناقة وهى باركة فتدخل فى حَيائها فتندسّ فيه حتّى تصل الى رحمها فتجذبه فتموت النّاقة مكانَها ، وتزعم العرب أنّها شيطان.

عنصل :

العُنْصُل : بصل الفأر ، وذُكِر فى (ب ص ل) و (س ق ل) و (ع ص ل).

عنف :

العُنْف : ضِدّ الرِّفْق. وعُنْفُوان الدّاء : شِدَّتُه. وعُنفوان الحمَّى : فَيْحُها.

ودواء يَعْنُف بالبدن : اذا كان لا يُوافقه. واعْتَنَفْتُ الدّواء : تكرَّهته.

عنق :

العُنْق ، بلغة الحجاز ، والعُنُق ، بلغة تميم : وُصْلَة ما بين الرّأس والجسَد. يُذكَّر ويؤنّث. والتّذكير أغلب عليه ، والجمع أعْناق.

وهو مُركّب من سبعة أعظم تُسمَّى بفَقار العُنُق.


والأعْنَق : الطّويل العُنُق. والعَنْقاء : اسمٌ لطائر. والعَناق : الأنثى من أولاد المعز. وعَناق الأرض سبع فوق الكلب ، يصيد كما يصيد الفَهد. وتُسمّيه الفُرْس "سِياه كُوْش" ومعنى سِياه : الأسْوَد ، وكُوْش : الأذُن.

عنكب :

العَنْكَبُوت : دُوَيِّبَة معروفة تنسج فى الهواء نَسْجاً رقيقا. وهذا النَّسج يقطع الدَّم اذا وُضِع عليه وأصْنافها كثيرة. والجمع عَنْكَبوتات وعَناكب.

عنم :

العَنَم : شجر لَيّن الأغصان لطيفها كأنّه بَنانُ العَذارَى المخضوبة. يُسْتاك به.

عوج :

العَاج : الذَّبْل وهو ظهر السّلحفاة وناب الفِيْل ، بارد قابِض يُسَكِّن الوجع ضمادا ، ويطرد الدُّود عن الشَّجَر بخورا ، وينفع للحِفْظ اذا شُرِب من نشارته كلَّ يوم وزن درهمين بماءٍ وعسل ، مُدَّة أُسبوع. واذا شَربت منه المرأةُ العاقر فى كلّ يوم وزنَ درهمَين سبعة أيشام متوالية مع عَسَل ثمّ جُوْمِعَتْ فانّها تحبل باذن الله تعالَى. واذا أُحْرِق وطُلِى به السَّعَفَة الرَّطْبَة أبرأها.

عود :

العُوْد : خَشَبة كلّ شَجر. والذى للبخور هو المراد عند الاطلاق. وهو عُروق أشجار تُقْلَع وتُدْفَن فى الأرض حتّى يتعفَّن منها الخشبيّة ويبقَى الخالِصُ.


وأفْضَلُه الوَزِين المائل الى السَّواد ، الكثير الدّهنيّة ، وهو حارّ يابس فى الثّانية ، مفَتِّح للسُّدَد ، كافُّ للرّياح ، مُقَوِّ للدّماغ جدّاً ، وللحواسّ وللمعدة ولجميع الأعضاء. وفيه تَفريح للقلب. ويطلق ـ أيضا ـ على قُشور أُصول شجر البَرْبارِيْس وعلى عُود الفَاوانيا ، ويُقال عُود الوَجّ. وعُود الصّليب هو الفَاوانيا. وعُودُ العُطاسِ وهو الكُنْدُس.

والعِيْد عند العَرَب : الوقت الذى يَعود فيه الفَرَح.

وعُودُ البَرْق : مَرّ فى (شيع).

عوذ :

العُوَّذ مِنَ اللّحم : ما عاذ بالعَظْم. قال ثعلب : قلت لأعرابىّ : ما أطيب اللّحم؟

قال : عُوَّذَه.

عور :

العَوَر : ذَهاب حِسّ احْدَى العَينين. ويُسمَّى الغُرابُ الأعورَ إمّا على التّشاؤم به لأنّ الأعور عند العرب مَشؤوم ، وإمّا لحدّة بصره ، كما يُقال للأعمَى بصير. والعائر : كلّ ما أعَلّ العَينَ فعَقَرها ، سُمِّىَ بذلك لأنّ العين تَغمض له ولا يتمكّن صاحبُها من النَّظر. والعائر : الرَّمَد أو القَذَى أو بَثْر يخرج فى الجفن الأسفل.

والعَوْراء : الكَلِمة أو الفَعْلَة القَبيحة. قال حاتم طَىّء :

وأغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادِّخارَهُ

وأعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللّئيمِ تَكَرُّمَا (٧٤)


أى : لادّخاره. وقال غيره :

وعَوراءَ جاءتْ من أخ فَرَدَدْتُها

بِسالمِة العَينين طالِبَةٍ عُذْرَا (٧٥)

أى : بكلمة حَسنة لم تكن عَوراء. ويقال للكلمة الحسَنة : عَيْناء.

والعَوْرَة : السَّوْأَة. وكلُّ ما يُسْتَحْيَى منه اذا ظَهَر.

عير :

العَيْر : الحمار أهليّا كان أم وحشيّا ، لكن غلب على الوحشىّ. والأنثى بالهاء.

والعَير : العظم النّاتِىء وسط الكَفّ ، والنّاتىء المرتفع فى باطن الأذن ، والنّاتئ فى ظَهْر القَدَم ، وكلُّ ناتِىء فى وَسَطٍ مُسْتَوٍ.

والعَير : المَتْن فى جانب الصُّلب ، وهما مَتْنان يَكتفان جانبَى الصُّلب.

والعِير الابل التى تحمل المِيْرَة أو كلّ ما امْتِيْرَ عليه من الابل والبِغال والحمير. والعارُ : كلّ شىء يَلْزَم به سُبَّة أو عَيب.

عيش :

العَيْش : الحياة ، والطّعام يمانيّة ، والعَيْش : المطعَم والمشرَب ، وكلُّ ما تكون به الحياة.

عين :

العَين : حاسّة البَصَر والرُّؤية. وقال ابن السِّكِّيت : العَين التى يُبْصِر بها الانسان مؤنّثة ، والجمع أعين ، وجمع الكثرة عُيون ، وجمع الجمع أعْيُنَات والتّصغير


عُيَيْنَة. وهى عُضْوٌ آلىٌّ حسّاس. آلة البَصَر ، كما أنّ اللّسان آلة للذّوق.

والعَين ليست باصِرَة ، والّا لَرُوِي الشّىء الواحد بالعينَين اثنين. وتتمّ منفعة هذه الآلةِ بالرُّوح الباصرة. وقد تقدّم الكلام عليها مُفَصّلاً فى (ب ص ل).

وهى للبدن كالطَّليعة والحارِس. وخُلِقَت فى مُقَدَّم البدن لأنّ ذلك هو من جِهَة تحرُّكه.

والعَين مؤلِّفة من ثلاث رُطوبات وسَبْع طَبقات.

أمّا الرُّطوبات :

ـ فأوّلها الجليديّة وهى نَيِّرَة (٧٦) مُستديرة مُفَرْطَحة من أمام ومُستدقّة قليلا من خَلْف. موضوعة فى الوسط وبها الابصار. وما عداها من جميع أجزاء العين فانّما خُلِق لخدمتها. امّا لدفع آفةٍ عنها وامّا لجلب منفعة اليها ،

ـ وثانيها الزُّجاجيّة وهى تحيط بالجليديّة من ورائها الى نِصفها.

ـ وثالثها البَيضيّة وهى أمام الجليديّة.

وأمّا الطّبقات فانّ العَصَب النُّورىَّ الأجوف المشتمل على الرّوح الباصر اذا خرج من القحف الى عظم العين صحبه الغِشاءان اللّذان أحدهما رَقيق يلاقى الدّماغ ويسمَّى بالأمّ الرّقيقة وثانيهما غَليظ ويسمَّى بالأمّ الغليظة ، ويتَّسع طَرَف كلِّ واحد منهما ، ويحتوى على الزّجاجية كاحتواء الشَّبكة على الصَّيد. فأرقّهما صار منه طبقة تُسمَّى الشّبكيّة وهى الأولى ، ويَنبت من طرفها نَسيج عَنكبوتىّ يتولّد منه صِفاقٌ لطيفٌ حاجِزٌ بين الجليديّة والبيضيّة لئلّا يختلطا ، ويسمى بالعنكبوتيّة وهى الثّانية ، ثمّ ينبسط طَرفُه الرَّقيق ويتفرَّع الى عُروق كثيرة ، ويحيط بالرُّطوبات الثّلاثة وبالشَّبكية والعنكبوتيّة. والنِّصف الموجَز من هذا الغِشاء يلتحم عند التحام الشّبكيّة ويُسمِّى بالمَشِيْمِيَّة لاشتمالها


على الشَّبكيّة كاشتمال المَشِيْمَة على الجنين وهى الثالثة. والنِّصف من هذا الغِشاء يصير صِفاقا الى غِلَظٍ كنصف عِنَبَة وتسمَّى العِنَبيّة وهى الرّابعة. وفيها ثُقْب من أمامها لئلّا يمتنع الابصار ، وهذا الثُّقب فى الحَدَقة وهو مملوء رُطوبة ورُوحا ، وفى باطنها حمل يتشرّب الماءَ عند القَدْح ثمّ ينفرش طرف الغشاء الغليظ ويُحيط بالأجزاء المذكورة احاطة تامّة ويُسمَّى النِّصْف الموجَز الذى يلى العظم بالطّبقة الصُّلبة وهى الخامسة. وتلتحم عند التحام المشيميّة. وأمّا النّصف الثّانى المقدَّم فانّه يسمَّى بالطبقة القَرَنِيَّة لأنّها كالقَرْن المنحوت ، وهى السّادسة. وهى شفّافة لئلّا يمتنع الابصار ، مؤلّفة من أربع طبقات يُعْصَب بعضُها فوق بعض حتّى اذا حصل لأحداهنّ آفة لا تعمّ سائرها ، ثمّ ينبت من الغشاء المحيط بالقحف المسمَّى بالسِّمْحاق طبقةٌ تلتحم حول أجزاء العين من خارج وتحيط بالعَضَل المحرِّك للمُقْلَة. وتمتلىء لحما دَسما أبيض اللّون وتسمَّى بالملتَحِمَة وهى السّابعة ، وهى بَياض العين الذى يُرَى ولا تتمّ أحاطتها بالقَرنيّة لئلّا يمتنع الابصار.

والعَين ، أيضا : الاصابة بالعَين. والعَين اللّامّة : هى التى تُصيب بسُوء. ورَجُل مِعْيان وعَيُون : الاصابة بالعَين والمصاب مَعِيْن. وفى الحديث : (العَين حَقّ) (٧٧).

وفيه أيضا : (العَين تُدْخِل الرّجل القَبْر) (٧٨). وفيه أيضا : (أكثرُ مَنْ يموت مِنْ أمّتى بعد قضاء الله تعالى وقَدَرِه بالعَين) (٧٩). وفيه أيضا أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأمر العَايِن فيتوضّأ ثمّ يغتسل منه المَعِين. وفيه أيضا : (لا رُقْيَة الّا مِنْ عَيْن أو حُمَة) (٨٠). أى : لا رُقية الّا فى الحسَد والسُّمّ.

والعَين : الانسان ، يقال ما بالدار عَينٌ ، أى : أحد.

والعَين : الجاسوس. وفى الحديث أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (بَعَثَ بَعْضَهم يوم


بَدْرٍ عَيْنا) (٨١). أى : جاسوسا.

والعَين : الشّىء الحاضر. ومنه : (لا أطْلُب أثَرا بَعْدَ عَين) (٨٢). أى : لا أطلب أثَرا مُعاينةً وانّما أطلب أثَره بعد غَيبته. وأصله أنّ رجلا رأى قاتل أخيه فلمّا أراد قتله ، قال : أفْتَدِى بمائة ناقة. قال : لست أطلب أثرا بعد عَين وقتله.

والعَين : يَنْبُوع الماء الجارى ، وفى الحديث : (خَيْرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرة لِعَين نائمة) (٨٣). أراد عَين الماء الجارى ، وعَينُ صاحِبها نائمة. فجعل السَّهَر مَثَلاً لجريانها.

والعَين : الذَّهب. وطائر أصفر البَطْن أخضر الظّهر بقدر القُمْرِىّ.

والعَين : عين الشّمس. والعَين : نُقْرَة الرُّكبة. ولكلّ رُكبة عَينان ، وهما نُقرتان فى مُقَدّمها عند السّاق.

والعِين : جمع عَيْناء ، وهى الواسعة العَين.

وعُيون البَقَرِ : نوعٌ من العِنَب كِبار الحَبّ غليظ القِشْر أسود اللّون. ونوع من الاجّاص كبار الحَبّ أسود اللّون.

والعِيْن : أهْلُ الدّار وقَطِيْنُها ، وذكرها شيخنا العلّامة فى قوله :

يا رَبْعُ ، نَكَّرَكَ الأحْداثُ والقِدَمُ

فَصارَ عِيْنُكَ كالآثارِ تَنْبَهِمُ (٨٤)

(واعْلَمْ أنّ العين الباصرة عُضو زكىّ الحِسّ ، فلم يَجُزْ أن تُستعمل فيها أدوية قويّة ، ولا تُوْرَد عليها أدوية كثيرة دُفعةً واحدةً. وأمّا علاجها فبتعرُّف أسباب عِلَّتها ، فانْ كانت مِنْ حَرّ الشّمس والغُبار والدُّخان فالتّنظيف بالماء البارد ، والتَّبريد به وبالثّلج فوق الجفن ، فانْ أبرأها اكْتُفِىَ به. ومِنْ أحسن ما يُستعمل فى أمراض العُيون ، الاكتحال وتَبريد الرّأس والسُّعوط ، والدّواء المُسْهِل.


فالاكتحال يَقْضِى على أخلاط العَين المتأتّية من الخارج كالتّراب والغبار والدُّخان ، وتبريد الرّأس لخفض الحرارة والحمَّى ، والسّعوط لا نزال الأخلاط التى تكون فى الأنف وتنفذ الى داخل العَين ، وأمّا التّسهيل فلافراغ الأخلاط التى تكون فى البدن ويتصاعد بُخارُها الى العين.

ومن علاجات العُيون أنْ يُهَيِءَ الطّبيب ثلاثة مياه : أحدها ماء قد طُبخت فيه حِلْبَة ، والآخر من كل نوع من المياه الثّلاثة بمقدار ما تقتضيه العِلّة ، وذلك أنّ تقدير ما كان لتلك المياه عند شدّة الوجع وغَلَبَتِه بنوعٍ ، وعند كثرة الوَسَخ فى قرحة وما أشبهها بنوعٍ ، وعند التَّقَوُّر فى قرحة عين بنوعٍ ، وينبغى جدّا تسكين نُتوء الغِشاء العِنَبىّ اذ الغالب فى أمراض العُيون نُتوؤه ، فطبيعتها الى الحرارة ، ويلزمها عِلاج يعود بها الى حَرارتها)(٨٥) الأصليّة فيبرِّدها بحسب الحاجة ونوع الدّاء.


حواشي حرف العين

__________________

(١) النّهاية ٣ / ١٦٨.

(٢) ن م ٣ / ١٦٨.

(٣) ديوان الهذليين ١ / ١١٧.

(٤) قال الخليل : اعتبط الرجل : مات فجأة من غير علّة ولا مرض. العين (عبط).

(٥) النّهاية ٣ / ١٧٦.

(٦) ن م ٣ / ١٧٥.

(٧) للبريق الهذلى. ديوان الهذليين ٣ / ٥٩.

(٨) هذه المادة من م.

(٩) النّهاية ٣ / ١٨٤.

(١٠) ن م ٣ / ١٨٥.

(١١) أبو جعفر أحمد بن محمد المعروف بابن النّحّاس ، من أفاضل أهل العلم ، أخذ عن الأخفش الأصغر ومن فى طبقته. له كتب منها معانى القرآن والكافى والمقنع وشرح المعلقات. توفى غرقا فى النّيل سنة ٣٣٨ للهجرة. ينظر بغية الوعاة ١ / ٣٦٢.

(١٢) اللسان (عجز).

(١٣) بلا عزو فى العين (عجف).

(١٤) النّهاية ٣ / ١٨٧.

(١٥) المجمل ٣ / ٤٥٠. اللسان (عجن) (كون) ، مع اختلاف طفيف فى


الرّواية.

__________________

(١٦) العين (عجن).

(١٧) لأبى المهوّش فى اللسان (عجا).

(١٨) النّهاية ٣ / ١٨٩.

(١٩) المجمل ٣ / ٤٥٣. اللسان (عدل).

(٢٠) المجمل ٣ / ٤٥٤. اللسان (عدل).

(٢١) م : ونشطته.

(٢٢) العين (عدن).

(٢٣) النّهاية ٣ / ١٩٤.

(٢٤) ن م ٣ / ١٩٢.

(٢٥) قال الخليل : اعيرج : حيّة صمّاء لا تقبل الرقية ، وتطفر كما تطفر الأفعى وجمعه أعيرجات. العين (عرج).

(٢٦) العين (عرد).

(٢٧) للصّمّة بن عبدالله القشيرىّ. وهو مع آخر فى المجمل ٣ / ٣٧٨. واللسان (عرر).

(٢٨) المستقصى ٢ / ٢٠٢.

(٢٩) ديوان كعب ١٨. واللسان (عرض).

(٣٠) النّهاية ٣ / ٢٠٩.

(٣١) ن م ٣ / ٢٠٩.

(٣٢) ن م ٣ / ٢٠٨.

(٣٣) اللسان (عرف).


__________________

(٣٤) ديوان عروة ٢٤. واللسان (عرف).

(٣٥) ديوان عروة ١٦.

(٣٦) العين (عرك). وبرواية قريبة فى اللسان (عرك).

(٣٧) المجمل ٣ / ٤٧٦. اللسان (عرم).

(٣٨) النّهاية ٣ / ٢٣٢.

(٣٩) طه ١١٥.

(٤٠) القوباء : مرض يشبه الجذام يخرج على الجلد. ينظر اللسان (قوب).

(٤١) م : الجمان.

(٤٢) للأعشى فى اللسان (عشر) ولم يذكر فى ديوان الأعشى.

(٤٣) النّهاية ١ / ٣٠٥.

(٤٤) ديوان زهير ٢٩.

(٤٥) النّهاية ٣ / ٢٤٢.

(٤٦) بلفظ : حتى مضى عشوة من اللّيل. فى النّهاية ٣ / ٢٤٢.

(٤٧) النّهاية ٣ / ٢٤٢.

(٤٨) شيئا ، من م.

(٤٩) هود ٤٣.

(٥٠) طه ١٨.

(٥١) مختلف فى عزوه لعبد ربه السلمى ولسليم بن ثمامة الحنفى ولمعقر بن حمار البارقى. ينظر مجمل اللغة ٣ / ٤٩٢. ومجمع الأمثال ١ / ٥٠٩. واللسان (عصو).

(٥٢) النّهاية ٣ / ٢٥٦.


__________________

(٥٣) ديوان علقمة ١٣٢. والمجمل ٣ / ٣٨٢. والمقاييس ٤ / ٥٤.

(٥٤) النّهاية ٣ / ٢٦٥.

(٥٥) ديوانه ٣٣. أوضح المسالك ٢ / ٦١. أشعار الشعراء الستة ١ / ٥٢.

(٥٦) العين (عقد).

(٥٧) النّهاية ٣ / ٢٧٦.

(٥٨) قريب من هذه العبارة فى عيون الأنباء ٤٣٩.

(٥٩) الحج ٤٦.

(٦٠) أبو يوسف ، هو القاضى يعقوب بن ابراهيم. من أهل الكوفة وصاحب أبى حنيفة ، سكن بغداد وتولى فيها القضاء لهارون الرشيد. وقيل انّه كان قاضيا للمهدى والهادى أيضا. توفى حوالى سنة ١٨٠ للهجرة. ينظر وفيات الأعيان ٦ / ٣٧٨. وفى حاشيته مصادر أخرى.

(٦١) النّهاية ٣ / ٢٨٢.

(٦٢) اللسان (عقم).

(٦٣) النّهاية ٣ / ٢٨٢.

(٦٤) مجمع الأمثال ٢ / ١٨٩.

(٦٥) العين (علل).

(٦٦) العين (عمد) ..

(٦٧) النّهاية ٣ / ٢٩٦.

(٦٨) آيتان النّور ٦١. فاطر ١٩.

(٦٩) يوسف ٣٦.

(٧٠) النّهاية ٣ / ٣٠٧.


__________________

(٧١) النّساء ٢٥.

(٧٢) النّصّ والشّاهد فى العين (عند).

(٧٣) لعمرو بن عبد الحق ، أو ابن عبد الجن. ينظر المجمل ١ / ١٦٠. ومعجم الشعراء ٢٠٩. تاريخ الطبرى (ترجمة ابن عبد الجن) ٢ / ٣٣ ـ ٣٤.

(٧٤) ديوانه ٤٦. اللسان (عور).

(٧٥) اللسان (عور).

(٧٦) من م.

(٧٧) النّهاية ٣ / ٣٣٢.

(٧٨) ينظر صحيح البخارى / كتاب الطّب.

(٧٩) ينظر الترمذى / كتاب الطّب.

(٨٠) النّهاية ٣ / ٣٣٢.

(٨١) ينظر النّهاية ٣ / ٣٣١.

(٨٢) بلفظ : لا أتبع أثرا بعد عين. فى المستقصى ٢ / ٢٤٢.

(٨٣) النّهاية ٣ / ٣٣١.

(٨٤) برواية : تتهم. فى عيون الأنباء ٤٤٧.

(٨٥) هذا النّصّ من م.


حرف الغين

غ



غبب :

الغِبّ من الحمَّى : التى تأخذ يوما وتترك يوماً. وأغَبَّت الحمَّى وغَبَّتْ ، بمعنًى.

وغَبّ الطّعام والتَّمر : بات ليلةً.

وغَبَ اللّحمُ : اذا أنتن.

والغَبَب : اللَّحم المتدلِّى تحت الحنك.

والغُبَّة : البُلْغَة من العيش. والغَبِيبَة : الرّائب من اللّبن.

غبر :

الغَابر : الماضى والباقى ، ضِدٌّ. وغُبْرُ المرَض : بقاياه. وغُبْرُ كلّ شىء : بقيّته. والغُبْرَة : لون الغُبار. والغَبْراء : الأرض ، لغُبْرَة لَوْنِها. وأُنثَى الحَجَل. ونبات يُعْرَف بالغُبَيْرَة. وهى شجرة معروفة سُمِّيت بذلك لأنّها غبراء اللّون ، ورقها وثمَرتها تخضرّ ثمّ تحمرّ حُمرة شديدة. ويقال لثَمَرتها ـ أيضا ـ الغُبَيْراء ، ولا تُذْكَر الّا مُصَغَّرَة ، وثَمرتها كالعُنّاب وهى باردة فى الأولى يابسة فى الثّانية قابضةٌ ، تَعْذُو عذاءً يسيرا ، وتُسَكِّن القَىْءَ ، وتمنع الصَّفراء عن الآنصباب الى المعدة ، وتُضْعِف الباهَ ، ووَرْدُها يُهَيِّجُه. ويصلحها السُّكّر. وبدلها النَّبق. والغُبيراء أيضا : شراب يتَّخَذ من الذُّرة يُسْكِر ، وفى الحديث : (ايّاكم والغُبَيْراء فانّها خَمْر الأَعَاجم) (١). قال ثعلب : هى خَمْر تُعْمَل من الغُبَيْراء من هذا الثَّمَر المعروف ، أى : هى مِثْل الخَمْر التى يتعارفها النّاس لا فضل بينهما فى التّحريم.

والغِبْر : الحِقْد.

وتَغَبَّر الدّواءُ : تغَيَّر لونُه أو طعمه أو رائحته.

وعِرْقٌ غَبِرٌ : يُعاوده النَّزْف من وقت لوقت. والغَبَر : فَساد الجرح.


وعِلَّة غَبْراء : مُهْلِكَة.

وتَغَبَّرَتِ المرأةُ الرَّجُلَ : اذا استنزفت ماءه.

غبط :

الغِبْطَة : حُسْن الحال. والغَبط : كالحَسَد ، وليس به.

وفى الحديث : (اللهمّ غَبْطاً. لا هَبْطاً) (٢).

وغَبَطْتُ المريضَ : جَسَسْتَ نَبْضَه.

وأغْبَطَتْ عليه الحمَّى : دامت ولم تُقْلِع.

غبق :

الغَبُوق : ما يُشرب بالعَشىّ. وخَصّ به بعضُهم اللَّبن الذى يُشرب فى العَشىّ.

غبن :

المَغْبِن : الابط واحد الآباط. والرُّفْغ واحد الأرْفاغ وهى بواطن الأفخاذ والجمع مَغابِن.

غدد :

الغُدَّة : كلُّ عُقْدَة فى الجسد طافَ بها شحم. وكلّ قِطْعَة صُلْبة بين العَصَب.

وطبّا : هى جسم صُلْب يتولَّد عن فَضْل غليظ ، ويعقِّده البَرْد. والفرق بينها وبين السَّلَع أنّها لا تقبل الزِّيادة. قال الأصمعى : ومن أدواء الابل الغُدَّة. قال وهى طاعُونها.


غدر :

الغَدْر : ضِدّ الوَفاء. والغَدير : القطعة من الماء يغادرها السّيل ، أى : يتركها.

والغَدْرَاء : الظُّلمة. والغَدِيرَة : دقيق يُحْلَب عليه لبن ثمّ يُحْمَى بالرَّضْف.

والغَديرَة : من النّبات. والغَديرة : الذُّؤابة.

غدو :

الغُدْوَة : البُكرة ، وهى ما بين صَلاة الفجر وطلوع الشّمس ، كالغداة ، والغُدَيَّة ، والجمع غُدُوات. والغَداء : طَعام الغُدْوَة ، والجمع أَغْدِيَة.

غذذ :

الغَاذُّ : عِرْق فى العَين يَسْقِى ولا ينقطع ، وهو اسم كالغارب والكاهل. وقال الخليل ، رحمه‌الله : غَذّ الجرحُ : اذا ورم (٣).

غذم :

الغَذَامَة : اللّبن الكثير. والغَذْم : نَبْت ، قال القطامي :

كأنّها بيضةٌ غرّاء خُدَّ لها

فى عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحُوذانَ والغَذْمَا (٤)

غذو :

الغِذاء : ما يكون به نَماء الجسم وقَوامه من الطّعام والشّراب ، وهو ما يُغْتَذَى به


مِنْ طَعام وشَراب. وهو عندنا : كلّ ما يزيد فى جوهر البدن وأقطارِه ، ولا يغيّر شيئا من كيفيّاته. بل انّ كيفيّات البَدن تغيِّره وتحيله الى مشابَهَتِها فيصير بدلاً لما يتحلَّل من بدن الانسان قبل وُروده عليه ويسمَّى طعاما. ويُسمّى غِذاء بالقوّة ، وبعد وروده واستحالته الى مشابهة الأعضاء يُسمَّى غذاءً بالفِعْل. والغِذاء منه لطيف ومنه كثيف ومنه معتدل. واللّطيف هو الذى يتولّد منه دَمٌ رقيق ، والكثيف هو الذى يتولّد منه دَمٌ ثَخين.

وكلّ واحد من الأقسام فامّا أن يكون كثير التّغذية ، وامّا أنْ يكون يَسِيرَ التَّغذية.

ومثال اللّطيف الكثير الغِذاء : الشَّرابُ وماءُ اللّحمِ ومُحُّ البَيْضِ المسخَّن أو النِّيْمْرَشْت فانّه كثير الغذاء لأنّ أكثر جوهره يستحيل الى الدّم.

ومثال الكَثيفِ القليل الغِذاء : الجُبن والقَديد والباذِنجان ونحوها ، فانّ الشّىء المستحيلَ منها الى الدَّم قليل.

ومثال الكَثيفِ الكثيرِ الغِذاء : البيضُ المسلوقُ ولحم البقر.

ومثال اللّطيفِ القليلِ الغذاءِ : الجُلّاب والبُقول المعتدلة القَوام والكيفيّة. ومن الثّمارِ التّفّاحُ والرّمّان ونحوها.

واعْلَمْ أنّ كلَّ واحدٍ من هذه الأقسام قد يكون رَدِيءَ الكَيْمُوْس (٥) وقد يكون محمود الكيموس.

فمثال اللّطيف الكثير الغذاء الحسَن الكَيموس صَفار البَيض والشّراب وماء اللّحم.

ومثال اللّطيف القليل الغذاء الحسَن الكَيموس الخَسّ والتّفّاح والرّمّان.

ومثال اللّطيف القليل الغذاء الرَّدىء الكَيموس الفِجْل والخَرْدَل وأكثر البُقول.


ومثال اللّطيف الكثير الغِذاء الحسَن الكَيموس البَيض المسلوق ولحم الحَوْلىّ من الضّأن.

ومثال الكثيفِ الغذاء الرَّدىء الكَيموس القَديد.

ويجب أنْ يجتهدَ حافِظ الصّحّة فى أنْ لا يكون جوهرُ غذائه ، الأغذيةَ الدّوائيّة مثل البقول والفواكه ونحوها ، بحيث يقتصر عليه اولا يَغتذى بغيرها ، فانّ الملطِّفةَ مُحْرِقَةٌ للدّم والغَليظةَ مُبَلْغِمَةٌ مُثْقِلَة للبدن. بل يجب أنْ يكون الغِذاء مِنْ مثل اللّحم وخصوصا لحم الجداء والعجول الصّغيرة ، والحنطة المنقّاة من الشّوائب ، والشىء الحلو الملائم للمِزاج ، والشّراب الطّيّب الرّيحانىّ. ولا يلتفت الى ما سوى ذلك الّا على سبيل التّعالُج والتّقدُّم بالحفظ.

وأشبه الفواكه بالغذاء التِّين والعنب النّضيج الحلو جدّاً ، والتّمر فى بلاده. فان استُعملت هذه وحدث منها فضلٌ بادَرَ الى استفراغ ذلك الفَضْل. ويجب أن لا يؤكل الّا على شهوة ، ولا تُدافَع الشَّهوةُ اذا هاجتْ ولم تكن كاذبة كشهوة السُّكارى وأولِى التُّخَم. فانّ الصّبر على الجوع يملأ المعدة أخْلاطاً صَديديّة.

ويؤكل فى الشّتاء الطّعام الحارّ بالفِعْل ، وفى الصّيف البارد أو القليل السُّخونة ، ولا يبلغ الحرُّ والبردُ الى ما لا يُطاق.

واعْلَمْ أنّه لا شيء أردأ من شِبَع فى الخِصْب يتبعه جُوع فى الجَدب. والامتلاء من طعام أو شراب أردأ فى كلّ حال ، فكم من رجل امتلأ بافراط فاختنق ومات.

واذا وقع الخطأ فى تناول شىء من الأغذية ، فانْ كان باردا كالقِثّاء والقَرْع عُدِل بما يضادُّه كالثُّوم والكرّاث ، وبالعكس. وانْ كان سُدَدِيّاً عُدِلَ بما يُفتّح


ويُسْتَفْرَغ ثمّ يُجَوَّع بعده تجويعا صالحا. وأضَرّ شىءٍ بالبدن ادخال غذاء على غذاء لم ينهضِم. ولا شَرّ من التُّخَمَة ، وخُصوصا التى عن أغذية رديئة. واذا عَرَضَتْ عن أغذية غليظة أورثت وَجَعَ المفاصل والرَّبْوَ والنِّقْرِس وصلابة الطّحال والكبد والأورام البلغميّة والسّوداويّة. واذا عَرَضَت عن أغذية لطيفة حَدَث عنها أورام حارّة رديئة.

غرب :

الغَرْب : خِلاف الشَّرْق. وعِرْق فى العَين لا ينقطع سَيْلُه. والدّمع حين يخرج. ووَتَرَة فى العين تَسيل وترقأ. ووَرَمٌ فى المآقى ومُقَدَّم العين ومُؤَخَّرُها.

والغَرْب : ناسور يحدث فى مُؤْق العَين الانسىّ وأكثره عُقَيْب خُراجِ وَرَمٍ يظهر بالموضع ثمّ ينفجر فيصير ناسورا. وربّما كان انفجاره الى خارج ، وربّما كان الى داخِلٍ يمنةً ويسرةً. وربّما كان انفجاره الى الجانبين جميعا. وكثيرا ما يصل انفجاره الى الأنف فيسيل اليه وقد بلغ خُبْث صَديده الى العظم فيفسده يُسَوِّدُه ثمّ يأكله. ويُفسد غضاريف الجفن ، ويملأ العَين.

ومن الأدوية المجرَّبة فى علاجه : الشِّياف والزّعفران بماء الهندباء البرّىّ. ومنها أنْ تَسْحَق الحلزون بجوفه وتخلط به مِرّاً وصَبِراً ويستعمل. ومنها وَدَعٌ مُحَرَّقٌ وزَعفران وهندباء يابس بماء السُّمّاق. ومن العجيب فيه ورق السّدّاب بماء الرّمّان يُجعل عليه.

ومن الأدوية البالغة أن يؤخذ زاج وصَبِر وقُشور الكُنْدُر مُحَرَّقا وتجعل فى الموق. والصَّبِر وحده مع قُشور الكُنْدُر أيضا.

والغَرَب : خراج يظهر فى المؤق ، وعائر مُنفجر. وسببه مادّة عفنة. وعلامته وَرَم


فى الظّاهر وتَرجرج فى الغائر. ولا يخلو عن حَكّة وسَيَلانِ مِدَّةٍ فى المنفجِر الى الخارج ، وعند العَصْر فى المنفجِر الى الداخل. وربما أخذ الى جهة الأنف فأفسد عظامَه. وتُعرف المادة بلونها وقَوامها وفِعْلِها.

والغَرب أيضا : كثرة الرِّيق وحِدّة الأسنان والماء الذى يجرى عليها. وشجرة حِجازيّة يُتَّخَذ منها العطر ، والجمع غُروب.

والغَرَب : نوع من الشَّجر يقال هو من أنواع الصَّفصاف ، والخمر ، والذّهب والفضة أو الجام منها. والجمع أغراب.

والغُراب : الطائر المعروف ، سمِّى بذلك لسَواده. وهو أنواع منها الزّاغ وهو غراب الزّرع ، وهو أحمر المنقار والرِّجلين طيّب اللّحم لا يأكل الجِيَف. ومنها الأزرق وهو الذى يُحاكى ما يَسْمَع. ومنها الأبْقَع وهو غُراب البَين يُسمَّى بذلك لأنّ أهل الدّار اذا ارتحلوا وقع موضعهم يلتمس شيئا يأكله ، فحصل التَّشاؤم به لوقوعه فى منازلهم بعد رحيلهم.

ومنها الأعْصَم وهو الذى احدى رجليه بيضاء ، ومنه ما هو أبيض الجناحَين والرِّجلين والبَطْن. والجمع أغْرِبَة وغِرْبان.

والغُراب ، أيضا : قَذال الرّأس. يقال : شابَ غُرابه ، أى : شَعر قَذالِه. وقد يقال : طار غُرابه : اذا شاب رأسُه.

والغُراب : العُنقود الأسود من ثَمَر الأراك. والغُرابان : طرَفا الوركَين الأسْفلان اللّذان يليان الفَخِذَين. والغُرابان : مُقَدَّم الظّهر ومُؤَخَّره. وخُبْز الغُراب : أقراصٌ صغيرة رقيقة مستديرة عليها زَغَب لطيف. تكثرفى الهند. وسمِّيت بخُبْزِه لأنّها تقتله اذا أكلها. وهى حارّة يابسة مسخّنة مجفّفة ، تنفع الأمزجة الباردة الرّطبة والحارّة اليابسة. وسَيْفُ الغُرابِ : نوع من السَّرْمَق (٦). ورجل الغراب


ضَرْب من هُزال الابل ، معروف. واذا ضاق على الانسان معاشُه قيل : عليه رِجْلُ غُرابٍ.

ورِجْل الغُراب أيضا : نبات يسمَّى بالبربريّة "إطْرِيلال" ومعناه رِجْل الطّير ، وقد يُسَمَّى بحِرْز الشَّياطين وهو كالشّبث فى جُمَّتِه وساقِه وأصلِه ، غير أنّ زهره أبيض ويَعقد حَبّاً كحَبّ البَقْدُوْنِس الّا أنّه أصْفَر وأميل الى الحمرة ، وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة ، يقتل الدُّود وينفع من المغَص ومن البَرص والبَهق ، مُجَرَّب. واذا استُعمل منه بعد تنقية البدن فى كلّ يوم درهم مع زبع درهم عاقِرْقَرْحا مسحوقا بشرابٍ أو عسل مدّة خمسة عشر يوما مُزاداً فى وزنه الى مثقالين ، مع كشف المواضع البَرِصَة فى شمس حارّة ، فانّه يخرج منها ماء أصفر بعدما تُنَفَّط ، وحيئنذ تُعالج بما يُدملها. ومثله نبات آخر يكثر فى بيت المقدس ، ورقه شديد الخضرة كورق الرّشّاد البستانىّ ، وعروقه ظاهرها يميل الى الصُّفْرَة ، وأصولُه مائلة الى الاستدارة. وهو حارّ فى آخر الأولى يابس فى آخر الثّانية ، ينفع من أوجاع المفاصل والنِّقْرِس.

والغُرابىّ : ضَرْب من التَّمر.

والإِغْرَاب : الإتيان بالغَريب ، والمبالَغة فى الضَّحك ، وبياض الأرفاغ ممّا يلى الخاصرة.

والغَرْب من الشّجر : ما أصابته الشَّمس بِحَرِّها عند أُفولها ، ونوع من التَّمر.

وصِبْغ : وشراب يُتَّخَذ من الرُّطَب لا يزال شاربه متماسكا ما لم تُصبه الرِّيح ، فاذا برز الى الهواء وأصابه الرّيح ذَهَب عقلُه.

والعَنقاء المُغْرِب وعَنْقاءُ مُغَرِبٍ : طائر ظيم يَبعد فى طيرانه ، كذا قيل ، والأظهر أنّه طائر معروف الاسم مجهول الجسم.


قال الجاحظ رأس الأكَمَة فى أعلى الجبَل ، وأنْكَر أنْ يكون طائرا. وفى الحديث : (طارتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ) (٧). أى : ذهبت به الدّاهية.

والتَّغريب : أن تأتى ببنين بيض وبنين سُود.

والمُغْرَب : الصُّبح لبياضه. والمُغْرِب : ضَرْب من العنب بالطّائف ، وهو أجود العنب وأشدّه سوادا.

والشَّيخ الغِرْبيب ، أى : الذى سواده من الخِضاب.

وأغْرَب الرّجلُ فى مَنطقه : اذا لم يُبْقِ شيئا الّا تكلّم به.

وأغْرَب ـ أيضا ـ اشتدّ وَجَعُه من مرض أو غيره.

والغارِب : الكاهل وهو ما بين الكَتِفَين. ومن الخُفِّ : ما بين السّنام والعُنق.

ومنه قولهم فى الجاهليّة كنايةً عن الطّلاق : (حَبْلُكِ على غارِبِك)(٨) أى : خَلَّيْتُ سَبيلَكِ فاذْهَبِى حيثُ شئتِ.

غرد :

الغَرْد والغِرْد والغَراد والمُغْرُوْد : ضَرْب من الكَمْأة ، أو هو الصّغير أو الرّدىء منها. الواحدة : غَرْدَة.

وقال الفرّاء : ليس فى الكلام مَفْعُول ، بضم الميم ، الّا مُغرود لضَرْبٍ من الكَمْأة ، ومُعْفُور واحد من المعافير ، ومُنْحُور للمُتْخَم ، ومُعْلُوق لواحد المَعاليق.

غرر :

الغَرور : ما يُتَغَرْغَر به من الأدوية. والغُرَّة : بياض فى الجبهة. وغرّة الأسنان : بياضها ، وأوّلها. والغَرْغَرة : تردّد الرّوح فى الحلق ، وتَرديد الماء وغيره فيه من


غير إساغة. وكَسْر قصَبة الأنف.

وولدت المرأة ثلاثة على غِرار واحد ، أى : بعضهم خلف بعض. والغَرَارَة : كالغَفْلة.

والغَرَار : النُّقصان فى صحَّة أو نَوم.

غرز :

الغَرَز : ضَرْب من أصغر الثُّمام ، الواحد بالهاء ، تنبت على شطوط الأنهار ، لورق لها. قال الخليل : وهى أنابيب مركّب بعضها فى بعض ، فاذا اجتذبتها خرجتْ من جوفِ آخر ، كأنّها عفاص أُخْرِج من مكحلة (٩).

والغَريزة : الطّبيعةُ ، والقَريحةُ ، والسَّجِيَّة من خَير أو شَرّ.

غرس :

الغَرْس : واحد الأَغْرَاس وهى جِلْدَة دقيقة تَخرج مع الولَد اذا خرج من بطن أُمّه. والغِرْس : ما يخرج من شارب الدّواء من رطوبات لزجة كالمخاط ، قال :

كلُّ جَنينٍ مُشْعَرٍ فى غِرْسِ (١٠).

غرض :

لحم غَرِيض : طرىّ.

والغَرْض : العِيْدان التى تُعْمَل منها الجبائر تُجبر بها كُسور العظام.

والمَغارِض : جوانب البطن أسفل الأضلاع ، واحدها : مَغْرِض.

وعِلَّة لا تُغَرَّض : لا يُوصل الى سببها بسهولة.


وغَرضتْ صحّته : نقصت.

والغَرَض : الشَّوق ، قال ابن هرمة :

مَنْ ذا رسولٌ ناصِحٌ فمُبَلِّغٌ

عنِّى عَلَيْه غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ

إنّي غَرضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِهَا

غَرَضَ المحِبّ الى الحَبيبِ الغائبِ (١١)

والإِغْرِيض : الأبيض من كلّ شىء.

غرق :

الغِرْقِئُ : القِشْرَة الملتَزقة ببياض البَيض. أو البياض الذى يؤكل. وهمزته زائدة لأنّه من الغَرَق.

والغَارِيْقُون : قِطَع بيض. يقال هو أُصول التِّين اذا تعفَّنتْ ، أو هى شىء يتكوّن من العُفونة فى بعض الأشجار المسوّسة ، أو شىء يتكوَّن على شجر الشَّربين ، أو على شجر النَّبُّوت. وأفضله الأبيض الهَشّ الخفيف. وهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية ، تِرْياق للسُّموم بالخاصّيّة ، مفتّح للسُّدد مُدِرٌّ للبول ، مُسَهِّل للبلغم والسّوداء ، مُقَوٍّ للقلب بالعَرَض ، نافع من السُّعال البلغمىّ المُزْمِن وخُصوصا مع رُبّ السُّوس ، ومن الاستسقاء وخُصوصا مع الأسارون ، ومن القُوْلَنج بأنواعه وخصوصا مع اليَسير من الجَنْدْبادِسْتَر ، ومِن الصَّرَع واليَرقان ، وحَصاة الكلية ، ووَجَع المفاصل والظّهر وخصوصا مع الزّراوَنْد ، ومن عِرْق النّسا وورم الطِّحال وخصوصا مع السّكنجبين.

ولذا فهو جيّد لجميع الأوجاع الباطنة الباردة حيث كانت ، وخصوصا مع


الأنِيْسُون. والشّربة منه من مثقال الى درهمين. ولا بأس بدُهْنِه مع دُهْن اللّوز بعد تصْفيته وباضافة يَسِيْرٍ من المصطكى لاصلاح مضرّته بالكلى. وبدله مِثْلاه بسْفانِيْج ، ومثله تِرْبِد ، ورُبْع مِثْلِه زَنجبيل. وبدله فى الأدوية التِّرياقيّة أُسْطُوخُوْدُس.

غرقد :

الغَرْقَد : شجر من العِضَاه. وعن أبى حنيفة الدّينورىّ : هو العَوْسَج اذا عَظُم. واحده غَرْقَده. ومنه قيل لمقبرة المدينة : بَقيع الغَرْقَد لكثرته فيها.

غرل :

الغُرْل فى حديث : (يُحْشَر النّاس يوم القيامة عُراةً حُفاةً غُرْلاً بُهْماً) (١٢). جمع أغْرَل : وهو الأَقْلَف ، والبُهْم : جمع بَهيم : وهو الذى لا يَختلط لونه بلون سواه ، أى : ليس فيهم شَىء من عاهات الدّنيا ، من البَرَص والعمَى والعَرج ونحوها ، وانّما هى أجساد صحيحة.

وقطع غُرْلتَه ، أى : قُلْفَتَه ، وذلك فى الخِتان.

والعَيش الأرْغَل : الرَّغيد.

غرم :

الغُرْمُ : أداء شىء لزِم من قِبَل نائبةٍ فى مال. والغَرام : العشق أو العذاب أو الشّرّ.

وأغْرَمتْه الأدواءُ ، وغَرَّمَتْه : لزِمتْه حتّى عَنَّتْه وأفنتْ مالَه وصحّته.


غرمل :

الغُرْمُول : الذَّكَر الضَّخْم الرّخْو. صفة مُستبشَعة لا علاج لها. أمّا رخاوته فربّما نفعتْ فيها الأدويةُ التى تُعين على الباه ، وذكرناها فى غير موضع بحسب ألفاظها.

غرنق :

الغُرْنُوق : الشّابّ الأبيض الطّويل الجميل. وطائر مائىّ طويل العُنُق أبيض اللّون والقوائم ، سُمِّي به لبياضه. وقيل الكركي ، وقيل هو طائر يُشبهه ويقال له أيضا : الغِرنِيق ، والجمع غَرَانِيق.

غزر :

الغَزير : الكثير من كلّ شىء. والغَزيرة من ذوات اللّبن : الكثيرة الدَّرّ.

غزز :

الغُزَّان : الشِّدْقان ، الواحد : غُزّ.

والإغْزاز : تعسُّر الحمل ، أَغَزَّت المرأة فهى مُغِزٌّ.

غزل :

الغَزال : ولد الظّبية الى أنْ يَقوَى ويطلع قرناه. والجمع غِزْلَة وغِزْلان ، والأنثَى غَزالة.


غسق :

الغَسَق : ظُلمة أوّل اللّيل. وغَسَقَ اللَّيل : اشتدّت ظُلمَته. واللّبن انصبّ من الضَّرع والجرح : سال منه ماء أصفر. وغَسِقَتْ عينُه وغَسَقَت : أظْلَمَتْ وأدْمَعَتْ. والغاسِق : القمر اذا كُسِف لظُلمته أو الثّريّا اذا سقطتْ عند كثرة وجود الطّواعين والأسقام ، وقوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) (١٣) ، قيل : المراد القَمر اذا دخل فى الكُسوف. وقال ابن عباس : أى من شَرّ الذّكَر اذا أنْعَض (١٤).

غشي :

الغَشْي : الإغماء : يقال : فلان غُشِي عليه غَشْياً وغَشَياناً : أُغْمِىَ عليه ، فهو مَغْشِيٌ عليه. والاسم الغَشْيَة.

والغَشْي : تعطيل جُلِّ القُوَى المحرّكة والحسّاسة لضعف القلب واجتماع الرُّوح كلّه اليه أو لاستفراغه. وسببه إمّا امتلاءٌ من مادّة خانقة للرّوح بالكثرة ، أو لاستفراغ مُحَلِّل لها ، أو لانعدام بديل لما يتحلّل ، أو وجع شديد ، أو ضعف فى البدن كلّه ، أو وصول قوَّة مضادَّة بالجوهر لمزاج الرُّوح مثل شَمّ الهواء الوَبائىّ ونتن الجِيَف ونُفوذ قُوَى السُّموم الى القلب.

والغَشْي الذى يقع فى ابتداء الحُميّات فهو عن أخلاط لزجة أو لذّاعة ، وقد يكون عن الدّماغ اذا حدثت به سُدَّة ، وعن المعدة لقُربها من القلب ، وقد يكون عن اختناق سُمِّى فى الرّحم ثمّ يصل الى القلب والدّماغ ، امّا عن كثرة المنىّ واحتباسه فى أوعيته واستحالته الى كيفيّة سمِّيَّة يرتفع عنها بُخار ردىء الى القلب والدِّماغ بتوسُّط الشَّرايين والأوردة ، وامّا عن احتباس دم الطَّمث


وكثرته فى الرّحم فيعرض عن المنى.

والكائن عن استفراغ الرّوح فامّا عن اسهال متتابع أو رُعاف أو نزف دم من عضو آخر كأفواه عُروق المقعدة أو الجراحة.

وأمّا الغَشْي الذى يعرض بعد الفَصْد فانّه لا يكون مُخيفا لأنّ القوّة الحيوانيّة معه قويّة.

وقد يسبّبه الوَجع لأنّه يوجبه لفرط تحليله للرّوح كما فى القُوْلنج وفى اللّذع المُفْرِط فى الأعضاء الحَسّاسة.

والغَشْىُ المستحكِم يتصَعِّب علاجُه جدّاً ، وخُصوصا اذا أدَّى الى اخضرار الوجه وانتكاس الرّقبة.

والعلاج :

ـ أمّا فى وقته فرَشٌّ الوجهِ بالماء البارد وتناول الموصوفات الطّبّيّة من الطّيوب والطّعام وسقى دواء المِسْك المذاب فى ماء التّفّاح أو ماء الورد ، ولِشَمّ الخيار خاصّيّة فيه مُجَرَّبَة وخُصوصا فى عِلاج الصّفراوىّ ، وتُنْطَل أطرافهم بالماء البارد ونواحى أعضائهم الرئيسة بماء الورد. وانْ كان السّبب السّمّ جُرّعَ ماء الورد المحكوك به حجر البادْزهر الحيوانىّ ودواء المِسْك المذاب فى ماء الورد. ـ وأمّا فى غير وقته فيُعالَج كلّ سببٍ بعلاجه.

وانْ كان هناك امتلاء فى فم المعدة فالقَىء جيّد جدّا ، أو فى غير فَمِها كما فى اختناق الرّحم فعلاجه :

ـ أمّا فى وقت النَّوبة فشَمّ الأشياء الكريهة كالجَنْدْبِيْدِسْتَر والقَطران والنّفط ونحوا لأجل تحليل البُخارات وتَسَفُّلِها ،

ـ وأمّا فى غير وقت النَّوبة فتنقية البدن بالحبوب والايارجات الكبار.


ـ وانْ كانت المرأة غير متزوّجة فتُزَوَّج.

ـ وإنْ كان عن استفراغٍ فسَقْي ماء اللّحم.

ـ أو عن بَرْد فسَقْي الماء المغلىّ فيه الزّنجبيل والقرنفل ونحوهما.

ـ أو عن حَرّ فسقي اللّبن الحامض المذاب بالماء البارد.

ـ وأمّا الذى يعرض لمن لم يَعْتَدْهُ ولأصحاب المعد الضّعيفة والأبدان التى تغلب عليها المِرَّة الصّفراء. وهؤلاء يجب أنْ يُسْقَوا قَبْلَ الفَصْد شيئا من الرُّبوب المقوِّية للمعدة والقلب.

ودَلْكُ الأطرافِ والمعدة وتسخينُهما بمثل دهن النّاردين ودهن الخَرْدَل نافع جدّاً. والحمّام جيّد لمن يعتريه الغَشْي عن هَيْضَة أو ذَرَب (١٥).

والغِشا ، والغِشاوة والغِشوة : الغِشاء.

وغِشاء كلّ شىء : ما تَغَشّاه ، كغِشاء البَصَر والقلب وغيرهما ، قال تعالى :

(وَعَلى أَبْصارِهِمْ شاوَةٌ) (١٦) وقُرِئ" غِشْوَةٌ" كأنّه رُدّ الى الأصل ، لأنّ المصادر كلّها تُرَدّ الى" فَعل" والقِراءة الجيّدة غِشاوَةٌ.

وكلّ ما كان مُشْتَمِلا على الشَّىء فهو مبنىّ على فِعالة نحو الغِشَاوَة والعِصاوة والعِمامة ، وكذلك أسماء الصّناعات لاشتمال الصّناعة على كلّ ما فيها كالخياطة والقِصارة ونحوهما.

وغِشيانُ الرَّجِل المرأةَ ، معروف ، والفِعْل منه غَشِيَها يَغْشَاها.

غصص :

الغُصَّة : شَجا يَعرض فى الحَرْقَدَة من ألَم نفسانىّ.

ويَغَصُ بالماء شاربُه ، مَثَلٌ لشدّة الألَم والحُزن.


غصن :

الغُصْن ، غُصْن الشَّجرة ، معروف. والجميع : غُصون وأغْصان وأغْصِنَة. الأخيره عن الخليل (١٧) رحمه‌الله.

غضب :

الغَضْب : الأسَد. والغَضَب : ضِدّ الرِّضَى وهو غَلَيان الدّم فى القلب وانبساط الرُّوح الحيوانىّ عند الانفعال النّفسانىّ طلَبا للانتقام.

وأمّا الرّوح الحيوانىّ فالقوّة التى اذا حصلت فى الأعضاء هيَّأتها لقبول الحسّ والحركة وأفعال الحياة. ويضيف الحكماء اليها حَركات الخوف والغضب لما يجدون فى ذلك من الانبساط والانقباض والعارِضَين للرّوح المنسوبَين الى هذه القوّة.

قال الفارابىّ : لَمّا اعتقدت الأطبّاء أنّ الرّوح الذى فى القلب صُورته هذه القوّة ورأوا ذلك الرّوح يعرض له عند الأحداث النّفسانيّة انبساط وانقباض ، أمّا الانبساط فكما عند الغَضَب والفرح ، وأمّا الانقباض فكما عند الخوف والغَمّ ، وقد ثَبت عندهم أنّ حركة كلّ روح انّما هى بتحريك القوّة التى هى صورتها ، فوَجَب أنْ تكون حركات الانفعال التى تعرض فى الرّوح عند الأحداث النّفسانيّة من أفعال هذه القوّة.

وأمّا فى الحقيقة فانّ مبدأ تلك الانفعالات هو من القُوَى النّفسانية وتأثير موقع الأفلاك والأجرام السّماويّة.

ونُقل عن أطبّاء اليونان أنّ كلّ واحد من الانفعالات التى تُسَمَّى بالأحداث النّفسانيّة فانّه يلزم حركةً من الرّوح الحيوانىّ وهذه الحركة امّا أنْ تكون الى


داخلٍ أو الى خارجٍ أو اليهما معاً. والتى الى داخل قد تكون دُفْعةً كما فى الرَّعب ، وقد تكون قليلا قليلا كما فى الغَمّ. والتى الى خارج قد تكون دُفْعَةً كما عند الغَضَب ، وقد تكون قليلا قليلا كما عند السّرور والفرح واللّذّة. والتى اليهما معا قد تكون الى الخارج أظْهَرَ كما عند الخجَل وقد تكون الى الدّاخل أظْهَر كما عند الهَمّ.

وذكر الفارابىّ أنّ حركة الرّوح فى الخجَل والهَمّ الى خارجٍ وداخلٍ ، لأنّ الخجل كيفيّة نفسانيّة تتبعها حركة الرّوح الى داخل البدن وخارجه ، لأنّه كالمركَّب من فزع وفرح ، فانّ النّفس تنقبض أوّلاً الى داخلِ الباطنِ لأجل الأمر المخجل فيصفرّ اللّون ثمّ يعود العقل فينبسط القَبْض بتحقير ذلك الأمر فيحمرّ اللّون. والهمّ كيفيّة نفسانيّة تتبعها حركة الرّوح الى داخل وخارج لحدوث أمرٍ يَتَصَوَّر منه خيرا أو شرّا ، اذْ هو مركَّب من رجاء وخوف فأيّهما غلَب على الفكر حرّك النّفس الى جهةٍ. فانْ غَلَب الخير المتوقَّع تحرّكت الى خارج وانْ غَلَب الشّرّ المنتظَر تحرّكت الى داخل.

والغَضُوب : الحيّة الخبيثة. والغَضْبَة : لحمة فى الجفن الأعلى خِلقةً. وجِلْدَة الرّأس والغُضاب والغِضاب : القَذَى فى العَين والجدري أو أىّ داء غيره يخرج بالبدن يشبهه. والغَضَب : ما بين الذّكَر الى الفخذ.

غضرف :

الغُضْرُوف : عُضْوٌ بسيط متوسِّط فى الصَّلابة واللِّين ، فالعَظْم أصلب منه وهو أصلب من باقى الأعضاء. وهو بارد يابس وله منافع منها أنّه متوسِّط بين العظام والأعضاء اللّينة لئلّا يتأذَّى ما هو لَيّن بما هو صُلْب.


غضض :

الغَضِيضُ : الطّري الذى لم يتغيَّر كالغَضّ. والغَضِيض : الطَّرْف الفاتر ، وفُتوره امّا خِلْقَةً وامّا حياءً. فالأوّل كقول كعب :

وما سُعاد غَداةَ البَين اذْ رَحَلُوا

الّا أغَنّ غَضيض الطَّرْف مَكْحُولُ (١٨)

والذى يكون حَياءً ، فكقوله ، تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) (١٩) والغَضَاض ، والغُضاض : العِرْنِين وما والاهُ من الوَجْه.

غضن :

الغَضْن : كلّ تَثَنٍّ فى الجلد أو غيره. والجمع : غُضُون. والمُغاضَنة : كسر العَينين لِريبة. والأَغْضَن : الكاسر عينَه خِلْقَةً أو عَداوة أو تكبّرا.

وأغْضَنَت الحمَّى : دامت.

وأَغْضَن الحبّ : دام.

غضي :

الغَضَا : شجر معروف وهو كثيرٌ بنَجْد واحدته غَضاة. والإغضاء : أدْنَى الجُفُون. وغَضَى الرَّجل وأغْضَى : اذا أطبق جفنيه على حدقتيه. ويقال : أغْضَى جفنيه على القَذَى اذا صَبر على الأذى.

ويقال : أَغْضَى اللّيل : اذا أظْلَم. وليلة غاضِيَة : شديدة الظُّلْمَة. ونار غاضِيَة : عظيمةٌ مُضيئة. وهو من الأضداد.

وتَغاضَيْت عن فلان : اذا تَغافلت عنه.


غطط :

الغَطِيط من النّائم : صوتُه الذى يَخْرُج مع نَفَسِه ، وهو تردُّد الصَّوت حيث لا يجد مَساغا.

غطى :

الغِطَاء : ما يُغَطَّى به. ويقال : فلان مُغَطَّى القِناع : اذا كان خامل الذِّكر. قال حسّان :

رُبَّ عِلْمٍ أَضَاعَهُ عَدَمُ المالِ

وجَهْلٍ غَطَى عليهِ النَّعِيْمُ (٢٠)

قال ابن الأعرابىّ : يُحكى أنّ حسّان صاح قبل النُّبوَّة ، فقال : يا بَنى قَيْلَة فجاء الأنْصار يُهْرَعُون اليه ، فقالوا : ما دهاك؟ فقال : قلتُ بيتاً أخاف أنْ أموت فيدَّعيه غيرى. قالوا : فأنْشِدْهُ لنا. فأنْشَدَهُم البيت المذكور.

وغَطَى فلان : اذا امتلأ شبابا ، غَطَى يَغْطِي غَطْياً ، فهو غَاطٍ. قال :

يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فيه الشَّبابُ معاً

وأخْطأتْهُ عُيونُ الجِنّ والحَسَدِ (٢١)

 غفت :

الغَافِت ، من الحشائش الشّائكة ورقه كورق الشَّهْدانَج وزهره كالنَّيلوفر ، وهو المستعمل وكذا عُصارته. وهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية. وفيه جَلاء وقَبْض يَسيرٌ ومَرارةٌ شَديدة ، جيّد الابتداء لداء الثَّعلب وداء الحيّة. وعُصارته نافعة من الجرَب والحَكّة اذا شُربتْ بماء الشّاهْتَرَج والسّكنجبين. ومن أعراض


الاستسقاء. وحَشِيشَتُه نافعه من أوجاع الكَبد وسُدَدِها. ويُقوّيها. ومن أورامها وأورام المعدة ، ومن صَلابة الطّحال ، ومن الحميّات المزمِنة. وبدله وزنه أسَارون ونصف وزنه أفْسَنْتِيْن. وقد رأيتُ وَرَقَه وهو جافّ لونُه ما بين الخُضْرة والصُّفْرَة. والشّربة منه من درهم الى مثقال. وقيل أنّه يضرّ بالطِّحال ويُصلحه الأنِيْسُون. وقيل يضرّ بالأنثَيين ويُصلحه الورد.

غفر :

المَغَافِير : شَيء كالنّاطِف يُنضجه العُرْفُط وغيره ، حُلو يؤكل ، غير أنّ رائحته ليست بطيّبة. والواحد مِغْفَر ، وهو حارّ وفيه تحليل.

وصمغ الإجّاصة : المِغْفَار.

والغِفَارَة : ما يُشدّ عند الجرح لِيَقي من سَيلان الدَّم.

غفو :

الغَفْوَة : النَّومة الخفيفة ، وفى الحديث : (فغَفَوْتُ غَفْوَةً) (٢٢). أى : نِمت نَومة خفيفة. والغَفا : الشَّيء الرَّذْل. وقد أغْفَى الطَّعامُ : كثُرت نخالته.

غلث :

غَلَثَتْ صِحَّتُه : تَناوبتْ عليه عِلَلٌ مُختلفة مُتضادّة يَعْسُر علاجها.

غلس :

الغَلَس : ظُلْمَة آخِر اللّيل اذا اخْتَلَط بضوء الصّباح. وذَكروا أنّه أوّل الصُّبح


يَنتشر فى الآفاق ، وسَواد مختلط ببياض وحُمْرة.

وفى الحديث أنّه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان يُصَلّى الصُّبح بغَلَس (٢٣).

غلق :

الغَلْقَة والغِلْقَة : شَجرة مُرَّة جدّا تكثر فى الحبَشة والحجاز. لا تؤكل وانّما تُدْبَغ بها الجلود. والحبشة يطبخونها ويَسْقُون بمائها السِّلاح فلا يصيب أحداً الّا قَتله.

غلصم :

الغَلْصَمة : لحمٌ صفاقىّ لاصِق بالحنَك تحت اللهاة مُتَدَلّ مُنْطَبِقٌ على رأس القَصبة. وهى رأس الحلقوم. وهو الموضع النّاتِىء فى الحلق والجمع غَلاصم.

غلف :

الغُلْفَة : جِلْدَة الذَّكَر. وغُلام أَغْلَف : لم يُختن.

وغِلاف الكتاب ، معروف ، وهو جِلْدُه.

ويقال للحاجِم : أَغْلِفْ أَدَوَاتك ، أى : اجعلْ لها غِلافا ؛ وغَلِّفْ مثله.

غلل :

الغَلِيل : شدّة العطش وحرارته. وحرارة الحُبّ والحزن.

والغَلل : الماء الجارى. وأغَلّ الجازر والسّالخ : اذا تركا فى جِلْد الذّبيحة شيئا من اللّحم من غير عِلْم أصحابها.


وفى الحديث : (لا إغْلال ولا إسلال) (٢٤). فالإغلال الخيانة. والاسلال : السّرقة. قال :

جَزَى اللهُ عنّا جَمْرَةَ ابْنَةَ نَوْفَلٍ

جَزاءَ مُغِلٍ بالأمانةِ كاذِبِ (٢٥)

وأدْواء مُغِلَّة : غامضة ، واحدها : داء غَالٌ.

وغَلَلَتُ الدّواءَ فى حُلقومه ، ووَجَرْتُه ، سَواء ، وذلك اذا أكرهتَه على تجرُّعه. وتَغلغَل الدّاءُ فى بدن فلان : اذا استشرَى فيه وانتشر.

والغَلِيل : النَّوى يُخلط بالقَتِّ تَعلفه النّاقة. قال علقمة :

سُلّاءة كعَصا النَّهْدِىّ غُلَ لها

ذُو فَيئةٍ مِنْ نَوَى قُرّانَ مَعْجُومُ (٢٦)

غلم :

الغُلْمَة : هَيجان شَهوة النِّكاح من الذَّكَر والأنثى. وفى الحديث : (خَيْرُ النّساء الغَلْمَاء على زوجها) (٢٧).

والغُلام : الطّارّ الشّارب.

غلى :

الغالِيَة : طِيْب معروف مُركَّب من مِسْك وعَنْبَر وعُود. ودُهْن طيّب الرّائحة كدهن البان. وهى حارّة المزاج. وشَمُّها ينفع من الصَّرَع والسَّكتة ويُسَكِّن الصّداع البارد. ويُفَرِّح القلب وينفع من أوجاع الرّحم الباردة. ويُدِرّ الطَّمْث حُمولا. وينفع من أوجاع الأذن الباردة اذا حُلّ فى دهن البان قُطورا. ويُقال


لكلّ شىء ارتفعَ : قد غَلا وتَغالى. ويُقال : غَلَت القِدْرُ تَغلي غَلْياً وغَلياناً ، ولا يقال غَلِيَت ، قال أبو الأسود :

ولا أقُوْلُ لقِدْرِ القَوم قَدْ غَلِيَتْ

ولا أقولُ لِبابِ الدّار مَغْلُوْقُ (٢٨)

 أى : يُقال مُغْلَق.

غمت :

الغَمْتُ : التُّخَمَة ، يقال : فلان غَمَتَهُ الطَّعامُ : اذا أكَله دَسماً فغَلَب على قلبه وثَقُل أُتْخِم منه.

غمر :

الغَمْر : الماء الكثير ، والغُمْر : الزّعفران أو الوَرس أو الكُرْكُم. والغَمَر : الزُّهومة من اللّحم. والغِمْر : الحِقْد والغِلّ والعَطَش. والجمع أغْمار. والغَمْرَة : الشِّدَّة. وغَمْرَة كلّ شىء : شِدَّتُه. والجمع غَمَرات. وغُمَر.

والغَمْرَة ، أيضا : ما تَطَّلِى به العروسُ من الوَرْس ونحوه ، وهى تمر ولبن يُطْلَى به وجه المرأة حتَّى تَرِقَّ بَشَرَتُها. والغَمِير : حَبُّ البهمَى السّاقط من سُنبله وقتَ يُبْسِه والجمع أغْمَار.

غمض :

الغُمْض والغَماض والغِماض والتَّغْمَاض والتَّغْمِيض والإغْماض : النَّوم. وقد يكون التَّغْمِيض من غير نَوم.


غمم :

الغَمّ : الكَرْب على ما مَضَى سُمِّى بذلك لاشتماله على القلب كما سُمِّى السَّحاب غَيماً لأنّه يَغُمّ السَّماء ، أى : يَسترها.

والغَمم : سَيلان الشَّعَر حتَّى يغطّى الوجه والقفا ، قال هُدبة :

فلا تَنْكِحَنْ انْ فَرَّقَ اللهُ بينَنا

أغَمَ القَفا والوَجْهِ ليسَ بأنْزَعَا (٢٩)

وذكر لنا شيخُنا العلّامة ، أنّ للقلب آفتَين ، وهما الغَمّ والهَمّ. فالغَمّ يَعْرُض عنه النّوم ، والهَمّ يَعْرُض عنه السَّهَر. وذلك بأنّ الهَمّ فيه فِكْر فى الخَوف بما سيكون ، فمنه يكون السَّهر ، والغَمّ لا فِكْرَ فيه ، لأنّه انّما يكون بما قد مضى وانْقَضَى.

ولمّا كان القلبُ وعاءَ الدّم ، والغَمّ يُهَيِّج الحرارةَ الغريزيّة ، فتلك الحرارةُ تَعبث بوعاء الدّم هو القلب ، ولذلك كُرِهَ الغَمُ خَوْفَ العَوارضِ المكروهة التى تُهَيِّج الحرارة ، وتُسخِّن المزاج ، فينحلّ الدّم ، ويَنتقض تركيبُ الطّبيعة.

فالهَمّ فَناء القلب ، والغَمّ مرض القلب. فايّاك والغَمّ فإنّه ذَهاب الحياة ألا ترَى أنّ الحىَّ اذا غُمَ تَلَاشَى منه؟!

والتَّغَمْغُم : الكلام الذى لا يَبين. والغِمامة : ما تُشَدّ به الجراحات والكسور. والغَميم : لبن يسخَّن حتّى لغلظ. وغَمَّت عليه الحمَّى ، أى : دامت ، وهو امّا من الغَمّ ، وامّا من التّغطية ، كأنّها قد غَطَّتْهُ.

غمى (٣٠) :

الغَمَى ، والغِماء : الغِطاء. ويقال : غُمِي على المريض وأُغْمِي عليه : غُشِي عليه


ثمّ أفاق ، كأنّ المرض ستَر عقله وغطّاه. وجمْع غِماء أغْمية.

ويقال : أغْمَى يومُنا وأغْمَت ليلتُنا : غُمّ هلالها اذا حال دون رؤيته غَيم ، كما يقال غُمَّ علينا. وأصل التَّغمية السّتر والتّغطية.

غندب :

الغُنْدُبة : لحمة صُلبة حوالى الحلقوم. والغُنْدُبَتان : عُقدتان فى أصل اللّسان ، أو هما اللَّوزتان ، والجمع غَنادب.

غنذ :

الغَانِذ : الحَلْق ومَخرج الصّوت.

غنج :

الغَنَج : الرِّياضة. والغِنَاج. وَجَع الصُّلْب والمفاصل.

غنن :

الغُنّة : صوت الخَيْشُوم من الأنف. وغَنَ الوادى وأغَنَ فهو مُغَنٍ. كثر ذُبابه لكثرة عُشبه حتّى يُسمع لأصواتها غُنَّة.

غني :

الغِنَى : ضِدّ الفَقْر ، واذا فُتِح مُدَّ ، وأمّا قول الشّاعر :


سَيُغْنِيْنِى الذى أغناكَ عنِّى

فلا فَقْرٌ يَدومُ ولا غَنَاءُ (٣١)

 فانّه يُرْوَى بالكسر والفتح ، فمَنْ رواه بالكسر أراد مصدر "غانَيْتُ" ومن رواه بالفتح أراد الغِنَى نفسَه. والاسم الغُنْيَة والغِنْية.

والغَنِىّ من أسمائه تعالى ، لأنّه الذى يُغْنِى مَنْ يَشاء مِنْ عباده. وفى الحديث :

(ليس مِنّا مَنْ لمْ يَتَغَنَ بالقُرآن) (٣٢). قال أبو عُبيد : كان سُفيان بن عُيينة يقول : ليس مِنّا مَنْ لمْ يَسْتَغْنِ بالقرآن عن غيره.

والأَوْلَى أنْ يكون المراد تحسين الصّوت بالقرآن ، أو تحسين كلمات القرآن فى الأسماع. وذلك قولُه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (ما أذِنَ الله لشىء كاذْنِه لنبىّ يتغنَّى بالقرآن) (٣٣). وقوله ، عليه‌السلام : (زَيِّنُوا أصواتَكم بالقرآن) (٣٤). قال الأصمعىّ : الغِنَى من المال ، مقصورٌ ، ومن السَّماع ممدود ، وكلّ مَنْ رَفَع صوته ووالاه فصوتُه عند العرب غِناء. والغَانِيَة : هى المرأة التى غَنِيَتْ بحُسْنِها وجمالها عن الحلىّ. وقيل هى الشّابّة المتزوِّجة. وقيل : هى الشّابّة الحسناء العَفيفة كان لها زوج أم لا. وقيل غير ذلك. والجمع : الغَوانى.

غهب :

الغَيْهَب : شِدّة سواد اللّيل ، قاله الخليل (٣٥). والرّجل الخفيفُ الضَّعيف. أو الغافِل ، أو البَليد. وفَرَس غَيْهَب : شديد السَّواد. والغَهَبُ : الغَفْلَة.

غوث :

المُغِيثُ الكبيرُ : مَعْجُونٌ أدخله الحَرَّاني إلى الأندلس. وكان يبيع الشّربة منه


بخمسين ديناراً لأوجاع الجَوْف ، وقد ظلَّ تعديل أوزان مركّباته سِرّاً ، فلمّا مات الحرّانىّ تأدَّى لبعض المتطبّبين أن يعمله ، فكثرت أنواعه. وأكثرها لا يفيد ، وانّما هى أخلاط وأوْشابٌ. وقد استعضنا عنه بدَواء مُفْرَد مِنْ قِشْر الرّمّان اليابس وبعض اللّبوب ، وشُهِرَ ، والحمد لله.

غور :

الغار : الجُحْر الذى يأوِى اليه الوحش. وما خَلْفَ الفَراشة من أعلَى الفَم أو هو الذى بين اللَّحيين أو داخل الفَم. وشَجَرٌ عظيمٌ له حَبّ معروف يقع فى التِّرياق.

حارّ يابس فى الثّالثة ، ينفع من السُّموم كلّها ويفتح سُدَدَ الكبد ويسكّن المغَص. وينفع من وَجَع الطِّحال.

ومضرّته بالصَّدْر واصلاحه بالكَثِيرا. والشّربة منه درهم الى درهمين. ودهنه مُسَخِّن ينفع من النَّزلات الباردة.

والغاران : العَظْمان اللّذان فيها العينان.

وغار الماء غَوْراً : ذهب فى الأرض وسَفُلَ فيها.

وغَارَتِ الشّمس تَغُور غِيارا : غَرُبَتْ.

قال أبو دؤيب :

هَلِ الدَّهْرُ الّا لَيلةٌ ونَهارُها

والّا طُلوع الشّمس ثمّ غِيارُها (٣٦)

وغَوَّرَت العِلَّة : اذا تسرَّبت الى الأحشاء ، فيما لا تكون طبيعتها ذلك.

واسْتَغَارَت القَرْحَة : تورَّمت.


غول :

الغُوْل : كلّ ما اغتالَ الانسانَ فأهلكه. ومَنْ يَتَلَوَّن ألوانا من السَّحَرَة والجِنّ ، وكلُّ ما زال به العقل ، والجمع : غِيْلان وأغْوُل.

والغَوْلان : حَمْض ، وقيل : نَبْت.

وغَالَه الدّاء يَغُوْلُه : اذا أهْلَكَه. وخافَ غائلةَ دائِه ، أى : شَرَّهُ.

والغَيْل : ارضاع المرأة ولدَها وهى حامل.

غيث :

الغَيْث : المطَر ، والكَلأ الذى ينبت به. وغاثَهم الله ، أَغَاثَهم : أنزل عليهم الغَيث ، ثمّ اتّسع فى كل خَير ورحمة ، ومنه الغِيَاث : وهو ما أَغَاثَك الله به.

غيد :

الغَيَد : النُّعومة.

والأَغْيَد : الوَسْنان المائل العُنق.

والغَيْدَاء : المرأة المتثنِّية من اللين.

والغادَة : الفتاة النّاعمة اللّيّنة.

غيظ :

الغَيْظ : الغَضَب ، وهو غَلَيان دَمِ القَلْب وانبساط العَصَب والرُّوح عن انفعال نفسانىّ. ولا علاجَ له الا بازالة سببه وذِكْرِ الله تعالى. قال ، عزّ مِنْ قائل : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (٣٧).


غين :

الغَيْن : العَطَش.

وشَجَرة غَينَاء : كثيرة الوَرَق. والغَيْن ، جَمْعُه.

وغانَتْ نَفْسُه لِداء أو شراب : اذا غَثَتْ ، تَغِينُ.

غيى :

الغايَة : مَدَى كلِّ شىء. ويقال : هذا الشَّىء غايةٌ ، أى : انّه لا نظيرَ له. أُخِذَ مِنْ غاية الحرْب ، وهى الرّاية ، أو من غاية السَّبْق وهى قَصَبة تُنْصَب فى الموضع الذى تنتهى المسابقة اليه ليأخذها السَّابق.


حواشي حرف الغين

___________________

(١) هذه رواية الهروىّ. وبلفظ (خمر العالم) فى النّهاية ٣ / ٣٣٨.

(٢) النّهاية ٣ / ٣٤٠.

(٣) ينظر العين (غذذ).

(٤) ديوان القطامى ٤١. واللسان (غذم).

(٥) تكرر ذكر الكيموس كثيرا. ومرّ شرحه فى حواشى مادة (اصطخيمون) فى حرف الهمزة.

(٦) السّرمق : نبات من الفصيلة السّرمقيّة التى تحتوى على السّلق والاسفاناخ وغيرهما. ينظر ل ع م ٤ / ٢ / ٢٨.

(٧) النّهاية ٣ / ٣٤٩.

(٨) المستقصى ٢ / ٥٦.

(٩) العين (غرز).

(١٠) لمنظور بن مرثد الأسدىّ. ينظر المعانى الكبير ١ / ٢٥١. تهذيب الألفاظ ٣٦٤. الصحاح ٢ / ٩٠٠.

(١١) ديوان ابن هرمة ٦٥. متخير الألفاظ ٨٨. المجمل ٤ / ٣٧.

(١٢) النّهاية ٣ / ٣٦٢.

(١٣) الفلق ٣.

(١٤) والأصوب من كلّ هذا ما قاله الخليل من أنّ الغاسق. اللّيل اذا غاب الشّفق. وما قاله الفرّاء من أنّ (الغاسق). اللّيل. و (إذا وقب) اذا دخل كلّ


___________________

شىء وأظلم. ينظر العين (غسق). ومعانى القرآن للفراء ٣ / ٣٠١.

(١٥) حاشية الأصل : الذّرب : فساد المعدة.

(١٦) حاشية الأصل : الذّرب : فساد المعدة.

(١٧) البقرة ٧.

(١٨) العين (غصن).

(١٩) ديوان كعب ١٦. اللسان (غضض).

(٢٠) النّور ٣٠.

(٢١) ديوانه ٨٩. وبرواية (رب علم) فى رسالة الغفران ٥٤١.

(٢٢) لرجل من قيس وهو فى المجمل ٤ / ٤٧. واللسان (غطى).

(٢٣) النّهاية ٣ / ٣٧٦.

(٢٤) المصدر السابق ٣ / ٣٧٧.

(٢٥) ن م ٣ / ٣٨٠.

(٢٦) للنّمر بن تولب فى ديوانه ٢٨. وبرواية (حمزة ابنة نوفل) فى اللسان (غلل).

(٢٧) ديوان علقمة ١٣١. اللسان (غلل).

(٢٨) النّهاية ٣ / ٣٨٢.

(٢٩) ديوانه ١٢٣. واللسان (غلى).

(٣٠) ديوانه ٣٣. واللسان (غمم).

(٣١) هذه المادة من م. وبعضها موضعه فى (غمم).

(٣٢) اللسان (غنى).

(٣٣) النّهاية ٣ / ٣٩١.

(٣٤) ن م ٣ / ٣٩١.


___________________

(٣٦) ن م ٣ / ٣٩١.

(٣٧) العين (غهب).

(٣٨) ديوان الهذليين ١ / ٢٤. المجمل ٤ / ٢٣.

(٣٩) الرّعد ٢٨.



حرف الفاء

ف



فاد :

الفُؤاد : القَلْب لِتَفَؤُّدِهِ ، أى : تحرُّقه وتوقُّده. وغِشاوة القلب وحبَّته وسُوَيْداؤه ، مُذَكَّر ، والجمع أَفْئِدَة.

قال سيبويه : يُكَسَّر على غير ذلك وفى الحديث : (أتاكُم أهلُ اليَمَن هم أرقّ قُلوبا وألْيَن أَفْئِدَةً) (١).

قال الهَروىّ : كأنّ القلب أخَصّ من الفُؤَاد. وقيل هما قريبان من السَّوداء. وكَرَّر ذكرهما لاختلاف اللّفظَين تأكيدا.

والمَفْؤُود : الذى أُصيب فُؤَادُه بوجَع فيتقيّأ منه. وفَأَدْتُه : أصَبْتَ فُؤَادَه ، وهو مَفْؤُودٌ ومُفْتَأَدٌ.

ووَجَع الفؤادِ : وَجَع يعرض لفَم المعدة ويسمَّى وجع الفُؤَاد على سبيل التَّجوُّز لِقُرْبِ هذا الموضعٍ من القلب. ومجاورته له بحيث لا يفرِّق كثير من الناس بينهما فى الآلام. واذا شكا اليك عامّىّ فؤاده فاعْلَمْ أنّه يريد به فَمَ المعدةِ. ومِنَ النّاس مَنْ يُسَمِّى فم المعدةِ الفُؤادَ والقلبَ ، كما أنّ مِنَ النّاس مَنْ جَرَى فى كلامه" فَمُ المعدةِ" وهو يُشير الى القلب اشتراكا فى الاسم أو ضَعْفاً فى التّمييز. وهؤلاء هم الأقدمون جدّاً من الأطبّاء. وأما أبقراط فكثيرا ما يُسمِّى فمَ المعدةِ فؤاداً ، بحسب تأويله.

فار :

الفَأر ، والفَار تخفيفاً : حَيوان معروف. والجمع فِئْران. والفَأْرَة له وللأنثى. وقيل الفَأر للذّكر والأنثى ، كما قالوا للذّكر والأنثَى من الحَمَام حمامة.

وفَأْرَة المِسْك : فافِجَتُه ، أى : وِعاؤه. والفَأر المِسْك قيل لأنّه من الفار يكون.


والفُوارَة والفِيْرَة : حُلْبَة وتمر يُطبخ للنَّفساء.

فاس :

الفَأس مِنَ الرّأس : حرف القَمَحسدُوَة المشرف على القَفا ، ومن الفم : طَرفه الذى فيه الأسنان.

فأفأ :

الفَأفَأة : كثرة تردُّد الفاء فى الكلام ، وهو فَأْفَأٌ وفَأْفَاء ، يُقصر ويُمدّ ، وهى فَأْفَاءَة. وسيأتى ذكرها فى (ل ث غ).

فتخ :

الفَتَخ : استرخاء المفاصل ولِينها وعُرْضُ الكَفّ والقَدَم وطولهما ، وباطن ما بين العضد والذّراع.

فتر :

الفَتَر : الضَّعف. أَفْتَره الدّاء : أضْعَفه ، وكذلك أفْتَره السُّكْر. وماء فاتر : بين الحارّ والبارد. وطَرْف فَاتِر : فيه فُتُور ليس بحادّ النَّظر.

فتق :

الفَتْق ، لغةً : الشَّقُّ ، يقال فَتَق فلانٌ الشّىء يَفتقُه ، بكسر التّاء وضمّها ، فَتْقاً :


شَقَّه. طِبّاً ما يأتى بيانه.

وهو عِلَّة فى الصِّفاق بأنّ ينحلَّ الغِشاء ويقع فيه شَقٌّ ، ولا بُرْءَ له الّا ما يحدث للصّبيان نادرا. وذلك امّا لِثِقَل يسبّبه الثّرت. أو انتفاخ الأمعاء أو حركة عنيفة فى المشى أو حمل شىء ثقيل. وأكثر حدوث هذه العلّة امّا من حركة رديئة مُفْرِطة من وَثْبَة أو صرخة أو سعال شديد لا سيّما بعقب الغِذاء ، أو حمل شىء ثقيل ، أو ضربة تقع على البطن فتَهْتِك الصِّفاق أو من ريح نافخة اللبطن والأمعاء فتمدِّد الصِّفاق وتخلخله وتهتكه. وعلامتهٌ زيادةٌ تظهر وتحسّ بين الصِّفاق الدّاخل وبين المراقِّ ، ويزداد ظُهورها عند الحركة وحَصْرِ النَّفَس ، وتَغيب عند الاستلقاء والغَمْز عليها. ولا بُرْءَ لهذه العلّة الّا ما يحدث للصّبيان فى النّادر.

وتُعالَج على كلّ حال لئلّا تزيد. وتَرْك الحركات القويّة والنّهوض دُفْعَةً ، والجماع خاصّة بعَقِب الطّعام وترك المنفّخات من البُقول والفواكه الرّطبة ، والحذر من طُول الجلوس فى الحمّام. ويُسْقَى الكَمّون ونحوه ممّا يكسر الرّيح ، وبادامة الشَّدّ بالرَّفائد لا بالأكَر فانّها تُوَسِّعُه. واذا سَلَك النّافذ تأدَّى الى الخصيتَين فسُمَّىَ" أُدْرَة" وقَيْلَة ، وما سوى ذلك يسمَّى بالاسم العامّ.

وقد يكون الفَتْق لاتّساع المجريَين اللَّذين فوق الأنثَيين أو لانخراق ما بينهما فينفذ الى كيس الأُنثيين امّا ثرب وامّا حجاب وامّا مِعىً وخصوصا الأعور ، أو ريح غليظة ويسمَّى أدْرَة. وربّما لم ينزل الى الكيس بل احتبس فى احدى الأنثيَين. وكذلك كلّ ما ليس فى الكيس فيسمَّى بالاسم العام وهو الفَتْق. وسَمَّى بعضُهم جميع ما ينزل فى الكيس أُدْرَة وقَيْلَة ولم يفرِّق بينهما.

وأكثر أُدْرَة الخصية وتَهَتُّك صَلابتها وصَلابات الصَّفَن يقع فى الشُّرْب فانّه قد


يَعْرِض أنْ يتَّسع الثُّقبان لضيْقِهما أو يتخرَّقا وما يليهما مِنْ رُطوبة أو ارتخاء أو بمعونة صَرْخَة أو حرَكة أو سَقْطَة أو امساك مَنىّ متحرِّك ، ومنعه عن التَّدفُّق أو صُعود المرأة على الرّجل أو اتْعاب نَفْس فى الجماع وخصوصا على الامتلاء ، وكذلك الجماع على التُّخَمَة ، واجتماع الرّيح والبراز فى البطن.

وعلامة الفَتْق نزولا الثّرب أو الحجاب او المعى وخصوصا الأعور ، انّ كان الفَتْق فى جهته ، لأنّ أحد طرفَيه سائب ، أو رُطوبات تنصبّ من دفع الطّبيعة أو تتولّد عنها لبَرْدِها. وربّما حدث لها غشاء خاصّ.

وربّما نفع علاج الحديد ، وربّما نبت هناك لحم ، وربّما غَلُظ الصَّفَن.

وقد يتأتَّى من ورم وسمن فيشبه الأدْرَة ويسمى أُدْرَة اللّحم ، وربّما كان كذلك فى الأرْبِيَة.

وقد تنفخ فيه العُروق ويسمَّى أُدْرَة الدَّوالى.

وقد يسترخِى الصّفاق استرخاء شديدا من غير فَتْق فيستطيل ويُشبه الأُدْرَة أيضا.

وربّما وقع الفَتْق فوق الخصيتين وحَصَل عند الأُرْبِيَة وما فوقها وفوق السُّرَّة وفى الحالبَين. والذى يقع فوق السرة قليل نادر بالقياس الى غيره لأنّ ذلك الموضع مُدْعَم بالعَضَل ، وما تحته يُوافى أطراف العضل.

وقد يَعْرُض للسُّرَّة نُتوء وهو من قَبيل الفَتْق أيضا.

وما كان مِنَ الفَتْق فوق السُّرَّة فهو ردىء الأعراض وانْ كان قليل التَّزَيُّد ولا يؤلم فى الأوّل لأنّ المندفع فيه المِعَى الدّقاق ، وهى مُتزاحمة متضاعفة ، ويَحْتَبِس الثُّفل ويُتَقَيّأ ، ويكون من جنس" ايْلاوس" ويُسبِّب قَلقا وكُرْبَة ، ولكن ما كان تحت السُّرَّة أشدّ قبولا للاتّساع وأذْهَبَ فى الازدياد ، ولا يُؤلم


فى الأوَّل.

واعْلَمْ أنّ قَيْلَة المِعَى والثَّرب مرض قويٌّ عَسِر ، مهما كانت القَيْلَة صغيرة وقليلة الماء.

أمّا العلامة المشترَكة للفُتُوق فزيادةٌ تظهر بين الصِّفاق الدَّاخل وبين المراقّ ويزداد ظُهورها عند الحركة وحَصْر النَّفَس. وما كان لاتّساع المجرَى فعلامته أنّه يظهر قليلا قليلا فى الصَّفَن من غير حركة عَنيفة ولا صَيْحَة وغير ذلك يكوِّن أُدْرَة الخصية. وأما الذى فوق ذلك فهو لانخراقٍ لا مَحالةَ ، ولا يمنع منه التّجفيف.

وعلامة المعوىّ النّافذ فى الشّقّ فعَوْدُه بسرعة عند الاستلقاء ، واحتباس القَرْقَرَة وخصوصا عند الغَمْز.

وأمّا الثّرْبِىّ فيدلّ عليه حدوثه قليلا قليلا ويكون الى العُمق مع الاستواء فى الموضع. ولا يُحَسّ فى تلك الأدْرَة بقرقرة. وغالبا ما يكون صغير الحجم فى العُمق ، وربّما خرج بأسره. وهو عَسِرُ البُرْءِ ليس كقَيْلَة المِعَى لكنّ مَسَّهُ مُخالف لمسِّ قيلة المِعَى وكذا الماء والرّيح.

ورُجوع الأُدْرَة فى المعوىّ والثّربىّ أعْسَر من الرِّيحىّ.

وقَيْلَةُ الماءِ تُعرف بالمسّ وبتَمَدُّد الصَّفَن وبالملامسة ، وهذا أيضا لا يرجع ولا يدخل.

وقَيْلة الرّيحىّ معروفة ، فانّ الانتفاخ الرِّيْحِىَّ ظاهر ، والرِّيْحِىّ يعود بأدْنَى دَفْع وقلّة وَجَع. وقد يرجع فى الحال. وو لا يُسرع الاستلقاءُ فى رُجوعه ، فانّ حُكْمَه فى الاستلقاء وغير الاستلقاء مُتشابه اذْ لا ثقل له ولا انْزلاق.

ويختلف فى المعوىّ فهو عند الاستلقاء أسهلُ قليلا ، وقد تَعْرض منه أوجاعٌ بما


يمدِّد الصَّفَن وبما يَعْصُر الأُنْثَيَين.

واللّحمىّ علامته أنْ يكون فى نَفْس الصَّفَن لا فى داخله مع صَلابة وغِلَظ واختلافٍ شَكْلٍ.

واذا كان الورم صُلْباً سُمِّى" بورس".

وأمّا أُدْرَة الدَّوالى فتُعْرَف من العُروق الممتلئة ومن الالتواء العُنقودىّ فيها ومن استرخاء الأنثَيين وتمنع الحركة.

وما كان فى الشّرايين فانّ الكَبْسَ بالأصابع يمدِّده وما لم يكن فيها بل فى الأوردة فلا يتمدَّد بالكَبْس.

المعالجات :

أمّا التَّدبير الكُلِّي لأصحاب الفَتْق فهو ترك الامتلاء وترك الحركة الكثيرة والوَثْبة والنُّهوض دُفْعَةً والجماع. وشَرّ هذه الأحوال ما كان على الامتلاء. ويجب أنْ تُترك الأغذية النّافخة ولا يُسْتَكْثَر من شُرب الماء ، وأنْ يُهجر طول الجلوس فى الحمّامات. واذا أكل استلقَى ، ويُشَدّ فَتْقُه عند الجلوس ، وعند الجماع خاصة. ويكون جماعُه على خِفَّة من بطنه.

ولْيُعْلَمْ أنّ الغَرض فى علاج الفَتْق هو التحام الشّقّ انْ أمكن لئلّا يزداد ، وتجفيف ما استرخى واتّسع ، ورَدّ النّازل منه انْ كان ثِرْباً أو معىً ، وتحليل المجتمِع منه انْ كان ماءً أو رِيحا ، ومَنْع مادّته التى تمدّده ، وانْ لم تحلّل دُبِّر اخراجه ثمّ الحام الشّقّ أو حفظه لئلّا يزداد ، وذلك بالأدوية المقوّية والمُغَرِّيَة التى فيها قَبْض.

وكلّما كان الشَّقّ أقلّ كان الالحام أسهل. وربما استعين فيه بالكَىّ وتخفيفه بالأدوية المحلّلة. ورَدُّ النّازل بالشَّدِّ والرِّباطات.


وأمّا تحليل المجتمِع فبالضّمادات الاستشفائيّة وما يشبهها. ومنع مادّته بالاستفراغ وتقليل الغِذاء. واخراجه بالأدوية المُعَرِّقَة بقوَّةٍ وبِعَمَل الحديد. والرّفادة : مُثَلَّث يُتَّخَذ من الكُرْباس (٢) وغيره ، ثمّ يُحْشَى ويُحاط بكلّ زاوية منه ما يُربط به. وأكثر ما يُتَّخذ دائرة من الخشب توضع على الفَتْق وتربط عليه ، وهى رديئة لأنّها تُوَسِّعُه.

وأمّا الكلام على تشريح الثَّرِب والصِّفاق فشرح كلّ واحدٍ منهما فى مَحَلِّه. وأدْوِيَة فِتاق : اتُّخذت من أخلاط على غير دراية.

والفِتاق : طعام يُفْتَق ، أى : يُخلط بدهن الزَّنبق ونحوه كى تَفوح رِيحه. حكاه الخليل (٣).

فتك :

الفَتْك : القَتْل. والغَدْر.

وفى الحديث : (الايمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ) (٤).

وفَتَكَتْ بهم الأدواءُ والعِلَل : أفْنَتْهُم.

والفَاتِكَات والفَواتِك : المهلِكات من أمراضٍ وغيرها.

فتل :

فَتَلَهُ المتطبِّب ، أى : خادَعه وخَدَعَه ، وذلك فيمن لم يُحسن الصَّنعة ، ولم يكن له دُستور فيها.

والفَتِيل : الشّقّ يكون فى النواة ، وهو السَّحاة.

والفَتْلَة : نَوْر العِضاه.

والفَتْلاء : العَبْلَة الضّخمة الذّراعَين والسّاقَين.


فتن :

الفَتّانات : الأوبئة المهلِكة. والفَتَّان : الشّيطان. والفِتْنَة : الابتلاء.

والعَيش فَتْنان ، أى : لَونان. قال أبن أحمر :

والحَىُّ كالميتِ ويبقى التُّقَى

والدَّهر فَتْنَان ، فحُلْوٌ ومُرّ (٥)

فتى :

الفَتَاء : الشَّباب. والفَتَى : الشّابّ من كلّ شىء ، والسَّخِىُّ ، والفَتِىُ الكامل مِنَ الرِّجال. والجمع فِتْيان. والفَتاة والفَتيّة : الشّابّة والجمع فَتيات.

وقيل الفَتاء : المصدر من الفَتِىّ السِّنّ ، قال الشّاعر :

اذا عاشَ الفتَى مائتين عاما

فقدْ ذَهَبَ اللّذاذةُ والفَتاءُ (٦)

والفَتَى : العَبْد. والفتاة : الأمَة.

وأفْتاهُ فى الأمر : أبانه له ، وأفْتَى : أحْدَث حُكما. وفى الحديث : (الإثم ما جال فى النَّفس وتردَّد فى الصِّدر وان أفْتَاك النّاسُ وأفْتَوْك) (٧). أى : وإنْ جعلوا لك فيه رُخْصَة وجَوازا.

فثأ :

انْفَثَأَتِ الحمَّى : زالت ، أو انكسرت حِدَّتُها.

ويقال لكلّ شىء انكسرت حِدَّته ، انْفَثَأَ ، وفَثأه غيره. قال الخليل ، رحمه‌الله. فَثَأَت الشّمسُ الماءَ : كَسَرَتْ مِنْ بَرْدِه (٨).


فثر :

الفَاثُور : ما يُسمِّيه العوامّ فى العراق" الطّسْتْ خَان" ، ويسمَّى فى الشّام الخِوان المتَّخَذ من الرُّخام.

فجل :

الفُجْل والفُجُل : نبات معروف ، واحدته فُجُلَة وفُجْلَة. وأقوى ما فيه بذره ثمّ قشره ثمّ ورقه ثمّ لحمُه. ودُهْنُه فى قوَّة دهن الخِرْوَع. والبرّىّ يشاركه فى أفعاله الّا أنّه أقوى. وهو حارّ فى الأولى رَطْبٌ ، وبذره حارّ فى الثّالثة.

وقال شيخنا العلّامة : هو مُوَلِّد للرِّياح ، وبذرُه محلِّل لها وفيهما تلطيف قَوِىٌّ. ومَسلوقه أكثر تعذيةً لمفارقته الدَّوائيَّة. وغذاؤه بلغمىّ قليل ، وفيه جوهر سريع الى التَّعَفُّن. وورق الربيعىّ بمنه اذا سُلِقَ وأُكِل بالزَّيت غذّى أكثر من الأصْل. وينفع بذرُه من النَّمَش ، والكَلَف ، والبَهَق الأسود وهو مع الكُنْدُس طَلاءً ، وخُصوصا فى الحمّام ، ومن القُوَباء ووَرَم الطّحال مع الخلّ ضِمادا. وينفع من وَجَع المفاصل ومن الاختناق العارِض من الفطر القتّال. ويزيد فى اللّبن.

وعُصارته ودُهنه نافعان من الرِّيح فى الأذن جدّاً. والمطبوخ منه صالح للسُّعال العَتيق والكَيْمُوْس الغليظ المتولِّد فى الصَّدر. وإنْ طُبِخ مع السُّكُنْجُبِيْن وتُغُرغِرَ به نفع من الخَنّاق. وهو بعد الطّعام يلين البطن ويُنَفِّذ الغذاء وقَبْلَه يُطْفِئه ولا يَدَعْهُ يستقرّ ، يُسَهِّل القَىء ، وخُصوصا قشره بالسُّكنجبين. وإنْ أُكِل بعد الطّعام هَضَمَه ، وخاصّه ورقه. وماءُ ورَقِه يفتح سُدَد الكبد ، ويُزيل اليَرَقان. قال بعضُهم : وَرَقُه يَهْضِم وجِرْمُه يُغْشِى ، وبذرُه يحلِّل النَّفْخ من البطن ، ويُسَهِّل خروج الطّعام ، ويُشَهِّى ، ويُذْهِب وَجَع الكبد ، وماؤه جيّد


للاستسقاء. وهو ينفع من نَهْش الأفعَى والعقرب. وبذرُه ينفع من السُّموم والهَوام. واذا وُضِع مَشْدُوْخُه أو ماؤه على عَقْرَب ماتتْ. وانْ لدَغت العقربُ مَنْ أكَلَه لم تَضُرَّه. وهو مُرَكَّب مِنْ جَوْهَر غليظ أرضىٍّ عَسِرِ الهَضْم ، ولا يَنْهَضِم.

وقول الشّيخ العلّامة أنّه حارّ فى الأولى رَطْب ، ففيه مَقال ، أمّا حرارتُه فظاهرةٌ لحَرافة طعمه وتَفتيحه وتَنفيذه لغَلَبة الجزء النّارىّ الذى فيه ، وضَعْف الجزء الأرضىّ البارد. وأمّا أنّه رطب فممّا لا يصحّ لأنّ الأرضيّة شديدة اليُبوسة ، والنّاريّة يابسة ، فلذلك يجب أنْ يكون يابِساً. وقد قال جالينوس : انّ الفجل يُسَخِّن فى الدَّرجة الثّالثة ، ويُجَفِّف فى الثّانية. وأمّا البرّىّ فهو أقوى فى الأمرَين جميعا.

قال بعضهم : وأُوْقِيّة من عصير أغْصانه بلا وَرَق اذا شُربت على الرِّيق فَتَّتَت الحَصاة ، صغارها وكبارها من المثانة ، مُجَرَّب.

واذا قُوِّرَ رأسُ فُجْلَة وفُتِّر فيها دُهْنُ وَرْد وقُطِّر فى الأذن أبْرأ وجعَها سريعا ، مُجَرَّب.

فجن :

الفَيْجَن : السَّدَاب ، وتقدّم. قال ابن دريد : ولا أحسبها عربيّة صحيحة.

وأفْجَن الرَّجل : دامَ على أكلِه.

فحج :

الفَحَج : تَباعُد ما بين السّاقَين.


فحا :

الأفْحاء : أبازِيْرُ الطّعام ، واحدها فَحَا ، كالحسَا والقَفا والوَعا ، وقد يُكْسَر. وفى الحديث : (مَنْ أكَل فَحا أرضِنا لمْ يَضرّه ماؤها). هو تَوابل القِدْر كالفُلْفُل والكَمُّون ونحوهما. وقيل هو البَصل. وفَحْوَى الكلامِ وفَحاه : معناه.

فخت :

الفاخِتة ، واحدة الفَواخِت ، وهى نوع من الحَمام المطوَّق ، ولحمها حارّ ياس ينفع المفلوجين. وفَخَتَت الفاخِتة : صَوَّتَت.

فخذ :

الفَخِذ : ما بين السّاق والوَرك ، وفيها لغات تُذكر فى (ك ب د). والجمع أفخاذ. قال سيبويه : ولم يُجاوزوا به هذا البناء. ويجمع غالبا على أفخاذ فى القِلّة والكثرة. وجاء فيه بناءان آخران كنُمور ونَمِر أى فُخوذ وفَخِذ. وهى عظم ليس فى البدن أعظم منه ، مُحَدَّب من الأمام مُقَعَّر من الخَلف وله فى أعلاه زائدة مُستدبِرة تسمَّى بالرُّمّانة تدخل فى حُقّ الوَرِك ، وفى أسفله زائدتان تسمَّيان بالجَوزتَين تدخلان فى نُقْرَتَى القَصبة العُظْمَى من السّاق.

فدر :

فَدَر فُدُوراً : اذا عَجَز عن الجماع أو أعيا. وهو مذكور فى موضعه.

والفِدْرَة : قطعة من اللّحم المطبوخ البارد.


فدع :

الفَدَع : عِوَج فى الرُّسْغ ، خِلْقَهً بحيث تنقلب منه اليد أو الرِّجْل الى انْسِيِّها ، وقد يكون فى المفاصل كلّها.

فدغ :

الفَدْغ : الشّقّ.

والذَّبْح بالحجَر : فَدْغٌ.

وفَدَغْتُ القَرْحَة : اذا فتحتَها قَبْلَ أوانِ نضجِها.

فدم :

الفَدْم : العِيُّ عن الحُجَّة والكلام مع ثِقَل ورَخاوة وقِلّة فَهْمٍ.

وفى الحديث : (مُفَدَّمَة أفواهُهم بالفِدام) (٩). قال الهَروىّ : يعنى أنّهم مُنِعُوا الكلامَ حتّى تتكلّم جوارحهم تَشبيها بالفِدام الذى يُجعل على الابريق. والفِدام والفَدام والفَدّام : شيء تشدّه العَجَم والمجوس على أفواهها عند السَّقي ، والمِصفاة. وابْرِيْقٌ مُفَدَّم : عليه مِصفاة ، والسّافى مُفَدِّم ، والابريق الذى يَسقى منه مُفَدَّم ومَفْدُوْم. وأنشد الخليل ، رحمه‌الله :

مُفَدَّمَة قَزّاً كأنّ رِقابَها

رِقابُ بَناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ (١٠)

فربن :

الفَرْبَيُوْن : صَمْغ معروف. حارّ يابس فى الرّابعة. وأجْوَدُه الصّافى الحادّ الرّائحة


الأصفر اللّون. وتبقَى قوّته الى سِتِّ سنين ثمّ تضعُف قليلا الى العاشرة. وهو دواء أكَّالٌ مُحْرِق يُخرج الماءَ الأصفرَ بقوّةٍ ، والبلغمَ اللَّزج من الوَركين والظّهر ، ولذلك ينفع من عِرْق النِّسا ومن أوجاع المفاصل الباردة ومن الفالج والخدَر واللِّقْوَة (١١) والقُولنج وبَرْد الكلى ، ومن لسع الهوامّ طلاءً فى بعض الأدهان. ويُسقط الأجنّة شربا لازلاقه لها مع الرُّطوبات التى تُخرجها. وهو يَضُمُّ فَمَ الرَّحم جدّاً حتّى يمنع الوِلادة ، ويُسقط الجنين حُمولا لتجفيفه رُطوبات الرّحم ، ويَضُرّ المحرورين. والشّربة منه قيراطان واصلاحه بالصّمغ والكَثيرا. واذا اسْتُعْمِل مع المُقْل والأشَقّ والسَّكْبِيْنَج كان أقوَى فِعلاً لجميع ما ذكرنا مِنْ مَنافعه. وبدله الجَنْدبِيْدِسْتَر أو الحِلْتِيْت.

فرج :

الفَرْج : العَورة والشَّعَر. والأفْرَج : الذى لا تلتقى الْيَتاه لعِظَمِهِما. ورجل أفْرَج الثّنايا : أفْلَجُها. والفَرُّوْج والفُرُّوج : فَرْخ الدّجاج ، ولحمه سريع الانهضام والدّم المتولّد منه متوسّط بين اللّطيف والغليظ مُلَيّن للطّبيعة ، وهو بارد رطب باعتدال. وهو صالح للنّاقهين ، ومضرّته بالكبد الحارّة. واصلاحه بما يُرَطِّب ، وبدله الدّرّاج.

فرح :

الفَرَح : انبساط الرُّوح الحيوانىّ عند الانفعال النّفسانىّ ، طلَباً لملاقاة ما تُحِبّ. والمُفَرَّح : دواء معروف.

وسمعت الشّيخ يقول : الأدوية التى تُفَرِّح :


ـ امّا أنْ تُفَرِّح بشىء من العِلل المعروفة مِثْل تأثُّر الرُّوح بالشَّراب ، أو تنويرها باللّؤلؤ والابرِيْسَم ، أو جمعها ومنعها عن أنْ يُسرِع اليها التّحليل بالكابلى والكهربا والبَسْد (١٢).

أو تعديل مزاجها بالتّسخين بالدَّرْوَنْج (١٣) أو بالتّبريد بماء الورد والكافور ، أو تقوية مزاجِها بالملائمة الطّبيعيّة بالعقاقير الطّيّبة الرّائحة والحلوة كلسان الثَّور وحَجَر اللّازورد أو اجتماع أسبابٌ مِنْ هذه كما فى البَسْد والدّرونج ولسان الثّور ،

ـ وامّا أنْ تُفَرِّح بخاصّيّة مجهولة كالياقوت أو بخاصّيّة مقارِنة لشىء ممّا ذُكِر كالمِسْك والعَنْبَر فانّهما يُفَرِّحان بالخاصّيّة وبالرّائحة الملائمة للرّوح. ورُبّ التّفّاح بالخاصّيّة.

واذا كان مزاج الرّوح حارّا جدّا فُرِّح مع الخاصّيّة المجهولة بعِلَّة معلومة وهى التّبريد ، وكالدَّرونج فانّه يُفَرِّح بالخاصّيّة.

واذا كان مزاج الرّوح باردا فُرِّح مع الخاصّيّة بتعديل مِزاج الرّوح وتسخينها.

والأدوية القلبيّة التى هى الكَاوَرْس والأصول :

ـ فامّا قريبة من الاعتدال وهى الياقوت والفَيْرُوْزَج والذّهب والفضّةولسان الثّور ،

ـ وامّا حارّة وهى كالدَّرْوَنْج والجَدْوار والمِسْك والعَنْبَر والزّرنْباد والابريسم والزَّعفران والسّبَهْمَنان (١٤) وهما علاجان ظاهرا النّفع ، والقرنفل عجيب جدّا ، والقاقُلّة والكَبابة (١٥) وورق الأُتْرُجّ والسّادَج الهِندىّ والرّاسَن.

ـ وامّا باردة وهى كاللّؤلؤ والكَهْرَبا والبَسْد والكافور والصَّنْدَل والورد والطّباشير والطّين المختوم والتّفّاح والكُزْبُرَة اليابسة.


فرخ :

الفَرْخ : ولد الطّائر. هذا هو الأصل ، وقد استُعمل فى كلّ صغير من الحيوان والنّبات.

والفَرْخ : مُقَدَّم الدِّماغ.

وأفْرَخ الدّاء : بانَت علاماته ، وتوضَّحت ماهيّتُه.

وأفْرَخَت عنه الحمَّى : سَكَنَتْ ، وتَركت على جِلده بُثورا.

فرد :

الفَرْد : الذى لا نَظير له ولا مَثيل.

والفَرْد : الجانب الواحد من اللّحى ، كأنّه يُتَوَهَّم مُفردا.

والفَريدة : الجوهرة النّفيسة كأنّها مُفْرَدَةٌ فى نوعها.

وعِلّة فارِدَة : لم يَكن بها عَهْدٌ من قبل.

والفارِدَة ، أيضا : ما استعصَى علاجها ، وكأنّها بَهْمَاء لا تُعْرَف.

والفَريد : الجاوَرْس ، وهو الشَّذْر ، الواحدة فَريدة.

فردس :

الفِرْدَوْس : البستان الذى يجمع كلش ما يكون فى البساتين. فارسىّ مُعرَّب. والفَرْدَسة : أن يَصرع الدّاءُ المريضَ فيشفى به على الهلاك.

فرزج :

الفَرْزَجَة : دواء ركَّبه أبقراط يُسْقِط الجَنين.


فرس :

الفَرَس : واحد الخيل. الذَّكر والأنثَى فى ذلك سواء. وحكى ابن جنِّى فى الأنثى فَرسة والجمع أفراس.

والفَرْسَة بالفتح عن أبى عبيدة وبالكسر عن غيره : رِيْح الحَدَب لأنّها تقوِّس الظَّهْر ، أى : تحدِّبه. والأطبّاء يقولون : رياح الأفْرِسَة ، وهو الخطأ. وقيل هى قَرْحَة تكون فى الحدَب. وعن الجوهرى : هى رِيح تأخذ فى العُنُق فتَفْرسُها. وعن أبى زيد هى قَرحة تكون فى العنق فتفرسها ، أى : تدقُّها.

والفَرَاس : تمر أسود.

والفَرْس : دَقّ الأدوية وأخلاطها.

وفَرَسَتْهُ الحُمَّى : نَهَكَتْهُ.

وانْفَرَس جِلْدُه من القُوَباء : اذا تَفَسَّر وتَشَقَّق. ويُعالَج باسْهال الطّبيعة ، والضّمادات لطوخا ، ممّا يُذكر فى أبوابه.

والفِرْس : نَبْت.

فرسك :

الفِرْسِك : ضَرْب من الخَوْخ. أملس أحمر ومنه أصفر. وخصائصه مثل خصائص الخوخ.

فرسن :

الفَراسْيون ، قال ديقوريدوس : نبْت ذو أغصان كثيرة مَخرجها من أصل واحد وعليه زَغَب يَسِيْرٌ ولونه أبيض وأغصانه مربّعة وله ورق فى قَدْر اصبع الابهام


الى الاستدارة وعليه زَغَب ، وفيه تَشَنُّج وطعمُه مُرٌّ وورقه مُتفرِّقٌ فى الأغصان وزهرتُه فَرْفِيْرِيَّة وهى مستديرة شبيهة بالفُلْك ، خشنة. وينبت فى الخراب من البيوت. وقال حُنين بن اسحاق : هو الكرّاث الجبَلىّ.

وأمّا الفَراسيون المعروف الآن فانّه شجرة تعرف بشجرة الكَلْب ذات فروع كثيرة مجتمعة فى أصل واحد ولها ورق شبيه بورق قِثّاء الحمار ، وقضبان كقضبان الفَوْدَنْج (١٦) عليه زَغَب أبيض كثير وهو الصُّوفان عند اليمانيّين ، ويقدحون به النّار كما يُقدح بالحُراق (١٧) ولها نُوّار شبيه بماء الاكليل (١٨) اذا يبس تَعَلَّق بالثّياب كتعلق الحَسَك ، يُخَلِّف بَزْراً.

ووصف البيرونىّ أنواعه فقال : الفَراسيون الذى شاهدناه ثلاثة أصناف :

ـ أحدها الذى يُبِيل الكلابَ الدَّمَ ، ورقه كورق العَلْقَم الا أنّه أشَدّ خُضْرَةً منه. وقضيبه أمْلَس وعليه زَغَب كثير من جنس الصُّوف به تُقدح النّار.

ـ وثانيها الذى يَنْبُت بقُرْب المياه شديد الخضرة ، وساقه نحو ذِراعين ، وزهره فرفيرىّ فيه تَشْوِيْك ، وساقه مربَّع يميل الى الحمرة.

وثالثها : الذى يُشبه ورقه ورق الأشْقَرْدِيُوْن (١٩) الّا أنّه أشدّ منه استدارة. وهو عَطِر الرّائحة ، ويميل لونُ ورقه الى الصُّفرة ، وزهره فرفيرىّ ، وهو أجود أصنافه.

وأفضله ما كان مائلا الى الحمرة. وهو حارّ فى الدّرجة الثّانية يابس فى الثّالثة ، وفيه مَرارة بها يَفْتَح السّدّة التى فى الكبد والطّحال ويُنَقِّى الرُّطوبة من الصَّدر والرئة ويدر الطمث واذا شرب ماؤه المعصور مع العسل أحد البصر وقواه. واذا اكْتُحِل بعُصارته مع العَسَل أحدّ البَصَر ، ونفع من الجرَب والبياض ، واذا عُصر ماؤه وشُرِب منه أوقيّة مع دُهن وَرْدٍ أو زيتٍ نفع من أوجاع الأمعاء ،


ومِنَ الرّياح الغَليظة ومن السُّعال والرّبو واليَرَقان وأسْر البول ، ويُسقِط الأجنّة ويقتل الدُّود ويخرجه. واذا مُضِغ ورقه وابْتُلِع نفَع ممّا ذَكرْنا. ومضرّته بالكلى والمثانة ، يَحْصُل منه بَول الدَّمِ ، واصلاحه بالصِّمْغ العربىّ اذا اسْتُعْمِل معه أو بَعده. والشّربة من يابسه من درهم الى درهمين وبدله الأسَارون (٢٠).

فرش :

الفَراش : معروف.

والفَراش : عِظام رقاق تلى القحْف وما رقّ مِنْ عَظْم الهامةِ وعَظْم الحاجب ، وكلّ عُظَيْم رَقيق ، الواحدة فَراشة. والفَراشتان : عِرْقان أخضران تحت اللّسان. وفِراش اللّسان : موقعُه فى قَعْر الفَمِ أو اللّحمة التى تحتَه أو الجِلْدَة الخشناء التى تَلِى أُصول الأسْنان العُليا.

فرص :

الفَرِيْصَة : اللّحمة عند ناغِض الكَتِف مِنَ الجَنْب.

والفَرْصَة : الرِّيح يكون منها الحدَب ، كذا قيل.

والمِفْراص : الحديدة التى تُقطع بها الفِضّة.

قال الأعشى :

وأدْفَعُ عن أعْراضِكُمْ وأُعِيْرُكُمْ

لِساناً كَمِفْراصِ الخفاجىّ مِلْحَبَا (٢١)

والفَرِيْص : أوْدَاجُ العُنُقِ ، الواحدة : فَرِيْصَة. والمُضْغَة التى بين الثّدى والكتف ، والجمع وفرائص.


فرصد :

الفِرْصِد : التُّوت الأحمر.

فرض :

الفَرْض : ضَرْبٌ مِنَ التَّمر من أجود تمر عُمَان. وقال الشّاعر :

اذا أكَلْتَ سَمَكاً وفَرْضاً

ذَهَبْتَ طُولاً وذهبتَ عُرْضَا (٢٢)

والفِرْض : ثَمَر الدَّوم ما دام أحمر اللّون.

والفارِض : المُسِنَّة ، فى قول الله ، جلّ وعزّ : ? لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ ? (٢٣).

والفَرْض : الثُّقْب فى الزَّنْد.

فرط :

الافْراطُ : تجاوُز الحَدّ فى كلّ شىء. والفَرْط والفَرَط مثله. يقولون : ايّاك والفَرْط فى الأمر ، أى : الْزَمْ حَدَّ طَبيعتك ، ولا تُفْرِط فى شهوتك له. والتّفْرِيط : التّقصير.

وبانت عليه أفْراطُ الصِّحَّة : اذا نَقَه من داءٍ وأخَذ يستعيد عافِيَته شيئا فشيئا ، فظهرتْ عليه علاماتها.

وأفْراط الدّاءِ : علاماتُه حين يبتدِئ.

فرع :

الأفْرَع : الرَّجل التّامّ الشَّعَر. قال ابن دريد : ويقال للمرأة فَرْعاء : اذا كانت


كثيرة الشَّعَر ، ولا يُقال للرَّجل اذا كان عظيم اللّحية والجُمَّة. أفرع ، انّما يقولون : أفْرَع ، ضِدّ أصْلَع (٢٤).

وفى الحديث أنّ النّبىّ (ص) كان أفْرَع (٢٥).

وتَفَرَّعَتُ بَنى فُلانٍ : تَزَوَّجْتَ سَيِّدة نِسائهم.

وافْتَرَعَها : افْتَضَهَا.

فرغ :

جُرْح فَرِيْغ : واسع.

ورَجُل فَريغ : اذا كان جَوْفُه لا يُمسِك شيئا من طعام ولا شراب.

وأفْرَغ ما فى جَوْفِه : صَبَّه ، قَيئا أو برازا مائيّا مُتداركا.

فرفخ :

الفَرْفَخ : البَقلة الحمقاء ، فارسيّة مُعَرَّبة ، وذُكرت فى (ح م ق).

فرق :

الفَارُوق ، فى لغة العرب : ما فُرِقَ به بين شَيئين. وفى لغةٍ المُسْتَكِنّ.

والتِّرْياق الفارُوق أحْمَدُ التِّرْياقات وأجَلّ المركَّبات سُمِّى بذلك لأنّه يَفْرُق بين الصّحّة والمرض ولأنّه يُسَكِّن هَيَجان الأوجاع. وتقدّم الكلام عليه مُفَصّلاً فى (ت. ر. ق).

والمَفْرَق والمَفْرِق : وَسَطُ الرّأسِ ، وهو الموضع الذى يُفرق فيه الشَّعَر.

والفَرْق والفَرَق : مِكْيال. نقل أبو عُبيد أنّه يَسَع ثلاثة أصْوُعٍ ، والصّاع أربعة


أمْداد ، كلّ مُدِّ رِطْلٌ وثُلث ، فالفَرْق يَسَع سِتَّة عشر رِطلا.

والفَرِيقَة : تمر يُطبخ بحُلْبَة يُتَّخَذ للنَّفساء. ويُقال : أفْرَق فُلانٌ من مرضه اذا بَرِىءَ منه. ولا يُقال ذلك الّا فيما يُصيب الانسانَ مرّةً واحدةً كالجُدَرِىّ والحَصْبَة ، وقد يُقال فى الحمَّى ، أيضا.

فرقد :

الفَرْقَد : وَلَد البَقرة ، والأُنثى : فرقَدة.

والفَرْقَدان : نَجمان معروفان.

فرك :

الفَرْك : دَلْكُ الشَّىءِ حتّى يَنقلع قِشْرُه. والفَرَك : استرخاء أصْل الأُذن. والانفراك : استرخاء المنكِب ، فان زالت وابِلَتُه من العَضُد عن صَدَفَة الكَتِف قيل انفراك ، وانْ كان الزَّوال فى وابِلة الوَرِك قيل : حُرِق فهو محروق ، ولا يُقال انْفَرَك.

وأفْرَك الحَبّ : حان له أنْ يُفْرَك. واسْتَفْرَك فى سُنْبُله : سَمن واشتدّ. والفَرِيْك : المَفْرُوك مِنَ الحَبّ قبل اشتدادِه وبعد تحميصه بالنّار.

والفَريك من الطّعام : الذى فُرِكَ ثمّ لُتَّ بسَمْن أو غيره. والفَريكَتان : غُضروفان فى اللّسان.

فرنجمشك :

الفَرَنْجَمَشْك : اسم فارسىّ للحَبَق القرنفلىّ ، وهو رَيحان فى طعمه. ورائحتُه


قَرنقليّة. وهو حارّ يابس ، يفتِّح السُّدد ، وينفع من الخفَقان البارد ، ويقوِّى المعدة والكبدَ والقلبَ ، ويُعين على الهَضْم ، ويَشُدّ الأسنانَ واللّثَة ويُقَوِّيها ويزيل ورطوبتها الفاسدة ، حَشْواً. غير أنّه يُصَدِّع المحرورين ويصلحه البَنَفْسَج. ومرّ فى (ح. ب. ق).

فرو :

الفَرا : الحِمار الوحشىّ ومرّ ذكره فى (ح م ر). وفى المثل : (كل الصَّيد فى جَوف الفَرا)(٢٦) ، قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبى سُفيان بن حرب يتألّفه بذلك.

والفَرْوَة : التى تُبلس ، معروفة. والفَرْوَة : جِلْدَة الرّأس بما عليها من الشَّعر.

والفَرْوَة ، أى : السَّعَة فى المال وغيره.

وفَرَيْتُ الشَّىء أَفْرِيه : قطعته لاصلاحه.

وفَرَيْتُ جُرْحَه : لاءَمْت بين جلدتيه.

فستق :

الفُسْتُق : ثَمَر معروف ، مُعَرَّب" بَسْتَه". وهو حارّ فى الثّانية يابس فى الأُولَى. وقيل فيه رُطوبة فَضليّة. وقيل أنّه حارّ رطب. وأكلُه نافع من السُّعال البلغمىّ ومن وَجَع الكبد الحادث عن الرّطوبة ، ومفتِّح لسددها ومُقَوٍّ لها ولِفَم المعدة ، مُزيل للمَغَص ومُقَوٍّ للباه ، وأكلُه بعد الطّعام أفضل. واذا نُقع قِشره وشُرِبَ قَطَعَ العَطَش والقَىء والاسهالَ.

وقد يُبْدَل بالبُنْدُق أو بحَبّ الصَّنَوْبَر.


فسح :

الفُسْحَة : السَّعَة. والفُسْحَتان : ما لا شَعَرَ عليهما من جانبى العَنْفَقَة.

ورجل فُسُحٌ : واسع الصّدر.

وفى صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (فُسُح ما بين المنكِبين) (٢٧). أى : بعيد ما بينهما.

فسخ :

تَفَسَّخ الجرحُ : انْتَقَض.

وداءٌ فَسِيخ : لا يُهتدى لعلاجه.

وتَفَسَّخ جِلدُه : وبدنه : تقطَّعا.

فسط :

الفَسِيط : قُلامة الظّفر. والفَسِيط : ثُفْرُوق التَّمْرة.

فسق :

فَسَقَ الدُّمَّل وانْفَسَق : اذا خَرجت مِدَّتُه. وفَسَقْتُه أنا : اذا شَققته. والمِفْساق : ما تَشُقُّه بها ، وهو على هيئة المِشْرَط والسّكّين.

فشخ :

الفَشْخ : ضَرْب الرّأس باليد ، أرْدَأ ما يكون الضَّرْب ، حكاه ابن دريد (٢٨).


فشغ :

انْفَشَغَت القُوَباء فى جلده : انتشرتْ.

والعِلَل المُنْفَشِغَة : الأوبئة المنتشرة.

وتَفَشَّغ الشَّيب : ظهر.

والفَشّاغ : نبْت يَتَفَشَّغ على ما يُجاوره ، أى : يلتفّ ويلتوى.

فشل :

الفَشَل : العَجْز.

والعاجِز من الأعضاء : كلُّ عُضْوٍ من أعضاء بدن الانسان يعجز عن وظيفته ، فَقد أصابه فَشَلٌ ، ويعالَج بحسب طبيعته وسببه.

فصح :

الفَصَاحَة : البيان. وقد فَصُحَ الرَّجل ، فَصَاحةً فهو فَصيح من قوم فُصَحاء وفِصاح وفُصُح. قال سيبويه : كسروه تكسير الاسم نحو قَضيب وقُضُب.

وامرأة فَصيحة من نِسْوَة فِصاح وفَصائح.

والفَصيح فى اللّغة : المُنطلِق اللّسان فى القَول عالماً بجيّد الكلام ورديئه.

والمُعْرِب : الرّجل الفَصيح. وأعْرَب الصُّبح : بدا ضوءه واستبان. والاعراب : النِّكاح.

فصد :

الفَصْد : شَقُّ العِرْق ، وهو تَفَرُّق اتّصالٍ ارادىّ بآلةٍ مَخصوصةٍ يتبعه استفراغٌ


كُلّىٌّ للخلاط على نِسْبَة ما هى عليه فى العُروق. والغَرَض منه التّقليل والاصلاح أو أحدهما.

وحَدَّه شيخنا العلّامة بقوله : انّ الفَصْد استفراغ كلىٌّ يَسْتَفْرِغ الكثرةَ. والكثرةُ هى زيادة الأخلاط على تَساوٍ منه فى العُروق.

والمراد بالاستفراغ الكُلّىّ ما يَسْتَفْرِغ الأخلاطَ كلَّها ، والجُزْئِىِّ ما يَسْتَفْرِغ بعضَها. ونَعنى بزيادة الأخلاط ما يَعُمُّ زيادتَها فى الكَمِّ والكَيْف ، بحسب الأوعية ، وتارةً بحسب القوّة ، وتارةً بحسبهما معا. ونعنى بذلك ما يَعُمُّ كونَ تلك الزّيادة بالفِعْل أو بالقُوَّة. فانّا قد نَفصد للمُداوة وذلك اذا كانت الكثرة بالقُوّة بأنْ تكون مُتَوَقَّعَة الحصول ويكون حُصولها مُمْرِضاّ فيُسْتَفْرَغ من الأخلاط على مِثْل ما هى عليه وهى فى العروق ، أى : انّ نِسبَةَ أجزاءِ ما يَخرج من الأخلاط بالفَصْد قريبا من النِّسبة التى بين الأخلاط التى فى العُروق بعضها الى بعض.

والدَّم الذى يَخْرُج بالفَصْد اذا نَقَص منه شَىء يبقَى الباقى فى العروق محفوظَ النّسبة التى كانت بينه وبين باقى الأخلاط مِنْ غير أنْ تتغيّر تلك النِّسْبة بالفَصْد ، لأنّا اذا فرضنا أنّ البدن فيه من الدّم مائة جزء ومن البلغم سَبعون جزءا ومن الصّفراء أربعون جزءا ومن السّوداء ثلاثون جزءا مثلا ، وأخذنا بالفَصْد قدر أربعين درهما فيجب أنْ يظلّ الباقى محفوظ النّسبة.

وقال شيخنا العلّامة : والذى تُصيبهم سَقطة أو ضربة فقد يُفصدون احتياطا لئلّا يَحْدُث بهم وَرَمٌ. ومَنْ يَكُنْ به وَرَمٌ ويَخاف انفجاره قبل النُّضج فانّه يَفصد وانْ لم يَحْتَجْ اليه بحسب الطّبيعة كثيرا.

والفَصْد والقولنج قلّما يجتمعان.


والحُبْلَى والطّامِث لا يُفصدان الّا لضرورةِ عظيمةٍ. ومَنْ تَغْلِب عليه السَّوداء فلا بأس أنْ يَفْصِد ثمّ يَسْتَفْرِغ بالاسهال. ومَنْ كانت أخلاطُه كثيرةً فينبغى أنْ يُسْقَى السُّكُنْجُبِيْن الملطِّف المطبوخ بالزُّوفا (٢٩).

والفَصْد الضّيّق أحْفَظ للقوّة ، والواسع أسرع الى الغَشْى وأكثر تَنْقِيةً ، وهو أوْلَى فى السِّمان والشِّتاء ، ويجب أنْ يُجْتَنَب فى الحميّات الشّديدة الالتهاب وفى جميع الحميّات غير الحادّة ، أى : المزمنة ، فى ابتدائها. فانْ لم تكن شديدة الالتهاب وكانت عَفِنَةً فانْظُرْ الى النّبض فانْ كان عظيما فافْصِدْ والّا فلا.

ويجب ألّا تجلِب على المريض أحدَ أمرين :

ـ تَهييج الأخلاط المراريّة ،

ـ وتَفجيج الأخلاط الباردة.

واذا وجب الفَصْد فى الحُمَّى فلا يُلْتَفَتُ الى ما يُقال من أنّه لا سبيلَ اليه بعد الرّابع ، بل السّبيل اليه ـ انْ وُجِدَ ـ بعد أربعين أيضا ، هذا رأى جالينوس. على أنّ التَّقدُّم والتّعجيل أوْلَى اذا صَحَّت الدّلائل.

وأمّا فى الحمَّى الدّمويّة فلا بُدّ من استفراغٍ بالفَصْد فى الابتداء ، وكثيرا ما أقْلَعَتْ فى حال الفَصْد.

ويجب أنْ يُحْذَر الفَصْد فى المِزاج الشّديد البَرْد ، والبلاد الشّديدة البرد ، وعند الوَجَع الشّديد ، وبعد الاستحمام المحلِّل ، وعقب الجماع ، وفى سِنّ الرّابعة عشرة فما دونها ما أمكن ، وفى سِنّ الشَّيخوخة ما أمكن. والأحداث الذين يَدْرُجُون فيُفْصَدون قليلا قليلا بفصدٍ يَسِيْرٍ. ويجب أنْ يُحذر فى الأبدان الشّديدة السّمن والبِيْض المترهّلة والصّفراء لِعَدَمِ الدّم ما أمكن. ويجب أنْ يُحْذَر على الامتلاء من الطَّعام.


واعْلَمْ أنّ الفَصْدَ له وَقْتَان ، وَقْتُ اختيارٍ ووَقْتُ ضَرورةٍ ، فالوقت المتخيَّر فيه ضَحوة النّهار بعد تمام الهَضْم ، والوقت المضطرّ اليه هو الوقت الموجِب الذى لا يَسَعُ تأخيرُه عنه ولا يُلْتَفَتُ فيه الى سبب مانع ، الا اذا كان مُرور المادّة على القلب يضرّه ، لرداءتها ، والقَلْب عُضو رئيس على الاطلاق ، لا يتحمَّل ضَررا.

والفَصْد من العلاجات المُبَرِّدَة ، وينفع المحرورين جدّا ، وعالجنا به مَنْ وقعَت به السَّكْتَة عن قريب ، فأفاق منها ، وليس المقصودُ كلَّ سَكْتَةٍ ، بل السَّكتة التى عن دَمٍ غليظ ، أو بَلْغَم مُحترق لم تَقْوَ الطّبيعة لوحدِها على اخراجه.

والفَصيد : دمٌ يؤخذ من فَصْدِ عِرْقِ البَعير يُوْضَع فى مِعىً ويُشْوَى ويُؤْكَل فى سِنِي الجدْب.

والفَصيدة : تمر يُعْجَن ويُشاب بشىء من دَم ، قيل هو بارد ، ويُداوَى به الصّبيان.

فصص :

الفَصّ للخاتم ، مثلّثة الفاء.

والفَصّ : مُلْتَقَى كلّ مفصلَين. وحَدَقَة العَين. وحَبَب الماءِ الخمرِ. والسِّنّ من أسنان الثُّوم.

وفَصَ الجرحُ ، يَفصّ : سال منه شىء يَسيرٌ. وفَصَ العِرْق : رشح. وفصّ الأمر : أصله وحقيقته ، يقال : أنا آتيك بالأمر مِنْ فصّه ، أى : مِنْ أصله الذى خرج منه.

قال الشّاعر :


ورُبَّ امرءٍ تَزْدَرِيْهِ العُيونُ

ويأتيكَ بالأمْرِ من فصِّهِ (٣٠)

والفِصْفِصَة : الرّطب من عَلف الدّوابّ عند أهل البصرة ، وأصلها بالفارسيّة" اسْفَسْتْ" وجمعها فِصاص.

فصل :

المَفْصِل : مُلْتَقَى كلّ عطمتَين من الجسد ، سُمِّى مَفْصِلاً لانفصال جِرْم كلّ واحد من العَظمين عن الآخر ، والجمع مَفاصل.

والمَفْصِل : اللّسان ، سُمِّى مَفْصِلا لِفَصْلِه بين الحقّ والباطل.

فضخ :

الفَضِيخ : عَصير العِنَب وشَراب يُتَّخَذ من البُسْر المَفْضُوخ من غير نار. ويُطْلَق أيضا على شرابٍ يُتَّخَذ من التَّمر وحده من غير أنْ تَمسَّه النّار ، فانْ كان معه زَبيبٌ فهو الخَليْط.

فطر :

الفُطْر والفُطُر : ضَرْبٌ من الكَمْأَة. بارد فى آخر الثّالثة رطب فى أوّلها قتّال. ويعرض منه ذَبْحَة وضِيْق نَفَس ونَفْخَة البَطْن والمعدة وفُواق ومَغص واصْفِرار اللّون وضعف النَّبض ، واقشعرارٌ وغَشْىٌ ، وعَرَقٌ بارد ، ويَقْتُل انْ لم يُبادَرْ الى علاجه. ومِنْ علاجه القَىء بماء الفُجْل مع البُوْرَق ثمّ سقى السَّكنجبين والكَمُّون ونحوه من المعاجين الحارّة ونحوها.


وهو يُحْدِث الأمراضَ الشّديدةَ البَرْدِ كالخَدَر والفالَج والسَّكتة.

والفِطْر : العنب اذا بدت رؤوسه. والفِطْر : العَجين الذى لم يَخْتَمِر ، وكلّ شىء أعْجَلْتَه عن ادراكه.

والأفاطير جميع أُفْطُوْر ، وهو تَشَقُّق فى أنف الشّابّ ووجهه. والنّفاطير ، جمع نُفطور : الكلأ المتفرِّق ، أوّل نبات الوسمىّ. الواحدة نُفْطُوْرَة ، والنّون زائدة. والتَّفاطير ، بالتّاء : أوّل نبات الوسمىّ. ونظيره تَباشير الصُّبح ولا واحد له من لفظه. والتّفاطير والنّفاطير : شىء يخرج فى وجه الغُلام والجارية. قال :

نَفاطير الجنونِ بوَجْهِ سلمَى

قَديما لا نَفاطير الشّبابِ (٣١)

 واحدتهما نُفْطُور. وأنشد المفضلّ :

تَفاطير المِلاح بوجه سلمَى

زَمانا لا تَفاطير القِباحِ (٣٢)

ثم قال والتّفاطير ، بالتّاء : النّور.

فطراساليون :

الفُطْراسَالِيُون : الكرَفْس الصّخرىّ وهو نوع من الجبلىّ لأنّ "فطرا" : الصّخر ، و "ساليون" : اسم للكرفس عند اليونان. وليس كل جبلىّ فطراساليون بل ذلك صَخْرِىّ. وبَزْر الكرفس الجبلىّ هو الفطراساليون ، وهذا البَزْر قوىّ الفِعْل فى تفتيح السُّدد وطَرْد الرّياح ، وله خاصّيّة قويّة فى دفع ضرر السُّموم. وهو أسود خَشن الظّاهر مُخَطَّط طُوْلاً مُحَدَّد أحد الرّأسين فى شكل حَبّ المحْلَب وفيه عِطْرِيّة وحِدَّة. وهذا البَزْر المذكور هو المستعمل الآن فى التِّرياق الكبير وغيره.


وهو حارّ يابس فى آخر الثّانية. وأقوى ما فى الكرفس أصلُه ثمّ بَزْرُه ثمّ جِرْمُه. وهو مفتِّح مدرّ للطّمث والبول محلّل للرّياح نافع من الفُواق الامتلائىّ ومن وَجَع الجنبَين ومن السُّموم وتَهَيُّج الباهِ ، وخصوصا بزره اذا أُخِذ منه جزء ومن السُّكّر جزء بعد دقِّهما ومن السّمن جزء واستعمل من ذلك ثلاثة دراهم فى كلّ يوم مدةَ أُسبوع. وسنذكره فى (ك ر ف س) ، وبدله ضِعْف وزنِه بزر كرفس بستانىّ.

فطس :

الفَطَس : انخفاض قَصَبة الأنف وانْفِراشُها. والفَطْس : حَبّ الآس ، والواحدة منه : فَطْسَة.

قال الخليل ، رحمه‌الله : والفُطوس : مصدر الفاطِس ، وهو الذى يموت من غير داءٍ ظاهِر ، مثل : فَقَس (٣٣).

فطن :

الفِطْنَة : الحِذْق وسُرْعَة الإدراك وسُرعة الشُّعور. يقال : فلانٌ فَطِنٌ ، إذا كان سريع الإدراك للشّىء ، أو سريع الشّعور به. والفرق بين الإدراك والشّعور أنّ الإدراك : اللّقاء والوصول ، وهو حُصول المدرَك عند المدرِك فى لحظة الرُّؤية أو السَّماع أو الشَّمّ أو اللَّمْس أو الذَّوق ؛ وأما الشُّعور فهو إدراك الشّىء بغير ذلك من غير تثبُّت. فالشُّعور أوّل مراتبِ وُصولِ النَّفس الى المعنى ، فاذا حصل الوقوف قيل لذلك تَصَوُّر ، فاذا بقىَ ذلك بحيث لو أراد استرجاعه أَمْكَنَه ذلك ، قيل له : حِفْظ.


فعل :

الفِعْل : حركة الانسان ، وكلّ عَمَل. والفَعْل : مصدر عَمل. الاسم مكسور ، والمصدر مفتوح. وجمع الاسم فِعال ، كقَدَح وقِداح ، وقيل فَعَلَه يَفْعَلُه ، وفِعْلاً مصدره ، ولا نظير له الّا سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً.

والفَعْل : حَياء النّاقة ، اسم وليس كُنية.

وفَعَل العلاجُ فِعْلَه : بانَ أثرُه الحسَن على المعلول. (وفَعَل الدّاءُ به كذا وكذا : اذا أدخل عليه ضررا كبيرا)(٣٤).

فعي :

الأفْعَى : حَيّة عريضة الرّأس خصوصا عند عُنقها ، رأسُها مثلَّث الشَّكل ، وهى دقيقة العُنق غليظة الوسَط ، بَتْراء الذَّنَب ، شقراء اللّون. وهذا النّوع هو المستعمَل لحمُه فى التِّرياق الفاروقىّ. والأُفْعُوان : الذَّكَر منها.

فغو :

الفاغِيَة : كلّ نَوْرَة طيّبة الرّائحة ، وقد خُصَّت فَاغِيَة الحِنّاء بذِكْر الفاغية ، قاله أبو حنيفة الدّينورىّ ، وهى معروفة ذكيّة الرّائحة جيّدةٌ للأمراض الحارّة شَمّاً ، وإذا جُعِلَتْ بين طيّات الصوف طيّبتْه ومَنَعَت السُّوس من إفساده. وفى حديث أنس : (كان رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تُعْجِبُه الفَاغِيَةُ) (٣٥). وفى الحديث : (سَيّد ريحان أهل الجنّة الفَاغِيَة) (٣٦).

ودُهنها يُحَلِّل الاعياء وهو يُتَّخذ بأنْ توضع فى شىء من الأدهان المناسبة. وبدلها البَنَفْسَج ، وتقدّم شىء من ذكره مع الحِنّاء.


فقح :

الفُقّاح : عُشْبَة نحو الأُقحوان فى النّبات. ونَوْر الاذْخِر اذا تفتَّح برعمُه.

وفُقّاحُ كلِّ نبت : زهره حين يتفتّح أىَّ لون كان ، واحدته فُقّاحة.

فقد :

الفَقَد : نبات يُنْبَذ فى العَسَل فيُقَوِّى إسكارَه. وشراب يُتَّخَذ من الزّبيب أو العسل أو الكُشُوث.

فقر :

الفِقْرَة والفَقْرة والفَقارة : ما اتّصل من عظام الصُّلْب من لدن الكاهل الى العُجْب ، والجمع فِقَر وفَقَار. وقيل : للانسان أربع وعشرون فَقارة سِتّ فى العُنُق وسِتّ فى الكاهل بين كلّ ضلعين من أضلاع الصَّدر فَقارة ، وسِتّ أسفل منها وهى فَقارات (٣٧) الظّهر بين كلّ ضلعين من أضلاع الجنبَين فَقارة ، وسِتّ فى العَجُز.

والفَقْرة : عَظْما مثقوب الوسَط ينفذ فيه النُّخاع. وهى ثلاثون فَقْرة :

ـ فَقار العُنُق سبع ،

ـ وفَقار الصّدر وهى التى تتّصل بها الأضلاع فتحوى أعضاء النَّفَس وهى احدى عشرة ذات وسط وأجْنحة ، وفَقرة لا جناحان لها ،

ـ وفَقار القَطَن وهى خَمْس ،

ـ وفقار العَجُز وهى ثلاث ،

ـ وفَقار العُصْعُص وهى ثلاثٌ غُضروفيّة.


ورَجُل مَفقور وفَقيرة. مكسور الفَقار.

فقس :

الفَقُّوس : البِطِّيخ بلغة الشّام. وهو الحِبْحِب.

وفَقَس : مات فجأة.

فقع :

الفَقْع والفِقْع : الأبيضُ الرِّخْوُ من الكَمْأة ، وهو ردىء بارد غليظ ، وجمعه فِقَعَة.

والفِقِّيْع : الأبيض من الحمَام ، على التّشبيه بهذا الجنس من الكَمْأة وواحدته فِقِّعْيَة. والفَاقِعُ : الخالص الصّافى من أىِّ لون كان. والفُقَّاع : شراب معروف منه ما يُتَّخذ من الشّعير ومنه ما يتّخذ من الخُبز سُمِّى فُقّاعا لما يعلو فوقه من الزَّبَد. وأعْدَلُهُ السُّكَّرىّ ثمّ الزّبيبىّ وآخره العَسَلىّ ثمّ التّمرىّ ، وأبردُه الشّعيرىّ ثمّ الخُبزىّ. ووقت شربه امّا على الرِّيق وامّا بعد انحدار الغذاء عن المعدة. والفَقَاقِيع : نُفّاخات الماء أو الشّراب.

والفَقْع : الحُصاص. والإفْقاع : سوء الحال. وفَوَاقِع العِلَل ، عند الأطبّاء : الحميّات. وقال الخليل ، رحمه‌الله : التَّفْقِيع : أخْذُك ورقةً من الورد ثمّ تديرها باصبعك ثمّ تغمزها فتسمع لها صوتا اذا انشقّتْ (٣٨).

فكر :

الفِكْر ، وقد يقال الفَكْر : حَرَكة ذهن الانسان فيما عنده من الصُّوَر والمعانى


المركَّبين والمتَّصلتين لتحصيل مطلوبٍ ما. أو هو اعمال الخاطر فى شىء.

وانْ شئتَ قُلتَ هو استعراض ما فى الذّهن لِيُوقَف على ما يُتوَصَّل به الى مَطلوب ما.

وعن الكِندىّ : الفِكْر حركة ذهن الانسان فى المبادِئ ليُتَوَصَّل بذلك الى المطالب.

وقال شيخنا العلّامة : الفِكْر ، فى الحقيقة ، تَقييس النَّفْس للصُّور والمعانى التى فى داخل الدِّماغ ليقف على ما به يُتَوَصَّل إلى مطلوب ما.

وقال سيبويه : لا يُجْمَع الفِكْر ولا العِلْم ولا النَّظر.

وقد حكى ابن دريد فى جمعه أَفْكَارا.

فكك :

الفَكّ : الفَصْل بين الشّيئين ، يقال سَقَط فلان فَانْفَكّت قَدَمُه اذا انْفَكّ بعض أجزائها عن بعض وهو الوَثْىُ عند الأطبّاء.

والفَكّان من الانسان والدّابّة معلومان. والفَكُ الأعلى من الانسان مُرَكَّب من أربعة عشر عظما وحدُّهُ من فوق المشترَكِ من عَظْم الجبهة من ناحية الأذُنين الى الأسنان ،

والفَكّ الأسفل مركّب من عظمين عظيمين فيهما أدْنَى استدارة يَجمع بينهما مفصل موثّق خَفِىّ يقال لموضعه الذَّقَن ، وحَدُّه من فوق منابت الأسنان السُّفْلَى ومن أسفله الذَّقَن ومن الجانبين الأذنان.

والفَكَك : انفراج المنكب عن مفصله ضَعْفاً.

ولا تنفكّ تفعل كذا ، أى : لا تزال.


فكه :

كلّ الثّمار فَاكِهَة. ومن أخرج الرُّمّان وغيره منها لقوله ، تعالى : (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (٣٩). فذلك مردود بقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) (٤٠) فانّه للتّفضيل والتّوكيد والتّفصيل ، والله ، تعالى ، أعلم.

وسُمِّيت الفاكِهَة لأنّها تؤكل للتَّفَكُّه ، أى : التّلذّذ.

وحَكَى الزّجّاج عن يونس (٤١) أنّه قال : انّ الرّمّان والنّخل من أفضل الفاكهة ، وانّما فُصلا بالواو لفضلهما على سائر الفواكه.

وقال الأزهرىّ : انّ مَنْ قال أنّ ثَمَر النَّخْل والرُّمّان ليس من الفَاكِهَة لافرادهما بالتّسمية بعد ذِكْر الفاكهة فهو جاهل بكلام العرب وعلم اللّغة وتأويل القرآن العربىّ المبين.

والفَاكِهُ : صاحبها ، وهو الذى عنده فاكهة كثيرة ، كقولهم رجل لابِنٌ وتَامِرٌ ذو لبن وتمر كثيرَين. ويقال : رجل فَكِهٌ وفاكهٌ : اذا كان طيّب النَّفْس ضاحكها. ورجل فَكِهٌ أيضا : آكِلُها. والتّفاكُه : التّمازح. وفاكَهَهُ : مازَحَه. وتَفَكَّهَ : تمتّع وتلذّذ بأكل الفاكهة.

وتَفَكَّه ، أيضا : نَدم ، لقوله ، جلّ وعزّ : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) (٤٢).

واختار الخليل ، رحمه‌الله ، أنْ يُقال لأهل الجنّة "فَاكِهِين" لقوله ، تعالى : (فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) (٤٣) ، وقوله ، جلّ وعزّ : (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) (٤٤) ، ولله دَرّ الخليل (٤٥) ما أوْعَبَه لكلام العرب. وأفْكَهَت الجارية : حاضت. وهذا للتّأدّب.


وأفْكَهَت المرضِع : دَرَّ لبنُها.

فلج :

الفَلَج : الصُّبح. وتباعُد ما بين الأسْنان خِلْقَةً ، يقال هو أفْلَج الأسنان ، ولا بُدّ مِنْ ذِكْرِها. فانْ فَعَلَ بنفسه ذلك فهو التَّفلُّج. والفَلْج : الشّقّ نِصفَين ، ومنه اشتُقّ اسم الفَالِج وهو استرخاء أحد شِقَّى البدن طُولا ، يقال : فُلِجَ الرَّجل فهو مَفْلُوج.

والفِلْج والفَلْج : مِكيال ضخم. قال الهَروىّ فى حديث عمر أنّه بعث حُذيفة وعُثمان بن حُنيف الى السّواد ففَلَجا الجِزية على أهله (٤٦) أى : قَسماها. وأصلُه من الفَلْج وهو المكيال الذى يقال له الفالَج وهو مُعَرَّب.

والفَلَج : النَّهر ، والماء الجارى ، قال عبيد :

أو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ

للماء مِنْ تحتِهِ ، قَسِيْبُ (٤٧)

والجمع : أفْلاج.

وقد تكون الأفلاج فى باطن الأرض ، صَنْعَةً ، وذكرها الأعشى ، فقال :

فما فَلَجٌ يَسْقِى جَداولَ صَعْنَبَى

له مَشْرَعٌ سَهْلٌ الى كُلِّ مَوْرِدِ (٤٨)

والفالَج ، قد يُطلق وقد يُخَصّص. فالفالَج ، على اطلاقه يدلّ على ما يدلّ عليه الفالَج المخصوص فمن الاسترخاء ما يَكونُ عامّاً لأحد شِقَّي البدن طولا ، ومنه ما يكون فى الشّقّ المبتدِئ من الرَّقَبة ويظلّ الوجه والرّأس معا صحيحَين. ومنه ما يَسْرِى فى جميع الشّقّ من الرّأس الى القَدَم. وأصل الفَلْج شَقّ


تَنصيف. واذا كان الفالَج بمعنى الاسترخاء مطلقا فقد يكون منه ما يَعُمّ الشّقّين جميعا سوى أعضاء الرّأس التى لو عَمَّها كان سَكْتَة كما يكون منه ما يختصّ باصبع واحدة. ومعلوم أنّ بُطلان الحِسّ والحركة بسبب أنّ الرُّوح والاحساس المتحرِّك امّا محتبس عن النُّفوذ الى الأعضاء ، وامّا نافذ لكنّ الأعضاء لا تتأثّر به لفساد المزاج. والمزاج الفاسد امّا حارّ وامّا بارد وامّا رطب وامّا يابس. ويُشبه أنْ يكون الحارّ لا يمنع تأثير الحِسّ فيه ما لم يبلغ الغايةَ كما يُرَى فى أصحاب الذُّبول والدِّقّ فانّهم مع حرارتهم لا تبطل حَركتهم وحِسَّهم. واليابس أيضا قريب الحُكْم منه. والمزاج الذى يمنع عن الحِسّ والحركة فى الأكثر هو البَرْد والرّطوبة. فالفالج فى الأكثر احتباس الرُّوح. وهو امّا عن انسداد وامّا عن تفرُّق اتّصال عَرَضِىّ. والانسداد امّا لانقباض المسامّ وامّا لامتناعٍ متأتٍّ من خِلْط سادٍّ وامّا لأمر جامع لهما وهو الوَرَم. وذلك الخِلْط يَسُدّ امّا لكثرته كالدَّم والبلغم والسَّوداء وامّا لِغِلَظِه كالبلغم والسّوداء وامّا لِلزُوْجَتِه كالبلغم وهو الأكثر. ولمّا كان النُّخاع كالدِّماغ فى انقسامه الى قسمين ، وانْ كان الحِسّ لا يميّز ذلك ، كانت الآفة التى ينشأ عنها الفالَج اذا حَصلتْ فى أحد شِقَّى بطون الدّماغ كانت السَّكْتَة ، وان كانت عند مَنبت النُّخاع فُلِج البدن كلّه باستثناء أعضاء الوَجْه. وانْ كانت فى شِقّ من مَنبت النّخاع عَمَّت الشّقّ كلّه دون الوجه. وانْ لم يقع فى النُّخاع بل فى العَصَب حَدَث استرخاء يخصّ ذلك العَصَب. وقد يكون الشّقّ السّليم مشتعِلا كأنّه نار وكان الآخر باردا كأنّه فى ثلج.

وعِلاجُه :

يجب أنْ يكون قَصْدُك فى أمراض العَصَب الخمسة أعْنِى الخَدَر والتَّشَنُّجَ


والرَّعْشَة والفالَج والاختلاج قَصْد مآخِر الدِّماغ ، ولا تَعْجَل باستعمال الأدوية القويّة فى أوَّل الأمر بل أخِّر ذلك الى الرّابع أو السّابع ، فانْ كانت العِلّة قويّة فالى الرّابع عشر. وفى هذا الوقت يُقْتَصَر على أشياء الطّبيعة ممّا يُلَيّن ويُنضِّج ويُسَهِّل. والحُقْن لا بأس بها فى هذا الوقت. ثمّ اسْتَفْرِغْ بالمستفرِغات القويّة. وأمّا تدبير غِذائهم فانّه يجب أنْ يَقتصر المفلُوج ـ فى أوّل ما يظهر عليه الدّاء ـ على ماء العَسل وما يُشبهه فى فاعليّته يومين أو ثلاثة ، فان احتملت القوّة فالى الرّابع عشر ، وان لم تحتمل غَذَوْتَه بلحوم الطّير الخفيفة. واجتهد فى تجويعه ثمّ اطعامه الأغذية اليابسة ثمّ تُعَطِّشُه تعطيشا طويلا وينفعه التّنفّل بلُبّ حَبّ الصّنوبر لِخاصّيّة تأثيره فيه. والماءُ خيرٌ له من الشَّراب لأنّه يُنَفِّذ الموادّ فى الأعصاب. والكثير منه ربّما حَمُضَ فى أبدانهم فصار خَلًّا والخَلّ من أكثر الأشياء ضَرراً بالعَصَب.

فلح :

الفَلَح : شَقٌّ فى الشَّفة السُّفْلَى. ورَجُل مُتَفَلِّحُ الشَّفةِ واليَدين والرِّجْلَين : أصابه فيها تشقُّق.

فلذ :

الفِلْذ : كَبِد البَعير. والجمع أفْلاذ. والفِلْذَة : القِطْعَة من الكَبِد.

والفُولاذ من الحديد : خالِصُه المُنَقَّى.

والفالُوذ : نَوع من الحلوَى يُتَّخذ امّا من السُّكَّر وامّا من العسل وامّا من النّشا فارسىّ معرّب. قال يعقوب ، لا يقال الفَالُوذَج.


وهو صالح للصّدر والرّئة كثير الغذاء ، ثقيل على المعدة. والمتَّخَذ بالسُّكَّر ودُهن اللّوز معتدل صالح لمن قد نَهك بدنُه. وادمانه يورث السُّدد فى الكبد. ويُصلحه السُّكُنْجُبِين والعسل ، موافق للمشايخ والمبرودين من غير اصلاح.

فلسف :

الفَيلسوف : يونانيّة ، أى : مُحِبُّ الحِكْمَةِ. أصله" فيلو" أى : المُحِبّ و" سوفا" أى الحكمة. والاسم الفَلْسَفَة مركَّبة. وفى بعض الأقوال : الفلسفة اثْبات واجب الوجود فى العِلْم والعَمَل بقدر الطّاقة البشريّة لتحصيل السّعادة الأبديّة.

فلفل :

الفُلْفُل والفِلْفِل : حَبّ هندىّ معروف. وشَجرة الفُلْفُل لها ثَمَر يكون فى ابتداء ظهوره طويلا شبيها باللُّوبياء ، وهو الدّار فُلْفُل ، فى جَوفه حَبٌّ صغار ، منه ما يبتدِئ نُضْجاً ، وهو الفُلْفُل الأسود ، وما يُجْتَنَى غَصّاً وهو الفُلْفُل الأبيض. والأسود أشدُّ حَرافةً من الأبيض ، والأبيض أضعف لأنّه لم يُدْرِك ، وأفضلُه الأسْوَد الوَزِين الممتلقئ الحديث. أمّا أصول الفلفل فكالقُسَط ، وأمّا ثمرته فهى أوّل ما تَطلع دار فلفل ، ولذلك هو أرطب من الفلفل المستحكِم فاذا طالت به المدّة تأكَّل وتفتَّت. وأمّا ثمرته الفَجَّة فهي الفلفل الأبيض ، وهى أحَذّ وأشَدّ حَرافة من الأسود ، لأنّه من قَبْلٍ نضجه صار كأنه احترق ويبس. وهو حارّ يابس الى الرّابعة موافق للأصحّاء.

والأبيض أصلح للمعدة وأشدّ تقوية لها. ويُوضع فى الكُحْل فيجلو البَصَر. وفى التّرياق ، وكلاهما يقطع البلغم مَضْغاً بزبيب الجَبل. وينفع من الخُنَاق


تحنيكاً مع العَسَل ، وينقِّى الرّئة ، ويُسَخِّن العَصَبَ والعَضلات تسخينا عجيبا ، ويُزيل المغص والنَّفخ لعْقاً. وكثيره وقليلُه مُطْلِقٌ ويُحْدِر الجنين ، وبعد الجماع يُفسد الزَّرْع بقوّة.

وقد يُظَنّ أنّه اذا احتملته المرأة بعد الجماع مَنَع الحَبَل.

وأمّا الدّار فلفل ، فهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية ، مُزيل للأمراض الباردة ، يهضم ويمرِئ ، ويُقوِّى المعدة ، ويَزيد فى الباه ، ويُشبه أثر الزّنجبيل لأنّه حارّ رطب مِثله ، هاضِم للطّعام طارد للرّياح من المعدة والأمعاء ، مُقَوٍّ على الجماع. وبدل الفلفل ودار فلفل الزّنجبيل ، والشّربة منهما من نصف درهم الى درهم. ومضرّتهما بالكبد واصلاحهما بما فيه تَبريد وترطيب.

وفُلْفُلُ الماء : نبات يَنبت فى المياه له ساق ذاتُ عُقَد وأغصان طوال وروق كورق النَّعْنَع الّا أنّها أكبر وأطول وأكثر نُعومة ، وله ثَمَر فى عَناقيد. وطَعْمُ الوَرقِ والثَّمَرِ حِرِّيف كالفُلْفُل ، وطبعهما الحرارة واليُبوسة فى الدَّرجة الثّانية. وعُروقه دقاق كالأسارون ، لونُها الى الغُبْرَة والخُضرة ، ومذاقها حارّ ورائحتها طيّبة ، وثمرتها كحَبّ الأترجّ لونا وحجما ، وهى حارّة يابسة فى الثّالثة ، تنفع من القولَنْج والنِّقْرِس وأوجاع الكِلْيَة الباردة.

فلق :

الفَلِيق : عِرْق يَنتأ فى العُنُق.

وعِرْق فى العَضد يجرى فى العَظْم الى الكِتف.

والفليق : ضَرْب من الخوخ ينفلق عن نَواه.

والمفَلَّق منه : المفلَّج أى : المشقَّق.


فلك :

الفَلَك : مَدار النُّجوم. وفَلْكَة اللّسان : الهَنَة التى على رأس أصْلِه. وفَلْكَة الزَّوْرِ : جانبُه. والفَلِك : الجافِى المفاصِل ، ومَنْ به وَجَعٌ فى فَلْكَة رُكْبَتِه ، ومَنْ له إلْيَةٌ مُستديرةٌ. والافْلِيْكَتان : لحمتان تَكتنفان اللّسان. والفُلك : السَّفينة.

فنج :

الفَنَج : حيوان يُتّخذ من جلده الفِراء الطّيّب الرّائحة. لحمه معتدل صالح لجميع النّاس كبيرهم وصغيرهم. وهو مُعرّب" فَنَك".

فند :

الفَنَد : فَساد العَقْل مِنْ هَرم أو مرض. والفَانِيْد : ضَرْب من الحلواء معروف.

مُعَرَّب" بانِيْد" وأفضله الشَّحْريّ ، نِسبةً الى الشَّحْر يوضع فيها شىء من القَنْد.

والفَنَد : الظُّلْم. والفَنَد : الكَذِب.

قال النّابغة :

الّا سُليمان اذْ قال الالهُ له

قُمْ فى البَرِيَّة فاحْدُدْها عَنِ الفَنَدِ (٤٩)

 أى : امْنَعْها من الظُّلم والعُدوان والباطِل.

فنك :

الفَنِيك : مُجْتَمِع اللَّحيين فى وسط الذّقن أو طرفها عند العَنْفَقَة.

والفَنَك : حَيوان تقدّم ذِكْرُه فى (ف. ن. ج).


فنن :

الفَنّ : النَّوع. والجمع : أفْنَان وفُنون. والفَنّ : العَناء ، تقول منه : فَنَّنَتْهُ العِلّة : أعْيَته وأضرّته ضررا بليغا. والفَنَن : الغُصْن. وشَجرة فَنْوَاء : ذات أغصان.

فني :

الفَناء : ضِدّ البَقاء. فَنِي يَفْنَى وفنَى يَفْنَى. والفَنَا : عِنَب الثَّعلب. وفى الحديث : (فيَنبتون يومَ القيامة كما يَنبت الفَنَا) (٥٠). هو شَجر عِنَب الثّعلب لأنّه سريع النّبات والثَّمر. وقيل نَبْت آخر ، قال زهير :

كأنّ فُتاتَ العِهْنِ فى كلّ مَنزلٍ

نَزلت به حَبّ الفَنا لم يُحَطَّمِ (٥١)

فهج :

الفَيْهَج : الخَمْر ، أو الصّافى منها ، فارسيّ معرَّب.

فهد :

الفَهْد : معروف والأُنثَى فَهْدَة. وفى المثل (أنْوَمُ مِنْ فَهْد)(٥٢) لكثرة نَومه. وفى حديث أمّ زرع فى زوجها : (إنْ دَخل فَهَد وإنْ خرج أسد) (٥٣). أى : انْ دخل فهو كالنّائم لسُكونه وحُسْن خُلُقِه وانْ خرج فكالأسَد لشجاعته.

فهر :

الفَهِيرَة : مَخِيضٌ يُلْقَى فى الرَّضف ، فاذا غَلا ذُرَّ عليه الدّقيق وأُكِل.


فهق :

الفَهْقَة : مُرَكَّب الرّأس فى العُنُق ، وهى أَوْلَى (٥٤) فَقرات العُنُق التى تلى الرّأس.

وتَفَهَّق الجرح : اذا اتّسع.

وتَفَهَّق فلان : امتلأ جوفُه طعاما فتقيّأ مُتَجَشِّئاً.

وانْفَهَقت الطَّعنة ، اذا كانت نافذة شديدة.

وانْفَهَقَت العَينُ : انقلعت وسال محجرها دَماً.

وانْفَهَقَت عينُ الماء : اذا سال منها مياه عذبة غزيرة.

فهم :

الفَهْم : الشّعور بمعانى الأشياء. وهو أيضا : مَعرفة الشّىء بالقلب. وقال تعالَى :

(فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ) (٥٥).

فوت :

الفَوْت : الفُرَج التى بين الأصابع. والجمع : أفْوَات.

وتَفَاوَتَت حالة المريض : اختلفتْ قوّة وضعفا ، مرّة هكذا ، ومرّة بعكس ذلك.

ومات مَوْتَ الفَوَات : اذا مات فجاءة.

وطبيب لا يُفْتاتُ عليه ، أى : حاذق بالصّنعة ، لا يُعْمَل بِخلاف ما يراه.

فوتنج (٥٦) :

الفَوْتَنْج : نَبْت ، ومنه برّىّ ونهرىّ وجبَلىّ. ويُسَمَّى البرّىّ منه بالنّبطيّة :


المَشْكَطْرامْشِيْع أو المَشْكَطْرَامْشِيْر.

وهو مُعَرَّب" بوتنك" بالفارسيّة. وهو الحَبَق ، بالعربيّة. وأنواعه ثلاثة :

ـ برّىّ وورقه مستدير كالصّعْتَر ، وفيه غُبْرَة خفيفة ومَرارة يسيرة. ومنه نوع ناعم الورق فيه بياض وزَغَب قليل ولا زَهر له ولا ثَمَر ، وهذا هو المعروف بالمَشْكَطْرامْشِيْع.

ـ ونهرىّ وفى ورقه حَرافة وحَرارة بيّنة ومرارة يسيرة.

ـ وجبلىّ وورقه كورق الزُّوْفا ، وله بزر كأنّه رؤوس متكاثفة ، واكليل ليس بمستدير.

وهى حارّة يابسة فى الثّالثة. تُخْرج الفُضول الغليظة من الصّدر ، وتليّن الطّبيعة وتنفع من قلّة الشّهوة وضَعْف المعدة والمغَص والهَيضة والفُواق واليَرقان والاستسقاء ونهش الهوامّ. ويقتل الأجنّه والدّود. ويدرّ الطّمث شربا بالعسل. وأىّ نوع منها سُحِق وزُرع فى البساتين صار نعناعا ، ويسمَّى فَوْتَنْجاً بُستانيّا. والشّربة منه من درهم الى درهمين. ومضرّته بالكلَى والباه ويُصلحه رُبّ السُّوس ، وبدله : الجَعْدَة (٥٧).

فور :

الفَوْر : الوَقْت. والفُور : الظِّباء. وعن يعقوب : لا واحدَ لها من لفظها.

وفارَت القِدْر تَفور فَورا وفَورانا اذا غَلَتْ. وفار العَرَق فَوَرَانا : هاجَ ، ونَبَع. وفَارَ العِرْق : ضَرَب.

وفار المِسْك يَفور فُوَاراً ، وفَوَرَانا : انْتَشَر. وفَارَتُهُ ، بلا هَمْز : رائحتُه. وبالهَمْز : نافِحَتُه. والفَار : عَضَلُ الانسان.


فوز :

الفَوْز : الظَّفر بالخَير والنّجاة من الشّرّ. وقد قيل أنّه من الأضداد. فَوَّز اذا نجا ، وفوّز اذا هَلَك ، وسُمِّيت المَفَازَة من أحدهما ، تفاؤلاً بالسّلامة. والصّحيح غير هذا ، ولا أحقُّ التّضادّ فيه.

فوص :

فاصَت العِلّة عن المعالِج : اذا راوغته ولم يستطع التّحايل للقضاء عليها.

فوف :

الفُوف : البَياض الذى فى أظفار الأحْداث ، ويُقال الفَوْف ، أيضا.

والفَوْف : القِشْرَة التى على حَبّة القلب ، وعلى الفؤاد. وكلُّ قِشْرٍ فَوْف.

فوفل :

الفَوْفَل والفَوْفَل : نَخلة كنخل النّارْجِيْل تحمل عناقيد فيها ثَمَر كثمر جَوْز بوّا وطعمُه فيه مرارة ما ، منه أحمر ، ومنه أسود. وهو بارد يابس فى الثّالثة ، قابض نافع من الأورام الحارّة ، ومن التهاب العَين طلاءً ، مُطَيِّب للنَّكهة ، ويقوِّى اللّثّة والأسنانَ والقلبَ والمعدةَ والكبدَ. ومضرّته بالرّئة ، ويُصلحه الصّمغ وبدله الصَّنْدَل الأحمر.

فوق :

الفُواق والفُؤاق : الرّيح التى تخرج من المعدة. وهو حركة تحصُل فى فم المعدة


مُرَكَّبَة من تشنُّج انقباضىّ ثمّ تمدُّد انبساطىّ. وقد يحدث عُقَيْبَ القَىء المُؤْذِى لِفَم المعدة أو لتركه خِلْطا قليلا فيه. وسببه :

ـ امّا بَرْدٌ لتكثيفه ، وعلاجه بماء يُسَخَّن بمثل طَبيخ الزَّنجبيل فى ماء العسل.

ـ وامّا حَرٌّ لتجفيفه ، وعلاجه بما يُبَرِّد بمثل ماء الشّعير بدهن اللّوز.

ـ وامّا رطوبة لَزِجَة لثقلها ، وعلاجها بالقَىء أوّلاً ثمّ بمطبوخ ما صِفَتُه :

افْسَنْتِيْن وأسارُون ودارصينى وفُلْفُل وسُنْبُل ونَعْنَع من كلّ واحد مثقال ، وبَذْر خَشخاشٍ ومَصْطَكِى وأنِيْسُون وبَذْر شمر من كلّ واحد نصف مثقال ، يُغْلَى الجميع ويصفَّى ويُجْلَى بشراب سُكُنْجُبِيْن ويُشْرَب فيُحْدِث تشنُّجا.

وهذا يكون فى أواخر الحميّات المحرِّكة والاستفراغات المجفِّفة. وهو ردىء.

وعلاجه بما يرطِّب أو يُيَبّس بمثل شُرْب اللّبن الحليب وماء الشّعير.

ـ وامّا مادّة حادّة لِلَذْعِها ، وعلاجُها الاخراج بمثل مطبوخ الفاكهة.

ـ وامّا ريح غليظة لتَمديدها ، وعلاجها بمثل الكمّون.

ـ وامّا امتلاء من طعام ثقيل ، وعلاجه بالقَىء أوّلاً ثمّ بالاسهال ثانيا.

وللحركات المزعجة تأثٍير عجيب فى تسكين الفُواق المادّىّ وكذلك العُطاس والقَىء ، ودونهما حَبْسُ النَّفَس بقدر الطّاقة. وممّا يُحْدِثُه الاكثار من أكل السَّفَرْجَل المُرّ.

فوم :

الفُوم : قيل الثُّوم. وقال ابن جِنّى وغيره لا اختلاف فى أنّ الفُوْم الحِنْطَة وسائر الحبوب التى تُخْتَبَز ، ومَنْ قال أنّ الفُومَ الثُّوْمُ فانّ هذا لا يُعرف ، ومُحالٌ أنْ يَطلب القومُ طعاما لا بُرَّ فيه ، وهو أصْل الغذاء.


فون :

الفَاوَانِيا : عود الصَّلِيْب ، على المشهور. ومرّ الكلام عليه فى (صلب).

والفَيْنَة : الحِين والسّاعة. تقول : لقِيْتُه الفَيْنَة بعد الفَينة ، وانْ شئت حذفت اللّام فقُلت لقيته فَينةً بعد فَينةٍ مثل لقيته العَذْرَى والنَّذْرَى. قال أبو زيد : وهذا ممّا اعْتَقَبَ عليه تَعريفان ، تعريف العَلميّة والألف واللام وفى الحديث : (ما مِنْ مَولود الّا له ذَنْب قد اعتاده الفَينةَ بعد الفَينة). وفى رواية : (ما مِنْ عَبْد مؤمن الّا له ذَنْب يعتاده الفينة بعد الفينة) (٥٨). أى : الحِين بعدَ الحِين.

والأفْيُون : معروف. ويُتَّخَذ من الخَشْخَاش الأسود على طريقين :

أحدهما : أنْ تُجمع رؤوس الخَشخاش وأوراقُه ويعصران ، ثمّ تُؤخذ تلك العُصارة فتُسْحَق على صُلابة سَحْقاً محكما ، ثمّ تَقَرَّص وتجفَّف.

وثانيهما : أنْ يُشْرَط رأسُ الخَشْخَاش شَرْطاً مستديرا لا يبلغ الى جِرْمِها ثم يُشْرَط من جانب هذا الرّأس شَرْطٌ آخر طولىّ مستقيم إلى آخِر الخَشْخاشة ثمّ يؤخَذ ما يخرج من ذلك فيُسْحَق ويُقَرَّص. وهذا أجود. والمشهور أنّ هذا المعمول على الوجه الثّانى هو لَبَن الخشخاش ، وليس ذلك بحَقّ لأنّ هذا الأفيون دُهنِىّ ولذلك يَشْتَعِل اذا قُرِّب من لَهَب النّار ، واللّبن ليس كذلك. ومَن تأمَّله عَلِم أنّ جوهره من جوهر الصُّموغ لا من جوهر الألبان. ولمّا كان هذا الدّواء صِمْغاً ففيه دُهْنِيّة وهَوائيّة وحرارة وأرضيّة ومائيّة يسيرة. وأفضله ما كان وزِيناً حادّ الرّائحة هَشّاً سَهْل الانحلال فى الماء وفى الشّمس ويَشتعل بسهولة ، وشُعْلَتُه نَيِّرة. ولمّا كان ثير اليُبوسة والأرضيّة وَجَبت شدّة يبوسته وبَرْدِه المتأتّية من كثرة الأرضيّة الباردة فيه.

وأمّا الحارّة فهى فيه قليلة جدّاً وكذلك الهوائيّة لقوَّة برده ، وهو ممّا يُحْمَد


للأخْلاط ، مُغَلِّظ للأرواح ، ولقوَّة بسه وبرده هو شَديد المنافاة لمزاج الرُّوح والحياة ولذلك هو سُمٌّ قاتل.

وهو بارد يابس فى الرّابعة ينفع السُّعال المزمِن ويحبس الاسهال ويسكّن الأوجاع طلاء مع دُهن الورد وشُربا. وينفع من الزَّحير شربا واحتقانا واحتمالا ويسكّن وجع الأذن مع دُهن اللّوز والزَّعفران والمَرّ تقطيراً. والشّربة منه قدر دانَق مُصْلَحاً بالفُلْفُل. ودرهمان منه سُمّ قاتل. ويَعْرُض عنه ثِقَل فى الرّأس وبَرْد فى الأطراف وظُلْمَة فى البَصَر وعَرَق بارد. وعلاجُه بالقَىء باللّبن الحامض والأدْهان بالمياه الحارّة.

فوو :

الفُوَّة : عروق معروفة تُصبغ بها الثّياب وغيرها. حارّة يابسة فى الثّانية وأجودها الشّديدة الحمرة السّالمة من السُّوس. وهى مُدِرَّة للبَوْل والطّمث مُسْقِطَة للجَنين مُخْرِجَة للمَشيمة شربا بماء مَطبوخها بالعَسل وحُمولا بعد دَقِّها به. وتَفتح السُّدَد التى فى الكبد والطّحال وتنفع من اليَرقان والفالج الذى لا حَرَكة فيه ولا حِسّ. ومن عِرْق النِّسا واسترخاء الأعضاء شُربا بماء العسل. وتنفع من البَهَق الأبيض والبَرَص طلاء بالخلّ. والشّربة منها من درهمين الى ثلاثة. والاكثار منها يُبِيْل دَماً. ويُصلحها بزر لسان الحَمَل. وبدلها السَّليجة الحمراء (٥٩).

والفُوْ : نَبات يشبه الكرفس العظيم الورق ويسمّيه بعضهم سُنْبُلاً بَرّيّاً ، وله ساق فى غِلَظ الاصبع يرتفع نحو الذّراع ، أملس ناعم يميل لونه الى الزُّرقة ، مُجَوَّف ذو عُقَد ، وله زهر كزهر النّرجس وفى بياضه زُرقة وله أصل فى أسفله


شُعَب معوجّة يميل لونُها الى الحمرة طيّب الرّائحة كرائحة السُّنبل. واذا أُطْلِق فالمراد به هذا الأصْل. وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية يقع فى الأدوية التّرياقيّة ، ويدرّ الطّمث والبَوْل اذا شُرِب ماء طبيخه أو استعمل بنفسه. وينفع من وَجَع ذات الجَنْب والصّدر ومن داء الثَّعلب. وفيه قوّة مُفتِّحة لسُدَد الكبد والطّحال. والشّربة منه من مثقال الى درهمين. ومضرّته بالكلَى ويصلحه رُبّ السُّوس أو الرّازيانج والعسل.

فيق :

الفائق : الجبّار من كلّ شىء. وعَظْم رقيق فى العُنق ، فى موصل العُنق بالرّأس. وقال أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد ، رحمه‌الله : الفائق : داء يأخذ الانسان فى عَظْم عُنُقِه المُوْصِل لجُمجُمته ، واسم ذلك العظم : الفائق (٦٠).

والفاق : الزّيت المطبوخ. وطائر مائىّ طويل العنق.

والفُوَاق ، تقدّم فى (ف وق).

فيل :

الفِيل : حَيوان معروف. والجمع : أَفْيَال ، والأنثى : فِيْلَة ، وصاحبه فَيَّال. والعَاج نابُه ، وتقدّم فى (عوج).

ولحمُه ردىء وَخْمٌ ثقيل على المعدة ، بطىء الهَضْم. والفائِل : اللّحم الذى على خُرْبَة الوَرِك. وعِرْق فى الفخذ.

وقال الأصمعىّ : فى الوَرِك الخُرْبَة وهى نُقرة فيها لحم لا عظمَ فيها وفى تلك النُّقرة الفائل. قال : وليس بين تلك النُّقرة وبين الجوف عَظْم انّما هو جلد


ولحم.

وقال غيره : الفائلان مُضَيْغَتان مِنْ لَحم ، أسفلهما على الصَّلَوَين مِنْ لَدُن أدنى الحَجَبتَين الى العُجْب مُكْتَنِفَتا العُصْعَص ، مُنحدرتان فى جانبَى الفخذين. والخُرْبَة : داءُ الفِيْل ، زيادة فى القَدَم والسّاق حتّى تُشبه رِجْل الفِيْل. وسببه كثرة الدّم السّوداوى. والمستحكِم منه لا يَزول ، وغيره يُعالَج بالفَصْد واستفراغ السَّوداء.

والأفِيل : الضَّعيف الرّأى ، الجبان الذى لا هِمَّة له.

ولله دَرّ شيخنا العلّامة ابن سينا ، اذْ لم نجد غيرَه من جمعهما فى شِعْر ، فقال يخاطب أحَدَ حُسّادِه وشانئيه :

فأَمَّا أنْ أرُعْكَ بغَيْرِ قَصْدٍ

فَقِدْماً رَوَّعَ الفِيْلُ الأَفِيْلا (٦١)


حواشي حرف الفاء

__________________

(١) النّهاية ٣ / ٤٠٥.

(٢) الكرباس : نوع من الرّباطات يتّخذ من القطن. ينظر اللسان (كربس).

(٣) بلفظ : (يخلط بدهن الزئبق) فى العين (فتق).

(٤) النّهاية ٣ / ٤٠٩.

(٥) برواية (فنان) فى ديوان ابن أحمر ٦٤. وكما هنا فى المجمل ٤ / ٧٨. واللّسان (فتن).

(٦) للربيع بن ضبع الفزارى. وهو فى المجمل ٤ / ٧٨. واللسان (فتو).

(٧) النّهاية ٣ / ٤١١.

(٨) العين (فثأ).

(٩) بلفظ : (مفدّمة أفواهكم ..) فى النّهاية ٣ / ٤٢١.

(١٠) لأبى الهندى فى العين (فدم).

(١١) اللّقوة : داء يأخذ فى الوجه يعوجّ منه الشدق. كما فى المجمل ٤ / ٢٨٥. واللسان (لقو).

(١٢) البسّد : لفظة فارسية بمعنى المرجان. ينظر القاموس الذّهبى ١١٤.

(١٣) اسم دواء بالفارسية ، وهو (دروند) ، ايضا. م س ٢٦٤.

(١٤) السّبهمنان : فارسى ، وهو نوع من الأدوية يصنع من أخلاط شتى من الأعشاب. ينظر نوادر الطّبّ (مخطوط مكتبة ليدن برقم ١٣٠٢).

(١٥) الكبابة ، فارسىّ : ثمار نبت من الفصيلة الفلفلية ، شجيرة دائمة الخضرة ،


ورقها أملس لمّاع. منها كبابة هنديّة ، وكبابة صينيّة ، وحبّ العروس ، وهى عطريّة الرّائحة وطعمها حرّيف ، وتستعمل اليوم لتطهير المجارى البوليّة ، لأنّها تحتوى على زيت طيّار وراتنج. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ٥٧.

(١٦) تنظر الحاشية ١٠٤ من حرف الباء.

(١٧) الحراق : شمراخ النّخلة يؤخذ من الفحل فيدسّ فى الطّلعة. ويستعملونه لا يقاد النار أيضا. ينظر اللسان (حرق).

(١٨) الاكليل ، وجمعها أكاليل ، وهى أغصان لنبتة سهليّة من الفصيلة الورديّة تتخّذ لتزيين. ل ع م ٤ / ٣ / ٧٦.

(١٩) تنظر الحاشية ٦٥ من حرف السّين.

(٢٠) هو النّاردين. ومرّ فى الحاشية ٣٤ من حرف التّاء.

(٢١) ديوان الأعشى ١١٧. المقاييس ٤ / ٤٨٨.

(٢٢) بلا عزو فى المجمل ٤ / ٨٩. والمقاييس ٤ / ٤٨٩. واللسان (فرض).

(٢٣) البقرة ٦٨.

(٢٤) الجمهرة ٢ / ٣٨٢.

(٢٥) النّهاية ٣ / ٤٣٧.

(٢٦) فصل المقال ١٠. ومجمع الأمثال ٢ / ١٣٦.

(٢٧) بلفظ (فسيح ...) فى النّهاية ٣ / ٤٤٥.

(٢٨) الجمهرة ٢ / ٢٤.

(٢٩) تنظر الحاشية ٤٠ من حرف الباء.

(٣٠) بلا عزو فى اللّسان (فصص).

(٣١) اللسان (فطر).


__________________

(٣٢) اللسان (فطر).

(٣٣) العين (فطس).

(٣٤) من م.

(٣٥) النّهاية ٣ / ٤٦١.

(٣٦) وكذا ورد فى النّهاية ٣ / ٤٦١.

(٣٧) م : فقرات.

(٣٨) العين (فقع).

(٣٩) الرّحمن ٦٨.

(٤٠) الأحزاب ٧.

(٤١) م : يونس النّحوىّ. ومرّت ترجمته فى حواشى (ذمم).

(٤٢) الواقعة ٦٥.

(٤٣) الطّور ١٨.

(٤٤) يس ٥٥.

(٤٥) النّصّ بما هو قريب من هذا اللّفظ فى العين (فكه).

(٤٦) النّهاية ٣ / ٤٦٨.

(٤٧) ديوان عبيد ١٥. اللّسان (فلج).

(٤٨) ديوان الأعشى ١٢٨. (فلج).

(٤٩) ديوان النّابغة ١٣. جمهرة أشعار العرب ١٤. المعرب ١٩١. شرح شواهد المغنى ٧٤.

(٥٠) النّهاية ٣ / ٤٧٦.

(٥١) ديوان زهير ١٢. والبيت من معلقته.


__________________

(٥٢) المستقصى ١ / ٤٢٦.

(٥٣) النّهاية ٣ / ٤٨١.

(٥٤) م وحاشية الأصل : وأول.

(٥٥) الأنبياء ٧٩.

(٥٦) تنظر مادة (حبق) فى حرف الحاء. فقد ذكر هناك أيضا.

(٥٧) الجعدة : بقل برّىّ من الفصيلة الشّفويّة ، ويطلق على أصناف أخرى من الجنس نفسه. ل ع م ٤ / ١ / ١١٧.

(٥٨) النّهاية ٣ / ٤٨٦.

(٥٩) تنظر الحاشية ٥٢ فى مادة (أسر) من حرف الهمزة.

(٦٠) ذكر الخليل هذا النّصّ فى (فأق) من كتاب العين.

(٦١) لابن سينا فى عيون الأنباء ٤٥١.


حرف القاف

ق



قاطيطريون :

القاطِيْطِريون : حانوت الطّبيب.

قبب :

القَبّ : رِقّة الخَصْر وضُمور البطن. وقَبَ بطن الفرَس اذا لحقت خاصرتاه بحالبَيه. وقَبَ التَّمر واللّحم : ذهبت طَراوتهما ونَداوتهما. وقَبَ الجُرحُ : ذهب ماؤه وجَفَّ. والنَّبتُ : يبس. والأسدُ : سُمِعَتْ قَعقعةُ أنيابه.

والقِبّ : العَظْم النّاتِىء من الظّهر بين الاليتَين ، ومنه يُقال ألْزِقْ قِبَّك بالأرض. والقَبْقَب : البَطْن سُمِّيَت بذلك لِقَبقَبَتِها أى : لِصَوْتِها وفى الحديث : (مَنْ وُقِىَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبِه وذَبْذَبِه فقد وُقِي) (١). فاللّقلق : اللّسان ، والذَّبْذَب : الذَّكَر. والقِبْقِب : صَدَفٌ بَحْرِي. والقُبَاب : ضَرْبٌ من السَّمك يُشبه الكَنْعَد ، قال جرير :

لا تَحسبنَّ مِراسَ الحرْبِ اذْ خَطَرَتْ

أكْلَ القِبابِ وأُدْمَ الرَّغْفِ بالصِّيْرِ (٢)

وحِمار قَبّانٍ : دُوَيِّبَة رأسُها كرأس الخُنفساء مَلساء وأنفُها كأنف القُنفذ اذا حُرِّكَتْ تَماوتتْ واذا تُركت انطلقتْ.

قبج :

القَبْج : الحَجَل ، تقع على الذَّكر والأنثَى حتّى تقول" يَعقوب" فيختصّ بالذَّكَر لأنّ الهاء انّما دخلت للجِنْس. وكذلك النّعامة حتّى تقول" ظَليم". والنَّحلة حتّى تقول" يعسوب" والدُّرّاجة حتّى تقول" حيقُطان". والبُومة حتّى تقول


"صَدَى". والحُبَارَى حتّى تقول "خَرْب".

وبقية الكلام عليه سبق ذِكْرُه فى (ح. ج. ل).

قبح :

القُبْح : ضِدّ الحُسْن. قال بعضُهم القُبْح فى الصّورة.

والقَبِيح والقَبَاح : طَرَف عظم العَضُد ممّا يلى المرفق وكثرة لحم الثّانى.

قبر :

القُبَر : عِنَب أبيض طويل متوسِّط العناقيد يُتَّخَذ منه أجود الزّبيب. والقُبّر ، والقُبَر : ضَرْبٌ من العصافير أغبر اللّون كبير المنقار على رأسه شِبْه طَرَف الأنف لا يَهُولُه صوتُ صائحٍ ، واحدته بالهاء.

قال الجوهرىّ قال طرفة ، وكان يصيد هذا الطّير فى صباه :

يا لكِ مِنْ قُبّرَةٍ بِمَعْمَرِ

خَلا لكِ الجَوُّ فبِيْضِى واصْفِرِى

ونَقِّرِى ما شِئْتِ أنْ تُنَقِّرِى

قَدْ ذَهَبَ الصَّيّادُ عَنْكِ فابْشِرِى

لا بُدّ مِنْ أخْذِكِ يوماً فاصْبِرِى

وفى رواية أخرى :

... فاحْذَرِى.

وقال بعضهم والسّبب فى قوله هذا : أنّه كان مع عمِّه فى سَفَر وهو ابن سبع سنين فنزلوا على ماء فذهب طرَفة ليصيد القَنابر فاستمرّ يومه لم يَصِدْ شيئا فحمل فَخَّه ورجع الى عمه وتحمّلوا من ذلك المكان فرأس القَنابر يلقطن ما بذر لهنّ من الحَبّ فقال ذلك.


وقيل أنّ هذه الأبيات لكُلَيْب بن ربيعة التَّغْلبىّ وليست لطرفة وذلك أنّ كُليب بن ربيعة خرج يوما فاذا هو بقُبّرة على بيضِها فلمّا نظرت اليه صَرْصَرت وخَفَقت بجَناحيها ، فقال لها أمِّنِى روعك. أنت وبيضك فى ذِمَّتى ثمّ دخلت ناقة البسوس الى الحِمَى فكسرت البيض فرماها كليب فى ضرعها. والبَسوس : خالة جسّاس بن مُرَّة الشّيبانىّ فوثب جسّاس على كليب فقتله فهاجت حرب بكر وتغلب ابنَى وائل بسببها أربعين سنة.

والقُنْبُرة : قَول العامّة أو لغة فيها. ولحمُها حارّ يابس ينفع من القُولنج ويدرّ البَول. ومَرَقُها يليّن الطّبيعة ، ولحمها يمسكها. والاكثار منها يضرّ المحرورين ويُصْلَح لهم باستعمال الهِنْدِباء بالخَلّ.

قبص :

القَبَص : وَجَعٌ يُصيب الكبد عن أكل التَّمْر وشُرْبِ الماء عليه. والقَبَص ، أيضا : ارتفاعٌ فى الرّأس ، وعَظْم. ووَرَم قَبِيْصٌ : مرتفِع مستدير.

قبض :

القَبِيضُ من الآفات : السّريع الانتقال ، الشّديد العَدْوَى. وتَقَبَّض : اشمأزّ. وقُبِض : مات. وتَقَبَّض جِلْدُه لداء وغيره ، مِثْل تَشَنَّج ، وكذلك يُقال للعَصَب.

قبع :

قَبَعَه المرض : اذا أعيا منه وضاق نَفَسُه.

والقُبَاع : مِكيال معروف. والقَوْبَعَة : دُوَيّبة.


قبل :

القَبِيلَة : واحدة قَبائل الرّأس ، وهى القِطَع المتّصلة بعضُها الى بعض. وذَكَر بعضُهم أنّه يُقال لعَظْم الرّأس الذى فيه الدِّماغ لجُمْجُمَة وفيها أربع قبائل متقابلة ، أى : أربع قِطَعٍ ، واحدة من قِبَل الجَبْهة وواحدة من قِبَل القَفا وواحدة مُتَياسرة ، ويَجْمَع بين أعاليهنّ الشُّؤونُ وهى شَبيهة بشِعْب القَدَح واحدها شَأْن.

وقال الخليل : قَبيلة الرّأس كلّ فِلْقَة قد قُوْبِلَت بالأخرى (٣). وقال غيره. قبائل الرّأس : أطباقه. وقبائل الشَّجرة : أغصانها ، وقال ابن الأعرابىّ : للنّساء ثلاث قبائل.

قبو :

القَبَاء : نوع من الثّياب معروف سُمِّى بذلك لاجتماع أطرافه مشتقٌّ من القَبْوَة وهى انضمام ما بين الشَّفتين والجمع أقْبِيَة.

قتب :

القِتْب : واحد الأقْتَاب ، وهى الأمعاء. وتصغيرها : قُتَيْبَة.

قتت :

القَتّ : هو اليابس فى الفِصْفِصْة (٤) وهو جَمْعٌ عند سيبويه واحدته قَتَّة. ودُهْن مُقَتَّتٌ : مُطَيَّب مطبوخ بالرَّياحين. وقال ثعلب : مَخلوط بغيره من الأدهان الطّيّبة. وقال غيره : لا يقال ذلك الّا فى الزَّيت. وقيل : المقتَّت مِنَ


الزَّيت : الذى أُغْلِىَ بالنّار ومعه أفْواهُ الطِّيب.

قتد :

القَتَاد : شَجر صُلْب له شَوك كالابر ، وورقه أغبر كلوت ثَمرته.

وهذه الشّجرة باردة الّا أصلها ، فانّه ينفع من البَهَق اذا دُقَّ وطُلِىَ به مع الخَلّ.

قتر :

القُتْرَة : ضِيْقُ العَيش ، كالإقتار. والقَتْرَة ، والقَتَرَة : غُبْرَة يعلوها سواد كالدُّخان. والقُتار : رِيْح العُود. وابنُ قِتْرَة : حيّة خبيثة. والقَمتير : الشَّيب. والقُتَار : ريح الشّواء. وعَلَتْهُ قُتْرَة من الدّاء : اذا تغيّر لونُه له.

قتل :

قَتَلَهُ الهَمُّ قَتْلاً ، وكذا كُلّ داء : اذا قضَى عليه.

وقَتَلْتُ الشَّىءَ خُبْراً وعِلْماً.

وتَقَتَّلَت الجارية للرّجل حتّى عشقها ، أى : خَضعت له ، قال :

تَقَتَّلْتِ لِى حتّى اذا ما قَتَلْتِنِى

تَنَسَّكْتِ ما هذا بفِعْلِ النَّواسِكِ (٥)

قثأ :

القِثّاء والقُثّاء : ثَمَرة معروفة ، جَمْع ، والواحدة : قِثّاءة. وأفضلُها ما نضج. وهى باردة رطبة فى آخر الثّانية مُسَكِّنَة للحرارة والعَطَش والتهاب المعدة مُخْرِجَة


للصَّفراء بالادْرار ، وخُصوصا بَذْرُها. وهى نافعة من الغَشْى شَمّاً ، ومن قُروح الكلَى والمثانة ، وحُرْقَة البَول أكلا ، وبذرها خَيْرٌ من بذر الخيارِ ، وقد تُوْرِث الرّياح والقولنج ، ويُصْلِحُهَا أكْلُها بالعسل. وتُتْبَع بالجَوارِشِن الكَمُّونىّ ونحوه وتُبْدَل بالخيار.

وقِثّاء الحمار : القِثّاء البرّىّ ، ثمرة أطول من البلّوط وأدقّ قليلا ، واذا أُدْنِيَت منها اليَدُ انْفَقَعَتْ بصوتٍ وهى شديدة المرارة ، وتُسمَّى عند بعضهم بالعَلْقَم.

وأجودها الأصفر ، وهى حارّة يابسة فى الثّانية ، تُسَهِّل البلغم والدّم. وعُصارتها تنفع اليَرقان والاستسقاء وتدرّ البول والطَّمث ، وتُسَكِّن وجع الأذن تقطيرا ، وممّا يُحَسِّن الاسهال بها أنْ تُخلط بضِعْفِها مِلْحاً ثمّ تحبَّب كالفلفل وتُبْلَع بالماء.

وهى تضرّ بالكبد ، وتُصْلَح بالصِّمغ والورد. والشّربة منها قدر رُبع درهم. وقِثّاء النَّعام هو الحَنْظَل. وقِثّاء الحيّة هو الزَّراوَنْد الطّويل. والقِثّاء الهِندىّ وهو الخيارشَنْبَر.

قحب :

القُحاب : السُّعال. ومنه قيل للبَغِىّ : قَحْبَة ، لأنّها تُؤْذِن لطلّابها بقُحَابِها وهو سُعالها.

قحح :

القَحُ ، والقَحْقَحَة : تردُّد الصَّوت فى الحَلْق كالبَحَّة. والقُحْقُح : العَظْم المحيط بالدُّبُر.


قحط :

القَحْط : احتباس المطر.

والقَحْطِىّ : المنسوب الى القَحْط ، يقولونه فى العراق للأكول النَّهِم كأنّه جاء مِنْ قَحْط. قال الخليل : هو من كلام أهل العراق دون أهل البادية.

قحف :

القِحْف : العَظْم الذى فوق الدِّماغ وهو فى الحقيقة عَظْمان. والقِحْف : ما انفلق من الجُمْجُمَة فبانَ ولا يُدْعَى قِحْفا حتّى يَبين. ويُجمع على أقْحاف وقُحوف قِحَفَة. ومنفعته أنّه جُنَّة للدِّماغ. والقَحْف : قَطْع القِحْف أو كسره أو ضَرْبُه أو اصابته. وقد تُسمَّى الجمجمة كلُّها قِحْفاً.

قحل :

القاحِل : اليابس من الجُلود ، والمتقحِّل : الرّجل اليابس الجلد السّىّء الحال. وقَحِل الشَّيخ : يَبِس جلدُه على عَظْمِه فهو قَحْل وقَحِل.

قحو :

الأُقْحُوان : هو القُرّاص ، ويسمِّيه الفُرْس : البابونَج. وواحدته : أُقْحُوانة ، ويُجمع على أقَاحٍ.

والأُقْحُوان من نبات الرّبيع مُقَرَّص الوَرَق دقيق العيدان ، له نُوّار أبيض.

وقال الجوهرىّ : هو نبت طيّب الرِّيح ، حَواليه ورق أبيض ووسطه أصفر ، ويُصَغَّر على أُقَيْحِىّ لأنّه يُجمع على أقاحىّ ، وانْ شِئْتَ أقاحٍ ، بلا تشديد.


والأُقْحُوان عند العرب ، هو البابونّج ، ومنه أنواع.

وبالجملة فهو نبات ربيعىّ ، بَرِّىّ وبُستانىّ ، وهو قضبان دِقاق لها ورق شبيه بورق الكُزْبُرَة والرّازيانج. وزهرته بيضاء مدوَّرة فى وسطها صُفرة ، ولها رائحة ثقيلة ، وفى طعمها مرارة ، وكأنّه صِنْف من البابونَج. حارّ فى الثّالثة ، يابس فى الثّانية ، واذا أُطْلِق أُريد به الزّهرة فقط. وهو مُنَضِّج مُفَتِّح للسُّدَد ، مُدِرّ للبَول والطَّمث ، مُخْرِج للجَنين ، نافع من الرّبو والقولنج ، مُسَهِّل للسّوداء والبلغم اذا شُرِب يابسا مدقوقا مع شىء يسير من مِلْح أو مع سُكَنْجُبِين. ويُفَتّت الحصَى اذا استعمل مع زهره. والشّربة منه من درهمين الى مِثقالين وبدله البابونَج لأنّه نَوع منه.

والمَقْحُوُّ من الأدويّة : الذى فيه الأُقْحُوَان.

قدح :

القَدَح : آنية معروفة تَروى الرَّجُلَين ، قاله أبو عُبيد. أو اسم لجميع صغار الأقداح وكبارِها. والقَدْح : أُكَالٌ يقع فى الشَّجَر والأسنان كالقادِح ، واخراج الماء الفاسد من العَين. والقادِح : السَّواد الذى يظهر فى الأسنان. والقادِحة : الدُّودة التى تأكل السِّنَّ والشَّجر.

والقَدِيح : المرَق ، أو ما يبقَى فى أسفل القِدْر فيُغْرَف بجُهْد.

قدد :

القَدّ : القَطْع طُولاً كالشّقّ. والقُدّ : سَمَك بَحريّ.


والقُداد : وَجَع البطن ، وفى الحديث : (فجَعَلَه الله حِبْناً وقُدادا) (٦). قوله حِبْناً ، أى : استسقاء. والقَديد : اللّحم المشرَّح المملَّح المجفَّف. وهو حارّ يابس ينفع أصحاب الأمزجة الباردة الرَّطبة.

قدر :

القَدْر : الحُكم. ورأس الكَتِف. والقَدَر : الحُكْم ، أيضا. وقِصَر العُنُق. قال الأصمعىّ : يُقال : رجُل أقْدَر وامرأة قَدْراء. والقِدْر : معروفة. قال الأزهرىّ : وهى مؤنَّثة بلا هاء. فاذا صُغِّرَتْ قلتَ لها قُدَيْرَة وقُدَيْر ، بهاءٍ وبغير هاءٍ. وأمّا ما حكاه ثَعلب من قول العَرب : ما رأيتُ قِدْراً غَلَا أسرعَ منها ، فانّه ليس على تذكير القِدْر ، ولكنّهم أرادوا : ما رأيتُ شيئا غَلَا ، ونظيرُه قولُه ، تعالَى : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) (٧) كأنّه قال : لا يَحِلُّ لك شىءٌ من النِّساء. وما يُطْبَخ فى القدر من اللّحم بتَوابِل فهو قَدِيْر ، وانْ لم يكن ذا تَوابِل فهو طبيخ.

قدم :

القدَم : الرِّجْل ، مونّثة ، والجمع أقدام. وهى مُرَكَّبَة من سبعة وعشرين عَظْما :

ـ مِنْ كَعْب وهو عَظْم واحد صُلْب واسِطَة بين السّاق والعَقِب به يَحْسُن اتّصالهما.

ـ ومن عَقِب وهو عظم واحد أيضا صُلْب مستدير من خَلْف ومن الجانبين عريض من الأسفل.

ـ ومن عظم زَوْرَقىّ ، وهو عظم الأخْمَص وفيه تحديب من فوق تمتدّ به القَدَم


مع المشط.

ـ ومن نَرْدِىّ ، وهو عظم مُسَدَّس الشَّكل.

ـ ومن أربعة أعْظُم للرُّسغ.

ـ ومن خمسة أعظم للمُشْط.

ـ ومن خمسة أصابع مركّبة من أربعة عشر عظما.

قذذ :

القُذَّتان : الأُذُن من الانسان والفَرَس. والقُذَد : ما بين الأُذنين من خلف.

والمُقَذَّذة : الأذن المدوَّرة. وأُذن مَقْذُوْذَة كأنّها بُرِيَتْ بَرْياً.

والقُذاذَة والقُذاذات : قِطَع الذَّهَب. والجُذاذات : قِطَع الفِضَّة.

قذف :

قَذَف ما فى جوفه : اذا قاءَه. والقَذِيفة : الشَّىء الذى يُرْمَى ، قال مزرِّد بن ضِرار :

قَذِيفَة شَيطانٍ رَجيم رَمَى بها

فصارتْ ضَواةً فى لَهازِمِ ضِرْزِمِ (٨)

الضَّوَاة : الوَرَم فى الجلد وغيره. واللهازم : أُصول الحنكين ، وقيل هما مُضَيْغَتان فى أصْل الحنك. والضِّرْزِم : النّاقة المسنّة.

قذل :

القَذال : مُؤَخَّر الرّأس من الانسان ، وقال ابن الأعرابىّ : هو ما دون القَمَحْدُوَة الى قَصاص الشَّعَر. القاذِل : الحَجّام لأنّه يَشْرُط ما تحتَ القَذال.


قرانيطس :

قَرانِيْطَس : اسم يونانىّ للسِّرْسام الحارّ (٩) وهو وَرَم فى أحد حِجابَى الدِّماغ ، وفيهما. وهذا هو السُّرْسَام الحقيقىّ. وقد يُطلق على وَرَم جوهر الدِّماغ على سبيل المجاز. وسببه :

ـ امّا دم رقيق ، وعلامته حُمَّى دائمة مع ثِقَل الرّأس وحُمْرَة العين والوجهِ وعِظَمِ النَّبْض. وعلاجُه الفَصْد من القِيْفال وتليّين الطّبيعة وتبريد الرّأس بمثل ماء الورد ودُهن الورد.

ـ وامّا صفراء ، وعلامته شِدّة حرارة الحمَّى والسَّهَر وخِفّة الرّأس واصفرار الوجه وسُرعة النّبض والهَذَيان. وعلاجُه استفراغ الصّفراء وسَقْىُ ماءِ الشَّعير وماءِ الاجّاص وتبريد الرّأس بمثل ماء الورد وعُصارة القَرْع.

قرب :

القُرْب : نقيض البُعْد. والقُرْب والقُرُب : الخاصِرة ، ومنها الى مَراقّ البَطْن ؛ ومن الرُّفْغ الى الابط من كلّ جانب. والقُرْب : السَّمَك المملَّح ما دام طريّاً.

قرح :

القَرْح والقُرْح : طَرَف السّلاح ونحوه ممّا يجرح الجسَد ، وما يخرج بالبدن من دُمَّل. والقُرْح : الألم. والقَريح : الجريح ، والقَرْحَة الواحدة ، والجمع قُرُح وقُرُوح ، وهى تتولَّد عن الجِراحات وعن كلّ ما جَمَع مِدَّةً ثمّ انفجر وبَقِى مُنْفَجِرا. والمَقْرُوح : مَنْ به قُروح.

والقَرْح : البَشَرة اذا تَرامت الى فَساد. والقُرْحَة : فى وجه الفَرَس دُوْنَ الغُرَّة


وهى قَدْرُ الدِّرْهَم فما دونه. والغَرّ : ما فوقه. وفى الحديث : (خيرُ الخَيل الأَقْرَح المُحَجَّل) (١٠). الأقْرَح : ذو القَرح والصُّبح أيضا : لأنّه بياض فى سواد. والقُرْحَان من الكمأة : ضَرْب أبيض صغير له رؤوس كرؤوس الفُطْر الواحدة قُرْحَانة. والقُرْحَان مِنَ النّاس : مَنْ لم يُصِبْه الجُدَرىّ ، الواحد والجمع فيه سواء. وأما قَرْحَانُون فى حديث عُمر ، ، حين أراد أنْ يدخل الشّام وهى تَشْغُر طَاعُوناً ، فقيل له إنّ ما معك من أصحاب النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قُرْحَان وفى روايةٍ قَرْحَانُون فلا تدخلها (١١). فهى لغة مَتروكة ، ومعنى قولهم له "قُرْحان" أنّه لم يُصِبْهُم داءٌ قبل هذا. وانْ شئت نَوَّنْتَ قُرْحَان ، وانْ شئتَ لم تنوِّن. قالوا والاسم القَرَح.

والقُرَاح : الماء الخالص الذى لا يُخالطه شىء مِنْ سَوِيق وغيره ، وهو الذى يُشرب اثْر الطّعام ، وقيل هو الذى يُخالطه شىء يُطَيَّب به كالعسل والتَّمر والزَّبيب.

والقارِح : الأسَد.

والقَريحة : أوّل كلّ شىء. ومن الإنسان : طبيعته التى جُبِلَ عليها. والقُرْح :

أوّل الشّىء ، وثلاث ليالٍ من أوّل الشّهر. وذو القُروح : امرؤ القيس ، قيل له ذلك لأنّ قيصر ملك الرّوم بعث له قَميصا مسموما فلبسه فتقرَّح منه جسده فمات. والقُرَاحِيَتَان : الخاصِرتان.

قرد :

القَرَد : ثقل فى اللّسان ، فانْ لم يكنْ طبيعةً فعلاجه بعِلاج سَببه ، ممّا ذُكِر فى مواضعه. والقِرْد : حَيوان معروف.


قردم :

القَرْدَمانى : الكَرَاوْيا البرِّيَّة ، روميّة. وهى بَزْر معروف ، حارّ يابس فى الثّالثة. ينفع من الفالَج وجميع الأمراض الباردة ، ومن السُّعال والرَّبو والقولنج ، ومن لسعة العَقرب وغيرها ، ويُخْرِج حَبّ القَرْع ، ويُقَوِّي الأعضاء الباطنة ويُسَخِّنها.

والشّربة منه من مثقال الى درهمين. ومضرَّته بالكبد وقيل بالطِّحال ويُصلحه الصَّنْدَل. وبدله ضِعْفُه كَرويا بستانىّ أو مثله من الحُرْف (١٢).

قرر :

القُرُّ : البَرْد ، والقَرار بالمكان. والقِرَّة : ما أصاب الإنسان وغيره من البرد. وقُرَّة العَين : جِرْجِير الماء أو هو كَرَفْس الماء لأنّه ينبت بالمياه القابِلة له. أو هما اسمان له لأنّه فى القُوَّة والرّائحة والطّعم كالجرجير ، وفى الارتفاع ونَشْر الورق ومَيلها الى التَّدوير كالكرفس ، فهو جرجير كرفسىّ. وهو حارّ يابس فى الثّانية ، مُسَخِّن للمزاج ، مُفَتِّح للسُّدَد ، مُدِرّ للبَول والطّمث مُحَلّل لما فى المعدة والأمعاء من الأخلاط الرّديئة.

والقَرُور : الماء البارد. ومَقَرّ الرَّحم : آخرها ، ومُسْتَقَرّ الحمل منه. قال تعالى : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) (١٣) المستَقَرّ فى الأرْحام ، والمستودَع فى الأصْلاب. والقارُورة : حَدَقَة العَين على التّشبيه بالقارورة من الزُّجاج لصفائها لأنّ المتأمِّل يَرى شَخْصَه فيها.

والقَرْقَرة : الضَّحِك العالى. وصوت الحَمام ، وهو هديله. وصوت الرِّيح فى البَطْن.


قرس :

القَرِيس : ما كان من المرَق الى لُزوجةٍ وجُمود ، وهو بالصّاد المهملة : ما لَه لَذْعٌ.

والقَرْس : البَرْد ، والمقْروس : المقرور الذى اشتدّ عليه البرد ، فلم يستطع التَّصَرّف ، قال أبو زبيد :

وقد تَصَلَّيْتُ حَرِّ نارِهمْ

كما تَصَلَّى المقرورُ مِنْ قَرَسِ (١٤)

قرش :

القِرْش : دابّة عظيمة مُدَوَّرَة من دوابّ البحر. وتَصغيرها : قُرَيْش وبه سُمِّيَت قُرَيْش قُرَيْشا. قال الشّاعر :

وقُرَيْشٌ هى التى تَسْكُنُ البَحْرَ

بها سُمِّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشَا (١٥)

قرص :

القَرْص : أخْذُكَ الجِلْدَ باصْبَعَيْك (١٦) حتّى تُؤلمه. ولَسْع البَراغيث. والقارِصَة : الكلمة المؤذية. والقارِص : اللّبن الذى يَقرِصُ اللّسان من حموضته. والقَرِيص : صِبْغ يُتَّخَذ من اللّحوم اللّطيفة كالفراريج تُطبخ فى الخَلّ مع البُقول والأبازير. يَصْلُح لأصحاب الأمزجة الصّفراويّة. والقُرْص : الرّغيف من الخبز وما أشبهه. وعَين الشَّمس ، على التّشبيه.

والقُرّاص : البابونّج. والقُرّاص ، أيضا : الوَرْسُ.


قرصع :

القَرْصَعْنَة : (١٧) بَقْلَة تُعرف فى الأندلس بِشُوَيْكة ابراهيم وعند غيرهم بالبَقْلة اليَهوديّة. وهى قصيرة الشّوك ، منها ما لون شَوْكِه شديد الخضرة وساقُه فى طول الذِّراع ويتشعَّب فى نِصْفِه شُعَب كثيرة تُعَلَّق فى المغرب على الأبواب لمنع الذُّباب. ومنها نوع له شُعَب كثيرة مُستديرٌ شَوْكُه ، ولَونُ زَهره الى البياض. ومنها نَوع ورقه مُستدير وله ساق واحدة متلبّسة بالشّوك ، لونه الى الزُّرْقَة. ومنها نوع كثير الورق حادّ الشَّوك ذو جُمَّة كبيرة يُستعمل لوَجَع الظّهر الذى عن بَرْدٍ. ومنها نَوع عريض الورق شديد البياض وله أُصول ظاهرة الحلاوة وعَسالِيج تُهَيِّج الباه ، وهذا النّوع يكثر فى العراق ، وله ساق واحدة فى قَدْر نِصْف ذِراع تميل الى البياض ، وله رأس مستدير على حافّاته شوك كالسّلا وله أصول طويلة فى غِلَظ السّبّابة. وهى حارّة يابسة فى آخر الأولى اذا شُرِبَتْ عُصارتها حَلَّلَت المغَص وأدَرَّت الطّمث والبَول.

قرض :

القَرْض : القَطْع. ومنه أُخِذ المِقْرَاض الذى يقطع به المعالج الفاسدَ من اللّحم. وابن مِقْرَض هو ابن عرس. وذكر فى (ع ر س).

وفى أمثالهم : (حالَ الجَرِيض دُونَ القَريض)(١٨). أى : مَنعَتْ غُصَصُ الموت من قول الشِّعر.

قرط :

القِرْط : نَوع من الكُرّاث ويُعْرَف بكُرّاث المائدة. وذُكِر فى بابه.


والقُرْط : نَبات معروف تَرعاه الدّوابّ فى زمن الرّبيع فتَسْمَن عليه وهو نَوع من الرّطبة.

والقِيْراط أصلُه قِرّاط لأنّ جمعه قَراريط فأُبْدِل من أَحد حرفَى تضعيفِه ياء على ما ذُكِر فى دينار. وهو وَزْن يختلف بحسب البلاد فبمكّة رُبع سُدس دينار وبالعراق وأكثر البلاد نِصْف عُشْر ، وعند الأطبّاء أربع شُعَيْرات.

والقَيْرُوطىّ ، فارسىّ مُعرَّب وأصله كَيْرُوْزِىّ ، أى : الشَّمْع المذاب فى الدّهن. وهو اسم لمَرْهَمٍ معروف يُتَّخذ من الشّمع المذاب فى دهن الورد أو اللّوز أو البَنَفْسَج ونحوها ويُضاف إلى ذلك ماء الهِنْدِباء وماء الكُزْبُرَة وماء البَقلة الحمقاء وبياض البَيض والكافور ، مُفْرَدَة أو مجموعة بحسب الحاجة الى التّبريد.

قرطم :

القُرْطُم : حَبّ العُصْفُر ، معروف ، ولُبُّه حارّ فى الثّانية يابس فى آخِر الأُولى. وقيل رَطب فى الأولى. اذا طُبِخ منه قَدْر أوقيّة مع دِيك هَرِم نفع من القولنج نفعا جيّدا. وفيه قُوَّة مُسْهِلَة للبلغم اللّزج مع شىء من الزّنجبيل ، وللبلغم المحترق مع الأفْتِيْمُون وماء اللّبن المخمَّر به. واذا شُرِب نفَع من الجرَب بأنواعه خُصوصا مع الأفْتِيْمُوْن.

ومقداره : من اللّبن رطلان ومنه أوقيّة ومن الأفتيمون نصف أوقيّة. وهو نافع مع اللّبن والعسل ويقع فى الحقَن المخرِجة للبلغم. واذا غُسِل البدن به يَدْفَع الخشونة ويمنع توليد القُمَّل ويُحَسِّن الوَجْه. وأكلُه مَقليّا ينفع من الزّحير. وبدله وَزْنُه لَوز ونصف وزنه بَزْر أنْجرَة.


قرظ :

القَرَظ : ثَمَر السّنْط ومنه تُعْصَر الأقاقيا (١٩). وهو بارد فى الثّانية يابس فى الثّالثة ، يُقَوِّى المعدة والأمعاء ويَقطع الاسهال الذَّريع ويُوقف نَزْف الدّم شربا للماء الذى طُبخ فيه. والشّربة من مثقال الى مثقالين وبدله الجلّنار.

قرع :

القَرْع : حمْل اليَقطين وأكثر ما تسمّيه العرب" الدَّبا". وهو بارد رطب فى الثّالثة كثير الماء قليل الغِذائيّة يُوَلِّد خلطا بلغميّا جيّدا انْ أُكِل وحده لم يصادِف خلطا فى المعدة ، فانْ صادَف فيها خلطا استحال اليه. وانْ أُكِل مع غيره من الأغذية استحال اى طبيعة غالِبها. وهو أعظم أغذية المحرورين من خِلْط أو دَم ويضرّ بالمبرودين. ويُصلحه الأبازير الحارّة. وعصير جُرادته مع دهن الورد ينفع من جميع الأورام الحارّة. واذا لُطِّخ بعجين وشُوِى وعُصِر وشُرِب ماؤه ببعض الأشربة اللّطيفة نَفَع من الحميّات الملتهبة وسكّن الصُّداع وقطع العَطش وأخذ غذاء لطيفا حسنا. ودُهْنُ لُبِّه من أنفع الأشياء لتنويم المحرورين كيفما استعملوه.

وحَبّ القَرْع : نَوع من ديدان البَطْن ، وقد تقدّم ذِكْرُه فى" دود".

والقَرَع : ذَهاب شعر الرّأس من داء. وتقول منه : قَرِعَ وهو أقْرَع وهى قَرْعاء والجمع قُرْع وقُرْعَان. وذلك الموضع قَرَعَة.

والقَرِع : من لا يَنام. والفاسد من الأظفار.

والقَرّاع : طائر له منقار غليظ أعْقَف يأتى الغُصْن الصُّلْب فلا يزال يَقْرَعُه حتَّى يدخل فيه.


قرف :

القِرْف : قِشْر الشَّجَر. وكلُّ قِشْرٍ قِرْفٌ. والواحدة قِرْفَة. والقِرْفَة : شجرة طيّبة الرّيح توضع فى الدّواء والطّعام ، وهى ضَرْب من الدّارجينى على الحقيقة. وتُعرف بدارجينى الصّين ، منه ما يُعرف بالقِرْفَة ، ومنه ما يُعرف بقِرْفَة القَرَنْفُل. فأما الدّارجينى على الحقيقة فجِسْمُه أكثر شَحْما وأكثر تَخلخلا من جسم القِرْفَة وهو أحمر اللّون يميل الى السّواد قليلا ورائحته مُشاكلة لرائحة القِرْفَة ، واذا مُضِغ ظهر منه شَئ من رائحة الزَّعفران ، وطعمُه مُرَكَّب فأوّل ما يظهر لحاسّة الذّوق منه حَرافَة مع قَبْض يَسيرٍ ثمّ يُتْبع حرارة تَشوبها مرارة زَعفرانيّة مع دُهنيّة خفيفة.

وأمّا القِرْفَة فمنها غَليظ ومنها ما فيه حلاوة يَسيرة.

وأمّا قِرْفَة القَرَنْفُل فهى رقيقة صُلْبَة ولونها يميل الى السّواد قليلا وليس فيها شىء من التَّخلخل أصْلاً ، ورائحتها وطعمها وقوّتها كالقَرنفل الا أنّ القرنفل أقوَى قليلاً. وكلّه حارّ يابس فى آخر الثّانية مُسَخِّن للبَدَن مُلَطِّف للأغذية الغليظة ، مُدِرّ للبَول والطّمث ، مُجَفِّف للرُّطوبات الغليظة ، مُذِيْب للدُّهون الزّائدة فى البَدَن لا سيّما اذا خُلِط معه الكابُلِي. مُحَلّل للرّياح الّا أنّه يعجز عن اخراجها ولذلك يُعِيْن على الانعاض والبَاه. مُحِدّ للبَصَر أكْلاً وكُحْلاً. مُفَرِّح للنَّفْس. مُقَوٍّ للقلب. مُطَيّب للنَّكْهَة. قاطع لرائحة الثُّوم والبَصَل. مُذْهِب للفُواق لا سيَّما اذا طُبخ مع المصطكِى وشُرِب ماؤه. مُفَتِّح للسُّدَد نافع من السُّعال والاستسقاء ومن مَضَرَّة الأفيون. مُنَضِّج للموادّ الغليظة. مُمْسِك للاسهال عند المبرودين. قيل ومُسْقِط للأجنّة لا سيّما مع المَرّ شُربا وحُمولا ولذلك لا يُعْطَى للحُبالى. ومضرّته بالكلَى ، وقيل بالمثانة ويُصلحه الكُثَيْرا.


وبَدَلُه ضِعْفُه كبابةٌ أو وَزْنُه خُوْلَنْجان (٢٠).

والقَرَف : النّكْس فى المرض ، والعَدْوَى ، ومُداناة المرَض. ومُقارَفة الوَباء ، أى : مُخالطته. وقد اقْتَرَف فلانٌ من مَرَض آلِ فلانٍ ، وقد أقْرَفُوْه إقْرافاً : اذا أتاهم وهم مَرْضَى فأصابه ما بِهم. وفى الحديث أنّ قوما شَكَوا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وَباءَ أرْضِهم فقال لهم صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (تحوَّلوا فانّ مِنَ القَرَفِ التَّلَفَ) (٢١).

فالقَرَف : مُلابسة الدّاء ومُداناة المرَض ، والتَّلَف : الهَلاك. وليس هذا من باب العَدْوَى وانّما هو مِنْ باب الطِّبّ فانّ استصلاح الهواء من أعْظم الأشياء نفعاً لصحّة الأبدان ، وفَساد الهوائ من أعْوَن الأشياء على الأسْقام.

قرقب :

القُرْقُب : البَطْن ، يمانية. والقُرْقُب : طائر صغير. وليس فى الكلام على مِثاله الّا طُرْطُب ، وهو الضّرْع الطّويل.

قرقف :

القَرْقَفة : الرِّعْدَة : والقَرْقَف : الخمرة ، سُمِّيَت قَرْقَفاً لأنّها تُقَرْقِف شاربَها ، أى : تُرْعِدُه.

قرمز :

القِرْمِز : صِبْغ أرمنىّ أحمر يُقال أنّه من عُصارة دُود يكون فى آجامِهم ، مُعَرَّب.

وقيل هو أحمر على هيئة العَدَس يقع على نوع من شجر البلّوط.


قرن :

القَرَن : التِقاء طرفَى الحاجبَين. والقُرَيْنَاء : اللُّوبياء الجلبّان البَرّىّ. والقَرانيا : شَجر جَبلىّ له ورق كورق شَجر الزَّنْزَلَخْتْ وثَمَر كثمر الزّيتون اذا نَضج صار لونه كلون الدّم. فيه قَبْض ، وهو مُجَفِّف مُدْمِل للجراحات الكبيرة التى فى الأبدان الصُّلْبَة ، ولا يُستعمل للجِراحات الصّغيرة التى فى الأبدان اللّينة لتجفيفه أكثر مما تحتاج اليه.

قرنفل :

القَرَنْفُل : ثمر معروف ، وهو أفضل الأفاوِيْه الحارّة وأذكاها عِطْراً. ومنه زهر يُسمَّى الذَّكَر ومنه ثَمر يُسمَّى الأنثى. وزهره زكىّ الرّائحة جدّاً. وكلاهما لطيف غَوّاص مُصَف للصُّلْب والدِّماغ مُقَوٍّ لهما ، نافع للخَفَقان والبَصَر والغِشاوة والنَّكهة ، هاضِم. وطعام مُقَرْفَل : مُطَيَّب به.

وهو حارّ يابس فى الثّالثة مُلَطِّف مُفَرِّح مُطَيِّب للنَّكهة مُسَخِّن للدِّماغ وللمعدة والكبد ، نافع من أمراضها الباردة ، وفيه تَقوية لها وللقَلْب ولسائر الأعضاء الباطنة ، ونافع من الخفَقان والقَيء والغَثيان ، وطارد للرّياح ، وقاطع لِسَلَس البَول ، ويَزيد فى الجماع كيفما استعمل وخُصوصا اذا أُخِذ منه نصف درهم مَسْحُوقا مع شىء من اللّبن الحليب وشُرِب على الرّيق فى كلّ يوم. ويَنفع من الحبَل اذا شربت المرأة منه في كل طُهْر وزن درهم. قيل واذا ابتلعتْ مِنَ الذَّكَر منه واحدةً فى كلّ يوم لم تحبَل.

والشّربة منه من نصف درهم إلى درهم. ومضرّته بالكلَى. وإصلاحه بالصّمْغ العربىّ ، وبدَله جَوْزُ بَوّا.


قرو :

القَرْوُ : أن يَعْظُم جِلْد البَيضتَين لرِيح أو ماء أو لنزول الأمعاء كالقَرْوَة ، وتقدّم فى" ف. ت. ق".

قري :

القَارِيَة ، قال بعضهم هي مُخفَّفة ، والعامّة تشدِّدها. والجمع قَوارِي. وهى نوع من الطّير طويل المنقار قصير الرِّجْلَين أخضر الظّهر تحبُّه العرب لأنّهم اذا رأوه استبشروا بالمطَر لأنّه يُبَشِّر به.

والقَرَى : الظَّهْر.

والقَاريَة ، بلا همز : طَرَف اللّسان ، وحَدّ كلّ شىء : قارِيَتُه.

وقَرَيْتُ الماء : جمعته فى حوض. ومنه قَرِيَت المرأةُ ، وهو قُرؤُها ، يُهمز ولا يُهمز. والقُرْء : الطُّهْر ، وذلك لعدم سَيلان دَمِ حَيْضِها. وقيل أنّ القُرْء ، والقُرُوْء : الحَيْض نفسه.

ومنه : المِدَّة تَقْرِى في الجُرْح ، أى : تجتمع. حكاه الخليل (٢٢) ، رحمه‌الله.

قزح :

والقِزْح والقَزْح : بَذْر البَصَل ، شاميّة. والتَّقَازِيح : الأبازير. وقَزَح القِدْرَ وقَزَّحَها : جعل فيها الأبازير. وفى الحديث : (انّ الله ضَرَب مَطْعَم ابن آدم للدّنيا مَثَلاً وضَرب الدُّنيا لمطعم ابن آدم مَثَلاً وانْ قَزَّحَه ومَلَّحَه) (٢٣). والمعنى أنّ المطعم وإنْ تَكَلَّف الإنسان التأنُّق فى صنعته وتطييبه وتحسينه فانّه عائد الى حالةٍ تُكْرَه وتُسْتَقْذَر ، وكذلك الدُّنيا مآلها الخراب.


وقَوْسُ قُزَح : طرائق مُتقوِّسة تبدو فى الرّبيع بحُمْرَة وصُفْرَة وخُضْرَة. وفى حديث ابن عبّاس : (لا تقولوا قَوس قُزَح فانّ قُزَح من أسماء الشّياطين ، وقولوا قَوس الله عزوجل) (٢٤). قيل : سُمِّى به من القَزح وهى الطّريق والألوان أو من التَّقْزِيح وهو التَّحسين ، أو من قَزح الشّىء : اذا ارتفع. والقازِح : ذَكَر الإنسان ، صفة غالبة. والقازِح والكاسِح من نعت الذَّكَر الصُّلْب فعمَّ به. والمُقَزَّح : شجر على صورة التِّين له أغصان قصار فى رؤوسها مثل شَعر الكلب. وقَوازح الماء : نفّاخاته.

والتّقزيح : شىء على رأس نبت أو شجر يتشعَّب شُعَباً كبرثُن الكلب وهو اسم كالتّنبيت.

وقال ابن دريد : القَزْح : بول الكلب خاصّة (٢٥).

قزز :

القَزّ : ما يُصنع منه الابريسم ، أعجمىّ مُعَرَّب ، والجمع قُزوز.

والقَزّ : التَّقَذّر والتَّقَزُّر. والقَزّاز : المُقَزِّز.

والقَزّاز : الذى صنعتُه القِزازة.

والقَازوزة : ما يوضع البول فيه ويُحمل الى الطّبيب.

قسب :

القسب : الصُّلْب الشّديد ، والتَّمر اليابس. والقَسيب : ضَرْبٌ من شجر الحمض هو أفضله. والقَسِيْبَة : شجرة تنبت خُيوطا من أصل واحد وترتفع قَدْر الذّراع. ونَوْرُها كنَوْر البَنَفْسَج ، ويُستوقَد برطْبها كما يُسْتَوْقَد باليابِس.


قسط :

القِسْط : العَدْل ، وهو من المصادر الموصوف بها ، يستوى فيه الواحد والمثنّى والجمع ، يقال مِيزان قِسْط ومِيزانان قِسْط ومَوازين قِسْط.

والقِسْط : مكيال يَسَع نصف صاع. ووَزْن يستعمله الأطبّاء.

قال المبرّد : وهو أربعمائه وواحد وثمانون درهما.

وقال بعضهم : القِسْط من العَسَل ومن الخمر رِطْل ونصف. قلتُ وهذا هو المستعمل الآن ، ومن الزّيت أربعة أرطال.

والقُسْط : اسم لنوع خشبىّ ، وهو ثلاثة أصناف هندىّ وهو الأسود ، وعربىّ وهو البحرىّ الأبيض ، وشامىّ وقيل هو الرّاسَن.

وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية ، يدرّ البول والطّمث ، ويقتل الأجنّة ويُخرجها ، ويفتِّت الحصاةَ شُرْباً بالسّمن ، ويفع من بَرْد المعدة والكبد ويَفتح سُدَدَها ويقوّيها ويحرّك شهوة الباه ويَطرد الرّياح ويُسَكِّن المغَص شُربا بالعسل ، ويقتل الدّيدان ويُخرجها بالماء البارد ، ويزيل حُمَّى الرِّبْع شُربا بالسُّكُنْجُبِين ، وينفع من الزُّكام والنَّزلات الباردة والوَباء بُخورا ، ويُذْهِب البَهَق والنَّمَش والكَلَف طلاء بالخلّ والعسل ، وينفع من نهش الهوامّ شربا بالشَّراب. والشّربة منه من نصف درهم الى مثقال. وقد يضرّ بالمثانة ويُصلحه الورد والسُّكَّر. وبدله نصف وزنه عاقِرْقَرْحا أو شَيْطَرْج.

والفَسَط : يُبْس فى العُنُق وفى الرِّجْل.

قسم :

القِسْم : الحَظّ والنَّصيب ، والقَسْم : الرّأى. والقَسَم : اليَمِيْن.


قسو :

القَسْوَة : الصّلابة فى كلّ شىء. وقَسْوَة القلب : غِلَظُه ، بمعنى ذَهاب الرّحمة منه. والمُقَاسَاة : مُكابدة الأمر الشّديد.

قشب :

القَشْب : خَلْط السُّمّ بالطّعام ، وكلّ ما خُلِطَ ، وازالة العَقْل. والقِشْب : نبات يسمو من وَسَطِه قَضِيبٌ فاذا طال نكَس من رُطوبته. وفى رأسه ثَمرة تقتل سِباعَ الطّير. والقِشْب : السّمّ ، جاء فى الحديث : (انّ رجلا يمرّ على جسر جهنّم فيقول يا ربّ قَشَبَنى ريحُها) (٢٦).

أى : سَمَّمَنى.

والقِشْبَة : وَلَدُ القِرْد.

والقِشْب : نبت يُنقل من اليَمَن الى مكّة فيه خُضْرَة ماء ، وطعمه قابض ، وفيه يُبوسة ، تستعمله النّساء فى البخور.

قشر :

القِشْر : غِشاء الشّىء خِلْقَةً أو عَرَضاً. والأقْشَر : الذى انقشر قِشْرُه. والقَشُوْر : ما يُقْشَر به الوجه من الأدوية. والقُشْر والقِشر : سَمَك قَدْر شِبْر.

قشعر :

القُشْعُر : القثّاء ، يمانية ، الواحدة بالهاء. والقَشعَرير : الرَّعد. والقُشَعْرِيرَة : العَين ، واقْشِعْرار الجلد من خَوف : شِبْه الرّجفة. وأخذته قُشَعْرِيرَة عند تبوّله ، وذلك من داءٍ يُصيبه ، قد يُبِيْلُه دَما قليلا.


قصب :

القَصَب : كلّ نبات ذو أنابيب. وعِظام الأصابع. وشُعَب الحَلْق. وعُروق الرّئة وهى مخارج الأنفاس ومَجاريها. ومن الجوارح : ما كان مستطيلا أجوف ، جاء فى الحديث : (انّ جبريل على السّلام قال للنّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بَشِّر خديجة ببيت فى الجنّة من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب) (٢٧). قال امام العلم وأهل اللّغة الخليل بن أحمد : أى لا داءَ فيه ولا عَناء (٢٨). وقال الهَروي : القَصَب في هذا الحديث لُؤْلُؤٌ مُجَوَّف ، وسئل عنه ابن الأعرابي فقال : هو الدُّرّ الرّطب والزّبرجَد الرّطب المرصَّع بالياقوت.

وأجود القَصَب الياقوتي اللّون المتقارب العُقَد الذى ينهشم إلى شظايا كثيرة وأُنبوبه مملوء من مثل نسج العنكبوت ، وفي مَضْغِه حَرافة ، ومَسْحُوقُه عَطِر إلى الصُّفرة والبياض. وهو حارّ يابس إلى الثّانية.

يجلو البَصَر اكتحالا ويقوِّي القلب وينفع من أوجاعه الباردة ، ويَنفع من تقطير البَول ، ومع العَسل أو بذر الكرفس يُدِرُّه. وينفع من وَرَم الكبد والمعدة ويقوّيهما ويُسَخِّنُهُما. وطَبيخه ينفع من وجع الرّحم شربا وجلوسا فيه. والشّربة منه نصف درهم. ومضرّته بالرّئة ، وإصلاحه بالعِرِقْسُوس ، وبدله وَرْدٌ وسُنْبُلٌ وزَعْفَران.

وقَصَب السُّكّر حارٌّ باعتدال مُلائم للبَدَن نافع من السُّعال مدرّ للبول مُلَيّن للطّبيعة وفيه تَفتيح ، وإذا شُرِب بعده الماء الفاتر هيَّج القيء.

والقُصْب : الظّهر ، عن بعضهم. والمعى. والقَصَبة : الخصْلة الملتوية من الشَّعَر ، وكلّ عظم ذى مخّ.

وقَصبة الأنف : عَظْمُه.


قصدر :

القَصْدِير : هو القَلْعي ، وهو الرّصاص الأبيض.

قصر :

القِصَر : خِلاف الطُّول. والقَصَرَة : أصل العُنُق والجمع أقْصار وقُصَر.

قال الأصمعىّ : القَصَر : داء في العُنق يأخذه فلا يستطيع أنْ يلتفت. وقال الأزهريّ : القُصَيْرَى : الضِّلع التي تلي الشَّاكلة من الجنب والبطن.

قصص :

القَصاص : شَجَر باليَمن وعُمان تَجرسُه النّحْل. ومنه يقال : عسل قَصاص ، واحدته قَصاصةً. والقَصُ : وسط الصّدر وهو مؤلَّف من سبعة أعظم هَشَّة غُضروفيّة مُتَّصِل بعضها ببعض ، وترتبط بها الأضلاع من الأمام وترتبط بالفَقرات من الخلف.

قصم :

القَيْصُوم : نبات معروف. والمستعمل منه أطرافه وزهره. اذا أُخذ ذلك وسُحِق ونُقِع فى زيت ودُهِن به الرّأس أو المعدة سَخّن اسخانا بيّنا وانْ دُهِن به البدن نفع من النّافض وغيره من البَرْد ، ويُنبت اللّحية اذا أبطأتْ فى الخروج. ودخانه يطرد الهوامّ. وشُرْب سَحيقِه ومَطبوخِه نافع من عُسْر النَّفَس والبَول ومن احتباس الطّمث ووجع عِرْق النّسا ومن الأدوية القتّالة ومن سُمّ العقرب. ويقتل الدّود بمرارته. ويُخرج الأجنّة. والشّربة منه من درهم الى مثقال.


ومَضَرَّتُه بالمعدة ، ويُصلحه الأنيْسون ، وبدله الشِّيْح.

قضب :

القَضْب : القَطْع. والقَتّ. وكلّ شر انبسطتْ أغصانه وطالت.

والقَضيب : الغُصْن ، ويُكْنَى به عن ذَكَر الإنسان ، وهو عُضو مركّب من رِباطات وأعصاب وشرايين وأوردة ولحم يملأ ما بينها ، ومبدأ مَنبته رِباط مجوَّف ينبت من عَظْم العانة ، ويلتقى فيه مَجْرَيان مَجرى البول ومجرى المني والوَذِي. وتأتيه قوّة الانتشار ورِيْحُه من القلب ، ويأتيه الحِسّ من الدّماغ ، ويأتيه الدّم المعتدل من القلب ، والشَّهوة من الدّماغ أيضا. والانتشار يعرض لامتداد العَصَبة المجوَّفة طولا وعرضا لما ينصبّ اليها من ريح قويّة ونزول روح شهوانىّ مَتين ينساق معه دَم كثير.

قضض :

داء قَضْقاض : تتقَضقض له العظامُ من حُمَّى أو برد.

قضع :

تَقَضَّعَتْ عِظامُه : تكسّرت. وتقضَّع جِلْدُه من الجدَرىّ والقُوباء : تمزّقت أدَمَتُه وتشقّق.

قضف :

القَضافة : النَّحافة. وقال ابن دريد : القَضَفة : القَطاة (٢٩).


قضى :

القَضاء والقَضَا : الحكم والفَصْل ومن ذلك يقال قَضى القاضى بينهم ، أى : فَصَل الحكم وقَطعه. والقضا ، أيضا : الصُّنْع. منه قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) (٣٠) والقَضا ، أيضا : الأمر الحتْم. ومنه قوله تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (٣١) أى : أمْرٌ وحَتْم. والقَضاء ، أيضا : البَيان. ومنه قوله تعالى : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) (٣٢) أى : يَبين لك بيانُه. والقَضاء : الخَلْق ، ومنه قوله تعالى : (فَقَضاهُنَ سَبْعَ سَماواتٍ) (٣٣) أى خَلقهنّ. وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (أفِرُّ مِنْ قَضاءِ الله الى قَدَرِه) (٣٤). أى : أفِرّ من الشّىء قبل أنْ يقع فيصير قَضاء فَصْلا ، الى ما قُدِّرَ ولم يُفْصَلْ فانّ الله يُزيله عنِّى ويُغَيِّرُه ويمحُوه وهو قادر على ذلك. والقاضِية : المنيّة. والقضّاء ، بالتّشديد ، مثلها.

وقُضِىَ الدّواءُ : فَسد ، وذهبت منفعتُه ، وذلك مُختلِف بحسب طبيعة كلّ دواء فمنها ما تفسده الحرارة ، ومنها ما تفسده البرودة الزّائدة ، ومنها ما تفسده النّار ، ومنها ما تفسده أدوية أُخرى أو أطعمة تُضادّ جَوهرَه.

قطر :

القَطْر : ما يَقْطُر من الماء وغيره ، واحدته قَطْرَة ، والجمع أقْطار.

والقِطْر : النّحاس المذاب. والقُطْر ، والقُطُر : العُود الذى يُتَبَخَّر به.

قال امرؤ القيس :

كأنّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامِ

ورِيْحَ الخُزَامَى ونَشْرَ القُطُرْ


يُعَلُّ بهِ بَرْدُ أنيابِها

اذا طَرَبَ الطّائرُ المُسْتَحِرّ (٣٥)

شبَّه ماءَ فمِها فى طِيبه عند السَّحَر بالمدام وهى الخمر. وصَوْب الغَمام : الذى يُمزج به الخمر. وريحُ الخزامَى : خِيْرِىّ البَزّ. ونَشْر القُطُر : رائحة العُود. والطّائر المستحرّ : المُصَوِّت عند السَّحَر.

والقُطَارة من الشّىء. والقَطْران والقَطِران : عُصارة العُرْعُر ، والأبهَل ، والأرزّ ، وشجر الشَّرْبِين ونحوها. وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة. يقتل القُمَّل والدّيدان التى تتولد فى الجوف ويقتل الأجنة ويخرجها وشربه ينفع من الأرياح المنعقدة فى الجَوف. والتّكَحُّل به يزيل آثار القُروح التى فى العَين وينفع من الجرَب طلاءً. والشّربة منه قَدْر مثقال. والاكثار منه قاتل. ويعالَج باستعمال المرطّبات. وبدله الزَّيت والزِّفْت.

والقاطِر : دَمُ الأخَوَين ، وهو صِمْغ أحمر. بارد فى الثّالثة ، يابس فى الثّانية.

يقطع الدّم السّائل من الجراحات ويلحمها.

واذا شُرِبَ قَبَضَ وقطع الدّم من أىِّ مكان كان. والشّربة منه درهم الى درهمين.

وقَطَرْتُ الجرَبَ بالهِناء أقْطُرُه ، قال أمرؤ القيس :

أيْقتُلنى وقد شَغَفْتُ فؤادَها

كما قَطَر المهنوءَة الرَّجُلُ الطّالى (٣٦)

وتَقَطَّر الدُّمَّل : آذَن باليُبْس.

والقِطْر : النُّحاس.

والقَطِر : الذى يَقْطُر بَولُه من غير ارادة منه.


قطرب :

القُطْرُب : الفَأرة ، والذِّئْب الأمعَط ، وذَكَر السَّعالى ، والمصروع من لَمم ومَرار ، وصِغار الكَلْب ، ودُوَيِّبة معروفة سريعة الحركة مُضطَرِبتُها.

والقُطْرُب ، أيضا : نَوْع من المالِنْخُوْليا ، وأكثر عُروضه فى آخر الشّتاء ، ويكون صاحبُه فَرّاراً من النّاس مُحِبّاً لمجاورة المقابِر ، ظاهِرا فى اللّيل مُختفيا فى النّهار ، حُبّا فى الخلوة وبُعدا عن النّاس ، غير مُستقِرّ فى مَحَلّ واحد ، مُتَرَدّد دائما مع عَدَمِ قَصْدٍ وقِلَّةِ فِطْنَة وسُكُون وعُبوس وتأسُّف وحُزن. أصفر اللّون جافّ اللّسان ، عَطشان ، عَديم الدّمع ، ضعيف البَصَر ، غائر العَين ، مُتَقَرِّح السّاق. سُمِّى صاحبُه به لهَرَبِه هَربا غير منتظم لشبهه بالدّويّبة المذكورة.

وسببه السَّوداء والصَّفراء المحترقة. وعلاجه علاج المالنخوليا بعينه.

وسِراج القُطْرُب : شجرة تُضيء باللّيل ، سُمِّيَت بذلك لأنّ الدُّوَيْبَّة المسمّاة بالقُطْرُب لا تزال فى المياه فاذا جنّ اللّيل عليها وأضاءت هذه الشّجرة طَلبتها وأنِسَت بها واجتمعت حولَها. وهى تُشْبِه العُلَّيْق وَرَقاً ونَباتاً الّا أنّها ليست مُشْوِكَة. ولها ثمَرة حمراء طيّبة الرّائحة. وهى حارّة ، والوَرق والأصل باردان مُخَدِّران.

قطف :

القِطْفَة : بَقلة ربيعيّة تتّسِع وتَطول ولها شَوك كالحَسَك وجوفُها أحمر وورقها أغبر. والقُطُف : واحدُه قُطْفَة وهو بَقل معروف يُقال له السَّرْمَق ، ويُسَمَّى أيضا بالبَقلة الذّهيبّة ، ويوجد فى الشّام كثيرا. وهو بارد فى الأولى رطب فى الثّانية ، صالح للمَحْمُومين اذا طُبخَ لهم ، لتَبريدِه وترطيبِه ، سريع الاستحالة


للُزُوجَتِه وتحليله. ووَرَقُه ينفع للأورام فى الابتداء. حارّ يابس فى الأولى. مُفَتِّح للسُّدَد ، ولذلك ينفع من اليَرقان ومن الاستسقاء اذا شُرِبَ منه قَدْر درهمين مَسحوقا بماء العَسَل فى كلّ يوم مدّة ثلاثة أسابيع. ويُهَيِّج القَىء اذا شُرِب بالماء الحارّ.

والقَطْف ، أيضا : شَجَر جَبَلىّ كشجر الإجّاص فى الغَور ، وخَشَبُه صُلْب متين.

قطن :

القُطْن والقُطُن : معروف. وأجْوَدُه الحديثُ. حارٌّ فى الثّانية. رَطب فى الأولى. وإسخانُه شديد ما دام فى طراوةٍ حتّى يَتلبَّد. وحَبُّه حارّ رطب فى الثّانية مُليّن للطّبيعة مُسَخِّن للصّدر ، نافع من السُّعال. ويَزيد فى الباهِ. ودُهنه ينفع من الكَلَف والنَّمَش. واذا أُحْرِق القُطن وحُشِىَ به الجراحاتُ قَطَع دَمَها سريعا. واذا ضُمِّدَت المفاصِل بِوَرَقِه مع ورق الرّجْلَة بعد دَقِّهما نَفَع من وجعها الحارّ والبارد. والشّربة من حَبِّه للباهِ قَدْر ثلاثة مَثاقيل مع شىء من السُّكّر والدّارصينى.

واليَقْطِين : كلّ نبات لا ساقَ له كالقَرْع والبِطِّيخ ونحوهما. قال تعالى : (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (٣٧). قال الفرّاء : قيل لعبد الله بن عبّاس هو وَرَق القَرْع ، فقال : ما جعل القَرْع من بين الشّجر يقطينها ، بل كلّ ورقة اتّسعتْ وسَتَرَتْ فهى يَقطين (٣٨).

والقُطْنيّة والقِطنيّة : حُبوب الأرض التى تُدَّخَر ، أو ما سوى الحنطة والشّعير والزّبيب والتّمر كالعَدَس والأرزّ والماش والفُول والحمّص واللّوبياء وما شاكلها ممّا يُطبخ.


والقَطَن : ما بين الوَركين الى عُجْبِ الذَّنَب. وبَزْرقُطونا : بَزْر معروف ، وهو نوعان أسود وأبيض مَشُوْبان بحُمْرَة ، بارِد رطب فى الثّانية. وأجودُه الحديث الذى يَرْسُب فى الماء. واذا شُرِبَ بالماء مع شَراب النِّيلوفر بَرَّد الحرارة وليّن الخشونة ومَنَع العَطَش ورطَّب الأمعاء وأطْلَق الطّبيعة ودَفَع حرارة الأدوية المسهّلة. واذا خُلِطَ بشىء من الأدهان وضُمِّد به الدّماغ بَرَّد حرارته وسَكَّن وَجَعَه ، ولَيّن الشَّعر ورطَّبه وطَوَّله ومَنَع تشقُّقه وتَقصُّفه ، خُصوصا اذا كُرِّر ذلك. واذا قُلِىَ ولُتَّ بدُهن لوز قَبَض الطّبيعة ونَفَع من المغَص والزَّحير. ولا يجوز أن يُسعمل من داخِل مَدقوقا. والشّربة منه درهمان. وبدله فى التّبريد والتّليين لُعاب حَبّ السَّفرجل.

قطو :

القَطا : طائر معروف. منه كِبار مُنَقَّش بصُفرة ومنه صغار غُبر الألوان ، واحدته قَطاة ، سُمِّيَتْ بصوتها. وفى المثَل : (لو تُرِك القَطا ليلاً لنَام). يقال أنّ قوما من العرب قَصدوا عَدُوّاً لهم ليلاً فأثاروا القَطا من مساكنها فرأتها امرأة فأيقظت زوجها فلم يلتفت الى قولها ، فقالتْه. وقيل قالته امرأة يقال لها حَذامِ لمّا رأتها طائرة ليلاً وأوّله :

ألا يا قَومنا ارتحلوا وسِيروا

فلو تُرِكَ القَطا ليلاً لناما (٣٩)

فلم يلتفتوا الى قولها ، فقال رجل منهم :

اذا قالتْ حَذام فَصدِّقوها

فانّ القَولَ ما قالتْ حَذامِ (٤٠)


فنفروا الى وادٍ قريبٍ منهم حتّى أصبحوا وسَلِمُوا من عدوِّهم. يُضرب مَثلا لمن حُمِل على مَكروه بغير ارادته.

ولحم القطا حارّ فى الأولى يابسٌ فى الثّانية. يُقَوِّى الْكَبِد الرّطبة ، وينفع من الاستسقاء ، وأصحاب القولنج البلغمىّ. ويُقوّى المعدة ويُعين على الباه. والاكثار منه يُوَلِّد السّوداء. ويُصلحه الأدهان والخلّ.

قعد :

القُعود : الجلوس. وهو ضدّ القيام. وفى المثل : (اذا قام بك الشّرّ فَاقْعُد)(٤١) ، أى : اذا غَلبك فذلّ له ولا تضطرب فيه. وقال الفرّاء : معناه : اذا تعرّض لك ولم تَجِدْ منه بُدّاً فانتصْب له وجاهِدْهُ.

والمُقْعَد : الذى لا يَقدر على القيام لزمانة به. وفَرْخ النّسر. وثَدْىٌ مُقْعَد : ناهد ، لم يَنثن بَعْد. ورجل مُقْعَد الأنف : فى منخره سَعة. والقُعاد : يأخذ الابل فى أوراكها ، وهو شِبْهُ مَيَلٍ فى العَجز الى الأرض.

قعس :

القَعَس : خُروج الصَّدر ودُخول الظَّهر ، ضِدّ الحَدَب.

وهو أقْعَس ، وهي قَعْساء ، والجمع قُعس. ومنه اقْعَنْسَس ، قال :

بِئْسَ مَقامُ الشّيخِ آمْرسِ آمْرِسِ

امّا على قَعْوٍ وامّا اقْعَنْسِسِ (٤٢)

أى : أعِدْهُ الى مَجراه بين القَعْوِ والبَكرة.

والقَوْعَس : الغَليظُ العُنُقِ ، خِلْقَةً.


قفر :

القَفْر والقَفْرة : الخَلاء من الأرض ، وقد يكون بها كَلأ قليل. وسَويق قَفار : غير مَلْتُوت. وخُبز قَفْر وقَفار : غير مأدوم. وفى الحديث : (ما أقْفَر بيتٌ فيه خَلّ) (٤٣). أى : ما خلا من الادام. وقَفْر اليهود : الخمر ، وهو كَدِر اللّون ، نوعان كلاهما حارّ يابس فى الثّالثة ينقّى الجروح الطّريّة ويدملها. وشُربه مع الجَنْدْبِيْدِسْتَر يُدرّ الطّمث الذى انقطع. وينفع من السّعال المزمن ويقطع الاسهال ويطرد الرّياح الغليظة ويقتل الدّود من أىِّ مكان كان. ومَضرّته بالمحرورين ، وإصلاحه بمياه الفَواكه الرّطبة. والشّربة منه نصف درهم. وبدله الزِّفت الرّطب فى لصق الجروح.

قفز :

القَفيز : مِكيال معروف ، وهو ثمانية مَكُّوك عند أهل العراق ، والمَكُّوك مكيال يسع صاعا ونصف.

قفع :

القَفْعَاء : حَشيشة ضعيفة خوّارة ، لها نُوّار أحمر وورق خشن ينبت فيها حَلَقٌ كحلَق الخواتيم الّا أنّها لا تلتقى ، تكون كذلك ما دامت رطبة فاذا يبست سقط ذلك.

قال كعب بن زهير وهو يصف الدّروع :

وبِيض سوابغُ قد شُكّتْ لها حَلَق

كأنّها حَلَق القَفْعاء مَجدولُ (٤٤)


قفل :

القِيْفَال : طَرَف كلِّ شىء. وعِرْق فى اليَد ، تقدَّم بيانه فى (ع. ر. ق) سُمِّى به هذا العِرْق لأنّه فى طرف الذّراع ، وهو معرَّب. وفَصْدُه يستفرغ من الدّم ما أكثره من الرَّقَبَة وما فوقها وشيئا قليلا ممّا دون الرَّقبة ، ولا يجاوز حَدّ ناحية الكبد والشَّراسيف ، ولا ينقِّى الشَّراسيف ولا ينقِّى الأسافل تَنقيةً يُعْتَدّ بها. وخَصّ الرّازىُ القِيْفَال بالوريد الذى يظهر عند قابِض المرفق ما بين أعلا السَّاعد وإِنْسِيِّهِ. والأكْحَل عنده : هو الذى يظهر دون ذلك ويميل الى أعلا السّاعد من وسط إنْسِيِّهِ. والذى يختصُّ باسم الابْطِىّ ويسمّيه الباسليق الابطى. والبَاسلِيق : هو الذى يظهر دون ذلك ويميل الى أسفل السّاعد من وسط إنسيّه. وحبل الذّراع هو الوريد الذى يظهر ممتدّا من إنسيِّ السّاعد الى أعلاه ثمّ الى وَحْشِيِّهِ.

قفو :

القَفا : مؤخَّر العنق وقد يُمدّ ، يُذكَّر ويؤنَّث ، وجمع المقصور أَقْفٍ والممدود أَقْفِيَة. ويقال : قَفَوْتُ فلاناً : اتّبعتَ أثره. وفى التّنزيل : (ثُمَ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا) (٤٥) أى أتْبَعْنا نُوحا وابراهيم رُسلا من بعدهم. وقال الأخفش فى قوله تعالى : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (٤٦) أى : لا تتَّبع ما لا تعلم. وقيل لا تَقُلْ سمعتُ ولم تَسمع ، ولا رأيتُ ولم تَرَ ، ولا علمتُ ولم تَعْلَم : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (٤٧).

وحكى ابن دُريد : فلان قِفْوَتِى ، أى : تُهْمَتِى ، وقِفْوَتى ، أى : خِيْرَتى ، قال : وكأنّه من الأضداد (٤٨).


قلب :

القَلب : الفُؤاد. وفى الحديث : (أتاكُم أهل اليَمَن هم أرقّ قلوبا وألينُ أفئدةً) (٤٩). فوصف القلوب بالرِّقَّة والأفئدة باللِّين.

قال الهَروىّ وغيره ، وكأنّ القلب أخصّ من الفؤاد. وقيل : القلوب والأفئدة قريبان ، وكرّر ذكرهما لاختلاف اللَّفطين تأكيدا.

قال الأزهرىّ : رأيت بعض العرب يسمِّى لحمة القلب كلّها وشحمها وحِجابها قلبا وفؤادا ، ولم أرَهم يفرِّقون بينهما.

وهو جِسْم صنوبرىّ مؤلَّف من لحمٍ صُلْب مُتَنَسِّج بليفٍ كثير وقاعدته فى وَسَط الصَّدْر ، ورأسُه الى اليَسار ، وعليه غِلاف من جنس الأغشية. واذا توقَّفت حركته مات الانسان. ويعرض ذلك من الفَزَع ، فيُقال انْخَلَع فؤادُه. وفيه أربعة بُطون : بَطْن أيسر وهو أعظمها وفيه رُوح كثير ودم يسير ومَنبت الشّرايين منه ، وبطن أيمن وفيه دَم كثير وروح يسير ، وبطن فى الأسفل منقسم الى بَطنين وهو أصغر منها ، ولها منافذ بينها.

وذكر جالينوس أنّه منقسم الى ثلاثة أقسام ، بَطْن أيسر وبَطْن أوسط وبَطْن أيمن. والذى رأيناه عَينا يخالف ذلك ، وهو كما ذكرت لك.

واختلف الأطبّاء وأهل التّشريح فيما يتكوّن قبل غيره : القَلب ، أم الدّماغ ، والعينان أو الكبد ، على أقوال. ولا سبيل الى معرفة ذلك الّا عن طريق التّجربة والقِياس والمعاينة. وقد بلغنا أنّ اسحاق بن عمران نقل عن اليونان أنّ أوّل ما يَتخلّق القَلْبُ ، والله ، تعالى ، أعلم.

وقد يطلق القَلْب ويُراد به العقل قال تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) (٥٠) أى عَقْل.


ويُطلق أيضا ويُراد به البَصيرة ، قال تعالى : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (٥١) أى : البَصائر وهى جمع بَصِيْرَة. وقَلْب النَّخلة : جُمّارها. وقَلْب كلّ شَىء : لُبُّه وخالصُه.

والقُلاب والقَلَب : انقلاب الشَّفة أو خاصّ بالعُليا منهما.

والقُلْب : سِوار المرأة.

ويقال : ما بالعليل قَلَبَة ، أى : ما به شَىء يُقْلِقُه فيتقلَّب من أجله على فراشه ولا يُستعمل الّا فى النّفى.

قال الفرّاء : وهو مأخوذ من القُلاب ، داء يأخذ الابل فى رؤوسها فيَقلبها الى فوق. وفى الحديث : (فانْطَلَق يمشى ما به قَلَبَة). قال الفرّاء : أى ، ما به علّة يخشى عَليه منها ، ثمّ قال وهو مأخوذ من قولهم : قُلِبَ الرّجل : اذا أصابه وَجَع فى قَلْبِه وليس يَكاد ينجو منه.

والمقْلوبة : الأذن.

والقُلاب : داء يأخذ بالقلب ، فانْ أصاب الابل ماتت فى يومها. وأقْلَب القَومُ : أصابَ إبلَهم القُلاب.

قال علىّ بن الحسن الهُنَائيُّ المعروف بكُراع (٥٢) : ليس فى الكلام اسم داء اشتقّ من اسم العضو الّا القُلاب والكُباد والنّكاف. وفى المثل (أقْلِبْ قَلّابُ)(٥٣) يُقال لمن تكون منه السّقطة فيتداركها بأنْ يقلبها عن جهتها الى غيرها ، أى : أقْلِبْ يا قَلّاب فأسقط منه حرف النّداء.

وقال شيخنا العلّامة : اعْلَمْ أنّ فى القلب عِرقين يأخذان الى الدّماغ ، فاذا عَرَض للقلب ما لا يُوافق مزاجه انْقَبض ، فانقبضَ لانقباضهِ العِرْقَان ، فيظهر التّشْنُّج فى الوجه ، والحِدّة فى النَّظَر ، واذا عَرَض له ما يُوافق مزاجه انبسط


فانبسطَ العِرْقان ، ولاحَ الانبساط فى أسارير الوجه وتَوَقُّد النَّظَر.

قلت :

القَلَت : الهَلاك ، قال أعرابيٌّ : إنّ المسافر ومَتاعه لعلَى قَلَتٍ الّا ما وَقَى الله تعالَى ، أى : لعلَى هَلاك.

والقَلْت : المطمَأنّ من الخاصرة ، وما بين التّرقوة والعنق ، وما بين عَصَبَة الابهام والسّبّابة ، وهى الهزمة التى بينهما ، وكذلك عَين الرّكبة : كلّ نُقرة فى بَدَن أو أرض.

قلح :

القَلَح : صُفْرَة فى الأسنان ، ووَسَخ يركبها من طُول تَرْك السِّواك ، قال أبو عُبيد : هو القُلاح ، بالضّمّ.

قلد :

الإقْلِيْد : العُنق ، والجمع أقلاد. والقِلْد : وَقْت الحمَّى الذى لا يكاد يُخطىء أو يوم اتيان الرَّبْع ، والجمع أقلاد. القِلْدَة : التّمر والسَّويق يُخلط به السّمن.

والقِلْد : الدّواء القليل. يقال : خُذْ قِلْداً من الدَّواء ، أى : قليلا منه. مأخوذ مِنْ قِلْد المطر ، وهو القليل.

وفى الحديث : (فقَلَدَتْنَا السَّماءُ قِلْداً كلَّ أسبوع) (٥٤). أى : أتت بمطر قليل.

والمِقْلَد : قَضيب رفيع يُنْكَش به ما يدخل الجلد من شَوك وشبهه.

وقَلَدَهُ الدّاء : أيْبَسَه وأضْعَفَه.


قلس :

القَلْس : القَيء. وقَلَس : قاء.

وتَقَلّس فلان : اذا تقبَّض من داء.

والتَّقليس : شِبْه الرِّعدة تأخذ البدَن من داء أو بَرْد قارص. والتّقليس ، أيضا : وضع اليدَين على الصَّدر مع اظهار الخضوع الزّائد.

قلص :

القَلُّوص من الابل : الفتيّة. ومن النَّعام الأُنثى الشّابّة. ومن الحُبارَى : فرخها.

أنشد الشّمّاخ :

وقد أنْعَلَتْها الشّمس نَعلا كأنّها

قَلوص حُبارى رِيشُها قد تَموَّرا (٥٥)

والقُلُص : الفَتيات. ويجمع أيضا على قَلائص ، وقِلاص. وقَلصت نفسى : غَثت.

وقَلص فلان : ذهب شبابُه ورواؤه.

قلع :

القُلاع : قَرْحَة تكون فى جِلْدَة الفَم واللّسان مع انتشار واتّساع وتَعرّض للصّبيان كثيرا لرداءة اللّبن أو لسوء انهضامه فى المعدة. وهو امّا عن دمٍ وعلامته الحمرة والحرارة ، وعلاجُه الفَصْد من القِيْفال لما فيه من النّفع من جميع أمراض الحارّة المادّيّة ، والمضمَضة بالخلّ المغلىّ فيه السُّمّاق. وامّا عن بلغم مالِح وعلامته البَياض وقِلّة الوَجَع ، وعلاجُه باسهاله وبالمَضْمَضة بماء


الكزبرة. وامّا عن سَوداء وهو أردؤها ، وعلاجه باسهالها وبالمضْمَضَة بالخلّ المغلىّ فيه العَصْف. وأمّا الصّبيان فيعالجون باصلاح لبن مَراضعهم.

واردؤها الأسود وأسْلَمُه الأبيض ، وعلاجه بما خَصّه من أدوية. وبمثل عُصارة الخَسّ. وربما كَفاه رُبّ التُّوت الحامض ورُبّ الحصرم ، ويُذَرّ عليه شيء من قُشور الرّمّان والجلّنار والسُّمّاق والعَفص وشىء من الشَّبّ.

قلف :

الأقْلَف : مَنْ لم يُخْتَن. والقُلْفَة : جِلْدَة الذَّكَر. والقَلَف : قطع القُلْفَة ، وانقطاع الظّفر من أصلها. وتزعم العرب أنّ الغلام اذا وُلِد فى القَمْر أو فى العَقْرب تقلّصت قُلْفَتُه فصار كالمختون ، والعامّة تسميه مُفْهِرا.

وشَفَة قَلِفَة : فيها غِلَظ.

والقَلْفُونيا هى : الرّاتينج المطبوخ وهى سريعة الاشتعال وتقدّم ذِكْرُه.

قلق :

القَلَق : الانزعاج : وطبّا : انتقال العليل من الشّكل الذى اضطجع عليه إلى شكل آخر بسُرعة ثمّ العَودة الى الشّكل الأوّل ، وهلمّ جرّا. وهذا يكون لغلَبة الحرارة الموجِبة لهذه الحركات المشوّشة ، والحركة من الحرارة.

قلقس :

القُلْقاس : أصل نَبات معروف ، داخِلُه أبيض كثيف ، وفى طعمه قَبْض مع حَرافة. حارّ ورطب فى الأولى. وقيل أنّه مُعتدل فى الحرارة رَطب فى الثّانية


وهو يزيد فى الباه ويُسَمّن البدَن الّا أنّه ثقيل على المعدة وفيه قَبْض للطّبيعة.

قلقطر :

القُلْقُطار : الزّاج (٥٦).

قلقل :

القِلْقِل : نبت له حَبّ أسود ، حَسَن الشّمّ ، مُحَرّك للباه جدّا ، لا سيّما اذا كان مَدقوقا بسِمْسِم ثمّ يُعجن بعَسَل. ويقال له القُلْقُلان والقُلاقُل. وهما نَباتان آخران. وعِرْق هذا الشّجر المغات ، ومنه المثل : (دَقُّك بالمِنْحازِ حَبّ القِلْقِل)(٥٧) ويَغلطون به فيقولون : الفُلْفُل. والمِنْحاز : الهاوَن.

وشَجَرُه أخضر يقوم على ساق. ومَنابتُه الأُكَم دون الرّياض ، وله حَبّ كحَبّ اللّوبياء ، طيّب يؤكل ، والسّائمة حَريصة عليه.

وحبّ القُلْقُل ، والقُلْقُلان والقُلاقُل ، واحد. قال الأصمعىّ : والعامّة تقوله بالفاء ، وهو تَصحيف ، وانّما هو بالقاف ، وهو أصلب ما يكن من الحبوب. ورَوَى علىّ بن حمزة الكسائىّ :

أدُقّ فى جارِ اسْتِها بمعوَلِ

دَقّك بالمِنْحازِ حَبَ القُلْقُلِ (٥٨)

وقيل : هو حَبّ الرّمّان الجبلىّ. وهذا الحبّ حارّ رطب فى الثّانية يُحَرّك الباه كما تقدّم. وخِلْطُه ليس بِرَدِىء والاكثار منه مُتْخِم. واصلاحه قَلْيُه.

والشّربة منه من نصف أوقيّة الى أوقيّة.

وبَدله النّارجيل.


قلى :

القِلَى : البُغْض. فان فَتحتَ القاف مَدَدْتَ ، تقول : قَلاه يَقْلِيه قِلىً وقَلاء : أبغضه وكرهه غاية الكراهة فتركه. وقيل : قَلاه فى الهَجْر وقَلِيَه فى البغض.

قمح :

القَمْح : البُرّ. وهو حارّ فى الأولى مُعتدل فى الرُّطوبة واليُبوسة. والقَمِيحَة : اسم لما يُقْمَح ، أى : يُسْتَفّ بمقدار لُقمة القَمْح ، وجمعها قَمَائِحُ. وقَمَح الشّىءَ واقْتَمَحَه : سَفَّه. والاقْتِماح : أخْذُك الشّيء فى راحتك ثمّ تَقْتَمِحُه في فِيْك. والاسم القُمْحَة : والقُمَّحان ، والقُمُّحان : الدَّريرة أو الزّعفران أو زَبَد الخمر ، قال النّابغة :

اذا فُضَّتْ خَواتُمه عَلاها

يَبِيْس القُمّحانِ من المدامِ (٥٩)

قال بعضهم : لا أعلم أحدا ذَكَر القُمّحان غير النّابغة.

وشهرا قِماح وقُماح : الكانونان ، سُمّيا بذلك لأنّ الابل تَقامَح فيهما عن الماء فلا تَشربه لكراهية شُرب الماء لكلّ ذى كَبِد لشدّة بردهما. والْقِمْحَانَة : ما بين القَمَحْدُوَة ونُقْرَة القَفا.

واقتمَحت الدّواء وقَمَحْتُه : اذا ألقَيته فى فَمِك براحَتِك.

وشَربت حتّى أقْمَحْتُ ، أيك ارتويت جِدّا.

والقُمْحان : الوَرس ، أو الزّعفران.

والابل القِماح : التى تَرفع رأسَها عند شُرب الماء.

قال بشر بن أبى خازم :


ونحنُ على جَوانبها قُعودٌ

نَغضّ الطّرف كالابل القِماحِ (٦٠)

قمحد :

القَمَحْدُوَة : الهَنَة النّاشزة القَفا التى تقع على الأرض اذا استلقَى الانسان. (وعن أبى زيد : هى ما أشْرَف على القَفا من عَظْم الرّأس ، والجمع قَماحِد ، وقالوا : قَمَاحِيد وقَمَحْدُوات)(٦١).

قمد :

قال ابن دريد : القُمْد أصْلُ بِناء القُمُدّ ، وهو الشّديد (٦٢).

وبَدَن قُمُدّ : قوىّ شديد.

والأقْمَد : الطّويل. وامرأة قَمْدَاء.

وقَمَدَتْهُ العِلّة : أهْلكته. فكأنّها سُمّيت بذلك لشدّتها.

قمر :

القُمْر : لون الى الخضرة ، أو بياض فيه كُدرة.

والقَمَر ، يكون فى اللّيلة الثّانية من الشّهر. وقيل : يُسمَّى القمر لليلتين من أوّل الشّهر هِلالا ولليلَتين من آخره ، وما بين ذلك فهو قَمَر. وهو مشتقّ من القُمر. والقُمْر : ضوء القَمَر. ووجهٌ أقْمَر : مُشَبَّه بالقَمَر. وأقْمَر الرّجل : ارتقبَ طُلوعه. وتَقَمَّر الأسد : تَطَلَّب الصّيد فى اللّيلة القَمْراء. والقَمَر : تحيّر البَصَر من الثّلج. وقَمِر الرّجل ، يَقمر قَمرا : حار بصرُه فى الثّلج فلم يُبصر. وهو القُمور. وعلاجُه بالنّظر الى اللّون الأسود.


ويقال للذى تَقبَّضَت قُلْفَته حتّى بدا رأسُ ذَكَرِه : عَضَّه القَمَر. قيل وهو من يولَد فى القَمَر أو فى العقرب. وهو مَشؤوم.

والأقْمَر : الأبيض الشّديد البَياض والأُنثى قَمْراء.

وأقْمَر الثّمَر : اذا تأخَّر نضجُه حتّى يدركه البَرْد فتَذهب حلاوتُه وطعمُه. والقُمْرِىّ : ضَرْب من الحَمام حَسَن الصّوت والأنثى قُمْرِيّة. والذَّكَر ساقُ حُرّ والجمع قُمارَى. وهو حارّ يابس نافع لمبرودين ضارّ بالمحرورين. وقَمارِ : مَوضع بالهند منه العُود القُمارىّ ، واليه يُنْسَب.

قمس :

قَمَس المريضُ : انتكستْ صحّته ، وعادت اليه عِلَّتُه.

والقَامُوس : وسط البحر ولجّته وقعره ، وعن أبى عُبيد : هو أبعد موضع فى البحر غَوراً.

وقَمَسَ الولدُ فى البطن : اضطربَ.

قمم :

القِمَّة : أعلا الرّأس ، وقِمَّة كلّ شىء : أعلاه ، ووسطه أيضا.

وقَمْقَم عَصَبُه ، أىّ : تجمّع.

والقُمَامَة : كُناسة البيت.

قنب :

القِنَّب : شَجرة ، منها بُستانيّة ، وهذه لها قُضبان فارغة وبَذْر مُستدير ، وهو


الشّهدانج. ولها وَرَق مُفَرِّح. والاكثار منه مُسْكِر. وهى تفعل أوّلاً بالجزء الحارّ التّفريحَ والبَشاشةَ والشَّهوة الكلبيّة واذا فارقها الجزء الحارّ فعلت الأجزاء الأرضيّة الخدَر والكسلَ والبلبلةَ والقَراقرَ والنّفخَ لما فيها من الرّطوبة اللّزجة. ومنها برّيّة وهذه مُتكاثفة العِيدان وبذرها قليل ولها ورق يُطْحَن. وهو أيضا مُفرّح. والاكثار منه قاتل باليُبْس والتّبريد. وعلاجه بالقَىء بالسّمن والماء الحارّ ثمّ تنقية المعدة باستعمال شراب الحُمّاض.

قنّبيط :

القُنَّبِيط : نَوع من الكُرْنُب ، وبذره مُفْسِد للمنىّ اذا احتملته المرأةُ بعد الجماع.

قنبل :

القنْبِيْل : شَىء يُشبه الرّمل تعلوه صُفرة مع حُمرة. والغالب عند الكثير من النّاس أنّه أحد الأمْنان السّاقطة من السّماء ، وسُقوطه بأودية اليَمن. وهو حارّ يابس فى الثّانية ، وفيه تحفيفٌ وتَنشيف للقُروح الرّطبة والبُثور التى تطلع فى رؤوس الأطفال وفى وجوههم ، وهى السّعفة ، وذلك اذا دُهِنَت بدُهْن الورد ونُثِر القَنبيل عليها. وقيل هو تُرْبَة حمراء تَشوبها صفرة. واذا شُرِب مسحوقه أسْهَل وأخْرَج الدّودَ وحَبَّ القَرْع. والشّربة منه من درهم الى مِثقال. ومَضَرّته بالأمعاء ، ويُصلحه الكُثيرا. وبدله الشِّيح الخراسانىّ.

قند :

القَنْد : عَسَل قَصَب السُّكّر اذا جَمد ، ومنه يُتَّخَذ الفانيد (٦٣) فارسىّ معرّب.


وهو السّكّر الذى لم يتمّ تصفيته. وهو أكثر حِدّة من السُّكّر النّقىّ. والقِنْدِيد : الوَرْس الجيّد والخمر. وقال ابن جنّى : هو عصير عِنَب يُطبخ ويُجعل فيه أفواهٌ من الطّيْب ثمّ يُعتَّق ويطيّب بالزّعفران.

قنس :

القِنْس : أعلا الرّأس. والقَنَس : الرّأس (الراسن) ، بلغة الفُرس. والجَناح ، بلغة الأندلس. وعِرْق جناح فى كلام العامّة. وهو نبات له ساق ووَرَق وأصْل طيّب الرّائحة ، يُقلع فى الصّيف ، وهو المستعمَل. وهو حارّ يابس فى أوّل الثّانية. وفيه رُطوبة فَضْلِيّة ، ينفع من جميع الآلام والأوجاع الباردة من المالنخوليا. والمعالجة باخراجه الخِلْطَ المتعفّن من المِعَى ، ومِنْ وَجَع الظّهر ، ومن المفاصل الباردة. وفيه جَلاء بالغ ، وتليين للبطن ، وتَفريح ، وتقوية للقلب والمعدة ، وتنقية للصّدر والرّئة. وبالعسل جيّد للسّعال البارد وعُسْر النَّفَس الانتصابىّ. ويُذهب الحزنَ والغيظَ لتفريحه ، ويُبْعِد الآفات عن الآلات الهاضمة لتقوية المعدة. والشّربة منه من درهم الى درهمين. وبدله الوَجّ.

وقانِسَة الطّير : قابِضَتُه.

والقِنَّسْرُ ، والقِنَّسْرِىّ : الكبير السّنّ ، حكاه الخليل (٦٤) رحمه‌الله ، وأنشد :

أطَرَباً وأنتَ قِنَّسْرِىّ (٦٥)

قنص :

القانِصة للطّائر : معروفة. وهى غَليظة بطيئة الانهضام. واذا انهضمتْ غَذّتْ غذاءً كثيرا. وأفضلها قَوانِص الدّجاج المسمَّنة ثمّ قَوانِص الأوزّ.


قنغر :

القَنْغَر : شجر كالكِبْر الّا أنّه أغلظ شَوكا وعُودا ، وثمره كثمرته ، والابل تحرص عليه.

قنفذ :

القُنْفُذ : حيوان معروف ، والانثى قُنْفُذَة. ويقال للرّجل النّمّام قُنْفُذُ لَيلٍ ، لأنه لا ينام كالقُنْفُذ ويقال للموضع الذى تحت الرّأس القُنْفُذَة.

قنن :

القِنَّة : صِمْغ معروف ، وهو نوعان خَفيف أبيض ووَزِيْن يميل الى صُفرة. وأجْوَد الوزينِ الشَّبيهُ بالكُنْدُر الذى يُدَبّق والنَّقىّ من الخشب. حارّ يابس فى آخر الثّانية مُدِرّ للبول والطّمث مُحَلِّل للأورام الباردة مع بعض الأدهان المسخِّنة ضمادا. مُزيل للرّياح مع ماء العَسَل شربا. نافع من الاعياء والكُزاز والسَّدَر (٦٦) والصُّداع البارد مع بعض الأدهان المسخِّنة طلاء. ومن وَجَع الأذن الباردة قُطورا. ومن الصَّرَع واختناق الرَّحم شَمّاً. ومن وَجَع السّنّ المتأكِّلة اذا وُضِع شىء من فيها. وهو تِرياق من السِّهام المسمومة ومن جميع السُّموم ، ومن السُّعال البارد والرّبو. ويُفتّت الحصَى اذا شُرِب مع ماء العسل. ويُخرج الأجنّة الميّتة مع ما ذُكِر.

ودُخانه يطرد الهَوامّ ، ويُخرج المَشِيْمَة.

والشّربة منه نصف درهم الى درهم. ومَضَرَّتُه بالرّأس. ويُصلحه البارد الرّطب. وبدله السّكْبِيْنَج أو الأشَقّ.


قنو :

القَناة : الرّمح والقَنوات جمعه ، والقَناة من الرماح ما كان أجوف كالقَصَبة.

والقِنْوُ : العِذْق بما عليه.

والمُقاناة فى العِلاج : تدبير الأدوية فلا يُعارِض بعضُها بعضا حين يتناولها المريض واحدا بعد الآخر.

وقانَيْتُ الدّواء : خَلطته.

وهذا الدّواء لا يُقانى فلانا : اذا لم يُوافقه.

قهب :

الأقْهَب : الأبيض الكَدِر ، أو بَياضٌ بحُمرة أو حُمرة الى غُبْرة أو غُبْرَة الى سَواد ، ولونه القُهْبَة. والأقْهَبان الفيل والجاموس للَونهما. والقَهْبَى : ذَكَر الحَجَل. والقُهَيْب : طائر فيه بياض وخضرة يكون بتِهامة وهو نوع من الحجل.

قهقر :

القَهْقَر : الغُراب الشّديد السّواد.

قهو :

القَهوة : الخمر ، سُمِّيَت بذلك لأنّها تُقْهِى شاربَها عن الطّعام ، أى : تذهب بشَهوته. (وتُطلق الآن على ما يُشرب من الحَبّ المعروف بالبُنّ ، ومِنْ قِشْرِه وتقدّم الكلام على ذلك مفصَّلاً)(٦٧).

والعَيش القاهى : الرّفيه.


قوب :

القُوْب : الفَرْخ ، سُمّى بذلك لانقياب البَيضة عنه. والقُوْبِىّ : المولَع بأكل القُواب وهى الفراخ. والقَابِيَة والقَابَةُ : البَيضة. وفى المثل (تَخَلَّصَتْ قَائِبَة أو قابَة من قُوْب)(٦٨) أى : بَيضة من فرخ ، يُضرب مثلا لمن انفصل من صاحبه. والمُتَقَوِّب : المتقشّر ، والقُوْبَة والقُوَبَة : خُشونة تحدث فى ظاهر الجلد مع تغيّر لونه ، وحكاك كثير. قال ابن الأعرابىّ : والواحدة قُوباء.

وقال ابن السِّكّيت : ليس فى الكلام فعْل مضموم الأوّل ساكن العَين ممدود الآخر الّا الخُشّاء وهو العَظْم الناتِىء وراء الأذن ، والقُوْبَاء ، والأصل فيهما خُشَشاء وقُوبَاء. قال فى الصّحاح : وأصل الخشّاء : الخششاء على فُعَلاء ، فادغم ، وأصل القُوبَاء : القُوَباء ، بالتّحريك فسُكِّنَت الواو استثقالا للحَركة عليها.

وسببها دم حادٌّ يخالطه امّا مِرَّة سوداء أو بلغم مالح وهى السَّلْعَة اليابِسة. ومنها الواقعة ومنها السّاعية ومنها الحَدِبَة ومنها المزمِنة. وعلاجها الفَصْد والاستفراغ بمثل مطبوخ الأفتيمون. والأطلية بمثل دُهْن الحنطة للحَديثة وبمثل الخلّ والنّشادِر للمُزْمِنَة.

قوت :

القُوْت : ما يمسك الرَّمَق من الرِّزق.

واقْتَتْ للنّار ، أى : ضَعْ لها وَقُودا ، قال الشّاعر :

فقلتُ له ارفعها اليك وأحْيِها

بِروحِكَ واقْتَتِهْ لها قِيْتَةً قَدْرا (٦٩)


قود :

القَوْداء : الطّويلة الرّأس من الثّنايا.

والأقْوَد : الذى يُقْبِل بوجهه على مُحَدِّثة لا يكاد ينصرف عنه.

والقَوَد : الخيل.

والقَوَد : طُول العنق خِلْقَةً ، والأنثى قَوداء ، والذَّكَر أقود.

قور :

تَقوَّر جِلْدُه : اذا تيبّس وقَحل من داء يحلقه. واقْوَارَّ ، مثله.

قال ابن دريد : القَورَاء : الواسعة (٧٠).

قوق :

القُوْق : طائر مائىّ طويل العنق ، وهو القَاق المتقدِّم.

قوقس :

المُقَوْقَس : طائر مُطَوَّق طَوقا سوادٍ وبياض كالحَمام. ولَقب للأقباط.

قول / قيل :

المِقْوَل : اللّسان.

والقائلة : نِصْف النّهار ، قال الخليل : والقَيلولة : نَوْمَة نِصْف النّهار (٧١). ومنه قالَ قَيْلاً وقائِلةً وقَيلولة ومَقالا ومَقِيلا. وتَقَيَّل : نام فيه ، فهو قائل ، والجمع قِيلٌ


وقِيال. والقَيلولة عند العرب ، والمَقِيْل : الاستراحة نِصْفَ النّهار اذا اشتدّ الحَرّ وانْ لم يكن مع ذلك نَومٌ. والدّليل على ذلك قولُه تعالَى : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (٧٢) وقوله ، عليه‌السلام : (ما مُهاجر كمَنْ قالَ) (٧٣) أو (ما مُهَجِّر). أى : ليس من هاجَر عن وطنه كمَنْ أقام به عند القَائِلَة.

يُقال : قال فلان يَقيل قَيْلاً وقائلةً وقَيْلُوْلَةً ومَقيلا : استراحَ نِصْفَ النّهار ، نامَ أم لمْ يَنَمْ. والقَيُول : اللّبن الذى يُشرب فى القائلة ، وهو اسم كالصَّبُوْح والغَبُوْق. والقِيْل : الأُدْرَة. وتقدّم الكلام عليها فى (ف. ت. ق).

قولنج :

القُوْلَنْج ، والقَوْلَنْج : مَرَض معَوىّ مؤلم يَعْسُر معه خُروج الثُّفْل والرِّيح وهو فى الحقيقة اسم لما كان السّبب فيه فى الأمعاء الغِلاظ لبَرْدِها وكثافتها لكثرة شَحْمِها. فانْ كان فى الأمعاء الرِّقاق فالاسم المخصوص به" ايلاوُس".

وأسبابه كثيرة ، وأكثرها بَلْغَم أو رِيْح. وممّا يُهَىّء الأمعاءَ للقُوْلَنْج وخُصوصا القَرْع ، والفَواكه الرّطبة وخُصوصا العِنَب وشرب الماء عليها والحركة عليها. والجماع ، وحبس الرّيح ، ووصول بَرْد شديد الى الأمعاء ، فيُبَرِّدُها ويُكَثِّفُها.

وممّا يُهَىّء الأمعاء لاحتباس الثُّفْل فيها أكْل البيض المشوىّ والكُمَّثْرَى والسَّفَرْجَل القابِض والسَّوِيْق والفَتيت والجاوَرْس والأرُزّ ونحوها. والمُجامَعة الكثيرة وخُصوصا على طعام غليظ. ومُدافَعةُ التَّبَرُّز قد تُوقِع فيه.

وكلّ قولنج من خِلْط غليظ أو من أثْفال فانّ الأعور يمتلئ من مادّته أوّلاً ثمّ يتأدَّى الى غيره. وما لم تُستفرغ المادّة التى فى الأعور لا يَقَع تمامُ البُرْء.


وأسْلَمُه ما لا يَكون الاحتباس فيه شَديدا ويكون الوَجَع مُنَتَقِّلاً ، وأرْدَأُه ما يكون الوجع فيه شَديدا والقَىء مُتَدارِكاً والعَرَق باردا والأطراف بارِدة. واذا أدَّى الى الفُواق المتدارك والى الاختلاط والكُزاز واحْتَبَس كلُّ ما يخرجُ قَتَل. وسببه :

امّا بَلغم وعلامتُه تقدُّم سُقوط الشّهوة والتُّخَم وشدّة الاحتباس وخُروج البَلْغَم فى الثّفل قبل حدوثه. وعِلاجه أوّلاً بتحمُّل الشّيافات المُسْهِلة ثمّ بالحُقَن الحادّة ثمّ بعد اسهالها يُسْقَى المسهِلات السّريعة الاجابة.

وامّا ريح ، وسببه رياح غليظة مُحْتَقِنَة وعلامته القَراقر وانتقال الوجع وشدّته وخروج الجَشأ. وعلاجه بالشِّيافات وبالحُقَن المشمَّلة والتّكميد بالجاوَرْس والملح المسخَّنين وتدليك البَطن بالأدْهان الحارّة الكاسرة للرّيح كدهن السّدّاب والياسمين.

قال البيرونىّ : ومن علاجاته المجرّبة : ذَرْق الحَمام والمِلح يُدافان فى الماء شُربا واحتقانا.

قوو :

القُوّة : ضِدّ الضّعف ، والجمع قُوَى بالضّمّ وقد يُقال بالكسر. وتكون فى البَدَن والعَقْل. والقُوَى : العَقْل. وقَوّى الله ضَعْفَك ، أى : أبدلك مكان الضّعف قوّة. والقُوّة : القُدْرَة ، وهى كون الحيوان بحيث يَصدر عنه الفِعْل اذا شاء ولا يصدر عنه اذا لم يَشأ وضدّه يسمَّى العَجْز.

واعلم أنّ شيخنا العلّامة وصَفَ القوّة والأفعال فقال : انّ القُوَى والأفعال يُعْرَف بعضُها من بعض اذا كان لكلّ قوّة مبدأُ فِعْلٍ ما ، وكلّ فعل انّما يصدر


عن قوّة. وذلك أنّ القوّة سببٌ فاعلٌ للفِعْل ، والفِعْلُ مُسبِّب لها ، وكلّ واحد منهما يصلح أنْ يكون مُعَرِّفاً للآخر ، لكنّ تعريف الفعل بالقوّة تعريف حَدّى والعِلْم المأخوذ منه كَمّىّ ، وتعريف القوّة بالفعل تعريف رَسْمىّ والعلم المأخوذ منه آنِىّ. فالجهة مُختلفة. وبهذا يندفع ما ظُنّ أنّهما من التّسلسل الباطل لأنّه جعل كلَّ واحدٍ منهما مَوقوفا على الآخر لكنّهما مختلفان.

والحقّ أنّ القوّة عِلّة فاعِليّة لأفعال بَدَنِ الانسان ، والأفعال عِلّة غائيّة له وكلتاهما خارجٌ عن ماهيّته. وكذا المِزاج خارجٌ عن ماهيّته بخلاف الخمسة الباقية من الأمور الطّبيعية فانّها مُقَوِّماتٌ لماهيّته. وبهذا الاعتبار تكون أجناسا وفُصولاً ، وبحسب الوجود الخارجىّ تكون مادّة وصُورة.

فالقوّة مبدأ جسمانىّ للفعل. والطّبيب اذا عالج بدنه فانّه ب" نفسِه" يعالج بدَنَه. والنَّفس أو قُواها مبدأ لتغيّر البدن ، وهما مُتغايران فى الحقيقة ، وانْ كان الطّبيب المعالِج لنفسه ، يشتمل على النّفس والبدن وأجناسِ الأفعال الصّادرة عنهما.

وأجناس القُوى ثلاثة : جِنْس القُوَى النّفسانية ، وجنس القُوَى الطّبيعيّة ، وجنس القوى الحيوانيّة. وكثيرٌ من الفلاسفة وعامّة الأطبّاء ، وخُصوصا جالينوس ، يَرى أنّ لكلّ واحد من القُوَى عُضوا رئيسا هو معدنها وعنه تَصدر أفعالها ، حيث أنّ القوّة النّفسانيّة مَسْكَنُها ومَصْدَرُ أفعالِها الدّماغُ ، وأنّ القوّة الطّبيعيّة لها نوعان ، نَوع غايتُه حفظ الشّخص وتدبيرُه وهو المتصرِّف فى أمر الغذاء ليغذو البدن الى نهاية بقائه وينمّيه الى نهاية نُشوئه ، ومَسْكَنُ هذا النَّوعِ ومَصدرُ فعلِه الكبدُ. ونَوع غايته حفظ النّوع وهو المتصرِّف فى أمر التّناسل ليفصل من أمشاج جَوهر البَدَن جَوْهَرَ المنىّ ثمّ يُصَوِّرُه باذْن خالقه ، ومَسْكَن


هذا النَّوع ومصدرُ أفعالهِ هو الأُنثَيان. والقوّة الحيوانيّة هى التى تُدَبِّر أمر الرُّوح الذى هو مُرَكَّب الحِسّ والحركة وتُهَيِّئُه لقبولهِ ايّاها اذا حصل فى الدِّماغ. وتجعله بحيث يُعطى ما تَنشأ فيه الحياة ، ومَسكن هذه القوّة ومصدرُ فعلِها القَلْبُ.

وأمّا أرسطوطاليس فيرَى أنّ موضع جميع هذه القُوَى القلب الّا أنّ لظهور أفعالها الأوّليّة هذه المبادِئ المذكورة.

قيأ :

القَيء : ما يخرج من المعدة عن طريق الفَم. يقال : قاءَ فلان ، يَقِيءُ قيأً.

واسْتَقَاءَ وتَقَيَّأ. تَكَلّف القَيءَ. فى الحديث : (لو يعلم الشّارب قائما ما ذا عليه لاستقاءَ ما شَرِبَ) (٧٤).

وفى الحديث أيضا : (مَنْ ذَرَعَهُ القَيْءُ) (٧٥). أى : غَلَبَهُ. وقوله : تقيّأ ، أى : تكلّف وتعمَّد.

ويُروَى : (الصّائم اذا ذَرَعَهُ القَيْءُ فليتمّ صَوْمَه واذا تَهَوَّع فعليه القَضاء) (٧٦). قوله : تهوَّع ، أى : تَفَعَّل القَيءَ وخَرَج منه شىء فعليه القَضاء ، وانْ تَفَعَّلَ ولم يخرج منه شىء فلا قَضاء.

والقَيْءُ والهَوْع : حركةٌ من المعدة على نَحْوٍ يندفع منها شىء ممّا فيها من طريق الفَم. والتَّهَوّع منهما : أن يقترِن المندفِع بالحركة الكائنة من الدّافع. والغَثَيان هو حالةٌ للمعدة كأنّها تتقاضَى بهذا التّحريك كثيرا أو قليلا من المادّة بحسب ما ترفضه طبيعتُها ، وما خالف شهوتَها.

وتَقَلُّب النَّفْس يقال للغَثيان اللّازم. وقد يقال لذَهاب الشَّهوة.


والقَيْءُ منه حادُّ مُقْلِق ، ومنه ساكنٌ. واذا حَدَثَ تَهَوُّع فقد حَدَث شىء يُحْوِج فمَ المعدةِ الى قَذْف شىء من أقرب الطّرق. وسببُه كيفيّة مُؤْذِيَة لها : ـ امّا عن مادّة مُتَشَرِّبَة بها أو مَصْبُوْبَة اليها تُفْسِد الطّعام ، وهى امّا صفراويّة وامّا رُطوبة رَديئة مُتعفِّنة كما يَعرض للحوامل ، وامّا غير رَديئة لكنّها مُرْهِلَة لفم المعدة.

ـ وامّا رطوبة غليظة مُتَشَنِّجَة أو كثيرة مُثْقِلَة.

ومن الغَثيان ما كان علامة رديئة فى مِثْل الحُمَيَّات الوَبائيّة. واذا كثُر بالنّاقهين أنْذَر بنُكْسٍ ، ولكنّه فى غيرهم نافعٌ للحميّات ايجادُه ، ولأورام الكبد التى فى الجانب المقعَّر. واذا كان بالمعدة أو الأحشاء الباطنة أورامٌ فهى مُحْدِثَةٌ للقَيْء. وفى استعمال القَيء باعتدالٍ مَنْفَعَة عظيمة لكنّ ادمانه ممّا يُوْهِن قوّة المعدة كثيرا. وغالبا ما يكون المحموم قد عَرَض له تشنُّج أو صَرَع فيقذف قَيئا أسود اللّون فيتخلّص. وكثيرا ما يُخَلِّص القَيْءُ من الفُواق المبرِّح. ومَن استعمله باعتدالٍ صانَ به كُلاه ، وشفَى انفجار العُروق من الأوردة والشَّرايين. ويُستحبّ أنْ يُستعمل فى الشّهر مرَّتين فى يومين مُتواليين ليَتدارك الثّانى ما قَصر عنه الأوّل. وأفضل أوقاته بعد الحمّام وبعد أنْ يُؤكل قبله.

والمعدة الضّعيفة كلّما اغتذتْ عَرَض لها غَثيان ولا تقدر على امساك ما نالته بل تدفعه. وأنتَ تعلم انّ من المُضْعِفَات الوجعُ الشّديد والغَمّ والصّوم والجوع الشّديد ، فهو أيضا من أسباب القَيْء لادخال ضعفٍ على المعدة. ومَنْ تواترت عليه التُّخَم فانّه يَؤول أمرُه أنْ يقذف كلّ ما أكلَه.

وأردأ القَيْء ما يكون معه دَم الّا ما كان فَضْلاً مُندفعا عن الطّحال ونحوه. وحَركة الدشم اذا خَرَجت عن الواجب أنْذَرَت بالهَلاك ويَليه قَيْءٌ أسود ،


والقَيْء المختلِف الألوان. ومن النّاس من لا يزال يَشْتهى الطّعام وكلّما يَتَمَلَّى منه يَقذفه ويُعاوِد ، ولا يزال ذلك دَيدنه وهو يعيش عيشة الأصِحّاء كأنّ ذلك له طبيعة.

وأسْلَم القَيْء المختلِط المتوسِّط فى الغِلَظ والرِّقَّة. ومن أخلاطٍ كالبلغم والصّفراء.

فأمّا القَيْء المتدارِك فى المرض وانحلال القُوَى فدليل شَرّ. والأخْضَر الكَمِد ونحوه يدلّ على جُمود الحرارة وموت القُوّة.

وعلامة القَيْء الغثَيان والتَّهَوُّع.

وأمّا فى القيْء الدّموىّ ، فهو امّا من المعدة أو المريء عن انفجار عِرْق أو وَرَم غير ناضج. أو رُعاف سالَ من المعدة ، أو أنْ يَنْصَبّ اليها دَمٌ من الكبد ونحوه ، أو عَرضتْ أورامٌ فى المعدة.

ولذا يدخل التَّقْيِىء فى بعض العلاجات ، قَيءُ شىء يَسيرٍ من الدّم يسبّب راحةً ومنفعة. وذلك اذا انصبَّ فَضْلُ الطّحال أو الكبد الى المعدة. والذى عن الطّحال أسْوَد عَكِر ، ولا يكون مع هذين وَجَع. وقد يقذف الانسان قطعة لحم ، وسببه لحم زائد ، وتدفعه الطّبيعة. وكلُ قيْءٍ مع حُمَّى فهو رَدىء. وأمّا اذا لم يكن مع حُمَّى فربّما لم يكن رَديئا.

العِلاج :

أمّا علاج القَيْء فما كان منه عن فَساد الغذاء فباصلاحه وتجويده وتَقوية المعدة ، وما كان منه عن مادّة رديئة أو أكثر فباستفراغها بالقَيْء بمثل الماء الحارّ وحده أو مع سُكُنْجُبِيْن أو بماء الفِجْل والعَسَل ، وجَذْبُ المادّة الهائجة الى الأطراف نافعٌ جدّا فى حَبْس القَيْء بأنْ تُشَدّ الأطراف ، وهو نافع فى تَسكين


القَيْء بما يَجذبُ الفضول. وتبريدها نافع فى تَسكين القَيء السّريع الحادش بما يُبَرِّد. وكذلك تَبريد المعدة ، وممّا يجذبه أنْ يؤخذ من المسك والعُود الخام والقَرنفل أجزاء سَواء ، وتُسْقَى بماء التّفّاح ، واجْتَهِدْ ما أمكنك فى تَنويمهم فانّه هو الأصل. وممّا يمنعه ماء اللّحم الكثير الأبزار بالكُزْبُرَة اليابسة وقد صُبّ فيه شَرابٌ ريحانىّ وفُتِّتَ فيه خُبز.

واذا كانت الطّبيعة يابسة فلا تحبسه بما يجفِّف من القَوابض الّا بقدر معتدل ، وأطْلِق الطّبيعة ثم اقْدِمْ على الرُّبوب. والغَثيان اذا آذَى ولم يصحبه قَىء فأعِنْهُ بأكل الطّعام ثُمّ بالقَيء ، لأنّ الامتلاء يُسْهِل القَيء ويُخرج معه الخِلْط الفاعل له ، ثمّ قَوِّ المعدة بدُهن النّارْدِيْن (٧٧) وبِرْبّ الحصرم والرِّيباس.

والمستعدّ للقيء بعد الطّعام تُضَمَّد معدته بالأضْمِدَة القابضة ويُسْقَى رُبّ الرّمّان الذى نقع فيه النَّعنع انْ كان به حَرارة وعطش ، وانْ كان به بَرْد فيُعطَى من هذه الأجزاء : قَرنفل وأشَنَة ودارْصِيْنِىّ ومَصْطَكِى ، من كلّ واحد أربعة دراهم مع أفيون وجَنْدْبِيْدِسْتَر ، من كلّ واحد قيراط. واذا لم يكن استمساك من الطّبيعة فعليك بالرُّبوب المتَّخذة من الحصرم والرّيباس وحُمّاض الأترجّ. وللكافور خاصيّةٌ فى منع القَيء والغثَيان الحارَّين سقيا فى الرّبوب وشمّاً وطلاء على المعدة.

دواء نافع من الغثيان :

كُزْبُرَة وسَدَاب يابِسَين مُتساويَين يُشرب منهما أو بِخَمْر ممزوج انْ أحسّ بحُموضة ، أو بماء بارد انْ أحسّ بلَذْع. واذا خِفْتَ من تَواتر القَىء وكثرته كيف كان فى غير الحميّات الشّديدة الحرارة وسُقوطِ القوّة ، جَرَّعْتَ العليلَ ماءَ اللّحم المتَّخَذ من الفراريج وأطْراف الجدْى والحِملان مع الخبز المسحوق


وماء التّفّاح وقليل من شَراب.

وممّا ينفع الغثَيان والقَىء أغذية من القِباج والفراريج مُحمَّضة بماء الحصرم وحُمّاض الأترجّ والسُّمّاق وماء التّفّاح الحامض ، مَقْلُوّة. وما ينفع منهما مَضْغ المصطكِى والكنْدُر والعُود والنَّعْنَع والسّدّاب اليابس يُسْقَى منه. والقَرنفل اذا سُحِق كالكحل وذُرّ على حُسْوَة مُتَّخَذَة من القمح فانّه يُسَكّن فى وقته. وكذلك اذا شُرِبَ بماءٍ باردٍ أو طُبخ فى ماء وسُقِى سُلاقته ، وخُصوصا للصّبيان ، والأجْوَد أنْ يُذَرّ عليه مصطكى.

وأمّا علاج قَيء الدَّم فانْ كان عن امتلاء فانْقِصْهُ فربّما احتيج بعد استفراغ رطلين من الدّم الى فَصْدٍ ضَيّق ، واذا لَحَّ فارْبِط الأطرافَ ربطا شديدا وخصوصا فيما كان عن شُرب دواء.

ومن الأدوية المجرَّبة فى منع قَىء الدّم الشّديد : الأقاقيا وبَذْر الورد والطّين المختوم والجلّنار والأفيون وبذر البطّيخ والصّمغ العربىّ ، يُعجن بعُصارة لسان الحمَل. والشّربة من نصف مثقال الى درهم.

والمرجِع فى أوزان هذه الأجزاء الى رأى الطّبيب بحسب ما يراه.

ومن العلاج السّهل أنْ يؤخذ من العَفص والجلّنار من كلّ واحد جُزءا ويُسْقَى منهما وزن مِثقالين مع قيراط أفيون بماء لسان الحمَل.

قيح :

القَيْح : المِدَّة الخالصة التى لا يُخالطها دَمٌ. وهو استحالة المادّة قَيْحاً. وسبب القَيح فِعْل الحرارة الغريزيّة والطّارئه فى المادّة المجتمِعة فى العضو الوارِم بحيث لا يُحَلّلان المادّة مع كون المادّة قابلة له. وانّما قلنا ذلك لئلّا يَرِدَ النَّقْضُ بأورام


النِّقْرِس ، وبالأورام التى لا تتحلَّل ، وبأمثال السَّرَطان.

فانْ كانت الطّارئة أقوَى من الغريزيّة كان لونُ القَيْح كَمِداً ، وجِرْمُه مُخْتَلِفَ القَوام قليلَ المقدار ، وان كانت بالعكس خفّ اللّون وكثُر المقدار.

قيد :

القَيْد : معروف. وقُيود الأسنان : عُمورها ، وهى الشُّرَف الماثلة بين الأسنان شُبِّهَت بالقُيود.

قير :

القَار : الزِّفْت. وشَجَر مُرٌّ. قال بشر بن أبى خازم :

يَسومون الصّلاح بذاتِ كَهْفٍ

وما فيها لهم سَلَعٌ وقَارُ (٧٨)

والقارِيَة : طائر يأكل العِنَب والزّيتون. وعن الكسائىّ : هى طيور خُضر. وعن ابن الأعرابىّ : هى طائر مَشؤوم عند العرب ، قال : وهو الشِّقِرّاق.

قيض :

القَيْض : قِشْر البَيضة الأعلى اليابس. وانقاضَت البَيضة : انشقَّت.

وانقياض الجُرح ، معروف ، وهو انفتاحه مرّة أُخرَى ، قُبَيْل بُرئه. ويقال : قَيَظ.

قيظ :

القَيْظ : صَميم الصّيف. والجمع أقْياظٌ وقُيُوظ.


حواشي حرف القاف

___________________

(١) ينظر النّهاية ٢ / ١٥٤.

(٢) ديوان جرير ١٤٨.

(٣) العين (قبل).

(٤) الفصفصة : التّمرة. ينظر المجمل ٤ / ٥٦.

(٥) المجمل ٤ / ١٤٣. المقاييس ٥ / ٥٦. اللّسان (قتل).

(٦) النّهاية ٤ / ٢٢.

(٧) الأحزاب ٥٢.

(٨) البيت فى المجمل ٤ / ١٥١. واللّسان (قذف).

(٩) ذكرت هذه المادة مع السّرسام فى حرف الشّين أيضا.

(١٠) النّهاية ٤ / ٣٦.

(١١) م. ن ٤ / ٣٥.

(١٢) الحرف هو الثّفاء ، ويسمى الرشاد أيضا. نبت معروف. ل ع م ٤ / ١ / ١٥٢.

(١٣) الأنعام ٩٨.

(١٤) ديوانه ٧٦. المقاييس ٥ / ٧٠.

(١٥) للشمرخ الحميرى. وهو فى المجمل ٤ / ١٥٣. المقاييس ٥ / ٧١. وتنظر الجمهرة ٢ / ٣٤٧.

(١٦) فى الأصل : بأصابعك. التّوجيه من م وحاشية الأصل.

(١٧) فى الأصلين : القرصعة ، والتّوجيه من حاشية ل.


___________________

(١٨) فصل المقال ٤٤٤.

(١٩) الأقاقيا والسّنط والقرظ من الفصيلة القرنيّة وتضم زهاء ٤٠٠ نوع معظمها شجر وجنبة شائكة. ينظر ل ع م ٤ / ٢ / ٤٦. وتنظر مادة (أقاقيا) فى حرف الهمزة.

(٢٠) الخولنجان ، جنس من النبات الزّنجبيلية ، ل ع م ٤ / ١ / ٢١٤.

(٢١) النّهاية ٤ / ٤٦.

(٢٢) العين (قرى).

(٢٣) النّهاية ٤ / ٥٨.

(٢٤) ينظر المصدر السّابق ٤ / ٥٧.

(٢٥) جمهرة اللغة ٢ / ٤٩ (ط. الهند).

(٢٦) النّهاية ٤ / ٦٤.

(٢٧) النّهاية ٤ / ٦٧.

(٢٨) العين (قصب).

(٢٩) الجمهرة ٣ / ٩٧.

(٣٠) طه ٧٢. وفى الأصل (فاصنع ما أنت صانع) تحريف.

(٣١) الاسراء ٢٣.

(٣٢) طه ١١٤.

(٣٣) فصّلت ١٢.

(٣٤) ينظر النّهاية ٤ / ٧٨.

(٣٥) ديوان امرئ القيس ١٦٣.

(٣٦) ديوانه ٣٣. والمجمل ٤ / ١٧٥.


___________________

(٣٧) الصّافّات ١٤٦.

(٣٨) ينظر مجاز القرآن ٢ / ٣٩٣.

(٣٩) فصل المقال ٤٢.

(٤٠) ن م ٤٢.

(٤١) بلفظ : (اذا انزل ...) فى فصل المقال ٢٢٩.

(٤٢) المجمل ٤ / ١٧٧. اصلاح المنطق ٨٢.

(٤٣) النّهاية ٤ / ٨٩.

(٤٤) ديوانه ٣٥.

(٤٥) الحديد ٢٧.

(٤٦) الاسراء ٣٦.

(٤٧) الاسراء ٣٦.

(٤٨) الجمهرة / ١٥٦.

(٤٩) النّهاية ٤ / ٩٦.

(٥٠) ق ٣٧.

(٥١) الحج ٤٦.

(٥٢) هو على بن الحسن الهنائىّ النّحوىّ ، المعروف بكراع النّمل. صنّف المنضّد فى اللغة والمجرّد وغيرها. توفى أوائل القرن الرّابع. ينظر فى ترجمته بغية الوعاة ٢ / ١٥٨.

(٥٣) المستقصى ١ / ٢٨٦.

(٥٤) ديوان الشّماخ ١٦٨. واللّسان (قلص).

(٥٥) وذلك فى حرف الرّاء.


___________________

(٥٦) الزّاج : هو الشّبّ اليمانىّ ، وهو من الأدوية. فارسىّ معرّب. ينظر حرف الزّاى. واللّسان (زوج).

(٥٧) فصل المقال ٤٣٤. والمستقصى ٢ / ٨٠.

(٥٨) اللّسان (قلل).

(٥٩) ديوان النّابغة ١٦٠.

(٦٠) ديوان بشر ٤٦. واللّسان (قمح).

(٦١) من م.

(٦٢) تنظر الجمهرة ٢ / ١٢٢.

(٦٣) الفانيد : نوع من الحلوى ومرت فى حرف الفاء.

(٦٤) العين (قنسر).

(٦٥) للعجّاج فى ديوانه ٣١٠. والعين (قنسر).

(٦٦) السدر : ظلمة تغشى البصر. ينظر اللسان (سدر).

(٦٧) من م ، وتنظر مادّة (بنن) فى حرف الباء.

(٦٨) المستقصى ٢ / ٢٣.

(٦٩) لذى الرّمّة فى ديوانه ١٧٦. واللّسان (قوت).

(٧٠) بعبارة (دار قوراء : واسعة) فى الجمهرة ٢ / ٤١٠.

(٧١) العين (قيل).

(٧٢) الفرقان ٢٤.

(٧٣) النّهاية ٤ / ١٣٣.

(٧٤) ينظر الطّبّ النّبوىّ ١٧٨. والنّهاية ٤ / ١٣٠.

(٧٥) النّهاية ٤ / ١٣٠.


___________________

(٧٦) النّهاية ٤ / ١٣٠.

(٧٧) النّاردين ، وهو السّنبل ، جنس نبات من الفصيلة النّاردينيّة تستخرج منه العطور. وتنظر تفصيلات أخرى فى الحاوى فى الطّبّ لأبى بكر الرّازىّ (مخطوطة المتحف البريطانى برقم ٤٤٦) ويراجع أيضا ل ع م ٤ / ٣ / ١٥٠.

(٧٨) ديوانه ١٩٦. واللّسان (قير).


حرف الكاف

ك



كاكنج :

الكَاكَنَج : الذَّكَر من عِنَب الثَّعلب. وتقدَّم ذِكْرُه (١).

كأد :

الكادَي : نَبات بعُمان ونواحى اليَمَن كالنَّخل وله طَلْع يؤخذ قبل تَشقُّقه فيُلقى فى الدّهن ويُترك حتّى يأخذ الدّهن قوَّته. وله ورق صُلْب قوىّ حادّ الرّأس طويله. ومتَى تَشقَّق طَلْعُه صار بَلَحاً لا رائحة له.

وشراب الكآدَى : هو شراب الكُدْر ، بلغة اليَمن ، ينفع من الجُدَرىّ والحصْبة. يُوقف داء الجُدرىّ عند أوّل استعماله. وشرابه نافعٌ غَلَا أم لم يَغْلِ. واذا غَلَا فينبغى أنْ يذهب من جِرْمِه قدر رطل ثمّ يُعقد بسُكّر بعدما تخرج قوّته. ومتى ما أُطلق فيُراد به هذا. لكنّ المعروف بين الأطبّاء أنّه شراب معمول من أجزاء كثيرة.

وتَكَأَّدَ الدّاء الطّبيبَ : اذا عَىّ عن معالجته. تَكَأَّدَ المريضُ : عانَى شديدا من عِلَّته. وتَكاءَدَتْه عِلّته ، كذلك. وعِلّة كَؤُوْدٌ : تَعْسُر على العلاج.

كأس :

الكَأْس ، الزُّجاجة ما دام فيها خَمْر فإنْ لم يكن فيها خمر فهى قَدَح وعن أبى حاتم : الكَأْس الشَّراب بعينه ، وهو قول الأصمعىّ ، وكان يُنكر رواية من يروى بيت أميّة :

للموتِ كأسٌ والمرءُ ذائقُها (٢)

ويرويه

" الموت كأس ... ".

وهى مؤنّثة مهموزة وقد تحذف الهمزة تخفيفا.


كبب :

الكَبَاب : اللّحم المشرَّح الذى يوضع فى حديدة ويدوّر على الجمر حتّى يُشْوَى وهو بطىء الهضْم كثير الغذاء ، ونقعُه فى الخلّ قبل تكبيبه يُسرع بهضمه.

والكَبَابَة : حَبّ يُجلب من الهند فى قدر الفلفل وله ذَنَب صغير ويسمَّى بحَبّ العَرُوس. وهى حارة يابسة فى آخر الثّانية ، مقوّية للقلب والمعدة ، نافعة من الخفَقان ، مفتِّحة لسُدَد الكبد ، مدرّة للبول ، مطهّرة لآلات البول والتّناسل من المِدّة والقَيْح (٣) مُخْرِجَة لحصاة الكلَى والمثانة. وإمساكها فى الفم يطيّب النَّكهة ويُصَفِّى الصّوت. والشّربة منها من ربع درهم الى نصفه. ومضرّتها بالكلى. واصلاحها بالصّمغ. وبدلها الأسارون.

كبد :

الكَبِد : معروفة ، أُنثى وقد تُذَكَّر وهى من الجانب الأيمن ، والجمع أكباد وكُبود. وربّما سُمِّى الجوف كلّه كَبِدا. وأكْلُها نيّئة يُورث السَّكتة.

والكَبَد : عِظَم البطن من أعلاه.

والكُباد : وجع الكَبِد ، قال كُراع : ولا يُعرف داء اشتُقّ من اسم العضو الّا الكُباد من الكَبِد ، والنِّكاف من النّكف ، والقُلاب من القلب. وفى الحديث : (الكُبَاد من العَبّ) (٤). والعَبّ : شُرْب الماء بلا تَرَوٍّ. والكَبَّاد : ثَمَر معروف. نَوع من النّارنج لشَبَهِه به قِشْراً وحُموضة ، وأمّا مزاجه فيختلف. أمّا قِشْرُه الأعلى الرّقيق فحارٌّ يابس فى أوّل الثّانية لحرافَته ومرارته. وأمّا قِشْرُه الغليظ الذى يلى هذا فحارّ يابس فى آخِر الأولى لضَعْف حراقته ومَرارته بالنّسبة الى


الأعْلَى. وبارد يابس فى أوّل الثانية لحموضته.

وأمّا قِشْر حَبّه فبارد يابس فى الثّانية.

وأمّا حَبّه فحارّ يابس فى الأولى لعدم خُلُوّه من الدّهنية.

وأمّا منافعه فمختلفة أيضا :

أمّا قِشْرُه بنوعَيه فيحلّل الرّياح ويقوّى المعدة والكبد ويَهضم الطّعام ويفرّح القلب لتقويته للرُّوح بعطريّته ، وكلُّ مُقَوٍّ للرّوح فهو يقاوم السُّموم.

وأمّا حُموضته فتقمع الصّفراء وتقطع القَىء وتقوِّى المعدة.

وأمّا حَبّه فينفع من السّموم.

وأمّا كيفيّة ما يُستعمل فيختلف أيضا : أمّا قِشْرُه الأعلى فيجفِّف ويُستعمل فى السُّفوفات والمعاجين ونحوهما. وأمّا الذى يليه فيُسْلَق ثمّ يُرَبّ بالحلواء ويستعمل كالمربيّات. وأمّا حامضه فيُعْصَر ويتَّخذ من مائه شَراباً.

وأمّا مضرّته فقِشْرُه يضرّ الأمزجة الحارّة وحُمّاضه يضرّ الأعصاب. وبدله النّارنج.

وسَوداء الكَبِد (سود الأكباد الأعداء وأم وجع الكبد) : بقلة من دِقّ البَقْل لها زهرة ذات برعم مدوَّر ولها ورق صغير جدّا أغبر. سُمِّيت بذلك لأنّها شفاءٌ من وجع الكبد.

كبر :

الكَبَر : الآصَف ، فارسىّ مُعَرَّب. اذا أُخذ ورقه أو لحاءُ أصلِه وجُفِّف وسُحِق أضيف الى الزّفت وضُمِّد به قُروح الرّأس اليابسة العتيقة مِرارا أبرأها. واذا سُحِق أصله مع السُّنبل وعُجِن بالعَسل ولُعق يُزيل وَرَم الطّحال ويُخرج البلغم اللّزج من الصَّدر بالنَّفث والمملّح من ثمرته ينفع من البلغم.


كبرت :

الكِبْرِيْت : حَجر معروف وهو أنواع. حارّ يابس فى آخر الثّالثة. ينفع من البَهَق والجرَب والحكّة والقُوَباء طلاءً بالخلّ والزّيت الذى قد أُغْلِىَ فيه الاسقيل. والكِبريت معدن هوائىّ دُهنىّ تأكله النّار ويتكوّن فى الأرض التَّرِبَة اللّينة. وعِلّة تكوينه أنّ الماء لمّا استقرّ فى المعدن استولت عليه الحرارة فلمّا سَخُن رَطبت برودته وذهب ما فيه من الدُّهنيّة على وجهه ، ثم زادت الحرارة عليه بالطَّبخ فجَفّفَت رطوبته فكثُر يُبسه وقَوِيَت دُهنيّته فصار حَجرا يابسا حارّا اذا أصابته النّار أذابته.

ومنه أحمر وهو الأُسْرُب ، ومنه الأصفر ، ومنه الأبيض. وعِلّة الأحمر شِدّة الحرارة ، وعِلّة الأصفر والأبيض قِلّة الحرارة وبالأحمر يُضرب المثَل فى النُّدْرَة. والكِبريت أيضا يُطلق على الياقوت الأحمر وعلى الذَّهب الأحمر. قال ابن دُريد : والكبريت أحسبه عربيّا صحيحا.

كبس :

الكابوس ، ويسمى الخانِق والجاثوم والنَّيْدَلان. وهو مرض يُحِسّ فيه الانسان. عند دُخوله فى النّوم خَيالا ثقيالا يقع عليه ويَعصره فيضيق نَفَسُه وينقطع صوتُه وحركته ويكاد يختنق لانسداد المسام واذا انقضى عنه انتبه دُفْعَةً. وهو مقدّمة لأحد العِلَل الثّلاث ، امّا للسّكتة وامّا للصَّرَع وامّا للمالنخوليا.

وسببه فى الأكثر بُخارُ مَوادّ غليظة دَمويّة أو بلغميّة أو سَوداويّة ترتفع الى الدّماغ دُفْعَة فى حالٍ سُكون حركة اليَقظة المحلِّلة للبُخار. وقد يكون من بَرْد شديد يُصيب الرّأس دُفْعَةً عند النَّوم فيعصره ويكشفه ويقبضه ، فيخيَّل منه


تلك الخيالات بعينها. ولا يكون ذلك الّا لضعف الدِّماغ. وعلاجه الفَصْد والاسهال بماءٍ يُخْرِج كلَّ خِلْط فانْ كانت الأخلاط كثيرةً غليظةً ينفع فيه المُسْهِل وهو أنْ يُؤخذ خِرْبِق (٥) مقدار درهم مع درهم سَقْمُونيا وربع درهم شَحْم جنظل ودانقين أنِيْسُون ان كانت القوّة مُسْعِفَة والّا فحَبّ اللّازورد أو الايارجات الكبار ولايارِج رَوْفَس خاصّيته فى تقوية الرّأس.

كتد :

الكَتَد والكَتِد : مُجتمع الكتفَين من الانسان والفَرَس وهو الكاهل.

كتع :

الأكْتَع : مَنْ رَجعت أصابعُه وظهرت رَواجِبُه.

كتف :

الكَتِف مؤنَّثة وتُذَكَّر ، وفيها لُغات. وتقدّم فى (ك. ب. د) وجمعها أكتاف. وهى عَظْم موضوع خلف المنكب. وفى طرَفها الدَّقيق نُقْرَة غير غائرة تدخل فيها زائدة رأس العَضد ، وفى طرفها العَريض غُضروف ليّن وفيها زائدتان احداهما شاخصة وتسمَّى بمنقار الغُراب لشبهها به وهى تمنع رأس العضد من أنْ ينخلع الى أسفل.

وعلى ظهرها ـ أعنى الكَتِف ـ عَظْم شبيه بالمثلّث يسمَّى بالحاجز قاعدته الى الجانب الوحشى من بدن الانسان وزاوته الى الجانب الأنثى. والكُتاف : وَجَع الكَتِف.


كتم :

الكَتَم : نبت قيل أنّه ينبت فى الصُّخور ويتدلَّى خِيْطاناً لِطافاً وهو أخضر اللّون وورقه كورق الآس ، وهو كثير فى الأندلس. ويسمو قَدْر القامة. وورقه قريب من ورق الزّيتون وله وَرَق مُستدير فى داخله نَوَى. واذا نضج اسْوَد. ويُعْتَصَر منه دُهن واذا دُقّ وَرَقُه وشُرِب من مائه قدر أوقيّة قيّأ بقوّة. واذا جُفِّف وخُلِط بالحنّاء وخُضِب به الشّعر حَسّن لونَه وقوّاه. واذا طُبخ أصلُه جيّدا مع شىء من الصّمغ كان منه مداد الكتابة.

كثر :

الكَثْرَة : نَقيض القِلّة ، قال الأزهرىّ : ولا تقل الكِثْرَة بالكسر فانّها لغة رديئة. والكَثْر والكَثَر : جُمّار النَّخل الكثير الرّطوبة ، يخرج من ثَمَرِه القَتاد وهى حارّة رطبة فى الأولى.

تنفع من السُّعال وخُشونة قَصَبة الرّئة ومن قُروح الكلَى والمثانة.

جيّدة لاصلاح الأدوية المسهلة الحارّة ، وتُغَلِّظ الموادّ الرّقيقة المنصبّة الى الصّدر ، وتنفع من الدّم المنبعث لوقته بتغليظها له بادامة استعمالها.

والشّربة منها من مثقال الى مثقالين.

ومضرّتها أنّها تُولّد السُّدَد.

واصلاحها بالأنيْسون. وبدلها الصّمْغ.

كحب :

الكَحْب : الحِصْرم. وقد ذُكر فى بابه.


كحل :

الكُحْل : الإثمد ، وكلُّ ما وُضِع فى العَين يُشْتَفَى به. ولمّا كانت العين عضوا رطبا وكان أكثر ضعفها من الرُّطوبات وجب أنْ تكون أدويتها الحافظة لصحَّتها يابسة يُكْتَحَل بها. وهى كثيرة. وبالجملة فالمقَوِّيَة والجاليَة لها والحافظة لصحّتها والمانعة لرطوبتها فهى مثل الاثمِد والتُّوتيا المذوَّبين بماء المطر المربَّبين بماء الرّازيانج واللُّؤلؤ والبُسْد المغسولَين والمذوَّبين ، والزَّعفران والزَّنجبيل والفُلْفُل والدّارفلفل والمامِيْران والحُضض والمِسك والسُّنبل ونحوها.

وكُحْل سُليمان هو الاثمد. وكُحْل أصْفَهان هو الاثمد أيضا. وكُحْل فارس هو الأنْزَرُوْت. وكُحْل السُّودان هو الحبَّة السّوداء. وكُحْل خَولان هو الحُضض.

وكَحَلَ العَين يَكْحَلُها كُحْلا فهى مُكْحُوْلَة وكَحِيْل.

والكَحَل : أنْ يَعْلُوَ مَنابتَ الأشفار سَوادٌ ، خِلْقَةً ، كَحل ، فهو أكْحَل.

والكَحْلاء : الشَّديدةُ سَوادُ العَين. وفى حديث أهل الجنّة(جُرْدٌ مُرْدٌ كَحْلَى) (٦). قوله كَحْلَى جمع كَحيل.

والكَحْلَة : خَرزة تجعل على الصّبيان من العَين ، فيها بياض وسواد مُختلطان كالعَسل والسّمن اذا اختلطا.

والأكْحَل : عِرْقٌ فى اليد يُفْصَد تقدّم بيانه فى (ع. ر. ق) قيل هو عِرْق الحياة ويُدْعَى نَهْر البدن ، وفى كلّ عُضْو منه شُعْبَة لها اسم ، فما فى الظّهر يقال له الأبْهَر وما فى الفَخذ يقال له النِّسا ، ولا يقال : عِرْق الأكْحَل لأنّ الأكْحَل هو العِرْق كذا قيل. وسيأتى فى الكلام على النِّسا ما فى ذلك من الخلاف وأنّه يجوز أنْ يُقال عِرْق الأكْحَل وعِرْق النِّسا.


والأكْحَل : وسط السّاعد فيما بين القِيْفَال والباسْلِيْق مُرَكَّب منهما ولذلك يأخذ منهما ويقوم مقامهما اذا تعذّر فَصْدُهُما. وفَصْدُه ينفع من انفجار الدَّم ومن النّزلة والسّعال الحادَّين ، ومن نَفث الدّم واختلافه ، ومن امتلاء البدن ، وأورام الصّدر والمعدة والرّحم والقُروح والبُثور والدَّمامِل والجَرَب والحُمْرة وأوجاع الصّدر. وفَصْد الأيمن ينفع من وَجع الكَبِد. والأيسر من وجع الطِّحال.

والمِكْحَل والمِكْحال : الآلة التى يُكْتَحَل بها وهى المِيْل. والمِكْحالان : عَظْمان شاخِصان ممّا يلى باطن الذّراعين من أسفلهما. والكُحَيْل : القَطران تُطْلَى به الابل للجَرَب أو النّفط. قال علىّ بن حمزة الكسائىّ : وهذا غلط لأنّ النّفط لا يُطْلَى به للجَرب وانّما يُطْلَى بالقَطران. والمُكْحُلَة : ما فيه الكُحْل. قال ابن السّكّيت : ما كان على مِفْعَل ومِفْعَلَة ممّا يُعْتَمَل به فهو مَكسور الميم مثل مِخْرَز ومِبْضَع الّا أحرفا جاءت نَوادر بضمّ الميم والعَين وهى مُكْحُلَة ومُنْخُل ومُفْصُل مُدْهُن ومُسْعُط.

كدب :

الكَدْب والكُدْب والكَدَب : البَياض فى أظفار الأحْداث. والمكْدوبة من النّساء : النّقيّة البياض. ودم كَدب ، أى : ضارِب الى البياض أو طَرىّ.

كدد :

الكَديد : المِلح الجَريش. والكَدّ : شىء كالهاوَن يُدَقّ فيه. والكُدادة من المرَق : ما يُكَدّ من أسفل القِدْر : والكَدّ : الشّدّة فى العَمل ، أىّ شىء كان.


كدر :

الكَدَر : نَقيض الصَّفْوِ. واسمٌ للكادي. والكُدْرَة والكُدورة من الألوان : ما نَحا نَحْوَ السّواد والعَنْبَر. والكُدَيْراء : حَليب يُنقع فيه تمر بُرْنِىّ ويُشْرَب ، يُسَمَّن بهما النّساء. والكُدْرِيُ : ضَرْبٌ من القَطا غُبر الألوان ، رُقْش الظّهور ، صغار الأفواه ، قِصار الأرجل والأذناب ، وعِلّة كَدْراء : شديدة الأخْذ ، عَصِيّة على العِلاج.

كدم :

الكُدام : رِيْح تأخذ الانسان فى بعض جَسده ، فَتُسَخَّن خِرْقَةٌ ثمّ تُوضع على المحلّ فيَبرأ.

كدن :

امرأة كَدِنَة : ذات لحم كثير. وفلان ذو كُدْنَة : اذا سَمِن أعلاه وضَمر سائره.

الكِدْيَوْن : دُقاق التُّراب والسَّرْجِين تُجْلَى به الدُّروع.

والكَدَن : شىء من جُلود يُدَقّ فيه ، كالهاون ؛ ولمْ يَعرف العرَب الهاوَن قديماً.

كذب :

الكَذُوْب والكَذُوْبَة : النّفس ، عن أبى زيد. وكَذَبَك العَسَل ، أى : عليك به.

كذى :

الكاذِي : نبات له دُهن يتَّخذ من حَمْلِه اذا خَرج بأنْ يُقطع ويُوضع فى الدّهن


ويُبَدّل حتّى يأخذ الدّهن قوَّته ورائحته. ينفع من وجَع الظَّهر والوَرك والمفاصل والرّياح التى فيها.

كرب :

الكَرْب : الحُزْن والغَمّ الذى يأخُذ بالنَّفْس ، كالكُرْبَة.

كرث :

الكُرّاث : بَقل معروف ، منه برّىّ وهو أشبه بالدّواء. حارّ يابس فى الثّالثة. ومنه بُستانىّ وهذا منه صغير وهو النَّبطىّ ويُعرف بكرّاث المائدة. ومنه كُرّاث كبير ويعرف بالكرّاث الشّامىّ ، وله رؤوس كالبَصل ويكثر فى آخر الشّتاء. وكلٌّ منهما حارٌّ فى الثّالثة يابسٌ فى الثّانية. والبرّىّ مُلَطِّف مُدِرّ للطّمث أكْلا وحُمولا. والشّامىّ مُسَخِّن مُهَيِّج للباه ، والمخلَّل منه مُفَتِّح لسُدَد الكَبِد والطِّحال ويَنفع من القولنج. والنّبطىّ يحرّك الباه ويُنقّى فَضاء اللّثة أكلا. وماؤه بالعَسل ينفع من جميع أدواء الصّدر الفَضْلِيّة ، ومع الخلّ والكُنْدُر يقطع الدَّم ، اسهالاً كان أم رُعافا ، شُربا ، ومع دُهن الورد ينفع من وجع الأذن ، ومع الخلّ ينفع من دَمِها قُطورا. وينفع مَسْلُوْقُه البَواسير أكْلا وضِمادا. والكرّاث بطىء الهَضم ويَضرّ البَصَر واللّثة ، ويُصلحه الخلّ.

كردس :

الكَرادِيس : رؤوس العِظام ، واحدها كُرْدُوْس. وكلّ عَظْمَين التَقيا فى مِفْصَل فهو كُردوس ، نحو الكنكبَين والوَركين والرُّكبتين.


كرر :

الكَرِير : صَوْت مُخْتَنِق فى الصّدر. والكَرَّة : المرَّة والغَداة والعَشِىّ ، لغة حكاها يعقوب.

وكَرارُ : خَرزة يتّخذها النّساء تقرّبا للرّجال. قال الكسائىّ : تقول السّاحرة : يا كَرار كرِّية يا هَمْرة آهمريهْ انْ أقبل فرّيهْ وانْ أدبَر ضرّيهْ. وهى ممّا لا يُدْرَى أصله ، ولا أرى له نَفْعا ولا فائدة ولا ضرّا.

كرسع :

الكُرْسُوع : طَرَف الزَّند الذى يلى الخنصر ، وهو النّاتىء عند الرُّسغ وهو الوَحشىّ. وكُرْسُوع القَدَم : مفصلها من السّاق.

وقال الخليل ، رحمه‌الله : الكُرْسُوع : عُظَيْم فى طَرَف الوَظِيف ممّا يلى الرُّسغ ، واسم الطَّرفين : الكَاع والكُرْسُوع (٧).

كرسن :

الكِرْسِنَة : اسم عربىّ لنَوع من الجِلبان. وهو معروف. حارّ يابس فى الثّانية. وأفضله الحديث الوَزِين المائل الى الصُّفرة. مُلَيّن للطّبيعة. والاكثار منه يُوجب بَوْل الدّم لحرارته وقوّة تفتيحه وادراره.

قال يوحنّا بن ماسويه : وتُعطى منه كالجوزة فيُزيل الهُزال. وعلَّله بعضهم بقوله : الظّاهر أنّ هذا فى الذين هُزالهم لرقّة دَمهم لأنّه يُغَلِّظ الدَّم ويجعله مَتينا فيكون بذلك مُخْصِباً ، ولستُ منه على ثقة.

وماء طَبيخه ينفع من السُّعال البلغمىّ شربا ، ومن نهش الأفعَى وغيرها ضِمادا


بشراب. ومن عُسْر البَول والمغَص والزَّحير شربا بالخلّ. والشّربة منه ثلاثة دراهم. ومضرّته شدّة ادراره. واصلاحه ببعض القَوابض وبدله ضعفه لوبياء.

كرش :

الكِرْش والكَرِش لكلّ مُجْتَرّ : بمنزلة المعدة للانسان مؤنَّثة. وهى قليلة الغذاء عَسِرة الانهضام. والدّم المتولّد عنها غير جيّد. والكَرْشاء : القَدَم التى كثر لحمُها واستوَى أخْمَصُها وقَصُرَت أصابعها. والمكرّش : طعام يصنعه أهل البادية يُعمل من لحم وشحم متقطّعين قِطَعا صغاراً فى قِطْعَة مقوَّرة ومغسولة من كَرِش البعير ثمّ يُحمى لها نار ثمّ تُدفن فيه ثمّ تُترك الى أنّ تَنضج ثمّ تُخرج وقد صارت قطعة واحدة.

كرع :

الأَكَارِع : معروفة ، وهى قليلة الغِذاء ، لحمُها قليل الحرارة لغلَبة الجوهر العصبىّ والجلد عليها. سريعة الهضم ، وهى لذلك صالحه للمَحْمُومين ولمن يحتاج الى غِذاء قليل ولمن به نَفْثٌ يُوَلِّد الدّم ، أو سَحْج الأمعاء ، أو جَرْى الدّم من أفواه البَواسير ، ويَحْسُن استعماله لصنع ما يُجبر به عَظْم مكسور.

والكُراع من الغنَم والبقر : مُسْتَدَقّ السّاق ، يذكّر ويؤنّث ، والجمع أَكْرُع وأَكَارِع.

كرفس :

الكَرَفْس : بقل معروف منه برّىّ ومنه بُستانىّ ، وهو حارّ فى الأولى يابسٌ فى


الثّانية ، مُدِرّ للبَول والطّمْث ، مُحَلِّل للرّياح ، مُهَضِّم للطّعام ، مُنَقّ للكلَى والمثانة مُفَتِّح لسددهما ، مُقَوّ للباه لا سيّما بذره بالسّكّر مَدقوقا ملتوتا بالسّمن البقرىّ ، وخُصوصا اذا شُرب ثلاثة أيّام ، كلّ يوم ثلاثة دراهم ، نافع من وجع الجنبين والفُواق الامتلائىّ ، مُزيل لمضارّ الأدوية المسهِلة والتى انْ أهْمِلَت قَتلت ، غير أنّه يضرّ الأجنّة والحبالَى والمصروعين والملسوعين لسَريان السم لتفتيحه. وأكلُه مع الخسّ يعدله ، وبعد الطّعام أنْفَع ، وبدله الرّازيانج.

كرك :

الكُرْكِىّ : طائر كبير طويل العُنق والرِّجلين ، وهو نوعان أبيض اللّون ، وهو نادر الوجود ، ورمادىّ اللّون معروف. ولحمُه حارّ يابس فى الثّانية يضرّ المحمومين والمحرورين ، ودِماغه ومَرارته مخلوطان بدُهن الزّنبق سُعوطا نافع للكثير النسيان. قالوا وربّما لا ينسَى بعده. ومرارته بماء السّلق سُعوطا ثلاثة أيام تنفع من الصُّداع والشّقيقة. ودِماغه بماء الحلبة طلاء ينفع من الورم الرّيحىّ الحادث فى اليدَين والرِّجلين. ومرارته طَلاء تنفع من الجرَب والبرَص. وشحمه يحلّ حرارة البَصَل البرّىّ ، شربا ، وينفع المطْحولين.

كركدّن :

الكَرْكَدَّن ، وسمّاه بعضهم : الكَرْكَنْد ، قال ابن الأعرابىّ : هو دابّة عظيمة الخَلْق يقال أنّها تحمل الفيل على قرنها.

وقال غيره هو حيوان هندىّ أسود اللّون دون الجاموس قَدْرا. وله قرن واحد فى وسط رأسه مُصْمَت قوىّ الأصل حادّ الرّأس جدّا.


وهذا القَرْن اذا نُشِر استعمل فى رسم صُوَر كصُوَر الغِزلان والأتان وغيرهما ولذلك يُتَّخذ منه صفائح على أسِرّة الملوك.

كركم :

الكُرْكُم : عِرْق الصَّبَّاغين. وبَقلة الخطاطيف. والعُروق المصفرّة. وتقدّم فى (ع. ر. ق).

كرنب :

الكُرْنُب ، معروف. والقُنَّبِيْط نوع منه. وبَذره مُفْسِد للمنىّ اذا احتملته المرأة بعد الجماع. ومرّ فى القاف ، أعنى القُنّبِيْط.

فأمّا الكُرْنُب ، فهو بَقلة منه بستانىّ ، وهو كثير الأصناف ، وأصنافه تُشبه السّلق والقُنّبيط منها ، وهو ما له جُمّار فى قَلْبِه. وهى باردة يابسة غليظة نفّاخة ثقيلة على المعدة ، بطيئة الهَضْم. واصلاحها أنْ تُؤكل باللّحم السَّمين. واذا أكَلَها المخمور سَكن خُماره. ومنه برّىّ وهو أشبه بالدّواء من الغِذاء. مُرّ يبلغ حَرّه ويُبسه الثّانية. وورقه يحلّل الأورام البلغميّة ضِمادا. ومثقال الى مثقالين من مسحوق عُروقه المجفَّفة فى شراب تِرياق مُجَرَّبٌ من نَهْشَه الأفْعَى. وبذره يقتل الدُّود.

كره :

الكَرْهُ : الإباء والتَّكَلُّف. والكُرْه : المشقّة تُحتمَل من غير تَكَلُّف. وقال الفرّاء : هو بالضّمّ ما أكرهت نَفْسَك عليه ، وبالفتح ما أكرهك غيرُك عليه.


كرى :

الكَرَى : النُّعاس ، والجمع أكْرَى ، يقال : كَرِىَ يَكْرَى كَرىّ : اذا نعس.

والكَراوْيا ، بالقَصْر وقد تُمدّ عن أبى حنيفة الدّينورىّ ، قال مرّة لا أدرى أتمدّ أم لا فانْ مُدّت فهى أُنثى ، قال وليست بعربيّة. قال ابن خالويه (٨) ، هى : الكَرَوْيَا. ولم تُقلب واوها ياءٌ شذوذا. وقيل : كَرَوِيّا. وهى بَزر معروف يابس فى آخر الثّانية ، طيّب الرّائحة مُسَخّن مُهَضِّم جيّد للمعدة ، طارد للرّياح نافع من الأمراض الباردة ومن الخفَقان الذى عن خِلْط بارد فى المعدة ، قاتل للدود وحَبّ القَرْع ، مُدِرّ للبول ، نافع من لَدْغ العقرب ، قابض للبَطْن. والشّربة منه من مثقال الى درهمين. قيل ومضرّته بالرّئة. ويصلحه العَسَل. وبدله الأنيسون وبزر الرّازيانج.

والكَرَوْيا البرّيّة هى القُرْدُمانا وتقدّم ذِكْرُها.

والكَرَوان : طائر معروف حسن الصّوت طويل الرِّجلين أغبر اللّون. من طيور القُرَى. حارّ المزاج يابسُه يقوِّى المثانة وينفع من تقطير البَول ويضرّ المحرورين. وقيل انّه الحَجَل ، والجمع كَراوين ، وفى المثل : (أطْرِقْ كَرا انّ النَّعام فى القِرَى) ، يُضرب مَثلا للرَّجل يُخْدَع بكلامٍ ويُراد بها لغائلة.

كزبر :

الكُزْبُرَة ، والكَزْبَرَة ، عربيّة وقيل مُعَرَّبَة. والطّرىّ منها بارد يابس فى الثّانية. واليابس بارِد فى الأولى يابس فى الثّانية. وعُصارته مع اللَّبن مُسَكِّنَة لكلّ وَجَع. وتنفع من الخفَقان الحارّ. وتنوِّم. وتمنع الرُّعاف والبُخار من أنْ يصعد الى الرّأس. واليابس منها مقليّا يمنع القَيء ، ويَعْقِل البطن الّا أنّه يَكسر قوّة الباه


ويُجفِّف المنىّ. والاكثار من رَطْبِها ويابسِها يضرّ بالذّهن ويولّد ظُلمة البَصَر. واصلاحها بالعَسَل. وبدل الرَّطب حَىّ العالِم (٩). ورطبها يبرّد من الدّاخل ويحلّل من الخارج ، وذلك لأنّها مُرَكَّبة من جَوهر كَثيف مائىّ شديد البرد ، ومن جَوهر لطيف نارّىّ مُحَلِّل فاذا استعمِلتْ من الدّاخل حَلَّلَت الحرارة الغَريزيّة ، واذا ضُمِّد بها نَفَذَت فى المسامّ فأنضجت وأثّرت.

كزز :

الكُزاز : التَّشَنُّج الذى يقع فى العَضَل والعَصَب معاً فيكون هو والتمدّد بمعنى واحد ، وعلى التّشنّج الذى يقع فى العُنق خاصّة ، وعلى التّشنّج الذى يقع من الأمام والخلَف. والسَّبب. والعلامة والعِلاج فى (ش. ن. ج) وكلّ كُزاز عن ضَرْبَة يَصْحَبُة فُواق ومَغَص واختلاط وذَهاب عَقل فهو قتّال.

كزمازك :

الكَزْمَازْك : اسم فارسىّ لحَبّ الأثل ، وهو العَدَبَة (١٠) ، ومعناه : عَفص الطَّرْفاء : وتقدّم ذِكْرُه فى (ط. ر. ف) ويَدخل فى تركيب أدوية السِّلِّ والدِّقّ.

كسب :

الكَسْب : طلَب الرِّزق ، والكُسْب : عُصارة الدُّهن. والكَواسِب : الجوارح.

كسبر :

الكُسْبُرَة والكَسْبَرَة ، لُغة فى الكُزْبُرَة.


كسج :

الكَوْسَج ، وضمُّها لغة على ما حدَّه الفرّاء : هو الذى لا شَعَر على عارِضَيه.

والكَوْسَج : سَمَك فى البحر له خُرطوم كالمنشار.

كسح :

الكُسَاح : الزَّمانة فى اليدَين والرِّجلين ، وأكثر ما يُستعمل فى الرِّجلين. وداء يأخذ الابل فتَظْلَع منه.

كسر :

الكَسِير : المَكْسُور ، كذلك الأُنثى بغير هاء. والكَسْر تفرُّق اتّصال خاصّ بالعَظْم ، وهذا التَّفرُّق لا يخلو امّا أنْ يكون فى العَرض أو فى الطّول ، فانْ كان فى العَرض وانقسَم الى جُزئين أو الى أجزاء كبار سُمّى مُكَسَّراً. وان انقسم الى أجزاء صغيرة سُمِّى مُفَتّتا ، وانْ كان فى الطُّول سُمّي صَدْعاً.

ويُعرف حصوله بحاسّة البَصَر وبحاسّة اللّمس.

وعلاجه فى أوّل الأمر بشدّ العضو وتَقويته وتَسويته بالرِّفق ثمّ يُشَدّ شَدّاً مُتوسّطا ثمّ تُوضع الجبائر وتُشَدّ كذلك ، ويُفْصَد العليل وتُليّن الطّبيعة بحسب الحاجة ، ويُغَذَّى جيّدا. وأبقراط يقول بحلّ الرِّباط يوما بعد يوم فانْ حصل وَجَع شديد واحمرار حُلّ فى كلّ يوم ودُهِن بالشِّيرج. واذا مضت الأيّام الأوَل تُرِك ثلاثة أيّام ثمّ يُحَلّ ثمّ يُوضع عليه ضِماد الجبْر المتّخذ من الكِرِسْنَة والمَغاث والعَدَس والكُنْدُر والصّمغ العربىّ والقاقيا ونحوها بماء الآس وصَفار البَيض ، ويُغَذَّى بالأكارع والرُّؤوس والأرزّ وعلامة الشّدّ اذا أخذ فى الانعقاد


أنْ يظهر شىء من الدّم على الرَّفائد ، وهذا يدلّ على أنّ الطّبيعة قد أرسلت اليه مادّة جيّدة. وان كان مع الكسر جِراحة فينبغى أنْ يُغَطَّى فمُ الجرح ويُشَدَ حوله ، ويُعالَج بعلاج الجراحات. وانْ حصل معه نَزْف عُولج بالقَوابض المذكورة. وانْ كان فيه شظايا أُخرجت. وتقدّم فى (ج. ب. ر) ما فيه زيادة على هذا.

والكَسْر اذا وقع فى قِحْف الرّأس فانّه يُسَمَّى ، على الاطلاق : شَجَّة ، ثمّ على الخُصوص يَنقسم الى سِتّة أقسام ، هى : صَادعة وهاشِمة وواضِحة ومَنْقَلَة ومأمُونة وجائفَة ، وقد تقدّم بيانها فى (ش. ح. ح).

والكَسْر والكِسْر : الجزء من العُضو وفى الحديث : (فَدَعَا بخُبْز يابس أكْسَار بَعير) (١١). قال الهروىّ : يعنى بالأكسار جمع كِسْر وهو عظم مَلْجَمِه. قال الأموىّ : ويقال لعظم السّاعد ممّا يلى النِّصْف منه الى المرفق : كِسْر قَبيح ، أى : بكسر الكاف ، وتُفتح ، وتقدَّم لنا أنّ" قبيح" طَرَف عظم العَضُد ممّا يلى المرفق. وأنشد :

لو كنتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ

أو كنتَ كِسْراً كنتَ كِسْرَ قَبيحِ (١٢)

العَير : الحمار. يقول : لو كنتَ عيرا لكنتَ تَسُرّ الأعيار. وهو عَيْر المذلّة ، والحمير ـ عند العرب ـ شرّ ذوات الحافر. ولهذا يقولون شَرّ الدّوابّ ما لا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى ، يعنون الحمير. ثمّ قال : ولو كنتَ من أعضاء الانسان لكنتَ شرَّها لأنّه مضاف الى قَبيح وهو طَرَف عَظْم العَضد. قال ابن خالويه : وهذا النّوع من الهجاء عندهم من أقبح ما يُهْجَى به.

وعِلاج الكسور الموضع. وقد رأينا مَنْ عالج كَسْرَ اللَّحْىَ الأسفل بأنْ


أدْخَل اصْبَعَه الوُسْطَى والسّبّابة من يده اليُسرى فى الفم ، ورفع بهما موضع الكَسْر ، حتّى استوى ، ثمّ شدَّ الأسنانَ التى فى اللَّحْى المكسور برباط من ابْرِيْسَم مَفتول فَتْلاً جيّدا ، ثمّ أخَذَ رِباطا فشدّ به اللَّحى المكسور ، ووَضَع وسط الرّباط على القَفا ، ومَدَّ الطَّرفين من الجانبين ، ثمّ شدَّهما وراء الأذُنين الى أنْ عاد اللّحى الى محلّه.

كسل :

الكَسَل : التّثاقل عن الشَّىء ، والفُتور فيه كَسَل ، فهو كَسِلٌ وكَسْلان ، والجمع كُسالَى ، ومثلّثة الكاف. والكَسَل فى الجماع فُتور الذَّكَر قبل الانزال.

كشت :

الكَشُوْت ، وأهل السَّواد يضمُّونها. والكَشُوْتَى وقد تُمدّ ، والأُكْشُوت : نبات يتعلّق بأغصان الشَّجر ولا عِرْقَ له فى الأرض ولا وَرَق ولا زَهْر وله خُيوط صُفْر تُشبه اللِّيف. والغالب عليه الجوهر المرّ.

وهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية.

مُقَوّ للمعدة. مُفَتِّح لسُدَد الكبد والطّحال.

مُخْرج للفُضول العَفنة من العُروق.

مُدِرّ للبول والطّمث.

مُلَيّن للطّبيعة.

مُسَكِّن للفُواق شُربا بالخلّ. نافع من اليَرَقان لاخراجه الصَّفراء. والمقلىّ منه قابِضٌ. وبذوره أقوَى.


كشح :

الكَشْح : ما بين الخاصِرة الى ضِلْع الخلف وهو من لَدُن السُّرَّة الى المتن. وقال الأزهرىّ : هو موقع السّيف من المتقلِّد أو هو جانب البطن من ظاهر وباطن. والكَشَح : داء يُصيب الانسان فى كَشْحِه يُكْوَى منه. قال بعضهم : هو ذات الجَنْب.

كشر :

الكَشْر : بُدُوّ الأسنان عند الضَّحك وغيره.

والكَشْر : ضَرْبٌ من الجماع. والكَشْر : الخبز اليابس. ولا يُشتقّ منهما فعل.

والكُشَرِيّ ، عند أهل مكّة ، هو الماش ، وسنذكره فى حرف الميم (١٣).

كشك :

الكَشْك : ماء الشَّعير رطبا فانْ كَشْك الحِنْطَة يُغَّزر اللَّبن. وكَشْك الشّعير المطبوخ بارد يُدِرّ اللّبن والبول. والكَشْكِيّة. طعام شائع فى العدوة والأندلس ، وهو يتّخذ من دقيق الحنطة واللّبن الحامض ، ومنعَه بعضهم عن المحرورين ومَن كان به حمَّى ، ولم أرَ ضيرا من استعمال المحرورين له ، ان لم تكن بهم علّة الحمَّى.

كشمش :

الكِشْمِش : نَوع من الزَّبيب ، صغير جدّا لا عجمَ له ، ونفعه مثل نفع الزّبيب (١٤).


كشن :

الكُشْنَى : الكِرْسِنَة ، فارسيّة. ويقال كَشْنِى وكُشانيَة.

كعب :

الكَعْب : كلّ مِفْصَل للعِظام. وكَعْب الانسان : العَظم النّاشز بين السّاق والقَدَم. والجمع أكْعُب وكُعوب وأكْعاب. والكُعْب : الثَّدى. وأعْطَيْتُه كَعْباً من دَواء ، أى : قَدْر شربة أو شربتين. وقال الخليل ، رحمه‌الله : كَعَّبت الشّىء : اذا ملأته. وكِعاب الزّرع : عُقَد عَصَبه وكَعابره (١٥).

كعبر :

الكُعْبُر : الكُوْع. وأصْل الرّأس. وقال أبو زيد : يُسَمَّى الرّأس كلّه كُعْبُورة وكُعْبُرة وكَعابر وكَعابير. وعن الخليل : الكَعابر : رؤوس الفَخِذَين ، وهى الكَراديس (١٦).

كعك :

الكَعْك : الخبز اليابس ، وما يشبهه ممّا يُجَفَّف على النّار من أنواع الخبز ، فيسمى كَعْكاً ، وهو حارّ يابس بقوّة. يولِّد العَطَش والحكّة. واصلاحه بالأدْهان والمرطّبات والمزلقات. وهو الخبز الرُّومى أيضا.

كفر :

الكُفْر : ضِدّ الايمان. والقِيْر الذى تُطْلَى به السُّفن لتغطيته. والكَفْر : التَّغطية


وكلّ مَنْ سَتَر شيئا فقد كَفَرَه. والكافِر : اللّيل لستره الشّىء ، والبحر لستره ما فيه. والزَّرّاع لستره البذر. والكافور : نبت طيّب ، نَوره كنَور الأقحوان ، عن الخليل (١٧) والطَّلع عن الفرّاء أو وعاؤه عن الأصمعىّ وغيره. وقال الأزهرىّ : كافور الطَّلْعَة وعاؤه الذى ينشقّ عنها سُمِّى كافورا لأنّه كفرها ، أى : غطّاها. وقال غيره وعاء كلّ شىء من النّبات : كافورُه.

والكافور أيضا ، طِيْب معروف يوجد فى أجواف شَجَر فى جبال الهند والصّين ، الواحدة منه تُظِلّ ظِلاً واسعا ولا يُوصَل اليه الّا فى وقت معلوم. ويؤخذ الكافور من شَجَره. وتُعرف الشَّجرة بالتفاف الحيّات عليها فى الصّيف استبرادا بها فترميها النّاس بالسّهام ولذلك يقطعونها فى الشّتاء. ومن الكافور ما يوجد فى باطنها كقطع الملح وهو أقوَى من جميع أجزائه ، ومنه ما يوجد فى ظاهرها وربّما سال منها ، وهو أنواع منها :

ـ القَيْصُوْرِىّ نسبة الى بلدة سُمِّى باسمها ، وهو أبيض صافى اللّون ، جيّد.

ـ والرّباحى قيل أنّه نُسِب الى ملك من ملوك الهند يسمَّى رَباح لأنّه أوّل مَن وقف على هذا النّوع ولا أعرف صحّته.

وهو بارد يابس فى آخر الثّالثة.

ينفع المحرورين ويقوِّى حاسّاتهم ويقطع الرُّعاف وينفع من القُلاع ومن الأورام الحارّة ويُسكّن العطش ، ويقطع الباه لتَجميده الدّم. ومضرّته بالمبرودين ، ويُصلحه المِسْك والعَنبر.

والشّربة منه قيراط. وبدله ضعفه طَباشير.

وفى نوادر الأعراب الكافُورتان والكافلتان الاليتان.

والكافور يَنفع فى لَسْع الهَوامّ نفعا عظيما ، ويسكّن الألم لوقتِه.


كفف :

الكَفّ : اليَد ، أعنى من الأصابع الى الكُوع وهى مؤنّثه. وأما قول الأعشى :

أرَى رَجُلاً منهم أسِيْفا كأنّما

يَضُمّ الى كَشْحَيْه كفّاً مُخَضَّبا (١٨)

فانّه أراد السّاعد فَذَكَّر ، أو أراد العُضو.

والجمع أكُفّ وأكْفَاف وهى مؤلّفة من الرُّسغ والمشط والأصابع. وقد تقدّم تشريح كلّ واحد منها فى مَحَلّه.

والكَفّ ، أيضا : البَقلة الحمقاء. وكَفّ السّبع ، ويُسمَّى ، أيضا بكَفّ الضَّبغ : نبات له قُضبان دِقاق ، ذو وَرَق مُدَوَّر مُشَقَّق يَقْرُب من وَرَق الكَرَفْس يتسطّح على الأرض على شكل كفّ السّبع ، وعليه زغب وله زهر ذهبىّ. وهو حارّ ، وأصله ينقِّى القُروح ويُنبت اللّحم الجيّد فيها. وكَفّ الهِرّ : نبات قريب من كفّ السَّبُع ماهيّة ، وطبعا ونفعا.

وكَفّ الأسد : نبات شَوكىّ له ساق تُعَلّق نحوا مِنْ شِبْر وورق كورق الكُرْنُب ، وحَبّ نَواه يميل الى الصُّفرة ، وأُصول سُود كبار كالشَّلْجَم المستعملة وهى حارّة يابسة فى أوائل الثّالثة. وينفع من نهش الهَوامّ شربا ، ومن عِرْق النِّسا احتقانا ، ويُسقط الأجنّة شربا وحُمولا.

وكَفّ الذِّئب : اسم للجُنْطِيانا.

وكَفّ الأجذم أو الجذماء : صِنْف من حَمْض الكَلْب.

وكَفّ آدم نبات له ساق يعلو نَحواً من ذِراع ، وورق كورق الآس الّا أنّه مُستدير ، وأصل خشبىّ أغبر خارجه وأحمر داخله. يستعمله بعضهم بدلا عن البَهْمَن الأحمر. وكَفّ مريم : اسم لشَجرة الطّلق عند أهل العراق.


كفل :

الكَفَل : العَجُز ، والجمع أكْفال. وفى الحديث : (لا تَشربوا من ثلمة الاناء فانّه كَفَل الشّيطان) (١٩). والكافِل : الذى لا يأكل ، عن داء أو عن صيام موصول. قال القطامىّ :

يَلُذْنَ بأعْقارِ الحياضِ كأنّها

نِساء النَّصارَى ، أصْبَحَتْ وهى كُفُّلُ(٢٠)

كلأ :

الكَلَاء والكَلَأُ : العُشب ، رطبه ويابسه. وقيل : هو البَقل والشّجر. وعن أبى العبّاس ثعلب : هو كلّ ما يُرْعَى.

والكَلأ والكَلاءة : الحفظ ، تقول : كَلَأَكَ الله وبلغ بك أَكْلَأَ العمر ، أى : آخره.

وأرض مُكْلِئَة : ذات كَلَأٍ.

كلب :

الكَلْب : كلّ سَبُع عَقور ، وقد غَلَب على هذا النّوع النّابح. وربّما وُصِفَ به ، فقيل امرأة كَلْبة. وضَرْب من السَّمك على شكله.

وأخبرنى الشّيخ أنّ داء الكَلَب نوع من الجنون.

وخُصَى الكَلْب : نبات له ورق مُنبسط على الأرض كورَق الزَّيتون النّاعم الّا أنّه أرقّ منه وأطول ، وأغصانه نَحْوٌ من شِبْر عليها زهر فرفيرىّ وأصل مُزدوج بَصَلىّ يؤكل مَسْلُوقا ومَشْوِيّا. وهو حارّ يابس فى الثّانية ، يهيّج الجُماع ما دام رطبا. واذا أكل مَسلوقا بلبن أنْعَظ انعاظاً قويّا. ومنه نَوع له ورق كورق


الكُرّاث الّا أنّه أعرض ، وله ساق نحوٌ من شِبْر. زَهره فرفيرىّ ، وأصله مُزدوج. وهو حارّ يابس محلِّل للأورام البلغميّة قابض للطّبيعة قاطع لشهوة الجماع. وكَفّ الكَلْب : عُشب مُنتشر ينبت بالقِيْعان ، سُمِّى بذلك لأنّه اذا جَفّ أشْبَهَ كَفَّه.

وأمّ الكَلْب : شجرة ربيعيّة طولها نحو الذِّراع ولونها الى الصُّفرة وورقها صغير مدوَّر فيه خُشونة ، وزهرها الى الصّفرة. يَنفع طرِيّها من نَهْش الحيّات والعقارب وعَضَّة الكَلْب شُربا مع الماء ووزن مثقالين من ورقها الجافّ مع وزن درهمين بزيت.

ولسان الكَلْب : نبات ورقه كورق لِسان الحَمَل الّا أنّه أطول وفيه تَقعير ماء. وهو أمْلَس مُحَدّد الأطراف. وساقه أطول من ذراعين. كثير الشُّعَب والتَّعَقُّد. وزهره فرفيرىّ يخلّف بذره دقيقا أصْهَب. وهو حارّ فى الأولى يابسٌ فى الثّانية مُلَطِّف للجِراحات مُدْمِل للقُروح.

وأمّ الكَلْبَة : الحُمَّى.

والكَلَب : العَطَش لأنّ صاحبه يعطش فاذا رأى الماء فزع منه. وجُنون يعترى الكلاب من أكل لحم الانسان. وداء يَعرض للانسان من عَضّ الكَلْب الكَلِب ويَمنع من شُرْب الماء حتّى يموت عَطشا. ويقال : انّ شفاءه قَطرة من دم رجل سليم الجسم.

وقال الكُميت :

أحْلامُكمْ لسَقام الجهْل شافيةٌ

كما دِماؤكُمُ تَشفى من الكَلَبِ (٢١)

أى : أنتم أهْل الأَناة والملك والشَّرف.


وقيل : انّه داء يقع على الزَّرْع فلا ينحلّ الّا بطُلوع الشَّمس عليه ، وأن مَنْ أَكَل منه قَبْل طُلوعها ماتَ ، وأنّ مَنْ أكل منه من الكِلاب اعتراه الكَلَب. ورُوِى النّهى عن سَوْم اللّيل ، أى : عن رَعْيِه ، لذلك.

والانسان اذا عَضَّه كَلْب كَلِب فربّما أسرعتْ تلك السُّمِّىّ ة فيه واستحال مزاجه الى مزاجه ، حتّى يحرص هو على عَضّ الانسان وعَرَض للمعضوض ما عَرَض له. وكذلك فضلة مائهِ وفضلة طعامه فمَنْ تناولهما أُصيب بذلك ، وعلاج مَنْ حصل له ذلك يتنقية بدَنه وبما يُسْتَفْرَغ له أصحاب المالِنْخُوليا.

كلج :

الكِلَيْجَة : مكيال يسع رطلا ونصفا قيل بالبغدادىّ وقيل بالمصرىّ. والجمع كِيالج وكِيالجة.

كلس :

الكِلْس : الصّاروج ، وما يُبْنَى به الحائط ، شِبْه الجصّ والنُّورة ، وسنذكرها فى حرف النّون.

كلع :

الكَلَع : شُقاقٌ بالقَدَمَين. وجَرَب شديد يابس أبيض. والكُلْعَة : داء يصيب المقعدة فتتشقَّق منه.

كلف :

الكَلَف : تغيُّر لون الوجه ، وعلاجه بالبَحْث عن سبَبه ، فان كان عن طبيعة فلن يتغيَّر ، وانْ كان عن داءٍ فيُعالَج بحسب الضّرورة.


وقد مرّ أنّ التَّمر معجونا باللّبن نافعٌ لطْخا. والكَلَف كالسّمسم ينتشر فى الوجه ، ولونٌ بين السّواد والحمرة ، وهى آثارٌ يتَّصل بعضها ببعض ، وسيأتى فى (ن. م. ش) ما يُغنى عن الاعادة.

والكَلْفَاء : الخمر التى اشتدّت حُمرتُها حتّى ضَرب لونُها الى السّواد.

كلل :

الْإِكْلِيل : التّاج وما أحاط بالظّفر من اللّحم. وطَرْف كَليلٌ : ذو كَلالة.

وإكْلِيلُ الملِكِ : نبات :

ـ منه ما له ورق مدوَّر ولون الى الخضرة وأغصان دِقاق وزهره الى الصّفرة يَنعقد دِقاقا هِلالىّ الشّكل تِبْنِىّ اللّون فيه حَبّ صغير مدوَّر أصغر من الخردَل.

ـ ومنه ما له ورق عِراض كالصَّغير من لسان الحمل وزهره فرفيرىّ ينعقد أكاليلَ ملتويةً بيضاً مع خُضرة فيها حَبّ كالحِلْبَة.

ـ ومنه ما له ورق دِقاق وأغصان تمتدّ على الأرض وثمر فى اكاليلَ مدوَّرة كقُرون البقَر بيضاء مع صُفرة.

وهو حارّ فى الأولى يابس فيها. وبالجملة فهو مركَّب ، وحرارته أغلب من برودته. وقيل مُعتدل فى الحرارة والبُرودة. وقد وقع بين الأطبّاء فى حقيقة هذا النّبات اختلاف كثير واتّفقوا أنّ هذا النّبات له زهر مُستدير فى داخله حَبّ صغير كالخردل أو أصغر وزهره تِبنىّ اللّون.

والمشهور أنّ هذا النّبات انّما سُمِّى إكليل الملك لأنّه كان يُتَّخَذ منه أكاليلَ تضعها الملوكُ على رؤوسهم. وأظنّ أنّ سبب ذلك ما فيه من النَّفع من أوجاع الرّأس.


وطَبْعُه الى الاعتدال مع مَيل الى الحرارة واليُبوسة لأنّه مُرَكَّب من بارد قابض وحارّ مُحَلِّل ، والحارّ أغلب. وأمّا يُبوسته فلقلّة رُطوبته. وهو يقوِّى الأعضاء لقبضه ويرقِّق الموادّ لتحليله ويسكِّن الأوجاع لاخراجه مادَّتِها بالتّحليل ولتقويته الأعضاء على الدَّفع ولما اجتمع فيه من القَبْض والتَّحليل فهو مُوافق للأورام كلِّها لمنعه الموادّ المتوجِّهة اليها بقبضه ولتحليله المادّة الموَرَّمَة. وينفع الباردةَ لما فيه من التّحليل. وهو مع الشّراب المطبوخ وبذر الكتّان والحُلْبَة أوفق للأورام الباردة الصُّلبة ومع الخَشْخاش وبَياض البَيض أوفق للحارّة.

ورُوْضَة مُكَلّلَة : محفوفة بالنَّور.

كلم :

الكِلام : الجراحات. والكُلوم ، مثلها ، واحدها : كَلْم. والكُلام ، بضمِّها : الأرض الغليظة. وأنكرها ابن دريد (٢٢).

كلى :

الكُلْيَتان من الانسان وغيره : لَحمتان مُنْتَبِرَتان حَمْراوان لازِقتان بعَظْم الصُّلْب عند الخاصرتين فى كُظْرَين من الشَّحم. الواحدة كُلْيَة وكُلْوَة ، الثّانية يمانية. قال ابن السِّكّيت : ولا تَقُلْ كِلَوَة. والجمع كُلْيَات وكُلى. ووظيفتهما أنّهما تُميّران المائيّة عن الدّم. وهما عُضوان لحميّان أحمران. وكلّ واحدة منهما نِصْفُ دائرة وقد وُضعتا عن جَنبَي فقار الصُّلْب. واليُمْنَى أعلا مكانا من اليُسرى حتّى انّها ربّما قاربت زَوائد الكَبد وتماسّ الطَّرف الذى يليها. ويُحيط بكلّ واحدة منهما غشاء مُحيط بجميع أجزائها من الصِّفاق وجَوهر شَحْمِىّ


يُحيط بكلِّ واحدة أيضا. وفى بَطنهما تجويفان تتحلَّب اليهما المائيّة. ولكل واحدة عند مَحَلّ اتّصال العُروق عنق مُستطيل واسع ينحدر الى أسفل ويتَّصل بالمثانة وتنفتح فوَّهته اليها وتتقاطَر منه المائيّة اليها قَطْرَةً بعدَ قَطرة ، ويجتمع فيها ثمش يندفع فى وقت الارادة ، ويُسَمَّى هذا العُنق بالحالِب.

كماريوس :

الكَمارْيَوْس ، اسم يونانىّ معناه بلّوط الأرض. وهو شجر صغير طُوله نَحْوٌ من شِبْر ، وله ورق صغير شَبيه بورق البلّوط مُرّ الطّعم. وله زهر فرفيرىّ.

وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية.

نافع من السُّعال البلغمىّ ومن ابتداء الاسْتسقاء ومن اليَرَقان السُّدَدِىّ مُحَلّل لصلابة الطّحال مُدِرّ للبَول والطّمث. والشّربة منه من ثلاثة دراهم الى أربعة.

كمافيطوس :

الكَمَافِيْطُوس : اسم يونانىّ معناه صَنوبر الأرض ، وهو نبات له وَرَق كورق الصّعتر عليه زغب وله زهر رقيق أصفر وبذر كبذر الكرفس وأصولٌ بِيْض. وهو حارّ فى الثّانية يابس فى الثّالثة.

مفتِّح لسُدَد الكبد من عللها ومن وجع الكُلَى والمغَص ، مُدِرّ للبَول والطَّمث ، وفيه قوّة مُسْهِلَة للبلغم ، واذا طُبخ وَرَقُه بالعَسل وماء المطر وشُرِب سبعة أيّام أبْرأ من اليَرَقان ، أو أربعين يوما أبرأ عِرْقَ النِّسا.

والشّربة منه من درهمين الى ثلاثة.

وبدله نِصْفَ وزنه ساساليوس ورُبع وزنه سَلِيْخة.


كمأ :

الكَمْأَة : نبات مُستدير الأصول لا ساق له ولا وَرَق ولا بَذْر. قال سيبويه : ليست الكَمْأَة بِجَمْع كَمْءٍ لأنّ فِعْلَه ليس ممّا يُكَسَّر عليه فِعْل ، انّما هى اسم للجمع.

وفى العَين : الجميع الكَمْأة ، وثلاثة أكْمُؤ. فهى اسم للواحد والجمع (٢٣). وهى عَديمة الطّعم ، وأجودها الرّملىّ الأبيض ، ويابسها أردأ من رطبها ، وأردأ أجناسها الفطرّ. وهى غليظة جدّا تَغْذُو غِذاء غليظا سوداويّا لا يُدانيه فيه شىء ويُخاف منها الفالَج والسَّكتة ، وتُورث القُوْلَنْج وعُسْر البَول. وتِرْياقُها الشَّراب الصّرف والتّوابل بأنْ تُسْلَق ثمّ يُطبخ بها ، وماؤها يَجْلُو العين ، مَرْوِيّا عن النّبىّ عليه‌السلام (٢٤)

وهى باردة رطبة فى الثّانية. وفى عُصارتها جُزْء لطيفٌ حارٌّ يقوِّى البصر وخُصوصا اذا رُبَّ به الاثْمِد فانّه يزيد فى الرُّوح الباصر ويمنع من نُزول الماء ويَشُدّ الأجفان.

وقال الخطّابىّ (٢٥) : ليس المراد بقوله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (الكَمْأَة من المَنّ). أنّ الكَمْأة نوع من المنّ الذى يسقط على الشَّجر. وانّما المعنَى أنّ الكمأة شىء ينبت من غير تكلّفِ بَذْرٍ وسَقْى. فهى من قَبيل المَنّ الذى يسقط على الشَّجر. ثم قال : ويُحْتَمَل أنْ يكون الذى أُنْزِل على بنى اسرائيل كان أنواعا : منها ما يَسْقُط على الشَّجر ، ومنها ما يخرج من الأرض.

وأكْمَأَهُ الدّاءُ : اذا شَنَّجَه وقَبَّضَه.

وكَمِىء من داء أو علّة : اذا تشقّق جلده ونَزّ دما.

وكَمِئَتْ رِجْلِى : تَشَقَّقَتْ.


كمت :

الكُمَيْت : الخَمْر التى فيها سواد وحُمرة ، اسم لها كالعَلَم.

والكُمَيْت : لون بين الشُّقْرَة والدُّهْمَة. وكَمت لونُه : صار كذلك.

كمثر :

الكُمَّثْرَى : فاكهة معروفة ، الواحدة كُمَّثْراة. والجمع كُمَّثْرَيات ، مؤنَّث لا ينصرف. وهى باردة يابسة فى الثّانية ، والحلو منها أمْيَل الى الاعتدال. والحامض منها رَدِىء يضرُّ العَصَب بالخاصّيّة والكيفيّة. والعَطِر منها مُفَرِّح قاطع للعَطش مانع من صعود البُخار الى الرّأس ويقوِّى المعدة ويقبض الطّبيعة. وأضرارها بأصحاب القُوْلَنْج واصلاحها بالرّازيانج وبدلها السَّفَرْجَل.

كمخ :

الكامِخ : نوع من الأُدُم مُعَرَّب. ويُتَّخَذ من دقيق الشَّعير بأنْ يُعْجَن بالملح ويُكْبَس ويُدْفَن فى التِّبن فى اناء أربعين يوما حتّى يَتَعَفَّن ثمّ يُخْرَج ويُنْقَع فى اللَّبن ويُضاف اليه مع ما يُراد من الأبازير ثمّ يوضَع فى الشّمس ثلاثة أيام ثمّ يُرفع لوقت الحاجة. وهو يقطع الدّم والقَىء ويلطِّف المزاج السّوداوىّ ويشهِّى الطّعام.

كمد :

الكَمَد : تغيُّر اللَّون وذهاب صفائه. والكُبْد : هَمٌّ وحُزْن لا يُستطاع امضاؤه. ومَرَض القلب منه.


تقول كَمِدَ الرّجل ، فهو كامِدٌ وكَمِدٌ وكَمِيدٌ. والكِمَادَة : خِرْقَة تُسَخَّن وتُوضع على موضع الوَجَع ، يُسْتَشْقَى بها من الرّيح ووجع البطن وغيرهما ، والكِماد : تُتَّخذ لتسخين العضو بها ، وفى الحديث : (الكِماد أحَبّ الىّ من الكَي) (٢٦).

والكِمادات امّا رَطبة وهى كالبُطون المملوءة مِياها حارَّة وكالخِرَق المشرَّبة مياها حارّة ، توضع على الأعضاء لتسخينها مع التَّرطيب. وقد يُغْلَى فى تلك المياه أدوية مُرْخِيَة مُحَلِّلَة مثل الخَطْمِىّ والخُبّاز واكليل المَلِك والبابونج ونحوها. وقد يُكْمَد بهذه الأدوية نفسها مَطبوخة أو يابسة وهى كالمِلْح المسخَّن والجاوَرْس والنُّخالة ونحوها ، مُسَخَّنة توضع على الأعضاء لتسخينها. وجملة الكِمادات تُستعمل لتسكين الوجع والرُّطوبة. والمادَّةُ الحارَّةُ واليابسةُ أولى بالوَجَع الرِّيحىّ من المادَّة الباردة.

كمر :

الكَمَرة : رأس الذَّكَر والجمع كُمور. والكَمُور : مَنْ أصاب الخاتِنُ كَمَرَتَه ، والعَظيم الكَمَرَة.

كمل :

الكُمْلُول : التُّمْلُول. وتقدَّم فى (ت. م. ل) وهو شَجَرة البَهق. وقد تكرَّر ذِكْرُه.

كمن :

الكُمْنَة : من أمراض العَين وقد اخْتُلِف فى تعريفها ، فقيل هى ظُلْمَة تأخذ فى


البَصَر ، أو جَرَب وحُمْرَة تبقَى فى العَين من رَمَد يُساءُ علاجُه ، أو ورم فى الأجْفان.

وعندنا هى أنْ يُحِسّ الانسان عند الانتباه من النَّوم بشىء خشن بين أجفانه ، عن بُخار غلبظ سَوداوىّ ، وعلاجها بمطبوخ الأفتيمون والفَصْد والذُّرور الأصفر الصَّغير.

والكُمْنَة الجفنيّة تَعرض عن ريح غليظ تَحتَقِن فى جِرْم الجَفْن فتَعْسُر حركته عند الانتهاء من النّوم ويحسّ العليل كأنّ تحت أجفانه طبقة رمليّة أو ترابيّة. والعلاج الاستفراغ بحَبّ الصَّبِر مع تلطيف التَّدبير بالأغذية اللّطيفة مع كثرة دُخول الحمّام العذب ، وكَحْل العين بما يجلب الدُّموع مثل الأشَنان. وذَكَر شيخنا العلّامة أنّ ماء البصل وماء الرّمّان المرّ وماء الرّازيانج المقشوطة رُغوته اذا أُخِذَ بأجزاء متساوية مع مثل الجميع عَسل مَنزوع الرُّغوة مطبوخ فى اناء فضّة فانّه ينفعها نفعا كافيا. وقال غيرُه : أىُّ مُفْرَدٍ منها يَنفعها.

والكَمُّون : حَبّ معروف ، واحدته كَمُّوْنَة. وهو أنواع : كرمانىّ وهو أسود ، وفارسىّ وشامىّ ولونهما أصفر ، ونَبطىّ وهو أخضر اللّون مَشُوْب ببياض وهو الموجود فى سائر المواضع. وأفضله الكرمانىّ : وكلُّ نوع منها منه برّىّ ومنه بُستانىّ ، والبرّىّ أقوى من البُستانىّ.

ومن البرّىّ صنف أسود يُشبه الشَّوْنِيْز قوىّ الكَيفيّة ، وهو حارٌّ فى الثّانية يابس فى الثّالثة. مُدِرٌّ للبَول هاضِم للطّعام ، طارد للرّياح الغليظة ، مُحلِّل للنَّفخ ، مُزيل للمَغَص ، قاطع للسُّعال بالملح اليَسير ، نافع من نَهْش الهوامّ الباردة مع الشّراب ، ومن الأورام الصُّلْبَة التى فى الأنثيَين وغيرها مع دقيق الباقلّاء والزّيت ضِمادا ، ومن الرُّعاف مع الخلّ شمّاً.


والنَّبَطِىّ فيه تليين. والكرمانىّ قابض. واذا نُقِعَ فى الخَلّ وقُلِىَ كان أشدَّ قبضا. والاكثار منه يُصَفِّر اللّون. واصلاحه بالخلّ. والشّربة منه درهمان. وبدل الكرمانىّ النَّبطىُّ. وبدله الكَراويا أو النّاخْواه.

والكَمُّون الحلو هو الأنيسون. والكَمُّون الحبشىّ هو البرّىّ الأسود. والكَمُّون الأرمنىّ هو الكَراويا. والكَمّون الأسود هو الكرمانىّ لا البرّىّ الأسود.

كمه :

الأكْمَهُ ، قيل : هو الأعْمَى خِلْقَةً أو اكتسابا.

والكَمَهُ : العَشَى ، قال شيخنا العلّامة يصف بعضَ حاسدى فضلِه وعِلْمِه :

انّى وانْ بانَ عنِّى مَنْ بُلِيْتُ بهِ

فى عَيْنِه كَمَهٌ ، فى أذْنهِ صَمَمُ (٢٧)

كنب (٢٨) :

الكَنَب : غِلَظٌ يعلو الرِّجْلَ واليَدَ أو خاصّ باليَد اذا غَلُظَت من مُعاناة الأعمال الشّاقّة.

كندر :

الكُنْدُر : ضَرْب من العِلْك نافع لقَطْع البلغم جدّا. وهو حارٌّ فى الثّالثة يابس فى الأولى يقوِّى الذّهن ، ويحسِّن الحفظ ، ويقوِّى المعدة ، ويقطع القَىء. والشّربة منه دِرْهَم.

ويضرٌّ بالمحرورين. ويُصْلَح بما يبرِّد. وبدله المَصْطَكِى.


كندس :

الكُنْدُس : نبات له وَرَق بين البَياض والخُضْرَة ، وعِرْقٌ داخلُه أصفر وخارجُه أسود ، وهو المستعمل. وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة. مُهَيِّج للقَىء اذا شُرِب منه ربع درهم الى نصفه مسحوقا مُنْقَعاً فى اللّبن الحليب. مُسْهِل للبلغم والمِرّة السّوداء الغليظة. واذا سُحِق وعُجِن بالخلّ وطُلِىَ به البَهَق أزاله لا سيّما الأسود. واذا سُحِق ونُفِخ فى الأنف عَطَّس وفتَح سُدَد المِصْفاة وأنارَ البَصَر وأزال الغَشْىَ ونقَّى الدِّماغ. وينفع المصروعين. ودرهمان منه قاتلٌ. ويعالَج بالقَىء. ويُشْرَب بالسّمن البقرىّ. والشّربة منه ربع درهم. وبدله وزنه جَوْز القَىء ورُبْعُه فُلْفُل.

كندل :

الكَنْدَلى ، والكَنْدَلاء : شجر الأسْرار ، وصَمْغُه الشُّورة ، وتجدهما فى محلِّهما.

كنعد :

الكَنْعَد : ضَرْبٌ من السَّمك.

كنن :

الكِنّ : ما يَرُدُّ الحَرَّ والبَرْد من الأبنية وغيرها. وكلّ شىء وقَى شيئا فهو كِنُّه والجمع الكِنَان وأكِنَّة. قال تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً) (٢٩). وكَنَ الشَّىءَ فى صدره : أخْفاه ، قال تعالى : (أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ) (٣٠) ، أى : أخْفَيْتُم. وقوله تعالى : (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ) (٣١) ،


أى : أغْطِيَة. والكانُون : الثَّقيل من النّاس ، والذى لا يَكْتُم سِرّاً ولا شيئا يَسمعه. قال أبو دهبل :

وقَدْ قَطَعَ الواشُونَ بَينى وبينَها

ونَحن الى أنْ يُوْصَلَ الحَبل أحْوَجُ

فليتَ كَوانِيْناً مِنَ أهْلى وأهْلِها

بأجْمَعِهِمْ فى لجّة البَحْرِ لَجّجُوا (٣٢)

والكانُونان : شهران يقَعان فى شِدّة بَرْدِ الشّتاء.

كهب :

الكُهْبَة : لون ليس بخالصٍ فى الحُمْرَة ، ولا يُقال فى غير الحُمْرَة.

كهكب :

الكَهْكَب : الباذنجان.

كهل :

الكَهْل ، لغةً : مَنْ وَخَطَهُ (٣٣) الشّيب أو جاوز الثّلاثين الى الأربعين ، أو من جاوز أربعة وثلاثين الى احدى وخمسين. وطبّا : من أربعين سنة الى ستّين. وتقدّم فى

(ش. ي. خ) ما يُغنى عن الاعادة. والجمع : كُهول وهى كَهْلَة. وفى التّنزيل : (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً) (٣٤) قال الفرّاء : أراد ومُكَلِّماً للنّاس فى المهد وكَهْلاً : وقيل انّه عطف الكَهْل على الصِّفَة ، أى : ويكلِّم النّاس فى المهد صَبيّا وكَهْلا.


والكاهِل من الانسان : ما بين كَتِفَيْه. ونَبْت كَهْل ومُكْتَهِل : ظهَر نَوْرُه وتمّ طُوله.

كوع :

الكُوْعُ : طَرَف الزَّنْد الذى يلى الابهام كالكَاع. أو ما طرف الزَّندَين فى الذِّراعين مما يلى الرُّسْغ. وقيل الكُوْع طَرَف الزَّنْد الذى يلى الابهام ، والكاع طَرَف الزَّنْد الذى يلى الخنصر ، وهو الكُرْسُوع.

وطبّا : الكُوْع اسم للزّائدة الموصولة بالزَّنْد الأعلى والجمع أكْواع.

والأكْوَع : العظيم الكُوْع أو الذى التوَى رُسغاه وأقبلتْ احدى يديه على الأخرى. وقد كَوِع كَوَعاً فهو أكْوَع وهى كَوْعاء.

كوكب :

الكَوْكَب : النّجم ، وبَياض فى سَواد العين ، مَنَع الابْصار أمْ لمْ يمنعه. وما طال من النّبات. والغُلام المراهق الممتِلئ الحَسَنُ الوَجْهِ.

وكَوْكَب كلّ شىء : معظمه. وكَوْكَب الرَّوضة : نَوْرُها. وكَوْكَب الأرضِ : حَجَر الطَّلق (٣٥). وكلّ شىء يُضِىء ليلاً.

وأقْراص الكَوْكَب : أقراص يَنبت فيها كَوْكَب الأرض ، وهى تصلُح للمَعِدة للضّعيفة القابلة للفُضول من سائر الأعضاء. وتُزيل الجشَأ الحامض وتمنَع النّوازل ، وتَنفع وَجَع الأسنان وَضْعاً فى المتأكِلَة منها ، ومن وَجع الأذن ، ومن نَفْث الدّم وسَيلانه من أىّ عُضو ، سَقْياً بماء لسان الحمَل ، وتَشْفِى من السّعال المزمن ومن الحميّات الدّائرة ، سَقياً بماء المرزنجوش ، ومن السّموم المتأتّية من


اللّدْغ والشَّراب ، سَقياً بماء السّدّاب. وأخْلاطُه على ما قاله شيخنا العلّامة : أنِيْسُوْن وسَاليوس وبَرْزَنْج ومَيْعَة وبَذْر كرفس مِنْ كلّ واحد ثمانية مَثاقيل وبذر خَشخاش ستّة مثاقيل أفْيون وزَعفران وقُسْط وكَوْكَب الأرض وهو الطّلق ، مِنْ كلّ واحد خمسة مَثاقيل ، وصِمْغ أحمر وسُنْبُل وطِين مختوم وقِشْر يَبْرُوْح (٣٦) من كلّ واحد أربعة مثاقيل ، تُبَلّ الصُّموغ بشَراب رَيحانىّ وتُدَقّ الأدوية وتُعْجَن بها وتُقَرَّص ، وَزْنَ نِصْفِ درهم وتجفَّف فى الظّلّ. ويُستعمل بعد ستّة أشهر وتبقَى قوَّتها الى سنتين.

كيد :

الكَيْد : المَكْر والخُبْث والقَىء. ومنه حديث قتادة : (اذا بلَغ الصّائم الكَيْدَ أفْطَر) (٣٧). والمريض يَكِيد نفسَه ، أى : يجود بها. وكاوَدَه الدّواء : اذا أخلف الظّنّ بالشّفاء. والكَيْد : الحَيْض.

كيلوس :

الكَيْلُوس ، لفظ سُريانىّ لجسم رطب سيّال شَبيه بماء الكَشْك (٣٨) الثّخين كائن عن الغِذاء فى المعدة. وهو فى الحقيقة غِذاء لم تتغيَّر صورته النّوعية بالكُلّيّة.

كيموس :

الكَيْمُوْس : لفظ سُريانىّ للخِلْط. وهو فى الحقيقة غِذاء تغيَّرت صورتُه الأولى بالكلّيّة ، متحلِّلا الى صورة أُخرى ، قبل أنْ يُدْفَع الى المِعَى.


حواشي حرف الكاف

__________________

(١) تقدم ذكره فى مادّة (ثعلب) فينظر هناك.

(٢) لأميّة بن أبى الصّلت. وصدره : (من لم يمت عبطة يمت هرما) ديوانه ٦٨. واللسان (كأس).

(٣) اشارة سبقت العلم الحديث فى استخدامها لمعالجة السّيلان.

(٤) النّهاية ٤ / ١٣٩.

(٥) الخربق : زهر من الفصيلة الشّقريّة يستخرج منه الآن دواء للحمّى والالتهابات. ل ع م ٤ / ١ / ١٩٣.

(٦) النّهاية ٤ / ١٥٤.

(٧) النّصّ مع تغيير طفيف فى العين (كرسع).

(٨) هو الحسين بن أحمد بن خالويه النّحوىّ ، أخذ عن ابن دريد ومن طبقته. دخل حلب وكانت بينه وبين المتنبّى مناظرات. توفّى سنة ٣٧٠ للهجرة. ينظر فى ترجمته الفهرست ٨٤. نزهة الألباء ٢١٤. يتيمة الدهر ١ / ١٢٣. وفيات الأعيان ٢ / ١٨٧. بغية الوعاة ١ / ٥٢٩.

(٩) حىّ العالم : يطلق على أنواع من نبات معمّرة منها اسفنجيّات وشوكيّات وجوفيّات. ينظر ل ع م ٤ / ١ / ١٨٧.

(١٠) العدبة : نوع من الطّحلب.

(١١) النّهاية ٤ / ١٧٣.

(١٢) المجمل ٤ / ١٣٨. واللسان (كسر).


__________________

(١٣) تنظر مادة (ماش) فى حرف الميم.

(١٤) وقد يسمّى الكشمش الرّيباس ، وتنظر حواشى (آذريون) فى حرف الهمزة.

(١٥) العين (كعب).

(١٦) لم يُذكر هذا النص فى (كعبر) من كتاب العين للخليل.

(١٧) العين (كفر).

(١٨) ديوان الأعشى.

(١٩) النهاية ٤ / ١٩٢.

(٢٠) ديوان القطامى ٦٩. والمقاييس ٥ / ١٨٨.

(٢١) ويروى : (كما دماءكم يشفى بها الكلب) ينظر ديوانه ٢ / ٧٨. واللسان (كلب).

(٢٢) قال ابن دريد : ما أدرى ما صحّته. فى الجمهرة ٣ / ١٦٩.

(٢٣) العين (كمأ).

(٢٤) روى انه (ص) قال : (الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين) فى النّهاية ٤ / ١٩٩. والطّبّ النّبوىّ ٢٧٩.

(٢٥) هو حمد (أو أحمد) بن محمّد ، أبو سليمان الخطّابىّ ، أخذ عن أبى عمر الزّاهد ومن فى طبقته. عرف برواية الحديث والأدب. توفّى فى سنة ٣٨٨ للهجرة فى مدينة بست ، من أفغانستان الحاليّة. ينظر فى ترجمته معجم البلدان ١ / ٤١٥. يتيمة الدّهر ٤ / ٣٣٤. معجم الأدباء ٤ / ٢٤٦. خزانة الأدب ١ / ٢٨٢. وفيات الأعيان ٢ / ٢١٤. بغية الوعاة ١ / ٥٤٦.

(٢٦) ينظر النّهاية ٤ / ٢٠٠.


__________________

(٢٧) عيون الأنباء ٤٤٨.

(٢٨) هذه المادة لم تذكر فى الأصل ، فاستدركت من م.

(٢٩) النّحل ٨١.

(٣٠) البقرة ٢٣٥.

(٣١) الصّافات ٤٩.

(٣٢) الأنعام ٢٥.

(٣٣) اللسان (كنن).

(٣٤) فى الأصل : من خطّه. التوجيه من م.

(٣٥) آل عمران ٤٦.

(٣٦) الطّلق أو كوكب الأرض ، مرّ فى حرف الطّاء.

(٣٧) الأسماء السّابقة مرّت من قبل. أما اليبروح فهو اللّفّاح ، نبات من الفصيلة الباذنجانيّة. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ٢١٩.

(٣٨) نسبة الى الحسن فى النّهاية ٤ / ٢١٧.

(٣٩) الكشك : ماء الشّعير. كما فى اللّسان (كشك).




حرف اللّام

ل



لألأ :

اللُّؤْلُؤَة : الدُّرَّة ، والجمع : اللُّؤْلُؤ واللّالِئ. وهو يتولَّد فى الأصداف مُلْتَفّاً على جَوْهَر من غير جِنْسِه. وهو أنواع ، وأفضلُه الكبار النّقىّ البياض. وهو بارد يابس فى الثّانية ، مُلَطِّف يحفظ صحّة العَين ويجلو بياضها. ويقوِّى اللّثة ويصقل الأسنان ويجلوها ، وينفع الخفَقان ، أىَّ خفقان كان ، بالخاصّيّة التى فيه. ويقطع نَفْث الدَّم ، ويحفظ أجِنَّة الحوامل.

واذا حُلَّ الدُّرّ حتّى يصير ماءً رَجراجا وطُلِىَ به البَرَص أبرأه ، وأذهبه من أوّل مرّة. وحَلُّه بالزّئبق والنَّوشادِر والخلّ ، فانْ لم يُوْجَد فيُسْحَق الدُّرّ ويُحَلّ فى الماء مَغمورا به. ومَضَرَّتُه بالمثانة ، ويُصلحه العسل. والشّربة منه نصف درهم.

لأم :

أَلْأَمْتُ الجُرح : ألصقتَ جوانبه. وأَلْأَمْتُه بالدَّواء : عالجته. واللَّئِيم : معروف ، وفعله : اللُّؤْم. واللَّامَة : الدِّرع. واسْتَلْأَمَ الرَّجل : لبسَ دِرْعَه ، أى : لَأْمَتَه.

لبب :

اللُّبّ : السُّمّ ، أو خاصّ بسُمّ الحيّة. وخالصُ كلِّ شىء وخِياره. وقد غلب على ما يؤكَل داخله ويُرْمَى خارجه كالجَوز واللَّوز ونحوهما. والعَقْل. وعن الخليل (١) : لُبُ الرَّجُلِ : ما جُعِل فى قلبه من العقل. واللَّبَب : موضع المَنْحَر من كلّ شىء. وموضع القلادة من الصَّدر.

واللَّبْلاب : نبات معروف. وهو نوعان : كبير وصغير. والكبير منه ما ثَمرته بيضاء ومنه ما ثَمرته سوداء ومنه ما لا ثَمرة له. ولَبَّبَ الحَبُّ : صار له لُبّ أو


جَرَى فيه الدَّقيق.

ورجل لَبُوبٌ ولَبيب : موصوف بالعَقْل. واللَّبيب : العاقل.

لبخ :

اللَّبَخ : شجر معروف ، وله ثمَر أخضر اللّون ، كالتّمر حلو ، وفيه كَراهة. وهو بارد يابس فى الثّانية. ينفع من الاسهال ، ويحبس الدَّم من أىِّ عضو كان. وثمرته تنفع من وجع الأسنان وبدله القَرَظ (٢).

لبن :

اللَّبَن : معروف ، قال جالينوس : إنّ اللَّبَن لا تزيد حرارته على برودته ولا برودته على حرارته. وقال شيخنا العلّامة : قوَّته فى الحرارة فى وسط الدَّرجة الثّانية. ودليل حَرارتِه حلاوتُه وقوّته فى الحرارة الرُّطوبة عند أوَّل حَلْبَة. ثمّ لا تزال تنقص حرارته على ممرّ السّاعات. والجيّد منه ما كان شديد البياض معتدل القَوام على استواء واذا قُطِّر منه على الظُّفر كان مجتمعا غير متبدِّد. وبالجملة فهو مركَّب فى أصل خِلقته تركيبا طبيعيّا من جواهر مختلفة فيها قُوى مختلفة وهى ثلاثة : سمنيّة وجبنيّة ومائيّة. أمّا السّمنية فهى قريبة من الاعتدال الى الحرارة والرُّطوبة ملائمة للبدن الصّحيح كثيرة المنافع. وأمّا الجنبيّة فهى باردة رطبة كثيرة التَّغذية قابضة. وأما المائيّة : فهى حارّة رطبة ملطِّفة للأخلاط الغليظة مرطِّبة للبدن مليئة. وكل لَبن كانت المائيّة فيه أكثر فهو غير سادِّ ولا يَتَجَبَّن فى المعدة الّا أنّه أقلّ غذاء وأشدّ تليينا للبطن. وما كانت الجبنيّة فيه أكثر فهو أكثر غذاء. غير أنّ الاكثار منه يُخاف منه السُّدَد. ولَبَن البَقر أغلظ


الأَلْبَانِ وأكثرها جبنيّة وأقلّها مائيّة وأدسمها ، وبما فيه من الدَّسَم يتصلَّح به ما فيه من الغِلَظ. قال الطّبرىّ نقلا عن بعض كتب الهند أنّ لَبَن البقر أفضل الأَلْبَان ويُبطئ بالهَرَم وينفع من السّل والرَّبو والنِّقْرِس والحمَّى العتيقة ، وأنّ لبن الضَّأن أردأ الألبان وأغلظها. ولبن اللِّقاح أرَقّ الأَلْبان وأكثرها مائيّة وأقلّها دَسَماً وجبنيّة ، ولذلك هو أقلّ غذاء وأكثر اطلاقا للبَطْن. وينفع من الاستسقاء. ولبن الماعِز متوسِّط بين لبن البقر ولبن اللّقاح لأنّ ما فيه من الجواهر الثّلاثة المذكورة على الاعتدال. وفى الحديث عن ابن عبّاس ، رضى الله عنه ، قال : كان أحَبّ الشّراب إلى رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اللَّبَنَ. وقال ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (مَنْ سَقاهُ اللهُ لَبَنا فليَقُل اللهمّ بارك لنا فيه وزِدْنا منه ، فانّه ليس شىء يَجزى عن الطّعام والشّراب غير اللَّبَن) (٣). وقال ، عليه الصّلاة والسّلام : (عليكم بألْبَانِ البقر فإنّها شفاءٌ وسَمْنَها دواءٌ). وعن مليكة بنت عمرو أنّها وَصَفَتْ لامرأة مِنْ وَجَع بها سَمْنَ البقر ، وقالت : إنّ النّبىّ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : (ألبانُها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء). تُريد المداومة على أكله.

واللَّبَن كثير الغِذاء جيّده مُخْصِبٌ للبدن مُرَطِّب له ، دافع عنه ضَرَرَ الأمراض اليابسة ، صالح للصَّدر والرّئة ، نافع من السُّعال اليابس وحُرْقَة البَول مُسَكِّن لحدّة الأخلاط ، دافع لغائلة ضرر جميع السُّموم. وينقِّى المعدة والأمعاء بالغسل. ويَزيد فى الدَّم والمنىّ ويهيّج الجماعَ. وجميع الألْبَان نافعة من الرَّمَد الكائن عن النَّوازل الحارّة مفردا ومضافا إلى بعض الشِّيافات السّادِجَة فيكون أقوَى فِعلا. ويُستعمل فى جلاء العين قُطورا وينفع من أورام الأجفان. وينوِّم مع شىء من دهن الورد وبياض البَيض ضمادا. واللَّبَن الحامض بارِد رطب فى


الثّانية ، ينفع من حَرارة المعدة والكبد ، ومن الدّوْسنْطاريا ، ويهيّج الجماع فى الأبدان الحارّة بما فيه من التَّرطيب والنَّفْخ ، ويُشَهِّى الطّعام ويُسَمِّن البدن ويقطع الإسهال. والتَّلْبِينَة : غذاء يتَّخذ من ماء النّخالة مع لبن وعسل. وفى الحديث : (عليكم بالتَّلْبِينَة فو الذى نفسى بيده أنّها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم الوَسَخ عن وجهه بالماء) (٤).

واللُّبَان : اسم عربىّ للكُنْدُر بالفارسيّة. وهو صمغ معروف من ذَكَر وهو المستدير الصَّغير الصُّلب ومنه أُنثى وهو الكبير الهَشّ. وهو حارّ فى الثّانية يابس فى الأولى. مُنْضِج مُحَلِّل فيه جَلاء للبَصَر واذا خُلِط مع شحم البَطّ أبرأ القُروح العارضة عن حرق النّار ، أو بنطرون (٥) وغُسل به الرّأس أبْرأ من قروحه الرَّطبة ، واذا نُقِع قَدْر نِصْف أوقيّة وشُرِب منه فى كلّ يوم مع شىء من السُّكّر قُطورا نَفَع من زيادة البلغم والبَلادة والنّسيان نفعا بيّنا. وينفع من الخفَقان البارد. ويقطع النّسل والقَىء. ونصف درهم منه مع مِثله نانِخْواه يَنفع من الزَّحير. ومَضْغُه مع الصَّعْتَر ينفع من ثِقَل اللِّسان ومن السُّعال الرَّطب ويقوِّى القلب. ودُخانه ينفع من فَساد الهواء.

واللَّبَان : الصَّدر أو وسطه وما بين الثَّديين للانسان وغيره ، وقيل : هو خاصّ بالصَّدر من ذوات الحافر.

واللُّبْنَى : شجرة لها عَسل يقال له عَسل اللُّبْنَى وهو المَيْعَة السّائلة ، ويأتى ذكرها فى (م. ي. ع).

لتح :

اللَّتَح : الجُوع. وقد لَتِحَ فهو لَتْحان ، أى : جائع ، والأنثَى لَتْحَى. ورجل لِتْحٌ :


حديد اللّسان ، حَسَن البَيان.

لثع :

الأَلْثَع : مَنْ يَرجع لسانُه الى الثّاء والعَين. وعلاجه علاج الألثغ ، وكذلك كلّ عَيْب فى النُّطق.

لثغ :

اللَّثَغ ، واللُّثْغَة : تحوُّل اللّسان من السّين الى الثّاء أو من الرّاء الى العين أو الى اللّام أو من الصّاد الى الفاء أو من حرف الى حرف أو تحرَّك الرّاء الى طَرَف اللّسان أو عدم النُّطق بها او ثِقَل اللّسان بالكلام.

قال أبقراط : اللُّثَّغ يعرض لهم الذَّرَب كثيرا. ويعنى باللُّثَّغ الذين لا يُفْحِصُون بالرّاء. والسّبب فى ذلك انّ الرُّطوبة مُستولية على أعضائهم العَصبيّة وعلى مِعَدِهم بمشاركة أدْمِغَتِهم أو بسبب يُبْس فى جانبٍ من الدِّماغ ولا يجب أنْ يُسْهِلوا الّا بِرِفْق.

وأمّا العلاج فيجب أنْ يُنَقَّى البدن بالأيارج الصّغيرة ثمّ بالأيارجات الكبيرة ثمّ يُفْصَد ناحية الرّأس بالأدوية الخاصّة به. وانْ ظُنّ أنّ مع الرُّطوبة غَلَبَة دَمٍ فُصِدَ عِرْق اللّسان.

وقول أبقراط" اللُّثَّغ يعتريهم خاصّةً اختلافٌ طويل" قال الرّازىّ : يعنى أنّهم مُسْتَعِدّون للاختلاف الطّويل وهو المسمَّى بالذَّرَب وانّما كان كذلك لأنّ اللّثغة فى غالب الأمر انّما تكون لرخاوة اللّسان لافراط ورطوبته وسطحه متّصل بسطح المعدة. وكونه رَطبا رِخوا اذا كانت المعدة كذلك. وذلك يُلْزِم الاستعداد للذَّرَب وخصوصا اذا كان الدّماغ رطبا فتكون النّوازل كثيرة فاذا


نزلت الى المعدة أوْجَبَت الاسهال وكلّما كانت اللّثغة بحروف أكثر كان الاستعداد للذَّرَب أشدّ لأنّ ذلك انّما يكون لافراط الرّطوبة المُرْخِيَة.

والحروف التى يُلْثَغ فيها فى الغالب هى الطّاء والقاف والكاف والشّين والجيم واللّام والرّاء ، وأقلّها دلالةً على الذّرب هى اللّثغة بالرّاء. وقول أبقراط" اللُّثَّغ الذين لا يُفصحون بالرّاء" أى : انّ غيرهم يكون حالُه كذلك فكأنّه يقول انّ اللّثْغ يُوجب الاستعداد للذَّرب وانْ كان بالرّاء لوحده.

لثة :

اللّثات : اللّحم الذى على أُصول الأسنان ، جمع اللّثة.

لجأ :

اللَّجَأ : جمع لَجاءة ، وهى السّلحفاة البحريّة. ومرّ ذِكْرُها فى حرف السّين.

لجج :

اللَّجْلَجَة : التّردّد فى الكلام. وعَين مُلْتَجَّة : شَديدة السّواد.

وهو يُلَجْلِج بالدّواء : يَضَعُه فى فمهِ ولا يكادُ يُسيغه ، فلا يبتلعه.

وفى فؤادِه لجاجة : اذا خَفَق فؤادُه من جُوع أو دَاء أو غيرهما ممّا هو فى بابهما كالخوف والفَزع.

لحح :

اللَّحَحُ : التِصاق أجفان العَين من رَمَص أو كثرة دُموع. واللُّحوح : شِبْه خُبْز


القَطائف يُصنع فى اليَمَن ، ويؤكل باللَّبن.

لحظ :

اللَّحاظ : مُؤَخَّر العَين. والمشهور فى لحاظ العين الكسر ، وهو مؤخّرها ممّا يلى الصُّدْغ. واللّحاظ : سِمَة تحتَ العين كالتَّلْحِيظ عن ابن الأعرابىّ أو مِيْسَم فى مُؤَخَّر العين الى الأذن ، وهو خطٌّ ممدود وربّما كان لحاظ واحد من جانب واحد عن ابن الأعرابىّ.

لحم :

اللَّحْم ، معروف. والجمع أَلْحُم ولُحُوم ولِحَام ولِحْمَان. وهو أكثر الأطعمة غذاء أشدّ قوّة ولذلك صار المغتذِى به من الحيوانات أشدّ قوّة وصَولة وقهرا. وأجودُه ما صَغُر حَيوانه واعتدل سِنّه وطاب رِيحه وحسن مرعاه وصَحّ جسمُه. وهو يقوِّى البدن ويُكَثِّر الدَّم ويزيد البدن نُضارة وتَسخينا ، ولذلك يُمنع عن المحرور من المرضَى ويُؤْمَر بالأخَفّ منه بحسب الحاجة لأنّ عامّة اللّحم يصير غذاء بخِلاف الحبوب والبُقول. وكلّه حارّ رطب. ويختلف بحسب اختلاف أنواع أجناسِه. ولحم الهَرِم بطىء الهضم قليل الغذاء كثير الزَّهْم. ولحم الصّغير جدّا كثير الفُضول قليل الغذاء ، الّا أنّه ينحدر سريعا عن المعدة. ولحم الأجنّة ردىء. ولحم المرضع كثير الرّطوبة. والوحشىّ أقلّ رطوبة من الأهلىّ لكثرة حركته. والرّاعى خَيْرٌ من العَلُوْف. وما له حَرَكة ورياضة خير من المربوط. والأسود ألذّ. والأحمر أجود. والأبيض أبطأ انحدارا. والمعتدل فى السّمن أفضل من غيره. والسَّمين أقلّ غذاء وأكثر فُضولا وأسرع نُزولا. ومُقَدَّم الحيوان خيرٌ من مؤخَّره. والجانب الأيمن أفضل من الأيسر لقُربه


من الكَبِد واتّساعه من الغذاء. وما كان منه لاصقا بالعَظْم فهو ألذّ وأمْرَأ ممّا بَعُدَ عنه. وأفضله لحم الضّأن لقُرْبِه من الاعتدال ولمشاكلته لمزاج الانسان. ولحم العُجول يَتْلُوه فى جودة الغِذاء واعتدال الدّم المتولِّد عنه. ولحم البقر والجاموس بارد يابس بالقِياس الى لحم الضّأن. وقد ذكرنا كلَّ نوع منه مع حيوانه.

والمَلْحَمَة : الحرب. واللَّحيم : القتيل.

ولاحَمْت بين الشَّيئين : اذا لأمْتَ بينهما.

والشَّجَة المتلاحِمَة : التى تبلُغ اللَّحم.

لحى :

اللَّحْيَة : اسم لما ينبت من شَعَر على الخدَّين والذّقن ، والجمع لحى بالكسر ، ولُحًى ، بالضّمّ. قال سيبويه : والنّسبة لَحْوِيّ. واللَّحَى : منبتها وهما لَحْيَان وهما العظمان اللّذان فيهما الأسنان السُّفلى. الواحد لَحْيٌ.

لخخ :

اللَّخَخ : التصاق أجفان العين من رَمَص أو كثرة دُموع.

واللَّخْلَخَة : ضَرْب من الطِّيْب. والجمع لَخَالِخ.

صَنْعَتُه : يؤخذ من القَرنفل نصف رطل ومن العُود والسُّنبل من كلّ واحد ثلاثة أواقٍ ، يُسحق الجميع ويُعجن بدهن السّوسن ويُعمل فى جامٍ ويُبخَّر بعُود جيّد يوما وليلة ويبرَّد ويضاف الى ذلك صَنْدل نصف أوقيّة ومِسْك وعَنْبَر من كلّ واحد مثقال ، ويُخلط الجميع جيّدا ويُحفظ فى اناء من زُجاج.


لخص :

اللَّخَصَة : شَحْمَة العَين من أعلى وأسفل ، ولحمة باطن المُقْلَة. والجمع : لِخَاص. واللَّخَص : غِلَظ الأجفان وكثرة لحمها خِلْقَةً.

وفى الحديث أنّه ، عليه‌السلام قَعَد لِتَلْخِيص ما التَبس على غيره (٦). أى لتبيينه وتَلْخِيصِهِ ، وهو التَّقريب والاختصار.

لخلخ :

اللَّخْلَاخ : ضَرْبٌ من الطِّيْب.

لدد :

اللَّدِيدَان : صَفْحَتَا العُنق دون الأُذنين والمُتَلَدِّد : العُنق.

واللَّدُود : ما يُصَبّ بالمسعط من الدّواء فى أحد شِقَّي الفم فيمرّ على اللَّديد ، ووجع يأخُذ فى الفم والحلق فيوضع عليه شيء من الأدوية ، ويُوضع على الجبهة شيءٌ من دمه.

وفى الحديث : (خَيْرُ ما تداويتم به اللَّدُود والحِجامة والمَشِيُّ) (٧). وفى الحديث أيضا : (أنّه لُدَّ فى مَرَضِه فلمّا أفاق قال لا يبقى فى البيت أحدٌ إلّا لُدّ) (٨). ففعل ذلك عقوبة لهم لأنّهم لَدُّوهُ بغير إذنه.

لدغ :

اللَّدْغ : اللَّسْع. ويُذْكَر فى بابه.


لدن :

اللّادِن : معروف ، وأصْلُه طَلّ يقع على بعض أوراق الشَّجر وذلك الطّلّ رطوبة غليظة تلتصق بالأوراق فتأتى المعز فترعاها فتتشبَّث بشعرها فتؤخذ عنها. وقيل هو رطوبة غير طَلِيّة تنشأ على أوراق الشّجر وقيل أنّه عَرَق المعز. وهو حارّ فى آخر الأولى يابس فى الثّانية ، والذى يكون فى البلاد الجنوبيّة أسخن. وقيل إنّه بارد قابض ، وليس كذلك. وأجوده الدَّسم الوَزِيْن الطّيّب الرّائحة الذى الى الصُّفرة ولا رَمْلِيّة فيه وينحلّ كلّه فى الدّهن. وهو جيّد لِلُطْفِ جَوهره مُسَخّن بحرارته مُلَيّن لصلابة الأورام ، مفتِّح للسُّدَد ولأفواه العُروق ، ولذلك يُدِرّ البَول. نافع من النّزلات ومن السُّعال المتولِّد عنها. ومن أوجاع الأذن مع دُهن الورد قُطورا. ومن ألَم الأوجاع طَلاء. ومن الزُّكام شَمّا. ومع دُهن الآس ينفع من تَساقط الشَّعَر ويُحَسِّنه. ومن برد المعدة ضِمادا. ويُخرج الجنين الميت والمشيمة ويدرّ الحيض حُمولا وتَدخينا. والشّربة منه الى درهم. ومضرّته بالمحرورين. ويصلحه الصَّندل وماء الورد وقيل يضرّ بالسُّفْل ، ويُصلحه السُّنبل الرُّومىّ ، وبدله المَيْعَة السّائلة.

لذذ :

اللَّذَة ، قال شيخنا العلّامة : هى ادراك الملائم من جهة ما هو مُلائم أى : من الجهة التى هو بها مُلائم وإنْ كان له أحوال أخرى هو بها مُنافٍ كالفاكهة الحلوة فإنّها لذيذة من جهة ملاءمتها بسبب حَلاوتها ومن جهة مُنافيتها بسبب ما تُحدثه من العُفونة ونحوها.

وقال فى القانون (٩) : هى حَسَنَة بالملائِم ، وكلّ حَسَنٍ فهو بقوّة حِسّيّة.


ويكون الإحساس بانفعالها فانْ كان بملائِم أو بمنافٍ كان لذَّة وألما بحسب ما يتأثّر. وقال فى الأدوية القَلبيّة (١٠) هى أيضا إدراك الحصول لكَمَال الخاصّ بالقوّة المدرِكَة.

وهى ادراكٌ ونَيلٌ لوصول ما هو عند المدرِك كمالٌ وخَيْرٌ من حيث هو كذلك. والألم ادراكٌ ونَيْلٌ لوصول ما هو عند المدرِك آفَةٌ وشَرّ. وقد يَختلف الخير والشّرّ بحسب القياس فالشّىء الذى هو عند الشّهوة خير ، فهو مِثْل المَطْعَم والملبس الملائم ، والذى هو عند الغضَب خير فهو الغَلَبة ، والذى هو عند العقل خير فتارةً باعتبار الحقّ وتارة باعتبار الجميل. ومن العقليّات نَيْلُ الشُّكر ووفور المدح والحمد والكرامة. وبالجملة فانّ هِمَم ذوى العقول فى ذلك مختلفة ، وكلّ خيرٍ بالقياس الى سَيء ما فهو الكمال الذى يختصّ به وبنحوه باستعداده الأوّل. وكلّ لذّة فانّها تتعلّق بأمرَين ، بكَمالٍ خَيْرِيّ وبإدراك له من حيث هو كذلك.

ولعلّ ظانّاً يظنّ أنّ الكَمال والخيرات ما لا يُلْتَذُّ به اللّذّة التى تُناسب مَبْلَغَه مثل الصّحّة والسّلامة فلا يُلتذّ بهما ما يُلْتَذّ بالحلو وغيره ، فجوابه بعد فَرْض التّسليم بصحّة أنّ الشَّرْط كان الحصول والشّعور جميعا ، فليس شَرطاً أنّ المُحَسّات اذا استقرّت لم يُشْعَر بها. على أنّ المريض والوَصيب يجد عند الثُّؤُوْب الى الحالة الطّبيعيّة مُغانَصة (١١) غير خفيّة ، وعند تمام الشّفاء يجد التّدريج لذّة عظيمة.

لذع :

اللَّذْع : حُرْقَة كحُرْقَة النّار أو مَسّ النّار وحِدَّتِها. ولَذَعَتْهُ النّارُ : لَفَحَتْهُ. ولَذَعَ


الحُبُّ قَلْبَه آلمه.

ولَذَعَهُ بلسانه ، على المَثل : أوْجَعَه بكلامه. واللَّوْذَعِيُ : الحديد الفُؤاد واللّسان ، والذّكي الذّهن ، كأنّه يَلْذَع من ذَكائه. قال الهذليُّ :

فمَا بالُ أهْلِ الدّارِ لم يتفرَّقوا

وقد خَفّ عنها اللّوذعيُ الحُلاحِلُ (١٢)

وقال أبو دؤاد الأَيَادِىّ :

فَدَمْعِى مِنْ ذِكْرِها مُسْبِلُ

وفى الصّدْرِ لَذْعٌ كجَمْرِ الغَضَا (١٣)

وهذا على المعنى الأوّل.

لزق :

لُزاق الذّهب : هو الأشَقّ ، وتقدّم فى (أ. ش. ق).

واسمٌ لدواء يُصنع من معدن يجلب من أرمينيّة. وأجوده النَّقىّ من الأحجار الشّبيه بلون الكرّاث.

واسم أيضا لشَىء يتّخذ من بَول الصّبيان بأنْ يوضع فى هاون نُحاس أحمر ثمّ يُسْحَق فيحلّ من النُّحاس شىء يُعقد فى الشّمس. وبعضُهم يجعل هذا نوعا من الزّنجار ينفع من القُروح الخبيثة يتنقيته لها.

ولُزاقُ الحَجَر أو لُزاق الرُّخام دواء يُتَّخَذ من نُشَارة الأحجار أو الرُّخام مُضافة الى غبر الجلود ويُلْزَق به الشَّعَر النّابت فى العين. وإنْ ذُرّ منه على الجراحات الطّريّة ألْحَمَها ومنعَها من النُّضْج.

واللَّزُوْق واللّازوق : دواء للجُرْح يَلْزَمُ وضْعُه عليه حتّى يَبْرَأ.


لسب :

اللَّسْب : اللَّدْغ ، يقال : لَسَبَتْهُ الحيّة والعقرب والزُّنبور ، تَلْسِبُه وتَلْسُبُه ، لَسْباً : لَدَغَتْهُ. وأكثر ما يُستعمل فى العقرب. واللَّسْب واللّدغ واللّسع بمعنى واحد ، ولَسِبَ العسلَ ونحوه ، يَلْسَبُه لَسَباً : لَعَقَهُ.

لسع :

اللَّسع : اسم لما يَضرب بمؤخَّره. وهو لذوات الابَر من العقارب والزّنابير. وأمّا الحيّات فانّها تنهش وتعضّ. وفى الحديث : (لا يُلْسَع المؤمنُ من جُحْر مرَّتين) (١٤) وفى رواية : (لا يُلدغ). وهو استعارة ، أى : لا يؤتَى المؤمنُ بمضرَّة من وَجْه واحد مرَّتين.

لسن :

اللِّسان : جارحة الكلام ، يُذَكَّر ويؤنَّث ، والجمع ألْسِنَة وألْسُنٌ. وهو آلة للكلام وادراك الطُّعوم ، مركَّب من لحم اسفنجىّ مازجته شُعَب من الشّرايين والأوردة وغيرها. وينقسم فى طوله الى قِسْمَين لا يتميّزان به فى الحسّ ، ويجمع بينهما غِشاء يتَّصل بغشاء الفم. وله رِباط يشدُّه باللَّحَى. وفى أصله لحم غُدَدِىّ يسمَّى مُوَلِّد اللُّعاب. يقبل الرُّطوبة من فوَّهات العُروق ويؤدِّيها الى الفم. وتحت اللّسان عِرْقان كبيران أخضران يتوزَّع منهما عُروق كثيرةٌ ، يُسَمَّيان بالصُّرَدَين.

ولسان الحَمل : معروف ، بارد يابس فى الثّانية ، وفيه قَبْض وتجفيف ، وهو لذلك ينفع من القُروح الخبيثة كالجَمْرَة والنّملة والشّرَى وداء الفيل المتقرِّح فى


أوَّلِهِ ، وحَرْق النّار ، وسائر الأورام الحارّة والخنازير (١٥) ضِمادا مع دُهن اللَّوز. ومن قُروح الفم واللّثة المسترخية والدّامية وورم اللَّوزتين مَضْمَضَة وشُربا لمائه. واذا شُرِب ماؤه مُفْرَداً أو مع مُعِيْن له قطع سَيلان الدَّم من أىِّ موضع كان. واذا طُبخ وأُكِل مع يَسيرِ خَلّ ومِلْح نفَع من قُروح الأمعاء والاسهال المزمن. وعَصيره اذا قُطِّر فى الأذن نفع من الوَجَع الحارّ ، واذا أُدِيْفَ به السّادج وقُطِّر فى العَين نَفَع من الرَّمَد.

والشّربة من عصيره من أوقيّة الى ثلاثةٍ ، ومن بَزْرِه من درهم الى ثلاثة مَقْلُوّاً ، لقَطْع الاسهال. وبدله ورق الحمّاض.

ولسان الثّور : معروفٌ ، حارّ رَطْب فى الأولَى ، قريب الى الاعتدال.

فيه خاصّيّة لتفريح القب وتقويته لما فيه من اسهال السَّوداء المتولِّدة عن الصَّفراء فيحصُل بذلك تَنقيةٌ لجوهره الرُّوح ودَمِ القلب.

ويُسَكِّن الأعراضَ الحاصلةَ عن الأخلاط المحترقة باخراجها كالوَسْواس والخفَقان والقَرْع وخَبَث النَّفْس والسُّعال الذى عن خُشونة الصَّدر. وأفضلُه الشّامىّ.

والشّربة من الماء الذى قد أُغْلِىَ فيه من أُوقيّة الى أُوقيّتين بالسُّكّر.

وبدله وزنه من الوَرْد المنزوع الأقماع ، ونصفُ وزنه من الابريسم.

ولسانُ العُصْفُور : نبات معروف ، سُمِّىَ بذلك لشَبَههِ بلسان العُصفور ، حارّ فى الثّانية رطب فى الأولى.

يَزيد فى الباه ويُحَرِّك على الجماع.

ناف من الخفَقان وضَعْف القَلْب ووجع الخاصرة.

ويفتِّت الحصاةَ ويُدِرُّ البَولَ.


والشّربة منه من درهم الى درهمين.

وبدله جَوْزُبَوّا.

ومَضَرّته بالكُلَى. ويصلحه البارد الرّطب فى الأولى.

ولسان الكلب : نبات له ورق كورق لسان الحمَل الّا أنّه أطول منه. أملس مُحَدَّد الأطراف. وفى طعمه حَرارة مع قليل مَرارة. وله ساق يعلو نحو الذِّراعَين. وتتشعَّب منها شُعَب كثيرة دِقاق معقَّدة عليها زهر فرفيرىّ يخلف بَزرا دَقيقا أصهب اللّون.

حارٌّ فى الأولى يابسٌ فى الثّانية.

مُلْصِق للجراحات. مُدْمِلٌ للقُروح.

شُرْبُ ماءِ طَبيخهِ نافعٌ من صلابة الطّحال. والشّربة من الماء المذكور من أوقيّتين الى ثلاثةٍ بالعسل.

ولِسان السَّبُع : نبات له أوراق طِوال خَشنة مُشْرِفَة الجوانب تميل خُضرتها الى بياضٍ وصُفرةٍ. وله قُضبان خوَّارة تعلو نحو ذِراعين عليها دوائر كبار فيها زهر فرفيرىّ وله أصْل مُرَبَّع فى طُول الاصبع ، أسود اللّون ينبت فى الرّبيع.

حارّ يابس فى الثّالثة.

شُرْبُ ماءِ مطبوخهِ نافع من الحصاة التى فى الكُلَى والمثانة.

واللُّسّان : عُشبة يسمِّيها أهل الحجاز والبوادي أُذُن الثّور ، لها ورق ينفرش على الأرض خَشن كخُشونة لسان الثّور يسمو من وسطها قضيب نحو الذّراع فى رأسه نَوْرَة كحلاء. باردة رطبة فى الأولى.

دواء نافع من البثور التى تظهر فى اللِّسان. ومن القُلاع مَضْمَضَمة بماء مطبوخِها. ومن حرارة المعدة والخفَقان شُرْباً.


لصف :

اللَّصَف ، لغة فى الأصَف. ومرّ ذِكْرُه. وهو شىء يُشْبِه الخِيار.

ونَبات يسمَّى آذان الأرنب ، له ورق كورق لسان الحمَل. وهو حارّ يُحّسِّن لون الوجه حَكّاً.

لطع :

اللَّطَع : بياضُ باطنِ الشَّفَة ، وأكثر ما يَعْتَرِى السُّودان. ورِقَّة الشَّفة ، وتحاتّ الأسنان الّا أسْناخها. يقال منه : عَجوز لَطْعاء : اذا تحاتّت أسنانُها ، وأنشد ابن دريد على هذا المعنى :

عُجَيِّزٌ لَطْعاء دَرْدَبِيْس (١٦)

لعب :

اللُّعْبَة : الأحمق الذى يُتَمَسْخَر به. ومُلاعِب ظِلّه : طائر بالبادية. وربما قيل له خاطِف ظِلّه ، واللُّعاب : ما سال من الفم. ولُعاب النّحل : عَسَلُه. ولُعاب الحيّة : سمّها. ولُعاب العَنكبوت : ما يُخرجه من فَمِه من نَسْج ، ويسمَّى بخيط اللُّعاب.

وثَغْر مَلْعُوْب : ذو لُعاب. واللُّعبة البَرْبَرِيّة : هى كالسُّوْرَنْجان. وتقدّم الكلام على السُّورنجان فى (غ. ر. ب).

لعس :

اللَّعَس : سَواد فى الشّفة ، وهو مما يُستحسن فيها. قال ذو الرّمّة :


لمياءُ فى شَفَتَيْها حُوَّةٌ لُعُسٌ

وفى اللِّثّاتِ وفى أَنْيابِها شَنَبُ (١٧)

والمتَلَعِّس : الشّديد الأكل. وهو الأكُول الحريص. ويُوصف به الذّئب فيُقال : لَعُوس.

لعق :

اللَّعُوق ، لغةَ : اسمٌ لكلِّ ما يُلْعَق من طَعام أو دَواء إمّا بالإصبع ، فيُقال : لَعَق الشَّىء يَلْعَقُه لَعْقاً : اذا لحَسَه ، أو بالمِلْعَقَة. وهو اسم لما يُلعق من الأدوية ، والجمع لُعُوقات.

وأمّا اللُّعُوقَات فهى أشياء رطبة ذات قَوام كالفَالُوْذَجَات الرَّقيقة تُلْعَق بالملعقة وتُمسَك فى الفم ويُبْلَع ما يتحلَّل منها قليلا قليلا لتَطول مُدّة اجتيازها للمرىء فتتأدَّى إليه وإلى المعدة.

ويقال : لَعَق إصبعه ، إذا مات.

وداء لَعُوق : خفيف ، سهل الشّفاء.

وليس معى إلّا لَعُوق من دواء ، أى : شىء قليل.

لعى :

اللّاعية : شُجَيْرَة صَغيرة مُدَوَّرة الورق تَنبت فى سفح الجبل لها وَرْد أصفر اللّون طيّب الرّائحة قليل. تَستافه النَّحل أيّام الرَّبيع ، وهى اذا رَعَتْهُ كان عَسلها مُسْهِلاً وفيه مَرارة ما.

وهى حارّة يابسة فى آخر الثّالثة ، ولها لَبَن غزير يُسْهِل اسهالاً قويّا يَنفع من


الاستسقاء الزِّقِّى ، وكذلك ورقها اذا طُبخ وأُكِل نفع من هذا المرض. واذا دُقَّ ورقُها طَريّاً وشُرِب عصيرُه أو دُقَّ يابسا واسْتُعْمِل قيّأ وأسهل البلغم والصّفراء.

واللَّعْوَة : السَّواد حول حلمة الثّدى.

واللَّعْوَة ، طبّا : داء يُصيب بدن الانسان ، فيتساقط لحمُه سريعا ، ولا علاج له الّا الكَيُّ أو البَتْر ثمّ تنقية البَدَن من داخله وخارجه بما هو موصوف له من الايارجات والشِّيافات والأدهان ، ممّا هو مذكور فى مواضعه.

لغب :

اللَّغَب : ما بين الثّنايا من اللّحم.

لغد :

اللُّغْد ، واللُّغْدُوْد واللَّغْدِيد : لحمة فى الحلق عند اللهاة بين الحنَك وصفحة العُنُق ، أو ما طاف بأقْصَى الفم الى الحلق من اللّحم. والجمع اللَّغاديد. وعن أبى زيد ، اللُّغْد : مُنتهَى شحمة الأذن من أسفلها. واللَّغانين لحم بين النَّكَفَتَين واللّسان من باطنٍ ، ويقال لها من ظاهرٍ لَغَادِيد ، واحدُها لُغدُود ولُغنُون ، وهى النَّكَفَة.

لغم :

المَلاغِم : ما طاف بالفم من خارجه. وتَلَغَّم بالطِّيب : اذا جعله هناك.

وعن ابن دريد : تَلَغَّم بالطِّيب : اذا تلطَّخ به وتَطَلَّى (١٨).

وداءٌ مُلْغَم ، اذا لم تتوضَّح علاماتُه ، فلم يُهْتَدَ لعلاجه.


لغو :

اللُّغَة : أصواتٌ يُعَبِّر بها كلُّ قوم عن أغراضهم. وأصلها لُغْوَة ، والجمع لُغات والنّسبة لُغَوي. ولَغا فلانٌ عن الصَّوات وعن الطَّريق : اذا مالَ عنه. قال ابن الأعرابىّ : واللَّغْوُ : النُّطق. يقال هؤلاء لُغَتُهم التى يَلْغُوْن بها ، أى : يَنطقون. واللَّغْو أيضا : السَّقَط وما لا يُعْتَدّ به من كلامٍ وغيره ، وما لا يحصل منه فائدة ولا نَفْع.

وجَعلوا منه قوله ، تعالى : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) (١٩) قيل : أى لا يُؤاخذكم بالاثم فى الأيمان اذا كَفَرْتُم. وقيل هى التى يحلفها الانسان ساهياً أو ناسيا. وقيل : هى اليَمين فى المعصية أو فى الغضب أو فى الهزل. ومنه قوله ، جلّ ثناؤه :

(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (٢٠).

لفت :

اللِّفْت : الشَّلْجَم ، وهو معروفٌ. منه برِّىّ ، وهو حارّ فى الثّانية ، رَطْب فى الأولَى ، ومنه بُستانىّ ، وهو أقلّ حرارةً وأكثر رُطوبةً. وهو يدرّ البول. ويَغْذُو كثيرا. ويهيّج المنىَّ لتوليده رِياحا ونَفْخاً. وهو عسر الانهضام. والمخلَّل منه لا يُدِرُّ ولا يُحَرِّك الباه لكن يُنَقِّق الشَّهوة ويُشَهِّى الطَّعام وبذره أجودُ للباه. وهو حارّ فى أوّل الثّالثة ، يابس فى الأولَى. ويدخل فى أدوية السُّموم.

لفح :

اللُّفّاح : نبات يَقْطِيْنىّ أصفر يُشبه الباذنجان ، والى التّفّاح أقرب ، طَيّب الرّائحة يُشَمّ. وهو نافع من السَّهَر ، ولأصحاب المِرَّة الصّفراء ، شَمّاً لا أكْلاً.


لقلق :

اللَّقْلَق : اللّسان. وطائر طويل العُنُق ، والجمع لَقَالِق. وهو حارّ المزاج ينفع الأمزجة الباردة ، ويُعين على الباه.

لقم :

اللُّقْمَة : اسم لما يُهيّئه الانسان للالتقام. واللَّقْمَة : الأكل كلُّه ، ومنه اشتقّ اسم لُقمَانَ ، على ما رُوِي. وقد مرّ ذكره فى (ح. ك. م) ويُروى أنّه ، عليه‌السلام ، قال : ما ملأ آدمي وعاءً شرّا من بطنه ، بِحَسْبِ ابن آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَه ، فان كان لا بُدَّ فاعلا ، فثُلث لطعامه ، وثُلث لشرابه ، وثُلث لنفسه (٢١).

لقو :

اللَّقْوَة : داء يقع فى الوَجْه يَعْوَجّ منه الشّدق ، يقال لُقِىَ فهو مَلْقُوّ. ولَقَوْتُه أنا : أجْرَيْتَ عليه ذلك. وفى حديث ابن عمر : (انّه اكتوَى من اللَّقْوَة) (٢٢). وهى عِلّة ينجذب لها شقٌّ من الوجه غير طبيعيّة فتتغيّر هيئته الطّبيعيّة وتزول جَودة التقاء الشَّفتين والجفنين من شقٍّ ، وأنْ تخرج النَّفخة والبَزْقَة من جانبٍ.

وسببها :

ـ امّا استرخاء.

ـ وامّا تَشَنُّج لعَضَل الأجفان والوجه.

أمّا الاسترخاء فانّه عن أسباب معروفة ، ويكون صاحبه اذا مالَ الى شقٍّ جَذَبَ معه الشّقّ الثّانى فأرخاه وغيَّره انْ كان قوّيّا ، وانْ كان ضعيفا استرخَى وحده. وعند بعضهم أنّ الشّقّ الذى يُرَى مريضا هو الصَّحيح والذى يُرَى صَحيحا


هو المريض. وأمّا التّشنّج ، وهو الأكثر ، فانّه يكون عن أسبابه مثل الكائن عن حُميّات حادّة واستفراغات عن اسهال أو قَىء أو رُعاف ونحوها. واذا تَشَنَّج شِقٌّ جَذَب الشّقّ الثّانى اليه.

وكلُ لَقْوَة امتدَّت ستّة أشهر فلا يُرجَى بُرؤها وقد تُنْذِر بفالَج أو سكتة. وقد زعم بعضُهم أنّ المَلْقُوَّ يُخاف عليه موت الفَجْأة الى أربعة أيّام فانْ جاوَزَها نجا. ومعرفة الشّقّ المأؤُوْف أنّه الذى اذا مُدَّ وأُصْلِح باليَد سَهُل رجوع الآخر بالطّبع الى شَكلِه. وعلامة الاسترخائيّة تَكَدَّر المحسّسات الثّلاث ، التى هى الشّمّ والذَّوق والبَصَر ، ولِيْن فى الجلد ولا يُحَسّ بتمدّد ، وينحدر الجفن الأسفل ، ويُرَى الغِشاء الذى على الحنك المحاذى لتلك العين مُسترخيا رَطْباً رَهْلاً. وعلامة التّشنّجيّة المذكورة تمدّد الجلدِ تمدّدا تَبْطُل معه الغُضون ويصلب عضل الوجه ، ويقِلّ الرّيق. وقيل أنّ الجلد من الجانب المتشنِّج الى نواحى الرّقبة يزداد استِرخاؤه ، وَرَدُّ الفَكّ باليد الى الشَّكل الطّبيعىّ أعسر ، ولا يمكن تغميض العين التى فى الجانب الصّحيح.

وعلاجه أنْ لا يُحَرَّك المَلْقُوّ الى الرّابع والسّابع مُطلقا ، ويُلَطَّف مِزاجه بمثل ماء الحمُّص والزَّيت ولا يُجَفَّف بمثل العَسَل والفِراخ. وانْ كانت الطّبيعة يابسة فتُحَرَّك فى اليوم الثّانى بحقنة لضرورة القَبْض والاستعجال الى الدّواء الحارّ الذى يُجَفِّف المادّة ويُغَلِّظُها ، ويُوجِب يُبْس العَصَب فيَضْعُف تأثير الدّواء فيه. ويجب العلاج بما يعالَج به الفالج والتّشنّج بحسب ما يُناسب. وقد جُرِّب أنّ المَلْقُوَّ اذا شَرب كلّ يوم وزن درهمين من أيارج هِرْمِس متَّصلا أثّر أثَرا قويّا. وممّا يجب أن يُسْقَى كلَّ يوم زنجبيلا ووجّاً معجونَين بالعسل بُكرة وعَشِيَّة قدر جَوزة. ويجب أنْ لا يُقْطَع عنه ماءُ العسل.


فاذا كان المرضُ رطبا فيجب أنْ يُرْبَط الشّقّ الذى فيه العِلّة على الهَيئة الطّبيعيّة ، فانْ كان تَشَنُّجا بدأتَ بتليينه أوّلاً ثمّ بتحليله. وانْ وَجَدْتَ عَلامةَ دَمٍ فَصَدْتَ العِرْقَ الذى تحت اللّسان. واذا لم تُنَقِّه الأدوية كُوِىَ على العِرْق الذى تحت أذُنه. وتُستعمل الممضوغات خاصّة الوَجَّ والجوز بَوّا وعاقِرْقَرْحا والاهْليلَج الأسود ، وأنْ يُمسَك الممضوغ فى الجانب المأوُوْف ، وأنْ يكون فى بيت مُظلم ويُعالَج بما ينقّيه.

والصِّبيان اذا أصابتهم اللّقوة فى آخر الرّبيع سَقَيْتَهم الأطْرِيْفَل الصّغير أيّاماً الى سبعة أيّام ، والغذاء ماءُ الحمُّص.

لكك :

اللَّكّ : صمغُ نباتٍ يُشبه المَرّ يُصبغ به ، وهو أحمر اللّون طيّب الرّائحة يُجْلَب من الهند. وقيل هو طَلّ يقع لى شَجر المَرّ. وهو حارّ يابس فى الثّانية ينفع من الخفَقان البارد السَّبب ، ومن اليَرقان والاستسقاء اللّحمىّ ، ويقوِّى الكبد ويفتح سُدَدَها ، ويقوِّى المعدة ، ويخفِّف رُطوباتها ، وينفع من صلابة الطِّحال ويفتح سُدَدَه ، ومن برد المثانة ، ومن الحميّات المزمنة ، ويُهْزِل السِّمان اذا استُعمل أيّاما على الرِّيق بأوقيّة من الخلّ فى كلّ مرّة. والشّربة منه من درهم الى مثقال. والأجود أنْ يُستعمل مَغْسُولا بأنْ ينقَّى من عِيدانه ويُسحق ناعما ويُصبّ عليه الماء الحارّ الذى قد أغْلِىَ فيه الزَّراوَنْد والإذخِر حتّى يثخن قَوامه جيّدا ثمّ يُصفَّى ويُرْمَى بثُفْلِه ويُترك الماء الى أنْ يصفو ويرسب ما فيه فيصفَّى الماء ويؤخذ الرّاسب فيجفَّف فى الظّلّ ويُرفع فى اناءِ زُجاجٍ لوقت الحاجة. واللُّكّ : ما يُرَكَّب به النَّصْل فى النِّصاب.


لكن :

الأَلْكَن : الذى لا يُقيم العربيّة من عُجْمَة فى لسانه ، لَكِنَ فهو ألْكَن.

لما :

أَلْمَأَ الى شَىءٍ : أشار اليه وذَكَرَه. وأَلْمَأَ به : أظْهَرَه وأبانه. أنشدنا شيخنا العلّامة يصف الشَّيب :

وأشْهَبُ مِنْ بُزاةِ الدَّهْرِ خَوَّى

علَى فُوْدِى فَأَلْمَأَ بالغُرابِ (٢٣)

أى : أنبأ به. وخَوَّى : أرسَل جناحيه. والفَوْدان : جَانبا الرّأس. واللَّمَأ : الذَّهاب بخُفْيَهٍ ، فهو ضِدّ ، كما تَرَى.

لمع :

الأَلْمَعِيُ : الذّكىّ المتوقِّد القلب ، الحديد اللّسان.

وقال الخليل ، رحمه‌الله : اليَلْمَع : الكذّاب ، ويقال : أَلْمَعي ، لغة فيه (٢٤).

وأَلْمَعَ العلاج بالمعلول : اذا بدت تَباشير بُرْئِه وشفائه.

ودواء يَلْمَعُ : اذا لم يكن مُوافقا للعلّة الموصوف لعلاجها ، ويُطلق على كلّ ما يُخْلِف الظّنّ ، قال :

إذا ما شَكَوْتُ الحُبّ كيما تُثيبنى

بِودِّي ، قالت : إنّما أنتَ يَلْمَعُ (٢٥)

واذا اسْوَدَّتْ حَلْمَة الثَّدى من الجارية ، فهى مُلْمِع ، أى : حامل.

وأَلْمَعَتْ به العلّة : مات منها.


لمم :

اللَّمَم : صغار الذُّنوب ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) (٢٦) قال الفرّاء : الّا المتقارب من الذّنوب الصَّغيرة. قيل وهى مِثل القُبْلَة والنظرة وقيل هى النَّظرة من غير عَمْد وقيل هى أنْ يكون الانسان قد أَلَمَ بالمعصية ولَمَ يُصِرّ عليها.

ويقال : غُلام مُلِمّ : قارَبَ البُلوغ. ونخلة مُلِمٌ : قارَبَتِ الأَرْطَاب أو قاربت أنْ تُثْمِر. واللَّمَم ، أيضا : الجنون ، أو طَرَف منه يَلُمّ بالإِنْسَان ، أى : يَقْرُب منه.

وفى الحديث : (أنّ امرأة أتت النّبىّ (ص) فشَكت إليه لَمَماً يأتيها) (٢٧). فوصَف لها الشُّونِيز. وهو أيضا إصابة من الجِنّ تَلُمُ بالإنسان أحيانا وهى المسّ.

والعين اللّامَّة : التى تُصيب بسُوء فى حديث عبدالله بن عبّاس ، قال : (كان رسول الله (ص) يُعَوِّذ الحسَنَ والحسَين بقوله أعيذُكما بكلمات الله التّامّة مِنْ شَرّ كلّ شيطان وهامّة ومن شَرّ كُلّ عين لامّة ومِنْ شَرّ كلّ سامّة. ويقول هكذا كان إبراهيم يُعَوِّذ إسماعيل وإسحاق) (٢٨).

لمى :

اللَّمَى خ ، وأهل الحجاز يقولون اللُّمَى خ : سُمْرَة فى الشّفة أو شَرْبَةُ سَوادٍ فيها. وقال الأصمعىّ : هو سُمْرَة فى الشّفة. وقال مرّة أخرى : هو سواد فيها. وقال غيره الأَلْمَى البارِد : الرِّيْق. ويقال شَجَرة لَمْيَاء الظّلّ ، أى : سوداء كثيفة الوَرَق. وفى الحديث : (ظِلٌ أَلْمَى خ) (٢٩). هو المائل الى السّواد تشبيها باللَّمَى الذى يكون فى الشّفة واللّثّة من خُضْرَة أو زُرْقَة أو سَواد.

وقال بعضهم : اللَّمْيَاء من الشِّفاء : اللّطيفة القليلة الدَّم ، وكذلك اللّثّة اللَّمْياء


القَليلة اللّحْم. ويقال : رَجُلٌ أَلْمَى وامرأة لَمْيَاء وشَفَة لَمْيَاء : بيِّنة اللَّمَى.

لهب :

اللُّهْبَة : إشراق لَون الجسَد. واللهْبَة : العَطَش. الرَّجُل اللهْبَان : العَطْشَان.

واللهَب : لَهَبُ النّار ، والغُبار السّاطع.

ولَهَبُ الحمَّى : شِدَّة توقُّدها ، يقال مجازا تَشبيها لحرارتها بحرارة النّار.

لهج :

اللهجَة واللهَجة : اللِّسان ، وقيل : بل اللهْجَة : طَرَف اللِّسان.

لهد :

اللهْد : العَرَج يُصيب النّاس فى أرجلهم وأفخاذهم. واللهِيدَة : العَصيدة المُعتدِلة القوام.

لهزم :

اللهْزَمَتان : مُضْغَتَان فى أصْلِ الحَنَك ، وقيل هما تحت الأذُنين من أعلا اللَّحْيين والخدَّين ، والجمع لَهازِم.

لهو :

اللهَاة : اللّحمة المُشْرِفَة على الحَلْق وهى لحمة حَمْراء فى الحنَك مُعَلَّقَة على


عَكَدَة اللّسان. والجمع لَهَوَات ولَهَيات. وهى زائدة لحميّة معلَّقة على أعلا الحنجرة كالحِجاب ، أى : انّها بمنزلة اصْبَع الزَّمّار من المزمار ومَنفعتها تَدريج الهواء لئلّا يَقْرَع ببردِه الرّئة فجأة ولِتَمْنَع الدُّخان والغُبار ولتكون مقرِعة للصَّوت يَقوَى بها ويَعْظُم كأنّها بابٌ مؤصَد ، أى : مُطْبَق على مَخرج الصّوت بقَدَرِه ، ولذلك يَضُرّ قطعُها بالصّوت ويُهَيِءُ الرّئة لقبول البرد والتّأذِّى به.

لوب :

اللَّوْب واللُّوب : العَطَش الشّديد أو استدارة الحائِم حول الماء وهو عطشان لا يصل اليه.

واللُّوبَياء : نبات معروف ، مُذَكَّر يُمدّ ويُقْصَر. ولهذا النّبات ورق كورق اللَّبْلاب وحَبُّه هو المستعمل طبّا. وشكله كشكل الكُلَى ، ولونه منه ما هو الى الحمرة ومنه ما هو الى البياض ومنه ما هو الى السَّواد. وطبعه الحرارة والرُّطوبة فى وسط الدَّرَجَة الأولى. والأحمر أكثر حرارة. والأبيض أكثر رطوبة. يُدِرّ الحيض وخُصوصا مع دُهن النّاردِين. ويُدِرّ البَول. ويُحَرِّك الباهَ. وينفع الصَّدْر والرِّئة. وينبغى أنْ يؤكل مع الملح والصّعْتَر.

والمَلاب : ضَرْبٌ من الطِّيب فارسىّ ، وهو الزَّعفران. واللُّوْب : النَّحْل.

لوح :

اللَّوْح : كلُّ صَحيفة عَريضة من خَشَب أو عَظْم. وقيل أَلْوَاح الجسَد : عِظامُه ما خلا قَصَب اليدَين والرِّجلين. واللُّوح : الهواء بين السّماء والأرض ، وقد يُفْتَح. والعَطَش أو أخَفُّه أو سرعته. والمِلْوَاح : الطّويلُ ، والسَّريعُ العَطَش مِنَ


الدَّوابِّ ، عن أبى عُبيد. ولَوَّحَهُ المرضُ : غَيَّر لونه ، الى كُمْدَة.

لوز :

اللَّوْز : معروف اسم جنسٍ ، الواحدة لَوْزَة.

والحلو منه مُعتدل فى الحرارة والبُرودة. رَطْب فى الأولى.

والمُرّ حارٌّ يابس فى الثّانية.

والحلو ينفع من السُّعال ويُرَطِّب الصَّدر ويليّن الطّبيعة ويَزيد فى المنىّ وينفع من حُرْقَة البَول ويُسَمِّن.

والمُرّ ينفع من الرَّبو ويفتح سُدَدَ الكبد والطّحال ويقتل الدّود. والشّربة منه قدر أوقيّة. واستعماله بالسُّكَّر يمنع ثقله على المعدة.

واللَّوْزَتان : من أعضاء الحَلْق وهما اللَّحمتان النّابتان فى أصل اللّسان الى فوق كأنّهما أُذنان صَغيرتان وهما عُصَيبتان ومِنْ بينهما يكون طريق الطّعام الى المريء ، وهما تُساعدان على مَنْع الهواء من أنْ يندفع جُمْلَة عند الاستنشاق لئلّا يَشْرَق به الحيوان.

لوص :

اللَّوْص : وَجع الأذن. ووجع النَّحْر. وفى الحديث : (من سَبَق العاطس بالحمْد أمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْص) (٣٠).

لوع :

اللَّوْعَة : وَجَع القلب وحُرقته من حُبّ أو هَمّ أو مَرَض.


لوف :

اللُّوف : نبات مُختلف منه كبير سَبط له أصْل كبَصَل العُنْصُل وساق غليظة وورق كورق اللَّبلاب. وفيه آثار مختلفة الألوان ويُسَمَّى بلون الحيّة لشَبَهِ ساقِه برَقْش الحيّة. ومنه وَسَط جُعِلَ له أصل دون الأوَّل ، وساق فى طُول الشّبر وورق صغير ، ومنه صغيرٌ أصْلُه كالزّيتون.

والسَّبط فى آخر الأولى أكثر حرارة وتحفيفا. والجَعْد فى آخر الثّانية أشدّ فى التّسخين. وأقوى ما فيه بَذْرُه وأنْفَع ما فيه أصْلُه مُفَتِّح للسُّدَد مُقَطِّع للأخلاط الغَليظة اللَّزجة ، تقطيعا مُعْتَدلا وفيه جَلاء. والجَعْد فى كلّ ذلك أقوَى. وهو يضرّ بالكبد ويُصْلَح بالهِنْدِباء.

لوى :

اللَّوِيَّة : ما يُخْبَأ للضّيف أو يدَّخره الرَّجل لنفسه. وألْوَى الرَّجل : أكل اللَّويَّة.

واللَّوِي : وَجَع فى المعدة أو فى الجَوْف ، لَوَى يَلْوِي لِوىً ، فهو لَوٍ. واللُّوَّة : العُود الذى يُتَبَخَّر به.

ليثرغس (٣١) :

لَيْثُرْغُس : لفظ يونانىّ للسِّرسام البارد. وهذه العِلَّة مُسَمّاة باسم عَرَضِها ، لأنّ "ليثرغس" هو النّسيان ، لأنّه يَلْزَمُها ، ومِن اسمها أخْطأ فيها كثير من الأطبّاء فلم يعرفوا أنّ الغرض منها هو المرضٌ الكائنُ عن وَرَم بارد ، بل حسبوا أنّ هذه العِلّة هى نَفْس النِّسيان. وسببُه مادّة بَلْغَميّة فى داخل القِحْف فى مَجارى رُوح الدِّماغ.


وعلامتُه صُداع خفيف وحُمَّى ليّنة وبُزاق وتَثاؤب كثير وبَياض فى اللِّسان وكَسَل عن الجواب واختلاطُ عَقْل ونِسيانٌ لازِمٌ. وتكون العين ـ غالبا ـ مَفتوحة شاخِصَة. وعلاجُه استفراغ المادّة بالحقن والحبوب ، وقد يُفْصَد فيه لأنّه ينقص المادّة.

ليل :

اللَّيل ، لغةً : زَمَنُ الظُّلْمَة من نحو غُروب الشَّمس إلى نحو شُروقها. وشَرْعاً بين غُروب الشّمس الى طُلوع الفَجْر الصّادق. والنّهار ، لغةً : زمن الضَّوء من نحو شروق الشّمس الى نحو غروبها ، وشَرْعاً بين طُلوع الفجر الصّادق الى غروب الشّمس.

وقال الخليل : اللَّيل عند العرب الظَّلام ، والنَّهار الضَّوء (٣٢). قال ابن السِّكِّيت : قال النّضر : أوَّل النّهار من طُلوع الشَّمس ولا يُعَدّ ما قبل ذلك من النّهار.

واللّيلة بين غُروب الشّمس الى طُلوع الفَجْر وجمعها "لَيَالي" بزيادة الياء على غير قياس. وقياس جمعها لَيلات ، مثل بَيضة وبَيْضات. وقال الفرّاء : اللّيلة فى الأصْل ليلية ولذلك فتصغيرها لُيَيْلَة. وشَذَّ التّصغير كما شَذَّ التَّكبير. هذا مذهب سيبويه فى كلّ ذلك. وحكَى الكسائىّ لَيَائِل جمع لَيْلَة وهو شاذّ أيضا. وقال الجوهرىّ : اللَّيْل واحدٌ بمعنى جَمْع ، وواحده لَيلة ، وقد جُمِعَ على "لَيَالِي" فزادوا فيه الياء على غير القياس. ونَظيره أهْل وأهالى. ويقال كان الأصل فيه لَيْلَاة فحُذِفَت فى جَمْعِها ، وتَصغيرها لُيَيْلَة.

والمَلَوان : اللّيل والنّهار ، لأنّهما يَمْلَئَانِ الآفاق نُورا وظلمة. والجَدِيدان لِتَجَدُّدِهِما


بالضّياء والظّلام على الدّوام.

وسأل الاسكندر بعض الحكماء عن أيّهما أسبق اللّيل أم النّهار؟ فقال : هما فى دائرة واحدة والدّائرة لا يُعرف لها أوّل ولا آخِر. وان اعتُبِر وجودُهما بالاضافة الى العالَم فلا يخلو امّا أنْ يكون الاعتبار بالاضافة الى العالم العُلْوِىّ وهو من الفَلَك المحيط الى مُقَعَّر فَلَك القَمَر أو بالاضافة الى العالَم السُّفْلِىّ وهو من مُقَعَّر فَلَك القَمَر الى كُرَة الأرض. فانْ كان بالاضافة الى العالَم العُلوىّ كان ذلك باطلا اذ العالَم العُلوىّ لا ليلَ فيه ولا نَهار اذْ لا ظلام يتَعاقب عليه. فيُسمَّى نُوره نَهارا. بل الأجرام العُلْوِيّة أجسام شفّافة مُضيئة نَيِّرة بطبعها أو بانعكاسٍ عن غيرها على الدَّوام ، وانْ كُنّا نَرَى الشَّمس والقمر يُكْسَفان عندنا فانّما ذلك الحائل يَحُولُ بين أبصارنا فى هذا العالَم وبين نُوْرَيْهِما والّا فهما فى عالمهما على وَتيرة واحدة من النّور والضّياء لا تبديل لها ولا تَغيير الى أنْ يشاء العزيز القدير. وان اعتُبِر وُجود اللّيل والنّهار الى هذا العالَم السُّفْلِىّ كان اعتبارا حَقّاً الّا أنّه يجب أنْ تكون أسماءُ اللّيل والنّهار ـ هاهنا ـ دالّة على النُّور والظُّلمة ، كما قال الخليل أنّ اللّيل عند العرب الظّلام ، والنّهار الضّوء ، حتّى لا يكون مَدلول اسْمَى اللّيل والنّهار على ما نفهمه نحن الان من تَعاقُب الضّياء والظّلام عندنا. فانْ كان ذلك كذلك كان اللَّيل مُتَقَدِّما على النّهار بالطَّبع والذّات ، على رأى المتشرّعين والفلاسفة. أمّا الفلاسفة فانّهم متّفقون على أنّ جميع أجرام العالم شفّافة منيرة أو قابلة للنّور مؤدّية له ما خلا كرة الأرض فانّها كثيفة لذاتها مظلمة بطبعها ، وأنّ الظّلام الموجود فى العالم انّما هو منها ، وأنّ ذلك ذاتىّ فيها لا عارض لها بل هو ملازم لها ملازمة الظّلّ للشّخص ، والنّور للشّمس ، والضّياء فيها انّما هو عرضىّ لها طار على الظّلام


الذّاتىّ الملازم فما قابله ضوء الشّمس انزاح الظّلام عنه الى الجهة الأخرى التى تظلّ مظلمة حتّى تقابل الشّمس فينزاح ظلامها الى الجهة التى كانت مضيئة ، هكذا على الدّوام. وهذا هو الذى عليه أهل العلم.

وأمّا المتشرّعون فانّهم على اختلاف عللهم متّفقون على تقديم اللّيل على النّهار فى الوجود ، ثمّ ذكروا أدِلّة يطول ذكرها.

وأمّا مذهب العرب فانّهم متَّفقون على تقديم اللّيل على النّهار ، وعلى ذلك يؤرِّخون فيقولون لخمس بَقِيْنَ من الشّهر ، وبدايته بالهِلال ، فيكون أوّله على ذلك اللّيل. وفى الحديث : (صُوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) (٣٣). وفيه : (مَنْ صام رَمضان وأتْبَعَه ستّاً من شوّال كان كصِيام الدَّهر) (٣٤). فقال ستّاً ولم يقل ستّة ، فدَلّ على أنّه (ص) جَعل بداية الشّهر اللّيل. وانّما أراد بالصّيام الأيّام اذ الليل لا يُصام. واستدلّ جماعة عل ذلك بقوله ، تعالَى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) (٣٥) أى يَسْلَخ النّهار عن اللّيل بغروب الشّمس فتظهر الظُّلْمَة بدليل قوله بعده : (فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) (٣٦) قال الفرّاء : أى داخلون فى اللّيل لأنّ الأصل الظُّلمة والضَّوء عارض.

والمَلِيلَة (٣٧) : حَرارة حُمَّى الدِّقّ ، وفى الحديث : (لا تزال المَلِيْلَة والصُّداع بالعَبْد) (٣٨). وفى المثَل : (ذَهَبَت البَلِيْلَةُ بالمَلِيْلَة)(٣٩). البَلِيلَة : الصّحّة. والمُلُول : المِكْحال ، وهو المِرْوَد الذى يُكتحل به.

ليى :

اللِّياء : اللُّوبياء. قال ابن الأعرابىّ : وقيل هو شَىء يؤكل كالحمُّص وهو شديد البَياض يكثر فى الحجاز ، وينبت فى اليَمَن وعُمان. وهو قَدْرُ الحمُّص وعليه


قُشور رِقاق. يُفْرَك من قِشْرِه ويُؤكل. وربّما أُكِل بالعسل. ويقال للمرأة اذا وُصِفت بالبياض كأنّها اللِّياء. وفى الحديث : (انّ رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أكل لياء ثمّ صلَّى ولم يَتوضأ) (٤٠). واحدتها لية.

واللِّيَا أيضا : سمكة يتَّخذ من جلدها التِّرَسَة الجيّدة فلا يؤثّر فيها شَىء ولعلّ اللِّيا فى الحديث هذا النَّوع من السَّمَك.


حواشي حرف اللام

__________________

(١) العين (لبب).

(٢) القرظ : نبات معروف. ومنه كانوا يستخرجون الدّواء المعروف بالأقاقيا. وأشهر ما كانوا يستعملون القرظ فى دباغة الجلود. المجمل ٤ / ١٥٤. ل ع م ٤ / ٣ / ١٤.

(٣) بلفظ قريب من هذا فى الطّبّ النّبوىّ ٢٩٩.

(٤) الطّبّ النّبوىّ ٩٥.

(٥) النّطرون هو ملح البارود ، ويعرف كيمياويا بنترات البوتاس ، يحصل على الصّخور الكلسيّة وعلى جدران الأبنية الرّطبة. واستعملوه كثيرا لصناعة البارود. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ١٥٩.

(٦) النّهاية ٤ / ٢٤٤.

(٧) النّهاية ٤ / ٢٤٥.

(٨) ن م ٤ / ٢٤٥.

(٩) القانون واحد من أشهر كتب ابن سينا.

(١٠) الأدوية القلبية لابن سينا أيضا.

(١١) المغانصة : ضيق الصّدر. كما فى اللسان (غنص).

(١٢) لأبى خراش الهذلىّ فى ديوان الهذليين ٢ / ١٤٩. واللّسان (لذع).

(١٣) ديوانه ٦٤. واللسان (لذع).

(١٤) النّهاية ٤ / ٢٤٨.

(١٥) الخنازير : قروح صلبة تحدث فى الرّقبة. اللسان (خنز).


__________________

(١٦) الجمهرة ٣ / ١٠٦.

(١٧) ديوانه ١ / ٣٢. العين (لعس).

(١٨) الجمهرة ٣ / ١٤٩.

(١٩) البقرة ٢٢٥. والمائدة ٨٩.

(٢٠) المؤمنون ٣.

(٢١) ينظر فيه الطّبّ النّبوىّ ١٢.

(٢٢) النّهاية ٤ / ٢٦٨.

(٢٣) عيون الأنباء ٤٤٧.

(٢٤) العين (لمع).

(٢٥) المقاييس ٥ / ٢١١. اللسان (لمع).

(٢٦) النّجم ٣٢.

(٢٧) النّهاية ٤ / ٢٧٢.

(٢٨) ن م ٤ / ٢٧٢.

(٢٩) ن م ٤ / ٢٧٤.

(٣٠) النّهاية ٤ / ٢٧٦.

(٣١) تنظر مادة (سرسم) أيضا.

(٣٢) بعبارة قريبة فى العين (ليل).

(٣٣) رواه البخارى فى كتاب الصّوم. وانظر المسند ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٦.

(٣٤) رواه مسلم فى كتاب الصّيام. وانظر المسند ٣ / ٣٠٨ ـ ٣٢٤.

(٣٥) يس ٣٧.

(٣٦) يس ٣٧.


__________________

(٣٧) حقّها أن تكون فى (ملل) فهى أقرب لمعانيها.

(٣٨) النّهاية ٤ / ٣٦٢.

(٣٩) اللسان (ملل).

(٤٠) النّهاية ٤ / ٢٨٦.



حرف الميم

م



مارستان :

المارَسْتان : دار المريض ، كذا نطقت به العَرَب ، وأصله بالفارسيّة بِيْمارَسْتَان ، ومعناه : موضع المريض ، لأنّ (بيمار) مريض ، و (أستان) الموضع. وأوّل من وضع للمريض دارا أبقراط.

ماش :

الماش : اسم فارسىّ لحَبّ صغير مأكول معروف ، وهو الكَشْرُ عند أهل مكّة. وهو بارِد يابس فى الأولى معتدلٌ فى الرُّطوبة. والخِلْط المتولِّد منه محمود لا سيّما اذا قُشِر وطُبخ بدُهن اللَّوز. ينفع المحمومين وأصحاب النَّزلات الحارّة وخُصوصا اذا طُبخ مع الخسّ. ويُلَيِّن الطَّبيعة ولا سيّما اذا طُبخ بماء القُرْطُم. واذا طُبخ بقِشْرِه وحُمِّض بماء الحصرم أو السُّمّاق عَقَل الطّبيعة وسَكَّن الحرارة. واذا طُبِخ بالخلّ نفع من الجرَب المتقرِّح. والضّماد بدَقيقه يُقَوِّى الأعضاء الواهنة لا سيّما اذا عُجِنَ بالشَّراب مع الزَّعفران.

مالنخوليا :

المالَنْخُوْلِيا : اسم لنَوع من الجُنون. وهو لفظ يونانىّ ، معناه الخِلْط الأسود. وهو سبب هذا المرض فسُمِّىَ باسم سببه.

وسمعتُ الثَّعالبىّ (١) يقول : المالَنْخُوْليا : ضَرْبٌ من الجنون ، وهو أنْ يَحدث بالانسان أفكارٌ رديئة ويغلبه الخوف والحزن. وربّما صَرَّح بتلك الأفكار ونطق بها ، وخَلَّط فى كلامه.

وطِبّاً : تَغيُّر الظُّنونِ عن المجرَى الطّبيعىِّ الى الفَساد لسُوء مزاجٍ مادّىّ يُوْحِش


النَّفْسَ ويُفزعها بظُلْمَته من داخلها كما تُوحشها الظُّلمة وتفزعها من الخارج.

وسببه فى الأكثر :

ـ امّا سوداء وعَلامَتها الهَمّ والفِكَر والخَوف والفَزَع والبُكاء والتَّخيّلات الرَّديئة وحُبّ الوَحْدَة والظُّلمةِ. وعلاجها الفَصْد بشروطه. واستفراغ السّوداء بمطبوخ الأفْتِيْمُوْن بعد الانضاج وتَرطيب البَدَن بالأغذية والأشربة ، وتقوية الدّماغ والقَلْب بالمفرِّحات المعتدلة.

ـ وامّا صفراء لم يشتدّ احتراقها ، وعلامتُها البَهر والاضطراب والصِّياح وكثرة الغَضب وصُفْرَة اللّون ، وعلاجها تنقية البدَن بمطبوخ الاهْلِيْلَج (٢) وتعديله بالأغذية والأشربة الباردة الرّطبة.

ـ وامّا دَمٌ لم يشتدَّ احتراقه. وعلامته الضَّحك وحُمْرَة العين وعِظَم النَّبض مع سُرْعَةٍ. وعلاجه الفَصْد وتنقية البدَن بمطبوخ الفاكهة وتَرطيبه.

ـ وامّا بَلْغَم لم يشتدَّ احتراقه وهو نادر. وعلامته الكَسَل والسُّكون. وعلاجه تنقية البدن بالحبوب والايارجات.

ومواضع الأسباب المذكورة :

ـ امّا فى الدّماغ نفسه.

ـ وامّا متوجِّهة اليه من البدن كلّه.

ـ وامّا من عُضْوٍ مخصوص.

وعلامة الذى فى الدِّماغ نفسه افراطٌ فى الفِكْرَة ودَوام الوَسواس والنّظر الدّائم الى الشَّىء الواحد ، والى الأرض.

وعلامة الذى بمشاركة البَدَن كلِّه احتباس ما كان يُسْتَفْرَغ عادة. وتَقَدُّم استعمال أغذية يتولَّد عنها ذلك الخِلْط.


وعلامة ما كان عن عُضْو مخصوص فهو انْ كان من الطّحال فعلامته كثرة الشَّهوة مع قلَّة الهضم ، ونَفخ الطّحال. وأكثر مَنْ به مالَنْخُوْليا فانّه مَطْحُوْل. وانْ كان من المعدة فعلامته زيادة العِلّة عند الأكل وعند التُّخَمَة. وانْ كان من المَراقّ فعلامته ثقل فيها وانجذاب الى أعلا وتَهَوُّع لازم وفَساد هضم وجَشَأ حامض.

العلاج العام :

يجب أنْ يُفَرَّح صاحبُ هذه العِلَّة ، وأن يُرَطَّب هواء مَسكنه ، وأنْ يُشَمَّم الرَّوائح الطّيّبة. وأنْ يتجنّب القَديد والعَدَس والباذنجان. وأنْ يُمسح رأسُه بماء الخَشْخَاش للتّنويم ، فانّه من أوفق علاجاته. وملاك الأمر استفراغ المادّة مع التّرطيب وتقوية القلب وتَفريحه بحسب المزاج.

وقال بعض الأطبّاء : أنّ المالَنْخُوْلِيا قد تحصل عن الجنّ ، ونحن من حيث صنعة الطّبّ لا نلتفت الى ذلك ، ونقول أنّ سببها استحالة المزاج بالهَمّ الى السَّوداء ، أو غَلَبة الصّفراء ، أو الدّم الغليظ ، أو البَلْغَم كما ذَكَرنا.

ماج :

مَؤُجَ الماءُ : مَلُحَ. والمُؤوجَة : الملوحة. والمُؤوج : مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ ، والسَّلْعَة تَمُوجُ بين الجلد والعظم. حكاها الخليل (٣) رحمه‌الله.

مأق :

المَأقَة : شِبْه الفُواق يَعْتَرِى الانسان عند البُكاء كأنّه نَفَس يتقلَّع من الصَّدْر. ومَؤْق العَين ومَأْقُها : طرفها الذى يلى الأنف ، والجمع آمَاق ، كما فى قول


الخنساء :

تَرَى آماقَها الدَّهْرَ تَدْمَعُ (٤)

وتجمع أَمْآق ، كما فى قوله :

فارَقْتُ لَيْلَى ضَلَّةً

فنَدِمْتُ عند فِراقها

فالعَينُ تَذْرِى دَمْعَها

كالدُّرِّ من أَمْآقِها (٥)

ويُترك هَمْزُها ، فيقال : مُوْق ، والجمع : أمْوَاقٌ ، الّا فى لغةٍ مَنْ قَلَبَ ، فقال : آمَاق.

متروديطوس :

مِتْرُوْدِيْطوْس : دواء مُقَبِّضٌ للطّبيعة جدّا (٦). ويقولونه ، بالثّاء : مِثْرُوْدِيْطُوْس ، أيضا ، كلمة عن اليونانيّة.

متك :

المُتْكُ : الأُتْرُجّ. وعِرْقُ أسفلِ الكَمَرَة. قال ثعلب : زَعموا أنّه مَخْرَج المنىّ.

والمُتْك : عِرْقٌ فى باطِن الذَّكَر عند أسفل جَوفه ، وعِرْقٌ فى بَظر المرأة.

مثن :

المثَانة : مُسْتَقَرّ البَول. وموضعها بين الدُّبُر والعانة. وهى عضو مركَّب من رِباط كثير وعَصَب يسير طويل مستدير ، طرفاه أضيق من وسطه. ذات طبقَتين


الباطِنَة أصْلَب من الخارِجة. والبَول يَجِىْءُ اليه من الكُلْيَتَين ثمّ يندفع عنه الى الاحليل أو الفَرْج. ومَثِنَ الرَّجلُ : لا يَسْتَمْسِك بوله. هو أَمْثَن وهى مَثْناء.

مجج :

المُجَاج : الرِّيْق تمجُّه من فِيْك. واللَّبَن لأنّ الضَّرْع يمجُّه. والعَسل لأنّ النَّحل تمجُّه. وفى الحديث : (انّه كان يأكل القِثّاء بِالمُجَاج) (٧). أى : العسل ، ويقال له مُجَاج النَّحل. ومُجاج المُزْن : المطَر. ومُجَاج العِنَب : ما سال عن عَصيره. ومُجَاج الجراد : لُعابه. والمَجَاج : العُرْجُون.

والمَجّ : حَبٌّ كالعَدَس الّا أنّه أشدّ منه استدارةً ، وهو" الماش" بالفارسيّة ، ومرّ ذِكْرُه فى (م. ا. ش).

مجع :

المَجِيع : أكل التَّمر باللَّبَن معاً أو أكل التّمر ثمّ يُشرب عليه اللَّبن.

أنشد بعضهم :

انّ فى دارِنا ثَلاثَ حَبالَى

فَوَدِدْنَا أنْ لَوْ وضَعْنَ جَميعا

جارَتِى ثمّ هِرَّتِى ثمّ شَاتِى

فاذا ما وَضَعْنَ كُنَّ رَبيعا

جارَتِى للخَبيصِ والهِرّ للفارِ

وشاتِى اذا ما اشتَهينا مَجِيعَا (٨)

والمَجِع : الرَّدىء من الأدوية وغيرها.


والمَجِع : المتطبّب الذى لا دِراية له بصَنْعَة الطّبّ.

مجن :

الماجِنُ ، عند العرب : الذى يرتكب القَبائح الرَّديئة والفضائح المخزية ولا يُبالى بعَذْل عاذِلٍ ولا تقريعِ قارعٍ. والمُجُون : خَلْط الجِدّ بالهزل.

محح :

المُحّ : خالِص كلّ شىء. وصُفْرَة البَيض. والمُحُ والمُحَّة : صُفْرَة البَيض. وانّما يريدون فصّ البيضة لأن المُحَ جوهرٌ ، والصُّفرة عَرَض. ولا يُعَبَّر بالعَرَض عن الجوهر الّا أنْ تكون العرب قد سَمَّت البيض صُفْرَة وهذا ممّا لا أعرفه ، وانْ كانت العامّة قد أولعت به.

ويقال لبياض البَيض الذى يؤكل : الأحّ ولصُفرته المُحّ.

محز :

الماحُوز ، وهو المَرْماحُوْز ، وهو المرّ الجبلىّ ، ويُذْكَر فى بابه (٩).

محض :

المَحْض : اللَّبَن الخالص ، حُلْواً كان أم حامِضا. وطبّاً هو الدّواء الخالص غير المَشوب بما ليس من صِفَته.

محق :

المَحْق : النُّقصان وذَهاب البَرَكة. والمَحَاق آخِرُ الشَّهر أو ثلاث ليالٍ من آخره أو أنْ يَسْتَتِر القمرُ ليلَين فلا يُرَى غُدْوَةً ولا عَشِيَّة.

وقال ابن الأعرابىّ : سُمِّي المَحَاق مَحَاقا لأنّ القمر طَلَع مع الشَّمس فمَحَقَتْهُ


فلمْ يَرَهُ أحَد.

وأمْحَقَه الدّاءُ : أهْلَكَه. وأمْحَقَهم الله ، تعالى ، بذُنوبهم : أهْلَكَهم وأبادهم.

محو :

المَحْوَة : المَطْرَة تَمحو الجدْب. والرّيح الدّبور لأنها تمحو السّحاب ، وتمحو الأثر.

ويقال فى الرّيح مَحْوَة ، بلا لام ، فهى مَعْرِفَة لا تتصرَّف ولا تدخلها الألف واللّام.

ومَحْوَة : ريح الشمال ، لأنها تفرِّق السَّحاب وتَذْهَب به ، والجَنوب تجمعُه.

مخخ :

المُخّ : نِقْىُ العَظْمِ والدّماغ.

والمُخّ : جِسْم ليّن ودَسم بارِد رطب ، وأكْلُه عند العرب عارٌ ، وكأنّه عندهم شَرّ ، هو وشَحْم العين.

وقال الرّاجز :

ما دام مُخٌ فى سُلامَى أو عَيْنْ (١٠).

والمُخّ : خالِص كلّ شىء ، وفى الحديث : (الدُّعاء مُخّ العبادة) (١١). أى : خالِصها.

مخض :

المَخِيض : اللّبن الذى قد مُخِضَ وأُخِذَ زُبده.

والمَخَاض : وَجَع الوِلادة ، وهو الطَّلَق.


مدد :

التَّمَدُّد : مرض آلِيٌّ يمنع القوَّة المحرِّكة عن قبْض الأعضاء التى من شأنها أنْ تَنقبض لأنّها فى العَضَل والعَصَب. وهو ، فى الحقيقة ، ضدّ التَّشنُّج ، وداخلٌ فى جِنْس التَّشَنُّج دخول الأضداد فى جنس واحد واعتزاؤهما الى سبب واحد يقع وقوعا مُتضادّا ، الّا أنّ التَّشَنُّج يكون الى جهة واحدة. واذا اجتمع تشنُّجان فى جهتين متضادَّتين صارا تمديداً ، كمن يعرض له التّشنُّج من الأمام والخلْف معا فيعرض له من الحركتين المتضادَّتين فى أعضاء بدنه أنْ تمدَّد. ولمّا كان هذا التّمدُّد تَشَنُّجاً مضاعفا وَجَب أنْ يكون أكثرَ من التَّشَنُّج البسيط حِدّةً ، فيكون دَبيبه أسرع. وقد يكون هذا المضاعف ليس من تشنُّجَين بل من تمدُّدين لأنّه فى العَضَل والعَصَب ، أىْ دُوْنَ الوَتَر لأنّ عُروض التَّمدُّد لآفة فيه قليل جدّا. وهو ضدّ التّشنُّج لأنّ ما يعرض عنه التَّمدُّد وهو عدم الانقباض ضدّ ما يعرض عنه التَّشَنُّج وهو عَدَم الانبساط. والجِنْس الذى يدخل فيه التَّمدُّد والتَّشَنُّج هو بُطلان الحركة الارادية الّا أنّها فى التّمدّد بُطلان الحركة الانقباضيّة ، وفى التّشنّج بطلان الحركة الانبساطيّة. واعتزاؤهما الى سبب واحد لأنّ التّمدّد يُشارك التّشنّج فى السَّبب الفاعل لهما كما أنّ الضّدَّين مشتركان فى الاعتزاء الى سبب واحد كالحرارة مثلا اذا تعلَّقت بجسم رطب سَوَّدَتْه واذا تعلَّقت بجسم يابس بيّضته ، وكالماء البارد والملاقِى لظاهر البدن فانّه يُبَرِّد بذاته ويُسَخِّن بالعَرَض لتكشيفه المسامّ وانسدادها فتحتقن الأبخرة الحارّة. وكذا السَّقْمُوْنِيا اذا فعلتْ فى البَدَن بكيفيّتها سخَّنته وانْ فعلتْ فيه بصورتها النَّوعيّة فأسهلتْ منه الخَلط الحارّ برَّدتْه. ولمّا كان هذا التّمدّد تَشَنُّجاً مُضاعَفا وَجَبَ أنْ يكون أكثرَ من التّشنّج البسيط حِدّةً ، لأنّ احتمال الطَّبيعة


لنوعٍ واحد أكثر من احتمالها لنَوعَين. وقد يكون هذا المضاعف ليس من تَشَنُّجَين بل من تمَدُّدَين هذا اذا عَرَض للعُضْو سببٌ يَجذبه طولاً فى طَرَفه وسبب آخر يجذبه طُولاً فى طرفه الاخر. فكأنّه حادِثٌ عن تشنُّجات. ولذلك ينبغى أنْ يكون أكثرَ من التّمدُّد الكائن من تَشنُّجَين حِدّةً. واذا علمتَ هذا فاعْلَمْ أنّ أسباب التّمدّد كأسباب التّشنّج وأنّ علامات أنواع ذاك كعلامات أنواع هذا ، وأنّ معالجاته كمعالجات أنواعه. وقد تقدَّم فى (ش. ن. ج).

والمِدَّة : ما يَجتمع فى الجرح من القَيْح.

والمُدّ : مِكيالٌ ، وهو رطلان عند أهل العراق أو رطل وثُلث عند أهل الحجاز أو ملءُ كَفّ الانسان المعتدل اذا مَلأهما ومَدَّ يَدَه بهما. وبه يُسَمَّى مُدّاً ومنه (سبحان الله مدادَ كلماته)(١٢).

مدن :

مَدْيَن : قيل هو اسم أعجمىّ ، فانْ اشْتَقَقْتَه من العربيّة فالياء زائدة ، وقد يكون مَفْعَلاً وهو أظهر.

مدى :

المَدَى : الغاية. ومَدَى البَصَرِ : مُنتهاه .. يقال : أرْضٌ قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ ، ومَداه ، حكاهما ابن السِّكّيت. والمُدْية ، مثلَّثة الميم : الشَّفْرَة : والجمع : مُدىً ومُدَيات ، ومِدىً. والمُدَى : مِكيال ، وهو غير المُدّ ، ويَسَعُ جَريباً ، والجريب يسع خَمْسَةً وأربعين رطلاً ، وقيل غير هذا.


مذح :

مَذَحَتْ فَخذاه : اذا كانتا مُلتويتين تَسْحَجُ احداهما الأُخرى عند المشى.

وتمذَّح : سَمِن وغَلُظ.

مذر :

دواءٌ مَذِرٌ : فاسد أو ضارٌّ. والتّمذُّر : الخُبْث فى النَّفس. ومَذرت البيضة : فسدت. ومَذرت معدته : فسدت.

والأمْذَر : الذى سَهُلَتْ طبيعتُه ، فأكثر من الاختلاف الى الخلاء.

مذل :

المَذِيل : المريض الذى لا يَتقارّ من شدّة الوجع والألم.

والمَذِل : الذى لا يَقْوَى على ضَبْط نفسه ، من بَوْل أو غائط أو غَيْظ ، وهو ممّا يُطْلَق على أمراض البدن والنَّفْس.

والإمْذِلال : الاسترخاء والفَتْرَة فى عُموم البدن أو فى الذَّكَر خاصة.

مذى :

المَذْي : ماء رَقيق لزج يخرج عند الملاعبة أو تذكُّر الجماع أو ارادته ، وقد لا يُحَسّ بخروجه. وقيل : يكون فى الشّتاء أبيضَ ثخينا ، وفى الصَّيف أصفر رقيقا.

والمِذاء ، فِعال للمُبالغة ، فى كثرة المَذْى ، من مَذَى يَمذِى لا مِنْ أمْذَى يُمذِى ، وهو الذى يكثر مَذْيُه.


ويُقال : أمْذَى شَرابَه : زادَ فى مِزاجه حتّى رَقَّ جِدّا ، وذهبت شِدَّتُه وحِدَّتُه والماذِيُ : العَسَل الأبيض.

والماذِيَّة : الخمر. قال الأصمعىّ : سُمِّيَتْ ماذِيَّة لسهولتها فى الحَلْق.

مرأ :

المَرِيء : مَجْرَى الطّعام والشّراب الى المعدة ، وهو مؤلَّف من لحم وطبقات غشائيّة تستبطنه ، مَرِنَة اللّيف ليسهل بها الجذب فى الازدراد. ويعلوه غشاء من لِيْف مُستعرض ليسهل به الدَّفع الى المعدة ، وفيه لحميّة ظاهرة ، وموضعه على الفقار الذى فى العُنق على الاستقامة لوقايتة ، وينحدر معه عَصَبان من الدّماغ ، واذا جاوَز الفَقَرة الرّابعة الصّدريّة تَنَحَّى يَسيراً الى اليمين ثمّ انحدر على الفَقَرات الثَّمانى الباقية ، حتّى اذا وافَى الحِجاب ارتبط به يَسيراً ، ثمّ اذا جاوزه مال الى اليسار ، ثمّ يَسْتَعْرِض بعد النُّفوذ فى الحجاب ، وينبسط مُتَوَسِّعا فَماً للمعدة. والمَرِيء جِنْس من المعدة يَسْعَى اليها بالتّدريج فى اتّساعه وتركيبه ، وطبقَتاه كطبقتَى المعدة ، وأغشيته أشبه شىء بأغشيتها. وآخره لحمىّ غليظ عُرْضِىّ اللّيف أكثر لحميّة ممّا للمعدة. وجَمْع المَرِيء : أَمْرِئَة.

ويقال : طعام مَرِيءٌ هَنِيءٌ : أى : جيّد العاقبة. ويقال : أَمْرَأَنِي الطَّعام ، بالألف عند الانفراد ، وهَنَأنى ومَرَأَني للازدواج.

والمَرْء ، مثلّثة الميم : الانسان أو الرَّجل ولا يُجمع من لفظه ، وقيل : مَرْؤُونَ.

والمَرْءُ والمُرْء : الرَّجل ، والضّمّ لغة. فانْ لم تأتِ بالألف واللّام قلت : امرِؤ وامْرَآن والجمع رجال من غير لفظه ، والأنثى امرأة ، وفيها لغة أخرى : مَرْأَة. قال الكِسائىّ : سمعت امْرَأَة من فُصحاء العرب تقول : أنا امرؤ أريد الخير.


مرتك :

الْمَرَتك ، هو المَرّ أو السّنج. ومرّ فى الخاء ، كما سنذكره فى (م. ر. ر) بما لا يُحوج الى اعادة هاهنا.

مرج :

المَرْج : أرض واسعة بها نبت كثير تَمرج فيها الدّوابّ ، أى : تُخَلَّى تروح حيث شاءت.

والمَرْجان : صغار اللُّؤلؤ. وطبّا هو البُسْذ ، أى : اللّؤلؤ الأحمر ، أو فَرْعُه ، وهو الأشْهر. وهو بارد يابس فى الأولى. وأجوده الأحمر القانى القليل العُقَد ، يقوِّى القلب ويفرِّحه وينفع من الخفَقان ، ويمنع نَزْف الدَّم ، والشّربة منه نصف درهم. ومضرَّته بالرِّئة ، ويُصْلِحُه الصّمغ والكُثيرا. وهو مُفَرِّح مُقَوّ للقلب ولطَبقات العَين. والمَرْجان أيضا : بقلة ربيعيّة ترتفع قدر الذِّراع ، لها أغصان حُمر ، وورقها مُدَوَّر عريض كثير الرُّطوبة.

والأطبّاء مُختلفون فى المَرْجان الذى هو صغار اللّؤلؤ ، فبعضهم يُسَمِّى به أصل المَرجان وفَرعه ، وبعضهم يسمِّى الجميع مَرجانا ، وبعضهم يقول : المرجان أصْل ، والبُسْذ فرع. وقوم يعكسون الوصف ، وهذا هو المشهور عندنا.

وهو أجزاء حَجَرِيّة فى قاع البحر ، كأنّها أنابيب صغار مُلتصِقة ، وأجوده الأحمر النّاصع أو القانى. وهو بارد فى الأولى ، يابس فى الثّانية ، قابض مُجَفِّف يمنع النَّزْف ، ويحبس النَّفث وخصوصا المحرَّق مع الصّمغ العربىّ وبياض البَيض. ويقوِّى القلب وينفع من الخفقان. والشّربة منه نصف درهم وبدله الكَهربا.


مرح :

المَرَح : شِدَّة الفرح والنّشاط أو التَّبختر والاختيال وبه فُسِّر قولُه تعالى : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) (١٣). والأشِر البَطِر وبه فُسِّر قولُه تعالَى : (بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) (١٤).

ومَرِحَت العينُ : ضَعفت ، والأرضُ بالنّبات : أخرجته. والمَرُوْح : الخمر ، سُمِّيَت بذلك لأنّها تَمرح فى الاناء أو لأنّ شاربها يَمْرَح منها.

مرحز :

المَرْماحُوْز ، هو : الخُرُنْبَاش. ومَرّ فى موضعه من حرف الخاء. وكُتب ، هاهنا ، للّفظ.

مرخ :

المَرْخ : شجر كثير الوَرْىِ سَرِيْعُه. وفى المثَل : (فى كلّ الشَّجَر نار واسْتَمْجَد المَرْخ والعَفَار)(١٥) استمجد : استكثر. وذلك أنّ هاتين الشَّجَرتين من أكثر الشّجر ناراً وهما أسرع الزُّروع وَرْياً. وهو شجر كبار طوال وليس له ورق ولا شَوك. وقيل له ورق قليل.

والمِرِّيْخ : الرَّجل الأحمق ، وكَوْكَب.

قال ابن الأعرابىّ : ما كان من أسماء الدَّرارىّ فيه ألف ولام فقد يَجِىء بغيرهما كقولك مِرِّيخ فى المرّيخ ، الّا أنّك تنوِّنهما فيه.

وأَمْرَخْتُ أعْضاءَ المريضِ : مَرَهْتَها بدُهْن وغيرهِ حتّى تَسْتَرْخِى. وذلك فى تَشَنُّج العَصَب أو تَقَبُّض العَضَل.


مرد :

الأمْرَد : الشّابّ الذى طَرَّ شارِبُه ولم تَبْدُ لحيتُه. وشَجَرة مَرْداء : لا وَرَقَ عليها.

والمَرْد : الغَضّ من ثمَر الأراك ، أو النَّضيج منه. والسَّوِيْق. الثَّريد. يقال : مَرَد الرَّجل الخبز فى الماء يمرُده مَرْداً : ماثَه حتّى يَلين. والمَرِيْد : التَّمر يُنقع فى اللَّبن حتّى يَلين.

مردقوش :

المَرْدَقَوش : المَرْزَجُوش ، فارسىّ معرَّب. ومعناه : اللّيّن الأذن. والزّعفران. وسنذكره فى (مرزجوش) فهو به أعرف وأشهر.

مرر :

المُرُّ : ضِدّ الحلو. وصَمْغ شجرٍ مُشَوِّك شبيهٍ بالقَرَظ يكثر فى المغرب ، سُمِّى به لمرارته. وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية ينفع من السُّعال المزمن ويقتل الأجِنَّة ، ويُخرج المشيمة شُربا واحتمالاً. وينفع من السُّعال الرَّطب والرّبو القَديمين ، ومن جميع السُّموم ويقتل الدُّود ويخرجه من الأمعاء. ونِصْفُ دِرهمٍ منه مع بَيضة نِيْمْرَشْت مُمسِك للنَّزف الكثير شربا. وينفع من الزَّحير البارد. والشّربة منه نصف درهم ، ومَضَرَّتُه أنّه يُصَدِّع. واصلاحه بماء الآس. وبدله الصَّبِر.

والمَرّة : الفِعْلَة الواحدة. والمُرّة : شجرة أو بَقلة لها ورق كالهِنْدِباء ونَوْرَة صفراء وأرُوْمَة بيضاء ، تُؤكل بالخلّ والخبز. وفيها مَرارة يَسيرة.

والمِرّة : مِزاجٌ من أمزجة البدن. وهى مِرَّتان : المِرّة الصّفراء والمِرّة السّوداء.


والمَمْرور : مَنْ غَلَبت عليه المِرّة. والمُرِّي : إدام كالكامَخ ، كأنّه منسوب الى المَرَارَة ، والعوامّ تخفّفه. وهو امّا من السَّمك المالح واللّحوم المالحة ، وامّا من خبز الشّعير أو خبز الحنطة المحروق ، ومن الفَوْدَنْج والملح والرّازيانج ، بأن يؤخذ جزءٌ من أحَد الخُبزين بعد حَرْقِه ومن الفَودنج جزء ومن الملح والرّازيانج من كُلّ واحدٍ منهما نصف جُزء ، ويُعجن الجميع ويُوضع فى شمس حارّة عشرين يوما. وفى كلّ يوم يُرَشّ عليه شىء من الماء ويُعجن به. واذا اسْوَدّ وتخمَّز خُفِّف بالماء وصُفِّى وجُعِل أيضا فى الشّمس بقدر ما يُؤْمَن عليه من الفَساد ثمّ يُرفع لوقت الحاجة. وهو حارّ يابس يذهب بِوَخامَة الأغذية ويُلَطِّف الغليظ منها.

والمُرَّار : شجر مُرّ من أفضل العُشْب وأضخمه اذا أكلته الابلُ قَلُصَتْ عنه مَشافرها وبَدَتْ أسنانها ، الواحدة مُرّارة.

وطِبّاً : هو اسم لنبات شَوكىّ يكون فى الرَّبيع وفى أوّل الصّيف ، وهو صِنفان : منه ما زهره مُهَدَّب بحلقة ثَمَر فى قَدْر الفُول فيه شَوك جديد ، ومنه ما زهره مُهَدَّب يُخالطه لون أحمر مُهَدَّب أيضا وشَوكه أطول ، وقد يُؤكل بعد سَلْقِه ويُطبخ باللّحم. وقد يؤكل نيّئا مع شدّة مرارته.

والمَرارة : هَنَةٌ لازِقة بالكبد من كُلّ ذى روح الّا النّعام والابل. وهى حارّة يابسة فى الثّالثة تُطْلِق الطّبيعة وتُسْقِط الأجنّة وتقتل الدُّود والحيّات. يُستعمل منها اليَسير. ومضرَّتها بالمثانة ، وتُصْلَح بالصّمغ العربىّ.

ومَرارة الصّحراء : الحنظل.

والأمَرّان : الفَقْر والهَرَم ، والصَّبِر والثُّقّاء ، فالصَّبر معروف وهو مُرّ ، والثُّفّاء هو الخَرْدَل ، فغلب الصَّبِر عليه ، أو لأنّ ما فى الخردل من الحَرافة والحِدّة بمنزلة


المَرارة. والمُرّان : شجر باسِق يكثر فى عُمان ، يتَّخَذ من عيدانه الرِّماح لصلابته. وأجزاؤه مُرّة ، وقِشْرُه اذا حُرِق لُطِخ بالماء على الجرَب المتقرِّح قلعَه.

ومَرارة الفيل ، وهى الفِيْلْزَهْرَج ، معرَّب فيل زَهْرَه ، بالفارسيّة : اسم لشجرة يتَّخذ من عُصارة ورقها الحُضَض. وقيل : معناه : سُمُّ الفيل ، لأنّ الحُضَض يقتل الفيل. وقيل فى سبب التّسمية أنّ الحُضَض يُستعمل بدلا من مَرارة الفيل.

مرز :

فُلان يمرُز جِلْدَه : اذا كان يُكثر حَكَّه فيُخَرِّشُه.

والمِرْزَة : القطعة الصّغيرة من دواء أو عَجين ، ومن كلّ مُتَلَبِّد.

مرزجوش :

المَرْزَجُوش : فارسىّ مُعَرَّب ومعناه اذان الفَأر. وحَبَقُ القثّاء وهو نبات له أغصان كثيرة رقيقة وورق صغير الى الاستدارة أقرب ، ورائحة طيّبة ، حارّ يابس فى الثّالثة مُفَتِّح للسُّدَد التى فى الرّأس والمنخرين شمّاً وبَلَلاً. وشُرْبُ طبيخِه ينفع من عُسر البول ويدرّه ادرارا قويّا ، ومن المغص ووجع الظّهر وغيره من الأوجاع العارضة عن البَرْد. ومن المالَنْخُوْليا ويفتّح السُّدَد ، وينفع اللَّقْوَة ، ويسخِّن المعدة والأمعاء ، ويجفِّف ما فيهما من الرُّطوبة ، وأكُلْه بالملح قاطع لسَيلان اللُّعاب من الفم. وينفع من لَسْعَة العَقْرَب ضِمادا بالخلّ.

مرض :

المَرَض : إظلام الطّبيعة واضطرابها بعد صَفائها واعتدالها.


وقال ابن الأعرابىّ : أصْلُ المرَض النُّقصان ، يُقال بَدَنٌ مَريضٌ ، أى : ناقِصُ القوَّة. وقَلْبٌ مريضٌ ، أى : ناقِص الدِّين. والمَرَض فى الأبدان : فُتور الأعضاء ، وفى القَلْب فُتُورٌ عن الحقّ.

ويقال : مَرِضَ فُلان ، ومَرَض مَرَضا ، فهو مَرِضٌ ومَرِيْضٌ ومَارِضٌ ، والجمع مَرْضَى ومِراضٌ.

والتَّمْرِيضُ : حُسْنُ القيامِ على المريض. والتَّمارُض أنْ يُرِىَ من نفسه المرَض وليس به. والمِمْرَاض : المِسْقَام.

وطِبّاً : المرَض هيئة غير طبيعيّة فى بدن الانسان ، يجب عنها بالذّات آفة فى الفِعْل وُجوبا أوَّليّا ، فقولنا" هيئة" أى : حاله ظاهرة ، وهو أمر يَحْدُث فى بَدن قابِلٍ له ويَصير مَوْصُوفا بصفة خاصّة. وقولنا" غير طبيعيّة" مُخْرِج للصّحّة. وقولنا" فى بدن الانسان" مُخْرِج لغيره. وقولنا" يجب عنها بالذّات" أى : بما هو فى ذاته لا بما هو شىء آخر ، ليَخْرُج العَرَض اذا أوْجَبَ مرضاً.

وقولنا" آفَة فى الفِعْل" أى فى فِعْلٍ من الأفعال الحيوانيّة أو الطّبيعيّة أو النّفسانيّة. وقولنا" وجوبا أوَّليّاً" أى : بغير واسِطَةٍ ، فيَخْرُج السَّبب فانّه يُوْجِب ضَرَرَ الفِعْل بواسطة المرَض وهو مما تشتدّ أعراضُه ليلاً لاشتغال الطّبيعة به عن كلّ شىء.

وينقسم الى ثلاثة أقسام :

ـ امّا مَرض عن سَبَب كالحمَّى العارضة عن عُفونة الأخلاط.

ـ وامّا عن مَرَض كالغَشْىِ العارِض عن الوَجَع الشّديد فى القولنج.

والأَمْرَاض منها مُفْرَدة وتَنحصر فى ثلاثة أجْناس : أَمْرَاض تتبع سوء المزاج ، وأَمْرَاض تتبع سوء هيئة التّركيب ، وأَمْرَاض تتبع تفرُّق الاتّصال. ومنها مُرَكّبَة


وهى التى تَحدُث عن اجتماع مَرَضَين مُفْرَدَين أو أكثر ، وهى تنحصر فى أربعة أجناس :

ـ الأوّل أمراض الخِلْقَة ، وهى أربعة أمراض :

أ. الشَّكْل وهو أنْ يتغيَّر عن مجراه الطّبيعىّ تَغيُّراً يَضُرُّ بالفِعْل.

ب. وأمراض المجارى وهى ثلاثة : أنْ تتّسِع أو تَضيق أو تَنْسُل.

ج. وأمراض الأوعية ، وهى أربعة : أنْ تَكبر أو تَصْغُر أو تمتلىء أو تخلو.

د. وأمراضُ سُطُوحِ الأعضاء وهى أنْ يَملُسَ ما يجب أنْ يكون خَشنا وعكس ذلك.

ـ والثّانى أمراض المِقْدار ، وهى : امّا أنْ تَزيد أو تَنقص.

ـ والثّالث أمراض الغُدَد وهى أيضا كأمراض المِقْدار. وكُلّ واحد من نَوعهما امّا طبيعىّ وامّا غير طبيعىّ.

ـ والرّابع أمراض الوَضْع ، وهى باعتبار الموضع أربعة : انخلاع العُضْو عن موضعه أو زواله عنه ، أو حَركة العضو على ما لا ينبغى كالرَّعشة ، أو لزوعه مَوْضِعَه كتحجُّر المفاصل ، أو باعتبار المشاركة ، وهما اثنان أنْ تمتنع حركة العُضْوِ الى آخر أو تَعْسُر عن آخَر.

وكُلّ مرضٍ ينتهى الى الصّحّة فله أوقات أربعة : ابتداء وهو وقت ظُهوره ، وتَزَيُّد وهو وقت زِيادته ، وانتهاء وهو وقت انتهائه ، وانحطاط وهو وقت نقصه.

مرط :

المُرَيْطَاء : والمُرَيطَى : جِلْدَة رقيقة بين السُّرَّة والعانَة من باطِنٍ.


مرع :

المُرَعَة : طائر صَغير حَسَن اللّون طيّب اللّحم طويل الرِّجلين لا يظهر الّا مع المطر. وقال ثعلب أنّه يُشْبِه الدُّرّاج. وفى حديث ابن عباس ، أنّه سئل عن السَّلْوَى (١٦) فقال : هى المُرَعَة (١٧). والجمع : مُرَع.

واذا شُقَّ جَوْفُه ووُضِع على الشَّوك ونحوه ممّا دخل فى البدن أخْرَجَه.

والمَرْعُ : الكَلأ. وأمْرَعَ الوادى : أكْلأَ.

مرغ :

الإِمْرَاغ : أنْ يَهْذِىَ المحموم من شدّة الحمَّى. وأَمْرَاغ الدَّواء : أن لا تُضْبَط مقادير ما يتركّب منه. والمَرْغ : اللُّعاب ، وأمْرَغ : سال لُعابه.

مرق :

المَرَق : معروف.

ومَرِقَتِ البَيْضةُ مَرَقاً ، ومَذِرَتْ ، أى : فَسدت فصارت ماءً ، حكاه الخليل (١٨).

ومَراقّ البطن : ما بين العانة والسُّرَّة ، وهى المُرَيْطاء أيضا.

والمَرْقَاء : ما يُقْطَع به الدَّم النّازف ، لُطوخا فوق العِرْق النّازف. وحقُّه أنْ يكون فى (ر. ق. أ) ولكنّنا ذكرناه ، هاهنا ، للَّفظ.

مرقش :

المَرْقَشِيْشَا : اسم يونانىّ لنوع من الحجارة فى معادِن الذَّهب والفِضّة والنُّحاس. حارّ فى الثّانية يابس فى الثّالثة. وأفضله الذَّهَبىّ. وفيه قَبْض يقوِّى


العَين ويَجْلُوها ، مُحْرَقاً وغَير مُحْرَق ، والأفضل احراقه بأنْ يُغْمَس فى العَسل ويُوضع على الجمر الى أنْ يَحْمَرّ. وبعض الصّيادنة يُكَرِّر حَرْقَه ، وبعضهم يَغسله فيزاد لُطْفاً.

مرن :

المِرّان : شَجَر بأرض المغرب ، حارّ يابس فى الثّالثة ، إذا شُرِبَ من عُصارة ورقه مِقدار دِرْهَم بخَمْر نفع من نهشة الأفعَى.

ومَرَنَ الشّىءُ ، مُرُونا : لانَ. والمَارِن : ما لانَ من الأنف مُنْحَدِرا عن العَظْم.

وأمْرانُ الذِّراع : عُصَب فيها.

والمَرْن : الفِراء ، قال النّمر بن تَولب :

خَفِيْفات الشُّخوص ، وهُنّ خُوْصُ

كأنَّ جُلودَهُنّ ثِيابُ مَرْنِ (١٩)

مزج :

المَزْج : الخَلْط. يقال : مَزَج فلانٌ الشَّىء يمزُجه مَزْجاً فامتزَج : خَلَطَه فاخْتَلَط.

والمِزْج : اللَّوز المُرّ ، والعَسَل. ومِزاج الشّراب : ما يُمزج به. ومِزاج البَدَن : ما رُكِّب عليه من الطّبائع ، أى : من الأخلاط ، وهى الدَّم والمِرَّتَين والبلغم.

والمِزاج : المَمْزَوج ، وهو كيفيّة متوسِّطة بين الكَيفيّات الأربع توسُّطا حادثا عن العناصر إذا تَصَغَّرَتْ أجزاؤها وتماسَّت ، وحصل بينهما فِعْل وانفعالٌ ، امّا بأن تكون نفس الكيفيّة فاعلاً ، وصورة الكيفيّة مُنْفَعِلاً وهو مذهب الأطِبّاء ، وامّا بأنْ تكون الصُّورة فاعلةً والمادّة مُنْفَعِلَةً وهو مذهب الحكماء.


أى انّ الفاعل هو الصُّورة بواسطة نَفْسِ الكَيفيّة ، والمنفعِل هو المادّة فى الصورة الكيفيّة لا فى نَفْس الكيفيّة.

ودَلَّل الكِندىّ على أنّ الصُّورة التى تفعل فى غير مادَّتها تتوسَّط الكيفيَّة بالماء الحارّ إذا امتزج بالماء البارد انفعَلتْ المادَّة البارِد من الحرارة كما تَنفعل مادّة الحارّ من البرودة وانْ لم يكن هناك صورةٌ مُسَخِّنَة.

والمِزاج امّا مُعتدل ، وليس المراد به المعتدِل المشتَقّ من التّعادل بأنْ تكون المقادير من الكيفيّات المتضادّة فى الممزوج مُتساوية لأنّ هذا هو المعتدِل الحقيقىّ وهذا لا وُجودَ له فى الخارج ، بل المرادُ المعتدِلُ المشتقّ من العَدْلِ فى القِسْمَة بأنْ يكونَ قد تَوفَّر للمُمْتَزِج من العناصر ما يَجِبُ له. وتَعرض له ثمانية اعتبارات هى الاعتدالات الأربعة بالمِقياس الى الدّاخل والخارج. أعنى الاعتدال النَّوعىَّ وهو معروف ، والصِّنْفِىَّ وهو طائفة من التّنوّع ، والشَّخْصِىَّ وهو فرد من الصِّنْف ، والعُضْوِىَّ وهو جُزْء من الشَّخْصىّ.

وأمّا غير المعتدِل فهو امّا فى كيفيّة مثل الحارّ أو البارد أو الرَّطب أو اليابس.

وامّا فى كَيفيّتين وهو امّا حارّ رطب أو حارّ يابس أو بارد رطب أو بارد يابس.

مزر :

المَزْر : الذَّوْق للشَّىء ، شيئا بعد شىء ، كالتَّمَزُّز. المِزْر : نَبيذ الذُّرَة والشَّعير والحِنطة والحُبوب أو نبيذ الذُّرَة خاصّة. ويؤيِّده ما ذكره أبو عُبيد عن ابن عمر أنّه قال : البِتْع : نَبيذ العسل والمِزْر من الذُّرَة ، والسُّكّرمن التَّمر ، والخمر من العِنَب. ويُعْرَف فى البصرة بنبيذ الأرُزّ ، يعرفه سُودانها ، ويَغْلُونه مع الماء الذى


يُطبَخ فيه البُرّ. وهو حارّ بطىء الهضم ، أرْدَأ من الفُقاع ، يَضُرّ العَصَبَ ، ويُصَدِّع الرّأس. والاكثار منه يُوجِب الغثَيان والقَىء وكثرة الرِّياح. والتَّقَيُّئ به جيّد لأنّه يثير أخلاطا مُرِّيَة وبَلْغَمِيَّة. وينبغى أنْ يُجتنب مهما أمكن.

والمَزِيْر : الشَّديد القلب ، القَوِىّ. وقال العبّاس بن مرداس :

ترَى الرَّجُلَ النَّحيفَ فتَزْدَرِيْهِ

وفى أثْوابهِ رَجُلٌ مَزِيرُ (٢٠)

ويُرْوَى

... أسَدٌ مَزير.

والتَّمَزر : الشَّراب القليل ، قال :

تَكون بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ

فى فَمِهِ مثل عصيرالسُّكَّرِ (٢١)

مزز :

المُزُّ ، من الشَّراب أو الفاكِهَة : ما كان طعمُه بين الحامض والحلو. والمَزَّة : المَصَّة. والخمر اللّذيذة الطَّعْم. قال حسّان :

كأنّ فاها قَهْوَةً مُزَّةً

حَديثةَ العَهْدِ بِفَضِّ الخِتامْ (٢٢)

مزع :

تَمزَّع لحمُ فلان : تقطَّع وتناثَر لآفةٍ أو جِراح. ومَزَعَ فيهم الدَّاءُ : تَفَشَّى. ومَزَعَتْهُ الحمَّى : آذَتْه أَذًى شديدا.

والمِزْعَة : القِطْعَة من اللَّحم ، أي لحمٍ كانَ.


مزق :

مَزَق الطّائر : ذَرَقَ. وصار الثَّوب مِزَقاً ، أى : قِطَعاً. ومَزَق جِلْدُ المعلول من القُوَباء والجُدَرِىّ وغيرهما : بانت عليه آثارٌ تخالف لونه وطبيعته.

مزن :

مُزُون : عُمان. والمُزُوْن : البُعْد ، وربّما كان ذلك من هذا. والمُزْنُ : السَّحاب.

قال ابن دريد : فلان يَتَمَزَّن على قومه ، أى : يتفضَّل عليهم.

ويقال للهِلال ابن مُزْنَة. قال الشّاعر يصف الهلال :

كأنّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً

فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ مِنْ خِنْصِرِ (٢٣)

والمازِنُ : بَيْضُ النَّمْل ، حكاه الخليل (٢٤) رحمه‌الله.

ومَزُنَ بَدَنُ فُلانٍ : إذا امتلأ شَبابا. وأيضا : إذا عُوْفِىَ من داءٍ فسَمِنَ.

مزى :

المَزِيَّة : الفَضيلة. والطَّعام يُخَصُّ به الضَّيف ، عن ثعلب. ولهذا العِلاجِ مَزِيَّة ، أى : هو أكثر نَفْعاً ممّا سواه.

مسيح :

المَسِيح : عِيْسَى بن مريم ، عليهما‌السلام ، سمى بما كان عليه من جمال. والعرب تقول : على وجه فلان مَسْحَةٌ من جمال ، كأنّ وجهه مُسِحَ بالجَمال مَسْحاً. وقيل غير ذلك ، والله أعلم.


والمَسِيح : الذى أحَدُ شِقَّى وَجْهِه مَمْسوح ، لا عَين له ولا أذن ، ويقال أنّ الدَّجّال سُمِّىَ مَسيحا لذلك.

وأنشد الخليل :

إذا المَسِيحُ يَقْتُلُ المَسِيحَا (٢٥)

والمَسْح : الجماع. مَسَحَها ، أى : جامَعَها. والمَسِيحَة : القِطْعَة من الفِضّة.

والمَسْحاء : المرأة الرَّسْحاء.

والتِّمْسَاح : حَيوان معروف ، ظهره كظهر السُّلحفاة وصورته كالضّبّ ، ويُحَرِّك فكّه الأعلَى ، على غير سائر الحيوان.

وهو شديد الحرارة. وزِبْلُه يُزيل البياضَ من العين.

وإذا أُدِيفَ شحمُه بدُهْنِ وَرْدٍ نَفَعَ من وَجَع الصُّلْب والكليتين وزاد فى الباه مَرْخاً. ولحمُه رَدِىْءُ الكَيْمُوْس. والمسْحَة : الذُّؤابة ، وهى من رأس الإنسان ما بين الأذن والحاجِب تَتَصَعَّد حتّى تكون دُوْنَ اليافوخ.

مسخ :

المِسخُ ، من النّاس : الذى لا مَلاحةَ فيه. ومن اللَّحم أو الفاكهة : ما لا طَعْمَ له.

وخصّ به بعضُهم ما كان بين الحلاوة والمرارة. أنشد الأشعر الرّقبانىّ :

مَسِيخٌ مَلِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار

فلا أنتَ حُلْوٌ ولا أنتَ مُرّ (٢٦)

المَلِيْخ كالمَسِيخ.

وقال بعض الأطبّاء : المَسِيخ له طَعْم تُدْرِكُه القوَّة الذّائقة ولكن لا تَقْدِرُ على تمييزِه.


مسس :

المَسّ : الجنون. والمَسُوس : الماء بين العَذْب والمِلْح ، وكذلك العَذْب الصافى ؛ ضِدّ.

مسط :

المَسْط : خَرْط ما فى المِعَى بيدك. والماسِطَة : شَجر يَمسُط البَطْنَ فيَخْرطها.

مسك :

المِسْك : اسم فارسىّ استعملته العرب لضَرْبٍ من الطِّيب. وهو دَمٌ يجتمع فى سُرَّة الظِّباء. وأجوده التُّبَّتِى ثمّ الصّينىّ ثمّ الهندىّ الذى اسْتُحْكِم نضجُه فى سُرَّة حيوانه ، وكانت رائحته كرائحة التّفّاح ، ولونه يميل الى الصُّفرة ، وكان حَيوانه يرعَى السُّنْبُل والأفاوِيه الطّيّبة. وهو مُذَكَّر وقد أنّثه بعضهم على أنّه جمعٌ واحدته مِسْكَة.

وهو حارّ فى الثّانية يابس فى آخرها ، يقوِّى القلب ، ويفرِّح النَّفس ويُشَجِّع الجبانَ ، ويُزيل الخفَقان ، ويُصْلِح الفِكْر ، ويَذْهَب بحديث النّفس ، ويُطْلِق الرِّياح الغليظة من المعدة والأمعاء ، ويُبْطِل عَمَل السُّموم ويدفع ضررها ، ويُحَسِّن اللَّون ، ويُطَيِّب العَرَق ، ويُوْصِل قُوَى الأدوية الى جميع أعضاء البدن ، ويَنْفَع من الفالَج والسَّكْتَة ومن جميع الأمراض الباردة. وذكر بعض أطبّاء فارس والأهواز أنّه يحرِّك الباه بسبب رُطوبة فضليّة فيه ، وأنّه يُعين على كثرة الجماع إذا أدِيْف بدهن الخِيْرِىّ ودُهِنَ به رأس الاحليل الّا أنّه يُسرع بالانزال. وهو يَعْقِل الطّبيعة ويضرّ المحرورين ، ويُعْدَل حَرُّه بالكافور ويُبْسُه بدُهْن


البَنَفْسَج. والشّربة منه حَبَّة. وبدله نِصْف وزنه عَنْبَر.

ومِسْك البَرّ : نبات طيّب الرّائحة ، وله زَهر كزهر المَرْوِ. ومِسْك الجِنّ : اسم يُقال فى المغرب للنّوع الصَّغير من الجَعْدَة.

والماسِكَة (٢٧) قِشْرَة على وجه الصّبىّ والمهر. والمَسْك : الاهاب. والإمساك : البُخْل. والمُسْكَة : ما يُمسَك به الرَّمَق من طعام وشراب.

والامْتِسَاك ، والإمْسَاك : ضِدّ الإسهال.

مسو :

المُسُو : اسم يونانىّ لنباتٍ بأُصوله ، لكنّه إذا أُطْلِق فانّما يُراد أصلُه. وهو يُشبه الشّبث فى نباته وورقه. ويعلو نحو ذِراع فأكثر. وأصله قِطَع مختلفة الشّكل فى لَون الغَارِيْقُوْن ، غير صُلْبَة ، وفى طعمها قَبْض ومَرارة ، طيّبة الرّائحة حارّة يابسة فى الثّالثة ، فيها رُطوبة غَريبة غير نَضِيْجَة ، مُفَتِّحَة مُدِرَّة للبَول والحَيض ، نافعة من ريح المعدة ومن ضَعْفِها وضعف الكبد ومن المغص ووجع الصدر والمفاصل والمثانة والرّحم ، وتهيِّج الباه وتُغْزِر المنىَّ ، غير أنّ الاكثار منها مُصَدِّع. واصلاحها نَقْعُها فى الخلّ ثمّ تجفّف وتُستعمل. والشّربة من مثقال الى درهمين. وبدلها فى أدوية المعدة والكبد السُّنْبُل ، وفى الادرار الفِطْراسالِيُوْن.

مسى :

المَساء : ضِدّ الصَّباح. والإِمْسَاء : ضِدّ الاصباح. والجمع : أَمْسِيَة ، عن ابن الأعرابىّ. والاسم المِسْي والمُسْي ، وهو من المساء ، ومثله الصُّبْح من الصَّباح.


قال الشّاعر :

لكلِّ هَمٍّ من الأمورِ سَعَهْ

والمُسْي والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ (٢٨)

والمُمْسِي : كالمُصْبِح ، ويقال : أَمْسَينا مُمْسىً. قال أميّة بن أبى الصّلت :

الحمدُ لله مُمْسينا ومُصْبِحُنا

بالخيرِ صَبَّحَنا ربِّى مَسّانا

وأَمْسَيْنا : صِرْنا فى وقت المساء.

مشج :

المَشِيج : المختلِط من كلّ شيئين ، أو من كلّ لونين ، أو من كلّ لون مع بياض أو حُمرة. ويقال : مَشَجْتُ بينهما مَشْجاً : إذا خَلَطْتَ أحدَهما بالآخر ، والجمع : أمْشاج. وقال ، تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) (٢٩) أى : ماء الرجل المختلط بماء المرأة. فالأَمْشَاج : الأخلاط ، واحدها مَشِيج ، فهو شيئان مخلوطان ، يعنى اختلاط نُطْفَة الرَّجل بنطفة المرأة ، وهما مُختلفان لونا وطَبيعة ، وان عَمَّهما اسم النُّطْفَة.

مشر :

التَّمْشِيْر : النّشاط للجماع. وفى الحديث : (مَنْ أكلَ اللّحم وجَد فى نفسه تمشيرا) (٣٠). : نَشاطا للجماع.

والمَشْرَة : شِبْه خُوْصَة فى العِضاه.

وتَمشَّر المريضُ ، وذلك إذا قارَبَ البُرْءَ ، وبانت عليه علامات العافية.


مشش :

المُشَاش : رُؤوس العظام اللّيّنة التى يمكن مَضْغُها ، الواحدة مُشَاشَة. والمِشْمِش : ضَرْبٌ من الفاكهة معروف. بارد رطب فى الثّانية ، شديد التّبريد للمعدة جدّا. يضر المبرودين لا سيّما طَرِيّه. ونَقيع يابسهِ ينفع المحرورين وأصحاب الحميّات الحادّة والمعدة الحارّة والجشَأ الدُّخانىّ والعطش الدّائم. ويَقْمَع الصَّفراء ويُسَكِّن حِدَّة الدّم. ويدفع لُبُّه مضارَّ السُّكْر. وزهره قاطع للدَّم من أىِّ مكانٍ شربا وضمادا. وورقه اليابس قاطع للاسهال المزمِن شربا من دِرهمين الى ثلاثة بالماء البارد. ودُهْنُ نواه ينفع من وجع الأذن تَقطيرا. ويقتل الدُّود شربا من دِرْهَم الى دِرْهَمَين.

والمَشَش فى العَظْم : أنْ يَرِمَ أو يَنتبر. ومَشَشْتُ الدّواء : دُفْتَه فى الماء حتّى ذات بأجمعه. ومَشَشْتُ النّاقة : إذا حلبتَها وتركتَ فى الضَّرع بعض اللبن.

مشط :

المشْط ، بتثليث الميم : آلة يُتَمَشَّط بها.

ومُشْط الكَفّ : أربعة عِظام مُقَعَّرَة ممّا يلى باطن الكَفّ ، متوسِّطة بين عظام الرُّسغ وعظام الأصابع الأربع غير الابهام. ولكلّ عظم منها مفصلان أحدهما مع عَظْم من عِظام الرُّسغ ، والثّانى مع عظم من عظام الأصبع الأربع (٣١).

مشق :

المَشْق : جَذْب العُضْوٍ الملتوى أو العَظْم المكسور لغَرَض تقويمه وعلاجه.

ومَشَقْتُ الدُّمَّل : إذا فتحته وأخرجتَ مِدَّتَه.


والمَشق فى الفَخِذَين والاليتين : إذا تَنْسَحِج من سِمْن أو غِلَظ.

والمِشْق : المَغْرَة ، وسُرعة الكِتاب ، والطّعن.

والمَشْق : شِدّة الأكل ، حكاه الخليل (٣٢) ، رحمه‌الله.

ومَشَقَهُ الدّاءُ : أسرع فيه.

مشكطرامشيع :

أو "مشكطراميش" أو "مشكطرامشير" أسماء نبطيّة ، اختلفوا فى لفظها على ما تَرَى ، وهو نوع من الفَوْتَنْج البرّىّ ، وقيل الجبَلىّ ، وذكرناه فى موضعه من حرف الفاء.

وذكر البيرونىّ أنّه الفَوْتَنْج الذى ينبت حول المناقِع ، ويُسَمَّى نَعْنَع الماء ، أيضا. وقال أنّه إذا أكلته المِعْزَى البرّيّة ، ثمّ رُمِيَتْ بالسّهام ، فانّ السِّهام تتساقط عن بدنه او لا تضرّها بشىء ، وهو من الأعاجيب التى لمْ نَقِفْ عليها ...

مشو ومشى :

المَشْي : المُرور. والمِشْيَة : ضَرْب من المشي. والماشية : الابل والغنم. يقال : قد أَمْشَى الرّجلُ : إذا كثُرت مَاشِيَتُه.

والمَشْوُ والمُشْوُ والمَشِيّ والمَشَّاء : الدّواء المسهل ، سمّى بذلك لأنّه يحمل شاربه على المشي والتَّردد الى الخلاء. ويقال : اسْتَمْشَيْتُ وأمْشَانِي الدَّواء ، ولا تقل شَربت دواء المَشِي.

وفى الحديث : (خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ المَشِيُ) (٣٣). والمَشَى : الجَزر الذى يؤكل ، واحدته مَشَاة.


مصر :

المَصِير : المَعَاد ، الجمع أَمْصِرَة ومُصْران. وجمع الجمع : مَصَارِين عند سيبويه ، قال الأزهرىّ : على تَوَهُّم أنّ النّون أصليّة.

مصص :

الماصَّة : داء يأخذ الصّبىّ من شَعَرات تنبت مُنَثَنِيَة على سَناسن الفقار فلا ينجع فيه طعام ولا شراب حتّى تُنتف من أصولها.

والمُصَاص : خالص كلِّ شىء. ونوع من النّبات.

والمَصُوص : طعام يُتَّخَذ من لحمٍ يُنقع فى الخلّ. وقد يكون من لحم الطَّير ، خاصة.

والمَصَاص : صِبْغ يتَّخذ من الدُّرّاج والقَبَج والفَراريج ونحوها ، يُطبخ فى الماء ويُحشى ببعض البقول الحارّة ثمّ يُصفَّى من المائيّة ويُوضع فى الخلّ ، أو يُطبخ فى الخلّ مع البقول الحارّة والأبازير. وهو من الأغذية النّافعة لأصحاب الأمزجة الحارّة. وتَصْلُح فى البُلدان والأزمان الحارّة. تُطْفِىء حدّة الصّفراء والدّم. وتقطع البلغم. الّا أنّها تضرّ أصحاب السَّوداء وتُضعف العَصَب.

مصطر :

المُصْطَار ، والمُصْطارة : الحامِض من الخمر. قال عدىّ بن الرِّقاع :

مُصْطَارةٌ ذَهَبَتْ فى الرَّأس نَشْوَتُها

كأنّ شارِبَها ممّا بهِ لَممُ (٣٤)

أى : كأنّه ممّا به ذو لَممٍ. وتقدّم ذِكْرُها فى (س. ط. ر).


مصطك :

المَصْطَكِى : اللُّبان المَسْقَطِىّ ، نسبة الى أرض مَسْقَط فى دِيار عُمان ويُسمَّى خطأً بالعِلْك الرُّومىّ ، والميم أصليّة. وهذا العِلْك أجوده الأبيض الشَّفّاف وهو حارّ يابس فى الثّانية ، فيه قوّةٌ قابضة وقوَّة مليِّنة فاذا خُلط بالأدوية القابضة للاسهال أو القابضة للدّم أعانها ، واذا خُلِط بالأدوية المُسْهِلة أعانها. وهو يطيِّب النَّكهة ويشدُّ اللّثّة ، ويجذب البلغم من الرّأس مَضْغاً. وخصوصا اذا مُضِغ مع الصَّبِر ، ويسخِّن المعدة والكبد الباردتين ويقوِّيهما ، ويفتح سُدَدَهُما ويحلِّل رياحهما وأورامهما ، ويقطع نَفْث الدَّم ، ويُزيل السُّعال البارد المزمن ، ويُزيل خَبَث النَّفْس ، ويُقوِّى الأمعاء على دفع فَضلاتها ، ويشدّ المَقعدة ويحلِّل وَرَمَها. والشّربة منه لما ذُكِر دِرْهَم. الّا أنّه يضرّ بالمثانة ، ويُصْلِحُه الوَرْد. وبدله نصف وزنه كُنْدُر.

مصع :

المَصْعَة : ثمر العَوْسَج. وهو أحمر يُؤكل ، ومنه نوع أسود لا يؤكل. والجمع : مُصَع. وطائر صغير أخضر.

مصل :

المَصْل : ما سال من الأقِط اذا طُبِخ ثمّ وُضِع فى وعاء خُوْص أو نحوه. وأيضا هو اسم أعجمىّ لماء اللَّبن المعقود بالطَّبخ. وهو بارد يابس مُطْفِىء للدَّم ضارٌّ للمعدة ولمن به رياح وقُولنج ، وكَيْمُوْسُه رديء. ويُتدارَك ضرره بالجوارشنات الحارّة.


ومَصَل الجرحُ : اذا سال منه شىء يَسيرٌ.

والمُمْصِل : التى تُلْقِى ولدَها وهو مُضْغَة.

وأمْصَلْتُ المالَ والعافيةَ : بَدَّدْتَهما. أنشد ابن السّكّيت :

لقدْ أمْصَلَتْ عَفراءُ مالىَ كلَّه

وما سِسْتُ شيئا فربّك ماحِقُهْ (٣٥)

مضر :

المَضِيرَة : لحم يُطبخ باللَّبن المَضِير وهو الحامِض وربّما خُلِط به شىء من اللبن الحليب. وهى باردة غَليظة مُوافقة للمحرورين ، وفى الأوقات الحارّة. وينبغى أن تُتَّخَذ من لحوم الضّأن الفتيّة ليقلّ غلظها. ومُضَارَة اللّبن : ما سالَ منه.

مضض :

المَضَض : اللَّبن الخالِص. ووجع المُصيبة. وأمَضَّه الدّاء : بلغ منه المشقَّة. وأمَضَّه السَّوط. وأمَضَّه الجرحُ ، وقد يقال : مَضَّه الجرح. قال رؤبة :

فاقْنَي فَشَرُّ القَوْل ما أمَضّا (٣٦).

مضغ :

المُضْغَة : القِطْعَة من اللّحم. قال بعضهم وهى قَدْر ما يُلْقِى الانسان فى فِيْه. والجمع مُضَغ. والماضِغَان : أصْلَا اللَّحيين عند مَنبت الأضراس أو الحِنكان لمضغهما المأكول. والمواضغ : الأضراس لمضغهما ، صفة غالبةٌ. والمَضَاغ : ما يُمْضَغ.


مطخ :

المَطْخ : اللَّعْق ، وفى المثل : (أحْمَق مَنْ يَمْطَخ الماء)(٣٧).

مطل :

مَطَلْتُ أصابِعَه أو يَدَه : اذا جَذَبْتَها لتُقيم من عِوَجِها.

ومَطَلْت الحديدةَ : مَدَدْتَها لتَطُول. ومنه مَطْلُ الحاجةِ والأمل.

مطى :

التَّمَطِّى : التَّخَطُّر ومَدُّ اليدَين فى المشْي. وتَمطَّى الرَّجلُ تمدَّد. وتَمطَّى النَّهار : امتدّ وطال.

ويَحْدُث التَّمَطِّي لفُضولٍ مُجْتَمِعَة فى العَضَل. ولذلك يَعْرُض كثيرا عُقَيْبَ النَّوم. واذا زادت الأخلاط حدَثت قشعريرة ونافِضا ، فانْ صارت أكثر من ذلك حَدَثَت الحمَّى. والتَّثاؤب ضَرْبٌ من التَّمَطِّى لعارِض فى عَضَل الفَكّ والشَّفَتَين. وعُروضه للصَّحيح ابتداءً بلا سَبَبٍ رَدِيءٌ. والجيّد منه ما كان عند الهَضْم الأخير ، لأنّه يدفع الفُضول. وقد يَتَأتَّى التّثاؤبُ والتَّمَطِّى عن بَرْد وتَكاثفٍ وقِلّة تحلُّل وتنبّه من النّوم قبل استيفاء الحاجة منه. والشّراب الممزوج مُناصَفَة مسبّب للتّثاؤب والتّمطّي ، ولا نفعَ فيهما.

مظظ :

المَظّ : شجر الرّمّان البرّىّ ينبت فى الجبال. وله نَوْر كثير لا يُعْقَد ، وله عَسَل تتناوله النّحْل فيجود عسلها عليه.


والمَظّ : دَمُ الأخوَين ، وهو دَمُ الغَزال. وعُصارةٌ حمراء تُتَّخَذ من عُروق الأرْطَى. والأرطَى خضراء لا حمْراء.

معد :

المَعْد : البَقْل الرَّخْص والغَضّ من الثِّمار. وضَرْبٌ من التَّمر.

والمَعِدَة : موضع الطّعام قبلَ أنْ يَنْحَدِر الى الأمعاء. وهى عند الانسان بمنزلة الكَرِش لذَوات الأظْلاف والأخْلاف. والجمع مَعِد ومِعَد.

ومُعِدَ الرَّجلُ فهو مَمْعُودٌ : ذَرِبَتْ مَعِدَتُه فلمْ تَهْضِم الطَّعام.

ومَوضِع المعدة تحت أعضاء الصَّدْر. والغالب على جِرْمِها الجوهرُ العصبىّ. وهى مُستديرة من أمام مُسَطَّحَة من خلف ، مَرْبُوْطَة بفقار الصُّلْب وبالكَبِد من الجانب الأيمن وبالطِّحال من الجانب الأيسر ، بحيث يركب الكَبِد بأعلا يمينها والطِّحال بيسار أسفلها. وهى ذات طبقتَى : ن طبقة خارِجة لحميّة والأُخرى داخلة عَصبيّة. وقعرها يميل الى الجانب الأيمن. وفى أسفلها ثُقْب تخرج منه الفُضول الى الأمعاء ، ويُسمَّى البوَّاب لأنّه ينغلق عند امتلاء المعدة الى أنْ يتمّ النّضج ثمّ ينفتح ، وهو فم المعَى الاثنَى عشر.

وقال الشّيخ العلّامة : اعْلَمْ أنّ القدماء اذا قالوا فَم المَعِدة عَنَوا تارة المدخل الى المَعِدة وهو الموضع الذى بَعْدَ المريء ، وتارة أعلا المدخل وهو الحدّ المشترك بين المريء والمَعِدة ، ومِنَ النّاس مَنْ يُسمِّيه الفؤاد والقلب ، ومِنَ النّاس مَنْ يَجْرِى فى كلامه فم المَعِدة وهو يُشير الى القلب ، اشتراكا فى الاسم أو ضَعْفاً فى التّمييز. وهؤلاء هم الأقدمون جدّا من الأطبّاء. وأمّا أبقراط فكثيرا ما يقول" فؤاد" ويُريد به فَمَ المعدةِ بحسب تأويله.


معر :

مَعَر الظُّفر : نَصُلَ لونُه ، وهو علامة داءٍ قد يكون فى الدّم وقد يكون فى الآلات الهاضِمة. وتَمعَّر لونُه : تغيَّر. والأمْعَر : الذى لا شَعَرَ عليه.

معز :

المَعْز والمعز والمِعْزَى والمِعزاء : معروف. ورجل ماعِز : شديد الخَلْق. واسْتَمْعَزَت العِلَّة فى فلان : اذا اسْتَوْلَت على بدنه ، وأمَضَّتْه.

معس :

مَعَس الشَّىءَ : دَلكَه. والمَعْسُ : الطَّعْن ، والجماع.

معص :

المَعَص : التِواءٌ فى عَصَب الرِّجل ، وعلاجه المطّ والتّقويم ، ومرّ فى (ج. ب. ر).

معى :

المِعَى والمَعَى : معروف. وهو مُذَكَّر. والجمع : أمعاء. وهى آلات كثيرة العَدَد لدفع الفَضلات ، وبعضها كثير التّلافيف ليكون للطّعام المتحدِّر من المعدة مُكْثٌ صالح فى التّلافيف. ولولا ذلك لا نفصل عنها سريعا واحتاج الانسان فى كلّ وقت الى غذاء آخر والى قِيامٍ لدَفْعِه. وهى ستّة : ثلاثة دِقاق وثلاثة غِلاظ ، مَربوطة بالصُّلْب برباطات تشدّها على واجب أوضاعِها ، ومؤلَّفة من


طَبقتَين : أُولاهما الأثنَى عَشَر وفَمُها متَّصل بقَعْر المعدة ويُسمَّى البوَّاب. وطولها اثنا عشر اصبعا من أصابع صاحبها. وسَعَتُها كسَعَة فمه المسمَّى بالبوّاب ، وخُلِقَ مستقيما ممتدّا من المعدة الى أسفل ليكون أوّل الاندفاع متيسِّرا ، لأنه فى المستقيم أسْرَع منه فى المعوجّ.

وثانيهما : ما يتَّصل به وهو المِعَى المسمَّى بالصّائم. وسُمِّى بذلك لأنّه خالٍ فى أكثر الأوقات فالذى ينجذب اليه يَنْفَصِل عنه سريعا لأنّ العُروق المَساريقيّة أكثرها متَّصل به لأنّه أقرب الأمعاء الى الكبد ولأنّ المِرَّة الصّفراء تنصبّ اليه فتساعد على صرف الطّعام عنه. وهو يَضيق ويَضمر فى المرض جدّا.

ويتّصل به المِعَى الدّقيق ويُسَمَّى باللَّفائفِىّ لأنّه كثير التّلافيف لما عَرفتَه.

والهَضْم فيها أكثر من السُّفْلَى.

ويتَّصل به المِعَى المسمَّى بالأعور لأنّه ليس له الّا فم واحد.

واذا تمّ الهضم اندفع بسهولة عنه اذ يصير ثُفْلاً فينحدر فى الأرْبِيَة.

ويتّصل به المِعَى المسمَّى بالقولون ، وهو يَعْرُض فيه القُولنج ، ومنه اشتقّ اسمُه.

ويتَّصل به المِعَى المسمَّى بالمستقيم لاستقامته ، وهو قصير واسع ، وخُلِق مستقيما ليكون اندفاع الثُّفل عنه أسهل.

وفى الحديث : (المؤمن يأكل فى مِعىً واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء) (٣٨). قيل هو مَثَل للمؤمن فى أنّه لا يأكل الّا من الحلال ويَتَوَقَّى الحرامَ والشُّبْهَة ، وللكافِر فى أنّه لا يُبالى من أين أكل وكيف أكل.

وهو مَثَل ضربه (ص) للمؤمن فى زُهده فى الدُّنيا وقناعته بالبُلْغَة من العيش وما أوتىَ من الكفاية ، وللكافر فى اتّساعه ورغبته فى الدُّنيا وحرصه على جمع حُطامها.


مغث :

مَغَثْتُ الدَّواءَ : مَزَجْتَه ، وأذَبْتَه. والمَمْغُوث : المحمُوم ، مُغِثَ الرَّجلُ اذا أحَمَّ. وفى الحديث : (فَمَغَثَتْهمُ الحُمَّى) (٣٩). أى : أصابتهم. والمُغَاث : عُروق شَجَر القِلْقِل شجر معروف فى العراق.

وقال الأطبّاء : القِلقِل : عُروق بيض يقال أنّها أصْل الرُّمّان البرّىّ ، وهى نوعان ذَكَر وأُنْثَى. وهى حارّة رطبة فى الثّانية ، مُحَسِّنَة للصَّوت مُسَمِّنَة للبدن ، مُعْزِرَة للمنىّ ، مقوِّية للأعضاء ، مُلَيّنة لصلابات المفاصِل ، نافعة من الكَسْر والوَثْى (٤٠) والخَلْع ووَهن العَضل ضِمادا ، ومن النِّقرس والتَّشَنُّج شُرْباً. والشّربة منها من درهمين الى ثلاثة. وبدلها نصف وزنها زَراوَنْد.

مغد :

المَغْد : النّاعم. والباذنجان. وثَمَرة تُشبه الخيار. وصِمْغ سِدْر البادية.

والمَغْدَة : كلُّ وَرَم يتقيَّح ويَسيل قَيْحُه. والمَغْد : نَتْف الشَّعَر. ومَغَد جاريتَه : نَكَحَها.

مغر :

المَغْرَة والمَغَرة : طِيْن أحمر يُصبغ به. وهى باردة فى الأولى يابِسة فى الثّانية ودرهمان منها مع البَيض النّمرشْت ، شُربا يقطع الدّم من أىّ موضع كان. والمُغْرَة : لونٌ لبيس بناصِع الحمرة ، أو شُقْرَة بكُدْرَة. وأمْغَرَت المرأةُ : اذا خرج منها دَمٌ حين النِّكاح.

وأمْغَر الرَّجلُ : اذا خالطَ الدَّمُ نُطْفَتَه.


وقد يكون الإمْغار فيهما عن جُرح من داخل البدن ، أو داء ، فلا يصحّ اخفاؤه عن الطّبيب.

مغس :

المَغْس : لُغة فى المَغص.

مغص :

المَغْص والمَغَص : وَجَع فى المِعَى ، وسببه :

ـ امّا ريح وعلامته القَراقر والنَّفْج (٤١) وعلاجُه تحليل ذلك الرِّيح بمثل الكَمّون والسّدّاب والرّازيانج.

ـ وامّا خَلْط صَفراوىٌّ لدّاغ ، وعلامتُه العَطش والالتهاب وخُروجه فى البراز ، وعلاجُه سَقْىُ المبرودين المبرِّدات المُليّنة كماء الرّمّانَين مع بَذْرِقَطُوْنَا. فانْ كانت قوّةٌ ومَادّة كثيرة فالشِيْرْخُشْتْ (٤٢) نافعٌ جدّا.

ـ وامّا خِلْطٌ بَلْغَمِىّ مالح أو سَوداوىّ لاحِج ، وعلامتهما خُروجهما فى البراز. وعلاجُهما بالحُقَن المُليّنة المخرجة لهما.

ـ وامّا قَرْحَة أو وَرَم أو دِيدان ، وعلامة كلِّ واحدٍ منهما وجوده. وعلاجُه يُطْلَب فى مَحَلّه. واذا تأدَّى المغص الى كزاز دِقّىّ وذُهولِ عَقْلٍ دَلَّ على الموت.

وممّا ينفع فى كلِ مَغَص بارد سقى العَسَل مع حَبّ الرّشاد والأنِيْسُون والوَجَع (٤٣) وحَبّ النّار ووَرَقُه الزَّراوند ، والقَنْطُوْرِيُوْن وعُوْد اللّسان ، مُفردةً ومُركّبةَ.


مغل :

المَغْل : داءٌ يأخذ الدَّوابَّ فى بُطونها من أكل التُّراب مع البَقْل. ومَغَلَت الدّابّة تَمغَل مَغْلاً فهى مَغِلَة.

قال بعض الأطبّاء : وعلاجه أن يكوى ثلاث مرّات خلف السُّرّة.

والمَغْل والمَغَل : اللَّبَن الذى يَرضعه الوليدُ من المرأة الحامِل.

مقر :

المَقْر : انْقاع السَّمك المالح فى الخلّ والماء. وقال الأزهرىّ : المَمْقُور مِنَ السَّمك : الذى نُقِع فى الخلّ والملح فيصير صِباغا باردا يُؤتدم به. والمُمْقِر ، والمَقِر : الحامِض أو المُرّ.

مقل :

المَقْل : الرَّمْيُ ، والنَّظَر. والمُقْل : الكُنْدُر الذى يستعمله اليهود فى معابدهم ، ولذلك يسمى بمقل اليهود. وهو صَمْغ معروف. وأفضله الأزرق الصّافى المُرّ الطَّعْم ، النَّقىّ من العِيدان ، السّهل الانحلالِ ، الطّيّب الرّائحة. وهو حارٌّ فى آخِر الأولى ، مُلَيِّن ، كاسِر للرّياح مُحَلِّل للأورام الصُّلْبَة ، وينفع السَّعفة طَلاءً بالخلّ ومن أوجاع قَصَبَة الرِّئة ، والسُّعال المزمن ، وأوجاع الجَنْب ، والبَواسير ، شُربا وحُمولا وبُخورا. ويَحبس دَمَها. وينفع من حَصاة الكُلَى. واذا وقع فى المُسْهِلات مَنَع السَّحْج ، ويُدِرّ البول والطَّمث. والعربىّ الأحمر اذا سُحِق منه مقدار مثقالين وشُرِب بماء العَسَل أسْهَلَ البلغم. وهما يُحلّلان أدرة الماء وأورام المقعدة والأنثيَين ويفتحان فم الرّحم ويُنَقِّياه ، ويُحْدِران الجنين ، وينفعان من


لَسْع الهَوامّ. وهو حارٌّ فى أوّل الثّالثة ، يابسٌ فى أوّل الثّانية. والشّربة منه من نصف درهم الى مِثقال. ومضرّته بالمعدة وقيل بالكَبِد. ويُصلحه الكُثَيْرا. وبدله المَرّ الأحمر. وأمّا المُقْل المكّىّ فيؤكل ظاهرُه ، وهو بارد يابس يقوِّى المعدة ، ويقطع نَفْثَ الدّم ، ويقبض الطّبيعة.

والمُقْلَة : شَحْمَة العَين التى تجمع السَّواد والبياض سُمِّيَت مُقْلَة لأنّها تَرمى بالنَّظر وجمعها مُقَل.

مقوقس :

المُقَوْقِس : طائر أسود مُطَوَّق ببياض. ومَرّ فى حرف القاف.

مكك :

التَّمَكُّك : استقصاء الشّىء. ومنه الحديث : (لا تَمكَّكُلوا على غُرَمائكم) (٤٤). ومَكَكْت العَظْم : استخرجتَ ما فيه.

ومَكّة ، شرّفها الله تعالى ، قيل سُمِّيَت بذلك لقلّة الماء بها. وقيل بل لأنّها تَنقص من الْحَدَ فيها بظُلْم.

والمَكُّوك : اناء يُشْرَب فيه ، أعلاه ضيِّق ووسطه واسع. ومِكْيال لأهل العراق يَسَعُ صاعا ونصف صاع ، ويَختلف مقداره باختلاف البلدان ، والجمع : مَكَاكِيك.

مكو :

المُكَّاء : طائر أبيض اللّون يكثر فى الحجاز ويَمْكُو ، أى : يُصَوِّت.


وفى التّنزيل : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) (٤٥) أى : صَفيرا وتَصفيقا ، كانت قريش تطوف بالبَيت تطوف بالبَيت وهم عُراة يُصَفِّرون ويُصَفِّقون.

ملج :

الأَمْلَج : لون بين البياض والسَّواد يميل الى الصُّفرة. ونوع من الهَلِيْلَج ، سُمِّى به للونه. وهو بارد فى آخِر الأولى يابس فى الثّانية. شُربُ طبيخِه والتّدهّن بدهنه يشدّ أصول الشَّعَر ويُسَوِّده. ويَزيد فى الفَهْم ، ويُقَوِّى المعدةَ والقلب والعَين ويُسَكِّن العَطَش والقَىء ، ويُطفِىء حرارة الدّم ، وينفع العَصَب جدّاً ، ويُشَهِّى الطّعامَ ، ويهيِّج الباهَ لازالته الرّطوبات المرخية ، ويقوِّى الذَّكَر. وهو يَعْقِل البَطْنَ ويُسوِّد الشّعر ، والمربَّب منه يُليّن البَطْنَ.

وقال شيخنا العلّامة ، وهو عند قوم يَعْقِل البطن ولكنّ مُرَبَّبه يُليّن الطّبيعة من غير عَناء ، وينفع من البَواسير.

وحدّثنى عن خَصائصه فقال : هو من الأدوية القابِضة ، وله خاصّيّة عجيبة فى تقوية القلب والأعضاء كلّها. واصلاحه بالعسل. واذا سُحِق وخُلِط بمثله سُكّراً ولُتَّ بقليل دُهْن لَوْز واسْتُفّ على الرّيق منه زِنَة خمسة دراهم بماءٍ فاترٍ نَفَع من ضَعْفِ البَصَر وزاد فى جلائه. وأبْرأ الأمعاء من السّحج والبواسير. واذا شُرب منه وزن درهمين بثلاثة دراهم دَقيقِ نَبْقٍ مع ماء السَّفرجل نَفَع من الاسهال. وخاصّيّته أيضا اسهال السّوداء والبلغم. واذا أخِذ منه شىء ورُصَّ ونُقِع فى ماء هذب ساعتين ثمّ عُصِر وصُفِّى ثلاث مرّات وقُطِّر منه فى العَين قطرات نَفَع من بياض العين ، مُجَرَّب. والشّربة منه من درهمين الى ثلاثة. ومضرّته بأصحاب القولنج. واصلاحه بدُهْن اللّوز والعَسَل وبدله الهَلِيْلَج.


ملح :

المِلْح : ما يُطيَّب به الطَّعام. وهو حارّ يابس فى الثّانية. وهو أنواع وأفضلها الأبيض الهشّ. يُسْهِل البلغم بالطَّبْع ، ويغسل الأمعاء ويُعين على قَلْع السَّوداء من أقاصى البدن. والاكثار منه يضرّ العَصَب. واصلاحه بالأشياء الحلوة. والشّربة منه بقدر الحاجة ، وبدله البورق.

والمَلَح وَرَمٌ فى عُرقوب الفَرَس.

والمُلّاح من الحَمْض له قَضيب ووَرَق ينبت بالقِفاف وهو صالح الطّعم ناجع فى المال. وقيل هو بقل غَضّ فيه مُلوحة ينبت بالقِيْعان. والمِلاح : الرّيح التى تجرى بها السَّفنية. وبه يُسَمَّى الملّاح ملّاحا ، قاله ابن الأعرابىّ. وقيل سُمِّى ملّاحا لمعالجته الماء المِلْح باجراء السَّفينة فيه.

والمُلاحِيّ ، قال الدّينورى : هو عِنَب أبيض طويل ، ونوع من التّين صغير أَمْلَح صادق الحلاوة وقد يُرَبَّب. وعُنقود الأراك الذى فيه بَياض وحُمْرة وشُهْبَة. وقيل سُمِّى به لطَعْمِه كأنّ فيه من حرارته مِلْحا ، وليس بالفصيح.

والمُلْحَة : البَرَكَة فى الحديث : (الصّادقُ يُعْطَى ثلاث خِصال المُلْحَة والمَهابة والمحبّة) (٤٦). وواحدة المُلَح من الأحاديث. قال الأصمعىّ : بلغتُ بالعِلْم ونِلْتُ بالمُلَح. وبَياض يُخالطه قليلُ كُدْرَة. أو سَواد الى الحُمرة.

ومِلْحان : جُمادَى الآخِر ، سُمِّى بذلك لابيضاضه بالثّلج. ويقال لبعض شهور الشّتاء مِلْحان لبياض ثَلجه. والمَلْحَاء : شجرةٌ سَقَط ورقُها وبقيتْ عِيدانها خُضْراً. ولحم فى الصُّلْب من الكاهل اى العَجُز ، وفى البَعير مِنَ السَّنام إلى العَجز. وسَمَك مَلِيح ومَمْلُوح ومِلْح ومالِح : مُملَّح. وكره بعضُهم أنْ يُقال مَالِح وأجازه بعضُهم ، غير أنّ الخليل ، رحمه‌الله ، أنكره (٤٧).


ملخ :

المَلِيخ : الطّعام الفاسِد. والمَلْوخِيا : الخُبّازَى البُستانيّة المعروفة ، وهى باردة رطبة فى الثّانية ، سريعة الانحدار ، جيّدة الغذاء اذا أُكِلَتْ مع الكَزْبُرَة اليابِسة والبَصَل المشوىّ واللّحوم الجيّدة والخلّ ممّا يقطع لُزوجتها ويُنقص رطوبتها وينال البدنُ منها غذاءً أكثر ممّا يناله من سائر البقول. وهى تَزيد اللّبْن وتُلَيِّن خُشونة قَصَبة الرّئة والصّدر وتنفع السُّعال والأمعاء والمثانة وتُلَيّن الطّبيعة.

ملس :

المَلْس : سَلُّ الخُصْيَتَين. والأَمْلَس : الصّحيح الظّهر. والمَلْسَاء : الخمر السَّلِسَة فى الفَم. ورُمّان أَمْلَس وإمْلِيسي : حُلْوٌ طَيّب لا عجم له.

ملص :

أَمْلَصَت المرأة : اذا ألْقَتْ ولدَها ، أى : رَمَتْ به. والمُتَمَلِّص : الذى انْفَلَتَ ، أَمْلَص يَملُص.

ملط :

المَلَّاط : اللّصّ. والمَلّاط : البَيْطار أرحام الخيل والابل ، يدهن يده ثمّ يدخلها فى حَياء النّاقة لينظر أىَّ داء فى رَحمها ، وربّما نَزَع وَلدَها. حكاه الخليل (٤٨) رحمه‌الله. والمِلْطاء : الشَّجَّة التى تَبْلُغ السِّمحاقَ ، وقد مَرّ ذِكْرُ السِّمْحَاق فى السِّين. والأَمْلَط : الذى لا شَعَر على جسده كلّه إلّا الرّأس. والمِلاطان : الجَنْبان.


ملل :

المِلَّة ، لغةً : الطّريقة ، وشَرْعاً : الدِّيْن. والمَلَّة : الرَّماد الحارّ ، والجمر ، وعَرَقُ الحُمَّى. والمُلال : الحرارةُ فى العَظْم كحرارة حُمَّى الدِّقّ ، ووجع الظّهر ، وتقلُّب الانسان على فراشه مِنْ مَرَض أو غَمّ كأنّه على مَلَّة. وكلّ شىء عُرِف وشاعَ ، فهو مُمَلّ ، قال أبو دؤاد :

رفَعْنَاها ذَمِيلاً فى مُمَلّ مُعْمَلٍ لَحْبِ (٤٩)

يُريد الطَّريق الذى كَثُر سالِكوه حتّى صارَ مَعْلَماً.

ملو :

المَلَوان : اللّيل والنّهار ، وجاء به شِعْرا شيخُنا العلّامة فقال :

أعَاذل لستَ فى شَىءٍ فأسْهِبْ

مَدَى المَلَوَيْنِ أو أَقْصِرْ قَليلا (٥٠)

وقيل : بل الملَوان : طرَفا اللّيل والنّهار ، الواحد : مَلا.

منن :

المَنّ : كلُّ طَلٍّ ينزل من السّماء على شَجَر أو حَجَر ويَصير كالعسل ثمّ يجفّ وينعقد كالصّمغ. ومنه الشِّيْرَخِشْت والتّرنْجبين قال الزَّجّاج : وجُمْلَة المَنّ فى اللُّغة : ما يَمنّ الله ، عزّ وجَلّ ، به على عباده ممّا لا تَعب فيه ولا نَصَب.

والمَنُ : حارّ فى الأولى ، مُعْتَدِل فى الرُّطوبة واليُبْس ، جيّد للصّدر والسُّعال والرّئة. ويختلف بِحَسَب اختلاف الشَّجَر الواقعِ عليه. وكلُّ نَوع منه ذُكِرَ فى مَوضعه.


والمَنّ ، أيضا : رَطْلان ، والجمع أمْنان. والمَنّ : تَعديد الاحسان على مَنْ أحسنتَ اليه على وجه يُوجب حقّا لك عليه ومنه. المِنّة تَهْدِمُ الصَّنيعة".

والمِنّ : النّعمة ، والمُنّ : القوّة. والمَنّان : مِن اسماء الله ، تعالَى ، وهو المعطى ابتداء. بلا مُنّة. وقوله ، تعالى : (إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) (٥١) ، أى : غير مَمْنون به عليك ، لاستحقاقك له. وقيل : غَيْرَ مَمْنُونٍ ، أى : غير مَقْطُوع.

منو :

المَنَا : كَيْل ، أو مِيْزان ، وتثنيته مَنَوان ومَنَيان ، والأوّل أعلا.

والمَنّ الرّومىّ : عشرون أوقيّة ، والمصرىّ ستة عشر أوقيّة.

والمَنّ وزن رطلين والرّطل اثنتا عشرة أوقيّة. ووزن المَنّ عند التّجّار اثنتان وعشرون أوقيّة. والرّطل مائة وأربعة وأربعون درهما.

والمَنَا ، أيضا : قَدَر الله تَعالَى يقال : مَنَاهُ اللهُ يَمْنِيْهِ. ومَنَا الله لكَ ما يَسُرُّك ، أى : قَدَّر اللهُ لكَ ما يَسُرُّك.

والمَنَى والمَنِيّة : الموت لأنّه قَدَرٌ علينا. وفى الحديث : (أن مُنْشِدا أنشد النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لا تأمَننّ وانْ أمسيتَ فى حَرَمٍ

حتّى تُلاقى ما يَمنِى لك المانِى

فالخيرُ والشّرّ مَقرونان فى قَرَنٍ

بكلِّ ذلك يأتيكَ الجَديدانِ) (٥٢)

أى : تُلاقى ما يُقَدِّر لك المقدِّر ، وهو الله تعالى.

والمَنِىّ : ماء الرّجل والمرأة : والجمع مُنْىٌ ، حكاه ابن جنِّى وأنشد :


أسْلَمْتُمُوها فباتَتْ غَيْرَ طاهِرةٍ

مُنْىُ الرّجالِ على الفخذَين كالمُوْمِ (٥٣)

وفى التّنزيل العزيز : (مِنْ مَنِيٍ يُمْنى) (٥٤) قُرِىء بالياء على المَنِىّ وبالتّاء على النُّطْفَة. ويقال : مَنَى الرَّجلُ وأمْنَى مِنَ المَنِىّ ، بمعنىً. واسْتَمْنَى الرّجل استدعَى خروج المنىّ.

والمَنِىّ : جسم مُرَكَّب رطب سيّال متكوِّن من أمشاج البَدَن لينشأ عنه بدن آخر فى الرَّحم.

ومن الأعضاء ما يتكوّن عن المنىّ وهى المتشابهة الأجزاء خلا اللّحم والشّحم. ومنها ما يتكوّن عن الدّم كالشّحم واللّحم ، فانّ الأعضاء تتخلّق عن المنيَين مَنِىّ الذَّكَر ومَنِىّ الأنثى ، الّا أنّها على قول المحقّقين من الحكماء تتكوّن عن مَنِىّ الذّكَر كما يتكوَّن الجبن عن الأنْفِحَة ، وتتكوّن من مَنِىّ الأنثَى كما يتكوّن الجبن عن اللّبن. فكما انّ مبدأ العَقْد فى الأنفحة كذلك مَبدأ عقد الصُّورة فى مَنِىّ الذّكَر وكما انّ مبدأ الانعقاد فى اللّبن فكذلك مبدأ انعقاد الصُّورة ، أعنى القوّة المنفعلة فى مَنِىّ المرأة. وكما انّ كلّ واحد من الأنفِحة واللّبن جزء من جُمْلَة جوهر الجبن الحادث عنهما كذلك كلّ واحد من المنيَين جزء من جَوهر الجَنين الحادث عنهما.

وهذا القَول يُخالف قول جالينوس فانّه يرَى أنّ فى كلّ واحد من المنيَين قوّة عاقِدة وقابلة للعَقْد ، ولا يمنع هذا أنْ نقول أنّ العاقدة فى الذّكور أقوى والمنعقِدة فى الإناث أقوى.

وأمّا تحقيق القَول فيه فانّ دَم المرأة يصير غِذاء فمنه ما يصير الى مُشابهة جوهر المنىّ والأعضاء الكائنة منه ، فهو غِذاء. ومنه ما لا يصير غِذاءً كذلك ، ولكن


يَصْلُح لأنْ يَنْعَقِد فى حَشْوِه ويملأ الأمكنة بين الأعضاء الأولى ، فيكون لحما وشحما. واذا وُلِد الجنين فانّ الدَّم الذى يُوَلِّده كبدُه يَسُدّ مَسَدَّ ذلك الدّم ويتولَّد عنه ما كان يتولّد عن ذلك الدّم.

والمُنَى : ما يَتمنّاه الانسان ، جمع مُنْيَة ومِنْية وأُمْنِية ، وجمعها أمانى وأمانىّ.

وفى الحديث : (اذا تمنَّى أحدُكم فليستكثرْ فانّما يسأل رَبّه) (٥٥). وفى رواية فليُكثر. أى : اذا سأل الله حوائجه وفضله فليُكثر فانّ فضل الله كثير وخزائنه واسعة.

وتَمنَّى الكتابَ : قرأه. وفى التنزيل : (إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (٥٦). أى : قرأ وتَلا. قال بعضهم : والتّلاوة سُمِّيَت أُمْنِيَةً لأنّ قارِىء القرآن اذا مَرّ بآية رَحْمِةٍ تمنّاها واذا مَرّ بآية عَذاب تمنَّى أن يَتوقّاه. وكتب عبد الملك الى الحجّاج : يابن المتمنِّية أراد أمَّه وهى القائلة :

هَلْ مِنْ سَبيلٍ الى خَمْرٍ فأشربَها

أمْ هلْ سَبيلٌ الى نَصْرِ بنِ حَجّاجِ (٥٧)

 كان نَصْر رجلا جميلا من بن سليم تفتَتن به النّساء فحَلَق رأسَه عمرُ بن الخطّاب ونفاه الى البصرة ، فهذا كان تمنّيها الذى سمّاها به عبد الملك.

ومنه قول عُرْوَة بن الزّبير للحجّاج : انْ شِئْتَ أخْبَرْتُك مَنْ لا أُمَّ له يا بن المتمنّية.

مهج :

المُهْجَة : الدَّم ، أو دم القلب ، خاصّة. والرُّوح. يقال : خَرَجَتْ مُهْجَتُه ، أى : رُوحه. والخالِص من كلِّ شىءٍ : مُهْجَتُه.


مهر :

المَاهِر ، الحاذق بكلّ عمل. والمُهْر : عَظْم في الزَّور. قال الفرّاء : وتحت القلب عظم يقال له المُهْر والزَّور وهو قوام القلب. والمُهَر : مفاصل مُتلاحِكَة في الصّدر أو غَراضيف (٥٨) الضّلوع ، الواحدة مُهْرَة.

مهو :

المَهَاة : البلّورة البيضاء ، والبقرة الوحشيّة ، سُمِّيَت بذلك لشبهها بالبلّورة في البياض.

موت :

المَوْت : انقطاع علاقة النَّفْس عن الجَسد. وينقسم عند الفلاسفة إلى طبيعيّ وهو تعطُّل القُوَى عن أفعالها لانطفاء آلتها التي هي الحرارة الغريزيّة لفَناء مادّتها التي هي الرُّطوبة الغريزيّة لأسباب مُحَلِّلَة لا يمكن التَّفصِّى عنها وإلى اخترام الأجل ، أي : استئصاله ، مأخوذ من قولهم : اخْتَرَمَهُم الدَّهرُ : إذا استأصلهم. وذلك بانطفاء الحرارة الغريزيّة لسبب من الأسباب. وأسباب انطفائها إمّا داخلة وإمّا خارجة. والدّاخلة من فساد آلتها أو كيفيتها. وأمّا آلتها فهي الدّماغ والقلب والكبد.

أمّا الدّماغ : ففساده مُبطِل للقوّة المحرّكة النّافذة منه إلى الصّدر فيبطل التنفُّس وتنطفئ الحرارة المذكورة.

وأمّا القلب : ففساده مبطل للقوّة الحيوانيّة التي بها يُجذَب الهواءُ من الرّئة ويتوقَّف الدّم.


وأمّا الكبد : ففساده مُبطل للقوّة المولِّدة للدّم الذي هو مادّة الحرارة المذكورة.

وأمّا كيفيّتها ففسادها إمّا لحرارة شديدة كما يعرض عن تناول الأفريبون ونحوه من إحراق الحرارة المذكورة ، وإمّا لبرودة شديدة كما يعرض عن تناول الأفيون ونحوه من تجميد الحرارة المذكورة.

وأمّا مادّتها ففسادها إمّا بالنّقصان كما يعرض من الجوع والعطش من تحليل الرّطوبات المستلزِم فَناؤها لانطفاء الحرارة المذكورة ، وإمّا بالزّيادة كما يعرض عن امتلاء من الحرارة المذكورة وانطفائها دُفْعة فيحصل المَوْت فَجأة.

والخارجة إمّا من استفراغ جوهرها كما يعرض من شدّة الفَرَح المُفرِط فتخرج الحرارة المذكورة إلى ظاهر البدن دُفْعة فيبرد باطنُه فيحصل المَوْت ، وإمّا من استفراغ مادّتها كما يعرض من قَطْع عِرق أو شِرْيان فينزف دَمُه وتنظفئ الحرارة المذكورة ، وإمّا من انعطافها إلى داخل البدن كما يعرض لمن ناله الرُّعْب بَغْتَةً فتنطفئ الحرارة المذكورة بسبب الاختناق ، وإمّا من انسداد مجاري النّسيم كما يعرض عن عدم التّنفُّس إمّا من الغَرَق لامتلاء تجاويف البدن بالماء فتختنق الحرارة المذكورة وتنطفئ ، وإمّا من الخَنْق لتراكم الفضول الدّخانيّة في القلب فتختنق الحرارة المذكورة أيضا وتنطفئ ، وإمّا من استنشاق هواء رديء مخالط لأبخِرة مُنْتِنَة ، مُنْفَصِلة عن جِيَف متعفِّنة ، وذلك مفسد لجوهر الحرارة المذكورة أيضا ، وإمّا من حَرّ محلِّل مُبْدِل لها كما يعرض من طُول المكث في الحمّام ، وإمّا من برد مفرط كما يعرض من البرد الشّديد المفرط المجمِّد لها.

وقال شيخنا العلّامة : إنّ السّبب الموجب للمَوْت في جميع الحيوانات هو أنّ البدن الذي تورده الغاذية وإن كان كافيا في قيامه بدلا عمّا يتحلَّل وفاضلا


عن الكِفاية بحسب الكَمّيّة لكنّه غير كافٍ بحسب الكيفيّة. وبيان ذلك أنّ الرُّطوبة الغَريزيّة الأصليّة انّما تخمَّرت ونَضجت فى أوعية الغِذاء أوّلاً ثمّ فى أوعية المنىّ ثانيا ثمّ فى الأرحام ثالثاً. والتى تُوردها الغاذية لم تتخمَّر ولم تَنْضَجْ الّا فى الأولى دون الأخيرَين فلم يكمل امتزاجها ولم تَصِلْ الى مرتبة المُبْدَل عنها فلمْ تَقُمْ مقامها كما يجب بل صارت قوّتها أنقص من قوة الأولى كَمَنْ أَنْفَق زَيْتَ سِراجٍ وأَوْرَى بدله ماءً ، فما دامت الكيفيّة الأولى الأصليّة غالبةً فى الممتزِج على الثّانى المكتسَب ، كانت الحرارة الغريزيّة فى زيادة الاشتغال مُوْرِدَة أكثر ممّا يتحلّل فينمو الممتزِج ، ثم اذا صارتْ مَكْسُورة السَّورة لظهور الكيفيّة الثّانية وقفت الحرارة الغريزيّة وما قَدرت على أنْ تُوْرِد أكثر ممّا يتحلّل. واذا غَلَبَت الثّانية انحطّ الممتزج وضعفت الحرارة جدّا فيقع الموت ضرورةً.

فظهر من ذلك أنّ الرّطوبة الغريزيّة الأصليّة من أوّل تكوُّنها آخذة فى النُّقصان بحسب الكيفيّة وذلك هو السّبب الموجِب للفساد الممتزِج. ويُعْلَم منه أنّ الغاذية لو كانت غير مُتناهية وكانت دائمةَ الايراد لما كان البَدَل يقاوم المبدَل مِنْ حَيْثُ الكَيْف وانْ قاومَه من حيث الكَمّ.

والمُوَات : الموت. والمَوات : ما لا رُوْحَ فيه.

والمَوَتَان فى قولهم : "اشْتَرِ المَوَتَان ولا تَشْتَرِ الحَيوان" أى : اشترِ الأرض والدّار ولا تشترِ الرّقيق والحيوان. والمُوْتان : موت يقع فى الماشية ، والمُوَتان : الهواء الوَبائىّ وهذا المعنى هو المستعمل طبّا وجاء فى كلام أبقراط وغيره. فالمُوَتان : كلُّ وباء قتّال ، كالطاعون.

واعْلَمْ أنّ الموت من أربعة أشياء مقدَّرة فى عِلْمِ الله ، تعالَى :


فأوّلها من عِلَة العِلَل ، وثانيها من سُوء السّياسة فى الغذاء ، وثالثها من الخَطايا ورابِعها من النّفس.

وهو ما بين مَوْت شرحنا أسبابه ، ويَحْدُث فى الصِّغَر والكِبَر ، وهو من عِلّة العِلَل ، والأجَل المنقضى الذى قدَّره الله ، تعال ، فى جِبِلَّة كلِّ مخلوق.

ومَوْت عن مَرَض وهو من سوء السّياسة فى الغذاء.

ومَوت الفَجْأة ، وغالبُه من الخطايا أو الهُموم.

وأمّا الموت الذى من النّفس فأنْ يقتل المرء نفسَه أو أنْ يُقْتَل قَوَدا (٥٩).

موز :

المَوْز ، ثَمَر معروف. الحلو منه حارّ فى وسط الأولى رَطْب فى آخرها مُلَيّن للطّبيعة بازلاقه ، مُرَطِّب للمعدة اليابسة ، مُدِرّ للبَول ، مُحَرِّك لباه المحرورين خُصوصا اذا أُكِل بالسُّكّر ، ويَزيد فى المنىّ ، وخصوصا بالعَسَل للمبرودين. ويَزيد فى البلغم والصَّفراء فى كلِّ مِزاج بحسبه. والاكثار منه يَثْقُل على المعدة ويُصْلِحُه أنْ يُتْبَع بالسُّكُنْجُبِيْن.

موس :

المَوْس : حَلْق الشَّعَر ، وتأسيس اسم المُوْسَى الذى يُحْلَق به ، فُعْلَى مِنَ المَوْس. والمَاس (أو الألماس)(٦٠) اسم أعجمىّ لحجر أعظم ما يكون منه كالجَوزة. وهو أنواع : هِنْدِىّ وهو شديد البَياض ، ورُومىّ وهو دونه فى البياض وفَوْقَه فى العِظَم ، وحديدىّ وهو كالحديد لَونا وثقلا ، وصينىّ وهو يُشبه الفضّة. وبعضُهم يجعل هذا نَوعا برأسه لأنّ النّار تَعْمَل فيه ولا يَعْمَل فيه الحديد.


وأَلْمَاس لا تُؤثّر فيه نار ولا حديد. ولا يكسره إلّا الرَّصاص وبه يُسْحَق ثمّ يوضع فى رؤوس المثاقِب. وهو بارِد يابس فى الرّابعة ، وامساكه فى الفم يكسر الأسْنان. ونصف درهم منه قاتِلٌ بالتَّقطيع.

موه :

هو الماء ، وعَقدنا له فَصْلاً فى أوّل الكتاب ، بما لا يُحوج الى اعادة.

ميب :

المَيْبِه : اسم فارسىّ مركَّب من" مَى وبِهْ" وهو شرابٌ من السّفرجل.

ميد :

المَيْد : ما يُصيب الانسان من الغَثيان عن دُوارٍ أو سُكْرٍ أو رُكوبِ بَحْر. والمائِدة : خوان عليه طعام. أو الطّعام نفسه وان لم يكن خوان.

مير :

المِيرَة : الطّعام يَمتارُه الانسان. وهى ، أيضا : جَلْب الطّعام للبيع.

ميع :

المَيْعَة : عِطْرٌ معروف. سُمِّيَت بذلك لميَعانها ولذلك اذا أُطلقت فانّما يراد المَائِعَة. وهى صِمْغ يسيل من شجرةٍ كالمشمش. وقِشْرُ الشَّجرة هو المَيْعَة


اليَابِسة والسّائلة. تعيش كثيرا وأجودُها الشّقراء الدَّسِمَة. وهى حارّة فى الأولى يابسة فى الثّانية ، مُسَخِّنَة مُلَيِّنَة مُنَضِّجَة تنفع من السُّعال والزُّكام ومن الرّياح الغليظة ومن السُّموم ولذلك تقع فى التِّرياقات. وتدرّ البول والطّمث ادرارا صالحا. واذا شُرِب مِثقالان منها بثلاث أواقِ ماءٍ حارٍّ أسْهَل البلغم بلا أذىّ. ومضرّتها بالأمزجة الحارّة ، واصلاحها بالمبرّدات. وقل مضرّتها بالرِّئة ويُصلحها المصطكى. وبدلها المَرّ أو الكُنْدُر. واليابسة قريبة منها فى الطّبع الّا أنّها فى القوّة قابضة تُسْقِط الأجنّة حَمْلاً ، وتقطع رائحة العُفونة كيف كانت ، وتنفع من الوَباء بُخورا.

ميل :

المِيْل : المِرْوَد ، وقَدْرُ مُنْتَهَى مَدِّ البَصَر. والمَيْل : التّوجّه الى جهة. قال الشيخ : الجِسم له فى حال تحرُّكه مَيْلٌ يتحرَّك به. يُريد اثبات المَيْل وهو الذى يُسَمِّيه المتكلِّمون اعتماد الجسم أو تحرّكه ، وانّما يتحرّك بتوسُّطٍ ، ولمّا كان المَيْلُ السّببَ القريبَ للحركةِ بوجهِ ما كان مُنْقَسِما الى أقسامها فمنه ما يَحْدُث من طبائع المتحرِّك وينقسم الى ما تُحدثه الطّبيعة كمَيْل الحجَر عند هُبوطه ، والى ما تحدثه النّفس كمَيْل النّبات عند بروزه من الأرض وميل الحيوان عند اندفاعه الارادىّ الى جهةٍ ، ومنه ما يَحدث من تأثيرِ فاسدٍ من خارجٍ كمَيْل السَّهم عند انفصاله عن القَوس.

والمِيْل تقوله العامّة لما يُكْتَحَل به ، وانّما هو المُلْمُوْل. وقد قال الجوهرىّ : مِيْل الكُحْلِ ومِيْلُ الجِراحة ومِيْلُ الطَّريق.


حواشي حرف الميم

__________________

(١) الثّعالبى ، أبو منصور عبدالملك بن محمّد. من تاليفه : يتيمة الدّهر ، وفقه اللّغة ، وسحر البلاغة ، وكثير غيرها. ولد سنة ٣٥٠ وتوفى سنة ٤٢٠ للهجرة. ينظر العبر للذّهبى ٣ / ١٧٢. نزهة الألباء ٢٤٩. وفيات الأعيان ٣ / ١٧٨.

(٢) تنظر المادّة فى حرف الهمزة.

(٣) النّصّ بقريب من هذا اللفظ فى العين (مأج).

(٤) اللّسان (مأق).

(٥) ن م (مأق).

(٦) م : سريع الأثر.

(٧) النّهاية ٤ / ٢٩٧.

(٨) بلا عزو فى العين (مجع). واللّسان (مجع).

(٩) تنظر مادّة (خرنباش) فى الخاء ، ومادة (مرر) الآتية.

(١٠) العين (مخخ). واللّسان (مخخ).

(١١) النّهاية ٤ / ٣٠٥.

(١٢) ن م ٤ / ٣٠٧.

(١٣) الاسراء ٣٧.

(١٤) غافر ٧٥.

(١٥) المستقصى ٢ / ١٨٣.


__________________

(١٦) يريد السّلوى المذكورة فى قوله تعالى (وأنزلنا عليكم المنّ والسّلوى). البقرة ٥٧. وينظر طه ٨٠. والأعراف ١٦٠.

(١٧) النّهاية ٤ / ٣٢٠.

(١٨) العين (مرق).

(١٩) المقاييس ٥ / ٣١٣. اللّسان (مرن).

(٢٠) اللّسان (مزر).

(٢١) العين (مزر). المجمل ٤ / ٣٢٥. اللّسان (مزر).

(٢٢) برواية :

كأنّ فاها ثغب بارد

فى رصف تحت ظلال الغمام

فى ديوانه ١٨٥. وكما هنا فى اللّسان (مزز).

(٢٣) لعمرو بن قميئة فى ديوانه ٧٩. واللّسان (مزن).

(٢٤) العين (مزن).

(٢٥) العين (مسح). واللّسان (مسح).

(٢٦) ويروى : (وأنت مسيخ كلحم الحوار). وهو فى الاشتقاق ٤٩١. المجمل ٤ / ٣٢٧. اللّسان (مسخ).

(٢٧) وتوضع فى (أسك) عادة ، فاذا كانت من غير همز أصبحت من (مسك).

(٢٨) فى الأصل (ويقال). ولم تذكر فى م. والتوجيه يقتضيه السياق.

(٢٩) الانسان ٢.

(٣٠) النهاية ٤ / ٣٣٣.


__________________

(٣١) م : الأربعة. وكلّ يقال. فالأصبع تذكّر وتؤنّث. والتأنيث أكثر.

(٣٢) العين (مشق).

(٣٣) النّهاية ٤ / ٣٣٥.

(٣٤) حقّها أن تكون فى (صطر) وتنظر (سطر) فى حرف السين.

(٣٥) اللّسان (مصل).

(٣٦) مجموع أشعار العرب ٨٠.

(٣٧) بلفظ : أحمق من ماطخ الماء. فى المستقصى ١ / ٨٤.

(٣٨) النّهاية ٤ / ٣٤٤.

(٣٩) النهاية / ٣٤٥.

(٤٠) وثيت يده : كسرت. المجمل ٤ / ٥٠٥.

(٤١) م : النفخ. والنفج : انتفاج الجوف والخاصرتين ، من ريح أو غيرها. ينظر اللّسان (نفج).

(٤٢) تنظر مادة (منن).

(٤٣) الوجع نبت يتّخذ لمعالجة وجع الكبد خاصّة. ويسمّى نبات وجع الكبد أيضا. ينظر اللّسان (وجع).

(٤٤) النّهاية ٤ / ٣٤٩.

(٤٥) الأنفال ٣٥.

(٤٦) النّهاية ٤ / ٣٥٤.

(٤٧) قال الخليل : يقال ماء ملح ، ولا يقال ماء مالح. العين (ملح).

(٤٨) العين (ملط).


__________________

(٤٩) شعر أبى دؤاد ١٩٠.

(٥٠) عيون الأنباء ٤٥٠.

(٥١) القلم ٣.

(٥٢) النّهاية ٤ / ٣٦٨. اللّسان (منى).

(٥٣) اللّسان (منى).

(٥٤) القيامة.

(٥٥) النّهاية ٤ / ٣٦٧.

(٥٦) الحج ٥٢.

(٥٧) اللّسان (منى).

(٥٨) م : غضاريف.

(٥٩) القود : قتل القاتل ، أو قتل برىء بجريرة مذنب من عشيرته أو أهله. ينظر اللّسان (قود).

(٦٠) من حاشية م. وعن الألماس وفوائده واستطباباته ينظر الشّفاء لابن سينا (مخطوطة مكتبة باريس الوطنية برقم ٥٩٢) والطّبّ المنصورىّ لأبى بكر الرّازىّ (مخطوطة فى المتحف البريطانى برقم ٣ / ٤٥).



حرف النّون

ن



نارنج :

النّارَنج : ثمر معروف ، مُعَرَّب نارنْك. قِشْرُه حارّ يابس فى الثّانية. واذا جُفِّف وشُرب منه وزن درهمين بماء حارّ حلَّل المغص.

وهو رطب وفيه دُهن. واذا شُمِّس ثلاثة أسابيع قام مقام دهن النّارْدِيْن ، ونفَع من نهش الهَوام الباردة السُّمّ.

وشرابُه يابس فى الثّالثة ينفع من التهاب المعدة الحارّة وينفع سُدَد الكبد ، الّا أنّه يضرُّها. ويصلحه السُّكّر. وأكْلُه يقمَع الصّفراء وينفع من الخُمَار. وزَهر شجرته حارّ فى الثّانية يابس فى الأولى ، يقوِّى الدّماغ شمّاً ، ويَحُلّ الرّياح شربا ، ويدرّ الطّمث حَمْلاً. ويُسْتَقْطَر منه ماء زكىُّ الرّائحة عَطِرٌ ، وهو حارّ مع يبس.

وماؤه ينفع من الصُّداع والخفَقان الباردَين وغيرهما من الأدواء الباردة ، ويقوِّى ، ويفتح السُّدَد. ومضرّته بالصَّدر والعَصَب ، ويُصلحه العَسَل ، وبدله الأترجّ.

نأى :

النّأي : البُعْدُ والمُفارقة ، وفى التّنزيل : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ) (١) أى : أعرضَ عن عبادته ودعائه.

نبب :

الأُنْبُوبة ، من القَصَب والقَناة : كَعْبُها أو ما بين العُقْدَتَين.

وأَنَابِيب الرّئة : مَخارج النَّفَس ، على التّشبيه بذلك.


نبت :

النَّبْت : اسم لكلّ ما أَنْبَتَهُ الله من الأرض. قال الخليل (٢) : والنَّبات فِعْلُه ويجرى مجرى اسمه ، يقال : أنْبَت الله النّبات إِنْبَاتا. وقال الفرّاء : النَّبَات اسم يقوم مقام المصدر. قال تعالى : (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) (٣).

ونَبَتَ البقلُ وأنْبَتَ بمعنًى. وأنكر الأصمعىّ أنْبَتَ بمعنى نَبَتَ ، وقال : لا يقول ذلك عربىّ.

والمَنْبِت : موضع النّبات وهو أحد ما شَذَّ من هذا الضَّرْب وقياسُه فتح الباء.

والنَّبتة : الواحدة من النّبات. والنَّبْتة : وحاله التى ينبت عليها.

واليَنْبُوت : الخرُّوب (٤).

نبث :

النَّبِيث : ضَرْبٌ من سَمَك البحر عن ابن الأعرابىّ. وفى حديث أبى رافع : أطيب طعام أكلتُ بالجاهليّة نبيثة سبع. أراد لحما دَفَنَه السَّبُع لوقت حاجته فى موضعٍ فاستخرجه أبو رافع وأكله ، فانْ صحّ هذا فلا بدّ أنّه عاش معلولاً.

نبج :

الأنبَج والأنبِج : ثَمَر شَجر هندىّ يربَّب بالعسل ، وهو يُشبه الخوخ مُجَوَّف الرّأس يُجلب الى العراق ، وفى جوفه نواة كنواة الخوخ ، ومنه اشتُقّ اسم الأَنْبِجَات وهى المربّبات من الأدوية.

والأَنْبِج كثير بأرض العرب من نَواحى عُمان يغرس فيها. والعُمانىّ منه له لونان أحدهما ثمرته كهيئة اللّوز لها طعم حلوٌ ، والآخر كهيئة الاجّاص يبدو


حامِضا ثمّ يحلو اذا أينَع. ولهما عُجْمَة ورِيْح طيّبة ، ويُكْبَس الحامض منهما وهو غَضّ حتّى يُدْرِك فيكون كأنّه الموز فى رائحته وطعمه ، ويعظم شجره حتّى يكون كشجر اللّوز وورقه كورقه فاذا أدرك فالحلو أصفر ، والمرُّ أحمر. وقال الدَّينورىّ : الفرق بين الأنبِجات والمربَّبات أنّ الأنبِجات تلك التى اختلطت عند التّربيب بالعَسل واتُّخِذَت به كالأزهار ، والمربّبات التى لم تُتَّخَذ به كالفَواكه.

نبح :

النُّبّاح : الهُدْهُد الكثير الجَلَبة. والنُّبَاح : صوت الأسد يَنْبَح نُباح الجرو والنَّبَّاح : صَدَف بِيض صغار يكثر فى مكّة ، يُجعل فى القلائد يزعُمون أنّهم يدفعون به العَين. الواحدة نَبّاحة. والنَّبْحاء : الظّبية كثيرة الصّياح.

نبخ :

النَّبْخ والنَّبَخ : الجُدَرِىّ ، وكلُّ ما يَتَنَفَّط ويمتلئ ماء. وأصل البَردىّ ، ويؤكل فى القَحْط. وخُبْزَة أُنْبُخانيّة ، قيل : ليِّنة هشَّة مُختمِرة ، والهَمْز زائد.

نبذ :

النَّبْذ : الطَّرْح ، وضَرَبان العِرْق ، نَبَذَ العِرْق : ضَرَب ، لغة فى نَبَض. والنَّبيذ : ما يُعْمَل من الأشربة من التَّمر والزَّبيب والعَسَل والحِنْطة والشّعير وغير ذلك. يقال : نَبَذْتُ التَّمر : اذا تركت عليه الماء ليصير نَبيذا ، صُرِف مِنْ مفعول الى فعيل ، سواء كان مُسكرا أم غير مسكر. ويقال للخمر المعتصَر من العنب نَبيذ


كما يقال للنَّبيذ خمرا.

والنَّبيذ اسم عربىّ بمعنى مَنبوذ. وهو نَقِيعٌ مُشْتَدّ مُسْكِر ، يتَّخذ من أشياء كثيرة أفضلها نَبيذ الزّبيب وهو حارّ رطب يقوِّى المعدة واذا أُضيف اليه العسل كان مُدِرّا ، مُزيلا للرّياح مهيِّجا للباه. وقال بعض الأطبّاء : والقانون الكُلّىّ فى عمل الأنبذة أنْ يُطْرَح على الجزء ثلاثة أجزاء من الماء ويُطبخ حتّى يذهب ثلثاه أو نصفه أو ثلثُه ثمّ يُصَفَّى ويُترك حتّى يشتدّ. ومرّ فى (خ. م. ر) ما فيه كفاية.

نبر :

النَّبْرَة : وَسَط النُّقْرَة فى ظاهر الشَّفة العليا ، والوَرَم فى الجسد. وانْتَبَر الجرحُ : ارتفع وورم ، وفى الحديث : إنّ الجُرْح يَنْتَبِرُ فى رأس الحَوْل (٥). أى : يَرِمُ. وكلّ مُرْتَفِعٍ مُنْتَبِرٌ.

نبض :

النَّبْض : وضعيّة مؤلَّفة من انبساط الشَّرايين لتعديل الرُّوح الحيوانىّ بالنّسيم ومن انقباضها لاخراج الفَضلات الدُّخانيّة.

قال بعض المتقدّمين : والحركة خروج الشّىء من القوّة الى الفعل على سبيل التّدريج.

وهذا التَّعريف تَعريفُ تَنبيهٍ على الحركة وليس بِحَدّ حقيقىّ ، والحَدّ الصّحيح لها هو أنّها كمالٌ أوّل لما هو بالقوّة.

وقال شيخنا العلّامة : والكَمَال ينقسم الى أوّلٍ وثانٍ وذلك باعتبارين أوَّلهما أنْ يكون الشَّىء الذى يخرج من القوّة الى الفعل لا يكون من شأنه أن يَخرج


بتَمامِه دُفْعَةً فيُسمَّى ما يخرج فيه الى الفعل قبل خُروج تمامه كَمالا أوّلا ، وكَمالُه الذى يخرج من القوّة الى الفعل لا يكونُ من شأنه أنْ يَخرج بتَمامه دُفْعَةً فيسمَّى ما يخرج فيه الى الفعل قبل خُروجه بتَمامه كَمالاً أوّلاً ، أيضا. وكماله الذى يتوخّاه ويقصده بعد تقدير خُروجه الى الفعل يكون من شأنه أنْ يخرج بتمامه دُفعة ، فان كان حصوله لذلك الشّىء يجعله نوعا غير ما كان قبل الحصول فيُسمَّى مثل ما سبق : كمالا أوّلاً. وما يصدر عنه بعد تَنوّعهٍ من حيث هو ذلك النّوع يُسَمَّى كمالا ثانيا. وبهذا الاعتبار تُعَرَّف النَّفْس بأنّها كمال أوّل لجسم طبيعىّ ذى حياة بالقوّة.

فالنَّبض علامة الحياة ، وتوقُّفه علامة الموت اذا صاحبته بُرودة واصفرار واستمرّ يوما كاملا.

وذكرنا من قبل أنّه لا يصحّ دفن صاحب السّكتة الّا بعد انقضاء يومٍ من سَكتة نَبْضِه.

نبع :

النَّبْع : شجر جَبلىّ يُتَّخَذ منه القِسىّ والسِّهام ، وعُوْدُه وزِينٌ أصفر ، واذا تقادم احْمَرّ.

قال المبرّد : وهو والشّريان والشَّوحط شجرة واحدة لكنُ تختلف أسماؤها باختلاف مَنابتها فما كان منها فى قُلَّة الجبل فهو النَّبْع وما كان فى سَفْحِه فهو الشِّريان وما كان فى الحَضيض فهو الشَّوْحَط. ولا نارَ فى النَّبع ولذلك يُضرب به المثَل فيقال لو اقتدح فلان بالنَّبْع لأورَى نارا ، اذا وُصِف بجودة الرّأى والحذق فى الأمور.


نبق :

النَّبْق والنَّبِق والنِّبْق : حمل السِّدْر ، الواحدة نبقة. منه رَطب وهو بارد رطب فى الأولى مُوَلِّد للبلغم ، والحلو منه أقلّ بردا وفيه قَبْض للطّبيعة. ومنه يابس وهو بارد يابس فى الأولى يُسَكِّن هَيَجان الصَّفراء ويقوِّى المعدة ويحسِّن الطّبيعة ونزف الحيض وخاصّة سَوِيقُه. قال بعضهم : وأجود نَبْق نَبْق بهجر فى بقعة واحدة وهو أشدّ النّبق حلاوة.

نتح :

النَّتْح : العَرَق ، وخروجُه من الجلد.

نثر :

النَّثْرَة : الخَيْشُوم وما والاه ، وطَرَف الأنف عن ابن الأعرابىّ. وبه يُسَمَّى النَّجْم الذى يقال له : نَثْرَة الأسد ، لأنّها تُشبه طرف أنفه.

والنَّثْرَة : الفرجة تحت وترَة الأنف. والنَّثْر : الرُّعاف.

وأنْثَرَه : أرْعَفَه بالدَّم. قال :

انّ عليها فارِسا كعَشَرَه

اذا رأى فارسَ قومٍ أنْثَرَهْ (٦)

نجب :

النَّجيب : معروف. وفى الحديث : (انّ الله يُحِبّ التّاجر النَّجيب الكريم) (٧).

والنَّجَب : لحاء الشَّجر وقِشْر عُروقها أو قِشْرُ ما صلب منها.


نجح :

المُنْجِح : من أدوية العَين. يُسَكِّن الوَجَع من يومه ، ويُحَلِّل الوَرَم.

نجذ :

النَّواجذ : أقصَى الأضراس ، وهى أربعة ، وتُسَمَّى بضِرْس الحُلم ، لأنّها تنبت بعد البلوغ ، أو كمال العقل. وقيل : هى التى تلى الأنيابَ أو الأضراسَ كلّها. وفى الحديث ، أنّه (ص) ، ضَحِك حتّى بدتْ نَواجِذُه (٨). والأشهر أنّها أقْصَى الأسنان. والواحد منها ناجِذ ، وهو مُذَكَّر ، ولا يجوز تأنيثه.

نجر :

النَّجَر : عَطَشٌ يُصيب الانسان عن شرب اللّبن الحامض فلا يَرْوَى من الماء.

والنَّجِيرَة : لبن حليب يُخلط به طحين أو سمن ، أو ماء وطحين ويُطبخ رقيقا دون العَصيدة وفوق الحَسْوِ.

والأنجرة نَبات له بَذْر برّاق على شكل العَدَس وهو المستعمَل والمراد عند الاطلاق. وورق صغير مُشْرِف ، وشَوك دقيق وزهرة صفراء. ويُسَمَّى هذا النّبات ، أيضا : بالقَرِيص والحريق لأنّ ورقه اذا أصاب عُضوا من البَدَن أوْرَثَه حَكّة وتَقريصا وحُرْقَة. وبَذره حارّ فى أوّل الثّالثة يابس فى أوّل الثّانية ، يَفْتَح سُدَد المِصْفاة بقوَّة ويزيل الرّبو وينقِّى الصّدر وينفع من وجع الجنبَين (٩) ويفتّت حَصاة الكلَى والمثانة اذا لُعِق بالعسل. ويهيِّج الباه ويفتح فم الرّحم اذا شُرِب بالنّبيذ.

قال جالينوس وهو يُطْلِق البطن باعتدال ويحلّل لا من طَريق أنّه يُسْهِل


كالأدوية المُسْهِلَة. ويُخرج البلغم. والشّربة منه من مثقال الى مثقالين. ويضرّ بالحلق والأمعاء. ويُصلحه الكَثيرا والصّمغ العربىّ. وبدله القُرْدُمانا (١٠).

نجل :

النَّجَل : سَعَة العَين وحسنها. نَجِلَ فهو أنْجل. والنَّجِيْل : نبات معروف ، وهو الثَّيَّل ، وتقدّم فى (ث. ي. ل).

نجم :

النَّجْم : ما طلع من نجوم السّماء ، وما نَبت على وجه الأرض على غير ساق.

والشَّجر : كلّ ما له ساق. قال تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (١١) قيل : المراد سُجود ظِلالِهما أو دَوَران ظِلِّهما.

والنَّجْم : الثُّريّا ، اسم لها خاصّة.

والعرب تزعم أنّ بين غُروبها وطُلوعها أمراضا ووباء وعاهات تحصل فى النّاس والابل والثّمار. ومُدَّة مَغيبِها نيّف وخمسون سنة. وأمّا قوله تعالى : ? فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ? (١٢) فقد قيل أنّ المراد بها نُجوم القرآن لأنّه أُنزل مُنَجَّماً.

والنَّجْمَة : واحدة النَّجْم. والمَنْجِمان والمِنْجَمان : العَظْمان الشّاخصان من ناحِيتَى القَدَم ، وهما الكعْبان.

نجو :

النَّجَاء : الخَلاص والسَّلامة من الشَّىء الذى يُكْرَه. والنَّجْوُ : ما يَخرج من


البَطْن من رِيْح وغائط. ونَجا فلان وأنْجَى : أحْدَث. وشَرب دواءً فما أَنْجَاه ، أى : ما أقامه. وقال الزّجّاج : يُقال ما أَنْجَى فلانٌ شيئا وما نَجا منذ أيّام ، أى : لم يأتِ الغائط. والغائِط : المطمئنّ الواسع من الأرض ، وكناية عن العذرة. والنَّجْوَى : السّرّ بين اثنين. وفى الحديث : (لا يَتناجَى اثنان دون الثّالث) (١٣).

نحب :

النَّحَب : أشَدّ البكاء والسُّعال ، يقال : نَحب البعيرُ : اذا أخذه السُّعال والموت. قال تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) (١٤) قيل معناه قُتِلوا فى سبيل الله فأدركوا ما تمنَّوا وذلك قضاء النَّحْب.

وقال الفرّاء : قَضَى نَحْبَه ، أى : أجَلَه ، والنَّفَس عن أبى عبيدة ، والنَّوم عن أبى عمرو.

نحر :

النَّحْر : أعلا الصَّدْر ، وموضع القِلادة منه ، مُذَكَّر ، والجمع نُحور. والنّاحرتان : عِرْقان فى النَّحْر كالنَّاحِرَين ، وضِلْعان من أضلاع الزَّور. وقال ابن الأعرابىّ : النَّاحِرَتان : التّرقوتان من النّاس وغيرهم.

والنِّحْر والنِّحْرِير : الحاذِق الماهر العاقل المجرِّب ، وقيل : النِّحْرِير : الفَطِن المُتقِن البصير بكلّ شىء.

نحز :

النُّحاز : داء يُصيب الرِّئة ، قال القطامىّ :


ترَى منهُ صُدورَ الخيلِ زَوْراً

كأنّ بها نُحازا أو دُكاعا (١٥)

والنَّحِيزَة : الطّبيعة. ونَحَزْتُ بَدَنَه : نَخَسْتَه. ونَحَزْت الجرحَ. شَقَقْتَه.

والنُّحاز : السُّعال.

نحف :

النَّحافة : القُضافة ، وهى : الهُزال.

نحل :

النَّحْل : ذُباب العَسَل ، وتقدَّم الكلام على العَسَل.

ونَحَل الجسمُ نُحولا ، فهو ناحِل ، وأنْحَلَه الهَمّ : هَزله.

نحم :

النُّحام : طائر فى قَدْر صِغار الإوَّز يأوى الى المياه ، حارّ رطب كثير الدُّهنيّة ولونه ما بين بياض وحُمرة وسواد ، يحرِّك الباه ويزيد فى المنىّ.

نحو :

النَّحْوُ : القَصْد نَحْوَ الشَّىء. قال ابن السّكّيت : يُقال نَحا نَحْوَه اذا قَصَدَه. ونحا الشَّىءَ يَنْحَاه ويَنْحُوه اذا حَرَّفَه ، ومنه سُمِّي النّحوىّ لأنّه يُحَرِّف الكلام الى وجوه الاعراب. والنِّحْى والنَّحْى : الزِّقّ الذى فيه السّمن خاصّة ، ومنه المثَل المشهور :

(أشْغَل من ذاتِ النَّحْيَين)(١٦).


نخب :

النُّخْبَة : المختار من الشَّىء ، والعَضَّة والقَرْصَة. وفى الحديث : ما أصابَ المؤمن مِنْ مَكروهٍ فهو كفّارة لخطاياه حتّى نُخْبَة النَّمْلة اذا عَضَّتْ) (١٧). وفى حديث أُبَىّ : (لا تُصيب المؤمنَ مُصيبة دَعْرَةٍ ولا عَثْرَة قَدَمٍ ولا اختلاج عِرْق ولا نُخْبَة نملة الّا بِذَنْبٍ ، وما يَعفو الله عنه أكثر) (١٨). ورُوِىَ بالخاء والجيم ، وهى بالجيم أيضا : القَرْصَة ، مِنْ نَجب العُوْدَ اذا قَشَرَه.

نخر :

المَنْخَر والمَنْخِر : الأنف. والنَّخير : الصَّوت من الأنف. ونُخْرَتا الأنفِ : خَرْقاه. والنّخوري : الواسع جوف الاحليل. ونَخِرَت العِظامُ : تَفتّتَتْ. يقال عَظم نَخِر. والنُّخار : داء يُصيب العظام تتفتّت منه ، ولا يُرجى شفاؤه.

نخع :

النُّخاعَة : النُّخامة التى تخرج من أصْل الفم مما يلى النُّخاع. والنّخاع بتثليث النّون : خيط أبيض ينحدر من البَطْن المؤخَّرِ من الدِّماغ الى داخل عظم الرَّقبة ثمّ يمتدّ فى فقار الصُّلْب الى أنْ يبلغ عَجْبَ الذَّنَب ، وهو رَسول الدِّماغ وخليفته فى مَجْرَى الصُّلْب ، ونِسْبَتُه الى الدِّماغ كنِسْبَة نهر عظيم جارٍ من عَين عظيمة ، ونسبة الأعصاب النّابتة منه كنسبة الجداول من النّهر ، وكلّما بَعُد عن الدّماغ دَقَّ فاذا وصل الى آخر الفَقَرات انتهَى الى غاية الدِّقة. وهو بارد رطب يَسقى العظام كلّها المخَّ ويعطى ما يُجاوره حسّاً وحركةً (١٩) ويتشعَّب منه شُعَب فى الجِسم.


قال شيخُنا العلّامة : واعْلَمْ أنّ النّخل مثل الدّماغ فى انقسامه الى قِسمين ، وانْ كان الحِسّ لا يميّز ذلك. واذا وقع قَطْعٌ فى طُوله لا يضرّ ذلك بالحِسّ والحرَكة ، وان وقع ذلك فى عُرْضِه بَطل الحِسّ والحرَكة من الأعضاء التى تأتيها الأعصاب ، ومن أسفل الموضع المقطوع ويَبْقَى ما فوقه سَليما. والمَنْخَع : مِفْصَل بين العُنق والرّأس من الدّاخل.

نخل :

النُّخالة : ما نُخِل من الدّقيق ، وما بقى فى المُنْخُل ممّا يُنْخَل ، وهذا على السَّلب. وفى الحديث : (لا يَقبل الله من الدُّعاء إلّا النّاخِلَة) (٢٠). أى : المَنْخُولة الخالصة. والنُّخالة أنواع ، وأفضلها المتَّخذة من دقيق الحِنطة ، حارّة يابسة فى الأولى ، فيها جَلاءٌ وتَليين. والحساء المتَّخذ من دقيقها ينفع من خُشونة الصّدر ، ومن السُّعال. واذا طُبِخَت بالماء أو بماء وَرَق الفُجْل نفَعت من لسعة العَقرب ، أو بالخلّ الجيّد نفعت من الجرَب المتقرِّح ، أو بالشّراب نفعت من تَعقُّد اللَّبن فى الثّدى ، ضِماداً فيها جميعا.

ندد :

النَّدُّ : طِيْب يُدَّخَنُ به. وقال أبو عمرو بن العلاء : يُقال للعَنْبَر النَّدُّ ، وللبَقَّم : العَنْدَم.

ندر :

النَّدْرَة : القِطْعَة من الذّهب أو الفِضّة فى المعدن. والأنْدَرانىّ : البراز الأبيض ،


وقيل : بل هو الدّرانىّ ، وربّما كان ذلك من الدَّرَن.

ندغ :

النَّدْغ : الصَّعْتَر (٢١) البرّىّ ، وهو ممّا تَستافه النَّحل ، وعَسله رطب قوىّ الحرارة. وتقدّم ذكره.

ونُدِغَ الصّبىّ : اذا دُغْدِغ.

والنُّدْغَة : البياض فى طرف الظُّفْر ، وهو علامة على ضَعْف فى الدَّم والعَصَب. وعلاجُه علاجُ سَببهِ ، والاكثارُ من الغذاء الجيّد الكَيموس.

ندل :

المَنْدَل : بَلَد. والعُود المَنْدَلِي منسوب الى البَلَد والجيّد منه أو الرّطب منه ، قاله المبرِّد : النَّيْدَلان : الكابوس.

نرجس :

النَّرْجِس والنَّرْجِس ، مُعَرَّب : نبات له ورق كورق الكُرّاث الّا أنّه أدَقّ منه وأصغر. له ساق مُجَوَّفة لا ورق عليها ، طولُها أكثر من شِبْر ، وعليها زهر أبيض فى وسَطه شىء لونُه أصفر. ومنه ما لونُه الى الزُّرْقَة. وله أصْل بَصَلِيُّ. وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية.

ينفع شَحْمُه من الزُّكام والصّداع الباردَين. ويضرّ بالمزاج الحارّ. ويُصْلِح ضَرَرَهُ شَمُّ النَّيلوفر. وبدله المَنْثُور (٢٢). واذا شُرِب من أصْلهِ أربعة دراهم بماء العَسل أسْقَط الأجِنّة حيَّة أو ميتة.


نرجل :

النّارْجِيْل : جَوْزُ الهِنْد واحدته نارْجِيْلَة ، وهو معروف. وله لَبن فى داخله قبل جَفافه ، يُسَمَّى الأطواق. وتقدَّم فى (ط. و. ق) وأفضله الحديث. وهو حارّ فى الثّانية رطب فى الأولى. والزَّنخ حارّ فى الثّانية يابس فى الأولى. والحديث يَزيد فى المنىّ ، ويُسَخِّن البَدَن ، وينفع من تقطير البَول وبَرْد المثانة. والكَيمُوس المتولِّد عنه جيّد. وجِرْمُه فيه ثقل على المعدة. ويُصلحه السُّكّر. الزَّنِخ ينفع دُهنه من وجَع الظَّهْر والرُّكَب ، ويُسْهِل الدّيدان وحَبَّ القَرْع ، وينفع من البَواسير مع دُهْنِ المِشْمِش.

نزب :

النَّيْزَب : ذَكَر الظّباء والبَقَر.

نزر :

النَّزْر : القليل التّافه من كلّ شىء. وامرأة نَزورٌ : قليلة الولد ، ويُستعمل فى غير المرأة ، قال :

بُغاثُ الطَّيْرِ أكْثَرُها فِراخاً

وأمٌّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ (٢٣)

نزع :

النَّزَعة : نَبْت بالرَّوض ليس له زهر ولا ثَمَر تأكله الابل اذا لم تجدْ غيرَه واذا أكَلته امتنعتْ ألبانَها حينا. وموضع النَّزْع من مُقَدَّم الرّأس وهو انحسار الشّعر


عن جانبَى الجبهة ، وهو أنْزَع وهي زَعْراء ، وقيل نَزْعاء. وشَراب طيِّب المنزَعة ، أى : طيِّب مَقْطَع الشُّرب. ونَزَع المريضُ : جادَ بنفسِه.

ونَزَعْتُ الشَّىء : اذا قلعته. ومنه قوله تعالَى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) (٢٤).

نزف :

نَزَف فلانٌ دَمَه : اذا استخرجَه بحِجامة أو فَصْد أو أىِّ جُرْحٍ كان.

ونَزَفَه الحجّام : أخْرَج منه دما كثيرا.

والدَّمُ ، نفسُه ، يَنْزِف : اذا سال حتّى يُضْعِف صاحبَه. والنُّزْف : المرض الحاصِل من نَزْف الدّم ، وهو ما يَعرض له من اصفرار وجهٍ وبدنٍ وارتعاشٍ يَدٍ. قال :

تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ ، وهى لاهِيةٌ

كأنّما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفُ (٢٥)

ونَزَّفَت المرأة : اذا نَزل عليها دَمٌ وهى حامِل. ويجب علاجُه لساعتِه ، والّا أجهضت منه وماتَ ولدُها فى بطنها.

والنَّزيف والمَنْزُوف : الذى أذْهَب الدّاءُ ماءَ بدنِه فيبستْ عُروقه وعَصَبُه.

نزل :

النَّزْلَة : سَيلان المادّة من الدّماغ الى الحلق. وتقدّم الكلام عليها فى (ز. ك. م).

نسر :

النَّسْر والنِّسْر : طائر كبير الجثّة طويل العمر شديد الطّيران حادّ البصر قوىّ


الشّمّ. والمِنْسَر لسبِاع الطَّير بمنزلة المِنْقار لغيرها. والنّاسور : العِرْق الذى لا ينقطع سَقْيُه ، وهو مِنَ العِلَل التى تحدُث من (مآقى) العَين وحولَ المقعَدة وفى اللثّة.

والنِّسْرِين : وَرْدٌ أبيض مَعروف. وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة ، زكىّ الرّائحة مُقَوّ للقلب بتفريحِه ، وللدّماغ بتسخينه ، نافع من الدَّوِىّ والطّنين ، ومن بَرْد الأعصاب ، ومن وَجَع الأسنان وأورام الحَلْق واللّوزَتين ويفتح سُدَدَ المنخرَين ويُسَكِّن الفُواق والقَىء ، ويقتل الدّود. وقد يَمنع من سُرعة الشّيب. ويُسُ ل ذَريعا ، أى : سريعا ، بلغما وصفراء.

وصِفَة استعماله أنْ يُؤخذ جُزءان من السُّكّر النّبات المدقوق ومن ورقه جُزء ومن بذر الرّازيانج رُبع جُزء ومن ماء الورد بقدر الحاجة ، ويخلط خَلطا جيّدا ويُرفع فى اناءِ زُجاجٍ ويُستعمل منه وقت الحاجة من ثلاثة مثاقيل الى ستّة مثاقيل ، وقد يُضاف اليه شىء من الكابُلّىّ أو من غيره بحسب الحاجة. ويابِسُه يدرُّ الطّمْثَ ويُخْرِج الأجِنّة ويُسَكِّن الفُواق. والشّربة منه من درهم الى مثقال ، ومضرَّة الطّرىّ بالمحرورين. ويصلحه النَّيلوفر ، قيل وبدله الياسَمين.

نسس :

النَّسِيسُ : بقيّة الرّوح التى بها الحياة سُمِّيَت نَسيسا لأنّها تُساق سَوْقاً. وعِرْقان فى المُخّ يَسقيانه. والنَّسْناس والنِّسْناس : نَوع من الحيوان أقرب شىء للانسان ، وهو نَوع من القردة.

ونَسَ جِلْدُ فلان : اذا يَبس من داء أو عَطَشٍ شديد.

ونَسِيسُ الحُمَّى : حرارتُها وتَعْطِيْشُها.


نسع :

النَّسْع : المِفْصَل بين الكَفّ والسّاعد. واسم رِيْح الشَّمال ، سُمِّيَت بذلك لدقّة مَهَبِّها. والنّاسِع : الطّويل العُنُق.

نسم :

النَّسيم : ابتداء الرّيح ، والرّيح الطّيبة ، وتَنسَّمَت الرّيح : هبَّت.

والنَّسَمَة : الانسان والرُّوح ، والمملوك ذَكرا كان أو أُنثى ، وفى الحديث أنّ النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : (مَنْ أعتقَ نَسَمَةً مُؤمنةً وقَى الله عَزّ وجلّ كلّ عُضْوٍ منه من النّار) (٢٦). قال بعضهم : كلّ دابّة فى جَوفها رُوْح فهى نَسَمَة. والنَّسَمَة : طَير سِراع خِفاف فوق الخطاطيف ، غُبْرٌ تَعلوهنّ خضرة.

وسُمِّيَت عِلّة الرَّبْوِ نَسَمَةً لاستراحة صاحبها الى تنفُّسه ، ولذلك لا يزال يتنسَّم كثيرا. والجمع نِسَمٌ.

والمَنْسِم : طرَف خُفِّ البعير والفيل والنّعام والحافِر. وقد يُطلق على مفاصل الانسان اتّساعا ، ومنه الحديث : (على كلِ مَنْسِم من الانسان صَدَقَة) (٢٧). أى : على كلّ مفصل. والنّاسِم : المريض الذى قد أشْفَى على الموت.

نسو :

النَّسَا : عِرْق من الوَرِك الى الكَعْب ، والجمع أنْسَاء ، والتّثنية نَسَوَان ونَسَيان. وقال الأصمعىّ : لا تقول العرب" عِرْق النَّسا" كما لا تقول" عِرْق الأكحَل" ولا" عِرْق الأبْجَل" انّما هو النَّسا والأكْحَل والأبْجَل. وقال الكسائىّ وابن السّكّيت وغيرهما : هو عِرْق النَّسا ، وحكاه أبو العبّاس ثعلب فى الفَصيح.


وأمّا عِرْق النَّسَا ، فهو من جُمْلَة أوجاع المفاصِل ، وجع يبتدئ من مفصل الوَرِك وينزل من خَلْفِ الفَخِذ ، وربّما امتدّ الى الرُّكبة والى الكَعْب. وكلّما طالت مُدَّتُه زاد نُزوله ، وبحسب المادّة قِلَّةً وكَثرةً ، وربّما امتدّ الى الأصابع. وتَهزل منه الرِّجل والفَخِذ ، وفى آخره يُلْتَذّ بالغَمْز وبالمشى اليَسير على أطراف أصابعه ، ويَصْعُب عليه الانكباب وتَسوية القامة. وربّما انطلقت فيه الطّبيعة فانتفع بها. وقد يؤدِّى الى انخلاع طَرَف فخذه ورمّانته عن الحُقّ ، وذلك اذا كانت الرُّطوبة المخاطيّة كثيرة فى الحُقّ ، فتُرْخِى الرِّباط الذى بين الزّائدة والحُقّ فينْخلع الوَرِك. ووجعه والنِّقْرِس بعد العِلاج والذَّهاب ممّا يعود سريعا بأدنَى سبب وهو من أشدّها وَجَعاً. وله علامات بحسب أسبابه.

ـ أمّا الدّموىّ فتدلّ عليه حُمْرَة الموضع والتّمديد الشّديد والضَّرَبَان والوجع الممتدّ طولا ، ويُسَكِّنُه الفَصْد فى الحال.

ـ وأمّا الصّفراوىّ فتدلّ عليه الحرارة الشّديدة مع قلّة الثّقل ، والتّمدّدُ والحمرة والاستراحة بما يُبرّد والتَّضرّر بما يُسَخِّن.

ـ وأمّا البلغمىّ فيدلّ عليه تغيّر لون الجلد الى الرّصاصيّة وعدم علامات الدَّم والصّفراء.

ـ وأمّا السّوداوىّ فقِلّةُ التَّمدُّدِ وقِلّةُ الانتفاعِ بالعِلاج وعلاماتُ المزاجِ السّوداوىّ.

ـ وأمّا الرِّيْحِىّ فيدلّ عليه التَّمديد الشّديد من غير ثقل ، وانتقال الوَجَع واستعمال ما يولّد الرِّياح.

المعالجات :

ـ أمّا الدّموىّ فأنفع الأشياء له الفَصْد ، ويكون أوّلا من اليَد ثمّ من الرِّجل


وفَصْد عِرْق النَّساء فى وَجَعِه أنْفَعُ من فَصْد الصّافن بكثير ، اللهم الّا أنْ يكون الوجع ليس ممتدّا فيكون الصّافن أنفع فيه ، على أنّهما شُعْبَتا عِرْقٍ واحد وليسا كالباسَلِيْق والقِيْفال فى اليدَين. لكنّ جالينوس يكتفى بذكر الصّافن وعِرْق المابِض. وفَصْد عِرْق النَّسا والصَّافن. وممّا يُفْصَد أيضا العِرْق الذى هو بين الخِنْصِر والبُنصر من الرِّجْل ويُفصد بعده عِرْق النِّسا. وقيل انّ فَصْدَ هذا العِرْق أنْفَع من فَصْد عِرْق النّسا كما انّ فَصْد الأُسَلْيِم أنفع من فَصْد عرق الباسليق فى عِلَل الكَبِد والطِّحال. ويُتبع الفَصْد بمطبوخ السُّوْرِنْجان لاختصاصه بمرض المفاصِل وتَسكينه الوَجَع وتقوية المفاصل وتَنقيتها من الموادِّ وتَضييق مَسالكها حتّى لا تَنصبَّ اليها الموادّ مرّة أخرى.

ـ أمّا الصّفراوىّ فقلّما يحدث من الصّفراء ، لكن من الدّم الصّفراوىّ ، ولذلك يجب أنْ يُبْدَأ بالفَصْد ثمّ الاسهال بعد النّضج بالحبوب التى يأتى ذِكْرُها ، وعناصرُ أدْوِيَتِها (٢٨) شَحْم الحنظل والقَنْطُوْريون والشَّيطرج. ويُعالَج أيضا بالحُقَن. ويجب ألّا يُسْهَل البَلْغم وحده بل مع الصّفراء ، لأنّه اذا أُخْرِج وحده أرسل البلغم الى العُضو مرّة أخرى. ويجب أنْ لا يكون المُسْهِل شديد الحرارة جدّا فيُذيب الأخلاط ويَرُدّ على العضو مثل ما أخذ منه أضعافا مضاعَفة. والسُّورنجان كثير النّفع لاسهال الخلط البارد ، وفيه شىء آخر وهو أنّه يعقب الاسهال قبضا فى المجارى وتَقوية فلا يمكن معهما أنْ ترجع الفُضول المجذوبة بالدّواء التى يتفِّق لها الاستفراغ من العُضو المأووف. وهذا من فعله منْفَردا فيه ، وأكثر المستفرِغات توسِّع المجارى وتتركها واسعة. الّا أنّه يضرّ بالمعدة فيُصْلَح بأنْ يُخْلَط معه شىء من المصطكى والدّارصينى والكَمّون وقد يُخلط به مثل الصَّبِر والمحمودة لقوّه اسهاله. ومن الجيّد استعمال حَبّ


النّعناع وحَبّ الملوك وأيارِج رَوْفَس ، فهو عظيم النّفع من النَّسا والنِّقْرِس ، وكذا القُنْطُوْرِيُوْن وشَحْم الحنظل والصَّبِر والأنْزَوُرْت.

نسي :

النِّسْيان : ضِدّ الحِفْظ. يقال : نَسِيْتُ الشَّىء نِسْياً ونِسْياناً. والنَّسْي ، ورَوَى كُراع : النَّسْي : ما نُسِي ، وما سَقَط فى منازل المرتحلِين من رَذْل أمتعتهم. وقال الأخفش : هو ما أُغْفِل من شىء حَقير ونُسِىَ. والنَّسِيُ : الكثير النِّسيان. وقال ثَعْلب : رَجُل نَاسٍ ونَسِىّ. وتَناساه : أرَى من نفْسه أنّه نَسِيَه.

وطِبّاً : النِّسيان سُمِّى باسم لازِمه ، وهو امّا فَساد الذِّكْر وهو الحِفْظ للشَّىء ، وامّا فساد الفِكْر وهو حَرَكَة ذِهْن الانسان فيما عنده من الصُّوَر والمعانى لتحصيل مطلوب ما. وامّا فَساد التّخيّل وهو استحضار الصُّوَر المدرَكة المخزونة فى الخيال عند غَيبوبتها امّا لفساد القوّة المسترجِعة لها وهى الحِسّ المشترك ، وامّا لفساد خِزانتها الحافِظة لها وهى الخَيال.

أمّا فَساد الذِّكْر فهو بُطلان الحفظ أو نُقصانه وسببُه امّا استيلاء البرد والرُّطوبة على القِسْم المؤخَّر من الدِّماغ الذى هو محلّ الحفظ فلا يَحفظ ما ينطبع فيه لأنّ الحِفْظ انّما يكون باليُبوسة المعتدلة فاذا غَلبت الرُّطوبة يكون قَبولُه لما يرتسم فيه من المعانى بسُهولة لكنّ تلك الرّسوم تتركه سريعا كالشَّمع المذاب الذى لا يحفظ ما ينطبع فيه ، فاذا انضمّت اليه البُرودة أعانته على ذلك. وقد ذكر جالينوس أنّ حربا كانت فى الرّوم فقُتِل من الفريقين خَلْق كثير وأصاب النّاجين رِيْحٌ من نَتن الجِيَف فلبثوا أحيانا يَتذاكرون كلّ ما عَلِمُوا حتّى أسماء أنفسِهم وأسماء أبنائهم ولا يَعرفون أنفسهم ولا أولادَهم.


وذلك أنّ تلك الرّوائح العَفِنَة غَليظةٌ ثَقيلة كثيرة الرُّطوبة فاذا وصلت الى الدِّماغ استرخَى جَوهرُه منها ، وأزالت الرّسوم المنطبعة فيه عنه. وعلامته النّوم الكثير لاسترخاء الأعصاب وتبلُّد الرُّوح عن الانبساط الى الخارج. وعلاجه تَنقية الدِّماغ بالأيارجات والمعاجين والحقن الحادّة التى فيها القُنْطُرْيِون والجاوْشِير وشَحْم الحنظَل والتِّرْبِد مع القليل من البُورق. وقد قيل أنّ أبقراط نَهَى فى هذه العِلّة عن الاستفراغ بالدّواء فالمراد به القَىء فقط.

والاستفراغ فى هذا المرض بل فى سائر الأمراض الدّماغيّة منهىّ عنه لتصعيده الموادّ الى أعلا. والسُّكنجُبين العُنْصُلىّ له نفع عظيم فى هذه العِلّة.

وقد جرَّبنا وَصْفةً جيّدة للحفظ أخلاطُها : صَبِر سُقْطُرِىّ ستّون مثقالا ، وغاريقون أربعة وعُشرون مثقالا ، وعسل بلادَر وأفْتِيْمُون وقُسْط وبزر سَدَاب وفلفل أبيض ، من كلّ واحد ثمانية مَثاقيل ، وسَلِيْجَة ووَجّ وزَراوَنْد وزَعْفَران ودارصِينى ومَصطكى ، من كلّ واحد ستة مثاقيل ، مع عَسَل قَدْر الكِفاية. وأمّا استيلاء البرد واليبس على القسم المؤخَّر من الدّماغ بحيث يجعله كالشَّمع الشّديد الصّلابة فلا ينطبع فيه شىء لأنّ البرد يوجب الصّلابة بقَبْضِه وتكثيفِه وتجميده. واليبس يُعينه على ذلك لانعدام الرُّطوبة المليّنة المرخية. وهذا النّوع أقلّ عروضا من النّوع الأوّل. وعلامته السّهّر الدّائم وجَفاف المنخرين وصُعوبة الكلام السّريع المتتابع لاستيلاء اليبس والجفاف على عَضلات اللّسان وعلى أعصابه فلا يدور ولا ينعطف عند التكلّم كما يجب. وعلاجه التّسخين المعتدل والتّرطيب بالأغذية الجيّدة الحارّة الرّطوبة بمثل لحوم الدّجاج والحملان ، وبتَمْرِيْخ المحلّ بمثل دُهن اللّوز الحلو.

وأمّا فساد الفِكْر فيمنع التّفكر فى شىء البتّة أو يُفْسِد عليه ما يُفَكِّر فيه. وسببُه


استيلاء البَرْد والرُّطوبة على القسم الأوسط من الدّماغ الذى هو مَحَلّ الفِكْر ، فتتبرد الرُّوح ويتكاثف قوامه ويغلُظ فيتعطّل الفِكْرُ أو ينقص لأنّ الفكر حركة الرّوح من الأوسط الى المؤخَّر ثمّ رُجوعه منه الى الأوسط. والحركة انّما تكون بالحرارة ، وفَساد الفِكْر وانْ لم يكن نِسيانا فى الحقيقة ، فهو قريب من النّسيان من حيثُ أنّ صاحبه لمّا لم يقدر على استنباط النّتيجة من المقدِّمتين المستودَعتين عند الحافظ والعَقْل الفعّال اشتَبه حالُه فصار كمَنْ نَسِيَهُما ولم يتذكّرهما فأُطْلِق عليه النّسيان مجازا ، كما يُطلق عليه الحُمْق. وعلاماته علامات بُطلان الحِفْظ أو نُقصانه من البُرودة والرُّطوبة الّا أنّ الثّقل فى هذه العِلّة فى وسط الرّأس أكثر ، وعلاجه فى التّنقية وتبديل المزاج.

وأمّا فساد التّخيّل فامّا أنْ يَنْقُص ويَضْعُف عن ضَبْط صُوَر المحسوسات المخزَنة فى الخيال أو عن استحضارها على ما هى عليه عند غَيبوبتها عن الحواسَ الظّاهرة ولا تعرض له رُؤيا فى المنام الّا قليلا وينساها ، أو يبطل الخيال أصلاً فينسى صُوَر المحسوسات كيفَ كانت ، أى : سواء كانت مَرئبّة فى اليقظة أم فى النّوم ، كما ينسَى فاسِد الذِّكْر معانى المحسوسات الجزئيّة من حيث تركيبها وتَفصيلها أيضا.

وانّما قيدنا المعانى لأنّ الحافظةَ خِزانةٌ للمعانى الجزئيّة التى تتأدَّى اليها من الوهم. وأمّا المعانى الكُلّيّة التى تدركها النَّفْس النّاطقة فخزانتها العَقْلُ الفعّال. وسَببه سبب نُقصان الذِّكْر بعينه من استيلاء الرُّطوبة واليُبوسة.

قال جالينوس : فَضيلة التَّخيُّل سُرعة انطباع الصُّوَر ، وأوفق الأمزجة له اعتدال الرُّطوبة لأنّ انطباع الصُّوَر لا يُمكن فى يابسٍ ولا رطبٍ ، بل فى مُعْتَدِلٍ بينهما. الّا أنّ هذا يقع من اليبوسة أكثر ، وذلك من الرُّطوبة. لأنّ البَطْن المقدَّم


أكثر رُطوبة وليناً ، والمؤخّر أشدّ يُبْساّ وصلابةً. فالأعراض تقع فيهما على الضّدّ لأنّ المقدَّم اذا تغيَّر عن مزاجه الأصلىّ باستيلاء اليبس عليه فَسد فعلُه وكذلك المؤخَّر اذا تغيّر عن طبيعته فانّه يرى أمورا لا وجود لها فى الخارج أو يرَى الأشياء غير ما هى عليه من الصُّور والأشكال وهذا من بيل التّشويش لا البُطلان والنُّقصان. ويكون امّا لِغَلَبَة المِرَّة الصَّفراء على مُقَدَّم الدّماغ ، وامّا لسوء مزاجٍ حارٍّ سادَجٍ لأنّ البرودة عند غَلبتها تجمِّد الرُّوح وتمنع القُوَى مِنَ التّصرّف فتبطل الأفعال أو تنقص.

وأمّا الحرارة فانّها عند غلبتها تجمِّد الرُّوح فتتحرَّك القُوَى وتَقْوَى على التّصرّف لكنْ لا على المجرَى الطبيعىّ ، فاذا غَلبت على الدِّماغ اضطربت أفعاله وتغيّرت عن المنهج الطبيعىّ فتدرك الأشياءَ على غَير أوضاعها التى عليها. وعلامته سُخونة مُقَدَّم الرّأس لمكان الحرارة المفرطة وجفاف المنخرَين وتخيُّل المصبغات والنّيران.

أمّا فى المادّىّ فلاشتغال الرُّوح ولاختلاط الأبخرة الحارّة الصّفراويّة لأنّ البُخار بلَون المادّة التى ينفصل عنها.

وأمّا فى السّادَج فلاشتغال الرُّوح أيضا ، وتحدث له ناريّة واشراق فيُشاهِد الحِسّ المشترَك ما يحدث منه فى الخارج. وعلاجه تنقية الدّماغ فى المادّىّ بالأيارجات والحُقَن ، ومَطبوخ الهَلِيْلَج ، وتبديل المِزاج فى السّادَج.

نشر :

النَّشْر : الرّيح الطّيّبة ، وعن أبى عُبيد : الرّيح طيّبة كانت أم مُنتنة. والنَّشْر : الحياة يقال نَشَر الله الرّيحَ ، أى : أحياها بارسالها بعد مَوتها أى سُكونها. والنَّشْر :


الكَلأ اذا يَبِس ثمّ أصابه مَطر فى آخر الصّيف فاخضرّ ، وهو ردىء للرّاعية. والنُّشْرَة : رُقْيَه يعالجون بها المجنون والمريض ، سُمِّيَت نُشْرَة لأنّها يُنْشَر بها عنه ما خامره من الدّاء ، أى : يُكشَف ويُزال. وعن الحسَن : النَّشْر من السِّحْر. قال شيخنا العلّامة ابن سينا : والانتشار هو أنْ تصير الثُّقْبَة العَينيّة أوسع ممّا هى فى الطَّبْع.

والنَّواشر : العُروق التى فى ظاهر الذّراع ، والرَّواهِش (٢٩) العُروق التى فى باطنها. والعُروق التى فى ظاهر الكَتِف ، الواحدة ناشِرة.

نشق :

النَّشُوْق : كلّ دواء يُنْشَقُ ممّا له حرارة. ونَشَقَه : شَمَّه. وقال بعضهم هو كلّ رائحةٍ قُصِدَ جَذْبُها الى جانب الأنف بجذب الهواء المستنشَق حارّة كانت أم باردة.

والنِّيْشُوق : نوع من الاجّاص صغير المقدار مُزُّ الطّعم وهو بالغٌ فى اطفاء الصَّفراء.

نشم :

المَنْشِم والمَنْشَم : من قُرون السُّنْبُل يقال له : البَيْش ، وهو سُمّ يقتل لوقته.

وقيل : المَنْشِم : حَبّ من العطر فى دَقِّه مَشَقَّة.

نشو :

النَّشَا : شَمّ الرّيح الطّيّبة. وقال أبو زيد : النَّشا : الرّائحة طيّبة كانت أم خبيثة.


ويقال : نَشِىَ من الرّيح نَشْواً : شمَّها. ويقال : نُشِىَ الرّجلُ من الشّراب : سَكر. وقال شَمِر : يُقال من الرّيح نِشَوَة ، بالكسر ، ومن السُّكْر نَشْوَة ، بالفتح. ورجل نَشْوان ونَشيان سَكران ، والأنثى نَشْوَى ، وجمعها نَشاوَى.

والنَّشا ، وقد يُمدّ ، يُتَّخَذ من القَمْح ، معروف. بارِدٌ رطب فى الأولى يقطع نَفْثَ الدّم ، ومُلَيّن لخشونة الحلق ، وينفع من السُّعال. واذا استُعمِل قَلياً مطبوخا بقليل من شَحم الماعز نفع من السّحج واستطلاق البطن ومن افراط الدّواء المسهل. ويقع فى أدوية العَين فيقوّيها ويُجَفِّف قُروحها. واذا أدِيْفَ فى لَبن النِّساء أو رقيق البَيض سَكَّن حُرْقَة العين. وهو يولِّد السُّدَد ، يُصْلَح بالعَسل ، وبدله اللَّوز المحمَّص.

نصب :

النَّصَب والنُّصُب : الدّاء والبلاء والشّرّ. ونَصَب المريضَ الوَجَعُ : اذاه وأتعبه. والنَّصِيْب : الحظّ من كلّ شىء.

نصر :

الأنْصَر : الأقْلَف ، فى الحديث : (لا يَؤْمُّكُم أنْصَر) (٣٠). والنّاصور : كلّ قرحة يسيل منها دم وجاوزت أربعين يوما. والجمع نَواصير. والتى فى المقعَدة قد تكون غائرة وهى أردأ وتَرْك علاجها أولى ، وقد تكون غير غائرة وهى أسْلَم. وعلاجُها أن يُنَقَّى البدن من الأخلاط الفاسدة ، وأن تُدْمَل بالمراهم المُدْمِلَة كمرهم الرِّسل وبالبذورات القابضة كالصَّبِر والكُنْدُر ودم الأخوين والجلّنار مع قليل جدّا من الزِّنجار.


نصع :

النَّاصِع من الألوان : الخالص الصّافى منها ومن كلّ شىء.

قال الأصمعىّ : كلّ لونٍ خالص البياض ، يقال نَصَع لونُه ، نَصاعة ونُصوعا : اشتدّ بياضُه وخَلص.

وقيل : لا يقال أبيض ناصِع وانّما يُقال أبيض يَقَق ، وأحمر ناصع.

قال الشّاعر :

بُدِّلْنَ بُؤْساً بَعْدَ طُولِ تَنَعُّمِ

ومِنَ الثِّيابِ يُرَيْنَ فى الألوانِ

مِنْ صُفْرَةٍ تَعْلُو البياضَ وحُمْرَةٍ

نَصّاعَةٍ كشَقائقِ النُّعْمانِ

والأحْمَر النّاصِع : الذى يميل لونُه الى صُفْرة ، والأحمر القانِى الذى يَضْرِب لونه الى سَواد.

نصى :

النّاصية : قُصاص الشَّعَر ، ومَنبته فى مقدَّم الرّأس ، وسُمِّى الشَّعَر ناصِيَةً لنَباتِه فيذلك الموضع.

ويقال : ناصَيْتُه : اذا جاذَبْتَه ، فيأخذ كلُّ واحدٍ بناصية صاحبه. والجمع : النَّواصي.

وقوله ، تعالى : (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) (٣١) قيل ، أى : فى قَبْضَتِه بما تشاء قُدرته.

ودَواء نَصِي : أفضل ما يُلائم الدّاء.


نضب :

التَّنَضُّب : شَجَر حِجازىّ ضخم وله عِيدان بيض وورق أغبر وشَوك كشَوك العَوْسَج وثمَر كالعنب يُؤكل.

نضج :

النُّضْجُ : لَفْظ مُشْتَرَك يُطلق على نُضْج الثَّمرة وهو ادراكها وعلى نُضج الغذاء هو صَلاحيّته لأنْ يَصير جُزءا عُضْوِيّا ، وعلى النُّضْج الصِّناعىّ وهو صلاحية اللّحم مثلا لأنْ يُؤكل ، وعلى نُضْج الفَضَلات وهو تهيّؤها للاندفاع بسهولةٍ ، وذلك امّا بترقيق الغليظ وامّا تغليظ الرقيق أو تقطيع اللَّزج.

والنَّضُوج : الوَرَم فى أىِّ موضع من الفَم كان. وضَرْبٌ من الطِّيب تُفَرِّح رائحتُه.

نضح :

النَّضْح : الأثر يبقَى فى الثَّوب أو الجسد من الطِّيب ونحوه ، وقيل هو بالخاء المعجمة : الأثر المذكور ، وبالحاء : الفِعْلُ نَفْسُه ، وقيل هو بالمعجَمَة ما فُعِل تَعمُّدا وبالمهمَلَة من غير تعمُّد.

نضر :

النّاضِر : الأخضر الشّديد الخضرة ، يقال أخضر ناضِر وأصفر ناضِر وأحمر ناضِر ، رُوِىَ ذلك عن ابن الأعرابىّ ، قال : والنَّاضِر فى جميع الألوان. وقال بعضُهم وهو الذى له بَرِيقٌ فى صَفائه.


والنَّضْر والنَّضِير والنُّضار والأَنضَر : من أسماء الذَّهَب والفِضّة ، وقد غلبت على الذّهب. والجمع نِضار.

والنُّضَار : الخالِص من كلّ شىء. والأمَل الطويل.

قال رؤبة :

سَقَى منه نُضار الأثلِ

طِيْب أعراقِ الثَّرَى فى الأصْلِ (٣٢)

نضى :

النَّضِىّ : العُنق ، على التَّشبيه ، أو أعلاه ممّا يلى الرّأس ، أو طُوله ، أو من العاتِق الى الأذُن.

نطب :

النَّطاب : الرّأس ، عن ثعلب ، وحَبْل العُنُق ، عن ابن الأعرابىّ.

نطر :

النُّطْرُوْن : البُوْرَق الأحمر ، وقد مضَى ذِكْرُه فى (ب. ر. ق).

نطس :

النَّطاسِىّ : العالِم بالطِّبّ. قال الخليل ، رحمه‌الله : هو بالرُّوميّة : النِّسْطَاس (٣٣).

والنَّطِّيس : المُتَطَبِّب. والنُّطُس : الأطبّاء الحذّاق.


نطع :

النِّطعُ والنِّطع : ما ظَهَر من غار الفَمِ الأعلى ، وهى الجِلْدَة الملتزِقة بعظم الحلق ، فيها آثار كالتَّحزيز ، والجمع : نُطوع.

نطف :

النُّطْفَة : ماء الرَّجل والجمع نُطَف ، وفى الحديث أنّه (ص) قال للصحابه : هل مِنْ وضوء فجاء رجل بنُطفة فى إداوة. (٣٤) فالنُّطْفَة هاهنا : الماء القليل ، وبه سُمِّى المنىّ نُطْفَة لقِلّته.

نطل :

النَّطُوْل : الماء الذى تُطْبَخ فيه الأدوية ثمّ يُصَفَّى منها ، ويُصَبُّ قليلا قليلا من عُلُوّ على العُضو المأووف مُتَشَنِّجاً أو مُتَيبّسا. ونَطَلَ الخَمْرَ : عَصظرها. ونَطَل رأسَ العليلِ بالنُّطول : جعل الماء المطبوخ بالأَدْوية فى كُوز ثمّ صَبَّه عليه قليلا قليلا. وهو يُتَّخَذ من الأَدوية الحارّة ومن الباردة بحسب الحاجة ، وينبغى أنْ تُطبخ فى إناء مسدود الرّأس لأجْل حِفْظ أجزائها اللَّطيفة السَّريعة الدُّخول فى المسامّ.

نظر :

النَّاظِر : النُّقْطَة السَّوداء الصّافية التى فى وسط سَواد العَين ، وبها يرَى النّاظر ما يرَى ، أو البَصَر نفسُه. والنّاضران : عِرْقان على جِسْر فى الأنف يَسيلان من المُوْقَين ، وفى أوّلهما عِرْقان فى العين يَسْقِيان الأنفَ ، وفى آخِرهما عِرْقان فى


مَجْرَى الدَّمع على الأنف من جانبَيه.

وقال شيخنا العلّامة : وفى أقصَى الأنف مَجْرَيان الى المأقين ولذلك يُذاق طعم الكُحْل بنزوله الى اللّسان.

وبَنُو نَظَرَى : أهل النَّظر الى النِّساء والتَّغزُّل بهنّ. ومنه قول الأعرابيّة لبَعْلِها : مُرَّ بى على بَنى نَظَرَى ولا تمرّ بى على بنات نَقَرَى ، أى : مُرّ بى على الرِّجال الذى يَنْظُرُون إلي فلا يَعيبوننى ولا تمرّ بى على النّساء اللائى ينظرننى فيَعِبْنَنى حَسدا ويُنَقِّرْنَ عن عُيوبى.

والنَّظَر : التَّفكّر فى الشّىء ، تُقَدِّرُه وتَقِيْسُه.

والنَّظَر ، يقال على مَعانٍ ، المشهور منها سِتّة : أحدها نَظر العَين. وثانيها الفِكْر ، يُقال : فيه نَظَر ، أى : فيه فِكْر. وثالثها العِناية ، يقال : نَظَر اللهُ الى فلان ، أى : اعتنَى به. ورابعها المقابَلة ، يقال : دُوْرٌ مُتناظرة ، أى : مُتقابلة. وخامِسها العِلْم نَفْسُه ، يقال : له نَظَر ، أى : عِلْم ، ولذلك يُسَمَّى أحد جُزْئَى الطِّبّ بالنَّظَر وهو الجزء الذى يُسَمَّى بالعِلْم. وسادسها الاستدلال وهو تَرْتِيُب تَصْدِيْقات يُتَوَصَّل منها الى تَصْدِيْقٍ آخر.

والنَّظْرَة : اللَّمْحَة العَجْلَى. وعَين الجِنّ ، فى الحديث أنّ النّبىّ (ص) ، رأى جارِية بها سُفْعَة ، فقال انّ بها نَظْرَة (٣٥).

أى : انّ بها اصابة عَين.

نعج :

النَّعَج : السّمن وثقل القلب من أكل لحم الضّأن. قال ذو الرّمّة :

كأنّ القَومَ عُشُّوا لحمَ ضَأْنٍ

فهُم نَعِجُون قد مَالتْ طُلاهُم (٣٦)


أى : أعْناقُهم. والنَّعْجَة الأنثى من الضأن والظّباء والبقر الوحشىّ. وقال أبو عُبيد : لا يُقال لغير البقر من الوحش نِعاج. والعَرب تُجرى الظّباء مجرى المعز ، والبقَر مجرى الضّأن.

نعر :

النُّعْرَة والنَّعْرَة : الخيشوم. ونَعَر الرّجلُ : صاح وصَوَّتَ بخيشومه. ونَعَر العِرْق : سال منه الدّم أو صوَّت من شِدّة خروج الدّم منه ، فهو عِرْق نَعّار.

نعس :

النُّعاس : الوَسَن. قال الأزهرىّ : وحقيقة النُّعاس : السِّنَة من غير نَوم ، كما قال عَدىّ بن الرّقاع :

وَسْنْانُ أقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ

فى عَيْنِهِ سِنَةٌ وليسَ بنائمِ (٣٧)

والنَّعُوْس : التى اذا دَرَّتْ أو رَضَعَت ، نَعست ، لأنّها غيرة الدَّرّ ، قال :

نَعُوْسٌ اذا دَرَّتْ ، جَرُوْزٌ اذا غَدَتْ

بُوَيْزِلُ عامٍ أو سدِيْسٌ كبازلِ (٣٨)

نعظ :

الإِنْعَاظ : الشَّبَق. ونَعَظ الذَّكَر : انتشر ، بأنْ تمتلىء تجاويفُه رِيحاً ، وشرايينُه رُوحا ، وأوردته دَماً.

وأنْعَظَ الرّجلُ : اشتهَى الجماع ، والمرأةُ : اشتهتْ أنْ تُجامَع.


نعم :

النَّعيم والنُّعْمَى والنَّعْماء والنِّعْمَة : الخَفْضُ والدّعَة والمَسَرّة. والنِّعْمَة : ما أنعَم الله به على عبده. والنَّعْمَة : التَّنعُّم.

والنَّعَامَة : طائر معروف ، تُذكّر وتؤنّث. واسم الجنس نَعام.

وهو حارّ المزاج. ولحمه يقوِّى البدن ، ويزيد الباه ، ودُهنه ينفع من وَجَع المفاصِل والوَرِك والرُّكبتين وعِرْق النّسا. وفيه تَسخين للأعضاء الباردة ، وتحليل للأورام الصُّلْبَة.

وقِشْرُ بيضِه يجلو البياض من العَين.

وهو لا يسمع لكنْ له شَمّ بليغ يُدرك به ما يحتاج فيه الى السّمع. ولا يَشرب الماء.

والنَّعامة ، أيضا : صَدْرُ القَدَم أو ما تحته. وعَظْمُ السّاق.

والنُّعامَى : رِيْح الجَنوب أو ريحٌ بينه وبين الصَّبا.

والنُّعمان : الدّم. وأضيف الشّقائق اليه لحمرته. وقيل أنّ النُّعمان بن المنذر كان يُعجبه فحَماه فسُمِّىَ الشّقيق.

وهو حارّ يابس فى الثّانية.

وعُصارته تجلو الاثار الحادثة فى العَين. وتدرّ اللّبنَ شُربا. وتحدر الطّمث اشتمالاً.

وأنْعَمَ الله عليك ، مِن النِّعْمَة.

وأنْعَمَ الله صَباحَك ، من النُّعومة.

وعِمْ صَباحاً : كلمةُ تحيّةٍ معناها أنْعِمْ صَباحاً ، حُذف منها الألف والنُّون تَخفيفا لمعرفة المخاطَب بها.


نعنع :

النِّعْنَاع ، والنَّعْنَع والنُّعْنُع : بَقْل معروف طيّب الطَّعْم والرِّيح.

قال البيرونىّ : وكأنّه الفَوْتَنْج (٣٩) البستانىّ. ولا ريب فى أنّ الفَوْتَنْج اذا نُقِل من الأنهار والبرارى وزُرِع فى البساتين وأديم سقيه بالماء ونما بها صار بعد سنة أو سنتين نِعْناعاً.

وقال شيخنا العلّامة : هو لا يُشْبِه الفَوْتَنْج لأنّ الفَوْتَنْج لا عُفوصة فيه.

وفيه تحليل وتسخين وتجفيف مُفْرِط مُؤْذٍ ، لكنّه قال مرّة أخرى : والفَوْتَنْج البستانىّ والنَّعْنَع.

وهو يُشبه فى أفعاله وطبيعته بنباتَين أحدهما الفَوْتَنْج ولذلك يُسمَّى الفَوْتَنْج نِعناعا ، وثانيهما النّمّام ، ولذلك فانّ النّمّام يستحيل نعناها. ويخالفه الفوتنج بأمرَين :

ـ أحدهما أنّه أقوى منه ولذلك فانّ النّهرىّ من الفوتنج يساوى البرّىّ من النّعنع فى الأفعال التّابعة للحرارة كتحليل الرّياح وتسخين المعدة ونحوهما. لكنّه أقوى منه فى الأفعال التّابعة لليُبوسة ، وليس له اعانة على الباه.

ـ وثانيهما أنّ الفَوتنج يخلو عن الرُّطوبات الفضليّة فهو لذلك أيبس من النّعنع.

وهو حارّ يابس فى الثّانية وفيه رطوبة فضليّة ، وخُصوصا فى البستانىّ وتَقِلّ فى البرّىّ. ولرطوبته الفضليّة يُحَرِّك الباه ، ولمرارته يقتل الدّيدان ، ولعُفُوْصَتِه يقطع نَفْثَ الدّم اذا شُرِبَتْ عُصارته بالخلّ ، ويقوِّى المعدة ، ويُسَكِّن الفُواق والغَثيان والهَيْضَة ، وخصوصا اذا شُرِبَتْ عُصارته بماء الرّمّان الحامض أو مُضِغَ ورقة مع شىء من العُوْد أو المصطكى. واذا ضُمِّدت البَواسيرُ بِوَرَقِه كان من


أنجح أدويتها. واذا مُضِغَ وضُمِّد به لَدْغَة العقرب نفَع منها. واذا احْتُمِل قبل الجماع مَنَع الحبَل لاذابته النُّطْفَة ، واذا دُرِس مع لحم الزّبيب وجُعِل ضِمادا على جَسَأ الأنثيَين أضْمَرها وسكّن أوجاعها.

والشّربة منه من مثقالين الى ثلاثة. ومضرّته بالحلق. واصلاحه بلُعابِ حَبّ السَّفَرْجَل. وبدله وَزْنُ نِصفِه صَعْتَر.

نغب :

النَّغْبَة : الجرعة. ونَغَب الانسانُ الرِّيقَ : ابتلعه. ونَغَب الطّائرُ : حَسَا من الماء ، ولا يقال شَرِب.

نغر :

النِّغْر : البُلبل عند أهل المدينة. وقال شمر : هو فَرْخ العُصفور. والجمع : نِغْران ، وتصغيره : نُغَير ، وفى الحديث : (يا أبا عُمَيْر ما فَعَل النُّغَير؟) (٤٠).

نغغ :

النُّغْنُغ : لحمة أصْل الأذُن من داخِل الحَلْق ، والجمع نَغانغ.

نغف :

النَّغَفَتان : عَظْمان فى رؤوس الوَجْنَتَين يتحرَّكان عند العُطاس.

نغى :

المُناغَاة : تَكليمُك الصّبىّ بما يهوَى من الكلام. والمرأة تُناغى الصّبىّ ، أى : تكلّمه بما يُحِبُّه ويَسُرُّه. قال الشّاعر :

ولمْ يَكُ فى بُؤْسٍ ، اذا باتَ ليلةً

يُناغِى غَزالاً فاتِرَ الطَّرْفِ أكْحَلا (٤١)


نفث :

النَّفْث : شَبيهٌ بالنَّفْخ ، وأقلّ من التّفْل ، لأنّه لا يكون الّا معه شىء من الرِّيق.

وقيل : هو التّفْل بعينه.

والنُّفاثَة : ما يَنفثه المصدور مِنْ فِيهِ. وفى المثَل : (لا بُدّ اللمَصْدُورِ أنْ يَنفث)(٤٢) والجرح يَنفث الدّم : اذا أظهرَه.

نفج :

النافِجَة : مؤخَّر الضُّلوع. والرّائحة الطّيّبة ، والجمع نَوافج.

نفح :

النَّفْحَة من الرّيح : الدُّفْعَة ، طيّبة كانت أم خبيثة. ومن الألبان : المحضَة.

والانْفَحَة : شىء معروف يَخْرُج من بطن الجدى أو الحمَل فيُعصر فى صُوْفَة مُبْتَلَّة فى اللّبن فيغلظ كالجبن. والأنْفَحَة : شجرة تُشبه الباذنجان وثمرتها تُسَمَّى الحصرم ، تنبت فى بُخارَى.

نفخ :

النَّفْخ : معروف. وفى الحديث : (نُهِي عن النَّفْخ في الشّراب) (٤٣). لاحتمال أنْ يَبْدُرَ من الرّيق شىء فيقع فيه ، فربّما شَرب منه أحدٌ بعده فيتأذَّى به.

والنَّفْخة : انتفاخ البَطْن من طعام ونحوه.

والنَّفّاخ : أعلا عَظْم السّاق.

والنُّفّاخ : نَفْخَة الوَرَمِ من داءٍ يأخُذ حيث أخَذَ.


نفر :

النَّافِر : المُتَجافِى. ومنه نَفَرَت العَين ، أى : ورمت ، وفى الحديث أنّ رجلا تخلَّل بالقَصَب فنَفر فُوه (٤٤). قال الأصمعىّ : أى ورم. وقال أبو عبيد : اللّحم لمّا أنكر الجسم الغريبَ الدّاخلَ عليه نَفَر منه فظَهَر.

والنّافِرة : الّشاة تَسْعُل ، فيَنتثر من أنفها شىء.

نفس :

النَّفْس : كَمالٌ أوّل لجسم طبيعىّ آلي ذى حَياةٍ بالقوّة. فقولنا" آلىّ" أى : ذو آلاتٍ يصدر عنها بتوسُّطها الكمالاتُ الثّانية مِنَ التَّغذِّى والنُّموّ والتّوليد والادراك والحركة الارادية والنُّطق. وتُطْلَق على الرُّوح ، يقال خَرجت روح فلان ، أى : نَفْسُه ، وعلى الدّم وفى الحديث : (ما ليس له نَفْسٌ سائلة فانّه لا ينجِّس الماءَ اذا مات فيه) (٤٥). أى : ليس له دَم سائل. ومنه قول السَّموأل :

تَسِيلُ على حَدِّ الظُّباتِ نُفوسُنا

وليستْ على غير الظُّباتِ تَسِيلُ (٤٦)

وانّما سُمِّىَ الدّم نَفْساً لأنّ النَّفس تخرج بخروجه.

وعلى الجسد أيضا ، قال أوس بن حجر :

نُبِّئْتُ أنّ بَنِى سُحَيْم أدْخَلُوا

أبياتَهم تامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ (٤٧)

أى : حَملوا دَمَ جَسَدِه الى أبياتهم.

وعلى العَين ، يقال : نَفَسْتُكَ بِنَفس أى : أصبتك بعين. والنَّافِس : العائِن.

والمَنْفُوس : المَعْيُون.


والنَّفَس : الهواء المخرَج من الأنف والفَم. وعلى الهواء المخرَج والمستنشَق. وعلى الفَرَج بعد الكَرْب وفى الحديث : (لا تَسُبُّوا الرِّيْحَ فإنّها مِنْ نَفَسِ الرّحمن) (٤٨). أى : بها الفَرَج من الكَرْب بما تُنْشِئه من السّحاب ونَشْر الغَيث وإذهاب الجدْب. وفيه أيضا : (أجِدُ نَفَس الرّحمن مِنْ قِبَلِ اليَمن) (٤٩). قال بعضهم عنى بذلك الأنصار لأنّ الله تعالى نَفَّس الكرب عن المؤمنين بهم ، وهو مأخوذ من نَفَس الهواء الذى يُسْتَنْشَق لتبريده الحرارةَ. والجمع أنْفاس. وشَراب ذو نَفَس : فيه سَعَة. وشَراب غير ذى نَفَس : كريه الطّعم آجِنٌ اذا ذاقه لم يتنّفس فيه ، وانّما هى الشّربة الأولى قدر ما يمسك رَمَقَه ثمّ لا يعود اليه. قال أبو وَجْزَة السّعدىّ :

وشَربةٍ من شَرابٍ غير ذى نَفَسٍ

فى كوكبٍ من نجوم القَيظِ وَهّاجِ (٥٠)

أى : فى وَقْتِ كَوكبٍ وهو شدّة الحر.

والنِّفاس : وِلاد المرأة ، فاذا وَضَعْت فهى نُفَساء ونَفْساء.

نفض :

النَّافِض : حُمَّى الرِّعْدَة. وقد ذُكر فى الحاء.

وامرأة نَفُوضٌ : نَفَضَت بطنها عن ولدها.

نفط :

النِّفْط ، بالكسر وقد يفتح : رُطوبة دُهنيّة تخرج من عَين بأرض العراق. وهو نوعان : أبيض وهو أجودهما ، وأسود وهو دُونه. وكلٌّ منهما حارّ يابس فى


أوّل الرّابعة. مُحَلِّل للرّياح ، مُفَتِّح للسُّدَد ، مُسَكِّن للمَغَص ، قتّال للدّود التى فى الدُّبُر ، احتمالا فى فَتيلة ، وللّتى فى الفرج احتمالا فى فِرْزِجَة ، ويدرّ الطَّمث ، ويُخرج الأجنّة ، وينفع من جميع أوجاع العَصَب الباردة ، ومن لسع الهوامّ طَلاء ، ومن البياض الذى فى العَين والماء النازل فيها اكتحالا. ومضرّته بالكَبِد. ويُصلحه لُعاب البَذْرِقَطونا. وبدله القَطِران.

والنَّفْطَة والنِّفْطَة : بَثرة مائيّة بين الجلد واللّحم ، وقد يكون بدل المائيّة دَم. وهى تحدث عن غَليان الصَّفراء أو الدّم ، وانّما تقف تحت الجلد ولا تَنفذ منه لأنه أكثف ممّا تحته ، وقد يرقّ وتنفذ. وتُعالَج بتنقية البدن بالفَصْد والاسهال وبتبديل مِزاجه بالأشربة والأغذية الباردة والرَّطبة. ويجب أنْ لا تُهْمَل بل تُفْقَأ ويُعْصَر ما فيها برِفْق فامّا أنْ تَبرأ وامّا أنْ تتقرَّح ، فانْ تَقَرَّحَتْ عُولجت بالمراهم.

نقب :

النَّقْب : الثُّقْب فى أىِّ شىء كان. وقَرحة تخرج فى الجنب وتَهجم على الجوف ورأسها من داخل البدن.

والنّقب : الجرَب ، ويُضَمّ أيضا ، والقِطَع المتفرِّقة منه ، الواحدة نُقْبَة. وفى الحديث عن عبدالله بن مسعود أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (لا يعدى شىء شيئا فقال أعرابىّ يا رسول الله انّ النُّقْبَة قد تكون بمشفر البعير أو بذنبه فى الابل العظيمة فتجرب كلّها. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فما أجرب الأوّل؟ لا عَدْوَى ولا هامَة ولا صَفر) (٥١).

قال الأصمعىّ : النّقبة : هى أوّل جَرَب يبدأ. قال وجمعها نُقْب لأنّها تنقب الجلد ، أى : تخرقه. والمَنْقَب : السُّرَّة أو ما حولها حيث يُنْقَب البَطْن. والنّقبة


اللّون ، والوجهة وماءٌ أحاط به من دوائره.

والنَّقِيبَة : النَّفْس والعَقْل والطّبيعة. ورجل مَيْمُوْنُ النّقيبة أى : مُبارك النَّفْس مُضَفَّر فيما يحاول.

والأنقاب : الآذان ، لا واحد لها. والنّاقبة : داء يأخذ الانسان من طُول الضَّجْعَة.

نقر :

المِنقار من الطائر : معروف. وسُمِّىَ مِنقارا لأنه يُنقر به. ونَقَّر الطّائر فى الموضع تَنقيرا : سَهَّلَه ليَبيض فيه. ومنه قول طرَفة المتقدِّم فى (ق. ب. ر) :

ونَقِّري ما شئتِ أنْ تُنَقِّري (٥٢)

والنَّقِيرَة : نُقْرَة فى ظهر النّواة منا تَنبت النَّخلة ، كأنّ ذلك الموضع نُقِر فيها.

والنُّقَرة : الوَهْدَة (٥٣) المستديرة فى الأرض.

والنُّقْرَة من القَفا : مُنْقَطَع القَمَحْدُوَة ، وهى وهْدَة (٥٤) فيها. ومِنَ العَين : وَقْبَتُها. ومِنَ الوَرِك : الثُّقب الذى فى وسطها.

والمُنْقُر : اللّبن الحامض جدّا.

نقرس :

النِّقْرِس : وَجَعٌ ووَرَمٌ يحدث فى مَفاصل الكعبَين وأصابع الرّجلين ، لا سيّما مَفاصل الإبهام ومنه جاءت التّسمية.

ومِفْصَل إبْهام الرِّجْل يُسَمَّى نَقُورَوس ، ومن هذا اللّفظ أُخِذ اسم النِّقْرِس : (تسمية للحالِّ باسم المحلّ)(٥٥).


وأمّا النِّقْرِس فمِنْ جملة أوجاع المفاصل ، قد يبدأ من الأصابع من الابهام وقد يبتدِئ من العَقب ، وقد يبدأ من أسفل القدم ، وقد يبدأ من جانبٍ ثمّ يَعُمّ ، وربّما صعد الى الفَخِذ ، وقد يتورّم. وهذا المرض انّما يشتدّ ويتجمّع لضيق المفاصِل عن الموادّ المنصبَّة اليها ولعدم تحلُّلها بسرعةٍ ، ولقوّة حِسّها. وورمُه لا يجمع مِدَّة كغيره لأنّ مادّته فى عضو غير لحمىّ ، وسببه ضَعْف المفاصل وانصباب الموادّ. وتلك الموادّ امّا صفراء وامّا دم وامّا بلغم وامّا سوداء ، وهى امّا مُفردة وامّا مركّبة ، ، وامّا رياح.

وأكثر حُدوثه عن بلغم مع مِرَّة صفراويّة ويقلّ حدوثُه عن بلغم ومِرّة سوداويّة لغلظهما. ولذلك لا يحصل للصّبيان والخصيان والنّساء لقلّة المِرّة الصّفراويّة فيهم. وممّا يولّده قلّة الضم والدّعة والسّكون والجماع الكثير لا سيّما على الامتلاء ، والسُّكْر المتواتر ، واحتباس الاستفراغ المعتاد من دَم البواسير والفَصْد والاسهال ، والحمّام على الامتلاء ، والشّرب على الرّيق ، لأنّه يضرّ العَصَب. وهو ممّا يُوْرَث لأنّ الولد يكون على مِزاج الوالد.

قال أبقراط : انّ المنىّ ينزل من أعضاء البدَن كلِّها ويجرى من الصّحيحة صحيحا ومن السّقيمة سقيما.

وأكثر حُدوثه فى الرّبيع لتحرّك الأخلاط فيه ، والخريف لرداءته. وهو ممّا يعود سريعاً بأدنَى سبب لموضع العُضو مُتَسَفِّلاً.

وعلاج الدّموىّ والصّفراوىّ بالفَصْد والاسهال والطَّلْى بمثل الصَّنْدَل وماء الهِندباء والكُزْبُرة.

وعلاج البلغمىّ بالقَيء والاسهال بما يُخْرِج البلغم.

والنِّقْرِس المرارىّ كثيرا ما يجلب الموتَ فجأة ، وخُصوصا عند التّبريد الشّديد.


نقع :

النَّقُوْع : صِبْغ يُجعل فيه من أفواه الطِّيب وما يُنقع فى الماء من أنواع الفاكهة والأدوية بحسب الحاجة. وهو أخَفّ على الطّبع من المطبوخ وأبْرَد للمزاج وأوفق للحُمَيّات. وأكثر ما يُراد منه فى الحميّات تليين الطّبيعة وتسكين الحرارة. وفى غيرها اخراج الموادّ بالرِّفق قليلا قليلا. وممّا يُستعمل فى الحميّات النَّقُوْع المتّخذ من الاجّاص والتّمرهندى والعُنّاب والمِشْمِش والنَّيْلُوْفَر ، يُنقع الجميع ويُشْرَب بالشِّيْرْخُشْك (٥٦) أو التَّرَنجبين أو بشراب البَنَفْسَج أو النَّيلوفر ، بحسب الحاجة. وقد ينفع الخيار شَنْبَر فى ماء الهِندباء لأمراض الكبد ، وفى ماء الشّاهِتْرُج للجَرَب ، والموادّ الحادّة.

والنَّقِيع : شراب يتَّخذ من زَبيبٍ يُنقع فى الماء ، أو من تمرٍ ونحوه ، ثمّ يُصَفَّى ويُشرب من غير طبخ.

والنَّقِيعَة : طعام الرَّجل القادم من سَفَرِه. وطعامُه ليلةَ املاكه.

ويقال : سُمٌ ناقعٌ ، أى : بالِغ قاتل. ودَمٌ ناقع ، أى : طَرىّ. وماء ناقع ، أى : ناجع. وموت ناقع ، أى : دائم.

نقه :

النّاقِهُ : الذى أفَاقَ من مرضه وكان قريب العَهْد منه ولم يرجع اليه كمالُ صحّته. نَقِهَ ونَقَهَ فهو ناقِهٌ ، والجمع نُقَّه.

واعْلَمْ أنّ أحوال بدن الانسان عند جالينوس ثلاثٌ : صِحّة ومَرَض وحالة ليست بصِحّة ولا مرض ، لعدم الصّحّة فى الغاية كأبدان الأطفال والنّاقهين والشّيوخ. وهذه الحالة الثّالثة يُعْلَم حَدُّها من حَدّ الصِّحّة والمرض وهو أنّها


هَيئة بدنيّة لا تكون الأفعال كلُّها بها سليمةً ولا كلُّها مأوُوْفَة ، وذلك أنْ يكون بعضُها سليما وبعضُها مَأووفا.

وقد أنكر شيخُنا العلّامةُ الحالةَ الثّالثةَ لأنّه اعتبر المرضَ كلَّ ما خرج عن حَدّ الصّحّة.

واستدلّ غيره على الحالة الثّالثة بالمجنون والأبرص والمجذوم وغيرهم من المرضى ، لأنّهم يُظهرون علاماتٍ سَليمةً فى بعض أفعالهم ، فهم بين المرضَى والأصحاء.

وهذا تَوجيه مغلوط عند المحقِّقين من الأطبّاء والحكماء ، فالجنون والبَرَص والجُذام أمراض بأعيانِها.

نقو :

النَّقْوُ والنَّقَا : عَظْم العَضُد أو كلّ عَظْم ذى مُخّ.

والنِّقْوُ ، بالكسر فى قول الفرّاء : كلّ عظم ذى مخّ ، والجمع أنْقَاء. والنَّقاوَى : ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض.

قال أبو حنيفة الدّينورىّ : النَّقاوَى تُخْرِج عيداناً سَليلة فيها ورق ، واذا يَبِسَت أبيضّت ، والناس يغسلون بها الثّياب فتتركها بِيْضاً بَياضا شَديدا. واحدها نَقاوة. ونبات النَّقا وشَحْمَة النَّقا : دُوَيِبَّة تسكن الرّمل كأنّها سمكة مَلْساء فيها بياض وحمرة.

نكب :

النَّكَب : داء يأخذ الابل فى مَناكِبُها فَتَظْلَع منه. والنَّكْباء : كلّ رِيْحٍ انْحَرَفَتْ


ووقَعت بين رِيحين ، وهى تُسلِك المالَ وتحبِس القَطْر. وقال أبو زيد : النَّكْبَاء التى تهبّ بين الصَّبا والشّمال ، مِعْجَاج ولا مَطَر فيها ولا خَيْرَ عندها. وتسمَّى الصّبائيّة والنُّكَيْباء. ونَكْباء الشّمال والدَّبور وباردة وربما كان فيها مَطَر قليل وتسمَّى الخُرَيْباء. ونَكْباء الجنوب حارشة مِهيافٌ ، وتُسَمَّى الهَيْف.

والمَنْكِب من الانسان وغيرِه : مُجْتَمع رأس الكَتِف ، مُذَكَّر. وفى جَناحِ الطّائر عشرون رِيشةً أوّلها القَوادم ثمّ المناكِب ثمّ الخوافى ثمّ الأباهِر ثم الكُلَى. ولا أعرف للمَنَاكب من الرِّيش واحدا غير انّ قياسه أنْ يكون مَنْكِباً.

والنُّكْبَة : القُبَّرَة ، والنَّكْبَة : المصيبة.

نكر :

النَّكْرَة : ما يَخرج من الخُراج من دَمٍ أو قَيْح كالصّديد ، وكذلك ما يَخرج من الزَّحير. يقال : أسْهَل فلان نَكْرَة ودَماً. وليس له فِعْل مُشْتَقّ.

نكس :

النُّكْس : عَوْدُ المرض بعد النّقه. نُكِسَ ، فهو مَنْكُوس.

نكع :

النِّكْع : الأحْمَرُ من كلّ شَىء.

نكف :

النَّكَفَتَان : عُقدَتان صغيرتان تَكتنفان الحُلْقُوم فى أصْل اللّحى ، أو لحمتان


مُكتنفانِ عَكَدَةَ اللّسان من باطِن الفم فى أصُول داخلة بين اللّحيين ، أو العَظمان النّابتان عند شَحْمَة الأذنين ، الواحدة نَكَفَة والجمع نِكَف.

نلج :

النِّيْلَج : دُخان الشّحم ، يُعالَج به الوَشْم حتّى يَخْضَرّ ، وهو مُعَرَّب ، ويقال هو النَّلَنْج أيضا. والنِّيلج : الذى يُصبغ به. وسنذكره فى (ن. ي. ل).

نلك :

النُّلْك والنِّلْك : شَجر الدُّبّ ، وهو شجر الزُّعرور. وتقدَّم فى موضعه. والواحدة منه نَلْكَة.

نمر :

النَّمِر والنِّمْر : سَبع معروف أخبث من الأسد ، سُمِّى بذلك للنُّمْرَة التى فيه ، وهى الألوان المختلفة. والأنثَى نَمِرَة والجمع أَنْمَار ونُمُور. وهو حارّ المزاج يابس. ودُهنه ينفع من الفالَج نفْعا بيّنا. ومرارته قاتلة ويَعْرُض من شربها القَىءَ الأخضر ، والاصفرار فى العين. ويعالج بالقَىء باللّبن الحليب واعطاء الطّين المختوم.

وخانِق النَّمِر : نبات ورقه كورق القثّاء الّا أنّه أصْفَر وفيه خُشونة ، وساقُه فى طول الشِّبْر ، وأصلُه كذَنَب العَقْرَب وهو شديد البَرْد قاتل للنَّمِر وغيره من جِنْسِه بسُرعة ، وللانسان بمهلة بأنْ يَعرض منه سَدَرٌ وثِقَل فى الصَّدر ورعشة واعتقال لسان واصفرار فى اللّون. وعلاجُه بالقَىء والحُقَن.


نمس :

النِّمْس : دُوَيِبَّة معروفة ، تقتل الثُّعبان. قال :

... كتَواهُقِ النِّمْسِ (٥٧)

والنَّمَس : فَساد السّمن ، وفَساد اللّبن أيضا.

قال الخليل (٥٨) : وكلّ طِيْبٍ ودُهْنٍ تغيَّر وفسد وتلزَّج فقد نَمِسَ يَنْمَس نَمساً ، فهو نَمِسٌ.

وتَنَمَّس بدن فلان : اذا ظهرتْ فيه قُروح مُنْتَشِرَة (٥٩).

نمش :

النَّمَش : نُقَطٌ بِيْضٌ وسُوْدٌ وبُقَعٌ فى الجِلْد تُخالِف ألوانَه. والنّمَش : قِطْعَة سَوداء أو الى حُمْرَة ، مُستديرةٍ تحدث فى الجلد ، وربّما عَرُضَت حتّى تصير مثل الكَفّ. وأكثر حدوثه فى الوجه.

وقال شيخنا العلّامة : النَّمَش : الدَّم يحتقِن تحت الجِلد ، من دم قد انفتح عنه عِرْق ليفىّ لامتلاءٍ اذا انصدعت الفُوَّهَة لضربة أو غيرها احتقن تحت الجلد احتقانا فى موضع يتأدَّى لونه وشكله ، فما هو الى الحُمرة يُسَمَّى نَمَشاً وما هو الى السَّواد يسمى بَرَشاً واللَّطْخَين يسمَّى كلَفا. وقوم يسمّون النُّقَطِىّ كَلَفاً. وكثيرا ما يعرض لصاحب النَّمَش تشقُّق الشَّفتين ليُبْس مِزاجِه.

وعلاجه الفَصْد اسهال الدّم السّوداوىّ بمثل البُوْرَق وبذر الجرجير وبذر الفجل والتّرمس والقُسْط واللّوز المرّ والخردل ، ويخلط مع هذه فى أوّل. الأمر بعض القوابِض كماء الآس ودَقيق العَدَس ، لأنّ تلك الأضْمِدَة ربّما تزيد فى اتّساع أفْواه العُروق.


نمل :

النَّمْلَة : واحدة النَّمْل ، وبَثرة صفراويّة ساعِيَة ، وهى بَثرة البُثور وتُحدِث وَرَماً يَسيراً ، وتَسْعَى ، وربما انحلّت وربّما تَقَرَّحَتْ. وسببها امّا صفراء رَقيقة جدّاً وهى السّاعية ، وامّا صفراء غَليظة وهى المتأكّلة ، ولونُها الى الصُّفْرَة. وتكون ملتهبة. والنَّخْس فى كلّ نَملة كعَضّ النَّمْل. وبالجملة فانّ كلّ ورم جلدىّ ساعٍ من موضع الى موضع لا غَوْصَ له فهو نَملة. وعلاجها استفراغ الخلط على ما يجب ، وماء الجبن بالسّقْمُونِيا نافع ، ويُستعمل فى أوائلها لسان الحمَل وسَوِيْقُ الشّعير.

والأَنْمُلَة : العُقْدَة التى فيها الظّفر من كلّ اصبع ، والجمع أَنَامِل وأنملات. وقال الأصمعىّ : الأَنَامِل : مُنتهَى الفاصل الأوّل من كلّ اصبع من اليدَين والرِّجْلَين والواحدة أَنْمُلَة.

نمم :

النَّمَّام : الذى لا يُمسك الحديثَ ولا يحفظه ، وينقله على جِهَة الافساد والشّرّ. ونَبْت طيّب الرّائحة ، معروف.

حارّ يابس فى الثّانية ، يفتّح السُّدَد ويدرّ البول والطّمث ، ويُخرج الجنين الميت ، والدُّود ، ويُذْهِب المغَص ، شُرباً.

وله خاصيّة فى النَّفْع من لسع العَقْرَب شُرْباً بماء العَسَل.

ويقتل القُمَّل اغتسالا بطَبيخهِ.

والشربة من مائه من مِثقال الى مثقالين ، ومن ماء طَبيخه من أوقيّة الى أوقيَّتين. وبدله النَّعْنَع.


نمو :

النَّمَاء : الزِّيادة ، يُقال نَمَا الشَّىء يَنمُو نُمُوّاً ، مثل نمَى يَنْمِى نَمْياً ونُمِيّاً. ونَمَا : زاد وكثر. والنَّامِيَة : خَلْق اللهِ لأنّه يَنْمُو من نَمَاء الشّىء اذا زاد وارتفَع. وكلّ انتهاءٍ ارتفاعٌ ، قال الجعدىّ :

اذا انتَمَيا فوق الفِرَاش ، عَلاهما

تَضَوُّعُ ريّا رِيْحِ مِسْكٍ وعَنْبَرٍ (٦٠)

والأشياء كلّها نامٍ وصامتٌ ، فالنَّامِى مِثل النّبات ، والصّامت كالحجر.

نهر :

النَّهْر والنَّهَر : مَجْرَى الماء ، والجمع أنهار.

والنَّهار ، لغةً : زَمَن الضّوء من نحو شُروق الشّمس الى نحو غُروبها ، وشَرْعاً من طُلوع الفجر الصادق الى غروب الشّمس.

وفَرْخ القَطا وذَكَر البُوم وولد الكَروان وذَكَر الحُبارَى.

وقول الفرزدق :

والشَّيب ينهض فى السَّواد كأنّه

ليلٌ يَصيحُ بجانبَيه نَهارُ (٦١)

فربّما أراد باللّيل السّواد ، وبالنّهار : الشّيب لبياضِه.

نهل :

النَّهَل : أوّل الشّرب. والرّىّ. والعَطَش ، ضِدٌّ. والمَنْهَل : المشرَب ، والمنزِل بالمفازة على الماء ، الجمع مَناهِل.


نهم :

النَّهَم : إفْراطُ الشَّهوة من الطَّعام. ورجل مَنْهُوم بكذا : مُوْلَع به. وفى الحديث : (مَنْهُومَان لا يَشْبَعان مَنْهُومٌ بالمالِ ومَنْهُومٌ بالعِلْم) (٦٢). وفى رواية : (طالِبُ عِلْمٍ وطالِبُ مَالٍ). والنِّهام : طائرٌ يُشْبِه الهامَ وقيل : هو ذَكَر البُوْم.

نهي :

النَّهْىُ : خِلاف الأمر ، يقال نَهاه يَنْهاهُ نَهْياً فانتهَى. وتَناهَى : كَفَّ ، أنشد سيبويه لزيادَة بن زيد العُذرىّ :

اذا ما انتهَى عِلْمِى تَناهيتُ بَعْدَهُ

أطالَ فأمْلَى أو تَناهَى فأقْصَرا (٦٣)

وتَناهَوْا عن الأمر وعن المنكَر : نهَى بعضُهم بعضا. وفى التَّنزيل العزيز : (كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) (٦٤) وقد يَجوز أنْ يكون معناه يَنْتَهُوْنَ. ونَهَيْتُه عن كذا فانتهَى عنه. ويقال : ما تَنْهاهُ عنّا ناهِيةٌ ، أى : تَكفُّه عنّا كافّةٌ.

والنُّهَى : العُقول ، قال تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (٦٥) سُمِّيَت بذلك لأنّها تنهى عن القَبيح ، والنُّهَى ، جمع نُهْيَة وهى العَقْل. قال بعضُهم سُمِّى العَقْل نُهْيَة لأنّه يَنْتَهِي الى ما أُمِرَ به ولا يتعدّاه. وقيل : النُّهَى : العَقْل يكون واحدا وجمْعا. والنِّهاية : غاية كلِّ شىء وآخره.

نوأ :

النَّوْء : النَّجْم اذا مال للغُروب ، أو سُقوط نجم من المنازل فى المغرب مع الفَجْر وطُلوع رَقيبهِ وهو نجم آخر يقابله من ساعته فى المشرِق فى كلّ ليلة الى ثلاثة


عَشَر يوما. وكانت العرب تُضيف المطرَ والرِّيح والحَرَّ والبَرْدَ الى السّاقط منها. وقال الأصمعىّ : الى الطّالع منها فى سُلطانه فتقول مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا.

وقال ابن الأعرابىّ : لا نَوْءَ الّا اذا كان معه مَطَر والّا فلا نَوْء.

قيل : وانّما سُمّى نَوْءاً لأنّ النّجم اذا سَقَط نهض الطّالِع ، وذلك النُّهوض والنَّوْء فسُمّىَ النَّجم به.

نوب :

النُّوب : النَّحل لأنّها تَضْرِب الى السّواد عن أبى عُبيدة ، أو لأنّها تَرْعَى ثمّ تَنُوْب الى موضعها ، فعلَى الأوّل لا واحدَ لها ، وعلى الثّانى واحدها نائِب. والنّاب : السِّنّ خَلْفَ الرِّباعية.

نور :

النُّور : الضَّوء أيّاً كان ، أو شُعاعه. والجمع أَنْوَار ونِيرَان ، عن ثعلب. والنّار : جسم بسيط ، وطبعُها الحرارة واليُبوسة فى آخر الدَّرَجة الرّابعة. والكَىّ بها ينفع من جميع الأمراض البارِدة الرّطبة. وهى مؤنّثة وقد تُذَكَّر عن أبى حنيفة ، وأنشد فى ذلك :

فَمَنْ يَأتِنا يُلْمِمْ بِنا فى دِيارِنا

يَجِدْ أثَراً دَعْساً وناراً تأجَّجا (٦٦)

ورواية سيبويه :

(يَجِدْ حَطَباً جَزْلاً ونَاراً تأجَّجا)

والنّار الفارسي : بُثور أكّالة كثيرة صغيرة ، فيها سَعْىٌ ورُطوبة تَبتدئ بحَكَّة كالجَرب ، وسَببها مادّة صَفراويّة مُحترقة مُخالِطة لمادّة سَوداويّة. وعلاجُها


بالفَصْد والإسهال. والنّارمَشْك : لفظ فارسىّ لأقماع الرّمّان الهِندىّ.

وقال إسحق بن عمران : هو رُمّان صغير مُفَتّح كالورد ، ولونه بين البياض والحمرة والصّفرة وفى وسطه نُوّار لونُه كذلك ، وطعمه عَفِصٌ ورائحته طيّبة يُجْلَب من خُراسان. وهو حارّ يابس فى الثّانية. وبدله وزنه كَمّون كِرْمانىّ وثلث وزنه قُسْط بحرىّ.

وقال شيخنا العلّامة : هو فُقاح وقُشور وأقماح بين الحمرة والصُّفرة ، عَطِرَة عَفِصَة قليلا ، حارّة يابسة فى الثّانية ، لطيفة مُحَلِّلَة جيّدة للمعدة والكبد الباردَتين وبدلها رُبع وزنها فُسْتُق وسُدُس وزنِها سُنْبُل.

والنّارْدِين لفظ فارسىّ للسُّنبل الرُّومىّ. والنَّوْر والنَّوْرَة والنُّوّار : الزّهر. والنَّوْر : الأبيض ، والزّهر الأصفر ، لأنّه يَبْيَضّ ثمّ يَصْفَرّ. والجمع أنْوار. والنُّورَة : الجِيْر والقَطِران.

والنّور من الحجَر الذى يُحْرَق ويُعمل منه الكِلْس المترمّد من الأجسام الحجريّة والخزفيّة. وهو الكِلْس ، وقد مرّ فى الكاف.

والمترمِّد المتكلِّس على سبيل المجاز لأنّ ما تَفْنَى رُطوبته بالنّار من الأجسام التى تحترق انْ كان من جسم يشتعل كالحطَب قيلله رَماد ، وانْ كان من جسم لا يشتعل كالحجَر قيل له كِلْس ، وهى النُّورة ، وأجودها البَيضاء. وهى قبل الانطفاء مُحْرِقَة وبَعده حارّة مُسَخِّنَة. واذا غُسِلَتْ مالَتْ الى الاعتدال. وهى تقطع نَزْفَ الدّم ، واذا أُضيف اليها الزّرنيخ أعانَها على الحَلْق. ويجب أنْ يُدْهَن بعده بدُهْن البَنفسج أو الورد. وانْ حَصُل تَقرّح عُولج بدقيق العَدَس مع دُهن الورد. وممّا يُزيل رائحتها التَّدَلّك بثُفْل العُصْفُر. وشربها قاتل ويُعالَج بالقَىء بالسّمن والماء الحارّ.


والنَّوُور : النِّيْلَج ، ودُخان الشّحم الذى يَتَلزّق بالطّست يُعالَج به الوَشْم ليَخْضَرّ. ولك أنْ تقلب الواو المضمومة هَمْزَة.

نوع :

النَّوْع : كلّ صِنْف من كلّ شىء. والنُّوع : العَطَش أو الجوع ، والأوّل أشْبَه ، لقولهم فى الدُّعاء على الانسان (جُوعاً ونُوعاً) اذْ لو كان الجوع نُوعاً لم يحسن تكراره وقيل اذا اختلف اللَّفظان جاز التّكرار.

نوم :

النَّوْم : رُجوع الحرارة الغريزيّة الى الباطِن ويتبعها الرُّوح النَّفسانىّ حتّى تتعطّل آلاتُ الحِسّ الظّاهرة والحركة الارادية الّا ما كان منها ضَروريا ، كحركة التَّنفس. والنَّوْم شديد الشَّبَه بالسُّكون ، واليَقَظَة شديدة الشَّبَه بالحرَكة. والنّوم يقوّى الطّبيعة كلَّها بحقن الحرارة الغريزيّة ويُرْخِى القُوَى النّفسانيّة بترطيب مسالك الرُّوح النّفسانىّ وارْخائهِ ايّاها وتكديره جوهر الرُّوح بمنع ما يتحلّل ، ولكنّه يُزيل أصناف الاعياء ويَحْبِس المستفرِغات المفرِطة لأنّ الحركة تزيد المستعدّات للسَّيلان اسالةً الّا ما كان من الموادّ فى ناحية الجلد فربّما أعان النّوم على دَفْعِها بحَصْرِه الحرارةَ داخلاً وتوزيعه الغذاء فى البدن واندفاع ما قَرُب من الجلد بحقن ما بعد. واذا شَرِب الانسان المُسْهِل فالأولى به ـ ان كان دَواؤه قويّا ـ أنْ ينام عليه قبل عَمله فانّه أكثرنَفعاً ، وانْ كان ضعيفا فى الأولى أن لا ينام عليه فان الطبيعة تهضم الدواء واذا أخذ الدواء يعمل فالأولى به أنْ لا ينام عليه كيف كان. فالنّوم على الدّواء الضّعيف يَقْطَعُه أو يُضْعِفُه وعلى


القَوِىّ يُقَوِّى فِعْلَه.

ويُقال نام الخلخال اذا انقطع صوتُه من امتلاء السّاق تشبيها بالنّائم كما يقال استيقظ اذا صَوَّت ، قال :

نامتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها

وجَرَى الازارُ على كَثيبٍ أهْيَلِ

فاستيقظتْ مِنْها قلائدُها التى

عُقِدَتْ على جِيْدِ الغَزالِ الأغْيَدِ (٦٧)

ونامت الرِّيح : سَكَنَتْ. ونام البَحر : هَدَأ.

والنُّوَمَة : الذى يَنام كثيرا ، والخامِلُ الذِّكْر والغافلُ والعاجِزُ عن الأمور.

نوى :

النِّيّة : الوجه الذى يُذْهَبُ فيه. والبُعْدُ كالنَّوَى فيهما. وقيل : انّ النّيّة والنَّوَى : الوجه الذى يَنويه المسافر ، وهى مؤنّثة.

والنِّىْءُ : اللّحم الذى لم يَنضج.

والنَّواة من العَدَد : عشرون ، وقيل عشرة. وقيل : هى الأوقيّة من الذَّهب ، وقيل أربعة دنانير. وفى الحديث أنّ عبدالرّحمن بن عوف تزوّج امرأةً من الأنصار على نَواة من ذَهَب (٦٨). قال أبو عُبيد : أى تزوّج امرأة على ذَهَب بخمسة دراهم ، ألا تراه قال" على نَواةٍ مِنْ ذَهَب؟ "

وقال المبرِّد : العَرَب تعنى بالنّواة خمسة دراهم. قال وأصحاب الحديث يقولون على نَواة من ذهب قيمتها خَمسة دراهم. قال وهو خَطَأ وغَلَط. والنَّواة : خمسة دراهم أو أقلّ من ذلك.


نيط / نوط :

النِّياط : الفؤاد ، وعِرْق مُتّصل بالقلب اذا قُطِع ماتَ صاحبُه ، وجمعه أنْوِطَة ونُوْطٌ. والنِّياط : عِرْق مُسْتَبْطِنُ الصُّلْبِ تحتَ المتن كالنّائط. والنّائط : عِرْقٌ ممتدّ فى الصُّلْب يعالَج المصفُور بقَطعه. قال العجّاج :

قَضْبَ الطّبيبِ نائطَ المصْفُوْرِ (٦٩).

القَضْبُ : القَطْع. والمصفُور : الذى فى بَطْنِه الماء الأصفر.

والتَّنوُّط : طائر سُمِّى تَنَوُّطاً لأنّه يُدْلِى خُيوطا من الشَّجرة ثمّ ينسج عشّه بها كقارورة الدّهن مَنُوْطاً بتلك الخيوط ، أى : متعلّقا بها ، والواحدة بالهاء.

نيل :

النِّيْل : معروف ، وهو النِّيْلَج ، والوَسْمَة. منه بستانىّ ومنه برّىّ ، حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية ، قابض يمنع النَّزْف ، ويُجفِّف ، ويجلو الكَلَف والبَهَق وينفع داءَ الثَّعلب ويُدْمِل الجراحات الرّديئة وينفع من كلّ ورم فى الابتداء ، ويُخْرِج الشَّوك.

واذا شُرِبَ منه قَدْر أربع شُعيرات مَحْلُوْلات سَكَّن هَيَجان الأورامَ والدَّم وأذْهَب العِشْقَ قبل تمكّنه.

وقال الرّازىّ : اذا شُرِب من النّيل الهندىّ أو الكرمانىّ درهمان فى أوقيّة وَرْدٍ مُرَبَّب نَفَع من الوَحْشَة والاغتمام وأذْهَب الخفَقان. ومضرّته بالطِّحال. واصلاحُه بِرُبّ السُّوس.

واذا حُلَّ بِخَلٍّ وطُلِىَ به قُروحُ الرّأس نَفَع منها. ويَقَع في الأكْحَال المقويّة للعَين ، المُنَشِّفَة للدّمع ، وبدله : المُقْلُ الأزرق.


نيلوفر :

النِّيْلُوفَر : اسم فارسىّ معناه النِّيلىّ الأجنحةِ ، وقد عرَّبوه فقالوا اللِّينوفر ، كذا رأيته مَنقولا.

وهو رَيحان معروف يَنبت فى المياه الرّاكدة ، وله بَذْر أسود وأصْلٌ كالجزَر ، وألوانُه مُختلفة منها الأزرق والأحمر والأصفر والأغبر.

وهو بارد رَطب فى الثّانية.

والنِّيلوفر بجميع أجزائه بارد رطب فى الأولى الّا الأصل فانّه مُجَفِّف وفيه حَرارة يَسيرة. والبَذْرُ فيه تجفيف دون الأصْل ولا لَذْعَ فيه. واذا أُطْلِق فانّما يُراد به زَهْرُه ، ويراد منها الزّوْفَا ، وهى خيرٌ من جميع أجزائه وأبْرَد.

وهو وشَرابه مُبَرِّد مُليّن للطّبيعة صالح للسّعال ولأوجاع الجَنْب والرّئة والصَّدر الحارّة. وأصله الأسود اذا عُجِن بالماء وطُلِىَ به البَهَق مرارا أزاله ، أو بالزِّفْت أزال داءَ الثَّعلب. ومضرّته بالمثانة. ويُصْلِحُه السُّكَّر. وبدله البَنَفْسَج.


حواشي حرف النون

__________________

(١) الاسراء ٨٣. فصّلت ٥١.

(٢) العين (نبت).

(٣) آل عمران ٣٧.

(٤) الخرّوب والخرنوب : شجر مثمر من الفصيلة القرنيّة ، معروف. ينظر ل ع م ٤ / ١ / ١٩٣.

(٥) النّهاية ٥ / ٥.

(٦) المجمل ٤ / ٣٧٦. اللّسان (نثر).

(٧) النّهاية ٥ / ١٧.

(٨) النّهاية ٥ / ٢٠.

(٩) فى الأصل : الجنين ، والتّوجيه من م.

(١٠) هى الكروياء. تنظر حواشى (أشن) فى حرف الهمزة.

(١١) الرّحمن ٦.

(١٢) الواقعة ٧٥.

(١٣) النّهاية ٥ / ٢٥.

(١٤) الأحزاب ٢٣.

(١٥) ديوان القطامى ٣٣. والمعانى الكبير ٢ / ٩٨٢. المجمل ٢ / ٢٨٢.

(١٦) ينظر المستقصى ١ / ١٩٦.

(١٧) النّهاية ٥ / ٣٠.

(١٨) النّهاية ٥ / ٣١.


__________________

(١٩) ربّما كانت هذه أوّل اشارة فى تاريخ الطّبّ الى أنّ خلايا النّخاع تنقسم الى قسمين ، خلايا حسّيّة وخلايا حركيّة.

(٢٠) النّهاية ٥ / ٣٣.

(٢١) م : السعتر.

(٢٢) المنثور ، هو النّبات المعروف بالخيرىّ. جنس من الزّهور. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ١٤٤.

(٢٣) مختلف فى عزوه للعبّاس بن مرداس ، وكثيّر عزّة. ينظر الحماسة ٢ / ٢١. والعين (نزر). واللّسان (نزر) و (بغث).

(٢٤) آيتان : الأعراف ٤٣. والحجر ٤٧.

(٢٥) لقيس بن الخطيم فى ديوانه ١٧٣. واللّسان (نزف).

(٢٦) النّهاية ٥ / ٤٩.

(٢٧) ن م ٥ / ٥٠.

(٢٨) تنظر ، أيضا ، مادة (ليثرغس) فى حرف اللّام. والمصطلحات المذكورة فى علاج النّسيان ، مرت فى مواضع سابقة.

(٢٩) تنظر مادّة (رهش) فى حرف الراء.

(٣٠) النّهاية ٥ / ٦٤.

(٣١) هود ٥٦.

(٣٢) المجموع ١٣٢.

(٣٣) العين (نطس).

(٣٤) النهاية ٥ / ٧٥.

(٣٥) ن م ٥ / ٧٨.


__________________

(٣٦) العين (نعج). واللّسان (نعج).

(٣٧) ديوان عدى ٨٧. واللّسان (نعس).

(٣٨) للرّاعى فى ديوانه ٢١٤. والمجمل ٤ / ٤١٨.

(٣٩) تنظر الحاشية ١٠٤ من حرف الباء.

(٤٠) النّهاية ٥ / ٨٦.

(٤١) اللّسان (نغى).

(٤٢) هو بضمّ الفاء وكسرها من (ينفث). ينظر اللّسان (نفث).

(٤٣) النّهاية ٥ / ٩٠.

(٤٤) ن م ٥ / ٥٦.

(٤٥) ن م ٥ / ٩٦.

(٤٦) ديوانه ٩٦. اللّسان (نفس).

(٤٧) ديوان أوس ٤٧. اللّسان (نفس).

(٤٨) النّهاية ٥ / ٥٥.

(٤٩) م ن ٥ / ٥٥.

(٥٠) اللّسان (نفس).

(٥١) النهاية ٥ / ١٠١.

(٥٢) مرّ فى (قبر) فينظر هناك.

(٥٣) فى الأصل : الوحدة. والتّوجيه من م. والوهدة. المنخفض من الأرض. ينظر المجمل ٤ / ٥٥٧.

(٥٤) فى الأصل : وحدة. التوجيه من م.

(٥٥) من م وحاشية الأصل.

(٥٦) الشّيرخشك : نبات. وسبق ذكره : ينظر حرف الشّين.


__________________

(٥٧) مما عزى لحميد بن ثور فى المجمل ٤ / ٤٣٩. ولم نجده فى ديوانه.

(٥٨) العين (نمس).

(٥٩) م : منتبرة.

(٦٠) ديوانه ٦٦. اللّسان (نمو).

(٦١) ديوان الفرزدق ٤٦٧. وسرح العيون ٣٩٦.

(٦٢) برواية : (منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا) فى النّهاية ٤ / ١٣٨.

(٦٣) الكتاب ٣ / ١٨٥. خزانة الأدب ٤ / ٤٦٩.

(٦٤) المائدة ٧٩.

(٦٥) آيتان : طه ٥٤. طه ١٢٨.

(٦٦) مختلف فى عزوه للحطيئة وعبيدالله الحرّ. وهو فى الكتاب ٣ / ٨٦. الخزانة ٣ / ٦٦٠. والانصاف ٥٨٣.

(٦٧) لطريح ، كما فى اللّسان (نوم).

(٦٨) النّهاية ٥ / ١٣١.

(٦٩) ديوان العجاج ٦٨.


حرف الهاء

هـ



هبج :

التَّهَبُّج : وَرَمٌ بارِد عن رِيح فى داخِل جَوهر العضو فانْ لم تُداخله فهو النَّفْخَة. ويقال أصبح فلان مُهَبَّجاً ، أى : مُتَورّما. وسببُه ضَعْف القوّة الهاضمة فيصل الغذاء الى الأعضاء غير مُنْهَضِم فيتهيّج الوجه ويترهّل البدن ويفسد اللّون. وأكثرُ ضَعْفِها عن البَرْد وغلبَة الرُّطوبة. وعلاج ذلك بالمسخِّنات القابضة المتَّخذة من مثل العُوْد والمصطكى والأنيسون وبذر الرّازِيانج ونحوها.

هبد :

الهَبْد والهَبِيد : الحنظَل ، وقَصَرَه بعضُهم على شَحمه أو حَبّه.

هتر :

الهُتْر : ذَهاب العقل من كِبَر أو مَرض أو جُنون.

هتك :

الهَتْك : تَفرُّق اتّصالٍ يقع فى طرَف العَضَلة.

هجع :

الهُجُوع : النَّوم ليلا. والتَّهْجَاع : النَّوْمَة الخفيفة. والهُجَع : الأحمق ، كأنّه يَستنيم الى غيره.

هدب :

الهُدْب والهُدُب : شَعَر أشْفار العَين. قال الخليل (١) : ورَجُل أهْدَب : طويل أشْفار العينَين كثيرهما. وقال غيره : شُفْرُ العَين : مَنبت الهُدْبِ من حَرْفَى الجفن وجمعُه أشْفار.


والهَدَب : أغْصان الأرطَى ونحوه. أو كلّ وَرَق ليس له عُرْض كالسّرْوِ ونحوه. وعن أبى حَنيفة : هو من النّبات ما ليس له ورق الّا أن له ما يقوم مقام الوَرَق. والهَدِب : الكَتِف. والهَدْبَة : طائر يُشبه الهامةَ الّا أنّه أصْغَر منها.

هدس :

الهَدَس : الآسُ عند أهل اليَمَن ونواحى عُمان.

هدهد :

الهُدْهُد : كلُّ ما يُهَدْهِد من الطّير. وطائر معروف. وهَدْهَدَته : صوتُه. ولحمه حارّ يابس ينفع من القولنجِ. ودَمُه ينفع من بياض العَين قُطورا. والهُدْهُد ، أيضا : الكثير الهَدير من الحَمام.

هدى :

الهُدَى : الرَّشاد ، وهو ضِدّ الضَّلال. وقال ابن جنّى ، قال اللّحيانىّ : الهُدَى مُذَكَّر. قال : وقال الكسائىّ : يُؤَنِّثه بعض بنى أسد ، فيقول هذه هُدىً مُستقيمة.

والهادِى من أسمائه تعالَى. والهادِى أيضا ، والهادِية : العُنق لتقدُّمها ، ومن كلّ شىءٍ : أوله وما تقدَّم منه ، ولهذا قيل : أقلبتْ هَوادى الخيل : اذا بَدَتْ أعناقُها لأنّها أوّل شىء من أجسادها. وفى الحديث : (طَلَعَتْ هَوادِي الخَيل) (٢). يعنى أوائلها. وهَوادي اللّيل : أوائلُه ، لتقدُّمها. والهادي : الدّليل لأنّه يتقدّم القوم.


والهَدِيَّة : ما أتحفتَ به صاحبك ، يقال : أهْدَيْتُ له واليه. وفى التّنزيل : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ) (٣).

والمِهْدَى : الاناء الذى يُهْدَى فيه كالطَّبق ونحوه. ولا يقال للطَّبق مِهْدَى الّا مع ما يُهْدَى.

والمِهْدَاء : المرأة اذا كانت تَهْدِي لجاراتها. واذا كانت كثيرة الإهداء.

والهِدَاء : أنْ تجيء هذه بطعامها وهذه بطعامها فيأكلا فى موضع واحد.

هذى :

الهَذَيان : كلام غير معقول ، تقول هَذَى يَهْذِى هَذْياً وهَذَياناً : تكلَّم بكلام لا يُعْقَل. وهَذَى : اذا هَدَر بكلام لا يُفْهَم ، وهو نوع من المالِينخوليا يُسَمَّى باختلاط العقل ، والهَذَيان تَسميةٌ له باسم عَرَضِه الملازم وهو آفة فى الأفعال الفكريّة بحسب التّغيّر والتَّشويش لا النُّقصان والبُطلان. وسببه :

ـ امّا فى الدِّماغ ، خاصّة بَطْنه الأوسط الذى هو مَحَلّ القوّة الفكريّة وذلك امّا لامتلائه من السَّوداء المحترقة عن نفسها ، وعلامته أنْ يكون مع غَمّ وظَنّ سىّء. وامّا من السّوداء المحترقة عن الصَّفراء ، وعلامته أنْ يكون مع طَرَب وضَحِك وامتلاء فى العُروق. وامّا من المِرّة الصّفراويّة وعلامته أنْ يكون مه التهاب وحرارة فى الرّأس وضَجَر واضطراب وصُفرة لون. وامّا من البلغم المتعفِّن وعلامته أنْ يكون مع رَزانةٍ ورَفْعٍ حواجب الأعين بالأيدى فى كلّ وقت ، لما يندفع من تلك المادّة الى ناحية الحاجِب ولا يتحلَّل ويقف هناك فيحدث عنها ثقل ، وأنْ تَثْقُل رؤوسهم فيحصل لهم السّبات لأنّ الحرارة العَرَضِيّة حيث كان معها رُطوبة تُرْخِى الأعصاب. وامّا من حَرّ ويبس بلا


مادّة تغلب على الدِّماغ ، وعلامته السَّهَر وعدم الثّقل.

ـ وامّا بسبب عُضو آخر كالمعدة والرّحم ، وعلامته ضرر ذلك العُضْو.

ـ وامّا بسبب البدن كلّه كما فى الحميّات.

أمّا العلاج فبالحنقن والايارجات ، واستعمال الأغذية الجيّدة والمرطِّبات وشَمّ الرّوائح الطّيّبة.

هرد :

الهِرْد : النَّعامة. والهُرْد : الكُرْكُم وهو عُروق صُفْر يُصْبَغ بها ، وتُسَمَّى بعروق الصَّبّاغين.

هرر :

الهِرّ : السِّنَّور ، والجمع هِرَرة ، والأنثى هِرّة ، جمعها هِرَر.

وهَرَّهُم الدّاء : اذا دَهَمَهُم ، فابتعد النّاس عنهم خشية العَدْوَى. قال :

أرَى النّاسَ هَرّونى وشُهِّرَ مَدْخَلِى

وفى كلِّ مَمشىّ أرْصَدَ النّاسُ عَقْرَبا (٤)

أى : بَعُدُوا عنّى كأنّ الدّاء قد هَرَّنى فخافوا أنْ يُصيبهم دائى.

وشرابٌ هُرْهُوْرٌ : أكْثِر ماؤه.

وقال ابن دريد (٥) : الهُرار : العِنَب المتساقط قبل أنْ يُدْرِك.

والهُرار : داء يأخذ الابل ، وناقة مَهْرُورَة ، منه. وهَرَّ الشّىء : يَبس وتَقَحَّل. قال :

رَعَيْنَ الشبرقَ الرَّيّان حتّى

اذا ما هَرَّ وامْتَنَع المذاقَا (٦)


هرس :

الهَرَس : طَرَفٌ من الجنون. والهَرْس : الدَّقّ.

هرم :

الهَرَم والهَرْمَة : أقْصَى الكِبَر ، وفى الحديث : (تَرْك العَشَاء مَهْرَمَة) (٧). أى : مَظنّة الهَرَم.

هزب :

الهَوْزَب : النّسر ، يُسَمَّى بذلك لطُول عُمُره. والهَازِبيُ : نوع من السَّمك.

هزر :

الهَزار : العَندليب ، فارسىّ مُعرَّب. وقد تقدَّم ذِكْرُه.

هزل :

الهُزال : نقيض السّمن ، وسببه امّا قلّة الغذاء وامّا لَطافته جدّاً وامّا ضعف القوّة المتصرِّفة فيه وامّا عِظَم الطّحال لمزاحمته للكَبِد فيُوهى قوَّتها ، أو ديدانٌ ، أو انسداد المسامّ عن أكْلِ طِين ونحوه ، أو تحليلٌ كثيرٌ عن رياضة قويّة ، أو هُموم كثيرة. وعلاج كلِّ سبب بازالته.

ومن المسمِّنات : الشّرابُ الغَليظ والطّعام الجيّد الكَيْمُوْس الذى يتولّد عنه دَمٌ متين ، كالرّزّ باللّبن واللّحم المشوىّ لما يحتبِس فيه من قوّة اللّحم فيولِّد دما صُلْباً. ولحمُ البَطّ والدّجاج مُسَمِّنان. واللُّبوب بالسُّكَّر. والحمّام بعد انحدار الطّعام عن المعدة ، ونِعْمَ المسمِّن الحمّام لأكثر الناس. ومنها الزِّفْت يُسْتَعْمَل لُطوخا اذا كان سائلا أو مُذابا فى دُهن بانْ يُستعمل على جِلْدَة تُدْنَى من النّار حتّى يَذوب ثمّ تُلْصَق وتُرْفَع اذا جَمَد فانّه يُنّ ه القوَّة الجاذبة ويَجْذِب الغِذاء


الى العُضْوِ ويحبسه فيه. يُستعمل فى الصيف مرّة فى اليوم وفى الشّتاء مرّتين فى اليوم. ومَنْ كَره الزِّفت استعملَ بدله دُهْناً مُسَدِّداً مع حرارة ما.

وذكر شيخنا تلك الأدوية فقال : يُؤخذ اللَّوز والبُنْدُق والحبّة السّوداء والفُسْتُق والشَّهْدانج وحَبّ الصّنوبر الكبار تُعْجَن بعَسَل وتُعمل على هيئة الجَوز ، يؤخذ منها كلّ يوم خَمْس جوزات ويُشرب عليه شرابٌ فانّ هذا يُحَسِّن اللّون ويُسَمِّن ويقوِّى على الباه.

وأيضا يُؤخذ مَكّوْك (٨) دَقيقِ سَمِيْدٍ وخَمْس أواقِ أنْزَروت يُلَتّان بسمن البَقَر لتّاً رَوِيّاً ، يتَّخذ منه أقراص وتؤكل بالغَداة والعَشِىّ. أو يؤخذ من الكَثيرا وبَزْر الخَشْخاش والجَوز جَنْدَم والبَهْمَن والكبر والكَهْرَبا والزَّرْنَبات والمغات ، من كلّ واحدٍ ثلاثة دراهم ونصف ، يُدَقّ ويُقْلَى فى السّمن ويُلْقَى عليه وزن مَنَوَين من سَويق الحنطة ، ويُؤخذ كلّ يوم من الجميع الى ثلاثين دِرْهماً ويُطبخ منه حَسْو بلَبن وسَمْن وسُكَّر يُتَعَشَّى ويُسْتَحَمّ بعده.

ومنها للمحرورين يُؤخذ حمّص ويُنْقَع فى لبن البقر يوماً وليلة ، ويؤخذ من الرّزّ المغسول الأبيض ومن بَذْر الخَشخاش المدقوق ومن الحنطة والشّعير مَهْرُوْسَين ومن الخبز السَّمِيْد المجفَّف والسُّكّر الأبيض ، من كلّ واحد وزن ثلاثين درهما ، ومن الموز المقشَّر وزن خمسين درهما ، يُخلط الجميع ويُطبخ منه كلّ يوم وزن ثلاثين درهما بلَبنٍ حَليبٍ أو دُهْن وسِمْن ويُشْرَب ويُسْتَحَمّ بعده.

ومنها للمبرودين حُرْف أبيض ، دَقيق حُمُّص ، دقيق باقلاء ونانخواه ، من كلّ واحدٍ جُزْءٌ ، وكمّون كرمانىّ وفُلْفُل ، من كلّ واحد نصف جزء ، يُسْحَق ويُعْجَن ويُخْبَز فى التَّنُّور ويجفَّف ويُخلط بمثله خُبز سَمِيْد مُجَفَّف ويتَّخذ منه


كلّ يوم حساء بلَبن أو يُجعل فى مَرَقهِ فَرّوج سَمين يُتَعَشَّى على الطّعام. واعْلَمْ أنّ السّمن المفرِط قَيْدٌ للبَدَن عن الحركة ، ضاغِط للعُروق ضَغْطاً لا تَسْلُك معه الرُّوح والنَّسيم سلوكا طبيعيّا.

ولذلك يحدُث لهم ضيق نَفَس وخَفَقان ويَعْرُض لهم الفالَج والسَّكْتَة والذَّرَب والموت فَجأة.

والأدوية المفرَدة المدِرَّة للطّمث بقوّة تُعين على التَّهْزِيل مثل الجنْطِيانا ونَور السّدّاب والزَّراوَنْد المُدَحْرَج والفِطْراسالِيون والجَعْدَة.

وللسَّنْدَرُوْس قوّة مُهْزِلَة جدّا ضِدّ قوّة الكهربا.

واللُّك له فى ذلك خاصّيّة عجيبة جدّا.

وكذلك بَذْر الكَرَفْس والمِرْزَنجوش اليابس والبُوْرَق ، من كلّ واحد ربع جزء ومن اللُّكّ جزء.

الشّربة كلّ يوم مثقال.

ومن الأدوية المُهَزِّلَة التّرياق وملح الأفاعى ، ودَواء الكُرْكُم والكَمُّونى.

هشش :

الهَشّ من كلّ شىء : ما فيه رخاوة ولِين.

هشم :

الهاشِمة : شَجَّة تَهْشِم العَظْم.

ورَجُلٌ مُتَهَشِّم : ضَعيف البدن ، تُسْرِع فيه الأمراض.

واهْتَشَمَه الدّاءُ : أنْحَلَه وأضْواهُ.


هضم :

الهَضْم : تغيُّر الغِذاء الى ما يَصْلُح أنْ يصير جزءا من أجزاء البدن. والهَضُوم ، أربعة : أوّلها ابتداؤه فى الفم وتمامه فى المعدة ، وثانيها من الكبد ، وثالثها فى العُروق ، ورابعها فى بقيّة الأعضاء. وفَضْلُ انتهاء الهَضْم الأوّل فى المعدة يندفع من طريق الأمعاء. وفَضْلُ الهَضْم الثّانى وهو من الكبد يندفع أكثره فى المِعَى وباقيه من جهة الطّحال والمرارة. وفضل الهضمَين الباقيَين يندفع بالتّحلل وبالعَرَق وبالفَضَلات التى يخرج بعضها من منافذ مَحسوسة كالأنف أو غير مَحسوسة كالمسامّ أو الذى يخرج عن الطَّبع كالأورام المنفجرة ، أو بما ينبت من زوائد البدن كالشَّعَر والظُّفْر.

والهَضُوم والهاضُوم : كلّ دواءٍ هَضَم طعاماً ، أى : أعان على هَضْمِه كالجوارشنات.

هفو :

الهَفْوَة : السَّقْطَة والزَّلَّة.

وهَفَا القلبُ يَهْفُو : اذا تعلَّق بشىء فذهب اثْرَه.

والهَفْوُ : الجوع. رَجُل هافٍ : جائع.

هلب :

الهُلْب : الشَّعَر كلُّه أو ما غَلُظ منه. وقيل : هو الشَّعَر النّابت على جَفْن العين ، أو شَعَر الذَّنَب خاصَّةً.

والهَلَب : كثرة الشَّعَر.


هلج :

الإهْلِيْلَج : فارسىّ مُعَرَّب. وهو أنواع :

ـ منها الكابُلّي وهو أفضلها ، بارد يابس فى الأولى ، قال بعضهم وفيه حَرارة. يُقَوِّى الدِّماغ والعَقْل والحفظ ويَحْفَظ الحاسّات كلّها ينفع جميع آلات الغِذاء ويُسْهِلُ البلغم والسّوداء.

ـ ومنها أصْفَر ، وأفضلُه الممتلئ الوَزِين. وهو بارد فى الأولى يابس فى الثّانية يقوِّى المعدة ويدبغها ويُسْهِل الصّفراء ويقلِّل البلغم.

ـ ومنها الهِنْدِىّ وأفضله الصُّلْب الوَزين. وهو بارد فى الأُولى يابس فى آخرها يقوِّى المعدة ويُصَفِّى اللَّون ويُسْهِل السّوداء.

وهو بأنواعه يُبطىء بالشّيب. والشّربة منها كلّها مُفْرَدَةً من ثلاثة دراهم الى خمسة ، ومَنْقُوْعَة أو مطبوخة من خمسة الى تسعة. ونقيعُها أفضل وأقوى اسهالا من جِرْمِها ومن مَطْبُوخِها. وكلّها تُسْهِل بالعَصْر. وقيل خاصّيّته بعينها فى العَصْر. ومضرّتها أنّها تُهْزِل البدَن. ويُصْلِحُها السُّكَّر والعسل أو دُهن اللّوز.

وأمّا الأدوية التى يَبْطُل فِعْلُها بالممازجة فمثل دَوائين يفعلان فِعلا واحدا لكنْ بقوَّتين متضادَّتين أو كالمتضادَّتين فاذا اجتمعا فان اتّفق أنْ كان أحدُهما أسبقَ الى فِعْلِه فَعَلَ فِعْلَه ، وانْ لم يَسْبِقْ أحدُهما الآخرَ تَمانعا ، مثل البَنَفْسَج والهَلِيلَج فانّ البَنَفْسَج يُسْهِل بالتّليين والهَلِيْلَج يُسْهِل بالعَصْر والتّكثيف ، فاذا وَرَدَ على المادَّة فِعْلاهما تَباطَلا ، وانْ سَبَق الهَلِيْلَج فعَصَر ، ثمّ وَرَدَ عليه البَنَفْسَج لمْ يَكُنْ لأحدِهما فِعْلٌ ، وانْ سَبَقَ البَنَفْسَج فَلَيَّن ثمّ وَرَدَ عليه الهَلِيْلَج وعَصَرَ ، كان الفِعْلُ أكثرَ قُوَّةً.


هلم :

الهُلام : طعام يُتَّخَذ من لحم عِجْلٍ بجِلْدِه ، أو مَرَق السُّكْباج المبرَّد المصفَّى من الذُّهْرَة (٩).

هلن :

هِلْيَوْن : نَبْت معروف ، وله ثَمَر حارّ رطب فى الثّانية مُحَرِّك للجماع ، مُفَتِّح لسُدَد الكَبِد ، مُدِرّ للَّبن والبَول والطَّمْث. والشّربة منه من درهمين الى مِثقالين وبدله الحرشف.

همج :

الهَمَج : الجَراد. والهَمَج : الجُوع ، قال :

قَدْ هَلَكَتْ جَارَتُنَا مِنَ الهَمَجْ. (١٠)

وجارية هَمَجَة : مَهْزُوْلَة.

وهَمَجَهُ الدّاء : أنْحَلَه. والهَامِج : المهزول يموج بعضُه فى بعض.

وقال الحارث :

يَتْرُكُ ما رَقَّحَ مِنْ عَيْشِهِ

يَعيشُ فيهِ هَمَجٌ هَامِجٌ (١١)

همد :

الهُمُود : الموت ، حَكاه الخليل (١٢) ، رحمه‌الله.

والهامِد من الشَّجَر : اليابِسُ.


همم :

الهَمُ : الحُزْن. والهَمّ : حَرَكَة نَفسانيّة تتبعها حركة الرُّوح والحرارة الغريزيّة الى داخل البدن وخارجه أيضا لحدوث أمرٍ يُتَصَوَّر منه خَيْرٌ يَقَع أو شَرّ يُنْتَظَر ، فهو مُرَكَّب من رَجاء وخَوف فأيّهما غَلَب على الفِكْر تحرّكت النَّفس الى جهته ، فانْ غَلَب الأوّل تحرَّكت الى الخارج ، وانْ غَلَب الثّانى تحرّكتْ الى الدّاخل ، فلذلك قيل : انّه جهاد فكرىّ. والفرق بينه وبين الغَمّ انّ الشّرّ وقَع فى الغَمّ ومُنْتَظَر فى الهَمّ. وقيل : انّ الهَمّ التّفكّر فى مَكروه يَخاف الانسان حدوثه ويرجو فَواته ، فهو مُرَكَّب من خَوف ورجاء. والغَمّ لا فِكْرَ فيه لأنّه انّما يكون فيما مَضَى.

هنا :

الهَنِيءُ من الطَّعام : الحميد السَّائغ. والهِنَاء : القَطِران. وفى الحديث : (لئنْ أُزَاحِمُ جَمَلاً قد هُنِئَ) بقَطِران أحَبُّ الىَّ مِنْ أنْ أُزَاحِمَ امرأةً عَطِرَةً) (١٣). قوله : هُنِئَ ، أى : طُلِىَ بالقَطِران.

هندب :

الهِنْدَب والهِنْدَباء والهِنْدِباء ، قال الأزهرىّ وأكثر البادية يقولون هِنْدَب ، وكلٌّ صحيح. وقال أبو حنيفة : واحد الهِنْدِباء : هِنْدِباءة.

وهى من البُقول المعروفة ، منها برّىّ. وهو بارد رطب فى الأولى. وبالجملة هى من البُقول التى تختلف حالُها طَبْعاً وطَعْماً بحسب حالِ الهَواء والزَّمان. وهى تُقَوِّى المِعدة والكبد وتُطفِىء لهيبَهما. وتَفْتَح سُدَد المعدَة والكَبِد


والطِّحال والكلَى ومَجارِيها. وتُسَكِّن أوجاعَ الكَبِد الحارّة بالطَّبْع ، والباردة بالخاصّيّة. وتُطْفِىء حِدَّة الدّم ، وتُسَكِّن هَيَجان الصَّفراء.

والبُستانىّ منها اذا دُقَّ وعُصِر شُرِب بعد غَلْيِه ونَزْعِ رَغْوَتِهِ بسُكُنْجُبِين فَتَح السُّدَد وأزال اليَرقان والعُفونة والحُمَيّات المتطاوِلة.

وورقُها نافع للأورام الحارّة والبُثور الملتهِبة ضمادا. ويقطع سَيلان اللُّعاب أكلا بالملح عند الاستيقاظ من النّوم صباحاً. ويَقبض الطّبيعة أكلا بالخلّ. وماؤها يقطع نَفث الدّم ويُسَكِّن العَطَش. ومع الاسْفِيْداج له فِعْلٌ عجيبٌ فى تَبريد ما يُراد تبريده طَلاء. وفيها جزء لَطيف مُفَتِّح يَزول بالغَسْل.

وسمعتُ شيخَنا العلّامة يقول : وجَوهرُها مُرَكَّب من مادّة أرضيّة مائيّة باردة كثيرة ومن مادّة لطيفة قليلة ، فيكون تُبريدُها بالمادة الأولى وتفتيحها للسُّدَد وتنفيذُها أكثر بالمادّة الأخرى. وجُلّ هذه المادّة اللّطيفة مُنْبَسِطَة على سطحها قد تَصَعَّدَتْ اليه وانْفَرَشَتْ عليه ، فاذا غُسِلَت تحلَّلت فى الماء ولم يَبْقَ منها شىءٌ يُعْتَدُّ به ، ولذلك نَهَى عن غَسْلِها ، وقد فَصَّل الكلام عليها فى رسالته عن الهِندباء.

وأمّا بذرُها فهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية ولا يَخْلُو من بُرودة ، ينقِّى الكبد ويفتح سُدَدها ويَنفع من اليَرَقان السُّدَدِىّ ومن الحمَّى الصَّفراويّة. والشّربة منه من درهمين الى خمسة.

وأمّا أصلها فهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية. قَوِىّ التّنقية والتّفتيح. ينفع من وَجَع المفاصل ومن الاستسقاء ويُدِرّ البَول. والشّربة مِنْ مَسحوقه من درهم الى ثلاثة ، ومن مَطبوخه من خمسة الى خمسة عشر ، مُصْلَحاً بالسُّكَّر. والشّربة من ماء الهندباء من أربعين درهما الى سِتّين. قال بعضُهم وتَضُرّ


أصحابَ السُّعال. واصْلاحُها بالسُّكَّر. وبدلها الشَّاهْتْرُج.

ويُسَمَّى الهِندباء البرّىّ : الطَّرْخَشْفُوْق ، وقد ذُكِر فى بابهِ.

هوع :

الهَوْعُ والهُوَاع : القَيءُ بلا تكلُّف. وقد هاعَ فُلان يَهُوعُ هَوْعاً وهُواعاً : قاء بلا تكلُّف له. والتَّهَوُّع : التَّقَيءُ بتَكلُّف ، ومنه حديث علقمة : (الصّائم إذا ذَرَعَه القَيءُ فليُتِمَّ صَوْمَه وإذا تهوَّع فعليه القَضاء) (١٤). سبب الهُواع والقَيء والغَثيان امّا خِلْط صَفراوىّ وامّا رطوبة مُرْخِيَة وامّا فَساد الغذاء. وعِلاجُها تَنقية المعدة وتَقويتها. أمّا تنقيتها فبالقَىْء بالماء الحارّ مع السُّكُنْجُبِينْ والمصطكِى وبالرُّبوب المتَّخذة من الحصرم والسّفرجل والرِّيباس وحُمّاض الأترجّ ، فانّها مُقَوِّية للمعدة ونافعة لها جدّا ، وبخاصّةٍ اذا كانت الطّبيعة ليّنة. وقد تقدّم فى الكلام على القَيء ما يُغنى عن الاعادة.

هوم :

الهَوامّ : الحَيّات وكلُّ ذى سُمّ يقتل سُمُّه ، وأمّا ما يَسُمُّ ولا يَقْتل فهو السَّوامُّ لأنّها تُسَمِّمُ ولا تَبْلُغ أن تَقْتُل كالعَقْرب والزُّنبور. قال شَمِر : ومنها القَوامّ كالفأر والقُنفد فهذه ليست بهَوَامَ ولا سَوامَّ ، والواحدة من هذه كلِّها هامَّة وسامَّة وقامَّة. وسُمِّيَتْ هامّة لأنّها تَهِمُّ أى : تَدبّ. وفى حديث عبدالله بن عبّاس عن النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (انّه كان يُعَوِّذ الحسَن والحسين بقوله : أعِيْذُكُما بكلماتِ الله التّامّة مِنْ كُلِّ شَيطانٍ وهَامّة ومِنْ شَرّ كُلِّ عَينٍ لامّةٍ ومِنْ شَرِّ كُلِّ سامَّة ، ويقولُ هكذا كان ابراهيمُ يُعَوِّذُ اسماعيلَ واسحاق) (١٥).


والعَين اللّامة : التى تُصِيْبُ بِسُوْء.

والهامَة : الرّأس ، أو هى وَسَطُه ، ومِنْ كُلّ شىء من ذَوات الرُّوح. والجمع هامٌ. وطائر من طَير الليل يألف المقابر وهو الصَّدا. وفى الحديث : (لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا صَفَر) (١٦). قيل انّ العرب كانت تعتقد بخروج هامَةٍ من هامَةٍ القَتيل وهى تصيح : اسْقُونِي ، حتّى يُقتل قاتلُه ، فنفاه الاسلام ونهاهم عنه. والهُيّام : العُشّاق الذين اخْتَلّ نظامُهم. والهائم : المتحيِّر.

هوى :

الهَواء : الجَوّ ، وهو ما بين السَّماء والأرض. والهواء جِسْم بَسيطٌ ، حارّ رطب. أمّا حرارته فلأنّه لو لم يكن حارّا لم يكن خَفيفا لأنّ البرد يُوْجِب الثّقل والكَثافة ، فانْ قِيْلَ أنّه يبرِّد الماءَ وبخاصّة عند المبالغة فى دَفْعِه ، ومُبَرّدُ الباردِ باردٌ ، أُجيب بأنّ تبريد الماء المعلّق فى الجوّ انّما هو بِعَوْدِه الى بَرْدِه الطّبيعىّ لضَعْف العامِل المسخِّن له هنالك.

وأمّا رُطوبته فلأنّه يقبل الأشْكال ويتركُها بسهولة. فانْ قيل أنّه لو كان رطبا لَمَا جفّف الأجسام الرَّطبة اذا عُلِّقَتْ فيه ، أجيب بأنّ تجفيفه لرطوبة تلك الأجسام انّما هو بتبخيره الأجزاء المائيّة التى فيها ، بحرارته الأصليّة.

والهَوَى : العِشْقُ ، وهو فى الخير والشّرّ. وممّا عُرِّف به أنّه محبّة الانسان الشّىءَ وغلبتُه على قلبه. وقوله تعالى : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) (١٧) أى : نَهاها عن شَهواتها وما تَدعوه اليه من المعاصى.

قال بعضُهم ومتى أُطْلِق الهَوَى لم يكن الّا مَذْمُوماً حتّى يُنْعَتَ بما يُخرجه عن ذلك. والله أعلم.


هيض :

الهَيْضَة : الحَرَكَة مُفْرِطَة من الموادّ الفاسدة غير المُنْهَضِمَة الى الانفصال عن المعدة والأمعاء بالقَىْء والاسهال معاً. وهى علّة حادّة سريعة الانفصال. وسببها امّا تغيُّر الطَّعام وفسادُه الى المرارة والى البُرودة أو امتلاء العُروق النّافذة من الكبد الى الأعضاء بالأخْلاط فلا تجدُ مَسْلكا فيندفِع اللَّطيفُ بالقَىء والكَثيفُ بالاسهال. ومن علاماتها الجشَأ المتغيِّر والغَثيان والاحساس بثقل فى المعدة وجَوفها. وعلاجُها القىء بالماء الحارّ وحده أو مع قليل من البُوْرَق أو الملح والكَمّون ، هذا انْ كان الطّعام بَعْدُ قريبا من الأعلَى ، والّا أُتْبع بما يحدره ممّا يُلَيِّن الطّبيعة بِقَدْرِ الحاجة. ويجب أنْ لا يَقِيْءَ بما فيه ارخاءٌ للمعدة كالأدهان ، ولا بما فيه تَغذية كالسُّكُنْجُبِين. ويجب أيضا أنْ يراعَى ما يخرج. فما استمرَّ خروج الطّعام والكيلوس لم يَجُزِ الحَبْس ، وانْ تَغيَّر عن ذلك وَجَبَ الحبس بمثل شراب السَّفَرْجَل وشراب الرُّمّان المُرّ وبالرُّبوب القابضة اللَّطيفة الحموضة المطيَّبة بالطِّيْب وبماء النّعناع.

واعْلَمْ أنّ القَىء يُمنع بالقَىء والاسهال يُمنع بالاسهال ، والقَىْءُ يُمنع بالاسهال ، والاسهال يُمنع بالقىء ، نَصَّ على ذلك أبقراط وغيرُه وقالوا أنّه قد جُرِّبَ كثيراً. والله أعلم.

هيف :

الهَيْف : رِيْح حارّة تَهُبُّ مِنْ قِبَلِ اليَمَن وهى النّكباء التى تجرى بين الجنوب والدَّبور. والهَيْف : كلُّ ريح ذات سموم ، تُعَطِّش الحيوانَ وتُنَشِّف النّبات. والهَيَف : دِقَّة الخصر وضُمُور البَطْن. ورَجُل هَيُوفٌ : لا يَصْبِرُ على العَطَش.


هيل :

الهَيُولَى : المادّة القابِلَة لكلّ صُورة ، وقولهم : لا تَنفكّ عن الهَيُولَى ، أى : لا تَنفكّ عن الصُّورة ، وهَيْل بَوّا : اسم للقَاقُلَّة الصّغيرة والاطْرفيل الصَّغير.


حواشي حرف الهاء

__________________

(١) ينظر العين (هدب).

(٢) النّهاية ٥ / ٢٥٥.

(٣) النّمل ٣٥.

(٤) للأعشى. وهو فى ديوانه ٤١. والعين (هرر) واللّسان (هرر).

(٥) الجمهرة ١ / ٨٩.

(٦) المقاييس ٦ / ٨. واللّسان (هرر).

(٧) النّهاية ٥ / ٢٦١.

(٨) المكوك : طاس يشرب به. وهو مكيال أيضا. ومر فى (مكك).

(٩) الذّهرة ، لغة : السّواد. ينظر المقاييس ٢ / ٣٦٢. واللّسان (ذهر).

(١٠) المجمل (بذج).

(١١) للحارث بن حلزة اليشكرى. وهو فى المجمل ٤ / ٤٨٨. واللّسان (همج).

(١٢) العين (همد).

(١٣) النّهاية ٥ / ٢٧٧.

(١٤) النّهاية ٥ / ٢٨٢.

(١٥) ينظر م ن ٤ / ٢٧٢.

(١٦) مرّ فى (عدو).

(١٧) النّازعات ٤٠.


حرف الواو

و



وقي :

الوَاقِ : نَوع من طُيور الماء ، أسود وفى رأسه شعرات طويلة شديدة البياض ، ولون بدنه يميل الى السّواد وفيه بياض. وهو حارّ المزاج يابِسُهُ يَصْلُح للأمزجة الباردة. واصلاحه للمحرورين بالفواكه الحامضة تؤكل بعده.

وأم :

المُواءَمَة : المُوافَقَة والمُباهاة. وفى المثَل : (لولا الوِئام لهلَك الأنام)(١) ويُرْوَى (... لَهَلَكَ اللّئام) أى : لولا مُوافقة النّاس بعضهم بعضا فى الصُّحبة لوقعت الهلكة. وكان أبو عُبيد يقول : انّ اللئام لا يأتون الجميل من الأُمور على أنّها أخلاقهم وانّما يفعلونها مُباهاةً وتشبُّها بأهل الكرم فلولا ذلك لهلكوا.

وواءَمَ الدّواءُ المعلولَ : نَفَعَهُ وأزالَ عِلَّته.

والوِئام : المُوافقة فى كلّ شىء.

وذكر الخليل ، رحمه‌الله أنّ التَّوأم مأخوذ من الوَأْم ، والتَّوأم ، عنده ، على تقدير فَوْعَل ، ولكنّهم استقبحوا الواوَين فاستخلفوا مكان الواو الأولى تاءً (٢)

وبأ :

الوَبَأ والوَباء : الطّاعون ، وكلّ مرض عامّ. يُجمع أَوْبِئاً وأَوْبَاء وأَوْبِئةً. وهو تَغَيُّرٌ يَعْرِض لجوهر الهواء فيستحيل الى الرَّداءة ويَسْرِى فى الأبدان بالاستنشاق كَسَرَيان السُّمّ. وأمّا التَّغييرات الخارجة عن المجرَى الطّبيعىّ التى تعرض للهواء ، فهى امّا لاستحالةٍ فى جوهره ، وامّا لاستحالةٍ فى كيفيَّته. فأمّا الذى لا استحالةَ فى جَوهره فهو أكثرها رداءَةً ، وهذا هو الوَباء. وهو تَعَفُّن يَعْرُض فى


الهواء يُشْبِه تَعَفُّنَ الماء المستنقِع الاجِن. ولسنا نعنى بالهواءِ الهواءَ البسيطَ ، لأنّه لا يَعْفُن ، ولأنّه ليس هو الذى يحيط بنا ، وانّما نعنى بالهواءِ الجسمَ المبثوث فى الجوّ ، وهو جِسْمٌ ممتزِج من الهواء الحقيقىّ ومن الأجزاء المائيّة البخاريّة ومِنَ الأجزاء الأرضيّة المتصعِّدة فى الدُّخان والبُخار ، ومن أجزاء نارّيّة. وانّما تقول له هواءً كما تقول لماءِ البحار ماءً وانْ لم يكن ماءً صِرْفاً بسيطا بل ممتزِجا ، ولكنّ الغالبَ فيه الماءُ. وهذا الهواء اذا تغيَّر فى جوهره عَفَّنَ الأخلاط ، وابتدأ بتعفين الخَلط المحصور فى القلب لأنّه أقرب اليه وصولا منه الى غيره.

وأمّا الذى لاستحالةٍ فى كيفيّته فهو أنْ يَخْرُجَ فى الحرّ أو البرد الى كيفيّة غير مُحْتَمَلَةٍ حتّى يفسد له الزَّرع والنَّسل ، وذلك امّا باستحالةٍ مُجانِسَةٍ كمَعْمَعَة القَيْظ اذا اشتدّ ، وامّا باستحالةٍ مُضادَّةٍ كزَمْهَرَة البَرْدِ فى الصَّيف لعُروضِ عارضٍ. وهذا الهواء اذا تغيَّر فى كيفيَّته الى الحرارة فانّه انْ سَخنَ شديدا أرْخَى المفاصِلَ وقَلَّلَ الرُّطوبات فزادَ فى العَطَش ، وحَلَّلَ الرُّوحَ فأسْقَطَ القُوَى ومَنَعَ الهَضْمَ بتحليل الحارِّ الغريزىّ ، وصَفَّر اللّون ، وسَخَّن القلبَ سُخونة غير غَريزيّة ، وسبَّب عُفونة الأخلاط ومَيْلَها الى التَّجاويف والى الأعضاء الضَّعيفة ، وربّما نَفَع أصحابَ الأمراض الباردة ، وأمّا الهواءُ الباردُ فانّه يحصر الحارّ الغَريزىَّ داخِلاً ، ما لم يُفْرِط افْراطاً يتوغَّل به الى الباطِن فانّ ذلك مُمِيْتٌ. وقال شيخنا العلّامة : اعْلَمْ بأنّ المخصوصَ باسم الوَباء هو تغيُّر أخلاط الهواء. ومن الأطبّاء مَنْ يُسَمِّى الثّانىَ وَباءً ، أيضا.

والوَباء يُفسد الأشجار والنّبات فتفسد مُعْتَلِفاتُها من الماشية فتُفْسِدُ آكليها مِنَ النّاس. وأكثرُ ما يعرض الوباء فى آخِر الصَّيف والخريفِ.

وقال الرّازى : واذا وَقَع الوَباء فى الرّبيع كان أرْدأ داءٍ ، لأنّ هواءَ الرَّبيع أوْفَقُ


للحَيوان بالاسْتنشاق. فاذا فَسد كان فساده أكثر. وكما أنّ الماء لا يَعْفُن فى حال بَساطته ، بل لما يُخالطه من أجسام أرضيّة خَبيثة تمتزج به ، ويُحْدِث للجُمْلَة كيفيّةً رديئةً ، كذلك الهواءُ لا يَعْفُن فى حال بَساطته ، بل لما يخالطه من أبخرة تمتزج به ، فيُحْدِث للجُمْلة كيفيّة رديئة من مواضع بَعيدة فيها أجسام مُتَعَفِّنة. وربّما كان المسبِّب قريبا من الموضع ، وربما حَدثت عفونات فى باطِن الأرض فافسدت الماءَ والهواء.

والحُمَيّات الوبائيّة من الهواء الكَدر الرَّطب.

ومَبْدأ التّغييرات هَيئات مِنَ الفَلَك تُوجِبه ايجابا لا نَشْعُر نحن بوجهِه. وإنَّ قوما قد ادَّعَوا فيه ما هو غير مَنْسُوْبٍ الى شَبيهه. فوجَب أن تَعلم أنّ السَّبب الأوَّل البعيد أشكالٌ سماويّة ، والقَريب أحوالٌ أرْضِيّة. واذا أوْجَبَت القُوَى الفعّالة السّماويّة والقُوَى المنفَعِلَة تَرطيبا شديدا للهواء برفع أبخرةٍ وأدْخِنَةٍ اليه وبثّها فيه وتعفّنها بحرارة ضعيفة ، وصار الهواء بهذه المنزلة ، ووصل الى القلب أفْسَدَ مِزاجَ الرُّوح الذى فيه ، وعَفَّنَ ما يحويه من رطوبة ، وحَدثت حرارة خارجة عن الطّبع وانتشرتْ فى البدن ، فكانت الحمَّى والوَبائيّة ، وعَمَّتْ خَلْقاً من النّاس لهم فى أنفسهم خاصيَّة استعداد. واذا كان الفاعِلُ وَحْدَه ولم يكن المنفعِل مُسْتَعِدّاً لم يَحْدُث فِعْلٌ وانْفِعالٌ. واستعدادُ الأبدان لما نحن فيه من الانفعال أنْ تكون ممتلئةً أخلاطاً رَديئةً ، فانّ النَّقيَّة لا تكاد تنفعل من ذلك. والأبدانُ الضَّعيفة أيضا ، مُنْفَعِلَةٌ منه ، مثل التى أكْثَرَت الجماعَ ، والأبدانُ الواسعةُ المسامّ ، الرَّطبة الكثيرة الاستحمام.

واعْلَمْ أنّ عُروض الوباء مَشروط باستعداد البدن عن امتلاءٍ به ، وقبول موادِّه للتّعَفُّن. فاذا كان البدن نقيّاً من ذلك أو كان مِزاجه مُضادّاً للكيفيّة الحاصلة


للهواءِ لم تَحْصُلْ منه حالةٌ مَكروهةٌ ، ولولا ذلك لَلَزِمَ عُمومُ الآفةِ والموت لجميع الأبدان عند حُصول الوباء ، ولا شكّ أنّ الأمرَ بخِلافه.

وممّا يدلّ على الوَباء من الأشياء التى تجرَى مجرَى الأسباب أنْ تكثر الرُّجوم والشُّهُب فى أوائل الخريف ، واذا دام الجَنوب والتَّكدُّر أيّاماً ثمّ يصفو ، ثمّ يحدث بَرْدُ ليلٍ وحَرُّ نهارٍ مع سُكون الرِّيح فقد جاء الوباء. واذا لم يكن الصَّيف شديد الحرارة وكان شديد الكُدْرَة مُغَيِّراً للأشجار ، وكان قد سَلَفَ فى الخريف شُهُبٌ ونيران ونَيازك فهو علامة الوباء. واذا رأيتَ الهواء يتغيَّر فى اليوم الواحد مرّاتٍ كثيرةً ، ويصفو يوماً وتَطْلُع الشَّمسُ صافيةً فى يومٍ وتَنْكَدِرُ يوماً ، فاعْلَمْ بانّ وَباءً سيحدث.

وعِلاج أصحاب الحمَّى الوبائيّة بالفَصْد والاسهال بحسب المادَّة ويَجِب أنْ تُبَرَّد بيوتُهم وتُصْلَح أهْوِيَتُها.

أمّا تبريد بيوتِهم فبأنْ تحَفَّ بالرّياحين الباردة وأنْ تُرَشَّ مِراراً بالماء البارد ويحسُن الرّشّ بماء الورد ، وشَمّ ماء الورد بالخلّ. والصَّنْدَلُ جيّد. واستعمال أقراصِ الكافور والرُّبوب الباردة ، والماء المربَّب بماء الورد. وقليلُ الخلّ بالماء جيّد أيضا. واستعمالُ الماء البارد الكثير دَفْعَةً نافعٌ جدّاً.

وأمّا الماء القليل المتتابع فربّما هيَّج حرارةً. فانْ حصل بَرْد فى الأطرافِ وسَهَر وارتفاع الصَّدْرِ ونُزوله ، فلا بدّ من دِثار يجذب الحرارة الى الخارج. واذا سَقَطَت الشَّهوة فعليك بالغذاء الجيّد.

وأمّا اصلاح الهواء فهو امّا بحسَب الأصحّاء وامّا بحسَب المرضَى.

أمّا الأوّل بالغَرَضُ فيه تَطييبُ الهواءِ ومنعُ عُفونته بمثل العُوْدِ والعَنْبَر والمِسْك والقِسْط الحلو (٣) والمَيْعَة (٤) واللّادَن والمسطكِى والأشَنة والسَّعْد والاذْخِر


والأسارُوْن شَمّاً وبُخورا. وقد يُتَّخَذ منها مُرَكَّباً. ويُرَشّ البيتُ بالخلّ المذاب فيه الصّندل.

وأمّا الثّانى فيبخَّر بالصَّنْدَل والكافور وقُشور الرّمّان والآس والتّفّاح والسَّفَرْجَل والطَّرْفاء.

وأمّا التَّحَرُّزُ من فساد الهواء فهو باخراج الرُّطوبات العَفِنَة عن البدن وجوبا ، ويُمال التَّدبير الى التَّخفيف من كلّ وجهٍ الّا الرِّياضة فيجب تَرْكُها ، وكذا الحمّام. ويُصْلَح الهواءُ بما ذكرناه. وليكن الغذاء ذا حُموضة قليلة. وممّا ينفع منه التِّرياقُ والمَثْرُوْدِيْطُوْس (٥) ويُتناول فى بعض الأوقات من هذا. وسُقْطُرِى جُزآن ، مُرَطَّباً فى جُزْءِ زَعْفَران أو نِصْف جُزْء. والشّربة نصف درهم بماء بارد.

وبر :

الوَبَر : صُوْفُ الابل. والوَبَر ، أيضا : ما يُغْطِّى جلد الأرانب والثّعالب. وبنات أوْبَر : أوَّل نبات الكَمْأة ، واحدها ابن أوْبَر. وأنشد ابن الأحمر :

ولَقَدْ جَنَيْتُكَ أكْمُؤاً وعَساقِلاً

ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَناتِ الأوْبَرِ (٦)

أى : جَنَيْتُ لكَ ، كقوله تعالَى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) (٧) والعَساقِيل : ضَرْبٌ من الكَمْأَة. والألف واللّام فى الأوبر زائدة.

والوَبَرُ : مِنْ أيّام العجوز السّبعة. ودُوَيِبَّة أصغر من السِّنَّوْر غَبْراء وبيضاء حَسَنة العَينين ، وذَنَبُها قَصير تكثر فى الصّحراء ، وأرض الحجاز ، والأنثى وَبْرَةٌ ، والجمع وُبُورٌ. وهو المسمَّى بغَنَم بنى اسرائيل. والعَرَب تأكلُه لأنّه يَرْعَى البُقُوْل.


وبراقش :

أبُو بَرَاقِش : طائر صَغير كالقُنفذ له رِيش أغبر اللّون ، وأوطه أحمر وأسفله أسود ، واذا هِيْجَ تغيَّر لونه ألوانا. ويكثر فى العِضَاهِ. ثَقيل العَجُز تَسْمَع له حَفيفاً اذا طار. قيل أنّ لحمه ينفع المبرودين ويُعين على الباه.

وبل :

الوَابِلَة : طَرَفُ العَضُد فى الكَتف ، وطَرَف الفَخِذ فى الوَرِك ، والجمع أوابِل. وداء وَبِيلٌ : شديد النّازلة ، صَعْب المعالجة.

والوَبِيْلُ : الرَّجل لا يُصْلِحُ شيئاً توَلَّى اصْلاحَه. وضَرْبٌ وَبِيلٌ : شديد. والوابِل : المطَر الكثير.

وتد :

الوَتَد والوَتِد : الهَنَةُ النّاشِزَة فى مُقَدَّم الأذن كالثُّؤْلُوْل تَلِى أعلا العارِض من اللّحية.

وتر :

الوَتِيرَة : الحاجِز بين الشَّيئين ، وغُضَيْرِيْفٌ فى أعلا الأذن ، وجُلَيْدَةٌ بين السَّبّابة والابهام. وما بين كلِّ اصبعين كالوَتَرَة. والوَرْدَة الحمراء أو البيضاء. ونَوْر الوَرْد.

والوَتَرة : حَرْفُ المَنْخِر. والعِرْق الذى بين الذَّكَر والأُنثيين. وعَصَبَةٌ تحت اللّسان. وعَصَبَةٌ بين أسفل الفَخِذ وبين الصَّفَن. وفى حديث زيد : (فى الوَتَرَةِ


ثُلثُ الدِّيَة) (٨). يعنى الحاجِزَ بين المنخرين ، وهى الوُتَيْرَة أيضا.

والوَتَر : عُضْوٌ شَبيهٌ بالعَصَب فى لَونه ولمسِه وبياضِه ولِينهِ فى الانعطاف وصلابته فى الانفصال ، نابِتٌ من طرَف العَضَل. بارد يابس وله مَنافع ، منها أنّه ينجذب عند تقلُّص العَضَلة ، فينقبض العُضْوُ المراد تحريكه ، ويَسْتَرْخِى عند انبساطها.

وتن :

الوَتِيْنُ : عِرْقٌ فى القلب اذا انقطعَ ماتَ صاحبُه. وقال الأصمعىّ : هو عِرْقٌ أبيض غَليظ كأنّه قَصَبَة. والجمع أوْتِنَةٌ ووُتُنٌ.

واعْلَمْ أنّ جميع ما فى البدن من الأوردة والشّرايين تتفرَّع من عِرْقَين :

ـ أحدهما من الجانِب ، ويُعْرَف بالبابِ ، ومنه ينجذب صَفْوُ الكَيْلُوْس من المعدة.

ـ والآخر المعروف بالأجْوَف والوَتِين ومنه ينجذب الغذاء الى القلب والى سائر الأعضاء ، ومن شُعَبِه عِرْقٌ يأتى الى التَّجويف الأيمن من تجويفَى القلب ثمّ منه الى الرِّئة وقد صار ذا طَبقتين كالشَّرايين. ولذلك يُسَمَّى بالوريد الشِّريانىّ. وقد تقدَّم ذِكْرُه فى (ع. ر. ق) بما يُغْنِى عن الاعادة.

وثأ :

الوَثْءُ : زَوال زائدةِ العَظْمِ عن مَوضعها زَوالا غير تامّ. قال الأزهرىّ : هو شِبْهُ الفَسْخ فى المِفْصَل ، وهو فى اللّحم كالكَسْر فى العظم.

والوَثْأَة : وَصْمٌ يُصِيبُ اللّحم ولا يبلغ العَظْم ، وتوجُّع فى العَظْم بلا كَسْر.


وبهِ وَثْءٌ ، ولا تَقُلْ وَثْي. وعلامتُه أن يُرَى فى المفصَل تَقعيرٌ قليل ونُتوء من الجانب الآخر مع تمكّن المفصل من بعض الحركات. وعلاجُه أنْ يُدْهَن المحلّ بدُهْن الوَرْد ويُنشر عليه الآس المسحوق أو يُضَمَّد بالوَرْد والمَغاث (٩) والماش والصَّنْدَل ، مع صُفْرَة البَيض. وانْ كان معه وَرَمٌ ضُمِّدَ بالماش مع بياض البَيض.

وقال الخليل (١٠) : الوَثْءُ والوَثْأَة : أنْ يُصِيْبَ العَظْمَ وصْمٌ لا يَبْلُغ الكَسْرَ. وقد وَثِئَتْ رِجْلُ فلانٍ : أصَابها ذلك.

وجأ :

الوِجاء : رَضُّ عُروق الخصيتين بين حَجَرين حتّى يَنْفَضِخا. وفى الحديث :

(عليكم بالباءَة فمَنْ لم يَستطع فعليه بالصَّوم فإنّه له وِجاء) (١١). أى : انّ الصَّوم يقطع النِّكاح كما يقطعه الوِجاء.

والوَجِيئة : تَمر يُدَقّ حتّى يُخْرَج نَواه ، ثمّ يُبَلُّ بلَبن أو سَمْن حتّى يلزَم بعضُه بعضا ويؤكل.

وجب :

الوَجْبَة : الأَكْلَة فى النَّهار أو اللّيلِ.

ووَجَبَ المريضُ : اذا مات ، أو سَكَنَتْ حَركتُه كالميّت. والقَتيل واجِبٌ. قال :

أطَاعَتْ بَنُو عَوْفٍ أميراً نَهاهُمُ

عَنِ السَّلْمِ حتّى كان أوَّلَ واجِبِ (١٢)

ووَجَبَت المُرْضِع : اذا تعقَّد لبنُها فى ثديها ، ويُعالَج بحَسَب سَببه ، وتَنقية البَدَن


بالأيارْجَات والأغذية الجيّدة الكَيْمُوْس ، وتليين الطّبيعة ، جيّد فيه.

ووَجَبَ القلبُ وُجوباً : خَفَقَ واضطربَ.

ووَجَبَ العَقْدُ : حَقَّ ، وحانَ أوانُ أدائهِ.

وجج :

الوَجُ : أُصُولٌ بِيْضٌ مُعَقَّدَة معروفة ، ويقال له عُود الرِّيح. قال الأزهرىّ : لا أدرى أعَربىّ هو أم لا؟ وقال غَيرهُ : هو فارسىّ مُعَرَّب.

وهو حارٌّ يابس فى الثّالثة : وفى طعمه حَرارة ومَرارة يَسيرة جيّدة لثِقَل اللِّسان. نافِع من وَجَع السّنّ والكبد الباردَين ، ومن جميع أمراض العَصَب الباردة. ويَجلو بَياض العين ، وينفع من النِّسيان واللّقْوة. ومن صلابة الطّحال. ومن المغَص والفَتْق ، لتحليلِه الرِّيْحَ ويَزيد فى البَاه ، ويُدِرّ البَولَ والطَّمْث.

والشّربة منه من مثقال الى درهمين. ومَضَرَّتُه بالكُلَى. ويُصْلِحُه الوَرْد. وبَدله شَيْطَرْج أو عاقِرْقَرْحا (١٣).

وجر :

الوَجُور والوُجُور : الدَّواء يُوْجَر فى الفم ، أى : يُجْعَل فيه ، وقَيَّدَه الجوهرىّ بقوله : فى وَسَط الفَم. والظّاهر عُموم الفم. يُقال منه : وَجَرْتُه الدّواء وَجْراً : جَعَلْتَه فيه. وتَوَجَّرَ الرَّجلُ الدَّواءَ : بَلَعَهُ شَيئا بعد شَىء. والماءَ : شَربه مُتَكَرِّهاً.

وجع :

الوَجَع : إدراك المُنافِى مِنْ حَيْثُ هو مُنافٍ ، أو إدْراكُه بالقوَّة اللّامِسَة.


ولَفْظُ الوَجَعِ كالمُرادِف للألم. وأظُنّ أنّ الفَرْقَ بينهما أنّ الوَجَع : ما كان الشُّعور به بحاسَّة اللَّمْس ، والألم : ما كان الشُّعور به بحاسَّة أخرَى. ويُشْبِهُ أنْ يكونَ قَوْلُ النّاس : أوْجَعَنِى قَلْبِى على فُلانٍ حينَ ضُرِبَ ، أو أوْجَعَ فُلانٌ السَّائلَ ، يُريدون ذلك كلَّه. والوَجَعُ الحقيقىُّ انّما يُطْلَق على ما يُدْرَك بحاسّة اللَّمْس ، وأنّ ما يَحْصُل فى العين ونَحْوِها من الانفعالاتِ القَوِيَّة المخالِفة التى تُحَسُّ بغَير اللَّمْس يُقال لها : ألَمٌ لا وَجَع.

والجمع ، أوْجاعٌ ووِجاعٌ ، وقد وَجِعَ فُلانٌ يَوْجَع فهو وَجِعٌ ، من قَوْمٍ وَجِعِين ، وَهُنّ وَجَاعَى ووَجِعات. وفلان يَوْجَع رأسُه ، فإن جِئْتَ بالهاء قلت يَوْجَعُه رأسُه. وأنا يَوْجَعُنِى. وضَرْبٌ وَجِيعٌ ، أى : مُوْجِع كأليمٍ بمعنَى مُؤْلِم. وتَوَجَّعَ فُلانٌ : تَفَجَّع أو تَشَكَّى الوَجَعَ.

وأُمُ وَجَعِ الكبدِ (١٤) : بَقلة من دِقِّ البَقْل تحبّها الضّأن ، لها زَهرة غَبْراء ووَرَق صَغير أغبر. سُمِّيَتْ بذلك لأنّها شِفاء مِنْ وَجَعِ الكبد.

وجن :

الوَجْنَة : ما ارْتَفع من الخدَّين للشِّدق والمَحْجر. وقيل ما انحدر من المحجر ونَتأ من الوجه. وقيل ما نَتأ من لحم الخدَّين بين الصُّدْغَين وكَتِفَى الأنف. وقيل غير ذلك. والمعنَى واحدٌ. وسُمِّيَت وَجْنَةً لنُتوئها وغِلَظِها.

وجه :

الوَجْه : المُحَيّا. وذُو الوَجْهَين : هو الذى اذا لَقِىَ غيرَه لَقِيَهُ بخِلاف ما فى قَلْبِه.


وحش :

الوَحْشُ : حيوان البَرّ ، مؤنَّث ، والجمع : وُحُوش. والجانب الوَحْشِىّ : الجانب الأيمن من كلِّ شىء ، عن الخليلِ (١٥) وغيره.

ويقال للمُحْتَمِى لِشُرْبِ الدَّواء : قد تَوَحَّش ، أى : خَلا بطنُه. وكذا يقال للجائع. وتَوَحَّشْ للدَّواءِ ، أى : أخْلِ جَوْفَكَ مِنَ الطَّعام ، للدَّواء.

وباتَ فُلانٌ وَحْشاً : اذا لم يَطْعَمْ شيئا ، فهو مُتَوَحِّش.

وحشيزك :

الوَحَشِيْزَك : نَوع من الشِّيْح يَنبت فى أرمينيّة ، رأيتُ مَنْ يَتَّخِذُه للتَّسْمِين.

وحص :

الوَحْص : البَثْرَة تخرُج فى وجه الجارية الحسناء.

وحم :

الوَحَم : شِدَّة شَهْوَة الحُبْلَى لشَىء تأكله. والاسم الوِحام. وعندنا أنّ الوَحَم : شَهْوَة الأطعمة الرَّديئة الكيفيّة. وسببه خَلْط رَدىء بالمعدة. وعلاجُه تَنقيتُها بالقَىء واستعمال الجوارِشْنات المقوّية لها.

وخف :

الوَخِيفَة : طعام يتَّخذ من أقِطٍ مَطْحُون يُذَرّ على ماءٍ ثمّ يُصَبّ عليه السّمن


ويُضْرَب بعضُه ببعض ثمّ يؤكل ، وقيل بل تَمر يُلقَى على الزُّبْد ويؤكل.

ودج :

الوَدَجان : عِرْقان غَليظان عن يمين ثغرة النّحر ويسارها. واذا قُطِعا ، أو أحدهما مات صاحبهما ، ويَعْسر جدّا علاج قطعهما ، ولذا قيل لهما : عِرْقا الرُّوح.

ودد :

الوُدّ الوِداد : الحُبّ. وعن أبى زَيد : الوُدّ : الحُبّ يكون فى جميع مَداخل الخير. وفى الحديث : (عليكم بتعلُّم العربيّة فانّها تدلُّ على المروءة وتَزيد فى المودَّة) (١٦). أى : مَوَدَّة المشاكَلَة.

وخم :

التُّخَمَة : فَساد الطّعام فى المعدة لعدم هَضْمِه. وهى من الوَخامة. وطعام مَتْخَمَة : يُتْخَمُ منه.

ودع :

الوَدَع والوَدْع : خَرَز بِيْض يخرج من البحر فى بطنه شقّ كشقّ النّواة ، وفى جوفها دُوَيِّبَة كالعَلَقَة ، الواحدة وَدَعَة ، والجمع وَدَعات. والمُحَرَّق منه يَجْلُو البَهَق والقُوَباء طَلاءً ، وبياضَ العين كُحلاً. وكانوا يُعلّقونه لدَفْع العين ، وفى الحديث : (مَنْ يُعَلِّق وَدَعَةً لا ودَع الله له) (١٧). الدَّعَه : الخَفْض والسَّعَة فى العَيْش.


ودق :

الوَدْقَة والوَدَقة : نُقْطَة حمراء تَخرج فى العَين من دَمٍ تَشْرَق به ، أو لحمة تَعْظُم فيها أو مَرَض تَرِمُ منه.

وقال شيخنا العلّامة : هى نُقطة فى العَين من دم يَبْقَى فيها شَرَقُه ، ولحمة تعظُم فيها. وهى مرض ليس بالرَّمَد ، تَرِمُ منه الأذُن وتشتدُّ منه حُمْرَة العَين. والجمع وَدَق.

وأُراها بَثْرَة جاسِيَة حادّة ، وسببها خَلْط حادّ قليلٌ وتكون بلَونه. وقد تتعدَّد وتصير حول الاكليل كاللّؤلؤ المنظوم. وأكثر ما تقعُ فى مُنْتَهَى الأمراض الحادّة اذا تحلَّل لطيفُ المادّة وبَقِى كثيفُها. وربما كانت لِضَرْبَة.

هى وَرَمٌ صغير صُلْب عن دَمٍ كثيف أو بَلْغَم غليظ يَحدث فى الاكليل وفى الملتَحِمَة. ويكون واحدا أو كثيرا. وربّما انتظمَ على حافّة الاكليل. والدّموىّ لونُه الى الحمرة ، والبلغمىّ الى البياض.

وقال الرّازىّ : هى نُتوء فى الملتحِمَة ، شِبْهُ بَثْرَة بيضاء كأنّها شَحْمَة. والفرق بينعا بين المُوْسَرْج أنّه يحدُث فى القَرَنيّة ، وهى تحدُث فى الملتَحِمَة من غير أنْ تحرقها ، وربّما أحرقتها ، وهذا غير مَعْهُودٍ فيها. وسببُها فضولٌ غليظة حَصلت فى الملتحمة فمَدَّتْهَا.

وعلاجُها

فَصْدُ القِيْفَال ، وغَسْل العَين بطَبيخ الأفتِيْمُوْن وحَبّ الأيارِج ، والتّكَحُّل بالشِّياف الأحمر اللَّيِّن ، وتَنويم العليل مُرْفَد العَين بالرّفائد المبتلّة بماء الورد ، وربّما رَجَعَتْ بالرَّفائد ، فانْ لمْ تَرجع ، وقَاحَتْ ، تُشَيَّفُ بالشِّياف الأبيض وبِشياف الأبار والكُنْدُر.


ودك :

الوَدَكُ : الدَّسَم ، أو دَسَم اللَّحْم بخاصّة. والوَدِيكَة : دَقيقٌ يُساط بشَحْم.

ودى :

الوَدْي والوَدِي ، والأوّل أفصح : الماء الرَّقيق الأبيض الذى يخرج من الانسان اثْر البَول.

ورب :

الوَرَب : ما بين الضِّلْعَين. ووَرِبَ الجَوُّ : فَسَدَ. وعِرْقٌ وارِبٌ : فاسِد.

ورخ :

الوَرْخ : شَجَر شَبيه بشَجَر المَرْخ فى نَباته غير أنّه أغبر وله وَرَق رقيق كورق الطَّرْخُوْن أو أكبر.

ورد :

الوَرْد : نَوْر كلِّ شجرةٍ ، وزَهْرُ كُلّ نَبْتٍ. لكنّه اذا أُطْلِق أُرِيدَ به الوَرْد المعروف ، والأحمر منه بخاصّة. وهو أنواع : أحمر وأبيض ، ويوجدان كثيراً ، وأصفر وأسْود.

وهو حامض [قَابِضٌ] مُرَكَّب القُوَى. وحَلاوته ومَرارته دليلان على حرارته. وقَبْضُه وعُفوصته دليلان على بُرودته واشتهر أنّه بارد فى الأولى يابسٌ فى أوّل الثّانية.


وهو مُرَكَّب من قُوَى حارّة لَطيفةٍ وباردةٍ غَليظةٍ تَغْلِب الحرارةُ عليه ، ويَفْعَل بكيفيّتها جميعاً. ووُصِفَ بأنّه بارد فى الأولى ويابس فى أوَّل الثّانية.

وهو مُرَكَّب من جَوهر مائىّ وأرضىّ. وفيه حَرارةٌ وقَبْضٌ ومَرارةٌ وقَليلُ حَلاوةٍ. والقوَّة المُرّة تَثْبُت فيه ما دام طَرِيّاً ، فاذا يبس قَلَّتْ مرارتُه ، ولذلك يُسْهِل رَطْبُه إذا شُرِب منه وزن عشرة دراهم.

وهو مُفَتِّح للسُّدَد ويُسَكِّن حَرَكَة الصّفراء ويُسَكِّن الصُّداع. وشَمُّه يُعَطِّس حارَّ الدِّماغ. وهو جَيّد للكبد والمعدة. ويُقَوِّى مُرَبَّبُه بالعَسَلِ المعدةَ. ويُعين على الهَضْم. ودُهْنُه يُطْفِىءُ التهابَ المعدةِ. وشُرْبُه نافعٌ لمن فى معدته استرخاءٌ. والنَّوم على المفروش منه يَقطع شهوة الباه. والطّرىّ ربّما أسْهَلَ. ووَزْنُ عَشرة دراهم من يابسه لا يُسْهِل ، غير أنّ دُهْنَه يُسْهِل.

واعْلَمْ أنّ وَرْدَ نَصيبين يُسْهِل بخاصيّتِه وكذلك البغدادىّ والفارسىّ. وأمّا اليَمَنىّ والعُمانىّ والمغربىّ ، فانْ أسْهَل فقد يكون إسْهالُه بالعَصْر.

وماؤه بارِدٌ رَطْبٌ ولا يَخْلو من حَرٍّ لَطيف مُقَوٍّ للدِّماغ والقَلْب والمعدة ، مُزِيْل للغَشْى ، مُنَشِّط للنَّفْس ، مُسَكِّن للصُّداع والخفَقان الحارَّين ، نافِعٌ لنَفْثِ الدّم ، لكنّه يَضُرُّ شَهوةَ الباهِ ، ويُسْرِعُ الشَّيْبَ.

والوِرْدُ : من أسماء الحمَّى. وعن الأصمعىّ : يوم الحمَّى اذا أخذت صاحبَها.

والوَرِيدان : عِرقان فى العُنق. وعن أبى زيد : هُما عِرْقان بين الأوداج وبين اللِّيْتَين ، قال : وهما من البَعير الوَدَجان. وقال الفرّاء : الوَرِيدُ : عِرْقٌ بين الحلقوم والعِلباءَين ، والجمع أَوْرِدَة.

(وبَنات وِرْدَان : دَوابُّ معروفة توجد فى الأماكن الرَّطبة كثيرا)(١٨).

ووَرْدُ الرُّمّان ، هو الجُلَّنار ، فارسىّ. وهو بارد فى الأولى يابس فى الثّانية. قاطِعٌ


لنَفْث الدَّم والاسهال. وينفع من قُروح الأمعاء والكُلَى. ويُقَوِّى الأسنان المتحرِّكة ، ويَقطع دَمَ اللَّثَة. وقد يضرّ بآلات التَّنفُّس. ويُصْلَح بدُهْن اللَّوز ، وبدله أقْماعُ الرُّمّان.

وردينج :

الوَرْدِيْنَج : العِلَّة الثّانية مِنْ عِلَل الطَّبقة الشَّبكيّة فى الصِّغار ، وفى الكبار اليَنَع ، وهو وَرَمٌ مُجاوِزٌ للحَدّ فى العَظْم يربو فيه البَياض على الحدَقة فيغطّيها. وسببه أنْ يتَّسِع فَمٌ من أفواه العُروق المتَّصلة بالطَّبقة الشَّبكيّة فتقذف الدّم الكثير. وقد يكون الوَرْدِينَج من انفجار عِرْقٍ دَقيقٍ يتَّصل بالمُلْتَحِمَة أو بالجفن ، وعلامته تورُّم بياضِ العين وانتفاخ أجفانها وانقلابها حتّى تمتنع عن التَّغميض وتَنْشَقّ من داخلها ، ويخرج منها دَمٌ. وكثيراً ما يعرض للصِّبيان لكثرة موادِّهم وضَعْف أعينهم. وهو عن المادَّة الحارَّة والبلغميّة والسّوداويّة. وعلاجُه الفَصْدُ وتليين الطّبيعة فى دَفَعَات مُتَفَرِّقَات ، وأنْ يُكتحَل بالذَّرورات والشِّيافات الرّادعة والمحلِّلة ، ويُضَمَّد بقُشور الفُسْتُق والعَدَس والحُضَض وشَحْم الرُّمّان والهِنْدِباء المقطّر عليها دُهْنُ الوَرْد.

ورس :

الوَرْس : نَباتٌ كالسِّمْسِم لا يُزرع إلّا فى اليَمَن ، يمكث فى الأرض عِشْرين سنة يُوْرِقُ فى كلّ سَنة ، ويُثْمِر حَبّاً كالماش ، فيُنْفَض عند جَفافه ويُؤخذ ما يُلْقَى منه ويُحَبَّب كالزَّعْفَران المسحوق. وأجودُه الحديثُ. وهو حارّ يابس فى الثّانية ، نافِعٌ من الكَلَف والسَّعفة الحكّة طَلاءً ، ومن البَهَق الأبيض شُربا مِنْ


دِرْهَم الى مِثْقال. وقد يضرُّ الرِّئة. ويُصْلِحُه العَسَل. ولُبْسُ الثَّوب المُوَرَّس مُقَوٍّ على الباه.

ورش :

الوَرَشان : ذَكَر القُمارَى ، ويُسَمَّى : ساقَ حُرٍّ ، وذلك لصَوْتِه. وهو حارٌّ يابِسٌ ، والأنثَى وَرْشانةٌ ، والجمع : وِرْشانٌ ، ووَراشِين.

والوَرْشان ، أيضا : حِمْلاقُ العَين الأعلَى.

ورشكين :

وَرْشَكِيْن : اسْمٌ ركَّبْتُه الفُرْس من وَرْ ، وهو الصَّدْر بلسانهم ، وأشْكِيْن ، وهو الكَسْر عندهم ، فالوَرْشَكِيْن العِلَّة التى يَجِب أنْ يُكْسَر عليها الصَّدْر ، وهى لا تَسْتَحْكِمُ بإنسان إلّا أهْلَكَتْهُ. وأمّا مَنْ نَهَض عنها من قَريبٍ ، فلا يُؤمَنُ عليه من النّكسة سَنةً ، إلّا أنْ تَقْذِفَ الطّبيعةُ مِنْ دَمه ما كان فاسدا مُحترِقا ، وذلك امّا بالرُّعاف وامّا من أسفله.

ورق :

الوُرْقَة : سُمْرَة ، وهى لون بين السّواد والغُبْرَة كلون الرَّماد. والوَرْقاء : الحَمامة ، سُمِّيَت بذلك للَونها.

والوَرْقاء : شَجَرة معروفة تَسْمُو فوق القامَة ، لها وَرَقٌ مُدَوَّر واسِع دَقيق ناعم تأكله الماشيةُ كلّها. وهى غَبْراء السّاق خَضْراء الوَرَق لها حَبٌّ أغْبَر مثل الشَّهْدانَج تَلْتَقِطُه الطَّير ، تَنبت فى الأدوية وفى القِيعان.


والوَرْقاء : صِفَةٌ للنَّفْس الوَرِيقَة ، قال شيخنا العلّامة فى كلمته المشهورة :

هبطت اليك من المحل الأرفع

ورقاء ذات تعزز وتمنع (١٩)

وهى كلمةٌ مَسْتَجادَة أثْبَتُها لك هاهنا ، كما سَمعتها من فِيْهِ :

هَبَطَتْ اليكَ مِنَ المَحلِّ الأرْفَعِ

وَرْقاءَ ذَاتَ تَعَزُّزٍ وتَمنُّعِ

مَحْجُوبَة عَنْ كُلِّ مُقْلَةِ عَارِفٍ

وهى الّتى سَفَرَتْ ولَمْ تَتَبَرْقَعِ

وصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ اليكَ وربّما

كَرهتْ فِراقَك وهى ذاتُ تَفَجُّعِ

أَنِفَتْ ومَا أَنِسَتْ فلمّا واصَلَتْ

أَلِفَتْ مُجاوَرَةَ الخَرابِ البَلْقَعِ

وأظُنُّها نَسِيَتْ عُهوداً بالحِمَى

ومَعاهِداً (٢٠) بفِراقِها لَمْ تَقْنَعِ

حتّى اذا اتّصَلَتْ بِهاءِ هُبوطِها

فى مِيْمِ مَرْكَزِها بِذاتِ الأَجْرُعِ

عَلِقَتْ بَها ثَاءُ الثَّقِيْلِ فأصْبَحَتْ

بَينَ المَعالِمِ والطُّلولِ الخُضَّعِ

تَبْكِى اذا ذَكَرَتْ دِياراً بالحِمَى

بمدامِعٍ تَهْمِى ولَمّا تَقَطَّعِ

وتَظَلُّ سَاجِعَةً عَلَى الدِّمَنِ الّتى

دَرَسَتْ بِتَكرارِ الرِّياحِ الأرْبَعِ


اذْ عَاقَها الشَّرَكُ الكَثِيفُ وسَدَّها

قَفَصٌ عَنِ الأوْجِ الفَسِيحِ الأرْيَعِ

حتّى اذا قَرُبَ المَسِيرُ إلَى الحِمَى

ودَنَا الرَّحِيلُ الَى الفَضاءِ الأوْسَعِ

سَجَعَتْ وقَدْ كُشِفَ الغِطاءُ فأَبْصَرَتْ

مَا لَيس يُدْرَكُ بالعُيونِ الهُجَّعِ

وغَدَتْ مُفارِقَةً لِكُلٍّ مُخَلَّفٍ

عَنْها ، حَلِيفِ التُّرْبِ غَيْرِ مُشَيَّعِ

فكأنَّها (٢١) بَرْقٌ تَأَلَّقَ فى الحِمَى (٢٢)

ثُمَّ انْطَوَى فَكَأَنَّهُ لَمْ يَلْمَعِ

ورك :

الوَرْك والوَرِك : العَظْم الذى بين العَجُز والفَخِذ ، مؤنَّثة.

وعند العَجُز عَظْمان يَمنة ويَسرة يتَّصلان فى الوَسَط بِمفْصَلٍ مُوْثَق ، وهما كالأساس لجميع العِظام العُلْوِيَّة ، والحامِل النّاقِل للعِظام السُّفْلِيَّة. وكلُّ واحد منهما يَنْقَسِم الى أربعة أجزاء ، فالذى يَلِى الجانِبَ الوَحْشِىَّ يُسَمَّى الحُرْقُفَة وعَظْمُ الخاصِرة ، والذى يَليه من أمامه يُسَمَّى عَظْم العَانة ، والذى يَليه من الخَلْف يُسَمَّى عَظْم الوَرِك ، والذى يَلى أسفله الانْسِىَّ يُسَمَّى حُقّ الفَخِذ وفيه التَّقعير الذى يَدْخُله رأسُ الفَخِذ المحدَّب. والجالينوس تَقسيم آخَر لعِظَام الوَرِك.


ورل :

الوَرَل : دابّة معروفة ، وهى كالضّبّ. ولحمه حارّ يابسٌ فى الثّالثة. يَجْذِبُ الشَّوْكَ ضِماداً. واذا شُدّ على عُضْوٍ سَمَّنَهُ لِقُوَّة جَذْبِه. وثُفْلُه يَنفع من بَياض العين ويَجْلُو الكَلَفَ والبَرَص والقُوَباء ، ضِمادا. قال الرّازىّ : وشَحْمُه اذا دُلِكَ بهِ الذَّكَرُ دَلْكاً شَديدا فانّه يَعْظُم. وبَدَل شَحْمِه شَحْمُ السَّقَنْقُوْر.

ورم :

الوَرَم : النُّتوء والانتفاخ يَحْدُث فى العُضْوِ عن فَضْل مادَّةٍ تُمَدِّدُه وتَملؤه. وتقدَّم فى (خ. ر. ج) ما يُغنى عن الاعادة.

ورى :

الوَرَى : قَرْح شَديد يَكون فى الجَوف يُقاءُ منه القَيْحُ والدَّم. قُلْتُ ويكون فى الآلات الهاضمة ، وفى آلات التَّنَفُّس ، فان كان فى آلات التّنفّس فهو السِّلُّ وتقدّم الكلام عليه مُفَصّلاً. والعَرَب تقول وَرَاهُ الله ، أى : رَماه بذلك الدّاء. والوَرَى : داءٌ يصيبُ الانسان فى جَوفه. ومنه يقال : (سَلَّطَ الله عليه الوَرَى وشَرّ ما يُرَى فإنّه خَيْسَرَى). وخَيْسَرَى فَيْعَلَى من الخُسران. ورَواه ابن دريد خَنْسَرَى ، من الخَناسير وهى الدَّواهى.

وقال الأصمعىّ : لا يُعْرَف الوَرَى من الدّاء ، بفتح الرّاء ، انّما هو الوَرْى باسكان الرّاء ، فصُرِفَ الى الوَرَى بفتحها ، عن الاتباع.

وقال أبو العبّاس ثعلب : الوَرْى : المصدر. والوَرَى : السّمّ. والوَرَى : الخَلْق. تقول العرب : ما أدْرِى أىّ الوَرَى هو ، أى : الخَلْقِ هو (٢٣)!


وفى الحديث : (لَئِنْ يمتلِئ صَدْرُ أحدِكم قَيْحاً حتّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَه مِنْ أنْ يَمتلِئَ شِعْراً) (٢٤). هو من الدَّاء المتقدِّم ذِكْرُه.

وزز :

الوَزُّ : لُغَةٌ فى الإوزّ ، وتَقَدّم فى بابه.

وزغ :

الوَزَغَة : سامّ أبْرَص ، وتقدَّم فى (ب. ر. ص) والجمع : وَزَغ وأوْزاغٌ. وبه شَبّه رسولُ الله (ص) الحَكَم بنَ هِشام لأنّه كان يتجسّس عليه.

وسم :

الوَسْمَة : وَرَق النِّيل ، وتقدّم فى النّون.

وسن :

الوَسَن والسِّنَة : أوَّل النَّوم ، وهو نُعاس يبدأ فى الرّأس فاذا غَلَب على الجوارح فهو نَوْم.

وسوس :

الوَسْوَسَة : حَديث النَّفس ، يقال : وَسْوَسَتْ اليه نَفْسُه وَسْوَسَةً ووسواساً ، وفلان مُوَسْوِسٌ : اذا تَوَهَّم غير الحقيقة ، وكان كثير الشَّكَ ، كأنْ يتوهَّم فى نفسه المرَض ، وهو فى حال الصّحّة. والوسْواس علاجُه بعض علاج المالِنْخُوليا ، ومرّ فى بابه فى حرف الميم.


وشع :

الوَشْع : زَهر البقول ، وشَجَر البان. والجمع الوُشْع. وأَوْشَعَ الشّجرُ والبقلُ : أخْرَج زَهْرَه واجتمعَ على أطْرافِه.

وصب :

الوَصَب : كالمرض. وأوْصَبَه اللهُ : أمْرَضَه. والوَصْب : ما بين البنصر الى السّبابة. والمُوَصَّب : الكثير الأوْصَاب.

وصد :

الوَصِيد : فِناء الدّار. والنّبات المتقارِب الأُصول. وداءٌ وَصيد : قارٌّ لا يُرجَى بُرؤه.

وصع :

الوَصْع والوَصَع : طائر أصْغَر من العُصفور ، والصّغير من العصافير. وفى الحديث : (إنّ العَرْشَ على مَنْكِب إسْرافيل وإنّه لَيتواضَع لله حتّى يَصير مِثْلَ الوَصَع) (٢٥). والجمع وِصْعَان.

وصل :

الوُصْلَة : الاتّصال ، وتَفَرُّق الاتّصال. وهو فَصْل ما مِنْ شَأنْهِ أنْ يكونَ متَّصِلا. والأوْصَال : المفاصل.


وضح :

الوَضَحُ : البَياض من كلِّ شَىء. والهلال فى حديث عمر : (صُوموا من الوَضَح إلى الوَضَح) (٢٦). أى : من الهلال ، بدليل بقيّته : (فإنْ خَفِىَ عليكم فأتموا العدّة ثلاثين يوما).

والوَضَح : البَرَص ، فى الحديث : (جاء رَجُل بكَفّه وَضَحَة) (٢٧). أى : بَرَص. وفى الحديث : (غَيِّروا الوَضَحَ) (٢٨). فالوَضَح ، هاهنا : الشَّيب ، والمعنَى : اخْضِبُوه.

والوَضَح : اللَّبن ، وسُمِّىَ بذلك لبياضِه ، وصِغارُ الكَلأ وَضَحٌ.

قال أصمعىّ : وأكثر ما سمعتهم يذكرون الوَضَحَ فى الكَلأ للنّصىّ والصِّلّيان الصَّيفىّ الذى لم يأتِ عليه عامٌ فيَسْوَدّ.

والواضِحَة : الأسنان التى تَبدو عند الضَّحِك ، صِفَة غالِبة.

والمُوَضِّحَة : الشَّجَّة التى تُبْدِى عن وَضَح العَظْم ، أى : عن بَياضه.

وفى الحديث الأمر (بصِيام الأواضِح) (٢٩).

أى : الأيّام البِيْض ، وهى ثالث عَشَر ورابع عَشَر وخامس عَشَر.

وضر :

الوَضَر : وَسَخُ الدَّسَم ، واللَّبن ، وما تَشُمُّه من رائحة طَعامٍ فاسِدٍ.

قال :

سَيُغْنِى أبا الهِنْدِىّ عَنْ وَطْبِ سالِم

أباريقُ لَمْ يَعْلَقْ بها وضَرُ الزُّبْدِ (٣٠)

والوَضَر : بقيّة الهِناء وغيرِه.


وطأ :

الوَطِيئَة : تمر يُخْرَج نَواه ويُعْجَن بلَبن ، والأقِطُ بالسُّكّر. وتمر وأقِطٌ يُعْجَنان بسَمْن.

وطوط :

الوَطْواط : الخفّاش ، وجمعه وَطَاوِيط. وقد تقدَّم ذِكْرُه فى حرف الخاء.

وعد :

الوَعْد والعِدَة فى الخَير ، والايعاد والوَعِيدُ فى الشّرّ. فإذا أرادوا الوَعِيدَ من الوَعْدِ ، قالوا أوْعَدْتُه بالشَّرّ. وقالوا : وَعَدْتُ الرَّجُل خَيراً ووَعَدْتُه شَرّاً ، وإذا لم يذكروا الخيرَ قالوا وَعَدْتُه. وإذا لم يذكروا الشّرّ قالوا أوعدته. قال عامر بن الطُّفَيل :

وإنّى وإنْ أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ

لأُخْلِفُ إيْعادِى وأُنْجِزُ مَوْعِدى (٣١)

ولله دَرّ شيخِنا العلّامة إذْ جَمَعَ بين الوَعْد والوَعيد ، فقال :

الشَّيْبُ يُوْعِدُ والآمالُ واعِدَةٌ

والمرءُ يَغْتَرّ وَالأيّامُ تَنْصَرِمُ

نَعوذ بالله من الغُرور.

وعل :

الوَعْل والوَعِل : تَيْسُ الجَبل ، وهو الأرْوَى والأنثَى أَرْوِيَة. وهو حارّ المزاج يُوَلِّدُ


أخْلاطا سَوداويّة ، ويُضِرّ بالمحرورين. والجمع أوْعالٌ ووُعُول.

وعى :

الوَعْي : حِفْظُ القَلْبِ الشَّىْءَ ، يُقال : وَعَى الشَّىْءَ يَعِيهِ وَعْياً : فَهِمَهُ وحَفِظَه ، فهو واعٍ. وفُلان أوْعَى مِنْ فُلانٍ ، أى : أفْهَمُ وأحْفَظ.

والوِعَاء : ظَرْفُ الشَّىْءِ ، والجمع أوْعِيَة. ويُقال لصَدْرِ الرَّجُل وِعَاء ، على التّشبيه بذلك ، قال عَبيد بن الأبرص :

الخيرُ يَبْقَى وإنْ طالَ الزَّمانُ بهِ

والشَّرّ أخْبَثُ ما أوْعَيْتَ مِنْ زادِ (٣٢)

والوِعاءُ : الجَوف ، فى الحديث : (والجَوف وما وَعَى) (٣٣).

أى : ما جَمَع من الطّعام والشّراب.

وغر :

الوَغِير : لحم يُشْوَى على الرَّمْضاء. واللَّبن تُرْمَى فيه الحجارة المحمّاة ثمّ يُشْرَب ، واللّبن يُغْلَى حتّى يَنضج ، وربّما جُعِل فيه السّمن.

وفض :

الوَفْضَة : النُّقْرَة التى تحت الأنف.

وفى :

الوَفاء : ضِدّ الغَدْر. وقال الكسائىّ وغيره : وَفَيْتُ بالعَهْدِ وأوْفَيْتُ به سَواء. وكلُ


شىءٍ بَلَغ تمامَ الكَمال فقد وَفَا وتَمّ. والوَفاة : الموت ، وتُوُفِّىَ فلانٌ وتَوَفّاه الله : قَبَضَ رُوحُه. وقيل تُوُفِّى الميت ، أى : اسْتَوْفَى مُدَّتَه التى وُفِّيَتْ له.

وقب :

الوَقْبَة : النُّقْرَة التى فيها العَين. وكلُّ نُقْرَةٍ فى الجَسَد.

وقذ :

الوَقِيذُ : الشَّديد المرض الذى قد أشْرَف على الموت ، كالموقُوذ.

وقر :

الوَقْر : بُطْلان السَّمْع. والوَقْر : الصَّدْع فى السّاق ، والوَقْرُ : أيضاً : كالنُّقْطَة فى العَين وغيرها.

وقص :

الوَقَصُ : قِصَرُ العُنُق. ووَقَصَهُ الدّاءُ : أهلكَه. ووَقَصْتُه وَقصاً : غَمَزته غَمْزاً شديداً ، فإذا كان الوَقْص فى الرّأس فربّما انْدقَّت منه العُنُق. ودواءٌ يَقِصُ الدّاءَ وَقْصاً ، كأنّه يقضى عليه لساعتِه ، وهى التِّرْياقات الواقصةُ.

وقل :

الوَقْلُ : شَجَر المُقْل ، وقيل بل اليابِس من ثَمَرِه.


وقى :

الوَقَا والوِقا والوِقاية والوَاقية : كلُّ ما وَقَيْتَ به شَيئا. وفى الحديث : (مَنْ عَصَى الله لمْ تَقِهِ مِنْهُ وَاقيةٌ الّا بإحداثِ تَوْبَة) (٣٤). وفى التّنزيل العزيز : (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) (٣٥) أى : مِنْ دَافِع. ووَقاه الله : حَفِظَه. وقوله تعالَى : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (٣٦) أى هو أهلٌ أنْ يُتَّقَى عِقابُه وأهْلٌ أنْ يَعْمَلوا بما يؤدِّى الى مغفرته. وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُ اتَّقِ اللهَ) (٣٧) أى : دُمْ على تَقوَى الله.

والأوقيّة : زِنَةُ سبعة مثاقيل وزِنَة أربعين درهما. وفى الحديث : (ليسَ فيما دون خَمْس أواقٍ من الوَرَقة صَدَقة) (٣٨). وورد فى غير هذه الرّواية : (لا صَدَقَةَ فى أقلّ مِنْ خَمْسِ أواقٍ). وكانت الأوقيّة قديما أربعين درهما. وهى فى غير الحديث نِصْفُ سُدسِ الرّطل ، وهو جُزء من أثنى عشر جُزءاً ، ويَختلف باختلاف البلاد.

وقال الجوهرىّ : الأُوقيّة فى الحديث اسم لأربعين دِرْهماً ، أفْعُوْلَة ، والألِفُ زائدةٌ.

والأوقيّة طبّاً : عَشرة دراهم وخَمْسَة أشباعِ الدِّرهم. والجمع الأواقىّ والأواقى. والأواقِى ، أيضاً : جَمْعُ واقِيَة. قال مُهلهل :

ضَرَبَتْ صَدْرَها الىَّ وقالتْ

يا عَدِيّاً لَقَدْ وَقَتْكَ الأَوَاقِى (٣٩)

وأصلُها وَوَاقِى لأنّه فَواعل الّا أنّهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الأولى ألِفا. والأوَاقى : جمع واقِيَةٍ ، وهى الحافِظة. الأصل : واقِى ، فأُبْدِلَت الواوُ الأولى هَمْزَة.


وكت :

الوَكْتَة : الأثر اليَسير فى الشّىء مِنْ غَير لَونه. وهى فى العَين نُقطة حمراء فى بياضِها. وربما صارتْ وَدْقَة أو نُقطة بيضاء فى سوادها.

وكع :

الوَكَع : اقبال الابهام على السّبابة حتّى يُرَى أصله خارجا كالعُقْدَة. وربّما كان فى ابهام اليَد. ومَيَلان فى صَدْر القَدَم نحو الخنصر. قال الشّاعر :

أحْصَنُوا أمَّهُم من عَبْدِهم

تلكَ أفعالُ القِزامِ الوَكَعَهْ (٤٠)

وله :

الوَلَهُ : شِدَّة الحزن والتّحيّر من شِدّة الوجْد ، وفى الحديث : (لا تُوَلَّهُ والدةٌ على ولدِها) (٤١). أى : لا يُفَرَّق بينهما. قالوا وكل أنثَى فارقت ولدَها فهى والِهٌ.

وهج :

الوَهَج والوَهْج الوَهَجان والتَّوَهُّج : حَرارة الشّمس والنّار من بعيدٍ. والمُتَوَهِّجة من النِّساء : الحارّة المتاع.

وهم :

الوَهْم : مِنْ خَطرات القلب. وتَوَهَّم القلبُ الشَّىْءَ : تَخيَّله وتمثّله ، كانَ فى


الوُجود أمْ لمْ يَكُنْ.

وهن :

الوَهَن : الضّعف فى العمل والأمل. وكذا الضّعف فى العَظْم ونحوه.

والواهِنَة : رِيْحٌ تأخذ فى المنكبين وفى الأخدَعين عند الكِبَر. وهى مَرَض يأخذ فى عَضُد الرَّجل. ولا يأخُذ النِّساء ، انّما يأخذ الرِّجال. ويُعَلِّقون عليها شيئاً من الخَرز ، يقال له خَرَز الواهِنة.

وقيل : الواهِنَة : القُصَيْرَى والمراد بها ، هاهنا : أعلا الأضْلاع عند التّرقوة ، وقيل فَقَرَة فى القَفا ، وقيل العَضُد.


حواشي حرف الواو

__________________

(١) فصل المقال ٢٣٧.

(٢) العين (وأم).

(٣) تنظر الحاشية ١٠٢ من حرف الحاء.

(٤) الميعة ، وتسمّى الميعة السائلة ، جنس شجر طبىّ ، ويتّخذ للزّينة ، وهو الرّاتينج أيضا. ومرّ ذكره. وينظر ل. ع. م. ٤ / ٣ / ١٣٦.

(٥) مرّ فى الحاشية ١٣٤ من حرف الحاء.

(٦) الأكمؤ ؛ جمع كمأة ، نبات معروف. والعساقل ، نبت. والبيت فى اللّسان (وبر).

(٧) المطفّفين ٣.

(٨) النّهاية ٥ / ١٤٩.

(٩) المغاث : نبات ينبت برّيّا فى الموصل وجبال فارس. وله جذور غلاظ ، هى المستعملة فى الطّبّ. وينظر ل ع م ٤ / ٣ / ١٢٥.

(١٠) بقريب من هذا اللفظ فى العين (وثأ).

(١١) النّهاية ٥ / ١٥٢.

(١٢) لقيس بن الخطيم ، كما فى ديوانه ١٤. والمجمل ٤ / ٥٠٩.

(١٣) عاقرقرحا : بمعنى الجذر العريان فى السّريانية. وهو نبات من الفصيلة المركّبة له استعمالات طبّيّة. ينظر ل ع م ٤ / ٢ / ١٦٩.

(١٤) أمّ وجع الكباد ، أو نبات الشّيخ : عشب من الفصيلة القرنفليّة ، ينبت فى أوربا وبلاد البحر الأبيض المتوسط. وسمّى بذلك لأنّ النّاس استعملوه فى


أوجاع الكبد. ل ع م ٤ / ٤ / ٥٧.

__________________

(١٥) العين (وحش).

(١٦) النّهاية ٥ / ١٦٥.

(١٧) ن م ٥ / ١٦٨.

(١٨) من م.

(١٩) عيون الأنباء ٤٤٦. ومخطوطة قصيدة فى النفس ، مكتبة باريس الوطنية ، رقم ١٩٣٠. ورقم ١٦٢٠.

(٢٠) برواية (ومنازلا) فى عيون الأنباء ٤٤٦.

(٢١) (فكأنه) فى عيون الأنباء ٤٤٦. ومخطوطة قصيدة فى النفس.

(٢٢) (بالحمى) فى عيون الأنباء ٤٤٦.

(٢٣) ينظر المستقصى ٢ / ٣١٢.

(٢٤) النّهاية ٥ / ١٧٨.

(٢٥) النّهاية ٥ / ١٩١.

(٢٦) النّهاية ٥ / ١٩٥.

(٢٧) النّهاية ٥ / ١٩٦.

(٢٨) النّهاية ٥ / ١٩٦.

(٢٩) النّهاية ٥ / ١٩٦.

(٣٠) لابن عبد القدوس فى الشعر والشعراء ١٥٦ ـ ٤٣٠ (ط ليدن) ١٩٠٢.

(٣١) ديوانه ٩٦. وبرواية محرّفة فى اللّسان (وعد).

(٣٢) ديوانه ٤٥. المجمل ٤ / ٥٣٨. اللّسان (وعى).


__________________

(٣٣) النّهاية ٥ / ٢٠٧.

(٣٤) النّهاية ٥ / ٢١٧.

(٣٥) الرّعد ٣٤.

(٣٦) المدّثّر ٥٦.

(٣٧) الأحزاب ١.

(٣٨) برواية قريبة فى النّهاية ١ / ٨٠.

(٣٩) اللّسان (وقى).

(٤٠) بلا عزو فى اللّسان (وكع).

(٤١) النّهاية ٥ / ٢٢٧.


حرف الياء

ي



ياسمين :

الياسَمِين : فارسىّ مُعَرَّب ، وله نَوعان : أبيض وهو أطيب رائحةً ، وأصفر. وكلٌّ منهما حارٌّ يابس فى آخر الثّانية ، نافِعٌ شَمُّه للمشّايخ. ومُذْهِبٌ للصُّداع البارِد. ومُسَخِّنٌ للدِّماغ. ودافِعٌ للزُّكام البارِد ونَحْوِه. وسَحِيْقُ الأصفر الطّرىّ اذا غُلِّفَ به الشَّعَر الأسود بَيَّضَه. وهما يُدِرّان الحيض. واذا شُرِبَ من يابس أيِّهما وَزْن أربعة دَراهم بماءٍ باردٍ أسْهَلَ صَفْراء وبَلْغَما مائيّا وسَوداء مُحْتَرِقَة عن بَلْغَم. وماء الطَّرِىِّ منهما اذا شُرِبَ منه ثلاثة أيّام ، كلَّ يوم قَدْرُ أوقيّةٍ قَطَعَ نَزْفَ الأرحام ، مُجَرَّب. ودُهْنُه يَنفع من الأمراض الباردة كالفالَج واللِّقْوَة والاسترخاء. ومَضَرَّتُه بالمحرورين. ويُصْلِحُه البَنَفْسَج. وبدله السَّوْسَن.

ياقوت :

اليَاقُوت : اسْمٌ اعْجَمِىُّ الأصْلِ لحَجر معروف. وله أصْناف : أحْمَر وأصْفَر وكُحْلِىّ وأبيض. وأجودُها الأحْمَر الرُّمّانىّ ، وخاصِّيَّتُه أنّه يُقاوم السُّموم ويُقَوِّى القَلْب وينفع من الخفَقان والوَسْواس ، شُرْباً مِنْ قِيراط الى ثلاثةٍ ، مُدافاً بالماء. ويُقال أنّه يَنفع من جُمود الدّم تَعْليقاً ، وأنَّ مَنْ تَخَتَّمَ به أو عَلّقَه عليه لم يُصِبْه الطّاعون ، ولا أعرف صِحَّةَ هذين القَولَين.

وأمّا طَبْعُه فيُشْبِه أنْ يَكونَ مُعْتَدِلاً ، وقيل إنّة بارِد يابسٌ وإنّ بَدَلَه ضِعْفُه ذَهَبا.

يبرح :

اليَبْرُوح : أصْلُ المَغْدِ (١) ، وهو اللّفّاح البرّىّ ، وهو سبعة أنواع : أفْضَلُها أصْلُ سِراج القُطْرُب ، وهو شَبيهٌ بصُورة انسانٍ ولذلك يُسَمَّى يَبْرُوْحاً لأنّه اسْمُ صَنَمٍ


وهو لَفْظ أعجمىّ معناهُ" تعودُ الرُّوح" وهو بارد فى الثّانية يسْهِل البَلْغَم. وأكْلُهُ يُسْدِرُ ويُسْبِتُ. ويقال أنّه اذا طُبخ بِه العَاج لِسِتّ ساعات ليَّنه. ووَرَقُه اذا دُلِكَ به البَرَش أو النَّمَش ونَحوِهما أسبوعا أذْهَبَهُما. ويَنفع من الأورام الحارّة مع السَّوِيْق ضِماداً. ثَمَرته تنفَع من السَّهَر ، شَمّاً. وهى شجرة مُعَظَّمَة قديما وحديثا. نافِعَة لعِلَل كثيرة. ووَرَقُها العُلَّيْق ، وقُضبانها طالعة من وَسَط رأسِها.

ونُقِلَ عن حُكماء اليونان أنّ الأفضل أنْ يُقْلَع عند طُلوع شَمْس يوم الثُّلاثاء والمِرِّيخ مَسْعُود مُسْتَقِيم فى سَيْرِه ، وهو امّا فى بيته الأعلى وهو الحَمَل وامّا فى بَيت الجَدْىِ وأنْ يكونَ القَمَرُ فى البُرْجِ الذى هو فيه.

يبس :

اليَبِيس : ضِدّ الرَّطْب. واليَبيس من النَّبات. يقال : يَبِسَ فهو يَبِيسٌ. والأيْبَس : عَظْمٌ فى السّاق لا لحم عليه ، يقال له : الظُّنْبُوب اذا غَمَزْتَه المَكَ.

يتع :

اليِتَّوْع : كلُّ نباتٍ له لَبن مُفْرِحٌ مُسْهِل للطّبيعة مُدِرٌّ للبَول. وقد تقدَّم ذِكْرُه فى

(ت. ع. و)

يدى :

اليَدُ واليَدُّ : الكَفّ من الأصابِع الى الكُوْع ، وقيل بل مِنْ أطراف الأصابع الى الكَتِف. وهى مؤنَّثة ولا يَجوز تذكيرها. والجمع أيْدٍ وجمع الجمع أيَادٍ ،


ويَجوز الْيَدَة ، بالتّاء. والتَّصغير يُدَيَّة. واليَدُ أيضا : الوَقار والقُوَّة والسُّلطان والمِلْك والنّعمة والاحسان تَصْطَنِعُه معَ مَنْ شِئْتَ.

وتقدَّم تَشريح أجزائها فى (س. ع. د) و (ع. ض. د) و (ك. ت. ف).

يربطورة :

يَرْبُطُوْرَة ، بأعجميّة الأندلس ، هو : بُخُور الأكراد. ومَرّ ذِكْرُه فى (ح. ت. د. ق) و (ع. ر. ق. ص).

يرج :

الايارَجَة : جَمْع أيارَج للأدوية المعجونة المعروفة ، تَعريب ايارَهْ وهو اسْم للمُسْهِل المُصْلَح عند الأطبّاء ، وتَفْسِيْرُه الدّواء الالهىّ. وقد يُسَمِّون كلّ مُسَهِّلٍ دَواءً الهيّاً.

فالايارَج اسم للمُسْهِل المُصْلَح. وأوّل مُسْهِلٍ من المعروفات : ايارَج رَوْفَس ، وقديماً كان اسم الايارَج يقع على هذا لوحده ، ثمّ سُمِّىَ به غيره. وانّما يقال للمُسْهِل الدّواء الالهىَّ لدنّ عَمَل المُسْهِل أمرٌ الهىّ مُسَلَّم من القُوَى الطّبيعيّة ، وفى القديم كان الأطبّاء يَسْقُون الايارجات لأنّهم كانوا يَفزعون مِنْ غَوائل المُسْهِلات الصِّرْفَة كشَحْم الحَنْظَل والخِرْبِق وغيرهما. وكانوا اذا أرادوا استعمالها خَلَطُوها بِمُبَذْرِقات ومُصْلَحات وبادْزَهْرات ، حتّى جَسُروا على استعمالها. ثمّ استأنَسوا اليها وأخَذوا سُلاقتَها ، ثمّ جَسُروا عليها جَسَارةً حتّى أخذوها كما هى حُبوبا. فَلْيَعْلَمِ الطّبيبُ أنّ الايارَجات أعْظَم أثَراً من الحبوب والمطبوخات ، وما هُجِرَتْ لضَررها بل للاستغناء عنها لأنّها لا تجذِب مِنْ بُعْدٍ


كالايارَجات والحُبُوْب. الشّربة من الايارَجات الى أربعة مثاقيل ، وربّما وضعوا عليها مِلْحَ العَجين. وأوْفَق ما يُسْقَى عليها ماءْ الأفتِيْمُوْن بالزّبيب ، بمقدار أفْتِيْمُوْن أربعة دَراهم ومن الزّبيب المُنَقَّى عَشرة دراهم ، واهْلِيْلَج أسود عَشرة دراهم وثلاثة دَراهم ماء عَذب ، أو ثلاثة أرطال. والأفضل أنْ يُسْتَبْقَى نِصْف رطل ويُسْقَى على الرِّيق.

والايارَج ، مَعناه : الشَّريف. وتأويلُه المُسْهِل المُصْلَح ، وتفسيره الدّواء الالهىّ. وانّما خُصَّت المسهِلات من الأدوية بذلك الوصف لأنّ خواصّ المسهِلات وقُواها ليست من عالم الطّبيعة. وهى تَصْلُح للأدواء الحديثة والمتقادِمة ، بخِلاف الحُبوب فانّها تَصْلُح لِما كان لوقتِه وحالِه قَبْلَ الجفاف.

وقال شيخنا العلّامة :

أخلاطُ (٢) وَصْفَة ايارَج رَوْفَس النّافع من المِرَّة السّوداء

والبلغم وداء الثّعلب :

شَحْم حَنْظَل بوزن عِشرين مِثقالا ، كَمَادَرْيُوْس عشَرة مَثاقيل ، سُكُنْجُبين وجَادْشِيْر وسَلَنْجَة مِنْ كلّ واحد ثَمانيةَ مَثاقيل ، ودارْجِيْنِى وأُسْطُوْخُوْدَس وزَعْفَران مِنْ كلّ واحدٍ أرْبَعة مَثاقيل. ويَنْفَع المُرَبَّب طَلاءً.

وتُدَقُّ الأدوية وتُعْجَن بعَسَل مَنْزُوْع الرّغوة ، ويُرفع فى اناء ، ويُستعمل عند الحاجة.

يرع :

اليَراع : ذُبابٌ يَطير فى اللَّيل ، كأنّه نارُ القَصَب ، الواحدة منه : يَراعة. واليَرْعُ : وَلَدُ البَقَرة الوَحشيّة.


يرق :

اليَرَقان واليَرْقان : داءٌ معروف ، ذُكِرَ فى (أ. ر. ق)

يرنا :

اليُرَنَّأ واليَرَنَّأ واليُرَنّاء : الحِنّاء ويُرْنَأ : صبغ كالحنّاء. اذا قلت اليَرنأ. بفتح الياء ، همزتَ ، واذا ضَمَمْتَ الياء جاز الهَمْزُ وتَرْكُه.

يشب :

اليَشَب : حجر معروف مُعَرَّب اليَشْم. زَعَم قومٌ أنّه جِنْس من الزّبرجد. منه ما يميل الى الخضرة الصّافية ومنه ما يميل الى الغِلَظ والكَثافة. ومنه ما فيه عُروق بِيض شَفّافة ، وهو الكَوْكَبىّ.

وهى بارِدَة يابسة تَقْطَع نَفْثَ الدَّم.

وقيل أنّها تَرُدّ العَين وتنفع من السِّحر تعليقا على الرّقبة أو على العَضُد أو على الفَخِذ لِعُسْر الوِلادة ، والله أعلم.

يقظ :

اليَقَظَة : نَقيضُ النَّوم.

وقال الشّيخ العلّامة : هل حَالُ الحَيوان عند انصبابِ رُوْحِه النّفسانى الى آلات الحِسّ والحركة لتَستعملها. واليَقَظَةُ المعتدلةُ صالحةٌ مُوافقة للأبدان ، والمُفْرِطة تُفْسِد مِزاجَ الدِّماغ وتُخْرِجُه عن الاعتدال الى الحَرارة واليُبوسة لاشتغال الرُّوح النَّفسانىّ.


يقن :

اليَقين : الاعتقاد غير المُحْتَمِل للنَّقيض ، اعتقاداً مُطابقاً لنَفْس الأمْر غير ممكن الزَّوال. وهو نَقيض الشّكّ والوَهْم والظّنّ والجَهْل المُرَكَّب والتَّقليد.

يمم :

اليَمام : نَوع من الحَمام لا طَوْقَ له ، وهو معروف. وسَبق ذِكْرُه فى (ح. م. م)

يمن :

اليُمْن : البَرَكَة ، وضِدّ الشُّؤْم. واليَمِين : القَسَم ، وضِدّ الشَّمال. وفى الحديث : أنّه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (كانَ يُحِبُ التَّيَمُّنَ فى جَميع أمْرِه ما استطاع) (٣). التَّيمُّن : الابتداء فى الأفعال باليَد اليُمْنَى والرِّجْل اليُمْنَى. وتَيامَنَ فلانٌ : اذا أخَذَ عن يمينهِ ، وتَشَأّمَ : اذا أخَذ عن شَماله. وتَيامَنَ : اذا أخذ ناحية اليَمَن ، وتَشاءَم : اذا أخَذَ ناحية الشّام. وفى الحديث : (الايمان يَمانيّ والحِكْمَة يَمانية) (٤). قال أبو عبيد : انّما قال (ص) ذلك لأنّ الايمان بَدأ من مكّة لأنّها مَولده صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومَبْعَثُه ثمّ هاجَرَ الى المدينة. ويُقال أنّ مكّة مِنْ أرْضِ تِهامَة ، وتِهامة من أرض اليَمَن. ومِنْ هذا يُقال للكَعْبَة يَمانية وبه سُمِّىَ ما وَلِىَ مَكَّة من أرض اليَمَن واتّصل بها التّهائم ، فمَكَّة يَمانية ، فقال الايمان يَمانيّ ، وهو وجْهٌ بعيد. ووجه آخر وهو أنّه (ص) عَنَى بهذا القول الأنصارَ لأنّهم يَمانيّون ، وهم نَصروا الاسلام والمؤمنين ، فَنُسِبَ الاسلام اليهم. قال أبو عُبيد : وهو أحْسَنُ الوجوه. ومما يُبيّن ذلك حَديثُ النّبىّ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنّه قال لمّا وَفَد عليه وَفْدُ اليَمَن : (أتاكم أهْلُ اليَمَن هُمْ ألْيَنُ قُلوبا


وأرَقُّ أفْئِدَةً ، الايمانُ يَمانيّ والحِكْمَة يَمانيّة) (٥).

ينع :

اليانِعُ : الأحمر من كلِّ شىء. والثَّمَر النّاضج. واليَنِيْع : النَّضيج ، يقال : ثَمَرٌ يانِعٌ ويَنِيعٌ. قال عَمْرُو بن مَعْدِى كَرِب :

كأنَّ على عَوارضِهِنّ رَاحاً

يُفَضٌّ عَليهِ رُمّانٌ يَنِيعُ (٦)

وجَمْعُ اليَانِع يَنَعٌ. واليَنَع : ضَرْبٌ من العَقيق شديد الحمرة. واليَنَع أيضا : هو الوَرْدِيْنَج ، وتَقَدَّم.

يهق :

الأَيْهَقَان : الجِرْجِيْر البرّىّ أو نَبْتٌ يُشبهه ، له وَرْدَة حمراء. وورقه عَريض ، يُتَّخَذ طعاما.

يوم :

اليَوْم : معروف ، والجمع : أَيَّام. وذُكِرَ فى (ل. ي. ل) ما يُغْنِى عن الاعادة.


حواشي حرف الياء

__________________

(١) المغد : أصل الباذنجان. كما فى المجمل ٤ / ٣٣٨.

(٢) جميع أسماء هذه الأخلاط سبقت فى الكتاب متنا وحاشية ، خاصّة تحت جذورها اللّغوية.

(٣) النّهاية ٥ / ٣٠٢.

(٤) ن م ٥ / ٣٠١.

(٥) ن م ٥ / ٣٠١.

(٦) اللّسان (ينع).


والحمد لله ربِّ العالمين علىِ ما أنعمَ علينا فقد قرأناهُ مَرَّتَين على شيخِنا أبي الحكم عُبَيى الله بن المُظَفَّر المُرِّيْنِيّ المَغربيّ طَبيب البِيْمَارستان في بَغداد لِسِتٌ مَضَيْنَ من دي القِعْدّة سنة ٥٢٢ للهِجرَةِ النَّبَوِيَّة الشَّرِيْفَة.

وكَتَبَهُ بخظٌ كَفِّه العبدُ الفَقيرُ الرَّاجِي رَحمَةَ رَبِّه القدير عبدُ الوَدُوْد ، المَعْروف بالسَّمَوْأل ، بن يَحيَى بي عبّاس المَغْربي الاُندَلُسِيّ نَزِيْل بغداد حرسَها الله ، تَعَالَي.

عَفَا الله عَنْهُ وعَنْ والِدَيْه.


تمّ الإنتهاء من تحقيق هذا الكتابِ في الخامس عشر من شهر جمادَى الأولَى من سنة ١٤١٥ للهجرة الموافق للعشرين من شهر أكتوبر من سنة ١٩٩٤.

ولا بدّ لي ، في ختام هذا العمل الذي آمل أن يكون نافعا لقارئه وللأمّة في نهضتها الحديثة .. أن أتوجَّه بالشُّكر والعِرْفان لمن أتاح لي الاطّلاع على مَخطوطتَي الكتاب ، أمانةَ من أجل تحقيقهما ، على ما فصّلتُ الكلامَ عليه في المقدِّمة ..

كما لا أنسى أن أتقدّم بشُكْر خاصّ لجميع الدّكاترة الأطبّاء الذين اطّلعوا على مادّته .. وأسعفوني بسَديد الملاحظات ، ودقيق المعلومات الطّبّيّة.

وإلى وزارة التّراث القوميّ والثّقافة في سَلطنة عُمان خالص الشّكر والثّناء على تيسير أمر طباعة هذا الكتاب ونشره.

والحمد لله وحده ..

دكتور

هادي حسن حمّودي

لندن ١٤١٥ ه / ١٩٩٤ م


فهرس المصادر والمراجع

أولا : المخطوطات :

ـ أحكام الأدوية القلبيّة : الن سينا ، مصورة من مكتبة باريس الوطنية ، برقم ٥٩٦٦ ـ ٥٩٩.

ـ الحاوي في الطّبّ : أبو بكر الرّازي ، المتحف البريطاني رقم ٤٦٦.

ـ الشّفاء : ابن سينا ، مصورة من مكتبة باريس الوطنية ، برقم ٥٩٢.

ـ فهرست كتب محمد بن زكريّاء الرّازي : البيرونيّ ، مصورة من ليدن برقم ١٠٦٦.

ـ قصيدة في النّفس : ابن سينا ، مكتبة باريس الوطيية ، مصوّرتان برقم ١٩٣٠(٢٤) و ١٦٢٠ (٨٥ ـ ٨٦).

ـ كتاب الجدري والحصبة : أبو بكر الرّازي ، مصورة عن مكتبة خراسان ، إيران ، برقم ١٦ / ٢١.

ـ الكتاب الطّبّ المنصوريّ : أبو بكر الرّازي ، المتحف البريطاني رقم ٣ / ٤٥.

ـ الكتب المائة في الصّناعة الطّبية : عيسى بن يحيى الجرجاني ، مكتبة باريس الوطنية ، برقم ٢٨٨١.

ـ نوادر الطّبّ : أبو زكريا يحيى بن ماسويه ، ليدن رقم ١٣٠٢.


ثانيا : المطبوعات :

ـ أدب الكاتب : الن قتيبة ، ليدن ١٩٠٠ ، ودار صادر بيروت ١٣٨٧ / ١٩٦٧.

ـ إرشاد الأريب : ياقوت ، تح. مرغوليوث ، القاهرة ١٩٣٢.

ـ الآشباه والنظائر : للخالديين أبي بكر محمد ، وأبي عثمان سعيد ابني هاشم ، تح. د. السيد محمد يوسف ، القاهرة ١٩٥٨ – ١٩٦٥.

ـ الآشتقاق : ابن دريد ، تح. عبد السلام هارون ، القاهرة ١٣٧٨ / ١٩٥٨.

ـ أشعار الشعراء الستة الجاهلين : آختيار الأعلم الشّنتمريّ ، شرح محمد عبد المنعم خفاجي ، القاهرة ١٣٧٣ / ١٩٥٤.

ـ إصلاح المنطق : الن السّكّيت ، تح. أحمد شاكر وعبد السلام هارون ، القاهرة ١٩٦٤.

ـ الأصمعيات : اختيار الأصمعي ، تح. أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون ، القاهرة ، دار المعار ، بلا تاريخ.

ـ الأضداد أبو الطيّب اللغوي ، تح. عزّة حسن ، دمشق ١٣٨٢ / ١٩٦٣.

ـ الأغاني : أبو الفرج الأصفهاني ، دار القدم ١٣٢٣ هـ ، دار الثقافة ١٩٧٥ م.


ـ الأمالي : الن الشّجري ، حيدر آباد الدكن ، ١٣٤٩ ه.

ـ الأمالي : أبو علي القالي ، دار الكتاب العربي ، بيروت.

ـ الأمالي العُمانية : عيسى بن إبراهيم الرّبعيّ ، تح. هادي حسن حمّودي ، وزارة التراث القومي والثّقافة ، مسقط ١٤١٦ / ١٩٩٢.

ـ أمثال العرب : المضّل الضبّي ، تح. أحسان عبّاس ، بيروت ١٩٨١.

ـ أمراض العين وعلاجاتها : ابن سينا ، تح. د. محمد ظافر الوفائي ، د. محمد روّاس قلعه جي ، بيروت ١٩٩٤.

ـ إنباه الروّاة على أنباه النّحاة : القفطيّ ، تح. محمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة ١٩٧٥ ، ١٩٥٨.

ـ أوضح المسالك : الن هشام الأنصاري ، تح. هادي حسن حمّودي ، دار الكتاب العربي ، بيروت ١٤١٢ / ١٩٩١.

ـ بغية الوعاة : السّيوطي ، صحّحة محمد أمين الخانجي ، مصر ١٣٢٦.

ـ البئر الن الأعرابي ، تح. رمضان عبد التوّاب ، القاهرة ١٩٧٠.

ـ تاج العروس : الزّبيدي ، القاهرة ١٣٠٦.

ـ تاريخ الرُّسُل والملوك : الطّبري ، تح. محمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة ١٩٦٠ / ١٩٦٩.
ـ تاريخ بغداد : الخطيب البغدادي ، دار الكتاب العربي ، بيروت.

ـ تذكرة الحفّاظ : الذّهبيّ ، حيدرآباد الدكن ١٩٥٥.

ـ التّنبيه : البكري ، مصر ، ١٣٧٣ / ١٩٥٤.

ـ التّنبيهات : عليّ بن حمزة ، تح. عبد العزيز الميمني الراجكوتي ، مصر.

ـ الجامع الصحيح : البخاري ، تح. أدولف هرقل ، برايل ١٩٠٠.

ـ جمهرة أشعار العرب : أبو الخطّاب القرشيّ ، بيروت ١٣٨٣ / ١٩٦٧.

ـ جمهرة الأمثال : أبو هلال العسكريّ ، تح. محمد أ[والفضل إبراهيم ، وعبد المجيى قطامش ، مصر ١٣٨٤ / ١٩٦٤.

ـ جمهرة اللغة : ابن دريد ، حيدر آباد الدكن.

ـ الحماسة البصرية : أبو الفرج البصري ، تح. مختار الدين أحمد ، الهند ١٣٨٩ / ١٩٦٥.

ـ الحماسة الشّجرية : الن الشّجري ، تح. عبد المعين الملوحي وأسماء الحمصي ، دمشق ١٩٧٠.

ـ الحسن البصري : إحسان عبّاس ، القاهرة ١٩٥٢.

ـ الحيوان : الجاحظ ، تح. عبد السلام هارون ، مصر ١٣٦٤ / ١٩٤٥.

ـ خزانة الأدب : الغداي ، بولاق ، ١٢٩٩ ه.


ـ الخصائص : ابن جنّي ، تح. محمد علي النجّار ، القاهرة ١٩٥٢ ـ ١٩٥٦.

ـ خلق الإنسان : الأصمعي ، تح. أوغست هوفنر ، بيروت ١٩٣٤.

ـ خلق الإنسان : ثابت بن أبي ثابت ، تح. عبد الستار فرّاج ، الكزيت ١٩٦٥.

ـ ديوان ابن أحمر ، تح. حسين عطوان ، دمشق ، بلا تاريخ.

ـ ديوان ابن مقبل ، تح. عزّة حسن ، دمشق ١٩٦٠.

ـ ديوان الن ميّادة ، تح. محمد نايف الدليمي ، الموصل ١٩٦٨.

ـ ديوان ابن هرمة ، تح. محمد نفّاع وحسين عطوان ، دمشق ١٩٦٩.

ـ ديوان أبي الأسود الدؤلي ، تح. آل ياسين ، بيروت ١٩٨٢.

ـ ديوان الأخطل ، تح. إيليا سليم حاوي ، بيروت ١٩٦٨.

ـ ديوان الأفوه الأودي ، تح. عبد العزيز الميمني ، القاهرة ١٩٦٩ ، الطبعة الثالثة.

ـ ديوان أمية بن أبي الصّلت ، تح. عبد عبد الحفيظ السّطلي ، دمشق ١٩٧٧.


ـ ديوان أوس بن حجر ، تح ، محمد يوسف نجم ، بيروت ١٩٦٠.

ـ ديوان بشر بن أبي خازم ، تح. عزّة حسن ، دمشق ١٩٦٠.

ـ ديوان تأبّط شرّا ، تح. علي ذو الفقار ، بيروت ١٩٨٤.

ـ ديوان جرير ، شرح محمد بي حبيب ، تح. محمد أمين طه ، القاهرة ١٩٦٩ / ١٩٧١.

ـ ديوان حسّان بن ثابت ، تح. سيد حنفي حسنين ، القاهرة ١٩٧٤.

ـ ديوان الحطيئة ، شرح ابن السّكّيت والسّكريّ والسّجستاني ، تح. نعمان أمين طه ، مصر ١٣٧٨ / ١٩٥٨ م.

ـ ديوان حميد بن ثور ، تح. عبد العزيز الميمني ، القاهرة ١٩٥٠.

ـ ديوان الخنساء ، بيروت ١٩٧٨.

ـ ديوان ذي الرّمّة ، تح. عبد القدّوس أبو صالح ، دمشق ١٩٧٤.

ـ ديوان الرّاعي النّميريّ ، بيروت ١٩٨٠.

ـ ديوان زهير ، أبو العبّاس ثعلب ، القاهرة ١٩٦٤.

ـ ديوان سلامة بن جندل ، تح. فخر الدين قباوة. حلب ١٩٦٨.


ـ ديوان الشّمّاخ ، تح. صلاح الدّين الهادي ، القاهرة ١٩٦٨.

ـ ديوان طرفة ، تح. الخطيب والصّقّال ، دمشق ١٩٧٥.

ـ ديوان الطّرمّاح ، تح. عزة حسن ، مشق ١٩٦٨.

ـ ديوان الطُّفيل الغنويّ ، تح. محمد عبد القادر ، بيروت ١٩٦٨.

ـ ديوان عامر بن الطّفيل ، تح. شارل ليل ، لندن ١٩١٣.

ـ ديوان عبيد بن الأبرص ، تح. شارل ليل ، لندن ١٩١٣.

ـ ديوان العجّاج ، شرح الأصمعي ، تح. عزّة حسن ، بيروت ١٩٧١.

ـ ديوان عدي بن زيد العبديّ ، تح. محمد جبّار المعبيد ، بغداد ١٩٦٥.

ـ ديوان عروة بن حزام ، تح. السّامرائيّ ومطلوب ، بغداد ١٩٦١.

ـ ديوان علقمة ، تح. الصّقّال والخطيب ، حلب ١٩٦٩.

ـ ديوان عمر بن أبي ربيعة ، محمد محيي الدين عبد الحميد ، القاهرة ، بلا تاريخ.

ـ ديوان عمرو بن قميئة ، تح. الصيرفي ، القاهرة ١٩٦٥.

ـ ديوان عمرو بن معديكرب ، تح. هاشم الطّعّان ، بغداد ١٩٧٠.

ـ ديوان عنترة ، تح. محمد سعيد مولوي ، القاهرة ١٩٧٠.

ـ ديوان الفرزدق ، طبعة الصّاوي ، القاهرة ١٩٣٦.

ـ ديوان القطامي ، تح. السامرائي ومطلوب ، بيروت ١٩٦٠.

ـ ديوان قيس بن الخطيم ، تح. ناصر الددين الأسد ، بيروت ١٩٦٧.


ـ ديوان كعب بن زهير ، صتعة السّكّريّ ، القاهرة ١٩٦٥.

ـ ديوان الكميت ، تح. داود سلّوم ، بغداد ١٩٦٩.

ـ ديوان لبيد ، تح. إحسان عبّاس ، الكويت ١٩٦٢.

ـ ديوان مالك بن نويرة ، تح. ابتسام الصّفّار ، بغداد ١٩٦٨.

ـ ديوان المتلمّس ، تح. حسن كامل الصّير فيّ ، القاهرة ١٩٦٨.

ـ ديوان المثقّب العبديّ ، تح. حسن كامل الصّيرفي ، القاهرة ١٩٧٠.

ـ ديوان المجنون ، تح. أحمد فرّاج ، القاهرة ١٣٨٢ ه.

ـ ديوان النّابغة الجعديّ ، تح. عبد العزيز رباح ، دمشق ١٩٧٤.

ـ ديوان النّابغة الذّبيانيّ ، تح. محمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة ١٩٧٧.

ـ ديوان نصيب ، تح. داود سلّوم ، بغداد ١٩٦٧.

ـ ديوان النّمر بن تولب ، تح. نوري القيسي ، بغداد ١٩٦٨.

ـ ديوان الهذلبين ، دار الكتب ، القاهرة ١٩٦٥.

ـ رسالة الغفران ، المعرّيّ ، تح. بنت الشّاطىء ، القاهرة.

ـ سمط الللآلي ، البكري ، تح. عبد العزيز الميمني ، القاهرة ١٩٣٦.

ـ سنن أبي داود ، سليمان بن الأشعث الأزديّ ، مصر ١٣٧١ ه / ١٩٥٢ م.

ـ شاعرات العرب ، عبد البديع صقر ، بيروت ١٣٨٦ / ١٩٦٧.


ـ شرح ابن عقيل ، تحن. هادي حسن حمّودي ، دار الكتاب العربي بيروت ١٩٩٠.

ـ شرح دبوان الحماسة ، المرزوقي ، تح. أحمد أمين وعبد السلام هارون ، القاهرة ١٩٥١ ـ ١٩٥٣.

ـ شرح شواهد المغني ، السيوطي ، تح. الشنقيطيّ ، دمشق ١٩٦٦.

ـ شرح القصائد السبع : ابن الأنباريّ تح. عبد السلام هارون ، مصر ١٩٦٣.

ـ شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف : العسكريّ ، تح. عبد العزيز أحمد ، مصر ١٣٨٣ / ١٩٦٣.

ـ شرح المفضليّات ، الأنباريّ ، تح. كارلوس لَيَل ، بيروت ١٩٢٠.

ـ شروح سقط الزند ، دار الكتب ، القاهرة ١٩٤٥ ـ ١٩٤٨

ـ شعر الخوارج ، تح. إحسان عبّاس ، بيروت ١٩٧٤.

ـ الصّاحبي : ابن فارس ، تح. الشّويمي ، بيروت ١٩٦٤.

ـ الصّحاح : الجوهريّ ، تح. أحمد عبد الغفور عطار ، بيروت ١٩٧٩.

ـ صحيح التّرمذيّ ، شرح آبن العربي المالكي ، مصر ١٣٨٠ / ١٩٦٠.

ـ صحيح مسلم ، شرح النّوويّ ، مصر ١٣٤٩.


ـ الطّبّ النّبويّ : الن قيّم الجوزيّة ، تح. الأزهريّ والعقدة ، بيروت.

ـ طبقات فحول الشعراء : الجمحيّ ، ليدن ١٩٣٩.

ـ طبقات النحويين واللغويين : الزّبيديّ ، تح. محمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة ١٩٧٣.

ـ العبر : الذّهبيّ ، تح. المنجّد وفؤاد سيّد ، الكويت ١٩٦٠ / ١٩٦٦.

ـ العين : الخليل بن أحمد ، تح. هادي حسن حمّودي ، مسقط ١٩٩٤.

ـ غاية النهاية : ابن الجزريّ ، تح. برجستراسر ، مصر ١٣٥٢ / ١٩٣٣.

ـ غريب احديث : أبو عبيد القاسم بن سلّام ، تح. محمد عبد المعين خان ، الهند ١٣٨٢ / ١٩٦٧.

ـ الفائق / الزّمخشريّ ، تح. علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة ١٩٤٧ ـ ١٩٦٧.

ـ الفاخر : المضّل بن سَلَمة ، تح. عبد العليم الطّحاويّ ، القاهرة ١٣٨٠ / ١٩٦٠.

ـ فصل المقال : أو عبيد البكريّ ، تح. إحسان عبّاس وعبد المجيد عابدين ، بيروت ١٩٧١.

ـ الفلك الدّائر : ابن أبي الحديد ، تح. أحمد الحوفي وبدوي طبانة ، القاهرة ١٣٧٩ ه / ١٩٥٩ م.

ـ الفهرست : ابن النّديم ، بيروت ١٩٦٤.


ـ القاموس المحيط : الفيروز آبادي ، بولاق ١٢٨٩ ه.

ـ القانون في الطّبّ : ابن سينا ، تح. علي زيعور وإدوار العش ، بيروت ١٤١٣ ه / ١٩٩٣ م.

ـ القصائد الهاشميّات ، تح. محمد شاكر ، مصر.

ـ الكامل : المبرّد ، تح. زكي مبارك وأحمد محمّد شاكر ، القاهرة.

ـ الكتاب : سيبويه ، تح. عبد السلام هارون ، القاهرة ١٣٨٥ ه / ١٩٦٦ م.

ـ كتاب الإختيارين : الأخفش الأصغر ، تح. فخر الدين قباوة ، دمشق ١٣٩٤ ه / ١٩٧٤ م.

ـ كشف الظّنون : حاجي خليفة ، تح. محمد شرف الدين ورفعت بيلكة ، طهران ١٣٧٨ ه / ١٩٦٧ م.

ـ لسان العرب : ابن منظور ، بيروت ١٩٦٥.

ـ لسان العرب المحيط ، إعداد وتصنيف ، يوسف خياط ونديم مرعشلي ، بيروت.

ـ المثل السّائر : ابن الأثير ، تح. أحمد الحوفي وبدوي طبانة ، القاهرة ١٣٧٩ ه / ١٩٥٩ م.
ـ
مجاز القرآن : أبو عبيدة ، تح. سزكين ، القاهرة ١٩٥٤ ـ ١٩٦٢.

ـ مجالس ثلعب : أبو العبّاس ثعلب ، تح. عبد السلام هارون ، دار المعارف بمصر.

ـ مالس العلماء : الزّجّاجي ، تح. عبد السلام هارون ، الكويت ١٩٦٢.

ـ مجمع الأمثال : الميدانيّ ، تح : محيي الدين ، القاهرة ١٩٥٥.

ـ مجمل اللّغة : ابن فارس ، تح. هادي حسن حمّودي ، المنظّمة العربيّة للتربية والعلوم والثقافة ، الكويت ١٤٠٥ / ١٩٨٥.

ـ مجموع أشعار العرب ، جمع وليم البروسي ، ليبزغ ١٩٠٣.

ـ المحكم : ابن سيدة ، تح. مصطفى السّقّا وحسين نصّار ، القاهرة ١٩٥٨ ـ ١٩٦٨.

ـ مختارات ابن الشّجريّ : ابن الشّجريّ ، تح. محمد حسن زناتي ، القاهرة ١٣٤٤ ه / ١٩٥٢ م.

ـ مختصر تهذيب الألفاظ ، وهو متن كتاب الألفظ لابن السّكّيت ، تح. لويس شيخو ، بيروت ١٨٩٧.

ـ المخصّص : ابن سيدة ، بولاق ١٣١٦ ـ ١٣٢١.

ـ المستقصَي : الزّمخشريّم طبعة محمد عبد المعيد خان ، حيدر آباد ، ١٣٨١ / ١٩٦٣.

ـ المعارف : ابن قتيبة ، تح. ثروت عكاشة ، القاهرة ١٩٦٩.


ـ معاني القرآن للفرّاء ، تح. نجاتي وآخرين ، القاهرة ١٩٥٥ ـ ١٩٧٢.

ـ المعاني الكبير : ابن قتيبة ، تح. فريتس كرنكو ، حيدرآباد الدكن ، ١٩٤٥ / ١٩٥٠.

ـ معجم الأدباء : ياقوت ، تح. أحمد فريد رفاعي ، القاهرة ١٩٣٦ ـ ١٩٣٨.

ـ معجم البلدان : ياقوت ، بيروت ١٩٥٥ ـ ١٩٥٧.

ـ المعجم الذهبي : محمد التونجي ، بيروت ١٩٨٠.

ـ معجم الشّعراء : المرزباني ، تح. أحمد عبد الستّار فرّاج ، القاهرة ١٩٦٠.

ـ معجم ما آستعجم : البكريّ ، تح. مصطفى السقّا وآخرين ، القاهرة ١٩٤٥ ـ ١٩٥١.

ـ المعرّب : الجواليقي ، تح. أحمد شاكر ، القاهرة ١٣٦١.

ـ مغني اللبيب : ابن هشام ، تح. محيي الدين عبد الحميد ، القاهرة ١٩٥٩.

ـ المفضّليّات : المفضّل الضّبّيّ ، تح. أحمد شاكر وعبد السلام هارون ، القاهرة ١٩٤٢.

ـ مقابيس اللغة : ابن فارس ، تح. عبد السلام هارون ، القاهرة ١٣٦٦ ـ ١٣٩٢.
ـ
المنجّد في اللّعة : كراع النّمل الهنائي ، أحمد مختار وضاحي عبد القوي ، القاهرة ١٣٦٩ / ١٩٧٦.

ـ المؤتلف والمختلف : الآمديّ ، تح. عبد السّتّار فرّاج ، القاهرة ١٩٦١.

ـ الموشّح : المرزباني ، تح. علي محمد البجاوي ، القاهرة ١٩٦٥.

ـ الموطّأ : مالك بن أنس ، تح. محمد فؤاد عبد الباقي ، القاهرة ١٣٧٥ / ١٩٦٣.

ـ ميزان الاعتدال : الذّهبيّ ، تح. البجاوي ، القاهرة ١٩٦٣.

ـ النّبات : الأصمعي ، تح. عبد الله الغنيّم ، القاهرة ١٩٧٢.

ـ نزهة الألبّاء : الأنباريّ ، تح. السامرائي ، بغداد ١٩٧٠.

ـ النّهاية : ابن الأثير ، تح. الزاوي والطناحي ، القاهرة ١٩٦٣.

ـ النّوادر : أبو زيد الأنصاريّ ، تح. الخوري ، بيروت ١٣٨٧ / ١٩٦٧.

ـ نور القبس المختصر من القتبس للمرزباني ، اختصار الحافظ اليغموريّ ، تح. رودلف زلهايم ، فيسبادن ١٣٨٤ / ١٩٦٤.

ـ وفيات الأعيان : ابن خلّكان ، تح. إحسان عبّاس ، بيروت ١٩٦٨ ـ ١٩٧٢.

ـ يتيمة الدهر : الثعالبيّ ، تح. محيي الدين عبد الحميد ، القاهرة ١٣٧٥ ه / ١٩٥٦ م.


فهرس كتاب الماء (الجزء الثالث)

الموضوع

الصفحة

حرف العين (ع)................................................................ ٤

حواشي حرف العين........................................................... ٨٢

حرف الغين (غ).............................................................. ٨٧

حواشي حرف الغين.......................................................... ١١٩

حرف الفاء.................................................................. ١٢٣

حواشي حرف الفاء.......................................................... ١٧٥

حرف القاف (ق)............................................................ ١٧٩

حواشي حرف القاف......................................................... ٢٤٠

حرف الكاف (ك)........................................................... ٢٤٥

حواشي حرف الكاف........................................................ ٢٨٤

حرف اللّام (ل)............................................................. ٢٨٩

حواشي حرف اللام.......................................................... ٣٢٣

حرف الميم (م)............................................................. ٣٢٧

حواشي حرف الميم......................................................... ٣٨٢

حرف النّون (ن)............................................................. ٣٨٧

حواشي حرف النون.......................................................... ٤٤٣

حرف الهاء (ه)............................................................. ٤٤٧

حواشي حرف الهاء.......................................................... ٤٦٥

حرف الواو (و)............................................................. ٤٦٧

حواشي حرف الواو.......................................................... ٤٩٨

حرف الياء (ي)............................................................. ٥٠١

حواشي حرف الياء.......................................................... ٥١٠

فهرس المصادر والمراجع.................................................... ٥١٣

الماء - ٣

المؤلف:
الصفحات: 527