

الْفِهِرسُ الْاجاليُ
المقدمة..................................................................... ٩
المدخل................................................................... ١٥
الفصل الأوَل : أهمّيّة
الدّعاء................................................ ٢٣
الباب الأوّل : الحثّ
على الدّعاء............................................ ٢٣
الباب الثّاني : فضل
الدّعاء................................................. ٣٥
توضيح
حول تفضل كثرة الدّعاء على كثرة قراءة القرآن والصّلاة............... ٤١
الباب الثّالث : بركات
الدّعاء............................................... ٤٧
الباب الرّابع : الاستنكاف
عن الدّعاء والتّواني فيه.............................. ٦١
الفصل الثّاني : آداب
الدّعاء................................................ ٦٩
الباب الأوّل : ما
ينبغي قبل الدّعاء.......................................... ٦٩
الباب الثّاني : ما
يستفتح به الدّعاء.......................................... ٧٣
الباب الثّالث : ما
ينبغي للدّاعي حين الدّعاء................................. ٨٩
توضيح حول رفع الصّوت بالدّعاء....................................... ١٠١
تحليل حول رفع اليد إلى السّماء في الدعاء................................ ١٠٦
الباب الرّابع : ما يختتم به الدّعاء.......................................... ١٢٥
توضيح
حول قول : « آمين »
في نهاية الدّعاء............................ ١٢٨
الباب الخامس : ما
ينبغي بعد الدّعاء....................................... ١٣١
الباب السّادس : ما لا
ينبغي للدّاعي....................................... ١٣٣
توضيح حول الاعتداء في الدّعاء........................................ ١٤٤
كلام حول استعمال فنّ الأدب في الدّعاء................................ ١٥٣
الباب السّابع : أفضل
الأوقات للدّعاء..................................... ١٩٥
الباب الثّامن : أفضل
الأمكنة للدّعاء...................................... ٢٠٧
الباب التّاسع : إرشادات
في تصحيح للدّعاء................................ ٢١١
الباب العاشر : تفسير
الأحوال المناسبة للدّعاء............................... ٢١٨
توضيح
حول الأحوال المتناسبة للدّعاء.................................... ٢٢١
الفصل الثّالث : إجابة
الدّعاء.............................................. ٢٢١
الباب الأوّل : تأكيد
الوعد بالإجابة....................................... ٢٣١
الباب الثّاني : شروط
الإجابة.............................................. ٢٤٣
كلام
حول الشّروط الأصليّة لإجابة لالدّعاء.............................. ٢٤٧
الباب الثّالث : موانع
الإجابة............................................. ٢٦٧
الباب الرّابع : تفسير
إجابة الدّعاء......................................... ٢٧١
الباب الخامس : دور
الأسماء الحسني في إجابة الدّعاء......................... ٢٨٣
الباب السّادس : استجابة
الدّعاء بالاسم الأعظم............................ ٢٩٤
دراسة حول الاسم الأعظم واجابة الدعاء به.............................. ٢٩٧
تحقيق لطيف في توضيح الاسم الأعظم.................................. ٣٣٣
الباب السّابع : من
تستجاب دعوته....................................... ٣٣٥
الباب الثّامن : من تقضى
حاجته بلا سؤال................................. ٣٣٥
الباب التاسع : من لا
تستجاب دعوته..................................... ٣٣٥
الباب العاشر : تأخير
الإجابة............................................. ٣٤٣
الباب الحادي عشر : صلوات
قضاء الحوائج................................. ٣٥١
الباب الثاني عشر : قصص
في إجابة الدّعوات.............................. ٣٦٣
الفصل الرّابع : الدّعاء
للآخرين............................................ ٣٨٣
آية
الصّدق في الدعاء الآخرين.......................................... ٣٨٣
الباب الأوّل : الحثّ
على طلب الدّعاء من الآخرين.......................... ٣٨٥
الباب الثّاني : من ينبغي
الدّعاء له......................................... ٣٨٩
الباب الثّالث : من لا
ينبغي الدّعاء له..................................... ٤١١
تحليل
حول منع الدعاء للمشركين والكافرين والظّالمين...................... ٤١٥
الباب الرّابع : من دعا له النبيّ............................................. ٤١٩
المدخل.............................................................. ٤١٩
الباب الخامس : من دعا
له الإمام علي..................................... ٤٧١
الباب السادس : من دعا
له الإمام الحسين.................................. ٤٨٧
الباب السّابع : من
دعا له الإمام زين العابدين............................... ٤٩٣
الباب الثّامن : من
دعا له الإمام الباقر..................................... ٤٩٧
الباب التّاسع : من
دعا له الإمام الصّادق.................................. ٤٩٩
الباب العاشر : من دعا
له الإمام الكاظم................................... ٥٠٥
الباب الحادي عشر : من
دعا له الإمام الإمام الرّضا.......................... ٥٠٩
الباب الثّأني عشر : من
دعا له الإمام الإمام الجواد........................... ٥١٥
الباب الثّالث عشر : من
دعا له الإمام الهادي............................... ٥٢١
الباب الرّابع عشر : من
دعا له الإمام العسكريّ............................. ٥٢٥
الباب الخامس عشر : من
دعا له الإمام المهديّ.............................. ٥٣٣
الفصل الخامس : الدّعاء
على الآخرين..................................... ٥٤١
الباب الأول : من لا
ينبغي الدّعاء عليه.................................... ٥٤١
الباب الثّاني : من
ينبغي الدّعاء عليه....................................... ٥٤٥
الباب الثّالث : دعاء
الأنبياء وأتباعهم على المجرمين.......................... ٥٤٧
الباب الرّابع : من
دعا عليهم رسول الله..................................... ٥٥٥
الباب الخامس : طوائف
دعا عليهم النّبيّ................................... ٥٨١
الباب السّابع : من
دعا عليهم الأمام علي.................................. ٥٩٣
الباب السّادس : طوائف
دعا عليهم الأمام علي............................. ٦٠٥
الباب الثّامن : من
دعا عليهم الأمام الحسن بن علي......................... ٦٢٣
الباب التّاسع : من
دعا عليهم الأمام الحسين................................ ٥٢٥
الباب العاشر : من دعا
عليهم الأمام زين العابدين........................... ٦٣٥
الباب الحادي عشر : من
دعا عليهم الأمام الباق............................ ٦٣٩
الباب الثّأني عشر : من
دعا عليهم الأمام الصّادق........................... ٦٤١
الباب الثّالث عشر : من
دعا عليهم الأمام الكاظم.......................... ٦٥٥
الباب الرّابع عشر : من
دعا عليهم الأمام الرّضا............................. ٦٦١
الباب الخامس عشر : من
دعا عليهم الأمام الجواد........................... ٦٦٧
الباب السّادس عشر : من
دعا عليهم الأمام اله............................. ٦٧١
الباب السّابع عشر : من
دعا عليهم الأمام................................. ٦٧٩
الباب الثّامن عشر : من
دعا عليهم الأمام المهديّ........................... ٦٨١
المقدّمة
إنّ من أعظم النِّعَم التي أنعم اللّه
سبحانه بها على الإنسان الإذن له بدعائه تعالى كما رُوي عن الإمام زين العابدين عليهالسلام أنّه قال داعيا ربّه
:
ومِن
أعظَمِ النِّعَمِ عَلَينا جَرَيانُ ذِكرِكَ عَلى ألسِنَتِنا وإذنُكَ لَنا
بِدُعائِكَ.
وأعظم من نعمة الدعاء استجابته للداعي ؛
إذ ضمنها اللّه ـ جلّ شأنه ـ بقوله :
(ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ).
واستمتاعاً بهاتين النعمتين العظيمتين ،
من الضروريّ الاطّلاع على قيمة الدعاء ، وشأنه ، وعظمته ، ومعرفة آدابه ، وشروطه ،
وموانع إجابته ، وكذلك التعرّف على سيرة أئمّة الإسلام في هذا المجال.
وقد صُنِّفت في هذا الشأن كتب مفيدة
ثمينة كثيرة ، بيد أنّ الساحة ما زالت مفتوحةً لجهدٍ أكبر ومجموعاتٍ يغلب جانبها
العمليّ التطبيقيّ تلبيةً لحاجات متزايدة يعبّر عنها الظامئون إلى المعارف
الإسلاميّة الأصيلة ، ولا سيّما المراكز البحثيّة والباحثين في العلوم الإسلاميّة.
إنّ «نهج الدعاء» خطوة متواضعة على طريق
بلوغ هذا الهدف الرفيع وهو في خدمة المثقّفين وجميع التوّاقين إلى البحث والتعرّف
على العلوم الإسلاميّة بنظم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جديد سهل المنال
وتحليلات فاعلة خليقة بأن يُرتَشف منها.
منهج إعداد الكتاب
وتدوينه
إنّ منهجنا يستند في البحث والتحقيق
والتوثيق في هذه الموسوعة ، إلى العناصر التالية :
١. إنّ الأحاديث المرويّة عن أهل بيت
رسول اللّه ـ صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ من وجهة نظرنا هي في حقيقتها حديث رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
، كما قال الإمام عليُّ بن موسى الرضا عليهالسلام
: «إنّا
عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ»
، وكما قال الإمام
جعفرُ بنُ محمّد الصادق عليهالسلام
: «حَديثي
حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ عليهالسلام
، وحَديثُ الحُسَينِ عليهالسلام حَديثُ الحَسَنِ عليهالسلام
، وحَديثُ الحَسَنِ عليهالسلام حَديثُ أميرِ
المُؤمِنينَ عليهالسلام ، وحَديثُ أميرِ
المُؤمِنينَ عليهالسلام حَديثُ رَسولِ اللّه
ِصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحَديثُ رَسولِ
اللّه ِصلىاللهعليهوآلهوسلم قَولُ اللّه ِعز وجل».
فلذا ومن هذا
المنظار كان اعتمادنا في هذا الكتاب على كلّ الأحاديث الواردة عن النَّبي وأهل
بيته عليهمالسلام
على حدّ سواء.
٢. لقد بذلنا ما بوسعنا لجمع الروايات
المتعلّقة بكلّ موضوع من مختلف المصادر الروائية الشيعية والسنّية ، ثُمَّ عمدنا
إلى تصنيفها من خلال المطالعة المباشرة ، وعبر الاستعانة بجهاز الحاسوب الآلي ، وتوزيعها
على بطاقاتها الخاصّة ؛ ليصار بعدئذٍ إلى انتخاب أشملها وأوثقها وأقدمها مصدرا ، أمّا
بشأن الأدعية الّتي لا تستند إلى المعصومين ، فقد أغضينا الطرف عنها ولم نستفد
منها إلاّ في موارد محدودة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣. حاولنا اجتناب تكرار الروايات ، إلاّ
في الحالات التالية :
أ ـ عند وجود نكتة مهمّة كامنة في تفاوت
الألفاظ والمصطلحات.
ب ـ إذا كان هناك اختلاف في الألفاظ بين
النصوص الحديثية الشيعية والسنّية.
ج ـ إذا كان نصّ الرواية متعلقا ببابين
، بشرط ألاّ يزيد على سطر واحد.
٤. في حال تعدّد النصوص على النحو الّذي
بعضها عن النَّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبعضها عن الأئمّة عليهمالسلام
يأخذ حديث النَّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
موقعه في المتن ، ثُمَّ نحيل إلى عناوين روايات بقيّة المعصومين ونوثّق لها في
الهامش ، ما عدا إذا انطوت الرواية على عنصر جديد فحينئذٍ تأخذ موقعها في المتن
أيضا.
٥. بعد ذكر آيات الباب وما يرتبط بكلّ
موضوع ، نذكر الروايات الواردة عن المعصومين عليهمالسلام
على التوالي ، ابتداءً من النَّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وانتهاءً بالإمام المهدي عليهالسلام
، إلاّ إذا وُجِدَت هناك رواية مفسّرة لآيات الباب ، فهي تقدَّم على سائر الروايات
، أو أن يستلزم التناسب الموضوعي بين النصوص الروائية ترتيبا آخر.
٦. نثبّت في مطلع كلّ رواية اسم النَّبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم
، أو المعصوم الّذي ننقل عنه وحسب ، ما خلا الحالات الّتي ينقل فيها الراوي فعل
المعصوم ، أو هناك سؤال وجواب ، أو الراوي قد أورد في المتن قولاً لا يدخل ضمن
كلام المروي عنه.
٧. بسبب تعدّد ألقاب المعصومين عليهمالسلام والأسماء الّتي
تستعمل في الدلالة عليهم ، بادرنا إلى انتخاب اسم واحد يعبر عن صيغة ثابتة في
الدلالة على المعصوم ، يجيء في أوّل الرواية.
٨. تمَّ تثبيت مصادر الروايات والتوثيق
لها في الهوامش ، تبعا لترتيب يقدَّم فيهِ المصدر الأكثر اعتباراً ، ثُمَّ الّذي
يليه بدرجة الاعتبار وهكذا ، ولكن ربّما لم نراعِ هذا الترتيب بعد ذكر المصدر
الأوّل لمقتضيات لا تخفى على أهل التحقيق ؛
منها احتراز عدم
تكرار ذكر اختلاف المصادر ، ولعدم تكرار الراوي أو المروي عنه أيضا.
٩. عند توفّر المصادر الأوّلية ينقل
الحديث منها مباشرةً ، ثُمَّ يضاف إليها في الهامش بحار الأنوار في أحاديث الشيعة وكنز
العمّال في أحاديث أهل السنّة ، بوصفهما مصدرين حديثيين جامعين.
١٠. بعد ذكر المصادر قد تأتي أحيانا
إحالة على مصادر اُخرى اُشير إليها بكلمة : «راجع» ؛ ممّا يعني في نسق هذه
المنهجية وجود اختلاف كبير بين النصّ المنقول ، والنصّ المُحال عليه ، وإن كان
للنصّ الأخير صلة بموضوع البحث.
١١. تأتي الإحالات إلى أبواب اُخرى من
هذا الكتاب ، تبعا لوجود الارتباط بينها ، وبما يتناسب مع اشتراك المحتوى بين
رواياتها.
١٢. تهدف المداخل المخصَّصة للفصول أو
الإيضاحات والاستنتاجات الّتي تعقبها ، إلى إعطاء رؤية شاملة للروايات الّتي تنتظم
ذلك الفصل أو الباب ، وقد تنهض أحيانا بتذليل ما قد يكتنف بعض الأحاديث من صعوبات
وما يعتورها من غموض.
١٣. على أنَّ النقطة الأهمّ في هذه
المنهجية ، هي المساعي الّتي بذلناها بقدر ما نستطيع ، لتوفير ضرب من التوثيق
الباعث للاطمئنان بصدور أحاديث كلّ فصل عن المعصوم ، ولو من حيث المجموع ، عن طريق
دعم مضمون أحاديث كلّ فصل أو باب ، بالقرائن العقلية والنقلية.
١٤. من الآداب المهمة في نقل الحديث ، هي
كيفية نسبة الحديث لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأهل البيت عليهمالسلام
، فروى الشيخ الكليني رحمهالله
عن الإمام عليّ عليهالسلام
أنّه قال :
إذا
حَدَّثتُم بِحَديثٍ فَأسنِدوهُ إلَى الَّذي حَدَّثَكُم ؛ فَإِن كانَ حَقّا فَلَكُم
وإِن كانَ كَذِباً
فَعَلَيهِ.
على هذا الأساس ، لأجل رعاية الاحتياط ،
نوصّي القرّاء الأعزّاء الذين يريدون رواية حديثٍ عن هذا الكتاب أو غيره من كتب
الحديث ، أن لا يُسندوه إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأهل البيت عليهمالسلام
مباشرة ، وإنّما يُسندوه لمصدره أوّلاً ثمّ إليهم ، وبعبارة اُخرى : لا يقولن
الناقل : «قال النبيّ كذا» ، أو : «قال الإمام كذا» ؛ بل يقول : «روي في الكتاب
الفلاني عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
كذا» أو : «روي عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
كذا».
شكر وتقدير
للمتعاونين معنا
اُقدّم جزيل الشكر لجميع الإخوة الأفاضل
الكرام العاملين في مركز أبحاث علوم الحديث لجهودهم المحمودة في إعداد هذه
المجموعة النفيسة ، وتدوينها ، وتقويمها ، وتصحيحها ، وتنقيحها ، ونشرها. وأخصّ
بالذكر منهم الأخوين الفاضلين الكريمين رسول اُفقي وإحسان سُرخئي اللذين قُطفت
ثمارُ هذه الموسوعة بمعاضدتهما. أسأل اللّه تعالى الأجر لجميعهم بما يُكافئ فضلهم.
|
رَبَّنا!
تَقَبَّل مِنّا ؛ إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ.
محمّد
الري شهري
٢
/ ١ / ١٣٨٥
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المدخل
الدعاء في مسبار فقه
اللغة
الدعاء لغةً هو كما ذهب ابن فارس في
تبيان جذره ، فقال :
هو
أن تُميلَ الشَّيءَ إلَيكَ بِصَوتٍ وكَلامٍ يَكونُ مِنكَ.
فأصله إذن القراءة بصوتٍ ولفظ ، لكنّ
كثرة استعماله في الدعوة بالكتابة والإشارة وأمثالهما أخرجته من المعنى المذكور
ليعمّ غيره. فكلمة «الدعاء» أعمّ من «النداء» لأنّ «النداء» يختصّ بباب الألفاظ
والأصوات ، بيد أنّ «الدعاء» يمكن أن يكون باللفظ ، ويمكن أن يكون بالإشارة
وأمثالها. ويضاف إلى ذلك أنّ «النداء» في معناه الحقيقيّ يتعيّن أن يكون بصوت عالٍ
، أمّا «الدعاء» فلا يتقيّد بذلك.
في ضوء ذلك يكون «الدعاء» و «الدعوة» بمعنى
توجيه نظر المدعوّ نحو الداعي من أجل جلب منفعة أو دفع ضررٍ. فالسؤال بمنزلة
الغاية من الدعاء ، وهو المعنى الجامع لجميع موارد السؤال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدعاء في القرآن
والحديث
استُعمل الدعاء في القرآن والحديث بمعانٍ
متنوّعة تنظر إلى مفهومه اللغويّ.
وتُستعمَل هذه الكلمة بعامّة فيما يخصّ
اللّه تعالى تارةً ، وما يخصّ الإنسان تارة اُخرى. ودعاء اللّه نوعان :
أ ـ تكوينيّ
وهو بمعنى إيجاد الشيء لهدف خاصّ ، فكأنّه
يُدعى ما يُوجَد إلى ما يريده اللّه سبحانه ، كما في قوله تبارك اسمه :
(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ
فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ)
.
أي : إنّ اللّه سبحانه يدعو الناس في
يوم القيامة إلى حياة الآخرة تكوينا ، وهم يجيبون دعوته بحياتهم بعد الموت.
ب ـ تشريعيّ
وهو تكليف الناس بما فرض اللّه عليهم
وترك ما حرّمه. فالتكليف في الحقيقة هو دعوة المكلّف إلى الائتمار بأوامر اللّه
وترك نواهيه ، كقوله عزّوجلّ :
(أَفِى اللَّهِ شَكٌّ
فَاطِرِ السَّمَ ـ وَتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن
ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى) .
بكلمةٍ مستعاضَة : الدين رسالة لتكامل
الإنسان إذ يدعوه ربّه إليه ليُدرك فلسفة خلقه بتطبيقه في الحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مفهوم الدعاء فيما
يخصّ الإنسان
كان ذلك معنى «الدعاء» بشأن اللّه
سبحانه وتعالى. أمّا معناه بشأن الإنسان فله استعمالات متباينة في القرآن والحديث
حقيقةً ومجازاً.
ولا ضرورة لعرضها في مدخلنا هذا. وما هو مهمّ ضروريّ تبيانه هنا الكشف عن المفهوم
الحقيقيّ لدعاء الإنسان أمام خالقه. وفيما يأتي تبويب مجمَل للآيات والأحاديث
الواردة بهذا الشأن :
١. حقيقة الدعاء
يتبيّن من التأمّل في استعمال كلمة «الدعاء»
في القرآن والحديث أنّ دعاء الإنسان أمام اللّه سبحانه هو في الحقيقة بمعنى عدّ
نفسه عبدا للّه ومحتاجا مطلقا إليه ، وانتظار عنايته ورحمته بعبادته. ومن هنا قال
الإمام الصادق عليهالسلام
مبيّنا جنودَ العقل والجهل :
وَالدُّعاءُ
وضِدُّهُ الاِستِنكافُ.
وهذا يعني أنّ «الدعاء» من جنود العقل. والعقل
هو الذي يرى الإنسان محتاجا مطلقا ، لذا يدعوه إلى عبوديّة الكمال المطلق حتّى
يظفر بعنايته ورحمته من خلال عبادته. فكلّما ازدادت معرفة الإنسان كثر دعاؤه ، كما
رُوي عن أمير المؤمنين عليّ قوله :
أعلَمُ
النّاسِ بِاللّه ِ أكثَرُهُم لَهُ مَسأَلَةً.
ولمّا سما أئمّة الدين إلى أعلى درجات
العقل والمعرفة كانوا يرون أنفسهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محتاجين إلى اللّه
أكثر من غيرهم ، ولذا كان لهم اهتمام فائق بالدعاء.
وفي النقطة المقابلة ، يُفضي الجهلُ
بالإنسان إلى أن يرى نفسه مستقلاًّ غير محتاج ، ومعرضا مستنكفاً عن عبوديّة اللّه
وطلب رحمته وطريق طاعته. ولهذا الحديث الشريف عمق في الآية الكريمة الآتية :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
تدلّ هذه الآية الكريمة بوضوح على أنّ
حقيقة «الدعاء» من منظور القرآن شعور الإنسان بعبوديّته لخالقه ، وطلب قربه ورحمته
عن طريق عبادته. لذا تعبّر الآية عن هذه الحقيقة بكلمة «الدعاء» أوّلاً ، ثمّ
بكلمة «العبادة». وكذلك نلاحظ أنّ جميع الأحاديث التي تصف «الدعاء» بمخّ العبادة
أو تراه عين العبادة تُشير إلى حقيقة مفهوم الدعاء.
يستبين من التأمّل فيما ذُكِر أنّ القصد
من حقيقة الدعاء الموجود في جميع العبادات هو الشعور بالعبوديّة للّه الحقّ
والحاجة المطلقة إليه وطلب قربه ورحمته بواسطة عبادته ، لا أنّه مرادف لجميع
العبادات كالصلاة والصيام وأمثالهما فيُثار هذا السؤال : إذا كان «الدعاء» بمعنى «العبادة»
فإنّ الحديث القائل : «الدُّعاءُ
مُخُّ العِبادَةِ»
يعني «العبادة مخّ العبادة».
٢. أهمّيّة الدعاء
وتأثيره في الحياة
حسبنا من أهمّيّة الدعاء أنّه روح
العبادة ومخّها ، فلهذا ورد أنّه أنفع من تلاوة القرآن بل أفضل العبادات جميعا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والدعاء مفتاح الرحمة الإلهيّة ، ووسيلة
التقرّب إلى اللّه ، وموجب لتلبية الطلبات ، والسلامة من الشيطان ، وحياة الروح.
ولا يساعد الإنسان على الخلاص من محن
الحياة وآلامها ومتاعبها فحسب ، بل يمكن أن يغيّر المصير المحتوم للحياة ،
ويقي من أنواع البلاء.
ومن هنا أوصى أئمّة الإسلام بالبِدار إلى الدعاء ،
وهم أنفسهم كانوا أهل دعاء ومناجاة للّه تعالى قبل الجميع وأكثر منهم.
ولمّا كان «للدعاء» عطاءاته وبركاته
الجمّة في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة للإنسان ، دعا القرآن الكريم بتأكيده
الكثير وتعابيره المتنوّعة الناسَ إليه ،
وحذّرهم من الفتور والضعف في اغتنام هذا المفتاح ، مفتاح الرحمة والسعادة فقال مرّةً
:
(وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
وقال اُخرى : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
وقال ثالثةً : (ادْعُواْ
رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً).
ويُري مثالاً من الأدعية المستجابة
المجرَّبة عند كثير من الناس فيقول : (أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).
ويؤكّد حينا أنّ «الدعاء» ميزانُ شأن
الإنسان ووزنه وقيمته عند اللّه ـ جلّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلا ـ فيقول : (قُلْ
مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ).
ويبجّل ويمجّد حينا آخر الذين تركوا
نومهم المريح في جوف الليل وانشغلوا بالدعاء والتضرّع ، ويبشّرهم بقوله : (فَلاَ
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ).
ويقابل ذلك أنّه يذمّ الذين يدعون اللّه
سبحانه وقت البلاء فحسب ،
ويتوعّد الذين يستنكفون عن الدعاء ـ روح العبوديّة ـ جهنّمَ فيقول :
(إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
٣. المقدّمات
الأصليّة في إجابة الدعاء
وعد اللّه تعالى الداعين بالإجابة ، لكنّ
تحقّق هذا الوعد منوط بتحقيق الداعي حقيقة الدعاء.
وبيّنّا من قبل أَنّ حقيقة الدعاء هي «أن
يرى الإنسان نفسه محتاجا مطلقا إلى اللّه سبحانه ، وينتظر عنايته ورحمته بعبادته».
فمن يرى نفسه محتاجا مطلقا إلى صَمَدٍ
مطلق فإنّه ينقطع عن غيره إليه.
بكلمة اُخرى : يتفاوت دعاء اللّه تعالى
ودعاء غيره تفاوتا جوهريّا ، وما لم ينقطع الإنسان ويتبتّل في دعائه فإنّه في
الحقيقة لا يدعو اللّه. والانقطاع هو الذي يُعبَّر عنه بتفريغ القلب من كلّ شيء
غير اللّه ، كما رُوي عن النبيّ أنّه سُئل عن الاسم الأعظم فقال :
كُلُّ
اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ ، فَفَرِّغ قَلبَكَ عَن كُلِّ ما سِواهُ ، وَادعُهُ
بِأَيِّ اسمٍ شِئتَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على هذا الأساس ، تتحقّق المقدّمات
الأصليّة لإجابة الدعاء بالانقطاع وتفريغ القلب من رجاء غير اللّه ، وكلّما تعزّزت
هذه الحال في نفس الداعي كان دعاؤه إلى الإجابة أقرب ، بل إذا تهيّأت للإنسان هذه
الحال فإنّ حاجته تُقضى بغير دعاء أيضا.
من أجل ذلك فإنّ كثيرا من الاُمور التي سترد في هذه المجموعة تحت عنوان «آداب
الدعاء» أو «شروط إجابته» ، هي في الحقيقة ممهِّد لظهور حال الدعاء.
٤. موانع إ جابة
الدعاء
يمكننا أن نقسم ما جاء في الباب الثالث
من القسم الأوّل «نهج الدعاء» تحت عنوان «موانع إجابة الدعاء» قسمين :
١. ما يمنع إجابته لحكمة ربّانيّة ، كأن
يريد الداعي من اللّه سبحانه شيئا ينتهي بضرره.
٢. مطلق الذنوب. ومن الطبيعيّ أنّ لبعض
الأعمال الذميمة كعقوق الوالِدَين وقطيعة الرحم تأثيرا أكثر في الحؤول دون إجابة
الدعاء.
ومن الحقيق بالذكر أنّ تأثير آداب إجابة
الدعاء وأسبابها في تحقّق المطلوب وأيضا تأثير موانع إجابته يتّخذ طابع الاقتضاء
لا العلّيّة التامّة ، لذلك يمكن أن يُستجاب الدعاء مع وجود بعض الموانع ، وفي
الحقيقة تغلب بعضُ المقتضيات بعضَ الموانع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفَصلُ الأَوَّلُ :
أهمّيّة الدّعاء
البابُ الأوَّلُ
الحثّ على الدّعاء
١ / ١
الاِهتِمامُ
بِالدُّعاءِ
الكتاب
(وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى
الأْرْضِ بَعْدَ إِصْلَ ـ حِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ
اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ
الْأَرْضِ أَءِلَ ـ هٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ).
الحديث
. رسول اللّه
صلىاللهعليهوآلهوسلم
لَمّا سُئِلَ عَن صُحُفِ إبراهيمَ عليهالسلام
ـ : كانَ فيها ... : عَلَى العاقِلِ ما لَم يَكُن مَغلوبا عَلى عَقلِهِ أن يَكونَ
لَهُ ساعاتٌ : ساعَةٌ يُناجي فيها رَبَّهُ عزّ وجل ، وساعَةٌ يُحاسِبُ نَفسَهُ ، وساعَةٌ
يَتَفَكَّرُ فيما صَنَعَ اللّهُ عزّ وجل إلَيهِ ، وساعَةٌ يَخلو فيها بِحَظِّ
نَفسِهِ مِنَ الحَلالِ ؛ فَإِنَّ هذِهِ السّاعَةَ عَونٌ لِتِلكَ السّاعاتِ ، وَاستِجمامٌ
لِلقُلوبِ وتَوزيعٌ
لَها.
. الإمام عليّ
عليهالسلام
: لِلمُؤمِنِ ثَلاثُ ساعاتٍ : فَساعَةٌ يُناجي فيها رَبَّهُ ، وساعَةٌ يَرُ
مَعاشَهُ ، وساعَةٌ يُخَلّي بَينَ نَفسِهِ وبَينَ لَذَّتِها فيما يَحِلُّ ويَجمُلُ.
. الإمام الكاظم
عليهالسلام
: اِجتَهِدوا في أن يَكونَ زَمانُكُم أربَعَ ساعاتٍ : ساعَةً لِمُناجاةِ اللّهِ ، وساعَةً
لِأَمرِ المَعاشِ ، وساعَةً لِمُعاشَرَةِ الإِخوانِ وَالثِّقاتِ الَّذينَ
يُعَرِّفونَكُم عُيوبَكُم ويَخلُصونَ لَكُم فِي الباطِنِ ، وساعَةً تَخلونَ فيها
لِلَذّاتِكُم في غَيرِ مُحَرَّمٍ.
. رسول اللّه
صلىاللهعليهوآلهوسلم
: أربَعٌ مَن كُنَّ فيهِ أمِنَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ : ... وإذا كانَت لَهُ
حاجَةٌ سَأَلَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَبَّهُ.
. عنه
صلىاللهعليهوآلهوسلم
: ما مِن عَبدٍ سَلَكَ وادِيا فَيَبسُطُ كَفَّيهِ فَيَذكُرُ اللّهَ ويَدعو ، إلاّ
مَلَأَ اللّهُ ذلِكَ الوادِيَ حَسَناتٍ ، فَليَعظُم ذلِكَ الوادي أو لِيَصغُر.
. عنه
صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ مِمّا رَأى في لَيلَةِ المِعراجِ مَكتوبا عَلى بَعضِ أبوابِ النّارِ ـ : حاسِبوا
أنفُسَكُم قَبلَ أن تُحاسَبوا ، وَبِّخوا نُفوسَكُم قَبلَ أن تُوَبَّخُوا ، ادعُوا
اللّهَ عزّ وجل قَبلَ أن تَرِدوا عَلَيهِ ولا تَقدِرونَ عَلى ذلِكَ.
. عنه
صلىاللهعليهوآلهوسلم
: مَن أكثَرَ الدُّعاءَ قالَتِ المَلائِكَةُ : صَوتٌ مَعروفٌ ، ودُعاءٌ مُستَجابٌ
، وحاجَةٌ مَقضِيَّةٌ.
. الإمام عليّ
عليهالسلام
: قالَ اللّهُ عزّ وجل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد
ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إلَيَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ
وَقتٍ ؛ فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ
غايَتِهِ ؛ فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن
أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ؛ فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ
وأولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ.
. عنه
عليهالسلام
: أعلَمُ النّاسِ بِاللّهِ أكثَرُهُم لَهُ مَسأَلَةً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠. عنه
عليهالسلام
: اِعمَلوا وَالعَمَلُ يَنفَعُ ، وَالدُّعاءُ يُسمَعُ ، وَالتَّوبَةُ تُرفَعُ.
١١. عنه
عليهالسلام
ـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ : الدُّعاءُ زِيادَةٌ.
١٢. الإمام الصادق
عليهالسلام
: ثَلاثٌ لا يَضُرُّ مَعَهُنَّ شَيءٌ : الدُّعاءُ عِندَ الكَربِ ، وَالاِستِغفارُ
عِندَ الذَّنبِ ، وَالشُّكرُ عِندَ النِّعمَةِ.
١٣. حلية الأولياء عن ثور بن يزيد
: قَرَأتُ فِي التَّوراةِ
أنَّ عيسى عليهالسلام
قالَ : يا مَعشَرَ الحَوارِيّينَ ، كَلِّمُوا اللّه َ كَثيرا وكَلِّمُوا النّاسَ
قَليلاً. قالوا : وكَيفَ نُكَلِّمُ اللّه َ؟ قالَ : اُخلوا بِمُناجاتِهِ ، اُخلوا
بِدُعائِهِ.
١٤. الإمام الصادق
عليهالسلام
ـ في قَولِ اللّه ِ عزّ وجل : (مَّا يَفْتَحِ الله
للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها)
: الدُّعاءُ.
١٥. رسول اللّه
صلىاللهعليهوآلهوسلم
: يَدخُلُ الجَنَّةَ رَجُلانِ كانا يَعمَلانِ عَمَلاً واحِدا ، فَيَرى أحَدُهُما
صاحِبَهُ فَوقَهُ ، فَيَقولُ : يا رَبِّ ، بِما أعطَيتَهُ وكانَ عَمَلُنا واحِدا؟ فَيَقولُ
اللّه ُ تَبارَكَ وتَعالى : سَأَلَني ولَم تَسأَلني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ / ٢
اِهتِمامُ أولِياءِ
اللّه ِ بِالدُّعاءِ
الكتاب
(إِنَّ إِبْرَهِيمَ
لَأَوَّهٌ حَلِيمٌ).
(وَزَكَرِيَّا إِذْ
نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَ رِثِينَ
* فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ
يُسَرِعُونَ فِى الْخَيْرَتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا
خَشِعِينَ).
(تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا
رَزَقْنَـهُمْ يُنفِقُونَ
* فَلاَ
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَلاَ
تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ
فُرُطًا).
(وَلاَ تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا
عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْ ءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىْ
ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّــلِمِينَ).
الحديث
١٦. الزهد عن عبد اللّه بن شدّاد
: قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ِ! مَا الأَوّاهُ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : الأَوّاهُ الخاشِعُ الدَّعّاءُ
المُتَضَرِّعُ ، ثُمَّ قَرَأَ (إِنَّ إِبْرَ هِيمَ
لَأَوَّهٌ حَلِيمٌ).
١٧. الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليهالسلام
، قال قُلتُ : (إِنَّ
إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّهٌ حَلِيمٌ)؟
قالَ : الأَوّاهُ هُوَ الدَّعّاءُ.
١٨. المعجم الكبير عن عقبة بن عامر
: إنَّ رَسولَ اللّه ِصلىاللهعليهوآلهوسلم
قالَ لِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ ذُو البِجادَينِ : «إنَّهُ أوّاهٌ» ، وذلِكَ أنَّهُ
كانَ يُكثِرُ ذِكرَ اللّه ِ بِالقُرآنِ وَالدُّعاءِ.
١٩. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أميرُ
المُؤمِنينَ رَجُلاً دَعّاءً.
٢٠. رسول اللّه ِصلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ ـ : يا أباذَرٍّ ، طوبى لِلزّاهِدينَ فِي الدُّنيا
، الرّاغِبينَ فِي الآخِرَةِ ، الَّذينَ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها
فِراشا ، وماءَها طيبا ، وَاتَّخَذُوا الكِتابَ شِعارا
، وَالدُّعاءَ للّه ِ دِثارا.
٢١. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ للّه ِ
عِبادا كَمَن رَأى أهلَ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ مُخَلَّدينَ ، وأهلَ النّارِ فِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النّارِ مُعذَّبينَ
... أمَّا اللَّيلَ فَصافّونَ أقدامَهُم ، تَجري
دُموعُهُم عَلى خُدودِهِم ، يَجأَرونَ
إلى رَبِّهِم : رَبَّنا رَبَّنا ، يَطلُبونَ فَكاكَ رِقابِهِم.
٢٢. الإمام زين العابدين عليهالسلام : صَلّى أميرُ
المُؤمِنينَ عليهالسلام
الفَجرَ ، ثُمَّ لَم يَزَل في مَوضِعِهِ حَتّى صارَتِ الشَّمسُ عَلى قيدِ رُمحٍ ، وأقبَلَ
عَلَى النّاسِ بِوَجهِهِ ، فَقالَ : وَاللّه ِ ، لَقَد أدرَكتُ أقواما يَبيتونَ
لِرَبِّهِم سُجَّدا وقِياما ، يُخالِفونَ بَينَ جِباهِهِم ورُكَبِهِم
، كَأَنَّ زَفيرَ النّارِ في آذانِهِم ، إذا ذُكِرَ اللّه ُ عِندَهُم مادوا
كَما يَميدُ الشَّجَرُ ، كَأَنَّمَا القَومُ باتوا غافِلينَ. قالَ : ثُمَّ قامَ ، فَما
رُئِيَ ضاحِكا حَتّى قُبِضَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ.
٢٣. الإمام الباقر عليهالسلام : صَلّى أميرُ
المُؤمِنينَ عليهالسلام
بِالنّاسِ الصُّبحَ بِالعِراقِ ، فَلَمَّا انصَرَفَ وَعَظَهُم فَبَكى وأبكاهُم مِن
خَوفِ اللّه ِ ، ثُمَّ قالَ :
أما وَاللّه ِ ، لَقَد عَهِدتُ أقواما
عَلى عَهدِ خَليلي رَسولِ اللّه ِصلىاللهعليهوآلهوسلم
، وإنَّهُم لَيُصبِحونَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويُمسونَ شُعثا
غُبرا خُمصا
، بَينَ أعيُنِهِم كَرُكَبِ المِعزى ، يَبيتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدا وقِياما ، يُراوِحونَ
بَينَ أقدامِهِم وجِباهِهِم ، يُناجونَ رَبَّهُم ويَسأَلونَهُ فَكاكَ رِقابِهِم
مِنَ النّارِ ، وَاللّه ِ لَقَد رَأَيتُهُم مَعَ هذا وهُم خائِفونَ مُشفِقونَ.
٢٤. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في وَصفِ شيعَةِ
أهلِ البَيتِ عليهالسلام
ـ : صُفرُ الوُجوهِ مِنَ السَّهَرِ ، ... ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الدُّعاءِ ، عَلَيهِم
غَبَرَةُ الخاشِعينَ.
٢٥. الإمام الباقر عليهالسلام ـ لِعَمرِو بنِ أبِي
المِقدامِ ـ : يا أبَا المِقدامِ ، إنَّما شيعَةُ عَلِيٍّ عليهالسلام الشّاحِبونَ
النّاحِلونَ الذّابِلونَ ، ذابِلَةٌ شِفاهُهُم ... إذا جَنَّهُمُ اللَّيلُ
اتَّخَذُوا الأَرضَ فِراشا ، وَاستَقبَلُوا الأَرضَ بِجِباهِهِم ، كَثيرٌ
سُجودُهُم ، كَثيرَةٌ دُموعُهُم ، كَثيرٌ دُعاؤُهُم ، كَثيرٌ بُكاؤُهُم ، يَفرَحُ
النّاسُ وهُم يَحزَنونَ.
٢٦. عنه عليهالسلام : قالَ سُلَيمانُ
بنُ داوُودَ عليهالسلام
: اُوتينا ما اُوتِيَ النّاسُ وما لَم يُؤتَوا ، وعُلِّمنا ما عُلِّمَ النّاسُ وما
لَم يُعَلَّموا ، فَلَم نَجِد شَيئا أفضَلَ مِن خَشيَةِ اللّه ِ فِي الغَيبِ
وَالمَشهَدِ ، وَالقَصدِ فِي الغِنى وَالفَقرِ ، وكَلِمَةِ الحَقِّ فِي الرِّضا
وَالغَضَبِ ، وَالتَّضَرُّعِ إلَى اللّه ِ عزّ وجل في كُلِّ حالٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ / ٣
التَّقَدُّمُ فِي
الدُّعاءِ
٢٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
: اِحفَظِ اللّه َ يَحفَظكَ ، وَاحفَظِ اللّه َ تَجِدهُ أمامَكَ ، تَعَرَّف إلَى
اللّه ِ عزّ وجل فِي الرَّخاءِ يَعرِفكَ فِي الشِّدَّةِ ، إذا سَأَلتَ فَاسأَلِ
اللّه َ ، وإذَا استَعَنتَ فَاستَعِن بِاللّه ِ عزّ وجل.
٢٨. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
: مَن سَرَّهُ أن يَستَجيبَ اللّه ُ لَهُ عِندَ الشَّدائِدِ وَالكُرَبِ ، فَليُكثِرِ
الدُّعاءَ فِي الرَّخاءِ.
٢٩. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
: إذا ذَكَرَ العَبدُ رَبَّهُ عزّ وجل فِي الرَّخاءِ ، أغاثَهُ عِندَ البَلاءِ.
٣٠. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
: ثَلاثٌ يُدرِكُ بِهِنَّ العَبدُ رَغائِبَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ : الصَّبرُ عَلَى
البَلايا ، وَالرِّضاءُ بِالقَضاءِ ، وَالدُّعاءُ فِي الرَّخاءِ.
٣١. عنه
: ثَلاثٌ مَن رُزِقَهُنَّ فَقَد رُزِقَ خَيرَ الدّارَينِ : الرِّضا بِالقَضاءِ ، وَالصَّبرُ
عَلَى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البَلاءِ ، وَالدُّعاءُ
فِي الرَّخاءِ.
٣٢. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
: إنَّ يونُسَ النَّبِيَّ عليهالسلام
حينَ نادى وهُوَ في بَطنِ الحوتِ ، قالَ : اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ
إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ. فَأَقبَلَتِ الدَّعوَةُ تَحِنُّ
بِالعَرشِ. فَقالَتِ المَلائِكَةُ : يا رَبِّ هذا صَوتٌ ضَعيفٌ مَعروفٌ مِن بِلادٍ
غَريبَةٍ!
قالَ : أما تَعرِفونَ ذلِكَ؟ قالوا : يا
رَبَّنا مَن هُوَ؟
قالَ : ذلِكَ عَبدي يونُسُ. قالوا : عَبدُكَ
يونُسُ الَّذي لَم تَزَل تَرفَعُ لَهُ عَمَلاً مُتَقَبَّلاً ودَعوَةً مُجابَةً؟
قالَ : نَعَم. قالوا : يا رَبِّ ، أفَلا
تَرحَمُ ما كانَ يَصنَعُ فِي الرَّخاءِ فَتُنجِيَهُ مِنَ البَلاءِ؟
قالَ : بَلى. قالَ : فَأَمَرَ الحوتَ
فَطَرَحَتهُ بِالعَراءِ.
٣٣. الإمام عليّ عليهالسلام : تَقَدَّموا
بِالدُّعاءِ قَبلَ نُزولِ البَلاءِ.
٣٤. عنه عليهالسلام : ما مِن أحَدٍ
ابتُلِيَ ـ وإن عَظُمَت بَلواهُ ـ بِأَحَقَّ بِالدُّعاءِ مِنَ المُعافَى الَّذي لا
يَأمَنُ البَلاءَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٥. الإمام زين العابدين عليهالسلام : لَم أرَ مِثلَ
التَّقَدُّمِ فِي الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ العَبدَ لَيسَ يَحضُرُهُ الإِجابَةُ في
كُلِّ وَقتٍ.
٣٦. عنه عليهالسلام : مَن تَقَدَّمَ فِي
الدُّعاءِ قَبلَ أن يَنزِلَ بِهِ البَلاءُ استُجيبَ لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ
، ومَن لَم يَتَقَدَّم فِي الدُّعاءِ ثُمَّ نَزَلَ بِهِ البَلاءُ لَم يُستَجَب
لَهُ.
٣٧. عنه عليهالسلام : أوحَى اللّهُ ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ إلى داوُودَ عليهالسلام
: يا داوُودُ ، اذكُرني في أيّامِ سَرّائِكَ ، كَي أستَجيبَ [لَكَ ]
في أيّامِ ضَرّائِكَ.
٣٨. عنه عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ
عِندَ الشِّدَّةِ ـ : اللّهُمَّ ... اجعَلني مِمَّن يَدعوكَ مُخلِصا فِي الرَّخاءِ
، دُعاءَ المُخلِصينَ المُضطَرّينَ لَكَ فِي الدُّعاءِ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.
٣٩. الإمام الرضا عليهالسلام
عليهالسلام
: إنَّ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام
كانَ يَقولُ : يَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَكونَ دُعاؤُهُ فِي الرَّخاءِ نَحوا مِن
دُعائِهِ فِي الشِّدَّةِ ، لَيسَ إذا اُعطِيَ فَتَرَ! فَلا تَمَلَّ الدُّعاءَ ؛
فَإِنَّهُ مِنَ اللّه ِ عزّ وجل بِمَكانٍ.
٤٠. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن تَخَوَّفَ مِن
بَلاءٍ يُصيبُهُ فَتَقَدَّمَ فيهِ بِالدُّعاءِ ، لَم يُرِهِ اللّه ُ عزّ وجل ذلِكَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البَلاءَ أبَدا.
٤١. عنه عليهالسلام : إنَّ الدُّعاءَ
فِي الرَّخاءِ يَستَخرِجُ الحَوائِجَ فِي البَلاءِ.
|
راجع
: ص ٥٥ (دفع البلاء).
ص
٦٣ (ذمّ من لا يدعو إلاّ عند نزول البلاء).
ص
٥٢ ح ٩١ و ٩٢.
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّاني :
فضل الدّعاء
٢ / ١
مُخُّ العِبادَةِ
الكتاب
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
الحديث
٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ مُخُّ
العِبادَةِ.
٤٣. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ مُخُّ
العِبادَةِ ، ولا يَهلِكُ مَعَ الدُّعاءِ أحَدٌ.
٤٤. عنه صلىاللهعليهوآله : اِفزَعوا إلَى
اللّه ِ في حَوائِجِكُم ، وَالجَؤوا إلَيهِ في مُلِمّاتِكُم
، وتَضَرَّعوا إلَيهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَادعوهُ ؛ فَإِنَّ
الدُّعاءَ مُخُّ العِبادَةِ.
٤٥. سنن الترمذي عن النعمان بن بشير
: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : الدُّعاءُ
هُوَ العِبادَةُ. ثُمَّ قَرَأَ : (وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
٢ / ٢
أفضَلُ العِبادَةِ
الكتاب
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
الحديث
٤٦. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اللّه َ عزّ
وجل يَقولُ : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) قالَ : هُوَ الدُّعاءُ ، وأفضَلُ
العِبادَةِ الدُّعاءُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أفضَلُ العِبادَةِ
الدُّعاءُ.
٤٨. عنه صلىاللهعليهوآله : أشرَفُ العِبادَةِ
الدُّعاءُ.
٤٩. عنه صلىاللهعليهوآله : لَيسَ شَيءٌ
أكرَمَ عَلَى اللّه ِ تَعالى مِنَ الدُّعاءِ.
٥٠. عنه صلىاللهعليهوآله : لَيسَ شَيءٌ
أحَبَّ إلَى اللّه ِ عزّ وجل مِن أن يُسأَلَ.
٥١. الإمام عليّ عليهالسلام : أحَبُّ الأَعمالِ
إلَى اللّه ِ عزّ وجل فِي الأَرضِ الدُّعاءُ ، وأفضَلُ العِبادَةِ العَفافُ.
٥٢. عنه عليهالسلام ـ لَمّا سُئِلَ : أيُّ
عَمَلٍ أنجَحُ؟ ـ : طَلَبُ ما عِندَ اللّه ِ عزّ وجل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٣. الإمام الباقر عليهالسلام ـ لَمّا سُئِلَ : أيُّ
العِبادَةِ أفضَلُ؟ ـ : ما مِن شَيءٍ أفضَلُ عِندَ اللّه ِ عزّ وجل مِن أن يُسأَلَ
ويُطلَبَ مِمّا عِندَهُ ، وما أحَدٌ أبغَضَ إلَى اللّه ِ عزّ وجل مِمَّن
يَستَكبِرُ عَن عِبادَتِهِ ولا يَسأَلُ ما عِندَهُ.
٢ / ٣
أفضَلُ مِن كَثرَةِ
القِراءَةِ وَالصَّلاةِ
٥٤. مستطرفات السرائر عن بريد العجلي
: قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليهالسلام
: أيُّهُما أفضَلُ فِي الصَّلاةِ ، كَثرَةُ القِراءَةِ ، أو طولُ اللَّبثِ فِي
الرُّكوعِ وَالسُّجودِ؟
قالَ : فَقالَ : كَثرَةُ اللَّبثِ فِي
الرُّكوعِ وَالسُّجودِ فِي الصَّلاةِ أفضَلُ ، أما تَسمَعُ لِقَولِ اللّه ِ عزّ
وجل : (فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ
الصَّلَوةَ)
، إنَّما عَنى
بِإِقامَةِ الصَّلاةِ طولَ اللَّبثِ فِي الرُّكوعِ وَالسُّجودِ. قالَ : قُلتُ : فَأَيُّهُما
أفضَلُ كَثرَةُ القِراءَةِ أو كَثرَةُ الدُّعاءِ؟
فَقالَ عليهالسلام
: كَثرَةُ الدُّعاءِ أفضَلُ ، أما تَسمَعُ لِقَولِ اللّه ِ تَعالى لِنَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله : (قُلْ
مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٥. تهذيب الأحكام عن معاوية بن عمّار
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليهالسلام
: رَجُلانِ
افتَتَحَا الصَّلاةَ في ساعَةٍ واحِدَةٍ ، فَتَلا هذَا القُرآنَ فَكانَت
تِلاوَتُهُ أكثَرَ مِن دُعائِهِ ، ودَعا هذا أكثَرَ فَكانَ دُعاؤُهُ أكثَرَ مِن
تِلاوَتِهِ ، ثُمَّ انصَرَفا في ساعَةٍ واحِدَةٍ ، أيُّهُما أفضَلُ؟
قالَ : كُلٌّ فيهِ فَضلٌ ، كُلٌّ حَسَنٌ.
قُلتُ : إنّي قَد عَلِمتُ أنَّ كُلاًّ حَسَنٌ وأنَّ كُلاًّ فيهِ فَضلٌ.
فَقالَ : الدُّعاءُ أفضَلُ ، أما
سَمِعتَ قَولَ اللّه ِ عزّ وجل : (وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)؟!
هِيَ وَاللّه ِ العِبادَةُ ، هِيَ وَاللّه ِ أفضَلُ ، هِيَ وَاللّه ِ أفضَلُ ، ألَيسَت
هِيَ العِبادَةَ؟! هِيَ وَاللّه ِ العِبادَةُ ، هِيَ وَاللّه ِ العِبادَةُ ، ألَيسَت
هِيَ أشَدَّهُنَّ؟! هِيَ وَاللّه ِ أشَدُّهُنَّ ، هِيَ وَاللّه ِ أشَدُّهُنَّ.
٥٦. تهذيب الأحكام عن عبيد بن زرارة عن
الإمام الصادق ع ـ أنَّهُ سَأَلَهُ
عَن رَجُلَينِ قامَ أحَدُهُما يُ : الدُّعاءُ أفضَلُ.
٥٧. الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : قالَ لِيَ
العالِمُ عليهالسلام
: الدُّعاءُ أفضَلُ مِن قِراءَةِ القُرآنِ ؛ لاِنَّ اللّه َ جَلَّ وعَزَّ يَقولُ :
(قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى
لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَا).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضيح حول تفضيل كثرة
الدّعاء على كثرة قراءة القرآن والصّلاة
لوحظ أنّ الحديث الأوّل والثاني في هذا
الباب يدلاّن على أنّ كثرة الدعاء في الصلاة ترجح كثرة قراءة القرآن ، وأنّ الحديث
الثالث يدلّ على أنّ كثرة الدعاء تفضل كثرة الصلوات المستحبّة ، وأنّ الحديث
الرابع يفيد أنّ مطلق الدعاء مقدّم على مطلق قراءة القرآن.
وفي مقابل هذه الأحاديث حديث رابع
اُثِرَ عن النبي صلىاللهعليهوآله
ويرشد ظاهره إلى أرجحية القراءة على الدعاء ، وهذا نصّه :
أفضَلُ
عِبادَةِ اُمَّتي بَعدَ قِراءَةِ القُرآنِ الدُّعاءُ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللّه
ِ صلىاللهعليهوآله : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ألا تَرى أنَّ
الدُّعاءَ هُوَ العِبادَةُ؟
كما أنّ هناك طائفة اُخرى من الأحاديث
تحمل دلالة مطلقة على أنّ الصلاة أفضل ما وضع فى الدين واُوصي به. إذا فكلّ فردٍ
يستقي منها من الفائدة على قدر مستطاعه وعلى مدى علو همّته.
ولكن يتّضح من خلال التأمّل أنّه ليس
هناك من تعارض بين هذه الأحاديث ، إذ ليس المراد من الأفضلية هنا الأفضلية المطلقة
، بيد أنّ الفهم الدقيق لهذه الأفضلية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتطلّب ملاحظة أمرين
، وهما :
١. القرآن منهاج للحياة وإرشاد إلى كلّ
العبادات ومنها الدعاء. وبالإضافة إلى ذلك من الواجب قراءة شيء من القرآن في
الصلاة.
٢. الأحاديث الدالّة على أفضلية الدعاء
على الصلاة أو على القرآن ، صادرة عن النبي والأئمّة الذين انتهجوا منهجاً
والتزموا توجّهاً اُرسيت قواعده على الاعتدال ، وأسّسوا في حياتهم العملية مكانة
خاصّة لكلّ من الدعاء والقرآن والصلاة الواجبة والمستحبّة ، هذا من جهة ومن جهة
اُخرى كانوا على مرتبة ذات ميزة سامقة وهي أنّهم لم يكونوا قطّ بين أمرين أحدهما
حسن والآخر أحسن إلاّ اختاروا أحسنهما.
وبناءً على ذلك وفي ضوء ما تفيده قرينة
شخصية قائل هذه الأحاديث ، فمن المتيقّن أنّ الروايات التي ترجّح الدعاء على قراءة
القرآن لا تريد القول بأنّ من الأفضل لاتّباع القرآن أن يتخلّوا كلّياً عن قراءة
هذا الكتاب السماوي ، أو أن لا يهتمّوا به اهتماماً بالغاً ، ويتمسّكوا عوضاً عنه
بالدعاء لما له من فضيلة أعظم. وإنّما المراد هو أنّ أيّاً من هذه المكوّنات
العبادية الثلاثة إذا اُتي بها بما يلزم من الوجوب والاستحباب ، ثم سنحت فرصة يدور
فيها الأمر بين أحد هذه الثلاثة ، فالدعاء مقدّم ؛ وذلك لأنّ الدعاء ـ الذي يُعتبر
روح العبادة والمحفّز على الترفّع عن خصلة الاستكبار والداعي الحثيث إلى الخضوع
أمام الحقّ ـ أشدّ وطأةً على النفس من قراءة القرآن ، وفضيلته أعظم.
وبعبارة اُخرى ؛ إنَّ الحديث الأوّل
والثاني والرابع في هذا الباب ، والحديث الذي هو موضع بحثنا حالياً ، توحي كلّها
بشيء واحد ، وهو أنّه إذا تمّ أداء القدر المفروض من الصلاة وقراءة القرآن ، وبعد
إيجاد نوع من التوازن في الاهتمام بكلّ واحد من هذه الجوانب الثلاثة ، يُقدَّم عند
ذاك الدعاء على ما هو مستحبّ من قراءة
القرآن والصلاة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع هذه
الأحاديث ـ عدا الحديث الذي يحمل رقم (٥٥) غير صحيحة السند.
وقد طرح البعض ـ في محاولة للجمع
والتوفيق بين الأحاديث المذكورة ، مع تأكيد نسبية تفضيل كلّ واحد من الدعاء
والصلاة والقرآن على البعض الآخر ـ احتمال أن يكون مخاطبو هذه الأحاديث متفاوتين ؛
حيث كان المعصومون يلجأون إلى التوصيات وإلى مزيد من التأكيد واستخدام ما يمكن أن
يُصطلح عليه بمطرقة الموازنة والتعديل بالنسبة إلى كلّ من لا يضع كلاًّ من الدعاء
أو الصلاة أو القرآن في الموضع المناسب ، ولا يهتم به على قدر ما ينبغي من
الاهتمام.
ومن جملة القرائن الدالّة على القول
السالف ذكره هو أنّ الدعاء ـ الذي يُعتبر روح العبادة ومدعاة لانصياع المرء أمامَ
الحقّ واجتناب نزعة الاستكبار ـ أكثر صعوبة ويستلزم حالاً أشدّ إقبالاً من حال
قراءة القرآن والصلاة. وهذا ما جعل الاهتمام به أقلّ إلاّ عند الخواصّ من المؤمنين.
كانت قراءة القرآن والصلاة موضع اهتمام
أكثر لدى عموم المسلمين ؛ وذلك انطلاقاً من توصيات رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام من جهة ، وفي ضوء
تأكيدات بعض الحكّام والخلفاء الذين كان دافعهم إقحام شعار «حسبنا كتاب اللّه» وتمشيتهِ
ومساع اُخرى من هذا القبيل من جهة اُخرى ، ممّا أدّى إلى أن يغدو الاهتمام بالقرآن
والصلاة أكثر من الاهتمام بالدعاء.
٢ / ٤
سِلاحُ المُؤمِنِ
٥٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ سِلاحَ
المُؤمِنِ الدُّعاءُ.
٥٩. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ سِلاحُ
المُؤمِنِ ، وعَمودُ الدّينِ ، ونورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ.
٦٠. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ سِلاحُ
المُؤمِنِ ، وعَمودُ الدّينِ ، وزَينُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ.
٦١. عنه صلىاللهعليهوآله : قاتِلُوا
العَدُوَّ بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ أسرَعُ فيهِم مِنَ السِّلاحِ.
٦٢. الإمام الصادق عليهالسلام : قالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : ألا أدُلُّكُم
عَلى سِلاحٍ يُنجيكُم مِن أعدائِكُم ، ويُدِرُّ أرزاقَكُم؟ قالوا : بَلى. قالَ : تَدعونَ
رَبَّكُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ؛ فَإِنَّ سِلاحَ المُؤمِنِ الدُّعاءُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٣. الإمام عليّ عليهالسلام : الدُّعاءُ تُرسُ
المُؤمِنِ ، ومَتى تُكثِر قَرعَ البابِ يُفتَح لَكَ.
٦٤. عنه عليهالسلام : نِعمَ السِّلاحُ
الدُّعاءُ.
٦٥. الإمام الصادق عليهالسلام : الدُّعاءُ أنفَذُ
مِنَ السِّنانِ الحَديدِ .
٢ / ٥
سِلاحُ الأَنبِياءِ
وَالأَولِياءِ
٦٦. الإمام عليّ عليهالسلام : الدُّعاءُ سِلاحُ
الأَولِياءِ.
٦٧. الكافي :
عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن بَعضِ أصحابِنا عَنِ الرِّضا عليهالسلام
أنَّهُ كانَ يَقولُ لِأَصحابِهِ : عَلَيكُم بِسِلاحِ الأَنبِياءِ. فَقيلَ : وما
سِلاحُ الأَنبِياءِ؟ قالَ : الدُّعاءُ.
٦٨. الإرشاد عن حارثة بن مضرب
: سَمِعتُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليهالسلام
يَقولُ : لَقَد حَضَرنا بَدرا وما فينا فارِسٌ غَيرُ المِقدادِ بنِ الأَسوَدِ ، ولَقَد
رَأَيتُنا لَيلَةَ بَدرٍ وما فينا إلاّ مَن نامَ غَيرُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَسولِ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله ؛ فَإِنَّهُ كانَ
مُنتَصِبا في أصلِ شَجَرَةٍ يُصَلّي ويَدعو حَتَّى الصَّباحِ.
٦٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله كانَ إذا بَعَثَ
بِسَرِيَّةٍ دَعا لَها.
٢ / ٦
مِنَ القَدَرِ
٧٠. الإمام الباقر عليهالسلام : قالَ رَسولُ اللّه
ِ صلىاللهعليهوآله
وقيلَ لَهُ
: يا رَسولَ اللّه ِ ، رُقىً يُستَشفى بِها هَل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللّه ِ؟ فَقالَ
: إنَّها مِن قَدَرِ اللّه ِ.
٧١. سنن الترمذي عن أبي خزامة عن أبيه
: سَأَلتُ رَسولَ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ِ ، أرَأَيتَ رُقىً نَستَرقيها ودَواءً نَتَداوى بِهِ
وتُقاةً نَتَّقيها ، هَل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللّه ِ شَيئا؟ قالَ : هِيَ مِن
قَدَرِ اللّه ِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّالِثُ :
بركات الدّعاء
٣ / ١
نَجاحُ الحَوائِجِ
الكتاب
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
الحديث
٧٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن نَزَلَت بِهِ
فاقَةٌ فَأَنزَلَها بِالنّاسِ لَم تُسَدَّ فاقَتُهُ ، ومَن نَزَلَت بِهِ فاقَةٌ
فَأَنزَلَها بِاللّه ِ فَيوشِكُ اللّه ُ لَهُ بِرِزقٍ عاجِلٍ أو آجِلٍ.
٧٣. الإمام عليّ عليهالسلام : الدُّعاءُ
مَفاتيحُ النَّجاحِ ، ومَقاليدُ الفَلاحِ ، وخَيرُ الدُّعاءِ ما صَدَرَ عَن صَدرٍ
نَقِيٍّ وقَلبٍ تَقِيٍّ ، وفِي المُناجاةِ سَبَبُ النَّجاةِ ، وبِالإِخلاصِ يَكونُ
الخَلاصُ ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَإِذَا اشتَدَّ
الفَزَعُ فَإِلَى اللّه ِ المَفزَعُ.
٧٤. الإمام الصادق عليهالسلام : عَلَيكُم
بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ المُسلِمينَ لَم يُدرِكوا نَجاحَ الحَوائِجِ عِندَ رَبِّهِم
بِأَفضَلَ مِنَ الدُّعاءِ وَالرَّغبَةِ إلَيهِ ، والتَّضَرُّعِ إلَى اللّه ِ
وَالمَسأَلَةِ لَهُ ، فَارغَبوا فيما رَغَّبَكُمُ اللّه ُ فيهِ ، وأجيبُوا اللّه َ
إلى ما دَعاكُم إلَيهِ ؛ لِتُفلِحوا وتَنجوا مِن عَذابِ اللّه ِ.
٧٥. عنه عليهالسلام : كانَ فيما وَعَظَ
اللّه ُ تَبارَكَ وتَعالى بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليهالسلام
أن قالَ لَهُ : يا عيسى ... إنَّكَ تَفنى وأنَا أبقى ، ومِنّي رِزقُكَ وعِندي
ميقاتُ أجَلِكَ ، وإلَيَّ إيابُكَ وعَلَيَّ حِسابُكَ ، فَسَلني ولا تَسأَل غَيري ،
فَيَحسُنُ مِنكَ الدُّعاءُ ومِنِّي الإِجابَةُ.
٧٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن تَمَنّى شَيئا
وهُوَ للّه ِ عزّ وجل رِضىً ، لَم يَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى يُعطاهُ.
٣ / ٢
مِفتاحُ الرَّحمَةِ
الكتاب
(وَسْئلُواْ اللَّهَ
مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمًا).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ
بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ).
(إِنَّا كُنَّا مِن
قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ).
الحديث
٧٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ مِفتاحُ
الرَّحمَةِ.
٧٨. الإمام عليّ عليهالسلام : الدُّعاءُ مِفتاحُ
الرَّحمَةِ ، ومِصباحُ الظُّلمَةِ.
٧٩. عنه عليهالسلام ـ مِن وَصِيَّتِهِ
لاِبنِهِ الحَسَنِ عليهالسلام
ـ : اِعلَم أنَّ الَّذي بِيَدِهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ قَد أذِنَ لَكَ
فِي الدُّعاءِ ، وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإِجابَةِ ، وأمَرَكَ أن تَسأَلَهُ
لِيُعطِيَكَ وَتستَرحِمَهُ لِيَرحَمَكَ ، ولَم يَجعَل بَينَكَ وبَينَهُ مَن
يَحجُبُكَ عَنهُ ، ولَم يُلجِئكَ إلى مَن يَشفَعُ لَكَ إلَيهِ ... وفَتَحَ لَكَ
بابَ المَتابِ وبابَ الاِستِعتابِ ، فَإِذا نادَيتَهُ سَمِعَ نِداكَ ، وإذا
ناجَيتَهُ عَلِمَ نَجواكَ ، فَأَفضَيتَ إلَيهِ بِحاجَتِكَ وأبثَثتَهُ
ذاتَ نَفسِكَ ، وشَكَوتَ إلَيهِ هُمومَكَ وَاستَكشَفتَهُ كُروبَكَ ، وَاستَعَنتَهُ
عَلى اُمورِكَ وسَأَلتَهُ مِن خَزائِنِ رَحمَتِهِ ما لا يَقدِرُ عَلى إعطائِهِ
غَيرُهُ ؛ مِن زِيادَةِ الأَعمارِ ، وصِحَّةِ الأَبدانِ ، وسَعَةِ الأَرزاقِ ، ثُمَّ
جَعَلَ في يَدَيكَ مَفاتيحَ خَزائِنِهِ ، بِما أذِنَ لَكَ فيهِ مِن مَسأَلَتِهِ ، فَمَتى
شِئتَ استَفتَحتَ بِالدُّعاءِ أبوابَ نِعمَتِهِ ، وَاستَمطَرتَ شَآبيبَ
رَحمَتِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٠. عيسى عليهالسلام ـ في مَواعِظِهِ
لأَصحابِهِ ـ : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ الشَّمسَ نورُ كُلِّ شَيءٍ ، وإنَّ
الحِكمَةَ نورُ كُلِّ قَلبٍ ، وَالتَّقوى رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ ، وَالحَقَّ بابُ
كُلِّ خَيرٍ ، ورَحمَةَ اللّه ِ بابُ كُلِّ حَقٍّ ، ومَفاتيحُ ذلِكَ الدُّعاءُ
وَالتَّضَرُّعُ وَالعَمَلُ ، وكَيفَ يُفتَحُ بابٌ بِغَيرِ مِفتاحٍ؟!
٣ / ٣
السَّلامَةُ مِنَ
الشَّيطانِ
٨١. الإمام عليّ عليهالسلام : أكثِرِ الدُّعاءَ
تَسلَم مِن سَورَةِ
الشَّيطانِ.
٨٢. الإمام الصادق عليهالسلام : قالَ إبليسُ : خَمسَةٌ
لَيسَ لي فيهِنَّ حيلَةٌ وسائِرُ النّاسِ في قَبضَتي : مَنِ اعتَصَمَ بِاللّه ِ
عَن نِيَّةٍ صادِقَةٍ وَاتَّكَلَ عَلَيهِ في جَميعِ اُمورِهِ ، ومَن كَثُرَ
تَسبيحُهُ في لَيلِهِ ونَهارِهِ ، ومَن رَضِيَ لأِخيهِ المُؤمِنِ بِما يَرضاهُ
لِنَفسِهِ ، ومَن لَم يَجزَع عَلَى المُصيبَةِ حينَ تُصيبُهُ ، ومَن رَضِيَ بِما
قَسَمَ اللّه ُ لَهُ ولَم يَهتَمَّ لِرِزقِهِ.
٣ / ٤
حَياةُ القَلبِ
٨٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه َ عزّ
وجل لَيُحيي قَلبَ المُؤمِنِ بِالدُّعاءِ.
راجع
: ميزان الحكمة : القلب / ما يحيي القلب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٥
اُنسٌ فِي الوَحشَةِ
٨٤. فلاح السائل عن جميل بن درّاج
: دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أبي عَبدِ اللّه ِ عليهالسلام
فَقالَ لَهُ : يا سَيِّدي ، عَلَت سِنّي وماتَ أقارِبي ، وأنَا خائِفٌ أن
يُدرِكَنِيَ المَوتُ ولَيسَ لي مَن آنِسُ بِهِ وأرجِعُ إلَيهِ.
فَقالَ لَهُ : إنَّ مِن إخوانِكَ
المُؤمِنينَ مَن هُوَ أقرَبُ نَسَبا أو سَبَبا ، واُنسُكَ بِهِ خَيرٌ مِن اُنسِكَ
بِقَريبٍ ، ومَعَ هذا فَعَلَيكَ بِالدُّعاءِ.
٣ / ٦
التَّقَرُّبُ إلَى
اللّه ِ
٨٥. الإمام عليّ عليهالسلام : التَّقَرُّبُ إلَى
اللّه ِ تَعالى بِمَسأَلَتِهِ ، وإلَى النّاسِ بِتَركِها.
٨٦. عنه عليهالسلام : الحُظوَةُ عِندَ
الخالِقِ بِالرَّغبَةِ فيما لَدَيهِ. الحُظوَةُ عِندَ المَخلوقِ بِالرَّغبَةِ
عَمّا في يَدَيهِ.
٣ / ٧
رَدُّ القَضاءِ
٨٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لأِنَسِ بنِ مالِكٍ
ـ : يا أنَسُ ، أكثِر مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ
المُبرَمَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٨. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ جُندٌ
مِن أجنادِ اللّه ِ مُجَنَّدٌ ، يَرُدُّ القَضاءَ بَعدَ أن يُبرَمَ.
٨٩. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ البَلاءَ
يَتَعَلَّقُ بَينَ السَّماءِ والأَرضِ مِثلَ القَناديلِ ، فَإِذا سَأَلَ العَبدُ
رَبَّهُ العافِيَةَ صَرَفَ
اللّهُ تَعالَى البَلاءَ عَنهُ وقَد اُبرِمَ لَهُ إبراما.
٩٠. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَرُدُّ
القَضاءَ إلاَّ الدُّعاءُ.
٩١. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ الحَذَرَ لا
يُنجي مِنَ القَدَرِ ، ولكِن يُنجي مِنَ القَدَرِ الدُّعاءُ ، فَتَقَدَّموا فِي
الدُّعاءِ قَبلَ أن يَنزِلَ بِكُمُ البَلاءُ ، إنَّ اللّهَ يَدفَعُ بِالدُّعاءِ ما
نَزَلَ مِنَ البَلاءِ وما لَم يَنزِل.
٩٢. الدعاء عن عبادة بن الصامت
: اُتِيَ رَسولُ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله
وهُوَ قاعِدٌ فِي ظِلِّ الحَطي
بِمَكَّةَ ، فَقيلَ : يا رَسولَ اللّه ِ ، اُتِيَ عَلى مالِ أبي فُلانٍ بِسَيفِ
البَحرِ
فَذَهَبَ. فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله
: ما تَلَفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلاّ بِمَنعِ الزَّكاةِ ، فَحَرِّزوا
أموالَكُم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالزَّكاةِ ، وداووا
مَرضاكُم بِالصَّدَقَةِ ، وَادفَعوا عَنكُم طَوارِقَ البَلاءِ بِالدُّعاءِ ، فَإِنَّ
الدُّعاءَ يَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم يَنزِل ؛ ما نَزَلَ يَكشِفُهُ وما لَم
يَنزِل يَحبِسُهُ.
٩٣. الإمام عليّ عليهالسلام : الدُّعاءُ يَرُدُّ
القَضاءَ المُبرَمَ فَاتَّخِذوهُ عُدَّةً.
٩٤. الإمام زين العابدين عليهالسلام : الدُّعاءُ يَدفَعُ
البَلاءَ النّازِلَ وما لَم يَنزِل.
٩٥. الكافي عن حمّاد بن عثمان
: سَمِعتُهُ
يَقولُ : إنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ ، يَنقُضُهُ
كَما يُنقَضُ السِّلكُ وقَد اُبرِمَ إبراما.
٩٦. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ
القَضاءَ وقد نَزَلَ مِنَ السَّماءِ وقَد اُبرِمَ إبراما.
٩٧. الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليهالسلام ، قا قالَ لي : ألا
أدُلُّكَ عَلى شَيءٍ لَم يَستَثنِ
فيهِ رَسولُ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله؟
قُلتُ : بَلى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : الدُّعاءُ ، يَرُدُّ القَضاءَ وقد
اُبرِمَ إبراما ـ وضَمَّ أصابِعَهُ ـ.
٩٨. دعائم الإسلام
: رُوِّينا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبيهِ عَن آبائِهِ عليهمالسلام أنَّهُ سُئِلَ عَن
قَولِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
فِي الحَبَّةِ السَّوداءِ ، فَقالَ : قَد قالَ ذلِكَ. قيلَ : وما قالَ؟ قالَ : فيها
شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ إلاَّ السّامَ ـ يَعنِي المَوتَ.
ثُمَّ قالَ عليهالسلام لِلسّائِلِ : ألا
أدُلُّكَ عَلى ما لَم يَستَثنِ فيهِ رَسولُ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله؟
قالَ : بَلى.
قالَ : الدُّعاءُ ؛ فَإِنَّهُ يَرُدُّ
القَضاءَ وقد اُبرِمَ إبراما ـ وضَمَّ أصابِعَهُ مِن كَفَّيهِ جَميعا وجَمَعَهُما
جَميعا واحِدَةً إلَى الاُخرى ـ.
٩٩. تفسير العيّاشي عن عمّار بن موسى عن
الإمام الصادق قال سُئِلَ عَن قَولِ
اللّه ِ : (يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ
وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَبِ)
، قالَ : إنَّ ذلِكَ
الكِتابَ كِتابٌ يَمحُو اللّه ُ فيهِ ما يَشاءُ ويُثبِتُ ، فَمِن ذلِكَ الَّذي يَرُدُّ
الدُّعاءُ القضاءَ ، وذلِكَ الدُّعاءُ مَكتوبٌ عَلَيهِ : الَّذي يُرَدُّ بِهِ
القَضاءُ ، حَتّى إذا صارَ إلى اُمِّ الكِتابِ لَم يُغنِ الدُّعاءُ فيهِ شَيئا.
١٠٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : عَلَيكُم
بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ للّه ِ وَالطَّلَبَ إلَى اللّه ِ يَرُدُّ
البَلاءَ وقد قُدِّرَ وقُضِيَ ولَم يَبقَ إلاّ إمضاؤُهُ ، فَإِذا دُعِيَ اللّه ُ
عزّ وجل وسُئِلَ صَرفَ البَلاءِ صَرَفَهُ ٥.
١٠١. الكافي عن عمر بن يزيد
: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليهالسلام
يَقولُ : إنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ ما قَد قُدِّرَ وما لَم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُقَدَّر.
قُلتُ : ما قَد قُدِّرَ عَرَفتُهُ ، فَما
لَم يُقَدَّر؟ قالَ : حَتّى لا يَكونَ.
راجع
: العنوان الآتي (دفع البلاء).
٣ / ٨
دَفعُ البَلاءِ
١٠٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله :
الدُّعاءُ يَنفَعُ مِنَ البَلاءِ ، قالَ اللّه ُ عزّ وجل : (إِلاَّ
قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ)
لَمّا دَعَوا.
١٠٣. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ الحَذَرَ لا
يَرُدُّ القَضاءَ ، ولكِنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ ، قالَ اللّه ُ تَعالى : (إِلاَّ
قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْىِ فِى
الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَهُمْ إِلَى حِينٍ).
١٠٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِستَقبِلُوا
البَلاءَ بِالدُّعاءِ.
١٠٥. عنه صلىاللهعليهوآله : اِدفَعُوا
البَلاءَ بِالدُّعاءِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٦. عنه صلىاللهعليهوآله : اِدفَعوا أبوابَ
البَلاءِ بِالدُّعاءِ.
١٠٧. عنه صلىاللهعليهوآله : اِدفَعوا أمواجَ
البَلاءِ بِالدُّعاءِ.
١٠٨. عنه صلىاللهعليهوآله : أعِدّوا لِلبَلاءِ
الدُّعاءَ.
١٠٩. عنه صلىاللهعليهوآله : رُدّوا نائِبَةَ
البَلاءِ بِالدُّعاءِ.
١١٠. جامع الأخبار
: قال النبيّ صلىاللهعليهوآله
: إذا ظَهَرَت في اُمَّتي عَشرُ خِصالٍ عاقَبَهُمُ اللّه ُ بِعَشرِ خِصالٍ. قيلَ :
وما هِيَ يا رَسولَ اللّه ِ؟ قالَ : إذا قَلَّلُوا الدُّعاءَ نَزَلَ البَلاءُ ....
١١١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا قَلَّ
الدُّعاءُ نَزَلَ البَلاءُ.
١١٢. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يُغني حَذَرٌ
مِن قَدَرٍ ، وَالدُّعاءُ يَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم يَنزِل ، وإنَّ
البَلاءَ لَيَنزِلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَيَتَلَقّاهُ
الدُّعاءُ فَيَعتَلِجانِ
إلى يَومِ القِيامَةِ.
١١٣. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ البَلاءَ
لَيَتَسَبَّبُ إلَى العَبدِ ، فَيَسأَلُ رَبَّهُ العافِيَةَ ويَذكُرُهُ ، فَيُبقِي
العافِيَةَ ، وَالدُّعاءُ
وَالبَلاءُ يَتَوافَقانِ إلى يَومِ القِيامَةِ.
١١٤. الإمام زين العابدين عليهالسلام : إنَّ الدُّعاءَ
وَالبَلاءَ لَيَتَرافَقانِ
إلى يَومِ القِيامَةِ ، إنَّ الدُّعاءَ لَيَرُدُّ البَلاءَ وقد اُبرِمَ إبراما .
١١٥. الإمام الكاظم عليهالسلام : إنَّ الدُّعاءَ
يَستَقبِلُ البَلاءَ ، فَيَتَوافَقانِ إلى يَومِ القِيامَةِ.
١١٦. الإمام عليّ عليهالسلام : اِدفَعوا أمواجَ
البَلاءِ عَنكُم بِالدُّعاءِ قَبلَ وُرودِ البَلاءِ ، فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ
وبَرَأَ النَّسَمَةَ
لَلبَلاءُ أسرَعُ إلَى المُؤمِنِ مِنِ انحِدارِ السَّيلِ مِن أعلَى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التَّلعَةِ
إلى أسفَلِها ، ومِن رَكضِ البَراذينِ .
١١٧. عنه عليهالسلام : إنَّ للّه ِ
سُبحانَهُ سَطَواتٍ ونَقِماتٍ ، فَإِذا نَزَلَت بِكُم فَادفَعوها بِالدُّعاءِ ؛
فَإِنَّهُ لا يَدفَعُ البَلاءَ إلاَّ الدُّعاءُ.
١١٨. عنه عليهالسلام : مَن سَرَّهُ أن
يُكشَفَ عَنهُ البَلاءُ ، فَليُكثِر مِنَ الدُّعاءِ.
١١٩. عنه عليهالسلام : ما زالَت نِعمَةٌ
ولا نَضارَةُ عَيشٍ إلاّ بِذُنوبٍ اجتَرَحوا
، إنَّ اللّه َ لَيسَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ ، ولَو أنَّهُمُ استَقبَلوا ذلِكَ
بِالدُّعاءِ وَالإِنابَةِ لَم تَزُل ، ولَو أنَّهُم إذا نَزَلَت بِهِمُ النِّقَمُ
وزالَت عَنهُمُ النِّعَمُ فَزِعوا إلَى اللّه ِ عزّ وجل بِصِدقٍ مِن نِيّاتِهِم ، ولَم
يَهِنوا ولَم يُسرِفوا ، لَأَصلَحَ اللّه ُ لَهُم كُلَّ فاسِدٍ ، ولَرَدَّ
عَلَيهِم كُلَّ صالِحٍ.
١٢٠. عنه عليهالسلام : بِالدُّعاءِ
تُصرَفُ البَلِيَّةُ.
١٢١. عنه عليهالسلام : بِالدُّعاءِ
يُستَدفَعُ البَلاءُ.
١٢٢. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّه َ عزّ
وجل لَيَدفَعُ بِالدُّعاءِ الأَمرَ الَّذي عَلِمَهُ أن يُدعى لَهُ فَيَستَجيبُ ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولَولا ما وُفِّقَ
العَبدُ مِن ذلِكَ الدُّعاءِ لَأَصابَهُ مِنهُ ما يَجُثُّهُ
مِن جَديدِ الأَرضِ.
١٢٣. عنه عليهالسلام : ما رَدَّ اللّه ُ
العَذابَ إلاّ عَن قَومِ يونُسَ ... فَلَمّا كانَ في ذلِكَ اليَومِ نَزَلَ
العَذابُ. فَقالَ العالِمُ لَهُم : يا قَومِ افزَعوا إلَى اللّه ِ فَلَعَلَّهُ
يَرحَمُكُم ويَرُدُّ العَذابَ عَنكُم.
فَقالوا : كَيفَ نَصنَعُ؟ قالَ : اِجتَمِعوا
وَاخرُجوا إلَى المَفازَةِ
وفَرِّقوا بَينَ النِّساءِ وَالأَولادِ ، وبَينَ الإِبِلِ وأولادِها ، وبَينَ
البَقَرِ وأولادِها ، وبَينَ الغَنَمِ وأولادِها ، ثُمَّ ابكوا وَادعوا ، فَذَهَبوا
وفَعَلوا ذلِكَ وضَجّوا وبَكَوا ، فَرَحِمَهُمُ اللّه ُ وصَرَفَ عَنهُمُ العَذابَ
وفَرَّقَ العَذابَ عَلَى الجِبالِ.
١٢٤. تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن الإمام
الصادق عليهالسلام
لَمّا أظَلَّ قَومَ يونُسَ العَذابُ ، دَعَوُا اللّه َ فَصَرَفَهُ عَنهُم.
قُلتُ : كَيفَ ذلِكَ؟ قالَ : كانَ فِي
العِلمِ أنَّهُ يَصرِفُهُ عَنهُم.
١٢٥. الكافي عن هشام بن سالم عن الإمام
الصادق عليهالسلام
هَل تَعرِفونَ طولَ البَلاءِ مِن قِصَرِهِ؟ قُلنا : لا. قالَ : إذا اُلهِمَ
أحَدُكُمُ الدُّعاءَ عِندَ البَلاءِ فَاعلَموا أنَّ البَلاءَ قَصيرٌ.
١٢٦. الإمام الكاظم عليهالسلام : ما مِن بَلاءٍ
يَنزِلُ عَلى عَبدٍ مُؤمِنٍ فَيُلهِمُهُ اللّه ُ عزّ وجل الدُّعاءَ ، إلاّ كانَ
كَشفُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذلِكَ البَلاءِ
وَشيكا
، وما مِن بَلاءٍ يَنزِلُ عَلى عَبدٍ مُؤمِنٍ فَيُمسِكُ عَنِ الدُّعاءِ إلاّ كانَ
ذلِكَ البَلاءُ طَويلاً ؛ فَإذا نَزَلَ البَلاءُ فَعَلَيكُم بِالدُّعاءِ
وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللّه ِ عزّ وجل.
١٢٧. داوود عليهالسلام : إنَّ للّه ِ
سَطَواتٍ ونَقِماتٍ ، فَإِذا رَأَيتُموها فَداووا قُروحَكُم بِالدُّعاءِ ، فَإِنَّ
اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : لَولا رِجالٌ خُشَّعٌ ، وصِبيانٌ رُضَّعٌ ، وبَهائِمُ
رُتَّعٌ
؛ لَصَبَبتُ عَلَيكُمُ العَذابَ صَبّا.
راجع
: ص ٥١ (ردّ القضاء).
٣ / ٩
الشِّفاءُ مِن كُلِّ
داءٍ
١٢٨. الكافي عن علاء بن كامل
: قالَ لي أبو عَبدِ اللّه ِ عليهالسلام
: عَلَيكَ بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ.
١٢٩. فلاح السائل عن محمّد بن مسلم
: قُلتُ لأِبي جَعفَرٍ عليهالسلام
: قالَ رَسولُ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله
في هذِهِ الحَبَّةِ السَّوداءِ : «فيها شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ إلاَّ السّامَ»؟ فَقالَ
: نَعَم. ثُمَّ قالَ : ألا اُخبِرُكَ بِما فيهِ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ وسامٍ؟ قُلتُ
: بَلى. قالَ : الدُّعاءُ.
راجع
: موسوعة الأحاديث الطبيّة : واجبات المريض / الدعاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الرّابِعُ
الاستنكاف عن الدّعاء
والتّواني فيه
٤ / ١
التَّحذيرُ مِن تَركِ
الدُّعاءِ
الكتاب
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
(قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ
بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ).
الحديث
١٣٠. الإمام عليّ عليهالسلام : أربَعٌ لِلمَرءِ
لا عَلَيهِ : الإِيمانُ وَالشُّكرُ ... وَالاِستِغفارُ ... وَالدُّعاءُ ؛
فَإِنَّهُ قالَ تَعالى] : (قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ
بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ).
١٣١. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ
لِوَداعِ شَهرِ رَمَضانَ ـ : اللّهُمَّ ... وأنتَ الَّذي دَلَلتَهُم ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقُلتَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ)
فَسَمَّيتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وتَركَهُ استِكبارا ، وتَوَعَّدتَ عَلى تَركِهِ
دُخولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ.
١٣٢. الإمام الصادق عليهالسلام : اُدعُ ولا تَقُل :
قَد فُرِغَ مِنَ الأَمرِ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ هُوَ العِبادَةُ ؛ إنَّ اللّه َ عزّ
وجل يَقولُ : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ، وقالَ : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
١٣٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : تَركُ الدُّعاءِ
مَعصِيَةٌ.
١٣٤. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن لَم يَدعُ
اللّه َ غَضِبَ اللّه ُ عَلَيهِ.
١٣٥. عنه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه ُ
تَعالى : مَن لا يَدعوني أغضَبُ عَلَيهِ.
١٣٦. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه َ عزّ
وجل يُمسِكُ عَن عَبدِهِ الخَيرَ الكَثيرَ ، ويَقولُ : لا اُعطي عَبدي حَتّى
يَسأَلَني.
١٣٧. عنه صلىاللهعليهوآله : يَخرُجُ مِنَ
النّارِ رَجُلٌ فَيَقولُ لَهُ رَبُّهُ تَعالى : ما تُعطيني إن أخرَجتُكَ؟ فَيَقولُ
: يا رَبِّ! اُعطيكَ ما تَسأَ لُني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَيَقولُ لَهُ : كَذَبتَ ، وعِزَّتي! قَد
سَأَلتُكَ ما هُوَ أهوَنُ مِن ذلِكَ فَلَم تُعطِني ؛ سَأَلتُكَ أن تَسأَلَني
فَاُعطِيَكَ ، وتَدعُوَني فَأَستَجيبَ لَكَ ، وتَستَغفِرَني فَأَغفِرَ لَكَ.
١٣٨. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في بَيانِ
مُحاوَرَةِ اللّه ِ تَعالَى الأَغنِياء : ثُمَّ يُدعى بِالكافِرِ الفَقيرِ
فَيَقولُ : يَابنَ آدَمَ ، ما فَعَلتَ فيما أمَرتُكَ؟
فَيَقولُ : اِبتَلَيتَني بِبَلاءِ
الدُّنيا حَتّى أنسَيتَني ذِكرَكَ وشَغَلتَني عَمّا خَلَقتَني لَهُ.
فَيَقولُ لَهُ : فَهَلاّ دَعَوتَني
فَأَرزُقَكَ ، وسَأَلتَني فاُعطِيَكَ؟ فَإِن قالَ : يا رَبِّ نَسيتُ ، هَلَكَ ، وإن
قالَ : لَم أدرِ ما أنتَ ، هَلَكَ. فَيَقولُ لَهُ : لَو تَعلَمُ ما لَكَ عِندي
لَبَكَيتَ كَثيرا.
١٣٩. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن لَم يَسأَلِ
اللّه َ عزّ وجل مِن فَضلِهِ فَقَدِ افتَقَرَ.
٤ / ٢
ذَمُّ المَلالِ مِنَ
الدُّعاءِ
١٤٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا تَمَلّوا مِنَ
الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّكُم لا تَدرونَ مَتى يُستَجابُ لَكُم.
١٤١. عدّة الداعي
: وَرَدَ فِي الوَحيِ القَديمِ : ولا تَمَلَّ مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنّي لا أمَلُّ
مِنَ الإِجابَةِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ٣
ذَمُّ العَجزِ عَنِ
الدُّعاءِ
١٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ أعجَزَ
النّاسِ مَن عَجَزَ عَنِ الدُّعاءِ.
١٤٣. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَعجِزوا فِي
الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَهلِكُ مَعَ الدُّعاءِ أحَدٌ.
١٤٤. الإمام عليّ عليهالسلام : قالَ رَسولُ اللّه
ِ صلىاللهعليهوآله
: لا تَعجِزوا عَنِ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ اللّه َ أنزَلَ عَلَيَّ : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ِ ، رَبُّنا
يَسمَعُ الدُّعاءَ؟ أم كَيفَ ذلِكَ؟ فَأَنزَلَ اللّه ُ : (وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ).
٤ / ٤
ذَمُّ مَن لا يَدعو
إلاّ عِندَ نُزولِ البَلاءِ
الكتاب
(قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ
إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ
تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا
تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم
مِّن ظُلُمَتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ
أَنجَانَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّـكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم
مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ).
(وَإِذَا مَسَّ
الاْءِنسَـنَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا
كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَ
لِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
(هُوَ الَّذِى
يُسَيِّرُكُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِى الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ
بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ
الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ
اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ
مِنَ الشَّـكِرِينَ * فَلَمَّا أَنجَـاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِى الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ).
(وَمَا بِكُم مِّن
نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئرُونَ *
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ
يُشْرِكُونَ).
(وَإِذَا مَسَّكُمُ
الضُّرُّ فِى الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّـاكُمْ
إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الاْءِنسَـنُ كَفُورًا).
(فَإِذَا رَكِبُواْ
فِى الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّـاهُمْ إِلَى
الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ بِمَا ءَاتَيْنَـهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ).
(وَإِذَا مَسَّ
النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم
مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ
بِمَا ءَاتَيْنَـهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَإِذَا غَشِيَهُم
مَّوْجٌ كَالظُّـلَلِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا
نَجَّـاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِـايَـتِنَا
إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ).
(وَإِذَا مَسَّ
الاْءِنسَـنَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ
نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُواْ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ
لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً
إِنَّكَ مِنْ أَصْحَـبِ النَّارِ).
(فَإِذَا مَسَّ
الاْءِنسَـنَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَـهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمِ بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ).
(لاَّ يَسْئمُ
الاْءِنسَـنُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئوسٌ قَنُوطٌ ...
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الاْءِنسَـنِ أَعْرَضَ وَنَئا بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ
الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ).
الحديث
١٤٥. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ
أن يَعِظَهُ ـ : لا تَكُن مِمَّن ... يُعجَبُ بِنَفسِهِ إذا عُوفِيَ ، ويَقنَطُ
إذَا ابتُلِيَ ، إن أصابَهُ بَلاءٌ دَعا مُضطَرّا ، وإن نالَهُ رَخاءٌ أعرَضَ
مُغتَرّا.
١٤٦. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ في مُناجاتِهِ ـ :
إلهي ... لا تَجعَلني مِمَّن يُبطِرُهُ الرَّخاءُ ، ويَصرَعُهُ البَلاءُ ؛ فَلا
يَدعوكَ إلاّ عِندَ حُلولِ نازِلَةٍ ، ولا يَذكُرُكَ إلاّ عِندَ وُقوعِ جائِحَةٍ
، فَيُصرَعُ لَكَ خَدُّهُ ، وتُرفَعُ بِالمَسأَلَةِ إلَيكَ يَدُهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٧. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ جَدّي يَقولُ
: تَقَدَّموا فِي الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ العَبدَ إذا كانَ دَعّاءً فَنَزَلَ بِهِ
البَلاءُ فَدَعا ، قيلَ : صَوتٌ مَعروفٌ ، وإذا لَم يَكُن دَعّاءً فَنَزَلَ بِهِ
بَلاءٌ فَدَعا ، قيلَ : أينَ كُنتَ قَبلَ اليَومِ؟!
١٤٨. عنه عليهالسلام : مَن تَقَدَّمَ فِي
الدُّعاءِ استُجيبَ لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ ، وقالَتِ المَلائِكَةُ : صَوتٌ
مَعروفٌ ولَم يُحجَب عَنِ السَّماءِ. ومَن لَم يَتَقَدَّم فِي الدُّعاءِ لَم
يُستَجَب لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ ، وقالَتِ المَلائِكَةُ : إنَّ ذَا
الصَّوتَ لا نَعرِفُهُ.
١٤٩. عنه عليهالسلام : إذا دَعَا العَبدُ
فِي البَلاءِ ولَم يَدعُ فِي الرَّخاءِ حَجَبَتِ المَلائِكَةُ صَوتَهُ ، وقالوا : هذا
صَوتٌ غَريبٌ ، أينَ كُنتَ قَبلَ اليَومِ؟!
١٥٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : كانَ عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ عليهالسلام
يَقولُ : الدُّعاءُ بَعدَما يَنزِلُ البَلاءُ لا يُنتَفَعُ بِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفَصلُ الثّاني
آداب الدّعاء
البابُ الأَوَّلُ
ما ينبغي قبل الدّعاء
أحاديث هذا الباب تفضّل للداعي أن
يتوضّأ قبل الدعاء ، ويتوجّه إلى القبلة ويصلّي ركعتين ثمّ يطلب من اللّه تعالى
حاجته. وكذلك عملُ الصالحات قبل الدعاء مؤثّر في إجابته. وكأنّ درجة هذه الأعمال
الصالحة قبل الدعاء أوطأ من الوفاء بالعهد الإلهيّ ، إذ قال سبحانه : (وَأَوْفُواْ
بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)
. وحريّ بالقول أنّ
الأحاديث وإن لم تنصّ على استقبال القبلة أدبا قبل الدعاء لكنّ الإشارة إلى ذلك
وردت في سياق أحاديث كثيرة.
١ / ١
التَّوَضُّؤُ
١٥١. الإمام الحسن عليهالسلام ـ أنَّهُ كانَ
يَقولُ ـ : يَابنَ آدَمَ! مَن مِثلُكَ وقد خَلّى رَبُّكَ بَينَهُ وبَينَكَ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَتى شِئتَ أن
تَدخُلَ إلَيهِ تَوَضَّأتَ وقُمتَ بَينَ يَدَيهِ ، ولَم يَجعَل بَينَكَ وبَينَهُ
حِجابا ولا بَوّابا ، تَشكو إلَيهِ هُمومَكَ وفاقَتَكَ ، وتَطلُبُ مِنهُ
حَوائِجَكَ ، وتَستَعينُهُ عَلى اُمورِكَ.
راجع
: ص ١٦٨ ح ٤٧٣.
١ / ٢
اِستِقبالُ القِبلَةِ
١٥٢. سنن النسائي عن اُمّ عبد الرحمن بن طارق
بن علقمة : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله كانَ إذا جاءَ
مَكانا في دارِ يَعلَى
استَقبَلَ القِبلَةَ ودَعا.
١٥٣. المعجم الأوسط عن يزيد بن عامر
: إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله
أقبَلَ ومَعَهُ نَفَرٌ حَتّى وَقَفَ عَلَى القَرنِ
دونَ المُرَيطاءِ ، رافِعا يَدَيهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ يَدعو.
١ / ٣
رَكعَتانِ مِنَ
الصَّلاةِ
١٥٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن تَوَضَّأَ
فَأَحسَنَ الوُضوءَ ثُمَّ صَلّى رَكعَتَينِ ، فَدَعا رَبَّهُ كانَت دَعوَتُهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُستَجابَةً ؛
مُعَجَّلَةً أو مُؤَخَّرَةً.
١٥٥. عنه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّهٌ
تَعالى : مَن أحدَثَ ولَم يَتَوَضَّأ فَقَد جَفاني ، ومَن أحدَثَ وتَوَضَّأَ ولَم
يُصَلِّ رَكعَتَينِ ولَم يَدعُني فَقَد جَفاني ، ومَن أحدَثَ وتَوَضَّأَ وصَلّى
رَكعَتَينِ ودَعاني فَلَم اُجِبهُ فيما يَسأَلُ عَن أمرِ دينِهِ ودُنياهُ فَقَد
جَفَوتُهُ ، ولَستُ بِرَبٍّ جافٍ.
١٥٦. الإمام الصادق عليهالسلام ـ لِمِسمَعٍ ـ : يا
مِسمَعُ ، ما يَمنَعُ أحَدَكُم إذا دَخَلَ عَلَيهِ غَمٌّ مِن غُمومِ الدُّنيا أن
يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَدخُلَ مَسجِدَهُ ويَركَعَ رَكعَتَينِ فَيَدعُوَ اللّهَ فيهِما؟
أما سَمِعتَ اللّهَ يَقولُ : (وَاسْتَعِينُواْ
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ)
؟
١٥٧. عنه عليهالسلام : مَن تَوَضَّأَ
فَأَحسَنَ الوُضوءَ وصَلّى رَكعَتَينِ فَأَتَمَّ رُكوعَهُما وسُجودَهُما ، ثُمَّ
جَلَسَ فَأَثنى عَلَى اللّهِ عز وجل وصَلّى عَلى رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ سَأَلَ
اللّهَ حاجَتَهُ فَقَد طَلَبَ الخَيرَ في مَظانِّهِ ، ومَن طَلَبَ الخَيرَ في
مَظانِّهِ لَم يَخِب.
١٥٨. عنه عليهالسلام : إذا كانَت لَكَ
حاجَةٌ فَتَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ احمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ وَاذكُر
مِن آلائِهِ
، ثُمَّ ادعُ تُجَب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٩. عنه عليهالسلام ـ فِي الرَّجُلِ
يَحزُنُهُ الأَمرُ أو يُريدُ الحاج : يُصَلّي رَكعَتَينِ يَقرَأُ في إحداهُما (قُل
هُوَ اللّهٌ أحَدٌ)
ألفَ مَرَّةٍ ، وفِي الاُخرى مَرَّةً ، ثُمَّ يَسأَلُ حاجَتَهُ.
١٦٠. عنه عليهالسلام : مَن جاعَ
فَليَتَوَضَّأ وَليُصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ يَقولُ : يا رَبِّ إنّي جائِعٌ
فَأَطعِمني ، فَإِنَّهُ يُطعَمُ مِن ساعَتِهِ.
١ / ٤
تَقديمُ صَلاةٍ أو
صَدَقَةٍ أو خَيرٍ أو ذِكرٍ
١٦١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا أرَدتَ أن
تَدعُوَ اللّهَ
فَقَدِّم صَلاةً أو صَدَقَةً ، أو خَيرا أو ذِكرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّاني :
ما يستفتح به الدّعاء
٢ / ١
البَسمَلَةُ
١٦٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا يُرَدُّ دُعاءٌ
أوَّلُهُ : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
١٦٣. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ
تَعاطاهُ فَقالَ : (بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
وهُوَ مُخلِصٌ للّهِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لَم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ
: إمّا بُلوغِ حاجَتِهِ فِي الدُّنيا ، وإمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ
ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وأبقى لِلمُؤمِنينَ.
٢ / ٢
الحَمدُ وَالثَّناءُ
١٦٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن قالَ : (الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ)
ـ أربَعَ مَرّاتٍ ، قالَ اللّهٌ عز وجل : سَل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُعطَهُ.
١٦٥. مكارم الأخلاق عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ كُلَّ دُعاءٍ
لا يَكونُ قَبلَهُ تَمجيدٌ فَهُوَ أبتَرُ ، إنَّمَا التَّمجيدُ ثُمَّ الدُّعاءُ.
قُلتُ
: ما أدنى ما يُجزِئُ مِنَ التَّمجيدِ؟
قالَ صلىاللهعليهوآله
: قُل : اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ
بَعدَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الظّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الباطِنُ فَلَيسَ
دونَكَ شَيءٌ ، وأنتَ العَزيزُ الحَكيمُ.
١٦٦. تنبيه الغافلين عن ميمونة بنت سعد خادمة
رسول اللّه مَرَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بِسَلمانَ وهُوَ
يَدعو في دُبُرِ الصَّلاةِ.
فَقالَ : يا سَلمانُ ألَكَ حاجَةٌ إلى
رَبِّكَ؟ قالَ : نَعَم يا رَسولَ اللّهِ.
قالَ : فَقَدِّم بَينَ يَدَي دُعائِكَ
ثَناءً عَلى رَبِّكَ ، وصِفهُ كَما وَصَفَ نَفسَهُ ، وسَبِّحهُ تَسبيحا وتَحميدا
وتَهليلاً. فَقالَ سَلمانُ : وكَيفَ اُقَدِّمُ ثَناءً يا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ : تَقرَأُ فاتِحَةَ الكِتابِ
ثَلاثا ، فَإِنَّها ثَناءُ اللّهِ تَعالى. قالَ : فَكَيفَ أصِفُهُ؟
قالَ : تَقرَأُ سورَةَ الصَّمَدِ ثَلاثا
فَإِنَّها صِفَةُ اللّهِ ، وَصَفَ بِها نَفسَهُ. قالَ : فَكَيفَ اُسَبِّحُ؟
قالَ : قُل : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ
للّهِ ولا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَكَ.
١٦٧. الإمام عليّ عليهالسلام : السُّؤالُ بَعدَ
المَدحِ ، فَامدَحُوا اللّهَ عز وجل ثُمَّ اسأَ لُوا الحَوائِجَ. أثنوا عَلَى
اللّهِ عز وجل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَامدَحوهُ قَبلَ
طَلَبِ الحَوائِجِ.
١٦٨. عنه عليهالسلام : لا قِراءَةَ في
رُكوعٍ ولا سُجودٍ ، إنَّما فيهِمَا المِدحَةُ للّهِ عز وجل ثُمَّ المَسأَلَةُ ، فَابتَدِئوا
قَبلَ المَسأَلَةِ بِالمِدحَةِ للّهِ عز وجل ثُمَّ اسأَلوا بَعدُ.
١٦٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ في كِتابِ
عَلِيٍّ عليهالسلام
: إنَّ الثَّناءَ عَلَى اللّهِ وَالصَّلاةَ عَلى رَسولِهِ قَبلَ المَسأَلَةِ ، وإنَّ
أحَدَكُم لَيَأتِي الرَّجُلَ يَطلُبُ الحاجَةَ فَيُحِبُّ أن يَقولَ لَهُ خَيرا
قَبلَ أن يَسأَلَهُ حاجَتَهُ.
١٧٠. الكافي عن محمّد بن مسلم عن الإمام
الصادق عليهالسلام
إنَّ في كِتابِ أميرِ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : «إنَّ المِدحَةَ
قَبلَ المَسأَلَةِ ، فَإِذا دَعَوتَ اللّهَ عز وجل فَمَجِّدهُ». قُلتُ : كَيفَ
اُمَجِّدُهُ؟ قالَ : تَقولُ : يا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ ، يا
فَعّالاً لِما يُريدُ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ ، يا مَن هُوَ
بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن هُوَ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ.
١٧١. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا أرَدتَ أن
تَدعُوَ فَمَجِّدِ اللّهَ عز وجل ، وَاحمَدهُ ، وَسَبِّحهُ ، وهَلِّلهُ ، وأثنِ
عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ ، ثُمَّ سَل تُعطَ.
١٧٢. عنه عليهالسلام : إيّاكُم إذا أرادَ
أحَدُكُم أن يَسأَلَ مِن رَبِّهِ شَيئا مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ حَتّى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَبدَأَ بِالثَّناءِ
عَلَى اللّهِ عز وجل وَالمَدحِ لَهُ ، وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ يَسأَلَ
اللّهَ حَوائِجَهُ.
١٧٣. الدعاء المأثور وآدابه
: إنَّ رَجُلاً قالَ لِجَعفَرٍ الصّادِقِ عليهالسلام
: عَلِّمني دُعاءً أرجو إجابَتَهُ. قالَ : أكثِر مِن حَمدِ اللّهِ سُبحانَهُ ، وَادعُهُ
بِما شِئتَ.
فَقالَ الرَّجُلُ : ومَا الحَمدُ مِنَ
الدُّعاءِ؟
فَقالَ : إنَّ جَميعَ مَن فِي الأَرضِ
مِنَ المُسلِمينَ يَدعونَ لَيلَهُم ونَهارَهُم أن يَستَجيبَ لِلحامِدينَ ، فَما
ظَنُّكَ بِمَن يَشفَعُ لَهُ عِندَ اللّهِ جَميعُ المُسلِمينَ؟
قالَ : وكَيفَ ذلِكَ؟
قال : ألَيسَ يَقولونَ في كُلِّ رَكعَةٍ
يَركَعونَها : سَمِعَ اللّهٌ لِمَن حَمِدَهُ؟ فَعَلَيكَ بِحَمدِ اللّهِ عز وجل
يَستَجِبِ اللّهٌ دُعاءَكَ.
٢ / ٣
الإِقرارُ بِالذَّنبِ
١٧٤. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّما هِيَ
المِدحَةُ ، ثُمَّ الثَّناءُ ، ثُمَّ الإِقرارُ بِالذَّنبِ ، ثُمَّ المَسأَلَةُ ؛
إنَّهُ وَاللّهِ ـ ما خَرَجَ عَبدٌ مِن ذَنبٍ إلاّ بِالإِقرارِ.
١٧٥. الكافي عن عثمان بن عيسى عمّن حدّثه عن
الإمام الصادق عليهالسلام قال :
قُلتُ : آيَتانِ في كِتابِ اللّهِ عز وجل أطلُبُهُما فَلا أجِدُهُما. قالَ : وما
هُما؟ قُلتُ : قَولُ اللّهِ عز وجل : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ)
فَنَدعوهُ ولا نَرى إجابَةً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : أفَتَرَى اللّهَ عز وجل أخلَفَ
وَعدَهُ؟ قُلتُ : لا. قالَ : فَمِمَّ ذلِكَ؟ قُلتُ : لا أدري.
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ ، مَن أطاعَ
اللّهَ عز وجل فيما أمَرَهُ ثُمَّ دَعاهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ أجابَهُ. قُلتُ : وما
جِهَةُ الدُّعاءِ؟
قالَ : تَبدَأُ فَتَحمَدُ اللّهَ ، وتَذكُرُ
نِعَمَهُ عِندَكَ ، ثُمَّ تَشكُرُهُ ، ثُمَّ تُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ تَذكُرُ
ذُنوبَكَ فَتُقِرُّ بِها ، ثُمَّ تَستَعيذُ مِنها ، فَهذا جِهَةُ الدُّعاءِ.
١٧٦. فلاح السائل عن عثمان بن عيسى عن بعض
أصحابنا عن الامام الصادق
قُلتُ لَهُ : آيَتانِ في كِتابِ اللّهِ لا أدري ما تَأويلُهُما.
فَقالَ : وما هُما؟
قالَ : قُلتُ : قَولُهُ تَعالى : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
ثُمَّ أدعو فَلا أرَى الإِجابَةَ!
قالَ : فَقالَ لي : أفَتَرَى اللّهَ ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ أخلَفَ وَعدَهُ؟ قالَ : قُلتُ : لا.
فَقالَ : الآيَةُ الاُخرى؟
قالَ : قَولُهُ تَعالى : (وَمَا
أَنفَقْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّ زِقِينَ) فَاُنفِقُ فَلا أرى خَلَفا!
قالَ : أفَتَرَى اللّهَ أخلَفَ وَعدَهُ؟
قالَ : قُلتُ : لا. قالَ : فَمَه؟ قُلتُ : لا أدري.
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ إن شاءَ اللّهٌ
تَعالى ، أما إنَّكُم لَو أطَعتُموهُ فيما أمَرَكُم بِهِ ثُمَّ دَعَوتُموهُ
لأَجابَكُم ، ولكِن تُخالِفونَهُ وتَعصونَهُ فَلا يُجيبُكُم.
وأمّا قَولُكَ : تُنفِقونَ فَلا تَرَونَ
خَلَفا ، أما إنَّكُم لَو كَسَبتُمُ المالَ مِن حِلِّهِ ثُمَّ أنفَقتُموهُ في
حَقِّهِ لَم يُنفِق رَجُلٌ دِرهَما إلاّ أخلَفَهُ اللّهٌ عَلَيهِ ، ولَو
دَعَوتُموهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ لأَجابَكُم وإن كُنتُم عاصينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : قُلتُ : وما جِهَةُ الدُّعاءِ؟
قالَ : إذا أدَّيتَ الفَريضَةَ ، مَجَّدتَ
اللّهَ وعَظَّمتَهُ وتَمدَحُهُ بِكُلِّ ما تَقدِرُ عَلَيهِ ، وتُصَلّي عَلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
وتَجتَهِدُ فِي الصَّلاةِ عَلَيهِ ، وتَشهَدُ لَهُ بِتَبليغِ الرِّسالَةِ ، وتُصَلّي
عَلى أئِمَّةِ الهُدى عليهمالسلام
، ثُمَّ تَذكُرُ بَعدَ التَّحميدِ للّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ وَالصَّلاةِ عَلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
ما أبلاكَ وأولاكَ ، وتَذكُرُ نِعَمَهُ عِندَكَ وعَلَيكَ وما صَنَعَ بِكَ ، فَتَحمَدُهُ
وتَشكُرُهُ عَلى ذلِكَ ، ثُمَّ تَعتَرِفُ بِذُنوبِكَ ذَنبٍ ذَنبٍ ، وتُقِرُّ بِها
أو بِما ذَكَرتَ مِنها ، وتُجمِلُ ما خَفِيَ عَلَيكَ مِنها فَتَتوبُ إلَى اللّهِ
مِن جَميعِ مَعاصيكَ ، وأنتَ تَنوي أن لا تَعودَ ، وتَستَغفِرُ مِنها بِنَدامَةٍ
وصِدقِ نِيَّةٍ وخَوفٍ ورَجاءٍ ، ويَكونُ مِن قَولِكَ :
اللّهُمَّ إنّي أعتَذِرُ إلَيكَ مِن
ذُنوبي ، وأستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ ، فَأَعِنّي عَلى طاعَتِكَ ، ووَفِّقني لِما
أوجَبتَ عَلَيَّ مِن كُلِّ ما يُرضيكَ ، فَإِنّي لَم أرَ أحَدا بَلَغَ شَيئا مِن
طاعَتِكَ إلاّ بِنِعمَتِكَ عَلَيهِ قَبلَ طاعَتِكَ ، فَأَنعِم عَلَيَّ بِنِعمَةٍ
أنالُ بِها رِضوانَكَ وَالجَنَّةَ.
ثُمَّ تَسأَلُ بَعدَ ذلِكَ حاجَتَكَ ، فَإِنّي
أرجو أن لا يُخَيِّبَكَ إن شاءَ اللّهٌ تَعالى.
١٧٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ كانَ فيما دَعا
بِهِ في حَجَّةِ الوَداعِ ـ : أنَا البائِسُ الفَقيرُ ، المُستَغيثُ المُستَجيرُ ،
الوَجِلُ المُشفِقُ ، المُقِرُّ المُعتَرِفُ بِذَنبِهِ ، أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ
المُستَكينِ ، وأبتَهِلُ إلَيكَ ابتِهالَ المُذنِبِ الذَّليلِ ، وأدعوكَ دُعاءَ
الخائِفِ الضَّريرِ.
١٧٨. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في زِيارَةِ
البَيتِ يَومَ النَّحرِ ـ : أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ العَليلِ الذَّليلِ المُعتَرِفِ
بِذَنبِهِ ، أن تَغفِرَ لي ذُنوبي.
راجع
: ميزان الحكمة : الذنب / ما ينبغي للمذنب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢ / ٤
الصَّلاةُ عَلى
مُحَمَّدٍ وآلِهِ
١٧٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما مِن دُعاءٍ
إلاّ بَينَهُ وبَينَ السَّماءِ حِجابٌ ، حَتّى يُصَلّى عَلَى النَّبِيِّ وعَلى آلِ
مُحَمَّدٍ ، فَإِذا فُعِلَ ذلِكَ خُرِقَ ذلِكَ الحِجابُ ودَخَلَ الدُّعاءُ ، فَإِذا
لَم يُفعَل ذلِكَ رَجَعَ الدُّعاءُ.
١٨٠. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَزالُ
الدُّعاءُ مَحجوبا حَتّى يُصَلّى عَلَيَّ وعَلى أهلِ بَيتي.
١٨١. الإمام الصادق عليهالسلام : لا يَزالُ
الدُّعاءُ مَحجوبا حَتّى يُصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
١٨٢. عنه عليهالسلام : كُلُّ دُعاءٍ
يُدعَى اللّهٌ عز وجل بِهِ مَحجوبٌ عَنِ السَّماءِ حَتّى يُصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ
وآلِ مُحَمَّدٍ.
١٨٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : صَلاتُكُم عَلَيَّ
مُجَوِّزَةٌ لِدُعائِكُم ، ومَرضاةٌ لِرَبِّكُم ، وزَكاةٌ لأَبدانِكُم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٨٤. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَجعَلوني
كَقَدَحِ الرّاكِبِ
؛ فَإِنَّ الرّاكِبَ يَملأُ قَدَحَهُ فَيَشرَبُهُ إذا شاءَ ، اجعَلوني في أوَّلِ
الدُّعاءِ ، وفي آخِرِهِ ، وفي وَسَطِهِ.
١٨٥. الكافي عن مرازم عن الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ رَجُلاً أتى
رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي جَعَلتُ ثُلُثَ صَلَواتي لَكَ. فَقالَ لَهُ
خَيرا. فَقالَ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي جَعَلتُ نِصفَ صَلَواتي لَكَ. فَقالَ
لَهُ : ذاكَ أفضَلُ. فَقالَ : إنّي جَعَلتُ كُلَّ صَلَواتي لَكَ.
فَقالَ : إذا يَكفِيَكَ اللّهٌ عز وجل
ما أهَمَّكَ مِن أمرِ دُنياكَ وآخِرَتِكَ.
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : أصلَحَكَ اللّهٌ ،
كَيفَ يَجعَلُ صَلاتَهُ لَهُ؟
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليهالسلام : لا يَسأَلُ اللّهَ
عز وجل شَيئا إلاّ بَدَأَ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ.
١٨٦. الكافي عن أبي بصير
: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
: ما مَعنى أجعَلُ صَلَواتي كُلَّها لَكَ؟
فَقالَ : يُقَدِّمُهُ بَينَ يَدَي كُلِّ
حاجَةٍ ، فَلا يَسأَلُ اللّهَ عز وجل شَيئا حَتّى يَبدَأَ بِالنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَيُصَلِّيَ
عَلَيهِ ثُمَّ يَسأَلُ اللّهَ حَوائِجَهُ.
١٨٧. الإمام عليّ عليهالسلام : مَن صَلّى عَلى
مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
سَمِعَهُ النَّبِيُّ ، ورُفِعَت دَعوَتُهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٨٨. عنه عليهالسلام : صَلّوا عَلى
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز وجل يَقبَلُ دُعاءَكُم عِندَ ذِكرِ
مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
ودُعائِكُم لَهُ وحِفظِكُم إيّاهُ صلىاللهعليهوآله.
١٨٩. عنه عليهالسلام ـ في بَيانِ
فَضائِلِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه : إنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ دُعاءَ
اُمَّتِهِ فيما يَسأَلونَ رَبَّهُم ـ جَلَّ ثَناؤُهُ ـ مَرفوعا مِن إجابَتِهِ
حَتّى يُصَلّوا فيهِ عَلَيهِ صلىاللهعليهوآله
، فَهذا أكبَرُ وأعظَمُ مِمّا أعطَى اللّهٌ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لآِدَمَ عليهالسلام.
١٩٠. عنه عليهالسلام : إذا كانَت لَكَ
إلَى اللّهِ سُبحانَهُ حاجَةٌ فَابدَأ بِمَسأَلَةِ الصَّلاةِ عَلى رَسولِهِ صلىاللهعليهوآله ثُمَّ سَل حاجَتَكَ
؛ فَإِنَّ اللّهَ أكرَمُ مِن أن يُسأَلَ حاجَتَينِ فَيَقضِيَ إحداهُما ويَمنَعَ
الاُخرى.
١٩١. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن كانَت لَه
إلَى اللّهِ عز وجل حاجَةٌ فَليَبدَأ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ثُمَّ
يَسأَلُ حاجَتَهُ ، ثُمَّ يَختِمُ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ؛
فَإِنَّ اللّهَ عز وجل أكرَمُ مِن أن يَقبَلَ الطَّرَفَينِ ويَدَعَ الوَسَطَ إذا
كانَتِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحجَبُ عَنهُ.
١٩٢. عنه عليهالسلام : مَن دَعا ولَم
يَذكُرِ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
رَفرَفَ الدُّعاءُ عَلى رَأسِهِ ، فَإِذا ذَكَرَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله رُفِعَ الدُّعاءُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٩٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا صَلّى
أحَدُكُم فَليَبدَأ بِتَحميدِ رَبِّهِ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ثُمَّ
يُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، ثُمَّ يَدعو بَعدُ بِما شاءَ.
١٩٤. سنن الترمذي عن فضالة بن عبيد
: بَينا رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
قاعِدٌ
إذ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلّى ، فَقالَ : اللّهُمَّ اغفِر لي وَارحَمني.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله : عَجِلتَ أيُّهَا
المُصَلّي! إذا صَلَّيتَ فَقَعَدتَ فَاحمَدِ اللّهَ بِما هُوَ أهلُهُ وصَلِّ
عَلَيَّ ثُمَّ ادعُهُ.
قالَ : ثُمَّ صَلّى رَجُلٌ آخَرُ بَعدَ
ذلِكَ فَحَمِدَ اللّهَ وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله.
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : أيُّهَا المُصَلّي
، اُدعُ تُجَب.
١٩٥. الكافي عن أبي كهمس عن الإمام الصادق عليهالسلام : دَخَلَ رَجُلٌ
المَسجِدَ فَابتَدَأَ قَبلَ الثَّناءِ عَلَى اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَقالَ رَسولُ
اللّهِ صلىاللهعليهوآله
: عاجَلَ العَبدُ رَبَّهُ.
ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَصَلّى وأثنى عَلَى
اللّهِ عز وجل وصَلّى عَلى رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
: سَل تُعطَهُ.
١٩٦. فلاح السائل عن الحسين بن سعيد
: قالَ الحَلَبِيُّ لأَبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
: إنَّ لي جارِيَةً تُعجِبُني فَلَيسَ يَكادُ يَبقى لي مِنها وَلَدٌ ، ولي مِنها
غُلامٌ ، وهُوَ يَبكي ويَفزَعُ بِاللَّيلِ ، وأتَخَوَّفُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَيهِ أن لا يَبقى.
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليهالسلام : فَأَينَ أنتَ مِنَ
الدُّعاءِ؟ قُم مِن آخِرِ اللَّيلِ وتَوَضَّأ وأسبِغِ الوُضوءَ ، وصَلِّ
رَكعَتَينِ ، فَاحمَدِ اللّهَ ، وإيّاكَ أن تَسأَلَهُ حَتّى تَمدَحَهُ ـ رَدَّدَ
ذلِكَ عَلَيهِ مِرارا يَأمُرُهُ بِالمِدحَةِ ـ فَإِذا فَرَغتَ مِن مِدحَةِ رَبِّكَ
فَصَلِّ عَلى نَبِيِّكَ صلىاللهعليهوآله
، ثُمَّ سَلهُ يُعطِكَ.
أما بَلَغَكَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله أتى عَلى رَجُلٍ
وهُوَ يُصَلّي ، فَلَمّا قَضَى الرَّجُلُ الصَّلاةَ أقبَلَ يَسأَلُ رَبَّهُ
حاجَتَهُ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: عَجَّلَ العَبدُ عَلى رَبِّهِ.
وأتى عَلى آخَرَ وهُوَ يُصَلّي ، فَلَمّا
قَضى صَلاتَهُ مَدَحَ رَبَّهُ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن مِدحَةِ رَبِّهِ صَلّى عَلى
نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: سَل تُعطَ ، سَل تُعطَ.
١٩٧. الإمام الكاظم عليهالسلام : مَن دَعا قَبلَ
الثَّناءِ عَلَى اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، كانَ كَمَن رَمى
بِسَهمٍ بِلا وَتَرٍ.
١٩٨. عيون أخبار الرضا عليهالسلام
عن رجاء بن أبي الضحّاك كانَ الإِمامُ
الرِّضا عليهالسلام
يَبدَأُ في دُعائِهِ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ويُكثِرُ مِن ذلِكَ فِي
الصَّلاةِ وغَيرِها.
راجع
: نهج الذكر : القسم العاشر / الصلاة على محمّد وآله.
٢ / ٥
الاِستِشفاعُ
بِالقُرآنِ وَالأَنبِياءِ وَالأَولِياءِ
الكتاب
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَ
ـ هِدُواْ فِى سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث
١٩٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِعَلِيٍّ عليهالسلام ـ : يا عَلِيُّ ، إذا
هالَكَ أمرٌ أو نَزَلَت بِكَ شِدَّةٌ فَقُل :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن
تُنجِيَني مِن هذَا الغَمِّ.
٢٠٠. الإمام عليّ عليهالسلام : اِعلَموا أنَّ
هذَا القُرآنَ هُوَ النّاصِحُ الَّذي لا يَغُشُّ ... فَاسأَ لُوا اللّهَ بِهِ ، وتَوَجَّهوا
إلَيهِ بِحُبِّهِ ، ولا تَسأَلوا بِهِ خَلقَهُ ، إنَّهُ ما تَوَجَّهَ العِبادُ
إلَى اللّهِ تَعالى بِمِثلِهِ ، وَاعلَموا أنَّهُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ.
٢٠١. الإمام الباقر عليهالسلام : تَأخُذُ المُصحَفَ
فِي الثُّلُثِ الثّاني مِن شَهرِ رَمَضانَ فَتَنشُرُهُ وتَضَعُهُ بَينَ يَدَيكَ ، وتَقولُ
: «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِكِتابِكَ المُنزَلِ وما فيهِ ، وفيهِ اسمُكَ
الأَعظَمُ الأَكبَرُ وأسماؤُكَ الحُسنى وما يُخافُ ويُرجى أن تَجعَلَني مِن
عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ» وتَدعو بِما بَدا لَكَ مِن حاجَةٍ.
٢٠٢. الإقبال عن الإمام الصادق عليهالسلام : خُذِ المُصحَفَ
فَدَعهُ عَلى رَأسِكَ وقُل :
اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا القُرآنِ ، وبِحَقِّ
مَن أرسَلتَهُ بِهِ ، وبِحَقِّ كُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فيهِ ، وبِحَقِّكَ
عَلَيهِم ، فَلا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّكَ مِنكَ ، بِكَ يا اَللّهٌ ـ عَشرَ مَرّاتٍ
ـ ثُمَّ تَقولُ : بِمُحَمَّدٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِعَلِيٍّ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِفاطِمَةَ
ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحَسَنِ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحُسَينِ ـ عَشرَ مَرّاتٍ
ـ ، بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ـ عَشرَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَرّاتٍ ـ ، بِجَعفَرِ
بنِ مُحَمَّدٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِموسَى بنِ جَعفَرٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِعَلِيِّ
بنِ موسى ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِعَلِيِّ
بنِ مُحَمَّدٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحُجَّةِ
ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ وتَسأَلُ حاجَتَكَ. وذَكَرَ في حَديثِهِ إجابَةَ الدّاعي
وقَضاءَ حَوائِجِهِ.
٢٠٣. الإمام الكاظم عليهالسلام : خُذِ المُصحَفَ في
يَدِكَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِكَ وقُل : اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا القُرآنِ ، وبِحَقِّ
مَن أرسَلتَهُ إلى خَلقِكَ ، وبِكُلِّ آيَةٍ هِيَ فيهِ ، وبِحَقِّ كُلِّ مُؤمِنٍ
مَدَحتَهُ فيهِ ، وبِحَقِّهِ عَلَيكَ ولا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّهِ مِنكَ.
يا سَيِّدي يا سَيِّدي يا سَيِّدي ، يا
اَللّهٌ يا اَللّهٌ يا اَللّهٌ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ ـ عَشرَ
مَرّاتٍ ـ وبِحَقِّ كُلِّ إمامٍ ـ وتَعُدُّهُم حَتّى تَنتَهِيَ إلى إمامِ زَمانِكَ
عَشرَ مَرّاتٍ ـ فَإِنَّكَ لا تَقومُ مِن مَوضِعِكَ حَتّى يُقضى لَكَ حاجَتُكَ ، وتَيَسَّرَ
لَكَ أمرُكَ.
٢٠٤. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ للّهِ ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ رُسُلاً مُستَعلِنينَ ورُسُلاً مُستَخفينَ
، فَإِذا سَأَلتَهُ بِحَقِّ المُستَعلِنينَ فَسَلهُ بِحَقِّ المُستَخفينَ.
٢٠٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِعَلِيٍّ عليهالسلام ـ : الأَئِمَّةُ مِن
وُلدِكَ بِهِم تُسقى اُمَّتِيَ الغَيثَ ، وبِهِم يُستَجابُ دُعاؤُهم ، وبِهِم
يَصرِفُ اللّهٌ عَنهُمُ البَلاءَ ، وبِهِم تَنزِلُ الرَّحمَةُ مِنَ السَّماءِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٠٦. عنه صلىاللهعليهوآله : أكثِرُوا
الصَّلاةَ عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُم عَلَيَّ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِكُم ، وَاطلُبوا
لِيَ الدَّرَجَةَ وَالوَسيلَةَ ؛ فَإِنَّ وَسيلَتي عِندَ رَبّي شَفاعَةٌ لَكُم.
٢٠٧. سنن الترمذي عن عثمان بن حنيف
: إنَّ رَجُلاً ضَريرَ البَصَرِ أتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : اُدعُ اللّهَ أن يُعافِيَني.
قالَ : إن شِئتَ دَعَوتُ ، وإن شِئتَ
صَبَرتَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ. قالَ : فَادعُهُ.
قالَ : فَأَمَرَهُ أن يَتَوَضَّأَ
فَيُحسِنَ وُضوءَهُ ، ويَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ
وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، يا مُحَمَّدُ
إنّي تَوَجَّهتُ بِكَ إلى رَبّي في حاجَتي هذِهِ لِتُقضى لي ، اللّهُمَّ
فَشَفِّعهُ فِيَّ.
٢٠٨. الإمام الباقر عليهالسلام : إذا أرَدتَ أمرا
تَسأَ لُهُ رَبَّكَ فَتَوَضَّأ وأحسِنِ الوُضوءَ ، ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ
وعَظِّمِ اللّهَ وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، وقُل بَعدَ التَّسليمِ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ
مَلِكٌ وأنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ مُقتَدِرٌ ، وبِأَنَّكَ ما تَشاءُ مِن
أمرٍ يَكونُ ، اللّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ
الرَّحمَةِ صلىاللهعليهوآله
، يا مُحَمَّدُ يا رَسولَ اللّهِ إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلَى اللّهِ رَبِّكَ ورَبّي
لِيُنجِحَ لي طَلِبَتي ، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ أنجِح لي طَلِبَتي بِمُحَمَّدٍ. ثُمَّ
سَل حاجَتَكَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٠٩. الأمالي للطوسي عن يحيى بن العلاء عن
الإمام الباقر قالَ : قال لي : اُدعُ
بِهذَا الدُّعاءِ وأنَا ضامِنٌ لَكَ حاجَتَكَ عَلَى اللّهِ :
اللّهُمَّ أنتَ وَلِيُّ نِعمَتي ، وأنتَ
القادِرُ عَلى طَلِبَتي ، قَد تَعلَمُ حاجَتي ، فَأَسأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ
وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا قَضَيتَها.
٢١٠. الكافي عن داوود الرقّي
: إنّي كُنتُ أسمَعُ أبا عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
أكثَرَ ما يُلِحُّ بِهِ فِي الدُّعاءِ عَلَى اللّهِ بِحَقِّ الخَمسَةِ ، يَعني
رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
وأميرَ المُؤمِنينَ وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ والحُسَينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم.
٢١١. تفسير القمّي عن شعيب العقرقوفي عن
الإمام الصادق عليهالسلام
إنَّ يوسُفَ أتاهُ جَبرَئيلُ فَقالَ لَهُ : يا يوسُفُ ، إنَّ رَبَّ العالَمينَ
يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : مَن جَعَلَكَ في أحسَنِ خِلقَةٍ؟ قالَ : فَصاحَ
ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ قالَ : أنتَ يا رَبِّ.
ثُمَّ قالَ لَهُ : ويَقولُ لَكَ : مَن
حَبَّبَكَ إلى أبيكَ دونَ إخوَتِكَ؟ قالَ : فَصاحَ ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ
وقالَ : أنتَ يا رَبِّ.
قالَ : ويَقولُ لَكَ : مَن أخرَجَكَ
مِنَ الجُبِّ بَعدَ أن طُرِحتَ فيها وأيقَنتَ بِالهَلَكَةِ؟ قالَ : فَصاحَ ووَضَعَ
خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ قالَ : أنتَ يا رَبِّ.
قالَ : فَإِنَ رَبَّكَ قَد جَعَلَ لَكَ
عُقوبَةً فِي استِغاثَتِكَ بِغَيرِهِ ، فَلَبِثتَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنينَ.
قالَ : فَلَمَّا انقَضَتِ المُدَّةُ
وأذِنَ اللّهٌ لَهُ في دُعاءِ الفَرَجِ ، وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ
قالَ : اللّهُمَّ إن كانَت ذُنوبي قَد أخلَقَت وَجهي عِندَكَ ، فَإِنّي أتَوَجَّهُ
إلَيكَ بِوَجهِ آبائِيَ الصّالحِينَ : إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويَعقوبَ. فَفَرَّجَ
اللّهٌ عَنهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، أنَدعو نَحنُ
بِهذَا الدُّعاءِ؟
فَقالَ : اُدعُ بِمِثلِهِ : اللّهُمَّ
إن كانَت ذُنوبي قَد أخلَقَت وَجهي عِندَكَ ، فَإِنّي أتَوَجَّهُ إلَيكَ
بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وَالأَئِمَّةِ عليهمالسلام.
٢١٢. الكافي عن سماعة
: قالَ لي أبُو الحَسَنِ عليهالسلام
: إذا كانَ لَكَ يا سَماعَةُ إلَى اللّهِ عز وجل حاجَةٌ ، فَقُل : «اللّهُمَّ إنّي
أسأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ ، فَإِنَّ لَهُما عِندَكَ شَأنا مِنَ
الشَّأنِ وقدرا مِنَ القَدرِ ، فَبِحَقِّ ذلِكَ الشَّأنِ وبِحَقِّ ذلِكَ القَدرِ ،
أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا» فَإِنَّهُ
إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ لَم يَبقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ولا
مُؤمِنٌ مُمتَحَنٌ ، إلاّ وهُوَ يَحتاجُ إلَيهِما في ذلِكَ اليَومِ.
٢١٣. الإمام الهادي عليهالسلام ـ فِي الزِّيارَةِ
الجامِعَةِ الكَبيرَةِ ـ : اُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُكُم أنّي مُؤمِنٌ بِكُم وبِما
آمَنتُم بِهِ ... مُستَشفِعٌ إلَى اللّهِ بِكُم ، مُتَقَرِّبٌ بِكُم إلَيهِ ، ومُقَدِّمُكُم
أمامَ طَلِبَتي وحَوائِجي وإرادَتي في كُلِّ أحوالي واُموري ...
اللّهُمَّ إنّي لَو وَجَدتُ شُفَعاءَ
أقرَبَ إلَيكَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَخيارِ ، الأَئِمَّةِ الأَبرارِ ، لَجَعَلتُهُم
شُفَعائي ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي أوجَبتَ لَهُم عَلَيكَ ، أسأَلُكَ أن تُدخِلَني
في جُملَةِ العارِفينَ بِهِم وبِحَقِّهِم ، وفي زُمرَةِ المَرحومينَ بِشَفاعَتِهِم
، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ.
راجع
: ص ٣٠٩ ح ٨٩١.
ص ٣٨٦ (تزوّدوا من أخيكم).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّالِثُ
ما ينبغي للدّاعي حين
الدّعاء
٣ / ١
الاِستِكانَةُ
وَالتَّضَرُّعُ وَالخُشوعُ وَالخُضوعُ
الكتاب
(إِنَّهُمْ كَانُواْ
يُسَرِعُونَ فِى الْخَيْرَ تِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا
خَـشِعِينَ).
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ
فِى الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَ ـ حِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ
اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).
(وَلَقَدْ أَخَذْنَهُم
بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ).
الحديث
٢١٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : رَفعُ الأَيدي
مِنَ الاِستِكانَةِ الَّتي قالَ اللّهٌ عز وجل : (فَمَا اسْتَكَانُواْ
لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢١٥. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في قَولِهِ تَعالى
: (فَمَا اسْتَكَانُواْ لِربّهم وما
يتضرّعون)
ـ : أي لَم يَتَواضَعوا فِي الدُّعاءِ ولَم يَخضَعوا ، ولَو خَضَعوا للّهِ عز وجل
لاَستَجابَ لَهُم.
٢١٦. الكافي عن محمّد بن مسلم
: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام
عَن قَولِ اللّهِ عز وجل : (فَمَا اسْتَكَانُواْ
لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)
قالَ : الاِستِكانَةُ هِيَ الخُضوعُ ، وَالتَّضَرُّعُ رَفعُ اليَدَينِ ، وَالتَّضَرُّعُ
بِهِما.
٢١٧. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في قَولِهِ تَعالى
: (فَمَا اسْتَكَانُواْ لِربّهم وما
يتضرّعون)
: التَّضَرُّعُ رَفعُ اليَدَينِ.
٢١٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : خِيارُ اُمَّتي ـ فيما
أنبَأَنِيَ المَلأُ الأَعلى ـ قَومٌ ... يَدعونَهُ بِأَلسِنَتِهِم رَغَبا ورَهَبا
، ويَسأَلونَهُ بِأَيديهِم خَفضا ورَفعا ، ويُقبِلونَ بِقُلوبِهِم عَودا
وبَدءا.
٢١٩. مستدرك الوسائل عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ما مِن صَوتٍ أحَبُّ
إلَى اللّهِ مِن صَوتِ عَبدٍ لَهفانَ. قيلَ : وما هُوَ؟
قالَ : عَبدٌ يُصيبُ الذَّنبَ فَيَملأُ
جَوفَهُ فَرَقا
مِنَ اللّهِ ، فَيَقولُ : يا رَبِّ.
فَيَقولُ اللّهٌ : أنَا رَبُّكَ ، أغفِرُ
لَكَ إذَا استَغفَرتَني ، واُجيبُكَ إذا دَعَوتَني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٢٠. الإمام عليّ عليهالسلام : نِعمَ عَونُ
الدُّعاءِ الخُشوعُ.
٢٢١. عنه عليهالسلام : عَلَيكُم
بِمَسأَلَةِ ذُلٍّ وخُضوعٍ ، وتَمَلُّقٍ وخُشوعٍ ، وتَوبَةٍ ونُزوعٍ.
٢٢٢. عنه عليهالسلام : وَلتَكُن
مَسأَلَتُكُم وتَمَلُّقُكُم مَسأَلَةَ ذُلٍّ وخُضوعٍ ، وشُكرٍ وخُشوعٍ ، بِتَوبَةٍ
وتَوَرُّعٍ ، ونَدَمٍ ورُجوعٍ.
٢٢٣. عنه عليهالسلام : إذا تَمَنَّى
المُسلِمُ فَليَسأَلِ اللّهَ عز وجل ويَبتَهِل إلَيهِ.
٢٢٤. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّهَ عز وجل
أوحى إلى موسَى بنِ عِمرانَ عليهالسلام
: إذا وَقَفتَ بَينَ يَدَيَّ ، فَقِف مَوقِفَ الذَّليلِ الفَقيرِ.
٢٢٥. عنه عليهالسلام : كانَ فيما وَعَظَ
اللّهٌ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليهالسلام
: ... يا عيسَى ، ارفُق بِالضَّعيفِ ، وَارفَع طَرفَكَ الكَليلَ إلَى السَّماءِ ، وَادعُني
فَإِنّي مِنكَ قَريبٌ ، ولا تَدعُني إلاّ مُتَضَرِّعا إلَيَّ ، وهَمُّكَ هَمٌّ
واحِدٌ ، فَإِنَّكَ مَتى تَدعُني كَذلِكَ اُجِبكَ.
٢٢٦. الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه
، قال : إنَّ موسى ناجاهُ اللّهٌ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ
: ... يا موسى ، ألقِ كَفَّيكَ ذُلاًّ بَينَ يَدَيَّ ، كَفِعلِ العَبدِ
المُستَصرِخِ إلى سَيِّدِهِ ؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَإِنَّكَ إذا
فَعَلتَ ذلِكَ رُحِمتَ ، وأنَا أكرَمُ القادِرينَ.
يا موسى ، سَلني مِن فَضلي ورَحمَتي
فَإِنَّهُما بِيَدي لا يَملِكُهُما أحَدٌ غَيري ، وَانظُر حينَ تَسأَ لُني ، كَيفَ
رَغبَتُكَ فيما عِندي؟
... وَادعُ دُعاءَ الطّامِعِ الرّاغِبِ
فيما عِندي ، النّادِمِ عَلى ما قَدَّمَت يَداهُ.
٢٢٧. الإمام الرضا عليهالسلام ـ في عِلَّةِ رَفعِ
اليَدَينِ فِي التَّكبيرِ ـ : أحَبَّ اللّهٌ عز وجل أن يَكونَ العَبدُ في وَقتِ
ذِكرِهِ لَهُ مُتَبَتِّلاً مُتَضَرِّعا مُبتَهِلاً.
٢٢٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ فِي الدُّعاءِ ـ :
أسأَلُكَ مَسأَلَةَ المُستَكينِ ، وأبتَهِلُ إلَيكَ ابتِهالَ المُذنِبِ الذَّليلِ
، وأدعوكَ دُعاءَ الخائِفِ الضَّريرِ ، مَن خَضَعَت لَكَ رَقَبَتُهُ ، وفاضَت لَكَ
عَيناهُ ، وذَلَّ جَسَدُهُ ، ورَغِمَ أنفُهُ لَكَ.
٢٢٩. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في دُعائِهِ
المَعروفِ بِدُعاءِ كُمَيلٍ ـ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ سُؤالَ خاضِعٍ
مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أن تُسامِحَني وتَرحَمَني ....
اللّهُمَّ وأسأَ لُكَ سُؤالَ مَنِ
اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وأنزَلَ بِكَ عِندَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وعَظُمَ فيما
عِندَكَ رَغبَتُهُ.
٢٣٠. الإمام زين العابدين عليهالسلام : أدعوكَ دُعاءَ
مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وقَلَّت حيلَتُهُ ، وضَعُفَت قُوَّتُهُ ، دُعاءَ
الغَريقِ الغَريبِ المُضطَرِّ ، الَّذي لا يَجِدُ لِكَشفِ ما هُوَ فيهِ إلاّ أنتَ
، يا أرحَمَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرّاحِمينَ.
٢٣١. الإمام الصادق عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ المِسكينِ المُستَكينِ ، وأبتَغي إلَيكَ ابتِغاءَ البائِسِ
الفَقيرِ ، وأتَضَرَّعُ إلَيكَ تَضَرُّعَ الضَّعيفِ الضَّريرِ ، وأبتَهِلُ
ابتِهالَ المُذنِبِ الخاطِئِ ، مَسأَلَةَ مَن خَضَعَت لَكَ نَفسُهُ ، ورَغِمَ لَكَ
أنفُهُ ، وسَقَطَت لَكَ ناصِيَتُهُ ، وَانهَمَلَت لَكَ دُموعُهُ ، وفاضَت لَكَ
عَبرَتُهُ ، وَاعتَرَفَ بِخَطيئَتِهِ ، وقَلَّت عَنهُ حيلَتُهُ ، وأسلَمَتهُ
ذُنوبُهُ.
راجع
: ص ٢١١ (الباب العاشر : تفسير الأحوال المناسبة للدعاء).
٣ / ٢
البُكاءُ أوِ
التَّباكي
٢٣٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : البُكاءُ مِن
خَشيَةِ اللّهِ مِفتاحُ الرَّحمَةِ ، وعَلامَةُ القَبولِ ، وبابُ الإِجابَةِ.
٢٣٣. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا أحسَستُم مِن
أنفُسِكُم رِقَّةً ، فَاغتَنِمُوا الدُّعاءَ.
٢٣٤. عنه صلىاللهعليهوآله : اِغتَنِمُوا
الدُّعاءَ عِندَ الرِّقَّةِ ؛ فَإِنَّها رَحمَةٌ.
٢٣٥. الإمام عليّ عليهالسلام : بُكاءُ العُيونِ
وخَشيَةُ القُلوبِ مِن رَحمَةِ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ ، فَإِذا وَجَدتُموها
فَاغتَنِمُوا الدُّعاءَ ، ولَو أنَّ عَبدا بَكى في اُمَّةٍ ، لَرَحِمَ اللّهٌ
تَعالى تِلكَ الاُمَّةَ لِبُكاءِ ذلِكَ العَبدِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٣٦. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ التَّضَرُّعَ
وَالصَّلاةَ مِنَ اللّهِ تَعالى بِمَكانٍ ، إذا كانَ العَبدُ ساجِدا للّهِ ، فَإِن
سالَت دُموعُهُ ، فَهُنالِكَ تَنزِلُ الرَّحمَةُ ، فَاغتَنِموا في تِلكَ السّاعَةِ
المَسأَلَةَ وطَلَبَ الحاجَةِ.
٢٣٧. الإمام الصادق عليهالسلام : إذَا اقشَعَرَّ
جِلدُكَ ، ودَمَعَت عَيناكَ ، فَدونَكَ دونَكَ ، فَقَد قُصِدَ قَصدُكَ.
٢٣٨. عنه عليهالسلام : إذا رَقَّ
أحَدُكُم فَليَدعُ ؛ فَإِنَّ القَلبَ لا يَرِقُّ حَتّى يَخلُصَ.
٢٣٩. الكافي عن سعيد بن يسار بيّاع السابري
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
: إنّي أتَباكى فِي الدُّعاءِ ، ولَيسَ لي بُكاءٌ؟
قالَ : نَعَم ، ولَو مِثلَ رَأسِ
الذُّبابِ.
٢٤٠. الكافي عن إسحاق بن عمّار
: قُلتُ لأَبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
: أكونُ أدعو فَأَشتَهِي البُكاءَ ولا يَجيئُني ، ورُبَّما ذَكَرتُ بَعضَ مَن ماتَ
مِن أهلي فَأَرِقُّ وأبكي ، فَهَل يَجوزُ ذلِكَ؟
فَقالَ : نَعَم ، فَتَذَكَّرهُم ، فَإِذا
رَقَقتَ فَابكِ ، وَادعُ رَبَّكَ تَبارَكَ وتَعالى.
٢٤١. إرشاد القلوب عن عائشة
: قامَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
يُصَلّي ويَقرَأُ القُرآنَ ويَبكي ، ثُمَّ يَجلِسُ يَقرَأُ ويَدعو ويَبكي ، ثُمَّ
جَلَسَ يَقرَأُ ويَدعو ويَبكي ، حَتّى إذا فَرَغَ اضطَجَعَ وهُوَ يَقرَأُ ويَبكي
حَتّى بَلَّتِ الدُّموعُ خَدَّيهِ ولِحيَتَهُ.
قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ألَيسَ
اللّهٌ قَد غَفَرَ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأَخَّرَ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : بَلى ، أفَلا أكونُ عَبدا
شَكورا؟
٢٤٢. حلية الأولياء عن أبي صالح
: دَخَلَ ضِرارُ بنُ ضَمرَةَ الكِنانِيُّ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ : صِف لي
عَلِيّا ، فَقالَ : أوَتُعفيني يا أميرَ المُؤمِنينَ؟ قالَ : لا اُعفيكَ.
قالَ : أمّا إذ لابُدَّ فَإِنَّهُ كانَ
وَاللّهِ بَعيدَ المَدى ، شَديدَ القُوى ... كانَ وَاللّهِ غَزيرَ العَبرَةِ ... فَأَشهَدُ
بِاللّهِ ، لَقَد رَأَيتُهُ في بَعضِ مَواقِفِهِ وقد أرخَى اللَّيلُ سُدولَهُ
، وغَارَت نُجومُهُ ، يَميلُ في مِحرابِهِ ، قابِضا عَلى لِحيَتِهِ ، يَتَمَلمَلُ
تَمَلمُلَ السَّليمِ
، ويَبكي بُكاءَ الحَزينِ ، فَكَأَنّي أسمَعُهُ الآنَ وهُوَ يَقولُ : يا رَبَّنا
يا رَبَّنا ، يَتَضَرَّعُ إلَيهِ.
٢٤٣. الأمالي للصدوق عن الأصبغ بن نباتة
: دَخَلَ ضِرارُ بنُ ضَمرَةَ النَّهشَلِيُّ عَلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ
فَقالَ لَهُ : صِف لي عَلِيّا ، قالَ : أوَتُعفيني ، فَقالَ : لا ، بَل صِفهُ لي.
فَقالَ لَهُ ضِرارٌ : رَحِمَ اللّهُ
عَلِيّا ... كانَ وَاللّهِ طَويلَ السُّهادِ
، قَليلَ الرُّقادِ ، يَتلو كِتابَ اللّهِ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ ، ويَجودُ
للّهِ بِمُهجَتِهِ ، ويَبوءُ إلَيهِ بِعَبرَتِهِ ، لا تُغلَقُ لَهُ السُّتورُ ، ولا
يَدَّخِرُ عَنَّا البُدورَ
، ولا يَستَلينُ الاِتِّكاءَ ، ولا يَستَخشِنُ الجَفاءَ ، ولَو رَأَيتَهُ إذ
مُثِّلَ في مِحرابِهِ ، وقد أرخَى اللَّيلُ سُدولَهُ ، وغارَت نُجومُهُ ، وهُوَ
قابِضٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلى لِحيَتِهِ ، يَتَمَلمَلُ
تَمَلمُلَ السَّليمِ ، ويَبكي بُكاءَ الحَزينِ.
٣ / ٣
الإِسرارُ
الكتاب
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
(ذِكْرُ رَحْمَتِ
رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا).
الحديث
٢٤٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : خَيرُ الدُّعاءِ
الخَفِيُّ ، قالَ تَعالى : (ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً).
٢٤٥. عنه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ السِّرِّ
يَزيدُ عَلَى الجَهرِ سَبعينَ ضِعفا ، وأثنَى اللّهٌ سُبحانَهُ عَلى زَكَرِيّا عليهالسلام بِقَولِهِ : (إِذْ
نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا).
٢٤٦. عنه صلىاللهعليهوآله : دَعوَةٌ فِي
السِّرِّ تَعدِلُ سَبعينَ دَعوَةً فِي العَلانِيَةِ.
٢٤٧. عنه صلىاللهعليهوآله : إنّي لَمّا
اُسرِيَ بِي إلَى السَّماءِ ... نوديتُ ... يا مُحَمَّدُ ، ومَن كَثُرَت هُمومُهُ
مِن اُمَّتِكَ ، فَليَدعُني سِرّا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٤٨. الإمام الصادق عليهالسلام : ما يَعلَمُ عِظَمَ
ثَوابِ الدُّعاءِ وتَسبيحِ العَبدِ فيما بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ ، إلاَّ اللّهٌ
تَبارَكَ وتَعالى.
٢٤٩. عنه عليهالسلام : قالَ لُقمانُ
لاِبنِهِ : ... عَلَيكَ بِقِراءَةِ كِتابِ اللّهِ عز وجل ما دُمتَ راكِبا ، وعَلَيكَ
بِالتَّسبيحِ ما دُمتَ عامِلاً ، وعَلَيكَ بِالدُّعاءِ ما دُمتَ خالِيا.
٢٥٠. الإمام الرضا عليهالسلام : دَعوَةُ العَبدِ
سِرّا دَعوَةً واحِدَةً تَعدِلُ سَبعينَ دَعوَةً عَلانِيَةً.
نكتة
سيأتي في الباب السابع من الفصل الثالث
أنّ أحد العوامل المؤثّرة في إجابة الدعاء اجتماع اُولي الإيمان في الدعاء. ونظرا
إلى أنّ الدعاء الجماعيّ لا يمكن أن يكون خفيّا وسرّيّا ، فيتسنّى لنا أن نقول بعد
الجمع بين الأحاديث الماضية وأحاديث هذا الباب : الأفضل لطلبات الداعي من أجل
الجماعة إلقاؤها على مسمعٍ منهم وخاصّة ما له صلة بشؤونه الفردية الخاصّة ، ولحاجاته
الفرديّة الخاصّة طلبها من اللّه سبحانه سرّا.
٣ / ٤
خَفضُ الصَّوتِ
الكتاب
(وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَاذْكُر رَّبَّكَ
فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ
وَالاْصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَ ـ فِلِينَ).
(وَلاَ تَجْهَرْ
بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً).
الحديث
٢٥١. عوالي اللآلي
: رُوِيَ أنَّ سائِلاً سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ : أقَريبٌ رَبُّنا فَنُناجِيَهُ ، أم بَعيدٌ فَنُنادِيَهُ؟
فَنَزَلَ قَولُهُ تَعالى : (وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ) الآيَةَ .
٢٥٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في قَولِهِ تَعالى
: وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولاتُخافِهَا
ـ : ذلِكَ فِي الدُّعاءِ ، لا تَرفَع صَوتَكَ فِي الدُّعاءِ ، فَتَذكُرَ ذُنوبَكَ
، فَيُسمَعَ مِنكَ ، فَتُعَيَّرَ بِها.
٢٥٣. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّهَ
كَرِهَ لَكُم ثَلاثا : اللَّغوَ عِندَ القُرآنِ ، ورَفعَ الصَّوتِ فِي الدُّعاءِ ،
وَالتَّخَصُّرَ
فِي الصَّلاةِ.
٢٥٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّهَ
تَعالى كَرِهَ لَكُم ثَلاثا : اللَّغوَ عِندَ قِراءَةِ القُرآنِ ، وَالتَّخَصُّرَ
فِي الصَّلاةِ ، ورَفعَ الأَصواتِ بِالدُّعاءِ وعِندَ الدُّعاءِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٥٥. إرشاد القلوب
: سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
أقواما يُجاهِرونَ بِالدُّعاءِ ، فَقالَ : لا تَرفَعوا بِأَصواتِكُم ؛ فَإِنَّ
رَبَّكُم لَيسَ بِأَصَمَّ.
٢٥٦. صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري
: لَمّا غَزا رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
خَيبَرَ ـ أو قالَ : لَمّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
ـ أشرَفَ النّاسُ عَلى وادٍ ، فَرَفَعوا أصواتَهُم بِالتَّكبيرِ : اللّهٌ أكبَرُ ،
اللّهٌ أكبَرُ ، لا إلهَ إلاَّ اللّهٌ.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله : اِربَعوا
عَلى أنفُسِكُم ، إنَّكُم لا تَدعونَ أصَمَّ ولا غائِبا ، إنَّكُم تَدعونَ سَميعا
قَريبا ، وهُوَ مَعَكُم.
٢٥٧. سنن أبي داوود عن أبي موسى الأشعري
: كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
في سَفَرٍ ، فَلَمّا دَنَوا مِنَ المَدينَةِ كَبَّرَ النّاسُ ورَفَعوا أصواتَهُم.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله : يا أيُّهَا
النّاسُ ، إنَّكُم لا تَدعونَ أصَمَّ ولا غائِبا! إنَّ الَّذي تَدعونَهُ ، بَينَكُم
وبَينَ أعناقِ رِكابِكُم.
٢٥٨. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في وَصِيَّتِهِ
لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ ـ : يَابنَ جُندَبٍ ... وَاخفِضِ الصَّوتَ ، إنَّ
رَبَّكَ الَّذي يَعلَمُ ما تُسِرّونَ وما تُعلِنونَ ، قَد عَلِمَ ما تُريدونَ
قَبلَ أن تَسأَلوهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٥
رَفعُ الصَّوتِ في
مَواضِعَ
٢٥٩. البلد الأمين عن بشر وبشير
ـ في ذِكرِ دُعاءِ الإِمامِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ : ثُمَّ رَفَعَ عليهالسلام صَوتَهُ وبَصَرَهُ
إلَى السَّماءِ ، وعَيناهُ قاطِرَتانِ كَأَنَّهُما مَزادَتانِ
، وقالَ عليهالسلام
بِأَعلى صَوتِهِ : يا أسمَعَ السّامِعينَ ... ثُمَّ عَلَت أصواتُهُم بِالبُكاءِ
مَعَهُ ، وغَرَبَتِ الشَّمسُ ، وأفاضَ عليهالسلام
وأفاضَ النّاسُ مَعَهُ.
٢٦٠. الكافي عن عبدالرحمن بن الحجّاج
: كانَ أبو عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
إذا قامَ آخِرَ اللَّيلِ يَرفَعُ صَوتَهُ حَتّى يَسمَعَ أهلُ الدّارِ ، ويَقولُ : اللّهُمَّ
أعِنّي عَلى هَولِ المُطَّلَعِ
، ووَسِّع عَلَيَّ ضيقَ المَضجَعِ ، وَارزُقني خَيرَ ما قَبلَ المَوتِ ، وَارزُقني
خَيرَ ما بَعدَ المَوتِ.
راجع
: الكافي : ج ٦ ص ٥٢٦ ح ٨.
موسوعة ميزان الحكمة : الأذان / آداب
الأذان / رفع الصوت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضيح حول رفع الصّوت
بالدّعاء
الدعاء كلام مع من ليس أحد أقرب إلى
الإنسان مثله
، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد .
من هنا يُعدّ رفع الصوت بالدعاء خلافا للأدب ، كما أشار النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى هذه النقطة
قائلاً :
اِربَعوا
عَلى أنفُسِكُم ، إنَّكُم لا تَدعونَ أصَمَّ ولا غائِبا ، إنَّكُم تَدعونَ سَميعا
قَريبا ، وهُوَ مَعَكُم.
على هذا الأساس ، إذا كان في رفع الصوت
بالدعاء أذىً للناس فهو مذموم بل محظور عقلاً ونقلاً.
ويُثار هنا سؤال ، وهو : إذا كان رفع
الصوت بالدعاء مذموما ، فَلِمَ كان الأئمّة يرفعون أصواتهم بالدعاء أحيانا كما مرّ
في بعض الحالات من سيرتهم؟
والجواب هو أنّ ذمّ رفع الصوت موضوع
عرفيّ ، فلطبيعته ومقداره أثر في حكم العرف. وشتّان بين من يطلب حاجته من اللّه
بصوت عالٍ ونبرة مسيئة للأدب كالدائن الذي يريد من غريمه شيئا ، وبين من يطلبها
بأدب ووقار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كالإمام الحسين عليهالسلام حين تفاعل في عرفات
وهو يدعو اللّه بكلّ تواضع وانكسار ونحيب وتضرّع وعيونه دامعة وقلبه حزين ، لكنّه
يقول بصوت عالٍ : «يا
أسمَعَ السّامِعينَ ...»
أو كالإمام الصادق عليهالسلام
إذ كان ينادي في جوف الليل وهو قائم مع المتهجّدين فيقول : «اللّهُمَّ أعِنّي
عَلى هَولِ المُطَّلَعِ ووَسِّع عَلَيَّ ضيقَ المَضجَعِ
...» فلم يزعجهم ويؤذهم ،
بل كان أهل بيته متشوّقين إلى سماع مناجاته الرافدة بالقوّة والنشاط في جوف الليل.
وبعبارة اُخرى ؛ إنّ خفض الصوت في أثناء
الدعاء وهو ما يقتضيه تعظيم اللّه والتواضع بين يديه من جهة ، ويوجب من جهة اُخرى
نيل رضا اللّه وإيجاد مزيد من التوجّه إليه والاُنس به. وهذا ما يدركه ويصدّقه عقل
الإنسان ووجدانه بكلّ جلاء.
وعلى هذا الأساس يختلف مقتضى الحالات
والمقامات المختلفة. والعقل والوجدان يستشعر في كلّ حال ومقام المدى المناسب من
خفية أو جهر الصوت. ومع الحفاظ على مبدأ الهدوء واجتناب الزعيق والصراخ ، فهو
يميّز كلّ واحد من مقامات ـ الطلب ، والتحرّق واللهفة ، وحالة تضمين التعليم
والتربية في أصل الدعاء ـ عن المقامات والحالات الاُخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٦
رَفعُ اليَدَينِ
٢٦١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِعَلِيٍّ عليهالسلام ـ : عَلَيكَ بِرَفعِ
يَدَيكَ إلى رَبِّكَ ، وكَثرَةِ تَقَلُّبِها.
٢٦٢. الإمام الحسين عليهالسلام : كانَ رَسولُ
اللّهِ صلىاللهعليهوآله
يَرفَعُ يَدَيهِ إذَا ابتَهَلَ ودَعا ، كَما يَستَطعِمُ المِسكينُ.
٢٦٣. المعجم الأوسط عن ابن عبّاس
: رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
يَدعو بِعَرَفَةَ ، ويَداهُ إلى صَدرِهِ كَاستِطعامِ المِسكينِ.
٢٦٤. مسند إسحاق بن راهويه عن عائشة
: فَقَدتُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
ذاتَ لَيلَةٍ ، فَخَرَجتُ في أثَرِهِ ، فَإِذا رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله فِي البَقيعِ ، رافِعا
يَدَيهِ إلَى السَّماءِ يَدعو.
٢٦٥. صحيح مسلم عن أنس
: رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
يَرفَعُ يَدَيهِ فِي الدُّعاءِ ، حَتّى يُرى بَياضُ إبطَيهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٦٦. كنز العمّال عن البَراء بن عازب
: كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
إذا أصابَتهُ شِدَّةٌ فَدَعا ، رَفَعَ يَدَيهِ حَتّى يُرى بَياضُ إبطَيهِ.
٢٦٧. المصنّف عن طاووس
: دَعَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
عَلى قَومٍ فَرَفَعَ يَدَيهِ جِدّا فِي السَّماءِ ، فَجالَتِ
النّاقَةُ ، فَأَمسَكَها بِإِحدى يَدَيهِ ، وَالاُخرى قائِمَةٌ فِي السَّماءِ.
٢٦٨. سنن النسائي عن اُسامة بن زيد
: كُنتُ رَديفَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
بِعَرَفاتٍ ، فَرَفَعَ يَدَيهِ يَدعو ، فَمالَت بِهِ ناقَتُهُ فَسَقَطَ خِطامُها
، فَتَناوَلَ الخِطامَ بِإِحدى يَدَيهِ وهُوَ رافِعٌ يَدَهُ الاُخرى.
٢٦٩. تهذيب الأحكام عن أبي بصير عن الإمام
الصادق عن آبائه عليهمالسلام
: إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام
قالَ : إذا فَرَغَ أحَدُكُم مِنَ الصَّلاةِ ، فَليَرفَع يَدَيهِ إلَى السَّماءِ ، وَليَنصَب
فِي الدُّعاءِ.
فَقالَ ابنُ سَبَأٍ : يا أميرَ
المُؤمِنينَ ، ألَيسَ اللّهٌ في كُلِّ مَكانٍ؟
فَقالَ عليهالسلام
: بَلى. قالَ : فَلِمَ يَرفَعُ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ؟
قالَ : أما تَقرَأُ فِي القُرآنِ : (وَفِى
السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)
؟ فَمِن أينَ يُطلَبُ
الرِّزقُ إلاّ مِن مَوضِعِهِ! ومَوضِعُ الرِّزقِ وما وَعَدَ اللّهٌ السَّماءُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٧٠. الإمام الصادق عليهالسلام ـ لَمّا سَأَلَهُ
الزِّنديقُ : مَا الفَرقُ بَينَ أ : ذلِكَ في عِلمِهِ وإحاطَتِهِ وقُدرَتِهِ
سَواءٌ ، ولكِنَّهُ عز وجل أمَرَ أولِياءَهُ وعِبادَهُ بِرَفعِ أيديهِم إلَى
السَّماءِ نَحوَ العَرشِ ؛ لأَنَّهُ جَعَلَهُ مَعدِنَ الرِّزقِ ، فَثَبَّتنا ما
ثَبَّتَهُ القُرآنُ وَالأَخبارُ عَنِ الرَّسولِ صلىاللهعليهوآله
، حينَ قالَ : اِرفَعوا أيدِيَكُم إلَى اللّهِ عز وجل.
٢٧١. الاحتجاج عن صفوان بن يحيى
: ... قالَ أبو قُرَّةَ : فَما بالُكُم إذا دَعَوتُم رَفَعتُم أيدِيَكُم إلَى
السَّماءِ؟ فَقالَ أبُو الحَسَنِ الرِّضا عليهالسلام
: إنَّ اللّهَ استَعبَدَ خَلقَهُ بِضُروبٍ مِنَ العِبادَةِ ، وللّهِ مَفازِعُ
يَفزَعونَ إلَيهِ ومُستَعبَدٌ ، فَاستَعبَدَ عِبادَهُ بِالقَولِ وَالعِلمِ
وَالعَمَلِ وَالتَّوَجُّهِ ونَحوِ ذلِكَ ؛ استَعبَدَهُم بِتَوَجُّهِ الصَّلاةِ
إلَى الكَعبَةِ ، ووَجَّهَ إلَيها الحَجَّ وَالعُمرَةَ ، وَاستَعبَدَ خَلقَهُ
عِندَ الدُّعاءِ وَالطَّلَبِ وَالتَّضَرُّعِ بِبَسطِ الأَيدي ورَفعِها إلَى
السَّماءِ لِحالِ الاِستِكانَةِ ، وعَلامَةِ العُبودِيَّةِ وَالتَّذَلُّلِ لَهُ.
راجع
: ص ٥١٢ ح ١٣٤٧ (من دعا له الرضا عليهالسلام
/ يزيد بن إسحاق).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحليل حول رفع اليد
إلى السّماء فِي الدعاء
أحد آداب الدعاء رفع الأيدي إلى السماء
، وهكذا كانت سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله
إذ كان يرفع يديه عند الدعاء أحيانا إلى الحدّ الذي كان يُرى فيه بياض إبطَيه.
وَمَثله في طلب حاجته من اللّه سبحانه مَثَل بائس مسكين يرفع يديه ليطلب من أحد
شيئا.
ويبرز هنا سؤال وهو : لِمَ يرفع الداعي
يديه إلى السماء عند الدعاء واللّه موجود في كلّ مكان؟
وخالَ البعض أنّ رفع اليدين إلى السماء
علامة الاعتقاد بتجسيم الحقّ تعالى وتحديد مكان له في حين أنّ الجسم والمكان من
صفاته السلبيّة سبحانه وتعالى ، فهو ليس جسما ، ولا يخلو منه مكان ، فلا تفاوت بين
رفع اليدين في الدعاء وبين تركهما مُسبَلَتَين ، لذلك أنكروا هذا الأدب.
وتدلّ أحاديث هذا الباب على أنّ هذا
السؤال كان يؤخذ مأخذ الجدّ في عصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدر الإسلام ، وأجاب
الأئمّة عنه. واُجملت الأجوبة في أربعة ، هي كالآتي :
١. رفع اليدين في الدعاء نوع من العبادة
كلّف اللّه سبحانه به عباده ، وهو كالتوجّه إلى الكعبة في الصلاة ، والركوع
والسجود وأمثالها.
٢. رفع اليدين في الدعاء سنّة نبويّة إذ
أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله
المسلمين أن يعملوا بها.
٣. الحكمة من رفع الأيدي إلى السماء في
الدعاء تتمثّل في أنّ السماء محلّ أنواع الرزق التي يحتاج إليها الإنسان ويطلبها. من
أجل ذلك أمر اللّه أولياءه أن يمدّوا أيديهم إلى السماء والعرش الإلهيّ أثناء
دعائهم.
٤. أجاب العلاّمة الطباطبائيّ رحمهالله عن هذه الشبهة بقوله
:
«لا معنى لإنكار بعضهم رفع اليدين
بالدعاء ، معلّلاً بأنّه من التجسيم؛ إذ رفع اليدين إلى السماء إيماء إلى أنّه
تعالى فيها ـ تعالى عن ذلك وتقدّس ـ وهو قول فاسد؛ فإنّ حقيقة جميع العبادات
البدنيّة ، هي تنزيل المعنى القلبي والتوجّه الباطني إلى موطن الصورة ، وإظهار
الحقائق المتعالية عن المادّة في قالب التجسّم ، كما هو ظاهر في الصلاة والصوم
والحجّ وغير ذلك وأجزائها وشرائطها ، ولولا ذلك لم يستقم أمر العبادة البدنيّة ، ومنها
الدعاء ، وهو تمثيل التوجّه القلبي والمسألة الباطنيّة بمثل السؤال الذي نعهده
فيما بيننا ، من سؤال الفقير المسكين الداني من الغنيّ المتعزّز العالي ، حيث يرفع
يديه بالبسط ، ويسأل حاجته بالذلّة والضراعة».
والملاحظة اللافتة للنظر هي أنّ رفع
الأيدي إلى السماء عند الدعاء لا يُعَدّ أدبا وقيمةً إلاّ إذا رفع الداعي يديه عن
معرفة ، وعلم أنّ اللّه تعالى موجود في كلّ مكان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحينئذٍ يعدّ العمل
المذكور أدبا ، وإلاّ فمن ظنّ أنّ اللّه في السماء ومدّ يديه إليه ، فلا قيمة
لعمله هذا. وكذلك النظر إلى السماء أثناء الدعاء ، ولذا نقل الإمام الصادق عليهالسلام عن آبائه المطهَّرين
فقال :
مَرَّ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله عَلى رَجُلٍ وهُوَ
رافِعٌ بَصَرَهُ إلَى السَّماءِ يَدعو ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله : غُضَّ بَصَرَكَ فَإِنَّكَ لَن تَراهُ.
وقالَ
: ومَرَّ النَّبِيُّ عَلى رَجُلٍ رافِعٍ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وهُوَ يَدعو ، فَقالَ
رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله : اُقصُر مِن
يَدَيكَ فَإِنَّكَ لَن تَنالَهُ.
نعم يمكن أن يكون هذان الحديثان ناظرين
إلى خروج المرء عن حالة الاعتدال في الشخوص بالبصر أو رفع اليدين إلى السماء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٧
عُلُوُّ الهِمَّةِ
وعِظَمُ المَسأَلَةِ
٢٧٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعا أحَدُكُم
فَليُعظِمِ الرَّغبَةَ ؛ فَإِنَّهُ لا يَتَعاظَمُ
عَلَى اللّهِ شَيءٌ.
٢٧٣. عنه صلىاللهعليهوآله : اِسأَ لُوا اللّهَ
وأجزِلوا ؛ فَإِنَّهُ لا يَتَعاظَمُهُ شَيءٌ.
٢٧٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّهَ عز وجل
يَعجَبُ مِن سائِلٍ يَسأَلُ غَيرَ الجَنَّةِ.
٢٧٥. عنه صلىاللهعليهوآله : سَلُوا اللّهَ
الفِردَوسَ ؛ فَإِنَّها سُرَّةُ
الجَنَّةِ.
٢٧٦. صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي
: كُنتُ أبيتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
، فَأَتَيتُهُ بِوَضوئِهِ وحاجَتِهِ. فَقالَ لي : سَل. فَقُلتُ : أسأَ لُكَ
مُرافَقَتَكَ فِي الجَنَّةِ.
قالَ : أوَ غَيرَ ذلِكَ؟ قُلتُ : هُوَ
ذاكَ.
قالَ : فَأَعِنّي عَلى نَفسِكَ
بِكَثرَةِ السُّجودِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٧٧. مسند ابن حنبل عن ربيعة بن كعب
: قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
: سَلني اُعطِكَ. قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أنظِرني أنظُر في أمري. قالَ : فَانظُر
في أمرِكَ.
قالَ : فَنَظَرتُ ، فَقُلتُ : إنَّ أمرَ
الدُّنيا يَنقَطِعُ ، فَلا أرى شَيئا خَيرا مِن شَيءٍ آخُذُهُ لِنَفسي لآِخِرَتي! فَدَخَلتُ
عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ : ما حاجَتُكَ؟ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، اشفَع لي إلى رَبِّكَ عز وجل
فَليُعتِقني مِنَ النّارِ.
فَقالَ : مَن أمَرَكَ بِهذا؟ فَقُلتُ : لا
وَاللّهِ يا رَسولَ اللّهِ ، ما أمَرَني بِهِ أحَدٌ ، ولكِنّي نَظَرتُ في أمري ، فَرَأَيتُ
أنَّ الدُّنيا زائِلَةٌ مِن أهلِها ، فَأَحبَبتُ أن آخُذَ لآِخِرَتي.
قالَ : فَأَعِنّي عَلى نَفسِكَ
بِكَثرَةِ السُّجودِ.
٢٧٨. الإمام عليّ عليهالسلام : كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله إذا سُئِلَ شَيئا
فَإِذا أرادَ أن يَفعَلَهُ ، قالَ : نَعَم ، وإذا أرادَ أن لا يَفعَلَ سَكَتَ ، وكانَ
لا يَقولُ لِشَيءٍ لا.
فَأَتاهُ أعرابِيٌّ فَسَأَلَهُ ، فَسَكَتَ
، ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله كَهَيئَةِ
المُنتَهِرِ : سَل ما شِئتَ يا أعرابِيُّ ، فَغَبَطناهُ ، فَقُلنا : الآنَ يَسأَلُ
الجَنَّةَ.
فَقالَ الأَعرابِيُّ : أسأَ لُكَ
راحِلَةً ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: لَكَ ذاكَ ، ثُمَّ قالَ : سَل ، قالَ : أسأَ لُكَ زادا ، قالَ : ولَكَ ذاكَ ، فَتَعَجَّبنا
مِن ذلِكَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: كَم بَينَ مَسأَلَةِ الأَعرابِيِّ وعَجوزِ بَني إسرائيلَ!
ثُمَّ قالَ صلىاللهعليهوآله : إنَّ موسى عليهالسلام لَمّا اُمِرَ أن
يَقطَعَ البَحرَ فَانتَهى إلَيهِ ، فَضُرِبَت وُجوهُ الدَّوابِّ ، فَرَجَعَت ، فَقالَ
موسى عليهالسلام
: ما لي يا رَبِّ؟ قالَ لَهُ : إنَّكَ عِندَ قَبرِ يوسُفَ ، فَاحتَمِل عِظامَهُ
مَعَكَ ، وقد استَوَى القَبرُ بِالأَرضِ ، فَجَعَلَ موسى عليهالسلام لا يَدري أينَ هُوَ
، قالوا : إن كانَ أحَدٌ مِنكُم يَعلَمُ أينَ هُوَ فَعَجوزُ بَني إسرائيلَ ، لَعَلَّها
تَعلَمُ أينَ هُوَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَأَرسَلَ إلَيها موسى عليهالسلام ، قالَ : هَل
تَعلَمينَ أينَ قَبرُ يوسُفَ عليهالسلام؟
قالَت : نَعَم. قالَ : فَدُلّيني عَلَيهِ. قالَت : لا وَاللّهِ حَتّى تُعطِيَني ما
أسأَ لُكَ. قالَ : ذاكِ لَكِ ، قالَت : فَإِنّي أسأَ لُكَ أن أكونَ مَعَكَ فِي
الدَّرَجَةِ الَّتي تَكونُ فيها فِي الجَنَّةِ.
قالَ : سَلِي الجَنَّةَ ، قالَت : لا
وَاللّهِ ، إلاّ
أن أكونَ مَعَكَ ، فَجَعَلَ موسى يُرادُّها ، فَأَوحَى اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى
ـ إلَيهِ : أن أعطِها ذلِكَ ؛ فَإِنَّهُ لا يُنقِصُكَ شَيئا ، فَأَعطاها ودَلَّتهُ
عَلَى القَبرِ ، فَأَخرَجَ العِظامَ وجاوَزَ البَحرَ.
٢٧٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ أوحى إلى موسَى بنِ عِمرانَ عليهالسلام
أن : أخرِج عِظامَ يوسُفَ عليهالسلام
مِن مِصرَ ، ووَعَدَهُ طُلوعَ القَمَرِ ، فَأَبطَأَ طُلوعُ القَمَرِ عَلَيهِ ، فَسَأَلَ
عَمَّن يَعلَمُ مَوضِعَهُ ، فَقيلَ لَهُ : هاهُنا عَجوزٌ تَعلَمُ عِلمَهُ ، فَبَعَثَ
إلَيها ، فَاُتِيَ بِعَجوزٍ مُقعَدَةٍ عَمياءَ.
فَقالَ : تَعرِفينَ قَبرَ يوسُفَ عليهالسلام؟ قالَت : نَعَم. قالَ
: فَأَخبِريني بِمَوضِعِهِ ، قالَت : لا أفعَلُ حَتّى تُعطِيَني خِصالاً : تُطلِقَ
رِجلَيَّ ، وتُعيدَ إلَيَّ بَصَري ، وتَرُدَّ إلَيَّ شَبابي ، وتَجعَلَني مَعَكَ
فِي الجَنَّةِ.
فَكَبُرَ ذلِكَ عَلى موسى ، فَأَوحَى
اللّهُ عز وجل إلَيهِ : إنَّما تُعطي عَلَيَّ فَأَعطِها ما سَأَلَت ، فَفَعَلَ ، فَدَلَّتهُ
عَلى قَبرِ يوسُفَ عليهالسلام
، فَاستَخرَجَهُ مِن شاطِئِ النَّيلِ في صُندوقٍ مَرمَرٍ ، فَلَمّا أخرَجَهُ
طَلَعَ القَمَرُ ، فَحَمَلَهُ إلَى الشّامِ ، فَلِذلِكَ يَحمِلُ أهلُ الكِتابِ
مَوتاهُم إلَى الشّامِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٨٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : إنَّ أباذَرٍّ بَكى
مِن خَشيَةِ اللّهِ حَتَّى اشتَكى عَينَيهِ ، فَخافوا عَلَيهِما ، فَقيلَ لَهُ : يا
أباذَرٍّ لَو دَعَوتَ اللّهَ في عَينَيكَ. فَقالَ : إنّي عَنهُما لَمَشغولٌ ، وما
عَناني أكبَرُ.
فَقيلَ لَهُ : وما شَغَلَكَ عَنهُما؟ قالَ
: العَظيمَتانِ : الجَنَّةُ وَالنّارُ.
٣ / ٨
السُّؤالُ مِن فَضلِ
اللّهِ
الكتاب
(وَسْئلُواْ اللَّهَ
مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمًا).
الحديث
٢٨١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : سَلُوا اللّهَ مِن
فَضلِهِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز وجل يُحِبُّ أن يُسأَلَ.
٢٨٢. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في خُطبَتِهِ
يَومَ الجُمُعَةِ ـ : وَاسأَ لُوا اللّهَ مِن رَحمَتِهِ وفَضلِهِ ؛ فَإِنَّهُ لا
يَخيبُ عَلَيهِ داعٍ دَعاهُ.
٢٨٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لَتَسَلُنَّ
اللّهَ أو لَيَقضِيَنَّ عَلَيكُم ، إنَّ للّهِ عِبادا يَعمَلونَ فَيُعطيهِم ، وآخَرينَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَسأَلونَهُ صادِقينَ
فَيُعطيهِم ، ثُمَّ يَجمَعُهُم فِي الجَنَّةِ ، فَيَقولُ الَّذينَ عَمِلوا : رَبَّنا!
عَمِلنا فَأَعطَيتَنا ، فَبِما أعطَيتَ هؤُلاءِ؟
فَيَقولُ : عِبادي !
أعطَيتُكُم اُجورَكُم ولَم ألِتكُم
مِن أعمالِكُم شَيئا ، وسَأَلَني هؤُلاءِ فَأَعطَيتُهُم ، وهُوَ فَضلي اُوتيهِ مَن
أشاءُ.
٢٨٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ الرِّزقَ
لَيَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، عَلى عَدَدِ قَطرِ المَطَرِ ، إلى كُلِّ
نَفسٍ بِما قُدِّرَ لَها ، ولكِن للّهِ فُضولٌ ، فَاسأَ لُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ.
٢٨٥. الإمام زين العابدين عليهالسلام : اللّهُمَّ أنتَ
القائِلُ وقَولُكَ حَقٌّ ووَعدُكَ صِدقٌ : (وَسْئلُواْ اللَّهَ
مِن فَضْلِهِ)
(إِنَّ
اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)
، ولَيسَ مِن
صِفاتِكَ يا سَيِّدي أن تَأمُرَ بِالسُّؤالِ وتَمنَعَ العَطِيَّةَ ، وأنتَ
المَنّانُ بِالعَطِيّاتِ عَلى أهلِ مَملَكَتِكَ ، وَالعائِدُ عَلَيهِم بِتَحَنُّنِ
رَأفَتِكَ.
٢٨٦. الإمام عليّ عليهالسلام ـ فِي الدُّعاء ـ : وَاجعَلني
مِن أحسَنِ عِبادِكَ نَصيبا عِندَكَ ، وأقرَبِهِم مَنزِلَةً مِنكَ ، وأخَصِّهِم
زُلفَةً
لَدَيكَ ، فَإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إلاّ بِفَضلِكَ.
٢٨٧. عنه عليهالسلام ـ فِي الحِكَمِ
المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ : اللّهُمَّ إنّي أرى لَدَيَّ مِن فَضلِكَ ما لَم أسأَلكَ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَعَلِمتُ أنَّ
لَدَيكَ مِنَ الرَّحمَةِ ما لا أعلَمُ ، فَصَغُرَت قيمَةُ مَطلَبي فيما عايَنتُ ، وقَصُرَت
غايَةُ أمَلي عِندَما رَجَوتُ ، فَإِن ألحَفتُ
في سُؤالي فَلِفاقَتي إلى ما عِندَكَ ، وإن قَصَّرتُ في دُعائي فَبِما عَوَّدتَ
مِنِ ابتِدائِكَ.
٣ / ٩
بَثُّ الحاجَةِ
٢٨٨. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ يَعلَمُ ما يُريدُ العَبدُ إذا دَعاهُ ، ولكِنَّهُ يُحِبُّ أن تُبَثَّ
إلَيهِ الحَوائِجُ ، فَإِذا دَعَوتَ فَسَمِّ حاجَتَكَ.
٢٨٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّهَ
لَيُمسِكُ الخَيرَ الكَثيرَ عَن عَبدِهِ ، فَيَقولُ : لا اُعطيهِ حَتّى يَسأَلَني.
٣ / ١٠
العَزمُ
٢٩٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعا أحَدُكُم
فَليَعزِم فِي الدُّعاءِ ، ولا يَقُل : اللّهُمَّ ، إن شِئتَ فَأَعطِني ؛ فَإِنَّ
اللّهَ لا مُستَكرِهَ لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٩١. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعا أحَدُكُم
فَلا يَقُل : اللّهُمَّ اغفِر لي إن شِئتَ ، ولكِن لِيَعزِمِ المَسأَلَةَ ، وَليُعَظِّمِ
الرَّغبَةَ ، فَإِنَّ اللّهَ لا يَتَعاظَمُهُ شَيءٌ أعطاهُ.
٢٩٢. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَقولَنَّ
أحَدُكُم : اللّهُمَّ اغفِر لي إن شِئتَ ، اللّهُمَّ ارحَمني إن شِئتَ ، لِيَعزِمِ
المَسأَلَةَ ؛ فَإِنَّهُ لا مُكرِهَ لَهُ.
٣ / ١١
التَّعميمُ
٢٩٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعا أحَدُكُم
فَليَعُمَّ ؛ فَإِنَّهُ أوجَبُ لِلدُّعاءِ.
٢٩٤. عنه صلىاللهعليهوآله : ما مِن دُعاءٍ
أحَبُّ إلَى اللّهِ من أن يَقولَ العَبدُ : اللّهُمَّ ارحَم اُمَّةَ مُحَمَّدٍ
رَحمَةً عامَّةً.
٢٩٥. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن عَمَّ
بِدُعائِهِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، استُجيبَ لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٩٦. عنه صلىاللهعليهوآله : أعمِم ؛ يَعني فِي
الدُّعاءِ فَفَضلُ ما بَينَ العُمومِ وَالخُصوصِ ، كَما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ.
٢٩٧. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثٌ لا يَغُلُّ
عَلَيهِنَّ قَلبُ مُؤمِنٍ : إِخلاصُ الدَّعوَةِ للّهِ تَعالى ، وَالنَّصيحَةُ
لِوُلاةِ الأَمرِ فِي الحَقِّ حَيثُ كانَ ، وأن يَعُمَّ بِدَعوَتِهِ جَميعَ
المُسلِمينَ ، فَإِنَّ الدَّعوَةَ تُحيطُ مِن وَرائِهِم.
٢٩٨. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَؤُمَّ رَجُلٌ
قَوما فَيَخُصَّ نَفسَهُ بِالدُّعاءِ دونَهُم ؛ فَإِن فَعَلَ فَقَد خانَهُم.
٢٩٩. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن صَلّى بِقَومٍ
فَاختَصَّ نَفسَهُ بِالدُّعاءِ ، فَقَد خانَهُم.
٣٠٠. الأدب المفرد عن عبد اللّه بن عمرو
: قالَ رَجُلٌ : اللّهُمَّ اغفِر لي ولِمُحَمَّدٍ وَحدَنا. فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : لَقَد حَجَبتَها
عَن ناسٍ كَثيرٍ!
٣٠١. صحيح البخاري عن أبي هريرة
: قامَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
في صَلاةٍ وقُمنا مَعَهُ ، فَقالَ أعرابِيٌّ وهُوَ فِي الصَّلاةِ : اللّهُمَّ
ارحَمني ومُحَمَّدا ، ولا تَرحَم مَعَنا أحَدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلَمّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله ، قالَ
لِلأَعرابِيِّ : لَقَد حَجَّرتَ واسِعا !
٣٠٢. الإمام الكاظم عن آبائه عليهمالسلام : كانَت فاطِمَةُ عليهاالسلام إذا دَعَت تَدعو
لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، ولا تَدعو لِنَفسِها ، فَقيلَ لَها : يا بِنتَ
رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
، إنَّكِ تَدعينَ
لِلنّاسِ ولا تَدعينَ لِنَفسِكِ! فَقالَت : الجارُ ثُمَّ الدّارُ.
٣ / ١٢
الإِكثارُ
الكتاب
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ).
الحديث
٣٠٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا سَأَلَ
أحَدُكُم فَليُكثِر ؛ فَإِنَّهُ يَسأَلُ رَبَّهُ.
٣٠٤. عنه صلىاللهعليهوآله : لَقَد بارَكَ
اللّهٌ لِرَجُلٍ في حاجَةٍ أكثَرَ الدُّعاءَ فيها ، اُعطِيَها أو مُنِعَها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٠٥. الإمام الكاظم عليهالسلام ـ مِن دُعاءٍ لَهُ ـ
: يا مَن لا يَزيدُهُ كَثرَةُ الدُّعاءِ إلاّ جودا وكَرَما.
راجع : ص ٤٤ (فضل الدعاء / سلاح المؤمن).
٣ / ١٣
الإِلحاحُ
٣٠٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّهَ
يُحِبُّ السّائِلَ اللَّحوحَ.
٣٠٧. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّهَ
يُحِبُّ المُلِحّينَ فِي الدُّعاءِ.
٣٠٨. عنه صلىاللهعليهوآله ـ في دُعاءِ
الجَوشَنِ الكَبيرِ ـ : يا مَن لا يُبرِمُهُ
إلحاحُ المُلِحّينَ.
٣٠٩. الإمام الصادق عليهالسلام : قالَ رَسولُ
اللّهِ صلىاللهعليهوآله
: رَحِمَ اللّهٌ عَبدا طَلَبَ مِنَ اللّهِ عز وجل حاجَةً فَأَلَحَّ فِي الدُّعاءِ
، استُجيبَ لَهُ أو لَم يُستَجَب لَهُ ، وتَلا هذِهِ الآيَةَ : (وَأَدْعُواْ
رَبِّى عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّى شَقِيًّا) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣١٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : وَالَّذي نَفسي
بِيَدِهِ ، إنَّ العَبدَ لَيَدعُو اللّهَ وهُوَ عَلَيهِ غَضبانُ فَيُعرِضُ عَنهُ ،
ثُمَّ يَدعوهُ فَيُعرِضُ عَنهُ ، فَيَقولُ لِمَلائِكَتِهِ : أبى عَبدي أن يَدعُوَ
غَيري فَقَدِ استَحيَيتُ مِنهُ ، يَدعوني واُعرِضُ عَنهُ ، اُشهِدُكُم أنّي قَدِ
استَجَبتُ لَهُ.
٣١١. الإمام عليّ عليهالسلام : مَنِ استَدامَ
قَرعَ البابِ ولَجَّ وَلَجَ.
٣١٢. عنه عليهالسلام ـ في دُعاءِ يَومِ
الأَربِعاءِ ـ : الحَمدُ للّهِ الَّذي مَرضاتُهُ فِي الطَّلَبِ إلَيهِ وَالتِماسِ
ما لَدَيهِ ، وسَخَطُهُ في تَركِ الإِلحاحِ فِي المَسأَلَةِ عَلَيهِ.
٣١٣. الإمام زين العابدين عليهالسلام : يا مَن لا
يَحتَقِرُ أهلَ الحاجَةِ إلَيهِ ، ويا مَن لا يُخَيِّبُ المُلِحّينَ عَلَيهِ ، ويا
مَن لا يَجبَهُ بِالرَّدِّ أهلَ الدّالَّةِ
عَلَيهِ.
٣١٤. عنه عليهالسلام ـ فِي المُناجاةِ
الإِنجيلِيَّةِ ـ : سَيِّدي إنَّ آمالي فيكَ يَتَجاوَزُ آمالَ الآمِلينَ ، وسُؤالي
إيّاكَ لا يُشبِهُ سُؤالَ السّائِلينَ ؛ لِأَنَّ السّائِلَ إذا مُنِعَ امتَنَعَ
عَنِ السُّؤالِ ، وأنَا فَلا غَناءَ بي عَنكَ في كُلِّ حالٍ.
٣١٥. الإمام الباقر عليهالسلام : كانَ أبي يُلِحُّ
فِي الدُّعاءِ ، يَقولُ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ ، ثُمَّ
يَعودُ ، ثُمَّ يَعودُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣١٦. عنه عليهالسلام : وَاللّهِ لا
يُلِحُّ عَبدٌ مُؤمِنٌ عَلَى اللّهِ عز وجل في حاجَتِهِ ، إلاّ قَضاها لَهُ.
٣١٧. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّهَ عز وجل
كَرِهَ إلحاحَ النّاسِ بَعضِهِم عَلى بَعضٍ فِي المَسأَلَةِ ، وأحَبَّ ذلِكَ
لِنَفسِهِ ، إنَّ اللّهَ عز وجل يُحِبُّ أن يُسأَلَ ويُطلَبَ ما عِندَهُ.
٣١٨. عنه عليهالسلام : لَولا إلحاحُ
المُؤمِنينَ عَلَى اللّهِ في طَلَبِ الرِّزقِ ، لَنَقَلَهُم مِنَ الحالِ الَّتي
هُم فيها إلى حالٍ أضيَقَ مِنها.
٣١٩. قرب الإسناد عن مسعدة بن صدقة
: قالَ لِجَعفَرٍ عليهالسلام
قائِلٌ : عَلِّمني دُعاءً ، فَقالَ لَهُ : أينَ أنتَ عَن دُعاءِ الإِلحاحِ ... وألِحَّ
فِي الطَّلَبِ ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ إلحاحَ المُلِحّينَ مِن عِبادِهِ المُؤمِنينَ.
٣٢٠. الإمام الصادق عليهالسلام : الدُّعاءُ يَرُدُّ
القَضاءَ بَعدَما اُبرِمَ إبراما ، فَأَكثِر مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ مِفتاحُ
كُلِّ رَحمَةٍ ، ونَجاحُ كُلِّ حاجَةٍ ، ولا يُنالُ ما عِندَ اللّهِ عز وجل إلاّ
بِالدُّعاءِ ، وإنَّهُ لَيسَ بابٌ يُكثَرُ قَرعُهُ إلاّ يوشِكُ أن يُفتَحَ
لِصاحِبِهِ.
٣٢١. عدّة الداعي عن كعب الأحبار
: مَكتوبٌ فِي التَّوراةِ : يا موسى ، مَن أحَبَّني لَم يَنسَني ، ومَن رَجا
مَعروفي ألَحَّ في مَسأَلَتي.
٣٢٢. عدّة الداعي عن كعب الأحبار
: فِي التَّوراةِ : ... ألِحّوا فِي الدُّعاءِ ؛ تَشمَلكُمُ الرَّحمَةُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالإِجابَةِ ، وتَهنِئكُمُ
العافِيَةُ.
٣ / ١٤
التَّثليثُ
٣٢٣. صحيح مسلم عن ابن مسعود
: كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
إذا دَعا دَعا ثَلاثا ، وإذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثا.
٣٢٤. سنن أبي داوود عن ابن مسعود
: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
كانَ يُعجِبُهُ أن يَدعُوَ ثَلاثا ، ويَستَغفِرَ ثَلاثا.
٣٢٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن سَأَلَ اللّهَ
الجَنَّةَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، قالَتِ الجَنَّةُ : اللّهُمَّ أدخِلهُ الجَنَّةَ ، ومَنِ
استَجارَ مِنَ النّارِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، قالَتِ النّارُ : اللّهُمَّ أجِرهُ مِنَ
النّارِ.
٣ / ١٥
السُّجودُ
٣٢٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا سَجَدتُم
فَاجتَهِدوا فِي الدُّعاءِ ، فَإِنَّهُ قَمِنٌ
أن يُستَجابَ لَكُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٢٧. عنه صلىاللهعليهوآله : أقرَبُ ما يَكونُ
العَبدُ مِن رَبِّهِ وهُوَ ساجِدٌ ؛ فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ.
٣٢٨. الاُصول الستّة عشر عن سعيد بن يسار
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
: أدعو وأنَا راكِعٌ أو ساجِدٌ؟ فَقالَ : نَعَم ، اُدعُ وأنتَ ساجِدٌ ؛ فَإِنَّ
أقرَبَ ما يَكونُ العَبدُ إلَى اللّهِ وهُوَ ساجِدٌ ، ادعُ اللّهَ عز وجل
لِدُنياكَ وآخِرَتِكَ.
٣٢٩. الكافي عن عبد اللّه بن هلال
: شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
تَفَرُّقَ أموالِنا ، وما دَخَلَ عَلَينا ، فَقالَ : عَلَيكَ بِالدُّعاءِ وأنتَ
ساجِدٌ ؛ فَإِنَّ أقرَبَ ما يَكونُ العَبدُ إلَى اللّهِ وهُوَ ساجِدٌ.
٣٣٠. الكافي عن عبد الرحمن بن سيابة
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام
: أدعو وأنَا ساجِدٌ؟ فَقالَ : نَعَم ؛ فَادعُ لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ فَإِنَّهُ
رَبُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ.
٣٣١. الكافي عن جميل بن درّاج عن الإمام
الصادق عليهالسلام
أقرَبُ ما يَكونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ ، إذا دَعا رَبَّهُ وهُوَ ساجِدٌ ، فَأَيَّ
شَيءٍ تَقولُ إذا سَجَدتَ؟ قُلتُ : عَلِّمني جُعِلتُ فِداكَ ما أقولُ.
قالَ : قُل : يا رَبَّ الأَربابِ ، ويا
مَلِكَ المُلوكِ ، ويا سَيِّدَ السّاداتِ ، ويا جَبّارَ الجَبابِرَةِ ، ويا إلهَ
الآلِهَةِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بي كَذا وكَذا. ثُمَّ
قُل : فَإِنّي عَبدُكَ ، ناصِيَتي في قَبضَتِكَ. ثُمَّ ادعُ بِما شِئتَ ، وَاسأَلهُ
فَإِنَّهُ جَوادٌ ولا يَتَعاظَمُهُ شَيءٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٣٢. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا نَزَلَت
بِرَجُلٍ نازِلَةٌ أو شَديدَةٌ ، أو كَرَبَهُ أمرٌ ، فَليَكشِف عَن رُكبَتَيهِ
وذِراعَيهِ وَليُلصِقهُما بِالأَرضِ ، وَليُلزِق جُؤجُؤَهُ
بِالأَرضِ. ثُمَّ ليَدعُ بِحاجَتِهِ وهُوَ ساجِدٌ.
٣٣٣. عنه عليهالسلام : إذا أصابَكَ أمرٌ
فَبَلَغَ مِنكَ مَجهودَكَ ، فَاسجُد عَلَى الأَرضِ ، وقُل : يا مُذِلَّ كُلِّ
جَبّارٍ ، يا مُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ ، قَد وحَقِّكَ بَلَغَ بي مَجهودي ، فَصَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وفَرِّج عَنّي.
٣٣٤. عنه عليهالسلام : إذا قالَ العَبدُ
وهُوَ ساجِدٌ : يا اَللّهٌ ، يا رَبّاه ، يا سَيِّداه ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ أجابَهُ
تَبارَكَ وتَعالى : لَبَّيكَ عَبدي ، سَل حاجَتَكَ.
٣٣٥. عنه عليهالسلام : إنَّ العَبدَ إذا
سَجَدَ فَقالَ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، حَتّى يَنقَطِعَ نَفَسُهُ ، قالَ لَهُ
الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ؟
٣٣٦. الكافي عن جعفر بن عليّ
: رَأَيتُ أبَا الحَسَنِ عليهالسلام
وقد سَجَدَ بَعدَ الصَّلاةِ ، فَبَسَطَ ذِراعَيهِ عَلَى الأَرضِ ، وألصَقَ
جُؤجُؤَهُ بِالأَرضِ ، في دُعائِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ١٦
حُسنُ الظَّنِّ
بِالإِجابَةِ
٣٣٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّهُ عز وجل
: عَبدي عِندَ ظَنِّهِ بي ، وأنَا مَعَهُ إذا دَعاني.
٣٣٨. عنه صلىاللهعليهوآله :
اُدعُوا اللّهَ وأنتُم موقِنونَ بِالإِجابَةِ ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ لا
يَستَجيبُ دُعاءً مِن قَلبٍ غافِلٍ لاهٍ.
٣٣٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا دَعَوتَ
فَأَقبِل بِقَلبِكَ ، وظُنَّ حاجَتَكَ بِالبابِ.
٣٤٠. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّهَ عز وجل
لا يَستَجيبُ دُعاءً بِظَهرِ قَلبٍ ساهٍ ؛ فَإِذا دَعَوتَ فَأَقبِل بِقَلبِكَ ، ثُمَّ
استَيقِن بِالإِجابَةِ.
٣٤١. الإمام زين العابدين عليهالسلام : اللّهُمَّ إنَّهُ
يَحجُبُني عَن مَسأَلَتِكَ خِلالٌ ثَلاثٌ ، وتَحدوني عَلَيها خَلَّةٌ واحِدَةٌ ، يَحجُبُني
أمرٌ أمَرتَ بِهِ فَأَبطَأتُ عَنهُ ، ونَهيٌ نَهَيتَني عَنهُ فَأَسرَعتُ إلَيهِ ، ونِعمَةٌ
أنعَمتَ بِها عَلَيَّ فَقَصَّرتُ في شُكرِها. ويَحدوني عَلى مَسأَلَتِكَ
تَفَضُّلُكَ عَلى مَن أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَيكَ ، ووَفَدَ بِحُسنِ ظَنِّهِ إِلَيكَ
، إذ جَميعُ إحسانِكَ تَفَضُّلٌ ، وإذ كُلُّ نِعَمِكَ ابتِداءٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الرّابِعُ :
ما يختتم به الدّعاءُ
٤ / ١
آمينَ
٣٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعا أحَدُكُم
فَليُؤَمِّن عَلى دُعائِهِ.
٣٤٣. عنه صلىاللهعليهوآله : «آمينَ» خاتَمُ
رَبِّ العالَمينَ عَلى عِبادِهِ المُؤمِنينَ.
٣٤٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعا أحَدُكُم
فَليَختِم بِآمينَ ؛ فَإِنَّ آمينَ فِي الدُّعاءِ ، مِثلُ الطّابَعِ عَلَى
الصَّحيفَةِ.
٣٤٥. تفسير القرطبي عن ابن عبّاس
: سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
ما مَعنى آمينَ؟ قالَ : رَبِّ افعَل.
٣٤٦. سنن أبي داوود عن أبي مصبح المقرائي
: كُنّا نَجلِسُ إلى أبي زُهَيرٍ النُّمَيرِيِّ ـ وكانَ مِنَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصَّحابَةِ ـ فَيَتَحَدَّثُ
أحسَنَ الحَديثِ ، فَإِذا دَعَا الرَّجُلُ مِنّا بِدُعاءٍ قالَ : اِختِمهُ بِآمينَ
؛ فَإِنَّ آمينَ مِثلُ الطّابَعِ عَلَى الصَّحيفَةِ.
قالَ أبو زُهَيرٍ : اُخبِرُكُم عَن
ذلِكَ؟ خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله
ذاتَ لَيلَةٍ فَأَتَينا عَلى رَجُلٍ قَد ألَحَّ فِي المَسأَلَةِ ، فَوَقَفَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَستَمِعُ مِنهُ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: «أوجَبَ إن خَتَمَ». فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : بِأَيِّ شَيءٍ يَختِمُ؟ قالَ
: «بِآمينَ ، فَإِنَّهُ إن خَتَمَ بِآمينَ فَقَد أوجَبَ».
فَانصَرَفَ الرَّجُلُ الَّذي سَأَلَ
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَأَتَى الرَّجُلَ فَقالَ : اِختِم يا فُلانُ بِآمينَ ، وأبشِر.
٣٤٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : الدّاعي
وَالمُؤَمِّنُ فِي الأَجرِ شَريكانِ.
٣٤٨. الدرّ المنثور عن عطاء
: لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآياتُ : (رَبَّنَا لاَ
تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
فَكُلَّما قالَها جِبريلُ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، قالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: آمينَ رَبَّ العالَمينَ.
٣٤٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يا سَلمانُ ، إنَّ
المُبتَلى مُستَجابُ الدَّعوَةِ ؛ فَادعُ وتَخَيَّر مِنَ الدُّعاءِ ، وَادعُ أنتَ
واُؤَمِّنُ أنَا.
٣٥٠. عنه صلىاللهعليهوآله : دَعا موسى وأمَّنَ
هارونُ عليهماالسلام
وأمَّنَتِ المَلائِكَةُ ، فَقالَ اللّهٌ تَبارَكَ وتَعالى : (قَدْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُجِيبَت
دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا)
.
٣٥١. صحيح ابن خزيمة عن أنس
: كُنّا عِندَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
جُلوسا ، فَقالَ : إنَّ اللّهَ أعطاني خِصالاً ثَلاثَةً. فَقالَ رَجُلٌ مِن
جُلَسائِهِ : وما هذِهِ الخِصالُ يا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ : أعطاني صَلاةً فِي الصُّفوفِ ، وأعطانِي
التَّحِيَّةَ ؛ إنَّها لَتَحِيَّةُ أهلِ الجَنَّةِ ، وأعطانِي التَّأمينَ ، ولَم
يُعطِهِ أحَدا مِنَ النَّبِيّينَ قَبلُ ، إلاّ أن يَكونَ اللّهُ أعطى هارونَ ؛
يَدعو موسى ويُؤَمِّنُ هارونُ.
٣٥٢. مسائل عليّ بن جعفر
: سَأَلتُهُ أيِ الإِمامَ الكاظِمَ عليهالسلام
عَنِ الرَّجُلِ يَدعو وحَولَهُ إخوانُهُ ، أيَجِبُ عَلَيهِم أن يُؤَمِّنوا؟ قالَ :
إن شاؤوا فَعَلوا ، وإن شاؤوا سَكَتوا ، فَإِن دَعا بِحَقٍّ وقالَ لَهُم : أمِّنوا
، وَجَبَ عَلَيهِم أن يَفعَلوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضيح حول قول «آمين»
في نهاية الدّعاء
كلمة «آمين» تعني على ما نُقِل في حديث
نبويّ شريف «ربّ استجبْ». من هنا أوصت الأحاديث بذكرها في نهاية دعاء الشخص نفسه
ودعاء الآخرين.
ومن الخليق ذكره أنّ أئمّة الدين كانوا
يكرّرون الكلمة المذكورة بعد دعائهم أو دعاء غيرهم ، وكانوا يفعلون ذلك ثلاث مرّات
أحيانا. كما اُثر عن النبيّ صلىاللهعليهوآله
قوله في دعائه بعد صلاة الظهر :
اللّهُمَّ
إنّي أسأَلُكَ موجِباتِ رَحمَتِكَ ... اللّهُمَّ لا تَدَع لي ذَنبا إلاّ غَفَرتَهُ
... ولا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضا ولِيَ فيها صَلاحٌ إلاّ قَضَيتَها ، يا أرحَمَ
الرّاحِمينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ.
وكذلك جاء في «الصحيفة السجّاديّة» عند
دعائه عليهالسلام
لجيرانه وأوليائه :
... وزِدهُم بَصيرَةً في حَقّي ومَعرِفَةً
بِفَضلي ، حَتّى يَسعَدوا بي وأسعَدَ بِهِم آمينَ رَبَّ العالَمينَ.
وورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضا في وداع شهر
رمضان :
... وَاجعَلني مِمَّن كَتَبتَهُ في هذَا
الشَّهرِ مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ ، المَغفورِ لَهُم
ذَنبُهُم ، المُتَقَبَّلِ عَمَلُهُم ، آمينَ آمينَ آمينَ ، رَبَّ العالَمينَ.
لا بدّ من التنبيه طبعا إلى أنّ حكم
حالة الصلاة يختلف عن حكم سائر الحالات ، حيث لا يجوز في فقه الإماميّة التلفّظ
بكلمة آمين بعد فاتحة الكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ٢
ما شاءَ اللّه لا
حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه
٣٥٣. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا دَعَا
الرَّجُلُ ، فَقالَ بَعدَما دَعا : ما شاءَ اللّه ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ
بِاللّه ، قالَ اللّه عز وجل : اِستَبسَلَ
عَبدي وَاستَسلَمَ لِأَمرِي ، اقضوا حاجَتَهُ.
٣٥٤. عنه عليهالسلام : ما مِن رَجُلٍ
دَعا فَخَتَمَ بِقَولِ : ما شاءَ اللّه ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه ، إلاّ
اُجيبَت حاجَتُهُ.
٣٥٥. عنه عليهالسلام : إذا قالَ العَبدُ
: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه ، قالَ اللّه عز وجل لِلمَلائِكَةِ : اِستَسلَمَ
عَبدِي ، اقضوا حاجَتَهُ.
٤ / ٣
مَسحُ الوَجهِ
بِاليَدَينِ
٣٥٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا سَأَلتُمُ
اللّه ، فَاسأَلوهُ بِبُطونِ أكُفِّكُم ، ثُمَّ لا تَرُدّوها حَتّى تَمسَحوا بِها
وُجوهَكُم ؛ فَإِنَّ اللّه جاعِلٌ فيها بَرَكَةً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٥٧. عنه صلىاللهعليهوآله : سَلُوا اللّه
بِبُطونِ أكُفِّكُم ولا تَسأَلوهُ بِظُهورِها ، فَإِذا فَرَغتُم فَامسَحوا بِها
وُجوهَكُم.
٣٥٨. سنن الترمذي عن عمر بن الخطّاب
: كانَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
إذا رَفَعَ يَدَيهِ فِي الدُّعاءِ ، لَم يَحُطَّهُما حَتّى يَمسَحَ بِهِما وَجهَهُ.
٣٥٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ رَبَّكُم
حَيِيٌّ كَريمٌ ، يَستَحيي أن يَرفَعَ العَبدُ يَدَيهِ فَيَرُدَّهُما صِفرا لا
خَيرَ فيهِما ، فَإِذا رَفَعَ أحَدُكُم يَدَيهِ فَليَقُل : يا حَيُّ ، لا إلهَ
إلاّ أنتَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ ثُمَّ إذا رَدَّ يَدَيهِ
فَليُفرِغ ذلِكَ الخَيرَ إلى وَجهِهِ.
٣٦٠. الإمام الصادق عليهالسلام : ما أبرَزَ عَبدٌ
يَدَهُ إلَى اللّه العَزيزِ الجَبّارِ ، إلاَّ استَحيَا اللّه عز وجل أن يَرُدَّها
صِفرا حَتّى يَجعَلَ فيها مِن فَضلِ رَحمَتِهِ ما يَشاءُ ، فَإِذا دَعا أحَدُكُم
فَلا يَرُدَّ يَدَهُ حَتّى يَمسَحَ عَلى وَجهِهِ ورَأسِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الخامِسُ :
ما ينبغي بعد الدّعاء
٥ / ١
التَّحميدُ بَعدَ
الإِجابَةِ
الكتاب
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَ ـ عِيلَ وَإِسْحَـقَ إِنَّ رَبِّى
لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ).
الحديث
٣٦١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا سَأَلَ
أحَدُكُم رَبَّهُ مَسأَلَةً فَتَعَرَّفَ الاِستِجابَةَ ، فَليَقُل : الحَمدُ للّه
الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ. ومَن أبطَأَ عَنهُ مِن ذلِكَ
شَيءٌ فَليَقُل : الحَمدُ للّه عَلى كُلِّ حالٍ.
٣٦٢. عنه صلىاللهعليهوآله : ما يَمنَعُ
أحَدَكُم إذا عَرَفَ الإِجابَةَ مِن نَفسِهِ ، فَشُفِيَ مِن مَرَضٍ أو قَدِمَ مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَفَرٍ ، يَقولُ
: الحَمدُ للّه الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ.
٥ / ٢
دُعاءُ الإِمامِ
زَينِ العابِدينَ عِندَ استِجابَةِ دُعائِهِ
٣٦٣. الدعوات
: كانَ زَينُ العابِدينَ عليهالسلام
يَدعو عِندَ استِجابَةِ دُعائِهِ بِهذَا الدُّعاءِ : اللّهُمَّ قَد أكدَى
الطَّلَبُ ، وأعيَتِ الحِيَلُ إلاّ عِندَكَ ، وضاقَتِ المَذاهِبُ ، وَامتَنَعَتِ
المَطالِبُ ، وعَسِرَتِ الرَّغائِبُ ، وَانقَطَعَتِ الطُّرُقُ إلاّ إلَيكَ ، وتَصَرَّمَتِ
الآمالُ ، وَانقَطَعَ الرَّجاءُ إلاّ مِنكَ ، وخابَتِ الثِّقَةُ ، وأخلَفَ
الظَّنُّ إلاّ بِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إلَيكَ مُنهَجَةً
، ومَناهِلَ الرَّجاءِ إلَيكَ مُفَتَّحَةً ، وأعلَمُ أنَّكَ لِمَن دَعاكَ بِمَوضِعِ
إجابَةٍ ، ولِلصّارِخِ إلَيكَ بِمَرصَدِ إِغاثَةٍ ، وأنَّ القاصِدَ إلَيكَ
لَقَريبُ المَسافَةِ مِنكَ ، ومُناجاةَ العَبدِ إيّاكَ غَيرُ مَحجوبَةٍ عَنِ
استِماعِكَ ، وأنَّ فِي اللَّهفِ إلى جودِكَ ، وَالرِّضا بِعِدَتِكَ ، وَالاِستِراحَةِ
إلى ضَمانِكَ ، عِوَضا مِن مَنعِ الباخِلينَ ، ومَندوحَةً
عَمّا قِبَلَ المُستَأثِرينَ ، ودَرَكا مِن خَيرِ الوارِثينَ ، فَاغفِر بِلا إلهَ
إلاّ أنتَ ما مَضى مِن ذُنوبي ، وَاعصِمني فيما بَقِيَ مِن عُمُري ، وَافتَح لي
أبوابَ رَحمَتِكَ وجودِكَ الَّتي لا تُغلِقُها عَن أحِبّائِكَ وأصفِيائِكَ ، يا
أرحَمَ الرّاحِمينَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّادِسُ :
ما لا ينبغي للدّاعي
٦ / ١
طَلَبُ ما لا يَعلَمُ
أنَّهُ خَيرٌ لَهُ
الكتاب
(وَيَدْعُ الاْءِنسَنُ
بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الاْءِنسَـنُ عَجُولاً).
(قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ
لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ فَلاَ تَسْئلْنِ مَا لَيْسَ
لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّى أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَهِلِينَ).
(وعَسَى أَن
تَكْرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئا وَهُوَ
شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
الحديث
٣٦٤. تنبيه الخواطر
: فِي الوَحيِ القَديمِ : مِسكينٌ عَبدي ، يَسُرُّهُ ما يَضُرُّهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٦٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا تَسخَطوا
نِعَمَ اللّه ، ولا تَقتَرِحوا عَلَى اللّه ، وإذَا ابتُلِيَ أحَدُكُم في رِزقِهِ
ومَعيشَتِهِ فَلا يُحدِثَنَّ شَيئا يَسأَ لُهُ ، لَعَلَّ في ذلِكَ حَتفَهُ
وهَلاكَهُ ، ولكِن لِيَقُل : اللّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ إن كانَ
ما كَرِهتُهُ مِن أمري هذا خَيرا لي وأفضَلَ في ديني فَصَبِّرني عَلَيهِ ، وقَوِّني
عَلَى احتِمالِهِ ، ونَشِّطني بِثِقلِهِ ، وإن كانَ خِلافُ ذلِكَ خَيرا لي فَجُد
عَلَيَّ بِهِ ، ورَضِّني بِقَضائِكَ عَلى كُلِّ حالٍ ، فَلَكَ الحَمدُ.
٣٦٦. مسند ابن حنبل عن أبي هريرة
: جاءَتِ امرَأَةٌ إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
بِها لَمَمٌ .
فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ادعُ اللّه أن يَشفِيَني.
قالَ صلىاللهعليهوآله
: إن شِئتِ دَعَوتُ اللّه أن يَشفِيَكِ ، وإن شِئتِ فَاصبِري ولا حِسابَ عَلَيكِ. قالَت
: بَل أصبِرُ ولا حِسابَ عَلَيَّ.
٣٦٧. صحيح البخاري عن عطاء بن أبي رباح
: قالَ لِي ابنُ عَبّاسٍ : ألا اُريكَ امرَأَةً مِن أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ : بَلى.
قالَ : هذِهِ المَرأَةُ السَّوداءُ ، أتَتِ
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَت : إنّي اُصرَعُ وإنّي أتَكَشَّفُ فَادعُ اللّه لي.
قالَ : إن شِئتِ صَبَرتِ ولَكِ
الجَنَّةُ ، وإن شِئتِ دَعَوتُ اللّه أن يُعافِيَكِ.
فَقالَت : أصبِرُ. فَقالَت : إنّي
أتَكَشَّفُ فَادعُ اللّه أن لا أتَكَشَّفَ ، فَدَعا لَها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٦٨. بصائر الدرجات عن أبي عوف عن الإمام
الصادق عليهالسلام
دَخَلتُ عَلَيهِ فَأَلطَفَني ، وقالَ : إنَّ رَجُلاً مَكفوفَ البَصَرِ أتَى
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ :
يا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله ، ادعُ اللّه أن
يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَري ، وقالَ : فَدَعَا اللّه لَهُ فَرَدَّ عَلَيهِ بَصَرَهُ. ثُمَّ
أتاهُ آخَرُ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
ادعُ اللّه لي أن يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَري.
قالَ : فَقالَ : الجَنَّةُ أحَبُّ
إلَيكَ أن
يُرَدَّ عَلَيكَ بَصَرُكَ. قالَ : يا رَسولَ اللّه ، وإنَّ ثَوابَهَا الجَنَّةُ؟
فَقالَ : إنَّ اللّه أكرَمُ مِن أن
يَبتَلِيَ عَبدَهُ المُؤمِنَ بِذَهابِ بَصَرِهِ ثُمَّ لا يُثيبَهُ الجَنَّةَ.
٣٦٩. الإمام عليّ عليهالسلام : رُبَّ أمرٍ حَرَصَ
الإِنسانُ عَلَيهِ ، فَلَمّا أدرَكَهُ وَدَّ أن لَم يَكُن أدرَكَهُ.
٣٧٠. الإمام الصادق عليهالسلام : كَم مِن نِعمَةٍ
للّه عَلى عَبدِهِ في غَيرِ أمَلِهِ ، وكَم مِن مُؤَمِّلٍ أمَلاً الخِيارُ في
غَيرِهِ ، وكَم مِن ساعٍ إلى حَتفِهِ وهُوَ مُبطِئٌ عَن حَظِّهِ.
٣٧١. عنه عليهالسلام : إنَّ قوما فيما
مَضى قالوا لِنَبِيٍّ لَهُم : اُدعُ لَنا رَبَّكَ يَرفَع عَنَّا المَوتَ. فَدَعا
لَهُم فَرَفَعَ اللّه عَنهُمُ المَوتَ ، فَكَثُروا حَتّى ضاقَت عَلَيهِمُ
المَنازِلُ وكَثُرَ النَّسلُ ، ويُصبِحُ الرَّجُلُ يُطعِمُ أباهُ وجَدَّهُ
واُمَّهُ وجَدَّ جَدِّهِ ويُوَضّيهِم ويَتَعاهَدُهُم ، فَشَغَلوا عَن طَلَبِ
المَعاشِ.
فَقالوا : سَل لَنا رَبَّكَ أن
يَرُدَّنا إلى حالِنَا الَّتي كُنّا عَلَيها. فَسَأَلَ نَبِيُّهُم رَبَّهُ
فَرَدَّهُم إلى حالِهِم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٧٢. عنه عليهالسلام : إنَّ بَني
إسرائيلَ أتَوا موسى عليهالسلام
فَسَأَلوهُ أن يَسأَلَ اللّه عز وجل أن يُمطِرَ السَّماءَ عَلَيهِم إذا أرادوا
ويَحبِسَها إذا أرادوا ، فَسَأَلَ اللّه عز وجل ذلِكَ لَهُم ، فَقالَ اللّه عز وجل
: ذلِكَ لَهُم يا موسى ، فَأَخبَرَهُم موسى ، فَحَرَثوا ولَم يَترُكوا شَيئا إلاّ
زَرَعوهُ ، ثُمَّ استَنزَلُوا المَطَرَ عَلى إرادَتِهِم وحَبَسوهُ عَلى إرادَتِهِم
، فَصارَت زُروعُهُم كَأَنَّهَا الجِبالُ وَالآجامُ
، ثُمَّ حَصَدوا وداسوا وذَرّوا فَلَم يَجِدوا شَيئا ، فَضَجّوا إلى موسى عليهالسلام وقالوا : إنَّما
سَأَلناكَ أن تَسأَلَ اللّه أن يُمطِرَ السَّماءَ عَلَينا إذا أرَدنا فَأَجابَنا ،
ثُمَّ صَيَّرَها عَلَينا ضَرَرا.
فَقالَ : يا رَبِّ ، إنَّ بَني إسرائيلَ
ضَجّوا مِمّا صَنَعتَ بِهِم ، فَقالَ : ومِمَّ ذاكَ يا موسى؟ قالَ : سَأَلوني أن
أسأَلَكَ أن تُمطِرَ السَّماءَ إذا أرادوا ، وتَحبِسَها إذا أرادوا فَأَجَبتَهُم ،
ثُمَّ صَيَّرتَها عَلَيهِم ضَرَرا.
فَقالَ : يا موسى ، أنَا كُنتُ
المُقَدِّرَ لِبَني إسرائيلَ فَلَم يَرضَوا بِتَقديري ، فَأَجَبتُهُم إلى
إرادَتِهِم فَكانَ ما رَأَيتَ.
٣٧٣. الدعوات
: رُوِيَ أنَّ اللّه تَعالى أوحى إلى نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياءِ فِي الزَّمَنِ
الأَوَّلِ ، أنَّ لِرَجُلٍ مِن اُمَّتِهِ ثَلاثَ دَعَواتٍ مُستَجاباتٍ ، فَأَخبَرَ
ذلِكَ الرَّجُلَ بِهِ ، فَانصَرَفَ مِن عِندِهِ إلى بَيتِهِ ، وأخبَرَ زَوجَتَهُ
بِذلِكَ ، فَأَلَحَّت عَلَيهِ أن يَجعَلَ دَعوَةً لَها فَرَضِيَ ، فَقالَت : سَلِ
اللّه أن يَجعَلَني أجمَلَ نِساءِ ذاكَ الزَّمانِ ، فَدَعَا الرَّجُلُ فَصارَت
كَذلِكَ.
ثُمَّ إنَّها لَمّا رَأَت رَغبَةَ
المُلوكِ وَالشُّبّانِ المُتَنَعِّمينَ فيها مُتَوَفِّرَةً ، زَهِدَت في زَوجِهَا
الشَّيخِ الفَقيرِ ، وجَعَلَت تُغالِظُهُ وتُخاشِنُهُ وهُوَ يُداريها ، ولا يَكادُ
يُطيقُ نُشوزَها ، فَدَعَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّه أن يَجعَلَها
كَلبَةً ، فَصارَت كَذلِكَ.
ثُمَّ اجتَمَعَ أولادُهُما يَقولونَ : يا
أبَتِ ، إنَّ النّاسَ يُعَيِّرونَ بِنا أنَّ اُمَّنا كَلبَةٌ نابِحَةٌ ، وجَعَلوا
يَبكونَ ويَسأَلونَهُ أن يَدعُوَ اللّه أن يَجعَلَها كَما كانَت ، فَدَعَا اللّه
تَعالى فَصَيَّرَها مِثلَ الَّذي كانَت فِي الحالَةِ الاُولى ، فَذَهَبَتِ
الدَّعَواتُ الثَّلاثُ ضَياعا.
٦ / ٢
الاِعتِداءُ
الكتاب
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
الحديث
٣٧٤. الإمام عليّ عليهالسلام : إيّاكُم
وَالدُّعاءَ بِاللَّعنِ وَالخِزيِ ؛ فَإِنَّ اللّه عز وجل قَد أحكَمَ في كِتابِهِ
، فَقالَ عز وجل : (ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ؛ فَمَن تَعَدّى بِدُعائِهِ بِلَعنٍ أو
خِزيٍ فَهُوَ مِنَ المُعتَدينَ.
٣٧٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ العَبدَ
لَيَكونُ مَظلوما ، فَما يَزالُ يَدعو حَتّى يَكونُ ظالِما .
٣٧٦. سنن أبي داوود عن عطاء عن عائشة
، قالت : سُرِقَت مِلحَفَةٌ لَها ، فَجَعَلَت تَدعو عَلى مَن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَرَقَها ، فَجَعَلَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : لا تُسَبِّخي
عَنهُ.
٣٧٧. مسند ابن حنبل عن مولى لسعد
: إنَّ سَعدا سَمِعَ ابنا لَهُ يَدعو وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ
الجَنَّةَ ونَعيمَها وإستَبرَقَها ، ونَحوا مِن هذا ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ
وسَلاسِلِها وأغلالِها.
فَقالَ : لَقَد سَأَلتَ اللّهَ خَيرا
كَثيرا ، وتَعَوَّذتَ بِاللّه ِ مِن شَرٍّ كَثيرٍ! وإنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله يَقولُ : إنَّهُ
سَيَكونُ قَومٌ يَعتَدونَ فِي الدُّعاءِ ، وقَرَأَ هذِهِ الآيَةَ : (ادْعُواْ
رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، وإنَّ حَسبَكَ أن تَقولَ : اللّهُمَّ
إنّي أسأَ لُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ ، وأعوذُ بِكَ
مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ.
٣٧٨. مسند ابن حنبل عن أبي نعامة
: إنَّ عَبدَ اللّه ِ بنَ مُغَفَّلٍ قالَ لاِبنِهِ : ... يا بُنَيَّ سَلِ اللّهَ
الجَنَّةَ وتَعَوَّذهُ مِنَ النّارِ ؛ فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله يَقولُ : سَيَكونُ
بَعدي قَومٌ مِن هذِهِ الاُمَّةِ يَعتَدونَ فِي الدُّعاءِ وَالطَّهورِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضيح حول الاعتداء
في الدّعاء
من الاُمور التي لايحسُن للداعي فعلُها
الاعتداء ، أي : تجاوز الحدّ في الدعاء. قال تعالى :
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
فهذه الآية توصي المؤمنين أن يدعوا
ربّهم (علانيةً و) سرّا ويطلبوا منه حاجاتهم ، ولكن ليس لهم أن يتجاوزوا الحدّ في
دعائهم وطلبهم من اللّه تعالى.
ويُثار هنا سؤال ، وهو : ما حدّ الدعاء
الذي يُذَمُّ تجاوزُه ولا يُحبُّ اللّه متجاوزَه؟
حدّ الدعاء هو الاكتفاء بالطلبات
المنطقيّة المشروعة ، ورعاية الأدب في بيانها وعرضها على اللّه سبحانه. ومن هنا ، فطرح
الطلبات غير المعقولة والمشروعة الخالية من الأدب في القول وفي كلّ عمل يُذمّ عليه
الداعي يُعدّ تجاوزا عن حدّ الدعاء.
في ضوء ذلك ، من طلب من اللّه تعالى
شيئا رافعا صوته بوقاحةٍ وصلافةٍ ، أو مَن دعا على أحد لا يستحقّ الدعاء عليه أو
أكثر ممّا يستحقّ ، أو طلب من اللّه حاجة غير مشروعة كقطع الرحم ، أو طلب شيئا
بعيدا عن المنطق كأن يدعو بهلاك نفسه أو بفناء السماوات والأرض ، فهؤلاء تجاوزوا
حدود الدعاء حقّا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكنّنا ينبغي أن نلتفت إلى أنّ تجاوز
حدّ الدعاء لا يعني نفي الهمّة العالية في الدعاء والطلبات الكبيرة المعقولة ، فالهمّة
العالية غير مذمومة في الدعاء ، بل هي على العكس ممدوحة مطلوبة.
من هنا ، لا يصحّ تفسير سعد وعبد اللّه
بن مغفّل للاعتداء الوارد في الحديث ٣٧٧ والحديث ٣٧٨ بطلب «الخير الكثير» والتعوّذ
من «الشرّ الكثير».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦ / ٣
الاِستِعجالُ
.
رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله
: يُستَجابُ لِأَحَدِكُم ما لَم يَعجَل ؛ يَقولُ : دَعَوتُ فَلَم يُستَجَب لي.
.
سنن
الترمذي عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
: ما مِن عَبدٍ يَرفَعُ يَدَيهِ حَتّى يَبدُوَ إبطُهُ ، يَسأَلُ اللّهَ مَسأَلَةً
، إلاّ آتاها إيّاهُ ما لَم يَعجَل.
قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، وكَيفَ
عَجَلَتُهُ؟
قالَ : يَقولُ : قَد سَأَلتُ وسَأَلتُ
ولَم اُعطَ شَيئا.
.
مسند
ابن حنبل عن أنس عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
: لا يَزالُ العَبدُ بِخَيرٍ ما لَم يَستَعجِل ، قالوا : يا رَسولَ اللّهِ كَيفَ
يَستَعجِلُ؟
قالَ : يَقولُ : دَعَوتُ رَبّي فَلَم
يُستَجَب لي.
.
صحيح
مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
: لا يَزالُ يُستَجابُ لِلعَبدِ ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ أو قَطيعَةِ رَحِمٍ ما لَم
يَستَعجِل.
قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَا
الاِستِعجالُ؟
قالَ : يَقولُ : قَد دَعَوتُ ، وقد
دَعَوتُ ، فَلَم أرَ يَستَجيبُ لي ، فَيَستَحسِرُ
عِندَ ذلِكَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويَدَعُ الدُّعاءَ.
.
مسند
إسحاق بن راهويه عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما مِن أحَدٍ
يَدعُو اللّهَ بِشَيءٍ إلاَّ استَجابَ لَهُ ؛ إمّا أن يُعَجِّلَهُ وإمّا أن
يُكَفِّرَ عَنهُ مِن خَطاياهُ بِمِثلِ ما دَعا ، ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ أو قَطيعَةِ
رَحِمٍ ، أو يَستَعجِل.
قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ! وكَيفَ
يَستَعجِلُ؟
قالَ : يَقولُ : دَعَوتُ رَبّي فَلَم
يَستَجِب لي ، أو ما اُغنيتُ شَيئا.
.
الأدب
المفرد عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
: ما مِن مُؤمِنٍ يَنصِبُ وَجهَهُ إلَى اللّهِ يَسأَلُ مَسأَلَةً ، إلاّ أعطاهُ
إيّاها ، إمّا عَجَّلَها لَهُ فِي الدُّنيا ، وإمّا ذَخَرَها لَهُ فِي الآخِرَةِ ،
ما لَم يَعجَل.
قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، وما
عَجَلَتُهُ؟
قالَ : يَقولُ : دَعَوتُ ودَعَوتُ ، ولا
أراهُ يُستَجابُ لي.
.
رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله
: لا يَقولُ أحَدُكُم : قَد دَعَوتُ فَلَم يُستَجَب لي.
.
الإمام
الصادق عليهالسلام
: إنَّ العَبدَ إذا دَعا ، لَم يَزَلِ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ في حاجَتِهِ ما
لَم يَستَعجِل.
.
الكافي
عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام
: لا يَزالُ المُؤمِنُ بِخَيرٍ ورَجاءٍ رَحمَةً مِنَ اللّهِ عز وجل ما لَم
يَستَعجِل ، فَيَقنَطَ ويَترُكَ الدُّعاءَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُلتُ لَهُ : كَيفَ يَستَعجِلُ؟
قالَ : يَقولُ : قَد دَعَوتُ مُنذُ كَذا
وكَذا ، وما أرَى الإِجابَةَ.
.
الإمام
الصادق عليهالسلام
: إنَّ العَبدَ إذا عَجَّلَ فَقامَ لِحاجَتِهِ ، يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى :
أما يَعلَمُ عَبدي أنّي أنَا اللّهُ الَّذي أقضِي الحَوائِجَ.
٦ / ٤
التَّكَلُّفُ فِي
السَّجعِ
.
رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله
: إيّاكُم وَالسَّجعَ فِي الدُّعاءِ ، حَسبُ أحَدِكُم أن يَقولَ : اللّهُمَّ إنّي
أسأَ لُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ وعَمَلٍ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ
النّارِ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ. .
.
صحيح
البخاري عن ابن عبّاس : فَانظُرِ السَّجعَ
مِنَ الدُّعاءِ فَاجتَنِبهُ ؛ فَإِنّي عَهِدتُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وأصحابَهُ لا
يَفعَلونَ إلاّ ذلِكَ .
.
مسند
ابن حنبل عن عائشة ـ لاِبنِ السّائِبِ قاصِّ أهلِ مَكَّةَ
ـ : اِجتَنِبِ السَّجعَ مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وأصحابَهُ كانوا لا
يَفعَلونَ ذلِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلام حول استعمال فنّ
الأدب في الدّعاء
إنَّ الدّراسة للأدعية المأثورة عن
النبيّ وأهل البيت عليهمالسلام
تدلّ على أنّها لم
تزخر بأسمى المفاهيم المعرفيّة في محتواها فحسب ، بل إنّ كثيرا منها يعدّ من
الروائع الأدبيّة لعصر صدر الإسلام في جمالها وجاذبيّة ألفاظها أيضا.
وإنّ استخدام الفنون الأدبيّة في صياغة
ألفاظ الدعاء في الأساس يزيد من جاذبيّتها ، ويعزّز ارتباط الداعي باللّه تعالى
أكثر فأكثر.
من هنا فإنّ القصد من النهي عن السجع في
الدعاء الذي جاء في الأحاديث الملحوظة تكلّف الإنسان في سبك الألفاظ الجميلة
واستعمال المحسِّنات اللفظيّة والمعنويّة ، ولا سيّما عند قراءة الدعاء ، فلا
تُبقي للداعي خشوعا ، كما انّها تغاير روح الدعاء. وفي هذا الشأن يقول المحدّث
الكبير والفقيه الربّانيّ الفيض الكاشانيّ :
«اعلم أنّ المراد من السجع هو المتكلَّف
من الكلام؛ فإنّ ذلك لا يلائم الضراعة والذلّة ، وإلاّ ففي الأدعية المأثورة عن
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
كلمات متوازنة ، لكنّها غير متكلّفة ، كقوله صلىاللهعليهوآله
: «أسأَ لُكَ الأَمنَ يَومَ الوَعيدِ ، وَالجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ مَعَ
المُقَرَّبينَ الشُّهودِ ، وَالرُّكَّعِ السُّجودِ ، وَالموفينَ بِالعُهودِ ، إنَّكَ
رَحيمٌ وَدودٌ ، وأنتَ تَفعَلُ ما تُريدُ» ، وأمثال ذلك ، فليقتصر على المأثور من
الدعوات ، أو ليلتمس بلسان التضرّع من غير سجع ولا تكلّف ، فالتضرّع هو المحبوب
عند اللّه».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦ / ٥
اِستِكثارُ المَطلوبِ
٣٩٢. الإمام الباقر عليهالسلام : لا تَستَكثِروا
شَيئا مِمّا تَطلُبونَ ؛ فَما عِندَ اللّه أكثَرُ مِمّا تُقَدِّرونَ.
٣٩٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّه
تَعالى : يا عِبادي كُلُّكُم ضالٌّ إلاّ مَن هَدَيتُهُ ؛ فَسَلونِي الهُدى أهدِكُم
، وكُلُّكُم فَقيرٌ إلاّ مَن أغنَيتُ ؛ فَسَلوني أرزُقكُم ، وكُلُّكُم مُذنِبٌ
إلاّ مَن عافَيتُ ؛ فَمَن عَلِمَ مِنكُم أنّي ذو قُدرَةٍ عَلَى المَغفِرَةِ
فَاستَغفَرَني غَفَرتُ لَهُ ولا اُبالي.
ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم
ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا عَلى أتقى قَلبِ عَبدٍ مِن
عِبادي ، ما زادَ ذلِكَ في مُلكي جَناحَ بَعوضَةٍ!
ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم
ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا عَلى أشقَى قَلبِ عَبدٍ مِن
عِبادي ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي جَناحَ بَعوضَةٍ!
ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم
ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا في صَعيدٍ واحِدٍ ، فَسَأَلَ
كُلُّ إنسانٍ مِنكُم ما بَلَغَت اُمنِيَّتُهُ ، فَأَعطَيتُ كُلَّ سائِلٍ مِنكُم ، ما
نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي إلاّ كَما لَو أنَّ أحَدَكُم مَرَّ بِالبَحرِ فَغَمَسَ
فيهِ إبرَةً ثُمَّ رَفَعَها إلَيهِ ؛ ذلِكَ بِأَنّي جَوادٌ ماجِدٌ ، أفعَلُ ما
اُريدُ ، عَطائي كَلامٌ ، وعَذابي كَلامٌ ، إنَّما أمري لِشَيءٍ إذا أرَدتُهُ أن
أقولَ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ.
٣٩٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه يَقولُ
: ... ولَو أنَّ قُلوبَ عِبادِي اجتَمَعَت عَلى قَلبِ أسعَدِ عَبدٍ لي ، ما زادَ
ذلِكَ في سُلطاني جَناحَ بَعوضَةٍ ، ولَو أنّي أعطَيتُ كُلَّ عَبدٍ ما سَأَلَني ما
كانَ ذلِكَ
إلاّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِثلَ إبرَةٍ جاءَ
بِها عَبدٌ مِن عِبادي فَغَمَسَها فِي بَحرٍ ، وذلِكَ أنَّ عَطائي كَلامٌ ، وعِدَتي
كَلامٌ ، وإنَّما أقولُ لِلشَّيءِ : كُن فَيَكونُ.
٣٩٥. عنه صلىاللهعليهوآله : أوحَى اللّه إلى
بَعضِ أنبِيائِهِ : ... لَو أنَّ أهلَ سَبَعِ سَماواتٍ وأرَضينَ سَأَلوني جَميعا
فَأَعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَسأَلَتَهُ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي مِثلَ
جَناحِ بَعوضَةٍ ، وكَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أنَا قَيِّمُهُ؟!
٣٩٦. عنه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه
تَبارَكَ وتَعالى : يا عِبادي ، كُلُّكُم جائِعٌ إلاّ مَن أطعَمتُهُ ، فَاستَطعِموني
اُطعِمكُم. يا عِبادي ، كُلُّكُم عارٍ إلاّ مَن كَسَوتُهُ ، فَاستَكسوني أكسُكُم. يا
عِبادي ، إنَّكُم تُخطِئونَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ وأنَا أغفِرُ الذُّنوبَ جَميعا
، فَاستَغفِروني أغفِر لَكُم. يا عِبادي ، إنَّكُم لَن تَبلُغوا ضَرّي فَتَضُرّوني
، ولَن تَبلُغوا نَفعي فَتَنفَعوني. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم
وجِنَّكُم كانوا عَلى أتقى قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنكُم ، ما زادَ ذلِكَ في مُلكي
شَيئا. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم ، كانوا
عَلى أفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي شَيئا. يا عِبادي ، لَو
أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم قاموا في صَعيدٍ واحِدٍ ، فَسَأَلوني
فَأَعطَيتُ كُلَّ إنسانٍ مَسأَلَتَهُ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِمّا عِندي إلاّ كَما
يَنقُصُ المِخيَطُ إذا اُدخِلَ البَحرَ. يا عِبادي ، إنَّما هِي أعمالُكُم اُحصيها
لَكُم ثُمَّ اُوَفّيكُم إيّاها ، فَمَن وَجَدَ خَيرا فَليَحمَدِ اللّه ، ومَن
وَجَدَ غَيرَ ذلِكَ فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ.
راجع
: ص ١٠٩ (علوّ الهمّة وعِظَم المسألة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦ / ٦
اِستِصغارُ الحاجَةِ
٣٩٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لِيَسأَل أحَدُكُم
رَبَّهُ حاجَتَهُ كُلَّها ، حَتّى يَسأَلَ شِسعَ نَعلِهِ إذَا انقَطَعَ.
٣٩٨. عنه صلىاللهعليهوآله : لِيَسأَل أحَدُكُم
رَبَّهُ حاجَتَهُ ، حَتّى يَسأَلَهُ المِلحَ ، وحَتّى يَسأَلَهُ شِسعَ نَعلِهِ
إذَا انقَطَعَ.
٣٩٩. عنه صلىاللهعليهوآله : سَلُوا اللّه عز وجل
ما بَدا لَكُم مِن حَوائِجِكُم ، حَتّى شِسعِ نَعلِ أحَدِكُم ؛ فَإِنَّهُ إن لَم
يُيَسِّرهُ لَم يَتَيَسَّر.
٤٠٠. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ أحَبَّ شَيئا لِنَفسِهِ وأبغَضَهُ لِخَلقِهِ ؛ أبغَضَ لِخَلقِهِ
المَسأَلَةَ ، وأحَبَّ لِنَفسِهِ أن يُسأَلَ. ولَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّه عز وجل
مِن أن يُسأَلَ ، فَلا يَستَحيي أحَدُكُم أن يَسأَلَ اللّه ولَو بِشِسعِ نَعلٍ.
٤٠١. عدّة الداعي
: فِي الحَديثِ القُدسِيِّ : يا موسى ، سَلني كُلَّ ما تَحتاجُ إلَيهِ ، حَتّى
عَلَفَ شاتِكَ ، ومِلحَ عَجينِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٠٢. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ أخفى أربَعَةً في أربَعَةٍ : أخفى رِضاهُ في طاعَتِهِ ؛ فَلا
تَستَصغِرَنَّ شَيئا مِن طاعَتِهِ ؛ فَرُبَّما وافَقَ رِضاهُ وأنتَ لا تَعلَمُ ، وأخفى
سَخَطَهُ في مَعصِيَتِهِ ؛ فَلا تَستَصغِرَنَّ شَيئا مِن مَعصِيَتِهِ ؛ فَرُبَّما
وافَقَ سَخَطَهُ مَعصِيَتُهُ وأنتَ لا تَعلَمُ ، وأخفى إجابَتَهُ في دَعوَتِهِ ؛
فَلا تَستَصغِرَنَّ شَيئا مِن دُعائِهِ ؛ فَرُبَّما وافَقَ إجابَتَهُ وأنتَ لا
تَعلَمُ ، وأخفى وَلِيَّهُ في عِبادِهِ ؛ فَلا تَستَصغِرَنَّ عَبدا مِن عَبيدِ
اللّه ؛ فَرُبَّما يَكونُ وَلِيَّهُ وأنتَ لا تَعلَمُ.
٤٠٣. الإمام الباقر عليهالسلام : لا تُحَقِّروا
صَغيرا مِن حَوائِجِكُم ؛ فَإِنَّ أحَبَّ المُؤمِنينَ إلَى اللّه تَعالى أسأَ
لُهُم.
٤٠٤. الإمام الصادق عليهالسلام : عَلَيكُم
بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّكُم لا تَقَرَّبونَ بِمِثلِهِ ، ولا تَترُكوا صَغيرَةً
لِصِغَرِها أن تَدعوا بِها ، إنَّ صاحِبَ الصِّغارِ هُوَ صاحِبُ الكِبارِ.
٦ / ٧
تَعليمُ اللّه
مَصلَحَتَهُ!
٤٠٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه تَبارَكَ
وتَعالى : يَا بنَ آدَمَ ، أطِعني فيما أمَرتُكَ ، ولا تُعَلِّمني ما يُصلِحُكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٠٦. الإمام عليّ عليهالسلام : قالَ اللّه عز وجل
مِن فَوقِ عَرشِهِ : يا عِبادي ، أطيعوني فيما أمَرتُكُم بِهِ ، ولا تُعَلِّموني
بِما يُصلِحُكُم ؛ فَإِنّي أعلَمُ بِهِ ، ولا أبخَلُ عَلَيكُم بِمَصالِحِكُم.
٤٠٧. الإمام الصادق عليهالسلام : قَضاءُ الحَوائِجِ
إلَى اللّه ، وأسبابُها ـ بَعدَ اللّه ـ العِبادُ تَجري عَلى أيديهِم ؛ فَما قَضَى
اللّه مِن ذلِكَ فَاقبَلوا مِنَ اللّه بِالشُّكرِ ، وما زَوى عَنكُم مِنها
فَاقبَلوهُ عَنِ اللّه بِالرِّضا وَالتَّسليمِ وَالصَّبرِ ، فَعَسى أن يَكونَ
ذلِكَ خَيرا لَكُم ؛ فَإِنَّ اللّه أعلَمُ بِما يُصلِحُكُم وأنتُم لا تَعلَمونَ.
٦ / ٨
طَلَبُ المَوتِ
٤٠٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا يَتَمَنَّيَنَّ
أحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، فَإِن كانَ لابُدَّ مُتَمَنِّيا لِلمَوتِ
فَليَقُل : اللّهُمَّ أحيِني ما كانَتِ الحَياةُ خَيرا لي ، وتَوَفَّني إذا كانَتِ
الوَفاةُ خَيرا لي.
٤٠٩. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَتَمَنَّيَنَّ
أحَدُكُمُ المَوتَ ؛ إمّا مُحسِنا فَلَعَلَّهُ أن يَزدادَ خَيرا ، وإمّا مُسيئا
فَلَعَلَّهُ أن يَستَعتِبَ .
٤١٠. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَمَنَّوُا
المَوتَ ؛ فَإِنَّهُ يَقطَعُ العَمَلَ ، ولا يُرَدُّ الرَّجُلُ فَيَستَعتِبَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤١١. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَتَمَنّى
أحَدُكُمُ المَوتَ ، ولا يَدعو بِهِ مِن قَبلِ أن يَأتِيَهُ ؛ إنَّهُ إذا ماتَ
أحَدُكُمُ انقَطَعَ عَمَلُهُ عَنهُ ، وإنَّهُ لا يَزيدُ المُؤمِنَ عُمُرُهُ إلاّ
خَيرا.
٤١٢. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَمَنَّوُا
المَوتَ ؛ فَإِنَّ هَولَ المُطَّلَعِ شَديدٌ ، وإنَّ مِنَ السَّعادَةِ أن يَطولَ
عُمُرُ العَبدِ ، ويَرزُقَهُ اللّه الإِنابَةَ.
٤١٣. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَتَمَنَّ
أحَدُكُمُ المَوتَ ؛ فَإِنَّهُ لا يَدري ما قَدَّمَ لِنَفسِهِ.
٤١٤. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَمَنَّ
المَوتَ ؛ فَإِن كُنتَ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَالبَقاءُ خَيرٌ لَكَ ، وإن كُنتَ مِن
أهلِ النّارِ فَما يُعجِلُكَ إلَيها.
٤١٥. صحيح البخاري عن قيس
: أتَيتُ خَبّابا ـ وقد اكتَوى سَبعا في بَطنِهِ ـ فَسَمِعتُهُ يَقولُ : لَولا
أنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، نَهانا أن نَدعُوَ بِالمَوتِ لَدَعَوتُ بِهِ.
٤١٦. مسند ابن حنبل عن اُمّ الفضل
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
دَخَلَ عَلَى العَبّاسِ وهُوَ يَشتَكي ، فَتَمَنَّى المَوتَ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : يا عبّاسُ ، يا
عَمَّ رَسولِ اللّه ، لا تَتَمَنَّ المَوتَ ، إن كُنتَ مُحسِنا تَزدادُ إحسانا إلى
إحسانِكَ خَيرٌ لَكَ ، وإن كُنتَ مُسيئا فَأَن تُؤَخَّرَ تَستَعتِبُ خَيرٌ لَكَ ، فَلا
تَتَمَنَّ المَوتَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤١٧. مسند ابن حنبل عن أبي اُمامة
: جَلَسنا إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَذَكَّرَنا ورَقَّقَنا ، فَبَكى سَعدُ بنُ أبي وَقّاصٍ فَأَكثَرَ البُكاءَ ، فَقالَ
: يا لَيتَني مِتُّ.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : يا سَعدُ ، أعِندي
تَتَمَنَّى المَوتَ؟! فَرَدَّدَ ذلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ قالَ : يا سَعدُ ، إن
كُنتَ خُلِقتَ لِلجَنَّةِ ، فَما طالَ عُمُرُكُ أو حَسُنَ مِن عَمَلِكَ فَهُوَ
خَيرٌ لَكَ.
٤١٨. المستدرك عن الحسن
: قالَ الحَكَمُ بنُ عَمرٍو الغِفارِيُّ : يا طاعونُ خُذني إلَيكَ! فَقالَ لَهُ
رَجُلٌ مِنَ القَومِ : لِمَ تَقولُ هذا ، وقد سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله يَقولُ : لا
يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ؟ قالَ : قَد سَمِعتُ ما
سَمِعتُم ، ولكِنّي اُبادِرُ سِتّا : بَيعَ الحُكمِ
، وكَثرَةَ الشُّرَطِ
، وإمارَةَ الصِّبيانِ ، وسَفكَ الدِّماءِ ، وقَطيعَةَ الرَّحِمِ ، ونَشوا
يَكونونَ في آخِرِ الزَّمانِ يَتَّخِذونَ القُرآنَ مَزاميرَ.
٤١٩. الإمام الكاظم عليهالسلام : جاءَ رَجُلٌ إلَى
الصّادقِ عليهالسلام
فَقالَ : قَد سَئِمتُ الدُّنيا ، فَأَتَمَنّى عَلَى اللّه المَوتَ؟ فَقالَ : تَمَنَّ
الحَياةَ لِتُطيعَ لا لِتَعصِيَ ، فَلَأَن تَعيشَ فَتُطيعَ خَيرٌ لَكَ مِن أن
تَموتَ فَلا تَعصِيَ ولا تُطيعَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٢٠. عنه عليهالسلام : سَمِعَ موسى عليهالسلام رَجُلاً يَتَمَنَّى
المَوتَ ، فَقالَ : هَل بَينَكَ وبَينَ اللّه قَرابَةٌ يُحابيكَ
بِها؟ قالَ : لا. قالَ : فَهَل لَكَ حَسَناتٌ قَدَّمتَها تَزيدُ عَلى سَيِّئاتِكَ؟
قالَ : لا. قالَ : فَأَنتَ إذا تَتَمَنّى هَلاكَ الأَبَدِ.
٦ / ٩
الدُّعاءُ لِما لا
يَكونُ ولا يَحِلُّ
٤٢١. الإمام عليّ عليهالسلام : يا صاحِبَ
الدُّعاءِ ، لا تَسأَل عَمّا لا يَكونُ ولا يَحِلُّ.
٤٢٢. الإمام الحسين عليهالسلام : بَينا أميرُ
المُؤمِنينَ عليهالسلام
ذاتَ يَومٍ جالِسٌ مَعَ أصحابِهِ ... فَقالَ لَهُ زَيدُ بنُ صوحانَ العَبدِيُّ :
... أيُّ دَعوَةٍ أضَلُّ؟ قالَ : الدّاعي بِما لا يَكونُ.
٦ / ١٠
الدُّعاءُ عَلَى
النَّفسِ
٤٢٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا تَدعوا عَلى
أنفُسِكُم إلاّ بِخَيرٍ ؛ فَإِنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنونَ عَلى ما تَقولونَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّابِعُ :
أفضل الأوقات للدّعاء
٧ / ١
لَيلَةُ القَدرِ
٤٢٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يُفَتَّحُ أبوابُ
السَّماواتِ في لَيلَةِ القَدرِ.
٤٢٥. الكافي عن الفضيل بن يسار
: كانَ أبو جَعفَرٍ عليهالسلام
إذا كانَت لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ ولَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، أخَذَ
فِي الدُّعاءِ حَتّى يَزولَ اللَّيلُ ، فَإِذا زالَ اللَّيلُ صَلّى.
راجع
: شهر اللّه في الكتاب والسنّة : ص ٤٥١ (آداب ليلة القدر المشتركة / الدعاء).
٧ / ٢
لَيلَةُ النِّصفِ مِن
شَعبانَ
٤٢٦. الإمام الصادق عليهالسلام : سُئِلَ الباقِرُ عليهالسلام عَن فَضلِ لَيلَةِ
النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فَقالَ : هِيَ أفضَلُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَيلَةٍ بَعدَ
لَيلَةِ القَدرِ ، فيها يَمنَحُ اللّه تَعالَى العِبادَ فَضلَهُ ، ويَغفِرُ لَهُم
بِمَنِّهِ ، فَاجتَهِدوا فِي القُربَةِ إلَى اللّه تَعالى فيها ؛ فَإِنَّها
لَيلَةٌ آ لَى اللّه عَلى نَفسِهِ أن لا يَرُدَّ سائِلاً لَهُ فيها ، ما لَم
يَسأَل مَعصِيَةً ، وإنَّهَا اللَّيلَةُ الَّتي جَعَلَهَا اللّه لَنا أهلَ البَيتِ
، بِإِزاءِ ما جَعَلَ لَيلَةَ القَدرِ لِنَبِيِّنا صلىاللهعليهوآله.
فَاجتَهِدوا فِي الدُّعاءِ وَالثَّناءِ
عَلَى اللّه عز وجل ؛ فَإِنَّهُ مَن سَبَّحَ اللّه تَعالى فيها مِئَةَ مَرَّةٍ ، وحَمِدَهُ
مِئَةَ مَرَّةٍ ، وكَبَّرَهُ مِئَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللّه تَعالى لَهُ ما سَلَفَ
مِن مَعاصيهِ ، وقَضى لَهُ حَوائِجَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ مَا التَمَسَهُ مِنهُ
، وما عَلِمَ حاجَتَهُ إلَيهِ وإن لَم يَلتَمِسهُ مِنهُ ، كَرَما مِنهُ تَعالى
وتَفَضُّلاً عَلى عِبادِهِ.
٤٢٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : كُنتُ نائِما
لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فَأَتاني جَبرَئيلُ عليهالسلام
فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، أتَنامُ في هذِهِ اللَّيلَةِ؟! فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، وما
هذِهِ اللَّيلَةُ؟ قالَ : هِيَ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، قُم يا مُحَمَّدُ.
فَأَقامَني ثُمَّ ذَهَبَ بي إلَى
البَقيعِ ، ثُمَّ قالَ لي : اِرفَع رَأسَكَ ؛ فَإِنَّ هذِهِ لَيلَةٌ تُفتَحُ فيها
أبوابُ السَّماءِ ، فَيُفتَحُ فيها أبوابُ الرَّحمَةِ ، وبابُ الرِّضوانِ ، وبابُ
المَغفِرَةِ ، وبابُ الفَضلِ ، وبابُ التَّوبَةِ ، وبابُ النِّعمَةِ ، وبابُ
الجودِ ، وبابُ الإِحسانِ ، يُعتِقُ اللّه فيها بِعَدَدِ شُعورِ النَّعَمِ
وأصوافِها ، ويُثبِتُ اللّه فيهَا الآجالَ ، ويَقسِمُ فيهَا الأَرزاقَ مِنَ
السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ ، ويُنزِلُ ما يَحدُثُ فِي السَّنَةِ كُلِّها.
يا مُحَمَّدُ ، مَن أحياها بِتَسبيحٍ
وتَهليلٍ وتَكبيرٍ ودُعاءٍ وصَلاةٍ وقِراءَةٍ وتَطَوُّعٍ وَاستِغفارٍ كانَتِ
الجَنَّةُ لَهُ مَنزِلاً ومَقيلاً ، وغَفَرَ اللّه لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ
وما تَأَخَّرَ. يا مُحَمَّدُ ، مَن صَلّى فيها مِئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ
رَكعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ مَرَّةً ، وقُل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هُوَ اللّه أحَدٌ
عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِذا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ قَرَأَ آيَةَ الكُرسِيِّ عَشرَ
مَرّاتٍ ، وفاتِحَةَ الكِتابِ عَشرا ، وسَبَّحَ اللّه مِئَةَ مَرَّةٍ ، غَفَرَ
اللّه لَهُ مِئَةَ كَبيرَةٍ موبِقَةٍ موجِبَةٍ لِلنّارِ ، واُعطِيَ بِكُلِّ سورَةٍ
وتَسبيحَةٍ قَصرا فِي الجَنَّةِ ، وشَفَّعَهُ اللّه في مِئَةٍ مِن أهلِ بَيتِهِ ، وشَرَّكَهُ
في ثَوابِ الشُّهَداءِ ، وأعطاهُ اللّه ما يُعطي صائِمي هذَا الشَّهرِ ، وقائِمي
هذِهِ اللَّيلَةِ ، مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن اُجورِهِم شَيئا ، فَأَحيِها يا
مُحَمَّدُ ، وَأْمُر اُمَّتَكَ بِإِحيائِها ، وَالتَّقَرُّبِ إلَى اللّه تَعالى
بِالعَمَلِ فيها ؛ فَإِنَّها لَيلَةٌ شَريفَةٌ.
لَقَد أتَيتُكَ يا مُحَمَّدُ ، وما فِي
السَّماءِ مَلَكٌ إلاّ وقد صَفَّ قَدَمَيهِ في هذِهِ اللَّيلَةِ بَينَ يَدَيِ
اللّه تَعالى ـ قالَ : ـ فَهُم بَينَ راكِعٍ وقائِمٍ وساجِدٍ ، وداعٍ ومُكَبِّرٍ
ومُستَغفِرٍ ومُسَبِّحٍ.
يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّه يَطَّلِعُ في
هذِهِ اللَّيلَةِ ، فَيَغفِرُ لِكُلِّ مُؤمِنٍ قائِمٍ يُصَلّي ، وقاعِدٍ يُسَبِّحُ
، وراكِعٍ وساجِدٍ وذاكِرٍ ، وهِيَ لَيلَةٌ لا يَدعو فيها داعٍ إلاَّ استُجيبَ
لَهُ ، ولا سائِلٌ إلاّ اُعطِيَ ، ولا مُستَغفِرٌ إلاّ غُفِرَ لَهُ ، ولا تائِبٌ
إلاّ يَتوبُ عَلَيهِ ، مَن حُرِمَ خَيرَها ـ يا مُحَمَّدُ ـ فَقَد حُرِمَ.
٤٢٨. تاريخ دمشق عن عائشة
: كانَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَدعو وهُوَ ساجِدٌ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، يَقولُ : أعوذُ بِعَفوِكَ مِن
عِقابِكَ ، وأعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، جَلَّ وَجهُكَ.
وقالَ : أمَرَني جِبريلُ أن
اُرَدِّدَهُنَّ في سُجودي ، فَتَعَلَّمتُهُنَّ وعَلَّمتُهُنَّ.
٤٢٩. مصباح المتهجّد عن زيد بن عليّ
: كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام
يَجمَعُنا جَميعا لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، ثُمَّ يُجَزِّئُ اللَّيلَ أجزاءً
ثَلاثَةً ، فَيُصَلّي بِنا جُزءا ، ثُمَّ يَدعو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونُؤَمِّنُ عَلى
دُعائِهِ ، ثُمَّ يَستَغفِرُ اللّه ونَستَغفِرُهُ ونَسأَ لُهُ الجَنَّةَ حَتّى
يَنفَجِرَ الصُّبحُ.
٤٣٠. عيون أخبار الرضا عليهالسلام عن الحسن بن عليّ بن
سَأَلتُ عَلِيَّ بنَ موسَى الرِّضا عليهالسلام
، عَن لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، قالَ : هِيَ لَيلَةٌ يُعتِقُ اللّه فيهَا
الرِّقابَ مِنَ النّارِ ، ويَغفِرُ فيهَا الذُّنوبَ الكِبارَ.
قُلتُ : فَهَل فيها صَلاةٌ زِيادَةً
عَلى صَلاةِ سائِرِ اللَّيالي؟
فَقالَ : لَيسَ فيها شَيءٌ مُوَظَّفٌ ، ولكِن
إن أحبَبتَ أن تَتَطَوَّعَ فيها بِشَيءٍ ، فَعَلَيكَ بِصَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبي
طالِبٍ عليهالسلام
، وأكثِر فيها مِن ذِكرِ اللّه عز وجل ومِنَ الاِستِغفارِ وَالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ
أبي عليهالسلام
كانَ يَقولُ : الدُّعاءُ فيها مُستَجابٌ.
قُلتُ لَهُ : إنَّ النّاسَ يَقولونَ : إنَّها
لَيلَةُ الصِّكاكِ؟
فَقالَ عليهالسلام
: تِلكَ لَيلَةُ القَدرِ في شَهرِ رَمَضانَ.
٤٣١. الإمام عليّ عليهالسلام : إنِ استَطَعتَ أن
تُحافِظَ عَلى لَيلَةِ الفِطرِ ، ولَيلَةِ النَّحرِ ، وأوَّلِ لَيلَةٍ مِنَ
المُحَرَّمِ ، ولَيلَةِ عاشوراءَ ، وأوَّلِ لَيلَةٍ مِن رَجَبٍ ، ولَيلَةِ
النِّصفِ مِن شَعبانَ فَافعَل ، وأكثِر فيهِنَّ مِنَ الدُّعاءِ وَالصَّلاةِ
وتِلاوَةِ القُرآنِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ٣
لَيلَةُ الجُمُعَةِ
٤٣٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِعَلِيٍّ عليهالسلام ـ : يا أبَا
الحَسَنِ ، أفَلا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ يَنفَعُكَ اللّه بِهِنَّ ، ويَنفَعُ
بِهِنَّ مَن عَلَّمتَهُ ، ويُثَبِّتُ ما تَعَلَّمتَ في صَدرِكَ؟ ... إذا كانَ
لَيلَةُ الجُمُعَةِ ، فَإِنِ استَطَعتَ أن تَقومَ في ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ ؛
فَإِنَّها ساعَةٌ مَشهودَةٌ ، وَالدُّعاءُ فيها مُستَجابٌ ، وقد قالَ أخي يَعقوبُ
لِبَنيهِ : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى)
يَقولُ : حَتّى تَأتِيَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ ....
٤٣٣. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ يُنَزِّلُ مَلَكا إلَى السَّماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلَةٍ فِي الثُّلُثِ
الأَخيرِ ، ولَيلَةَ الجُمُعَةِ في أوَّلِ اللَّيلِ ، فَيَأمُرُهُ فَيُنادي : هَل
مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ؟ هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ
فَأَغفِرَ لَهُ؟ يا طالِبَ الخَيرِ أقبِل ، ويا طالِبَ الشَّرِّ أقصِر. فَلا
يَزالُ يُنادي بِهذا حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ ، فَإِذا طَلَعَ الفَجرُ عادَ إلى
مَحَلِّهِ مِن مَلَكوتِ السَّماءِ.
٤٣٤. تهذيب الأحكام عن أبي بصير عن الإمام
الباقر عليهالسلام
إنَّ اللّه تَعالى لَيُنادي كُلَّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ مِن فَوقِ عَرشِهِ ، مِن
أوَّلِ اللَّيلِ إلى آخِرِهِ : ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ يَدعوني لاِخِرَتِهِ ودُنياهُ
قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ لاُِجيبَهُ؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ يَتوبُ إلَيَّ مِن ذُنوبِهِ
قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ فَأَتوبَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَيهِ؟ ألا عَبدٌ
مُؤمِنٌ قَد قَتَّرتُ عَلَيهِ رِزقَهُ فَيَسأَ لَنِي الزِّيادَةَ في رِزقِهِ قَبلَ
طُلوعِ الفَجرِ فَأَزيدَهُ واُوَسِّعَ عَلَيهِ؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ سَقيمٌ يَسأَ
لُني أن أشفِيَهُ قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ فاُعافِيَهُ؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَحبوسٌ مَغمومٌ
يَسأَ لُني أن اُطلِقَهُ مِن حَبسِهِ واُخَلِّيَ سَربَهُ ؟
ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَظلومٌ يَسأَ لُني أن آخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ قَبلَ طُلوعِ
الفَجرِ فَأَنتَصِرَ لَهُ ، وآخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ؟ قالَ عليهالسلام : فَلا يَزالُ يُنادي
بِهذا حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ.
٧ / ٤
يَومُ الجُمُعَةِ
٤٣٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ يَومَ
الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيّامِ ، يُضاعِفُ اللّه فيهِ الحَسَناتِ ، ويَمحو فيهِ
السَّيِّئاتِ ، ويَرفَعُ فيهِ الدَّرَجاتِ ، ويَستَجيبُ فيهِ الدَّعَواتِ ، ويَكشِفُ
فيهِ الكُرُباتِ ، ويَقضي فيهِ الحَوائِجَ العِظامَ ، وهُوَ يَومُ المَزيدِ ، للّه
فيهِ عُتَقاءُ وطُلَقاءُ مِنَ النّارِ ، ما دَعا بِهِ أحَدٌ مِنَ النّاسِ ـ وقد
عَرَفَ حَقَّهُ وحُرمَتَهُ ـ إلاّ كانَ حَقّا عَلَى اللّه عز وجل أن يَجعَلَهُ مِن
عُتَقائِهِ وطُلَقائِهِ مِنَ النّارِ.
٤٣٦. الإمام عليّ عليهالسلام ـ مِن خُطبَتِهِ في
يَومِ الجُمُعَةِ ـ : إنَّ هذَا اليَومَ يَومٌ جَعَلَهُ اللّه لَكُم عيدا ، وهُوَ
سَيِّدُ أيّامِكُم ، وأفضَلُ أعيادِكُم ، وقد أمَرَكُمُ اللّه في كِتابِهِ
بِالسَّعيِ فيهِ إلى ذِكرِهِ ، فَلتَعظُم رَغبَتُكُم فيهِ ، وَلتَخلُص نِيَّتُكُم
فيهِ ، وأكثِروا فيهِ التَّضَرُّعَ وَالدُّعاءَ ومَسأَلَةَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرَّحمَةِ
وَالغُفرانِ ؛ فَإِنَّ اللّه عز وجل يَستَجيبُ لِكُلِّ مَن دَعاهُ ، ويورِدُ
النّارَ مَن عَصاهُ ، وكُلَّ مُستَكبِرٍ عَن عِبادَتِهِ. قالَ اللّه عز وجل : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
وفيهِ ساعَةٌ
مُبارَكَةٌ لا يَسأَلُ اللّه عَبدٌ مُؤمِنٌ فيها شَيئا إلاّ أعطاهُ.
٤٣٧. عنه عليهالسلام ـ كانَ يَقولُ ـ : أكثِرُوا
المَسأَلَةَ في يَومِ الجُمُعَةِ وَالدُّعاءَ ؛ فَإِنَّ فيهِ ساعاتٍ يُستَجابُ
فيهَا الدُّعاءُ وَالمَسأَلَةُ ، ما لَم تَدعوا بِقَطيعَةٍ أو مَعصِيَةٍ أو عُقوقٍ
، وَاعلَموا أنَّ الخَيرَ وَالشَّرَّ يُضاعَفانِ يَومَ الجُمُعَةِ.
٤٣٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ فِي
الجُمُعَةِ ساعَةً ، لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه فيها شَيئا إلاّ
أعطاهُ إيّاهُ.
٤٣٩. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ فِي
الجُمُعَةِ لَساعَةً ، ما دَعَا اللّه فيها عَبدٌ مُؤمِنٌ بِشَيءٍ إلاَّ استَجابَ
اللّه لَهُ.
٤٤٠. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ في
الجُمُعَةِ لَساعَةً ، لا يُوافِقُها مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه فيها خَيرا إلاّ
أعطاهُ إيّاهُ ... وهِيَ ساعَةٌ خَفيفَةٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٤١. صحيح البخاري عن أبي هريرة
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ فَقالَ : فيهِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهُوَ
قائِمٌ يُصَلّي ، يَسأَلُ اللّه تَعالى شَيئا ، إلاّ أعطاهُ إيّاهُ.
٤٤٢. الإمام الباقر عليهالسلام
عن رسول اللّه صلى الله إنَّ جَبرَئيلَ
أتاني بِمِرآةٍ في وَسَطِها كَالنُّكتَةِ السَّوداءِ ، فَقُلتُ لَهُ : يا
جَبرَئيلُ ما هذِهِ؟ قالَ : هذِهِ الجُمُعَةُ. قالَ : قُلتُ : ومَا الجُمُعَةُ؟ قالَ
: لَكُم فيها خَيرٌ كَثيرٌ. قالَ : قُلتُ : ومَا الخَيرُ الكَثيرُ؟ فَقالَ : تَكونُ
لَكَ عيدا ولاُِمَّتِكَ مِن بَعدِكَ إلى يَومِ القِيامَةِ. قُلتُ : وما لَنا فيها؟
قالَ : لَكُم فيها ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه مَسأَلَةً
فيها ـ وهِيَ لَهُ قِسمٌ فِي الدُّنيا ـ إلاّ أعطاها ، وإن لَم يَكُن لَهُ قِسمٌ
فِي الدُّنيا ، ذُخِرَت لَهُ فِي الآخِرَةِ أفضَلُ مِنها.
٤٤٣. الإمام الباقر عليهالسلام : أوَّلُ وَقتِ
الجُمُعَةِ ، ساعَةُ تَزولُ الشَّمسُ إلى أن تَمضِيَ ساعَةٌ. فَحافِظ عَلَيها ؛
فَإِنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
قالَ : لا يَسأَلُ اللّه عز وجل عَبدٌ فيها خَيرا إلاّ أعطاهُ.
٤٤٤. عنه عليهالسلام : في يَومِ
الجُمُعَةِ ساعَةٌ لا يَسأَلُ اللّه عَبدٌ مُؤمِنٌ فيها حاجَةً إلاّ أعطاهُ ، وهِيَ
مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينِ تَزولُ الشَّمسُ
إلى حينِ يُنادى بِالصَّلاةِ.
٤٤٥. الكافي عن معاوية بن عمّار
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: السَّاعَةُ الَّتي في يَومِ الجُمُعَةِ ، الَّتي لا يَدعو فيها مُؤمِنٌ إلاَّ
استُجيبَ لَهُ؟
قالَ : نَعَم إذا خَرَجَ الإِمامُ. قُلتُ
: إنَّ الإِمامَ يُعَجِّلُ ويُؤَخِّرُ! قالَ : إذا زاغَتِ
الشَّمسُ.
٤٤٦. سنن الترمذي عن عمرو بن عوف المزني عن
رسول اللّه ص إنَّ فِي
الجُمُعَةِ ساعَةً لا يَسأَلُ اللّه العَبدُ فيها شَيئا إلاّ آتاهُ اللّه إيّاهُ.
قالوا : يا رَسولَ اللّه ، أيَّةُ
ساعَةٍ هِيَ؟ قالَ : حينَ تُقامُ الصَّلاةُ إلَى الاِنصِرافِ مِنها.
٤٤٧. صحيح مسلم عن أبي بردة بن أبي موسى
الأشعري : قالَ لي عَبدُ اللّه بنُ عُمَرَ : أسَمِعتَ
أباكَ يُحَدِّثُ عَن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
في شَأنِ ساعَةِ الجُمُعَةِ؟ قُلتُ : نَعَم ، سَمِعتُهُ يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ
اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : هِيَ ما بَينَ أن يَجلِسَ الإِمامُ إلى أن تُقضَى الصَّلاةُ.
٤٤٨. الإمام الصادق عليهالسلام
: السّاعَةُ الَّتي يُستَجابُ فيهَا
الدُّعاءُ يَومَ الجُمُعَةِ ما بَينَ فَراغِ الإِمامِ مِنَ الخُطبَةِ إلى أن
يَستَوِيَ النّاسُ فِي الصُّفوفِ ، وساعَةٌ اُخرى مِن آخِرِ النَّهارِ إلى غُروبِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشَّمسِ.
٤٤٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِلتَمِسُوا
السّاعَةَ الَّتي تُرجى في يَومِ الجُمُعَةِ بَعدَ العَصرِ إلى غَيبوبَةِ الشَّمسِ.
٤٥٠. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن صَلَّى
الجُمُعَةَ كُتِبَت لَهُ حَجَّةٌ مُتَقَبَّلَةٌ ؛ فَإِن صَلَّى العَصرَ كانَت لَهُ
عُمرَةٌ ؛ فَإِن يُمسي في مَكانِهِ لَم يَسأَلِ اللّه شَيئا إلاّ أعطاهُ إيّاهُ.
٤٥١. عنه صلىاللهعليهوآله : يَومُ الجُمُعَةِ
اثنَتا عَشرَةَ ساعَةً ، لا يوجَدُ فيها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه عز وجل شَيئا
إلاّ آتاهُ عز وجل إيّاهُ ، فَالتَمِسوها آخِرَ ساعَةٍ بَعدَ العَصرِ.
٤٥٢. معاني الأخبار عن زيد بن عليّ
، عن آبائه عليهمالسلام
، عن فاطمة بنت النبيّ صلوات اللّه عليها ، قالت : سَمِعتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله : إنَّ فِي
الجُمُعَةِ لَساعَةً ، لا يُراقِبُها رَجُلٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه عز وجل فيها
خَيرا إلاّ أعطاهُ إيّاهُ.
قالَت : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه أيُّ
ساعَةٍ هِيَ؟ قالَ صلىاللهعليهوآله
: إذا تَدَلّى نِصفُ عَينِ الشَّمسِ لِلغُروبِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : وكانَت فاطِمَةُ عليهاالسلام تَقولُ لِغُلامِها :
اِصعَد إلَى الظِّرابِ
، فَإِذا رَأَيتَ نِصفَ عَينِ الشَّمسِ قَد تَدَلّى لِلغُروبِ فَأَعلِمني حَتّى
أدعُوَ.
٤٥٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في فَضلِ يَومِ
الجُمُعَةِ ـ : في آخِرِ ثَلاثِ ساعاتٍ مِنها ساعَةٌ مَن دَعا اللّه عز وجل فيهَا
استُجيبَ لَهُ.
٧ / ٥
جَوفُ اللَّيلِ
٤٥٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنّي لَمّا
اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ ... نوديتُ ... يا مُحَمَّدُ ، ومَن كانَت لَهُ حاجَةٌ
سِرّا ـ بالِغَةً ما بَلَغَت ، إلَيَّ أو إلى غَيري ـ فَليَدعُني في جَوفِ
اللَّيلِ خالِيا ، وَليَقُل وهُوَ عَلى طُهرٍ : وذَكَرَ الدُّعاءَ.
٤٥٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ العَبدَ إذا
تَخَلّى بِسَيِّدِهِ في جَوفِ اللَّيلِ المُظلِمِ وناجاهُ أثبَتَ اللّه النّورَ في
قَلبِهِ ، فَإِذا قالَ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، ناداهُ الجَليلُ جَلَّ جَلالُهُ : لَبَّيكَ
عَبدي ، سَلني اُعطِكَ ، وتَوَكَّل عَلَيَّ أكفِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٥٦. عنه صلىاللهعليهوآله : ما مِن مُسلِمٍ
يَبيتُ عَلى ذِكرٍ طاهِرا فَيَتَعارُّ
مِنَ اللَّيلِ ، فَيَسأَلُ اللّه خَيرا مِنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، إلاّ أعطاهُ
إيّاهُ.
٤٥٧. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا مَضى شَطرُ
اللَّيلِ أو ثُلُثُ اللَّيلِ ، أمَرَ اللّه عز وجل مُنادِيا فَنادى : هَل مِن داعٍ
يُستَجابُ لَهُ؟ هَل مِن سائِلٍ فَيُعطى سُؤلَهُ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ
لَهُ؟ هَل مِن تائِبٍ فَيُتابَ عَلَيهِ؟
٤٥٨. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه
يُمهِلُ ، حَتّى إذا ذَهَبَ مِنَ اللَّيلِ نِصفُهُ أو ثُلُثاهُ ، قالَ : لا
يَسأَلَنَّ عِبادي غَيري ، مَن يَدعُني أستَجِب لَهُ ، مَن يَسأَلني اُعطِهِ ، مَن
يَستَغفِرني أغفِر لَهُ ، حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ.
٤٥٩. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ فِي اللَّيلِ
لَساعَةً لا يُوافِقُها رَجُلٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه خَيرا مِن أمرِ الدُّنيا
وَالآخِرَةِ ، إلاّ أعطاهُ إيّاهُ ، وذلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ.
٤٦٠. عنه صلىاللهعليهوآله : كانَ لِداوُودَ
نَبِيِّ اللّه عليهالسلام
مِنَ اللَّيلِ ساعَةٌ يوقِظُ فيها أهلَهُ فَيَقولُ : يا آلَ داوُودَ ، قوموا
فَصَلّوا ؛ فَإِنَّ هذِهِ ساعَةٌ يَستَجيبُ اللّه فيهَا الدُّعاءَ ، إلاّ لِساحِرٍ
أو عَشّارٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٦١. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِنَوفٍ
البِكالِيِّ ـ : يا نَوفُ ، إنَّ داوُودَ عليهالسلام
قامَ في مِثلِ هذِهِ السّاعَةِ مِنَ اللَّيلِ فَقالَ : إنَّها لَساعَةٌ لا يَدعو
فيها عَبدٌ إلاَّ استُيجبَ لَهُ ، إلاّ أن يَكونَ عَشّارا أو عَريفا أو شُرطِيّا ،
أو صاحِبَ عَرطَبَةٍ
أو صاحِبَ كوبَةٍ .
٤٦٢. الإمام الباقر عليهالسلام ـ في وَصِيَّتِهِ
لِجابِرٍ الجُعفِيِّ ـ : تَعَرَّض لِلرَّحمَةِ وعَفوِ اللّه بِحُسنِ المُراجَعَةِ
، وَاستَعِن عَلى حُسنِ المُراجَعَةِ بِخالِصِ الدُّعاءِ وَالمُناجاةِ فِي
الظُّلَمِ.
٤٦٣. عنه عليهالسلام : يُنادي مُنادٍ
حينَ يَمضي ثُلُثُ اللَّيلِ : يا باغِيَ الخَيرِ أقبِل ، يا طالِبَ الشَّرِّ أقصِر
، هَل مِن تائِبٍ يُتابُ عَلَيهِ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ يُغفَرُ لَهُ؟ هَل مِن
سائِلٍ فَيُعطى؟ حَتّى تَطلُعَ الشَّمسُ.
٤٦٤. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن باتَ عَلى
وُضوءٍ باتَ وفِراشُهُ مَسجِدُهُ ، فَإِن تَحَفَّفَ
وصَلّى ثُمَّ ذَكَرَ اللّه ، لَم يَسأَلِ اللّه شَيئا إلاّ أعطاهُ.
٤٦٥. الكافي عن عمر بن اُذينة عن الإمام
الصادق عليهالسلام
إنَّ فِي اللَّيلِ لَساعَةً ، ما يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يُصَلّي ويَدعُو اللّه
عز وجل فيها ، إلاَّ استُجيبَ لَهُ في كُلِّ لَيلَةٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُلتُ : أصلَحَكَ اللّه ، فَأَيُّ
ساعَةٍ هِيَ مِنَ اللَّيلِ؟
قالَ : إذا مَضى نِصفُ اللَّيلِ ، فِي
السُّدُسِ الأَوَّلِ مِنَ النِّصفِ الباقي.
٤٦٦. تهذيب الأحكام عن عبدة السابوري
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: جُعِلتُ فِداكَ ، إنَّ النّاسَ يَروونَ عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله أنَّ فِي اللَّيلِ
لَساعَةً لا يَدعو فيها عَبدٌ مُؤمِنٌ بِدَعوَةٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ؟
قالَ : نَعَم. قُلتُ : مَتى هِيَ؟ قالَ
: ما بَينَ نِصفِ اللَّيلِ إلَى الثُّلُثِ الباقي.
قُلتُ : لَيلَةٌ مِنَ اللَّيالي أو
كُلُّ لَيلَةٍ؟ فَقالَ : كُلُّ لَيلَةٍ.
٤٦٧. الإمام المهديّ عليهالسلام ـ في دُعاءِ
العَلَوِيِّ المِصرِيِّ ـ : إلهي أنتَ الَّذي تُنادي في أنصافِ كُلِّ لَيلَةٍ : هَل
مِن سائِلٍ فاُعطِيَهُ؟ أم هَل مِن داعٍ فَاُجيبَهُ؟ أم هَل مِن مُستَغفِرٍ
فَأَغفِرَ لَهُ؟ أم هَل مِن راجٍ فَاُبَلِّغَهُ رَجاهُ؟ أم هَل مِن مُؤَمِّلٍ
فَاُبَلِّغَهُ أمَلَهُ؟ ها أنَا سائِلُكَ بِفِنائِكَ ، ومِسكينُكَ بِبابِكَ ، وضَعيفُكَ
بِبابِكَ ، وفَقيرُكَ بِبابِكَ ، ومُؤَمِّلُكَ بِفِنائِكَ ، أسأَ لُكَ نائِلَكَ
، وأرجو رَحمَتَكَ ، واُؤَمِّلُ عَفوَكَ ، وألتَمِسُ غُفرانَكَ.
٧ / ٦
الثُّلُثُ الأَخيرُ
مِنَ اللَّيلِ
٤٦٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا بَقِيَ ثُلُثُ
اللَّيلِ قالَ تَبارَكَ وتَعالى : مَن ذَا الَّذي يَستَكشِفُ الضُّرَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكشِفُ عَنهُ؟ مَن
ذَا الَّذي يَستَرزِقُني أرزُقُهُ؟ مَن ذَا الَّذي يَسأَ لُني اُعطيهِ .
٤٦٩. سنن أبي داوود عن عمرو بن عبسة السلمي
: قُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، أيُّ اللَّيلِ أسمَعُ؟ قالَ : جَوفَ اللَّيلِ الآخِرَ.
٤٧٠. سنن الترمذي عن أبي اُمامة
: قيلَ لِرَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
: أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ؟ قالَ : جَوفَ اللَّيلِ الآخِرَ ، ودُبُرَ الصَّلَواتِ
المَكتوباتِ.
٤٧١. سنن النسائي عن عمرو بن عنبسة
: قُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، هَل مِن ساعَةٍ أقرَبُ مِنَ الاُخرى أو هَل مِن
ساعَةٍ يُبتَغى ذِكرُها؟ قالَ : نَعَم ، إنَّ أقرَبَ ما يَكونُ الرَّبُّ عز وجل
مِنَ العَبدِ جَوفُ اللَّيلِ الآخِرُ ؛ فَإِنِ استَطَعتَ أن تَكونَ مِمَّن يَذكُرُ
اللّه عز وجل في تِلكَ السّاعَةِ فَكُن.
٤٧٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا كانَ آخِرُ
اللَّيلِ يَقولُ اللّه سُبحانَهُ وتَعالى : هَل مِن داعٍ فَاُجيبَهُ؟ هَل مِن
سائِلٍ فَاُعطِيَهُ سُؤلَهُ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ؟ هَل مِن تائِبٍ
فَأَتوبَ عَلَيهِ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٧٣. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن تَطَهَّرَ
ثُمَّ أوى إلى فِراشِهِ باتَ وفِراشُهُ كَمَسجِدِهِ ، فَإِن قامَ مِنَ اللَّيلِ
فَذَكَرَ اللّه تَناثَرَت عَنهُ خَطاياهُ ، فَإِن قامَ مِن آخِرِ اللَّيلِ
فَتَطَهَّرَ وصَلّى رَكعَتَينِ وحَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، لَم يَسأَلِ اللّه شَيئا إلاّ أعطاهُ ، إمّا أن يُعطِيَهُ الَّذي يَسأَ لُهُ
بِعَينِهِ ، وإمّا أن يَدَّخِرَ لَهُ ما هُوَ خَيرٌ لَهُ مِنهُ.
٧ / ٧
الأَسحارُ
الكتاب
(كَانُواْ قَلِيلاً
مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ
بِالْأَسْحَارِ).
الحديث
٤٧٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِعَلِيٍّ عليهالسلام في وَصِيَّتِهِ ـ : يا
عَلِيُّ ، صَلِّ مِنَ اللَّيلِ ولَو قَدرَ حَلبِ شاةٍ ، وبِالأَسحارِ فَادعُ ، لا
تُرَدَّ لَكَ دَعوَةٌ ؛ فَإِنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ يَقولُ : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ
بِالْأَسْحَارِ).
٤٧٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ أفضَلَ ما
دَعَوتُمُ اللّه بِالأَسحارِ ، قالَ اللّه تَعالى : (وَبِالْأَسْحَارِ
هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
٤٧٦. عنه عليهالسلام : قالَ رَسولُ اللّه
صلىاللهعليهوآله
: خَيرُ وَقتٍ دَعَوتُمُ اللّه عز وجل فيهِ الأَسحارُ ، وتَلا هذِهِ الآيَةَ في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَولِ يَعقوبَ عليهالسلام : «سَوْفَ
أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى»
وقالَ : أخَّرَهُم إلَى السَّحَرِ.
٤٧٧. إتحاف السادة المتّقين عن ابن عبّاس
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
سُئِلَ : لِمَ أخَّرَ يَعقوبُ بَنيهِ فِي الاِستِغفارِ؟ قالَ : أخَّرَهُم إلَى
السَّحَرِ ؛ لِأَنَّ دُعاءَ السَّحَرِ مُستَجابٌ.
٤٧٨. تفسير القمّي
: ثُمَّ رَحَلَ يَعقوبُ وأهلُهُ مِنَ البادِيَةِ ، بَعدَما رَجَعَ إلَيهِ بَنوهُ
بِالقَميصِ فَأَلقَوهُ عَلى وَجهِهِ ، فَارتَدَّ بَصيرا.
فَقالَ لَهُم : ألَم أقُل لَكُم إنّي
أعلَمُ مِنَ اللّه ما لا تَعلَمونَ؟
قالوا لَهُ : يا أبانَا استَغفِر لَنا
ذُنوبَنا إنّا كُنّا خاطِئينَ.
قالَ لَهُم : سَوفَ أستَغفِرُ لَكُم
رَبّي ، إنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ.
قالَ : أخَّرَهُ إلَى السَّحَرِ ؛
لِأَنَّ الدُّعاءَ وَالاِستغفارَ فيهِ مُستَجابٌ.
٤٧٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه جَلَّ
جَلالُهُ في آخِرِ ساعَةٍ تَبقى مِن ساعاتِ اللَّيلِ ، يَأمُرُ مَلَكا يُنادي ، فَيَسمَعُ
ما بَينَ الخافِقَينِ ما خَلاَ الجِنَّ وَالإِنسَ : ألا هَل مِن مُستَغفِرٍ
يُغفَرُ لَهُ؟ ألا هَل مِن تائِبٍ يُتابُ عَلَيهِ؟ ألا هَل مِن داعٍ بِخَيرٍ
يُستَجابُ لَهُ؟ ألا هَل مِن سائِلٍ يُعطى سُؤالَهُ؟ ألا هَل مِن راغِبٍ يُعطى
رَغبَتَهُ؟ يا باغِيَ الخَيرِ أقبِل ، يا صاحِبَ الشَّرِّ أقصِر ، اللّهُمَّ أعطِ
كُلَّ مُنفِقٍ مالاً خَلَفا ، وأعطِ كُلَّ مُمسِكٍ مالاً تَلَفا.
٤٨٠. الأمالي للطوسي عن رزيق عن الإمام
الصادق عليهالسلام
عَلَيكُم بِالدُّعاءِ وَالإِلحاحِ عَلَى اللّه عز وجل فِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السّاعَةِ الَّتي لا
يُخَيِّبُ اللّه عز وجل فيها بَرّا ولا فاجِرا.
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! وأيُّ ساعَةٍ
هِيَ؟
قالَ : هِيَ السّاعَةُ الَّتي دَعا فيها
أيّوبُ عليهالسلام
وشَكا إلَى اللّه عز وجل بَلِيَّتَهُ ، فَكَشَفَ اللّه عز وجل ما بِهِ مِن ضُرٍّ ،
ودَعا فيها يَعقوبُ عليهالسلام
فَرَدَّ اللّه يوسُفَ وكَشَفَ اللّه كُربَتَهُ ، ودَعا فيها مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله فَكَشَفَ اللّه عز وجل
كُربَتَهُ ، ومَكَّنَهُ مِن أكتافِ المُشرِكينَ بَعدَ اليَأسِ ، أنَا ضامِنٌ أن لا
يُخَيِّبَ اللّه عز وجل في ذلِكَ الوَقتِ بَرّا ولا فاجِرا ، البَرُّ يُستَجابُ
لَهُ في نَفسِهِ وغَيرِهِ ، وَالفاجِرُ يُستَجابُ لَهُ في غَيرِهِ ، ويَصرِفُ
اللّه إجابَتَهُ إلى وَلِيٍّ مِن أولِيائِهِ ، فَاغتَنِمُوا الدُّعاءَ في ذلِكَ
الوَقتِ.
٧ / ٨
بَينَ الطُّلوعَينِ
٤٨١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا صَلَّيتُمُ
الصُّبحَ فَافزَعوا إلَى الدُّعاءِ ، وباكِروا في طَلَبِ الحَوائِجِ ، اللّهُمَّ
بارِك لاُمَّتي في بُكورِها.
٤٨٢. عنه صلىاللهعليهوآله : وَالَّذي نَفسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَدُعاءُ الرَّجُلِ بَعدَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ
الشَّمسِ أنجَحُ فِي الحاجاتِ مِنَ الضّارِبِ بِمالِهِ فِي الأَرضِ.
٤٨٣. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
يُحِبُّ مِن عِبادِهِ المُؤمِنينَ كُلَّ عَبدٍ دَعّاءٍ ؛ فَعَلَيكُم بِالدُّعاءِ
فِي السَّحَرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ ؛ فَإِنَّها ساعَةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ
السَّماءِ ، وتُقسَمُ فيهَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأَرزاقُ ، وتُقضى
فيهَا الحَوائِجُ العِظامُ.
٤٨٤. الإمام الصادق عليهالسلام : التَّعقيبُ بَعدَ
صَلاةِ الفَجرِ ـ يَعني بِالدُّعاءِ ـ أبلَغُ في طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضّارِبِ
فِي البِلادِ.
٤٨٥. عنه عليهالسلام : الجُلوسُ بَعدَ
صَلاةِ الغَداةِ فِي التَّعقيبِ وَالدُّعاءِ حَتّى تَطلُعَ الشَّمسُ أبلَغُ في
طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فِي الأَرضِ.
٤٨٦. الإمام الجواد عليهالسلام : ذِكرُ اللّه بَعدَ
طُلوعِ الفَجرِ أبلَغُ في طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فِي الأَرضِ.
٧ / ٩
قَبلَ طُلوعِ
الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِها
الكتاب
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ
مَن فِى السَّمَـوَتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِـلَــلُهُم بِالْغُدُوِّ وَالاْصَالِ).
الحديث
٤٨٧. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في قَولِ اللّه
تَبارَكَ وتَعالى : «وَظِلهُوَ الدُّعاءُ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِها ،
وهِيَ ساعَةُ إجابَةٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٨٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنّي لَمّا
اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ ... نوديتُ ... يا مُحَمَّدُ ، ومَن كَثُرَت ذُنوبُهُ
مِن اُمَّتِكَ فيما دونَ الكَبائِرِ حَتّى يُشهَرَ بِكَثرَتِها ، ويُمقَتَ عَلَى
اتِّباعِها ، فَليَعتَمِدني عِندَ طُلوعِ الفَجرِ أو قَبلَ اُفولِ الشَّفَقِ ، وَليَنصِب
وَجهَهُ إلَيَّ وَليَقُل : وذَكَرَ الدُّعاءَ.
٤٨٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ الدُّعاءَ
قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِها ، سُنَّةٌ واجِبَةٌ مَعَ طُلوعِ الفَجرِ
وَالمَغرِبِ.
٤٩٠. عنه عليهالسلام : إذا كانَ قَبلَ
طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ الغُروبِ فَعَلَيكَ بِالدُّعاءِ ، وَاجتَهِد ولا تَمتَنِع
بِشَيءٍ تَطلُبُهُ مِن رَبِّكَ ، ولا تَقُل : هذا ما لا اُعطاهُ ، وَادعُ فَإِنَّ
اللّه يَفعَلُ ما يَشاءُ.
راجع
: ص ١٦٢ ح ٤٥٢.
٧ / ١٠
عِندَ زَوالِ
الشَّمسِ
٤٩١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا زالَتِ
الشَّمسُ ، فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ وأبوابُ الجِنانِ ، وَاستُجيبَ الدُّعاءُ ، فَطوبى
لِمَن رُفِعَ لَهُ عِندَ ذلِكَ عَمَلٌ صالِحٌ.
٤٩٢. سنن الترمذي عن عبد اللّه بن السائب
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
كانَ يُصَلّي أربَعا بَعدَ أن تَزولَ الشَّمسُ قَبلَ الظُّهرِ ، وقالَ : إنَّها
ساعَةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ ، واُحِبُّ أن يَصعَدَ لي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيها عَمَلٌ صالِحٌ.
٤٩٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : تَحَرَّوُا
الدُّعاءَ عِندَ فَيءِ الأَفياءِ.
٤٩٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا فاءَتِ
الأَفياءُ ، وهَبَّتِ الأَرواحُ
، فَاذكُروا حَوائِجَكُم ؛ فَإِنَّها ساعَةُ الأَوّابينَ .
٤٩٥. الإمام عليّ عليهالسلام : إذا مالَتِ
الأَفياءُ وراجَتِ الأَرواحُ ، فَاطلُبُوا الحَوائِجَ إلَى اللّه عز وجل ؛
فَإِنَّها ساعَةُ الأَوّابينَ ، ثُمَّ قَرَأَ : (فَإِنَّهُ كَانَ
لِلْأَوَّ بِينَ غَفُورًا)
.
٤٩٦. الكافي عن عبد اللّه بن عطاء عن الإمام
الباقر عليهالسلام
كانَ أبي إذا كانَت لَهُ إلَى اللّه حاجَةٌ طَلَبَها في هذِهِ السّاعَةِ ، يَعني
زَوالَ الشَّمسِ.
٤٩٧. الإمام الباقر عليهالسلام ـ في وقت الزوال ـ :
تُفتَحُ في تِلكَ السّاعَةِ أبوابُ السَّماءِ ، ويُستَجابُ الدُّعاءُ ، وتَهُبُّ
الرِّياحُ ، ويَنظُرُ اللّه إلى خَلقِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٩٨. عنه عليهالسلام : إذا زالَتِ
الشَّمسُ فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ ، وهَبَّتِ الرِّياحُ ، وقُضِيَ فيهَا
الحَوائِجُ الكِبارُ.
٤٩٩. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أبي إذا
طَلَبَ الحاجَةَ طَلَبَها عِندَ زَوالِ الشَّمسِ ، فَإِذا أرادَ ذلِكَ قَدَّمَ
شَيئا فَتَصَدَّقَ بِهِ ، وشَمَّ شَيئا مِن طيبٍ ، وراحَ إلَى المَسجِدِ ودَعا في
حاجَتِهِ بِما شاءَ اللّه.
٥٠٠. فلاح السائل عن عبد اللّه بن حمّاد
الأنصاري عن الإ إذا زالَتِ الشَّمسُ فُتِحَت
أبوابُ السَّماءِ وأبوابُ الجِنانِ ، وقُضِيَتِ الحَوائِجُ العِظامُ ، فَقُلتُ : إلى
أيِّ وَقتٍ؟ فَقالَ : مِقدارَ ما يُصَلِّي الرَّجُلُ أربَعَ رَكَعاتٍ مُتَرَسِّلاً.
٥٠١. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا نَقَصَ
الظِّلُّ حَتّى يَبلُغَ غايَتَهُ ثُمَّ زادَ فَقَد زالَتِ الشَّمسُ ، وتُفتَحُ
أبوابُ السَّماءِ ، وتَهُبُّ الرِّياحُ ، وتُقضَى الحَوائِجُ العِظامُ.
٥٠٢. عنه عليهالسلام : إنَّهُ إذا زالَتِ
الشَّمسُ فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ ، وهَبَّتِ الرِّياحُ ، ونَظَرَ اللّه عز وجل
إلى خَلقِهِ ، وإنّي لاُحِبُّ أن يَصعَدَ لي عِندَ ذلِكَ إلَى السَّماءِ عَمَلٌ
صالِحٌ.
٥٠٣. عنه عليهالسلام : إذا كانَت لَكَ
إلَى اللّه حاجَةٌ ، فَاطلُبها عِندَ زَوالِ الشَّمسِ.
٥٠٤. عنه عليهالسلام : الوَقتُ الَّذي لا
يُرَدُّ فيهِ الدُّعاءُ هُوَ ما بَينَ وَقتِكُم فِي الظُّهرِ إلى وَقتِكُم فِي
العَصرِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ١١
يَومُ الفِطرِ
٥٠٥. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في خُطبَتِهِ
يَومَ الفِطرِ ـ : ألا وإنَّ هذَا اليَومَ ، يَومٌ جَعَلَهُ اللّه لَكُم عيدا ، وجَعَلَكُم
لَهُ أهلاً ، فَاذكُرُوا اللّه يَذكُركُم ، وَادعوهُ يَستَجِب لَكُم.
راجع
: شهر اللّه في الكتاب والسنّة : ص ٥٠٧ ـ ٥٦٠ (آداب يوم العيد).
٧ / ١٢
يَومُ عَرَفَةَ
٥٠٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أفضَلُ الدُّعاءِ
، دُعاءُ يَومِ عَرَفَةَ.
٥٠٧. السنن الكبرى عن ابن عبّاس
: رَأَيتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَدعو بِعَرَفَةَ ، يَداهُ إلى صَدرِهِ كَاستِطعامِ المِسكينِ.
٥٠٨. المصنّف لابن أبي شيبة عن أبي سعيد
الخدري : إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله كانَ يَدعو
بِعَرَفَةَ ، ويَرفَعُ يَدَيهِ هكَذا ، يَجعَلُ ظاهِرَهُما مِمّا يَلي وَجهَهُ ، وباطِنَهُما
مِمّا يَلِي الأَرضَ.
٥٠٩. الإمام عليّ عليهالسلام : لا عَرَفَةَ إلاّ
بِمَكَّةَ ، ولا بَأسَ بِأَن يَجتَمِعوا فِي الأَمصارِ يَومَ عَرَفَةَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَدعونَ اللّه.
٥١٠. الإمام الباقر عليهالسلام ـ في ذِكرِ الإِمامِ
زَينِ العابِدينَ عليهالسلام
: لَقَد نَظَرَ عليهالسلام
يَومَ عَرَفَةَ إلى قَومٍ يَسأَلونَ النّاسَ ، فَقالَ : وَيحَكُم! أغَيرَ اللّه
تَسأَلونَ في مِثلِ هذَا اليَومِ؟! إنَّهُ لَيُرجى في هذَا اليَومِ لِما في بُطونِ
الحَبالى أن يَكونوا سُعَداءَ.
٥١١. عنه عليهالسلام : إنَّ يَومَ
عَرَفَةَ يَومُ دُعاءٍ ومَسأَلَةٍ.
٥١٢. الأمالي للطوسي عن أبي غندر عن الإمام
الصادق عليهالسلام
سَأَلتُهُ عَن صَومِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ : عيدٌ مِن أعيادِ المُسلِمينَ ، ويَومُ
دُعاءٍ ومَسأَلَةٍ.
٥١٣. الإمام الصادق عليهالسلام : يَقِفُ النّاسُ
بِعَرَفَةَ يَدعونَ ، ويَرغَبونَ ، ويَسأَلونَ اللّه مِن فَضلِهِ بِما قَدَروا
عَلَيهِ ، حَتّى تَغرُبَ الشَّمسُ.
٥١٤. كتاب من لا يحضره الفقيه
: قال الصادق عليهالسلام
: ما يَمنَعُ أحَدَكُم مِن أن يَحُجَّ كُلَّ سَنَةٍ؟ فَقيلَ لَهُ : لا يَبلُغُ
ذلِكَ أموالُنا! فَقالَ : أما يَقدِرُ أحَدُكُم إذا خَرَجَ أخوهُ أن يَبعَثَ
مَعَهُ بِثَمَنِ اُضحِيَّةٍ ، ويَأمُرَهُ أن يَطوفَ عَنهُ اُسبوعا بِالبَيتِ
ويَذبَحَ عَنهُ ، فَإِذا كانَ يَومُ عَرَفَةَ ، لَبِسَ ثِيابَهُ وتَهَيَّأَ وأتَى
المَسجِدَ ، فَلا يَزالُ فِي الدُّعاءِ حتّى تَغرُبَ الشَّمسُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥١٥. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن صَلّى يَومَ
عَرَفَةَ ـ قَبلَ أن يَخرُجَ إلَى الدُّعاءِ في ذلِكَ ويَكونَ بارِزا تَحتَ
السَّماءِ ـ رَكعَتَينِ ، وَاعتَرَفَ للّه عز وجل بِذُنوبِهِ ، وأقَرَّ لَهُ
بِخَطاياهُ ، نالَ ما نالَ الواقِفونَ بِعَرَفَةَ مِنَ الفَوزِ ، وغُفِرَ لَهُ ما
تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ.
٥١٦. عنه عليهالسلام : في يَومِ عَرَفَةَ
يَجتَمِعونَ بِغَيرِ إمامٍ فِي الأَمصارِ ، يَدعونَ اللّه تَعالى عز وجل.
٥١٧. المناقب لابن شهرآشوب عن حنّان
: حَبَسَ أبو جَعفَرٍ المَنصورُ عَبدَ الحَميدِ فَي المَضيقِ زَمانا ، وكانَ
صَديقا لِمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه ، ثُمَّ إنَّهُ وافَى المَوسِمَ ، فَلَمّا
كانَ يَومُ عَرَفَةَ لَقِيَهُ الصّادِقُ عليهالسلام
فِي المَوقِفِ ، فَقالَ لِمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه :
يا مُحَمَّدُ ، ما فَعَلَ صَديقُكَ
عَبدُ الحَميدِ؟ قالَ : أخَذَهُ أبو جَعفَرٍ فَحَبَسَ فِي المَضيقِ زَمانا.
قالَ : فَرَفَعَ الصّادِقُ عليهالسلام يَدَهُ ساعَةً ، ثُمَّ
التَفَتَ إلى مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه وقالَ :
يا مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّه ، قَد
وَاللّه خُلِّيَ سَبيلُ خَليلِكَ.
قالَ مُحَمَّدٌ : فَسَأَلتُ عَبدَ
الحَميدِ : أيَّ ساعَةٍ خَلاّكَ أبو جَعفَرٍ؟
قالَ : يَومَ عَرَفَةَ بَعدَ صَلاةِ
العَصرِ.
٥١٨. عيون أخبار الرضا عليهالسلام
عن محمّد بن الفضيل : كانَ أبُو
الحَسَنِ عليهالسلام
واقِفا بِعَرَفَةَ يَدعو ، ثُمَّ طَأطَأَ رَأسَهُ ، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ ، فَقالَ :
إنّي كُنتُ أدعُو اللّه تَعالى عَلَى البَرامِكَةِ بِما فَعَلوا بِأَبي عليهالسلام ، فَاستَجابَ اللّه
لِيَ اليَومَ فيهِم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلَمَّا انصَرَفَ لَم يَلبَث إلاّ
يَسيرا ، حَتّى بُطِشَ بِجَعفَرٍ ويَحيى وتَغَيَّرَت أحوالُهُم.
٥١٩. السنن الكبرى عن عبّاس بن مرداس
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
دَعا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ لاُِمَّتِهِ بِالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ فَأَكثَرَ
الدُّعاءَ ، فَأَوحَى اللّه تَعالى إلَيهِ : إنّي قَد فَعَلتُ إلاّ ظُلمَ بَعضِهِم
بَعضا ، وأمّا ذُنوبُهُم فيما بَيني وبَينَهُم فَقَد غَفَرتُها.
٥٢٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ لَيلَةَ
عَرَفَةَ يُستَجابُ فيها ما دَعا مِن خَيرٍ ، ولِلعامِلِ فيها بِطاعَةِ اللّه
تَعالى أجرُ سَبعينَ ومِئَةِ سَنَةٍ ، وهِيَ لَيلَةُ المُناجاةِ ، وفيها يَتوبُ
اللّه عَلى مَن تابَ.
٧ / ١٣
يَومُ الأَضحى
٥٢١. الإمام عليّ عليهالسلام : سَمِعتُ رَسولَ
اللّه صلىاللهعليهوآله
يَخطُبُ يَومَ النَّحرِ ، وهُوَ يَقولُ : هذا يَومُ الثَّجِّ وَالعَجِّ. وَالثَّجُّ
: ما تُهَريقونَ فيهِ مِنَ الدِّماءِ ، فَمَن صَدَقَت نِيَّتُهُ كانَت أوَّلُ
قَطرَةٍ لَهُ كَفّارَةً لِكُلِّ ذَنبٍ ، وَالعَجُّ : الدُّعاءُ ، فَعِجّوا إلَى
اللّه ، فَوَالَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لا يَنصَرِفُ مِن هذَا المَوضِعِ
أحَدٌ إلاّ مَغفورا لَهُ ، إلاّ صاحِبُ كَبيرَةٍ مُصِرّا عَلَيها ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يُحَدِّثُ نَفسَهُ
بِالإِقلاعِ عَنها.
٧ / ١٤
اليَومُ الأَوَّلُ
مِنَ المُحَرَّمِ
٥٢٢. عيون أخبار الرضا عليهالسلام
عن الريّان بن شبيب : دَخَلتُ عَلَى
الرِّضا عليهالسلام
في أوَّلِ يَومٍ مِنَ المُحَرَّمِ ، فَقالَ : يَابنَ شَبيبٍ أصائِمٌ أنتَ؟ قُلتُ :
لا ، فَقالَ : إنَّ هذَا اليَومَ هُوَ اليَومُ الَّذي دَعا فيهِ زَكَرِيّا عليهالسلام رَبَّهُ عز وجل ، فَقالَ
: (رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً
طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)
فَاستَجابَ اللّه
لَهُ ، وأمَرَ المَلائِكَةَ فَنادَت زَكَرِيّا وهُوَ قائِمٌ يُصَلّي فِي المِحرابِ
: (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى)
فَمَن صامَ هذَا اليَومَ ثُمَّ دَعَا اللّه عز وجل استَجابَ اللّه لَهُ ، كَمَا
استَجابَ اللّه لِزَكَرِيّا عليهالسلام.
٧ / ١٥
اليَومُ السّابِعُ
وَالعِشرونَ مِن رَجَبٍ
٥٢٣. الإمام الصادق عليهالسلام : يَومُ سَبعَةٍ
وعِشرينَ مِن رَجَبٍ نُبِّئَ فيهِ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: مَن صَلّى فيهِ أيَّ وَقتٍ شاءَ اثنَتَي عَشرَةَ رَكعَةً ... ثُمَّ يَقولُ : «اللّه
اللّه رَبّي لا اُشرِكُ بِهِ شَيئا» أربَعَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ يَدعو ، فَلا يَدعو
بِشَيءٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ في كُلِّ حاجَةٍ ، إلاّ أن يَدعُوَ في جائِحَةِ قَومٍ
، أو قَطيعَةِ رَحِمٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ١٦
شَهرُ رَمَضانَ
٥٢٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّه
تَبارَكَ وتَعالى في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : هَل مِن
سائِلٍ فَاُعطِيَهُ سُؤلَهُ! هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ! هَل مِن مُستَغفِرٍ
فَأَغفِرَ لَهُ!
٥٢٥. عنه صلىاللهعليهوآله : أتاكُم رَمَضانُ ،
شَهرٌ مُبارَكٌ فَرَضَ اللّه عز وجل عَلَيكُم صِيامَهُ ، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ
السَّماءِ.
٥٢٦. الإمام الباقر عليهالسلام : كانَ رَسولُ اللّه
صلىاللهعليهوآله
يُقبِلُ بِوَجهِهِ إلَى النّاسِ فَيَقولُ : يا مَعشَرَ النّاسِ ، إذا طَلَعَ
هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ غُلَّت مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، وفُتِّحَت أبوابُ السَّماءِ
، وأبوابُ الجِنانِ ، وأبوابُ الرَّحمَةِ ، وغُلِّقَت أبوابُ النّارِ ، وَاستُجيبَ
الدُّعاءُ ، وكانَ للّه فيهِ عِندَ كُلِّ فِطرٍ عُتَقاءُ يُعتِقُهُمُ اللّه مِنَ
النّارِ ، ويُنادي مُنادٍ كُلَّ لَيلَةٍ : هَل مِن سائِلٍ! هَل مِن مُستَغفِرٍ! اللّهُمَّ
أعطِ كُلَّ مُنفِقٍ خَلَفا ، وأعطِ كُلَّ مُمسِكٍ تَلَفا.
٥٢٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في فَضلِ شَهرِ
رَمَضانَ ـ : وهُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ
الإِجابَةُ وَالعِتقُ مِنَ النّارِ ، ولا غِنى بِكُم عَن أربَعِ خِصالٍ ؛
خَصلَتَينِ تُرضونَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّه بِهِما ، وخَصلَتَينِ
لا غِنى بِكُم عَنهُما ؛ فَأَمَّا اللَّتانِ تُرضونَ اللّه عز وجل بِهِما : فَشَهادَةُ
أن لا إلهَ إلاَّ اللّه ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّه. وأمَّا اللَّتانِ لا غِنى
بِكُم عَنهُما : فَتَسأَلونَ اللّه فيهِ حَوائِجَكُم وَالجَنَّةَ ، وتَسأَلونَ
العافِيَةَ ، وتَعوذونَ بِهِ مِنَ النّارِ.
٥٢٨. الإمام عليّ عليهالسلام : لَمّا حَضَرَ
شَهرُ رَمَضانَ ، قامَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَحَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، كَفاكُمُ اللّه
عَدُوَّكُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وقالَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ)
، ووَعَدَكُمُ
الإِجابَةَ ، ألا وقد وَكَّلَ اللّه عز وجل بِكُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ سَبعينَ مِن
مَلائِكَتِهِ ، فَلَيسَ بِمَحلولٍ حَتّى يَنقَضِيَ شَهرُكُم هذا ، ألا وأبوابُ
السَّماءِ مُفَتَّحَةٌ مِن أوَّلِ لَيلَةٍ مِنهُ ، ألا وَالدُّعاءُ فيهِ مَقبولٌ.
٥٢٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ذاكِرُ اللّه في
رَمَضانَ مَغفورٌ لَهُ ، وسائِلُ اللّه فيهِ لا يُخَيَّبُ.
٥٣٠. الإمام عليّ عليهالسلام : عَلَيكُم في شَهرِ
رَمَضانَ بِكَثرَةِ الاِستِغفارِ وَالدُّعاءِ ، فَأَمَّا الدُّعاءُ فَيُدفَعُ بِهِ
عَنكُمُ البَلاءُ ، وأمَّا الاِستِغفارُ فَيَمحى ذُنوبَكُم.
٥٣١. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ عليهالسلام
إذا كانَ شَهرُ رَمَضانَ لَم يَتَكَلَّم إلاّ بِالدُّعاءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَالتَّسبيحِ
وَالاِستِغفارِ وَالتَّكبيرِ ، فَإِذا أفطَرَ قالَ : اللّهُمَّ إن شِئتَ أن
تَفعَلَ فَعَلتَ.
٥٣٢. عنه عليهالسلام : إنَّ أبوابَ
السَّماءِ تُفَتَّحُ في رَمَضانَ.
٧ / ١٧
شَهرُ رَجَبٍ
٥٣٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه تَعالى
نَصَبَ فِي السَّماءِ السّابِعَةِ مَلَكا يُقالُ لَهُ : الدّاعي ، فَإِذا دَخَلَ
شَهرُ رَجَبٍ يُنادي ذلِكَ المَلَكُ كُلَّ لَيلَةٍ مِنهُ إلَى الصَّباحِ : «طوبى
لِلذّاكِرينَ ، طوبى لِلطّائِعينَ» ، ويَقولُ اللّه تَعالى : أنَا جَليسُ مَن
جالَسَني ، ومُطيعُ مَن أطاعَني ، وغافِرُ مَنِ استَغفَرَني ، الشَّهرُ شَهري ، وَالعَبدُ
عَبدي ، وَالرَّحمَةُ رَحمَتي ، فَمَن دَعاني في هذَا الشَّهرِ أجَبتُهُ ، ومَن
سَأَلَني أعطَيتُهُ ، ومَنِ استَهداني هَدَيتُهُ ، وجَعَلتُ هذَا الشَّهرَ حَبلاً
بَيني وبَينَ عِبادي ، فَمَنِ اعتَصَمَ بِهِ وَصَلَ إلَيَّ.
٧ / ١٨
عِندَ الأَذانِ
٥٣٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا اُذِّنَ
بِالأَذانِ ، فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ ، وَاستُجيبَ الدُّعاءُ.
٥٣٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا نودِيَ
بِالصَّلاةِ أدبَرَ الشَّيطانُ فيما بَينَهُ وبَينَ الرَّوحاءِ ٥ حَتّى لا يَسمَعَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صَوتَ التَّأذينِ ، وفُتِحَت
أبوابُ السَّماءِ وأبوابُ الجِنانِ ، وَاستُجيبَ الدُّعاءُ.
٥٣٦. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا كانَ عِندَ
الأَذانِ ، فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ وَاستُجيبَ الدُّعاءُ ، وإذا كانَ عِندَ
الإِقامَةِ ، لَم تُرَدَّ دَعوَةٌ.
٥٣٧. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا نادَى
المُنادي فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ ، وَاستُجيبَ الدُّعاءُ ؛ فَمَن نَزَلَ بِهِ
كَربٌ أو شِدَّةٌ فَليَتَحَيَّنِ المُنادِيَ ، فَإِذا كَبَّرَ كَبَّرَ وإذا
تَشَهَّدَ تَشَهَّدَ
، وإذا قالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، قالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، وإذا قالَ
: حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، قالَ : حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ
رَبَّ هذِهِ الدَّعوَةِ الصّادِقَةِ المُستَجابَةِ ، المُستَجابِ لَها ، دَعوَةِ
الحَقِّ وكَلِمَةِ التَّقوى ، أحيِنا عَلَيها وأمِتنا عَلَيها ، وَابعَثنا عَلَيها
، وَاجعَلنا مِن خِيارِ أهلِها أحياءً وأمواتا ، ثُمَّ يَسأَلُ اللّه حاجَتَهُ.
٥٣٨. سنن أبي داوود عن عبد اللّه بن عمرو
: إنّ رَجُلاً قالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ المُؤَذِّنينَ يَفضُلُونَنا. فَقالَ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: قُل كَما يَقولونَ ، فَإِذَا انتَهَيتَ فَسَل تُعطَهُ.
٥٣٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا يُرَدُّ
الدُّعاءُ بَينَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٤٠. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ بَينَ
الأَذانِ وَالإِقامَةِ مُستَجابٌ ؛ فَادعوا.
٧ / ١٩
عِندَ الصَّلاةِ
٥٤١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِرفَعوا إلَيهِ
أيدِيَكُم بِالدُّعاءِ في أوقاتِ صَلَواتِكُم ؛ فَإِنَّها أفضَلُ السّاعاتِ ، يَنظُرُ
اللّه عز وجل فيها بِالرَّحمَةِ إلى عِبادِهِ ، يُجيبُهُم إذا ناجَوهُ ، ويُلَبّيهِم
إذا نادَوهُ ، ويَستَجيبُ لَهُم إذا دَعَوهُ.
٥٤٢. الإمام الباقر عليهالسلام : المَسأَلَةُ قَبلَ
الصَّلاةِ وبَعدَها.
٥٤٣. الإمام الصادق عليهالسلام : عَلَيكُم
بِالدُّعاءِ في أدبارِ الصَّلاةِ ؛ فَإِنَّهُ مُستَجابٌ.
٥٤٤. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
فَرَضَ عَلَيكُمُ الصَّلَواتِ الخَمسَ في أفضَلِ السّاعاتِ ؛ فَعَلَيكُم
بِالدُّعاءِ في أدبارِ الصَّلَواتِ.
٥٤٥. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
فَرَضَ عَلَيكُمُ الصَّلاةَ في أحَبِّ الأَوقاتِ إلَيهِ ؛ فَاسأَ لُوا اللّه
حَوائِجَكُم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَقيبَ فَرائِضِكُم.
٥٤٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن أدّى فَريضَةً
فَلَهُ عِندَ اللّه دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٥٤٧. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن أدّى للّه
مَكتوبَةً فَلَهُ في أثَرِها دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٥٤٨. الإمام الصادق عليهالسلام : ما مِن مُؤمِنٍ
يُؤَدّي فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّه إلاّ كانَ لَهُ عِندَ أدائِها دَعوَةٌ
مُستَجابَةٌ.
٥٤٩. سنن الترمذي عن أبي اُمامة
: قيلَ لِرَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
: أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ؟ قالَ : جَوفَ اللَّيلِ الآخِرَ ، ودُبُرَ الصَّلَواتِ
المَكتوباتِ.
٥٥٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا فَرَغَ
العَبدُ مِنَ الصَّلاةِ ، ولَم يَسأَلِ اللّه تَعالى حاجَتَهُ ، يَقولُ اللّه
تَعالى لِمَلائِكَتِهِ : اُنظُروا إلى عَبدي ، فَقَد أدّى فَريضَتي ولَم يَسأَل
حاجَتَهُ مِنّي ، كَأَنَّهُ قَدِ استَغنى عَنّي ، خُذوا صَلاتَهُ فَاضرِبوا بِها
وَجهَهُ.
٥٥١. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أبي ـ رضاللهعنه ـ يَقولُ في قَولِ
اللّه تَبارَكَ وتَعالى : (فَإِذَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَرَغْتَ
فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب)
: إذا قَضَيتَ
الصَّلاةَ بَعدَ أن تُسَلِّمَ وأنتَ جالِسٌ فَانصَب فِي الدُّعاءِ مِن أمرِ
الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وإذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَارغَب إلَى اللّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ أن يَتَقَبَّلَها مِنكَ.
٥٥٢. دعائم الإسلام عن الإمام الصادق عليهالسلام ـ في قَولِ اللّه عز
وجل : (فَإِذَا
فَرَغْت فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب) : الدُّعاءُ بَعدَ الفَريضَةِ ، إيّاكَ
أن تَدَعَهُ ؛ فَإِنَّ فَضلَهُ بَعدَ الفَريضَةِ كَفَضلِ الفَريضَةِ عَلَى
النّافِلَةِ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ اللّه عز وجل يَقولُ : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
وأفضَلُ العِبادَةِ
الدُّعاءُ ، وإيّاهُ عَنى.
٥٥٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه عز وجل
يَستَحيي مِن عَبدِهِ إذا صَلّى في جَماعَةٍ ، ثُمَّ يَسأَ لُهُ حاجَةً أن
يَنصِرَفَ حَتّى يَقضِيَها.
٥٥٤. عنه صلىاللهعليهوآله : كُلُّ صَلاةٍ لا
يُدعى فيها لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، فَصَلاةُ خِداجٍ .
٥٥٥. الإمام الباقر عليهالسلام : الدُّعاءُ بَعدَ
الفَريضَةِ أفضَلُ مِنَ الصَّلاةِ تَنَفُّلاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٥٦. بحار الأنوار
: فِي الخَبَرِ : الدُّعاءُ بَينَ الصَّلاتَينِ لا يُرَدُّ.
٥٥٧. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن قالَ : «سُبحانَ
اللّه ، وَالحَمدُ للّه ، ولا إلهَ إلاَّ اللّه ، وَاللّه أكبَرُ» ، أربَعينَ
مَرَّةً في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ فَريضَةٍ قَبلَ أن يُثنِيَ رِجلَيهِ ، ثُمَّ
سَأَلَ اللّه اُعطِيَ ما سَأَلَ.
٥٥٨. الإمام الباقر عليهالسلام : لَمّا كَلَّمَ
اللّه عز وجل موسَى بنَ عِمرانَ عليهالسلام
قالَ موسى ... : إلهي ، فَما جَزاءُ مَن صَلَّى الصَّلاةَ لِوَقتِها ، لَم
يَشغَلهُ عَن وَقتِها دُنيا؟
قالَ : يا موسى ، اُعطيهِ سُؤلَهُ
واُبيحُهُ جَنَّتي.
٥٥٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : صَلّوا صَلاةَ
الصُّبحِ ، ثُمَّ سَلُوا اللّه حَوائِجَكُمُ البَتَّةَ.
٥٦٠. عنه صلىاللهعليهوآله : أمّا صَلاةُ
المَغرِبِ ، فَهِيَ السّاعَةُ الَّتي تابَ اللّه عز وجل فيها عَلى آدَمَ ... وهِيَ
السّاعَةُ الَّتي يُستَجابُ فيهَا الدُّعاءُ ، فَوَعَدني رَبّي عز وجل أن
يَستَجيبَ لِمَن دَعاهُ فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٦١. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ مِنَ
الدُّعاءِ المُستَجابِ الَّذي لا يُرَدُّ ، الدُّعاءَ بَينَ المَغرِبِ وَالعِشاءِ.
٥٦٢. تهذيب الأحكام عن جهم بن أبي جهم
: رَأَيتُ أبَا الحَسَنِ موسَى بنَ جَعفَرٍ عليهالسلام
وقد سَجَدَ بَعدَ الثَّلاثِ الرَّكَعاتِ مِنَ المَغرِبِ ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ
فِداكَ! رَأَيتُكَ سَجَدتَ بَعدَ الثَّلاثِ؟
فَقالَ : ورَأَيتَني؟ فَقُلتُ : نَعَم. قالَ
: فَلا تَدَعها ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ فيها مُستَجابٌ.
٥٦٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن كانَ طالِبا
إلَى اللّه عز وجل حاجَةً في أمرِ دُنياهُ وآخِرَتِهِ ، فَليَطلُبها فِي العِشاءِ
الآخِرَةِ ؛ فَإِنَّها صَلاةٌ لَم يُصَلِّها أحَدٌ مِنَ الاُمَمِ قَبلَكُم.
٥٦٤. المجتنى عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن كانَت لَهُ
حاجَةٌ فَليَطلُبها فِي العِشاءِ ؛ فَإِنَّهُ لَم يُعطَها أحَدٌ مِنَ الاُمَمِ
قَبلَكُم ، يَعنِي العِشاءَ الآخِرَةَ.
٧ / ٢٠
عِندَ قِراءَةِ
القُرآنِ وخَتمِهِ
٥٦٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ لِصاحِبِ
القُرآنِ عِندَ كُلِّ خَتمَةٍ دَعوَةً مُستَجابَةً.
٥٦٦. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن خَتَمَ
القُرآنَ فَلَهُ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٦٧. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ لِقارِئِ
القُرآنِ دَعوَةً مُستَجابَةً ؛ فَإِن شاءَ صاحِبُها عَجَّلَها فِي الدُّنيا ، وإن
شاءَ أخَّرَها إلَى الآخِرَةِ.
٥٦٨. الإمام الصادق عليهالسلام : قيلَ : يا رَسولَ
اللّه ، أيُّ الرِّجالِ خَيرٌ؟ قالَ : الحالُّ المُرتَحِلُ. قيلَ : يا رَسولَ
اللّه صلىاللهعليهوآله
ومَا الحالُّ المُرتَحِلُ؟
قالَ : الفاتِحُ الخاتِمُ ، الَّذي
يَفتَحُ القُرآنَ ويَختِمُهُ ، فَلَهُ عِندَ اللّه دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٥٦٩. حلية الأولياء عن زرّ بن حبيش
: كانَ عَبدُ اللّه بنُ مَسعودٍ قائِما يُصَلّي ، فَلَمّا بَلَغَ المِئَةَ مِنَ
النِّساءِ ، قالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: سَل تُعطَهُ.
فَقالَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ
إيمانا لا يَرتَدُّ ، ونَعيما لا يَنفَدُ ، ومُرافَقَةَ نَبِيِّكَ في أعلى جَنَّةِ
الخُلدِ.
٥٧٠. الإمام عليّ عليهالسلام : مَن قَرَأَ مِئَةَ
آيَةٍ مِنَ القُرآنِ ـ مِن أيِّ القُرآنِ شاءَ ـ ثُمَّ قالَ : يا اَللّه ـ سَبعَ
مَرّاتٍ ـ فَلَو دَعا عَلَى الصَّخرَةِ لَقَلَعَها إن شاءَ اللّه.
٧ / ٢١
هذِهِ الأَوقاتُ
٥٧١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : خَمسُ لَيالٍ لا
تُرَدُّ فيهِنَّ الدَّعوَةُ : أوَّلُ لَيلَةٍ مِن رَجَبٍ ، ولَيلَةُ النِّصفِ مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شَعبانَ ، ولَيلَةُ
الجُمُعَةِ ، ولَيلَةُ الفِطرِ ، ولَيلَةُ النَّحرِ.
٥٧٢. الإمام الكاظم عليهالسلام : كانَ عَلِيُّ بنُ
أبي طالِبٍ عليهالسلام
يَقولُ : يُعجِبُني أن يُفَرِّغَ الرَّجُلُ نَفسَهُ فِي السَّنَةِ أربَعَ لَيالٍ :
لَيلَةَ الفِطرِ ، ولَيلَةَ الأَضحى ، ولَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، وأوَّلَ
لَيلَةٍ مِن رَجَبٍ.
٥٧٣. الإمام الباقر عليهالسلام : اُطلُبِ
الإِجابَةَ عِندَ اقشِعرارِ الجِلدِ ، وعِندَ إفاضَةِ العَبرَةِ ، وعِندَ قَطرِ
المَطَرِ ، وإذا كانَتِ الشَّمسُ في كَبِدِ السَّماءِ أو قَد زاغَت ؛ فَإِنَّها
ساعَةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ ، ويُرجى فيهَا العَونُ مِنَ المَلائِكَةِ ،
وَالإِجابَةُ مِنَ اللّه تَبارَكَ وتَعالى.
٥٧٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثَةُ مَواطِنَ
لا تُرَدُّ فيها دَعوَةٌ : رَجُلٌ يَكونُ في بَرِّيَّةٍ حَيثُ لا يَراهُ أحَدٌ ، فَيَقومُ
فَيُصَلّي ، فَيَقولُ اللّه عز وجل لِمَلائِكَتِهِ : أرى عَبدي هذا يَعلَمُ أنَّ
لَهُ رَبّا يَغفِرُ الذُّنوبَ ، فَانظُروا ما ذا يَطلُبُ. فَتَقولُ المَلائِكَةُ :
أي رَبِّ ، رِضاكَ ومَغفِرَتَكَ. فَيَقولُ : اِشهَدوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ.
ورَجُلٌ يَكونُ مَعَهُ فِئَةٌ فَيَفِرُّ
عَنهُ أصحابُهُ ، ويَثبُتُ هُوَ في مَكانِهِ ، فَيَقولُ اللّه لِلمَلائِكَةِ : اُنظُروا
ما يَطلُبُ عَبدي. فَتَقولُ المَلائِكَةُ : يا رَبِّ ، بَذَلَ مُهجَتَهُ لَكَ
يَطلُبُ رِضاكَ. فَيَقولُ : اِشهَدوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ.
ورَجُلٌ يَقومُ مِن آخِرِ اللَّيلِ ، فَيَقولُ
اللّه لِلمَلائِكَةِ : اِشهَدوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٧٥. عنه صلىاللهعليهوآله : ساعَتانِ لا
تُرَدُّ عَلى داعٍ دَعوَتُهُ : حينَ تُقامُ الصَّلاةُ ، وفِي الصَّفِّ في سبيلِ
اللّه.
٥٧٦. عنه صلىاللهعليهوآله : ثِنتانِ لا
تُرَدّانِ ، أو قَلَّما تُرَدّانِ : الدُّعاءُ عِندَ النِّداءِ ، وعِندَ البَأسِ
حينَ يُلحِمُ بَعضُهُم بَعضا.
٥٧٧. عنه صلىاللهعليهوآله : ساعَتانِ تُفتَحُ
فيهِما أبوابُ السَّماءِ ، فَلَم تُرَدَّ فيهِما دَعوَةٌ : حُضورُ الصَّلاةِ ، وعِندَ
الزَّحفِ لِلقِتالِ.
٥٧٨. عنه صلىاللهعليهوآله : تَحَرَّوُا
الدُّعاءَ فِي الفَيافي
، وثَلاثَةٌ لا يُرَدُّ دُعاؤُهُم : عِندَ النِّداءِ ، وعِندَ الصَّفِّ في سَبيلِ
اللّه ، وعِندَ نُزولِ القَطرِ.
٥٧٩. حلية الأولياء عن عائشة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ثَلاثُ ساعاتٍ
لِلمَرءِ المُسلِمِ ، ما دَعا فيهِنَّ إلاَّ استُجيبَ لَهُ ، ما لَم يَسأَل
قَطيعَةَ رَحِمٍ أو مَأثَما. فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، أيَّةُ ساعَةٍ؟
قالَ : حينَ يُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ
بِالصَّلاةِ حَتّى يَسكُتَ ، وحينَ يَلتَقِي الصَّفّانِ حَتّى يَحكُمَ اللّه
بَينَهُما ، وحينَ يَنزِلُ المَطَرُ حَتّى يَسكُنَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٨٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : تُفتَحُ أبوابُ
السَّماءِ ، ويُستَجابُ الدُّعاءُ في أربَعَةِ مَواطِنَ : عِندَ التِقاءِ
الصُّفوفِ ، وعِندَ نُزولِ الغَيثِ ، وعِندَ إقامَةِ الصَّلاةِ ، وعِندَ رُؤيَةِ
الكَعبَةِ.
٥٨١. عنه صلىاللهعليهوآله : تُفتَحُ أبوابُ
السَّماءِ لِخَمسٍ : لِقِراءَةِ القُرآنِ ، ولِلِقاءِ الزَّحفَينِ ، ولِنُزولِ
القَطرِ ، ولِدَعوَةِ المَظلومِ ، ولِلأَذانِ.
٥٨٢. الإمام عليّ عليهالسلام : تُفتَحُ أبوابُ
السَّماءِ في خَمسَةِ
مَواقيتَ : عِندَ نُزولِ الغَيثِ ، وعِندَ الزَّحفِ ، وعِندَ الأَذانِ ، وعِندَ
قِراءَةِ القُرآنِ ، ومَعَ زَوالِ الشَّمسِ ، وعِندَ طُلوعِ الفَجرِ.
٥٨٣. عنه عليهالسلام : اِغتَنِمُوا
الدُّعاءَ عِندَ خَمسَةِ مَواطِنَ : عِندَ قِراءَةِ القُرآنِ ، وعِندَ الأَذانِ ، وعِندَ
نُزولِ الغَيثِ ، وعِندَ التِقاءِ الصَّفَّينِ لِلشَّهادَةِ ، وعِندَ دَعوَةِ
المَظلومِ ؛ فَإِنَّها لَيسَ لَها حِجابٌ دونَ العَرشِ.
٥٨٤. عنه عليهالسلام : مَن كانَت لَهُ
إلى رَبِّهِ عز وجل حاجَةٌ ، فَليَطلُبها في ثَلاثِ ساعاتٍ : ساعَةٍ فِي
الجُمُعَةِ. وساعَةٍ تَزولُ الشَّمسُ
حينَ تَهُبُّ الرِّياحُ ، وتُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ ، وتَنزِلُ الرَّحمَةُ ، ويُصَوِّتُ
الطَّيرُ. وساعَةٍ في آخِرِ اللَّيلِ عِندَ طُلوعِ الفَجرِ ؛ فَإِنَّ مَلَكَينِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُنادِيانِ : هَل مِن
تائِبٍ يُتابُ عَلَيهِ! هَل مِن سائِلٍ يُعطى! هَل مِن مُستَغفِرٍ فَيُغفَرَ لَهُ!
هَل مِن طالِبِ حاجَةٍ فَتُقضى لَهُ! فَأَجيبوا داعِيَ اللّه ، وَاطلُبُوا
الرِّزقَ فيما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ فَإِنَّهُ أسرَعُ في طَلَبِ
الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فِي الأَرضِ وهِيَ السّاعَةُ الَّتي يُقَسِّمُ اللّه فيهَا
الرِّزقَ بَينَ عِبادِهِ.
٥٨٥. الإمام الصادق عليهالسلام : اُطلُبُوا
الدُّعاءَ في أربَعِ ساعاتٍ : عِندَ هُبوبِ الرِّياحِ ، وزَوالِ الأَفياءِ ، ونُزولِ
القَطرِ ، وأوَّلِ قَطرَةٍ مِن دَمِ القَتيلِ المُؤمِنِ ؛ فَإِنَّ أبوابَ
السَّماءِ تُفَتَّحُ عِندَ هذِهِ الأَشياءِ.
٥٨٦. عنه عليهالسلام : ثَلاثَةُ أوقاتٍ
لا يُحجَبُ فيهَا الدُّعاءُ عَنِ اللّه تَعالى : في أثَرِ المَكتوبَةِ ، وعِندَ
نُزولِ المَطَرِ ، وظُهورِ آيَةٍ مُعجِزَةٍ للّه في أرضِهِ.
٥٨٧. عنه عليهالسلام : يُستَجابُ
الدُّعاءُ في أربَعَةِ مَواطِنَ : فِي الوَترِ ، وبَعدَ الفَجرِ ، وبَعدَ الظُّهرِ
وبَعدَ المَغرِبِ.
٥٨٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما مِن صَباحٍ
إلاّ ومَلَكانِ يُنادِيانِ ، يَقولانِ : يا باغِيَ الخَيرِ هَلُمَّ ، ويا باغِيَ
الشَّرِّ انتَهِ ، هَل مِن داعٍ فَيُستَجابَ لَهُ! هَل مِن مُستَغفِرٍ فَيُغفَرَ
لَهُ! هَل مِن تائِبٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَيُتابَ عَلَيهِ! هَل
مِن مَغمومٍ فَيُنَفَّسَ عَنهُ غَمُّهُ!
اللّهُمَّ عَجِّل لِلمُنفِقِ مالَه
خَلَفا ، ولِلمُمسِكِ تَلَفا. فَهذا دُعاؤُهُما حَتّى تَغرُبَ الشَّمسُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّامِنُ
أفضل الأمكنة للدّعاء
٨ / ١
مَكَّةُ وَالمَسجِدُ
الحَرامُ
٥٨٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله :
مَن أدرَكَ شَهرَ رَمَضانَ بِمَكَّةَ ، مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ ، صِيامَهُ
وقِيامَهُ ، كَتَبَ اللّه لَهُ مِئَةَ ألفِ شَهرِ رَمَضانَ في غَيرِها ... ولَهُ
بِكُلِّ يَومٍ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٥٩٠. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن أرادَ
الدُّنيا وَالآخِرَةَ فَليَؤُمَّ
هذَا البَيتَ ؛ فَما أتاهُ عَبدٌ يَسأَلُ اللّه دُنيا إلاّ أعطاهُ اللّه مِنها ، ولا
يَسأَ لُهُ آخِرَةً إلاَّ ادَّخَرَ لَهُ مِنها.
٥٩١. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تُرفَعُ
الأَيدي إلاّ في سَبعِ مَواطِنَ : حينَ يَفتَتِحُ الصَّلاةَ ، وحينَ يَدخُلُ
المَسجِدَ الحَرامَ فَيَنظُرُ إلَى البَيتِ ، وحينَ يَقومُ عَلَى الصَّفا ، وحينَ
يَقومُ عَلَى المَروَةِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحينَ يَقِفُ مَعَ
النّاسِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، وبِجَمعٍ
، وَالمَقامَينِ ، حينَ
يَرمِي الجَمرَةَ.
٥٩٢. عنه صلىاللهعليهوآله ـ في ذِكرِ مَظانِّ
الدُّعاءِ ـ : تُرفَعُ الأَيدي : فِي الصَّلاةِ ، وإذا رُئِيَ البَيتُ ، وعَلَى
الصَّفا وَالمَروَةِ ، وعَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، وبِجَمعٍ ، وعِندَ الجَمرَتَينِ ، وعَلَى
المَيِّتِ.
٥٩٣. المزار الكبير
: سُئِلَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليهالسلام
عَن مَقامِ جَبرَئيلَ عليهالسلام
فَقالَ : تَحتَ الميزابِ الَّذي إذا خَرَجتَ مِنَ البابِ ـ الَّذي يُقالُ لَهُ
بابُ فاطِمَةَ عليهاالسلام
ـ بِحِيالِ البابِ ، وَالميزابُ فَوقَكَ ، وَالبابُ مِن وَراءِ ظَهرِكَ.
فَإِن قَدَرتَ أن تُصَلِّيَ فيهِ
رَكعَتَينِ مَندوبا فَافعَل ؛ فَإِنَّهُ لا يَدعو أحَدٌ هُناكَ إلاَّ استُجيبَ
لَهُ.
٥٩٤. الكافي عن العلاء بن المقعد عن الإمام
الصادق عليهالسلام
إنَّ مَلَكا مُوَكَّلاً بِالرُّكنِ اليَمانِيِّ ، مُنذُ خَلَقَ اللّه السَّماواتِ
وَالأَرَضينَ لَيسَ لَهُ هِجّيرٌ إلاَّ التَّأمينُ عَلى دُعائِكُم ، فَليَنظُر
عَبدٌ بِما يَدعو. فَقُلتُ لَهُ : مَا الهِجّيرُ؟ فَقالَ : كَلامٌ مِن كَلامِ
العَرَبِ ، أي لَيسَ لَهُ عَمَلٌ.
٥٩٥. الإمام الصادق عليهالسلام ـ فِي الدُّعاءِ
عِندَ الرُّكنِ اليَمانِيِّ ـ : ما مِن مُؤمِنٍ يَدعو بِدُعاءٍ عِندَهُ ، إلاّ
صَعِدَ دُعاؤُهُ حَتّى يَلصَقَ بِالعَرشِ ، ما بَينَهُ وبَينَ اللّه حِجابٌ.
٥٩٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّهُ لَيسَ مِن
عَبدٍ يَتَوَضَّأُ ، ثُمَّ يَستَلِمُ الحَجَرَ ، ثُمَّ يُصَلّي رَكعَتَينِ عِندَ
مَقامِ إبراهيمَ ، ثُمَّ يَرجِعُ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلى بابِ الكَعبَةِ فَيَحمَدُ اللّه
، ثُمَّ لا يَسأَلُ اللّه شَيئا إلاّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعطاهُ إن شاءَ اللّه.
٥٩٧. عنه صلىاللهعليهوآله : ما دَعا أحَدٌ
بِشَيءٍ في هذَا المُلتَزَمِ
، إلاَّ استُجيبَ لَهُ.
٥٩٨. قرب الإسناد عن عليّ بن جعفر
: رَأَيتُ أخي يَطوفُ السُّبوعَينِ ، وَالثَّلاثَةَ يَقرُنُها ، غَيرَ أنَّهُ
يَقِفُ فِي المُستَجارِ
، فَيَدعو في كُلِّ اُسبوعٍ ، ويَأتِي الحَجَرَ فَيَستَلِمُهُ ، ثُمَّ يَطوفُ.
٨ / ٢
عَرَفاتٌ في يَومِ
عَرَفَةَ
٥٩٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه تَعالى
تَطَوَّلَ عَلَيكُم في جَمعِكُم هذا فَوَهَبَ مُسيئَكُم لِمُحسِنِكُم ، وأعطى
مُحسِنَكُم ما سَأَلَ ، ادفَعوا بِاسمِ اللّه.
٦٠٠. الإمام عليّ عليهالسلام : لَمّا كانَ
عَشِيَّةُ عَرَفَةَ ورَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
واقِفٌ أقبَلَ عَلَى النّاسِ بِوَجهِهِ فَقالَ : مَرحَبا بِوَفدِ اللّه ـ ثَلاثَ
مَرّاتٍ ـ الَّذين إذا سَأَ لُوا اللّه أعطاهُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٠١. الإمام زين العابدين عليهالسلام : إذا كانَ
عَشِيَّةُ عَرَفَةَ ، يُنَزِّلُ اللّه مَلائِكَةً إلى سَماءِ الدُّنيا ، ثُمَّ
يَقولُ : اُنظُروا إلى عِبادي أتَوني شُعثا غُبرا ، أرسَلتُ إلَيهِم رَسولاً
فَصَدَّقوهُ ، ثُمَّ قَصَدوني فَسَأَلوني ودَعَوني ، اِشهَدوا أنَّ حَقّا عَلَيَّ
أن اُجيبَهُمُ اليَومَ ، قَد شَفَّعتُ مُحسِنَهُم في مُسيئِهِم ، وتَقَبَّلتُ مِن
مُحسِنِهِم ، فَليُفيضوا مَغفورا لَهُم.
ثُمَّ يَأمُرُ مَلَكَينِ بِالمَأزِمَينِ
، فَيَقِفُ هذا مِن
هذَا الجانِبِ ، وهذا مِن هذَا الجانِبِ ، يَقولانِ : اللّهُمَّ سَلِّم سَلِّم ، فَما
يَكادُ يُرى صَريعا ولا كَسيرا.
٦٠٢. الإمام الباقر عليهالسلام : ما أفضَلُ مِن
رَجُلٍ يَجيءُ ، يَقودُ بِأَهلِهِ وَالنّاسُ وُقوفٌ بِعَرَفاتٍ يَمينا وشِمالاً ، يَأتي
بِهِمُ الحَجَّ فَيَسأَلُ بِهِمُ اللّه تَعالى.
٦٠٣. عنه عليهالسلام : ما يَقِفُ أحَدٌ
عَلى تِلكَ الجِبالِ ـ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ـ إلاَّ استَجابَ اللّه لَهُ ؛ فَأَمَّا
البَرُّ فَيُستَجابُ لَهُ في آخِرَتِهِ ودُنياهُ ، وأمَّا الفاجِرُ فَيُستَجابُ
لَهُ في دُنياهُ.
٨ / ٣
رَوضَةُ النَّبِيِّ
٦٠٤. الإمام الباقر عليهالسلام : كانَ أبي عَلِيُّ
بنُ الحُسَينِ عليهالسلام
يَقِفُ عَلى قَبرِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، فَيُسَلِّمُ عَلَيهِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويَشهَدُ لَهُ
بِالبَلاغِ ، ويَدعو بِما حَضَرَهُ ، ثُمَّ يُسنِدُ ظَهرَهُ إلَى المَروَةِ
الخَضراءِ الدَّقيقَةِ العَرضِ مِمّا يَلِي القَبرَ ، ويَلتَزِقُ بِالقَبرِ ، ويُسنِدُ
ظَهرَهُ إلَى القَبرِ ، ويَستَقبِلُ القِبلَةَ فَيَقولُ :
اللّهُمَّ إلَيكَ ألجَأتُ أمري
، وإلى قَبرِ مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسنَدتُ ظَهري ، وَالقِبلَةَ الَّتي
رَضيتَ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
استَقبَلتُ ، اللّهُمَّ إنّي أصبَحتُ لا أملِكُ لِنَفسي خَيرَ ما أرجو ، ولا
أدفَعُ عَنها شَرَّ ما أحذَرُ عَلَيها ، وأصبَحَتِ الاُمورُ بِيَدِكَ ، فَلا
فَقيرَ أفقَرُ مِنّي ، إنّي لِما أنزَلتَ إلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ ، اللّهُمَّ
اردُدني مِنكَ بِخَيرٍ ، فَإِنَّهُ لا رادَّ لِفَضلِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ
بِكَ مِن أن تُبَدِّلَ اسمي ، أو تُغَيِّرَ جِسمي ، أو تُزيلَ نِعمَتَكَ عَنّي ، اللّهُمَّ
كَرِّمني بِالتَّقوى ، وجَمِّلني بِالنِّعَمِ ، وَاغمُرني بِالعافِيَةِ ، وَارزُقني
شُكرَ العافِيَةِ.
٦٠٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا فَرَغتَ مِنَ
الدُّعاءِ عِندَ قَبرِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
فَائتِ المِنبَرَ ، فَامسَحهُ بِيَدِكَ وخُذ بِرُمّانَتَيهِ وهُمَا السُّفلاوانِ ،
وَامسَح عَينَيكَ ووَجهَكَ بِهِ ، فَإِنَّهُ يُقالُ : إنَّهُ شِفاءُ العَينِ ، وقُم
عِندَهُ فَاحمَدِ اللّه وأثنِ عَلَيهِ ، وسَل حاجَتَكَ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ : ما بَينَ
مِنبَري وبَيتي رَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، ومِنبَري عَلى تُرعَةٍ مِن تُرَعِ
الجَنَّةِ ـ وَالتُّرعَةُ هِيَ البابُ الصَّغيرُ ـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٠٦. عنه عليهالسلام : إن كانَت لَكَ
حاجَةٌ ، فَاجعَل قَبرَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
خَلفَ كَتِفَيكَ ، وَاستَقبِلِ القِبلَةَ وَارفَع يَدَيكَ ، وَاسأَل حاجَتَكَ ؛
فَإِنَّكَ أحرى أن تُقضى إن شاءَ اللّه.
٦٠٧. عنه عليهالسلام : إذا دَخَلتَ
المَسجِدَ ، فَإِنِ استَطَعتَ أن تُقيمَ ثَلاثَةَ أيّامٍ ، الأَربِعاءَ وَالخَميسَ
وَالجُمُعَةَ ، فَصَلِّ ما بَينَ القَبرِ وَالمِنبَرِ يَومَ الأَربِعاءِ عِندَ
الاُسطُوانَةِ الَّتي تَلِي القَبرَ ، فَتَدعُو اللّه عِندَها وتَسأَ لُهُ كُلَّ
حاجَةٍ تُريدُها في آخِرَةٍ أو دُنيا.
وَاليَومَ الثّانِيَ عِندَ اُسطُوانَةِ
التَّوبَةِ ، ويَومَ الجُمُعَةِ عِندَ مَقامِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، مُقابِلَ
الاُسطُوانَةِ الكَثيرَةِ الخَلوقِ
، فَتَدعُو اللّه عِندَهُنَّ لِكُلِّ حاجَةٍ ، وتَصومُ تِلكَ الثَّلاثَةَ
الأَيّامِ.
٦٠٨. عنه عليهالسلام : صُمِ الأَربِعاءَ
وَالخَميسَ وَالجُمُعَةَ ، وصَلِّ لَيلَةَ الأَربِعاءِ ويَومَ الأَربِعاءِ عِندَ
الاُسطُوانَةِ الَّتي تَلي رَأسَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، ولَيلَةَ الخَميسِ ويَومَ الخَميسِ عِندَ اُسطُوانَةِ أبي لُبابَةَ ، ولَيلَةَ
الجُمُعَةِ ويَومَ الجُمُعَةِ عِندَ الاُسطُوانَةِ الَّتي تَلي مَقامَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، وَادعُ بِهذَا
الدُّعاءِ لِحاجَتِكَ وهُوَ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ
وقُوَّتِكَ وقُدرَتِكَ ، وجَميعِ ما أحاطَ بِهِ عِلمُكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا.
راجع
: ص ٣٨٢ (استجابة دعاء شيخ من آل سعد لردِّ مظلمته).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨ / ٤
مَشاهِدُ الأَئِمَّةِ
مِن أهلِ البَيتِ
٦٠٩. تهذيب الأحكام عن عثمان بن سعيد عن رجل
عن الإمام ا إنَّ إلى جانِبِ كوفانَ قَبرا ، ما
أتاهُ مَكروبٌ قَطُّ فَصَلّى عِندَهُ رَكعَتَينِ أو أربَعَ رَكَعاتٍ ، إلاّ
نَفَّسَ اللّه عَنهُ كُربَتَهُ ، وقَضى حاجَتَهُ. قالَ : قُلتُ : قَبرُ الحُسَينِ
بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام؟
فَقالَ لي بِرَأسِهِ : لا. فَقُلتُ : فَقَبرُ
أميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام؟
قالَ بِرَأسِهِ : نَعَم.
٦١٠. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا زُرتَ جانِبَ
النَّجَفِ ، فَزُر عِظامَ آدَمَ ، وبَدَنَ نوحٍ ، وجِسمَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام ؛ فَإِنَّكَ زائِرٌ
الآباءَ الأَوَّلينَ ، ومُحَمَّدا خاتَمَ النَّبِيّينَ ، وعَلِيّا سَيِّدَ
الوَصِيّينَ ، وإنَّ زائِرَهُ تُفتَحُ لَهُ أبوابُ السَّماءِ عِندَ دَعوَتِهِ ؛
فَلا تَكُن عَنِ الخَيرِ نَوّاما.
٦١١. عنه عليهالسلام : إنَّ أبوابَ
السَّماءِ لَتُفتَحُ عِندَ دُعاءِ الزّائِرِ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام ؛ فَلا تَكُن عَنِ
الخَيرِ نَوّاما.
٦١٢. المزار عن شعيب العقرقوفي عن الإمام
الصادق عليهالسلام
قُلتُ لَهُ : مَن أتى قَبرَ الحُسَينِ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ ـ ما لَهُ مِنَ
الثَّوابِ وَالأَجرِ جُعِلتُ فِداكَ؟
قالَ : يا شُعَيبُ ، ما صَلّى عِندَهُ
أحَدٌ صَلاةً إلاّ قَبِلَهَا اللّه مِنهُ ، ولا دَعا عِندَهُ أحَدٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دَعوَةً إلاَّ
استُجيبَت لَهُ عاجِلَةً وآجِلَةً.
٦١٣. ثواب الأعمال عن بشير الدهّان عن الإمام
الصادق عليهالسلام
إنَّ الرَّجُلَ لَيَخرُجُ إلى قَبرِ الحُسَينِ عليهالسلام
، فَلَهُ إذا خَرَجَ مِن أهلِهِ بِأَوَّلِ خُطوَةٍ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ ، ثُمَّ
لَم يَزَل يُقَدَّسُ بِكُلِّ خُطوَةٍ حَتّى يَأتِيَهُ ، فَإِذا أتاهُ ناجاهُ اللّه
، فَقالَ :
عَبدي سَلني اُعطِكَ ، ادعُني اُجِبكَ ،
اطلُب مِنّي اُعطِكَ ، سَلني حاجَتَكَ أقضِها لَكَ.
قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : وحَقٌّ عَلَى
اللّه أن يُعطِيَ ما بَذَلَ.
٦١٤. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ وِلايَتَنا
عُرِضَت عَلى أهلِ الأَمصارِ فَلَم يَقبَلها قَبولَ أهلِ الكوفَةِ بِشَيءٍ ، وذلِكَ
أنَّ قَبرَ عَلِيٍّ عليهالسلام
فيهِ ، وأنَّ إلى لِزقِهِ لَقَبرا آخَرَ ـ يَعني قَبرَ الحُسَينِ عليهالسلام ـ وما مِن آتٍ يَأتيهِ
فَيُصَلّي عِندَهُ رَكعَتَينِ أو أربَعا ، ثُمَّ يَسأَلُ اللّه حاجَتَهُ إلاّ
قَضاها لَهُ ، وأنَّهُ لَتَحُفُّهُ كُلَّ يَومٍ ألفُ مَلَكٍ.
٦١٥. الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام : إنَّ اللّه تَعالى
عَوَّضَ الحُسَينَ عليهالسلام
مِن قَتلِهِ أن جَعَلَ الإِمامَةَ في ذُرِّيَّتِهِ ، وَالشِّفاءَ في تُربَتِهِ ، وإجابَةَ
الدُّعاءِ عِندَ قَبرِهِ ، ولا تُعَدُّ أيّامُ زائِريهِ جائِيا وراجِعا مِن عُمُرِهِ.
٦١٦. تهذيب الأحكام عن عبد اللّه بن الفضل
الهاشمي : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه
الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُحَمَّدٍ عليهماالسلام ، فَدَخَلَ رَجُلٌ
مِن أهلِ طوسٍ ، فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، ما لِمَن زارَ قَبرَ أبي عَبدِ
اللّه الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام؟
فَقالَ لَهُ : يا طوسِيُّ ، مَن زارَ
قَبرَ أبي عَبدِ اللّه الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام
وهُوَ يَعلَمُ أنَّهُ إمامٌ مِن قِبَلِ اللّه عز وجل مُفتَرَضُ الطّاعَةِ عَلَى
العِبادِ ، غَفَرَ اللّه لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ ، وقَبِلَ
شَفاعَتَهُ في خَمسينَ مُذنِبا ، ولَم يَسأَلِ اللّه عز وجل حاجَةً عِندَ قَبرِهِ
إلاّ قَضاها لَهُ.
٦١٧. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن زارَ قَبرَ
الحُسَينِ عليهالسلام
للّه وفِي اللّه ، أعتَقَهُ اللّه مِنَ النّارِ ، وآمَنَهُ يَومَ الفَزَعِ
الأَكبَرِ ، ولَم يَسأَلِ اللّه تَعالى حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ
إلاّ أعطاهُ.
٦١٨. عدّة الداعي
: رُوِيَ أنَّ الصّادِقَ عليهالسلام
أصابَهُ وَجَعٌ ، فَأَمَرَ مَن عِندَهُ أن يَستَأجِروا لَهُ أجيرا يَدعو لَهُ
عِندَ قَبرِ الحُسَينِ عليهالسلام
، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِن مَواليهِ فَوَجَدَ آخَرَ عَلَى البابِ ، فَحَكى لَهُ ما
أمَرَ بِهِ ، فَقالَ الرَّجُلُ : أنَا أمضي ، لكِنِ الحُسَينُ عليهالسلام إمامٌ مُفتَرَضُ
الطّاعَةِ ، وهُوَ أيضا إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ ، فَكَيفَ ذلِكَ؟ فَرَجَعَ إلى
مَولاهُ وعَرَّفَهُ قَولَهُ ، فَقالَ : هُوَ كَما قالَ ، لكِن ما عَرَفَ أنّ للّه
تَعالى بِقاعا يُستَجابُ فيهَا الدُّعاءُ ، فَتِلكَ البُقعَةُ مِن تِلكَ البِقاعِ.
٦١٩. الإمام الهادي عليهالسلام : إنَّ للّه
مَواطِنَ يُحِبُّ أن يُدعى فيها فَيُجيبَ ، وإنَّ حائِرَ الحُسَينِ عليهالسلام مِن تِلكَ المَواطِنِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٢٠. كامل الزيارات عن أبي هاشم الجعفري
: بَعَثَ إلَيَّ أبُو الحَسَنِ الهادي عليهالسلام
في مَرَضِهِ ، وإلى مُحَمَّدِ بنِ حَمزَةَ ، فَسَبَقَني إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ
حَمزَةَ ، فَأَخبَرَني أنَّهُ ما زالَ يَقولُ : اِبعَثوا إلَى الحائِرِ. فَقُلتُ
لِمُحَمَّدٍ : ألا قُلتَ لَهُ : أنَا أذهَبُ إلَى الحائِرِ! ثُمَّ دَخَلتُ عَلَيهِ
، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! أنَا أذهَبُ إلَى الحائِرِ. فَقالَ : اُنظُروا
في ذلِكَ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ مُحَمَّدا لَيسَ لَهُ سِرٌّ مِن زَيدِ بنِ عَلِيٍّ ،
وأنَا أكرَهُ أن يَسمَعَ ذلِكَ ، قالَ : فَذَكَرتُ ذلِكَ لِعَلِيِّ بنِ بِلالٍ ، فَقالَ
: ما كانَ يَصنَعُ بِالحائِرِ وهُوَ الحائِرُ؟
فَقَدِمتُ العَسكَرَ فَدَخَلتُ عَلَيهِ
، فَقالَ لي : اِجلِس ـ حينَ أرَدتُ القِيامَ ـ فَلَمّا رَأَيتُهُ أنِسَ بي ، ذَكَرتُ
قَولَ عَلِيِّ بنِ بِلالٍ ، فَقالَ لي :
ألا قُلتَ لَهُ : إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله كانَ يَطوفُ
بِالبَيتِ ويُقَبِّلُ الحَجَرَ ، وحُرمَةُ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله وَالمُؤمِنِ أعظَمُ
مِن حُرمَةِ البَيتِ! وأمَرَهُ اللّه أن يَقِفَ بِعَرَفَةَ ، إنَّما هِيَ مَواطِنُ
يُحِبُّ اللّه أن يُذكَرَ فيها ، فَأَنَا اُحِبُّ أن يُدعى لي حَيثُ يُحِبُّ اللّه
أن يُدعى فيها ، وَالحائِرُ مِن تِلكَ المَواضِعِ.
٦٢١. الإمام الهادي عليهالسلام : مَن كانَت لَهُ
إلَى اللّه حاجَةٌ ، فَليَزُر قَبرَ جَدِّيَ الرِّضا عليهالسلام
بِطوسٍ وهُوَ عَلى غُسلٍ ، وَليُصَلِّ عِندَ رَأسِهِ رَكعَتَينِ ، وَليَسأَلِ
اللّه حاجَتَهُ في قُنوتِهِ ؛ فَإِنَّهُ يَستَجيبُ لَهُ ما لَم يَسأَل في مَأثَمٍ
أو قَطيعَةِ رَحِمٍ ، وإنَّ مَوضِعَ قَبرِهِ لَبُقعَةٌ مِن بِقاعِ الجَنَّةِ ، لا
يَزورُها مُؤمِنٌ إلاّ أعتَقَهُ اللّه مِنَ النّارِ وأحَلَّهُ إلى دارِ القَرارِ.
٦٢٢. الإمام الرضا عليهالسلام : لا تُشَدُّ
الرِّحالُ إلى شَيءٍ مِنَ القُبورِ إلاّ إلى قُبورِنا ، ألا وإنّي لَمَقتولٌ
بِالسَّمِّ ظُلما ، ومَدفونٌ في مَوضِعِ غُربَةٍ ؛ فَمَن شَدَّ رَحلَهُ إلى
زِيارَتِي ، استُجيبَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دُعاؤُهُ ، وغُفِرَ
لَهُ ذَنبُهُ.
٨ / ٥
مَسجِدُ الكوفَةِ
٦٢٣. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في فَضلِ مَسجِدِ
الكوفَةِ ـ : ما دَعا فيهِ مَكروبٌ بِمَسأَلَةٍ في حاجَةٍ مِنَ الحَوائِجِ ، إلاّ
أجابَهُ اللّه ، وفَرَّجَ عَنهُ كُربَتَهُ.
راجع
: الكافي : ج ٣ ص ٤٩٠ (باب فضل المسجد الأعظم بالكوفة).
٨ / ٦
مَسجِدُ السَّهلَةِ
٦٢٤. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في فَضلِ مَسجِدِ
السَّهلَةِ ـ : ما أتاهُ مَكروبٌ قَطُّ فَصَلّى فيهِ بَينَ العِشاءَينِ ودَعَا
اللّه ، إلاّ فَرَّجَ اللّه كُربَتَهُ.
٦٢٥. المزار الكبير عن أبي بصير عن أبي عبد
اللّه عليهالسلام
قالَ لي : يا أبا مُحَمَّدٍ ، كَأَنّي أرى نُزولَ القائِمِ عليهالسلام في مَسجِدِ
السَّهلَةِ بِأَهلِهِ وعِيالِهِ ... وما صَلّى فيهِ أحَدٌ فَدَعَا اللّه بِنِيَّةٍ
صادِقَةٍ إلاّ صَرَفَهُ اللّه بِقَضاءِ حاجَتِهِ ، وما مِن أحَدٍ استَجارَهُ إلاّ
أجارَهُ اللّه مِمّا يَخافُ ، قُلتُ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا لَهُوَ الفَضلُ.
قالَ : أنَزيدُكَ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ
: هُوَ مِنَ البِقاعِ الَّتي أحَبَّ اللّه أن يُدعى فيها.
٦٢٦. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا دَخَلتَ
الكوفَةَ فَأتِ مَسجِدَ السَّهلَةِ ، فَصَلِّ فيهِ وَاسأَلِ اللّه حاجَتَكَ
لِدينِكَ ودُنياكَ ؛ فَإِنَّ مَسجِدَ السَّهلَةِ بَيتُ إدريسَ عليهالسلام الَّذي كانَ يَخيطُ
فيهِ ويُصَلّي فيهِ ، ومَن دَعَا اللّه فيهِ بِما أحَبَّ ، قَضى لَهُ حَوائِجَهُ ،
ورَفَعَهُ يَومَ القِيامَةِ مَكانا عَلِيّا إلى دَرَجَةِ إدريسَ ، واُجيرَ مِن
مَكروهِ الدُّنيا ومَكائِدِ أعدائِهِ.
راجع
: الكافي : ج ٣ ص ٤٩٤ (باب مسجد السهلة).
٨ / ٧
قُبورُ الوالِدَينِ
٦٢٧. الإمام عليّ عليهالسلام : زوروا مَوتاكُم ؛
فَإِنَّهُم يَفرَحونَ بِزِيارَتِكُم ، وَليَطلُب أحَدُكُم حاجَتَهُ عِندَ قَبرِ
أبيهِ وعِندَ قَبرِ اُمِّهِ ، بِما
يَدعو لَهُما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ التّاسِعُ :
إرشادات في تصحيح
الأدعية
٩ / ١
اللّهُمَّ أرِنِي
الدُّنيا كَما تَراها
٦٢٨. الدعاء عن أبي الغصين الطائي
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
بَينَما هُوَ يُصَلّي فَسَمِعَ رَجُلاً مِن خَلفِهِ وهُوَ يُصَلّي ، وهُوَ يَقولُ
: اللّهُمَّ أرِنِي الدُّنيا كَما تَراها. فَلَمَّا انصَرَفَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله قالَ : مَن صاحِبُ
الدَّعوَةِ؟ قالَ الرَّجُلُ : أنَا. قالَ صلىاللهعليهوآله
: إنَّ اللّه لا يَرَى الدُّنيا كَالَّذي تَراها ، فَإِذا كُنتَ سائِلاً فَقُل : اللّهُمَّ
أرِنِي الدُّنيا كَالَّذي يَراها صالِحو عِبادِكَ.
٩ / ٢
اللّهُمَّ لا
تُحوِجني إلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ
٦٢٩. الإمام عليّ عليهالسلام : قُلتُ : اللّهُمَّ
لا تُحوِجني إلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا عَلِيُّ ، لا
تَقولَنَّ هكَذا ، فَلَيسَ مِن أحَدٍ إلاّ وهُوَ مُحتاجٌ إلَى النّاسِ. فَقُلتُ : يا
رَسولَ اللّه ، فَما أقولُ؟ قالَ : قُل : اللّهُمَّ لا تُحوِجني إلى شِرارِ خَلقِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، ومَن شِرارُ
خَلقِهِ؟ قالَ : الَّذين إذا أعطَوا مَنّوا
، وإذا مَنَعوا عابوا.
٦٣٠. الإمام الصادق عليهالسلام ـ لِرَجُلٍ قالَ : اُدعُ
اللّه لي أن يُغنِيَني ع : إنَّ اللّه قَسَّمَ رِزقَ مَن شاءَ عَلى يَدَي مَن شاءَ
، ولكِن سَلِ اللّه أن يُغنِيَكَ عَنِ الحاجَةِ الَّتي تَضطَرُّكَ إلى لِئامِ
خَلقِهِ.
٩ / ٣
اللّهُمَّ اجعَل
عُقوبَتي فِي الدُّنيا
٦٣١. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في بَيانِ
فَضائِلِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه : مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله
... أبرَأَ ذَا العاهَةِ مِن عاهَتِهِ ، بَينَما هُوَ جالِسٌ صلىاللهعليهوآله إذ سَأَلَ عَن
رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّه ، إنَّهُ قَد صارَ مِنَ البَلاءِ
كَهَيئَةِ الفَرخِ الَّذي لا ريشَ عَلَيهِ.
فَأَتاهُ صلىاللهعليهوآله
فَإِذا هُوَ كَهَيئَةِ الفَرخِ مِن شِدَّةِ البَلاءِ ، فَقالَ لَهُ : قَد كُنتَ
تَدعو في صِحَّتِكَ دُعاءً؟ قالَ : نَعَم ، كُنتُ أقولُ : يا رَبِّ ، أيُّما
عُقوبَةٍ أنتَ مُعاقِبي بِها فِي الآخِرَةِ ، فَاجعَلها لي فِي الدُّنيا.
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : ألاّ قُلتَ : اللّهُمَّ
آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ.
فَقالَهَا الرَّجُلُ ، فَكَأَنَّما
نَشَطَ مِن عِقالٍ ، وقامَ صَحيحا ، وخَرَجَ مَعَنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٣٢. صحيح مسلم عن أنس
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
عادَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ قَد خَفَتَ فَصارَ مِثلَ الفَرخِ ، فَقالَ لَهُ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: هَل كُنتَ تَدعو بِشَيءٍ أو تَسأَ لُهُ إيّاهُ؟ قالَ : نَعَم ، كُنتُ أقولُ : اللّهُمَّ
ما كُنتَ مُعاقِبي بِهِ فِي الآخِرَةِ ، فَعَجِّلهُ لي فِي الدُّنيا.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : سُبحانَ اللّه لا
تُطيقُهُ ـ أو لا تَستَطيعُهُ ـ! أفَلا قُلتَ : اللّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنيا
حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ؟
قالَ : فَدَعَا اللّه لَهُ ، فَشَفاهُ.
٩ / ٤
اللّهُمَّ إنّي أعوذُ
بِكَ مِنَ الفِتنَةِ
٦٣٣. الإمام الصادق عليهالسلام : سَمِعَ أميرُ
المُؤمِنينَ عليهالسلام
رَجُلاً يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنَةِ. قالَ عليهالسلام : أراكَ تَتَعَوَّذُ
مِن مالِكَ ووُلدِكَ! يَقولُ اللّه تَعالى : (إِنَّمَا أَمْوَ
لُكُمْ وَأَوْلَـدُكُمْ فِتْنَةٌ)
ولكِن قُل : اللّهُمَّ
إنّي أعوذُ بِكَ مِن مُضِلاّتِ الفِتَنِ.
٩ / ٥
اللّهُمَّ إنّي أسأَ
لُكَ رِزقا طَيِّبا
٦٣٤. الأمالي للطوسي عن عليّ بن معمر عن رجل
من جعفي : كُنّا عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام ، فَقالَ رَجُلٌ : اللّهُمَّ
إنّي أسأَ لُكَ رِزقا طَيِّبا ، قالَ فَقالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : هَيهاتَ هَيهاتَ! هذا
قوتُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأَنبِياءِ ، ولكِن
سَل رَبَّكَ رِزقا لا يُعَذِّبُكَ عَلَيهِ يَومَ القِيامَةِ ، هَيهاتَ! إنَّ اللّه
يَقولُ : (يَـأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ
الطَّيِّبَـتِ وَاعْمَلُواْ صَــلِحًا)
.
٩ / ٦
لا أراكَ اللّه
مَكروها
٦٣٥. شرح نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليهالسلام ـ فِي الحِكَمِ
المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ : سَمِعَ رَجُلاً يَدعو لِصاحِبِهِ ، فَقالَ : لا أراكَ
اللّه مَكروها!
فَقالَ : إنَّما دَعَوتَ لَهُ بِالمَوتِ
؛ لِأَنَّ مَن عاشَ فِي الدُّنيا لا بُدَّ أن يَرَى المَكروهَ.
٩ / ٧
الحَمدُ للّه مُنتَهى
عِلمِهِ
٦٣٦. الكافي عن الكاهليّ
: كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ الكاظِمِ عليهالسلام
في دُعاءٍ : الحَمدُ للّه مُنتَهى عِلمِهِ. فَكَتَبَ إلَيَّ : لا تَقولَنَّ
مُنتَهى عِلمِهِ ؛ فَلَيسَ لِعِلمِهِ مُنتَهىً ، ولكِن قُل : مُنتَهى رِضاهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ العاشِرُ :
تفسير الأحوال
المناسبة للدّعاء
الكتاب
(وَاذْكُرِ اسْمَ
رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً).
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ
فِى الأَْرْضِ بَعْدَ إِصْلَ ـ حِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ
اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).
(وَاذْكُر رَّبَّكَ
فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ
وَالاْصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَـفِلِينَ).
(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم
مِّن ظُـلُمَـتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ
أَنجَـانَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّـكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ
يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ).
(إِنَّهُمْ كَانُواْ
يُسَـرِعُونَ فِى الْخَيْرَتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا
خَـشِعِينَ).
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ
عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَ ـ هُمْ
يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نَفْسٌ
مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
الحديث
٦٣٧. الإمام الباقر عليهالسلام ـ في قَولِهِ تَعالى
: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلاً) : أخلِص إلَيهِ إخلاصا.
٦٣٨. الإمام الصادق عليهالسلام : الرَّغبَةُ أن
تَستَقبِلَ بِبَطنِ كَفَّيكَ إلَى السَّماءِ ، وَالرَّهبَةُ أن تَجعَلَ ظَهرَ
كَفَّيكَ إلَى السَّماءِ.
وقَولُهُ : (وَتَبَتَّلْ
إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)
الدُّعاءُ بِإِصبَعٍ واحِدَةٍ تُشيرُ بِها ، وَالتَّضَرُّعُ تُشيرُ بِإِصبَعَيكَ
وتُحَرِّكُهُما ، وَالاِبتِهالُ رَفعُ اليَدَينِ وتَمُدُّهُما وذلِكَ عِندَ
الدَّمعَةِ ، ثُمَّ ادعُ.
٦٣٩. تفسير القمّي
ـ في قَولِهِ تَعالى : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلاً)
: قالَ : رَفعُ اليَدَينِ ، وتَحريكُ السَّبّابَتَينِ.
٦٤٠. سنن أبي داوود عن عبد اللّه بن الزبير
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
كانَ يُشيرُ بِإِصبَعِهِ إذا دَعا ولا يُحَرِّكُها.
٦٤١. سنن أبي داوود عن سعد بن أبي وقّاص
: مَرَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
وأنَا أدعو بِإِصبَعَيَّ فَقالَ : «أحِّد أحِّد»
وأشارَ بِالسَّبّابَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعَا العَبدُ
، فَأَشارَ بِإِصبَعِهِ ، قالَ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى : أخلَصَ عَبدي.
٦٤٣. المستدرك عن ابن عبّاس
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
قالَ : هكَذَا الإِخلاصُ ؛ يُشيرُ بِإِصبَعِهِ الَّتي تَلِي الإِبهامَ. وهذَا
الدُّعاءُ ؛ فَرَفَعَ يَدَيهِ حَذوَ مَنكِبَيهِ. وهذَا الاِبتِهالُ ؛ فَرَفَعَ
يَدَيهِ مَدّا.
٦٤٤. السنن الكبرى عن الزهري
: كانَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
إذا خَطَبَ يَومَ الجُمُعَةِ دَعا ، فَأَشارَ بِإِصبَعِهِ وأمَّنَ النّاسُ.
٦٤٥. المصنّف لعبد الرزّاق عن عكرمة عن ابن
عبّاس : الاِبتِهالُ هكَذا ؛ وبَسَطَ يَدَيهِ
وظُهورُهُما إلى وَجهِهِ. وَالدُّعاءُ هكَذا ؛ ووَضَعَ يَدَيهِ حَتّى
لِحيَتِهِ. وَالإِخلاصُ هكَذا ؛ يُشيرُ بِإِصبَعِهِ.
٦٤٦. الدعاء عن عكرمة يرفع الحديث
، قال : الاِبتِهالُ هكَذا ؛ وقَلَبَ كَفَّيهِ إلَى الأَرضِ. وَالمَسأَلَةُ هكَذا
؛ وبَسَطَ كَفَّيهِ. وَالإِخلاصُ أن تُشيرَ بِإِصبَعٍ واحِدَةٍ تَدعو بِها.
٦٤٧. الدعوات الكبير عن ابن عبّاس
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
قالَ : الإِخلاصُ هكَذا ؛ ورَفَعَ إصبَعا واحِدَةً مِنَ اليَدِ اليُمنى. وَالدُّعاءُ
هكَذا ؛ ورَفَعَ يَدَيهِ ، وجَعَلَ بُطونَهُما مِمّا يَلِي السَّماءَ. وَالاِبتِهالُ
هكَذا ؛ ومَدَّ يَدَهُ شَيئا ، وجَعَلَ ظُهورَ الكَفِّ مِمّا يَلِي السَّماءَ.
٦٤٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا سَأَلتُمُ
اللّه عز وجل فَاسأَلوهُ بِباطِنِ الكَفَّينِ ، وإذَا استَعَذتُموهُ فَاستَعيذوهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِظاهِرِهِما.
٦٤٩. الإمام عليّ عليهالسلام : إذا سَأَلتَ اللّه
فَاسأَلهُ بِبَطنِ كَفَّيكَ ، وإذا تَعَوَّذتَ فَبِظَهرِ كَفَّيكَ ، وإذا دَعَوتَ
فَإِصبَعَيكَ .
٦٥٠. الإمام الصادق عليهالسلام : الرَّغبَةُ
تَبسُطُ يَدَيكَ وتُظهِرُ باطِنَهُما ، وَالرَّهبَةُ تَبسُطُ يَدَيكَ وتُظهِرُ
ظَهرَهُما ، وَالتَّضَرُّعُ تُحَرِّكُ السَّبّابَةَ اليُمنى يَمينا وشِمالاً ، وَالتَّبَتُّلُ
تُحَرِّكُ السَّبّابَةَ اليُسرى ، تَرفَعُها فِي السَّماءِ رِسلاً
وتَضَعُها ، وَالاِبتِهالُ تَبسُطُ يَدَيكَ وذِراعَيكَ إلَى السَّماءِ ، وَالاِبتِهالُ
حينَ تَرى أسبابَ البُكاءِ.
٦٥١. الكافي عن مروك بيّاع اللؤلؤ عمّن ذكره
عن الإمام الصادق عليهالسلام قال :
ذَكَرَ الرَّغبَةَ ؛ وأبرَزَ باطِنَ راحَتَيهِ إلَى السَّماءِ. وهكَذَا الرَّهبَةُ
؛ وجَعَلَ ظَهرَ كَفَّيهِ إلَى السَّماءِ. وهكَذَا التَّضَرُّعُ ؛ وحَرَّكَ
أصابِعَهُ يَمينا وشِمالاً. وهكَذَا التَّبَتُّلُ ؛ ويَرفَعُ أصابِعَهُ مَرَّةً
ويَضَعُها مَرَّةً. وهكَذَا الاِبتِهالُ ؛ ومَدَّ يَدَهُ تِلقاءَ وَجهِهِ إلَى
القِبلَةِ ، ولا يَبتَهِلُ حَتّى تَجرِيَ الدَّمعَةُ.
٦٥٢. سنن أبي داوود عن ابن عبّاس
: المَسأَلَةُ أن تَرفَعَ يَدَيكَ حَذوَ مَنكِبَيكَ أو نَحوِهِما ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَالاِستِغفارُ أن
تُشيرَ بِإِصبَعٍ واحِدَةٍ ، وَالاِبتِهالُ أن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعا.
٦٥٣. الكافي عن محمّد بن مسلم وزرارة
: قُلنا لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: كَيفَ المَسأَلَةُ إلَى اللّه تَبارَكَ وتَعالى؟
قالَ : تَبسُطُ كَفَّيكَ. قُلنا : كَيفَ
الاِستِعاذَةُ؟
قالَ : تُفضي بِكَفَّيكَ .
وَالتَّبَتُّلُ الإِيماءُ بِالإِصبَعِ. وَالتَّضَرُّعُ تَحريكُ الإِصبَعِ. وَالاِبتِهالُ
أن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعا.
٦٥٤. الكافي عن أبي بصير
: سَأَلتُهُ أيِ الصّادِقَ عليهالسلام
: عَنِ الدُّعاءِ ورَفعِ اليَدَينِ.
فَقالَ : عَلى أربَعَةِ أوجُهٍ : أمَّا
التَّعَوُّذُ فَتَستَقبِلُ القِبلَةَ بِباطِنِ كَفَّيكَ ، وأمَّا الدُّعاءُ فِي
الرِّزقِ فَتَبسُطُ كَفَّيكَ وتُفضي بِباطِنِهِما إلَى السَّماءِ ، وأمَّا
التَّبَتُّلُ فَإِيماءٌ بِإِصبَعِكَ السَّبّابَةِ ، وأمَّا الاِبتِهالُ فَرَفعُ
يَدَيكَ تُجاوِزُ بِهِما رَأسَكَ ، ودُعاءُ التَّضَرُّعِ أن تُحَرِّكَ إصبَعَكَ
السَّبّابَةَ مِمّا يَلي وَجهَكَ ، وهُوَ دُعاءُ الخيفَةِ.
٦٥٥. الإمام الكاظم عليهالسلام : التَّبَتُّلُ : أن
تُقَلِّبَ كَفَّيكَ فِي الدُّعاءِ إذا دَعَوتَ. وَالاِبتِهالُ : أن تَبسُطَهُما
وتُقَدِّمَهُما. وَالرَّغبَةُ : أن تَستَقبِلَ بِراحَتَيكَ السَّماءَ ، وتَستَقبِلَ
بِهِما وَجهَكَ. وَالرَّهبَةُ : أن تُكفِئَ كَفَّيكَ فَتَرفَعَهُما إلَى الوَجهِ. وَالتَّضَرُّعُ
: أن تُحَرِّكَ إصبَعَيكَ وتُشيرَ بِهِما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٥٦. الإمام عليّ عليهالسلام : قالَ رَسولُ اللّه
صلىاللهعليهوآله
لَنا : دُعاءُ الرَّغبَةِ هكَذا ؛ وبَسَطَ يَدَيهِ. ودُعاءُ الرَّهبَةِ هكَذا ؛
وقَلَّبَ يَدَيهِ. ودُعاءُ التَّضَرُّعِ هكَذا ؛ وقالَ : بَسَطَها وقَلَبَها. ودُعاءُ
الاِستِكانَةِ هكَذا ؛ وقَبَضَ يَدَيهِ إلى مَنكِبِهِ ، وقالَ صلىاللهعليهوآله : لا يَكونُ ذلِكَ
إلاّ فِي الخَلاءِ.
٦٥٧. بصائر الدرجات عن ابن سنان عن الإمام
الصادق عليهالسلام
ـ أنَّهُ لَمّا دَعا عَلى داوُدَ بنِ عَلِيٍّ ـ : رَفَعَ يَدَيهِ فَوَضَعَهُما
عَلى مَنكِبِهِ ، ثُمَّ بَسَطَهُما ، ثُمَّ دَعا بِسَبّابَتِهِ .... فَقُلتُ لَهُ
: فَرَفعُ اليَدَينِ ما هُوَ؟ قالَ : الاِبتِهالُ. فَقُلتُ : فَوَضعُ يَدَيكَ
وجَمعُهُما؟ قالَ : التَّضَرُّعُ. قُلتُ : ورَفعُ الإِصبَعِ؟ قالَ : البَصبَصَةُ .
٦٥٨. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ فيما وَعَظَ
اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليهالسلام
: ... يا عيسى ، أطِب بي قَلبَكَ ، وأكثِر ذِكري فِي الخَلَواتِ ، وَاعلَم أنَّ
سُروري أن تُبَصبِصَ إلَيَّ ، وكُن في ذلِكَ حَيّا ولا تَكُن مَيِّتا.
٦٥٩. معاني الأخبار
: إنَّ البَصبَصَةَ أن تَرفَعَ سَبّابَتَيكَ إلَى السَّماءِ ، وتُحَرِّكَهُما
وتَدعُوَ.
٦٦٠. الإمام الصادق عليهالسلام : قالَ لُقمانُ عليهالسلام : يا بُنَيَّ ... اِرغَب
إلَى اللّه وسَلهُ ، وحَرِّك أصابِعَكَ إلَيهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٦١. عنه عليهالسلام : إنَّ
الاِستِكانَةَ فِي الدُّعاءِ أن يَضَعَ
يَدَيهِ عَلى مَنكِبَيهِ حينَ دُعائِهِ.
٦٦٢. المستدرك عن سهل بن سعد
ـ فِي النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
ـ : كانَ يَجعَلُ إصبَعَيهِ بِحِذاءِ مَنكِبَيهِ ويَدعو.
٦٦٣. صحيح مسلم عن أبي مالك عن أبيه
ـ أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
وأ : قُل : اللّهُمَّ اغفِر لي وَارحَمني وعافِني وَارزُقني ـ ويَجمَعُ أصابِعَهُ
إلاَّ الإِبهامَ ـ فَإِنَّ هؤُلاءِ تَجمَعُ لَكَ دُنياكَ وآخِرَتَكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضيح حول الأحوال
المتناسبة للدّعاء
قدّمت الأحاديث الآنفة الذكر للداعي
أحوالاً متنوّعة تحمل عناوين التبتّل ، والتعوّذ ، والتضرّع ، والإخلاص ، والابتهال
، والاستكانة ، والرغبة ، والرهبة ، والمسألة ، والبصبصة.
والنقطة اللافتة للنظر في تبيان
الأحاديث المذكورة والاستضاءة بها هي أنّ هيئة العبادات البدنيّة في الحقيقة تمثيل
وتجسيم الحقائق والحالات الباطنيّة .
وعندما يقرّر الشارع هيئةً خاصّة لعبادة من العبادات تعبّدا كهيئة الطواف والسعي
فإنّ على المكلّف أن يوجد تلك الهيئة في الائتمار بأمر اللّه سبحانه ، سواءً كانت
الحال متناسبة وإيّاها أو غير متناسبة ، ومن الطبيعيّ أنّ تحقّق الحال المطلوبة
مؤثّرة في كمال العبادة لا محالةَ.
أمّا ما ورد في الروايات المذكورة حول
الهيئات التي ينبغي أن يكون عليها المرء في التضرّع ، فهي كما يبدو ليست تعبّدية
محضة ؛ لأنّ الصورة المثاليّة المنشودة لها إنّما تتجسّد حينما يكون للمتضرّع حال
يتساوق معها. وإلاّ فستكون استفادته من تأثير الحال والهيئة التي اُشير إليها على
قدر قشرتها وصورتها الظاهريّة. بل حتّى من الممكن أن يكون حال المتضرّع متنافيا مع
وضعه الظاهري وهذا أشبه ما يكون باللعب والاستهزاء وهو مذموم قطعا ، ولهذا يقول
الإمام الصادق عليهالسلام
:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا
يَبتَهِلُ حَتّى تَجرِيَ الدَّمعَةُ.
فمن هنا يُستبعَد أن تكون هذه الهيئات
تعبّديّة كما أشار ابن فهد ـ رضوان اللّه عليه ـ إلى ذلك في بداية تبيينها. وفيما
يأتي كلامه :
«هذه الهيئات المذكورة ، إمّا لعلّة لا
نعلمها ، أو لعلّ المراد ببسط كفّيه في الرغبة ، كونه أقرب إلى حال الراغب في بسط
آماله ، وحسن ظنّه بأفضاله ، ورجائه لنواله ، فالراغب يسأل بالآمال ، فيبسط كفّيه
لما يقع فيهما من الإحسان.
والمراد في الرهبة بجعل ظهر الكفّين إلى
السماء كون العبد يقول بلسان الذلّة والاحتقار لعالم الخفيّات والأسرار : أنا ما
اُقدم على بسط كفّي إليك ، وقد جعلت وجههما إلى الأرض ذلاًّ وخجلاً بين يديك.
والمراد في التضرّع بتحريك الأصابع
يمينا وشمالاً : أنّه يكون تأسّيا بالثاكل عند المصائب الهائلة؛ فإنّها تقلّب
يديها وتنوح بهما إقبالاً وإدبارا ويمينا وشمالاً.
والمراد في التبتّل برفع الأصابع مرّة
ووضعها اُخرى بأنّ معنى التبتّل الانقطاع ، فكأنّه يقول بلسان حاله لمحقّق رجائه
وآماله : انقطعت إليك وحدك ؛ لما أنت أهله من الإلهيّة ، فيشير بإصبعه وحدها من
دون الأصابع على سبيل الوحدانيّة.
والمراد في الابتهال بمدّ يديه تلقاء
وجهه إلى القبلة ، أو مدّ يديه وذراعيه إلى السماء ، أو رفع يديه وتجاوزهما رأسه
بحسب الروايات ، أنّه نوع من أنواع العبوديّة والاحتقار والذلّة والصغار ، كالغريق
الرافع يديه ، الحاسر عن ذراعيه ، المتشبّث بأذيال رحمته ، والمتعلّق بذوائب رأفته
التي أنجت الهالكين ، وأغاثت المكروبين ، ووسعت العالمين ، وهذا مقام جليل فلا
يدّعيه العبد إلاّ عند العبرة ، وتزاحم الأنين والزفرة ، ووقوفه موقف العبد الذليل
، واشتغاله بخالقه الجليل على طلب الآمال ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والتعرّض للسؤال.
والمراد في الاستكانة برفع يديه على
منكبيه ، أنّه كالعبد الجاني إذا حمل إلى مولاه ، وقد أوثقه قيد هواه ، وقد تصفّد
بالأثقال ، وناجى بلسان الحال : هذه يداي قد غللتهما بين يديك ، بظلمي وجرأتي عليك».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفَصلُ الثّالِثُ :
إجابة الدّعاء
البابُ الأَوَّلُ :
تأكيد الوعد بالإجابة
١ / ١
الدُّعاءُ بابُ
الإِجابَةِ
الكتاب
(وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
(وَءَاتَـاكُم مِّن
كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ
الاْءِنسَـنَ لَظَـلُومٌ كَفَّارٌ).
(لَهُ دَعْوَةُ
الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْ ءٍ
إِلاَّ كَبَـسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَــلِغِهِ
وَمَا دُعَاءُ الْكَـفِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـلٍ) .
الحديث
٦٦٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ... ما كانَ اللّه
لِيَفتَحَ بابَ الدُّعاءِ ويُغلِقَ بابَ الإِجابَةِ ؛ لِأَنَّهُ يَقولُ : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
٦٦٥. عنه صلىاللهعليهوآله : ... مَن اُعطِيَ
الدُّعاءَ لَم يُحرَمِ الإِجابَةَ ؛ لِأَنَّ اللّه عز وجل يَقولُ : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَكُمْ).
٦٦٦. عنه صلىاللهعليهوآله : مِمّا أعطَى اللّه
اُمَّتي وفَضَّلَهُم بِهِ عَلى سائِرِ الاُمَمِ أعطاهُم ثَلاثَ خِصالٍ لَم يُعطَها
إلاّ نَبِيٌّ ، وذلِكَ أنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ كانَ إذا بَعَثَ نَبِيّا
قالَ لَهُ : ... إذا أحزَنَكَ أمرٌ تَكرَهُهُ فَادعُني أستَجِب لَكَ ، وإنَّ اللّه
تَعالى أعطى اُمَّتي ذلِكَ حَيثُ يَقولُ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ).
٦٦٧. عنه صلىاللهعليهوآله ـ في وَصِيَّتِهِ
لِعَلِيٍّ عليهالسلام
لَمّا بَعَ : يا عَلِيُّ ، اُوصيكَ بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ مَعَهُ الإِجابَةَ ، وبِالشُّكرِ
؛ فَإِنَّ مَعَهُ المَزيدَ.
٦٦٨. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا فَتَحَ اللّه
عَلى عَبدٍ الدُّعاءَ فَليَدعُ ؛ فَإِنَّ اللّه يَستَجيبُ لَهُ.
٦٦٩. عنه صلىاللهعليهوآله : ما فُتِحَ
لِأَحَدٍ بابُ دُعاءٍ إلاّ فَتَحَ اللّه لَهُ فيهِ بابَ إجابَةٍ ، فَإِذا فُتِحَ
لِأَحَدِكُم بابُ دُعاءٍ فَليَجهَد ؛ فَإِنَّ اللّه عز وجل لا يَمَلُّ حَتّى
تَمَلّوا.
٦٧٠. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه إذا
أرادَ أن يَستَجيبَ لِعَبدٍ ، أذِنَ لَهُ فِي الدُّعاءِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٧١. عنه صلىاللهعليهوآله : ما أذِنَ اللّه عز
وجل لِعَبدٍ فِي الدُّعاءِ حَتّى أذِنَ لَهُ فِي الإِجابَةِ.
٦٧٢. عنه صلىاللهعليهوآله : أفضَلُ العِباداتِ
الدُّعاءُ ، وإذا أذِنَ اللّه لِلعَبدِ فِي الدُّعاءِ فَتَحَ لَهُ بابَ الرَّحمَةِ
، إنَّهُ لَن يَهلِكَ مَعَ الدُّعاءِ أحَدٌ.
٦٧٣. الإمام الصادق عليهالسلام : أكثِروا مِن أن
تَدعُوا اللّه ؛ فَإِنَّ اللّه يُحِبُّ مِن عِبادِهِ المُؤمِنينَ أن يَدعوهُ ، وقد
وَعَدَ اللّه عِبادَهُ المُؤمِنينَ بِالاِستِجابَةِ ، وَاللّه مُصَيِّرٌ دُعاءَ
المُؤمِنينَ يَومَ القِيامَةِ لَهُم عَمَلاً يَزيدُهُم بِهِ فِي الجَنَّةِ.
٦٧٤. عنه عليهالسلام : الدُّعاءُ كَهفُ
الإِجابَةِ ، كَما أنَّ السَّحابَ كَهفُ المَطَرِ.
٦٧٥. عنه عليهالسلام : كانَ فيما ناجَى
اللّه عز وجل بِهِ موسَى بنَ عِمرانَ عليهالسلام
أن قالَ لَهُ : ... يَابنَ عِمرانَ ، هَب لي مِن قَلبِكَ الخُشوعَ ، ومِن بَدَنِكَ
الخُضوعَ ، ومِن عَينَيكَ الدُّموعَ في ظُلَمِ اللَّيلِ ، وَادعُني ؛ فَإِنَّكَ
تَجِدُني قَريبا مُجيبا.
٦٧٦. الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهمالسلام : فيما وَعَظَ اللّه
عز وجل بِهِ عيسى عليهالسلام
: يا عيسى ... اِبغِني عِندَ وِسادِكَ تَجِدني ، وَادعُني وأنتَ لي مُحِبٌّ ؛
فَإِنّي أسمَعُ السّامِعينَ ، أستَجيبُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِلدّاعينَ إذا دَعَوني.
٦٧٧. تحف العقول
ـ مِن مُناجاةِ اللّه عز وجل لِموسى عليهالسلام
: يا موسى ، مُر عِبادي يَدعوني عَلى ما كانوا بَعدَ أن يُقِرّوا بي أنّي أرحَمُ
الرّاحِمينَ ، اُجيبُ المُضطَرّينَ وأكشِفُ السّوءَ ... فَمَن لَجَأَ إلَيكَ
وَانضَوى
إلَيكَ مِنَ الخاطِئينَ فَقُل : أهلاً وسَهلاً بِأَرحَبِ الفِناءِ ، نَزَلتَ
بِفِناءِ رَبِّ العالَمينَ. وَاستَغفِر لَهُم ، وكُن لَهُم كَأَحَدِهِم ، ولا
تَستَطِل عَلَيهِم بِما أنَا أعطَيتُكَ فَضلَهُ ، وقُل لَهُم فَيَسأَلوني مِن
فَضلي ورَحمَتي ، فَإِنَّهُ لا يَملِكُها أحَدٌ غَيري وأنَا ذُو الفَضلِ العَظيمِ
، كَهفُ الخاطِئِينَ ، وجَليسُ المُضطَرّينَ ، ومُستَغفَرٌ لِلمُذنِبينَ ، إنَّكَ
مِنّي بِالمَكانِ الرَّضِيِّ ، فَادعُني بِالقَلبِ النَّقِيِّ وَاللِّسانِ
الصّادِقِ ، وكُن كَما أمَرتُكَ ، أطِع أمري ولا تَستَطِل عَلى عِبادي بِما لَيسَ مِنكَ
مُبتَدَؤُهُ ، وتَقَرَّب إلَيَّ فَإِنّي مِنكَ قَريبٌ ، فَإِنّي لَم أسأَلكَ ما
يُؤذيكَ ثِقلُهُ ولا حَملُهُ ، إنَّما سَأَلتُكَ أن تَدعُوَني فَاُجيبَكَ ، وأن
تَسأَلَني فَاُعطِيَكَ ، وأن تَتَقَرَّبَ إلَيَّ بِما مِنّي أخَذتَ تَأويلَهُ ، وعَلَيَّ
تَمامُ تَنزيلِهِ.
١ / ٢
مَن قَرَعَ بابَ
اللّه فُتِحَ لَهُ
٦٧٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّه عز وجل
: مَن أعظَمُ مِنّي جودا؟! أكلَؤُهُم ٤ في مَضاجِعِهِم كَأَنَّهُم لَم يَعصوني ، ومِن
كَرَمي أنّي أقبَلُ تَوبَةَ التّائِبِ حَتّى كَأَنَّهُ لَم يَزَل تائِبا. مَن ذَا
الَّذي قَرَعَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بابي فَلَم أفتَح
لَهُ؟! مَن ذَا الَّذي سَأَلَني فَلَم اُعطِهِ؟! أبَخيلٌ أنَا فَيُبَخِّلُني عَبدي؟!
٦٧٩. عدّة الداعي
: فيما أوحَى اللّه تَعالى إلى داوُدَ عليهالسلام
: مَنِ انقَطَعَ إلَيَّ كَفَيتُهُ ، ومَن سَأَلَني أعطَيتُهُ ، ومَن دَعاني
أجَبتُهُ.
٦٨٠. الإمام عليّ عليهالسلام : مَن قَرَعَ بابَ
اللّه فُتِحَ لَهُ.
٦٨١. عنه عليهالسلام : مَنِ استَأذَنَ
عَلَى اللّه أذِنَ لَهُ.
٦٨٢. عنه عليهالسلام : مَن دَعَا اللّه
أجابَهُ.
٦٨٣. عنه عليهالسلام : مَن تَوَكَّلَ
عَلَيهِ كَفاهُ ، ومَن سَأَلَهُ أعطاهُ.
٦٨٤. بحار الأنوار
: في صَحيفَةِ إدريسَ النَّبِيِّ عليهالسلام
: مَن تَوَكَّلَ عَلَى اللّه كَفاهُ ، ومَنِ استَرعاهُ رَعاهُ ، ومَن قَرَعَ
بابَهُ افتَتَحَ ، ومَن سَأَلَهُ أنجَحَ.
٦٨٥. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ في مُناجاةِ
الرّاجينَ ـ : إلهي مَنِ الَّذي نَزَلَ بِكَ مُلتَمِسا قِراكَ فَما قَرَيتَهُ؟! ومَنِ
الَّذي أناخَ بِبابِكَ مُرتَجِيا نَداكَ فَما أولَيتَهُ؟! أيَحسُنُ أن أرجِعَ عَن
بابِكَ بِالخَيبَةِ مَصروفا ولَستُ أعرِفُ سِواكَ مَولىً بِالإِحسانِ مَوصوفا؟!
٦٨٦. عنه عليهالسلام ـ في زِيارَةِ أمينِ
اللّه ـ : اللّهُمَّ إنَّ ... أصواتَ الدّاعينَ إلَيكَ صاعِدَةٌ ، وأبوابَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإِجابَةِ لَهُم
مُفَتَّحَةٌ ، ودَعوَةَ مَن ناجاكَ مُستَجابَةٌ.
٦٨٧. الإمام الصادق عليهالسلام : يا مُيَسِّرُ ، ادعُ
ولا تَقُل : إنَّ الأَمرَ قَد فُرِغَ مِنهُ ، إنَّ عِندَ اللّه عز وجل مَنزِلَةً
لا تُنالُ إلاّ بِمَسأَلَةٍ ، ولَو أنَّ عَبدا سَدَّ فاهُ ولَم يَسأَل لَم يُعطَ
شَيئا ، فَسَل تُعطَ. يا مُيَسِّرُ ، إنَّهُ لَيسَ مِن بابٍ يُقرَعُ إلاّ يوشِكُ
أن يُفتَحَ لِصاحِبِهِ.
٦٨٨. عنه عليهالسلام : يا مَن لا يَخيبُ
سائِلُهُ ، ولا يَنقُصُ نائِلُهُ.
٦٨٩. كنزالفوائد
: مِمّا رُوِيَ عَن لُقمانَ مِن حِكمَتِهِ ووَصِيَّتِهِ لاِبنِهِ : يا بُنَيَّ ...
سَل فِي النّاسِ : هَل مِن أحَدٍ دَعَا اللّه فَلَم يُجِبهُ؟ أو سَأَلَهُ فَلَم
يُعطِهِ؟
٦٩٠. تفسير القمّي
ـ في خَبَرِ موسى عليهالسلام
وقارونَ ـ : ... فَأَوحَى اللّه إلَيهِ : قَد أمَرتُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أن
تُطيعَكَ فَمُرها بِما شِئتَ. وقد كانَ قارونُ قَد أمَرَ أن يُغلَقَ بابُ القَصرِ
، فَأَقبَلَ موسى فَأَومَأَ إلَى الأَبوابِ فَانفَرَجَت ، ودَخَلَ عَلَيهِ ، فَلَمّا
نَظَرَ إلَيهِ قارونُ عَلِمَ أنَّهُ قَد اُوتِيَ بِالعَذابِ
، فَقالَ : يا موسى أسأَ لُكَ بِالرَّحِمِ الَّذي بَيني وبَينَكَ. فَقالَ لَهُ
موسى : يَابنَ لاوي ، لا تَزِدني مِن كَلامِكَ! يا أرضُ خُذيهِ ، فَدَخَلَ القَصرُ
بِما فيهِ فِي الأَرضِ ، ودَخَلَ قارونُ فِي الأَرضِ إلى رُكبَتَيهِ ، فَبَكى
وحَلَّفَهُ بِالرَّحِمِ ، فَقالَ لَهُ موسى : يَابنَ لاوي ، لا تَزِدني مِن
كَلامِكَ ، يا أرضُ خُذيهِ وَابتَلِعيهِ بِقَصرِهِ وخَزائِنِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا ما قالَ موسى لِقارونَ يَومَ
أهلَكَهُ اللّه ، فَعَيَّرَهُ اللّه بِما قالَهُ لِقارونَ ، فَعَلِمَ موسى أنَّ
اللّه قَد عَيَّرَهُ بِذلِكَ ، فَقالَ : يا رَبِّ ، إنَّ قارونَ دَعاني بِغَيرِكَ
ولَو دَعاني بِكَ لَأَجَبتُهُ. فَقالَ اللّه : ما قُلتَ يَابنَ لاوي ، لا تَزِدني
مِن كَلامِكَ؟ فَقالَ موسى : يا رَبِّ ، لَو عَلِمتُ أنَّ ذلِكَ لَكَ رِضىً
لَأَجَبتُهُ. فَقالَ اللّه : يا موسى ، وعِزَّتي وجَلالي وجودي ومَجدي وعُلُوِّ
مَكاني ، لَو أنَّ قارونَ كَما دَعاكَ دَعاني لَأَجَبتُهُ ، ولكِنَّهُ لَمّا
دَعاكَ وَكَلتُهُ إلَيكَ.
١ / ٣
الإِجابَةُ حَقٌّ
كَتَبَ اللّه عَلى نَفسِهِ
٦٩١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : قالَ رَبُّكُم عز وجل
: ثَلاثَةٌ ، واحِدَةٌ لي ، وواحِدَةٌ لَكَ يَابنَ آدَمَ ، وواحِدَةٌ بَيني
وبَينَكَ. فَأَمَّا الَّتي لي فَتُخلِصُ لي لا تُشرِكُ بي شَيئا. وأمَّا الَّتي
لَكَ فَأَحوَجَ ما تَكونُ إلى عَمَلِكَ اُوَفّيكَهُ. وأمَّا الَّتي بَيني وبَينَكَ
فَمِنكَ الدُّعاءُ وعَلَيَّ الإِجابَةُ.
٦٩٢. عنه صلىاللهعليهوآله : ما رَفَعَ قَومٌ
أكُفَّهُم إلَى اللّه عز وجل يَسأَلونَهُ شَيئا إلاّ كانَ حَقّا عَلَى اللّه أن
يَضَعَ في أيديهِمُ الَّذي سَأَلوا.
٦٩٣. الإمام الصادق عليهالسلام : أوحَى اللّه عز وجل
إلى آدَمَ عليهالسلام
: إنّي سَأَجمَعُ لَكَ الكَلامَ في أربَعِ كَلِماتٍ. قالَ : يا رَبِّ وما هُنَّ؟ قالَ
: واحِدَةٌ لي ، وواحِدَةٌ لَكَ ، وواحِدَةٌ فيما بَيني وبَينَكَ ، وواحِدَةٌ فيما
بَينَكَ وبَينَ النّاسِ. قالَ : يا رَبِّ ، بَيِّنهُنَّ لي حَتّى أعلَمَهُنَّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : أمَّا الَّتي لي فَتَعبُدُني لا
تُشرِكُ بي شَيئا. وأمَّا الَّتي لَكَ فَأَجزيكَ بِعَمَلِكَ أحوَجَ ما تَكونُ
إلَيهِ. وأمَّا الَّتي بَيني وبَينَكَ فَعَلَيكَ الدُّعاءُ وعَلَيَّ الإِجابَةُ. وأمَّا
الَّتي بَينَكَ وبَينَ النّاسِ فَتَرضى لِلنّاسِ ما تَرضى لِنَفسِكَ ، وتَكرَهُ
لَهُم ما تَكرَهُ لِنَفسِكَ.
١ / ٤
اِستِحياءُ اللّه مِن
رَدِّ الدّاعي
٦٩٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ رَبَّكُم ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ حَيِيٌّ كَريمٌ ، يَستَحي مِن عَبدِهِ إذا رَفَعَ يَدَيهِ إلَيهِ أن
يَرُدَّهُما صِفرا.
٦٩٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه جَوادٌ
كَريمٌ ، يَستَحي مِنَ العَبدِ المُسلِمِ إذا دَعاهُ أن يَرُدَّ يَدَيهِ صِفرا لَيسَ
فيهِما شَيءٌ ، وإذا دَعَا العَبدُ فَأَشارَ بِإِصبَعِهِ ، قالَ الرَّبُّ : أخلَصَ
عَبدي ، وإذا رَفَعَ يَدَيهِ قالَ اللّه : إنّي لَأَستَحي مِن عَبدي أن أرُدَّهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّاني :
شروط الإجابة
٢ / ١
المَعرِفَةُ
الكتاب
(وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
الحديث
٦٩٦. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في قَولِهِ تَعالى
: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وليؤمنوا بي) : يَعلَمونَ أنّي أقدِرُ عَلى أن
اُعطِيَهُم ما يَسأَلونَ.
٦٩٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه عز وجل
: مَن سَأَلَني ـ وهُوَ يَعلَمُ أنّي أضُرُّ وأنفَعُ ـ استَجَبتُ لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦٩٨. عنه صلىاللهعليهوآله : لَو عَرَفتُمُ
اللّه حَقَّ مَعرِفَتِهِ ، لَزالَت بِدُعائِكُمُ الجِبالُ.
٦٩٩. الإمام الكاظم عليهالسلام : قالَ قَومٌ
لِلصّادِقِ عليهالسلام
: نَدعو فَلا يُستَجابُ لَنا!
قالَ : لِأَنَّكُم تَدعونَ مَن لا
تَعرِفونَهُ.
٢ / ٢
الإِخلاصُ
الكتاب
(فَادْعُواْ اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَـفِرُونَ).
(هُوَ الْحَىُّ لاَ
إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَـادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَــلَمِينَ).
الحديث
٧٠٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما قالَ عَبدٌ
قَطُّ : «لا إلهَ إلاَّ اللّه وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ
الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» مُخلِصا بِها روحُهُ ، مُصَدِّقا بِها
قَلبُهُ لِسانَهُ ، إلاّ فُتِقَ لَهُ أبوابُ السَّماءِ ، حَتّى يَنظُرُ اللّه إلى
قائِلِها ، وحُقَّ لِعَبدٍ نَظَرَ اللّه إلَيهِ أن يُعطِيَهُ سُؤلَهُ.
٧٠١. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ سِلاحُ
المُؤمِنِ ، وعِمادُ الدّينِ ، ونورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ؛ فَعَلَيكُم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالدُّعاءِ
وأخلِصُوا النِّيَّةَ.
٧٠٢. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في وَصِيَّتِهِ
لِوَلَدِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَف : وألجِئ نَفسَكَ فِي الاُمورِ كُلِّها إلَى
اللّه الواحِدِ القَهّارِ ؛ فَإِنَّكَ تُلجِئُها إلى كَهفٍ حَصينٍ وحِرزٍ حَريزٍ
ومانِعٍ عَزيزٍ. وأخلِصِ المَسأَلَةَ لِرَبِّكَ ؛ فَإِنَّ بِيَدِهِ الخَيرَ
وَالشَّرَّ وَالإِعطاءَ وَالمَنعَ وَالصِّلَةَ وَالحِرمانَ.
٧٠٣. عنه عليهالسلام : طوبى لِمَن أخلَصَ
للّه العِبادَةَ وَالدُّعاءَ ، ولَم يَشغَل قَلبَهُ بِما تَرى عَيناهُ.
٧٠٤. عنه عليهالسلام ـ فِي الحِكَمِ
المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ : لا يُخطِئُ المُخلِصُ فِي الدُّعاءِ إحدى ثَلاثٍ : ذَنبٌ
يُغفَرُ ، أو خَيرٌ يُعَجَّلُ ، أو شَرٌّ يُؤَجَّلُ.
٧٠٥. عنه عليهالسلام : عَلَيكَ بِإِخلاصِ
الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ أخلَقُ بِالإِجابَةِ.
٢ / ٣
العَمَلُ
الكتاب
(وَيَسْتَجِيبُ
الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَـفِرُونَ
لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث
٧٠٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أوحَى اللّه عز وجل
إلى أخِي العُزَيرِ : ... يا عُزَيرُ اعصِني
بِقَدرِ طاقَتِكَ عَلى عَذابي ، وسَلني حَوائِجَكَ عَلى مِقدارِ عَمَلِكَ لي.
٧٠٧. عنه صلىاللهعليهوآله : الدّاعي بِلا
عَمَلٍ كَالرّامي بِلا وَتَرٍ.
٧٠٨. عنه صلىاللهعليهوآله : يَكفي مِنَ
الدُّعاءِ مَعَ البِرِّ ما يَكفِي الطَّعامَ مِنَ المِلحِ.
٧٠٩. عنه صلىاللهعليهوآله : عَمَلُ البِرِّ
كُلُّهُ نِصفُ العِبادَةِ وَالدُّعاءُ نِصفٌ ؛ فَإِذا أرادَ اللّه بِعَبدٍ خَيرا
امتَحَنَ قَلبَهُ لِلدُّعاءِ.
٧١٠. عنه صلىاللهعليهوآله : أطيعُوا اللّه عز وجل
يُطِعكُم.
٧١١. عنه صلىاللهعليهوآله : أوحَى اللّه إلى
داوُدَ عليهالسلام
: ... ما مِن عَبدٍ يُطيعُني ، إلاّ وأنَا مُعطيهِ قَبلَ أن يَسأَلَني ، ومُستَجيبٌ
لَهُ قَبلَ أن يَسأَلَني ، وغافِرٌ لَهُ قَبلَ أن يَستَغفِرَني.
٧١٢. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّه تَعالى
أوحى إلى داوُودَ عليهالسلام
، أن بَلِّغ قَومَكَ أنَّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِنهُم آمُرُهُ
بِطاعَتي فَيُطيعُني ، إلاّ كانَ حَقّا عَلَيَّ أن اُعينَهُ عَلى طاعَتي ؛ فَإِن
سَأَلَني أعطَيتُهُ وإن دَعاني أجَبتُهُ ، وإنِ اعتَصَمَ بي عَصَمتُهُ ، وإنِ
استَكفاني كَفَيتُهُ ، وإن تَوَكَّلَ عَلَيَّ حَفِظتُهُ ، وإن كادَهُ جَميعُ خَلقي
كِدتُ دونَهُ.
٧١٣. عدّة الداعي
: وَرَدَ فِي الحَديثِ القُدسِيِّ : يَابنَ آدَمَ ، أنَا غَنِيٌّ
لا أفتَقِرُ ، أطِعني فيما أمَرتُكَ ، أجعَلكَ غَنِيّا لا تَفتَقِرُ.
يَابنَ آدَمَ ، أنَا حَيٌّ لا أموتُ ، أطِعني
فيما أمَرتُكَ أجعَلكَ حَيّا لا تَموتُ.
يَابنَ آدَمَ ، أنَا أقولُ لِلشَّيءِ
كُن فَيَكونُ ، أطِعني فيما أمَرتُكَ ، أجعَلكَ تَقولُ لِلشَّيءِ كُن فَيَكونُ.
٧١٤. الزهد عن وهب بن منبّه
: وَجَدتُ في بَعضِ الكُتُبِ أنَّ اللّه تَعالى يَقولُ : إنَّ عَبدي إذا أطاعَني
فَإِنّي أستَجيبُ لَهُ قَبلَ أن يَدعُوَني ، واُعطيهِ مِن قَبلِ أن يَسأَلَني.
وإنَّ عَبدي إذا أطاعَني فَلَو أجلَبَ
عَلَيهِ أهلُ السَّماواتِ وأهلُ الأَرضِ جَعَلتُ لَهُ المَخرَجَ مِن ذلِكَ.
وإنَّ عَبدي إذا عَصاني ، فَإِنّي
أقطَعُ يَدَيهِ مِن أبوابِ السَّماواتِ ، وأجعَلُهُ فِي الهَواءِ لا يَنتَصِرُ مِن
شَيءٍ مِن خَلقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧١٥. عيسى عليهالسلام : أكثِروا ذِكرَ
اللّه عز وجل وحَمدَهُ وتَقديسَهُ وأطيعوهُ ؛ فَإِنَّما يَكفي أحَدَكُم مِنَ
الدُّعاءِ ـ إذا كانَ اللّه عز وجل راضِيا عَنهُ ـ أن يَقولَ : اللّهُمَّ اغفِر لي
خَطيئَتي ، وأصلِح لي مَعيشَتي ، وعافِني مِنَ المَكارِهِ يا إلهي.
٧١٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ مِن جُملَةِ
قَولِهِ عز وجل لاُمَّةِ شُعَيبٍ ـ : كَيفَ (أستَجيبُ) دُعاءَهُم ، وإنَّما هُوَ
قَولٌ بِأَلسِنَتِهِم وَالعَمَلُ مِن ذلِكَ بَعيدٌ!
٧١٧. الإمام عليّ عليهالسلام : مَن عَظَّمَ
أوامِرَ اللّه أجابَ سُؤالَهُ.
٧١٨. عنه عليهالسلام : النّاسُ فِي
الدُّنيا عامِلانِ ... عامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنيا لِما بَعدَها ، فَجاءَهُ الَّذي
لَهُ مِنَ الدُّنيا بِغَيرِ عَمَلٍ ، فَأَحرَزَ الحَظَّينِ مَعا ، ومَلَكَ
الدّارَينِ جَميعا ، فَأَصبَحَ وَجيها عِندَ اللّه ، لا يَسأَلُ اللّه حاجَةً
فَيَمنَعَهُ.
٧١٩. الإمام الرضا عليهالسلام : سَبعَةُ أشياءَ
بِغَيرِ سَبعَةِ أشياءَ مِنَ الاِستِهزاءِ : مَنِ استَغفَرَ بِلِسانِهِ ولَم
يَندَم فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ ، ومَن سَأَلَ اللّه التَّوفيقَ ولَم يَجتَهِد
فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ ، ومَنِ استَحزَمَ ولَم يَحذَر فَقَدِ استَهزَأَ
بِنَفسِهِ ، ومَن سَأَلَ اللّه الجَنَّةَ ولَم يَصبِر عَلَى الشَّدائِدِ فَقَدِ
استَهزَأَ بِنَفسِهِ ، ومَن تَعَوَّذَ بِاللّه مِنَ النّارِ ولَم يَترُكِ
الشَّهَواتِ فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ ، ومَن ذَكَرَ اللّه ولَم يَستَبِق إلى
لِقائِهِ فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ.
٧٢٠. الإمام الهادي عليهالسلام : الدُّعاءُ لِمَن
يَدعو بِهِ
، إذا أخلَصتَ في طاعَةِ اللّه ، وَاعتَرَفتَ بِرَسولِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّه صلىاللهعليهوآله وبِحَقِّنا أهلَ
البَيتِ ، وسَأَلتَ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ شَيئا لَم يَحرِمكَ.
راجع
: ص ٣٣٥ (من لا تستجاب دعوته).
٢ / ٤
طيبُ المَكسَبِ
وَالمَطعَمِ
٧٢١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِمَن قالَ لَهُ :
اُحِبُّ أن يُستَجابَ دُعائي ـ : طَهِّر مَأكَلَكَ ، ولا تُدخِل بَطنَكَ الحَرامَ.
٧٢٢. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ مِفتاحُ
الحاجَةِ ، ولُقَمُ الحَلالِ أسنانُهُ.
٧٢٣. عنه صلىاللهعليهوآله : أطِب مَطعَمَكَ
تُستَجَب دَعوَتُكَ.
٧٢٤. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن سَرَّهُ أن
يُستَجابَ دَعوَتُهُ فَليُطَيِّب كَسبَهُ.
٧٢٥. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن أكَلَ لُقمَةً
مِن حَرامٍ لَم تُقبَل لَهُ صَلاةٌ أربَعينَ لَيلَةً ، ولَم يُستَجَب لَهُ دَعوَةٌ
أربَعينَ صَباحا.
٧٢٦. عنه صلىاللهعليهوآله : أطِب كَسبَكَ
تُستَجَب دَعوَتُكَ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرفَعُ اللُّقمَةَ إلى فيهِ مِن حَرامٍ
،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَما تُستَجابُ لَهُ
دَعوَةٌ أربَعينَ يَوما.
٧٢٧. المعجم الأوسط عن ابن عبّاس
: تُلِيَت هذِهِ الآيَةُ عِندَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
: (يَـأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا
فِى الْأَرْضِ حَلَـلاً طَيِّبًا)
، فَقامَ سَعدُ بنُ
أبي وَقّاصٍ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، ادعُ اللّه أن يَجعَلَني مُستَجابَ
الدَّعوَةِ.
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : يا سَعدُ ، أطِب
مَطعَمَكَ تَكُن مُستَجابَ الدَّعوَةِ ، وَالَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إنَّ
العَبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمَةَ الحَرامَ في جَوفِهِ ، ما يُتَقَبَّلُ مِنهُ عَمَلٌ
أربَعينَ يَوما ، وأيُّما عَبدٍ نَبَتَ لَحمُهُ مِنَ السُّحتِ وَالرِّبا فَالنّارُ
أولى بِهِ.
٧٢٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه تَعالى
: (يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ
أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَـتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم)
إنَّ أحَدَهُم يَرفَعُ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ ويَقولُ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، ومَطعَمُهُ
مِن حَرامٍ ، ومَكسَبُهُ مِن حَرامٍ ، وغُذِّيَ مِن حَرامٍ ، فَأَنّى يُستَجابُ
لِهذا! وأيُّ عَمَلٍ يُقبَلُ لِهذا وهُوَ يُنفِقُ فيهِ مِن غَيرِ حِلٍّ!
٧٢٩. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ أحَدَكُم
لَيَرفَعُ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ ، فَيَقولُ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، ومَطعَمُهُ
حَرامٌ ومَلبَسُهُ حَرامٌ ، فَأَيُّ دُعاءٍ يُستَجابُ لِهذا! وأيُّ عَمَلٍ يُقبَلُ
مِنهُ وهُوَ يُنفِقُ مِن غَيرِ حِلٍّ! إن حَجَّ حَجَّ حَراما ، وإن تَصَدَّقَ
تَصَدَّقَ بِحَرامٍ ، وإن تَزَوَّجَ تَزَوَّجَ بِحَرامٍ ، وإن صامَ أفطَرَ عَلى
حَرامٍ ... فَيا وَيحَهُ! ما عَلِمَ أنَّ اللّه طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إلاَّ
الطَّيِّبَ ، وقد قالَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كِتابِهِ : (إِنَّمَا
يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
!
٧٣٠. صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللّه
صلى الله علي أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ اللّه طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إلاّ طَيِّبا ، وإنَّ
اللّه أمَرَ المُؤمِنينَ بِما أمَرَ بِهِ المُرسَلينَ ، فَقالَ : (يَـأَيُّهَا
الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَـتِ وَاعْمَلُواْ صَــلِحًا إِنِّى بِمَا
تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)
وقالَ (يَـأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَـتِ مَا رَزَقْنَـكُمْ) .
ثُمَّ ذَكَرَ
: الرَّجُلُ يُطيلُ السَّفَرَ أشعَثَ أغبَرَ يَمُدُّ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ : يا
رَبِّ يا رَبِّ ، ومَطعَمُهُ حَرامٌ ، ومَشرَبُهُ حَرامٌ ، ومَلبَسُهُ حَرامٌ ، وغُذِّيَ
بِالحَرامِ ، فَأَنّى يُستَجابُ لِذلِكَ!
٧٣١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ العَبدَ
لَيَرفَعُ يَدَهُ إلَى اللّه ومَطعَمُهُ حَرامٌ ؛ فَكَيفَ يُستَجابُ لَهُ وهذا
حالُهُ!
٧٣٢. عنه صلىاللهعليهوآله ـ جَوابا لِمَن قالَ
: اُحِبُّ أن تُستَجابَ دَعوَت : اِجتَنِبِ الحَرامَ تُستَجَب دَعوَتُكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧٣٣. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا أرادَ
أحَدُكُم أن يُستَجابَ لَهُ ، فَليُطَيِّب كَسبَهُ ، وَليَخرُج مِن مَظالِمِ
النّاسِ ، وإنَّ اللّه لا يُرفَعُ إلَيهِ دُعاءُ عَبدٍ وفي بَطنِهِ حَرامٌ ، أو
عِندَهُ مَظلِمَةٌ لِأَحَدٍ مِن خَلقِهِ.
٧٣٤. عدّة الداعي
: فِي الحَديثِ القُدسِيِّ : فَمِنكَ الدُّعاءُ وعَلَيَّ الإِجابَةُ. فَلا
تَحتَجِبُ عَنّي دَعوَةٌ ، إلاّ دَعوَةُ آكِلِ الحَرامِ.
٢ / ٥
حُضورُ القَلبِ
٧٣٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ مَعَ
حُضورِ القَلبِ لا يُرَدُّ.
٧٣٦. عنه صلىاللهعليهوآله ـ فيما أوصى بِهِ
عَلِيّا عليهالسلام
ـ : يا عَلِيُّ ، لا يَقبَلُ اللّه دُعاءَ قَلبٍ ساهٍ.
٧٣٧. عنه صلىاللهعليهوآله : اُدعُوا اللّه
وأنتُم موقِنونَ بِالإِجابَةِ ، وَاعلَموا أنَّ اللّه لا يَستَجيبُ دُعاءً مِن
قَلبٍ غافِلٍ لاهٍ.
٧٣٨. نوادر الاُصول عن معاذ بن جبل
: قُلتُ لَهُ يَوما : يا رَسولَ اللّه ، لَو عَلَّمتَني بَعضَ ما تَدعو بِهِ ، فَقالَ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: لَو كُنتُ أعلَمُ لَكَ فيهِ خَيرا لَعَلَّمتُكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقُلتُ : سُبحانَ اللّه يا رَسولَ
اللّه! لِمَ لا تَعلَمُ لي فيهِ خَيرا؟
قالَ : لِأَنَّ أفضَلَ الدُّعاءِ ما
خَرَجَ مِنَ القَلبِ بِجِدٍّ وَاجتِهادٍ ، فَذاكَ الَّذي يُسمَعُ ويُستَجابُ وإن
قَلَّ.
٧٣٩. الإمام الصادق عليهالسلام : قالَ أميرُ
المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ : لا يَقبَلُ اللّه عز وجل دُعاءَ قَلبٍ لاهٍ.
وكانَ عَلِيٌّ عليهالسلام يَقولُ : إذا دَعا
أحَدُكُم لِلمَيِّتِ فَلا يَدعو لَهُ وقَلبُهُ لاهٍ عَنهُ ، ولكِن لِيَجتَهِد لَهُ
فِي الدُّعاءِ.
٧٤٠. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
لا يَستَجيبُ دُعاءً بِظَهرِ قَلبٍ ساهٍ ، فَإِذا دَعَوتَ فَأَقبِل بِقَلبِكَ ، ثُمَّ
استَيقِن بِالإِجابَةِ.
٧٤١. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
لا يَستَجيبُ دُعاءً بِظَهرِ قَلبٍ قاسٍ.
٢ / ٦
الاِنقِطاعُ
الكتاب
(أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ
الْأَرْضِ أَءِلَ ـ هٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث
٧٤٢. مصباح الشريعة
ـ فيما نَسبَهُ إلَى الإِمامِ الصادِقِ عليهالسلام
: سُئِلَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
عَنِ اسمِ اللّه الأَعظَمِ ، قالَ :
كُلُّ اسمٍ مِن أسماءِ اللّه ، فَفَرِّغ
قَلبَكَ عَن كُلِّ ما سِواهُ ، وَادعُهُ بِأَيِّ اسمٍ شِئتَ ؛ فَلَيسَ فِي
الحَقيقَةِ للّه اسمٌ دونَ اسمٍ ، بَل هُوَ الواحِدُ القَهّارُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلام حول الشّروط
الأصليّة لإجابة الدّعاء
أشرنا سابقا إلى أنّ المقدّمات الأصليّة
لإجابة الدعاء هي الانقطاع وتفريغ القلب من رجاء غير اللّه تعالى. وكلّما تعزّزت
هذه الحال في نفس الداعي كان دعاؤه إلى الإجابة أقرب.
بكلمة اُخرى ، لإجابة الدعاء شرط واحد
لا أكثر ، وهو تحقيق الداعي حقيقة الدعاء ، ولكن لا تتحقّق حقيقة الدعاء ما لم
يتهيّأ للإنسان حال الانقطاع. من هنا ، عندما يضطرّ الإنسان في حاجة من حاجاته ولا
يرى ملاذا له إلاّ اللّه جلّ شأنه ، فإنّ دعاءه يُستجاب إن شاء اللّه.
قال العلاّمة الطباطبائيّ ـ رضوان اللّه
تعالى عليه ـ في تفسير الآية الثانية والستّين من سورة النمل : (أَمَّن
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
...)
: المراد بإجابة المضطرّ إذا دعاه استجابة دعاء الداعين وقضاء حوائجهم. وإنّما أخذ
وصف الاضطرار ليتحقّق بذلك من الداعي حقيقة الدعاء والمسألة ؛ إذ ما لم يقع
الإنسان في مضيقة الاضطرار وكان في مندوحة من المطلوب لم يتمحّض منه الطلب وهو
ظاهر. ثم قيَّده بقوله : «إِذَا دَعَاهُ» للدلالة على أنّ المدعوّ يجب أن يكون هو
اللّه سبحانه وإنّما يكون ذلك عند ما ينقطع الداعي عن عامّة الأسباب الظاهرية
ويتعلّق قلبه بربّه وحده. وأمّا من تعلّق قلبه بالأسباب الظاهرية فقط أو بالمجموع
من ربّه ومنها فليس يدعو ربّه وإنّما يدعو غيره.
فإذا صدق في الدعاء وكان مدعوّه ربّه
وحده فإنّه تعالى يجيبه ويكشف السوء
الذي اضطرّه إلى
المسألة ، كما قال تعالى : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ)
، فلم يشترط
للاستجابة إلاّ أن يكون هناك دعاء حقيقة وأن يكون ذلك الدعاء متعلّقا به وحده.
وقال أيضا في تفسير قوله سبحانه : (وَيَجْعَلُكُمْ
خُلَفَاءَ الْأَرْضِ)
: الّذي يعطيه السياق
أن يكون المراد بالخلافة الخلافة الأرضيّة التي جعلها اللّه للإنسان يتصرّف بها في
الأرض وما فيها من الخليقة كيف يشاء كما قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ
لِلْمَلَئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً).
وذلك أنّ تصرّفاته التي يتصرّف بها في
الأرض وما فيها بخلافته اُمور مرتبطة بحياته متعلّقة بمعاشه ، فالسوء الذي يوقعه
موقع الاضطرار ويسأل اللّه كشفه لا محالة شيء من الأشياء التي تمنعه التصرّف أو
بعض التصرّف فيها وتغلق عليه باب الحياة والبقاء وما يتعلّق بذلك أو بعض أبوابها
ففي كشف السوء عنه تتميم لخلافته. ويتّضح هذا المعنى مزيد اتّضاح لو حمل الدعاء
والمسألة في قوله : (إِذَا دَعَاهُ) على الأعمّ من الدعاء اللساني كما هو
الظاهر من قوله تعالى : (وَءَاتَـاكُم مِّن
كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا)
، وقوله : (يَسْئلُهُ مَن فِى السَّمَـوَتِ وَالْأَرْضِ)
؛ إذ يكون على هذا جميع ما اُوتي الإنسانُ ورُزِقَه من التصرّفات من مصاديق كشف
السوء عن المضطرّ المحتاج إثر دعائه ، فجعله خليفة يتبع إجابة دعائه وكشف السوء
الذي اضطرّه عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢ / ٧
تِلكَ الخِصالُ
٧٤٣. الإمام عليّ عليهالسلام : لِلدُّعاءِ شُروطٌ
أربَعَةٌ : الأَوَّلُ : إحضارُ النِّيَّةِ ، وَالثّاني : إخلاصُ السَّريرَةِ ، وَالثّالِثُ
: مَعرِفَةُ المَسؤولِ ، وَالرّابِعُ : الإِنصافُ فِي المَسأَلَةِ.
٧٤٤. الإمام الصادق عليهالسلام : جاءَ رَجُلٌ إلى
أميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام
فَقالَ : إنّي دَعَوتُ اللّه فَلَم أرَ الإِجابَةَ!
فَقالَ : لَقَد وَصَفتَ اللّه بِغَيرِ
صِفاتِهِ ، وإنَّ لِلدُّعاءِ أربَعَ خِصالٍ : إخلاصَ السَّريرَةِ ، وإحضارَ
النِّيَّةِ ، ومَعرِفَةَ الوَسيلَةِ ، وَالإِنصافَ فِي المَسأَلَةِ ؛ فَهَل دَعَوتَ
وأنتَ عارِفٌ بِهذِهِ الأَربَعَةِ؟ قالَ : لا. قالَ : فَاعرِفهُنَّ.
راجع
: ص ٣٢١ (من تستجاب دعوته / من دعا كدعاء الغريق).
بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦١ (كلام ابن
سينا في بيان إجابة الدعاء).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّالِثُ :
موانع الإجابة
٣ / ١
المَعصِيَةُ
٧٤٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : سَيَأتي عَلَى
النّاسِ زَمانٌ تَخبُثُ فيهِ سَرائِرُهُم ، وتَحسُنُ فيهِ عَلانِيَتُهُم طَمَعا
فِي الدُّنيا ، لا يُريدونَ بِهِ ما عِندَ رَبِّهِم ، يَكونُ دينُهُم رِياءً لا
يُخالِطُهُم خَوفٌ ، يَعُمُّهُمُ اللّه بِعِقابٍ فَيَدعونَهُ دُعاءَ الغَريقِ فَلا
يَستَجيبُ لَهُم.
٧٤٦. عنه صلىاللهعليهوآله : يَأتي عَلى
اُمَّتي زَمانٌ يَكونُ اُمَراؤُهُم عَلَى الجَورِ ، وعُلَماؤُهُم عَلَى الطَّمَعِ
وقِلَّةِ الوَرَعِ ، وعُبّادُهُم عَلَى الرِّياءِ ، وتُجّارُهُم عَلى أكلِ الرِّبا
وكِتمانِ العَيبِ فِي البَيعِ وَالشِّراءِ ، ونِساؤُهُم عَلى زينَةِ الدُّنيا ، فَعِندَ
ذلِكَ يُسَلَّطُّ عَلَيهِم أشرارُهُم ، فَيَدعو خِيارُهُم فَلا يُستَجابُ لَهُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧٤٧. الإمام عليّ عليهالسلام : المَعصِيَةُ
تَمنَعُ الإِجابَةَ.
٧٤٨. عنه عليهالسلام : لا تَستَبطِئ
إجابَةَ دُعائِكَ ، وقد سَدَدتَ طَريقَهُ بِالذُّنوبِ.
٧٤٩. عنه عليهالسلام : العَجَبُ مِمَّن
يَدعو ويَستَبطِئُ الإِجابَةَ ، وقد سَدَّ طَريقَها بِالمَعاصي.
٧٥٠. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ اغفِر
لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ.
٧٥١. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ عَظُمَ
بَلائي ، وأفرَطَ بي سوءُ حالي ، وقَصُرَت بي أعمالي ، وقَعَدَت بي أغلالي ، وحَبَسَني
عَن نَفعي بُعدُ أمَلي ، وخَدَعَتنِي الدُّنيا بِغُرورِها ، ونَفسي بِجِنايَتِها
ومِطالي
، يا سَيِّدي ، فَأَسأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ أن لا يَحجُبَ عَنكَ دُعائي سوءُ عَمَلي
وفِعالي.
٧٥٢. عنه عليهالسلام : أعوذُ بِكَ مِن
ذَنبٍ يَمنَعُ الدُّعاءَ.
٧٥٣. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ فِي المُناجاةِ
الإِنجيلِيَّةِ ـ : فَإِن كانَ ذُنوبي حالَت بَينَ دُعائي وإجابَتِكَ ، فَلَم
يَحُل كَرَمُكَ بَيني وبَينَ مَغفِرَتِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧٥٤. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ العَبدَ
يَسأَلُ اللّه الحاجَةَ ، فَيَكونُ مِن شَأنِهِ قَضاؤُها إلى أجَلٍ قَريبٍ أو إلى
وَقتٍ بَطيءٍ ، فَيُذنِبُ العَبدُ ذَنبا ، فَيَقولُ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لِلمَلَكِ
: لا تَقضِ حاجَتَهُ وَاحرِمهُ إيّاها ؛ فَإِنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطي ، وَاستَوجَبَ
الحِرمانَ مِنّي.
٧٥٥. الإمام الصادق عليهالسلام ـ جَوابا لِمَن قالَ
: إنّا نَدعُو اللّه فَلا يَ : إنَّكُم تَدعونَ مَن لا تَهابونَهُ وتَعصونَهُ ، وكَيفَ
يَستَجيبُ لَكُم؟!
٧٥٦. الإمام الكاظم عليهالسلام : اللّهُمَّ اغفِر
لي كُلَّ ذَنبٍ يَحبِسُ رِزقي ويَحجُبُ مَسأَلَتي ، أو يَقصُرُ بي عَن بُلوغِ
مَسأَلَتي ، أو يَصُدُّ بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي.
٧٥٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَرَّ موسى عليهالسلام بِرَجُلٍ مِن
أصحابِهِ وهُوَ ساجِدٌ ، وَانصَرَفَ مِن حاجَتِهِ وهُوَ ساجِدٌ ، فَقالَ عليهالسلام : لَو كانَت
حاجَتُكَ بِيَدي لَقَضَيتُها لَكَ.
فَأَوحَى اللّه عز وجل إلَيهِ : يا موسى
، لَو سَجَدَ حَتّى يَنقَطِعَ عُنُقُهُ ما قَبِلتُهُ ، أو يَتَحَوَّلَ عَمّا
أكرَهُ إلى ما اُحِبُّ.
٧٥٨. الأمالي للصدوق عن وهب بن منبّه
: وَجَدتُ في بَعضِ كُتُبِ اللّه عز وجل : أنَّ يوسُفَ عليهالسلام مَرَّ في مَوكِبِهِ
عَلَى امرَأَةِ العَزيزِ وهِيَ جالِسَةٌ عَلى مَزبَلَةٍ.
فَقالَت : الحَمدُ للّه الَّذي جَعَلَ
المُلوكَ بِمَعصِيَتِهِم عَبيدا ، وجَعَلَ العَبيدَ بِطاعَتِهِم مُلوكا ، أصابَتنا
فاقَةٌ فَتَصَدَّق عَلَينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ يوسُفُ عليهالسلام : غُموطُ
النِّعَمِ سُقمُ دَوامِها ، فَراجِعي ما يُمَحِّصُ عَنكِ دَنَسَ الخَطيئَةِ ؛
فَإِنَّ مَحَلَّ الاِستِجابَةِ قُدسُ القُلوبِ وطَهارَةُ الأَعمالِ.
٧٥٩. إرشاد القلوب :
قالَ تَعالى : إنَّ العَبدَ يَدعوني لِلحاجَةِ فَآمُرُ بِقَضائِها فَيُذنِبُ ، فَأَقولُ
لِلمَلَكِ : إنَّ عَبدي قَد تَعَرَّضَ لِسَخَطي بِالمَعصِيَةِ فَاستَحَقَّ
الحِرمانَ ، وإنَّهُ لا يُنالُ ما عِندي إلاّ بِطاعَتي.
٣ / ٢
الظُّلمُ ومَعونَةُ
الظّالِمِ
٧٦٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : حَتمٌ عَلَى اللّه
أن لا يَستَجيبَ دَعوَةَ مَظلومٍ ولِأَحَدٍ قِبَلَهُ مِثلُ مَظلِمَتِهِ.
٧٦١. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَظلِموا
فَتَدعوا فَلا يُستَجابَ لَكُم ، وتَستَسقوا فَلا تُسقَوا ، وتَستَنصِروا فَلا
تُنصَروا.
٧٦٢. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
أوحى إلى عيسَى بنِ مَريَمَ عليهالسلام
: قُل لِلمَلَأِ مِن بَني إسرائيلَ : لا يَدخُلوا بَيتا مِن بُيوتي إلاّ بِقُلوبٍ
طاهِرَةٍ ، وأبصارٍ خاشِعَةٍ ، وأكُفٍّ نَقِيَّةٍ ، وقُل لَهُم : اِعلَموا أنّي
غَيرُ مُستَجيبٍ لِأَحَدٍ مِنكُم دَعوَةً ولِأَحَدٍ مِن خَلقي قِبَلَهُ مَظلِمَةٌ.
٧٦٣. عنه عليهالسلام ـ في كِتابِهِ إلى
اُمَراءِ الأَجنادِ ـ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أبرَأُ إلَيكُم وإلى أهلِ الذِّمَّةِ
مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَعَرَّةِ
الجَيشِ ... فَاعزِلُوا النّاسَ عَنِ الظُّلمِ وَالعُدوانِ ، وخُذوا عَلى أيدي
سُفَهائِكُم ، وَاحتَرِسوا أن تَعمَلوا أعمالاً لا يَرضَى اللّه بِها عَنّا ، فَيَرُدَّ
عَلَينا وعَلَيكُم دُعاءَنا ؛ فَإِنَّ اللّه تَعالى يَقولُ : (قُلْ
مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ ...)
فَإِنَّ اللّه إذا مَقَتَ قَوما مِنَ السَّماءِ هَلَكوا فِي الأَرضِ ، فَلا تَألوا
أنفُسَكُم خَيرا.
٧٦٤. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ فيما وَعَظَ
اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليهالسلام
أن قالَ لَهُ : يا عيسى ... قُل لِظَلَمَةِ بَني إسرائيلَ : لا تَدعوني وَالسُّحتُ
تَحتَ أحضانِكُم ، وَالأَصنامُ في بُيوتِكُم ؛ فَإِنّي وَأَيتُ
أن اُجيبَ مَن دَعاني ، وأن أجعَلَ إجابَتي إيّاهُم لَعنا عَلَيهِم حَتّى
يَتَفَرَّقوا.
٧٦٥. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
يَقولُ : وعِزَّتي وجَلالي لا اُجيبُ دَعوَةَ مَظلومٍ دَعاني في مَظلِمَةٍ
ظُلِمَها ، ولِأَحَدٍ عِندَهُ مِثلُ تِلكَ المَظلِمَةِ.
٧٦٦. عنه عليهالسلام : مَن عَذَرَ ظالِما
بِظُلمِهِ ، سَلَّطَ اللّه عَلَيهِ مَن يَظلِمُهُ ؛ فَإِن دَعا لَم يَستَجِب لَهُ
ولَم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَأجُرهُ اللّه عَلى
ظُلامَتِهِ.
٧٦٧. عنه عليهالسلام : إذا ظُلِمَ
الرَّجُلُ فَظَلَّ يَدعو عَلى صاحِبِهِ ، قالَ اللّه جَلَّ جَلالُهُ : إنَّ هاهُنا
آخَرَ يَدعو عَلَيكَ يَزعُمُ أنَّكَ ظَلَمتَهُ ، فَإِن شِئتَ أجَبتُكَ وأجَبتُ
عَلَيكَ ، وإن شِئتَ أخَّرتُكُما فَيوسِعُكُما عَفوي.
٧٦٨. عدّة الداعي
: فيما أوحَى اللّه تَعالى إلى داوُودَ عليهالسلام
: مَنِ انقَطَعَ إلَيَّ كَفَيتُهُ ، ومَن سَأَلَني أعطَيتُهُ ، ومَن دَعاني
أجَبتُهُ ، وإنَّما اُؤَخِّرُ دَعوَتَهُ وهِيَ مُعَلَّقَةٌ وقد استَجَبتُها لَهُ
حَتّى يَتِمَّ قَضائي ، فَإِذا تَمَّ قَضائي أنفَذتُ ما سَأَلَ.
قُل لِلمَظلومِ : إنَّما اُؤَخِّرُ
دَعوَتَكَ وقد استَجَبتُها لَكَ عَلى مَن ظَلَمَكَ ، حَتّى يَتِمَّ قَضائي لَكَ
عَلى مَن ظَلَمَكَ ؛ لِضُروبٍ كَثيرَةٍ غابَت عَنكَ وأنَا أحكَمُ الحاكِمينَ :
إمّا أن تَكونَ قَد ظَلَمتَ رَجُلاً
فَدَعا عَلَيكَ فَتَكونَ هذِهِ بِهذِهِ لا لَكَ ولا عَلَيكَ ، وإمّا أن تَكونَ
لَكَ دَرَجَةٌ فِي الجَنَّةِ لا تَبلُغُها عِندي إلاّ بِظُلمِهِ لَكَ ؛ لِأَنّي
أختَبِرُ عِبادي في أموالِهِم وأنفُسِهِم.
٧٦٩. إحياء علوم الدين عن سفيان الثوري
: بَلَغَني أنَّ بَني إسرائيلَ قُحِطوا سَبعَ سِنينَ ... فَأَوحَى اللّه عز وجل
إلى أنبِيائِهِم : لَو مَشَيتُم إلَيَّ بِأَقدامِكُم حَتّى تَحفى رُكَبُكُم ، وتَبلُغَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيديكُم أعنانَ
السَّماءِ ، وتَكِلَّ ألسِنَتُكُم عَنِ الدُّعاءِ ، فَإِنّي لا اُجيبُ لَكُم
داعِيا ولا أرحَمُ مِنكُم باكِيا ، حَتّى تَرُدُّوا المَظالِمَ إلى أهلِها ، فَفَعَلوا
فَمُطِروا مِن يَومِهِم.
٧٧٠. إحياء علوم الدين عن مالك بن دينار
: أصابَ النّاسَ في بَني إسرائيلَ قَحطٌ فَخَرَجوا مِرارا ، فَأَوحَى اللّه عز وجل
إلى نَبِيِّهِم أن : أخبِرهُم أنَّكُم تَخرُجونَ إلَيَّ بِأَبدانٍ نَجِسَةٍ ، وتَرفَعونَ
إلَيَّ أكُفّا قَد سَفَكتُم بِهَا الدِّماءَ ، ومَلَأتُم بُطونَكُم مِنَ الحَرامِ
، الآنَ قَدِ اشتَدَّ غَضَبي عَلَيكُم ، ولَن تَزدادوا مِنّي إلاّ بُعدا.
٣ / ٣
عُقوقُ الوالِدَينِ
٧٧١. الإمام الصادق عليهالسلام : الذُّنوبُ الَّتي
تُغَيِّرُ النِّعَمَ البَغيُ ، ... وَالَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ وتُظلِ
الهَواءَ عُقوقُ الوالِدَينِ.
٣ / ٤
قَطيعَةُ الرَّحِمِ
٧٧٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : قَطيعَةُ
الرَّحِمِ تَحجُبُ الدُّعاءَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٥
الزِّنا
٧٧٣. الإمام الباقر عليهالسلام : أوحَى اللّه إلى
موسَى بنِ عِمرانَ : لا تَزنِ فَأَحجُبَ عَنكَ نورَ وَجهي ، وتُغلَقَ أبوابُ
السَّماواتِ دونَ دُعائِكَ.
٣ / ٦
شُربُ الخَمرِ
٧٧٤. المعجم الكبير عن القاسم أبي عبدالرحمن
: سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ فِي الخَمرِ : مَن وَضَعَها عَلى كَفِّهِ لَم تُقبَل لَهُ دَعوَةٌ ، ومَن
أدمَنَ عَلى شُربِها سُقِيَ مِنَ الخَبالِ .
راجع
: ص ٢٥٦ ح ٧٨١.
٣ / ٧
تَركُ الأَمرِ
بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ
٧٧٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يا أيُّهَا
النّاسُ ، إنَّ اللّه عز وجل يَقولُ : مُروا بِالمَعروفِ ، وَانهَوا عَنِ
المُنكَرِ مِن قَبلِ أن تَدعوني فَلا اُجيبَكُم ، وتَسأَلوني فَلا اُعطِيَكُم ، وتَستَنصِروني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلا أنصُرَكُم.
٧٧٦. الإمام الباقر عليهالسلام : وَجَدنا في كِتابِ
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
: ... إذا لَم يَأمُروا بِالمَعروفِ ، ولَم يَنهَوا عَنِ المُنكَرِ ، ولَم
يَتَّبِعُوا الأَخيارَ مِن أهلِ بَيتي ، سَلَّطَ اللّه عَلَيهِم شِرارَهُم ، فَيَدعو
خِيارُهُم فَلا يُستَجابُ لَهُم.
٧٧٧. الإمام عليّ عليهالسلام : لا تَترُكُوا
الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ ، فَيُوَلِّيَ اللّه أمرَكُم
شِرارَكُم ، ثُمَّ تَدعونَ فَلا يُستَجابُ لَكُم عَلَيهِم.
٣ / ٨
التَّهاوُنُ
بِالصَّلاةِ
٧٧٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِفاطِمَةَ عليهاالسلام ـ : يا فاطِمَةُ ، مَن
تَهاوَنَ بِصَلاتِهِ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ ابتَلاهُ اللّه بِخَمسَ عَشرَةَ
خَصلَةً : سِتٌّ مِنها فِي دارِ الدُّنيا ... فَأَمَّا اللَّواتي تُصيبُهُ في دارِ
الدُّنيا ... ولا يَرتَفِعُ دُعاؤُهُ إلَى السَّماءِ ، وَالسّادِسَةُ لَيسَ لَهُ
حَظٌّ في دُعاءِ الصّالِحينَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٩
النَّميمَةُ
٧٧٩. بحار الأنوار
: رُوِيَ أنَّ موسَى عليهالسلام
استَسقى لِبَني إسرائيلَ حينَ أصابَهُم قَحطٌ. فَأَوحَى اللّه تَعالى إلَيهِ : إنّي
لا أستَجيبُ لَكَ ولا لِمَن مَعَكَ وفيكُم نَمّامٌ قَد أصَرَّ عَلَى النَّميمَةِ.
٣ / ١٠
الغِناءُ
٧٨٠. الإمام الصادق عليهالسلام : بَيتُ الغِناءِ لا
تُؤمَنُ فيهِ الفَجيعَةُ ، ولا تُجابُ فيهِ الدَّعوَةُ ، ولا يَدخُلُهُ المَلَكُ.
٧٨١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا تَدخُلُ
المَلائِكَةُ بَيتا فيهِ خَمرٌ أو دُفٌّ أو طُنبورٌ أو نَردٌ
، ولا يُستَجابُ دُعاؤُهُم ويَرفَعُ اللّه عَنهُمُ البَرَكَةَ.
٣ / ١١
عَدَمُ الوَفاءِ
بِعَهدِ اللّه
الكتاب
(يَـبَنِى إِسْرَ
ءِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى
أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّـىَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَارْهَبُونِ).
الحديث
٧٨٢. تفسير القمّي عن جميل عن الإمام الصادق عليهالسلام قالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلتُ
فِداكَ ، إنَّ اللّه يَقولُ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ)
وإنّا نَدعو فَلا يُستَجابُ لَنا!
قالَ : لِأَنَّكُم لا تَفونَ اللّه
بِعَهدِهِ ، وإنَّ اللّه يَقولُ : (أَوْفُواْ بِعَهْدِى
أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)
، وَاللّه لَو وَفَيتُم للّه لَوَفَى اللّه لَكُم.
٧٨٣. الاختصاص عن هشام بن سالم
: قُلتُ لِلصّادِقِ عليهالسلام
: يَابنَ رَسولِ اللّه ، ما بالُ المُؤمِنِ إذا دَعا رُبَّمَا استُجيبَ لَهُ
ورُبَّما لَم يُستَجَب لَهُ ، وقد قالَ اللّه عز وجل : (وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ)؟!
فَقالَ عليهالسلام
: إنَّ العَبدَ إذا دَعَا اللّه ـ تَبَارَكَ وتَعالى ـ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وقَلبٍ
مُخلِصٍ ، استُجيبَ لَهُ بَعدَ وَفائِهِ بِعَهدِ اللّه عز وجل ، وإذا دَعَا اللّه
عز وجل لِغَيرِ نِيَّةٍ وإخلاصٍ ، لَم يُستَجَب لَهُ ؛ ألَيسَ اللّه تَعالى يَقولُ
: (أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)؟ فَمَن وَفى اُوفِيَ لَهُ.
٣ / ١٢
الاِعتِصامُ بِغَيرِ
اللّه
٧٨٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّه عز وجل
: ما مِن مَخلوقٍ يَعتَصِمُ بِمَخلوقٍ
دوني ، إلاّ قَطَّعتُ أسبابَ السَّماواتِ وأسبابَ الأَرضِ مِن دونِهِ ؛ فَإِن
سَأَلَني لَم اُعطِهِ ، وإن دَعاني لَم اُجِبهُ. وما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِن مَخلوقٍ
يَعتَصِمُ بي دونَ خَلقي إلاّ ضَمَّنتُ السَّماواتِ وَالأَرضَ رِزقَهُ ؛ فَإِن
دَعاني أجَبتُهُ ، وإن سَأَلَني أعطَيتُهُ ، وإنِ استَغفَرَني غَفَرتُ لَهُ.
٧٨٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا أرادَ صاحِبُكُم
أن لا يَسأَلَ رَبَّهُ إلاّ أعطاهُ ، فَليَيأَس مِنَ النّاسِ كُلِّهِم ، ولا
يَكونَنَّ لَهُ رَجاءٌ عِندَ غَيرِ اللّه ؛ فَإِذا عَلِمَ اللّه ذلِكَ مِن قَلبِهِ
لَم يَسأَلهُ شَيئا إلاّ أعطاهُ.
٧٨٦. الكافي عن الحسين بن علوان
: كُنّا في مَجلِسٍ نَطلُبُ فيهِ العِلمَ ، وقد نَفِدَت نَفَقَتي في بَعضِ
الأَسفارِ ، فَقالَ لي بَعضُ أصحابِنا : مَن تُؤَمِّلُ لِما قَد نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلتُ
: فُلانا.
فَقالَ : إذا وَاللّه لا تُسعَفُ
حاجَتُكَ ، ولا يَبلُغُكَ أمَلُكَ ، ولا تُنجِحُ طَلِبَتُكَ. قُلتُ : وما عِلمُكَ
رَحِمَكَ اللّه؟
قالَ : إنَّ أبا عَبدِ اللّه عليهالسلام حَدَّثَني أنَّهُ
قَرَأَ في بَعضِ الكُتُبِ : أنَّ اللّه تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : وعِزَّتي
وجَلالي ومَجدي وَارتِفاعي عَلى عَرشي ، لاَُقَطِّعَنَّ أمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ
مِنَ النّاسِ غَيري بِاليَأسِ ، ولَأَكسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ عِندَ النّاسِ
، ولاَُنَحِّيَنَّهُ مِن قُربي ، ولاَُبَعِّدَنَّهُ مِن فَضلي ، أيُؤَمِّلُ غَيري
فِي الشَّدائِدِ ، وَالشَّدائِدُ بِيَدي؟! ويَرجو غَيري ويَقرَعُ بِالفِكرِ بابَ
غَيري وبِيَدي مَفاتيحُ الأَبوابِ وهِيَ مُغلَقَةٌ ، وبابي مَفتوحٌ لِمَن دَعاني؟!
فَمَن ذَا الَّذي أمَّلَني لِنَوائِبِهِ فَقَطَعتُهُ دونَها؟!
ومَن ذَا الَّذي رَجاني لِعَظيمَةٍ
فَقَطَعتُ رَجاءَهُ مِنّي؟! جَعَلتُ آمالَ عِبادي عِندي مَحفوظَةً ، فَلَم يَرضَوا
بِحِفظي ، ومَلَأتُ سَماواتي مِمَّن لا يَمَلُّ مِن تَسبيحي ، وأمَرتُهُم أن لا
يُغلِقُوا الأَبوابَ بَيني وبَينَ عِبادي ، فَلَم يَثِقوا بِقَولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألَم يَعلَم أنَّ مَن طَرَقَتهُ
نائِبَةٌ مِن نَوائِبي ، أنَّهُ لا يَملِكُ كَشفَها أحَدٌ غَيري إلاّ مِن بَعدِ
إذني؟! فَما لي أراهُ لاهِيا عَنّي؟! أعطَيتُهُ بِجودي ما لَم يَسأَلني ، ثُمَّ
انتَزَعتُهُ عَنهُ فَلَم يَسأَلني رَدَّهُ ، وسَأَلَ غَيري ، أفَيَراني أبدَأُ
بِالعَطاءِ قَبلَ المَسأَلَةِ ، ثُمَّ اُسأَلُ فَلا اُجيبُ سائِلي؟! أبَخيلٌ أنَا
فَيُبَخِّلُني عَبدي؟! أوَلَيسَ الجودُ وَالكَرَمُ لي؟! أوَلَيسَ العَفوُ
وَالرَّحمَةُ بِيَدي؟! أوَلَيسَ أنَا مَحَلَّ الآمالِ فَمَن يَقطَعُها دوني؟! أفَلا
يَخشَى المُؤَمِّلونَ أن يُؤَمِّلوا غَيري؟! فَلَو أنَّ أهلَ سَماواتي وأهلَ أرضي
أمَّلوا جَميعا ، ثُمَّ أعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مِثلَ ما أمَّلَ الجَميعُ مَا
انتَقَصَ مِن مُلكي مِثلُ عُضوِ ذَرَّةٍ ، وكَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أنَا قَيِّمُهُ؟ فَيا
بُؤسا لِلقانِطينَ مِن رَحمَتي ، ويا بُؤسا لِمَن عَصاني ولَم يُراقِبني!
٧٨٧. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِنَوفٍ
البِكالِيِّ ـ : اِنقَطِعْ إلَى اللّه سُبحانَهُ ؛ فَإِنَّهُ يَقولُ : وعِزَّتي
وجَلالي ، لاَُقَطِّعَنَّ أمَلَ كُلِّ مَن يُؤَمِّلُ غَيري بِاليَأسِ ، ولَأَكسُوَنَّهُ
ثَوبَ المَذَلَّةِ فِي النّاسِ ، ولاَُبَعِّدَنَّهُ مِن قُربي ، ولاَُقَطِّعَنَّهُ
عَن وَصلي ، ولاَُخمِلَنَّ ذِكرَهُ حينَ يَرعى غَيري. أيُؤَمِّلُ ـ وَيلَهُ ـ لِشَدائِدِهِ
غَيري ، وكَشفُ الشَّدائِدِ بِيَدي؟! ويَرجو سِوايَ ، وأنَا الحَيُّ الباقي؟! ويَطرُقُ
أبوابَ عِبادي وهِيَ مُغلَقَةٌ؟! ويَترُكُ بابي وهُوَ مَفتوحٌ؟! فَمَن ذَا الَّذي
رَجاني لِكَثيرِ جُرمِهِ فَخَيَّبتُ رَجاءَهُ؟!
جَعَلتُ آمالَ عِبادي مُتَّصِلَةً بي ، وجَعَلتُ
رَجاءَهُم مَذخورا لَهُم عِندي ، ومَلَأتُ سَماواتي مِمَّن لا يَمَلُّ تَسبيحي ، وأمَرتُ
مَلائِكَتي أن لا يُغلِقُوا الأَبوابَ بَيني وبَينَ عِبادي ، ألَم يَعلَم مَن فَدَحَتهُ
نائِبَةٌ مِن نَوائِبي أن لا يَملِكَ أحَدٌ كَشفَها إلاّ بِإِذني؟! فَلِمَ يُعرِضُ
العَبدُ بِأَمَلِهِ عَنّي ، وقد أعطَيتُهُ ما لَم يَسأَلني ، فَلَم يَسأَلني
وسَأَلَ غَيري؟ أفَتَراني أبتَدِئُ خَلقي مِن غَيرِ مَسأَلَةٍ ، ثُمَّ اُسأَلُ
فَلا اُجيبُ سائِلي؟! أبَخيلٌ أنَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَيُبَخِّلُني عَبدي؟!
أوَلَيسَ الدُّنيا وَالآخِرَةُ لي؟! أوَلَيسَ الكَرَمُ وَالجودُ صِفَتي؟! أوَلَيسَ
الفَضلُ وَالرَّحمَةُ بِيَدي؟! أوَلَيسَ الآمالُ لا تَنتَهي إلاّ إلَيَّ ، فَمَن
يَقطَعُها دوني؟ وما عَسى أن يُؤَمِّلَ المُؤَمِّلونَ مَن سِوايَ؟!
وعِزَّتي وجَلالي ، لَو جَمَعتُ آمالَ
أهلِ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، ثُمَّ أعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم ، ما نَقَصَ مِن
مُلكي بَعضُ عُضوِ الذَّرَّةِ ، وكَيفَ يَنقُصُ نائِلٌ أنَا أفَضتُهُ؟ يا بُؤسا
لِلقانِطينَ مِن رَحمَتي ، يا بُؤسا لِمَن عَصاني وتَوَثَّبَ عَلى مَحارِمي ولَم
يُراقِبني وَاجتَرَأَ عَلَيَّ.
٣ / ١٣
الحِكمَةُ
٧٨٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ العَبدَ
لَيُشرِفُ عَلى حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنيا ، فَيَذكُرُهُ اللّه مِن فَوقِ سَبعِ
سَماواتٍ ، فَيَقولُ :
مَلائِكَتي إنَّ عَبدي هذا قَد أشرَفَ
عَلى حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنيا ؛ فَإِن فَتَحتُها لَهُ فَتَحتُ بابا إلَى
النّارِ ، ولكِنِ ازووها عَنهُ.
فَيُصبِحُ العَبدُ عاضّا عَلى أنامِلِهِ
، يَقولُ : مَن سَبَقَني؟ مَن دَهاني؟ وما هِيَ إلاّ رَحمَةٌ رَحِمَهُ اللّه بِها.
٧٨٩. الزهد عن يزيد بن ميسرة
: قالَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنبِياءِ : يا رَبِّ ، دَعاكَ فُلانٌ النَّبِيُّ وفُلانٌ
النَّبِيُّ فَأَجَبتَهُم ، ودَعَوتُكَ فَلَم تُجِبني!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : إنَّ فُلانَ النَّبِيَّ
وفُلانَ
النَّبِيَّ دَعَوني وَالأَجَلُ الَّذي اُهلِكُ فيهِ اُمَّتَهُم مُستَأخِرٌ
فَاستَجَبتُ لَهُم ، وإنَّكَ دَعَوتَني وَالأَجَلُ الَّذي اُهلِكُ فيهِ اُمَّتَكَ
قَد حَضَرَ.
٧٩٠. عدّة الداعي
: رُوِيَ في زَبورِ داوُودَ عليهالسلام
: يَقولُ اللّه تَبارَكَ وتَعالى : يَابنَ آدَمَ ، تَسأَ لُني وأمنَعُكَ ؛ لِعِلمي
بِما يَنفَعُكَ ، ثُمَّ تُلِحُّ عَلَيَّ بِالمَسأَلَةِ فَاُعطيكَ ما سَأَلتَ ، فَتَستَعينُ
بِهِ عَلى مَعصِيَتي ، فَأَهُمُّ بِهَتكِ سِترِكَ فَتَدعوني فَأَستُرُ عَلَيكَ ، فَكَم
مِن جَميلٍ أصنَعُ مَعَكَ! وكَم مِن قَبيحٍ تَصنَعُ مَعي! يوشِكُ أن أغضَبَ
عَلَيكَ غَضبَةً لا أرضى بَعدَها أبَدا.
٧٩١. المستدرك عن جابر بن عبد اللّه عن رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله
يَدعُو اللّه بِالمُؤمِنِ يَومَ القِيامَةِ حَتّى يوقِفُهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَيَقولُ
: عَبدي ، إنّي أمَرتُكَ أن تَدعُوَني ووَعَدتُكَ أنِ استَجَبتُ لَكَ ، فَهَل
كُنتَ تَدعوني؟ فَيَقولُ : نَعَم يا رَبِّ.
فَيَقولُ : أما إنَّكَ لَم تَدعُني
بِدَعوَةٍ إلاَّ استُجيبَ لَكَ ، فَهَل لَيسَ دَعَوتَني يَومَ كَذا وكَذا لِغَمٍّ
نَزَلَ بِكَ أن اُفَرِّجَ عَنكَ فَفَرَّجتُ عَنكَ؟
فَيَقولُ : نَعَم يا رَبِّ. فَيَقولُ : فَإِنّي
عَجَّلتُها لَكَ فِي الدُّنيا ، ودَعَوتَني يَومَ كَذا وكَذا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ
أن اُفَرِّجَ عَنكَ فَلَم تَرَ فَرَجا؟ قالَ : نَعَم يا رَبِّ ، فَيَقولُ : إنِّي
ادَّخَرتُ لَكَ بِها فِي الجَنَّةِ كَذا وكَذا.
قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : فَلا يَدَعُ اللّه
دَعوَةً دَعا بِها عَبدُهُ المُؤمِنُ إلاّ بَيَّنَ لَهُ ، إمّا أن يَكونَ عَجَّلَ
لَهُ فِي الدُّنيا ، وإمّا أن يَكونَ ادَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ. قالَ : فَيَقولُ
المُؤمِنُ في ذلِكَ المَقامِ : يا لَيتَهُ لَم يَكُن عُجِّلَ لَهُ في شَيءٍ مِن
دُعائِهِ.
٧٩٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ الرَّجُلَ
لَيَطلُبُ الحاجَةَ فَيَزويهَا اللّه عَنهُ لِما هُوَ خَيرٌ لَهُ ، فَيَتَّهِمُ
النّاسَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظالِما لَهُم ، فَيَقولُ
: مَن شَبَّعَني ؟
٧٩٣. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ كَرَمَ اللّه
سُبحانَهُ لا يَنقُضُ حِكمَتَهُ ، فَلِذلِكَ لا يَقَعُ الإِجابَةُ في كُلِّ
دَعوَةٍ.
٧٩٤. عنه عليهالسلام : رُبَّما سَأَلتَ
الشَّيءَ فَلَم تُعطَهُ واُعطيتَ خَيرا مِنهُ.
٧٩٥. عنه عليهالسلام ـ مِن وَصِيَّتِهِ
لاِبنِهِ الحَسَنِ عليهالسلام
ـ : رُبَّما سَأَلتَ الشَّيءَ فَلا تُؤتاهُ ، واُوتيتَ خَيرا مِنهُ عاجِلاً أو
آجِلاً ، أو صُرِفَ عَنكَ لِما هُوَ خَيرٌ لَكَ ، فَلَرُبَّ أمرٍ قَد طَلَبتَهُ
فيهِ هَلاكُ دينِكَ لَو اُوتيتَهُ ، فَلتَكُن مَسأَلَتُكَ فيما يَبقى لَكَ
جَمالُهُ ، ويُنفى عَنكَ وَبالُهُ ، فَالمالُ لا يَبقى لَكَ ولا تَبقى لَهُ.
٧٩٦. الإمام زين العابدين عليهالسلام : يا مَن لا
تُبَدِّلُ حِكمَتَهُ الوَسائِلُ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧٩٧. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ إذا أحَبَّ عَبدا غَتَّهُ
بِالبَلاءِ غَتّا ، وثَجَّهُ
بِالبَلاءِ ثَجّا ، فَإِذا دَعاهُ قالَ : لَبَّيكَ عَبدي ، لَئِن عَجَّلتُ لَكَ ما
سَأَلتَ إنّي عَلى ذلِكَ لَقادِرٌ ، ولَئِنِ ادَّخَرتُ لَكَ فَمَا ادَّخَرتُ لَكَ
فَهُوَ خَيرٌ لَكَ.
٧٩٨. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ الرَّبَّ
لَيَلي حِسابَ المُؤمِنِ ، فَيَقولُ : تَعرِفُ هذَا الحِسابَ؟
فَيَقولُ : لا يا رَبِّ ، فَيَقولُ : دَعَوتَني
في لَيلَةِ كَذا وكَذا ، في ساعَةِ كَذا وكَذا ، فَذَخَرتُها لَكَ.
قالَ : فَما تَرى مِن عَطِيَّةِ ثَوابِ
اللّه؟ يَقولُ : يا رَبِّ ، لَيتَ أنَّكَ لَم تَكُن عَجَّلتَ لي شَيئا
وَادَّخَرتَهُ لي.
٧٩٩. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اللّه عز وجل
يُعطِي الدُّنيا مَن يُحِبُّ ويُبغِضُ ، ولا يُعطِي الآخِرَةَ إلاّ مَن أحَبَّ ، وإنَّ
المُؤمِنَ لَيَسأَلُ رَبَّهُ مَوضِعَ سَوطٍ مِنَ الدُّنيا فَلا يُعطيهِ ، ويَسأَ
لُهُ الآخِرَةَ فَيُعطيهِ ما شاءَ ، ويُعطِي الكافِرَ مِنَ الدُّنيا قَبلَ أن
يَسأَلَهُ ما شاءَ ، ويَسأَ لُهُ مَوضِعَ سَوطٍ فِي الآخِرَةِ فَلا يُعطيهِ إيّاهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ١٤
تِلكَ الخِصالُ
٨٠٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أوحَى اللّه عز وجل
إلى موسى عليهالسلام
: إنَّ قَومَكَ بَنَوا مَساجِدَهُم ، وخَرَّبوا قُلوبَهُم ، وتَسَمَّنوا كَما
تُسَمَّنُ الخَنازيرُ يَومَ ذَبحِها ، وإنّي نَظَرتُ إلَيهِم فَلَعَنتُهُم ، فَلا
أستَجيبُ لَهُم ولا اُعطيهِم مَسأَلَتَهُم.
٨٠١. عنه صلىاللهعليهوآله : تُفتَحُ أبوابُ
السَّماءِ نِصفَ اللَّيلِ ، فَيُنادي مُنادٍ : هَل مِن داعٍ فَيُستَجابَ لَهُ؟ هَل
مِن سائِلٍ فَيُعطى؟ هَل مِن مَكروبٍ فَيُفَرَّجَ عَنهُ؟
فَلا يَبقى مُسلِمٌ يَدعو بِدَعوَةٍ
إلاَّ استَجابَ اللّه لَهُ ، إلاّ زانِيَةٌ تَسعى بِفَرجِها أو عَشّارٌ.
٨٠٢. أعلام الدين
: الإمام عليّ عليهالسلام
ـ في خُطبَةٍ لَهُ يَومَ الجُمُعَةِ ـ : أيُّهَا النّاسُ ، سَبعُ مَصائِبَ عِظامٍ
نَعوذُ بِاللّه مِنها : عالِمٌ زَلَّ ، وعابِدٌ مَلَّ ، ومُؤمِنٌ خَلَّ
، ومُؤتَمَنٌ غَلَّ
، وغَنِيٌّ أقَلَّ ، وعَزيزٌ ذَلَّ ، وفَقيرٌ اعتَلَّ.
فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ : صَدَقتَ
يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنتَ القِبلَةُ إذا ما ضَلَلنا ، وَالنّورُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا ما أظلَمنا ، ولكِن
نَسأَ لُكَ عَن قَولِ اللّه تَعالى : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ)
فَما بالُنا نَدعو
فَلا نُجابُ؟
قالَ : لِأَنَّ قُلوبَكُم خانَت
بِثَمانِ خِصالٍ :
أوَّلُها : أنَّكُم عَرَفتُمُ اللّه
فَلَم تُؤَدّوا حَقَّهُ كَما أوجَبَ عَلَيكُم ، فَما أغنَت عَنكُم مَعرِفَتُكُم
شَيئا.
وَالثّانِيَةُ : أنَّكُم آمَنتُم
بِرَسولِهِ ثُمَّ خالَفتُم سُنَّتَهُ وأمَتُّم شَريعَتَهُ ، فَأَينَ ثَمَرَةُ
إيمانِكُم؟
وَالثّالِثَةُ : أنَّكُم قَرَأتُم
كِتابَهُ المُنزَلَ عَلَيكُم فَلَم تَعمَلوا بِهِ ، وقُلتُم : سَمِعنا وأطَعنا
ثُمَّ خالَفتُم.
وَالرّابِعَةُ : أنَّكُم قُلتُم ، إنَّكُم
تَخافونَ مِنَ النّارِ ، وأنتُم في كُلِّ وَقتٍ تُقَدِّمونَ أجسامَكُم إلَيها
بِمَعاصيكُم ، فَأَينَ خَوفُكُم؟
وَالخامِسَةُ : أنَّكُم قُلتُم ، إنَّكُم
تَرغَبونَ فِي الجَنَّةِ ، وأنتُم في كُلِّ وَقتٍ تَفعَلونَ ما يُباعِدُكُم مِنها
، فَأَينَ رَغبَتُكُم فيها؟
وَالسّادِسَةُ : أنَّكُم أكَلتُم
نِعمَةَ المَولى ولَم تَشكُروا عَلَيها.
وَالسّابِعَةُ : أنَّ اللّه أمَرَكُم
بِعَداوَةِ الشَّيطانِ ، وقالَ : (إِنَّ الشَّيْطَـنَ
لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)
فَعادَيتُموهُ بِلا
قَولٍ ووالَيتُموهُ بِلا مُخالَفَةٍ.
وَالثّامِنَةُ : أنَّكُم جَعَلتُم
عُيوبَ النّاسِ نُصبَ أعيُنِكُم ، وعُيوبَكُم وَراءَ ظُهورِكُم ، تَلومونَ مَن
أنتُم أحَقُّ بِاللَّومِ مِنهُ ، فَأَيُّ دُعاءٍ يُستَجابُ لَكُم مَعَ هذا؟ وقد
سَدَدتُم أبوابَهُ وطُرُقَهُ ، فَاتَّقُوا اللّه وأصلِحوا أعمالَكُم ، وأخلِصوا
سَرائِرَكُم ، وَأمُروا بِالمَعروفِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَانهَوا عَنِ
المُنكَرِ ، فَيَستَجيبَ اللّه لَكُم دُعاءَكُم.
٨٠٣. الإمام زين العابدين عليهالسلام : الذُّنوبُ الَّتي
تَرُدُّ الدُّعاءَ : سوءُ النِّيَّةِ ، وخُبثُ السَّريرَةِ ، وَالنِّفاقُ مَعَ
الإِخوانِ ، وتَركُ التَّصديقِ بِالإِجابَةِ ، وتَأخيرُ الصَّلَواتِ المَفروضاتِ
حَتّى تَذهَبَ أوقاتُها ، وتَركُ التَّقَرُّبِ إلَى اللّه عز وجل بِالبِرِّ
وَالصَّدَقَةِ ، وَاستِعمالُ البَذاءِ وَالفُحشِ فِي القَولِ.
٨٠٤. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ في بَني
إسرائيلَ رَجُلٌ ، فَدَعَا اللّه أن يَرزُقَهُ غُلاما ثَلاثَ سِنينَ ، فَلَمّا
رَأى أنَّ اللّه لا يُجيبُهُ قالَ : يا رَبِّ ، أبَعيدٌ أنَا مِنكَ فَلا تَسمَعُني
، أم قَريبٌ أنتَ مِنّي فَلا تُجيبُني.
قالَ : فَأَتاهُ آتٍ في مَنامِهِ فَقالَ
: إنَّكَ تَدعُو اللّه عز وجل مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ بِلِسانٍ بَذيءٍ ، وقَلبٍ عاتٍ
غَيرِ تَقِيٍّ ، ونِيَّةٍ غَيرِ صادِقَةٍ ، فَاقلَع عَن ، بَذائِكَ وَليَتَّقِ
اللّه ، قَلبُكَ وَلتَحسُن نِيَّتُكَ. فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ ثُمَّ دَعَا اللّه
فَوُلِدَ لَهُ غُلامٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الرّابِعُ :
تفسير إجابة الدّعاء
٨٠٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما مِن مُؤمِنٍ
يَدعو بِدَعوَةٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ ؛ فَإِن لَم يُعطَها فِي الدُّنيا اُعطِيَها
فِي الآخِرَةِ.
٨٠٦. عنه صلىاللهعليهوآله : إذا أرادَ اللّه
أن يُصافِيَ عَبدا مِن عَبيدِهِ صَبَّ عَلَيهِ البَلاءَ صَبّا ، وثَجَّ عَلَيهِ
البَلاءَ ثَجّا ، فَإِذا دَعا قالَتِ المَلائِكَةُ : صَوتٌ مَعروفٌ ، وقالَ
جِبريلُ : يا رَبِّ هذا عَبدُكَ فُلانٌ يَدعوكَ فَاستَجِب لَهُ. فَيَقولُ اللّه
تَبارَكَ وتَعالى : إنّي اُحِبُّ أن أسمَعَ صَوتَهُ. فَإِذا قالَ : يا رَبِّ ، قالَ
: لَبَّيكَ عَبدي ، لا تَدعوني بِشَيءٍ إلاَّ استَجَبتُ لَكَ عَلى إحدى ثَلاثِ
خِصالٍ : إمّا أن اُعَجِّلَ لَكَ ما تَسأَ لُني ، وإمّا أن أدَّخِرَ لَكَ فِي الآخِرَةِ
ما هُوَ أفضَلُ مِنهُ ، وإمّا أن أدفَعَ عَنكَ مِنَ البَلاءِ مِثلَ ذلِكَ.
٨٠٧. عنه صلىاللهعليهوآله : إذ دَعا أحَدُكُم
بِدَعوَةٍ فَلَم يُستَجَب لَهُ ، كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ.
٨٠٨. مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن
رسول اللّه صل ما مِن مُسلِمٍ
يَدعو بِدَعوَةٍ لَيسَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيها إثمٌ ولا
قَطيعَةُ رَحِمٍ ، إلاّ أعطاهُ اللّه بِها إحدى ثَلاثٍ : إمّا أن تُعَجَّلَ لَهُ
دَعوَتُهُ ، وإمّا أن يَدَّخِرَها لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وإمّا أن يَصرِفَ عَنهُ
مِنَ السّوءِ مِثلَها. قالوا : إذَن نُكثِرَ ، قالَ : اللّه أكثَرُ .
٨٠٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما مِن مُؤمِنٍ
يَدعُو اللّه إلاَّ استَجابَ لَهُ ؛ فَإِمّا أن يُعَجِّلَ لَهُ فِي الدُّنيا ، أو
يُؤَجِّلَ لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وإمّا أن يُكَفِّرَ عَنهُ مِن ذُنوبِهِ بِقَدرِ ما
دَعا ، ما لَم يَدعُ بِمَأثَمٍ.
٨١٠. عنه صلىاللهعليهوآله : ما مِن مُسلِمٍ
يَدعو بِدُعاءٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ ؛ فَإِمّا أن يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنيا ، وإمّا
أن يُدَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وإمّا أن يُكَفَّرَ عَنهُ مِن ذُنوبِهِ بقَدرِ
ما دَعا ، ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ أو قَطيعَةِ رَحِمٍ.
٨١١. الإمام زين العابدين عليهالسلام : المُؤمِنُ مِن
دُعائِهِ عَلى ثَلاثٍ : إمّا أن يُدَّخَرَ لَهُ ، وإمّا أن يُعَجَّلَ لَهُ ، وإمّا
أن يُدفَعَ عَنهُ بَلاءٌ يُريدُ أن يُصيبَهُ.
٨١٢. الاحتجاج :
مِن سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّه عليهالسلام عَن مَسائِلَ
كَثيرَةٍ أن قالَ : ... ألَستَ تَقولُ : إنَّ اللّه تَعالى قالَ : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
، وقد نَرَى
المُضطَرَّ يَدعوهُ فَلا يُجابُ لَهُ ، وَالمَظلومَ يَستَنصِرُهُ عَلى عَدُوِّهِ
فَلا يَنصُرُهُ؟
قالَ : وَيحَكَ! ما يَدعوهُ أحَدٌ إلاَّ
استَجابَ لَهُ ؛ أمَّا الظّالِمُ فَدُعاؤُهُ مَردودٌ إلى أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَتوبَ إلَى اللّه ، وأمَّا
المُحِقُّ فَإِنَّهُ إذا دَعاهُ استَجابَ لَهُ ، وصَرَفَ عَنهُ البَلاءَ مِن حَيثُ
لا يَعلَمُهُ ، أوِ ادَّخَرَ لَهُ ثَوابا جَزيلاً لِيَومِ حاجَتِهِ إلَيهِ ، وإن
لَم يَكُنِ الأَمرُ الَّذي سَأَلَ العَبدُ خَيرا لَهُ إن أعطاهُ أمسَكَ عَنهُ ، وَالمُؤمِنُ
العارِفُ بِاللّه رُبَّما عَزَّ عَلَيهِ أن يَدعُوَهُ فيما لا يَدري أصَوابٌ ذلِكَ
أم خَطَأٌ ، وقد يَسأَلُ العَبدُ رَبَّهُ إهلاكَ مَن لَم تَنقَطِع مُدَّتُهُ ، ويَسأَلُ
المَطَرَ وَقتا ولَعَلَّهُ أوانُ لا يَصلُحُ فِيهِ المَطَرُ ؛ لِأَنَّهُ أعرَفُ
بِتَدبيرِ ما خَلَقَ مِن خَلقِهِ ، وأشباهُ ذلِكَ كَثيرَةٌ ، فَافهَم هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الخامِسُ :
دور الأسماء الحسنى
في إجابة الدّعاء
٥ / ١
للّه الأَسماءُ
الحُسنى
الكتاب
(وَلِلَّهِ
الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
(اللَّهُ لاَ إِلَـهَ
إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
(قُلِ ادْعُواْ
اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَ ـ نَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى).
الحديث
٨١٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ للّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ تِسعَةً وتِسعينَ اسما ؛ مِئَةً إلاّ واحِدا ، مَن أحصاها دَخَلَ
الجَنَّةَ :
وهُوَ اللّه ، الإِلهُ ، الواحِدُ ، الأَحَدُ
، الصَّمَدُ
، الأَوَّلُ ، الآخِرُ ، السَّميعُ ، البَصيرُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القَديرُ ، القاهِرُ
، العَلِيُّ ، الأَعلَى ، الباقِي ، البَديعُ ، البارِئُ ، الأَكرَمُ ، الطّاهِرُ
، الباطِنُ ، الحَيُّ ، الحَكيمُ ، العَليمُ ، الحَليمُ ، الحَفيظُ ، الحَقُّ ، الحَسيبُ
، الحَميدُ ، الحَفِيُّ
، الرَّبُّ ، الرَّحمنُ ، الرَّحيمُ ، الذّارِئُ
، الرَّزّاقُ ، الرَّقيبُ ، الرَّؤوفُ ، الرّائِي ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ
، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، السَّيِّدُ ، السُّبّوحُ
، الشَّهيدُ ، الصّادِقُ ، الصّانِعُ ، الطّاهِرُ ، العَدلُ ، العَفُوُّ ، الغَفورُ
، الغَنِيُّ ، الغِياثُ ، الفاطِرُ ، الفَردُ ، الفَتّاحُ ، الفالِقُ ، القَديمُ ،
المَلِكُ ، القُدّوسُ ، القَوِيُّ ، القَريبُ ، القَيّومُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ،
قاضِي الحاجاتِ ، المَجيدُ ، المَولَى ، المَنّانُ ، المُحيطُ ، المُبينُ ، المُقيتُ
، المُصَوِّرُ ، الكَريمُ ، الكَبيرُ ، الكافي ، كاشِفُ الضُّرِّ ، الوَترُ ، النّورُ
، الوَهّابُ ، النّاصِرُ ، الواسِعُ ، الوَدودُ ، الهادِي ، الوَفِيُّ ، الوَكيلُ
، الوارِثُ ، البَرُّ ، الباعِثُ ، التَّوّابُ ، الجَليلُ ، الجَوادُ ، الخَبيرُ ،
الخالِقُ ، خَيرُ النّاصِرينَ ، الدَّيّانُ
، الشَّكورُ ، العَظيمُ ، اللَّطيفُ ، الشّافي.
٨١٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ للّه تِسعَةً
وتِسعينَ اسما ، مَن أحصاها دَخَلَ الجَنَّةَ :
هُوَ اللّه الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ
الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، المَلِكُ ، القُدّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ
، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، الخالِقُ ، البارِئُ ، المُصَوِّرُ ، الغَفّارُ
، القَهّارُ ، الوَهّابُ ، الرَّزّاقُ الفَتّاحُ ، العَليمُ ، القابِضُ ، الباسِطُ
، الخافِضُ ، الرّافِعُ ، المُعِزُّ ، المُذِلُّ ، السَّميعُ ، البَصيرُ ، الحَكَمُ
، العَدلُ ، اللَّطيفُ ، الخَبيرُ ، الحَليمُ ، العَظيمُ ، الغَفورُ ، الشَّكورُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العَلِيُّ ، الكَبيرُ
، الحَفيظُ ، المُقيتُ ، الحَسيبُ ، الجَليلُ ، الكَريمُ ، الرَّقيبُ ، المُجيبُ ،
الواسِعُ ، الحَكيمُ ، الوَدودُ ، المَجيدُ ، الباعِثُ ، الشَّهيدُ ، الحَقُّ ، الوَكيلُ
، القَوِيُّ ، المَتينُ ، الوَلِيُّ ، الحَميدُ ، المُحصِي ، المُبدِئُ ، المُعيدُ
، المُحيِي ، المُميتُ ، الحَيُّ ، القَيّومُ ، الواجِدُ ، الماجِدُ ، الواحِدُ ، الصَّمَدُ
، القادِرُ ، المُقتَدِرُ ، المُقَدِّمُ ، المُؤَخِّرُ ، الأَوَّلُ ، الآخِرُ ، الظّاهِرُ
، الباطِنُ ، الوالِي ، المُتَعالِي ، البَرُّ ، التَّوّابُ ، المُنتَقِمُ ، العَفُوُّ
، الرَّؤوفُ ، مالِكُ المُلكِ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، المُقسِطُ ، الجامِعُ
، الغَنِيُّ ، المُغنِي ، المانِعُ ، الضّارُّ ، النّافِعُ ، النّورُ ، الهادِي ، البَديعُ
، الباقِي ، الوارِثُ ، الرَّشيدُ ، الصَّبورُ.
٨١٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ للّه تِسعَةً
وتِسعينَ اسما ؛ مِئَةً إلاّ واحِدا ، إنَّهُ وَترٌ يُحِبُّ الوَترَ ، مَن
حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ ، وهِيَ :
اللّه ، الواحِدُ ، الصَّمَدُ ، الأَوَّلُ
، الآخِرُ ، الظّاهِرُ ، الباطِنُ ، الخالِقُ ، البارِئُ ، المُصَوِّرُ ، المَلِكُ
، الحَقُّ ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ ، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ
، الرَّحمنُ ، الرَّحيمُ ، اللَّطيفُ ، الخَبيرُ ، السَّميعُ ، البَصيرُ ، العَليمُ
، العَظيمُ ، البارُّ ، المُتَعالِ ، الجَليلُ ، الجَميلُ ، الحَيُّ ، القَيّومُ ،
القادِرُ ، القاهِرُ ، العَلِيُّ ، الحَكيمُ ، القَريبُ ، المُجيبُ ، الغَنِيُّ ، الوَهّابُ
، الوَدودُ ، الشَّكورُ ، الماجِدُ ، الواجِدُ ، الوالِي ، الرّاشِدُ ، العَفُوُّ
، الغَفورُ ، الحَليمُ ، الكَريمُ ، التَّوّابُ ، الرَّبُّ ، المَجيدُ ، الوَلِيُّ
، الشَّهيدُ ، المُبينُ ، البُرهانُ ، الرَّؤوفُ ، الرَّحيمُ ، المُبدِئُ ، المُعيدُ
، الباعِثُ ، الوارِثُ ، القَوِيُّ ، الشَّديدُ ، الضَّارُّ ، النّافِعُ ، الباقِي
، الواقِي ، الخافِضُ ، الرّافِعُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ، المُعِزُّ ، المُذِلُّ
، المُقسِطُ ، الرَّزّاقُ ، ذُو القُوَّةِ ، المَتينُ ، القائِمُ ، الدّائِمُ ، الحافِظُ
، الوَكيلُ ، الفاطِرُ ، السّامِعُ ، المُعطِي ، المُحيِي ، المُميتُ ، المانِعُ ،
الجامِعُ ، الهادِي ، الكافِي ، الأَبَدُ ، العالِمُ ، الصّادِقُ ، النّورُ ، المُنيرُ
، التّامُّ ، القَديمُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوَترُ ، الأَحَدُ ،
الصَّمَدُ ، الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ.
٨١٦. الإمام الصادق عليهالسلام ـ لَمّا سُئِلَ عَنِ
الأَسماءِ التِّسعَةِ وَالتِّس : هِيَ فِي القُرآنِ :
فَفِي الفاتِحَةِ خَمسَةُ أسماءٍ : يا
اَللّه ، يا رَبُّ ، يا رَحمنُ ، يا رَحيمُ ، يا مالِكُ.
وفِي البَقَرَةِ ثَلاثَةٌ وثَلاثونَ
اسما : يا مُحيطُ ، يا قَديرُ ، يا عَليمُ ، يا حَكيمُ ، يا عَلِيُّ ، يا عَظيمُ ،
يا تَوّابُ ، يا بَصيرُ ، يا وَلِيُّ ، يا واسِعُ ، يا كافي ، يا رَؤوفُ ، يا
بَديعُ ، يا شاكِرُ ، يا واحِدُ ، يا سَميعُ ، يا قابِضُ ، يا باسِطُ ، يا حَيُّ ،
يا قَيّومُ ، يا غَنِيُّ ، يا حَميدُ ، يا غَفورُ ، يا حَليمُ ، يا إلهُ ، يا
قَريبُ ، يا مُجيبُ ، يا عَزيزُ ، يا نَصيرُ ، يا قَوِيُّ ، يا شَديدُ ، يا سَريعُ
، يا خَبيرُ.
وفِي آلِ عِمرانَ : يا وَهّابُ ، يا
قائِمُ ، يا صادِقُ ، يا باعِثُ ، يا مُنعِمُ ، يا مُتَفَضِّلُ.
وفِي النِّساءِ : يا رَقيبُ ، يا حَسيبُ
، يا شَهيدُ ، يا مُقيتُ ، يا وَكيلُ ، يا عَلِيُّ ، يا كَبيرُ.
وفِي الأَنعامِ : يا فاطِرُ ، يا قاهِرُ
، يا لَطيفُ ، يا بُرهانُ.
وفِي الأَعرافِ : يا مُحيي ، يا مُميتُ.
وفِي الأَنفالِ : يا نِعمَ المَولى ، يا
نِعمَ النَّصيرُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهودٍ : يا حَفيظُ ، يا مَجيدُ ، يا
وَدودُ ، يا فَعّالُ لِما يُريدُ.
وفِي الرَّعدِ : يا كَبيرُ ، يا مُتعالِ.
وفي إبراهيمَ : يا مَنّانُ ، يا وارِثُ.
وفِي الحِجرِ : يا خَلاّقُ.
وفي مَريَمَ : يا فَردُ.
وفي طه : يا غَفّارُ.
وفي «قَد أفلَحَ» : يا كَريمُ.
وفِي النّورِ : يا حَقُّ ، يا مُبينُ.
وفِي الفُرقانِ : يا هادي.
وفي سَبَأٍ : يا فَتّاحُ.
وفِي الزُّمَرِ : يا عالِمُ.
وفي غافِرٍ : يا غافِرُ ، يا قابِلَ
التَّوبَةِ ، يا ذَا الطَّولِ ، يا رَفيعُ.
وفِي الذّارِياتِ : يا رَزّاقُ ، يا ذَا
القُوَّةِ ، يا مَتينُ.
وفِي الطُّورِ : يا بَرُّ. وفِي «اقتَرَبَت»
: يا مَليكُ ، يا مُقتَدِرُ.
وفِي الرَّحمنِ : يا ذَا الجَلالِ
وَالإِكرامِ ، يا رَبَّ المَشرِقَينِ ، يا رَبَّ المَغرِبَينِ ، يا باقي ، يا
مُهَيمِنُ.
وفِي الحَديدِ : يا أوَّلُ ، يا آخِرُ ،
يا ظاهِرُ ، يا باطِنُ.
وفِي الحَشرِ : يا مَلِكُ ، يا قُدّوسُ
، يا سَلامُ ، يا مُؤمِنُ ، يا مُهَيمِنُ ، يا عَزيزُ ، يا جَبّارُ ، يا
مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ ، يا بارِئُ ، يا مُصَوِّرُ.
وفِي البُروجِ : يا مُبدِئُ ، يا مُعيدُ.
وفِي الفَجرِ : يا وَترُ.
وفِي الإِخلاصِ : يا أحَدُ ، يا صَمَدُ.
٨١٧. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله عَلَّمَ عَلِيّا عليهالسلام دَعوَةً يَدعو بِها
عِندَ ما أهَمَّهُ ، فَكانَ عَلِيٌّ عليهالسلام
يُعَلِّمُها وُلدَهُ :
يا كائِنا قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، ويا
مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ ، ويا كائِنا بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، افعَل بي كَذا وكَذا.
٨١٨. الأسماء والصفات عن ابن عمر
: كانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
الَّذي كانَ يَقولُ : يا كائِنا قَبلَ أن يَكونَ شَيءٌ ، وَالمُكَوِّنَ لِكُلِّ
شَيءٍ ، وَالكائِنَ بَعدَما لا يَكونُ شَيءٌ ، أسأَ لُكَ بِلَحظَةٍ مِن لَحَظاتِكَ
الحافِظاتِ الغافِراتِ الواجِباتِ المُنجِياتِ.
٨١٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن دَعا بِهذِهِ
الأَسماءِ
استَجابَ اللّه لَهُ ... وهذِهِ الأَسماءُ وَالدُّعاءُ : بِسمِ اللّه الرَّحمنِ
الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ أنتَ اللّه ، وأنتَ الرَّحمنُ ، وأنتَ الرَّحيمُ ، المَلِكُ
، القُدّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ ، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ
، الأَوَّلُ ، الآخِرُ ، الظّاهِرُ ، الباطِنُ ، الحَميدُ ، المَجيدُ ، المُبدِئُ
، المُعيدُ ، الوَدودُ ، الشَّهيدُ ، القَديمُ ، العَلِيُّ ، العَظيمُ ، العَليمُ
، الصّادِقُ ، الرَّؤوفُ ، الرَّحيمُ ، الشَّكورُ ، الغَفورُ ، العَزيزُ ، الحَكيمُ
، ذُو القُوَّةِ ، المَتينُ ، الرَّقيبُ ، الحَفيظُ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، العَظيمُ
، العَليمُ ، الغَنِيُّ ، الوَلِيُّ ، الفَتّاحُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المُرتاحُ ، القابِضُ
، الباسِطُ ، العَدلُ ، الوَفِيُّ ، الوَلِيُّ ، الحَقُّ ، المُبينُ ، الخَلاّقُ ،
الرَّزّاقُ ، الوَهّابُ ، التَّوّابُ ، الرَّبُّ ، الوَكيلُ ، اللَّطيفُ ، الخَبيرُ
، السَّميعُ ، البَصيرُ ، الدَّيّانُ ، المُتَعالِي ، القَريبُ ، المُجيبُ ، الباعِثُ
، الوارِثُ ، الواسِعُ ، الباقِي ، الحَيُّ ، الدّائِمُ الَّذي لا يَموتُ ، القَيّومُ
، النّورُ ، الغَفّارُ ، الواحِدُ ، القَهّارُ ، الأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، لَم يَلِد
ولَم يولَد ، ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، ذُو الطَّولِ ، المُقتَدِرُ ، عَلاّمُ
الغُيوبِ ، البَديءُ ، البَديعُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ، الدّاعِي ، الظّاهِرُ ، المُقيتُ
، المُغيثُ ، الدّافِعُ ، الضّارُّ ، النّافِعُ ، المُعِزُّ ، المُذِلُّ ، المُطعِمُ
، المُنعِمُ ، المُهَيمِنُ ، المُكرِمُ ، المُحسِنُ ، المُجمِلُ ، الحَنّانُ ، المُفضِلُ
، المُحيِي ، المُميتُ ، الفَعّالُ لِما يُريدُ.
مالِكُ المُلكِ ، تُؤتِي المُلكَ مَن
تَشاءُ ، وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ ، وتُذِلُّ مَن
تَشاءُ ، بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
تولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، وتولِجُ
النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وتُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ، وتُخرِجُ المَيِّتَ
مِنَ الحَيِّ ، وتَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ.
فالِقُ الإِصباحِ وفالِقُ الحَبِّ
وَالنَّوى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وهُوَ العَزيزُ
الحَكيمُ.
اللّهُمَّ ما قُلتُ مِن قَولٍ ، أو
حَلَفتُ مِن حَلفٍ ، أو نَذَرتُ مِن نَذرٍ في يَومي هذا ولَيلَتي هذِهِ
فَمَشِيَّتُكَ بَينَ يَدَي ذلِكَ كُلِّهِ ، ما شِئتَ فيهِ كانَ ، وما لَم تَشَأ
مِنهُ لَم يَكُن ، فَادفَع عَنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا
قُوَّةَ إلاّ بِاللّه العَلِيِّ العَظيمِ.
اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ
عِندَكَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ، وَارحَمني ، وتُب
عَلَيَّ ، وتَقَبَّل مِنّي ، وأصلِح لي شَأني ، ويَسِّر اُموري ، ووَسِّع عَلَيَّ
في رِزقي ، وأغنِني بِكَرَمِ وَجهِكَ عَن جَميعِ خَلقِكَ ، وصُن وَجهي ويَدي
ولِساني عَن مَسأَلَةِ غَيرِكَ ، وَاجعَل لي مِن أمري فَرَجا ومَخرَجا ؛ فَإِنَّكَ
تَعلَمُ ولا أعلَمُ ، وتَقدِرُ ولا
أقدِرُ ، وأنتَ عَلى
كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وصَلَّى اللّه عَلى
سَيِّدِ المُرسَلينَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.
٨٢٠. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا طَلَبَ
أحَدُكُمُ الحاجَةَ فَليُثنِ عَلى رَبِّهِ وَليَمدَحهُ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إذا
طَلَبَ الحاجَةَ مِنَ السُّلطانِ هَيَّأَ لَهُ مِنَ الكَلامِ أحسَنَ ما يَقدِرُ
عَلَيهِ ، فَإِذا طَلَبتُمُ الحاجَةَ فَمَجِّدُوا اللّه العَزيزَ الجَبّارَ
وَامدَحوهُ وأثنوا عَلَيهِ ، تَقولُ :
يا أجوَدَ مَن أعطى ، ويا خَيرَ مَن
سُئِلَ ، يا أرحَمَ مَنِ استُرحِمَ ، يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم
يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، يا مَن لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، يا
مَن يَفعَلُ ما يَشاءُ ويَحكُمُ ما يُريدُ ويَقضي ما أحَبَّ ، يا مَن يَحولُ بَينَ
المَرءِ وقَلبِهِ ، يا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ
شَيءٌ ، يا سَميعُ يا بَصيرُ.
وأكثِر مِن أسماءِ اللّه عز وجل ؛
فَإِنَّ أسماءَ اللّه كَثيرَةٌ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وقُل : اللّهُمَّ
أوسِع عَلَيَّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ ما أكُفُّ بِهِ وَجهي ، واُؤَدّي بِهِ عَن
أمانَتي ، وأصِلُ بِهِ رَحِمي ؛ ويَكونُ عَونا لي فِي الحَجِّ وَالعُمرَةِ.
٨٢١. الإمام الرضا عليهالسلام : وَصَفَ نَفسَهُ ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ بِأَسماءٍ دَعَا الخَلقَ ـ إذ خَلَقَهُم وتَعَبَّدَهُم وَابتَلاهُم ـ إلى
أن يَدعوهُ بِها ، فَسَمّى نَفسَهُ : سَميعا ، بَصيرا ، قادِرا ، قائِما ، ناطِقا
، ظاهِرا ، باطِنا ، لَطيفا ، خَبيرا ، قَوِيّا ، عَزيزا ، حَكيما ، عَليما وما
أشبَهَ هذِهِ الأَسماءَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥ / ٢
الدُّعاءُ
بِالأَسماءِ الحُسنى
الكتاب
(وَلِلَّهِ
الأْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
الحديث
٨٢٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : للّه عز وجل
تِسعَةٌ وتِسعونَ اسما ، مَن دَعَا اللّه بِهَا استَجابَ لَهُ ، ومَن أحصاها
دَخَلَ الجَنَّةَ ،
وقالَ اللّه عز وجل : (وَلِلَّهِ
الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
٨٢٣. الكافي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام
الباقر عليهالسلام
قُلتُ : فَما عَنى بِقَولِهِ في يَحيى : (وَحَنَانًا مِّن
لَّدُنَّا وَزَكَوةً)
؟ قالَ : تَحَنُّنَ
اللّه ، قُلتُ : فَما بَلَغَ مِن تَحَنُّنِ اللّه عَلَيهِ؟
قالَ : كانَ إذا قالَ : يا رَبِّ ، قالَ
اللّه عز وجل : لَبَّيكَ يا يَحيى.
٨٢٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن رَفَعَ
يَدَيهِ إلَى اللّه تَعالى ويَقولُ مُتَضَرِّعا : يا رَبِّ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ مَلَأَ
اللّه تَعالى يَدَيهِ مِنَ الرَّحمَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٢٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ للّه مَلَكا
مُوَكَّلاً بِمَن يَقولُ : يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، فَمَن قالَها ثَلاثا ، قالَ
المَلَكُ : إنَّ أرحَمَ الرّاحِمينَ قَد أقبَلَ عَلَيكَ ، فَاسأَل.
٨٢٦. المستدرك عن أنس
: مَرَّ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
بِرَجُلٍ وهُوَ يَقولُ : يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : سَل فَقَد نَظَرَ
اللّه إلَيكَ.
٨٢٧. المعجم الكبير عن ابن عبّاس
: إنَّ رَجُلاً قالَ : يا رَسولَ اللّه ، هَل مِنَ الدُّعاءِ شَيءٌ لا يُرَدُّ؟ قالَ
: نَعَم ، تَقولُ : أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الأَعلَى الأَعَزِّ الأَجَلِّ الأَكرَمِ.
٨٢٨. معاني الأخبار عن معاذ بن جبل
: مَرَّ صلىاللهعليهوآله
بِرَجُلٍ وهُوَ يَدعو ويَقولُ : يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ. فَقالَ لَهُ : قَدِ
استُجيبَ لَكَ ، فَسَل.
٨٢٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ألِظّوا
بِ ـ «يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ».
٨٣٠. عمل اليوم والليلة عن أنس بن مالك
: كانَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَدعو : «يا حَيُّ يا قَيّومُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٣١. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لاِبنِهِ ـ : إذا
نَزَلَ بِكَ أمرٌ عَظيمٌ في دينٍ أو دُنيا ، فَتَوَضَّأ وَارفَع يَدَيكَ وقُل : يا
اَللّه يا اَللّه ـ سَبعَ مَرّاتٍ ـ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لَكَ.
٨٣٢. الإمام الصادق عليهالسلام : اِشتَكَيتُ
فَمَرَّ بي أبي عليهالسلام
فَقالَ : قُل يا بُنَيَّ عَشرَ مَرّاتٍ : يا اَللّه ؛ فَإِنَّهُ لَم يَقُلها عَبدٌ
إلاّ قالَ : لَبَّيكَ ، ومَن قالَ : يا رَبّي يا اَللّه ، يا رَبّي يا اَللّه
حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ ، اُجيبَ فَقيلَ لَهُ : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ.
٨٣٣. عنه عليهالسلام : مَن قالَ عَشرَ
مَرّاتٍ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، قيلَ لَهُ : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ؟
٨٣٤. الكافي عن محمد بن حمران
: مَرِضَ إسماعيلُ بنُ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
، فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
: قُل : يا رَبِّ يا رَبِّ عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِنَّ مَن قالَ ذلِكَ نودِيَ : لَبَّيكَ
، ما حاجَتُكَ؟
٨٣٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ العَبدَ إذا
سَجَدَ فَقالَ : يا رَبِّ يا رَبِّ ـ حَتّى يَنقَطِعَ نَفَسُهُ ـ قالَ لَهُ
الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى : لَبَّيكَ ما حاجَتُكَ؟
٨٣٦. عنه عليهالسلام : إنَّ الرَّجُلَ
مِنكُم لَيَقِفُ عِندَ ذِكرِ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ثُمَّ يَقولُ : أي رَبِّ أي
رَبِّ أي رَبِّ ـ ثَلاثا ـ فَإِذا قالَها نودِيَ مِن فَوقِ رَأسِهِ : سَل ، ما
حاجَتُكَ.
٨٣٧. عنه عليهالسلام : مَن قالَ : يا
رَبِّ يا اَللّه ، يا رَبِّ يا اَللّه ـ حَتّى يَنقَطِعَ نَفَسُهُ ـ قيلَ لَهُ : لَبَّيكَ
، ما حاجَتُكَ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٣٨. عنه عليهالسلام : مَن قالَ : يا مَن
يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ أحَدٌ غَيرُهُ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ استُجيبَ
لَهُ ، وهُوَ الدُّعاءُ الَّذي لا يُرَدُّ.
٨٣٩. المجتنى عن اللّيث بن سعد عن الإمام
الصادق عليهالسلام
ـ في دُعاءِ سَريعِ الإِجابَةِ ـ : يا اَللّه يا اَللّه يا اَللّه ـ حَتَّى
انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ يا رَحمنُ يا رَحمنُ يا رَحمنُ ـ حَتَّى انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ يا
رَحيمُ يا رَحيمُ ـ حَتَّى انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ـ حَتَّى
انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ ثُمَّ سَأَلَ حاجَتَهُ فَحَضَرَت فِي الحالِ.
٨٤٠. الدعاء المأثور وآدابه عن عبد اللّه بن
الصامت عن ا مَن حَزَبَهُ أمرٌ
فَقالَ خَمسَ مَرّاتٍ : رَبَّنا رَبَّنا ، ودَعا في كَشفِهِ ، إلاّ أنجاهُ اللّه
مِمّا يَخافُ ، وأعطاهُ ما أرادَ. وَاحتَجَّ بِقَولِهِ سُبحانَهُ : (الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَـمًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى
خَلْقِ السَّمَـوَتِ وَالْأَرْضِ)
الآياتِ إلى قَولِهِ : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ
رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَـمِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى
بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)
.
٨٤١. الإمام الرضا عليهالسلام : إذا نَزَلَت بِكُم
شِدَّةٌ فَاستَعينوا بِنا عَلَى اللّه ، وهُوَ قَولُ اللّه عز وجل : (وَلِلَّهِ
الأْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)
، قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
: نَحنُ وَاللّه الأَسماءُ الحُسنَى الَّذي لا يُقبَلُ مِن أحَدٍ إلاّ
بِمَعرِفَتِنا ، قالَ : (فَادْعُوهُ بِهَا).
راجع
: ص ١٦٣ ح ٤٥٥.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّادِسُ :
استجابة الدّعاء
بالاسم الأعظم
٦ / ١
ما رُوِيَ في تَفسيرِ
الاِسمِ الأَعظَمِ
أ ـ مَوقِعُ الاِسمِ
الأَعظَمِ مِنَ البَسمَلَةِ
٨٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : (بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ)
أقرَبُ إلَى الاِسمِ الأَعظَمِ
مِن سَوادِ العَينِ إلى بَياضِها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٤٣. عنه صلىاللهعليهوآله ـ وقد سُئِلَ عَن
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحي : هُوَ اسمٌ مِن أسماءِ اللّه ، وما بَينَهُ وبَينَ
اسمِ اللّه الأَكبَرِ إلاّ كَما بَينَ سَوادِ العَينِ وبَياضِها مِنَ القُربِ.
٨٤٤. مُهج الدعوات عن معاوية بن عمّار عـن
الإمام الصادق (بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ)
اسمُ اللّه الأَكبَرُ. أو قالَ : الأَعظَمُ.
ب ـ آيٌ مِنَ
القُرآنِ
٨٤٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِسمُ اللّه
الأَعظَمُ في هاتَينِ الآيَتَينِ : (اللَّهُ لاَ إِلَـهَ
إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ)
، و (إِلَـهُكُمْ
إِلَـهٌ وَحِدٌ)
.
٨٤٦. عنه صلىاللهعليهوآله : اِسمُ اللّه
الأَعظَمُ في هاتَينِ الآيَتَينِ : (وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ
وَحِدٌ لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ)
، وفاتِحَةِ سورَةِ آلِ عِمرانَ : (الم * اللَّهُ لاَ
إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ)
.
٨٤٧. عنه صلىاللهعليهوآله
: اِسمُ اللّه الأَعظَمُ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ : (قُلِ اللَّهُمَّ مَــلِكَ الْمُلْكِ)
إلى (بِغَيْرِ حِسَابٍ)
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٤٨. مهج الدعوات عن أبي اُمامة عن رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله
اِسمُ اللّه الأَعظَمُ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، في سُوَرٍ ثَلاثٍ : فِي
البَقَرَةِ وآلِ عِمرانَ ، وطه. قالَ أبو اُمامَةَ : فِي البَقَرَةِ آيَةُ
الكُرسِيِّ ، وفي آلِ عِمرانَ : (الم * اللَّهُ لاَ إِلَـهَ
إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ)
وفي طه : (وَعَنَتِ
الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ)
.
٨٤٩. المستدرك عن سعد بن مالك عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله هَل أدُلُّكُم عَلَى
اسمِ اللّه الأَعظَمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى؟ الدَّعوَةُ
الَّتي دَعا بِها يونُسُ ، حَيثُ ناداهُ فِي الظُّلُماتِ الثَّلاثِ : (لا
إِلَـهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّــلِمِينَ). فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ، هَل
كانَت لِيونُسَ خاصَّةً أم لِلمُؤمِنينَ عامَّةً؟ فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : ألا تَسمَعُ قَولَ
اللّه عز وجل : (وَنَجَّيْنَـهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَ
لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ)
؟
٨٥٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِسمُ اللّه
الأَعظَمُ في سِتِّ آياتٍ مِن آخِرِ سورَةِ الحَشرِ.
٨٥١. كنز العمّال عن البراء بن عازب
: قُلتُ لِعَلِيٍّ عليهالسلام
: يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أسأَ لُكَ بِاللّه ورَسولِهِ إلاّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خَصَصتَني بِأَعظَمِ
ما خَصَّكَ بِهِ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
، وَاختَصَّهُ بِهِ جِبريلُ ، وأرسَلَهُ بِهِ الرّحَمنُ ، فَضَحِكَ ثُمَّ قالَ يا
بَراءُ : إذا أرَدتَ أن تَدعُوَ اللّه عز وجل بِاسمِهِ الأَعظَمِ فَاقرَأ مِن
أوَّلِ سورَةِ الحَديدِ إلى آخِرِ سِتِّ آياتٍ مِنها ، إلى (... عَلِيمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
، وآخِرِ سورَةِ الحَشرِ ، يَعني أربَعَ آياتٍ ، ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ فَقُل : «يا
مَن هُوَ هكَذا ، أسأَ لُكَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ
وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا مِمّا تُريدُ» ، فَوَاللّه الَّذي لا
إلهَ غَيرُهُ لَتُقبِلَنَّ
بِحاجَتِكَ إن شاءَ اللّه.
٨٥٢. الإمام الصادق عليهالسلام : اِسمُ اللّه
الأَعظَمُ مُقَطَّعٌ في اُمِّ الكِتابِ.
٨٥٣. عنه عليهالسلام : «الـم» هُوَ حَرفٌ
مِن حُروفِ اسمِ اللّه الأَعظَمِ المُقَطَّعِ فِي القُرآنِ ، الَّذي يُؤَلِّفُهُ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
وَالإِمامُ ، فَإِذا دَعا بِهِ اُجيبَ.
ج ـ نُصوصٌ مِنَ
الأَدعِيَةِ
٨٥٤. سنن الترمذي عن بريدة
: سَمِعَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
رَجُلاً يَدعو وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنّي أشهَدُ أنَّكَ
أنتَ اللّه لا إلهَ إلاّ أنتَ ، الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يُولَد
ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ صلىاللهعليهوآله
: وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَقَد سَأَلَ اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ الَّذي إذا
دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى.
٨٥٥. مسند ابن حنبل عن أنس
: كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
جالِسا فِي الحَلقَةِ ورَجُلٌ قائِمٌ يُصَلّي ، فَلَمّا رَكَعَ وسَجَدَ
فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قالَ في دُعائِهِ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ
الحَمدَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ المَنّانُ ، يا بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، يا
ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، إنّي أسأَ لُكَ. فَقالَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: أتَدرونَ بِما دَعَا اللّه؟ قالَ : فَقالوا : اللّه ورَسولُهُ أعلَمُ. قالَ : وَالَّذي
نَفسي بِيَدِهِ لَقَد دَعَا اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ
أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى.
٨٥٦. الأدب المفرد عن أنس
: كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، فَدَعا رَجُلٌ فَقالَ : يا بَديعَ السَّماواتِ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، إنّي
أسأَ لُكَ. فَقالَ : أتَدرونَ بِما دَعا؟ وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، دَعَا اللّه
بِاسمِهِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ.
٨٥٧. الإمام الحسين عن الإمام عليّ عليهماالسلام : رَأَيتُ الخِضرَ عليهالسلام فِي المَنامِ قَبلَ
بَدرٍ بِلَيلَةٍ ، فَقُلتُ لَهُ : عَلِّمني شَيئا اُنصَر بِهِ عَلَى الأَعداءِ ، فَقالَ
: قُل : «يا هُوَ ، يا مَن لا هُوَ إلاّ هُوَ» ، فَلَمّا أصبَحتُ قَصَصتُها عَلى
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ لي : يا عَلِيُّ عُلِّمتَ الاِسمَ الأَعظَمَ. فَكانَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلى لِساني يَومَ
بَدرٍ.
وإنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام قَرَأَ : (قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)
، فَلَمّا فَرَغَ قالَ : يا هُوَ ، يا مَن لا هُوَ إلاّ هُوَ ، اغفِر لي ، وَانصُرني
عَلَى القَومِ الكافِرينَ.
وكانَ عَلِيٌّ عليهالسلام يَقولُ ذلِكَ يَومَ
صِفّينَ وهُوَ يُطارِدُ ، فَقالَ لَهُ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : يا أميرَ المُؤمِنينَ
، ما هذِهِ الكِناياتُ؟
قالَ : اِسمُ اللّه الأَعظَمُ وعِمادُ
التَّوحيدِ : اللّه
لا إلهَ إلاّ هُوَ. ثُمَّ قَرَأَ : (شَهِدَ اللَّهُ
أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ)
وآخِرَ الحَشرِ ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ قَبلَ الزَّوالِ.
٨٥٨. الإمام زين العابدين عليهالسلام : كُنتُ أدعُو اللّه
سُبحانَهُ سَنَةً عَقيبَ كُلِّ صَلاةٍ أن يُعَلِّمَنِي الاِسمَ الأَعظَمَ ، فَإِنّي
ذاتَ يَومٍ قَد صَلَّيتُ الفَجرَ ، إذ غَلَبَتني عَينايَ وأنَا قاعِدٌ ، وإذا أنَا
بِرَجُلٍ قائِمٍ بَينَ يَدَيَّ يَقولُ لي : سَأَلتَ اللّه تَعالى أن يُعَلِّمَكَ
الاِسمَ الأَعظَمَ؟
قُلتُ : نَعَم.
قالَ : قُل : «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ
بِاسمِكَ ، اللّه ، اللّه ، اللّه ، اللّه ، اللّه ، الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ
رَبُّ العَرشِ العَظيمِ».
قالَ : فَوَ اللّه ما دَعَوتُ بِها لِشَيءٍ
إلاّ رَأَيتُ نُجحَهُ.
٨٥٩. الإمام الرضا عليهالسلام : مَن قالَ بَعدَ
صَلاةِ الفَجرِ : «بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ
بِاللّه العَلِيِّ العَظيمِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ أقرَبَ إلَى اسمِ اللّه
الأَعظَمِ مِن سَوادِ العَينِ إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَياضِها ، وإنَّهُ
دَخَلَ فيهَا اسمُ اللّه الأَعظَمُ.
د ـ كُلُّ اسمٍ مِن
أسماءِ اللّه
٨٦٠. مصباح الشريعة
: ـ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السل : سُئِلَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله عَنِ اسمِ اللّه
الأَعظَمِ قالَ : كُلُّ اسمٍ مِن أسماءِ اللّه ، فَفَرِّغ قَلبَكَ عَن كُلِّ ما
سِواهُ ، وَادعُهُ بِأَيِّ اسمٍ شِئتَ ، فَلَيسَ فِي الحَقيقَةِ للّه اسمٌ دونَ اسمٍ
بَل هُوَ الواحِدُ القَهّارُ.
٦ / ٢
مَن كانَ عِندَهُ
الاِسمُ الأَعظَمُ
الكتاب
(قالَ الَّذِى عِندَهُ
عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَـبِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قالَ هذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى
ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ).
الحديث
٨٦١. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اسمَ اللّه
الأَعظَمَ عَلى ثَلاثَةٍ وسَبعينَ حَرفا ، وإنَّما كانَ عِندَ آصَفَ مِنها حَرفٌ
واحِدٌ ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَخُسِفَ بِالأَرضِ ما بَينَهُ وبَينَ سَريرِ بِلقيسَ
، حَتّى تَناوَلَ السَّريرَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ عادَتِ الأَرضُ كَما كانَت أسرَعَ
مِن طَرفَةِ عَينٍ ، ونَحنُ عِندَنا مِنَ الاِسمِ الأَعظَمِ اثنانِ وسَبعونَ حَرفا
، وحَرفٌ واحِدٌ عِندَ اللّه تَعالَى ، استَأثَرَ بِه في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِلمِ الغَيبِ
عِندَهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه العَلِيِّ العَظيمِ.
٨٦٢. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ سُلَيمانُ
عِندَهُ اسمُ اللّه الأَكبَرُ ، الَّذي إذا سَأَلَهُ أعطى ، وإذا دَعا بِهِ أجابَ
، ولَو كانَ اليَومَ لاَحتاجَ إلَينا.
٨٦٣. عنه عليهالسلام : سَلمانُ عُلِّمَ
الاِسمَ الأَعظَمَ.
٨٦٤. بصائر الدرجات عن عبد اللّه بن بكير
عن أبي عبد الل كُنتُ عِندَهُ فَذَكَروا سُليمانَ وما اُعطِيَ مِنَ العِلمِ وما
اُوتِيَ مِنَ المُلكِ ، فَقالَ لي : وما اُعطِيَ سُليمانُ بنُ داوُودَ؟ إنَّما
كانَ عِندَهُ حَرفٌ واحِدٌ مِنَ الاِسمِ الأَعظَمِ ، وصاحِبُكُم الَّذي قالَ اللّه
: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ
وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ)
وكانَ واللّه عِندَ
عَلِيٍّ عليهالسلام
عِلمُ الكِتابِ ، فَقُلتُ : صَدَقتَ وَاللّه جُعِلتُ فِداكَ!
٨٦٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ عيسَى بنَ
مَريَمَ عليهالسلام
اُعطِيَ حَرفَينِ وكانَ يَعمَلُ بِهِما ، واُعطِيَ موسى أربَعَةَ أحرُفٍ ، واُعطِيَ
إبراهيمُ ثَمانِيَةَ أحرُفٍ ، واُعطِيَ نوحٌ خَمسَةَ عَشَرَ حَرفا ، واُعطِيَ
آدَمُ خَمسَةً وعِشرينَ حَرفا ، وإنَّ اللّه تَعالى جَمَعَ ذلِكَ كُلَّهُ
لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
، وإنَّ اسمَ اللّه الأَعظَمَ ثَلاثَةٌ وسَبعونَ حَرفا ، أعطى مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله اثنَينِ وسَبعينَ
حَرفا ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحُجِبَ عَنهُ حَرفٌ
واحِدٌ.
٨٦٦. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه ـ سُبحانَهُ
وتَعالى ـ جَعَلَ اسمَهُ الأَعظَمَ عَلى ثَلاثَةٍ وسَبعينَ حَرفا ، فَأَعطى آدَمَ
مِنها خَمسَةً وعِشرينَ حَرفا ، وأعطى نوحا مِنها خَمسَةَ عَشَرَ حَرفا ، وأعطى
إبراهيمَ مِنها ثَمانِيَةَ أحرُفٍ ، وأعطى موسى مِنها أربَعَةَ أحرُفٍ ، وأعطى
عيسى مِنها حَرفَينِ ، وكانَ يُحيي بِهِمَا المَوتى ، ويُبرِئُ الأَكمَهَ
وَالأَبرَصَ ، وأعطى مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله
اثنَينِ وسَبعينَ حَرفا ، وَاحتَجَبَ بِحَرفٍ ؛ لِئَلاّ يَعلَمَ أحَدٌ ما في
نَفسِهِ ، ويَعلَمَ ما في أنفُسِ العِبادِ.
٨٦٧. الإمام الرضا عليهالسلام : اُعطِيَ بَلعَمُ
بنُ باعورَا الاِسمَ الأَعظَمَ ، فَكانَ يَدعو بِهِ فَيُستَجابُ لَهُ.
راجع
: أهل البيت في الكتاب والسنّة : القسم الرابع / الفصل الثاني : أبواب علومهم / اسم
اللّه الأعظم. موسوعة العقائد الإسلامية : معرفة اللّه / القسم الثالث / الفصل
الثاني : أصناف أسماء اللّه / الأسماء التكوينيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراسة حول الاسم
الأعظم واجابة الدعاء به
تكرّر موضوع الاسم الأعظم للّه عز وجل
في الأحاديث ، وبخاصّة في الأدعية كثيرا ، وذُكر أنّ كلّ إنسان يدعو اللّه به
يُستجاب دعاؤه ، وأنّ أهل البيت عليهمالسلام
يعرفون جميع حروفه إلاّ حرفا واحدا منه ، فما ذلك الاسم؟
إنّ روايات الباب مختلفة كما لوحظ ، ولا
يمكننا الإجابة عن هذا السؤال بشكلٍ قاطع من وجهة نظر الروايات ، لكن يتسنّى لنا
أن نقول : هَبْ أنّ هذه الروايات صحيحة ؛ فإنّ الاسم الأعظم الذي كان عند الأنبياء
وأهل البيت عليهمالسلامبالخصائص
المذكورة له يجب أن يكون شيئا غير الألفاظ الواردة في الروايات المذكورة لا محالة.
لقد أدّى فقدان الدليل القاطع على
المراد من الاسم الأعظم إلى تضارب الآراء فيه ، حتّى نقل السيوطي عشرين قولاً منها
:
ذهب جماعة منهم : أبو جعفر الطبري ، وأبو
الحسن الأشعري ، وأبو حاتم بن حيّان ، والباقلاني إلى أنّ الأسماء الإلهيّة كلّها
عظيمة ، ولا وجود لاسم أعظم من الأسماء الاُخرى.
وذهب بعضهم : إلى وجود الاسم الأعظم ، لكن
لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى وحده.
ورأى بعض آخر : أنّ الاسم الأعظم خافٍ
بين الأسماء الحسنى.
وقال آخرون : الاسم الأعظم ، هو كلّ اسم
يدعو به العبد ربّه بكلّ وجوده.
ومنهم : من ذكر أنّ الاسم الأعظم اسم
جامع للأسماء كلّها.
ومنهم : من يعتقد أنّ الأنبياء مظاهر
اُمّهات أسماء الحقّ ، وهي داخلة في الاسم الأعظم الجامع ، ومظهر الحقيقة
المحمّديّة.
أجل ، إنّ الخلاف في تبيان ما غمضت حقيقته على الباحثين طبيعيّ ، بيد أنّي وجدتُ
بين الآراء المختلفة التي لاحظتها أنّ كلام العلاّمة الطباطبائي في تبيينه هو
أفضلها.
تحقيق لطيف في توضيح
الاسم الأَعظم
قال العلاّمة الطباطبائي رحمهالله ـ في بيان معنى
الاسم الأعظم ـ : «شاع بين الناس أنّه اسم لفظي من أسماء اللّه سبحانه إذا دعي به
استجيب ، ولا يشذّ من أثره شيء غير أنّهم لما لم يجدوا هذه الخاصّة في شيء من
الأسماء الحسنى المعروفة ولا في لفظ الجلالة ، اعتقدوا أنّه مؤلّف من حروف مجهولة
تأليفا مجهولاً لنا لو عثرنا عليه أخضعنا لإرادتنا كلّ شيء.
وفي مزعمة أصحاب العزائم والدعوات أنّ
له لفظا يدلّ عليه بطبعه لا بالوضع اللغوي غير أنّ حروفه وتأليفها تختلف باختلاف
الحوائج والمطالب ، ولهم في الحصول عليه طرق خاصة يستخرجون بها حروفا أوّلاً ، ثمّ
يؤلّفونها ويدعون بها على ما يعرفه
من راجع فنَّهم. وفي بعض الروايات الواردة إشعار ما بذلك ، كما ورد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنّ «بِسمِ اللّه
الرَّحمنِ الرَّحيمِ أقرَبُ إلَى اسمِ اللّه الأَعظَمِ مِن بَياضِ العَينِ إلى
سَوادِها» ، وما ورد أنّه في آية الكرسي وأوّل
سورة آل عمران ، وما ورد أنّ حروفه متفرّقة في سورة الحمد يعرفها الإمام وإذا شاء
ألّفها ودعا بها فاستجيب له ، وما ورد أنّ آصف ابن برخيا وزير سليمان دعا بما عنده
من حروف اسم اللّه الأعظم فأحضر عرش ملكة سبأ عند سليمان في أقلّ من طرفة عين ، وما
ورد أنّ الاسم الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا قسم اللّه بين أنبيائه اثنين وسبعين
منها ، واستأثر واحدا منها عنده في علم الغيب ، إلى غير ذلك من الروايات المشعرة
بأنّ له تأليفا لفظيا.
والبحث الحقيقي عن العلّة والمعلول
وخواصّها يدفع ذلك كلّه ؛ فإنّ التأثير الحقيقي يدور مدار وجود الأشياء في قوّته
وضعفه والمسانخة بين المؤثّر والمتأثّر ، والاسم اللفظي إذا اعتبرنا من جهة خصوص
لفظه كان مجموعة أصوات مسموعة هي من الكيفيات العرضية ، وإذا اعتبر من جهة معناه
المتصوّر كان صورة ذهنية لا أثر لها من حيث نفسها في شيء البتة ، ومن المستحيل أن
يكون صوت أوجدناه من طريق الحنجرة أو صورة خيالية نصوّرها في ذهننا بحيث يقهر
بوجوده وجود كلّ شيء ، ويتصرّف فيما نريده ، على ما نريده فيقلب السماء أرضا
والأرض سماءً ويحوّل الدنيا إلى الآخرة وبالعكس وهكذا ، وهو في نفسه معلول
لإرادتنا.
والأسماء الإلهية واسمه الأعظم خاصّة
وإن كانت مؤثرة في الكون ووسائط وأسبابا لنزول الفيض من الذات المتعالية في هذا
العالم المشهود ، لكنّها إنّما تؤثّر بحقائقها لا بالألفاظ الدالة في لغة كذا
عليها ، ولا بمعانيها المفهومة من ألفاظها المتصوّرة في الأذهان ، ومعنى ذلك أنّ
اللّه سبحانه هو الفاعل الموجد لكلّ شيء بما له من الصفة الكريمة المناسبة له التي
يحويها الاسم المناسب ، لا تأثير اللفظ أو صورة مفهومة في الذهن أو حقيقة أُخرى
غير الذات المتعالية ، إلاّ أنّ اللّه سبحانه
وعد إجابة دعوة من
دعاه ، كما في قوله
: (أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)
، وهذا يتوقّف على
دعاء وطلب حقيقي ، وأن يكون الدعاء والطلب منه تعالى لا من غيره ـ كما تقدّم في
تفسير الآية. فمن انقطع عن كلّ سبب واتّصل بربِّه لحاجة من حوائجه فقد اتّصل بحقيقة
الاسم المناسب لحاجته فيؤثّر الاسم بحقيقته ويستجاب له ، وذلك حقيقة الدعاء بالاسم
، فعلى حسب حال الإسم الذي انقطع إليه الداعي يكون حال التأثير خصوصا وعموما ، ولو
كان هذا الاسم هو الاسم الأعظم انقاد لحقيقته كلّ شيء واستجيب للداعي به دعاؤه على
الإطلاق.
وعلى هذا يجب أن يحمل ما ورد من
الروايات والأدعية في هذا الباب دون الاسم اللفظي أو مفهومه. ومعنى تعليمه تعالى
نبيّا من أنبيائه أو عبدا من عباده اسماً من أسمائه أو شيئا من الاسم الأعظم هو أن
يفتح له طريق الانقطاع إليه تعالى باسمه ذلك في دعائه ومسألته. فإن كان هناك اسم
لفظي وله معنى مفهوم ، فإنّما ذلك لأجل أن الألفاظ ومعانيها وسائل وأسباب تحفظ بها
الحقائق نوعا من الحفظ ، فافهم ذلك» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّابِعُ :
من تستجاب دعوته
٧ / ١
الأَنبِياءُ
الكتاب
(وَقَالَ مُوسَى
رَبَّنَا إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَ لاً فِى
الْحَيَوةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ
عَلَى أَمْوَ لِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى
يَرَوُاْ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا
فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ).
(قَالَ رَبِّ
السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى
كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَـهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ
رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
(وَنُوحًا إِذْ نَادَى
مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَـهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ
الْعَظِيمِ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَأَيُّوبَ إِذْ
نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَءَاتَيْنَـهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم
مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَـبِدِينَ).
(وَذَا النُّونِ إِذ
ذَّهَبَ مُغَـضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَـادَى فِى الظُّـلُمَـتِ
أَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَ ـ نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّــلِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ).
(رَبِّ نَجِّنِى وَأَهْلِى
مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَـهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ).
(وَزَكَرِيَّا إِذْ
نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَ رِثِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ
إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَـرِعُونَ فِى الْخَيْرَ تِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا
وَكَانُواْ لَنَا خَـشِعِينَ).
(قَالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ
تَكُونُ لَنَا عِيدًا لاِّوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا
وَأَنتَ خَيْرُ الرَّ زِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ
فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّى أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ
أَحَدًا مِّنَ الْعَلَمِينَ).
(وَلَقَدْ نَادَانَا
نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ).
الحديث
٨٦٨. المستدرك عن أنس بن مالك
: إنَّ أبا طالِبٍ مَرِضَ فَثَقُلَ ، فَعادَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله ، فَقالَ : يَابنَ
أخي اُدعُ رَبَّكَ الَّذي بَعَثَكَ أن يُعافِيَني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اشفِ
عَمّي. فَقامَ
كَأَنَّما نَشِطَ مِن عِقالٍ ، فَقالَ أبو طالِبٍ : إنَّ رَبَّكَ بَعَثَكَ
لِيُطيعَكَ؟! قالَ : وأنتَ ـ يا عَمِّ ـ إن أطَعتَ اللّه لَيُطيعَنَّكَ.
٨٦٩. صحيح البخاري عن إسحاق بن عبد اللّه عن
أنس بن مالك أصابَتِ النّاسَ
سَنَةٌ عَلى عَهدِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، فَبَينَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَخطُبُ في يَومِ جُمُعَةٍ ، قامَ أعرابِيٌّ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، هَلَكَ
المالُ ، وجاعَ العِيالُ ، فَادعُ اللّه لَنا. فَرَفَعَ يَدَيهِ ـ وما نَرى فِي
السَّماءِ قَزَعَةً
ـ فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما وَضَعَها حَتّى ثارَ السَّحابُ أمثالَ الجِبالِ
، ثُمَّ لَم يَنزِل عَن مِنبَرِهِ حَتّى رَأَيتُ المَطَرَ يَتَحادَرُ عَلى
لِحيَتِهِ صلىاللهعليهوآله
، فَمُطِرنا يَومَنا ذلِكَ ، ومِنَ الغَدِ ، وبَعدَ الغَدِ ، وَالَّذي يَليهِ ، حَتَّى
الجُمُعَةِ الاُخرى.
وقامَ ذلِكَ الأَعرابِيُّ ـ أو قالَ
غَيرُهُ ـ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، تَهَدَّمَ البِناءُ وغَرِقَ المالُ ، فَادعُ
اللّه لَنا ، فَرَفَعَ يَدَيهِ فَقالَ : اللّهُمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا ، فَما
يُشيرُ بِيَدِهِ إلى ناحِيَةٍ مِنَ السَّحابِ إلاَّ انفَرَجَت ، وصارَتِ
المَدينَةُ مِثلَ الجَوبَةِ
وسالَ الوادي قَناةُ شَهرا ، ولَم يَجِئ أحَدٌ مِن ناحِيَةٍ إلاّ حَدَّثَ
بِالجَودِ.
٨٧٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : إنَّ عَلِيَّ بنَ
أبي طالِبٍ عليهالسلام
قالَ : دَخَلتُ السّوقَ فَابتَعتُ لَحما بِدِرهَمٍ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذُرَةً بِدِرهَمٍ ، فَأَتيتُ
بِهِ فاطِمَةَ عليهاالسلام
، حَتّى إذا فَرَغَت مِنَ الخَبزِ وَالطَّبخِ قالَت : لَو دَعَوتَ أبي.
فَأَتَيتُهُ وهُوَ مُضطَجِعٌ ، وهُوَ
يَقولُ : «أعوذُ بِاللّه مِنَ الجوعِ» ضَجيعا. فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ
عِندَنا طَعاما. فَقامَ وَاتَّكَأَ عَلَيَّ ، ومَضَينا نَحوَ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَلَمّا دَخَلنا :
قالَ : هَلُمَّ طَعامَكِ يا فاطِمَةُ ، فَقَدَّمَت إلَيهِ البُرمَةَ
وَالقُرصَ ، فَغَطَّى القُرصَ وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَنا في طَعامِنا.
ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لِعائِشَةَ
فَغَرَفَت ، ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لاُمِّ سَلَمَةَ فَغَرَفَت ، فَما زالَت تَغرِفُ
حَتّى وَجَّهَت إلى نِسائِهِ التِّسعِ قُرصَةً قُرصَةً ومَرَقا. ثُمَّ قالَ : اِغرِفي
لِأَبيكِ وبَعلِكِ.
ثُمَّ قالَ : اِغرِفي وكُلي وَأهدي
لِجاراتِكِ. فَفَعَلَت ، وبَقِيَ عِندَهُم أيّاما يَأكُلونَ.
٨٧١. المستدرك عن سهل بن حنيف عن عثمان بن
حنيف : سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله وجاءَهُ رَجُلٌ
ضَريرٌ فَشَكا إلَيهِ ذَهابَ بَصَرِهِ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، لَيسَ لي قائِدٌ
وقد شَقَّ عَلَيَّ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اِيتِ الميضَأَةَ
فَتَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ
وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، يا مُحَمَّدُ ، إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلى رَبِّكَ فَيُجلِيَ
لي عَن بَصَري ، اللّهُمَّ شَفِّعهُ فِيَّ وشَفِّعني في نَفسي.
قالَ عُثمانُ : فَوَاللّه ما تَفَرَّقنا
ولاطالَ بِنَا الحَديثُ ، حَتّى دَخَلَ الرَّجُلُ وكَأَنَّهُ لَم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَكُن بِهِ ضُرٌّ
قَطُّ.
٨٧٢. الإمام عليّ عليهالسلام : دَعانِي
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
وأنَا أرمَدُ ، فَتَفَلَ في عَيني ، وشَدَّ العِمامَةَ عَلى رَأسي ، وقالَ : «اللّهُمَّ
، أذهِب عَنهُ الحَرَّ وَالبَردَ» ، فَما وَجَدتُ بَعدَها حَرّا ولا بَردا.
٨٧٣. دلائل النبوّة عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى : اِجتَمَعَ إلَيَّ نَفَرٌ مِن أهلِ
المَسجِدِ فَقالوا : إنّا قَد رَأَينا مِن أميرِ المُؤمِنينَ شَيئا أنكَرناهُ ، فَقُلتُ
: وما هُوَ؟ فَقالوا : يَخرُجُ عَلَينا فِي الشِّتاءِ في إزارٍ ورِداءٍ وفِي
الصَّيفِ في قَباءٍ مَحشُوٍّ! فَدَخَلتُ فَذَكَرتُ ذلِكَ لِأَبي ، فَلَمّا راحَ
إلى عَلِيٍّ عليهالسلام
قالَ : إنَّ النّاسَ قَد رَأَوا مِنكَ شَيئا أنكَروهُ. قالَ : وما هُوَ؟ قُلتُ : لِباسُكَ.
قالَ لي : أوَما كُنتَ مَعَنا حينَ دَعاني رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله وأنَا أرمَدُ
فَتَفَلَ في راحَتَيهِ وألصَقَ بِهِما عَيني ، وقالَ : اللّهُمَّ أذهِب عَنهُ
الحَرَّ وَالبَردَ؟ وَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ ما وَجَدتُ لِواحِدٍ مِنهُما أذىً
حَتَّى السّاعَةِ.
٨٧٤. الخرائج والجرائح
: إنَّهُ لَمَّا انصَرَفَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
مِن خَيبَرَ راجِعا إلَى المَدينَةِ ، قالَ جابِرٌ : أشرَفنا عَلى وادٍ عَظيمٍ
قَدِ امتَلَأَ بِالماءِ ، فَقاسوا عُمقَهُ بِرُمحٍ فَلَم يَبلُغ قَعرَهُ ، فَنَزَلَ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
وقالَ : «اللّهُمَّ أعطِنَا اليَومَ آيَةً مِن آياتِ أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ» ، ثُمَّ
ضَرَبَ الماءَ بِقَضيبِهِ وَاستَوى عَلى راحِلَتِهِ ثُمَّ قالَ : سيروا خَلفي
عَلَى اسمِ اللّه ، فَمَضَت راحِلَتُهُ عَلى وَجهِ الماءِ وَاتَّبَعَهُ النّاسُ
عَلى رَواحِلِهِم ودَوابِّهِم ، فَلَم تَتَرَطَّب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخفافُها ولا
حَوافِرُها.
٨٧٥. الخرائج والجرائح
: إنَّ أصحابَهُ أيِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
يَومَ الأَحزابِ صاروا بِمَعرِضِ العَطَبِ لِفَناءِ الأَزوادِ ، فَهَيَّأَ رَجُلٌ
قوتَ رَجُلٍ أو رَجُلَينِ ـ لا أكثَرَ مِن ذلِكَ ـ ودَعَا النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله فَانقَلَبَ القَومُ
وهُم اُلوفٌ مَعَهُ ، فَدَخَلَ ، فَقالَ صلىاللهعليهوآله
: غَطّوا إناءَكُم فَغَطَّوهُ ، ثُمَّ دَعا وبَرَّكَ عَلَيهِ ، فَأَكَلوا جَميعا
وشَبِعوا ، وَالطَّعامُ بِهَيئَتِهِ.
٨٧٦. الخرائج والجرائح
: إنَّهُ لَمّا أصابَ النّاسَ بِالحُدَيبِيَةِ جوعٌ شَديدٌ ، وقَلَّت أزوادُهُم
لِأَنَّهُم أقاموا بِها بِضعَةَ عَشَرَ يَوما ، فَشَكَوا إلَيهِ
ذلِكَ ، وأمَرَ بِالنَّطعِ
أن يُبسَطَ ، وأمَرَهُم أن يَأتوا بِبَقِيَّةِ أزوادِهِم فَيَطرَحوا ، فَأَتَوا
بِكَفٍّ مِن دَقيقٍ وتُمَيراتٍ. فَقامَ ودَعا بِالبَرَكَةِ فيها ، وأمَرَهُم بِأَن
يَأتوا بِأَوعِيَتِهِم فَمَلَؤوها حَتّى لَم يَجِدوا لَهُ مَحَلاًّ.
٨٧٧. الخرائج والجرائح عن أسماء بنت عميس
: كُنّا مَعَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
في غَزوَةِ حُنَينٍ ، فَبَعَثَ عَلِيّا في حاجَةٍ ، وقَد صَلّى رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله العَصرَ ولَم
يُصَلِّها عَلِيٌّ عليهالسلام
، فَلَمّا رَجَعَ وَضَعَ رَسولُ اللّه رَأسَهُ في حِجرِهِ حَتّى غَرَبَتِ الشَّمسُ
، فَلَمّا رَفَعَ النَّبِيُّ رَأسَهُ ، قالَ عَلِيٌّ : لَم أكُن صَلَّيتُ العَصرَ!
فَقالَ النَّبِيُّ : اللّهُمَّ إنَّ عَلِيّا حَبَسَ بِنَفسِهِ عَلى نَبِيِّكَ ، فَرُدَّ
لَهُ الشَّمسَ ، فَطَلَعَت حَتَّى ارتَفَعَتِ الشَّمسُ عَلَى الحيطانِ وَالأَرضِ
حَتّى صَلّى عَلِيٌّ العَصرَ ، ثُمَّ غَرَبَت. قالَت أسماءُ : وذلِكَ بِالصَّهباءِ
، في غَزوَةِ
حُنَينٍ ، وإنَّ عَلِيّا صَلّى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيماءً ، ثُمَّ قالَ
لَهُ النَّبِيُّ : يا عَلِيُّ أما إنَّها سَتُرَدُّ عَلَيكَ بَعدي حُجَّةً عَلى
أهلِ خِلافِكَ. فَقالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ في ذلِكَ :
إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ
|
|
رُدَّت لَهُ الشَّمسُ مِنَ المَغرِبِ
|
رُدَّت عَلَيهِ الشَّمسُ في ضَوئِها
|
|
عَصرا كَأَنَّ الشَّمسَ لَم تَغرُبِ.
|
٨٧٨. الدعاء عن الربيع بنت معوّذ بن عفراء
: بَينا نَحنُ عِندَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
في بَعضِ أسفارِهِ ؛ إذِ احتاجَ النّاسُ إلى وَضوءٍ ، فَالتَمَسوا فِي الرَّكبِ
ماءً فَلَم يَجِدوا ، فَجاءَني عَمّي مُعاذُ بنُ عَفراءَ فَقالَ : يا بُنَيَّةَ ، هَل
في إداوَتِكِ ما يَتَوَضَّأُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله؟
قُلتُ : لا وَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ ما
فيها شَيءٌ ، فَأَتى رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : ما فِي الرَّكبِ ماءٌ ، فَدَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله فَأَمطَرَت حَتَّى
استَقَى النّاسُ وسُقوا.
راجع
: ص ٤١٩ (من دعا له النبيّ صلىاللهعليهوآله).
٧ / ٢
الأَئِمَةُ
٨٧٩. الإمام الرضا عليهالسلام : لِلإِمامِ
عَلاماتٌ : يَكونُ أعلَمَ النّاسِ ... ويَكونُ دُعاؤُهُ مُستَجابا ، حَتّى إنَّهُ
لَو دَعا عَلى صَخرَةٍ لاَنشَقَّت بِنِصفَينِ.
٨٨٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : الإِمامُ العادِلُ
لا تُرَدُّ دَعوَتُهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٨١. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّه لا
يَكِلُنا إلى أنفُسِنا ، ولَو وَكَلَنا إلى أنفُسِنا لَكُنّا كَعُرضِ النّاسِ ، ونَحنُ
الَّذينَ قالَ اللّه عز وجل : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ
لَكُمْ)
.
٨٨٢. الكافي عن الكناسي عن الإمام الصادق عليهالسلام : خَرَجَ الحَسَنُ
بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام
في بَعضِ عُمَرِهِ
، ومَعَهُ رَجُلٌ مِن وُلدِ الزُّبَيرِ كانَ يَقولُ بِإِمامَتِهِ ، فَنَزَلوا في
مَنهَلٍ
مِن تِلكَ المَناهِلِ ، تَحتَ نَخلٍ يابِسٍ ، قَد يَبِسَ مِنَ العَطَشِ ، فَفُرِشَ
لِلحَسَنِ عليهالسلام
تَحتَ نَخلَةٍ وفُرِشَ لِلزُّبَيرِيِّ بِحِذاهُ تَحتَ نَخلَةٍ اُخرى ، فَقالَ
الزُّبَيرِيُّ ـ ورَفَعَ رَأسَهُ ـ : لَو كانَ فِي هذَا النَّخلِ رُطَبٌ لَأَكَلنا
مِنهُ.
فَقالَ لَهُ الحَسَنُ عليهالسلام : وإنَّكَ
لَتَشتَهِي الرُّطَبَ؟ فَقالَ الزُّبَيرِيُّ : نَعَم ، قالَ : فَرَفَعَ يَدَهُ
إلَى السَّماءِ ، فَدَعا بِكَلامٍ لَم أفهَمهُ ، فَاخضَرَّتِ النَّخلَةُ ، ثُمَّ
صارَت إلى حالِها فَأَورَقَت وحَمَلَت رُطَبا ، فَقالَ الجَمّالُ الَّذِي اكتَرَوا
مِنهُ : سِحرٌ وَاللّه!
فَقالَ الحَسَنُ عليهالسلام : وَيلَكَ! لَيسَ
بِسِحرٍ ، ولكِن دَعوَةُ ابنِ نَبِيٍّ مُستَجابَةٌ ، قالَ : فَصَعِدوا إلَى
النَّخلَةِ ، فَصَرَموا ما كانَ فيهِ ، فَكَفاهُم.
٨٨٣. المناقب لابن شهرآشوب عن إسحاق وإسماعيل
ويونس بني عمار : إنَّهُ استَحالَ
وَجهُ يونُسَ إلَى البَياضِ ، فَنَظَرَ الصّادِقُ إلى جَبهَتِهِ فَصَلّى رَكعَتَينِ
، ثُمَّ حَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصَلّى عَلَى
النَّبِيِّ وآلِهِ ، ثُمَّ قالَ : يا اَللّه يا اَللّه يا اَللّه ، يا رَحمنُ يا
رَحمنُ يا رَحمنُ ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ يا رَحيمُ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، يا
سَميعَ الدَّعَواتِ ، يا مُعطِيَ الخَيراتِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ
بَيتِهِ الطّاهِرينَ الطَّيِّبينَ ، وَاصرِف عَنّي شَرَّ الدُّنيا وشَرَّ
الآخِرَةِ ، وأذهِب عَنّي ما بي ، فَقَد غاظَني ذلِكَ وأحزَنَني.
قالَ : فَوَاللّه ، ما خَرَجنا مِنَ
المَدينَةِ حَتّى تَناثَرَ عَن وَجهِهِ مِثلُ النُّخالَةِ وذَهَبَ.
قالَ الحَكَمُ بنُ مِسكينٍ : ورَأَيتُ
البَياضَ بِوَجهِهِ ، ثُمَّ انصَرَفَ ولَيسَ في وَجهِهِ شَيءٌ.
٨٨٤. الكافي عن عبد اللّه بن المغيرة
: مَرَّ العَبدُ الصّالِحُ بِامرَأَةٍ بِمِنىً وهِيَ تَبكي ، وصِبيانُها حَولَها
يَبكونَ ، وقَد ماتَت لَها بَقَرَةٌ ، فَدَنا مِنها ثُمَّ قالَ لَها : ما يُبكيكِ
يا أمَةَ اللّه؟ قالَت : يا عَبدَ اللّه ، إنَّ لَنا صِبيانا يَتامى ، وكانَت لي
بَقَرَةٌ ، مَعيشَتي ومَعيشَةُ صِبياني كانَ مِنها ، وقَد ماتَت وبَقيتُ مُنقَطِعا
بي وبِوُلدي ، لا حيلَةَ لَنا ، فَقالَ : يا أمَةَ اللّه ، هَل لَكِ أن اُحيِيَها
لَكِ؟ فَاُلهِمَت أن قالَت : نَعَم ، يا عَبدَ اللّه.
فَتَنَحّى وصَلّى رَكعَتَينِ ، ثُمَّ
رَفَعَ يَدَهُ هُنَيئَةً وحَرَّكَ شَفَتَيهِ ، ثُمَّ قامَ فَصَوَّتَ بِالبَقَرَةِ
فَنَخَسَها نَخسَةً ، أو ضَرَبَها بِرِجلِهِ ، فَاستَوَت عَلَى الأَرضِ قائِمَةً ،
فَلَمّا نَظَرَتِ المَرأَةُ إلَى البَقَرَةِ صاحَت وقالَت : عيسَى بنُ مَريَمَ
ورَبِّ الكَعبَةِ!! فَخالَطَ النّاسَ وصارَ بَينَهُم ومَضى عليهالسلام.
٨٨٥. الإمام الجواد عليهالسلام : إنَّ الرِّضا
عَلِيَّ بنَ موسى عليهالسلام
، لَمّا جَعَلَهُ المَأمونُ وَلِيَّ عَهدِهِ احتَبَسَ المَطَرُ ، فَجَعَلَ بَعضُ
حاشِيَةِ المَأمونِ وَالمُتَعَصِّبينَ عَلَى الرِّضا يَقولونَ : اُنظُروا لَمّا
جاءَنا عَلِيُّ بنُ موسى ، وصارَ وَلِيَّ عَهدِنا ، فَحَبَسَ اللّه عَنَّا
المَطَرَ! وَاتَّصَلَ ذلِكَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالمَأمونِ ، فَاشتَدَّ
عَلَيهِ ، فَقالَ لِلرِّضا عليهالسلام
: قَدِ احتَبَسَ المَطَرُ ، فَلَو دَعَوتَ اللّه عز وجل أن يُمطِرَ النّاسَ.
فَقالَ الرِّضا عليهالسلام : نَعَم. قالَ : فَمَتى
تَفعَلُ ذلِكَ؟ ـ وكانَ ذلِكَ يَومَ الجُمُعَةِ ـ قالَ : يَومَ الإِثنَينِ ؛
فَإِنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
: أتانِي البارِحَةَ في مَنامي ومَعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليهالسلام ، وقالَ : يا
بُنَيَّ ، انتَظِر يَومَ الإِثنَينِ ، فَابرُز إلَى الصَّحراءِ وَاستَسقِ ؛
فَإِنَّ اللّه تَعالى سَيُسقيهِم ، وأخبِرهُم بِما يُريكَ اللّه مِمّا لا يَعلَمونَ
مِن حالِهِم ، لِيَزدادَ عِلمُهُم بِفَضلِكَ ومَكانِكَ مِن رَبِّكَ عز وجل.
فَلَمّا كانَ يَومُ الإِثنَينِ غَدا
إلَى الصَّحراءِ ، وخَرَجَ الخَلائِقُ يَنظُرونَ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ
اللّه وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
اللّهُمَّ يا رَبِّ ، أنتَ عَظَّمتَ
حَقَّنا أهلَ البَيتِ ، فَتَوَسَّلوا بِنا كَما أمَرتَ ، وأمَّلوا فَضلَكَ
ورَحمَتَكَ ، وتَوَقَّعوا إحسانَكَ ونِعمَتَكَ ، فَاسقِهِم سَقيا نافِعا عامّا
غَيرَ رائِثٍ ولا ضائِرٍ ، وَليَكُنِ ابتِداءُ مَطَرِهِم بَعدَ انصِرافِهِم مِن
مَشهَدِهِم هذا إلى مَنازِلِهِم ومَقارِّهِم.
قالَ : فَوَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا
بِالحَقِّ نَبِيّا ، لَقَد نَسَجَتِ الرِّياحُ فِي الهَواءِ الغُيومَ ، وأرعَدَت
وأبرَقَت ، وتَحَرَّكَ النّاسُ كَأَنَّهُم يُريدونَ التَّنَحِّيَ عَنِ المَطَرِ.
فَقالَ الرِّضا عليهالسلام : عَلى رِسلِكُم
أيُّهَا النّاسُ ، فَلَيسَ هذَا الغَيمُ لَكُم ، إنَّما هُوَ لِأَهلِ بَلَدِ كَذا
، فَمَضَتِ السَّحابَةُ وعَبَرَت. ثُمَّ جاءَت سَحابَةٌ اُخرى تَشتَمِلُ عَلى
رَعدٍ وبَرقٍ ، فَتَحَرَّكوا ، فَقالَ : عَلى رِسلِكُم ، فَما هذِهِ لَكُم ، إنَّما
هِيَ لِأَهلِ بَلَدِ كَذا ، فَما زالَت حَتّى جاءَت عَشرُ سَحاباتٍ
وعَبَرَت ، ويَقولُ عَلِيُّ بنُ موسَى الرِّضا عليهالسلام
في كُلِّ واحِدَةٍ : عَلى رِسلِكُم ، لَيسَت هذِهِ لَكُم ، إنَّما هِيَ لِأَهلِ
بَلَدِ كَذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ أقبَلَتِ السَّحابَةُ الحادِيَةَ
عَشرَةَ ، فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، هذِهِ سَحابَةٌ بَعَثَهَا اللّه عز وجل
لَكُم ، فَاشكُرُوا اللّه عَلى تَفَضُّلِهِ عَلَيكُم ، وقوموا إلى مَقارِّكُم
ومَنازِلِكُم ؛ فَإِنَّها مُسامِتَةٌ
لَكُم ولِرُؤوسِكُم ، مُمسِكَةٌ عَنكُم ، إلى أن تَدخُلوا إلى مَقارِّكُم ، ثُمَّ
يَأتيكُم مِنَ الخَيرِ ما يَليقُ بِكَرَمِ اللّه تَعالى وجَلالِهِ.
ونَزَلَ مِنَ
المِنبَرِ وَانصَرَفَ النّاسُ ، فَما زالَتِ السَّحابَةُ مُمسِكَةً إلى أن قَرُبوا
مِن مَنازِلِهِم ، ثُمَّ جاءَت بِوابِلِ المَطَرِ ، فَمَلَأَتِ الأَودِيَةَ
وَالحِياضَ وَالغُدرانَ وَالفَلَواتِ ، فَجَعَلَ النّاسُ يَقولونَ : هَنيئا
لِوَلَدِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
كَراماتُ اللّه عز وجل!
٨٨٦. دلائل الإمامة عن القاسم بن العلاء
: كَتَبتُ إلى صاحِبِ الزَّمانِ عليهالسلام
ثَلاثَةَ كُتُبٍ في حَوائِجَ لي ، وأعلَمتُهُ أنَّني رَجُلٌ قَد كَبِرَ سِنّي ، وأنَّهُ
لا وَلَدَ لي ، فَأَجابَني عَنِ الحَوائِجِ ولَم يُجِبني عَنِ الوَلَدِ بِشَيءٍ.
فَكَتَبتُ إلَيهِ فِي الرّابِعَةِ
كِتابا وسَأَلتُهُ أن يَدعُوَ اللّه لي أن يَرزُقَني وَلَدا ، فَأَجابَني وكَتَبَ
بِحَوائِجي ، فَكَتَبَ : اللّهُمَّ ارزُقهُ وَلَدا ذَكَرا تُقِرُّ بِهِ عَينَهُ ، وَاجعَل
هذَا الحَملَ الَّذي لَهُ وارِثا ، فَوَرَدَ الكِتابُ وأنَا لا أعلَمُ أنَّ لي
حَملاً ، فَدَخَلتُ إلى جارِيَتي ، فَسَأَلتُها عَن ذلِكَ ، فَأَخبَرَتني أنَّ
عِلَّتَها قَدِ ارتَفَعَت فَوَلَدَت غُلاما.
راجع
: ص ٤٧١ ـ ٥٣٣ (من دعا له الإمام عليّ عليهالسلام
ـ إلى ـ من دعا له الإمام المهدي عليهالسلام).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ٣
أولِياءُ اللّه
الكتاب
(وَيَسْتَجِيبُ
الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَـفِرُونَ
لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ).
الحديث
٨٨٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِحذَر يا
اُسامَةُ دُعاءَ عِبادِ اللّه الَّذينَ أنهَكُوا الأَبدانَ ، وصاحَبُوا الأَحزانَ
، وأزالُوا اللُّحومَ ، وأذابُوا الشُّحومَ ، وأظمَؤُوا الكُبودَ ، وأحرَقُوا
الجُلودَ بِالأَرياحِ وَالسَّمائِمِ
، حَتّى غَشِيَت مِنهُمُ الأَبصارُ شَوقا إلَى الواحِدِ القَهّارِ ؛ فَإِنَّ اللّه
إذا نَظَرَ إلَيهِم ، باهى بِهِمُ المَلائِكَةَ وغَشّاهُم بِالرَّحمَةِ ، بِهِم
يَدفَعُ اللّه الزَّلازِلَ وَالفِتَنَ.
٨٨٨. عنه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه عز وجل
: مَن أهانَ لي وَلِيّا فَقَد أرصَدَ لِمُحارَبَتي ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبدٌ
بِشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ ، وإنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إلَيَّ
بِالنّافِلَةِ حَتّى اُحِبَّهُ ، فَإِذا أحبَبتُهُ ، كُنتُ سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ
بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ ، ولِسانَهُ الَّذي يَنطِقُ بِهِ ، ويَدَهُ
الَّتي يَبطِشُ بِها ؛ إن دَعاني أجَبتُهُ ، وإن سَأَلَني أعطَيتُهُ ، وما
تَرَدَّدتُ عَن شَيءٍ أنَا فاعِلُهُ ، كَتَرَدُّدي عَن مَوتِ المُؤمِنِ ، يَكرَهُ
المَوتَ وأكرَهُ مَساءَتَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٨٩. عنه صلىاللهعليهوآله : رُبَّ أشعَثَ
أغبَرَ ذي طِمرَينِ
مُدَفَّعٌ بِالأَبوابِ ، لَو أقسَمَ عَلَى اللّه عز وجل لَأَبَرَّهُ.
٨٩٠. الإمام عليّ عليهالسلام : النّاسُ فِي
الدُّنيا عامِلانِ : ... وعامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنيا لِما بَعدَها ، فَجاءَهُ
الَّذي لَهُ مِنَ الدُّنيا بِغَيرِ عَمَلٍ ، فَأَحرَزَ الحَظَّينِ مَعا ، ومَلَكَ
الدّارَينِ جَميعا ، فَأَصبَحَ وَجيها عِندَ اللّه ، لا يَسأَلُ اللّه حاجَةً
فَيَمنَعُهُ.
٨٩١. الإمام زين العابدين عليهالسلام : لكِنَّ الرَّجُلَ
، كُلَّ الرَّجُلِ ، نِعمَ الرَّجُلُ ، هُوَ الَّذي جَعَلَ هَواهُ تَبَعا لِأَمرِ
اللّه ، وقُواهُ مَبذولَةً في رِضَى اللّه ، يَرَى الذُّلَّ مَعَ الحَقِّ أقرَبَ
إلى عِزِّ الأَبَدِ مِنَ العِزِّ فِي الباطِلِ ... فَذلِكُمُ الرَّجُلُ نِعمَ
الرَّجُلُ ، فَبِهِ فَتَمَسَّكوا ، وبِسُنَّتِهِ فَاقتَدوا ، وإلى رَبِّكُم فَبِهِ
فَتَوَسَّلوا ؛ فَإِنَّهُ لا تُرَدُّ لَهُ دَعوَةٌ ، ولا تُخَيَّبُ لَهُ طَلِبَةٌ.
٨٩٢. الإمام الصادق عليهالسلام ـ مِن وَصِيَّتِهِ
لِعَبدِ اللّه بنِ جُندَبٍ ـ : يَابنَ جُندَبٍ ، قالَ اللّه جَلَّ وعَزَّ في بَعضِ
ما أوحى : إنَّما أقبَلُ الصَّلاةَ مِمَّن يَتَواضَعُ لِعَظَمَتي ، ويَكُفُّ
نَفسَهُ عَنِ الشَّهَواتِ مِن أجلي ، ويَقطَعُ نَهارَهُ بِذِكري ، ولا يَتَعَظَّمُ
عَلى خَلقي ، ويُطعِمُ الجائِعَ ويَكسُو العارِيَ ، ويَرحَمُ المُصابَ ، ويُؤوِي
الغَريبَ ، فَذلِكَ يُشرِقُ نورُهُ مِثلَ الشَّمسِ ، أجعَلُ لَهُ فِي الظُّلمَةِ
نورا ، وفِي الجَهالَةِ حِلما ، أكلَؤُهُ
بِعِزَّتي ، وأستَحفِظُهُ مَلائِكَتي ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَدعوني فَاُلَبّيهِ
، ويَسأَ لُني فَاُعطيهِ.
٨٩٣. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه تَعالى
أوحى إلى داوُودَ عليهالسلام
: أن بَلِّغ قَومَكَ أنَّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ مِنهُم آمُرُهُ بِطاعَتي فَيُطيعُني ،
إلاّ كانَ حَقّا عَلَيَّ أن اُعينَهُ عَلى طاعَتي ؛ فَإِن سَأَلَني أعطَيتُهُ ، وإن
دَعاني أجَبتُهُ ، وإنِ اعتَصَمَ بي عَصَمتُهُ ، وإنِ استَكفاني كَفَيتُهُ ، وإن
تَوَكَّلَ عَلَيَّ حَفِظتُهُ ، وإن كادَهُ جَميعُ خَلقي كِدتُ دونَهُ.
٧ / ٤
المُؤمِنونَ إذا دَعَوا
في أمرٍ واحدٍ
٨٩٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا يَجتَمِعُ
مَلأٌَ فَيَدعُوَ بَعضُهُم ، ويُؤَمِّنَ البَعضُ ، إلاّ أجابَهُمُ اللّه.
٨٩٥. عنه صلىاللهعليهوآله : مَا اجتَمَعَ
ثَلاثَةٌ قَطُّ بِدَعوَةٍ ، إلاّ كانَ حَقّا عَلَى اللّه أن لا تُرَدَّ أيديهِم.
٨٩٦. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَجتَمِعُ
أربَعونَ رَجُلاً يَدعونَ اللّه في أمرٍ واحِدٍ ، إلاَّ استَجابَ اللّه لَهُم ، حَتّى
لَو دَعَوا عَلى جَبَلٍ لأََزالوهُ.
٨٩٧. الإمام الصادق عليهالسلام : أيُّما ثَلاثَةِ
مُؤمِنينَ اجتَمَعوا عِندَ أخٍ لَهُم يَأمَنونَ بَوائِقَهُ
، ولا يَخافونَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غَوائِلَهُ
، ويَرجونَ ما عِندَهُ ، إن دَعَوُا اللّه أجابَهُم ، وإن سَأَلوا أعطاهُم ، وإنِ
استَزادوا زادَهُم ، وإن سَكَتُوا ابتَدَأَهُم.
٨٩٨. عنه عليهالسلام : مَا اجتَمَعَ
ثَلاثَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ فَصاعِدا إلاّ حَضَرَ مِنَ المَلائِكَةِ مِثلُهُم ، فَإِن
دَعَوا بِخَيرٍ أمَّنوا ، وإنِ استَعاذوا مِن شَرٍّ دَعَوُا اللّه لِيَصرِفَهُ
عَنهُم ، وإن سَأَلوا حاجَةً تَشَفَّعوا إلَى اللّه وسَأَلوهُ قَضاها.
٨٩٩. عنه عليهالسلام : مَا اجتَمَعَ
أربَعَةُ رَهطٍ قَطُّ عَلى أمرٍ واحِدٍ فَدَعَوُا اللّه ، إلاّ تَفَرَّقوا عَن
إجابَةٍ.
٩٠٠. عنه عليهالسلام : ما مِن رَهطٍ
أربَعينَ رَجُلاً ، اجتَمَعوا فَدَعَوُا اللّه عز وجل في أمرٍ إلاَّ استَجابَ
اللّه لَهُم ، فَإِن لَم يَكونوا أربَعينَ فَأَربَعَةٌ يَدعونَ اللّه عز وجل عَشرَ
مَرّاتٍ ، إلاَّ استَجابَ اللّه لَهُم ، فَإِن لَم يَكونوا أربَعَةً فَواحِدٌ
يَدعُو اللّه أربَعينَ مَرَّةً ، فَيَستَجيبُ اللّه العَزيزُ الجَبّارُ لَهُ.
٩٠١. عنه عليهالسلام : كانَ أبي عليهالسلام إذا حَزَنَهُ أمرٌ ،
جَمَعَ النِّساءَ وَالصِّبيانَ ، ثُمَّ دَعا وأمَّنوا.
٩٠٢. عنه عليهالسلام : كانَ فيما وَعَظَ
اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليهالسلام
: ... يا عيسى ، تُب إلَيَّ بَعدَ الذَّنبِ ، وذَكِّر بِيَ الأَوّابينَ ، وآمِن بي
، وتَقَرَّب إلَى المُؤمِنينَ ، ومُرهُم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَدعوني مَعَكَ.
٩٠٣. سعد السعود
: مِن سُنَنِ إدريسَ عليهالسلام
، وهُوَ بِخَطِّ عيسى نَقَلَهُ مِنَ السُّريانِيِّ إلَى العَرَبِيِّ : ... اُدعُوا
اللّه في أكثَرِ أوقاتِكُم مُتَعاضِدينَ مُتَأَلِّهينَ في دُعائِكُم ؛ فَإِنَّهُ
إن يَعلَم مِنكُمُ التَّظافُرَ وَالتَّوازُرَ يُجِب دُعاءَكُم ، ويَقضِ حاجاتِكُم
، ويُبَلِّغكُم آمالَكُم ، ويُفِض عَطاياهُ عَلَيكُم مِن خَزائِنِهِ الَّتي لا
تَفنى.
٧ / ٥
المُؤمِنُ
٩٠٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ لِكُلِّ
مُسلِمٍ دَعوَةً مُستَجابَةً ، يَدعوها فَيَستَجيبُ لَهُ.
٩٠٥. عنه صلىاللهعليهوآله : لِلمُؤمِنِ في
كُلِّ يَومٍ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٩٠٦. عنه صلىاللهعليهوآله : اِحذَروا دَعوَةَ
المُؤمِنِ وفِراسَتَهُ ؛ فَإِنَّهُ يَنظُرُ بِنورِ اللّه ، ويَنظُرُ بِالتَّوفيقِ.
٩٠٧. الإمام الصادق عليهالسلام : اِستَكثِروا مِنَ
الإِخوانِ ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ مُؤمِنٍ دَعوَةً مُستَجابَةً.
٩٠٨. المراسيل عن أبي قلابة عن رسول اللّه
صلى الله عليه لا يَزالُ في
اُمَّتي شيعَةٌ ، لا يَدعونَ اللّه بِشَيءٍ إلاَّ استَجابَ لَهُم ، بِهِم
تُنصَرونَ ، وبِهِم تُمطَرونَ ـ وحَسِبتُ أنَّهُ قالَ : ـ وبِهِم يُدفَعُ عَنكُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٠٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن أحَبَّ
عَلِيّا ، قَبِلَ اللّه تَعالى مِنهُ صَلاتَهُ وصِيامَهُ وقِيامَهُ ، وَاستَجابَ
دُعاءَهُ.
٩١٠. عنه صلىاللهعليهوآله : لَمّا بَعَثَ
اللّه عز وجل موسَى بنَ عِمرانَ عليهالسلام
... نادى رَبُّنا عز وجل : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، إنَّ قَضائي عَلَيكُم : أنَّ
رَحمَتي سَبَقَت غَضَبي ، وعَفوي قَبلَ عِقابي ، فَقَدِ استَجَبتُ لَكُم مِن قَبلِ
أن تَدعوني ، وأعطَيتُكُم مِن قَبلِ أن تَسأَلوني.
٩١١. ثواب الأعمال عن سهل بن سعد الأنصاري
: سَأَلتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
عَن قَولِ اللّه عز وجل : (وَمَا كُنتَ
بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا)
قالَ : كَتَبَ اللّه
عز وجل كِتابا قَبلَ أن يَخلُقَ الخَلقَ بِأَلفَي عامٍ ، في وَرَقِ آسٍ أنبَتَهُ ،
ثُمَّ وَضَعَها عَلَى العَرشِ ، ثُمَّ نادى : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، إنَّ رَحمَتي
سَبَقَت غَضَبي ، أعطَيتُكُم قَبلَ أن تَسأَلوني ، وغَفَرتُ لَكُم قَبلَ أن
تَستَغفِروني ، فَمَن لَقِيَني مِنكُم يَشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ أنَا ، وأنَّ
مُحَمَّدا عَبدي ورَسولي ، أدخَلتُهُ الجَنَّةَ بِرَحمَتي.
٩١٢. الإمام الصادق عليهالسلام : لَو أنَّ
شيعَتَنَا استَقاموا لَصافَحَتهُمُ المَلائِكَةُ ، ولَأَظَلَّهُمُ الغَمامُ ، ولَأَشرَقوا
نَهارا ، ولَأَكَلوا مِن فَوقِهِم ومِن تَحتِ أرجُلِهِم ، ولَما سَأَ لُوا اللّه
شَيئا إلاّ أعطاهُم.
٩١٣. المؤمن عن الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ المُؤمِنَ
إذا دَعَا اللّه عز وجل أجابَهُ ـ قالَ الرّاوي : فَشُخِصَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَصري نَحوَهُ إعجابا
بِما قالَ ـ فَقالَ عليهالسلام : إنَّ اللّه واسِعٌ
لِخَلقِهِ.
٧ / ٦
العالِمُ
٩١٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ألا فَاغتَنِموا
دُعاءَ العالِمِ ؛ فَإِنَّ اللّه يَستَجيبُ دُعاءَهُ فيمَن دَعاهُ.
٩١٥. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ الرَّجُلَ
العالِمَ مِن شيعَتِنا إذا حَفِظَ لِسانَهُ ، وطابَ نَفسا بِطاعَةِ أولِيائِهِ ،
... إن سَأَلَ اُعطِيَ ، وإن دَعا اُجيبَ ، وإن طَلَبَ أدرَكَ ، وإن نَصَرَ
مَظلوما عَزَّ.
٧ / ٧
المُجاهِدُ
٩١٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِتَّقوا أذَى
المُجاهِدينَ في سَبيلِ اللّه ؛ فَإِنَّ اللّه عز وجل يَغضَبُ لَهُم ، كَما
يَغضَبُ لِلرُّسُلِ ، ويَستَجيبُ لَهُم ، كَما يَستَجيبُ لِلرُّسُلِ.
٩١٧. عنه صلىاللهعليهوآله : دَعا موسى عليهالسلام وأمَّنَ هارونُ عليهالسلام وأمَّنَتِ المَلائِكَةُ
عليهمالسلام
، فَقالَ اللّه تَبارَكَ وتَعالى : «(قَدْ أُجِيبَت
دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا)
، ومَن غَزا في
سَبيلِ اللّه أستَجيبُ لَهُ ، كَما استَجيبُ لَكُما إلى
يَومِ القِيامَةِ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ٨
المُؤَذِّنُ
٩١٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : المُؤَذِّنونَ
اُمَناءُ المُؤمِنينَ عَلى صَلَواتِهِم وصَومِهِم ، ولُحومِهِم ودِمائِهِم ، لا
يَسأَلونَ اللّه عز وجل شَيئا إلاّ أعطاهُم ، ولا يَشفَعونَ في شَيءٍ إلاّ
شُفِّعوا.
٧ / ٩
الصّائِمُ
٩١٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : الصّائِمُ لا
تُرَدُّ دَعوَتُهُ.
٩٢٠. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ لِلصّائِمِ
عِندَ فِطرِهِ لَدَعوَةً ما تُرَدُّ.
٩٢١. الإمام الحسن عليهالسلام : إنَّ لِكُلِّ
صائِمٍ عِندَ فُطورِهِ دَعوَةً مُستَجابَةً.
٩٢٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : نَومُ الصّائِمِ
عِبادَةٌ ، وسُكوتُهُ تَسبيحٌ ، ودُعاؤُهُ مُستَجابٌ ، وعَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٢٣. عنه صلىاللهعليهوآله : دَعوَةُ الصّائِمِ
تُستَجابُ عِندَ إفطارِهِ.
٧ / ١٠
مَن فَطَّرَ صائِما
٩٢٤. الإمام الباقر عليهالسلام : أيُّما مُؤمِنٍ
فَطَّرَ مُؤمِنا لَيلَةً مِن شَهرِ رَمَضانَ ، كَتَبَ اللّه لَهُ بِذلِكَ مِثلَ
أجرِ مَن أعتَقَ نَسَمَةً مُؤمِنَةً ، ومَن فَطَّرَهُ شَهرَ رَمَضانَ كُلَّهُ ، كَتَبَ
اللّه تَعالى لَهُ بِذلِكَ أجرَ مَن أعتَقَ ثَلاثينَ نَسَمَةً مُؤمِنَةً ، وكانَ
لَهُ بِذلِكَ عِندَ اللّه دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٩٢٥. الإمام الصادق عليهالسلام : أيُّما مُؤمِنٍ
أطعَمَ مُؤمِنا لَيلَةً مِن شَهرِ رَمَضانَ ، كَتَبَ اللّه لَهُ بِذلِكَ مِثلَ
أجرِ مَن أعتَقَ ثَلاثينَ نَسَمَةً مُؤمِنَةً ، وكانَ لَهُ بِذلِكَ عِندَ اللّه عز
وجل دَعوَةٌ مُجابَةٌ.
٧ / ١١
مَن فَرَّجَ عَن
مَكروبٍ
٩٢٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن أرادَ أن
تُستَجابَ دَعوَتُهُ وأن تُكشَفَ كُربَتُهُ ، فَليُفَرِّج عَن مُعسِرٍ.
٧ / ١٢
المَظلومُ
٩٢٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِتَّقِ دَعوَةَ
المَظلومِ ؛ فَإِنَّها لَيسَ بَينَها وبَينَ اللّه حِجابٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٢٨. عنه صلىاللهعليهوآله : اِتَّقوا دَعَواتِ
المَظلومِ ؛ فَإِنَّها تَصعَدُ إلَى السَّماءِ كَأَنَّها شَرارٌ.
٩٢٩. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أبي يَقولُ :
اِتَّقُوا الظُّلمَ ؛ فَإِنَّ دَعوَةَ المَظلومِ تَصعَدُ إلَى السَّماءِ.
٩٣٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِتَّقوا دَعوَةَ
المَظلومِ ـ وإن كانَ كافِرا ـ فَإِنَّهُ لَيسَ دونَها حِجابٌ.
٩٣١. عنه صلىاللهعليهوآله ـ نَقلاً عَن صُحُفِ
إبراهيمَ في دَعوَةِ المَظلومِ : إنّي لا أرُدُّها وإن كانَت مِن كافِرٍ.
٩٣٢. عنه صلىاللهعليهوآله : دَعوَةُ المَظلومِ
مُستَجابَةٌ ، وإن كانَ فاجِرا فَفُجورُهُ عَلى نَفسِهِ.
٩٣٣. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ العَبدَ إذا
ظُلِمَ فَلَم يَنتَصِر ، ولَم يَكُن لَهُ مَن يَنصُرُهُ ، رَفَعَ طَرفَهُ إلَى
السَّماءِ ، فَدَعَا اللّه ، قالَ اللّه عز وجل : لَبَّيكَ عَبدي أنَا أنصُرُكَ
عاجِلاً وآجِلاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٣٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إيّاكُم ودَعوَةَ
المَظلومِ ؛ فَإِنَّها تُرفَعُ فَوقَ السَّحابِ حَتّى يَنظُرَ اللّه عز وجل إلَيها
، فَيَقولُ : اِرفَعوها حَتّى أستَجيبَ لَهُ.
٩٣٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إيّاكَ ودَعوَةَ
المَظلومِ ؛ فَإِنَّما يَسأَلُ اللّه حَقَّهُ ، وإنَّ اللّه لا يَمنَعُ ذا حَقٍّ
حَقَّهُ.
٩٣٦. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ دَعوَةَ
المَظلومِ مُجابَةٌ عِندَ اللّه سُبحانَهُ ؛ لِأَنَّهُ يَطلُبُ حَقَّهُ ، وَاللّه
تَعالى أعدَلُ أن يَمنَعَ ذا حَقٍّ حَقَّهُ.
٩٣٧. عنه عليهالسلام : اِتَّقوا دَعوَةَ
المَظلومِ ؛ فَإِنَّهُ يَسأَلُ اللّه حَقَّهُ ، وَاللّه سُبحانَهُ أكرَمُ مِن أن
يُسأَلَ حَقّا إلاّ أجابَ.
٩٣٨. عنه عليهالسلام : أنفَذُ السِّهامِ
دَعوَةُ المَظلومِ.
٩٣٩. الإمام الحسن عليهالسلام : بَينَ السَّماءِ
وَالأَرضِ : دَعوَةُ المَظلومِ ، ومَدُّ البَصَرِ.
٩٤٠. الإمام الصادق عليهالسلام : إيّاكُم أن
تُعينوا عَلى مُسلِمٍ مَظلومٍ فَيَدعُوَ اللّه عَلَيكُم ، ويُستَجابَ لَهُ فيكُم ؛
فَإِنَّ أبانا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
كانَ يَقولُ : إنَّ دَعوَةَ المُسلمِ المَظلومِ مُستَجابَةٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٤١. الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهمالسلام : فيما وَعَظَ اللّه
عز وجل بِهِ عيسى عليهالسلام
: يا عيسى ... إيّاكَ ودَعوَةَ المَظلومِ ؛ فَإِنّي آلَيتُ عَلى نَفسي أن أفتَحَ
لَها بابا مِنَ السَّماءِ بِالقَبولِ ، وأن اُجيبَهُ ولو بَعدَ حينٍ.
٩٤٢. جامع الأحاديث عن مكحول
: قيلَ لِأَبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ : ... أيُّ الدّاعي أسرَعُ إجابَةً؟ قالَ : المَظلومُ
الَّذي لا ناصِرَ لَهُ إلاَّ اللّه.
٧ / ١٣
المُضطَرُّ
الكتاب
(أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ
الْأَرْضِ أَءِلَـهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ).
راجع
: ص ٦٤ (ذمّ من لا يدعو إلاّ عند نزول
البلاء).
الحديث
٩٤٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِجابِرِ بنِ
سُلَيمٍ ـ : أنَا رَسولُ اللّه الَّذي إذا أصابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوتَهُ كَشَفَهُ
عَنكَ ، وإن أصابَكَ عامُ سَنَةٍ
فَدَعَوتَهُ أنبَتَها لَكَ ، وإذا كُنتَ بِأَرضٍ قَفراءَ أو فَلاةٍ فَضَلَّت
راحِلَتُكَ ، فَدَعَوتَهُ ، رَدَّها عَلَيكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٤٤. الإمام الباقر عليهالسلام : كانَ دُعاءُ
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
لَيلَةَ الأَحزابِ : يا صَريخَ المَكروبينَ ، ويا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ ، ويا
كاشِفَ غَمِّي ، اكشِف عَنّي غَمّي وهَمّي وكَربي ؛ فَإِنَّكَ تَعلَمُ حالي وحالَ
أصحابي ، وَاكفِني هَولَ عَدُوّي.
٩٤٥. الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه
: إنَّ موسى عليهالسلام
ناجاهُ اللّه تَبارَكَ وتَعالى ، فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : ... يا موسى ، مُر
عِبادي يَدعوني عَلى ما كانَ بَعدَ أن يُقِرّوا لي أنّي أرحَمُ الرّاحِمينَ ، مُجيبُ
المُضطَرّينَ ، وأكشِفُ السّوءَ ، واُبَدِّلُ الزَّمانَ ، وآتي بِالرَّخاءِ ، وأشكُرُ
اليَسيرَ ، واُثيبُ الكَثيرَ ، واُغنِي الفَقيرَ ، وأنَا الدّائِمُ العَزيزُ
القَديرُ.
٩٤٦. الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهمالسلام : فيما وَعَظَ اللّه
عز وجل بِهِ عيسى عليهالسلام
: ... يا عيسَى ، ادعُني دُعاءَ الغَريقِ الحَزينِ الَّذي لَيسَ لَهُ مُغيثٌ ... يا
عيسَى ، استَغِث بي في حالاتِ الشِّدَّةِ ؛ فَإِنّي اُغيثُ المَكروبينَ ، واُجيبُ
المُضطَرّينَ ، وأنَا أرحَمُ الرّاحِمينَ.
٩٤٧. الإمام زين العابدين عليهالسلام : سُبحانَكَ! نَحنُ
المُضطَرّونَ الَّذينَ أوجَبتَ إجابَتَهُم ، وأهلُ السّوءِ الَّذينَ وَعَدتَ
الكَشفَ عَنهُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٤٨. عنه عليهالسلام : إلهي ... أنتَ
الَّذي أجَبتَ عِندَ الاِضطِرارِ دَعوَتي ، وأقَلتَ عِندَ العِثارِ زَلَّتي ، وأخَذتَ
لي مِنَ الأَعداءِ بِظُلامَتي.
٩٤٩. عنه عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ
عِندَ الشِّدَّةِ ـ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ... وَاجعَلني مِمَّن
يَدعوكَ مُخلِصا فِي الرَّخاءِ ، دُعاءَ المُخلِصينَ المُضطَرّينَ لَكَ فِي
الدُّعاءِ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.
٩٥٠. عنه عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ فِي
الظُّلاماتِ ـ : اللّهُمَّ ... وعَرِّفني ما وَعَدتَ مِن إجابَةِ المُضطَرّينَ.
٩٥١. عنه عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ في
مَكارِمِ الأَخلاقِ ـ : اللّهُمَّ اجعَلني أصولُ بِكَ عِندَ الضَّرورَةِ ، وأسأَ
لُكَ عِندَ الحاجَةِ ، وأتَضَرَّعُ إلَيكَ عِندَ المَسكَنَةِ ، ولا تَفتِنّي
بِالاِستِعانَةِ بِغَيرِكَ إذَا اضطُرِرتُ ، ولا بِالخُضوعِ لِسُؤالِ غَيرِكَ إذَا
افتَقَرتُ ، ولا بِالتَّضَرُّعِ إلى مَن دونَكَ إذا رَهِبتُ ، فَأَستَحِقَّ
بِذلِكَ خِذلانَكَ ومَنعَكَ وإعراضَكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
٧ / ١٤
مَن دَعا كَدُعاءِ
الغَريقِ
٩٥٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أوحَى اللّه إلى
نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياءِ : ما بالُ عِبادي يَدخُلونَ بُيوتي بِقُلوبٍ غَيرِ
طاهِرَةٍ ، وأبدانٍ غَيرِ نَقِيَّةٍ؟ أبي يَغتَرّونَ؟ أو إيّايَ يُخادِعونَ؟ وعِزَّتي
وجَلالي ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعُلُوِّ مَكاني ، لَأَبتَلِيَنَّهُم
بِبَلِيَّةٍ أترُكُ الحَليمَ فيها حَيرانَ ، لا يَنجو مَن نَجا مِنهُم إلاّ
بِدُعاءٍ كَدُعاءِ الغَريقِ.
٩٥٣. الغَيبة عن عبد اللّه بن سِنان
: دَخَلتُ أنَا وأبي عَلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
فَقالَ : كَيفَ أنتُم إذا صِرتُم في حالٍ لا تَرَونَ فيها إمامَ هُدىً ولا عَلَما
يُرى؟! فَلا يَنجو مِن تِلكَ الحَيرَةِ إلاّ مَن دَعا بِدُعاءِ الغَريقِ ، فَقالَ
أبي : هذا وَاللّه البَلاءُ ، فَكَيفَ نَصنَعُ جُعِلتُ فِداكَ حِينَئِذٍ؟ قالَ : إذا
كانَ ذلِك ـ ولَن تُدرِكَهُ ـ فَتَمَسَّكوا بِما في أيديكُم حَتّى يَتَّضِحَ
لَكُمُ الأَمرُ.
٩٥٤. كمال الدين عن عبد اللّه بن سِنان
: قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
: سَتُصيبُكُم شُبهَةٌ فَتَبقَونَ بِلا عَلَمٍ يُرى ولا إمامِ هُدىً ، لا يَنجو
مِنها إلاّ مَن دَعا بِدُعاءِ الغَريقِ. قُلتُ : كَيفَ دُعاءُ الغَريقِ؟
قالَ : يَقولُ : يا اَللّه يا رَحمنُ يا
رَحيمُ ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلبي عَلى دينِكَ. فَقُلتُ : يا اَللّه يا
رَحمنُ يا رَحيمُ ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ ، ثَبِّت قَلبي عَلى دينِكَ!
قالَ : إنَّ اللّه عز وجل مُقَلِّبُ
القُلوبِ وَالأَبصارِ ، ولكِن قُل كَما أقولُ لَكَ : يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت
قَلبي عَلى دينِكَ.
٧ / ١٥
مَن عالَجَ نَفسَهُ
لِلدُّعاءِ بِاللَّيلِ
٩٥٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : رَجُلانِ مِن
اُمَّتي ؛ يَقومُ أحَدُهُمَا اللَّيلَ يُعالِجُ نَفسَهُ إلَى الطَّهورِ وعَلَيهِ
عُقَدُهُ فَيَتَوَضَّأُ ، فَإِذا وَضَّأَ يَدَيهِ انحَلَّت عُقدَةٌ ، وإذا وَضَّأَ
وَجهَهُ انحَلَّت عُقدَةٌ ، وإذا مَسَحَ بِرَأسِهِ انحَلَّت عُقدَةٌ ، وإذا
وَضَّأَ رِجلَيهِ انحَلَّت عُقدَةٌ ، فَيَقولُ اللّه عز وجل لِلَّذينَ وَراءَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحِجابِ : اُنظُروا
إلى عَبدي هذا يُعالِجُ نَفسَهُ يَسأَ لُني ، ما سَأَلَني عَبدي فَهُوَ لَهُ.
٧ / ١٦
المَريضُ وَالمُبتَلى
٩٥٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : عودُوا المَرضى ، ومُروهُم
فَليَدعوا لَكُم ؛ فَإِنَّ دَعوَةَ المَريضِ مُستَجابَةٌ ، وذَنبَهُ مَغفورٌ.
٩٥٧. الفردوس عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يا سَلمانُ ، إنَّ
المُبتَلى مُستَجابُ الدَّعوَةِ ؛ فَادعُ وتَخَيَّر مِنَ الدُّعاءِ ، وَادعُ أنتَ
واُؤَمِّنُ أنَا ، فَدَعا سَلمانُ وأمَّنَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله.
٩٥٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا دَخَلتَ عَلى
مَريضٍ فَمُرهُ أن يَدعُوَ لَكَ؛ فَإِنَّ دُعاءَهُ كَدُعاءِ المَلائِكَةِ.
٩٥٩. عنه صلىاللهعليهوآله ـ لِسَلمانَ ـ : يا
سَلمانُ ، إنَّ لَكَ في عِلَّتِكَ إذَا اعتَلَلتَ ثَلاثَ خِصالٍ : أنتَ مِنَ اللّه
ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِذِكرٍ ، ودُعاؤُكَ فيها مُستَجابٌ ، ولا تَدَعُ العِلَّةُ
عَلَيكَ ذَنبا إلاّ حَطَّتهُ ، مَتَّعَكَ اللّه بِالعافِيَةِ إلَى انقِضاءِ
أجَلِكَ.
٩٦٠. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا دَخَلَ
أحَدُكُم عَلى أخيهِ عائِدا لَهُ ، فَليَسأَلهُ يَدعو لَهُ ؛ فَإِنَّ دُعاءَهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِثلُ دُعاءِ
المَلائِكَةِ.
٩٦١. عنه عليهالسلام : عودوا مَرضاكُم
وَاسأَلوهُمُ الدُّعاءَ ؛ فَإِنَّهُ يَعدِلُ دُعاءَ المَلائِكَةِ.
٩٦٢. عنه عليهالسلام : مَن عادَ مَريضا
فِي اللّه ، لَم يَسأَلِ المَريضُ لِلعائِدِ شَيئا إلاَّ استَجابَ اللّه لَهُ.
٧ / ١٧
عائِدُ المَريضِ
٩٦٣. السنن الكبرى عن ابن عبّاس
: كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
إذا عادَ المَريضَ جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ ، ثُمَّ قالَ ـ سَبعَ مَرّاتٍ ـ : أسأَلُ
اللّه العَظيمَ ، رَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، أن يَشفِيَكَ. فَإِن كانَ في أجَلِهِ
تَأخيرٌ عوفِيَ مِن وَجَعِهِ ذلِكَ.
٩٦٤. الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام : إذا كانَ يَومُ
القِيامَةِ اُوتِيَ العَبدُ المُؤمِنُ إلَى اللّه عز وجل ، فَيُحاسِبُهُ حِسابا
يَسيرا ... ثُمَّ يَقولُ اللّه عز وجل : هَل تَعرِفُ فُلانَ بنَ فُلانٍ؟ فَيَقولُ
: نَعَم ، فَيَقولُ : ما مَنَعَكَ أن تَعودَهُ حَيثُ مَرِضَ؟ أما لَو عُدتَهُ
لَعُدتَني ، ثُمَّ لَوَجَدتَني عِندَ سُؤالِكَ ، ثُمَّ لَو سَأَلتَني حاجَةً لَقَضَيتُها
لَكَ ، ثُمَّ لَم أرُدَّكَ عَنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٦٥. الإمام الكاظم عليهالسلام : إذا مَرِضَ
أحَدُكُم فَليَأذَن لِلنّاسِ يَدخُلونَ عَلَيهِ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ مِن أحَدٍ إلاّ
ولَهُ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٩٦٦. طبّ الأئمّة عن الوشّاء عن الإمام الرضا
عليهالسلام
إذا مَرِضَ أحَدُكُم فَليَأذَن لِلنّاسِ يَدخُلونَ عَلَيهِ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ مِن
أحَدٍ إلاّ ولَهُ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
٧ / ١٨
السّائِلُ
وَالمُحسَنُ إلَيهِ
٩٦٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ المُحسَنِ
إلَيهِ لِلمُحسِنِ لا يُرَدُّ.
٩٦٨. الإمام عليّ عليهالسلام : إذا ناوَلتُمُ
السّائِلَ الشَّيءَ فَاسأَلوهُ أن يَدعُوَ لَكُم ؛ فَإِنَّهُ يُجابُ فيكُم ، ولا
يُجابُ في نَفسِهِ ؛ لِأَنَّهُم يَكذِبونَ.
٩٦٩. الإمام زين العابدين عليهالسلام : دَعوَةُ السّائِلِ
الفَقيرِ لا تُرَدُّ.
٩٧٠. عدّة الداعي
: كانَ الإِمامُ زَينُ العابِدينَ عليهالسلام
يَأمُرُ الخادِمَ إذا أعطَتِ
السّائِلَ أن تَأمُرَهُ أن يَدعُوَ بِالخَيرِ.
٩٧١. الإمام زين العابدين عليهالسلام : ما مِن رَجُلٍ
تَصَدَّقَ عَلى مِسكينٍ مُستَضعَفٍ ، فَدَعا لَهُ المِسكينُ بِشَيءٍ تِلكَ
السّاعَةَ ، إلاَّ استُجيبَ لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ١٩
الطِّفلُ
٩٧٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ أطفالِ
اُمَّتي مُستَجابٌ ، ما لَم يُقارِبُوا
الذُّنوبَ.
٧ / ٢٠
الوالِدُ
٩٧٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الوالِدِ
يُفضي إلَى الحِجابِ .
٩٧٤. عنه صلىاللهعليهوآله : إيّاكُم ودَعوَةَ
الوالِدِ ؛ فَإِنَّها أحَدُّ مِنَ السَّيفِ.
٩٧٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إيّاكُم ودَعوَةَ
الوالِدِ ؛ فَإِنَّها تُرفَعُ فَوقَ السَّحابِ حَتّى يَنظُرُ اللّه تَعالى إلَيها
، فَيَقولُ : اِرفَعوها إلَيَّ حَتّى أستَجيبَ لَهُ ؛ فَإِيّاكُم ودَعوَةَ
الوالِدِ ؛ فَإِنَّها أحَدُّ مِنَ السَّيفِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٧٦. عنه صلىاللهعليهوآله : لَيسَ شَيءٌ إلاّ
بَينَهُ وبَينَ اللّه حِجابٌ ، إلاّ قولُ : «لا إلهَ إلاَّ اللّه» ، ودُعاءُ
الوالِدِ.
٩٧٧. عنه صلىاللهعليهوآله : كُلُّ شَيءٍ
بَينَهُ وبَينَ اللّه تَعالى حِجابٌ ، إلاّ شَهادَةَ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه ، ودُعاءَ
الوالِدِ لِوَلَدِهِ.
راجع
: ص ٣٩٣ (من ينبغي الدعاء له / الأهل والأولاد والأخ).
٧ / ٢١
مَن رَضِيَ بِقَضاءِ
اللّه
٩٧٨. الإمام الصادق عليهالسلام : لَقِيَ الحَسَنُ
بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام
عَبدَ اللّه بنَ جَعفَرٍ ، فَقالَ : يا عَبدَ اللّه ، كَيفَ يَكونُ المُؤمِنُ
مُؤمِنا وهُوَ يَسخَطُ قِسمَهُ ، ويُحَقِّرُ مَنزِلَتَهُ ، وَالحاكِمُ عَلَيهِ
اللّه؟ وأنَا الضّامِنُ لِمَن لَم يَهجُس في قَلبِهِ إلاَّ الرِّضا ، أن يَدعُوَ
اللّه فَيُستَجابَ لَهُ.
٩٧٩. عنه عليهالسلام : تَبَحَّروا
قُلوبَكُم ، فَإِن أنقاهَا اللّه مِن حَرَكَةِ الواجِسِ
لِسَخَطِ شَيءٍ مِن صُنعِهِ ، فَإِذا وَجَدتُموها كَذلِكَ ، فَاسأَلوهُ ما شِئتُم.
٩٨٠. الإمام الباقر عليهالسلام : اِشحَنوا
قُلوبَكُم بِالخَوفِ مِنَ اللّه تَعالى ، فَإِن لَم تَسخَطوا شَيئا مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صُنعِ اللّه تَعالى
يُلِمُّ بِكُم ، فَاسأَلوا ما شِئتُم.
٧ / ٢٢
مَن لا يَرجو إلاَّ
اللّه
٩٨١. الإمام زين العابدين عليهالسلام : رَأَيتُ الخَيرَ
كُلَّهُ قَدِ اجتَمَعَ في قَطعِ الطَّمَعِ عَمّا في أيدِي النّاسِ ، ومَن لَم
يَرجُ النّاسَ في شَيءٍ ، ورَدَّ أمرَهُ إلَى اللّه عز وجل في جَميعِ اُمورِهِ ، استَجابَ
اللّه عز وجل لَهُ في كُلِّ شَيءٍ.
٩٨٢. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا أرادَ أحَدُكُم
أن لا يَسأَلَ رَبَّهُ شَيئا إلاّ أعطاهُ ، فَليَيأَس مِنَ النّاسِ كُلِّهِم ، ولا
يَكونُ لَهُ رَجاءٌ إلاّ عِندَ اللّه ، فَإِذا عَلِمَ اللّه عز وجل ذلِكَ مِن
قَلبِهِ ، لَم يَسأَلِ اللّه شَيئا إلاّ أعطاهُ.
راجع
: ص ٢٥٧ (موانع الإجابة / الاعتصام بغير اللّه).
٧ / ٢٣
مَن زارَ أخاهُ فِي
اللّه
٩٨٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في وَصِيَّتِهِ
لِعَلِيٍّ عليهالسلام
ـ : يا عَلِيُّ ، ثَلاثَةٌ مِن حُلَلِ اللّه : رَجُلٌ زارَ أخاهُ المُؤمِنَ فِي
اللّه فَهُوَ زَورُ
اللّه ، وحَقٌّ عَلَى اللّه أن يُكرِمَ زَورَهُ ويُعطِيَهُ ما سَأَلَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٨٤. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ المُؤمِنَ
لَيَخرُجُ إلى أخيهِ يَزورُهُ ، فَيُوَكِّلُ اللّه عز وجل بِهِ مَلَكا ، فَيَضَعُ
جَناحا فِي الأَرضِ ، وجَناحا فِي السَّماءِ يُظِلُّهُ ، فَإِذا دَخَلَ إلى
مَنزِلِهِ نادَى الجَبّارُ تَبارَكَ وتَعالى : أيُّهَا العَبدُ المُعَظِّمُ
لِحَقّي ، المُتَّبِعُ لاِثارِ نَبِيّي ، حَقٌّ عَلَيَّ إعظامُكَ ، سَلني اُعطِكَ
، ادعُني اُجِبكَ ، اسكُت أبتَدِئكَ.
٧ / ٢٤
هؤُلاءِ
٩٨٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثُ دَعَواتٍ
مُستَجاباتٌ : دَعوَةُ الصّائِمِ ، ودَعوَةُ المُسافِرِ ، ودَعوَةُ المَظلومِ.
٩٨٦. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثُ دَعَواتٍ
مُستَجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ : دَعوَةُ المَظلومِ ، ودَعوَةُ المُسافِرِ ، ودَعوَةُ
الوالِدِ عَلى وَلَدِهِ.
٩٨٧. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثُ دَعَواتٍ
مُستَجابَةٌ : دُعاءُ الحاجِّ في تَخَلُّفِ أهلِهِ
، ودُعاءُ المَريضِ فَلا تُؤذوهُ ولا تُضجِروهُ ، ودُعاءُ المَظلومِ.
٩٨٨. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثُ دَعَواتٍ
لا تُرَدُّ : دَعوَةُ الوالِدِ ، ودَعوَةُ الصّائِمِ ، ودَعوَةُ المُسافِرِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩٨٩. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثَةٌ لا
تُرَدُّ دَعوَتُهُم : المَريضُ ، وَالتّائِبُ ، وَالسَّخِيُّ.
٩٩٠. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثَةٌ لا
يَرُدُّ اللّه دُعاءَهُم : الذّاكِرُ اللّه كَثيرا ، ودَعوَةُ المَظلومِ ، وَالإِمامُ
المُقسِطُ.
٩٩١. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثَةٌ لا
تُرَدُّ دَعوَتُهُم : الصّائِمُ حَتّى يُفطِرَ ، وَالإِمامُ العادِلُ ، ودَعوَةُ
المَظلومِ يَرفَعُهَا اللّه فَوقَ الغَمامِ ، ويَفتَحُ لَها أبوابَ السَّماءِ ، ويَقولُ
الرَّبُّ : وعِزَّتي ، لَأَنصُرَنَّكَ ولَو بَعدَ حينٍ.
٩٩٢. عنه صلىاللهعليهوآله : الغازي في سَبيلِ
اللّه وَالحاجُّ وَالمُعتَمِرُ وَفدُ اللّه ، دَعاهُم فَأَجابوهُ ، وسَأَلوهُ
فَأَعطاهُم.
٩٩٣. عنه صلىاللهعليهوآله : أربَعَةٌ لا
تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ ، حَتّى تُفتَحَ لَهُم أبوابُ السَّماءِ وتَصيرَ إلَى
العَرشِ : الوالِدُ لِوَلَدِهِ ، وَالمَظلومُ عَلى مَن ظَلَمَهُ ، وَالمُعتَمِرُ
حَتّى يَرجِعَ ، وَالصّائِمُ حَتّى يُفطِرَ.
٩٩٤. عنه صلىاللهعليهوآله ـ في وَصِيَّتِهِ
لِعَلِيٍّ عليهالسلام
ـ : يا عَلِيُّ ، أربَعَةٌ لا تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ : إمامٌ عادِلٌ ، ووالِدٌ
لِوَلَدِهِ ، وَالرَّجُلُ يَدعو لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، وَالمَظلومُ ؛ يَقولُ
اللّه جَلَّ جَلالُهُ : وعِزَّتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجَلالي ، لَأَنتَصِرَنَّ
لَكَ ولَو بَعدَ حينٍ.
٩٩٥. شُعب الإيمان عن ابن عبّاس
: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
: خَمسُ دَعَواتٍ يُستَجابُ لَهُنَّ : دَعوَةُ المَظلومِ حَتّى يُستَنصَرَ ، ودَعوَةُ
الحاجِّ حَتّى يَصدُرَ
، ودَعوَةُ المُجاهِدِ حَتّى يَقفِلَ
، ودَعوَةُ المَريضِ حَتّى يَبرَأَ ، ودَعوَةُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ. ثُمَّ
قالَ : وأسرَعُ هذِهِ الدَّعَواتِ إجابَةً دَعوَةُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ
الغَيبِ.
٩٩٦. الإمام عليّ عليهالسلام : أربَعَةٌ لا
تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ : الإِمامُ العادِلُ لِرَعِيَّتِهِ ، وَالوالِدُ البارُّ
لِوَلَدِهِ ، وَالوَلَدُ البارُّ لِوالِدِهِ ، وَالمَظلومُ ، يَقولُ اللّه عَزَّ
اسمُهُ : وعِزَّتي وجَلالي ، لَأَنتَصِرَنَّ لَكَ ولَو بَعدَ حينٍ.
٩٩٧. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أبي عليهالسلام يَقولُ : خَمسُ
دَعَواتٍ لا تُحجَبنَ عَنِ الرَّبِّ تَبارَكَ وتَعالى : دَعوَةُ الإِمامِ
المُقسِطِ ، ودَعوَةُ المَظلومِ ؛ يَقولُ اللّه عز وجل : لَأَنتَقِمَنَّ لَكَ ولَو
بَعدَ حينٍ ، ودَعوَةُ الوَلَدِ الصّالِحِ لِوالِدَيهِ ، ودَعوَةُ الوالِدِ الصّالِحِ
لِوَلَدِهِ ، ودَعوَةُ المُؤمِنِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، فَيَقولُ : ولَكَ
مِثلُهُ.
٩٩٨. عنه عليهالسلام : ثَلاثَةٌ
دَعوَتُهُم مُستَجابَةٌ : الحاجُّ فَانظُروا كَيفَ تَخلُفونَهُ ، وَالغازي في
سَبيلِ اللّه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَانظُروا كَيفَ
تَخلُفونَهُ ، وَالمَريضُ فَلا تُغيظوهُ ولا تُضجِروهُ.
٩٩٩. عنه عليهالسلام : ثَلاثُ دَعَواتٍ
لا يُحجَبنَ عَنِ اللّه تَعالى : دُعاءُ الوالِدِ لِوَلَدِهِ إذا بَرَّهُ ، ودَعوَتُهُ
عَلَيهِ إذا عَقَّهُ ، ودُعاءُ المَظلومِ عَلى ظالِمِهِ ، ودُعاؤُهُ لِمَنِ
انتَصَرَ لَهُ مِنهُ ، ورَجُلٌ مُؤمِنٌ دَعا لِأَخٍ لَهُ مُؤمِنٍ واساهُ فينا ، ودُعاؤُهُ
عَلَيهِ إذا لَم يُواسِهِ ، مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ وَاضطِرارِ أخيهِ إلَيهِ.
١٠٠٠. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه تَعالى
أعطَى ... الإِجابَةَ لِعَشَرَةٍ : (وَلَقَدْ نَادَانَا
نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)
، (فَاسْتَجَابَ
لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ)
يوسُفَ ، (قَالَ
قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا)
موسى وهارونَ ، (فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ)
يونُسَ ، (فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ)
أيّوبَ ، (فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى)
زَكَرِيّا ، (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
لِلمُخلِصينَ ، (أَمَّن
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ)
لِلمُضطَرّينَ ، (وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِى)
لِلدّاعينَ ، (فَاسْتَجَابَ
لَهُمْ رَبُّهُمْ)
فاطِمَةَ وزَوجِها.
راجع
: ص ٣٩٨ (من ينبغي الدعاء له / الأخ المؤمن بظهر الغيب).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّامِنُ
من تقضى حاجته بلا
سؤال
١٠٠١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّه عز وجل
: مَن شَغَلَهُ ذِكري عَن مَسأَلَتي ، أعطَيتُهُ أفضَلَ ما اُعطِي السّائِلينَ.
١٠٠٢. عنه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه عز وجل
: مَن شَغَلَهُ ذِكري عَن مَسأَلَتي ، أعطَيتُهُ قَبلَ أن يَسأَلَني.
١٠٠٣. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن شَغَلَتهُ
عِبادَةُ اللّه عَن مَسأَلَتِهِ ، أعطاهُ اللّه أفضَلَ ما يُعطِي السّائِلينَ.
١٠٠٤. فاطمة عليهاالسلام : مَن أصعَدَ إلَى
اللّه خالِصَ عِبادَتِهِ ، أهبَطَ اللّه عز وجل إلَيهِ أفضَلَ مَصلَحَتِهِ.
١٠٠٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ العَبدَ
لَيَكونُ لَهُ الحاجَةُ إلَى اللّه عز وجل ، فَيَبدَأُ بِالثَّناءِ عَلَى اللّه
وَالصَّلاةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ
مُحَمَّدٍ ، حَتّى يَنسى حاجَتَهُ ، فَيَقضيهَا اللّه لَهُ مِن غَيرِ أن يَسأَلَهُ
إيّاها.
١٠٠٦. عنه عليهالسلام ـ فيما يُقالُ في كُلِّ
يَومٍ مِن رَجَبٍ ـ : يا مَن يُعطِي الكَثيرَ بِالقَليلِ ، يا مَن يُعطي مَن
سَأَلَهُ ، يا مَن يُعطي مَن لَم يَسأَلهُ ومَن لَم يَعرِفهُ تَحَنُّنا مِنهُ
ورَحمَةً ، أعطِني بِمَسأَلَتي إيّاكَ جَميعَ خَيرِ الدُّنيا وجَميعَ خَيرِ
الآخِرَةِ ؛ وَاصرِف عَنّي بِمَسأَلَتي إيّاكَ جَميعَ شَرِّ الدُّنيا وشَرِّ
الآخِرَةِ ؛ فَإِنَّهُ غَيرُ مَنقوصٍ ما أعطَيتَ ، وزِدني مِن فَضلِكَ يا كَريمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ التاسِعُ :
من لا تستجاب دعوته
الكتاب
(وَقَالَ الَّذِينَ
فِى النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا
مِّنَ الْعَذَابِ * قَالُواْ أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَـتِ
قَالُواْ بَلَى قَالُواْ فَادْعُواْ وَمَا دُعَـؤُاْ الْكَـفِرِينَ إِلاَّ فِى
ضَلَـلٍ).
(حَتَّى إِذَا جَاءَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّى أَعْمَلُ صَــلِحًا
فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم
بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
الحديث
١٠٠٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : خَمسَةٌ لا
يُستَجابُ لَهُم : رَجُلٌ جَعَلَ اللّه بِيَدِهِ طَلاقَ امرَأَتِهِ فَهِيَ تُؤذيهِ
وعِندَهُ ما يُعطيها ، ولَم يُخَلِّ سَبيلَها ، ورَجُلٌ أبَقَ مَملوكُهُ ثَلاثَ
مَرّاتٍ ولَم يَبِعهُ ، ورَجُلٌ مَرَّ بِحائِطٍ مائِلٍ وهُوَ يُقبِلُ إلَيهِ ولَم
يُسرِعِ المَشيَ حَتّى سَقَطَ عَلَيهِ ، ورَجُلٌ أقرَضَ رَجُلاً مالاً فَلَم
يُشهِد عَلَيهِ ، ورَجُلٌ جَلَسَ في بَيتِهِ وقالَ : اللّهُمَّ ارزُقني ولَم
يَطلُب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٠٨. عنه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثَةٌ يَدعونَ
اللّه فَلا يُستَجابُ لَهُم : رَجُلٌ كانَت تَحتَهُ امرَأَةٌ سَيِّئَةٌ فَلَم
يُطَلِّقها ، ورَجُلٌ كانَ لَهُ عَلى رَجُلٍ
مالٌ فَلَم يُشهِد عَلَيهِ ، ورَجُلٌ آتى سَفيها مالَهُ ، وقَد قالَ اللّه عز وجل
: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاءَ أَمْوَ
لَكُمُ)
.
١٠٠٩. الكافي عن الإمام الصادق عليهالسلام : أربَعَةٌ لا
تُستَجابُ لَهُم دَعوَةٌ : رَجُلٌ جالِسٌ في بَيتِهِ يَقولُ : اللّهُمَّ ارزُقني
فَيُقالُ لَهُ : ألَم آمُركَ بِالطَّلَبِ؟ ورَجُلٌ كانَت لَهُ امرَأَةٌ فَدَعا
عَلَيها ، فَيُقالُ لَهُ : ألَم أجعَل أمرَها إلَيكَ؟ ورَجُلٌ كانَ لَهُ مالٌ
فَأَفسَدَهُ ، فَيَقولُ : اللّهُمَّ ارزُقني ، فَيُقالُ لَهُ : ألَم آمُركَ
بِالاِقتِصادِ؟ ألَم آمُركَ بِالإِصلاحِ؟ ثُمَّ قالَ : (وَالَّذِينَ
إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَ لِكَ قَوَامًا)
، ورَجُلٌ كانَ لَهُ مالٌ فَأَدانَهُ بِغَيرِ بَيِّنَةٍ ، فَيُقالُ لَهُ : ألَم
آمُركَ بِالشَّهادَةِ؟
١٠١٠. الإمام الصادق عليهالسلام ـ مِمّا قالَهُ عليهالسلام في جَوابِ
الصّوفِيَّةِ : إنَّ اللّه تَبارَكَ وتَعالى ... في غَيرِ آيَةٍ مِن كِتابِ اللّه
يَقولُ : (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) فَنَهاهُم عَنِ الإِسرافِ ، ونَهاهُم
عَن التَّقتيرِ ولكِن أمرٌ بَينَ أمرَينِ ، لا يُعطي جَميعَ ما عِندَهُ ، ثُمَّ
يَدعُو اللّه أن يَرزُقَهُ فَلا يَستَجيبُ لَهُ ؛ لِلحَديثِ الَّذي جاءَ عَنِ
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
: إنَّ أصنافا مِن اُمَّتي لا يُستَجابُ لَهُم دُعاؤُهُم : رَجُلٌ يَدعو عَلى
والِدَيهِ ، ورَجُلٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَدعو عَلى غَريمٍ
ذَهَبَ لَهُ بِمالٍ ، فَلَم يَكتُب عَلَيهِ ولَم يُشهِد عَلَيهِ ، ورَجُلٌ يَدعو
عَلَى امرَأَتِهِ وقَد جَعَلَ اللّه تَخلِيَةَ سَبيلِها بِيَدِهِ ، ورَجُلٌ
يَقعُدُ في بَيتِهِ ويَقولُ : رَبِّ ارزُقني ، ولا يَخرُجُ ولا يَطلُبُ الرِّزقَ ،
فَيَقولُ اللّه عز وجل لَهُ : عَبدي ، ألَم أجعَل لَكَ السَّبيلَ إلَى الطَّلَبِ ،
وَالضَّربِ فِي الأَرضِ بِجَوارِحَ صَحيحَةٍ؟ فَتَكونَ قَد أعذَرتَ فيما بَيني
وبَينَكَ فِي الطَّلَبِ لاِتِّباعِ أمري ، ولِكَيلا تَكونَ كَلاًّ عَلى أهلِكَ ، فَإِن
شِئتُ رَزَقتُكَ ، وإن شِئتُ قَتَّرتُ عَلَيكَ ، وأنتَ غَيرُ مَعذورٍ عِندي. ورَجُلٌ
رَزَقَهُ اللّه مالاً كَثيرا فَأَنفَقَهُ ، ثُمَّ أقبَلَ يَدعو : يا رَبِّ ارزُقني
، فَيَقولُ اللّه عز وجل : ألَم أرزُقكَ رِزقا واسِعا؟ فَهَلاَّ اقتَصَدتَ فيهِ
كَما أمَرتُكَ ولَم تُسرِف ، وقَد نَهَيتُكَ عَنِ الإِسرافِ؟ ورَجُلٌ يَدعو في
قَطيعَةِ رَحِمٍ.
١٠١١. الكافي عن الوليد بن صبيح عن الإمام
الصادق عليهالسلام
صَحِبتُهُ بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةِ ، فَجاءَهُ سائِلٌ فَأَمَرَ أن يُعطى ، ثُمَّ
جاءَ آخَرُ فَأَمَرَ أن يُعطى ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ فَأَمَرَ أن يُعطى ، ثُمَّ جاءَ
الرّابِعُ فَقالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
يُشبِعُكَ اللّه ، ثُمَّ التَفَتَ إلَينا فَقالَ : أما عِندَنا ما نُعطيهِ ، ولكِن
أخشى أن نَكونَ كَأَحَدِ الثَّلاثَةِ الَّذينَ لا يُستَجابُ لَهُم دَعوَةٌ : رَجُلٌ
أعطاهُ اللّه مالاً فَأَنفَقَهُ فى غَيرِ حَقِّهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ
ارزُقني ؛ فَلا يُستَجابُ لَهُ. ورَجُلٌ يَدعو عَلَى امرَأَتِهِ أن يُريحَهُ مِنها
، وقَد جَعَلَ اللّه عز وجل أمرَها إلَيهِ. ورَجُلٌ يَدعو عَلى جارِهِ ، وقَد
جَعَلَ اللّه عز وجل لَهُ السَّبيلَ إلى أن يَتَحَوَّلَ عَن جِوارِهِ ويَبيعَ
دارَهُ.
١٠١٢. كتاب من لا يحضره الفقيه عن الوليد بن
صبيح : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام فَجاءَهُ سائِلٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَأَعطاهُ ، ثُمَّ
جاءَهُ آخَرُ فَأَعطاهُ ، ثُمَّ جاءَهُ آخَرُ فَأَعطاهُ ، ثُمَّ جاءَهُ آخَرُ
فَقالَ : وَسَّعَ اللّه عَلَيكَ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ رَجُلاً لَو كانَ لَهُ مالٌ
يَبلُغُ ثَلاثينَ أو أربَعينَ ألفَ دِرهَمٍ ، ثُمَّ شاءَ أن لا يُبقِيَ مِنها
شَيئا إلاّ وَضَعَهُ في حَقٍّ لَفَعَلَ ، فَيَبقى لا مالَ لَهُ ، فَيَكونُ مِنَ
الثَّلاثَةِ الَّذينَ يُرَدُّ دُعاؤُهُم.
قُلتُ : مَن هُم؟ قالَ : أحَدُهُم
رَجُلٌ كانَ لَهُ مالٌ فَأَنفَقَهُ في غَيرِ وَجهِهِ ، ثُمَّ قالَ : يا رَبِّ
ارزُقني ، فَيَقولُ الرَّبُّ عز وجل : ألَم أرزُقكَ؟
ورَجُلٌ جَلَسَ في بَيتِهِ ولا يَسعى في
طَلَبِ الرِّزقِ ويَقولُ : يا رَبِّ ارزُقني ، فَيَقولُ الرَّبُّ عز وجل : ألَم
أجعَل لَكَ سَبيلاً إلى طَلَبِ الرِّزقِ؟
ورَجُلٌ لَهُ امرَأَةٌ تُؤذيهِ ، فَيَقولُ
: يا رَبِّ خَلِّصني مِنها ، فَيَقولُ اللّه عز وجل : ألَم أجعَل أمرَها بِيَدِكَ؟
١٠١٣. الكافي عن عمر بن يزيد
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: رَجُلٌ قالَ : لَأَقعُدَنَّ في بَيتي ولاَُصَلِّيَنَّ ولَأَصومَنَّ ولَأَعبُدَنَّ
رَبّي ، فَأَمّا رِزقي فَسَيَأتيني.
فَقالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : هذا أحَدُ
الثَّلاثَةِ الَّذينَ لا يُستَجابُ لَهُم.
١٠١٤. مجمع البيان عن عمرو بن زيد عن الإمام
الصادق عليهالسلام
إنّي لَأَركَبُ فِي الحاجَةِ الَّتي كَفاهَا اللّه ، ما أركَبُ فيها إلاَّ
التِماسَ أن يَرانِيَ اللّه اُضحي في طَلَبِ الحَلالِ ، أما تَسمَعُ قَولَ اللّه
عَزَّ اسمُهُ : (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَوةُ فَانتَشِرُواْ
فِى الْأَرْضِ وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللَّهِ) ؟
أرَأَيتَ لَو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنَّ رَجُلاً دَخَلَ
بَيتا وطَيَّنَ عَلَيهِ بابَهُ ، ثُمَّ قالَ : رِزقي يَنزِلُ عَلَيَّ ، كانَ
يَكونُ هذا؟ أما إنَّهُ أحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذينَ لا يُستَجابُ لَهُم.
قُلتُ : مَن هؤُلاءِ الثَّلاثَةُ؟
قالَ : رَجُلٌ تَكونُ عِندَهُ المَرأَةُ
فَيَدعو عَلَيها فَلا يُستَجابُ لَهُ ؛ لِأَنَّ عِصمَتَها في يَدِهِ
، لَو شاءَ أن يُخَلِّيَ سَبيلَها لَخَلّى سَبيلَها ، وَالرَّجُلُ يَكونُ لَهُ
الحَقُّ عَلَى الرَّجُلِ فَلا يُشهِدُ عَلَيهِ فَيَجحَدُهُ حَقَّهُ ، فَيَدعو
عَلَيهِ فَلا يُستَجابُ لَهُ ؛ لِأَنَّهُ تَرَكَ ما اُمِرَ بِهِ ، وَالرَّجُلُ
يَكونُ عِندَهُ الشَّيءُ فَيَجلِسُ في بَيتِهِ فَلا يَنتَشِرُ ، ولا يَطلُبُ ولا
يَلتَمِسُ حَتّى يَأكُلَهُ ، ثُمَّ يَدعو فَلا يُستَجابُ لَهُ.
١٠١٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن لَم يَطلُب
طُعمَهُ فَلا عَلَيهِ أن لا يُكثِرَ الدُّعاءَ.
١٠١٦. عنه صلىاللهعليهوآله : إنّي لَأَبغُضُ
الرَّجُلَ فاغِرا
فاهُ إلى رَبِّهِ ، يَقولُ : اُرزُقني ، ويَترُكُ الطَّلَبَ.
١٠١٧. الكافي عن كليب الصيداوي
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: اُدعُ اللّه عز وجل لي فِي الرِّزقِ فَقَدِ التاثَت
عَلَيَّ اُموري.
فَأَجابَني مُسرِعا : لا ، اُخرُج
فَاطلُب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠١٨. الكافي عن أيّوب
أخي أديم بيّاع الهروي : كُنّا جُلوسا عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام ، إذ أقبَلَ
العَلاءُ بنُ كامِلٍ ، فَجَلَسَ قُدّامَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام ، فَقالَ : اُدعُ
اللّه أن يَرزُقَني في دَعَةٍ.
فَقالَ : لا أدعو لَكَ ، اُطلُب كَما
أمَرَكَ اللّه عز وجل.
١٠١٩. الكافي عن عليّ بن عبد العزيز
: قالَ لي أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
: ما فَعَلَ عُمَرُ بنُ مُسلِمٍ؟
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! أقبَلَ عَلَى
العِبادَةِ ، وتَرَكَ التِّجارَةَ.
فَقالَ : وَيحَهُ! أما عَلِمَ أنَّ
تارِكَ الطَّلَبِ لا يُستَجابُ لَهُ؟ إنَّ قَوما مِن أصحابِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله لَمّا نَزَلَت : (وَمَن
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ
يَحْتَسِبُ)
أغلَقُوا الأَبوابَ
وأقبَلوا عَلَى العِبادَةِ ، وقالوا : قَد كُفينا.
فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله فَأَرسَلَ إلَيهِم ،
فَقالَ : ما حَمَلَكُم عَلى ما صَنَعتُم؟ قالوا : يا رَسولَ اللّه ، تُكُفِّلَ
لَنا بِأَرزاقِنا ، فَأَقبَلنا عَلَى العِبادَةِ.
فَقالَ : إنَّهُ مَن فَعَلَ ذلِكَ لَم
يُستَجَب لَهُ ، عَلَيكُم بِالطَّلَبِ.
١٠٢٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ثَلاثَةٌ لا
يُجيبُهُم رَبُّكَ عز وجل : رَجُلٌ نَزَلَ بَيتا خَرِبا ، ورَجُلٌ نَزَلَ عَلى طَريقِ
السَّبيلِ
، ورَجُلٌ أرسَلَ دابَّتَهُ ثُمَّ جَعَلَ يَدعُو اللّه أن يَحبِسَها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٢١. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن زَوَّجَ
كَريمَتَهُ بِفاسِقٍ ، نَزَلَ عَلَيهِ كُلَّ يَومٍ ألفُ لَعنَةٍ ، ولا يَصعَدُ لَهُ
عَمَلٌ إلَى السَّماءِ ، ولا يُستَجابُ لَهُ دُعاؤُهُ ، ولا يُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ
ولا عَدلٌ.
١٠٢٢. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن ضَحِكَ عَلى
جِنازَةٍ ، أهانَهُ اللّه يَومَ القِيامَةِ عَلى رُؤوسِ الأَشهادِ ، ولا يُستَجابُ
دُعاؤُهُ.
١٠٢٣. الإمام الباقر عليهالسلام : يا بُنَيَّ ، إنَّ
مَنِ ائتَمَنَ شارِبَ الخَمرِ عَلى أمانَةٍ فَلَم يُؤَدِّها إلَيهِ ، لَم يَكُن
لَهُ عَلَى اللّه ضَمانٌ ولا أجرٌ ولا خَلَفٌ ، ثُمَّ إن ذَهَبَ لِيَدعُوَ اللّه
عَلَيهِ ، لَم يَستَجِبِ اللّه دُعاءَهُ.
١٠٢٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا يَقبَلُ اللّه
دُعاءَ المُرائي ، ولاَ اللاّعِبِ ، ولا يَقبَلُ إلاَّ الدُّعاءَ مِنَ الدَّعّاءِ.
١٠٢٥. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه عز وجل
يَستَجيبُ لِلمَظلومينَ ، ما لَم يَكونوا أكثَرَ مِنَ الظّالِمينَ ، فَإِذا كانوا
أكثَرَ مِنَ الظّالِمينَ فَلا يَستَجيبُ لَهُم.
١٠٢٦. عنه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّه عز وجل
: مَن لَم يَقبَل مِن عِبادِي المَيسورَ ، ولَم يَدَعِ المَعسورَ ، لَم اُنَفِّس
كُربَتَهُ ، ولَم أسمَع دُعاءَهُ ، ولَم أستَجِب لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ العاشِرُ :
تأخير الإجابة
١٠ / ١
الفَصلُ بَينَ
الإِجابَةِ وتَحَقُّقِ المَطلوبِ
١٠٢٧. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ بَينَ قَولِ
اللّه عز وجل : (قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا)
وبَينَ أخذِ فِرعَونَ ، أربَعينَ
عاما.
١٠٢٨. الكافي عن إسحاق بن عمّار
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: يُستَجابُ لِلرَّجُلِ الدُّعاءُ ، ثُمَّ يُؤَخَّرُ؟ قالَ : نَعَم ، عِشرينَ
سَنَةً.
١٠٢٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ المُؤمِنَ
لَيَدعو ، فَيُؤَخَّرُ إجابَتُهُ إلى يَومِ الجُمُعَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠ / ٢
حِكمَةُ تَأخيرِ
الإِجابَةِ
١٠٣٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ العَبدَ
لَيَدعُو اللّه وهُوَ يُحِبُّهُ ، فَيَقولُ : يا جِبريلُ ، اقضِ
لِعَبدي هذا حاجَتَهُ وأخِّرها؛ فَإِنّي اُحِبُّ أن أسمَعُ صَوتَهُ ، وإنَّ
العَبدَ لَيَدعُو اللّه وهُوَ يُبغِضُهُ ، فَيَقولُ اللّه تَعالى : يا جِبريلُ ، اقضِ
لِعَبدي حاجَتَهُ بِإِخلاصِهِ وعَجِّلها لَهُ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن أسمَعَ صَوتَهُ.
١٠٣١. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ الكافِرَ
لَيَدعُو اللّه عز وجل في حاجَتِهِ فَتُقضى لَهُ ، وإنَّ المُؤمِنَ لَيَدعُو اللّه
تَعالى فَتُبطِئُ عَلَيهِ الإِجابَةُ ، فَتَضِجُّ المَلائِكَةُ لِذلِكَ ، فَيَقولُ
اللّه تَعالى : إنَّما أجَبتُ الكافِرَ لِئَلاّ يَدعُوَني ولا يَذكُرَني ؛ فَإِنّي
اُبغِضُهُ واُبغِضُ صَوتَهُ ، واُبطِئُ لِلمُؤمِنِ لِئَلاّ يَنقَطِعَ عَنّي
ويَذكُرَني ؛ فَإِنّي اُحِبُّهُ واُحِبُّ تَضَرُّعَهُ.
١٠٣٢. أُسد الغابة عن محمّد بن المنكدر عن رجل
من الأنصار عن أبيه : كُنتُ مَعَ رَسولِ
اللّه صلىاللهعليهوآله
جالِسا ، فَأَصغى إصغاءً حَتّى أنكَرناهُ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَينا وقَد سُرِّيَ
عَنهُ ، فَقالَ : إنَّ جِبريلَ أتاني فَقالَ : إنَّ اللّه تَعالى إذا دَعاهُ عَبدُهُ
المُؤمِنُ قالَ : يا جِبريلُ ، قَدِ استَجَبتُ لِعَبدِيَ المُؤمِنِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقَضَيتُ حاجَتَهُ ، وإني اُحِبُّ
صَوتَهُ.
ثم أصغَى الثّانِيَةَ فَطالَ إصغاؤُهُ ،
ثُمَّ أقبَلَ عَلَينا وقَد سُرِّيَ عَنهُ فَقالَ : جاءَني جِبريلُ فَقالَ : إنَّ
اللّه تَعالى إذا دَعاهُ عَبدُهُ الكافِرُ ، قالَ : يا جِبريلُ ، اقضِ حاجَتَهُ ، فَإِنّي
اُبغِضُ صَوتَهُ.
١٠٣٣. الإمام الصادق عليهالسلام
: إنَّ العَبدَ الوَلِيَّ للّه يَدعُو
اللّه عز وجل فِي الأَمرِ يَنوبُهُ ، فَيَقولُ لِلمَلَكِ المُوَكَّلِ بِهِ : اِقضِ
لِعَبدي حاجَتَهُ ولا تُعَجِّلها ؛ فَإِنّي أشتَهي أن أسمَعَ نِداءَهُ وصَوتَهُ. وإنَّ
العَبدَ العَدُوَّ للّه لَيَدعُو اللّه عز وجل فِي الأَمرِ يَنوبُهُ ، فَيُقالُ
لِلمَلَكِ المُوَكَّلِ بِهِ : اِقضِ لِعَبدي حاجَتَهُ وعَجِّلها ؛ فَإِنّي أكرَهُ
أن أسمَعَ نِداءَهُ وصَوتَهُ.
١٠٣٤. عدّة الداعي عن كعب الأحبار
: مَكتوبٌ فِي التَّوراةِ : يا موسى ... إنّي لَستُ بِغافِلٍ عَن خَلقي ، ولكِن
اُحِبُّ أن تَسمَعَ مَلائِكَتي ضَجيجَ الدُّعاءِ مِن عِبادي ، وتَرى حَفَظَتي
تَقَرُّبَ بَني آدَمَ إلَيَّ ، بِما أنَا مُقَوّيهِم عَلَيهِ ومُسَبِّبُهُ لَهُم.
١٠٣٥. عدّة الداعي
: فيما أوحَى اللّه إلى داوُودَ عليهالسلام
... : رُبَّما أمرَضتُ العَبدَ فَقَلَّت صَلاتُهُ وخِدمَتُهُ ، ولَصَوتُهُ إذا
دَعاني في كُربَتِهِ أحَبُّ إلَيَّ مِن صَلاةِ المُصَلّينَ.
١٠٣٦. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ اللّه إذا
أحَبَّ عَبدا بَعَثَ إلَيهِ مَلَكا فَيَقولُ : أسقِمهُ وشَدِّدِ البَلاءَ عَلَيهِ
، فَإِذا بَرَأَ مِن شَيءٍ فَابتَلِهِ لِما هُوَ أشَدُّ مِنهُ ، وقَوِّ عَلَيهِ ، حَتّى
يَذكُرَني ؛ فَإِنّي أشتَهي أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسمَعَ دُعاءَهُ.
وإذا أبغَضَ عَبدا وَكَلَ بِهِ مَلَكا ،
فَقالَ : صَحِّحهُ وأعطِهِ كَي لا يَذكُرَني ؛ فَإِنّي لا أشتَهي أن أسمَعَ
صَوتَهُ.
١٠٣٧. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه إذا
أحَبَّ عَبدا ابتَلاهُ وتَعَهَّدَهُ بِالبَلاءِ ، كَما يَتَعَهَّدُ المَريضَ
أهلُهُ بِالطُّرَفِ
، ووَكَّلَ بِهِ مَلَكَينِ فَقالَ لَهُما : أسقِما بَدَنَهُ ، وضَيِّقا مَعيشَتَهُ
، وعَوِّقا عَلَيهِ مَطلَبَهُ ، حَتّى يَدعُوَني فَإِنّي اُحِبُّ صَوتَهُ. فَإِذا
دَعا قالَ : اُكتُبا لِعَبدي ثَوابَ ما سَأَلَني ، فَضاعِفاهُ لَهُ حَتّى
يَأتِيَني وما عِندي خَيرٌ لَهُ.
وإذا أبغَضَ عَبدا وَكَّلَ بِهِ
مَلَكَينِ ، فَقالَ : أصِحّا بَدَنَهُ ، ووَسِّعا عَلَيهِ في رِزقِهِ ، وسَهِّلا
لَهُ مَطلَبَهُ ، وأنسِياهُ ذِكري ؛ فَإِنّي اُبغِضُ صَوتَهُ ، حَتّى يَأتِيَني
وما عِندي شَرٌّ
لَهُ.
١٠٣٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ لَيَتَعاهَدُ عَبدَهُ المُؤمِنَ بِأَنواعِ البَلاءِ ، كَما يَتَعاهَدُ
أهلَ البَيتِ سَيِّدُهُم بِطُرَفِ الطَّعامِ
، يَقولُ اللّه عز وجل : وعِزَّتي وجَلالي ، وعَظَمَتي وبَهائي ، إنّي لَأَحمي
وَلِيّي أن اُعطِيَهُ في دارِ الدُّنيا شَيئا يَشغَلُهُ عَن ذِكري ، حَتّى
يَدعُوَني فَأَسمَعَ دُعاءَهُ وصَوتَهُ ، وإنّي لاَُعطِي الكافِرَ اُمنِيَّتَهُ ، حَتّى
لا يَدعُوَني فَأَسمَعَ صَوتَهُ ؛ بُغضا مِنّي لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٣٩. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّهُ سُبحانَهُ
يَبتَلِي العَبدَ ، حَتّى يَسمَعَ دُعاءَهُ وتَضَرُّعَهُ.
١٠٤٠. الكافي عن منصور الصيقل
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: رُبَّما دَعَا الرَّجُلُ بِالدُّعاءِ فَاستُجيبَ لَهُ ، ثُمَّ اُخِّرَ ذلِكَ إلى
حينٍ؟ فَقالَ : نَعَم ، قُلتُ : ولِمَ ذاكَ؟ لِيَزدادَ مِنَ الدُّعاءِ؟ قالَ : نَعَم.
١٠٤١. المؤمن عن الصباح بن سيّابة
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: ما أصابَ المُؤمِنَ مِن بَلاءٍ فَبِذَنبٍ؟ قالَ : لا ، ولكِن لِيُسمَعَ أنينُهُ
وشَكواهُ ودُعاؤُهُ ، الَّذي يُكتَبُ لَهُ بِالحَسَناتِ ، وتُحَطُّ عَنهُ
السَّيِّئاتُ ، وتُدَّخَرُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ.
١٠٤٢. الكافي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر
: قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ عليهالسلام
: جُعِلتُ فِداكَ! إنّي قَد سَأَلتُ اللّه حاجَةً مُنذُ كَذا وكَذا سَنَةً ، وقَد
دَخَلَ قَلبي مِن إبطائِها شَيءٌ.
فَقالَ عليهالسلام
: يا أحمَدُ ، إيّاكَ وَالشَّيطانَ أن يَكونَ لَهُ عَلَيكَ سَبيلٌ حَتّى
يُقَنِّطَكَ ، إنَّ أبا جَعفَرٍ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ ـ كانَ يَقولُ : إنَّ
المُؤمِنَ يَسأَلُ اللّه عز وجل حاجَةً ، فَيُؤَخِّرُ عَنهُ تَعجيلَ إجابَتِهِ
حُبّا لِصَوتِهِ وَاستِماعِ نَحيبِهِ. ثُمَّ قالَ : وَاللّه ، ما أخَّرَ اللّه عز وجل
عَنِ المُؤمِنينَ ما يَطلُبونَ مِن هذِهِ الدُّنيا خَيرٌ لَهُم مِمّا عَجَّلَ
لَهُم فيها ، وأيُّ شَيءٍ الدُّنيا؟ إنَّ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام كانَ يَقولُ : يَنبَغي
لِلمُؤمِنِ أن يَكونَ دُعاؤُهُ فِي الرَّخاءِ نَحوا مِن دُعائِهِ فِي الشِّدَّةِ ،
لَيسَ إذا اُعطِيَ فَتَرَ ، فَلا تَمَلَّ الدُّّعاءَ ؛ فَإِنَّهُ مِنَ اللّه عز وجل
بِمَكانٍ ، وعَلَيكَ بِالصَّبرِ ، وطَلَبِ الحَلالِ ، وصِلَةِ الرَّحِمِ ، وإيّاكَ
ومُكاشَفَةَ النّاسِ ؛ فَإِنّا أهلَ البَيتِ نَصِلُ مَن قَطَعَنا ، ونُحسِنُ إلى
مَن أساءَ إلَينا ، فَنَرى وَاللّه في ذلِكَ العاقِبَةَ الحَسَنَةَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنَّ صاحِبَ النِّعمَةِ فِي الدُّنيا
إذا سَأَلَ فَاُعطِيَ ، طَلَبَ غَيرَ الَّذي سَأَلَ ، وصَغُرَتِ النِّعمَةُ في
عَينِهِ ، فَلا يَشبَعُ مِن شَيءٍ. وإذا كَثُرَتِ النِّعَمُ ، كانَ المُسلِمُ مِن
ذلِكَ عَلى خَطَرٍ ؛ لِلحُقوقِ الَّتي تَجِبُ عَلَيهِ ، وما يُخافُ مِنَ الفِتنَةِ
فيها ، أخبِرني عَنكَ ، لَو أنّي قُلتُ لَكَ قَولاً ، أكُنتَ تَثِقُ بِهِ مِنّي؟ فَقُلتُ
لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! إذا لَم أثِق بِقَولِكَ فَبِمَن أثِقُ ، وأنتَ حُجَّةُ
اللّه عَلى خَلقِهِ؟
قالَ : فَكُن بِاللّه أوثَقَ ، فَإِنَّكَ
عَلى مَوعِدٍ مِنَ اللّه ، ألَيسَ اللّه عز وجل يَقولُ : (وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ)
وقالَ : (لاَ
تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ)
وقالَ : (وَاللَّهُ
يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً)
؟ فَكُن بِاللّه عز وجل
أوثَقَ مِنكَ بِغَيرِهِ ، ولا تَجعَلوا في أنفُسِكُم إلاّ خَيرا ؛ فَإِنَّهُ
مَغفورٌ لَكُم.
١٠٤٣. الإمام عليّ عليهالسلام ـ فِي وَصِيَّتِهِ
لاِبنِهِ الحَسَنِ عليهالسلام
ـ : لا يُقَنِّطَنَّكَ إبطاءُ إجابَتِهِ ؛ فَإِنَّ العَطِيَّةَ عَلى قَدرِ
النِّيَّةِ ، ورُبَّما اُخِّرَت عَنكَ الإِجابَةُ ، لِيَكونَ ذلِكَ أعظَمَ لِأَجرِ
السّائِلِ ، وأجزَلَ لِعَطاءِ الآمِلِ.
١٠٤٤. عنه عليهالسلام : كانَ جَبرَئيلُ
يَنزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
في مَرَضِهِ الَّذي قُبِضَ فيهِ ... فَقالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليهالسلام : اِعلَم ـ يا
مُحَمَّدُ ـ أنَّ اللّه لَم يُشَدِّد عَلَيكَ ، وما مِن أحَدٍ مِن خَلقِهِ أكرَمُ
عَلَيهِ مِنكَ ، ولكِنَّهُ أحَبَّ أن يَسمَعَ صَوتَكَ ودُعاءَكَ ، حَتّى تَلقاهُ
مُستَوجِبا لِلدَّرَجَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَالثَّوابِ الَّذي
أعَدَّ اللّه لَكَ ، وَالكَرامَةَ وَالفَضيلَةَ عَلَى الخَلقِ.
١٠٤٥. الدرّ المنثور عن الديلمي
: قالَ موسى عليهالسلام
: يا رَبِّ ، أعطَيتَ الدُّنيا لِأَعدائِكَ ، ومَنَعتَها أولِياءَكَ! فَمَا
الحِكمَةُ في ذلِكَ؟ فَأَوحَى اللّه إلَيهِ : أعطَيتُها أعدائي لِيَتَمَرَّغوا
، ومَنَعتُها أولِيائي لِيَتَضَرَّعوا.
١٠٤٦. الإمام الصادق عليهالسلام : بَينا إبراهيمُ
خَليلُ الرَّحمنِ عليهالسلام
في جَبَلِ بَيتِ المَقدِسِ يَطلُبُ مَرعىً لِغَنَمِهِ ، إذ سَمِعَ صَوتا ، فَإِذا
هُوَ بِرَجُلٍ قائِمٍ يُصَلّي ، طولُهُ اثنا عَشَرَ شِبرا. فَقالَ لَهُ : يا عَبدَ
اللّه لِمَن تُصَلّي؟ قالَ : لاِءِلهِ السَّماءِ. فَقالَ لَهُ إبراهيمُ : هَل
بَقِيَ أحَدٌ مِن قَومِكَ غَيرُكَ؟ قالَ لا. قالَ : فَمِن أينَ تَأكُلُ؟ قالَ : أجتَني
مِن هذَا الشَّجَرِ فِي الصَّيفِ وآكُلُهُ فِي الشِّتاءِ ، قالَ لَهُ : فَأَينَ
مَنزِلُكَ؟ قالَ : فَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى جَبَلٍ ، فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليهالسلام : هَل لَكَ أن
تَذهَبَ بي مَعَكَ فَأَبيتَ عِندَكَ اللَّيلَةَ؟ فَقالَ : إنَّ قُدّامي ماءً لا
يُخاضُ. قالَ : كَيفَ تَصنَعُ؟ قالَ : أمشي عَلَيهِ. قالَ : فَاذهَب بي مَعَكَ
فَلَعَلَّ اللّه أن يَرزُقَني ما رَزَقَكَ؟
قالَ : فَأَخَذَ العابِدُ بِيَدِهِ ، فَمَضَيا
جَميعا حَتَّى انتَهَيا إلَى الماءِ ، فَمَشى ومَشى إبراهيمُ عليهالسلام مَعَهُ حَتَّى
انتَهَيا إلى مَنزِلِهِ.
فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليهالسلام : أيُّ الأَيّامِ
أعظَمُ؟ فَقالَ لَهُ العابِدُ : يَومُ الدّينِ ؛ يَومُ يُدانُ النّاسُ بَعضُهُم
مِن بَعضٍ. قالَ : فَهَل لَكَ أن تَرفَعَ يَدَكَ ، وأرفَعَ يَدي ، فَتَدعُوَ اللّه
عز وجل أن يُؤمِنَنا مِن شَرِّ ذلِكَ اليَومِ؟ فَقالَ : وما تَصنَعُ بِدَعوَتي؟ فَوَاللّه
، إنَّ لي لَدَعوَةً مُنذُ ثَلاثينَ سَنَةً ما اُجِبتُ فيها بِشَيءٍ. فَقالَ لَهُ
إبراهيمُ عليهالسلام
: أوَلا اُخبِرُكَ لِأَيِّ شَيءٍ احتُبِسَت دَعوَتُكَ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : بَلى.
قالَ لَهُ : إنَّ اللّه عز وجل إذا
أحَبَّ عَبدا احتَبَسَ دَعوَتَهُ لِيُناجِيَهُ ويَسأَلَهُ ويَطلُبَ إلَيهِ ، وإذا
أبغَضَ عَبدا عَجَّلَ لَهُ دَعوَتَهُ ، أو ألقى في قَلبِهِ اليَأسَ مِنها.
ثُمَّ قالَ لَهُ : وما كانَت دَعوَتُكَ؟
قالَ : مَرَّ بي غَنَمٌ ومَعَهُ غُلامٌ لَهُ ذُؤابَةٌ ، فَقُلتُ : يا غُلامُ لِمَن
هذَا الغَنَمُ؟ فَقالَ : لاِءِبراهيمَ خَليلِ الرَّحمنِ. فَقُلتُ : اللّهُمَّ إن
كانَ لَكَ فِي الأَرضِ خَليلٌ فَأَرِنيهِ.
فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليهالسلام : فَقَدِ استَجابَ
اللّه لَكَ ، أنَا إبراهيمُ خَليلُ الرَّحمنِ. فَعانَقَهُ ، فَلَمّا بَعَثَ اللّه
مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله
، جاءَتِ المُصافَحَةُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الحادي عَشَرَ
صلوات قضاء الحوائج
١٠٤٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن كانَت لَهُ
حاجَةٌ ، فَليَصُم ثَلاثَةً آخِرُهَا الجُمُعَةُ ، فَإِذا كانَ يَومُ الجُمُعَةِ ،
تَطَهَّرَ وراحَ إلَى المَسجِدِ
، وتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ـ قَلَّت أو كَثُرَت ـ بِالرَّغيفِ إلى ما دونَ ذلِكَ ، فَإِذا
صَلَّى الجُمُعَةَ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّه
الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ
هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ الحَيُّ القَيّومُ لا
تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، الَّذي مَلَأَت عَظَمَتُهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ، وأسأَ
لُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ ، الَّذي
عَنَت لَهُ الوُجوهُ ، وخَشَعَت لَهُ الأَبصارُ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن
خَشيَتِهِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تَقضِيَ حاجَتي في كَذا
وكَذا.
قالَ : ولا تُعَلِّموها سُفَهاءَكُم
فَيَدعونَ بِها فَيُستَجابُ لَهُم ، ولا تَدعوا بِها في مَأثَمٍ ولا قَطيعَةِ
رَحِمٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٤٨. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ عَلِيٌّ عليهالسلام إذا هالَهُ
شَيءٌ فَزِعَ إلَى الصَّلاةِ ، ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : (وَاسْتَعِينُواْ
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ)
.
١٠٤٩. الدعوات
: رُوِيَ أنَّ زَينَ العابِدينَ عليهالسلام
مَرَّ بِرَجُلٍ وهُوَ قاعِدٌ عَلى بابِ رَجُلٍ ، فَقالَ لَهُ : ما يُقعِدُكَ عَلى
بابِ هذَا المُترَفِ الجَبّارِ؟ فَقالَ : البَلاءُ. قالَ : قُم فَاُرشِدَكَ إلى
بابٍ خَيرٍ مِن بابِهِ ، وإلى رَبٍّ خَيرٍ لَكَ مِنهُ.
فَأَخَذَ بِيَدِهِ حَتَّى انتَهى بِهِ
إلَى المَسجِدِ ـ مَسجِدِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
ـ ثُمَّ قالَ : اِستَقبِلِ القِبلَةَ وصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ
إلَى اللّه عز وجل ، فَأَثنِ عَلَى اللّه ، وصَلِّ عَلى رَسولِهِ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ ادعُ
بِآخِرِ الحَشرِ ، وسِتِّ آياتٍ مِن أوَّلِ الحَديدِ ، وبِالآيَتَينِ اللَّتَينِ
في آلِ عِمرانَ
، ثُمَّ سَلِ اللّه سُبحانَهُ ؛ فَإِنَّكَ لا تَسأَلُ شَيئا إلاّ أعطاكَ.
١٠٥٠. الإمام الصادق عليهالسلام : يا مِسمَعُ ، ما
يَمنَعُ أحَدَكُم إذا دَخَلَ عَلَيهِ غَمٌّ مِن غُمومِ الدُّنيا ، أن يَتَوَضَّأَ
ثُمَّ يَدخُلَ مَسجِدَهُ ، ويَركَعَ رَكعَتَينِ فَيَدعُوَ اللّه فيهِما؟ أما
سَمِعتَ اللّه يَقولُ : (وَاسْتَعِينُواْ
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ)؟
١٠٥١. عنه عليهالسلام
: إذا أرَدتَ حاجَةً فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ،
وسَل تُعطَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٥٢. عنه عليهالسلام : إذا كانَت لَكَ
حاجَةٌ ، فَتَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ احمَدِ اللّه وأثنِ عَلَيهِ ، وَاذكُر
مِن آلائِهِ ، ثُمَّ ادعُ تُجَب بِما تُحِبُّ.
١٠٥٣. تفسير العيّاشي عن أبي بكر الحضرمي عن
الإمام الصادق إذا كانَت لَكَ
حاجَةٌ فَاقرَأِ المَثانِيَ وسورَةً اُخرى ، وصَلِّ رَكعَتَينِ ، وَادعُ اللّه.
قُلتُ : أصلَحَكَ اللّه! ومَا المَثاني؟
قالَ : فاتِحَةُ الكِتابِ ؛ بِسمِ اللّه
الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّه رَبِّ العالَمينَ.
١٠٥٤. الإمام الباقر عليهالسلام ـ في حَديثٍ ـ : إذا
كانَت لَها أي لِلمَرأَةِ إلَى اللّه عز وجل حاجَةٌ صَعِدَت فَوقَ بَيتِها ، وصَلَّت
رَكعَتَينِ ، وكَشَفَت رَأسَها إلَى السَّماءِ ؛ فَإِنَّها إذا فَعَلَت ذلِكَ
استَجابَ اللّه لَها ، ولَم يُخَيِّبها .
١٠٥٥. الإمام الصادق عليهالسلام ـ فِي الرَّجُلِ
يَحزُنُهُ الأَمرُ أو يُريدُ الحاج : يُصَلّي رَكعَتَينِ يَقرَأ في إحداهُما «قُل
هُوَ اللّه أحَدٌ» ألفَ مَرَّةٍ ، وفِي الاُخرى مَرَّةً ، ثُمَّ يَسأَلُ حاجَتَهُ.
١٠٥٦. عنه عليهالسلام : مَن تَوَضَّأَ
فَأَحسَنَ الوُضوءَ ، وصَلّى رَكعَتَينِ فَأَتَمَّ رُكوعَهُما وسُجودَهُما ، ثُمَّ
جَلَسَ فَأَثنى عَلَى اللّه عز وجل ، وصَلّى عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ سَأَلَ
اللّه حاجَتَهُ ، فَقَد طَلَبَ الخَيرَ في مَظانِّهِ ، ومَن طَلَبَ الخَيرَ في
مَظانِّهِ لَم يَخِب.
١٠٥٧. عنه عليهالسلام : اِتَّخِذ مَسجِدا
في بَيتِكَ ، فَإِذا خِفتَ شَيئا ، فَالبَس ثَوبَينِ غَليظَينِ مِن أغلَظِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثِيابِكَ ، فَصَلِّ
فيهِما ، ثُمَّ اجثُ عَلى رُكبَتَيكَ فَاصرُخ إلَى اللّه وسَلهُ الجَنَّةَ ، وتَعَوَّذ
بِاللّه مِن شَرِّ الَّذي تَخافُهُ ، وإيّاكَ أن يَسمَعَ اللّه مِنكَ كَلِمَةَ
بَغيٍ ، وإن أعجَبَتكَ
نَفسَكَ وعَشيرَتَكَ.
١٠٥٨. الإمام الباقر عليهالسلام : إذا أرَدتَ أمرا
تَسأَ لُهُ رَبَّكَ ، فَتَوَضَّأ وأحسِنِ الوُضوءَ ، ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ ، وعَظِّمِ
اللّه ، وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، وقُل بَعدَ التَّسليمِ :
«اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ
مَلِكٌ ، وأنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ مُقتَدِرٌ ، وبِأَنَّكَ ما تَشاءُ مِن
أمرٍ يَكونُ ، اللّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ
الرَّحمَةِ صلىاللهعليهوآله
، يا مُحَمَّدُ يا رَسولَ اللّه ، إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلَى اللّه رَبِّكَ ورَبّي
لِيُنجِحَ لي طَلِبَتي ، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ أنجِح لي طَلِبَتي بِمُحَمَّدٍ» ، ثُمَّ
سَل حاجَتَكَ.
١٠٥٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ أحَدَكُم إذا
مَرِضَ ، دَعَا الطَّبيبَ وأعطاهُ ، وإذا كانَ لَهُ حاجَةٌ إلى سُلطانٍ ، رَشَا
البَوّابَ وأعطاهُ ، ولَو أنَّ أحَدَكُم إذا فَدَحَهُ أمرٌ فَزِعَ إلَى اللّه
تَعالى فَتَطَهَّرَ وتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ قَلَّت أو كَثُرَت ، ثُمَّ دَخَلَ
المَسجِدَ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَحَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلَى
النَّبِيِّ وأهلِ بَيتِهِ ، ثُمَّ قالَ : «اللّهُمَّ إن عافَيتَني مِن مَرَضي أو
رَدَدتَني مِن سَفري ، أو عافَيتَني مِمّا أخافُ مِن كَذا وكَذا» ، إلاّ آتاهُ اللّه
ذلِكَ ، وهِيَ اليَمينُ الواجِبَةُ ، وما جَعَلَ اللّه تَعالى عَلَيهِ فِي
الشُّكرِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٦٠. عنه عليهالسلام : مَن كانَ لَهُ
إلَى اللّه حاجَةٌ يُريدُ قَضاءَها ، فَليُصَلِّ أربَعَ رَكَعاتٍ بِفاتِحَةِ
الكِتابِ وَالأَنعامِ ، فَليَقُل في صَلاتِهِ إذا فَرَغَ مِنَ القِراءَةِ : «يا
كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ ، يا أعظَمَ مِن
كُلِّ عَظيمٍ ، يا سَميعَ الدُّعاءِ ، يا مَن لا تُغَيِّرُهُ الأَيّامُ
وَاللَّيالي ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارحَم ضَعفي وفَقري
وفاقَتي ومَسكَنَتي ، فَإِنَّكَ أعلَمُ بِها مِنّي ، وأنتَ أعلَمُ بِحاجَتي ، يا
مَن رَحِمَ الشَّيخَ يَعقوبَ حينَ رَدَّ عَلَيهِ يوسُفَ قُرَّةَ عَينِهِ ، يا مَن
رَحِمَ أيّوبَ بَعدَ حُلولِ بَلائِهِ ، يا مَن رَحِمَ مُحَمَّدا ، ومِنَ اليُتمِ
آواهُ ، ونَصَرَهُ عَلى جَبابِرَةِ قُرَيشٍ وطَواغيتِها ، وأمكَنَهُ مِنهُم ، يا
مُغيثُ يا مُغيثُ يا مُغيثُ» ، تَقولُهُ مِرارا ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَو دَعَوتَ
بِها بَعدَما تُصَلّي هذِهِ الصَّلاةَ في دُبُرِ هذِهِ السّورَةِ ، ثُمَّ سَأَلتَ
جَميعَ حَوائِجِكَ ما بَخِلَ عَلَيكَ ، ولَأَعطاكَ ذلِكَ إن شاءَ اللّه.
١٠٦١. الكافي عن مقاتل بن مقاتل
: قُلتُ لِلرِّضا عليهالسلام
: جُعِلتُ فِداكَ! عَلِّمني دُعاءً لِقَضاءِ الحَوائِجِ. فَقالَ : إذا كانَت لَكَ
حاجَةٌ إلَى اللّه عز وجل مُهِمَّةٌ ، فاغتَسِل وَالبَس أنظَفَ ثِيابِكَ وشُمَّ
شَيئا مِنَ الطّيبِ ، ثُمَّ ابرُز تَحتَ السَّماءِ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، تَفتَتِحُ
الصَّلاةَ فَتَقرَأُ «فاتِحَةَ الكِتابِ» و «قُل هُوَ اللّه أحَدٌ» خَمسَ عَشرَةَ
مَرَّةً ، ثُمَّ تَركَعُ فَتَقرَأُ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تُتِمُّها عَلى
مِثالِ صَلاةِ التَّسبيحِ ، غَيرَ أنَّ القِراءَةَ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً ، فإِذا
سَلَّمتَ فَاقرَأها خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَسجُدُ فَتَقولُ في سُجودِكَ :
«اللّهُمَّ إنَّ كُلَّ مَعبودٍ مِن
لَدُن عَرشِكَ إلى قَرارِ أرضِكَ فَهُوَ باطِلٌ سِواكَ ؛ فَإِنَّكَ (أنتَ) اللّه
الحَقُّ المُبينُ ، اقضِ لي حاجَةَ كَذا وكَذا ، السّاعَةَ السّاعَةَ» ، وتُلِحُّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيما أرَدتَ.
١٠٦٢. الإمام الباقر عليهالسلام : جاءَ رَجُلٌ إلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنّي ذو عِيالٍ ، وعَلَيَّ دَينٌ ، وقَدِ اشتَدَّت
حالي ، فَعَلِّمني دُعاءً أدعُو اللّه عز وجل بِهِ ، لِيَرزُقَني ما أقضي بِهِ
دَيني ، وأستَعينُ بِهِ عَلى عِيالي.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا عَبدَ اللّه ، تَوَضَّأ
وأسبِغ وُضوءَكَ ، ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ تُتِمُّ الرُّكوعَ وَالسُّجودَ ، ثُمَّ
قُل :
يا ماجِدُ ، يا واحِدُ ، يا كَريمُ يا
دائِمُ ، أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ صلىاللهعليهوآله ، يا مُحَمَّدُ يا
رَسولَ اللّه ، إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلَى اللّه رَبِّكَ ورَبّي ورَبِّ كُلِّ
شَيءٍ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأسأَ لُكَ نَفحَةً كَريمَةً
مِن نَفَحاتِكَ ، وفَتحا يَسيرا ورِزقا واسِعا ، ألُمُّ بِهِ شَعَثي
، وأقضي بِهِ دَيني ، وأستَعينُ بِهِ عَلى عِيالي.
١٠٦٣. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا غَدَوتَ في
حاجَتِكَ بَعدَ أن تَجِبَ الصَّلاةُ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ
التَّشَهُّدِ قُلتَ :
«اللّهُمَّ إنّي غَدَوتُ ألتَمِسُ مِن
فَضلِكَ كَما أمَرتَني ، فَارزُقني رِزقا حَلالاً طَيِّبا ، وأعطِني فيما رَزَقتَنِي
العافِيَةَ» تُعيدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ تُصَلّي رَكعَتَينِ اُخراوَينِ ، فَإِذا
فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ قُلتَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«بِحَولِ اللّه وقُوَّتِهِ ، غَدَوتُ
بِغَيرِ حَولٍ مِنّي ولا قُوَّةٍ ، ولكِن بِحَولِكَ يا رَبِّ وقُوَّتِكَ ، وأبرَأُ
إلَيكَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بَرَكَةَ هذَا
اليَومِ وبَرَكَةَ أهلِهِ ، وأسأَ لُكَ أن تَرزُقَني مِن فَضلِكَ رِزقا واسِعا
طَيِّبا حَلالاً ، تَسوقُهُ إلَيَّ بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، وأنَا خافِضٌ
في عافِيَتِكَ» ، تَقولُها ثَلاثا.
١٠٦٤. الكافي عن ابن الوليد بن صبيح
، عن أبيه : قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
: أينَ حانوتُكَ مِنَ المَسجِدِ؟ فَقُلتُ : عَلى بابِهِ. فَقالَ : إذا أرَدتَ أن
تَأتِيَ حانوتَكَ فَابدَأ بِالمَسجِدِ ، فَصَلِّ فيهِ رَكعَتَينِ أو أربَعا ، ثُمَّ
قُل :
غَدَوتُ بِحَولِ اللّه وقُوَّتِهِ ، وغَدَوتُ
بِلا حَولٍ مِنّي ولا قُوَّةٍ ، بَل بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ يا رَبِّ ، اللّهُمَّ
إنّي عَبدُكَ ألتَمِسُ مِن فَضلِكَ كَما أمَرتَني ، فَيَسِّر لي ذلِكَ ، وأنَا
خافِضٌ في عافِيَتِكَ.
١٠٦٥. الكافي عن ابن طيّار
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: إنَّهُ كانَ في يَدي شَيءٌ تَفَرَّقَ وضِقتُ ضيقا شَديدا ، فَقالَ لي : ألَكَ
حانوتٌ فِي السّوقِ؟ قُلتُ : نَعَم وقَد تَرَكتُهُ.
فَقالَ : إذا رَجَعتَ إلَى الكوفَةِ
فَاقعُد في حانوتِكَ وَاكنُسهُ ، فَإِذا أرَدتَ أن تَخرُجَ إلى سوقِكَ فَصَلِّ
رَكعَتَينِ أو أربَعَ رَكَعاتٍ ، ثُمَّ قُل في دُبُرِ صَلاتِكَ :
«تَوَجَّهتُ بِلا حَولٍ مِنّي ولا
قُوَّةٍ ، ولكِن بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، وأبرَأُ إلَيكَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ
إلاّ بِكَ ، فَأَنتَ حَولي ومِنكَ قُوَّتي ، اللّهُمَّ فَارزُقني مِن فَضلِكَ
الواسِعِ رِزقا كَثيرا طَيِّبا ، وأنَا خافِضٌ في عافِيَتِكَ ؛ فَإِنَّهُ لا
يَملِكُها أحَدٌ غَيرُكَ» ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَما زِلتُ آخُذُ عِدلاً عِدلاً
فَأَبيعُهُ ، وآخُذُ فَضلَهُ وأرُدُّ عَلَيهِ مِن رَأسِ المالِ ؛ حَتّى رَكِبتُ
الدَّوابَّ ، وَاشتَرَيتُ الرَّقيقَ ، وبَنَيتُ الدّورَ.
١٠٦٦. الكافي عن محمّد بن الحسن العطّار عن
رجل من أصحابن قالَ لي يا فُلانُ ، أما تَغدو فِي الحاجَةِ؟ أما تَمُرُّ
بِالمَسجِدِ الأَعظَمِ عِندَكُم بِالكوفَةِ؟ قُلتُ : بَلى. قالَ : فَصَلِّ فيهِ
أربَعَ رَكَعاتٍ ، قُل فيهِنَّ :
غَدَوتُ بِحَولِ اللّه وقُوَّتِهِ ، غَدَوتُ
بِغَيرِ حَولٍ مِنّي ولا قُوَّةٍ ، ولكِن بِحَولِكَ يا رَبِّ وقُوَّتِكَ ، أسأَ
لُكَ بَرَكَةَ هذَا اليَومِ وبَرَكَةَ أهلِهِ ، وأسأَ لُكَ أن تَرزُقَني مِن
فَضلِكَ حَلالاً طَيِّبا ، تَسوقُهُ إلَيَّ بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، وأنَا خافِضٌ
في عافِيَتِكَ.
١٠٦٧. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن كانَت لَهُ
إلَى اللّه تَعالى حاجَةٌ ، فَليَقصِد إلى مَسجِدِ الكوفَةِ وَليُسبِغ وُضوءَهُ ، ويُصَلّي
فِي المَسجِدِ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ في كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما فاتِحَةَ الكِتابِ
وسَبعَ سُوَرٍ مَعَها ، وهُنَّ : المُعَوِّذَتانِ ، و «قُل هُوَ اللّه أحَدٌ» ، و
«قُل يا أيُّهَا الكافِرونَ» ، و «إذا جاءَ نَصرُ اللّه» ، و «سَبِّحِ اسمَ
رَبِّكَ الأَعلى» ، و «إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ» فَإِذا فَرَغَ مِنَ
الرَّكعَتَينِ وتَشَهَّدَ وسَلَّمَ ، سَأَلَ اللّه حاجَتَهُ فَإِنَّها تُقضى
بِعَونِ اللّه ، إن شاءَ اللّه.
١٠٦٨. الكافي عن محمّد بن عليّ الحلبي
: شَكى رَجُلٌ إلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
الفاقَةَ وَالحِرفَةَ ٤ فِي التِّجارَةِ بَعدَ يَسارٍ قَد كانَ فيهِ ، ما
يَتَوَجَّهُ في حاجَةٍ إلاّ ضاقَت عَلَيهِ المَعيشَةُ ، فَأَمَرَهُ أبو عَبدِ
اللّه عليهالسلام
أن يَأتِيَ مَقامَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
بَينَ القَبرِ وَالمِنبَرِ ، فَيُصَلِّيَ رَكعَتَينِ ، ويَقولَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِئَةَ مَرَّةٍ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِقُوَّتِكَ
وقُدرَتِكَ وبِعِزَّتِكَ وما أحاطَ بِهِ عِلمُكَ ، أن تُيَسِّرَ لي مِنَ
التِّجارَةِ أوسَعَها رِزقا ، وأعَمَّها فَضلاً ، وخَيرَها عاقِبَةً.
قالَ الرَّجُلُ : فَفَعَلتُ ما أمَرَني
بِهِ ، فَما تَوَجَّهتُ بَعدَ ذلِكَ في وَجهٍ إلاّ رَزَقَنِيَ اللّه.
١٠٦٩. كتاب من لا يحضره الفقيه
: كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام
إذا حَزَنَهُ أمرٌ لَبِسَ ثَوبَينِ مِن أغلَظِ ثِيابِهِ وأخشَنِها ، ثُمَّ رَكَعَ
في آخِرِ اللَّيلِ رَكعَتَينِ ، حَتّى إذا كانَ في آخِرِ سَجدَةٍ مِن سُجودِهِ
سَبَّحَ اللّه مِئَةَ تَسبيحَةٍ ، وحَمِدَ اللّه مِئَةَ مَرَّةٍ ، وهَلَّلَ اللّه
مِئَةَ مَرَّةٍ ، وكَبَّرَ اللّه مِئَةَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ يَعتَرِفُ بِذُنوبِهِ
كُلِّها ما عَرَفَ مِنها ، أقَرَّ لَهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ في سُجودِهِ ، وما
لَم يَذكُر مِنهَا اعتَرَفَ بِهِ جُملَةً ، ثُمَّ يَدعُو اللّه عز وجل ، ويُفضي
بِرُكبَتَيهِ إلَى الأَرضِ.
١٠٧٠. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن تَطَهَّرَ
ثُمَّ أوى إلى فِراشِهِ باتَ وفِراشُهُ كَمَسجِدِهِ ، فَإِن قامَ مِنَ اللَّيلِ
فَذَكَرَ اللّه تَناثَرَت عَنهُ خَطاياهُ ، فَإِن قامَ مِن آخِرِ اللَّيلِ
فَتَطَهَّرَ وصَلّى رَكعَتَينِ ، وحَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، لَم يَسأَلِ اللّه شَيئا إلاّ أعطاهُ ، إمّا أن يُعطِيَهُ الَّذي يَسأَ لُهُ
بِعَينِهِ ، وإمّا أن يَدَّخِرَ لَهُ ما هُوَ خَيرٌ لَهُ مِنهُ.
١٠٧١. عنه عليهالسلام ـ فِي الأَمرِ
يَطلُبُهُ الطّالِبُ مِن رَبِّهِ ـ : تَصَدَّق في يَومِكَ عَلى سِتّينَ مِسكينا ، عَلى
كُلِّ مِسكينٍ صاعٌ بِصاعِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، فَإِذا كانَ اللَّيلُ اغتَسَلتَ فِي الثُّلُثِ الباقي ، ولَبِستَ أدنى ما يَلبَسُ
مَن تَعولُ مِنَ الثِّيابِ ، إلاّ أنَّ عَلَيكَ في تِلكَ الثِّيابِ إزارا ، ثُمَّ
تُصَلّي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَكعَتَينِ ، فَإِذا
وَضَعتَ جَبهَتَكَ فِي الرَّكعَةِ الأَخيرَةِ لِلسُّجودِ هَلَّلتَ اللّه
وعَظَّمتَهُ وقَدَّستَهُ ومَجَّدتَهُ ، وذَكَرتَ ذُنوبَكَ فَأَقرَرتَ بِما تَعرِفُ
مِنها مُسَمّىً ، ثُمَّ رَفَعتَ رَأسَكَ ، ثُمَّ إذا وَضَعتَ رَأسَكَ لِلسَّجدَةِ
الثّانِيَةِ استَخَرتَ اللّه مِئَةَ مَرَّةٍ : «اللّهُمَّ إنّي أستَخيرُكَ» ، ثُمَّ
تَدعُو اللّه بِما شِئتَ وتَسأَ لُهُ إيّاهُ ، وكُلَّما سَجَدتَ فَأَفضِ
بِرُكبَتَيكَ إلَى الأَرضِ ، ثُمَّ تَرفَعُ الإِزارَ حَتّى تَكشِفَهُما ، وَاجعَلِ
الإِزارَ مِن خَلفِكَ بَينَ إليَتَيكَ وباطِنِ ساقَيكَ.
١٠٧٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن صَلّى ما
بَينَ الجُمُعَتَينِ خَمسَمِئَةِ رَكعَةٍ ، فَلَهُ عِندَ اللّه ما يَتَمَنّى مِن
خَيرٍ.
١٠٧٣. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن تَنَفَّلَ ما
بَينَ الجُمُعَةِ إلَى الجُمُعَةِ خَمسَمِئَةِ رَكعَةٍ ، فَلَهُ عِندَ اللّه ما شاءَ
، إلاّ أن يَشاءَ مُحَرَّما.
١٠٧٤. مصباح المتهجّد
: الإمام الباقر عليهالسلام
: ما يَمنَعُ أحَدَكُم إذا أصابَهُ شَيءٌ مِن غَمِّ الدُّنيا أن يُصَلِّيَ يَومَ
الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ ، ويَحمَدَ اللّه تَعالى ويُثنِيَ عَلَيهِ ، ويُصَلِّيَ
عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ عليهمالسلام
، ويَمُدَّ يَدَهُ ويَقولَ : ـ وذَكَرَ الدُّعاءَ ـ.
١٠٧٥. الكافي عن أبي عليّ الخزّاز
: حَضَرتُ أبا عَبدِ اللّه عليهالسلام
فَأَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! أخي بِهِ بَلِيَّةٌ أستَحيي أن
أذكُرَها.
فَقالَ لَهُ : اُستُر ذلِكَ ، وقُل لَهُ
: يَصومُ يَومَ الأَربِعاءِ وَالخَميسِ وَالجُمُعَةِ ، ويَخرُجُ إذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زالَتِ الشَّمسُ ، ويَلبَسُ
ثَوبَينِ إمّا جَديدَينِ وإمّا غَسيلَينِ حَيثُ لا يَراهُ أحَدٌ ، فَيُصَلّي
ويَكشِفُ عَن رُكبَتَيهِ ، ويَتَمَطّى بِراحَتَيهِ الأَرضَ وجَنبَيهِ ، ويَقرَأُ
في صَلاتِهِ «فاتِحَةَ الكِتابِ» عَشرَ مَرّاتٍ و «قُل هُوَ اللّه أحَدٌ» عَشرَ
مَرّاتٍ ، فَإِذا رَكَعَ قَرَأَ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً «قُل هُوَ اللّه أحَدٌ» ، فَإِذا
سَجَدَ قَرَأَها عَشرا ، فَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ قَبلَ أن يَسجُدَ قَرَأَها عِشرينَ
مَرَّةً ، يُصَلّي أربَعَ رَكَعاتٍ عَلى مِثلِ هذا ، فَإِذا فَرَغَ مِنَ
التَّشَهُّدِ قالَ :
يا مَعروفا بِالمَعروفِ ، يا أوَّلَ
الأَوَّلينَ ، يا آخِرَ الآخِرينَ ، يا ذَا القُوَّةِ المَتينِ ، يا رازِقَ
المَساكينِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، إنِّي اشتَرَيتُ نَفسي مِنكَ بِثُلُثِ ما
أملِكُ ، فَاصرِف عَنّي شَرَّ مَا ابتُليتُ بِهِ ؛ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
١٠٧٦. تهذيب الأحكام عن صفوان بن يحيى ومحمّد
بن سهيل عن إذا حَضَرَت لَكَ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ إلَى اللّه عز وجل ، فَصُم ثَلاثَةَ
أيّامٍ مُتَوالِيَةٍ : الأَربِعاءَ وَالخَميسَ وَالجُمُعَةَ ، فَإِذا كانَ يَومُ
الجُمُعَةِ ـ إن شاءَ اللّه ـ فَاغتَسِل وَالبَس ثَوبا جَديدا ، ثُمَّ اصعَد إلى
أعلى بَيتٍ في دارِكَ وصَلِّ فيهِ رَكعَتَينِ ، وَارفَع يَدَيكَ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ
قُل :
اللّهُمَّ إنّي حَلَلتُ بِساحَتِكَ ؛
لِمَعرِفَتي بِوَحدانِيَّتِكَ وصَمَدانِيَّتِكَ ، وأنَّهُ لا قادِرَ عَلى قَضاءِ
حاجَتي غَيرُكَ ، وقَد عَلِمتُ ـ يا رَبِّ ـ أنَّهُ كُلَّما تَظاهَرَت نِعَمُكَ
عَلَيَّ اشتَدَّت فاقَتي إلَيكَ ، وقَد طَرَقَني هَمُّ كَذا ، وأنتَ بِكَشفِهِ
عالِمٌ غَيرُ مُعَلَّمٍ ، واسِعٌ غَيرُ مُتَكَلِّفٍ ، فَأَسأَ لُكَ بِاسمِكَ
الَّذي وَضَعتَهُ عَلَى الجِبالِ فَنُسِفَت ، ووَضَعتَهُ عَلَى السَّماءِ
فَانشَقَّت ، وعَلَى النُّجومِ فَانتَشَرَت ، وعَلَى الأَرضِ فَسُطِحَت ، وأسأَ
لُكَ بِالحَقِّ الَّذي جَعَلتَهُ عِندَ مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ ـ وتُسَمّيهِم إلى
آخِرِهِم ـ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأن تَقضِيَ حاجَتي ، وأن
تُيَسِّرَ لي عُسرَها ، وتَكفِيَني مُهِمَّها ، فَإِن فَعَلتَ فَلَكَ الحَمدُ ، وإن
لَم تَفعَل فَلَكَ الحَمدُ ، غَيرَ جائِرٍ في حُكمِكَ ، ولا مُتَّهَمٍ في قَضائِكَ
، ولا حائِفٍ في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَدلِكَ.
وتُلصِقُ خَدَّكَ بِالأَرضِ وتَقولُ :
اللّهُمَّ إنَّ يونُسَ بنَ مَتّى
عَبدَكَ دَعاكَ في بَطنِ الحوتِ ، وهُوَ عَبدُكَ فَاستَجَبتَ لَهُ ، وأنَا عَبدُكَ
أدعوكَ فَاستَجِب لي.
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : إذا كانَت لِيَ
الحاجَةُ فَأَدعو بِهذَا الدُّعاءِ ، فَأَرجِعُ وقَد قُضِيَت.
١٠٧٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَا استَخلَفَ
عَبدٌ عَلى أهلِهِ بِخِلافَةٍ أفضَلَ مِن رَكعَتَينِ يَركَعُهُما إذا أرادَ سَفَرا
، يَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أستَودِعُكَ نَفسي وأهلي ومالي وديني ودُنيايَ
وآخِرَتي وأمانَتي وخَواتيمَ عَمَلي» ، إلاّ أعطاهُ اللّه ما سَأَلَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثاني عَشَرَ
قصص في إجابة
الدّعوات
١٢ / ١
اِستِجابَةُ دُعاءِ
الشّابِّ المَشلولِ
١٠٧٨. مُهَج الدعوات عن الإمام الحسين عليهالسلام : كُنتُ مَعَ
عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام
فِي الطَّوافِ في لَيلَةٍ دَيجوجِيَّةٍ
قَليلَةِ النّور ، وقَد خَلا الطَّوافُ ، ونامَ الزُّوّارُ ، وهَدَأَتِ العُيونُ ،
إذ سَمِعَ مُستَغيثا مُستَجيرا مُتَرَحِّما
، بِصَوتٍ حَزينٍ مَحزونٍ مِن قَلبٍ موجَعٍ ، وهُوَ يَقولُ :
يا مَن يُجيبُ دُعَا المُضَطَرِّ فِي
الظُّلَمِ
|
|
يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى مَعَ
السَّقَمِ
|
قَد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ
وَانتَبَهوا
|
|
يَدعو وعَينُكَ يا قَيّومُ لَم تَنَمِ
|
هَب لي بِجودِكَ فَضلَ العَفوِ عَن
جُرُمي
|
|
يا مَن أشارَ إلَيهِ الخَلقُ فِي
الحَرَمِ
|
إن كانَ عَفوُكَ لا يَلقاهُ ذو سَرَفٍ
|
|
فَمَن يَجودُ عَلَى العاصينَ
بِالنِّعَمِ
|
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام : فَقالَ لي : يا
أبا عَبدِ اللّه ، أسَمِعتَ المُنادِيَ ذَنبَهُ ، المُستَغيثَ رَبَّهُ؟ فَقُلتُ : نَعَم
، قَد سَمِعتُهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : اِعتَبِرهُ عَسى أن
تَراهُ.
فَما زِلتُ أخبِطُ في طَخياءِ الظَّلامِ
، وأتَخَلَّلُ بَينَ النِّيامِ. فَلَمّا صِرتُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، بَدا
لي شَخصٌ مُنتَصِبٌ ، فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ قائِمٌ ، فَقُلتُ :
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ
المُقِرُّ المُستَقيلُ المُستَغفِرُ المُستَجيرُ أجِب بِاللّه ابنَ عَمِّ رَسولِ
اللّه صلىاللهعليهوآله.
فَأَسرَعَ في سُجودِهِ وقُعودِهِ
وسَلَّمَ ، فَلَم يَتَكَلَّم حَتّى أشارَ بِيَدِهِ بِأَن تَقَدَّمني ، فَتَقَدَّمتُهُ
فَأَتَيتُ بِهِ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام
فَقُلتُ : دونَكَ ها هُوَ!
فَنَظَرَ إلَيهِ ، فَإِذا هُوَ شابٌّ
حَسَنُ الوَجهِ ، نَقِيُّ الثِّيابِ ، فَقالَ لَهُ : مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقالَ
لَهُ : مِن بَعضِ العَرَبِ.
فَقالَ لَهُ : ما حالُكَ؟ ومِمَّ
بُكاؤُكَ وَاستِغاثَتُكَ؟
فَقالَ : حالُ مَن اُوخِذَ بِالعُقوقِ
فَهُوَ في ضيقٍ ارتَهَنَهُ المُصابُ ، وغَمَرَهُ الاِكتِيابُ ، فَارتابَ
، فَدُعاؤُهُ لا يُستَجابُ.
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام : ولِمَ ذلِكَ؟
فَقالَ : لِأَنّي كُنتُ مُلتَهِيا فِي
العَرَبِ بِاللَّعبِ وَالطَّرَبِ ، اُديمُ العِصيانَ في رَجَبٍ وشَعبانَ ، وما
اُراقِبُ الرَّحمنَ ، وكانَ لي والِدٌ شَفيقٌ ، يُحَذِّرُني مَصارِعَ الحَدَثانِ
، ويُخَوِّفُنِي العِقابَ بِالنّيرانِ ، ويَقولُ : كَم ضَجَّ مِنكَ النَّهارُ
وَالظَّلامُ ، وَاللَّيالي وَالأَيّامُ ، وَالشُّهورُ وَالأَعوامُ ، وَالمَلائِكَةُ
الكِرامُ ، وكانَ إذا ألَحَّ عَلَيَّ بِالوَعظِ زَجَرتُهُ وَانتَهَرتُهُ ، ووَثَبتُ
عَلَيهِ وضَرَبتُهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَعَمَدتُ يَوما إلى شَيءٍ مِنَ
الوَرِقِ
فَكانَت فِي الخِباءِ ، فَذَهَبتُ لاِخُذَها وأصرِفَها فيما كُنتُ عَلَيهِ ، فَمانَعَني
عَن أخذِها ، فَأَوجَعتُهُ ضَربا ولَوَيتُ يَدَهُ ، وأخَذتُها ومَضَيتُ.
فَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى رُكبَتَيهِ
يَرومُ النُّهوضَ مِن مَكانِهِ ذلِكَ ، فَلَم يُطِق يُحَرِّكُها مِن شِدَّةِ
الوَجَعِ وَالأَ لَمِ فَأَنشَأَ يَقولُ :
جَرَت رَحِمٌ بَيني وبَينَ مُنازِلٍ
|
|
سَواءً كَما يَستَنزِلُ القَطرَ
طالِبُه
|
ورَبَّيتُ حَتّى صارَ جَلدا
شَمَردَلاً
|
|
إذا قامَ ساوى غارِبَ الفَحلِ غارِبُه
|
وقَد كُنتُ اُوتيهِ مِنَ الزّادِ فِي
الصِّبا
|
|
إذا جاعَ مِنهُ صَفوُهُ وأطايِبُه
|
فَلَمَّا استَوى في عُنفُوانِ شَبابِهِ
|
|
وأصبَحَ كَالرُّمحِ الرُّدَينِيِّ
خاطِبُه
|
تَهَضَّمَني مالي كَذا ولَوى يَدي
|
|
لَوى يَدَهُ اللّه الَّذي هُوَ
غالِبُه
|
ثُمَّ حَلَفَ بِاللّه لَيَقدَمَنَّ إلى
بَيتِ اللّه الحَرامِ ، فَيَستَعدِي اللّه عَلَيَّ.
قالَ : فَصامَ أسابيعَ ، وصَلّى رَكَعاتٍ
، ودَعا ، وخَرَجَ مُتَوَجِّها عَلى عَيرانَةٍ
، يَقطَعُ بِالسَّيرِ عَرضَ الفَلاةِ ، ويَطوِي الأَودِيَةَ ويَعلُو الجِبالَ ، حَتّى
قَدِمَ مَكَّةَ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ ، فَنَزَلَ عَن راحِلَتِهِ ، وأقبَلَ إلى
بَيتِ اللّه الحَرامِ ، فَسَعى وطافَ بِهِ ، وتَعَلَّقَ بِأَستارِهِ وَابتَهَلَ ، وأنشَأَ
يَقولُ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا مَن إلَيهِ أتَى الحُجّاجُ
بِالجَهدِ
|
|
فَوقَ المَهاوي مِنَ اقصى غايَةِ البُعدِ
|
إنّي أتَيتُكَ يا مَن لا يُخَيِّبُ
مَن
|
|
يَدعوهُ مُبتَهِلاً بِالواحِدِ
الصَّمَدِ
|
هذا مُنازِلُ يَرتاعُ مِن عَقَقي
|
|
فَخُذ بِحَقّي يا جَبّارُ مِن وَلَدي
|
حَتّى تُشِلَّ بِعَونٍ مِنكَ جانِبَهُ
|
|
يا مَن تَقَدَّسَ لَم يولَد ولَم
يَلِدِ
|
قالَ : فَوَ الَّذي سَمَكَ السَّماءَ ، وأنبَعَ
الماءَ ، مَا استَتَمَّ دُعاءَهُ حَتّى نَزَلَ بي ما تَرى ـ ثُمَّ كَشَفَ عَن
يَمينِهِ ، فَإِذا بِجانِبِهِ قَد شَلَّ ـ فَأَنَا مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ أطلُبُ
إلَيهِ أن يَدعُوَ لي
فِي المَوضِعِ الَّذي دَعا بِهِ عَلَيَّ ، فَلَم يُجِبني ، حَتّى إذا كانَ العامُ
، أنعَمَ عَلَيَّ فَخَرَجتُ بِهِ عَلى ناقَةٍ عُشَراءَ
اُجِدُّ السَّيرَ حَثيثا رَجاءَ العافِيَةِ ، حَتّى إذا كُنّا عَلَى الأَراكِ
وحَطمَةِ وادِي السِّياكِ
نَفَرَ طائِرٌ فِي اللَّيلِ ، فَنَفَرَت مِنهُ النّاقَةُ الَّتي كانَ عَلَيها ، فَأَلقَتهُ
إلى قَرارِ الوادي ، وَارفَضَّ بَينَ الحَجَرَينِ ، فَقَبَرتُهُ هُناكَ ، وأعظَمُ
مِن ذلِكَ أنّي لا اُعرَفُ إلاَّ «المَأخوذَ بِدَعوَةِ أبيهِ».
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : أتاكَ الغَوثُ ، ألا
اُعَلِّمُكَ دُعاءً عَلَّمَنيهِ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
، وفيهِ اسمُ اللّه الأَكبَرُ الأَعظَمُ العَزيزُ الأَكرَمُ ، الَّذي يُجيبُ بِهِ
مَن دَعاهُ ، ويُعطي بِهِ مَن سَأَلَهُ ، ويُفَرِّجُ بِهِ الهَمَّ ، ويَكشِفُ بِهِ
الكَربَ ، ويُذهِبُ بِهِ الغَمَّ ، ويُبرِئُ بِهِ السُّقمَ ، ويَجبُرُ بِهِ
الكَسيرَ ، ويُغني بِهِ الفَقيرَ ، ويَقضي بِهِ الدَّينَ ، ويَرُدُّ بِهِ العَينَ
، ويَغفِرُ بِهِ الذُّنوبَ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويَستُرُ بِهِ
العُيوبَ ، ويُؤمِنُ بِهِ كُلَّ خائِفٍ مِن شَيطانٍ مَريدٍ ، وجَبّارٍ عَنيدٍ. ولَو
دَعا بِهِ طائِعٌ للّه عَلى جَبَلٍ لَزالَ مِن مَكانِهِ ، أو عَلى مَيِّتٍ
لَأَحياهُ اللّه بَعدَ مَوتِهِ ، ولَو دَعا بِهِ عَلَى الماءِ لَمَشى عَلَيهِ
بَعدَ أن لا يَدخُلَهُ العُجبُ.
فَاتَّقِ اللّه أيُّهَا الرَّجُلُ ، فَقَد
أدرَكَتنِي الرَّحمَةُ لَكَ ، وَليَعلَمِ اللّه مِنكَ صِدقَ النِّيَّةِ أنَّكَ لا
تَدعو بِهِ في مَعصِيَتِهِ ولا تُفيدُهُ إلاَّ الثِّقَةَ في دينِكَ! فَإِن أخلَصتَ
النِّيَّةَ استَجابَ اللّه لَكَ ، ورَأَيتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله في مَنامِكَ ، يُبَشِّرُكَ
بِالجَنَّةِ وَالإِجابَةِ.
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام : فَكانَ سُروري
بِفائِدَةِ الدُّعاءِ أشَدَّ مِن سُرورِ الرَّجُلِ بِعافِيَتِهِ وما نَزَلَ بِهِ ؛
لِأَنَّني لَم أكُن سَمِعتُهُ مِنهُ ، ولا عَرَفتُ هذَا الدُّعاءَ قَبلَ ذلِكَ.
ثُمَّ قالَ : اِيتِني بِدَواةٍ وبَياضٍ
، وَاكتُب ما اُمليهِ عَلَيكَ. فَفَعَلتُ وهُوَ :
«بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ
إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، يا
حَيُّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا مَن لا يَعلَمُ ما هُوَ ولا أينَ هُوَ ولا حَيثُ
هُوَ ولا كَيفَ هُوَ إلاّ هُوَ ، يا ذَا المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، يا ذَا العِزَّةِ
وَالجَبَروتِ ، يا مَلِكُ يا قُدّوسُ ، يا سَلامُ يا مُؤمِنُ يا مُهَيمِنُ ، يا
عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا مُفيدُ
يا وَدودُ ، يا مَحمودُ يا مَعبودُ ، يا بَعيدُ يا قَريبُ يا مُجيبُ ، يا رَقيبُ
يا حَسيبُ ، يا بَديعُ يا رَفيعُ يا مَنيعُ ، يا سَميعُ يا عَليمُ ، يا حَكيمُ يا
كَريمُ يا قَديمُ.
يا عَلِيُّ يا عَظيمُ ، يا حَنّانُ يا
مَنّانُ ، يا دَيّانُ يا مُستَعانُ ، يا جَليلُ يا جَميلُ ، يا وَكيلُ يا كَفيلُ ،
يا مُقيلُ يا مُنيلُ ، يا نَبيلُ يا دَليلُ ، يا هادي يا بادي ، يا أوَّلُ يا
آخِرُ ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا حاكِمُ يا قاضي ، يا عادِلُ يا فاضِلُ ، يا
واصِلُ يا طاهِرُ يا مُطَهِّرُ ، يا قادِرُ يا مُقتَدِرُ ، يا كَبيرُ يا
مُتَكَبِّرُ.
يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد
ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، ولَم يَكُن لَهُ صاحِبَةٌ ولا كانَ
مَعَهُ وَزيرٌ ، ولاَ اتَّخَذَ مَعَهُ مُشيرا ، ولاَ احتاجَ إلى ظَهيرٍ ، ولا كانَ
مَعَهُ إلهٌ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ فَتَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الجاحِدونَ (الظّالِمونَ)
عُلُوّا كَبيرا.
يا عالِمُ يا شامِخُ يا باذِخُ ، يا
فَتّاحُ يا مُفَرِّجُ ، يا ناصِرُ يا مُنتَصِرُ يا مُهلِكُ (مُدرِكُ) يا مُنتَقِمُ
، يا باعِثُ يا وارِثُ ، يا أوَّلُ يا طالِبُ يا غالِبُ ، يا مَن لا يَفوتُهُ
هارِبٌ ، يا تَوّابُ يا أوّابُ يا وَهّابُ ، يا مُسَبِّبَ الأَسبابِ ، يا
مُفَتِّحَ الأَبوابِ ، يا مَن حَيثُ ما دُعِيَ أجابَ ، يا طَهورُ يا شَكورُ ، يا
عَفُوُّ يا غَفورُ ، يا نورَ النّورِ ، يا مُدَبِّرَ الاُمورِ ، يا لَطيفُ يا
خَبيرُ ، يا مُتَجَبِّرُ يا مُنيرُ ، يا بَصيرُ يا ظَهيرُ ، يا كَبيرُ يا وَترُ ، يا
فَردُ يا صَمَدُ ، يا سَنَدُ يا كافي ، يا مُحسِنُ يا مُجمِلُ ، يا شافي يا وافي
يا مُعافي ، يا مُنعِمُ يا مُتَفَضِّلُ ، يا مُتَكَرِّمُ يا مُتَفَرِّدُ.
يا مَن عَلا فَقَهَرَ ، يا مَن مَلَكَ
فَقَدَرَ ، يا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ ، يا مَن عُبِدَ فَشَكَرَ ، يا مَن عُصِيَ
فَغَفَرَ وسَتَرَ ، يا مَن لا تَحويهِ الفِكَرُ ، ولا يُدرِكُهُ بَصَرٌ ، ولا
يَخفى عَلَيهِ أثَرٌ ، يا رازِقَ البَشَرِ ، ويا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ.
يا عالِيَ المَكانِ ، يا شَديدَ
الأَركانِ ، يا مُبَدِّلَ الزَّمانِ ، يا قابِلَ القُربانِ ، يا ذَا المَنِّ
وَالإِحسانِ ، يا ذَا العِزِّ وَالسُّلطانِ ، يا رَحيمُ يا رَحمنُ ، يا عَظيمَ
الشَّأنِ ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ ، يا مَن لا يَشغَلُهُ شَأنٌ عَن
شَأنٍ.
يا سامِعَ الأَصواتِ ، يا مُجيبَ
الدَّعَواتِ ، يا مُنجِحَ الطَّلِباتِ ، يا قاضِيَ الحاجاتِ ، يا مُنزِلَ
البَرَكاتِ ، يا راحِمَ العَبَراتِ ، يا مُقيلَ العَثَراتِ ، يا كاشِفَ الكُرُباتِ
، يا وَلِيَّ الحَسَناتِ ، يا رَفيعَ الدَّرَجاتِ ، يا مُعطِيَ المَسأَلاتِ ، يا
مُحيِيَ الأَمواتِ ، يا مُطَّلِعُ عَلَى النِّيّاتِ ، يا رادَّ ما قَد فاتَ ، يا
مَن لا تَشتَبِهُ عَلَيهِ الأَصواتُ ، يا مَن لا تُضجِرُهُ المَسأَلاتُ ، ولا
تَغشاهُ الظُّلُماتُ ، يا نورَ الأَرضِ وَالسَّماواتِ.
يا سابِغَ النِّعَمِ ، يا دافِعَ
النِّقَمِ ، يا بارِئَ النَّسَمِ ، يا جامِعَ الاُمَمِ ، يا شافِيَ السَّقَمِ ، يا
خالِقَ النّورِ وَالظُّلَمِ ، يا ذَا الجودِ وَالكَرَمِ ، يا مَن لا يَطَأُ
عَرشَهُ قَدَمٌ.
يا أجوَدَ الأَجوَدينَ ، يا أكرَمَ
الأَكرَمينَ ، يا أسمَعَ السّامِعينَ ، يا أبصَرَ النّاظِرينَ ، يا جارَ
المُستَجيرينَ ، يا أمانَ الخائِفينَ ، يا ظَهرَ اللاّجينَ ، يا وَلِيَّ
المُؤمِنينَ ، يا غِياثَ المُستَغيثينَ ، يا غايَةَ الطّالِبينَ.
يا صاحِبَ كُلِّ غَريبٍ ، يا مونِسَ
كُلِّ وَحيدٍ ، يا مَلجَأَ كُلِّ طَريدٍ ، يا مَأوى كُلِّ شَريدٍ ، يا حافِظَ
كُلِّ ضالَّةٍ ، يا راحِمَ الشَّيخِ الكَبيرِ ، يا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغيرِ ، يا
جابِرَ العَظمِ الكَسيرِ ، يا فَاكَّ كُلِّ أسيرٍ ، يا مُغنِيَ البائِسِ الفَقيرِ
، يا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجيرِ ، يا مَن لَهُ التَّدبيرُ وَالتَّقديرُ ، يا
مَنِ العَسيرُ عَلَيهِ سَهلٌ يَسيرٌ ، يا مَن لا يَحتاجُ إلى تَفسيرٍ ، يا مَن
هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، يا مَن هُوَ بِكُلِّ شَيءٍ خَبيرٌ ، يا مَن هُوَ
بِكُلِّ شَيءٍ بَصيرٌ.
يا مُرسِلَ الرِّياحِ ، يا فالِقَ
الإِصباحِ ، يا باعِثَ الأَرواحِ ، يا ذَا الجودِ وَالسَّماحِ ، يا مَن بِيَدِهِ
كُلُّ مِفتاحٍ ، يا سامِعَ كُلِّ صَوتٍ ، يا سابِقَ كُلِّ فَوتٍ ، يا مُحيِيَ
كُلِّ نَفسٍ بَعدَ المَوتِ. يا عُدَّتي في شِدَّتي ، يا حافِظي في غُربَتي ، يا
مونِسي في وَحدَتي ، يا وَلِيّي في نِعمَتي ، يا كَنَفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ
، وتُسلِمُنِي الأَقارِبُ ، ويَخذُلُني كُلُّ صاحِبٍ.
يا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ ، يا
سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ ، يا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ ، يا كَهفَ مَن لا كَهفَ
لَهُ ، يا رُكنَ مَن لا رُكنَ لَهُ ، يا غِياثَ مَن لا غِياثَ لَهُ ، يا جارَ مَن
لا جارَ لَهُ.
يا جارِيَ اللَّصيقَ ، يا رُكنِيَ
الوَثيقَ ، يا إلهي بِالتَّحقيقِ ، يا رَبَّ البَيتِ العَتيقِ ، يا شَفيقُ يا رَفيقُ
، فُكَّني مِن حَلَقِ المَضيقِ ، وَاصرِف عَنّي كُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ وضيقٍ ، وَاكفِني
شَرَّ ما لا اُطيقُ ، وأعِنّي عَلى ما اُطيقُ.
يا رادَّ يوسُفَ عَلى يَعقوبَ ، يا
كاشِفَ ضُرِّ أيّوبَ ، يا غافِرَ ذَنبِ داوُودَ ، يا رافِعَ عيسَى بنِ مَريَمَ مِن
أيدِي اليَهودِ ، يا مُجيبَ نِداءِ يونُسَ فِي الظُّلُماتِ ، يا مُصطَفِيَ موسى
بِالكَلِماتِ ، يا مَن غَفَرَ لاِدَمَ خَطيئَتَهُ ، ورَفَعَ إدريسَ بِرَحمَتِهِ ، يا
مَن نَجّى نوحا مِنَ الغَرَقِ ، يا مَن أهلَكَ عادا الاُولى وثَمودَ فَما أبقى ، وقَومَ
نوحٍ مِن قَبلُ ، إنَّهُم كانوا هُم أظلَمَ وأطغى ، وَالمُؤتَفِكَةَ أهوى ، يا مَن
دَمَّرَ عَلى قَومِ لوطٍ ، ودَمدَمَ عَلى قَومِ شُعَيبٍ.
يا مَنِ اتَّخَذَ إبراهيمَ خَليلاً ، يا
مَنِ اتَّخَذَ موسى كَليما ، وَاتَّخَذَ مُحَمَّدا صَلَّى اللّه عَلَيهِم أجمَعينَ
حَبيبا ، يا مُؤتِيَ لُقمانَ الحِكمَةَ ، وَالواهِبَ لِسُلَيمانَ مُلكا لا يَنبَغي
لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ
، يا مَن نَصَرَ ذَا القَرنَينِ عَلَى المُلوكِ الجَبابِرَةِ ، يا مَن أعطَى
الخِضرَ الحَياةَ ، ورَدَّ لِيوشَعَ بنِ نونٍ الشَّمسَ بَعدَ غُروبِها ، يا مَن
رَبَطَ عَلى قَلبِ اُمِّ موسى ، وأحصَنَ فَرجَ مَريَمَ بِنتِ عِمرانَ ، يا مَن
حَصَّنَ يَحيَى بنَ زَكَرِيّاءَ مِنَ الذَّنبِ ، وسَكَّنَ عَن موسَى الغَضَبَ ، يا
مَن بَشَّرَ زَكَرِيّاءَ بِيَحيى ، يا مَن فَدى إسماعيلَ مِنَ الذَّبحِ ، يا مَن
قَبِلَ قُربانَ هابيلَ ، وجَعَلَ اللَّعنَةَ عَلى قابيلَ ، يا هازِمَ الأَحزابِ ، صَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَلى جَميعِ المُرسَلينَ ، ومَلائِكَتِكَ
المُقَرَّبينَ ، وأهلِ طاعَتِكَ.
وأسأَ لُكَ بِكُلِّ مَسأَلَةٍ سَأَلَكَ
بِها أحَدٌ مِمَّن رَضيتَ عَنهُ فَحَتَمتَ لَهُ عَلَى الإِجابَةِ ، يا اَللّه يا
اَللّه يا اَللّه ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ ، يا رَحمنُ يا
رَحيمُ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا ذَا
الجَلالِ وَالإِكرامِ ، بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِه بِهِ أسأَ لُكَ بِكُلِّ اسمٍ
سَمَّيتَ بِهِ نَفسَكَ ، أو أنزَلتَهُ فِي شَيءٍ مِن كُتُبِكَ ، أوِ استَأثَرتَ
بِهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ ، وبِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِكَ ، ومُنتَهَى
الرَّحمَةِ مِن كِتابِكَ ، وبِما لَو أنَّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أقلامٌ
وَالبَحرُ يَمُدُّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللّه ، إنَّ
اللّه عَزيزٌ حَكيمٌ. وأسأَ لُكَ بِأَسمائِكَ الحُسنَى الَّتي بَيَّنتَها في
كِتابِكَ فَقُلتَ : (وَلِلَّهِ الأَْسْمَاءُ
الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)
، وقُلتَ : (ادْعُونِى
أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
، وقُلتَ : (وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ)
، وقُلتَ : (يَـعِبَادِىَ
الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ) .
وأنَا أسأَ لُكَ يا إلهي ، وأطمَعُ في
إجابَتي يا مَولايَ كَما وَعَدتَني ، وقَد دَعَوتُكَ كَما أمَرتَني ، فَافعَل بي
كَذا وكَذا».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتَسأَلُ اللّه تَعالى ما أحبَبتَ ، وتُسَمّي
حاجَتَكَ ، ولا تَدعُ بِهِ إلاّ وأنتَ طاهِرٌ.
ثُمَّ قالَ لِلفَتى : إذا كانَتِ
اللَّيلَةُ فَادعُ بِهِ عَشرَ مَرّاتٍ ، وَائتِني مِن غَدٍ بِالخَبَرِ.
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام : وأخَذَ الفَتَى
الكِتابَ ومَضى ، فَلَمّا كانَ مِن غَدٍ ما أصبَحنا حينا حَتّى أتَى الفَتى إلَينا
سَليما مُعافىً ، وَالكِتابُ بِيَدِهِ ، وهُوَ يَقولُ : هذا وَاللّه الاِسمُ
الأَعظَمُ ، استُجيبَ لي ورَبِّ الكَعبَةِ.
قالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام : حَدِّثني. قالَ : لَمّا
هَدَأَتِ العُيونُ
بِالرُّقادِ ، وَاستَحلَكَ جِلبابُ اللَّيلِ ، رَفَعتُ يَدي بِالكِتابِ ، ودَعَوتُ
اللّه بِحَقِّهِ مِرارا ، فَاُجِبتُ فِي الثّانِيَةِ : حَسبُكَ ، فَقَد دَعَوتَ
اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ.
ثُمَّ اضطَجَعتُ ، فَرَأَيتُ رَسولَ
اللّه صلىاللهعليهوآله
في مَنامي ، وقَد مَسَحَ يَدَهُ الشَّريفَةَ عَلَيَّ وهُوَ يَقولُ : اِحتَفِظ
بِاسمِ اللّه الأَعظَمِ العَظيمِ ، فَإِنَّكَ عَلى خَيرٍ. فَانتَبَهتُ مُعافىً
كَما تَرى ، فَجَزاكَ اللّه خَيرا.
١٢ / ٢
اِستِجابَةُ دُعاءِ
ثَلاثَةِ نَفَرٍ حُبِسوا فِي الغارِ
١٠٧٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : بَينَما ثَلاثَةُ
نَفَرٍ يَتَماشَونَ أخَذَهُمُ المَطَرُ ، فَمالوا إلى غارٍ فِي الجَبَلِ ، فَانحَطَّت
عَلى فَمِ غارِهِم صَخرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَأَطبَقَت عَلَيهِم ، فَقالَ بَعضُهُم
لِبَعضٍ : اُنظُروا أعمالاً عَمِلتُموها للّه صالِحَةً ، فَادعُوا اللّه بِها
لَعَلَّهُ يَفرِجُها.
فَقالَ أحَدُهُم : اللّهُمَّ إنَّهُ
كانَ لي والِدانِ شَيخانِ كَبيرانِ ، ولي صِبيَةٌ صِغارٌ ، كُنتُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرعى عَلَيهِم ، فَإِذا
رُحتُ عَلَيهِم فَحَلَبتُ بَدَأتُ بِوالِدَيَّ أسقيهِما قَبلَ وُلدي ، وإنَّهُ
نَأى بِيَ الشَّجَرُ يَوما ، فَما أتَيتُ حَتّى أمسَيتُ فَوَجَدتُهُما قَد ناما ، فَحَلَبتُ
كَما كُنتُ أحلِبُ ، فَجِئتُ بِالحِلابِ فَقُمتُ عِندَ رُؤوسِهِما ، أكرَهُ أن
أوقِظَهُما مِن نَومِهِما ، وأكرَهُ أن أبدَأَ بِالصِّبيَةِ قَبلَهُما ، وَالصِّبيَةُ
يَتَضاغَونَ
عِندَ قَدَمَيَّ ، فَلَم يَزَل ذلِكَ دَأبي ودَأبَهُم حَتّى طَلَعَ الفَجرُ ، فَإِن
كُنتَ تَعلَمُ أنّي فَعَلتُ ذلِكَ ابتِغاءَ وَجهِكَ ، فَافرِج لَنا فُرجَةً نَرى
مِنهَا السَّماءَ. فَفَرَجَ اللّه لَهُم فُرجَةً حَتّى يَرَونَ مِنهَا السَّماءَ.
وقالَ الثّاني : اللّهُمَّ إنَّهُ كانَت
لِيَ ابنَةُ عَمٍّ اُحِبُّها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ ، فَطَلَبتُ
إلَيها نَفسَها ، فَأَبَت حَتّى آتِيَها بِمِئَةِ دينارٍ ، فَسَعَيتُ حَتّى
جَمَعتُ مِئَةَ دينارٍ فَلَقيتُها بِها ، فَلَمّا قَعَدتُ بَينَ رِجلَيها ، قالَت
: يا عَبدَ اللّه اتَّقِ اللّه ، ولا تَفتَحِ الخاتَمَ إلاّ بِحَقِّهِ. فَقُمتُ
عَنها. اللّهُمَّ فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنّي قَد فَعَلتُ ذلِكَ ابتغاءَ وَجهِكَ
فَافرِج لَنا مِنها. فَفَرَجَ لَهُم فُرجَةً.
وقالَ الآخَرُ : اللّهُمَّ إنّي كُنتُ
استَأجَرتُ أجيرا بِفَرَقِ
أرُزٍّ ، فَلَمّا قَضى عَمَلَهُ قالَ : أعطِني حَقّي ، فَعَرَضتُ عَلَيهِ حَقَّهُ
فَتَرَكَهُ ورَغِبَ عَنهُ ، فَلَم أزَل أزرَعُهُ حَتّى جَمَعتُ مِنهُ بَقَرا
وراعِيَها ، فَجاءَني فَقالَ : اِتَّقِ اللّه ولا تَظلِمني وأعطِني حَقّي ، فَقُلتُ
: اِذهَب إلى تِلكَ البَقَرِ وراعيها ، فَقالَ : اِتَّقِ اللّه ولا تَهزَأ بي ، فَقُلتُ
: إنّي لا أهزَأُ بِكَ ، فَخُذ تِلكَ البَقَرَ وراعِيَها ، فَأَخَذَهُ فَانطَلَقَ
بِها ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنّي فَعَلتُ ذلِكَ ابتِغاءَ وَجهِكَ ، فَافرِج ما
بَقِيَ. فَفَرَجَ اللّه عَنهُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠٨٠. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ ثَلاثَةَ
نَفَرٍ انطَلَقوا إلى حاجَةٍ لَهُم فَأَوَوا إلى غارٍ في جَبَلٍ فَسَقَطَت صَخرَةٌ
عَلى بابِ الغارِ فَسَدَّت عَلَيهِم ، فَقالوا : يا هؤُلاءِ ، تَذكُرونَ أحسَنَ
أعمالِكُم ، فَادعُوا اللّه عز وجل بِها ؛ لَعَلَّ اللّه تَعالى يَفرِجُ عَنكُم
بِها.
فَقالَ أحَدُهُم : اللّهُمَّ إنَّهُ
كانَ لِيَ امرَأَةٌ صَديقَةٌ اُطيلُ الاِختِلافَ إلَيها حَتّى أدرَكتُ مِنها
حاجَتي ، فَقالَت : اُذَكِّرُكَ اللّه تَعالى أن تَركَبَ مِنّي ما حَرَّمَ اللّه
عَلَيكَ! قُلتُ : فَأَنَا أحَقُّ أن أخافَ رَبّي عز وجل فَتَرَكتُها مِن
مَخافَتِكَ وَابتِغاءِ مَرضاتِكَ ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ ذلِكَ فَافرِج عَنّا. فَانصَدَعَ
الجَبَلُ عَنهُم حَتّى طَمِعوا فِي الخُروجِ ولَم يَستَطيعُوا الخُروجَ.
وقالَ الثّاني : اللّهُمَّ كانَ لي
اُجَراءُ يَعمَلونَ عَمَلاً واحِدا ويَأخُذونَ أجرا واحِدا ، وإنَّ أحَدَهُم
تَرَكَ أجرَهُ وزَعَمَ أنَّهُ أكثَرُ أجرا مِن أصحابِهِ ، فَعَزَلتُ أجرَهُ مِن
مالي فَتَلَوَّمَني
بِهِ حَتّى كانَ مالاً وأشياءَ ، فَأَتاني بَعدَمَا افتَقَرَ وكَبِرَ ، فَقالَ : اُذَكِّرُكَ
اللّه تَعالى في أجري ؛ فَإِنّي أحوَجُ ما كُنتُ ، فَطَلَعتُ بِهِ فَوقَ بَيتٍ لي
، فَأَرَيتُهُ ما أنمَى اللّه تَعالى لَهُ مِن أجرِهِ مِنَ المالِ وَالماشِيَةِ في
الغائِطِ ـ يَعنِي الصَّحارى ـ فَقُلتُ لَهُ : هذا لَكَ وهذا لَكَ وهذا لَكَ ، فَقالَ
: أتَسخَرُ بي أصلَحَكَ اللّه؟! كُنتُ اُريدُكَ عَلى أقَلَّ مِن هذا مُثابا
عَلَيَّ. قُلتُ : أجَل كُنتَ تُريدُني عَلى أقَلَّ مِن هذا ، فَبَلانِيَ اللّه
تَعالى بِهِ حَتّى بَلَغَ ما تَرى ، فَدَفَعتُهُ إلَيهِ ـ يا رَبِّ ـ مِن
مَخافَتِكَ وَابتِغاءِ مَرضاتِكَ ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ ذلِكَ فَافرِج عَنّا. فَانفَرَجَ
الجَبَلُ عَنهُم حَتّى طَمِعوا فِي الخُروجِ ولَم يَستَطيعوا أن يَخرُجوا.
وقالَ الثّالِثُ : اللّهُمَّ يا رَبِّ ،
كانَ لي أبَوانِ ضَعيفانِ فَقيرانِ ، لَيسَ لَهُما خادِمٌ ولا راعٍ ولا وَلِيٌّ
غَيري ، فَكُنتُ أرعى لَهُما بِالنَّهارِ وآوي إلَيهِما بِاللَّيلِ ، وإنَّ
الكَلَأَ نَأى عَنّي فَتَباعَدتُ بِالماشِيَةِ فَأَتَيتُهُما بَعدَما ذَهَبَ
اللَّيلُ وناما ، فَحَلَبتُ لَهُما ثُمَّ جَلَستُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِندَ رُؤوسِهِما
بِإِنائي كَراهِيَةَ أن اُورِقَهُما
واُوذِيَهُما ، حَتَّى استَيقَظا مِن قِبَلِ أنفُسِهِما فَسَقَيتُهُما كَما كُنتُ
أفعَلُ. اللّهُمَّ إن كُنتَ تَعلَمُ أنّي فَعَلتُ ذلِكَ مِن مَخافَتِكَ فَافرِج
عَنّا. فَانصَدَعَ الجَبَلُ عَنهُم فَخَرجوا يَتَزَلزَلونَ .
١٢ / ٣
اِستِجابَةُ دُعاءِ
الشّابِّ القاطِعِ الطَريقَ
١٠٨١. الإمام زين العابدين عليهالسلام : إنَّ رَجُلاً
رَكِبَ البَحرَ بِأَهلِهِ فَكُسِرَ بِهِم ، فَلَم يَنجُ مِمَّن كانَ في
السَّفينَةِ إلاَّ امرَأَةُ الرَّجُلِ ؛ فَإِنَّها نَجَت عَلى لَوحٍ مِن ألواحِ
السَّفينَةِ ، حَتّى اُلجِأَت عَلى جَزيرَةٍ مِن جَزائِرِ البَحرِ ، وكانَ في
تِلكَ الجَزيرَةِ رَجُلٌ يَقطَعُ الطَّريقَ ، ولَم يَدَع للّه حُرمَةً إلاَّ
انتَهَكَها ، فَلَم يَعلَم إلاّ وَالمَرأَةُ قائِمَةٌ عَلى رَأسِهِ ، فَرَفَعَ
رَأسَهُ إلَيها فَقالَ : إنسِيَّةٌ أم جِنِيَّةٌ؟ فَقالَت : إنسِيَّةٌ ، فَلَم
يُكَلِّمها كَلِمَةً حَتّى جَلَسَ مِنها مَجلِسَ الرَّجُلِ مِن أهلِهِ ، فَلَمّا
أن هَمَّ بِهَا اضطَرَبَت ، فَقالَ لَها : ما لَكِ تَضطَرِبينَ؟ فَقالَت : أفرَقُ
مِن هذا ـ وأومَأَت بِيَدِها إلَى السَّماءِ ـ قالَ : فَصَنَعتِ مِن هذا شَيئا؟ قالَت
: لا وَعِزَّتِهِ. قالَ : فَأَنتِ تَفرَقينَ مِنهُ هذَا الفَرَقَ ولَم تَصنَعي مِن
هذا شَيئا ، وإنَّما أستَكرِهُكِ استِكراها! فَأَنَا وَاللّه أولى بِهذَا الفَرَقِ
وَالخَوفِ وأحَقُّ مِنكِ.
قالَ : فَقامَ ولَم يُحدِث شَيئا ، ورَجَعَ
إلى أهلِهِ ولَيسَت لَهُ هِمَّةٌ إلاَّ التَّوبَةُ وَالمُراجَعَةُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَبَينا هُوَ يَمشي
إذ صادَفَهُ راهِبٌ يَمشي فِي الطَّريقِ ، فَحَمِيَت عَلَيهِمَا الشَّمسُ ، فَقالَ
الرّاهِبُ لِلشّابِّ : اُدعُ اللّه َ يُظِلَّنا بِغَمامَةٍ ؛ فَقَد حَمِيَت
عَلَينَا الشَّمسُ. فَقالَ الشّابُّ : ما أعلَمُ أنَّ لي عِندَ رَبّي حَسَنَةً
فَأَتَجاسَرَ عَلى أن أسأَلَهُ شَيئا! قالَ : فَأَدعو أنَا وتُؤَمِّنُ أنتَ؟ قالَ
: نَعَم. فَأَقبَلَ الرّاهِبُ يَدعو وَالشّابُّ يُؤَمِّنُ ، فَما كانَ بِأَسرَعَ
مِن أن أظَلَّتهُما غَمامَةٌ ، فَمَشَيا تَحتَها مَلِيّا مِنَ النَّهارِ ، ثُمَّ
تَفَرَّقَتِ الجادَّةُ جادَّتَينِ ، فَأَخَذَ الشّابُّ في واحِدَةٍ وأخَذَ الرّاهِبُ
في واحِدَةٍ ، فَإِذَا السَّحابَةُ مَعَ الشّابِّ.
فَقالَ الرّاهِبُ : أنتَ خَيرٌ مِنّي ، لَكَ
استُجيبَ ولَم يُستَجَب لي ، فَأَخبِرني ما قِصَّتُكَ؟ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِ
المَرأَةِ ، فَقالَ : غُفِرَ لَكَ ما مَضى حَيثُ دَخَلَكَ الخَوفُ ، فَانظُر كَيفَ
تَكونُ فيما تَستَقبِلُ.
١٢ / ٤
اِستِجابَةُ دُعاءِ
رَجُلٍ عابِدٍ
١٠٨٢. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ إبراهيمَ عليهالسلام خَرَجَ ذاتَ يَومٍ
يَسيرُ بِبَعيرٍ ، فَمَرَّ بِفَلاةٍ
مِنَ الأَرضِ فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ قائِمٍ يُصَلّي قَد قَطَعَ الأَرضَ إلَى
السَّماءِ طولُهُ ، ولِباسُهُ شَعرٌ ، قالَ : فَوَقَفَ عَلَيهِ إبراهيمُ عليهالسلام وعَجِبَ مِنهُ
وجَلَسَ يَنتَظِرُ فَراغَهُ ، فَلَمّا طالَ عَلَيهِ حَرَّكَهُ بِيَدِهِ فَقالَ
لَهُ : إنَّ لي حاجَةً فَخَفِّف. قالَ : فَخَفَّفَ الرَّجُلُ وجَلَسَ إبراهيمُ عليهالسلام.
فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليهالسلام : لِمَن تُصَلّي؟ فَقالَ
: لاِءِلهِ إبراهيمَ. فَقالَ لَهُ : ومَن إلهُ إبراهيمَ؟ فَقالَ : الَّذي خَلَقَكَ
وخَلَقَني. فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليهالسلام
: قَد أعجَبَني نَحوُكَ ، وأنَا اُحِبُّ أن اُواخِيَكَ فِي اللّه ِ ، أينَ مَنزِلُكَ
إذا أرَدتُ زِيارَتَكَ ولِقاءَكَ؟ فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَنزِلي خَلفَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذِهِ النُّطفَةِ
ـ وأشارَ بِيَدِهِ إلَى البَحرِ ـ وأمّا مُصَلاّيَ فَهذَا المَوضِعُ ، تُصيبُني
فيهِ إذا أرَدتَني إن شاءَ اللّه.
قالَ : ثُمَّ قالَ الرَّجُلُ
لاِءِبراهيمَ عليهالسلام
: ألَكَ حاجَةٌ؟ فَقالَ إبراهيمُ : نَعَم. فَقالَ لَهُ : وما هِيَ؟ قالَ : تَدعُو
اللّه واُؤَمِّنُ عَلى دُعائِكَ ، وأدعو أنَا فَتُؤَمِّنُ عَلى دُعائي.
فَقالَ الرَّجُلُ : فَبِمَ نَدعُو اللّه؟
فَقالَ إبراهيمُ عليهالسلام
: لِلمُذنِبينَ مِنَ المُؤمِنينَ. فَقالَ : الرَّجُلُ : لا. فَقالَ إبراهيمُ عليهالسلام : ولِمَ؟ فَقالَ : لِأَنّي
قَد دَعَوتُ اللّه عز وجل مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ بِدَعوَةٍ لَم أرَ إجابَتَها حَتَّى
السّاعَةِ ، وأنَا أستَحيي مِنَ اللّه تَعالى أن أدعُوَهُ حَتّى أعلَمَ أنَّهُ قَد
أجابَني.
فَقالَ إبراهيمُ عليهالسلام : فَبِمَ دَعَوتَهُ؟
فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : إنّي في مُصَلاّيَ هذا ذاتَ يَومٍ إذ مَرَّ بي غُلامٌ
أروَعُ
، النّورُ يَطلُعُ مِن جَبهَتِهِ ، لَهُ ذُؤابَةٌ مِن خَلفِهِ ، ومَعَهُ بَقَرٌ
يَسوقُها كَأَنَّما دُهِنَت دَهنا ، وغَنَمٌ يَسوقُها كَأَنَّما دُخِسَت
دَخَسا ، فَأَعجَبَني ما رَأَيتُ مِنهُ ، فَقُلتُ لَهُ : يا غُلامُ لِمَن هذَا البَقَرُ
وَالغَنَمُ؟ فَقالَ لي : لاِءِبراهيمَ عليهالسلام.
فَقُلتُ : ومَن أنتَ؟ فَقالَ : أنَا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ خَليلِ الرَّحمنِ ، فَدَعَوتُ
اللّه عز وجل وسَأَلتُهُ أن يُرِيَني خَليلَهُ. فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليهالسلام : فَأَنَا إبراهيمُ
خَليلُ الرَّحمنِ ، وذلِكَ الغُلامُ ابني.
فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ عِندَ ذلِكَ : الحَمدُ
للّه الَّذي أجابَ دَعوَتي. ثُمَّ قَبَّلَ الرَّجُلُ صَفحَتَي إبراهيمَ عليهالسلام وعانَقَهُ ، ثُمَّ
قالَ : أمَّا الآنَ فَقُم فَادعُ حَتّى اُؤَمِّنَ عَلى دُعائِكَ. فَدَعا إبراهيمُ عليهالسلام لِلمُؤمِنينَ
وَالمُؤمِناتِ وَالمُذنِبينَ مِن يَومِهِ ذلِكَ ، بِالمَغفِرَةِ وَالرِّضا عَنهُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : وأمَّنَ
الرَّجُلُ عَلى دُعائِهِ.
قالَ أبو جَعفَرٍ عليهالسلام فَدَعوَةُ إبراهيمَ عليهالسلام بالِغَةٌ
لِلمُؤمِنينَ المُذنِبينَ مِن شيعَتِنا إلى يَومِ القِيامَةِ.
١٢ / ٥
اِستِجابَةُ دُعاءِ
غُلامٍ أسوَدَ في نُزولِ المَطَرِ
١٠٨٣. إثبات الوصيّة عن سعيد بن المسيّب
: قُحِطَ النّاسُ
يَمينا وشِمالاً ، فَمَدَدتُ عَيني فَرَأَيتُ شَخصا أسوَدَ عَلى تَلٍّ قَدِ
انفَرَدَ ، فَقَصَدتُ نَحوَهُ فَرَأَيتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ ، فَلَم يُتِمَّ
دُعاءَهُ حَتّى أقبَلَت غَمامَةٌ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيها حَمِدَ اللّه وَانصَرَفَ
، وأدرَكَنَا المَطَرُ حَتّى ظَنَنّاهُ المُغرِقَ.
فَاتَّبَعتُهُ حَتّى دَخَلَ دارَ
عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهماالسلام
، فَدَخَلتُ إلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : يا سَيِّدي ، في دارِكَ غُلامٌ أسوَدُ
تَفَضَّل عَلَيَّ بِبَيعِهِ .
فَقالَ : يا سَعيدُ ، ولِمَ لا يوهَبُ لَكَ؟ ثُمَّ أمَرَ القَيِّمَ عَلى غِلمانِهِ
يَعرِضُ كُلَّ مَن فِي الدّارِ عَلَيهِ ، فَجُمِعوا فَلَم أرَ صاحِبي بَينَهُم ، فَقُلتُ
: فَلَم أرَهُ. فَقالَ : إنَّهُ لَم يَبقَ إلاّ فُلانٌ السّائِسُ ، فَأَمَرَ بِهِ
فَاُحضِرَ فَإِذا هُوَ صاحِبي ، فَقُلتُ لَهُ : هذا هُوَ. فَقالَ لَهُ : يا غُلامُ
، إنَّ سَعيدا قَد مَلَكَكَ فَامضِ مَعَهُ.
فَقالَ لِيَ الأَسوَدُ : ما حَمَلَكَ
عَلى أن فَرَّقتَ بَيني وبَينَ مَولايَ؟ فَقُلتُ لَهُ : إنّي رَأَيتُ ما كانَ
مِنكَ عَلَى التَّلِّ ، فَرَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ مُبتَهِلاً ثُمَّ قالَ : إن
كانَت سَريرَةُ ما بَينَكَ وبَيني قَد أذَعتَها عَلَيَّ ، فَاقبِضني إلَيكَ. فَبَكى
عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ، وبَكى مَن حَضَرَهُ ، وخَرَجتُ باكِيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلَمّا صِرتُ إلى مَنزِلي وافاني
رَسولُهُ عليهالسلام
، فَقالَ لي : إن أرَدتَ أن تَحضُرَ جِنازَةَ صاحِبِكَ فَافعَل. فَرَجَعتُ مَعَهُ
ووَجَدتُ العَبدَ قَد ماتَ بِحَضرَتِهِ.
١٢ / ٦
اِستِجابَةُ دُعاءِ
اُمِّ أيمَنَ
١٠٨٤. الخرائج والجرائح
: إنَّ اُمَّ أيمَنَ لَمّا تُوُفِّيَت فاطِمَةُ عليهاالسلام
، حَلَفَت أن لا تَكونَ بِالمَدينَةِ ؛ إذ لا تُطيقُ النَّظَرَ إلى مَواضِعَ كانَت
عليهاالسلام
فيها ، فَخَرَجَت إلى مَكَّةَ ، فَلَمّا كانَت في بَعضِ الطَّريقِ عَطِشَت عَطَشا
شَديدا ، فَرَفَعَت يَدَيها ، وقالَت : يا رَبِّ ، أنَا خادِمَةُ فاطِمَةَ ، تَقتُلُني
عَطَشا؟!
فَأَنزَلَ اللّه عَلَيها دَلوا مِنَ
السَّماءِ فَشَرِبَت ، فَلَم تَحتَج إلَى الطَّعامِ وَالشَّرابِ سَبعَ سِنينَ. وكانَ
النّاسُ يَبعَثونَها فِي اليَومِ الشَّديدِ الحَرِّ ، فَما يُصيبُها عَطَشٌ.
١٢ / ٧
اِستِجابَةُ دُعاءِ
امرَأَةٍ ماتَ ابنُها
١٠٨٥. الكافي عن جميل
: كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
فَدَخَلَت عَلَيهِ امرَأَةٌ ، وذَكَرَت أنَّها تَرَكَتِ ابنَها ـ وقَد قالَت
بِالمِلحَفَةِ عَلى وَجهِهِ ـ مَيِّتا.
فَقالَ لَها عليهالسلام : لَعَلَّهُ لَم
يَمُت ، فَقومي فَاذهَبي إلى بَيتِكِ ، فَاغتَسِلي وصَلّي رَكعَتَينِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَادعي وقولي : يا
مَن وَهَبَهُ لي ولَم يَكُ شَيئا ، جَدِّد هِبَتَهُ لي. ثُمَّ حَرِّكيهِ ولا
تُخبِري بِذلِكِ أحَدا.
قالَت : فَفَعَلتُ فَحَرَّكتُهُ ، فَإِذا
هُوَ قَد بَكى.
١٢ / ٨
اِستِجابَةُ دُعاءِ
اُمِّ سَلَمَةَ اُختِ الإِمامِ الصّادِقِ
١٠٨٦. الكافي عن إسماعيل بن الأرقط
ـ ابنِ اُمِّ سَلَمَةَ اُختِ الإِمامِ الصّادِقِ عل : مَرِضتُ في شَهرِ رَمَضانَ
مَرَضا شَديدا حَتّى ثَقُلتُ ، وَاجتَمَعَت بَنو هاشِمٍ لَيلاً لِلجِنازَةِ ـ وهُم
يَرَونَ أنّي مَيِّتٌ ـ فَجَزِعَت اُمّي عَلَيَّ.
فَقالَ لَها أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام خالي : اِصعَدي إلى
فَوقِ البَيتِ ، فَابرُزي إلَى السَّماءِ ، وصَلّي رَكعَتَينِ ، فَإِذا سَلَّمتِ
فَقولي : اللّهُمَّ إنَّكَ وَهَبتَهُ لي ولَم يَكُ شَيئا ، اللّهُمَّ وإنّي
أستَوهِبُكَهُ مُبتَدِئا فَأَعِرنيهِ.
قالَ : فَفَعَلَت ، فَأَفَقتُ وقَعَدتُ
، ودَعَوا بِسَحورٍ لَهُم هَريسَةٍ فَتَسَحَّروا بِها ، وتَسَحَّرتُ مَعَهُم.
١٢ / ٩
اِستِجابَةُ دُعاءِ
رَجُلٍ عَلى جارٍ لَهُ يُؤذيهِ
١٠٨٧. المجتنى عن أحمد بن داوود النعماني
: شَكا رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام
جارا يُؤذيهِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ لَهُ الحَسَنُ
عليهالسلام
: إذا صَلَّيتَ المَغرِبَ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ قُل : يا شَديدَ المِحالِ ، يا
عَزيزُ ، أذلَلتَ بِعِزَّتِكَ جَميعَ خَلقِكَ ، اكفِني شَرَّ فُلانٍ بِما شِئتَ.
قالَ : فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ. فَلَمّا
كانَ في جَوفِ اللَّيلِ سَمِعَ الصُّراخَ ، وقيلَ : فُلانٌ قَد ماتَ اللَّيلَةَ.
١٢ / ١٠
اِستِجابَةُ دُعاءِ
يونُسَ بنِ عَمّارٍ عَلى جارٍ لَهُ يُؤذيهِ
١٠٨٨. كتاب من لا يحضره الفقيه عن يونس بن
عمّار : شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام رَجُلاً كانَ
يُؤذيني ، فَقالَ : اُدعُ عَلَيهِ. فَقُلتُ : قَد دَعَوتُ عَلَيهِ. فَقالَ : لَيسَ
هكَذا ، ولكِن ، أقلِع عَنِ الذُّنوبِ ، وصُم وصَلِّ وتَصَدَّق ، فَإِذا كانَ
آخِرُ اللَّيلِ فَأَسبِغِ الوُضوءَ ، ثُمَّ قُم فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ قُل
وأنتَ ساجِدٌ : اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَد آذاني ، اللّهُمَّ أسقِم
بَدَنَهُ ، وَاقطَع أثَرَهُ ، وَانقُص أجَلَهُ ، وعَجِّل لَهُ ذلِكَ في عامِهِ هذا.
قالَ : فَفَعَلتُ ، فَما لَبِثَ أن
هَلَكَ.
١٠٨٩. الكافي عن يونس بن عمّار
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: إنَّ لي جارا مِن قُرَيشٍ مِن آلِ مُحرِزٍ ، قَد نَوَّهَ بِاسمي وشَهَّرَني
كُلَّما مَرَرتُ بِهِ. قالَ : هذَا الرّافِضِيُّ يَحمِلُ الأَموالَ إلى جَعفَرِ
بنِ مُحَمَّدٍ.
قالَ : فَقالَ لي : اُدعُ اللّه عَلَيهِ
إذا كُنتَ في صَلاةِ اللَّيلِ ، وأنتَ ساجِدٌ فِي السَّجدَةِ الأَخيرَةِ مِنَ
الرَّكعَتَينِ الاُولَيَينِ ، فَاحمَدِ اللّه عز وجل ومَجِّدهُ وقُل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَد
شَهَّرَني ونَوَّهَ بي وغاظَني وعَرَّضَني لِلمَكارِهِ ، اللّهُمَّ اضرِبهُ
بِسَهمٍ عاجِلٍ تَشغَلهُ بِهِ عَنّي ، اللّهُمَّ وقَرِّب أجَلَهُ ، وَاقطَع
أثَرَهُ ، وعَجِّل ذلِكَ يا رَبِّ السّاعَةَ السّاعَةَ.
قالَ : فَلَمّا قَدِمنَا الكوفَةَ
قَدِمنا لَيلاً ، فَسَأَلتُ أهلَنا عَنهُ قُلتُ : ما فَعَلَ فُلانٌ؟ فَقالوا : هُوَ
مَريضٌ. فَمَا انقَضى آخِرُ كَلامي حَتّى سَمِعتُ الصِّياحَ مِن مَنزِلِهِ ، وقالوا
: قَد ماتَ.
١٢ / ١١
اِستِجابَةُ دُعاءِ
إِسحاقَ بنِ عَمّارٍ عَلى جارٍ لَهُ يُؤذيهِ
١٠٩٠. الكافي عن إسحاق بن عمّار
: شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
جارا لي وما ألقى مِنهُ.
قالَ : فَقالَ لي : اُدعُ عَلَيهِ. قالَ
: فَفَعَلتُ فَلَم أرَ شَيئا ، فَعُدتُ إلَيهِ فَشَكَوتُ إلَيهِ فَقالَ لي :
اُدعُ عَلَيهِ. قالَ : فَقُلتُ : جُعِلتُ
فِداكَ! قَد فَعَلتُ فَلَم أرَ شَيئا.
فَقالَ : كَيفَ دَعَوتَ عَلَيهِ؟ فَقُلتُ
: إذا لَقيتُهُ دَعَوتُ عَلَيهِ.
قالَ : فَقالَ : اُدعُ عَلَيهِ إذا
أدبَرَ وإذَا استَدبَرَ .
فَفَعَلتُ فَلَم ألبَث حَتّى أراحَ اللّه مِنهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢ / ١٢
اِستِجابَةُ دُعاءِ
شَيخٍ مِن آلِ سَعدٍ لِرَدِّ مَظلِمَتِهِ
١٠٩١. كتاب من لا يحضره الفقيه عن شيخ من آل
سعد : كانَت بَيني وبَينَ رَجُلٍ مِن أهلِ
المَدينَةِ خُصومَةٌ ذاتُ خَطَرٍ عَظيمٍ ، فَدَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام فَذَكَرتُ لَهُ
ذلِكَ.
وقُلتُ : عَلِّمني شَيئا لَعَلَّ اللّه
يَرُدُّ عَلَيَّ مَظلِمَتي.
فَقالَ : إذا أرَدتَ العَدُوَّ فَصَلِّ
بَينَ القَبرِ وَالمِنبَرِ رَكعَتَينِ أو أربَعَ رَكَعاتٍ ، وإن شِئتَ فَفي
بَيتِكَ ، وَاسأَلِ اللّه أن يُعينَكَ ، وخُذ شَيئا مِمّا تَيَسَّرَ فَتَصَدَّق
بِهِ عَلى أوَّلِ مِسكينٍ تَلقاهُ. قالَ : فَفَعَلتُ ما أمَرَني ، فَقَضى لي ، ورَدَّ
اللّه عَلَيَّ أرضي.
١٢ / ١٣
اِستِجابَةُ دُعاءِ
أهلِ أهوازَ لِدَفعِ الزَّلازِلِ
١٠٩٢. تهذيب الأحكام عن عليّ بن مهزيار
: كَتَبتُ إلى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام
وشَكَوتُ إلَيهِ كَثرَةَ الزَّلازِلِ فِي الأَهوازِ ، وقُلتُ : تَرى لِيَ
التَّحَوُّلَ عَنها؟
فَكَتَبَ عليهالسلام
: لا تَتَحَوَّلوا عَنها ، وصومُوا الأَربِعاءَ وَالخَميسَ وَالجُمُعَةَ ، وَاغتَسِلوا
وطَهِّروا ثِيابَكُم ، وَابرُزوا يَومَ الجُمُعَةِ ، وَادعُوا اللّه فَإِنَّهُ
يَدفَعُ عَنكُم. قالَ : فَفَعَلنا فَسَكَنَتِ الزَّلازِلُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفَصلُ الرّابِعُ :
الدّعاء للآخرين
إنّ من المسائل البالغة الأهميّة في باب
الدعاء الاهتمام بالتماس الدعاء من الآخرين والدعاء لهم. ويقدّم هذا الفصل نقاطا
تربويّة تخصّ الموضوع. وكذلك يشتمل على تعريفٍ بعددٍ من الرجال الذين دعا لهم أهل
البيت عليهمالسلام
أو دعوا عليهم. والنقطة المفيد ذكرها في بداية هذا الفصل الصدق في الدعاء للآخرين.
آية الصِّدق في
الدعاء للآخرين
الدعاء للآخرين هو في الحقيقة إرادة
الخير الماديّ أو المعنويّ أو كليهما لهم. فيمكن أن يكون الإنسان صادقا في دعائه لغيره
تبعا لمقدار إرادته الخير له. فعلى من أراد أن يعلم حجم صدقه في دعائه في مجال
الاُمور المعنويّة والاُخرويّة أن يرى أمستعدٌّ هو في إرادة الخير المادّيّ لغيره
عمليّا أم لا. وبهذا الشأن نقل الإمام الصادق عليهالسلام
عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
حكايةً في غاية الروعة والبُعد التربويّ. فقد قال عليهالسلام
:
إنَّ
أميرَ المُؤمِنينَ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ ـ بَعَثَ إلى رَجُلٍ بِخَمسَةِ أوساقٍ
مِن تَمرِ البُغَيبِغَةِ
، وكانَ الرَّجُلُ
مِمَّن يَرجو نَوافِلَهُ ويُؤَمِّلُ نائِلَهُ ورِفدَهُ ، وكانَ لا يَسأَلُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلِيّا
عليهالسلام ولا غَيرَهُ شَيئا ، فَقالَ رَجُلٌ
لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام : وَاللّه ما
سَأَلَكَ فُلانٌ ، ولَقَد كانَ يُجزِئُهُ مِنَ الخَمسَةِ الأَوساقِ وَسقٌ واحِدٌ.
فَقالَ
لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : لا كَثَّرَ اللّه
فِي المُؤمِنينَ ضَربَكَ ! اُعطي أنَا
وتَبخَلُ أنتَ! للّه أنتَ ، إذا أنَا لَم اُعطِ الَّذي يَرجوني إلاّ مِن بَعدِ
المَسأَلَةِ ، ثُمَّ اُعطيهِ بَعدَ المَسأَلَةِ ، فَلَم اُعطِهِ ثَمَنَ ما أخَذتُ مِنهُ ؛
وذلِكَ لِأَنّي عَرَّضتُهُ أن يَبذُلَ لي وَجهَهُ الَّذي يُعَفِّرُهُ فِي
التُّرابِ لِرَبّي ورَبِّهِ عِندَ تَعَبُّدِهِ لَهُ ، وطَلَبِ حَوائِجِهِ إلَيهِ ،
فَمَن فَعَلَ هذا بِأَخيهِ المُسلِمِ ـ وقَد عَرَفَ أنَّهُ مَوضِعٌ لِصِلَتِهِ
ومَعروفِهِ ـ فَلَم يَصدُقِ اللّه عز وجل في دُعائِهِ لَهُ ، حَيثُ يَتَمَنّى لَهُ
الجَنَّةَ بِلِسانِهِ ، ويَبخَلُ عَلَيهِ بِالحُطامِ مِن مالِهِ ، وذلِكَ أنَّ
العَبدَ قَد يَقولُ في دُعائِهِ : اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ. فَإِذا
دَعا لَهُم بِالمَغفِرَةِ فَقَد طَلَبَ لَهُمُ الجَنَّةَ ، فَما أنصَفَ مَن فَعَلَ
هذا بِالقَولِ ، ولَم يُحَقِّقهُ بِالفِعلِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الأَوَّلُ :
الحثّ على طلب
الدّعاء من الآخَرينَ
١ / ١
اُدعُني بِلِسانٍ لَم
تَعصِني بِهِ!
١٠٩٣. عدّة الداعي
: رُوِيَ أنَّ اللّه تَعالى أوحى إلى موسى عليهالسلام
: يا موسَى ، ادعُني عَلى لِسانٍ لَم تَعصِني بِهِ. فَقالَ عليهالسلام : أنّى لي بِذلِكَ؟ فَقالَ
: اُدعُني عَلى لِسانِ غَيرِكَ.
١ / ٢
اِستَكثِر مِن دُعاءِ
النّاسِ
١٠٩٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِستَكثِر مِنَ
النّاسِ مِن دُعاءِ الخَيرِ لَكَ ؛ فَإِنَّ العَبدَ لا يَدري عَلى لِسانِ مَن
يُستَجابُ لَهُ ، أو يُرحَمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ / ٣
اِغتَنِم دُعاءَ
المُستَضعَفينَ
١٠٩٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِغتَنِموا دُعاءَ
ضَعَفَةِ اُمَّتي ؛ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لَهُم فيكُم ، ولا يُستَجابُ لَهُم في
أنفُسِهِم.
١٠٩٦. الإمام الصادق عليهالسلام : لا تَستَخِفّوا
بِدُعاءِ المَساكينِ لِلمَرضى مِنكُم ؛ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لَهُم فيكُم ، ولا
يُستَجابُ لَهُم في أنفُسِهِم.
١ / ٤
لا تُحَقِّروا
دَعوَةَ أحَدٍ!
١٠٩٧. الإمام الكاظم عليهالسلام : لا تُحَقِّروا
دَعوَةَ أحَدٍ ؛ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لِليَهودِيِّ وَالنَّصرانِيِّ فيكُم ، ولا
يُستَجابُ لَهُم في أنفُسِهِم.
١ / ٥
تَزَوَّدوا مِن
أخيكُم!
١٠٩٨. محاسبة النفس عن طلحة
: اِنطَلَقَ رَجُلٌ ذاتَ يَومٍ فَنَزَعَ ثِيابَهُ ، وتَمَرَّغَ فِي الرَّمضاءِ ، ويَقولُ
لِنَفسِهِ : ذوقي ، نارُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرّا ، أجيفَةٌ بِاللَّيلِ وبَطّالَةٌ
بِالنَّهارِ؟! قالَ : فَبَينا هُوَ كَذلِكَ إذ أبصَرَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله في ظِلِّ شَجَرَةٍ ،
فَقالَ : غَلَبَتني نَفسي. فَقالَ لَهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : ألَم يَكُن لَكَ
بُدٌّ مِنَ الَّذي صَنَعتَ؟ أما لَقَد فُتِحَت لَكَ أبوابُ السَّماءِ ، ولَقَد
باهَى اللّه بِكَ المَلائِكَةَ. ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : تَزَوَّدوا مِن أخيكُم. فَجَعَلَ
الرَّجُلُ يَقولُ لَهُ : يا فُلانُ ادعُ لي. فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : عُمَّهُم. فَقالَ
: اللّهُمَّ اجعَلِ التَّقوى زادَهُم ، وَاجمَع عَلَى الهُدى أمرَهُم. فَجَعَلَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : اللّهُمَّ سَدِّدهُ. فَقالَ : اللّهُمَّ وَاجعَلِ الجَنَّةَ مَآبَهُم.
١٠٩٩. الأمالي للصدوق عن ليث بن أبي سليم
: سَمِعتُ رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ يَقولُ : بَينَما رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله مُستَظِلٌّ بِظِلِّ
شَجَرَةٍ في يَومٍ شَديدِ الحَرِّ ، إذ جاءَ رَجُلٌ فَنَزَعَ ثِيابَهُ ، ثُمَّ جَعَلَ
يَتَمَرَّغُ فِي الرَّمضاءِ ، يَكوي ظَهرَهُ مَرَّةً وبَطنَهُ مَرَّةً وجَبهَتَهُ
مَرَّةً ، ويَقولُ : يا نَفسُ ذوقي ، فَما عِندَ اللّه عز وجل أعظَمُ مِمّا
صَنَعتُ بِكِ! ورَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَنظُرُ إلى ما يَصنَعُ.
ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ لَبِسَ ثِيابَهُ ،
ثُمَّ أقبَلَ ، فَأَومَأَ إلَيهِ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
بِيَدِهِ ودَعاهُ ، فَقالَ لَهُ :
يا عَبدَ اللّه ، لَقَد رَأَيتُكَ
صَنَعتَ شَيئا ، ما رَأَيتُ أحَدا مِنَ النّاسِ صَنَعَهُ ، فَما حَمَلَكَ عَلى ما
صَنَعتَ؟ فَقالَ الرَّجُلُ : حَمَلَني عَلى ذلِكَ مَخافَةُ اللّه عز وجل ، وقُلتُ
لِنَفسي : يا نَفسُ ، ذوقي ؛ فَما عِندَ اللّه أعظَمُ مِمّا صَنَعتُ بِكِ.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : لَقَد خِفتَ
رَبَّكَ حَقَّ مَخافَتِهِ ، وإنَّ رَبَّكَ لَيُباهي بِكَ أهلَ السَّماءِ ، ثُمَّ
قالَ لِأَصحابِهِ : يا مَعشَرَ مَن حَضَرَ ، اُدنوا مِن صاحِبِكُم حَتّى يَدعُوَ
لَكُم ، فَدَنَوا مِنهُ فَدَعا لَهُم ، وقالَ : اللّهُمَّ اجمَع أمرَنا عَلَى
الهُدى ، وَاجعَلِ التَّقوى زادَنا ، وَالجَنَّةَ مَآبَنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّاني :
من ينبغي الدّعاء له
٢ / ١
الوالِدانِ
الكتاب
(رَبَّنَا اغْفِرْ لِى
وَلِوَ لِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).
(رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِوَ
لِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـتِ وَلاَ
تَزِدِ الظَّــلِمِينَ إِلاَّ تَبَارَا).
(وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى
صَغِيرًا).
الحديث
١١٠٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الوَلَدِ
لِلوالِدِ كَالأَخذِ بِاليَدِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٠١. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ
وتَعالى ـ لَيَرفَعُ العَبدَ
الدَّرَجَةَ فَيَقولُ : رَبِّ ، أنّى لي هذِهِ؟ فَيَقولُ : بِدُعاءِ وَلَدِكَ لَكَ.
١١٠٢. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ الرَّجُلَ
لَيَموتُ والِداهُ وهُوَ عاقٌّ لَهُما ، فَيَدعو لَهُما مِن بَعدِهِما فَيَكتُبُهُ
اللّه مِنَ البارّينَ.
١١٠٣. الإمام عليّ عليهالسلام : أربَعَةٌ لا
تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ : ... وَالوالِدُ البارُّ لِوَلَدِهِ ، وَالوَلَدُ البارُّ
لِوالِدِهِ.
١١٠٤. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ كانَ مِن دُعائِهِ
عليهالسلام
لِأَبَوَيهِ عليهم : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، وأهلِ
بَيتِهِ الطّاهِرينَ ، وَاخصُصهُم بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ورَحمَتِكَ وبَرَكاتِكَ
وسَلامِكَ. وَاخصُصِ اللّهُمَّ والِدَيَّ بِالكَرامَةِ لَدَيكَ ، وَالصَّلاةِ
مِنكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
، وألهِمنِي عِلمَ ما يَجِبُ لَهُما عَلَيَّ إلهاما ، وَاجمَع لي عِلمَ ذلِكَ
كُلِّهِ تَماما ، ثُمَّ استَعمِلني بِما تُلهِمُني مِنهُ ، ووَفِّقني لِلنُّفوذِ
فيما تُبَصِّرُني مِن عِلمِهِ حَتّى لا يَفوتَنِي استِعمالُ شَيءٍ عَلَّمتَنيهِ ، ولا
تَثقُلَ أركاني عَنِ الحَفوفِ فيما ألهَمتَنيهِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
كَما شَرَّفتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، كَما أوجَبتَ لَنَا الحَقَّ
عَلَى الخَلقِ بِسَبَبِهِ.
اللّهُمَّ اجعَلني أهابُهُما هَيبَةَ
السُّلطانِ العَسوفِ ، وأبَرُّهُما بِرَّ الاُمِّ الرَّؤوفِ ، وَاجعَل طاعَتي
لِوالِدَيَّ وبِرّي بِهِما أقَرَّ لِعَيني مِن رَقدَةِ الوَسنانِ ، وأثلَجَ
لِصَدري مِن شَربَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الظَّمآنِ حَتّى
اُوثِرَ عَلى هَوايَ هَواهُما ، واُقَدِّمَ عَلى رِضايَ رِضاهُما وأستَكثِرَ
بِرَّهُما بي وإن قَلَّ ، وأستَقِلَّ بِرّي بِهِما وإن كَثُرَ.
اللّهُمَّ خَفِّض لَهُما صَوتي ، وأطِب
لَهُما كَلامي ، وألِن لَهُما عَريكَتي ، وَاعطِف عَلَيهِما قَلبي ، وصَيِّرني
بِهِما رَفيقا ، وعَلَيهِما شَفيقا.
اللّهُمَّ اشكُر لَهُما تَربِيَتي ، وأثِبهُما
عَلى تَكرِمَتي ، وَاحفَظ لَهُما ما حَفِظاهُ مِنّي في صِغَري.
اللّهُمَّ وما مَسَّهُما مِنّي مِن أذىً
، أو خَلَصَ إلَيهِما عَنّي مِن مَكروهٍ ، أو ضاعَ قِبَلي لَهُما مِن حَقٍّ
فَاجعَلهُ حِطَّةً لِذُنوبِهِما ، وعُلُوّا في دَرَجاتِهِما ، وزِيادَةً في
حَسَناتِهِما ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ.
اللّهُمَّ وما تَعَدَّيا عَلَيَّ فيهِ
مِن قَولٍ ، أو أسرَفا عَلَيَّ فيهِ مِن فِعلٍ ، أو ضَيَّعاهُ لي مِن حَقٍّ ، أو
قَصَّرا بي عَنهُ مِن واجِبٍ فَقَد وَهَبتُهُ لَهُما ، وجُدتُ بِهِ عَلَيهِما
ورَغِبتُ إلَيكَ في وَضعِ تَبِعَتِهِ عَنهُما ، فَإِنّي لا أتَّهِمُهُما عَلى
نَفسي ، ولا أستَبطِئُهُما في بِرّي ، ولا أكرَهُ ما تَوَلَّياهُ مِن أمري يا
رَبِّ ، فَهُما أوجَبُ حَقّا عَلَيَّ ، وَأَقدَمُ إحسانا إلَيَّ ، وأعظَمُ مِنَّةً
لَدَيَّ مِن أن اُقاصَّهُما بِعَدلٍ ، أو اُجازِيَهُما عَلى مِثلٍ ، أينَ إذا ـ يا
إلهي ـ طولُ شُغلِهِما بِتَربِيَتي؟! وأينَ شِدَّةُ تَعَبِهِما في حِراسَتي؟! وأينَ
إقتارُهُما عَلى أنفُسِهِما لِلتَّوسِعَةِ عَلَيَّ؟! هَيهاتَ ما يَستَوفِيانِ مِنّي
حَقَّهُما ، ولا اُدرِكُ ما يَجِبُ عَلَيَّ لَهُما ، ولا أنا بِقاضٍ وَظيفَةَ
خِدمَتِهِما ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأعِنّي يا خَيرَ مَنِ استُعينَ
بِهِ ، ووَفِّقني يا أهدى مَن رُغِبَ إلَيهِ ، ولا تَجعَلني في أهلِ العُقوقِ
لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ يَومَ تُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
وذُرِّيَّتِهِ ، وَاخصُص أبَوَيَّ بِأَفضَلِ ما خَصَصتَ بِهِ آباءَ عِبادِكَ
المُونينَ واُمَّهاتِهِم ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
اللّهُمَّ لا تُنسِني ذِكرَهُما في
أدبارِ صَلَواتي ، وفي إنىً مِن آناءِ لَيلي ، وفي كُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ نَهاري.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
، وَاغفِر لي بِدُعائي لَهُما ، وَاغفِر لَهُما بِبِرِّهِما بي مَغفِرَةً حَتما ، وَارضَ
عَنهُما بِشَفاعَتي لَهُما رِضىً عَزما ، وبَلِّغهُما بِالكَرامَةِ مَواطِنَ
السَّلامَةِ.
اللّهُمَّ وإن سَبَقَت مَغفِرَتُكَ
لَهُما فَشَفِّعهُما فِيَّ ، وإن سَبَقَت مَغفِرَتُكَ لي فَشَفِّعني فيهِما حَتّى
نَجتَمِعَ بِرَأفَتِكَ في دارِ كَرامَتِكَ ومَحَلِّ مَغفِرَتِكَ ورَحمَتِكَ ، إنَّكَ
ذُو الفَضلِ العَظيمِ ، وَالمَنِّ القَديمِ ، وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ.
١١٠٥. الأمالي للصدوق عن أبي بصير
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه الصّادِقِ عليهالسلام
: ما كانَ دُعاءُ يوسُفَ عليهالسلام
فِي الجُبِّ فَإِنّا قَدِ اختَلَفنا فيهِ؟ فَقالَ : إنَّ يوسُفَ عليهالسلام لَمّا صارَ فِي
الجُبِّ وآيَسَ مِنَ الحَياةِ قالَ : اللّهُمَّ إن كانَتِ الخَطايا وَالذُّنوبُ
قَد أخلَقَت وَجهي عِندَكَ ، فَلَن تَرفَعَ لي إلَيكَ صَوتا ، ولَن تَستَجيبَ لي
دَعوَةً ، فَإِنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ الشَّيخِ يَعقوبَ ، فَارحَم ضَعفَهُ ، وَاجمَع
بَيني وبَينَهُ ؛ فَقَد عَلِمتَ رِقَّتَهُ عَلَيَّ وشَوقي إلَيهِ.
١١٠٦. مهج الدعوات ـ فيما ذَكَرَهُ مِن دُعاءِ
يوسُفَ عليهالسلام في
: يا راحِمَ المَساكينِ ، ويا رازِقَ المُتَكَلِّمينَ ، ويا رَبَّ العالَمينَ ... يا
غافِرَ الذُّنوبِ ، يا عَلاّمَ الغُيوبِ ، يا ساتِرَ العُيوبِ ، أسأَ لُكَ أن
تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَغفِرَ لي ولِوالِدَيَّ ، وتَجاوَزَ
عَنّا فيما تَعلَمُ ؛ فَإِنَّكَ الأَعَزُّ الأَكرَمُ .
راجع
: نهج الذكر : الاستغفار / من ينبغي الاستغفار له / الوالدان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢ / ٢
الأَهلُ وَالأَولادُ
وَالأَخُ
الكتاب
(رَبَّنَا ظَـلَمْنَا
أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَـسِرِينَ).
(وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْرَ هِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَ ـ عِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ
مِنَّـا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا
مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا
مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ
فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَـتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَـبَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَ
هِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذَا الْبَلَدَ ءَامِنًا وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن
نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ
فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *
رَّبَّنَا إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلَوةَ فَاجْعَلْ أَفْئدَةً
مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَ تِ لَعَلَّهُمْ
يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى وَمَا نُعْلِنُ وَمَا
يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَىْ ءٍ فِى الْأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ *
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَ ـ عِيلَ وَإِسْحَ ـ قَ
إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَوةِ وَمِن
ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).
(رَبِّ هَبْ لِى مِنَ
الصَّــلِحِينَ * فَبَشَّرْنَـهُ بِغُلَـمٍ حَلِيمٍ).
(قَالُواْ لَئِن لَّمْ
تَنتَهِ يَــلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّى لِعَمَلِكُم
مِّنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَأَهْلِى
مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَـهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ).
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأِخِى
وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ).
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَيَسِّرْ
لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِى * وَاجْعَل
لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى * هَـرُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ
فِى أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ
بِنَا بَصِيرًا).
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ
قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ
الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ
أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقَا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ
وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّــلِحِينَ).
(فَهَبْ لِى مِن
لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ
رَضِيًّا).
(فَلَمَّا أَن جَاءَ
الْبَشِيرُ أَلْقَـاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل
لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قَالُواْ يَـأَبَانَا
اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَـطِئينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ
لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
(إِذْ قَالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرَ نَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا
فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا
قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ
وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّى
أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَـنِ الرَّجِيمِ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث
١١٠٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الوالِدِ
لِوَلَدِهِ ، مِثلُ دُعاءِ النَّبِيِّ لاُمَّتِهِ.
١١٠٨. عنه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الوالِدِ
لِلوَلَدِ كَالماءِ لِلزَّرعِ بِصَلاحِهِ.
١١٠٩. عنه صلىاللهعليهوآله : رَحِمَ اللّه مَن
أعانَ وَلَدَهُ عَلى بِرِّهِ ، وهُوَ أن يَعفُوَ عَن سَيِّئَتِهِ ، ويَدعُوَ لَهُ
فيما بَينَهُ وبَينَ اللّه.
١١١٠. الإمام عليّ عليهالسلام : رَقَى النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله حَسَنا وحُسَينا
فَقالَ : اُعيذُكُما بِكَلِماتِ اللّه التّامّاتِ وأسمائِهِ الحُسنى كُلِّها
عامَّةً مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ ومِن شَرِّ كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ ومِن
شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ.
ثُمَّ التَفَتَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله إلَينا فَقالَ : هكَذا
كانَ يُعَوِّذُ إبراهيمُ إسماعيلَ وإسحاقَ.
١١١١. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ وكانَ مِن
دُعائِهِ عليهالسلام
لِوُلدِهِ عليهم : اللّهُمَّ ومُنَّ عَلَيَّ بِبَقاءِ وُلدي وبِإِصلاحِهِم لي
وبِإِمتاعي بِهِم.
إلهِي امدُد لي في أعمارِهِم ، وزِد لي
في آجالِهِم ، ورَبِّ لي صَغيرَهُم ، وقَوِّ لي ضَعيفَهُم ، وأصِحَّ لي أبدانَهُم
وأديانَهُم وأخلاقَهُم ، وعافِهِم في أنفُسِهِم وفي جَوارِحِهِم وفي كُلِّ ما
عُنيتُ بِهِ مِن أمرِهِم ، وأدرِر لي وعَلى يَدَيَّ أرزاقَهُم.
وَاجعَلهُم أبرارا أتقِياءَ بُصَراءَ
سامِعينَ مُطيعينَ لَكَ ، ولِأَولِيائِكَ مُحِبّينَ مُناصِحينَ ، ولِجَميعِ
أعدائِكَ مُعانِدينَ ومُبغِضينَ ، آمينَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّهُمَّ اشدُد بِهِم عَضُدي ، وأقِم
بِهِم أوَدي ، وكَثِّر بِهِم عَدَدي ، وزَيِّن بِهِم مَحضَري ، وأحيِ بِهِم ذِكري
، وَاكفِني بِهِم في غَيبَتي ، وأعِنّي بِهِم عَلى حاجَتي ، وَاجعَلهُم لي
مُحِبّينَ ، وعَلَيَّ حَدِبينَ مُقبِلينَ مُستَقيمينَ لي ، مُطيعينَ غَيرَ عاصينَ
ولا عاقّينَ ولا مُخالِفينَ ولا خاطِئينَ.
وأعِنّي عَلى تَربِيَتِهِم وتَأديبِهِم
وبِرِّهِم ، وهَب لي مِن لَدُنكَ مَعَهُم أولادا ذُكورا ، وَاجعَل ذلِكَ خَيرا لي
، وَاجعَلهُم لي عَونا عَلى ما سَأَلتُكَ. وأعِذني وذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيطانِ
الرَّجيمِ.
فَإِنَّكَ خَلَقتَنا وأمَرتَنا
ونَهَيتَنا ورَغَّبتَنا في ثَوابِ ما أمَرتَنا ورَهَّبتَنا عِقابَهُ ، وجَعَلتَ
لَنا عَدُوّا يَكيدُنا ، سَلَّطتَهُ مِنّا عَلى ما لَم تُسَلِّطنا عَلَيهِ مِنهُ ،
أسكَنتَهُ صُدورَنا ، وأجرَيتَهُ مَجارِيَ دِمائِنا. لا يَغفُلُ إن غَفَلنا ، ولا
يَنسى إن نَسينا ، يُؤمِنُنا عِقابَكَ ، ويُخَوِّفُنا بِغَيرِكَ. إن هَمَمنا
بِفاحِشَةٍ شَجَّعَنا عَلَيها ، وإن هَمَمنا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبَّطَنا عَنهُ ، يَتَعَرَّضُ
لَنا بِالشَّهَواتِ ، ويَنصِبُ لَنا بِالشُّبَهاتِ ، إن وَعَدَنا كَذَبَنا ، وإن
مَنّانا أخلَفَنا ، وإلاّ تَصرِف عَنّا كَيدَهُ يُضِلَّنا ، وإلاّ تَقِنا خَبالَهُ
يَستَزِلَّنا.
اللّهُمَّ فَاقهَر سُلطانَهُ عَنّا
بِسُلطانِكَ ، حَتّى تَحبِسَهُ عَنّا بِكَثرَةِ الدُّعاءِ لَكَ ، فَنُصبِحَ مِن
كَيدِهِ فِي المَعصومينَ بِكَ.
اللّهُمَّ أعطِني كُلَّ سُؤلي ، وَاقضِ
لي حَوائِجي ، ولا تَمنَعنِي الإِجابَةَ وقَد ضَمِنتَها لي ، ولا تَحجُب دُعائي
عَنكَ وقَد أمَرتَني بِهِ ، وَامنُن عَلَيَّ بِكُلِّ ما يُصلِحُني في دُنيايَ
وآخِرَتي ما ذَكَرتُ مِنهُ وما نَسيتُ ، أو أظهَرتُ أو أخفَيتُ أو أعلَنتُ أو
أسرَرتُ.
وَاجعَلني في جَميعِ ذلِكَ مِنَ
المُصلِحينَ بِسُؤالي إيّاكَ ، المُنجِحينَ بِالطَّلَبِ إلَيكَ ، غَيرِ
المَمنوعينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ ، المُعَوَّدينَ بِالتَّعَوُّذِ بِكَ ، الرّابِحينَ
في التِّجارَةِ عَلَيكَ ، المُجارينَ بِعِزِّكَ ، المُوَسَّعِ عَلَيهِمُ الرِّزقُ
الحَلالُ مِن فَضلِكَ ، الواسِعِ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ،
المُعَزّينَ مِنَ
الذُّلِّ بِكَ ، وَالمُجارينَ مِنَ الظُّلمِ بِعَدلِكَ ، وَالمُعافَينَ مِنَ
البَلاءِ بِرَحمَتِكَ ، والمُغنَينَ مِنَ الفَقرِ بِغِناكَ ، والمَعصومينَ مِنَ
الذُّنوبِ وَالزَّلَلِ وَالخَطاءِ بِتَقواكَ ، وَالمُوَفَّقينَ لِلخَيرِ
وَالرُّشدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِكَ ، وَالمُحالِ بَينَهُم وبَينَ الذُّنوبِ
بِقُدرَتِكَ ، التّارِكينَ لِكُلِّ مَعصِيَتِكَ ، السّاكِنينَ في جِوارِكَ.
اللّهُمَّ أعطِنا جَميعَ ذلِكَ
بِتَوفيقِكَ ورَحمَتِكَ ، وأعِذنا مِن عَذابِ السَّعيرِ ، وأعطِ جَميعَ
المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ مِثلَ الَّذي سَأَلتُكَ
لِنَفسي ولِوُلدي في عاجِلِ الدُّنيا وآجِلِ الآخِرَةِ ، إنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ
سَميعٌ عَليمٌ عَفُوٌّ غَفورٌ رَؤوفٌ رَحيمٌ.
وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي
الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ.
١١١٢. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أبي عليهالسلام يَقولُ في دُعائِهِ
: رَبِّ أصلِح لي نَفسي ؛ فَإِنَّها أهَمُّ الأَنفُسِ إلَيَّ ، رَبِّ أصلِح لي
ذُرِّيَّتي ؛ فَإِنَّهُم يَدي وعَضُدي ، رَبِّ وأصلِح لي أهلَ بَيتي ؛ فَإِنَّهُم
لَحمي ودَمي ، رَبِّ أصلِح لي جَماعَةَ إخوَتي وأخَواتي ومُحِبِّيَّ ؛ فَإِنَّ
صَلاحَهُم صَلاحي.
١١١٣. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ آدَمَ ـ صَلَواتُ
اللّه عَلَيهِ ـ لَمّا بَنَى الكَعبَةَ وطافَ بِها قالَ : اللّهُمَّ إنَّ لِكُلِّ
عامِلٍ أجرا ، اللّهُمَّ وإنّي قَد عَمِلتُ. فَقيلَ لَهُ : سَل يا آدَمُ. فَقالَ :
اللّهُمَّ اغفِر لي ذَنبي. فَقيلَ لَهُ : قَد غُفِرَ لَكَ يا آدَمُ. فَقالَ : ولِذُرِّيَّتي
مِن بَعدي. فَقيلَ لَهُ : يا آدَمُ ، مَن باءَ
مِنهُم بِذَنبِهِ هاهُنا كَما بُؤتَ ، غَفَرتُ لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١١٤. الإمام الصادق عليهالسلام : لَمّا طافَ آدَمُ
بِالبَيتِ وَانتَهى إلَى المُلتَزَمِ ، قالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليهالسلام : يا آدَمُ أقِرَّ
لِرَبِّكَ بِذُنوبِكَ في هذَا المَكانِ. فَوَقَفَ آدَمُ عليهالسلام فَقالَ : يا رَبِّ
إنَّ لِكُلِّ عامِلٍ أجرا وقَد عَمِلتُ ، فَما أجري؟ فَأَوحَى اللّه عز وجل إلَيهِ
: يا آدَمُ ، قَد غَفَرتُ ذَنبَكَ. قالَ : يا رَبِّ ولِوُلدي أو لِذُرِّيَّتي.
فَأَوحَى اللّه عز وجل إلَيهِ : يا
آدَمُ ، مَن جاءَ مِن ذُرِّيَّتِكَ إلى هذَا المَكانِ ، وأقَرَّ بِذُنوبِهِ وتابَ
كَما تُبتَ ثُمَّ استَغفَرَ غَفَرتُ لَهُ.
راجع
: ص ٣٢٦ (من تُستَجاب دعوتُه / الوالد).
٢ / ٣
الأَخُ المُؤمِنُ
بِظَهرِ الغَيبِ
أ ـ الجارُ ثُمَّ
الدّارُ
١١١٥. الإمام الحسن عليهالسلام : رَأَيتُ اُمّي
فاطِمَةَ عليهاالسلام
قائِمَةً في مِحرابِها لَيلَةَ الجُمُعَةِ ، فَلَم تَزَل راكِعَةً ساجِدَةً حَتَّى
انفَجَرَ عَمودُ الصُّبحِ ، وسَمِعتُها تَدعو لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ
وتُسَمّيهِم ، وتُكثِرُ الدُّعاءَ لَهُم ، ولا تَدعو لِنَفسِها بِشَيءٍ. فَقُلتُ :
يا اُمّاه ، لِمَ لا تَدعينَ لِنَفسِكِ كَما تَدعينَ لِغَيرِكِ؟ فَقالَت : يا
بُنَيَّ ، الجارُ ثُمَّ الدّارُ.
راجع
: ص ١١٧ ح ٣٠٢.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب ـ سُرعَةُ إِجابَةِ
دَعوَةِ الغائِبِ
١١١٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لَيسَ شَيءٌ
أسرَعَ إجابَةً مِن دَعوَةِ غائِبٍ لِغائِبٍ.
١١١٧. عنه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ المُؤمِنِ
لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ مُستَجابٌ.
١١١٨. عنه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الأَخِ
لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ لا يُرَدُّ.
١١١٩. عنه صلىاللهعليهوآله : أربَعُ دَعَواتٍ
لا تُرَدُّ : دَعوَةُ الحاجِّ حَتّى يَرجِعَ ، ودَعوَةُ الغازي حَتّى يَصدُرَ ، ودَعوَةُ
المَريضِ حَتّى يَبرَأَ ، ودَعوَةُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، وأسرَعُ
هذِهِ الدَّعَواتِ إجابَةً دَعوَةُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ.
١١٢٠. الإمام الباقر عليهالسلام : أوشَكُ دَعوَةٍ
وأسرَعُ إجابَةٍ ، دُعاءُ المَرءِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ.
١١٢١. تفسير القمّي عن حمّاد
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: أشغَلُ نَفسي بِالدُّعاءِ لاِءِخواني ولِأَهلِ الوِلايَةِ ؛ فَما تَرى في ذلِكَ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى
ـ يَستَجيبُ دُعاءَ غائِبٍ لِغائِبٍ ، ومَن دَعا لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ
ولِأَهلِ مَوَدَّتِنا ، رَدَّ اللّه عَلَيهِ مِن آدَمَ إلى أن تَقومَ السّاعَةُ
لِكُلِّ مُؤمِنٍ حَسَنَةً.
١١٢٢. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا دَعَا
الرَّجُلُ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، نودِيَ مِنَ العَرشِ : ولَكَ مِئَةُ ألفِ
ضِعفٍ مِثلِهِ ، وإذا دَعا لِنَفسِهِ كانَت لَهُ واحِدَةٌ ، فَمِئَةُ ألفٍ
مَضمونَةٌ خَيرٌ مِن واحِدَةٍ لا يَدري يُستَجابُ لَهُ أم لا.
راجع
: ص ٣٣٠ ح ٩٩٤ وص ٣٣١ ح ٩٩٥ وح ٩٩٧.
ج ـ دُعاءُ
المَلائِكَةِ لِمَن يَدعو لِأَخيهِ
الكتاب
(وَيَسْتَجِيبُ
الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ).
الحديث
١١٢٣. الإمام الباقر عليهالسلام ـ في قَولِهِ
تَبارَكَ وتَعالى : (وَيَسْتَجِيب الذين
ءامنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله)
: هُوَ المُؤمِنُ يَدعو لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، فَيَقولُ لَهُ المَلَكُ : آمينَ
، ويَقولُ اللّه العَزيزُ الجَبّارُ : ولَكَ مِثلا ما سَأَلتَ ، وقَد اُعطيتَ ما
سَأَلتَ بِحُبِّكَ إيّاهُ.
١١٢٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دَعوَةُ الرَّجُلِ
لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ تَعدِلُ سَبعينَ دَعوَةً مُستَجابَةً ، ويُوَكِّلُ اللّه
عز وجل بِها مَلَكا يَقولُ : آمينَ آمينَ ، ولَكَ مِثلُ ما دَعَوتَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٢٥. عنه صلىاللهعليهوآله : ما مِن عَبدٍ
مُسلِمٍ يَدعو لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، إلاّ قالَ المَلَكُ : ولَكَ بِمِثلٍ.
١١٢٦. صحيح مسلم عن صفوان بن عبد اللّه بن
صفوان ـ وكانَت تَحتَهُ الدَّرداءُ ـ : قَدِمتُ
الشّامَ ، فَأَتَيتُ أبَا الدَّرداءِ في مَنزِلِهِ فَلَم أجِدهُ ، ووَجَدتُ اُمَّ
الدَّرداءِ ، فَقالَت : أتُريدُ الحَجَّ العامَ؟ فَقُلتُ : نَعَم. قالَت : فَادعُ
اللّه لَنا بِخَيرٍ ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
كانَ يَقولُ : دَعوَةُ المَرءِ المُسلِمِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ مُستَجابَةٌ ، عِندَ
رَأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّما دَعا لِأَخيهِ بِخَيرٍ قالَ المَلَكُ
المُوَكَّلُ بِهِ : آمينَ ، ولَكَ بِمِثلٍ.
فَخَرَجتُ إلَى السّوقِ فَلَقيتُ أبَا
الدَّرداءِ ، فَقالَ لي مِثلَ ذلِكَ ، يَرويهِ عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله.
١١٢٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن قَضى لِأَخيهِ
المُؤمِنِ حاجَةً ، كانَ كَمَن عَبَدَ اللّه دَهرَهُ ، ومَن دَعا لِمُؤمِنٍ
بِظَهرِ الغَيبِ قالَ المَلَكُ : ولَكَ مِثلُ ذلِكَ ، وما مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ دَعا
لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ بِظَهرِ الغَيبِ إلاّ رَدَّ اللّه عز وجل مِثلَ الَّذي
دَعا لَهُم ، مِن مُؤمِنٍ أو مُؤمِنَةٍ مَضى مِن أوَّلِ الدَّهرِ أو هُوَ آتٍ إلى
يَومِ القِيامَةِ.
وإنَّ العَبدَ المُؤمِنَ لَيُؤمَرُ بِهِ
إلَى النّارِ ، يَكونُ مِن أهلِ الذُّنوبِ وَالخَطايا فَيُسحَبُ ، فَيَقولُ
المُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ : إلهَنا ، عَبدُكَ هذا كانَ يَدعو لَنا ، فَشَفِّعنا
فيهِ ، فَيُشَفِّعُهُمُ اللّه عز وجل فيهِ ، فَيَنجو مِنَ النّارِ بِرَحمَةٍ مِنَ
اللّه عز وجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٢٨. الإمام زين العابدين عليهالسلام : إنَّ المَلائِكَةَ
إذا سَمِعُوا المُؤمِنَ يَدعو لِأَخيهِ المُؤمِنِ بِظَهرِ الغَيبِ أو يَذكُرُهُ بِخَيرٍ
، قالوا : نِعمَ الأَخُ أنتَ لِأَخيكَ! تَدعو لَهُ بِالخَيرِ وهُوَ غائِبٌ عَنكَ ،
وتَذكُرُهُ بِخَيرٍ ، قَد أعطاكَ اللّه عز وجل مِثلَي ما سَأَلتَ لَهُ ، وأثنى
عَلَيكَ مِثلَي ما أثنَيتَ عَلَيهِ ، ولَكَ الفَضلُ عَلَيهِ.
وإذا سَمِعوهُ يَذكُرُ أخاهُ بِسوءٍ
ويَدعو عَلَيهِ قالوا لَهُ : بِئسَ الأَخُ أنتَ لِأَخيكَ ، كُفَّ أيُّهَا
المُسَتَّرُ عَلى ذُنوبِهِ وعَورَتِهِ ، وَاربَع عَلى نَفسِكَ
، وَاحمَدِ اللّه الَّذي سَتَرَ عَلَيكَ ، وَاعلَم أنَّ اللّه عز وجل أعلَمُ
بِعَبدِهِ مِنكَ.
١١٢٩. الإمام الصادق عليهالسلام : ما مِن مُؤمِنٍ
يَدعو لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، إلاّ وَكَّلَ اللّه عز وجل بِهِ مَلَكا يَقولُ :
ولَكَ مِثلُهُ.
١١٣٠. الإمام الباقر عليهالسلام : أسرَعُ الدُّعاءِ
نُجحا لِلإِجابَةِ دُعاءُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ؛ يَبدَأُ بِالدُّعاءِ
لِأَخيهِ ، فَيَقولُ لَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ : آمينَ ، ولَكَ مِثلاهُ.
١١٣١. أبو الحسن عليهالسلام ـ إنَّهُ كانَ
يَقولُ ـ : مَن دَعا لاِءِخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ
وَالمُسلِماتِ ، وَكَّلَ اللّه بِهِ عَن كُلِّ مُؤمِنٍ مَلَكا يَدعو لَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د ـ إجابَةُ دُعاءِ
مَن دَعا لِأَربَعينَ مِنَ المُؤمِنينَ
١١٣٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله :
ما مِن عَبدٍ يَقومُ مِنَ اللَّيلِ فَيُصَلّي رَكعَتَينِ ، فَيَدعو في سُجودِهِ
لِأَربَعينَ مِن أصحابِهِ يُسَمّي بِأَسمائِهِم وأسماءِ آبائِهِم ، إلاّ ولَم
يَسأَلِ اللّه تَعالى شَيئا إلاّ أعطاهُ.
١١٣٣. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن قَدَّمَ
أربَعينَ مِنَ المُؤمِنينَ ثُمَّ دَعَا استُجيبَ لَهُ.
١١٣٤. عنه عليهالسلام : مَن دَعا
لِأَربَعينَ رَجُلاً مِن إخوانِهِ قَبلَ أن يَدعُوَ لِنَفسِهِ ، استُجيبَ لَهُ
فيهِم وفي نَفسِهِ.
ه ـ تِلكَ البَرَكاتُ
١١٣٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اُطلُبِ
العافِيَةَ لِغَيرِكَ ، تُرزَقها في نَفسِكَ.
١١٣٦. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن دَعا
لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ في كُلِّ يَومٍ خَمسا وعِشرينَ مَرَّةً ، نَزَعَ اللّه
الغِلَّ مِن صَدرِهِ ، وكَتَبَهُ مِنَ الأَبدالِ ، إن شاءَ اللّه.
١١٣٧. عنه صلىاللهعليهوآله : ما مِن عَبدٍ
يَدعو لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ إلاّ رَدَّ اللّه عَلَيهِ عَن كُلِّ مُؤمِنٍ
ومُؤمِنَةٍ مَضى
أو هُوَ كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ ، بِمِثلِ ما دَعا بِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٣٨. عنه صلىاللهعليهوآله : مَنِ استَغفَرَ
لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ كُلَّ يَومٍ سَبعا وعِشرينَ مَرَّةً ، كانَ مِنَ
الَّذينَ يُستَجابُ لَهُم ويُرزَقُ بِهِم أهلُ الأَرضِ.
١١٣٩. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن قالَ : «اللّهُمَّ
اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ» ، كَتَبَ اللّه لَهُ بِكُلِّ مُؤمِنٍ خَلَقَهُ
اللّه مُنذُ خَلَقَ آدَمَ إلى أن تَقومَ السّاعَةُ حَسَنَةً ، ومَحا عَنهُ
سَيِّئَةً ، ورَفَعَ لَهُ دَرَجَةً.
١١٤٠. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن قالَ كُلَّ
يَومٍ خَمسا وعِشرينَ مَرَّةً : «اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ
وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ» ، كَتَبَ اللّه لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤمِنٍ مَضى
وكُلِّ مُؤمِنٍ بَقِيَ إلى يَومِ القِيامَةِ حَسَنَةً ، ومَحا عَنهُ سَيِّئَةً ، ورَفَعَ
لَهُ دَرَجَةً.
١١٤١. عنه عليهالسلام : إذا قالَ
الرَّجُلُ : «اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ
وَالمُسلِماتِ ، الأَحياءِ مِنهُم وجَميعِ الأَمواتِ» ، رَدَّ اللّه عَلَيهِ
بِعَدَدِ مَن مَضى ومَن بَقِيَ مِن كُلِّ إنسانٍ دَعوَةً.
١١٤٢. الإمام الباقر عليهالسلام : عَلَيكَ
بِالدُّعاءِ لاِءِخوانِكَ بِظَهرِ الغَيبِ ؛ فَإِنَّهُ يُهيلُ الرِّزقَ ـ يَقولُها
ثَلاثا ـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٤٣. الإمام الصادق عليهالسلام : دُعاءُ المَرءِ
لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ يُدِرُّ الرِّزقَ ، ويَدفَعُ المَكروهَ.
١١٤٤. عنه عليهالسلام : دُعاءُ المُؤمِنِ
لِلمُؤمِنِ يَدفَعُ عَنهُ البَلاءَ ، ويُدِرُّ عَلَيهِ الرِّزقَ.
١١٤٥. عنه عليهالسلام : دُعاءُ المُسلِمِ
لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ يَسوقُ إلَى الدّاعِي الرِّزقَ ، ويَصرِفُ عَنهُ
البَلاءَ ، وتَقولُ لَهُ المَلائِكَةُ : لَكَ مِثلاهُ.
٢ / ٤
المَسجونُ وَالأَسيرُ
١١٤٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ مِن دُعائِهِ صلىاللهعليهوآله في شَهرِ رَمَض : اللّهُمَّ
رُدَّ كُلَّ غَريبٍ ، اللّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أسيرٍ.
١١٤٧. دلائل الإمامة عن عليّ بن محمّد
ـ في خَبرِ عَبدِ الحَميدِ ـ : كانَ صَديقا لِمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه بنِ
عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، وأخَذَهُ أبو جَعفَرٍ المَنصورُ. فَحَبَسَهُ زَمانا فِي
المُطبِقِ ٥. فَحَجَّ ، فَلَمّا كانَ يَومُ عَرَفَةَ لَقِيَهُ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام فِي المَوقِفِ ، فَقالَ
: يا مُحَمَّدُ ، ما فَعَلَ صَديقُكَ عَبدُ الحَميدِ؟ قالَ : حَبَسَهُ أبو جَعفَرٍ
فِي المُطبِقِ مُنذُ زَمانٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام يَدَهُ ، فَدَعا
ساعَةً ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ وقالَ : يا مُحَمَّدُ ، قَد وَاللّه خُلِّيَ سَبيلُ
صاحِبِكَ.
قالَ مُحَمَّدٌ : فَسَأَلتُ عَبدَ
الحَميدِ : أيَّ ساعَةٍ أخرَجَكَ أبو جَعفَرٍ؟ قالَ : أخرَجَني يَومَ عَرَفَةَ بَعدَ
العَصرِ.
١١٤٨. رجال الكشّي عن زيد الشحّام
: إنّي لَأَطوفُ حَولَ الكَعبَةِ وكَفّي في كَفِّ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام ، ودُموعُهُ تَجري
عَلى خَدَّيهِ.
فَقالَ : يا شَحّامُ ، ما رَأَيتَ ما
صَنَعَ رَبّي إلَيَّ؟ ثُمَّ بَكى ودَعا.
ثُمَّ قالَ لي : يا شَحّامُ ، إنّي طَلَبتُ
إلى إلهي في سَديرٍ وعَبدِ السَّلامِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ ـ وكانا فِي السِّجنِ ـ فَوَهَبَهُما
لي وخَلّى سَبيلَهُما.
١١٤٩. الكافي عن يحيى بن إبراهيم بن مهاجر
: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
: فُلانٌ يُقرِئُكَ السَّلامَ وفُلانٌ وفُلانٌ ، فَقالَ : وعليهمالسلام. قُلتُ : يَسأَلونَكَ
الدُّعاءَ.
فَقالَ : وما لَهُم؟ قُلتُ : حَبَسَهُم
أبو جَعفَرٍ المَنصورُ. ، فَقالَ : وما لَهُم وما لَهُ؟ قُلتُ : استَعمَلَهُم
فَحَبَسَهُم.
فَقالَ : وما لَهُم وما لَهُ؟! ألَم
أنهَهُم؟ ألَم أنهَهُم؟ ألَم أنهَهُم؟ هُمُ النّارُ ، هُمُ النّارُ ، هُمُ النّارُ.
ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ اخدَع عَنهُم
سُلطانَهُم. قالَ : فَانصَرَفتُ مِن مَكَّةَ ، فَسَأَلتُ عَنهُم فَإِذا هُم قد
اُخرِجوا بَعدَ هذَا الكَلامِ بِثَلاثَةِ أيّامٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٥٠. قصص الأنبياء
ـ في بَيانِ قِصَّةِ يوسُفَ عليهالسلام
ـ : فَلَمّا تَبَيَّنَ لِلمَلِكِ عُذرُ يوسُفَ وعَرَفَ أمانَتَهُ وكِفايَتَهُ
وعِلمَهُ وعَقلَهُ قالَ : (ائْتُونِى بِهِ
أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِى)
، فَلَمّا جاءَهُ
الرَّسولُ قالَ لَهُ : أجِبِ المَلِكَ الآنَ ، فَخَرَجَ يوسُفُ ودَعا لِأَهلِ
السِّجنِ بِدُعاءٍ يُعرَفُ إلَى اليَومِ ، وذلِكَ أنَّهُ قالَ : اللّهُمَّ اعطِف
عَلَيهِم قُلوبَ الأَخيارِ ، ولا تُعمِ عَنهُمُ الأَخبارَ ، فَهُم أعلَمُ النّاسِ
بِالأَخبارِ إلَى اليَومِ في كُلِّ بَلدَةٍ.
٢ / ٥
الَّذينَ لَم يَدعوا
لِأَنفُسِهِم فِي المَوقِفِ بِدَعوَةٍ!
أ ـ إبراهيمُ بنُ
شُعَيبٍ
١١٥١. الكافي عن إبراهيم بن أبي البلاد
أو عبد اللّه بن ج كُنتُ فِي المَوقِفِ ، فَلَمّا أفَضتُ لَقيتُ إبراهيمَ بنَ
شُعَيبٍ فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، وكانَ مُصابا بِإِحدى عَينَيهِ ، وإذا عَينُهُ
الصَّحيحَةُ حَمراءُ كَأَنَّها عَلَقَةُ دَمٍ ، فَقُلتُ لَهُ : قَد اُصِبتَ
بِإِحدى عَينَيكَ ، وأنَا وَاللّه مُشفِقٌ عَلَى الاُخرى ، فَلَو قَصَرتَ مِنَ
البُكاءِ قَليلاً!
فَقالَ : وَاللّه ، يا أبا مُحَمَّدٍ ، ما
دَعَوتُ لِنَفسِيَ اليَومَ بِدَعوَةٍ. فَقُلتُ : فَلِمَن دَعَوتَ؟
قالَ : دَعَوتُ لاِءِخواني ؛ لِأَ نّي
سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّه عليهالسلام
يَقولُ : «مَن دَعا لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، وَكَّلَ اللّه بِهِ مَلَكا ، يَقولُ
: ولَكَ مِثلاهُ» ، فَأَرَدتُ أن أكونَ إنَّما أدعو لاِءِخواني ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويَكونَ المَلَكُ
يَدعو لي ، لِأَ نّي في شَكٍّ مِن دُعائي لِنَفسي ولَستُ في شَكٍّ مِن دُعاءِ
المَلَكِ لي.
ب ـ عَبدُ اللّه بنُ
جُندَبٍ
١١٥٢. الكافي عن إبراهيم بن هاشم
: رَأَيتُ عَبدَ اللّه بنَ جُندَبٍ فِي المَوقِفِ ، فَلَم أرَ مَوقِفا كانَ أحسَنَ
مِن مَوقِفِهِ ؛ ما زالَ مادّا يَدَيهِ إلَى السَّماءِ ودُموعُهُ تَسيلُ عَلى
خَدَّيهِ حَتّى تَبلُغَ الأَرضَ ، فَلَمّا صَدَرَ النّاسُ قُلتُ لَهُ : يا أبا
مُحَمَّدٍ ، ما رَأَيتُ مَوقِفا قَطُّ أحسَنَ مِن مَوقِفِكَ.
قالَ : وَاللّه ما دَعَوتُ إلاّ
لاِءِخواني ، وذلِكَ أنَّ أبَا الحَسَنِ موسى عليهالسلام
أخبَرَني : أنَّ مَن دَعا لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ نودِيَ مِنَ العَرشِ : ولَكَ
مِئَةُ ألفِ ضِعفٍ ، فَكَرِهتُ أن أدَعَ مِئَةَ ألفٍ مَضمونَةً لِواحِدَةٍ لا أدري
تُستَجابُ أم لا.
ج ـ عيسَى بنُ أعيَنَ
١١٥٣. الكافي عن ابن أبي عمير
: كانَ عيسَى بنُ أعيَنَ إذا حَجَّ فَصارَ إلَى المَوقِفِ ، أقبَلَ عَلَى
الدُّعاءِ لاِءِخوانِهِ حَتّى يُفيضَ النّاسُ ، فَقُلتُ لَهُ : تُنفِقُ مالَكَ
وتُتعِبُ بَدَنَكَ ، حَتّى إذا صِرتَ إلَى المَوضِعِ الَّذي تُبَثُّ فيهِ الحَوائِجُ
إلَى اللّه عز وجل ، أقبَلتَ عَلَى الدُّعاءِ لاِءِخوانِكَ وتَرَكتَ نَفسَكَ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : إنّي عَلى ثِقَةٍ مِن دَعوَةِ
المَلَكِ لي ، وفي شَكٍّ مِنَ الدُّعاءِ لِنَفسي.
د ـ مُعاوِيَةُ بنُ
وَهبٍ
١١٥٤. الاُصول الستّة عشر عن زيد النرسي
: رَأَيتُ مُعاوِيَةَ بنَ وَهبٍ البَجَلِيَّ فِي المَوقِفِ وهُوَ قائِمٌ يَدعو ، فَتَفَقَّدتُ
دُعاءَهُ فَما رَأَيتُهُ يَدعو لِنَفسِهِ بِحَرفٍ واحِدٍ ، وسَمِعتُهُ يَعُدُّ
رَجُلاً رَجُلاً مِنَ الآفاقِ يُسَمّيهِم ويَدعو لَهُم حَتّى نَفَرَ النّاسُ.
فَقُلتُ : يا أبَا القاسِمِ ، أصلَحَكَ
اللّه ، لَقَد رَأَيتُ مِنكَ عَجَبا! قالَ : يَابنَ أخي ، ومَا الَّذي أعجَبَكَ
مِمّا رَأَيتَ مِنّي؟ قُلتُ : رَأَيتُكَ لا تَدعو لِنَفسِكَ ، وأنَا أرمُقُكَ
حَتَّى السّاعَةِ ؛ فَلا أدري أيُّ الأَمرَينِ أعجَبُ ، ما أخطَأتَ مِن حَظِّكَ
فِي الدُّعاءِ لِنَفسِكَ في مِثلِ هذَا المَوقِفِ ، أو عِنايَتُكَ وإيثارُكَ
إخوانَكَ عَلى نَفسِكَ حَتّى تَدعُوَ لَهُم فِي الآفاقِ؟!
فَقالَ : يَابنَ أخي ، فَلا تُكثِرَنَّ
تَعَجُّبَكَ مِن ذلِكَ ، إنّي سَمِعتُ مَولاكَ ومَولايَ ومَولى كُلِّ مُؤمِنٍ
ومُؤمِنَةٍ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهالسلام
ـ وكانَ وَاللّه في زَمانِهِ سَيِّدَ أهلِ السَّماءِ وسَيِّدَ أهلِ الأَرضِ ، وسَيِّدَ
مَن مَضى مُنذُ خَلَقَ اللّه الدُّنيا إلى أن تَقومَ السّاعَةُ ، بَعدَ آبائِهِ
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
وأميرِ المُؤمِنينَ وَالأَئِمَّةِ مِن آبائِهِ صَلَّى اللّه عَلَيهِم ـ يَقولُ ـ وإلاّ
صَمَّت اُذُنا مُعاوِيَةَ ، وعَمِيَت عَيناهُ ، ولا نالَتهُ شَفاعَةُ مُحَمَّدٍ
وأميرِ المُؤمِنينَ عليهماالسلام
ـ : مَن دَعا لِأَخيهِ المُؤمِنِ بِظَهرِ الغَيبِ ، ناداهُ مَلَكٌ مِن سَماءِ
الدُّنيا : يا عَبدَ اللّه ، لَكَ مِئَةُ ألفِ مِثلِ ما سَأَلتَ ، وناداهُ مَلَكٌ
مِنَ السَّماءِ الثّانِيَةِ : يا عَبدَ اللّه ، لَكَ مِئَتا ألفِ مِثلِ الَّذي
دَعَوتَ ، وكَذلِكَ يُنادي مِن كُلِّ سَماءٍ تُضاعَفُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَتّى يَنتَهِيَ إلَى
السَّماءِ السّابِعَةِ ، فَيُناديهِ مَلَكٌ : يا عَبدَ اللّه لَكَ سَبعُمِئَةِ
ألفِ مِثلِ الَّذي دَعَوتَ.
فَعِندَ ذلِكَ يُناديهِ اللّه : عَبدي ،
أنَا اللّه الواسِعُ الكَريمُ ، الَّذي لا يَنفَدُ خَزائِني ، ولا يَنقُصُ رَحمَتي
شَيءٌ ، بَل وَسِعَت رَحمَتي كُلَّ شَيءٍ ، لَكَ ألفُ ألفِ مِثلِ الَّذي دَعَوتَ. فَأَيُّ
حَظٍّ يَابنَ أخي أكثَرُ مِنَ الَّذِي اختَرتُهُ أنَا لِنَفسي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّالِثُ
من لا ينبغي الدّعاء
له
٣ / ١
المُشرِكُ وَالكافِرُ
الكتاب
(مَا كَانَ
لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ
كَانُواْ أُوْلِى قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَـبُ
الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن
مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ
تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّ هٌ حَلِيمٌ).
(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَـسِقِينَ).
(وَلاَ تُصَلِّ عَلَى
أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَـسِقُونَ).
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَ هِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ
لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَ ؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِن
دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَ وَةُ وَالْبَغْضَاءُ
أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَ هِيمَ
لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَىْ ءٍ
رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
الحديث
١١٥٥. الإمام عليّ عليهالسلام : سَمِعتُ رَجُلاً
يَستَغفِرُ لِأَبَوَيهِ وهُما مُشرِكانِ ، فَقُلتُ لَهُ : أتَستَغفِرُ لِأَبَوَيكَ
وهُما مُشرِكانِ؟! فَقالَ : أوَ لَيسَ استَغفَرَ إبراهيمُ لِأَبيهِ وهُوَ مُشرِكٌ؟
فَذَكَرتُ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَنَزَلَت : (مَا
كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ) .
١١٥٦. تفسير العيّاشي عن أبي إسحاق الهمداني
عن رجل : صَلّى رَجُلٌ إلى جَنبي فَاستَغفَرَ
لِأَبَوَيهِ ، وكانا ماتا فِي الجاهِلِيَّةِ.
فَقُلتُ : تَستَغفِرُ لِأَبَوَيكَ وقَد
ماتا فِي الجاهِلِيَّةِ؟ فَقالَ : قَدِ استَغفَرَ إبراهيمُ لِأَبيهِ ، فَلَم أدرِ
ما أرُدُّ عَلَيهِ؟ فَذَكَرتُ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، فَأَنزَلَ اللّه : (وَمَا كَانَ
اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) قالَ : لَمّا ماتَ تَبَيَّنَ أنَّهُ
عَدُوٌّ للّه فَلَم يَستَغفِر لَهُ.
١١٥٧. تفسير العيّاشي عن إبراهيم بن أبي
البلاد عن بعض أصحابه قالَ أبو عَبدِ
اللّه عليهالسلام
: ما يَقولُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النّاسُ في قَولِ
اللّه : (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ
لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ)؟ قُلتُ : يَقولونَ : إنَّ إبراهيمَ وَعَدَ
أباهُ لِيَستَغفِرَ لَهُ.
قالَ : لَيسَ هُوَ هكَذا ، إنَّ
إبراهيمَ وَعَدَهُ أن يُسلِمَ فَاستَغفَرَ لَهُ ، فَلَمّا تَبَيَّنَ أنَّهُ
عَدُوٌّ للّه تَبَرَّأَ مِنهُ.
١١٥٨. تفسير القمّي
: قَولُهُ : (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ
لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ) قالَ إبراهيمُ لِأَبيهِ : إن لَم
تَعُبدِ الأَصنامَ استَغفَرتُ لَكَ ، فَلَمّا لَم يَدَعِ الأَصنامَ تَبَرَّأَ
مِنهُ إبراهيمُ.
١١٥٩. قرب الإسناد عن عليّ بن جعفر عن الإمام
الكاظم عليهالسلام
سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ مُسلِمٍ وأبَواهُ كافِرانِ ، هَل يَصلُحُ أن يَستَغفِرَ
لَهُما فِي الصَّلاةِ؟
قالَ : إن كانَ فارَقَهُما وهُوَ صَغيرٌ
لا يَدري أسلَما أم لا ، فَلا بَأسَ ، وإن عَرَفَ كُفرَهُما فَلا يَستَغفِر لَهُما
، وإن لَم يَعرِف فَليَدعُ لَهُما.
١١٦٠. كشف الغمّة عن أبي سهل البلخي
: كَتَبَ رَجُلٌ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام
، يَسأَلُهُ الدُّعاءَ لِوالِدَيهِ ، وكانَتِ الاُمُّ غالِيَةً وَالأَبُ مُؤمِنا ،
فَوَقَّعَ : رَحِمَ اللّه والِدَكَ.
وكَتَبَ آخَرُ يَسأَلُ الدُّعاءَ
لِوالِدَيهِ ، وكانَتِ الاُمُّ مُؤمِنَةً وَالأَبُ ثَنَوِيّا
، فَوَقَّعَ : رَحِمَ اللّه والِدَتَكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٢
الظّالِمُ
١١٦١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن دَعا لِظالِمٍ
بِالبَقاءِ ، فَقَد أحَبَّ أن يُعصَى اللّه في أرضِهِ.
٣ / ٣
أدَبُ الدُّعاءِ
لِأَهلِ الكِتابِ
١١٦٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا دَعَوتُم
لِأَحَدٍ مِنَ اليَهودِ وَالنَّصارى فَقولوا : أكثَرَ اللّه مالَكَ ووَلَدَكَ.
١١٦٣. الإمام الرضا عليهالسلام : قيلَ لِأَبي عَبدِ
اللّه عليهالسلام
: كَيفَ أدعو لِليَهودِيِّ وَالنَّصرانِيِّ؟ قالَ : تَقولُ لَهُ : بارَكَ اللّه
لَكَ فِي الدُّنيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحليل حول منع الدعاء
للمشركين والكافرين والظّالمين
لقد مرّ في الباب الماضي أنّ المشركين ،
والكافرين ، والظالمين هم ممّن لا ينبغي الدعاء لهم. والسؤال الذي يُطرَح في هذا
الشأن هو أنّ الدعاء في الحقيقة طلب الخير من اللّه للآخرين ، فَلِمَ لا يطلب
المسلم الخير حتّى لمن لا يتّفقون معه في العقيدة ، وأيضا للظالمين والجائرين؟ فهم
مهما كان من بني البشر ، ونحن نقرأ أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال لمالك الأشتر ـ رضوان
اللّه عليه ـ في عهده إليه :
وأشعِر
قَلبَكَ الرَّحمَةَ لِلرَّعِيَّةِ ، وَالمَحَبَّةَ لَهُم وَاللُّطفَ بِهِم ، ولا
تَكونَنَّ عَلَيهِم سَبُعا ضارِيا تَغتَنِمُ أكلَهُم ؛ فَإِنَّهُم صِنفانِ إمّا
أخٌ لَكَ فِي الدّينِ أو نَظيرٌ لَكَ فِي الخَلقِ.
ولا ريب أنّ من المصاديق البارزة للرحمة
، والمحبّة ، واللطف ، وطلب الخير لمن لم يختاروا سواء السبيل في حياتهم الدعاء من
أجل هدايتهم وسعادتهم ، فلماذا لا ينبغي الدعاء للمشركين والكافرين؟
والجواب هو أنّ الذين مُنُوا
بالانحرافات العقيديّة والعمليّة في حياتهم هم بعامّة صنفان :
الأوّل : المستضعفون ، وهم الذين انحرفوا
بسبب جهلهم وفقدهم الإمكانيّات اللازمة لمعرفة الحقّ واتّباعه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثاني : المعاندون ، وهم الذين عرفوا
الحقّ وشاقّوه على علم منهم به لتهوّسهم واستعلائهم ، أو تكون الوسيلة والقدرة على
معرفة الحقّ في متناول أيديهم ، ولكنّهم لا يكترثون لها ويتمسّكون بالباطل.
أمّا الصنف الأوّل فالدعاء لهدايتهم ليس
ممدوحا فحسب ، بل كلّ سعي وجهد يُبذَل من أجل توعيتهم وتبصيرهم وتربيتهم وتعليمهم
ضروريّ. ولذا كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
يدعو لهداية قومه على الرغم من صنوف الأذى التي لقيها منهم. فقال صلىاللهعليهوآله :
اللّهُمَّ
اهدِ قَومي فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ.
وللمرحوم السيّد ابن طاووس رحمهالله المصنّف العظيم
لكتاب الإقبال الكريم في هذا الشأن كلام في غاية الروعة والجمال يقول فيه : «وكنتُ
في ليلةٍ جليلةٍ من شهر رمضانَ بعد تصنيفِ هذا الكتابِ الإقبال. بزمانٍ ، وأنا
أدعو في السَّحَرِ لِمَن يجِبُ أو يَحسُنُ تقديم الدعاء له ولي ولِمَن يَليقُ
بالتوفيق أن أدعو له ، فورد على خاطِري أنّ الجاحدين للّه ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ ولِنِعَمِهِ
والمُستخفّينَ بِحُرمَته ، والمُبدّلينَ لِحكمه في عباده وخَليقَته ، ينبغي أن
يُبدَأ بالدعاء لهم بالهداية من ضَلالتهم ؛ فإنَّ جِنايتهم على الرُّبوبيّة ، والحكمة
الإلهيّة ، والجَلالة النَّبويّة أشدُّ مِن جنايةِ العارفينَ باللّه وبالرسول
صلوات اللّه عليه وآله.
فيقتضي تعظيمُ اللّه وتَعظيمُ جلاله
وتعظيمُ رسوله صلىاللهعليهوآله
وحقوقُ هدايته بمقاله وفِعاله أن يُقَدَّمَ الدعاءُ بهداية مَن هو أعظمُ ضررا
وأشدُّ خطرا ؛ حيثُ لم يَقدر أن يزالَ ذلك بالجهاد ، ومَنعهم من الإلحاد والفساد.
أقول : فدعوتُ لكلِّ ضالٍّ عن اللّه
بالهداية إليه ، ولكلِّ ضالٍّ عن الرسول بالرجوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليه ، ولكلِّ ضالٍّ
عن الحقِّ بالاعتراف به والاعتماد عليه.
ثمّ دعوتُ لأهل التوفيق والتحقيق
بالثبوت على توفيقهم ، والزيادة في تحقيقهم ، ودعوتُ لنفسي ومن يعنيني أمرُهُ بحسب
ما رجوتُه من الترتيب الذي يكون أقرب إلى مَن أتضرّعُ إليه ، وإلى مراد رسوله صلىاللهعليهوآله ، وقد قدَّمتُ
مهمّاتِ الحاجاتِ بحسب ما رجوتُ أن يكون أقرب إلى الإجابات.
أفلا تَرى ما تَضمّنه مقدّسُ القرآن من
شفاعة إبراهيم عليهالسلام
في أهل الكفران؟!
فقال اللّه جلّ جلاله : (يُجَـدِلُنَا
فِى قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّهٌ مُّنِيبٌ)
، فمَدحَهُ ـ جَلَّ جلالُهُ ـ على حلمه وشفاعته ومجادَلته في قوم لوط ، الذين قد
بَلَغَ كُفرُهم إلى تعجيل نقمته.
أما رأيتَ ما تضمّنته أخبارُ صاحب
الرسالة ـ وهو قدوة أهل الجلالة ـ كيف كان كُلّما آذاهُ قومُهُ الكفّارُ وبالغوا
فيما يفعلون ، قال صلوات اللّه عليه وآله : «اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم
لا يَعلَمونَ».
أما رأيتَ الحديثَ عن عيسى عليهالسلام : «كُن كَالشَّمسِ
تَطلُعُ عَلَى البَرِّ وَالفاجِرِ»
؛ وقولَ نبيّنا صلوات اللّه عليه وآله : «اِصنَعِ الخَيرَ إلى أهلِهِ وإلى غَيرِ
أهلِهِ ؛ فَإِن لَم يَكُن أهلَهُ فَكُن أنتَ أهلَهُ»؟
وقَد تضمّنَ ترجيحَ مقامِ المُحسنينَ إلى المسيئينَ قولُهُ جلَّ جَلالُه : (لاَّ
يَنْهَـاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَـتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
، ويَكفي أنّ محمّدا
صلىاللهعليهوآله
بُعِثَ رَحمةً للعالمين».
فالدعاء لهداية الضالّين غير مذموم ، وليس
هذا فحسب بل ممدوح أيضا ، علما أنّ الاستغفار لهم لا يصحّ إن لم يصلحوا عقائدهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمّا المعاندون فالدعاء لهم غير ممدوح ،
وليس هذا فحسب بل مذموم ومحظور أيضا ، بل الدعاء عليهم لازم وضروريّ. ذلك أنّ
الدعاء لمعاندي الحقّ والعدل فإذا كان من أجل دنيا اُولئك وسلامتهم وطول عمرهم فهو
في الحقيقة دعاء لتوسيع نطاق الكفر ، والشرك ، والظلم ، والفساد في الأرض ، كما
روي عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
قوله :
مَن
دَعا لِظالِمٍ بِالبَقاءِ ، فَقَد أحَبَّ أن يُعصَى اللّه في أرضِهِ.
أمّا إذا كان لأجل هداية اُولئك
واصلاحهم فلا فائدة في ذلك ، لأنّ هؤلاء لا يرجى منهم قابلية للهداية والاصلاح ، ومن
الممكن أن يلحق ذلك تبعات ونتائج سياسية واجتماعية ضارّة وغير محمودة. وروي عنه صلىاللهعليهوآله حديث آخر قال فيه :
يَأتي
عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَدعو فيهِ المُؤمِنُ لِلعامَّةِ ، فَيَقولُ اللّه تَعالى : اُدعُ
لِخاصَّةِ نَفسِكَ أستَجِب لَكَ فَأَمَّا العامَّةُ فَإِنّي عَلَيهِم ساخِطٌ.
ورغم أنّ هذا الحديث ضعيف من حيث السند
ولكنّه إن كان في وصف مجتمع تكون الغالبية من أفراده ظالمة ومعرضة عن الحقّ ، فلا
بأس بمضمونه ، (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ).
على هذا الأساس ، كان أولياء اللّه لا
يدعون لحماة الباطل وأعداء الحقّ والعدالة ، بل يدعون عليهم. ويتناول الباب الثاني
حتّى الباب الثاني عشر من الفصل الخامس في هذه المجموعة هذا الموضوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الرّابِعُ :
من دعا له النّبيّ
المدخل
إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام هم مَظهر صفات اللّه
وأسمائه الحسنى ومنها رحمته وحكمته ، ولذلك فقد كانت الحكمة تقتضي أن ينفعوا
الآخرين بأدعيتهم الزاكية والمستجابة ، ويشملونهم بالعناية والرحمة الإلهية.
ومن أجل التعرّف على السيرة العملية
لأهل بيت الرسالة فيما يتعلّق بالدعاء للآخرين ، فسوف نذكر في هذا الباب وحتّى
الباب الخامس عشر عددا من أدعية النبيّ صلىاللهعليهوآله
لأهل بيته وللآخرين ، وأدعية أهل البيت عليهمالسلام
في هذا المجال أيضا. وهناك عدّة ملاحظات تسترعي الاهتمام خلال دراسة هذه الأدعية :
١. يمكن تقسيم أدعية النبيّ وأهل بيته عليهمالسلام إلى عدّة مجموعات :
المجموعة الاُولى : الأدعية الّتي
تتضمّن رسالة للمجتمع الإسلامي.
المجموعة الثانية : الأدعية الّتي يُراد
منها تأمين حاجات الأشخاص الّذين طلبوا الدعاء من أهل بيت الرسالة.
المجموعة الثالثة : أدعية أهل بيت
الرسالة للأشخاص الّذين قدّموا إليهم خدمة.
٢. تتضمّن أدعية رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لأهل بيته عليهمالسلام خطابات عقائدية
وسياسية للاُمّة
الإسلامية ، وتدلّ
على شخصيتهم السامية ومكانتهم الرفيعة في الإسلام ، مثل ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في خطاب الإمام عليّ
عليهالسلام
:
ما
سَأَلتُ اللّه شَيئا إِلا سَأَلتُ لَكَ مِثلَهُ ، وَلا سَأَلتُ اللّه شَيئا إلاَّ
أَعطانيهِ ، غَيرَ أَنَّه قيلَ لي : إِنَّهُ لا نَبيَّ بَعدَكَ.
ويقول في روايةٍ اُخرى بشأنه :
اللّهُمَّ
والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وَانصُر مَن نَصَرَهُ.
ويدعو في رواية اُخرى للإمامين الحسن
والحسين عليهماالسلام
قائلاً :
اللّهُمَّ
والِ مَن والاهُما وعادِ مَن عاداهُما.
وجاء في حديث الكساء حول أهل البيت عليهمالسلام :
اللّهُمَّ
هؤُلاءِ أَهلُ بَيتي فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وَطَهِّرهُم تَطهيرا.
كما أنّ الأدعية الّتي صدرت عن أهل
البيت عليهمالسلام
حول أشخاص مثل أبي ذرّ وعمّار وغيرهما ، تدلّ على جلالتهم وعظمتهم ومنزلتهم
المعنوية الرفيعة ، وهذا النوع من الأدعية يتضمّن هو أيضا ـ أحيانا ـ خطابات
سياسية واجتماعية.
٣. تتضمّن أدعية أهل البيت عليهمالسلام ـ لتأمين حاجات
الآخرين أو للأشخاص الّذين قدّموا لهم خدمة ـ رسالة عقائدية أيضا ؛ لأنّ إجابة هذه
الأدعية ، تدلّ على المكانة الرفيعة لأهل بيت الرسالة عند اللّه ـ تعالى ـ ، ولكن
يجب الالتفات إلى أنّ هذا النوع من الأدعية قد لا يدلّ على المكانة المعنوية للأشخاص
الّذين ورد الدعاء بشأنهم ، وهذا يتوقّف على مضامين الأدعية. ولذلك فإنّ علماء
الرجال لا يرون أنّ كلّ دعاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدر من أهل البيت عليهمالسلامهو دليل صلاح الشخص
الّذي دُعي له وعدالته وكونه ثقة ، كما جاء في رواية أنّ النبيّ قال بحقّ الشخص
اليهودي الّذي كان قد قدّم خدمة له :
«اللَّهُمَّ جَمِّلهُ
...» وقد اسودّ شعره
الأبيض من أثر هذا الدعاء. أو أنّه قال في حقّ يهودي آخر :
«أَدامَ اللّه جَمالَكَ
...» ، ونتيجة لهذا
الدعاء فقد عاش ذلك الرجل ثمانين عاما ولم تبيضّ له شعرة في رأسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ١
الإِمامُ عَلِيُّ بنُ
أبي طالِبٍ
١١٦٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في عَلِيٍّ عليهالسلام ـ : اللّهُمَّ
وَفِّقهُ وسَدِّدهُ.
١١٦٥. عنه صلىاللهعليهوآله ـ أيضا ـ : اللّهُمَّ
اجلُ قَلبَهُ ، وَاجعَل
رَبيعَهُ
الإِيمانَ بِكَ.
١١٦٦. الإمام عليّ عليهالسلام : دَعا لِيَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : اللّهُمَّ اهدِ قَلبَهُ ، وَاشرَح صَدرَهُ ، وثَبِّت لِسانَهُ ، وقِهِ
الحَرَّ وَالبَردَ.
١١٦٧. عنه عليهالسلام : كانَ رَسولُ اللّه
صلىاللهعليهوآله
... يَضَعُ يَدَهُ عَلى صَدري ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ املَأ قَلبَهُ عِلما
وفَهما ونورا وحِلما وحُكما وإيمانا ، وعَلِّمهُ ولا تُجَهِّلهُ ، وأحفِظهُ ولا
تُنسِهِ.
١١٦٨. عنه عليهالسلام : وَجِعتُ وَجَعا
فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَأَقامَني
في مَكانِهِ وقامَ يُصَلّي ، وألقى عَلَيَّ طَرَفَ ثَوبِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ قالَ : قَد بَرَأتَ يَابنَ أبي
طالِبٍ لا بَأسَ عَلَيكَ ؛ ما سَأَلتُ اللّه شَيئا إلاّ سَأَلتُ لَكَ مِثلَهُ ، ولا
سَأَلتُ اللّه شَيئا إلاّ أعطانيهِ ، غَيرَ أنَّهُ قيلَ لي : إنَّهُ لا نَبِيَّ
بَعدَكَ.
١١٦٩. عنه عليهالسلام : دَخَلتُ عَلى
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
فِي المَسجِدِ ـ وهُوَ في مُصَلّىً لَهُ في بَعضِ حُجَرِهِ ـ فَقالَ : يا عَلِيُّ
، بِتُّ لَيلَتي هذِهِ حَيثُ تَرى اُصَلّي وأسأَلُ رَبّي تَعالى ، فَما سَأَلتُ
رَبّي شَيئا إلاّ سَأَلتُ لَكَ مِثلَهُ ، وما سَأَلتُ مِن شَيءٍ إلاّ أعطاني ، إلاّ
أنَّهُ قيلَ لي : لا نَبِيَّ بَعدي.
١١٧٠. تاريخ دمشق عن عبد اللّه بن الحارث
: قُلتُ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام
: أخبِرني بِأَفضَلِ مَنزِلَتِكَ مِن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله.
قالَ : نَعَم ، بَينا أنَا نائِمٌ
عِندَهُ وهُوَ يُصَلّي ، فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ قالَ :
يا عَلِيُّ ، ما سَأَلتُ مِنَ اللّه عز وجل
مِنَ الخَيرِ شَيئا إلاّ سَأَلتُ لَكَ مِثلَهُ ، ومَا استَعَذتُ اللّه مِنَ
الشَّرِّ إلاَّ استَعَذتُ لَكَ مِثلَهُ.
١١٧١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في عَلِيٍّ عليهالسلام ـ : اللّهُمَّ
ارحَمهُ وتَرَحَّم عَلَيهِ ، وَانصُرهُ وَانتَصِر بِهِ ، وأعِنهُ وَاستَعِن بِهِ ؛
فَإِنَّهُ عَبدُكَ وكَتيبَةُ رَسولِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٧٢. عنه صلىاللهعليهوآله ـ أيضا ـ : اللّهُمَّ
والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وأحِبَّ مَن
أحَبَّهُ.
١١٧٣. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن كُنتُ مَولاهُ
فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ.
راجع
: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
: القسم الثاني / الفصل الثالث عشر : من أدعية النبيّ للإمام.
٤ / ٢
عَلِيٌّ وفاطِمَةُ
١١٧٤. كفاية الطالب عن أنس
ـ في خَبَرِ تَزويجِ فاطِمَةَ بِعَلِيٍّ عليهماالسل : ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله. : يا عَلِيُّ ، إنَّ
اللّه أمَرَني أن اُزَوِّجَكَ فاطِمَةَ ، فَقَد زَوَّجتُكَها عَلى أربَعِمِئَةِ
مِثقالِ فِضَّةٍ إن رَضيتَ. فَقالَ عَلِيٌّ عليهالسلام
: قَد رَضيتُ يا رَسولَ اللّه. ثُمَّ إنَّ عَلِيّا عليهالسلام
مالَ فَخَرَّ ساجِدا شُكرا للّه تَعالى ، وقالَ : الحَمدُ للّه الَّذي حَبَّبَني
إلى خَيرِ البَرِيَّةِ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّه.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : بارَكَ اللّه
عَلَيكُما ، وبارَكَ فيكُما ، وأسعَدَكُما ، وأخرَجَ مِنكُمَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكَثيرَ الطَّيِّبَ.
١١٧٥. الإمام عليّ عليهالسلام : زَوَّجَني رَسولُ
اللّه صلىاللهعليهوآله
، ثُمَّ أتاني فَأَخَذَ بِيَدي فَقالَ : قُم بِسمِ اللّه ، وقُل : عَلى بَرَكَةِ
اللّه وما شاءَ اللّه لا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه تَوَكَّلتُ عَلَى اللّه.
ثُمَّ جاءَني حينَ أقعَدَني عِندَها عليهاالسلام ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ
إنَّهُما أحَبُّ خَلقِكَ إلَيَّ فَأَحِبَّهُما ، وبارِك في ذُرِّيَّتِهِما ، وَاجعَل
عَلَيهِما مِنكَ حافِظا ، وإنّي اُعيذُهُما وذُرِّيَّتَهُما بِكَ مِنَ الشَّيطانِ
الرَّجيمِ.
١١٧٦. المعجم الكبير عن ابن عبّاس
ـ في حَديثِ زَواجِ فاطِمَةَ عليهاالسلام
ـ : ثُمَّ دَعا صلىاللهعليهوآله
فاطِمَةَ عليهاالسلامفَأَخَذَ
كَفّا مِن ماءٍ فَضَرَبَ بِهِ عَلى رَأسِها وكَفّا بَينَ ثَديَيها ، ثُمَّ رَشَّ
جِلدَهُ وجِلدَها ، ثُمَّ التَزَمَها فَقالَ :
اللّهُمَّ إنَّها مِنّي وأنَا مِنها ، اللّهُمَّ
كَما أذهَبتَ عَنِّي الرِّجسَ وطَهَّرتَني فَطَهِّرها.
ثُمَّ دَعا بِمِخضَبٍ آخَرَ ، ثُمَّ
دَعا عَلِيّا فَصَنَعَ بِهِ كَما صَنَعَ بِها ، ثُمَّ دَعا لَهُ كَما دَعا لَها.
ثُمَّ قالَ لَهُما : قوما إلى بَيتِكُما
، جَمَعَ اللّه بَينَكُما ، وبارَكَ في سَيرِكُما ، وأصلَحَ بالَكُما. ثُمَّ قامَ
فَأَغلَقَ عَلَيهِما بابَهُ بِيَدِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٧٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في عَلِيٍّ
وفاطِمَةَ عليهماالسلام
ـ : اللّهُمَّ إنَّهُما مِنّي وأنَا مِنهُما ، اللّهُمَّ كَما أذهَبتَ عَنِّي
الرِّجسَ وطَهَّرتَني تَطهيرا ، فَأَذهِب عَنهُمَا الرِّجسَ وطَهِّرهُما تَطهيرا.
١١٧٨. تاريخ دمشق عن ابن عبّاس
: أخبَرَتني أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ أنَّها رَمَقَت رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله ، فَلَم يَزَل يَدعو
لَهُما خاصَّةً ـ يَعني عَلِيّا وفاطِمَةَ ـ لا يُشرِكُهُما بِدُعائِهِ أحَدا.
١١٧٩. السنن الكبرى عن بريدة
: لَمّا كانَ لَيلَةُ البِناءِ ، قالَ صلىاللهعليهوآله
: يا عَلِيُّ ، لا تُحدِث شَيئا حَتّى تَلقاني.
فَدَعَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بِماءٍ فَتَوَضَّأَ
مِنهُ ثُمَّ أفرَغَهُ عَلى عَلِيٍّ عليهالسلام
، فَقالَ : اللّهُمَّ بارِك فيهِما ، وبارِك عَلَيهِما ، وبارِك لَهُما في
شِبلِهِما.
١١٨٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لِعَلِيٍّ
وفاطِمَةَ عليهماالسلام
لَيلَةَ الزِّف : طَهَّرَكُما وطَهَّرَ نَسلَكُما ، أنَا سِلمٌ لِمَن سالَمَكُما
وحَربٌ لِمَن حارَبَكُما ، أستَودِعُكُمَا اللّه وأستَخلِفُهُ عَلَيكُما.
١١٨١. المناقب لابن شهرآشوب
ـ في ذِكرِ زَواجِ فاطِمَةَ مِن عَلِيٍّ عليهماالسل : سَأَلَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله. عَلِيّا : كَيفَ
وَجَدتَ أهلَكَ؟ قالَ : نِعمَ العَونُ عَلى طاعَةِ اللّه. وسَأَلَ فاطِمَةَ
فَقالَت :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خَيرُ بَعلٍ. فَقالَ
:
اللّهُمَّ اجمَع شَملَهُما ، وألِّف
بَينَ قُلوبِهِما ، وَاجعَلهُما وذُرِّيَّتَهُما مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعيمِ ،
وَارزُقهُما ذُرِّيَّةً طاهِرَةً طَيِّبَةً مُبارَكَةً ، وَاجعَل في
ذُرِّيَّتِهِمَا البَرَكَةَ ، وَاجعَلهُم أئِمَّةً يَهدونُ بِأَمرِكَ إلى طاعَتِكَ
، ويَأمُرونَ بِما يُرضيكَ.
٤ / ٣
الحَسَنانِ
١١٨٢. صحيح البخاري عن البراء
: رَأَيتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
ـ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام
عَلى عاتِقِهِ ـ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ.
١١٨٣. المناقب لابن شهرآشوب عن أبي هريرة
: قالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
وقَد جاءَهُ الحَسَنُ عليهالسلام
وفي عُنُقِهِ السِّخابُ
، فَالتَزَمَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
وَالتَزَمَ هُوَ رَسولَ اللّه ، وقالَ : اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ ، فَأَحِبَّهُ
وأحِبَّ مَن يُحِبُّهُ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ.
١١٨٤. تاريخ دمشق عن أبي هريرة
: كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
في سوقٍ مِنَ الأَسواقِ بِالمَدينَةِ ، فَانصَرَفَ وَانصَرَفتُ مَعَهُ حَتَّى
انتَهَيتُ إلى فِناءِ فاطِمَةَ عليهاالسلام
، فَنادى ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ يَعنِي الحَسَنَ عليهالسلام
ـ فَلَم يُجِبهُ أحَدٌ ، فَانصَرَفَ حَتَّى انتَهى إلى بَيتِ عائِشَةَ فَقَعَدَ
وقَعَدتُ مَعَهُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَأَقبَلَ الحَسَنُ عليهالسلام وفي عُنُقِهِ سِخابٌ
، فَظَنَنتُ أنَّما حَبَسَتهُ اُمُّهُ تَلبَسُهُ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله هكَذا ـ بِيَدِهِ ـ إلَى
الحَسَنِ عليهالسلام
، هكَذا وَالتَزَمَهُ ، وقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ ، وأحِبَّ مَن يُحِبُّهُ.
١١٨٥. كفاية الطالب عن أبي هريرة
: كانَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَأخُذُ بِيَدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلامفَيَرفَعُهُ
عَلى باطِنِ قَدَمَيهِ ، فَيَقولُ :
حُزُقَّةٌ حُزُقَّه
|
|
تَرَقَّ عَينَ بَقَّه
|
اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ ،
وأحِبَّ مَن يُحِبُّهُ.
١١٨٦. المناقب لابن المغازلي عن البراء بن
عازب : رَأَيتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله واضِعا الحَسَنَ
وَالحُسَينَ عليهماالسلامعَلى
عاتِقِهِ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُما فَأَحِبَّهُما.
١١٨٧. كفاية الأثر عن ابن عبّاس
: دَخَلتُ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
وَالحَسَنُ عليهالسلام
عَلى عاتِقِهِ وَالحُسَينُ عليهالسلام
عَلى فَخِذِهِ ، يَلثِمُهُما ويُقَبِّلُهُما ويَقولُ : اللّهُمَّ والِ مَن
والاهُما ، وعادِ مَن عاداهُما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٨٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ فِي الحَسَنِ
وَالحُسَينِ عليهماالسلام
ـ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ فيهِما ما سَأَلَكَ إبراهيمُ في ذُرِّيَّتِهِ ، اللّهُمَّ
أحِبَّهُما وأحِبَّ مَن يُحِبُّهُما ، وَالعَن مَن يُبغِضُهُما مِل ءَ السَّماءِ
وَالأَرضِ.
١١٨٩. خصائص أميرالمؤمنين عن اُسامة بن زيد
: طَرَقتُ بابَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
لَيلَةً لِبَعضِ الحاجَةِ ، فَخَرَجَ وهُوَ مُشتَمِلٌ عَلى شَيءٍ ، لا أدري ما
هُوَ ، فَلَمّا فَرَغتُ مِن حاجَتي قُلتُ : ما هذَا الَّذي أنتَ مُشتَمِلٌ عَلَيهِ؟
فَكَشَفَهُ فَإِذَا الحَسَنُ وَالحُسَينُ عَلى وَرِكَيهِ فَقالَ :
هذانِ ابنايَ وَابنَا ابنَتي ، اللّهُمَّ
إنَّكَ تَعلَمُ أنّي اُحِبُّهُما فَأَحِبَّهُما ، اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي
اُحِبُّهُما فَأَحِبَّهُما.
١١٩٠. المستدرك عن ابن عبّاس
: كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام
يَقولُ :
اُعيذُكُما بِكَلِماتِ اللّه التّامَّةِ
، مِن كُلِّ شَيطانٍ وهامَّةٍ
، ومِن كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ.
ثُمَّ يَقولُ : هكَذا كانَ يُعَوِّذُ
إبراهيمُ ابنَيهِ إسماعيلَ وإسحاقَ.
١١٩١. تاريخ دمشق عن أبي إسحاق السبيعي
ـ في خَبَرِ ابنِ زِيادٍ ونَكتِهِ ثَنايَا الحُسَين : إنَّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زَيدَ بنَ أرقَمَ
خَرَجَ مِن عِندِهِ ـ يَعنِي ابنَ زِيادٍ ـ يَومَئِذٍ وهُوَ يَقولُ : أما وَاللّه
لَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أستَودِعُكَهُ وصالِحَ المُؤمِنينَ» ، فَكَيفَ حِفظُكُم
لِوَديعَةِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله؟!
٤ / ٤
أهلُ البَيتِ
١١٩٢. تاريخ دمشق عن اُمّ سلمة
: بَينَما رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
عِندي فَأَرسَلَ إلى حَسَنٍ وحُسَينٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهمالسلام ، فَانتَزَعَ كِساءً
عَنّي فَأَلقاهُ عَلَيهِم ، وقالَ :
اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، فَأَذهِب
عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرا.
١١٩٣. مسند ابن حنبل عن اُمّ سلمة
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
جَلَّلَ
عَلى عَلِيٍّ وحَسَنٍ وحُسَينٍ وفاطِمَةَ عليهمالسلامكِساءً
، ثُمَّ قالَ :
اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وخاصَّتي
، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرا.
١١٩٤. مسند ابن حنبل عن شهر بن حوشب عن اُمّ
سلمة : إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ لِفاطِمَةَ عليهاالسلام : اِيتيني بِزَوجِكِ
وَابنَيكِ. فَجاءَت بِهِم فَأَلقى عَلَيهِم كِساءً فَدَكِيّا ، ثُمَّ وَضَعَ
يَدَهُ عَلَيهِم ، ثُمَّ قالَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ آلُ مُحَمَّدٍ ،
فَاجعَل صَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، إنَّكَ
حَميدٌ مَجيدٌ.
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَرَفَعتُ
الكِساءَ لِأَدخُلَ مَعَهُم ، فَجَذَبَهُ مِن يَدي وقالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ.
١١٩٥. تاريخ دمشق عن شهر بن حوشب
: جِئتُ اُمَّ سَلَمَةَ اُعَزّيها بِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام ، فَحَدَّثَتنا
اُمُّ سَلَمَةَ أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
كانَ في بَيتِها ، فَصَنَعَت لَهُ فاطِمَةُ عليهاالسلامسَخينَةً
وجاءَتهُ بِها.
فَقالَ : اُدعِي ابنَ عَمِّكِ وَابنَيكِ
ـ أو زَوجَكِ وَابنَيكِ ـ فَجاءَت بِهِم ، فَأَكَلوا مَعَهُ مِن ذلِكَ الطَّعامِ ،
قالَت : ورَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
عَلى مَنامَةٍ
لَنا ، فَأَخَذَ فَضلَةَ كِساءٍ لَنا خَيبَرِيٍّ كانَ تَحتَهُ فَجَلَّلَهُم بِهِ ،
ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ فَقالَ :
اللّهُمَّ عِترَتي وأهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ
أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرا.
قالَت : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، وأنَا
مِن أهلِكَ؟ قالَ : وأنتِ إلى خَيرٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١٩٦. تاريخ دمشق عن عبد اللّه بن معين مولى
اُمّ سلمة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله
ـ أنّها قالت ـ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتِها : (إِنَّمَا
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا).
قالَت : أمَرَني رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
أن اُرسِلَ إلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهمالسلام ، فَأَرسَلتُ إلَيهِ
، فَلَمّا أتَوهُ اعتَنَقَ عَلِيّا بِيَمينِهِ ، وَالحَسَنَ بِشِمالِهِ ، وَالحُسَينَ
عَلى بَطنِهِ ، وفاطِمَةَ عِندَ رِجلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلي وعِترَتي ، فَأَذهِب
عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرا ـ قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ.
قُلتُ : فَأَنَا يا رَسولَ اللّه؟ فَقالَ
: إنَّكِ عَلى خَيرٍ إن شاءَ اللّه.
١١٩٧. المعجم الكبير عن عمرو بن شعيب
: أنَّهُ دَخَلَ عَلى زَينَبَ بِنتِ أبي سَلَمَةَ ، فَحَدَّثَتهُم أنَّ رَسولَ
اللّه صلىاللهعليهوآله
كانَ عِندَ اُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ عَلَيها بِالحَسَنِ وَالحُسَينِ وفاطِمَةَ عليهمالسلام ، فَجَعَلَ الحَسَنَ
مِن شِقٍّ وَالحُسَينَ مِن شِقٍّ وفاطِمَةَ في حِجرِهِ. ثُمَّ قالَ : (رَحْمَتُ
اللَّهِ وَبَرَكَـتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) .
.
١١٩٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن أحَبَّ أن
يَحيا حَياةً تُشبِهُ حَياةَ الأَنبِياءِ ، ويَموتَ ميتَةً تُشبِهُ ميتَةَ
الشُّهَداءِ ، ويَسكُنَ الجِنانَ الَّتي غَرَسَهَا الرَّحمنُ ، فَليَتَوَلَّ
عَلِيّا ، وَليُوالِ وَلِيَّهُ ، وَليَقتَدِ بِالأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ ؛
فَإِنَّهُم عِترَتي خُلِقوا مِن طينَتي ، اللّهُمَّ ارزُقهُم فَهمي وعِلمي ، ووَيلٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِلمُخالِفينَ لَهُم
مِن اُمَّتي ، اللّهُمَّ لا تُنِلهُم شَفاعَتي. .
١١٩٩. الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
كانَ جالِسا ذاتَ يَومٍ وعِندَهُ عَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهمالسلام ، فَقالَ : اللّهُمَّ
إنَّكَ تَعلَمُ أنَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وأكرَمُ النّاسِ عَلَيَّ ، فَأَحبِب مَن
أحَبَّهُم وأبغِض مَن أبغَضَهُم ، ووالِ مَن والاهُم ، وعادِ مَن عاداهُم ، وأعِن
مَن أعانَهُم ، وَاجعَلهُم مُطَهَّرينَ مِن كُلِّ رِجسٍ ، مَعصومينَ مِن كُلِّ
ذَنبٍ ، وأيِّدهُم بِروحِ القُدُسِ.
١٢٠٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ إنَّكَ
جَعَلتَ صَلَواتِكَ ورَحمَتَكَ ومَغفِرَتَكَ ورِضوانَكَ عَلى إبراهيمَ وآلِ
إبراهيمَ. اللّهُمَّ إنَّهُم مِنّي وأنَا مِنهُم ، فَاجعَل صَلَواتِكَ ورَحمَتَكَ
ومَغفِرَتَكَ ورِضوانَكَ عَلَيَّ وعَلَيهِم ـ يَعني عَلِيّا وفاطِمَةَ وحَسَنا
وحُسَينا عليهمالسلام
ـ.
١٢٠١. عنه صلىاللهعليهوآله : يا رَبِّ ، إنَّكَ
لَم تَبعَث نَبِيّا إلاّ وقَد جَعَلتَ لَهُ عِترَةً ، اللّهُمَّ فَاجعَل عِترَتِي
الهادِيَةَ مِن عَلِيٍّ وفاطِمَةَ.
١٢٠٢. عنه صلىاللهعليهوآله ـ فِي الدُّعاءِ
لِأَهلِ البَيتِ عليهمالسلام
ـ : اللّهُمَّ اجعَلِ العِلمَ وَالفِقهَ في عَقِبي وعَقِبِ عَقِبي ، وفي زَرعي
وزَرعِ زَرعي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢٠٣. عنه صلىاللهعليهوآله
: لَقَد دَعَوتُ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أن يَجعَلَ العِلمَ وَالحِكمَةَ في
عَقِبي وعَقِبِ عَقِبي ، وفي زَرعي وزَرعِ زَرعي إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَاستُجيبَ
لي.
راجع
: أهل البيت في الكتاب والسنّة : القسم الأوّل : معنى أهل البيت / الفصل الأوّل
إلى الفصل الرابع.
٤ / ٥
جَمعٌ مِن أصحابِهِ
١. أبوذَرٍّ
الغِفارِيُّ
١٢٠٤. تفسير القمّي
ـ في ذِكرِ غَزوَةِ تَبوكَ ـ : كانَ أبو ذَرٍّ تَخَلَّفَ عَن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ثَلاثَةَ أيّامٍ ، وذلِكَ
أنَّ جَمَلَهُ كانَ أعجَفَ فَلَحِقَ بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ بِهِ ، ووَقَفَ عَلَيهِ
جَمَلُهُ في بَعضِ الطَّريقِ فَتَرَكَهُ وحَمَلَ ثِيابَهُ عَلى ظَهرِهِ ، فَلَمَّا
ارتَفَعَ النَّهارُ نَظَرَ المُسلِمونَ إلى شَخصٍ مُقبِلٍ. فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : كُن أبا ذَرٍّ ، فَقالوا
: هُوَ أبو ذَرٍّ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : أدرِكوهُ بِالماءِ
فَإِنَّهُ عَطشانُ ، فَأَدرَكوهُ بِالماءِ ، ووافى أبو ذَرٍّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله ومَعَهُ إداوَةٌ
فيها ماءٌ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا أبا ذَرٍّ ، مَعَكَ
ماءٌ وعَطِشتَ؟
فَقالَ : نَعَم يا رَسولَ اللّه بِأَبي
أنتَ واُمِّي ، انتَهَيتُ إلى صَخرَةٍ وعَلَيها ماءُ السَّماءِ فَذُقتُهُ ، فَإِذا
هُوَ عَذبٌ بارِدٌ ، فَقُلتُ : لا أشرَبُهُ حَتّى يَشرَبَهُ حَبيبي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا أبا ذَرٍّ
رَحِمَكَ اللّه ، تَعيشُ وَحدَكَ ، وتَموتُ وَحدَكَ ، وتُبعَثُ وَحدَكَ ، وتَدخُلُ
الجَنَّةَ وَحدَكَ ، يَسعَدُ بِكَ قَومٌ مِن أهلِ العِراقِ ، يَتَوَلَّونَ غُسلَكَ
وتَجهيزَكَ وَالصَّلاةَ عَلَيكَ ودَفنَكَ.
٢. أبو زَيدٍ
الأَنصارِيُّ
١٢٠٥. مسند ابن حنبل عن علباء بن أحمر عن أبي
زيد الأنصاري قالَ لي رَسولُ
اللّه صلىاللهعليهوآله
: اُدنُ مِنّي. قالَ : فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلى رَأسِهِ ولِحيَتِهِ. قالَ : ثُمَّ
قالَ : اللّهُمَّ جَمِّلهُ وأدِم جَمالَهُ.
قالَ : فَلَقَد بَلَغَ بِضعا ومِئَةَ
سَنَةٍ وما في رَأسِهِ ولِحيَتِهِ بَياضٌ إلاّ نَبذٌ يَسيرٌ ، ولَقَد كانَ
مُنبَسِطَ الوَجهِ ولَم يَنقَبِض وَجهُهُ حَتّى ماتَ.
١٢٠٦. صحيح ابن حبّان عن أبي نهيك عن عمرو بن
أخطب : اِستَسقى رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله فَأَتَيتُهُ
بِإِناءٍ فيهِ ماءٌ ، وفيهِ شَعرَةٌ فَرَفَعتُها فَناوَلتُهُ ، فَنَظَرَ صلىاللهعليهوآله إلَيَّ فَقالَ : اللّهُمَّ
جَمِّلهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : فَرَأَيتُهُ وهُوَ ابنُ ثَلاثٍ
وتِسعينَ ، وما في رَأسِهِ ولِحيَتِهِ شَعرَةٌ بَيضاءُ.
٣. أبو قِرصافَةَ
١٢٠٧. دلائل النبوّة عن أبي قرصافة صاحب رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله
كانَ بَدءُ إسلامي أنّي كُنتُ يَتيما بَينَ اُمّي وخالَتي ، وكانَ أكثَرُ مَيلي
إلى خالَتي ، وكُنتُ أرعى شُوَيهاتٍ لي ، فَكانَت خالَتي كَثيرا ما تَقولُ لي : يا
بُنَيَّ ، لا تَمُرَّ بِهذَا الرَّجُلِ ـ تَعنِي النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله ـ فَيُغوِيَكَ
ويُضِلَّكَ ، فَكُنتُ أخرُجُ حَتّى آتِي المَرعى وأترُكُ شُوَيهاتي ، ثُمَّ آتِي
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
فَلا أزالُ عِندَهُ أسمَعُ مِنهُ ، وأروحُ بِغَنَمي ضُمرا يابِساتِ الضُّروعِ.
فَقالَت لي خالَتي : ما لِغَنَمِكَ
يابِساتِ الضُّروعِ؟ قُلتُ : ما أدري.
ثُمَّ عُدتُ إلَيهِ اليَومَ الثّانِيَ ،
فَفَعَلَ كَما فَعَلَ اليَومَ الأَوَّلَ ، غَيرَ أنّي سَمِعتُهُ يَقولُ : أيُّهَا
النّاسُ ، هاجِروا وتَمَسَّكوا بِالإِسلامِ ؛ فَإِنَّ الهِجرَةَ لا تَنقَطِعُ
مادامَ الجِهادُ ، ثُمَّ إنّي رَجَعتُ بِغَنَمي كَما رُحتُ اليَومَ الأَوَّلَ.
ثُمَّ عُدتُ إلَيهِ اليَومَ الثّالِثَ ،
فَلَم أزَل عِندَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
أسمَعُ مِنهُ حَتّى أسلَمتُ وبايَعتُهُ وصافَحتُهُ بِيَدي ، وشَكَوتُ إلَيهِ أمرَ
خالَتي وأمرَ غَنَمي.
فَقالَ لي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : جِئني بِالشِّياهِ
، فَجِئتُهُ بِهِنَّ ، فَمَسَحَ ظُهورَهُنَّ وضُروعَهُنَّ ، ودَعا فيهِنَّ بِالبَرَكَةِ
فَامتَلَأنَ شَحما ولَبَنا ، فَلَمّا دَخَلتُ عَلى خالَتي بِهِنَّ قالَت : يا
بُنَيَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هكَذا فَارعَ.
قُلتُ : يا خالَةُ ما رَعَيتُ إلاّ
حَيثُ كُنتُ أرعى كُلَّ يَومٍ ، ولكِن اُخبِرُكِ بِقِصَّتي ، فَأَخبَرتُها
بِالقِصَّةِ وإتيانِي النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، وأخبَرتُها بِسيرَتِهِ وبِكَلامِهِ.
٤. أبو مَريَمَ
الغَسّانِيُّ
١٢٠٨. المعجم الكبير عن أبي مريم
الغسّاني : غَزَوتُ مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَدَفَعَ إلَيَّ اللِّواءَ ، ورَمَيتُ بَينَ يَدَيهِ بِالجَندَلِ
، فَأَعجَبَهُ ذلِكَ ودَعا لي.
٥. الأَحنَفُ بنُ
قَيسٍ
١٢٠٩. مسند ابن حنبل عن الأحنف
: بَينَما أطوفُ بِالبَيتِ إذ لَقِيَني رَجُلٌ مِن بَني سُلَيمٍ فَقالَ : ألا
اُبَشِّرُكَ؟ قالَ : قُلتُ : بَلى. قالَ : أتَذكُرُ إذ بَعَثَني رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله إلى قَومِكَ بَني
سَعدٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أدعوهُم إلَى
الإِسلامِ ـ قالَ : ـ فَقُلتَ أنتَ : وَاللّه ما قالَ إلاّ خَيرا ، ولا أسمَعُ
إلاّ حُسنا؟ فَإِنّي رَجَعتُ فَأَخبَرتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
بِمَقالَتِكَ ، قالَ : «اللّهُمَّ اغفِر لِلأَحنَفِ». قالَ : فَما أنَا بِشَيءٍ
أرجى مِنّي لَها.
٦. أسماءُ بِنتُ
عُمَيسٍ
١٢١٠. المعجم الكبير عن ابن عبّاس
ـ في خَبرِ زِفافِ فاطِمَةَ عليهاالسلام
ـ : ... وتَخَلَّفَت أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ في مَنزِلِ عَلِيٍّ عليهالسلام. فَقالَ لَهَا
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: عَلى رِسلِكِ ، مَن أنتِ؟ قالَت : أنَا الَّتي أحرُسُ ابنَتَكَ ؛ إنَّ الفَتاةَ
لَيلَةَ تُبنى بِها لا بُدَّ لَها مِنِ امرَأَةٍ تَكونُ قَريبَةً مِنها ، إن
عَرَضَت لَها حاجَةٌ أو أرادَت شَيئا أفضَت بِذلِكَ إلَيها. قالَ : فَإِنّي أسأَلُ
إلهي أن يَحرُسَكِ مِن بَينِ يَدَيكِ ، ومِن خَلفِكِ ، وعَن يَمينِكِ وعَن
شِمالِكِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ .
٧. اُمُّ سُلَيمٍ
١٢١١. الطبقات الكبرى عن أنس
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
دَخَلَ عَلى اُمِّ سُلَيمٍ ... ثُمَّ قامَ في ناحِيَةِ البَيتِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَصَلّى صَلاةً غَيرَ
مَكتوبَةٍ ، فَدَعا لاُمِّ سُلَيمٍ ولِأَهلِ بَيتِها.
١٢١٢. الاستيعاب عن اُمّ سليم
: لَقَد دَعا لي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
حَتّى ما اُريدُ زِيادَةً.
١٢١٣. الطبقات الكبرى عن عباية بن رفاعة
: كانَت اُمُّ أنَسٍ تَحتَ أبي طَلحَةَ فَوَلَدَت مِنهُ غُلاما ومَرِضَ ، فَانطَلَقَ
أبو طَلحَةَ إلى رَسولِ اللّه ، فَماتَ الغُلامُ فَسَجَّتهُ اُمُّهُ ، فَلَمّا جاءَ
أبو طَلحَةَ قالَ لَها : ما فَعَلَ ابني؟ قالَت : صالِحٌ ، فَأَتَتهُ بِتُحفَتِهَا
الَّتي كانَت تُتحِفُهُ فَأَصابَ مِنها ، ثُمَّ طَلَبَت مِنهُ ما تَطلُبُ
المَرأَةُ مِن زَوجِها فَأَصابَ مِنها.
ثُمَّ قالَت : ما رَأَيتَ ما صَنَعَ
ناسٌ مِن جيرَتِنا ، كانَت عِندَهُم عارِيَةٌ فَطَلَبوها فَأَبَوا أن يَرُدّوها ، فَقالَ
: بِئسَ ما صَنَعوا!
فَقالَت : هذا أنتَ ، كانَ ابنُكَ
عارِيَةً مِنَ اللّه ، وإنَّ اللّه قَد قَبَضَهُ إلَيهِ.
فَقالَ لَها : وَاللّه لا تَغلِبينِي
اللَّيلَةَ عَلَى الصَّبرِ ، فَغَدا عَلى رَسولِ اللّه فَأَخبَرَهُ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ بارِك
لَهُما في لَيلَتِهِما. قالَ : فَوَلَدَت لَهُ غُلاما.
قالَ عَبايَةُ : فَلَقَد رَأَيتُ
لِذلِكَ الغُلامِ سَبعَةَ بَنينَ كُلُّهُم قَد خَتَمَ القُرآنَ.
٨. اُمُّ عُمارَةَ
١٢١٤. الطبقات الكبرى عن عبد اللّه بن زيد بن
عاصم : شَهِدتُ اُحُدا مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، فَلَمّا تَفَرَّقَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النّاسُ عَنهُ
دَنَوتُ مِنهُ أنَا واُمّي نَذُبُّ عَنهُ.
فَقالَ : ابنُ اُمِّ عُمارَةَ؟ قُلتُ : نَعَم.
قالَ : اِرمِ ، فَرَمَيتُ بَينَ يَدَيهِ رَجُلاً مِنَ المُشرِكينَ بِحَجَرٍ وهُوَ
عَلى فَرَسٍ ، فَأَصَبتُ عَينَ الفَرَسِ فَاضطَرَبَ الفَرَسُ حَتّى وَقَعَ هُوَ
وصاحِبُهُ ، وجَعَلتُ أعلوهُ بِالحِجارَةِ حَتّى نَضَدتُ عَلَيهِ مِنها وِقرا
، وَالنَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَنظُرُ يَتَبَسَّمُ ، ونَظَرَ جُرحَ اُمّي عَلى عاتِقِها ، فَقالَ :
اُمَّكَ اُمَّكَ! اِعصِب جُرحَها ، بارَكَ
اللّه عَلَيكُم مِن أهلِ بَيتٍ ، مَقامُ اُمِّكَ خَيرٌ مِن مَقامِ فُلانٍ وفُلانٍ
، رَحِمَكُمُ اللّه أهلَ البَيتِ ، ومَقامُ رَبيبِكَ ـ يَعني زَوجَ اُمِّهِ ـ خَيرٌ
مِن مَقامِ فُلانٍ وفُلانٍ ، رَحِمَكُمُ اللّه أهلَ البَيتِ. قالَت : اُدعُ اللّه
أن نُرافِقَكَ فِي الجَنَّةِ.
فَقالَ : اللّهُمَّ اجعَلهُم رُفَقائي
فِي الجَنَّةِ. فَقالَت : ما اُبالي ما أصابَني مِنَ الدُّنيا.
٩. اُمُّ قَيسٍ اُختُ
عُكاشَةَ بنِ مِحصَنٍ
١٢١٥. سنن النسائي عن أبي الحسن مولى اُم قيس
بنت محصن عن اُمّ قيس : تُوُفِّيَ ابني
فَجَزِعتُ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لِلَّذي يَغسِلُهُ : لا تَغسِلِ ابني بِالماءِ
البارِدِ فَتَقتُلَهُ! فَانطَلَقَ عُكاشَةُ بنُ مِحصَنٍ إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله فَأَخبَرَهُ بِقَولِها
، فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قالَ : «ما قالَت! طالَ عُمُرُها». فَلا نَعلَمُ امرَأَةً
عُمِّرَت ما عُمِّرَت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠. اُمُّ مَعبَدٍ
١٢١٦. الثقات عن ابن حبّان
ـ في ذِكرِ هِجرَةِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
: ثُمَّ ساروا إلى خَيمَتَي اُمِّ مَعبَدٍ الخُزاعِيَّةِ ، وكانَتِ امرَأَةً
بَرزَةً
جَلدَةً تَحتَبي وتَجلِسُ بِفِناءِ الخَيمَةِ ، ثُمَّ تُسقي وتُطعِمُ ، فَيُناوِلونَها
تَمرا ويَشتَرونَ
، فَلَم يُصيبوا عِندَها شَيئا مِن ذلِكَ ، فَإِذَا القَومُ مُرمِلونَ
مُسنِتونَ.
فَنَظَرَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله إلى شاةٍ في كِسرِ
خَيمَتِها ، فَقالَ : ما هذِهِ الشّاةُ يا اُمَّ مَعبَدٍ؟
قالَت : خَلَّفَهَا الجَهدُ عَنِ
الغَنَمِ ، فَقالَ : هَل بِها مِن لَبَنٍ؟ قالَت : هِيَ أجهَدُ مِن ذلِكَ.
قالَ : أتَأذَنينَ لي أن أحلِبَها؟ قالَت
: نَعَم بِأَبي واُمّي ، إن رَأَيتَ بِها حَلبا فَاحلِبها.
فَدَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله بِالشّاةِ فَمَسَحَ
ضَرعَها وذَكَرَ اسمَ اللّه عَلَيهِ ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَها في شاتِها. فَتَفاجَّت
ودَرَّت وَاجتَرَّت
، فَدَعا بِإِناءٍ لَها يُربِضُ
الرَّهطَ ، فَحَلَبَ فيهِ ثَجّا
حَتّى عَلاهُ البَهاءُ
، فَسَقاها فَشَرِبَت حَتّى رَوِيَت ، وسَقى أصحابَهُ فَشَرِبوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَتّى رَووا ، وشَرِبَ
صلىاللهعليهوآله
آخِرَهُم ، وقالَ : ساقِي القَومِ آخِرُهُم شُربا. فَشَرِبوا جَميعا عَلَلاً بَعدَ
نَهَلٍ
حَتّى أراضوا
ثُمَّ حَلَبَ فيهِ ثانِيَةً.
١١. أنَسُ بنُ مالِكٍ
١٢١٧. صحيح البخاري عن أنس : قالَت
اُمّي : يا رَسولَ اللّه ، خادِمُكَ أنَسٌ ادعُ اللّه لَهُ. قالَ : اللّهُمَّ
أكثِر مالَهُ ووَلَدَهُ ، وبارِك لَهُ فيما أعطَيتَهُ.
١٢. التَّلِبُ بنُ زيدٍ
١٢١٨. المعجم الكبير عن ملقام بن التّلب
: إنَّ التَّلِبَ حَدَّثَهُ أنَّهُ أتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ : يا رَسولَ اللّه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استَغفِر لي. فَقالَ
: إذا اُذِنَ لَكَ ـ أو حَتّى يُؤذَنَ لَكَ ـ.
قالَ : فَغَبَرَ
ما شاءَ اللّه ، ثُمَّ دَعاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلى وَجهِهِ ، وقالَ : «اللّهُمَّ
اغفِر لِلتَّلِبِ وَارحَمهُ» ثَلاثا.
١٣. جَريرُ بنُ عَبدِ
اللّه
١٢١٩. المعجم الكبير عن جرير : كُنتُ لا
أثبُتُ عَلَى الخَيلِ ، فَذَكَرتُ ذلِكَ لِرَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله فَضَرَبَ يَدَهُ
عَلى صَدري حَتّى رَأَيتُ أثَرَ يَدِهِ في صَدري ، فَقالَ : اللّهُمَّ ثَبِّتهُ
وَاجعَلهُ هادِيا مَهدِيّا. فَما سَقَطتُ عَن فَرَسٍ بَعدُ .
١٤. جُعَيلُ بنُ
زِيادٍ
١٢٢٠. المعجم الكبير عن جعيل الأشجعي
: غَزَوتُ مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
في بَعضِ غَزَواتِهِ وأنَا عَلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَرَسٍ لي عَجفاءَ
ضَعيفَةٍ ، فَكُنتُ في آخِرِ النّاسِ فَلَحِقَني فَقالَ : سِر يا صاحِبَ الفَرَسِ!
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، عَجفاءُ ضَعيفَةٌ! فَرَفَعَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله مِخفَقَةً كانَت
مَعَهُ فَضَرَبَها بِها ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَهُ فيها. قالَ : فَلَقَد
رَأَيتُني اُمسِكُ رَأسَها أن تَقَدَّمَ النّاسَ. قالَ : ولَقَد بِعتُ مِن بَطنِها
بِاثنَي عَشَرَ ألفا.
١٥. حارِثَةُ بنُ
مالِكٍ
١٢٢١. الإمام الصادق عليهالسلام : اِستَقبَلَ رَسولُ
اللّه صلىاللهعليهوآله
حارِثَةَ بنَ مالِكِ بنِ النُّعمانِ الأَنصارِيَّ ، فَقالَ لَهُ :
كَيفَ أنتَ يا حارِثَةَ بنَ مالِكٍ؟
فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، مُؤمِنٌ
حَقّا.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : لِكُلِّ شَيءٍ
حَقيقَةٌ فَما حَقيقَةُ قَولِكَ؟ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، عَزَفَت نَفسي عَنِ
الدُّنيا ، فَأَسهَرتُ لَيلي وأظمَأتُ هَواجِري ، وكَأَنّي أنظُرُ إلى عَرشِ رَبّي
وقَد وُضِعَ لِلحِسابِ ، وكَأَنّي أنظُرُ إلى أهلِ الجَنَّةِ يَتَزاوَرونَ فِي
الجَنَّةِ ، وكَأَنّي أسمَعُ عُواءَ أهلِ النّارِ فِي النّارِ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : عَبدٌ نَوَّرَ
اللّه قَلبَهُ ، أبصَرتَ فَاثبُت.
فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، ادعُ اللّه
لي أن يَرزُقَنِي الشَّهادَةَ مَعَكَ.
فَقالَ : اللّهُمَّ ارزُق حارِثَةَ
الشَّهادَةَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلَم يَلبَث إلاّ أيّاما حَتّى بَعَثَ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
سَرِيَّةً فَبَعَثَهُ فيها ، فَقاتَلَ فَقَتَلَ تِسعَةً أو ثَمانِيَةً ، ثُمَّ
قُتِلَ.
١٦. حُذَيفَةُ بنُ
اليَمانِ
١٢٢٢. تاريخ دمشق عن حذيفة
: أتَيتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
وهُوَ يُصَلّي بَينَ المَغرِبِ وَالعِشاءِ ، فَلَم يَزَل يُصَلّي حَتّى صَلَّى
العِشاءَ ، فَلَمَّا انصَرَفَ تَبِعتُهُ.
فَقالَ : مَن هذا؟ قُلتُ : حُذَيفَةُ. قالَ
: اللّهُمَّ اغفِر لِحُذَيفَةَ ولاُِمِّهِ.
١٧. حَسّانُ بنُ
شَدّادٍ
١٢٢٣. أُسد الغابة عن نهشل بن حسّان بن شدّاد
عن أبيه : وَفَدَت اُمّي عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله فَقالَت : يا رَسولَ
اللّه ، إنّي وَفَدتُ إلَيكَ لِتَدعُوَ لِبُنَيَّ هذا أن يَجعَلَ اللّه فيهِ
البَرَكَةَ ، وأن يَجعَلَهُ كَبيرا طَيِّبا مُبارَكا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَمَسَحَ وَجهَهُ ، وقالَ : اللّهُمَّ
بارِك لَهُما فيهِ ، وَاجعَلهُ كَبيرا طَيِّبا.
١٨. حُصَينُ بنُ أوسٍ
١٢٢٤. السنن الكبرى عن زياد بن الحصين عن أبيه
: أنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
بِالمَدينَةِ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اُدنُ مِنّي
فَدَنا مِنهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى ذُؤابَتِهِ ، ثُمَّ أجرى يَدَهُ وسَمَّتَ
عَلَيهِ ودَعا لَهُ.
١٢٢٥. المعجم الكبير عن حصين بن أوس
: أتَينَا المَدينَةَ وَالنَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
بِها ، ومَعي إبِلٌ لي ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، مُر أهلَ الغائِطِ
أن يُحسِنوا مُخالَطَتي وأن يُعينوني.
قالَ : فَقاموا مَعي ، فَلَمّا بِعتُ
إبِلي أتَيتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ لي : «اُدنُه» ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلى ناصِيَتي ، ودَعا لي ثَلاثَ
مَرّاتٍ.
١٩. حُلَيسُ بنُ
زَيدٍ
١٢٢٦. أُسد الغابة
ـ في ذِكرِ حُلَيسِ بنِ زَيدٍ ـ : إنَّهُ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله بَعدَ وِفادَةِ
أخيهِ الحارِثِ بنِ زَيدِ بنِ صَفوانَ ، فَمَسَحَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله وَجهَ الحُلَيسِ
ودَعا لَهُ بِالبَرَكَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٠. حَنظَلَةُ بنُ
حِذيَمٍ
١٢٢٧. مسند ابن حنبل عن ذيّال بن عتبة بن
حنظلة عن جدّه حنظلة بن حذيم
بن حنيفة
: دَنا بي جَدّي. إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : إنَّ لي بَنينَ ذَوي لِحىً ودونَ ذلِكَ ، وإنَّ ذا أصغَرُهُم فَادعُ
اللّه لَهُ.
فَمَسَحَ رَأسَهُ وقالَ : بارَكَ اللّه
فيكَ ـ أو بورِكَ فيهِ ـ.
قالَ ذَيّالٌ : فَلَقَد رَأَيتُ
حَنظَلَةَ يُؤتى بِالإِنسانِ الوارِمِ وَجهُهُ أوِ البَهيمَةِ الوارِمَةِ الضَّرعِ
فَيَتفِلُ عَلى يَدَيهِ ويَقولُ : بِسمِ اللّه ، ويَضَعُ يَدَهُ عَلى رَأسِهِ
ويَقولُ
عَلى مَوضِعِ كَفِّ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَيَمسَحُهُ عَلَيهِ ـ وقالَ ذَيّالٌ : ـ فَيَذهَبُ الوَرَمُ.
٢١. خالِدُ بنُ عَبدِ
العُزّى
١٢٢٨. الثقات
: خالِدُ بنُ عَبدِ العُزَّى بنِ سَلامَةَ أبو خَنّاسٍ لَهُ صُحبَةٌ ، أكَلَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
في دارِهِ ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَهُ ولاِبنِهِ خَنّاسٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٢. السائِبُ بنُ
يَزيدَ
١٢٢٩. دلائل النبوّة عن عطاء مولى السائب
: كانَ رَأسُ السّائِبِ أسوَدَ مِن هذَا المَكانِ ، ووَصَفَ بِيَدِهِ أنَّهُ كانَ
أسوَدَ الهامَةِ إلى مُقَدَّمِ رَأسِهِ ؛ وكانَ سائِرُهُ ـ مُؤَخَّرُهُ ولِحيَتُهُ
وعارِضاهُ ـ أبيَضَ.
فَقُلتُ : يا مَولايَ ، ما رَأَيتُ أحَدا
أعجَبَ شَعرا مِنكَ!
قالَ : وما تَدري يا بُنَيَّ لِمَ ذلِكَ؟
إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
مَرَّ بي وأنَا مَعَ الصِّبيانِ فَقالَ : مَن أنتَ؟ قُلتُ : السّائِبُ بنُ يَزيدَ
أخُو النَّمِرِ ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلى رَأسي ، وقالَ : «بارَكَ اللّه فيكَ» ، فَهُوَ
لا يَشيبُ أبَدا.
١٢٣٠. صحيح البخاري عن السائب بن يزيد
: ذَهَبَت بي خالَتي إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ ابنَ اُختي وَجِعٌ ، فَمَسَحَ رَأسي ودَعا لي
بِالبَرَكَةِ.
٢٣. سَلمانُ
١٢٣١. الإمام
الباقر عليهالسلام : إنَّ سَلمانَ
الفارِسِيَّ كانَ لِناسٍ مِن بَنِي النَّضيرِ ، فَكاتَبوهُ عَلى أن يَغرِسَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَهُم كَذا وكَذا
وَدِيَّةً
حَتّى يَبلُغَ عَشرَ سَعَفاتٍ.
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : ضَع عِندَ كُلِّ
نَقيرٍ
وَدِيَّةً ، ثُمَّ غَدَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
فَوَضَعَها بِيَدِهِ ودَعا لَهُ فيها ، فَكَأَنَّها كانَت عَلى ثَبَجِ البَحرِ
، فَأَعلَمَت
مِنها وَدِيَّةٌ ، فَلَمّا أفاءَهَا اللّه عَلَيهِ ـ وهِيَ المَنبِتُ ـ جَعَلَهَا
اللّه صَدَقَةً ، فَهِيَ
صَدَقَةٌ بِالمَدينَةِ.
٢٤. سَوادَةُ بنُ
قَيسٍ
١٢٣٢. الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس
ـ في حَديثٍ طَويلٍ يَذكُرُ فيهِ وَفاةَ النَّبِيِّ : قالَ صلىاللهعليهوآله : إنَّ رَبّي عز وجل
حَكَمَ وأقسَمَ أن لا يَجوزَهُ ظُلمُ ظالِمٍ ، فَناشَدتُكُم بِاللّه ، أيُّرَجُلٍ
مِنكُم كانَت لَهُ قِبَلَ مُحَمَّدٍ مَظلِمَةٌ إلاّ قامَ فَليَقتَصَّ مِنهُ ، فَالقِصاصُ
في دارِ الدُّنيا أحَبُّ إلَيَّ مِنَ القِصاصِ في دارِ الآخِرَةِ عَلى رُؤوسِ
المَلائِكَةِ وَالأَنبِياءِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أقصَى القَومِ
، يُقالُ لَهُ : سَوادَةُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي يا رَسولَ
اللّه ، إِنَّكَ لَمّا أقبَلتَ مِنَ الطّائِفِ ، استَقبَلتُكَ وأنتَ عَلى ناقَتِكَ
العَضباءِ وبِيَدِكَ القَضيبُ المَمشوقُ ، فَرَفَعتَ القَضيبَ وأنتَ تُريدُ
الرّاحِلَةَ فَأَصابَ بَطني ، فَلا أدري عَمدا أو خَطَأً ، فَقالَ صلىاللهعليهوآله : مَعاذَ اللّه أن
أكونَ تَعَمَّدتُ!
ثُمَّ قالَ : يا بِلالُ ، قُم إلى
مَنزِلِ فاطِمَةَ فَائتِني بِالقَضيبِ المَمشوقِ. فَخَرَجَ بِلالٌ وهُوَ يُنادي في
سِكَكِ المَدينَةِ : مَعاشِرَ النّاسِ ، مَن ذَا الَّذي يُعطِي القِصاصَ مِن
نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ؟! فَهذا مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله
يُعطِي القِصاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ ....
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : أينَ الشَّيخُ؟ فَقالَ
الشَّيخُ : ها أنَا ذا يا رَسولَ اللّه ، بِأَبي أنتَ واُمّي! فَقالَ : تَعالَ ، فَاقتَصَّ
مِنّي حَتّى تَرضى.
فَقالَ الشَّيخُ : فَاكشِف لي عَن
بَطنِكَ يا رَسولَ اللّه. فَكَشَفَ صلىاللهعليهوآله
عَن بَطنِهِ ، فَقالَ الشَّيخُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّه! أتَأذَنُ لي
أن أضَعَ فَمي عَلى بَطنِكَ؟ فَأَذِنَ لَهُ.
فَقالَ : أعوذُ بِمَوضِعِ القِصاصِ مِن
بَطنِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
مِنَ النّارِ يَومَ النّارِ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا سَوادَةَ بنَ
قَيسٍ ، أتَعفو أم تَقتَصُّ؟ فَقالَ : بَل أعفو يا رَسولَ اللّه.
فَقالَ صلىاللهعليهوآله
: اللّهُمَّ اعفُ عَن سَوادَةَ بنِ قَيسٍ كَما عَفا عَن نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ.
٢٥. عَبدُ اللّه بنُ
جَعفَرٍ
١٢٣٣. المناقب
: مَرَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بِعَبدِ اللّه بنِ
جَعفَرٍ وهُوَ يَصنَعُ شَيئا مِن طينٍ مِن لُعَبِ الصِّبيانِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : ما تَصنَعُ بِهذا؟ قالَ : أبيعُهُ.
قالَ : ما تَصنَعُ بِثَمَنِهِ؟ قالَ : أشتَري رُطَبا فَآكُلُهُ.
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ بارِك
لَهُ في صَفقَةِ يَمينِهِ. فَكانَ يُقالُ : مَا اشتَرى شَيئا قَطُّ إلاّ رَبِحَ
فيهِ.
٢٦. عَبدُ اللّه بنُ
عَبّاسٍ
١٢٣٤. سنن الترمذي عن ابن عبّاس
: دَعا لي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
أن يُؤتِيَنِي الحِكمَةَ مَرَّتَينِ.
١٢٣٥. الإصابة عن ابن عمر
: دَعَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
لاِبنِ عَبّاسٍ ، فَقالَ : اللّهُمَّ بارِك فيهِ وَانشُر مِنهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢٣٦. المعجم الأوسط عن ابن عبّاس
: أجلَسَني رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
في حِجرِهِ فَمَسَحَ رَأسي ، وقالَ : اللّهُمَّ عَلِّمهُ الحِكمَةَ.
٢٧. عَبدُ اللّه بنُ
مَسعودٍ
١٢٣٧. المعجم الكبير عن عبد اللّه بن مسعود
: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
وأنَا في غَنَمٍ لِعُقبَةَ ، فَمَسَحَ رَأسي وقالَ : يَرحَمُكَ اللّه ، إنَّكَ
غُلَيمٌ مُعَلَّمٌ.
١٢٣٨. مسند ابن حنبل عن ابن مسعود
: كُنتُ أرعى غَنَما لِعُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، فَمَرَّ بي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله وأبو بَكرٍ ، فَقالَ
: يا غُلامُ ، هَل مِن لَبَنٍ؟ قالَ : قُلتُ : نَعَم ، ولكِنّي مُؤتَمَنٌ. قالَ : فَهَل
مِن شاةٍ لَم يَنزُ عَلَيهَا الفَحلُ؟ فَأَتَيتُهُ بِشاةٍ ، فَمَسَحَ ضَرعَها
فَنَزَلَ لَبَنٌ فَحَلَبَهُ في إناءٍ ، فَشَرِبَ وسَقى أبا بَكرٍ ، ثُمَّ قالَ
لِلضَّرعِ : اِقلِص ، فَقَلَصَ.
قالَ : ثُمَّ أتَيتُهُ بَعدَ هذا
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، عَلِّمني مِن هذَا القَولِ.
قالَ : فَمَسَحَ رَأسي وقالَ : يَرحَمُكَ
اللّه ، فَإِنَّكَ عُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٨. عَبدُ اللّه ذُو
البِجادَينِ
١٢٣٩. أُسد الغابة عن زيد بن أسلم عن رجل
حدّثه : مَرَرتُ بِرَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله وهُوَ جالِسٌ عَلى
قَبرٍ وهُوَ يُدفَنُ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي قَد رَضيتُ عَنهُ
فَارضَ عَنهُ.
فَسَأَلتُ : مَن هُوَ؟ فَقيلَ : عَبدُ
اللّه ذُو البِجادَينِ.
وقَد رَوى يونُسُ عَنِ ابنِ إسحاقَ عَن
مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ عَن عَبدِ اللّه بنِ مَسعودٍ ، وذَكَرَ مَوتَ ذِي
البِجادَينِ وقالَ في آخِرِهِ : وقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: اللّهُمَّ إنّي أمسَيتُ عَنهُ راضِيا فَارضَ عَنهُ.
وقالَ ابنُ مَسعودٍ : فَلَيتَني كُنتُ
صاحِبَ الحُفرَةِ.
٢٩. عُبَيدٌ أبو
عامِرٍ
١٢٤٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اغفِر
لِعُبَيدٍ أبي عامِرٍ ... اللّهُمَّ اجعَلهُ يَومَ القِيامَةِ فَوقَ كَثيرٍ مِن
خَلقِكَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِنَ النّاسِ .... .
٣٠. عُروَةُ
البارِقِيُّ
١٢٤١. سنن الترمذي عن أبي لبيد عن عروة
البارقي ، قال : دَفَعَ إلَيَّ رَسولُ الّه صلىاللهعليهوآله دينارا لِأَشتَرِيَ
لَهُ شاةً ، فَاشتَرَيتُ لَهُ شاتَينِ ، فَبِعتُ إحداهُما بِدينارٍ ، وجِئتُ
بِالشّاةِ والدّينارِ إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله.
فَذَكَرَ لَهُ ما كان مِن أمرِهِ ، فَقالَ
لَهُ : بارَكَ اللّه لَكَ في صَفقَةِ يَمينِك.
فَكانَ يَخرُجُ بَعدَ ذلِكَ إلى
كُناسَةِ الكوفَةِ فَيَربَحُ الرِّبحَ العَظيمَ ، فَكانَ مِن أكثَرِ أهلِ الكوفَةِ
مالاً.
٣١. عُكاشَةُ بنُ
مِحصَنٍ
١٢٤٢. التوكّل عن عمران بن حصين عن رسول اللّ
صلى الله ع يَدخُلُ الجَنَّةَ مِن اُمَّتي
سَبعونَ ألفا بِغَيرِ حِسابٍ ، لا يَكتَوونَ ولا يَستَرقونَ
ولا يَتَطَيَّرونَ ، وعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ.
فَقامَ عُكاشَةُ بنُ مِحصَنٍ فَقالَ : يا
رَسولَ اللّه ، ادعُ اللّه أن يَجعَلَني مِنهُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : اللّهُمَّ اجعَلهُ مِنهُم.
فَقامَ آخَرُ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه
، ادعُ اللّه أن يَجعَلَني مِنهُم.
فَقالَ : قَد سَبَقَكَ بِها عُكاشَةُ.
٣٢. عَمرُو بنُ
الحَمِقِ
١٢٤٣. المصنّف عن يونس بن سلمان عن جدّه عن
عمرو بن الحمق إنَّهُ سَقَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله لَبَنا ، فَقالَ : «اللّهُمَّ
أمتِعهُ بِشَبابِهِ» ، فَلَقَد أتَت عَلَيهِ ثَمانونَ سَنَةً لا يَرى شَعرَةً
بَيضاءَ.
راجع
: ص ٤٨١ ح ١٣٠٠.
٣٣. عُمَيرَةُ بِنتُ
سَهلِ بنِ رافِعٍ
١٢٤٤. المعجم الكبير عن سعيد بن عثمان البلوي
عن جدّته : أنَّ اُمَّها عُمَيرَةَ بِنتَ سَهلٍ
صاحِبَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصّاعَينِ ـ الَّذي
لَمَزَهُ المُنافِقونَ ـ حَدَّثَتها أنَّهُ خَرَجَ بِزَكاتِهِ بِصاعٍ مِن تَمرٍ ، وبِابنَتِهِ
عُمَيرَةَ حَتّى أتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
فَصَبَّ ، ثُمَّ قالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً. قالَ : وما هِيَ؟
قالَ : تَدعُو اللّه لي ولَها بِالبَرَكَةِ وتَمسَحُ رَأسَها ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لي
وَلَدٌ غَيرُها. قالَت : فَوَضَعَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَدَهُ عَلَيَّ ، فَاُقسِمُ بِاللّه لَكَأَنَّ بَردَ يَدِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله عَلى كَبِدي.
٣٤. فاطِمَةُ بِنتُ
أسَدٍ
١٢٤٥. الخرائج والجرائح
: إنَّ عَلِيّا عليهالسلام
بَكى يَوما ، وقالَ : ماتَت اُمّي ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله فَقالَ :
هِيَ وَاللّه اُمّي حَقّا ، ما رَأَيتُ
مِن عَمّي شَيئا إلاّ وقَد رَأَيتُ مِنها أكثَرَ مِنهُ.
ثُمَّ صاحَ : يا اُمَّ سَلَمَةَ! هذِهِ
بُردَتي فَأَزِّريها فيها ، وهذِهِ قَميصي فَدَرِّعيها فيها ، وهذا رِدائي
فَأدرِجيها فيهِ ، فَإِذا فَرَغتِ مِن غُسلِها فَأَعلِميني.
فَأَعلَمَتهُ اُمُّ سَلَمَةَ ، فَحَمَلَها
عَلى سَريرِها ثُمَّ صَلّى عَلَيها ، ثُمَّ نَزَلَ لَحدَها فَلَبِثَ ما شاءَ اللّه
لا يُسمَعُ لَهُ إلاّ هَمهَمَةٌ.
ثُمَّ صاحَ : يا فاطِمَةُ!
قالَت : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّه.
قالَ : هَل رَأَيتِ ما ضَمِنتُ لَكِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَت : نَعَم ، فَجَزاكَ اللّه عَنّي
فِي المَحيا وَالمَماتِ أفضَلَ الجَزاءِ.
فَلَمّا سَوّى عَلَيها وخَرَجَ ، سُئِلَ
عَنها ، فَقالَ : قَرَأتُ عَلَيها يَوما : «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَ دَى كَمَا
خَلَقْنَ ـ كُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ»
فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ، وما فُرادى؟ قُلتُ : عُراةً. قالَت : وا سَوأَتاه! فَسَأَلتُ
اللّه ألاّ يُبدِيَ
عَورَتَها.
ثُمَّ سَأَلَتني عَن مُنكَرٍ ونَكيرٍ ، فَأَخبَرتُها
بِحالِهِما ، بِأَنَّهُما كَيفَ يَجيئانِ. قالَت : وا غَوثاه بِاللّه مِنهُما! فَسَأَلتُ
اللّه أن لا يُرِيَهُما إيّاها ، وأن يَفسَحَ لَها في قَبرِها ، وأن يَحشُرَها في
أكفانِها.
٣٥. قَتادَةُ بنُ
عَيّاشٍ
١٢٤٦. التاريخ الكبير عن قتادة
: لَمّا عَقَدَ لي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
أخَذتُ بِيَدِهِ فَوَدَّعتُهُ ، فَقالَ صلىاللهعليهوآله
:
«جَعَلَ اللّه التَّقوى زادَكَ ، وغَفَرَ
ذَنبَكَ ، ووَجَّهَكَ إلَى الخَيرِ حَيثُما تَكونُ».
٣٦. قَتادَةُ بنُ
النُّعمانِ
١٢٤٧. المعجم الكبير عن عمر عن أبيه قتادة بن
النعمان ، ق اُهدِيَ إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله قَوسٌ فَدَفَعَها
إلَيَّ يَومَ اُحُدٍ ، فَرَمَيتُ بِها بَينَ يَدَي رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله حَتَّى اندَقَّت عَن
سِيَتِها
، ولَم أزُل عَن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَقامي نُصبَ وَجهِ
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
ألقَى السِّهامَ بِوَجهي ، كُلَّما مالَ سَهمٌ مِنها إلى وَجهِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله مَيَّلتُ رَأسي
لِأَقِيَ وَجهَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
بِلا رَميٍ أرميهِ ، فَكانَ آخِرُها سَهما بَدَرَت مِنهُ حَدَقَتي
عَلى خَدّي ، وتَفَرَّقَ الجَمعُ فَأَخَذتُ حَدَقَتي بِكَفّي فَسَعَيتُ بِها في
كَفّي إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَلَمّا رَآها رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
في كَفّي دَمَعَت عَيناهُ فَقالَ : «اللّهُمَّ إنَّ قَتادَةَ فَدى وَجهَ
نَبِيِّكَ بِوَجهِهِ ، فَاجعَلها أحسَنَ عَينَيهِ وأحَدَّهُما نَظَرا».
فَكانَت أحسَنَ عَينَيهِ وأحَدَّهُما
نَظَرا.
٣٧. مَدلوكٌ
الفَزارِيُّ
١٢٤٨. الطبقات الكبرى عن مطر بن العلاء
الفزاري الدمشقي : حَدَّثَتني
عَمَّتي آمِنَةُ ـ أو اُمَيَّةُ ـ بِنتُ أبِي الشَّعثاءِ وقُطبَةُ مَولاةٌ لَنا ، قالَتا
: سَمِعنا أبا سُفيانَ مَدلوكا يَقولُ : ذَهَبتُ مَعَ مَوالِيَّ إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله فَأَسلَمتُ مَعَهُم
، فَدَعاني رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَمَسَحَ رَأسي بِيَدِهِ ، ودَعا فِيَّ بِالبَرَكَةِ.
قالَتا : فَكانَ مُقَدَّمُ رَأسِ أبي
سُفيانَ أسوَدَ ما مَسَّتهُ يَدُ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، وسائِرُ ذلِكَ أبيَضُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٨. النّابِغَةُ
الجَعدِيُّ
١٢٤٩. الغيبة عن أبي حاتم السجستاني ـ في
ذِكرِ النّابِغَةِ الجَعدِيِّ ـ : رُوِيَ أنَّهُ كانَ يَفتَخِرُ ويَقولُ : أتَيتُ
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
فَأَنشَدتُهُ :
بَلَغنَا السَّماءَ مَجدُنا وجُدودُنا
|
|
وإنّا لَنَرجو فَوقَ ذلِكَ مَظهَرا
|
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : أينَ المَظهَرُ يا
أبا لَيلى؟ فَقُلتُ : الجَنَّةُ يا رَسولَ اللّه. فَقالَ : أجَل إن شاءَ اللّه
تَعالى. ثُمَّ أنشَدتُهُ :
ولا خَيرَ في حِلمٍ إذا لَم يَكُن
لَهُ
|
|
بَوادِرُ تَحمي صَفوَهُ أن يُكَدَّرا
|
ولا خَيرَ في جَهلٍ إذا لَم يَكُن
لَهُ
|
|
حَليمٌ إذا ما أورَدَ الأَمرَ أصدَرا
|
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : لا يَفضُضِ اللّه
فاكَ.
وقيلَ : إنَّهُ عاشَ مِئَةً وعِشرينَ
سَنَةً ، ولَم يَسقُط مِن فيهِ سِنٌّ ولا ضِرسٌ.
وقالَ بَعضُهُم : رَأَيتُهُ وقَد بَلَغَ
الثَّمانينَ تَزُفُّ غُروبُهُ
، وكانَ كُلَّما سَقَطَت لَهُ ثَنِيَّةٌ تَنبُتُ لَهُ اُخرى مَكانَها ، وهُوَ مِن
أحسَنِ النّاسِ ثَغرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٩. هانِئٌ أبو
مالِكٍ
١٢٥٠. الطبقات الكبرى عن خالد بن يزيد بن
عبدالرحمن بن أبي مالك الهمداني عن أبيه عن جدّه هانئ :
إنَّهُ قَدِمَ عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
مِنَ اليَمَنِ فَأَسلَمَ ، فَمَسَحَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
عَلى رَأسِهِ ودَعا لَهُ بِالبَرَكَةِ.
٤٠. وائِلُ بنُ حُجرٍ
١٢٥١. قصص الأنبياء عن وائل بن حجر :
جاءَنا ظُهورُ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، وأنَا في مُلكٍ عَظيمٍ وطاعَةٍ مِن قَومي ، فَرَفَضتُ ذلِكَ وآثَرتُ اللّه
ورَسولَهُ ، وقَدِمتُ عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَأَخبَرَني أصحابُهُ أنَّهُ بَشَّرَهُم قَبلَ قُدومي بِثَلاثٍ ؛ فَقالَ : هذا
وائِلُ بنُ حُجرٍ قَد أتاكُم مِن أرضٍ بَعيدَةٍ مِن حَضرَمَوتَ ، راغِبا فِي
الإِسلامِ ، طائِعا ، بَقِيَّةَ أبناءِ المُلوكِ.
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، أتانا
ظُهورُكَ وأنَا في مُلكٍ ، فَمَنَّ اللّه عَلَيَّ أن رَفَضتُ ذلِكَ وآثَرتُ اللّه
ورَسولَهُ ودينَهُ راغِبا فيهِ.
فَقالَ صلىاللهعليهوآله
: صَدَقتَ ، اللّهُمَّ بارِك في وائِلٍ وفي وُلدِهِ ووُلدِ وُلدِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢٥٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : هذا
وائِلُ بنُ حُجرٍ أتاكُم مِن أرضٍ بَعيدَةٍ ، مِن حَضرَمَوتَ ، طائِعا غَيرَ
مُكرَهٍ ، راغِبا فِي اللّه عز وجل وفي رَسولِهِ وفي دينِهِ ، بَقِيَّةَ أبناءِ
المُلوكِ ، اللّهُمَّ بارِك في وائِلِ بنِ حُجرٍ وفي وُلدِهِ ووُلدِ وُلدِهِ.
٤ / ٦
دُعاءُ النَّبِيِّ
لاُمَّتِهِ
١٢٥٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله :
اللّهُمَّ بارِك لاُِمَّتي في بُكورِها.
١٢٥٤. عنه صلىاللهعليهوآله :
اللّهُمَّ اغفِر لي ولاُِمَّتي ، اللّهُمَّ اغفِر لي ولاُِمَّتي ، أستَغفِرُ اللّه
لي ولَكُم.
١٢٥٥. صحيح مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن
العاص : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله تَلا قَولَ اللّه عز
وجل في إبراهيمَ عليهالسلام
: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا
مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى)
، وقالَ عيسى عليهالسلام
: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ
عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
، فَرَفَعَ يَدَيهِ وقالَ : «اللّهُمَّ اُمَّتي اُمَّتي» وبَكى.
فَقالَ اللّه عز وجل : يا جِبريلُ ، اذهَب
إلى مُحَمَّدٍ ـ ورَبُّكَ أعلَمُ ـ فَسَلهُ ما يُبكيكَ؟ فَأَتاهُ جِبريلُ ـ عَلَيهِ
الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ فَسَأَلَهُ ، فَأَخبَرَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله بِما قالَ وهُوَ
أعلَمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ اللّه عز وجل : يا جِبريلُ ، اذهَب
إلى مُحَمَّدٍ فَقُل : إنّا سَنُرضيكَ في اُمَّتِكَ ولا نَسوؤُكَ.
١٢٥٦. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله قالَ : سَأَلتُ
رَبّي ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ ثَلاثَ خِصالٍ ، فَأَعطانِي اثنَتَينِ ومَنَعَني
واحِدَةً. قُلتُ : يا رَبِّ ، لا تُهلِك اُمَّتي جَوعا. قالَ : لَكَ هذِهِ. قُلتُ
: يا رَبِّ ، لا تُسَلِّط عَلَيهِم عَدُوّا مِن غَيرِهِم ـ يَعني مِنَ المُشرِكينَ
ـ فَيَجتاحوهُم .قالَ
: لَكَ ذلِكَ. قُلتُ : يا رَبِّ ، لا تَجعَل بَأسَهُم بَينَهُم ، فَمَنَعَني هذِهِ.
١٢٥٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه عز وجل
وَعَدَني في اُمَّتي ، وأجارَهُم مِن ثَلاثٍ : لا يَعُمُّهُم بِسَنَةٍ
، ولا يَستَأصِلُهُم عَدُوٌّ ، ولا يَجمَعُهُم عَلى ضَلالَةٍ.
١٢٥٨. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه
أجارَكُم مِن ثَلاثِ خِلالٍ : أن لا يَدعُوَ عَلَيكُم نَبِيُّكُم فَتَهلِكُوا
جَميعا ، وأن لا يَظهَرَ أهلُ الباطِلِ عَلى أهلِ الحَقِّ ، وأن لا تَجتَمِعوا
عَلى ضَلالَةٍ.
راجع
: ص ١٨١ ح ٥١٩.
٤ / ٧
دُعاءُ النَّبِيِّ
لِقَومِهِ
١٢٥٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اغفِر
لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢٦٠. المناقب لابن شهر آشوب
ـ في ذِكرِ غَزوَةِ اُحُدٍ ـ : كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يُرمى ويَقولُ : اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ.
١٢٦١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لَمّا كانَ يَدعُو
النّاسَ إلَى التَّوحيدِ ، وهُرسول اللّه صلىاللهعليهوآله
ـ لَمّا كانَ يَدعُو النّاسَ إلَى التَّوحيدِ ، وهُم يَرمونَهُ بِالتُّرابِ
وَالحِجارَةِ وغَيرِ ذلِكَ ، فَقيلَ لَهُ : قَد آنَ لَكَ أن تَدعُوَ عَلَيهِم كَما
دَعا نوحٌ عَلى قَومِهِ بِالهَلاكِ! فَقالَ ـ : اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم
لا يَعلَمونَ ، وَانصُرني عَلَيهِم أن يُجيبوني إلى طاعَتِكَ.
١٢٦٢. الخرائج والجرائح
: دَخَلَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
مَكَّةَ ، وكانَ وَقتَ الظُّهرِ ، فَأَمَرَ بِلالاً ، فَصَعِدَ عَلى ظَهرِ
الكَعبَةِ فَأَذَّنَ ، فَما بَقِيَ صَنَمٌ بِمَكَّةَ إلاّ سَقَطَ عَلى وَجهِهِ ، فَلَمّا
سَمِعَ وُجوهُ قُرَيشٍ الأَذانَ قالَ بَعضُهُم في نَفسِهِ : الدُّخولُ في بَطنِ
الأَرضِ خَيرٌ مِن سَماعِ هذا. وقالَ آخَرُ : الحَمدُ للّه الَّذي لَم يُعِش والِدي
إلى هذَا اليَومِ. فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: يا فُلانُ ، قَد قُلتَ في نَفسِكَ كَذا ، ويا فُلانُ ، قُلتَ في نَفسِكَ كَذا. فَقالَ
أبو سُفيانَ : أنتَ تَعلَمُ أنّي لَم أقُل شَيئا. قالَ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اهدِ
قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ.
١٢٦٣. الشفا بتعريف حقوق المصطفى
: رُوِيَ أنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
لَمّا كُسِرَت رَباعِيَتُهُ وشُجَّ وَجهُهُ يَومَ اُحُدٍ ، شَقَّ ذلِكَ عَلى
أصحابِهِ شَقّا شَديدا ، وقالوا : لَو دَعَوتَ عَلَيهِم! فَقالَ : إنّي لَم اُبعَث
لَعّانا ، ولكِنّي بُعِثتُ داعِيا ورَحمَةً ، اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم
لا يَعلَمونَ.
١٢٦٤. المعجم الكبير عن سهل بن سعد
: شَهِدتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
حينَ كُسِرَت رَباعِيَتُهُ ، وجُرِحَ وَجهُهُ ، وهُشِمَتِ البَيضَةُ عَلى رَأسِهِ
، وإنّي لَأَعرِفُ مَن يَغسِلُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، ومَن يَنقُلُ عَلَيهِ الماءَ
، وماذا جُعِلَ عَلى جُرحِهِ حَتّى رَقَأَ الدَّمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانَت فاطِمَةُ بِنتُ مُحَمَّدٍ رَسولِ
اللّه صلىاللهعليهوآله
تَغسِلُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، وعَلِيٌّ عليهالسلام
يَنقُلُ الماءَ إلَيها في مِجَنَّةٍ ، فَلَمّا غَسَلَتِ الدَّمَ عَن وَجهِ أبيها
أحرَقَت حَصيرا حَتّى إذا صارَت رَمادا ، أخَذَت مِن ذلِكَ الرَّمادِ فَوَضَعَتهُ
عَلى وَجهِهِ حَتّى رَقَأَ الدَّمُ ، ثُمَّ قالَ يَومَئِذٍ : اِشتَدَّ غَضَبُ
اللّه عَلى قَومٍ كَلَموا وَجهَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله.
ثُمَّ مَكَثَ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا
يَعلَمونَ.
١٢٦٥. صحيح البخاري عن أبي هريرة
: قَدِمَ الطُّفَيلُ بنُ عَمرٍو عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ دَوسا قَد عَصَت وأبَت فَادعُ اللّه عَلَيها. فَظَنَّ
النّاسُ أنَّهُ يَدعو عَلَيهِم. فَقالَ : اللّهُمَّ اهدِ دَوسا وَائتِ بِهِم.
١٢٦٦. دلائل النبوّة لأبي نعيم عن بلال
: أذَّنتُ الصُّبحَ في لَيلَةٍ بارِدَةٍ فَلَم يَأتِ أحَدٌ ، ثُمَّ أذَّنتُ فَلَم
يَأتِ أحَدٌ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: ما شَأنُهُم يا بِلالُ؟ قُلتُ : كَبَدَهُمُ البَردُ
بِأَبي أنتَ واُمّي. فَقالَ : اللّهُمَّ اكسِر عَنهُمُ البَردَ. قالَ بِلالٌ : فَلَقَد
رَأَيتُهُم يَتَرَوَّحونَ فِي السُّبحَةِ أوِ الصُّبحِ.
١٢٦٧. مسند ابن حنبل عن كعب بن مرّة أو مرّة
بن كعب : دَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله عَلى مُضَرَ ، قالَ
: فَأَتَيتُهُ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ اللّه عز وجل قَد نَصَرَكَ
وأعطاكَ وَاستَجابَ لَكَ ، وإنَّ قَومَكَ قَد هَلَكوا ، فَادعُ اللّه لَهُم ـ فَأَعرَضَ
عَنهُ ـ قالَ : فَقُلتُ
لَهُ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ اللّه عز وجل قَد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نَصَرَكَ وأعطاكَ
وَاستَجابَ لَكَ ، وإنَّ قَومَكَ قَد هَلَكوا فَادعُ اللّه لَهُم.
فَقالَ : اللّهُمَّ اسقِنا غَيثا
مُغيثا مَريعا طَبَقا غَدَقا غَيرَ رائِثٍ ، نافِعا غَيرَ ضارٍّ.
فَما كانَت إلاّ جُمعَةً أو نَحوَها
حَتّى مُطِروا.
١٢٦٨. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود
: لَمّا قَسَمَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
غَنائِمَ حُنَينٍ بِالجِعرانَةِ
ازدَحَموا عَلَيهِ ، فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: إنَّ عَبدا مِن عِبادِ اللّه بَعَثَهُ اللّه إلى قَومِهِ فَضَرَبوهُ وشَجّوهُ. قالَ
: فَجَعَلَ يَمسَحُ الدَّمَ عَن جَبهَتِهِ ويَقولُ : رَبِّ اغفِر لِقَومي ؛
إنَّهُم لا يَعلَمونَ.
١٢٦٩. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن مسعود
: كَأَنّي أنظُرُ إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
يَحكي نَبِيّا مِنَ الأَنبِياءِ ضَرَبَهُ قَومُهُ فَأَدمَوهُ وهُوَ يَمسَحُ
الدَّمَ عَن وَجهِهِ ويَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ.
٤ / ٨
أقوامٌ دَعا لَهُمُ
النَّبِيُّ
١٢٧٠. مسند ابن حنبل عن خفاف بن إيماء بن رحضة
الغفاري : صَلّى بِنا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله الصُّبحَ ونَحنُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَعَهُ ، فَلَمّا
رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرَّكعَةِ الآخِرَةِ قالَ : ... أسلَمُ سالَمَهَا اللّه ، وغِفارُ
غَفَرَ اللّه لَها. ثُمَّ وَقَعَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
ساجِدا ، فَلَمَّا انصَرَفَ قَرَأَ عَلَى النّاسِ فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي
أنَا لَستُ قُلتُهُ ، ولكِنَّ اللّه عز وجل قالَهُ.
١٢٧١. صحيح مسلم عن أبي ذرّ
: قالَ لي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: اِيتِ قَومَكَ فَقُل : إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
قالَ : أسلَمُ سالَمَهَا اللّه ، وغِفارُ غَفَرَ اللّه لَها.
١٢٧٢. الطبقات الكبرى عن أبي خيرة الصباحي
: كُنتُ فِي الوَفدِ الَّذي أتى رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
مِن عَبدِ القَيسِ ، فَزَوَّدَنَا الأَراكَ نَستاكُ بِهِ. فَقُلنا : يا رَسولَ
اللّه ، عِندَنَا الجَريدُ ، ولكِنّا نَقبَلُ كَرامَتَكَ وعَطِيَّتَكَ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اغفِر
لِعَبدِ القَيسِ إذ أسلَموا طائِعينَ غَيرَ مُكرَهينَ ؛ إذ بَعضُ قَومٍ لَم
يُسلِموا إلاّ خَزايا مَوتورينَ.
١٢٧٣. صحيح البخاري عن أبي هريرة
: كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَدعو فِي القُنوتِ : اللّهُمَّ أنجِ سَلَمَةَ بنَ هِشامٍ ، اللّهُمَّ أنجِ
الوَليدَ بنَ الوَليدِ ، اللّهُمَّ أنجِ عَيّاشَ بنَ أبي رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ
أنجِ المُستَضعَفينَ مِنَ المُؤمِنينَ بِمَكَّةَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ٩
دُعاءُ النَّبِيِّ
لِلنَّجاشِيِّ
١٢٧٤. تهذيب الأحكام عن محمّد بن مسلم أو
زرارة : قالَ الإِمامُ عليهالسلام. : الصَّلاةُ عَلَى
المَيِّتِ بَعدَما يُدفَنُ إنَّما هُوَ الدُّعاءُ.
قالَ : قُلتُ : فَالنَّجاشِيُّ لَم
يُصَلِّ عَلَيهِ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله؟
فَقالَ : لا ، إنَّما دَعا لَهُ.
٤ / ١٠
دُعاءُ النَّبِيِّ
لِخَلَفِ شُهداءِ اُحُدٍ
١٢٧٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في دُعائِهِ
لِخَلَفِ شُهداءِ اُحُدٍ ـ : اللّهُمَّ أذهِب حُزنَ قُلوبِهِم ، وآجِر مُصيبَتَهُم
، وأحسِنِ الخَلَفَ عَلى مَن خَلَّفوا.
٤ / ١١
دُعاءُ النَّبِيِّ
لِغُلامٍ مِنَ الأَنصارِ
١٢٧٦. المعجم الصغير عن أنس
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
قالَ ذاتَ يَومٍ لِغُلامٍ مِنَ الأَنصارِ : ناوِلني نَعلي.
فَقالَ الغُلامُ : يا نَبِيَّ اللّه ، بِأَبي
أنتَ واُمِّي ، اترُكني حَتّى أجعَلَهُما أنَا في رِجلَيكَ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ إنَّ
عَبدَكَ هذا يَتَرَضّاكَ فَارضَ عَنهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ١٢
دُعاءُ النَّبِيِّ
لِرَجُلٍ بَخيلٍ جَبانٍ نَؤومٍ
١٢٧٧. الخرائج والجرائح عن الفضل بن عبّاس
: إنَّ رَجُلاً قالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنّي بَخيلٌ جَبانٌ نَؤومٌ ، فَادعُ لي.
فَدَعَا اللّه أن يُذهِبَ جُبنَهُ ، وأن
يُسَخِّيَ نَفسَهُ ، وأن يُذهِبَ كَثرَةَ نَومِهِ. فَلَم يُرَ أسخى نَفسا ، ولا
أشَدَّ بَأسا ، ولا أقَلَّ نَوما مِنهُ.
٤ / ١٣
دُعاءُ النَّبِيِّ
لِدُنيا يَهودِيٍّ
١٢٧٨. المصنّف عن قتادة
: إنَّ يَهودِيّا حَلَبَ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
ناقَةً ، فَقالَ : «اللّهُمَّ جَمِّلهُ» ، فَاسوَدَّ شَعرُهُ.
١٢٧٩. الخرائج والجرائح
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
بَعَثَ إلى يَهودِيٍّ يَسأَلُهُ قَرضَ شَيءٍ لَهُ ، فَفَعَلَ. ثُمَّ جاءَ
اليَهودِيُّ إلَيهِ فَقالَ : جاءَتكَ حاجَتُكَ؟ قالَ : نَعَم. ثُمَّ قالَ : فَابعَث
فيما أرَدتَ ، ولا تَمتَنِع مِن شَيءٍ تُريدُهُ.
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : «أدامَ اللّه
جَمالَكَ» ، فَعاشَ اليَهودِيُّ ثَمانينَ سَنَةً ما رُؤِيَ في رَأسِهِ طاقَةُ
شَعرٍ بَيضاءَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ١٤
دُعاءُ النَّبِيِّ
لِلاُلفَةِ بَينَ الزَّوجَينِ
١٢٨٠. دلائل النبوّة عن جابر
: مَرَّ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
بِسوقِ النَّبَطِ
ومَعَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ، فَأَقبَلَتِ امرَأَةٌ فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ،
إنّي مَعَ زَوجٍ لي فِي البَيتِ مِثلِ المَرأَةِ ، وأنَا امرَأَةٌ مِنَ
المُسلِمينَ اُحِبُّ ما تُحِبُّ المُسلِمَةُ.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : عَلَيَّ بِهِ. فَجاءَت
بِهِ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: ما تَقولُ زَوجَتُكَ هذِهِ؟ فَقالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله : وَالَّذي بَعَثَكَ
بِالحَقِّ ما جَفَّ رَأسي مِنَ الغُسلِ مِنها بَعدُ. فَقالَت : يا رَسولَ اللّه
وما مَرَّةٌ واحِدَةٌ فِي الشَّهرِ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : تُبغِضينَهُ؟ قالَت
: نَعَم ، وَالَّذي أكرَمَكَ بِالحَقِّ. فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : أدنِيا إلَيَّ
رُؤوسَكُما. فَوَضَعا جَبهَتَيهِما عَلى وَجهِهِ ، فَقالَ : اللّهُمَّ ألِّف
بَينَهُما ، وحَبِّب أحَدَهُما إلى صاحِبِهِ.
ثُمَّ مَرَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بَعدَ ذلِكَ
بِأَيّامٍ بِهِما ، وكانَ زَوجُ المَرأَةِ خَرّازا فَإِذا هِيَ تَحمِلُ اُدما عَلى
رَقَبَتِها ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: يا عُمَرُ ألَيسَت صاحِبَتَنَا الَّتي قالَت ما قالَت؟ فَسَمِعَت صَوتَ النَّبِيِّ
صلىاللهعليهوآله
، فَرَمَت بِالاُدمِ ثُمَّ قَبَّلَت رِجلَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ قالَ لَها
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: كَيفَ أنتِ وزَوجُكِ؟ فَقالَت : وَالَّذي أكرَمَكَ ما فِي الدُّنيا وَلَدٌ ولا
والِدٌ أحَبُّ إلَيَّ مِنهُ.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : أشهَدُ أنّي
رَسولُ اللّه. قالَ عُمَرُ : وأنا أشهَدُ أنَّكَ رَسولُ اللّه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ١٥
دُعاءُ النَّبِيِّ
فِي الاِستِسقاءِ
١٢٨١. صحيح البخاري عن أنس
: بَينَمَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ ، إذ قامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، هَلَكَ
الكُراعُ
، وهَلَكَ الشّاءُ ، فَادعُ اللّه أن يَسقِيَنا. فَمَدَّ يَدَيهِ ودَعا.
١٢٨٢. صحيح البخاري عن أنس
: بَينَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ ، فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ادعُ اللّه أن
يَسقِيَنا.
فَتَغَيَّمَتِ السَّماءُ ومُطِرنا ، حَتّى
ما كادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إلى مَنزِلِهِ ، فَلَم تَزَل تُمطَرُ إلَى الجُمُعَةِ
المُقبِلَةِ ، فَقامَ ذلِكَ الرَّجُلُ أو غَيرُهُ فَقالَ : اُدعُ اللّه أن
يَصرِفَهُ عَنّا فَقَد غَرِقنا.
فَقالَ : اللّهُمَّ حَوالَينا ولا
عَلَينا. فَجَعَلَ السَّحابُ يَتَقَطَّعُ حَولَ المَدينَةِ ، ولا يُمطِرُ أهلَ
المَدينَةِ.
١٢٨٣. صحيح البخاري عن أنس
: كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَخطُبُ يَومَ جُمُعَةٍ ؛ فَقامَ النّاسُ فَصاحوا فَقالوا : يا رَسولَ اللّه ، قَحَطَ
المَطَرُ ، وَاحمَرَّتِ الشَّجَرُ ، وهَلَكَتِ البَهائِمُ ، فَادعُ اللّه أن
يَسقِيَنا.
فَقالَ : اللّهُمَّ اسقِنا ـ مَرَّتَينِ
ـ وَايمُ اللّه ما نَرى فِي السَّماءِقَزَعَةً
مِن سَحابٍ ، فَنَشَأَت سَحابَةٌ وأمطَرَت ، ونَزَلَ عَنِ المِنبَرِ فَصَلّى ، فَلَمَّا
انصَرَفَ لَم تَزَل تُمطِرُ إلَى الجُمُعَةِ الَّتي تَليها. فَلَمّا قامَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
يَخطُبُ صاحوا إلَيهِ : تَهَدَّمَتِ البُيوتُ ، وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ ، فَادعُ
اللّه يَحبِسها عَنّا.
فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ
حَوالَينا ولا عَلَينا. فَكَشَطَتِ المَدينَةُ ، فَجَعَلَت تُمطِرُ حَولَها ولا
تُمطِرُ بِالمَدينَةِ قَطرَةً ، فَنَظَرتُ إلَى المَدينَةِ وإنَّها لَفي مِثلِ
الإِكليلِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الخامِسُ :
من دعا له
أميرالمؤمنين
٥ / ١
فاطِمَةُ
١٢٨٤. الإمام الباقر عليهالسلام : لَمّا ماتَت
فاطِمَةُ عليهاالسلام
قامَ عَلَيها أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام
وقالَ : اللّهُمَّ إنّي راضٍ عَنِ
ابنَةِ نَبِيِّكَ ، اللّهُمَّ إنَّها قَد اُوحِشَت فَآنِسها ، اللّهُمَّ إنَّها
قَد هُجِرَت فَصِلها ، اللّهُمَّ إنَّها قَد ظُلِمَت فَاحكُم لَها ، وأنتَ خَيرُ
الحاكِمينَ.
١٢٨٥. الإمام عليّ عليهالسلام ـ عِندَ تَغسيلِهِ
فاطِمَةَ عليهاالسلام
ـ : اللّهُمَّ إنَّها أمَتُكَ وبِنتُ رَسولِكَ وصَفِيِّكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ
، اللّهُمَّ لَقِّنها حُجَّتَها ، وأعظِم بُرهانَها ، وأعلِ دَرَجَتَها ، وَاجمَع
بَينَها وبَينَ أبيها مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله.
٥ / ٢
الحَسَنانِ
١٢٨٦. الإمام عليّ عليهالسلام ـ فِي الدُّعاءِ
المَنسوبِ إلَيهِ ـ : اللّهُمَّ احفَظ حَسَنا وحُسَينا ، ولا تُمَكِّن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَجَرَةَ قُرَيشٍ
مِنهُما ما دُمتُ حَيّا ، فَإِذا تَوَفَّيتَني فَأَنتَ الرَّقيبُ عَلَيهِم ، وأنتَ
عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ.
١٢٨٧. عنه عليهالسلام
ـ لاِبنِهِ الحَسَنِ عليهالسلام ـ : أستَودِعُ اللّه
دينَكَ ودُنياكَ ، وأَسأَ لُهُ خَيرَ القَضاءِ لَكَ فِي العاجِلَةِ وَالآجِلَةِ
وَالدُّنيا وَالآخِرَةِ.
١٢٨٨. عنه عليهالسلام ـ لاِبنِهِ
الحُسَينِ عليهالسلام
ـ : وَاعلَم ـ أي بُنَيَّ ـ أنَّهُ مَن لانَت كَلِمَتُهُ وَجَبَت مَحَبَّتُهُ. وَفَّقَكَ
اللّه لِرُشدِكَ ، وجَعَلَكَ مِن أهلِ طاعَتِهِ بِقُدرَتِهِ ، إنَّهُ جَوادٌ
كَريمٌ.
٥ / ٣
زاذان
١٢٨٩. الخرائج والجرائح عن سعد الخفّاف عن
زاذان أبي عمرو قُلتُ : يا زاذانُ
إنَّكَ لَتَقرَأُ القُرآنَ فَتُحسِنُ قِراءَتَهُ! فَعَلى مَن قَرَأتَ؟
فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قالَ : إنَّ أميرَ
المُؤمِنينَ مَرَّ بي وأنَا أُنشِدُ الشِّعرَ ، وكانَ لي خُلُقٌ حَسَنٌ ، فَأَعجَبَهُ
صَوتي ، فَقالَ :
يا زاذانُ هَلاّ بِالقُرآنِ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُلتُ : وكَيفَ لي بِالقُرآنِ ، فَوَاللّه
ما أقرَأُ مِنهُ إلاّ بِقَدَرِ ما اُصلّي بِهِ!
قالَ : فَادنُ مِنّي.
فَدَنَوتُ مِنهُ ، فَتَكَلَّمَ في اُذني
بِكَلامٍ ما عَرَفتُهُ ولا عَلِمتُ ما يَقولُ ، ثُمَّ قالَ لي : اِفتَح فاكَ ، فَتَفَلَ
في فِيِّ ، فَوَاللّه ما زالت قَدَمَيَّ مِن عِندِهِ حَتّى حَفِظتُ القُرآنَ
بِإِعرابِهِ وهَمزِهِ ، وما احتَجتُ أن أسأَلَ عَنهُ أحَدا بَعدَ مَوقِفي ذلِكَ.
قالَ سَعدٌ : فَقَصَصتُ قِصَّةَ زاذانَ
عَلى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام
، قالَ :
صَدَقَ زاذانُ ، إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ
عليهالسلام
دَعا لِزاذانَ بِالاِسمِ الأَعظَمِ الَّذي لا يُرَدُّ.
٥ / ٤
المَهدِيُّ
١٢٩٠. الإمام عليّ عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ
لِلإِمامِ المَهدِيِّ عليهالسلام
ـ : اللّهُمَّ فَاجعَل بَعثَهُ خُروجا مِنَ الغُمَّةِ ، وَاجمَع بِهِ شَملَ
الاُمَّةِ.
٥ / ٥
خَبّابُ بنُ
الأَرَتِّ
١٢٩١. الإمام عليّ عليهالسلام :
يَرحَمُ اللّه خَبّابَ بنَ الأَرَتِّ ؛ فَلَقَد أسلَمَ راغِبا ، وهاجَرَ طائِعا ، وقَنِعَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالكَفافِ ، ورَضِيَ
عَنِ اللّه ، وعاشَ مُجاهِدا.
٥ / ٦
شاب يبس نصف بدنه
١٢٩٢. المناقب لابن شهر آشوب
: إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام
سَمِعَ في لَيلَةِ الإِحرامِ مُنادِيا باكِيا ، فَأَمَرَ الحُسَينَ عليهالسلام بِطَلَبِهِ
، فَلَمّا أتاهُ وَجَدَ شابّا يَبِسَ نِصفُ بَدَنِهِ ، فَأَحضَرَهُ فَسَأَلَهُ
عَلِيٌّ عليهالسلام
عَن حالِهِ ، فَقالَ :
كُنتُ رَجُلاً ذا بَطَرٍ ، وكانَ أبي
يَنصَحُني ، فَكانَ يَوما في نُصحِهِ إذ ضَرَبتُهُ ، فَدَعا عَلَيَّ بِهذَا
المَوضِعِ وأنشَأَ شِعرا ، فَلَمّا تَمَّ كَلامُهُ يَبِسَ نِصفي ، فَنَدِمتُ
وتُبتُ وطَيَّبتُ قَلبَهُ ، فَرَكِبَ عَلى بَعيرٍ لِيَأتِيَ بي إلى هاهُنا ويَدعوَ
لي ، فَلَمَّا انتَصَفَ البادِيَةَ نَفَرَ البَعيرُ مِن طَيَرانِ طائِرٍ وماتَ
والِدي.
فَصَلّى عَلِيٌّ عليهالسلام أربَعا ثُمَّ قالَ :
قُم سَليما ؛ فَقامَ صَحيحا ، فَقالَ : صَدَقتَ ، لَو لَم يَرضَ عَنَكَ لَما
سُمِعَت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢٩٣. الإمام الحسين عليهالسلام : كُنتُ مَعَ
عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام
في الطَّوافِ في لَيلَةٍ دَيجوجِيَّةٍ
قَليلَةِ النّورِ ، وقَد خَلاَ الطَّوافُ ، ونامَ الزُّوّارُ ، وهَدَأَتِ العُيونُ
، إذ سَمِعَ مستَغيثا مُستَجيرا مُتَرَحِّما
بِصَوتٍ حَزينٍ مَحزونٍ مِن قَلبٍ موجَعٍ وهُوَ يَقولُ :
يا مَن يُجيبُ دُعَا المُضطَرِّ فِي
الظُّلَمِ
|
|
يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى مَعَ
السَّقَمِ
|
قَد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ
وَانتَبَهوا
|
|
يَدعو وعينُكَ يا قَيّومُ لَم تَنَمِ
|
هَب لي بِجودِكَ فَضلَ العَفوِ عَن
جُرُمي
|
|
يا مَن أشارَ إلَيهِ الخَلقُ فِي
الحَرَمِ
|
إن كانَ عَفوُكَ لا يَلقاهُ ذو سَرَفٍ
|
|
فَمَن يَجودُ عَلَى العاصينَ
بِالنِّعَمِ
|
قالَ الحُسينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام : فَقالَ لي : يا
أبا عَبدِ اللّه ، أسَمِعتَ المُنادِيَ ذَنبَهُ ، المُستَغيثَ رَبَّهُ؟
فَقُلتُ : نَعَم قَد سَمِعتُهُ. فَقالَ
: اِعتَبِرهُ
، عَسى أن
تَراهُ.
فَما زِلتُ أخبِطُ في طَخياءِ الظَّلامِ
، وأتَخَلَّلُ بَينَ النِّيامِ ، فَلَمّا صِرتُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، بَدا
لي شَخصٌ مُنتَصِبٌ ، فَتَأَمَّلتُهُ فإِذا هُوَ قائِمٌ ، فَقُلتُ :
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ
المُقِرُّ المُستَقيلُ ، المُستَغفِرُ المُستَجيرُ ، أجِب بِاللّه ابنَ عَمِّ
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله!
فَأَسرَعَ في سُجودِهِ وقُعودِهِ
وسَلَّمَ ، فَلَم يَتَكَلَّم حَتّى أشارَ بِيَدِهِ بِأَن تَقَدَّمني ، فَتَقَدَّمتُهُ
، فَأَتَيتُ بِهِ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام
فَقُلتُ : دونَكَ ها هُوَ.
فَنَظَرَ إلَيهِ ، فَإِذا هُوَ شابٌّ
حَسَنُ الوَجهِ نَقِيُّ الثِّيابِ ، فَقالَ لَهُ : مِمَّنِ الرَّجُلُ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ لَهُ : مِن بَعضِ العَرَبِ.
فَقالَ لَهُ : ما حالُكَ ، ومِمَّ
بُكاؤُكَ وَاستِغاثَتُكَ؟!
فَقالَ : حالُ مَن أُوخِذَ بِالعُقوقِ
فَهُو في ضيقٍ ، ارتَهَنَهُ المُصابُ ، وغَمَرَهُ الاِكتِئابُ فَارتابَ
، فَدُعاؤُهُ لا يُستَجابُ.
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام : ولِمَ ذلِكَ؟!
فَقالَ : لاِ نّي كُنتُ مُلتَهِيا في
العَرَبِ بِاللَّعِبِ وَالطَّرَبِ ، اُديمُ العِصيانَ في رَجَبٍ وشَعبانَ ، وما
اُراقِبُ الرَّحمنَ ، وكانَ لي والِدٌ شَفيقٌ يُحَذِّرُني مَصارِعَ الحَدَثانِ ، ويُخَوِّفُنِي
العِقابَ بِالنّيرانِ ، ويَقولُ : كَم ضَجَّ مِنكَ النَّهارُ وَالظَّلامُ ، وَاللَّيالي
وَالأَيّامُ ، وَالشُّهورُ وَالأَعوامُ ، وَالمَلائِكَةُ الكِرامُ؟! وكانَ إذا
ألَحَّ عَلَيَّ بِالوَعظِ زَجرَتُهُ وَانتَهَرتُهُ ، ووَثَبتُ عَلَيهِ وضَرَبتُهُ
، فَعَمَدتُ يَوما إلى شَيءٍ مِنَ الوَرِقِ
وكانَت فِي الخِباءِ ، فَذَهَبتُ لاِخُذَها وأصرِفَها فيما كُنتُ عَلَيهِ ، فَمانَعَني
عَن أخذِها ، فَأَوجَعتُهُ ضَربا ولَوَيتُ يَدَهُ ، وأخَذتُها ومَضَيتُ.
فَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى رُكبَتَيهِ
يَرومُ النُّهوضَ مِن مَكانِهِ ذلِكَ ، فَلَم يُطِق يُحَرِّكُها مِن شِدَّةِ
الوَجَعِ وَالأَلَم ، فَأَنشَأَ يَقولُ :
جَرَت رَحِمٌ بَيني وبَينَ مُنازِلٍ
|
|
سَواءً كَما يَستَنزِلُ القَطرَ
طالِبُه
|
ورَبَّيتُ حَتّى صار جَلدا شَمَردَلاً
|
|
إذا قامَ ساوى غارِبَ الفَحلِ غارِبُه
|
وقَد كُنتُ اُوتيهِ مِنَ الزّادِ فِي
الصِّبا
|
|
إذا جاعَ مِنهُ صَفوَهُ وأطايِبَه
|
فَلَمَّا استَوى في عُنفُوانِ
شَبابِهِ
|
|
وأصبَحَ كَالرُّمحِ الرُّدَينيِّ
خاطِبُه
|
تَهَضَّمَني مالي كَذا ولَوى يَدي
|
|
لَوى يَدَهُ اللّه الَّذي هُوَ
غالِبُه
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ حَلَفَ بِاللّه لَيَقدَمَنَّ إلى
بَيتِ اللّه الحَرامِ فَيَستَعدِي اللّه عَلَيَّ.
قالَ : فَصامَ أسابيعَ ، وصَلّى
رَكَعاتٍ ، ودَعا ، وخَرَجَ مُتَوَجِّها عَلى عَيرانَةٍ
يَقطَعُ بِالسَّيرِ عَرضَ الفَلاةِ ، ويَطوِي الأَودِيَةَ ويَعلُو الجِبالَ ، حَتّى
قَدِمَ مَكَّةَ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ ، فَنَزَلَ عَن راحِلَتِهِ وأقبَلَ إلى
بَيتِ اللّه الحَرامِ ، فَسَعى وطافَ بِهِ ، وتَعَلَّقَ بِأَستارِهِ وَابتَهَلَ ، وأنشَأَ
يَقولُ :
يا مَن إلَيهِ أتَى الحُجّاجُ
بِالجَهَدِ
|
|
فَوقَ المَهاوي مِنَ اقصى غايَةِ
البُعدِ
|
إنّي أتَيتُكَ يا مَن لا يُخَيّبُ مَن
|
|
يَدعوهُ مُبتَهِلاً بِالواحِدِ
الصَّمَدِ
|
هذا مُنازِلُ لا يَرتاعُ مِن عققي
|
|
فَخُذ بِحَقّيَ يا جَبّارُ مِن وَلَدي
|
حَتّى تُشِلَّ بِعَونٍ مِنكَ جانِبَهُ
|
|
يا مَن تَقَدَّسَ لَم يُولَد ولَم
يَلِدِ
|
قالَ : فَوَالَّذي سَمَكَ السَّماءَ ، وأنبَعَ
الماءَ ، مَا استَتَمَّ دُعاءَهُ حَتّى نَزَلَ بي ما تَرى ـ ثُمَّ كَشَفَ عَن
يَمينِهِ فَإِذا بِجانِبِهِ قَد شَلَّ ـ فَأَنَا مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ أطلُبُ
إلَيهِ أن يَدعُوَ لي
فِي المَوضِعِ الَّذي دَعا بِهِ عَلَيَّ فَلَم يُجِبني ، حَتّى إذا كانَ العامُ
أنعَمَ عَلَيَّ فَخَرَجتُ عَلى ناقَةٍ عُشَراءَ
أجِدُّ السَّيرَ حَثيثا رَجاءَ العافِيَةِ ، حَتّى إذا كُنّا عَلَى الأَراكِ
وحَطَمَةِ وادِي السِّياكِ
، نَفَرَ طائِرٌ فِي اللَّيلِ فَنَفَرَت مِنهُ النّاقَةُ الَّتي كانَ عَلَيها
فَأَلقَتُه إلى قَرارِ الوادي ، وَارفَضَّ بَينَ الحَجَرَينِ ، فَقَبَرتُهُ هُناكَ
، وأعظَمُ مِن ذلِكَ أنّي لا اُعرَفُ إلاّ «المَأخوذَ بِدَعَوةِ أبيهِ».
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : أتاكَ الغَوثُ! ألا
اُعَلِّمُكَ دُعاءً عَلَّمَنيهِ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
وفيهِ اسمُ اللّه الأَكبَرُ الأَعظَمُ العَزيزُ الأَكرَمُ ، الَّذي يُجيبُ بِهِ
مَن دَعاهُ ، ويُعطي بِهِ مَن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَأَلَهُ ، ويُفَرِّجُ
الهَمَّ ، ويَكشِفُ بِهِ الكَربَ ، ويُذهِبُ بِهِ الغَمَّ ، ويُبرِئُ بِهِ
السُّقمَ ، ويَجبُرُ بِهِ الكَسيرَ ، ويُغني بِهِ الفَقيرَ ، ويَقضي بِهِ الدَّين
، ويَرُدُّ بِهِ العَينَ ، ويَغفِرُ بِهِ الذُّنوبَ ، ويَستُرُ بِهِ العُيوبَ ، ويُؤمِنُ
بِهِ كُلَّ خائِفٍ مِن شَيطانٍ مَريدٍ وجَبّارٍ عَنيدٍ ، ولَو دَعا بِهِ طائِعٌ
للّه عَلى جَبَلٍ لَزالَ مِن مَكانِهِ ، أو عَلى مَيِّتٍ لَأَحياهُ اللّه بَعدَ
مَوتِهِ ، ولَو دَعا بِهِ عَلَى الماءِ لَمَشى عَلَيهِ بَعدَ أن لا يَدخُلَهُ
العُجبُ.
فَاتَّقِ اللّه أيُّهَا الرَّجُلُ فَقَد
أدرَكَتنِي الرَّحمَةُ لَكَ ، وليَعلَمِ اللّه مِنكَ صِدقَ النِّيَّةِ أنَّك لا
تَدعو بِهِ في مَعصِيَتِهِ ، ولا تُفيدُهُ إلاَّ الثِّقَةَ في دينِكَ ، فَإِن
أخلَصتَ النِّيَّةَ استَجابَ اللّه لَكَ ، ورَأَيتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله في مَنامِكَ ، يُبَشِّرُكَ
بِالجَنَّةِ وَالإِجابَةِ.
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام : فَكانَ سُروري
بِفائِدَةِ الدُّعاءِ أشَدَّ مِن سُرورِ الرَّجُلِ بِعافِيَتِهِ وما نَزَلَ بِهِ ؛
لاِ نَّني لَم أكُن سَمِعتُهُ مِنهُ ، ولا عَرَفتُ هذَا الدُّعاءَ قَبلَ ذلِكَ.
ثُمَّ قالَ : اِيتِني بِدَواةٍ وبَياضٍ
وَاكتُب ما اُمليهِ عَلَيكَ. فَفَعَلتُ ؛ وهُوَ :
«بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ
إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا ذَا الجَلالِ وَالإكرامِ ...»
وتَسأَلُ اللّه تَعالى ما أحبَبتَ ، وتُسَمّي حاجَتَكَ ، ولا تَدعُ بِهِ إلاّ
وأنتَ طاهِرٌ. ثُمَّ قالَ لِلفَتى : إذا كانَتِ اللَّيلَةُ فَادعُ بِهِ عَشرَ
مَرّاتٍ وَأْتِني مِن غَدٍ بِالخَبَرِ.
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام : وأخَذَ الفَتَى
الكِتابَ ومَضى ، فَلَمّا كانَ مِن غَدٍ ما أصبَحنا حينا
حَتّى أتَى الفَتى إلَينا سَليما مُعافىً ، وَالكِتابُ بِيَدِهِ ، وهُوَ يَقولُ : هذا
وَاللّه الاِسمُ الأَعظَم ، استُجيبَ لي ورَبِّ الكَعبَةِ.
قالَ لَهُ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّه
عَلَيهِ : حَدِّثني!
قالَ : [لمّا]
هَدَأَتِ العُيونُ بِالرُّقادِ ، وَاستَحلَكَ جِلبابُ اللَّيلِ ، رَفَعتُ يَدي
بِالكِتابِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودَعَوتُ اللّه
بِحَقِّهِ مِرارا ، فَاُجِبتُ فِي الثّانِيَةِ : حَسبُكَ فَقَد دَعَوتَ اللّه
بِاسمِهِ الأَعظَمِ.
ثُمَّ اضطَجَعتُ ، فَرَأَيتُ رَسولَ
اللّه صلىاللهعليهوآله
في مَنامي وقَد مَسَحَ يَدَهُ الشَّريفَةَ عَلَيَّ وهُوَ يَقولُ : اِحتَفِظ بِاسمِ
اللّه الأَعظَمِ العَظيمِ ، فَإِنَّكَ عَلى خَيرٍ. فَانتبَهَتُ مُعافىً كَما تَرى
، فَجَزاكَ اللّه خَيرا.
٥ / ٧
عَبّاسُ بنُ رَبيعَةَ
١٢٩٤. الإمام عليّ عليهالسلام ـ فِي العَبّاسِ بنِ
رَبيعَةَ وقَد خَرَجَ لِلبِراز : اللّهُمَّ اشكُر لِلعَبّاسِ مَقامَهُ وَاغفِر
لَهُ ذَنبَهُ ، اللّهُمَّ إنّي قَد غَفَرتُ لَهُ فَاغفِر لَهُ.
٥ / ٨
عَبدُ العَزيزِ بنُ
الحارِثِ الجُعفِيُّ
١٢٩٥. وقعة صفّين
: إنَّ خَيلَ أهلِ الشّامِ حَمَلَت عَلى خَيلِ أهلِ العِراقِ فَاقتَطَعوا مِن
أصحابِ عَلِيٍّ عليهالسلام
ألفَ رَجُلٍ أو أكثَرَ ، فَأَحاطوا بِهِم وحالوا بَينَهُم وبَينَ أصحابِهِم فَلَم
يَرَوهُم ، فَنادى عَلِيٌّ عليهالسلام
يَومَئِذٍ : ألا رَجُلٌ يَشري نَفسَهُ للّه ويَبيعُ دُنياهُ بِآخِرَتِهِ؟
فَأَتاهُ رَجُلٌ مِن جُعفٍ يُقالُ لَهُ
عَبدُ العَزيزِ بنُ الحارِثِ عَلى فَرَسٍ أدهَمَ كَأَ نَّهُ غُرابٌ ، مُقَنَّعا
فِي الحَديدِ لا يُرى مِنهُ إلا عَيناهُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، مُرني
بِأَمرٍ ؛ فَوَاللّه ما تَأمُرُني بِشَيءٍ إلا صَنَعتُهُ. فَقالَ عَلِيٌّ عليهالسلام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَمِحتَ بِأَمرٍ لا يُطاقُ حَفيظَةً
|
|
وصِدقا وإخوانُ الحِفاظِ قَليلُ
|
جَزاكَ إلهُ النّاسِ خَيرا فَقَد
وَفَت
|
|
يَداكَ بِفَضلٍ ما هُناكَ جَزيلِ
|
يا أبَا الحارِثِ ، شَدَّ اللّه رُكنَكَ
، اِحمِل عَلى أهلِ
الشّامِ حَتّى تَأتِيَ أصحابَكَ فَتَقولَ لَهُم : أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام يَقرَأُ عَلَيكُمُ
السَّلامَ.
٥ / ٩
عَطاءٌ مَولى إسحاقَ
بنِ يَحيى
١٢٩٦. العلل عن عطاء أبي محمّد : اِنطَلَقتُ
مَعَ أبي إلى عَلِيٍّ عليهالسلام
فَمَسَحَ رَأسي ودَعا لي بِالبَرَكَةِ.
١٢٩٧. تهذيب التهذيب عن عطاء مولى إسحاق بن
يحيى بن طلحة أتَيتُ أنَا وأبي
عَلِيّا عليهالسلام
فَمَسَحَ رَأسي ودَعا لي ، فَما زِلتُ أتَعَرَّفُ الخَيرَ بَعدُ.
١٢٩٨. العلل عن الوليد بن القاسم
: حَدَّثَنا عَطاءٌ أنَّ أباهُ أتى بِهِ
إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام
، قالَ : ولي ذُؤابَةٌ ، فَمَسَحَ عَلِيٌّ عليهالسلام
رَأسي ، وقالَ : «اللّهُمَّ بارِك فيهِ» ، فَما زِلتُ أرَى البَرَكَةَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥ / ١٠
عَمّارُ بنُ ياسِرٍ
١٢٩٩. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في تَأبينِ
عَمّارِ بنِ ياسِرٍ ـ : رَحِمَ اللّه عَمّارا يَومَ أسلَمَ ، ورَحِمَ اللّه
عَمّارا يَومَ قُتِلَ ، ورَحِمَ اللّه عَمّارا يَومَ يُبعَثُ حَيّا.
٥ / ١١
عَمرُو بنُ الحَمِقِ
١٣٠٠. وقعة صفّين
: قالَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ : إنّي وَاللّه يا أميرَ المُؤمِنينَ ما أجَبتُكَ ولا
بايَعتُكَ عَلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَرابَةٍ بَيني
وبَينَكَ ، ولا إرادَةِ مالٍ تُؤتينيهِ ، ولاَ التِماسِ سُلطانٍ يُرفَعُ ذِكري
بِهِ ؛ ولكِن أحبَبتُكَ لِخِصالٍ خَمسٍ : أنَّكَ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، وأوَّلُ مَن آمَنَ
بِهِ ، وزَوجُ سَيِّدَةِ نِساءِ الاُمَّةِ فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله ، وأبُو
الذُّرِّيَّةِ الَّتي بَقِيَت فينا مِن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، وأعظَمُ رَجُلٍ مِنَ المُهاجِرينَ سَهما فِي الجِهادِ. فَلَو أنّي كُلِّفتُ
نَقلَ الجِبالِ الرَّواسي ، ونَزحَ البُحورِ الطَّوامي حَتّى يَأتِيَ عَلَيَّ
يَومي في أمرٍ اُقَوّي بِهِ وَلِيَّكَ واُوهِنُ بِهِ عَدُوَّكَ ، ما رَأَيتُ أنّي
قَد أدَّيتُ فيهِ كُلَّ الَّذي يَحِقُّ عَلَيَّ مِن حَقِّكَ.
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليهالسلام : اللّهُمَّ نَوِّر
قَلبَهُ بِالتُّقى ، وَاهدِهِ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ، لَيتَ أنَّ في جُندي مِئَةً
مِثلَكَ.
راجع
: ص ٤٥٥ ح ١٢٤٣.
٥ / ١٢
قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ
عُبادَةَ
١٣٠١. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِقَيسِ بنِ سَعدِ
بنِ عُبادَةَ ـ : قَضَى اللّه لَنا ولَكَ بِالإِحسانِ في أمرِنا كُلِّهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥ / ١٣
مالِكٌ الأَشتَرُ
١٣٠٢. الغارات عن صعصعة بن صوحان
: لَمّا بَلَغَ عَلِيّا عليهالسلام
مَوتُ الأَشتَرِ قالَ : إنّا للّه وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، وَالحَمدُ للّه رَبِّ
العالَمينَ ، اللّهُمَّ إنّي أحتَسِبُهُ عِندَكَ ؛ فَإِنَّ مَوتَهُ مِن مَصائِبِ
الدَّهرِ ، فَرَحِمَ اللّه مالِكا ؛ فَقَد وَفى بِعَهدِهِ ، وقَضى نَحبَهُ ، ولَقِيَ
رَبَّهُ.
١٣٠٣. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في تَأبينِ مالِكٍ
الأَشتَرِ ـ : فَرَحِمَهُ اللّه ؛ فَلَقَدِ استَكمَلَ أيّامَهُ ، ولاقى حِمامَهُ
، ونَحنُ عَنهُ راضونَ. أولاهُ اللّه رِضوانَهُ ، وضاعَفَ الثَّوابَ لَهُ.
١٣٠٤. عنه عليهالسلام ـ في كِتابِهِ إلى
مالِكٍ الأَشتَرِ ـ : وأنَا أسأَلُ اللّه بِسَعَةِ رَحمَتِهِ ، وعَظيمِ قُدرَتِهِ
عَلى إعطاءِ كُلِّ رَغبَةٍ ، أن يُوَفِّقَني وإيّاكَ لِما فيهِ رِضاهُ مِنَ
الإِقامَةِ عَلَى العُذرِ الواضِحِ إلَيهِ وإلى خَلقِهِ ، مَعَ حُسنِ الثَّناءِ
فِي العِبادِ ، وجَميلِ الأَثَرِ فِي البِلادِ ، وتَمامِ النِّعمَةِ ، وتَضعيفِ
الكَرامَةِ ، وأن يَختِمَ لي ولَكَ بِالسَّعادَةِ وَالشَّهادَةِ ، إنّا إلَيهِ
راجِعونَ (راغِبونَ). وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وسَلَّمَ تَسليما كَثيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥ / ١٤
مُحَمَّدُ بنُ
الحَنَفِيَّةِ
١٣٠٥. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِمُحَمَّدِ بنِ
الحَنَفِيَّةِ ـ : أسأَلُ اللّه أن يُلهِمَكَ الشُّكرَ وَالرُّشدَ ، ويُقَوِّيَكَ
عَلَى العَمَلِ بِكُلِّ خَيرٍ ، ويَصرِفَ عَنكَ كُلَّ مَحذورٍ بِرَحمَتِهِ ، وَالسَّلامُ
عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه وبَرَكاتُهُ.
٥ / ١٥
مَعقِلُ بنُ قَيسٍ
١٣٠٦. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِمَعقِلِ بنِ
قَيسٍ بَعدَ غَلَبَتِهِ بَني ناجِي : أمّا بَعدُ ، فَالحَمدُ للّه عَلى تَأييدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولِيائِهِ وخِذلانِ
أعدائِهِ. جَزاكَ اللّه وَالمُسلِمينَ خَيرا ؛ فَقَد أحسَنتُمُ البَلاءَ ، وقَضَيتُم
ما عَلَيكُم.
٥ / ١٦
هاشِمُ بنُ عُتبَةَ
المِرقالُ
١٣٠٧. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في دُعائِهِ
لِهاشِمٍ المِرقالِ ـ : اللّهُمَّ ارزُقهُ الشَّهادَةَ في سَبيلِكَ ، وَالمُرافَقَةَ
لِنَبِيِّكَ صلىاللهعليهوآله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّادِسُ :
من دعا له الإمام
الحسين
٦ / ١
أصحابُهُ وأهلُ
بَيتِهِ
١٣٠٨. الإمام الحسين عليهالسلام : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي
لا أعلَمُ أصحابا أوفى ولا خَيرا مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ
مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللّه عَنّي خَيرا.
٦ / ٢
عَلِيٌّ الأَكبَرُ
١٣٠٩. الإمام الحسين عليهالسلام ـ لاِبنِهِ عَلِيٍّ
الأَكبَرِ عليهالسلام
ـ : جَزاكَ اللّه مِن وَلَدٍ خَيرَ ما جَزى وَلَدا عَن والِدِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦ / ٣
أبو ثُمامَةَ
١٣١٠. تاريخ الطبري عن أبي ثمامة
ـ أنَّهُ قالَ يَومَ عاشوراءَ ـ : اُحِبُّ أن ألقى رَبّي وقَد صَلَّيتُ هذِهِ
الصَّلاةَ الَّتي دَنا وَقتُها ، فَرَفَعَ الحُسَينُ عليهالسلام
رَأسَهُ ثُمَّ قالَ : ذَكَرتَ الصَّلاةَ ، جَعَلَكَ اللّه مِنَ المُصَلّينَ.
٦ / ٤
أبُو الشَّعثاءِ
١٣١١. الإمام الحسين عليهالسلام ـ في أبِي
الشَّعثاءِ الكِندِيِّ ، وكانَ رامِيا ـ : اللّهُمَّ سَدِّد رَميَتَهُ ، وَاجعَل
ثَوابَهُ الجَنَّةَ.
٦ / ٥
اُمُّ وَهبٍ
١٣١٢. الإمام الحسين عليهالسلام
ـ لاُمّ وهبٍ ـ : جزيتم من أهل بيتٍ
خيراً ، ارجعي ـ رحمكل الله ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلَى النِّساءِ.
٦ / ٦
جَونٌ مَولى أبي
ذَرٍّ
١٣١٣. الإمام الحسين عليهالسلام ـ لِجَونٍ مَولى أبي
ذَرٍّ الغِفارِيِّ ـ : اللّهُمَّ بَيِّض وَجهَهُ ، وطَيِّب ريحَهُ وَاحشُرهُ مَعَ
الأَبرارِ ، وعَرِّف بَينَهُ وبَينَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
٦ / ٧
حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ
١٣١٤. تاريخ الطبري
ـ في ذِكرِ وَقعَةِ كَربَلاءَ ـ : وجاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ ، فَقامَ
بَينَ يَدَي حُسَينٍ عليهالسلام
، فَأَخَذَ يُنادي : (يَـقَوْمِ إِنِّى
أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ
وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُـلْمًا
لِّلْعِبَادِ * وَيَـقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التَّنَادِ
* يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن
يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
، يا قَومِ ، لا
تَقتُلوا حُسَينا فَيُسحِتَكُمُ اللّه بِعَذابٍ (وَقَدْ خَابَ مَنِ
افْتَرَى)
.
فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليهالسلام : يَابنَ أسعَدَ ، رَحِمَكَ
اللّه ، إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حَيثُ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم
إلَيهِ مِنَ الحَقِّ ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ ، فَكَيفَ بِهِمُ
الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ؟
٦ / ٨
الطِّرِمّاحُ بنُ
عَدِيٍّ
١٣١٥. الإمام الحسين عليهالسلام ـ لِلطِّرِمّاحِ بنِ
عَدِيٍّ ـ : جَزاكَ اللّه وقَومَكَ خَيرا.
٦ / ٩
قَيسُ بنُ مُسهِرٍ
١٣١٦. الإمام الحسين عليهالسلام ـ لَمّا بَلَغَهُ
خَبرُ شَهادَةِ قَيسِ بنِ مسهر ترقرقت عناه ولم ملک دمعته ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم قال ـ : (مِنْهُم
مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً)
، اللّهُمَّ اجعَل لَنا ولَهُمُ الجَنَّةَ نُزُلاً
، وَاجمَع بَينَنا وبَينَهُم في مُستَقَرٍّ مِن رَحمَتِكَ ورَغائِبِ مَذخورِ
ثَوابِكَ.
١٣١٧. عنه عليهالسلام ـ لَمّا بَلَغَهُ
خَبَرُ شَهادَةِ قَيسِ بنِ مُسهِر : اللّهُمَّ اجعَل لَنا ولِشيعَتِنا مَنزِلاً
كَريما ، وَاجمَع بَينَنا وبَينَهم في مُستَقَرِّ رَحمَتِكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ
شَيءٍ قَديرٌ.
٦ / ١٠
مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ
١٣١٨. الإمام الحسين عليهالسلام ـ
لَمّا بَلَغَهُ خَبَرُ شَهادَةِ مُسلِمٍ ـ : رَحِمَ اللّه مُسلِما ؛ فَلَقَد صارَ
إلى رَوحِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّه ورَيحانِهِ ، وتَحِيَّتِهِ
ورِضوانِهِ ، أما إنَّهُ قَد قَضى ما عَلَيهِ وبَقِيَ ما عَلَينا.
٦ / ١١
مُسلِمُ بنُ
عَوسَجَةَ
١٣١٩. الإمام الحسين عليهالسلام ـ في مُسلِمِ بنِ
عَوسَجَةَ ـ : رَحِمَكَ اللّه يا مُسلِمُ ، (مِنْهُم مَّن قَضَى
نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً).
٦ / ١٢
يَزيدُ بنُ مَسعودٍ
١٣٢٠. الإمام الحسين عليهالسلام ـ في يَزيدَ بنِ
مَسعودٍ وقَد كَتَبَ لَهُ بِنُصرَت : آمَنَكَ اللّه يَومَ الخَوفِ ، وأعَزَّكَ
وأرواكَ يَومَ العَطَشِ الأَكبَرِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّابِعُ :
من دعا له الإمام زين
العابدين
٧ / ١
حَبابَةُ
الوالِبِيَّةُ
١٣٢١. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ حَبابَةَ
الوالِبِيَّةَ دَعا لَها عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام
فَرَدَّ اللّه عَلَيها شَبابَها ، فَأَشارَ إلَيها بِإِصبَعِهِ فَحاضَت لِوَقتِها
، ولَها يَومَئِذٍ مِئَةُ سَنَةٍ وثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً.
٧ / ٢
الزُّهرِيُّ
١٣٢٢. المجتنى
: دُعاءٌ رَواهُ
الزُّهرِيُّ أنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهالسلام
دَعا لَهُ بِهِ عِندَ مَرَضِهِ ، فَقُضِيَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَوائِجُهُ ، وهُوَ :
اللّهُمَّ إنَّ ابنَ شِهابٍ قَد فَزِعَ
إلَيَّ بِالوَسيلَةِ إلَيكَ بِآبائي فيها ، بِالإِخلاصِ مِن آبائي واُمَّهاتي إلاّ
جُدتَ عَلَيهِ بِما قَد أمَّلَ بِبَرَكَةِ دُعائي ، وَاسكُب لَهُ مِنَ الرِّزقِ ، وَارفَع
لَهُ مِنَ القَدرِ ، وغَيِّرهُ ما يُصَيِّرُهُ لَقِنا لِما عَلَّمتَهُ مِنَ
العِلمِ.
قالَ الزُّهرِيُّ : فَوَالَّذي نَفسي
بِيَدِهِ ، مَا اعتَلَلتُ ولا مَرَّ بي ضيقٌ ولا بُؤسٌ مُذ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ.
٧ / ٣
الفَرَزدَقُ
١٣٢٣. الخرائج والجرائح
: إنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهالسلام
حَجَّ فِي السَّنَةِ الَّتي حَجَّ فيها هِشامُ بنُ عَبدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المَلِكِ وهُوَ
خَليفَةٌ ، فَاستَجهَرَ
النّاسُ مِنهُ عليهالسلام
وتَشَوَّفوا لَهُ ، وقالوا لِهِشامٍ : مَن هُوَ؟ قالَ هِشامٌ : لا أعرِفُ ؛
لِئَلاّ يُرغَبَ فيهِ ، فَقالَ الفَرَزدَقُ ـ وكانَ حاضِرا ـ : بَل أنَا أعرِفُهُ
:
هذَا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ
|
|
وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ
وَالحَرَمُ
|
إلى آخِرِها.
فَبَعَثَهُ هِشامٌ ، وحَبَسَهُ ، ومَحَا
اسمَهُ مِنَ الدّيوانِ ، فَبَعَثَ إلَيهِ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام بِصِلَةٍ ، فَرَدَّها
وقالَ : ما قُلتُ ذلِكَ إلاّ دِيانَةً. فَبَعَثَ بِها إلَيهِ أيضا ، وقالَ : قَد
شَكَرَ اللّه لَكَ ذلِكَ.
فَلَمّا طالَ الحَبسُ عَلَيهِ ـ وكانَ
يوعِدُهُ بِالقَتلِ ـ شَكا إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهالسلام ، فَدَعا لَهُ
فَخَلَّصَهُ اللّه ، فَجاءَ إلَيهِ وقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنَّهُ مَحَا
اسمي مِنَ الدّيوانِ. فَقالَ : كَم كانَ عَطاؤُكَ؟ قالَ : كَذا. فَأَعطاهُ لِأَربَعينَ
سَنَةً ، وقالَ عليهالسلام
: لَو عَلِمتُ أنَّكَ تَحتاجُ إلى أكثَرَ مِن هذا لَأَعطَيتُكَ. فَماتَ
الفَرَزدَقُ بَعدَ أن مَضى أربَعونَ سَنَةً.
٧ / ٤
الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ
١٣٢٤. تاريخ دمشق عن ابن عائشة عن أبيه
: أتَى الكُمَيتُ بنُ
زَيدٍ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهالسلام
فَقالَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَهُ : إنّي قَد
مَدَحتُكُم بِما أرجو أن يَكونَ وَسيلَةً عِندَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله يَومَ القِيامَةِ فَاسمَعهُ
، فَوَجَّهَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام
فَجَمَعَ أهلَهُ ومَوالِيَهُ ثُمَّ أنشَدَهُ :
طَرِبتَ وهَل بِكَ مِن مَطرَبِ ...
فَلَمّا فَرَغَ مِنها قالَ لَهُ عَلِيُّ
بنُ الحُسَينِ عليهالسلام
: ثَوابُكَ نَحنُ عاجِزونَ عَنهُ ، ولكِن ما عَجَزنا عَنهُ فَإِنَّ اللّه
ورَسولَهُ لَن يَعجِزا عَن مُكافَأَتِكَ ، وسَقَطَ لَهُ عَلى نَفسِهِ وأهلِهِ
أربَعَمِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ ، فَقالَ لَهُ : خُذ هذِهِ ـ يا أبَا المُستَهِلِّ ـ فَاستَعِن
بِها عَلى سَفَرِكَ. فَقالَ : لَو وَصَلتَني بِدانِقٍ لَكانَ شَرَفا ، ولكِن عَلى
مَدحِكُم لا آخُذُ ثَمَنا ولا أجرا ، إلاّ مَن أرَدتُ بِهِ وَجهَهُ وَالوَسيلَةَ
عِندَهُ ، ولكِن إن أحبَبتَ أن تُحسِنَ إلَيَّ فَادفَع بَعضَ ثِيابِكَ الَّتي تَلي
جَسَدَكَ أتَبَرَّك بِهِ ، فَقامَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام فَنَزَعَ ثِيابَهُ
فَدَفَعَها كُلَّها إلَيهِ ، وأمَرَ بِجُبَّةٍ لَهُ كانَت يُصَلّي فيها فَدُفِعَت
إلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ الكُمَيتَ جادَ في آلِ رَسولِكَ وذُرِّيَّةِ
نَبِيِّكَ بِنَفسِهِ حينَ ضَنَّ
النّاسُ ، وأظهَرَ ما كَتَمَهُ غَيرُهُ مِنَ الحَقِّ ، فَأَمِتهُ شَهيدا ، وأحيِهِ
سَعيدا ، وأرِهِ الجَزاءَ عاجِلاً ، وَاجزِ لَهُ جَزيلَ المَثوبَةِ آجِلاً ؛
فَإِنّا قَد عَجَزنا عَن مُكافَأَتِهِ ، وأنتَ واسِعٌ كَريمٌ.
قالَ الكُمَيتُ : فَما زِلتُ أتَعَرَّفُ
بَرَكَةَ دُعائِهِ.
راجع
: الصحيفة السجّاديّة : الدعاء ٢٤ ـ ٢٧.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّامِنُ
من دعا له الإمام
الباقر
٨ / ١
الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ
١٣٢٥. رجال الكشّي عن زرارة
: دَخَلَ الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ عَلى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام
وأنَا عِندَهُ ، فَأَنشَدَهُ :
مَن لِقَلبٍ مُتَيَّمٍ مُستَهامِ ...
فَلَمّا فَرَغَ مِنها ، قالَ لِلكُمَيتِ
: لا تَزالُ مُؤَيَّدا بِروحِ القُدُسِ ما دُمتَ تَقولُ فينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٣٢٦. دعائم الإسلام عَن أبي جَعفَرٍ عليهالسلام : أنَّ الكُمَيتَ
دَخَلَ عَلَيهِ فَأَنشَدَهُ أشعارا قالَها فيهِ.
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليهالسلام : رَحِمَكَ اللّه يا
كُمَيتُ! لَو كانَ عِندَنا مالٌ حاضِرٌ لَأَعطَيناكَ رِضاكَ.
فَقالَ الكُمَيتُ : جُعِلتُ فِداكَ! وَاللّه
مَا امتَدَحتُكُم وأنَا اُريدُ بِذلِكَ عاجِلَ دُنيا ، ولكِن أرَدتُ اللّه
ورَسولَهُ.
قالَ عليهالسلام
: فَإِنَّ لَكَ بِامتِداحِنا ما قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
لِعَبدِ اللّه بنِ رَواحَةَ وحَسّانَ بنِ ثابِتٍ ، قالَ لَهُما : لَن تَزالا
تُؤَيَّدانِ بِروحِ القُدُسِ ما ذَبَبتُما عَنّا بِأَلسِنَتِكُما.
١٣٢٧. الإمام الباقر عليهالسلام : اللّهُمَّ اغفِر
لِلكُمَيتِ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ.
٨ / ٢
عَلِيُّ بنُ سالِمٍ
الجُعفِيُّ
١٣٢٨. الدعوات
: رُوِيَ أنَّ عَلِيَّ بنَ سالِمٍ الجُعفِيَّ قالَ لِأَبي جَعفَرٍ عليهالسلام : اُدعُ لي.
فَقالَ : اللّهُمَّ أحيِهِ مَحيانا ، وأمِتهُ
مَماتَنا ، وَاسلُك بِهِ سَبيلَنا. قالَ : فَاستُشهِدَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ التّاسِعُ :
من دعا له الإمام
الصّادق
٩ / ١
ابنُ الطَّيّارِ
١٣٢٩. رجال الكشّي عن أبي جعفر الأحول عن
الإمام الصادق ع ما فَعَلَ ابنُ
الطَّيّارِ؟ فَقُلتُ : تُوُفِّيَ. فَقالَ : رَحِمَهُ اللّه! أدخَلَ اللّه عَلَيهِ
الرَّحمَةَ ونَضَّرَهُ
؛ فَإِنَّهُ كانَ يُخاصِمُ عَنّا أهلَ البَيتِ.
٩ / ٢
أبو عُبَيدَةَ
الحَذّاءُ
١٣٣٠. رجال الكشيّ عن الأرقط عن الإمام الصادق
عليهالسلام
، قال : لَمّا دُفِنَ أبو عُبَيدَةَ الحَذّاءُ ، قالَ : اِنطَلِق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِنا حَتّى نُصَلِّيَ
عَلى أبي عُبَيدَةَ. فَانطَلَقنا فَلَمَّا انتَهَينا إلى قَبرِهِ لَم يَزِد عَلى
أن دَعا لَهُ. فَقالَ : اللّهُمَّ بَرِّد عَلى أبي عُبَيدَةَ ، اللّهُمَّ نَوِّر
لَهُ قَبرَهُ ، اللّهُمَّ ألحِقهُ بِنَبِيِّهِ. ولَم يُصَلِّ عَلَيهِ.
فَقُلتُ لَهُ : هَل عَلَى المَيِّتِ
صَلاةٌ بَعدَ الدَّفنِ؟ قالَ : لا ، إنَّما هُوَ الدُّعاءُ لَهُ.
٩ / ٣
جابِرٌ الجُعفِيُّ
١٣٣١. الإمام الصادق عليهالسلام : رَحِمَ اللّه
جابِرَ بنَ يَزيدَ. الجُعفِيَّ ؛ كانَ يَصدُقُ عَلَينا ، لَعَنَ اللّه المُغيرَةَ
بنَ سَعيدٍ ؛ كانَ يَكذِبُ عَلَينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩ / ٤
طَرخانُ النَّخّاسُ
١٣٣٢. الكافي عن طرخان النخّاس
: مَرَرتُ بِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
وقَد نَزَلَ الحيرَةَ ، فَقالَ لي : ما عِلاجُكَ ؟
قُلتُ : نَخّاسٌ.
فَقالَ : أصِب لي بَغلَةً فَضحاءَ. قُلتُ
: جُعِلتُ فِداكَ! ومَا الفَضحاءُ؟ قالَ : دَهماءُ
، بَيضاءُ البَطنِ ، بَيضاءُ الأَفحاجِ
، بَيضاءُ الجَحفَلَةِ
فَقُلتُ : وَاللّه ما رَأَيتُ مِثلَ هذِهِ الصِّفَةِ.
فَرَجَعتُ مِن عِندِهِ ، فَساعَةً دَخَلتُ
الخَندَقَ فَإِذا
غُلامٌ قد أشفى
عَلى بَغلَةٍ عَلى هذَا الصِّفَةِ ، فَسَأَلتُ الغُلامَ : لِمَن هذِهِ البَغلَةُ؟ فَقالَ
: لِمَولايَ. قُلتُ : يَبيعُها؟ قالَ : لا أدري. فَتَبِعتُهُ حَتّى أتَيتُ مَولاهُ
فَاشتَرَيتُها مِنهُ وأتَيتُهُ بِها.
فَقالَ : هذِهِ الصِّفَةُ الَّتي
أرَدتُها. قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! اُدعُ اللّه لي.
فَقالَ : أكثَرَ اللّه مالَكَ ووَلَدَكَ.
قالَ : فَصِرتُ أكثَرَ أهلِ الكوفَةِ مالاً ووَلَدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩ / ٥
عَبدُ المَلِكِ بنُ
أعيَنَ أبُو الضُّرَيسِ
١٣٣٣. رجال الكشّي عن زرارة
: قَدِمَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
مَكَّةَ فَسَأَلَ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أعيَنَ ؟
فَقُلتُ : ماتَ. فَقالَ : ماتَ؟ قُلتُ : نَعَم.
قالَ : فَانطَلِق بِنا إلى قَبرِهِ
حَتّى نُصَلِّيَ عَلَيهِ. قُلتُ : نَعَم.
فَقالَ : لا ، ولكِن نُصَلّي عَلَيهِ
هاهُنا. فَرَفَعَ يَدَيهِ يَدعو وَاجتَهَدَ فِي الدُّعاءِ ، وتَرَحَّمَ عَلَيهِ.
١٣٣٤. رجال الكشّي عن زرارة
: قالَ لي أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
بَعدَ مَوتِ عَبدِ المَلِكِ بنِ أعيَنَ : اللّهُمَّ إنَّ أبَا الضُّرَيسِ كُنّا
عِندَهُ خِيَرَتَكَ مِن خَلقِكَ ، فَصَيِّرهُ في ثَقَلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله يَومَ القِيامَةِ.
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّه : أما
رَأَيتَهُ ـ يَعني فِي النَّومِ ـ فَتَذَكَّرتَ؟ فَقُلتُ : لا. فَقالَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سُبحانَ اللّه! مِثلُ
أبِي الضُّرَيسِ لَم يَأتِ بَعدُ! .
٩ / ٦
المَرأَةُ
المُبتَلاةُ بِبَرَصٍ في عَضُدِها
١٣٣٥. الأمالي عن سدير الصيرفي
: جاءَتِ امرَأَةٌ إلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
فَقالَت لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنّي وأبي وأهلَ بَيتي نَتَوَلاّكُم. فَقالَ لَها
: صَدَقتِ ، فَما الَّذي تُريدينَ؟
قالَت لَهُ المَرأَةُ : جُعِلتُ فِداكَ
يَابنَ رَسولِ اللّه! أصابَني وَضَحٌ
في عَضُدي ، فَادعُ اللّه أن يَذهَبَ بِهِ عَنّي.
قالَ أبو عَبدِ اللّه : اللّهُمَّ
إنَّكَ تُبرِئُ الأَكمَهَ
وَالأَبرَصَ ، وتُحيِي العِظامَ وهِيَ رَميمٌ ، ألبِسها مِن عَفوِكَ وعافِيَتِكَ
ما تَرى أثَرَ إجابَةِ دُعائي.
فَقالَتِ المَرأَةُ : وَاللّه لَقَد
قُمتُ وما بي مِنهُ قَليلٌ ولا كَثيرٌ!
٩ / ٧
الشَّيخُ المُبتَلى
بِبَلاءٍ شَديدٍ
١٣٣٦. الدعوات
: كانَ الصّادِقُ عليهالسلام
تَحتَ الميزابِ ومَعَهُ جَماعَةٌ ، إذ جاءَهُ شَيخٌ فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قالَ : يَابنَ
رَسولِ اللّه ، إنّي لاَُحِبُّكُم أهلَ البَيتِ وأبرَأُ مِن عَدُوِّكُم ، وإنّي
بُليتُ بِبَلاءٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شَديدٍ ، وقَد أتَيتُ
البَيتَ مُتَعَوِّذا بِهِ مِمّا أجِدُ وتَعَلَّقتُ بِأَستارِهِ ، ثُمَّ أقبَلتُ
إلَيكَ وأنَا أرجو أن يَكونَ سَبَبَ عافِيَتي مِمّا أجِدُ. ثُمَّ بَكى وأكَبَّ
عَلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
يُقَبِّلُ رَأسَهُ ورِجلَيهِ ، وجَعَلَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام يَتَنَحّى عَنهُ ، فَرَحِمَهُ
وبَكى.
ثُمَّ قالَ : هذا أخوكُم قَد أتاكُم
مُتَعَوِّذا بِكُم فَارفَعوا أيدِيَكُم. فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام يَدَيهِ ورَفَعنا
أيدِيَنا ، ثُمَّ قالَ عليهالسلام
:
اللّهُمَّ إنَّكَ خَلَقتَ هذِهِ
النَّفسَ مِن طينَةٍ أخلَصتَها ، وجَعَلتَ مِنها أولِياءَكَ وأولِياءَ أوليائِكَ ،
وإن شِئتَ أن تُنَحِّيَ عَنهَا الآفاتِ فَعَلتَ ، اللّهُمَّ وقَد تَعَوَّذَ
بِبَيتِكَ الحَرامِ الَّذي يَأمَنُ بِهِ كُلُّ شَيءٍ ، اللّهُمَّ وقَد تَعَوَّذَ
بِنا ، وأنَا أسأَ لُكَ يا مَنِ احتَجَبَ بِنورِهِ عَن خَلقِهِ ، أسأَ لُكَ
بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، يا غايَةَ كُلِّ
مَحزونٍ ومَلهوفٍ ومَكروبٍ ومُضطَرٍّ مُبتَلىً ، أن تُؤمِنَهُ بِأَمانِنا مِمّا
يَجِدُ ، وأن تَمحُوَ مِن طينَتِهِ ما قُدِّرَ عَلَيها مِنَ البَلاءِ ، وأن
تُفَرِّجَ كُربَتَهُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الدُّعاءِ انطَلَقَ
الرَّجُلُ ، فَلَمّا بَلَغَ بابَ المَسجِدِ رَجَعَ وبَكى ، ثُمَّ قالَ : اَللّه
أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ! وَاللّه ما بَلَغتُ بابَ المَسجِدِ وبي مِمّا
أجِدُ قَليلٌ ولا كَثيرٌ. ثُمَّ وَلّى. .
راجع
: ص ٤٠٥ ح ١١٤٧ ـ ١١٤٩.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ العاشِرُ
من دعا له الإمام
الكاظم
١٠ / ١
عَلِيُّ بنُ يَقطينٍ
١٣٣٧. رجال الكشّي عن إسماعيل بن موسى
: رَأَيتُ العَبدَ الصّالِحَ عليهالسلام
عَلَى الصَّفا ، يَقولُ : إلهي ، في أعلى عِلِّيّينَ اغفِر لِعَلِيِّ بنِ يَقطينٍ.
١٣٣٨. رجال الكشّي عن عبدالرحمن بن الحجّاج
: قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ عليهالسلام
: إنَّ عَلِيَّ بنَ يَقطينٍ أرسَلَني إلَيكَ بِرِسالَةٍ أسأَ لُكَ الدُّعاءَ لَهُ.
فَقالَ : في أمرِ الآخِرَةِ؟ قُلتُ : نَعَم.
قالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدرِهِ ، ثُمَّ
قالَ : ضَمِنتُ لِعَلِيِّ بنِ يَقطينٍ ألاّ تَمَسَّهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النّارُ أبَدا.
١٠ / ٢
حَمّادُ بنُ عيسى
١٣٣٩. الأمالي للمفيد عن حمّاد بن عيسى
: قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليهماالسلام
: جُعِلتُ فِداكَ ، ادعُ اللّه أن يَرزُقَني وَلَدا ، ولا يَحرِمَنِي الحَجَّ ما
دُمتُ حَيّا. قالَ : فَدَعا لي ، فَرَزَقَنِي اللّه ابني هذا ، ورُبَّما حَضَرَت
أيّامُ الحَجِّ ولا أعرِفُ لِلنَّفَقَةِ فيهِ وَجها ، فَيَأتِي اللّه بِها مِن
حَيثُ لا أحتَسِبُ.
١٣٤٠. قرب الإسناد عن محمّد بن عيسى
: حَدَّثَني حَمّادُ بنُ عيسى ، قالَ : دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ
جَعفَرٍ عليهالسلام
بِالبَصرَةِ ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! ادعُ اللّه تَعالى أن يَرزُقَني
دارا ، وزَوجَةً ، ووَلَدا ، وخادِما ، وَالحَجَّ في كُلِّ سَنَةٍ.
قالَ : فَرَفَعَ يَدَهُ ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارزُق حَمّادَ بنَ عيسى دارا ، وزَوجَةً
، ووَلَدا ، وخادِما ، وَالحَجَّ خَمسينَ سَنَةً.
قالَ حَمّادٌ : فَلَمَّا اشتَرَطَ
خَمسينَ سَنَةً عَلِمتُ أنّي لا أحُجُّ أكثَرَ مِن خَمسينَ سَنَةً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ حَمّادٌ : وقَد حَجَجتُ ثَمانِيَةً
وأربَعينَ سَنَةً ، وهذِهِ داري قَد رُزِقتُها ، وهذِهِ زَوجَتي وَراءَ السِّترِ
تَسمَعُ كَلامي ، وهذَا ابني ، وهذِهِ خادِمي وقَد رُزِقتُ كُلَّ ذلِكَ.
فَحَجَّ بَعدَ هذَا الكَلامِ حَجَّتَينِ
تَمامَ الخَمسينَ.
١٠ / ٣
بَعضُ الخُلَفاءِ
١٣٤١. المناقب لابن شهرآشوب
: حُكِيَ أنَّهُ مَغِصَ بَعضُ الخُلَفاءِ فَعَجَزَ بَختيشوعُ النَّصرانِيُّ عَن
دَوائِهِ ، وأخَذَ جَليدا فَأَذابَهُ بِدَواءٍ ، ثُمَّ أخَذَ ماءً وعَقَدَهُ
بِدَواءٍ ، وقالَ : هذَا الطِّبُّ إلاّ أن يَكونَ مُستَجابَ دُعاءٍ ذا مَنزِلَةٍ
عِندَ اللّه يَدعو لَكَ.
فَقالَ الخَليفَةُ : عَلَيَّ بِموسَى
بنِ جَعفَرٍ. فَاُتِيَ بِهِ فَسَمِعَ فِي الطَّريقِ أنينَهُ ، فَدَعَا اللّه
سُبحانَهُ وزالَ مَغَصُ الخَليفَةِ.
فَقالَ لَهُ : بِحَقِّ جَدِّكَ
المُصطَفى أن تَقولَ بِمَ دَعَوتَ لي؟
فَقالَ عليهالسلام
قُلتُ : اللّهُمَّ كَما أرَيتَهُ ذُلَّ مَعصِيَتِهِ فَأَرِهِ عِزَّ طاعَتي ، فَشَفاهُ
اللّه مِن ساعَتِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الحادي عَشَرَ
من دعا له الإمام
الرّضا
١١ / ١
أحمَدُ بنُ عَبدِ
اللّه الكَرخِيُّ
١٣٤٢. عيون أخبار الرضا عليهالسلام عن محمّد بن إسحاق
عن كانَ لا يَعيشُ لي وَلَدٌ وتُوُفِّيَ لي بِضعَةَ عَشَرَ مِنَ الوَلَدِ ، فَحَجَجتُ
ودَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليهالسلام
، فَخَرَجَ إلَيَّ وهُوَ مُتَّزِرٌ بِإِزارٍ مُوَرَّدٍ ، فَسَلَّمتُ عَلَيهِ
وقَبَّلتُ يَدَهُ ، وسَأَلتُهُ عَن مَسائِلَ ، ثُمَّ شَكَوتُ إلَيهِ بَعدَ ذلِكَ
ما ألقى مِن قِلَّةِ بَقاءِ الوَلَدِ ، فَأَطرَقَ طَويلاً ، ودَعا مَلِيّا ، ثُمَّ
قالَ لي :
إنّي لَأَرجو أن تَنصَرِفَ ولَكَ حَملٌ
، وأن يولَدَ لَكَ وَلَدٌ بَعدَ وَلَدٍ ، وتَمَتَّعَ بِهِم أيّامَ حَياتِكَ ؛
فَإِنَّ اللّه تَعالى إذا أرادَ أن يَستَجيبَ الدُّعاءَ فَعَلَ ، وهُوَ عَلى كُلِّ
شَيءٍ قَديرٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١ / ٢
الحَسَنُ بنُ مَحبوبٍ
١٣٤٣. الإمام الرضا عليهالسلام ـ فيما كَتَبَهُ
إلَيهِ ـ : إنَّ اللّه قَد أيَّدَكَ بِحِكمَةٍ ، وأنطَقَها عَلى لِسانِكَ ، قَد
أحسَنتَ وأصَبتَ ، أصابَ اللّه بِكَ الرَّشادَ ، ويَسَّرَكَ لِلخَيرِ ، ووَفَّقَكَ
لِطاعَتِهِ. .
١١ / ٣
داوُودُ بنُ كَثيرٍ
الرِّقِّيُّ
١٣٤٤. قرب الإسناد عن الحسين بن يسار
: قَرَأتُ كِتابَهُ أيِ الإمامِ الرِّضا عليهالسلام.
إلى داوُودَ بنِ كَثيرٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرِّقِّيِّ ـ وهُوَ
مَحبوسٌ وكَتَبَ إلَيهِ يَسأَلُهُ الدُّعاءَ ـ فَكَتَبَ :
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، عافانَا
اللّه وإيّاكَ بِأَحسَنِ عافِيَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ بِرَحمَتِهِ ، كَتَبتُ
إلَيكَ وما بِنا مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّه ، لَهُ الحَمدُ لا شَريكَ لَهُ.
١١ / ٤
دِعبِلٌ
١٣٤٥. كمال الدين عن عبد السلام بن صالح
الهروي : دَخَلَ دِعبِلُ بنُ عَلِيٍّ
الخُزاعِيُّ عَلى أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا عليهالسلام بِمَروَ ، فَقالَ
لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنّي قَد قُلتُ فيكُم قَصيدَةً وآلَيتُ عَلى نَفسي
أن لا اُنشِدَها أحَدا قَبلَكَ.
فَقالَ عليهالسلام
: هاتِها. فَأَنشَدَها :
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ
|
|
ومَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
...
|
فَلَمّا بَلَغَ إلى قَولِهِ :
لَقَد خِفتُ فِي الدُّنيا وأيّامَ
سَعيِها
|
|
وإنّي لَأَرجُو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ لَهُ الرِّضا عليهالسلام : آمَنَكَ اللّه
يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ.
١١ / ٥
موسَى بنُ عُمَرَ بنِ
بَزيعٍ
١٣٤٦. عيون أخبار الرضا عليهالسلام
عن موسى بن عمر بن بزيع : كانَ عِندي
جارِيَتانِ حامِلَتانِ فَكَتَبتُ إلَى الرِّضا عليهالسلام
اُعلِمُهُ ذلِكَ ، وأسأَ لُهُ أن يَدعُوَ اللّه تَعالى أن يَجعَلَ ما في
بُطونِهِما ذَكَرَينِ ، وأن يَهَبَ لي ذلِكَ. قالَ : فَوَقَّعَ عليهالسلام : أفعَلُ إن شاءَ
اللّه تَعالى. ثُمَّ ابتَدَأَني عليهالسلام
بِكِتابٍ مُفرَدٍ نُسخَتُهُ :
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، عافانَا
اللّه وإياكَ بِأَحسَنِ عافِيَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ بِرَحمَتِهِ ، الاُمورُ
بِيَدِ اللّه عز وجل ، يُمضي فيها مَقاديرَهُ عَلى ما يُحِبُّ ، يولَدُ لَكَ
غُلامٌ وجارِيَةٌ إن شاءَ اللّه تَعالى ، فَسَمِّ الغُلامَ مُحَمَّدا وَالجارِيَةَ
فاطِمَةَ عَلى بَرَكَةِ اللّه تَعالى.
قالَ : فَوُلِدَ لي غُلامٌ وجارِيَةٌ
عَلى ما قالَهُ عليهالسلام.
١١ / ٦
يَزيدُ بنُ إسحاقَ
١٣٤٧. رجال الكشّي عن يزيد بن إسحاق
: خاصَمَني مَرَّةً أخي مُحَمَّدٌ وكانَ مُستَوِيا ـ قالَ : ـ فَقُلتُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَهُ لَمّا طالَ
الكَلامُ بَيني وبَينَهُ : إن كانَ صاحِبُكَ بِالمَنزِلَةِ الَّتي تَقولُ ، فَاسأَلهُ
أن يَدعُوَ اللّه لي حَتّى أرجِعَ إلى قَولِكُم.
قالَ : قالَ لي مُحَمَّدٌ : فَدَخَلتُ
عَلَى الرِّضا عليهالسلام
فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! إنَّ لي أخا وهُوَ أسَنُّ مِنّي ، وهُوَ يَقولُ
بِحَياةِ أبيكَ ، وأنَا كَثيرا ما اُناظِرُهُ ، فَقالَ لي يَوما مِنَ الأَيّامِ : سَل
صاحِبَكَ إن كانَ بِالمَنزِلَةِ الَّتي ذَكَرتَ أن يَدعُوَ اللّه لي حَتّى أصيرَ
إلى قَولِكُم ؛ فَإِنّي اُحِبُّ أن تَدعُوَ اللّه لَهُ.
قالَ : فَالتَفَتَ أبُو الحَسَنِ عليهالسلام نَحوَ القِبلَةِ ، فَذَكَرَ
ما شاءَ اللّه أن يُذكَرَ ، ثُمَّ قالَ :
اللّهُمَّ خُذ بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ
ومَجامِعِ قَلبِهِ ، حَتّى تَرُدَّهُ إلَى الحَقِّ ، قالَ : وكانَ يَقولُ هذا
وهُوَ رافِعٌ يَدَهُ اليُمنى.
قالَ : فَلَمّا قَدِمَ أخبَرَني بِما
كانَ ، فَوَاللّه ما لَبِثتُ إلاّ يَسيرا حَتّى قُلتُ بِالحَقِّ.
١١ / ٧
إخوانُهُ
١٣٤٨. الإمام الرضا عليهالسلام ـ لَمّا نازَعَهُ
إخوَتُهُ في إرثِ أبيهِ ووَصِيَّت : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه العَلِيِّ
العَظيمِ ، أما إنّي يا إخوَتي فَحَريصٌ عَلى مَسَرَّتِكُم ، اللّه يَعلَمُ. اللّهُمَّ
إن كُنتَ تَعلَمُ أنّي اُحِبُّ صَلاحَهُم وأنّي بارٌّ بِهِم ، واصِلٌ لَهُم ، رَفيقٌ
عَلَيهِم ، اُعنى بِاُمورِهِم لَيلاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونَهارا فَاجزِني
بِهِ خَيرا ، وإن كُنتُ عَلى غَيرِ ذلِكَ فَأَنتَ عَلاّمُ الغُيوبِ فَاجزِني بِهِ
ما أنَا أهلُهُ ، إن كانَ شَرّا فَشَرّا وإن كانَ خَيرا فَخَيرا. اللّهُمَّ
أصلِحهُم وأصلِح لَهُم ، وَاخسَأ عَنّا وعَنهُمُ الشَّيطانَ ، وأعِنهُم عَلى
طاعَتِكَ ووَفِّقهُم لِرُشدِكَ ، أمّا أنَا يا أخي
فَحَريصٌ عَلى مَسَرَّتِكُم ، جاهِدٌ عَلى صَلاحِكُم ، وَاللّه عَلى ما نَقولُ
وَكيلٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّاني
عَشَرَ
من دعا له الإمام
الجواد
١٢ / ١
عَلِيُّ بنُ
مَهزِيارَ
١٣٤٩. الغيبة عن الحسن بن شمّون
: قَرَأتُ هذِهِ الرِّسالَةَ عَلى عَلِيِّ بنِ مَهزِيارَ عَن أبي جَعفَرٍ الثّاني
بِخَطِّهِ : بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يا عَلِيُّ ، أحسَنَ اللّه جَزاكَ
وأسكَنَكَ جَنَّتَهُ ، ومَنَعَكَ مِنَ الخِزيِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وحَشَرَكَ
اللّه مَعَنا. يا عَلِيُّ قَد بَلَوتُكَ وخَبَرتُكَ فِي النَّصيحَةِ وَالطّاعَةِ
وَالخِدمَةِ وَالتَّوقيرِ وَالقِيامِ بِما يَجِبُ عَلَيكَ ، فَلَو قُلتُ إنّي لَم
أرَ مِثلَكَ لَرَجَوتُ أن أكونَ صادِقا ، فَجَزاكَ اللّه جَنّاتِ الفِردَوسِ
نُزُلاً ، فَما خَفِيَ عَلَيَّ مَقامُكَ ولا خِدمَتُكَ فِي الحَرِّ وَالبَردِ ، فِي
اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، فَأَسأَلُ اللّه إذا جَمَعَ الخَلائِقَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِلقِيامَةِ أن
يَحبُوَكَ
بِرَحمَةٍ تُغتَبَطُ بِها ، إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ.
١٣٥٠. رجال الكشّي عن عليّ بن مهزيار
ـ في ذِكرِ كُتُبِ الإِمامِ الجَوادِ عليهالسلام
إ : كَتَبتُ إلَيهِ أسأَ لُهُ التَّوَسُّعَ عَلَيَّ ، وَالتَّحليلَ لِما في يَدي.
فَكَتَبَ : وَسَّعَ اللّه عَلَيكَ ، ولِمَن
سَأَلتَ بِهِ التَّوسِعَةَ في أهلِكَ ، ولِأَهلِ بَيتِكَ ، ولَكَ ـ يا عَلِيُّ ـ عِندي
مِن أكبَرِ التَّوسِعَةِ ، وأنَا أسأَلُ اللّه أن يَصحَبَكَ بِالعافِيَةِ ، ويُقدِمَكَ
عَلَى العافِيَةِ ، ويَستُرَكَ بِالعافِيَةِ ؛ إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ.
وسَأَلتُهُ الدُّعاءَ فَكَتَبَ إلَيَّ :
وأمّا ما سَأَلتَ مِنَ الدُّعاءِ فَإِنَّكَ بَعدُ لَستَ تَدري كَيفَ جَعَلَكَ
اللّه عِندي ، ورُبَّما سَمَّيتُكَ بِاسمِكَ ونَسَبِكَ ، مَعَ كَثرَةِ عِنايَتي
بِكَ ومَحَبَّتي لَكَ ومَعرِفَتي بِما أنتَ إلَيهِ ، فَأَدامَ اللّه لَكَ أفضَلَ
ما رَزَقَكَ مِن ذلِكَ ، ورَضِيَ عَنكَ بِرِضائي ، وبَلَّغَكَ أفضَلَ نِيَّتِكَ ، وأنزَلَكَ
الفِردَوسَ الأَعلى بِرَحمَتِهِ ، إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ ، حَفِظَكَ اللّه
وتَوَلاّكَ ودَفَعَ الشَّرَّ عَنكَ بِرَحمَتِهِ ، وكَتَبتُ بِخَطّي.
١٣٥١. رجال الكشّي عن عليّ بن مهزيار
ـ في كِتابٍ لِلإِمامِ الجَوادِ عليهالسلام
إلَيهِ : قَد وَصَلَ إلَيَّ كِتابُكَ ، وقَد فَهِمتُ ما ذَكَرتَ فيهِ ومَلَأتَني
سُرورا فَسَرَّكَ اللّه ، وأنَا أرجو مِنَ الكافِي الدّافِعِ أن يَكفِيَ كَيدَ
كُلِّ كائِدٍ إن شاءَ اللّه تَعالى.
وفي كِتابٍ آخَرَ : وقَد فَهِمتُ ما
ذَكَرتَ مِن أمرِ القُمِّيّينَ ، خَلَّصَهُمُ اللّه وفَرَّجَ عَنهُم ، وسَرَرتَني
بِما ذَكَرتَ مِن ذلِكَ ولَم تَزَل تَفعَلُ ، سَرَّكَ اللّه بِالجَنَّةِ ورَضِيَ
عَنكَ بِرِضائي عَنكَ ، وأنَا أرجو مِنَ اللّه حُسنَ العَونِ وَالرَّأفَةِ ، وأقولُ
: حَسبُنَا اللّه ونِعمَ الوَكيلُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كِتابٍ لِلإِمامِ الجَوادِ عليهالسلام إلَيهِ وفي كِتابٍ
آخَرَ بِالمَدينَةِ : فَاشخَص إلى مَنزِلِكَ ، صَيَّرَكَ اللّه إلى خَيرِ مَنزِلٍ
في دُنياكَ وآخِرَتِكَ.
وفي كِتابٍ آخَرَ : وأسأَلُ اللّه أن
يَحفَظَكَ مِن بَينِ يَدَيكَ ومِن خَلفِكَ وفي كُلِّ حالاتِكَ ، فَأَبشِر ؛
فَإِنّي أرجو أن يَدفَعَ اللّه عَنكَ.
١٢ / ٢
مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ
١٣٥٢. الغيبة للطوسي عن عليّ بن الحسين بن
داوود : سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ الثّانِيَ عليهالسلام يَذكُرُ مُحَمَّدَ
بنَ سِنانٍ بِخَيرٍ ويَقولُ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَضِيَ اللّه عَنهُ بِرِضائي عَنهُ ؛
فَما خالَفَني وما خالَفَ أبي قَطُّ.
١٣٥٣. رجال الكشّي عن محمّد بن مرزبان عن
محمّد بن سنان : شَكَوتُ إلَى
الرِّضا عليهالسلام
وَجَعَ العَينِ ، فَأَخَذَ قِرطاسا فَكَتَبَ إلى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام ، وهُوَ أقَلُّ مِن
يَدي ، فَدَفَعَ الكِتابَ
إلَى الخادِمِ وأمَرَني أن أذهَبَ مَعَهُ وقالَ : اُكتُم.
فَأَتَيناهُ وخادِمٌ قَد حَمَلَهُ ـ قالَ
: ـ فَفَتَحَ الخادِمُ الكِتابَ بَينَ يَدَي أبي جَعفَرٍ عليهالسلام ، فَجَعَلَ أبو
جَعفَرٍ عليهالسلام
يَنظُرُ فِي الكِتابِ ويَرفَعُ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ ، ويَقولُ : ناجٍ. فَفَعَلَ
ذلِكَ مِرارا فَذَهَبَ كُلُّ وَجَعٍ في عَيني ، وأبصَرتُ بَصَرا لا يُبصِرُهُ
أحَدٌ.
قالَ : فَقُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليهالسلام : جَعَلَكَ اللّه
شَيخا عَلى هذِهِ الاُمَّةِ ، كَما جَعَلَ عيسَى بنَ مَريَمَ شَيخا عَلى بَني
إسرائيلَ.
قالَ : ثُمَّ قُلتُ لَهُ : يا شَبيهَ
صاحِبِ فُطرُسَ .قالَ
: وَانصَرَفتُ ، وقَد أمَرَنِي الرِّضا عليهالسلام
أن أكتُمَ ، فَما زِلتُ صَحيحَ البَصَرِ ، حَتّى أذَعتُ ما كانَ مِن أبي جَعفَرٍ عليهالسلام في أمرِ عَيني ، فَعاوَدَنِي
الوَجَعُ.
١٢ / ٣
مُحَمَّدُ بنُ
عُمَيرٍ الرّازِيُّ
وأخوه
١٣٥٤. الخرائج والجرائح عن محمّد بن عمير بن
واقد الرازي دَخَلتُ عَلى أبي
جَعفَرٍ ابنِ الرِّضا عليهماالسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومَعي أخي بِهِ بُهرٌ
شَديدٌ ، فَشَكا
إلَيهِ ذلِكَ البُهرَ فَقالَ عليهالسلام
: عافاكَ اللّه مِمّا تَشكو. فَخَرَجنا مِن عِندِهِ وقَد عوفِيَ ، فَما عادَ
إلَيهِ ذلِكَ البُهرُ إلى أن ماتَ.
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَيرٍ : وكانَ
يُصيبُني وَجَعٌ في خاصِرَتي في كُلِّ اُسبوعٍ ، فَيَشتَدُّ ذلِكَ بي أيّاما ، فَسَأَلتُهُ
أن يَدعُوَ لي بِزَوالِهِ عَنّي.
فَقالَ : وأنتَ ، فَعافاكَ اللّه. فَما
عادَ إلى هذِهِ الغايَةِ. .
١٢ / ٤
يونُسُ بنُ عَبدِ
الرَّحمنِ
١٣٥٥. رجال الكشّي عن أبي هاشم الجعفري
: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الرِّضا عليهماالسلامعَن يونُسَ ، فَقالَ
: مَن يونُسُ؟ فَقُلتُ : مَولى عَلِيِّ بنِ يَقطينٍ.
فَقالَ : لَعَلَّكَ تُريدُ يونُسَ بنَ
عَبدِ الرَّحمنِ؟ فَقُلتُ : لا وَاللّه لا أدري ابنُ مَن هُوَ؟ قالَ : بَل هُوَ
ابنُ عَبدِ الرَّحمنِ.
ثُمَّ قالَ : رَحِمَ اللّه يونُسَ ، رَحِمَ
اللّه يونُسَ ، نِعمَ العَبدُ كانَ للّه عز وجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢ / ٥
جَمعٌ مِن أصحابِهِ
١٣٥٦. الغيبة للطوسي عن أبي طالب القمّي
: دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ الثّاني عليهالسلام
في آخِرِ عُمُرِهِ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ :
جَزَى اللّه صَفوانَ بنَ يَحيى ، ومُحَمَّدَ
بنَ سِنانٍ ، وزَكَرِيَّا بنَ آدَمَ ، وسَعدَ بنَ سَعدٍ ، عَنّي خَيرا ؛ فَقَد
وَفَوا لي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّالِثَ
عَشَرَ
من دعا له الإمام
الهادي
١٣ / ١
دُعاؤُهُ لِأَبي هاشِمٍ
الجَعفَرِيِّ
١٣٥٧. الخرائج والجرائح
: رُوِيَ أنَّ أبا هاشِمٍ الجَعفَرِيَّ كانَ مُنقَطِعا إلى أبِي الحَسَنِ بَعدَ
أبيهِ أبي جَعفَرٍ وجَدِّهِ الرِّضا عليهمالسلام
، فَشَكى إلى أبِي الحَسَنِ عليهالسلام
ما يَلقى مِنَ الشَّوقِ إلَيهِ إذَا انحَدَرَ مِن عِندِهِ إلى بَغدادَ.
ثُمَّ قالَ لَهُ : يا سَيِّدي ، اُدعُ
اللّه لي ، فَرُبَّما لَم أستَطِع رُكوبَ الماءِ خَوفَ الإِصعادِ
وَالبُط ءِ عَنكَ ، فَسِرتُ إلَيكَ عَلَى الظَّهرِ ، وما لي مَركوبٌ سِوى بِرذَوني
هذِهِ عَلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضَعفِها ، فَادعُ
اللّه لي أن يُقَوِّيَني عَلى زِيارَتِكَ.
فَقالَ : قَوّاكَ اللّه يا أبا هاشِمٍ ،
وقَوّى بِرذَونَكَ. .
١٣ / ٢
دُعاؤُهُ لِحُمرانَ
١٣٥٨. مكارم الأخلاق عن حمران
: كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عليهالسلام
: جُعِلتُ فِداكَ ، قِبَلي رَجُلٌ مِن مَواليكَ بِهِ حَصرُ البَولِ ، وهُوَ
يَسأَلُكَ الدُّعاءَ أن يُلبِسَهُ اللّه عز وجل العافِيَةَ ، وَاسمُهُ نَفيسٌ
الخادِمُ.
فَأَجابَ : كَشَفَ اللّه ضُرَّكَ ، ودَفَعَ
عَنكَ مَكارِهَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَأَلِحَّ عَلَيهِ بِالقُرآنِ فَإِنَّهُ
يُشفى إن شاءَ اللّه تَعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٣ / ٣
جَمعٌ مِن أصحابِهِ
١٣٥٩. رجال الكشّي عن محمّد بن الفرج
: كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ عليهالسلام
أسأَ لُهُ عَن أبي عَلِيِّ بنِ راشِدٍ ، وعَن عيسَى بنِ جَعفَرِ بنِ عاصِمٍ وَابنِ
بَندٍ.
فَكَتَبَ إلَيَّ : ذَكَرتَ ابنَ راشِدٍ
رَحِمَهُ اللّه ، فَإِنَّهُ عاشَ سَعيدا وماتَ شَهيدا. ودَعا لاِبنِ بَندٍ
وَالعاصِمِيِّ ، وَابنُ بَندٍ ضُرِبَ بِالعَمودِ حَتّى قُتِلَ ، وأبو جَعفَرٍ
ضُرِبَ ثَلاثَمِئَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَوطٍ ورُمِيَ بِهِ
فِي دِجلَةَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الرّابِعَ
عَشَرَ
من دعا له الإمام
العسكريّ
١٤ / ١
إبراهيمُ بنُ
إسماعيلَ
١٣٦٠. الخرائج والجرائح عن جعفر بن الشريف الجرجاني
: حَجَجتُ سَنَةً فَدخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام
بِسُرَّ مَن رَأى ... فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنَّ إبراهيمَ بنَ إسماعيلَ
الجُرجانِيَ ـ وهُوَ مِن شيعَتِكَ ـ كَثيرُ المَعروفِ إلى أولِيائِكَ ، يُخرِجُ
إلَيهِم فِي السَّنَةِ مِن مالِهِ أكثَرَ مِن مِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ ، وهُوَ أحَدُ
المُتَقَلِّبينَ في نِعَمِ اللّه بِجُرجانَ.
فَقالَ : شَكَرَ اللّه لِأَبي إسحاقَ
إبراهيمَ بنِ إسماعيلَ صَنيعَتَهُ إلى شِيعَتِنا ، وغَفَرَ لَهُ ذُنوبَهُ ، ورَزَقَهُ
ذَكَرا سَوِيّا قائِلاً بِالحَقِّ ، فَقُل لَهُ : يَقولُ لَكَ الحَسَنُ بنُ
عَلِيٍّ : سَمِّ ابنَكَ أحمَدَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤ / ٢
إبراهيمُ بنُ عَبدَةَ
١٣٦١. الإمام العسكريّ عليهالسلام ـ مِن كِتابِهِ إلى
إسحاقَ بنِ إسماعيلَ ـ : عَلى إبراهيمَ بنِ عَبدَةَ سَلامُ اللّه ورَحمَتُهُ ، وعَلَيكَ
يا إسحاقُ وعَلى جَميعِ مَوالِيَّ السَّلامُ كَثيرا ، سَدَّدَكُمُ اللّه جَميعا
بِتَوفيقِهِ.
١٣٦٢. عنه عليهالسلام ـ مِن كِتابِهِ إلى
إبراهيمَ بنِ عَبدَةَ ـ : وكِتابِي الَّذي وَرَدَ عَلى إبراهيمَ بنِ عَبدَةَ
بِتَوكيلي إيّاهُ لِقَبضِ حُقوقي مِن مَوالينا هُناكَ. نَعَم هُوَ كِتابي بِخَطّي
إلَيهِ ـ أعني إبراهيمَ بنَ عَبدَةَ ـ لَهُم بِبَلَدِهِم حَقّا غَيرَ باطِلٍ ، فَليَتَّقُوا
اللّه حَقَّ تُقاتِهِ ، وَليُخرِجوا مِن حُقوقي وَليَدفَعوها إلَيهِ ، فَقَد جَوَّزتُ
لَهُ ما يَعمَلُ بِهِ فيها ، وَفَّقَهُ اللّه ومَنَّ عَلَيهِ بِالسَّلامَةِ مِنَ
التَّقصيرِ بِرَحمَتِهِ.
١٣٦٣. عنه عليهالسلام ـ مِن كِتابِهِ إلى
عَبدِ اللّه بنِ حَمدَوَيهِ ا : وبَعدُ ، فَقَد نَصَبتُ لَكُم إبراهيمَ بنَ
عَبدَةَ لِيَدفَعَ النّواحي وأهلُ ناحِيَتِكَ حُقوقِيَ الواجِبَةَ عَلَيكُم إلَيهِ
، وجَعَلتُهُ ثِقَتي وأميني عِندَ مَوالِيَّ هُناكَ ، فَليَتَّقُوا اللّه
وَليُراقِبوا وَليُؤَدُّوا الحُقوقَ ، فَلَيسَ لَهُم عُذرٌ في تَركِ ذلِكَ ولا
تَأخيرِهِ ، ولا أشقاهُمُ اللّه بِعِصيانِ أولِيائِهِ ، ورَحِمَهُمُ اللّه وإيّاكَ
مَعَهُم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِرَحمَتي لَهُم ، إنَّ
اللّه واسِعٌ كَريمٌ.
١٤ / ٣
إسحاقُ بنُ إسماعيلَ
١٣٦٤. رجال الكشّي :
حَكى بَعضُ الثِّقاتِ بِنَيسابورَ أنَّهُ خَرَجَ لاِءِسحاقِ بنِ إسماعيلَ مِن أبي
مُحَمَّدٍ عليهالسلام
تَوقيعٌ : يا إسحاقَ بنَ إسماعيلَ ، سَتَرَنَا اللّه وإيّاكَ بِسَترِهِ ، وتَوَلاّكَ
في جَميعِ اُمورِكَ بِصُنعِهِ ، قَد فَهِمتُ كِتابَكَ يَرحَمُكَ اللّه ، ونَحنُ
بِحَمدِ اللّه ونِعمَتِهِ أهلُ بَيتٍ نَرِقُّ عَلى مَوالينا ، ونَسُرُّ بِتَتابُعِ
إحسانِ اللّه إلَيهِم وفَضلِهِ لَدَيهِم ، ونَعتَدُّ بِكُلِّ نِعمَةٍ يُنعِمُهَا
اللّه عز وجل عَلَيهِم.
فَأَتَمَّ اللّه عَلَيكُم بِالحَقِّ
ومَن كانَ مِثلَكَ ـ مِمَّن قَد رَحِمَهُ اللّه وبَصَّرَهُ بَصيرَتَكَ ، ونَزَعَ
عَنِ الباطِلَ ولَم يَعمَ في طُغيانِهِ ـ نِعَمَهُ ؛ فَإِنَّ تَمامَ النِّعمَةِ
دُخولُكَ الجَنَّةَ ، ولَيسَ مِن نِعمَةٍ وإن جَلَّ أمرُها وعَظُمَ خَطَرُها إلاّ
وَالحَمدُ للّه ـ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ ـ عَلَيها مُؤَدّى شُكرِها.
وأنَا أقولُ : الحَمدُ للّه مِثلَ ما
حَمِدَ اللّه بِهِ حامِدٌ إلى أبَدِ الأَبَدِ ، بِما مَنَّ عَلَيكَ مِن نِعمَةٍ ، ونَجّاكَ
مِنَ الهَلَكَةِ ، وسَهَّلَ سَبيلَكَ عَلَى العَقَبَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ / ٤
عيسَى بنُ صَبيحٍ
١٣٦٥. الخرائج والجرائح عن عيسى بن صبيح
: دَخَلَ الحَسَنُ العَسكَرِيُّ عليهالسلام
عَلَينَا الحَبسَ ، وكُنتُ بِهِ عارِفا.
فَقالَ لي : لَكَ خَمسٌ وسِتّونَ سَنَةً
وشَهرٌ ويَومانِ. وكانَ مَعي كِتابُ دُعاءٍ عَلَيهِ تاريخُ مَولِدي ، وإنّي
نَظَرتُ فيهِ فَكانَ كَما قالَ.
وقالَ : هَل رُزِقتَ وَلَدا؟ قُلتُ : لا.
فَقالَ : اللّهُمَّ ارزُقهُ وَلَدا
يَكونُ لَهُ عَضُدا ، فَنِعمَ العَضُدُ الوَلَدُ. ثُمَّ تَمَثَّلَ عليهالسلام :
مَن كانَ ذا عَضُدٍ يُدرِك ظُلامَتَهُ
|
|
إنَّ الذَّليلَ الَّذي لَيسَت لَهُ
عَضُدُ
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤ / ٥
الفَضلُ بنُ شاذانَ
١٣٦٦. رجال الكشّي عن محمّد بن إبراهيم
السمرقندي عن بورق خَرَجتُ إلى سُرَّ مَن رَأى
ومَعي كِتابُ يَومٍ ولَيلَةٍ ، فَدَخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام ... فَقُلتُ لَهُ : الفَضلُ
بنُ شاذانَ شَديدُ العِلَّةِ ، ويَقولونَ : إنَّها مِن دَعوَتِكَ بِمَوجِدَتِكَ
عَلَيهِ لِما ذَكَروا عَنهُ أنَّهُ قالَ : إنَّ وَصِيَّ إبراهيمَ خَيرٌ مِن
وَصِيِّ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
، ولم يَقُل ـ جُعِلتُ فِداكَ ـ هكَذا ، كَذَبوا عَلَيهِ. فَقالَ : نَعَم ، رَحِمَ
اللّه الفَضلَ.
قال بورَقٌ : فَرَجَعتُ فَوَجَدتُ الفَضلَ
قَد تُوُفِّيَ فِي الأَيّامِ الَّتي قالَ أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام : رَحِمَ اللّه
الفَضلَ.
١٤ / ٦
مُحَمَّدُ بنُ
الحَسَنِ
١٣٦٧. الكافي عن محمّد بن الحسن بن شمّون
: كَتَبتُ إلى أبي
مُحَمَّدٍ عليهالسلام
أسأَ لُهُ أن يَدعُوَ اللّه لي مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَجَعِ عَيني ، وكانَت
إحدى عَينَيَّ ذاهِبَةً ، وَالاُخرى عَلى شَرَفِ ذَهابٍ ، فَكَتَبَ إلَيَّ : حَبَسَ
اللّه عَلَيكَ عَينَكَ فَأَفاقَتِ الصَّحيحَةُ.
ووَقَّعَ في آخِرِ الكِتابِ : أعَزَّكَ
اللّه ، آجَرَكَ اللّه وأحسَنَ ثَوابَكَ. فَاغتَمَمتُ لِذلِكَ ولَم أعرِف في أهلي
أحَدا ماتَ ، فَلَمّا كانَ بَعدَ أيّامٍ جاءَتني وَفاةُ ابني طَيِّبٍ ، فَعَلِمتُ
أنَّ التَّعزِيَةَ لَهُ.
١٤ / ٧
مُحَمَّدُ بنُ
دَريابَ
١٣٦٨. كشف الغمّة عن محمّد بن درياب الرقّاشي
: كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام
أسأَ لُهُ عَنِ المِشكاةِ
، وأن يَدعُوَ اللّه لاِمرَأَتي ـ وكانَت حامِلاً عَلى رَأسِ وَلَدِها ـ أن
يَرزُقَنِي اللّه وَلَدا ذَكَرا ، وسَأَلتُهُ أن يُسَمِّيَهُ.
فَرَجَعَ الجَوابُ : المِشكاةُ قَلبُ
مُحَمَّدٍ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ ، ولَم يُجِبني عَنِ امرَأَتي بِشَيءٍ ، وكَتَبَ
في آخِرِ الكِتابِ :
عَظَّمَ اللّه أجرَكَ وأخلَفَ عَلَيكَ. فَوَلَدَت
وَلَدا مَيِّتا ، وحَمَلَت بَعدَهُ فَوَلَدَت غُلاما. .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤ / ٨
مُحَمَّدُ بنُ
عَلِيِّ بنِ إبراهيمَ
١٣٦٩. كشف الغمّة عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم
الهمداني : كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام أسأَ لُهُ أن
يَدعُوَ اللّه أن اُرزَقَ وَلَدا ذَكَرا مِنِ ابنَةِ عَمّي.
فَوَقَّعَ : رَزَقَكَ اللّه ذُكرانا. فَوُلِدَ
لي أربَعَةٌ.
راجع
: ص ٤١٣ ح ١١٦٠.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الخامِسَ
عَشَرَ :
من دعا له الإمام
المهديّ
١٥ / ١
إبراهيمُ بنُ
مَهزِيارَ
١٣٧٠. كمال الدين عن إبراهيم بن مهزيار
ـ في خَبرِ تَشَرُّفِهِ بِلِقاءِ الإِمامِ المَهدِي : مَكَثتُ عِندَهُ حينا ... فَاستَأذَنتُهُ
بِالقُفولِ
، وأعلَمتُهُ عَظيمَ ما أصدُرُ بِهِ عَنهُ مِنَ التَّوَحُّشِ لِفُرقَتِهِ ، وَالتَّجَزُّعِ
لِلظَّعنِ
عَن مَحالِّهِ ، فَأَذِنَ وأردَفَني مِن صالِحِ دُعائِهِ ما يَكونُ ذُخرا عِندَ
اللّه ، ولِعَقِبي وقَرابَتي إن شاءَ اللّه.
فَلَمّا أزِفَ
ارتِحالي ، وتَهَيَّأَ اعتِزامُ نَفسي ، غَدَوتُ عَلَيهِ مُوَدِّعا ومُجَدِّدا
لِلعَهدِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعَرَضتُ عَلَيهِ
مالاً كانَ مَعي يَزيدُ عَلى خَمسينَ ألفَ دِرهَمٍ ، وسَأَلتُهُ أن يَتَفَضَّلَ
بِالأَمرِ بِقَبولِهِ مِنّي.
فَابتَسَمَ وقالَ : يا أبا إسحاقَ ، استَعِن
بِهِ عَلى مُنصَرَفِكَ ؛ فَإِنَّ الشُّقَّةَ قُذفَةٌ
وفَلَواتِ الأَرضِ أمامَكَ جَمَّةٌ ، ولا تَحزَن لاِءِعراضِنا عَنهُ ؛ فَإِنّا قَد
أحدَثنا لَكَ شُكرَهُ ونَشرَهُ ، ورَبَّضناهُ
عِندَنا بِالتَّذكِرَةِ وقَبولِ المِنَّةِ ، فبَارَكَ اللّه فيما خَوَّلَكَ ، وأدامَ
لَكَ ما نَوَّلَكَ
، وكَتَبَ لَكَ أحسَنَ ثَوابِ المُحسِنينَ وأكرَمَ آثارِ الطّائِعينَ ؛ فَإِنَّ
الفَضلَ لَهُ ومِنهُ.
وأسأَلُ اللّه أن يَرُدَّكَ إلى
أصحابِكَ بِأَوفَرِ الحَظِّ مِن سَلامَةِ الأَوبَةِ
وأكنافِ
الغِبطَةِ بِلينِ المُنصَرَفِ ، ولا أوعَثَ
اللّه لَكَ سَبيلاً ، ولا حَيَّرَ لَكَ دَليلاً ، وأستَودِعُهُ نَفسَكَ وَديعَةً
لا تَضيعُ ولا تَزولُ بِمَنِّهِ ولُطفِهِ إن شاءَ اللّه.
١٥ / ٢
أبو عَبدِ اللّه بنُ
صالِحٍ
١٣٧١. الكافي عن أبي عبد اللّه بن صالح
: خَرَجتُ سَنَةً مِنَ
السِّنينَ بِبَغدادَ فَاستَأذَنتُ فِي الخُروجِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلَم يُؤذَن لي ، فَأَقَمتُ
اثنَينِ وعِشرينَ يَوما وقَد خَرَجَتِ القافِلَةُ إلَى النَّهرَوانِ ، فَاُذِنَ
فِي الخُروجِ لي يَومَ الأَربِعاءِ ، وقيلَ لي : اُخرُج فيهِ.
فَخَرَجتُ وأنَا آئِسٌ مِنَ القافِلَةِ
أن ألحَقَها ، فَوافَيتُ النَّهرَوانَ وَالقافِلَةُ مُقيمَةٌ ، فَما كانَ إلاّ أن
أعلَفتُ جِمالي شَيئا حتّى رَحَلَتِ القافِلَةُ ، فَرَحَلتُ وقَد دَعا لي
بِالسَّلامَةِ ، فَلَم ألقَ سوءا ، وَالحَمدُ للّه.
١٥ / ٣
ابنُ بابَوَيهِ
١٣٧٢. الغيبة للطوسي عن أبي جعفر محمّد بن
عليّ الأسود : سَأَلَني عَلِيُّ
بنُ الحُسَينِ بنِ موسَى بنِ بابَوَيهِ بَعدَ مَوتِ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ
العَمرِيِّ ، أن أسأَلَ أبَا القاسِمِ الرَّوحِيَّ ، أن يَسأَلَ مَولانا صاحِبَ
الزَّمانِ عليهالسلام
أن يَدعُوَ اللّه أن يَرزُقَهُ وَلَدا ذَكَرا.
قالَ : فَسَأَلتُهُ فَأَنهى
ذلِكَ ، ثُمَّ أخبَرَني بَعدَ ذلِكَ بِثَلاثَةِ أيّامٍ أنَّهُ قَد دَعا لِعَلِيِّ
بنِ الحُسَينِ فَإِنَّهُ سَيولَدُ لَهُ وَلَدٌ مُبارَكٌ يَنفَعُ اللّه بِهِ ، وبَعدَهُ
أولادٌ.
قالَ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ
الأَسوَدُ : وسَأَلتُهُ في أمرِ نَفسي أن يَدعُوَ لي أن اُرزَقَ وَلَدا ذَكَرا فَلَم
يُجِبني إلَيهِ ، وقالَ لي : لَيسَ إلى هذا سَبيلٌ.
قالَ : فَوُلِدَ لِعَلِيِّ بنِ
الحُسَينِ تِلكَ السَّنَةَ ابنُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وبَعدَهُ أولادٌ ، ولَم
يولَد لي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٣٧٣. رجال النجاشي
: عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ موسَى بنِ بابَوَيهِ القُمِّيُّ أبو الحَسَنِ ، شَيخُ
القُمِّيّينَ في عَصرِهِ ، ومُتَقَدِّمُهُم وفَقيهُهُم وثِقَتُهُم. كانَ قَدِمَ
العِراقَ ، وَاجتَمَعَ مَعَ أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ رَوحٍ رحمه الله وسَأَلَهُ
مَسائِلَ ، ثُمَّ كاتَبَهُ بَعدَ ذلِكَ عَلى يَدِ عَلِيِّ بنِ جَعفَرِ بنِ
الأَسوَدِ ، يَسأَلُهُ أن يوصِلَ لَهُ رُقعَةً إلَى الصّاحِبِ عليهالسلام ويَسأَلَهُ فيهَا
الوَلَدَ.
فَكَتَبَ إلَيهِ : قَد دَعَونَا اللّه
لَكَ بِذلِكَ ، وسَتُرزَقُ وَلَدَينِ ذَكَرَينِ خَيِّرَينِ. فَوُلِدَ لَهُ أبو
جَعفَرٍ وأبو عَبدِ اللّه مِن اُمِّ وَلَدٍ. وكانَ أبو عَبدِ اللّه الحُسَينُ بنُ
عُبَيدِ اللّه يَقولُ : سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ يَقولُ : أنَا وُلِدتُ بِدَعوَةِ
صاحِبِ الأَمرِ عليهالسلام
، ويَفتَخِرُ بِذلِكَ.
١٥ / ٤
القاسِمُ بنُ
العَلاءِ
١٣٧٤. الإرشاد عن القاسم بن العلاء
: وُلِدَ لي عِدَّةُ بَنينَ ، فَكُنتُ أكتُبُ وأسأَلُ الدُّعاءَ لَهُم فلا يُكتَبُ
إلَيَّ بِشَيءٍ مِن أمرِهِم ، فَماتوا كُلُّهُم ، فَلَمّا وُلِدَ لِيَ الحُسَينُ
ابني ، كَتَبتُ أسأَلُ الدُّعاءَ لَهُ فَاُجِبتُ ، فَبَقِيَ وَالحَمدُ للّه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٣٧٥. دلائل الإمامة عن القاسم بن العلاء
: كَتَبتُ إلى صاحِبِ الزَّمانِ عليهالسلام
ثَلاثَةَ كُتُبٍ في حَوائِجَ لي ، وأعلَمتُهُ أنَّني رَجُلٌ قَد كَبِرَ سِنّي
وأنَّهُ لا وَلَدَ لي ، فَأَجابَني عَنِ الحَوائِجِ ولَم يُجِبني فِي الوَلَدِ
بِشَيءٍ.
فَكَتَبتُ إلَيهِ فِي الرّابِعَةِ
كِتابا ، وسَأَلتُهُ أن يَدعُوَ اللّه لي أن يَرزُقَني وَلَدا ، فَأَجابَني
وكَتَبَ بِحَوائِجي.
فَكَتَبَ : اللّهُمَّ ارزُقهُ وَلَدا
ذَكَرا تُقِرُّ بِهِ عَينَيهِ ، وَاجعَل هذَا الحَملَ الَّذي لَهُ وارِثا.
فَوَرَدَ الكِتابُ وأنَا لا أعلَمُ أنَّ
لي حَملاً ، فَدَخَلتُ إلى جارِيَتي فَسَأَلتُها عَن ذلِكَ ، فَأَخبَرَتني أنَّ
عِلَّتَها قَدِ ارتَفَعَت ، فَوَلَدَت غُلاما.
١٥ / ٥
مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ
اللّه الحِميَرِيُّ
١٣٧٦. الغيبة للطوسي عن محمّد بن عبد اللّه بن
جعفر الحمي ـ في ذَيلِ كِتابِهِ إلَى
الإِمامِ المَهدِيِّ عليه : ... وتَفَضَّل عَلَيَّ بِدُعاءٍ جامِعٍ لي ولاِءِخواني
، لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَعَلتَ مُثابا إن شاءَ اللّه تَعالى.
التَّوقيعُ : جَمَعَ اللّه لَكَ
ولاِءِخوانِكَ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ.
١٣٧٧. الاحتجاج
: في كِتابٍ آخَرَ لِمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه الحِميَرِيِّ إلى صاحِبِ الزَّمانِ
عليهالسلام
، مِن جَوابِ مَسائِلِهِ الَّتي سَأَلَ عَنها في سَنَةِ سَبعٍ وثَلاثِمِئَةٍ ... وسَأَلَهُ
الدُّعاءَ لَهُ ، فَخَرَجَ الجَوابُ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جادَ اللّه عَلَيهِ بِما هُوَ ـ جَلَّ
وتَعالى ـ أهلُهُ ؛ إيجابَنا لِحَقِّهِ ، ورِعايَتَنا لِأَبيهِ ـ رَحِمَهُ اللّه ـ
وقُربَهُ مِنّا ... نَسأَلُ اللّه بِمَسأَلَتِهِ ما أمَّلَهُ مِن كُلِّ خَيرٍ
عاجِلٍ وآجِلٍ ، وأن يُصلِحَ لَهُ مِن أمرِ دينِهِ ودُنياهُ ما يُحِبُّ صَلاحَهُ ،
إنَّهُ وَلِيٌّ قَديرٌ.
١٥ / ٦
مُحَمَّدُ بنُ
عُثمانَ العَمرِيُّ وأبوهُ
١٣٧٨. كمال الدين عن عبد اللّه بن جعفر
الحميري : خَرَجَ التَّوقيعُ إلَى الشَّيخِ أبي
جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ العَمرِيِّ فِي التَّعزِيَةِ بِأَبيهِ ـ رضاللهعنهما
ـ في فَصلٍ مِنَ الكِتابِ :
إنّا للّه وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، تَسليما
لِأَمرِهِ ورِضاءً بِقَضائِهِ ، عاشَ أبوكَ سَعيدا ، وماتَ حَميدا ، فَرَحِمَهُ
اللّه وألحَقَهُ بِأَولِيائِهِ ومَواليهِ عليهمالسلام
، فَلَم يَزَل مُجتَهِدا في أمرِهِم ، ساعِيا فيما يُقَرِّبُهُ إلَى اللّه عز وجل
وإلَيهِم ، نَضَّرَ اللّه وَجهَهُ ، وأقالَهُ عَثرَتَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي فَصلٍ آخَرَ :
أجزَلَ اللّه لَكَ الثَّوابَ وأحسَنَ
لَكَ العَزاءَ ، رُزِئتَ ورُزِئنا وأوحَشَكَ فِراقُهُ وأوحَشَنا ، فَسَرَّهُ اللّه
في مُنقَلَبِهِ ، وكانَ مِن كَمالِ سَعادَتِهِ أن رَزَقَهُ اللّه عز وجل وَلَدا
مِثلَكَ يَخلُفُهُ مِن بَعدِهِ ، ويَقومُ مَقامَهُ بِأَمرِهِ ويَتَرَحَّمُ عَلَيهِ
، وأقولُ : الحَمدُ للّه ؛ فَإِنَّ الأَنفُسَ طَيِّبَةٌ بِمَكانِكَ وما جَعَلَهُ
اللّه عز وجل فيكَ وعِندَكَ ، أعانَكَ اللّه وقَوّاكَ وعَضَدَكَ ووَفَّقَكَ ، وكانَ
اللّه لَكَ وَلِيّا وحافِظا وراعِيا وكافِيا ومُعينا.
١٥ / ٧
الشَّيخُ المُفيدُ
١٣٧٩. الاحتجاج
: ذِكرُ كِتابٍ وَرَدَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ ـ حَرَسَهَا اللّه ورَعاها
ـ في أيّامٍ بَقِيَت مِن صَفَرٍ سَنَةَ عَشرٍ وأربَعِمِئَةٍ ، عَلَى الشَّيخِ المُفيدِ
أبي عَبدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعمانِ ـ قَدَّسَ اللّه روحَهُ
ونَوَّرَ ضَريحَهُ ـ ذَكَرَ موصِلُهُ أنَّهُ يَحمِلُهُ مِن ناحِيَةٍ مُتَّصِلَةٍ
بِالحِجازِ ، نُسخَتُهُ :
لِلأَخِ السَّديدِ ، وَالوَلِيِّ
الرَّشيدِ ، الشَّيخِ المُفيدِ ...
أدامَ اللّه تَوفيقَكَ لِنُصرَةِ
الحَقِّ ، وأجزَلَ مَثوبَتَكَ عَلى نُطقِكَ عَنّا بِالصِّدقِ ، إنَّهُ قَد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اُذِنَ لَنا في
تَشريفِكَ بِالمُكاتَبَةِ ، وتَكليفِكَ فيها بِما تُؤَدّيهِ عَنّا إلى مَوالينا
قِبَلَكَ ، أعَزَّهُمُ اللّه بِطاعَتِهِ ، وكَفاهُمُ المُهِمَّ بِرِعايَتِهِ لَهُم
وحِراسَتِهِ.
١٣٨٠. الاحتجاج
ـ في ذِكرِ كِتابِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليهالسلام
: وَرَدَ عَلَيهِ كِتابٌ آخَرُ مِن قِبَلِهِ عليهالسلام
، يَومَ الخَميسِ الثّالِثَ وَالعِشرينَ مِن ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثنَتَي عَشرَةَ
وأربَعِمِئَةٍ ، نُسخَتُهُ :
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سَلامُ
اللّه عَلَيكَ أيُّهَا النّاصِرُ لِلحَقِّ ، الدّاعي إلَيهِ بِكَلِمَةِ الصِّدقِ
...
وبَعدُ : فَقَد كُنّا نَظَرنا
مُناجاتَكَ عَصَمَكَ اللّه بِالسَّبَبِ الَّذي وَهَبَهُ اللّه لَكَ مِن أولِيائِهِ
، وحَرَسَكَ بِهِ مِن كَيدِ أعدائِهِ ... حَرَسَكَ اللّه بِعَينِهِ الَّتي لا
تَنامُ ... أيَّدَكَ اللّه بِنَصرِهِ الَّذي أيَّدَ بِهِ السَّلَفَ مِن
أولِيائِنَا الصّالِحينَ.
١٥ / ٨
مُحَمَّدُ بنُ يوسُفَ
١٣٨١. الكافي عن محمّد بن يوسف الشاشي
: خَرَجَ بي ناصورٌ عَلى مَقعَدَتي ، فَأَرَيتُهُ الأَطِبّاءَ وأنفَقتُ عَلَيهِ
مالاً ، فَقالوا : لا نَعرِفُ لَهُ دَواءً ، فَكَتَبتُ رُقعَةً أسأَلُ الدُّعاءَ ،
فَوَقَّعَ عليهالسلام
إلَيَّ : ألبَسَكَ اللّه العافِيَةَ ، وجَعَلَكَ مَعَنا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ.
قالَ : فَما أتَت عَلَيَّ جُمعَةٌ حَتّى
عوفيتُ وصارَ مِثلَ راحَتي ، فَدَعَوتُ طَبيبا مِن أصحابِنا وأرَيتُهُ إيّاهُ ، فَقالَ
: ما عَرَفنا لِهذا دَواءً .!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفَصلُ الخامِسُ :
الدّعاء على الآخرين
البابُ الأَوَّلُ :
من لا ينبغي الدّعاء
عليه
١ / ١
النَّفسُ وَالأَولادُ
وَالأَحِبّاءُ وَالخَدَمُ
١٣٨٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا تَدعوا عَلى
أولادِكُم فَيُوافِقَ ذلِكَ إجابَةً.
١٣٨٣. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَدعوا عَلى
أنفُسِكُم ، ولا تَدعوا عَلى أولادِكُم ، ولا تَدعوا عَلى خَدَمِكُم ، ولا تَدعوا
عَلى أموالِكُم ، لا تُوافِقوا مِنَ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ ساعَةً نيلَ فيها
عَطاءٌ ، فَيَستَجيبَ لَكُم.
١٣٨٤. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَمَنَّوا
هَلاكَ شَبابِكُم وإن كانَ فيهِم غَرامٌ ؛ فَإِنَّهُم عَلى ما كانَ فيهِم عَلى
خِلالٍ : إمّا أن يَتوبوا فَيَتوبَ اللّه عَلَيهِم ، وإمّا أن تُردِيَهُمُ الآفاتُ
، إمّا عَدُوّا فَيُقاتِلوهُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإمّا حَريقا
فَيُطفِئوهُ ، وإمّا ماءً فَيَسُدُّوهُ.
١٣٨٥. عنه صلىاللهعليهوآله : سَأَلتُ اللّه أن
لا يَستَجيبَ دُعاءَ حَبيبٍ عَلى حَبيبِهِ.
١٣٨٦. الإمام الصادق عليهالسلام : أيُّما رَجُلٍ
دَعا عَلى وَلَدِهِ أورَثَهُ اللّه الفَقرَ.
راجع
: ص ٣٢٦ (من تستجاب دعوته / الوالد).
١ / ٢
مَن لا يَستَحِقُّ
ولا سِيَّمَا المُؤمِنِ
١٣٨٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا خَرَجَتِ
اللَّعنَةُ مِن في صاحِبِها نَظَرَت ، فَإِن وَجَدَت مَسلَكا فِي الَّذي وُجِّهَت
إلَيهِ ، وإلاّ عادَت إلَى الَّذي خَرَجَت مِنهُ.
١٣٨٨. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اللَّعنَةَ
إذا خَرَجَت مِن صاحِبِها تَرَدَّدَت بَينَهُ
وبَينَ الَّذي يُلعَنُ ، فَإِن وَجَدَت مَساغا ، وإلاّ عادَت إلى صاحِبِها وكانَ
أحَقَّ بِها ، فَاحذَروا أن تَلعَنوا مُؤمِنا فَيَحُلَّ بِكُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ / ٣
المُذنِبُ
١٣٨٩. الإمام الصادق عليهالسلام : لَمّا رَأى
إبراهيمُ عليهالسلام
مَلَكوتَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، التَفَتَ فَرَأى رَجُلاً يَزني ، فَدَعا عَلَيهِ
فَماتَ ، ثُمَّ رَأى آخَرَ فَدَعا عَلَيهِ فَماتَ ، حَتّى رَأى ثَلاثَةً فَدَعا
عَلَيهِم فَماتوا.
فَأَوحَى اللّه ـ عَزَّ ذِكرُهُ ـ إلَيهِ
: يا إبراهيمُ ، إنَّ دَعوَتَكَ مُجابَةٌ ، فَلا تَدعُ عَلى عِبادي ؛ فَإِنّي لَو
شِئتُ لَم أخلُقهُم ، إنّي خَلَقتُ خَلقي عَلى ثَلاثَةِ أصنافٍ : عَبدا يَعبُدُني
لا يُشرِكُ بي شَيئا فَاُثيبُهُ ، وعَبدا يَعبُدُ غَيري فَلَن يَفوتَني ، وعَبدا
عَبَدَ غَيري فَاُخرِجُ مِن صُلبِهِ مَن يَعبُدُني.
١٣٩٠. السنن الكبرى عن أبي هريرة
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
اُتِيَ بِشارِبٍ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
أصحابَهُ أن يَضرِبوهُ ، فَمِنهُم مَن ضَرَبَهُ بِنَعلِهِ ، ومِنهُم بِيَدِهِ ، ومِنهُم
بِثَوبِهِ ، ثُمَّ قالَ : اِرجِعوا. ثُمَّ أمَرَهُم فَبَكَّتوهُ
فَقالوا : ألا تَستَحي ، مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
تَصنَعُ هذا؟! ثُمَّ أرسَلَهُ ، فَلَمّا أدبَرَ وَقَعَ القَومُ يَدعونَ عَلَيهِ
ويَسُبّونَهُ ، يَقولُ القائِلُ : اللّهُمَّ أخزِهِ! اللّهُمَّ العَنهُ! فَقالَ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
:
لا تَقولوا هكَذا ولكِن قولوا : اللّهُمَّ
اغفِر لَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّاني :
من ينبغي الدّعاء
عليه
الكتاب
(بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى
عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدِ).
(إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَـتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا
بَيَّنَّـهُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَـبِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ
اللَّ ـ عِنُونَ).
(كَيْفَ يَهْدِى
اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيَمَ ـ نِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ
حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَـتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّــلِمِينَ
* أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَئِكَةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
الحديث
١٣٩١. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا قَرَأتُم : (تَبَّتْ
يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ)
فَادعوا عَلى أبي لَهَبٍ ؛ فَإِنَّهُ كانَ مِنَ المُكَذِّبينَ الَّذينَ
يُكَذِّبونَ بِالنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
وما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّه عز وجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّالِثُ :
دعاء الأنبياء
وأتباعهم على المجرمين
٣ / ١
دُعاءُ نوحٍ
الكتاب
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَـقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ
غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * فَقَالَ الْمَلَؤُاْ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن
قَوْمِهِ مَا هذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـذَا فِى ءَابَائِنَا
الْأَوَّلِينَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّى
حِينٍ * قَالَ رَبِّ انصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ).
(إِنْ هِىَ إِلاَّ
حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * إِنْ هُوَ
إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ *
قَالَ رَبِّ انصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ * قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَـدِمِينَ
* فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَ ـ هُمْ غُثَـاءً فَبُعْدًا
لِّلْقَوْمِ الظَّــلِمِينَ).
(قَالَ رَبِّ إِنَّ
قَوْمِى كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِى وَمَن
مَّعِىَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَنجَيْنَـهُ وَمَن مَّعَهُ فِى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا
رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ).
(قَالَ نُوحٌ رَّبِّ
إِنَّهُمْ عَصَوْنِى وَاتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ
خَسَارًا * وَمَكَرُواْ مَكْرًا كُبَّارًا * وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا
* وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيرًا وَلاَ تَزِدِ الظَّــلِمِينَ إِلاَّ ضَلَـلاً *
مِّمَّا خَطِيئتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَارًا فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُم
مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا).
(وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ
لاَ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَـفِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن
تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا *
رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِوَ لِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّــلِمِينَ إِلاَّ تَبَارَا).
الحديث
١٣٩٢. علل الشرائع عن حنان بن سدير عن أبيه
: قُلتُ لأَِبي جَعفَرٍ عليهالسلام
: أرَأَيتَ نوحا عليهالسلام
حينَ دَعا عَلى قَومِهِ فَقالَ : (رَّبِّ لاَ تَذَرْ
عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَ ـ فِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ
يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا)؟
قالَ عليهالسلام
: عَلِمَ أنَّهُ لا يَنجُبُ مِن بَينِهِم أحَدٌ.
قالَ : قُلتُ : وكَيفَ عَلِمَ ذلِكَ؟
قالَ : أوحَى اللّه إلَيهِ : (أَنَّهُ
لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءَامَنَ)
فَعِندَ هذا دَعا عَلَيهِم بِهذَا الدُّعاءِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٣٩٣. تفسير القمّي ـ في تَفسيرِ
قَولِهِ تَعالى : (وَقَالُواْ لا تذرن ءالهتكم ولاتذرنّ
ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً)
: كانَ قَومٌ مُؤمِنونَ
قَبلَ نوحٍ عليهالسلام
، فَماتوا فَحَزِنَ عَلَيهِمُ النّاسُ ، فَجاءَ إبليسُ فَاتَّخَذَ لَهُم صُوَرَهُم
لِيَأنَسوا بِها فَأَنِسوا بِها ، فَلَمّا جاءَهُمُ الشِّتاءُ أدخَلوهَا البُيوتَ
، فَمَضى ذلِكَ القَرنُ وجاءَ القَرنُ الآخَرُ ، فَجاءَهُم إبليسُ فَقالَ لَهُم : إنَّ
هؤُلاءِ آلِهَةٌ كانَ
آباؤُكُم يَعبُدونَها ، فَعَبَدوهُم وضَلَّ مِنهُم بَشَرٌ كَثيرٌ ، فَدَعا
عَلَيهِم نوحٌ حَتّى أهلَكَهُمُ اللّه.
٣ / ٢
دُعاءُ لوطٍ
الكتاب
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ
لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَـحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ
مِّنَ الْعَــلَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ
السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ
إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّـدِقِينَ *
قَالَ رَبِّ انصُرْنِى عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ).
٣ / ٣
دُعاءُ شُعَيبٍ
الكتاب
(قَالَ الْمَلأَ
الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَـشُعَيْبُ وَالَّذِينَ
ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَتَعُودُنَّ
فِى مِلَّتِنَا قَالَ أَوَ لَوْ كُنَّا كَـرِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى
اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّـانَا اللَّهُ
مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ
رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَىْ ءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَـتِحِينَ
* وَقَالَ الْمَلأَُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ
شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَـسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ
فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَـثِمِينَ»
.
٣ / ٤
دُعاءُ موسى
الكتاب
(وَقَالَ مُوسَى
رَبَّنَا إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَ لاً فِى
الْحَيَوةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ
عَلَى أَمْوَ لِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى
يَرَوُاْ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ).
الحديث
١٣٩٤. الإمام الكاظم عليهالسلام : كانَ مِن قَولِ
موسى عليهالسلام
حينَ دَخَلَ عَلى فِرعَونَ : «اللّهُمَّ إنّي أدرَأُ إلَيكَ في نَحرِهِ ، وأستَجيرُ
بِكَ مِن شَرِّهِ ، وأستَعينُ بِكَ» ،
فَحَوَّلَ اللّه ما كانَ في قَلبِ
فِرعَونَ مِنَ الأَمنِ خَوفا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ / ٥
النَّوادِرُ
الكتاب
(وَكَأَيِّن مِّن
نَّبِىٍّ قَـتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ
فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّـبِرِينَ
* وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
الْكَـفِرِينَ).
(وَلَمَّا بَرَزُواْ
لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ
أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـفِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ
اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ).
الحديث
١٣٩٥. الإمام عليّ عليهالسلام : دَعا نَبِيٌّ مِنَ
الأَنبِياءِ عَلى قَومِهِ ، فَقيلَ لَهُ : اُسَلِّطُ عَلَيهِم عَدُوَّهُم؟ فَقالَ
: لا. فَقيلَ لَهُ : فَالجوعَ؟ فَقالَ : لا. فَقيلَ لَهُ : ما تُريدُ؟
فَقالَ : مَوتٌ دَفيقٌ
يُحزِنُ القَلبَ ، ويُقِلُّ العَدَدَ. فَاُرسِلَ إلَيهِمُ الطّاعونُ.
١٣٩٦. قصص الأنبياء عن ابن عبّاس
: إنَّ يوشَعَ بنَ نونٍ بَوَّأَ
بَني إسرائيلَ الشّامَ بَعدَ موسى عليهالسلام
، وقَسَّمَها بَينَهُم ، فَصارَ مِنهُم سِبطٌ بِبَعلَبَكَّ بِأَرضِها ، وهُوَ
السِّبطُ الَّذي مِنهُ إلياسُ النَّبِيُّ عليهالسلام
...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ أوحَى اللّه تَعالى إلى إلياسَ
بَعدَ سَبعِ سِنينَ مِن يَومَ أحيَا اللّه يونُسَ عليهالسلام
: سَلني اُعطِكَ. فَقالَ : تُميتُني فَتُلحِقُني بِآبائي ؛ فَإِنّي قَد مَلِلتُ
بَني إسرائيلَ وأبغَضتُهُم فيكَ.
فَقالَ تَعالى جَلَّت قُدرَتُهُ : ما
هذا بِاليَومِ الَّذي اُعري مِنكَ الأَرضَ وأهلَها ، وإنَّما قِوامُها بِكَ ، ولكِن
سَلني اُعطِكَ. فَقالَ إلياسُ : فَأَعطِني ثاري مِنَ الَّذينَ أبغَضوني فيكَ ، فَلا
تُمطِر عَلَيهِم سَبعَ سِنينَ قَطرَةً إلاّ بِشَفاعَتي.
فَاشتَدَّ عَلى بَني إسرائيلَ الجوعُ
وألَحَّ عَلَيهِمُ البَلاءُ ، وأسرَعَ المَوتُ فيهِم ، وعَلِموا أنَّ ذلِكَ مِن
دَعوَةِ إلياسَ ، فَفَزِعوا إلَيهِ وقالوا : نَحنُ طَوعُ يَدِكَ ، فَهَبَطَ إلياسُ
مَعَهُم ومَعَهُ تِلميذٌ لَهُ اليَسَعُ ، وجاءَ إلَى المَلِكِ فَقالَ : أفنَيتَ
بني إسرائيلَ بِالقَحطِ! فَقالَ : قَتَلَهُمُ الَّذي أغواهُم ، فَقالَ : اُدعُ
رَبَّكَ يُسقِهِم.
فَلَمّا جَنَّ اللَّيلُ قامَ إلياسُ عليهالسلام ودَعَا اللّه ، ثُمَّ
قالَ لِليَسَعِ : اُنظُر في أكنافِ
السَّماءِ ماذا تَرى؟
فَنَظَرَ فَقالَ : أرى سَحابَةً. فَقالَ
: أبشِروا بِالسِّقاءِ ، فَليُحرِزوا أنفُسَهُم وأمتِعَتَهُم مِنَ الغَرَقِ. فَأَمطَرَ
اللّه عَلَيهِمُ السَّماءَ ، وأنبَتَ لَهُمُ الأَرضَ ، فَقامَ إلياسُ بَينَ
أظهُرِهِم وهُم صالِحونَ.
١٣٩٧. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ في زَمانِ
بَني إسرائيلَ رَجُلٌ يُسَمّى إليا ، رَئيسٌ عَلى أربَعِمِئَةٍ مِن بَني إسرائيلَ
، وكانَ مَلِكُ بَني إسرائيلَ هَوِيَ امرَأَةً مِن قَومٍ يَعبُدونَ الأَصنامَ مِن
غَيرِ بَني إسرائيلَ فَخَطَبَها.
فَقالَت : عَلى أن أحمِلَ الصَّنَمَ
فَأَعبُدَهُ في بَلدَتِكَ ، فَأَبى عَلَيها ، ثُمَّ عاوَدَها مَرَّةً بَعدَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَرَّةٍ حَتّى صارَ
إلى ما أرادَت ، فَحَوَّلَها إلَيهِ ومَعَها صَنَمٌ ، وجاءَ مَعَها ثَمانُمِئَةِ
رَجُلٍ يَعبُدونَهُ.
فَجاءَ إليا إلَى المَلِكِ فَقالَ : مَلَّكَكَ
اللّه ومَدَّ لَكَ فِي العُمُرِ ، فَطَغَيتَ وبَغَيتَ! فَلَم يَلتَفِت إلَيهِ ، فَدَعَا
اللّه إليا أن لا يُسقِيَهُم قَطرَةً ، فَنالَهُم قَحطٌ شَديدٌ ثَلاثَ سِنينَ. حَتّى
ذَبَحوا دَوابَّهُم ، فَلَم يَبقَ لَهُم مِنَ الدَّوابِّ إلاّ بِرذَونٌ يَركَبُهُ
المَلِكُ ، وآخَرُ يَركَبُهُ الوَزيرُ ، وكانَ قَدِ استَتَرَ عِندَ الوَزيرِ
أصحابُ إليا يُطعِمُهُم في سَرَبٍ.
فَأَوحَى اللّه تَعالى ـ جَلَّ ذِكرُهُ
ـ إلى إليا : تَعَرَّض لِلمَلِكِ ، فَإِنّي اُريدُ أن أتوبَ عَلَيهِ. فَأَتاهُ
فَقالَ : يا إليا ، ما صَنَعتَ بِنا؟ قَتَلتَ بَني إسرائيلَ!
فَقالَ إليا : تُطيعُني فيما آمُرُكَ
بِهِ؟ فَأَخَذَ عَلَيهِ العَهدَ ، فَأَخرَجَ أصحابَهُ وتَقَرَّبوا إلَى اللّه
تَعالى بِثَورَينِ ، ثُمَّ دَعا بِالمَرأَةِ فَذَبَحَها وأحرَقَ الصَّنَمَ ، وتابَ
المَلِكُ تَوبَةً حَسَنَةً حَتّى لَبِسَ الشَّعرَ ، واُرسِلَ إلَيهِ المَطَرُ
وَالخِصبُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الرّابِعُ :
من دعا عليهم رسول
اللّه
المدخل
قد يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي من
خلال ملاحظة أدعية الأنبياء وأئمّة المسلمين على المجرمين : لماذا أطلق أولياء
اللّه الّذين هم رمز صفات اللّه ـ تعالى ـ وأسمائه الحسنى ومظهر رأفته ورحمته ، ألسنتهم
بالدعاء على الأشخاص المجرمين؟ أو لم يكن من الأفضل أن يدعوا لهدايتهم وسعادتهم؟ أو
لم يكن العقاب الإلهي يكفيهم كي يزيد أولياء اللّه ـ سبحانه ـ من عقوبتهم عبر
الدعاء عليهم ولعنهم؟
للإجابة على هذا السؤال نقول : إنّ صفات
اللّه وأسماءه الحسنى لا تقتصر على صفات الجمال ، فلله عز وجل صفات الجلال أيضا ، وكما
أنّه أرحم الراحمين ، فإنّه قهّار وشديد العقاب أيضا ، والأشخاص الّذين يخرجون من
دائرة الرحمة الإلهية الواسعة بسبب سوء استغلالهم للحرّية ، سوف يبتلون بغضبه
وعقابه.
إنّ أنبياء اللّه وأولياءه ليسوا مَظهر
صفات جماله فقط ، بل هم أيضا مجلى صفات جلاله عز وجل ، وعلى هذا فعندما يكون أرحم
الراحمين فإنّه يلعن في نفس الوقت طائفة من المجرمين ويرغّب الآخرين أيضا في لعنهم
، فيقول :
(إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَـتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا
بَيَّنَّـهُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَـبِ أُوْلَئِكَ
يَلْعَنُهُمُ
اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّـعِنُونَ).
ويقول أيضا : (كَيْفَ
يَهْدِى اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيَمَـنِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ
الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ الْبَيِّنَـتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ
الظَّــلِمِينَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ
وَالْمَلَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
ولا شكّ في أنّ
أنبياء اللّه وأولياءه ، يجب أن يتأسّوا به ، ويلعنوا الأشخاص الّذين هم موضع غضب
اللّه ولعنته. وتوجد في هذا المجال ملاحظات تسترعي الاهتمام :
١. الحكمة من لعن
الأنبياء والأولياء للمجرمين
الملاحظة الاُولى الّتي يجب أن تسترعي
الاهتمام فيما يتعلّق بلعن أنبياء اللّه وأوليائه للمجرمين ، هي أنّ لعنهم يقوم
على أساس الحكمة ، كما هو الحال بالنسبة إلى دعائهم ، والحِكم الّتي يمكن عدّها
للعنهم هي كالتالي :
أ ـ تعزيز العقيدة
بأنبياء اللّه وأوصيائه
إنّ الاستجابة لبعض الأدعية على
المجرمين تؤدّي إلى تعزيز إيمان المؤمنين وزوال الشكّ من المرتابين ، مثل استجابة
دعاء نوح عليهالسلام
على قومه
، والاستجابة لدعاء النبيّ صلىاللهعليهوآله
على كسرى
وعتيبة بن أبي لهب
، وإجابة دعاء الإمام عليّ عليهالسلام
فيما يتعلّق ب «العيزار»
والأشخاص الّذين كتموا حديث الولاية
، وكذلك إجابة دعاء أهل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البيت عليهمالسلام على عدد من
المعاندين.
ب ـ إظهار المكانة
المعنوية لأولياء اللّه
إنّ أولياء اللّه عليهمالسلام الّذين يخضعون
لولاية اللّه الحكيم ورعايته في جميع الاُمور ومنها الحبّ والعداء ، لا يتحرّون في
أعمالهم سوى طاعته ورضاه. فكما أنّ اللّه القادر والمتعالي جعل قضاء الكثير من
الحاجات والوصول إلى الدرجات متوقّفا على التوسّل والشفاعة ودعاء أوليائه كي يظهر
مكانة أولياء الدين للناس ويقودهم باتّجاه إيجاد الروابط وتعزيزها مع القادة
المختارين ، كذلك الحال بالنسبة إلى بعض الأشخاص المستحقّين للعقوبة على قسم من
ذنوبهم ، فإنّه يجعل ذلك متوقّفا على لعن الأولياء لهم ، كي يلفت أنظار الناس إلى
منزلة هؤلاء الأولياء ويحذّرهم من سلوك طريق اللاّمبالاة ، أو مخالفة أولياء اللّه
والّتي هي مخالفة اللّه.
ج ـ فضح الشخصيات
السياسية الفاسدة
بعض الّذين لُعنوا من قبل النبيّ صلىاللهعليهوآله أو أهل البيت عليهمالسلام يمثّلون شخصيات
سياسية فاسدة ، فدعاء النبيّ صلىاللهعليهوآله
عليهم أدّى إلى فضحهم وتزلزل قاعدتهم السياسية وانتشار الوعي السياسي في المجتمع.
د ـ فضح الشخصيات
الدينية المنحرفة
يمثّل عدد من الأشخاص الّذين لعنهم أهل
البيت عليهمالسلام
شخصيات دينية منحرفة ، فدعاء أهل البيت عليهمالسلام
عليهم هو في الحقيقة فضح لهم وتعريف بهم للمجتمع المسلم كي لا ينخدع بهم.
ه ـ الحيلولة دون
الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية
إنّ فضح المعاندين والمنافقين من شأنه
أن يحول دون انجراف الأشخاص الّذين يمتلكون الأرضية النفسية للعناد والنفاق ـ أو
الّذين ما يزالون في بداية
طريق الانحراف ، ـ في
الانحراف خشية افتضاح أمرهم ، وهذه الحكمة تجري أيضا فيما يتعلّق بلعن اللّه
للأشخاص الّذين يكتمون معلوماتهم الدينية أو يكفرون بعد الإيمان.
٢. مَن هم الّذين
لعنهم الأنبياء والأولياء؟
يتّضح من خلال التأمّل فيما سبقت
الإشارة إليه في حكمة لعن الأنبياء والأولياء للمجرمين أنّهم لم يلعنوا جميع
المجرمين ، بل إنّهم كانوا يقتصرون على لعن الأشخاص الّذين تسبّبوا في إضلال
الآخرين فضلاً عن أنّهم لم يكونوا يتمتّعون بقابلية الهداية بسبب عنادهم ومكابرتهم
، ولذلك فإنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
وعلى الرغم من كلّ الأذى الّذي تحمّله من قومه في بدء بعثته لم يلعن قومه ، بل
لمّا اقتُرح عليه أن يدعو عليهم بالهلاك كما فعل نوح عليهالسلام
ففي الرواية أنّه قال :
«اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا
يَعلَمونَ ، وَانصُرني عَلَيهِم أن يُجيبوني إلى طاعَتِكَ».
وكذلك عندما كُسر سنّه في معركة اُحد
وجُرح وجهه وطلب منه أصحابه أن يدعو عليهم ، فإنّه قال :
«إنّي لَم اُبعَث لَعّانا ، ولكِنّي
بُعِثتُ داعِيا ورَحمَةً ، اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ».
وقد كانت هذه الاقتراحات والعروض تتوالى
عليه في الحالات والمواضع الاُخرى ، ولكنّه لم يكن يرفض أن يلعنهم وحسب ، بل كان
يدعو لهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣. المراد من الدعاء
على طائفةٍ ما
لُعنت بعض الطوائف مثل قريش ـ في عدد من
الروايات ـ من قبل أهل البيت عليهمالسلام
، ولا شكّ في أنّ هذا اللعن لا يشمل الجميع بل يقتصر على بعض الأشخاص من تلك
الطوائف الّذين كانوا يستحقّون في الحقيقة مثل هذا اللعن ، والشاهد على ذلك هو
الروايات الّتي حدّدت الأشخاص الملعونين ، وكذلك الروايات الّتي وردت بشأن سعد
الخير وسائر المؤمنين
والصلحاء من بني اُميّة.
٤. اللّعن بسبب ذنب
خاصّ
قد يرتكب بعض الأشخاص ذنبا خاصّا وتقتضي
الحكمة لعنهم بسبب ذلك الذنب نفسه ، مثل كتمان حديث الولاية. ويجب الالتفات إلى
أنّ هذا النوع من اللعن لا يدلّ على فساد الأشخاص المُشار إليهم إلاّ إذا لم تثبت
توبتهم وصلاحهم ، وعلى هذا فإنّ لعن الشخص بسبب ذنبٍ خاصٍّ سوف لا يكون دالاًّ على
فساده دوما.
٥. اللّعن الصوري
كان الحكّام في عهد إمامة عدد من أئمّة
أهل البيت عليهمالسلام
يلاحقون بعض أصحابهم ويقومون بسجنهم أو قتلهم ، ولذلك كان الإمام يلعنهم أحيانا
أمام الملأ العام ، أو عند جواسيس النظام الحاكم ؛ حفاظا على أرواحهم كي يظهر عدم
ارتباطهم به ويثني العدوّ عن مطاردتهم ، مثل اللعن الّذي صدر بشأن زرارة بن أعين
، وبريد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاوية
، ومحمّد بن مسلم
، وصفوان بن يحيى ، ومحمّد بن سنان.
وممّا يجدر ذكره أنّ هذا النوع من
الحالات لم يُذكر في هذه المجموعة ؛ ذلك لأنّ تعارضها مع الروايات الّتي وردت في
مدح هؤلاء الأشخاص يدلّ على صورية وشكلية روايات لعنهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ١
أبو ثَروانَ
١٣٩٨. دلائل النبوّة عن عبدالملك بن هارون بن
عنترة عن أبيه عن جدّه :
كانَ أبو ثَروانَ راعِيا لِبَني عَمرِو بنِ تَيمٍ في إ بِلِهِم ، فَخافَ رَسولُ
اللّه صلىاللهعليهوآله
قُرَيشا فَخَرَجَ ، فَنَظَرَ إلى سَوادِ الإِبِلِ فَقَصَدَهُ فَإِذا هِيَ إ بِلٌ ،
فَدَخَلَ بَينَ الأَراكِ فَجَلَسَ ، فَنَفَرَتِ الإِ بِلُ ، فَقامَ أبو ثَروانَ
فَطافَ بِالإِ بِلِ فَلَم يَرَ شَيئا ، ثُمَّ تَخَلَّلَها فَإِذا هُوَ بِرَسولِ
اللّه صلىاللهعليهوآله
جالِسٌ ، فَقالَ لَهُ أبو ثَروانَ : مَن أنتَ؟ فَقَد أنفَرتَ الإِبِلَ عَلَيَّ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : لَم تَرُع أرَدتُ
أن أستَأنِسَ إلى إ بِلِكَ.
فَقالَ لَهُ أبو ثَروانَ : مَن أنتَ؟
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : لا تَسأَل ، رَجُلٌ
أرَدتُ أن أستَأنِسَ إلى إ بِلِكَ.
فَقالَ لَهُ أبو ثَروانَ : إنّي أراكَ
الرَّجُلَ الَّذي يَزعُمونَ أنَّهُ خَرَجَ نَبِيّا!
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : أجَل ، فَأَدعوكَ
إلى شَهادَةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ.
فَقالَ لَهُ أبو ثَروانَ : اُخرُج ، فَلا
تَصلُحُ إ بِلٌ أنتَ فيها! وأبى أن يَدَعَهُ ، فَدَعا عَلَيهِ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله فَقالَ : اللّهُمَّ
أطِل شَقاهُ وبَقاهُ.
قالَ عَبدُ المَلِكِ : قالَ أبي : فَأَدرَكتُهُ
شَيخا كَبيرا يَتَمَنَّى المَوتَ ، فَقالَ لَهُ القَومُ : ما نَراكَ إلاّ قَد
هَلَكتَ ؛ دَعا عَلَيكَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله.
قالَ : كَلاّ ، قَد أتَيتُهُ بَعدُ حينَ ظَهَرَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإِسلامُ فَأَسلَمتُ
مَعَهُ ، فَدَعا لي وَاستَغفَرَ ، ولكِنَّ الاُولى قَد سَبَقَت.
٤ / ٢
أبو موسَى
الأَشعَرِيُ
١٣٩٩. الأمالي للطوسي عن أبي تحيى
: سَمِعتُ عَمّارَ بنَ ياسِرٍ يُعاتِبُ أبا موسَى الأَشعَرِيَّ ويُوَبِّخُهُ عَلى
تَأَخُّرِهِ عَن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام
، وقُعودِهِ عَنِ الدُّخولِ في بَيعَتِهِ ، ويَقولُ لَهُ :
يا أبا موسى مَا الَّذي أخَّرَكَ عَن
أميرِ المُؤمِنينَ؟ فَوَاللّه لَئِن شَكَكتَ فيهِ لَتَخرُجَنَّ عَنِ الإِسلامِ! وأبو
موسى يَقولُ لَهُ : لا تَفعَل ، ودَع عِتابَكَ لي ، فَإِنَّما أنَا أخوكَ.
فَقالَ لَهُ عَمّارٌ : ما أنَا لَكَ
بِأَخٍ ، سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَلعَنُكَ لَيلَةَ العَقَبَةِ ، وقَد هَمَمتَ مَعَ القَومِ بِما هَمَمتَ. فَقالَ
لَهُ أبو موسى : أفَلَيسَ قَدِ استَغفَرَ لي؟
قالَ عَمّارٌ : قَد سَمِعتُ اللَّعنَ
ولَم أسمَعِ الاِستِغفارَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ٣
الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ
وذُرِّيَّتُهُ
١٤٠٠. الكافي عن سدير : قالَ لي أبو
جَعفَرٍ عليهالسلام
: يا سَديرُ ، بَلَغَني عَن نِساءِ أهلِ الكوفَةِ جَمالٌ وحُسنُ تَبَعُّلٍ ؛
فَابتَغِ لِي امرَأَةً ذاتَ جَمالٍ في مَوضِعٍ. فَقُلتُ : قَد أصَبتُها جُعِلتُ
فِداكَ ، فُلانَةَ بِنتَ فُلانِ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ.
فَقالَ لي : يا سَديرُ ، إنَّ رَسولَ
اللّه صلىاللهعليهوآله
لَعَنَ قَوما ، فَجَرَتِ اللَّعنَةُ في أعقابِهِم إلى يَومِ القِيامَةِ ، وأنَا
أكرَهُ أن يُصيبَ جَسَدي جَسَدَ أحَدٍ مِن أهلِ النّارِ.
٤ / ٤
الحَكَمُ بنُ أبِي
العاصِ
١٤٠١. الخرائج والجرائح عن جابر
: إنَّ الحَكَمَ بنَ أبِي العاصِ عَمَّ عُثمانَ بنِ عَفّانَ كانَ يَستَهزِئُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِن رَسولِ اللّه
بِخُطوَتِهِ في مِشيَتِهِ ، ويَسخَرُ مِنهُ ، وكانَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله يَمشي يَوما
وَالحَكَمُ خَلفَهُ يُحَرِّكُ كَتِفَيهِ ويُكَسِّرُ يَدَيهِ خَلفَ رَسولِ اللّه
استِهزاءً مِنهُ بِمِشيَتِهِ صلىاللهعليهوآله.
فَأَشارَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله بِيَدِهِ وقالَ : هكَذا
فَكُن! فَبَقِيَ الحَكَمُ عَلى تِلكَ الحالِ مِن تَحريكِ أكتافِهِ وتَكسيرِ
يَدَيهِ ، ثُمَّ نَفاهُ عَنِ المَدينَةِ ولَعَنَهُ ، فَكانَ مَطرودا إلى أيّامِ
عُثمانَ ، فَرَدَّهُ إلَى المَدينَةِ وأكرَمَهُ.
١٤٠٢. الاستيعاب عن عائشة
: أمّا أنتَ يا مَروانُ ، فَأَشهَدُ أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله لَعَنَ أباكَ وأنتَ
في صُلبِهِ.
راجع
: ص ٥٧٠ (مروان بن الحكم).
٤ / ٥
سُراقَةُ بنُ مالِكٍ
١٤٠٣. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ رَسولَ اللّه
صلىاللهعليهوآله
لَمّا خَرَجَ مِنَ الغارِ مُتَوَجِّها إلَى المَدينَةِ وقَد كانَت قُرَيشٌ جَعَلَت
لِمَن أخَذَهُ مِئَةً مِنَ الإِبِلِ ، فَخَرَجَ سُراقَةُ بنُ مالِكِ بنِ جُعشُمٍ
فيمَن يَطلُبُ ، فَلَحِقَ بِرَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اكفِني
شَرَّ سُراقَةَ بِما شِئتَ ، فَساخَت قَوائِمُ فَرَسِهِ ، فَثَنى رِجلَهُ ثُمَّ
اشتَدَّ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنّي عَلِمتُ أنَّ الَّذي أصابَ قَوائِمَ فَرَسي
إنَّما هُوَ مِن قِبَلِكَ فَادعُ اللّه أن يُطلِقَ لي فَرَسي ، فَلَعَمري إن لَم
يُصِبكُم مِنّي خَيرٌ لَم يُصِبكُم مِنّي شَرٌّ.
فَدَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله فَأَطلَقَ اللّه عز وجل
فَرَسَهُ ، فَعادَ في طَلَبِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
حَتّى فَعَلَ ذلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، كُلَّ ذلِكَ يَدعو رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله فَتَأخُذُ الأَرضُ
قَوائِمَ فَرَسِهِ ، فَلَمّا أطلَقَهُ فِي الثّالِثَةِ قالَ :
يا مُحَمَّدُ ، هذِهِ إ بِلي بَينَ
يَدَيكَ فيها غُلامي ، فَإِنِ احتَجتَ إلى ظَهرٍ أو لَبَنٍ فَخُذ مِنهُ ، وهذا
سَهمٌ مِن كِنانَتي عَلامَةً ، وأنَا أرجِعُ فَأَرُدُّ عَنكَ الطَّلَبَ. فَقالَ : لا
حاجَةَ لَنا فيما عِندَكَ.
٤ / ٦
عامِرُ بنُ
الطُّفَيلِ وأربَدُ بنُ رَبيعَةَ
١٤٠٤. الطبقات الكبرى
: قَدِمَ عامِرُ بنُ الطُّفَيلِ بنِ مالِكِ بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍ وأربَدُ بنُ
رَبيعَةَ بنِ مالِكِ بنِ جَعفَرٍ عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ عامِرٌ : يا مُحَمَّدُ ، ما لي إن أسلَمتُ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : لَكَ ما لِلمُسلِمينَ ، وعَلَيكَ
ما عَلَى المُسلِمينَ. قالَ : أتَجعَلُ لِيَ الأَمرَ مِن بَعدِكَ؟
قالَ : لَيسَ ذاكَ لَكَ ولا لِقَومِكَ. قالَ
: أفَتَجعَلُ لِيَ الوَبَرَ ولَكَ المَدَرُ؟
قالَ : لا ولكِنّي أجعَلُ لَكَ أعِنَّةَ
الخَيلِ ؛ فَإِنَّكَ امرُؤٌ فارِسٌ.
قالَ : أوَ لَيسَت لي؟ لَأَملَأَنَّها
عَلَيكَ خَيلاً ورِجالاً! ثُمَّ وَلَّيا.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ
اكفِنيهِما ، اللّهُمَّ وَاهدِ بَني عامِرٍ ، وأَغنِ الإِسلامَ عَن عامِرٍ ، يَعنِي
ابنَ الطُّفَيلِ ، فَسَلَّطَ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ عَلى عامِرٍ داءً في
رَقَبَتِهِ فَاندَلَعَ لِسانُهُ في حَنجَرَتِهِ ... وأرسَلَ اللّه عَلى أربَدَ
صاعِقَةً فَقَتَلَتهُ.
١٤٠٥. تاريخ المدينة عن عكرمة
: جاءَ عامِرٌ إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
فَسَأَلَهُ الخِلافَةَ مِن بَعدِهِ ، وسَأَلَهُ المِرباعَ
وسَأَلَهُ أشياءَ ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله : زَحزِح قَدَمَيكَ
لاتَنزِعكَ الرِّماحُ نَزعا عَنيفا ، وَاللّه لَو سَأَلتَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله سَبيبَةً
مِن سَبيباتِ المَدينَةِ ما أعطاكَ ، فَوَلّى عامِرٌ غَضبانَ ، وقالَ : لأََملأََنَّها
عَلَيكَ خَيلاً ورِجالاً! فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: «اللّهُمَّ إن لَم تَهدِ عامِرا فَاكفِنيهِ» ، فَأَخَذَتهُ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ
البَكرِ
، فَجَعَلَ يُنادي يا آلَ عامِرٍ! غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَكرِ!! حَتّى قَتَلَت
عَدُوَّ اللّه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ٧
عُتَيبَةُ بنُ أبي
لَهَبٍ
١٤٠٦. دلائل النبوّة عن ابن طاووس عن
أبيه : لَمّا تَلا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)
قالَ عُتَيبَةُ ابنُ أبي لَهَبٍ : كَفَرتُ بِرَبِّ النَّجمِ!!
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : سَلَّطَ اللّه
عَلَيكَ كَلبا مِن كِلابِهِ.
قالَ : فَحَدَّثَني موسَى بنُ مُحَمَّدِ
بنِ إبراهيمَ عَن أبيهِ ، قالَ : خَرَجَ عُتَيبَةُ مَعَ أصحابِهِ في عيرٍ إلَى
الشّامِ حَتّى إذا كانوا بِالشّامِ فَزَأَرَ الأَسَدُ ، فَجَعَلَت فَرائِصُهُ
تُرعَدُ ، فَقيلَ لَهُ : مِن أيِّ شَيءٍ تُرعَدُ؟ فَوَاللّه ما نَحنُ وأنتَ إلاّ
سَواءٌ.
فَقالَ : إنَّ مُحَمَّدا دَعا عَلَيَّ ،
لا وَاللّه ما أظَلَّتِ السَّماءُ عَلى ذي لَهجَةٍ أصدَقَ مِن مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ
وَضَعُوا العَشاءَ فَلَم يُدخِل يَدَهُ فيهِ ، ثُمَّ جاءَ النَّومُ فَحاطوهُ
بِمَتاعِهِم ووَسَّطوهُ بَينَهُم وناموا ، فَجاءَهُمُ الأَسَدُ يَهمِسُ يَستَنشِقُ
رُؤوسَهُم رَجُلاً رَجُلاً ، حَتَّى انتَهى إلَيهِ فَضَغَمَهُ
ضَغمَةً كانَت إيّاها ، فَفَزِعَ وهُوَ بِآخِرِ رَمَقٍ وهُوَ يَقولُ : ألَم أقُل
لَكُم إنَّ مُحَمَّدا أصدَقُ النّاسِ؟ وماتَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٠٧. المستدرك على الصحيحين عن أبي عقرب
: كانَ لَهَبُ بنُ أبي لَهَبٍ
يَسُبُّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: اللّهُمَّ سَلِّط عَلَيهِ كَلبَكَ.
فَخَرَجَ في قافِلَةٍ يُريدُ الشّامَ ، فَنَزَلَ
مَنزِلاً فَقالَ : إنّي أخافُ دَعوَةَ مُحَمَّدٍ. قالوا لَهُ : كَلاّ. فَحَطّوا
مَتاعَهُم حَولَهُ وقَعَدوا يَحرُسونَهُ ، فَجاءَ الأَسَدُ فَانتَزَعَهُ فَذَهَبَ
بِهِ.
٤ / ٨
كِسرى
١٤٠٨. صحيح البخاري عن ابن عبّاس
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
بَعَثَ بِكِتابِهِ إلى كِسرى مَعَ عَبدِ اللّه بنِ حُذافَةَ السَّهمِيِّ ، فَأَمَرَهُ
أن يَدفَعَهُ إلى عَظيمِ البَحرَينِ ، فَدَفَعَهُ عَظيمُ البَحرَينِ إلى كِسرى ، فَلَمّا
قَرَأَهُ مَزَّقَهُ ، فَحَسِبتُ أنَّ ابنَ المُسَيَّبِ قالَ : فَدَعا عَلَيهِم
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
أن يُمَزَّقوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.
١٤٠٩. المناقب عن ابن المهدي المامطيري في
مجالسه : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله كَتَبَ إلى كِسرى : مِن
مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّه إلى كِسرَى بنِ هُرمُزَ : أمّا بَعدُ : فَأَسلِم تَسلَم ، وإلاّ
فَأذَن بِحَربٍ مِنَ اللّه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورَسولِهِ ، وَالسَّلامُ
عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى.
فَلَمّا وَصَلَ إلَيهِ الكِتابُ
مَزَّقَهُ وَاستَخَفَّ بِهِ ، وقالَ : مَن هذَا الَّذي يَدعوني إلى دينِهِ ، ويَبدَأُ
بِاسمِهِ قَبلَ اسمي؟! وبَعَثَ إلَيهِ بِتُرابٍ.
فَقالَ صلىاللهعليهوآله
: مَزَّقَ اللّه مُلكَهُ كَما مَزَّقَ كِتابي ، أما إنَّهُ سَتُمَزِّقونَ مُلكَهُ.
وبَعَثَ إلَيَّ بِتُرابٍ! أما إنَّكُم سَتَملِكونَ أرضَهُ. فَكانَ كَما قالَ.
٤ / ٩
مُحَلِّمُ بنُ
جَثّامَةَ
١٤١٠. تفسير الطبري عن ابن عمر : بَعَثَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
مُحَلِّمَ بنَ جَثّامَةَ مَبعَثا ، فَلَقِيَهُم عامِرُ بنُ الأَضبَطِ ، فَحَيّاهُم
بِتَحِيَّةِ الإِسلامِ ، وكانَت بَينَهُم إحنَةٌ
فِي الجاهِلِيَّةِ ، فَرَماهُ مُحَلِّمٌ بِسَهمٍ فَقَتَلَهُ ، فَجاءَ الخَبَرُ إلى
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَتَكَلَّمَ فيهِ عُيَينَةُ وَالأَقرَعُ ، فَقالَ الأَقرَعُ : يا رَسولَ اللّه
سُنَّ اليَومَ وغَيِّر غَدا
.. فَقالَ عُيَينَةُ : لا وَاللّه حَتّى تَذوقَ نِساؤُهُ مِنَ الثُّكلِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما ذاقَ نِسائي! فَجاءَ
مُحَلِّمٌ في بُردَينِ فَجَلَسَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّه لِيَستَغفِرَ لَهُ. فَقالَ
لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
: لا غَفَرَ اللّه لَكَ.
فَقامَ وهُوَ يَتَلَقّى دُموعَهُ
بِبُردَيهِ ، فَما مَضَت بِهِ سابِعَةٌ حَتّى ماتَ ودَفَنوهُ ، فَلَفِظَتهُ
الأَرضُ ، فَجاؤوا إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
فَذَكَروا ذلِكَ لَهُ ، فَقالَ : إنَّ الأَرضَ تَقبَلُ مَن هُوَ شَرٌّ مِن
صاحِبِكُم ، ولكِنَّ اللّه ـ جَلَّ وعَزَّ ـ أرادَ أن يَعِظَكُم.
ثُمَّ طَرَحوهُ بَينَ صَدَفَي جَبَلٍ ، وألقَوا
عَلَيهِ مِنَ الحِجارَةِ ، ونَزَلَت : (يَـأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ
...)
الآيَةَ
..
٤ / ١٠
مَروانُ بنُ الحَكَمِ
١٤١١. مسند أبي يعلى عن أبي يحيى النخعي
: إنَّ الحَسَنَ والحُسَينَ عليهماالسلام
مَرَّ بِهِما مَروانُ ، فَقالَ لَهُما قَولاً قَبيحا.
فَقالَ الحَسَنُ أوِ الحُسَينُ عليهماالسلام : وَاللّه ثُمَّ
وَاللّه ، لَقَد لَعَنَكَ اللّه وأنتَ في صُلبِ الحَكَمِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلى لِسانِ
نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله.
قالَ : فَسَكَتَ مَروانُ. .
١٤١٢. المستدرك عن عمرو بن مرّة الجهني
ـ وكانَت لَهُ صُحبَةٌ ـ : إنَّ الحَكَمَ بنَ أبِي العاصِ استَأذَنَ عَلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
صَوتَهُ وكَلامَهُ.
فَقالَ : اِيذَنوا لَهُ عَلَيهِ لَعنَةُ
اللّه وعَلى مَن يَخرُجُ مِن صُلبِهِ ، إلاَّ المُؤمِنَ مِنهُم وقَليلٌ ما هُم ، يُشَرَّفونَ
فِي الدُّنيا ويوضَعونَ
فِي الآخِرَةِ ، ذَوو مَكرٍ وخَديعَةٍ ، يُعطَونَ فِي الدُّنيا وما لَهُم فِي
الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ.
١٤١٣. المعجم الكبير عن أبي يحيى
: كُنتُ بَينَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام
ومَروانَ يَتَسابّانِ ، فَجَعَلَ الحَسَنُ عليهالسلام
يُسَكِّتُ الحُسَينَ عليهالسلام
، فَقالَ مَروانُ : أهلُ بَيتٍ مَلعونونَ! فَغَضِبَ الحَسَنُ عليهالسلام وقالَ : قُلتَ : أهلُ
بَيتٍ مَلعونونَ؟! فَوَاللّه لَقَد لَعَنَكَ اللّه عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله وأنتَ في صُلبِ
أبيكَ.
١٤١٤. مسند ابن حنبل عن الشعبي
: سَمِعتُ عَبدَ اللّه بنَ الزُّبَيرِ وهُوَ مُستَنِدٌ إلَى الكَعبَةِ وهُوَ
يَقولُ : ورَبِّ هذِهِ الكَعبَةِ ، لَقَد لَعَنَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله فُلانا وما وُلِدَ
مِن صُلبِهِ.
١٤١٥. المستدرك عن عبد اللّه بن الزبير
: إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
لَعَنَ الحَكَمَ ووُلدَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤١٦. المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف
: كانَ لا يولَدُ لِأَحَدٍ مَولودٌ إلاّ اُتي بِهِ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله فَدَعا لَهُ
فَاُدخِلَ عَلَيهِ مَروانُ بنُ الحَكَمِ فَقالَ : هُوَ الوَزَغُ ابنُ الوَزَغِ ، المَلعونُ
ابنُ المَلعونِ!
١٤١٧. الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليهالسلام : لَمّا وُلِدَ
مَروانُ عَرَضوا بِهِ لِرَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
أن يَدعُوَ لَهُ ، فَأَرسَلوا بِهِ إلى عائِشَةَ لِيَدعُوَ لَهُ ، فَلَمّا
قَرَّبَتهُ مِنهُ قالَ : أخرِجوا عَنِّي الوَزَغَ ابنَ الوَزَغِ. قالَ زُرارَةُ : ولا
أعلَمُ إلاّ أنَّهُ قالَ : ولَعَنَهُ.
راجع
: ص ٥٦٣ (الحكم بن أبي العاص).
٤ / ١١
مُعاوِيَةُ بنُ أبي
سُفيانَ وأبوهُ
١٤١٨. معاني الأخبار عن عدّي بن ثابت عن
البراء بن عازب : أقبَلَ أبو
سُفيانَ
ومُعاوِيَةُ يَتبَعُهُ ، فَقالَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ العَنِ
التّابِعَ وَالمَتبوعَ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِالاُقَيعِسِ.
قالَ ابنُ البَراءِ لِأَبيهِ : مَنِ
الاُقَيعِسُ؟ قالَ : مُعاوِيَةُ.
١٤١٩. صحيح مسلم عن ابن عبّاس
: كُنتُ ألعَبُ مَعَ الصِّبيانِ فَجاءَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَتَوارَيتُ خَلفَ بابٍ ، قالَ : فَجاءَ فَحَطَأَني
حَطأَةً وقالَ : اِذهَب وَادعُ لي مُعاوِيَةَ. قالَ : فَجِئتُ فَقُلتُ : هُوَ
يَأكُلُ. قالَ : ثُمَّ قالَ لي : اِذهَب فَادعُ لي مُعاوِيَةَ. قالَ : فَجِئتُ
فَقُلتُ : هُوَ يَأكُلُ. فَقالَ : لا أشبَعَ اللّه بَطنَهُ!
١٤٢٠. وقعة صفّين عن عليّ بن الأقمر
: وَفَدنا عَلى مُعاوِيَةَ وقَضَينا حَوائِجَنا ، ثُمَّ قُلنا : لَو مَرَرنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِرَجُلٍ قَد شَهِدَ
رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
وعايَنَهُ ، فَأَتَينا عَبدَ اللّه بنَ عُمَرَ فَقُلنا : يا صاحِبَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، حَدِّثنا ما
شَهِدتَ ورَأَيتَ.
قالَ : إنَّ هذا أرسَلَ إلَيَّ ـ يَعني
مُعاوِيَةَ ـ فَقالَ : لَئِن بَلَغَني أنَّكَ تُحَدِّثُ لأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ ، فَجَثَوتُ
عَلى رُكبَتَيَّ بَينَ يَدَيهِ ، ثُمَّ قُلتُ : وَدِدتُ أنَّ أحَدَّ سَيفٍ في
جُندِكَ عَلى عُنُقي. فَقالَ : وَاللّه ما كُنتُ لاُقاتِلَكَ ولا أقتُلَكَ.
وَايمُ اللّه ما يَمنَعُني أن
اُحَدِّثَكُم ما سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
قالَ فيهِ ؛ رَأَيتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
أرسَلَ إلَيهِ يَدعوهُ ـ وكانَ يَكتُبُ بَينَ يَدَيهِ ـ فَجاءَ الرَّسولُ فَقالَ :
هُوَ يَأكُلُ ، فَقالَ : لا أشبَعَ اللّه بَطنَهُ! فَهَل تَرَونَهُ يَشبَعُ؟
قالَ : وخَرَجَ مِن فَجٍّ فَنَظَرَ
رَسولُ اللّه إلى أبي سُفيانَ وهُوَ راكِبٌ ومُعاوِيَةُ وأخوهُ ، أحَدُهُما قائِدٌ
وَالآخَرُ سائِقٌ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِم رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ : اللّهُمَّ
العَنِ القائِدَ وَالسّائِقَ وَالرّاكِبَ.
قُلنا : أنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله؟ قالَ : نَعَم ، وإلاّ
فَصَمَّتا اُذُنايَ ، كَما عَمِيَتا عَينايَ.
١٤٢١. الإمام الحسن عليهالسلام ـ فِي احتِجاجِهِ
عَلى مُعاوِيَةَ ـ : أنشُدُكُم بِاللّه هَل تَعلَمونَ أنَّ ما أقولُ حَقّا ، إنَّكَ
ـ يا مُعاوِيَةُ ـ كُنتَ تَسوقُ بِأَبيكَ عَلى جَمَلٍ أحمَرَ ، ويَقودُهُ أخوكَ
هذَا القاعِدُ وهذا يَومُ الأَحزابِ ، فَلَعَنَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله القائِدَ
وَالرّاكِبَ وَالسّائِقَ ، فَكانَ أبوكَ الرّاكِبَ ، وأنتَ ـ يا أزرَقُ ـ السّائِقَ
، وأخوكَ هذَا القاعِدُ القائِدَ؟
١٤٢٢. عنه عليهالسلام ـ فِي احتِجاجِهِ
عَلى مُعاوِيَةَ ـ : أنشُدُكُم بِاللّه هَل تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله لَعَنَ أبا سُفيانَ
في سَبعَةِ مَواطِنَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوَّلُهُنَّ : حينَ خَرَجَ مِن مَكَّةَ
إلَى المَدينَةِ ، وأبو سُفيانَ جاءَ مِنَ الشّامِ ، فَوَقَعَ فيهِ أبو سُفيانَ
فَسَبَّهُ وأوعَدَهُ وهَمَّ أن يَبطِشَ بِهِ ، ثُمَّ صَرَفَهُ اللّه عز وجل عَنهُ.
وَالثّانِيَةُ : يَومَ العيرِ ؛ حَيثُ
طَرَدَها أبو سُفيانَ لِيُحرِزَها مِن رسَولِ اللّه صلىاللهعليهوآله.
وَالثّالِثَةُ : يَومَ اُحُدٍ ، يَومَ
قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: اللّه مَولانا ولا مَولى لَكُم. وقالَ أبو سُفيانَ : لَنَا العُزّى ولا عُزّى
لَكُم. فَلَعَنَهُ اللّه ومَلائِكَتُهُ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ أجَمعونَ.
وَالرّابِعَةُ : يَومَ حُنَينٍ ، يَومَ
جاءَ أبو سُفيانَ بِجَمعٍ مِن قُرَيشٍ وهَوازِنَ ، وجاءَ عُيَينَةُ بِغَطفانَ
وَاليَهودِ ، فَرَدَّهُمُ اللّه بِغَيظِهِم لَم يَنالوا خَيرا ، هذا قَولُ اللّه
عز وجل ، أنزَلَهُ في سورَتَينِ في كِلتَيِهما يُسَمّي أبا سُفيانَ وأصحابَهُ
كُفّارا ، وأنتَ يا مُعاوِيَةُ يَومَئِذٍ مُشرِكٌ عَلى رَأيِ أبيكَ بِمَكَّةَ ، وعَلِيٌّ
يَومَئِذٍ مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
وعَلى رَأيِهِ ودينِهِ.
وَالخامِسَةُ : قَولُ اللّه عز وجل : (وَالْهَدْىَ
مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ)
وصَدَدتَ أنتَ
وأبوكَ ومُشرِكو قُرَيشٍ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَلَعَنَهُ اللّه لَعنَةً شَمِلَتهُ وذُرِّيَّتَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ.
وَالسّادِسَةُ : يَومَ الأَحزابِ ، يَومَ
جاءَ أبو سُفيانَ بِجَمعِ قُرَيشٍ ، وجاءَ عُيَينَةُ بنُ حُصَينِ بنِ بَدرٍ
بِغَطفانَ ، فَلَعَنَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
القادَةَ وَالأَتباعَ وَالسّاقَةَ إلى يَومِ القِيامَةِ.
فَقيلَ : يا رَسولَ اللّه ، أما فِي
الأَتباعِ مُؤمِنٌ؟
قالَ : لا تُصيبُ اللَّعنَةُ مُؤمِنا
مِنَ الأَتباعِ ، وأمَّا القادَةُ فَلَيسَ فيهِم مُؤمِنٌ ولامُجيبٌ ولا ناجٍ.
وَالسّابِعَةُ : يَومَ الثَّنِيَّةِ
، يَومَ شَدَّ عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
اثنا عَشَرَ رَجُلاً ؛ سَبعَةٌ مِنهُم مِن بَني اُمَيَّةَ ، وخَمسَةٌ مِن سائِرِ
قُرَيشٍ ، فَلَعَنَ اللّه تَبارَكَ وتَعالى ورَسولُهُ صلىاللهعليهوآله مَن حَلَّ
الثَّنِيَّةَ غَيرَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
وسائِقِهِ وقائِدِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ١٢
مُعاوِيَةُ وعَمرُو
بنُ العاصِ
١٤٢٣. المعجم الكبير عن ابن عبّاس
: سَمِعَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
صَوتَ رَجُلَينِ يُغَنِّيانِ وهُما يَقولانِ :
يَزالُ حَوارِيٌّ يَلوحُ عِظامُهُ
|
|
زَوَى الحَربَ عَنهُ أن يُجَنَّ
فَيُقبَرا
|
فَسَأَلَ عَنهُما فَقيلَ : مُعاوِيَةُ
وعَمرُو بنُ العاصِ.
فَقالَ : اللّهُمَّ اركُسهُما فِي
الفِتنَةِ رَكسا ، ودُعَّهُما إلَى النّارِ دَعّا.
١٤٢٤. وقعة صفّين عن أبي برزة الأسلمي
: إنَّهُم كانوا مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَسَمِعوا غِناءً ، فَتَشَرَّفوا لَهُ
، فَقامَ رَجُلٌ فَاستَمَعَ لَهُ ، وذاكَ قَبلَ أن تُحَرَّمَ الخَمرُ ، فَأَتاهُم
ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ : هذا مُعاوِيَةُ وعَمرُو بنُ العاصِ يُجيبُ أحَدُهُمَا
الآخَرَ وهُوَ يَقولُ :
يَزالُ حَوارِيٌّ تَلوحُ عِظامُهُ
|
|
زَوَى الحَربَ عَنهُ أن يُحَسَّ فَيُقبَرا
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَرَفَعَ رَسولُ اللّه يَدَيهِ ، فَقالَ
:
اللّهُمَّ اركُسهُم فِي الفِتنَةِ رَكسا
، اللّهُمَّ دُعَّهُم إلَى النّارِ دَعّا.
٤ / ١٣
المُغيرَةُ بنُ
العاصِ
١٤٢٥. تفسير القمّي : رُوِيَ أنَّ
مُغيرَةَ بنَ العاصِ كانَ رَجُلاً أعسَرَ ، فَحَمَلَ في طَريقِهِ إلى اُحُدٍ
ثَلاثَةَ أحجارٍ ، فَقالَ : بِهذِهِ أقتُلُ مُحَمَّدا. فَلَمّا حَضَرَ القِتالَ
نَظَرَ إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
وبِيَدِهِ السَّيفُ ، فَرَماهُ بِحَجَرٍ فَأَصابَ بِهِ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله فَسَقَطَ السَّيفُ
مِن يَدِهِ ، فَقالَ : قَتَلتُهُ وَاللاّتِ وَالعُزّى!
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : كَذَبَ لَعَنَهُ
اللّه! فَرَماهُ بِحَجَرٍ آخَرَ ، فَأَصابَ جَبهَتَهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ
حَيِّرهُ. فَلَمَّا انكَشَفَ النّاسُ تَحَيَّرَ فَلَحِقَهُ عَمّاُر بنُ ياسِرٍ
فَقَتَلَهُ.
٤ / ١٤
المُلوكُ الأَربَعَةُ
١٤٢٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لَعَنَ اللّه
المُلوكَ الأَربَعَةَ : جَمدا ومِخوَسا ومِشرَحا وأبضَعَةَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واُختَهُمُ
العَمَرَّدَةَ
.. .
٤ / ١٥
مَنصورُ بنُ
عِكرِمَةَ
١٤٢٧. البداية والنهاية عن محمّد بن إسحاق
: فَلَمّا رَأَت قُرَيشٌ أنَّ أصحابَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
قَد نَزَلوا بَلَدا أصابوا مِنهُ أمنا وقَرارا ، وأنَّ النَّجاشِيَّ قَد مَنَعَ
مَن لَجَأَ إلَيهِ مِنهُم ، وأنَّ عُمَرَ قَد أسلَمَ فَكانَ هُوَ وحَمزَةُ مَعَ
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
وأصحابِهِ ، وجَعَلَ الإِسلامُ يَفشو فِي القَبائِلِ ، فَاجتَمَعوا وَائتَمَروا
عَلى أن يَكتُبوا كِتابا يَتَعاقَدونَ فيهِ عَلى بَني هاشِمٍ وبَني عَبدِ
المُطَّلِبِ ، عَلى أن لا يَنكَحوا إلَيهِم ولا يُنكِحوهُم ، ولا يَبيعوهُم شَيئا
ولا يَبتاعوا مِنهُم.
فَلَمَّا اجتَمَعوا لِذلِكَ كَتَبوا في
صَحيفَةٍ ، ثُمَّ تَعاهَدوا وتَواثَقوا عَلى ذلِكَ ، ثُمَّ عَلَّقُوا الصَّحيفَةَ
في جَوفِ الكَعبَةِ تَوكيدا عَلى أنفُسِهِم ، وكانَ كاتِبُ الصَّحيفَةِ مَنصورَ
بنَ عِكرِمَةَ بنِ عامِرِ بنِ هاشِمِ بنِ عَبدِ مَنافِ بنِ عَبدِ الدّارِ بنِ
قُصَيٍّ ـ قالَ ابنُ هِشامٍ : ويُقالُ النَّضرُ بنُ الحارِثِ ـ فَدَعا عَلَيهِ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَشَّلَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَعضُ أصابِعِهِ.
٤ / ١٦
نَوفَلُ بنُ
خُوَيلِدٍ
١٤٢٨. الإرشاد عن الزهري : لَمّا عَرَفَ
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
حُضورَ نَوفَلِ بنِ خُوَيلِدٍ بَدرا قالَ : اللّهُمَّ اكفِني نَوفَلاً. فَلَمَّا
انكَشَفَت قُرَيشٌ رَآهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليهالسلام
وقَد تَحَيَّرَ لا يَدري ما يَصنَعُ ، فَصَمَدَ لَهُ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِالسَّيفِ
فَنَشِبَ في حَجَفَتِهِ
، فَانتَزَعَهُ مِنها ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ ساقَهُ ـ وكانَت دِرعُهُ مُشَمَّرَةً
ـ فَقَطَعَها ، ثُمَّ أجهَزَ عَلَيهِ فَقَتَلَهُ ، فَلَمّا عادَ إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله سَمِعَهُ يَقولُ : مَن
لَهُ عِلمٌ بِنَوفَلٍ؟
فَقالَ لَهُ : أنَا قَتَلتُهُ. يا
رَسولَ اللّه ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
وقالَ : الحَمدُ للّه الَّذي أجابَ دَعوَتي فيهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ / ١٧
الوَليدُ بنُ عُقبَةَ
١٤٢٩. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ امرَأَةَ
الوَليدِ بنِ عُقبَةَ جاءَت إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، تَشتَكِي الوَليدَ أنَّهُ يَضرِبُها ، فَقالَ لَها : اِرجِعي فَقولي لَهُ : إنَّ
رَسولَ اللّه قَد أجارَني.
فَانطَلَقَت ، فَمَكَثَت ساعَةً ثُمَّ جاءَت
، فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ، ما أقلَعَ عَنّي ، فَقَطَعَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله هُدبَةً مِن ثَوبٍ
فَأَعطاها ، فَقالَ : قولي : إنَّ رَسولَ اللّه قَد أجارَني ، هذِهِ هُدبَةٌ مِن
ثَوبِهِ.
فَمَكَثَت ساعَةً ، ثُمَّ إنَّها
رَجَعَت ، فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ما زادَني إلاّ ضَربا ، فَرَفَعَ رَسولُ
اللّه صلىاللهعليهوآله
يَدَيهِ ، فَقالَ : «اللّهُمَّ عَلَيكَ بِالوَليدِ» مَرَّتَينِ أو ثَلاثا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الخامِسُ :
طوائف دعا عليهم
النّبيّ
٥ / ١
قُرَيشٌ
١٤٣٠. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن مسعود
: بَينَما رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
قائِمٌ يُصَلّي عِندَ الكَعبَةِ ، وجَمعُ قُرَيشٍ في مَجالِسِهِم ، إذ قالَ قائِلٌ
مِنهُم : ألا تَنظُرونَ إلى هذَا المُرائي! أيُّكُم يَقومُ إلى جَزورِ آلِ فُلانٍ
، فَيَعمِدُ إلى فَرثِها ودَمِها وسَلاها
، فَيَجيءُ بِهِ ، ثُمَّ يُمهِلُهُ حَتّى إذا سَجَدَ وَضَعَهُ بَينَ كَتِفَيهِ؟ فَانبَعَثَ
أشقاهُم ، فَلَمّا سَجَدَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
وَضَعَهُ بَينَ كَتِفَيهِ ، وثَبَتَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
ساجِدا ، فَضَحِكوا حَتّى مالَ بَعضُهُم إلى بَعضٍ مِنَ الضِّحكِ.
فَانطَلَقَ مُنطَلِقٌ إلى فاطِمَةَ عليهاالسلام ، وهِيَ جُوَيرِيَةٌ
، فَأَقبَلَت تَسعى ، وثَبَتَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
ساجِدا ، حَتّى ألقَتهُ عَنهُ وأقبَلَت عَلَيهِم تَسُبُّهُم ، فَلَمّا قَضى رَسولُ
اللّه صلىاللهعليهوآله
الصَّلاةَ ، قالَ :
اللّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ ، اللّهُمَّ
عَلَيكَ بِقُرَيشٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ. ثُمَّ سَمّى : اللّهُمَّ
عَلَيكَ بِعَمرِو بنِ هِشامٍ ، وعُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، وشَيبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، وَالوَليدِ
بنِ عُتبَةَ ، واُمَيَّةَ بنِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خَلَفٍ ، وعُقبَةَ
بنِ أبي مُعَيطٍ ، وعُمارَةَ بنِ الوَليدِ.
قالَ عَبدُ اللّه : فَوَاللّه ، لَقَد
رَأَيتُهُم صَرعى يَومَ بَدرٍ ، ثُمَّ سُحِبوا إلَى القَليبِ
ـ قَليبِ بَدرٍ ـ ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
: واُتبِعَ أصحابُ القَليبِ لَعنَةً.
١٤٣١. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود
: ما رَأَيتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
دَعا عَلى قُرَيشٍ غَيرَ يَومٍ واحِدٍ ؛ فَإِنَّهُ كانَ يُصَلّي ورَهطٌ مِن
قُرَيشٍ جُلوسٌ ، وسَلى جَزورٍ قَريبٌ مِنهُ ، فَقالوا : مَن يَأخُذُ هذَا السَّلى
فَليُلقِهِ
عَلى ظَهرِهِ؟
قالَ : فَقالَ عُقبَةُ بنُ أبي مُعَيطٍ
: أنَا ، فَأَخَذَهُ فَأَلقاهُ عَلى ظَهرِهِ ، فَلَم يَزَل ساجِدا حَتّى جاءَت
فاطِمَةُ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيها ـ فَأَخَذَتهُ عَن ظَهرِهِ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ عَلَيكَ
المَلأََ مِن قُرَيشٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِعُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ
عَلَيكَ بِشَيبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِأَبي جَهلِ بنِ هِشامٍ ، اللّهُمَّ
عَلَيكَ بِعُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِاُبَيِّ بنِ خَلَفٍ ـ أو
اُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ ـ.
قالَ عَبدُ اللّه : فَلَقَد رَأَيتُهُم
قُتِلوا يَومَ بَدرٍ جَميعا ثُمَّ سُحِبوا إلَى القَليبِ ، غَيرَ اُبَيٍّ أو
اُمَيَّةَ ؛ فَإِنَّهُ كانَ رَجُلاً ضَخما فَتَقَطَّعَ.
١٤٣٢. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن مسعود
: اِستَقبَلَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
الكَعبَةَ فَدَعا عَلى نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ : عَلى شَيبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، وعُتبَةَ
بنِ رَبيعَةَ ، وَالوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، وأبي جَهلِ بنِ هِشامٍ ، فَأَشهَدُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِاللّه لَقَد
رَأَيتُهُم صَرعى قَد غَيَّرَتهُمُ الشَّمسُ ، وكانَ يَوما حارّا.
١٤٣٣. تفسير القمّي
ـ في ذِكرِ مَعرَكَةِ بَدرٍ ـ : أخَذَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
كَفّا مِن حَصىً فَرَمى بِهِ في وُجوهِ قُرَيشٍ ، وقالَ : شاهَتِ الوُجوهُ. فَبَعَثَ
اللّه رِياحا تَضرِبُ في وُجوهِ قُرَيشٍ فَكانَتِ الهَزيمَةُ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ لا
يُفلِتَنَّ فِرعَونُ هذِهِ الاُمَّةِ أبو جَهلِ بنُ هِشامٍ ، فَقُتِلَ مِنهُم
سَبعونَ ، واُسِرَ مِنهُم سَبعونَ ، وَالتَقى عَمرُو بنُ الجَموحِ مَعَ أبي جَهلٍ
فَضَرَبَ عَمرٌو أبا جَهلِ بنَ هِشامٍ عَلى فَخِذَيهِ ، وضَرَبَ أبو جَهلٍ عَمرا
عَلى يَدِهِ فَأَبانَها مِنَ العَضُدِ ، فَتَعَلَّقَت بِجِلدَةٍ ، فَاتَّكَأَ
عَمرٌو عَلى يَدِهِ بِرِجلِهِ ثُمَّ نَزا
فِي السَّماءِ حَتَّى انقَطَعَتِ الجِلدَةُ ورَمى بِيَدِهِ.
وقالَ عَبدُ اللّه بنُ مَسعودٍ : اِنتَهَيتُ
إلى أبي جَهلٍ وهُوَ يَتَشَحَّطُ في دَمِهِ ، فَقُلتُ : الحَمدُ للّه الَّذي
أخزاكَ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ : إنَّما أخزَى اللّه عَبدَ بنَ اُمِّ عَبدِ
اللّه ، لِمَنِ الدّينُ وَيلَكَ؟ قُلتُ : للّه ولِرَسولِهِ وإنّي قاتِلُكَ ، ووَضَعتُ
رِجلي عَلى عُنُقِهِ ، فَقالَ : لَقَدِ ارتَقَيتَ مُرتَقىً صَعبا يا رُوَيعِيَ
الغَنَمِ!! أما إنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أشَدَّ مِن قَتلِكَ أيّايَ في هذَا اليَومِ! ألا
تَوَلّى قَتلي رَجُلٌ مِنَ المُطمَئِنّينَ
أو رَجُلٌ مِنَ الأَحلافِ؟! فَاقتَلَعتُ بَيضَةً كانَت عَلى رَأسِهِ فَقَتَلتُهُ ،
وأخَذتُ رَأسَهُ وجِئتُ بِهِ إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه البُشرى! هذا رَأسُ أبي جَهلِ بنِ هِشامٍ ، فَسَجَدَ
للّه شُكرا.
١٤٣٤. شرح الأخبار
: جاءَ عَن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
أنَّهُ أشرَفَ يَومَ اُحُدٍ عَلى عَسكَرِ المُشرِكينَ ، فَقالَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّهُمَّ العَنِ
القادَةَ مِنهُم وَالأَتباعَ ؛ فَأَمَّا الأَتباعُ فَإِنَّ اللّه يَتوبُ عَلى مَن
يَشاءُ مِنهُم ، وأمَّا القادَةُ وَالرُّؤوسُ فَلَيسَ مِنهُم مُجيبٌ ولا ناجٍ. ومِنَ
القادَةِ يَومَئِذٍ أبو سُفيانَ وَابنُهُ مُعاوِيَةُ مَعَهُ.
١٤٣٥. مسند ابن حنبل عن أنس
: لَمّا كانَ يَومُ الحُدَيبِيَةِ ، هَبَطَ عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله وأصحابِهِ ثَمانونَ
رَجُلاً مِن أهلِ مَكَّةَ فِي السِّلاحِ مِن قِبَلِ جَبَلِ التَّنعيمِ ، فَدَعا
عَلَيهِم فَاُخِذوا ، ونَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «وَهُوَ الَّذِى كَفَّ أَيْدِيَهُمْ
عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ
عَلَيْهِمْ»
قالَ : يَعني جَبَلَ التَّنعيمِ مِن مَكَّةَ.
١٤٣٦. مجمع البيان
: أمَرَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
بِالجِهازِ لِحَربِ مَكَّةَ ، وأمَرَ النّاسَ بِالتَّهيِئَةِ ، وقالَ : اللّهُمَّ
خُذِ العُيونَ وَالأَخبارَ عَن قُرَيشٍ حَتّى نَبغَتَها في بِلادِها.
١٤٣٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لَعَنَ اللّه
رِعلاً وذَكوانَ
، وعُصَيَّةَ ولِحيانَ ، وَابنَي مُلَيكَةَ بنِ حَريمٍ ومُرّانَ.
١٤٣٨. عنه صلىاللهعليهوآله : لَعَنَ اللّه
رِعلاً وذَكوانَ وعَضَلاً ولِحيانَ ، وَالمِجذَمينَ مِن أسَدٍ وغَطفانَ ، وأبا
سُفيانَ بنَ حَربٍ وشَهبَلاً
ذَا الأَسنانِ ، وَابنَي مُلَيكَةَ بنِ جَزيمٍ ومَروانَ ، وهَوذَةَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهَونَةَ.
١٤٣٩. سنن النسائي عن أنس
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
قَنَتَ شَهرا يَلعَنُ رِعلاً وذَكوانَ ولِحيانَ.
١٤٤٠. المصنّف عن سعيد بن زيد
: قَنَتَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : اللّهُمَّ العَن رِعلاً وذَكوانَ وعَضَلاً وعُصَيَّةَ عَصَتِ اللّه
ورَسولَهُ ، وَالعَن أبَا الأَعوَرِ السُّلَمِيَّ.
١٤٤١. مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس
: قَنَتَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
شَهرا مُتَتابِعا فِي الظُّهرِ وَالعَصرِ وَالمَغرِبِ وَالعِشاءِ وَالصُّبحِ في
دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ إذا قالَ : «سَمِعَ اللّه لِمَن حَمِدَهُ» مِنَ الرَّكعَةِ
الأَخيرَةِ يَدعو عَلَيهِم : عَلى حَيٍّ مِن بَني سُلَيمٍ ؛ عَلى رِعلٍ وذَكوانَ
وعُصَيَّةَ ، ويُؤَمِّنُ مَن خَلفَهُ ، أرسَلَ إلَيهِم يَدعوهُم إلَى الإِسلامِ
فَقَتَلوهُم.
١٤٤٢. صحيح البخاري عن أنس
: إنَّ رِعلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ وبَني لِحيانَ استَمَدّوا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله عَلى عَدُوٍّ ، فَأَمَدَّهُم
بِسَبعينَ مِنَ الأَنصارِ كُنّا نُسَمّيهِمُ القُرّاءَ في زَمانِهِم ، كانوا
يَحتَطِبونَ بِالنَّهارِ ويُصَلّونَ بِاللَّيلِ ، حَتّى كانوا بِبِئرِ مَعونَةَ
قَتَلوهُم وغَدَروا بِهِم ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
، فَقَنَتَ شَهرا يَدعو فِي الصُّبحِ عَلى أحياءٍ مِن أحياءِ العَرَبِ ، عَلى
رِعلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ وبَني لِحيانَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٤٣. الطبقات الكبرى
: جاءَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
خَبَرُ أهلِ بِئرِ مَعونَةَ ، وجاءَهُ تِلكَ اللَّيلَةَ أيضا مُصابُ خُبَيبِ بنِ
عَدِيٍّ ومَرثَدِ بن أبي مَرثَدٍ ، وبَعثِ مُحَمَّدِ بنِ مَسلَمَةَ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : هذا عَمَلُ أبي
بَراءٍ قَد كُنتُ لِهذا كارِها. ودَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
عَلى قَتَلَتِهِم بَعدَ الرَّكعَةِ مِنَ الصُّبحِ فَقالَ : اللّهُمَّ اشدُد
وَطأَتَكَ عَلى مُضَرَ!
اللّهُمَّ سِنينَ كَسِني يوسُفَ! اللّهُمَّ
عَلَيكَ بِبَني لِحيانَ وعَضَلَ وَالقارَةِ وزِغبٍ ورِعلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ ؛
فَإِنَّهُم عَصَوُا اللّه ورَسولَهُ.
١٤٤٤. صحيح البخاري عن أبي هريرة
: إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
كانَ إذا قالَ : «سَمِعَ اللّه لِمَن حَمِدَهُ» فِي الرَّكعَةِ الآخِرَةِ مِن
صَلاةِ العِشاءِ قَنَتَ : اللّهُمَّ أنجِ عَيّاشَ بنَ أبي رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ
أنجِ الوَليدَ بنَ الوَليدِ ، اللّهُمَّ أنجِ سَلَمَةَ بنَ هِشامٍ ، اللّهُمَّ
أنجِ المُستَضعَفينَ مِنَ المُؤمِنينَ ، اللّهُمَّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلى مُضَرَ
، اللّهُمَّ اجعَلها عَلَيهِم سِنينَ كَسِني يوسُفَ.
راجع
: ص ٦٠٥ (طوائف دعا عليهم الإمام عليّ عليهالسلام
/ قريش).
٥ / ٢
الأَحزابُ
١٤٤٥. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ رَسولَ اللّه
صلىاللهعليهوآله
دَعا يَومَ الأَحزابِ : اللّهُمَّ مُنزِلَ الكِتابِ ، مُنشِرَ السَّحابِ ، واضِعَ
الميزانِ ، سَريعَ الحِسابِ ، اهزِمِ الأَحزابَ عَنّا وذَلِّلهُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٤٦. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن أبي أوفى
: دَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَومَ الأَحزابِ عَلَى المُشرِكينَ فَقالَ : اللّهُمَّ مُنزِلَ الكِتابِ ، سَريعَ
الحِسابِ ، اللّهُمَّ اهزِمِ الأَحزابَ ، اللّهُمَّ اهزِمهُم وزَلزِلهُم.
١٤٤٧. المجتنى عن جابر بن عبد اللّه
: دَعَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
عَلَى الأَحزابِ يَومَ الإِثنَينِ ويَومَ الثُّلاثاءِ ، وَاستُجيبَ لَهُ يَومَ
الأَربِعاءِ بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ ، فَعُرِفَ السُّرورُ في وَجهِهِ. قالَ
جابِرٌ : فَما نَزَلَ بي أمرٌ غائِظٌ
وتَوَجَّهتُ في تِلكَ السّاعَةِ ، إلاّ عَرَفتُ الإِجابَةَ.
٥ / ٣
مَن عادى عَلِيّا
١٤٤٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : عادَى اللّه مَن
عادى عَلِيّا.
١٤٤٩. عنه صلىاللهعليهوآله ـ لِعَلِيٍّ عليهالسلام ـ : قاتَلَ اللّه
مَن قاتَلَكَ ، وعادى مَن عاداكَ.
١٤٥٠. الإصابة عن ابن الزبير
: قَدِمَ مُعاوِيَةُ حاجّا ، فَدَخَلَ المَسجِدَ. فَرَأى شَيخا لَهُ ضَفيرَتانِ ، كانَ
أحسَنَ الشُّيوخِ سَمتا
، وأنظَفَهُم ثَوبا ، فَسَأَلَ فَقيلَ لَهُ : إنَّهُ ابنُ عُرَيضٍ ، فَأَرسَلَ
إلَيهِ فَجاءَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : ما فَعَلتَ أرضَكَ تيماءَ؟ قالَ
: باقِيَةٌ. قالَ : بِعنيها. قالَ : نَعَم ، ولَولاَ الحاجَةُ ما بِعتُها. وَاستَنشَدَهُ
مَرثِيَةَ ابنِهِ لِنَفسِهِ فَأَنشَدَهُ ، ودارَ بَينَهُما كَلامٌ فيهِ ذِكرُ
عَلِيٍّ ، فَغَضَّ ابنُ عُرَيضٍ مِن مُعاوِيَةَ ، فَقالَ مُعاوِيَةُ : ما أراهُ
إلاّ قَد خَرِفَ فَأَقيموهُ.
فَقالَ : ما خَرِفتُ ، ولكِن أنشُدُكَ
اللّه يا مُعاوِيَةُ ، أما تَذكُرُ يا مُعاوِيَةُ لَمّا كُنّا جُلوسا عِندَ رَسولِ
اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَجاءَ عَلِيٌّ فَاستَقبَلَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
، فَقالَ : قاتَلَ اللّه مَن يُقاتِلُكَ ، وعادى مَن يُعاديكَ؟!
١٤٥١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في عَلِيٍّ عليهالسلام ـ : اللّهُمَّ والِ
مَن والاهُ ، اللّهُمَّ عادِ مَن عاداهُ.
١٤٥٢. عنه صلىاللهعليهوآله ـ في عَلِيٍّ عليهالسلام ـ : اللّهُمَّ والِ
مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ.
١٤٥٣. عنه صلىاللهعليهوآله ـ يَومَ غَديرِ
خُمٍّ ـ : اللّهُمَّ مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن
والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وأعِن مَن أعانَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٥٤. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن كُنتُ مَولاهُ
فَعَلِيٌّ مَولاهُ ؛ اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وأحِبَّ مَن
أحَبَّهُ ، وأبغِض مَن أبغَضَهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ.
١٤٥٥. الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس
: قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام
ذاتَ يَومٍ وهُوَ في مَسجِدِ قُباءَ ، وَالأَنصارُ مُجتَمِعونَ : يا عَلِيُّ أنتَ
أخي وأنَا أخوكَ ، يا عَلِيُّ أنتَ وَصِيّي وخَليفَتي وإمامُ اُمَّتي بَعدي ، والَى
اللّه مَن والاكَ ، وعادَى اللّه مَن عاداكَ ، وأبغَضَ اللّه مَن أبغَضَكَ ، ونَصَرَ
اللّه مَن نَصَرَكَ ، وخَذَلَ اللّه مَن خَذَلَكَ.
١٤٥٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في حَجَّةِ
الوَداعِ وهُوَ عَلى ناقَتِهِ ، ويَدُ : اللّهُمَّ هَل بَلَّغتُ؟ اللّهُمَّ هَل
بَلَّغتُ؟ هذَا ابنُ عَمّي وأبو وُلدي ، اللّهُمَّ كُبَّ مَن عاداهُ فِي النّارِ!
١٤٥٧. الإمام الحسن عليهالسلام
: دَعا رَسولُ اللّه ـ وهُوَ عَلَى
المِنبَرِ ـ الإمام الحسن عليهالسلام
: دَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله.
عَلِيّا ، فَاجتَذَبَهُ بِيَدهِ فَقالَ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن
عاداهُ ، اللّهُمَّ مَن عادى عَلِيّا فَلا تَجعَل لَهُ فِي الأَرضِ مَقعَدا ، ولا
فِي السَّماءِ مَصعَدا ، وَاجعَلهُ في أسفَلِ دَرَكٍ مِنَ النّارِ.
١٤٥٨. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يا عَلِيُّ ، مَن
أحَبَّكَ ووالاكَ سَبَقَت لَهُ الرَّحمَةُ ، ومَن أبغَضَكَ وعاداكَ سَبَقَت لَهُ
اللَّعنَةُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٥٩. عنه صلىاللهعليهوآله : مَعاشِرَ النّاسِ
، أحِبّوا عَلِيا ؛ فَإِنَّ لَحمَهُ لَحمي ودَمَهُ دَمي ، لَعَنَ اللّه أقواما مِن
اُمَّتي ضَيَّعوا فيهِ عَهدي ، ونَسوا فيهِ وَصِيَّتي ، ما لَهُم عِندَ اللّه مِن
خَلاقٍ .
١٤٦٠. عنه صلىاللهعليهوآله ـ في عَلِيٍّ عليهالسلام ـ : اِعلَموا
مَعاشِرَ النّاسِ ، أنَّ اللّه قَد نَصَبَهُ لَكُم وَلِيّا وإماما ، مُفتَرَضا
طاعَتُهُ عَلَى المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، وعَلَى التّابِعينَ لَهُم بِإِحسانٍ ، وعَلَى
البادي وَالحاضِرِ ، وعَلَى الأَعجَمِيِّ وَالعَرَبِيِّ ، وَالحُرِّ وَالمَملوكِ ،
وَالصَّغيرِ وَالكَبيرِ ، وعَلَى الأَبيَضِ وَالأَسوَدِ ، وعَلى كُلِّ مُوَحِّدٍ ،
ماضٍ حُكمُهُ ، جائِزٌ قَولُهُ ، نافِذٌ أمرُهُ ، مَلعونٌ مَن خالَفَهُ ، مَرحومٌ
مَن تَبِعَهُ ومَن صَدَّقَهُ ، فَقَد غَفَرَ اللّه لَهُ ولِمَن سَمِعَ مِنهُ
وأطاعَ لَهُ.
١٤٦١. عنه صلىاللهعليهوآله : أمّا عَلِيُّ بنُ
أبي طالِبٍ ، فَإِنَّهُ أخي وشَقيقي وصاحِبُ الأَمرِ بَعدي ... وبِوِلايَتِهِ
صارَت اُمَّتي مَرحومَةً ، وبِعَداوَتِهِ صارَتِ المُخالِفَةُ لَهُ مِنها
مَلعونَةً.
٥ / ٤
قَتَلَةُ الحُسَينِ
١٤٦٢. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ الحُسَينُ عليهالسلام مَعَ اُمِّهِ
تَحمِلُهُ ، فَأَخَذَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله
فَقالَ : لَعَنَ اللّه قاتِليكَ ، ولَعَنَ اللّه سالِبيكَ ، وأهلَكَ اللّه
المُتَوازِرينَ عَلَيكَ ، وحَكَمَ اللّه بَيني وبَينَ مَن أعانَ عَلَيكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٦٣. مثير الأحزان
: قالَ أصحابُ الحَديثِ : فَلَمّا أتَت عَلَى الحُسَينِ عليهالسلام سَنَةٌ كامِلَةٌ ، هَبَطَ
عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
اثنا عَشَرَ مَلَكا عَلى صُوَرٍ مُختَلِفَةٍ ـ أحَدُهُم عَلى صوَرةِ بَني آدَمَ ـ يُعَزّونَهُ
ويَقولونَ : إنَّهُ سَيَنزِلُ بِوَلَدِكَ الحُسَينِ بنِ فاطِمَةَ ما نَزَلَ
بِهابيلَ مِن قابيلَ ، وسَيُعطى مِثلَ أجرِ هابيلَ ، ويُحمَلُ عَلى قاتِلِهِ مِثلُ
وِزرِ قابيلَ ، ولَم يَبقَ مَلَكٌ إلاّ نَزَلَ إلَى النَّبِيِّ يُعَزّونَهُ ، وَالنَّبِيُّ
يَقولُ : اللّهُمَّ اخذُل خاذِليهِ ، وَاقتُل قاتِلَهُ ، ولا تُمَتِّعهُ بِما
طَلَبَهُ.
١٤٦٤. مثير الأحزان عن عبد اللّه بن يحيى
: دَخَلنا مَعَ عَلِيٍّ عليهالسلام
إلى صِفّينَ ، فَلَمّا حاذى نَينَوى نادى : صَبرا أبا عَبدِ اللّه.
فَقالَ : دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله وعَيناهُ تَفيضانِ ،
فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّه ، ما لِعَينَيكَ تَفيضانِ؟ أغضَبَكَ
أحَدٌ؟
قالَ : لا ، بَل كانَ عِندي جَبرَئيلُ
فَأَخبَرَني أنَّ الحُسَينَ يُقتَلُ بِشاطِئِ الفُراتِ ، وقالَ : هَل لَكَ أن
اُشِمَّكَ مِن تُربَتِهِ؟ قُلتُ : نَعَم ، فَمَدَّ يَدَهُ فَأَخَذَ قَبضَةً مِن
تُرابٍ وأعطانيها ، فَلَم أملِك عَينَيَّ أن فاضَتا ، وَاسمُ الأَرضِ كَربَلاءُ.
فَلَمّا أتَت عَلَيهِ سَنَتانِ خَرَجَ
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله
إلى سَفَرٍ ، فَوَقَفَ في بَعضِ الطَّريقِ استَرجَعَ ودَمَعَت عَيناهُ ، فَسُئِلَ
عَن ذلِكَ فَقالَ : هذا جَبرَئيلُ يُخبِرُني عَن أرضٍ بِشَطِّ الفُراتِ يُقالُ
لَها : كَربَلاءُ ، يُقتَلُ فيها وَلَدِيَ الحُسَينُ. فَقيلَ : ومَن يَقتُلُهُ؟ قالَ
: رَجلٌ يُقالُ لَهُ : يَزيدُ ، كَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ وإلى مَصرَعِهِ ومَدفَنِهِ
بِها ، وكَأَنّي أنظُرُ عَلَى السَّبايا.
عَلى أقتابِ المَطايا وقَد اُهدِيَ رَأسُ وَلَدِيَ الحُسَينِ إلى يَزيدَ لَعَنَهُ
اللّه ، فَوَاللّه ما يَنظُرُ أحَدٌ إلى رَأسِ الحُسَينِ ويَفرَحُ إلاّ خالَفَ
اللّه بَينَ قَلبِهِ ولِسانِهِ ، وعَذَّبَهُ اللّه عَذابا أليما.
فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله. عَن سَفَرِهِ مَغموما
مَهموما كَئيبا حَزينا ، وصَعِدَ وخَطَبَ ووَعَظَ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام بَينَ يَدَيهِ ، فَلَمّا
فَرَغَ مِن خُطبَتِهِ ، وَضَعَ يَدَهُ اليُمنى عَلى رَأسِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحَسَنِ عليهالسلام وَيدَهُ اليُسرى
عَلى رَأسِ الحُسَينِ عليهالسلام
، ورَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ :
اللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّدا عَبدُكَ
ورَسولُكَ ونَبِيُّكَ ، وهذانِ أطائِبُ عِترَتي ، وخِيارُ ذُرِّيَّتي وأرومَتي
، ومَن اُخلِفُهُما في اُمَّتي ، وقَد أخبَرَني جَبرَئيلُ أنَّ وَلَدي هذا مَقتولٌ
مَخذولٌ ، اللّهُمَّ فَبارِك لَهُ في قَتلِهِ ، وَاجعَلهُ مِن ساداتِ الشُّهداءِ ،
اللّهُمَّ ولا تُبارِك في قاتِلِهِ وخاذِلِهِ ، وأصلِهِ حَرَّ نارِكَ ، وَاحشُرهُ
في أسفَلِ دَرَكِ الجَحيمِ.
٥ / ٥
النّوادِرُ
١٤٦٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ أذهِب
مُلكَ غَسّانَ ، وضَع مُهورَ كِندَةَ
.
١٤٦٦. مسند الشاميّين عن عبد الرحمن بن شبل عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله
ـ رَجُلاً سَمّاهُ ـ مسند الشاميّين عن عبد الرحمن بن شبل عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ العَن
وَاجعَل قَلبَهُ قَلبَ سوءٍ ، وَاملَأ جَوفَهُ رَضفَ
جَهَنَّمَ.
١٤٦٧. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ رَسولَ اللّه
صلىاللهعليهوآله
قَد قَنَتَ ودَعا عَلى قَومٍ بِأَسمائِهِم وأسماءِ آبائِهِم وعَشائِرِهِم ، وفَعَلَهُ
عَلِيٌّ عليهالسلام
بَعدَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّادِسُ :
من دعا عليهم الإمام
عليّ
٦ / ١
الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ
١٤٦٨. نهج البلاغة
: مِن كَلامٍ لَهُ عليهالسلام
قالَهُ لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ وهُوَ عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ يَخطُبُ ، فَمَضى في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَعضِ كَلامِهِ شيءٌ
اعتَرَضَهُ الأَشعَثُ فيهِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هذِهِ عَلَيكَ لا
لَكَ. فَخَفَضَ عليهالسلام
إلَيهِ بَصَرَهُ ثُمَّ قالَ : ما يُدرِيكَ ما عَلَيَّ مِمّا لي ، عَلَيكَ لَعنَةُ
اللّه ولَعنَةُ اللاّعِنينَ ، حائِكٌ ابنُ حائِكٍ ، مُنافِقٌ ابنُ كافِرٍ ، وَاللّه
لَقَد أسَرَكَ الكُفرُ مَرَّةً وَالإِسلامُ اُخرى ، فَما فَداكَ مِن واحِدَةٍ
مِنهُما مالُكَ ولا حَسَبُكَ. وإنَّ امرَأً دَلَّ عَلى قَومِهِ السَّيفَ ، وساقَ
إلَيهِمُ الحَتفَ ، لَحَرِيٌّ أن يَمقُتَهُ الأَقرَبُ ، ولا يَأمَنَهُ الأَبعَدُ
.
٦ / ٢
جاسوس معاوية
١٤٦٩. الإرشاد عن جُميع بن عمير
: اِتَّهَمَ عَلِيٌّ عليهالسلام
رَجُلاً يُقالُ لَهُ العيزارُ بِرَفعِ أخبارِهِ إلى مُعاوِيَةَ ، فَأَنكَرَ ذلِكَ
وجَحَدَهُ ، فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام
: أتَحلِفُ بِاللّه يا هذا إنَّكَ ما فَعَلتَ ذلِكَ؟ قالَ : نَعَم. وبَدَرَ
فَحَلَفَ.
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : إن كُنتَ كاذِبا
فَأَعمَى اللّه بَصَرَكَ. فَما دارَتِ الجُمُعَةُ حَتّى اُخرِجَ أعمى يُقادُ قَد
أذهَبَ اللّه بَصَرَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦ / ٣
فتى نسبه إلى الظلم
١٤٧٠. شرح الأخبار عن الأصبغ بن نباتة
: لَمَّا انهَزَمَ أهلُ البَصرَةِ قامَ فَتىً إلى عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ
، فَقالَ : ما بالُ ما فِي الأَخبِيَةِ لا تُقَسَّمُ؟ فَقالَ عَلِيٌّ عليهالسلام : لا حاجَةَ لي في
فَتوَى المُتَعَلِّمينَ. قالَ : ثُمَّ قامَ إلَيهِ فَتىً آخَرُ ، فَقالَ مِثلَ
ذلِكَ ، فَرَدَّ عَلَيهِ مِثلَ ما رَدَّ أوَّلاً. فَقالَ لَهُ الفَتى : أمَا
وَاللّه ما عَدَلتَ! فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام
: إن كُنتَ كاذِبا فَبَلَغَ اللّه بِكَ سُلطانَ فَتى ثَقيفٍ.
ثُمَّ قالَ عَلِيٌّ عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
قَد مَلَلتُهُم ومَلّوني ، فَأَبدِلني بِهِم ما هُوَ خَيرٌ مِنهُم ، وأبدلِهُم بي
ما هُوَ شَرٌّ لَهُم.
قالَ الأَصبَغُ بنُ نُباتَةَ : فَبَلَغَ
ذلِكَ الفَتى سُلطانَ الحَجّاجِ ، فَقَتَلَهُ.
٦ / ٤
مَصقَلَةُ بنُ
هُبَيرَةَ
١٤٧١. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في مَصقَلَةَ بنِ
هُبَيرَةَ الشَّيبانِيِّ لَمّا هَرَبَ إلى مُعاوِيَةَ ، وكانَ قَدِ ابتاعَ سَبيَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَني ناجِيَةَ مِن
عامِلِ أميرِ المُؤمِنينَ وأعتَقَهُم ، فَلَمّا طالَبَهُ بِالمالِ خاسَ
بِهِ وهَرَبَ إلَى الشّامِ ـ : قَبَّحَ اللّه مَصقَلَةَ! فَعَلَ فِعلَ السّادَةِ ،
وفَّرَ فِرارَ العَبيدِ.
٦ / ٥
المُغيرَةُ بنُ
الأَخنَسِ
١٤٧٢. الإمام عليّ عليهالسلام ـ مِن كَلامٍ لَهُ
وقَد وَقَعَت مُشاجَرَةٌ بَينَهُ : يَابنَ اللَّعينِ الأَبتَرِ ، وَالشَّجَرَةِ
الَّتي لا أصلَ لَها ولا فَرعَ ، أنتَ تَكفيني؟ فَوَاللّه ما أعَزَّ اللّه مَن
أنتَ ناصِرُهُ ، ولا قامَ مَن أنتَ مُنهِضُهُ ، اُخرُج عَنّا أبعَدَ اللّه نَواكَ
، ثُمَّ ابلُغ جُهدَكَ فَلا أبقَى اللّه عَلَيكَ إن أبقَيتَ.
٦ / ٦
يَزيدُ بنُ حُجَيَّةَ
١٤٧٣. الغارات
ـ في خَبرِ يَزيدَ بنِ حُجَيَّةَ ـ : قالَ أيضا شِعرا يَذُمُّ فيهِ عَلِيّا عليهالسلام ويُخبِرُهُ أنَّهُ
مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعدائِهِ ، فَبَلَغَ
ذلِكَ عَلِيّا عليهالسلام
، فَدَعا عَلَيهِ وقالَ لِأَصحابِهِ : اِرفَعوا أيدِيَكُم فَادعوا عَلَيهِ ، فَدَعا
عَلَيهِ عَلِيٌّ عليهالسلام
وأمَّنَ أصحابُهُ.
قالَ أبُو الصَّلتِ التَّيمِيُّ : فَقالَ
عَلِيٌّ عليهالسلام
: اللّهُمَّ إنَّ يَزيدَ بنَ حُجَيَّةَ هَرَبَ بِمالِ المُسلِمينَ ، ولَحِقَ
بِالقَومِ الفاسِقينَ ، فَاكفِنا مَكرَهُ وكَيدَهُ ، وَاجزِهِ جَزاءَ الظّالِمينَ.
٦ / ٧
مَن كَتَمَ حَديثَ
الوِلايَةِ
١٤٧٤. أُسد الغابة عن أبي إسحاق
: حَدَّثَني مَن لا اُحصي أنَّ عَلِيّا عليهالسلام
نَشَدَ النّاسَ فِي الرَّحبَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَن سَمِعَ قَولَ
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
: مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن
عاداهُ؟
فَقامَ نَفَرٌ شَهِدوا أَنَّهُم سَمِعوا
ذلِكَ مِن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، وكَتَمَ قَومٌ ، فَما خَرَجوا مِنَ الدُّنيا حَتّى عَموا وأصابَتهُم آفَةٌ ، مِنهُم
: يَزيدُ بنُ وَديعَةَ ، وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ مُدلِجٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٧٥. أنساب الأشراف عن أبي وائل شقيق بن سلمة
: قالَ عَلِيٌّ عليهالسلام
عَلَى المِنبَرِ : نَشَدتُ اللّه رَجُلاً سَمِعَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله يَقولُ يَومَ غَديرِ
خُمٍّ : «اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ» ، إلاّ قامَ فَشَهِدَ ـ وتَحتَ
المِنبَرِ أنَسُ بنُ مالِكٍ ، وَالبَراءُ بنُ عازِبٍ ، وجَريُر بنُ عَبدِ اللّه ـ فَأَعادَها
فَلَم يُجِبهُ أحَدٌ.
فَقالَ : اللّهُمَّ مَن كَتَمَ هذِهِ
الشَّهادَةَ وهُوَ يَعرِفُها ، فَلا تُخرِجهُ مِنَ الدُّنيا حَتّى تَجعَلَ بِهِ
آيَةً يُعرَفُ بِها.
قالَ : فَبَرِصَ أنَسٌ ، وعَمِيَ
البَراءُ ، ورَجَعَ جَريرٌ أعرابِيّا بَعدَ هِجرَتِهِ ، فَأَتَى السَّراةَ
فَماتَ في بَيتِ اُمِّهِ بِالسَّراةِ.
١٤٧٦. الخصال عن جابر الأنصاري
: خَطَبَنا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليهالسلام
، فَحَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ قُدّامَ
مِنبَرِكُم هذا أربَعَةُ رَهطٍ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
، مِنهُم أنَسُ ابنُ مالِكٍ ، وَالبَراءُ بنُ عازِبٍ ، وَالأَشعَثُ بنُ قَيسٍ
الكِندِيُّ ، وخالِدُ بنُ يزَيدَ البَجَلِيُّ.
ثُمَّ أقبَلَ عَلى أنَسٍ فَقالَ : يا
أنَسُ ، إن كُنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ
اليَومَ بِالوِلايَةِ فَلا أماتَكَ اللّه حَتّى يَبتَلِيَكَ بِبَرَصٍ لا تُغَطّيهِ
العِمامَةُ.
وأمّا أنتَ يا أشعَثُ ، فَإِن كُنتَ
سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ
اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ اللّه حَتّى يَذهَبَ بِكَريمَتَيكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأمّا أنتَ يا خالِدَ بنَ يَزيدَ ، فَإِن
كُنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ
وعادِ مَن عاداهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ
اللّه إلاّ ميتَةً جاهِلِيَّةً.
وأمّا أنتَ يا بَراءَ بنَ عازِبٍ ، فَإِن
كُنتَ سَمِعتَ رسَولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ،
وعادِ مَن عاداهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ
اللّه إلاّ حَيثُ هاجَرتَ مِنهُ.
قالَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّه
الأَنصارِيُّ : وَاللّه لَقَد رَأَيتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ وقَدِ ابتُلِيَ بِبَرَصٍ
يُغَطّيهِ بِالعِمامَةِ فَما تَستُرُهُ. ولَقَد رَأَيتُ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ وقَد
ذَهَبَت كَريمَتاهُ وهُوَ يَقولُ : الحَمدُ للّه الَّذي جَعَلَ دُعاءَ أميرِ
المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عَلَيَّ بِالعَمى فِي الدُّنيا ولَم يَدعُ
عَلَيَّ بِالعَذابِ فِي الآخِرَةِ فَاُعَذَّبَ. وأمّا خالِدُ بنُ يَزيدَ فَإِنَّهُ
ماتَ فَأَرادَ أهلُهُ أن يَدفِنوهُ وحُفِرَ لَهُ في مَنزِلِهِ فَدُفِنَ ، فَسَمِعَت
بِذلِكَ كِندَةُ فَجاءَت بِالخَيلِ وَالإِبِلِ فَعَقَرَتها عَلى بابِ مَنزِلِهِ
فَماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً. وأمَّا البَراءُ بنُ عازِبٍ فَإِنَّهُ وَلاّهُ
مُعاوِيَةُ اليَمَنَ فَماتَ بِها ، ومِنها كانَ هاجَرَ.
١٤٧٧. الإرشاد عن طلحة بن عميرة :
نَشَدَ عَلِيٌّ عليهالسلام
النّاسَ في قَولِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله
: «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» ، فَشَهِدَ اثنا عَشَرَ رَجُلاً مِنَ
الأَنصارِ ، وأنَسُ بنُ مالِكٍ فِي القَومِ لَم يَشهَد.
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام يا أنَسُ! قالَ : لَبَّيكَ.
قالَ : ما يَمنَعُكَ أن تَشهَدَ وقَد سَمِعتَ ما سَمِعوا؟ فَقالَ : يا أميرَ
المُؤمِنينَ ، كَبِرتُ ونَسيتُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : اللّهُمَّ إن كانَ
كاذِبا فَاضرِبهُ بِبَياضٍ ـ أو بِوَضَحٍ ـ لا تُواريهِ العِمامَةُ.
قالَ طَلحَةُ بنُ عَميرَةَ : فَأَشهَدُ
بِاللّه لَقَد رَأَيتُها بَيضاءَ بَينَ عَينَيهِ.
١٤٧٨. حلية الأولياء عن عميرة بن سعد
: شَهِدتُ عَلِيّا عَلَى المِنبَرِ ناشِدا أصحابَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله وفيهِم أبو سَعيدٍ
وأبو هُرَيرَةَ وأنَسُ بنُ مالِكٍ ، وهُم حَولَ المِنبَرِ ، وعَلِيٌّ عَلَى
المِنبَرِ ، وحَولَ المِنبَرِ اثنا عَشَرَ رَجُلاً هؤُلاءِ مِنهُم.
فَقالَ عَلِيٌّ : نَشَدتُكُم بِاللّه ، هَل
سَمِعتُم رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ»؟ فَقاموا كُلُّهُم فَقالوا : اللّهُمَّ
نَعَم! وقَعَدَ رَجُلٌ. فَقالَ : ما مَنَعَكَ أن تَقومَ؟ قالَ : يا أميرَ
المُؤمِنينَ ، كَبِرتُ ونَسيتُ.
فَقالَ : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا
فَاضرِبهُ بِبَلاءٍ حَسَنٍ. قالَ : فَما ماتَ حَتّى رَأَينا بَينَ عَينَيهِ
نُكتَةً
بَيضاءَ لا تُواريهَا العِمامَةُ.
١٤٧٩. المعارف
ـ في تَرجَمَةِ أنَسِ بنِ مالِكٍ ـ : كانَ بِوَجهِهِ بَرَصٌ. وذَكَرَ قَومٌ أنَّ
عَلِيّا عليهالسلام
سَأَلَهُ عَن قَولِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
: «اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ» ، فَقالَ : كَبِرَت سِنّي
ونَسيتُ.
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام : إن كُنتَ كاذِبا
فَضَرَبَكَ اللّه بِبَيضاءَ لا تُواريهَا العِمامَةُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٨٠. الأمالي للصدوق عن أبي هدبة
: رَأَيتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ مَعصوبا بِعِصابَةٍ ، فَسَأَلتُهُ عَنها ، فَقالَ : هذِهِ
دَعوَةُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام.
فَقُلتُ لَهُ : وكَيفَ كانَ ذاكَ؟
فَقالَ : ... لَمّا كانَ يَومُ الدّارِ
استَشهَدَني عَلِيٌّ عليهالسلام
، فَكَتَمتُهُ ، فَقُلتُ : إنّي نَسيتُهُ ، فَرَفَعَ عَلِيٌّ عليهالسلام يَدَهُ إلَى
السَّماءِ ، فَقالَ : اللّهُمَّ ارمِ أنَسا بِوَضَحٍ لا يَستُرُهُ مِنَ النّاسِ. ثُمَّ
كَشَفَ العِصابَةَ عَن رَأسِهِ فَقالَ : هذِهِ دَعوَةُ عَلِيٍّ ، هذِهِ دَعوَةُ
عَلِيٍّ ، هذِهِ دَعوَةُ عَلِيٍّ!
١٤٨١. نهج البلاغة
: قالَ عليهالسلام
لأَِنَسِ بنِ مالِكٍ وقَد كانَ بَعَثَهُ إلى طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ لَمّا جاءَ إلَى
البَصرَةِ ، يُذَكِّرُهُما شَيئا مِمّا سَمِعَهُ مِن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله في مَعناهُما ، فَلَوى
عَن ذلِكَ ، فَرَجَعَ إلَيهِ ، فَقالَ : إنّي اُنسيتُ ذلِكَ الأَمرَ.
فَقالَ عليهالسلام
: إن كُنتَ كاذِبا فَضَرَبَكَ اللّه بِها بَيضاءَ لامِعَةً لا تُواريهَا
العِمامَةُ.
قالَ الرَّضِيُّ : يَعنِي البَرَصَ ، فَأَصابَ
أنَسا هذَا الدّاءُ فيما بَعدُ في وَجهِهِ ، فَكانَ لا يُرى إلاّ مُبَرقَعا.
١٤٨٢. شرح نهج البلاغة عن أبي سليمان المؤذّن
: إنَّ عَلِيّا عليهالسلام
نَشَدَ النّاسَ : مَن سَمِعَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ»؟ فَشَهِدَ لَهُ قَومٌ ، وأمسَكَ
زَيدُ بنُ أرقَمَ فَلَم يَشهَد ، وكانَ يَعلَمُها ، فَدَعا عَلِيٌّ عليهالسلام عَلَيهِ بِذَهابِ
البَصَرِ ، فَعَمِيَ ، فَكانَ يُحَدِّثُ النّاسَ بِالحَديثِ بَعدَما كُفَّ
بَصَرُهُ.
١٤٨٣. الإرشاد عن أبي سلمان المؤذّن عن زيد بن
أرقم : نَشَدَ عَلِيٌّ عليهالسلام النّاسَ فِي
المَسجِدِ فَقالَ : أنشُدُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّه رَجُلاً سَمِعَ
النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله
يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ
مَن عاداهُ». فَقامَ اثنا عَشَرَ بَدرِيّا ؛ سِتَّةٌ مِنَ الجانِبِ الأَيمَنِ ، وسِتَّةٌ
مِنَ الجانِبِ الأَيسَرِ ، فَشَهِدوا بِذلِكَ.
قالَ زَيدُ بنُ أرقَمَ : وكُنتُ أنَا
فيمَن سَمِعَ ذلِكَ ، فَكَتَمتُهُ ، فَذَهَبَ اللّه بِبَصري. وكانَ يَتَنَدَّمُ
عَلى ما فاتَهُ مِنَ الشَّهادَةِ ويَستَغفِرُ.
١٤٨٤. المعجم الأوسط عن زاذان
: إنَّ عَلِيّا عليهالسلام
حَدَّثَ حَديثا فَكَذَّبَهُ رَجُلٌ. فَقالَ عَلِيٌّ عليهالسلام
: أدعو عَلَيكَ إن قُلتَ كاذِبا. قالَ : اُدعُ. فَدَعا عَلَيهِ ، فَلَم يَبرَح
حَتّى ذَهَبَ بَصَرُهُ.
١٤٨٥. فضائل الصحابة عن زاذان أبي عمر عن رجل
حدّثه : إنَّ عَلِيّا عليهالسلام سَأَلَ رَجُلاً عَن
حَديثٍ فِي الرَّحبَةِ فَكَذَّبَهُ ، فَقالَ : إنَّكَ قَد كَذَّبتَني؟! فَقالَ : ما
كَذَّبتُكَ.
قالَ : فَأَدعُو اللّه عَلَيكَ إن كُنتَ
قَد كَذَّبتَني أن يُعمِيَ اللّه بَصَرَكَ. قالَ : فَدَعَا اللّه عز وجل أن
يُعمِيَهُ ، فَعَمِيَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّابِعُ :
طوائف دعا عليهم
الإمام عليّ
٧ / ١
قُرَيشٌ
١٤٨٦. الإمام عليّ عليهالسلام : اللّهُمَّ ، إنّي
أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ؛ فَإِنَّهُم قَطَعوا رَحِمي ، وأصغَوا
إنائي ، وصَغَّروا عَظيمَ مَنزِلَتي ، وأجمَعوا عَلى مُنازَعَتي حَقّا كُنتُ أولى
بِهِ مِنهُم فَسَلَبونيهِ.
١٤٨٧. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ومَن أعانَهُم ؛ فَإِنَّهُم قَطَعوا رَحِمي ، وصَغَّروا
عَظيمَ مَنزِلَتي ، وأجمَعوا عَلى مُنازَعَتي أمرا هُوَ لي. ثُمَّ قالوا : ألا
إنَّ فِي الحَقِّ أن تَأخُذَهُ ، وفِي الحَقِّ أن تَترُكَهُ.
١٤٨٨. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ومَن أعانَهُم ؛ فَإِنَّهُم قَد قَطَعوا رَحِمي ، وأكفَؤوا
إنائي ، وأجمَعوا عَلى مُنازَعَتي حَقّا كُنتُ أولى بِهِ مِن غَيري ، وقالوا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألا إنَّ فِي الحَقِّ
أن تَأخُذَهُ وفِي الحَقِّ أن تُمنَعَهُ ، فَاصبِر مَغموما أو مُت مُتَأَسِّفا ، فَنَظَرتُ
فَإِذا لَيسَ لي رافِدٌ ولا ذابٌّ ولا مُساعِدٌ إلاّ أهلَ بَيتي ، فَضَنِنتُ
بِهِم عَنِ المَنِيَّةِ ، فَأَغضَيتُ عَلَى القَذى ، وجَرِعتُ ريقي عَلَى الشَّجا
، وصَبَرتُ مِن كَظمِ الغَيظِ عَلى أمَرَّ مِنَ العَلقَمِ ، وآلَمَ لِلقَلبِ مِن
وَخزِ الشِّفارِ
.. .
١٤٨٩. عنه عليهالسلام ـ فِي الدُّعاءِ
المَنسوبِ إلَيهِ ـ : اللّهُمَّ إنّي أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ؛ فَإِنَّهُم أضمَروا
لِرَسولِكَ صلىاللهعليهوآله
ضُروبا مِنَ الشَّرِّ وَالغَدرِ ، فَعَجَزوا عَنها ، وحُلتَ بَينَهُم وبَينَها ، فَكانَتِ
الوَجبَةُ
بي ، وَالدّائِرَةُ
عَلَيَّ.
١٤٩٠. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ اجزِ
قُرَيشا ؛ فَإِنَّها مَنَعَتني حَقّي ، وغَصَبَتني أمري.
١٤٩١. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ؛ فَإِنَّهُم مَنَعوني حَقّي ، وغَصَبوني إرثي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٩٢. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ؛ فَإِنَّهُم ظَلَموني فِي الحَجَرِ وَالمَدَرِ.
١٤٩٣. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ إنَّ
القَومَ استَضعَفوني كَمَا استَضعَفَت بَنو إسرائيلَ هارونَ ، اللّهُمَّ فَإِنَّكَ
تَعلَمُ ما نُخفي وما نُعلِنُ ، وما يَخفى عَلَيكَ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي
السَّماءِ ، تَوَفَّني مُسلِما وألحِقني بِالصّالِحينَ.
١٤٩٤. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ فَاجزِ
قُرَيشا عَنِّي الجَوازِيَ ؛ فَقَد قَطَعَت رَحِمي ، وتظاهَرَت عَلَيَّ ، ودَفَعَتني
عَن حَقّي ، وسَلَبَتني سُلطانَ ابنِ اُمّي ، وسَلَّمَت ذلِكَ إلى مَن لَيسَ مِثلي
في قَرابَتي مِنَ الرَّسولِ ، وسابِقَتي فِي الإِسلامِ ، إلاّ أن يَدَّعِيَ
مُدَّعٍ ما لا أعرِفُهُ ولا أظُنُّ اللّه يَعرِفُهُ ، وَالحَمدُ للّه عَلى كُلِّ
حالٍ.
١٤٩٥. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ فَإِنّي
أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ؛ فَخُذ لي بِحَقّي مِنها ، ولا تَدَع مَظلِمَتي لَدَيها ،
وطالِبهُم ـ يا رَبِّ ـ بِحَقّي فَإِنَّكَ الحَكَمُ العَدلُ ؛ فَإِنَّ قُرَيشا
صَغَّرَت عَظيمَ أمري ، وَاستَحَلَّتِ المَحارِمَ مِنّي ، وَاستَخَفَّت بِعِرضي
وعَشيرَتي ، وقَهَرَتني عَلى ميراثي مِنِ ابنِ عَمّي ، وأغرَوا
بي أعدائي ، ووَتَروا بَيني وبَينَ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وسَلَبوني ما مَهَّدتُ
لِنَفسي مِن لَدُن صِبايَ بِجَهدي وكَدّي ، ومَنَعوني ما خَلَّفَهُ أخي وجِسمي
وشَقيقي.
راجع
: ص ٥٨١ (طوائف دعا عليهم النبي / قريش).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ٢
النّاكِثونَ «أصحابُ
الجَمَلِ»
١٤٩٦. الإمام عليّ عليهالسلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ
يَومَ الجَمَلِ ، بَعدَ أن حَمِ : أيُّهَا النّاسُ ، إنّي أتَيتُ هؤُلاءِ القَومَ
ودَعَوتُهُم وَاحتَجَجتُ عَلَيهِم ، فَدَعَوني إلى أن أصبِرَ لِلجِلادِ ، وأبرُزَ
لِلطَّعانِ ، فَلاُِمِّهِمُ الهَبَلُ
، وقَد كُنتُ وما اُهَدَّدُ بِالحَربِ ، ولا اُرهَبُ بِالضَّربِ ، أنصَفَ القارَةَ
مَن راماها
، فَلِغَيري فَليُبرِقوا وَليُرعِدوا ، فَأَنَا أبُو الحَسَنِ الَّذي فَلَلتُ
حَدَّهُم
، وفَرَّقتُ جَماعَتَهُم ، وبِذلِكَ القَلبِ ألقى عَدُوّي ، وأنَا عَلى ما
وَعَدَني رَبّي مِنَ النَّصرِ وَالتَّأييدِ وَالظَّفَرِ ، وإنّي لَعَلى يَقينٍ مِن
رَبّي ، وغَيرِ شُبهَةٍ مِن أمري.
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ المَوتَ لا
يَفوتُهُ المُقيمُ ، ولا يُعجِزُهُ الهارِبُ ، لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحيصٌ ، ومَن
لَم يَمُت يُقتَل
، وإنَّ أفضَلَ المَوتِ القَتلُ ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لأََلفُ ضَربَةٍ
بِالسَّيفِ أهوَنُ عَلَيَّ مِن ميتَةٍ عَلى فِراشٍ.
واعَجَبا لِطَلحَةَ ؛ ألَّبَ النّاسَ
عَلَى ابنِ عَفّانَ حَتّى إذا قُتِلَ أعطاني صَفقَتَهُ بِيَمينِهِ طائِعا ، ثُمَّ
نَكَثَ بَيعَتي ، اللّهُمَّ خُذهُ ولا تُمهِلهُ. وإنَّ الزُّبَيرَ نَكَثَ بَيعَتي
، وقَطَعَ رَحِمي ، وظاهَرَ عَلَيَّ عَدُوّي ، فَاكفِنيهِ اليَومَ بِما شِئتَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤٩٧. عنه عليهالسلام : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ
لَمّا قَبَضَ اللّه نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوآله
، قُلنا : نَحنُ أهلُهُ ووَرَثَتُهُ وعِترَتُهُ وأولِياؤُهُ دونَ النّاسِ ، لا
يُنازِعُنا سُلطانَهُ أحَدٌ ، ولا يَطمَعُ في حَقِّنا طامِعٌ ، إذِ انبَرى لَنا
قَومُنا فَغَصَبونا سُلطانَ نَبِيِّنا ، فَصارَتِ الإِمرَةُ لِغَيرِنا ، وصِرنا سوقَةً
، يَطمَعُ فينَا الضَّعيفُ ، ويَتَعَزَّزُ عَلَينَا الذَّليلُ ، فَبَكَتِ
الأَعيُنُ مِنّا لِذلِكَ ، وخَشُنَتِ الصُّدورُ ، وجَزِعَتِ النُّفوسُ ...
ثُمَّ استَخرَجتُموني ـ أيُّهَا النّاسُ
ـ مِن بَيتي ، فَبايَعتُموني عَلى شَينٍ مِنّي لِأَمرِكُم ، وفِراسَةٍ تَصدُقُني
ما في قُلوبِ كَثيرٍ مِنكُم ، وبايَعَني هذانِ الرَّجُلانِ في أوَّلِ مَن بايَعَ ،
تَعلَمونَ ذلِكَ ، وقَد نَكَثا وغَدَرا ، ونَهَضا إلَى البَصرَةِ بِعائِشَةَ
لِيُفَرِّقا جَماعَتَكُم ، ويُلقيا بَأسَكُم بَينَكُم. اللّهُمَّ فَخُذهُما بِما
عَمِلا أخذَةً رابِيَةً
، ولا تَنعَش
لَهُما صَرعَةً ، ولا تُقِل لَهُما عَثرَةً ، ولا تُمهِلهُما فُواقا
؛ فَإِنَّهُما يَطلُبانِ حَقّا تَرَكاهُ ، ودَما سَفَكاهُ.
اللّهُمَّ إنّي أقتَضيكَ وَعدَكَ ؛
فَإِنَّكَ قُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ : (ثُمَّ بُغِىَ
عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ)
اللّهُمَّ فَأَنجِز
لي مَوعِدَكَ ، ولا تَكِلني إلى نَفسي ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
١٤٩٨. عنه عليهالسلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ
في أمرِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ب : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ اللّه عز وجل بَعَثَ
مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله
لِلنّاسِ كافَّةً ، وجَعَلَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ ، فَصَدَعَ بِما اُمِرَ بِهِ ، وبَلَّغَ
رِسالاتِ رَبِّهِ ، فَلَمَّ بِهِ الصَّدعَ ، ورَتَقَ بِهِ الفَتقَ ، وآمَنَ بِهِ
السُّبُلَ ، وحَقَنَ بِهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدِّماءَ ، وألَّفَ
بِهِ بَينَ ذَوِي الإِحَنِ
وَالعَداوَةِ وَالوَغرِ
فِي الصُّدورِ ، وَالضَّغائِنِ الرّاسِخَةِ فِي القُلوبِ.
ثُمَّ قَبَضَهُ اللّه تَعالى إلَيهِ
حَميدا ، لَم يُقَصِّر عَنِ الغايَةِ الَّتي إلَيها أداءُ الرِّسالَةِ ، ولا
بَلَّغَ شَيئا كانَ فِي التَّقصيرِ عَنهُ القَصدُ ، وكانَ مِن بَعدِهِ مِنَ
التَّنازُعِ فِي الإِمرَةِ ما كانَ ، فَتَوَلّى أبوبَكرٍ وبَعدَهُ عُمَرُ ثُمَّ
تَوَلّى عُثمانُ ، فَلَمّا كانَ مِن أمرِهِ ما عَرَفتُموهُ أتَيتُموني فَقُلتُم : بايِعنا.
فَقُلتُ : لا أفعَلُ. فَقُلتُم : بَلى. فَقُلتُ : لا. وقَبَضتُ يَدي فَبَسَطتُموها
، ونازَعتُكُم فَجَذَبتُموها ، وتَداكَكتُم عَلَيَّ تَداكَّ الإِبِلِ الهيمِ
عَلى حِياضِها يَومَ وُرودِها ، حَتّى ظَنَنتُ أنَّكُم قاتِلِيَّ ، وأنَّ بَعضَكُم
قاتِلُ بَعضٍ ، فَبَسَطتُ يَدي فَبايَعتُموني مُختارينَ ، وبايَعَني في أوَّلِكُم
طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ طائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ ، ثُمَّ لَم يَلبَثا أنِ
استَأذَناني فِي العُمرَةِ ، وَاللّه يَعلَمُ أنَّهُما أرادَا الغَدرَةَ ، فَجَدَّدتُ
عَلَيهِمَا العَهدَ فِي الطّاعَةِ ، وأن لا يَبغِيا لِلاُمَّةِ الغَوائِلَ ، فَعاهَداني
ثُمَّ لَم يَفِيا لي ، ونَكَثا بَيعَتي ونَقَضا عَهدي.
فَعَجَبا لَهُما مِنِ انقِيادِهِما
لِأَبي بَكرٍ وعُمَرَ وخِلافِهِما لي ، ولَستُ بِدونِ أحَدِ الرَّجُلَينِ ، ولَو
شِئتُ أن أقولَ لَقُلتُ. اللّهُمَّ احكُم عَلَيهِما بِما صَنَعا في حَقّي ، وصَغَّرا
مِن أمري ، وظَفِّرني بِهِما.
١٤٩٩. الفتوح
ـ في ذِكرِ عَلِيٍّ عليهالسلام
بَعدَما راسَلَ أهل : ثُمَّ جَمَعَ عَلِيٌّ عليهالسلام
النّاسَ فَخَطَبَهُم خُطبَةً بَليغَةً ، وقالَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيُّهَا النّاسُ ، إنّي قَد ناشَدتُ هؤُلاءِ
القَومَ كَيما يَرجِعوا ويَرتَدِعوا ، فَلَم يَفعَلوا ، ولَم يَستَجيبوا ... ثُمَّ
رَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ وهُوَ يَقولُ :
اللّهُمَّ إنَّ طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ
اللّه أعطاني صَفقَةً بِيَمينِهِ طائِعا ثُمَّ نَكَثَ بَيعَتَهُ ، اللّهُمَّ
فَعاجِلهُ ولا تُمَيِّطهُ.
اللّهُمَّ إنَّ الزُّبَيرَ بنَ
العَوّامِ قَطَعَ قَرابَتي ، ونَكَثَ عَهدي ، وظاهَرَ عَدُوّي ، ونَصَبَ الحَربَ
لي ، وهُوَ يَعلَمُ أنَّهُ ظالِمٌ ، فَاكفِنيهِ كَيفَ شِئتَ وأنّى شِئتَ.
١٥٠٠. الإمام عليّ عليهالسلام : اللّهُمَّ إنَّ
طَلحَةَ نَكَثَ بَيعَتي ، وألَّبَ عَلى عُثمانَ حَتّى قَتَلَهُ ، ثُمَّ عَضَهَني
بِهِ ورَماني ، اللّهُمَّ فَلا تُمهِلهُ.
اللّهُمَّ إنَّ الزُّبَيرَ قَطَعَ
رَحِمي ، ونَكَثَ بَيعَتي ، وظاهَرَ عَلَيَّ عَدُوّي ، فَاكفِنيهِ اليَومَ بِما
شِئتَ.
١٥٠١. عنه عليهالسلام ـ في طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ
ـ : اللّهُمَّ إنَّهُما قَطَعاني وظَلَماني ونَكَثا بَيعَتي وألَّبَا النّاسَ
عَلَيَّ ، فَاحلُل ما عَقَدا ، ولا تُحكِم لَهُما ما أبرَما ، وأرِهِمَا
المَساءَةَ فيما أمَّلا وعَمِلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٠٢. عنه عليهالسلام
: اللّهُمَّ أقعِصِ
الزُّبَيرَ بِشَرِّ قِتلَةٍ ، وَاسفِك دَمَهُ عَلى ضَلالَةٍ ، وعَرِّف طَلحَةَ
المَذَلَّةَ ، وَادَّخِر لَهُما فِي الآخِرَةِ شَرّا مِن ذلِكَ ، إن كانا ظَلَماني
وَافتَرَيا عَلَيَّ ، وكَتَما شَهادَتَهُما ، وعَصَياكَ وعَصَيا رَسولَكَ فِيَّ.
١٥٠٣. عنه عليهالسلام ـ في طَلحَةَ
وَالزُّبَيرِ ـ : اللّهُمَّ فَخُذهُما بِغِشِّهِما لِهذِهِ الاُمَّةِ ، وبِسوءِ
نَظَرِهِما لِلعامَّةِ.
١٥٠٤. مجابو الدعوة عن أبي بشير الشَّيباني
: شَهِدتُ الجَمَلَ مَعَ مَولاتي ، فَما رَأَيتُ يَوما قَطُّ أكثَرَ ساعِدا نادِرا
، وقَدَما نادِرَةً
مِن يَومِئِذٍ ، ولا مَرَرتُ بِدارِ الوَليدِ قَطُّ إلاّ ذَكَرتُ يَومَ الجَمَلِ.
قالَ : فَحَدَّثَنِي الحَكَمُ بنُ
عُتَيبَةَ أنَّ عَلِيّا عليهالسلام
دَعا يَومَ الجَمَلِ ، فَقالَ : اللّهُمَّ جُذَّ أيدِيَهُم وأقدامَهُم.
١٥٠٥. الجمل
ـ في خُروجِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ مِن حَبسِ البَصرَ : فَخَرَجَ ابنُ حُنَيفٍ حَتّى
أتى أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام
وهُوَ بِذي قارٍ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام وقَد نَكَّلَ بِهِ
القَومُ بَكى ، وقالَ :
يا عُثمانُ ، بَعَثتُكَ شَيخا ألحى ، فَرَدّوكَ
أمرَدَ إلَيَّ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُمُ
اجتَرَؤوا عَلَيكَ ، وَاستَحَلّوا حُرُماتِكَ ، اللّهُمَّ اقتُلهُم بِمَن قَتَلوا
مِن شيعَتي ، وعَجِّل لَهُمُ النَّقِمَةَ بِما صَنَعوا بِخَليفَتي.
١٥٠٦. شرح الأخبار عن رجل من أهل البصرة
: قالَ عَلِيٌّ ـ عَلَى المِنبَرِ ـ شرح الأخبار عن رجل من أهل البصرة : قالَ
عَلِيٌّ عليهالسلام
: يا أهلَ البَصرَةِ ، إن كُنتُ قَد أدَّيتُ لَكُمُ الأَمانَةَ ، ونَصَحتُ لَكُم
بِالغَيبِ ، وَاتَّهَمتُموني وكَذَّبتُموني ، فَسَلَّطَ اللّه عَلَيكُم فَتى
ثَقيفٍ.
فَقامَ رَجُلٌ ، فَقالَ لَهُ : يا أميرَ
المُؤمِنينَ ، وما فَتى ثَقيفٍ؟
قالَ : رَجُلٌ لا يَدَعُ للّه حُرمَةً
إلاَّ انتَهَكَها ، بِهِ داءٌ يَعتَرِي المُلوكَ ، لَو لَم تَكُن إلاَّ النّارُ
لَدَخَلَها.
١٥٠٧. شرح الأخبار عن الأصبغ بن نباتة
: لَمَّا انهَزَمَ أهلُ البَصرَةِ ، قامَ فَتىً إلى عَلِيٍّ ـ صَلَواتُ اللّه
عَلَيهِ ـ ، فَقالَ : ما بالُ ما فِي الأَخبِيَةِ لا تُقسَمُ؟
فَقالَ عَلِيٌّ عليهالسلام : لا حاجَةَ لي في
فَتوَى المُتَعَلِّمينَ.
قالَ : ثُمَّ قامَ إلَيهِ فَتىً آخَرُ ،
فَقالَ مِثلَ ذلِكَ ، فَرَدَّ عَلَيهِ مَثلَ ما رَدَّ أوَّلاً. فَقالَ لَهُ الفَتى
: أما وَاللّه ما عَدَلتَ!
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام : إن كُنتَ كاذِبا
فَبَلَغَ اللّه بِكَ سُلطانَ فَتى ثَقيفٍ.
ثُمَّ قالَ عَلِيٌّ عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
قَد مَلِلتُهُم ومَلّوني ، فَأَبدِلني بِهِم ما هُوَ خَيرٌ مِنهُم ، وأبدِلهُم بي
ما هُوَ شَرٌّ لَهُم.
قالَ الأَصبَغُ بنُ نُباتَةَ : فَبَلَغَ
ذلِكَ الفَتى سُلطانَ الحَجّاجِ ، فَقَتَلَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ / ٣
القاسِطونَ «مُعاوِيَةُ
وأشياعُهُ»
١٥٠٨. الإمام عليّ عليهالسلام : اللّهُمَّ فَإِن
رَدُّوا الحَقَّ فَافضُض جَماعَتَهُم ، وشَتِّت كَلِمَتَهُم ، وأبسِلهُم
بِخَطاياهُم.
١٥٠٩. عنه عليهالسلام : ألا وإنَّهُ
بَلَغَني أنَّ مُعاوِيَةَ سَبَّني ولَعَنَني! اللّهُمَّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَيهِ ،
وأنزِلِ اللَّعنَةَ عَلَى المُستَحِقِّ ، آمينَ يا رَبَّ العالَمينَ ، رَبَّ
إسماعيلَ وباعِثَ إبراهيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.
١٥١٠. عنه عليهالسلام : قاتَلَ اللّه ابنَ
آكِلَةِ الأَكبادِ ، ما أضَلَّهُ وأعماهُ ومَن مَعَهُ! ... حَكَمَ اللّه بَيني
وبَينَ هذِهِ الاُمَّةِ ، قَطَعوا رَحِمي وأضاعوا أيّامي ، ودَفَعوا حَقّي ، وصَغَّروا
عَظيمَ مَنزِلَتي ، وأجمَعوا عَلى مُنازَعَتي
١٥١١. شرح الأخبار
: سَمِعَ عَلِيٌّ عليهالسلام
رَجُلاً يَلعَنُ أهلَ الشّامِ ، فَقالَ : وَيحَكَ لا تَلعَنهُم! ولكِنِ العَن
مُعاوِيَةَ وعَمرَو بنَ العاصِ وشيعَتَهُما. وكانَ عَلِيٌّ عليهالسلام يَلعَنُهُم في
قُنوتِهِ.
١٥١٢. الإمام عليّ عليهالسلام : قاتَلَ اللّه
مُعاوِيَةَ! اللّهُمَّ حَمِّلهُ آثامَهُم وأوزارا وأثقالاً مَعَ أثقالِهِ! اللّهُمَّ
لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَعفُ عَنهُ!
١٥١٣. وقعة صفّين
: كانَ عَلِيٌّ عليهالسلام
إذا صَلَّى الغَداةَ وَالمَغرِبَ وفَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ يَقولُ :
اللّهُمَّ العَن مُعاوِيَةَ وعَمرا ، وأبا
موسى وحَبيبَ بنَ مَسلَمَةَ ، وَالضَّحّاكَ بنَ قَيسٍ وَالوَليدَ بنَ عُقبَةَ ، وعَبدَ
الرَّحمنِ بنَ خالِدِ بنِ الوَليدِ.
١٥١٤. المصنّف عن عبد الرحمن بن مغفل
: صَلَّيتُ مَعَ عَلِيٍّ عليهالسلام
صَلاةَ الغَداةِ ، فَقَنَتَ فَقالَ في قُنوتِهِ :
اللّهُمَّ عَلَيكَ بِمُعاوِيَةَ
وأشياعِهِ ، وعَمرِو بنِ العاصِ وأشياعِهِ ، وأبِي الأَعوَرِ.
السُّلَمِيِّ وأشياعِهِ ، وعَبدِ اللّه بنِ قَيسٍ وأشياعِهِ.
١٥١٥. المناقب للكوفي عن يوسف بن أبي روق
: إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليهالسلام
بَعدَما حَكَمَ الحَكَمانِ ـ عَمرُو بنُ العاصِ وأبو موسى ـ بِالجَورِ وَالهَوى ، قالَ
: اللّهُمَّ العَن مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ بادِئا ، وعَمرَو بنَ العاصِ ثانِيا
، وأبَا الأَعوَرِ السُّلَمِيَّ ثالِثا ، وعَبدَ اللّه بنَ قَيسٍ أبا موسى
الأَشعَرِيَّ. رابِعا. وكانَ عليهالسلام
يَمُدُّ بِها صَوتَهُ.
١٥١٦. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في دُعائِهِ عَلى
عَمرِو بنِ العاصِ ـ : اللّهُمَّ العَنهُ ؛ فَإِنَّ رَسولَكَ لَعَنَهُ.
١٥١٧. الاستيعاب
: أبُو الأَعوَرِ السُّلَمِيُّ ، اسمُهُ عَمرُو بنُ سُفيانَ ... كانَ هُوَ وعَمرُو
بنُ العاصِ مَعَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُعاوِيَةَ بِصِفّينَ
، وكانَ أشَدَّ مَن عِندَهُ عَلى عَلِيٍّ عليهالسلام
، وكانَ عَلِيٌّ يَذكُرُهُ فِي القُنوتِ في صَلاةِ الغَداةِ ، يَقولُ : «اللّهُمَّ
عَلَيكَ بِهِ» مَعَ قَومٍ يَدعو عَلَيهِم في قُنوتِهِ.
١٥١٨. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِمَروانَ بنِ
الحَكَمِ ـ : تَنَحَّ لَحاكَ
اللّه إلَى النّارِ.
١٥١٩. الغارات
: كانَ عَلِيٌّ عليهالسلام
دَعا قَبلَ مَوتِهِ عَلى بُسرِ بنِ أبي أرطاةَ ـ لَعَنَهُ اللّه ـ فيما بَلَغَنا ،
فَقالَ : اللّهُمَّ إنّ بُسرا باعَ دينَهُ بِدُنياهُ ، وَانتَهَكَ مَحارِمَكَ ، وكانَت
طاعَةُ مَخلوقٍ فاجِرٍ آثَرَ عِندَهُ مِمّا عِندَكَ ، اللّهُمَّ فَلا تُمِتهُ
حَتّى تَسلُبَهُ عَقلَهُ.
فَما لَبِثَ بَعدَ وَفاةِ عَلِيًّ عليهالسلام إلاّ يَسيرا ، حَتّى
وَسوَسَ وذَهَبَ عَقلُهُ.
١٥٢٠. الإمام عليّ عليهالسلام : اللّهُمَّ العَن
بُسرا وعَمروا ومُعاوِيَةَ ، اللّهُمَّ لِيَحُلَّ عَلَيهِم غَضَبُكَ ، وَلتَنزِل
بِهِم نَقِمَتُكَ ، وَليُصِبهُم بَأسُكَ ورِجزُكَ
الَّذي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمينَ.
١٥٢١. الإرشاد عن الوليد بن الحارث وغيره عن
رجالهم : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام لَمّا بَلَغَهُ ما
صَنَعَهُ بُسرُ ابنُ أرطاةَ بِاليَمَنِ قالَ :
اللّهُمَّ إنَّ بُسرا باعَ دينَهُ
بِالدُّنيا فَاسلُبهُ عَقلَهُ ، ولا تُبقِ لَهُ مِن دينِهِ ما يَستَوجِبُ بِهِ
عَلَيكَ رَحمَتَكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَبَقِيَ بُسرٌ حَتَّى اختَلَطَ
، فَكانَ يَدعو بِالسَّيفِ ، فَاتُّخِذَ لَهُ سَيفٌ مِن خَشَبٍ ، فَكانَ يَضرِبُ
بِهِ حَتّى يُغشى عَلَيهِ ، فَإِذا أفاقَ قالَ : السَّيفَ السَّيفَ! فَيُدفَعُ
إلَيهِ فَيَضرِبُ بِهِ ، فَلَم يَزَل ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى ماتَ.
١٥٢٢. مروج الذهب
: كانَ عَلِيٌّ عليهالسلام
ـ حينَ أتاهُ خَبَرُ قَتلِ بُسرٍ لاِبنَي عُبَيدِ امروج الذهب : كانَ عَلِيٌّ عليهالسلام دَعا عَلى بُسرٍ ، فَقالَ
: اللّهُمَّ اسلُبهُ دينَهُ وعَقلَهُ.
فَخَرِفَ الشَّيخُ حَتّى ذُهِلَ عَقلُهُ
، وَاشتَهَرَ بِالسَّيفِ فَكانَ لا يُفارِقُهُ ، فَجُعِلَ لَهُ سَيفٌ مِن خَشَبٍ ،
وجُعِلَ بَينَ يَدَيهِ زِقٌّ
مَنفوخٌ يَضرِبُهُ ، وكُلَّما تَخَرَّقَ اُبدِلَ ، فَلَم يَزَل يَضرِبُ ذلِكَ
الزِّقَّ بِذلِكَ السَّيفِ حَتّى ماتَ ذاهِلَ العَقلِ يَلعَبُ بِخُرئِهِ.
٧ / ٤
المارِقونَ «الخَوارِجُ»
١٥٢٣. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ عَلِيّا عليهالسلام كانَ يَدعو عَلَى
الخَوارِجِ فَيَقولُ في دُعائِهِ :
اللّهُمَّ رَبَّ البَيتِ المَعمورِ ، وَالسَّقفِ
المَرفوعِ ، وَالبَحرِ المَسجورِ
، وَالكِتابِ المَسطورِ ، أسأَ لُكَ الظَّفَرَ عَلى هؤُلاءِ الَّذينَ نَبَذوا
كِتابَكَ وَراءَ ظُهورِهِم ، وفارَقوا اُمَّةَ أحمَدَ صلىاللهعليهوآله عُتُوّا عَلَيكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٢٤. الإمام عليّ عليهالسلام
ـ مِن كَلامٍ لَهُ عليهالسلام قالَهُ لِلبُرجِ بنِ
: اُسكُت ، قَبَّحَكَ اللّه يا أثرَمُ! فَوَاللّه لَقَد ظَهَرَ الحَقُّ فَكُنتَ
فيهِ ضَئيلاً شَخصُكَ ، خَفِيّا صَوتُكَ ، حَتّى إذا نَعَرَ الباطِلُ نَجَمتَ
نُجومَ قَرنِ الماعِزِ.
٧ / ٥
مَن خَذَلَهُ مِن
أصحابِهِ
١٥٢٥. الإمام عليّ عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
قَد مَلِلتُهُم ومَلّوني ، وسَئِمتُهُم وسَئِموني ، فَأَبدِلني بِهِم خَيرا مِنهُم
، وأبدِلهُم بي شَرّا مِنّي. اللّهُمَّ مُث
قُلوبَهُم كَما يُماثُ المِلحُ فِي الماءِ.
١٥٢٦. الغارات عن أبي صالح الحنفي
: رَأَيتُ عَلِيّا عليهالسلام
يَخطُبُ وقَد وَضَعَ المُصحَفَ عَلى رَأسِهِ حَتّى رَأَيتُ الوَرَقَ يَتَقَعقَعُ
عَلى رَأسِهِ ، قالَ : فَقالَ :
اللّهُمَّ قَد مَنَعوني ما فيهِ
فَأَعطِني ما فيهِ ، اللّهُمَّ قَد أبغَضتُهُم وأبغَضوني ، ومَلِلتُهُم ومَلّوني ،
وحَمَلوني عَلى غَيرِ خُلُقي وطَبيعَتي وأخلاقٍ لَم تَكُن تُعرَفُ لي ، اللّهُمَّ
فَأَبدِلني بِهِم خَيرا مِنهُم ، وأبدِلهُم بي شَرّا مِنّي ، اللّهُمَّ مُث
قُلوبَهُم كَما يُماثُ المِلحُ فِي الماءِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٢٧. الإمام عليّ عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
قَد سَئِمتُ الحَياةَ بَينَ ظَهرانَي هؤُلاءِ القَومِ ، وتَبَرَّمتُ الأَمَلَ ؛
فَأَتِح
لي صاحِبي حَتّى أستَريحَ مِنهُم ويَستَريحوا مِنّي ، ولَن يُفلِحوا بَعدي.
١٥٢٨. المصنّف عن عبيدة :
سَمِعتُ عَلِيّا يَخطُبُ ، يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي قَد سَئِمتُهُم وسَئِموني ، ومَلِلتُهُم
ومَلّوني ، فَأَرِحني مِنهُم وأرِحهُم مِنّي ؛ فَما يَمنَعُ أشقاكُم أن يَخضِبَها
بِدَمٍ؟ ووَضَعَ يَدَهُ عَلى لِحيَتِهِ.
١٥٢٩. المصنّف عن عبيد اللّه بن أبي رافع
: رَأَيتُ عَلِيّا حينَ ازدَحَموا عَلَيهِ حَتّى أدمَوا رِجلَهُ ، فَقالَ :
اللّهُمَّ إنّي قَد كَرِهتُهُم
وكَرِهوني ، فَأَرِحني مِنهُم وأرِحهُم مِنّي.
١٥٣٠. الإمام عليّ عليهالسلام : أصبَحتُ ـ وَاللّه
ـ لا اُصَدِّقُ قَولَكُم ، ولا أطمَعُ في نُصرَتِكُم ، فَرَّقَ اللّه بَيني
وبَينَكُم ، وأبدَلَني بِكُم مَن هُوَ خَيرٌ لي مِنكُم.
١٥٣١. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
قَد مَلِلتُهُم فَأَرِحني مِنهُم ، وَاقبِضني إلَيكَ غَيرَ عاجِزٍ ولا مَلولٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٣٢. الإمام الحسين عليهالسلام : قالَ لي عَلِيٌّ عليهالسلام : إنَّ رَسولَ اللّه
صلىاللهعليهوآله
سَنَحَ لِيَ اللَّيلَةَ في مَنامي ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، ما لَقيتُ مِن
اُمَّتِكَ مِنَ الأَوَدِ وَاللَّدَدِ !!
قالَ : اُدعُ اللّه عَلَيهِم. قُلتُ : اللّهُمَّ أبدِلني بِهِم مَن هُوَ خَيرٌ لي
مِنهُم ، وأبدِلهُم بي مَن هُوَ شَرٌّ مِنّي. فَخَرَجَ ، فَضَرَبَهُ الرَّجُلُ.
١٥٣٣. الإمام عليّ عليهالسلام ـ بَعدَ غارَةِ
سُفيانَ بنِ عَوفٍ الغامِدِيِّ عَلَ : قاتَلَكُمُ اللّه ؛ لَقَد مَلَأتُم قَلبي
قَيحا ، وشَحَنتُم صَدري غَيظا ، وجَرَّعتُموني نُغَبَ التَّهمامِ أنفاسا
، وأفسَدتُم عَلَيَّ رَأيي بِالعِصيانِ وَالخِذلانِ ، حَتّى لَقَد قالَت قُرَيشٌ :
إنَّ ابنَ أبي طالِبٍ رَجُلٌ شُجاعٌ ، ولكِن لا عِلمَ لَهُ بِالحَربِ!
١٥٣٤. عنه عليهالسلام : لَقَد بَلَغَني
أنَّكُم تَقولونَ : عَلِيٌّ يَكذِبُ! قاتَلَكُمُ اللّه تَعالى ، فَعَلى مَن أكذِبُ؟
أعَلَى اللّه ، فَأَنَا أوَّلُ مَن آمَنَ بِهِ! أم عَلى نَبِيِّهِ ، فَأَنَا
أوَّلُ مَن صَدَّقَهُ!
١٥٣٥. عنه عليهالسلام ـ مِن كَلامٍ لَهُ
في تَوبيخِ بَعضِ أصحابِهِ ـ : أضرَعَ اللّه خُدودَكُم
، وأتعَسَ جُدودَكُم
، لا تَعرِفونَ الحَقَّ كَمَعرِفَتِكُمُ الباطِلَ ، ولا تُبطِلونَ الباطِلَ
كَإِبطالِكُمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحَقَّ.
١٥٣٦. عنه عليهالسلام : اللّهُمَّ قَد
مَلَّت أطِبّاءُ هذَا الدّاءِ الدَّوِيِّ ، وكَلَّتِ النَّزَعَةُ بِأَشطانِ
الرَّكِيِّ .
١٥٣٧. عنه عليهالسلام ـ بَعدَ تَخاذُلِ
النّاسِ عَن نُصرَةِ مُحَمَّدِ بن : أسأَلُ اللّه تَعالى أن يَجعَلَ لي مِنهُم
فَرَجا عاجِلاً ، فَوَاللّه لَولا طَمَعي عِندَ لِقائي عَدُوّي فِي الشَّهادَةِ
وتَوطيني نَفسي عَلَى المَنِيَّةِ ، لَأَحبَبتُ ألاّ ألقى
مَعَ هؤُلاءِ يَوما واحِدا ، ولا ألتَقِيَ بِهِم أبَدا.
١٥٣٨. الإمام الحسن عليهالسلام : قالَ عَلِيٌّ عليهالسلام لِأَهلِ الكوفَةِ : اللّهُمَّ
كَمَا ائتَمَنتُهُم فَخانوني ، ونَصَحتُ لَهُم فَغَشّوني ، فَسَلَّط عَلَيهِم فَتى
ثَقيفٍ الذَّيّالَ
المَيّالَ! يَأكُلُ خَضِرَتَها
، ويَلبَسُ فَروَتَها
، ويَحكُمُ فيها بِحُكمِ الجاهِلِيَّةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٣٩. الإمام عليّ عليهالسلام : اللّهُمَّ إنّي
سِرتُ فيهِم بِما أمَرَني بِهِ رَسولُكُ وصَفِيُّكَ فَظَلَموني ، فَقَتَلتُ
المُنافِقينَ كَما أمَرتَني فَجَهِلوني ، وقَد مَلِلتُهُم ومَلّوني ، وأبغَضتُهُم
وأبغَضوني ، ولَم تَبقَ خَلَّةٌ أنتَظِرُها إلاَّ المُرادِيُّ.
اللّهُمَّ فَعَجِّل لَهُ الشَّقاوَةَ ، وتَغَمَّدني
بِالسَّعادَةِ. اللّهُمَّ قَد وَعَدَني نَبِيُّكَ أن تَتَوَفّاني إلَيكَ إذا
سَأَلتُكَ ، اللّهُمَّ وقَد رَغِبتُ إلَيكَ في ذلِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّامِنُ :
من دعا عليه الإمام
الحسن بن عليّ
٨ / ١
زِيادُ بنُ أبيهِ
١٥٤٠. المناقب
: اِستَغاثَ النّاسُ مِن زِيادٍ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام ، فَرَفَعَ يَدَهُ
وقالَ :
اللّهُمَّ خُذ لَنا ولِشيعَتِنا مِن
زِيادِ بنِ أبيهِ ، وأرِنا فيهِ نَكالاً عاجِلاً ؛ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٤١. المعجم الكبير عن الحسن
: كانَ زِيادٌ يَتَتَبَّعُ شيعَةَ عَلِيٍّ عليهالسلام
فَيَقتُلُهُم ، فَبَلَغَ ذلِكَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهالسلام
فَقالَ : اللّهُمَّ تَفَرَّد بِمَوتِهِ.
٨ / ٢
مُعاوِيَةُ وأصحابُهُ
١٥٤٢. الاحتجاج عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد
المصري عن الإم ـ في دُعائِهِ عَلى مُعاوِيَةَ
وأصحابِهِ ـ : ما لَهُم! خَرَّ عَلَيهِمُ السَّقفُ مِن فَوقِهِم ، وأتاهُمُ
العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرونَ
، ثُمَّ قالَ : يا جارِيَةُ أبلِغيني ثِيابي.
ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أدرَأُ
بِكَ في نُحورِهِم ، وأعوذُ بِكَ مِن شُرورِهِم ، وأستَعينُ بِكَ عَلَيهِم ، فَاكفِنيهِم
بِما شِئتَ وأنّى شِئتَ ، مِن حَولِكَ وقُوَّتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
وقالَ لِلرَّسولِ : هذا كَلامُ الفَرَجِ.
فَلَمّا أتى مُعاوِيَةَ رَحَّبَ بِهِ وحَيّاهُ وصافَحَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ التّاسِعُ :
من دعا عليه الإمام
الحسين
٩ / ١
أهلُ الكوفَةِ
١٥٤٣. الإمام الحسين عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ
يَومَ عاشوراءَ ـ : اللّهُمَّ أمسِك عَنهُم قَطرَ السَّماءِ ، وَامنَعهُم بَرَكاتِ
الأَرضِ ، اللّهُمَّ فَإِن مَتَّعتَهُم إلى حينٍ فَفَرِّقهُم فِرَقا ، وَاجعَلهُم
طَرائِقَ قِدَدا ، ولا تُرضِ عَنهُمُ الوُلاةَ أبَدا ؛ فَإِنَّهُم دَعَونا
لِيَنصُرونا فَعَدَوا عَلَينا فَقَتَلونا.
١٥٤٤. ينابيع المودّة
: بَرَزَ القاسِمُ بنُ الحَسَنِ المُجتَبى وهُوَ شابٌّ ، وحَمَلَ عَلى القَومِ ، ولَم
يَزَل يَقتُلُ مِنهُم حَتّى قَتَلَ مِنهُم سِتّينَ رَجُلاً ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ
عَلى هامَتِهِ ، فَصُرِعَ إلَى الأَرضِ وهُوَ يَقولُ : يا عَمّاهُ أدرِكني ، فَحَمَلَ
عَلَيهِمُ الإِمامُ وفَرَّقَ القَومَ عَنهُ ، فَقَتَلَ قاتِلَ القاسِمِ ، فَبَكَى
الإِمامُ وقالَ :
اللّهُمَّ أنتَ تَعلَمُ أنَّهُم دَعَونا
لِيَنصُرونا فَخَذَلونا ، وأعانوا عَلَينا. اللّهُمَّ احبِس عَنهُم قَطرَ
السَّماءِ ، وَاحرِمهُم بَرَكاتِكَ ، اللّهُمَّ لا تَرضَ عَنهُم أبَدا ، اللّهُمَّ
إنَّكَ إن كُنتَ حَبَستَ عَنَّا النَّصرَ فِي الدُّنيا فَاجعَلهُ لَنا ذُخرا فِي
الآخِرَةِ ، وَانتَقِم لَنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِنَ القَومِ
الظّالِمينَ.
١٥٤٥. الكامل في التاريخ
: اِشتَدَّ عَطَشُ الحُسَينِ عليهالسلام
، فَدَنا مِنَ الفُراتِ لِيَشرَبَ ، فَرَماهُ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ
فَوَقَعَ في فَمِهِ ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ بِيَدِهِ ورَمى بِهِ إلَى
السَّماءِ ، ثُمَّ حَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
اللّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُصنَعُ
بِابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ! اللّهُمَّ أحصِهِم
عَدَدا ، وَاقتُلهُم بَدَدا
، ولا تُبقِ مِنهُم أحَدا.
١٥٤٦. الفتوح
: كُلَّما حَمَلَ بِنَفسِهِ عَلَى الفُراتِ حَمَلوا عَلَيهِ حَتّى أحالوهُ عَنِ
الماءِ ، ثُمَّ رَمى رَجُلٌ مِنهُم بِسَهمٍ يُكَنّى أبَا الجَنوبِ الجُعفِيَّ
، فَوَقَعَ السَّهمُ في جَبهَتِهِ ، فَنَزَعَ الحُسَينُ عليهالسلام السَّهمَ فَرَمى
بِهِ ، وسالَتِ الدِّماءُ عَلى وَجهِهِ ولِحيَتِهِ.
فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام : اللّهُمَّ إنَّكَ
تَرى ما أنَا فيهِ مِن عِبادِكَ هؤُلاءِ العُصاةِ الطُّغاةِ ، اللّهُمَّ
فَأَحصِهِم عَدَدا ، وَاقتُلهُم بَدَدا
، ولا تَذَر عَلى وَجهِ الأَرضِ مِنهُم أحَدا ، ولا تَغفِر لَهُم أبَدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩ / ٢
تَميمُ بنُ حُصَينٍ
١٥٤٧. الإمام زين العابدين عليهالسلام : بَرَزَ مِن
عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ رَجُلٌ آخَرُ ، يُقالُ لَهُ : تَميمُ بنُ حُصَينٍ
الفَزارِيُّ ، فَنادى : يا حُسَينُ ويا أصحابَ الحُسَينِ ، أما تَرَونَ إلى ماءِ
الفُراتِ يَلوحُ كَأَنَّهُ بُطونُ الحَيّاتِ؟! وَاللّه لا ذُقتُم مِنهُ قَطرَةً
حَتّى تَذوقُوا المَوتَ جُرَعا!
فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام : مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقيل
: تَميمُ بنُ حُصَينٍ.
فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام : هذا وأبوهُ مِن
أهلِ النّارِ ، اللّهُمَّ اقتُل هذا عَطَشا فِي هذَا اليَومِ. قالَ : فَخَنَقَهُ
العَطَشُ حَتّى سَقَطَ عَن فَرَسِهِ ، فَوَطِئَتهُ الخَيلُ بِسَنابِكِها
فَماتَ.
٩ / ٣
زُرعَةُ
١٥٤٨. مجابو الدعوة عن محمّد الكوفي
: كانَ رَجُلٌ مِن بَني أبانِ بنِ دارِمٍ يُقالُ لَهُ : زُرعَةُ ، شَهِدَ قَتلَ
الحُسَينِ عليهالسلام
، فَرَمَى الحُسَينَ عليهالسلام
بِسَهمٍ فَأَصابَ حَنَكَهُ ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ ، ثُمَّ يَقولُ : هكَذا
إلَى السَّماءِ ، فَتُرمى
بِهِ ، وذلِكَ أنَّ الحُسَينَ عليهالسلام
دَعا بِماءٍ لِيَشرَبَ ، فَلَمّا رَماهُ حالَ بَينَهُ وبَينَ الماءِ ، فَقالَ : اللّهُمَّ
ظَمِّئهُ ، اللّهُمَّ ظَمِّئهُ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ : فَحَدَّثَني مَن شَهِدَهُ وهُوَ
يَموتُ ، وهُوَ يَصيحُ مِنَ الحَرِّ في بَطنِهِ وَالبَردِ في ظَهرِهِ ، وبَينَ
يَدَيهِ المَراوِحُ وَالثَّلجُ وخَلفَهُ الكانونُ
، وهُوَ يَقولُ : اِسقوني أهلَكَنِي العَطَشُ! فَيُؤتى بِعُسٍّ
عَظيمٍ فيهِ السَّويقُ
أوِ الماءُ وَاللَّبَنُ ، لَو شَرِبَهُ خَمسَةٌ لَكَفاهُم. قالَ : فَيَشرَبُهُ
ثُمَّ يَعودُ فَيَقولُ : اِسقوني أهلَكَنِي العَطَشُ! قالَ : فَانقَدَّ بَطنُهُ
كَانقِدادِ البَعيرِ.
٩ / ٤
شِمرُ بنُ ذِي
الجَوشَنِ
١٥٤٩. الملهوف : إنَّ شِمرَ بنَ ذِي
الجَوشَنِ حَمَلَ عَلى فُسطاطِ الحُسَينِ عليهالسلام
فَطَعَنَهُ بِالرُّمحِ ، ثُمَّ قالَ : عَلَيَّ بِالنّارِ اُحرِقهُ عَلى مَن فيهِ.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام : يَابنَ ذِي
الجَوشَنِ ، أنتَ الدّاعي بِالنّارِ لِتُحرِقَ عَلى أهلي؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحرَقَكَ اللّه بِالنّارِ!
٩ / ٥
عَبدُ اللّه بنُ
الحُصَينِ
١٥٥٠. الإرشاد
: نادى عَبدُ اللّه بنُ الحُصَينِ الأَز ـ وكانَ عِدادُهُ في بَجيلَةَ ـ الإرشاد :
نادى عَبدُ اللّه بنُ الحُصَينِ الأَزدِيُّ بِأَعلى صَوتِهِ : يا حُسَينُ! ألا
تَنظُرُ إلَى الماءِ كَأَنَّهُ كَبِدُ السَّماءِ؟ وَاللّه لا تَذوقونَ مِنهُ
قَطرَةً واحِدةً حَتّى تَموتوا عَطَشا!
فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام : اللّهُمَّ اقتُلهُ
عَطَشا ، ولا تَغفِر لَهُ أبَدا.
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللّه
لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللّه الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ، لَقَد
رَأَيتُهُ يَشرَبُ الماءَ حَتّى يَبغَرَ
ثُمَّ يَقيؤُهُ ويَصيحُ : العَطَشَ العَطَشَ! ثُمَّ يَعودُ فَيَشرَبُ الماءَ حَتّى
يَبغَرَ ، ثُمَّ يَقيؤُهُ ويَتَلَظّى عَطَشا ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى
لَفَظَ نَفسَهُ.
٩ / ٦
عُمَرُ بنُ سَعد
١٥٥١. الفتوح
: أرسَلَ الحُسَينُ عليهالسلام
إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ أنّي اُريدُ أن اُكَلِّمَكَ فَالقَنِي اللَّيلَةَ بَينَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَسكَري وعَسكَرِكَ ،
فَخَرَجَ إلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في عِشرينَ فارِسا ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليهالسلام في مِثلِ ذلِكَ ، فَلَمَّا
التَقَيا أمَرَ الحُسَينُ عليهالسلام
أصحابَهُ فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ أخوهُ العَبّاسُ وَابنُهُ عَلِيٌّ
الأَكبَرُ ، وأمَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أصحابَهُ فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ
حَفصٌ ابنُهُ وغُلامٌ لَهُ يُقالُ لَهُ لاحِقٌ.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام : وَيحَكَ يَابنَ
سَعدٍ ، أما تَتَّقِي اللّه الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ أن تُقاتِلَني وأنَا ابنُ مَن
عَلِمتَ ـ يا هذا ـ مِن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله؟!
فَاترُك هؤُلاءِ وكُن مَعي ، فَإِنّي اُقَرِّبُكَ إلَى اللّه عز وجل.
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : أبا
عَبدِ اللّه ، أخافُ أن تُهدَم داري.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام : أنَا أبنيها لَكَ.
فَقالَ : أخافُ أن تُؤخَذَ ضَيعَتي.
فَقالَ الحُسَينُ : أنَا اُخلِفُ
عَلَيكَ خَيرا مِنها مِن مالي بِالحِجازِ.
قالَ : فَلَم يُجِب عُمَرُ إلى شَيءٍ
مِن ذلِكَ ، فَانصَرَفَ عَنهُ الحُسَينُ عليهالسلام
وهُوَ يَقولُ :
ما لَكَ! ذَبَحَكَ اللّه عَلى فِراشِكَ
سَريعا عاجِلاً ، ولا غَفَرَ اللّه لَكَ يَومَ حَشرِكَ ونَشرِكَ ، فَوَاللّه إنّي
لَأَرجو أن لا تَأكُلَ مِن بُرِّ العِراقِ إلاّ يَسيرا.
١٥٥٢. مقتل الحسين
: تَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام
... وهُوَ يَومَئِذٍ ابنُ ثَمانَ عَشرَةَ سَنَةً ، فَلَمّا رَآهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحُسَينُ عليهالسلام رَفَعَ شَيبَتَهُ
نَحوَ السَّماءِ وقالَ :
اللّهُمَّ اشهَد عَلى هؤُلاءِ القَومِ ،
فَقَد بَرَزَ إلَيهِم غُلامٌ أشبَهُ النّاسِ خَلقا وخُلُقا ومَنطِقا بِرَسولِكَ مُحَمَّدٍ
صلىاللهعليهوآله
، كُنّا إذَا اشتَقنا إلى وَجهِ رَسولِكَ نَظَرنا إلى وَجهِهِ. اللّهُمَّ
فَامنَعهُم بَرَكاتِ الأَرضِ ، وإن مَتَّعتَهُم فَفَرِّقهُم تَفريقا ، ومَزِّقهُم
تَمزيقا ، وَاجعَلهُم طَرائِقَ قِدَدا
، ولا تُرضِ الوُلاةَ عَنهُم أبَدا ؛ فَإِنَّهُم دَعَونا لِيَنصُرونا ثُمَّ عَدَوا
عَلَينا يُقاتِلُونّا ويَقتُلُونّا.
ثُمَّ صاحَ الحُسَينُ عليهالسلام بِعُمَرَ بنِ سَعدٍ
: ما لَكَ! قَطَعَ اللّه رَحِمَكَ ، ولا بارَكَ لَكَ في أمرِكَ ، وسَلَّطَ عَلَيكَ
مَن يَذبَحُكَ عَلى فِراشِكَ ، كَما قَطَعتَ رَحِمي ، ولَم تَحفَظ قَرابَتي مِن
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله.
٩ / ٧
مالِكُ بنُ حَوزَةَ «
ابنُ حُوَيزَةَ »
١٥٥٣. المصنّف
: عَن وائِلِ بنِ عَلقَمَةَ أنَّهُ شَهِدَ الحُسَينَ عليهالسلام
بِكَربَلاءَ ، قالَ : فَجاءَ رَجُلٌ فَقالَ : أفيكُم حُسَينٌ؟ فَقالَ : مَن أنتَ؟ فَقالَ
: أبشِر بِالنّارِ! قالَ : بَل رَبٍّ غَفورٍ رَحيمٍ مُطاعٍ.
قالَ : ومَن أنتَ؟ قالَ : أنَا ابنُ
حُوَيزَةَ. قالَ : اللّهُمَّ حُزهُ إلَى النّارِ.
قالَ : فَذَهَبَ فَنَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ
عَلى ساقَيهِ ، فَتَقَطَّعَ فَما بَقِيَ مِنهُ غَيرُ رِجلِهِ فِي الرِّكابِ. .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٥٤. الفتوح
: أقبَلَ رَجُلٌ مِن مُعَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ حَوزَةَ
عَلى فَرَسٍ لَهُ ، حَتّى وَقَفَ عِندَ الخَندَقِ وجَعَلَ يُنادي : أبشِر يا
حُسَينُ ، فَقَد تَلفَحُكَ النّارُ فِي الدُّنيا قَبلَ الآخِرَةِ!
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام : كَذَبتَ يا
عَدُوَّ اللّه! إنّي قادِمٌ عَلى رَبٍّ رَحيمٍ وشَفيعٍ مُطاعٍ ، وذلِكَ جَدّي
رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله.
ثُمَّ قالَ الحُسَينُ عليهالسلام
: مَن هذَا الرَّجُلُ؟ فَقالوا : هذا مالِكُ بنُ حَوزَةَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام : اللّهُمَّ حُزهُ
إلَى النّارِ ، وأذِقهُ حَرَّها فِي الدُّنيا قَبلَ مَصيرِهِ إلَى الآخِرَةِ.
قالَ : فَلَم يَكُن بِأَسرَعَ أن
شَبَّثَ بِهِ الفَرَسُ فَأَلقَتهُ فِي النّارِ فَاحتَرَقَ. فَخَرَّ الحُسَينُ عليهالسلام للّه ساجِدا مُطيعا
، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وقالَ : يا لَها مِن دَعوَةٍ ما كانَ أسرَعَ إجابَتَها!
٩ / ٨
مالِكُ بنُ نَسرٍ
١٥٥٥. مقتل الحسين
: ثُمَّ ضَعُفَ الإِمامُ الحُسَينُ عليهالسلام.
عَنِ القِتالِ فَوَقَفَ مَكانَهُ ، فَكُلَّما أتاهُ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ وَانتَهى
إلَيهِ ، انصَرَفَ عَنهُ وكَرِهَ أن يَلقَى اللّه بِدَمِهِ ، حَتّى جاءَهُ رَجُلٌ
مِن كِندَةَ يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ نَسرٍ ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ عَلى رَأسِهِ
، وكانَ عَلَيهِ بُرنُسٌ
، فَقَطَعَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البُرنُسَ وَامتَلَأَ
دَما فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام
: لا أكَلتَ بِيَمينِكَ ولا شَرِبتَ بِها ، وحَشَرَكَ اللّه مَعَ الظّالِمينَ ، ثُمَّ
ألقَى البُرنُسَ ولَبِسَ قَلَنسُوَةً ، وَاعتَمَّ عَلَيها وقَد أعيا وتَبَلَّدَ ، وجاءَ
الكِندِيُّ فَأَخَذَ البُرنُسَ وكانَ مِن خَزٍّ ، فَلَمّا قَدِمَ بِهِ بَعدَ ذلِكَ
عَلَى امرَأَتِهِ اُمِّ عَبدِ اللّه لِيَغسِلَهُ مِنَ الدَّمِ قالَت لَهُ
امرَأَتُهُ : أتَسلُبُ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه بُرنُسَهُ وتَدخُلُ بَيتي؟ اخرُج
عَنّي حَشَا اللّه قَبرَكَ نارا! وذَكَرَ أصحابُهُ أنَّهُ يَبِسَت يَداهُ ، ولَم
يَزَل فَقيرا بِأَسوَأِ حالٍ إلى أن ماتَ.
٩ / ٩
مُحَمَّدُ بنُ
الأَشعَثِ
١٥٥٦. الإمام زين العابدين عليهالسلام : أقبَلَ رَجُلٌ
آخَرُ مِن عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ يُقالُ لَهُ : مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ بنِ
قَيسٍ الكِندِيُّ ، فَقالَ : يا حُسَينَ بنَ فاطِمَةَ ، أيَّةُ حُرمَةٍ لَكَ مِن
رَسولِ اللّه لَيسَت لِغَيرِكَ؟
فَتَلاَ الحُسَينُ عليهالسلام هذِهِ الآيَةَ : (إِنَّ
اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَ هِيمَ وَءَالَ عِمْرَ نَ عَلَى
الْعَــلَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ) الآيَةَ ، ثُمَّ قالَ : وَاللّه ، إنَّ
مُحَمَّدا لَمِن آلِ إبراهيمَ ، وإنَّ العِترَةَ الهادِيَةَ لَمِن آلِ مُحَمَّدٍ ،
مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقيلَ : مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ الكِندِيُّ ، فَرَفَعَ
الحُسَينُ عليهالسلام
رَأسَهُ إلَى السَّماءِ فَقالَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّهُمَّ أرِ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ
ذُلاًّ فِي هذَا اليَومِ ، لا تُعِزُّهُ بَعدَ هذَا اليَومِ أبَدا.
فَعَرَضَ لَهُ عارِضٌ فَخَرَجَ مِنَ
العَسكَرِ يَتَبَرَّزُ ، فَسَلَّطَ اللّه عَلَيهِ عَقرَبا فَلَدَغَتهُ ، فَماتَ
بادِيَ العَورَةِ.
٩ / ١٠
رَجُلٌ مِن كَلبٍ
١٥٥٧. المناقب لابن شهرآشوب
: إنَّ رَجُلاً مِن كَلبٍ رَماهُ بِسَهمٍ فَشَكَّ شِدقَهُ
، فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام
: لا أرواكَ اللّه! فَعَطِشَ الرَّجُلُ حَتّى ألقى نَفسَهُ فِي الفُراتِ وشَرِبَ
حَتّى ماتَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ العاشِرُ :
من دعا عليه الإمام
زين العابدين
١٠ / ١
حَرمَلَةُ بنُ
كاهِلَةَ
١٥٥٨. الأمالي عن المنهال بن عمرو
: دَخَلتُ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهماالسلام
مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ ، فَقالَ لي : يا مِنهالُ ، ما صَنَعَ حَرمَلَةُ بنُ
كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ حَيّا بِالكوفَةِ. قالَ : فَرَفَعَ
يَدَيهِ جَميعا فَقالَ عليهالسلام
: اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ
أذِقهُ حَرَّ النّارِ.
قالَ المِنهالُ : فَقَدِمتُ الكوفَةَ ، وقَد
ظَهَرَ المُختارُ بنُ أبي عُبَيدَةَ وكانَ لي صَديقا.
قالَ : فَكُنتُ في مَنزِلي أيّاما
حَتَّى انقَطَعَ النّاسُ عَنّي ، ورَكِبتُ إلَيهِ فَلَقيتُهُ خارِجا مِن دارِهِ ، فَقالَ
: يا مِنهالُ ، لَم تَأتِنا في وِلايَتِنا هذِهِ ، ولَم تُهَنِّنا بِها ، ولَم
تَشرَكنا فيها؟ فَأَعلَمتُهُ أنّي كُنتُ بِمَكَّةَ وأنّي قَد جِئتُكَ الآنَ ، وسايَرتُهُ
ونَحنُ نَتَحَدَّثُ حَتّى أتَى الكِناسَ ، فَوَقَفَ وُقوفا كَأَنَّهُ يَنتَظِرُ
شَيئا ، وقَد كانَ اُخبِرَ بِمَكانِ حَرمَلَةَ بنِ كاهِلَةَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في طَلَبِهِ ، فَلَم
نَلبَث أن جاءَ قَومٌ يَركُضونَ وقَومٌ يَشتَدّونَ ، حَتّى قالوا : أيُّهَا
الأَميرُ ، البِشارَةَ! قَد اُخِذَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ.
فَما لَبِثنا أن جيءَ بِهِ ، فَلَمّا
نَظَرَ إلَيهِ المُختارُ ، قالَ لِحَرمَلَةَ : الحَمدُ للّه الَّذي مَكَّنَني
مِنكَ. ثُمَّ قالَ : الجَزّارَ الجَزّارَ! فَاُتِيَ بِجَزّارٍ ، فَقالَ لَهُ : اِقطَع
يَدَيهِ ، فَقُطِعَتا ، ثُمَّ قالَ لَهُ : اِقطَع رِجلَيهِ ، فَقُطِعَتا ، ثُمَّ
قالَ : النّارَ النّارَ ، فَاُتِيَ بِنارٍ وقَصَبٍ فَاُلقِيَ عَلَيهِ وَاشتَعَلَت
فيهِ النّارُ.
فَقُلتُ : سُبحانَ اللّه! فَقالَ لي : يا
مِنهالُ ، إنَّ التَّسبيحَ لَحَسَنٌ ، فَفيمَ سَبَّحتَ؟
فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ، دَخَلتُ
في سَفرَتي هذِهِ مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهالسلام فَقالَ لي : يا
مِنهالُ ، ما فَعَلَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ
حَيّا بِالكوفَةِ. فَرَفَعَ يَدَيهِ جَميعا فَقالَ : اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ
الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ النّارِ!
فَقالَ لِيَ المُختارُ : أسَمِعتَ
عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهالسلام
يَقولُ هذا؟! فَقُلتُ : وَاللّه لَقَد سَمِعتُهُ. قالَ : فَنَزَلَ عَن دابَّتِهِ ،
وصَلّى رَكعَتَينِ فَأَطالَ السُّجودَ ، ثُمَّ قامَ فَرَكِبَ وقَدِ احتَرَقَ
حَرمَلَةُ ورَكِبتُ مَعَهُ ، وسِرنا فَحاذَيتُ داري فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ، إن
رَأَيتَ أن تُشَرِّفَني وتُكرِمَني وتَنزِلَ عِندي ، وتَحَرَّمَ بِطَعامي.
فَقالَ : يا مِنهالُ ، تُعلِمُني أنَّ
عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهالسلام
دَعا بِأَربَعِ دَعَواتٍ فَأَجابَهُ اللّه عَلى يَدي ، ثُمَّ تَأمُرُني أن آكُلَ! هذا
يَومُ صَومٍ شُكرا للّه عز وجل عَلى ما فَعَلتُهُ بِتَوفيقِهِ ، حَرمَلَةُ هُوَ
الَّذي حَمَلَ رَأسَ الحُسَينِ عليهالسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٥٩. المناقب
: كانَ زَينُ العابِدينَ عليهالسلام
يَدعو في كُلِّ يَومٍ أن يُرِيَهُ
اللّه قاتِلَ أبيهِ مَقتولاً ، فَلَمّا قَتَلَ المُختارُ قَتَلَةَ الحُسَينِ عليهالسلام ، بَعَثَ بِرَأسِ
عُبَيدِ اللّه بنِ زِيادٍ ورَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ مَعَ رَسولٍ مِن قِبَلِهِ إلى
زَينِ العابِدينَ عليهالسلام
، وقالَ لِرَسولِهِ : إنَّهُ يُصَلّي مِنَ اللَّيلِ ، وإذا أصبَحَ وصَلّى صَلاةَ
الغَداةِ هَجَعَ ، ثُمَّ يَقومُ فَيَستاكُ ويُؤتى بِغَدائِهِ ، فَإِذا أتَيتَ
بابَهُ فَاسأَل عَنهُ ، فَإِذا قيلَ لَكَ : إنَّ المائِدَةَ بَينَ يَدَيهِ ، فَاستَأذِن
عَلَيهِ ، وضَعِ الرَّأسَينِ عَلى مائِدَتِهِ ، وقُل لَهُ :
المُختارُ يَقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ
ويَقولُ لَكَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، قَد بَلَّغَكَ اللّه ثَأرَكَ.
فَفَعَلَ الرَّسولُ ذلِكَ ، فَلَمّا
رَأى زَينُ العابِدينَ عليهالسلام
الرَّأسَينِ عَلى مائِدَتِهِ ، خَرَّ ساجِدا وقالَ :
الحَمدُ للّه الَّذي أجابَ دَعوَتي ، وبَلَّغَني
ثاري مِن قَتَلَةِ أبي. ودَعا لِلمُختارِ وجَزّاهُ خَيرا.
١٠ / ٢
ضَمرَةُ بنُ مَعبَدٍ
١٥٦٠. الكافي عن جابر
: قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام
: ما نَدري كَيفَ نَصنَعُ بِالنّاسِ؟! إن حَدَّثناهُم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِما سَمِعنا مِن
رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
ضَحِكوا ، وإن سَكَتنا لَم يَسَعنا. قالَ : فَقالَ ضَمرَةُ بنُ مَعبَدٍ : حَدِّثنا.
فَقالَ : هَل تَدرونَ ما يَقولُ عَدُوُّ
اللّه إذا حُمِلَ عَلى سَريرِهِ؟ قالَ : فَقُلنا : لا.
قالَ : فَإِنَّهُ يَقولُ لِحَمَلَتِهِ :
ألا تَسمَعونَ؟ إنّي أشكو إلَيكُم عَدُوَّ اللّه ؛ خَدَعَني وأورَدَني ثُمَّ لَم
يُصدِرني ، وأشكو إلَيكُم إخوانا واخَيتُهُم فَخَذَلوني ، وأشكو إلَيكُم أولادا
حامَيتُ عَنهُم فَخَذَلوني ، وأشكو إلَيكُم دارا أنفَقتُ فيها حَريبَتي
فَصارَ سُكّانُها غَيري ، فَارفُقوا بي ولا تَستَعجِلوا! قالَ : فَقالَ ضَمرَةُ : يا
أبَا الحَسَنِ ، إن كانَ هذا يَتَكَلَّمُ بِهذَا الكَلامِ ، يوشِكُ أن يَثِبَ عَلى
أعناقِ الَّذينَ يَحمِلونَهُ!
قالَ : فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام : اللّهُمَّ إن كانَ
ضَمرَةُ هَزَأَ مِن حَديثِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
، فَخُذهُ أخذَةَ أسَفٍ.
قالَ : فَمَكَثَ أربَعينَ يَوما ثُمَّ
ماتَ ، فَحَضَرَهُ مَولىً لَهُ ، قالَ : فَلَمّا دُفِنَ ، أتى عَلِيُّ بنُ
الحُسَينِ عليهالسلام
فَجَلَسَ إلَيهِ ، فَقالَ لَهُ : مِن أينَ جِئتَ يا فُلانُ؟ قالَ : مِن جِنازَةِ
ضَمرَةَ ، فَوَضَعتُ وَجهي عَلَيهِ حينَ سُوِّيَ عَلَيهِ ، فَسَمِعتُ صَوتَهُ ـ وَاللّه
أعرِفُهُ كَما كُنتُ أعرِفُهُ وهُوَ حَيٌّ ـ يَقولُ : وَيلَكَ يا ضَمرَةَ بنَ
مَعبَدٍ ، اليَومَ خَذَلَكَ كُلُّ خَليلٍ ، وصارَ مَصيرُكَ إلَى الجَحيمِ ، فيها
مَسكَنُكَ ومَبيتُكَ وَالمَقيلُ.
قالَ : فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام : أسأَلُ اللّه
العافِيَةَ! هذا جَزاءُ مَن يَهزَأُ مِن حَديثِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الحادي عَشَرَ
:
من دعا عليه الإمام
الباقر
١١ / ١
أعداءُ أهلِ البَيتِ
١٥٦١. الإمام الباقر عليهالسلام : بَرِئَ اللّه
مِمَّن تَبَرَّأَ مِنّا ، لَعَنَ اللّه مَن لَعَنَنا ، أهلَكَ اللّه مَن عادانا. اللّهُمَّ
إنَّكَ تَعلَمُ أنّا سَبَبُ الهُدى لَهُم ، وإنَّما يُعادونّا لَكَ فَكُن أنتَ
المُنفَرِدَ بِعَذابِهِم.
١١ / ٢
المُرجِئَةُ
١٥٦٢. الإمام الباقر عليهالسلام : اللّهُمَّ العَنِ
المُرجِئَةَ ؛ فَإِنَّهُم أعداؤُنا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١ / ٣
بُنانُ البَيانِ
١٥٦٣. الإمام الباقر عليهالسلام : لَعَنَ اللّه
بُنانَ البَيانِ ، وإنَّ بُنانا ـ لَعَنَهُ اللّه ـ كانَ يَكذِبُ عَلى أبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّاني
عَشَرَ :
من دعا عليه الإمام
الصّادق
١٢ / ١
أبُو الخَطّابِ
١٥٦٤. رجال الكشّي عن حنان بن سدير
: كُنتُ جالِسا عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
ومُيَسِّرٌ عِندَهُ ، ونَحنُ في سَنَةِ ثَمانٍ وثَلاثينَ ومِئَةٍ ، فَقالَ
مُيَسِّرٌ بَيّاعُ الزُّطِّيِّ : جُعِلتُ فِداكَ! عَجِبتُ لِقَومٍ كانوا يَأتونَ
مَعَنا إلى هذَا المَوضِعِ فَانقَطَعَت آثارُهُم ، وفَنِيَت آجالُهُم! قالَ : ومَن
هُم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُلتُ : أبُو
الخَطّابِ وأصحابُهُ. وكانَ مُتَّكِئا فَجَلَسَ فَرَفَعَ إصبَعَهُ إلَى السَّماءِ
، ثُمَّ قالَ :
عَلى أبِي الخَطّابِ لَعنَةُ اللّه
وَالمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، فَأَشهَدُ بِاللّه أنَّهُ كافِرٌ فاسِقٌ
مُشرِكٌ ، وأنَّهُ يُحشَرُ مَعَ فِرعَونَ في أشَدِّ العَذابِ غُدُوّا وعَشِيّا. ثُمَّ
قالَ : أما وَاللّه إنّي لَأَنفَسُ عَلى أجسادٍ اُصلِيَت مَعَهُ النّارَ!
١٥٦٥. الإمام الصادق عليهالسلام : لَعَنَ اللّه أبَا
الخَطّابِ ، ولَعَنَ مَن قُتِلَ مَعَهُ ، ولَعَنَ مَن بَقِيَ مِنهُم ، ولَعَنَ
اللّه مَن دَخَلَ قَلبَهُ رَحمَةٌ لَهُم!
١٥٦٦. رجال الكشّي عن يونس بن عبد الرحمن
: وافَيتُ العِراقَ فَوَجَدتُ بِها قِطعَةً
مِن أصحابِ أبي جَعفَرٍ عليهالسلام
، ووَجَدتُ أصحابَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
مُتَوافِرينَ ، فَسَمِعتُ مِنهُم وأخَذتُ كُتُبَهُم ، فَعَرَضتُها مِن بَعدُ عَلى
أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليهالسلام
، فَأَنكَرَ مِنها أحاديثَ كَثيرَةً أن يَكونَ مِن أحاديثِ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام ، وقالَ لي :
إنَّ أبَا الخَطّابِ كَذَبَ عَلى أبي
عَبدِ اللّه عليهالسلام
، لَعَنَ اللّه أبَا الخَطّابِ! وكَذلِكَ أصحابُ أبِي الخَطّابِ يَدُسّونَ هذِهِ
الأَحاديثَ إلى يَومِنا هذا في كُتُبِ أصحابِ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام ؛ فَلا تَقبَلوا
عَلَينا خِلافَ القُرآنِ ؛ فَإِنّا إن تَحَدَّثنا حَدَّثنا بِمُوافَقَةِ القُرآنِ
ومُوافَقَةِ السُّنَّةِ ، إنّا عَنِ اللّه وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ ، ولا نَقولُ :
قالَ فُلانٌ وفُلانٌ فَيَتَناقَضَ كَلامُنا ، إنَّ كلامَ آخِرِنا مِثلُ كَلامِ
أوَّلِنا وكَلامَ أوَّلِنا مُصادِقٌ لِكَلامِ آخِرِنا ؛ فَإِذا أتاكُم مَن
يُحَدِّثُكُم بِخِلافِ ذلِكَ فَرُدّوهُ عَلَيهِ ، وقولوا : أنتَ أعلَمُ وما جِئتَ
بِهِ. فَإِنَّ مَعَ كُلِّ قَولٍ مِنّا حَقيقَةً وعَليهِ نورا ، فَما لا حَقيقَةَ
مَعَهُ ، ولا نورَ عَلَيهِ ، فَذلِكَ مِن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَولِ الشَّيطانِ.
١٥٦٧. الكافي عن مالك بن عطيّة عن بعض أصحاب
أبي عبد اللّه عليهالسلام
خَرَجَ إلَينا أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
وهُوَ مُغضَبٌ ، فَقالَ : إنّي خَرَجتُ آنِفا في حاجَةٍ ، فَتَعَرَّضَ لي بَعضُ
سودانِ المَدينَةِ فَهَتَفَ بي : لَبَّيكَ يا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ لَبَّيكَ! فَرَجَعتُ
عَودي عَلى بَدئي إلى مَنزِلي خائِفا ذَعِرا مِمّا قالَ : حَتّى سَجَدتُ في
مَسجِدي لِرَبّي ، وعَفَّرتُ لَهُ وَجهي ، وذَلَّلتُ لَهُ نَفسي ، وبَرِئتُ إلَيهِ
مِمّا هَتَفَ بي.
ولَو أنَّ عيسَى بنَ مَريَمَ عَدا ما
قالَ اللّه فيهِ ، إذا لَصَمَّ صَمّا لا يَسمَعُ بَعدَهُ أبَدا ، وعَمِيَ عَمىً لا
يُبصِرُ بَعدَهُ أبَدا ، وخَرِسَ خَرَسا لا يَتَكَلَّمُ بَعدَهُ أبَدا.
ثُمَّ قالَ : لَعَنَ اللّه أبَا
الخَطّابِ وقَتَلَهُ بِالحَديدِ!
١٢ / ٢
أبو مَنصورٍ
١٥٦٨. رجال الكشّي عن حفص بن عمرو النخعي
: كُنتُ جالِسا عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جُعِلتُ فِداكَ! إنَّ
أبا مَنصورٍ حَدَّثَني أنَّهُ رُفِعَ إلى رَبِّهِ وتَمَسَّحَ عَلى رَأسِهِ ، وقالَ
لَهُ بِالفارِسِيَّةِ : يا پِسَر!
فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : حَدَّثَني أبي عَن
جَدّي أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
قالَ : إنَّ إبليسَ اتَّخَذَ عَرشا فيما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، وَاتَّخَذَ
زَبانِيَةً كَعَدَدِ المَلائِكَةِ ، فَإِذا دَعا رَجُلاً فَأَجابَهُ ووَطِئَ
عَقِبَهُ وتَخَطَّت إلَيهِ الأَقدامُ ، تَراءى لَهُ إبليسُ ورُفِعَ إلَيهِ ، وإنَّ
أبا مَنصورٍ كانَ رَسولَ إبليسَ ، لَعَنَ اللّه أبا مَنصورٍ ، لَعَنَ اللّه أبا
مَنصورٍ ـ ثَلاثا ـ!
١٢ / ٣
بَشّارٌ الشَّعيرِيُّ
١٥٦٩. رجال الكشّي عن إسحاق بن عمّار
: قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
لِبَشّارٍ الشَّعيرِيِّ : اُخرُج عَنّي لَعَنَكَ اللّه! لا وَاللّه لا يُظِلُّني
وإيّاكَ سَقفُ بَيتٍ أبَدا.
فَلَمّا خَرَجَ قالَ : وَيلَهُ! ألا
قالَ بِما قالَتِ اليَهودُ؟ ألا قالَ بِما قالَتِ النَّصارى؟ ألا قالَ بِما قالَتِ
المَجوسُ ، أو بِما قالَتِ الصّابِئَةُ؟ وَاللّه ما صَغَّرَ اللّه تَصغيرَ هذَا
الفاجِرِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحَدٌ ، إنَّهُ
شَيطانٌ ابنُ شَيطانٍ ، خَرَجَ مِنَ البَحرِ لِيُغوِيَ أصحابي وشيعَتي فَاحذَروهُ
، وَليُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ أنّي عَبدٌ ابنُ عَبدٍ ، قِنٌّ
ابنُ أمَةٍ ، ضَمَّتنِي الأَصلابُ وَالأَرحامُ ، وأنّي لَمَيِّتٌ ، وأنّي
لَمَبعوثٌ ، ثُمَّ مَوقوفٌ ، ثُمَّ مَسؤولٌ ، وَاللّه لاَُسأَلَنَّ عَمّا قالَ
فِيَّ هذَا الكَذّابُ وَادّعاهُ عَلَيَّ. يا وَيلَهُ ، ما لَهُ أرعَبَهُ اللّه! فَلَقَد
أمِنَ عَلى فِراشِهِ ، وأفزَعَني وأقلَقَني عَن رُقادي ، أوَتَدرونَ أنّي لِمَ
أقولُ ذلِكَ؟ أقولُ ذلِكَ لِكَي أستَقِرَّ في قَبري .
١٢ / ٤
حَكيمُ بنُ عَبّاسٍ
١٥٧٠. دلائل الإمامة عن محمّد بن راشد عن أبيه
: جاءَ رَجُلٌ إلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنَّ حَكيمَ بنَ عَبّاسٍ الكَلبِيَّ يُنشِدُ
النّاسَ بِالكوفَةِ هِجاءَكُم.
فَقالَ : هَل عَلِقتَ مِنهُ بِشَيءٍ؟ قالَ
: بَلى ، فَأَنشَدَهُ :
صَلَبنا لَكُم زَيدا عَلى جِذعِ
نَخلَةٍ
|
|
ولَم نَرَ مَهدِيّا عَلَى الجِذعِ
يُصلَبُ
|
وقِستُم بِعُثمانَ عَلِيّا سَفاهَةً
|
|
وعُثمانُ خَيرٌ مِن عَلِيٍّ وأطيَبُ!!
|
فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام يَدَيهِ إلَى
السَّماءِ وهُما يَنتَفِضانِ رِعدَةً ، فَقالَ : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا
فَسَلِّط عَلَيهِ كَلبا مِن كِلابِكَ.
قالَ : فَخَرَجَ حَكيمٌ مِنَ الكوفَةِ
فَأَدلَجَ
، فَلَقِيَهُ الأَسَدُ فَأَكَلَهُ ، فَجاؤوا بِالبَشيرِ لِأَبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَبدِ اللّه عليهالسلام وهُوَ في مَسجِدِ
رَسولِ اللّه صلى الله عليه فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ، فَخَرَّ للّه ساجِدا وقالَ : الحَمدُ
للّه الَّذي صَدَقَنا وَعدَهُ.
١٢ / ٥
داوُودُ بنُ عَلِيٍّ
١٥٧١. الكافي عن حمّاد بن عثمان عن المسمعي
: لَمّا قَتَلَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ ، قالَ أبو عَبدِ
اللّه عليهالسلام
: لَأَدعُوَنَّ اللّه عَلى مَن قَتَلَ مَولايَ ، وأخَذَ مالي. فَقالَ لَهُ داوُودُ
بنُ عَلِيٍّ : إنَّكَ لَتُهَدِّدُني بِدُعائِكَ؟!
قالَ حَمّادٌ : قالَ المِسمَعِيُّ : فَحَدَّثَني
مُعَتِّبٌ أنَّ أبا عَبدِ اللّه عليهالسلام
لَم يَزَل لَيلَتَهُ راكِعا وساجِدا ، فَلَمّا كانَ فِي السَّحَرِ سَمِعتُهُ
يَقولُ وهُوَ ساجِدٌ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِقُوَّتِكَ
القَوِيَّةِ ، وبِجَلالِكَ الشَّديدِ الَّذي كُلُّ خَلقِكَ لَهُ ذَليلٌ ، أن
تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأن تَأخُذَهُ السّاعَةَ السّاعَةَ.
فَما رَفَعَ رَأسَهُ حَتّى سَمِعنَا
الصَّيحَةَ في دارِ داوُودَ بنِ عَلِيٍّ ، فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام رَأسَهُ وقالَ : إنّي
دَعَوتُ اللّه بِدَعوَةٍ بَعَثَ اللّه عز وجل عَلَيهِ مَلَكا فَضَرَبَ رَأسَهُ
بِمِرزَبَةٍ
مِن حَديدٍ انشَقَّت مِنها مَثانَتُهُ فَماتَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٧٢. الإرشاد
: رُوِيَ أنَّ داوُودَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَ ـ مَولى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام ـ الإرشاد : رُوِيَ
أنَّ داوُودَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللّه بنِ عَبّاسٍ ، قَتَلَ المُعَلَّى بنَ
خُنَيسٍ وأخَذَ مالَهُ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ جَعفَرٌ وهُوَ يَجُرُّ رِداءَهُ فَقالَ
لَهُ : قَتَلتَ مَولايَ وأخَذتَ مالي! أما عَلِمتَ أنَّ الرَّجُلَ يَنامُ عَلَى
الثُّكلِ ولا يَنامُ عَلَى الحَربِ؟ أما وَاللّه لَأَدعُوَنَّ اللّه عَلَيكَ. فَقالَ
لَهُ داوُودُ : أتَتَهَدَّدُنا بِدُعائِكَ؟ ـ كَالمُستَهزِئِ بِقَولِهِ ـ؟!
فَرَجَعَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام إلى دارِهِ ، فَلَم
يَزَل لَيلَهُ كُلَّهُ قائِما وقاعِدا ، حَتّى إذا كانَ السَّحَرُ سُمِعَ وهُوَ
يَقولُ في مُناجاتِهِ :
يا ذَا القُوَّةِ القَوِيَّةِ ، ويا ذَا
المِحالِ الشَّديدِ ، ويا ذَا العِزَّةِ الَّتي كُلُّ خَلقِكَ لَها ذَليلٌ ، اكفِني
هذَا الطّاغِيَةَ ، وَانتَقِم لي مِنهُ.
فَما كانَ إلاّ ساعَةً حَتَّى
ارتَفَعَتِ الأَصواتُ بِالصِّياحِ وقيلَ : قَد ماتَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ السّاعَةَ.
.
١٥٧٣. دلائل الإمامة عن أبي بصير وداوود
الرّقّي ومعاوية كُنّا بِالمَدينَةِ
حينَ بَعَثَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ إلَى المُعَلَّى بنِ خُنَيسٍ فَقَتَلَهُ ، فَجَلَسَ
عَنهُ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
شَهرا لَم يَأتِهِ ، فَبَعَثَ إلَيهِ ودَعاهُ ، فَأَبى أن يَأتِيَهُ ، فَبَعَثَ
إلَيهِ عَشَرَةَ نَفسٍ مِنَ الحَرَسِ وقالَ لَهُم : اِيتوني بِهِ ؛ فَإِن أبى
فَأتوني بِرَأسِهِ.
فَدَخَلوا عَلَيهِ وهُوَ يُصَلّي ـ ونَحنُ
مَعَهُ ـ صَلاةَ الزَّوالِ ، فَقالوا لَهُ : أجِبِ الأَميرَ داوُودَ بنَ عَلِيٍّ ،
فَأَبى ، فَقالوا : إن لَم تُجِب قَتَلناكَ.
فَقالَ : ما أظُنُّكُم تَقتُلونَ ابنَ
رَسولِ اللّه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالوا : ما نَدري ما تَقولُ ، وما
نَعرِفُ إلاَّ الطّاعَةَ.
قالَ : اِنصَرِفوا ؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ
لَكُم.
قالوا : لا نَرجِعُ إلَيهِ إلاّ بِما
اُمِرنا.
فَلَمّا عَلِمَ أنَّ القَومَ لا
يَنصَرِفونَ إلاّ بِما اُمِروا بِهِ ، رَأَيناهُ وقَد رَفَعَ يَدَيهِ إلَى
السَّماءِ ثُمَّ وَضَعَهُما عَلى مَنكِبَيهِ ، ثُمَّ بَسَطَهُما ، ثُمَّ دَعا
مُشيرا بِسَبّابَتِهِ ، فَسَمِعنا : السّاعَةَ السّاعَةَ ، حَتّى سَمِعنا صُراخا
عالِيا ، فَقالوا : قُم.
فَقالَ : إنَّ صاحِبَكُم قَد ماتَ ، وهذَا
الصُّراخُ عَلَيهِ. فَانصَرَفوا وَالنّاسُ قَد حَضَروهُ ... قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : دَعَوتُ اللّه
بِاسمِهِ الأَعظَمِ وَابتَهَلتُ إلَيهِ ... فَكَفانا شَرَّهُ.
١٢ / ٦
المُغيرَةُ بنُ
سَعيدٍ
١٥٧٤. الإمام الصادق عليهالسلام : لَعَنَ اللّه
المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ ؛ إنَّهُ كانَ يَكذِبُ عَلى أبي فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ
الحَديدِ ، لَعَنَ اللّه مَن قالَ فينا ما لا نَقولُهُ في أنفُسِنا ، ولَعَنَ
اللّه مَن أزالَنا عَنِ العُبودِيَّةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للّه الَّذي خَلَقَنا
، وإلَيهِ مَآبُنا ومَعادُنا وبِيَدِهِ نَواصينا.
١٥٧٥. عنه عليهالسلام : لَعَنَ اللّه
المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ ، ولَعَنَ اللّه يَهودِيَّةً كانَ يَختَلِفُ إلَيها
يَتَعَلَّمُ مِنهَا السِّحرَ وَالشَّعبَذَةَ وَالمَخاريقَ ، إنَّ المُغيرَةَ
كَذَبَ عَلى أبي عليهالسلام
فَسَلَبَهُ اللّه الإِيمانَ ، وإنَّ قَوما كَذَبوا عَلَيَّ ، ما لَهُم أذاقَهُمُ
اللّه حَرَّ الحَديدِ؟!
١٥٧٦. الخرائج والجرائح عن زياد بن أبي الحلال
: إنَّ النّاسَ اختَلَفوا في جابِرِ بنِ يَزيدَ وأحاديثِهِ وأعاجيبِهِ ، فَدَخَلتُ
عَلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام
، وأنَا اُريدُ أن أسأَلَهُ عَنهُ ، فَابتَدَأَني مِن غَيرِ أن أسأَلَهُ فَقالَ :
رَحِمَ اللّه جابِرَ بنَ يَزيدَ
الجُعفِيَّ ؛ فَإِنَّهُ كانَ يَصدُقُ عَلَينا ، ولَعَنَ اللّه المُغيرَةَ بنَ
سَعيدٍ ؛ فَإِنَّهُ يَكذِبُ عَلَينا.
١٢ / ٧
هؤُلاءِ الكَذّابونَ
عَلى أهلِ البَيتِ
١٥٧٧. رجال الكشّي عن ابن سنان عن الإمام
الصادق عليهالسلام
: إنّا أهلُ بَيتٍ صادِقونَ ، لا نَخلو مِن كَذّابٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَكذِبُ عَلَينا
فَيُسقِطُ صِدقَنا بِكَذِبِهِ عَلَينا عِندَ النّاسِ ...
ثُمَّ ذَكَرَ المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ
وبَزيعا وَالسَّرِيَّ وأبَا الخَطّابِ ومُعَمَّرا وبَشّارا الأَشعَرِيَّ وحَمزَةَ
الزُّبَيدِيَّ وصائِدَ النَّهدِيَّ ، فَقالَ : لَعَنَهُمُ اللّه! إنّا لا نَخلو
مِن كَذّابٍ يَكذِبُ عَلَينا ، أو عاجِزِ الرَّأيِ ، كَفانَا اللّه مُؤنَةَ كُلِّ
كَذّابٍ ، وأذاقَهُمُ اللّه حَرَّ الحَديدِ.
١٢ / ٨
السّاعي عَلَيهِ
١٥٧٨. الكافي عن صفوان الجمّال
: حَمَلتُ أبا عَبدِ اللّه عليهالسلام
الحَملَةَ الثّانِيَةَ إلَى الكوفَةِ وأبو جَعفَرٍ المَنصورُ بِها ، فَلَمّا
أشرَفَ عَلَى الهاشِمِيَّةِ
ـ مَدينَةِ أبي جَعفَرٍ ـ أخرَجَ رِجلَهُ مِن غَرزِ الرِّجلِ ثُمَّ نَزَلَ ، ودَعا
بِبَغلَةٍ شَهباءَ ، ولَبِسَ ثِيابا بِيضا
وكُمَّةً
بَيضاءَ ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ : لَقَد تَشَبَّهتَ
بِالأَنبِياءِ!
فَقالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : وأنّى تُبعِدُني
مِن أبناءِ الأَنبِياءِ؟
فَقالَ : لَقَد هَمَمتُ أن أبعَثَ إلَى
المَدينَةِ مَن يَعقِرُ نَخلَها ، ويَسبي ذُرِّيَّتَها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : ولِمَ ذلِكَ يا أميرَ
المُؤمِنينَ؟ فَقالَ : رُفِعَ إلَيَّ أنَّ مَولاكَ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ يَدعو
إلَيكَ ويَجمَعُ لَكَ الأَموالَ.
فَقالَ : وَاللّه ما كانَ.
فَقالَ : لَستُ أرضى مِنكَ إلاّ
بِالطَّلاقِ وَالعَتاقِ وَالهَديِ وَالمَشيِ.
فَقالَ : أبِالأَندادِ مِن دونِ اللّه
تَأمُرُني أن أحلِفَ؟! إنَّهُ مَن لَم يَرضَ بِاللّه ، فَلَيسَ مِنَ اللّه في
شَيءٍ.
فَقالَ : أتَتَفَقَّهُ عَلَيَّ؟!
فَقالَ : وأنّى تُبعِدُني مِنَ الفِقهِ
، وأنَا ابنُ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله؟
فَقالَ : فَإِنّي أجمَعُ بَينَكَ وبَينَ
مَن سَعى بِكَ.
قالَ : فَافعَل.
فَجاءَ الرَّجُلُ الَّذي سَعى بِهِ ، فَقالَ
لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام
: يا هذا!
فَقالَ : نَعَم ، وَاللّه الَّذي لا
إلهَ إلاّ هُوَ! عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، لَقَد فَعَلتَ.
فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : وَيلَكَ تُمَجِّدُ
اللّه فَيَستَحيي مِن تَعذيبِكَ! ولكِن قُل : بَرِئتُ مِن حَولِ اللّه وقُوَّتِهِ
واُلجِئتُ إلى حَولي وقُوَّتي.
فَحَلَفَ بِهَا الرَّجُلُ ، فَلَم
يَستَتِمَّها حَتّى وَقَعَ مَيِّتا.
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ : لا اُصَدِّقُ
بَعدَها عَلَيكَ أبَدا. وأحسَنَ جائِزَتَهُ ورَدَّهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥٧٩. التدوين عن موسى بن عبيدة العسكري
: سَعى رَجُلٌ بِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام
إلى أبي جَعفَرٍ المَنصورِ. بِأَنَّهُ نالَ مِنكَ وقالَ فيكَ ، فَاُحضِرَ جَعفَرٌ عليهالسلام ، قالَ جَعفَرٌ عليهالسلام : مَعاذَ اللّه! فَقالَ
السّاعي : بَلى ، نِلتَ مِن أميرِ المُؤمِنينَ ، وقُلتَ فيهِ كَذا وكَذا.
فَقالَ جَعفَرٌ عليهالسلام : حَلِّفهُ بِاللّه
ـ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ ثُمَّ افعَل ما شِئتَ. فَحَلَفَ الرَّجُلُ ، فَقالَ لَهُ
جَعفَرٌ عليهالسلام
: إن حَلَفتَ كاذِبا أخرَجَ اللّه مِنكَ كُلَّ قُوَّةٍ أعطاكَ. فَقالَ : نَعَم.
فَقامَ الرَّجُلُ ـ مِن ساعَتِهِ ـ أعمى
، أصَمَّ ، أشَلَّ ، أعرَجَ ، وخَطا خُطوَتَينِ ، وَارتَعَدَ ، وسَقَطَ وماتَ. .
١٥٨٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : جاءَ رَجُلٌ إلى
جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام
فَقالَ : اُنجُ بِنَفسِكَ ، فَهذا فُلانُ بنُ فُلانٍ قَد وَشى بِكَ إلَى المَنصورِ
، وذَكَرَ أنَّكَ تَأخُذُ البَيعَةَ لِنَفسِكَ عَلَى النّاسِ ، لِتَخرُجَ عَلَيهِم.
فَتَبَسَّمَ وقالَ : يا أبا عَبدِ اللّه
، لا تَرُع ؛ فَإِنَّ اللّه إذا أرادَ إظهارَ فَضيلَةٍ كُتِمَت أو جُحِدَت ، أثارَ
عَلَيها حاسِدا باغِيا يُحَرِّكُها حَتّى يُبَيِّنَهَا ، اقعُد مَعي حَتّى يَأتِيَ
الطَّلَبُ فَتَمضِيَ مَعي إلى هُناكَ ، حَتّى تُشاهِدَ ما يَجري مِن قُدرَةِ اللّه
الَّتي لا مَعدِلَ لَها عَن مُؤمِنٍ.
فَجاءَ الرَّسولُ وقالَ : أجِب أميرَ
المُؤمِنينَ. فَخَرَجَ الصّادِقُ عليهالسلام
ودَخَلَ وقَدِ امتَلَأَ المَنصورُ غَيظا وغَضَبا ، فَقالَ لَهُ : أنتَ الَّذي
تَأخُذُ البَيعَةَ لِنَفسِكَ عَلَى المُسلِمينَ تُريدُ أن تُفَرِّقَ جَماعَتَهُم ،
وتَسعى في هَلَكَتِهِم ، وتُفسِدَ ذاتَ بَينِهِم؟!
فَقالَ الصّادِقُ عليهالسلام : ما فَعَلتُ شَيئا
مِن هذا.
قالَ المَنصورُ : فَهذا فُلانٌ يَذكُرُ أنَّكَ
فَعَلتَ كَذا ، وأنَّهُ أحَدُ مَن دَعَوتَهُ إلَيكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ : إنَّهُ لَكاذِبٌ.
قالَ المَنصورُ : إنّي اُحَلِّفُهُ ، فَإِن
حَلَفَ كَفَيتُ نَفسي مُؤنَتَكَ.
فَقالَ الصّادِقُ عليهالسلام : إنَّهُ إذا حَلَفَ
كاذِبا باءَ بِإِثمٍ.
فَقالَ المَنصورُ لِحاجِبِهِ : حَلِّف
هذَا الرَّجُلَ عَلى ما حَكاهُ عَن هذا ـ يَعنِي الصّادِقَ عليهالسلام ـ فَقالَ لَهُ
الحاجِبُ : قُل : وَاللّه الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ ، وجَعَلَ يُغَلِّظُ عَلَيهِ
اليَمينَ.
فَقالَ الصّادِقُ عليهالسلام : لا تُحَلِّفهُ هكَذا
؛ فَإِنّي سَمِعتُ أبي يَذكُرُ عَن جَدّي رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله أنَّهُ قالَ : إنَّ
مِنَ النّاسِ مَن يَحلِفُ كاذِبا فَيُعَظِّمُ اللّه في يَمينِهِ ، ويَصِفُهُ
بِصِفاتِهِ الحُسنى ، فَيَأتي تَعظيمُهُ للّه عَلى إثمِ كَذِبِهِ ويَمينِهِ
فَيُؤَخِّرُ عَنهُ البَلاءَ ، ولكِن دَعني اُحَلِّفهُ بِاليَمينِ الَّتي حَدَّثَني
بِها أبي عَن جَدّي عَن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله
أنَّهُ لا يَحلِفُ بِها حالِفٌ إلاّ باءَ
بِإِثمِهِ. فَقالَ المَنصورُ : فَحَلِّفهُ إذا يا جَعفَرُ.
فَقالَ الصّادِقُ عليهالسلام لِلرَّجُلِ : قُل : إن
كُنتُ كاذِبا عَلَيكَ فَقَد بَرِئتُ مِن حَولِ اللّه وقُوَّتِهِ ولَجَأتُ إلى
حَولي وقُوَّتي. فَقالَهَا الرَّجُلُ.
فَقالَ الصّادِقُ عليهالسلام : اللّهُمَّ إن كانَ
كاذِبا فَأَمِتهُ.
فَمَا استَتَمَّ كَلامَهُ حَتّى سَقَطَ
الرَّجُلُ مَيِّتا ، وَاحتُمِلَ وَمُضِيَ بِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّالِثَ
عَشَرَ :
من دعا عليه الإمام
الكاظم
١٣ / ١
ابنُ قِياما
١٥٨١. الكافي عن أحمد بن عمر : دَخَلتُ
عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليهالسلام
، أنَا وحُسَينُ بنُ ثُوَيرِ بنِ أبي فاخِتَةَ ... قالَ عليهالسلام : ما فَعَلَ ابنُ
قِياما؟ قالَ : قُلتُ : وَاللّه إنَّهُ لَيَلقانا فَيُحسِنُ اللِّقاءَ. فَقالَ : وأيُّ
شَيءٍ يَمنَعُهُ مِن ذلِكَ؟ ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : (لاَ
يَزَالُ بُنْيَـنُهُمُ الَّذِى بَنَوْاْ رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن
تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ)
.
قالَ : ثُمَّ قالَ : تَدري لِأَيِّ
شَيءٍ تَحَيَّرَ ابنُ قِياما؟ قالَ : قُلتُ : لا. قالَ : إنَّهُ تَبِعَ أبَا
الحَسَنِ عليهالسلام
فَأَتاهُ عَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ وهُوَ يُريدُ مَسجِدَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَالتَفَتَ إلَيهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبُو الحَسَنِ عليهالسلام فَقالَ : ما تُريدُ
حَيَّرَكَ اللّه؟!
١٣ / ٢
زِيادٌ القَندِيُّ
١٥٨٢. الغيبة للطوسي عن زياد القندي وابن
مسكان : كُنّا عِندَ أبي إبراهيمَ عليهالسلام إذ قالَ : يَدخُلُ
عَلَيكُمُ السّاعَةَ خَيرُ أهلِ الأَرضِ ، فَدَخَلَ أبُو الحَسَنِ الرِّضا عليهالسلام وهُوَ صَبِيٌّ ، فَقُلنا
: خَيرُ أهلِ الأَرضِ! ثُمَّ دَنا فَضَمَّهُ إلَيهِ فَقَبَّلَهُ وقالَ :
يا بُنَيَّ ، دتَدري ما قالَ ذانِ؟ قالَ
: نَعَم يا سَيِّدي ، هذانِ يَشُكّانَ فِيَّ.
قالَ عَلِيُّ بنُ أسباطٍ : فَحَدَّثتُ
بِهذَا الحَديثِ الحَسَنَ بنَ مَحبوبٍ فَقالَ : بَتَرَ الحَديثَ ، لا ولكِن
حَدَّثَني عَلِيُّ بنُ رِئابٍ أنَّ أبا إبراهيمَ عليهالسلام
قالَ لَهُما : إن جَحَدتُماهُ حَقَّهُ ، أو خُنتُماهُ ، فَعَلَيكُما لَعنَةُ اللّه
وَالمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ. يا زِيادُ ، لا تَنجُبُ أنتَ وأصحابُكَ أبَدا.
قالَ عَلِيُّ بنُ رِئابٍ : فَلَقيتُ
زِيادَ القَندِيَّ فَقُلتُ لَهُ : بَلَغَني أنَّ أبا إبراهيمَ قالَ لَكَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كَذا وكَذا ، فَقالَ
: أحسَبُكَ قَد خولِطتَ ، فَمَرَّ وتَرَكَني ، فَلَم اُكَلِّمهُ ولا مَرَرتُ بِهِ.
قالَ الحَسَنُ بنُ مَحبوبٍ : فَلَم
نَزَل نَتَوَقَّعُ لِزِيادٍ دَعوَةَ أبي إبراهيمَ عليهالسلام
حَتّى ظَهَرَ مِنهُ أيّامَ الرِّضا عليهالسلام
ما ظَهَرَ ، وماتَ زِنديقا.
١٣ / ٣
مُحَمَّدُ بنُ بَشيرٍ
١٥٨٣. رجال الكشّي عن عليّ بن أبي حمزة
البطائني : سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ موسى عليهالسلام يَقولُ : لَعَنَ
اللّه مُحَمَّدَ بنَ بَشيرٍ وأذاقَهُ حَرَّ الحَديدِ ، إنَّهُ يَكذِبُ عَلَيَّ ، بَرِئَ
اللّه مِنهُ وبَرِئتُ إلَى اللّه مِنهُ ، اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِمّا
يَدَّعي فِيَّ ابنُ بَشيرٍ ، اللّهُمَّ أرِحني مِنهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ما أحَدٌ
اجتَرَأَ أن يَتَعَمَّدَ الكَذِبَ عَلَينا إلاّ أذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، إنَّ
بُنانا كَذَبَ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهالسلام
فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ كَذَبَ عَلى أبي
جَعفَرٍ عليهالسلام
فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ أبَا الخَطّابِ كَذَبَ عَلى أبي
فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ مُحَمَّدَ بنَ بَشيرٍ ـ لَعَنَهُ اللّه ـ
يَكذِبُ عَلَيَّ ، بَرِئتُ إلَى اللّه مِنهُ. اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِمّا
يَدَّعيهِ فِيَّ مُحَمَّدُ بنُ بَشيرٍ ، اللّهُمَّ أرِحني مِنهُ ، اللّهُمَّ إنّي
أسأَ لُكَ أن تُخَلِّصَني مِن هذَا الرِّجسِ النِّجسِ مُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ ، فَقَد
شارَكَ الشَّيطانُ أباهُ في رَحِمِ اُمِّهِ.
قالَ عَلِيُّ بنُ أبي حَمزَةَ : فَما
رَأَيتُ أحَدا قُتِلَ بِأَسوَأِ قِتلَةٍ مِن مُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ.
١٥٨٤. رجال الكشّي عن عثمان بن عيسى الكلابي
: قَد كانَ أبو عَبدِ اللّه وأبُو الحَسَنِ عليهماالسلاميَدعُوانِ
اللّه عَلَيهِ ، ويَسأَلانِهِ أن يُذيقَهُ حَرَّ الحَديدِ ، فَأَذاقَهُ اللّه
حَرَّ الحَديدِ بَعدَ أن عُذِّبَ بِأَنواعِ العَذابِ.
١٣ / ٤
موسَى بنُ المَهدِيِّ
١٥٨٥. الأمالي للصدوق عن عليّ بن يقطين
: رُفِعَ الخَبَرُ إلى موسَى بنِ جَعفَرٍ عليهماالسلام
، وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أهلِ بَيتِهِ ، بِما عَزَمَ عَلَيهِ موسَى بنُ المَهدِيِّ
في أمرِهِ ، فَقالَ لِأَهلِ بَيتِهِ : ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُشيرونَ؟ قالوا : نَرى
أن تَتَباعَدَ عَن هذَا الرَّجُلِ ، وأن تُغَيِّبَ شَخصَكَ مِنهُ ؛ فَإِنَّهُ لا
يُؤمَنُ شَرُّهُ. فَتَبَسَّمَ أبُو الحَسَنِ عليهالسلام
ثُمَّ قالَ :
زَعَمَت سَخِينَةُ أن سَتَغلِبُ
رَبَّها
|
|
ولَيُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ.
|
ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ
فَقالَ : إلهي كَم مِن عَدُوٍّ شَحَذَ لي ظُبَةَ مُديَتِهِ
، وأرهَفَ
لي سِنانَ حَدِّهِ ، ودافَ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، ولَم تَنَم عَنّي عَينُ
حِراسَتِهِ ، فَلَمّا رَأَيتَ ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَن
مُلِمّاتِ الجَوائِحِ
، صَرَفتَ ذلِكَ عَنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، لا بِحَولي ولا بِقُوَّتي ، فَأَلقَيتَهُ
فِي الحَفيرِ الَّذِي احتَفَرَهُ لي خائِبا مِمّا أمَّلَهُ في دُنياهُ ، مُتَباعِدا
مِمّا رَجاهُ في آخِرَتِهِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ قَدرَ استِحقاقِكَ سَيِّدِي
اللّهُمَّ ، فَخُذهُ بِعِزَّتِكَ ، وَافلُل حَدَّهُ عَنّي بِقُدرَتِكَ ، وَاجعَل
لَهُ شُغُلاً فيما يَليهِ ، وعَجزا عَمَّن يُناويهِ
، اللّهُمَّ وأعدِني عَلَيهِ عَدوى حاضِرَةً تَكونُ مِن غَيظي شِفاءً ، ومِن حَقّي
عَلَيهِ وَفاءً ، وصِلِ اللّهُمَّ دُعائي بِالإِجابَةِ ، وَانظِم شَكاتي
بِالتَّغييرِ ، وعَرِّفهُ عَمّا قَليلٍ ما وَعَدتَ الظّالِمينَ ، وعَرِّفني ما
وَعَدتَ في إجابَةِ المُضطَرّينَ ، إنَّكَ ذو الفَضلِ العَظيمِ وَالمَنِّ الكَريمِ.
قالَ : ثُمَّ تَفَرَّقَ القَومُ ، فَمَا
اجتَمَعوا إلاّ لِقِراءَةِ الكِتابِ الوارِدِ بِمَوتِ موسَى بنِ المَهدِيِّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الرّابِعَ
عَشَرَ :
من دعا عليه الإمام
الرّضا
١٤ / ١
ابنُ أبي سَعيدٍ
١٥٨٦. الكافي عن داوود النهدي عن بعض أصحابنا
: دَخَلَ ابنُ أبي سَعيدٍ المُكارِيُّ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليهالسلام ، فَقالَ لَهُ : أبَلَغَ
اللّه مِن قَدرِكَ أن تَدَّعِيَ مَا ادَّعى أبوكَ؟
فَقالَ لَهُ : ما لَكَ؟ أطفَأَ اللّه
نورَكَ ، وأدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ! أما عَلِمتَ أنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أوحى
إلى عِمرانَ أنّي واهِبٌ لَكَ ذَكَرا ، فَوَهَبَ لَهُ مَريَمَ ووَهَبَ لِمَريَمَ
عيسى عليهالسلام؟
فَعيسى مِن مَريَمَ ومَريَمُ مِن عيسى ، ومَريَمُ وعيسى شَيءٌ واحِدٌ ، وأنَا مِن
أبي وأبي مِنّي ، وأنَا وأبي شَيءٌ واحِدٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ لَهُ ابنُ أبي سَعيدٍ : وأسأَ
لُكَ عَن مَسأَلَةٍ ، فَقالَ : لا أخالُكَ تَقبَلُ مِنّي ولَستَ مِن غَنَمي ، ولكِن
هَلُمَّها. فَقالَ : رَجُلٌ قالَ عِندَ مَوتِهِ : كُلُّ مَملوكٍ لي قَديمٍ فَهُوَ
حُرٌّ لِوَجهِ اللّه؟ قالَ : نَعَم ، إنَّ اللّه ـ عَزَّ ذِكرُهُ ـ يَقولُ في
كِتابِهِ : (حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)
، فَما كانَ مِن مَماليكِهِ أتى عَلَيهِ سِتَّةُ أشهُرٍ فَهُوَ قَديمٌ وهُوَ حُرٌّ.
قالَ : فَخَرَجَ مِن عِندِهِ ، وَافتَقَرَ
حَتّى ماتَ ، ولَم يَكُن عِندَهُ مَبيتُ لَيلَةٍ ـ لعنه اللّه ـ.
١٤ / ٢
مُحَمَّدُ بنُ
الفُراتِ
١٥٨٧. رجال الكشّي عن جعفر بن عيسى وعليّ بن
إسماعيل عن الامام الرضا :
آذاني مُحَمَّدُ بنُ الفُراتِ آذاهُ اللّه وأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، آذاني
ـ لَعَنَهُ اللّه ـ أذىً ما آذى أبُو الخَطّابِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهالسلام بِمِثلِهِ ، وما
كَذَبَ عَلَينا خَطّابِيٌّ مِثلَ ما كَذَبَ مُحَمَّدُ بنُ الفُراتِ. وَاللّه ما
مِن أحَدٍ يَكذِبُ عَلَينا إلاّ ويُذيقُهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. قالَ مُحَمَّدُ بنُ عيسى : فَأَخبَراني
وغَيرُهُما أنَّهُ ما لَبِثَ مُحَمَّدُ بنُ فُراتٍ إلاّ قَليلاً حَتّى قَتَلَهُ
إبراهيمُ بنُ شَكلَةَ أخبَثَ قِتلَةٍ ، وكانَ مُحَمَّدُ بنُ فُراتٍ يَدَّعي أنَّهُ
بابٌ ، وأنَّهُ نَبِيٌّ ، وكانَ القاسِمُ اليَقطينِيُّ وعَلِيُّ بنُ حَسَكَةَ
القُمِّيُّ كَذلِكَ يَدَّعيانِ ، لَعَنَهُمَا اللّه.
١٤ / ٣
البَرامِكَةُ
١٥٨٨. عيون أخبار الرضا عليهالسلام
عن محمّد بن الفضيل : لَمّا كانَ فِي
السَّنَةِ الَّتي بَطَشَ هارونُ بِآلِ بَرمَكَ ، بَدَأَ بِجَعفَرِ بنِ يَحيى ، وحَبَسَ
يَحيَى بنَ خالِدٍ ، ونَزَلَ بِالبَرامِكَةِ ما نَزَلَ ، كانَ أبُو الحَسَنِ عليهالسلام واقِفا بِعَرَفَةَ
يَدعو ، ثُمَّ طَأطَأَ رَأسَهُ ، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ ، فَقالَ :
إنّي كُنتُ أدعُو اللّه تَعالى عَلَى
البَرامِكَةِ بِما فَعَلوا بِأَبي عليهالسلام
، فَاستَجابَ اللّه لِيَ اليَومَ فيهِم.
فَلَمَّا انصَرَفَ لَم يَلبَث إلاّ
يَسيرا حَتّى بُطِشَ بِجَعفَرٍ ويَحيى ، وتَغَيَّرَت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحوالُهُم.
١٤ / ٤
الواقِفِيَّةُ
١٥٨٩. رجال الكشّي عن محمّد بن الفضيل
: قُلتُ لِلرِّضا عليهالسلام
: جُعِلتُ فِداكَ! ما حالُ قَومٍ قَد وَقَفوا عَلى أبيكَ موسى عليهالسلام؟
قالَ : لَعَنَهُمُ اللّه ما أشَدَّ
كَذِبَهُم! أما إنَّهُم يَزعُمونَ أنّي عَقيمٌ ، ويُنكِرونَ مَن يَلي هذَا الأَمرَ
مِن وُلدي.
١٤ / ٥
هؤُلاءِ الكَذّابونَ
عَلى أهلِ البَيتِ
١٥٩٠. رجال الكشّي عن محمّد بن الفضيل عن أبي
الحسن عليهالسلام قال
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! إنّي خَلَّفتُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابنَ أبي حَمزَةَ
، وَابنَ مِهرانَ
وابنَ أبي سَعيدٍ
أشَدَّ أهلِ الدُّنيا عَداوَةً للّه تَعالى.
قالَ : فَقالَ : ما ضَرَّكَ مَن ضَلَّ
إذَا اهتَدَيتَ؟ إنَّهُم كَذَّبوا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله
، وكَذَّبوا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَذَّبوا فُلانا وفُلانا ، وكَذَّبوا جَعفَرا
وموسى عليهماالسلام
، ولي بِآبائي عليهمالسلام
اُسوَةٌ.
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! إنّا نُرَوّى
أنَّكَ قُلتَ لاِبنِ مِهرانَ : أذهَبَ اللّه نورَ قَلبِكَ ، وأدخَلَ الفَقرَ
بَيتَكَ؟ فَقالَ : كَيفَ حالُهُ وحالُ بَزِّهِ ؟
قُلتُ : يا سَيِّدي ، أشَدُّ حالٍ ، هُم مَكروبونَ وبِبَغدادَ لَم يَقدِرِ
الحُسَينُ أن يَخرُجَ إلَى العُمرَةِ! فَسَكَتَ.
راجع
: ص ٦٣٣ ح ١٥٦٣.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الخامِسَ
عَشَرَ :
من دعا عليه الإمام
الجواد
١٥ / ١
أبُو الخَطّابِ
وأصحابُهُ
١٥٩١. رجال الكشّي عن عليّ بن مهزيار
: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام
يَقولُ ـ وقَد ذُكِرَ عِندَهُ أبُو الخَطّابِ ـ : لَعَنَ اللّه أبَا الخَطّابِ ، ولَعَنَ
أصحابَهُ ، ولَعَنَ الشّاكّينَ في لَعنِهِ ، ولَعَنَ مَن قَد وَقَفَ في ذلِكَ
وشَكَّ فيهِ.
ثُمَّ قالَ : هذا أبُو الغمرِ وجَعفَرُ
بنُ واقِدٍ وهاشِمُ بنُ أبي هاشِمٍ استَأكَلوا بِنَا النّاسَ ، وصاروا دُعاةً يَدعونَ
النّاسَ إلى ما دَعا إلَيهِ أبُو الخَطّابِ لَعَنَهُ اللّه ولَعَنَهُم مَعَهُ
ولَعَنَ مَن قَبِلَ ذلِكَ مِنهُم. يا عَلِيُّ ، لا تَتَحَرَّجَنَّ مِن لَعنِهِم
لَعَنَهُمُ اللّه ؛ فَإِنَّ اللّه قَد لَعَنَهُم.
ثُمَّ قالَ : قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن تَأَثَّمَ أن
يَلعَنَ مَن لَعَنَهُ اللّه فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٥ / ٢
أبُو السَّمهَرِيِّ
وَابنُ أبِي الزَّرقاءِ
١٥٩٢. رجال الكشّي عن إسحاق الأنباري
: قالَ لي أبو جَعفَرٍ الثّاني عليهالسلام
: ما فَعَلَ أبُو السَّمهَرِيِّ لَعَنَهُ اللّه! يَكذِبُ عَلَينا ويَزعُمُ أنَّهُ
وَابنَ أبِي الزَّرقاءِ دُعاةٌ إلَينا؟ اُشهِدُكُم أنّي أتَبَرَّأُ إلَى اللّه عز وجل
مِنهُما ، إنَّهُما فَتّانانِ مَلعونانِ. يا إسحاقُ ، أرِحني مِنهُما يُرِحِ اللّه
عز وجل بِعَيشِكَ فِي الجَنَّةِ.
فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! يَحِلُّ
لي قَتلُهُما؟ فَقالَ : إنَّهُما فَتّانانِ يَفتِنانِ النّاسَ ، ويَعمَلانِ في
خَيطِ رَقَبَتي ورَقَبَةِ مَوالِيَّ ، فَدِماؤُهُما هَدَرٌ لِلمُسلِمينَ ، وإيّاكَ
وَالفَتكَ ؛ فَإِنَّ الإِسلامَ قَد قَيَّدَ الفَتكَ ، واُشفِقُ إن قَتَلتَهُ
ظاهِرا أن تُسأَلَ لِمَ قَتَلتَهُ؟ ولا تَجِدُ السَّبيلَ إلى تَثبيتِ حُجَّةٍ ، ولا
يُمكِنُكَ إدلاءُ الحُجَّةِ فَتَدفَعَ ذلِكَ عَن نَفسِكَ ، فَيُسفَكَ دَمُ مُؤمِنٍ
مِن أولِيائِنا بِدَمِ كافِرٍ ، عَلَيكُم بِالاِغتِيالِ.
١٥ / ٣
عُمَرُ بنُ فَرَجٍ
١٥٩٣. الكافي عن محمّد بن سنان
: دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ عليهالسلام
فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، حَدَثَ بِآلِ فَرَجٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَدَثٌ؟ فَقُلتُ : ماتَ
عُمَرُ.
فَقالَ : الحَمدُ للّه ، حَتّى أحصَيتُ
لَهُ أربَعا وعِشرينَ مَرَّةً ، فَقُلتُ : يا سَيِّدي ، لَو عَلِمتُ أنَّ هذا
يَسُرُّكَ ، لَجِئتُ حافِيا أعدو إلَيكَ.
قالَ : يا مُحَمَّدُ ، أوَلا تَدري ما
قالَ ـ لَعَنَهُ اللّه ـ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ أبي؟ قالَ : قُلتُ : لا. قالَ : خاطَبَهُ
في شَيءٍ فَقالَ : أظُنُّكَ سَكرانَ!
فَقالَ أبي : اللّهُمَّ إن كُنتَ
تَعلَمُ أنّي أمسَيتُ لَكَ صائِما فَأَذِقهُ طَعمَ الحَربِ ، وذُلَّ الأَسرِ. فَوَاللّه
إن ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّى حُرِبَ مالُهُ
وما كانَ لَهُ ، ثُمَّ اُخِذَ أسيرا وهُوَ ذا قَد ماتَ ـ لا رَحِمَهُ اللّه ـ وقَد
أدالَ اللّه عز وجل مِنهُ
، وما زالَ يُديلُ أولِياءَهُ مِن أعدائِهِ.
١٥ / ٤
هؤُلاءِ الكَذّابونَ
١٥٩٤. الخرائج والجرائح عن ابن اُرومة
: إنَّ المُعتَصِمَ دَعا بِجَماعَةٍ مِن وُزَرائِهِ فَقالَ : اِشهَدوا لي عَلى
مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ موسى زورا ، وَاكتُبوا أنَّهُ أرادَ أن يَخرُجَ ، ثُمَّ
دَعاهُ فَقالَ : إنَّكَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرَدتَ أن تَخرُجَ
عَلَيَّ؟
فَقالَ : وَاللّه ما فَعَلتُ شَيئا مِن
ذلِكَ. قالَ : إنَّ فُلانا وفُلانا وفُلانا شَهِدوا عَلَيكَ.
واُحضِروا فَقالوا : نَعَم ، هذِهِ
الكُتُبُ أخَذناها مِن بَعضِ غِلمانِكَ.
قالَ : وكانَ جالِسا في بَهوٍ
فَرَفَعَ أبو جَعفَرٍ عليهالسلام
يَدَهُ وقالَ : اللّهُمَّ إن كانوا كَذَبوا عَلَيَّ فَخُذهُم.
قالَ : فَنَظَرنا إلى ذلِكَ البَهوِ
كَيفَ يَزحَفُ ويَذهَبُ ويَجيءُ ، وكُلَّما قامَ واحِدٌ وَقَعَ. فَقالَ
المُعتَصِمُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنّي تائِبٌ مِمّا فَعَلتُ ، فَادعُ رَبَّكَ
أن يُسَكِّنَهُ.
فَقالَ : اللّهُمَّ سَكِّنهُ ، وإنَّكَ
تَعلَمُ أنَّهُم أعداؤُكَ وأعدائي ، فَسَكَنَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّادِسَ
عَشَرَ :
من دعا عليه الإمام
الهادي
١٦ / ١
فارِسُ بنُ حاتِمٍ
١٥٩٥. الإمام الهادي عليهالسلام ـ مِن كِتابِهِ في
أمرِ فارِسِ بنِ حاتِمٍ ـ : كَذِّبوهُ وهَتِّكوهُ أبعَدَهُ اللّه وأخزاهُ! فَهُوَ
كاذِبٌ في جَميعِ ما يَدَّعي ويَصِفُ ، ولكِن صونوا أنفُسَكُم عَنِ الخَوضِ
وَالكَلامِ في ذلِكَ ، وتَوَقَّوا مُشاوَرَتَهُ ، ولا تَجعَلوا لَهُ السَّبيلَ إلى
طَلَبِ الشَّرِّ ، كَفانَا اللّه مُؤنَتَهُ ، ومُؤنَةَ مَن كانَ مِثلَهُ.
١٥٩٦. رجال الكشّي عن محمّد بن عيسى بن عبيد
: إنَّ أبَا الحَسَنِ العَسكَرِيَّ عليهالسلام
أمَرَ بِقَتلِ فارِسِ بنِ حاتِمٍ القَزوينِيِّ وضَمِنَ لِمَن قَتَلَهُ الجَنَّةَ ،
فَقَتَلَهُ جُنَيدٌ. وكانَ فارِسٌ فَتّانا يَفتِنُ النّاسَ ، ويَدعو إلَى
البِدعَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَخَرَجَ مِن أبِي الحَسَنِ عليهالسلام : هذا فارِسٌ
لَعَنَهُ اللّه ، يَعمَلُ مِن قِبَلي فَتّانا داعِيا إلَى البِدعَةِ ، ودَمُهُ
هَدَرٌ لِكُلِّ مَن قَتَلَهُ ، فَمَن هذَا الَّذي يُريحُني مِنهُ ويَقتُلُهُ؟ وأنَا
ضامِنٌ لَهُ عَلَى اللّه الجَنَّةَ.
١٥٩٧. رجال الكشّي عن أبي محمّد الرازي
: وَرَدَ عَلَينا رَسولٌ مِن قِبَلِ الرَّجُلِ عليهالسلام.
: أمَّا القَزوينِيُّ فارِسٌ ، فَإِنَّهُ فاسِقٌ مُنحَرِفٌ ، وتَكَلَّمَ بِكَلامٍ
خَبيثٍ ، فَلَعَنَهُ اللّه.
١٥٩٨. الإمام الهادي عليهالسلام ـ مِمّا كَتَبَهُ
إلى عَلِيِّ بنِ عَمرٍو القَزوينِ : اِعتَقِد فيما تَدينُ اللّه تَعالى بِهِ أنَّ
الباطِنَ عِندي حَسَبَ ما أظهَرتُ لَكَ فيمَنِ استَنبَأتَ عَنهُ ، وهُوَ فارِسٌ
لَعَنَهُ اللّه ، فَإِنَّهُ لَيسَ يَسَعُكَ إلاَّ الاِجتِهادُ في لَعنِهِ وقَصدِهِ
ومُعاداتِهِ ، وَالمُبالَغَةُ في ذلِكَ بِأَكثَرِ ما تَجِدُ السَّبيلَ إلَيهِ.
ما كُنتُ آمُرُ أن يُدانَ اللّه بِأَمرٍ
غَيرِ صَحيحٍ ، فَجِدَّ وشُدَّ في لَعنِهِ وهَتكِهِ وقَطعِ أسبابِهِ وصَدِّ
أصحابِنا عَنهُ وإبطالِ أمرِهِ ، وأبلِغهُم ذلِكَ مِنّي وَاحكِهِ لَهُم عَنّي. وإنّي
سائِلُكُم بَينَ يَدَيِ اللّه عَن هذَا الأَمرِ المُؤَكَّدِ ، فَوَيلٌ لِلعاصي
ولِلجاحِدِ! .
راجع
: العنوان التالي ، الحديث الثاني.
١٦ / ٢
الفِهرِيُّ
وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بابا
١٥٩٩. الإمام الهادي عليهالسلام ـ في كِتابِهِ إلَى
العُبَيدِيِّ ـ : أبرَأُ إلَى اللّه مِنَ الفِهرِيِّ
وَالحَسَنِ بنِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُحَمَّدِ بنِ بابَا
القُمِّيِّ
؛ فَابرَأ مِنهُما ؛ فَإِنّي مُحَذِّرُكَ وجَميعَ مَوالِيَّ ، وإنّي ألعَنُهُما ـ عَلَيهِما
لَعنَةُ اللّه ـ مُستَأكِلَينِ يَأكُلانِ بِنَا النّاسَ ، فَتّانَينِ مُؤذِيَينِ
آذاهُمَا اللّه وأركَسَهُما فِي الفِتنَةِ رَكسا.
يَزعُمُ ابنُ بابا أنّي بَعَثتُهُ
نَبِيّا وأنَّهُ بابٌ! عَلَيهِ لَعنَةُ اللّه. سَخِرَ مِنهُ الشَّيطانُ فَأَغواهُ
، فَلَعَنَ اللّه مَن قَبِلَ مِنهُ ذلِكَ.
يا مُحَمَّدُ ، إن قَدَرتَ أن تَشدَخَ
رَأسَهُ بِالحَجَرِ فَافعَل ، فَإِنَّهُ قَد آذاني ، آذاهُ اللّه فِي الدُّنيا
وَالآخِرَةِ.
١٦٠٠. رجال الكشّي عن سهيل بن محمّد
ـ فيما كَتَبَهُ إلَى الإِمامِ الهادي عليهالسلام
: قَدِ اشتَبَهَ ـ يا سَيِّدي ـ عَلى جَماعَةٍ مِن مَواليكَ أمرُ الحَسَنِ بنِ
مُحَمَّدِ بنِ بابا ، فَمَا الَّذي تَأمُرُنا ـ يا سَيِّدي ـ في أمرِهِ ، نَتَوَلاّهُ
أم نَتَبَرَّأُ عَنهُ أم نُمسِكُ عَنهُ ؛ فَقَد كَثُرَ القَولُ فيهِ؟
فَكَتَبَ عليهالسلام.
بِخَطِّهِ وقَرَأتُهُ : مَلعونٌ هُوَ وفارِسٌ ، تَبَرَّؤوا مِنهُما لَعَنَهُمَا
اللّه ، وضاعَفَ ذلِكَ عَلى فارِسٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٦ / ٣
القاسِمُ
اليَقطينِيُّ
وعَلِيُّ بنُ حَسَكَةَ
١٦٠١. رجال الكشّي عن محمّد بن عيسى
: كَتَبَ إلَيَّ أبُو الحَسَنِ العَسكَرِيُّ ابتِداءً مِنهُ : لَعَنَ اللّه
القاسِمَ اليَقطينِيَّ ، ولَعَنَ اللّه عَلِيَّ بنَ حَسَكَةَ القُمِّيَّ ، إنَّ
شَيطانا تَراءى لِلقاسِمِ فَيوحي إلَيهِ زُخرُفَ القَولِ غُرورا.
١٦٠٢. رجال الكشّي عن سهل بن زياد الآدمي
: كَتَبَ بَعضُ أصحابِنا إلى أبِي الحَسَنِ العَسكَرِيِّ عليهالسلام : جُعِلتُ فِداكَ يا
سَيِّدي! إنَّ عَلِيَّ بنَ حَسَكَةَ يَدَّعي أنَّهُ مِن أولِيائِكَ ، وأنَّكَ أنتَ
الأَوَّلُ القَديمُ ، وأنَّهُ بابُكُ ونَبِيُّكَ أمَرتَهُ أن يَدعُوَ إلى ذلِكَ. ويَزعُمُ
أنَّ الصَّلاةَ وَالزَّكاةَ وَالحَجَّ وَالصَّومَ كُلَّ ذلِكَ مَعرِفَتُكَ
ومَعرِفَةُ مَن كانَ في مِثلِ حالِ ابنِ حَسَكَةَ فيما يَدَّعي مِنَ البابِيَّةِ
وَالنُّبُوَّةِ ، فَهُوَ مُؤمِنٌ كامِلٌ سَقَطَ عَنهُ الاِستِعبادُ بِالصَّلاةِ
وَالصَّومِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَالحَجِّ ، وذَكَرَ
جَميعَ شَرائِعِ الدّينِ أنَّ مَعنى ذلِكَ كُلِّهِ ما ثَبَتَ لَكَ ، ومالَ النّاسُ
إلَيهِ كَثيرا ، فَإِن رَأَيتَ أن تَمُنَّ عَلى مَواليكَ بِجَوابٍ في ذلِكَ
تُنجيهِم مِنَ الهَلَكَةِ.
قالَ : فَكَتَبَ عليهالسلام : كَذَبَ ابنُ
حَسَكَةَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّه ، وبِحَسبِكَ أنّي لا أعرِفُهُ في مَوالِيَّ ، ما
لَهُ لَعَنَهُ اللّه؟! فَوَاللّه ما بَعَثَ اللّه مُحَمَّدا وَالأَنبِياءَ مِن
قَبلِهِ إلاّ بِالحَنيفِيَّةِ وَالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصِّيامِ وَالحَجِّ
وَالوِلايَةِ ، وما دَعا مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله
إلاّ إلَى اللّه وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ. وكَذلِكَ نَحنُ الأَوصِياءُ مِن وُلدِهِ
، عَبيدُ اللّه لا نُشرِكُ بِهِ شَيئا ، إن أطَعناهُ رَحِمَنا ، وإن عَصَيناهُ
عَذَّبَنا ، ما لَنا عَلَى اللّه مِن حُجَّةٍ ، بَلِ الحُجَّةُ للّه عز وجل
عَلَينا وعَلى جَميعِ خَلقِهِ ، أبرَأُ إلَى اللّه مِمَّن يَقولُ ذلِكَ ، وأنتَفي
إلَى اللّه مِن هذَا القَولِ ، فَاهجُروهُم ـ لَعَنَهُمُ اللّه ـ وألجِئُوهُم إلى
ضيقِ الطَّريقِ ، وإن وَجَدتَ مِن أحَدٍ مِنهُم خَلوَةً فَاشدَخ رَأسَهُ
بِالصَّخرِ.
١٦ / ٤
المُتَوَكِّلُ
العَبّاسِيُّ
١٦٠٣. إعلام الورى عن الحسين بن محمّد
: كانَ لي صَديقٌ مُؤَدِّبٌ لِوُلدِ بغاءٍ أو وَصيفٍ ـ الشَّكُّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِنّي ـ فَقالَ لي : قالَ
لِيَ الأَميرُ مُنصَرَفَهُ مِن دارِ الخَليفَةِ : حَبَسَ أميرُ المُؤمِنينَ هذَا
الَّذي يَقولونَ «ابنُ الرِّضَا» اليَومَ ، ودَفَعَهُ إلى عَلِيِّ بنِ كِركِرَ ، فَسَمِعتُهُ
يَقولُ :
أنَا أكرَمُ عَلَى اللّه مِن ناقَةِ
صالِحٍ (تَمَتَّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَ ـ ثَةَ
أَيَّامٍ ذَ لِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)
ولَيسَ يُفصِحُ
بِالآيَةِ ولا بِالكَلامِ ، أيُّ شَيءٍ هذا؟
قالَ : قُلتُ : أعَزَّكَ اللّه
تَوَعَّدَ ، انظُر ما يَكونُ بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ.
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ أطلَقَهُ وَاعتَذَرَ
إلَيهِ ، فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ وَثَبَ عَلَيهِ باغز ويغلون وتامش
وجَماعَةٌ مَعَهُم فَقَتَلوهُ ، وأقعَدوا المُنتَصِرَ وَلَدَهُ خَليفَةً.
١٦٠٤. مُهج الدعوات عن زرافة حاجب المتوكّل
ـ وكان شيعيّا ـ : كانَ المُتَوَكِّلُ يُحظِي الفَتحَ بنَ خاقانَ عِندَهُ ، وقَرَّبَهُ
مِنهُ دونَ النّاسِ جَميعا ، ودونَ وُلدِهِ وأهلِهِ ؛ أرادَ أن يُبَيِّنَ
مَوضِعَهُ عِندَهُم ، فَأَمَرَ جَميعَ مَملَكَتِهِ مِنَ الأَشرافِ مِن أهلِهِ
وغَيرِهِم وَالوُزَراءِ وَالاُمَراءِ وَالقُوّادِ وسائِرِ العَساكِرِ ووُجوهِ
النّاسِ أن يَزَّيَّنوا بِأَحسَنِ التَّزيينِ ، ويَظهَروا في أفخَرِ عُدَدِهِم
وذَخائِرِهِم ، ويَخرُجوا مُشاةً بَينَ يَدَيهِ ، وأن لا يَركَبَ أحَدٌ إلاّ هُوَ
وَالفَتحُ بنُ خاقانَ خاصَّةً بِسُرَّ مَن رَأى. ومَشَى النّاسُ بَينَ أيديهِما
عَلى مَراتِبِهِم رَجّالَةً ، وكانَ يَوما قائِظا شَديدَ الحَرِّ.
وأخرَجوا في جُملَةِ الأَشرافِ أبَا
الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ ، وشَقَّ عَلَيهِ عليهالسلام
ما لَقِيَهُ مِنَ الحَرِّ وَالزَّحمَةِ.
قالَ زَرافَةُ : فَأَقبَلتُ إلَيهِ عليهالسلام وقُلتُ لَهُ : يا
سَيِّدي ، يَعِزُّ وَاللّه عَلَيَّ ما تَلقى مِن هذِهِ الطُّغاةِ!! وما قَد
تَكَلَّفتَهُ مِنَ المَشَقَّةِ!! وأخَذتُ بِيَدِهِ ، فَتَوَكَّأَ عليهالسلام عَلَيَّ ، وقالَ عليهالسلام : يا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زَرافَةُ ، ما ناقَةُ
صالِحٍ عِندَ اللّه بِأَكرَمَ مِنّي ـ أو قالَ عليهالسلام
: بِأَعظَمَ قَدرا مِنّي ـ! ولَم أزَل اُسائِلُهُ وأستَفيدُ مِنهُ واُحادِثُهُ إلى
أن نَزَلَ المُتَوَكِّلُ مِنَ الرُّكوبِ ، وأمَرَ النّاسَ بِالاِنصِرافِ ، فَقُدِّمَت
إلَيهِم دَوابُّهُم فَرَكِبوا إلى مَنازِلِهِم ، وقُدِّمَت بَغلَةٌ لَهُ عليهالسلام فَرَكِبَها. فَرَكِبتُ
مَعَهُ إلى دارِهِ ، فَنَزَلَ عليهالسلام
ووَدَّعتُهُ وَانصَرَفتُ إلى داري.
ولِوَلَدي مُؤَدِّبٍ يَتَشَيَّعُ مِن
أهلِ العِلمِ وَالفَضلِ ، وكانَت لي عادَةٌ بِإِحضارِهِ عِندَ الطَّعامِ ، فَحَضَرَ
عِندَ ذلِكَ ، وتَجارَينَا الحَديثَ وما جَرى مِن رُكوبِ المُتَوَكِّلِ وَالفَتحِ
، ومَشيِ الأَشرافِ وذَوِي الاِقتِدارِ بَينَ أيديهِما. وذَكَرتُ لَهُ ما
شاهَدتُهُ مِن أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام
، وما سَمِعتُهُ مِن قَولِهِ عليهالسلام
: ما ناقَةُ صالِحٍ عِندَ اللّه
بِأَعظَمَ قَدرا مِنّي! وكانَ المُؤَدِّبُ يَأكُلُ مَعي ، فَرَفَعَ يَدَهُ وقالَ :
بِاللّه إنَّكَ سَمِعتَ هذَا اللَّفظَ مِنهُ؟!
فَقُلتُ لَهُ : وَاللّه سَمِعتُهُ
يَقولُ.
فَقالَ لي : اِعلَم أنَّ المُتَوَكِّلَ
لا يَبقى في مَملَكَتِهِ أكثَرَ مِن ثَلاثَةِ أيّامٍ ويَهلِكُ ، فَانظُر في أمرِكَ
، وأحرِز ما تُريدُ إحرازَهُ ، وتَأَهَّب لِأَمرِكَ كَي لا يَفجَأَكُم هَلاكُ هذَا
الرَّجُلِ ، فَتَهلِكَ أموالُكُم بِحادِثَةٍ تَحدُثُ أو سَبَبٍ يَجري.
فَقُلتُ لَهُ : مِن أينَ لَكَ؟
فَقالَ : أما قَرَأتَ القُرآنَ في
قِصَّةِ صالِحٍ عليهالسلام
وَالنّاقَةِ؟ وقَولِهِ تَعالى : (تَمَتَّعُواْ فِى
دَارِكُمْ ثَلَـثَةَ أَيَّامٍ ذَ لِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) ؟!
ولا يَجوزُ أن يَبطُلَ قَولُ الإِمامِ عليهالسلام.
قالَ زَرافَةُ : فَوَاللّه ما جاءَ
اليَومُ الثّالِثُ حَتّى هَجَمَ المُنتَصِرُ ومَعَهُ بغا ووَصيفٌ وَالأَتراكُ
عَلَى المُتَوَكِّلِ ، فَقَتَلوهُ وقَطَّعوهُ وَالفَتحَ بنَ خاقانَ جَميعا قِطَعا
، حَتّى لَم يُعرَف أحَدُهُما مِنَ الآخَرِ ، وأزالَ اللّه نِعمَتَهُ ومَملَكَتَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلَقيتُ الإِمامَ أبَا الحَسَنِ عليهالسلام بَعدَ ذلِكَ
وعَرَّفتُهُ ما جَرى مَعَ المُؤَدِّبِ وما قالَهُ ، فَقالَ عليهالسلام : صَدَقَ. إنَّهُ
لَمّا بَلَغَ مِنِّي الجَهدُ ، رَجَعتُ إلى كُنوزٍ نَتَوارَثُها مِن آبائِنا ، هِيَ
أعَزُّ مِنَ الحُصونِ وَالسِّلاحِ وَالجُنَنِ
، وهُوَ دُعاءُ المَظلومِ عَلَى الظّالِمِ ، فَدَعَوتُبِهِ عَلَيهِ ، فَأَهلَكَهُ
اللّه.
فَقُلتُ لَهُ : يا سَيِّدي ، إن رَأَيتَ
أن تُعَلِّمَنيهِ؟! فَعَلَّمَنيهِ ....
١٦ / ٥
رَجُلٌ نَسَبَهُ إلَى
الرِّياءِ
١٦٠٥. إثبات الوصيّة
: رُوِيَ أنَّهُ دَخَلَ الإِمامُ الهادي عليهالسلام.
دارَ المُتَوَكِّلِ ، فَقامَ عليهالسلام
يُصَلّي.
فَأَتاهُ بَعضُ المُخالِفينَ فَوَقَفَ
حِيالَهُ ، فَقالَ لَهُ : إلى كَم هذا الرِّياءُ؟!
فَأَسرَعَ عليهالسلام
الصَّلاةَ وسَلَّمَ. ثُمَّ التَفَتَ عليهالسلام
إلَيهِ فَقالَ : إن كُنتَ كاذِبا مَسَخَكَ اللّه.
فَوَقَعَ الرَّجُلُ مَيِّتا ، فَصارَ
حَديثا فِي الدّارِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ السّابِعَ
عَشَرَ :
من دعا عليه الإمام
العسكريّ
١٧ / ١
عُروَةُ بنُ يَحيى
١٦٠٦. رجال الكشّي عن محمّد بن موسى الهمداني
: إنَّ عُروَةَ بنَ يَحيَى البَغدادِيَّ المَعروفَ بِالدِّهقانِ ـ لَعَنَهُ اللّه
ـ كانَ يَكذِبُ عَلى أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الرِّضا عليهالسلام ، وعَلى أبي
مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام
بَعدَهُ ، وكانَ يَقطَعُ أموالَهُ لِنَفسِهِ دونَهُ ويَكذِبُ عَلَيهِ ، حَتّى
لَعَنَهُ أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام
وأمَرَ شيعَتَهُ بِلَعنِهِ وَالدُّعاءِ عَلَيهِ ؛ لِقَطعِ الأَموالِ ، لَعَنَهُ
اللّه.
قالَ عَلِيُّ بنُ سَلمانَ بنِ رُشَيدٍ
العَطّارُ البَغدادِيُّ : فَلَعَنَهُ أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام
وذلِكَ أنَّهُ كانَت لِأَبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام
خِزانَةٌ ، وكانَ يَليها أبو عَلِيِّ بنُ راشِدٍ ، فَسُلِّمَت إلى عُروَةَ ، فَأَخَذَ
مِنها لِنَفسِهِ ثُمَّ أحرَقَ باقِيَ ما فيها ، يُغايِظُ بِذلِكَ أبا مُحَمَّدٍ عليهالسلام ، فَلَعَنَهُ
وبَرِئَ مِنهُ ودَعا عَلَيهِ ، فَما اُمهِلَ يَومَهُ ذلِكَ ولَيلَتَهُ حَتّى
قَبَضَهُ اللّه إلَى النّارِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَقالَ عليهالسلام
: جَلَستُ لِرَبّي لَيلَتي هذِهِ كَذا وكَذا جَلسَةً ، فَمَا انفَجَرَ عَمودُ
الصُّبحِ ، ولاَ انطَفى ذلِكَ النّارُ ، حَتّى قَتَلَ اللّه عَدُوَّهُ لَعَنَهُ
اللّه.
١٧ / ٢
المُستَعينُ
العَبّاسِيُّ
١٦٠٧. الغيبة عن عليّ بن محمّد بن زياد
الصيمري : دَخَلتُ عَلى أبي أحمَدَ عُبَيدِ
اللّه بنِ عَبدِ اللّه بنِ طاهِرٍ وبَينَ يَدَيهِ رُقعَةُ أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام فيها : إنّي نازَلتُ
اللّه في هذَا الطّاغي ـ يَعنِي
المُستَعينَ ـ وهُوَ آخِذُهُ بَعدَ ثَلاثٍ.
فَلَمّا كانَ اليَومُ الثّالِثُ خُلِعَ
، وكانَ مِن أمرِهِ ما كانَ إلى أن قُتِلَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابُ الثّامِنَ
عَشَرَ :
من دعا عليه الإمام
المهديّ
١٨ / ١
أحمَدُ بنُ هِلالٍ
١٦٠٨. رجال الكشّي عن أبي حامد أحمد بن
إبراهيم المراغي : وَرَدَ عَلَى
القاسِمِ بنِ العَلاءِ نُسخَةُ ما خَرَجَ مِن لَعنِ ابنِ هِلالٍ ، وكانَ ابتِداءُ
ذلِكَ أن كَتَبَ عليهالسلام
إلى قُوّامِهِ
بِالعِراقِ : «اِحذَرُوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصّوفِيَّ
المُتَصَنِّعَ».
قالَ : وكانَ مِن شَأنِ أحمَدَ بنِ
هِلالٍ أنَّهُ قَد كانَ حَجَّ أربَعا وخَمسينَ حَجَّةً ؛ عِشرونَ مِنها عَلى
قَدَمَيهِ.
قالَ : وكانَ رُواةُ أصحابِنا
بِالعِراقِ لَقوهُ وكَتَبوا مِنهُ ، وأنكَروا ما وَرَدَ في مَذَمَّتِهِ ، فَحَمَلُوا
القاسِمَ بنَ العَلاءِ عَلى أن يُراجِعَ في أمرِهِ ، فَخَرَجَ إلَيهِ :
«قَد كانَ أمرُنا نَفَذَ إلَيكَ فِي
المُتَصَنِّعِ ابنِ هِلالٍ ـ لا رَحِمَهُ اللّه ـ بِما قَد عَلِمتَ ، لَم يَزَل ـ لا
غَفَرَ اللّه لَهُ ذَنبَهُ ولا أقالَهُ عَثرَتَهُ ـ يُداخِلُ في أمرِنا بِلا إذنٍ
مِنّا ولا رِضىً ، يَستَبِدُّ بِرَأيِهِ ، فَيَتَحامى مِن دُيونِنا ، لا يُمضي مِن
أمرِنا إلاّ بِما يَهواهُ ويُريدُ ، أرداهُ اللّه بِذلِكَ في نارِ جَهَنَّمَ ، فَصَبَرنا
عَلَيهِ حَتّى بَتَرَ
اللّه بِدَعوَتِنا عُمُرَهُ.
وكُنّا قَد عَرَّفَنا خَبَرَهُ قَوما
مِن مَوالينا في أيّامِهِ لا رَحِمَهُ اللّه ، وأمَرناهُم بِإِلقاءِ ذلِكَ إلَى
الخاصِّ
مِن مَوالينا ، ونَحنُ نَبرَأُ إلَى اللّه مِنِ ابنِ هِلالٍ لا رَحِمَهُ اللّه ، ومِمَّن
لا يَبرَأُ مِنهُ.
وأعلِمِ الإِسحاقِيَّ ـ سَلَّمَهُ اللّه
وأهلَ بَيتِهِ ـ مِمّا أعلَمناكَ مِن حالِ هذَا الفاجِرِ ، وجَميعَ مَن كانَ
سَأَلَكَ ويَسأَ لُكَ عَنهُ مِن أهلِ بَلَدِهِ وَالخارِجينَ ، ومَن كانَ
يَستَحِقُّ أن يَطَّلِعَ عَلى ذلِكَ ، فَإِنَّهُ لا عُذرَ لِأَحَدٍ مِن مَوالينا
فِي التَّشكيكِ فيما يُودّيهِ عَنّا ثِقاتُنا ، قَد عَرَفوا بِأَنَّنا نُفاوِضُهُم
سِرَّنا ، ونَحمِلُهُ إيّاهُ إلَيهِم ، وعَرَفنا ما يَكونُ مِن ذلِكَ إن شاءَ
اللّه تَعالى».
وقالَ أبو حامِدٍ : فَثَبَتَ قَومٌ عَلى
إنكارِ ما خَرَجَ فيهِ ، فَعاوَدوهُ فيهِ ، فَخَرَجَ :
«لا شَكَرَ اللّه قَدرَهُ ، لَم يَدعُ
المَرءُ رَبَّهُ بِأَن لا يُزيغَ قَلبَهُ بَعدَ أن هَداهُ ، وأن يَجعَلَ ما مَنَّ
بِهِ عَلَيهِ مُستَقَرّا ، ولا يَجعَلَهُ مُستَودَعا ، وقَد عَلِمتُم ما كانَ مِن
أمرِ الدِّهقانِ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَيهِ لَعنَةُ
اللّه ـ وخِدمَتِهِ وطولِ صُحبَتِهِ ، فَأَبدَلَهُ اللّه بِالإِيمانِ كُفرا حينَ
فَعَلَ ما فَعَلَ ، فَعاجَلَهُ اللّه بِالنَّقِمَةِ ولا يُمهِلهُ ، وَالحَمدُ للّه
لا شَريكَ لَهُ ، وصَلَّى اللّه عَلى مُحَمَّدٍ وآلهِ وسَلَّمَ.
١٨ / ٢
الشَّلمَغانِيُّ
١٦٠٩. الاحتجاج
ـ في ذِكرِ تَوقيعٍ خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ المقدسة عل د الشخ
اب القاسم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسين بن روح في لعن
من ادعي البابية ـ عرف ـ أطالَ اللّه بَقاكَ ، وعَرَّفَكَ اللّه الخَيرَ كُلَّهُ ،
وخَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ ـ مَن تَثِقُ بِدينِهِ وتَسكُنُ إلى نِيَّتِهِ مِن إخوانِنا
ـ أدامَ اللّه سَعادَتَهُم ـ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ المَعروفَ بِالشَّلمَغانِيِّ
ـ عَجَّلَ اللّه لَهُ النَّقِمَةَ ولا أمهَلَهُ ـ قَدِ ارتَدَّ عَنِ الإِسلامِ
وفارَقَهُ ، وألحَدَ في دينِ اللّه ، وَادَّعى ما كَفَرَ مَعَهُ بِالخالِقِ جَلَّ
وتَعالى ، وَافتَرى كَذِبا وزورا ، وقالَ بُهتانا وإثما عَظيما. كَذَبَ العادِلونَ
بِاللّه وضَلّوا ضَلالاً بَعيدا ، وخَسِروا خُسرانا مُبينا.
وإنّا بَرِئنا إلَى اللّه تَعالى وإلى
رَسولِهِ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ وسَلامُهُ ورَحمَتُهُ وبَرَكاتُهُ ـ مِنهُ ، ولَعَنّاهُ
؛ عَلَيهِ لَعائِنُ اللّه تَترى
فِي الظّاهِرِ مِنّا وَالباطِنِ ، فِي السِّرِّ وَالجَهرِ ، وفي كُلِّ وَقتٍ ، وعَلى
كُلِّ حالٍ ، وعَلى مَن شايَعَهُ وبَلَغَهُ هذَا القَولُ مِنّا فَأَقامَ عَلى
تَوَلّيهِ بَعدَهُ.
أعلِمهُم ـ تَوَلاّكُمُ اللّه ـ أنَّنا
فِي التَّوَقّي وَالمُحاذَرَةِ مِنهُ عَلى مِثلِ ما كُنّا عَلَيهِ مِمَّن
تَقَدَّمَهُ مِن نُظَرائِهِ ؛ مِنَ الشَّريعِيِّ وَالنُّمَيرِيِّ وَالهِلالِيِّ
وَالبِلالِيِّ وغَيرِهِم. وعادَةُ اللّه ـ جَلَّ ثَناوهُ ـ مَعَ ذلِكَ قَبلَهُ
وبَعدَهُ عِندَنا جَميلَةٌ ، وبِهِ نَثِقُ وإيّاهُ نَستَعينُ ، وهُوَ حَسبُنا في
كُلِّ اُمورِنا ونِعمَ الوَكيلُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفهارس
١ ـ فهرس الآيات
الكريمة................................................. ٦٧٨
٢ ـ فهرس الأعلام....................................................... ٧٠١
٣ ـ فهرست الأديان
والفرق والمذاهب...................................... ٧٢١
٤ ـ فهرس الجماعات
والقبائل.............................................. ٧٢٣
٥ ـ فهرس البلدان
والأماكن............................................... ٧٢٧
٦ ـ فهرس الأشعار....................................................... ٧٣١
٧ ـ فهرس الحوادث
والوقائع والأيام والأزمنة.................................. ٧٣٣
٨ ـ فهرس المصادر....................................................... ٧٣٥
٩ ـ الفهرس التفصيلي.................................................... ٧٢٦
(١)
فهرس الآيات الكريمة
الآية
|
رقم الآية
|
الصفحة
|
سورة الفاتحة
|
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ)
|
١
|
٧٣
|
سورة البقرة
|
(وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ)
|
٣٠
|
٢٤٤
|
(يَا بَنِي
إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ)
|
٤٠
|
٢٥٧
، ٢٥٦ ، ٦٩
|
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا)
|
٤٥
|
٣٥٢
|
(وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ)
|
١٢٧
|
٣٩٣
|
(رَبَّنَا
وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً)
|
١٢٨
|
٣٩٣
|
(رَبَّنَا وَابْعَثْ
فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ)
|
١٢٩
|
٣٩٣
|
(إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ)
|
١٥٩
|
٥٥٥
، ٥٤٥
|
(وَإِلَهُكُمْ
إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
|
١٦٣
|
٢٨٤
|
(يَا أَيُّهَا
النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ...)
|
١٦٨
|
٢٣٩
|
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)
|
١٧٢
|
٣٧٠
، ٣٤٨ ، ٢٩٦ ، ٢٣١ ، ٢٣٩
|
(وَعَسَى أَنْ
تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)
|
٢١٦
|
١٣٣
|
(وَلَمَّا بَرَزُوا
لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا)
|
٢٥٠
|
٥٥١
|
(فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ)
|
٢٥١
|
٥٥١
|
(اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ)
|
٢٥٥
|
٢٨٤
|
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)
|
٢٦٧
|
٢٣٨
|
(وَاللَّهُ
يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا)
|
٢٦٨
|
٣٤٨
|
(رَبَّنَا لَا
تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ)
|
٢٨٦
|
١٢٦
|
سورة آل عمران
|
(الم)
|
١
|
٣٧٠
، ٣٤٨ ، ٢٩٦ ، ٢٣١ ، ٢٣٩
|
(اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)
|
٢
|
١٨٥
، ٢٨٤
|
(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ
بِالْأَسْحَارِ)
|
١٧
|
١٦٨
|
(شَهِدَ اللَّهُ
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ)
|
١٨
|
٢٨٨
|
(قُلِ اللَّهُمَّ
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ)
|
٢٦
|
٢٨٤
|
(بِغَيْرِ حِسَابٍ)
|
٢٧
|
٢٧
|
(إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ)
|
٣٣
|
٦٣٣
|
(ذُرِّيَّةً
بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
|
٣٤
|
٣٤
|
(إِذْ قَالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي)
|
٣٥
|
٣٩٤
|
(فَلَمَّا
وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ)
|
٣٦
|
٣٩٤
|
(رَبِّ هَبْ لِي
مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)
|
٣٨
|
١٧٩
|
(فَنَادَتْهُ
الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ)
|
٣٩
|
٣٩٤
|
(أَنَّ اللَّهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ)
|
٣٩
|
١٧٩
|
(كَيْفَ يَهْدِي
اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا)
|
٨٦
|
٥٥٦
، ٥٤٥
|
(أُولَئِكَ
جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ)
|
٨٧
|
٥٥٦
، ٥٤٥
|
(وَكَأَيِّنْ مِنْ
نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا)
|
١٤٦
|
٥٥١
|
(وَمَا كَانَ
قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا)
|
١٤٧
|
١٥٥
|
(وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)
|
١٨٦
|
٣٣٢
|
(الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى ...)
|
١٩١
|
٢٨٢
|
(فَاسْتَجَابَ
لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ)
|
١٩٥
|
٣٣٢
، ٢٨٢
|
سورة النساء
|
(وَلَا تُؤْتُوا
السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ)
|
٥
|
٣٣٦
|
(إِنَّ اللَّهَ
كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)
|
٢٩
|
١١٣
|
(وَاسْأَلُوا
اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ)
|
٣٢
|
٤٨
|
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ)
|
٩٤
|
٥٧٠
|
سورة المائدة
|
(إِنَّمَا
يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
|
٢٧
|
٢٣٩
|
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ)
|
٣٥
|
٨٣
|
(قَالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا)
|
١١٤
|
٢٩٨
|
(قَالَ اللَّهُ
إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ)
|
١١٥
|
٢٩٨
|
سورة الأنعام
|
(وَلَا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ)
|
٥٢
|
٢٧
|
(قُلْ مَنْ
يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ)
|
٦٣
|
٢١١
|
(قُلِ اللَّهُ
يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ)
|
٦٤
|
٢١١
|
(وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا
فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
|
٩٤
|
٤٥٧
|
(إِنَّهُ لَا
يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
|
١٤١
|
٣٣٦
|
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا)
|
٢٣
|
٣٩٣
|
سورة الأعراف
|
(ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ)
|
٥٥
|
٢١١
، ١٣٩ ، ١٣٧ ، ٩٦ ، ٨٩ ، ٢٣ ، ١٩
|
(وَلَا تُفْسِدُوا
فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)
|
٥٦
|
٢١١
، ٨٩ ، ٢٣
|
(قَالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ)
|
٨٨
|
٥٤٩
|
(قَدِ افْتَرَيْنَا
عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ)
|
٨٩
|
٥٥٠
|
(وَقَالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ)
|
٩٠
|
٥٥٠
|
(فَأَخَذَتْهُمُ
الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
|
٩١
|
٥٥٠
|
(قَالَ رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ)
|
١٥١
|
٣٩٤
|
(وَلِلَّهِ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا)
|
١٨٠
|
٣٧٠
، ٢٧٩ ، ٢٧١
|
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ
فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ)
|
٢٠٥
|
٢١١
|
سورة التوبة
|
(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ)
|
٨٠
|
٤١١
|
(وَلَا تُصَلِّ
عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى)
|
٨٤
|
٤١١
|
(لَا يَزَالُ
بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا)
|
١١٠
|
٦٥٥
|
(مَا كَانَ
لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا)
|
١١٣
|
٤١٢
، ٤١١
|
(وَمَا كَانَ
اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ ...)
|
١١٤
|
٤١٣
، ٤١٢ ، ٤١١
|
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ
لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)
|
١١٤
|
٢٨
، ٢٧
|
سورة يونس
|
(وَقَالَ مُوسَى
رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ)
|
٨٨
|
٥٥٠
، ٢٩٧
|
(قَالَ قَدْ
أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ)
|
٨٩
|
٣٤٣
، ٣٣٢ ، ٣١٤ ، ٢٩٧ ، ١٢٧
|
(إِلَّا قَوْمَ
يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ)
|
٩٨
|
٥٥
|
سورة هود
|
(أَنَّهُ لَنْ
يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ)
|
٣٦
|
٥٤٨
|
(قَالَ يَا نُوحُ
إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ)
|
٤٦
|
١٣٣
|
(تَمَتَّعُوا فِي
دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ)
|
٦٥
|
٦٧٧
، ٦٧٦ ،
|
(رَحْمَتُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ)
|
٧٣
|
٤٣٢
،
|
(يُجَادِلُنَا فِي
قَوْمِ لُوطٍ)
|
٧٤
|
٤١٧
،
|
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ
لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ)
|
٧٥
|
٤١٧
|
سورة يوسف
|
(قَالَ رَبِّ
السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)
|
٣٣
|
٢٩٧
|
(فَاسْتَجَابَ لَهُ
رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ)
|
٣٤
|
٣٣٢
، ٢٩٧
|
(ائْتُونِي بِهِ
أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي)
|
٥٤
|
٤٠٧
|
(فَلَمَّا أَنْ
جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ)
|
٩٦
|
٣٩٤
،
|
(قَالُوا يَا
أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا)
|
٩٧
|
٣٩٥
|
(قَالَ سَوْفَ
أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ)
|
٩٨
|
٣٩٤
، ١٦٩ ، ١٥٧ ،
|
سورة الرعد
|
(إِنَّ اللَّهَ لَا
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
|
١١
|
٤١٨
|
(لَهُ دَعْوَةُ
الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ)
|
١٤
|
٢٢٢
|
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا)
|
١٥
|
١٧١
|
(يَمْحُو اللَّهُ
مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ)
|
٣٩
|
٥٤
|
(قُلْ كَفَى
بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)
|
٤٣
|
٢٩٠
|
سورة ابراهيم
|
(أَفِي اللَّهِ
شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ)
|
١٠
|
١٦
|
(وَآتَاكُمْ مِنْ
كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ)
|
٣٤
|
٢٤٤
، ٢٢٢ ،
|
(وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ)
|
٣٥
|
٣٩٣
|
(رَبِّ إِنَّهُنَّ
أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ)
|
٣٦
|
٤٦١
، ٣٩٣ ،
|
(رَبَّنَا إِنِّي
أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ)
|
٣٧
|
٣٩٣
،
|
(رَبَّنَا إِنَّكَ
تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى)
|
٣٨
|
٣٩٣
|
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاق)
|
٣٩
|
٣٩٣
، ١٣١
|
(رَبِّ اجْعَلْنِي
مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)
|
٤٠
|
٣٩٣
|
(رَبَّنَا اغْفِرْ
لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)
|
٤١
|
٣٨٩
|
سورة الأسراء
|
(وَيَدْعُ
الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ)
|
١١
|
١٣٣
|
(وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ...)
|
٢٤
|
٣٨٩
|
(فَإِنَّهُ كَانَ
لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا)
|
٢٥
|
١٧٣
|
(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ
فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ)
|
٥٢
|
١٦
|
(قُلِ ادْعُوا
اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ ...)
|
١١٠
|
٢٧١
|
(وَلَا تَجْهَرْ
بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ...)
|
١١٠
|
٩٨
|
سورة الكهف
|
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ)
|
٢٨
|
١١٧
، ٢٧
|
سورة مريم
|
(فَهَبْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ وَلِيًّا)
|
٥
|
٣٩٤
|
(يَرِثُنِي وَيَرِثُ
مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)
|
٦
|
٣٩٤
|
(وَحَنَانًا مِنْ
لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا)
|
١٣
|
٢٧٩
|
(وَأَدْعُو رَبِّي
عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا)
|
٤٨
|
١١٨
|
سورة طه
|
(اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)
|
٨
|
٢٧١
|
(قَالَ رَبِّ
اشْرَحْ لِي صَدْرِي)
|
٢٥
|
٣٩٤
|
(وَيَسِّرْ لِي
أَمْرِي)
|
٢٦
|
٣٩٤
|
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً
مِنْ لِسَانِي)
|
٢٧
|
٣٩٤
|
(يَفْقَهُوا قَوْلِي)
|
٢٨
|
٣٩٤
|
(وَاجْعَلْ لِي
وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي)
|
٢٩
|
٣٩٤
|
(هَارُونَ أَخِي)
|
٣٠
|
٣٩٤
|
(اشْدُدْ بِهِ
أَزْرِي)
|
٣١
|
٣٩٤
|
(وَأَشْرِكْهُ فِي
أَمْرِي)
|
٣٢
|
٣٩٤
|
(كَيْ نُسَبِّحَكَ
كَثِيرًا)
|
٣٣
|
٣٩٤
|
(وَنَذْكُرَكَ
كَثِيرًا)
|
٣٤
|
٣٩٤
|
(إِنَّكَ كُنْتَ
بِنَا بَصِيرًا)
|
٣٥
|
٣٩٤
|
(وَقَدْ خَابَ مَنِ
افْتَرَى)
|
٦١
|
٤٩٠
|
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ
لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا)
|
١١١
|
٢٨٦
|
سورة الأنبياء
(وَنُوحًا إِذْ
نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ)
|
٧٦
|
٢٩٧
|
(وَأَيُّوبَ إِذْ
نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ)
|
٨٣
|
٢٩٨
|
(فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ)
|
٨٤
|
٣٣٢
، ٢٩٨ ،
|
(وَذَا النُّونِ
إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)
|
٨٧
|
٢٩٨
، ٢٨٥
|
(فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
|
٨٨
|
٢٨٥
، ٢٩٨ ، ٣٣٢
|
(وَزَكَرِيَّا إِذْ
نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ)
|
٨٩
|
٢٧
، ٢٩٨
|
(فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ)
|
٩٠
|
٢٧
، ٨٩ ، ٢١١ ، ٢٩٨ ، ٣٣٢
|
سورة الحج
|
(ثُمَّ بُغِيَ
عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)
|
٦٠
|
٦٠٩
|
سورة المؤمنون
|
(وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ)
|
٢٣
|
٥٤٧
|
(فَقَالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا)
|
٢٤
|
٥٤٧
|
(إِنْ هُوَ إِلَّا
رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ)
|
٢٥
|
٥٤٧
|
(قَالَ رَبِّ
انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ)
|
٢٦
|
٥٤٧
|
(إِنْ هِيَ إِلَّا
حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا)
|
٣٧
|
٥٤٧
|
(إِنْ هُوَ إِلَّا
رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا)
|
٣٨
|
٥٤٧
|
(قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي
بِمَا كَذَّبُونِ)
|
٣٩
|
٥٤٧
|
(قَالَ عَمَّا
قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ)
|
٤٠
|
٥٤٧
|
(فَأَخَذَتْهُمُ
الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا)
|
٤١
|
٥٤٧
|
(يَا أَيُّهَا
الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي ...)
|
٥١
|
٢١٠
، ٢٣٩
|
(وَلَقَدْ
أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ)
|
٧٦
|
٨٩
، ٩٠
|
(حَتَّى إِذَا جَاءَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)
|
٩٩
|
٣٣٥
|
(لَعَلِّي أَعْمَلُ
صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ)
|
١٠٠
|
٣٣٥
|
سورة الفرقان
|
(وَالَّذِينَ إِذَا
أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ)
|
٦٧
|
٣٣٦
|
(قُلْ مَا يَعْبَأُ
بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ)
|
٧٧
|
٢٠
، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٩ ، ٦١
|
سورة الشعراء
|
(قَالَ رَبِّ إِنَّ
قَوْمِي كَذَّبُونِ)
|
١١٧
|
٥٤٧
|
(فَأَنْجَيْنَاهُ
وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)
|
١١٩
|
٥٤٧
|
(ثُمَّ أَغْرَقْنَا
بَعْدُ الْبَاقِينَ)
|
١٢٠
|
٥٤٧
|
(قَالُوا لَئِنْ
لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ)
|
١٦٧
|
٣٩٣
|
(قَالَ إِنِّي
لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ)
|
١٦٨
|
٣٩٣
|
(رَبِّ نَجِّنِي
وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ)
|
١٦٩
|
٣٩٤
، ٣٩٣ ، ٢٩٨
|
سورة النمل
|
(قَالَ الَّذِي
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ)
|
٤٠
|
٢٨٩
|
(أَمَّنْ يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ)
|
٦٢
|
١٩
، ٢٤ ، ٢٤١ ، ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، ٣١٩ ، ٣٣٢
|
سورة القصص
|
(وَمَا كُنْتَ
بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً)
|
٤٦
|
٣١٣
|
سورة العنكبوت
|
(وَلُوطًا إِذْ
قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا)
|
٢٨
|
٥٤٩
|
(أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ
الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ...)
|
٢٩
|
٥٤٩
|
(قَالَ رَبِّ
انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ)
|
٣٠
|
٥٤٩
|
سورة السجدة
|
(تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)
|
١٦
|
٢٧
، ٢١١
|
(فَلَا تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)
|
١٧
|
٢٠
، ٢٧ ، ٢١٢
|
سورة الأحزاب
|
(فَمِنْهُمْ مَنْ
قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
|
٢٣
|
٤٩١
، ٤٩٢
|
(إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)
|
٣٣
|
٤٣٢
|
سورة سبأ
|
(وَمَا أَنْفَقْتُمْ
مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
|
٣٩
|
٧٧
|
سورة فاطر
|
(مَا يَفْتَحِ
اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا)
|
٢
|
٢٦
|
(إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)
|
٦
|
٢٦٥
|
سورة يس
|
(حَتَّى عَادَ
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)
|
٣٩
|
٦٦٢
|
سورة الصافات
|
(وَلَقَدْ نَادَانَا
نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)
|
٧٥
|
٢٩٨
، ٣٣٢
|
(رَبِّ هَبْ لِي
مِنَ الصَّالِحِينَ)
|
١٠٠
|
٣٩٣
|
(فَبَشَّرْنَاهُ
بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)
|
١٠١
|
٣٠٣
|
سورة الزمر
|
(لَا تَقْنَطُوا
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)
|
٥٣
|
٣٤٨
|
سورة غافر
|
(فَادْعُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
|
١٤
|
٢٣٢
|
(وَقَالَ الَّذِي
آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ)
|
٣٠
|
٤٨٩
|
(مِثْلَ دَأْبِ
قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ)
|
٣١
|
٤٨٩
|
(وَيَا قَوْمِ
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ)
|
٣٢
|
٤٨٩
|
(يَوْمَ تُوَلُّونَ
مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ)
|
٣٣
|
٤٩٠
|
(وَقَالَ الَّذِينَ
فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا)
|
٤٩
|
٣٣٥
|
(قَالُوا أَوَلَمْ
تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ)
|
٥٠
|
٣٣٥
|
(وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ)
|
٦٠
|
٩ ، ١٨ ، ١٩، ٢٠ ، ٢٣ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٩،
٤١ ، ٤٧ ، ٦١، ٦٢ ، ٦٤ ، ٧٦، ٧٧، ١٨١، ١٥٩، ١٨٦، ٢٢٢، ٢٢٣، ٢٤٤، ٢٥٧، ٢٦٥،٢٦٨،
٣٠٤، ٣٣٢، ٣٧٠
|
(هُوَ الْحَيُّ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ)
|
٦٥
|
٢٣٢
|
سورة الشوري
|
(وَيَسْتَجِيبُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ)
|
٢٦
|
٢٣٣
، ٣٠٨ ، ٤٠٠
|
سورة الفتح
|
(وَهُوَ الَّذِي
كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ)
|
٢٤
|
٥٨٤
|
(وَالْهَدْيَ
مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ)
|
٢٥
|
٥٧٥
|
سورة الذاريات
|
(كَانُوا قَلِيلًا
مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)
|
١٧
|
١٦٨
|
(وَبِالْأَسْحَارِ
هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
|
١٨
|
١٦٨
|
(وَفِي السَّمَاءِ
رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)
|
٢٢
|
١٠٤
|
سورة النجم
|
(وَالنَّجْمِ إِذَا
هَوَى)
|
١
|
٥٦٧
|
سورة القمر
|
(كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا)
|
٩
|
٥٤٨
|
(فَدَعَا رَبَّهُ
أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)
|
١٠
|
٥٤٨
|
سورة الرحمن
|
(يَسْأَلُهُ مَنْ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
|
٢٩
|
٢٤٤
|
سورة الحديد
|
(عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ)
|
٦
|
٢٨٦
|
سورة الممتحنة
|
(قَدْ كَانَتْ
لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ)
|
٤
|
٤١١
|
(لَا يَنْهَاكُمُ
اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ)
|
٨
|
٤١٧
|
سورة الجمعة
|
(فَإِذَا قُضِيَتِ
الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا)
|
١٠
|
٣٣٨
|
سورة التغابن
|
(إِنَّمَا
أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
|
١٥
|
٢٠٩
|
سورة الطلاق
|
(وَمَنْ يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)
|
٢
|
٣٤٠
|
(وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ)
|
٣
|
٣٤٠
|
سورة نوح
|
(قَالَ نُوحٌ رَبِّ
إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا)
|
٢١
|
٥٤٨
|
(وَمَكَرُوا مَكْرًا
كُبَّارًا)
|
٢٢
|
٥٤٨
|
(وَقَالُوا لَا
تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا)
|
٢٣
|
٥٤٨
، ٥٤٩
|
(وَقَدْ أَضَلُّوا
كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا)
|
٢٤
|
٥٤٨
|
(مِمَّا
خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا)
|
٢٥
|
٥٤٨
|
(وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ
لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ)
|
٢٦
|
٥٤٨
|
(إِنَّكَ إِنْ
تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا)
|
٢٧
|
٥٤٨
|
(رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ)
|
٢٨
|
٣٨٩
|
سورة المزمل
|
(وَاذْكُرِ اسْمَ
رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا)
|
٨
|
٢١١
، ٢١٢
|
(فَاقْرَءُوا مَا
تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)
|
٢٠
|
٣٨
|
سورة الشرح
|
(فَإِذَا فَرَغْتَ
فَانْصَبْ)
|
٧
|
١٨٦
|
(وَإِلَى رَبِّكَ
فَارْغَبْ)
|
٨
|
١٨٦
|
سورة المسد
|
(تَبَّتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)
|
١
|
٥٤٥
|
(مَا أَغْنَى عَنْهُ
مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)
|
٢
|
٥٤٥
|
(سَيَصْلَى نَارًا
ذَاتَ لَهَبٍ)
|
٣
|
٥٤٥
|
(وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)
|
٤
|
٥٤٥
|
(فِي جِيدِهَا
حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)
|
٥
|
٥٤٥
|
سورة الأخلاص
|
(قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ)
|
١
|
٢٨٨
|
(٢)
فهرس الأعلام
الأسم
|
الصفحة
|
الأسم
|
الصفحة
|
آدم عليهالسلام ، ٦٣ ، ٨١ ، ١٤٨ ، ١٨٧ ، ٢٠١ ، ٢٢٨ ،
٢٣٥ ،٢٦١ ، ٢٩٠ ، ٢٩١ ، ٣٤٥ ، ٣٦٩ ، ٣٩٧ ، ٣٩٨ ،٤٠٠ ، ٤٠٤ ، ٥٩١
|
|
أبضعة ، ٥٧٧
|
|
إبليس ، ٥٠ ، ٥٤٩ ، ٦٤٤
|
|
ابن أبي حمزة ، ٦٦٥
|
|
ابن أبي الزرقاء ، ٦٦٨
|
آصف ابن برخيا ، ٢٩٥
|
|
ابن أبي سعيد المكاري ، ٦٦١ ، ٦٦٢ ،
٦٦٥
|
آمنة (امية) بنت أبي الشعثاء الفزارية
، ٤٥٨
|
|
ابن أبي شيبة ، ١٧٥
|
إبراهيم بن ابي البلاد ، ٤٠٧ ، ٤١٢
|
|
ابن أبي طالب عليهالسلام
، ٦٢٠
|
إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني ، ٥٢٥
|
|
ابن ارومة ، ٦٦٩
|
إبراهيم بن شعيب ، ٤٠٧
|
|
ابن اسحاق ، ٤٥٣
|
إبراهيم بن شكلة ، ٦٦٣
|
|
ابن اسعد ، ٤٩٠
|
إبراهيم بن عبدة ، ٥٢٦
|
|
ابن بابا ، ٦٧٣
|
إبراهيم بن مهزيار ، ٥٣٣
|
|
ابن البراء ، ٥٧٣
|
إبراهيم بن هاشم ، ٤٠٨
|
|
ابن بشير ، ٦٥٧
|
إبراهيم الخليل عليهالسلام
، ٢٤ ، ٨٧ ، ٢٩٠ ، ٢٩١ ، ٣١٧ ،٣٤٩ ، ٣٥٠ ، ٣٦٩ ، ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ٣٩٥ ،٤١٣ ،
٤١٧ ، ٤٢٩ ، ٤٣٣ ، ٤٦١ ، ٥٤٣ ، ٦١٤
|
|
ابن بند ، ٥٢٣
|
|
ابن جندب ، ٩٩ ، ٣٠٩
|
|
|
|
|
|
ابن حبان ، ٤٤١
|
|
ابن عمر ، ٢٧٦ ، ٤٥١ ، ٥٦٩
|
ابن حسكة ، ٦٧٥
|
|
ابن عمران (موسي عليهالسلام)
، ٢٢٤
|
ابن حنيف ، ٦١٢
|
|
ابن فارس ، ١٥
|
ابن حويزة ، ٦٣١
|
|
ابن فضال ، ٤٥
|
ابن راشد ، ٥٢٣
|
|
ابن فهد ، ٢١٩
|
ابن الرضا ، ٦٧٦
|
|
ابن قياما ، ٦٥٥
|
ابن الزبير ، ٥٨٧
|
|
ابن لاوي ، ٢٢٧ ، ٢٢٨
|
ابن زياد ، ٤٢٩ ، ٤٣٠
|
|
ابن مسعود ، ١٢١ ، ٤٥٢ ، ٤٥٣
|
ابن السائب (قاص أهل مكة) ، ١٤٣
|
|
ابن مسكان ، ٦٥٦
|
ابن سبأ ، ١٠٤
|
|
ابن المسيب ، ٥٦٨
|
ابن سعد ، ٦٣٠
|
|
ابن المغازلي ، ٤٢٨
|
ابن سنان ، ٢١٦ ، ٦٤٩
|
|
ابن المهدي المامطيري ، ٥٦٨
|
ابن سينا ، ٢٤٥
|
|
ابن الوليد بن صحيح ، ٣٥٧
|
ابن شبيب ، ٤٩٤
|
|
ابن هشام ، ٥٧٨
|
ابن شهر آشوب ، ١٧٧ ، ٣٠٤ ، ٤٢٦ ، ٤٢٧
، ٤٦٣ ،٤٧٤ ، ٥٠٧ ، ٦٣٤
|
|
ابن هلال ، ٦٨١ ، ٦٨٢
|
ابن طاووس ، ٤١٦ ، ٥٦٧
|
|
أبو إبراهيم الكاظم عليهالسلام
، ٦٥٦
|
ابن الطيار ، ٣٥٧ ، ٤٩٩
|
|
أبو احمد ، ٦٨٠
|
ابن عائشة ، ٤٩٥
|
|
ابو اسحاق ، ٥٢٥ ، ٥٩٧
|
ابن عباس ، ١٠٣ ، ١٢٥ ، ١٣٤ ، ١٤٣ ،
١٦٩ ، ١٧٥ ،٢١٣ ، ٢١٤ ، ٢٣٨ ، ٢٨٠ ، ٣٢٤ ، ٣٣١ ، ٤٢٥ ،٤٢٦ ، ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، ٤٣٣ ،
٤٣٨ ، ٤٤٩ ، ٤٥١ ،٤٥٢ ، ٥٥١ ، ٥٦٨، ٥٧٣، ٥٧٦ ، ٥٨٥ ، ٥٨٩
|
|
أبو اسحاق السبيعي ، ٤٢٩
|
|
أبو اسحاق الهمداني ، ٤١٢
|
|
أبو الأعور السلمي ، ٥٨٥ ، ٦١٥
|
|
أبو أمامة ، ١٥١ ، ١٦٧ ، ١٨٥ ، ٢٨٥
|
|
أبو براء ، ٥٨٦
|
ابن عريض ، ٥٨٧ ، ٥٨٨
|
|
أبو بردة بن أمي موسي الأشعري ، ١٦١
|
ابن عفان ، ٦٠٨
|
|
أبو برزة الأسلمي ، ٥٧٦
|
أبو بشير الشيباني ، ٦١٢
|
|
أبو الحسن الثالث عليهالسلام
، ٥٢٢ ، ٥٢٣
|
أبو بصير ، ٥٩ ، ٨٠ ، ١٠٤ ، ١٤٢ ، ١٥٧
، ٢٠٥ ، ٢١٥ ،٣٩٢ ، ٦٤٧
|
|
أبو الحسن الرضا عليهالسلام
، ١٠٥ ، ١٧٧ ، ٥٠٩ ، ٥١١،٦٤٢ ، ٦٥٥، ٦٥٦، ٦٦١، ٦٦٣ ، ٦٦٤
|
أبو بكر بن أبي قحافة ، ٤٥٢ ، ٦١٠
|
|
أبو الحسن عليهالسلام
، ٥٤ ، ٨٨ ، ١٢٣ ، ٣٤٧ ، ٥١٣ ، ٦٠٨
|
أبو بكر الحضرمي ، ٣٥٣
|
|
أبو الحسن العسكري عليهالسلام
، ٦٦٨ ، ٦٧١ ، ٦٧٤ ، ٦٨٧
|
أبو تحيي ، ٥٦٢
|
|
أبو الحسن (علي بن أبي طالب عليهالسلام
، ١٥٧
|
أبو ثروان ، ٥٦١
|
|
أبو الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهالسلام
، ٦٧٦ ،٦٧٧ ، ٦٧٩
|
أبو ثمامة ، ٤٨٨
|
|
أبو الحسن الكاظم عليهالسلام
، ١٨٨ ، ٢١٠ ، ٥٠٥ ، ٥٠٦ ،٦٥٨ ، ٦٥٩
|
أبو جعفر ، ٣٤٧ ، ٥٢٣ ، ٥٣٥ ، ٥٣٦
|
|
أبو الحسن موسي بن جعفر ، ٤٠٨ ، ٦٥٧
|
أبو جعفر ابن الرضا عليهالسلام
، ٥١٨
|
|
أبو الحسن الهادي ، ٢٠٤ ، ٥٢١ ، ٦٧٢
|
أبو جعفر الأحوال ، ٤٩٩
|
|
أبو حمزة الثماني ، ٢٧٩
|
أبو جعفر الباقر عليهالسلام
، ٣٣ ، ٣٨ ، ٦٠ ، ٤٧٣ ، ٤٩٧ ،٤٩٨ ، ٥٦٣ ، ٦٤٢
|
|
أبو خزامة ، ٤٤٧
|
أبو جعفر الثاني عليهالسلام
، ٥١٥ ، ٥١٧ ، ٥٢٠ ، ٦٦٨ ، ٦٧٠
|
|
أبو الخطاب ، ٦٤١ ، ٦٤٢ ، ٦٤٣ ، ٦٥٠ ،
٦٥٨ ، ٦٦٢ ،٦٦٧
|
أبو جعفر الجواد عليهالسلام
، ٥١٨ ، ٥١٩ ،
|
|
أبو خناس ، ٤٤٧
|
أبو جعفر الطبري ، ٢٩٣ ٦٦٧
|
|
أبو خيرة الصباحي ، ٤٦٦
|
أبو جعفر ، ٣٤٧ ، ٣٧٧ ، ٣٨٢ ، ٥١٨ ،
٦٥٨
|
|
أبو الدراء ، ٤٠١
|
أبوجعفر المنصور١٧٧، ٤٠٥، ٤٠٦، ٦٥٠،
٦٥١
|
|
أبو ذر الغفاري ، ٢٨، ١١٢، ٣١٩، ٤٢٠،
٤٣٤،
|
أبو الجنوب الجعفي ، ٦٢٦
|
|
أبو زهير النميري ، ١٢٥ ، ١٢٥
|
أبو جهل بن هشام ، ٥٨٢ ، ٥٨٣
|
|
أبو زيد الأنصاري ، ٤٣٥
|
أبو حاتم بن حيان ، ٢٩٣ ٤٣٥ ، ٤٦٦
|
|
أبو سعيد ، ٦٠١
|
أبو حاتم السجستاني ، ٤٥٩
|
|
أبو سعيد الخدري ، ١٧٥ ، ٢٦٧
|
أبو الحارث ، ٤٨٠
|
|
|
أبو حامد ، ٦٨١
|
|
|
أبو الحسن ، ٥٣٦ ، ٦٣٨
|
|
|
أبو الحسن الأشعري ، ٢٩٣
|
|
|
أبو سفيان بن حرب ، ٤٦٣ ، ٥٧٢ ، ٥٧٤ ،
٥٧٥ ، ٥٨٤
|
|
أبو عقرب ، ٥٦٨
|
أبو سُفيان (مدلوك الفزاري) ، ٤٥٨
|
|
أبو علي بن رشد ، ٦٧٩
|
أبو سلمان المؤذّن ، ٦٠٢
|
|
أبو علي الخزّاز ، ٣٦٠
|
أبو السّمهري ، ٦٦٨
|
|
أبو عمر ، ٦٠٣
|
أبو سهل البلخي ، ٤١٣
|
|
أبو عوف ، ١٣٥
|
أبو الشَّعثاء الكندي ، ٤٨٨
|
|
أبو الغصين الطائي ، ٢٠٧
|
أبو صالح الحنفي ، ٦١٨
|
|
أبو الغمر ، ٦٦٧
|
أبو الصلت التَّيمي ، ٥٩٧
|
|
أبو غندر ، ١٧٦
|
أبو الضريس ، ٥٠٢ ، ٥٠٣
|
|
أبو القاسم ، ٤٠٩
|
أبو طالب ، ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، ٤٢٣
|
|
أبو القاسم (الحسين بن روح) ، ٥٣٥ ،
٥٣٦ ، ٦٨٣
|
أبو طالب القمي ، ٥٢٠
|
|
أبو قرصافة ، ٤٣٦
|
أبو طلحة ، ٤٣٩
|
|
أبو قرة ، ١٠٥
|
أبو عبد الله ، ٣٦٣ ، ٥٣٦
|
|
أبو كهمس ، ٨٢
|
أبو عبد الله بن صالح ، ٥٣٤
|
|
أبو لبيد ، ٤٥٤
|
أبو عبد الله الحسين عليهالسلام
، ٤٧٥ ، ٥٩١
|
|
أبو لهب ، ٥٤٥
|
أبو عبد الله الصادق عليهالسلام
، ٣٩ , ٥١ , ٦٠ ، ٨٠ ، ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٧ ، ٩٤ , ١٠٠ , ١٢٢ , ١٦١ , ١٦٦ , ٢٠٢ ، ٢٠٥ ،
٢٠٩ ، ٢١٥ ، ٢٥٨ ، ٢٦٨ ، ٢٨١ ، ٢٨٢ ، ٢٩٠ ، ٣٢٢ ، ٣٣٧ ، ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٣ ،
٣٤٧ ، ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ٣٦٠ ، ٣٦٢ ، ٣٧٨ ، ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ٣٩٢ ، ٣٩٩ ، ٤٠٦ ،
٤٠٨ ، ٤١٢ ، ٤١٤، ٥٠١ ، ٥٠٢ ، ٥٠٣ ، ٥٠٤ ، ٦٤١ ، ٦٧٩، ٦٨٠ ، ٦٤٢ ، ٦٤٣ ، ٦٤٤ ،
٦٤٥، ٦٤٦ ، ٦٤٧ ، ٦٤٨ ، ٦٤٩ ، ٦٥٠ ، ٦٥١ ، ٦٥٨
|
|
أبو مالك ، ٢١٧
|
|
أبو محمد , ٢٠٥ ، ٤٠٧ ، ٤٠٨
|
|
أبو محمد عليهالسلام
، ٤١٣
|
|
أبو محمد الحسن بن علي عليهالسلام
، ٦٧٩
|
|
أبو محمد الرازي ، ٦٧٢
|
|
أبو محمد العسكري عليهالسلام
، ٥٢٥ ، ٥٢٧ ، ٥٢٩ ، ٥٣١ ،
|
|
أبو مخنف ، ٦٢٤
|
|
أبو مريم الغساني ، ٤٩٦
|
أبو عبد الله (محمد بن محمد بن
النعمان) ، ٥٣٩
|
|
أبو المستهل ، ٤٩٦
|
أبو عبيدة الحذاء ، ٤٩٩ ، ٥٠٠
|
|
أبو مصبح المقرائي ، ١٢٥
|
أبو المقدام ، ٣٠
|
|
أسحاق بن اسماعيل ، ٥٢٦ ، ٥٢٧
|
أبو منصور ، ٦٤٣ ، ٦٤٤
|
|
أسحاق بن راهويه ، ١٤٢
|
أبو موسي الأشعري ، ٩٩ ، ٥٦٢ ، ٦١٥
|
|
اسحاق بن عبد الله ، ٢٩٩
|
أبو نعامة ، ١٣٨
|
|
اسحاق بن عمار ، ٣٠٤ ، ٣٤٣ ، ٣٨١ ،
٦٤٤
|
أبو نعيم ، ٤٦٣
|
|
اسحاق عليهالسلام ، ٨٧ ، ٣٩٥ ، ٤٢٩
|
أبو نهيك ، ٤٣٥
|
|
أسماعيل بن ابراهيم عليه اسلام ، ٨٧
|
أبو وائل ، ٥٩٩
|
|
اسماعيل بن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام
، ٢٨١
|
أبو هاشم ، ٥٢٢
|
|
اسماعيل بن الأرقط ، ٣٧٩
|
أبو هاشم جعفري ، ٢٠٤ ، ٥١٩ ، ٥٢١
|
|
اسماعيل بن عمار ، ٣٠٤
|
أبو هدبة ، ٦٠٢
|
|
اسماعيل بن موسي ، ٥٠٥
|
أبو هريرة ، ١١٦ ، ١٣٤ ، ١٤١ ، ١٤٢ ،
١٦٠ ، ٢٣٩ ، ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، ٤٦٤ ، ٤٦٦ ، ٥٤٣ ، ٥٨٦ ، ٦٠١
|
|
اسماعيل عليهالسلام ، ٣٧٠ ، ٣٩٥ ، ٤٢٩ ، ٦١٤
|
أبو يحيي ، ٥٧١
|
|
أسماء بن عميس ، ٣٠٢ ، ٤٢٦ ، ٤٣٨
|
ابي بن خلف ، ٥٨٢
|
|
الأحنف بن قيس ، ٤٣٧
|
احسان خرسه اي ، ١٣
|
|
الأرقط ، ٤٩٩
|
احمد ، ٥٢٥
|
|
الأسحاقي ، ٦٨٢
|
احمد بن ابراهيم المراغي ، ٦٨١
|
|
الأشعس بن قيس الكندي ٥٩٣ ، ٥٩٤ ، ٥٩٩
، ٦٠٠
|
احمد بن داوود النعماني ، ٣٧٩
|
|
الأصبغ بن نباتة ، ٥٩٥ ، ٦١٣
|
أحمد بن عبد الله بن حارث الكرخي ،
٥٠٩
|
|
الأقرع ، ٥٦٩
|
احمد بن عمر ، ٦٥٥
|
|
الأقيعس ، ٥٧٣
|
احمد بن محمد بن أبي نصر ، ٣٤٧
|
|
الأمام الحسين ، ٤٨٧
|
احمد بن حلال ، ٦٨١ ، ٦٨٢
|
|
الأمام الرضا عليهالسلام
، ٨٣
|
ادريس عليهالسلام ٢٠٦، ٢٢٦ ، ٣١٢ ، ٣٦٩
|
|
ايليا ، ٥٥٢ ، ٥٥٣ ،
|
أربد بن ربيعة بن مالك بن جعفر ، ٥٦٥
، ٥٦٦
|
|
ايلياس عليهالسلام ، ٥٥١ ، ٥٥٢
|
اسمة بن زيد ، ١٠٤ ، ٣٠٨ ، ٤٢٩
|
|
ام انس ، ٤٣٩
|
اسحاق الأنباري ، ٦٦٨
|
|
ام ايمن ، ٣٧٨
|
|
|
ام الدرداء ، ٤٠١
|
ام سلمة ، ٣٠٠ ، ٤٣٠ ، ٤٣١ ، ٤٣٢ ،
٤٥٦
|
|
البراء بن عازب ، ١٠٤ ، ٢٨٥ ، ٤٢٧ ،
٤٢٨ ، ٥٧٢ ، ٥٩٩ ، ٦٠٠
|
ام سلمة (اخت الأمام الصادق عليهالسلام)
، ٣٧٩
|
|
البرج بن مسهر الطائي ، ٦١٨
|
ام سليم ، ٤٣٨
|
|
بريد بن معاوية العجلي ، ٣٨ ، ٥٦٠
|
ام عبد الله ، ٦٣٣
|
|
بريدة ، ٢٨٦
|
ام عمارة ، ٤٣٩ ، ٤٤٠
|
|
بزيع ، ٦٥٠
|
ام الفضل ، ١٥٠
|
|
يسر بن ابي أرطاء ، ٦١٦
|
ام قيس (اخت عكاشة بنت محصن) ، ٤٤٠
|
|
بشار الأشعري ، ٦٥٠
|
ام معبد ، ٤٤١
|
|
بشار الشعيري ، ٦٤٤
|
ام موسي بن عمران ، ٣٧٠
|
|
بشر ، ١٠٠
|
ام وهب ، ٤٨٨
|
|
بشير ، ١٠٠
|
أمير المؤمنين عليهالسلام
، ١٠ ، ١٧ ، ٢٨ ، ٢٩ ، ٨٧ ، ١٠٤ ، ١٥٢ ، ٢٠١ ، ٢٠٩ ، ٢٤١ ، ٢٤٥ ، ٢٦٤ ، ٢٨٥ ،
٢٨٨ ، ٣٠١ ، ٣٠٦ ، ٣٦٤ ، ٣٦٦ ، ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، ٤٠٩ ، ٤١٥ ، ٤٧١ ، ٤٧٢ ، ٤٧٣ ، ٤٧٤ ،
٤٧٥ ، ٤٧٧ ، ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، ٤٨١ ، ٤٨٢ ، ٥٦٢ ، ٥٧٧ ، ٥٩٤ ، ٥٩٦ ، ٦٠٠ ، ٦٠١ ، ٦١٢ ،
٦١٣ ، ٦١٦ ، ٦٥١ ، ٦٦٥
|
|
بشير الدهان ، ٢٠٢
|
|
بغا ، ٦٧٧
|
|
بلال الحبشي ، ٤٥٠ ، ٤٦٣ ، ٤٦٤
|
|
البلالي ، ٦٨٤
|
|
بلعم بن باعورا ، ٢٩١
|
|
بلقيس ، ٢٨٩
|
امية بن خلف ، ٥٨١ ، ٥٨٢
|
|
بنان البيان ، ٦٥٨ ، ٦٤٠
|
انس بن مالك ، ٦١ ، ١٠٣ ، ١٢٧ ، ١٤١ ،
٢٠٩ ، ٢٨٠، ٢٨٧ ، ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، ٤٢٤ ، ٤٣٨ ، ٤٤٢ ، ٤٦٧ ، ٤٧٠ ، ٥٨٤ ، ٥٨٥ ، ٥٩٩ ،
٦٠٠ ، ٦٠١ ، ٦٠٢
|
|
بورق ، ٥٢٩
|
|
التلب بن زيد ، ٤٤٢
|
|
تميم بن حصين الفرازي ، ٦٢٧
|
أيوب (أخو أديم بياع الهروي) ، ٣٤٠
|
|
ثور بن يزيد ، ٢٦
|
أيوب عليهالسلام ، ١٧٠ ، ٣٥٥ ، ٣٦٩
|
|
جابر ، ٥٦٣
|
الباقر عليهالسلام ، ٣٦٠ ، ٦٣٩
|
|
جابر بن سليم ، ٣١٩
|
الباقلاني ، ٢٩٣
|
|
جابر بن عبد الله ، ٢٦١ ، ٥٨٧
|
بختيشوع النصراني ، ٥٠٧
|
|
جابر بن عبد الله الأنصاري ، ٣٠١ ،
٤٦٩ ، ٥٨٧ ،
|
٥٩٩ ، ٦٠٠ ، ٦٣٧
|
|
الحارث بن زيد بن صفوان ، ٤٤٦
|
جابر بن يزيد الجعفي ، ١٦٥ ، ٥٠٠ ،
٦٤٩
|
|
حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري ،
٤٤٤
|
جبرئيل عليهالسلام ، ١٦٥ ، ١٢٦ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٦٠ ، ١٩٦
، ٢٦٧ ، ٢٨٦ ، ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٣٤٨ ، ٣٩٨ ، ٥٩١ ، ٥٢٩
|
|
حارثة بن مضرب ، ٤٥
|
|
حبابة الوالبية ، ٤٩٣
|
|
حبيب بن مسلمة ، ٦١٥
|
حبريل عليهالسلام ، ٤٦١ ، ٤٦٢
|
|
الحجاج ، ٥٩٥ ، ٦١٣
|
جرير بن عبد الله ، ٤٤٣ ، ٥٩٩
|
|
الحجة ابن الحسن العسكري عليهالسلام
، ٨٥
|
جعفر البرمكي ، ١٧٨
|
|
حرملة بن كاهلة الأسدي ، ٦٣٥ ، ٦٣٦
|
جعفر بن أبي طالب ، ١٥٦
|
|
حسان بن ثابت ، ٣٠٣ ، ٤٩٨
|
جعفر بن الشريف الجرجاني ، ٥٢٥
|
|
حسان بن ثابت ، ٣٠٣ ، ٤٩٨
|
جعفر بن علي ، ١٢٣
|
|
الحسن ، ١٥١
|
جعفر بن عيسي ، ٦٦٢
|
|
الحسن بن شمون ، ٥١٥
|
جعفر بن محمد الصادق ١٠ ، ٥٤ ، ٨٥ ،
١٩٦ ،٢٠٢، ٣٨٠، ٤٠٩، ٦٤٣، ٦٤٧، ٦٥٢، ٦٦٢
|
|
الحسن بن علي بن فضال ، ١٥٦
|
جعفر بن واقد ، ٦٦٧
|
|
الحسن بن علي العسكري عليهالسلام
، ٨٥ ، ٥٢٥ ، ٥٢٨
|
جعفر بن يحيي البرمكي ، ٦٦٣
|
|
الحسن بن علي المجتبي عليهالسلام
، ٣٠٤ ، ٣٢٧ ، ٣٧٩ ، ٤٢٧ ، ٦٢٣ ، ٦٢٤
|
جعفر الصادق عليهالسلام
١٢٠، ٦٥٢، ٦٥٣، ٦٦٥
|
|
الحسن بن محبوب ، ٥١٠ ، ٦٥٦ ، ٦٥٧
|
جعيل بن زياد الأشجعي ، ٤٤٣
|
|
الحسن بن محمد بن بابا القمي ، ٦٧٢ ،
٦٧٣
|
جمد ، ٥٧٧
|
|
الحسن المجتبي عليهالسلام
، ١٠ ، ٤٩ ، ٨٤ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ٢٦٢ ، ٣٤٨ ، ٣٩٥ ، ٤٢٠ ، ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، ٤٣٢
، ٤٣٣ ، ٤٧١ ، ٤٧٢ ، ٥٠٤ ، ٥٧٠ ، ٥٧١ ، ٥٩١
|
جميع بن عمير ، ٥٩٤
|
|
جميل ، ٣٧٨
|
|
جميل بن دراج ، ٦٧١
|
|
الحسين ، ٨٧
|
جنيد ، ٦٧١
|
|
الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، ٦٥٥
|
الجواد عليهالسلام ، ٥١٦ ، ٦٦٧
|
|
الحسين بن روح ، ٥٣٦ ، ٦٨٤
|
جون (مولي أبي ذر الغفاري) ، ٤٨٩
|
|
الحسين بن سعيد ، ٨٢
|
جهم بن أبي جهم ، ١٨٨
|
|
|
الحسين بن عبيد الله ، ٥٣٦
|
|
حمزة بن عبد المطلب ، ٥٧٨
|
الحسين بن علوان ، ٢٥٨
|
|
حمزة الزبيدي ، ٦٥٠
|
الحسين بن القاسم بن العلاء ، ٥٣٦
|
|
حميد بن مسلم ، ٦٢٩
|
الحسين بن محمد ، ٦٧٥
|
|
حنان ، ١٧٧
|
الحسين بن يسار ، ٥١٠
|
|
حنان بن سدير ، ٥٤٨
|
الحسين بن علي عليهالسلام
، ١٠ ، ٨٤ ، ٨٨ ، ١٠٠ ، ١٠٢ ، ٢٠١ ، ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، ٣٦٧ ، ٣٧١ ، ٣٩٥ ، ٤٢٠ ، ٤٢٨ ،
٤٢٩ ، ٤٣٠ ، ٤٣١ ، ٤٣٢ ، ٤٣٣ ، ٤٧١ ، ٤٢٧ ، ٤٧٤ ، ٤٧٥ ، ٤٧٨ ، ٤٨١ ، ٤٨٨ ، ٤٨٩ ،
٤٩٠ ، ٥٠٤ ، ٥٧٠ ، ٥٧١ ، ٥٩٠ ، ٥٩١ ، ٦٢٥ ، ٦٢٦ ، ٦٢٧ ، ٦٢٨ ، ٦٢٩ ، ٦٣٠ ، ٦٣١ ،
٦٣٢ ، ٦٣٣ ، ٦٣٤ ، ٦٣٦ ، ٦٣٧
|
|
حنظلة بن اسعد الشبامي ، ٤٨٩
|
|
حنظلة بن حذيم بن حنيفة ، ٤٤٧
|
|
خاتم النبيين ، ٢٠١
|
|
خالد بن عبد العزي بن سلامة ، ٤٤٧
|
|
خالد بن يزيد البجلي ، ٥٩٩ ، ٦٠٠
|
|
خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي
مالك الهمداني ، ٦٣٠
|
|
حباب بن الأرث ، ٤٧٣
|
حصين بن اوس ، ٤٤٦
|
|
حبيب بن عدي ، ٥٨٦
|
حصين بن نمير ، ٦٢٦
|
|
الخضر عليهالسلام ، ٢٨٧ ، ٣٧٠
|
حفص بن عمرو النخعي ، ٦٤٣
|
|
خفاف بن إيماء بن رخضة الغفاري ، ٤٦٥
|
الحكم بن أبي العاص ، ٥٦٣ ، ٥٧٠ ، ٥٧١
|
|
داوود ، ١٦٥
|
الحكم بن عمرو الغفاري ، ١٥١
|
|
داوود بن علي ، ٢١٦ ، ٦٤٦ ، ٦٤٧
|
الحكم بن مسكين ، ٣٠٥
|
|
داوود بن كثير الرقي ، ٨٧ ، ٥١٠ ، ٥١١
، ٦٤٧
|
حكيم بن عباس الكلبي ، ٦٤٥
|
|
داوود عليهالسلام ، ٣٣ ، ١٦٤ ، ٢٢٦ ، ٢٣٤ ، ٢٥٢ ، ٢٦١
، ٣١٠ ، ٣٤٥ ، ٣٦٩
|
الحلبي ، ٨٢
|
|
داوود النهدي ، ٦٦١
|
حليس بن زيد ، ٤٤٦
|
|
الدراء ، ٤٠١
|
حماد ، ٣٩٩
|
|
دعبل بن علي الخزاعي ، ٥١١
|
حماد بن عثمان ، ٥٢ ، ٦٤٦
|
|
الدهقان ـ ٦٧٩ ، ٦٨٢
|
حماد بن عيسي ، ٥٠٦
|
|
|
حمران ، ٥٢٢
|
|
|
الديلمي ، ٣٤٩
|
|
٤٤٠ ، ٤٤١ ، ٤٤٢ ، ٤٤٣ ، ٤٤٤ ، ٤٤٥ ،
٤٤٦
٤٤٧ ، ٤٤٨ ، ٤٥٠ ، ٤٥١ ، ٤٥٢ ، ٤٥٣ ،
٤٥٤
، ٤٥٥ ، ٤٥٦ ، ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، ٤٦٠
، ٤٦١
٤٦٣ ، ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، ٤٥٦ ، ٤٥٧ ، ٤٥٨ ،
٤٥٩
٤٧٥ ، ٤٧٧ ، ٤٧٩ ، ٤٨٢ ، ٤٨٣ ـ ، ٤٩٥
، ٤٩٦
٤٩٨ ، ٥٠٣ ، ٥١١ ، ٥٢٥ ، ٥٤٣ ، ٥٥٨ ـ
، ٥٦١
٥٦٢ ، ٥٦٣ ، ٥٦٤ ، ٥٦٥ ، ٥٦٦ ، ٥٦٧ ،
٥٦٨ ،
٥٦٩ ، ٥٧٠ ، ٥٧١ ، ٥٧٢ ، ٥٧٣ ، ٥٧٤ ،
٥٧٥
٥٧٦ ، ٥٧٧ ، ٥٧٨ ، ٥٧٩ ، ٥٨٠ ، ٥٨١ ، ٥٨٢
٥٨٣ ، ٥٨٤ ، ٥٨٥ ، ٥٨٦ ـ ، ٥٨٧ ، ٥٨٧ ، ٥٨٨ ، ٥٨٩ ، ٥٩١ ، ٥٩٢ ، ٥٩٨ ، ٥٩٩ ، ٦٠٠
، ٦٠١ ، ٦٠٢ ، ٦٢٠ ، ٦٣٠ ، ٦٣١ ، ٦٣٢ ، ٦٣٣ ، ٦٣٧ ، ٦٣٨ ، ٦٤٤ ، ٦٤٥ ، ٦٤٦ ، ٦٤٧
، ٦٥١ ، ٦٥٣ ، ٦٦٥ ، ٦٦٧ ، ٦٧٠
|
ذوالبجادين ، ٢٨ ، ٤٥٣
|
|
ذوالقرنين ، ٣٧٠
|
|
ذيال بن عتبة بن حنذلطه ، ٤٤٧
|
|
الربيع بنت معوذ بن عفراء ، ٣٠٣
|
|
ربيعة بن كعب الأسلمي ، ١٠٩ ، ١١٠
|
|
رجاء بن أبي ضحاك ، ٨٣
|
|
رزيق ، ١٦٩
|
|
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ١٠٥
|
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ١٠ ، ١٢ ، ١٣ ، ٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩ ، ٤١ ، ٤٦ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٤ ، ٥٦ ، ٦٠ ، ٦٥ ، ٧٠ ،
٧١ ، ٧٤ ،٨٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٢ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٩٤ ، ٩٨ ، ٩٩ ، ١٠٣ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١١٠ ،
١١٦ ، ١١٧ ، ١١٨ ، ١٢١ ، ١٢٥ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٣٠ ، ١٣٤ ، ١٣٥ ، ١٣٨ ، ١٤١ ، ١٤٢ ،
١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٥ ، ١٦٠ ، ١٦١ ، ١٦٧ ، ١٦٨ ، ١٧٢ ، ١٧٥ ، ١٧٨ ، ١٧٩ ،
١٨٠ ، ١٨١ ، ١٨٣ ، ١٨٥ ، ١٨٩ ، ١٩١ ، ١٩٧ ، ١٩٩ ، ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، ٢٠٩ ،
٢١٣ ، ٢١٦ ، ٢١٧ ، ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، ٢٤٠ ، ٢٤١ ، ٢٤٢ ، ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٦١ ، ٢٧٦ ،
٢٨٠ ، ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، ٢٨٩ ، ٢٩٩ ، ٣٠٠ ، ٣١٩ ، ٣٢٣ ، ٣٣١ ، ٣٤٠ ، ٣٤٤ ، ٣٥٢ ،
٣٥٣ ، ٣٥٤ ، ٣٥٦ ، ٣٥٨ ، ٣٦٤ ، ٣٦٦ ، ٣٧١ ، ٣٨٧ ، ٤٠٩ ، ٤١٦ ، ٤١٨ ، ٤١٩ ، ٤٢٢ ،
٤٢٣ ، ٤٢٤ ، ٤٢٥، ٤٢٦، ٤٢٧، ٤٢٨، ٤٢٩، ٤٣٠ ، ٤٣١، ٤٣٢، ٤٣٣، ٤٣٤، ٤٣٦، ٤٣٧، ٤٣٩
|
|
الرضا عليهالسلام ، ٤٥ ، ١٠٥ ، ١٧٩ ، ٣٠٥ ، ٣٩٦ ، ٣٥٥
، ٥٠٩ ٥١٠ ، ٥١٢ ، ٥١٣ ، ٥١٨ ، ٥٢١ ٦٥٧ ، ٦٦١ ، ٦٦٢ ، ٦٦٤
|
|
الريان بن شبيب ، ١٧٩
|
|
الزبير بن العوام ، ٣٠٤، ٦٠٢ ، ٦٠٨ ،
٦٠٩ ، ٦١٠ ، ٦١١ ، ٦١٢
|
|
زرارة بن اعين ، ٢٨، ٥٣، ٢١٥ ، ٤٦٧ ،
٤٩٧ ، ٥٠٢ ، ٥٥٩ ، ٥٧٢
|
|
زرافة (حاجب المتوكل) ، ٦٧٦ ، ٦٧٧
|
|
زر بن حبيش ، ١٨٩
|
|
|
|
|
|
|
زرعة ، ٦٢٧
|
|
سعد الخفاف ، ٤٧٢ ، ٤٧٣
|
زكريا بن آدم ، ٥٢٠
|
|
سعيد بن زيد ٥٨٥
|
زكريا عليهالسلام ، ١٧٩ ، ٣٧٠
|
|
سعيد بن عثمان البلوي ٤٥٥
|
الزهري ٢١٣ ، ، ٤٩٣ ، ٤٩٤ ، ٥٧٩
|
|
سعيد بن المسيب ٣٧٧
|
زياد بن أبي الحلال ٦٤٩
|
|
سعيد بن يسار ، ١٢٢
|
زياد بن أبيه ٦٢٣ ٦٢٤
|
|
سفيان بن عوف الغامدي ، ٦٢٠
|
زياد بن الحصين ، ٤٤٦
|
|
سفيان الثوري ، ٢٥٢
|
زياد القندي ٦٥٦ ٦٥٧
|
|
سلمان الفارسي ١٢٦ ، ٢٩٠ ٣٢٣ ٤٤٨
|
زيد بن أرقم ٦٥٦ ، ٦٥٧
|
|
سلمة بن هشام ٤٦٦ ، ٥٨٦
|
زيد بن أسلم ٤٥٣
|
|
سليمان بن داوود عليهالسلام
٣٠ ، ٢٩٠ ٢٩٥ ٣٦٩
|
زيد بن صوحان العبدي ١٥٢
|
|
سماعة ، ٨٨
|
زيد بن علي ١٥٥ ١٦٢ ٢٠٤
|
|
سوادة بن قيس ، ٤٤٩ ، ٤٥٠
|
زيد الشحام ، ٤٠٦
|
|
سهل بن حنيف ، ٣٠٠
|
زيد النرسي ٤٠٩
|
|
سهل بن زياد الآدمي ٦٧٤
|
زينب بنت أبي سلمة ٤٣٢
|
|
سهل بن سعد ٢١٧ ٤٦٣
|
زين العابدين عليهالسلام
٩ ١٣٢ ١٧٦ ٣٢٥ ٣٥٢ ، ٦٣٧
|
|
سهل بن سعد الأنصاري ٣١٣
|
السائب بن يزيد (اخو النمر) ٤٤٨
|
|
سهل (صاحب الصاعين) ٤٥٦
|
سدير ٤٠٦ ٥٦٣
|
|
سهيل بن محمد ٦٧٣
|
سدير الصيرفي ٥٠٣
|
|
سيد الوصيين ٢٠١
|
سراقة بن مالك بن جعشم ٥٦٤
|
|
الشريعي ٦٨٤
|
السري ٦٥٠
|
|
الشعبي ٥٧١ ٦٢٤
|
سعد ١٣٨ ١٤٠
|
|
شعيب عليهالسلام ٢٠١ ٢٣٦ ٣٦٩
|
سعد بن أبي وقاص ١٥١ ٢١٢ ٢٣٨
|
|
شعيب العقرقوفي ٨٧ ٢٠١
|
سعد بن سعد ٥٢٠
|
|
شقيق بن سلمة ٥٩٩
|
سعد بن مالك ٢٨٥
|
|
الشلمغاني (محمد بن علي) ٦٨٣ ٦٨٤
|
|
|
شمر بن ذي الجوشن ٦٢٨
|
شهبل (ذو الأسنان) ، ٥٨٤
|
|
طلحة بن عبد الله ٦١١ ، ٦١٢
|
شهر بن حوشب ٤٣٠ ، ٤٣١
|
|
طلحة بن عميرة ٦٠٠ ، ٦٠١
|
شبية بن ربيعة ٥٨١ ، ٥٨٢
|
|
عائشة بنت أبي بكر ١٠٣ ، ١٣٧ ، ١٤٣ ،
١٥٥ ،
|
الشيطان ، ١٩ ، ٥٠ ، ١٨٢ ، ٣٦٧ ، ٥١٤
، ٦٤٣ ٦٥٨ ، ٦٧٣
|
|
١٩١ ، ٣٠٠ ، ٤٢٧ ، ٥٦٤ ، ٥٧٢ ، ٦٠٩
|
صائد النهدي ، ٦٥٠
|
|
العاصمي ، ٥٢٣
|
صاحب الأمر عليهالسلام
، ٥٣٦
|
|
العالم عليهالسلام ، ٣٩
|
صاحب الزمان عليهالسلام
، ٣٠٧ ، ٥٣٥ ، ٥٣٧
|
|
عامر بن الأضبط ، ٥٦٩
|
الصاحب عليهالسلام ، ٥٣٦ ٥٦٦
|
|
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن
كلاب ، ٥٦٥ ،
|
الصادق ، ١٧ ، ١٠٢ ١٠٨ ١٢٨ ١٥١ ١٧٧
،١٩٦ ٢٠٣ ٢١٥ ٢١٨ ٢٣٢ ٢٤٢ ٢٥٧ ، ٢٨٩ ، ٣٠٤ ٥٠٣ ٦٤١ ٦٥٢
|
|
عبادة بن الصامت ، ٥٢
|
صالح عليهالسلام ، ٦٧٦ ٦٧٧
|
|
عباس بن ربيعة ، ٤٧٩
|
الصباح بن سيادة ، ٣٤٧
|
|
العباس بن عبد المطلب ، ١٥٠
|
الشيخ الصدوق ، ٤٤٩ ٥٨٩ ٦٠٢ ٦٥٨
|
|
العباس بن علي عليهالسلام
، ٦٣٠
|
صعصمة بن صوحان ، ٤٨٣
|
|
عباس بن مرداس ، ١٧٨
|
صفوان بن عبد الله بن صفوان ، ٤٠١
|
|
عبادة بن رفاعة ، ٤٣٩
|
صفوان بن يحيي ، ١٠٥ ٣٦١ ٥٢٠ ٥٦٠
|
|
عبد الله بن أبي أةفي ، ٥٨٧
|
صفوان بن الجمال ، ٦٥٠
|
|
عبد الله بن بكير ، ٢٩٠
|
الضحاك بن قيس ، ٦١٥
|
|
عبد الله بن جعفر ، ٣٢٧ ٤٥٠
|
ضمرة بن معبد ، ٦٣٧ ٦٣٨
|
|
عبد الله بن جعفر الحميدي ، ٥٣٨
|
العلامة الطباطبائي ، ١٠٧ ٢٤٣ ٢٩٤
|
|
عبد الله بن جندب ، ٩٩ ٣٠٩ ٤٠٧ ٤٠٨
|
طرخان النخاس ، ٠١٧ ٢٤٣ ٢٩٤
|
|
عبد الله بن حارث ، ٤٢٣
|
الطرماخ بن عدي ، ٤٩٠
|
|
عبد الله بن حذاقة السهمي ، ٥٦٨
|
الطفيل بن عمرو ، ٤٦٤
|
|
عبد الله بن الحصين الأزدي ، ٦٢٩
|
طلحة ، ٣٨٦ ٦٠٢ ٦٠٨ ٦٠٩ ٦١٠ ٦١٢
|
|
عبد الله بن جماد الأنصاري ، ١٧٤
|
|
|
عبد الله حمدوية البيهقي ، ٥٢٦
|
|
|
عبد الله بن رواحة ، ٤٩٨
|
عبد الله بن زبير ٢١٢ ٥٧١
|
|
عبد الرحمن بن شبل ٥٩٢
|
عبد الله بن زيد بن عاصم ، ٤٣٩
|
|
عبد الرحمن بن عبد الله ، ٦١٧
|
عبد الله بن السائب ، ١٧٢
|
|
عبد الرحمن بن عوف ، ٥٧٢
|
عبد الله بن شداد ، ٢٧
|
|
عبد الرحمن بن مغفل ، ٦١٥
|
عبد الله بن الصامت ٢٨٢
|
|
عبدالرزاق ٢١٣
|
عبد الله بن عباس ٤٥١
|
|
عبد السلام بن صالح الحروي ٥١١
|
عبد الله بن عطاء ١٧٣
|
|
عبد السلام بن عبد الرحمن ٤٠٦
|
عبد الله بن عمر ١٦١ ٥٧٤
|
|
العبد الصالح عليهالسلام
، ٣٠٥ ٥٠٥
|
عبد الله بن عمر وبن العاص ، ١١٦ ١٨٣
٤٦١
|
|
عبدالعزيز بن الحارث الجعفي ٤٧٩
|
عبد الله بن الفضل الهاشمي ، ٢٠٢
|
|
عبد الملك بن أعين ، ٥٠٢
|
عبد الله بن قيس ، ٦١٥
|
|
عبد الملك بن هارون بن عنترة ، ٥٦١
|
عبد الله بن مسعود ١٨٩ ٤٥٢ ٤٥٣ ٤٦٥
٥٨١ ، ٥٨٢ ٥٨٣
|
|
عبيد السابوري ١٦٦
|
|
عبيد (أبو عامر) ٤٥٣
|
عبد الله بن معين ٤٣٢
|
|
عبيد الله بن أبي رافع ٦١٩
|
عبد الله بن مغفل ١٣٨ ١٤٠
|
|
عبيد الله بن زياد ٦٣٧
|
عبد الله بن المغيرة ٣٩٥
|
|
عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ، ٦٨٠
|
عبد الله بن هلال ١٢٢
|
|
عبيد بن زرارة ٣٩
|
عبد الله بن يحيي ٥٩١
|
|
عبيدة ٦١٩
|
عبد الله ذو البجادين ٤٥٣
|
|
العبيدي ٦٧٢
|
عبد بن ام عبد الله ٥٨٣
|
|
عتبة بن ربيعة ، ٥٨١ ٥٨٢
|
عبد الحميد ١٧٧ ٤٠٥ ٤٠٦
|
|
عتبة بن أبي لهب ٥٥٦ ٥٦٧
|
عبد الرحمن بن أبي ليلي ٣٠١
|
|
عثمان بن حنيف ٨٦ ٣٠٠ ٦١٢
|
عبد الرحمن بن الحجاج ١٠٠ ٥٠٥
|
|
عثمان بن سعيد ٢٠١
|
عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ٦١٥
|
|
عثمان بن عفان ٥٦٣ ٥٩٦ ٦١٠ ٦١١
|
عبد الرحمن بن سيابة ١٢٢
|
|
عثمان بن عيسي الكلابي ٦٥٨
|
عدي بن ثابت ، ٥٧٢
|
|
٣٠٧ ٣١٣ ٣٢٨ ٣٣٠ ٣٥٢ ٣٦٣ ٣٦٤ ٣٧١ ٣٨٣
٣٨٤ ٤٢٠ ٤٢٢ ٤٢٣ ٤٢٤ ، ٤٢٦ ٤٣٠ ٤٣٢ ٤٣٣ ٤٣٨ ٤٥٦ ٤٦٤ ٥٧٧ ٤٧٤ ٤٧٥ ٤٧٦ ٤٧٩ ٤٨٠ ٤٨٢
٤٨٣ ٥٠٤ ٥٥٦ ٥٦٢ ٥٧٥ ٥٧٩ ٥٨٦ ٥٨٧ ٥٨٨ ٥٨٩ ٥٩٠ ٥٩١ ٥٩٢ ٥٩٣ ٥٩٤ ٥٩٥ ٥٩٦ ٥٩٧ ٥٩٩
٦٠٠ ٦٠١ ٦٠٢ ، ٦٠٣ ٦٠٥ ، ٦١٠ ٦١٢ ٦١٣ ٦١٤ ٦١٥ ، ٦١٦ ٦١٧ ٦٢٠ ٦٢١ ٦٢٤
|
عروة البارقي ، ٤٥٤
|
|
|
عروة بن يحيي البغدادي (الدهقان) ،
٦٧٩
|
|
العزي ، ٥٧٥
|
|
عزير عليهالسلام ، ٢٣٤
|
|
العسكري ، ٥٢٥
|
|
علي بن أسباط ، ٢٢٤ ٣١٩ ٣٢٠ ٦٥٦
|
العضباء (ناقة النبي ص) ، ٤٥٠
|
|
علي بن إسماعيل ، ٦٦٢
|
عطاء ، ١٢٦ ، ١٣٧
|
|
علي بن الأقمر ، ٥٧٣
|
عطاء (أبو محمد) ، ٤٨٠
|
|
علي بن بلال ، ٢٠٤
|
عطاء بن أبي رباح ، ١٣٤
|
|
علي بن جعفر بن الأسود ، ١٩٧ ٤١٣ ٥٣٦
|
عطاء (مولي إسحاق بن يحيي بن طلحة) ،
٤٨٠
|
|
علي بن حسكة القمي ، ٦٦٣ ٦٧٤
|
عطاء (مولي السائب) ، ٤٤٨
|
|
علي بن الحسين ١٩٨ ٥٣٥
|
عقبة بن أبي معيط ، ٤٥٢ ٥٨٢
|
|
علي بن الحسي بن داوود ، ٥١٧
|
عقبة بن عامر ، ٢٨
|
|
علي بن الحسين بن موسي بن بابوة القمي
، ٥٣٥
|
عكاشة بن محصن ، ٤٤٠ ٤٥٤
|
|
علي بن الحسين عليهالسلام
، ٨٤ ١٥٥ ١٨١ ٣٥٩ ٣٧٧ ٤٩٣ ٤٩٤ ٤٩٥ ٤٩٦ ٦٣٠ ٦٣٥ ٦٣٦ ، ٦٣٧ ٦٣٨ ٦٥٨
|
عكرمة ، ٢١٣ ٥٦٦
|
|
العلاء بن كامل ، ٦٠ ٥٦٦
|
|
العلاء بن المقعد ، ١٩٦
|
|
علي بن رئاب ، ٦٥٦
|
علياء بن أحمر ، ٤٣٥ ٥٣٦
|
|
علي بن راشد ، ٥٢٣
|
العلوي المصري ، ١٦٦
|
|
علي بن سالم الجعفي ٤٩٨
|
علي الأكبر ، ٤٨٧ ٦٣٠
|
|
علي بن سلمان بن شيد العطار البغدادي
، ٦٧٩
|
علي بن أبي حمزة البطائني ، ٦٥٧ ٦٥٨
|
|
|
علي بن أبي طالب عليهالسلام
، ١٢ ١٧ ٤٥ ٨٤ ٨٥ ٨٨ ، ١٠٣ ١٥٧ ١٦٧ ١٩٠ ٢٠١ ٢٠٢ ٢٠٧ ، ٢١٠ ٢٢٣ ٢٤٠ ٢٤١ ٢٧٦ ٢٨٥
٢٨٧ ، ٢٨٨ ٢٩٠ ٢٩٩ ٣٠١ ٣٠٢ ٣٠٣ ٣٠٦ ،
|
|
|
|
|
علي بن عبد العزيز ، ٣٤٠
|
|
العمردة ، ٥٧٨
|
علي بن عمرو القزويني ، ٦٧٢
|
|
عمرو بن أبي القدام ، ٣٠
|
علي بن عيسي ، ٣٢٠
|
|
عمرو بن أخطب ، ٤٣٥
|
علي بن كرك ، ٦٧٦
|
|
عمرو بن الجموح ، ٥٨٣
|
علي بن محمد ، ٤٠٥
|
|
عمرو بن الحمق ، ٤٥٥ ٤٨١
|
علي بن محمد بن زياد الصيمري ، ٦٨٠
|
|
عمرو بن زيد ، ٣٣٨
|
علي بن محمد الهادي عليهالسلام
، ٨٥
|
|
عمرو بن سفيان ، ٦١٥
|
علي بن معمر ، ٢٠٩
|
|
عمرو بن شعيب ، ٤٣٢
|
علي بن موسي الرضا عليهالسلام
، ١٠ ٨٣ ١٥٦ ٣٠٥ ، ٣٠٦ ٥١١
|
|
عمرو بن العاص ، ٥٧٦ ٦١٤ ٦١٥ ٦١٦ ،
|
عل بن موسي الهادي عليهالسلام
، ٨٥
|
|
عمرو بن عبسة السلمي ، ١٦٧
|
علي بن مهزيار ، ٣٨٢ ٥١٥ ٥١٦ ٦٦٧
|
|
عمرو بن عنسبة ، ١٦٧
|
علي بن يقطين ، ٥٠٥ ٥١٩ ٦٥٨
|
|
عمرو بن عوف المزني ، ١٦١
|
عمار بن موسي ، ٥٤
|
|
عمرو بن مرة الجهني ، ٥٧١
|
عمار بن اسر ٢٨٨ ٤٢٠ ٤٨١ ٥٦٢
٥٧٧
|
|
عمرو بن هشام ، ٥٨١
|
عمارئ بن ولد ، ٥٨٢
|
|
عمرئ بنت سهل بن رافع ٤٥٥
|
عمران ، (أبو مريم) ، ٦٦١
|
|
عمرة بن سعد ، ٦٠١
|
عمران بن حصين ، ٤٥٤
|
|
عياس بن أبي ربيعة ، ٤٤٦ ٥٨٦
|
عمر بن أذينة ، ١٦٥
|
|
العيزار ، ٥٥٦ ٥٩٤
|
عمر بن الخطاب ، ١٣٠ ٤٦٩ ٥٧٨ ٦١٠
|
|
عيسي بن أعين ، ٤٠٨
|
عمر بن سعد ، ٦٢٧ ٦٢٩ ٦٣٠ ٦٣١ ٦٣٢ ٦٣٣
، ٦٣٧
|
|
عيسي بن جعفر بن عاصم ، ٥٢٣
|
|
عيسي بن صبيح ، ٥٢٨
|
عمر بن فرج ، ٦٦٨
|
|
عيسي بن مريم عليهالسلام
، ٢٦ ٤٨ ٢١٦ ٢٢٤ ٢٥٠ ، ٢٥١ ٢٩٠ ٢٩١ ٣١٢ ٣٠٥ ٣١١ ٣١٩ ، ٣٢٠ ٣٦٩ ٤١٧ ٤٦١ ٥١٨ ٦٤٣
٦٦١ ،
|
عمر بن قتادة بن النعمان ، ٤٥٧
|
|
عبينة بن حصين بن بدر ، ٥٦٩ ٥٧٥
|
عمر بن مسلم ، ٣٤٠
|
|
غسان ، ٥٩٢
|
عمر بن يزيد ، ٥٤ ٣٣٨
|
|
|
فارس بن حاتم القزويني ، ٦٧١
|
|
قثم بن عبيد الله ، ٦١٧
|
فاطمة بنت أسد ، ٤٥٦
|
|
قطبة ، ٤٥٨
|
فاطمة الزهراء عليهالسلام
، ٨٤ ٨٧ ٨٨ ١١٧ ١٦٢ ١٦٣ ٢٥٥ ٣٠٠ ٣٣٢ ٣٧٨ ٣٩٨ ٤٢٨ ، ٤٢٥ ٤٢٦ ٤٢٧ ٤٣٠ ٤٣١ ٤٣٢ ٤٣٣
، ٤٣٨ ٤٥٠ ٤٦٤ ٤٧١ ٤٨٢ ٥٠٤ ٥٨١ ، ٥٨٢ ٥٩١ ٦٣٣
|
|
قيس ، ١٥٠ ،
|
|
قيس بن سعد بن عبادة ، ٤٨٢
|
|
قيس بن مسهر ، ٤٩٠ ٤٩١
|
|
الكاظم عليهالسلام ، ١٢٧ ٥٠٥ ٦٥٥
|
الفتح بن خاقان ، ٦٧٦ ٦٧٧
|
|
الكاهلي ، ٢١٠
|
الفرزدق ، ٤٩٤ ٤٩٥
|
|
كسري بن هرمو ، ٥٥٦ ٥٦٨
|
فرعون ٣٤٣ ٥٥٠
|
|
كعب الأحبار ، ١٢٠ ٣٤٥
|
فضالة بن عبيد ، ٨٢
|
|
كعب بن مرة ، ٤٦٤
|
الفضل بن شاذان ، ٥٢٩
|
|
كليب الصيداوي ، ٣٣٩
|
الفضل بن عباس ، ٤٦٨
|
|
الكليين ، ١٢
|
فطرس ، ٥١٨
|
|
الكليمت بن زيد ، ٤٩٥ ٤٩٦ ٤٩٧ ٤٩٨
|
الفهري ، ٥٧٢
|
|
الكناسي ، ٣٠٤ ٥٧٧
|
القيض الكاشاني ، ١٤٤
|
|
لقمان عليهالسلام ، ٢١٦ ٢٢٧
|
القائم عليهالسلام ، ٢٠٥
|
|
لوط عليهالسلام ، ٢١٦ ٢٢٧
|
قابيل ، ٣٧٠ ٥٩١
|
|
لهب بن أبي لهب ، ٥٦٨
|
قارون ، ٢٢٧ ٢٢٨
|
|
ليث بن أبي سليم ، ٣٨٧
|
القاسم أبي عبدالرحمن ، ٢٥٤
|
|
الليث بن سعد ، ٢٨٢
|
القاسم بن الحسن المجتبي ، ٦٢٥
|
|
مالك الأشتر ، ٤١٥ ٤٨٣
|
القاسم بن العلاء ، ٣٠٧ ٥٣٦ ٦٨١ ٦٨٢
|
|
مالك بن حورز ، ٦٣٢ ٦٣٢
|
القاسم اليقطيني ، ٦٦٣ ٦٧٤
|
|
مالك بن دينار ، ٢٥٣
|
قتادة ، ٤٦٨
|
|
مالك بن عطية ، ٦٤٣
|
قتادة بن عياس ، ٤٥٧
|
|
مالك بن نسر الكندي ، ٦٣٢
|
قتادة بن النعمان ، ٤٥٧
|
|
المأمون العباسي ، ٣٠٥ ٣٠٦
|
|
|
المتوكل العباسي ، ٦٧٥ ٦٧٦ ٦٧٧ ٦٧٨
|
محلم بن جنامة ، ٥٦٩
|
|
محمد بن علي (الشلمغاني) ، ٦٨٤
|
محمد بن ابراهيم ، ٤٥٣
|
|
محمد بن عمير بن واقد الرازي ، ٥١٩ ،
٥١٨
|
محمد بن ابراهيم المسمرقندي ، ٥٢٩
|
|
محمد بن عيسي ، ٥٠٦ ٦٦٣ ٦٧٤
|
محمد بن أبي بكر ، ٦٢١
|
|
محمد بن عيسي بن عبيد ، ٦٧١
|
محمد بن لإسحاق ، ٥٠٩ ٥٧٨ ٥١٢ ٥١٣
|
|
محمد بن الفرات ، ٥٢٣
|
محمد بن الأشعث بن يس الكندي ، ٥٦٣
٦٣٣
|
|
محمد بن الفرج ، ٥٢٣
|
محمد بن بشير ، ٦٥٧ ٦٥٨
|
|
محمد بن الفضيل ، ١٧٧ ٦٦٣ ٦٦٤
|
محمد بن الحسن بن الشمون ، ٥٢٩
|
|
محمد بن محمد بن النعمان ، ٥٣٩
|
محمد بن حسن العطار ، ٣٥٨
|
|
محمد بن مرزبان ، ٥١٨
|
محمد بن همران ، ٢٨١
|
|
محمد بن مسلم ، ٦٠ ٢١٥ ٤٦٧ ٥٦٠
|
محمد بن حمرزة ٢٠٤
|
|
محمد بن مسلمة ، ٥٨٦
|
محمد بن الحنفية ، ٢٣٣ ٤٨٤
|
|
محمد بن المنكرد ، ٣٤٤
|
محمد بن درياب الرغاشي ، ٥٣٠
|
|
محمد بن موسي الهمادني ، ٦٧٩
|
محمد بن راشد ، ٦٤٥
|
|
محمد بن يوسف الشاشي ، ٥٤٠
|
محمد بن سنان ، ٥١٨ ٥٢٠ ٥٦٠ ٦٦٨ ٦٦٩
|
|
محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ٧٩ ٨٠ ٨١ ٨٣ ٨٤ ٨٥ ٨٦ ٨٧ ٨٨ ١١٥ ١١٦ ١٢٢ ١٢٣ ١٣٤ ١٥٤ ١٥٥ ١٦٣ ١٧٠ ١٧٢ ١٧٨ ١٨١ ١٩٩
٢٠٠ ٢٠١ ٢٠٨ ٢٣٨ ٢٧٧ ٢٧٨ ٢٨٦ ٢٩٠ ٣٠٠ ٣٠٥ ٣٠٦ ٣١٣ ٣٢١ ٣٣٤ ٣٤٨ ٣٥٠ ٣٥١ ٣٥٢ ٣٥٤
٣٥٥ ٣٥٦ ٣٦٠ ٣٦١ ٣٦٧ ٣٦٩ ٣٧٠ ٣٩٠ ٣٩١ ٣٩٢ ٤٠٩ ٤١٧ ٤٢٤ ٤٣١ ٤٤١ ٤٦١ ٤٦٤ ٤٧١ ٤٧٨
٤٨٢ ٤٨٩ ٥٠٢ ٥١٨ ٥١٩ ٦٦٩ ٥٠٤ ٥٠٦ ٥٠٧ ٥٣٠ ٥٦١ ٥٦٥ ٥٦٧ ٥٦٨ ٥٧٧ ٥٩٢ ٥٩٩ ٦٠٩ ٦٣١
٦٣٣ ٦٤٦ ٦٧٥ ٦٨٣
|
محمد بن سهيل ، ٣٦١
|
|
محمد بن عبد الله ، ١٧٧
|
|
محمد بن عبد الله بن جحعفر الحمييري ،
٥٣٧
|
|
محمد بن عبد الله لبن علي الحسين ،
٤٠٥ ٤٠٦
|
|
محمد بن عثمان العمري ، ٥٣٥ ٥٣٨
|
|
|
محمد بن علي الأسود ، ٥٣٥
|
|
|
محمد بن علي الباقر عليهالسلام
، ٨٤
|
|
|
محمد بن علي بن ابراهيم الهمداني ،
٥٣١
|
|
|
محمد بن علي الجواد عليهالسلام
، ٨٥
|
|
|
محمد بن علي الحلبي ، ٣٥٨
|
|
|
محمد بن علي الرضا عليهالسلام
٥١٩
|
|
|
محمد الكوفي ، ٦٢٧
|
|
معاويةبن وهب البجلي ، ٤٠٩
|
المختار بن أبي عبيدة ، ٦٣٥ ، ٦٣٦ ،
٦٣٧
|
|
معتب ، ٦٤٦
|
مخوس ، ٥٧٧
|
|
المعتصم ، ٦٦٩ ، ٦٧٠
|
مدلوك الفزاري ، ٤٥٨
|
|
معقل بن قيس ، ٤٨٤
|
مرازم ، ٨٠
|
|
المعلّى بن خنيس ٦٤٦ ، ٦٤٧ ، ٦٥١
|
مرثد بن أبي مرثد ، ٥٨٦
|
|
مُعمّر ، ٦٥٠
|
مروان بن الحكم ، ٥٦٤ ، ٥٧١ ، ٥٧٢ ،
٦١٦
|
|
المغيرة بن الأخنس ، ٥٩٦
|
مروك (بيّاع اللؤلؤ) ، ٢١٤
|
|
المغيرة بن سعيد ، ٥٠٠ ، ٦٤٨ ، ٦٤٩ ،
٦٥٠ ، ٦٥٨
|
مرّة بن كعب ، ٤٦٤
|
|
المغيرة بن العاص ، ٥٧٧
|
مريم بنت عمران ، ٣٧٠ ، ٦٦١
|
|
الشيخ المفيد ، ٥٠٦ ، ٥٣٩
|
المستعين العبّاسي ، ٦٨٠
|
|
مقاتل بن مقاتل ، ٣٥٥
|
مسعدة بن صدقة ، ١٢٠
|
|
المقداد بن الأسود ، ٤٥
|
مسلم بن عقيل ، ٤٩١
|
|
مكحول ، ٣١٩
|
مسلم بن عوسجة ، ٤٩٢
|
|
ملقام بن التّلب ، ٤٤٢
|
مسمع ، ٣٥٢
|
|
المنتصر ، ٦٧٦ ، ٦٧٧
|
المسمعي ، ٦٤٦
|
|
منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم ، ٥٧٨
|
مشرح ، ٥٧٧
|
|
منصور الصيقل ، ٣٤٧
|
المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ٥٠٧
|
|
المنصور العبّاسي ، ٦٥٢ ، ٦٥٣
|
مصقلة بن هُبيرة الشّيباني ، ٥٩٥ ،
٥٩٦
|
|
مُنكر ، ٤٥٧
|
مطر بن العلاء الفزاري الدّمشقي ، ٤٥٨
|
|
المنهال بن عمرو ، ٦٣٥ ، ٦٣٦
|
معاذ بن جبل ، ٢٤٠ ، ٢٨٠
|
|
موسى عليهالسلام ، ١١٠ ، ١١١ ، ١٢٠ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٣٦
، ١٤٧ ، ١٥٢ ، ١٨٧ ، ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، ٢٤٩ ، ٢٥٤ ، ٢٥٦ ، ٢٦٤ ، ٢٩٠ ، ٢٩١
، ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٣٢٠ ، ٣٤٥ ، ٣٤٩ ، ٣٦٩ ، ٣٨٥ ، ٥٥٠ ، ٥٥١
|
معاذ بن عفراء ، ٣٠٣
|
|
معاوية بن أبي سفيان ، ٥٧٢ ، ٥٧٣ ،
٥٧٤ ، ٥٧٥ ، ٥٧٦ ، ٥٨٤ ، ٥٨٧ ، ٥٨٨ ، ٥٩٤ ، ٥٩٥ ، ٦٠٠ ، ٦١٤ ، ٦١٥ ، ٦١٦ ، ٦٢٤
|
|
معاوية بن عمّار ، ٣٩ ، ١٦١ ، ٦٤٧
|
|
موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام
، ٣٩ ، ٨٥ ، ١٨٨ ، ٥٠٦ ،
|
٥٠٧ ، ٦٥٦ ، ٦٥٨ ، ٦٦٤ ، ٦٦٥
|
|
٤٦٩ ، ٤٧٠ ، ٥٤٣ ، ٥٤٥ ، ٥٥٦ ، ٥٥٧ ،
٥٦٦ ، ٥٦٨ ، ٥٦٩ ، ٥٧٠ ، ٥٧١ ، ٥٧٢ ، ٥٧٥ ، ٥٧٩ ، ٥٨١ ، ٥٨٢ ، ٥٨٥ ، ٥٨٦ ، ٥٨٧ ،
٥٨٨ ، ٥٩١ ، ٥٩٢ ، ٦٠٠ ، ٦٠٣ ، ٦٠٧
|
موسى بن عبيدة العسكري ، ٦٥٢
|
|
موسى بن عمران ، ٣٧٠
|
|
موسى بن عمر بن بزيع ، ٥١٢
|
|
النّجاشي ، ٤٦٧ ، ٥٧٨
|
موسى بن محمّد بن إبراهيم ، ٥٦٧
|
|
النّضر بن الحارث ، ٥٧٨
|
موسى بن المهدي ، ٦٥٨ ، ٦٥٩
|
|
النّعمان بن بشير ، ٣٦
|
المهدي عليهالسلام ، ١١ ، ٨٥ ، ٣٠٧ ، ٤٧٣ ، ٥٣٣ ، ٥٣٧ ،
٥٤٠ ، ٦٨١
|
|
نكير ، ٤٥٧
|
مُيسّر بيّاع الزُّطّي ، ٦٤١
|
|
النّميري ، ٦٨٤
|
النّابغة الجّعدي ، ٤٥٩
|
|
نوح عليهالسلام ، ٢٠١ ، ٢٩٠ ، ٢٩١ ، ٣٦٩ ، ٤٦٣ ، ٥٤٩
، ٥٥٦ ، ٥٥٨
|
النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ١٠ ، ١١ ، ١٣ ، ٢٠ ، ٣٦ ، ٤١ ، ٤٢
، ٤٤ ، ٤٦ ، ٥٤ ، ٥٦ ، ٧٠ ، ٧٤ ، ٧٥ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ ،
٨٦ ، ١٠١ ، ١٠٤ ، ١٠٦ ، ١٠٧ ، ١٠٨ ، ١١٠ ، ١١٦ ، ١١٧ ، ١٢١ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٢٨ ،
١٣٤ ، ١٣٥ ، ١٣٨ ، ١٤٤ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٦٢ ، ١٦٦ ، ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٨٩ ، ١٩٨ ، ٢٠٠ ،
٢٠٤ ، ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، ٢١٢ ، ٢١٧ ، ٢٢٦ ، ٢٣٨ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ، ٢٧٦ ، ٢٧٨ ، ٢٨٦ ، ٢٨٧ ،
٢٩٨ ، ٢٩٩ ، ٣٠١ ، ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، ٣٠٥ ، ٣٢٠ ، ٣٢٤ ، ٣٣٦ ، ٣٤٠ ، ٣٤٨ ، ٣٥٤ ، ٣٥٦ ،
٣٥٩ ، ٣٨٦ ، ٣٨٧ ، ٣٩٥ ، ٤٠١ ، ٤١٢ ، ٤١٩ ، ٤٢٠ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٢٤ ، ٤٢٦ ، ٤٢٧ ،
٤٢٨ ، ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، ٤٣٢ ، ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، ٤٤٠ ، ٤٤١ ، ٤٤٢ ، ٤٤٥ ، ٤٤٦ ، ٤٤٧ ،
٤٤٨ ، ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، ٤٥١ ، ٤٥٢ ، ٤٥٤ ، ٤٥٥ ، ٤٥٦ ، ٤٥٩ ، ٤٦٠ ، ٤٦١ ، ٤٦٢ ، ٤٦٣ ،
٤٦٤ ، ٤٦٥ ، ٤٦٦ ، ٤٦٧ ، ٤٦٨
|
|
نوف البكالي ، ١٦٥ ، ٢٥٩
|
|
نوفل بن خويلد ، ٥٧٩
|
|
نهشل بن حسّان بن شدّاد ، ٤٤٥
|
|
وائل بن حجر ، ٤٦٠
|
|
وائل بن علقمة ، ٦٣١
|
|
الوشّاء ، ٣٢٥
|
|
الوليد ، ٦١٢
|
|
الوليد بن الحارث ، ٦١٦
|
|
الوليد بن صبيح ، ٣٣٧
|
|
الوليد بن عُتبة ، ٥٨١ ، ٥٨٢
|
|
الوليد بن عُقبة ، ٥٨٠ ، ٦١٥
|
|
الوليد بن القاسم ، ٤٨٠
|
|
الوليد بن الوليد ، ٤٦٦ ، ٥٨٦
|
|
وهب بن منبّه ، ٢٣٥ ، ٢٤٩
|
|
هابيل ، ٣٧٠ ، ٥٩١
|
الهادي عليهالسلام ، ٥٢١ ٦٧١ ٦٧٣ ٦٧٨
|
|
يوسف عليهالسلام عليهالسلام ، ٨٧ ١١١ ٢٤٩ ٢٥٠ ٣٦٩ ، ٣٩٢ ٤٠٧ ٥٨٦
|
هارون عليهالسلام ، ١٢٦ ١٢٧ ٣١٤ ٦٠٧
|
|
يوشع بن نون ، ٣٧٠ ٥٥١
|
هارون الرشيد ، ٦٦٣
|
|
يونس ، ٤٥٣
|
هاشم بن أبي هاشم ، ٦٦٧
|
|
يونس بن سلمان ، ٤٥٥
|
هاشم بن عتبة المرقال ، ٤٨٥
|
|
يونس بن عبد الرحمن ، ٥١٩ ، ٦٤٢
|
هاني (أبو مالك) ٤٦٠
|
|
يونس بن عمار ، ٣٠٤ ٣٨٠
|
هشام بن سالم ، ٥٩ ٢٥٧
|
|
يونس بن متي عليهالسلام
، ٣٢ ٥٩ ٢٨٥ ٣٦٢ ٣٦٩ ، ٥٥٢
|
هشام بن عبد الملك ، ٤٩٤ ٤٩٥
|
|
|
الهلالي ، ٦٨٤
|
|
|
يحييي عليهالسلام ، ٢٧٩ ٢٩١
|
|
|
يحيي بن إبراهيم بن مهاجر ، ٤٠٦
|
|
|
يحيي بن خالد البرمكي ، ١٧٨ ، ٦٦٣
|
|
|
يحيي بن العلاء ، ٨٧
|
|
|
يزيد بن اسحاق ، ١٠٥ ٥١٢
|
|
|
يزيد بن حجتية ، ٥٩٦ ٥٩٧
|
|
|
يزيد بن مسعود ، ٤٩٢
|
|
|
يزيد بن معاوية ، ٥٩١
|
|
|
يزيد بن ميسرة ، ٢٦٠
|
|
|
يزيد بن وديعة ، ٥٩٨
|
|
|
يزيد المصري ، ٦٢٤
|
|
|
اليسع ، ٥٥٢
|
|
|
يعقوب عليهالسلام ، ٨٧ ١٥٧ ١٦٩ ١٧٠ ٣٥٥ ٣٦٩ ، ٣٩٢
|
|
|
يوسف ، ١١٠
|
|
|
يوسف بن أبي روق ، ٦١٥
|
|
|
(٣)
فِهرِسُ الاَديانِ
والفِرقِ والمذاهِبِ
الإسلام ، ٩ ، ١٩ ، ١٠٧ ، ١٤٤ ، ٤٢٠ ، ٤٣٦
، ٤٣٨ ، ٤٦٠ ، ٥٦٢ ، ٥٦٦ ، ٥٧٨ ، ٥٨٥ ، ٥٩٤ ، ٦٠٦ ، ٦٦٨ ، ٦٨٤ ، ٥٦٩
الإماميّة ، ١٢٨
اُمّة محمّد (صلىاللهعليهوآله) ، ٣١٣
أهل السنّة , ١٢
أهل الكتاب ، ١١١
الحَنيفيَّة ، ٦٧٥
الخوارج ، ٦١٧ ، ٦١٨
الرّاجحون ، ٢٢٦
الشيعة ، ١٢ ، ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٣٧٧
الصّابِئةَ ، ٦٤٤
اليهود ، ٣٦٩ ، ٤١٤ ، ٥٧٥ ، ٦٤٤
(٤)
فِهرسُ الجَماعاتِ
والقبائِلِ
الأسم
|
الصفحة
|
الأسم
|
الصفحة
|
آل إبراهيم (عليهالسلام)
، ٤٣٣ ، ٦٣٣
|
|
٤٣٢ ، ٤٤٩ ، ٤٦٥ ، ٥٤٧ ، ٥٥١ ، ٥٥٥ ،
٥٥٦ ، ٥٥٨ ، ٦٥٠ ، ٦٧٥
|
آل بَرمَك ، ٦٦٣
|
|
اُمّة شعيب (عليهالسلام)
، ٢٣٦
|
آل داوود ، ١٦٤
|
|
الإنس ، ١٦٩ ، ١٨١
|
آل سعد ، ٢٠٠ ، ٣٨٢
|
|
الأنصار ، ٣٤٤ ، ٣٨٧ ، ٤٦٧ ، ٥٨٥ ،
٥٨٩ ، ٥٩٠ ، ٦٠٠
|
آل عامر ، ٥٦٦
|
|
الأَوّابون ، ٣١١
|
آل محرز ، ٣٨٠
|
|
الأولياء ، ٥٥٨
|
آل محمّد صلىاللهعليهوآله
، ٧٩ ، ٨١ ، ٨٤ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ١٢٢ ، ١٢٣ ،٢٠٠ ، ٢٧٧ ، ٢٨٦ ، ٣٣٤ ، ٣٥٢ ، ٣٥٥ ، ٣٧٠
، ٣٩٢ ،٤٣١ ، ٤٨٩ ، ٥٠٦ ، ٦٣٣
|
|
أهل البيت عليهمالسلام
، ١٢
|
|
أئمَّة الهُدى ، ٧٨
|
|
أسَد ، ٥٨٤
|
الأئمّة عليهمالسلام ، ١١ ، ٤٢ ، ٨٥ ، ٨٨ ، ١٠١ ، ١٠٧ ،
٢٠١ ،٤٠٩ ، ٤٣٢
|
|
أصحاب أبي الخَطّاب ، ٦٤٢
|
الأتراك ، ٦٧٧
|
|
أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام
، ٦٤٢ ، ٦٤٣
|
الأحزاب ، ٥٨٧
|
|
أصحاب الجَمَل ، ٦٠٨
|
الإخوان ، ٢٤
|
|
أصحاب العزائم ، ٢٩٤
|
الأنبياء عليهمالسلام
، ٤٥ ، ١٢٧ ، ١٣٦ ، ٢١٠ ، ٢٩٣ ، ٣٢١ ،
|
|
أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ٥٩٩
|
|
|
|
|
|
أهل الأرض ، ٤٠٩
|
|
بنو مُليكَة بن حَريم ، ٥٨٤
|
أهل أهواز ، ٣٨٢
|
|
بنو ناجية ، ٤٨٤ ، ٥٩٦
|
أهل بِئر مَعونَة ، ٥٨٦
|
|
بنو النَّضير ، ٤٤٨
|
أهل الباطل ، ٤٦٢
|
|
بنو هاشِم ، ٣٧٩ ، ٥٧٨
|
أهل البَصرة ، ٥٩٥ ، ٦١٣
|
|
ثَقيف ، ٦١٣
|
أهل بيت رسول الله ، ١٠
|
|
جعفي ، ٢٠٩
|
أهل البيت عليهمالسلام
، ١٣ ، ٣٠ ، ١٤٤ ، ١٥٤ ، ٢٠١ ، ٢٣٧ ،٢٩٣ ، ٣٠٦ ، ٣٤٧ ، ٣٨٣ ، ٤١٩ ، ٤٢٠ ، ٤٢١ ،
٤٣٠ ،٤٣٣ ، ٤٣٤، ٤٤٠ ، ٤٩٩ ، ٥٠٣ ، ٥٥٦ ، ٥٥٧، ٥٥٩ ،٦٣٩ ، ٦٤٩ ، ٦٦٤
|
|
الجن ، ١٦٩ ، ١٨١
|
|
الحواريّون ، ٢٦
|
|
ذَكوان ، ٥٨٤ ، ٥٨٥ ، ٥٨٦
|
|
رِعل ، ٥٨٤ ، ٥٨٥ ، ٥٨٦
|
|
زِغب ، ٥٨٦
|
أهل الجَمَل ، ٦١٠
|
|
سبايا الحسين عليهالسلام
، ٥٩١
|
أهل الحَق ، ٤٦٢
|
|
الشّباب ، ١٣٦
|
أهل الذِّمّة ، ٢٥٠
|
|
الشُّهداء ، ١٥٥ ، ٤٣٢ ، ٥٩٢
|
أهل الشّام ، ٦١٤
|
|
شُهداء اُحُد ، ٤٦٧
|
أهل العراق ، ٤٣٥
|
|
الشَّياطين ، ١٨٠
|
أهل الكوفة ، ٢٠٢ ، ٤٥٤ ، ٥٠١ ، ٦٢٥
|
|
شيعة أهل البيت عليهمالسلام
، ٣٠
|
البرامكة ، ١٧٧ ، ٦٦٣
|
|
شيعة علي عليهالسلام
، ٣٠ ، ٦٢٤
|
بنو إسرائيل ، ١١٠، ١٣٦، ٢٥٠، ٢٥١،
٢٥٢ ، ٢٥٣ ،٢٥٦ ، ٢٦٦ ، ٥١٨ ، ٥٥١ ، ٥٥٢ ، ٥٥٣ ، ٦٠٧
|
|
الصًّحابة ، ١٢٦
|
|
الظّالمون ، ٤١٥ ، ٦٣٣
|
|
العَجَم ، ٦٠٧
|
بنو اُميّة ، ٥٥٩ ، ٥٧٥
|
|
العرب ، ١٩٦ ، ٣٦٤ ، ٤٧٦ ، ٥٨٥ ، ٦٠٧
|
بنو أبان بن دارم ، ٦٢٧
|
|
عُصيَّة ، ٥٨٤ ، ٥٨٥ ، ٥٨٦
|
بنو سُليم ، ٤٣٧ ، ٥٨٥
|
|
عَضَل ، ٥٨٥ ، ٥٨٦
|
بنو عامر ، ٥٦٦
|
|
غَطفان ، ٥٧٥
|
بَنو عبد المُطَّلِب ، ٥٧٨
|
|
غِفار ، ٤٦٦
|
بنو عَمرو بن تميم ، ٥٦١
|
|
|
بَنو لِحيان ، ٥٨٥
|
|
|
القارَة ، ٥٨٦
|
|
مُشرِكو قُرَيش ، ٥٧٥
|
القاسطون ، ٦١٤
|
|
المُشركون ، ١٧٠، ٤١٥، ٤٤٠، ٤٦٢، ٥٨٣،
٥٨٧
|
القرّاء ، ١٣
|
|
مُضر ، ٤٦٤ ، ٥٨٦
|
قريش ، ٣٥٥ ، ٣٨٠ ، ٤٦٣ ، ٤٧٢ ، ٥٥٩ ،
٥٦١ ، ٥٦٤ ،٥٧٥ ، ٥٧٨ ، ٥٧٩ ، ٥٨١ ، ٥٨٢ ، ٥٨٣ ، ٥٨٤ ، ٥٨٦ ،٦٠٥ ، ٦٠٦ ، ٦٠٧ ،
٦٢٠
|
|
المعاندون ، ٤١٦ ، ٤١٨ ، ٥٥٧
|
|
المعصومون عليهمالسلام
، ١١، ٤٣ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧
|
|
المُقرَّبون الشهود ، ١٤٤
|
القُمِّيون ، ٥١٦ ، ٥٣٦
|
|
المُكَذِّبون ٥٤٥
|
قوم لوط ، ٤١٧
|
|
الملائكة ، ٢٥ ، ٣٢ ، ٦٧ ، ١١٩ ، ١٢٦
، ١٢٩ ، ١٥٢ ، ١٧٩ ، ١٨١ ، ١٨٥ ، ١٩٠ ، ١٩٨ ، ٢٥٦ ، ٢٥٩ ، ٢٦٧ ، ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، ٣١١
، ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٣٢٣ ، ٣٢٤ ، ٣٤٤ ، ٣٦٤ ، ٣٧٠ ، ٣٨٧ ، ٤٠٠ ، ٤٠٢ ، ٤٠٥ ، ٤٤٩ ، ٤٧٦
، ٥٧٥ ، ٦٤٢ ، ٦٤٤ ، ٦٥٦
|
قوم يونس عليهالسلام
، ٥٩
|
|
الكافرون ، ٢٨٨ ، ٤١٥
|
|
الكفّار ، ٤١٧ ، ٥٧٥
|
|
كلب ، ٦٣٤
|
|
كِندَة ، ٥٩٢ ، ٦٠٠
|
|
الملحّون بالدعاء ، ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢٠
|
لِحيان ، ٥٨٤ ، ٥٨٥ ، ٥٨٦
|
|
الملوك ، ١٣٦
|
المارقون ، ٦١٧
|
|
المنافقون ، ٤٥٦ ، ٥٥٧ ، ٦٢٢
|
المُتَعَلِّمون ، ٥٩٥ ، ٦١٣
|
|
الموفون بالعُهود ، ١٤٤
|
المجاهدون ، ٣١٤
|
|
المهاجرون ، ٤٨٢ ، ٥٩٠
|
المجرمون ، ٥٤٧ ، ٥٥٥ ، ٥٥٦
|
|
المؤذِّنون ، ٣١٥
|
المَجوس ، ٦٤٤
|
|
النّاكثون ، ٦٠٨
|
مَرّان ، ٥٨٤
|
|
نساء أهل الكوفة ، ٥٦٣
|
المرجئَة ، ٦٣٩
|
|
النّصارى ، ٤١٤ ، ٦٤٤
|
المستضعفون ، ٤١٥ ، ٤٦٦ ، ٥٨٦
|
|
هّوازِن ، ٥٧٥
|
المسلمات ، ٣٩٧ ، ٤٠٣ ، ٤٠٤
|
|
هَونَة ، ٥٨٥
|
المسلمون ، ٤٨ ، ٧٦ ، ١٠٧ ، ١١٦ ، ١٧٦
، ٢٠٩، ٣٩٧ ، ٤٠٢، ٤٠٤، ٤٣٤ ، ٤٦٩، ٤٨٥، ٥٥٥، ٥٦٦، ٥٩٧، ٦٥٢، ٦٦٨
|
|
|
|
|
|
|
(٥)
فِهرِسُ البُلدانِ
والأماكِنِ
الأسم
|
الصفحة
|
الأسم
|
الصفحة
|
الأَراك ، ٣٦٦ ، ٤٧٧
|
|
بيت عائشة ، ٤٢٧
|
اُصطُوانة أبي لُبابة (اُسطوانة
التوبة) ، ٢٠٠
|
|
البَيتِ المَعمور ، ٦١٧
|
الأنبار ، ٦٢٠
|
|
بيت المقدس ، ٣٤٩
|
الأهواز ، ٣٨٢
|
|
تيماء ، ٥٨٨
|
بئر مَعونَة ، ٥٨٦
|
|
جَبَل التَّنعيم ، ٥٨٤
|
باب فاطمة بنت أسد ، ١٩٦
|
|
جُرجان ، ٥٢٥
|
البَحرَين ، ٥٦٨
|
|
الجِعرانَة ، ٤٦٥
|
البصرة، ٥٠٦، ٥٩٥، ٦٠٢، ٦٠٩، ٦١٢، ٦١٣
|
|
الجمرتين ، ١٩٦
|
بَعلَبَك ، ٥٥١
|
|
الجمرة ، ١٩٦
|
بغداد ، ٥١٦ ، ٥٢١ ، ٥٣٤ ، ٦٦٥
|
|
جَمع (المزدلفة) ، ١٩٦
|
البقيع ، ١٠٣ ، ١٥٤
|
|
حائر الحُسين عليهالسلام
، ٢٠٣
|
بيت إدريس عليهالسلام
، ٢٠٦
|
|
الحائر الحسيني ، ٢٠٤
|
بيت الله الحرام ، ٤٧٧
|
|
الحجاز ، ٥٣٩ ، ٦٣٠
|
البيت الحرام ، ١٩٥ ، ٢٠٤ ، ٥٠٤
|
|
الحجر الأسود ، ١٩٦ ، ١٩٧ ، ٢٠٤
|
|
|
|
|
|
الحُدَيبيّة ، ٣٠٢ ، ٥٨٤
|
|
العسكر ، ٢٠٤
|
حَضرمَوتَ ، ٤٦٠ ، ٤٦١
|
|
غَدير خُم ، ٥٨٨ ، ٥٩٩
|
الحطيم ، ٥٢
|
|
الفُرات ، ٥٩١ ، ٦٢٦ ، ٦٢٧ ، ٦٣٤
|
خيبر ، ٣٠١
|
|
قبر أبي عبد الله الحسين عليهالسلام،
٢٠١، ٢٠٢، ٢٠٣
|
دجلة ، ٥٢٤
|
|
قبر أمير المؤمنين عليهالسلام
، ٢٠١
|
ذي قار ، ٦١٢
|
|
قبر الرِّضا عليهالسلام
، ٢٠٤
|
الرَّحبة ، ٥٩٧ ، ٦٠٣
|
|
قبر علي بن أبي طالب عليهالسلام
، ٢٠١ ، ٢٠٢
|
الرُّكن اليماني ، ١٩٦ ، ٤٧٥
|
|
قبر النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ١٩٨، ١٩٩، ٢٠٠
|
الرَّوحاء ، ١٨٢
|
|
قَليب بدر ، ٥٨٢
|
رياض الجنَّة ، ١٩٩
|
|
كربلاء ، ٤٨٩ ، ٥٩١ ، ٦٣١
|
سبأ ، ٢٩٥
|
|
الكعبة ، ١٠٥، ١٠٧، ١٩٢، ١٩٦، ٣٠٥،
٣٧١ ، ٣٩٧، ٤٠٦، ٤٦٣، ٤٧٨، ٥٧١، ٥٧٨، ٥٨١، ٥٨٢
|
سُرَّ من رأى ، ٥٢٥ ، ٥٢٩
|
|
السهلة ، ٢٠٥ ، ٢٠٦
|
|
الشّام ، ١١١ ، ٤٠١ ، ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، ٥٥١
، ٥٦٧ ، ٥٦٨ ،٥٧٥ ، ٥٩٦ ، ٦١٤
|
|
كُناسَة الكوفة ، ٤٥٤
|
الصَّفا ، ١٩٥ ، ١٩٦ ، ٥٠٥
|
|
كوفان ، ٢٠١
|
الصَّهباء ، ٣٠٢
|
|
الكوفة ، ٢٠٢ ، ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، ٣٥٧ ، ٣٥٨
، ٣٨١ ، ٤٥٤ ،٥٠١ ، ٥٦٣ ، ٥٩٣ ، ٦٢١ ، ٦٣٥ ، ٦٥٠
|
المَأزمَين ، ١٩٨
|
|
الطّائف ، ٤٥٠
|
|
طوس ، ٢٠٣ ، ٢٠٤
|
|
المدينة المنوّرة ، ٩٩ ، ٢٩٩ ، ٣٠١،
٣٠٥ ، ٣٣٧ ، ٣٧٨،٣٨٢، ٤٢٧، ٤٤٦، ٤٤٩ ، ٤٥٠، ٥٦٤ ، ٥٦٦ ، ٥٧٥،٦٨١، ٦٤٣، ٤٧٠ ، ٥١٧
، ٦٤٧
|
العراق ، ٢٩ ، ٤٣٥ ، ٤٧٩ ، ٥٣٦ ، ٦٣٠
، ٦٤٢ ،٦٨٢
|
|
عرفات ، ١٠٢ ، ١٠٤ ، ١٩٨
|
|
مَرو ، ٥١١
|
عرفة ، ١٠٣ ، ١٧٥ ، ١٧٦ ، ١٧٧ ، ١٧٨ ،
١٩٦ ، ١٩٧ ،١٩٨ ، ٢٠٤ ، ٤٠٦ ، ٦٦٣
|
|
المروة ، ١٩٥ ، ١٩٦
|
|
|
المروة الخضراء ، ١٩٩
|
|
|
المستَجار ، ١٩٧
|
المسجد الحرام ، ١٩٥ ، ٥٨٧
مَسجِد رَسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ٦٤٦
مسجد السّهلة ، ٢٠٥ ، ٢٠٦
مّسجِد قُبا ، ٥٨٩
مسجد الكوفة ، ٢٠٥
المسجد النبوي ، ٢٠٠ ، ٤٢٣
مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ٦٥٥
مصر ، ١١١
مقام إبراهيم عليهالسلام ، ١٩٦ ، ٤٧٥
مقام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ٢٠٠
مكَّة ، ٥٢ ، ١٤٣ ، ١٧٥ ، ١٩٥ ، ٣٣٧ ، ٣٦٥
، ٣٧٨ ، ٤٠٤ ،
٤٦٣ ، ٤٦٦ ، ٤٧٧ ، ٥٠٢ ، ٥٧٥ ، ٥٨٤ ، ٦٣٥
، ٦٣٦
المُلتَزَم (دبر الكعبة) ، ١٩٧
منبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ١٩٩ ، ٢٠٠
مِنى ، ٣٠٥ الميزاب (ميزاب الذهب) ، ١٩٦
النَّجف ، ٢٠١
النَّهروان ، ٥٣٥
نيسابور ، ٥٢٧
نَينَوى ، ٥٩١
وادي السِّياك ، ٤٧٧
الهاشِميَّة ، ٦٥٠
اليمن ، ٢٢٣ ، ٤٦٠ ، ٦٠٠ ، ٦١٦
(٦)
فِهرِس الأشعارِ
بَلَغنَا السَّماءَ مَجدُنا وجُدودُنا
|
|
وإنّا لَنَرجو فَوقَ ذلِكَ مَظهَرا
٤٥٩
|
ولا خَيرَ في جَهلٍ إذا لَم يَكُن
لَهُ
|
|
حَليمٌ إذا ما أورَدَ الأَمرَ أصدَرا
٤٥٩
|
ولا خَيرَ في حِلمٍ إذا لَم يَكُن
لَهُ
|
|
بَوادِرُ تَحمي صَفوَهُ أن يُكَدَّرا
٤٥٩
|
يَزالُ حَوارِيٌّ تَلوحُ عِظامُهُ
|
|
زَوَى الحَربَ عَنهُ أن يُحَسَّ
فَيُقبَرا ٥٧٦
|
يَزالُ حَوارِيٌّ َلوحُ
عِظامُهُ
|
|
زَوَى الحَربَ عَنهُ أن يُجَنَّ
فَيُقبَرا ٥٧٦
|
إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ
|
|
رُدَّت لَهُ الشَّمسُ مِنَ المَغرِبِ
٣٠٣
|
رُدَّت عَلَيهِ الشَّمسُ في ضَوئِها
|
|
عَصرا كَأَنَّ الشَّمسَ لَم تَغرُبِ
٣٠٣
|
زَعَمَت سَخِينَةُ أن سَتَغلِبُ
رَبَّها
|
|
ولَيُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ ٦٥٩
|
صَلَبنا لَكُم زَيدا عَلى جِذعِ
نَخلَةٍ
|
|
ولَم نَرَ مَهدِيّا عَلَى الجِذعِ
يُصلَبُ ٦٤٥
|
طَرِبتَ وهَل بِكَ مِن مَطرَبِ
|
|
...... ٤٩٦
|
وقِستُم بِعُثمانَ عَلِيّا سَفاهَةً
|
|
وعُثمانُ خَيرٌ مِن عَلِيٍّ وأطيَبُ
٦٤٥
|
لَقَد خِفتُ فِي الدُّنيا وأيّامَ
سَعيِها
|
|
وإنّي لَأَرجُو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي
٥١١
|
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ
|
|
ومَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
٥١١
|
إنّي أتَيتُكَ يا مَن لا يُخَيِّبُ
مَن
|
|
يَدعوهُ مُبتَهِلاً بِالواحِدِ
الصَّمَدِ ٣٦٦ ، ٤٧٧
|
حَتّى تُشِلَّ بِعَونٍ مِنكَ جانِبَهُ
|
|
يا مَن تَقَدَّسَ لَم يولَد ولَم
يَلِدِ ٣٦٦ ، ٤٧٧
|
مَن كانَ ذا عَضُدٍ يُدرِك ظُلامَتَهُ
|
|
إنَّ الذَّليلَ الَّذي لَيسَت لَهُ
عَضُدُ ٥٢٨
|
هذا مُنازِلُ لا يَرتاعُ مِن عَقَقي
|
|
فَخُذ بِحَقّي يا جَبّارُ مِن وَلَدي
٤٧٧
|
هذا مُنازِلُ يَرتاعُ مِن عَقَقي
|
|
فَخُذ بِحَقّي يا جَبّارُ مِن وَلَدي
٣٦٦
|
يا مَن إلَيهِ أتَى الحُجّاجُ
بِالجَهدِ
|
|
فَوقَ المَهاوي مِنَ اقصى غايَةِ
البُعدِ ٣٦٦ ، ٤٧٧
|
جَزاكَ إلهُ النّاسِ خَيرا فَقَد
وَفَت
|
|
يَداكَ بِفَضلٍ ما هُناكَ جَزيلِ ٤٨٠
|
سَمِحتَ بِأَمرٍ لا يُطاقُ حَفيظَةً
|
|
وصِدقا وإخوانُ الحِفاظِ قَليلُ ٤٨٠
|
إن كانَ عَفوُكَ لا يَلقاهُ ذو سَرَفٍ
|
|
فَمَن يَجودُ عَلَى العاصينَ
بِالنِّعَمِ ٣٦٣ ، ٤٧٥
|
قَد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ
وَانتَبَهوا
|
|
يَدعو وعَينُكَ يا قَيّومُ لَم تَنَمِ
٣٦٣ ، ٤٧٥
|
هَب لي بِجودِكَ فَضلَ العَفوِ عَن
جُرُمي
|
|
يا مَن أشارَ إلَيهِ الخَلقُ فِي الحَرَمِ
٣٦٣ ، ٤٧٥
|
هذَا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ
وَطأَتَهُ
|
|
وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ
وَالحَرَمُ ٤٩٥
|
يا مَن يُجيبُ دُعَا المُضَطَرِّ فِي
الظُّلَمِ
|
|
يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى مَعَ
السَّقَمِ ٣٦٣ ، ٤٧٥
|
تَهَضَّمَني مالي كَذا ولَوى يَدي
|
|
لَوى يَدَهُ اللّه الَّذي هُوَ
غالِبُه ٣٦٥ ، ٤٧٦
|
جَرَت رَحِمٌ بَيني وبَينَ مُنازِلٍ
|
|
سَواءً كَما يَستَنزِلُ القَطرَ
طالِبُه ٣٦٥ ، ٤٧٦
|
حُزُقَّةٌ حُزُقَّه
|
|
تَرَقَّ عَينَ بَقَّه ٤٢٨
|
فَلَمَّا استَوى في عُنفُوانِ
شَبابِهِ
|
|
وأصبَحَ كَالرُّمحِ الرُّدَينيِّ
خاطِبُه ٣٦٥ ، ٤٧٦
|
ورَبَّيتُ حَتّى صار جَلدا شَمَردَلاً
|
|
إذا قامَ ساوى غارِبَ الفَحلِ غارِبُه
٣٦٥ ، ٤٧٦
|
وقَد كُنتُ اُوتيهِ مِنَ الزّادِ فِي
الصِّبا
|
|
إذا جاعَ مِنهُ صَفوَهُ وأطايِبَه ٣٦٥
، ٤٧٦
|
(٧)
فِهرس الحوادثِ
وَالوَقائِع ِ والأيّامِ وَالأزمِنَةِ
الأسم
|
الصفحة
|
الأسم
|
الصفحة
|
الإثنين ، ٣٠٦ ، ٥٨٧
|
|
حَجَّة الوّداع ، ٥٨٩
|
اُحد ، ٤٥٧ ، ٤٦٣ ، ٥٧٥ ، ٥٧٧ ، ٥٨٣
|
|
حُنَين ، ٣٠٢ ، ٤٦٥ ، ٥٧٥
|
الأحزاب ، ٣٠٢ ، ٣٢٠ ، ٥٧٤ ، ٥٨٦
|
|
الخميس ، ٢٠٠ ، ٣٦٠ ، ٣٦١ ، ٣٨٢ ، ٥٤٠
|
الأربعاء ، ١١٩ ، ٢٠٠ ، ٣٦٠ ، ٣٦١ ،
٣٨٢ ، ٥٣٥ ، ٥٨٧
|
|
خيبر ، ٩٩
|
|
ذي الحجَّة ، ٥٤٠
|
بدر، ٤٥ ، ٢٨٧، ٢٨٨، ٥٧٩، ٥٨٢، ٥٨٣
|
|
رجب ، ١٥٦ ، ١٧٩ ، ١٨٢ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ،
٣٣٤ ، ٣٦٤ ،٤٧٦
|
تبوك ، ٤٣٤
|
|
تزويج فاطمة عليهاالسلام
، ٤٢٤
|
|
زفاف فاطمة الزهراء عليهاالسلام
، ٤٣٨
|
الثُّلاثاء ، ٥٨٧
|
|
زواج فاطمة الزهراء عليهاالسلام
، ٤٢٦
|
الجُمعَة ، ١١٢ ، ١٥٧ ، ١٥٩ ، ١٦٠ ،
١٦١ ، ١٦٢ ،١٦٣ ، ١٩٠ ، ١٩٢ ، ٢٠٠ ، ٢١٣ ، ٢٦٤ ، ٢٩٩ ، ٣٠٦ ، ٣٤٣ ، ٣٥١ ، ٣٦٠ ،
٣٦١ ، ٣٨٢ ، ٣٩٨ ، ٤٦٥ ، ٤٧٠ ، ٥٩٤
|
|
شعبان ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٩٠
، ٣٦٤ ، ٤٧٦
|
|
شهر رمضان ، ٦١ ، ١٢٨ ، ١٥٦ ، ١٨٠ ،
١٨١ ، ١٨٢ ، ١٩٥ ، ٣١٦ ، ٣٧٩ ، ٤٠٥ ، ٤١٦
|
|
صَفَر ، ٥٣٩
|
الجَمَلَ ، ٦١٢
|
|
صفّين ، ٢٨٨ ، ٥٩١ ، ٦١٦
|
الحجَّ ، ١٠٥ ، ١٠٧ ، ١٩٨ ، ٢٧٨ ، ٣٦٥
، ٤٠١ ، ٤٧٧ ، ٥٠٦ ، ٦٧٤ ، ٦٧٥
|
|
عاشوراء ، ١٥٦ ، ٤٨٨
|
|
|
|
|
|
|
|
عشية عرفة ، ١٩٦ ، ١٩٧ ، ١٩٨
|
|
يوم عاشوراء ، ٦٢٥
|
العُمرة ، ١٠٥ ، ٢٧٨ ، ٦١٠ ، ٦٦٥
|
|
يوم عرفة ، ١٠٠ ، ١٧٥ ، ١٧٦ ، ١٧٧ ،
١٧٨ ، ١٩٧ ، ٤٠٦
|
ليلة الإحرام ، ٤٧٤
|
|
يوم العيد ، ١٧٥
|
ليلة الأربعاء ، ٢٠٠
|
|
يوم العير ، ٥٧٥
|
ليلة الاضحى ، ١٩٠
|
|
يوم غَدير خُم ، ٥٨٨ ، ٥٩٩
|
ليلة البناء (زواج علي من فاطمة عليهماالسلام)
، ٤٢٦
|
|
يوم الفطر ، ١٧٥
|
ليلة الجمعة ، ١٥٧ ، ٢٠٠
|
|
يوم القيامة ، ١٦ ، ٥٧ ، ٨٨ ، ١٦٠ ،
٢٠٦ ، ٢١٠ ، ٢٢٤ ،٢٦١ ، ٣١٤ ، ٣٢٤ ، ٣٤١ ، ٣٤٧ ، ٣٧٧ ، ٤٠١ ، ٤٠٤ ،٤٣٤ ، ٤٥٠ ،
٤٥٣ ، ٤٩٦ ٥٠٢ ، ٥٦٣ ، ٥٧٥
|
ليلة الخميس ، ٢٠٠
|
|
ليلة الزفاف (زفاف علي من فاطمة عليهماالسلام)
، ٤٢٦
|
|
ليلة الصَّكاك ، ١٥٦
|
|
يوم النَّحر ، ١٧٨
|
ليلة عرفة ، ١٧٨
|
|
|
ليلة العقبة ، ٥٦٢
|
|
|
ليلة الفطر ، ١٥٦ ، ١٩٠
|
|
|
ليلة القدر ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٥٦ ، ٣٥٨
|
|
|
ليلة النَّحر ، ١٥٦ ، ١٩٠
|
|
|
المحرَّم ، ١٧٩
|
|
|
المعراج ، ٢٥
|
|
|
وقعة كربلاء ، ٤٨٩
|
|
|
يوم الأحزاب ، ٥٧٥
|
|
|
يوم الأضحى ، ١٧٨
|
|
|
يوم الثَّنيَّة ، ٥٧٥
|
|
|
يوم الجَمَل ، ٦٠٨ ، ٦١٢
|
|
|
يوم الحُديبيَّة ، ٥٨٤
|
|
|
يوم الخُلود ، ١٤٤
|
|
|
يوم الدّار ، ٦٠٢
|
|
|
فهرس المصادر
١. القرآن الكريم.
٢. إتحاف السادة المتّقين بشرح إحياء علوم
الدين ، أبو الفيض محمّد بن محمّد الحسيني
الزبيدي (ت ١٢٠٥ ه) ، بيروت : دار الفكر.
٣. إثبات الوصيّة للإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، المنسوب إلى أبي
الحسن عليّ بن الحسين المسعودي (ت ٣٤٦ ه) ، بيروت : دار الأضواء ، الطبعة الثانية
، ١٤٠٩ ه.
٤. إثبات الهداة
، محمّد بن الحسن الحرّ العامليّ (ت ١١٠٤ ه) ، قم : المطبعة العلميّة.
٥. الاحتجاج على أهل اللجاج
، أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت ٦٢٠ ه) تحقيق : إبراهيم البهادري
ومحمّد هادي به ، طهران : دار الاُسوة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٦. إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل
، القاضي نور اللّه بن السيّد شريف الشوشتري (ت ١٠١٩ ه) ، مع تعليقات السيّد شهاب
الدين المرعشي ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
٧. إحياء علوم الدين
، أبو حامد محمّد بن محمّد الغزالي (ت ٥٠٥ ه) ، بيروت : دار الهادي ، الطبعة
الاُولى ، ١٤١٢ ه.
٨. أخبار الحمقى والمغفّلين
، عبد الرحمن بن عليّ الجوزي ، بيروت : دار الكتاب العربي.
٩. الأخبار الطوال
، أبو حنيفة أحمد بن داوود الدينوريّ (ت ٢٨٢ ه) ، تحقيق : عبدالمنعم عامر ، قم : منشورات
الرضي ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
١٠. أخبار مكّة في قديم الدهر وحديثه
، محمّد بن إسحاق الفاكهي (القرن الثالث) ، تحقيق : عبد الملك بن عبد اللّه بن
دهيش ، بيروت : دار خضر ، ١٤١٤ ه ، الطبعة الثانية.
١١. الاختصاص
، المنسوب إلى أبي عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف
بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر
الإسلامي ، الطبعة الرابعة ، ١٤١٤ ه.
١٢. اختيار معرفة الرجال
(رجال الكشّي) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق
: مهدي الرجائي ، قم : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٤ ه.
١٣. الأربعون حديثا عن أربعين شيخا من
أربعين صحابيّا ، منتجب الدين الرازي
(ت ٥٨٥ ه) ، تحقيق : مدرسة الإمام المهدي عليهالسلام
، قم : مدرسة الإمام المهدي عليهالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
١٤. الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد
، أبو عبداللّه محمّدبن محمّدبن النعمان العكبريالبغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت
٤١٣ ه) تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، قم : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
١٥. إرشاد القلوب
، أبو محمّد الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ت ٧١١ ه) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة
الرابعة ، ١٣٩٨ ه.
١٦. الاستبصار فيما اختلف من الأخبار
، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : السيّد حسن الموسوي الخرسان
، طهران : دار الكتب الإسلاميّة.
١٧. اُسد الغابة في معرفة الصحابة
، أبو الحسن عزّالدين عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبدالكريم الشيباني
المعروف بابن الأثير الجزري (ت ٦٣٠ ه) ، تحقيق : علي محمّد معوّض ، وعادل أحمد
عبدالموجود ، بيروت : دارالكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٥ ه.
١٨. الأسماء والصفات
، أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي ، تحقيق : عبد اللّه بن محمّد الراشدي ، جدّة : مكتبة
السوادي.
١٩. الإصابة في تمييز الصحابة
، أبو الفضل أحمد بن عليّ بن الحجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه) ، تحقيق : عادل أحمد عبد
الموجود ، وعليّ محمّد معوّض ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٥
ه.
٢٠. أعلام الدين في صفات المؤمنين
، أبو محمّد الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ت ٧١١ ه) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام ، قم : مؤسّسة آل
البيت عليهمالسلام
، الطبعة الثانية ، ١٤١٤ ه.
٢١. إعلام الورى بأعلام الهدى
، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت
: دارالمعرفة ، الطبعة الاُولى ، ١٣٩٩ ه.
٢٢. الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة
في السنة ، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي
الحسني المعروف بابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قم : مكتب الإعلام
الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
٢٣. الأحكام النبوية فى الصناعة الطبّية
، علي بن عبد الكريم الحَمَوي الكحّال (ت ٧٢٠ ه) ، تحقيق : عبدالسّلام هاشم حافظ ،
القاهرة : مكتبة مصطفى البابي الحلبي ، ١٣٧٤ ه ، الاُولى.
٢٤. الأدب المفرد
، محمّد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ ه) ، تحقيق : محمّد عبد القادر عطا ، بيروت : دار
الكتب العلميّة.
٢٥. الاستيعاب في معرفة الأصحاب
، يوسف بن عبد البِرّ القُرطُبي المالكي (ت ٣٦٣ ه) ، تحقيق : علي محمّد معوّض
وعادل أحمدعبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٥ ق.
٢٦. الاُصول الستّة عشر
، نخبة من الرّواة ، قم : دار الشبستري ، ١٤٠٥ ق ، الثانية.
٢٧. الأعلام
، خير الدين الزِّرِكلي (ت ١٩٩٠ م) ، بيروت : دار العلم للملايين ، ١٩٩٠ م.
٢٨. الأمالي
، محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قم :
دار الثقافة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
٢٩. الأمالي
، محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه) ، تحقيق : حسين
اُستاد ولي وعليّ أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٤
ه.
٣٠. الأمالي
(الأمالى الخميسيّة) ، يحيى بن الحسين الشجري (ت ٤٩٩ ه) ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة
الثالثة ، ١٤٠٣ ه.
٣١. الأمالى للسيّد المرتضى
(غرر الفرائد ودُرَر القلائد) ، السيّد على بن الحسين الموسوي المعروف بالشريف
المرتضى (ت ٤٢٦ ه) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء الكتب
العربيّة.
٣٢. الأنساب
، عبد الكريم بن محمّد السمعاني (ت ٥٦٢ ه) ، تحقيق : عبد اللّه عمر البارودي ، بيروت
: دار الجنان.
٣٣. أمالي الصدوق
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الخامسة ، ١٤٠٠ ه.
٣٤. الأمالي للطوسي
، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : مؤسّسة
البعثة ، قم : دارالثقافة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
٣٥. الأمالي للسيّد المرتضى
(غرر الفرائد ودُرَر القلائد) ، أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوي المعروف
بالسيّد المرتضى (ت ٤٢٦ ه) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء
الكتب العربيّة.
٣٦. أمالي المفيد
، أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣
ه) ، تحقيق : حسين اُستاد ولي ، وعليّ أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي
، الطبعة الثانية ، ١٤٠٤ ه.
٣٧. الإمامة والتبصرة من الحيرة
، أبو الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ (ت ٣٢٩ ه) ، تحقيق : محمّد رضا
الحسينيّ ، قم : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٧ ه.
٣٨. الإمامة والسياسة
(تاريخ الخلفاء) ، أبو محمّد عبداللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ (ت ٢٧٦ ه) ، تحقيق
: علي شيري ، مكتبة الشريف الرضيّ ـ قم ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه. ٩.
الأمان من أخطار الأسفار والأزمان ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلي الحسني
(ت ٦٦٤ ه) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، قم : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام.
٤٠. أنساب الأشراف
، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ (ت ٢٧٩ ه) ، إعداد : محمّد باقر المحموديّ ، بيروت
: دار المعارف ، الطبعة الثالثة.
٤١. أهل البيت في الكتاب والسنّة
، محمّد المحمّدي الريشهري ، قم : دار الحديث ، ١٣٧٥ ه. ش.
٤٢. الإيضاح
، أبو محمّد فضل بن شاذان الأزديّ النيسابوريّ (ت ٢٦٠ ه) ، تحقيق : مير سيّد جلال
الدين الحسينيّ الأرمويّ ، طهران : جامعة طهران ، الطبعة الاُولى ، ١٣٥١ ه. ش.
٤٣. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار
الأئمّة الأطهار عليهمالسلام
، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت ١١١٠ ه) ، تحقيق : دار إحياء التراث ، بيروت
: دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢ ه.
٤٤. البداية والنهاية
، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت ٧٧٤ ه) ، تحقيق : مكتبة المعارف ،
بيروت : مكتبة المعارف.
٤٥. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى
، أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عليّ الطبري (ت ٥٢٥ ه) ، النجف الأشرف : المطبعة
الحيدريّة ، الطبعة الثانية ، ١٣٨٣ ه.
٤٦. بصائر الدرجات
، أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار القمّي المعروف بابن فروخ (ت ٢٩٠ ه) ، قم : مكتبة
آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٤ ه.
٤٧. بلاغات النساء
، أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر المعروف بابن طيفور (ت ٢٨٠ ه) ، قم : منشورات الشريف
الرضي.
٤٨. البلد الأمين
، تقيّ الدين إبراهيم بن زين الدين الحارثي الهمداني المعروف بالكفعمي (ت ٩٠٥ ه).
٤٩. تاج العروس من جواهر القاموس
، محمّد بن محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت ١٢٠٥ ه) ، تحقيق : عليّ الشيري ، بيروت
: دار الفكر.
٥٠. تاريخ ابن خلدون
(العبر) ، عبد الرحمان بن محمّد الحَضرَمي (ابن خلدون) (ت ٨٠٨ ه) ، بيروت : دار
الفكر ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٨ ه.
٥١. تاريخ إصبهان
، أبو نعيم أحمد بن عبداللّه الإصفهاني (ت ٤٣٠ ه) ، تحقيق : كسروي حسن ، بيروت : دار
الكتب العلميّة.
٥٢. تاريخ بغداد أو مدينة السلام
، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ ه) ، المدينة المنوّرة : المكتبة
السلفيّة.
٥٣. تاريخ جرجان
(كتاب معرفة علماءأهل جرجان) ، حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي (ت ٤٢٧ ه) ،
تحقيق : محمّد عبد المعيد خان ، هند : مطبعة
مجلس دائرة المعارف العثمانية ، الطبعة الثانية ، ١٣٧٨ ه.
٥٤. التاريخ الكبير
، أبو عبداللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ ه) ، بيروت : دار الفكر.
٥٥. تاريخ مدينة دمشق
، عليّ بن الحسن ابن عساكر الدمشقي ، تحقيق : عليّ شيري ، بيروت : دار الفكر ، ١٤١٥
ه.
٥٦. تاريخ المدينة المنوّرة
، أبو زيد عمر بن شبّه النميري البصري (ت ٢٦٢ ه) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت
: دار التراث ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه.
٥٧. تاريخ اليعقوبي
، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح المعروف باليعقوبي (ت ٢٨٤ ه) ، بيروت
: دار صادر.
٥٨. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة
الطاهرة ، عليّ الغروي الحسيني الإسترآبادي (معاصر)
، تحقيق : حسين استاد ولي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٥٩. التبيان في تفسير القرآن
، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : أحمد حبيب
قصير العاملي ، النجف الأشرف : مكتبة الأمين.
٦٠. التحصين في صفات العارفين من العزلة
والخمول ، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد
الحلّي الأسدي (ت ٨٤١ ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة الإمام المهديّ (عج).
٦١. تحف العقول عن آل الرسول صلىاللهعليهوآله ، أبو محمّد الحسن
بن عليّ الحراني المعروف بابن شعبة (ت ٣٨١ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة
النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ١٤٠٤ ه.
٦٢. التدوين في أخبار قزوين
، عبد الكريم بن محمّد الرافعي القزويني (ت ٦٢٣ ه) ، تحقيق : عزيز اللّه العطاردي
، بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٨ ق.
٦٣. تذكرة الخواصّ
(تذكرة خواصّ الاُمّة في خصائص الأئمّة عليهمالسلام)
، يوسف بن فُرغليّ بن عبداللّه المعروف بسبط ابن الجوزي (ت ٦٥٤ ه) ، تقديم : محمّد
صادق بحر العلوم ، طهران : مكتبة نينوى الحديثة.
٦٤. التعريفات
، الشريف عليّ بن محمّد الجرجاني ، بيروت : دار الكتب العلمية.
٦٥. تفسير ابن كثير
(تفسير القرآن العظيم) ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت
٧٧٤ ه) ، تحقيق : عبدالعظيم غيم ، ومحمّد أحمد عاشور ، ومحمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة
: دار الشعب. تفسير الطبري = جامع البيان.
٦٦. تفسير العيّاشي
، محمّد بن مسعود السُلَمي السمرقندي (العيّاشي) (ت ٣٢٠ ه) ، تحقيق : السيّد هاشم
الرسولي المحلاّتي ، طهران : المكتبة العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٣٨٠ ه.
٦٧. تفسير فرات الكوفى
، فرات بن إبراهيم الكوفي (القرن الرابع) ، تحقيق : محمّد كاظم المحمودي ، طهران :
وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه. تفسير القرآن العظيم
= تفسير ابن كثير. تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن.
٦٨. تفسير القمّي
، عليّ بن إبراهيم القمي ، تصحيح : السيّد طيّب الموسوي الجزائري ، النجف : مطبعة
النجف.
٦٩. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام ، تحقيق : مؤسّسة
الإمام المهدي (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٧٠. تقريب التهذيب
، أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر) (ت ٨٥٢ ه) ، تحقيق : محمّد عوّامة ، دمشق : دار
الرشيد ، الطبعة الرابعة ، ١٤١٢ ه.
٧١. التمحيص
، أبو عليّ محمّد بن همام الإسكافيّ المعروف بابن همام (ت ٣٣٦ ه) ، تحقيق : مدرسة
الإمام المهديّ (عج) ، قم : مدرسة الإمام المهديّ (عج) ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٤ ه.
٧٢. تمهيد الأصول
، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه).
٧٣. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر
(مجموعة ورّام) ، أبو الحسين ورّام بن أبي فراس (ت ٦٠٥ ه) ، بيروت : دارالتعارف
ودار صعب.
٧٤. تنبيه الغافلين
، أبو الليث نصر بن محمّد السمرقندي (ت ٣٧٢ ه) ، تحقيق : يوسف عليّ بديوي ، بيروت
: دار ابن كثير ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٧٥. تنقيح المقال في علم الرجال
، عبد اللّه بن محمّد حسن المامقاني (ت ١٣٥١ ه) ، طهران : انتشارات جهان.
٧٦. التوحيد
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة
الاُولى ، ١٣٩٨ ه.
٧٧. التهجّد وقيام الليل
، عبد اللّه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت ٢٨١ ه) ، تحقيق : مسعد عبد
الحميد السعدني ، القاهرة : مكتبة القرآن ، الطبعة الاُولى.
٧٨. التهذيب
(تهذيب الأحكام في شرح المقنعة) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسيّ
(ت ٤٦٠ ه) ، بيروت : دارالتعارف ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠١ ه.
٧٩. تهذيب التهذيب
، أبو الفضل أحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ (ت ٨٥٢ ه) ، تحقيق : مصطفى عبدالقادر
عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٥ ه.
٨٠. تهذيب الكمال في أسماء الرجال
، يونس بن عبدالرحمن المزّيّ (ت ٧٤٢ ه) ، تحقيق : بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة
الرسالة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٨١. تيسير المطالب في أمالي أبي طالب
، أبو طالب يحيى بن الحسين (ت ٣٨٤ ه) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ،
١٣٩٥ ه.
٨٢. الثاقب في المناقب
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن حمزة الطوسي (ت ٥٦٠ ه) ، تحقيق : رضا علوان ، قم : مؤسّسة
أنصاريان ، الطبعة الثانية ، ١٤١٢ ه.
٨٣. الثقات
، محمّد بن حِبّان البُستي (ت ٣٥٤ ه) ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٨٤. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : مكتبة الصدوق.
٨٥. جامع الأحاديث
، أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي (ق ٤) ، تحقيق : محمّد الحسيني
النيسابوري ، مشهد : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة للحضرة الرضويّة المقدّسة ، الطبعة
الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٨٦. جامع الأخبار أو معارج اليقين في اُصول
الدين ، محمّد بن محمّد الشعيري السبزواري (ق
٧ ه) تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، قم : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
٨٧. جامع البيان عن تأويل آى القرآن
(تفسير الطبري) ، محمّد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ ه) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٨٨. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير
، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت ٩١١ ه) ، بيروت : دار الفكر.
٨٩. الجامع لأحكام القرآن
(تفسير القرطبي) ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت ٦٧١ ه) ، تحقيق
: محمّد عبد الرحمن المرعشلي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية
، ١٤٠٥ ه.
٩٠. الجرح والتعديل
، عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت ٣٢٧ ه) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة
الاُولى ، ١٣٧١ ه.
٩١. الجعفريّات
= الأشعثيّات ، أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي (القرن الرابع الهجري)
، طهران : مكتبة نينوى ، طُبع في ضمن قرب الإسناد.
٩٢. جمال الاُسبوع بكمال العمل المشروع
، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، تحقيق : جواد
القيّومي ، قم : مؤسّسة الآفاق.
٩٣. الجَمَل والنصرة لسيّد العترة في حرب
البصرة ، أبو عبداللّه محمّد بن النعمان
العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه) ، تحقيق : السيّد عليّ مير
شريفي ، قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٩٤. الحاوي للفتاوي
، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت ٩١١ ه) ، بيروت : دار الكتاب العربي.
٩٥. حسن الظنّ باللّه
، عبد اللّه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت ٢٨١ ه) ، تحقيق : مجدي السيّد
إبراهيم ، القاهرة : مكتبة القرآن ، الطبعة الاُولى.
٩٦. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
، أبو نُعيم أحمد بن عبداللّه الأصبهاني (ت ٤٣٠ ه) ، بيروت : دارالكتاب العربي ، الطبعة
الثانية ، ١٣٨٧ ه.
٩٧. حياة الحيوان الكبرى
، محمّد بن موسى الدَّميري (ت ٨٠٨ ه) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي.
٩٨. الخرائج والجرائح
، أبو الحسين سعيد بن عبداللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت ٥٧٣ ه) ، تحقيق
: مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة الاُولى ،
١٤٠٩ ه.
٩٩. خصائص الأئمّة
: ، أبو الحسن الشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي (ت ٤٠٦ ه) ، تحقيق : محمّد
هادي الأميني ، مشهد : آستان قدس رضوي.
١٠٠. خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام ، أبو عبدالرحمن
أحمد بن شعيب النسائيّ (ت ٣٠٣ ه) ، إعداد : محمّد باقر المحموديّ ، الطبعة الاُولى
، ١٤٠٣ ه.
١٠١. الخصال
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠
ه.
١٠٢. دُرر الأحاديث النبويّة بالأسانيد
اليحيويّة ، يحيى بن الحسين (ت ٢٩٨ ه) ، تحقيق : يحيى
عبد الكريم الفضيل ، بيروت : موسّسة الأعلمي ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٢ ه.
١٠٣. الدُرّ المنثور في التفسير المأثور
، عبدالرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت ٩١١ ه) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى
، ١٤١٤ ه.
١٠٤. دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم
، محمّد بن سلامة (القاضي القضاعي) (ت ٤٥٤ ه) ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠١ ه.
١٠٥. دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا
والأحكام ، النعمان بن محمّد التميمي المغربي (القاضي
نعمان) (ت ٣٦٣ ه) ، تحقيق : آصف بن علي أصغر فيضي ، القاهرة : دار المعارف ، الطبعة
الثالثة ، ١٣٨٩ ه.
١٠٦. الدعاء
، حسين بن إسماعيل المَحاملي (ت ٣٣٠ ه) ، تحقيق : عمرو عبد المنعم ، القاهرة : مكتبة
ابن تيمية ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
١٠٧. الدعاء
، سليمان بن أحمد الطَّبَراني (م ٣٦٠ ه) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت :
دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
١٠٨. الدعاء ،
محمّد بن فضيل بن غزوان الضَّبّي (ت ١٩٥ ه) ، تحقيق : أحمد البرزة ، مصر : مكتبة
لينة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٥ ه.
١٠٩. الدعاء المأثور وآدابه وما يجب على
الدّاعي اتّباعه واجتنابه
، محمّد بن الوليد الفِهري الطرطوشي الأندلسي (ت ٥٢٠ ه) ، تحقيق : محمّد رضوان
الداية ، بيروت : دار الفكر المعاصر ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
١١٠. الدعوات
، سعيد بن هبة اللّه الراوندي (قطب الدين الرواندي) (ت ٥٧٣ ه) ، تحقيق : مؤسّسة
الإمام المهدي عليهالسلام
، قم : مؤسّسة الإمام المهدي عليهالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٧ ه.
١١١. الدعوات الكبير
، أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ ه) ، تحقيق : بدر عبد اللّه البدر ، الكويت : مركز
المحظوطات والتراث والوثائق ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
١١٢. دلائل الإمامة
، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ الإمامي (القرن الخامس الهجري) ، تحقيق : مؤسّسة
البعثة ، قم : مؤسّسة البعثة.
١١٣. دلائل النبوّة ،
الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبداللّه بن أحمد الأصبهانيّ (ت ٤٣٠ ه) تحقيق : محمّد
روّاس قلعجي ، وعبدالبرّ عبّاس ، بيروت : دارالنفائس ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٦ ه.
١١٤. دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب
الشريعة ، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت
٤٥٨ ه) ، تحقيق : عبد المعطي أمين قلعجي ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٥ ه.
١١٥. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى
، أبو العبّاس أحمد بن عبداللّه الطبريّ (ت ٦٩٣ ه) ، بيروت : دار المعرفة.
١١٦. ربيع الأبرار ونصوص الأخبار
، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت ٥٣٨ ه) ، تحقيق : سليم النعيمي ، قم : منشورات
الرضي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه.
١١٧. رجال البرقى
، أحمد بن محمّد البرقي القمّي (ت ٢٧٤ ه) ، طهران : دانشگاه تهران ، الطبعة
الاُولى ، ١٣٤٢ ش.
١١٨. رجال السيّد بحر العلوم
(الفوائد الرجالية) ، محمّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (ت ١٢١٢ ه) ، تحقيق : محمّد
صادق بحرالعلوم ، طهران : مكتبة الصادق عليهالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٣٦٣ ش.
١١٩. رجال الطوسيّ
، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسيّ (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : جواد
القيّوميّ ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٥ ه.
١٢٠. رجال العلاّمة الحلّي
(خلاصة الأقوال) ، الحسن بن يوسف الحلّي (العلاّمة الحلّي) (ت ٧٢٦ ه) ، قم : الشريف
الرضي. ١٢١. الرجال لابن الغضائري ، أحمد بن الحسين الواسطي البغدادي (ابن
الغضائري) (القرن الخامس الهجري) ، تحقيق : محمّد رضا الحسيني الجلالي ، قم : دار
الحديث ، الطبعة الاُولى ، ١٤٢٢ ه.
١٢٢. رجال النجاشيّ
(فهرس أسماء مصنّفي الشيعة) ، أبو العبّاس أحمد بن عليّ النجاشيّ (ت ٤٥٠ ه) ، بيروت
: دار الأضواء ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
١٢٣. الرواشح السماوية في شرح الأحاديث
الإماميّة ، مير محمّد باقر الحسيني المرعشي
الداماد (ت ١٠٤١ ه) ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٥ ه.
١٢٤. روضة الواعظين
، محمّد بن الحسن بن عليّ الفتّال النيسابوري (ت ٥٠٨ ه) ، تحقيق : حسين الأعلمي ، بيروت
: مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٦ ه.
١٢٥. رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد
الساجدين ، عليّ خان الحسيني المدني الشيرازي ، تصحيح
: محسن الحسيني الأميني ، قم : مؤسّسة النشر الاسلامي.
١٢٦. الزهد
، أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت ٢٤١ ه) ، بيروت : دار الكتب
العلمية.
١٢٧. الزهد
، أبو عبدالرحمن بن عبداللّه بن المبارك الحنظلي المروزي (ت ١٨١ ه) ، تحقيق : حبيب
الرحمن الأعظمي ، بيروت : دار الكتب العلميّة.
١٢٨. الزهد
، أبو محمّد الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي (ت ٢٥٠ ه) ، تحقيق : غلام رضا
عرفانيان ، قم : حسينيان ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٢ ه.
١٢٩. الزهد
، هَنّاد بن السَّريّ الكوفي (ت ٢٤٣ ه) ، تحقيق : عبد الرحمن الفريوائي ، الكويت :
دار الخلفاء ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٦ ه.
١٣٠. السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي
، محمّد بن منصور الحلّى (ابن إدريس) (ت ٥٩٨ ه) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ،
قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، ١٤١٠ ه.
١٣١. سعد السعود
، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، قم : مكتبة
الرضي ، الطبعة الاُولى ، ١٣٦٣ ه. ش.
١٣٢. سلسلة الأحاديث الصحيحة
، محمّد ناصر الدين الألباني (معاصر) ، بيروت : المكتب الإسلامي ، الطبعة الرابعة
، ١٤٠٥ ه.
١٣٣. سنن ابن ماجة
، أبو عبداللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني (ت ٢٧٥ ه) ، تحقيق : محمّد فؤاد
عبدالباقي ، بيروت : دارإحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، ١٣٩٥ ه.
١٣٤. سنن أبي داوود
، أبو داوود سليمان بن أشعث السجستاني الأزدي (ت ٢٧٥ ه) ، تحقيق : محمّد محيي
الدين عبدالحميد ، بيروت : دار إحياء السنّة النبويّة.
١٣٥. سنن الترمذي
(الجامع الصحيح). أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت ٢٧٩) ، تحقيق : أحمد
محمّد شاكر ، بيروت : دار احياء التراث.
١٣٦. سنن الدارقطني
، أبو الحسن عليّ بن عمر البغدادي المعروف بالدارقطني (ت ٢٨٥ ه) ، تحقيق : أبو
الطيّب محمّد آبادي ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الرابعة ، ١٤٠٦ ه.
١٣٧. سنن الدارمي
، أبو محمّد عبداللّه بن عبدالرحمن الدارمي (ت ٢٥٥ ه) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ،
بيروت : دار العلم.
١٣٨. السنن الكبرى
، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ، تحقيق : عبد الغفّار سليمان البنداري ، بيروت
: دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
١٣٩. سنن النسائي
(بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي) ، أبو بكر عبدالرحمن أحمد
بن شعيب النسائي (ت ٣٠٣ ه) ، بيروت : دارالمعرفة ، الطبعة الثالثة ، ١٤١٤ ه.
١٤٠. سِيَر أعلام النبلاء
، أبو عبداللّه محمّد بن أحمد الذهبيّ (ت ٧٤٨ ه) ، تحقيق : شُعيب الأرنؤوط ، بيروت
: مؤسّسة الرسالة ، الطبعة العاشرة ، ١٤١٤ ه.
١٤١. السيرة الحلبيّة
، علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي (القرن الحادي عشر الهجري) ، بيروت : إحياء
التراث العربي.
١٤٢. السيرة النبويّة
، عبد الملك بن هشام الحِميَري (ابن هشام) (ت ٢١٨ ه) ، تحقيق : مصطفى السقّا
وإبراهيم الأبياري ، قم : مكتبة المصطفى ، الطبعة الاُولى ، ١٣٥٥ ه.
١٤٣. السيرة النبويّة
، إسماعيل بن عمر البُصروي الدمشقي (ابن كثير) (ت ٧٤٧ ه) ، تحقيق : مصطفى عبد
الواحد ، بيروت : دار إحياءالتراث العربي.
١٤٤. شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار
، أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد المصريّ (ت ٣٦٣ ه) ، تحقيق : محمّد الحسيني
الجلالي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢ ه.
١٤٥. شرح فصوص الحكم
، داوود بن محمود القيصري ، تصحيح : جلال الدين الآشتياني ، طهران : علمي وفرهنگي
، ١٣٧٥ ه. ش. ١٤٦. شرح نهج البلاغة ، كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني ، تصحيح
: عدّة من الأفاضل ، بيروت : دارالآثار للنشر ودارالعالم الاسلامي ، ١٤٠٢ ه. ٤٧.
شرح نهج البلاغة ، عزّ الدين عبدالحميد بن محمّد بن أبي الحديد المعتزلي المعروف
بابن أبي الحديد (ت ٦٥٦ ه) ، تحقيق : محمّد أبوالفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء
التراث ، الطبعة الثانية ، ١٣٨٧ ه.
١٤٨. شُعب الإيمان
، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ ه) ، تحقيق : محمّد السعيد بسيوني زغلول
، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه.
١٤٩. شواهد التنزيل لقواعد التفضيل
، أبو القاسم عبيداللّه بن عبداللّه النيسابوريّ المعروف بالحاكم الحسكانيّ (القرن
الخامس الهجري) ، تحقيق : محمّد باقر المحموديّ ، طهران : مؤسّسة الطبع والنشر
التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
١٥٠. شهر اللّه في الكتاب والسنّة
، محمّد الرَّيشهري ، قم : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، ١٤٢٦ ه.
١٥١. الصحاح تاج اللغة وصحاح العربيّة
، أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت ٣٩٨ ه) ، تحقيق : أحمد بن عبد الغفور عطّار
، بيروت : دار العلم للملايين ، الطبعة الرابعة ، ١٤١٠ ه.
١٥٢. صحيح ابن حبّان
، عليّ بن بلبان الفارسي المعروف بابن بلبان (ت ٧٣٩ ه) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت
: مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، ١٤١٤ ه. ١٥٣. صحيح ابن خُزَيمة ، محمّد بن
إسحاق السُّلَمي النيسابوري المعروف بابن خزيمة (ت ٣١١ ه) ، تحقيق : محمّد مصطفى
الأعظمي ، بيروت : المكتبة الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، ١٤١٢ ه.
١٥٤. صحيح البخاري
، أبو عبداللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ ه) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت
: دار ابن كثير ، الطبعة الرابعة ، ١٤١٠ ه.
١٥٥. صحيح مسلم
، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت ٢٦١ ه) ، تحقيق : محمّد فؤاد
عبدالباقي ، القاهرة : دارالحديث ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢ ه.
١٥٦. صحيفة الإمام الرضا عليهالسلام ، المنسوبة إلى
الإمام الرضا عليهالسلام
، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
١٥٧. الصحيفة السجّاديّة
، الإمام زين العابدين عليهالسلام
، تحقيق : عليّ أنصاريان ، دمشق : المستشاريّة الثقافيّة. ١٥٨. الصراط المستقيم
إلى مستحقّي التقديم ، زين الدين أبي محمّد عليّ بن يونس النباطيّ البياضيّ (ت ٨٧٧
ه) ، إعداد : محمّد باقر المحموديّ ، طهران : المكتبة المرتضويّة ، الطبعة الاُولى
، ١٣٨٤ ه.
١٥٩. صفات الشيعة
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ـ قم : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة
الاُولى ، ١٣١٠ ه.
١٦٠. الصلاة في الكتاب والسنّة
، محمّد الرَّيشَهري ، قم : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٨ ه.
١٦١. الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع
والزندقة ، أحمد بن حجر الهيثمي الكوفي (ت ٩٧٤ ه)
، إعداد : عبدالوهاب بن عبداللطيف ، مصر : مكتبة القاهرة ، الطبعة الثانية ، ١٣٨٥
ه.
١٦٢. طبّ الأئمّة عليهمالسلام ، ابنا بسطام
النيسابوريان ، تحقيق : محسن عقيل ، بيروت : دارالمحجّة البيضاء ، الطبعة الاُولى
، ١٤١٤ ه. ٦٣.
الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد كاتب الواقدي (ت ٢٣٠ ه) ، بيروت : دارصادر.
١٦٤. طبقات المحدّثين بأصبهان والواردين
عليها ، عبد اللّه بن محمّد ابن حيّان (أبو
الشيخ) (ت ٣٦٩ ه) ، تحقيق : عبد الغفّار سليمان البنداري ، بيروت : دار الكتب
العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
١٦٥. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف
، أبو القاسم رضي الدين عليّ بن موسى بن طاووس الحسني (ت ٦٦٤ ه) ، مطبعة الخيام ـ قم
، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٠ ه.
١٦٦. العثمانية
، عمرو بن بحر الكِنانى (الجاحظ) (ت ٢٥٥ ه) ، تحقيق : عبد السلام محمّد هارون ، بيروت
: دار الجيل الإسلامى ، ١٩٧٥ م.
١٦٧. العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة
، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن عليّ المطهّر الحلّي المعروف بالعلاّمة (ت
٧٢٦ ه) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ،
١٤٠٨ ه.
١٦٨. عدّة الداعي ونجاة الساعي
، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي (ت ٨٤١ ه) ، تحقيق : أحمد
موحّدي ، طهران : مكتبة وجداني.
١٦٩. العقد الفريد
، أبو عمر أحمد بن محمّد بن ربّه الأندلسي (ت ٣٢٨ ه) ، تحقيق : أحمد الزين ، وإبراهيم
الأبياري ، بيروت : دار الأندلس.
١٧٠. علل الشرائع
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
١٧١. العلل ومعرفة الرجال
، أبو عبداللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيبانيّ (ت ٢٤١ ه) ، تحقيق : وصيّ اللّه
عبّاس ، بيروت : المكتب الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
١٧٢. عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام
الأبرار (العمدة) ، يحيى بن الحسن الأسدي
الحلّي المعروف بابن البطريق (ت ٦٠٠ ه) ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٧ ه.
١٧٣. عمل اليوم واللّيلة
، أحمد بن شعيب النسائي (م ٣٠٣ ه) ، تحقيق : فاروق حمادة ، بيروت : مؤسّسة
الرّسالة ، ١٤٠٧ ه ، الطبعة الثالثة.
١٧٤. عوالم العلوم والمعارف والأحوال من
الآيات والأخبار والأقوال
، عبداللّه بن نور اللّه البحرانيّ الإصفهانيّ (من أعلام القرن الثاني عشر) ، تحقيق
: مؤسّسة الإمام المهديّ (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهديّ (عج) ، الطبعة الاُولى
، ١٤٠٨ ه.
١٧٥. عون المعبود في شرح سنن أبي داوود
، محمّد شمس الحق العظيم آبادي (ت ١٣٢٩ ه) ، تحقيق : عبد الرحمن محمّد عثمان ، بيروت
: دار الفكر. ٧٦.
عوالي اللآلي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة ، محمّد بن عليّ بن إبراهيم الأحسائي
المعروف بابن أبي جمهور (ت ٩٤٠ ه) ، تحقيق : مجتبى العراقي ، قم : مطبعة سيّد الشهداء
عليهالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٣ ه. ٧٧.
العين ، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥ ه) ، تحقيق : مهدي المخزومي
، قم : دار الهجرة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
١٧٨. عيون الأخبار
، أبو محمّد عبداللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ (ت ٢٧٦ ه) ، القاهرة : دار الكتب
المصريّة ، ١٣٤٣ ه.
١٧٩. عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، أبو جعفر محمّد بن
عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ ه) ، تحقيق : مهديّ
الحسينيّ اللاجورديّ ، طهران : منشورات جهان.
١٨٠. عيون الحكم والمواعظ
، أبو الحسن عليّ بن محمّد الليثي الواسطي (القرن السادس الهجري) ، تحقيق : حسين
الحسني البيرجندي ، قم : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، ١٣٧٦ ه. ش.
١٨١. الغارات
، أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد المعروف بابن هلال الثقفي (ت ٢٨٣ ه) ، تحقيق
: جلال الدين المحدّث الأرموي ، طهران : أنجمن آثار ملّي ، الطبعة الاُولى ، ١٣٩٥
ه.
١٨٢. الغدير في الكتاب والسنّة والأدب
، عبدالحسين أحمد الأمينيّ (ت ١٣٩٠ ه) ، بيروت : دار الكتاب العربيّ ، الطبعة
الثالثة ، ١٣٨٧ ه.
١٨٣. غرر الحكم ودرر الكلم
، عبدالواحد الآمدي التميمي (ت ٥٥٠ ه) ، تحقيق : مير سيّد جلال الدين محدّث
الأرموي ، طهران : جامعة طهران ، الطبعة الثالثة ، ١٣٦٠ ه. ش.
١٨٤. الغيبة
، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : عباد
اللّه الطهراني ، وعلي أحمد ناصح ، قم : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، الطبعة
الاُولى ، ١٤١١ ه.
١٨٥. الغيبة
، أبو عبداللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني (ت ٣٥٠ ه) ، تحقيق : علي
أكبر الغفّاري ، طهران : مكتبة الصدوق.
١٨٦. الفتوح
، أبو محمّد أحمد بن أعثم الكوفيّ (ت ٣١٤ ه) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار
الأضواء ، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
١٨٧. الفتوحات المكيّة
، محمّد بن عليّ بن العربي ، تصحيح : عثمان يحيى ، وإبراهيم مدكور ، القاهرة : الهيئة
المصرية العامة للكتب ، ١٣٩٢ ه / ١٩٧١ م.
١٨٨. فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول
والسبطين والأئمّة من ذرّيّتهم عليهمالسلام
، إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد بن عبداللّه الجوينيّ (ت ٧٣٠ ه) ، تحقيق : محمّد
باقر المحموديّ ، بيروت : مؤسّسة المحموديّ ، الطبعة الاُولى ، ١٣٩٨ ه.
١٨٩. الفرج بعد الشدّة
، أبو القاسم عليّ بن محمّد التنوخيّ (ت ٣٨٤ ه) ، بيروت : مؤسّسة النعمان ، الطبعة
الاُولى ، ١٤١٠ ه.
١٩٠. فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين
عليّ عليهالسلام
، غياث الدين عبد الكريم بن أحمد الطاووسي العلوي (ت ٦٩٣ ه) ، قم : منشورات الشريف
الرضي.
١٩١. فردوس الأخبار بمأثور الخطاب
، شيروية بن شهردار بن شيروية الديلمي ، فواز أحمد الزمرلي ، بيروت : دارالكتاب
العربي.
١٩٢. الفردوس بمأثور الخطاب
، أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلميّ الهمدانيّ (ت ٥٠٩ ه) ، تحقيق : السعيد بن
بسيوني زغلول ، بيروت : دارالكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٦ ه.
١٩٣. الفصول المختارة من العيون والمحاسن
، أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوي المعروف ، بالشريف المرتضى وعلم الهدى (ت ٤٣٦
ه) ، قم : المؤتمر العالمي بمناسبة ذكرى ألفية الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣
ه.
١٩٤. الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة
: ، عليّ بن محمّد بن أحمد المالكي المكّي المعروف بابن صبّاغ (ت ٨٥٥ ه) ، بيروت :
مؤسّسة الأعلمي. ٩٥.
الفضائل ، أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّيّ (ت
٦٦٠ ه) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدريّة ، الطبعة الاُولى ، ١٣٣٨ ه. ١٩٦. فضائل
الأشهر الثلاثة ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف
بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ ه) ، تحقيق : غلام رضا عرفانيان ، قم : مطبعة الآداب ، الطبعة
الاُولى ، ١٣٩٦ ه.
١٩٧. فضائل الشيعة
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهديّ (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهديّ (عج) ،
الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه.
١٩٨. فضائل الصحابة
، أبو عبداللّه أحمد بن محمّد بن حنبل (ت ٢٤١ ه) ، تحقيق : وصيّ اللّه بن محمّد
عبّاس ، جدة : دارالعلم ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٣ ه.
١٩٩. فقه الرضا
(الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليهالسلام).
تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، مشهد : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليهالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٦ ه.
٢٠٠. فلاح السائل
، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، قم : مكتب
الإعلام الإسلامي.
٢٠١. الفهرست
، محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قم :
الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٧ ه. ٢٠٢. فيض القدير ، محمّد عبد الرؤوف المِناوي
(القرن العاشر الهجري) ، بيروت : دار الفكر.
٢٠٣. قاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة
ومحدّثيهم ، محمّد تقيّ بن كاظم التستريّ (ت ١٣٢٠
ه) ، قم : مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الثانية ، ١٤١٠ ه.
٢٠٤. القاموس المحيط
، أبو طاهر مجدالدين محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت ٨١٧ ه) ، بيروت : دارالفكر ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٣ ه.
٢٠٥. قرب الإسناد
، أبو العبّاس عبداللّه بن جعفر الحميري القمّي (ت بعد ٣٠٤ ه) ، تحقيق : مؤسّسة آل
البيت عليهمالسلام
، قم : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٢٠٦. قصص الأنبياء
(عرائس المجالس) ، أحمد بن محمّد الثعلبي (ت ٤٢٧ ه) ، بيروت : دار المعرفة. ٢٠٧. قصص
الأنبياء ، أبو الحسين سعيد بن عبداللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت
٥٧٣ ه) ، تحقيق : غلام رضا عرفانيان ، مشهد : الحضرة الرضويّة المقدّسة ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٩ ه. ٢٠٨.
الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن
يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت ٣٢٩ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : دارالكتب
الإسلامية ، الطبعة الثانية ، ١٣٨٩ ه.
٢٠٩. كامل الزيارات
، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (ت ٣٦٧ ه) ، تحقيق : عبدالحسين الأميني
التبريزي ، النجف الأشرف : المطبعة المرتضوية ، الطبعة الاُولى ، ١٣٥٦ ه.
٢١٠. الكامل في التاريخ
، أبو الحسن عليّ بن محمّد الشيبانيّ الموصليّ المعروف بابن الأثير (ت ٦٣٠ ه) ، تحقيق
: علي شيري ، بيروت : دار إحياء التراث العربيّ ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٢١١. كتاب من لا يحضره الفقيه
، محمّد بن علي بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ ه) ، تحقيق : علي
أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية.
٢١٢. كشف الخفاء ومزيل الإلباس
، أبو الفداء إسماعيل بن محمّد العجلونيّ (ت ١١٦٢ ه) ، بيروت : مكتبة دار التراث. ٢١٣.
كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، عليّ بن عيسى الإربليّ (ت ٦٨٧ ه) ، تصحيح : هاشم
الرسوليّ المحلاّتيّ ، بيروت : دارالكتاب الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠١ ه.
٢١٤. كشف المحجّة لثمرة المهجة
، أبو القاسم رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاووس الحسني (ت ٦٦٤ ه) ، تحقيق : محمّد
الحسّون ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢ ه.
٢١٥. كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد
، الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي (العلاّمة) طهران : إسلامية. ٢١٦. كشف اليقين في
فضائل أميرالمؤمنين عليهالسلام
، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّي المعروف
بالعلاّمة (ت ٧٢٦ ه) ، تحقيق : علي آل كوثر ، قم : مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
٢١٧. كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة
الاثني عشر ، أبو القاسم عليّ
بن محمّد بن عليّ الخزّاز القمّي (القرن الرابع الهجري) ، تحقيق : عبداللطيف
الحسيني الكوه كمري ، قم : نشر بيدار ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠١ ه.
٢١٨. كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب
عليهالسلام
، أبو عبداللّه محمّدبن يوسف بن محمّد الگنجيّ الشافعيّ (ت ٦٥٨ ه) ، تحقيق : محمّد
هادي الأمينيّ ، طهران : دار إحياء تراث أهل البيت ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٤ ه.
٢١٩. كمال الدين وتمام النعمة
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٥ ه.
٢٢٠. كنزالعمّال في سنن الأقوال والأفعال
، علاء الدين عليّ المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت ٩٧٥ ه) ، تصحيح : صفوة السقا ،
بيروت : مكتبة التراث الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٣٩٧ ه.
٢٢١. كنز الفوائد
، أبو الفتح الشيخ محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت ٤٤٩ ه) ، إعداد :
عبداللّه نعمة ، قم : دار الذخائر ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه.
٢٢٢. لسان العرب
، أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور المصري (ت ٧١١ ه) ، بيروت : دار
صادر ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه.
٢٢٣. لسان الميزان
، أبو الفضل أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة
الثالثة ، ١٤٠٦ ه.
٢٢٤. لؤلؤة البحرين في الإجازات
، يوسف بن أحمد البحراني (ت ١١٨٦ ه) ، تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم ، النجف
الأشرف : مطبعة النعمان ، الطبعة الاُولى ، ١٣٩٠ ه.
٢٢٥. مئة منقبة من مناقب أميرالمؤمنين عليّ
بن أبي طالب والأئمّة من ولده عليهمالسلام
، أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن القمّيّ المعروف بابن شاذان (القرن
الخامس الهجري) ، تحقيق : نبيل رضا علوان ، طهران : مكتبة الصدر.
٢٢٦. مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان
، أبو إبراهيم محمّد بن جعفر الحلّي المعروف بابن نما (ت ٦٤٥ ه) ، تحقيق : مؤسّسة
الإمام المهدي (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي (عج).
٢٢٧. مجابو الدّعوة
، عبد اللّه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت ٢٨١ ه) ، تحقيق : مجدي السيّد
إبراهيم ، القاهرة : مكتبة القرآن ، الطبعة الاُولى.
٢٢٨. المجتنى من الدعاء المجتبى
، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلّي (ت ٧٠٤ ه) ، تحقيق : صفاء الدين البصري
، مشهد : مجمع البحوث الإسلاميّة ، ١٤١٣ ه.
٢٢٩. مجمع البحرين
، فخر الدين الطريحيّ (ت ١٠٨٥ ه) ، تحقيق : أحمد الحسينيّ ، طهران : مكتبة نشر
الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٨ ه.
٢٣٠. مجمع البيان في تفسير القرآن
، أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت ٥٤٨ ه.) ، تحقيق : هاشم الرسوليّ
المحلاّتيّ وفضل اللّه اليزديّ الطباطبائيّ ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة
الثانية ، ١٤٠٨ ه.
٢٣١. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
، نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثمي (ت ٨٠٧ ه) ، تحقيق : عبداللّه محمّد درويش ، بيروت
: دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢ ه. ٣٢.
محاسبة النفس ، عليّ بن موسى الحلّي (السيد
ابن طاووس) (ت ٦٦٤ ه) ، طهران : المكتبة المرتضوية ، الطبعة الثالثة.
٢٣٣. محاسبة النفس
، عبد اللّه بن محمّد القُرَشي (ابن أبي الدنيا) (ت ٢٨١ ه) ، تحقيق : مجدي السيّد
إبراهيم ، القاهرة : مكتبة القرآن ، الطبعة الاُولى.
٢٣٤. المحاسن
، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (ت ٢٨٠ ه) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، قم :
المجمع العالمي لأهل البيت عليهمالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٢٣٥. المحاسن والمساوئ
، إبراهيم بن محمّد البيهقي (ت ٣٢٠ ه) ، بيروت : دار صادر ، ١٣٩٠ ه.
٢٣٦. المحبّة في الكتاب والسنّة
، محمّد الرَّيشَهري ، بمساعدة : محمّد التقديري ، بيروت : دار الحديث ، ١٤٢١ ه.
٢٣٧. المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء
، محمّد بن المرتضى المدعو بالملاّ محسن الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ ه) ، تحقيق : علي
أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثالثة ، ١٤١٥ ه.
٢٣٨. مختصر بصائر الدرجات
، حسن بن سليمان الحلّي (القرن الهجري التاسع) ، قم : انتشارات الرسول المصطفى.
٢٣٩. مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول
، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسيّ (ت ١١١١ ه) ، تحقيق : هاشم الرسوليّ
المحلاّتيّ ، طهران : دارالكتب الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٤ ه.
٢٤٠. المَراسيل
، سليمان بن الأشعث السِّجِستاني (أبو داوود) (ت ٢٧٥ ه) ، تحقيق : عبد العزيز عزّ
الدين السيروان ، بيروت : دار القلم ، ١٤٠٦ ه.
٢٤١. مروج الذهب ومعادن الجوهر
، أبو الحسن عليّ بن الحسين المسعودي (ت ٣٤٦ ه) ، تحقيق : محمّد محيي الدين
عبدالحميد ، القاهرة : مطبعة السعادة ، الطبعة الرابعة ، ١٣٨٤ ه.
٢٤٢. المزار
، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري الحارثي المعروف بالشيخ المفيد
(ت ٤١٣ ه) ، تحقيق : محمّد باقر الأبطحي ، قم : المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ
المفيد ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٢٤٣. المزار الكبير
، أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر المشهدي (القرن السادس الهجري) ، تحقيق : جواد
القيّومي الإصفهاني ، قم : نشر قيّوم ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٩ ه.
٢٤٤. مسائل عليّ بن جعفر ومستدركاتها
، أبو الحسن عليّ بن جعفر الحسيني العلوي الهاشمي العُريضي (ت ٢١٠ ه) ، تحقيق : مؤسّسة
آل البيت عليهمالسلام
، مشهد : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليهالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٢٤٥. المستدرك على الصحيحين
، أبو عبداللّه محمّد بن عبداللّه الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ ه) ، تحقيق : مصطفى
عبدالقادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
٢٤٦. مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل
، الميرزا حسين النوري (ت ١٣٢٠ ه) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلامقم : مؤسّسة آل البيت
عليهمالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٢٤٧. المسترشد في إمامة أمير المؤمنين عليّ
بن أبي طالب عليهالسلام
، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي (ق ٥ ه) ، تحقيق : أحمد المحمودي ، طهران
: مؤسّسة الثقافة الإسلاميّة لكوشانبور ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٥ ه.
٢٤٨. مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد
، زين الدين بن عليّ بن أحمد الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني (ت ٩٦٥ ه) ، تحقيق
: مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، قم : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، الطبعة الثالثة ، ١٤١٢ ه.
٢٤٩. مسند أبي داوود الطيالسي
، سليمان بن داوود الجارود البصري المعروف بأبي داوود الطيالسي (ت ٢٠٤ ه) ، بيروت
: دار المعرفة.
٢٥٠. مسند أبي يعلى الموصلي
، أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى التميمي الموصلي (ت ٣٠٧ ه) ، تحقيق : إرشاد
الحقّ الأثري ، جدّة : دار القبلة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٢٥١. مسند أحمد
، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت ٢٤١ ه) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت
: دار الفكر ، الطبعة الثانية ، ١٤١٤ ه.
٢٥٢. مسند إسحاق بن راهويه
، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي (ت ٢٣٨ ه) ، تحقيق : عبدالغفور
عبدالحقّ حسين البلوشي ، المدينة المنوّرة : مكتبة الإيمان ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢
ه.
٢٥٣. مسند الإمام زيد
، المنسوب إلى زيد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام
(١٢٢ ه) ، بيروت : منشورات دار مكتبة الحياة ، الطبعة الاُولى ، ١٩٦٦ م.
٢٥٤. مسند البزّار
(البحر الزخّار) ، أبو بكر أحمد بن عمرو العتكي البزّار (ت ٢٩٢ ه) ، تحقيق : محفوظ
الرحمن زين اللّه ، بيروت : مؤسّسة علوم القرآن ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٢٥٥. مسند الحميديّ
، أبو بكر عبداللّه بن الزبير الحميديّ (ت ٢١٩ ه) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظميّ
، المدينة المنوّرة : المكتبة السلفيّة.
٢٥٦. مسند الشاميّين
، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخميّ الطبراني (ت ٣٦٠ ه) ، تحقيق : حمدي
عبدالمجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٢٥٧. مسند الشهاب
، أبو عبداللّه محمّد بن سلامة القضاعي (ت ٤٥٤ ه) ، تحقيق : حمدي عبدالمجيد السلفي
، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٥ ه.
٢٥٨. مسند فاطمة الزهراء
، عبد الرحمان بن أبى بكر السيوطي (ت ٩١١ ه) ، تحقيق : فوّاز أحمد زَمَرلي ، بيروت
: دار ابن حزم ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
٢٥٩. مشكاة الأنوار في غرر الأخبار
، أبو الفضل عليّ الطبرسي (ق ٧ ه) ، طهران : دارالكتب الإسلامية ، الطبعة الاُولى
، ١٣٨٥ ه.
٢٦٠. مصباح الزائر
، أبوالقاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بالسيّد ابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، تحقيق : مؤسّسة
آل البيت عليهمالسلام
، قم : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤١٧ ه.
٢٦١. مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة
، المنسوب إلى الإمام الصادق عليهالسلام
، الشارح : حسن المصطفوي ، طهران : انتشارات قلم ، الطبعة الاُولى ، ١٣٦٣ ه. ش.
٢٦٢. المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات
، تقي الدين إبراهيم بن زين الدين الحارثي الهمداني المعروف بالكفعمي (ت ٩٠٥ ه) ، قم
: منشورات الرضي.
٢٦٣. مصباح المتهجّد
، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، تحقيق : عليّ أصغر
مرواريد ، بيروت : مؤسّسة فقه الشيعة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
٢٦٤. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير
للرافعي ، أحمد بن محمّد المقري الفيّومي (ت
٧٧٠ ه) ، قم : دار الهجرة ، الطبعة الثانية ، ١٤١٤ ه. ٦٥.
المصنّف ، أبو بكر عبدالرزّاق بن همام الصنعاني (ت ٢١١ ه) ، تحقيق : حبيب الرحمن
الأعظمي ، بيروت : المجلس العلمي.
٢٦٦. المصنّف في الأحاديث والآثار
، أبو بكر عبداللّه بن محمّد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (ت ٢٣٥ ه) ، تحقيق : سعيد
محمّد اللّحام ، بيروت : دار الفكر. ٦٧.
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٤ ه) ، نسخة
مخطوطة ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ..
٢٦٨. المعارف
، عبد اللّه بن مسلم الدينَوَري (ابن قُتَيبة) (ت ٢٧٦ ه) ، تحقيق : ثروت عُكاشة ، القاهرة
: الهيئة المصريّة العامّة للكتب.
٢٦٩. معاني الأخبار
، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
٣٨١ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة
الاُولى ، ١٣٦١ ه. ش.
٢٧٠. معجم أحاديث الإمام المهديّ
(عج) ، تحقيق : الهيئة العلميّة في مؤسّسة المعارف الإسلاميّة ، قم : الهيئة
العلميّة في مؤسّسة المعارف الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
٢٧١. المعجم الأوسط
، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخميّ الطبرانيّ (ت ٣٦٠ ه) ، تحقيق : طارق بن عوض
اللّه ، وعبدالحسن بن إبراهيم الحسينيّ ، القاهرة : دار الحرمين ، الطبعة الاُولى
، ١٤١٥ ه.
٢٧٢. معجم البلدان
، أبو عبداللّه شهاب الدين ياقوت بن عبداللّه الحمويّ الروميّ (ت ٦٢٦ ه) ، بيروت :
دار إحياء التراث العربيّ ، الطبعة الاُولى ، ١٣٩٩ ه.
٢٧٣. معجم رجال الحديث
، أبو القاسم بن عليّ أكبر الخوئي (ت ١٤١٣ ه) ، قم : منشورات مدينة العلم ، الطبعة
الثالثة ، ١٤٠٣ ه.
٢٧٤. معجم السفر
، أحمد بن محمد بن إبراهيم الإصفهاني ، تحقيق : بهيجة الحسني ، بغداد : وزارة
الثقافة والفنون.
٢٧٥. المعجم الصغير
، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت ٣٦٠ ه) ، تحقيق : محمّد عثمان ، بيروت
: دار الفكر ، الطبعة الثانية ، ١٤٠١ ه. ٧٦.
معجم الفروق اللغويّة ، أبو هلال العسكري ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم : مؤسّسة
النشر الإسلامي ، ١٤١٢ ه.
٢٧٧. معجم قبائل العرب
، عمر رضا كحّالة ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة السابعة ، ١٤١٤ ه.
٢٧٨. المعجم الكبير
، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت ٣٦٠ ه) ، تحقيق : حمدي عبدالمجيد
السلفي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٤ ه. ٧٩.
معجم مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس الرازي القزويني ، قم : مكتبة الإعلام الإسلامي.
٢٨٠. المعجم الوسيط
، جماعة من المؤلّفين ، القاهرة : المجمع العلمي العربي. ٨١.
معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم ، أحمد
بن عبد اللّه العِجلي الكوفي (ت ٢٦١ ه) ، تحقيق : عبد العليم عبد العظيم البستوي ،
المدينة : مكتبة الدار ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٥ ه.
٢٨٢. المعيار والموازنة في فضائل الإمام
أميرالمؤمنين عليهالسلام
، محمّد بن عبد اللّه الإسكافي (ت ٢٤٠ ه) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، بيروت :
مؤسّسة المحمودي ، ١٤٠٢ ه.
٢٨٣. المغازي
، محمّد بن عمر بن واقد (الواقدي) (ت ٢٠٧ ه) ، تحقيق : مارسدن جونس ، بيروت : عالم
الكتب ، الطبعة الثالثة ، ١٤٠٤ ه.
٢٨٤. مقاتل الطالبيّين
، أبو الفرج عليّ بن الحسين بن محمّد الإصبهانيّ (ت ٣٥٦ ه) ، تحقيق : السيّد أحمد
صقر ، قم : منشورات الشريف الرضيّ ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٥ ه. ٨٥.
المقالات والفرق ، سعد بن عبد اللّه الأشعري القمّي (ت ٣٠١ ه) ، طهران : عطايى ، ١٣٤٢
ش.
٢٨٦. مقباس الهداية في علم الدراية
، عبد اللّه بن محمّد حسن المامقاني (ت ١٣٥١ ه) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام ، بيروت : مؤسّسة آل
البيت عليهمالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
٢٨٧. مقتل الحسين عليهالسلام ، أبو مخنف لوط بن
يحيى الأزديّ الكوفيّ (ت ١٥٧ ه) ، قم : المطبعة العلميّة ، الطبعة الثانية ، ١٣٦٤
ه. ش. ٨٨. مقتل الحسين عليهالسلام ، موفّق بن أحمد
المكّي الخوارزميّ (ت ٥٦٨ ه) ، تحقيق : محمّد السماويّ ، قم : مكتبة المفيد.
٢٨٩. المقنع في الإمامة
، عبيداللّه بن عبداللّه السدّ آبادي (القرن الخامس الهجري) ، تحقيق : شاكر شبع ، قم
: مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه. ٩٠.
المقنعة ، محمّد بن محمّد بن النعمان العُكبَري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت
٤١٣ ه) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة
الثانية ، ١٤١٠ ه.
٢٩١. مكاتيب الرسول
، عليّ بن حسين علي الأحمديّ الميانجيّ (معاصر) ، بيروت : دار صعب. ٩٢.
مكارم الأخلاق ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ ه) ، تحقيق : علاء آل جعفر
، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
٢٩٣. الملل والنحل
، أبو الفتح محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت ٥٤٨ ه) ، بيروت : دار المعرفة ، ١٤٠٦
ه.
٢٩٤. الملهوف على قتلى الطفوف
، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحسيني الحلّي (ت ٦٦٤ ه) ، تحقيق : فارس
تبريزيان ، طهران : دار الأسوة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٤ ه.
٢٩٥. مناقب آل أبي طالب
= مناقب ابن شهرآشوب ، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهر آشوب المازندراني
(ت ٥٨٨ ه) ، قم : المطبعة العلمية.
٢٩٦. مناقب الإمام أحمد بن حنبل
، أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ، تحقيق : لجنة إحياء التراث العربي ، بيروت : دارالآفاق
الجديدة.
٢٩٧. مناقب الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام ، محمّد بن سليمان
الكوفيّ القاضيّ (ت ٣٠٠ ه) ، تحقيق : محمّد باقر المحموديّ ، قم : مجمع إحياءالثقافة
الإسلاميّة ـ قم ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢ ه. ٩٨.
مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
(المناقب لابن المغازليّ) ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطيّ الشافعيّ
المعروف بابن المغازليّ (ت ٤٨٣ ه) ، إعداد : محمّد باقر البهبوديّ ، طهران : دار
الكتب الإسلاميّة ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٢ ه.
٢٩٩. المناقب لابن المغازلي
، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطي الشافعي المعروف بابن المغازلي (ت ٤٨٣
ه) ، إعداد : محمّد باقر البهبودي ، طهران : دار الكتب الإسلاميّة ، الطبعة
الثانية ، ١٤٠٢ ه.
٣٠٠. المناقب
(المناقب للخوارزمي) ؛ للحافظ الموفّق بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي (٥٦٨
ه) تحقيق : مالك المحمودي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، ١٤١٤ ه.
٣٠١. المنتخب من مسند عبد بن حُميد
، أبو محمّد عبد بن حميد (ت ٢٤٩ ه) ، تحقيق : صبحي البدري السامرائي ومحمود محمّد
خليل الصعيدي ، القاهرة : مكتبة السنّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٣٠٢. المنتظم في تاريخ الاُمم والملوك
، عبد الرحمان بن علي بن الجوزي (ابن الجوزي) (ت ٥٩٧ ه) ، تحقيق : محمّد عبد
القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٢ ه.
٣٠٣. منية المريد في آداب المفيد والمستفيد
، زين الدين بن عليّ الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني (ت ٩٦٥ ه) ، تحقيق : رضا
المختاري ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٣٠٤. موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان
، نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثميّ (ت ٨٠٧ ه) ، تحقيق : عبدالرزّاق حمزة ، بيروت
: دار الكتب العلميّة.
٣٠٥. المواعظ العدديّة
، محمّد بن الحسن الحسيني (القرن الحادي عشر الهجري) ، تحرير : الميرزا علي
المشكيني الأردبيلي ، قم : الهادي ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٦ ه. ٠٦.
موسوعة الإمام عليّ عليهالسلام
في الكتاب والسنّة والتاريخ ، محمّد الرَّيشَهري وآخرون ، قم وبيروت : دار الحديث
، ١٤٢٢ ه.
٣٠٧. الموطّأ ،
أبو عبداللّه مالك بن أنس الأصبحي (ت ١٧٩ ه) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبدالباقي ، بيروت
: دار احياء التراث العربي.
٣٠٨. مهج الدعوات ومنهج العبادات
، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، قم : دارالذخائر
، الطبعة الاُولى ، ١٤١١ ه.
٣٠٩. ميزان الإعتدال في نقد الرجال ، محمّد
بن أحمد الذهبي (ت ٧٤٨ ه) ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، بيروت : دار الفكر.
٣١٠. الميزان في تفسير القرآن
، محمّد حسين الطباطبائي (ت ١٤٠٢ ه) ، قم : إسماعيليان ، الطبعة الثانية ، ١٣٩٣ ه.
٣١١. المؤمن ، أبو محمّد الحسين بن سعيدالكوفيّ الأهوازي (ت ٢٥٠ ه) ، تحقيق : مدرسة
الإمام المهديّ (عج) ، قم : مدرسة الإمام المهديّ (عج) ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٤ ه.
٣١٢. نثر الدرّ
، منصور بن حسين آبي (ت ٤٢١ ه) ، تحقيق : محمّد عليّ قرنة ، مصر : مركز تحقيق
التراث ، الطبعة الاُولى ، ١٩٨١ م.
٣١٣. نزهة الناظر وتنبيه الخواطر ،
أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الحلواني (القرن الخامس الهجري) ، تحقيق : مؤسّسة
الإمام المهدي (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٣١٤. نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول
الكريم ، صالح بن عبد اللّه بن حُميد وآخرون ،
جدّه : دار الوسيلة ، الطبعة الاُولى ، ١٤٢٠ ه.
٣١٥. النوادر
، أبو جعفر أحمد بن محمّد الأشعريّ القميّ (ت ٢٨٠ ه) ، تحقيق : مدرسة الإمام المهدي
(عج) ، قم : مدرسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٨ ه.
٣١٦. النوادر
، فضل اللّه بن علي الحسيني الراوندي (ت ٥٧٣ ه) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدرية
، الطبعة الاُولى ، ١٣٧٠ ه.
٣١٧. نوادر الأخبار في ما يتعلّق باُصول
الدين ، محمّد محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني
(ت ١٠٩١ ه) ، تحقيق : مهديّ الأنصاريّ القمّيّ ، قم : مؤسّسة المطالعات والتحقيقات
الثقافيّة ، الطبعة الاُولى ، ١٣٧٠ ه. ش.
٣١٨. نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول
، أبو عبداللّه محمّد بن عليّ بن سورة الترمذي (ت ٣٢٠ ه) ، تحقيق : مصطفى
عبدالقادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٣١٩. النوادر
(مستطرفات السرائر) ، أبو عبداللّه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي (ت ٥٩٨ ه) ، تحقيق
: مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة الاُولى ،
١٤٠٨ ه.
٣٢٠. نوادر المعجزات
، محمّد بن جرير الطبري الإمامي (ق ٥ ه) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عليهالسلام ، قم : مؤسّسة
الإمام المهدي عليهالسلام
، الطبعة الاُولى ، ١٤١٠ ه.
٣٢١. نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ
المختار صلىاللهعليهوآله
، مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجيّ (ت ١٢٩٨ ه) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة
الاُولى ، ١٣٩٨ ه.
٣٢٢. نور الثقلين
، عبد عليّ بن جمعة العروسي الحويزي (ت ١١١٢ ه) ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلاّتي
، قم : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، ١٤١٢ ه.
٣٢٣. النهاية في غريب الحديث والأثر
، أبو السعادات مبارك بن مبارك الجزري المعروف بابن الأثير (ت ٦٠٦ ه) ، تحقيق : طاهر
أحمد الزاوي ، قم : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، ١٣٦٧ ه. ش.
٣٢٤. نهج البلاغة
، ما اختاره أبو الحسن الشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي من كلام
الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام
(ت ٤٠٦ ه) ، تحقيق : كاظم المحمّدي ومحمّد الدشتي ، قم : انتشارات الإمام علي عليهالسلام ، الطبعة الثانية ، ١٣٦٩
ه.
٣٢٥. الوافي
، محمّد محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ ه) ، تحقيق : ضياء الدين الحسيني
الإصفهاني ، إصفهان : مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، الطبعة الاُولى ، ١٤٠٦
ه.
٣٢٦. الوجيزة في الرجال
، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت ١١١١ ه) ، تحقيق وتصحيح : محمّد كاظم رحمان
ستايش ، طهران : وزارت فرهنگ وارشاد اسلامى ، الطبعة الاُولى ، ١٣٧٨ ش.
٣٢٧. وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة
، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ ه) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام ، قم ، الطبعة
الاُولى ، ١٤٠٩ ه.
٣٢٨. وقعة صفّين
، نصر بن مزاحم المنقري (ت ٢١٢ ه) ، تحقيق : عبدالسلام محمّد هارون ، قم : مكتبة
آية اللّه المرعشي ، الطبعة الثانية ، ١٣٨٢ ه.
٣٢٩. اليقين باختصاص مولانا عليّ عليهالسلام
بامرة المسلمين ، أبو القاسم عليّ
بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، تحقيق : محمّد باقر أنصاري ، قم : مؤسّسة
دار الكتاب ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٣ ه.
٣٣٠. ينابيع المودّة لذوي القربى
، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت ١٢٩٤ ه) ، تحقيق : علي جمال أشرف الحسيني
، طهران : دارالاُسوة ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٦ ه.
الفهرس التفصيلي
المقدمة..................................................................... ٩
منهج إعداد الكتاب
وتدوينه................................................ ١٠
شكر وتقدير للمتعاونين
معنا............................................... ١٣
المدخل................................................................... ١٥
الدعاء في مسبار فقه
اللغة.................................................. ١٥
الدعاء في القرآن
والحديث.................................................. ١٦
أ ـ تكوينيّ............................................................. ١٦
ب ـ تشريعيّ........................................................... ١٦
مفهوم الدعاء فيما يخصّ الإنسان........................................... ١٧
١. حقيقة الدعاء....................................................... ١٧
٢. أهميّة الدعاء وتأثيره في الحياة.......................................... ١٩
٣. المقدّمات الأصليّة في إجابة الدعاء..................................... ٢٠
٤ موانع إجابة الدعاء................................................... ٢١
الفصل الأوّل : أهميّة الدّعاء
الباب الأوّل : الحثّ
على الدّعاء............................................ ٢٣
١ / ١ الاهتمام
بالدّعاء................................................... ٢٣
١ / ٢ اهتمام أولياء
الله بالدّعاء............................................ ٢٧
١ / ٣ التقدّم في
الدّعاء................................................... ٣١
الباب الثّاني : في
فضل الدّعاء.............................................. ٣٥
٢ / ١ مخّ العبادة......................................................... ٣٥
٢ / ٢ أفضل العبادة...................................................... ٣٦
٢ / ٣ أفضل من كثرة
القراءة والصّلاة....................................... ٣٨
توضيح حول تفضيل كثرة الدّعاء على كثرة قراءة القرآن والصّلاة.............. ٤٠
٢ / ٤ سلاح المؤمن....................................................... ٤٣
٢ / ٥ سلاح الأنبياء
والأولياء.............................................. ٤٤
٢ / ٦ من القدر.......................................................... ٤٥
الباب الثّالث : بركة
الدّعاء.................................................. ٤٦
٣ / ١ نجاح الحوائج....................................................... ٤٦
٣ / ٢ مفتاح الرّحمة....................................................... ٤٧
٣ / ٣ السّلامة من
الشّيطان............................................... ٤٩
٣ / ٤ حياة القلب........................................................ ٤٩
٣ / ٥ أُنس من الوحشة................................................... ٥٠
٣ / ٦ التّقرّب إلى الله..................................................... ٥٠
٣ / ٧ ردّ القضاء......................................................... ٥٠
٣ / ٨ دفع البلاء......................................................... ٥٤
٣ / ٩ الشّفاء من كلّ
داء.................................................. ٥٩
الباب الرّابع : الاستنكاف
عن الدّعاء والتّواني فيه............................. ٦٠
٤ / ١ التّحذير من ترك
الدّعاء............................................. ٦٠
٤ / ٢ ذمّ الملال من
الدّعاء................................................ ٦٢
٤ / ٣ ذمّ العجز عن
الدّعاء............................................... ٦٣
٤ / ٤ ذمّ من لا يدعو
إلّا عند نزول البلاء................................... ٦٣
الفصل الثّاني : في آداب الدعاء
الباب الأوّل : ما
ينبغي فبل الدّعاء........................................... ٦٧
١ / ١ التوضؤ............................................................ ٦٧
١ / ٢ استقبال القبلة...................................................... ٦٨
١ / ٣ ركعتان من
الصّلاة.................................................. ٦٨
١ / ٤ تقديم صلاة أو
صدقة أو خير أو ذكر................................. ٧٠
الباب الثّاني : ما
يستفتح به من الدّعاء....................................... ٧١
٢ / ١ البسملة........................................................... ٧١
٢ / ٢ الحمد والثّناء....................................................... ٧١
٢ / ٣ الإقرار بالذّنب..................................................... ٧٤
٢ / ٤ الصّلاة على
محمّد وآله.............................................. ٧٧
٢ / ٥ الاستشفاع
بالقرآن والأنبياء والأولياء.................................. ٨٢
الباب الثّالث : ما
ينبغي للدّاعي حين الدّعاء.................................. ٨٨
٣ / ١ الاستكانة
والتضرّع والخشوع والخضوع................................. ٨٨
٣ / ٢ البكاء أو
التّباكي................................................... ٩٢
٣ / ٣ الإسرار........................................................... ٩٥
نكتة.................................................................. ٩٧
٣ / ٤ خفض الصّوت.................................................... ٩٧
٣ / ٥ رفع الصّوت في
مواضع.............................................. ٩٩
توضيح حول رفع الصّوت بالدّعاء....................................... ١٠١
٣ / ٦ رفع اليدين....................................................... ١٠٣
تحليل حول رفع اليدين إلى السّماء في الدّعاء.............................. ١٠٦
٣ / ٧ علوّ الهمّة
وعظم المسألة........................................... ١٠٩
٣ / ٨ السّؤال من فضل
الله.............................................. ١١٢
٣ / ٩ بثّ الحاجة...................................................... ١٠٤
٣ / ١٠ العزم.......................................................... ١١٥
٣ / ١١ التّعميم........................................................ ١١٥
٣ / ١٢ الإكثار........................................................ ١١٧
٣ / ١٣ الإلحاح........................................................ ١١٨
٣ / ١٤ التّثليث........................................................ ١٢١
٣ / ١٥ السّجود....................................................... ١٢٢
٣ / ١٦ حسن الظّن
بلإجابة............................................. ١٢٤
الباب الرّابع : ما
يختتم به الدّعاء.......................................... ١٢٦
٤ / ١ آمين............................................................ ١٢٦
توضيح حول قول « آمين » في نهاية الدّعاء.............................. ١٢٩
٤ / ٢ ما شاء الله لا
حول ولا قوّة إلّا بالله.................................. ١٣١
٤ / ٣ مسح الوجه
باليدين............................................... ١٣١
الباب الخامس : ما
ينبغي بعد الدّعاء....................................... ١٣٣
٥ / ١ التّحميد بعد
الإجابة.............................................. ١٣٣
٥ / ٢ دعاء الإمام زين
العابدين عند استجابة دعائه......................... ١٣٤
الباب السّادس : ما
لا ينبغي للدّاعي........................................ ١٣٥
٦ / ١ طلب ما لا يعلم
أنّه خير له........................................ ١٣٥
٦ / ٢ الاعنداء......................................................... ١٣٩
توضيح
حول الاعتداء في الدّعاء........................................ ١٤١
٦ / ٣ الاستعجال...................................................... ١٤٣
٦ / ٤ التكلّف في
السّجع............................................... ١٤٥
كلام
حول استعمال فنّ الأدب في الدّعاء................................ ١٤٧
٦ / ٥ استكثار المطلوب................................................. ١٤٨
٦ / ٦ استصغار الحاجة.................................................. ١٥٠
٦ / ٧ تعليم الله
مصلحته!............................................... ١٥٢
٦ / ٨ طلب الموت...................................................... ١٥٢
٦ / ٩ الدّعاء لما لا
يكون ولا يحلّ......................................... ١٥٥
٦ / ١٠ الدّعاء على
النفس.............................................. ١٥٦
الباب السّابع : أفضل
الأوقات للدّعاء..................................... ١٥٧
٧ / ١ ليلة القدر....................................................... ١٥٧
٧ / ٢ ليلة النّصف من
شعبان............................................ ١٥٧
٧ / ٣ ليلة الجمعة....................................................... ١٦١
٧ / ٤ يوم الجمعة....................................................... ١٦٢
٧ / ٥ جوف اللّيل...................................................... ١٦٧
٧ / ٦ الثّلث الأخير
من اللّيل............................................ ١٧٠
٧ / ٧ الأسحار........................................................ ١٧٢
٧ / ٨ بين الطّلوعين.................................................... ١٧٤
٧ / ٩ قبل طلوع الشّمس
وقبل غروبها..................................... ١٧٥
٧ / ١٠ عند زوال
الشّمس............................................... ١٧٦
٧ / ١١ يوم الفطر...................................................... ١٧٨
٧ / ١٢ يوم عرفة....................................................... ١٧٩
٧ / ١٣ يوم ال؟ أضحى................................................. ١٨٢
٧ / ١٤ يوم الأوّل من
المحرّم.............................................. ١٨٢
٧ / ١٥ يوم السّابع
والعشرون من رجب................................... ١٨٣
٧ / ١٦ شهر رمضان................................................... ١٨٣
٧ / ١٧ شهر رجب..................................................... ١٨٦
٧ / ١٨ عند الأذان..................................................... ١٨٦
٧ / ١٩ عند الصّلاة.................................................... ١٨٨
٧ / ٢٠ عند قراءة
القرآن وختمه.......................................... ١٩٢
٧ / ٢١ هذه الأوقات................................................... ١٩٣
الباب
الثّامن : أفضل الأمكنة للدّعاء....................................... ١٩٨
٨ / ١ مكّة والمسجد
الحرام............................................... ١٩٨
٨ / ٢ عرفات يوم عرفة.................................................. ٢٠٠
٨ / ٣ روضة النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم................................................ ٢٠١
٨ / ٤ مشاهد الأئمّة
من أهل البيت عليهمالسلام................................ ٢٠٤
٨ / ٥ مسجد الكوفة................................................... ٢٠٨
٨ / ٦ مسجد السّهلة................................................... ٢٠٨
٨ / ٧ قبر الوالدين...................................................... ٢٠٩
الباب التّاسع : إرشادات
في تصحيح الأدعية............................... ٢١٠
٩ / ١ اللّهم أرني
الدّنيا كما تراها......................................... ٢١٠
٩ / ٢ اللّهمّ لا
تحوجني إلى أحد من خلقك................................. ٢١٠
٩ / ٣ اللّهمّ اجعل
عقوبتي في الدّنيا....................................... ٢١١
٩ / ٤ اللّهم إنّي
أعوذ بك من الفتنة....................................... ٢١٢
٩ / ٥ اللّهمّ إني
أسألك رزقاً طيّباً......................................... ٢١٢
٩ / ٦ لا أراك الله
مكروهاً................................................ ٢١٣
٩ / ٧ الحمد لله منتهى
علمه............................................. ٢١٣
الباب العاشر : تفسير
الأحوال المناسبة للدّعاء.............................. ٢١٤
توضيح
حول الأحوال المتناسبة للدّعاء.................................... ٢٢١
الفصل الثّالث : إجابة الدّعاء
الباب الأوّل : تأكيد
الوعد بالإجابة........................................ ٢٢٥
١ / ١ الدّعاء باب
الإجابة............................................... ٢٢٥
١ / ٢ من قرع باب الله
فتح له........................................... ٢٢٩
١ / ٣ الإجابة حقُّ
كتب الله على نفسه.................................... ٢٣٢
١ / ٤ استحياء الله من
ردّ الدّاعي......................................... ٢٣٣
الباب الثّاني : شروط
الإجابة.............................................. ٢٣٤
٢ / ١ المعرفة........................................................... ٢٣٤
٢ / ٢ الإخلاص....................................................... ٢٣٥
٢ / ٣ العمل........................................................... ٢٣٦
٢ / ٤ طيب المكسب
والمطعم............................................ ٢٤٠
٢ / ٥ حضور القلب.................................................... ٢٤٣
٢ / ٦ الانقطاع......................................................... ٢٤٤
كلام
حول الشّروط الأصليّة لإجابة الدّعاء............................... ٢٤٥
٢ / ٧ تلك الخصال..................................................... ٢٤٧
الباب الثّالث : موانع
الإجابة.............................................. ٢٤٨
٣ / ١ المعصية.......................................................... ٢٤٨
٣ / ٢ الظّلم ومعونة
الظّالم............................................... ٢٥١
٣ / ٣ عقوق الوالدين................................................... ٢٥٤
٣ / ٤ قطيعة الرّحم..................................................... ٢٥٤
٣ / ٥ الزّنا............................................................. ٢٥٤
٣ / ٦ شرب الخمر...................................................... ٢٥٥
٣ / ٧ ترك الأمر
بالمعروف والنّهي عن المنكر................................ ٢٥٥
٣ / ٨ التّهاون
بالصّلاة.................................................. ٢٥٦
٣ / ٩ النّميمة.......................................................... ٢٥٦
٣ / ١٠ الغناء.......................................................... ٢٥٧
٣ / ١١ عدم الوفاء
بعهد الله............................................. ٢٥٧
٣ / ١٢ الاعتصام بغير
الله............................................... ٢٥٨
٣ / ١٣ الحكمة........................................................ ٢٦١
٣ / ١٤ تلك الخصال................................................... ٢٦٥
الباب
الرّابع : تفسير إجابة الدّعاء......................................... ٢٦٨
الباب
الخامس : دور الأسماء الحسنى في إجابة الدّعاء..................... ٢٧١
٥ / ١ لله الأسماء
الحسنى................................................. ٢٧١
٥ / ٢ الدعاء بالأسماء
الحسنى............................................ ٢٧٩
الباب السّادس : استجابة
الدّعاء بالاسم الأعظم............................ ٢٨٤
٦ / ١ ما روي في تفسير الاسم الأعظم.................................... ٢٨٤
أ ـ موقع الاسم الأعظم
من البسملة..................................... ٢٨٤
ب
ـ آي من القرآن.................................................... ٢٨٥
ج
ـ نصوص من الأدعية............................................... ٢٨٧
د
ـ كلّ اسم من أسماء الله............................................... ٢٩٠
٦ / ٢ من كان عنده الاسم الأعظم....................................... ٢٩٠
دراسة
حول الاسم الأعظم وإجابة الدّعاء به.............................. ٢٩٣
تحقيق
لطيف في توضيح الاسم الأعظم.................................. ٢٩٤
الباب السّابع : من
تستجاب دعوته........................................ ٢٩٧
٧ / ١ الأنبياء.......................................................... ٢٩٧
٧ / ٢ الأئمة........................................................... ٢٩٧
٧ / ٣ أولياء الله........................................................ ٣٠٧
٧ / ٤ المؤمنون إذا
دعوا في أمر واحد...................................... ٣١٠
٧ / ٥ المؤمن........................................................... ٣١٢
٧ / ٦ العالم............................................................ ٣١٣
٧ / ٧ المجاهد.......................................................... ٣١٤
٧ / ٨ المؤذّن........................................................... ٣١٤
٧ / ٩ الصّائم.......................................................... ٣١٥
٧ / ١٠ من فطّر صائماً................................................. ٣١٥
٧ / ١١ من فرّج عن
مكروب............................................ ٣١٦
٧ / ١٢ المضلوم........................................................ ٣١٦
٧ / ١٣ المضطرّ........................................................ ٣١٩
٧ / ١٤ من دعا كدعاء
الغريق............................................ ٣٢١
٧ / ١٥ من عالج نفسه
للدّعاء باللّيل...................................... ٣٢٢
٧ / ١٦ المريض
والمبتلى.................................................. ٣٢٣
٧ / ١٧ عائد المريض.................................................... ٣٢٤
٧ / ١٨ السّائل
والمحسن إليه............................................. ٣٢٥
٧ / ١٩ الطّفل......................................................... ٣٢٦
٧ / ٢٠ الوالد.......................................................... ٣٢٦
٧ / ٢١ من رضي بقضاء
الله............................................. ٣٢٧
٧ / ٢٢ من لا يرجو
إلَّا الله.............................................. ٣٢٨
٧ / ٢٣ من زار أخاه في
الله.............................................. ٣٢٩
٧ / ٢٤ هؤلاء.......................................................... ٣٢٩
الباب
الثّامن : من تقضى حاجته بلا سؤال.................................. ٣٣٤
الباب
التّاسع : من لا تستجاب دعوته...................................... ٣٣٦
الباب
العاشر : تأخير الإجابة.............................................. ٣٤٣
١٠ / ١ الفضل بين
الإجابة وتحقّق المطلوب................................ ٣٤٣
١٠ / ٢ حكمة تأخير
الاستجابة......................................... ٣٤٤
الباب
الحادي عشر : صلوات قضاء الحوائج............................... ٢٥١
الباب
الثاني عشر : قصص في إجابة الدّعوات.............................. ٣٦٣
١٢ / ١ استجابة دعاء
الشّابّ المشلول.................................... ٣٧٤
١٢ / ٢ استجابة دعاء
ثلاثة نفر حبسوا في الغار............................ ٣٧٢
١٢ / ٣ استجابة دعاء
الشّاب القاطع الطريق............................... ٣٧٤
١٢ / ٤ استجابة دعاء
رجل عابد......................................... ٣٧٥
١٢ / ٥ استجابة دعاء غلام
أسود في نزول المطر............................ ٣٧٧
١٢ / ٦ استجابة دعاء
أُمّ أيمن............................................ ٣٧٨
١٢ / ٧ استجابة دعاء
امرأة مات ابنها.................................... ٣٧٩
١٢ / ٨ استجابة دعاء
أُمّ سلمة اُخت الإمام الصّدق عليهالسلام................... ٣٧٩
١٢ / ٩ استجابة دعاء
رجل على جار له يؤذيه............................. ٣٨٠
١٢ / ١٠ استجابة دعاء
يونس بن عمّار على جار له يؤذيه.................. ٣٨٠
١٢ / ١١ استجابة دعاء
إسحاق بن عمّار على جار له يؤذيه................ ٣٨١
١٢ / ١٢ استجابة دعاء
شيخ من آل سعد لردّ مظلمته...................... ٣٨٢
١٢ / ١٣ استجابة دعاء
أهل أهواز لدفع الزّلازل........................... ٣٨٢
الفصل الرّابع : الدّعاء للآخرين
آية
الصّدق في الدّعاء للآخرين............................................ ٣٨٥
الباب
الأوّل : الحثُّ على طلب الدّعاء من الغير............................ ٣٨٧
١ / ١ ادعني بلسان لم
تعصني به!......................................... ٣٨٧
١ / ٢ استكثر من دعاء
النّاس............................................ ٣٨٧
١ / ٣ اغتنم دعاء
المستضعفين........................................... ٣٨٧
١ / ٤ لا تحقّر دعوة
أحد!............................................... ٣٨٨
١ / ٥ تزوّدوا من
أخيكم!................................................ ٣٨٨
الباب الثّاني : من
ينبغي الدّعاء له.......................................... ٣٩٠
٢ / ١ الوالدان......................................................... ٣٩٠
٢ / ٢ الأهل والأولاد
والأخ.............................................. ٣٩٤
٢ / ٣ الأخ المؤمن
بظهر الغيب........................................... ٣٩٩
أ
ـ الجار ثمّ الدّار...................................................... ٣٩٩
ب
ـ سرعة إجابة دعوة الغائب.......................................... ٣٩٩
ج
ـ دعوة الملائكة لمن يدعو لأخيه....................................... ٤٠١
د
ـ إجابة دعاء من دعا لأربعين من المؤمنين............................... ٤٠٣
ه
ـ تلك البركات..................................................... ٤٠٤
٢ / ٤ المسجون والأسير................................................. ٤٠٦
٢ / ٥ الّذين لم يدعوا
لأنفسهم في الموقف بدعوة!........................... ٤٠٨
أ
ـ إبراهيم بن شعيب.................................................. ٤٠٨
ب
ـ عبد الله بن جندب................................................ ٤٠٨
ج
ـ عيسى بن أعين................................................... ٤٠٩
د
ـ معاوية بن وهب................................................... ٤٠٩
الباب الثّالث : من
لا ينبغي الدّعاء له...................................... ٤١١
٣ / ١ المشرك الكافر.................................................... ٤١١
٣ / ٢ الظّالم........................................................... ٤١٣
٣ / ٣ أدب الدّعاء
لأهل الكتاب......................................... ٤١٤
تحليل حول منع الدّعاء للمشركين والكافرين والظّالمين...................... ٤١٥
المدخل................................................................. ٤١٩
الباب الرّابع : من
دعا له النبي ّ............................................ ٤١٩
٤ / ١ الإمام علي بن
أبي طالب.......................................... ٤٢٢
٤ / ٢ عليُّ وفاطمة..................................................... ٤٢٤
٤ / ٣ الحسنان......................................................... ٤٢٧
٤ / ٤ أهل البيت....................................................... ٤٢٩
١
ـ أبو ذرٍّ الغفاري.................................................... ٤٣٣
٢
ـ أبو زيد الأنصاري................................................. ٤٣٤
٣
ـ أبو قرصافة....................................................... ٤٣٥
٤
ـ أبو مريم الغسّاني................................................... ٤٣٦
٥
ـ الأحنف بن قيس.................................................. ٤٣٦
٦
ـ أسماء بنت عميس................................................. ٤٣٧
٧
ـ أُمّ سليم.......................................................... ٤٣٨
٨
ـ أُمّ عمارة......................................................... ٤٣٩
٩
ـ أُمّ قيس أُخت عكاشة بن محصن.................................... ٤٣٩
١٠
ـ أُمّ معبد........................................................ ٤٤٠
١١
ـ أنس بن مالك................................................... ٤٤١
١٢
ـ التّلب بن زيد................................................... ٤٤٢
١٣
ـ جرير بن عبد الله................................................ ٤٤٢
١٤
ـ جعيل بن زياد................................................... ٤٤٣
١٥
ـ حارثة بن مالك.................................................. ٤٤٣
١٦
ـ حذيفة بن اليمان................................................ ٤٤٤
١٧
ـ حسّان بن شدّاد................................................. ٤٤٤
١٨
ـ حصين بن أوس................................................. ٤٤٥
١٩
ـ حليس بن زيد................................................... ٤٤٥
٢٠
ـ حنظلة بن حذيم................................................. ٤٤٦
٢١
ـ خالد بن عبد العزّى.............................................. ٤٤٦
٢٢
ـ السّائب بن يزيد................................................. ٤٤٧
٢٣
ـ سلمان......................................................... ٤٤٧
٢٤
ـ سوادة بن قيس.................................................. ٤٤٨
٢٥
ـ عبد الله بن جعفر................................................ ٤٤٩
٢٦
ـ عبد الله بن عبّاس................................................ ٤٥٠
٢٧
ـ عبد الله بن مسعود............................................... ٤٥١
٢٨
ـ عبد الله ذو البجادين............................................. ٤٥٢
٢٩
ـ عبيد أبو عامر................................................... ٤٥٢
٣٠
ـ عروة البارقيّ..................................................... ٤٥٣
٣١
ـ عكاشة بن محصن............................................... ٤٥٣
٣٢
ـ عمرو بن الحمق................................................. ٤٥٤
٣٣
ـ عميرة بنت سهل بن رافع......................................... ٤٥٥
٣٤
ـ فاطمة بنت أسد................................................ ٤٥٥
٣٥
ـ قتادة بن عيّاش.................................................. ٤٥٦
٣٦
ـ قتادة بن النّعمان................................................. ٤٥٦
٣٧
ـ مدلوكُ الفزاريّ.................................................. ٤٥٧
٣٨
ـ النابغة الجّعديّ.................................................. ٤٥٨
٣٩
ـ هانىءٌ أبو مالك................................................. ٤٥٩
٤٠
ـ وائل بن حجر................................................... ٤٥٩
٤ / ٦ دعاء النّبيّ
لأُمّته.................................................. ٤٦٠
٤ / ٧ دعاء النّبيّ
لقومه.................................................. ٤٦٢
٤ / ٨ أقوامٌ دعا لهم
النّبيّ................................................ ٤٦٥
٤ / ٩ دعاء النّبيّ
للنجاشيّ............................................... ٤٦٦
٤ / ١٠ دعاء النبيّ
لخلف شهداء اُحد..................................... ٤٦٧
٤ / ١١ دعاء النبيّ
لغلام من الأنصار..................................... ٤٦٧
٤ / ١٢ دعاء النّبيّ
لرجل بخيل جبان نؤوم.................................. ٤٦٧
٤ / ١٣ دعاء النّبيّ
لدنيا يهوديٍّ.......................................... ٤٦٨
٤ / ١٤ دعاء النّبيّ
للاُلفة بين الزّوجين..................................... ٤٦٨
٤ / ١٥ دعاء النّبيّ
في الاستسقاء......................................... ٤٦٩
الباب
الخامس : من دعا له الإمام عليّ..................................... ٤٧١
٥ / ١ فاطمة........................................................... ٤٧١
٥ / ٢ الحسنان......................................................... ٤٧٢
٥ / ٣ المهديّ.......................................................... ٤٧٢
٥ / ٤ خبّاب بن الأرتّ.................................................. ٤٧٢
٥ / ٥ عبّس بن ربيعة.................................................... ٤٧٣
٥ / ٦ عبد العزيز بن
الحارث الجعفيّ....................................... ٤٧٣
٥ / ٧ عطاءٌ مولى
إسحاق بن يحيى........................................ ٤٧٤
٥ / ٨ عمّار بن ياسر................................................... ٤٧٤
٥ / ٩ عمرو بن الحمق.................................................. ٤٧٥
٥ / ١٠ قيس بن سعد بن
عبادة.......................................... ٤٧٦
٥ / ١١ مالكٌ الأشتر................................................... ٤٧٦
٥ / ١٢ محمّد بن
الحنفيّة................................................. ٤٧٨
٥ / ١٣ معقل بن قيس.................................................. ٤٧٨
٥ / ١٤ هاشم بن عتبة بن المرقال......................................... ٤٧٩
الباب السّادس : من
دعا له الإمام الحسين................................. ٤٨٠
٦ / ١ أصحابه وأهل
بيته................................................ ٤٨٠
٦ / ٢ عليٌّ الأكبر...................................................... ٤٨٠
٦ / ٣ أبو ثمامة......................................................... ٤٨١
٦ / ٤ أبو الشّعثاء...................................................... ٤٨١
٦ / ٥ اُمّ وهب......................................................... ٤٨١
٦ / ٦ جونٌ مولى أبي
ذرٍّ................................................. ٤٨٢
٦ / ٧ حنظلة بن أسعد.................................................. ٤٨٢
٦ / ٨ الطّرمّاح بن
عديٍّ................................................. ٤٨٣
٦ / ٩ قيس بن مسهر................................................... ٤٨٣
٦ / ١٠ مسلم بن عقيل................................................. ٤٨٤
٦ / ١١ مسلم بن عوسجة............................................... ٤٨٥
٦ / ١٢ يزيد بن مسعود................................................. ٤٨٥
الباب السّابع : من
دعا له الإمام زين العابدين............................... ٤٨٦
٧ / ١ حبابة الوالبيّة..................................................... ٤٨٦
٧ / ٢ الزّهريّ.......................................................... ٤٨٦
٧ / ٣ الفرزدق......................................................... ٤٨٧
٧ / ٤ الكميت بن زيد.................................................. ٤٨٨
الباب الثّامن : من
دعا له الإمام الباقر...................................... ٤٩٠
٨ / ١ الكميت بن زيد.................................................. ٤٩٠
٨ / ٢ عليّ بن سالم
الجعفيّ.............................................. ٤٩١
الباب التّاسع : من
دعا له الإمام الصّادق................................... ٤٩٢
٩ / ١ ابن الطّيّار....................................................... ٤٩٢
٩ / ٢ أبو عبيدة
الحذّاء.................................................. ٤٩٢
٩ / ٣ جابرٌ الجعفيّ..................................................... ٤٩٣
٩ / ٤ طرخان النّخّاس................................................... ٤٩٤
٩ / ٥ عبد الملك بن
أعين (أبو الضّريس).................................. ٤٩٥
٩ / ٦ المرأة المبتلاة
ببرص في عضدها...................................... ٤٩٦
٩ / ٧ الشّيخ المبتلى
ببلاء شديد.......................................... ٤٩٦
الباب العاشر : من
دعا له الإمام الكاظم.................................... ٤٩٨
١٠ / ١ عليّ بن يقطين................................................. ٤٩٨
١٠ / ٢ حمّاد بن عيسى................................................. ٤٩٩
١٠ / ٣ بعض الخلفاء................................................... ٥٠٠
الباب
الحادي عشر : من دعا له الإمام الرّضا............................... ٥٠١
١١ / ١ أحمد بن عبد
الله الكرخيّ........................................ ٥٠١
١١ / ٢ الحسن بن محبوب............................................... ٥٠٢
١١ / ٣ داوود بن كثير
الرّقّيّ............................................. ٥٠٣
١١ / ٤ دعبلٌ.......................................................... ٥٠٤
١١ / ٥ موسى بن عمر بن
بزيع.......................................... ٥٠٥
١١ / ٦ يزيد بن إسحاق................................................ ٥٠٥
١١ / ٧ إخوان......................................................... ٥٠٦
الباب
الثّاني عشر : من دعا له الإمام الجّواد................................ ٥٠٨
١٢ / ١ عليّ بن مهزيار................................................. ٥٠٨
١٢ / ٢ محمّد بن سنان.................................................. ٥١٠
١٢ / ٣ محمّد بن عمير
الرّازيّ وأخوه...................................... ٥١١
١٢ / ٤ يونس بن عبد
الرّحمن............................................ ٥١٢
١٢ / ٥ جمعٌ من أصحابه................................................ ٥١٣
الباب
الثّالث عشر : من دعا له الإمام الهادي............................... ٥١٤
١٣ / ١ دعاؤه لأبي
هاشِم الجّعفريّ........................................ ٥١٤
١٣ / ٢ دعاؤه لحمران................................................... ٥١٥
١٣ / ٣ جمعٌ من أصحابه................................................ ٥١٦
الباب
الرّابع عشر : من دعا له الإمام العسكريّ............................. ٥١٨
١٤ / ١ إبراهيم بن
إسماعيل.............................................. ٥١٨
١٤ / ٢ إبراهيم بن
عبدة................................................ ٥١٩
١٤ / ٣ إسحاق بن
إسماعيل............................................. ٥٢٠
١٤ / ٤ عيسى بن صبيح................................................ ٥٢١
١٤ / ٥ الفضل بن شاذان............................................... ٥٢٢
١٤ / ٦ محمّد بن الحسن................................................. ٥٢٢
١٤ / ٧ محمّد بن درياب................................................. ٥٢٣
١٤ / ٨ محمّد بن عليّ
بن إبراهيم......................................... ٥٢٤
الباب
الخامس عشر : من دعا له الإمام المهديّ............................ ٥٢٥
١٥ / ١ إبراهيم بن
مهزيار............................................... ٥٢٥
١٥ / ٢ أبو عبد الله
بن صالح............................................ ٥٢٧
١٥ / ٣ ابن بابويه...................................................... ٥٢٧
١٥ / ٤ القاسم بن
العلاء................................................ ٥٢٨
١٥ / ٥ محمّد بن عبد
الله الحميريّ........................................ ٥٢٩
١٥ / ٦ محمّد بن عثمان
العمريّ وأبوه..................................... ٥٣٠
١٥ / ٧ الشّيخ المفيد.................................................... ٥٣١
١٥ / ٨ محمّد بن يوسف................................................ ٥٣٣
الفصل الخامسُ : الدّعاء على الآخرين
الباب الأوّل : من لا
ينبغي الدّعاء عليه..................................... ٥٣٥
١ / ١ النّفس والأولاد
والأحبّاء والخدم..................................... ٥٣٥
١ / ٢ من لا يستحقّ لا
سيمّا المؤمن...................................... ٥٣٦
١ / ٣ المذنب.......................................................... ٥٣٧
الباب الثّاني : من
ينبغي الدّعاء عليه........................................ ٥٣٨
الباب الثّالث : دعاء
الأنبياء وأتباعهم على المجرمين........................ ٥٣٩
٣ / ١ دعاء نوح........................................................ ٥٣٩
٣ / ٢ دعاء لوط....................................................... ٥٤١
٣ / ٣ دعاء شعيب..................................................... ٥٤١
٣ / ٤ دعاء موسى...................................................... ٥٤٢
٣ / ٥ النّوادر.......................................................... ٥٤٢
الباب
الرابع : من دعا عليهم رسول الله..................................... ٥٥٢
المدخل................................................................. ٥٤٦
١
ـ الحكمة من لعن الأنبياء والأولياء للمجرمين........................... ٥٤٧
أ
ـ تعزيز العقيدة بأنبياء الله وأوصيائه..................................... ٥٤٧
ب
ـ إظهار المكانة المعنوية لأولياء الله.................................... ٥٤٨
ج
ـ فضح الشخصيات السياسية الفاسدة................................ ٥٤٨
د
ـ فضح الشخصيات الدينية المنحرفة................................... ٥٤٨
ه
ـ الحيلولة دون الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية........................ ٥٤٩
٢
ـ من هم الّذين لعنهم الأنبياء والأولياء؟................................ ٥٤٩
٣
ـ المراد من الدّعاء على طائفة ما....................................... ٥٥٠
٤
ـ اللّعن بسبب ذنب خاصّ........................................... ٥٥٠
٥
ـ اللّعن الصوري..................................................... ٥٥٠
٤ / ١ أبو ثروان........................................................ ٥٥٢
٤ / ٢ أبو موسى
الأشعريّ............................................... ٥٥٢
٤ / ٣ الأشعث بن قيس
وذريّته........................................... ٥٥٤
٤ / ٤ الحكم بن أبي
العاص.............................................. ٥٥٤
٤ / ٥ سراقة بن مالك................................................... ٥٥٥
٤ / ٦ عامر بن الطّفيل
وأربد بن ربيعة..................................... ٥٥٦
٤ / ٧ عتيبة بن أبي
لهب................................................. ٥٥٨
٤ / ٨ كسرى.......................................................... ٥٥٩
٤ / ٩ محلّم بن جثّامة................................................... ٥٦٠
٤ / ١٠ مروان بن الحكم................................................. ٥٦٢
٤ / ١١ معاوية بن أبي
سفيان وأبوه........................................ ٥٦٤
٤ / ١٢ معاوية وعمرو
بن العاص......................................... ٥٦٨
٤ / ١٣ المغيرة بن
العاص................................................ ٥٦٩
٤ / ١٤ الملوك الأربعة................................................... ٥٦٩
٤ / ١٥ منصور بن عكرمة............................................... ٥٧٠
٤ / ١٦ نوفل بن خويلد................................................. ٥٧١
٤ / ١٧ الوليد بن عقبة.................................................. ٥٧١
الباب
الخامس : طوائف دعا عليهم النّبيّ................................... ٥٧٣
٥ / ١ قريشٌ........................................................... ٥٧٣
٥ / ٢ الأحزاب......................................................... ٥٧٩
٥ / ٣ من عادا علياً..................................................... ٥٧٩
٥ / ٤ قتلة الحسين...................................................... ٥٨٣
٥ / ٥ النّوادر.......................................................... ٥٨٥
الباب
السّادس : من دعا عليهم الإمام عليّ................................. ٥٨٦
٦ / ١ الأشعث بن قيس................................................. ٥٨٦
٦ / ٢ العيزار........................................................... ٥٨٧
٦ / ٣ مصقلة بن هبيرة.................................................. ٥٨٧
٦ / ٤ المغيرة بن
الأخنس................................................. ٥٨٨
٦ / ٥ يزيد بن حججيّة.................................................. ٥٨٨
٦ / ٦ من كتم حديث
الولاية............................................ ٥٨٩
الباب
السّابع : طوائف دعا عليهم الإمام عليّ............................... ٥٩٦
٧ / ١ قريشٌ........................................................... ٥٩٦
٧ / ٢ النّكثون «
أصحاب الجمل »...................................... ٥٩٨
٧ / ٣ القاسطون «
معاوية وأشياعه »..................................... ٦٠٤
٧ / ٤ المارقون «
الخوارج »............................................... ٦٠٨
٧ / ٥ من خذله من
أصحابه............................................. ٦٠٩
الباب
الثّامن : من دعا عليه الإمام الحسن المجتبى.......................... ٦١٣
٨ / ١ زياد بن أبيه...................................................... ٦١٣
٨ / ٢ معاوية وأصحابه.................................................. ٦١٤
الباب
التّاسع : من دعا عليه الإمام الحسين................................. ٦١٥
٩ / ١ أهل الكوفة...................................................... ٦١٥
٩ / ٢ تميم بن حصين................................................... ٦١٧
٩ / ٣ زرعة............................................................ ٦١٧
٩ / ٤ شمر بن ذي الجوشن............................................... ٦١٨
٩ / ٥ عبد الله بن
الحصين............................................... ٦١٩
٩ / ٦ عمر بن سعد.................................................... ٦١٩
٩ / ٧ مالك بن حوزة «
ابن حويزة »...................................... ٦٢١
٩ / ٨ مالك بن نسر.................................................... ٦٢٢
٩ / ٩ محمّد بن الأشعث................................................ ٦٢٣
٩ / ١٠ رجلٌ من كلب.................................................. ٦٢٤
الباب
العاشر : من دعا عليه الإمام زين العابدين............................. ٦٢٥
١٠ / ١ حرملة بن كاهلة................................................. ٦٢٥
١٠ / ٢ ضمرة بن معبد.................................................. ٦٢٧
الباب
الحادي عشر : من دعا عليه الإمام الباقر............................. ٦٢٩
١١ / ١ أعداء أهل
البيت............................................... ٦٢٩
١١ / ٢ المرجئة......................................................... ٦٢٩
١٠ / ٣ بنان البيان..................................................... ٦١٣
الباب
الثّاني عشر : من دعا عليه الإمام الصّادق............................. ٦٣١
١٢ / ١ أبو الخطّاب.................................................... ٦٣١
١٢ / ٢ أبو منصور..................................................... ٦٣٣
١٢ / ٣ بشّارٌ
الشّعيريّ.................................................. ٦٣٤
١٢ / ٤ حكيم بن عبّاس................................................ ٦٣٥
١٢ / ٥ داوود بن عليٍّ.................................................. ٦٣٦
١٢ / ٦ المغيرة بن
سعيد................................................. ٦٣٨
١٢ / ٧ هؤلاء
الكذّابون على أهل البيت.................................. ٦٣٩
١٢ / ٨ السّاعي عليه................................................... ٦٤٠
الباب
الثّالث عشر : من دعا عليه الإمام الكاظم............................ ٦٤٤
١٣ / ١ ابن قياما....................................................... ٦٤٤
١٣ / ٢ زيادٌ القنديّ.................................................... ٦٤٥
١٣ / ٣ محمّد بن بشير.................................................. ٦٤٦
١٣ / ٤ موسى بن
المهديّ............................................... ٦٤٧
الباب
الرّابع عشر : من دعا عليه الإمام الرضا............................... ٦٤٩
١٤ / ١ ابن أبي سعيد................................................... ٦٤٩
١٤ / ٢ محمّد بن
الفرات................................................ ٦٥٠
١٤ / ٣ البرامكة........................................................ ٦٥١
١٤ / ٤ الواقفيّة........................................................ ٦٥١
١٤ / ٥ هؤلاء
الكذّابون على أهل البيت.................................. ٦٥٢
الباب
الخامس عشر : من دعا عليه الإمام الجواد........................... ٦٥٤
١٥ / ١ أبو الخطّاب
وأصحابه............................................ ٦٥٤
١٥ / ٢ أبو السّمهريّ
وابن أبي الزّرقاء..................................... ٦٥٥
١٥ / ٣ عمر بن فرج................................................... ٦٥٥
١٥ / ٤ هؤلاء
الكذّابون................................................. ٦٥٦
الباب
السّادس عشر : من دعا عليه الإمام الهادي........................... ٦٥٨
١٦ / ١ فارس بن حاتم.................................................. ٦٥٨
١٦ / ٢ الفهريّ والحسن
بن محمّد بن بابا.................................. ٦٥٩
١٦ / ٣ القاسم
اليقطينيّ وعليّ بن حسكة................................. ٦٦١
١٦ / ٤ المتوكّل
العبّاسي................................................. ٦٦٢
١٦ / ٥ رجلٌ نسبه إلى
الرّياء............................................. ٦٦٥
الباب
السّابع عشر : من دعا عليه الإمام العسكريّ.......................... ٦٦٦
١٧ / ١ عروة بن يحيى................................................... ٦٦٦
١٧ / ٢ المستعين
العبّاسي................................................ ٦٦٧
الباب
الثّامن عشر : من دعا عليه الإمام المهديّ............................ ٦٦٨
١٨ / ١ أحمد بن هلال.................................................. ٦٦٨
١٨ / ٢ الشّلمغانيّ...................................................... ٦٧٠
الفهارس.................................................................. ٦٨٥
١ ـ فهرس الآيات
الكريمة................................................. ٧٨٧
٢ ـ فهرس الأعلام....................................................... ٧٠١
٣ ـ فهرس الأديان
والفرق والمذاهب........................................ ٧٢١
٤ ـ فهرس الجماعات
والقبائل.............................................. ٦٢٣
٥ ـ فهرس البلدان
والأماكن............................................... ٧٢٧
٦ ـ فهرس الأشعار....................................................... ٧٣١
٧ ـ فهرس الحوادث
والوقائع والأيام والأزمنة.................................. ٧٣٣
٨ ـ فهرس المصادر....................................................... ٧٣٥
٩ ـ الفهرس التفصيلي.................................................... ٧٦٧
|